المقدمة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسّلام على آله وصحبه الطيبين الطاهرين.

أما بعد :

فقد حظيت مؤلفات ابن مالك رحمه‌الله من اهتمام العلماء ، دراسة وشرحا وتعليقا ، قديما وحديثا ـ بما لم تحظ به مصنفات غيره ، وتنافسوا في تقديم مصنفاته للمتعلمين بأيسر الطرق وأسهلها.

ولعلّ انقطاع ابن مالك للعلم ، وصلاح نيته وإخلاصه ، وما رزق من توفيق الله ، ومن سهولة الأسلوب ، وقرب المأخذ ، وتفرغه للعلم والتعليم ، كان سببا في تميز مؤلفاته ، وإقبال الناس عليها.

وفي مقدمة ما اهتم به العلماء من مؤلفاته : (الخلاصة) المشتهرة بالألفية ، فقد أقبلوا عليها حفظا ، ودراسة ، وشرحا ، وإعرابا ، وتيسيرا لطلاب العلم في مختلف العصور حتى يومنا هذا ، فهي لا تزال تدرّس في الجامعات والكليات المتخصصة ، من خلال شروحها المتعددة التي زادت على الخمسين (١) ، فضلا عن النظم والاختصار والحواشي على تلك الشروح التي زادت

__________________

(١) كشف الظنون ١ / ١٥١ ـ ١٥٥.


على العشرين حاشية (١) ، ومن تلك الشروح شرح ابن الوردي الموسوم بـ : (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة) الذي نحن بصدد دراسته وإخراجه للقراء والدارسين.

وقد تعرّفت على ابن الوردي ومؤلفاته من خلال دراستي لكتابه (شرح التحفة الوردية) فوجدته عالما فذّا ، وأديبا متميزا ، له أسلوبه الخاص في طرح القضايا النحوية والصرفية ، ولم تحظ مؤلفاته في اللغة بالنشر ، لغلبة شهرته الأدبية على غيرها. لذا عقدت العزم على متابعة دراسة ما أمكن لي من مؤلفاته ، وإخراجها للقراء ومحبي العربية ، فكان أن اطلعت في أثناء عملي في شرح التحفة على شرحه ألفية ابن مالك ، وما يتميّز به هذا الشرح من الوسطية في تناول أبيات المنظومة ، فتح به مغلقها ، وفصّل مجملها ، وقيّد مطلقها ، فلا هو بالطويل الممل ، ولا بالمختصر المخل ، مما يحتاجه طالب العلم ، فيشفي غلته ، ويشبع نهمته ، إضافة لما يتميز به من سهولة العرض ، ونصاعة الأسلوب ، فهو الأديب العالم ، البارع في جميع فنون عصره ، إضافة إلى أن ابن الوردي من أوائل شرّاح الألفية.

كل ذلك شجعني على دراسة هذا الكتاب الجليل ونشره ، وضمه إلى ما سبقه من شروح الألفية الثلاثة عشر التي نشرت حتى الآن ؛ ليستفيد منه العالم ، وينهل منه المتعلم.

__________________

(١) المرجع السابق.


وإذا كان لاسم الكتاب دلالة على مضمونه ، فإن ابن الوردي قصد إلى ذلك عند ما سمّى شرحه للخلاصة بـ (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة) فقد برز في عمله هذا المعنى ، فهو لا يقف في شرحه عند تحليل ألفاظ الخلاصة وعباراتها كما فعل كثير من شرّاحها ، بل تجاوزه إلى الاستدراك على عبارات الناظم ، ووضع البديل ، وإكمال ما يراه من نقص تدعو الحاجة إليه ، بما يضيفه من شروط ومحترزات ، وتتمات ، إضافة إلى مناقشة بعض المسائل النحوية والرد على الناظم وابنه في شرحه لألفية والده.

وقد تمت دراسة هذا العمل الجليل من خلال ثلاثة أقسام :

القسم الأول : الدراسة وتشتمل على فصلين :

الفصل الأول : ابن الوردي : حياته وآثاره.

الفصل الثاني : دراسة الكتاب ، وتشمل : منهجه في الشرح ، مصادره ، استدراكاته على آراء ابن مالك في الألفية وغيرها ، وكذا على شرح ابن الناظم ، ثم مذهبه النحوي ، وتوثيق اسم الكتاب.

القسم الثاني : إلمامة مختصرة عن ابن مالك : حياته وآثاره.

القسم الثالث : تحقيق كتاب (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة)

ويشمل : مقدمة التحقيق ، وصف نسخ الكتاب ، عملي في التحقيق.

وتفصيل ذلك ما يلي :



القسم الأول



الفصل الأول

ابن الوردي : حياته وآثاره (١) :

نسبه :

هو زين الدين (٢) أبو حفص ، عمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس بن علي بن أحمد بن عمر بن سعيد بن القاسم ابن النضر بن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي‌الله‌عنه (٣).

وكان رحمه‌الله يفتخر باتصال نسبه إلى أبي بكر الصديق رضي‌الله‌عنه ، ويذكره في أشعاره يقول :

مع أني أحمد الله على

نسبي إذ بأبي بكر أتّصل (٤)

ويقول :

جدّي هو الصدّيق واسمي عمر

وابني أبو بكر وبنتي عائشه (٥)

__________________

(١) انظر : حياة ابن الوردي مفصلة في مقدمة دراستي شرح التحفة الوردية ص : ٢١ ـ ٥٤.

(٢) ويلقب بسراج الدين أيضا.

(٣) أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء ٥ / ٥. وغيرها من المراجع المذكورة في مقدمة دراستي شرح التحفة الوردية.

(٤) ديوان ابن الوردي ٤٣٧ وأعلام النبلاء ٥ / ٥.

(٥) ديوان ابن الوردي ٤١٧.


أسرته :

لم تسعف المصادر التي كتبت عن ابن الوردي ، حتى ما كتب هو نفسه ، بالتعرّف على أسرة ابن الوردي إلا باليسير ، فوالده توفي في معرة النعمان في يوم الجمعة منتصف شهر رمضان سنة (٧٢٣ ه‍ (١) وقد خلّف سبعة أولاد ، عرف منهم أحمد ويوسف ، وأنهما من أهل العلم والفضل ، عملا في القضاء والتدريس (٢) ، وأن والدته ينتهي نسبها إلى أويس القرني ، رضي‌الله‌عنه ، وقد توفيت في الثالث من المحرم سنة (٧٢٠ ه‍) (٣).

ولابن الوردي من الأبناء شرف الدين أبو بكر ، تفقه على أبيه وعمه ، ودرّس بالبهائية بدمشق ، وناب في الحكم ، وله نظم ونثر ، ومات في حلب سنة (٧٨٧ ه‍) (٤)

وقد رزق عددا من البنات لم يذكر من هنّ إلا واحدة اسمها عائشة (٥) ، ويظهر أن اسم الأخرى (ثريّا) وقد توفيت في حياته فرثاها (٦).

__________________

(١) تتمة المختصر ٢ / ٢٧٤.

(٢) تتمة المختصر ٢ / ٣٥٣ وديوان ابن الوردي ١٨١ ، ٢٥٤ ، ٣٧٢ ، وأعيان العصر وأعوان النصر للصفدي (مخطوط) والدرر الكامنة ٥ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤ وإعلام النبلاء ٤ / ٥٩٠ ـ ٥٩١ و ٥ / ١١ ـ ١٢.

(٣) تتمة المختصر ٢ / ٢٦٩.

(٤) الدرر الكامنة ١ / ٤٨٥ وأعلام النبلاء ٥ / ٩٣.

(٥) ديوان ابن الوردي ٤١٧ وأعلام النبلاء ٥ / ٥.

(٦) ديوان ابن الوردي ٢٠٣ ـ ٢٠٤.


مولده ووفاته :

ولد في معرة النعمان بسوريا سنة (٦٩١ ه‍) على الصحيح ، فقد قال في كتابه (تتمة المختصر) عن أحداث سنة (٦٩١ ه‍) : «وفيها والملك الأشرف نازل على معرة النعمان متوجها إلى قلعة الروم ، كان مولدي (١)» وقيل : غير ذلك (٢).

وتوفي رحمه‌الله في حلب بمرض الطاعون في السابع والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وسبع مئة من الهجرة (٢٧ / ١٢ / ٧٤٩ ه‍) كما ذكر أكثر المؤرخين (٣). ورثاه الصفدي (٤).

__________________

(١) تتمة المختصر في أخبار البشر ٢ / ٣٣٩.

(٢) انظر تاريخ آداب اللغة ٣ / ١٩٢ ودائرة المعارف الإسلامية ١ / ٤١٤ وتاريخ الأدب العربي لعمر فروخ ٣ / ٧٦٦ وتاريخ الأدب العربي لبروكلمان ٢ / ١٧٥ ومقدمة تحقيق تتمة المختصر لمحمد أحمد رفعت البدراوي ١ / ٧.

(٣) انظر أعيان العصر وأعوان النصر (مخطوط) والمنهل الصافي (مخطوط) وكلاهما للصفدي ، وطبقات الشافعية للسبكي ٦ / ٢٤٣ ، والدليل الشافي على المنهل الصافي ١ / ٥٠٦ ـ ٥٠٧ والنجوم الزاهرة ١٠ / ٢٤٠ والبدر الطالع ١ / ٥١٤ وبغية الوعاة ٢ / ٢٢٧ وأعلام النبلاء ٥ / ٣ وغيرها.

وقيل : توفي في غير هذه السنة على أقوال متباعدة نيجة لبس في اسمه مع غيره. انظر بدائع الزهور في وقائع الدهور ١ / ١٩٨ وكشف الظنون ١ / ١٥٧ و ١ / ٩٠٢ و ٢ / ١٦٢٩ و ٢ / ١٧٨٧ و ٢ / ١٨١٧ و ٢ / ١٨٦٤.

(٤) انظر أعيان العصر في أعوان النصر (مخطوط) وبدائع الزهور ١ / ٥٢٤.


شيوخه :

ولد ابن الوردي وقضى حياته ، في إقليم الشام من الدولة الإسلامية المملوكية ، وتنقّل بين مسقط رأسه معرة النعمان ، وسرجة ، والفوعة ، ومنبج ، وشيزر ، وحماة ، ودمشق ، وغيرها من حواضر وقرى الشام ، متعلما ومعلما وقاضيا ، واستقر به المقام في حلب.

وقد انتقل لطلب العلم من المعرة مبكرا ، فقد ذكر أنه أخذ عن شيخه عبس السرجاوي المتوفى بسرجة سنة (٧٠٧ ه‍) (١) ، وكان موجودا بحلب سنة (٧١١ ه‍) حيث شارك في استقبال (قرة سنقر) مع شيخه ابن الوكيل (٢) ، كما أن شيخه هبة الله بن البارزي حدّثه سنة (٧١٣ ه‍) عن اختلاف العلماء في صوم الدهر (٣) ، وذلك في حماة. ويظهر أنه لم يزر دمشق قبل سنة (٧١٥ ه‍) حيث حضر فيها مجلس بيع ملك عند القاضي نجم الدين بن صرصرى (٤).

وقد ذكر من مشايخه من طالت ملازمته له ، أو اشتهرت محاورته له في قضايا الفقه والفرائض والنحو والأدب ، ودوّن بنفسه في تتمة المختصر أشهرهم ، ورثى عددا منهم ، مثل :

١ ـ عبس بن عيسى بن علي بن علوان السرجاوي العليمي ،

__________________

(١) الدرر الكامنة ٣ / ٤٦.

(٢) تتمة المختصر ٢ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠.

(٣) تتمة المختصر ٣٢٠.

(٤) المنهل الصافي (مخطوط) وبدائع الزهور ١ / ١٩٩ وأعلام النبلاء ٥ / ١٠ ـ ١١.


المتوفى في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع وسبع مئة من الهجرة (٢٥ / ٦ / ٧٠٧ ه‍) وقد رثاه ابن الوردي (١).

٢ ـ صدر الدين أبو عبد الله محمد بن زين الدين عثمان المعروف بابن الوكيل ، وبابن المرحل ، فقد انتقل مع أبيه من مصر إلى دمشق ، وأقام مدة بحلب ، وتوفي في القاهرة سنة ستّ عشرة وسبع مئة من الهجرة (٧١٦ ه‍) (٢) وأثنى عليه ابن الوردي ثناءا عظيما.

٣ ـ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد الولي بن جبارة المرادي الحنبلي ، الفقيه الأصولي المقرئ النحوي ، تلقى عنه ابن الوردي في حلب. توفي بالقدس في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وسبع مئة (٧٢٨ ه‍) (٣).

٤ ـ برهان الدين إبراهيم بن الشيخ تاج الدين عبد الرحمن بن إبراهيم بن سباع الفزاري ، تصدى للاشتغال والفتوى في المذهب الشافعي ، توفي بدمشق في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وسبع مئة من الهجرة (٧٢٩ ه‍) (٤).

٥ ـ مهنا بن إبراهيم بن مهنا الفوعي المتوفى في الخامس عشر

__________________

(١) تتمة المختصر ٢ / ٢٥٥ ، ٣١٣ ، ٣٣٨ وديوان ابن الوردي ١٨ ، ٢٤٤.

(٢) تتمة المختصر ٢ / ٢٦٥ والبداية والنهاية ١٤ / ٨٠ والأعلام ٦ / ٣١٤.

(٣) تتمة المختصر ٢ / ٢٨٤ والأعلام ١ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣.

(٤) تتمة المختصر ٢ / ٢٧٤ ـ ٢٩٠ والأعلام ١٨٤٥.


من شوال سنة ست وثلاثين وسبع مئة من الهجرة (٧٣٦ ه‍) ورثاه ابن الوردي (١).

٦ ـ قاضي قضاة حماة ، شرف الدين أبو القاسم هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم البارزي الجهني الحموي الشافعي المتوفى في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة من الهجرة (٧٣٨ ه‍) (٢) وهو أكثر من أخذ عنه العلم ، وقد أجاز ابن الوردي في الفقه ، وفي الخلاصة لابن مالك ، ورثاه ابن الوردي (٣).

٧ ـ قاضي قضاة حلب ، فخر الدين أبو عمرو عثمان بن زين الدين علي بن عثمان المعروف بابن خطيب جبرين ، اشتهر بالفقه والأصول والنحو والتصريف والقراءات. توفي في المحرم سنة تسع وثلاثين وسبع مئة من الهجرة بمصر (٧٣٩ ه‍) ورثاه ابن الوردي (٤).

٨ ـ يوسف بن مظفر بن عمر جمال الدين بن الوردي ، شقيق ابن الوردي الأكبر ، قاض وفقيه ، ولد سنة (٦٨٠ ه‍) ومات في

__________________

(١) تتمة المختصر ٢ / ٣١١ ـ ٣١٢.

(٢) تتمة المختصر ٢ / ٢٨٢ ، ٢٨٣ ، ٢٩٧ ، ٣١٩ ، ٣٢٣ وديوان ابن الوردي ٥٨ ، ١٠٤ ، ١٠٧ ، ٣٣٥ ، والبداية والنهاية ١٤ / ١٨٤ وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٣ / ٣٩٣ وبغية الوعاة ٢ / ٢٢٧.

(٣) تتمة المختصر ٢ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣ وديوان ابن الوردي ٥٨ ـ ٥٩.

(٤) تتمة المختصر ٢ / ٣١١ ، ٣٢٣ وديوان ابن الوردي ٥٠٣ والبداية والنهاية ١٤ / ١٨٤ والدرر الكامنة ٥ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤ والأعلام ٤ / ٢١٠.


العشر الوسطى من ذي القعدة سنة تسع وأربعين وسبع مئة من الهجرة (٧٤٩ ه‍) قبل أخيه فرثاه (١).

٩ ـ إبراهيم بن عيسى بن عبد السّلام ، ولعله أول من تلقى عنه ابن الوردي بمعرة النعمان ، ولم أقف على شيء من أخباره ، إلا أنه قال في تتمة المختصر في حوادث (٧٣٩ ه‍) : «وفيها في أوائل رجب توفي بمعرة النعمان ابن شيخنا العابد إبراهيم .. (٢)»

١٠ ـ الشيخ تاج الدين جعفر السراج الحلبي (٣).

واستفاد ابن الوردي من غير هؤلاء من علماء عصره في شتى العلوم والفنون فقد جالس الكثير وسمع منهم وحاورهم ، ومنهم :

أ ـ شيخ الإسلام أبو العباس ، تقي الدين ابن تيمية ، أحمد ابن عبد الحليم الدمشقي الحنبلي (٤) ، المتوفى سنة (٧٢٨ ه‍) بدمشق (٥).

__________________

(١) تتمة المختصر ٢ / ٣٥٣ وديوان ابن الوردي ٣٧٢ وأعيان العصر وأعوان النصر للصفدي (مخطوط) والدرر الكامنة ٥ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤ وأعلام النبلاء ٤ / ٥٩٠ ـ ٥٩١ و ٥ / ١١ ـ ١٢.

(٢) تتمة المختصر ٢ / ٣٣٥.

(٣) ذكره ابن الوردي في الحديث عن الشيخ (مهنا) قال : «وصحب شيخنا تاج الدين جعفر السراج الحلبي وتلمذ له ، وانتفع به ، وصرفه مهنا في ماله ، وخلفه على السجادة بعد وفاته». ولم أعثر على غير هذا. انظر تتمة المختصر ٢ / ٣١٢.

(٤) تتمة المختصر ٢ / ٤٠٧.

(٥) ديوان ابن الوردي ٢٦٦ والأعلام ١ / ١٤٤.


ب ـ نجم الدين اللخمي القبائي الحنبلي المتوفى بحماة سنة سبع مئة وأربعة وثلاثين (٧٣٤ ه‍) سأل ابن الوردي عن المسألة الأكدرية إذا كان بدل الأخت خنثى ، فأعجب نجم الدين بجوابه ، وذلك في بلدة الفوعة (١).

ج ـ العلامة فخر الدين محمد بن علي المصري الشافعي ، المعروف بابن كاتب قطلوبك ، المتوفى سنة سبع مئة وواحد وخمسين (٧٥١ ه‍) (٢) سمع منه وباحثه عند ما قدم حلب سنة (٧٣٨ ه‍) (٣).

د ـ التاج اليماني ، تاج الدين أبو المحاسن عبد الباقي بن عبد المجيد بن عبد الله اليمني المخزومي المكي ، النحوي اللغوي الكاتب العروضي الشاعر ، المتوفى سنة سبع مئة وثلاثة وأربعين (٧٤٣ ه‍) باحثه ، وأنشده التاج من شعره ، عند ما قدم حلب سنة (٧٤١ ه‍) (٤).

ه ـ الشيخ شهاب الدين أحمد بن المرحّل الحرّاني النحوي المتوفى في مصر سنة سبع مئة وأربعة وأربعين ٧٤٤ ه‍ ، ذكر ابن الوردي أنه لقيه في حلب ، وتحاورا في مسائل نحوية (٥).

__________________

(١) تتمة المختصر ٢ / ٣٠٥.

(٢) الدرر الكامنة ٤ / ١٧٠ ـ ١٧١.

(٣) تتمة المختصر ٢ / ٣١٥ ـ ٣١٦.

(٤) تتمة المختصر ٢ / ٣٣١ ، ٣٣٥ وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٣ / ٣١ ـ ٣٢ والأعلام ٣ / ٢٧٢.

(٥) تتمة المختصر ٢ / ٣٣٧ وديوان ابن الوردي ٣٧٧.


و ـ القاضي محمد بن أبي بكر شمس الدين بن النقيب المتوفى في ذي القعدة سنة سبع مئة وخمس وأربعين (٧٤٥ ه‍) ذكر أنه جرت معه مذاكرة ومجالسة في حلب في مشكلات وقضايا فقهية (١).

ز ـ الشيخ صافي بن نبهان ، سمع منه في (جبرين) في الحديث (٢).

والمتتبع لديوانه ولتتمة المختصر يقف على غير هؤلاء من علماء الشام ، وعلماء مصر الذين قدموا الشام.

إجازات ابن الوردي لتلاميذه وعلماء عصره :

سمع من ابن الوردي كثير من علماء عصره ، وتلقى عليه الكثير من طلاب العلم ومحبي الأدب ، وأجاز عددا من هؤلاء وهؤلاء رواية مؤلفاته في مختلف الفنون والعلوم ، ذكر عددا منهم في ديوانه ، إلا أنه لا يذكر أحيانا اسم المجاز كاملا ، وممن ذكرهم :

١ ـ القاضي أبو المحاسن نور الدين يوسف بن محمد بن منصور الأنصاري الفيومي الخزرجي الشافعي ، أجازه ابن الوردي في رواية مؤلفاته ، وكان ذلك سنة (٧٤٣ ه‍) وأثنى على علمه وشعره ، وقال : إنه استجازه ، وكان الحق الاستجازة منه (٣).

__________________

(١) تتمة المختصر ٢ / ٣٤٠ ـ ٣٤١ والأعلام ٦ / ٥٥.

(٢) ديوان ابن الوردي ٢٠٧ ، وذكر ذلك في بيتين.

(٣) ديوان ابن الوردي ١٤٠ ـ ١٤٤.


وقال في الدرر : توفى سنة بضع وأربعين وسبع مئة من الهجرة (١).

٢ ـ العلامة صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله ، الصفدي المولد ، الدمشقي الوفاة سنة ٧٦٤ ه‍ ، له زهاء مئتي مصنف ، أجازه في رواية ما له من منقول ومقول ، وفروع وأصول ، ونظم ونثر ، وأدب وعلم ، وشرح وتأليف ، وأثنى ابن الوردي على أدبه وعلمه (٢).

٣ ـ كمال الدين عمر بن محمد بن الضياء بن شهاب الدين محمد ابن العجمي الحلبي ، المتوفى سنة ٧٤٤ ه‍ ، باحثه في شرح الشافية الكافية (٣).

٤ ـ القاضي شهاب الدين أحمد بن ريان ، قرأ عليه (الخلاصة) لابن مالك وشرحها لابنه (٤).

٥ ـ الفقيه الفاضل محمد بن عمر بن علي اليمني ، قرأ عليه منظومته (بهجة الحاوي) وكان وفد عليه من اليمن (٥).

__________________

(١) الدرر الكامنة ٥ / ٢٥٠ ـ ٢٥١.

(٢) ديوان ابن الوردي ٩٧ ـ ١٠٣ وأعيان العصر وأعوان النصر للصفدي (مخطوط) وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٣ / ١١٩ ـ ١٢١ والدرر الكامنة ٢ / ١٧٦ ـ ١٧٧ والأعلام ٢ / ٣١٥.

(٣) تتمة المختصر ٣٣٩ وديوان ابن الوردي ٤٢٨ وإعلام النبلاء ٤ / ٥٨٢ ـ ٥٨٣.

(٤) ديوان ابن الوردي ٥٧ ـ ٥٨.

(٥) المرجع السابق ١٣٩.


٦ ـ ضياء الدين سليمان الفارسي ، قرأ عليه (البهجة) وأجازه في رواية ما له من منقول ومقول (١).

٧ ـ الفقيه الجليل ابن شجرة ، قرأ عليه كتابي : (الجمل) لعبد القاهر الجرجاني ، و (الخلاصة) لابن مالك (٢).

٨ ـ كمال الدين إبراهيم بن بهاء الدين حسين بن جمال الدين بن سليمان بن ريان ، المعروف بابن ناظر الجيش ، عرض عليه (الوافية) في نظم الكافية لابن الحاجب (٣).

٩ ـ ابن العطار ، عرض عليه كتاب التنبيه في الفقه الشافعي للشيرازي (٤).

١٠ ـ محمد بن الحسن الحنفي ، عرض عليه مواضع من كتاب :

(بداية المبتدي) لأبي الحسن المرغيناني الحنفي (٥).

١١ ـ تقي الدين أبو بكر ، قرأ عليه مواضع من كتابه : (بهجة الحاوي) وأثنى عليه كثيرا (٦).

ابن الوردي والعمل في القضاء :

عمل ابن الوردي في القضاء مدة تزيد على اثنتي عشرة سنة ما

__________________

(١) المرجع السابق ٦٦.

(٢) المرجع السابق ٧٥ ـ ٧٦.

(٣) المرجع السابق ٧٦ ـ ٧٧.

(٤) المرجع السابق ١٣٨.

(٥) المرجع السابق ١٤٨.

(٦) المرجع السابق ١٣٤ ـ ١٣٦.


بين ٧٢٤ ه‍ إلى ٧٣٦ ه‍ في دمشق (١) ، وحلب ، والقرى التابعة لها كمنبج ، وقرى أعمال حمص كشيزر ، ولم يرق له العمل في البرّ ، وكتب في ذلك أشعارا إلى قضاة حلب يعاتبهم على إقصائه وتقريب من هو أقل منه ، ويطلب إقالته ، رغبة منه في القرب من مراكز العلم ومجالس العلماء.

قال يخاطب كمال الدين محمد بن علي الزملكاني قاضي قضاة حلب (٢) :

أمنقذها (٣) من بؤسها وعنائها

فديتك أنقذني فقد نفد العمر

فإني أرى عيبا بأني مضيّع

وكسي من الحكم الخصومات والوزر

مقيما بأرض الحرث جارا لمعشر

وجوههم غبر وأثوابهم حمر

تقدمني من كان خلفي وساءني

خمولي ولكن هكذا يفعل البرّ

بليت بحجر الحكم من زمن الصبا

فهل بكمال الحجر يرتفع الحجر

على أنني راض بأن ألي القضا

وأعزل عنه لا أثام ولا أجر

__________________

(١) ذكر ابن إياس في بدائع الزهور ١ / ٥٢٥ ـ ٢٥٦ أنه ولي قضاء دمشق ، فأقام مدة في ولايته حتى ملّ من ذلك ، وأنشأ يقول :

ولو لا أنني أرجو خلاصي

من الأحكام كنت قتلت نفسي

تقضّى العمر في شكوى ودعوى

وإنكار وإقرار وحبس

فلما انفصل عن القضاء أنشأ يقول :

خلصت ثوب القضاء طوعا

ولم أكن فيه بالمظلوم

إن زال جاه القضاء عني

كان لي الجاه بالعلوم

(٢) ديوان ابن الوردي ٢٩٣ ـ ٢٩٨.

(٣) يعني كنيسة اليهود بحلب التي حولها الزملكاني إلى دار للحديث. ديوان ابن الوردي ٢٩٣ ـ ٢٩٨٧.


لئن زاد مال المرء مع نقص علمه

فذلك خسر لا يقابله خسر

أيا أوحد الإسلام إني معوّل

عليك وما المملوك في قصده غرّ

أقلني من الأحكام في البرّ محسنا

إليّ بفصلي عنه ، يا من هو البحر

شغلت بحبّ العلم عن رفعة القضا

أيلوي على الأصداف من قصده الدّرّ

تعجب قوم كيف أترك منصبي

وأرفضه عمدا وما أنا مضطرّ

وقالوا : ترى من حلّ في رتبة القضا

وفارقها حتى يواريه القبر

أرى العلم أعلى رتبة لي من القضا

ولو لم يكن إلّا فوائدك الزّهر

وفيّ لتحصيل العلوم بقيّة

فلا كبر عنها يصدّ ولا كبر

ولم يستجب الزملكاني لرغبة ابن الوردي في الإقالة من القضا في البر.

وعند ما تولى الشيخ فخر الدين أبو عمرو عثمان بن خطيب جبرين ، قضاء قضاة حلب وما يتبعها في جمادى الآخرة سنة ٧٣٦ ه‍ ، طلب منه ابن الوردي الإعفاء من القضاء فاستجاب لطلبه ، وبذلك تحققت رغبته في التفرغ للبحث والتدريس في حلب ، وقد عبّر عن ذلك في إحدى قصائده ، قال (١) :

إني تركت عقودهم وفسوخهم

وفروضهم والحكم بين اثنين

ولزمت بيتي قانعا ومطالعا

كتب العلوم وذاك زين الزين (٢)

__________________

(١) ديوان ابن الوردي ٣٥٧.

(٢) يعني نفسه ، فلقبه زين الدين.


أهوى من الفقه الفروق دقيقة

فيها يصح تفرّز النصين

وأحبّ في الإعراب ما هو غامض

عن نصف نحوي وعابر عين

وأقول في علم البديع معانيا

مقسومة بين البيان وبيني

وتركت نظم الشعر إلا نادرا

كالبيت في سنة أو البيتين

ما الشعر كالعلم الشريف نباهة

فالعلم فيه سعادة الدارين

منزلته العلمية والأدبية :

لئن طغت شهرة ابن الوردي الأدبية على مكانته العلمية ، بما اشتهر به من نظم ونثر أدبي متميز ، فإن الدارس لحياته وتراثه العلمي ، وعمله في القضاء ، وتفرغه للتدريس ، وقصد العلماء مجلسه ، ودراستهم مؤلفاته ، وطلبهم الإجازة منه ، فضلا عن تلاميذه الذين يصعب حصرهم ، ليعلم أن ابن الوردي كان عالما متميزا في كل الفنون التي ألّف فيها ، من نحو وفقه وفرائض وتصوف وتاريخ وتفسير أحلام وجغرافيا ، وأن ما ترك من منظوم ومنثور في هذه الفنون ، يشهد بعمق فكره وتنوع ثقافته ، فقد نظم الفقه الشافعي ، وألف في النحو تسعة مؤلفات بين منظوم ومنثور ، ففاق بذلك كثيرا ممن سبقه ، ومن جاء من بعده. وأثنى عليه علماء عصره ، ومن جاء بعدهم ممن اطلع على مصنفاته.

قال الصفدي رحمه‌الله : «أحد فضلاء العصر ، وفقهائه ، وأدبائه ، وشعرائه ، تفنن في علومه ، وأجاد في منثوره ومنظومه ، وعربيته تلافيها ما أنّس غريبها بتلافيها ، وقربها إلى التعقل بعد تجانفها


وتجافيها (١)». وقال : «فقهه للطلبة روضة ، ولأصحاب الفتاوى قد شرّع حوضه ، نظم الحاوي وزاده مسائل ، وجعله بعد وحشة الأذهان منه خمائل (٢)».

وقال ابن حجر : «من نظم الفقه بعد ابن الوردي فقد أتعب نفسه (٣)».

مصنفاته العلمية :

١ ـ البهجة الوردية (٤) ، وتسمى (بهجة الحاوي) نظمها في فروع الفقه الشافعي في ثلاثة وستين وخمسة آلاف بيت (٥٠٦٣) ، ظمنها (الحاوي الصغير) للشيخ نجم الدين عبد الغفار القزويني المتوفى سنة (٦٦٥ ه‍) وقال ابن حجر عنه : «أقسم بالله لم ينظم أحد بعده الفقه إلا قصر دونه (٥)». وقد حظيت البهجة بعدة شروح (٦).

٢ ـ الوسائل المهذبة في المسائل الملقبة (٧) ، وتسمى (الملقبات

__________________

(١) أعيان العصر وأعوان النصر للصفدي (مخطوط).

(٢) المرجع السابق.

(٣) المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي ، لابن تغري بردي (مخطوط).

(٤) ديوان ابن الوردي ١٠٣ وهدية العارفين ١ / ٧٨٩.

(٥) الدرر الكامنة ٣ / ٢٧٢.

(٦) انظر مقدمة دراستي شرح التحفة الوردية ٤٩.

(٧) ديوان ابن الوردي ١٠٣ وهدية العارفين ١ / ٧٨٩ ، وفي ١٤٢ من الديوان :

(المسائل المهذبة في الوسائل الملقبة) وفي بروكلمان ٢ / ١٧٦ (المسائل الملقبة الوردية).


الوردية) منظومة في علم الفرائض على المذاهب الأربعة. شرحها الشيخ عبد الله بن محمد العجمي الشّنشوري ، المتوفى سنة (٩٩٩ ه‍) وسماه (الفوائد المرضية في شرح الملقبات الوردية (١).

٣ ـ منطق الطير لإرادة الخير (٢) ، في التصوف ، نظما ونثرا.

٤ ـ الشهاب الثاقب والعذاب الواصب في التصوف (٣).

٥ ـ التحفة الوردية ، منظومة في النحو في (١٥٣) بيتا (٤)

٦ ـ شرح التحفة الوردية (٥).

٧ ـ تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة (٦) ، وعبر عنه في إجازاته بـ (شرح الخلاصة الألفية في علم العربية) (٧). وهو

__________________

(١) إيضاح المكنون ٢ / ٥٥٣ والأعلام ٤ / ١٢٨.

(٢) ديوان ابن الوردي ١٠٣ ، ١٤١ وهدية العارفين ١ / ٧٨٩ وشذرات الذهب ٦ / ١٦١.

(٣) دائرة المعارف الإسلامية ١ / ٤٥١ وفي بروكلمان ٢ / ١٧٧ (الشهاب الثاقب والعتاب الواصب) وفي غيره (العذاب الواقف).

(٤) ديوان ابن الوردي ١٠٣ ، ١٤٢ ، ١٨٧ ، وسماها في إجازة للشيخ شهاب الدين العوضي مرة بالبهجة الوردية في علم العربية ، ومرة بالنفحة ١٧٩ وهدية العارفين ١ / ٧٨٩. وفي كشف الظنون ٢ / ١٩٦٩ أن عبد الشكور شرح النفحة.

(٥) وقد قمت بتحقيقه وطباعته سنة ١٤٠٩ ه‍ ١٩٨٩ م.

(٦) ديوان ابن الوردي ١٤١ وبروكلمان ٢ / ١٧٦ والأعلام ٥ / ٦٧.

(٧) ديوان ابن الوردي ١٠٣ وكشف الظنون ١ / ١٥٣.


محط الدراسة والتحقيق.

٨ ـ ضوء الدرة ، في شرح ألفية ابن معطي (١).

٩ ـ قصيدة اللباب في علم الإعراب (٢).

١٠ ـ شرح قصيدة اللباب في علم الإعراب (٣).

١١ ـ تذكرة الغريب في النحو نظما (٤).

١٢ ـ شرح تذكرة الغريب (٥).

١٣ ـ أحاج في النحو على حروف المعجم (٦).

١٤ ـ تتمة المختصر في أخبار البشر (٧) ، ويعرف بتاريخ ابن الوردي ، لخص فيه تاريخ أبي الفداء ، إسماعيل بن علي الأيوبي ملك حماة ، المتوفى سنة (٧٣٢ ه‍) وذيّل عليه من حيث وقف أبو الفداء سنة (٧٠٩ ه‍) إلى وفاة ابن الوردي سنة (٧٤٩ ه‍) (٨)

__________________

(١) ديوان ابن الوردي ١٠٣ ، ١٤١ وكشف الظنون ١ / ١٥٥ والأعلام ٥ / ٦٧.

(٢) ديوان ابن الوردي ١٠٣ وكشف الظنون ٢ / ١٥٤٣ وهدية العارفين ١ / ٧٨٩ وشذرات الذهب ٦ / ١٦١ و ١٦٢.

(٣) ديوان ابن الوردي ١٠٣ وهدية العارفين ١ / ٧٨٩.

(٤) كشف الظنون ١ / ٣٩٠ وشذرات الذهب ٦ / ١٦١.

(٥) كشف الظنون ١ / ٣٩٠.

(٦) أعيان العصر وأعوان النصر (مخطوط).

(٧) طبع عدة طبعات ، آخرها عام ١٩٧٠ م بتحقيق أحمد رفعت البدراوي.

(٨) كشف الظنون ٢ / ١٦٢٩.


١٥ ـ المسائل المهذبة في المسائل الملقبة ، منظوم في (٧١) بيتا من الرجز في الأنساب (١).

١٦ ـ أرجوزة في علم الأحجار والجواهر (٢).

١٧ ـ ضوء درة الأحلام في تعبير المنام ، ويسمى الألفية الوردية (٣).

١٨ ـ خريدة العجائب وفريدة الغرائب (٤) ، في تقويم البلدان وغيره.

١٩ ـ أحوال القيامة ، وهو مستخلص من (خريدة العجائب) (٥).

آثاره الأدبية :

سبق أن أشرنا إلى أن ابن الوردي اشتهر أديبا أكثر منه عالما ، ولقد كان لقصيدته اللامية التي سارت بها الركبان ، منذ عصر ابن

__________________

(١) دائرة المعارف الإسلامية ١ / ٤١٥.

(٢) ديوان ابن الوردي ١٠٣.

(٣) ديوان ابن الوردي ١٠٣ وكشف الظنون ١ / ٦٥٧ ودائرة المعارف الإسلامية ١ / ٤١٥ والأعلام ٥ / ٦٧ ، وفي معجم المطبوعات أنه طبع ببولاق سنة ١٢٨٥ ه‍ ، وطبع أخرى في مطبعة شرف سنة ١٣٠٣ ه‍. وانظر بروكلمان ٢ / ١٧٧ ومجموعة جاريت ٩٣٨. له شرح بدار الكتب المصرية برقم (١٠٧ ش) اسمه : (المنح الإلهية بشرح الألفية الوردية) لم يعرف مؤلفه.

(٤) كشف الظنون ١ / ٧٠١ وهدية العارفين ٧٨٩.

وقد وقع إشكال في مؤلفه ذكرته بالتفصيل في التقديم لشرح التحفة الوردية ص ٥٢ ـ ٥٤.

(٥) معجم المطبوعات ٢٨٣.


الوردي إلى يومنا هذا ، أثر في شهرته تلك ، وتتبّع الناس لأدبه ، المنظوم والمنثور ، وقد صوّر أدبه الحالة الدينية والاجتماعية والسياسية في العصر المملوكي خير تصوير ، وطرق أغراض الشعر بعيدا عن المدح المتزلف ، والهجاء المذموم. كما أجاد في أغراض النثر من رسائل وإجازات وتهان وتعاز وخطب ، ومحاورات وإجابات لعلماء عصره وأدبائه ، بأسلوب رقيق ، وسبك جيد.

ومن آثاره الأدبية :

١ ـ ديوان ابن الوردي :

وقد جمعت فيه معظم أدبياته ، فشمل إلى جانب شعره خمس مقامات (١) ، و (رسالة السيف والقلم) و (رسالة الزلزلة) الحادثة في بلاد الشام سنة (٧٤٤ ه‍) و (رسالة النبأ عن الوبأ) في الطاعون الذي أصاب الشام وتوفي فيه ، و (رسالة الحرقة للخرقة) في القاضي الرباحي ، و (الكلام على مئة غلام ، مئة مقطوع) و (الدراري السارية في مئة جارية ، مئة مقطوع) و (نصيحة الإخوان ومرشدة الخلّان) ، وتعرف بلامية ابن

__________________

(١) ديوان ابن الوردي : المقامة الصوفية ١٨ ، المقامة الأنطاكية ٢٩ ، المقامة المنبجية ٢٥ ، المقامة المشهدية ٤٦ ، المقامة الدمشقية ، المعروفة بالصفو الرحيق في وصف الحريق ١١٩ ، في وصف حريق شب في دمشق سنة (٧٤٠ ه‍).


الوردي ، وقد عني الأدباء بشرحها (١) وترجمتها (٢).

٢ ـ أبكار الأفكار في مشكل الأخبار (٣).

٣ ـ تحفة الأحباب من ملحة الإعراب (٤).

__________________

(١) ومن شروحها :

أ ـ شرح مسعود بن حسن بن أبيّ القناوي الشافعي ، سماه (فتح الرحيم الرحمن في شرح نصيحة الإخوان) فرغ منه سنة (١٢٠٥ ه‍) وطبع سنة (١٣٠٧ ه‍) وطبع الشرح مع تخميس لمرزوق الرشيدي سنة (١٣١٠ ه‍).

وانظر مقدمة دراستي شرح التحفة الوردية ص ٤٣ ـ ٤٥.

ب ـ شرح عبد الوهاب بن محمد الخطيب الغمري المتوفى سنة (١٠٣١ ه‍) سماه (عرف الندى) فرغ منه سنة (١٠٣٠ ه‍).

ج ـ شرح عيسى الحمصي العليمي ، سماه شرح لامية ابن الوردي. انظر معجم المؤلفين ١٤ / ١٧٧.

(٢) ترجم إلى الفرنسية مرتان. انظر مقدمة دراستي شرح التحفة الوردية ٤٣ ـ ٤٥.

(٣) ديوان ابن الوردي ١٠٣ ، وفي إيضاح المكنون ١ / ١٢ أنه في الحديث.

(٤) ديوان ابن الوردي ١٠٣ ، وانظر مقدمة دراستي شرح التحفة الوردية ٤٥.


الفصل الثاني

تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة

دراسة تحليلية

منهجه في الشرح :

رسم ابن الوردي في مقدمته دوافع شرح الخلاصة (الألفية) ومنهجيته في هذا الشرح ، فذهب إلى تحليل أبيات الألفية تحليلا ميسرا ، فصّل فيه مجملها ، وقيّد مطلقها ، وفك مغلقها ، مستخدما في ذلك غالب أمثلة ابن مالك في الألفية ، ولم يكن مسترسلا في ذكر أقوال النحاة وخلافاتهم ، وإن كان يذكر منها ما يعضده الدليل ، بأسلوب مختصر غير مخل ، وقال : إنه وضع هذا الشرح ليكتفي به من أراد دراسة النحو دون توسع وتخصص ، وأنه مع شموله واختصاره جاء مقاربا لربع شرح ابن الناظم لألفية والده ، مع أنه حلّ ما لم يحله في شرحه وذكر ما لم يذكره ، وأورد شواهد لم يوردها ، وزاد قيودا لم يزدها (١).

وأضاف في شرحه فوائد وتتمّات ، لم يوردها الناظم في الألفية ولا ولده في شرحه ، مما تقتضيه بعض المسائل النحوية ، التي يحتاجها دارس علم النحو.

__________________

(١) انظر مقدمة ابن الوردي ١٠١ الآتية.


فابن الوردي إذا له طريقة خاصة في شرح الألفية تختلف عن ابن الناظم أول شرّاح الألفية ، فابن الوردي لا يذكر أبيات الألفية قبل الشرح ، ولا يحلل جملها كما عمل أكثر شراحها ، وإنما يعرض مضمون البيت أو الأبيات التي تخص قضية من قضايا النحو ، ويمثّل لذلك ، ويكثر من الاستشهاد بالقرآن الكريم ، والحديث الشريف ، وبالشعر العربي ، منها ثلاثة أبيات (١) لم أطلع على من أوردها في كتب النحو قبله ، وهي :

١ ـ أقلّ فعالي بله أكثره مجد

وذا الجدّ فيه نلت أم لم أنل جدّ

وهو للمتنبي ، وقد مثل به على أنه إذا جرّ ما بعد (بله) فهو مصدر.

٢ ـ أقبلت لا سعيا ذي اعتراض

لست بغضبان ولا براضي

وهذا البيت لم أقف على قائله ، وأورده في الاستشهاد على أن (من) تأتي بمعنى (إلى) وليس فيه شاهد على ذلك لعدم ورود من في البيت.

٣ ـ أرى الصبر محمودا وعنه مذاهب

فكيف إذا ما لم يكن عنه مذهب

وهذا البيت لابن ارومي ، وقد مثل به ابن الوردي في شرح التحفة الوردية ، وأورده البغدادي في شرحه شواهد شرح التحفة الوردية ولم يذكرا قائله.

__________________

(١) وهي الشواهد ذات الأرقام : ١٦٩ و ٢٢٧ و ٤٣٦.


كما أنه يورد أقوال العرب وأمثالهم للاحتجاج على مسألة من المسائل ، ويعرض لبعض اختلاف النحاة ويختار ويردّ ، ويعرض رأي ابن مالك ويختاره على غيره أحيانا ، وينتقده أحيانا ، ويستدرك على ابن مالك بعض ألفاظ الألفية ، فيذكر حينئذ بيت الناظم أو جزأه ، ويضع بيتا بديلا له ، ويعلق على ما يراه تناقضا بين بعض كتب ابن مالك ، مما سيأتي تفصيله.

كما ينتقد في مواضع شرح ابن الناظم للألفية ، ويذكر النقص فيه ، ويذكر ما لم يذكره في بعض المسائل النحوية الواردة في الألفية ، مما سيرد ذكره ، وذلك بأسلوب العالم الذي ينشد الحق ، دون استنقاص غيره ، أو تعال عليه. قال : «ولم أرد بذلك طعنا عليهما (يعني ابن مالك وولده) ولم أسئ ظنّا بأحدهما أو كليهما (١)». بل أثنى عليهما في مقدمته ، قال : «وهما لفضيلة السبق من الحائزين ، فالله يكتبنا جميعا من الفائزين (٢)».

مصادره :

صدر ابن الوردي في (تحرير الخصاصة وتيسير الخلاصة) عن كتب ابن مالك كثيرا ، وفي مقدمتها الكافية الشافية وشرحها ، وعمدة الحافظ وعدة اللافظ وشرحها ، وكتاب التسهيل ، وكذا صدر عن شرح ابن الناظم للألفية ، ولا غرو في ذلك ، فهو يشرح

__________________

(١) ص : ١٠١.

(٢) المرجع السابق.


الألفية أحد مصنفات ابن مالك التي سبقه ابنه إلى شرحها ، ويعمل على أن يكون مختصرا بحيث يقارب ربع شرح ابن الناظم.

وأخذ من غير كتبهما كثيرا ، فأخذ من أقوال إمام النحاة (١) ، وما ورد في كتابه من أقوال العرب (٢) ، والعلماء السابقين ، كالخليل (٣) ويونس (٤).

كما أخذ من كتب وأقوال العلماء الآخرين ، كالفراء ، والمبرد ، والأخفش ، وأبي علي الفارسي ، وغيرهم كثير ، إضافة إلى احتفاله بالقراءات للاستشهاد بها على المسائل النحوية التي يرى الأخذ بها ، وإن خالف بذلك كبار علماء النحو ، مع أنه يقدم رأي البصريين على غيرهم في الغالب.

ابن الوردي وابن مالك :

درس ابن الوردي ألفية ابن مالك على يد شيخه شرف الدين أبي القاسم هبة الله بن عبد الرحمن البارزي الجهني ، الذي صنفت الخلاصة له وفي داره كما ذكر ابن الوردي (٥) ، وقد أجازه فيها ، فكانت علاقته بها مبكرة ، وقد اهتم بها ابن الوردي فمنحها

__________________

(١) ص : ١٣٢ ، ١٦٢ ، ١٦٥ ، ٢٦١ ، ٣٧٧ ، ٥٦١ ، ٣٥٣ ، ٣٩٦ ، ٦٣٦ ، وغيرها من المسائل النحوية.

(٢) ص : ١٣٢ ، ١٦٥ ، ٢٨١ ، ٣٩٦ ، ٤٧٦ ، ٥١٥ ، ٦٦٢ ، وغيرها من المسائل النحوية.

(٣) ص : ١٦٢ ، ٣٦٦ ، ٣٧٧ ، ٦٣٦ ، وغيرها من المسائل النحوية.

(٤) ص : ٣٧٧ ، ٥٨٥ ، ٥٤٩ ، وغيرها من المسائل النحوية.

(٥) ديوان ابن الوردي ٥٨ ـ ٥٩.


اهتمامه ، وأعطاها جلّ وقته ، دراسة وتمعنى وتدريسا ، فعرف دقائقها ، وما لها من قيمة علمية ، وما عليها من استدراكات ، كما يراها هو ، وما تحتاجه بعض موضوعاتها من إضافات وتتمات يحتاجها دارس هذا الفن. وقد درّسها طلابه مدة ليست بالقصيرة ، وأجاز فيها عددا كبيرا منهم (١) ، كما أجاز فيها عددا من العلماء الذين عاصروه.

وقد أشغلت هذه المنظومة عشاق هذا الفنّ منذ وضعها ابن مالك رحمه‌الله ، تعلّما وتعليما ، ولم يحظ كتاب في النحو بما حظيت به الألفية من العكوف على دراستها وحفظها والاجتهاد في شرحها والتعليق على شروحها ، إلى يومنا هذا.

وإذا كان العلماء يأخذون من بعضهم دون الإشارة إلى مصادرهم أحيانا ، وخاصة فيما اشتهر من سياقات وتعريفات ، والتمثيل لها ، فإن ابن الورد قد استفاد من كتب ابن مالك كثيرا ، أخذ منها نصا ، أو بتغيير قليل في بعض العبارات ، وخاصة في بعض التعريفات والقضايا الخلافية دون إشارة ، مما يؤخذ على ابن الوردي رحمه‌الله ، ومن ذلك :

١ ـ قوله في (الإضافة) : «وتعرف اللفظية بتقدير انفصال المضاف ، إمّا لكونه وصفا يعمل فيما أضيف إليه عمل الفعل ....

__________________

(١) ديوان ابن الوردي ٥٧ ـ ٥٨ ، ٧٦.


وإمّا لتأوّله بما رأيته كذلك ، كمرّ برجل مثلك ، وشبهك ، وغيرك ، وحسبك ، و :

بمنجرد قيد الأوابد هيكل

تأويلها بمثالك (١) ، ومشبهك ، ومغايرك ، ومحسبك ، وممسك الأوابد.

وإمّا لجعله بمباشرة أو عطف معمول ما لا يعمل إلّا في نكرة ، مثال المباشرة : لا أبا لك ، ولا يدي لك ، ولا أخا للمقتّر ، فاللام مقحمة ، وإضافتها مقدرة الزوال ؛ إذ لا تعمل (لا) إلّا في نكرة ، ومثال العطف : كم ناقة لك وفصيلها؟. وربّ رجل وأخيه (٢)».

هو قول ابن مالك في العمدة وشرحها (٣).

٢ ـ وقوله في (التعجب) عند الاستشهاد بقول علي رضي‌الله‌عنه : وفي الحديث أنّ عليّا مرّ بعمّار رضي‌الله‌عنه فمسح التّراب عن وجهه ، فقال : «أعزز عليّ أبا اليقظان أن أراك صريعا مجدّلا!

وفي هذا ثلاثة شواهد ، أحدها : الفصل بالجار والمجرور.

الثاني : الفصل بالنداء.

__________________

(١) هكذا وردت في جميع النسخ. و (مثالك) ليست من الصفات التي تعمل عمل الفعل ، ولو قال (بمماثلك) لوافق مراده.

(٢) الإضافة : ٣٨٠ ـ ٣٨١.

(٣) العمدة مع شرحها : ٤٨٧ ـ ٤٨٨.


الثالث : حذف الباء من المتعجّب منه بعد أفعل ؛ لكونه أن (١)».

وهذا نص ابن مالك في شرح العمدة (٢).

٣ ـ وقوله في (المفعول له) : «ينصب المفعول له ، وهو كل مصدر أبان تعليلا ، نحو جد شكرا ، ودن شكرا ، ولا بدّ من ظهوره ومشاركته المعلّل في الوقت والفاعل (٣)». هو لفظ العمدة (٤) مع اختلاف قليل.

وغير ذلك من التعريفات والقضايا النحوية التي يجدها المتتبع لشرح ابن الوردي وكتب ابن مالك ، والمقارن بينهما.

كما أن من الأمور المسلم بها أن التعرض لعمل الآخرين ، وخاصة عند شرح المتون ، والنظم العلمي بصفة أخص ، مما يعتمد فيه صاحبه على الإيجاز الشديد ، والاكتفاء بالتمثيل دون سرد الشروط ، والإشارة إلى القاعدة دون تفصيل ، والاكتفاء بالإيماء إلى الخلاف ، كل ذلك وغيره يتيح للشراح مجالا لاستكمال قاعدة ما ، أو شروط لم تذكر ، أو الاختلاف في مسألة ، وخاصة إذا اختلفت المدرسة ، والمذهب النحوي ، فقد يأخذ الشارح بالرأي ويرجحه ، وقد يختلف معه ، ويضعفه أو يردّه.

__________________

(١) التعجب : ٤٥٤ ـ ٤٥٥.

(٢) شرح العمدة : ٧٥٠.

(٣) المفعول معه : ٢٩٧.

(٤) العمدة مع شرحها : ٣٩٥.


وهذا ما جرى بين ابن الوردي وابن مالك في شرح الألفية. فقد وافقه في مسائل ، ورجح رأيه فيها ، وخالفه في أخرى ، واستدرك عليه ، وتعقب أقواله في بعض كتبه ، وما وقع فيها من اختلاف أو إيجاز وتفصيل. وقد سبق ابن الوردي إلى الاستدراك على الناظم ابنه أول شرّاح الألفية ، وكذا من جاء بعده كالمرادي والأشموني. وهذه نماذج من تلك المسائل والمواقف :

أ ـ مما وافق فيه ابن الوردي ابن مالك وأيد رأيه ، أو عرضه دون تعليق ما يأتي :

١ ـ قوله في وصل الضمير وفصله مع كان وأخواتها ، وما ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر أو لا : «والمبيح لجواز اتصال الضمير وانفصاله ، كونه إمّا ثاني ضميرين أولهما أخصّ وغير مرفوع ، نحو : سلنيه ، ومنعكها ، وإمّا خبرا لكان أو إحدى أخواتها ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ابن صياد : إن يكنه فلن تسلّط عليه ، وإلّا يكنه فلا خير لك في قتله. وحكى سيبويه : عليه رجلا ليسني. ودليل الانفصال قوله :

لئن كان إيّاه فقد حال بعدنا

عن العهد والإنسان قد يتغيّر

وخلتنيه من باب سلنيه ، والشيخ رحمه‌الله يختار الاتصال ، ومنهم من يختار الانفصال.

ومّما يشهد للاتصال وينصره قوله تعالى : (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ) ولا يكاد يعثر على


الانفصال إلّا في الشعر كقوله :

أخي حسبتك إيّاه وقد ملئت

أرجاء صدرك بالأضغان والإحن (١)»

٢ ـ وقوله في الإخبار عن المبتدأ : «وممّا يخبر به عن المبتدأ الجار والمجرور ، والظرف ، كـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ*) والسفر غدا ؛ لتضمنهما معنى صادقا على المبتدأ ، ولك تقديره بمفرد نحو كائن ومستقر ، وهو الأرجح ، أو جملة نحو : كان أو استقر (٢)».

فقد رجح رأي ابن مالك ، الوارد في شرح الكافية الشافية قال : «وكونه اسم فاعل أولى لوجهين : أحدهما : أن تقدير اسم الفاعل لا يحوج إلى تقدير آخر ، لأنه واف بما يحتاج إليه في المحل من تقدير خبر مرفوع ... (٣)».

٣ ـ وقوله في (كان وأخواتها) : «وتقديم الخبر جائز إلّا مع دام ، ومع المقرون بما النافية ، ومع ليس ، وهو اختيار الشيخ رحمه‌الله تعالى (٤)».

٤ ـ وقوله في (إنّ وأخواتها) : «الخامس : أن تقع بعد القول المضمن معنى الظنّ ، كقوله :

أتقول إنّك بالحياة ممتّع

وقد استبحت دم امرئ مستسلم؟

__________________

(١) النكرة والمعرفة : ١٣١ ـ ١٣٣.

(٢) الابتداء : ١٧١.

(٣) شرح الكافية الشافية : ٣٤٩.

(٤) كان وأخواتها : ١٨٦.


أجاز فيه الشيخ في تنبيهاته الوجهين (١)».

يعني كسر همزة إن وفتحها. قال ابن مالك في شرح الكافية الشافية : «والمراد بقولي مطلقا التنبيه على أن القول صالح لأن تكسر بعده (إنّ) حين يقصد به معنى الظن ، لأن أصل ما علّق به أن يكون محكيّا (٢)».

وقد أورد ابن الوردي نص شرح العمدة (٣).

٥ ـ وقوله في (التمييز) : «وإن كان عامل التمييز غير فعل ، أو فعلا غير متصرف لم يتقدمه التمييز بإجماع ، وإن كان فعلا متصرّفا فمنعه سيبويه وأجازه الكسائي والمازني والمبرد والشيخ رحمهم‌الله ، ودليلهم كثير كقوله :

رددت بمثل السّيد نهد مقلّص

كميش إذا عطفاه ماء تحلّبا

ومثله :

إذا المرء عينا قرّ بالأهل مثريا

ولم يعن بالإحسان كان مذمّما (٤)»

٦ ـ وقوله في (الإضافة) : «وخالف الشيخ الجمهور وأجاز الفصل بين المضاف والمضاف إليه في صور :

الأولى : فصل المصدر المضاف إلى الفاعل بما تعلّق

__________________

(١) إن وأخواتها : ٢٢١.

(٢) شرح الكافية الشافية : ٤٨٥.

(٣) انظر ص : ٢٢١ وشرح العمدة ٢٢٩.

(٤) التمييز : ٣٥٣ ـ ٣٥٥.


بالمصدر من مفعول به أو ظرف ، مثل : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ) وكقوله :

يفركن حبّ السّنبل الكنافج

بالقاع فرك القطن المحالج

ويدلّ على أنه ليس بضرورة إنشاد الأخفش :

فزججتها بمزجّة زج

ج القلوص أبي مزاده

إذ يمكن زجّ القلوص أبو.

الثانية : فصل اسم الفاعل عن المضاف إلى مفعوله الأول بالثاني ، كقوله :

ما زال يوقن من يؤمّك بالغنى

وسواك مانع فضله المحتاج

وقرأ بعضهم : فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله وفي الحديث : «هل أنتم تاركو لي صاحبي».

فلو كان الفاصل في الصورتين فاعلا اختصّ بالضرورة ، كقوله :

ما إن وجدنا للهوى من طبّ

ولا عدمنا قهر وجد صبّ

وهذا يفهم لمن حقّق كلام الشيخ في الألفية ، وإن لم ينبه عليه ابنه.

الثالثة : فصل المضاف بالقسم ، كقولهم : هذا غلام ـ والله ـ زيد ، وإنّ الشاة لتسمع صوت ـ والله ـ ربّها.


ومعنى البيت : أجز أن يفصل المضاف المشبه للفعل عن المضاف إليه بما نصبه المضاف في حال كونه مفعولا أو ظرفا ، فـ (ما) فاعل مرفوع بالمصدر وهو فصل ، والفصل بغير ذلك ضرورة كبالأجنبي من المضاف في قوله :

كما خطّ الكتاب بكفّ يوما

يهوديّ يقارب أو يزيل

وقوله :

هما أخوا في الحرب من لا أخا له

 ...

وقوله :

يمرّ على ما تستبنه وقد شفت

غلائل عبد القيس منها صدورها

وقوله :

أنجب أيّام والداه به

إذ نجلاه فنعم ما نجلا

أراد نجب والداه به أيام إذ نجلاه.

وكالنعت في قوله :

نجوت وقد بلّ المراديّ سيفه

من ابن أبي شيخ الأباطح طالب

أراد من ابن أبي طالب شيخ الأباطح.

وكالنداء في قوله :

كأنّ برذون أبا عصام

زيد حمار دقّ باللجام


أي : كأنّ برذون زيد يا أبا عصام (١)».

وواضح موافقة ابن الوردي للناظم في هذه المسألة وإن خالف رأي البصريين.

٧ ـ وقال في العطف على الضمير المجرور : «ولا يعطف على الضمير المجرور إلّا بإعادة الجارّ عند الأكثرين ، مثل : (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ، * فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً ،) وأجاز يونس والأخفش والكوفيون العطف دون إعادة الخافض ، ووافقهم الشيخ لوروده نظما ونثرا كثيرا ، مثل : (تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ.)

وحكى قطرب : ما فيها غيره وفرسه ، ومثله :

لو كان لي وزهير ثالث وردت

من الحمام عذابا شرّ مورود (٢)»

٨ ـ وفي حذف حرف النداء قال : «ويجوز حذف حرف النداء من غير الله تعالى ومندوب ومضمر ومستغاث. ووافق الشيخ الكوفيين فجعل حذفه من اسم الجنس واسم الإشارة مطّردا مستشهدا للأول بنحو قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اشتدّي أزمة تنفرجي». «ثوبي حجر» ، وقولهم : «أصبح ليل ، أطرق كرا» ، وللثاني بقوله تعالى :

(ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ) وقول ذي الرمة :

إذا هملت عيني له قال صاحبي

بمثلك هذا لوعة وغرام

__________________

(١) الإضافة : ٤٠٢ ـ ٤١٠.

(٢) عطف النسق : ٤١٦ ـ ٥١٥.


وقول طائي :

ذي دعي الّلوم في العطاء فإنّ ال

لوم يغري الكريم في الإجزال

أي : ياذي (١)».

وغير ذلك مما اختاره ابن الوردي مما ذهب إليه الناظم مخالفا فيه رأي جمهور البصريين (٢).

ب ـ وفي مقابل هذا فإن ابن الوردي ـ كما سبق ـ استدرك على الناظم بعض ألفاظ المنظومة باقتراح تعديل فيها لعدم شمولها بعض المسائل أو الشروط إلا بذلك التعديل ، ويعبر بأسلوب فيه أدب جم مع الشيخ رحمهما‌الله تعالى ، كقوله : «لكان ذلك أكثر فائدة ، لعمّ ، أو لكان أوضح ، أو لكان أكمل ، لخلص من ذلك» وغيرها من العبارات التي تدل على تقديره لابن مالك واحترامه لعلمه ، فهي مسائل ليست جوهرية ، وإنما هي من باب المحترزات أو المكملات. ومن ذلك :

١ ـ قوله في (المعرب والمبني) : «ولو كان الشيخ رحمه‌الله قال نحو هذا البيت :

والرفع فيهما انو ، والكلّ انحذف

جزما وقد صححه بعض السلف

لكان أكثر فائدة ؛ فإنّ بعض العرب يجري المعتلّ مجرى

__________________

(١) النداء ٥٣٦ ـ ٥٣٨.

(٢) انظر : ١٣٢ ، ١٨٦ ، ١٨٨ ، ٣٥٤ ، ٣٩٢ ، ٤٠٢ ، ٤٩١ ، ٥١١ ، ٥١٦ ، ٥٣٦ ، ٥٨٨ ، ٦٢٦.


الصحيح ، وعليه قراءة من قرأ : إنه من يتق ويصبر وقول من قال : .. (١)».

وذكر ثلاثة شواهد غير الآية الكريمة ، وذلك استدراكا على قول ابن مالك في الألفية :

والرفع فيهما انو واحذف جازما

ثلاثهن تقضي حكما لازما (٢)

٢ ـ وقوله في (النكرة والمعرفة) : «ولم يذكر الشيخ في الألفية اسم الفعل ، ولو قال بدل البيت نحو قولي :

ومن ضمير الرفع ما يستتر

كقم ، أقم ، نزال ، تأتي ، نشكر

لعمّ اسم الفعل المذكور (٣)».

يعني أن المصنف لم يذكر في الألفية اسم الفعل مما يستتر فيه الضمير وجوبا حيث قال :

ومن ضمير الرفع ما يستتر

كافعل ، أوافق ، نغتبط ، إذ تشكر (٤)

ولقائل أن يقول : لم يرد ابن مالك الحصر ، وإنما مثل ببعض ما يستتر فيه الضمير وجوبا ، وترك غير اسم الفعل كالمصدر النائب عن فعله ، مثل : توضيحا المسألة ، ولم يستدركه ابن الوردي ، وابن الوردي نفسه مثل لاسم فعل الأمر دون المضارع.

__________________

(١) المعرب والمبني : ١٢٣.

(٢) الألفية : ١٢.

(٣) النكرة والمعرفة : ١٢٨ ـ ١٢٩

(٤) الألفية : ١٣.


٣ ـ وقوله في (الابتداء) : «ويوهم كلام الشيخ أن مثل هذا لا يجوز أن يصدق عليه أن الفعل فيه خبر ، فلو قال بدل البيت نحو :

أو كان فعل خبر ، كابني قرا

أو قصد استعماله منحصرا

لكان أوضح ؛ لأنّ التمثيل بابني قرا ، المبتدأ فيه مفرد والفعل مسند إلى ضميره (١)».

استدراكا على قول بن مالك في الألفية :

كذا إذا ما الفعل كان الخبرا

أو قصد استعماله منحصرا (٢)

٤ ـ وكقوله في (أفعال المقاربة) : «وربّما جيء لها باسم فاعل أيضا على ندور ، قال كثيّر :

وكدت وقد سالت من العين عبرة

سما عائد منه وأسبل عائد

أموت أسى يوم الزّحام وإنّني

يقينا لرهن بالذي أنا كائد

والعائد : اللحوح.

ولم يذكر هذه المسألة الشيخ في الألفية ... وكان يمكن الشيخ أن يغيّر البيت ويقول بدله نحو :

وشاع عنهم يكاد يوشك

وفي الندور كائد وموشك (٣)»

حيث لم يشر ابن مالك في الألفية إلى ورود اسم الفاعل من

__________________

(١) المبتدأ : ١٧٦.

(٢) الألفية : ١٨.

(٣) أفعال المقاربة : ٢٠٨ ـ ٢١٠.


(كاد) قال :

واستعملوا مضارعا لأوشكا

وكاد لا غير ، وزادوا موشكا (١)

لكنه ذكره في الكافية وشرحها ، قال :

«واستعملوا مضارعا لأوشكا

وكاد ، واحفظ كائدا وموشكا»

وقال في شرح هذا البيت : «واستعمل منهما (يعني كاد وأوشك) اسم فاعل قليلا (٢)». وأورد شواهد على ذلك.

وقال في العمدة : «وكلها لا تتصرف إلا كاد وأوشك (٣)».

وقال في شرحها : «وندر استعمال اسم الفاعل من أوشك (٤)» وذكر الشاهدين الواردين في شرح ابن الوردي. ثم قال : «وأندر منه استعمال فاعل كاد» وذكر بيت كثيّر.

ولعل الشيخ رحمه‌الله ترك ذكره في الخلاصة لندوره.

٥ ـ وقوله في (التنازع) : «وإن كان أحد المفعولين في باب ظنّ جيء به مؤخّرا إن لم يمنع مانع من إضماره ، مثاله مفعولا أوّلا ، ظننت منطلقة وظنّتني منطلقا هند إيّاها ، فإيّاها أول ظننت ، لا يقدم ولا يحذف عند البصريين ، ومثاله ثانيا لظننت أيضا ، ظنّني وظننت زيدا عالما إيّاه ، فإيّاه ثان لظنني ، وهو كالأول في امتناع

__________________

(١) الألفية : ٢٠.

(٢) شرح الكافية الشافية : ٤٥٧ ، ٤٥٩.

(٣) العمدة : ٨٠٩.

(٤) شرح العمدة : ٨٢٣ ـ ٨٢٤.


تقديمه وحذفه ، ولا اعتبار بما يتوهّم من كلام الشيخ هنا من قوله :

بل حذفه الزم إن يكن غير خبر

إذ يوهم وجوب حذف أول مفعولي ظنّ ، وليس كذلك ، بل لا فرق بين الأول والثاني في امتناع الحذف ولزوم التأخير ، ولو قال بدل البيت المذكور :

واحذفه إن لم يكن مفعولا لظن

وإن يكن مفعول ظنّ أخّرن

لخلص من ذلك التوهّم (١)».

٦ ـ وقال في (الحال) بعد التعريف : «ولا نقول كما قال الشيخ : وصف فضلة منتصب ، مفهم في حال. لأنه أدخل حكما في الحدّ بقوله : منتصب أيضا ، فهو حدّ غير مانع ؛ إذ يشمل النعت من نحو قولك : مررت (برجل راكب) (٢) فمعناه في حال ركوبه ، ولو قال بدل البيت المذكور نحو :

الحال وصف فضلة قد بينت

هيأة ما جاءت له فنصبت

لخلص من ذلك (٣)».

يعني قول ابن مالك :

__________________

(١) التنازع : ٢٩٠ ـ ٢٩١.

(٢) المناسب للتمثيل : رأيت رجلا راكبا.

(٣) الحال : ٣١٩.


الحال وصف فضلة منتصب

مفهم في حال كفردا أذهب (١)

ج ـ أما عند ما يتعقب المسألة في كتب ابن مالك ، ويلاحظ عليها بعض الاختلاف ، أو الاختصار في أحدها والتفصيل في آخر ، وخاصة عند ما يقارن بينما ورد في المنظومة وغيرها من كتب الشيخ المنثورة ، كالتسهيل والعمدة وشرحها وشرح الكافية الشافية ، فإن عباراته تختلف ، فيتعجب من ابن مالك حينا ، ويستغرب حينا ، ويصف عباراته بأنها موهمة أحيانا أخرى ، كل ذلك مع محافظته على مكانة ابن مالك العلمية ، فلا يذكره إلا باسم الشيخ ، وإن اختلف معه ، ومن ذلك :

١ ـ قال في (الحال) : «وخرج بقولنا : غير ممتنع الحذف ، نحو : أحسن بزيد مقبلا. وبقولنا : قليله ، كفى بزيد مقبلا ، (فمقبلا) في المثالين حال لا يتقدم على المجرور اتفاقا ، ولم ينبه عليه الشيخ في الألفية ، ولا ابنه في الشرح ، وليعلم أن الشيخ قطع في كتابه التسهيل في الحال أنّ مقبلا في المثالين حال ، وفي باب التمييز قطع أنهما تمييز ، وهذا عجب منه مع جلالة قدره (٢)».

نعم الشيخ لم يورد في الألفية (٣) ولا ابنه (٤) في شرحها هذه المسألة ، وهي منع تقديم الحال على صاحبها المجرور بجرف جر

__________________

(١) الألفية : ٣٢.

(٢) الحال : ٣٢٧ ـ ٣٢٨.

(٣) الألفية : ٣٢ ـ ٣٣.

(٤) شرح ابن الناظم (الحال) : ١٢٣ ـ ١٣٦.


ممتنع الحذف ، كما إذا كان المجرور فاعل أفعل التعجب ، كمثال الشارح أحس بزيد مقبلا! أو كان قليل الحذف كما إذا كان فاعل (كفى) كقوله : كفى بزيد مقبلا.

وقد ذكر ابن مالك هذه المسألة في العمدة وشرحها بالتفصيل ، واستشهد على القليل بشواهد من القرآن الكريم والشعر العربي (١). ولعله ترك ذلك في الخلاصة اختصارا ، بدليل ذكره في غيرها.

أما في كتاب التسهيل فلم يذكر ابن مالك هذين المثالين ولا ما يماثلهما ، وإنما ذكر في باب الحال أن تقديم الحال على صاحبها المجرور ضعيف ، قال : «وتقديمه على صاحبه المجرور ضعيف على الأصحّ لا ممتنع (٢)».

وهذا القول ظاهره عام فيما إذا كان حرف الجر ممتنع الحذف أو قليل الحذف أو جائزه ، ولم يمثل للممتنع والقليل ، وإنما للجائز ، كمررت بهند جالسة ، ومررت جالسة بهند. أما في باب التمييز (٣) فلم يورد المثالين ، ولم يشر إلى هذا الحكم ألبتة.

٢ ـ وكقوله في (النعت) : «ولا نقول كما قال الشيخ : بمشقّ ؛ لأنّ من المشتقّ أسماء زمان ومكان وآلة ، ولا ينعت

__________________

(١) شرح العمدة : ٤٢٤ ـ ٤٢٥.

(٢) التسهيل : ١١٠.

(٣) المرجع السابق : ١١٤ ـ ١١٥.


بها ، بل بما كان صفة (١)».

يشير إلى قول ابن مالك :

وانعت بمشتق كصعب وذرب (٢)

وإن ترك ابن مالك ذكر المشتقات التي يوصف بها ، فلأنه معلوم عدم النعت بأسماء الزمان والمكان والآلة ، فاكتفى بذكر المشتق المصطلح عليه عند النحاة أنه يوصف به ، وفصله في غير النظم ، كما في شرح الكافية الشافية (٣).

٣ ـ وقال في العطف بـ (لا) في (عطف النسق) (٤) : «قال الشيخ في التنبيهات : وأجاز قوم العطف بها على المنادى ، يا زيد لا عمرو. ولم أر ذلك مستعملا في كلام يحتجّ به. وممّن أنكر استعماله ابن سعدان ، وهو من الحفاظ المتتبعين الموثوق بهم (٥).

وعجب من الشيخ يعلم هذا ويجيز ذلك في الخلاصة (٦)».

وما نسب ابن الوردي إلى ابن مالك صحيح ، ولعل ما ذكر

__________________

(١) النعت : ٤٨١.

(٢) الألفية : ٤٥.

(٣) شرح الكافية الشافية ١١٥٧.

(٤) عطف النسق : ٥١٢.

(٥) شرح العمدة ٦٣٣.

(٦) قال في الألفية ٤٨ :

وأول لكن نفيا أو نهيا ، ولا

نداء ، أو أمرا ، أو إثباتا تلا

وكذلك أجازه في الكافية الشافية وشرحها ١٢٠١ ، ١٢٣١.


ابن مالك في العمدة رأيه القديم ، وأنه اطلع على رأي سيبويه في جواز ذلك فأخذ به في الخلاصة ، فقد نسب المرادي (١) وخالد الأزهري (٢) في شرح التصريح على التوضيح جواز العطف بلا في النداء إلى سيبويه.

٤ ـ وقال في إبدال الظاهر من الضمير : «فلو لم يفد إحاطة لم يجز إلّا عند الأخفش ، وحمل عليه قوله تعالى : (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) فجعل (الَّذِينَ) بدلا من (كم) قال الشيخ : ويشهد له قول ذي الرمة :

وشوهاء تعدو بي إلى صارخ الوغى

بمستلئم مثل الفنيق المرجّل

وعجب منه يستشهد لمذهب الأخفش ويؤيّده ، ولم ينبّه عليه في الخلاصة.

ويوهم قوله :

ومن ضمير الحاضر الظاهر ، لا

تبدله ... البيت

أنه يجوز إبدال المضمر من ضمير الحاضر ، وليس كذلك ؛ فإن المضمر لا يبدل منه أصلا ، فلو قال بدل البيت والذي بعده نحو :

ولا يجئ ذو الكلّ بعد مضمر

لحاضر إن لم يحط في الأكثر

__________________

(١) شرح الألفية للمرادي ٣ / ٢٢٢.

(٢) شرح التصريح ٢ / ١٤٩.


والمقتضي بعضا أو اشتمالا

بعد ضمير حاضر توالا

لحصل التنبيه على مذهب الأخفش ، وزال التوهم ، وكان أتمّ من وجوه تظهر بالتأمّل ، وأقرب إلى كلامه في العمدة (١) فإنه قال فيها : «ويتبع بدل البعض والاشتمال ضمير الحاضر كثيرا ، ولا يتبعه غالبا بدل الكلّ إلّا وهو بمعنى كلّ (٢)».

٥ ـ وقوله في باب (العدد) (٣) : «ولا نقول كما قال الشيخ :

في عدّ ما آحاده مذكّره

لئلّا يرد علينا التغليب ، فإن التغليب يصدق عليه أنّ واحده مذكّر كما قلنا ، وليس كلّ آحاده مذكرة ..».

يستدرك على قول المصنف :

«ثلاثة بالتاء قل للعشرة

في عدّ ما آحاده مذكّرة (٤)»

فإنه يرد عليه أيام الشهر التي تغلب عليها الليالي ، مثل : مكثت ثلاثا بين يوم وليلة ، فتذكّر (ثلاث) مراعاة لـ (لليلة) ولا يقال مكثت ثلاثة بين يوم وليلة.

٦ ـ وقال في باب (التأنيث) : «وعجب من الشيخ يحكم في

__________________

(١) العمدة مع شرحها ٥٧٨.

(٢) البدل : ٥٣٠ ـ ٥٣٢.

(٣) العدد : ٦٥٧.

(٤) الألفية : ٦٠.


الخلاصة على (فرتنى) امرأة ، (خوزلى) و (خيزلى) مشية بتبختر ، بالاستندار ، ويحكم عليها في عمدته بالاشتهار (١)».

وذلك تعقيبا على اختلاف قول ابن مالك في عدّ هذه الأمثلة في أوزان الأسماء المقصورة المشهورة بين الخلاصة والعمدة ، قال في العمدة : «ومشهور أمثلة المقصور ... وفعللى وفوعلى وفيعلى (٢)» ومثل في شرح العمدة (٣) لذلك بـ : فرتنى وخوزلى ، وخيزلى ، فجعل هذه الأوزان من الأوزان المشهورة ، في حين ذكر في الخلاصة اثني عشر مثالا ، للمشتهر ، ولم يذكر هذه الأمثلة أو نحوها ، وقال بعد ذلك : «واعز لغير هذه استندارا» فحكم بندرة غيرها ، ومنها هذه الأوزان الثلاثة.

وقول ابن مالك في الخلاصة : «واعز لغير هذه استندارا» لا ينبغي حمله على العموم ، فلا يقتضي ثبوت الندرة لغير ما ذكر ، فلا تعارض بين قوليه. والله أعلم.

٧ ـ وقال في باب (جمع التكسير) : «ويحفظ (٤) في خصّ ، المضاعف ، ونؤي ، المعتلّ ، وفي فعل ، كأسد ، وشجن ، على أنه جعله في عمدته (٥) مقيسا (٦)».

__________________

(١) التأنيث : ٦٧٩.

(٢) العمدة : ٨٢٥.

(٣) شرح العمدة : ٨٢٧.

(٤) يعني جمعها على (فعول).

(٥) العمدة مع شرحها ٩٢٢ ـ ٩٢٥.

(٦) جمع التكسير : ٦٩٥.


يشير إلى قول ابن مالك في الخلاصة :

وبفعول ...

 ... كذاك يطرد

وفي فعل اسما مطلق الفا ، وفعل

له ... (١)

يعني ما كان على وزن (فعل) مثلث الفاء ساكن العين صحيح اللام غير مضاعف العين فإنه يطرد جمعه على فعول.

ويستثنى من ذلك ما كان على (فعل) المضموم الفاء الساكن العين مضاعفها مثل : خصّ وخصوص ، أو معتل اللام ، مثل : نؤي ونؤوي وما كان على وزن : (فعل) بفتح العين ، وما كان على وزن (فعل) بفتح الفاء والعين ، كشجن وشجون ، وأسد وأسود ، فإن جمعها على (فعول) سماعيّ.

ويرى ابن الوردي أن بين المنظومة والعمدة تناقضا ، فابن مالك في رأي ابن الوردي قال في المنظومة إن ما ورد على (فعل) من مضاعف العين ومعتل اللام ، وكذا (فعل) مفتوح الفاء والعين لا يطرد جمعه على (فعول) وإنما يحفظ ولا يقاس عليه ، في حين أنه ذكر في العمدة أنه قياسيّ ، قال : «وفعول لنحو كعب وجند وأسد «وقال في شرحها : «وهو (يعني فعول) مقيس في كل : .. (٢)» وذكر الأوزان الأربعة ومثل لها.

والحقّ أن ابن مالك طرد وزن (فعول) جمعا لكل ما جاء

__________________

(١) الألفية : ٦٧.

(٢) العمدة وشرحها : ٩٢٢ ـ ٩٢٥.


مفرده على (فعل) مثلث الفاء ، ساكن العين ، وكذا ما كان على (فعل) المفتوح الفاء والعين ، في كل من المنظومة والعمدة. أما في التسهيل ، وشرح الكافية الشافية ، فقد فصّل ، فجعله قياسيّا في كل ما كان على (فعل) مثلث الفاء ، ساكن العين ، غير مضعفها ، ولا معتل اللام ، أما ما كان على وزن (فعل) بضم الفاء وسكون العين من المضعف أو المعتل اللام أو العين أو كان على (فعل) مفتوحهما فجعله شاذّا (١).

وغير ذلك من المسائل (٢).

وقد ألحق بعدد من الأبواب تتمات لم يذكرها ابن مالك في الألفية ، يرى ابن الوردي أهميتها ، وحاجة دارس النحو إلى معرفتها ، وليست كلها ترقى إلى درجة من الأهمية إذا ما استثنينا منها ما ذكر من المصدر الآتي بدلا من فعله مما لا فعل له ، وكذا ما أورد من أن اسم الهيأة من مصدر غير الثلاثي يكون بالإضافة ، كانطلق انطلاق خائف (٣)

__________________

(١) التسهيل ٢٧٣ ـ ٢٧٤ وشرح الكافية الشافية ١٨٥٢ ـ ١٨٥٣.

(٢) انظر : ١٠٤ ، ١٠٥ ، ١٠٦ ، ١٣٥ ، ٢٠٩ ، ٢١٧ ، ٢١٨ ، ٢٩٣ ، ٣١٠ ، ٣١٣ ، ٣٣٢ ، ٣٣٤ ، ٤٣٥ ، ٤٤١ ، ٤٦٤ ، ٤٧٥ ، ٤٨١ ، ٤٨٤ ، ٥١٣ ، ٥٤٥ ، ٥٥٨ ، ٦١٦ ، ٦٣٦ ، ٦٧٠ ، ٧٢٠.

(٣) انظر هذه التتمات في : المفعول المطلق ٢٩٦ واسم الهيأة ٤٤٢. وأفعال المقاربة ٢١١ والحال ٣٥٠ والتمييز ٣٥٥ والمضاف إلى الياء ٤١٣ وعمل المصدر ٤٢١ والتعجب ٤٥٥ ونعم وبئس ٤٦٨ والبدل ٥٣٤ والنداء ٥٥١ وما لا ينصرف ٥٩٨ والعدد ٦٦٥.


ابن الوردي وابن الناظم :

قرأ ابن الوردي شرح ابن الناظم لألفية والده قراءة تدقيق وتمحيص ، حتى أدرك ما فيها من قصور عن الوفاء بشرح الألفية ، وما فيها من توسع لا يحتاج إليه طلاب العربية غير المتخصصين في هذا الفن ، وقرأها عليه طلابه وعدد من أترابه من العلماء (١) ، فزادت معرفته بها ، وتعمقه فيها ، وسبر غورها حتى استبان له ظاهرها وباطنها ، فرأى الحاجة ماسة إلى شرح للخلاصة الألفية يستكمل فيه ما أغفله ابن الناظم ، ويختصر ما زاد فيه على مراد الناظم ، وما لا يحتاجه من يريد الاكتفاء بحلّ الألفية ، وما اشتملت عليه من قضايا ومسائل نحوية وصرفية كافية لمن يريد معرفة ما يغني حاجته من أبواب النحو ، ولذا اختصر شرحها بما يقارب ربع شرح ابن الناظم ، كما يقول في المقدمة (٢) ، ولم يتبع طريق ابن الناظم في عرض البيت أو الأبيات ثم تحليل مضمونها ، وإنما كما ذكرنا سابقا ، يشرح مضمون البيت أو الأبيات دون ذكرها.

ومع هذا فابن الوردي استفاد من شرح ابن الناظم ، فاستخدم بعض تعريفاته ، وعباراته ، وأمثلته ، مما سبقت الإشارة إلى شيء منه ، شأنه شأن غيره في استحسان كلام من سبق ، والتقى معه أو أخذ منه أكثر شواهده منها تسعة (٩) شواهد لم يورها أحد ـ فيما اطلعت

__________________

(١) ديوان ابن الوردي ٥٨.

(٢) مقدمة ابن الوردي : ٦٠.


عليه ـ قبل ابن الناظم (١) ، ولا غرابة في هذا فهما يشرحان منظومة واحدة ، وأنهما من أوائل شراحها ، وكثير ممن شرح المنظومة اعتمد على شرح ابن الناظم حتى أطلق عليه بعضهم عند الأخذ عنه أو الاعتراض عليه (الشارح) اعترافا بالسبق والفضل والعلم.

ولابن الوردي وغيره من شراح الألفية العذر في هذا ؛ فهم يحللون ألفاظ المنظومة وتعريفات الناظم للمسائل النحوية والصرفية ، فلا غرابة أن يلتقوا مع ابن الناظم في التعريفات خاصة ، فأكثرها ألفاظ الناظم ، ومما أخذه ابن الوردي من ابن الناظم دون إشارة إليه ، مما لا يتفق أيضا ومكانة ابن الوردي رحمه‌الله :

١ ـ قوله في اسم الإشارة : «ومن زعم أن المقرون بالكاف دون اللام للمتوسط ، وبهما للبعيد تحكم لا دليل عليه (٢)».

هذا هو قول ابن الناظم. وقد ذكره ابن مالك قبلهما في شرح العمدة (٣).

٢ ـ وقال في اشتغال العامل : «الثاني : لازم الرفع ؛ وذلك حيث يتقدم على الاسم مختصّ بالابتداء ، كإذا المفاجأة ، نحو :

__________________

(١) انظر الشواهد ذات الأرقام ١ و ٦٤ و ١٩٨ و ٢٠٦ و ٢٠٧ و ٣٠٨ و ٣٣٠ و ٣٤٥ و ٥٢٠.

(٢) اسم الإشارة : ١٤٥ ، وانظر : شرح ابن الناظم : ٣٠.

(٣) شرح العمدة : ١٥٠.


خرجت فإذا زيد يضربه عمرو.

وكثير من غفل عن هذا وأجاز النصب ، ولا سبيل إلى جوازه ؛ إذ لم تولها العرب إلّا مبتدأ». وهذا القول لابن الناظم مع بعض التقديم والتأخير (١).

ولمزيد من ذلك انظر تعريف الاسم المعرب والمبني ، والعلم ، والموصول ، والابتداء ، والتوكيد اللفظي ، وتعريف المفعول معه (٢) ، وغير ذلك.

والدارس للكتابين يلحظ أن ابن الوردي يقف من شرح ابن الناظم قريبا من موقفه من كتب والده ، فيشير إلى بعض المسائل والشروط التي لم يشر إليها ابن الناظم منفردا أو مع والده ، كما أنه قد زاد مسائل وشواهد أخرى لم يوردها ابن الناظم. قال في مقدمته : «هذا مع إيرادي أشياء لم يوردها ، وإنشادي شواهد لم ينشدها ، وزيادة قيود لم يزدها ، وإفادة مواضع لم يفدها (٣)». وقد أورد ابن الوردي خمس مئة وواحدا وعشرين شاهدا (٥٢١) منها مئة وأربعة وخمسون شاهدا (١٥٤) لم يوردها ابن الناظم في شرحه (٤).

__________________

(١) شرح ابن الناظم : ٩٢.

(٢) انظر الصفحات : ١٠٨ ، ١٤١ ، ١٤٧ ، ١٦٦ ، ٣٠٤ ، ٤٩٢ ، وشرح ابن الناظم : ٦ ، ٢٧ ، ٣١ ، ٤٠ ، ١١٠ ، ١٩٦.

(٣) من القضايا النحوية التي لم يذكرها ابن الناظم التتمّات.

(٤) انظر الشواهد ذات الأرقام : ٣ ، ٥ ، ٦ ، ١١ ، ١٢ ، ١٣ ، ١٤ ، ١٥ ، ١٦ ، ١٧ ، ١٨ ، ٢٣ ، ٥٥ ، ٨١ ، ٨٥ ، ٨٦ ، ٩٦ ، ١٠٢ ، ١٠٣ ، ١٠٤ ، ١٠٥ ، ١٠٦ ، ١٠٧ ، ١٠٨ ، ١١٢ ، ١٢١ ، ١٥٣ ، ١٦٤ ، ١٦٩ ، ١٧١ ، ١٧٢ ،


ومن استدراكاته عليه :

١ ـ قال في تعريف (المثنى) : «والمثنى : هو الاسم الدالّ على اثنين بزيادة في الآخر مع صلاحية التجريد وعطف أحدهما على الآخر المماثل كثيرا ، أو المقارب قليلا ، نحو : زيدان ؛ إذ يصح قولك : زيد وزيد.

وخرج بذا ، شفع واثنان وكلا وكلتا ، ويدخل في هذا ما سمع عنهم من نحو : العمرين ، مرادا به أبو بكر وعمر رضي‌الله‌عنهما ، والقمرين : الشمس والقمر ، والأبوين : الأب والأم. ويرد هذا على ابنه فيما حدّ المثنى به في شرحه (١)».

يعني أن ابن الناظم لم يذكر في تعريف المثنى ما يلحق به من

__________________

١٧٣ ، ١٧٤ ، ١٧٦ ، ١٧٨ ، ١٨٨ ، ١٩٤ ، ١٩٥ ، ١٩٩ ، ٢٠١ ، ٢٠٢ ، ٢١٠ ، ٢١١ ، ٢١٤ ، ٢١٥ ، ٢١٦ ، ٢١٨ ، ٢٢٠ ، ٢٢٤ ، ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، ٢٣١ ، ٢٣٨ ، ٢٤٨ ، ٢٤٩ ، ٢٥٣ ، ٢٥٤ ، ٢٥٦ ، ٢٥٩ ، ٢٧٢ ، ٢٧٦ ، ٢٧٩ ، ٢٨٣ ، ٢٨٤ ، ٢٨٥ ، ٢٨٨ ، ٢٩٨ ، ٢٩٩ ، ٣٠٠ ، ٣٠٧ ، ٣١٠ ، ٣١٢ ، ٣١٥ ، ٣١٦ ، ٣١٧ ، ٣١٨ ، ٣١٩ ، ٣٢٠ ، ٣٢١ ، ٣٢٢ ، ٣٢٣ ، ٣٢٦ ، ٣٢٧ ، ٣٣١ ، ٣٣٣ ، ٣٣٤ ، ٣٣٩ ، ٣٤٠ ، ٣٤٢ ، ٣٥٤ ، ٣٥٥ ، ٣٥٦ ، ٣٥٧ ، ٣٦٥ ، ٣٦٧ ، ٣٦٨ ، ٣٦٩ ، ٣٧٠ ، ٣٧١ ، ٣٧٣ ، ٣٧٦ ، ٣٧٨ ، ٣٨٠ ، ٣٨١ ، ٣٨٢ ، ٣٨٣ ، ٣٨٥ ، ٣٨٦ ، ٣٨٧ ، ٣٩١ ، ٣٩٣ ، ٣٩٤ ، ٣٩٧ ، ٣٩٨ ، ٤٠٧ ، ٤٠٩ ، ٤١١ ، ٤١٦ ، ٤١٩ ، ٤٢١ ، ٤٢٣ ، ٤٣٢ ، ٤٣٤ ، ٤٣٦ ، ٤٣٧ ، ٤٣٨ ، ٤٣٩ ، ٤٤٣ ، ٤٤٦ ، ٤٤٧ ، ٤٤٩ ، ٤٥٦ ، ٤٦٠ ، ٤٦٢ ، ٤٦٧ ، ٤٧٠ ، ٤٧٢ ، ٤٧٣ ، ٤٧٦ ، ٤٧٨ ، ٤٨٠ ، ٤٨٢ ، ٤٨٨ ، ٤٩٥ ، ٤٩٧ ، ٤٩٨ ، ٥٠٠ ، ٥٠١ ، ٥٠٧ ، ٥١٣ ، ٥١٥ ، ٥٢١.

(١) المعرب والمبني : ١١٣.


مثل : إطلاقهم العمرين على أبي بكر وعمر ، والقمرين على الشمس والقمر ، والأبوين على الأب والأم. مما يثنى بالتغليب فقد قال عند شرح بيت المصنف :

بالألف ارفع المثنى وكلا

إذا بمضمر مضافا وصلا

كلتا ، كذاك اثنان واثنتان

كابنين وابنتين يجريان

«المثنى هو الاسم الدال على اثنين بزيادة في آخره صالحا للتجريد وعطف مثله عليه ، نحو : زيدان وعمران ، فإنه يصح فيهما التجريد والعطف ، نحو : زيد وزيد ، وعمرو وعمرو ، فإن دلّ الاسم على التثنية بغير الزيادة ، نحو : شفع ، وزكا (١) ، فهو اسم للتثنية ، وكذا إذا كان بالزيادة ولم يصلح للتجريد والعطف ، نحو : اثنان ، فإنه لا يصح مكانه ، اثن واثن (٢)».

٢ ـ وقال في جمع المذكر السالم (٣) : «ويجب فتح ما قبل الياء والواو في الجمع المذكر السالم المقصور ، نحو : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ، * وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ) ولم ينبه عليه هنا ابنه في شرحه».

حيث لم يشر ابن الناظم إلى ذلك (٤).

٣ ـ وقال في (أفعال المقاربة) : «وجاؤوا لكاد بمضارع كقوله

__________________

(١) قال في اللسان (زكو) ١٨٤٩ : «والزكا ، مقصور : الشفع من العدد».

(٢) شرح الألفية لابن الناظم : ١٢ ـ ١٣.

(٣) المعرب والمبني : ١١٤.

(٤) شرح ابن الناظم ١٤ ـ ١٧.


تعالى : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ) وربّما جيء لها باسم فاعل أيضا على ندور ، قال كثيّر :

وكدت وقد سالت من العين عبرة

سما عائد منه وأسبل عائد

أموت أسى يوم الزّحام وإنّني

يقينا لرهن بالذي أنا كائد

والعائد : اللحوح.

ولم يذكر هذه المسألة الشيخ في الألفية ، ولا ابنه في شرحه (١)».

حيث وقف ابن الناظم في الشرح عند ألفاظ منظومة والده ، قال بعد بيت الخلاصة

واستعملوا مضارعا لأوشكا

وكاد ، لا غير ، وزادوا موشكا

«جميع أفعال المقاربة لا تتصرف ، ولا يستعمل منها غير مثال الماضي إلا (كاد وأوشك) أما (كاد) فجاؤوا لها بمضارع لا غير ، نحو : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ)(٢)».

٣ ـ وقال في (إنّ وأخواتها) : «وممّا لم يحكه الشيخ ولا ابنه أنه قد تفتح همزتها مع اللام ، قال قطرب : سمعنا فتح الهمزة في قوله :

ألم تكن حلفت بالله العليّ

أنّ مطاياك لمن خير المطيّ

__________________

(١) أفعال المقاربة : ٢٠٨.

(٢) ابن الناظم : ٦٠.


قال : وقال بعضهم : إذا أنّي لبه. ففتح (١)».

ولم أجد في شرح ابن الناظم للألفية ما يشير إلى أنّ همزة (إنّ) تفتح مع اللام المعلّقة للفعل (٢).

٤ ـ وقوله في (المستثنى) : «وقد يجعل المستثنى المتأخر مبتدأ ، إمّا مذكور الخبر كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما للشياطين من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء إلّا المتزوجون ، أولئك المتطهرون المبرؤون من الخنا. وإما مقدر الخبر كقراءة بعض السلف : فشربوا منه إلا قليلا منهم أي : لم يشرب ، ومثله :

وبالصريمة منهم منزل خلق

عاف تغيّر إلّا النّؤي والوتد

أي : لم يتغير. استشهد به الشيخ على هذا ، واستشهد به ابنه على تقدم النفي معنى ، فقال : إنما رفع (النّؤي) لأن معنى تغيّر لم يبق على حاله (٣).

وهذا غير حسن ؛ إذ يمكن هذا التقدير في المتحتم النصب ، فيقال : معنى صام القوم إلا زيدا ، لم يفطر القوم إلا زيدا. وتحتّم النصب في شيء والاختيار الاتباع فيه تناقض (٤)».

٥ ـ وقال في (الحال (٥)) : «ويجب تقديم الحال على صاحبها

__________________

(١) إن وأخواتها : ٢١٧.

(٢) ابن الناظم : ٦١ ـ ٧٠.

(٣) ابن الناظم ١١٧.

(٤) الاستثناء : ٣١٢.

(٥) الحال : ٣٣٥.


وعاملها في نحو : أمّا مسرعا فجئت ، وزيد مفردا أنفع من عمرو معانا ، وتمر نخلتنا بسرا أطيب منه رطبا. وكلام ابنه في شرحه يوهم أنه جائز ، بل نصّ على جوازه».

يشير إلى قول ابن الناظم : «وأما أفعل التفضيل وإن انحطّ درجة عن اسم الفاعل والصفة المشبهة به فله مزية على العامل الجامد ؛ لأن فيه ما في الجامد من معنى الفعل ، ويفوقه بتضمن حروف الفعل ووزنه ، فجعل موافقا للعامل الجامد في امتناع تقديم الحال عليه إذا لم يتوسط بين حالين ، نحو : هو أكفؤهم ناصرا ، وجعل موافقا لاسم الفاعل في جواز التقديم عليه إذا توسط حالين ، نحو : زيد مفردا أنفع من عمرو معانا ، ومثله : هذا بسرا أطيب منه رطبا (١)».

فقد نص ابن الناظم على جواز تقديم الحال على صاحبها وعاملها ، متى وقع اسم التفضيل متوسطا بين حالين من اسمين مختلفي المعنى ، كما في : زيد مفردا أنفع من عمرو معانا ، أو متّحديه ، كما في : هذا بسرا أطيب منه رطبا ، مفضّل أحدهما في حالة على الآخر في حالة أخرى.

وعبارة الناظم في الألفية لا تدل على وجوب تقديم الحال في هذه المسألة ، بل تدل على الجواز ، وهكذا فهمها ابنه وأبو عبد الله محمد بن أحمد الهواري الأندلسي في كتابه شرح الألفية (٢) ،

__________________

(١) ابن الناظم ١٣٠ ـ ١٣٢.

(٢) شرح ألفية ابن مالك للأندلسي ٢ / ٣١٨.


فقول الناظم :

ونحو زيد مفردا أنفع من

عمرو معانا مستجاز لا يهن

بعد ما قدم من حالات الجواز ، يدل على أن هذا جائز غير ضعيف ، وكأنه يرد على السيرافي بقوله : (مستجاز لا يهن) الذي أنكر حاليّته ، وجعله خبرا لكان المحذوفة ، والمختار عند الجمهور التقديم ، وليس واجبا (١).

٦ ـ وقوله في الفصل بين المضاف والمضاف إليه بفاعل المصدر : «فلو كان الفاصل في الصورتين فاعلا اختصّ بالضرورة ، كقوله :

ما إن وجدنا للهوى من طبّ

ولا عدمنا قهر وجد صبّ

وهذا يفهم لمن حقّق كلام الشيخ في الألفية ، وإن لم ينبه عليه ابنه (٢)».

٧ ـ وقال في (لولا ولوما) : «ويشاركهما في التحضيض والتصدير والاختصاص بالأفعال (هلّا وألّا) وكذا (ألا) الصالح موضعها (هلّا) مثل : (أَلا تَتَّقُونَ*) وفاقا للشيخ ، وخلافا لابنه ؛ إذ قال : (ألا) هنا للعرض (٣)».

__________________

(١) انظر المرادي ٢ / ١٥٩. قال بعد أن شرح بيت الناظم : «والعامل فيهما (أنفع) على المختار ، وهو مذهب سيبويه والمازني وطائفة».

(٢) الإضافة : ٤٠٦. ولم يورد ابن الناظم ذلك في شرحه ١٥٧ ـ ١٥٩.

(٣) لولا ولوما : ٦٤٦.


وبالنظر في باب (لولا ولوما) من شرح الألفية لابن الناظم في طبعتيه المحققة (١) والتي قبلها (٢) لم أجد مخالفة لأبيه في الألفية في (لولا ولوما) إذ قال : «ويشاركهما في التحضيض والاختصاص بالأفعال (هلّا وألّا وألا (٣)». ولم يذكر أن : (ألا) هنا تأتي للعرض.

لكنه قال في (لا النافية للجنس) : «وتكون (ألا) للعرض فلا يليها إلا فعل إمّا ظاهرا ، كقوله تعالى : (أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ ، أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ ،) وإما مقدرا ، كقول الشاعر (٤)». وأورد الشاهد (ألا رجلا ...).

وبهذا يتضح أن لا مأخذ على ابن الناظم ، فهو لم يذكرها من أدوات التحضيض ، وإنما من أدوات العرض ، والمأخذ على الناظم وليس على ابنه ، فقد ذكرها في الألفية من أدوات التحضيض ، قال :

وبهما التحضيض مز وهلّا

ألّا ، ألا وأولينها الفعلا

فلعل ابن مالك أورها في الألفية مع أدوات التحضيض من حيث اختصاصها بالفعل ، ولم يقصد أنها للتحضيض. وقد صرح

__________________

(١) شرح ابن الناظم : ٧١٧.

(٢) شرح ابن الناظم : ٢٨٠ ، طبعة ١٣١٢ ه‍.

(٣) المرجع السابق.

(٤) ابن الناظم ٧٣.


في شرح الكافية الشافية (١) بأنها للعرض ، فقال : «وألحق بحروف التحضيض في الاختصاص بالفعل (ألا) المقصود بها العرض ، نحو : ألا تزورنا».

ولذلك قال المرادي عند شرح بيت الألفية السابق : «وأما (ألا) فهي حرف عرض ، وذكره لها مع حروف التحضيض يحتمل وجهين» : ... وقال : الثاني : «أن يكون ذكرها من أدوات التحضيض لمشاركتها الاختصاص بالفعل (٢)».

وقد وقع ابن الوردي في إشكال ، فهو يحكم على أن ابن الناظم قال : إن (ألا) للعرض ، ويخطّئه ، ثم هو يمثل لمجيئها للعرض بقوله تعالى : (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ) في شرحه لبيت المنظومة السابق (٣). وقد يكون ما جاء في (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة) لابن الوردي خطأ من الناسخ فبدل أن يكتب : (خلافا للشيخ ووفاقا لابنه) عكس العبارة ، أو أنه وهم منه. والله أعلم.

وغير ذلك من المسائل (٤) ، غير ما زاد من شروط ومسائل لم يشر فيها إلى أن ابن الناظم لم يذكرها.

ولم يشر إلى مخالفته للشيخ وموافقته لابنه إلا في باب

__________________

(١) شرح الشافية الكافية ١٦٥٥.

(٢) شرح الألفية للمرادي ٤ / ٢٨٨ ـ ٢٨٩.

(٣) (أما ولو لا ولوما) : ٦٤٩.

(٤) انظر : ١١٨ ، ١٢٢ ، ٣٢٧ ، ٣١٠ ، ٣١٣ ، ٤٤١ ، ٤٧٥ ، ٦٧٠.


(المفعول المطلق (١) قال : «ويجوز حذف عامل المصدر إذا دلّ دليل وإن كان مؤكّدا ، خلافا للشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ ووفاقا لابنه ، دليلنا نحو قولهم : ائت سيرا سيرا ، مما جاز حذف عامله ، وسقيا ورعيا ، وحمدا لا كفرا ، ممّا وجب حذف عامله وهو كثير جدّا».

حيث قال ابن الناظم في شرح بيت المصنف :

وحذف عامل المؤكد امتنع

وفي سواه لدليل متّسع

«يجوز حذف عامل المصدر إذا دلّ عليه دليل ، كما يجوز حذف عامل المفعول به وغيره. ولا فرق في ذلك بين أن يكون المصدر مؤكّدا أو مبيّنا. والذي ذكر الشيخ رحمه‌الله في هذا الكتاب وفي غيره (٢) أن المصدر المؤكد لا يجوز حذف عامله ، قال في شرح الكافية : (لأن المصدر المؤكد يقصد به تقوية عامله وتقرير معناه ، وحذفه مناف لذلك فلم يجز) (٣). فإن أراد أن المصدر المؤكّد يقصد به تقوية عامله وتقرير معناه دائما فلا شك أن حذفه مناف لذلك القصد ، ولكنه ممنوع ولا دليل عليه ، وإن أراد أن المصدر المؤكّد قد يقصد به التقوية والتقرير ، وقد يقصد به مجرد التقرير فمسلم ، ولكن لا نسلم أن الحذف مناف لذلك القصد ؛ لأنه إذا جاز أن يقرر معنى العامل المذكور بتوكيده بالمصدر ، فلأن يجوز أن يقرر معنى العامل المحذوف لدلالة قرينة عليه أحق

__________________

(١) المفعول المطلق : ٢٩٣.

(٢) يعني الألفية : ٢٩ وشرح الكافية الشافية : ٦٥٧.

(٣) شرح الكافية الشافية : ٦٥٧.


وأولى ، ولو لم يكن معنا ما يدفع هذا القياس لكان في دفعه بالسماع كفاية ؛ فإنهم يحذفون عامل المؤكّد حذفا جائزا إذا كان خبرا عن اسم عين في غير تكرير ولا حصر ، نحو : أنت سيرا وميرا ، وحذفا واجبا في مواضع يأتي ذكرها ، نحو : «سقيا ورعيا وحمدا وشكرا لا كفرا ، فمنع هذا إمّا لسهو عن وروده ، وإما للبناء على أن المسوّغ لحذف العامل منه نية التخصيص ، وهو دعوى على خلاف الأصل ، ولا يقتضيها فحوى الكلام (١)».

مذهبه النحوي :

ابن الوردي بصري المذهب ، وقد أشار إلى انتمائه لهذا المذهب مرة واحدة مستخدما ضمير التكلم ، قال في رد مذهب الكوفيين في جعل (ليس) حرف عطف : محتجين ببيت نفيل الحميري :

أين المفرّ والإله الطالب

والأشرم المغلوب ليس الغالب

و «نحن نجعل الغالب اسم (ليس) وخبرها ضميرا متصلا عائدا على الأشرم (٢)». وهذا مذهب البصريين.

ووصفه مرة بالمذهب المنتخب. قال : «والمصدر أصل الفعل والوصف على المذهب المنتخب خلافا للكوفيين (٣)».

وكونه بصريّا واضح من خلال عباراته في مخالفة المذهب الكوفي أو اختياره.

__________________

(١) شرح الألفية لابن الناظم : ١٠٤.

(٢) عطف النسق : ٥٠٠.

(٣) المفعول المطلق : ٢٩٢.


وانتماؤه للمذهب البصري لم يصرح به في منظومته (التحفة الوردية) ولا شرحها.

وقد ذكر عددا من مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين ، واتخذ عدة أساليب :

أولا : أن يرد رأي الكوفيين ويؤيد رأي البصريين ، ومن ذلك :

١ ـ ما جاء في الجزم بعد النهي ، قال : و «شرط الجزم بعد النهي أن تحسن (إن) قبل (لا) نحو : لا تدن من الأسد تسلم ، ومن ثمّ امتنع : لا تكفر تدخل النار ، خلافا للكسائي.

وأمّا قول الصحابي : يا رسول الله ، لا تشرف يصبك سهم ورواية : من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مسجدنا يؤذنا بريح الثوم ، فمخرّج على الإبدال من فعل النهي لا على الجواب (١).

٢ ـ ويرد قولهم أيضا في الخبر المفرد الجامد ، قال : «والخبر المفرد إن كان جامدا لم يتحمل ضمير الابتداء خلافا للكوفيين (٢)».

ثانيا : يختار رأي الكوفيين ويفضله على رأي البصريين :

١ ـ قال في باب التوكيد : «ومذهب الكوفيين جواز توكيد النكرة إن أفادت ، بأن كانت محدودة كيوم وليلة وشهر وحول ، بخلاف ما يصلح لقليل وكثير ، كحين ووقت وزمان.

__________________

(١) إعراب الفعل : ٦١٥.

(٢) المرجع السابق.


وعن البصريين عموم المنع فلا يؤكّدون النكرة محدودة كانت أو غيرها. والصّواب مذهب الكوفيين ؛ إذ فيه رفع احتمال كما في المعرفة ، فقد استعمل ، كقوله :

لكنّه شاقه أن قيل ذا رجب

يا ليت عدّة شهر كلّه رجب (١)»

٢ ـ وقال في رافع الخبر : «وأما الخبر فالصحيح رفعه بالمبتدأ (٢)». وهو قول الكوفيين.

٣ ـ وقوله في الخبر المشتق : «وإن كان مشتقا فإن لم يرفع ظاهرا رفع ضمير المبتدأ ، كزيد منطلق. ويجب استتار هذا الضمير إلّا إذا جرى الخبر على غير من هو له فرفع ضميره ، فيجب عند البصريين بروزه مطلقا سواء أخيف اللبس أم لا ، نحو : زيد عمرو ضاربه هو ، فزيد مبتدأ ، وعمرو مبتدأ ، وضاربه خبر عمرو ، والهاء له ، وهو فاعل وأبرز ، وعاد على زيد ؛ لئلا يتوهم أن عمرا فاعل الضرب ، وتقول : هند زيد ضاربته هي ، ولا يلزم ذكر هي عند الكوفيين ، لأمن اللبس ، ويشهد لهم قوله :

قومي ذرى المجد بانوها وقد علمت (٣)»

ثالثا : يذكر رأي كلّ دون تعليل أو تعليق ، مثل قوله في اجتماع العلم واللقب وهما مفردان ، أي غير مركبين أو أحدهما :

__________________

(١) التوكيد : ٤٩١.

(٢) الابتداء : ١٦٨.

(٣) الابتداء : ١٧٠.


«فإن أفردا أضيف الاسم إلى اللقب ، كزيد بطة ، وسعيد كرز.

وأجاز الكوفيون فيه الاتباع والقطع بالنصب والرفع ، نحو : جاء سعيد كرز ، ومرّ بسعيد كرزا وكرز ، على معنى هو (١)».

ـ وأحيانا يذكر رأي كلّ ويعلل أو يدلل ، ولا يختار ، كقوله في (كان وأخواتها) : «ولا يجيز البصريون إيلاء كان أو إحدى أخواتها معمول الخبر إلا إذا كان ظرفا أو عديله ، نحو : كان يوم الجمعة زيد صائما ، وأصبح فيك أخوك راغبا ، وأجازه الكوفيون كقوله :

قنافذ هدّاجون حول بيوتهم

بما كان إياهم عطيّة عوّدا

وقوله :

فأصبحوا والنوى عالي معرّسهم

وليس كلّ النوى تلقي المساكين

وحمله عند البصريين على إسناد الفعل إلى ضمير الشأن ، والجملة بعده خبر (٢)».

ـ وقوله في التنازع في العمل : «ثمّ المختار عند البصريين إعمال الثاني لقربه ، وعند الكوفيين الأول لسبقه ، فعلى اللغة البصريّة تقول : قاما وقعد أخواك ، في الفاعلية ، ورأيت وأكرمت أبويك ، في المفعولية ، وضرباني وضربت الزيدين في ذي وذي ، يضمر في الأول الفاعل ، ويحذف المفعول ؛ إذ لا يضمر فضلة قبل ذكر.

__________________

(١) العلم : ١٤١.

(٢) كان وأخواتها : ١٨٨.


وعلى الكوفية : قام وقعدا أخواك ، ورأيت وأكرمتهما أبويك ، وضربني وضربتهما الزيدان.

يشهد للبصريين : (آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً ، هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) وقوله :

وكمتا مدمّاة كأنّ متونها

جرى فوقها واستشعرت لون مذهب

ومثله :

ولكنّ نصفا إن سببت وسبّني

بنو عبد شمس من مناف وهاشم

ويشهد للكوفيين قوله :

إذا هي لم تستك بعود أراكة

تنخّل فاستاكت به عود إسحل (١)»

كما أنه ذكر رأي عدد من العلماء المخالفين لجمهور البصريين والكوفيين ، فيؤيد الرأي حينا ويردّه حينا ، ويعرضه أحيانا دون تعليق ، ومما اختار من آراء سيبويه :

١ ـ قوله في أفعال المقاربة : «والأصح أنّ كاد مثل كرب ؛ لأنّ سيبويه لم يذكر في كرب إلّا تجريدها ، كقوله :

كرب القلب من جواه يذوب

حين قال الوشاة هند غضوب (٢)»

٢ ـ وكقوله في (نعم ما وبئس ما) : «وقد قيل في (ما) من نحو : نعم ما يقول الفاضل ، و (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ :) إنه

__________________

(١) التنازع : ٢٨٥ ـ ٢٨٧.

(٢) أفعال المقاربة : ٢٠٥.


يجوز أن تكون نكرة موصوفة في موضع نصب على التمييز مفسّرة لفاعل الفعل قبلها ، وأن تكون موصولة في موضع رفع بالفاعلية وفاقا لسيبويه ، بدليل قول العرب : بئسما تزويج لا مهر ، فتزويج مبتدأ خبره بئسما و (ما) فيه فاعل (١)».

٣ ـ وقوله في (حبذا) : «والفاعل (ذا) وفاقا لسيبويه ، وخلافا للمبرد وابن السراج ، حيث قالا : حبّ وذا ، ركّبا وجعلا اسما مرفوعا بالابتداء (٢)».

٤ ـ وقوله فيما كان على (فعال) : «ومنه ما عدل إلى فعال في سبّ المؤنث ، كيا خباث ، ولكاع ، وفساق ، وهو مقيس عند سيبويه في وصف من ثلاثي ، ويجب كسره تشبيها بنزال.

وقاس أيضا بناء فعال أمرا من ثلاثي كنزال وحذار (٣)».

٥ ـ وقال في ترخيم العلم المركب تركيبا إسناديّا : «ويرخّم العلم المركب ... مع قلّة ، المركب إسنادا ، كتأبّط ، في تأبط شرّا. (وذا عمرو) هو سيبويه ، نقله فلا التفات إلى من منعه (٤)».

__________________

(١) نعم وبئس : ٤٥٩.

(٢) نعم وبئس : ٤٦٣.

(٣) أسماء لازمت النداء : ٥٥٣.

(٤) الترخيم : ٥٦٦.


ومما ردّ من آراء سيبويه إمام البصريين :

١ ـ قوله في الاستثناء : «وسوى وسواء لغتان في سوى ، والأصح أنها مثل غير خلافا لسيبويه فإنه جعلها ظرفا غير متصرف ، ولا شكّ أنها تستعمل ظرفا مجازا ، فيقال : رأيت الذي سواك ، كما يقال رأيت الذي مكانك (١)».

٢ ـ وقوله في الباب نفسه : «وخولف سيبويه حيث التزم حرفية حاشى ، وفعليّة عدا (٢)».

٣ ـ وقوله في تعدّي الفعل ولزومه : «النوع الثاني : مطّرد ، وهو في التعدية إلى (أن وأنّ) ، بشرط أمن اللبس ، نحو : عجبت أن يدوا ، أي : من أن يغرموا الدّية ، ومحلّهما بعد الحذف عند الخليل جرّ ، وعند سيبويه نصب ، دليل الخليل قوله :

وما زرت ليلى أن تكون حبيبة

إليّ ولا دين بها أنا طالبه

بجرّ دين ، وهو معطوف ، فعلم أنّ محلّه جرّ (٣)».

٤ ـ وقوله في (الفاعل) : «وحكم المقصود به الجنس في اختيار الحذف حكم المفصول بإلّا ، كنعم الفتاة. وأغرب سيبويه فحكى أنّ بعض العرب يقول : قال فلانة. بحذف التاء دون فصل أو غيره ممّا تقدم (٤)».

__________________

(١) الاستثناء : ٣١٧.

(٢) المرجع السابق : ٣١٨.

(٣) تعدي الفعل ولزومه : ٢٨١ ـ ٢٨٢.

(٤) الفاعل : ٢٦١.


٥ ـ وقوله في نائب الفاعل : «ولا ينوب بعض هذه إن وجد مفعول به عند سيبويه ، وأجازه الأخفش والكوفيون واحتجوا بقراءة أبي جعفر : ليجزى قوما بما كانوا يكسبون وبنحو قوله :

لم يعن بالعلياء إلّا سيّدا

ولا شفى ذا الغيّ إلّا ذو هدى (١)»

٦ ـ وقوله في المعرب والمبني : «وقد يستعمل باب سنين مثل حين ، فيعرب بالحركات على النون منوّنة ، لا تسقطها إضافة ، وهي لغة مطردة ، حكاها جماعة منهم الفراء ، دليله قول الشاعر :

دعاني من نجد فإنّ سنينه

لعبن بنا شيبا وشيّبننا مردا

وفي الحديث على بعض الروايات : «اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف (٢)».

ما يوهم أنها آراء نحوية لابن الوردي :

قد تشعر بعض عبارات ابن الوردي بأن ما يذكر من مخالفة لرأي جمهور المدرستين البصرية والكوفية وغيرهم من العلماء المتأخرين ، يعدّ رأيا ينفرد به ، وليس مسبوقا إليه ، إلا أنّ المطلع على شرحه للألفية ، يظهر له جليّا أنه في كل أقواله تلك ، ما هو

__________________

(١) النائب عن الفاعل : ٢٧٠.

(٢) المعرب والمبني : ١١٥.


إلا تابع لمن سبقه ، وهذه سمة علماء القرن الثامن وما بعده ، فقد تبعوا من سبقهم في القضايا النحوية ، واقتصروا على الاختيار والترجيح ، ومن ذلك :

١ ـ قوله في (اسم الإشارة) : «وقول من زعم أن المقرون بالكاف دون اللام للمتوسط ، وبهما للبعيد تحكّم لا دليل عليه. فلاسم الإشارة إذا رتبتان : قرب وبعد (١)»

وممن سبقه إلى هذا القول ابن الناظم في شرح الألفية قال : «وزعم الأكثرون أن المقرون بالكاف دون اللام للمتوسط ، وأن المقرون بالكاف مع اللام للبعيد ، وهو تحكم لا دليل عليه ، ويكفي في ردّه أن الفراء حكى أن إخلاء ذلك وتلك من اللام لغة تميم (٢)».

٢ ـ وقوله في حذف أحد مفعولي (ظنّ) : «ويقتصر على أحد المفعولين إن دلّ دليل ، وإن منعه أكثر النحويين بدليل : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ) تقديره : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) بخلهم (هُوَ خَيْراً لَهُمْ) فـ (هو) فصل (٣)». وقد ذكره الناظم في قوله :

__________________

(١) اسم الإشارة : ١٤٥.

(٢) شرح ابن الناظم : ٣٠.

(٣) ظن وأخواتها : ٢٥٠.


ولا تجز هنا بلا دليل

سقوط مفعولين أو مفعول (١)

وفصل ذلك ابن الناظم عند شرحه لهذا البيت (٢).

٣ ـ وقوله في (الفاعل) : «فلو كان الفاعل متلبّسا بضمير المفعول وجب عند أكثر النحويين تأخيره ، نحو : زان الشجر نوره (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ) وأجازه بعضهم ، والحقّ أنه قليل ، كقوله :

كسا حلمه ذا الحلم أثواب سؤدد

ورقّى نداه ذا الندى في ذرى المجد

ومثله :

ولو أنّ مجدا أخلد الدهر واحدا

من الناس أبقى مجده الدهر مطعما (٣)»

قال ابن الناظم : «فلو كان الفاعل متلبسا بضمير المفعول وجب عند الأكثرين تأخير المفعول ، نحو : زان نوره الشجر ... ، ومنهم من أجازه ... ، والحق أن ذلك جائز في الضرورة ، ولا غير (٤)». وأورد ثلاثة شواهد منها ، منها شاهدا ابن الوردي.

٤ ـ وقوله في اشتغال العامل : «الثاني : لازم الرفع ؛ وذلك حيث يتقدم على الاسم مختصّ بالابتداء ، كإذا المفاجأة ، نحو : خرجت فإذا زيد يضربه عمرو.

__________________

(١) الألفية : ٢٤.

(٢) شرح ابن الناظم : ٧٩.

(٣) الفاعل : ٢٦٤.

(٤) شرح ابن الناظم : ٨٧ ـ ٨٨.


وكثير من غفل عن هذا وأجاز النصب ، ولا سبيل إلى جوازه ؛ إذ لم تولها العرب إلّا مبتدأ (١)».

وهذه عبارة ابن الناظم ، قال : «وقد غفل عن هذا كثير من النحويين فأجازوا خرجت فإذا زيدا يضربه عمرو ، ولا سبيل إلى جوازه (٢)».

٥ ـ وقوله في التمييز : «ويجب نصبه إذا فصل بإضافة نحو : زيد أكرم الناس رجلا وأفضلهم ، فليتنبّه لهذه القاعدة فهي من المغفول عنها عند الأكثر (٣)».

ذكر هذه المسألة ابن الناظم فقال : «فلو أضفت أفعل إلى غير المييز قلت زيد أكرم الناس رجلا وأفضلهم عالما بالنصب لا غير (٤)».

٦ ـ وقوله في (مع) : «وزعم بعضهم أنها حرف إذا سكّنت ، وليس بصحيح (٥)».

وهذه عبارة ابن الناظم (٦).

٧ ـ وقوله في عطف البيان : «وكما يكون عطف البيان معرفة

__________________

(١) الاشتغال : ٣٧٣.

(٢) شرح ابن الناظم ٩٣.

(٣) التمييز : ٣٥٣.

(٤) شرح ابن الناظم : ١٣٨.

(٥) الإضافة : ٣٩٦.

(٦) شرح ابن الناظم : ١٥٥.


تبعا لمعرفة مثل :

أقسم بالله أبو حفص عمر

فقد يكون نكرة تبعا لنكرة ، ولا يلتفت إلى منع بعضهم ذلك بدليل قوله تعالى : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ)(١).

لم يزد ابن الوردي على شرح بيت الناظم ، وهو :

فقد يكونان منكرين

كما يكونان معرفين

وقال ابن الناظم : «... ومنع بعض النحويين كون عطف البيان نكرة تابعا لنكرة ، وأجازه أكثرهم (٢)».

٨ ـ وقوله في (بل) : «إن كان المعطوف بها جملة فهي لانتهاء غرض واستئناف غيره (٣) ، وإن كان مفردا ، فإن كان بعد نفي أو نهي فهي لتقرير حكم ما قبلها وجعل ضدّه لما بعدها ، مثل قولك : لم أكن في منزل ربيع ، بل أرض لا يهتدى بها ، ولا تضرب خالدا بل بشرا ، ولا عبرة بإجازة المبرّد نقلها حكم النفي والنهي إلى ما بعدها ، بدليل نحو قوله :

لو اعتصمت بنا لم تعتصم بعدى

بل أولياء كرام غير أوغاد (٤)»

__________________

(١) عطف البيان : ٤٩٥.

(٢) انظر الألفية : ٤٧ وشرح ابن الناظم : ٢٠٢.

(٣) مثال عطف الجملة : ما محمد شاعر بل هو كاتب.

(٤) عطف النسق : ٥١٢ ـ ٥١٣.


وهذا قول ابن الناظم (١).

٩ ـ وقوله في (نونا التوكيد) : «وقلّ توكيد المضارع بعد ما الزائدة وبلم ولا النافية ، كقوله :

فلا الجارة العليا بها تلحينّها

ولا الضيف فيها إن أناخ محوّل

ومثله : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) وقول من زعم أنّ هذا نهي ليس بشيء ؛ لأنّا قدّمنا أنه لا تنعت النكرة بجملة طلبية ولم ينتبه لهذا التعليل هنا فيما علمت أحد (٢)».

بل تنبه إلى ذلك قبله ابن الناظم ، قال : «وأما توكيده بعد لا النافية فقليل ، ومن حقه أن يكون أكثر من توكيده بعد لم ، لشبهه إذّاك بالنهي ، قال الشاعر :

فلا الجارة العليا بها تلحينّها

ولا الضيف فيها إن أناخ محوّل

ومنه قوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) ومنهم من زعم أن هذا نهي على إضمار القول ، وليس بشيء ، فإنه قد أكد الفعل بعد لا النافية في الانفصال كما في البيت المذكور ، فتوكيده بها مع الاتصال أقرب لأنه أشبه بالنهي (٣)».

__________________

(١) شرح ابن الناظم : ٢١١.

(٢) نونا التوكيد : ٥٨٠ ـ ٥٨٢.

(٣) شرح ابن الناظم : ٢٤١.


١٠ ـ وقوله في (عوامل الجزم) : «فإن كانا فعلين جاز كونهما ... الشرط مضارعا والجواب ماضيا ، وليس هذا بضرورة كما زعم أكثرهم ، ففي البخاري : (من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له) وقالت عائشة رضي‌الله‌عنها : (إنّ أبا بكر رجل أسيف متى يقم مقامك رقّ) وقال الشاعر :

إن تصرمونا وصلناكم ، وإن تصلوا

ملأتم أنفس الأعداء إرهابا (١)»

قال ابن الناظم بعد أن ذكر هذه الصورة ومثّل لها : «وأكثر النحويين يخصون هذا بالضرورة وليس بصحيح ، بدليل ما رواه البخاري من قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : من يقم .. (٢)»

١١ ـ وقوله في المنصرف : «الرابع : علم عجميّ الوضع والعلمية ، زائد على ثلاثة أحرف ، كإبراهيم وإسماعيل ، فعربي العلمية كلجام اسم رجل ، والثلاثي كنوح وشتر ، منصرفان ، ولا تلتفت إلى جاعل ساكن الوسط ذا وجهين ، ومتحرك الوسط متحتم المنع ؛ إذ التأنيث ملفوظ به غالبا ، والعجمة متوهّمة ، فهي أضعف منه (٣)».

وهنا قال ابن الناظم : «وصرف نحو : نوح ولوط ، ولا فرق في ذلك بين الساكن الوسط والمتحرك ، ومنهم من زعم أن الثلاثي

__________________

(١) عوامل الجزم : ٦٢٦ ـ ٦٢٧.

(٢) شرح ابن الناظم : ٢٧٣.

(٣) ما لا ينصرف : ٥٩٢.


الساكن الوسط ذو وجهين ، والمتحرك الوسط متحتم المنع ، وهو رأي لا معوّل عليه ؛ لأن استعمال العرب بخلافه ، ولأن العجمة أضعف من التأنيث ؛ لأنها متوهمة ، والتأنيث ملفوظ به غالبا ، فلا يلزم حكمه (١)».

وغير ذلك من المسائل النحوية التي قال رأيه فيها وخالف الجمهور (٢).

اسم الكتاب :

لم أجد إشكالا في تحديد اسم الكتاب : (تحرير الخصاصة في تيسر الخلاصة) فقد ذكره ابن الوردي في مقدمة الكتاب ، وجاء على غلاف نسخة الهند «كتاب : (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة الألفية في علم العربية) للإمام العلامة والبحر الفهامة تقي الدين (٣) عمر بن مظفر بن أبي الفوارس الوردي الشافعي تغمده الله برحمته».

وكذا جاء في نسخة دار الكتب المصرية ، وفي نسخة المكتبة الظاهرية جاء باسم : (تحرير الخصاصة في تفسير الخلاصة).

وذكر اسمه في إجازاته لبعض العلماء والطلاب ، وذكرته

__________________

(١) شرح ابن الناظم : ٢٥٤ ـ ٢٥٥.

(٢) انظر الحال : ٣٣٢ ، والصفة المشبهة : ٤٤٨ وعطف النسق : ٥١٢ ، ولو : ٤٦٢. وغيرها.

(٣) لم أجد من لقّبه بتقي الدين غير غلاف هذه النسخة.


مراجع ترجمته ، ويسميها هو ـ أحيانا ـ بشرح الخلاصة الألفية في علم العربية (١) ، كما يذكره بعض من ترجم له بشرح الألفية لابن مالك ، تعبيرا عن مضمونها (٢) على عادة كتاب التراجم.

__________________

(١) ديوان ابن الوردي ١٠٣ ، وانظر ١٤١.

(٢) البدر الطالع في علماء القرن السابع ١ / ٥١٤ وهدية العارفين ١ / ٧٨٩ وبغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ٢ / ٢٢٦.


القسم الثاني



ترجمة ابن مالك

حياته :

من حق مؤلف الخلاصة ، المشهورة بألفية ابن مالك ـ التي أقوم بتحقيق أحد شروحها ـ أن أترجم لحياته بالتفصيل ، إلا أن ابن مالك رحمه‌الله ترجم له الكثير ، ممن كتب عنه ، أو نشر مؤلفاته ، لذا رأيت الاكتفاء بالترجمة له مختصرا.

نسبه ومولده :

هو أبو عبد الله جمال الدين محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجيّاني الأندلسي ، أظهر الأقوال أنه ولد سنة ٦٠٠ ه‍ في (جيّان) بالأندلس ، وتعلم هناك كأترابه ، فحفظ القرآن الكريم ، وتعلم القراءات ، وتلقى النحو ، ولم يعرف شيء عن أسرته ، رحل من الأندلس حاجا ، ثم استوطن الشام ، وفيها أكمل تعليمه ، وتوفي بدمشق على أقوال أرجحها ٦٧٢ ه‍.

ورثاه كثير من علماء عصره ، رحمه‌الله رحمة واسعة جزاء ما خدم لغة القرآن الكريم والحديث الشريف.

مؤلفاته :

أوقف ابن مالك حياته على تعلم العربية وتعليمها ، والتصنيف فيها ، حتى فاق من سبقه ، وأتعب من لحقه ، مع ما تتميز به


مؤلفاته من سهولة اللفظ ، وحسن المأخذ ، وجمال الأسلوب ، يستوي في ذلك منظومه ومنثوره ، فانصرف الناس إليها دراسة وتدريسا وشرحا ، وكما كان في النحو والصرف إماما ، كان كذلك في اللغة وعلم القراءات والحديث ، بلغت مؤلفاته الخمسين (١) ، منها

١ ـ الكافية الشافية في (٢٧٥٧) بيتا من الرجز.

٢ ـ شرح الكافية الشافية ، مطبوع في خمسة مجلدات عام ١٤٠٢ ه‍ ، بتحقيق د. عبد المنعم أحمد هريدي.

٣ ـ الخلاصة ، المشهورة بالألفية ، وهي اختصار للكافية الشافية ، ولم يحظ كتاب في العربية بمثل ما حظيت به الخلاصة من الاحتفاء بها ، والانكباب عليها ، تعلما وتعليما وشرحا إلى يومنا.

ومن أوائل شراحها ابن الوردي رحمه‌الله تعالى ، وهو الكتاب الذي بين أيدينا.

٤ ـ تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد.

٥ ـ شرح التسهيل.

٦ ـ عمدة الحافظ وعدة اللافظ ، وشرحها.

__________________

(١) ذكرها محقق شرح العمدة ٤٣ ـ ٤٥ ، وغيره.


٧ ـ قصيدة في الأسماء المؤنثة.

٨ ـ شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح.

٩ ـ إكمال الأعلام بمثلث الكلام.

١٠ ـ الاعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد.

١١ ـ المالكية في القراءات.



القسم الثالث



مقدمة التحقيق

وصف النسخ :

عرفت في أثناء دراستي لحياة ابن الوردي أنه شرح خلاصة ابن مالك ، فشدني إلى الاطلاع عليها جمال أسلوبه في شرح منظومته الموسومة بـ (التحفة الوردية) فحرصت على أن أطلع عليها ، وأن أقوم بتحقيقها وإخراجها ، فوجدت أن لها ثلاث نسخ إحداها في مكتبة (بروسا) برقم ١ / ٣٥٩ ، وأخرى في دار الكتب المصرية برقم ٤ / ٩٦ ، وثالثة في مكتبة رضا (رامبور) بالهند برقم (٤٠٣١) وقد بحثت عن النسخة المصرية فلم أجد لها في فهارس الدار أثرا ، وزرت معهد المخطوطات العربية بالقاهرة ، فوجدت (فيلما) لنسخة مخطوطة الهند ، وحصلت على صورة لها ، وحاولت الحصول على نسخة (بروسا) والتأكد من وجودها بشتى الطرق ، فلم أصل إلى خبر ، ولم يكن ذلك حائلا عن إخراج الكتاب. ولذا عقدت العزم على العمل بنسخة الهند على أن أتابع البحث عن النسختين الأخريين ، عسى أن أعثر عليهما أو إحداهما ، إلا أن ذلك لم يتم ، كما لم أجد في فهارس المخطوطات ما يشير إلى وجود نسخ أخرى.

وقد رأيت الاستمرار في الدراسة والتحقيق ، وإخراج الكتاب ، مكتفيا بنسخة واحدة لما تتميز به من وضوح الخط وجماله ،


وسلامة الكتابة من عوائر الزمن ، وقلة الكلمات التي وقع فيها سبق قلم الناسخ ، وقد عالجتها بداية بالرجوع إلى كتب النحو السابقة وشروح الألفية ، وخاصة كتب ابن مالك وابنه رحمهما‌الله تعالى.

وبعد أن أو شكت على إنجاز الدراسة والتحقيق أفادني الدكتور حسن بن محمد الحفظي ـ شكر الله له ـ أن الأستاذ لؤي الهاشم يقوم بدراسة حول آراء ابن الوردي النحوية ، وأن لديه أكثر من نسخة لشرح ابن الوردي لألفية ابن مالك ، وقد زودني الأستاذ لؤي ـ شكر الله له ـ بصورتي نسختين غير ما لدي ، وأنه حصل على إحداهما من دار الكتب المصرية ، والأخرى من مكتبة الأسد الوطنية مصورة من المكتبة الظاهرية. وهاتان النسختان لم تشملهما فهارس المكتبتين حيث بحثت فيها ، فقابلتهما على نسخة (رامبور) واستفدت منهما في سلامة نص المؤلف ، وخاصة نسخة الظاهرية.

١ ـ نسخة رامبور :

وتقع هذه المخطوطة في (٢٤٢) صفحة من الحجم المتوسط ١٣٠* ١٧٢ سم ، وعدد أسطرها (١٧) سطرا ، كتبت سنة ثمان مئة وسبع وأربعين (٨٤٧) للهجرة ـ بعد وفاة المؤلف بمئة سنة ـ على يد كاتبها لنفسه (علي بن أحمد بن علي بن عمر بن أحمد بن أبي بكر بن سالم ، اليمني أصلا ، المكي مولدا ومنشأ ، الشهير بالشوائطي) كما جاء في ختام الكتاب ، وقد ترجم له السخاوي في الضوء اللامع ٥ / ١٧٤ (٦٠١) وذكر أنه ولد في سابع جماد الأولى


سنة (٨٢٠ ه‍).

وهذه النسخة كتبت بخط جميل واضح ، وسلمت من أي أثر يعوق الاعتماد عليها ، وقد قابلها كاتبها على أصلها ، حيث يشر إلى ذلك في عدة مواقع. وجعلتها النسخة الأصل لذلك ولتقدمها على غيرها.

٢ ـ نسخة دار الكتب المصرية :

تقع في (١٨٤) صفحة بمقاس ١٥* ٢٤ سم ، وعد أسطرها ٢٣ سطرا ، كتبت سنة (٩٧٤ ه‍) بخط نسخي جميل ، وقد كتبت عناوينها بخط أكبر من حجم الكتابة ، وبلون أحمر ، ويعيد كتابة العناوين في هامش الصفحة بخط أكبر من الأول ، وفي هوامشها تصويبات لنقص في عبارات الكتاب ، وليس عليها إشارة لمقابلتها. وهي بقلم محمد بن علي بن ناصر الدين الأبوصيري ، وعلى غلافها عدة تعليقات نحوية وأبيات شعرية ، وعليه تملّكان ، أحدهما لحسن الحربي الحنفي ، والآخر لمحمد شمس الدين.

وبها أثر رطوبة في بعض الصفحات ، وتقديم وتأخير لبعض صفحات في بعض الأبواب ، ففي الورقة (١٥) وجه (أ) تابع لباب كان وأخواتها ، جاء وجه (ب) نهاية باب المفعول معه ، وأول باب الاستثناء ، وفي صفحة (٣٤ / أ) تابع الحال و (ب) تكملة كان وأخواتها ، وغير ذلك. ولعل ذلك حصل عند تجليد النسخة مؤخرا من غير انتباه لتكامل الموضوعات ورقمت صفحاته على هذا الأساس.


وواضح أن الكاتب نسخها من نسخة الهند السابقة ، حيث إن كل خطأ وقع فيه الناسخ السابق وقع فيه ، وكل كلمة غير واضحة للقراءة جاءت كذلك هنا ، وقد نسخها لنفسه كما قال في الخاتمة ، ويظهر أنه مبتدئ في علم النحو ، غير متمكن فيه. ورمزت إليها بـ (م).

٣ ـ نسخة المكتبة الظاهرية :

رقمها في الظاهرية (٥٨٤٩) وتقع في (١٢٥) صفحة مقاس ١٨* ٢٧ سم ، وعدد أسطرها (٢٥) سطرا ، وكتبت عناويها بخط أحمر ، وفي هوامشها تصويبات قليلة ، وفي نهايتها ذكر الكاتب أنها تمت مقابلتها ، وختم كتب فيه (نظر فيه محمد مراد الشطي) وعلى غلافها أبيات شعرية وفوائد نحوية ، وكان الفراغ من نسخها يوم السبت الثالث والعشرين ربيع الآخر سنة (٨٤٨ ه‍) ولم يذكر اسم كاتبها.

وقد استفدت منها في تصيح ما في النسخة الأصل من إشكالات ، وما سقط منها من عبارات ، ويلاحظ عليها إسقاط بعض حروف الكلمات وزيادة أخرى ، وتصحيف في بعضها. ورمزت إليها بـ (ظ).

منهج التحقيق :

التزمت في التحقيق بنص النسخة الهندية مع مقابلتها على النسختين الأخريين ، واجتهدت في تحري عبارة الشارح فيما اختلفت فيه النسخ ، وهو قليل جدّا ، يغلب عليه مع قلته سبق القلم


من الناسخ ، مستفيدا في ذلك من كتب ابن مالك ومن شرح الألفية لابن الناظم ، ووضعت ما أضفت إلى النسخة الأصل من النسختين الأخريين أو سقط منهما بين قوسين معقوفين [] ، وأشرت في الحاشية إلى هذا الاختلاف ، حرصا على الأمانة العلمية ، وتحرّي الدقة في نص المؤلف. وقد راعيت في ذلك الأسس الآتية :

١ ـ ضبطت الكثير من النصّ حرصا على سلامته ، وخاصة ما يحتاج إلى ضبط ، قد تغيّر قراءته غير ما أراد الشارح.

٢ ـ صورت الآيات القرآنية الكريمة من المصحف ووضعتها بين هلالين مزهرين () وعلقت في الحاشية اسم السورة ورقم الآية.

٣ ـ خرّجت جميع القراءات التي وردت في الشرح من كتب القراءات وإعراب القرآن ، عدا قراءة الآية : فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله (١) لم أتوصل إلى من قرأ بها ، وحددت موضع الشاهد ووجه الاستشهاد بجميع الآيات متى ما دعت الحاجة إلى ذلك ، مراعيا في ذلك القراءة التي استشهد بها الشارح.

٤ ـ خرّجت الأحاديث والآثار الواردة من كتب الصحاح والسنن وغيرها ، وجعلتها بين علامتي تنصيص («») وأكملت الحديث أو الأثر ومرجعه في الحاشية ، وعينت موضع الشاهد ، ووجه الاستشهاد بالحديث.

٥ ـ أحلت أقوال العرب وأمثالهم إلى مظانها.

__________________

(١) الإضافة : ٤٠٥.


٦ ـ خرّجت شواهد الشعر من الدواوين ، ومن المراجع النحوية واللغوية وكتب الأدب ، وحرصت على استقصاء المراجع التي وردت فيها روايات مختلفة للبيت أو بعض ألفاظه ، محددا مرجع الاختلاف غالبا ، وعرّفت بقائل البيت باختصار شديد إلا من اشتهر ، وشرحت الألفاظ الغامضة ، وعينت مكان الشاهد ووجه الاستشهاد به ، لما أورده الشارح وغيره.

٧ ـ بيّنت أوزان الأسماء والأفعال خاصة في باب التصريف ، وما فيها من إعلال وإبدال ، وجمعت ما يحتاج إلى جمع من الأسماء ، ووضحت ما فيها من إعلال وإبدال ، وشرحت الغريب منها.

٨ ـ خرّجت أقوال النحاة من مصادرها ، وبيّنت اختلافهم في بعض المسائل التي رأيت الحاجة إليه.

٩ ـ رجعت في ضبط بعض الكلمات والأوزان الصرفية ، ومعاني الكلمات الغريبة إلى المعاجم اللغوية ، والمصادر النحوية والصرفية.

١٠ ـ عرفت بالأعلام الذين ذكرهم ابن الوردي باختصار شديد ، عدا من لا يحتاج إلى تعريف.

١١ ـ وضعت فهارس للآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية والآثار ، والأقوال والأمثال ، والشعر والرجز ، والأعلام والقبائل ، والأماكن والكتب التي وردت في المتن ، ومصادر التحقيق ومراجعه ، وأخيرا موضوعات الكتاب.


بسم الله الرّحمن الرّحيم

[صلّى الله على محمد وآله وسلّم (١) ، رب يسر (٢).

قال الفقيه العلامة قاضي قضاة حلب زين الدين عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس الوردي الشافعي المعري ، تغمده الله برحمته](٣) :

أحمد الله على تيسيره وتسهيله ، وأستعينه على العمل بما أعان على تحصيله ، وأصلي على من اختاره لرسالته وتفضيله ، وخصه بجوامع الكلم وإيضاح دليله ، محمد صفيّه ونجيّه ، عبده ورسوله ، وعلى آله وصحبه وسالكي سبيله.

أمّا بعد : فإني رأيت كتاب الخلاصة الألفية في علم العربيّة ، للإمام الجليل ، الفذّ (٤) النبيل ، موضح المسالك للسالك ، الشيخ جمال الدين أبي عبد الله محمد بن مالك ـ قدّس الله سرّه ، ونوّر قبره ـ من الكتب الرفيعة المراتب ، البديعة الغرائب ، المشحونة بالفوائد ، المعدودة في الفرائد ، ورأيت ابن المصنّف الشيخ بدر الدين ـ رحمه‌الله ـ قد شرحها شرحا وافيا ، أودعه فضلا كافيا ، لكن رأيت كثيرا من أهل العقول إذا ذكر له شرحها يقول : إنه لم يحافظ

__________________

(١) الصلاة على النبي لم ترد في م.

(٢) في م زيادة (يا كريم).

(٣) سقط ما بين القوسين [] من ظ ، وجاء بدله (رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً.)

(٤) في ظ (القدر).


فيه على حلّ معظمها ، ولم يشف في تقريبها على متعلمها ، بل هو مع كبر حجمه (١) مباين لها في التصنيف والمراد ، وكأنه في واد وأباه في واد ؛ ولذلك استصعبها الآحاد ، وحاد عن تعلمها من حاد ، حتّى عدم تحقّقها (٢) أو كاد.

وكنت ولله الحمد ممن لهج باجتناء ثمار أوطارها من (٣) الأقطار ، واجتلاء بدور أسفارها في الإسفار ، فرسم لي شقيقي الشفيق ، وأستاذي الرفيق ، أخي لأبويّ المسعف ، القاضي جمال الدين أبو المحاسن يوسف (٤) ـ حرسه الله لأهله ، وجزاه الخير (٥) على جميل فعله ـ أن أشرحها مختصرا برسم خزانته ، فلم تسعني مخالفته لمكانته. فاستخرت الله الكريم في شرحها شرحا محررا ، واستعنته في حلّها حلا ميسّرا ، أراعي فيه تفصيل مجملها ، وتقييد مطلقها ، وإن لم أشر إليه ، وأحافظ غالبا على ذكر أمثلتها ، وفتح

__________________

(١) في ظ ريادة (وغموض فهمه).

(٢) في ظ (محققها).

(٣) في ظ (في).

(٤) هو يوسف بن مظفر بن عمر بن أبي الفوارس محمد المعري ، جمال الدين ابن الوردي ، شقيق زين الدين ابن الوردي الأكبر ، ولد قبل سنة ٦٨٠ ه‍ ، كان فقيها ماهرا ، ترك القضاء آخر عمره ، وأقبل على التدريس والإفتاء ، مات بمرض الطاعون في العشر الأوسط من ذي القعدة عام ٧٤٩ ه‍.

انظر تتمة المختصر ٢ / ٣٥٣ وديوان ابن الوردي ٣٧٢ والدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة ٥ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤ وأعلام النبلاء ٤ / ٥٩٠ ـ ٥٩١.

(٥) في ظ (خيرا).


مغلقها ، وإن لم أنبه عليه ، وأرتبه كترتيبها مع زيادة ملح ، وأكتفي فيه من ألفاظها بما وضح ؛ ليكون ـ إن شاء الله ـ شرحا مظلّا (١) ، وكتابا مختصرا مستقلّا ، يقتصر عليه من همّته إلى الفقه مصروفة ، ويستغني به عن مجلدات كثيرة من فطرته بالفطنة معروفة ؛ فجاء بحمد الله مقاربا لربع شرح ولده ، مع ما تضمنه من مقاصده وزبده ، وسمّيته : (تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة) وأعيذ ناظره بالله أن يظنّ أني على شرح ابنه اقتصرت فيما اختصرت ، أو مجرده اعتمدت فيما أوردت ، فإني حللت ما لم يحلّه (٢) في شرحه ، وفتحت من معانيها باب فوائد لم يعن بفتحه ، هذا مع إيرادي أشياء لم يوردها ، وإنشادي شواهد لم ينشدها ، وزيادة قيود لم يزدها ، وإفادة مواضع لم يفدها. وحلّيتها بفوائد ومهمات ، وكمّلتها بمناقشات وتتمات ، ولم أرد بذلك طعنا عليهما ، ولم أسئ ظنّا بأحدهما أو كليهما ، بل نبّهت على ما ضمّنته كتابي هذا من أراد نصيحتي ، حسبما نهضت به قريحتي.

وهما لفضيلة السبق من الحائزين. فالله يكتبنا جميعا من الفائزين ، وهو المسؤول في إخلاص النية والمراد ، وبه الاعتصام من أولي الحميّة والعناد.

__________________

(١) في ظ (مطلقا).

(٢) في ظ (يحلله).


الكلام وما يتألف منه

الكلام عند النحويين اللفظ المفيد فائدة تامّة يصح الاكتفاء بها ، كالفائدة في استقم.

ولا بدّ للكلام من مسند ومسند إليه ، ولا يتأتي ذلك إلّا في اسمين : كزيد قائم ، أو فعل واسم : كاستقم ؛ إذ التقدير : أنت ، أو حرف نداء ومنادى كيا زيد [إذ التقدير : أدعوك (١)].

والكلم اسم جنس ، واحده كلمة كلبنة ولبن. وهي على ثلاثة أقسام : اسم ، وفعل ، وحرف.

ويطلق القول على الكلمة والكلام [والكلم](٢) ، وقد يقصد بالكلمة ما يقصد بالكلام من الدلالة على معنى يحسن السكوت عليه ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد (٣)» :

__________________

(١) ما بين القوسين [] زيادة من ظ.

(٢) (والكلم) زيادة من ظ.

(٣) أخرجه البخاري عن أبي هريرة بهذا اللفظ في (باب أيام الجاهلية) ٢ / ٣١٩ بزيادة (أل) في الشاعر. وكذا في سنن ابن ماجة ١٢٣٦ (٣٧٥٧). وفي مسلم في (كتاب الشعر) عن أبي هريرة بلفظ : «أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد ..». ١٥ / ١٢. وفي ١٥ / ١٢ ، ١٣ كما أورده الشارح. وكذا في مسند الإمام أحمد ١٦ / ٩٨ (١٠٠٧٤) وفي ١٥ / ٥٤ (٩١١٠) «الشاعر» والروايتان عن أبي هريرة.

الشاهد في : (كلمة) حيث أطلق الكلمة وأراد بها كلاما ، وهو صدر بيت لبيد ، فهو من إطلاق الجزء وإرادة الكل.


١ ـ ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل

 ............. (١)

وقولهم : كلمة الشهادة ، يريدون : لا إله إلا الله ، و (٢) كتسميتهم بيت شعر قافية ، وقد يسمّون القصيدة قافية ؛ لاشتمالها عليها (٣) ، قال :

٢ ـ وكم علّمته نظم القوافي

فلمّا قال قافية هجاني (٤)

فيعرف الاسم بجره بحرف جر ، أو إضافة ، كانتفعت بغلامك.

ولا نقول : بالجرّ ، كما قال الشيخ (٥) ؛ ليحترز من نحو :

__________________

(١) البيت من الطويل للصحابي الجليل لبيد بن ربيعة ، وهو ما عناه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الحديث السابق. وتمامه :

وكل نعيم لا محالة زائل

الديوان ٢٥٦ وابن الناظم ٤ وابن يعيش ٢ / ٧٨ والعيني ١ / ٥ و ٣ / ١٣٤ والهمع ١ / ٢ ٢٢٦ ، ٢٣٣ والدرر ١ / ١٩٣ ، ١٩٧.

(٢) سقطت (و) من ظ.

(٣) في الأصل وم (عليه).

(٤) البيت من الوافر لمعن بن أوس المزني ، وهو شاعر مخضرم. وقيل : لمالك ابن فهم الأزدي.

الشاهد في : (قافية) فقد أطلق القافية وأراد بها قصيدة ، من إطلاق الجزء وإرادة الكل.

ديوان معن ٧٢ وابن الناظم ٤ والعيني ١ / ٢٠ والخزانة ٣ / ٢٥٨ وشرح اللمحة ٢ / ٣٦.

(٥) يعني ابن مالك ، رحمه‌الله ، قال في الألفية ٩ :

بالجر والتنوين والندا وأل

ومسند للاسم تمييز حصل


عجبت من أن تفعل. ويعرف أيضا بتنوينه تنوين (١) صرف ، كرجل. أو تنكير : كصه. أو تعويض : كحينئذ. أو مقابلة : كأذرعات.

ولا نقول كقوله : بالتنوين (٢) ؛ ليحترز من تنوين الترنم ، كقوله :

٣ ـ أقلّي اللوم عاذل والعتابن

وقولي إن أصبت لقد أصابن (٣)

إذ هذا يلحق الاسم وغيره.

ويعرف أيضا بندائه ، كيا مكرمان.

ولا نقول كقوله : بالنداء (٤) ؛ إذ قد يباشر النداء الفعل ،

__________________

(١) في م (بتنوين).

(٢) انظر قول ابن مالك في بيت الألفية السابق.

(٣) البيت مطلع قصيدة من الوافر لجرير بن عطية الخطفى ، أحد شعراء الطبقة الأولى من الشعراء الإسلاميين. وروي : (العتابا ، والعتاب ، وأصابا) ولا شاهد على هذه الروايات.

الشاهد في : (العتابن وأصابن) حيث لحق تنوين الترنّم الاسم والفعل عوضا عن ألف الإطلاق على لغة تميم وقيس ، وأصلهما (العتابا وأصابا) بألف الإطلاق ، مما يدلّ على عدم اختصاصه بالاسم ، حيث لحق الفعل كما في البيت ، فليس مما يعرف أو يختص بالاسم.

الديوان ٨١٣ وسيبويه والأعلم ٢ / ٢٩٨ والمقتضب ١ / ٢٤٠ والخصائص ٢ / ٩٦ ، ٩٨ وشرح العمدة ٩٨ وشرح الكافية ١ / ١٤ والخزانة ١ / ٣٤ والمساعد ١ / ٧ والعيني ١ / ٩١ وشرح شواهد شرح التحفة الوردية ٧٦ والمرادي ١ / ٢٦ والأشموني ١ / ٣١ والهمع ٢ / ٨٠ والدرر ٢ / ١٠٣.

(٤) انظر قول ابن مالك في التعليق (٥) ص : ١٠٣.


كقراءة الكسائي (١) : ألا يسجدوا (٢).

والحرف مثل : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ)(٣).

ويعرف أيضا بتعريفه ، ولا نقول : كما قال : بـ (أل) (٤) ؛ لئلا تدخل (أل) بمعنى الذي ؛ إذ لا تختص بالاسم ، بل تدخل على المضارع كقوله :

٤ ـ ما أنت بالحكم الترضى حكومته

 ................ (٥)

__________________

(١) أبو الحسن علي بن حمزة ، مولى بني أسد ، إمام أهل الكوفة في النحو واللغة ، وأحد القراء السبعة ، استوطن بغداد ، قرأ على حمزة الزيات ، وأخذ النحو عن معاذ الهراء ، والخليل ، طاف بوادي الحجاز ونجد وتهامة ، فكتب عنهم وحفظ. له عدة مصنفات ، منها : معاني القرآن ، ومختصر في النحو ، والقراءات. علّم الرشيد وابنه الأمين بعده. مات بالري سنة ١٨٢ أو ١٨٣ أو ١٨٩ ه‍. تاريخ الأدباء النحاة ٤٢ وإنباه الرواة ٢ / ٢٥٦.

(٢) سورة النمل الآية : ٢٥.

قرأ الكسائي بتخفيف لام (ألا) للاستفتاح ، بعدها (يا) النداء ، ثم الفعل (اسجدوا) على الأمر بالسجود ، والتقدير والله أعلم : ألا يا قوم اسجدوا لله ، أو ألا يا هؤلاء اسجدوا. حجة القراءات ٥٢٦ والإتحاف ٢ / ٣٢٥.

(٣) سورة النساء الآية : ٧٣ ، فقد دخل حرف النداء (يا) على الحرف ليت ، فليس كل ما دخلت عليه (يا) النداء يكون اسما ، وإنما يشترط قصد ندائه ، أي بأن يكون مما ينادى.

(٤) انظر قول ابن مالك في التعليق (٥) ص : ١٠٣.

(٥) صدر بيت من البسيط للفرزدق ، من قصيدة يهجو فيها رجلا من بني عذرة مدح جريرا في مجلس عبد الملك بن مروان وهجا الفرزدق والأخطل ، ولم أجدها في الديوان ، وعجزه :

ولا الأصيل ولا ذي الرأيي والجدل


وسيأتي (١).

ويعرف أيضا بالإسناد [إليه](٢) ، ولا نقول كقوله : ومسند (٣) ؛ لبعده ، فإنه أقام اسم المفعول مقام الصدر ، وحذف صلته اعتمادا على التوقيف (٤).

ويعرف الفعل بتاء ضمير المخاطب كلبست ، وتاء التأنيث الساكنة كقامت ، وياء المخاطبة كافعلي. ولحاق نوني التوكيد الثقيلة والخفيفة كقومنّ وقومن. فمتى لم يحسن في الكلمة شيء من هذه العلامات فهي حرف.

ثمّ الحرف منه ما يصحب الأسماء والأفعال كهل ، وما يختص بالأسماء كفي ، وما يختص بالأفعال كلم.

__________________

الشاهد في : (الترضى) على أن (أل) بمعنى الذي دخلت على الفعل المضارع ، فليست مما يختص بالاسم ، ولذا يرى الشارح أن يقال : من علامات الاسم التعريف.

واستشهد به النحاة على دخول (أل) التعريف على المضارع ضرورة.

التذييل والتكميل ٣ / ٦١ ، ٦٦ وشرح الكافية الشافية ١٦٣ وشرح العمدة ٩٩ وابن الناظم ٣٦ والمرادي ١ / ٣٥ ومعاني الحروف للرماني ٦٨ والخزانة ١ / ١٤ عرضا والإنصاف ٥٢١ والعيني ١ / ١١١ ، ٤٤٥ والأشموني ١ / ١٥٦ والهمع ١ / ٨٥ والدرر ١ / ٦١ والبهجة ٦٩.

(١) انظر الاسم الموصول : ٣٧.

(٢) (إليه) زيادة من (ظ).

(٣) انظر التعليق (٥) ص : ١٠٣.

(٤) أي التعليم.


فإن دلّ على نفي الحرفية دليل فهي اسم كقط ؛ لاستعماله مسندا إليه معنى ، تقول : ما فعلته قطّ. أي : الوقت الماضي ما فعلته فيه.

والفعل : مضارع ، وماض ، وأمر.

فعلامة المضارع أن يحسن فيه (لم) : كلم يشم.

وعلامة الماضي أن (١) تحسن فيه تاء التأنيث الساكنة ، كنعمت وبئست.

وعلامة الأمر أن تدل الكلمة على الأمر وتحسن فيها نون التوكيد ، كقومنّ ، وما لم يصلح من ذلك للنون فهو اسم ، نحو : صه ، بمعنى : اسكت. وحيهل ، بمعنى : أسرع ، أو أقبل ، أو عجّل.

__________________

(١) سقطت نون (أن) من ظ.


المعرب والمبني

والاسم منحصر في : معرب ، وهو ما سلم من شبه الحرف ، ويسمّى متمكنا. ومبني ، وهو ما أشبه الحرف شبها تامّا.

فيبنى الاسم لكونه يشبه الحرف إمّا في الوضع كالتاء وناء الاسمين من جئتنا ، ممّا وضع على حرف أو حرفين. ولا ترد علينا يد ودم ؛ إذ الأصل : يدي ودمي بدليل قوله في التثنية :

٥ ـ ولو أنّا على حجر ذبحنا

جرى الدّميان بالخبر اليقين (١)

وقوله :

٦ ـ يديان بالمعروف عند محلّم

قد تمنعانك أن تضام وتضهدا (٢)

__________________

(١) من الوافر ، والبيت ضمن أبيات نسبت أو بعضها إلى أكثر من شاعر ، فقيل : لعبد بني الحسحاس سحيم بن وثيل الرياحي. وعن الأصمعي : أنه لأبي زيد الطائي. وقيل : للمثقّب العبدي ، واسمه عائذ بن محصن. كما في العيني ١ / ١٩١ : ١٩٣. وقال صاحب الخزانة ٣ / ٣٤٩ ، ٣٥٠ ، ٣٥١ : إن الشاهد لعلي بن بدال من بني سليم ، ضمن أبيات ثلاثة كما في المجتبى لابن دريد ، عن عبد الحمن عن عمه الأصمعي. وانظره في ١ / ١٢٩ عرضا. وقيل : للفرزدق والأخطل.

الشاهد في : (دميان) تثنية (دم) ودم اسم معرب وإن ورد على حرفين فهو لا يشبه الحرف في الوضع ؛ إذ هو ثلاثي الأصل (دمي).

وقد استشهد به النحاة على الخلاف في لامه ، أهي واو أم ياء.

ملحق ديوان المثقب ٢٨٣ والمقتضب ١ / ٢٣١ و ٢ / ٢٣٨ و ٣ / ١٥٣ والمخصص ٦ / ٩٢ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣٤٤ وأمالي الزجاجي ٢٠.

(٢) في ظ (وتظهرا).


وإمّا في المعنى بأن يتضمّن معنى من معاني الحروف تضمّنا لازما للفظ أو المحل غير معارض بما يقتضي الإعراب ، كمتى ، وهنا ، ويا زيد ؛ لأنّ متى لازمه معنى الهمزة ، وهنا لازمه تضمّن معنى لإشارة ، ويا زيد ، لازم محلّه تضمّن معنى الخطاب.

وإمّا في الاستعمال بأن يلازم طريقة هي للحرف كأسماء الأفعال ، نحو : صه ، ودراك ، وهيهات ، والموصولات (١) ، نحو : الذي والتي ؛ لأنّ أسماء الأفعال لازمة الإسناد إلى الفاعل ، فهي أبدا عاملة ولا يعمل فيها شيء ، فأشبهت إنّ ، ولأنّ

__________________

والبيت من الكامل ، ولم ينسب لقائل. وقد رويت قافيته (تهضما) و (تقهرا) مع اختلاف في كلمات الشطر الثاني. ورواية ابن الشجري وابن يعيش (بيضاوان) بدل (بالمعروف).

المفردات : يديان بيضاوان : عبارة عن كرم صاحبهما ، أو أن المراد نقاؤهما وطهارتهما عمّا يشين في الدين والمروءة. محلّم : أحد ملوك اليمن ، ورويت (محرّق) بكسر الراء ، وهو لقب عمرو بن هند ملك الحيرة ، وكان أحرق مئة من بني تميم. وقيل : لقب الحارث بن عمرو من آل جفنة ملك الشام ، وكان أول من حرق العرب في ديارهم ، وآل جفنة يدعون آل محرق. تضام : تظلم ويهضم حقك. تضهد : تقهر.

الشاهد في : (يديان) تثنية (يد) و (يد) اسم معرب وإن جاء على حرفين فهو ثلاثي الأصل ، فلا يشبه الحرف في الوضع. ويورده النحاة على قلب لامه ياء في التثنية.

المنصف ١ / ٦٤ ، ٢ / ١٤٨ وابن يعيش ٤ / ١٥١ و ٥ / ٨٣ و ٦ / ٥ و ١٠ / ٥٦ والخزانة ٣ / ٣٤٧ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣٥ والمقرب ٢ / ٤٤ واللسان (يدي) ٤٩٥١.

(١) في ظ (وكالموصولات).


الموصولات تلازم الجمل فهي كالحرف في الاستعمال ، وإنما أعرب اللذان واللتان لما فيهما من التثنية ، وأيّ لأنّ شبهها بالحرف معارض بلزومها الإضافة ، والتثنية والإضافة من خواصّ الأسماء.

واحترز الشيخ بقوله : (بلا تأثر) عمّا ناب عن الفعل ولكن تأثر بعمل غيره فيه (١)

كضرب من قوله تعالى (٢) : (فَضَرْبَ الرِّقابِ)(٣).

ثمّ إنّ من (٤) الأسماء ما سلم من شبه الحرف على الوجه المذكور ، سواء كان صحيحا نحو : أرض ، أو معتلا نحو سما ، بضمّ السين لغة في اسم.

والفعل الماضي مبني على الفتح ، نحو ضرب.

وفعل الأمر مبني على السكون إن صحّ آخره ، نحو : افعل (٥) ، واضرب.

والمضارع معرب بشرط ألّا تتصل به نون توكيد ولا نون إناث كيرعن ، أمّا لو حال بين الفعل والنون ألف الاثنين أو واو الجمع أو ياء المخاطبة لم يحكم عليه بالبناء ؛ إذ لم يركّبوا ثلاثة أشياء فيجعلوها شيئا واحدا.

__________________

(١) في هامش ظ مصححة زيادة (فإنه معرب).

(٢) في ظ (تعا).

(٣) سورة محمد الآية : ٤.

(٤) في ظ زيادة (المعرب).

(٥) في ظ (اقعد).


والحروف كلها مستحقة للبناء (١).

والأصل في البناء أن يكون على السكون ، نحو : كم ؛ لأنه أخف ، ما لم يمنع من السكون مانع فيجيء على الحركة ، وهي فتح ، نحو : أين ، وكيف ، وكسر نحو : أمس ، وضمّ نحو : حيث ، على الأفصح (٢) ؛ إذ جاء فتحها وكسرها ، وجاء حوث بالفتح والضمّ (٣).

وأنواع الإعراب : رفع ونصب ، وجرّ ، وجزم.

فالرفع والنصب يشترك فيهما الاسم والفعل المضارع (٤) ، والجرّ يختصّ بالأسماء ، والجزم بالأفعال المضارعة (٥).

فالرفع بضمة ، والنصب بفتحة ، والجر بكسرة ، والجزم بتسكين.

ويكون الإعراب بغير ما ذكر على طريق النيابة ، إذ في الأسماء المتمكنة ستة أسماء رفعها بالواو ، ونصبها بالألف ، وجرها بالياء ، بشرط الإضافة إلى غير ياء المتكلم ، والإفراد عن التثنية ، والجمع ، والتكبير.

وهي : (ذو) بمعنى صاحب مضافا إلى ظاهر غالبا ، والفم بغير ميم ، والأب ، والأخ ، والحم ، والهن ، تقول : جاء أبو أخيك ذا اعتلاء.

__________________

(١) في ظ (البناء).

(٢) وهي معربة عند بني فقعس الأسدية.

(٣) انظر اللغات في (حيث) في المفصل ١٦٩ وشرحه لابن يعيش ٤ / ٩٠ ـ ٩٢.

(٤) سقطت من ظ.

(٥) سقطت من ظ.


ونقص (هن) أحسن ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فأعضوه بهن أبيه (١)». وقد ندر في بعض اللغات التزام نقص أب وأخ وحم ، كقول عدي (٢) :

٧ ـ بأبه اقتدى عديّ في الكرم

ومن يشابه أبه فما ظلم (٣)

وقصر هذه الثلاثة لغة هي أشهر من نقصها كقوله :

٨ ـ إنّ أباها وأبا أباها

قد بلغا في المجد غايتاها (٤)

__________________

(١) هذا قطعة من حديث ، أخرجه أحمد بن حنبل رحمه‌الله في مسنده ٥ / ١٣٦ عن أبيّ ، بلفظ : «كنّا نؤمر إذا الرجل تعزّى بعزاء الجاهلية فأعضّوه بهن أبيه ولا تكنوا». وهو في النهاية لابن الأثير ٣ / ٢٣٣ ، ٢٥٢ و ٥ / ٢٧٨ والفائق في غريب الحديث ٢ / ٤٢٤ وشرح التحفة ١٢٦ وشرح شواهد شرح التحفة الوردية للبغدادي ٨٨.

(٢) نسب البيت لعدي ، والصحيح أنه لرؤبة ، يمدح عديّا كما في التعليق الآتي ، ولعله سهو من الشارح أو أن في الكلام سقطا ، أو أن أصله كقوله في مدح عدي ، أو أن السهو من الناسخ.

(٣) البيت من رجز لرؤبة بن العجاج يمدح به الصحابي الكريم عديّ بن حاتم الطائي.

الشاهد في : (بأبه وأبه) على لغة النقص ؛ حيث حذف لام (أب) وجعل علامة إعرابه الحركة الظاهرة في الآخر ، وهي الكسرة في الأولى لسبقها بالباء ، والفتحة في الثانية لوقوعها مفعولا به للفعل(يشبه).

ملحقات الديوان ١٨٢ وشرح الكافية الشافية ١٨٤ وابن الناظم ١٢ وشرح التحفة الوردية ١٢٨ وشرح شواهد شرح التحفة ٩٥ وشفاء العليل ١٢٠ والعيني ١ / ١٢٩ والمرادي ١ / ٧٤ والهمع ١ / ٣٩ والدرر ١ / ١٢.

(٤) البيت من رجز لأبي النجم العجلي ، ونسب لرؤبة ولأبيه العجاج ، كما في ملحقات ديوان رؤبة. وذكر العيني أن أبا زيد أنشد البيت في النوادر ومعه بيتان عن المفضل الضبي عن أبي الغول أنه لبعض أهل اليمن. ولم أجد ذلك في المطبوع من النوادر. وقال البغدادي في الخزانة : إن ابن السيد


والمثنى : هو الاسم الدالّ على اثنين بزيادة في الآخر مع صلاحية التجريد ، وعطف أحدهما على الآخر المماثل له كثيرا ، أو المقارب قليلا ، نحو : زيدان ؛ إذ يصح قولك : زيد وزيد.

وخرج بذا ، شفع واثنان وكلا وكلتا.

ويدخل في هذا ما سمع عنهم من نحو : العمرين مرادا به أبو بكر وعمر رضي‌الله‌عنهما ، والقمرين : الشمس والقمر ، والأبوين : الأب (١) والأم. ويرد هذا على ابنه فيما حدّ المثنى به في شرحه (٢).

وإعراب المثنى : زيادته ألفا في الرفع ، وياء مفتوحا ما قبلها في الجر والنصب ، تليهما نون يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى.

وحمل على المثنى من أسماء التثنية كلمات منها : كلا وكلتا ،

__________________

نسب الشاهد في أبيات المعاني لرجل من بني الحارث.

الشاهد في : (أباها) الثالثة على لغة القصر ، وهي أشهر من لغة النقص ، ولو جاء على اللغة المشهورة في أب وأخ وحم لقال : (أبيها) لجرها بالإضافة لـ (أبا) الثانية.

ديوان أبي النجم ٢٢٧ وملحقات ديوان رؤبة ١٦٨ وشرح الكافية الشافية ١٨٤ وابن الناظم ١٢ وشفاء العليل ١٢٠ والعيني ١ / ١٣٣ والخزانة ٣ / ٣٣٧ وشرح التحفة الوردية ١٢٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٩١ والمرادي ١ / ٧٥ والإنصاف ١ / ١٨ والمقرب ٢ / ٤٧ وتخليص الشواهد ٥٨ والهمع ١ / ٣٩ والدرر ١ / ١٢.

(١) في ظ (للأب).

(٢) لم يذكر ابن الناظم في تعريف المثنى ، المثنى بالتغليب ، مثل : إطلاقهم العمرين على أبي بكر وعمر ، والقمرين على الشمس والقمر ، والأبوين على الأب والأم. انظر شرحه للألفية ١٢ ـ ١٣.


بشرط إضافتهما إلى مضمر ، فلو أضفناهما (١) إلى ظاهر فمقصوران ، ومنها : اثنان واثنتان مطلقا ؛ لأنهما كالمثنى من غير فرق.

وإعراب جمع المذكر السالم : إلحاق آخره واوا مضموما ما قبلها رفعا ، وياء مكسورا ما قبلها جرّا ونصبا ، تليهما نون يأتي ذكرها أيضا.

ويجب فتح ما قبل الياء والواو في الجمع المذكر السالم المقصور ، نحو : (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ)(٢)(وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ)(٣) ولم ينبه عليه هنا ابنه في شرحه (٤).

وجمع المذكر السالم مطّرد في كلّ اسم خال من تاء التأنيث ، لمذكر ، عاقل ، علما ، كعامر ، أو أفعل تفضيل كالأفضل ، أو صفة تقبل تاء التأنيث إن قصد معناه كمذنب ، فسالم جمعها : عامرون والأفضلون والمذنبون ، وقس عليه.

وألحق بذلك أسماء جموع ، وجموع تكسير ، وجموع تصحيح لم تستوف الشروط. فمن الأول عشرون إلى تسعين ، وعالمون وعليون ، ومن الثاني أرضون وسنون وظبون وقلون ؛ لتغير لفظ الواحد فيها ، ومن الثالث أهلون ؛ لأنه جمع أهل ، وهو لا علم ولا صفة.

__________________

(١) في ظ (أضيفا).

(٢) سورة آل عمران الآية : ١٣٩.

(٣) سورة ص الآية : ٤٧.

(٤) انظر شرح ابن الناظم ١٤ ـ ١٦.


وقد يستعمل باب سنين مثل حين ، فيعرب بالحركات على النون منوّنة ، (١) لا تسقطها إضافة ، وهي لغة مطردة ، حكاها جماعة منهم الفراء (٢) ، دليله قول الشاعر :

٩ ـ دعاني من نجد فإنّ سنينه

لعبن بنا شيبا وشيّبننا مردا (٣)

وفي الحديث على بعض الروايات : «اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف (٤)».

__________________

(١) في م زيادة (لأنه).

(٢) معاني القرآن للفراء ٢ / ٩٢. وهي لغة تميم وبني عامر.

والفراء ، هو أبو زكريا يحيى بن زياد الديلمي ، مولى بني أسد ، إمام الكوفيين في النحو بعد الكسائي ، له مصنفات كثيرة منها : معاني القرآن ، البهاء فيما تلحن فيه العامة ، المصادر في القرآن ، المقصور والممدود. مات بطريق مكة سنة ٢٠٧ ه‍ عن ٦٣ أو ٦٧ سنة. تاريخ الأدباء النحاة ٦٦ وبغية الوعاة ٢ / ٣٣٣.

(٣) البيت من الطويل للصمة بن عبد الله القشيري ، وهو من شعراء الدولة الأموية المقلين. وقيل : لمحجن بن مزاحم الغنوي عن ابن الأعرابي في نوادره. ورواية الفراء (ذراني) بدل (دعاني).

الشاهد في : (سنينه) وذلك بإجراء سنين مجرى حين في الإعراب بالحركات الظاهرة ، وهي لغة بني عامر قوم الشاعر ، يقولون : هذه سنين ، وعشت سنينا ، وسافرت من سنين بالتنوين ، والتزام النون مع الإضافة كما في الشاهد ، وكذا تميم لكن دون تنوين.

الديوان ٦٠ ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٩٢ ومجالس ثعلب ١٤٧ ، ٣٢٠ والمخصص ٩ / ٦٦ وشرح الكافية الشافية ١٩٤ وابن الناظم ١٦ وابن يعيش ٥ / ١١ وشفاء العليل ١٥٠ والعيني ١ / ١٦٩ والخزانة ٣ / ٤١١ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٥٣ والتكملة ٥٠٣.

(٤) أورده النحاة كما أورده الشارح ، وأما في كتب الحديث فقد أخرجه ـ ـ


ونون الجمع حقّها الفتح ، وقد تكسر كقوله :

__________________

أبو عوانة في مسنده ٢ / ٢٨٣ في (كتاب الصلاة) عن سعيد عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال : لما رفع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأسه من الركعة الآخرة من صلاة الصبح ، قال : «اللهم أنج الوليد بن الوليد ...» ـ إلى أن قال : «اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم سنينا كسني يوسف». وفي ٢ / ٢٨٤ عن أبي سلمة عن أبي هريرة بلفظ : «سنين كسني يوسف». وفي ٢ / ٢٨٧ عن أبي سلمة عن أبي هريرة أيضا ، أورد حديثين بلفظ : «سنينا كسني يوسف».

وأخرجه أحمد في المسند ١٦ / ٩٦ (١٠٠٧٢) عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا رفع رأسه من الركعة الآخرة من صلاة العشاء الآخرة قنت ، وقال : اللهم نجّ الوليد بن الوليد ...» إلى أن قال : «اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف». وعنه في ١٦ / ٤٣٩ (١٠٧٥٤): «اللهم اجعلها سنين كسنين يوسف». وكذا في الدارقطني في (باب صفة القنوت وبيان موضعه) ٢ / ٣٨.

وفي تفسير الطبري ٤ / ٥٨ عند قوله تعالى : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، قال صلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الفجر ، فلما رفع رأسه من الركعة الثانية ، قال : «اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة ...

اللهم سنين كسنين آل يوسف». فأنزل الله (لَيْسَ لَكَ ...) الآية ، وعن أبي هريرة : «واجعلها عليهم كسني يوسف». والشاهد في : (سنينا كسنين يوسف) كما أورد النحاة ، حيث جاء بنصب (سنينا) منونة ، وبثبوت نونها مع الإضافة (سنين يوسف) فعوملت معاملة (حين) في الحالين ، بالإعراب بالحركات الظاهرة على النون فتحا في الأولى بالنصب على الظرفية الزمانية ، وكسرا في الثانية لسبقها بالكاف.

أما على روايات كتب الحديث المذكورة ، فقد جاءت نون (سنين) منونة في حال النصب وغير منونة ، وثابتة في حال الإضافة ومحذوفة لأجلها ، فعوملت معاملة جمع المذكر السالم مرة ومعاملة (حين) مرة ، فدل على جواز الحالين.


١٠ ـ وما ذا يبتغي الشعراء منّي

وقد جاوزت حدّ الأربعين (١)

ونون التثنية حقها الكسر ، وقد تفتح ، لكن كسر تلك ضرورة ، وفتح هذه لغة قوم (٢) ، كقول رجل جاهلي من ضبّة :

١١ ـ أعرف منه الأنف والعينانا

ومنخرين أشبها ظبيانا (٣)

__________________

(١) البيت من الوافر لسحيم بن وثيل الرياحي. ورواية الخزانة ٣ / ٤١٤ وغيرها : (وما ذا يدّري الشعراء ...) بمعنى : كيف يطمع الشعراء في خديعتي ...

الشاهد في : (الأربعين) بكسر النون ، وذلك بجعل علامة إعراب الجمع وما ألحق به الحركة الظاهرة على النون ؛ بإجرائه مجرى (غسلين وحين) على خلاف الأصل. وقد خرجه ابن جني على الضرورة.

المقتضب ٣ / ٣٣٢ والأصمعيات ١٩ وشفاء العليل ١٤٢ وابن الناظم ١٧ والمرادي ١ / ٩٩ والعيني ١ / ١٩١ وابن يعيش ٥ / ١١ وأمالي السهيلي ٦٥ والخزانة ١ / ١٢٦ عرضا والهمع ١ / ٤٩ والدرر ١ / ٢٢

(٢) هم بنو أسد كما في معاني القرآن للفراء ٢ / ٤٢٣ والعيني ١ / ١٨٣ والدرر ١ / ٢١.

(٣) من الرجز قيل : لرؤبة ، ولرجل من بني ضبّة ، كما ذكر الشارح. ورواية الخزانة : (أحب منها). والرواية المشهورة (منها) ولم أجد من رواها (منه) غير الشارح ، وروي (الجيد) بدل (الأنف).

المفردات : الجيد : العنق. منخرين : مثنى منخر على زنة مسجد ، وهو فتحة الأنف ، وسمي بذلك لظهور صوت النخير معه.

الشاهد في : (العينانا وظبيانا) فقد فتح النون فيهما على أنها حركة إعراب النصب ؛ لعطف الأول على منصوب ، ونصب الثاني مفعولا به ، ولحقتهما ألف الإطلاق ، وهذه لغة قوم وليست ضرورة.

واستشهد به بعضهم على معاملة المثنى معاملة المقصور على لغة بني الحارث ابن كعب ، ونسبت أيضا إلى بني العنبر وبني الهجيم ، وأن (ظبيانا) مثنى ظبي ، وليس اسم رجل كما ذكره بعضهم. ـ


وهذا أشفى من كلّ ما استشهد به ابنه في شرحه ؛ إذ لا يمكن في هذا الكسر ؛ فإنّ القافية مفتوحة بدليل قوله قبله :

إنّ لسلمى عندنا ديوانا

أخزى فلانا وابنه فلانا

وجمع المؤنث السالم بالألف والتاء ، يرفع بضمة ويجرّ وينصب بكسرة.

وحمل عليه (١) في إعرابه أولات اسم جمع لا واحد له من لفظه ، بمعنى ذوات ، وكذا ما سمّي به كعرفات وأذرعات.

ومنهم من يجعل هذا كأرطاة علما ، فإذا وقف قلب التاء هاء.

ومنهم من يحذف التنوين ويعربه بالكسرة في الجرّ والنصب.

وغير المنصرف (٢) سيفرد بباب ، لا ينون ويجر بالفتحة ما لم يضف أو تدخله أداة التعريف ، ولو كانت ميما في لغة كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس من امبر امصيام في امسفر (٣)». [وكقول الشاعر :

__________________

ملحق ديوان رؤبة ١٨٧ والنوادر ١٦٨ والمرادي ١ / ١٠١ وابن عقيل ١ / ٦٤ والعيني ١ / ١٨٤ والخزانة ٣ / ٣٣٦ وشرح شواهد شرح التحفة عرضا ٩٢ والأشموني ١ / ٩٠ والاقتراح ٦٠ والهمع ١ / ٤٩ والدرر ١ / ٢١.

(١) في ظ (على).

(٢) في ظ زيادة واو قبلها.

(٣) أخرجه أحمد في مسنده ٣٩ / ٨٤ (٢٣٦٧٩) عن كعب بن عاصم الأشعري كما أورده الشارح ، وكذا في مجمع الزوائد ٣ / ١٦١.

ونقل محققو المسند ٣٩ / ٨٥ عن ابن حجر في التلخيص الحبير ٢ / ٢٠٥ أنه قال : «هذه لغة لبعض أهل اليمن ، يجعلون لام التعريف ميما».

أما البخاري فأورد الحديث في (كتاب الصوم) ١ / ٣٣٣ عن جابر بن ـ ـ


١٢ ـ أإن شمت من نجد بريقا تألّقا

أكابد ليل إمأرمد اعتاد أولقا (١)]

وذلك نحو : أحمد ومروان ؛ لأنه شابه الفعل فثقل فلم يدخله تنوين ؛ لأنه علامة الأخف والأمكن عندهم. ومنع الجر بالكسر تبعا للتنوين ؛ لتآخيهما في اختصاصهما بالأسماء وتعاقبهما على معنى واحد في باب : راقود (٢) خلّا ، وراقود خلّ.

وكلّ فعل مضارع اتصل به ألف اثنين نحو يفعلان ، وتفعلان ،

__________________

عبد الله رضي‌الله‌عنه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه فقال : «ما هذا؟» فقالوا : صائم ، فقال : «ليس من البر الصيام في السفر». قلت : ولعلّ رواية جابر في مناسبة غير ما رواها الأشعري لقوم ليسوا من أهل اليمن ، أو أن كلّا منهما روى الحديث بما ألف من لغته فحملها الراوي عنه ، وأدّاها باللفظ الذي سمعه منه ، وهذا الثاني أوجه عندي ، والله أعلم. وانظر شرح الكافية الشافية ١٦٤.

(١) سقط ما بين [] من ظ.

والبيت من الطويل لرجل من طيء. ورواية العيني : (تبيت بليل) بدل (تكابد ليل).

المفردات : شمت : نظرت. بريقا : لمعان برق. وذكر العيني أنه وجده بخط الفضلاء على صورة التصغير. تألّقا : لمع. أولقا : الأولق الجنون ، أو الخفة من النشاط كالجنون.

الشاهد في : (إمأرمد) على أن (أرمد) لا ينصرف للصفة ووزن الفعل ، لكنه لمّا دخلت عليه (أم) المعرّفة ـ أخت (أل) في لغة اليمن ـ جرّ بالكسرة كما هو الأمر مع لحاق (أل).

شرح التسهيل ١ / ٤٢ والمرادي ١ / ١٠٨ والعيني ١ / ٢٢٢ والأشموني ١ / ٩٦ والهمع ١ / ٢٤ والدرر ١ / ٧.

(٢) الراقود : وعاء تحفظ فيه السوائل كالخل.


أو واو جمع نحو : يفعلون ، وتفعلون ، أو ياء مخاطبة نحو : تفعلين ، فعلامة رفعه نون مكسورة بعد الألف ، مفتوحة بعد الواو والياء ، وعلامة جزمه ونصبه حذفها مثل : لم تكوني يا هند لترومي مظلمه.

والاسم المعرب على ضربين : صحيح ومعتل ، فالمعتلّ (١) على ضربين مقصور ومنقوص.

فالمقصور : هو الاسم المعرب الذي آخره ألف لازمة ، نحو : المصطفى والعصا.

وقلنا : المعرب ؛ ليخرج نحو : هذا ، ولازمة ؛ لتخرج ألف أخاك ، والزيدان.

والمنقوص : هو الاسم المعرب الذي آخره ياء لازمة خفيفة تلي كسرة ، كالمرتقي والقاضي.

وقلنا : المعرب ؛ ليخرج هذي. وقلنا : لازمة ؛ لتخرج ياء الزيدين ، وأخيك. وخفيفة ، لتخرج الكرسي. وتلي كسرة ؛ ليخرج ظبي.

فالصحيح يظهر فيه الإعراب كله ، والمقصور مقدّر فيه الإعراب كله ، والمنقوص يقدّر فيه غالبا الرفع والجر ، ويظهر فيه النصب.

__________________

(١) في ظ (والمعتل).


وقلنا : غالبا ؛ ليخرج نحو قول من قال :

١٣ ـ لا بارك الله في الغواني هل

يصبحن إلّا لهنّ مطّلب (١)

فأظهر الجرّ ، وقوله :

١٤ ـ .............

موالي ككباش العوس سحّاح (٢)

__________________

(١) من المنسرح ، لعبيد الله بن قيس الرقيات. ورواه الأصمعي : (بالغوان وهل) بحذف الياء ضرورة ، ولا شاهد في هذه الرواية لما أورده الشارح. كما روي (فما) بدل (هل).

الشاهد في : (الغواني) بتحريك ياء الاسم المنقوص بالكسر علامة الجر لسبقه بالحرف (في) ، فعامله معاملة الاسم الصحيح الآخر ، والأصل تقدير الجر في الأسماء المنقوصة.

الديوان ٣ وسيبويه والأعلم ٢ / ٥٩ والأصول ٣ / ٤٤٢ والمقتضب ٣ / ٣٥٤ والكامل ٤ / ٤٥ والخصائص ١ / ٢٦٢ وفرحة الأديب ١٢٩ وضرائر الشعر للقيرواني ١١٥ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢٢٦ والمغني ٢٤٣ واللسان (غنا) ٣٣١٠.

(٢) عجز بيت من البسيط ، قيل : لجرير بن عبد الله البجلي. وروي : (موالئ) بالهمزة. وصدره :

قد كان يذهب بالدنيا ولذتها

وبعده :

ما فيهم واحد إلا بحجزته

لبابه من علاج القين مفتاح

المفردات : موالي : جمع مولى ، وهو السيد ، وابن العم ، والناصر والحليف ، والمعتق والعتيق. كباش : مفرده كبش ، وهو الخروف. العوس :

اسم موضع بالشام ، أو قبيلة ، تنسب لها هذه الكباش ، أو صفة للكباش بمعنى البياض. وتوصف كباش العوس بالقوة ، أو كبر البطن ، وهذا أقرب فهو يهجوهم بدليل البيت الثاني. سحاح : سمان.

الشاهد في : (موالي) فقد عامل الاسم المنقوص معاماملة الصحيح ـ ـ


وقوله :

١٥ ـ ينام بإحدى مقلتيه ويتّقي

بأخرى الأعادي فهو يقظان هاجع (١)

فلم يظهر النصب ، وما نبّه ابنه على ذلك في شرحه لقلته.

والفعل المضارع كالاسم في انقسامه إلى صحيح ومعتلّ ، آخره ألف كيخشى أو ياء كيرمي أو واو كيدعو. فالصحيح يظهر فيه الإعراب ، والمعتلّ إن كان بالألف لم يظهر فيه الرفع والنصب (٢) ،

__________________

فحرك آخره بالضمة الظاهرة على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هم موالي ، وذلك ضرورة إذ لو قال : (موالي) بإسكان الياء لانكسر البيت.

وفيه شاهد آخر وهو صرف الممنوع من الصرف للضرورة ، وذلك بتنوين (موالي) وهي جمع منتهى الجموع ، ولو حركه بالضم دون تنوين لاستثقلت الحركة.

وعلى رواية (موالئ) بالهمزة ، فالشاهد فيه إبدال الياء همزة شذوذا. ويبقى فيها الاستشهاد به على صرف الممنوع.

ما يحتمل من الشعر ١٥٥ وفرحة الأديب ١٢٩ والمفصل ٣٨٥ وشرح شواهد الشافية ٣ / ١٨٢ و ٤ / ٤٠٢ وضرائر الشعر لابن عصفور ٢٢٤ وابن يعيش ١٠ / ١٠٠.

(١) من الطويل لحميد بن ثور الهلالي ، وروى : (نائم) بدل (هاجع). والصواب ما أورد الشارح ، وهي رواية الديوان ؛ فهو من قصيدة عينية. يصف فيها الذئب. وجاء هذا البيت على زعم العرب أن الذئب ينام بإحدى عينيه والأخرى مفتوحة ينظر بها الأعداء.

الشاهد في : (الأعادي) حيث لم يظهر النصب على آخر الاسم النقوص الواقع مفعولا به على قلة عند الشارح وضرورة عند غيره.

الديوان ١٠٥ والعيني ١ / ٥٦٢ والخزانة ٢ / ١٩٧ عرضا والأشموني ١ / ٢٢٢ والشعر والشعراء ١ / ٣٩٨ وطبقات فحول الشعراء ١٣٠.

(٢) سقطت من ظ.


ويظهر فيه الجزم بحذف الألف ، وإن كان بالياء أو بالواو (١) لم يظهر فيه الرفع ، ويظهر النصب بالفتحة لخفّتها ، والجزم بالحذف.

ولو كان الشيخ (٢) رحمه‌الله قال نحو هذا البيت :

والرفع فيهما انو ، والكلّ انحذف

جزما وقد صححه بعض السلف

لكان أكثر فائدة ؛ فإنّ بعض العرب يجري المعتلّ مجرى الصحيح ، وعليه قراءة من قرأ : إنه من يتق ويصبر (٣) وقول من قال :

١٦ ـ ولا ترضّاها ولا تملق (٤)

 ...............

__________________

(١) في ظ (الواو).

(٢) يعني بدل قول ابن مالك في الألفية ١٢ :

والرفع فيهما انو واحذف جازما

ثلاثهن تقضي حكما لازما

(٣) سورة يوسف الآية : ٩٠. بإثبات الياء في (يتقي) وهي قراءة ابن كثير وقنبل. وخرجها النحويون على أن (من) بمنزلة الذي. وقرأ الباقون (يتق) دون ياء على أن الفعل مجزوم باسم الشرط (من). حجة القراءات ٣٦٤ ـ ٣٦٥ والإتحاف ٢ / ١٥٣ وشفاء العليل ١٣١.

وفي ظ بعد الآية الكريمة زيادة(وَلا يَضُرُّكُمْ) من الآية : ٤٠ من سورة الأنبياء ، وليس فيها شاهد على هذه المسألة.

(٤) من الرجز لرؤبة ، وقبله :

إذا العجوز غضبت فطلّق

الشاهد في : (ولا ترضّاها) فقد أثبت الشاعر ألف الفعل المعتل الآخر المجزوم بلا ، وقدّر الجزم على الألف ولم يحذفها. وروي بحذف الألف هكذا (ترضّها). وقيل (لا) نافية لا جازمة ، وعلى هذه الرواية والقول لا شاهد لابن الوردي ..


وقوله :

١٧ ـ هجوت زبّان ثمّ جئت معتذرا

من هجو زبّان لم تهجو ولم تدع (١)

وقوله :

١٨ ـ ألم يأتيك والأنباء تنمي (٢)

بما لاقت لبون بني زياد (٣)

__________________

ـ ـ ملحق الديوان ١٧٩ والمنصف ٢ / ٧٨ ، ١١٥ والخصائص ١ / ٣٠٧ وسر صناعة الإعراب ٧٨ وشواهد التوضيح ٢٠ وشرح التسهيل ١ / ٥٦ وابن يعيش ١٠ / ١٠٦ وأمالي ابن الشجري ١ / ٨٦ والعيني ١ / ٢٣٦ والخزانة ٣ / ٥٣٣ والممتع ٥٣٨ والبحر ٦ / ٢٦٤ والأشباه والنظائر ٢ / ١٢٩ والهمع ١ / ٥٢ والدرر ١ / ٢٨

(١) من البسيط ، ونسبه محققا معاني القرآن والممتع ، لأبي عمرو بن العلاء ، يخاطب الفرزدق ، وكذا في نشأة النحو.

المفردات : زبان ، من الزبب ، وهو كثرة الشعر وطوله ، اسم أبي عمرو بن العلاء بن عمار المازني التميمي ، أحد علماء الطبقة الثانية من نحويي البصرة.

الشاهد في : (لم تهجو) حيث أثبت الشاعر حرف العلة الواو آخر الفعل المضارع مع سبقه بأداة الجزم (لم) ، وذلك على قلة عند الشارح ، وضرورة عند غيره.

معاني القرآن ٢ / ١٨٨ وشرح التسهيل ١ / ٥٦ وشواهد التوضيح ٢١ والمنصف ٢ / ١١٥ وأمالي ابن الشجري ١ / ٨٦ والممتع ٥٣٧ وشفاء العليل ١٢٨ والمرادي ١ / ١١٨ وابن يعيش ١٠ / ١٠٤ والعيني ١ / ٢٣٤ وشرح شواهد الشافية للبغدادي ٤٠٦ والإنصاف ٢٤ والممتع ٢ / ٥٣٧ والأشموني ١ / ١٠٣ والهمع ١ / ٥٢ والدرر ١ / ٢٨ ونشأة النحو ٦٢.

(٢) في ظ (تقضي ، تنمي). وجاء فيها بعد البيت زيادة (لأن قوله : تقضي حكما لازما حشوا ، لا فائدة فيه).

(٣) من الوافر لقيس بن زهير العبسي الشاعر الجاهلي. ـ


__________________

المفردات : الأنباء : بفتح الهمزة الأخبار. تنمي : بفتح التاء ، من نميت الحديث ـ بفتح الميم مخفّفة ـ إذا بلّغته على وجه الإصلاح ، أمّا إذا كان على وجه الإفساد والنّميمة فيقال : نمّيت بتشديد الميم. لبون : بفتح اللام ، الناقة ذات اللبن. ويروى : قلوص ، وهي الناقة الشابّة. بني زياد : هم الربيع وإخوته أبناء فاطمة بنت الخرشبّ الذين أغار الشاعر على إبلهم واستاقها لخلاف بينهم وبينه.

الشاهد في : (ألم يأتيك) فقد أبقى الشاعر الياء آخر الفعل المضارع مع سبقه بالجازم ، كما في الشاهد السابق.

وروي في سر الصناعة : ألم يأتك ، بحذف الياء للجازم ، كما هو الأصل.

وروي : و (ألا هل أتاك). وكذا روي : (ألم يبلغك). وعلى هذه الروايات لا شاهد في البيت.

النوادر ٥٢٣ وسيبويه والأعلم ٢ / ٥٩ والأعلم ١ / ١٥ ومعاني القرآن ٢ / ١٨٨ ، ٢٢٣ والمنصف ٢ / ٨١ ، ١١٤ ، ١١٥ والخصائص ١ / ٣٣٣ ، ٣٣٦ وسر الصناعة ١ / ٧٨ و ٢ / ٦٣١ وشرح التسهيل ١ / ٥٦ وشواهد التوضيح ٢١ والأمالي الشجرية ١ / ٨٤ والممتع ٥٣٧ وضرائر الشعر للقيرواني ٨٤ ورصف المباني ١٤٩ والجنى الداني ٥٠ ومعاني الحروف ٣٨ وشفاء العليل ١٢٨ والعيني ١ / ٢٣٠ والخزانة ٣ / ٥٣٤ وعرضا ٣ / ٥٣٣ والنقائض ١ / ٩٠ والإيضاح في علل النحو ١٠٤.


النكرة والمعرفة

الاسم على ضربين : نكرة وهو الأصل ، ومعرفة.

فالنكرة ما تقبل التعريف بالألف واللام المؤثرة كرجل وفرس ، أو في معنى ما تقبله نحو : ذو بمعنى صاحب.

وقلنا : المؤثرة ليخرج الداخل عليه (أل) للمح الصفة (١) كالحارث والعباس.

والمعرفة غير ذلك. وتنحصر في سبعة أقسام : المضمر كهم وأنت ، واسم الإشارة نحو : ذا وذي ، والعلم كزيد وهند ، والمعرّف بالإضافة كابني وغلام زيد ، والمعرّف بـ (أل) نحو : الغلام والفرس ، والموصول نحو : الذي والتي ، والمعرف بالنداء نحو : يا رجل. ولم يذكره الشيخ (٢) ، بل لو كان قال بدل البيت :

وغيره معرفة كابني ، الذي

هم ، يوسف ، الفضل ، ذا ، يا محتذي

لعمّ السبعة الأقسام (٣).

__________________

(١) سقطت (الصفة) من ظ.

(٢) لم يذكر ابن مالك في الألفية : ١٢ أن المسبوق بأداة النداء من أقسام المعرفة ، قال :

وغيره معرفة كهم وذي

وهند وابني والغلام والذي

لكنه ذكره في الكافية وشرحها. ٢٢٢ قال :

وذو أداة أو منادى عينا

(٣) في ظ (لكان عمّ الأقسام السبعة).


ولنفصّل ما أجملناه فنقول :

المضمر ما دلّ على نفس المتكلم ، أو المخاطب ، أو الغائب ، كأنا ، وأنت ، وهو.

والمضمر البارز ينقسم إلى متصل ومنفصل.

والمتصل ما لا يصح وقوعه في أول الكلام ، كياء ابني ، وكاف أكرمك ، وكالياء والهاء من سليه ما ملك ، ولا بعد (إلّا) اختيارا ، فلا يقال : (إلّا ت) ولا (إلّاه) وأمّا قوله :

١٩ ـ وما نبالي إذا ما كنت جارتنا

ألّا يجاورنا إلّا كـ ديّار (١)

فضرورة.

والمضمرات كلها مبنية لتضمنها إمّا معنى التكلم ، أو الخطاب ، أو الغيبة ، وذلك من معاني الحروف فأشبهتها (٢) معنى.

وقيل : بل بنيت استغناء عن إعرابها باختلاف صيغها لاختلاف

__________________

(١) من البسيط ، ولم يعرف قائله. وروي : (ألّا يجاورنا سواك ديار) ولا شاهد على هذه الرواية.

الشاهد في : (إلا ك) حيث وقع الضمير المتصل بعد إلّا في ضرورة الشعر ، والقياس (إلا إياك).

الخصائص ١ / ٣٠٧ و ٢ / ١٩٥ وابن الناظم ٢١ والمساعد ١ / ١٠٦ وشفاء العليل ١٩٦ والمرادي ١ / ١٢٨ وابن يعيش ٣ / ١٠١ ، ١٠٣ وضرائر الشعر للقيرواني ٢٢٥ والعيني ١ / ٢٥٣ والخزانة ٢ / ٤٠٥ وشرح أبيات المغني للسيوطي ٢٨٥ والهمع ١ / ٥٧ والدرر ١ / ٣٢ والبهجة ٤٣.

(٢) في ظ (فأشبهها).


المعاني. والصالح من متصل الضمائر للجرّ هو الصالح للنصب لا غير ، نحو : أكرمتك ، لك ، سله ، عنه.

والمتصل الصالح للنصب ضربان : صالح للرفع وغيره ، فالصالح منه للرفع (نا) وحدها ، (١) بل للإعراب كله ، كقوله (٢) :

اعرف بنا فإنّنا نلنا ...

فموضع (نا) جرّ بعد الباء ، نصب بعد (إنّ) ، رفع بعد الفعل.

وتشترك الألف والواو والنون في المجيء للمخاطب تارة ، وللغائب تارة ، نحو : افعلا ، افعلوا ، افعلن ، فعلا ، فعلوا ، فعلن.

والمستتر لا يكون ضمير جرّ ولا نصب ، بل ضمير رفع استغناء عن لفظه بظهور معناه ، وهو على ضربين : واجب الاستتار وجائزه.

فالواجب في فعل أمر الواحد كافعل ، والمضارع ذي الهمزة كأوافق ، أو النون كنغتبط ، أو تاء المخاطب كتشكر ، واسم الفعل لغير الماضي كأوّه ونزال يازيد.

ولم يذكر الشيخ في الألفية اسم الفعل ، بل لو (٣) قال بدل

__________________

(١) في ظ زيادة (لا) قبل (بل).

(٢) يعني ابن مالك ، وانظر الألفية ٣ قال :

للرفع والنصب وجرّ نا صلح

كاعرف بنا فإننا نلنا المنح

وفي ظ (قولك) بدل (قوله).

(٣) في ظ زيادة (كان).


البيت (١) نحو قولي :

ومن ضمير الرفع ما يستتر

كقم أقم نزال تأتي نشكر (٢)

لعمّ اسم الفعل المذكور.

والجائز الاستتار (٣) هو المرفوع بفعل الغائب ، نحو : زيد قام ، والغائبة نحو : هند تقوم ، وبالصفات المحضة نحو : عبد الله منطلق.

ومعنى جواز استتارها أنه يجوز أن يخلفها الظاهر ، نحو : قام زيد ، (٤) وتقوم هند ، أو الضمير المنفصل ، نحو : زيد إنما قام هو.

والضمير المنفصل ضربان ، أحدهما : يختص بالرفع وهو أنا للمتكلم ، ونحن له مشاركا أو عظيما ، وأنت وأنت وأنتما وأنتم وأنتنّ للمخاطب بحسب أحواله ، وهو وهي وهما وهم وهنّ للغائب بحسب أحواله (٥).

الثاني : مختصّ بالنصب ، وهو (إيّا) مردفا بدالّ على المعنى ، كإياي وإياك وإياه والفروع ، نحو إيانا وإياك وإياكما وإياكم وإياكنّ وإياها وإياهما وإياهم وإياهنّ.

__________________

(١) لم يذكر ابن مالك في الألفية أن مما يستتر فيه ضمير الرفع وجوبا اسم الفعل ، قال :

ومن ضمير الرفع ما يستتر

كافعل أوافق نغتبط إذ تشكر

(٢) في ظ (نأتي تشكر).

(٣) في ظ (الاستناء).

(٤) سقطت الواو من ظ

(٥) في ظ (الحوالة).


والأصل أن الضمير المنفصل لا يستعمل في موضع يمكن فيه المتصل ؛ إذ (١) وضع الضمير للتوصل إلى الاختصار والانفصال يأبي ذلك ، لكنّا نأتي بالمنفصل لتعذر المتصل ، مثل (٢) : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ)(٣) ، وإنما قام (٤) أنا.

ونوجب رعاية الاتصال إذا أمكن فيما ليس خبرا إن ولي العامل نحو : أكرمتنا (٥) وأكرمنا ، أو فصله ضمير رفع متصل كأكرمتك ، واضطرّ الشاعر فقال :

٢٠ ـ وما أصاحب من قوم فأذكرهم

إلّا يزيد هم حبّا إليّ هم (٦)

__________________

(١) في ظ (إذا).

(٢) في الأصل وم زيادة (العامل) وإثباتها يحصل منه خلل في العبارة. وقد يكون أصل العبارة هكذا : (لتعذر المتصل ، كما إذا تقدم العامل ، مثل :

(إياك نعبد) أو كان محصورا مثل : إنما قام أنا ...) والله أعلم.

(٣) سورة الفاتحة الآية : ٥.

(٤) في ظ (قال).

(٥) في ظ (ألومنا).

(٦) من البسيط لزياد بن حمل التميمي ، أو المرار بن منقذ العدوي ، أو أخيه زياد. ولعل هذه الأسماء لشاعر واحد هو زياد بن منقذ العدوي التميمي ، فاسمه زياد ، والمرّار لقبه.

والبيت من قصيدة له عند ما حنّ إلى وطنه ببطن الرمث ببلاد بني تميم ، وهو في اليمن ، ومطلعها :

لا حبّذا أنت يا صنعاء من بلد

ولا شعوب هوى منّي ولا نقم

الشاهد في : (يزيدهم ... هم) فـ ـ (هم) الثانية فاعل يزيد ، فصل عن ضمير المفعول (هم) الأولى ضرورة. والأصل : يزيدونهم ، واو الجماعة فاعل ، وهم مفعول به ، فلما فصل الفاعل صار ضمير غيبة.

ابن الناظم ٢٣ وشفاء العليل ١٩٨ والمساعد ١ / ١٠٨ والعيني ١ / ٢٥٦ ـ


والآخر فقال :

٢١ ـ بالباعث الوارث الأمواتقد ضمنت

إياهم الأرض في دهر الدهارير (١)

والمبيح لجواز اتصال الضمير وانفصاله ، كونه إمّا ثاني ضميرين أولهما أخصّ وغير مرفوع ، نحو : سلنيه ، ومنعكها ، وإمّا خبرا لكان أو إحدى أخواتها ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ابن صياد (٢) : «إن يكنه فلن تسلّط عليه ، وإلّا يكنه فلا خير لك في قتله (٣)».

__________________

والخزانة عرضا ٢ / ٣٩٣ ، ٣٩٤ والتذييل والتكميل ٢ / ٢٤٨ وشرح شواهد المغني للسيوطي ١٣٥ ، ١٣٧ ، ٤٢٨ والأشموني ١ / ١١٥ والشعر والشعراء ٢ / ٧٠١ ومعجم الشعراء للمرزباني ٤٠٩.

(١) من البسيط للفرزدق ، وقيل : لأميّة بن أبي الصلت ، وليس في ديوانه.

وروي : (مذ) بدل (في).

الشاهد في : (إياهم) فقد فصل الضمير المنصوب للضرورة ، وكان القياس أن يقول : ضمنتهم.

ديوان الفرزدق ١ / ٢١٤ والخصائص ١ / ٣٠٧ و ٢ / ١٩٥ وشرح الكافية الشافية ٢٣٣ والضرورة للقيرواني ١٨٠ وابن الناظم ٢٣ والمساعد ١ / ١٠٨ وشفاء العليل ١٩٨ وأمالي ابن الشجري ١ / ٤٠ والمرادي ١ / ١٣٧ والعيني ١ / ٢٧٤ والخزانة ٢ / ٤٠٩ ، ٤١٠ والهمع ١ / ٦٢ والدرر ١ / ٣٨.

(٢) هو عبد الله بن صائد ، ويقال له : ابن صيّاد اليهودي ، ولد على عهد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعور مختونا ، يقال : إنه أسلم وحج ، وولد له ولد اسمه عمارة. انظر المسند ٣ / ٧٩ والإصابة ٥ / ١٩٢.

(٣) أخرجه البخاري في (باب الجنائز) عن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه في (باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه) ١ / ٢٣٤ بلفظ : «... وإن لم يكنه فلا ..». وأخرجه مسلم بشرح النووي في (كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب ذكر ابن صياد) ١٨ / ٥٤ ، وفي الترمذي في (كتاب الفتن ، باب ما جاء في ذكر ابن صائد) ٤ / ٥١٩ (٢٢٤٩) بلفظ : «إن يكن حقّا فلن تسلط عليه ، ـ ـ


وحكي سيبويه : عليه رجلا ليسني (١). ودليل الانفصال قوله :

٢٢ ـ لئن كان إيّاه فقد حال بعدنا

عن العهد والإنسان قد يتغيّر (٢)

وخلتنيه من باب سلنيه. والشيخ رحمه‌الله يختار الاتصال (٣) ، ومنهم من يختار الانفصال ، ومّما يشهد للاتصال وينصره قوله تعالى (٤) : (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ)(٥) ولا يكاد يعثر على الانفصال إلّا في الشعر كقوله :

__________________

وإن لا يكنه فلا خير لك في قتله». وضمير الغائب المتصل في (يكنه) في محل نصب خبر يكن ، واسمها ضمير الشأن ولذا جاز اتصاله.

(١) سيبويه ١ / ٣٨١. وياء المتكلم في (ليسني) في محل نصب خبر (ليس) واسمها ضمير مستتر يعود على (رجلا) وصح اتصاله لوقوعه خبرا للناسخ.

وسيبويه ، هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر ، إمام البصريين في النحو ، أخذ عن الخليل ويونس. ألف كتابه في النحو المعروف بالكتاب. اختلف في سنة موته ومكانه وعمره على أقوال. تاريخ الأدباء النحاة ٣٨ وبغية الوعاة ٢ / ٣٢٠.

(٢) من الطويل لعمر بن أبي ربيعة.

الشاهد في : (كان إياه) حيث فصل الضمير الواقع خبرا لكان ، وذلك جائز عند ابن الوردي ، ويختار الناظم وابنه الاتصال ، ويختار سيبويه الانفصال كما في شرح ابن عقيل ١ / ٩٢ وكذا الزمخشري ؛ لأن الأصل في الخبر الانفصال.

الديوان ٨٦ والمقرب ١ / ٩٥ وابن الناظم ٢٤ وابن يعيش ٣ / ١٠٧ والعيني ١ / ٣١٤ والخزانة ٢ / ٤٢٠ وشرح التصريح ١ / ١٠٨ والأشموني ١ / ١١٩.

(٣) قال ابن مالك في الألفية ١٣ :

كذاك خلتنيه واتصالا

أختار غيري اختار الانفصالا

(٤) في ظ (تعا) سقطت اللام والألف المقصورة ، وقد تكرر في هذه النسخة.

(٥) سورة الأنفال الآية : ٤٣.


٢٣ ـ أخي حسبتك إيّاه وقد ملئت

أرجاء صدرك بالأضغان والإحن (١)

ثمّ إنّ ضمير المتكلم أخصّ من المخاطب ، والمخاطب أخصّ من الغائب ، فيجب تقديم الأخص مع الاتصال ، ويخيّر بين تقديم الأخص وتقديم غيره مع الانفصال ، فعلم ضرورة أنه متى تقدم غير الأخصّ وجب الانفصال ؛ لأنه مع الاتصال يجب تقديم الأخص ، وعلم أيضا أن الأخص متى تقدم جاز الاتصال لأنه قد وجد شرط صحته ، وجاز الانفصال لأجل التخيير في حال الانفصال بين تقديم الأخص وغيره ، ثم إذا كان المقدم من الضميرين غير الأخص ، فإن كان مخالفا في الرتبة لم يجز اتصال ما بعده ، نحو : الدرهم أعطيته إياك ، وأعجبني إعطاؤك إياي ، وإن ساواه فإن كان لمتكلم أو مخاطب فلا بدّ من الانفصال ، نحو : ظننتني إياي ، وعلمتك إياك ، وإن كان لغائب فإن اتّحد لفظ الضميرين فهو كما لو كان لمخاطب ، نحو : ظننته إياه ، ولا يمكن فيه الاتصال ، وان اختلف لفظهما فالوجه الانفصال ، وقد يتصل كقول مغلّس :

__________________

(١) من البسيط ، ولم يعرف قائله.

الشاهد في : (حسبتك إياه) فقد فصل المفعول الثاني لحسب الواقع ضميرا ، وذلك خلاف الأصل في الضمير وهو الاختصار ، وهو اختيار الشارح وابن مالك ، وعندهما ينبغي أن يقول : حسبتكه. والجمهور يختارون الإنفصال في باب ظن لأن أصل المفعول الثاني فيها خبر.

العيني ١ / ٢٨٦ والتصريح ١ / ١٠٧ والأشموني ١ / ١١٩.


٢٤ ـ وقد جعلت نفسي تطيب لضغمة(١)

لضغمهماها يقرع العظم نابها (٢)

وكقول الآخر :

٢٥ ـ لوجهك في الإحسانحسن وبهجة(٣)

أنالهماه قفو أكرم والد (٤)

__________________

(١) في ظ (لطعمة).

(٢) من الطويل لمغلّس بن لقيط الأسدي ، شاعر جاهلي ، من قصيدة يرثي فيها أخاه أطيطا ، ورواية أبي عمرو في كتاب الحروف للبيت :

وقد جعلت نفسي تهمّ بضغمة

على قلي غيظ يهزم العظم نابها

ولا شاهد على هذه الرواية. وفي أمالي ابن الشجري ٢ / ٢٠١ للقيط بن مرّة.

المفردات : الضغمة : العضّة ، يكنى بها عن الشدة ؛ لأن من أصابته شدّة يعضّ على يديه ، فالضغم هو العض بجميع الفمّ ، ومنه سمّي الأسد ضيغما.

الشاهد : في (لضغمهماها) حيث وصل ضمير الغائب (ها) العائد على المصدر بالضمير (هما) مع اختلافهما في اللفظ ، فالأول للمثنى والثاني للغائبة ، وكان القياس أن يقول : لضغمهما إياها.

ديوان بني أسد ٢ / ٤٥ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٨٤ وأمالي ابن الشجري ١ / ٨٩ و ٢ / ٢٠١ والإيضاح العضدي ٣٤ وابن الناظم ٢٥ والعيني ١ / ٣٣٣ والخزانة ٢ / ٤١٥ والأشموني ١ / ١٢١ واللسان (جعل) ٦٣٧ و (ضغم) ٢٥٩٢.

(٣) في ظ (وبسطة).

(٤) من الطويل ، ولم أطلع على قائله. روي : (بسط) بدل (حسن)

المفردات : قفو : من الاقتفاء وهو الاتباع ، والمراد هنا اتباع آثار آبائه الكرام.

الشاهد : في (أنالهماه) كالشاهد السابق ، فقد وصل ضميري الغائب مع اختلاف لفظهما ، فالأول للمثنى والثاني للمفرد. والقياس عند الشارح (أنالهما إياه) بالفصل. وقيل : إن الاتصال هنا أحسن ؛ لأن العامل فيهما الفعل (أنال) ، بخلاف الشاهد السابق فالعامل فيهما مصدر ، والوصل مع الفعل أولى من الاسم.

شواهد التوضيح ٢٩ والمرادي ١ / ١٥٠ وابن الناظم ٢٥ والعيني ١ / ٣٤٢ ـ


وحكى [سيبويه](١) هم أحسن الناس وجوها وأنضرهموها.

ولم ينبه الشيخ رحمه‌الله على أنّ الاتصال لا بدّ له من اختلاف اللفظ ، ولا بدّ منه حقّا ، فلو كان قال بدل قوله : وفي اتحاد الرتبة ... البيت (٢) نحو قولي :

وفي اتحاد الرتبة افصل ، ويقلّ

في الغيب وصل ؛ لا (٣) ختلاف قد نقل

لكان أوفى بالمعنى.

وتصان الأفعال عن الكسر لياء المتكلم بإلحاق (٤) نون الوقاية ، نحو : أكرمني ، يكرمني ، أكرمني. وندر اتصال الياء بالفعل بدون النون ، في (٥) قوله :

٢٦ ـ عددت قومي (٦) كعديد الطيس

إذ ذهب القوم الكرام ليسي (٧)

__________________

والتصريح ١ / ١٠٩ والأشموني ١ / ١٢١ وهمع الهوامع ١ / ٦٣ والدرر ١ / ٤١.

(١) هكذا في جميع النسخ (سيبويه) والصحيح أنه الكسائي كما في جميع مراجع الحكاية. انظر المساعد ١ / ١٠٥ وابن الناظم ٢٥ والأشموني ١ / ١٢١. ولم أجد ذلك في كتاب سيبويه ، ولا من نسب ذلك إليه. وفيه وصل ضميري الغائب مع اختلاف لفظهما ، فالأول للجمع ، والثاني بلفظ المفرد يعود على جمع التكسير الوجوه ، والأصل أنضرهمو إياها.

(٢) قال ابن مالك في الألفية ص ١٣ :

وفي اتّحاد الرتبة الزم فصلا

وقد يبيح الغيب فيه وصلا

(٣) في ظ (اختلاف).

(٤) في ظ (بلحاق).

(٥) في الأصل وم (و) بدل (في).

(٦) في ظ (نفسي).

(٧) من رجز لرؤبة بن العجاج. ويروى : عهدي بقومي ...


وإذا نصبت بإنّ (١) أو إحدى أخواتها الياء ، فإن كان الناصب ليت فترك النون نادر كقوله :

٢٧ ـ كمنية جابر إذ قال ليتي

أصادفه وأفقد بعض مالي (٢)

وإن كان لعلّ فإلحاق النون ضرورة كقوله :

٢٨ ـ فقلت أعيراني القدوم لعلني

أخطّ بها قبرا لأبيض ماجد (٣)

وإن كان إنّ أو أنّ أو كأنّ أو لكنّ استوى الوجهان.

__________________

ـ المفردات : الطيس : الرمل الكثير ، ويقال للماء الكثير طيس.

الشاهد : في (ليسي) فقد اتصل الفعل بياء المتكلم ، ولم تأت نون الوقاية لحماية آخر الفعل من الكسر للياء ، وهذا نادر.

الديوان ١٧٥ وابن الناظم ٢٤ والمساعد ١ / ٩٦ وابن عقيل ١ / ٩٦ والمرادي ١ / ١٥٢ والعيني ١ / ٣٤٤ والخزانة ٢ / ٤٢٥ والهمع ١ / ٦٤ ، ٢٣٣ والدرر ١ / ٤١ ، ١٩٨ وشرح شواهد المغني ٤٨٨ ، ٧٦٩ ، وشرح أبيات المغني للبغدادي ٤ / ٨٤ ، ٨٥ ، ٨٦ و ٦ / ٥٥ والأشموني ١ / ١٢٢ واللسان (طيس) ٢٧٣٨.

(١) في ظ (إن).

(٢) من الوافر ، لزيد الخيل الطائي ، وفد على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مع قومه سنة تسع فأسلم وأسلم معه ابنه ، وسماه الرسول زيد الخير. وكان شجاعا.

الشاهد : في (ليتي) حيث اتصل الحرف الناسخ ليت بياء المتكلم دون نون الوقاية ، وهو نادر كما ذكر الشارح.

الديوان ١٣٧ وسيبويه ١ / ٣٨٦ ومجالس ثعلب ١٠٦ والمقتضب ٢٥٠ وابن يعيش ٣ / ٩٠ وابن الناظم ٢٦ والخزانة ٢ / ٤٤٦ ، ٤٥٤ والمرادي ١ / ١٥٦ والعيني ١ / ٣٤٦ والأشموني ١ / ١١٣ والهمع ١ / ٦٤ والدرر ١ / ٤١.

(٣) من الطويل ، ولم يعرف قائله. ويروى : أعيروني القدوم ...

المفردات : أعيراني : من العارية. القدوم : آلة النجارة المعروفة. أخط :


والياء المجرورة لا تلحق قبلها النون إلّا أن يكون الجارّ من ، أو عن ، أو لدن ، أو قد بمعنى حسب ، أو قطّ أختها.

وقد ندر في من وعن ، قوله :

٢٩ ـ أيّها السائل عنهم وعني

لست من قيس ولا قيس مني (١)

ولدن ، قد (٢) لا تلحقها النون ، كقراءة نافع (٣) من لدنى عذرا (٤) وقد وقط ، بعكس لدن ، فقدي وقطي أكثر من قدني

__________________

ـ ـ أنحت. قبرا : غلافا ، والمراد به جفن السيف. أبيض ماجد : المراد السيف.

الشاهد : في (لعلني) فقد جاءت نون الوقاية قبل ياء المتكلم مع الحرف الناسخ (لعل) والغالب (لعلي).

المرادي ١ / ١٥٧ وابن الناظم ٢٦ والمساعد ١ / ٩٦ وابن عقيل ١ / ٩٩ والعيني ١ / ٣٥٠ وهمع الهوامع ١ / ٦٤ والدرر ١ / ٤٣ والأشموني ١ / ١٢٤ واللسان (قدم) ٣٥٥٦.

(١) من المديد ، ولا يعرف قائله. وقال ابن الناظم : إنه من إنشاد النحويين.

الشاهد : في (عني ومني) بتخفيف النون فيهما ، حيث لم تلحق نون الوقاية آخر الحرفين (من وعن) في البيت عند اتصالهما بالياء ، وذلك نادر.

ابن الناظم ٢٦ والمساعد ١ / ٩٦ والعيني ١ / ٣٥٢ والخزانة ٢ / ٤٤٨ وابن يعيش ٣ / ١٢٥ والهمع ١ / ٦٤ والدرر ١ / ٤٣.

(٢) في ظ (قل).

(٣) هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي ولاء ، المدني سكنا ، أحد القراء السبعة ، أصله من أصبهان ، أخذ القراءة عن عدد من التابعين ، أقرأ في المدينة طويلا ، وانتهت إليه رئاسة القراءة فيها. اختلف في سنة موته على أقوال. غاية النهاية في طبقات القراء ٢ / ٣٣٠.

(٤) سورة الكهف الآية : ٧٦.

قرأ نافع وأبو بكر (لدني) بإشمام الدال وكسر النون مخففة. وقرأ ـ


وقطني (١) ، ودليل قدني قوله :

٣٠ ـ إذا قال قدني قال بالله حلفة

لتغني عنّي ذا إنائك أجمعا (٢)

وجمع بين النون وحذفها من قال :

٣١ ـ قدني من نصر الخبيبين قدي

 .............. (٣)

__________________

الباقون (لدنّي) بضم الدال وتشديد النون. حجة القراءات ٤٢٤ ، وفي الإتحاف ٢ / ٢٢٢ قال : «واختلف في (مِنْ لَدُنِّي) فنافع وأبو جعفر بضم الدال وتخفيف النون ، وهو أحد لغاتها ، وقرأ أبو بكر بتخفيف النون. «وانظر النشر ٢ / ٣١٣.

(١) في ظ (قطني وقدني).

(٢) من الطويل ، لحريث بن عنّاب الطائي ، من شعراء الدولة الأموية. وروي :

(إذا قلت : قدني قال .... وقبل الشاهد :

دفعت إليه رسل كوماء جلدة

وأغضيت عنه الطرف حتى تضلّعا

ورواية مجالس ثعلب والخزانة للشاهد : (إذا قلت : قطني ، قلت : آليت حلفة) وليس فيه شاهد لما أورده الشارح.

المفردات : قدني : حسبي ويكفيني. حلفة : أحلف بالله حلفة. وكذا : آليت : حلفت.

الشاهد : في (قدني) فقد لحقت نون الوقاية قد ، بمعنى حسب أو يكفي ، على القليل ، إذ الأكثر (قدي) دون النون.

وفي البت شاهدان آخران ، الأول : في (لتغني) استشهد به الأخفش على إجابة القسم بلام (كي). الثاني : في (أجمعا) فقد أكد به (ذا) دون كل.

مجالس ثعلب ٥٣٨ والمرزوقي ٥٥٩ وابن الناظم ٢٦ والعيني ١ / ٣٥٤ والخزانة ٤ / ٥٨٠ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٥٥٩ ، ٨٣٠ والهمع ٢ / ٤١ والدرر ٢ / ٤٤.

(٣) من الرجز ، قائله حميد بن مالك الأرقط ، قاله الجوهري ، وقال ابن يعيش :


ودليل قطني قوله :

٣٢ ـ امتلأ الحوض وقال قطني

مهلا رويدا قد ملأت بطني (١)

__________________

ـ ـ قاله أبو بحدلة ، أو حميد بن ثور يمدح عبد الملك بن مروان ، ويعرض بابن الزبير. وبعده :

ليس الإمام بالشحيح الملحد

المفردات : الخبيبين : تثنية خبيب ، وأراد بهما خبيب بن عبد الله بن الزبير وأباه عبد الله ، وقيل : ابن الزبير وأخاه مصعبا فقد كان يكنى بأبي خبيب.

وروي : الخبيبيين ، بصيغة الجمع ، والمراد أبو خبيب عبد الله ومن كان معه من باب التغليب. قدني : حسبي. الإمام : عبد الملك. الشحيح : البخيل.

الملحد : الجائر المائل عن الحق ، أو الظالم في الحرم.

الشاهد : (قدني ، قدي) فقد أورد الشاعر (قد) ومعها نون الوقاية تشبيها بقطني ، ودونها تشبيها بحسبي. وقيل : إن الياء في (قدي) للقافية وليست للإضافة ، وعلى هذا لا شاهد فيها.

سيبويه ١ / ٣٨٧ والمحتسب ٢ / ٢٢٣ وشرح التسهيل ١ / ٧١ ، ١٣٧ وابن يعيش ٣ / ١٢٤ وابن الناظم ٢٧ وابن عقيل ١ / ١٠١ والمساعد ١ / ٩٧ والمرادي ١ / ١٦١ والعيني ١ / ٣٥٧ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٤ / ٨٣ والخزانة ٢ / ٤٤٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٤٨٧ والهمع ١ / ٦٤ والدرر ١ / ٤٢ والأشموني ١ / ١٢٥.

(١) من الرجز ، ولم أقف على قائله.

المفردات : الحوض : هو ما يصب فيه الماء لترده الإبل وغيرها. قطني : حسبي.

الشاهد في : (قطني) حيث لحقته نون الوقاية على القليل ، وذلك ليسلم بناء الاسم على السكون على غير قياس ، فهي تلحق الأفعال خاصة ، لتقيها الكسر إذا لحقتها ياء المتكلم.

مجالس ثعلب ١٥٨ والخصائص ١ / ٢٣ والمخصص ١٤ / ٦٢ وأمالي ابن الشجري ١ / ٣١٣ و ٢ / ١٤٠ وابن يعيش ٢ / ١٣١ و ٣ / ١٢٥ وشرح التسهيل ١ / ١٣٧ والإنصاف ١٣٠ وابن الناظم ٢٧ والعيني ١ / ٣٦١ والأشموني ١٢٥.


ودليل قط ما جاء في الحديث من قوله : «قط قط بعزّتك وكرمك (١)».

ويروى : بسكون (٢) الطاء وكسرها ، مع ياء ودونها ، ويروى : «قطني قطني» (٣) و «قط قط».

__________________

(١) أخرجه مسلم في (باب جهنم أعاذنا الله منها) ١٧ / ١٨٤ كما أورده الشارح ، وهو بتمامه : عن أنس بن مالك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول : هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه ، فينزوي بعضها إلى بعض ، وتقول : قط قط ، بعزتك وكرمك ، ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا فيسكنهم فضل الجنة».

وكذا أخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة ١ / ٢٣٤ (٥٣١) باللفظ نفسه ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يزال جهنم يلقى فيها وهي تقول : هل من مزيد؟ حتى يأتيها رب العالمين فيضع رب العالمين قدمه فينزوي بعضها إلى بعض ، وتقول : قد قد ، أو تقول : قط قط ، بعزتك وكرمك». وورد في ١ / ٢٣٥ (٥٣٢ ، ٥٣٣ و ١ / ٢٣٦ (٥٣٥) مع اختلاف في بعض الألفاظ.

وأخرجه البخاري في ستة أحاديث بألفاظ مختلفة مع ورود الشاهد انظر ٣ / ١٩١ و ٣ / ١٩٢ و ٤ / ١٥٣ و ٤ / ٢٨٨ ـ ٢٨٩.

وأخرجه الدارمي في (باب في قول الله تعالى : (هَلْ مِنْ مَزِيدٍ)) ٢ / ٢٤٦ عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه. وأورده صاحب النهاية في غريب الحديث والأثر ٤ / ٧٨.

ورواه أحمد عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنهما عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ٢١ / ١٢٤ (١٣٤٥٧) و ١٩ / ٣٧٣ (١٢٣٨٠) و ١٩ / ٤٢٨ ، ٤٢٩ (١٢٤٤٠) مع اختلاف في بعض الألفاظ إلا الشاهد (قط). وانظر شرح التسهيل ١ / ١٣٧ والمرادي ١ / ١٦٢.

(٢) في الأصل وم (سكون).

(٣) انظر النهاية في غريب الحديث والأثر ٤ / ٧٩ قال : ورواه بعضهم (يعني حديث الجنة والنار) «فتقول : قطني قطني» أي حسبي. ومنه حديث قتل ابن أبي الحقيق : «فتحامل عليه بسيفه في بطنه حتى أنفذه ، فجعل يقول : قطني قطني».

وانظر مشارق الأنوار ٢ / ١٨٣ وفتح الباري ١ / ١٧٤.


العلم

العلم ضربان : شخصي وجنسي.

فالشخصيّ (١) هو الدّالّ على معيّن بلا قيد ، بل بمجرد وضع اللفظ على وجه منع الشركة فيه.

والجنسيّ كلّ اسم جرى مجرى الشخصيّ (٢) في الاستعمال ، وسيأتي.

ثمّ الشخصيّ (٣) كجعفر في الرجال ، وخرنق في النساء ، وقرن لقبيلة ، وعدن لبلد ، ولاحق لفرس ، وشدقم لجمل ، وهيلة لشاة ، وواشق لكلب.

وإذا كان العلم مضافا مصدّرا بأب أو (٤) أمّ سمي كنية ، كأبي بكر وأم كلثوم ، وإلّا فإن أشعر رفعة أو وضعة فلقب ، كبطّة ، وقفّة ، وأنف الناقة ، أو لم يشعر فهو الاسم الخاص كزيد.

ويؤخر اللقب لدى اجتماعه مع غيره (٥) ، فإن أفردا (٦) أضيف الاسم إلى اللقب ، كزيد بطة ، وسعيد كرز.

__________________

(١) في ظ (فالشخص).

(٢) في ظ (الشخص) في الموضعين.

(٢) في ظ (الشخص) في الموضعين.

(٣) في ظ (و).

(٤) تأخير اللقب إذا اجتمع مع غيره أي مع الاسم والكنية هو مفهوم بيت الألفية على هذه الرواية المشهورة :

واسما أتى وكنية ولقبا

وأخرن ذا إن سواه صحبا

والصحيح أنه لا يؤخر اللقب إلا إذا صحب الاسم ، أما مع الكنية فيجوز الوجهان ، وقد ورد في بعض نسخ الألفية : «وذا اجعل آخرا إذا اسما صحبا» ، وروى أيضا : «وأخّرن ذا إن سواها صحبا».

(٥) سقطت الألف من (أفردا) أو الهمزة من (أضيف) من الأصل وم.


وأجاز الكوفيون (١) فيه (٢) الاتباع والقطع بالنصب والرفع ، نحو : جاء سعيد كرز ، ومرّ بسعيد كرزا وكرز ، على معنى هو.

وإن لم يفردا (٣) فالاتباع ، نحو : هذا عبد الله أنف الناقة ، وعبد الله بطّة.

ثم العلم إن سبق له استعمال لغير العلمية فهو منقول ، كفضل وسعيد ومسعود وحارث وأسد ، وإلا فمرتجل ، كسعاد وأدد.

وهو بالنسبة إلى لفظه مفرد ومركب.

والمركب ينقسم إلى جملة ، ومركب مزجي أو (٤) إضافي.

فما أريد به ما كان في أصله مبتدأ وخبرا ، أو فعلا وفاعلا ، كبرق نحره ، فجملة ، ولا تكون إلّا محكية.

وكلّ اسمين جعلا اسما واحدا ونزّل ثانيهما منزلة تاء التأنيث فهو مركب تركيب مزج ، كبعلبك ، ويبنى منه الأول على الفتح ، ويعرب عجزه ، ويمنع (٥) مالم يكن آخره ياء كمعدي كرب ، فيبنى على السكون ويعرب الثاني ما لم يكن آخره اسم صوت ، كويه من

__________________

(١) شرح الكافية الشافية ٢٥٠ والمرادي ١ / ١٧١ والأشموني ١ / ١٣٠.

(٢) في ظ (في ذا) بدل (فيه). والضمير في (فيه) يعود إلى اللقب إذا اجتمع مع غيره ، وهما مفردان.

(٣) في الأصل وم (يفرد) دون الألف الضمير وأثبت ما في ظ إذ المعنى يتطلبها ، حيث يكون الاتباع متى ركّبا أو أحدهما.

(٤) سقطت من ظ.

(٥) في ظ زيادة (من الصرف للعلمية والتركيب).


نحو سيبويه ؛ إذ لا يعرب صوت.

وأمّا المضاف فنحو : عبد شمس ، وأبي قحافة ، وهو أكثر أقسام المركب.

واعلم أنّ الأجناس التي لا تؤلف ، كالوحوش وأحناش الأرض لا يحتاج فيها إلى وضع الأعلام لأشخاصها ، فعوضت بوضع العلم فيها للجنس مشارا به (١) إليه إشارة المعرف بأل ؛ ولذلك يصلح للشمول ، ومنه أعيان ، ومنه معان.

فالأعيان كثعالة للثعلب ، وأبي الحارث وأسامة للأسد ، وأبي جعدة (٢) وذؤالة للذئب ، وأمّ عريط للعقرب.

والمعاني مثل : برّة للمبرّة ، وفجار للفجرة ، وحماد للمحمدة.

ومنها الأعداد المطلقة ، نحو : ستة ضعف ثلاثة ، وأربعة نصف ثمانية. و (٣) كلّ هذه لا تقبل (أل) ، وصفتها النكرة بعدها ، تنصب حالا ، ويمنع صرف ما فيه منها هاء التأنيث ، والألف والنون المزيدان (٤). وقد يوضع هذا العلم لجنس ما (٥) يؤلف ، كقولهم : هيّان بن بيّان للمجهول ، وأبو الدغفاء للأحمق ، وأبو المضاء للفرس.

__________________

(١) سقطت (به) من الأصل وم.

(٢) في الأصل وم (جعفر) تصحيف. والذي في اللسان : «والذئب يكنى أبا جعدة وأبا جعادة» (جعد) ٦٣٢.

(٣) في ظ (فكل).

(٤) مثال ما فيه تاء التأنيث : ثعالة ، ومثال ما فيه الألف والنون : سبحان ، للتسبيح ، وكذا ما كان على وزن أفعل ، كبنات أوبر.

(٥) في ظ (مما).


اسم الإشارة

هو ما دلّ على حاضر أو بمنزلته ، وليس متكلما ولا مخاطبا ، فله في القرب ذا للواحد المذكر ، وذي وذه وتي وتا وته للواحدة ، وذان وتان رفعا ، وذين وتين جرّا ونصبا للاثنين والثنتين ، وأولى للجمع مذكرا كان أو مؤنثا. واستعماله غالبا لمن يعقل ، وقلّ لغيره كقوله :

٣٣ ـ ذمّ المنازل بعد منزلة الّلوى

والعيش بعد أولئك الأيّام (١)

ومدّ (أولاء) (٢) لغة الحجاز ، وبها نزل القرآن ، والقصر لغة تميم. وإذا أشير إلى البعيد لحق اسم الإشارة كاف الخطاب تدل (٣) على حال المخاطب غالبا (٤) ، نحو : [ذاك وذاك وذاكما وذاكم وذاكن](٥) وقد لا تدل الكاف على حال المخاطب ، كقوله تعالى :

__________________

(١) من الكامل ، لجرير ، ورواية الديوان : (الأقوام) بدل (الأيام) ولا شاهد على هذه الرواية.

المفردات : اللوى : اسم موضع.

الشاهد : في (أولئك) حيث استعمل (أولاء) لغير العاقل.

الديوان ٥٥١ والمقتضب ١ / ١٨٥ والكامل ١ / ٣٤٠ وابن الناظم ٣٠ وشرح شواهد الشافية ١ / ٣٤٠ و ٢ / ١٦٧ وابن يعيش ٣ / ١٢٦ ، ١٣٣ و ٩ / ١٢٩ والعيني ١ / ٤٠٨ والخزانة ٢ / ٤٦٧ والتصريح ١ / ١٢٨ والأشموني ١ / ١٣٩.

(٢) في ظ (أولى). انظر الأشموني ١ / ١٣٩.

(٣) في ظ (حرفا يدل).

(٤) سقطت من ظ (غالبا).

(٥) في الأصل وم (ذلك وذلكما وذلكم وذلكن).


(ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ)(١) ويزاد قبل الكاف لام في الإفراد غالبا ، فيقال (٢) : ذاك وذلك ، وتيك وتلك ، وفي الجمع قليلا نحو : أولئك وأولالك ، ولا تزاد في التثنية.

وقول من زعم أن المقرون بالكاف دون اللام للمتوسط ، وبهما للبعيد تحكّم لا دليل عليه. فلاسم الإشارة إذا رتبتان : قرب وبعد (٣).

وتلحق هاء للتنبيه المجرد كثيرا ، كهذا وهذه وهذان وهاتان وهؤلاء ، والمقرون بالكاف دون لام قليلا ، كقول طرفة :

٣٤ ـ رأيت بني غبراء لا ينكرونني

ولا أهل هذاك الطّراف الممدّد (٤)

واللام ممتنعة إن قدمت لفظة هاء ، فلا يجوز هذلك.

ويشار إلى المكان القريب بهنا ، وقد يلحق هاء للتنبيه فيقال : هاهنا ، وإن بعد المكان جيء بالكاف مع اللام ودونها ، كهنالك

__________________

(١) سورة المجادلة الآية : ١٢.

(٢) في ظ (نحو) بدل (فيقال).

(٣) هذا مخالف الرأي الجمهور الذي يرى أن له ثلاث مراتب.

(٤) من الطويل ، من معلقة طرفة بن العبد. وروي (الخباء) بدل (الطراف).

المفردات : بني غبراء : الأضياف ، أو أهل الأرض ، أو الفقراء ، ولعل هذا أنسب المعاني في مقابل آخر البيت. الطراف : البيت من جلد ، وأراد بأهله السعداء.

الشاهد : في (هذاك) فقد لحقت هاء التنبيه اسم الإشارة المقترن بالكاف وهو قليل ، والكثير أن تلحق المجرد منها.

الديوان ٣١ وشرح الكافية الشافية ٣١٧ وابن الناظم ٣٠ والمساعد ١ / ١٨٦ وشفاء العليل ٢٥٧ والمرادي ١ / ١٩٥ والعيني ١ / ٤١٠ ورصف المباني ٤٠٥ والجنى الداني ٣٤٧ والهمع ١ / ٧٦ والدرر ١ / ٥٠ والأشموني ١ / ١٤٤.


وهناك (١).

ويشار إلى البعيد أيضا بثمّ بفتح الثاء ، وهنّا وهنّا بتشديد النون مع فتح الهاء وكسرها ، قال :

٣٥ ـ هنّا وهنّا ومن هنّا لهنّ بها

ذات الشمائل والأيمان هينوم (٢)

وأراد بهنّا الزمان من قال :

٣٦ ـ حنّت نوار ولات هنّا حنّت

وبدا الذي كانت نوار أجنّت (٣)

__________________

(١) هناك من يرى أن ما فيه الكاف وحدها للمتوسط ، وما فيه الكاف واللام للبعيد.

(٢) من البسيط لذي الرمه ، واسمه غيلان بن عقبة.

المفردات : ذات الشمائل : جمع شمال على غير قياس. الأيمان : جمع يمين ، وهو ضد الشمال. هينوم : الصوت الخفي.

الشاهد : في (هنّا وهنّا وهنّا) على أن الأولى والثانية اسما إشارة للبعيد ، أما الثالثة فهي للقريب ، كذا قال الأشموني.

الديوان : ٥٧٦ والخصائص ٣ / ٣٨ وابن الناظم ٣١ وابن يعيش ٣ / ١٣٧ والعيني ١ / ٤١٢ والتصريح ١ / ١٢٩ والأشموني ١ / ١٤٥.

(٣) البيت من الكامل ، لشبيب بن جعيل التغلبي ، قاله يخاطب أمه نوار بنت عمرو بن كلثوم ، حين أسره الباهليون في حرب بينهم وبين قومه. وقيل : لحجل بن نضلة الباهلي ، وكان سبى نوار.

المفردات : حنّت : من الحنين ، وهو الشوق. هنّا : بضم الهاء وتشديد النون ، بمعنى حين. أجنّت : سترت وأخفت.

الشاهد : في (هنّا) فقد أشير بها إلى الزمان ، وأصلها للمكان.

الشعر والشعراء ١ / ١٠٢ وابن الناظم ٣١ وشفاء العليل ١ / ٢٦٣ والمرادي ١ / ٢٠٠ والمساعد ١ / ١٩٣ والعيني ١ / ٤١٨ وابن يعيش ٣ / ١٥ والخزانة ٢ / ١٥٦ ، ٤٨٠ والهمع ١ / ٢٦ ، ٧٨ والدرر ١ / ٥٢ ، ٩٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٩١٩ والأشموني ١ / ١٤٥ والمؤتلف والمختلف ١١٥.


الموصول

اسميّ وحرفيّ ، فالاسميّ ما افتقر إلى الوصل بجملة معهودة مشتملة على ضمير يليق بالمعنى.

والحرفيّ كل حرف أوّل هو وصلته بمصدر كأن ، في : أريد أن تفعل ، وما في : (وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ)(١) ، و (كي) في : جئت كي تحسن إليّ ، ولو (٢) في : (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ)(٣) وفي قولها :

٣٧ ـ ما كان ضرّك لو مننت وربّما

منّ الفتى وهو المغيظ المحنق (٤)

أمّا الأسماء الموصولة فمنها : الذي للواحد ، والتي للواحدة ، واللذان واللتان رفعا ، واللذين واللتين (٥) جرّا ونصبا للاثنين والثنتين.

لمّا كان الذي والتي مبنيين لم تحرك ياؤهما ، فلم تفتح قبل

__________________

(١) سورة التوبة الآية : ٢٥.

(٢) بقي من الحروف المصدرية (أنّ) بفتح الهمزة وتشديد النون ، مثل : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا) [العنكبوت : ٥١].

(٣) سورة البقرة الآية : ٩٦.

(٤) البيت من الكامل ، لقتيلة بنت الحارث بن كلدة من بني عبد الدار ، ترثي أخاها النضر ، حين قتله علي رضي‌الله‌عنه بأمر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين أقبل من بدر.

الشاهد في : (لو) حيث جاءت مصدرية بمعنى أن ، والتقدير : ما كان ضرك منّك ، برفع المصدر (منّ) على الفاعلية لضرّ ، ودون أن تسبق بودّ ، وذلك قليل.

شرح الكافية الشافية ٣٠٤ وابن الناظم ٣١ والعيني ٤ / ٤٧١ والمغني ٢٥٦ والتصريح ٢ / ٢٥٤ والهمع ١ / ٨١ والدرر ١ / ٥٣ والمرزوقي ٩٦٦.

(٥) في ظ (والذين والتين) بلام واحدة.


علامة التثنية فالتقى ساكنان فحذف الأول منهما ، ولهذا شدّد بعضهم (١) النون تعويضا عن الحذف المذكور ، ومنهم من يشدّد نون ذين وتين (٢) تعويضا عن ألف ذا وتا.

ومنها الذين مطلقا لجمع من يعقل ، وهذيل وقيل : بنو عقيل يجرونه كالسالم ، فيرفعونه بالواو.

ومنها الألى بمعنى الذين تقول : الألى فعلوا ، وهو اسم جمع ؛ إذ لا واحد له من لفظه ، وكذا الذين ؛ لأنه مخصوص بمن يعقل ، والذي بمن (٣) يعقل وغيره ، ولو (٤) كان الذين جمعا للذي (٥) ساواه عموما ، فإذا إطلاق الجمع على الأولى والذين اصطلاح لغوي.

ومنها اللائي واللاتي (٦) ، وقد يجيء اللائي بمعنى الذين كقوله :

٣٨ ـ فما آباؤنا بأمنّ منه

علينا اللاء قد مهدوا الحجورا (٧)

__________________

(١) وهم تميم وقيس. وتشديدهما في الرفع متفق على جوازه ، أما في النصب فمنعه البصريون وأجازه الكوفيون ، وهو الصحيح ، فقد قرئ في السبع (ربنا أرنا اللذينّ أضلانا) الأشموني ١ / ١٤٧ ـ ١٤٨.

(٢) المرجع السابق ١ / ١٤٨.

(٣) في ظ (لمن).

(٤) في ظ (فلو).

(٥) في ظ (للذين).

(٦) بإثبات الياء وحذفها.

(٧) من الوافر ، نسبه الفراء لرجل من بني سليم ولم يعينه.

الشاهد في : (اللاء) حيث أوردها الشاعر بمعنى الذين ، والأصل أنها ـ ـ


كما قد يجيء الألى بمعنى اللاتي ، وجمع بين اللغتين من قال :

٣٩ ـ وتبلي الألى يستلئمون على الألى

تراهنّ يوم الروع كالحدأ القبل (١)

ومنها أسماء (٢) بمعنى الذي والتي وتثنيتهما وجمعهما واللفظ واحد ، وهي من وما والالف واللام وذو ، وذا ، وأيّ.

فأمّا (من) فلمن يعقل تحقيقا أو تشبيها أو تغليبا ، أو (٣) اعتبار

__________________

لجماعة الإناث ، بمعنى اللاتي.

شرح الكافية الشافية ٢٥٩ وابن الناظم ٣٢ والمساعد ١ / ١٤٣ والمرادي ١ / ٢١٧ وابن عقيل ١ / ١٢٦ والعيني ١ / ٤٢٩ والهمع ١ / ٨٣ والدرر ١ / ٥٧ والأشموني ١ / ١٥١.

(١) من الطويل ، لأبي ذؤيب الهذلي ، واسمه خويلد بن خالد. وروي : وتفني ، بدل وتبلي.

المفردات : يستلئمون : يلبسون اللأمة ، وهي الدرع. يوم الروع : يوم الخوف ، وأراد به يوم الحرب. الحدأ : واحده حدأة ، طائر معروف ، كعنبة وعنب.

القبل : من القبل وهو ميل النظر كالحول ، وأراد أن الخيل مثل الحدأ المفزعة في السرعة والخفة ، كأنّ في عيونها الحول لتقلبها.

الشاهد في : (الألى) في الموضعين ، فقد جاءت في الأولى بمعنى الذين ، بدليل ضمير جماعة الذكور في (يستلئمون) على الأكثر ، وفي الثانية لجماعة الإناث بمعنى اللائي بدليل ضمير الإناث في (تراهن).

شرح أشعار الهذليين ١ / ٩٢ وشرح الكافية الشافية ٢٧١ وشفاء العليل ٢٢٤ والمرادي ١ / ٢١١ وابن الناظم ٣٢ والمساعد ١ / ١٤٥ والعيني ١ / ٤٥٥ وشرح أشعار الهذليين ١ / ٩٢ والدرر ١ / ٥٧ والهمع ١ / ٨٣ والأشموني ١ / ١٤٨.

(٢) سقطت (أسماء) من ظ.

(٣) في ظ (و).


اللفظ في ضميرها أكثر من اعتبار المعنى ، مثل : (وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ)(١)(وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَ)(٢) ومن اعتبار المعنى (٣) ، قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ*)(٤) وقول الشاعر :

٤٠ ـ تعشّ فإن ، عاهدتني لا (٥) تخونني

نكن مثل من يا ذئب يصطحبان (٦)

وأمّا (ما) فتجري في أحد أقسامها مجرى (من) في كلّ ما ذكر ، لكن لا تكون لمن يعقل ، بل لمن لا يعقل ، مثل : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) (٩٦) (٧) أو لصفات من يعقل ، مثل : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ)(٨) أو لمبهم أمره ، كقولك لمن أراك شبحا لا تدري ما هو أبشر هو أم مدر؟ : رأيت ما رأيت. ولا يطلق على

__________________

(١) سورة يونس الآية : ٤٠ ، وفي جميع النسخ (بالله) مكان (به) وهو خطأ من الناسخ.

(٢) سورة الأحزاب الآية : ٣١.

(٣) في ظ زيادة (و).

(٤) سورة الأنعام الآية : ٢٥ ، وسورة محمد الآية : ١٦ ، وفي ظ (يستمعون) بدل (يستمع) وذلك في سورة يونس الآية : ٤٢.

(٥) في ظ (تعشى فإن عاهدتني فلا تخونني). ولا يستقيم البيت.

(٦) من الطويل ، للفرزدق ، من قصيدة يخاطب فيها الذئب حين أتاه وهو نازل في بعض أسفاره. ورواية سيبويه : (تعال) بدل (تعش).

الشاهد في : (من ... يصطحبان) فقد راعى معنى (من) وهو التثنية في يصطحبان.

الديوان : ٨٧٠ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٠٤ والمقتضب ٣ / ٢٥٣ والجمل ٣٤٩ والخصائص ٢ / ٤٢٢ وشرح الكافية الشافية ٣٠٩ وشرح الجمل لابن عصفور ١ / ١٨٨ وابن الناظم ٣٣ والعيني ١ / ٤٦١ والهمع ١ / ٨٧ ، ٨٨ والدرر ١ / ٦٤ ، ٦٥ والأشموني ١ / ١٥٣.

(٧) سورة الصافات الآية : ٩٦.

(٨) سورة النساء الآية : ٣.


من (١) يعقل إلّا مع غيره ، نحو قوله تعالى : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)(٢).

وأمّا الألف واللام ، فاسم موصول بمعنى الذي وفروعه ، ويلزم في ضميرها اعتبار المعنى ، كالضارب والضاربة والضاربان والضاربون ، كأنك قلت : الذي ضرب ، والتي ضربت ، واللذان (٣) ضربا ، والذين ضربوا.

وأمّا ذو ، فموصولة عند طيّ خاصة ، والأعرف فيها عندهم بناؤها واستعمالها في الإفراد والتذكير وفروعهما (٤) بلفظ واحد ، ويظهر المعنى بالعائد كقوله :

٤١ ـ ذاك خليلي وذو يواصلني (٥)

 ...............

__________________

(١) في ظ (ما).

(٢) سورة النحل الآية : ٤٩.

(٣) في الأصل (الذان) بلام واحدة.

(٤) في الأصل وم (وفروعها).

(٥) صدر بيت من المنسرح ، لجبير بن غنمة الطائي ، شاعر جاهلي مقل. وعجزه على المشهور :

يرمي ورائي بامسهم وامسلمه

قال العيني : وركب ابن الناظم وأبوه أيضا صدر البيت على عجز بيت آخر ، فإن الرواية فيه :

وإنّ مولاي ذو يعيرني

لا إحنة بيننا ولا جرمه

ينصرني منك غير معتذر

يرمي ورائي بامسهم وامسلمه

وروي : (يعاتبني) بدل (يواصلني) و (حبيبي) بدل (خليلي).

الشاهد في : (ذو يواصلني) حيث استعمل (ذو) اسما موصولا مفردا مبنيّا على لغة طي ، بمعنى الذي ، ودل على معنى الإفراد والتذكير بالعائد في (يواصلني).

شرح الشافية الكافية ٢٧٣ وشرح العمدة ١٢١ وابن الناظم ٣٤ وابن يعيش ٩ / ٢٠ والعيني ١ / ٤٦٤ ومعاني الحروف ٧١ والصحاح (سلم) ١٩٥١.


وكقوله :

٤٢ ـ فإنّ الماء ماء أبي وجدّي

وبئري ذو حفرت وذو طويت (١)

وأنشد (٢) أبو الفتح (٣) :

٤٣ ـ وإمّا كرام موسرون رأيتهم

فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا (٤)

__________________

(١) من الوافر ، لسنان بن الفحل الطائي ، يخاطب بها عبد الرحمن بن الضحاك ، في شأن بئر وقع فيها نزاع.

الشاهد في : (ذو حفرت وذو طويت) فإنه استعمل (ذو) مبنية في الموضعين :

الأولى في محل رفع خبر ، والثانية معطوفة على الخبر ، وهي بمعنى التي بدليل العائد ؛ إذ التقدير : حفرتها وطويتها.

شرح الكافية الشافية ٢٧٤ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣٠٦ والأزهية ٣٠٥ وابن الناظم ٣٤ وشفاء العليل ٢٢٧ وابن يعيش ٣ / ١٤٧ و ٨ / ٤٥ والعيني ١ / ٤٣٦ والخزانة ٢ / ٥١١ والإنصاف ٣٨٤ والهمع ١ / ٨٤ والدرر ١ / ٥٩ والتوطئة ١٦٧ والمرزوقي ٥٩١.

(٢) في م زيادة (الشيخ).

(٣) لم أجد البيت فيما اطلعت عليه من كتب ابن جني.

وأبو الفتح عثمان بن جني الموصلي ، إمام في اللغة ، بارع في النحو والتصريف ، مات في بغداد سنة ٣٩٢ ه‍.

(٤) من الطويل للشاعر الإسلامي منظور بن سحيم الفقعسي. وروي بدل (رأيتهم) : أتيتهم ولقيتهم.

الشاهد في : (من ذي) بإعراب (ذي) مجرورة بمن ، والأصل فيها البناء (ذو) ، وهي بمعنى الذي.

شرح الكافية الشافية ٢٧٤ وشرح العمدة ١٢٢ والمساعد ١ / ١٤٧ وابن يعيش ٣ / ١٤٨ وشفاء العليل ٢٢٨ وابن الناظم ٣٤ والعيني ١ / ١٢٧ ، ٤٣٦ والهمع ١ / ٨٤ والدرر ١ / ٥٩ والسيوطي ٨٣٠ والمقرب ١ / ٥٩ والأشموني ١ / ١٥٨ والتصريح ١ / ١٣٧ والمرزوقي ١١٥٨ وديوان الحماسة ١ / ٥٨٤.


فأعرب ، والمشهور : من ذو عندهم ، على البناء.

[وقد تؤنث بتاء](١) وتبني على ضمّ ، حكى الفرّاء : «الفضل ذو فضّلكم الله به ، والكرامة ذات أكرمكم الله بها (٢)».

وربّما جمع (ذات) بالألف والتاء مع بقاء البناء كقوله :

٤٤ ـ جمعتها من أينق سوابق

ذوات ينهضن بغير سائق (٣)

وأمّا (ذا) فتكون موصولة بمنزلة (ما) في الدلالة على معنى الذي وفروعه إذا وقعت بعد ما أو من الاستفهاميتين ما لم تلغ أو يشر بها ، فإن لم يتقدّم على (ذا) ما أو من ، فالكوفيون يجيزون كونها موصولة وأنشدوا :

__________________

(١) ما بين القوسين زيادة من ظ.

(٢) في م (به). انظر شرح الكافية الشافية ٢٧٥ وشفاء العليل ٢٢٦ ، ونسبا ذلك للفراء عن بعض العرب.

على أن (ذو) الموصولة عند طيء قد تطابق ما قبلها فقد لحقتها في هذا القول تاء التأنيث (ذات) بمعنى التي ، وبنيت على الضم ، والأصل بناؤها على السكون ، ولزوم الإفراد والتذكير ، كما في (الفضل ذو ...).

(٣) البيتان من رجز لرؤبة بن العجاج التميمي. وروي : (موارق) بدل (سوابق).

الشاهد في : (ذوات) فإنه جمع ذات بمعنى التي على ذوات بمعنى اللاتي ، وهي لغة جماعة من طي ، وجاءت مجرورة وعلامة جرها الكسرة على أنها صفة لأينق ، فتعامل معاملة جمع المؤنث ، ومنهم من يلزمها البناء على الضم ، وأكثرهم يلزمها الإفراد والتذكير والبناء فيقولون (ذو).

الديوان ١٨٠ وشرح الكافية الشافية ٢٧٥ وابن الناظم ٣٤ والمساعد ١ / ١٤٦ وشفاء العليل ٢٢٦ والعيني ١ / ٤٣٩ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣٠٦ والأزهية ٣٠٥ والهمع ١ / ٨٣ والدرر ١ / ٥٨ والأشموني ١ / ١٥٨.


٤٥ ـ عدس ، ما لعبّاد عليك إمارة

أمنت وهذا تحملين طليق (١)

قدّروه : والذي تحملين. وهذا عند البصريين اسم إشارة ، وتحملين حال. فإذا قلت : ماذا صنعت؟ وما ذا رأيت؟ وأنت لا تقصد بذا إشارة ، فيحتمل صلتها ويحتمل إلغاؤها ، ويظهر (٢) الاحتمال في البدل وفي الجواب إذا فرّغ ما بعد (ذا) من ضمير الاستفهام أو ملابسه ، تقول : ماذا صنعت أخيرا أم شرّا (٣)؟ بالنصب والرفع ، ففي النصب (ما) مفعول صنعت ، و (ذا) لغو ، وفي الرفع ما مبتدأ مخبر عنها بذا موصولة كقوله :

٤٦ ـ ألا تسألان المرء ما ذا يحاول

أنحب فيقضى أم ضلال وباطل (٤)؟

__________________

(١) من الطويل ، ليزيد بن مفرّغ الحميري ، وكان هجا عبّاد بن زياد بن أبيه كثيرا ، فسجنه طويلا ، فكلم فيه معاوية فأمر بإطلاقه ، وقدمت له فرس من خيل البريد فنفرت ، فقال الأبيات ، وفي الديوان (نجوت) بدل (أمنت).

الشاهد في : (ذا) فقد استعمله بمعنى الذي على رأي الكوفيين كما بين الشارح.

الديوان : ١٧٠ ومعاني القرآن للفراء ١ / ١٣٨ و ٢ / ١٧٧ وشفاء العليل ٨٧٧ وابن الناظم ٣٤ والعيني ١ / ٤٤٢ و ٣ / ٢١٦ و ٤ / ٣١٤ والخزانة ٢ / ٥١٤ و ٣ / ٨٩.

(٢) في ظ زيادة (أثر).

(٣) ويجوز أخير أم شرّ ، فعلى نصب (شرّ) يكون بدلا من (ما) الواقعة مفعول به لصنعت مقدما ، و (ذا) لغو. وعلى الرفع يكون بدلا من (ما) الواقعة مبتدأ خبرها (ذا) ، ويجوز أن تكون (ماذا) اسما واحدا مبتدأ ، خبره الجملة بعده ، والرابط الضمير الواقع مفعولا به والتقدير : صنعته.

(٤) من الطويل ، للبيد بن ربيعة العامري الصحابي الجليل يرثي النعمان بن المنذر. ـ ـ


وشاهد الجواب قوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ)(١) بالرفع والنصب. وأمّا (أيّ) فستأتي (٢).

ويلزم كلّ موصول أن يعرف بصلة مشتملة على ضمير عائد إلى الموصول مطابق له في الإفراد والتذكير ، وفروعهما ، وشرطها كونها معهودة ، كجاء الذي عرفته ، أو بمنزلتها ، مثل : (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ)(٣).

وصلة غير (أل) جملة خبرية من مبتدأ وخبر ، كالذي ابنه

__________________

الشاهد : في (ماذا يحاول) فقد استعمل (ذا) اسما موصولا بمعنى الذي ، خبر المبتدأ (ما) ويجوز العكس ، وجملة يحاول صلة ، والعائد ضمير محذوف تقديره : (يحاوله) ، وذلك لتقدم (ما) الاستفهامية ، ولا يصح أن تجعل (ماذا) اسم استفهام مفعولا به ليحاول مقدما لرفع البدل (نحب) إلا إذا قدر نحب خبرا لمبتدأ محذوف تقديره : هو نحب ، ولا يصح أن تجعل (ماذا) مبتدأ ، ويحاول خبرا لعدم الرابط ، وقيل يجوز ، والرابط محذوف في محل نصب مفعول الفعل ، تقديره : يحاوله.

الديوان ٢٥٤ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٠٥ والأصول ٢ / ٢٦٤ ومعاني القرآن ١ / ١٣٩ والمخصص ١٤ / ١٠٣ والجمل ٣٤٩ وشرح الجمل لابن عصفور ٢ / ٤٧٩ والبحر المحيط ١ / ١١٩ و ٢ / ١٤٢ وابن الناظم ٣٥ والعيني ١ / ٧ و ٤٤٠ وابن يعيش ٣ / ١٤٩ و ٤ / ٢٣ والخزانة ٢ / ٥٥٦ واللامات ٥٠.

(١) سورة البقرة الآية : ٢١٩. وفي ظ زيادة (و) قبل الآية ، وهو خطأ.

برفع (العفو) على قراءة أبي عمرو ، على أن (ما) اسم استفهام مبتدأ ، و (ذا) موصول خبر ، و (ينفقون) بالرفع جواب السؤال ، كأنه قال : ما الذي ينفقون؟ فقال : (العفو). وعلى النصب وهي قراءة غير أبي عمرو ، التقدير : أنفقوا العفو ، على أن (ماذا) استفهام بمعنى أي ، أيّ شيء ينفقون؟ ، فكان الجواب (العفو) بالنصب. حجة القراءات ١٣٣ ـ ١٣٤ وابن الناظم ٣٥.

(٢) في ظ (وتأتي).

(٣) سورة طه الآية : ٧٨.


كفل ، أو فعل وفاعل ، كالذي أكرم أخوه. ولا تكون طلبية إذ هي غير محصلة ولا صالحة لتعريف ، ويقوم مقام الجملة شبهها من ظرف أو جار ومجرور معلق باستقرار ، كرأيت من عندك (١) ، وكأخذت الذي لك.

وصلة (أل) صفة صريحة الوصفية ، كضارب ، وحسن ، وظريف ، دون ما غلبت عليه اسمية ، كأبطح ، وأجرع (٢) ، وصاحب ، وراكب ، وقد توصل (أل) بمضارع ؛ إذ هو كالصفة معنى ، كقوله :

٤٧ ـ ما أنت بالحكم الترضى حكومته

ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل (٣)

ثمّ اعلم أنّ (أيّا) مثل (ما) في الدلالة على معنى الذي وفروعه ، كمرّ بأيّ فعل ، وفعلت ، وفعلا ، وفعلوا ، وفعلن ، وقد تلحق التاء للتأنيث ، فيقال : أيّة (٤) ، وتبنى إذا صرّح بما تضاف إليه حيث العائد مبتدأ محذوف ، كقوله تعالى : (أَيُّهُمْ أَشَدُّ)(٥)

__________________

(١) في ظ (عندي).

(٢) الأبطح : الوادي الذي فيه دقاق الحصى. والأجرع : الأرض التي بها حصى صغارا يعلوه رمل ، وهو المعروف بالحزن والحزم. وهذه الأسماء في الأصل صفات لكن غلبت عليها الاسمية ، كما أن صاحب في الأصل صفة للفاعل ثم صارت اسما لصاحب الملك ، وكذا راكب صارت اسما للراكب.

(٣) سبق في الشاهد (٤)

الشاهد هنا في : (الترضى) فقد جاءت صلة (أل) فعلا مضارعا لإجرائه مجرى الصفة على القليل ، والأصل أن تكون صفة صريحة الوصفية كاسم الفاعل والمفعول والصفة المشبهة وصيغ المبالغة.

(٤) في الأصل بفتح التاء (أيت).

(٥) سورة مريم الآية : ٦٩. انظر معاني القرآن للزجاج ٣ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠ والعكبري ٢ / ١١٥.


التقدير : هو أشد ، وكقول الشاعر :

٤٨ ـ إذا ما لقيت بني مالك

فسلّم على أيّهم أفضل (١)

فإن لم يكن العائد مبتدأ محذوفا فالإعراب سواء كان مبتدأ مذكورا ، كامرر بأيّهم هو أفضل أو غيره ، كمرّ (٢) بأيّهم قام أبوه ، وإذا لم يصرح بما يضاف إليه (أيّ) فلا بدّ من إعرابها ، سواء حذف العائد ، كمرّ بأيّ أفضل ، أولا ، كمرّ بأيّ هو أفضل ، وأيّ قام أبوه.

وبعض العرب أعرب أيّا مطلقا ، وعليه قرئ أيهم أشد بالنصب (٣).

وغير (أي) من أخواتها يتبع أيّا في جواز حذف العائد المبتدأ ، ويحسن ويكثر إذا طالت الصلة ، كقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ)(٤). وقول بعضهم : ما أنا بالذي

__________________

(١) من المتقارب ، لغسان بن علّة بن مرة بن عبادة ، شاعر مخضرم.

الشاهد في : (ايّهم) فقد بنيت (أي) على الضم لإضافتها وحذف صدر الصلة ، والتقدير : هو أفضل.

شرح الكافية الشافية ٢٨٥ وابن الناظم ٣٦ والمرادي ١ / ٢٤٤ وابن يعيش ٣ / ١٤٧ والمساعد ١ / ١٤٨ ، ١٥٥ والعيني ١ / ٤٣٦ والخزانة ٢ / ٥٢٢ والسيوطي ٨٣٠ والهمع ١ / ٨٤ والدرر ١ / ٦٠.

(٢) في ظ (كامرر).

(٣) حكى ذلك سيبويه ، وذكر أن هارون الأعور قرأ بها ٢ / ٣٩٩ ، وانظر معاني القرآن للزجاج ٣ / ٣٩٩.

(٤) سورة الزخرف الآية : ٨٤ ، والتقدير : وهو في السماء إله.


قائل لك سوءا (١) ، [أي : ما أنا بالذي هو قائل لك سوءا](٢). وإذا لم تطل الصلة فالحذف قليل كقوله تعالى على قراءة : تماما على الذى أحسن (٣) و (مَثَلاً ما بَعُوضَةً)(٤) وكقول الشاعر :

٤٩ ـ من يعن بالحمد لا ينطق بما سفه

ولا يحد عن سبيل المجد والكرم (٥)

__________________

(١) في ظ (شيئا).

(٢) في الأصل (سواء). وانظر القول في شفاء العليل ٢٣٣ والمساعد ١ / ١٥٤.

وسقط ما بين القوسين [] من ظ.

(٣) سورة الأنعام الآية : ١٥٤.

يعني قراءة الرفع ، والتقدير : هو أحسن. وبها قرأ يحيى بن يعمر ، وابن أبي إسحاق ، والحسن ، والأعمش. انظر المحتسب ١ / ٢٣٤ والبحر ٤ / ٢٥٥ والإتحاف ٢ / ٣٨. أما على قراءة (أحسن) بالنصب ، فالذي اسم موصول حذف عائده ، أي على العلم الذي أحسنه. الصبان ١ / ١٦٨ والعكبري ١ / ٢٦٦.

(٤) سورة البقرة الآية : ٢٦.

برفع (بعوضة) وهي قراءة مالك بن دينار وابن السماك ورؤبة على أن (ما) موصول اسمي ، أو حرفي ، و (بعوضة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو يقع صدر الصلة. وأما على قراءة النصب فـ (بعوضة) بدل من (مثلا) وما حرف للتوكيد.

وقيل : (ما) نكرة موصوفة و (بعوضة) بدل من ما. انظر المحتسب ١ / ٦٤ ومعاني القرآن للزجاج ١ / ١٠٣ ـ ١٠٤ والعكبري ١ / ٢٦ والصبان ١ / ١٦٨.

(٥) في ظ (الحلم) بدل (المجد) وهي رواية شفاء العليل والعيني.

والبيت من البسيط ، ولم أقف على قائله.

المفردات : يعن بالحمد : يرغب في حمد الناس له. سفه : السفه ضدّ الحلم ، والمراد هنا الكلام الفاحش. لا يحد : لا يمل ، أي لا يسلك غير الصفات الحميدة.

الشاهد في : (بما سفه) فقد حذف العائد الواقع صدر الصلة مع عدم طولها ، والتقدير : بالذي هو سفه. ـ


أراد بما هو سفه.

والعائد المبتدأ لا يجوز أن يقتطع ويحذف إلّا والخبر مفرد كما مرّ ، فلو كان ظرفا أو عديله أو جملة لم يجز حذفه ؛ إذ لا يبقى على إرادته دليل ؛ لأن الباقي يصلح للوصل ، فلا يجوز في جاء الذي هو في الدار ، و (١) عندك ، ورأيت الذي هو يقول ، حذف العائد.

ويحسن حذف العائد إذا كان ضميرا متصلا منصوبا بفعل أو وصف ، فالفعل مثل : من نرجو يهب ، تقديره : من نرجوه ، ومثله : (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ)(٢) والوصف أقلّ ، وشاهده قوله :

٥٠ ـ في المعقب البغي أهل الظّلم ما

ينهى امرأ حازما أن يسأما (٣)

__________________

شرح الكافية الشافية ٢٩٦ وشفاء العليل ٢٣٣ وابن الناظم ٣٧ والعيني ١ / ٤٤٦ والهمع ١ / ٩٠ والدرر ١ / ٦٩ والأشموني ١ / ١٦٩ والتصريح ١ / ١٤٤.

(١) في ظ (أو).

(٢) سورة الزخرف الآية : ٧١.

(٣) في ظ (يسأم).

والبيت من السيط ولم يعرف قائله. وأكثر ما ورد (البغي) بدل الظلم).

المفردات : المعقب : من العاقبة. البغي : الظلم والتعدي. ينهي : يردع ويمنع.

حازما : من الحزم وهو ضبط الأمر. يسأما : يمل.

الشاهد في : (المعقب) والأصل : المعقبه ، فحذف العائد المنصوب بالوصف ، فالألف واللام بمعنى الذي ، والتقدير : الذي أعقبه ، وهو قليل ، والكثير حذف العائد المنصوب بالفعل كما أوضح الشارح لا المنصوب بالوصف. ـ ـ ابن الناظم ٣٧ والمرادي ١ / ٢٥١ والعيني ١ / ٤٧٠ والأشموني ١ / ١٧١.


تقديره : في الذي أعقبه البغي أهل الظلم ما ينهى (١) امرأ حازما أن يسأم من سلوك الحق. فلو كان العائد المنصوب منفصلا ، كجاء الذي إيّاه أكرمت ، لم يجز الحذف لدلالة الانفصال على الاختصاص والاهتمام.

ويجوز حذف العائد مجرورا بإضافة الوصف إليه ، كقوله تعالى : (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ)(٢) التقدير : ما أنت قاضيه. وقول الشاعر :

٥١ ـ ويصغر في عيني تلادي إذا انثنت

يميني بإدراك الذي كنت طالبا (٣)

وقول أبي العلاء :

٥٢ ـ ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل

عفاف وإقدام وحزم ونائل (٤)

__________________

(١) في ظ (ينتهي).

(٢) سورة طه الآية : ٧٢.

(٣) من الطويل من قصيدة لسعد بن ناشب من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ، حين هدمت داره.

المفردات : يصغر : يقل ويرخص. تلادي : التلاد ما يجمعه المرء من مال.

انثنت : انصرفت.

الشاهد في : (طالبا) والأصل طالبه ، فحذف العائد على الموصول (الذي) لكونه مجرورا بإضافة الوصف ، وهو جائز.

شرح التسهيل ١ / ٢٠٥ وابن الناظم ٣٧ وشفاء العليل ٢٣١ والعيني ١ / ٤٧١ والخزانة ٣ / ٤٤٤ عرضا والأشموني ١ / ١٧٢ والشعر والشعراء ٧٠٠ والمرزوقي ٦٩.

(٤) من الطويل لأبي العلاء المعري. ـ ـ


ويجوز أيضا حذف العائد المجرور بحرف جرّ بمثله الموصول لفظا أو (١) متعلقا ، كمرّ بالذي مررت ، أي به ، قال الله تعالى : (يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ)(٢).

فلو جرّ العائد بما لم يجرّ بمثله الموصول ، كسلّم على الذي مررت به ، أو جرّ بحرف جرّ بمثله الموصول لفظا لا متعلقا (٣) ، كزهدت في الذي رغبت فيه ، لم يجز الحذف ، وندر قوله :

٥٣ ـ وإنّ لساني شهدة يشتفى بها

وهوّ على من صبّه الله علقم (٤)

أراد صبّه عليه.

__________________

التمثيل به : في (ما أنا فاعل) حيث حذف العائد المجرور بالوصف ، والتقدير : الذي أنا فاعله ، وهذا جائز.

شرح سقط الزند ٥١٩.

(١) في ظ (إلا) بدل (أو).

(٢) سورة المؤمنون الآية : ٣٣. التقدير : مما تشربون منه. والله أعلم.

(٣) سقطت من ظ.

(٤) من الطويل لرجل من همدان.

المفردات : شهدة : بضم الشين العسل المشمع. علقم : حنظل ، وهو أمرّ الشجر.

الشاهد : في (على من صبه الله) فقد حذف العائد المجرور بالحرف مع حرف الجر ، وتقديره : عليه ، مع اختلاف متعلق الاسم الموصول المجرور (علقم) ومتعلق العائد وهو (صبه) ، والتقدير : وهو علقم على من صبه الله عليه ، وهذا نادر كما ذكر الشارح.

ابن يعيش ٣ / ٩٦ وشفاء العليل ٢٣٢ وابن الناظم ٣٨ والمساعد ١ / ١٠١ والعيني ١ / ٤٥١ والخزانة ٢ / ٤٠٠ والهمع ١ / ٦١ و ٢ / ١٥٧ والدرر ١ / ٣٧ و ٢ / ٢١٦ والسيوطي ٨٤٣ والأشموني ١ / ١٧٤.


المعرف بأداة التعريف

مذهب الخليل (١) أن الألف واللا حرف للتعريف ، ومذهب سيبويه (٢) اللام وحدها ، فتقول في نمط عرّفته : النمط.

وقد تزاد أداة التعريف لازمة في نحو : اللات لصنم ، والآن ، والذين ، واللات جمع التي ، وكذا في اليسع والسموأل ، وتزاد عارضة إمّا لاضطرار كقوله :

٥٤ ـ ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا

ولقد نهيتك عن بنات الأوبر (٣)

__________________

(١) سيبويه ٢ / ٦٣ ، ٦٤ ، ٢٧٣.

هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي ، نحوي لغوي عروضي ، استنبط علم العروض دون سابق إليه ، كما سبق إلى وضع معجم العين في اللغة ، وهو أول من أعجم الحروف ، وضبطها. له كتاب العين ، والعروض ، والشواهد ، والنقط والشكل ، وغيرها. توفي سنة ١٧٥ ه‍ ، وكانت ولادته سنة ١٠٠ ه‍. إنباه الواة ٢ / ٣٤١.

(٢) سيبويه ٢ / ٢٧٢.

(٣) من الكامل ، قال العيني : أنشده أبو زيد ، ولم يعزه إلى قائل.

المفردات : جنيتك : جنيت لك ، كأنه يعلمه ، حذف الجار توسعا. أكمؤا : مفرده كمء ، وهو نبات فطري برّي طيب الطعم يؤكل بعد الطبخ. عساقلا : جمع عسقول كعصفور ، وقياسه عساقيل كعصافير ، فحذفت الياء ضرورة ، وهو الأبيض من الفقع. بنات الأوبر : نوع من الكمأة صغير الحجم رديء الطعم.

الشاهد في : (بنات الأوبر) فقد زيدت (أل) في علم الجنس زيادة عارضة لا لازمة للضرورة ، يقال : بنات أوبر. ـ


وقوله :

٥٥ ـ باعد أم العمرو من أسيرها

حرّاس أبواب على قصورها (١)

وقوله :

٥٦ ـ رأيتك لمّا أن عرفت وجوهنا

صددت وطبت النفس ياقيس عن عمرو (٢)

لأنّ طبت النفس تمييز.

__________________

مجالس ثعلب ٥٥٦ والمقتضب ٤ / ٤٨ والخصائص ٣ / ٥٨ والمنصف ٣ / ١٣٤ والمحتسب ٢ / ٢٢٤ والمخصص ١ / ١٦٨ و ١١ / ١٢٦ ، ٢٢٠ و ١٣ / ٢١٥ و ١٤ / ١٢٠ وشرح الكافية الشافية ٣٢٥ وابن الناظم ٣٩ والمرادي ١ / ٢٦٣ والإنصاف ٣١٩ ، ٧٢٦ وابن يعيش ٥ / ٧١ وشفاء العليل ٢٦٧ وابن عقيل ١ / ١٥٦ والعيني ١ / ٤٩٨.

(١) من رجز لأبي النجم العجلي.

الشاهد في : (أم العمرو) زيادة (أل) في العلم زيادة عارضة.

الديوان ١١٠ والمقتضب ٤ / ٤٩ والمنصف ٣ / ١٣٤ والمساعد ١ / ١٩٨ وابن يعيش ١ / ٤٤ و ٢ / ١٣٢ و ٦ / ٦٠ والإنصاف ٣١٧ والهمع ١ / ٨٠ والدرر ١ / ٥٣.

(٢) من الطويل لرشيد بن شهاب اليشكري يخاطب قيس بن مسعود اليشكري.

ورواية المفضل :

رأيتك لما أن عرفت جلادنا

رضيت وطبت ........

الشاهد في : (النفس) حيث زيدت (أل) في كلمة نفس الواقعة تمييزا زيادة عارضة للضرورة ، فالتمييز واجب التنكير عند البصريين ، وبه احتج الكوفيون على جواز تعريف التمييز.

شرح الكافية الشافية ٣٢٤ وشرح العمدة ١٥٣ ، ٤٧٩ وابن الناظم ٣٩ والمرادي ١ / ٢٦٤ وشفاء العليل ٢٦٨ والمساعد ١ / ١٩٩ وابن عقيل ١ / ١٥٨ والعيني ١ / ٥٠٢ و ٣ / ٢٢٥ والهمع ١ / ٨٠ ، ٢٥٢ والدرر ١ / ٥٣ ، ٢٠٩.


وإمّا للمح ما نقل عنه من مصدر ، كالفضل ، أو وصف ، كالحارث ، أو اسم عين ، كالنعمان ، فذكر الألف واللام وحذفهما فيه سواء.

ومن المعرف بالإضافة و (أل) ما لحق بالأعلام ، لأنه غلب على بعض ما له معناه ، واشتهر بحيث لا يفهم منه سوى ذلك البعض إلّا بقرينة ، كابن عمر وابن رألان ، لعبد الله وجابر (١) دون إخوتهما (٢) ، وكالنجم والثريّا والعقبة والبيت والمدينة ، ولا تفارق هذه ونحوها الإضافة و (أل) إلّا في النداء ، كما في الحديث : «إلّا طارقا يطرق بخير يا رحمن (٣)» وإلّا في الإضافة المخصصة للاشتراك (٤) العارض فيها ، كقولهم : أعشى تغلب ، ونابغة ذبيان (٥) ، وقوله :

٥٧ ـ ألا أبلغ بني خلف رسولا

أحقّا أن أخطلكم هجاني (٦)

__________________

(١) انظر ابن الناظم ٤٠. وجابر بن رألان ، شاعر جاهلي سنبسي طائي ، ذكره صاحب النوادر ٢٦٤ والحماسة ٢٦٨ و ٣٨٣ وشارح أبيات المغني ١ / ١٠٧ ، عند الاستشهاد بشعره.

(٢) في ظ (أخوهما).

(٣) أخرجه أحمد في مسنده ٢٤ / ٢٠٠ (١٥٤٦٠) عن عبد الرحمن بن خنبش التميمي ، من حدديث طويل حين كادته الشياطين صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فهبط إليه جبريل فقال : «يا محمد ، قل. قال : «ما أقول؟ قال : قل : أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق ..». إلى أن قال : «ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن ..». الحديث. وانظر الموطأ ٦٧٨ (١٧٢٩) وابن الناظم ٤٠.

والشاهد في الحديث : (يا رحمن) حيث فارقته (أل) اللازمة له لكونه منادى.

(٤) في م (الاشتراك).

(٥) يعني أن الأصل فيهما : الأعشى والنابغة ، فحذفت (أل) فيهما لإضافتهما ؛ إذ لا تجتمع (أل) والإضافة.

(٦) من الوافر للنابغة الجعدي ، من قصيدة يهجو فيها الأخطل. ـ


وقد تحذف هذه الألف واللام مع غير إضافة أو نداء حكى سيبويه (١) : هذا يوم اثنين مباركا فيه. وحكى ابن الأعرابي (٢) : هذا عيّوق طالعا ، وزعم جوازه في سائر النجوم ، كقوله :

٥٨ ـ إذا دبران منك يوما لقيته

أؤمّل أن ألقاك غدوا بأسعد (٣)

__________________

الشاهد في : (أخطلكم) يعني الأخطل الشاعر المعروف الذي لحقت اسمه (أل) للغلبة ، فلما أضافه حذفها ، حيث لا تجتمع (أل) والإضافة.

الديوان ١٦٤ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٦٩ وابن الناظم ٤٠ والعيني ١ / ٥٠٤ والخزانة ٤ / ٣٠٦ والهمع ١ / ٧٢ والدرر ١ / ٤٧.

(١) انظر المرادي ١ / ٢٦٧ وابن الناظم ٤٠.

(٢) ابن الناظم ٤٠.

وابن الأعرابي هو محمد بن زياد ، من علماء الكوفة ، عالم باللغة ، كثير الحفظ والرواية للشعر ، له عدة تصانيف منها : النوادر ، والأنواء ، وكتاب الخيل ، ومعاني الشعر. توفي سنة ٢٣١ ، وكانت ولادته سنة ١٥٠ ه‍. إنباه الرواة ٣ / ١٢٨ والأعلام ٦ / ١٣١.

(٣) في الأصل وم (بأسعدي).

والبيت من الطويل ، لكثير عزة ، وفي الديوان : (بعد) بدل (غدوا) ورواية السيوطي في الهمع والدرر (أدبران).

المفردات : دبران : نجم بين الثريّا والجوزاء ، يقال له : التابع والتويبع ، وسمي دبران ، لأنه يدبر الثريّا ، أي يتبعها ، إذا طلع علم طلوع الثريا. غدوا : غداة ، فالواو لام الكلمة. أسعد : سعود النجم عشرة.

الشاهد في : في (دبران) حيث حذف الشاعر (أل) اللازمة للعلم بالغلبة ، والأصل الدبران ، فأل جزء منه حذفها الشاعر دون إضافة ولا نداء على القليل ، ولو قال : إذا الدبران بالألف ، وحذف التنوين لاستقام البيت.

الديوان ٤٣٥ وشرح التسهيل ١ / ١٧٥ وابن الناظم ٤٠ والعيني ١ / ٥٠٨ والهمع ١ / ٧٢ والدرر ١ / ٤٧.


الابتداء

المبتدأ هو الاسم المجرد عن العوامل اللفظية غير المزيدة ، مخبرا عنه ، أو وصفا رافعا لمكتفى به.

فالاسم يدخل فيه الصريح كزيد قائم ، والمؤوّل ، مثل : (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ)(١). والمجرّد من العوامل اللفظية ، مخرج لاسم كان وإنّ ، وأوّل (٢) مفعولي ظنّ. وغير المزيدة ، مدخل لنحو : بحسبك زيد ، (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ)(٣).

ومخبرا عنه أو وصفا ، مخرج لنحو : نزال ودراك.

ورافعا لمكتفى به ، مخرج لنحو : قائم أبواه زيد ؛ إذ لا يكتفى بمرفوعه معه.

والمبتدأ إمّا ذو خبر موجود (٤) ، كزيد ، من : زيد عاذر (٥) ، [أو مقدر نحو : لولا زيد لفعلت](٦) ، وإمّا وصف مسند إلى الفاعل أو نائبه ، كسار ومكرم ، من : أسار هذان؟ وما مكرم

__________________

(١) سورة البقرة الآية : ١٨٤.

(٢) في ظ (وأولى).

(٣) سورة آل عمران الآية : ٦٢.

(٤) سقطت (موجود) من ظ.

(٥) في ظ (عاذرا). والجملة جزء من بيت ابن مالك في الألفية ص : ١٧

(٦) ما بين القوسين [] سقط من ظ.


العمران ، فهذا الضرب استغنى بمرفوعه عن خبره ؛ لشدّة شبه الفعل (١) ، ومن ثمّ لا يحسن استعماله حتى يعتمد على مقرب من الفعل من استفهام كقوله :

٥٩ ـ أقا طن قوم سلمى أم نووا ظعنا؟

إن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا (٢)

أو نفي كقوله :

٦٠ ـ خليليّ ما واف بعهدي أنتما

إذا لم تكونا لي على من أقاطع (٣)

وقد لا يعتمد كقوله :

٦١ ـ خبير بنو لهب فلا تك ملغيا

مقالة لهبيّ إذا الطير مرّت (٤)

__________________

(١) في ظ (شبهه للفعل).

(٢) من البسيط ولم يعرف قائله.

المفردات : قاطن : مقيم. ظعن : رحل.

الشاهد في : (أقاطن قوم سلمى) فقد سدّ الفاعل (قوم) مسد الخبر ؛ لكون المبتدأ (قاطن) وصفا معتمدا على استفهام.

ابن الناظم ٤١ وشفاء العليل ٢٧١ والمساعد ١ / ٢٠٤ والعيني ١ / ٥١٢ والتصريح ١ / ١٥٧ والأشموني ١ / ١٩٠ وشذور الذهب ٢٣١.

(٣) من الطويل ولم يعرف قائله.

الشاهد في : (ما واف أنتما) حيث سدّ الفاعل (أنتما) مسد الخبر لاسم الفاعل الواقع مبتدأ لاعتماده على النفي.

شرح التسهيل ١ / ٢٦٩ وشفاء العليل ٢٧١ والمساعد ١ / ٢٠٤ وابن الناظم ٤١ والعيني ١ / ٥١٦ والمغني ٥٥٧ والأشموني ١ / ١٩١ والدرر ١ / ٧١ والهمع ١ / ٩٤ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨٩٨.

(٤) من الطويل لرجل من طي.


ومثله : فائز أولو الرشّد.

ومتى كان الوصف لما بعده من مثنى أو مجموع وطابقه نحو : أقائمان الزيدان؟ وأقائمون الزيدون؟ كان خبرا وما بعده مبتدأ له ، ومتى كان لمفرد كقوله تعالى : (أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ)(١) جاز أن يكون مبتدأ وما بعده فاعل ، وخبرا مقدّما متحمّلا (٢) للضمير.

ولا خلاف عند البصريين أنّ المبتدأ مرفوع بالابتداء ، وأمّا الخبر فالصحيح رفعه بالمبتدأ.

وخبر المبتدأ ما تحصل به الفائدة ، كـ (برّ) و (شاهدة) من قولك : الله برّ والأيادي شاهدة.

والأصل في الخبر الإفراد ، ويكون جملة بشرط ارتباطها بالمبتدأ ، والارتباط بأحد أمرين :

الأول : أن تكون الجملة مشتملة على معنى المبتدأ ، إمّا لذكر ضميره فيها ، [كزيد قام أبوه ، أو تقديره : كالسمن منوان بدرهم ،

__________________

ـ الشاهد في : (خبير بنو لهب) حيث سدّ الفاعل (بنو) مسدّ الخبر مع عدم اعتماد الوصف (خبير) الواقع مبتدأ على استفهام أو نفي كما يشترط البصريون ، وبهذا البيت احتجّ الكوفيون على عدم اشتراط هذا الشرط.

شرح التسهيل ١ / ٢٧٣ وابن الناظم ٤١ وشفاء العليل ٢٧٣ وابن عقيل ١ / ١٦٩ والعيني ١ / ٥١٨ وشرح التصريح ١ / ١٥٧ والدرر ١ / ٧٢ والهمع ١ / ٩٤.

(١) سورة مريم الآية : ٤٦.

(٢) في ظ (متحمل).


أي : منه. وإمّا لأنّ فيها](١) مشارا به إليه ، كقوله تعالى : [(وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ)(٢) أو متضمنا للمبتدأ ، كقوله تعالى (٣)] : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (١٧٠))(٤) ومثله زيد نعم الرجل (٥). وإمّا لأنّ المبتدأ فيها (٦) معاد ، نحو : (الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢))(٧) و (الْقارِعَةُ (١) مَا الْقارِعَةُ (٢))(٨). الثاني : أن تكون الجملة نفس المبتدأ معنى ، كنطقي (٩) الله

__________________

(١) سقط ما بين القوسين [] من ظ.

(٢) سورة الأعراف الآية : ٢٦.

لباس : مبتدأ أول ، وذلك مبتدأ ثان ، وخبره ، خير ، والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول ، والرابط اسم الإشارة (ذلك) الواقع مبتدأ ، وهو الشاهد.

(٣) سقط ما بين القوسين [] من ظ.

(٤) سورة الأعراف الآية : ١٧٠.

والشاهد في الآية (الذين ... إنا لا نضيع أجر المصلحين) فإن جملة (إنا لا نضيع) وقعت خبرا للمبتدأ الأول (الذين) ولم تشتمل على الرابط استغناء بالظاهر (المصلحين) والأصل : لا نضيع أجرهم ، أي الذين يمسكون بالكتاب. والله أعلم.

(٥) زيد مبتدأ ، والجملة الفعلية بعده خبره ، وصح الإخبار بالجملة وإن لم يكن فيها رابط ، لأن فاعل الجملة الخبرية (الرجل) عام يدخل تحته كل رجل ، ومن ضمنهم زيد الواقع مبتدأ.

(٦) في ظ (لأن فيها المبتدأ) بالتقديم والتأخير.

(٧) سورة الحاقة الآيتان : ١ ، ٢.

الحاقة ، مبتدأ أول ، وما ، مبتدأ ثان ، خبره الحاقة ، والجملة خبر الأول. والشاهد تكرار لفظ المبتدأ الأول (الحاقة) في الجملة الثانية ، فاكتفي بذلك عن الرابط.

(٨) سورة القارعة الآيتان : ١ ، ٢. الشاهد فيها كالآية السابقة.

(٩) في ظ (نحو نطقي).

نطقي مبتدأ أول ، واسم الجلالة مبتدأ ثان ، وحسب خبره ، والجملة خبر الأول ، واستغني عن الرابط ، لأن قولك : الله حسبي ، هو نطقك.


حسبي ، فيكتفى بها ، ولا حاجة إلى ضمير ما سيقت له ، ومنه قوله تعالى : (دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللهُمَ)(١) و (فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٢) و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (١) (٣) على الأظهر.

والخبر المفرد إن كان جامدا لم يتحمل ضمير الابتداء خلافا للكوفيين ، كزيد أخوك ، وهذا عبد الله. وإن كان مشتقا فإن لم يرفع ظاهرا رفع ضمير المبتدأ ، كزيد منطلق. ويجب استتار هذا الضمير إلّا إذا جرى الخبر على غير من هو له فرفع ضميره فيجب عند البصريين بروزه مطلقا سواء (٤) أخيف اللبس أم لا ، نحو : زيد عمرو ضاربه هو ، فزيد مبتدأ ، وعمرو مبتدأ ، وضاربه خبر عمرو ، والهاء له [وهو فاعل](٥) وأبرز ، وعاد على زيد ؛ لئلا يتوهم أن عمرا فاعل الضرب ، وتقول : هند زيد ضاربته هي ، ولا يلزم ذكر

__________________

(١) سورة يونس الآية : ١٠.

دعوى ، مبتدأ ، وهم مضاف إليه ، وسبحان مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره : نسبح سبحانك ، والجملة الفعلية خبر المبتدأ دعوى ، واستغنت جملة الخبر عن الرابط ، لأن جملة الخبر ، وهي التسبيح ، هي المبتدأ في المعنى.

(٢) سورة الأنبياء الآية : ٩٧.

هي ، مبتدأ أول ، وشاخصة ، خبر مقدم ، وأبصار مبتدأ ثان مؤخر ، والجملة خبر المبتدأ الأول. واستغني عن الرابط ، لكون جملة الخبر هي نفس المبتدأ الأول.

(٣) سورة الإخلاص الآية : ١.

الجملة الاسمية (الله أحد) خبر المبتدأ الأول هو ، فاستغني عن الرابط ، لأن جملة الخبر هي نفس المبتدأ.

(٤) في ظ (أي خيف) بدل (سواء أخيف).

(٥) سقط ما بين القوسين [] من ظ.


هي عند الكوفيين ، لأمن اللبس ، ويشهد لهم قوله :

٦٢ قومي ذرى المجد بانوهاوقد علمت(١)

 ................

وممّا يخبر به عن المبتدأ الجار والمجرور ، والظرف ، كـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ)(٢) والسفر غدا ؛ لتضمنهما (٣) معنى صادقا على المبتدأ (٤) ، ولك تقديره بمفرد نحو كائن و (٥) مستقر ، وهو الأرجح ، أو جملة نحو : كان أو استقر.

وإنما يخبر باسم الزمان غالبا عن اسم المعنى ، وقد يخبر به عن اسم العين إذا كان كاسم (٦) المعنى في وقوعه وقتا دون وقت ،

__________________

(١) صدر بيت من البسيط ، ولم أقف على قائله ، وعجزه :

بكنه ذلك عدنان وقحطان

الشاهد في : (قومي ذرى ... بانوها) وذلك أنه أخبر بالمشتق (بانوها) عن المبتدا الثاني (ذرى) والجملة خبر عن الأول ، و (بانوها) في المعنى خبر عن المبتدأ الأول (القوم) ولم يبرز الضمير الرابط فيقول : بنوها هم ؛ لأمن اللبس ووضوح المعنى المراد ، فإنه لا يمكن للسامع أن يظن أن (بانوها) وصف للمبتدأ الثاني (الذرى) وإن كان خبرا عنه ، وإنما وصف للقوم ، لأنهم هم البانون والذرى مبنية ، وذلك على مذهب الكوفيين ، لورود الشواهد.

أما البصريون فيوجبون إبراز الضمير دائما.

ابن الناظم ٤٣ وابن عقيل ١ / ١٨٠ وشفاء العليل ٢٨٨ والعيني ١ / ٥٢٧ وتخليص الشواهد ١٨٦ وشرح التصريح ١ / ١٦٢ والأشموني ١ / ١٩٩ والهمع ١ / ٩٦ والدرر ١ / ٧٢.

(٢) سورة الفاتحة الآية : ٢.

(٣) في ظ (لتضمنها).

(٤) في الأصل وم (الخبر).

(٥) في ظ (أو).

(٦) في الأصل وم (اسم).


كالرطب في تموز ، والورد في أيّار.

وقد ينكّر المبتدأ والخبر بشرط حصول الفائدة ، وذلك في الغالب بأن يكون المبتدأ نكرة محضة والخبر ظرف أو عديله ، مقدم ، كعند زيد نمرة ، وفي الدار رجل ، أو يعتمد على استفهام ، نحو : هل فتى فيكم؟ أو نفي نحو (١) : ما خلّ لنا. أو يختص إما بوصف نحو : (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ)(٢) ورجل من الكرام عندنا ، وإما عمل (٣) نحو : «أمر بمعروف (٤) صدقة ، ونهي عن منكر صدقة (٥)». ورغبة في الخير خير ، وإمّا بإضافة ، نحو : عمل برّ يزين.

وقد يبتدأ بالنكرة في غير ما ذكر لإفادة الإخبار عنها كقوله :

__________________

(١) في ظ (كما) بدل (نحو).

(٢) سورة البقرة الآية : ٢٢١. وفي ظ زيادة (خير). وسوغ الابتداء بالنكرة (عبد) وصفها بـ (مؤمن) والخبر (خير).

(٣) في ظ (بعمل).

(٤) في ظ (بالمعروف).

(٥) هذا قطعة من حديث مطول أورده مسلم في (كتاب الزكاة) ٢ / ٩١ ـ ٩٢ ، ولفظه : عن أبي ذر رضي‌الله‌عنه أن ناسا من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالوا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ... أمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة» الحديث ....

وأخرجه أحمد عن أبي ذرّ مرة بلفظ مسلم السابق ، ومرة بلفظ : «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ...» إلى أن قال : «وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة». ٥ / ١٦٧.

والشاهد في الحديث جواز الابتداء بالنكرة (أمر) لأن الجار والمجرور بعده (بمعروف) معمول له والخبر (صدقة). وكذا (نهي عن منكر صدقة).


٦٣ ـ فيوم علينا ويوم لنا

ويوم نساء ويوم نسر (١)

وقوله :

٦٤ ـ سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا

محيّاك أخفى ضوؤه كلّ شارق (٢)

وشرّ أهرّ ذا ناب (٣) ، [وشيء جاء بك](٤) وقول ابن

__________________

(١) من المتقارب للنمر بن تولب العكلي رضي‌الله‌عنه ، مات سنة (١٤ ه‍) عده السجستاني في المعمرين ٧٩.

الشاهد في : (يوم) فقد جاز الابتداء بالنكرة في المواضع الأربعة ؛ لإفادة الإخبار عنها بالتقسيم.

وفي البيت شاهد آخر ، وهو حذف رابط الجملة المخبر بها في الجملتين الأخيرتين ، والتقدير : يوم نساء فيه ، ويوم نسر فيه.

الديوان ٥٧ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٤ وشرح الكافية الشافية ٣٤٦ وابن الناظم ٤٥ والمساعد ١ / ٢٣٣ والعيني ١ / ٥٦٥ وشفاء العليل ٢٩٠ ، ٧٥٢ وشرح التحفة الوردية ١٤٣ وشرح شواهد شرح التحفة ١٠٧ وتخليص الشواهد ١٩٣ والهمع ١ / ١٠١ والدرر ١ / ٧٦.

(٢) من الطويل ، ولم يعرف قائله.

الشاهد في : (ونجم) حيث جاز الابتداء بالنكرة ، لإفادة الإخبار عنها ؛ وذلك لسبقها بواو الحال.

شفاء العليل ٢٨١ وابن الناظم ٤٥ والمساعد ١ / ٢١٩ والعيني ١ / ٥٤٦ وتخليص الشواهد ١٩٣ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨٦٣ والهمع ١ / ١٠١ والدرر ١ / ٧٦.

(٣) مجمع الأمثال ١ / ٣٧٠ والمغني ٤٦٨ وشرح التحفة ١٤٣ وشرح شواهد شرح التحفة ١٠٩.

فشر مبتدأ ، وهو نكرة ، وجاز لإفادة الإخبار عنها.

(٤) ما بين القوسين [] سقط من ظ.


عباس (١) رضي‌الله‌عنهما : «تمرة خير من جرادة (٢)».

والأصل تقديم المبتدأ وتأخير الخبر ، ويجوز تقديم الخبر إذ لا ضرر ، كقولهم : تميمي أنا.

ويمنع من تقديمه أسباب منها : كون المبتدأ والخبر معرفتين أو نكرتين ولا قرينة تبين المخبر به من المخبر عنه ، كزيد صديقك ، وأفضل منك أفضل مني ، ويجوز مع القرينة ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مسكين رجل لا زوجة له ، ومسكينة مسكينة امرأة لا زوج لها (٣)». وقول الشاعر :

__________________

(١) هو الصحابي الجليل عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حبر الأمة وبحر التفسير ، عرض القرآن على أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وعلي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهم أجمعين ، ولد قبل الهجرة بثلاث سنين وتوفي بالطائف وقد كف بصره سنة ٦٨ ه‍. غاية النهاية ١ / ٤٢٥.

(٢) انظر الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار ، لابن أبي شيبة ، قال : حدثنا أبو بكر ، قال : أخبرنا حفص عن جعفر عن القاسم ، قال : «سئل ابن عباس عن المحرم يصيب الجرادة فقال : تمرة خير من جرادة». ٣ / ٤٢٦ (١٥٦٣٠) والموطأ ٢٨٧. وانظر شرح التحفة ١٤٢ ـ ١٤٣.

وفي الدر المنثور ٣ / ١٩٠ ، قال : أخرج ابن أبي شيبة عن القاسم ، قال : سئل ابن عباس عن المحرم يصيد الجرادة ، فقال : «تمرة خير من جرادة». وأورده صاحب كشف الخفاء ١ / ٣٧٩ (١٠١٩).

والشاهد : جواز الابتداء بالنكرة (تمرة) لأنها أريد بها الحقيقة ، فكل تمرة خير من كل جرادة ، بهذا الاعتبار ، فعمت جميع أفراد التمر.

(٣) انظر مجمع الزوائد ٤ / ٢٥٢ عن أبي نجيح قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مسكين مسكين مسكين رجل ليس له امرأة وإن كان كثير المال ، مسكينة مسكينة مسكينة امرأة ليس لها زوج وإن كانت كثيرة المال». وكذا في المعجم الأوسط ٦ / ٣٤٨ (٦٥٨٩). ـ


٦٥ ـ بنونا بنو أبنائنا وبناتنا

بنوهنّ أبناء الرجال الأباعد (١)

ومنها : كون الخبر فعلا والمبتدأ مفردا والفعل مسندا (٢) إلى ضميره ، كزيد قام ، فلو ثنّي أو جمع جاز تقديمه ، كقاما أخواك ،

__________________

وفي كتاب السنن لأبي سعيد بن منصور ١ / ١٣٨ (٤٨٨) في (باب الترغيب في النكاح) عن أبي نجيح قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مسكين مسكين رجل ليس له امرأة. قالوا : يا رسول الله وإن كان غنيّا من المال؟ قال : وإن كان غنيّا من المال. وقال : مسكينة مسكينة مسكينة امرأة ليس لها زوج. قالوا : يا رسول الله وإن كانت غنية من المال؟ قال : وإن كانت غنية من المال».

وفي الترغيب والترهيب ٣ / ٤١ ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي‌الله‌عنهما أن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الدنيا متاع ، ومن خير متاعها امرأة تعين زوجها على الآخرة ، مسكين مسكين رجل لا امرأة له ، مسكينة مسكينة امرأة لا زوج لها».

والشاهد : تقديم الخبر (مسكين) على المبتدأ (رجل) لوجود قرينة تعيّن المبتدأ ، وهي كون المبتدأ جامدا والخبر مشتقّا ، وهذا هو الأصل فيهما ، ومثل ذلك يقال في (مسكينة امرأة).

(١) البيت من الطويل للفرزدق همام بن غالب. وقد كثر الاستشهاد به عند النحاة وأهل البيان والفرضيين. وفي الخزانة قيل : لعمر بن الخطاب ١ / ٨٨.

الشاهد في : (بنونا بنو أبنائنا) فقد قدم الخبر (بنونا) مع مساواته للمبتدأ في التعريف ؛ للعلم بالمراد ، وهو تشبيه بني الأبناء بالأبناء ، فأصله بنو أبنائنا مثل بنينا. وقد يقال : إن البيت لا تقديم فيه للخبر ، وأنه جاء على قلب التشبيه للمبالغة.

الديوان ٢١٧ وشرح الكافية الشافية ٣٦٧ وابن الناظم ٤٥ والمساعد ١ / ٢٢١ والعيني ١ / ٥٣٢ وابن يعيش ١ / ٩٩ و ٩ / ١٣٢ وشفاء العليل ٢٨٣ والخزانة ١ / ٢١٣ والإنصاف ٤٦ وتخليص الشواهد ١٩٨ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨٤٨ والهمع ١ / ١٠٢ والدرر ١ / ٧٦ والحيوان ١ / ٣٤٦.

(٢) في ظ (مسند).


قاموا إخوتك. ويوهم كلام الشيخ (١) أن مثل هذا لا يجوز أن يصدق عليه أن الفعل فيه خبر ، فلو قال بدل البيت نحو (٢) :

أو كان (٣) فعل خبر (٤) كابني قرا

أو قصد استعماله منحصرا

لكان أوضح ؛ لأنّ التمثيل بابني قرا ، المبتدأ فيه مفرد والفعل مسند إلى ضميره.

ومنها : قصد بيان انحصار جملة ما (٥) للمبتدأ من الأخبار التي يصح فيها النزاع ، كقولك : إنما زيد شاعر ، في الردّ على معتقد كتابته وشعره ، أو كتابته لا شعره ، وحمل على (إنما) المحصور بإلّا بعد نفي ، مع أن التقديم مع إلّا لا يضر بالمعنى ، وندر قوله :

٦٦ ـ فيا رب هل إلّا بك النصر يرتجى

عليهم وهل إلّا عليك المعوّل (٦)

ومنها أن يكون الخبر مسندا إلى مبتدأ قرن بلام ابتداء ، نحو :

__________________

(١) قال ابن مالك في الألفية ١٨ :

كذا إذا ما الفعل كان الخبرا

أو قصد استعماله منحصرا

(٢) في ظ زيادة (قولي).

(٣) في الأصل وم (لكان).

(٤) في ظ (خبرا).

(٥) في الأصل وم (إما).

(٦) من الطويل ، للكميت الأسدي. وفي الديوان (نبتغي) بدل (يرتجى).

الشاهد في : (إلا بك النصر) فقد قدم الخبر الجار والمجرور (بك) المحصور بإلا وأخر المبتدأ (النصر) ، وهذا خاص بالشعر.

الهاشميات ١٦٤ وابن الناظم ٤٦ والمرادي ١ / ٢٨٤ وابن عقيل ١ / ٢٠٤ والمساعد ١ / ٢٢١ والعيني ١ / ٥٣٤ وشفاء العليل ٢٨٣ والأشموني ١ / ٢١١ والتصريح ١ / ١٧٣ والهمع ١ / ١٠٢ والدرر ١ / ٧٦.


لزيد قائم ، أو واجب التصدّر (١) ، نحو المتضمن استفهاما ، كمن لي منجدا؟

ويوجب تقديم الخبر أسباب منها :

كون الخبر ظرفا أو عديله ، والمبتدأ نكرة محضة ، نحو : عندي درهم ، ولي وطر.

ومنها : أن يكون مع المبتدأ ضمير عائد على ما اتصل بالخبر (٢) كقولهم : على التمرة مثلها زبدا (٣) ، أو :

٦٧ ـ ..............

 ... ملء عين حبيبها (٤)

__________________

(١) في ظ (التصدير).

(٢) في الأصل وم (به الخبر).

(٣) على التمرة ، خبر مقدم ، ومثل : مبتدأ مؤخر ، وزبدا ، تمييز او حال.

والشاهد تقديم الخبر لاشتمال المبتدأ على ضمير يعود على الخبر.

انظر شرح العمدة ١٧٢ وابن عقيل ١ / ٢٠٩ والأشموني ١ / ٢١٢.

(٤) هذا جزء من بيت من الطويل ، لنصيب بن رباح ، مولى عبد العزيز بن مروان ، أحد فحول شعراء بني أمية ، وقيل : لمجنون ليلى ، وهو بتمامه :

أهابك إجلالا وما بك قدرة

عليّ ولكن ملء عين حبيبها

الشاهد في : (ملء عين حبيبها) فقد قدم الخبر (ملء) وأخّر المبتدأ (حبيبها) وجوبا ؛ لاتصال المبتدأ بضمير يعود على ما اتصل به الخبر ، فالهاء ضمير يعود على العين المضاف إليها الخبر. واستشهد به بعضهم على تقديم الخبر (ملء) ؛ لكونه نكرة و (حبيبها) مبتدأ معرفة.

ديوان نصيب ٦٨ وديوان المجنون ٧١ وشرح الكافية الشافية ٣٧١ وشرح العمدة ١٧٣ وابن الناظم ٤٧ وابن عقيل ١ / ٢٠٩ وشفاء العليل ٢٨٥ والعيني ١ / ٥٣٧ وشرح ديوان الحماسة ١٣٦٣ وتخليص الشواهد ٢٠١ وسمط اللآلئ ١ / ٤٠١.


إذ لو قدم المبتدأ عاد الضمير معه إلى متأخر لفظا ومعنى.

ومنها : أن يكون الخبر واجب التصدير لتضمنه معنى الاستفهام ، نحو : أين من علمته نصيرا؟ وكيف زيد؟ ومتى اللقاء؟ ومنها أن يكون المبتدأ محصورا ، نحو : إنما قائم (١) زيد ، وما لنا إلّا اتباع أحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ويجوز حذف كلّ من المبتدأ والخبر للدلالة كقولك : زيد ، في جواب من عندك؟ ودنف ، في جواب كيف زيد؟ فزيد محذوف الخبر ، ودنف محذوف المبتدأ. ومنه خرجت فإذا السبع.

وحذفا معا في قوله تعالى : (وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ)(٢) تتمته : فعدتهن ثلاثة أشهر.

والذي يجب حذفه من الأخبار أربعة :

الأول : خبر المبتدأ بعد لو لا الامتناعية بشرط تعليق الجواب على نفس المبتدأ وهو الغالب ، نحو : لولا زيد لزرتك (٣) ، تقديره : لولا زيد مانع لزرتك. وقد يعلق امتناع الجواب على نسبة الخبر إلى المبتدأ ، فإن لم يدل دليل وجب ذكره كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لولا قومك حديثو عهد بالإسلام لهدمت الكعبة فجعلت لها بابين» (٤)

__________________

(١) في الأصل وم (قام).

(٢) سورة الطلاق الآية : ٤.

(٣) في الأصل وم (لأكرمتك).

(٤) لم أجد من رواه بلفظ الشارح من المحدثين ، مع أن كل رواياتهم تثبت ـ ـ


وقول الزبير :

٦٨ ـ ولو لا بنوها حولها لخبطتها (١)

 ..............

__________________

الشاهد ، وهو ذكر الخبر بعد (لولا) لعدم الدليل عليه.

فقد أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمر عن عائشة رضي‌الله‌عنهم جميعا في (كتاب الحج ، باب فضل مكة) بلفظ : «لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت». وعن هشام عن أبيه عن عائشة بلفظ : «لولا حداثة قومك بالكفر لنقضت البيت ..». وعن عروة عن عائشة : «لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لأمرت بالبيت ..». ١ / ٢٧٦. وأخرجه في (كتاب العلم ، باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه) ١ / ٣٦ ، ٣٧.

وأخرجه مسلم في عدة أحاديث عن عائشة مع اختلاف في اللفظ ٩ / ٨٨ ـ ٩٦. وكذا أخرجه النسائي في (كتاب مناسك الحج ، بناء الكعبة) ٥ / ٢١٤ ، ٢١٥ بألفاظ مختلفة.

وأخرجه ابن ماجة في (كتاب المناسك ، باب الطواف بالحجر) ٢ / ٩٨٥. وكذا الترمذي في (الحج ، باب ما جاء في كسر الكعبة) ٣ / ٢١٦ (٨٧٦). ومالك في الموطأ في (الحج ، ما جاء في بناء الكعبة) ٢٥٠ (٨١٠). والدارمي في (مناسك الحج) ١ / ٣٨٢.

وأخرجه أحمد في المسند في مواضع عدّة ، منها رقم : ٢٤٢٩٧ و ٢٤٧٠٩ و ٢٥٤٣٨ و ٢٥٤٦٣ و ٢٥٤٦٦ و ٢٦٠٢٩ و ٢٦١٥١ و ٢٦٢٥٦ بألفاظ مختلفة ، كلها تثبت الشاهد.

والشاهد فيه وجوب ذكر (حديثو) الواقع خبرا للمبتدأ (قومك) الواقع بعد لولا ، لعدم الدليل.

(١) في الأصل (لخطبتها) وهي رواية ابن مالك في شرح الكافية كما أشار إلى ذلك المحقق ٣٥٦ ، وهو تصحيف ؛ لأن آخر البيت يأبي هذا المعنى.

وهذا صدر بيت من الطويل للزبير بن العوام رضي‌الله‌عنه ، أحد العشرة المبشرين بالجنة ، أغتيل سنة ٣٦ ه‍. وعجز البيت :

كخبطة عصفور ولم أتلعثم

المفردات : لخبطتها : من الخبط وهو الضرب ، والضمير يعود لزوجه ـ ـ


وإن دلّ دليل جاز الحذف (١) ، كقول أبي العلاء المعرّي :

٦٩ ـ يذيب الرّعب منه كلّ عضب

فلولا الغمد يمسكه لسالا (٢)

الثاني : خبر المبتدأ الصريح في القسم ، نحو : لعمرك لأفعلنّ ، وأيمن الله لأقومنّ.

ولك الحذف والإثبات في غير الصريح ، تقول : عليّ عهد الله لأفعلنّ ، وإن شئت حذفت عليّ.

الثالث : خبر المبتدأ المعطوف عليه بواو المصاحبة ، وهي

__________________

أسماء بنت أبي بكر رضي‌الله‌عنهم أجمعين. أتلعثم : أتأنّى وأتردد.

الشاهد في : (حولها) على أنه خبر المبتدأ (بنوها) الواقع بعد لولا ، لعدم الدليل على الخبر.

شرح الكافية الشافية ٣٥٥ وابن الناظم ٤٨ والعيني ١ / ٥٧١ وتخليص الشواهد ٢٠٨ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨٤١.

(١) في ظ زيادة (والذكر).

(٢) البيت من الوافر لأبي العلاء المعري ، أحمد بن عبد الله ، المتوفى ٤٤٩ ه‍ ، يصف سيفا.

التمثيل به في : (لولا الغمد يمسكه) حيث ذكر خبر المبتدأ (الغمد) بعد (لولا) ؛ وهو (يمسكه) مع وجود الدليل عليه ، وهو الغمد ، وذلك جائز ، وقد ذكر ابن هشام في تخليص الشواهد ٢٠٩ تخريج العلماء للبيت ، وإن كان لا يحتج بشعر المعري.

شرح الكافية الشافية ٣٥٦ والمقرب ١ / ٨٤ وابن الناظم ٤٩ والمرادي ٢٨٨ وشفاء العليل ٢٧٥ والعيني ١ / ٥٤٠ ورصف المباني ٢٩٥ والجنى الداني ٦٠٠ والهمع ١ / ١٠٤ والدرر ١ / ٧٧.


الناصبة على المعية (١) ، مثل : كلّ صانع وما صنع ، أي : مقرونان.

الرابع : خبر المبتدأ إذا كان مصدرا عاملا في مفسّر (٢) صاحب حال واقع بعده ، نحو : ضربي العبد مسيئا ، وأفعل تفضيل مضافا إلى المصدر المذكور ، نحو : أتمّ تبييني الحقّ منوطا بالحكم ؛ إذ لا يصح جعل الحال هنا خبرا (٣) ، ومتى صحّ جعل الحال خبرا للمبتدأ لم يجز أن يسدّ مسدّ (٤) خبره ، وإن حذف معها فعلى وجه الجواز. حكى الأخفش (٥) : زيد قائما (٦) ، وخرجت فإذا

__________________

(١) هذا لا يتفق مع ما ذهب إليه في باب المفعول معه ، من أن واو المعية ليست ناصبة ص : ١٣٥.

(٢) في ظ (نفس) بدل (مفسر).

ومثال كون الحال تصلح خبرا : إكرامي الضيف واجبا ، فإن الحال (واجبا) تصلح خبرا ، فترفع عند قصده ، فيقال : (واجب) فلا يجب حذف الخبر حينئذ.

(٣) الحال (مسيئا ومنوطا) في المثالين سدّا مسد خبري المبتدأين (ضربي وأتم) والخبران محذوفان وجوبا ، تقديرهما : إذا كان ، أو إذ كان ، إذ لا يصلح الحال فيهما أن يكون خبرا فلا يوصف الضرب بأنه مسيء ولا أتم بأنه منوط.

(٤) في ظ (تسد مسند).

(٥) هو أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش الأوسط ، مولى بني مجاشع ، أحد الأخافش الثلاثة المشهورين ، وإذا أطلق الأخفش انصرف إليه ، من أشهر علماء النحو البصريين ، أخذ النحو عن سيبويه وغيره ، وقرئ عليه كتاب سيبويه ، وعن طريقه عرف وشهر. صنف معاني القرآن ، والمقاييس في النحو ، وصنف في العروض والقوافي. مات بعد سنة ٢١٠ ه‍. تاريخ الأدباء ٩٥ وبغية الوعاة ١ / ٥٩٠.

(٦) في م (قائم).


زيد جالسا (١). وروي عن علي رضي‌الله‌عنه : (وَنَحْنُ عُصْبَةٌ)(٢) أي : نرى أو نكون عصبة.

وقد يكون للمبتدأ الواحد خبران وأكثر ، نحو : هم سراة شعراء.

__________________

(١) انظر ابن الناظم ٤٩ ، والتقدير : زيد ثبت قائما ، وخرجت فإذا زيد ثبت جالسا ، فالخبر محذوف ، تقديره (ثبت) وقائما وجالسا حالان ، وهذا شاذّ لا يقاس عليه. و (إذا) الفجائية في المثال الثاني حرف لا ظرف.

(٢) سورة يوسف الآية : ٨.

وذلك على قراءة نصب (عصبة) انظر العكبري ٢ / ٥٠ قال : «ووجهه أن يكون حذف الخبر ونصب هذا على الحال ، أي : ونحن نتعصب أو نجتمع عصبة».

وقال ابن خالويه : («وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) بالنصب رواية النزال بن سبرة عن علي رضي‌الله‌عنه ، سمعت ابن الأنباري يقول هذا كما تقول العرب : إنما العامري عمّته ، أي يتعهد عمته ، والتقدير : ونحن بجميع عصبة. وسمعت ابن مجاهد يقول : ما قرأ أحد بالنصب ، وإنما روي عن علي رضي‌الله‌عنه ، تفسير العصبة (ونحن عصبة)». القراءات الشاذة ٦٢.


كان وأخواتها

تدخل كان على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ تشبيها بالفاعل ، وتنصب الخبر تشبيها بالمفعول ، نحو : كان سيّدا عمر. ويسمى مرفوعها (١) اسما ومنصوبها خبرا. ومثل كان : ظلّ ، وبات ، وأضحى ، وأصبح ، وأمسى ، وصار ، وليس ، وزال ، وبرح ، وفتئ ، وانفكّ.

ولا بدّ في زال وفتئ وبرح وانفكّ من تقدم نفي أو شبهه ، فالنفي كقوله :

٧٠ ـ .............

ولا زال منهلّا بجرعائك القطر (٢)

__________________

(١) في ظ (مرفوعا).

(٢) هذا عجز بيت من الطويل لذي الرّمّة وصدره :

ألا يا اسلمي يا دار ميّ على البلى

المفردات : مي : صاحبته. البلى : من بلي الثوب إذا خلق ، والمراد مرور الزمن. منهلا : منصبا. جرعائك : أرضك. القطر : المطر.

الشاهد في : (ولا زال) فقد جاء الفعل (زال) ناقصا لسبقه بحرف الدعاء (لا) واسمه (القطر) مؤخرا ، وخبره (منهلّا) مقدما. و (لا) مع الماضي تفيد الدعاء ؛ لذا قال النقاد : إن الشاعر أراد أن يدعو لديار محبوبته فدعا عليها بعدم نزول المطر.

الديوان ٢٠٦ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٥١ ومعاني الحروف ٩٣ وشرح العمدة ١٩٩ وشرح التحفة الوردية ١٦٨ وشرح شواهد شرح التحفة الوردية ١٥٣ وشفاء العليل ٣٠٧ وابن الناظم ٥١ والمرادي ٢٩٦ والعيني ٢ / ٦ ـ


وشبهه كقوله :

٧١ ـ صاح شمّر ولا تزل ذاكر المو

ت فنسيانه ضلال مبين (١)

وقد يغني معنى النفي عن لفظه ، كقوله تعالى : (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ)(٢) وقول الشاعر :

٧٢ ـ تنفكّ تسمع ما حيي

ت بهالك حتى تكونه (٣)

__________________

وشرح اللمحة ٢ / ٢٣ والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٢٢١ والهمع ١ / ١١١ و ٢ / ٤ ، ٧٠ والدرر ١ / ٨١ و ٢ / ٣ و ٨٦ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٦١٧.

(١) من الخفيف ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (لا تزل) فإنه أعمل (زال) عمل كان ؛ لتقدم شبه النفي عليه وهو حرف النهي (لا).

شرح الكافية الشافية ٣٨٣ وشرح العمدة ١٩٩ وابن الناظم ٥١ وشرح التحفة الوردية ١٧٠ شرح شواهد شرح التحفة ١٥٩ والمرادي ٢٩٦ وشفاء العليل ٣٠٧ والعيني ٢ / ١٤ وتلخيص الشواهد ٢٣٠ وشرح اللمحة ٢ / ٢٣ والهمع ١ / ١١١ والدرر ١ / ٨١.

(٢) سورة يوسف الآية : ٨٥.

والشاهد : (تفتؤ) فقد عمل الفعل عمل كان ، فاسمه الضمير المستتر أنت ، وخبره جملة (تذكر يوسف) وذلك لتضمنه معنى النفي دون لفظه ، والتقدير : لا تفتأ ، ويشترط لحذف أداة النفي أن تسبق بالقسم.

(٣) البيت من الكامل ، للشاعر الجاهلي خليفة بن براز.

الشاهد في : (تنفك) فقد أعمل (تنفك) عمل كان لتضمنه معنى النفي دون لفظه ، والأصل لا تنفك.

شرح الكافية الشافية ٣٨٢ وشرح العمدة ١٩٨ وشرح التحفة الوردية ١٧٠ وشرح شواهد شرح شرح التحفة ١٥٧ وابن يعيش ٧ / ١٠٩ وابن الناظم ٥١ والعيني ٢ / ٧٥ وشرح الكافية ٢ / ٢٩٥ والخزانة ٤ / ٤٧ و ٢٣٣ والدرر ١ / ٨١ والهمع ١ / ١١١ وتلخيص الشواهد ٢٣٣.


ومثل كان دام مسبوقا بما المصدرية النائبة عن الظرف ، نحو : أعط مادمت مصيبا درهما ، و (١) المعنى مدّة دوامك.

وكلّ ما تصرف من هذه الأفعال وغيرها فلمضارعه (٢) ، والأمر ، والمصدر ، واسم الفاعل إن استعمل ، ما للماضي من العمل ، نحو : تكون فاضلا ، وكن عالما أو متعلما.

٧٣ ـ .............

وكونك إيّاه عليك يسير (٣)

٧٤ ـ وما كلّ من أبدى البشاشة كائنا

أخاك إذا لم تلفه لك منجدا (٤)

وتوسط خبر جميعها جائز ، قال تعالى : (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ

__________________

(١) سقطت الواو من ظ.

(٢) في ظ (فللمضارعة).

(٣) البيت من الطويل ولم أقف على قائله ، وصدره :

ببذل وحلم ساد في قومه الفتى

الشاهد في : (كونك إياه) فقد أعمل مصدر كان عمل الفعل ، فالكاف اسم للمصدر و (إياه) خبره.

شرح الكافية الشافية ٣٨٧ وابن الناظم ٥٢ والمرادي ١ / ٣٠٣ والمساعد ١ / ٢٥٢ وابن عقيل ١ / ٢٣٤ والعيني ٢ / ١٥ وشفاء العليل ٣٠٨ والهمع ١ / ١١٤ والدرر ١ / ٨٣ وتلخيص الشواهد ٢٣٣ وشرح اللمحة ٢ / ٢١.

(٤) البيت من الطويل ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (كائنا أخاك) فقد عمل اسم الفاعل من (كان) عمل الفعل فرفع الضمير المستتر فيه اسما ونصب أخاك خبرا.

شرح الكافية الشافية ٣٨٧ وابن الناظم ٥٢ والعيني ٢ / ١٧ وشرح اللمحة ٢ / ٢٠ والدرر ١ / ٨٤ والهمع ١ / ١١٤ وتلخيص الشواهد ٢٣٤.


الْمُؤْمِنِينَ)(١) وقال الشاعر :

٧٥ ـ سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم (٢) فليس سواء عالم وجهول (٣)

وتقديم الخبر جائز إلّا مع دام ، ومع المقرون بما النافية ، ومع ليس ، وهو (٤) اختيار الشيخ (٥) رحمه‌الله وفاقا (٦) للكوفيين والمبرد (٧)

__________________

(١) سورة الروم الآية : ٤٧.

(حقّا) خبر كان مقدما ، واسمها (نصر) ، فالشاهد توسط خبر كان بينها وبين اسمها ، وهو جائز.

(٢) في م (وليس).

(٣) من الطويل للسموأل بن غريض الجاهلي. وقيل : للشاعر الإسلامي عبد الملك بن عبد الرحمن الأزدي. أو للحلاج الحارثي. ذكر ذلك البغدادي في شرح شواهد شرح التحفة الوردية ١٥٩ ـ ١٦٠. والراجح أنه للسموأل.

الشاهد في : (ليس سواء عالم) فقد توسط خبر ليس (سواء) بينها وبين اسمها عالم.

ديوان السموأل ٩٢ وشرح العمدة ٢٠٤ وابن الناظم ٥٢ والمساعد ١ / ٢٦١ والمرادي ١ / ٢٩٨ وشفاء العليل ٣١٤ وشرح التحفة الوردية ١٧١ والعيني ٢ / ٧٦ وشرح شواهد شرح التحفة ١٥٩ وتخليص الشواهد ٢٣٧ وشرح اللمحة ٢ / ٢٥.

(٤) في ظ (على) بدل (وهو).

(٥) قال ابن مالك في الألفية ١٩ :

ومنع سبق خبر ليس اصطفي

 .................

وقال في شرح الكافية الشافية ٣٩٧ : «واختلف في تقديم خبر (ليس) فأجازه قوم ومنعه قوم ، والمنع أحب إليّ ؛ لشبه (ليس) بـ (ما) في النفي وعدم التصرف». وكذا قال في شرح العمدة ٢٠٦ ـ ٢٠٨.

(٦) في ظ (وافقا).

(٧) هو محمد بن يزيد من ثمالة من الأزد ، أبو العباس المبرّد ، إمام العربية ببغداد ، أخذ عن المازني وأخذ عنه نفطويه وغيره ، كان فصيحا بليغا مفوها ثقة. له تصانيف كثيرة منها معاني القرآن ، والمقتضب ، والمقصور والممدود.

ولد سنة ٢١٠ ه‍ وتوفي ٢٨٥ ه‍). بغية الوعاة ١ / ٢٦٩.


وابن السراج (١) قاسوها على نعم وعسى (٢) وفعل التعجب (٣). ومذهب سيبويه وأبي علي (٤) وابن برهان (٥) الجواز (٦) بدليل تقديم معمول خبرها عليها كقوله تعالى : (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ)(٧).

ومن هذه الأفعال ما يجري على القياس فيسند إلى الفاعل ويكتفي به ، ويسمّى إذا تامّا ، قال تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ

__________________

(١) هو أبو بكر محمد بن السري بن السراج البغدادي ، قرأ كتاب سيبويه على المبرد ، وأخذ عنه الزجاجي والسيرافي والفارسي والرماني. خالف أصول البصريين في مسائل ، وأخذ برأي الكوفيين. توفي ٣١٦ ه‍. بغية الوعاة ١ / ١١٠.

(٢) في ظ (عسى ونعم).

(٣) انظر شرح العمدة ٢٠٦ ـ ٢٠٨ وشرح ابن عقيل ١ / ٢٤٠ وشرح ابن الناظم ٥٣.

(٤) أبو علي ، هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي ، وإذا أطلق (أبو علي) فهو المراد ، من أشهر علماء النحو والتصريف ، أخذ عن ابن السراج والزجاج ، وأخذ عنه ابن جني ، له تصانيف كثيرة منها : الإيضاح في النحو ، والتكملة في التصريف ، والمسائل الحلبية والبغدادية ، وغيرها كثير. توفي ببغداد سنة ٣٧٧ ه‍. بغية الوعاة ١ / ٤٩٦.

(٥) هو أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي العكبري ، عالم بالعربية واللغة والتاريخ وأيام العرب. مات سنة ٤٥٦ ه‍. إنباه الرواة ٢ / ٢١٣ وبغية الوعاة ٢ / ١٢٠.

(٦) المراجع السابقة في التعليق (٣).

(٧) سورة هود الآية : ٨.

استدل البصريون على جواز تقديم خبر (ليس) بهذه الآية ، فقالوا إن تقديم (يوم) على ليس وهو معمول الخبر (مصروفا) دليل على جواز تقديم الخبر ، واسم (ليس) ضمير مستتر تقديره هو عائد على العذاب.


تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧))(١).

وجميع أفعال الباب تصلح للتمام إلّا فتئ وليس وما زال ، ويسمى ما ليس تامّا منها ناقصا.

ولا يجيز البصريون (٢) إيلاء كان أو إحدى أخواتها معمول الخبر إلا إذا كان ظرفا أو عديله ، نحو : كان يوم الجمعة زيد صائما ، وأصبح فيك أخوك راغبا ، وأجازه الكوفيون (٣) كقوله (٤) :

٧٦ ـ قنافذ هدّاجون حول بيوتهم

بما كان إياهم عطيّة عوّدا (٥)

__________________

(١) سورة الروم الآية : ١٧. (تمسون وتصبحون) فعلان تامان ، والواو فيهما فاعل.

(٢) شرح الكافية الشافية ٤٠٣ ـ ٤٠٥ وشرح ابن الناظم ٥٤ وابن عقيل ١ / ٢٤٢.

(٣) المراجع السابقة

(٤) في ظ (لقوله).

(٥) من الطويل للفرزدق يهجو جريرا ، وفي الديوان :

قنافذ درّامون خلف جحاشهم

لما كان ................

المفردات : قنافذ : جمع قنفذ ، دويبة شوكية ، يضرب بها المثل في السير ليلا. هدّاجون : من الهدج وهو السير السريع. درّامون : ماشون. عطية : والد جرير. يريد أن قوم جرير قد عودهم أبوهم على السير في الليل متخفين لفعل ما يلام عليه الناس.

الشاهد في : (كان إياهم عطية عوّد) فـ (عطية) اسم كان و (عود) خبرها ، وقد جاء معمول خبرها (إياهم) بين كان واسمها (عطية) وهو غير ظرف ولا جار ومجرور.

وبهذا البيت احتج الكوفيون على جواز ذلك. أما الجمهور فخرجوه على أن اسم كان ضمير يعود إلى ما الموصولة ، أو أن اسمها ضمير الشأن ، وجملة (عطية عوّد) خبر. أو أن (كان) زائدة. ـ


وقوله :

٧٧ ـ فأصبحوا والنوى عالي معرّسهم

وليس كلّ النوى تلقي المساكين (١)

وحمله عند البصريين على إسناد الفعل إلى ضمير الشأن ، والجملة بعده خبر ، كما إذا وقع المبتدأ والخبر بعده مرفوعين كقوله :

٧٨ ـ إذا متّ كان الناس صنفان شامت

وآخر مثن بالذي كنت أصنع (٢)

__________________

الديوان ١٨١ والمقتضب ٤ / ١١١ وشرح الكافية الشافية ٤٠٣ ، ٤٠٧ وابن الناظم ٥٤ والمرادي ٣٠٤ وشفاء العليل ٣٢٧ والخزانة ٤ / ٥٧ والعيني ٢ / ٢٤ وتخليص الشواهد ٢٤٥ والهمع ١ / ١١٨ والدرر ١ / ٨٧.

(١) البيت من البسيط ، لحميد بن ثور الأرقط التميمي.

المفردات : النوى : نوى التمر. معرسهم : مكان نزولهم.

الشاهد في : (ليس كلّ ... المساكين) على أن (المساكين) اسم ليس و (كل) مفعول الخبر (تلقي) برواية التاء ، وجاء معمول خبرها بين ليس واسمها ، وبه احتج ابن الناظم والشارح للكوفيين على جواز ذلك ، وخرجه البصريون على أن الرواية (يلقي) بالياء ، وأن اسم (ليس) ضمير الشأن ، والمساكين فاعل يلقي ؛ إذ لو كان (المساكين) اسم ليس ، وخبرها (يلقي) لقال : يلقون ، أو تلقي كما رواه الكوفيون ومن احتج لهم.

سيبويه والأعلم ١ / ٣٥ ، ٧٣ والمقتضب ٤ / ١٠٠ وابن السيرافي ١ / ١٧٥ وشرح الكافية الشافية ٤٠٧ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢٠٣ ، ٢٠٤ وشفاء العليل ٣٢٧ وابن الناظم ٥٤ والعيني ٢ / ٨٢ والخزانة ٤ / ٥٨ عرضا وتخليص الشواهد ٢٤٦ والأشموني ١ / ٢٣٩.

(٢) من الطويل للعجير بن عبد الله السلولي ، شاعر إسلامي مقل.

الشاهد : في (كان الناس صنفان) برفعهما ، على أن اسم كان ضمير الشأن ، والناس مبتدأ خبره صنفان ، والجملة خبر اسم كان في محل نصب. ويروى ـ ـ


وقد تأتي كان بلفظ الماضي زائدة حشوا ، نحو : ما كان أصحّ علم (١) المتقدمين ، وفي مثله قوله : «أو نبيّ كان موسى» (٢)؟ وقوله :

٧٩ ـ سراة بني أبي بكر تسامى

على كان المسوّمة العراب (٣)

__________________

(صنفين) بالنصب ، فهو خبر كان والناس اسمها ، ولا شاهد في البيت على هذه الرواية.

شعر العجير ٢٢٥ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٦ والنوادر ١٥٦ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣٣٩ وابن يعيش ١ / ٧٧ وشفاء العليل ٢٠٥ والمساعد ١ / ١١٧ وابن الناظم ٥٤ والعيني ٢ / ٨٥ والأزهية ١٩٩ والخزانة ٣ / ٦٥٢ عرضا والهمع ١ / ٦٧ والدرر ١ / ٤٦.

(١) في ظ (على).

(٢) ورد هذا الأثر بهذا اللفظ في شرح ابن الناظم ٥٥ غير منسوب لأحد.

والذي في كتب الحديث : «يا نبي الله ، أو نبيّ كان آدم» كما في المعجم الكبير للطبراني ٨ / ٢١٧ ـ ٢١٨ (٧٨٧١) من حديث طول عن أبي أمامة ، قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالسا ، وكانوا يظنون الوحي ينزل عليه ، فاقتصروا عنه ، حتى جاء أبو ذرّ فاقتحم ، فأتاه فجلس إليه ، فأقبل عليه فقال : «يا أبا ذر ، هل صليت اليوم؟» ... إلى أن قال أبو ذر : فأيّ الأنبياء كان أول؟ قال : «آدم» قلت : يا نبي الله ، أو نبيّ كان آدم؟ قال : «نعم ، نبيّ مكلم خلقه الله بيده ..». الحديث. وفي المساعد ١ / ٢٦٨ «وقول أمامة الباهلي : يا نبي الله ، أو نبيّ كان آدم»؟

والشاهد فيه : زيادة كان بين المبتدأ والخبر.

(٣) في ظ (على المطهّمة الصلاب).

والبيت من الوافر ، نسب للفرزدق ، وقيل : للقتّال الكلابي ، وليس في ديوانيهما.

وقال ابن عصفور والعيني أنشده الفراء. ورواية شرح التسهيل ١ / ٣٦١ :

جياد بني أبي بكر تساموا

على كان المطهّمة الصلاب


وندرت زيادتها بلفظ المضارع كقولها :

٨٠ ـ أنت تكون ماجد (١) نبيل

إذا تهبّ شمأل بليل (٢)

وندرت زيادة أصبح وأمسى في قوله (٣) : ما أصبح أبردها!

__________________

ـ المفردات : سراة : السراة الخيول. تسامى : تعلو. المسومة : الخيل التي جعل عليها علامة وتركت ترعى. المطهّمة : المطهم التام من كل شيء. العراب : الخيل العربية. الصلاب : القوية الشديدة.

الشاهد في : (على كان المسومة) حيث جاءت كان زائدة بين الحرف الجار والاسم المجرور ، وهي بلفظ الماضي ، وذلك شاذ.

سر الصناعة ٢٩٨ وشرح الكافية الشافية ٤١٢ وضرائر الشعر ٧٨ وشفاء العليل ٣٢٢ وابن يعيش ٧ / ٩٨ والمساعد ١ / ٢٧٠ وابن الناظم ٥٥ والأزهية ١٩٧ والعيني ٢ / ٤١ والتذييل والتكميل ٤ / ٢٢١ ، ٢٢٢ وأسرار العربية ١٣٦ والخزانة ٤ / ٣٣ والهمع ١ / ١٢٠ والدرر ١ / ٨٩.

(١) في ظ (سيد).

(٢) من رجز لأم عقيل بن أبي طالب ، فاطمة بنت أسد.

المفردات : ماجد : شريف ، والمجد والشرف يكون في الآباء. نبيل : النبل الفضل. تهب : يقال : هبت الريح إذا هاجت. شمأل : الريح تهب من ناحية القطب ، وفيه خمس لغات : شمل ، وشمل ، وشمال ، وشمأل ، وشأمل ، وربما جاء شمأل بتشديد اللام شمألّ. انظر المساعد ١ / ٢٦٩. بليل : الريح فيها ندى.

الشاهد : في (أنت تكون ماجد) حيث زيدت (تكون) بين المبتدأ والخبر بلفظ المضارع وهو نادر ، وقال ابن مالك في شرح الكافية بشذوذه.

شرح التسهيل ٥٩ وشرح الكافية الشافية ٤١٣ والتذييل والتكميل ٥٩ وابن الناظم ٥٥ وشفاء العليل ٣٢٢ وابن عقيل ١ / ٢٥٢ والمساعد ١ / ٢٦٨ والعيني ٢ / ٣٩ الخزانة ٤ / ٤١ عرضا والهمع ١ / ١٢٠ والدرر ١ / ٨٩.

(٣) في ظ (قولهم).


وما أمسى أدفأها! (١).

وحذف كان وإبقاء عملها كثير (٢) ، وبعد إن ولو (٣) الشرطيتين أكثر كقوله :

٨١ ـ قد قيل ما قيل (٤) إنحقّا وإن كذبا

فما اعتذارك من شيء إذا قيلا (٥)

وقوله :

٨٢ ـ لا يأمن الدهر ذو بغي ولو ملكا

جنوده ضاق عنها السهل والجبل (٦)

__________________

(١) انظر هذا القول في شرح الكافية الشافية ٤١٣ ـ ٤١٤. وذكر السلسيلي في شفاء العليل أنها لبعض العرب ، ولم يعينه : ٣٢١.

(٢) في الأصل زيادة (لعله) وشطبت في م ، ولم ترد في ظ.

(٣) في الأصل وم (وفي لو وإن) وأثبت ما جاء في ظ ، لموافقته بيت الناظم ، ومطابقته لترتيب استشهادات الشارح.

(٤) في ظ (قد قيل ذلك) وهي رواية الهمع ١ / ١٢١ ، بدل (قد قيل ما قيل).

(٥) من البسيط ، للنعمان بن المنذر بن ماء السماء ، يخاطب الربيع بن زياد العبسي ، ويشير بذلك إلى قول لبيد بن ربيعة في الربيع :

تخبّر عن هذا خبيرا فاسمعه

مهلا أبيت اللعن لا تأكل معه

إنّ استه من برص ملمّعه

وإنه يولج فيها أصبعه

والمشهور : (من قول) بدل (من شيء). وانظر تفصيل ذلك في شرح شواهد المغني للسيوطي ١٨٨ ـ ١٨٩ والأغاني ١٦ / ٥٧٢٥ و ١٨ / ٦٤٧٨.

الشاهد : في (إن حقا وإن كذبا) فقد حذف (كان) واسمها في الموضعين لمجيئها بعد إن الشرطية ، وهذا كثير ، والتقدير : إن كان المقول حقا وإن كان المقول كذبا.

سيبويه والأعلم ١ / ١٣١ وأمالي ابن الشجري ١ / ٣٤١ و ٢ / ٣٤٧ وشرح الكافية الشافية ٤١٧ والمساعد ١ / ٢٧١ وابن عقيل ١ / ٢٥٤ والعيني ٢ / ٦٦ والخزانة ٢ / ٧٨.

(٦) من البسيط للعين المنقري. ـ ـ


وأمّا (١) قولهم : الناس مجزيون بأعمالهم ، إن خيرا فخير ، وإن شرّا فشرّ (٢). فيجوز فيه وفيما أشبهه (٣) أربعة أوجه (٤) : نصب الأول ورفع الثاني (٥) ، وعكسه (٦) ، ورفعهما ونصبهما (٧) ، فنصب الأول بمعنى إن كان عمله خيرا ، ورفعه بمعنى إن كان في عمله خير ، ونصب الثاني بمعنى فيجزى خيرا ، أو فكان (٨) جزاؤه خيرا ، ورفعه بمعنى فجزاؤه خير.

__________________

الشاهد : في (ولو ملكا) فقد حذف (كان) واسمها وأبقى خبرها لوقوعها بعد لو الشرطية ، وهو كثير ، والتقدير : ولو كان ذو البغي ملكا.

شرح التسهيل ١ / ٣٦٣ وابن الناظم ٥٥ وشفاء العليل ٣٢٣ والمساعد ١ / ٢٧١ والمرادي ٣٠٨ والعيني ٢ / ٥٠ والمغني ٢٦٨ وشرح التصريح ١ / ١٩٣ والأشموني ١ / ٢٤٢ والهمع ١ / ١٢١ والدرر ١ / ٩١.

(١) في ظ (فأما).

(٢) قال ابن مالك في شرح الكافية الشافية ٤١٨ : «وفي الحديث : المرء مجزي بعمله ...». ولم أجده فيما اطلعت عليه من كتب الحديث. وقال المرادي كقولهم : «المرء مجزي بعمله إن خير ...» ١ / ٣٠٧. وقال الصبان في حاشيته على شرح الأشموني ١ / ٢٤٢ : قال شيخنا والبعض لفظ الحديث : «الناس مجزيون بأعمالهم» إلخ. وقال شيخنا السيد : المرء مجزي بعمله ، ليس حديثا ، وإن صحّ معناه.

(٣) سقطت من ظ.

(٤) انظر هذه الوجوه في شرح الكافية الشافية ٤١٩ والمرادي ١ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨ وابن الناظم ٥٥.

(٥) وهو أجودها.

(٦) وهذا الوجه أضعفها.

(٧) رفعهما ونصبهما ، أوسط الوجوه. ومذهب الشلوبين أنهما متكافئان. وقال ابن عصفور : إن رفعهما أحسن من نصبهما. انظر المرادي ١ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨.

(٨) في ظ (كان).


وتحذف أيضا بعد (أن) الناصبة للفعل بتعويض (ما) وإثبات الاسم والخبر ، مثل : أمّا أنت برّا فاقترب. وكقوله :

٨٣ ـ أبا خراشة أماّ أنت ذا نفر

فإنّ قومي لم تأكلهم الضبع (١)

ومتى دخل على مضارع (كان (٢) جازم حذف الواو وسكن النون ، فيقال : لم يكن ، قائما.

وقد يحذف النون تخفيفا إن لم يلها ساكن ، مثل : (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)(٣) أمّا إذا ولي ساكن فلا حذف إلّا عند يونس (٤) ، وشاهده

__________________

(١) من البسيط للعباس بن مرداس السلمي ، أسلم قبل الفتح ، من قصيدة يخاطب بها أبا خراشة في ملاحاة بينهما. وروي (إمّا كنت) ولا شاهد على هذه الرواية.

المفردات : أبو خراشة : هو خفاف بن ندبة السلمي ، وندبة أمه ، وخفاف هذا أحد أغربة العرب وشعرائها وفرسانها المشهورين ، ثبت على إسلامه. ذا نفر : النفر مادون العشرة ، والمراد أنك ذو قوم تفخر بهم لكثرتهم. الضبع : حيوان معروف ، والمراد السنة المجدبة ، أي لست ذا قلة من القوم.

الشاهد في : (أما أنت ذا نفر) حيث حذف كان بعد (أن) المصدرية وعوض عنها (ما) الزائدة ، وبقي اسمها (أنت) وخبرها (ذا نفر).

ديوان العباس ١٠٦ وجرير ١ / ٣٤٩ وسيبويه والأعلم ١ / ١٤٨ وابن الشجري ١ / ٣٤ ، ٣٥٣ و ٢ / ٣٥٠ والخصائص ٢ / ٣٨١ وشرح الجمل لابن عصفور ٢ / ٣٨١ والتكملة ٣٨١ وشرح الكافية الشافية ٤١٨ وابن الناظم ٥٦ وشفاء العليل ٣٢٥ وابن يعيش ٢ / ٩٩ والأزهية ١٥٦ والجنى الداني ٥٣٨ ورصف المباني ٩٩ والعيني ٢ / ٥٥ والخزانة ٢ / ٨٠ والهمع ١ / ١٢٢ والدرر ١ / ٩٢ والأشموني ١ / ٢٤٤.

(٢) في ظ (لكان).

(٣) سورة مريم الآية : ٢٠.

(٤) انظر شرح الكافية الشافية ٤٢٣. ـ


قوله :

٨٤ ـ فإن لم تك المرآة أبدت وسامة

فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم (١)

وأنشد قطرب (٢) :

٨٥ ـ لم يك الحقّ على أن هاجه

رسم دار قد يعفّى بالسّرر (٣)

__________________

ويونس ، هو يونس بن حبيب الضبي ولاء ، البصري مقاما ومذهبا ، أخذ عن عمرو بن العلاء ، وسمع من العرب ، شيخ سيبويه ، سمع منه الكسائي والفراء ، عاش بين (٩٠ : ١٨٢ ه‍). تاريخ الأدباء النحاة ٣٢ وبغية الوعاة ٣٦٥.

(١) من الطويل ، لخنجر بن صخر الأسدي.

الشاهد في : (لم تك المرآة) فقد حذف نون (تكن) المجزوم ، مع أن ما بعدها ساكن ، وبه احتج يونس والكوفيون على جواز ذلك ، ويرى غيرهم أن ذلك لا يكون إلا في ضرورة الشعر.

شرح التسهيل ١ / ٣٦٧ وابن الناظم ٥٦ والمرادي ١ / ٣١١ وشفاء العليل ٣٢٦ والعيني ٢ / ٦٣ والهمع ١ / ١٢٢ والدرر ١ / ٩٣ والخزانة ٤ / ٧٢ عرضا والأشموني ١ / ٢٤٥.

(٢) هو محمد بن المستنير المعروف بقطرب ، أخذ عن سيبويه وعيسى بن عمر ، صنف كثيرا من ذلك : المثلث ، النوادر ، العلل في النحو ، إعراب القرآن.

مات سنة ٢٠٦ ه‍. بغية الوعاة ٢ / ٢٤٢.

(٣) في الأصل (السرار) وفي شرح التسهيل وشفاء العليل (بالشرر).

والبيت من الرمل ، لسحيل بن عرفطة ، شاعر جاهلي ، ومعه بيت آخر :

غيّر الجدّة من عرفانه

خرق الريح وطوفان المطر

وفي شرح التسهيل (سوى) بدل (على). وفي الهمع (يقعن) وفي الدرر (تعفّت) بدل (يعفّى)

المفردات : هاجه : آثاره. رسم دار : آثار ديار محبوبته. تعفى : من عفا الرسم أي دثر ودرس. السرر : بفتح السين ، قال ياقوت : واد يجري من اليمامة إلى حضرموت. وقال السيوطي في الدرر : اسم موضع. ـ ـ


ما ولا وإن المشبّهات بليس

ألحق أهل الحجاز (ما) النافية بليس في العمل ، قال (١) تعالى : (ما هذا بَشَراً)(٢) و (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ)(٣) وأهملها التميميون.

ولها عند المعملين شروط.

أحدها : فقد إن الزائدة ، فلو وجدت بطل العمل كقوله :

٨٦ ـ فما إن طبّنا جبن ولكن

منايانا ودولة آخرينا (٤)

__________________

الشاهد : في (لم يك الحق) كما في الشاهد السابق.

المنصف ٢ / ٢٢٨ والخصائص ١ / ٩٠ وإعراب القرآن ٨٣٥ وشرح التسهيل ١ / ٣٦٧ وشفاء العليل ٣٢٦ والخزانة ٤ / ٧٢ والهمع ١ / ١٢٢ والدرر ١ / ٩٣.

(١) في ظ زيادة (الله).

(٢) سورة يوسف الآية : ٣١.

(٣) سورة المجادلة الآية : ٢.

(٤) من الوافر ، لفروة بن مسيك المرادي ، من قصيدة قالها حين وفد على الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ونسب للفرزدق وللكميت وغيرهما. ورواية السيرة : (وطعمة) بدل (دولة) ٤ / ١٣٧.

المفردات : طبّنا : عادتنا. جبن : الجبن ضدّ الشجاعة.

الشاهد : في (ما إن طبّنا جبن) فقد أبطل الشاعر عمل (ما) لزيادة (إن) بعدها ، كما هو شرط إعمالها عند الحجازيين ، فرفع (طبّ) على الابتداء ، و (جبن) على الخبرية.

سيبويه والأعلم ١ / ٤٧٥ والمقتضب ١ / ٥١ و ٢ / ٣٦٤ والمحتسب ١ / ٩٢ والمنصف ٣ / ١٢٨ والخصائص ٣ / ١٠٨ وشفاء العليل ٣٢٩ وابن يعيش ٨ / ١٢٩ والمساعد ١ / ٢٧٨ والجنى الداني ٣٢٧ ورصف المباني ١١٠ والأزهية ٤٠ وشرح التحفة ١٧٧ وتخليص الشواهد ٢٧٨ والخزانة ٢ / ١٢١ وشرح شواهد ـ ـ ـ


الثاني : بقاء النفي ، فلو انتقض بإلّا بطل العمل ، كقوله تعالى : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)(١) وندر قوله :

٨٧ ـ وما الدهر إلا منجنونا باهله

وما صاحب الحاجات إلا معذّبا (٢)

الثالث : ألّا يتقدم الخبر ، فلو تقدم بطل ، نحو : ما قائم زيد ، وندر قوله :

٨٨ ـ فأصبحوا قد أعاد الله ملكهم

إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر (٣)

الرابع : ألّا يتقدم معمول الخبر إذا لم يكن ظرفا أو حرف

__________________

شرح التحفة ١٦٦ والعيني درجا ٤ / ٤٦٢ والكامل ١ / ٣٤١.

(١) سورة آل عمران الآية : ١٤٤.

(٢) من الطويل ولم يعرف قائله ، ونقل السيوطي من (ذا القد) أنه لبعض بني أسد.

المفردات : منجنونا : المنجنون هو الدولاب أو البكرة التي يستقى عليها الماء.

الشاهد في : (وما الدهر إلا منجنونا) وذلك أن (ما) عملت فيما بعدها فرفعت الدهر اسمها ونصبت منجنونا خبرها مع انتقاض عملها بإلّا ، وهو شرط لإعمالها عند أهل الحجاز ، وذلك على الندور. وأجازه يونس مطلقا كما في الجنى الداني ٣٢٥ وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي ١٧٢ وذكر عدة تخريجات.

شرح جمل الزجاجي لابن عصفور ١ / ٥٩٢ ورصف المباني ٣١١ وابن يعيش ٨ / ٧٥ وشفاء العليل ٣٣٠ والمساعد ١ / ٥٤٩ وابن الناظم ٥٦ وشرح التحفة ١٧٩ والعيني ٢ / ٩٢ وشرح شواهد شرح التحفة ١٦٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٢١٩ وتخليص الشواهد ٢٨٢ والخزانة ٢ / ١٢٩ والهمع ١ / ١٢٣ والدرر ١ / ٩٤.

(٣) من البسيط للفرزدق في مدح عمر بن عبد العزيز عند ما ولي المدينة المنورة ، وقال الأعلم مدح به الفرزدق بني أمية ، وأن الملك كان في الجاهلية لغير ـ ـ


جر ، فلا يجوز ، ما طعامك زيد آكلا (١) ، إلّا (٢) رفع (آكل) كما قال :

٨٩ ـ ..............

وما كلّ من وافى منى أنا عارف (٣)

__________________

قريش فعاد لهم في الإسلام ، وكذا قال ابن هشام. انظر حاشية سيبويه ١ / ٣٠ وتخليص الشواهد ٢٨١. والصحيح أنه في مدح عمر بن عبد العزيز ، ويؤكد ذلك قوله في القصيدة :

سيروا فإن ابن ليلى عن أمامكم

وبادروه فإن العرف يبتدر

إلى أن قال :

وما أعيد لهم حتى أتيتهم

أزمان مروان إذ في وحشها غرر

فاصبحوا ............

 .................. البيت

فليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب أمه ، ومروان بن الحكم جده لأبية ، وبذلك يظهر معنى البيت والمراد به.

الشاهد : في (ما مثلهم بشر) على أن (ما) عملت مع تقديم خبرها (مثلهم) حيث نصبته ورفعت (بشر) على الاسمية وذلك نادر عند ابن مالك وابنه ؛ إذ يشترط لإعمالها عند من أعملها الترتيب.

وقد خرج البيت عدة تخريجات ذكرها البغدادي في شرح شواهد شرح التحفة ١٧٤ ـ ١٧٦.

الديوان ١٨٥ وسيبويه والأعلم ١ / ٢٩ والمقتضب ٤ / ١٩١ والمقتصد ٤٣٣ ومعاني الحروف ٨٨ ورصف المباني ٣١٢ والجنى الداني ١٨٩ وشرح الكافية الشافية ٤٣٣ وابن الناظم ٥٦ وشفاء العليل ٣٣٠ والمساعد ١ / ٢٨١ والعيني ٢ / ٩٦ وتخليص الشواهد ٢٨١ وشرح التحفة ١٨٠ وشرح شواهد التحفة ١٧٣ والمغني ٨٢ والخزانة ٢ / ١٣٠ والهمع ١ / ١٢٤ والدرر ١ / ٩٥.

(١) أجاز ابن كيسان النصب. انظر المرادي ١ / ٣١٤.

(٢) في ظ زيادة (أن).

(٣) في الأصل (عارفه).


فإن كان معمول خبرها ظرفا أو حرف جرّ فقد أجازه علماء هذا الفن ، مثل : ما عندك زيد مقيما ، وما بي أنت معنيّا.

ويجب رفع المعطوف بلكن أو بل على خبر ما ؛ لكونه خبر مبتدأ محذوف ، نحو : ما أنت قائما لكن قاعد ، وما عمرو قاعدا بل قائم.

وكثيرا ما تزاد الباء الجارّة في خير ما وليس ، قال الله (١) تعالى : (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ)(٢) وقال تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ)(٣).

وقد تزاد في خبر لا (٤) ، نحو : لا خير بخير بعده النار (٥). إذا

__________________

ـ والبيت من الطويل لمزاحم بن الحارث العقيلي ، شاعر إسلامي ، وصدره :

وقالوا تعرّفها المنازل من منى

 .................

الشاهد في : (ما كلّ ... أنا عارف) فقد بطل عمل (ما) عند الحجازيين ؛ لتقدم معمول الخبر ، وهو غير ظرف ولا مجرور ، فكلّ مفعول به لعارف ، وهذا يتفق مع لغة تميم الذين لا يعملون (ما) ألبتة. أما على لغة أهل الحجاز فيجب رفع (كل) على أنها اسم (ما) وجملة (أنا عارف) خبر.

سيبويه والأعلم ١ / ٣٦ و ٧٣ ومعاني القرآن للفراء ١ / ١٣٩ والخصائص ٢ / ٣٥٤ وشرح شواهد المغني ٩٧٠ وابن الناظم ٥٧ والمساعد ١ / ٢٧٨ والعيني ٢ / ٩٨ وشرح اللمحة ٢ / ٤٠ والأشموني ١ / ٢٤٩.

(١) لم يرد اسم الجلالة (الله) في ظ.

(٢) سورة الأنعام الآية : ١٣٢.

(٣) سورة الزمر الآية : ٣٦.

(٤) يعني (لا) النافية للجنس ، بدليل قوله : إذا أريد لا خير خير ، فلو كانت (لا) العاملة عمل ليس لقال : لا خير خيرا ، بنصب الخبر. وزيادة الباء في خبر (لا) بنوعيها قليل.

(٥) نسبه ابن عقيل في المساعد إلى بعض العرب ١ / ٢٨٧.


أريد : لا خير خير بعده النار ، ويجوز تقدير : لا خير في خير (١). وبعد نفي كان ، كقول الشنفرى :

٩٠ ـ وإن مدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن

بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل (٢)

ويجوز إعمال (لا) في النكرات كليس قال :

٩١ ـ تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا

ولا وزر مما قضى الله واقيا (٣)

وقد تزاد التاء مع لا ، فتعمل العمل المذكور مختصة بالأحيان (٤) ، والأعرف إذا حذف الاسم ، وقد يحذف الخبر كقراءة

__________________

(١) وعلى هذا التقدير فالباء غير زائدة.

(٢) من الطويل للشنفرى الأزدي ، واسمه عمرو بن براق ، وهو من القصيدة المشهورة لامية العرب.

الشاهد : في (لم أكن بأعجلهم) فقد زيدت الباء في خبر (كان) المنفي.

الديوان ٥٦ وشرح التسهيل ١ / ٣٨٢ والمساعد ١ / ٢٨٦ وشفاء العليل ٣٣٥ وابن الناظم ٥٧ والعيني ٢ / ١١٧ و ٤ / ٥١ وتخليص الشواهد ٢٨٥ والخزانة ٢ / ١٥ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨٩٩ والهمع ١ / ١٢٧ درجا والدرر ١ / ١٠١.

(٣) من الطويل ولم ينسب لقائل.

الشاهد : في (فلا شيء ... باقيا ، ولا وزر ... واقيا) فقد عملت (لا) في الموضعين في النكرة عمل (ليس) وهي بمعناها ، وهو قليل.

ابن الناظم ٥٨ والمساعد ١ / ٢٨٢ والعيني ٢ / ١٠٢ وتخليص الشواهد ٢٩٤ والمغني ٢٣٩ والشذور ٢٥٠ ، ٣٤١ والهمع ١ / ١٢٥ والدرر ١ / ٩٧ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٦١٢.

(٤) في ظ (بالأعيان).


بعضهم : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ)(١) أي لهم (٢) ، ولم يثبتوا بعدها المبتدأ والخبر جميعا.

وندر إجراء (إن) النافية مجرى ليس كقوله :

٩٢ ـ إن هو مستوليا على أحد

إلّا على أضعف المجانين (٣)

__________________

(١) سورة ص الآية : ٣.

رفع (حين) على أنها اسم (لات). وهي قراءة عيسى بن عمر ، القراءات الشاذة لابن خالويه ١٢٩. قال الزجاج في معاني القرآن : «من رفع بها (يعني لا) جعل حين اسم ليس ، وأضمر الخبر على معنى ليس حين منجى لنا». ٤ / ٣٢٠.

(٢) سقطت (أي لهم) من ظ.

(٣) من المنسرح ولم يعز إلى أحد. وروي : إلا على حزبه الملاعين. كما روي : (حزبه المناحيس)

الشاهد في : (إن هو مستوليا) فقد عملت (إن) النافية عمل (ليس) فاسمها الضمير (هو) و (مستوليا) خبرها منصوب ، وذلك نادر. وقيل : هي لغة أهل العالية.

وفي البيت شاهد على أنّ انتقاض النفي بعد الخبر لا يبطل عمل (إن).

ابن الناظم ٥٨ والمرادي ١ / ٣٢١ والعيني ٢ / ١١٣ وتخليص الشواهد ٣٠٦ والشذور ٣٤١ والأزهية ٣٣ والخزانة ٢ / ١٤٣ والمقرب ١ / ١٠٥ والأشموني ١ / ٢٥٥ والهمع ١ / ١٢٥ والدرر ١ / ٩٦.


أفعال المقاربة

يدلّ منها على رجاء الفعل : عسى ، وحرى ، واخلولق. وعلى مقاربته في المكان (١) : كاد ، وكرب ، وأوشك. وعلى الشروع فيه : أنشأ ، وطفق ، وجعل ، وأخذ ، وعلق.

والجميع مستو في اللحاق بكان (٢) في رفع اسم ونصب خبر ، لكن التزم هنا كون الخبر مضارعا إلّا فيما ندر ، وإذا قد يجيء مفردا كقوله :

٩٣ ـ أكثرت في العذل ملحّا دائما

لا تكثرن إني عسيت صائما (٣)

__________________

(١) في ظ (في الإمكان).

(٢) في الأصل : (لكان).

(٣) من رجز لرؤبة بن العجاج. وروي (لا تلحني) بدل (لا تكثرن) قال العيني :

وقد حرّف ابن الشجري هذا الرجز فأنشد :

قم قائما قم قائما

البيت .............

الشاهد في : (عسيت صائما) حيث جاء خبر (عسى) اسما مفردا ، وذلك نادر كما ذكر الشارح ، والأصل أن يكون فعلا مضارعا مقرونا بأن ، مثل : عسيت أن أصوم. أو مجردا منها ، مثل عسى محمد يحضر. وقد خرج البيت على أن (عسى) تامة ، فهي خبرية. وقيل : على حذف (أن) مع الفعل (كان) والأصل : عسى أن أكون صائما ، فصائما خبر أكون المحذوفة مع أن.

ملحقات ديوان رؤبة ١٨٥ والخصائص ١ / ٩٨ والجنى الداني ٤٦٣ وشرح الكافية الشافية ٤٥١ وشرح العمدة ٨٢٢ وشفاء العليل ٣٤٥ وابن الناظم ٥٩ والمرادي ١ / ٣٢٥ والمساعد ١ / ٢٩٧ وابن يعيش ٧ / ٤١ والعيني ٢ / ١٦١ وتخليص الشواهد ٣٠٩ والمقرب ١ / ١٠٠ وشرح الحماسة للمرزوقي ـ ـ
وقوله :

٩٤ ـ فأبت إلى فهم وما كدت آئبا (١)

 ...............

أو جملة اسمية كقوله :

٩٥ ـ وقد جعلت قلوص أبي زياد

من الأكوار مرتعها قريب (٢)

__________________

١ / ٨٣ والخزانة ٣ / ٥٤٠ عرضا و ٤ / ٧٧ والدرر ١ / ١٠٧ والهمع ١ / ١٣٠ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٤٤٤.

(١) من الطويل ، لتأبّط شرّا ، واسمه ثابت بن جابر بن سفيان. وعجزه :

 ................

وكم مثلها فارقتها وهي تصفر

المفردات : أبت : رجعت. فهم : فهم بن عمرو بن قيس عيلان ، وهي قبيلة الشاعر. مثلها : يعني هذه الخطة. تصفر : كناية عن أسفها لفراره منها. ويعني بذلك القبيلة التي وقفت في طريق الجبل ، وخيّروه بين الاستسلام على حكمهم أو إلقاء نفسه من الجبل.

الشاهد في : (كدت آئبا) فقد جاء خبر كاد اسما مفردا ، وقياسه أن يكون فعلا. وروي : (وما كنت آيبا) و (ولم أك) وعليهما فلا شاهد فيه.

الديوان ٩١ والخصائص ١ / ٣٩١ وشرح الشافية الكافية ٤٥٢ وشرح العمدة ٨٢٢ وابن يعيش ٧ / ١٣ وشفاء العليل ٣٤٥ وابن الناظم ٥٩ والمرادي ١ / ٣٢٥ والمساعد ١ / ٢٩٧ والعيني ٢ / ١٦٥ وتخليص الشواهد ٣٠٩ والإنصاف ٥٥٤ والخزانة ٣ / ٥٤٠ و ٤ / ٩٠ و ٣ / ٣٥٨ والهمع ١ / ١٣٠ والدرر ١ / ١٠٧ والمرزوقي ١ / ٨٣ واللسان (كيد) ٣٩٦٥.

(٢) البيت من الوافر للراعي النميري. وروي : (ابني زياد) و (ابني سهيل) و (بني سهيل) وروي : (الأكوان) بدل (الأكوار). ولم أجده في الديوان.

الشاهد في : (جعلت ... مرتعها قريب) حيث استعمل (جعل) بمعنى المقاربة ، وجاء خبرها جملة اسمية بمعنى : يقرب من المرتع ، وقياسه أن يكون فعلا.

شرح الكافية الشافية ٤٥٢ وشفاء العليل ٣٤٥ وابن الناظم ٥٩ والمساعد ـ


أو ماضيا ، كقول ابن عباس [رضي‌الله‌عنهما](١) : «فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا (٢)».

وتقرن أفعال الرجاء بأن ، وقلّ انتفاؤها بعد عسى كقوله :

٩٦ ـ عسى الله يغني عن بلاد ابن عامر

بمنهمر (٣) جون الرّباب سكوب (٤)

والتجرد من أن أكثر بعد كاد ، قال تعالى : (كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ

__________________

١ / ٢٩٨ والعيني ٢ / ١٧٠ وتخليص الشواهد ٣٢٠ والخزانة ٢ / ٣٣٦ عرضا و ٤ / ٩٢ وشرح اللمحة ٢ / ٣٣ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٦٠٦ والهمع ١ / ١٣٠ والدرر ١ / ١٠٨.

(١) سقط ما بين القوسين [] من ظ.

(٢) أخرجه البخاري في (كتاب التفسير) سورة الشعراء ٣ / ١٧١ ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، قال : لمّا نزلت (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤)) صعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على الصفا ، فجعل ينادي ، «يا بني فهر ، يا بني عدي ، لبطون من قريش حتى اجتمعوا ، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو ..». الحديث. وانظر شرح التسهيل ٤ / ٣٤٥ وشرح الكافية الشافية ٤٥٢ وابن الناظم ٥٩ وشفاء العليل ٣٤٦.

والشاهد في الحديث مجيء خبر فعل الشروع (جعل) جملة فعلية (أرسل رسولا).

(٣) في ظ (بمنهم).

(٤) من الطويل لهدبة بن الخشرم العذري كما في سيبويه ، ونسبه الشيخ المرصفي إلى سماعة بن أشول النعامي ، وفي المقتضب : ابن قادر.

المفردات : منهمر : سائل. جون : أسود. الرباب : السحاب. سكوب : منصب.

الشاهد في : (عسى الله يغني) فقد جاء خبر عسى فعلا مجردا من (أن) على القليل.

شعر هدبة ٧٦ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٧٨ والمقتضب ٣ / ٤٨ ، ٦٩ وابن يعيش ـ


لِبَداً)(١). وقد تقرن بأن بعدها كقول عمر رضي‌الله‌عنه : «فما كدت أن أصلّي حتى كادت الشمس أن تغرب» (٢) ، والأصح أنّ كاد مثل كرب ؛ لأنّ سيبويه (٣) لم يذكر في كرب إلّا تجريدها ، كقوله :

٩٧ ـ كرب القلب من جواه يذوب

حين قال الوشاة هند غضوب (٤)

وقد تقرن بأن كقوله :

__________________

٧ / ١١٧ و ٩ / ٦٢ والتصريح ٢ / ٣٥١.

(١) سورة الجن الآية : ١٩.

(٢) أخرجه البخاري في (باب قول الرجل ما صلينا) عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه جاء يوم الخندق ... وقال : «يا رسول الله ، والله ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب ..». الحديث ٣ / ٣٣ ، وورد في ١ / ١١٨ ـ ١١٩ (تغرب) بحذف (أن).

الشاهد في الحديث : اقتران خبر كاد بأن على القليل في الموضعين : (أن أصلي) و (أن تغرب).

ولا شاهد على رواية (تغرب) بحذف (أن) لما ساقه الشارح ، ويكون شاهدا على حذف (أن) في خبر كاد على الكثير. انظر شرح الكافية الشافية ٤٥٥ وشرح العمدة ٨١٣.

(٣) سيبويه ١ / ٤٧٨.

(٤) من الخفيف للكلحبة ، هبيرة بن عبد مناف اليربوعي ، وقيل : اسمه جرير ، وعبد الله ، وقيل : الكلحبة اسم أمه ، أحد فرسان تميم وشعرائها في الجاهلية. ورجح العيني أن قائله رجل من طيء.

الشاهد في : (كرب القلب ... يذوب) فقد جاء خبر كرب مجردا من (أن) وهو الغالب فيه.

شرح العمدة ٨١٤ وابن الناظم ٦٠ والمساعد ١ / ٢٩٥ والعيني ٢ / ١٨٩ وشرح التحفة ١٨٧ وشرح شواهد شرح التحفة ١٩٠ والهمع ١ / ١٣٠ والدرر ١ / ١٠٥.


٩٨ ـ ................

وقد كربت أعناقها أن تقطّعا (١)

والوجه في أوشك (أن) كقوله :

٩٩ ـ ولو سئل الناس التراب لأوشكوا

إذا قيل هاتوا أن يملّوا ويمنعوا (٢)

وقلّ التجرّد كقوله :

__________________

(١) البيت من الطويل لأبي زيد الأسلمي في هجاء أمير المدينة إبراهيم بن هشام المخزومي وأخيه محمد. وصدره :

سقاها ذوو الأرحام سجلا على الظما

المفردات : سقاها : الضمير يرجع للعروق في بيت قبله :

مدحت عروقا للندى مصّت الثرى

حديثا فلم تهمم بأن تتزعزعا

ويقصد بذلك إبراهيم ومحمدا خالي الخليفة هشام بن عبد الملك بن مروان ، وأنه ولا هما عن خمول وسوء عيش. سجلا : السجل الدلو يستقى بها الماء. كربت أعناقها أن تقطعا : دنت أن تهلك فقرا وذلّا. وكرب : بفتح الراء وكسرها.

الشاهد في : (كربت أعناقها أن تقطعا) فقد جاء خبر (كرب) مقترنا بأن على القليل.

المقرب ١ / ٩٩ وشرح جمل الزجاجي لابن عصفور ٢ / ١٧٧ وشرح التحفة ١٨٨ وشرح شواهده للبغدادي ١٩١ وشرح العمدة ٨١٥ وابن الناظم ٦٠ والمرادي ١ / ٣٢٩ والمساعد ١ / ٢٩٦ وشفاء العليل ٣٤٤ والعيني ٢ / ١٩٣ والهمع ١ / ١٣٠ والدرر ١ / ١٠٥ والأشموني ١ / ٢٦٢ والكامل ١ / ١٨٨.

(٢) من الطويل ولم يعرف قائله.

الشاهد في : (لأوشكوا ... أن يملوا) حيث جاء خبر أوشك مضارعا مقترنا بأن كما هو الغالب فيها.

مجالس ثعلب ٢ / ٣٦٥ وأمالي الزجاجي ١٩٧ وشرح العمدة ٨١٧ وابن الناظم ٦٠ والمساعد ١ / ٢٩٦ وشفاء العليل ٣٤٥ والعيني ٢ / ١٨٢ وشرح التحفة ١٨٤ ـ ١٨٥ وشرح شواهد شرح التحفة ١٨٢ والهمع ١ / ١٣٠ ـ ـ


١٠٠ ـ يوشك من فرّ من منيّته

في بعض غرّاته يوافقها (١)

ولا تقرن (٢) أفعال الشروع بأن أصلا.

وجاؤوا لأوشك بمضارع ، مثل :

يوشك من فرّ ............

البيت ........... (٣)

وهو أعرف من الماضي ، وربّما جيء لها باسم فاعل كقوله :

__________________

والدرر ١ / ١٠٥ والأشموني ١ / ٢٦١.

(١) في الأصل وم (يواقعها) والبيت من قصيدة قافية.

والبيت من المنسرح لأمية بن أبي الصلت الثقفي ، أحد شعراء الجاهلية.

وقيل : لعمران بن حطّان ، أحد شعراء الخوارج وفرسانها.

الشاهد : في (يوشك من ... يوافقها) فقد جاء خبر يوشك مضارعا مجردا من أن على القليل.

ديوان أمية ٥٣ وديوان الخوارج ١٢٣ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٧٩ وشرح الكافية الشافية ٤٥٦ وشرح العمدة ٨١٨ والمساعد ١ / ٢٩٧ وابن يعيش ٧ / ١٢٦ وابن الناظم ٦٠ والمرادي ١ / ٣٢٨ والمقرب ١ / ٩٨ وتخليص الشواهد ٣٢٣ وشفاء العليل ٣٤٣ وشرح التحفة ١٨٦ والعيني ٢ / ١٨٧ وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي ١٨٦ والهمع ١ / ١٣٠ والدرر ١ / ١٠٦ والأشموني ١ / ٢٦٢ والكامل ١ / ٧١.

(٢) في ظ (ولا تقترن).

(٣) هذا هو الشاهد السابق ذو الرقم (١٠٠).

الشاهد فيه هنا : (يوشك) أورده هنا الشارح شاهدا على أن (أوشك) متصرف ويعمل المضارع منه عمل الماضي ، فاسمها (من) وخبرها (يوافقها) وهذا لا خلاف فيه ، وإنما الخلاف في ورود ماضيه فقد أنكره الأصمعي.

تخليص الشواهد ٣٣٥.


١٠١ ـ فموشكة أرضنا أن تعود

خلاف الخليط وحوشا يبابا (١)

ومثله :

١٠٢ ـ فإنّك موشك أن لا تراها

وتعدو دون غاضرة العوادي (٢)

وغاضرة : امرأة.

وجاؤوا لكاد بمضارع كقوله تعالى : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ)(٣) وربّما جيء لها باسم فاعل أيضا على ندور ، قال كثيّر :

__________________

(١) البيت من المتقارب ، لأحد الهذليين ، قيل : اسمه أسامة بن الحارث كما في شرح أشعار الهذليين. وقيل : لأبي سهم الهذلي ، أو أبي سحيم. وروي : (الأنيس) بدل (الخليط).

المفردات : خلاف : بعد. الخليط والأنيس : بمعنى المخالط والمؤانس.

وحوشا : جمع وحش ، وهي القفار والصحاري. يبابا : خرابا.

الشاهد في : (موشكة) حيث استعمل الشاعر اسم الفاعل من الفعل يوشك وعمل عمله ، فرفع (أرض) اسما له ، وخبره (أن تعود) في محل نصب.

شرح أشعار الهذليين ١٢٩٣ وشرح الكافية الشافية ٤٦١ وشرح العمدة ٨٢٣ وشفاء العليل ٣٤٩ وابن الناظم ٦٠ والعيني ٢ / ٢١٢ والأشموني ١ / ٢٦٤ والهمع ١ / ١٢٩ والدرر ١ / ١٠٤ والبهجة ١١٢ والشعر والشعراء ٢ / ٥٥٧.

(٢) البيت من الوافر لكثير عزة ، يشبب بغاضرة ، جارية أم البنين زوجة الوليد بن عبد الملك ، ويروى : (وتغدو) بدل (وتعدو) و (الغوادي) بالغين.

المفردات : تعدو : تعوق وتصرف. العوادي : عوائق الدهر وصوارفه.

الشاهد في : (موشك أن لا تراها) كما مر في الشاهد السابق.

الديوان ٢٢٠ وشرح الكافية الشافية ٤٦٠ وشرح العمدة ٨٢٣ والمساعد ١ / ٣٠٣ وتخليص الشواهد ٣٣٦ والعيني ٢ / ٢٠٥ والهمع ١ / ١٢٩ والدرر ١ / ١٠٤ والأشموني ١ / ٢٦٥ والتصريح ١ / ٢٠٨.

(٣) سورة النور الآية : ٣٥.


١٠٣ ـ وكدت وقد سالتمن العين عبرة

سما عائد منه وأسبل عائد

أموت أسى يوم الزّحام وإنّني

يقينا لرهن بالذي أنا كائد (١)

والعائد : اللحوح.

ولم يذكر هذه المسألة الشيخ في الألفية (٢) ، ولا ابنه في

__________________

(١) من الطويل لكثير عزة ، من قصيدة يرثي بها عبد العزيز بن مروان والد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز. وروي (سها) بدل (سما) و (عاند) بدل (عائد) وهي الواردة في (ظ).

المفردات : سما : علا. عائد : من عاوده الهم والحزن أي انتابه وألحّ عليه. أسبل : أصاب عينه الداء. سها : سكن. عاند : مخالف. أسى : الأسى الحزن. الزحام : قال ابن هشام في تخليص الشواهد : «وقوله يوم الرجام ، ثبت في النسخ المعتمدة من شرح الكافية بالزاي والحاء المهملة ، وهو تحريف ، وإنما هو الرجام ، بكسر الراء المهملة وبالجيم ، اسم موضع». وكذا قال العيني ٢ / ٢٠٠ ، فهو اسم الموضع الذي رحلت منه محبوبته. أما على رواية (الزحام) فمعناه يوم الرحيل حيث تزدحم الإبل.

الشاهد في : (كائد) وهو اسم فاعل من كاد ، ووروده قليل. ورواية يعقوب بن السكيت في شرح ديوان كثير (كابد) من المكابدة وهي الاجتهاد والتحمل.

وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت.

الديوان ١١٩ وشرح الكافية الشافية ٤٥٩ وشرح العمدة ٨٢٤ وابن عقيل ١ / ٢٩١ وشفاء العليل ٣٥٠ والمساعد ١ / ٣٠٤ وتخليص الشواهد ٣٣٦ والعيني ٢ / ١٩٨ والهمع ١ / ١٢٩ والدرر ١ / ١٠٤ والأشموني ١ / ٢٦٥.

(٢) لم يشر ابن مالك في الألفية إلى ورود اسم الفاعل من (كاد) قال : ٢٠.

واستعملوا مضاراعا لأوشكا

وكاد لا غير ، وزادوا موشكا

لكنه ذكره في الكافية وشرحها قال في الكافية :

واستعملوا مضارعا لأوشكا

وكاد ، واحفظ كائدا وموشكا

وقال في الشرح : «واستعمل منهما (يعني كاد وأوشك) اسم فاعل قليلا ـ ـ


شرحه (١) ، وكان يمكن الشيخ أن يغيّر البيت ويقول بدله نحو :

وشاع عنهم يكاد يوشك

وفي الندور كائد وموشك

ويجوز إسناد عسى واخلولق وأوشك ، إلى (أن يفعل) ، فيستغنى به عن الخبر على معنى قرب ، وإذا بنيت هذه الأفعال على اسم قبلها جاز إسنادها إلى ضميره ، وجعل (أن يفعل) بعدها خبرا ، وجاز إسنادها إلى (أن يفعل) مكتفى به.

ويظهر أثر ذلك في التأنيث والتثنية والجمع ، كهند عست أن تقوم ، والزيدان عسيا ، والزيدون أوشكوا (٢) فهذا على الإسناد إلى ضمير المبتدأ ، والفعل هنا بمعنى (٣) قارب ، وتقول : هند عسى أن تقوم ، والزيدان عسى (٤) والزيدون يوشك (٥) أن يقوموا ، فهذا على

__________________

«وأورد شواهد على ذلك ٤٥٧ ، ٤٥٩. وقال في العمدة : «وكلها لا تتصرف إلا كاد وأوشك» ٨٠٩ وقال في شرحها : «وندر استعمال اسم الفاعل من أوشك».

وذكر الشاهدين الواردين في شرح ابن الوردي. ثم قال : وأندر منه استعمال فاعل كاد». وذكر بيت كثير ٨٢٣ ـ ٨٢٤.

(١) التزم ابن الناظم بما في الألفية ، ولم يزد عليه ، قال : أما كاد فجاؤوا لها بمضارع لا غير ، نحو : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ) ٦٠.

(٢) ترك الخبر في المثالين اكتفاء بما ورد في المثال الأول ، والتقدير : (أن يقوما وأن يقوموا).

(٣) في ظ زيادة (متعدّ).

(٤) ترك الخبر في التمثيل اكتفاء بما ورد في المثال السابق ، والتقدير : (أن يقوما).

(٥) في الأصل وم (يوشكوا).


الإسناد إلى (أن) بصلتها ، والفعل هنا لازم بمعنى قرب.

وكذا إذا كان بعد (أن يفعل) اسم ظاهر ، فيجوز كونه اسم عسى على التقديم والتأخير ، وكونه فاعل الفعل ، فعلى الأول عسى أن يقوما أخواك ، واخلولق أن يذهبوا قومك ، وعلى الثاني أن يقوم ، وأن يذهب (١) ، لإسناده إلى الظاهر.

وإذا اتصل بعسى تاء (٢) الضمير أو نونه ، كعسيت وعسين ، جاز الكسر إتباعا ، واختيار الفتح علم.

تتمة

ومن أفعال المقاربة أيضا هبّ ، كقوله :

١٠٤ ـ هببت ألوم القلب في طاعة الهوى

فلجّ كأنّي كنت باللوم مغريا (٣)

ومنها أيضا هلهل ، كقوله :

__________________

(١) أي عسى أن يقوم أخواك ، وعسى أن يذهب قومك ، فأخواك وقومك فاعل عسى.

(٢) سقطت من ظ.

(٣) من الطويل ولم يعرف قائله.

الشاهد في : (هببت ألوم القلب) فإن (هبّ) فعل من أفعال المقاربة ، اسمها ضمير التكلم ، وخبرها جملة ألوم القلب ، في محل نصب.

شرح التسهيل ١ / ٣٩١ وشرح العمدة ٨١٢ وشفاء العليل ٣٤٢ والهمع ١ / ١٢٨ والدرر ١ / ١٠٣ والشذور ٢٤٣ ، ٣٤٠.


١٠٥ ـ لمّا ترفّل في الكراع هجينهم

هلهلت أثار مالكا أو صنبلا (١)

الصنبيل : الداهية ، وهنا اسم رجل. ولا تقرن هبّ وهلهل بأن.

وحكى قطرب عن (٢) (كيد) لغة في (كاد) (٣) ، وأنشد :

__________________

(١) في ظ (ضبيلا).

والبيت من الكامل للشاعر الجاهلي مهلهل ، أبي ليلى ، عدي بن ربيعة من بكر ، أخي كليب وائل ، واسمه في اللسان امرؤ القيس بن ربيعة أخو كليب وائل ، وسمي مهلهلا لهذا البيت ، وروايته :

لمّا توعر في الكراع هجينهم

هلهلت أثأر جابرا أو صنبلا

وأنشده في الجمهرة : لمّا توغّل ، وكذا أنشده الجوهري كما في اللسان وشرح العمدة (لما توقّل ، وضئبلا) وأورده في اللسان (توقل) و (توعر) ..

المفردات : ترفّل : تبختر في مشيته. توغّل : دخل. توقّل : توقّل في الجبل ، صعّد فيه. الكراع : كراع الأرض أطرافها القاصية. وقيل : ركن من الجبل يعرض في الطريق. وهذا المعنى يناسب رواية : توعّر. الهجين : اللئيم ، أو من أبوه خير من أمه نسبا أو حسبا. هلهل : هلهلت عنه كففت عن الإقدام عليه كما في الجمهرة ، وأورد البيت ، وفي اللسان هللت : كدت. صنبلا وضئبلا : بمعنى واحد : الداهية ، والخبيث ، وهو هنا اسم رجل.

الشاهد : في (هلهلت أثأر مالكا) على أن هلهل من أفعال المقاربة ، واسمه ضمير التكلم وخبره الجملة الفعلية.

شرح العمدة ٨١٢ وجمهرة اللغة (هلل) ٣ / ١٩٧ واللسان (صنبل) ٤ / ٢٥٠٦ و (هلهل) ٦ / ٤٦٩٢.

(٢) سقطت من (ظ).

(٣) لم أجد من نسب هذا إلى قطرب. وفي اللسان (كيد) ٥ / ٣٩٦٥ «حكى سيبويه أن ناسا من العرب يقولون : كيد زيد يفعل كذا». وأورد البيت.


١٠٦ ـ وكادضباع القفّ (١) تأكل رمّتي

وكيد خراش يوم ذلك ييتم (٢)

__________________

(١) في الأصل (القت يأكل).

(٢) البيت من الطويل لأبي خراش الهذلي ، واسمه خويلد بن مرّة ، مات في خلافة عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه.

والبيت روي باختلاف في بعض ألفاظه ، وفي شرح أشعار الهذليين روايتان ، الأولى :

فتقعد أو ترضى مكاني خليفة

وكاد خراش يوم ذلك ييتم

والضمير لزوجته ، ولا شاهد على هذه الرواية. والرواية الثانية :

وكيدت ضباع القفّ يأكلن جثتي

وكيد ........... البيت

وكذا في ابن يعيش واللسان.

المفردات : كيد : بمعنى كاد ، وأصلها كيد ، على وزن (فعل) بفتح الكاف وكسر الياء ، نقلت كسرت العين (الياء) إلى الفاء (الكاف) وحذفوا حركة الفاء (الفتح) فصار كيد الذي مضارعه (يفعل) كما في المنصف. القفّ : ما ارتفع من الأرض وغلظ ولم يبلغ أن يكون جبلا ، ويكون فيه رياض وقيعان ، ولو حفرت فيها لغلبتك كثرة حجارتها. رمّتي : رواية غير الشارح (جثتي) ومعناهما واحد. وفي التكملة والصلة القفّ واد من أودية المدينة.

الشاهد في : (كيد خراش ... ييتم) فقد عملت (كيد) عمل كاد فخراش اسمها ، وييتم خبرها.

شرح أشعار الهذليين ١٢٢٠ والتكملة ٥٧٨ وابن يعيش ١٠ / ٧٢ والمنصف ١ / ٢٥٢ واللسان (كيد) ٣٩٦٥ و (زيل) ١٩٠٢.


إنّ وأخواتها

تعمل إنّ ، وأنّ ، وليت ، ولكنّ ، ولعلّ ، وكأنّ ، عكس كان ، فتنصب المبتدأ وترفع الخبر ، كمفعول قدّم ، وفاعل أخّر ، نحو : إنّ زيدا عالم بأني كفؤ ، ولكنّ ابنه ذو حقد.

ولا يجوز في هذا الباب تقديم الخبر إلّا إذا كان ظرفا أو جارّا ومجرورا ، نحو : ليت هنا غير الوقح ، أو ليت فيها غير الوقح ، فيجوز إذا.

وقد يجب التوسط ، نحو : إنّ عند زيد صاحبه ، وإنّ في الدار مالكها (١).

وإذا عرض لإن المكسورة التي هي الأصل أن تكون هي ومعمولها في معنى (٢) المصدر بحيث يصحّ تقديره مكانها ، فتحت همزتها للفرق ، نحو : بلغني أنّ زيدا فاضل ؛ إذ يصحّ بلغني الفضل.

وكلّ موضع هو للجملة فإنّ فيه مكسورة الهمزة ، فتكسر في سبعة مواضع :

الأول : أن يبتدأ بها في الكلام ، بأن تتقدّم لفظا أو حكما ، فلفظا : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ*)(٣) وحكما : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ)(٤)

__________________

(١) وذلك لاشتمال اسمها على ضمير يعود على الخبر أو لشيء فيه.

(٢) في ظ (مصدر) بدل (معنى).

(٣) سورة يوسف الآية : ٢ ، والدخان الآية : ٣ والقدر الآية : ١.

(٤) سورة البقرة الآية : ١٢. كسرت همزة (إن) لتقدمها حكما فألا قبلها للاستفتاح.


(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ)(١).

الثاني : أن يكون أول صلة ، كقوله تعالى : (وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ)(٢).

واحترزنا بأول صلة ، من نحو : جاء الذي عندك أنه فاضل ، وقولهم : لا أفعله ما أنّ في السماء نجما ؛ إذ التقدير : الذي عندك فضله ، وما ثبت أنّ في السماء نجما.

الثالث : أن يتلقى بها القسم ، كقوله تعالى : (حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣))(٣).

الرابع : أن تقع محكية بالقول ، كقوله تعالى : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ)(٤).

ولا يجوز أن تقع بعد القول من غير أن يتعرض لحكايتها ؛ إذ قد تستحق الفتح بعد القول لجريانه مجرى الظنّ ، نحو : أتقول : أنّ زيدا منطلق؟ بمعنى أتظنّ ، وقد تقع بعد القول المحض غير محكية به (٥) ، فتستحق الفتح ، كقوله : خصصتك بالقول : أنّك خبير ، أي لأنك خبير.

__________________

(١) سورة فاطر الآية : ٥. كسرت همزة (إن) لوقوعها في بدء جواب النداء ، فهي متقدمة حكما.

(٢) سورة القصص الآية : ٧٦.

(٣) سورة الدخان الآيات : ١ ، ٢ ، ٣.

(٤) سورة مريم الآية : ٣٠.

(٥) سقطت (به) من ظ.


الخامس : أن تحلّ محلّ الحال ، كقوله تعالى : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ (٥))(١) وقوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ)(٢) وقول الشاعر :

١٠٧ ـ ما أعطياني ولا سألتهما

إلّا وإنّي لحاجزي كرمي (٣)

ومثله : زرته وإني ذو أمل.

السادس : أن يقع بعد فعل معلّق باللام نحو : اعلم إنّه لذو تقى ، قال الله (٤) تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ)(٥) وقال تعالى : (قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ)(٦).

__________________

(١) سورة الأنفال الآية : ٥. جملة(وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) في محل نصب على الحال من ضمير المفعول في (أخرجك).

(٢) سورة الفرقان الآية : ٢٠. جملة(إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ) في محل نصب على الحال من (المرسلين).

(٣) البيت من المنسرح من قصيدة لكثير عزة يمدح عبد الملك بن مروان وأخاه عبد العزيز.

الشاهد في : (وإني) فقد كسرت همزة إنّ لوقوعها أول جملة الحال. ورواية المبرد في المقتضب (ألا) بفتح الهمزة وتخفيف اللام.

الديوان ٣١٧ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٧٢ والمقتضب ٢ / ٣٤٦ وشرح الكافية الشافية ١ / ٤٨٣ وشرح العمدة ٢٢٧ وابن عقيل ١ / ٣٠٢ والعيني ٢ / ٣٠٨ والأشموني ١ / ٢٧٥ والهمع ١ / ٢٤٦ والدرر ١ / ٢٠٣.

(٤) لم يرد لفظ الجلالة (الله) في ظ.

(٥) سورة المنافقون الآية : ١.

(٦) سورة الحجر الآية : ٦٠.


وممّا لم يحكه الشيخ (١) ولا ابنه (٢) أنه قد تفتح همزتها مع اللام ، قال قطرب (٣) : سمعنا فتح الهمزة في قوله :

١٠٨ ـ ألم تكن حلفت بالله العليّ

أنّ مطاياك لمن خير المطيّ (٤)

قال (٥) : وقال بعضهم (٦) : إذا أنّي (٧) لبه. ففتح.

وممّا ينبغي أن يعرف أن غير الفعل ممّا فيه معنى الفعل حكمه حكم الفعل في كسر الهمزة على المشهور ، مثل : إذا إنّي (٨) لبه ، ومثل : أنت الظانّ إنّ زيدا لقائم ، ومثل : أعجبني ظنّك إنّ الورع لمحمود ، وما أشبهه ، فهذا وشبهه ليس بعد فعل علّق باللام ، بل

__________________

(١) قال ابن مالك في الألفية ٢١ :

وكسروا من بعد فعل علقا

باللام كاعلم أنه لذو تقى

فلم يذكر أن همزة (إنّ) تفتح بعد فعل علّق باللام.

(٢) لم أجد في شرح ابن الناظم للألفية ما يشير إلى أنها تفتح مع اللام المعلقة للفعل ، ٢٦ ـ ٦٣.

(٣) الخصائص ١ / ٣١٥ وسر الصناعة ٣٧٩ والخزانة ٤ / ٣٢٨.

(٤) من الرجز ولم يعرف قائلهما.

الشاهد في : (أنّ) حيث فتح الهمزة مع دخول اللام على الخبر ، والوجه الكسر. وجعلها ابن معطي زائدة.

سر الصناعة ٣٧٩ الخصائص ١ / ٣١٥ وشر ألفية ابن معطي ٩١١ والتذييل والتكميل ٥ / ١١٨ ورصف المباني ٣١٢ وتخليص الشواهد ٣٥٠ والخزانة ٤ / ٣٢٨ والهمع ١ / ١٤٠ والدرر ١ / ١١٦ درجا واللسان (قضى) ٣٦٦٦ و (مطا) ٤٢٢٧ و (مأي) ٤١٢٤.

(٥) سقطت (قال) من ظ.

(٦) حكاه قطرب. سر الصناعة ٣٧٩ والتذييل والتكميل ٥ / ١١٨.

(٧) في ظ (أتى) في الموضعين.

(٧) في ظ (أتى) في الموضعين.


بعد ما يشبه الفعل ، فلو كان قال (١) بدل البيت المذكور نحو :

أو بعد فعل أو كفعل علّقا

باللام في الغالب فيما حققا

لدخل فيه هذا ، ولعلم ما حكاه قطرب من ورود الفتح مع اللام.

السابع : ذكره الشيخ في بعض مصنّفاته (٢) أن تقع إنّ خبر اسم عين ، سواء كان خبرا في الحال ، كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ)(٣) أو كان خبرا ودخل عليه ناسخ ابتداء كقوله :

١٠٩ ـ منّا الأناة وبعض القوم يحسبنا

إنّا بطاء وفي إبطائنا سرع (٤)

فالكسر في المثالين يجب ؛ إذ لو فتحت الهمزة فيهما لكانت

__________________

(١) لم يشر ابن مالك في الألفية إلى أن ما فيه معنى الفعل ، كالمصدر والمشتقات تكسر همزة (إن) بعده إذا علق باللام قال : ٢١

وكسروا من بعد فعل علّقا

باللام كاعلم إنه لذو تقى

(٢) انظر التسهيل : ٦٣ وشرحه ٢ / ٢٠.

(٣) سورة الحج الآية : ١٧. كسرت همزة(إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ) لوقوعها خبر اسم عين وهو (الَّذِينَ آمَنُوا).

(٤) من البسيط لوضّاح اليمن ، عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد كلال. قيل : قتله الوليد بن عبد الملك حين شبب بامرأته أم البنين ابنة عبد العزيز بن مروان.

الشاهد في : (يحسبنا إنّا) فقد كسر همزة إنّ وجوبا لوقوعها مع اسمها وخبرها في موضع المفعول الثاني ليحسب ، وهو في الأصل خبر عن ذات ـ ـ


في تقدير مصدر ، والمقدرة بمصدر لا تكون خبر اسم عين ، فلو كانت خبر اسم معنى ، نحو : جزاؤك أنّك مكرم ، لزم الفتح ما لم يقع بين قولين كما سيأتي.

وتكسر وتفتح في خمسة مواضع :

الأول : أن تقع بعد إذا المفاجأة ، كقوله :

١١٠ ـ وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا

إذا أنّه عبد القفا واللهازم (١)

بالكسر (٢) وهو الأصل ، بمعنى فإذا هو عبد القفا ، والفتح

__________________

وهو ضمير المتكلمين الواقع مفعولا أولا لحسب.

الحماسة ١ / ٣٢٤ وشرح العمدة ٢٢٦ وابن الناظم ٦٢ وشفاء العليل ٣٥٩ وشرح التحفة ١٥١ والعيني ٢ / ٢١٦ وشرح شواهد التحفة ١١٨.

(١) من الطويل ، ولم يعرف قائله.

المفردات : اللهازم : جمع لهزمة : العظم الناتئ تحت الأذن ، وللإنسان لهزمتان ، وجمعهما الشاعر ليشمل ما حولهما ، وأراد أن من ينظر قفاه أو وجهه يعرف مهانته وضعفه ؛ حيث يجد أثر صفع قفاه ولكز وجهه.

الشاهد في : (إذا أنه عبد القفا) حيث جاز الفتح والكسر في همزة (إن) لوقوعها بعد إذا الفجائية ، كما أوضح الشارح. فهي بالفتح تؤول مع معموليها بالمصدر فإذا العبودية موجودة ، وبالكسر تكون جملة ابتدائية.

سيبويه والأعلم ١ / ٤٧٢ والمقتضب ٢ / ٣٥١ والخصائص ٢ / ٣٩٩ وأمالي السهيلي ١٢٦ والإيضاح ٢ / ١٦٧ وشرح جمل الزجاجي ١ / ٤٦١ والمقتصد ٢ / ١١٠١ وشرح الكافية الشافية ١ / ٤٨٥ وابن الناظم ٦٣ وابن يعيش ٤ / ٩٧ و ٨ / ٦١ والمساعد ١ / ٣١٧ ، ٥١٠ والجنى الداني ٣٧٨ وشفاء العليل ٣٦٠ وشرح التحفة ١٥٢ والعيني ٢ / ٢٢٤ والخزانة ٤ / ٣٠٣ وشرح شواهد شرح التحفة ١١٩ وتلخيص الشواهد ٣٤٨ والهمع ١ / ١٣٨ والدرر ١ / ١١٥.

(٢) في ظ (فالكسر).


بمعنى فإذا العبودية منه موجودة.

الثاني : أن يبتدأ بها جواب قسم بلا لام كقوله :

١١١ ـ أو تحلفي بربّ العليّ

أني أبو ذيّالك الصبيّ (١)

فالكسر وهو الأصل على الجواب ، والفتح بمعنى وتحلفي على أنّي ، فنزع الخافض.

الثالث : أن تقع بعد فاء الجزاء ، كقوله تعالى : (كَتَبَ رَبُّكُمْ)(٢) عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣) فالكسر بمعنى فهو

__________________

(١) من رجز لرؤبة بن العجاج.

الشاهد في : (تحلفي ... أني) بفتح الهمزة وكسرها ؛ لوقوعها بعد فعل قسم ، ولا لام بعدها ، فالكسر على أن جملتها جواب القسم ، والبصريون يوجبونه ، والفتح على تأويلها ومعموليها بمصدر معمول لفعل القسم (تحلفي) بإسقاط الجار (على) ، ولا يكون جواب القسم إلا جملة ؛ ولهذا فالفعل (تحلفي) ليس فعل قسم وإنما لطلب القسم ، وإن أجيب عنه ، فالإخبار عن الحلف يجوز أن يجاب عنه. قال الشهاب القاسمي : كونه ليس قسما في البيت واضح. انظر حاشية ياسين على التصريح ١ / ٢١٩ ، والكوفيون يجيزون الوجهين ، والفتح عندهم أكثر ، كما في شرح العمدة ٢٣٠ وابن الناظم ٦٣.

الديوان ١٨٨ ومعاني القرآن ٢ / ٧٠ وشرح الكافية الشافية ١٩٢٥ وابن الناظم ٦٤ ، ٣١٤ وشفاء العليل ٣٦٢ وشرح التحفة ١٥٣ والجنى الداني ٤١٣ وتخليص الشواهد ٣٤٨ والعيني ٢ / ٢٣٢ و ٤ / ٥٣٥ وشرح شواهد شرح التحفة ١٢٣.

(٢) لم يرد لفظ الجلالة (ربكم) في جميع النسخ.

(٣) سورة الأنعام الآية : ٥٤. والشاهد في (فأنه) يجوز فتح الهمزة وكسرها لوقوعها أول جملة جواب الشرط (من عمل).


غفور ، والفتح بمعنى فمغفرته حاصلة.

الرابع : أن يخبر بها عن قول ، وخبرها قول ، وفاعل القولين واحد ، نحو : قولي : إني أحمد الله ، فالفتح على قصد الإخبار بنفس المصدر ، والكسر على قصد الإخبار بنفس الجملة لقصد الحكاية.

الخامس : أن تقع بعد القول المضمن معنى الظنّ ، كقوله :

١١٢ ـ أتقول إنّك بالحياة ممتّع

وقد استبحت دم امرئ مستسلم (١)؟

أجاز فيه الشيخ في تنبيهاته الوجهين (٢).

ويجوز دخول لام الابتداء مع إنّ المكسورة على الخبر أو ما في محلّه ، أما الخبر فدخولها عليه بشرط ألّا يتقدّم معموله ، ولا يكون منفيّا ، ولا ماضيا متصرّفا خاليا من قد ، بل مفردا ، نحو : إني لملجأ ، أو ظرفا أو شبهه نحو : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤))(٣) أو جملة اسمية كقوله :

__________________

(١) من الكامل ، ونسبه العيني في شواهده والبغدادي في شرح شواهد شرح التحفة الوردية إلى الفرزدق وليس في ديوانه.

الشاهد في : (أتقول إنك) يجوز في همزة (إن) الوجهان : الكسر على الحكاية ، فالقول على أصله ، والفتح على أن القول بمعنى الظن ، فتعمل (تقول) عمل ظنّ ، وتؤوّل أنّ ومعمولاها بمصدر منصوب يسد مسد المفعولين.

شرح العمدة ٢٢٩ والمرادي ١ / ٣٣٧ وشرح التحفة ١٥٤ والعيني ٢ / ٣١٤ وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي ١٢٥ والأشموني ١ / ٢٧٥.

(٢) انظر شرح الكافية الشافية ٤٨٥.

(٣) سورة القلم الآية : ٤.

والشاهد دخول لام الابتداء في (لَعَلى خُلُقٍ) على خبر (إن) وهو جار ومجرور ، وذلك جائز. [رواه البخاري ومسلم]


١١٣ ـ إنّ الكريم لمن يرجوه ذو جدة

ولو تعذّر إيسار وتنويل (١)

أو مضارعا مثل : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ)(٢) أو ماضيا غير متصرف نحو : وإنك لنعم الفتى ، إنك لعسى أن تقوم ، أو مقرونا بقد نحو : زيدا لقد سما على العدى.

ويجوز أن تصحب اللام المتوسط الذي هو معمول الخبر ، نحو : إنّ زيدا لطعامك آكل ، وإنّ عبد الله لفيك راغب.

وتصحب الفصل ، مثل : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ)(٣) وتصحب اسم إنّ المتأخر على الخبر إذا كان ظرفا أو عديله ، مثل : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً*)(٤).

__________________

(١) من البسيط ولم يعز لقائل.

المفردات : جدة : غنى. إيسار : مصدر أيسر من اليسر. تنويل : مصدر نوّل بمعنى أعطى. قال ابن هشام : جعل مجرد رجاء الكريم محصّلا للغنى ، ولو كان الكريم المرجو غير موسر ولا منيل ، ولقد بالغ حتى أحال.

الشاهد في : (إنّ الكريم لمن ... ذو جدة) فقد دخلت اللام على خبر إنّ المكسورة للمبالغة في التأكيد ، وهو جملة اسمية ، فمن مبتدأ ، وذو خبر ، والجملة خبر اسم إنّ ، وذلك جائز.

شرح التسهيل ٢ / ٢٧ وابن الناظم ٦٥ والمساعد ١ / ٣٢٠ وشفاء العليل ٣٦٣ والعيني ٢ / ٢٤٢ وتخليص الشواهد ٣٥٥ وشواهد التوضيح ١٥٢.

(٢) سورة النمل الآية : ١٢٤. وفي ظ زيادة (بينهم).

والشاهد : دخول لام الابتداء على خبر إنّ (ليحكم) لكونه مضارعا ، وذلك جائز.

(٣) سورة آل عمران الآية : ٦٢.

والشاهد : دخول لام الابتداء على ضمير الفصل (هو) الواقع بين اسم إنّ (هذا) وخبرها (القصص).

(٤) سورة آل عمران الآية : ١٣ ، والنور الآية : ٤٤.

والشاهد : دخول اللام على اسم إنّ المتأخر (لعبرة) ، وخبرها جار ومجرور.


وندر دخولها على غير ذلك (١).

وإذا وصلت (ما) الزائدة بإنّ أو إحدى أخواتها بطل العمل ، وقد يبقى العمل حتى في غير ليت ، لما ذكر ابن برهان (٢) أنّ الأخفش روى : إنّما زيدا قائم ، وعزي إلى الكسائي (٣) مثله.

وإذا جاء المعطوف بعد اسم إنّ وخبرها فحقه النصب ، وقد يرفع كقوله :

١١٤ ـ فمن يك لم ينجب أبوه وأمّه

فإنّ لنا الأمّ النجيبة والأب (٤)

__________________

(١) انظر شرح ابن الناظم ٦٦ والأشموني ١ / ٢٨٠ ، فقد ذكرا شواهد دخلت لام الابتداء على خبر غير (إن) المكسورة.

(٢) قال ابن برهان في شرح اللمع ٧٥ : «وروى أبو الحسن الأخفش عن العرب : إنما زيدا قائم ، فأعمل مع زيادة (ما). وذكر ابن جزء الأسدي مثل ذلك عن كتاب الكسائي عن العرب ، كذلك سمعت شيخنا أبا القاسم الدقيقي يحكيه. «وقال الزجاجي في الجمل ٣٠٤ : «ومن العرب من يقول : إنما زيدا قائم ، ولعلما بكرا مقيم ، فيلغي (ما) وينصب بإنّ ، وكذا سائر أخواتها». وانظر شرح العمدة ٢٣٣ وابن عقيل ١ / ٣١٩ ـ ٣٢٠ وشفاء العليل ٣٦٩ والمساعد ١ / ٣٢٩ وابن الناظم ٦٦. وقاسه ابن السراج في الأصول ١ / ٢٨١.

(٣) انظر التعليق السابق.

(٤) البيت من الطويل ، ولم يعز إلى قائل.

الشاهد في : (إنّ لنا الأمّ ... والأب) فقد عطف (الأب) مرفوعا على محل اسم إنّ (الأمّ) ، وهو الرفع قبل دخول إنّ ، وهذا قليل ، والأصل النصب لعطفه على اسم إنّ المنصوب. وقد يعرب مبتدأ خبره محذوف والتقدير : والأب المنجب كذلك ، فيكون من عطف الجمل.

شرح الكافية الشافية ٥١١ وابن الناظم ٦٧ والعيني ٢ / ٢٦٥ والهمع ٢ / ١٤٤ والدرر ٢ / ١٩٩ والأشموني ١ / ٢٨٥ وشرح التصريح ١ / ٢٢٧.


ولا يجوز إنّ زيدا وعمرو قائمان ؛ لئلا يتعدّد عامل قائمان ؛ إذ الرافع للخبر (١) هنا هو الناسخ ، وفي خبر (٢) المبتدأ هو المبتدأ ، وأجازه الكسائي (٣) على أنّ الرافع للخبر هو الرافع للمبتدأ (٤) ، والصحيح الأول.

وأمّا قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٩))(٥) فمحمول على التقديم والتأخير ، ومثله :

١١٥ ـ وإلّا فاعلموا أنّا وأنتم

بغاة ما بقينا في شقاق (٦)

__________________

(١) في ظ (رافع الخبر).

(٢) سقطت من ظ.

(٣) شرح الكافية الشافية ٥١٢ وابن الناظم ٦٧ والأشموني ١ / ٢٨٦.

(٤) في ظ (في المبتدأ).

(٥) سورة المائدة الآية : ٦٩.

ف(الَّذِينَ) اسم (إِنَّ) وخبره جملة (لا خوف عليهم) وقد عطف مبتدأ مرفوع (الصَّابِئُونَ) على مبتدأ منصوب بإن (الَّذِينَ آمَنُوا). وهذا جائز عند الفراء والكسائي ، ويشترط الفراء دون الكسائي خفاء إعراب اسم (إن) كما في الآية الكريمة ، والجمهور يحمل الآية وما ورد من شواهد على أن المعطوف فيهما منوي التأخير عن خبر اسم (إنّ) وخبره محذوف دلّ عليه خبر (إن) والتقدير والله أعلم : والصابئون كذلك لا خوف عليهم. انظر سيبويه ١ / ٢٩٠ ومعاني القرآن ١ / ٣١١ ـ ٣١٢.

(٦) البيت من الوافر ، لبشر بن أبي خازم وقبله :

إذا جزّت نواصي آل بدر

فأدّوها وأسرى في الوثاق

الشاهد في : (أنّا وأنتم بغاة) فقد عطف (أنتم) على محل اسم أنّ قبل الخبر ـ ـ


فقدّم في الآية (الصابئين) لإفادة أنه يتأبّ عليهم إن آمنوا وأصلحوا ، مع أنهم أشدّ غيّا بخروجهم عن الأديان ، فما الظنّ بغيرهم ، وقدّم في البيت أنتم على (١) الخبر تنبيها على أنّ المخاطبين أوغل في البغي (٢) كقوله (٣) :

١١٦ ـ خليليّ هل طبّ فإني وأنتما

وإن لم تبوحا في الهوى دنفان (٤)

__________________

(بغاة) ، ويحتمل إعراب (بغاة) خبرا لأنتم والجار والمجرور (في شقاق) خبر لاسم أن ، ويشترط ابن مالك أن يسبق (أن) علم. وإذا جعل معنى (بغاة) طلاب ثأر وقع خبرا لاسم إنّ ولأنتم. وقيل فيه ما قيل في الآية الكريمة : من أن المعطوف المرفوع (أنتم) قبل الخبر منوي التأخير ، والتقدير : فاعلموا أنا بغاة وأنتم كذلك. والأولى أن يحمل ما بعد المعطوف خبر له ، وخبر الأول محذوف دل عليه المذكور كما خرج الشارح الشاهد الآتي.

الديوان ٢١٩ وسيبويه والأعلم ١ / ٢٩٠ ومعاني القرآن للفراء ١ / ٣١١ وشرح الشافية الكافية ٥١٣ وابن الناظم ٦٧ وابن يعيش ٨ / ٦٩ والمساعد ١ / ٣٣٧ وشفاء العليل ٣٧٧ والمرادي ١ / ٣٤٨ والعيني ٢ / ٢٧١ والخزانة ٤ / ٣١٥ والإنصاف ١٩٠ وأسرار العربية ١٥٤.

(١) في الأصل وم (البيت اسم أنّ على).

(٢) في الأصل وم (النفي).

(٣) في ظ (قوله).

(٤) البيت من الطويل ، قال العيني أنشده ثعلب ولم يعزه إلى قائل.

المفردات : طبّ : مثلث الطاء ، علاج. تبوحا : البوح إظهار الأسرار. الهوى : الحب. دنفان : مثنّى دنف ، من الدّنف وهو المرض.

الشاهد في : (إني وأنتما ... دنفان) فقد حذف خبر اسم (إن) دنف ؛ لدلالة خبر المعطوف عليه وأنتما دنفان ، ولا يصلح أن يكون خبرا لاسم إن لتثنيته ، وهذا يقوي رأي من قال في الآية والشاهدين السابقين : إن الخبر المذكور للمعطوف المرفوع ، وخبر إنّ محذوف دلّ عليه المذكور ، كما وضّح الشارح.


فمحمول على أن خبر المعطوف عليه محذوف لدلالة خبر المعطوف ، التقدير فإني دنف وأنتما دنفان.

وما أوهم خلاف ما قدّمناه فهو محمول على أحد هذين المحملين ، أو على الشذوذ.

ويساوى إنّ و (١) لكنّ وأنّ في جواز رفع المعطوف ونصبه بعد استكمالها (٢) الاسم والخبر ، بخلاف ليت ولعلّ وكأنّ (٣).

وتخفف إنّ المكسورة فيقلّ عملها ، كقراءة ابن كثير (٤) ونافع : وإن كلا لما ليوفينهم (٥) والإهمال القياس ، ويلزم اللام إذا ؛

__________________

ـ ـ شرح التسهيل ٢ / ٥٠ وابن الناظم ٦٨ والعيني ٢ / ٢٧٤ والمغني ٦٢٢ ، ٤٧٥ وشواهد السيوطي ٨٦٦ والتصريح ١ / ٢٢٩ والأشموني ١ / ٢٨٦.

(١) سقطت الواو من ظ.

(٢) في ظ (استكمالهما).

(٣) يظهر من كلام الفراء أنه يقيس جواز عطف اسم مرفوع على اسم إنّ المنصوب قبل ذكر الخبر في الباب كله ؛ فقد أورد شواهد لإنّ وأنّ وليت.

معاني القرآن ١ / ٣١١.

(٤) هو عبد الله بن كثير بن عمرو بن زاذان المكي ، إمام أهل مكة في القراءة ، أخذ القراءة عن عبد الله بن السائب ومجاهد بن جبر ودرباس ، وأخذ عنه إسماعيل القسط ، وغيره كثير. ولد ومات بمكة (٤٥ ـ ١٢٠ ه‍) غاية النهاية ١ / ٤٤٤.

(٥) سورة هود الآية : ١١١.

قرأ نافع وابن كثير ووافقهم ابن محيصن بإسكان النون مخففة وتخفيف ميم (لما) ونصب (كلّا) اسم (إن) المخففة ، والخبر (ما) واللام للابتداء. وفيها الشاهد.

وقرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب وخلف بتشديد (إنّ) وتخفيف الميم. ـ ـ


فرقا بينها وبين النافية ، مثل : (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٣٢))(١) وقد يستغنى عن اللام لقرينة رافعة احتمال نفي كقوله :

١١٧ ـ أنا ابن أباة الضيم من آل مالك

وإن مالك كانت كرام المعادن (٢)

__________________

وقرأ ابن عامر وحفص وحمزة وأبو جعفر بتشديد (إنّ) والميم. وقرأ أبو بكر بتخفيف (إن) وتشديد الميم ، جعل (إن) نافية و (لما) بمعنى (إلّا) أو (كلّا).

انظر معاني القرآن ٢ / ٢٨ ـ ٣٠ وابن خالويه ٦١ وحجة القراءات ٣٥٠ ـ ٣٥٣ والنشر ٢ / ٢٩٠ ـ ٢٩١ والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٢٨ والإتحاف ٢ / ١٣٥ ـ ١٣٦.

(١) سورة يس الآية : ٣٢.

قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة وابن جماز ووافقهم الحسن والأعمش بتخفيف (إن) وبتشديد ميم (لمّا) على أنها بمعنى (إلّا) و (إن) نافية ، واللام فارقة و (كل) مبتدأ خبره (جميع).

وقرأ الباقون بتخفيف (إن) وإلغاء عملها وتكون (ما) صلة ، واللام فارقة ، والتقدير : وإن كلّ لجميع لدينا محضرون. وبقراءة ابن عامر ومن معه استشهد الشارح لما ذهب إليه من أنها إذا أهملت لزم دخول اللام على الخبر فرقا بين المهملة والنافية. النشر ٢ / ٢٩١ والإتحاف ٢ / ٤٠٠.

(٢) البيت من الطويل للطّرمّاح بن حكيم الطائي ، واسمه الحكم ، ويكنى أبا نفر.

وروي : (ونحن أباة).

المفردات : أباة : جمع آب ، كقضاة وقاض ، من أبى يأبى إذا منع. الضيم : الظلم. كرام المعادن : الأصول.

الشاهد في : (إن مالك كانت كرام) فإن مخففة من الثقيلة ، وما بعدها مبتدأ وخبر ، ولم تلحق اللام الفارقة ـ بينها وبين النافية ـ الخبر على الأصل ، لأمن اللبس ووضوح المراد ، فالمقام مقام فخر.

الديوان ٥١٢ وشرح الكافية الشافية ٥٠٩ وشرح العمدة ٢٣٧ وشفاء العليل ٣٦٧ والجنى الداني ١٣٤ وابن الناظم ٦٨ والمرادي ٣٥٢ والعيني ٢ / ٢٧٦ وتلخيص الشواهد ٣٧٨ والهمع ١ / ١٤١ والدرر ١ / ١١٨ والبحر ٧ / ١٦.


وإذا وليها (١) الفعل فالغالب كونه ماضيا ناسخا للابتداء ، مثل : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً)(٢)(تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ)(٣)(وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)(٤) ، وأما نحو قوله تعالى : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ)(٥) مما وليها فيه مضارع ، ونحو قول الشاعر :

١١٨ ـ شلّت يمينك إن قتلت لمسلما

حلّت عليك عقوبة المتعمّد (٦)

__________________

(١) يعني المخففة.

(٢) سورة البقرة الآية ١٤٣.

(٣) سورة الصافات الآية : ٥٦.

(٤) سورة الأعراف الآية : ١٠٢.

(٥) سورة القلم الآية : ٥١.

(٦) البيت من الكامل ، قيل لعاتكة بنت زيد بن عمر بن نفيل ، ابنة عم عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، ترثي زوجها الرابع الزبير بن العوام ، الذي اغتاله عمرو ابن جرموز يوم الجمل بوادي السباع ، وهو منصرف إلى المدينة سنة ٣٦ ه‍ ، وتزوجها بعده الحسين بن علي رضي‌الله‌عنهما ، وكل أزواجها استشهدوا. وقيل لصفية زوجة الزبير. وقيل : لأسماء بنت أبي بكر رضي‌الله‌عنهما. وروي بألفاظ مختلفة :

تالله ، ربك إن قتلت لمسلما

وجبت ...........

هبلتك أمك إن قتلت لمسلما

 .............

هبلتك أمك إن قتلت لفارسا

 .............

شلت ..............

كتبت ..............

ثكلتك ............

 ................

كما رويت قافيته في المنصف (المتقدم).

الشاهد في : (إن قتلت لمسلما) حيث ولي (إن) المخففة من الثقيلة فعل ماض غير ناسخ (قتلت) وذلك قليل. وقال ابن مالك في شرح الكافية الشافية : شاذ.

المنصف ٣ / ١٢٧ والمحتسب ٢ / ٢٥٥ والأزهية ٣٧ وشرح الكافية للرضي ٢ / ٣٥٩ وشرح الكافية الشافية ٥٠٤ وشرح العمدة ٢٣٦ وابن الناظم ٦٨ ـ


ممّا وليها فيه ماض غير ناسخ فقليل ، وأقلّ منه قولهم (١) : إن تزينك لنفسك ، وإن تشينك لهيه. والناسخ للابتداء باب كان ، وباب كاد وباب ظنّ.

وإذا خفّفت (أنّ) المفتوحة فلا تلغى ولا يظهر اسمها إلّا ضرورة كقوله :

١١٩ ـ بأنك ربيع وغيث (٢) مريع

وأنك هناك تكون الثّمالا (٣)

__________________

والمرادي ١ / ٣٥٣ وشفاء العليل ٣٦٨ والمساعد ١ / ٣٢٧ والعيني ٢ / ٢٧٨ وابن يعيش ٨ / ١٧ ، ٧٢ والإنصاف ٦٤١ والخزانة ٤ / ٣٤٨ ، ٣٤٩ والمقرب ١ / ١١٢ والدرر ١ / ١١٩ والهمع ١ / ١٤٢ والأغاني ١٩ / ٦٨١٣ والعقد ٣ / ٢٧٧ وحماسة الظرفاء ١ / ١٣٢.

(١) قال ابن مالك في شرح الكافية الشافية ٥٠٤ حكاه الكوفيون. وانظر ابن يعيش ٨ / ٧٦ وشرح الكافية ٢ / ٣٥٩. وقد ولي (إن) فعل مضارع غير ناسخ.

(٢) في ظ (وليث).

(٣) البيت من المتقارب لجنوب بنت العجلان الهذلية ، أو لأختها عمرة في رثاء أخيهما عمرو ذي الكلب. وقال ابن هشام في تخليص الشواهد : هو لكعب ابن زهير. ورواية شرح أشعار الهذليين :

بأنك كنت الربيع المغيث

لمن يعتريك وكنت الثمالا

الشاهد في : (أنك ربيع ، وأنك هناك تكون الثمالا) حيث ظهر اسم (أن) المخففة من الثقيلة في الموضعين وهو كاف الخطاب ؛ وذلك ضرورة.

وفيه شاهدان آخران وهما أن خبرها وقع اسما مفردا ظاهرا (ربيع) في الأولى ، وجملة فعلية (تكون الثمالا). والنحاة يشترطون أن يكون خبرها جملة اسمية كما ذكر الشارح.

أشعار الهذليين ٥٨٥ وشرح اللمحة ٢ / ٥٤ وشرح الكافية الشافية ٤٩٦ وشرح العمدة ٢٤٣ وابن الناظم ٦٩ وشفاء العليل ٣٧٠ وابن يعيش ٨ / ٧٥ والعيني ٢ / ٢٨٢ والمغني ٣١ وشرح شواهده للسيوطي ١٠٦ والإنصاف ٢٠٧ وتخليص الشواهد ٣٨٠ والخزانة ٤ / ٣٥٢.


ولا يجيء خبرها إلّا جملة إمّا اسمية ، كقوله :

١٢٠ ـ في فتية كسيوف الهند قد علموا

أن هالك كلّ من يحفى وينتعل (١)

ومثله : (وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)(٢).

وإمّا مصدّرة بفعل إمّا مضمن دعاء ، كقراءة نافع : والخامسة أن غضب الله عليهآ (٣).

__________________

(١) البيت من البسيط للأعشى ميمون بن قيس ، شاعر جاهلي. وقيل لعبد الله بن الأعور. ورواية ديوان الأعشى للشطر الثاني :

أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الحيل

وقال البغدادي في الخزانة نقلا عن السيرافي الذي أخذ من كتاب أبي بكر مبرمان : أن هذا المصراع (يعني ما أورد النحاة) معمول أي مصنوع ، والثابت المروي : (أن ليس يدفع عن ذي الحيلة الحيل)

الشاهد في : (أن هالك كلّ) فقد جاء خبر (أن) المخففة من الثقيلة جملة اسمية ، فهالك : خبر مقدم ، وكل : مبتدأ ، والجملة خبر (أن) ، واسمها ضمير الشأن.

وعلى رواية الديوان لا شاهد فيه لهذه المسألة لورود الفعل الجامد بعدها ، وإنما فيه شاهد للمسألة الآتية.

الديوان ١٠٩ وسيبويه والأعلم ١ / ٢٨٢ ، ٤٤٠ ، ٤٨٠ والخصائص ٢ / ٤٤١ والمنصف ٣ / ١٢٩ والمحتسب ١ / ٣٠٨ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢ وابن يعيش ٨ / ٧١ ، ٧٤ وابن الناظم ٦٩ والمرادي ١ / ٣٥٥ والعيني ٢ / ٢٨٧ والخزانة ٣ / ٥٤٧ و ٤ / ٣٥٦ وتخليص الشواهد ٣٨٢ والإنصاف ١٩٩ والهمع ١ / ١٤٢ والدرر ١ / ١١٩.

(٢) سورة هود الآية : ١٤.

والشاهد أن خبر (أن) الخففة جملة اسمية ، وهي (لا إله) المحذوفة الخبر.

(٣) سورة النور الآية : ٩.

قرأ نافع بكسر الضاد من (غضب) ورفع لفظ الجلالة على الفاعلية ، فتكون (أن) مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن ، وبها استشهد الشارح.

وقرأ يعقوب بتخفيف (أن) وفتح الضاد ورفع الباء من (غضب) على أنها مبتدأ ، وجر اسم الجلالة من إضافة المصدر إلى فاعله و (عليها) خبر. وقرأ ـ


وإما غير متصرف ، كقوله تعالى : (وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ)(١).

وإمّا مفصول من (أن) بقد ، مثل : (وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٠٥))(٢) أو حرف نفي ، مثل : (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً)(٣) ومثله : (أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ)(٤) أو حرف تنفيس ، مثل : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى)(٥).

وربّما جاء غير مفصول ، كقوله :

١٢١ ـ وحدّث بأن زالت بليل حمولهم(٦)

 ..............

١٢٢ ـ علموا أن يؤمّلون فجادوا

قبل أن يسألوا بأعظم سؤل (٧)

__________________

الباقون بتشد (أن) وفتح الضاد والباء من (غضب) اسم (أنّ). الحجة ٤٩٦ والنشر ٢ / ٣٣٠ والإتحاف ٢ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣.

(١) سورة الأعراف الآية : ١٨٥.

الشاهد مجيء الفعل الجامد (عسى) بعد أن المخففة والمصدر من (أن يكون) فاعل عسى التامة ، والجملة خبر أن المخففة.

(٢) سورة الصافات الآيتان : ١٠٤ ، ١٠٥.

(٣) سورة طه الآية : ٨٩.

(٤) سورة القيامة الآية : ٤.

(٥) سورة المزمل الآية : ٢٠.

(٦) هذا صدر بيت من الطويل ، لامرئ القيس. وعجزه :

كنخل من الأعراض غير منبّق

الشاهد في : (أن زالت) حيث جاء بعدها فعل متصرف غير دعاء وغير مفصول بأحد الفواصل (النفي أو قد أو التنفيس أو لو).

الديوان ١٣٥ وشرح العمدة ٢٣٩ واللسان (حمل) ٢ / ١٠٠٤.

(٧) البيت من الخفيف ولم يعرف قائله.

الشاهد في : (أن يؤملون) على أنّ (أن) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن ، وجاء بعدها فعل متصرف ولم يفصل بأحد الفواصل ، كالشاهد السابق. ـ


وربّما فصل بلو ، كقوله تعالى : (تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ)(١).

ويجوز أيضا تخفيف (كأنّ) فيثبت اسمها تارة ، ويحذف أخرى ، وعلى التقديرين ، فيجيء (٢) مفردا كقوله :

١٢٣ ـ كأن وريديه رشاء خلب (٣)

__________________

شرح الكافية الشافية ٥٠٠ والمرادي ١ / ٣٥٦ والجني الداني ٢١٩ والمساعد ١ / ٣٣١ وشفاء العليل ٣٧١ وابن الناظم ٦٩ والعيني ٢ / ٢٩٤ وشرح التصريح ١ / ٢٣٣ والدرر ١ / ١٢٠ والهمع ١ / ١٤٣ والأشموني ١ / ٢٩٢.

(١) سورة سبأ الآية : ١٤.

(٢) يعني يجيء خبرها مفردا ، أي غير جملة.

(٣) في الأصل وم (رشاء أخلب) وروي : رشاءا خلب ، بتثنية رشاء ، وهي أنسب للمعنى ، فالشاعر يشبه الوريدين بالرشاءين. ولعلّ من رواه (أخلب) بالهمزة التبس عليه الأمر بسبب ألف التثنية ، فظن أنها همزة من كلمة (خلب).

والبيت من رجز لرؤبة.

المفردات : وريديه : الوريدان عرقان في صفحتي العنق. رشاءا : مثنّى رشاء ، وهو الحبل ، وجمعه أرشية. خلب : حبل ليف.

الشاهد في : (كأن وريديه) حيث جاء اسم (كأن) المخففة اسما ظاهرا ، وهو وريديه ؛ وذلك جائز ، والغالب حذفه ، وجاء خبرها (رشاء) مفردا ، أي غير جملة. وقد روي البيت في اللسان : (وريداه) بالرفع على أن اسم (كأن) ضمير الشأن وخبرها الجملة الاسمية (وريداه رشاء) وهذا هو الغالب فيها.

ملحقات الديوان ١٦٩ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٨٠ والإنصاف ١٩٨ وتخليص الشواهد ٣٩٠ وابن يعيش ٨ / ٨٣ والمقرب ١ / ١١٠ وابن الناظم ٧٠ والعيني ٢ / ٢٩٩ والخزانة ٤ / ٣٥٦ واللسان (خلب) ١٢٢١.


١٢٤ ـ .............

كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم (١)

__________________

(١) هذا عجز بيت من الطويل ، وصدره :

ويوما توافينا بوجه مقسّم

وهو لشاعر يشكري جاهلي اختلف فيه على أقوال كثيرة ، فقيل : لابن صريم أو ابن أصرم اليشكري. وقيل : لعليا بن أرقم أو أرقم بن عليا ، أو زيد بن أرقم ، وقيل : اسمه باغث (بالغين) أو باعث (بالعين) المهملة بن صريم اليشكري. أو أرقم اليشكري ، وقيل : لراشد بن شهاب اليشكري ، ونسبه صاحب اللسان إلى كعب بن أرقم اليشكري. وصححه ، وذكر معه ثلاثة أبيات. المفردات : توافينا : تأتينا ، والضمير يعود على المرأة. مقسّم : محسّن ومزيّن ، ووجه قسيم : وسيم. تعطو : تتناول ، وقد ضمن معنى تميل ؛ ولذا عدّاه بإلى. وارق : يقال : أورق الشجر وورّق ، إذا خرج ورقه. ويروى : (ناضر) من النضارة وهي الحسن ، وأراد به الخضرة. السّلم : بفتح السين المشددة واللام ، جمع سلمة شجر كثير الشوك.

الشاهد في : (كأن ظبية) برفع ظبية على أنه خبر اسم (كأن) المخففة ، واسم كأن ضمير المرأة محذوف ، والتقدير : كأنها ظبية ، وظبية خبرها ، وحذف اسم كأن المخففة ، ومجيء خبرها مفردا شاذ ، كما قال الأعلم.

وقيل : ظبية مبتدأ ، وجملة تعطو خبره ، والجملة خبر كأن المخففة واسمها ضمير الشأن.

وروي بنصب (ظبية) والشاهد حينئذ ، على أنه اسم كأن المخففة ، وخبرها محذوف تقديره : كأن مكانها ظبية.

وروي بجرّ (ظبية) مما سيأتي توضيحه في الشاهد (٤٤٦).

سيبويه والأعلم ١ / ٢٨١ ، ٤٨١ والمحتسب ١ / ٣٠٨ والأصمعيات ١٥٧ والإفصاح ٣٤٦ وشرح اللمحة ٢ / ٥٥ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣ ومعاني الحروف ١٢١ وأمالي السهيلي ١١٦ والإنصاف ٢٠٢ وتخليص الشواهد ٣٩٠ وشرح الكافية الشافية ٤٩٦ وشرح العمدة ٢٤١ ، ٣٣١ وشرح الكافية ٢ / ٣٦٠ وابن الناظم ٧٠ والمساعد ١ / ٣٣٣ و ٣ / ١١٢ وابن يعيش ٨ / ٨٣ والمرادي ١ / ٣٥٨ وشفاء العليل ٣٧٣ ، ٩٣٩ والعيني ٢ / ٣٠١ و ٤ / ٣٨٤ والمقرب ١ / ١١١ والضرائر الشعرية لابن عصفور ٥٩ وشرح التحفة ٣٦٣ ـ


ويروي أيضا : بنصب (ظبية) على أنها اسم (كأن) ، وبجرّها على زيادة (أن)

ويجيء جملة كقوله :

١٢٥ ـ ووجه مشرق النحر

كأن ثدياه حقّان (١)

أي : كأن الأمر ثدياه حقان.

__________________

وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي ٤٣٦ وشرح شواهد المغني للسيوطي ١١١ والهمع ١ / ١٤٣ و ٢ / ١٨ والدرر ١ / ١٢٠ و ٢ / ١٢ واللسان (أنن) ١٥٧ (قسم) ٣٦٣١.

(١) البيت من الهزج ، ولم يعرف قائله.

الشاهد في : (كأن ثدياه حقّان) على أنّ (كأن) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف على رواية (وصدر) وهي رواية سيبويه ، وخبرها الجملة الاسمية ، وهذا هو الغالب في خبرها عند تخفيفها. وعلى رواية الشارح (ووجه) فالضمير في (ثدياه) يعود على الوجه والنحر ، أو على الأمر أو الشأن ، ولا بدّ حينئذ من مضاف تقديره : وثديا صاحبته.

سيبويه والأعلم ١ / ٢٨١ ، ٢٨٣ ، والمنصف ٣ / ١٢٨ وأمالي ابن الشجري ١ / ٢٣٧ و ٢ / ٣ ، ٢٤٣ والإنصاف ١٩٧ وتخليص الشواهد ٣٨٩ وابن يعيش ٨ / ٨٢ والمرادي ١ / ٣٥٧ والمساعد ١ / ٣٣٢ وابن الناظم ٧٠ والعيني ٢ / ٣٠٥ وشفاء العليل ٣٧٢ والخزانة ٤ / ٣٥٨ والهمع ١ / ١٤٣ والدرر ١ / ١٢٠.


لا التي لنفي الجنس

إذا قصد بالنكرة بعد (لا) الاستغراق حملت على (إنّ) في العمل موحّدة كانت أو مكرّرة ، فتنصب المضاف ، مثل : لا غلام رجل في الدار ، والمضارع للمضاف ، وهو كلّ اسم اتّصل به شيء هو من تمام معناه ، مثل : لا قبيحا فعله محبوب ، ولا ثلاثة وثلاثين لك ، ويفتقر إلى خبر مرفوع بعد ذلك كما في الأمثلة.

ويركب معها المفرد مفتوحا ، نحو : (١) لا قوّة إلّا بالله ، إن وليها ، ولم يكن مثنى ولا جمع تصحيح ، فإن كان هذين لزم الياء والنون ، نحو :

١٢٦ ـ ... لا إلفين بالعيش متّعا (٢)

 .................

ولا كاتبين (٣) لك ، وفتح جمع تصحيح المؤنث أجود من

__________________

(١) في ظ زيادة (لا حول و).

(٢) هذا قطعة من بيت من الطويل ، ولم يعز لقائل ، وهو بتمامه :

تعزّ فلا إلفين بالعيش متّعا

ولكن لورّاد المنون تتابع

المفردات : تعزّ : تصبّر وتسلّ. إلفين : مثنّى إلف بكسر الهمزة ، وهو الحبيب.

العيش : البقاء. متّعا : من التمتع وهو التلذذ. ورّاد : جمع وارد ، من الورود وهو بلوغ الشيء. المنون : الموت.

الشاهد في : (لا إلفين) وذلك ببناء اسم (لا) النافية للجنس على الياء لأنه مثنّى ، واسمها يبنى على ما يعرب به إذا كان غير مضاف ولا شبيها به.

ابن الناظم ٧١ وشرح التحفة ١٦٠ والعيني ٢ / ٣٣٣ وشفاء العليل ٣٧٩ وشرح شواهد شرح التحفة ١٣٣ وأوضح المسالك ١٩٤ وتخليص الشواهد ٣٩٥ والهمع ١ / ١٤٦ والدرر ١٢٦.


كسره ، وأنشد بالوجهين قوله :

١٢٧ ـ لا سابغات ولا جأواء باسلة

تقي المنون لدى استيفاء آجال (١)

وإن فصل بين الاسم وبين (لا) أو كان معرفة وجب الرفع والتكرير (٢).

وإذا عطفت النكرة المفردة على اسم (لا) وكررت ، فخمسة أوجه : فتح الأول ورفع الثاني ، كقوله :

__________________

(١) في الأصل (كائنين) وفي م (كاين).

(٢) البيت من البسيط ، ولم أقف على قائله.

المفردات : سابغات : دروع طويلة واسعة. جأواء : كتيبة سوداء اللون لكثرة الحديد ، وقيل لون يضرب من الحمرة إلى السواد في الإبل والخيل.

باسلة : من بسل ، مثل شجع وزنى ومعنى ، وفاعل قليل في فعل ، والغالب فيه فعيل ، كشرف فهو شريف ، والمراد بباسلة ، أصحابها ، من البسالة وهي الشجاعة. تقي المنون : أراد تدفع الموت. استيفاء : استكمال.

الشاهد في : (لا سابغات) ورد بفتح تاء جمع المؤنث السالم وكسرها دون تنوين لبنائه في محل نصب على أنه اسم (لا) النافية للجنس ، وذلك جائز.

وذكر ابن هشام في تخليص الشواهد خلافا للعلماء في ذلك.

شرح اللمحة ٢ / ٦٦ وشرح العمدة ٢٥٦ وشفاء العليل ٣٨٠ وابن الناظم ٧١ والعيني ٢ / ٣٦٦ وشرح التحفة ١٦١ وتخليص الشواهد ٣٩٦ وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي ١٣٦ والهمع ١ / ١٤٦ والدرر ١ / ١٢٧ والأشموني ٢ / ٩.

(٣) مثال الفصل ، قوله تعالى : (لا فِيها غَوْلٌ ،) ومثال المعرفة ، قولك : لا زيد عندي ولا هند ، برفع (غول) و (زيد).


١٢٨ ـ هذا لعمركم الصّغار بعينه

لا أمّ لي إن كان ذاك ولا أب (١)

الثاني : فتح الأول ونصب الثاني ، كقوله :

١٢٩ ـ لا نسب اليوم ولا خلّة

اتّسع الخرق على الراقع (٢)

__________________

(١) البيت من الكامل ، وقد ورد في مصادره الاختلاف في قائله على عدة أقوال ، فقال سيبويه والآمدي لرجل من مذحج ، اسمه هنئ بن أحمر من بني الحارث بن مرة الكناني ، وقال البغدادي في الخزانة : قائله ضمرة بن جابر من دارم ، وقيل : لهمام بن مرة ، أخي جساس ، وقيل : لرجل اسمه حمزة ، وقيل غير ذلك.

الشاهد في : (لا أمّ لي ... ولا أب) حيث عطف النكرة (أب) على اسم لا (أمّ) مع تكرار (لا) فبني الأول على الفتح بإعمال (لا) ورفع الثاني على أحد ثلاثة أوجه : الأول : العطف على محل لا مع اسمها ، وهو الرفع على الابتداء عند سيبويه. الثاني : أنّ (لا) عاملة عمل ليس ، وأب اسمها ، وخبرها محذوف. الثالث : أنّ (لا) زائدة ، وأب مبتدأ ، خبره محذوف.

سيبويه والأعلم ١ / ٣٢٢ والمقتضب ٤ / ٣٧١ والجمل ١٦٦ وابن يعيش ٢ / ١١٠ وابن الناظم ٧٢ والعيني ٢ / ٣٣٩ وتخليص الشواهد ٤٠٥ وشرح التحفة ١٦٤ وشرح شواهد شرح التحفة ١٤٤ والمؤتلف ٤٥ وإيضاح العضدي ١ / ٢٤١ والمقتصد ٨٠٤ والإيضاح لابن الحاجب ١ / ٣٩٥ وشرح الجمل لابن عصفور ٢ / ٢٧٥ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٩٢١ والهمع ٢ / ١٤٤ والدرر ٢ / ١٩٨.

(٢) البيت من السريع ، وقد نسبه سيبويه وابن هشام والعيني وغيرهم للشاعر الإسلامي أنس بن العباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة السلمي. وقال البغدادي في شرح أبيات المغني : إنه لأبي عامر بن حارثة جد العباس بن مرداس. وقد اختلف في قافيته فأنشده أكثر النحاة كما أورده ابن الوردي هنا.

وقد ردّ هذه الرواية في شرح التحفة الوردية ، وقال : «كذا أنشدوه ، ـ ـ


الثالث : فتحهما ، نحو : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ)(١).

الرابع : رفعهما (٢).

__________________

والصواب (على الراتق) فالقافية قافية». وبذلك قال البغدادي في شرح أبيات المغني ، وأورد عدة أبيات قافيتها قافية يرتبط الشاهد معها في المعنى والمناسبة ، منها :

أعرف أخوالي وأدعوهم

كأنّ أمّي ثمّ من بارق

لا نسب اليوم ولا خلّة

اتسع الخرق على الراتق

وأورد الآمدي في المؤتلف والمختلف الشطر الثاني ضمن بيتين نسبهما لابن حمام الأزدي بقافية عينية ، وهما :

كنّا نداريها وقد مزقت

واتسع الخرق على الراقع

كالثوب إذ أنهج فيه البلى

أعيا على ذي الحيلة الصانع

ولعلّ منشأ الخلاف بين الرواة أنّ قوله : (اتسع الخرق على الراتق) ذهب مذهب المثل ، فضمن أكثر من قصيدة مع اختلاف القافية فاختلط الأمر ، والله أعلم.

الشاهد في : (لا نسب اليوم ولا خلة) فقد بني اسم لا الأولى (نسب) على الفتح ، ونصب اسم لا الثانية (خلة) على أن لا الثانية زائدة لتأكيد النفي ، وخلة معطوف على محل اسم لا (نسب) إذ محله النصب ، وإن كان مبنيّا على الفتح.

سيبويه والأعلم ١ / ٣٤٩ ، ٣٥٩ والمؤتلف والمختلف ١٢٧ وفرحة الأديب ١٢٦ وابن يعش ٢ / ١٠١ ، ١١٣ ، ٩ / ١٣٨ وشرح التحفة ١٦٣ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٤ / ٣٤٣ وشرح شواهد شرح التحفة ١٣٨ وابن الناظم ٧١ والعيني ٢ / ٣٥١ وتخليص الشواهد ٤٠٥.

(١) سورة البقرة الآية : ١٩٧.

وذلك بالبناء على الفتح في محل نصب اسم (لا).

(٢) ومثاله : لا رجل ولا امرأة في الدار. برفع الأول على الابتداء ، و (لا) ملغاة ، أو إعمالها عمل ليس ، ورجل اسمها. أما الثاني ، فرفعه على ـ ـ


الخامس : رفع الأول وفتح الثاني ، كقوله :

١٣٠ ـ فلا لغو ولا تأثيم فيها

وما (١) فاهوا به أبدا مقيم (٢)

ولا يجوز لك إذا رفعت الأول أن تنصب الثاني ، بل تفتحه (٣) وترفعه كما قلنا.

وإذا وصف اسم (لا) المبني معها بصفة متصلة مفردة جاز بناؤها على الفتح ، وجاز النصب والرفع ، نحو : لا رجل ظريف ،

__________________

إعمال (لا) عمل ليس ، أو عطفه على الأول.

(١) في ظ (فما).

(٢) البيت من الوافر لأميه بن أبي الصلت الثقفي ، من أبيات يصف فيها الجنة والنار على ما عرفه من الكتب السابقة ، فقد كان على اطلاع بما فيها من بعث نبي من العرب ، فأمّل أن يكون هو ، فلما بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كفر به. مات في السنة التاسعة من الهجرة.

والبيت مركب من بيتين هما :

ولا لغو ولا تأثيم فيها

ولا غول ولا فيها مليم

وفيها لحم ساهرة وبحر

وما فاهوا به لهم مقيم

ومثل هذا التركيب وقع في عدة أبيات ذكر البغدادي في الخزانة ١ / ١٤٩ ـ ١٥٠ ، طرفا منها.

الشاهد : في (لا لغو ولا تأثيم) فقد رفع اسم لا الأولى بإعمالها عمل ليس أو إهمالها ، وبنى اسم لا الثانية على الفتح في محل نصب ، وذلك بإعمالها عمل إنّ.

الديوان ٦٩ وشرح التحفة ١٦٦ وابن الناظم ٧٢ والعيني ٢ / ٣٤٦ والخزانة ٢ / ٢٨٣ عرضا وشرح شواهد شرح التحفة ١٤٩ وتخليص الشواهد ٤٠٦ والتصريح ١ / ٢٤١ والأشموني ٢ / ١١.

(٣) يعني تفتحه فتحة بناء فلا ينصب منوّنا.


بفتح (ظريف) ونصبه ورفعه. وإن فصل النعت عن اسم (لا) فلا بناء فيه بل النصب والرفع ، نحو : لا رجل فيها ظريفا أو ظريف ، وكذا إن ، كان غير مفرد ، نحو : لا رجل قبيحا فعله عندك ، أو قبيح ، ولا يجوز بناء (قبيح) على الفتح.

وإذا عطف على اسم (لا) ولم تكرّر لا ، فحكمه حكم النعت المفصول كقوله :

١٣١ ـ فلا أب وابنا مثل مروان وابنه

إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا (١)

__________________

(١) البيت من الطويل ، قال القيسي في شرح شواهد الإيضاح ٢٧٣ ـ ٢٧٤ : «للكميت بن معروف الأسدي ، وينسب للكميت بن زيد الأسدي. «وقال ابن بري ٢٠٧ : «لرجل من عبد مناة بن كنانة». وقيل : للفرزدق ، ولم أجده في ديوان الفرزدق. قلت : ولا يكون من شعر الكميت بن زيد ؛ فهو في مدح مروان بن الحكم وابنه عبد الملك ، والكميت هذا يتشيع لبني هاشم.

وروي : (بالفضل) بدل (المجد) ، ورواه ابن الأنباري كما في الخزانة :

إذا ما ارتدى بالمجد ثم تأزّرا

الإعراب : مثل : قال أبو علي الفارسي في المسائل البصريات ١ / ٤٩٠ ـ ٤٩٢ : يحتمل (مثل) أمرين : يكون صفة ويكون خبرا ، فإن جعلته صفة احتمل أمرين : النصب على اللفظ ؛ لأن اللفظ منصوب ، والرفع حملا على الموضع ، وهذا أقبح منه في غير هذا الموضع ؛ وذلك أنك لما عطفت بالنصب فقد أنبأت أنه منصوب ، فإذا رفعته بعد ذلك كان قبيحا ؛ لأنك كأنك حكمت برفعه بعد ما حكمت بنصبه ... ؛ فلهذا يستحسن عندي حمل الصفة على اللفظ. وقال : وهو عندي صفة للاسمين (أب وابنا) جميعا. وقال : فإن جعلت مثلا الخبر رفعت لا غير ولم تضمر شيئا. انتهى مختصرا.

الشاهد في : (لا أب وابنا) فقد نصب المعطوف على اسم لا المبني ، ومحله النصب. ولم يكرر (لا). ويجوز رفع (ابنا) عطفا على محل (لا) واسمها وهو الابتداء. ولهذا قال الشارح : كالنعت المفصول. يعني جواز الوجهين. ـ


بنصب (ابن) ورفعه.

وقد يبني المعطوف غير مكرر معه (لا) ، حكى الأخفش : لا (١) رجل وامرأة ، بفتحهما.

وتدخل همزة الاستفهام على (لا) هذه ، فيبقى ما كان لها من العمل قبل الاستفهام ، ومن جواز الإلغاء إذا كررت ، والإتباع لاسمها على محله من الابتداء (٢).

ويجب ذكر خبر لا إذا لم يعلم ، كقول حاتم :

١٣٢ ـ وردّ جازرهم حرفا مصرّمة

ولا كريم من الولدان مصبوح (٣)

__________________

سيبويه ١ / ٣٤٩ ومعاني القرآن للفراء ١ / ١٢٠ والمسائل البصريات ١ / ٤٨٨ والمقتضب ٤ / ٣٧٢ وشرح شواهد الإيضاح لابن بري ٢٠٧ وابن يعيش ٢ / ١٠١ ، ١١٠ والمرادي ١ / ٣٦٧ وابن الناظم ٧٢ والعيني ٢ / ٣٥٥ والخزانة ٢ / ١٠٢ وتخليص الشواهد ٤١٣ والهمع ٢ / ١٤٣ والدرر ٢ / ١٩٧.

(١) في الأصل (ألا) بزيادة همزة.

وذلك ببناء (امرأة) على الفتح على تقدير التكرار ، ثم حذفت (لا) ونويت ، واستصحب مع نيتها ما كان مع اللفظ بها. انظر ذلك في شرح الكافية الشافية ٥٢٦ وابن الناظم ٧٣.

(٢) لم يمثل الشارح لذلك ، ومن أمثلته : ألا صديق لك؟ ، وألا رجل ولا امرأة في الدار. وهكذا بقية أحوال (لا) وأحكامها.

(٣) البيت من البسيط ، اختلف في قائله كثيرا ، فقيل : لحاتم الطائي كما في المفصل وشرحه لابن يعيش. وفي الشعر والشعراء والأعلم لرجل من النبيت ابن قاصد. وقال ابن هشام في تخليص الشواهد : «هذا البيت مما ركب فيه صدر بيت على عجز آخر ، وأورده سيبويه والجرمي في كتاب الفرج وأبو بكر في أصوله وأبو علي في إيضاحه ، وتبعهم على ذلك خلق كثير ، ـ ـ


والتزم بنو تميم والطائيون حذف ما يعلم ، وأجازه والإثبات الحجازيون ، فمن حذفه : (قالُوا لا ضَيْرَ)(١)(وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا)

__________________

ولم يورد الزمخشري في مفصله إلا عجزه فسلم من ذلك الغلط ولكنه وقع في غلط آخر ، وهو أنه نسبه لحاتم الطائي ، كما غلط الجرمي إذ نسب البيت كله لأبي ذؤيب. والصواب أنه لرجل جاهلي من بني النبت ، اجتمع هو وحاتم والنابغة الذبياني عند ماوية بنت عفزر خاطبين لها ، فقدمت حاتما عليهم وتزوجته ، فقال هذا الرجل شعرا ، وأوله :

هلّا سألت النبيتيين ما حسبي

عند الشتاء إذا ما هبّت الريح

وردّ جازرهم حرفا مصرّمة

في الرأس منها وفي الأصلاء تمليح

وقال رائدهم سيّان ما لهم

مثلان مثل لمن يرعى وتسريح

إذا اللقاح غدت ملقى أصرّتها

ولا كريم من الولدان مصبوح

وجاء في ملحقات ديوان حاتم البيتان الثاني والأخير.

المفردات : جازرهم : هو الذي ينحر الإبل. حرفا : الناقة الضامرة الصلبة ، شبهت بحرف الجبل أو السيف. مصرّمة : الناقة المقطوعة الطبيين ، لييبس إحليلها فلا يخرج منه اللبن ، فيكون أقوى لها وأطيب للحمها. اللقاح : جمع لقوح ، وهي الناقة الحلوب. أصرّتها : جمع صرار ، وهو خيط يشدّ به رأس ضرع الناقة لئلا يرضعها ولدها ، ولا يلقى الخيط إلا حين لا يكون فيها لبن.

الولدان : جمع وليد ، وهو الصبي. مصبوح : اسم مفعول من الصبوح ، وهو شراب اللبن بالغداة.

الشاهد في : (لا كريم ... مصبوح) حيث ذكر خبر (لا) ؛ لأنه غير معروف ، فإذا لم يعرف وجب ذكره ، وبه جزم سيبويه وابن الناظم. ويجوز إعرابه صفة لاسم (لا) حملا على الموضع ، فيقدر الخبر (موجود) ونحوه ، للعلم به.

ديوان حاتم ٢٩٣ ـ ٢٩٤ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٥٦ والمقتضب ٤ / ٣٧٠ والإيضاح العضدي ٢٤٥ والبصريات ١ / ٤٩٢ وابن يعيش ١ / ١٠٧ وابن الناظم ٧٣ وشفاء العليل ٣٨١ والعيني ٢ / ٣٦٨ وتخليص الشواهد ٤٢٢.

(١) سورة الشعراء الآية : ٥٠. والتقدير : علينا أو في ذلك.


(فَوْتَ)(١).

وندر حذف الاسم وإثبات الخبر ، في قولهم : لا عليك ، أي لا بأس عليك.

__________________

(١) سورة سبأ الآية : ٥١. والتقدير : لهم.


ظنّ وأخواتها

ينصب بالأفعال القلبية المبتدأ والخبر جميعا بعد أخذها الفاعل.

ويفيد منها الخبر (١) يقينا : رأى ، وعلم ، ووجد ، ودرى ، وألفى ، وتعلم ، بمعنى اعلم.

ويفيد منها رجحان وقوع : خال ، وظنّ ، وحسب ، وزعم ، وعدّ ، وحجا ، وهب ، وجعل بمعنى اعتقد ، قال تعالى : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً)(٢).

ويفيد منها تحويلا : صيّر ، وأصار ، وجعل ، ووهب ، وردّ ، وترك ، وتخذ ، واتّخذ.

وتختص الأفعال القلبية بالإلغاء والتعليق ، سوى ما لم يتصرف منها ، وهو هب ، وتعلّم ، الملازمان (٣) للأمر.

فالإلغاء (٤) ترك إعمال الفعل لضعفه بتأخر أو توسط.

والتعليق (٥) ترك إعماله لفصل مصدّر بينه وبين معموله ، نحو :

__________________

(١) سقطت من ظ.

(٢) سورة الزخرف الآية : ١٩. (الملائكة) هي المفعول الأول ، والثاني (إناثا).

(٣) في ظ (اللازمان).

(٤) الإلغاء ، ترك الإعمال ، وهو جائز لا واجب.

(٥) التعليق ، يجب فيه ترك العمل.


علمت لزيد ذاهب.

وللمضارع منها والأمر واسم الفاعل واسم المفعول ما قد علم للماضي من نصب مبتدأ وخبر وجواز إلغاء وتعليق.

والفعل القلبي إذا تأخر عن المفعولين فإلغاؤه أحسن من إعماله ، كقوله :

١٣٣ ـ آت الموت تعلمون فلا ير

هبكم من لظى الحروب اضطرام (١)

وإذا توسط استوى الأمران إلّا أن يؤكد الفعل بمصدر أو ضميره فيقبح إلغاؤه ، فيقبح : زيد ظننت ظنّا منطلق ، وزيد ظننته منطلق (٢) ، أي : ظننت ظنّي (٣). وإن تقدّم فلا يلغى ، وموهم ذلك محمول إمّا على نية ضمير شأن ، كقوله :

١٣٤ ـ أرجو وآمل أن تدنو مودّتها

وما إخال لدينا منك تنويل (٤)

__________________

(١) البيت من الخفيف ، ولم يعرف قائله.

الشاهد في : (آت الموت تعلمون) فقد ألغي عمل الفعل القلبي المتصرف (تعلمون) لتأخره عن مفعوليه ، والإلغاء أحسن هنا من الإعمال مع جوازه.

ابن الناظم ٧٧ وشرح التحفة ١٩٨ والعيني ٢ / ٤٠٢ وتخليص الشواهد ٤٤٥ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٢١ والأشموني ٢ / ٢٨.

(٢) الأحسن في هذا المثال والذي قبله الإعمال ، تقول : زيدا ظننت ظنّا منطلقا ، وزيدا ظننته منطلقا.

(٣) سقطت (ظني) من ظ.

(٤) البيت من البسيط ، للصحابي الجليل كعب بن زهير ، يمدح بها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والبيت هكذا اشتهر ، وروي

أرجو وآمل أن يعجلن في أبد

وما لهنّ طوال الدهر تعجيل


أي : وما إخاله ، وإمّا على نيّة لام ابتداء ، كقوله :

١٣٥ ـ كذاك أدّبت حتّى صار من أدبي

أني رأيت ملاك الشيمة الأدب (١)

__________________

ـ ولعلّ هذا بيت آخر ، ولا شاهد فيه لما يورده النحاة.

الشاهد في : (إخال لدينا منك تنويل) حيث ظاهره إلغاء العامل (إخال) مع تقدمه ورفع تنويل على الابتداء ، وخبره الظرف (لدينا) مقدما ، وبه احتج الأخفش والكوفيون على جواز إلغاء العامل المتقدم. وخرجه الجمهور على تقدير ضمير شأن محذوف ، إخاله ، وجملة المبتدأ والخبر (لدينا تنويل) في موضع المفعول الثاني. أو بتقدير لام ، أي : وما إخال للدينا. وقيل : لتقدم بعض الكلام على الفعل (إخال) وهو هنا أداة النفي (ما) حيث نفت الجملة (لدينا تنويل) ولذا فقد توسط العامل (إخال) بين أجزاء الجملة فجاز الإلغاء.

ونقل البغدادي في شرح شواهد شرح التحفة الوردية عن أحمد الحداد البغدادي أحد شراح القصيدة أن ابن إياز الرومي قال : يجوز فيه أن تكون (ما) موصولة مبتدأ ، ومفعول إخال الأول محذوف وهو العائد إلى ما ، ومنك المفعول الثاني ، وتنويل خبر المبتدأ (ما).

الديوان ٢٩ وشرح البردة لأبي البركات الأنباري ٩٨ وشرح الكافية الشافية ٥٥٧ وشرح العمدة ٢٤٨ وشرح التحفة ١٩٥ والمساعد ١ / ٣٦ وابن الناظم ٧٧ والعيني ٢ / ٤١٢ وشرح شواهد شرح التحفة ٢١١ والخزانة ٤ / ٧ وتخليص الشواهد ٤٤٩ والهمع ١ / ٥٣ و ١٥٣ والدرر ١ / ٣١ و ١٣٦.

(١) البيت من البسيط ، ينسب لأحد الفزاريين ، وأورده أبو تمام في حماسته مع بيت قبله ونصب القافيتين ، وهما :

أكنيه حين أناديه لأكرمه

ولا ألقّبه والسوأة اللقبا

كذاك أدّبت حتى صار من خلقي

أني وجدت ملاك الشيمة الأدبا

ولا شاهد على هذه الرواية لما أورده الشارح.

الشاهد في : (رأيت ملاك ... الأدب) وهو كالشاهد السابق حيث ظاهره إلغاء العامل (رأيت) مع تقدمه ، وبه احتج الكوفيون على جواز إلغاء المتقدم.

وأوله البصريون بتقدير ضمير الشأن (وجدته) فحذف ضرورة ، أو بتقدير لام ـ ـ


أي : رأيت لملاك.

ويجب تعليق الفعل القلبي إذا فصل عمّا بعده (١) إمّا بما النافية ، مثل : (٢)(عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ)(٣) وإمّا بإن ولا النافيتين ، نحو : (وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً)(٤) ونحو : حسبت لا يقوم زيد ، وإمّا بلام الابتداء أو القسم ، نحو : (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ)(٥) ونحو قوله :

__________________

الابتداء (لملاك) فيصير من باب التعليق. وقال ابن مالك : يجوز تعليق العامل المتقدم متى تقدم عليه ما يتعلق بالكلام ، وهو هنا (أنّ) لاحتياج اسمها إلى خبر.

الحماسة لأبي تمام ١ / ٥٧٤ والمقرب ١ / ١١٧ وشرح جمل الزجاجي ١ / ٣١٤ وشرح الكافية الشافية ٥٥٨ وشرح العمدة ٢٤٩ وابن الناظم ٧٧ والمرادي ١ / ٣٨٢ وتخليص الشواهد ٤٤٩ وشرح التحفة ١٩٦ والعيني ٢ / ٤١١ وشرح شواهد المغني للبغدادي ٢١٦ والخزانة ٤ / ٥ وابن الناظم ٧٧ والعيني ٢ / ٤١١ والهمع ١ / ١٥٣ والدرر ١ / ١٣٥ والبحر ٣ / ١٢٤.

(١) في ظ (بعد).

(٢) في ظ زيادة (لقد) أول الآية.

(٣) سورة الأنبياء الآية : ٦٥. علق الفعل (علم) عن العمل بما النافية التي جاءت بين الفعل وممفعوليه جملة (هؤلاء ينطقون).

(٤) سورة الإسراء الآية : ٥٢. علق الفعل (تظن) عن العمل بإن النافية التي جاءت بين الفعل وممفعوليه جملة (لبثتم).

(٥) سورة البقرة الآية : ١٠٢. علق الفعل (علم) عن العمل بلام الابتداء في (لمن) التي فصلت بين الفعل وممفعوليه جملة (من ... له من خلاق) المكونة من (من) الموصولية مبتدأ أول ، وخبرها الجملة الاسمية ، له خبر مقدم ، وخلاق مبتدأ ثان مؤخر المجرور لفظا بمن الزائدة المرفوع محلّا.


١٣٦ ـ ولقد علمت لتأتينّ منيّتي

إنّ المنايا لا تطيش سهامها (١)

وإمّا باستفهام ولو ضمنا ، مثل : (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى)(٢).

وقد ألحق بالقلبية غيرها في التعليق ، نحو : (فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى)(٣)(فَانْظُرِي ما ذا تَأْمُرِينَ)(٤)(فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ

__________________

(١) البيت من الكامل ، ينسب للصحابي الجليل لبيد بن ربيعة ، ولم أجد في ديوانه بيتا بهذا الصدر ، والذي ورد عجز الشاهد ، وصدره هكذا :

صادفن منها غرة فأصبنها

 ...............

ولا يتفق الشطر الأول من الشاهد الذي أورده النحاة والمعنى العام للأبيات التي قبله وبعده في المعلقة ، فهي تصف بقرة صادفتها السباع فافترست ولدها. ولعل الشاهد ورد منفردا أو من قصيدة أخرى لم ترد في الديوان ، واتفق مع بيت المعلقة في العجز.

وذكر السيوطي في شرح شواهد المغني ٨٢٩ البيت هكذا :

ولقد علمت لتأتينّ منيتي

لا بعدها خوف علي ولا عدم

الشاهد في : (علمت لتأتينّ منيتي) حيث علق العامل بلام القسم لفظا ، وجملة القسم سدت مسد مفعولي علم.

الديوان ٣٠٨ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٥٦ وشفاء العليل ٣٩٩ وابن الناظم ٧٨ والمرادي ١ / ٣٨٣ والعيني ٢ / ٤٠٥ وشرح التحفة ١٩٩ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٢٢ والخزانة ٤ / ١٣ ، ٣٣٢ وتخليص الشواهد ٤٥٣ والهمع ١ / ١٥٤ والدرر ١ / ١٣٧.

(٢) سورة الكهف الآية : ١٢. (أي) اسم استفهام مبتدأ ، خبره (أحصى) علق الفعل (علم) عن العمل فيهما حيث المفعول الأول اسم استفهام له الصدارة.

(٣) سورة الكهف الآية : ١٩. علق الفعل (ينظر) عن العمل فيما بعده ، حيث الجملة الواقعة في محل نصب مفعول به صدرت باسم الاستفهام (أي) الواقع مبتدأ وخبره (أزكى). وهذا الفعل ليس من باب ظن ، والتعليق لا يختص بباب ظنّ.

(٤) سورة النمل الآية : ٣٣. (ما) اسم استفهام مبتدأ ، و (ذا) اسم موصول خبره ـ ـ


الْمَفْتُونُ (٦))(١)(أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ)(٢)(يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (١٢))(٣)(وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ)(٤).

وإن أريد بعلمت معنى عرفت ، نحو : (لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً)(٥) وبظننت معنى اتهمت ، وبرأيت معنى أبصرت ، أو أصبت رئته ، وبوجدت معنى أصبت ، وباتّخذت معنى اكتسبت ، وبجعلت معنى علمت ، أو ألقيت أو أوجبت (٦) ، تعدت إلى مفعول واحد ، وحمل

__________________

و (تأمرين) صلته ، وعلق الفعل (انظري) عن العمل في الجملة بعده ، لأن صدر الجملة التي في محل نصب مفعول به اسم استفهام. ويمكن إعراب (ماذا) اسم استفهام مفعول به مقدم وناصبه (تأمرين) والجملة في محل نصب مفعول به لا نظري ، علق بالاستفهام.

(١) سورة القلم الآيتان : ٥ ، ٦. الباء حرف جر ، و (أي) ايم استفهام مجرور ، خبر مقدم ، (المفتون) مبتدأ مؤخر ، والجملة في محل نصب مفعول به ليبصر ، وعلق الفعل بسبب اسم الاستفهام.

(٢) سورة الأعراف الآية : ١٨٤. علق الفعل (يتفكر) عن العمل في الجملة بعده للفصل بما النافية ، و (بصاحب) جار ومجرور خبر مقدم ، و (من) حرف جر زائد ، و (جنة) مبتدأ مجرور لفظا مرفوع محلّا ، والجملة في محل نصب مفعول به ليتفكر.

(٣) سورة الذاريات الآية : ١٢. (أيان) اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر مقدم ، (يوم) مبتدأ مؤخر ، والجملة في محل نصب مفعول به ليسأل المعلق بالاستفهام.

(٤) سورة يونس الآية : ٥٣. علق الفعل (يستنبئ) عن العمل في الجملة بعده للفصل بهمزة الاستفهام ، و (حق) خبر مقدم و (هو) مبتدأ مؤخر ، والجملة في محل نصب مفعول به ليستنبؤنك.

(٥) سورة النحل الآية : ٧٨.

(٦) في ظ (أجبت).


رأي بمعنى حلم (١) على علم الأولى كقوله :

١٣٧ ـ أراهم رفقتي حتى إذا ما

تجافى الليل وانخزل انخزالا (٢)

ويجوز في هذا الباب حذف المفعولين إذا دلّ دليل كقوله تعالى : (الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ*)(٣).

ويقتصر على أحد المفعولين إن دلّ دليل (٤) ، وإن منعه أكثر النحويين بدليل : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ)(٥) تقديره : (ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله) بخلهم (هُوَ خَيْراً لَهُمْ) فـ (هو) فصل ، مثل : (تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً)(٦).

__________________

ـ ومثال (جعل) بمعنى ألقى : جعلت المتاع بعضه على بعض ، أي : ألقيته.

ومثالها بمعنى أوجب : جعلت للعامل كذا ، أي : أوجبت له أجرة كذا.

(١) في ظ (حكم) خطأ في النسخ.

(٢) البيت من الوافر ، لعمرو بن أحمر الباهلي ، يذكر جماعة من قومه لحقوا بالشام فصار يراهم في المنام ، وهو شاعر مخضرم أدرك أيام عبد الملك بن مروان.

الشاهد في : (أراهم رفقتي) فقد حمل الفعل رأى من رؤيا النائم على (علم) القلبية المتعدية إلى مفعولين ، فمعولها الأول ضمير الغيبة (هم) والثاني رفقتي.

أمالي ابن الشجري ٢ / ٩٣ والمرادي ١ / ٣٨٧ وابن الناظم ٧٩ والعيني ٢ / ٤٢١ وشفاء العليل ٣٩٦ وتخليص الشواهد ٤٥٥ والهمع ١ / ١٥٠ والدرر ١ / ١٣٤.

(٣) سورة الأنعام الآية : ٢٢ ، والقصص الآية : ٦٢. التقدير والله أعلم : تزعمونهم شركاء.

(٤) في ظ (لدليل) بدل (إن دلّ دليل).

(٥) سورة آل عمران الآية : ١٨٠.

(٦) سورة المزمل الآية : ٢٠. ولم يرد في ظ (وأعظم أجرا). ـ


والقول وفروعه ينصب بعده المفرد ، كقلت : شعرا ، وتحكى بعده الجملة ، كقلت : زيد قائم.

والأكثر يجيز إجراء القول مجرى الظن إذا كان بلفظ مضارع للمخاطب تاليا للاستفهام ، كقوله :

١٣٨ ـ متى تقول القلص الرواسما

يحملن أمّ قاسم وقاسما (١)

فإن فصل بين الفعل والاستفهام ظرف (٢) ، أو جارّ ومجرور ، أو أحد المفعولين لم يضرّ كقوله :

١٣٩ ـ أجهّالا تقول بني لؤيّ

لعمر أبيك أم متجاهلينا (٣)

__________________

لم يورد ابن الوردي الآية شاهدا على حذف أحد المفعولين ، فالهاء في (تجدوه) هي الأول و (خيرا) الثاني ، وإنما أوردها شاهدا على الفصل بالضمير (هو) بين المفعولين اللذين أصلهما المبتدأ والخبر في الآيتين.

(١) البيت من الرجز لهدبة بن خشرم من الشعراء العذريين ، وهو رواية الحطيأة.

وفي الشعر والشعراء (يبلغن) بدل (يحملن).

الشاهد في : (متى تقول ... يحملن) فقد أجرى القول مجرى الظن ، لتضمنه معناه ، وهو فعل مضارع للمخاطب مسبوق باستفهام ، وهو شرط في إجراء القول مجرى الظن عند غير سليم التي تجريه مجرى الظنّ مطلقا.

المقرب ١ / ٢٩٥ وابن الناظم ٨٠ وشفاء العليل ٤٠٥ والعيني ٢ / ٤٢٧ وتخليص الشواهد ٤٥٦ والهمع ١ / ١٥٧ والدرر ١ / ١٣٩ والشعر والشعراء ٦٩٥.

(٢) في ظ (ظرفا وجار).

(٣) البيت من الوافر نسب للكميت الأسدي.

الشاهد في : (أجهالا تقول بني) كالشاهد السابق في إجراء القول مجرى الظن ، وأورده النحاة شاهدا على أن الفصل بين الاستفهام والفعل بأحد


والفصل بغير ذلك يوجب الحكاية.

وسليم يجرون القول مجرى الظنّ مطلقا كقوله :

١٤٠ ـ قالت : وكنت رجلا فطينا

هذا لعمر الله إسرائينا (١)

__________________

ـ ـ المفعولين لا يضر ، فجهالا مفعول ثان لتقول ، وبني هو المفعول الأول.

الديوان ٣ / ٣٩ وسيبويه والأعلم ١ / ٦٣ والمقتضب ٢ / ٢٤٩ وشرح الكافية الشافية ٥٦٨ وابن الناظم ٨٠ والمرادي ١ / ٣٩٢ وشفاء العليل ٤٠٥ والمساعد ١ / ٣٧٦ وابن يعيش ٧ / ٧٨ والعيني ٢ / ٤٢٩ وتخليص الشواهد ٤٥٧ والخزانة ١ / ٤٢٣ عرضا و ٤ / ٢٣ والهمع ١ / ١٥٧ والدرر ١ / ١٤٠.

(١) البيت من الرجز ، ولم أقف على قائله. وفي أمالي القالي : (هذا ورب البيت).

الشاهد في : (قالت ... هذا ... إسرائينا) فقد أجري القول مجرى الظن فنصب مفعولين هما (هذا إسرائينا) دون شروط ؛ وذلك على لغة سليم.

المساعد ١ / ٣٧٥ وشفاء العليل ٤٠٤ وابن الناظم وأمالي القالي ٢ / ٤٤ وسمط اللآلئ ٦٨١ والمخصص ١٣ / ٢٨٢ وتخليص الشواهد ٤٥٦ والعيني ٢ / ٤٢٥ والهمع ١ / ١٥٧ والدرر ١ / ١٣٩.


أعلم وأرى

كثيرا ما يدخل على الفعل همزة تنقله من اللزوم إلى التعدّي لواحد كأجلستك ، ومن التعدّي لواحد إلى اثنين ، كألبستك ثوبا ، ومن اثنين إلى ثلاثة ، نحو : أرى الله زيدا عمرا فاضلا ، وأعلم الله بشرا أخاك كريما ، والثاني والثالث جزآ ابتداء (١) في الأصل ، ولهما ما لمفعولي علم من جواز كون ثانيهما مفردا وجملة وظرفا ، وامتناع حذفهما أو أحدهما إلّا بقرينة.

وإن كان رأى بمعنى أبصر ، وعلم بمعنى عرف ، عدّيا بالهمزة إلى مفعولين ، الثاني كثاني مفعولي كسوت في أنه غير الأول في المعنى ، وفي جواز الاقتصار عليه وعلى الأول. ومثل أرى المعدّى لثلاثة نبّأ ، كقوله :

١٤١ ـ نبّئت زرعة والسفاهة كاسمها

يهدي إليّ غرائب الأشعار (٢)

وأخبر كقوله :

__________________

(١) يعني مبتدأ وخبرا.

(٢) البيت من الكامل للنابغة الذبياني ، يهجو زرعة بن عمرو الكلابي. ورواية الديوان : (أوابد) بدل (غرائب).

الشاهد في : (نبئت زرعة ... يهدي إلي غرائب الأشعار) حيث تعدى الفعل (نبّأ) إلى ثلاثة مفاعيل ، الأول نائب الفاعل التاء ، والثاني : زرعة ، والثالث : الجملة الفعلية (يهدي ...)

الديوان ٥٤ وشرح الكافية الشافية ٥٧٠ وشفاء العليل ٤٠٨ وابن الناظم ٨١ والمساعد ١ / ٣٨٢ والعيني ٢ / ٤٣٩ وتخليص الشواهد ٤٦٧.


١٤٢ ـ وما عليك إذا أخبرتني دنفا

رهن المنيّة يوما أن تزوريني (١)

وحدّث كقوله :

١٤٣ ـ أو منعتم ما تسألون فمن حد

دثتموه له علينا العلاء (٢)

وأنبأ كقوله :

١٤٤ ـ وأنبئت قيسا ولم أبله

كما زعموا خير أهل اليمن (٣)

__________________

(١) البيت من البسيط لرجل من بني كلاب. ورواية المرزوقي : (ماذا عليك ... تعودينا) بدل (وما عليك ... تزوريني) ويروى : عجزه هكذا :

وغاب بعلك يوما أن تعوديني

الشاهد في : (أخبرتني دنفا) على أن (أخبر) تنصب ثلاثة مفاعيل ، فتاء المخاطبة نائب الفاعل المفعول الأول ، والثاني ياء المتكلم ، والثالث دنفا.

المرزوقي ١٤٢٣ وابن الناظم ٨٢ وشفاء العليل ٤٠٨ وتخليص الشواهد ٤٦٨ والعيني ٢ / ٤٤٣ والدرر ١ / ١٤١ والهمع ١ / ١٥٩.

(٢) البيت من الخفيف ، من معلقة الحارث بن حلّزة اليشكري. وروي : (الولاء) بدل (العلاء).

الشاهد في : (حدثتموه له ... العلاء) فقد نصب (حدّث) ثلاثة مفاعيل ، الأول نائب الفاعل التاء ، والثاني ضمير الغيبة ، والثالث الجملة الاسمية (له العلاء).

الديوان ٢٧ وشرح المعلقات للزوزني ١٤٥ وشرح الكافية الشافية ٥٧١ وابن الناظم ٨٢ وشفاء العليل ٤٠٩ والعيني ٢ / ٤٤٥ وتخليص الشواهد ٤٦٨ وابن يعيش ٧ / ٦٦ وهمع الهوامع ١ / ١٥٩ والدرر ١ / ١٤١.

(٣) البيت من المتقارب للأعشى ميمون بن قيس يمدح قيس بن معدي كرب الكندي. وروى ثعلب أن البيت كما أورده النحاة عيب على الشاعر أوعابه الممدوح فرده الأعشى وقال :

ونبئت قيسا ولم آته

على نأيه ساد أهل اليمن


وخبّر كقوله :

١٤٥ ـ وخبّرت سوداء الغميم مريضة

فأقبلت من أهلي بمصر أعودها (١)

__________________

ـ الشاهد في : (أنبئت قيسا ... خير) فقد نصب الفعل (أنبأ) ثلاثة مفاعيل ، الأول ضمير المتكلم نائب الفاعل ، والثاني قيسا ، والثالث خير.

الديوان ٢١١ ومجالس ثعلب ٣٤٦ وابن الناظم ٨٢ وتخليص الشواهد ٤٦٧ والعيني ٢ / ٤٤٠ والهمع ١ / ١٥٩ والدرر ١ / ١٤٠.

(١) البيت من الطويل ، للعوّام بن عقبة بن كعب بن زهير.

الشاهد في : (خبرت سوداء ... مريضة) حيث نصب الفعل (خبّر) ثلاثة مفاعيل : الأول ضمير المتكلم الواقع نائب الفاعل ، والثاني سوداء ، والثالث مريضة.

ابن الناظم ٨٢ وتخليص الشواهد ٤٦٧ والعيني ٢ / ٤٤٢ والهمع ١ / ١٥٩ والدرر ١ / ١٤١.


الفاعل

الفاعل ما كان كزيد من قولك : أتى زيد ، في كونه مسندا إليه فعل مقدم عليه (١) على طريقة فعل يفعل ، أو كان كوجهه من قولك : منيرا وجهه ، من كونه مسندا إليه اسم مقدم يشبه فعل يفعل (٢).

فيدخل في قولنا : مسندا إليه ، نحو : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ)(٣)

ويدخل في عدم (٤) تقييد الفعل بالتمام اسم كان ؛ إذ هو فاعل عند سيبويه (٥) ، وإن أخرجه بعضهم.

والفاعل مرفوع بفعل مقدم عليه ، فنحو : زيد قام (٦) ، مبتدأ وخبر ، معرّض لتسلّط (٧) نواسخ الابتداء عليه ، فإن ظهر بعد الفعل

__________________

(١) (عليه) زيادة من ظ.

(٢) فقد أسند إلى الوجه اسم جار مجرى الفعل مؤول ، والتقدير : ينير وجهه.

(٣) سورة العنكبوت الآية : ٥١.

والشاهد في الآية أن المصدر المؤول من (أنّا أنزلنا) في محل رفع فاعل للفعل (يكفي) والتقدير : أولم يكفهم إنزالنا.

(٤) في ظ (ترك) بدل (عدم). يه ١ / ٢١ وانظر التسهيل ٥٢ وشرح التحفة ٢٠٢ والمساعد ١ / ٣٨٥ والمرادي ٢ / ٣.

(٥) هذا من باب التوسع ، عند سيبو

(٦) في ظ (قائم) بدل (قام).

(٧) في ظ (للتسلط).


ما هو مسند إليه في المعنى فهو الفاعل ، سواء كان اسما ظاهرا ، كقام زيد ، أو ضميرا بارزا ، كالزيدان قاما ، وإن لم يظهر وجب كونه ضميرا مستترا في الفعل ، كعمرو انطلق.

وإذا أسند الفعل إلى الفاعل الظاهر وهو مثنى أو مجموع جرّد من الألف والواو والنون ، نحو : فاز الشهيدان ، وفاز الشهداء.

ومن العرب (١) جاعلها حروفا دالّة على مجرّد التثنية والجمع مع إسنادها إلى الظاهر ، فيقول : سعدا أخواك ، وسعدوا أخوتك ، وقمن الهندات ، ومثله : أكلوني البراغيث. وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يتعاقبون فيكم ملائكة (٢)» وقال :

__________________

(١) نسبت هذه اللغة إلى بني الحارث ، وفي الجني الداني ١٧١ إلى طيء وإلى أزد شنوءة ..

(٢) هذا قطعة من حديث أورده البخاري في (كتاب مواقيت الصلاة ، باب فضل صلاة العصر) ١ / ١٠٥ ـ ١٠٦ عن أبي هريرة. رضي‌الله‌عنه. قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم ، فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون». وأخرجه النسائي في سننه (باب فضل صلاة الجماعة) ١ / ٢٤٠ عن أبي هريرة. وأخرجه مسلم ٥ / ١٣٣ عن أبي هريرة أيضا ، وكلها بلفظ البخاري في (فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما) وأخرجه مالك في الموطأ في (جامع الصلاة) ١١٨ (٤١١). وأخرجه البخاري أيضا في (كتاب بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة) ٤ / ٢١٣ من طريق شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، بلفظ : «الملائكة يتعاقبون ، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار».


١٤٦ ـ تولّى قتال المارقين بنفسه

وقد أسلماه مبعد وحميم (١)

__________________

ـ ـ وفي عقود الزبرجد ٢ / ٣٣٨ على مسند الإمام أحمد : «قال القاضي عياض : فيه حجة لمن صحح إظهار ضمير الجمع والتثنية في الفعل إذا تقدم ، وحكوا فيها قول من قال من العرب وهم بنو الحارث : (أكلوني البراغيث) وعليه حمل الأخفش قوله تعالى : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) الأنبياء : ٣. وأكثر النحاة يأبون هذا ، ومنهم سيبويه ، ويتأولون هذا ومثله ، ويجعلون الاسم (الذين) بدلا من الضمير ، ولا يرفعونه بالفعل ، كأنه لمّا قال : (أسروا) قال : من؟ قال : (الذين ظلموا).

وقال القرطبي : الواو في قوله : (يتعاقبون) علامة الفعل المذكر المجموع على لغة بني الحارث ، وهم القائلون : أكلوني البراغيث ، وهي لغة فاشية ، وعليه حمل الأخفش قوله تعالى : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) وقد تعسف بعض النحاة في تأويلها ، وردوها للبدل ، وهو تكلف مستغنى عنه ، فإن تلك اللغة مشهورة ، ولها وجه من القياس واضح.

وقال الحافظ ابن حجر : وقد توارد جماعة من الشرّاح على أن حديث الباب من هذا القبيل ، ووافقهم ابن مالك ، وناقشه أبو حيّان قائلا : إن هذا الطريق اختصرها الراوي ، وقد أخرجه النوار بلفظ : (الملائكة يتعاقبون فيكم) فقوي بحث أبي حيان ، قلت : (يعني السيوطي) قد سبق أبا حيان إلى هذا الاستدراك أبو علي. وأما ابن مالك فإنه يسمي هذه اللغة في تصانيفه لغة : (يتعاقبون فيكم ملائكة) وتبعه الرضي على ذلك بعد أن كان النحاة يسمونها لغة : (أكلوني البراغيث)».

وانظر شرح الكافية الشافية ٥٨١ وابن الناظم ٨٤ والمرادي ٢ / ٧ والجني الداني ١٧٠ والمغني ٣٦٥ والهمع ١ / ١٦٠ وارتشاف الضرب ١ / ٣٥٤ وشرح الكافية ٢ / ١٤٤ وتخريج أحاديث الرضي في شرح الكافية ٧٢ ـ ٧٤ وغيرها.

(١) البيت من الطويل ، قاله عبيد الله بن قيس الرقيات القرشي ، مات بالكوفة سنة ٨٥ ه‍ ، وقيل : لقّب بالرقيات لغزله في نساء كل واحدة منهن اسمها رقية. ـ


ويرفع الفاعل فعل مضمر جوازا ، كقولك : زيد ، جوابا لمن قال : من قرأ؟ ومثله قوله :

١٤٧ ـ ليبك يزيد ، ضارع لخصومة

ومختبط ممّا تطيح الطوائح (١)

__________________

والبيت من قصيدة رثى بها مصعب بن الزبير بن العوام رضي‌الله‌عنهما حين قتل في دير الجاثليق سنة ٧١ ه‍ ، ودخلت بمقتله العراق في ملك عبد الملك بن مروان.

المفردات : المارقين : عنى الخوارج أخذا من قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية). أسلماه : خذلاه. مبعد وحميم : أراد البعيدين عنه والأصحاب.

الشاهد في : (أسلماه مبعد وحميم) فقد ألحق بالفعل (أسلماه) علامة التثنية مع إسناده إلى الفاعلين الظاهرين (مبعد وحميم) وذلك على لغة طيء وأزد شنوءة ، والقياس (أسلمه مبعد وحميم).

الديوان ١٩٦ وأمالي ابن الشجري ١ / ١٣٢ وشرح الكافية الشافية ٥٨١ وابن الناظم ٨٤ والمغني ٣٦٧ ، ٣٧١ وتخليص الشواهد ٤٧٣ والعيني ٢ / ٤٦١ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٧٩٠ والهمع ١ / ١٦٠ والدرر ١ / ١٤١.

(١) البيت من الطويل ، وقد اختلف في قائله كثيرا ، فقال الشنتمري : للبيد ، وقال سيبويه وابن يعيش والفارسي في الإيضاح : للحارث بن نهيك ، وقال العيني : لنهشل بن حرّي ، ولضرار بن نهشل في معاهد التنصيص والدرر ، وللحارث بن ضرار النهشلي في شرح السيرافي. وقال القيسي : لمزرد أخي الشماخ. وورد بغير نسبة في غيرها. والشاعر أيّا كان هو يرثي رجلا نهشليّا ، اسمه يزيد ، قد يكون أخاه أو غيره ، فإنه يقول في مطلع القصيدة :

لعمري لإن أمسى يزيد بن نهشل

حشا جدث تسفي عليه الروائح

المفردات :. ضارع : ذليل خاضع. مختبط : المختبط المحتاج. يطيح : يقال : أطاحته السنون إذا ذهبت به في طلب الرزق وأهلكته.

الشاهد في : (ضارع) حيث رفعه على الفاعلية لفعل محذوف دل عليه ما قبله ؛ فإنه لما قال : ليبك يزيد ، ببناء الفعل (يبك) للمجهول ، ورفع ـ


المعنى يبكيه ضارع. ووجوبا إذا فسر بما بعد الفاعل من فعل مسند إلى ضميره أو ملابسه مثل : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ)(١) وهلّا زيد قام أبوه.

وإذا أسند الماضي إلى مؤنث لزمته التاء إذا كان المسند إليه إمّا ظاهرا حقيقيّا غير مفصول ولا مقصود به الجنس ، نحو : أبت (٢) هند ، وإمّا ضميرا متصلا حقيقيّ التأنيث أو مجازيه ، كهند قامت ، والشمس طلعت.

وحقيقيّ التأنيث ما كان بإزائه ذكر ، كمرأة ونعجة.

فالظاهر المجازي المسند إليه ، والحقيقي المفصول ثبوتها مختار فيهما ، والحذف قليل ، كقوله :

__________________

(يزيد) بالنيابة عن الفاعل ، علم أن هناك باكيا غير مذكور ، فكأنه سئل : من يبكيه؟ فأجاب : ضارع ، أي : يبكيه ضارع.

ملحقات ديوان لبيد ٣٦٢ وسيبويه والأعلم ١ / ١٤٥ والمحتسب ١ / ٢٣٠ والخصائص ٢ / ٣٥٣ والمقتضب ٣ / ٢٨٢ ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢٧٢ وشرح الكافية الشافية ٥٩٣ والإيضاح ٧٤ وابن يعيش ١ / ٨٠ والضرورة الشعرية للقيرواني ١٨٧ وابن الناظم ٨٥ وتخليص الشواهد ٤٧٨ وشرح أبيات سيبويه للسيرافي ١ / ١١٠ والعيني ٢ / ٤٥٤ وشفاء العليل ٤١٥ والخزانة ١ / ١٤٧ و ٣ / ٤٤٣ ومعاهد التنصيص ١ / ٢٠٢ والهمع ١ / ١٦٠ والدرر ١ / ١٤٢ والخصائص ٢ / ٣٥٣ ، ٤٢٤ والأشباه والنظائر ٢ / ٣٤٥ وإيضاح شواهد الإيضاح ٧٤.

(١) سورة التوبة الآية : ٦. فأحد فاعل لفعل محذوف وجوبا تقديره : وإن استجارك أحد ، وفعل (استجارك) المذكور تفسيري ، والتقدير : وإن استجارك أحد استجارك.

(٢) في ظ (أتت).


١٤٨ ـ إنّ امرأ غرّه منكنّ واحدة

بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور (١)

ومثله قولك : أتى القاضي بنت الواقف ، هذا في غير المفصول بإلّا ، أمّا المفصول بها فالحذف مختار فيه ، كقولك : ما زكا إلّا فتاة ابن العلا. وحكم المقصود به الجنس في اختيار الحذف حكم المفصول بإلا ، كنعم الفتاة. وأغرب سيبويه (٢) فحكى أنّ بعض العرب يقول : قال فلانة. بحذف (٣) التاء دون فصل أو غيره ممّا تقدم.

ويستباح ضرورة حذفها من الفعل المسند إلى ضمير ذي المجاز كقوله :

١٤٩ ـ فلا مزنة ودقت ودقها

ولا أرض أبقل إبقالها (٤)

__________________

(١) البيت من البسيط ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (غره منكنّ واحدة) حيث حذف تاء التأنيث من الفعل (غر) مع أن الفاعل مؤنث حقيقي ؛ إذ التقدير : غرته منكن امرأة واحدة ، ولعل الذي سوغه الفصل بين الفعل وفاعله بضمير الغائب وبالجار والمجرور الواقع حالا ، والمختار ثبوتها (غرته واحدة) حيث الفصل بغير إلّا كما ذكر الشارح.

سيبويه والأعلم ٢ / ٤١٤ ومعاني القرآن ٢ / ٣٠٨ والخصائص ٢ / ٤١٤ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٥٣ وابن الناظم ٨٦ والمساعد ١ / ٣٩٠ وابن يعيش ٥ / ٩٣ والإنصاف ١ / ١٧٤ وتخليص الشواهد ٤٨١ وشرح التحفة ٢٠٨ والعيني ٢ / ٤٧٦ والهمع ١ / ١٧١ والدرر ٢ / ٢٢٥ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٣٢.

(٢) سيبويه ١ / ٢٣٥.

(٣) في ظ (فتحذف).

(٤) البيت من المتقارب ، لعامر بن جوين الطائي ، وهو أحد الخلعاء الفتاك الجاهليين. ـ ـ


وحكم الفعل المسند إلى جمع غير المذكّر السالم حكم المسند إلى واحد مجازي التأنيث ، نحو قام الرجال ، وقامت الرجال ، وقام بنوك ، وقامت بنوك ؛ لتغيّر نظم واحده ، وتساوي التاء في اللزوم وعدمه تاء (١) مضارع الغائبة.

والفاعل كالجزء من الفعل فحقه الاتّصال بالفعل ، وحقّ المفعول الانفصال عنه.

ويقدّم توسّعا المفعول على الفاعل أو على الفعل نفسه ، مثل : ضرب زيدا عمرو ، و (فَرِيقاً هَدى)(٢).

ويجب تقدّم الفاعل إن خيف لبس ، لعدم ظهور الإعراب والقرينة ، نحو : أكرم موسى عيسى.

__________________

الشاهد في : (أبقل) حيث حذف تاء التأنيث من الفعل ، والقياس أبقلت ، فالفاعل ضمير متصل مستتر يعود على الأرض ، وهذا الحذف خاص بالشعر.

ونقل ابن هشام في تخليص الشواهد عن ابن كيسان أن ذلك جائز في النثر ؛ لتمكن قائله أن يقول : أبقلت ابقالها.

وروي : (أبقلت ابقالها) بكسر التاء لنقل حركة الهمزة بعدها إليها وتخفيف الهمزة بعدها ، وعليها فلا ضرورة ولا شاهد في البيت ، كما ذكر الأعلم.

شعر طيء وأخبارها ٢ / ٤٣١ وسيبويه والأعلم ١ / ٢٤٠ ومعاني القرآن ١ / ١٢٧ والخصائص ٢ / ٤١١ وأمالي ابن الشجري ١ / ١٥٨ ، ١٦١ وشرح الكافية الشافية ٥٩٦ وابن الناظم ٨٦ وابن يعيش ٥ / ٩٤ والمرادي ٢ / ١١ والعيني ٢ / ٢٦٤ وتخليص الشواهد ٤٨٢ والخزانة ١ / ٢١ و ٣ / ٣٣٠ وشرح التحفة ٢٠٥ وشرح شواهده للبغدادي ٢٢٦ والهمع ٢ / ١٧١ والدرر ٢ / ٢٢٤.

(١) في الأصل (ياء).

(٢) سورة الأعراف الآية : ٣٠. (فريقا) مفعول به مقدم على الفعل (هدى).


ويجوز (١) تقديم المفعول مع القرينة ، نحو : ضرب سعدى موسى (٢) ، وأخذت سلمى الحمّى.

ويقدّم الفاعل أيضا إذا أضمر (٣) ولم يقصد حصره ، نحو : أكرمتك وأهنت زيدا (٤) ، وكلما قصد حصره أخّر فاعلا أو مفعولا بإنّما أو بإلّا ، نحو : إنما ضرب زيد عمرا ، وما ضرب زيد إلّا عمرا (٥) ، حصرا في المفعول ، والحصر في الفاعل مثل : إنما ضرب عمرا زيد ، وما ضرب عمرا إلّا زيد. وأجاز الكسائي (٦) تقديم المحصور بإلّا لفهم المعنى معها قدم المحصور أو أخّر ، ووافقه ابن الأنباري (٧) إذا لم يكن فاعلا وأنشد :

١٥٠ ـ تزوّدت من ليلى بتكليم ساعة

فما زاد إلّا ضعف ما بي كلامها (٨)

__________________

(١) في ظ (يجب).

(٢) فموسى فاعل مؤخر ؛ إذ لو كان الفاعل (سعدى) للحقت تاء التأنيث الفعل وجوبا. وقيل : ضربت ؛ لأن الفاعل حقيقي التأنيث ولم يفصل.

(٣) في ظ زيادة (الفاعل).

(٤) ويقال عند حصر الفاعل وهو ضمير ، ما أكرمك إلا أنا ، ومأهان زيدا إلا أنا ، فأنا فاعل مؤخر في المثالين.

(٥) في الأصل وم (ما ضرب إلا زيد عمرا).

(٦) شرح الكافية الشافية ٥٩٠ ـ ٥٩١ وتخليص الشواهد ٤٨٥ والمرادي ٢ / ١٨ ـ ١٩.

(٧) المراجع السابقة. وقال ابن هشام : إن هذا القول ليس خاصا بابن الأنباري ، وإنما هو رأي البصريين ، والفراء وابن الأنباري من الكوفيين.

(٨) البيت من الطويل ، لمجنون ليلى. ويروى عجزه :

فما زادني إلا غراما كلامها


وكثر تقديم المفعول المتلبّس (١) بضمير الفاعل عليه ، نحو : خاف ربّه عمر ، فلو كان الفاعل متلبّسا (٢) بضمير المفعول وجب عند أكثر النحويين تأخيره ، نحو : زان الشجر نوره (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ)(٣) وأجازه بعضهم ، والحقّ أنه قليل ، كقوله :

١٥١ ـ كساحلمهذاالحلم(٤) أثواب سؤدد

ورقّى نداه ذا الندى في ذرى المجد (٥)

__________________

ـ ـ ويتفق معه في الشطر الثاني بيت لذي الرمة ، وفيه الشاهد ، قال :

تداويت من ميّ بتكليمة لها

فما زاد إلا ضعف دائي كلامها

الشاهد في : (ما زاد إلا ضعف ... كلامها) حيث قدم المفعول به (ضعف) المحصور بإلا على الفاعل (كلامها) وبه احتجّ به البصريون والفراء وابن الأنباري على جواز تقديم المفعول به المحصور بإلا.

الديوان ١٧٢ وديوان ذي الرمة ٦٣٧ وشرح الكافية الشافية ٥٩١ وابن الناظم ٨٧ والمساعد ١ / ٤٠٦ وتلخيص الشواهد ٤٨٦ والعيني ٢ / ٤٨١ والهمع ١ / ١٦١ ، ٢٣٠ والدرر ١ / ١٤٣ ، ١٩٥.

(١) في ظ (الملتبس).

(٢) في ظ (ملتبسا).

(٣) سورة البقرة الآية : ١٢٤.

(٤) في ظ (الحكم).

(٥) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (كسا حلمه ذا الحلم) و (رقّى نداه ذا الندى) حيث اشتمل الفاعل (حلمه ونداه) على ضمير المفعول به المتأخر لفظا ورتبة (ذا) بمعنى صاحب في الوضعين ، وذلك قليل عند الشارح ، جائز عند الأخفش وابن جني وأبو عبد الله الطوال ، وأجازه ابن الناظم وابن عقيل في ضرورة الشعر ، ومنعه أكثر النحويين.

شرح الكافية الشافية ٥٨٧ وابن الناظم ٨٨ المساعد ١ / ١١٢ ، ٤٠٨ والعيني ٢ / ٤٩٩ وشفاء العليل ٤٢٣ وتخليص الشواهد ٤٩٠ والدرر ١ / ٤٥ والهمع ١ / ٦٦ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨٧٥.


ومثله :

١٥٢ ـ ولو أنّ مجدا أخلد الدهر واحدا

من الناس أبقى مجده الدهر مطعما (١)

__________________

(١) في ظ (معظما).

والبيت من الطويل لحسان بن ثابت رضي‌الله‌عنه ، يمدح مطعم بن عدي بن نوفل.

الشاهد في : (أبقى مجده ... مطعما) كما مر في الشاهد السابق من عود الضمير في الفاعل (مجده) إلى المفعول به (مطعما) المتأخر لفظا ورتبة.

الديوان ٣٩٨ وشرح الكافية الشافية ٥٨٦ وابن الناظم ٨٨ وشفاء العليل ٤٢٣ وتخليص الشواهد ٤٨٩ والعيني ٢ / ٤٩٧ وشرح الشواهد للسيوطي ٨٧٥.


النائب عن الفاعل

يحذف الفاعل لغرض ما ، فينوب عنه المفعول به فيما له من الرفع ، وتوقف الفائدة عليه ، وتقدّم المسند إليه ، ولا بدّ من كون المسند إلى النائب إمّا فعلا موافقا في الاقتضاء والصوغ لفعل ، كضرب عمرو ، أو يفعل ، كيضرب زيد ، وإمّا اسم مفعول ، كمررت بالمضروب عبده ، وإمّا مصدرا مقدّرا بالموافق المذكور مع (أن) أو أختها (ما) كقوله :

١٥٣ ـ إنّ قهرا ذوو الضلالة والبا

طل عزّ لكلّ عبد محقّ (١)

بتقدير إنّ أن يقهر. وفي الحديث : «أمر بقتل الأسود ذو الطّفيتين (٢)».

__________________

(١) البيت من الخفيف ، ولا يعرف قائله.

الشاهد : في (قهرا ذوو) فذوو نائب عن الفاعل ، والعامل المصدر المبني فعله للمفعول ، وتقديره : أن يقهر ذوو الضلالة.

شرح العمدة ١٨٤ وشرح التحفة ٢٠٤ وشرح شواهده للبغدادي ٢٢٤.

(٢) هكذا أورده النحاة مع اختلاف في لفظ الأسود أو الأبتر. انظر شرح العمدة ١٨٥ ، ٧٠٢ وشرح التحفة ٢٠٥ وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي ٢٢٤.

الشاهد في : (الأسود) على أنه نائب فاعل للمصدر (قتل) المبني فعله للمفعول المقدر من (أن) والفعل ، والتقدير : أمر أن يقتل الأسود.

أما ما اطلعت عليه من كتب الحديث فلا تتفق رواياتها ورواية النحاة ، وليس فيها كلها شاهد لما أورده النحاة إلا على تقدير.

ففي مسند أحمد حيث عزاه الشارح في باب إعمال المصدر ، كما سيأتي : ـ ـ


ويضمّ لذلك أول الماضي ، ويكسر ما قبل آخره ، نحو : وصل ، ويضم أول المضارع ويفتح ما قبل آخره ، نحو : ينتحى (١) ، ويضرب.

والماضي ذو التاء المزيدة يتبع ثانيه أوله في الضم ، نحو : تعلّم وتدحرج ، والماضي الذي أوله همزة وصل يتبع ثالثه أوّله في

__________________

٤٢٠ ، ورد في أربع روايات ، منها ثلاث عن عائشة رضي‌الله‌عنها ، وهي :

(١) «أمر بقتل الأبتر وذو الطفيتين» ٤٠ / ٢٦٥ (٢٤٢١٩) بجر (الأبتر) بالمصدر (قتل) وعطف (ذو) على المحل ، والأصل : أمر بأن يقتل الأبتر وذو الطفيتين ، فالمصدر مضاف إلى نائب الفاعل (الأبتر) المجرور لفظا ، المرفوع محلا ، أما الروايتان الثانية والثالثة :

(٢) «أمر بقتل ذي الطفيتين» ٤١ / ٤٧٩ (٢٥٠٢٥)

(٣) «أمر بقتل ذي الطفيتين والأبتر» ٤٢ / ٧١ (٢٥١٤٢)

والرابعة رواية عبد الله بن عمر «أنه (يعني ابن عمر) كان يأمر بقتل الحيات ..». إلى أن قال : «فقال لهم أبو لبابة : أما بلغكم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن قتل أولات البيوت والدور ، وأمر بقتل ذي الطفيتين والأبتر».

المسند ٢٥ / ٢٩ ـ ٣٠ (١٥٧٥١).

فلا شاهد إذا في روايات المسند كلها على هذه المسألة ؛ فقد جرّ (الأبتر) في الأولى و (ذي) في الثلاث الأخر ؛ بإضافة المصدر إلى نائب الفاعل.

وكذا ما أخرجه مسلم بشرح النووي في (باب قتل الحيات وغيرها) ١٤ / ٢٢٩ ، بلفظ : عن عائشة قالت : «أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقتل ذي الطفيتين فإنه يلتمس البصر ويصيب الحبل».

وأخرجه الترمذي في (باب ما جاء في قتل الحيات) ٤ / ٧٦ (١٤٨٣) عن الليث بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه بلفظ : «اقتلوا الحيات واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر ..» .. فهذه الرواية بالفعل (اقتلوا) وما بعده مفعول به.

(١) في ظ (يلبحى).


الضمّ ، نحو : استحلي الشراب ، والماضي (١) الثلاثي المعتلّ العين يجوز كسر فائه وإشمامها ، كقولك في باع وقال : بيع وقيل.

ومن العرب من يقول : بوع وقول ، فيقلب الياء واوا (٢) لسكونها وانضمام ما قبلها ؛ ويسلّم الواو ، وقال :

١٥٤ ـ ليت وهل (٣) ينفع شيئا ليت

ليت شبابا بوع فاشتريت (٤)

وقال :

١٥٥ ـ حوكت على نولين إذ تحاك

تختبط الشوك ولا تشاك (٥)

__________________

(١) (الماضي) زيادة من ظ.

(٢) في الأصل (واو).

(٣) في الأصل : (ليت وهل وما ينفع ...) ولعل الناسخ خلط بين الرواية المشهورة التي أثبتناها ورواية الكسائي : (ليت وما ينفع ...) كما ذكرها ابن هشام في تخليص الشواهد ٤٩٦.

(٤) البيت من الرجز لرؤبة بن العجاج.

الشاهد : في (بوع) حيث جاء على لغة فقعس ودبير (وهم من فصحاء بني أسد) الذين يقلبون الياء واوا عند بناء الفعل الثلاثي المعتل العين للمجهول لسكونها وانضمام ما قبلها ، كما ذكر الشارح ، والقياس (بيع). ونائب الفاعل الضمير المقدر (هو) يعود على الشباب.

ملحق ديوان رؤبة ١٧١ وشرح الكافية الشافية ٦٠٥ والمرادي ١ / ٢٦ وشفاء العليل ٤٢٠ وابن الناظم ٨٩ وابن يعيش ٧ / ٧٠ وتلخيص الشواهد ٤٩٥ والعيني ٢ / ٥٢٤ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨١٩ والهمع ١ / ٢٤٨ و ٢ / ١٦٥ والدرر ١ / ٢٠٦ و ٢ / ٢٢٢.

(٥) البيت الأول من رجز نسب إلى رؤبة.

المفردات : حوكت : نسجت (يعني رداءه). نولين : تثنية نول ، وجمعه أنوال ، وهو الخشب يلفّ عليه الحائك الثوب ، ويقال له : المنوال ، وجمع المنوال ـ ـ


وقد يعرض بالضمّ والكسر (١) التباس فعل المفعول بفعل الفاعل ، فيجب لذلك الإشمام أو إخلاص الضمة في نحو : خفت ، مقصودا به خشيت. ويجب إخلاص الكسرة في نحو : طلت مقصودا غلبت في المطاولة.

ويجوز في فاء الثلاثي المضاعف مبنيّا لما لم يسمّ فاعله من الضمّ والإشمام والكسر ما جاز في (٢) باع وقال ، نحو : حبّ الشيء ، وحبّ. وقرئ : (هذه بضعتنا ردت إلينا) (٣).

__________________

مناول. ويرى : (نيرين) بكسر نون أوله ، تثنية نير ، وهو علم الثوب ولحمته ، وإذا نسج الثوب على نيرين أو نولين كان أصفق له وأقوى. تختبط الشوك : يقال : خبط الشجر بالعصا ليسقط ورقها ، وأراد هنا متانة ردائه حتى أنها يضرب بها الشوك فلا يؤثر فيها.

الشاهد في : (حوكت) يقال فيه ما قيل في الشاهد السابق. وأصل هذا الفعل واوي ؛ فهو من حاك يحوك ، وباع يائي من باع يبيع.

المنصف ١ / ٢٥٠ وشرح الكافية الشافية ٦٠٥ وابن عقيل ١ / ٤٢٦ وابن الناظم ٨٩ والعيني ٢ / ٥٢٦ وتلخيص الشواهد ٤٩٥ والتذييل والتكميل ٦ / ٢٧١ والهمع ٢ / ١٦٥ والدرر ٢ / ٢٢٣ والبهجة ١٦٤ وشرح التصريح ١ / ٢٩٥ والأشموني ٢ / ٦٣.

(١) في الأصل وم (بالكسر والضم) ، وقد اخترت ما جاء في ظ لموافقته ترتيب الأمثلة.

(٢) في ظ زيادة (فاء).

(٣) سورة يوسف الآية : ٦٥. ولم ترد (إلينا) في ظ.

قرأ علقمة بن قيس ، بكسر الراء (ردّت) القراءات الشاذة ٦٤ ، وفي المحتسب نسبها إلى علقمة ويحيى ، وقال : هي لغة بني ضبّة ١ / ٣٤٥ ، وانظر المساعد ١ / ٤٠٤ والأشموني ٢ / ٦٤.


والذي ذكر لفاء باع من الأحوال الثلاثة ثابت للثالث الذي يليه العين من نحو : اختار وانقاد (١) ، وهو كلّ فعل ماض معتل العين على افتعل وانفعل.

وإن خلا المسند من مفعول به صريح ناب ما تصرّف واختصّ من الظروف أو المصادر ، أو جار (٢) ومجرور ، نحو : أفلح دهره ، وسعي مبرور ، وسعي الأبرار ، والسعي المحمود (٣) ، ورضي عن المحسن. ولا ينوب نحو : عند ، ومعاذ الله ، وحين ، وضرب (٤) لفقد التصرف أو الاختصاص.

ولا ينوب بعض هذه (٥) إن وجد مفعول به (٦) عند سيبويه (٧) ، وأجازه الأخفش والكوفيون (٨) واحتجوا بقراءة أبي

__________________

(١) يقال : اختير واختور ، بكسر التاء ، وضمها وإشمامها ، وكذا يقال في انقاد انقيد وانقود ، بالحركات الثلاث.

(٢) في ظ (والجار).

(٣) حذف الفعل المبني للمجهول اختصارا ، والأصل سعي سعي مبرور ، وكذا سعي سعي الأبرار ، وسعي السعي المحمود.

(٤) يعني أن هذه لا تصح نيابتها لعدم الفائدة أو التصرف ، فعند ومعاذ غير متصرفين ، وحين ، غير محدود فلا يفيد ، وكذا لا يقال : ضرب ضرب ، على أن ضرب الثانية نائب فاعل ، وإنما هي توكيد لفظي ، فالكلام لم يتم ، فلا يفيد السامع.

(٥) في ظ زيادة واو قبل إن.

(٦) (به) زيادة من ظ.

(٧) شرح الألفية لابن الناظم ٩٠.

(٨) المرجع السابق وشرح الكافية الشافية ٦٠٩ وقال ابن مالك في شرح العمدة ـ ـ


جعفر (١) : (لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)(٢).

وبنحو قوله :

١٥٦ ـ لم يعن بالعلياء إلّا سيّدا

ولا شفى ذا الغيّ إلّا ذو هدى (٣)

والأولى نيابة المفعول الأوّل من متعد إلى مفعولين ثانيهما غير

__________________

١٨٦ ـ ١٨٧ : «وبقولهم (يعني الكوفيين) أقول في هذا ؛ لثبوت السماع ؛ وأقوى الشواهد في ذلك قراءة أبي جعفر».

(١) أبو جعفر ، هو يزيد بن القعقاع المخزومي المدني ، قيل : اسمه جندب بن فيروز ، أو فيروز ، أحد القراء العشرة ، وأحد التابعين ، توفي سنة ١٣٠ ه‍. روى القراءة عن ابن عباس وأبي هريرة ، وروى عنه نافع. انظر غاية النهاية ٢ / ٣٨٢ والنشر ١ / ١٧٨.

(٢) سورة الجاثية الآية : ١٤. وذلك بضم الياء وفتح الزاي (يجزى) بالبناء للمفعول ، ونصب (قوما) على المفعولية ، ونائب الفاعل الجار والمجرور (بما) مع تقدم المفعول به ، وذلك على قراءة أبي جعفر وشيبة.

وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء المفتوحة وكسر الزاي بالبناء للفاعل (يجزي) ، ووافقهم اليزيدي والحسن والأعمش. وقرأ الباقون بالنون مفتوحة ، مبنيّا للفاعل. النشر ٢ / ٣٧٢ والإتحاف ٢ / ٤٦٦ ـ ٤٦٧. ولا شاهد في هاتين القراءتين.

(٣) البيتان من الرجز ، لرؤبة ، ورواية ديوانه (لم يغن) بالغين المعجمة ، وقيل : لأبيه العجاج ، ولم أجده في ديوانه.

الشاهد في : (يعن بالعلياء إلا سيدا) وذلك بنيابة الجار والمجرور (بالعلياء) عن الفاعل مع وجود المفعول به (سيدا) ، وأصل الكلام : لم يعن الله بالعلياء إلا سيدا. وهذا يخالف رأي البصريين ويعدونه ضرورة.

ملحقات ديوان رؤبة ١٧٣ وشرح الكافية الشافية ٦٠٩ وابن الناظم ٩٠ وتخليص الشواهد ٤٩٧ وشرح ابن عقيل ١ / ٤٣٢ والعيني ٢ / ٥٢١ والتصريح ١ / ٢٩١ والهمع ١ / ١٦٢ والدرر ١ / ١٤٤.


الأول ، نحو : كسي زيد ثوبا ، ويجوز باتفاق نيابة الثاني إن أمن لبسه بالأول ، نحو : ألبس عمرا جبّة. أمّا إذا خيف لبس ، نحو : أعطي زيد بشرا ، فلا.

وإن كان الثاني هو الأول معنى في باب ظنّ ، وباب أرى ، فأكثرهم يمنع نيابته ويوجبها للأول ، نحو : ظنّ زيد قائما ، وأجاز بعضهم نيابة الثاني حيث لا لبس ، قياسا على كسي عمرا جبّة ، وإلى جوازه ذهب الشيخ رحمه‌الله (١).

وينوب الأول من متعد إلى ثلاثة ، نحو : أرى عمرا (٢) أخاك ، ولا ينوب الثالث اتّفاقا ، وفي الثاني الخلاف في ظنّ.

ولا ينوب إلّا شيء واحد ؛ إذ الفاعل المنوب عنه لا يكون إلّا واحدا ، وما سوى النائب ممّا يتعلق بالرافع منصوب لفظا إن لم يكن كجار ومجرور ، وإن يكنه فمحلّا.

__________________

(١) قال في الألفية ٢٦ :

وباتفاق قد ينوب الثان من

باب كسا فيما التباسه أمن

في باب ظنّ وأرى ، المنع اشتهر

ولا أرى منعا إذا القصد ظهر

(٢) جاء في جميع النسخ (عمرو) بالرفع ، وكأنه نائب الفاعل على أنه المفعول الأول ، والصواب (عمرا) فهو المفعول الثاني ، ونائب الفاعل ياء المتكلم المحذوفه لأنها المفعول الأول ، وأصل المثال : يريني عمرا أخاك ، فياء المتكلم هي المفعول الأول ، فلما بني الفعل للمجهول قيل : أرى ، فحذفت ياء المتكلم لنيابتها عن الفاعل ، فقيل : أرى عمرا أخاك. والله أعلم.


اشتغال العامل عن المعمول

إذا تقدّم اسم على فعل صالح لأن ينصبه لفظا أو محلّا وشغل الفعل عن عمله فيه بعمله في ضميره ، صحّ في الاسم أن ينصب بفعل لا يظهر ، مماثل للظاهر أو مقاربه ، نحو : زيدا ضربته ، وأزيدا مررت به؟

والاسم الواقع بعده فعل ناصب على خمسة أوجه (١) :

الأول : واجب النصب ؛ وذلك حيث تلا السابق ما يختصّ بالفعل من أداة شرط ، نحو : إن ، وحيثما ، أو (٢) تحضيض ، نحو : هلّا ، أو غير ذلك ، تقول : إن زيدا رأيته فاضربه ، وحيثما عمرا لقيته فأكرمه.

الثاني : لازم الرفع ؛ وذلك حيث يتقدم على الاسم مختصّ بالابتداء ، كإذا المفاجأة ، نحو : خرجت فإذا زيد يضربه عمرو.

وكثير من غفل عن هذا وأجاز النصب ، ولا سبيل إلى جوازه ؛ إذ لم تولها العرب إلّا مبتدأ ، وكذا حيث يكون بين الاسم والفعل ماله صدر الكلام ، ممّا لا يعمل ما بعده فيما قبله ، كالاستفهام ، وما النفي ، ولام الابتداء ، وأدوات الشرط ، نحو : زيد هل رأيته؟ وعمرو ما صحبته ، وبشر لأحبّه ، وعبد الله إن

__________________

(١) في ظ (أقسام).

(٢) في ظ (و).


أكرمته أكرمتك.

وقريب من هذا امتناع النصب في نحو : (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (٥٢))(١) ممّا الفعل فيه صفة ناصبة لضمير اسم سابق ؛ إذ لا تعمل صفة في موصوف ، وما لا يعمل لا يفسّر عاملا.

الثالث : راجح النصب ، وذلك لأسباب منها :

كون الفعل المشغول بضمير الاسم السابق فعل أمر أو نهي أو دعاء ، كزيدا أكرمه ، وعمرا لا تشتمه ، واللهمّ عبدك ارحمه.

ومنها أن يتقدّم على الاسم ما الغلب أن يليه الفعل ، كالنفي بما ، ولا ، وإن ، وكحيث (٢) المجردة من ما ، وكالاستفهام بغير هل ، أمّا الاستفهام بهل فواجب النصب ، نحو : هل زيدا (٣) رأيته؟

ومنها أن يلي الاسم عاطفا قبله معمول فعل ، نحو : قام زيد وعمرا أكرمته ، ولقيت بشرا وعمرا وبكرا أبصرته.

ويشترط أن يكون العاطف بلا فصل ؛ لأنّ نحو : قام زيد وأمّا عمرو فأكرمته ، رفعه أجود.

الرابع : مستو فيه الأمران ، وذلك إذا كانت الجملة ابتدائية وخبرها فعل ومعموله ، وتسمّى ذات وجهين ، نحو : زيد قام وعمرا

__________________

(١) سورة القمر الآية : ٥٢. كل : مبتدأ ، وشيء : مضاف إليه ، وجملة فعلوه صفة لكل ، ولا تعمل الصفة في موصوفها ، وما لا يعمل لا يفسر عاملا.

(٢) في ظ (وحيث).

(٣) في ظ (زيد).


كلّمته (١).

الخامس : راجح الرفع ، وذلك حيث خلا من موجب نصبه ومانعه ومرجّحه ومستويه ، فالرفع (٢) ، نحو : زيد لقيته وعبد الله أكرمته ، ومنهم من منع النصب (٣) هنا ، ودليلنا قراءة بعضهم : جنات عدن يدخلونها (٤) وأنشد ابن (٥) الشجري (٦) :

١٥٧ ـ فارسا ما غادروه ملجما

غير زمّيل ولا نكس وكل (٧)

__________________

(١) جاز الوجهان للمشاكلة بين الجملتين ، فإذا رفعت عمرا فهو من باب عطف جملة اسمية على مثلها ، وإن نصبت عمرا ، فهو من باب عطف جملة فعلية على مثلها ، وهي كلّمت عمرا. من (عمرا كلمته). على جملة فعلية ، وهي (قام) الواقعة خبرا لزيد قبلها.

(٢) في ظ (بالرفع).

(٣) في ظ (الاسم) بدل (النصب).

(٤) سورة فاطر الآية : ٣٣.

قرأ عاصم الجحدري (جنات) بكسر التاء جرّا على أنها بدل من (الخيرات) من قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) في الآية قبلها ، أو نصبا على الاشتغال بفعل يفسره (يدخلونها) المشتغل بضمير الجنات ، وهو موضع الاستشهاد بالقراءة. وقرأ الباقون بالرفع (جنات) على الابتداء. إعراب القرآن للنحاس ٣ / ٦٩٨ والقراءات الشاذة لابن خالويه ١٢٣.

(٥) سقطت (ابن) من ظ.

(٦) هو أبو السعادات هبة الله بن علي المعروف بابن الشجري ، يتصل نسبه إلى الحسن بن علي رضي‌الله‌عنهما ، كان عالما باللغة وأشعار العرب وأيامها ، أقرأ النحو سبعين سنة ، ولد ببغداد (٤٥٠ ـ ٥٤٢ ه‍) له الأمالي وشرح اللمع. بغية الوعاة ٢ / ٣٢٤.

(٧) البيت من الرمل ، قاله علقمة بن عبدة الفحل. وقيل : لامرأة من بني الحارث بن كعب ترثي ، ومعه بيتان. ورواية ديوان علقمة (ملحما) بالحاء مكان (ملجما). ـ ـ


وحكم المشغول عنه الفعل بضمير (١) جرّ أو بمضاف إليه ، حكم المشغول عنه بضمير (٢) نصب ؛ فإن زيدا (٣) مررت به ، أو رأيت أخاه ، مثل : إن زيدا رأيته ، في تحتّم (٤) النصب ، وأزيدا (٥) مررت به ، أو عرفت أباه (٦) ، مثل : [إن زيدا لقيته ، في ترجيح النصب ، وزيد قام وعمرا مررت به](٧) ، أو كلمت غلامه ، مثل :

__________________

المفردات : ملجما : بالجيم ، ولعل معناه أن الأعداء قد أحاطوا به في المعركة فلا يجد مخرجا فكأنهم ألجموه من جميع الجهات ، أو أنه لا يستطيع الدفاع عن نفسه فلجامه بالقتل. والمشهور ملحما : بالحاء المهملة ، والملحم هو الذي أحيط به في الملحمة وهي الحرب ، وذلك أن ينشب في الحرب فلا يجد له منها مخرجا ، أو أنه أصبح ملحما أي قتيلا طعمة للسباع.

زمّيل : بضم الزاي وتشديد الميم وسكون الياء ، الرجل الجبان الضعيف.

نكس : بكسر النون وسكون الكاف ، الرجل الضعيف ، ويجمع على أنكاس.

وكل : بفتح الواو والكاف ، من يكل أمره إلى غيره ؛ لعجزه وضعف رأيه.

الشاهد في : (فارسا غادروه) نصب (فارسا) على الاشتغال بفعل يدل عليه الفعل المذكور (غادروه) ، ويجوز رفعه على الابتداء ؛ لأن لم يوجد ما يوجب النصب ، ولا ما يوجب الرفع ، ولا ما يرجح أحدهما ، فاستوى فيه الأمران ، وإن كان الرفع أحسن من النصب لعدم التقدير.

ديوان علقمة ١٣٣ والحماسة ١ / ٥٥٢ وأمالي ابن الشجري ١ / ١٨٧ ، ٣٣٣ وتخليص الشواهد ٥٠١ وابن الناظم ٩٣ والعيني ٢ / ٥٣٩ والخزانة عرضا ٤ / ٥٢٢ وشواهد السيوطي ٦٦٤ ، ٩٠٩.

(١) في ظ (لضمير) في الموضعين.

(١) في ظ (لضمير) في الموضعين.

(٢) في جميع النسخ (زيد).

(٣) سقطت من ظ. ولم يذكر الشارح جواب الشرط في الأمثل للاختصار إذ التقدير : فأكرمه ، ونحوه.

(٤) في م (زيدا) دون همزة الاستفهام.

(٥) في هامش ظ مصححة (أو أباه) بدل (أو عرفت أباه).

(٦) سقط ما بين [] من ظ.


زيد قام وعمرا (١) كلّمته ، في ذات الوجهين ، وزيدا مررت به ، مثل : زيدا ضربته ، في جواز نصبه مرجوحا.

ويصح أن تفسّر الصفة عاملا في الاسم السابق كما يفسّره الفعل بشرط أن يصلح لعمل الفعل وألّا يكون قبلها ما يمنع من التفسير ، نحو : أزيدا أنت ضاربه؟ [وأعمرا أنت مكرم أخاه؟ بخلاف ما لم يصلح ، نحو : أزيد أنت ضاربه](٢) أمس (٣)؟ وبخلاف صلة (أل) نحو : أزيد أنت الضاربه؟ إذ لا تعمل صلة فيما قبل موصول ، فلا يفسّر عاملا.

والملابسة بالشاغل الواقع أجنبيّا متبوعا بسببيّ كالملابسة بالشاغل الواقع سببا ، فلزيد مثلا في نحو : أزيدا ضربت رجلا يحبّه؟ أو ضربت عمرا وأخاه ، ما له في : أزيدا ضربت محبّه؟ أو ضربت أخاه.

__________________

(١) في ظ (وعمرو).

(٢) ما بين القوسين [] هكذا في م ، وفي الأصل في الهامش غير كامل التصوير ، وفي هامش ظ دون إشارة إلى أنه تصحيح.

(٣) لأن اسم الفاعل بمعنى الماضي ، والذي بمعنى الماضي لا يعمل عمل الفعل.


تعدّي الفعل ولزومه

الفعل متعدّ ولازم.

فالمتعدّي ما جاز اتصال (هاء) ضمير لغير مصدر به (١) ، فتقول في عمل : الخير عمله زيد. وأمّا الهاء في نحو : شرفه وظرفه زيد ، فهي للمصدر بمعنى شرف الشّرف ، وظرف الظّرف ، فليس بمتعدّ إذا.

والمتعدّي ينصب به مفعوله إن لم ينب عن الفاعل ، كقولك : تدبّرت الكتب ، وإن ناب (٢) رفع كما مرّ.

وغير المتعدّي يسمّى اللازم ، ويستدلّ على لزومه بكونه سجية ، كنهم ، وشجع ، وجبن ، وحسن ، وقبح.

وبكونه من أفعال النظافة والدّنس ، نحو : نظف ، ووضؤ ، وطهر ، ونجس ، ورجس ، وقذر.

وبكونه عرضا كمرض ، وكسل ، ونشط ، وحزن ، وفرح.

وبكونه مطاوعا المتعدّي (٣) إلى واحد ، كضاعفته فتضاعف ، ودحرجته فتدحرج ، ونعّمته فتنعّم ، وشققته فانشقّ ، ومددته فامتدّ ، وثلمته فانثلم (٤).

__________________

(١) في ظ (مصدرية).

(٢) في ظ زيادة (عن الفاعل).

(٣) في ظ (لمتعدّ).

(٤) في ظ (فثلم).


(١) وأمّا المتعدّي إلى اثنين فيتعدّى للمطاوعة إلى واحد ، نحو : كسوته ثوبا فاكتسى ثوبا.

ويستدلّ على اللزوم أيضا بكونه على وزن افعللّ كاقشعرّ ، وافعنلل كاحرنجم ، وكذا ما لحق بافعللّ [وافعنلل](٢) كاكوهدّ إذا ارتعد ، واحرنبى إذا تنفّش ، واقعنسس امتنع أن يقاد.

ويتعدّى اللازم إلى مفعول بحرف جرّ ، كعجبت من ذهابك ، وفرحت بقدومك. وقد يحذف حرف الجرّ وينصب مجروره توسّعا ، والحذف نوعان : أحدهما : مقصور على السماع ، ومنه وارد في السعة ، كشكرت (٣) له وشكرته ، ونصحت له ونصحته ، وكلت له طعامه وكلته طعامه. ومنه مخصوص بالضرورة ، كقوله :

١٥٨ ـ لدن بهزّ الكفّ يعسل متنه

فيه كما عسل الطريق الثعلب (٤)

__________________

(١) سقطت الواو من ظ.

(٢) (افعنلل) زيادة من ظ.

(٣) في ظ (لشكوت).

(٤) البيت من الكامل ، قاله الشاعر المخضرم ساعدة بن جؤيّة الهذلي يصف رمحا بلين الهز.

المفردات : لدن : ناعم. ورواه السكري : (لذّ) بالذال المشددة ، أي : مستلذ عند الهز للينه. يعسل : يضطرب ، وهو في الأصل سير سريع في اضطراب.

متنه : ظهره. ورواه السكري (نصله) يريد طرف الرمح الداخل في السنان.

الشاهد في : (الطريق) فقد نصبه على حذف حرف الجر (في) لضرورة الشعر كما ذكر الشارح ؛ فالفعل (عسل) لازم. ـ ـ


أي : في الطريق ، وقوله :

١٥٩ ـ تحنّ فتبدي ما بها من صبابة

وأخفي الذي لو لا الهوى لقضاني (١)

أي لقضى عليّ.

وقد يحذف حرف الجرّ فيبقى عمله ، كقوله :

١٦٠ ـ إذا قيل أيّ الناس خير قبيلة

أشارت كليب بالأكفّ الأصابع (٢)

__________________

شرح أشعار الهذليين ١١٢٠ وسيبويه والأعلم ١ / ١٦ ، ١٠٩ والنوادر ١٦٧ والكامل ٣٦٩ والخصائص ٣ / ٣١٩ وأمالي ابن الشجري ١ / ٤٢ و ٢ / ٢٤٨ وشرح الكافية الشافية ٦٣٥ وابن الناظم ٩٦ وتخليص الشواهد ٥٠٣ وشفاء العليل ٤٣٤ والعيني ٢ / ٥٤٤ والخزانة ١ / ٤٧٤ والهمع ١ / ٢٠٠ و ٢ / ٨١ والدرر ١ / ١٦٩ و ٢ / ١٠٥ وشرح شواهد المغني للسيوطي ١٧ ، ٨٨٥.

(١) البيت من الطويل ، قائله عروة بن حزام. وقيل لرجل من كلاب ، كما في اللسان والكامل. وروي بدل (الهوى) (الأسى) بضم الهمزة بمعنى الأسوة ، وهي أنسب للمعنى.

المفردات : تحن : من الحنان وهو الرحمة. صبابة : شوق.

الشاهد في : (قضاني) حذف حرف الجر (على) المعدّي للفعل اللازم (قضى) وعدّى الفعل بنفسه وجعل مجرور على (ياء المتكلم) مفعولا به ، والأصل : قضى عليّ. وقيل : إنه ضمّن الفعل (قضى) معنى (غال) أو (أهلك) فعدّاه بنفسه.

الكامل ١ / ٣٢ وشرح الكافية الشافية ٦٣٥ وابن الناظم ٩٦ والمرادي ٢ / ٥٣ وشفاء العليل ٤٣٥ والجنى الداني ٤٧٤ والعيني ٢ / ٥٥٢ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٣ / ٢٢٧ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٤١٤ والهمع ٢ / ٣٩ والدرر ٢ / ٢٢ واللسان (غرض) ٣٢٤١ و (قضى) ٣٦٦٦.

(٢) البيت من الطويل ، من قصيدة للفرزدق يخاطب بها جريرا. ورواية الشارح (خير قبيلة) لا تتفق وموضوع القصيدة الهجاء ، والرواية المعروفة المناسبة ـ ـ


أي : إلى كليب.

النوع الثاني : مطّرد ، وهو في التعدية إلى أن وأنّ ، بشرط أمن اللبس ، نحو : عجبت أن يدوا ، أي : من أن يغرموا الدّية ، ومحلّهما بعد الحذف (١) عند الخليل (٢) جرّ ، وعند سيبويه نصب (٣) ، دليل الخليل قوله :

__________________

لمعنى القصيدة (شر قبيلة).

الشاهد في : (كليب) حيث أسقط الجار (إلى) وأبقى عمله فجر (كليب).

ورواه ابن حبيب بالرفع (كليب) وقال : هو على تقدير : هذه كليب. ولا شاهد على هذه الرواية. كما في شرح السيوطي لشواهد المغني ٤١٤.

الديوان ٤٢٠ والعباب (الفاء) ٢٨ وشرح الكافية الشافية ٦٣٥ وابن الناظم ٩٦ والمرادي ٢ / ٥١ والمساعد ١ / ٤٣١ وشفاء العليل ٤٣٥ والعيني ٢ / ٥٤٢ وتخليص الشواهد ٥٠٤ والمغني ١١ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٩٠ والخزانة ٣ / ٦٦٩ و ٤ / ٢٠٨ والدرر ٢ / ٣٧ و ١٠٦ والهمع ٢ / ٣٦ و ٨١ وشرح شواهد المغني للسيوطي ١٢.

(١) سقطت (بعد الحذف) من ظ.

(٢) سيبويه ١ / ٤٦٤ ـ ٤٦٥.

(٣) المرجع السابق.

والذي جاء في كتاب سيبويه نصه : «وسألت الخليل عن قوله جلّ ذكره (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (٥٢)) فقال : إنما هو على حذف اللام ، كأنه قال : ولأن هذه أمتكم أمة واحدة(وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ،) وقال : نظيرها : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١)) لأنه إنما هو لذلك (فَلْيَعْبُدُوا ،) فإن حذفت اللام من (أن) فهو نصب ، كما أنك لو حذفت اللام من (لإيلاف) كان نصبا.

هذا قول الخليل ...» ثم قال : «ولو قال إنسان : إنّ (أنّ) في موضع جر في هذه الأشياء ، ولكنه حرف كثر استعماله في كلامهم ، فجاز حذف الجارّ فيه ... لكان قولا قويّا ... والأول قول الخليل».

أما ما ورد في التسهيل من قوله : «واطّرد الاستغناء عن حرف الجر المتعين مع (أنّ) و (أن) محكوما على موضعيهما بالنصب لا بالجر خلافا للخليل ـ ـ


١٦١ ـ وما زرت ليلى أن تكون حبيبة

إليّ ولا دين بها أنا طالبه (١)

بجرّ دين ، وهو معطوف ، فعلم أنّ محلّه جرّ ، ولا يجوز (٢) رغبت أن تقوم ، إذ لا يعلم هل رغبت في القيام أو عنه.

والأصل تقديم ما هو من المفعولين (٣) فاعل في المعنى ، كمن في قولك : ألبسن من زارك (٤) نسيج اليمن (٥).

ويجب استعمال الأصل إن خيف التباس الأول بالثاني

__________________

والكسائي». ٨٣ والمساعد ١ / ٤٢٩ وغيرهما من كتب ابن مالك وشروحها ، فهو مخالف لما في كتاب سيبويه. ولعل ابن مالك اعتمد على مصدر غير الكتاب ، ونقل عنه من جاء بعده.

(١) البيت من الطويل ، قاله الفرزدق يمدح المطلب بن عبد الله المخزومي ، ورواية الديوان وسيبويه (سلمى) بدل (ليلى).

الشاهد في : (ولا دين) بالجرّ عطفا على المصدر المؤول من (أن تكون) المجرور باللام المحذوفة قياسا ، وبهذا البيت احتج الكسائي وغيره على بقاء الجر مع حذف الجار إذا عطف على مجرور. وقال ابن هشام في تخليص الشواهد ٥١٢. وقيل : «لا دليل في ذلك لجواز أن يكون عطفا على توهم دخول اللام».

الديوان ٨٤ وسيبويه والأعلم ١ / ٤١٨ وشرح الكافية الشافية ٦٣٤ وابن الناظم ٩٧ والمساعد ١ / ٤٢٩ والعيني ٢ / ٥٥٦ والإنصاف ٣٩٥ وتخليص الشواهد ٥١١ والهمع ٢ / ٨١ والدرر ٢ / ١٠٥ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨٨٥.

(٢) سقط (يجوز) من ظ.

(٣) في جميع النسخ (المفعول). وقد اعتمدت في تصحيحه على مصادر الموضوع ، وهو المناسب.

(٤) في ظ (أليس).

(٥) فمن من (ألبسن من زاركم نسج اليمن) فاعل في المعني ؛ لأنه لابس ، فيتقدم على المفعول الثاني (نسج) ، وكذا ما أشبهه.


كأعطيت زيدا عمرا ، أو كان الثاني محصورا ، نحو : ما أعطيت زيدا إلّا درهما ، أو ظاهرا والأول ضمير (١) ، كأعطيتك درهما.

ويمتنع استعمال الأصل إن كان الأول محصورا نحو : ما أعطيت الدرهم إلّا زيدا ، أو ظاهرا والثاني ضمير ، نحو : الدرهم أعطيته زيدا ، أو ملتبسا بضمير الثاني ، كأسكنت الدار بانيها.

ومفعول غير با ظنّ (٢) فضلة ، فحذفه جائز إن لم يعرض مانع ، فلا يحذف ما سيق جوابا كقولك : ضربت زيدا ، [لمن قال : من ضربت؟ ولا ما كان محصورا ، نحو ما ضربت إلا زيدا](٣).

ويجوز حذف الفعل الناصب للفضلة إن دلّ دليل ، كقولك لمسدّد سهم : القرطاس ، بإضمار تصيب ، وللمتأهّب (٤) للحجّ : مكة ، بإضمار تريد.

ويلزم حذف الفعل في نحو : أزيدا رأيته؟ وإيّاك والأسد ، وماز رأسك والسيف ، وفيما كان مثلا ، نحو : كليهما وتمرا (٥) ،

__________________

(١) سقطت من الأصل وم.

(٢) في الأصل وم (غير ثان فضله).

(٣) ما بين القوسي [] زيادة من ظ.

(٤) في ظ (ولمتأهب).

(٥) في م وظ (كلاهما). والروايتان واردتان ، فقد رواه الميداني في مجمع الأمثال ٢ / ١٥١ : (كلاهما وكليهما) وقال : «ورفع (كلاهما) أي : لك كلاهما ، ونصب (تمرا) على معنى أزيدك تمرا. ومن روى (كليهما) فإنما نصبه على معنى أطعمك كليهما وتمرا. وقال قوم : من رفع حكى أن الرجل ـ ـ


ومرحبا ، وأهلا ، وسهلا (١).

__________________

قال : أنلني مما بين يديك ، فقال عمرو (يعني عمرو بن حمدان الجعدي ، صاحب المثل) أيما أحب إليك ، زيد أم سنام؟ فقال الرجل : كلاهما وتمرا ، أي : مطلوبي كلاهما وأزيد معهما تمرا ، أو وزدني تمرا».

(١) وتقدير العامل المحذوف : أصبت مرحبا ، وأتيت أهلا ، ووطئت سهلا.


التنازع في العمل

إذا اقتضى عاملان متقدّمان عملا في اسم ، عمل أحدهما فيه والآخر في ضميره (١)

وقلنا : اقتضى ؛ ليخرج العاملان المؤكّد أولهما بالثاني ، نحو قوله :

١٦٢ ـ فأين إلى أين النجاة ببغلتي

أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس (٢)

وقلنا : عاملان (٣) ؛ ليشمل الفعلين ، والاسم والفعل ، والاسمين.

ثمّ المختار عند البصريين إعمال الثاني لقربه ، وعند الكوفيين الأول لسبقه ، فعلى اللغة البصريّة تقول : قاما وقعد أخواك ، في

__________________

(١) في ظ (يده).

(٢) البيت من الطويل ، ولم يعرف قائله. وروي : (اللاحقوك).

الشاهد في : (أتاك أتاك اللاحقون) على أن (اللاحقون) فاعل لأتاك الأول ، وأتاك الثاني لا فاعل له ؛ لأنه لم يؤت به للإسناد ، بل لمجرد التوكيد اللفظي ، وليس فيه تنازع حينئذ. وقيل : اللاحقون فاعل للاثنين ؛ لاتحادهما لفظا ومعنى ، كأنهما عامل واحد ، وليس بصحيح لأنه لو كان كذلك لقال : أتاك أتوك على إعمال الأول ، أو أتوك أتاك على إعمال الثاني. وقيل : هو من التنازع وأن (اللاحقون) فاعل أحدهما وفاعل الآخر محذوف.

الخصائص ٣ / ١٠٣ وأمالي ابن الشجري ١ / ٢٤٣ وشرح الكافية الشافية ٦٤٢ والمرادي ٢ / ٦١ وابن الناظم ٩٨ وشفاء العليل ٤٤٥ والمساعد ١ / ٤٥٠ والعيني ٣ / ٩ والخزانة ٢ / ٣٥٣ وشرح التحفة ٢٨١ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٢٤ والهمع ٢ / ١١١ ، ١٢٥ والدرر ٢ / ١٤٥ ، ١٥٨.

(٣) في م (علامات).


الفاعلية (١) ، ورأيت وأكرمت أبويك ، في المفعولية (٢) ، وضرباني (٣) وضربت الزيدين في ذي وذي ، يضمر في الأول الفاعل ، ويحذف المفعول ؛ إذ لا يضمر فضلة قبل ذكر.

وعلى الكوفية : قام وقعدا أخواك ، ورأيت وأكرمتهما أبويك ، وضربني وضربتهما الزيدان.

يشهد للبصريين : (آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً)(٤)(هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ)(٥) وقوله :

١٦٣ ـ وكمتا مدمّاة كأنّ متونها

جرى فوقها واستشعرت لون مذهب (٦)

__________________

(١) يجب إضمار الفاعل في الفعل غير العامل كما في الأمثلة ، وكذا نائب الفاعل ؛ لأن كلّا منهما عمدة لازم الذكر عند البصريين والكوفيين.

(٢) لا يجوز إعمال الأول في ضمير المفعول به ؛ لأنه فضلة فلا يصح إضماره قبل الذكر.

(٣) ظ (ضربان).

(٤) سورة الكهف الآية : ٩٦.

تنازع الفعلان (آتوني وأفرغ) نصب (قطرا) على المفعولية ، فذهب البصريون إلى أن عامل النصب الفعل الثاني (أفرغ) ولو أعمل الأول (آتوني) لقال : (أفرغه).

(٥) سورة الحاقة الآية : ١٩.

ذهب البصرون إلى أن عامل النصب في (كتابيه) الفعل الثاني (اقرؤوا) ولو أعمل الأول (هاؤم) لقال : (اقرؤوه).

وذهب الكوفيون إلى أن العاملين في الآيتين الأول : (آتوني) و (هاؤم).

ومذهب البصريين أقوى ؛ لأنه على مذهب الكوفيين يفصل بين العامل ومعموله بجملة فعلية هي (أفرغ) و (اقرؤوا).

(٦) البيت من الطويل ، قاله طفيل بن عوف الغنوي ، في وصف الخيل ، وهو شاعر جاهلي. ويروى : (واستشربت) بدل (واستشعرت) وفي المحكم : (نحورها) بدل (متونها).

المفردات : كمتا : بضم الكاف وسكون الميم ، جمع أكمت ، وهو لون يجمع ـ ـ


ومثله :

١٦٤ ـ ولكنّ نصفا إن سببت وسبّني

بنو عبد شمس من مناف وهاشم (١)

ويشهد للكوفيين قوله :

١٦٥ ـ إذا هي لم تستك بعود أراكة

تنخّل فاستاكت به عود إسحل (٢)

__________________

الحمرة والسواد. مدماة : شديدة الحمرة مثل الدم. متونها : المتن الظهر.

جرى : سال. استشعرت : من الشعار ، وهو ما يتخذه المحارب علامة له ، أو من الشعار وهو ما يلي الجسد من الثياب. مذهب : بضم الميم وسكون الذال وفتح الهاء ، من الإذهاب وهو التمويه بالذهب.

الشاهد في : (جرى واستشعرت لون) على أن الفعلين تنازعا العمل في (لون) وقد أعمل الشاعر الثاني على مذهب البصريين (استشعرت) فنصب (لون) على المفعولية ، وأضمر في الأول ، ولو أعمله لرفعه فهو يطلبه فاعلا ، ولو كان كذلك لأعمل الثاني في ضميره وقال : (جرى فوقها واستشعرته لون مذهب).

الديوان ٣٢ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٩ والمقتضب ٤ / ٧٥ والمحكم ١ / ٢٢٥ والجمل للزجاجي ١١٦ والإنصاف ٨٨ والرد على النحاة ٨٦ وابن يعيش ١ / ٧٧ ، ٧٨ وابن الناظم ١٠٠ والعيني ٣ / ٢٤ وتخليص الشواهد ٥١٥ والأشموني ٢ / ١٠٤.

(١) البيت من الطويل للفرزدق. وفي الحماسة البصرية : (سفاها) بدل (نصفا) وسكون نون (لكن) و (بني) بدل (بنو).

الشاهد في : (سببت وسبني بنو عبد شمس) على أن الفعلين تنازعا العمل في (بنو) الأول يطلبه مفعولا والثاني فاعلا ، وقد أعمل الثاني لقربه ، وذلك على مذهب البصريين. ولو أعمل الأول لقال : (سببت وسبوني بني عبد شمس).

الديوان ٢ / ٣٠٠ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٩ والمقتضب ٤ / ٧٤ والإيضاح العضدي ٦٨ والرد على النحاة ٨٩ والاقتراح ١٥٩ والحماسة البصرية ٢ / ٢٦٢.

(٢) البيت من الطويل ، لطفيل الغنوي ، أو عمر بن أبي ربيعة. وقيل : للمقنع ـ ـ


والمهمل الذي لم يسلط على العمل في الظاهر [وهو يطلبه في المعنى](١) يعمل في ضميره مطابقا له في الإفراد والتذكير وفروعهما ، فإن كان المهمل الأول وهو يقتضي (٢) الرفع أضمر فيه قبل الذكر على شريطة التفسير على خلف (٣) فيه نحو : يحسنان

__________________

الكندي وصححه العيني.

المفردات : تستك : من الاستياك ، وهو استخدام السواك. أراكة : شجر تتخذ منها المساويك. تنخّل : أختير. اسحل : شجر تتخذ منه أعواد المساويك.

الشاهد في : (تنخل فاستاكت به عود) على أن الفعلين تنازعا العمل في (عود) الأول يطلبه فاعلا ، والثاني يطلبه مفعولا معدّى بالباء ، وقد أعمل الأول وأعمل الثاني في ضميره ، وبه احتج الكوفيون. ولو أعمل الثاني على رأي البصريين لقال : (تنخلته واستاكت بعود).

ديوان طفيل ٨٩ وملحقات ديوان عمر ٤٩٠ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٠ والإيضاح العضدي ٦٨ وشفاء العليل ٤٤٨ وابن الناظم ١٠٠ وابن يعيش ١ / ٧٩ والعيني ٣ / ٣٢ والهمع ١ / ٦٦ والدرر ١ / ٤٦ والأشموني ٢ / ١٠٥.

(١) سقط ما بين القوسين [] من ظ.

(٢) في ظ (مقتضي).

(٣) البصريون يضمرون في الأول ضمير الرفع قبل الذكر ، كما مثل : يحسنان ويسيء ابناك ، أما إذا كان ضمير نصب امتنع الإضمار ؛ لأنه فضلة يمكن الاستغناء عنه ، مثل : أكرمت وأكرمني محمد.

أما الكوفيون فيمنعون الإضمار قبل الذكر ، ويقولون : يحسن ويسيئان ابناك ، وأكرمني وأكرمتهما محمدان ، أو يحذف الفاعل للدلالة عليه ، مثل : يحسن ويسيء ابناك ، وأكرمني وأكرمت محمدين ، وهذا رأي الكسائي. أما الفراء منهم فيعمل الأول أو الثاني ، مع تأخير ضمير الأول ، ويقول : يحسن ويسيء ابناك هما ، وأكرمني وأكرمت محمدين هما ، أو يعملهما جميعا في الاسم الظاهر إن كانا رافعين ، مثل : يحسن ويسيء ابناك ، ولا يجوز أكرمني وأكرمت محمدين. انظر الخلاف في شرح ابن الناظم ٩٩ ، ١٠٠ والمرادي ٢ / ٦٥ ـ ٦٩.


ويسيء ابناك.

وإن اقتضى النصب امتنع أن يضمر فيه ، بل يحذف إلّا في ظنّ وسيأتي. تقول : ضربت وضربني زيد ، ومررت فأكرمني عمرو ، ولا تعتدّ بمثل قوله :

١٦٦ ـ إذا كنت ترضيويرضيك صاحب

جهارا فكن للغيب أحفظ للودّ (١)

وإن كان المهمل الثاني وهو يقتضي (٢) الرفع وجب فيه الإضمار نحو : بغى واعتديا عبداك ، وضربت وأكرماني الزيدين.

__________________

(١) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله ، ومعه بيت آخر :

وألغ أحاديث الوشاة فقلما

يحاول واش غير إفساد ذي عهد

ورواية شرح التسهيل وابن عقيل : (أحفظ للعهد) وأورده ابن هشام في تلخيص الشواهد بقافية رائية : (السرّ).

الشاهد : في (ترضيه ويرضيك صاحب) فقد تنازع الفعلان العمل في (صاحب) الأول يطلبه مفعولا ، والثاني يطلبه فاعلا ، وقد أعمل الشاعر الثاني فرفعه فاعلا ، وأعمل الأول في ضميره مفعولا به ، وذلك لضرورة الشعر ، ولذا قال الشارح : ولا تعتد بمثل قوله ، يعني الشاهد. وكذا قال ابن هشام في تخليص الشواهد : «إذا أعمل الثاني واحتاج الأول إلى منصوب ، فإن كان متصلا وجب إسقاطه ، كضربت وضربني زيد ، ولا يجوز ضربته إلا في ضرورة ، وأورد الشاهد». وبهذا البيت احتج البصريون في إعمال الثاني ، ولو أعمل الأول على رأي الكوفيين لقال : (ترضي ويرضيك صاحبا).

شرح التسهيل ٢ / ١٧١ وشرح الكافية الشافية ٦٤٩ والمرادي ٢ / ٧١ وابن الناظم ٩٩ وشفاء العليل ٤٤٨ والعيني ٣ / ٢١ والمغني ٣٣٣ وتخليص الشواهد ٥١٤ والأشموني ١ / ٢٠٥ والدرر ٢ / ١٤٤ والهمع ٢ / ١١٠ وشواهد المغني للسيوطي ٧٤٥.

(٢) في ظ (مقتضي).


وإن اقتضى النصب أضمر فيه غالبا نحو : ضربني وضربتهم قومك.

وقد يحذف من الثاني ضمير المفعول ، نحو ضربني وضربت قومك ، وأكرمني وأكرمت الزيدان.

وإذا أهمل الأول ومطلوبه غير رفع وجب حذفه استغاء (١) عنه كما في : ضربت وضربني زيد.

وإن كان أحد المفعولين في باب ظنّ جيء به مؤخّرا إن لم يمنع مانع من إضماره ، مثاله مفعولا أوّلا (٢) ، ظننت منطلقة وظنّتني منطلقا هند إيّاها ، فإيّاها أول ظننت ، لا يقدم ولا يحذف عند البصريين ، ومثاله ثانيا لظننت أيضا ، ظنّني وظننت زيدا عالما إيّاه ، فإيّاه ثان لظنني ، وهو كالأول في امتناع تقديمه وحذفه ، ولا اعتبار بما يتوهّم من كلام الشيخ هنا من قوله :

بل حذفه الزم إن يكن غير خبر (٣)

إذ يوهم وجوب حذف أول مفعولي ظنّ ، وليس كذلك ، بل لا فرق بين الأول والثاني في امتناع الحذف ولزوم التأخير ، ولو قال بدل البيت المذكور (٤) :

__________________

(١) في ظ (إذا استغني) بدل (استغناء).

(٢) في ظ (أول).

(٣) الألفية : ٢٩.

(٤) في ظ زيادة (نحو).


واحذفه إن لم يكن (١) مفعولا لظن وإن يكن (٢) مفعول ظنّ أخّرن لخلص من ذلك التوهّم.

أمّا إذا منع مانع من إضماره فيجب الإظهار ، وذلك إذا كان خبرا عمّا يخالف المفسر بإفراد وتذكير أو بغيرهما ، تقول على إعمال الثاني ، ظنّاني عالما وظننت الزيدين عالمين ، فالزيدين عالمين مفعولا ظننت ، وعالما ثاني مفعولي ظناني ، وأظهر لأنه إن أضمر فإن طابق المفسر وهو ثاني مفعولي ظننت كان فيه إخبار بمثنى عن مفرد ، وإن طابق ما أخبر به عنه وهو ياء (٣) ظنّاني ففيه إعادة ضمير مفرد على مثنى ، وكلاهما (٤) منع البصريون. وأجاز الكوفيون الإضمار برعاية المخبر عنه ، فقالوا : ظناني وظننت الزيدين عالمين إيّاه ، وأجازوا حذف إيّاه أيضا ، وتقول على إعمال الأول : أظنّ ويظناني [أخا زيدا وعمرا أخوين ، فزيدا وعمرا أخوين مفعولا أظنّ ، و (أخا) ثاني مفعولي يظنّاني](٥) ، وأظهر لأنه لو أضمر فإمّا أن يفرد فيخالف مفسره ، وهو (أخوين) وإما أن يثنّى فيخالف المخبر به عنه وهو ياء يظنّاني. وكلّ (٦) منع البصريون.

__________________

(١) في ظ (يك).

(٢) في ظ (يكون).

(٣) في الأصل وم (ثاني).

(٤) في جميع النسخ (وكليهما) وانظر الخلاف في شرح ابن الناظم ١٠١ والمرادي ٢ / ٧٤ والأشموني ٢ / ١٠٨.

(٥) سقط ما بين القوسين [] من ظ.

(٦) في ظ زيادة (ذلك).


المفعول المطلق

اعلم أن الفعل وضع للدلالة على الحدث والزمان فقط ، فما سوى الزمان من مدلولي الفعل هو المصدر ، نحو : أمن أمنا. وينتصب بمصدر مثله ، نحو : سيرك السير الحثيث متعب ، أو فعل من نفسه ، نحو : قمت قياما ، أو صفة كذلك ، نحو : زيد قائم قياما.

والمصدر أصل الفعل والوصف (١) على المذهب المنتخب خلافا للكوفيين ، وهو يفيد إمّا توكيدا ، كسرت سيرا ، وإمّا بيان نوع ، سرت سير ذي رشد ، وإمّا بيان عدد ، كسرت سيرة ، وسيرتين.

ويقوم مقام المصدر ما دلّ على معناه من صفة ، كسرت أحسن السير ، أو ضمير المصدر ، نحو : عبد الله أظنّه جالسا (٢) ، أي : أظنّ ظنّي ، أو مشار به إليه ، كضربته ذلك الضرب ، أو مرادف ، نحو : افرح الجذل ، ومثله :

١٦٧ ـ يعجبه السّخون والبرود

والتمر حبّا ما له مزيد (٣)

__________________

(١) في ظ (للفعل وللوصف).

(٢) في جميع النسخ (جالس).

(٣) البيت من الرجز لرؤبة. ورواية الديوان : (والقرّ) بدل (التمر).

المفردات : السخون : ضد البارد. القر : البرد. ـ


أو ملاق له في الاشتقاق ، نحو : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً)(١) أو دالّ (٢) على نوع منه ، كرجع القهقرى ، أو عدد ، كضربته عشر ضربات ، أو كلّ (٣) ، كجدّ كلّ الجدّ ، أو بعض ، كضربته بعض الضرب ، أو آلة كضربته سوطا ، أصله ضربته (٤) بسوط.

وما جيء به لمجرد التوكيد فبمنزلة الفعل لا يثنّى ولا يجمع ، وما لبيان النوع والعدد صالح للإفراد والتثنية والجمع.

ويجوز حذف عامل المصدر إذا دلّ دليل وإن كان مؤكّدا ، خلافا للشيخ (٥) رحمه‌الله تعالى ، ووفاقا لابنه (٦) ، دليلنا نحو قولهم :

__________________

الشاهد في : (يعجبه ... حبّا) فحبّا مفعول مطلق عامله يعجبه ؛ لأنه إذا أعجبك فقد أحببته ، فهو مرادف له ، مثل قول المصنف : افرح الجذل.

ملحقات الديوان ١٧٢ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٤١ وابن الناظم ١٠٣ وابن يعيش ١ / ١١٢ والعيني ٣ / ٤٥ والأشموني ٢ / ١١٣.

(١) سورة المزمل الآية : ٨. والقياس في (تبتّل) تبتّلا ، وفعل (تبتيلا) بتّل.

(٢) في الأصل وم (دالّا). وأثبتّ الجر لأنه معطوف على مجرور ، وهو ما في ظ.

(٣) سقطت (كل ك) من الأصل ، وفي م (أو جد كل كل الجد).

(٤) في ظ (ضربه).

(٥) قال ابن مالك في الألفية ٢٩ :

وحذف عامل المؤكّد امتنع

وفي سواه لدليل متّسع

وقال في الكافية :

وعامل الذي أتى مؤكّدا

سقوطه امنع أبدا فتعضدا

وقال في شرحها ٦٥٧ : «المصدر المؤكّد يقصد به تقوية عامله ، وتقرير معناه ، وحذفه مناف لذلك ، فلم يجز».

(٦) وقال ابن الناظم في شرح الألفية : «يجوز حذف عامل المصدر إذا دلّ عليه ـ ـ


ائت (١) سيرا سيرا ، مما جاز حذف عامله ، وسقيا ورعيا ، وحمدا لا كفرا ، ممّا وجب حذف عامله وهو كثير جدّا.

ويجب حذفه مع المصدر الآتي بدلا من فعله ، كمثل : ندلا ، الذي هو مثل اندل في قوله :

١٦٨ على حين الهى(٢)الناس جلّ أمورهم

فندلا زريق المال ندل الثعالب (٣)

__________________

دليل ، كما يجوز حذف عامل المفعول به وغيره. ولا فرق في ذلك بين أن يكون المصدر مؤكّدا أو مبيّنا. والذي ذكر الشيخ. رحمه‌الله. في هذا الكتاب وفي غيره أن المصدر المؤكّد لا يجوز حذف عامله ، قال في شرح الكافية : لأن المصدر المؤكّد يقصد به تقوية عامله وتقرير معناه ، وحذفه مناف لذلك فلم يجز ، فإن أراد أن المصدر المؤكّد يقصد به تقوية عامله وتقرير معناه دائما فلا شك أن حذفه مناف لذلك القصد ولكنه ممنوع ولا دليل عليه ، وإن أراد أن المصدر المؤكّد قد يقصد به التقوية والتقرير ، وقد يقصد به مجرد التقرير فمسلم ، ولكن لا نسلم أن الحذف مناف لذلك القصد ؛ لأنه إذا جاز أن يقرر معنى العامل المذكور بتوكيده بالمصدر ، فلأن يجوز أن يقرر معنى العامل المحذوف لدلالة قرينة عليه أحق وأولى ، ولو لم يكن معنا ما يدفع هذا القياس لكان في دفعه بالسماع كفاية ؛ فإنهم يحذفون عامل المؤكد حذفا جائزا إذا كان خبرا عن اسم عين في غير تكرير ولا حصر ، نحو : أنت سيرا وميرا ، وحذفا واجبا في مواضع يأتي ذكرها ، نحو : سقيا ورعيا وحمدا وشكرا لا كفرا ، فمنع هذا إمّا لسهو عن وروده ، وإما للبناء على أن المسوّغ لحذف العامل منه نية التخصيص ، وهو دعوى على خلاف الأصل ، ولا يقتضيها فحوى الكلام». ١٠٤.

(١) في ظ (انت).

(٢) في ظ (ألقى).

(٣) البيت من الطويل ، لأعشى همدان ، واسمه عبد الرحمن بن الحارث ، فقيه قارئ شاعر شجاع ، كان مع ابن الأشعث ، فأتي به إلى الحجاج أسيرا فقتله سنة ٨٣ ه‍. وقيل : للأحوص محمد بن عبد الله الأنصاري. وذكر العيني عن الجوهري أنه لجرير ، وهو ثاني بيتين ، وقبله :

يمرون بالدهنا خفافا عيابهم

ويرجعن من دارين بجر الحقائب


ومثله : (فَضَرْبَ الرِّقابِ)(١) أي فاضربوها ، وكذا [ما جاء](٢) مفصلا لعاقبة ما قبله ، نحو : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً)(٣) أو جاء نائبا عن خبر اسم عين إمّا بتكرير ، نحو : ائت (٤) سيرا سيرا ، وإمّا بحصر ، نحو : إنما أنت سيرا. وكذا حكم المؤكد لنفسه ، أي : بعد جملة هي نص في معناه ، نحو : له عليّ ألف عرفا ، أي (٥) اعترافا ، وكذا المؤكد لغيره (٦) ، أي بعد جملة صائرة به نصّا بعد الاحتمال ، نحو أنت ابني حقّا ، وكذا ذو التشبيه بعد جملة مشتملة عليه نحو : له بكاء بكاء ذات عضلة (٧) ، ومررت به فإذا له صوت صوت حمار.

__________________

ـ الشاهد في : (ندلا) حيث حذف عامل المفعول المطلق وجوبا ؛ لنيابته عن فعله ، والتقدير : اندل ندلا.

ديوان أعشى همدان ٩٠ وملحقات ديوان الأحوص ٢١٥ وملحقات ديوان جرير ١٠٢١ وسيبويه والأعلم ١ / ٥٩ والكامل ١ / ١٨٤ والحماسة البصرية ٢ / ٢٦٣ والخصائص ١ / ١٢٠ وفرحة الأديب ٨٨ ـ ٨٩ وشرح الكافية الشافية ٦٥٩ وابن الناظم ١٠٥ ، ١٦٢ والمرادي ٢ / ٨٢ والمساعد ٢ / ٢٤٢ وشفاء العليل ٦٥٤ والعيني ٣ / ٤٦ ، ٥٢٣ والإنصاف ٢٩٣ وشرح شواهد شرح التحفة عرضا ٤٠٤ والصحاح (ندل).

(١) سورة محمد الآية : ٤.

(٢) (ما جاء) زيادة من ظ.

(٣) سورة محمد الآية السابقة.

(٤) في ظ (انت).

(٥) سقطت (أي) من جميع النسخ ، والسياق يتطلبها.

(٦) سقطت هاء الضمير من ظ.

(٧) ذات عضلة : هي المرأة التي ضارها زوجها فلم يحسن عشرتها ، لتفتدي منه بمهرها الذي مهرها إياه ليطلّقها. أو هي التي نشب ولدها فخرج بعضه ولم يخرج بعض ، فبقي معترضا ، فهي تصيح من شدة ما يصيبها.


تتمّة

ومن المصدر الآتي بدلا من فعله ما لا فعل له أصلا ، كبله ، إذا كان مضافا ، وويحه ، وويبه ، وويسه (١) ، وويله ، وقيّد (بله) بالإضافة ليخرج الناصبه بمعنى اترك ، والرافعه بمعنى كيف ، ولذلك أنشد قول أبي الطيب :

١٦٩ ـ أقلّ فعالي بله أكثره مجد

 ................ (٢)

بجرّ (أكثره) ونصبه ورفعه.

__________________

(١) ويحه ، دعاء ترحم ، ومثله ويسه. وويبه دعاء عليه بالهلاك ، ومثله ويل.

(٢) البيت مطلع قصيدة من الطويل لأبي الطيب المتنبي ، وعجزه :

وذا الجدّ فيه نلت أم لم أنل جدّ

التمثيل به : في (أكثره) يجوز فيه الجر والنصب والرفع ، فالجرّ على أن (بله) مصدر مضاف و (أكثر) مضاف إليه. والنصب على أن (بله) اسم فعل بمعنى (اترك) أو (دع) و (أكثر) مفعول به ، وهو الأجود. والرفع على أن (بله) اسم استفهام بمعنى كيف ، خبر مقدم ، و (أكثر) مبتدأ مؤخر.

الديوان ١ / ٣٧٣.


المفعول له

ينصب المفعول له ، وهو كلّ مصدر أبان تعليلا ، نحو : جد شكرا ، ودن شكرا.

ولا بدّ من ظهوره ومشاركته المعلّل في الوقت والفاعل.

وما ذكر علة ولم يستوف الشروط جرّ بالحرف وجوبا إن لم يكن أن وأنّ ولا لبس ، فتقول في غير المصدر : جئت للعشب ، وفي المخالف للمعلّل في الوقت ، جئتك الساعة لوعدي إياك أمس ، أو في الفاعل ، جئتك لرغبتك فيّ.

والحرف المجرور به قد يكون لاما كما في الأمثلة ، أو باء مثل : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا)(١) أو كافا مثل : (وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ)(٢) أو في ، مثل قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ امرأة دخلت النار في هرّة (٣)» الحديث ، أو من ، كقول جرير ، وقيل : الفرزدق :

__________________

(١) سورة النساء الآية : ١٦٠.

(٢) سورة البقرة الآية : ١٩٨.

(٣) أخرجه البخاري في (باب خمس من الدواب فواسق) ٢ / ٢٢٦ عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض». وكذا أخرجه في (باب فضل سقي الماء) ٢ / ٥٢ و (كتاب الأنبياء) ٢ / ٢٦٣ مع اختلاف في بعض الألفاظ. وأخرجه مسلم في (كتاب قتل الحيات وغيرها) ١٤ / ٢٤٠ عن عبد الله بن عمر رضي‌الله‌عنهما ، وعن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه في (كتاب الكسوف) ٦ / ٢٠٧. وأخرجه مالك في الموطأ (باب ما جاء في قتل الحيات وما يقال في ذلك) ٦٩٢ (١٧٨٤) ـ ـ


١٧٠ ـ يغضي حياء ويغضى من مهابته(١)

فلا يكلّم إلّا حين يبتسم (٢)

ويترجح النصب على الجرّ في المجرد من إضافة وأل ، ومنع بعضهم جرّه (٣) ، ودليل جوازه قوله :

__________________

عن سائبة مولاة عائشة رضي‌الله‌عنها. ورواه أحمد في المسند ٢ / ٥٠٧ عن ابن عمر وأبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أن امرأة دخلت النار في هرة ربطتها فلم تدعها تصيب من خشاش الأرض ولم تطعمها ولم تسقها حتى ماتت». ورواه عن جابر ٣ / ٣٣٦ بلفظ : «عذبت امرأة في هرة ..» .. ورواه الدارمي في سننه عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «دخلت امرأة النار في هرة ، فقيل : لا أنت أطعمتيها وسقيتيها ولا أنت أرسلتيها فتأكل من خشاش الأرض».

٢ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨. وأخرجه السيوطي في ذيل الجامع الصغير عن أبي هريرة ٢ / ١٥. وأورده الزمخشري في الفائق ١ / ٣٧٠.

ومع اختلاف بعض ألفاظ الحديث عند من رواه إلا أنها تتفق في لفظ الشاهد (في هرة) فقد قامت (في) مقام اللام في إفادة التعليل. وانظر شرح التحفة ٢١٩ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٤٦ ـ ٢٤٧.

(١) في ظ (مهابه).

(٢) البيت من البسيط ، للفرزدق. وقيل للحزين بن سليمان الكناني ، وقال الشارح لجرير ، ولم أجده في ديوانه. ومع الاختلاف في قائله إلا أنه متفق على أنه من قصيدة مشهورة في مدح زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي‌الله‌عنهما.

الشاهد في : (يغضى من مهابته) فقد جر (مهابة) بمن لكونه مفعولا له ، ولا يصلح أن يكون نائب فاعل ، ونائب الفاعل ضمير عائد على المصدر إغضاء.

ديوان الفرزدق ١٧٩ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ١٦٢٢ وابن الناظم ١٤١ والمرادي ٢ / ٣٠ والعيني ٢ / ٥١٣ و ٣ / ٢٧٣ والشعر والشعراء ١ / ٦٥ والكامل ١ / ٢٧٢ وعيون الأخبار ١ / ٢٩٤ و ٢ / ١٩٦ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٣٣٣ ، ٣٣٥ ، ٧٣٢ والأغاني ١٦ / ٥٦٧٠ ، ٥٦٧٨.

(٣) يعني الجزولي. انظر المرادي ٢ / ٨٨ والأشموني ٢ / ١٢٤.


١٧١ ـ من أمّكم لرغبة فيكم ظفر

ومن تكونوا ناصريه ينتصر (١)

ويترجح الجرّ على النصب في مصحوب (أل) وشاهد النصب قوله :

١٧٢ ـ لا أقعد الجبن عن الهيجاء

ولو توالت زمر الأعداء (٢)

ويمكن أن يكون منه لوجود الشروط قوله تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ)(٣) ويستوي الجرّ والنصب في المضاف ، وشاهد الجرّ كقوله :

__________________

(١) البيت من رجز لم يعرف قائله. وروي صدره : (فيكم جبر)

الشاهد في : (لرغبة) فقد جر المفعول له (رغبة) باللام ، وذلك جائز ، والراجح نصبه لتجرده من (أل) والإضافة ، وهذا البيت يردّ على من منع جرّه حينئذ.

شرح العمدة ٣٩٩ وأوضح المسالك ٢٩٧ والعيني ٣ / ٧٠ وشرح التصريح ١ / ٣٣٦ والأشموني ٢ / ١٢٥.

(٢) البيت من رجز لم يعرف قائله. وقد ضمنه ابن مالك الكافية والألفيه.

الشاهد في : (الجبن) حيث نصب على أنه مفعول له مع اتصاله بأل ، وذلك قليل ، والراجح الجر.

شرح التسهيل ١٩٨ وشرح العمدة ٣٩٨ وشرح الكافية الشافية ٦٧٢ والألفية ٣٠ وشفاء العليل ٤٦٣ والمرادي ٢ / ٨٨ والمساعد ١ / ٤٨٧ والعيني ٣ / ٦٩ والدرر ١ / ١٦٧ والهمع ١ / ١٩٥ والأشموني ٢ / ١٢٥.

(٣) سورة الأنبياء الآية : ٤٧.

على أن القسط مفعول لأجله منصوب ، والراجح الجر لاتصاله بأل. وقيل : القسط صفة للموازين بحذف مضاف تقديره : ذوات القسط ، فلما حذفت الصفة أخذ المضاف إعرابها.


١٧٣ ـ يمّمته لرجائه متخوّفا

فأنال مرجوّا وكفّ مخوفا (١)

وشاهد النصب قوله :

١٧٤ ـ وأغفر عوراء الكريم ادّخاره

وأعرض عن شتم اللئيم تكرّما (٢)

__________________

(١) البيت من الكامل ، ولم أعرف قائله.

الشاهد في : (لرجائه) فقد جاء المفعول له مجرورا باللام ، ويجوز نصبه كالشاهد الآتي لوروده مضافا.

شرح العمدة ٣٩٩.

(٢) البيت من الطويل لحاتم الطائي الجواد المشهور. وقد روي عدة روايات مع المحافظة على موضع الشاهد.

الشاهد في : (ادّخاره) حيث جاء المفعول له منصوبا وهو مضاف ، ويجوز فيه الجر.

وفي البيت شاهد آخر ، وهو نصب (تكرما) المجرد من (أل) والإضافة مفعول له.

الديوان ٢٢٤ وسيبويه والأعلم ١ / ١٨٤ ، ٤٦٤ ، ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٥ والنوادر ٣٥٥ والمقتضب ٢ / ٣٤٨ وأسرار العربية ١٨٧ والأصول ١ / ٢٥٠ وشرح العمدة ٤٠٠ والمساعد ١ / ٤٨٧ ، ٤٨٨ ، والعيني ٣ / ٧٥ والجمل ٣١٩ والخزانة ١ / ٤٩١ والكامل ١ / ٢٩١.


المفعول فيه

وهو المسمّى ظرفا

الظرف كلّ اسم زمان أو مكان ضمّن معنى (في) باطراد ، نحو : امكث أزمنا هنا.

فدخلت الدار ، منتصب نصب المفعول على السعة ؛ لعدم اطراد إضمار (في) إذ لا يقال : نمت الدار.

ونصب الظرف بما يقع فيه معناه من فعل ظاهر ، كجلست حذاك ، أو مقدّر ، كقولك : يوم الجمعة ، لقائل : أيّ يوم صمت؟ أو جار مجرى فعل ، كهو جالس حذاك.

وجميع أسماء (١) الزمان قابلة للظرفية ، والقابل لها من أسماء المكان المبهمات مما دلّ على جهة كأمام ، أو شبه جهة كعند ومع ، أو على مقدار كميل وفرسخ ، أو كان مشتقّا من اسم الحدث الواقع فيه مزيدا أوله ميم كمذهب ومرمى ، من ذهبت مذهب زيد ، ورميت مرمى عمرو.

وما كان مشتقّا من غير ما اشتقّ العامل فشاذ غير مقيس ، نحو : هو منّي مقعد القابلة ، وعمرو مزجر الكلب ، ومناط الثريّا (٢).

__________________

(١) في الأصل وم (أفعال).

(٢) القياس في الأمثلة الثلاثة : هو منّي في مقعد الكلب ، وهو مني في مزجر الكلب ، وهو مني في مناط الثريّا ، وذلك بجر اسم الزمان بفي لعدم اشتقاق الظرف مما اشتق منه العامل ، ولو قيل : قعد مني مقعد النابلة ، وزجرت عمرا مزجر الكلب ، وناط عمرا مني مناط الثريّا ، لنصب الظرف فيها.


وما رأيته تارة ظرفا وتارة غيره ، أي : يفارق الظرفية ويستعمل مخبرا عنه ، ومضافا إليه ، ومفعولا به ، فهو متصرّف ، وهو كثير ، كيوم وليلة وحين ومدّة.

وغير المتصرف هو ما لازم الظرفية كقط ، وعوض ، أو شبه الظرفية مما لا يخرج عنها إلا بدخول حرف جرّ ، كقبل ، وبعد ، ولدن ، وعند ، إذ تجرها (من) فقط.

ويحسن أن نقول : ينقسم ظرف الزمان إلى ثابت التصرف والانصراف كيوم ، ومنعهما (١) ، كسحر ، مجرّدا مقصودا به التعيين (٢) مكبرا. أو ثابت التصرف منفيّ [الانصراف كغدوة ، وبكرة علمين ، وثابت الانصراف منفي](٣) التصرف ، وهو ما عيّن من ضحى وسحير وبكيرة ونهار وليل وعتمة.

وينوب المصدر عن ظرف المكان قليلا ، كجلست قرب زيد ، وبعد عمرو ، ووسط (٤) القوم ، يقال : وسط المكان والجماعة وسطا ، أي صار بينهم. وعن ظرف الزمان كثيرا ، نحو : كان ذلك قدوم زيد ، وخلافة فلان ، وطلوع الشمس ، على تقدير حذف

__________________

(١) في ظ (ومنفيهما).

(٢) في ظ (اليقين). وسحر غير منصرف ، فلا يكون إلا ظرفا ، ومنع الصرف لشبهه العلم في كونه لمعين وعدل عن الألف واللام. والمراد بقوله علمين ، أي : مرادا بهما يوم بعينه ، فلم يصرفا لهذا وللتأنيث.

(٣) سقط ما بين [] من م.

(٤) بسكون السين مصدر ناب عن الظرف.


المضاف.

وقد يجعل المصدر ظرفا دون تقدير مضاف ، نحو : زيد هيأتك ، والجارية جلوتها ، ومنه : ذكاة الجنين ذكاة أمّه ، أي في (١) ، ليوافق رواية الرفع.

__________________

(١) بنصب (ذكاة) الثانية المصدر بجعلها ظرفا دون تقدير مضاف ، والتقدير : في ذكاة أمه.


المفعول معه

ينصب المفعول معه وهو الاسم المذكور بعد واو بمعنى مع ، أي دالّة على المصاحبة بلا تشريك ، ونصبه بما سبق المفعول معه ، من فعل ظاهر نحو : سيري والطريق ، أو مقدر نحو : كيف أنت وقصعة من ثريد ، أو اسم يشبه الفعل ، نحو : حسبك وزيدا درهم ، أي كافيك.

وليس النصب بالواو خلافا للجرجاني (١) ؛ إذ لو كانت عاملة لاتّصل الضمير بعدها (٢) فقيل : جئت وك (٣) ، كالحروف العاملة ، نحو : إنك ولك.

وبعض العرب نصب بعد ما استفهام أو (٤) كيف ، بفعل كون تامّ مضمر كقوله :

__________________

(١) يظهر أن ابن الوردي. رحمه‌الله. لم ينظر في قول الجرجاني في ناصب المفعول معه المفصل في كتابه المقتصد ١ / ٦٥٩ قال : «اعلم أنك إذا قلت : ما صنعت وزيدا ، فإن زيدا ينتصب بالفعل الذي هو صنعت بوساطة الواو».

مما يتفق ورأي الجمهور. ولعله اعتمد فيما نسب إلى الجرجاني في نصب المفعول معه بالواو هنا على ظاهر ما ورد في كتابه الجمل ٢٠ بعدّه الواو بمعنى (مع) من النواصب ، نحو : استوى الماء والخشبة ، أو على ما ذكر ابن مالك عن الجرجاني في التسهيل ٩٩ وشرح العمدة ٤٠٢.

(٢) أي : بعد الواو.

(٣) في ظ (جئتك).

(٤) في ظ (و).


١٧٥ ـ فما أنا والسير في متلف

يبرّح بالذّكر الضابط (١)

وقوله :

١٧٦ ـ الآن تلقى عصبا أعجاما

فكيف أنت عمرو والإقداما (٢)

__________________

(١) البيت من المتقارب لأسامة بن الحارث الهذلي ، أحد الشعراء المخضرمين.

وروي صدر البيت : (فما أنت) (وما أنا).

المفردات : متلف : المتلف هو المفازة التي يتلف فيها ، أي يهلك ، من سلكها. يبرح : البرح الجهد والشدة. وروي : يعبّر : أي : يحمله على ما يكره. الذكر : الجمل ، وعبّر به لأنه أقوى من الناقة على السير. الضابط : القوي.

الشاهد في : (ما أنا والسير) نصب السير على أنه مفعول معه ؛ لسبقه بما الاستفهامية المتضمنة معنى الفعل ، والواو بمعنى مع ، والتقدير : كيف أكون مع السير؟ أو ما كنت مع السير؟. ويجوز الرفع عطفا على (أنا) وهو الأجود.

شرح أشعار الهذليين للسكري ١٢٨٩ وسيبويه والأعلم ١ / ١٥٣ وابن يعيش ٢ / ٥١ ، ٥٢ وشرح الكافية الشافية ٦٩٠ وشرح العمدة ٤٠٤ وابن الناظم ١١١ ورصف المباني ٤٢١ وشفاء العليل ٤٩٢ والمساعد ١ / ٥٤٣ والعيني ٣ / ٩٣ وشرح التحفة ٢٢٤ وشرح شواهده ٢٥٠ والهمع ١ / ٢٢١ والدرر ١ / ١٩٠ والأشموني ٢ / ١٣٧.

(٢) البيت من رجز يخاطب به قائله عمرو بن معدي كرب في موقعة القادسية ، ولم أقف على قائله.

المفردات : تلقى : تقابل في المعركة. عصبا : جمع عصبة ، وهم ما بين العشرة والأربعين عن أبي عبيد. أعجاما : جمع عجم ، كقفل وأقفال ، لغة في العجم.

الشاهد في : (كيف أنت ... والإقداما) نصب الإقدام على المعية لوقوعه بعد مرفوع تقدمه اسم الاستفهام (كيف) المتضمن معنى الفعل ، والتقدير : كيف تكون مع الإقدام ، و (أنت) فاعل لتكون النامة المحذوفة. ويجوز رفع ـ ـ


وكذلك (١) بعد زمان مضاف إلى الجملة كقوله :

١٧٧ ـ أزمان قومي والجماعة كالذي

منع الرّحالة أن تميل مميلا (٢)

وإن أمكن العطف بلا ضعف فهو أجود من النصب ، نحو : كنت أنا وزيد كالأخوين.

ويختار النصب فيما يلحق محذور في عطفه على ما قبله ، نحو : ذهبت وزيدا ؛ إذ لا فصل قبل المعطوف على ضمير الرفع

__________________

الإقدام عطفا على «أنت» وهو الأجود.

شرح العمدة ٤٠٣ وشرح التحفة ٢٢٣ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٤٩.

(١) في ظ (وكذا).

(٢) البيت من الكامل ، للراعي النميري ، واسمه عبيد بن حصين ، من قصيدة طويلة مدح بها عبد الملك بن مروان ، وقال الأعلم : قيل : للأعشى.

وروي : (أيام قومي) كما روي : (لزم الرحالة ...).

المفردات : أزمان قومي : أيامهم. الرّحالة : سرج يصنع من الجلد دون خشب. مميلا : مصدر مال يميل ممالا ومميلا ، مثل : عاب معاب ومعيب.

الشاهد في : (أزمان قومي والجماعة) نصب الجماعة على أنه مفعول معه ، والعامل كان تامة مقدرة ، والتقدير : أزمان كان قومي والجماعة ، والواو بمعنى مع.

وفيه شاهد آخر ، وهو حذف كان دون (أن) المصدرية وهو قليل ، والكثير بعد أن.

ديوان الراعي ٥٩ وسيبويه والأعلم ١ / ١٥٤ وشرح الكافية الشافية ٦٩١ والأزهية ٦٦ وشرح العمدة ٤٠٥ وابن الناظم ١١١ وشفاء العليل ٣٢٥ ، ٤٩٢ والمساعد ١ / ٥٤٣ والعيني ٢ / ٥٩ و ٣ / ٩٩ والخزانة ١ / ٥٠٢ والهمع ١ / ١٢٢ والدرر ١ / ٩٢.


المتصل ، ويجب (١) عند سيبويه ، ونحو : مالك وزيدا ، وما شأنك وعمرا ، مما عطف على ضمير مجرور ولم يعد جارّ كما سيأتي (٢) ، ورجحه الأخفش (٣) على الجرّ ، وأنشد :

١٧٨ ـ .............

فحسبك والضحّاك سيف مهنّد (٤)

__________________

(١) في ظ (ويجوز النصب) بدل (ويجب).

(٢) هذا مذهب جمهور البصريين. قال الصبان في حاشيته على الأشموني ٢ / ١٤٠ : «والتقدير : ما كان لك وزيدا ، وما شأنك وزيدا ، أو بمصدر ملابس منويّا بعد الواو ، فالتقدير : مالك وملابستك زيدا ، وكذا في المثال الآخر ، وهذان التوجيهان أجازهما سيبويه ..» .. أما جمهور الكوفيين وبعض البصريين وابن مالك فلا يوجبون إعادة الجار عند العطف على الضمير المجرور ، فيجوز عندهم هنا العطف على الضمير المجرور. وانظر شرح العمدة ٤٠٦ ـ ٤٠٧.

(٣) شرح العمدة ٤٠٧ وحاشية الصبان على الأشموني ٢ / ١٤٠ ولم يذكر الصبان الأخفش وإنما قال : «لأن الكوفيين وبعض البصريين لا يوجبون إعادة الجار».

(٤) صدر بيت من الطويل ، قيل : للبيد ، ولجرير ، وليس في ديوانيهما. وصدره :

إذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا

الشاهد : في (حسبك والضحاك) على أن الواو عاطفة الضحاك على ضمير المخاطب في حسبك المجرور محلا بالإضافة عند الأخفش ، لأنه لا يشترط إعادة الجار عند العطف على الضمير المجرور ، كما هو شرط الجمهور. أو أن الواو للقسم والضحاك مجرور بها ، وعند سيبويه يجب نصب الضحاك على أنه مفعول معه ، والواو بمعنى مع ، والعامل حسبك بمعنى كافيك. ويجوز الرفع على أنه مبتدأ خبره كذلك ، وخبر (حسبك) سيف.

معاني القرآن للفراء ١ / ٤١٧ والتكملة ٣٢٤ والأصول ٢ / ٣٧ والمخصص ١٦ / ١٤ وشرح العمدة ٤٠٧ وابن يعيش ٢ / ٤٨ ، ٥١ والمغني ٢ / ٥٦٣ والعيني ٣ / ٨٤ درجا والمقصور والممدود للقالي ٢٨٣ وشرح شواهد المغني ـ


بنصب الضحّاك وجرّه ورفعه ، والرفع بتقدير : فحسبك سيف مهنّد والضحّاك كذلك.

واعتقد إضمار عامل يدلّ عليه سياق الكلام في نحو قوله :

١٧٩ ـ وعلّفتها تبنا وماء باردا

حتّى شتت همّالة عيناها (١)

أي وسقيتها ماء ، وقوله :

١٨٠ ـ إذا ما الغانيات برزن يوما

وزجّجن الحواجب والعيونا (٢)

__________________

للسيوطي ٩٠٠ وتفسير القرطبي ٣ / ١٥٧٥ و ٤ / ٢٨٨١ وشرح أبيات سيبويه للنحاس ٥٧ والبحر المحيط ٤ / ٥١٦ والخزانة ٣ / ٣٨٩ عرضا.

(١) البيت من رجز قيل : إنه لذي الرمة ، ولم أجده في ديوانه.

الشاهد في : (علفتها تبنا وماء) بنصب ماء بفعل مقدر يدل عليه ما قبله ، والتقدير : علفتها تبنا وسقيتها ماء ، ولا يجوز النصب على المعية لأنه لا يقال : علفتها ماء. وقد يحمل علفتها على معنى أطعمتها فيكون (ماء) منصوبا بعطفه على (تبنا) لأن كلّا من التبن والماء مطعوم.

الخصائص ٢ / ٤٣١ ومعاني القرآن للفراء ١ / ١٤ و ٣ / ١٢٤ والإنصاف ٣٢٢ وابن الناظم ١١٣ والمرادي ٢ / ١٠١ والعيني ٣ / ١٠١ و ٤ / ١٨١ والخزانة ١ / ٤٩٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٩٢٩.

(٢) البيت من الوافر ، للراعي النميري. ورواية الديوان :

وهزة نشوة من حيّ صدق

وزججن ..............

الشاهد في : (زججن الحواجب والعيونا) بنصب العيون بفعل محذوف تقديره : وكحّلن ، ولا يجوز النصب على المعية ؛ لعدم الفائدة بالإعلام بمصاحبة العيون للحواجب ، ولا يجوز النصب بالعطف لعدم المشاركة.

وقيل : ضمن الفعل (زججن) معنى زيّنّ أو حسّنّ ، فلا حذف للعامل.

الديوان ١٥٠ ومعاني القرآن للفراء ٣ / ١٢٣ ، ١٩١ وشرح الكافية الشافية ٦٩٨ وشرح العمدة ٦٣٥ وابن الناظم ١١٣ ، وشفاء العليل ٤٩٣ والمساعد


أي وزيّنّ العيون ، فليس مما نحن فيه ؛ إذ ليس مفعولا معه ؛ لعدم الإعلام بمصاحبة العيون للحواجب ، وليس عطفا لعدم المشاركة.

__________________

ـ ـ ١ / ٥٤٥ والعيني ٣ / ٩١ و ٤ / ١٧٣ والهمع ١ / ٢٢٢ و ٢ / ١٣٠ والدرر ١ / ١٩١ و ٢ / ١٦٩ والخصائص ٢ / ٤٣٢ والإنصاف ٦١٠ والمغني ٢ / ٣٥٧ والخزانة ٣ / ٧٣ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٧٧٥ والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٤١٧ واللسان (زجج) ١٨١٢.


الاستثناء

للمستثنى بإلّا مع تمام الكلام إذا تأخر عن المستثنى منه النصب بشرط ألّا يتأثر المستثنى منه بنفي أو نهي أو استفهام ، نحو : جاء القوم إلّا زيدا ، وما قام إلّا إخوتك إلّا عمرا ، فالإخوة (١) وإن كانوا بعد نفي فهم مثل القوم في عدم التأثر (٢) بالنفي لنقضه بإلّا ، فالتقدير : اختصّ بالقيام إخوتك.

ولم ينبّه عليه الشيخ في الألفية (٣) ولا ابنه (٤) فإن تأثر بأحد الثلاثة اختير الاتباع إن كان المستثنى بعض المستثنى منه ، مثل : (ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ)(٥). والنصب عربي جيد ، قرأ ابن عامر :

__________________

(١) في ظ (والإخوة).

(٢) في جميع النسخ (التأثير).

(٣) لم ينبه ابن مالك في الألفية على هذه المسألة ، لكنه ذكره بالتفصيل في العمدة وشرحها ٣٧٧ ـ ٣٧٩.

(٤) لم يشترط ابن الناظم في شرح الألفية ١١٣ لنصب المستثنى عدم التأثّر بالنفي أو النهي أو الاستفهام.

(٥) سورة النساء الآية : ٦٦.

(قليل) بالرفع ، وهي قراءة غير ابن عامر على أنه بدل بعض من ضمير الرفع الواو في (فعلوه) وذلك عند البصريين ، وعطف نسق عند الكوفيين ؛ لأن (إلا) عندهم من حروف العطف.

وقرأ ابن عامر : (قليلا) بالنصب على الاستثناء ، أو على تقدير : إلا فعلا قليلا. انظر حجة القراءات ٢٠٦ ـ ٢٠٧ والكشف عن وجوه القراءات السبع ١ / ٣٩٢ ومشكل إعراب القرآن ١ / ١٩٥ ـ ١٩٦ والإتحاف ١ / ٥١٥ والكشاف ١ / ٥٣٩.


(ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ)(١).

واختير (٢) النصب إن لم يكن المستثنى بعض المستثنى منه ، مثل : (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ)(٣) وهي الحجازية ، وتميم يتبعون في غير الجار إن صحّ الاستغناء عنه بالمستثنى كقوله :

١٨١ ـ وبلدة ليس بها أنيس

إلّا اليعافير وإلّا العيس (٤)

__________________

(١) في م (قليل) وفي ظ (قليلا منهم). وانظر التعليق السابق.

(٢) سقطت من م.

(٣) سورة النساء الآية : ١٥٧. الواجب على لغة أهل الحجاز في الآية الكريمة نصب (اتباع) ؛ لكونه استثناء منقطعا ؛ فاتباع ليس بعضا من العلم. وليس المختار كما يقول الشارح ، وبه قرأ السبعة. أما تميم فيرفعون (اتباع) على أنه بدل من (علم) المجرور لفظا المرفوع محلا على أنه اسم ما ؛ لإمكان الاستغناء عن المستثنى منه بالمستثنى ، فيمكن أن يقال : ما لهم إلا اتباع الظن. والله أعلم. كما أنه يجوز عندهم النصب على الاستثناء. انظر معاني القرآن للزجاج ٢ / ١٢٨ ومشكل إعراب القرآن ١ / ٢١١ والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٧٤.

(٤) البيت من رجز لجران العود ، واسمه عامر بن الحارث ، شاعر جاهلي ، أدرك الإسلام ولم يسلم. وقيل لنزال بن غلاب. وروي البيت بعدة روايات ، ورواية الديوان :

بسابسا ليس بها أنيس

إلا اليعافير وإلّا العيس

المفردات : بسابسا : جمع بسبس ، وهو القفر. أنيس : كل ما يؤنس. اليعافير : أولاد الظباء ، ومفردها يعفور. العيس : الإبل ، ومفرده أعيس.

الشاهد في : (إلا اليعافير وإلا العيس) برفع اليعافير بدلا من (أنيس) وذلك على لغة تميم ؛ لأنه يصح الاستغناء بالمستثنى عن المستثنى منه فيقال : ليس بها إلا اليعافير ، وهذا شرطهم. والعيس معطوف على اليعافير مرفوع.

ديوان جران ٥٢ وسيبويه والأعلم ١ / ١٣٣ ، ٣٦٥ ومعاني القرآن للفراء ١ / ٤٧٩ ـ


وقد يجعل المستثنى المتأخر مبتدأ ، إمّا مذكور الخبر كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما للشياطين من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء إلّا المتزوجون ، أولئك المتطهرون (١) المبرؤون من الخنا (٢)». وإما مقدر الخبر كقراءة بعض السلف : (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ)(٣) أي : لم يشرب ، ومثله :

__________________

و ٣ / ٢٧٣ والمقتضب ٢ / ٣١٩ ، ٣٤٧ و ٤ / ٤١٤ والإنصاف ٢٧١ ومعاني الحروف ٦١ ومشكل إعراب القرآن ١ / ٣٥٤ ، ٤١٧ وابن يعيش ٢ / ٨٠ وشفاء العليل ٥٠١ وابن الناظم ١١٨ والعيني ٣ / ١٠٧ وشرح التحفة الوردية ٢٢٨ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٥٤ والخزانة ٤ / ١٩٧.

(١) في ظ (المطهرون).

(٢) مسند أحمد ٥ / ١٦٣ ، ١٦٤ عن أبي ذر رضي‌الله‌عنه قال : دخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل يقال له عكاف بن بشر التميمي ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عكاف هل لك من زوجة؟ قال : لا ، قال ولا جارية ، قال : ولا جارية ، قال : وأنت موسر بخير ، قال : وأنا موسر بخير ، قال أنت إذا من إخوان الشياطين ، لو كنت في النصارى كنت من رهبانهم ، إنّ سنتنا النكاح ، شراركم عزّابكم ، وأراذل موتاكم عزابكم ، أبا الشيطان تمرسون ، ما للشيطان من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء ، إلا المتزوجون ، أولئك المطهرون المبرّؤون من الخنا ، ويحك يا عكاف ، إنهنّ صواحب أيوب وداود ويوسف وكرسف ، فقال له بشر بن عطيّة ، ومن كرسف يا رسول الله؟ قال : رجل كان يعبد الله بساحل من سواحل البحر ثلاث مئة عام يصوم النهار ويقوم الليل ، ثم إنه كفر بالله العظيم في سبب امرأة عشقها وترك ما كان عليه من عبادة الله ، ويحك يا عكاف : تزوج وإلا فأنت من المذبذبين ، قال زوّجني يا رسول الله ، قال زوجتك كريمة بنت كلثوم الحميري. «وانظر الحديث في شرح العمدة ٣٧٩ ـ ٣٨٠.

والشاهد في الحديث إعراب المستثنى المتأخر (المتزوجون) مبتدأ خبره جملة (أولئك المطهرون).

(٣) سورة البقرة الآية : ٢٤٩. قرأ أبيّ والأعمش برفع (قليل) على أنه مبتدأ خبره محذوف ، تقديره : قليل لم يشرب ، ولا يجوز أن يكون بدلا ؛ لأن المعنى ـ ـ


١٨٢ ـ وبالصريمة منهم منزل خلق

عاف تغيّر إلّا النّؤي والوتد (١)

أي : لم يتغير.

استشهد به الشيخ (٢) على هذا ، واستشهد به ابنه (٣) على تقدم

__________________

يصير : فشرب قليل ، وهذا لا يناسب المعنى.

انظر القراءات الشاذة ١٥ وإملاء ما من به الرحمن ١ / ١٠٤ والكشاف ١ / ٣٨١.

(١) البيت من البسيط ، للأخطل ، من قصيدة يمدح بها عبد الله ويزيد ابني معاوية.

المفردات : الصريمة : اسم موضع ، وفي الأصل اسم لكل رملة انصرمت من معظم الرمل. خلق : قديم بال. عاف : قديم دارس. النؤي : شق حول خباء البيت ؛ لألّا يدخله المطر. الوتد : عود أو حديدة تضرب في الأرض وتشد بها حبال البيت.

الشاهد في : (تغير إلا النؤي) على أن المستثنى (النؤي) الواقع بعد إلّا يجوز إعرابه مبتدأ خبره مقدر ، والتقدير : لم يتغير ، مع أنه تام موجب. وهذا قول ابن مالك وابن الوردي. ويستشهد ابن الناظم وغيره بالبيت على أن (النؤي) بدل من ضمير الفاعل في (تغير) ، وجاز الإبدال مع أنه تام موجب ؛ لأن معنى (تغير) لم يبق على حاله ، فهو وإن كان موجب اللفظ إلا أنه منفيّ معنى.

الديوان ١٦٨ والمغني ٢٧٦ وشرح الكافية الشافية ٧٠٩ وشرح العمدة ٣٨٠ وابن الناظم ١١٧ وشفاء العليل ٥٠٠ والعيني ٣ / ١٠٣ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٦٧٠ والبحر ١ / ٢٨٨.

(٢) قال ابن مالك في شرح العمدة ٣٨٠ : يشير إلى الآية الكريمة(فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ :) «ومثله في جعل ما بعد إلا مبتدأ منويّ الخبر قول الأخطل» ، وذكر البيت ، وقال بعده : «أي : إلا النؤي والوتد لم يتغيرا».

(٣) شرح ألفية ابن مالك لابن الناظم ١١٧ قال : «ومثال تقدم النفي معنى قول الشاعر» وذكر البيت ، وقال : «فإنّ (تغيّر) بمعنى لم يبق على حاله».


النفي معنى ، فقال : إنما رفع النّؤي لأن معنى تغيّر لم يبق على حاله.

وهذا غير حسن ؛ إذ يمكن هذا التقدير في المتحتم النصب ، فيقال : معنى صام القوم إلا زيدا ، لم يفطر القوم إلا زيدا. وتحتّم النصب في شيء واختيار (١) الاتباع فيه تناقض.

والوجه نصب المستثنى المتقدم مع الاتصال بعد نفي أو شبهه ، كقوله :

١٨٣ ـ وما لي إلّا آل أحمد شيعة

ومالي إلّا مشعب الحقّ مشعب (٢)

ويرفع على تفريغ العامل له ثمّ الإبدال منه ، كقول حسان :

__________________

(١) في الأصل وم (والاختيار) وفي ظ (واختار).

(٢) البيت من الطويل للكميت الأسدي ، من قصيدة طويلة يمدح بها آل البيت ، وقد عرف عنه التشيع. ورواية الهاشميات لعجز البيت وهي المشهورة :

وما لي إلّا مذهب الحق مذهب

الشاهد في : (آل ، ومشعب الحق) فقد روي : بنصب (آل ومشعب) وبرفعهما ، والمستثنى متقدم على المستثنى منه في كلام غير موجب. أما النصب وهو الأجود فعلى الاستثناء ، وليس على البدلية ؛ لأنها لا تصح ؛ إذ البدل تابع والتابع لا يتقدم على المتبوع. وأما الرفع فعلى الابتداء ، والخبر (لي) في الوضعين ، والاستثناء مفرغ. وعلى هذا تعرب (شيعة ، و (مشعب) آخر البيت بدل كل من (آل أحمد ، ومشعب الحق) وهذا على عكس الأصل ؛ فالذي كان بدلا صار مبدلا منه ، والذي كان مبدلا منه صار بدلا.

القصائد الهاشميات ٥٠ والمقتضب ٤ / ٣٩٨ والكامل ٢ / ٩٠ ومجالس ثعلب ١ / ٤٩ والإفصاح ٨٥ وابن الناظم ١١٨ وشرح التحفة ٢٢٩ والعيني ٣ / ١١١ والخزانة عرضا ٢ / ٢٠٨ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٥٥.


١٨٤ ـ لأنّهم يرجون منك شفاعة

إذا لم يكن إلّا النبيون شافع (١)

وإذا فرّغ عامل قبل إلّا لما بعدها ، أي لم يذكر المستثنى منه فلتلو إلا ما كان له مع سقوطها ، تقول : ما جاءني إلا زيد ، وما رأيت إلّا زيدا ، وما مررت إلا بزيد.

وتلغ (إلّا) ويكون دخولها كخروجها إذا كررت للتوكيد ، إما مع البدل ، نحو : امرر بهم إلّا الفتى إلا العلا ، المعنى إلا الفتى العلا.

وأمّا عطف النسق نحو : ما قام إلا زيد وإلا عمرو ، وجمع المثالين قوله :

١٨٥ ـ ما لك من شيخك إلا عمله

إلا رسيمه وإلّا رمله (٢)

__________________

(١) البيت من الطويل لحسّان بن ثابت رضي‌الله‌عنه ، من قصيدة طويلة يرثي فيها شهداء بدر رضوان الله عليهم أجمعين.

الشاهد في : (إلا النبيون شافع) فقد رفع المستثنى (النبيون) المتقدم المنفي بلم على أنه فاعل (يكن) التامة ، وشافع هو المستثنى منه ، يعرب بدل كل من كل على غير الأصل كما في الشاهد السابق.

ورواية الديوان : (النبيين) بالنصب على الاستثناء ، ولا شاهد على هذه الرواية لما أورده الشارح ؛ لأنها جاءت على الأجود ، و (شافع) على هذه الرواية فاعل (يكن).

الديوان ٢٥٤ وشرح الكافية الشافية ٧٠٥ وابن الناظم ١١٨ وشفاء العليل ٥٠٣ وشرح التحفة ٢٣٠ والعيني ٣ / ١١٤ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٥٩ والهمع ١ / ٢٥٥ والدرر ١ / ١٩٢.

(٢) البيت من رجز لم يعرف قائله. ـ


وإن كررتها لغير توكيد والمستثنى بها مباين للمستثنى الأوّل وفرّغت ما قبلها فأشغله بأحد المستثنيين والمستثنيات ، فلا (١) غنى عن نصب ما سواه ، نحو : قام إلا زيد إلّا عمرا إلا بكرا ، والأقرب إلى المفرغ أولى بعمله ، وإن لم يكن تفريغ بأن كان العامل مشغولا بالمستثنى منه وتقدم المستثنى ، فللمستثنيين أو المستثنيات النصب ، نحو : قام إلا زيدا إلا عمرا إلا بكرا القوم.

وإن تأخر المستثنى فلأحدهما أو أحدها من الاتباع والنصب ما كان له لو لم يستثن غيره ، ولما سواه النصب ، نحو : ما جاءني أحد إلا زيد إلا عمرا إلا بكرا ، ومثله : لم يف إلا امرؤ إلا عليّا. وما بعد الأوّل من هذه المستثنيات مساو لحكم الأوّل في الدخول في غير الإيجاب ، وفي الخروج في (٢) الإيجاب.

واجرر بغير إذا استثنيت بها ، وأعربها بما يستحقه المستثنى

__________________

الشاهد في : (إلا عمله إلا رسيمه وإلا رمله) وفيه شاهدان ، الأول : (إلا عمله إلا رسيمه) فقد تكررت إلّا دون عطف فألغيت واكتفت بالتوكيد فقط ، وصار ما بعدها بدلا مما قبلها على معنى إلّا عمله رسيمه ، (فرسيمه) بدل من (عمله) المرفوع على الابتداء وخبره (لك) المتقدم ، ولا عمل لـ (ما) النافية لانتقاضه بإلا.

والشاهد الثاني : (إلا رسيمه وإلّا رمله) حيث تكررت (إلا) مع العطف فألغيت واقتصرت على التوكيد ، ورمله معطوف على رسمه.

سيبويه والأعلم ١ / ٣٧٤ وشرح الكافية الشافية ٧١٢ وابن الناظم ١١٩ والمرادي ٢ / ١٠٧ وشفاء العليل ٥٠٦ والمقرب ١ / ١٧٠ والعيني ٣ / ١١٧ والهمع ١ / ٢٢٧ والدرر ١ / ١٩٣.

(١) في ظ (ولا).

(٢) في ظ (و) بدل (في).


بإلا من نصب لازم أو راجح أو مرجوح أو تأثر (١) بعامل مفرغ.

وسوى وسواء لغتان في سوى ، والأصح أنها مثل غير خلافا لسيبويه (٢) فإنه جعلها ظرفا غير متصرف ، ولا شكّ أنها تستعمل ظرفا مجازا ، فيقال : رأيت الذي سواك ، كما يقال رأيت الذي مكانك.

وانصب إذا استثنيت بليس وخلا وعدا ولا يكون ، وإن شئت جررت بخلا وعدا ، وإذا دخلت (ما) على خلا وعدا وجب النصب بناء على أن ما مصدرية. وروي الجرمي (٣) الجرّ بناء على أنّ ما زائدة ، فالجر على أنهما حرفان ، والنصب على أنهما فعلان غير متصرفين ، وحاشى مثل خلا ، لكن لا تصحب ما إلا فيما ندر من قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وأسامة أحب الناس إليّ ما حاشى فاطمة» (٤)

__________________

(١) في ظ (تأثره).

(٢) قال سيبويه : «وجعلوا ما لا يجرى في الكلام إلا ظرفا بمنزلة غيره من الأسماء ، وذلك قول المرّار بن سلامة العجلي :

ولا ينطق الفحشاء من كان منهم

إذا جلسوا منّا ولا من سوائنا»

ثم قال : «فعلوا ذلك لأن معنى سواء معنى غير». ١ / ١٢ ـ ١٣ وانظر ١ / ٣٧٧.

(٣) انظر المسألة في شرح الكافية الشافية ٧٢٢ والمرادي ٢ / ١٢٣ وأجاز ذلك الكسائي والربعي والفارسي.

والجرمي ، هو صالح بن إسحاق أبو عمر الجرمي ، مولى جرم بن زبان ، أخذ النحو عن يونس والأخفش ، واللغة عن الأصمعي وأبي عبيدة ، من تصانيفه : التنبيه وكتاب الأبنية. توفي سنة ٢٢٥ ه‍. بغية الوعاة ٢ / ٨.

(٤) رواه أبو أمية الطرسوسي في مسنده عن ابن عمر ، وفيه زيادة : (ولا غيرهما)


رضي‌الله‌عنها (١).

ويقال في حاشى : حاش (٢) كثيرا ، وحشى (٣) قليلا. وخولف سيبويه (٤) حيث التزم حرفية حاشى ، وفعليّة عدا.

__________________

ـ ـ ٧٣. ورواه الطبراني في الكبير : «أسامة أحب الناس إليّ». ١ / ١٥٩ (٣٧٢) دون زيادة.

وأورده الشارح وغيره على أن (حاشا) سبقت بما ، فنصب الاسم بعدها على أنها فعل ، وما مصدرية.

ويظهر أن" ما حاشا فاطمة" مدرجة من كلام الراوي ، وليست من كلامه عليه الصلاة والسّلام ، أي : أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يستثن فاطمة رضي‌الله‌عنها ، بدليل ما في مسند الطبراني : ما حاشا فاطمة ولا غيرها». وعلى هذا تكون (ما) نافية لا مصدرية ، (وحاشى) فعلا ماضيا متعديا متصرفا ، بمعنى استثنى ، ولا شاهد في الحديث على هذه الرواية ، والله أعلم.

(١) سقطت من ظ (رضي‌الله‌عنها).

(٢) في ظ (حاشى). وفي اللسان ٨٩١ ـ ٨٩٢ : حاشى وحاش وحشى.

(٣) في ظ (حاشا).

(٤) قال سيبويه : «وأما حاشى فليس باسم ، ولكنه حرف يجر ما بعده كما تجر حتى ما بعدها ، وفيه معنى الاستثناء». ١ / ٣٧٧.


الحال

الحال وصف مذكور فضلة (١) لبيان هيأة ما هو له ، وحقّها النصب كباقي الفضلات ، نحو : اذهب فردا.

ولا نقول كما قال الشيخ (٢) : وصف فضلة منتصب ، مفهم في حال. لأنه أدخل حكما في الحدّ بقوله : منتصب أيضا (٣) ، فهو حدّ غير مانع ؛ إذ يشمل النعت من نحو قولك : (مررت برجل راكب) (٤) ، فمعناه في حال ركوبه ، ولو قال بدل البيت المذكور نحو :

الحال وصف فضلة قد بيّنت

هيأة ما جاءت له فنصبت

لخلص من ذلك.

والغالب في الحال أن تكون منتقلة أي : (٥) وصفا غير ثابت ، ومأخوذة من فعل مستعمل ، وقد تكون وصفا ثابتا إذا كانت مؤكّدة ، مثل : (هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً)(٦) أو دلّ عاملها على تجدد

__________________

(١) في م (فضلة مذكور).

(٢) قال ابن مالك في الألفية ٣٢ :

الحال وصف فضلة منتصب

مفهم في حال كفردا أذهب

(٣) في م (أيضا منتصب). وفي ظ (منتصب وأيضا).

(٤) هكذا في جميع النسخ. وهذا المثال لا يدخل على ابن مالك ، لأنه مجرور.

والصواب التمثيل بصفة منصوبة وموصوف منصوب ، نحو رأيت رجلا راكبا.

(٥) سقطت (أي) من ظ.

(٦) سورة فاطر الآية : ٣١.


صاحبها ، مثل : خلق الله الزرافة يديها أطول من رجليها ، ومثله :(وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً)(١) وهي في غير ذلك منتقلة ، فلا يقال : جاء زيد أبيض.

ويكثر جمود الحال إذا دلّ على سعر ، كبعته البرّ قفيزا بدرهم ، أو أوّل بمشتقّ بغير تكلّف لكونه موصوفا في قوله تعالى : (فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا)(٢) أو دلّ على تشبيه ، نحو : كرّ زيد أسدا ، أي : مثل أسد ، أو على مفاعلة ، نحو : كلمته فاه إلى فيّ ، أي : مشافها ، وبايعته يدا بيد ، أي : مناجزا.

وإن عرّفت الحال لفظا بأل أو إضافة (٣) فاحكم بشذوذه وأوّله بنكرة ، مثل : ادخلوا الأول فالأوّل ، أي : مترتّبين (٤). و [اجهد وحدك ، أي منفردا ، ويقع المصدر المنكر حالا كثيرا مثل](٥) : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً)(٦) و (وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً)(٧) والمعرف قليلا مثل :

__________________

(١) سورة النساء الآية : ٢٨.

(٢) سورة مريم الآية : ١٧. (بشرا) حال من الضمير المستتر في (تمثّل) وهي جامدة ، وسوغ ذلك وصفها بمشتق فسويّا بمعنى مستو.

(٣) لم يمثل للحال المضافة ، ومثاله : طلبته جهدي ، فجهدي حال مضافة إلى الضمير ، وتفرقوا أيادي سبأ ، فأيادي حال مضاف إلى سبأ.

(٤) في ظ (مرتين).

(٥) ما بين القوسين [] زيادة من ظ.

(٦) سورة الأعراف الآية : ٥٥. وتأويل المصدرين : متضرعين وخائفين.

(٧) سورة الأعراف الآية : ٥٦. وتأويل المصدرين : خائفين وطامعين.


١٨٦ ـ أرسلها العراك (١) ...

 ..............

أي : معتركة.

ولا يكون صاحب الحال إلا معرفة (٢) في الغالب إلّا إذا تأخر عن الحال كقوله :

__________________

(١) قطعة من بيت من الوافر للبيد ، وهو بتمامه :

وأرسلها العراك ولم يذدها

ولم يشفق على نغص الدّخال

المفردات : أرسلها : أطلقها ترد الماء ، والفاعل هنا حمار الوحش ، كما هو في بيت قبله ، والضمير المؤنث يعود إلى أنثى الحمار. العراك : من عارك إبله أو غيرها إذا جعلها ترد الماء جميعا فتزدحم وتتعارك كأنها في معركة. يذدها : يطردها. يشفق : يخف ويرحم. نغص : النغص عدم تمام المراد ، من نغص من باب فرح ، والمراد عدم تمام شربه. الدخال : هو أن يدخل القوي بين ضعيفين أو الضعيف بين قويين.

الشاهد في : (العراك) فقد جاء الحال مصدرا معرفا بأل ، وهو شاذ ، فالحال لا تأتي إلا وصفا نكرة ، وقد أوّل باسم فاعل معتركة. وهذا ما ذهب إليه سيبويه ١ / ١٨٧. وذهب أبو علي الفارسي إلى أن العراك مفعول مطلق للحال المقدرة ، أي أرسلها معتركة العراك. أو أنه معمول لفعل مقدر ، أي تعترك العراك. وذهب ابن الطراوة إلى أن العراك نعت لمصدر محذوف ، وليس بحال ، والتقدير : فأرسلها الإرسال العراك. شرح الكافية للرضي ١ / ٢٠٢ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٦٥ والمرادي ٢ / ١٤٢ والعيني ٣ / ٢١٩. وأنشده ثعلب : (فأوردها العراك) وزعم أن العراك مفعول ثان لأوردها. ونقل عن الكوفيين أن أرسلها مضمن معنى أوردها كما في العيني.

الديوان ١٠٨ والمقتضب ٣ / ٢٣٧ والمخصص ٧ / ٩٩ و ١٤ / ٢٢٧ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢٨٤ وابن يعيش ٢ / ٦٢ والمرادي ٢ / ١٤١ وابن الناظم ١٢٦ وشرح التحفة ٢٣٤ والخزانة ١ / ٥٢٤.

(٢) في ظ (نكرة). وفي م زيادة واو بعد (معرفة).


١٨٧ ـ وبالجسم منّي بيّنا لو علمته

شحوب وإن تستشهدي العين تشهد (١)

أو تختصّ إمّا بوصف مثل : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْراً مِنْ عِنْدِنا)(٢) وفي حديث أبي بكر رضي‌الله‌عنه : «ثم جاء بطست من ذهب مملوءا حكمة (٣)» وإمّا بإضافة ، مثل : (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي

__________________

(١) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (بينا ... شحوب) على أنّ بينا حال من النكرة شحوب ، وجاز ذلك لتقدم الحال على صاحبها ، والأصل أن الحال لا تأتي إلا من المعرفة ؛ لأن صاحب الحال كالمبتدأ الأصل فيه أن يكون معرفة إلا بمسوغ ، ومسوغه هنا تقدم الحال عليه.

سيبويه والأعلم ١ / ٢٧٦ وشرح الكافية الشافية ٧٣٨ وشرح العمدة ٤٢٢ وابن الناظم ١٢٧ وابن عقيل ١ / ٥٣٥ والمساعد ٢ / ١٨ وشفاء العليل ٥٢٦ والعيني ٣ / ١٤٧ والأشموني ٢ / ١٧٥.

(٢) سورة الدخان الآيتان : ٤ ، ٥. فـ (أمرا) حال من (أمر) النكرة ، وجاز ذلك لوصفه بـ (حكيم). وفي إعراب (أمرا) تخريجات أخرى ذكرها صاحب التصريح على التوضيح ١ / ٣٧٦ ، وخطأ استشهاد الشارح وابن مالك وغيرهما بأن (أمرا) حال من النكرة (أمر) لاختصاصها بالوصف أمر.

(٣) لم أجد من روى الحديث عن أبي بكر رضي‌الله‌عنه ، وإنما ورد في مسند أبي عوانة ١ / ١٢٠ ، ١٣٥ عن أنس بن مالك الأنصاري قال حدثني أبو ذر الغفاري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «فرج سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء من زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب مملوءا حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري» وكذا في صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ١ / ٢٣٦ ـ ٢٣٧ عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة ، مع اختلاف في أول الحديث «... ثم أتيت بطست من ذهب مملوءا إيمانا وحكمة ..».

وانظر تاريخ مدينة دمشق ٢٩ / ٥٩ عن الزهري أن أنسا كان يحدث أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «فرج سقف ... مملوءا حكمة فأفرغها في صدري ثم أطبقه».

وأخرجه البخاري في (كتاب التوحيد ، باب قول : وكلم الله موسى تكليما)


(أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ)(١) وإمّا بعطف نحو : هؤلاء ناس وعبد الله منطلقين (٢) ، وإمّا بعمل نحو : عليّ عشرون درهما كاملة ، وخمسة

__________________

ـ ـ ٤ / ٣٠٠ ـ ٣٠١ بلفظ : (محشوّا) بدل (مملوءا) وفيه الشاهد ، عن شريك بن عبد الله أنه قال : سمعت أنس بن مالك يقول : «ليلة أسري برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مسجد الكعبة ..». إلى أن قال : «فشق جبريل ما بين نحره إلى لبّته حتى فرغ من صدره وجوفه ، فغسله من ماء زمزم بيده حتى أنقى جوفه ، ثم أتي بطست من ذهب فيه تورمن ذهب محشوّا إيمانا وحكمة ..». الحديث.

وقال القسطلاني في إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ١٠ / ٤٤٧ ـ ٤٤٨ عن الفتح : قوله : «(محشوا) حال من الضمير في الجار والمجرور ، والتقدير بطست كائن من ذهب ، فنقل الضمير من اسم الفاعل إلى الجار والمجرور ، وأما (إيمانا) فعلى التمييز". وقال : «وتعقبه العيني فقال : فيه نظر ، والذي يقال : إن محشوّا حال من التور الموصوف بقوله : (من ذهب) وأمّا (إيمانا) فمفعول قوله : (محشوّا) لأن اسم المفعول يعمل عمل فيه ، و (حكمة) عطف عليه ، ويحتمل أن يكون أحد الإناءين أعني الطست والتور فيه ماء زمزم ، والآخر المحشوّ بالإيمان ، وأن يكون التور ظرف الماء وغيره ، والطست لما يصب فيه عند الغسل حماية له عن التبدد في الأرض ، والمراد أن الطست كان فيه شيء يحصل به كمال الإيمان».

وأخرجه البخاري أيضا في (كتاب الصلاة) ١ / ٧٣ وفي (كتاب الحج ، باب سقاية الحجاج) ١ / ٢٨٣ و (باب ذكر إدريس عليه‌السلام) ٢ / ٢٣١. وليس فيه الشاهد.

وأخرجه مسلم في (باب الإسراء) ٢ / ٢١٧ ـ ٢١٨ و ٢ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦ وكذا أحمد في مسنده ٤ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ و ٥ / ١٢٢ وكذا النسائي في (كتاب الصلاة) ١ / ١٤٠ (٣١٤) بلفظ (ممتلئ ومملوء) وليس فيها شاهد.

وانظر الحديث في شرح العمدة ٤٢٠ ـ ٤٢١.

(١) سورة فصلت الآية : ١٠. فـ (سواء) حال من (أربعة) المضاف إلى أيام.

(٢) (منطلقين) حال من (ناس) النكرة وسوغ ذلك عطف المعرفة عليها (عبد الله).


دنانير خالصة (١) ، أو تقدمه نفي مثل : (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ (٤))(٢) ومثله :

١٨٨ ـ ما حمّ من موت حمى واقيا

وما ترى من أحد باقيا (٣)

أو نهي ، كقوله :

١٨٩ ـ لا يركنن أحد إلى الإحجام

يوم الوغى متخوّفا لحمام (٤)

__________________

(١) (درهم وخالصة) معمولان للعدد (عشرون وخمسة).

(٢) سورة الحجر الآية : ٤.

جملة (ولها كتاب) من المبتدأ والخبر المتقدم حال من (قرية) النكرة وجاز ذلك لسبقه بما النافية.

(٣) البيت من من رجز لم أقف على قائله.

الشاهد في : (واقيا) على أنه حال من (موت) وهو نكرة ، وسوغ ذلك سبقه بالنفي (ما).

شرح العمدة ٤٢٢ وشفاء العليل ٥٢٦ وابن عقيل ١ / ٥٣٨ والمساعد ٢ / ١٧ والعيني ٣ / ٢١٤ والأشموني ٢ / ١٧٥.

(٤) البيت من الكامل ، من قصيدة منسوبة إلى قطري بن الفجاءة ، وقال ابن الناظم للطرماح ، ولم أجده في ديوانه ولا في شعر الخوارج منسوبا إليه.

الشاهد في : (متخوفا) على أنه حال من (أحد) النكرة ، وسوغ ذلك سبقه بشبه النفي وهو (لا) الناهية.

شعر الخوارج ١٧١ وحماسة أبي تمام ١ / ٨٧ والمرزوقي ١٣٦ وأمالي القالي ٢ / ١٩٠ وشرح الكافية الشافية ٧٣٩ وشرح العمدة ٤٢٣ وابن الناظم ١٢٧ وشرح التحفة ٢٣٧ وشفاء العليل ٥٢٦ والمساعد ٢ / ١٨ والمرادي ٢ / ١٤٤ والعيني ٣ / ١٥٠ والخزانة عرضا ٤ / ٢٥٩ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٣ / ٣١٠ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٦٩ والهمع ١ / ٢٤٠ والدرر ١ / ٢٠٠.


ومنه :

لا يبغ امرؤ على امرئ مستسهلا (١)

أو استفهام كقوله :

١٩٠ ـ يا صاح هل حمّ عيش باقيا فترى

لنفسك العذر في إبعادها الأملا (٢)

وقد ينكر ذو الحال بدون ذلك ، كقولهم : مررت بماء قعدة رجل ، وعليه مئة بيضا (٣) ، وفي الحديث : (فصلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاعدا وصلى رجال قياما (٤).

__________________

(١) انظر الألفية : ٣٣.

(٢) البيت من البسيط ، لرجل من طيء.

الشاهد في : (باقيا) حال من (عيش) النكرة ، وسوغ ذلك تقدم الاستفهام عليه (هل).

شرح العمدة ٤٢٣ وابن الناظم ١٢٧ وشرح التحفة ٢٣٧ والمرادي ٢ / ١٤٥ والمساعد ٢ / ١٨ وشفاء العليل ٥٢٦ والعيني ٣ / ١٥٣ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٧٠ والهمع ١ / ٢٤٠ والدرر ١ / ٢٠١.

(٣) (قعدة) حال من النكرة (ماء) ، و (بيضا) حال من النكرة (مئة) ، وذلك دون مسوغ ، وهو قليل.

(٤) هذا اللفظ للحديث ورد عند من استشهد به من النحاة ، مثل : شرح التحفة ٢٣٨ وشرح التصريح ١ / ٣٧٨ ، أما كتب الحديث ، فلم تورده بهذا اللفظ ، ففي البخاري روايات ليس فيها الشاهد ، وأخرى فيها الشاهد مع اختلاف اللفظ ، فقد أخرجه البخاري في (باب إنما جعل الإمام ليؤتم به) ١ / ١٢٧ ، وفي (باب صلاة القاعد) ١ / ١٩٥ عن عائشة رضي‌الله‌عنها أنها قالت : «صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيته وهو شاك ، فصلى جالسا وصلّى وراءه قوم قياما ...» الحديث. وجاء في الموطأ في (صلاة الإمام وهو جالس) ٩٧ (٣٠٢) بلفظ البخاري. وكذا في المنتقى للباجي ١ / ٢٣٩ وكلها بلفظ : «وصلى وراءه


وإذا كان صاحب الحال مجرورا بحرف جرّ غير ممتنع الحذف أو قليله ، فالأكثر منعوا تقدم حاله ، ولا يمنعه الشيخ (١) وفاقا لأبي علي (٢) وابن (٣) كيسان (٤) ، وابن برهان (٥) ، لوروده كثيرا ، كقوله :

١٩١ ـ تسليت طرّا عنكم يوم بينكم

بذكراكم حتى كأنكم عندي (٦)

__________________

ـ ـ قوم قياما». وانظر ابن الناظم ١٢٨ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٧٠.

الشاهد في : (رجال قياما) حيث جاء صاحب الحال (رجال) نكرة دون مسوغ.

(١) قال في الألفية :

وسبق حال ما بحرف جرّ قد

أبوا ولا أمنعه فقد ورد

وانظر شرح العمدة ٤٢٦ ، ٤٢٩.

وقال في التسهيل : «وتقديمه على صاحبه المجرور ضعيف على الأصحّ لا ممتنع» ١١٠.

(٢) انظر شرح العمدة ٤٢٩ والمساعد ٢ / ٢١ والأشموني ٢ / ١٧٦.

(٣) في ظ (وابني كيسان وبرهان).

(٤) المراجع السابقة.

وابن كيسان هو محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو الحسن ، جمع المذهبين ، لكنه إلى البصريين أميل ، له مصنفات كثيرة ، منها : المهذب في النحو ، وغلط أدب الكاتب ، واللامات ، وغريب الحديث ، ومعاني القرآن. توفي سنة ٢٩٣ ه‍. بغية الوعاة ١ / ١٨.

(٥) المراجع السابقة في التعليق (٤).

(٦) البيت من الطويل ، ولم يعرف قائله. وروي (بعد) بدل (يوم).

المفردات : طرّا : جميعا. بينكم : فراقكم.

الشاهد في : (طرّا عنكم) فإن طرّا حال من الضمير المجرور في عنكم مع تقدم الحال عليه كما هو مذهب ابن مالك وغيره ، والتقدير : تسليت عنكم طرّا. وصح مجيء الحال من (طرّا) لأنها بمعنى جميعا المشتق.

شرح العمدة ٤٢٦ وابن الناظم ١٢٩ وشفاء العليل ٥٢٩ والمساعد ـ


ومثله (١) :

١٩٢ ـ لئن كان برد الماء حرّان صاديا

إليّ حبيبا إنها لحبيب (٢)

وخرج بقولنا : غير ممتنع الحذف ، نحو : أحسن بزيد مقبلا.

وبقولنا : قليله ، كفى بزيد مقبلا ، (فمقبلا) في المثالين حال لا (٣) يتقدم على المجرور اتفاقا.

ولم ينبه عليه الشيخ في الألفية (٤) ، ولا ابنه في الشرح (٥) ،

__________________

٢ / ٢١ والعيني ٣ / ١٦٠ وشرح التصريح ١ / ٣٧٩ والأشموني ٢ / ١٧٧ وأوضح المسالك ٣٢٧ والبحر ٧ / ٢٨١.

(١) في ظ (وقوله) بدل (ومثله).

(٢) البيت من الطويل ، ونسب إلى أكثر من شاعر مشهور ، فقيل : لمجنون ليلى ، ولعروة بن حزام ، ولكثير عزة وروي : (هيمان) و (عطشان) بدل (حران). و (صاديا) بدل (صافيا).

الشاهد في : (حران ... إليّ) فحران حال من الضمير المجرور في (إليّ) وصح تقدم الحال عليه مع أنه مجرور على مذهب ابن مالك وغيره. وخرجه الجمهور.

ديوان مجنون ليلى ٢٧ وديوان عروة بن حزام ٢٣ وديوان كثير ٥٢٢ والحماسة البصرية ٢٠٩ وشرح التسهيل ١ / ١٢٥ وشرح الكافية الشافية ٧٤٥ وشرح العمدة ٤٢٨ وشفاء العليل ٥٢٩ وابن الناظم ١٢٨ والعيني ٣ / ١٥٦ والخزانة ١ / ٥٣٣ والكامل ٢٤٢ والشعر والشعراء ٦٢٧.

(٣) في ظ (ولا).

(٤) قال في الألفية ٣٣ :

وسبق حال ما بحرف جرّ قد

أبوا ولا أمنعه فقد ورد

وقد ذكره الشيخ في العمدة وشرحها ٤٢٤ ـ ٤٢٥.

(٥) لم يشر ابن الناظم إلى هذه المسألة في شرحه لبيت الألفية السابق ١٢٨.


وليعلم أن الشيخ قطع في كتابه التسهيل (١) في الحال أنّ مقبلا في المثالين حال ، وفي باب التمييز قطع أنهما تمييز (٢) ، وهذا عجب منه مع جلالة قدره.

ولا يضاف إلى صاحب الحال إلا ما هو عامل في الحال ، مثل : (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً)(٣) أو ما هو بعضه ، مثل : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٧))(٤) أو ما هو كبعضه ، مثل : (فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً)(٥). وندر قوله :

١٩٣ ـ أما تري حيث سهيل طالعا (٦)

 ...............

__________________

(١) في ظ (التنبيهات) بدل (التسهيل).

(٢) لم يذكر ابن مالك هذين المثالين ولا ما يماثلهما ، في التسهيل وإنما أجازه في باب الحال (١١٠) على ضعف ، قال : «وتقديمه على صاحبه المجرور ضعيف على الأصحّ لا ممتنع». وهذا عام في المثالين وغيرهما. أما في باب التمييز ١١٤ ـ ١١٥ فلم يوردهما ، ولم يشر إلى هذا الحكم.

(٣) سورة المائدة الآية : ٤٨.

(جميعا) حال من الضمير (كم) وجاز ذلك لكون المصدر الميمي (مرجع) المضاف إلى صاحب الحال عاملا في الحال.

(٤) سورة الحجر الآية : ٤٧. ولم يرد (على سرر متقابلين) في ظ.

(إخوانا) حال من المضاف إليه وهو ضمير الغيبة (هم) ، وصح ذلك لكون المضاف (صدور) جزءا من المضاف إليه المعبر عنه بالضمير (هم).

(٥) سورة آل عمران الآية : ٩٥.

(حنيفا) حال من المضاف إليه (إبراهيم) ، وصح ذلك لأن المضاف (ملة) كالجزء من المضاف إليه ، وهو إبراهيم ، فيصح حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامة ، ويصح المعنى ، كأن يقال : اتبع إبراهيم ، والمعنى واحد.

(٦) صدر بيت من من رجز لم أقف على قائله ، وقال العيني أنشده ابن الأعرابي. وبعده :

نجما يضيء كالشهاب لامعا


ويجوز تقديم الحال على عاملها عند السلامة من الموانع العارضة إن كان فعلا متصرفا كلّ التصرف ، نحو : مخلصا زيد دعا ، أو بعض التصرف ، نحو : مصطلحين أدعكم ، أو صفة تشبه المتصرف ، نحو : مسرعا هذا راحل (١).

ولا يتقدم على عاملها إن كان نحو فعل التعجب ، أو صفة تشبهه ، كأفعل من كذا! وقد يعرض لمتصرف وصفة تشبهه (٢) ما يمنع من تقديم معموله ، فمنه اقترانه بلام الابتداء ، نحو : لأعظك ناصحا ، أو لام القسم ، نحو : والله لأعظنّك ناصحا ، ومنه كون العامل صلة لأل نحو : زيد المكرمك زائرا ، أو [لحرف (٣) مصدريّ موجود ، نحو : سرني أن جئت زائرا](٤) ، أو مقدر ، نحو : ما كنت لأدعك خائبا ، أصله لأن أدعك.

ولا يجوز تقديمها على عاملها المتضمن معنى الفعل دون

__________________

ـ ـ الشاهد في : (حيث سهيل طالعا) على أن طالعا حال من (سهيل) الواقع مضافا إلى حيث ، والمضاف (حيث) ليس أحد الأنواع الثلاثة في الآيات السابقة ، وهذا نادر.

وفيه شاهد آخر ، وهو إضافة حيث إلى المفرد ، على مذهب الكوفيين.

ابن الناظم ١٥١ وابن عقيل ٢ / ٤٧ والمرادي ٢ / ٢٦٣ والعيني ٣ / ٣٨٤ والخزانة ٣ / ١٥٥ والهمع ١ / ٢١٢ والدرر ١ / ١٨٠.

(١) في ظ (رجل).

(٢) في ظ زيادة واو قبل (ما).

(٣) في الأصل (بحرف).

(٤) سقط ما بين القوسين [] من م.


حروفه ، كاسم الإشارة ، وحروف (١) التنبيه (٢) ، والتمني (٣) ، والتشبيه أو معناه ، والاستفهام المقصود به تعظيم ، نحو : (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً)(٤) وكقوله :

١٩٤ ـ كأنّ ابن مزنتها جانحا

فسيط لدى الأفق من خنصر (٥)

وكقوله :

١٩٥ ـ فإني الليث مرهوبا حماه

وعيدي زاجر دون افتراسي (٦)

__________________

(١) في ظ (وحرف).

(٢) مثال التنبيه : ها أنت زيد راكبا.

(٣) ليت زيدا عالما أخوك.

(٤) سورة النمل الآية : ٥٢. فـ (خاوية) حال متأخرة وجوبا عن العامل اسم الإشارة (تلك) المتضمن معنى الفعل.

(٥) البيت من المتقارب ، ينسب إلى عمرو بن قميئة ، يصف الهلال ، وهو شاعر جاهلي ، مات في الطريق إلى قيصر مع امرئ القيس للأخذ بثأر أبيه. ورواية صدره في كتاب الصناعتين : (كأن ابن ليلته) وفي المزهر (لائحا) بدل (جانحا).

المفردات : ابن مزنتها : يعني أن الهلال أهلّ بين السحاب. جانحا : مائلا.

فسيط : قصاصة الظفر. خنصر : الخنصر هو الأصبع الصغير.

الشاهد في : (كأنّك ... جانحا) فـ (جانحا) حال من الضمير الكاف متأخر وجوبا عن عامله المتضمن ما في (كأن) من معنى أشبه.

الديوان ٧٩ وشرح العمدة ٤٣٤ والصناعتين ٢٢٣ والأزمنة والأمكنة ٢ / ٥٣ وثمار القلوب ٢٦٣ وأساس البلاغة (فسط) ٧١٤ والمزهر للسيوطي ١ / ٥٢٣ واللسان (فسط) ٣٤١٣.

(٦) البيت من الوافر ولم يعرف قائله.

الشاهد في : (إني الليث مرهوبا) على أن (مرهوبا) حال متأخر وجوبا عن ـ ـ


ومثله :

١٩٦ ـ يا جارتا ما أنت جاره (١)

 ................

فلا يتقدم الحال على شيء من هذه ، وكذلك الظرف المضمّن استقرارا أو عديله من حروف الجر ، نحو : زيد عندنا مقيما ، والمال لك خالصا.

قال الشيخ رحمه‌الله في بعض كتبه : وفاقا للأخفش (٢). وأكثرهم

__________________

عامله (الليث) المتضمن معنى التشبيه.

شرح التسهيل ٢ / ٣٤٥ ، ٣٥٦ وشرح العمدة ٤٣٥.

(١) البيت من الكامل ، لأعشى ميمون ، من قصيدة في هجاء شيبان بن شهاب الجحدري ، ورواية الديوان :

يا جارتي ما كنت جارة

بانت لتحزننا عفارة

ولا شاهد على هذه الرواية.

الشاهد في : (ما أنت جارة) على أن (جارة) حال منصوب متأخر وجوبا عن عامله (ما) الاستفهامية المراد بها التعظيم المتضمنة معنى الفعل.

وأعرب كثير من النحويين (جارة) بالنصب على التمييز ، و (ما) اسم استفهام مبتدأ خبره أنت. وقال العيني : يجوز إعراب (ما) نافية ، و (أنت) مبتدأ ، و (جارة) خبره.

الديوان ٢٠٣ وشرح العمدة ٤٣٥ وابن الناظم ١٧٦ والمرادي ٢ / ١٥٤ والفائق في غريب الحديث ١ / ٣٠ والمقرب ١ / ١٦٥ والعيني ٣ / ٦٣٨ والخزانة ١ / ٥٧٨.

(٢) انظر شرح الكافية الشافية ٧٥٣ ، والأخفش يجيز تقديم الحال على العامل إذا كان ظرفا أو جارا ومجرورا بشرط تقد صاحب الحال عليها ، مثل : زيد مقيما عندك ، وسعيد مستقرا في هجر ، ولا يجيز الأخفش وغيره تقديم الحال على عاملها الظرف أو الجار والمجرور إذا تقدت الحال على عاملها ـ ـ


على إجراء هذين مجرى ما تقدم من العوامل القاصرة عن نصب الحال المتقدمة. والصحيح جعل مزية لهذين بجواز التقديم على وجه دون وجه ، فيجوز إذا كان ذو الحال متقدما ، نحو : سعيد مستقرّا في هجر (١). ولا يجوز إذا تأخر ، نحو : مقيما عندك زيد ، دليل الجواز قراءة الحسن البصري (٢) : (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)(٣).

وقول ابن عباس : «نزلت هذه الآية ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم متواريا

__________________

وصاحبها ، مثل : مقيما زيد عندك ، أو مقيما عندك زيد ، ومستقرّا زيد في هجر ، أو مستقرّا في هجر سعيد. كما لا يجيز الأخفش تقديم الحال على عاملها المتضمن معنى الفعل دون حروفه ، مثل : زيد مقيما ليت ، ونحوه.

(١) على أن (مستقرّا) حال متقدم على عامله الجار والمجرور (في هجر) ، وجاز ذلك لتقدم صاحب الحال سعيد.

(٢) انظر شرح العمدة ٤٣٦ ، وذكر القراءة البيضاوي في تفسيره ولم ينسبها للحسن ولا لغيره ٢ / ١٧٤. ونسبها ابن خالويه في القراءات الشاذة ١٣١ لعيسى بن عمر.

والبصري ، هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن يسار ، من التابعين ، ولد في المدينة المنورة سنة ٢١ ه‍ ، وأخذ القراءة عن عدد من الصحابة وعاش في البصرة وبها مات سنة ١١٠ ه‍. من أصحاب القراءات الشاذة. غاية النهاية ١ / ٢٣٥ والقراءات الشاذة ١٥.

(٣) سورة الزمر الآية : ٦٧.

على أن (مطويات) حال منصوب متقدم على عامله الجار والمجرور (بيمينه) ، وذلك لتقدم صاحب الحال (السماوات). انظر معاني القرآن للفراء ٢ / ٤٢٥ وشرح العمدة ٤٣٦ ـ ٤٣٧ والكشاف ٣ / ٤٠٩ والمرادي ٢ / ١٥٨. ولا يرى ابن الناظم في هذه القراءة حجة للجواز لإمكان جعل (السماوات) عطفا على الضمير في (قبضته) و (مطويات) منصوب بها ، و (بيمينه) متعلق بمطويات.


بمكة (١)» وقول النابغة الذبياني :

١٩٧ ـ رهط ابن كوز محقبي أدراعهم

فيهم (٢) ورهط ربيعة بن حذار (٣)

__________________

(١) قول ابن الوردي : «وقول ابن عباس : نزلت هذه الآية ..». إلخ. يوهم أن الإشارة إلى الآية السابقة لهذا القول ، وهي آية سورة الزمر : (والسماوات مطويات بيمينه) وليست هي المراد ، وإنما المراد آية الإسراء (١١٠): (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) فهي التي قال عنها ابن عباس رضي‌الله‌عنهما : «نزلت هذه الآية ..». كما في مسند أحمد ١ / ٢٩٤ (٦٥٥) و ٣ / ٣٥٢ (١٨٥٣) وصحيح مسلم (باب التوسط في القراءة في الصلاة) ١ / ٣٢٩ (٤٤٦) وتفسير الطبري ١٥ / ١٢٣ ، وكلها بلفظ (متوار) ولا شاهد على هذه الرواية.

وقد استشهد النحاة بهذا الأثر بنصب متوار ، على أنه حال متقدم على عامله الجار والمجرور (بمكة) وأنه جائز لتقدم صاحب الحال (رسول). أما رواية غيرهم فهي (متاور) بالرفع كما سبق ، على أنه خبر لرسول. وكذا عند من روى (مختف) بدل (متوار) فهو بالرفع كصحيح البخاري ٣ / ١٥٢ والترمذي ٥ / ٣٠٧ وإرشاد الساري لشرح البخاري ٧ / ٢١٣.

(٢) في جميع النسخ (فيه) وأثبت ما ورد في الديوان وكتب النحو.

(٣) البيت من الكامل ، للنابغة الذبياني ، من قصيدة يخاطب بها زرعة بن عمرو الكلابي.

المفردات : رهط : الرهط ما دون العشرة ، ورهط الرجل قومه. ابن كوز : يزيد بن حذيفة بن كوز ، وقال الجوهري : اسم رجل من بني ضبة. محقبي أدراعهم : من أحقب زاده جعله خلفه على راحلته. أدراعهم : مفرده درع ، يصنع من الحديد ويلبس في الحروب للوقاية. ربيعة ابن حذار : بضم الحاء ، رجل من بني أسد.

الشاهد في (محقبي ... فيهم) على أن (محقبي) حال متقدم على عامله الجار والمجرور (فيهم) ، وذلك جائز.

وقال العيني : «هذا شاذ لا يقاس عليه. وقد قال بعضهم إن محقبي أدراعهم ـ ـ


ومثله :

١٩٨ ـ بنا عاذ عوف وهو بادئ ذلّة

لديكم فلم يعدم ولاء ولا نصرا (١)

وهذا عجب من الشيخ مع جلالة قدره ؛ فإنه قطع في الألفية (٢) بندور نحو : سعيد مستقرّا في هجر ، وقطع في غيرها بجوازه (٣) ، واستدلّ بهذا (٤) الاستدلال. وشذّ تقديمها على العامل المضمن تشبيها كقوله :

__________________

نصب على المدح ، فحينئذ لا شاهد فيه ولا حكم بالشذوذ». العيني ٣ / ١٧٠.

الديوان ٥٥ وشرح الكافية الشافية ٧٣٣ ، ٧٥٣ وشرح التسهيل ٢ / ٣٤٦ و ٣ / ٢٤٥ وشرح العمدة ٤٣٧ وابن الناظم ١٣١ والمرادي ٢ / ١٥٨ وشفاء العليل ٥٣٤ والأشموني ٢ / ١٨١ والبحر ٦ / ٧٤ و ٧ / ٤٦٩ والصحاح (كوز) ٨٩٣.

(١) البيت من الطويل ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (وهو بادئ ذلة لديكم) على أن الجملة حال تقدمت على عاملها الظرف (لدى) وصاحب الحال المجرور بالظرف ، وهو جائز عند المصنف ، شاذ عند بعضهم.

ابن الناظم ١٣١ والمساعد ٢ / ٣٢ والعيني ٣ / ١٧٢ وشرح التصريح ١ / ٣٨٥ والأشموني ٢ / ١٨٢.

(٢) قال ابن مالك في الألفية : ٣٣ :

كتلك ليت وكأن وندر

نحو سعيد مستقرّا في هجر

(٣) قال في التسهيل ١١١ : «فإن كان الجامد ظرفا أو حرف جرّ مسبوقا بمخبر عنه جاز على الأصح توسيط الحال بقوّة إن كان ظرفا أو حرف جرّ. «وكذا في شرح العمدة ٤٣٦ ، فقد نص فيه على الجواز مستشهدا بقراءة الحسن (والسماوات مطويات بيمينه) بنصب مطويات ، وحديث ابن عباس (ورسول الله متواريا بمكة).

(٤) في ظ (هذا).


١٩٩ ـ تعيّرنا أنّنا (١) عالة

ونحن صعاليك أنتم ملوكا (٢)

بمعنى : نحن في صعلكتنا مثلكم في ملككم.

ويجب تقديمها على صاحبها إذا لابس ضميرا عائدا على ما لابس الحال ، إمّا بإضافة ، نحو : جاء ناصر زيد أخوه ، وإما بغيرها ، نحو : مرّ خاضعا لزيد المعرض عنه.

ويجب تقديم الحال على صاحبها وعاملها في نحو : أمّا مسرعا فجئت ، وزيد مفردا أنفع من عمرو معانا ، وتمر نخلتنا بسرا أطيب منه رطبا.

وكلام ابنه في شرحه (٣) يوهم أنه جائز ، بل نصّ على جوازه.

__________________

(١) في الأصل (أبناء).

(٢) البيت من المتقارب ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (ونحن صعاليك أنتم ملوكا) على أن (صعاليك) حال من (نحن) و (ملوكا) حال من (أنتم) والعامل فيهما معنى التشبيه المستفاد من إسناد (أنتم) إلى (نحن) فنحن مبتدأ خبره أنتم ، والمعنى نحن في حال صعلكتنا مثلكم في حال ملككم. وهذا شاذ كما ذكر الشارح.

شرح التسهيل ٢ / ٣٤٦ وشرح العمدة ٤٣٧ والمساعد ٢ / ٣١ وشفاء العليل ٥٣٣ والمغني ٤٣٩ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٦ / ٣٢٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨٤٤ والأشباه والنظائر ٦ / ٧.

(٣) قال ابن الناظم في شرح الألفية : «وأما أفعل التفضيل وإن انحطّ درجة عن اسم الفاعل والصفة المشبهة به فله مزية على العامل الجامد ؛ لأن فيه ما في الجامد من معنى الفعل ، ويفوقه بتضمن حروف الفعل ووزنه ، فجعل موافقا للعامل الجامد في امتناع تقديم الحال عليه إذا لم يتوسط بين حالين ، نحو : هو أكفؤهم ناصرا ، وجعل موافقا لاسم الفاعل في جواز التقديم عليه إذا توسط حالين ، نحو : زيد مفردا أنفع من عمرو معانا ، ومثله : هذا بسرا ـ ـ


وقطع الشيخ بوجوبه في معظم كتبه (١).

ويجوز تعدد الحال لتعدد صاحبها بجمع ، كقول (٢) عنترة :

٢٠٠ ـ متى (٣) ما (٤) تلقني فردين ترجف

روانف أليتيك وتستطارا (٥)

أو بتفريق كقول الآخر :

__________________

أطيب منه رطبا». ١٣١ ـ ١٣٢.

ويوافق ابن الناظم في هذا أبو عبد الله الأندلسي في شرح الألفية ٢ / ٣١٨ ، وهو ظاهر عبارة الناظم ؛ فهو يقول : «مستجاز لم يهن». والجمهور اختار التقديم ولم يوجبه ، انظر المرادي ٢ / ١٥٩.

(١) شرح العمدة ٤٣٨.

(٢) في ظ (كقوله عنترة).

(٣) في ظ (تى) دون الميم.

(٤) سقطت (ما) من الأصل وم.

(٥) البيت من الوافر ، لعنترة ، يهجو عمارة بن زياد العبسي ، وكان عمارة يحسده.

المفردات : فردين : منفردين ، ويروى : خلوين ، وبرزين. ترجف : ويروى : ترعد ، تضطرب. روانف : مفردها رانفة ، وهي طرف الألية. أليتيك : تثنية ألية ، وهي العجيزة. تستطارا : تستخف نفسك ، وكأنها تطلب من صاحبها أن يطير من شدة الخوف.

الشاهد في : (فردين) منصوب على الحال من الفاعل المستتر العائد على المخاطب ومن المفعول به (ياء المتكلم) في (تلقني) ، فالحال متعددة وصاحبها كذلك فقد جاءت الحال بلفظ المثنى.

الديوان ٧٥ وشرح الكافية الشافية ٧٥٥ وشرح العمدة ٤٦٠ وابن الناظم ١٣٢ وابن يعيش ٢ / ٥٥ و ٤ / ١٦٦ و ٦ / ٨٧ والعيني ٣ / ١٧٤ وشفاء العليل ٥٣٥ والمخصص ٢ / ٤٥ وأمالي ابن الشجري ١ / ١٩ وشرح التحفة الوردية ٢٣٣ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٦٢ والخزانة ٣ / ٣٥٩ ، ٤٧٧ و ٢ / ٢٠٠ عرضا والمسائل البصريات ٢ / ٧٨١ ، ٨٠٣ والهمع ٢ / ٦٣ والدرر ٢ / ٨٠.


٢٠١ ـ لقي ابني أخويه خائفا

منجديه فأصابوا مغنما (١)

وكقول (٢) امرئ القيس :

٢٠٢ ـ خرجت بها أمشي تجرّ وراءنا

على إثرنا أذيال مرط مرجّل (٣)

__________________

(١) البيت من الرمل ، ولم يعرف قائله.

الشاهد في : (ابني أخويه خائفا منجديه) فإن خائفا حال من ابني ، ومنجديه حال من أخويه ، والعامل في الحالين (لقي) فقد تعددت الحال وتعدد صاحبها والعامل واحد.

شرح العمدة ٤٦٢ والمساعد ٢ / ٣٦ والعيني ٣ / ٢١٥ والأشموني ٢ / ١٨٤ وابن عقيل ١ / ٥٥٠.

(٢) في ظ (وقول).

(٣) البيت من الطويل لامرئ القيس ، وقد ورد بعدة روايات لصدره وعجزه ، ففي اللسان (نير) :

فقمت بها تمشي تجر وراءنا

على أثرينا نير مرط مرجّل

ورواية الديوان وهمع الهوامع والزوزني : (ذيل).

وفي شرح القصائد التسع المشهورات ١٣٣ وفي ديوان العجاج ١٤٦ أن آخره (مرحل) بالحاء بدل الجيم ، وشرح المعلقات للزوزني ١٤ والدرر اللوامع وغيرها.

المفردات : أذيال جمع ذيل ، وهو أطراف الكساء. مرط : كساء من خز أو صوف. مرجل : أي : فيه نقوش. وكذا مرحل بالحاء.

الشاهد في : (خرجت بها أمشي تجر) كالشاهد السابق ، فجملة (أمشي) حال من التاء في خرجت ، وجملة (تجر) حال من الضمير المجرور بالباء (بها) والعامل فيهما واحد (خرج) فقد تعددت الحال وتعدد صاحبها والعامل واحد.

الديوان ١٤٩ وشرح العمدة ٤٦٢ وشفاء العليل ٥٣٥ والمرادي ٢ / ١٦١ وشرح شواهد الشافية ٢ / ٢٨٦ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٦٥٢ ، ٩٠١ والهمع ١ / ٢٤٤ والدرر ١ / ٢٠١.


ويجوز تعددها بتفريق عند أفراده ، قرأ الحسن واليزيدي (١) : (خافضة رافعة (٣))(٢)

والحال مؤكّدة وغيرها ، والمؤكّدة منها ما يؤكّد عامله ، فالغالب كونه وصفا موافقا للعامل معنى لا لفظا ، مثل : (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)(٣) ومثل : (وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ)(٤) ، وقد توافقه معنى ولفظا ، مثل : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً)(٥) وكقولها :

٢٠٣ ـ قم قائما قم قائما

وافقت (٦) عبدا نائما (٧)

__________________

(١) هو أبو محمد يحيى بن المبارك ، كان مؤدبا لأبناء يزيد بن منصور خال المهدي فلقب باليزيدي. توفي بمرو سنة ٢٠٢ ه‍. غاية النهاية ٢ / ٣٧٥ والقراءات الشاذة ١٤.

(٢) سورة الواقعة الآية : ٣.

بنصبهما قرأ اليزيدي ، كما في الإتحاف ٢ / ٥١٤. على أنهما حالان من الضمير في الوصف قبلها (كاذبة) أو من فاعل (وقعت). وفي تفسير القرطبي ١٧ / ١٩٦ قرأ بها الحسن (يعني البصري) وعيسى الثقفي. وفي البحر المحيط ٨ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤ قرأ به زيد بن علي ، والحسن ، وعيسى ، وأبو حيوة ، وابن أبي عبلة ، وابن مقسم ، والزعفراني ، واليزيدي في اختياره. وانظر المحتسب ٢ / ٣٠٧ والقراءات الشاذة ١٥٠. وقرأ الجمهور بالرفع على أنهما خبران لمبتدأ محذوف تقديره : هي.

(٣) سورة البقرة الآية : ٦٠. فـ (مفسدين) حال مؤكدة للعامل (تعثوا) وموافقة له في المعنى لا في اللفظ.

(٤) سورة النمل الآية : ١٠. كالآية السابقة ، فـ (مدبرا) حال وعاملها (ولى) وهي وصف موافقة له في المعنى دون اللفظ.

(٥) سورة النساء الآية : ٧٩. (رسولا) حال ، وعاملها (أرسلنا) والحال وصف موافق للعامل في اللفظ والمعنى.

(٦) في ظ (صادفت).

(٧) من رجز لامرأة لم أقف على اسمها. ويروى : (لا تلحني إني عسيت صائما) ـ ـ


ومنها ما يكون مضمون جملة اسمية جزآها جامدان ، فيجب إضمار عاملها وتأخير لفظها وهي لبيان يقين مثل :

٢٠٤ ـ أنا ابن دارة معروفا بها نسبي (١)

 ...............

أو فخر ، نحو : أنا فلان شجاعا كريما ، أو تعظيم ، نحو : هو

__________________

و (صادفت) بدل (وافقت).

وفي الخصائص وابن الشجري :

قم قائما قم قائما

رأيت عبدا نائما

ورواية الدرر للبيت الثاني : إنك لا ترجع إلا سالما وروي الشاهد بروايات أخرى لا شاهد فيها.

الشاهد في : (قم قائما) على أن قائما حال مؤكدة لعاملها (قم) لفظا ومعنى.

كالآية الكريمة السابقة.

الخصائص ٣ / ١٠٣ وأمالي ابن الشجري ١ / ٣٤٧ وشرح التسهيل ٢ / ٣٥٧ وابن الناظم ١٣٣ وشفاء العليل ٥٣٨ والعيني ٣ / ١٨٤ والخزانة ٤ / ٧٧ والهمع ٢ / ١٢٥ والدرر ٢ / ١٦٠.

(١) صدر بيت من البسيط ، لسالم بن دارة اليربوعي ، ودارة أم الشاعر ، شهر بها ، وأبوه مسافع من بني عبد الله بن غطفان بن قيس. وهو من قصيدة يهجو بها زميل بن أبير الفزاري. وعجزه :

وهل بدارة يا للناس من عار

الشاهد في : (أنا ابن دارة معروفا) فإن معروفا حال مؤكدة لمضمون الجملة الاسمية قبلها (أنا ابن دارة).

سيبويه والأعلم ١ / ٢٥٧ والخصائص ٢ / ٢٦٨ و ٣ / ٦٠ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢٨٥ وشرح الكافية الشافية ٧٥٦ وابن يعيش ٢ / ٦٤ وابن الناظم ١٣٣ وشفاء العليل ٥٣٩ والمساعد ٢ / ٤١ والمرادي ٢ / ١٦٢ والعيني ٣ / ١٨٦ والخزانة ١ / ٥٥٧.


فلان جليلا مهيبا ، أو تحقير أو تصاغر أو وعيد (١) ، أو غير ذلك.

وتقع الحال جملة خبرية غير مصدّرة (٢) بدليل استقبال كلن ، وحرف تنفيس (٣) ، مشتملة على ضمير صاحبها ، مثل : (قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)(٤) ، وعلى واو تقوم مقامه ، مثل : (لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ)(٥) أو عليهما معا ، مثل : (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ)(٦) ، ومنه : جاء زيد وهو ناو رحلة.

ويستغني المضارع المثبت والمضارع المنفي بلا (٧) عن الواو بالضمير (٨) ، وندر قوله

__________________

(١) مثال التحقير : هو فلان مأخوذا مقهورا. ومثال التصاغر : أنا عبدك فقيرا إلى عفوك. ومثال الوعيد : أنا فلان متمكنا منك فاتّق غضبي.

(٢) في الأصل وم (مصدر).

(٣) فلا يقال جئت لن أفعل ، أو جئت سأفعل ، لأن ما بعد السين ولن يدل على الاستقبال ، والحال لا تأتي من المستقبل.

(٤) سورة الأعراف الآية : ٢٤. فجملة (بعضكم عدو) من المبتدأ والخبر جملة اسمية حال مشتملة على الرابط ، وهو ضمير المخاطب في (بعضكم).

(٥) سورة يوسف الآية : ١٤. جملة(وَنَحْنُ عُصْبَةٌ) من المبتدأ والخبر جملة اسمية حال ، والرابط الواو.

(٦) سورة البقرة الآية : ١٨٧ ، ولم ترد(فِي الْمَساجِدِ) في ظ. جملة(وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ) من المبتدأ والخبر جملة اسمية حال ، والرابط الواو والضمير (أنتم).

(٧) في الأصل وم (لن).

(٨) مثال جملة الحال المصدرة بمضارع مثبت خال من الواو : جاء محمد يضحك ، ولا يجوز الجمع في هذه الحال بين الضمير والواو ، فإن ـ ـ


٢٠٥ ـ فلما خشيت أظافيرهم

نجوت وأرهنهم مالكا (١)

وقراءة ابن ذكوان (٢) : فاستقيما ولا تتبعآن سبيل الذين لا يعلمون (٣) بتخفيف النون.

__________________

ورد شيء أول. أما إذا قرنت جملة الحال من المضارع بقد لزم اقترانها بالواو ، كقوله تعالى : (لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ.)

ومثال المصدرة بمضارع منفي بلا قوله تعالى : (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ) أما المنفي بغير لا ، فيجوز الجمع بين الواو والضمير.

(١) البيت من المتقارب ، لعبد الله بن همام السلولي ، وكان خاف عبيد الله بن زياد ، فهرب منه إلى الشام واستجار بيزيد ، وترك في يده عريفه واسمه مالك.

المفردات : أظافيرهم : جمع أظفور ، يعني أسلحتهم. نجوت : تخلصت.

الشاهد في : (وأرهنهم مالكا) فقد لحقت واو الحال الرابطة جملة الحال المصدرة بمضارع مثبت ، وهذا نادر ؛ والقياس مع المضارع المثبت الاكتفاء بالضمير دون الواو. وقد خرّج البيت على إضمار مبتدأ بعد الواو ، والجملة بعده خبر ، والتقدير : وأنا أرهنهم ، والجملة الاسمية حال.

المخصص ١٣ / ٢٣ و ١٤ / ٢٣٨ وشرح الكافية الشافية ٧٦٢ وتهذيب إصلاح المنطق ٥٢٥ والمقرب ١ / ١٥٥ وشفاء العليل ٥٤٦ وابن الناظم ١٣٤ والعيني ٣ / ١٩٠ والهمع ١ / ٢٤٦ والدرر ١ / ٢٠٣ ومعاهد التنصيص ١ / ٢٨٥ والشعر والشعراء ٦٥٥.

(٢) عبد الله بن أحمد الفهري القرشي الدمشقي ، شيخ الإقراء بالشام ، ولد يوم عاشوراء سنة ١٧٣ ه‍ ، وتوفي في آخر شوال من سنة ٢٤٢ ه‍. غاية النهاية ١ / ٤٠٤.

(٣) سورة يونس الآية : ٨٩.

قرأ ابن ذكوان والداجوني ، بفتح التاء وتشديد الثانية ، وكسر الباء ، وتخفيف النون مكسورة (تتّبعان) على أنّ (لا) نافية ومعناها النهي ، نحو : (لا تضارّ) وبها استشهد الشارح على أن جملة الحال المصدرة بالمضارع المنفي (ولا تتّبعان) لم تكتف بالضمير (ألف الاثنين) بل جاء معه الواو ، وهذا نادر.

وقيل : النون نون التوكيد الثقيلة خففت. وقيل : أكد بالخفيفة على مذهب يونس والفراء ، وبها قرأ ابن عامر ، كما في القراءات الشاذة ٥٨ وحجة ـ ـ


وحذّاق النحويين يضمرون مبتدأ بعد هذه الواو ، ويجعلون المضارع خبره. وكثير (١) في المنفي بلم إفراد الضمير ، مثل : (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ)(٢) والاستغناء عنه بالواو ، كقول عنترة :

٢٠٦ ـ ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر

للحرب دائرة على ابني ضمضم (٣)

والجمع بينهما مثل : (أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ)(٤) ، وكقوله :

__________________

القراءات ٣٣٦.

وقرأ ابن مجاهد عن ابن ذكوان : (تتبعانّ) بتخفيف التاء الثانية وإسكانها ، وفتح الباء مع تشديد النون. وقرأ الباقون بتشديد التاء وفتحها وكسر الباء وتشديد النون (تتّبعانّ). الإتحاف ٢ / ١١٩ والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٤٢٠ والعكبري ٢ / ٣٣.

(١) في ظ (وكثر).

(٢) سورة آل عمران الآية : ١٧٤.

واستشهد بها الشارح على أن جملة الحال المصدرة بالمضارع المنفي بلم (لم يمسسهم سوء) يكثر فيها الاكتفاء بالضمير عن الواو ، وهو (هم).

(٣) البيت من الكامل ، لعنترة العبسي ، ورواية العيني والأشموني : (ولم يكن للحرب دائرة).

الشاهد في : (ولم تدر للحرب دائرة) فقد جاء المضارع المنفي بلم حالا واكتفى بالواو عن الضمير على الكثير.

الديوان ١٥٤ وابن الناظم ١٣٥ وشفاء العليل ٥٤٧ والعيني ٣ / ١٩٨ والخزانة ١ / ٦٢ عرضا والأشموني ٢ / ١٩١.

(٤) سورة الأنعام الآية : ٩٣. فقد اجتمع الرابطان الواو والضمير في (إليه) في الجملة الحالية المصدرة بمضارع منفي بلم في قوله تعالى : (وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ) على الكثير.


٢٠٧ ـ سقط النصيف ولم ترد إسقاطه

فتناولته واتّقتنا باليد (١)

ويمتنع الواو ويستغنى بالضمير مع الماضي ، إمّا بعد إلّا ، مثل : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)(٢) ، وإمّا قبل أو كقوله :

٢٠٨ ـ كن للخليل نصيرا جار أو عدلا

ولا تشحّ عليه جاد أو بخلا (٣)

فإن لم يكن بعد إلّا ، ولا قبل أو ، وكان (٤) معه ضمير ذي الحال ، قرن بقد والواو معا ، مثل : (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ

__________________

(١) البيت من الكامل ، للنابغة الذبياني من قصيدته المشهورة في وصف المتجردة.

الشاهد في : (ولم ترد إسقاطه) فقد جاءت جملة الحال المصدرة بمضارع منفي بلم مقترنة بالواو والضمير المستتر في (ترد).

الديوان ٩٣ وابن الناظم ١٣٥ وشفاء العليل ٥٤٧ والعيني ٣ / ٢٠١ والأشموني ٢ / ١٩١ والشعر والشعراء ١٧٦.

(٢) سورة يس الآية : ٣٠. فقد اكتفت جملة الحال المصدرة بماض بالضمير في (كانوا) رابطا لسبق الفعل بإلّا.

(٣) البيت من البسيط ، ولم أقف على قائله ، ويرى العيني أنه من كلام المحدثين.

الشاهد في : (جار) فقد جاء الحال من الجملة الفعلية المصدرة بماض ، واكتفي بالضمير المستتر العائد على (الخليل) رابطا حيث عطف عليه مثله بأو في قوله : (أو عدلا) ، ومثل ذلك يقال في : (جاد أو بخلا).

شرح العمدة ٤٤٩ وابن الناظم ١٣٥ والمرادي ١٦٩ والعيني ٣ / ٢٠٢ والهمع ١ / ٢٤٦ والدرر ١ / ٢٠٣ والأشموني ٢ / ١٨٨.

(٤) في الأصل (كان) دون الواو.


الْكِبَرُ)(١) أو خلا منهما (٢) ، مثل : (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ)(٣) ومثل : (هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا)(٤) أو قرن بالواو وحدها ، مثل : (الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا)(٥) ومثل : (وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ)(٦) ، أو قرن بقد وحدها ، كقوله :

٢٠٩ ـ وقفت بربع الدار قد غيّر البلى

معارفها والساريات الهواطل (٧)

__________________

(١) سورة آل عمران الآية : ٤٠. اجتمعت في الآية الكريمة الروابط الثلاثة : الواو وقد والضمير (ياء المتكلم) في بلغني.

(٢) يعني من الواو ، وقد.

(٣) سورة النساء الآية : ٩٠. جاء الضمير رابطا في (صدورهم) لكون جملة الحال (حصرت صدورهم) مصدرة بماض لم يكن بعد (إلا) ولا قبل (أو).

(٤) سورة يوسف الآية ٦٥. جاءت جملة الحال مصدرة بماض (ردت) فخلت من الواو وقد ، واكتفت بالضمير المستتر في (ردت).

(٥) سورة آل عمران الآية : ١٦٨. جملة (وقعدوا) حالية والرابط الواو وحدها.

(٦) سورة هود الآية : ٤٢. جملة (وكان) حالية والرابط الواو وحدها.

(٧) البيت من الطويل ، للنابغة الذبياني ، يرثي بها النعمان بن الحارث. ويروى : (معالمها) بدل (معارفها)

المفردات : الربع : المنزل. البلى : تقادم العهد ، وهو من بلي الثوب إذا اخلولق بسبب القدم. معارفها : ما يعرف به المنزل من الآثار. الساريات : السحب التي تمطر ليلا. الهواطل : المطر المتتابع ليس بالشديد ولا اللين.

الشاهد في : (قد غير البلى) فقد جاء الحال من الجملة المبدوءة بماض ، واكتفي بالرابط (قد) دون الواو ، وهذا قليل فالغالب الربط بهما معا.

الديوان ١١٥ وشرح العمدة ٤٥٢ وابن الناظم ١٣٥ وشفاء العليل ٥٤٩ والمساعد ٢ / ٤٨ والعيني ٢٠٣ والأشموني ٢ / ١٩٠.


ومثله :

٢١٠ ـ بصرت بي قد لاح شيبي فصدّت

فتسلّيت واكتسيت وقارا (١)

وتصحب [قد و](٢) الواو الماضي وجوبا إن عدم ضمير ذي الحال ، كقوله :

٢١١ ـ فجئت وقد نضّت لنوم ثيابها

لدى السّتر إلّا لبسة المتفضّل (٣)

ويكثر إغناء الضمير (٤) عن الواو في الجملة الاسمية غير المؤكدة ، مثل : (وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ)(٥) ومثله :

__________________

(١) البيت من الخفيف ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (قد لاح شيبي) فقد جاء الحال من الجملة المبدوءة بالفعل الماض (لاح) واكتفي بالرابط (قد) دون الواو ، كما في الشاهد السابق.

شرح العمدة ٤٥٢ والمساعد ٢ / ٤٨.

(٢) (قد و) زيادة من ظ.

(٣) البيت من الطويل من معلقة امرئ القيس.

المفردات : نضت : خلعت. لبسة المتفضل : ما يلبس عند النوم كالقميص.

الشاهد في : (وقد نضت) حيث جاء الحال من الجملة المبدوءة بالفعل الماضي المقترن بالواو وقد ؛ لخلوه من الضمير العائد لصاحب الحال الذي هو امرؤ القيس.

الديوان ١٤٨ وشرح التسهيل ٢ / ٣٧٤ وشرح العمدة ٤٥٣ وشفاء العليل ٥٥٠ والمرادي ٢ / ١٧١ والعيني ٣ / ٦٦ ، ٢٢٥ والمقرب ١ / ١٦١ والهمع ١ / ١٩٤ ، ٢٤٧ والدرر ١ / ١٦٦ ، ٢٠٤.

(٤) في الأصل وم (الغنى) بدل (إغناء الضمير).

(٥) سورة الرعد الآية : ٤١. جملة (لا معقب لحكمه) جملة اسمية وقعت حالا ، واستغنت بالضمير في (حكمه) عن الواو.


٢١٢ ـ .............

سرت قربا أحناؤها تتصلصل (١)

وكقوله (٢) :

٢١٣ ـ ثمّ راحوا عبق المسك بهم

يلحفون الأرض هدّاب الأزر (٣)

__________________

(١) عجز بيت من الطويل ، للشنفرى الأزدي من قصيدته المشهورة لامية العرب.

وصدره في الديوان :

وتشرب أسآري القطا الكدر بعد ما

وروي : أسآر ، دون ياء المتكلم ، وجرّ (الكدر) ، ورواية الديوان ، أنسب لمعنى الفخر ، فإنه يهتدي إلى الماء ويصله قبل القطا ويشربه ، فلا تجد القطاء إلا بقية الماء. وروي : (أحشاؤها) بدل (أحناؤها).

المفردات : أسآر : جمع سؤر ، وهو بقية الماء. القطا : طائر يشبه الحمامة ، يضرب به المثل في الاهتداء. الكدر : بضم الكاف ، وسكون الدال ، جمع أكدر ، وهو لون القطا. قربا : سير الليل لورد الماء غدا. أحناؤها : جوانبها.

تتصلصل : تصوت.

الشاهد في : (أحناؤها تتصلصل) فقد وقعت الجملة الاسمية حالا ، واستغنت بالضمير في (أحناؤها) رابطا دون الواو.

الديوان ٦٠ وشرح التسهيل ٢ / ٣٦٤ وشرح الكافية الشافية ٧٥٩ وشرح العمدة ٤٥٥ وابن الناظم ١٣٥ وشفاء العليل ٥٤٣ والعيني ٣ / ٢٠٦.

(٢) في ظ (ومثله).

(٣) البيت من الرمل ، لطرفة بن العبد البكري.

المفردات : عبق المسك : رائحته. يلحفون : يجرون أزرهم على الأرض خيلاء. هداب : الهداب سعف النخل ، وأراد به طرف الإزار. الأزر : جمع إزار.

الشاهد في : (عبق المسك بهم) فقد وقعت الجملة الاسمية حالا ، واستغنت بالضمير في (بهم) رابطا دون الواو. وفي البيت شاهد آخر ، فقوله : ـ ـ


وأجاز سيبويه (١) الاستغناء عن الواو بنيّة الضمير للعلم (٢) ، كمررت بالبرّ قفيز بدرهم ، أي : منه.

فلو كانت مؤكدة امتنعت الواو مثل : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ)(٣) والأكثر في المصدّرة بليس اجتماع الواو والضمير كقوله :

٢١٤ ـ أعن سيّئ (٤) تنهى ولست بمنته

وتوصي بخير أنت عنه غفول (٥)

وقد ينفرد الواو كقوله :

__________________

(يلحفون الأرض) جملة فعلية حالية مبدوءة بمضارع واكتفت بالضمير رابطا دون قد والواو.

الديوان ٥٥ وشرح العمدة ٤٥٦ وابن الناظم ١٣٥ وشفاء العليل ٥٤٤ والعيني ٣ / ٢٠٨ والأشموني ٢ / ١٩٠ والبحر المحيط ٢ / ٣١٦ ونوادر المخطوطات ١ / ٢٨٢.

(١) قال سيبويه ١ / ١٩٧ : «وزعم الخليل أن يجوز أن تقول : بعت الدار ذراع بدرهم ... وزعم أنه يقول : بعت داري الذراعان بدرهم ، وبعت البر القفيزان بدرهم». والتقدير : ذراع منه ، وذراعان منها.

(٢) في ظ (بالعلم).

(٣) سورة البقرة الآية : ٢. (لا رَيْبَ فِيهِ) جملة اسمية وقعت حالا ، والرابط الضمير في (فيه) وتمتنع الواو ؛ لكون جملة الحال مؤكدة لما قبلها.

(٤) في ظ (اعني سيئا).

(٥) البيت من الكامل ، ولم أقف على قائله. ورواية التسهيل :

أعن سيّئ نهي ولست بمنته

وتدعى بخير أنت عنه بمعزل

الشاهد في : (ولست بمنته) فقد جمع بين الرابطين الواو والضمير في (ولست) ؛ لأن الجملة الحالية مصدرة بليس ، وهذا هو الغالب.

شرح التسهيل ٢ / ٣٦٦.


٢١٥ ـ دهم الشتاء ولست أملك عدّة

والصبر في السّبرات غير مضيع (١)

وقد ينفرد الضمير كقوله :

٢١٦ ـ إذا جرى في كفّه الرّشاء

جري القليب (٢) ليس فيه ماء (٣)

والحال قد يحذف ما عمل فيها جوازا في جواب شرط ، مثل : (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً)(٤) أو جواب نفي ، كقولك :

بلى ، مسرعا ، لمن قال : لم تنطلق (٥). قال الله تعالى : (أَيَحْسَبُ

__________________

(١) البيت من الكامل ، ولم أقف على قائله. ورواية شرح العمدة والدرر (مطيعي) وفي شرح التسهيل (مطيع) دون ياء بدل (مضيع).

المفردات : دهم الشتاء : دخل. عدة : ما يقيه شدة البرد. السبرات : الغداة الباردة.

الشاهد في : (ولست أملك عدة) فقد اكتفي بالواو رابطا دون الضمير ؛ لأن الجملة الحالية مصدرة بليس وذلك قليل.

شرح التسهيل ٢ / ٣٦٦ وشرح العمدة ٤٦٠ والهمع ١ / ٢٤٦ والدرر ١ / ٢٠٣.

(٢) في ظ (القليل).

(٣) البيت من الرجز ، ولم أقف على قائله.

المفردات : الرشاء : حبل الدلو. القليب : البئر.

الشاهد في : (ليس فيه ماء) حيث جاءت الجملة الحالية مصدرة بليس فاستغنى بالضمير عن الواو.

شرح التسهيل ٢ / ٣٦٧ وشرح العمدة ٤٦٠ والمساعد ٢ / ٤٦ ودلائل الإعجاز ١٦٣.

(٤) سورة البقرة الآية : ٢٣٩. (رجالا) حال والعامل محذوف تقديره. والله أعلم. : فصلوا ، الواقعة جوابا للشرط و (ركبانا) حال ثانية معطوف على (رجالا).

(٥) في الأصل (تنطق).


الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ (٣) بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ (٤))(١) بتقدير : بلى نجمعها قادرين ، أو جواب استفهام ، كقولك : راكبا. لمن قال : كيف جئت؟. وفي غير ذلك ، كقولك : راشدا مهديّا ، بإضمار تذهب.

ويحذف وجوبا في توبيخ ، نحو : أتميميّا مرة ، قيسيّا أخرى (٢) ، وفي مثل نحو : «حظيّين (٣) بنات ، صلفين كنّات (٤)» وشبه هذين ، نحو : هنيئا لك ، وبعته بدرهم فصاعدا ، أي : فذهب الثمن (٥) صاعدا.

__________________

(١) سورة القيامة الآيتان : ٣ ، ٤. ولم يرد في ظ (على أن نسوي بنانه).

(٢) على أن (تميميّا ، قيسيّا) حالان لعامل محذوف وجوبا ؛ لوقوع الحال بدلا من اللفظ بالفعل ، والتقدير : أتوجد تميميّا مرة وتتحول قيسيّا أخرى ، ولا يجوز ذكر العامل ؛ حيث لا يجمع بين البدل والمبدل منه. وقيل إنهما منصوبان على المفعول المطلق على حذف مضاف ، والتقدير : أتتخلق خلق تميمي مرة وخلق قيسي أخرى.

(٣) في ظ (فطنين).

(٤) هذا مثل يضرب في كل أمر يعسر طلب بعضه ، ويتيسر وجود بعضه.

والحظيّ الذي له حظوة عند صاحبه. والصلف ضده ، وأصل الصلف قلة الخير. والكنة امرأة الابن وامرأة الأخ. ونصب (حظيين وصلفين) بفعل مضمر ، تقديره : وجدوا أو أصبحوا أو عرفتهم ، ونصب (بنات وكنات) على التمييز.

انظر مجمع الأمثال ١ / ٢٠٩ وشرح العمدة ٤٣٩ وابن الناظم ١٣٦ والمساعد ٢ / ٣٨.

(٥) في م (اليمين).


تتمّة

ويلزم ذكر الحال إن توقفت الفائدة عليها ، كقوله تعالى : (وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً)(١) و (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى)(٢) ، وقول جابر : «نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن بيع الحيوان اثنين بواحد (٣)».

وندر حذفها مع توقف الفائدة عليها في قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أيّما رجل مات أو أفلس فصاحب المتاع أحقّ بمتاعه إذا وجده بعينه (٤)»

__________________

(١) سورة الإسراء الآية : ٣٧. (مرحا) حال يجب ذكرها ، لتوقف الفائدة عليها ، فقد نهي عن المشي في الأرض حال كونه (مرحا) لا مجرد المشي.

(٢) سورة النساء الآية : ٤٣. (وأنتم سكارى) جملة حالية يجب ذكرها كما سبق في الآية قبلها ، فلو لم تذكر الحال لفهم النهي عن الصلاة مطلقا ، فقيّد ذلك بحال السكر. وهذا واضح أنه قبل نزول تحريم السكر في الصلاة وغيرها.

(٣) أخرجه أحمد في مسنده ٣ / ٣١٠ عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله : قال : «نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة اثنين بواحد ، ولا بأس به يدا بيد». وأخرجه ابن ماجة في (كتاب التجارات ، باب الحيوان بالحيوان نسيئة) ٧٦٣ (٢٢٧١) عن جابر بلفظ : «لا بأس بالحيوان واحدا باثنين يدا بيد وكرهه نسيئة». وأخرجه الترمذي في (كتاب البيوع ، باب ما جاء في كراهية بيع الحيوان بالحيوان نسيئة) عن جابر أيضا ، ولفظه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحيوان اثنان بواحد لا يصلح نسيئا ، ولا بأس به يدا بيد». ٣ / ٥٣٠ (١٢٣٨). وانظر شرح العمدة ٤٦٥.

والشاهد (اثنين) على أنها حال يجب ذكرها لتوقف الفائدة عليها ، فقد نهى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن بيع الحيوان حال كونه اثنين بواحد.

(٤) أخرجه ابن ماجة في (كتاب الأحكام ، باب من وجد متاعه) ٧٩٠ عن أبي هريرة كما أورده الشارح.


التقدير : مات مفلسا ؛ لأن غير الإصطخري (١) لا يثبت الرجوع لمجرد الموت.

__________________

(١) أبو سعيد الحسن بن أحمد بن يزيد الإصطخري الشافعي ، فقيه بغداد ، ولي القضاء ، وله (كتاب أدب القضاء) مات في جمادى الآخرة سنة ٣٢٨ ه‍. سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٥٠.


التمييز

ينصب التمييز بما قد فسّره ، وهو كلّ اسم بمعنى من ، رافع للإبهام ، نكرة ، ومنه ما يدلّ على مساحة ، كشبر أرضا ، أو كيل ، كقفيز برّا ، أو وزن ، كمنوين (١) عسلا.

ولك جرّه بعد هذه ونحوها بإضافة المميّز إليه ، تقول (٢) : مدّ حنطة.

فإن كان المميّز مضافا إلى ما لا يصح حذفه وجب النصب ، مثل : (فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً)(٣) ؛ إذ لا يقال : ملء ذهب.

وانصب بعد أفعل التفضيل الفاعل في المعنى المباين ، وهو ما امتنع الإخبار عمّا قبله (٤) بما بعده ، أو تقول : هو ما صلح للفاعلية عند جعل أفعل فعلا ، وذلك نحو : أنت أعلى منزلا ؛ لأنه لا يقال : أنت منزل ، ويقال : علا منزلك.

وجرّ غير المباين ما لم يفصل بإضافة ، تقول : زيد أكرم رجل وأفضل عالم ؛ إذ يجوز أن يقال فيه : زيد عالم ، فيخبر عما قبله

__________________

(١) في ظ زيادة (ينوا).

(٢) في ظ (بقوله).

(٣) سورة آل عمران الآية : ٩١.

(٤) أي قبل أفعل التفضيل.


بما بعده ، ولا يصلح للفاعلية فلا يقال : كرم رجله ، ولا فضل عالمه.

ويجب نصبه إذا فصل بإضافة نحو : زيد أكرم الناس رجلا وأفضلهم ، فليتنبّه (١) لهذه القاعدة فهي من المغفول عنها عند الأكثر.

وتجيء بالتمييز (٢) منصوبا بعد كل ما دلّ على تعجب ، نحو أكرم بأبي بكر الصديق ـ رضي‌الله‌عنه ـ أبا! وما أكرمه أبا! ولله درّه فارسا! وحسبك به كافلا!

ولك أن تجرّ بمن ظاهرة كلّما نصب على التمييز إلّا تمييز العدد ، كـ (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً)(٣) وإلّا الفاعل في المعنى ، كطاب (٤) زيد نفسا.

وإن كان عامل التمييز غير فعل ، أو فعلا غير متصرف لم يتقدمه التمييز بإجماع ، وإن كان فعلا متصرّفا فمنعه سيبويه (٥)

__________________

(١) في ظ (وليتنبه).

(٢) في ظ (ويجر التمييز).

(٣) سورة يوسف الآية : ٤.

(٤) في ظ (نحو طاب).

(٥) سيبويه ١ / ١٠٥ قال : «وقد جاء من الفعل ما أنفذ إلى مفعول ولم يقو قوّة غيره مما قد تعدّى إلى مفعول ، وذلك قولك : امتلأت ماءا ، وتفقّأت شحما ، ولا تقول امتلأته ، ولا تفقّأته ، ولا يعمل في غيره من المعارف ، ولا يقدم المفعول فيه ، فتقول : ماءا امتلأت ، كما لا يقدم المفعول فيه في الصفات المشبهة ، ولا في هذه الأسماء ؛ لأنها ليست كالفاعل ؛ وذلك لأنه فعل لا يتعدى إلى مفعول ، وإنما هو بمنزلة الانفعال ، وإنما أصله امتلأت ـ ـ


وأجازه الكسائي والمازني (١) والمبرد والشيخ (٢) رحمهم‌الله ، ودليلهم كثير كقوله :

٢١٧ ـ رددت بمثل السّيد نهد (٣) مقلّص

كميش إذا عطفاه ماءا تحلّبا (٤)

__________________

من الماء وتفقّأت من الشحم ، فحذف هذا استخفافا ..» ..

(١) هو بكر بن محمد بن بقية أبو عثمان المازني ، إماما في العربية ، أخذ عن أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد ، وأخذ عنه المبرد واليزيدي. له علل النحو ، وما تلحن فيه العامة ، وغيرهما. توفي سنة تسع أو ثمان وأربعين ومئتين هجرية. بغية الوعاة ١ / ٤٤٦.

(٢) انظر المقتضب ٣ / ٣٦ وشرح التسهيل ٢ / ٢٨٩ وشرح الكافية الشافية ٧٧٦ وشرح العمدة ٤٧٦ وابن الناظم ١٣٨ والعيني ٣ / ٢٤١ خلافا لسيبويه الذي نظر إلى أنه في الأصل فاعل وقد أوهن بزوال رفعه ، وإلحاقه لفظا بالفضلات ، فلا يزاد وهنا بتقديمه على الفعل ، كما في التعليق السابق.

(٣) في الأصل وم (نهر).

(٤) البيت من الطويل ، لربيعة بن مقروم الضبّي ، من قصيدة يشبه فرسه بالذئب في سرعته. وربيعة من الشعراء المخضرمين ، شهد القادسية وجلولاء.

وروي : (وزعت) و (كففت) بدل (رددت) كما روي : (جهيز) بدل (كميش).

المفردات : السيد : الذئب. نهد : ضخم. مقلص : طويل القوائم. كميش : جاد في عدوه مسرع. عطفاه : جانباه. ماء تحلّبا : سال.

الشاهد في : (ماءا تحلبا) فقد تقدم التمييز (ماء) على عامله (تحلبا) لأنه فعل متصرف.

شرح التسهيل ٣ / ٣٨٩ وشرح الكافية الشافية ٧٧٧ وشرح العمدة ٤٧٧ وابن الناظم ١٣٩ وشفاء العليل ٥٥٩ وأمالي ابن الشجري ١ / ٣٣ والعيني ٣ / ٢٢٩ والمغني ٤٦٢ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨٦٠ والأشموني ٢ / ٢٠٢ المفضليات ٣٧٦ والشعر والشعراء ١ / ٣٢٦.


ومثله :

٢١٨ ـ إذا المرء عينا قرّ بالأهل مثريا

ولم يعن بالإحسان كان مذمّما (١)

تتمّة

وندر (٢) تقديم التمييز على عامل غير متصرف في قوله :

٢١٩ ـ ونارنا لم ير نارا مثلها

قد علمت ذاك معدّ كلّها (٣)

وقد يقع مؤكدا لا لرفع إبهام ، مثل : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ

__________________

(١) البيت من الطويل ، ونسبه البغدادي في شرح أبيات المغني إلى حسان بن ثابت الأنصاري ، ولم أجده في ديوانه.

الشاهد في : (عينا قرّ) كالشاهد السابق في الاستدلال على جواز تقدم التمييز على عامله المتصرف.

المغني ٤٦٢ والأشموني ٢ / ٢٠٢ وشرح أبيات المغني ٧ / ٢٥.

(٢) سقطت الراء من (ندر) في م.

(٣) البيت من الرجز ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (نارا مثلها) فقد نصب نارا على التمييز الذي تقدم على عامله (مثلها) وهو اسم جامد ، وذلك نادر.

وقيل : (نارا) مفعول ثان ، و (مثلها) مفعول أول رفع بالنيابة عن الفاعل ، ورأى حينئذ علمية ولا شاهد في البيت على جواز تقديم التمييز على عامله الجامد على هذا القول.

شرح التسهيل ٢ / ٣٩١ وشرح الكافية الشافية ٧٧٩ والمساعد ٢ / ٦٧ والمرادي ٢ / ١٨٥ وابن الناظم ١٣٩ وشفاء العليل ٥٦٠ والعيني ٣ / ٢٣٩ والأشموني ٢ / ٢٠١.


اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً)(١) ، وقد يقع مقدّرا للتنكير ، كقولهم : كم ناقة لها وفصيلها ، أي : وفصيلا لها ، والأحد عشر الدرهم (٢) ، أي : درهما ، وكقوله :

٢٢٠ ـ عليّ ملئت الرّعبوالحرب لم تقد

لظاها ، ولم تستعمل البيض والسّمر (٣)

__________________

(١) سورة التوبة الآية : ٣٦. (شهرا) تمييز مؤكد لما فهم من قوله : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ.)

(٢) في جميع النسخ (درهم) بالتنكير ، وعليه لا يصلح التمثيل به ؛ لمجيئه نكرة ، والصواب ما أثبت.

(٣) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله ، وفي شرح العمدة والمساعد وشفاء العليل (علام) بدل (علي) وهي أنسب.

الشاهد في : (ملئت الرعب) فقد جاء التمييز معرفة فيقدر تنكيره بـ (رعبا) ، وذلك جائز.

شرح العمدة ٤٧٩ والمساعد ٢ / ٦٥ وشفاء العليل ٥٥٨.


حروف الجر

هاك حروف الجرّ وهي : من وإلى وحتى وخلا وحاشى وعدا وفي وعن وعلى ومذ ومنذ وربّ واللام وكي والواو والتاء والكاف والباء ، ولعلّ في عقيل (١) ، ومتى في هذيل (٢).

ثمّ منها ما يجرّ الظاهر فقط ، وهي : مذ ومنذ (٣) وحتى والكاف والواو وربّ والتاء.

وتختصّ مذ ومنذ بأسماء الزمان ، وربّ بالنكرات للتقليل (٤) ، وقد يكون للتكثير (٥) ، كقوله :

٢٢١ ـ ربّ رفد هرقته ذلك اليوم وأسرى من معشر (٦) أقيال (٧)

__________________

(١) شرح العمدة ٢٦٨.

(٢) المرجع السابق ٢٦٧.

(٣) في ظ (منذ ومذ).

(٤) في ظ (لتقليل).

(٥) في ظ (لتكثير).

(٦) في ظ (بمعشر) بدل (من معشر).

(٧) البيت من الخفيف ، للأعشى ميمون ، وقال العيني : لأعشى همدان عبد الرحمن بن عبد الله ، ولم أجده في ديوانه. وروي (أقتال) بدل (أقيال).

المفردات : رفد : الرفد (بكسر الراء وفتحها) الشيء المبذول ، والقدح الضخم ، ويكنى بإراقة الرفد عن الموت. أسرى : جمع أسير. معشر : جماعة.

أقيال : جمع قيل ، وهو الملك من ملوك حمير. أقتال : جمع قتل (بكسر فسكون) وهو العدوّ. ـ


وتختصّ التاء باسم الله ، وحكى الأخفش : تربّ (١) الكعبة (٢).

وقد تدخل (ربّ) على مضمر بلفظ الغيبة يلزم الإفراد والتذكير ، والتفسير بعده بمييز كمميز عشرين (٣) ، نحو : ربّه امرأة لقيتها ، وربّه رجلين لقيتهما ، أنشد أحمد بن يحيى (٤) :

٢٢٢ ـ واه رأبت وشيكا صدع أعظمه

وربّه عطبا أنقذت من عطبه (٥)

__________________

الشاهد في : (رب رفد) فقد جرت (رب) النكرة للتكثير ، والغالب فيها الدلالة على التقليل. ويرى ابن درستويه أنها للتكثير دائما.

ديوان الأعشى ميمون ٦٣ وابن الناظم ١٤٠ وشفاء العليل ٦٧٥ والعيني ٣ / ٢٥١ والخزانة ٤ / ١٧٦ والإيضاح العضدي ٢٥٢ وابن يعيش ٨ / ٢٨ والهمع ١ / ٩ والدرر ١ / ٥.

(١) في م (برب).

(٢) شرح الكافية ٧٩٢ وشرح العمدة ٢٧٠ وابن الناظم ١٤١.

(٣) يفهم من قوله : «كمميز عشرين» أن تمييز الضمير الداخلة عليه (رب) يكون مفردا منصوبا ، ولم يقل أحد بإفراده ، وإنما اتفق على مطابقته الضمير معنى ، كما مثل. ولعله قصد مشابهته لمميز عشرين في النصب ؛ بدليل تمثيله بقوله : ربه رجلين.

(٤) يعني ثعلبا. انظر شرح الكافية الشافية ٧٩٤.

هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن يسار ، مولى بني شيبان ، المعروف بثعلب ، إمام الكوفيين في النحو واللغة في زمانه ، أخذ عن سلمة بن عاصم ، وابن سلام الجمحي ، وأخذ عنه أبو الحسن سليمان الأخفش وابن الإنباري.

من تصانيفه : المصون في النحو ، واختلاف النحويين ومعاني القرآن ومعاني الشعر. وكانت حياته من (٢٠٠ : ٢٩١ ه‍). تاريخ الأدباء النحاة ١٥٧ وبغية الوعاة ٣٩٦.

(٥) البيت من البسيط ، ولم أقف على قائله. وروي : (عطب) بالجر على تقدير من. ولا شاهد عليها لما أورده الشارح.


وقد تجرّ الكاف ضمير الغائب (١) متصلا ، كقوله يصف حمار وحش وأتنا (٢) :

٢٢٣ ـ ولا ترى بعلا ولا حلائلا

كه (٣) ولا كهنّ إلا حاظلا (٤)

__________________

ـ ـ المفردات : واه : ضعيف. رأبت : أصلحت. وشيكا : سريعا. صدع : شقّ.

عطبا : هالكا. والمعنى : رب شخص ضعيف أنقذته فسددت حاجته.

الشاهد في : (ربه عطبا) فقد دخلت (رب) على ضمير الغائب مفردا مذكرا مفسرا بتمييز مفرد منصوب.

وقد اختلف النحاة فاشترط الجمهور لدخول (رب) على الضمير أن يكون للغائب المفرد المذكر مفسرا بتمييز منصوب مطابق له معنى ، وأجاز الكوفيون مطابقة التمييز للضمير لفظا ، فيقولون : ربها امرأة لقيت ، وربهما رجلين أو امرأتين لقيت ، وربهم رجالا لقيت وربهن نساء لقيت.

شرح الكافية الشافية ٧٩٤ وشرح العمدة ٢٧١ وابن الناظم ١٤١ والمساعد ٢ / ٢٩٠ ، ٢٩٢ وشرح التحفة ٢٤٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٧٨ وابن عقيل ٢ / ١٠ والعيني ٣ / ٢٥٧ والهمع ١ / ٦٦ و ٢ / ٢٧ والدرر ١ / ٢٤٥ و ٢ / ٢٠ والأشموني ٢ / ٢٠٨.

(١) في ظ (غائب).

(٢) في ظ (وإناثه).

(٣) في م (له).

(٤) البيت من رجز لرؤبة بن العجاج ، ونسبه سيبويه للعجاج.

المفردات : بعلا : زوجا. حلائلا : جمع حليلة وهي الزوجة. كه : الضمير يرجع إلى حمار الوحش. كهن : الضمير يرجع إلى إناث حمار الوحش.

حاظلا : مانعا زوجته من التزوج بغيره.

الشاهد في : (كه ، وكهنّ) حيث جرّت الكاف ضمير الغائب المتصل للضرورة الشعرية ، فهي لا تدخل إلا على الاسم الظاهر.

ديوان رؤبة ١٢٨ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٩٢ والأصول ٢ / ١٢٣ والضرورات الشعرية للقيرواني ٢٢٧ وشرح الكافية الشافية ٧٩١ ، ٧٩٣ وشرح العمدة ـ


وقد يدخل على ضميري الرفع والنصب المنفصلين كقول بعض العرب : ما أنا كأنت ، وما أنا كإيّاك (١) ، أنشد الكسائي :

٢٢٤ ـ فأحسن وأجمل في أسير كأنه

ضعيف ، ولم يأسر كإيّاك آسر (٢)

ولا تدخل (كي) إلّا على (ما) الاستفهامية أو (ما) المصدرية ، أو (أن) أختها ، مثل : كيم (٣) فعلته؟ بمعنى : لم؟.

٢٢٥ ـ ...

يرجّى الفتى كيما يضرّ وينفع (٤)

__________________

٢٦٩ وابن الناظم ١٤١ وشفاء العليل ٦٦٩ والمرادي ٢ / ١٩٩ والعيني ٣ / ٢٥٦ والخزانة ٤ / ٢٧٤ والهمع ٢ / ٣٠ والدرر ٢ / ٢٧.

(١) انظر المرادي ٢ / ١٩٨ وشفاء العليل ٦٧٠ ، وهذه رواية شرح العمدة ٢٧٠.

(٢) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله ، وفي الخزانة : (فأجمل وأحسن) وروي : (أسيرك إنه) وهي أنسب للمعنى.

الشاهد في : (كإياك) حيث دخل حرف الجر الكاف على ضمير النصب المنفصل ، وهذا قليل ، والكثير دخوله على الاسم الظاهر.

مجالس ثعلب ١٣٣ وشرح العمدة ٢٧٠ والمرادي ٢ / ١٩٨ وشفاء العليل ٦٧٠ وضرائر الشعر لابن عصفور ٢٦٢ والهمع ٢ / ٣١ والدرر ٢ / ٢٧ والخزانة ٤ / ٢٧٤.

(٣) في الأصل وم (كي).

(٤) في ظ (كما يضر وينفعا).

وهذا عجز بيت من الطويل ، وصدره :

إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنما

واختلف في قائله على خمسة أقوال ، ففي كتاب الصناعتين ٣١٥ لقيس بن الخطيم ، وصححه العيني ٣ / ٢٤٦ ، ونسب في أخبار أبي تمام ٢٨ والخزانة ٣ / ٥٩١ إلى عبد الأعلى بن عبد الله ، وفي حماسة البحتري ٣٣٩ نسب إلى عبد الله بن معاوية ١٧٥ ، ونسب في المغني ١٨٢ وشرح شواهده للسيوطي ـ ـ


٢٢٦ ـ ...

لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا (١)

__________________

٥٠٧ والعيني ٣ / ٢٤٥ للنابغة الجعدي ، وللنابغة الذبياني ، وليس في ديوان الذبياني. ورواية العيني وحماسة البحتري : (يراد الفتى ...).

ورواية ملحقات ديوان قيس ، وأخبار أبي تمام ، وحماسة البحتري ، وكتاب الصناعتين (كيما يضرّ وينفعا) بالنصب ، ولا شاهد على هذه الرواية.

الشاهد في : (كيما يضرّ) على أن دخول (كي) على (ما) المصدرية يدل على أن (كي) حرف تعليل وجر ، وليست ناصبة ، ولذا جاء بعدها الفعل المضارع (يضر) مرفوعا مؤولا مع (ما) المصدرية في محل جر.

ديوان النابغة الجعدي ٢٤٦ وملحقات ديوان قيس ٢٣٥ وديوان عبد الله بن معاوية ٥٩ وشرح الكافية الشافية ٧٨٢ وشرح العمدة ٢٦٦ وابن الناظم ١٤٠ والمرادي ٢ / ١٩٠ والمساعد ٢ / ٢٦١ وشفاء العليل ٦٦٢ والعيني ٤ / ٣٧٩.

(١) في ظ (كما) بدل (كيما).

وهذا عجز بيت من الطويل ، لجميل بثينة ، ونسبه ابن عصفور في ضرائر الشعر لحسان ، وليس في ديوانه. ورواية ديوان جميل له كاملا :

فقالت أكلّ الناس أصبحت مانحا

لسانك هذا أن تغرّ وتخدعا

وقال ابن يعيش إنه وروي : (لسانك هذا كي تضرّ وتخدعا) وعليهما فلا شاهد في البيت لما أورده الشارح ، حيث لم تدخل (كي) على (ما) ولا (أن).

الشاهد في : (كيما أن تغر) حيث ظهرت (أن) المصدرية بعد (كي) فدلّ على أن (كي) حرف جرّ وتعليل ، وليست ناصبة ، وأنه تقدر بعدها (أن) إذا لم تكن موجودة. فالفعل (تغرّ) مضارع منصوب بأن و (ما) قبلها زائدة ، والمصدر من (أن) وما بعدها في محل جر بحرف الجر (كي).

ديوان جميل ١١٥ وشرح الكافية الشافية ٧٨٢ ، ١٥٣٣ وشرح العمدة ٢٦٧ والجنى الداني ٢٦٢ وشفاء العليل ٦٦٢ ، ٩٢٢ وابن الناظم ١٤٠ ، ٢٦٢ والمساعد ٢ / ٢٦٠ و ٣ / ٦٨ وشرح التحفة ٣٦٧ وضرائر الشعر لابن عصفور ٦٠ والعيني ٣ / ٢٤٤ و ٤ / ٣٧٩ وابن يعيش ٩ / ١٤ ، ١٦ والخزانة ٣ / ٢٤٤ ، ٥٨٤ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٤٢ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٥٠٨ والهمع ٢ / ٥ والدرر ٢ / ٥.


وتجيء (من) للتبعيض ، مثل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ)(١) ولبيان الجنس ، مثل : (الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ)(٢) ولابتداء الغاية في المكان كثيرا ، مثل : (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)(٣) وفي الزمان قليلا (٤) مثل (٥) : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ)(٦) وللتعليل (٧) كما مرّ.

وتجيء زائدة جارة لنكرة بعد نفي أو نهي أو استفهام ، مثل : ما لباغ من مفرّ. وأجازها الأخفش في الإيجاب.

وتجيء بمعنى الباء ، مثل : (يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ)(٨) وبمعنى عن ، مثل : (أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)(٩) وبمعنى على ، مثل : (وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا)(١٠) وبمعنى إلى (١١) كقوله :

__________________

(١) سورة البقرة الآية : ٨. ولم ترد (بالله) في ظ.

(٢) سورة الحج الآية : ٣٠. وفي ظ (واجتنبوا الرجس ...).

(٣) سورة الإسراء الآية : ١.

(٤) في الأصل وم (قليل).

(٥) (مثل) زيادة من ظ.

(٦) سورة التوبة الآية : ١٠٨. وورد في م زيادة (أحق).

(٧) في م (للتقليل).

ومثال (من) للتعليل : (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل) المائدة ٣٢ ، ولم يسبق أن ذكرها لذلك.

(٨) سورة الرعد الآية : ١١.

(٩) سورة قريش الآية : ٤.

(١٠) سورة الأنبياء الآية : ٧٧.

(١١) في ظ (لما) بدل (إلى).


٢٢٧ ـ أقبلت لا سعيا ذي (١) اعتراض

لست بغضبان ولا براضي (٢)

ومثل : انظر منّي.

و (حتّى) للانتهاء ، مثل : (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)(٣).

وتكون اللام كذلك ، مثل : (سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ)(٤)(يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)(٥) و (إلى) كذلك (٦).

وتجيء (إلى) بمعنى عند ، كقولهم (٧) : جئت إلى الليل ، ومثله :

٢٢٨ ـ ...

صناع فقد سادت إليّ الغوانيا (٨)

__________________

(١) في ظ (ملا شعت ذا).

(٢) البيت من الرجز ، ولم أقف على قائله ولا من أورده غير الشارح.

الشاهد : ليس في هذا البيت شاهد على ما أورده المصنف من أن (من) تأتي بمعنى (إلى) حيث لم ترد (من) في البيت. وهو بهذه الرواية مكسور.

(٣) سورة القدر الآية : ٥.

(٤) سورة الأعراف الآية : ٥٧.

(٥) سورة الرعد الآية : ٢.

(٦) مثال انتهاء الغاية لإلى : سرت إلى نصف النهار.

(٧) في ظ (كقوله).

(٨) عجز بيت من الطويل ، للراعي النميري. وصدره :

ثقال إذا راد النساء خريدة

المفردات : ثقال : المرأة الثقيلة عن الحركة ، يريد الملازمة لبيتها لحيائها. راد النساء : أكثرن من الذهاب والمجيء. خريدة : حييّة. صناع : حاذقة بالأعمال.

سادت : فاقت. الغواني : المرأة الغنية بجمالها عن الزينة.

الشاهد في : (إليّ) على أن (إلى) بمعنى عند.

الديوان ١١١ والاقتضاب ٣ / ٣٥٨ وشرح أدب الكتاب للجواليقي ٢٦٣ وجمهرة اللغة (د س ل) ٢ / ٢٦٤.


وبمعنى على كقولهم : عندك طعام أفطر إليه.

وقد يفهم من والباء بدلا ، مثل : (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً)(١) ومنه :

٢٢٩ ـ جارية لم تأكل المرقّقا

ولم تذق من البقول الفستقا (٢)

وكقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يسرّني بها حمر النّعم (٣)».

و (اللام) للملك ، نحو : ذا لزيد ، ولشبهه ، نحو : السرج

__________________

(١) سورة الزخرف الآية : ٦٠.

(٢) البيت من رجز قيل : لرؤبة وقيل : لأبي نخيلة السعدي يعمر بن حزن بن زائدة.

ويروى (بريئة) و (دستية) بدل (جارية) ولم يرد البيت الأول في ديوان رؤبة.

الشاهد في : (من البقول) فإن (من) بمعنى (بدل).

ديوان رؤبة ١٨٠ وشرح الكافية الشافية ٨٠٠ والمخصص ١١ / ١٣٩ وابن الناظم ١٤٢ وابن عقيل ٢ / ٢٤٠ والعيني ٣ / ٢٧٦ وشرح شواهد المغني السيوطي ٣٢٤ ، ٧٣٥.

(٣) أخرجه البخاري عن عمرو بن تغلب في (كتاب الجمعة ، باب من قال في الخطبة بعد الثناء أما بعد) ١ / ١٦٤ ، ١٦٥ ولفظه : (أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتي بمال ... فحمد الله ثم أثنى عليه ، ثم قال : «أما بعد : فو الله إني لأعطي الرجل ... وأكل قوما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير فيهم عمرو بن تغلب» فو الله ما أحب أن لي بكلمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حمر النعم.) وكذا في (كتاب الجهاد والسير ، باب فرض الخمس) ٢ / ١٩٨. ورواه أحمد برقم (١٩٧٥١ و ١٩٧٥٢) كما في البخاري. وانظر شرح الكافية الشافية ٨٠١ والمرادي ٢ / ٢٠٧.

وكما أورده الشارح أورده النحاة ونسبوه إلى الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو من كلام عمرو ابن تغلب ، يريد أن يظهر سروره وفرحه بثناء الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليه.

والشاهد فيه مجيء الياء في (بها) بمعنى بدلها.


للفرس (١) ، وللتعدية ، نحو (٢) : (فَهَبْ لِي)(٣) وقل (٤) له : افعل ، وللتعليل كقوله :

٢٣٠ ـ وإني لتعروني لذكراك نفضة

كما انتفض العصفور بلّله القطر (٥)

و (٦) تزاد مقوية لعامل ضعيف بتأخير ، مثل : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ)(٧)(٨) ولكونه فرعا على غيره ، مثل : (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٦) *)(٩) ، وتزاد لغير ذلك قليلا كقوله :

٢٣١ ـ وملكت ما بين العراق ويثرب

ملكا أجار لمسلم ومعاهد (١٠)

__________________

(١) في ظ (للدابة).

(٢) في ظ (مثل).

(٣) سورة مريم الآية : ٥.

(٤) في ظ (قلت).

(٥) البيت من الطويل ، قيل : لمجنون ليلى. وقيل لأبي صخر الهذلي. ورواية صدره في شرح أشعار الهذليين :

إذا ذكرت يرتاح قلبي لذكرها

وما في ديوان المجنون وأورده النحاة أنسب لعجز البيت.

الشاهد في : (لذكراك) على أن حرف الجر اللام للتعليل. أي لأجل تذكري إياك.

شرح أشعار الهذليين ٢ / ٩٥٧ وديوان مجنون ليلى ٨٣ وشرح الكافية الشافية ٨٠٣ وابن الناظم ١٤٣ وأمالي القالي ١ / ١٤٩ وشفاء العليل ٤٦٢ ، ٥٤٩ وابن يعيش ٢ / ٦٧ والمقرب ١ / ١٦٢ والعيني ٣ / ٦٧ ، ٣٧٨ والإنصاف ٢٥٣ والخزانة ١ / ٥٥٢ والهمع ١ / ١٩٤ والدرر ١ / ١٦٦ والأغاني ٥ / ١٨٢٩.

(٦) في ظ (وقد).

(٧) سورة يوسف الآية : ٤٣. فاللالم في (للرؤيا) جاءت لتقوية العامل المتأخر (تعبرون) للعمل فيما قبله.

(٨) في ظ (أو).

(٩) سورة هود ، الآية : ١٠٧ ، والبروج الآية : ١٦. (فعّال) صيغة مبالغة فرع على الفعل (فعل) فضعف عن العمل ، فجاءت اللام لتقويته للعمل في (ما).

(١٠) البيت من الكامل ، للرماح بن ميّادة يمدح عبد الواحد بن سليمان بن ـ ـ


وتجيء بمعنى عن مع القول ، مثل : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كانَ خَيْراً ما سَبَقُونا إِلَيْهِ)(١) ، وتجيء بمعنى على ، مثل : (أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ)(٢).

ومثله (٣) : قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعائشة : «اشتريها واشترطي لهم الولاء (٤)». وبهذا يزول إشكال الحديث.

__________________

عبد التملك بن مروان ، وكان أمير المدينة.

الشاهد في : (لمسلم) حيث زااد اللام لغرض التوكيد ، ومسلم في الأصل مفعول به لأجار ، المتعدي بنفسه المتقدم على معموله ، فهو ليس بحاجة إلى اللام.

الديوان ١١٢ والمساعد ٢ / ٢٥٩ والعيني ٣ / ٢٧٨ والهمع ٢ / ٣٣ ، ١٥٧ والدرر ٢ / ٣٢ ، ٢٢٠ والوحشيات ٢٧٠.

(١) سورة الأحقاف الآية : ١١. فاللام في (للذين) بمعنى (عن).

(٢) سورة الرعد الآية : ٢٥. اللام في (لهم) بمعنى (على) أي عليهم اللعنة.

(٣) في ظ (ومثل).

(٤) هذا جزء من حديث روته أم المؤمنين عائشة رضي‌الله‌عنها ، أورده البخاري في عدة أبواب وهو بتمامه في البخاري ٢ / ٢٠ في (باب إذا اشترط شروطا في البيع لا تحل) عن عائشة رضي‌الله‌عنها ، قالت : جاءتني بريرة ، فقالت : كاتبت أهلي على تسع أواق في كل عام وقية ، فأعينيني ، فقالت : إن أحبّ أهلك أن أعدها لهم ، ويكون ولاؤك لي فعلت ، فذهبت إلى أهلها ، فقالت لهم ، فأبوا عليها ، فجاءت من عندهم ورسول الله جالس ، فقالت : إني قد عرضت ذلك عليهم فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم ، فسمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخبرت عائشة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «خذيها واشترطي لهم الولاء ، فإنما الولاء لمن أعتق». ففعلت عائشة ، ثم قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :

«أما بعد : ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ، ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل ، وإن كان مئة شرط ، قضاء الله أحق ، وشرط الله أوثق ، وإنما الولاء لمن أعتق». ـ ـ


وتجيء (الباء) و (في) للظرفية ، مثل : (خالِدِينَ فِيها*)(١) ، (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) وَبِاللَّيْلِ)(٢) وقد يجيئان للسببية ، مثل : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا)(٣) ، «وإنّ امرأة دخلت النار في هرة» (٤) وقد سبق.

وتجيء الباء أيضا للاستعانة ، نحو : كتبت بالقلم ، وللتعدية ، مثل : (لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ)(٥) وللإلصاق ، نحو : مررت بزيد ، وللمصاحبة ، نحو : بعتك الدار بأبنيتها (٦) ، ومنه : (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ)(٧) وبمعنى (من) للتبعيض ، كقوله :

٢٣٢ ـ فلثمت فاها آخذا بقرونها

شرب النزيف ببرد ماء الحشرج (٨)

__________________

وأخرجه البخاري أيضا في (باب ما يجوز من شروط المكاتب ، ومن اشترط شرطا ليس في كتاب الله) ٢ / ٨٥ و (باب استعانة المكاتب وسؤاله الناس) ٢ / ٨٦. وانظر شرح شواهد شرح التحفة ٤٢٠. وانظر أقوال علماء الحديث في هذه اللام في التمهيد ٢٢ / ١٨١ ، ١٨٠ والاستذكار ٧ / ٣٥٤ وتنوير الحوالك ١ / ١٤٣ وفتح الباري ٥ / ١٩٠ وعمدة القارئ ٤ / ٢٢٥ وشرح السيوطي ٤ / ١٣٣ وشرح سنن ابن ماجه ١ / ١٨١.

الشاهد في : (لهم) أورده الشارح على أن اللام في (اشترطي لهم) بمعنى على.

(١) سورة البقرة الآية : ١٦٢ وإبراهيم الآية : ٢٣.

(٢) سورة الصافات الآيتان : ١٣٧ ، ١٣٨. فالباء في (بالليل) بمعنى في.

(٣) سورة النساء الآية : ١٦٠.

(٤) انظر تخريج الحديث في تعليق (٣) ص : ٢٩٧.

وأورده الشارح هنا شاهدا على أن (في) للسببية ، والتقدير والله أعلم : وإنّ امرأة دخلت النار بسبب هرة.

(٥) سورة البقرة الآية : ٢٠.

(٦) في ظ (بأثاثها).

(٧) سورة البقرة الآية : ٣٠.

(٨) من الكامل ، في أخت عدي بن أوس ، واختلف في قائله على أربعة أقوال ، ـ ـ


وبمعنى (عن) مثل : (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ (١))(١) وتجيء زائدة (٢) ، مثل : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ)(٣)(فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ)(٤).

و (على) للاستعلاء حسّا ، كركبت على الفرس ، ومعنى ، نحو : تكبّر عليه ، وبمعنى (في) ، مثل : (عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ)(٥)(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ)(٦) وبمعنى (عن) ، كقوله :

٢٣٣ ـ إذا رضيت عليّ بنو قشير

لعمر الله أعجبني رضاها (٧)

__________________

فقيل : لعمر بن أبي ربيعة ، وقيل لجميل بثينة ، أو لعمرو بن أذينة ، أو لعبيد بن أوس الطائي. وانظر الخلاف في قائله في الحيوان واللسان (حشرج) والعيني وشرح شواهد المغني للسيوطي.

المفردات : قرونها : خصلات شعرها. النزيف : العطشان الشديد العطش ، شبه مص ريقها بشرب العطشان الماء البارد. الحشرج : كوز الماء ، أو النقرة في الجبل يجتمع فيها الماء فيصفو ويبرد.

الشاهد في : (بقرونها) فإن الباء بمعنى من التبعيضية ، أي : ببعض قرونها.

وفيه شاهد آخر ، وهو نصب (شرب) على المصدر المشبه به ، والتقدير :

شربت ريقها كشرب النزيف للماء البارد.

ملحقات ديوان عمر ٤٨٨ وديوان جميل ٤٢ وملحقات ديوان عروة بن أذينة ١٦٧ وشرح الكافية الشافية ٨٠٧ وابن الناظم ١٤٣ وشفاء العليل ٦٦٣ والجنى الداني ٤٤ والعيني ٣ / ٢٧٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٣٢٠ والهمع ٢ / ٢١ والدرر ٢ / ١٤ والمحكم ٤ / ٣٧ والتكملة ١ / ٤١٤ والحيوان ٦ / ١٨٣ واللسان (حشرج) ٨٨٤.

(١) سورة المعارج الآية : ١.

(٢) في ظ زيادة (كثيرا).

(٣) سورة المؤمنون الآية : ٢٠.

(٤) سورة القلم الآيتان : ٥ ، ٦.

(٥) سورة البقرة الآية : ١٠٢.

(٦) سورة القصص الآية : ١٥.

(٧) البيت من الوافر ، لقحيف العقيلي ، يمدح حكيم بن المسيب القشيري. ـ ـ


وبمعنى (١) (إلى) كقولهم : دعاني على منزلة لا أريدها.

و (عن) للتجاوز ، نحو : أعرض عنه ، وقد تجيء بمعنى بعد ، مثل : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (١٩))(٢).

و (الكاف) للتشبيه وللتعليل ، مثل : (وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ)(٣) كما مرّ ، وتزاد للتوكيد ، مثل : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(٤) وقد تستعمل اسما فتكون فاعلة ، كقوله

٢٣٤ أتنتهون ولن ينهى ذوي (٥) شطط

كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل (٦)

__________________

في الكامل قاله العامري.

الشاهد في : (عليّ) على أن (على) بمعنى (عن). وفي الكامل للمبرد أن بني كعب بن ربيعة بن عامر يقولون : رضي الله عليك ، فهو يراها لغة بني قشير.

النوادر ٤٨٠ والكامل ٢ / ١٩٠ و ٣ / ٩٨ والمقتضب ٢ / ٣٢٠ والخصائص ٢ / ٣١١ ، ٣٨٩ والمحتسب ١ / ٥٢ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢٦٩ وشرح الكافية الشافية ٨٠٩ وابن يعيش ١ / ١٢٠ وابن الناظم ١٤٣ والمساعد ٢ / ٢٦٩ وشفاء العليل ٦٦٦ والعيني ٣ / ٣٨٢ والأزهية ٢٨٧ والخزانة ٤ / ٢٤٧ والإنصاف ٦٣٠ والهمع ٢ / ٢٨ والدرر ٢ / ٢٢ وشواهد المغني للسيوطي ٤١٦ ، ٩٥٤.

(١) سقطت الباء من الأصل وم.

(٢) سورة الإنشقاق الآية : ١٩.

(٣) سورة البقرة الآية : ١٩٨. والكاف في الآية الكريمة للتعليل ، والتقدير : لهدايتكم.

(٤) سورة الشورى الآية : ١١. الكاف في (كمثله) صلة لتوكيد المعنى وتقويته ، ولا يصح أن تكون للتشبيه.

(٥) في الأصل وم (ذوو).

(٦) البيت من البسيط ، للأعشى ميمون بن قيس ، من قصيدته المشهورة (ودع هريرة ...) قاله ليزيد بن مسهر الشيباني ، ورواية الديوان (هل تنتهون).

الشاهد في : (كالطعن) فالكاف اسم بمعنى مثل في محل رفع فاعل ، والعامل ينهى ، والتقدير : مثل الطعن. ويجوز إعراب الكاف حرف جر ، والجار والمجرور صفة لمحذوف يقع فاعلا ، والتقدير : لن ينهى ذوي شطط ـ ـ


ومبتدأ كقوله :

٢٣٥ ـ أبدا كالفراء فوق ذراها (١)

حين يطوي المسامع الصّرّار (٢)

ومجرورة بحرف ، كقوله :

٢٣٦ ـ ...

يضحكن عن كالبرد المنهمّ (٣)

__________________

شيء كالطعن ، وعليه لا شاهد في البيت.

الديوان ١١٣ والكامل ٢ / ٢٦٦ ، ٢٦٧ والمقتضب ٤ / ١٤١ والأصول ١ / ٤٣٩ والخصائص ٢ / ٣١١ ، ٣٨٩ وسر الصناعة ١ / ٢٨٣ وأمالي بن الشجري ٢ / ٢٢٩ وشرح الكافية الشافية ٨١٢ وابن الناظم ١٤٤ وابن يعيش ٨ / ٤٣ والمساعد ٢ / ٢٧٧ والعيني ٣ / ٢٩١ والخزانة ٤ / ١٣٢ ، ٢٦٣ والهمع ٢ / ٣١ والدرر ٢ / ٢٩.

(١) في الأصل وم (دارها) تصحيف.

(٢) البيت من الخفيف ، ولم أقف على قائله.

المفردات : الفراء : جمع فرى ، بفتح الفاء والراء ، الحمار الوحشي. ذراها : يعني أعالي الجبال. يطوي المسامع : يسدها. الصرّار : قال في اللسان : وصرّار الليل : الجدجد ، وهو أكبر من الجندب. (صرر) ٤ / ٢٤٣٢.

الشاهد في : (كالفراء) على أن الكاف اسم بمعنى مثل في محل رفع على الابتداء ، خبره الظرف (فوق).

شرح الكافية الشافية ٨١٣ وابن الناظم ١٤٤ والعيني ٣ / ٢٩٢.

(٣) عجز بيت من الرجز للعجاج ، وقبله :

بيض ثلاث كنعاج جمّ

المفردات : نعاج : جمع نعجة وهي البقرة الوجشية. جم : جمع جماء ، وهي التي لا قرون لها من الحيوانات ذات القرون. البرد المنهم : الذائب ، يعني أن هؤلاء النسوة يضحكن عن أسنان مثل البرد الذائب لطافة ونظافة.

الشاهد في : (كالبرد) على أن الكاف اسم بمعنى مثل ، بدليل دخول حرف الجر (عن) عليها.

الديوان ٤١٥ والمخصص ٩ / ١١٩ وابن الناظم ١٤٤ وابن يعيش ٨ / ٤٢ ، ٤٤ والعيني ٣ / ٢٩٤ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٥٠٣ والخزانة


وكذلك (عن وعلى) يجرّان (١) بمن لا غير ، كقوله :

٢٣٧ ـ فقلت للركب لمّا أن علا بهم

من عن (٢) يمين الحبيّا نظرة قبل (٣)

وكقوله :

٢٣٨ ـ غدت من عليه تنفض الطلّ بعد ما

رأت حاجب الشمس استوى فترفّعا (٤)

و (مذ ومنذ) إذا رفعا فهما اسمان بمعنى أوّل المدّة في

__________________

ـ ـ ٤ / ٢٦٢ والهمع ٢ / ٣١ والدرر ٢ / ٢٨.

(١) في ظ (فيجران).

(٢) في ظ (غير).

(٣) البيت من البسيط ، للقطامي عمير بن شبيم التغلبي ، من قصيدة يمدح بها عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك.

المفردات : الحبيّا : بلفظ التصغير ، موضع بالشام. نظرة قبل : هي النظرة الأولى التي لم تسبقها نظرة.

الشاهد في : (من عن) على أن (عن) اسم بمعنى جانب بدليل دخول حرف الجر (من) عليه.

الديوان ٢٨ والجمل ٦٠ وشرح الكافية ٨١٠ وابن الناظم ١٤٤ والمرادي ٢ / ٢١٨ والعيني ٢٩٧ وابن يعيش ٨ / ٤١ والمقرب ١ / ١٩٥ وأسرار العربية ٣٥٥ واللسان (حبا) ٧٦٧ و (عنن) ٣١٤٣.

(٤) البيت من الطويل للصّمّة بن عبد الله القشيري ، وفي النوادر ليزيد القشيري وفي اللسان : ليزيد بن الطثرية. وهو قشيري أيضا وروي : (أتت) بدل (غدت).

الشاهد في : (من عليه) على أن (على) اسم بمعنى فوق ؛ بدليل دخول حرف الجر (من) عليها.

ديوان الصمة ٩٠ والنواد ٤٥٣ والمقتضب ٢ / ٣٢٠ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢٢٩ وأسرار العربية ٢٥٦ وابن يعيش ٨ / ٣٨ والأزهية ٢٠٣ واللسان (علا) ٣٠٩١.


المضيّ ، وجميعها في الحضور ، وكذا إذا وليهما فعل ، نحو : جئت (١) مذ دعا زيد. وإن جرّا في المضيّ فهما بمعنى (من) (٢) أو في الحضور فبمعنى في.

وتدخل (ما) الزائدة على من وعن والباء فلا تكفّهن عن العمل ، مثل (٣) : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ)(٤)(عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَ)(٥)(فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ)(٦).

وتدخل على (ربّ) والكاف فتكفهما غالبا فيدخلان إذا على الجمل ، مثل : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ (٢))(٧) ، وكقوله :

٢٣٩ ـ ربّما الجامل المؤبّل فيهم

والغناجيج بينهنّ المهار (٨)

__________________

(١) سقطت من ظ.

(٢) سقطت من ظ.

(٣) زيادة من ظ.

(٤) سورة نوح الآية : ٢٥. وفي الأصل (خطاياهم) وفي ظ زيادة (أغرقوا).

والشاهد أن (ما) جاءت بعد (من) فلم تكفها عن عمل الجر في (خطيئات).

(٥) سورة المؤمنون الآية : ٤٠. والشاهد جر (قليل) بـ (عن) حيث لم تكفها (ما) عن العمل.

(٦) سورة آل عمران الآية : ١٥٩. والشاهد في (فَبِما رَحْمَةٍ) حيث جرت الباء (رحمة) ولم تكفها (ما) عن العمل.

(٧) سورة الحجر الآية : ٢. وفي ظ (ما) مكان (ربما). والشاهد في (ربما يود) فقد كفت (ما) (ربّ) عن اختصاصها بالأسماء ، فجاء بعدها الفعل (يود).

(٨) البيت من الخفيف ، لأبي دواد الإيادي ، واسمه الجارية بن الحجاج.

المفردات : الجامل : جمع لا مفرد له من لفظه ، جماعة الإبل. وقال الجوهري : هو بمعنى القطيع من الإبل برعاته وأربابه. المؤبل : يقال ـ ـ


وكقوله :

٢٤٠ ـ ...

كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه (١)

وقد تليهما فلا تكفهما عن الجر كقوله :

__________________

إبل مؤبّلة إذا كانت للقنية .. عناجيج : جمع عنجوج ، الخيل الطويلة العنق.

المهار : ولد الفرس الذكر.

الشاهد في : (ربما) فقد كفت (ما) رب عن العمل فدخلت على الجملة الاسمية (الجامل فيهم) وهذا نادر.

قال العيني ٣ / ٢٣٠ : «ولأجل هذا قال أبو علي : يجب أن يقدر (ما) اسما مجرورا على معنى شيء ، و (الجامل) خبر الضمير المحذوف ، وتكون الجملة صفة لما ، ويكون التقدير : رب شيء هو الجامل المؤبل».

أبو دواد الإيادي وما تبقى من شعره ٣١٦ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢٤٣ والأزهية ٢٧٥ وشرح الكافية الشافية ٨١٩ وابن الناظم ١٤٥ والمرادي ٢ / ١٩٣ والمساعد ٢ / ٢٧٩ ، ٢٨٨ وشفاء العليل ٦٧٢ والعيني ٣ / ٣٢٨ والخزانة ٤ / ١٨٨ والهمع ٢ / ٢٦ والدرر ٢ / ٢٠ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٤٠٥.

(١) عجز بيت من الطويل لنهشل بن حري ، يرثي بها أخاه مالكا حين قتل بصفين مع علي رضي‌الله‌عنه. وقيل : للبختري بن المغيرة : وصدره :

أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد

المفردات : ماجد : كريم. مشهد : المشهد محضر الناس ، وأراد به مشهد صفين. سيف عمرو : أراد الصمصامة ، وهو سيف عمرو بن معدي كرب.

مضاربه : جمع مضرب ، وهو نحو من شبر من طرف السيف. وخيانة السيف النبوة عند الضرب.

الشاهد في : (كما) حيث كفّ (ما) الكاف عن عمل الجر في الاسم بعدها ، فارتفعت كلمة (السيف) على الابتداء.

شرح الكافية الشافية ٨١٨ وابن الناظم ١٤٥ والمساعد ٢ / ٢٧٨ والعيني ٣ / ٣٣٤ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٥٠٢ ، ٧٢٠ والمرزوقي ٨٧٢ والهمع ٢ / ٣٨ والدرر ٢ / ٤٢.


٢٤١ ـ ماويّ يا ربّتما غارة

شعواء كاللذعة بالميسم (١)

وكقوله :

٢٤٢ ـ ...

كما الناس مجروم عليه وجارم (٢)

وحذفت (ربّ) فجرّت بعد (بل) وبعد الفاء قليلا ، كقوله :

__________________

(١) في ظ (كالذعة) وفي م (المبسم).

والبيت من السريع ، لضمرة بن ضمرة النهشلي. وروي (أماوي) وفي النوادر (ماويّ بل ربتما).

المفردات : غارة : الدفع بالخيل على العدو ، من (غور). شعواء : متفرقة. اللذعة : الحرقة بالنار. الميسم : آلة الوسم بالنار.

الشاهد في : (ربتما غارة) حيث دخلت (ما) على (رب) فلم تكفها عن عمل الجر لما بعدها ، وهذا غير الغالب فيها.

النوادر ٢٥٣ ومعاني القرآن ٢ / ٢٣٦ والمخصص ١٦ / ١١٦ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٥٣ وشرح الكافية الشافية ٨١٧ وابن الناظم ١٤٥ وابن يعيش ٨ / ٣١ والمساعد ٢ / ٢٧٩ وشفاء العليل ٦٧٣ والعيني ٣ / ٣٣٠ والخزانة ٤ / ١٠٤ ، ١٦٧ ، ١٨٨ ، ٤٧٩ والهمع ٢ / ٣٨ والدرر ٢ / ٤٢.

(٢) عجز بيت من الطويل ، لعمرو بن البراقة النهمي ، وبراقة اسم أمه ، وأبوه منبه ، وصدره :

وننصر مولانا ونعلم أنه

الشاهد في : (كما الناس) كالشاهد السابق في بقاء عمل الكاف مع دخول ما عليها ؛ فقد عملت في الناس الجر.

شرح الكافية الشافية ٨١٧ وابن الناظم ١٤٥ وشفاء العليل ٦٧٢ والمساعد ٢ / ٢٧٩ والمرادي ٢ / ٢٣٠ والعيني ٣ / ٣٣٢ وشرح شواهد المغني ٥٠٠ والمؤتلف والمختلف ٨٨ وسمط اللآلئ ٧٤٩ والوحشيات ٣٢ والهمع ٢ / ٣٨ ، ١٣٠ والدرر ٢ / ٤٢ ، ١٧٠.


٢٤٣ ـ بل بلد ملء (١) الفجاج قتمه

لا يشترى كتّانه وجهرمه (٢)

وكقوله :

٢٤٤ ـ فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع

فألهيتها عن ذي تمائم مغيل (٣)

__________________

(١) في الأصل وم (مثل).

(٢) في الأصل وم (جرهمه) تصحيف.

والبيت من رجز لرؤبة ، يمدح به الخليفة العباسي السفاح.

المفردات : الفجاج : الطرق. قتمة : القتم الغبار. كتانه : نوع من الثياب.

جهرمه : بسط شعر تنسب إلى قرية جهرم بفارس.

الشاهد في : (بل بلد) حيث عملت (رب) الجرّ مع حذفها لوقوعها بعد (بل) ، وهو قليل.

الديوان : ١٥٠ والمقتصد ٢ / ٨٣٦ وأمالي ابن الشجري ١ / ١٤٤ وشرح العمدة ٢٧٣ وابن الناظم ١٤٦ والمرادي ٢ / ٢٣١ وشفاء العليل ٦٨٠ والإيضاح في شرح المفصل ٢ / ١٦٢ والجنى الداني ٢٣٧ والعيني ٣ / ٣٣٥ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٣ / ٣ وشرح التحفة ٢٤٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٧٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٣٤٧.

(٣) البيت من الطويل ، من معلقة امرئ القيس. ويروى صدره : (فمثلك بكرا قد طرقت وثيّبا) ويروى : (ومرضعا) و (ثيبا) بدل (مرضع) و (محول) بدل (مغيل).

المفردات : طرقت : أتيتها ليلا. ألهيتها : أشغلتها. تمائم : تعاويذ تعلق على الصبيان يعتقتد فيها الجهلة أنها تحمي من العين والجن. مغيل : هي التي تؤتى وهي ترضع ، أو ترضع ولدها وهي حامل. وروي (محول) وهي من أتى على ولدها الحول ، أي : السنة ، ويقال للصغير : محول وإن لم يأت عليه الحول.

الشاهد في : (فمثلك) على : أن (مثل) مجرور بـ (رب) المحذوفة بعد الفاء ، وهو قليل كما ذكر الشارح.

الديوان ١٤٧ وسيبويه والأعلم ١ / ٢٩٤ والمخصص ١٦ / ١٣٠ وشرح الكافية الشافية ٨٢١ وابن الناظم ١٤٦ وشفاء العليل ٦٧٩ والعيني ٣ / ٣٣٦ والمغني ١٣٦ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٤ / ٢٠ وشرح شواهد المغني للسيوطي


وبعد الواو كثيرا ، كقوله :

٢٤٥ ـ وليل كموج البحر أرخى سدوله

عليّ بأنواع الهموم ليبتلي (١)

ودونهنّ نادرا كقوله :

٢٤٦ ـ رسم دار وقفت في طلله

كدت أقضي الحياة من جلله (٢)

وقد يعامل غير (ربّ) معاملتها فيحذف ويبقى جرّه ، إمّا مطّردا

__________________

ـ ـ ٤٦٣ والهمع ٢ / ٣٦ والدرر ٢ / ٣٨.

(١) البيت من الطويل من معلقة امرئ القيس التي منها الشاهد السابق.

الشاهد في : (وليل) على جر (ليل) برب محذوفة بعد الواو ، وهو كثير. وزعم أن الجر بالواو ، وليس بصحيح ؛ بدليل الجر برب دون أحد الأحرف السابقة ، كما في الشاهد الآتي.

الديوان ١٥١ وشرح التسهيل وشرح العمدة ٢٧٢ وشرح الكافية الشافية ٨٢١ وابن الناظم ١٤٦ والمرادي ٢ / ٥٢ ، ٢٣٣ وشفاء العليل ٦٧٩ والعيني ٣ / ٣٣٨ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٧٨٢ والخزانة ١ / ٣٧٢ عرضا والبهجة ٢٥٤.

(٢) البيت من الخفيف لجميل بثينة.

الشاهد في : (رسم) حيث جر رسم بـ (رب) محذوفة دون الواو والفاء وبل ، وهذا نادر.

الديوان ٨١ والخصائص ١ / ٢٨٥ و ٣ / ١٥٠ وسر الصناعة ١٤٩ وشرح الكافية الشافية ٧٨٢ وشرح العمدة ٢٧٤ وابن الناظم ١٤٦ وشرح التحفة الوردية ٢٥٠ والمرادي ٢ / ٢٣٣ والمساعد ٢ / ٢٩٦ وشفاء العليل ٦٨٠ والعيني ٣ / ٣٣٩ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٨٨ والمغني ١٢١ ، ١٣٦ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٣ / ٨١ ، ١٩٠ ، والخزانة ٤ / ١٩٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٣٦٥ ، ٤٠٣.


نحو : بكم درهم اشتريت ثوبك؟ لأنّ مذهب سيبويه والخليل (١) جرّ درهم بمن مضمرة.

ومنه أيضا حذفه لتقدم ذكره في نحو : في الدار زيد ، والحجرة عمرو ؛ لئلّا يلزم العطف على عاملين مختلفين.

وأجاز يونس (٢) امرر بأيّهم أفضل إن زيد وإن عمرو.

قال سيبويه (٣) : وهو أسهل من إضمار ربّ بعد الواو ، فعلم عدم قبحه.

وإما مقصورا على السماع ، كحذف (على) من قول رؤبة ، وقد قيل له (٤) : كيف أصبحت؟ خير والحمد لله ، وحذف (إلى) فيما

__________________

(١) قال : «وسألته عن (على كم جذع بيتك مبنيّ) فقال : القياس النصب ، وهو قول عامة الناس ، فأما الذين جرّوا فإنهم أرادوا معنى (من) ولكنهم حذفوها ، هاهنا تخفيفا على اللسان ، وصارت (على) عوضا عنها». ١ / ٢٩٣.

وذكر ابن مالك في شرح الكافية الشافية ٨٢٥ ـ ٨٢٦ خلافا حول الجارّ.

(٢) سيبويه ١ / ١٣٣. التقدير : إن بزيد وإن بعمرو.

(٣) سيبويه ١ / ١٣٣ ، قال : «ولا يجوز أن تضمر الجارّ ، ولكنهم لمّا ذكروه في أول كلامهم شبهوه بغيره من الفعل ، وكان هذا عندهم أقوى إذا أضمرت ربّ ونحوها في قولهم : (وبلدة ليس بها أنيس) ، ومن ثمّ قال يونس : امرر على أيهم أفضل إن زيد وإن عمرو ، يعني إن مررت بزيد أو مررت بعمرو».

يعني أن الجرّ برب مضمرة بعد الواو ضعيف ، وأنّ إضمار حرف الجرّ لا يكون قويّا إلّا إذا جرّ في كلام سابق ، كمثال يونس المذكور ، تشبيها له بإضمار الفعل في كلام لاحق لتقدم ذكره.

(٤) سقطت من ظ.


أنشد (١) الجوهري (٢) :

٢٤٧ ـ وكريمة من آل قيس ألفته

حتى تبذّخ فارتقى الأعلام (٣)

أي : إلى الأعلام (٤).

__________________

(١) في ظ (أنشده).

(٢) هو إسماعيل بن حماد الجوهري ، أبو نصر الفارابي ، أصله من فاراب ببلاد الترك ، فنسب إليها ، إمام في اللغة والأدب ، سافر إلى الحجاز وباديتها ، والعراق ، وحط عصا الترحال بنيسابور ، وفيها توفي في حدود سنة ٤٠٠ ه‍.

له كتاب الصحاح. انظر إنباه الرواة ١ / ١٩٤ وبغية الوعاة ١ / ٤٤٦.

(٣) البيت من الكامل ، ولم أقف على قائله.

المفردات : كريمة : يقال : رب رجل كريم ، فهو وصف للمذكر ، والتاء للمبالغة. قيس : أراد القبيلة ؛ ولذا منعه الصرف. ألفته : أعطيته ألفا. تبذخ : شرف. الأعلام : جمع علم ، وهو الجبل ، والمراد أنه بلغ منزلة عالية من الشرف.

الشاهد في : (الأعلام) حيث حذف الجارّ (إلى) وأبقى عمله الجر في الاسم ، والقياس نصبه بعد الحذف.

شرح الكافية الشافية ٨٣١ وابن الناظم ١٤٦ وشرح التحفة ٢٥١ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٩٠ وشفاء العليل ٤٣٥ والعيني ٣ / ٣٤١ والهمع ٢ / ٣٦ والدرر ٢ / ٣٧ والأشموني ٢ / ٢٣٤ والصحاح (ألف) ٤ / ١٣٣٢ واللسان (ألف) ١٠٨.

(٤) (أي إلى الأعلام) سقطت من ظ.


الإضافة

إذا قصدت إضافة اسم صالح للإضافة فاحذف ما فيه من نون مثنى أو جمع أو شبههما (١) أو تنوين ظاهر أو مقدر (٢) ، فالمقدر ، نحو : دراهمك.

ويجر المضاف إليه وينوى (من) لكون المضاف إليه اسما للجنس الذي منه المضاف ، كخاتم فضة ، وينوى (في) لكون المضاف إليه ظرفا وقع فيه المضاف ، مثل : (مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ)(٣) ، (تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ)(٤) ، (يا صاحِبَيِ السِّجْنِ)(٥).

هذا إذا لم يصلح في الكلام إلّا من أو في ، وإلّا فانو اللام ، كعبد (٦) زيد.

وتفيد الإضافة المعنوية ـ وتسمّى المحضة ـ المضاف (٧) تخصيصا مع النكرة ، وتعريفا مع المعرفة ، بخلاف اللفظية.

__________________

(١) يعني ما ألحق بالمثنى والجمع.

(٢) في ظ (والمقدر).

(٣) سورة سبأ الآية : ٣٣. التقدير : مكر في الليل والنهار. والله أعلم.

(٤) سورة البقرة الآية : ٢٢٦. التقدير : تربص في أربعة أشهر. والله أعلم.

(٥) سورة يوسف الآية : ٣٩. التقدير : يا صاحبي في السجن. والله أعلم.

(٦) في ظ (لعبد).

(٧) في الأصل وم (المضافة).


وتعرف اللفظية بتقدير انفصال المضاف ، إمّا لكونه (١) وصفا يعمل فيما أضيف إليه عمل الفعل ، مثل :

ربّ راجينا (٢) عظيم الأمل

مروّع القلب قليل الحيل (٣)

وإمّا لتأوّله بما رأيته كذلك ، كمرّ برجل مثلك ، وشبهك ، وغيرك ، وحسبك ، و :

٢٤٨ ـ ...

بمنجرد قيد الأوابد هيكل (٤)

تأويلها بمثالك (٥) ، ومشبهك ، ومغايرك ، ومحسبك ، وممسك

__________________

(١) في ظ (بكونه).

(٢) في ظ (راجيا).

(٣) الألفية لابن مالك : ٣٦.

(٤) عجز بيت من الطويل من معلقة امرئ القيس ، وصدره :

وقد أغتدي والطير في وكناتها

المفردات : أغتدي : من الغدوة ، وهي الخروج في الصباح مبكرا. وكناتها : (بضم الواو وفتح الكاف ، وضمها وسكونها) جمع وكنة (بضم فسكون) : عش الطائر. منجرد : القليل الشعر ، أو قصيره ، وبمعنى المنطلق في سيره.

الأوابد : الوحوش. قيد الأوابد : يعني أنه لسرعته واللحاق بها كأنه يقيدها عن العدو. هيكل : الفرس العظيم الجرم.

الشاهد في : (قيد الأوابد) على أن المضاف (قيد) مقدر الانفصال لتاوله بوصف يعمل عمل فعله ، والتقدير : مقيد الأوابد ، أي : ممسكها.

الديوان ١٥٣ والخصائص ٢ / ٢٢٠ والمحتسب ١ / ١٦٨ و ٢ / ٢٣٤ وشرح العمدة ٤٨٧ وابن يعيش ٢ / ٦٦ و ٣ / ٥١ و ٩ / ٩٥ وشفاء العليل ٥٤٥ والخزانة ١ / ٥٠٧ و ٢ / ١٧٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨٦٢ والكامل ٣ / ١٠٩.

(٥) هكذا وردت في جميع النسخ. و (مثالك) ليست من الصفات التي تعمل عمل الفعل ، ولو قال (بمماثلك) لوافق مراده.


الأوابد.

وإمّا لجعله ، بمباشرة أو عطف ، معمول ما لا يعمل إلّا في نكرة ، مثال المباشرة : لا أبا لك ، ولا يدي لك ، ولا أخا للمقتّر (١) ، فاللام مقحمة ، وإضافتها مقدرة الزوال ؛ إذ لا تعمل (لا) إلّا في نكرة ، ومثال العطف : كم ناقة لك وفصيلها (٢)؟. وربّ رجل (٣) وأخيه.

٢٤٩ ـ وأيّ فتى هيجاء أنت وجارها (٤)

 ...

__________________

(١) في ظ (ولا أخا لك للمفتر).

(٢) انظر هذا القول في شرح العمدة ٤٨٨ وشرح الكافية الشافية ٩١٨ ـ ٩١٩ والمرادي ٢ / ٢٤٩ وشفاء العليل ٧٠٣. فـ (فصيلها) نكرة وإن أضيف إلى الضمير ، وهو معرفة ، فهو معطوف على على معمول (كم) وهي لا تعمل إلا في نكرة ، فهو نكرة.

(٣) في الأصل (برجل) والتقدير : رب رجل وأخ له.

(٤) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله ، وعجزه :

إذا ما رجال بالرجال استقلّت

المفردات : هيجاء : حرب ، وفتى الهيجاء المبلي في الحرب. جارها : المجير من الحرب. استقلت : نهضت.

الشاهد في : (وأي فتى ... وجارها) بكسر راء (جار) على أنها معطوفة على (أي) المضافة إلى النكرة (فتى) والتقدير : وأي جارها أنت ، فجارها وإن كان مضافا إلى ضمير (هيجاء) إلا أنه نكرة في المعنى ، فهو نكرة مثلها ، فكأنه قال : أيّ فتى هيجاء وأيّ جار هيجاء.

وقال الأعلم : «لا يجوز رفع (جار) ؛ لأنه إذا رفع فهو على أحد وجهين : إما أن يكون عطفا على (أي) فيجب أن يكون بإعادة حرف الاستفهام ، فيخرج من معنى المدح فيصير أي فتى هيجاء وأجارها أنت؟ وإن كان عطفا ـ ـ


ويختص المضاف إضافة لفظية بجواز دخول (أل) عليه بشرط كونه إما مضافا إلى ما فيه (أل) (١) نحو : الجعد الشعر ، وإما مضافا إلى مضاف إلى ما فيه (أل) نحو : الضارب رأس الجاني ، وإمّا مثنى أو مجموعا على حدّه ، نحو : الضاربا زيد ، والمكرمو عمرو ، ومن ثمّ امتنع الضارب زيد ، خلافا للفراء (٢) ، وضاربك مضاف ومضاف إليه عند سيبويه (٣) ، والضاربك عنده ناصب ومنصوب ، وكلاهما عند الرّمّاني (٤) مجرور ، وعند الأخفش (٥) منصوب.

__________________

على أنت صار التقدير أي فتى هيجاء أنت والذي هو جار الهيجاء ، فكأنه قال : أنت ورجل آخر جار هيجاء ، ولم يقصد الشاعر إلى هذا».

سيبويه والأعلم ١ / ٢٤٤ ، ٣٠٥ وشرح العمدة ٤٨٨ والمغني ٦٩٢.

(١) في ظ (إلى) وسقطت من م.

(٢) أجاز الفراء إضافة الوصف المحلى بأل ، وهو غير مثنى ولا مجموع ، إلى العاري منها ، نحو الضارب زيد. انظر اشرح الكافية الشافية ٩١٣ وابن الناظم ١٤٩.

(٣) سيبويه ١ / ٩٦ ، قال : «وإذا قلت : هم الضاربوك وهما الضارباك ، فالوجه فيه الجر ؛ لأنك إذا كففت النون من هذه الأسماء في المظهر كان الوجه الجر إلا في قول من قال : الحافظو عورة العشيرة ، ولا يكون في قولهم هم ضاربوك ، أن تكون الكاف في موضع النصب ؛ لأنك لو كففت النون في الإظهار لم يكن إلا جرّا».

(٤) شرح الكافية الشافية ٩١٥.

والرماني هو أبو الحسن علي بن عيسى ، أخذ عن أبي بكر بن السراج وابن دريد. من تصانيفه : كتابا الممدود الأكبر والأصغر ، ومعاني الحروف. عاش بين سنة (٢٩٦ ـ ٣٨٤ ه‍). تاريخ الأدباء النحاة ٢١٠.

(٥) شرح الكافية الشافية ٩١٥.


وربّما اكتسب المضاف من المضاف إليه تأنيثا ، إن كان الثاني مؤنثا ، وتذكيرا إن كان الثاني مذكرا ، بشرط صلاحية المضاف للحذف ، مثال التأنيث كقوله :

٢٥٠ مشين كما اهتزّت رماحتسفّهت (١)

أعاليها مرّ الرياح النواسم (٢)

فأنّث فعل المرّ (٣) لتأنيث الرياح ، ومثله :

٢٥١ ـ أتي الفواحش عندهم معروفة

ولديهم ترك الجميل جمال (٤)

__________________

(١) في الأصل وم (تسفلت).

(٢) البيت من الطويل ، لذي الرمة غيلان. ورواية الديوان (رويدا) بدل (مشين).

المفردات : تسفهت : يقال تسفهت الرياح الرماح : حركتها ومالت بأعاليها.

النواسم : الرياح الضعيفة اللينة ، ونسيم الريح أولها حين تهب بلين ثم تشتد.

الشاهد في : (تسفهت ... مر الرياح) فقد أنث الشاعر الفعل (تسفهت) بتاء التأنيث مع أن الفاعل (مر) مذكر ؛ وذلك أنه اكتسب التأنيث من المضاف إليه وهو (الرياح) وهي مؤنثة ، ولإمكان حذف المضاف (مر) والاستغناء عنه بالمضاف إليه (الرياح) واستقامة المعنى ، يقال : تسفهت أعاليها الرياح.

الديوان ٦١٦ وسيبويه والأعلم ١ / ٢٥ ، ٣٣ والأصول ١ / ٧٢ و ٣ / ٤٨٠ والكامل ٢ / ١٤١ والمقتضب ٤ / ١٩٧ والخصائص ٢ / ٤١٧ والمحتسب ١ / ٢٣٧ وشرح الكافية الشافية ٩٢٠ وابن الناظم ١٥٠ وشفاء العليل ٤١٣ والمرادي ٢ / ٢٥٣ والعيني ٣ / ٣٦٧ والضرورة الشعرية للقيرواني ٧٠ والخزانة ٢ / ١٦٩ عرضا.

(٣) في ظ (المرء).

(٤) البيت من الكامل ، نسبه العيني للفرزدق ، في هجاء الأخطل التغلبي ، وليس في ديوان الفرزدق ، ورواية معاني القرآن وشرح العمدة لعجزه :

ويرون فعل المكرمات حراما

الشاهد في : (معروفة) كا الشاهد السابق في اكتساب المضاف من المضاف ـ ـ


ومثال التذكير قوله :

٢٥٢ ـ رؤية الفكر ما يؤول له الأم

ر معين على اجتناب التواني (١)

ويمكن أن يكون منه قوله تعالى : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)(٢). وقد يحذف تأنيث المضاف إن أمن اللبس ، قرأ بعضهم (٣) ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عده (٤) أي : عدته ،

__________________

إليه التأنيث ؛ (فمعروفة) مع أنه وقع خبر (أتي) المذكر ، لكنه أنث لكونه خبرا لاسم أضيف إلى مؤنث ، فأتي أضيف إلى (الفواحش) وهي مؤنثة فاكتسب منه التأنيث ، مع إمكان حذف المضاف (أتي) والاستغناء بالمضاف إليه (الفواحش) واستقامة المعنى ، فيمكن أن يقال : الفواحش عندهم معروفة.

معاني القرآن ٢ / ١٦٥ وشرح الكافية الشافية ٩٢٠ وشرح العمدة ٥٠٥ وابن الناظم ١٥٠ والعيني ٣ / ٣٦٨ والأشموني ٢ / ٢٤٨.

(١) البيت من الخفيف ، ولم أقف على قائله. وذكر العيني أن آخره يروى :

(... على اكتساب الثواب).

الشاهد في : (رؤية الفكر ... له الأمر معين) حيث جاء بالخبر (معين) مذكرا مع أن المبتدأ (رؤية) مؤنث ؛ وذلك لاكتساب (رؤية) التذكير من المضاف إليه (الفكر).

ويمكن أن يكون بسبب تذكير الضمير في (له) العائد على (رؤية) المؤنث ، ولم يقل (لها) لإضافتها إلى (الفكر) وهو مذكر.

شرح الكافية الشافية ٩٢١ وابن الناظم ١٥٠ والمساعد ٢ / ٣٣٩ والمرادي ٢ / ٢٥٤ والعيني ٣ / ٣٦٩ والدرر ٢ / ٦٠ والهمع ٢ / ٤٩ والأشموني ٢ / ٢٤٨.

(٢) سورة الأعراف الآية : ٥٦. (قريب) لفظه مذكر ، وهو خبر للمبتدأ المؤنث (رحمة) ؛ وذلك لأن المبتدأ اكتسب التذكير بإضافته إلى لفظ الجلالة المذكر.

(٣) روى ابن وهب عن حرملة بن عمران أنه سمع محمد بن عبد الملك ، يقرأ : (لأعدوا له عدّه). قال ابن جني في المحتسب : «طريقه أن يكون أراد : ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدته ، أي تأهبوا له ، إلا أنه حذف تاء التأنيث ، وجعل هاء الضمير كالعوض منها». ١ / ٢٩٢. وفي القراءات الشاذة ٥٣ عن زر بن حبيش : (لأعدوا له عدّه).

(٤) سورة التوبة الآية : ٤٦.


ومثله :

٢٥٣ ـ إنّ الخليط أجدّوا البين وانجردوا

وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا (١)

أي : عدته (٢) ، ومثله :

٢٥٤ ـ ونار قبيل الصّبح بادرت قدحها

حيا النار قد أوقدتها للمسافر (٣)

__________________

(١) البيت من البسيط لأبي أمية الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب.

المفردات : الخليط : الصاحب المخالط. البين : الفراق والانقطاع.

انجردوا : اندفعوا وفارقوا. عد : من وعد يعد وعدا ، فحذفت الواو من المصدر وعوض عنها التاء ، فقيل : عدة ، فحذف الشاعر التاء عند الإضافة ، فقال : عد الأمر.

الشاهد في : (عد الأمر) فقد حذف الشاعر تاء التأنيث ؛ لأجل الإضافة لأمن اللبس ، وأصله : عدة الأمر.

معاني القرآن للفراء ٢ / ٢٥٤ والخصائص ٣ / ١٧١ والمخصص ١٤ / ١٨٨ وشرح الكافية الشافية ٩٠١ وشرح العمدة ٤٨٦ وشفاء العليل ٧٠٢ والمقصور والممدود للقالي ١٧٥ والعيني ٤ / ٥٧٣ والأشباه والنظائر ٥ / ٢٤١ وشرح شواهد الشافية ٢ / ٦٤ ـ ٦٥.

(٢) في ظ (عدة الأمر).

(٣) البيت من الطويل لكعب بن زهير بن أبي سلمى.

المفردات : بادرت قدحها : أوقدها مع الصبح لئلا يراها أحد فهو وصاحبه خائفان. حيا النار : حياة النار ؛ لأن حياة النار تكون بإيقادها. للمسافر : رواية الديوان لمسافر : وهو اسم صاحب الشاعر ، فكأن الشاعر أوقد النار ليخبز ، ومسافر يرقب له اللصوص ؛ بدليل ما بعده.

الشاهد في : (حيا النار) أراد حياة النار ، فحذف تاء تأنيث المضاف (حيا) لأمن اللبس. ـ


أي : حياة النار.

ولا يضاف موصوف إلى صفته وبالعكس ، ولا مرادف إلى مرادفه ، وما ورد موهم ذلك فأوّله ، فحبّة الحمقاء ، بمعنى حبّة البقلة الحمقاء ، ومسجد الجامع ، بمعنى المكان الجامع ، وجرد قطيفة ، بمعنى شيء جرد من قطيفة ، وسعيد كرز ، بمعنى مسمّى هذا اللقب.

ومن الأسماء ما لازم (١) الإضافة ، إمّا لفظا ومعنى ، كقصارى الشيء وحماداه ، أي : غايته ، ولدى وعند وسوى ، وإمّا معنى ، وقد يفارقها لفظا ، كبعض وكل وأيّ ، من قوله تعالى : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ)(٢)(وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ)(٣)(أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)(٤).

ثم الملازم للإضافة ثلاثة أنواع :

أحدها : ما لازم الإضافة إلى المضمر ، كوحدك ولبّيك ،

__________________

الديوان ١٣٩ وشرح التسهيل ٣ / ٢٢٥ وشرح الكافية الشافية ٩٠١ وشرح العمدة ٤٨٦ والمساعد ٢ / ٣٣١ وشفاء العليل ٧٠٢ وحياة الحيوان ٤ / ٤٨٩ والمعاني الكبير ١ / ٤٣١ واللسان (حيا) ١٠٧٦.

(١) سقطت من ظ (ما لازم).

(٢) سورة البقرة الآية : ٢٥٣. والتقدير. والله أعلم. على بعضهم.

(٣) سورة هود الآية : ١١١. والتقدير. والله أعلم. كلهم. ولم يرد في ظ (ربك أعمالهم).

(٤) سورة الإسراء الآية : ١١٠. والتقدير. والله أعلم. أيهم.


بمعنى إقامة على إجابتك بعد إقامة (١) ، ودواليك ، بمعنى إدالة لك بعد إدالة (٢) ، وسعديك ، بمعنى إسعادا (٣) بعد إسعاد ، وحنانيك ، بمعنى تحنّنا عليك بعد تحنّن ، وهذا ذيك ، بمعنى إسراعا إليك بعد إسراع.

وندر إضافة (لبّى) إلى ظاهر (٤) في قوله :

٢٥٥ ـ دعوت لما نابني مسورا

فلبّى فلبّي يدي مسور (٥)

كما ندر في حناني ، كقوله :

٢٥٦ ـ حناني ربّنا وله عنونا

نعاتبه لئن نفع العتاب (٦)

__________________

(١) كرر في ظ (على إجابتك بعد إقامة).

(٢) سقط من ظ (لك بعد إدالة).

(٣) في الأصل وم (إسعاد).

(٤) في ظ (أبى إلى الظاهر).

(٥) البيت من المتقارب ، ينسب لأعرابي من بني أسد ، كما في العيني واللسان.

الشاهد في : (لبي يدي) حيث أضيف (لبي) إلى اسم ظاهر ، وهو نادر في رأي جمهور العلماء ، لأن لبّى لا تضاف إلا إلى الضمائر.

سيبويه والأعلم ١ / ١٧٦ وشرح الكافية الشافية ٩٣٢ وابن الناظم ١٥١ والمرادي ٢ / ٢٦٠ والعيني ٣ / ٣٨١ وابن يعيش ١ / ١١٩ والتذييل والتكميل ٢ / ١٨٣ والخزانة ١ / ٢٦٨ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٩١٠ والدرر ١ / ١٦٣ والهمع ١ / ١٩٠ واللسان (لبب) ٣٩٨٠ و (لبى) ٣٩٩٣.

(٦) في م (عيونا نعاقبه لأن يقع) وفي ظ (نحونا تعاقبه لأن يقع) تصحيف.

والبيت من الوافر ، قال أبو عمرو الشيباني : وقال الثقفي : ولعله يريد أمية بن أبي الصلت الثقفي ، فإنه يتفق ومعاني شعره. وورد صدره في اللسان منسوبا لأمية بعجز : بكفيك المنايا والحتوم. وفي الديوان والصحاح ورد هذا ـ ـ


الثاني : الظاهر والمضمر ، كقصارى وما بعده.

الثالث : إلى الجمل ، فمن ذلك (حيث) وهي ظرف مكان مضاف إلى جملة (١) اسمية أو فعلية ، وشذّ إضافتها إلى مفرد في نحو قوله :

٢٥٧ ـ أما ترى حيث سهيل طالعا

 ... (٢)

[ومثله :

__________________

العجز بصدر آخر هكذا :

عبادك يخطئون وأنت رب

بكفيه المنايا والحتوم

المفردات : حناني ربنا : دعاء بطلب الرحمة من الله. عنونا : خضعنا وأطعنا.

الشاهد في : (حناني ربنا) كالشاهد السابق في إضافة (حناني) إلى اسم ظاهر ، وهو نادر ؛ فحنان ملازم الإضافة إلى الضمير.

ديوان أمية ٥٤ وكتاب الجيم ٢ / ٢٩١ واللسان (حتم) ٧٧٠ والصحاح (حتم) ١٨٩٢.

(١) في ظ (الجملة).

(٢) هذا بيت من الرجز لم يعرف قائله ، وذكر العيني وغيره أن ابن الأعرابي أنشده. وبعده :

نجما يضيء كالشهاب لامعا

الشاهد في : (حيث سهيل) فقد أضيفت (حيث) إلى المفرد شذوذا ، والأصل إضافتها إلى الجمل. ويجيز الكسائي قياسا إضافة (حيث) إلى المفرد محتجا بهذا البيت.

وروي برفع (سهيل) وحينئذ يعرب مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره مستقر ، ولا شاهد فيه على هذه الرواية لما أورده الشارح.

شرح الشافية الكافية ٩٣٧ وابن الناظم ١٥١ والمرادي ٢ / ٢٦٣ والعيني ٣ / ٣٨٤ وابن يعيش ٤ / ٩٠ والخزانة ٣ / ١٥٥ والهمع ١ / ٢١٢ والدرر ١ / ١٨٠.


٢٥٨ ـ ...

 ... حيث ليّ العمائم (١)

وحكى الكسائي عن فقعس أنهم يعربونها فيجرونها بالكسرة ، وينصبونها بالفتحة عند عدمه (٢)]. وعن الأخفش (٣) أنها قد تستعمل ظرف زمان كقوله :

٢٥٩ ـ للفتى عقل يعيش به

حيث تهدي ساقه قدمه (٤)

أي : مدّة حياته.

__________________

(١) هذا جزء من بيت من الطويل ، قاله عملّس بن عقيل. وهو بتمامه :

ونطعنهم تحت الحبا بعد ضربهم

ببيض المواضي حيث ليّ العمائم

المفردات : الحبا : جمع حبوة (بكسر الحاء) ويريد أوساط الأعداء. بيض المواضي : السيوف. لي العمائم : أراد الرؤوس.

الشاهد في : (حيث لي) فقد أضيفت حيث إلى مفرد ، وهو (لي) وهذا مقيس عند الكسائي ، وعند البصريين ضرورة.

شرح الكافية الشافية ٩٣٨ وابن يعيش ٤ / ٩١ ، ٩٢ وابن الناظم ١٥٢ والعيني ٣ / ٣٨٧ والخزانة ٣ / ١٥٢ والمغني ١٣٢ والهمع ١ / ٢١٢ والدرر ١ / ١٨٠ والأشموني ٢ / ٢٥٤ والتصريح ٢ / ٣٩.

وهناك بيت لكثير عزة من الطويل ، يتفق مع القطعة التي أورها الشارح ، قال :

وهاجرة يا عزّ يلتفّ حرّها

بركبانها من حيث ليّ العمائم

والشاهد فيه كالشاهد السابق.

الديوان ٢١٨.

(٢) سقط ما بين القوسين [] من الأصل وم.

وانظر اللغات في (حيث) في شرح المفصل لابن يعيش ٤ / ٩١.

(٣) كتاب الشعر لأبي علي الفارسي ١ / ١٨٠ قال : «وزعم أبو الحسن أن (حيث) قد يكون اسما للزمان ، وأنشد البيت ... فجعل (حيث) حينا».

(٤) البيت من المديد لطرفه بن العبد. ـ ـ


ومنها (إذ) تضاف إلى الجملتين أيضا ، ولا تفارق الإضافة معنى ولا لفظا أيضا إلّا إذا عوّض عن المضاف إليه بالتنوين ، مثل : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) (٤) (١). ومنها (إذا) (٢) وستأتي.

وما كان مثل (إذ) في المعنى (٣) والإبهام فإضافته جوازا إلى مثل ما يضاف إليه (إذ) من جملة اسمية أو فعلية ، نحو : حين ووقت ويوم وساعة ، تقول : حين جاء الأمر شدّ (٤) ، قال :

٢٦٠ ـ ندمت على ما فاتني يوم بنتم

 ... (٥)

__________________

الشاهد في : (حيث تهدي) على أن (حيث) تكون ظرف زمان بمعنى حين.

وهو رأي أبي الحسن الأخفش كما ذكر الشارح.

الديوان ٨٧ ومجالس ثعلب ١٩٧ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢٦٢ وابن يعيش ٤ / ٩٢ وكتاب الشعر ١ / ١٨٢ والتذييل والتكميل بـ ٢ / ٢٢٨ والخزانة ٣ / ١٦٢ وسمط اللآلئ ٣١٩ والهمع ١ / ٢١٢ والدرر ١ / ١٨١ واللسان (هدى) ٤٦٤١.

(١) سورة الزلزلة الآية : ٤ ، ولم ترد (أخبارها) في ظ. والتقدير والله أعلم : يوم إذ زلزلت الأرض.

(٢) في الأصل وم (إذ). وانظر ص : ٣٩٢.

(٣) في ظ (المضي).

(٤) في ظ (نبذ).

(٥) البيت من الطويل ، لكثير عزة ، وعجزه :

فيا حسرتا ألّا يرين عويلي

الشاهد في : (يوم بنتم) بفتح (يوم) ويحتمل أن تكون فتحة الميم فتحة إعراب (نصبا على الظرفية) أو فتحة بناء ؛ لأن ما بعهده فعل مبني وهو الراجح.

الديوان ٢٥٧ وابن الناظم ١٥٢ والعيني ٣ / ٤٠٣ وأمالي القالي ٢ / ٦٤.


وما كان مثل (إذ (١)) في الاستقبال والإبهام يجري مجراها ، ولك في الجاري مجرى (إذ) البناء والإعراب ، والمختار فيما وليه فعل ماض البناء ، ويروى قوله :

٢٦١ على حين عاتبت المشيب على الصّبا

وقلت ألمّا تصح والشيب وازع (٢)

بالوجهين ، وما وليه فعل مضارع أو جملة اسمية فالقياس إعرابه. وأجاز الكوفيون بناءه ، وحملوا عليه قراءة : (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) (٣) بالفتح ، وتابعهم الفارسي

__________________

(١) في ظ (إذا) في الموضعين.

(٢) البيت من الطويل للنابغة الذبياني ، من قصيدة يعتذر فيها للنعمان بن المنذر.

ورواية الديوان وغيره (أصح) ورواية الشارح أوردها الأنباري في الإنصاف والبغدادي في الخزانة.

الشاهد في : (على حين عاتبت) فقد روي ببناء (حين) على الفتح لإضافته إلى فعل مبني بناء أصليّا ، وهو الماضي (عاتبت) ، وروي بالكسر على غير المختار.

الديوان ٣٢ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٦٩ ومعاني الفراء ١ / ٣٢٧ و ٣ / ٢٤٥ والأصول ١ / ٢٧٦ والكامل ١ / ١٨٥ والإنصاف ٢٩٢ والمنصف ١ / ٥٨ وابن الناظم ١٥٣ والمرادي ٢ / ٢٦٦ والمساعد ٢ / ٣٥٤ وشفاء العليل ٧١٦ والعيني ٣ / ٤٠٦ و ٤ / ٣٥٧ والخزانة ٣ / ١٥١ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢٦٤ وارتشاف الضرب ٢ / ٥٢٠ والمرادي ٢ / ٢٦٦ والأشباه والنظائر ٢ / ١١١ وابن يعيش ٣ / ١٦ ، ٨١ و ٤ / ٩١ و ٨ / ١٣٦ والمقرب ١ / ٢٩٠.

(٣) سورة المائدة الآية : ١١٩.

قرأ نافع (يوم) بالفتح ووافقه ابن محيصن ، وقرأ الباقون (يوم) بالرفع خبر (هذا). وفتحه عند البصريين إعراب ، لأنه ظرف منصوب في محل خبر (هذا) ، وفتحه عند الكوفيين بناء لإضافته إلى الفعل ؛ حيث لا يشترطون أن يكون الفعل بعده مبنيّا ، والبصريون إنما يبنون الظرف إذا أضيف إلى فعل ـ


والشيخ (١).

وأما (إذا) فاسم زمان مستقبل مضمن معنى الشرط غالبا لا تفارقه الظرفية ، ولا يضاف عند سيبويه إلّا إلى جملة فعلية ، وقد يليه الاسم مرتفعا بفعل مضمر على شريطة التفسير ، مثل : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (١))(٢) وأجاز الأخفش (٣) في نحو ذا رفعه بالابتداء ، وهو ضعيف ، فأما قوله :

٢٦٢ ـ إذا باهليّ تحته حنظليّة

له ولد منها فذاك المذرّع (٤)

__________________

مبني ، فإن أضيف إلى فعل معرب كالآية لم يبن. انظر الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها ٤٢٣ ـ ٤٢٤ والحجة في القراءات ٢٤٢ والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٣١١ والإتحاف ١ / ٥٤٧.

(١) انظر المرادي ٢ / ٢٦٨ والأشموني ٢ / ٢٥٧ وقال ابن مالك في الألفية ٣٧ :

وقبل فعل معرب أو مبتدا

أعرب ، ومن بنى فلن يفنّدا

(٢) سورة الانشقاق الآية : ١. والتقدير إذا انشقت السماء انشقت. والله أعلم.

(٣) شرح الكافية الشافية ٩٤٤ ، واختاره ابن مالك في شرح التسهيل ٢ / ٢١٣ قال : «وأجاز (يعني الأخفش) مع ذلك جعل المرفوع بعد (إذا) مبتدأ ، وبقوله أقول ؛ لأن طلب (إذا) للفعل ليس كطلب (إن) بل طلبها له كطلب ما هو بالفعل أولى مما لا عمل له فيه ، كهمزة الاستفهام». واستدل به ابن جني في الخصائص ١ / ١٠٤ ـ ١٠٥ لمذهب أبي الحسن الأخفش ، واستشهد ببيت ضيغم الأسدي :

إذا هو لم يخفني في ابن عمّي

وإن لم ألقه الرجل الظلوم

(٤) البيت من الطويل ، للفرزدق. وروي (المدرع) بالدال ، فالبيت في المدح ، وعلى رواية الشارح ، وهي المشهورة فهو في الذم.

المفردات : المذرع : (بالذال المعجمة) من أبوه باهلي وأمه حنظلية في رأي الشاعر ، والمدرع (بالدال) الذي يلبس الدرع لنجابته وشجاعته فهو يمدح ـ ـ


فشاذ (١) محمول على تقدير : إذا كان باهلي.

وكلا وكلتا ملازمان الإضافة إلى معرّف مثنى لفظا ومعنى ، نحو : كلا الرجلين ، أو معنى دون لفظ ، نحو : كلانا فعلنا ، ومثله :

٢٦٣ ـ إنّ للخير وللشرّ (٢) مدى

وكلا ذلك وجه وقبل (٣)

__________________

من كان نسبه كذلك.

الشاهد في : (إذا باهلي تحته حنظلية) حيث جاء بعد (إذا) جملة اسمية ، وذلك شاذ على مذهب سيبويه والجمهور. فباهلي مبتدأ (وتحته حنظلية) جملة اسمية خبره ، والجملة في محل جر بالإضافة إلى (إذا). واستشهد به الأخفش والكوفيون على جواز ذلك ، وضعف الشارح مذهبهم ، وخرجه على أن (باهلي) اسم لكان المحذوفة ، والتقدير : إذا كان باهلي ؛ لتطرد القاعدة على مذهب البصريين. وقيل غير ذلك.

الديوان ١ / ٤١٦ والكامل ٢ / ١٢٦ وشفاء العليل ٤٧١ وابن الناظم ١٥٣ والعيني ٣ / ٤١٤ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٢٧٠ والهمع ١ / ٢٠٧ والدرر ١ / ١٧٤ والأشموني ٢ / ٢٥٨.

(١) في ظ (فنادر).

(٢) في الأصل وم (الشر).

(٣) البيت من الرمل ، لعبد الله بن الزّبعرى ، من قصيدة قالها يوم أحد وهو مشرك ، وقد أسلم يوم الفتح ، وقيل : للبيد. ورواية الأغاني (وأجل) بدل (قبل).

الشاهد في : (كلا ذلك) على أن (كلا) أضيف إلى مفرد ، لفظا ومعناه التثنية ؛ فهو إشارة إلى الخير والشر قبله. وكلا وكلتا لا يضافان إلا إلى المثنى المعرفة لفظا ومعنى ، أو معنى دون لفظ كما في البيت.

شعر عبد الله بن الزبعرى ٤١ وشرح الكافية الشافية ٩٣٠ وابن الناظم ١٥٣ وشفاء العليل ٧٠٨ والمساعد ٢ / ٣٤٣ والمرادي ٢ / ٢٧٠ والعيني ٣ / ٤١٨ ـ ـ


و (١) لا تضاف إلى مفهم اثنين بتفريق وعطف ، وندر قوله :

٢٦٤ ـ كلا أخي وخليلي واجدي عضدا

عند الحروب وإلمام الملمّات (٢)

ولا تضاف (أيّ) إلى مفرد معرّف ، ويجوز ذلك إذا تكررت لكن في الشعر ، كقوله :

٢٦٥ ـ ألا تسألون الناس أيّي وأيّكم

إذا ما التقينا كان خيرا وأكرما (٣)

فلا يقال : أيّ (٤) زيد ضربت؟ أي (٥) بتقدير : أي أجزاء زيد

__________________

والمقرب ١ / ٢١١ وابن يعيش ٣ / ٢ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٥٤٩ والدرر ٢ / ٦٠ والهمع ٢ / ٥٠ والأغاني ١٥ / ٥٤٨٣ والسيرة ٣ / ١١٠.

(١) في الأصل وم (لا).

(٢) البيت من البسيط ، ولم أقف على قائله. وروي : (في النائبات) و (وساعدا عند) بدل (عند الحروب).

الشاهد في : (كلا أخي وخليلي) فقد أضاف الشاعر (كلا) إلى مفهم اثنين متفرقين ، وهذا شاذ ؛ لأن من شرط إضافتها أن يكون المضاف إليه مفهم اثنين لفظا ومعنى ، أو معنى دون تفريق.

شرح الكافية الشافية ٩٣١ وابن الناظم ١٥٤ والمساعد ٢ / ٣٤٤ وشفاء العليل ٧٠٩ والعيني ٣ / ٤١٩ والمغني ٢٥٣ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٥٥٢ والهمع ٢ / ٥٠ والدرر ٢ / ٦١ والأشموني ٢ / ٢٦٠.

(٣) البيت من الطويل ، ولم أعرف قائله.

الشاهد في : (أيي وأيكم) حيث أضاف (أي) في الموضعين إلى مفرد معرفة ، وهو ضمير المتكلم والمخاطب ، ولا يجوز ذلك إلا إذا تكررت في شعر كما هنا.

شرح الكافية الشافية ٩٥٨ وابن الناظم ١٥٤ وابن عقيل ٢ / ٥٣ والعيني ٣ / ٤٢٣ والأشموني ٢ / ٢٦١.

(٤) في ظ (إني).

(٥) في ظ (إلا).


وأعضائه ضربت؟ ولذلك يجاب ، يده (١) أو رأسه ، دون زيد (٢) الطويل والقصير.

وإذا كانت موصولة لزم إضافتها إلى المعرفة ، نحو : امرر بأيّ القوم هو أفضل. وإذا كانت صفة إمّا نعتا لنكرة أو حالا لمعرفة لزمت إضافتها إلى نكرة ، نحو : مررت برجل أيّ رجل ، (٣) وجاء زيد أيّ فارس.

وإذا كانت شرطية أو استفهامية جاز إضافتها إلى المعرفة والنكرة ، نحو : أيّ رجل جاء؟ وأيّهم تضرب أضرب.

و (لدن) تلزم الإضافة إلى ما يفسره ، سوى غدوة فله معها (٤) حالان : الإضافة والإفراد ، ونصب غدوة تمييزا نادر ، نحو : لدن غدوة.

و (مع) اسم لموضع الاجتماع ملازم للظرفية والإضافة ، وقد تفرد مردودة (٥) اللام ، كقوله :

٢٦٦ ـ حننت إلى ريّا ونفسك باعدت

مزارك من ريّا وشعباكما معا (٦)

__________________

(١) في ظ (بيده).

(٢) في ظ (زيدا).

(٣) سقطت الواو من ظ.

(٤) (معها) زيادة من ظ.

(٥) في ظ (مردود).

(٦) البيت من الطويل ، للصمة بن عبد الله القشيري.

الشاهد في : (معا) حيث جاء منقطعا عن الإضافة لفظا ومعنى ، فنصب على ـ ـ


وحكى سيبويه (١) جرّه بمن في قولهم : ذهبت من معه ، وقد يبنى على السكون كقوله :

٢٦٧ ـ وريشي منكم وهواي معكم

وإن كانت زيارتكم لماما (٢)

وزعم بعضهم أنها حرف إذا سكّنت (٣) ، وليس بصحيح. ونقل فيها الفتح والكسر لأجل اتصال ساكن.

وغير ، وقبل ، وبعد ، وحسب ، وأول ، ودون ، وأسماء الجهات ، نحو : يمين ، وشمال ، ووراء ، وأمام ، وتحت ، وفوق ،

__________________

الظرفية ، وهو قليل. وردّت لام الكلمة وهي الألف آخره ، فيعرب إعراب المقصور.

الديوان ٩٣ ابن الناظم ١٥٥ وشفاء العليل ٤٨٧ والعيني ٣ / ٤٣١ وأمالي القالي ١ / ١٩٠ والمرزوقي ١٢١٥ وسمط اللآلئ ٣٥٠ ، ٤٦٢ والأغاني ٦ / ٢٠٨٥ ، ٢٠٨٨.

(١) سيبويه ٢ / ٤٥.

(٢) البيت من الوافر ، لجرير ، من قصيدة يمدح بها هشام بن عبد الملك.

وروي : (فيكم) بدل (معكم) ولا شاهد عليها.

المفردات : ريشي : الريش والرياش ، اللباس ، والمراد ما هو فيه من نعمة كلها من الممدوح. لما ما : متقطعة.

الشاهد في : «معكم) حيث بني الظرف (مع) على السكون على لغة ربيعة وغنم ، وهو خبر (هواي).

الديوان ٢٢٥ وسيبويه والأعلم ٢ / ٤٤٥ وشرح الكافية الشافية ٩٥١ وأمالي ابن الشجري ١ / ٢٥٤ وابن الناظم ١٥٥ وابن يعيش ١ / ٥٤ و ٢ / ١٢٨ و ٥ / ١٣٨ وابن عقيل ٢ / ٥٨ والعيني ٣ / ٤٣٢ والأشموني ٢ / ٢٦٥.

(٣) انظر المرادي ٢ / ٢٧٦ ، قال : «وزعم أبو جعفر النحاس أن الإجماع منعقد على حرفيتها إذا كانت ساكنة».


وعل (١) ، يقطع عن الإضافة ، وينوى معنى المضاف إليه دون لفظه ، فيبنى (٢) على الضم ، مثل : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)(٣) فإن صرّحت بما يضاف إليه ، أو نويت لفظ المضاف إليه أعربت ، كقوله :

٢٦٨ ـ [ومن قبل نادى كلّ مولى قرابة

فما عطفت يوما عليه العواطف (٤)

بالخفض كأنه قال : ومن قبل ذلك. وقد لا ينوى بقبل وبعد الإضافة فيعربان منكّرين ، قرأ بعضهم : من قبل ومن بعد (٥) كقوله](٦) :

٢٦٩ ـ فساغ لي الشراب وكنت قبلا

أكاد أغصّ بالماء الحميم (٧)

__________________

(١) في م وظ (وعلى).

(٢) في ظ (فبني).

(٣) سورة الروم الآية : ٤.

(٤) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (ومن قبل) فقد جرّ (قبل) بمن دون تنوين ؛ لأنه على تقدير من قبل ذلك ، فالمضاف إليه محذوف منوي لفظا.

شرح الكافية الشافية ٩٦٣ وابن الناظم ١٥٥ وابن عقيل ٢ / ٥٩ والمرادي ٢ / ٢٨٣ وشفاء العليل ٧١٤ والعيني ٣ / ٤٣٤ والهمع ١ / ٢١٠ والدرر ١ / ١٧٧ وشرح التصريح ٢ / ٥٠ والأشموني ٢ / ٢٦٩.

(٥) السورة والآية السابقة. قرأ أبو السماك والجحدري وعون العقيلي ، بالكسر والتنوين (قبل) و (بعد). البحر ٧ / ١٦٢.

(٦) سقط ما بين القوسين [] من م.

(٧) البيت من الوافر ، قيل : للنابغة الذبياني ، ورواية الديوان (وكنت قدما) ، ولا شاهد على هذه الرواية. وقيل : البيت لعبد الله بن يعرب ، وقيل : ليزيد ـ ـ


وكقوله :

٢٧٠ ـ ونحن قتلنا الأسد أسد خفيّة

فما شربوا بعدا على لذّة خمرا (١)

وحكى أبو علي (٢) : إبدأ بذا من أوّل ، بالضمّ بناء ، والفتح إعرابا ، ومنع صرف ، والخفض بنية ثبوت المضاف إليه.

وكثيرا ما يحذف (٣) المضاف لقرينة ويقام المضاف إليه مقامه في الإعراب ، مثل : (وَجاءَ رَبُّكَ)(٤) أي أمره (٥) ، (وَأُشْرِبُوا فِي

__________________

ابن الصعق. ورويت القافية (الفراة) ولعله الأنسب.

الشاهد في : (قبلا) فقد أعرب بالنصب على الظرفية ؛ لأنه قطع عن الإضافة لفظا ومعنى.

ديوان النابغة ٢١١ ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٣٢٠ ، ٣٢١ وشرح الكافية الشافية ٩٦٥ وابن الناظم ١٥٦ والمرادي ٢ / ٢٧٨ وابن يعيش ٤ / ٨٨ والعيني ٣ / ٤٣٥ والخزانة ١ / ٢٠٤ و ٣ / ١٣٥ والهمع ١ / ٢١٠ والدرر ١ / ١٧٦ والمكودي ١١٠.

(١) البيت من الوافر ، قال الفراء : هو لرجل من بني عقيل ، ولم أقف على اسمه.

الشاهد في : (بعدا) فقد نصب على الظرفية ؛ لانقطاعه عن الإضافة لفظا وتقديرا.

معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٢١ وشرح الكافية الشافية ٩٦٥ وابن الناظم ١٥٦ والعيني ٣ / ٤٣٦ والخزانة ٣ / ١٣١ والضرورة للقيرواني ٢٠٨ والهمع ١ / ٢١٠ والدرر ١ / ١٧٦.

(٢) شرح الكافية الشافية ٩٦٦.

(٣) في ظ (يحدث).

(٤) سورة الفجر الآية : ٢٢.

(٥) هذا قول الأشعرية في تفسير صفة المجيء.


قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ)(١) أي حبّه. وقد يضاف إلى مضاف فيحذف الأول والثاني ويقام الثالث مقام الأول في الإعراب ، مثل : (مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ)(٢) أي من أثر حافر (٣) فرسه ، ومثله : (كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ)(٤) أي : كدور عين الذي.

وربّما جرّوا الذي أبقوه كما كان قبل الحذف بشرط أن يكون المحذوف معطوفا على مثله لفظا ومعنى ، كقوله :

٢٧١ ـ أكلّ امرئ تحسبين امرأ

ونار توقّد بالليل نارا (٥)

__________________

(١) سورة البقرة الآية ٩٣.

(٢) سورة طه الآية : ٩٦.

(٣) في الأصل وم (حافور).

(٤) سورة الأحزاب الآية : ١٩.

(٥) البيت من المتقارب لأبي دؤاد الإيادي ، ونسبه المبرد في الكامل لعدي بن زيد العبادي.

الشاهد في : (نار) حيث حذف المضاف وترك المضاف إليه مجرورا كما كان قبل الحذف ؛ إذ التقدير : وكل نار ، فحذف كل ، ولا يجوز أن يعطف (نار) على (امرئ) المجرور بإضافة (كل) إليه ؛ لأنه يلزم بذلك العطف على معمولي عاملين مختلفين ، هما (نار ونارا) فتعطف بحرف واحد (نار) على (امرئ) المجرور باللإضافة إلى (كل) وتعطف بها (نارا) على (امرأ) المنصوب على المفعولية لتحسبين. وهذا ممتنع لأن العاطف نائب عن العامل ، وعامل واحد لا يعمل جرا ونصبا في آن واحد ، فكذلك نائبه.

أبو دواد الإيادي وما تبقى من شعره ٣٥٣ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٣ والكامل ١ / ٢٨٧ والمحتسب ١ / ٢٨١ وشرح الكافية الشافية ٩٧٤ وشرح العمدة ٥٠٠ وابن الناظم ١٥٧ والمرادي ٢ / ٢٨٠ والمساعد ٢ / ٣٦٦ ، ٤٧١ والعيني ٣ / ٤٤٥ وابن يعيش ٣ / ٢٦ ، ٢٧ ، ٢٩ ، ٧٩ و ٥ / ١٤٢ و ٨ / ٥٢ و ٩ / ١٠٥ والمقرب ١ / ٢٣٧ والخزانة ٢ / ٢٥٣ عرضا والهمع ٢ / ٥٢ والدرر ٢ / ٦٥ والأشموني ٢ / ٢٧٣.


وكقراءة ابن جمّاز (١) : (تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة) (٢).

وقد يحذف المضاف إليه مقدّرا وجوده فيترك المضاف على ما كان عليه قبل الحذف ، وأكثر (٣) ما يكون ذلك مع عطف وإضافة إلى مثل الذي أضيف إليه الأول ، كقول بعضهم : قطع الله يد ورجل من قالها (٤). ومثله :

__________________

(١) سليمان بن محمد بن مسلم ، وقيل سليمان بن سالم بن جماز ، أبو الربيع الزهري مولى المدني ، قارئ جليل ضابط ، روى القراءة عرضا على أبي جعفر وشيبة ، ثم عرض على نافع. توفي بعد سنة (١٧٠ ه‍). غاية النهاية ١ / ٣١٥.

(٢) سورة الأنفعال الآية : ٦٧. قرأ ابن جماز بجر (الآخرة).

قال ابن جني في المحتسب ١ / ٢٨١ ـ ٢٨٢ : «وجه جواز ذلك على عزته وقلة نظيره ، أنه لمّا قال : (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا) فجرى ذكر العرض فصار كأنه أعاده ثانيا فقال : عرض الآخرة ، ولا ينكر نحو ذلك» ـ وذكر بعض الشواهد ـ وقال : «فعلى هذا جازت هذه القراءة ، أعني قوله : تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة ، في معنى عرض الآخرة ، وعلى تقديره. ولعمري إنه إذا نصب فقال على قراءة الجماعة : (وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) فإنما يريد عرض الآخرة ، إلا أنه يحذف المضاف ويقيم المضاف إليه مقامه ، وإذا جرّ فقال : يريد الآخرة ، صار كأن العرض في اللفظ موجود لم يحذف ، فاحتمل ضعف الإعراب تجريدا للمعنى ، وإزالة للشك أن يظن ظان أنه يريد الآخرة إرادة مرسلة هكذا».

(٣) في الأصل وم (فأكثر).

(٤) معاني القرآن ٢ / ٣٢٢ رواه عن أبي ثروان العكلي ، وفي سر الصناعة عن الفراء ١ / ٢٩٨ وروايتهما : «قطع الله الغداة ... من قاله» والمشهور ما أورد الشارح ، وكما في شرح الكافية الشافية ٩٧٦ وشرح العمدة ٥٠٤ ـ ـ


٢٧٢ ـ يا من رأى عارضا أرقت له

بين ذراعي وجبهة الأسد (١)

__________________

وابن الناظم ١٥٧ والهمع ٢ / ٥٢ وغيرها. وقال ابن عقيل ٢ / ٦٥ : «والتقدير قطع الله يد من قالها ورجل من قالها ، فحذف ما أضيف إليه (يد) وهو (من قالها) لدلالة ما أضيف إليه (رجل) وعطف عليه». وقال ابن عصفور في ضرائر الشعر ١٩٥ : «التقدير : يد من قاله ورجله». فحذف الضمير وأقحم المعطوف بين المضاف والمضاف عليه. وانظر المرادي ٢ / ٢٨٣.

(١) البيت من المنسرح ينسب للفرزدق. ويروى : (أكفكفه) و (أسر به) بدل (أرقت له).

المفردات : عارضا : سحابا. أرقت له : سهرت لأجله. أكفكفه : يقال : يكفكف دمعه ، يمسحه مرة بعد أخرى. أسر به : أفرح به. بين ذراعي : يعني بذراعي الأسد ، الكوكبين اللذين يدلان على المطر عند طلوعهما. وذراعا الأسد وجبهة الأسد : منزلان من منازل القمر ، والذراع والجبهة من أنواء الأسد.

الشاهد في : (ذراعي وجبهة الأسد) حيث فصل بين المضاف (ذراعي) والمضاف إليه (الأسد) بغير الظرف ، وهو جبهة ، والفصل بغير الظرف لا يجوز ، ولذا يقدر المضاف إليه في الأول (الأسد) فيقال : بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد.

قال سيبويه : إن المذكور مضاف إلى الأول محذوف من الثاني ، وإنما أخر ليكون كالعوض عن المضاف إلى الثاني ؛ إذ لو قدّم فقيل : بين ذراعي الأسد وجبهته ، لم يكن للثاني مضاف إليه لفظا ولا ما يقوم مقامه ، فأخر الأول ليكون كالقائم مقامه. العيني ٣ / ٤٥٣.

والمبرد يجعل الأول مضافا إلى محذوف ، والمعطوف مضافا للموجود ، كأنه قال : بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد.

ويقول ابن مالك في شرح العمدة ٥٠٣ : «وقوله : (يعني المبرد) أولى بالإضافة ؛ إذ لا مخالفة فيه للأصول بأكثر من حذف متقدم ، لدلالة متأخر ، ومثله في الكلام كثير». ويرد قول سيبويه.

ديوان الفرزدق ٢١٥ سيبويه والأعلم ١ / ٩٢ والمقتضب ٤ / ٢٢٩ ومعاني القرآن ٢ / ٣٢٢ والخصائص ٢ / ٤٠٧ وسر الصناعة ١ / ٢٩٧ وشرح العمدة ـ


وقلّ في غير ما ذكر ، قرأ بعضهم (١) : فلا خوف عليهم (٢) أي : فلا خوف شيء.

وخالف الشيخ (٣) الجمهور وأجاز الفصل بين المضاف والمضاف إليه في صور ، الأولى : فصل المصدر المضاف إلى الفاعل بما تعلّق بالمصدر من مفعول به أو ظرف ، مثل : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ)(٤) وكقوله :

__________________

٥٠٢ والمرادي ٢ / ٢٨٢ والعيني ٣ / ٤٥١ ، ٤٥٢ وابن يعيش ٣ / ٢١ والخزانة ١ / ٣٦٩ و ٢ / ٢٤٦

(١) قرأ ابن محيصن (خوف) بالرفع بلا تنوين. بحذف المضاف إليه وإبقاء المضاف على ما كان عليه قبل الحذف. إتحاف فضلاء البشر ١ / ٣٨٩.

والتقدير : فلا خوف شيء. وانظر شرح الكافية الشافية ٩٧٨ والمرادي ٢ / ٢٨٤.

(٢) سورة البقرة الآية : ٣٨. والآية وردت في سورة المائدة ٦٩ والأنعام ٤٨ والأعراف ٣٥ والأحقاف ١٣.

(٣) ذكر الشارح الصور التي ذكر ابن مالك في شرح الكافية الشافية ٩٨١ ـ ٩٩٤ عدا صورة الفصل بإما ، كقول الشاعر :

هما خطتا إمّا إسار ومنة

وإمّا دم ، والقتل للحر أجدر

(٤) سورة الأنعام الآية : ١٣٧.

قرأ ابن عامر ببناء الفعل (زيّن) للمجهول ، ورفع (قتل) نائبا عن الفاعل ، ونصب (أولاد) على المفعولية للمصدر (قتل) وجر (شركاء) بإضافة (قتل) إليه ، من إضافة المصدر إلى فاعله على الأصل ، لكنه فصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول المقدم.

وقرأ الباقون بفتح الزاي في (زيّن) بالبناء للفاعل ، ونصب (قتل) على المفعولية ، وجر (أولاد) بالإضافة ، وهو في الأصل مفعول به ،


٢٧٣ ـ يفركن حبّ السّنبل الكنافج

بالقاع فرك القطن المحالج (١)

ويدلّ على أنه ليس بضرورة إنشاد الأخفش (٢) :

٢٧٤ ـ فزججتها بمزجّة زج

ج القلوص أبي مزاده (٣)

__________________

ـ ـ ورفع (شركاء) على الفاعلية. انظر الكشف عن وجوه القراءات السبع ١ / ٤٥٣ ـ ٤٥٤ والمبسوط في القراءات العشر ٢٠٣ والإتحاف ٢ / ٣٢ ـ ٣٤.

(١) البيت من الرجز ، لجندل بن المثنى الطهوي ، وفي العيني عن أبي حاتم في كتاب الطير ، لأبي جندل الطهوي ، يصف جرادا حط على زرع. ورواية ابن مالك : (يفرك) ورواية أبي حاتم كما ذكر العيني ٣ / ٤٦١ (بالمحالج) بالباء مع جر القطن بالإضافة ، وعلى هذا لا شاهد في البيت. وفي اللسان : يفرك ... الحنابج

المفردات : يفركن : الفرك دلك الشيء حتى ينقلع قشره. الكنافج : (بضم الكاف وكسر الفاء) الممتلئ. القاع : الأرض المستوية. المحالج : جمع محلج (بكسر الميم) وهي آلة حلج القطن.

الشاهد في : (فرك القطن المحالج) فقد فصل بين المصدر (فرك) المضاف والمضاف إليه (المحالج) بالمفعول به (القطن) ، وهذا جائز عند ابن مالك مخالف للجمهور ، ووافقه الشارح.

شرح الكافية الشافية ٩٨٦ وابن الناظم ١٥٨ والعيني ٣ / ٤٥٧ وتهذيب اللغة ١٠ / ٤١٩ واللسان (حنبج) ١٠١٧ و (حندج) ١٠٢٠ و (كنفج) ٣٩٤٢.

(٢) شرح الكافية الشافية ٩٨٥ وابن الناظم ١٥٨.

(٣) البيت من الكامل ، ولم أقف على قائله. وقال البغدادي في الخزانة : قال ابن خلف : «هذا البيت يروى لبعض المدنيين المولدين». ورواه الفراء في معاني القرآن وثعلب في المجالس :

وزججتها متمكنا زج

ج القلوص أبي مزادة

المفردات : زججته : الزج الطعن بالزّجّ ، وهي الحديدة أسفل الرمح.

القلوص : الناقة الشابّة. أبو مزادة : كنية رجل ، يظهر أنه اشتهر بشدة دفعه الإبل. ـ ـ


إذ يمكن زجّ القلوص أبو (١).

الثانية : فصل اسم الفاعل عن المضاف إلى مفعوله الأول بالثاني ، كقوله :

٢٧٥ ـ ما زال يوقن من يؤمّك بالغنى

وسواك مانع فضله المحتاج (٢)

__________________

الشاهد في : (زج القلوص أبي) فقد فصل بين المضاف المصدر (زجّ) والمضاف إليه (أبي) فاعل المصدر بمفعول المصدر (القلوص) والتقدير : زجّ أبي مزادة القلوص. وقال العيني ٣ / ٤٦٩ قال الزمخشري : «وسيبويه بريء من إجازة مثل هذا ، وليس لقائله في هذا عذر إلّا على الضرورة لإقامة الوزن ، ووجهه أن يجر القلوص على الإضافة ، ويقدر مضاف إلى أبي مزادة محذوف بدلا عن القلوص ، تقديره : زج القوص قلوص أبي مزادة». وعلى هذا التقدير لا شاهد في البيت.

وقال الفراء في معاني القرآن ١ / ٣٥٨ بعد البيت : «وهذا مما كان يقولوه نحويّو أهل الحجاز ، ولم نجد مثله في العربية». وقال في ٢ / ٨١ ، ٨٢ :

«ونحويو أهل المدينة ينشدون ، وذكر البيت ، ثم قال : باطل ، والصواب :

زجّ القلوص أبو مزادة»

مجالس ثعلب ١٢٥ ومعاني القرآن للزجاج ٣ / ١٦٩ والخصائص ٢ / ٤٠٦ وشرح الكافية الشافية ٩٨٥ وابن الناظم ١٥٨ وابن يعيش ٣ / ١٩ ، ٢٢ والعيني ٣ / ٤٦٨ والمقرب ٥٤ والخزانة ٢ / ٢٥١ والإنصاف ٢٢٥ والأشموني ٢ / ٢٧٦.

(١) في ظ (أبي مزادة).

(٢) البيت من الكامل ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (مانع فضله المحتاج) وذلك بنصب (فضله) على أنه مفعول به ثان لاسم الفاعل (مانع) مقدم ، وجرّ (المحتاج) على أنه مضاف إلى (مانع) من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله الأول المتأخر ، وقد فصل بينه وبين المضاف بالمفعول به الثاني. والأصل : مانع المحتاج فضله. ـ


وقرأ بعضهم :(فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله) (١) وفي الحديث : «هل أنتم تاركو لي صاحبي (٢)».

__________________

شرح الكافية الشافية ٩٨٨ وشرح العمدة ٤٩٣ وابن الناظم ١٥٨ والعيني ٣ / ٤٦٩ والأشموني ٢ / ٢٧٦ وشرح التصريح ٢ / ٥٨.

(١) سورة إبراهيم الآية : ٤٧.

بنصب (وعده) على أنه مفعول به ثان لاسم الفاعل (مخلف) مقدم ، وجر (رسله) بإضافته إلى اسم الفاعل (مخلف) وهو مفعوله الأول مع الفصل بينهما بالمفعول به الثاني (وعده).

وهذه القراءة لم أجد من ذكر من قرأ بها. قال صاحب الإتحاف : «وقرئ شاذّا : مخلف وعده رسله ٢ / ٣٣ والكشاف ٢ / ٣٨٤ والبحر ٥ / ٤٣٩.

قال الزجاج في معاني القرآن ٣ / ١٦٨ : «وهذه القراءة التي بنصب الوعد وخفض الرسل شاذة رديئة».

وانظر معاني القرآن للفراء ٢ / ٨١ وروح المعاني للألوسي ١٣ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣ والفتوحات الإلهية ٢ / ٥٣٣ وشرح الكافية الشافية ٩٨٨.

(٢) أخرجه البخاري ٢ / ٢٨٩ ـ ٢٩٠ في (باب فضائل أصحاب النبي) وإعراب الحديث النبوي ٢٩١. والحديث بتمامه في البخاري : عن أبي الدرداء رضي‌الله‌عنه قال : (كنت جالسا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبتيه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أمّا صاحبكم فقد غامر» فسلم وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء فأسرعت إليه ، ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ ، فأقبلت إليك ، فقال : «يغفر الله لك يا أبا بكر ثلاثا». ثم إن عمر ندم ، فأتى منزل أبي بكر فسأل : أثمّ أبو بكر؟ فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسلّم ، فجعل وجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتمعّر حتى أشفق أبو بكر ، فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله ، والله أنا كنت أظلم مرتين ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال أبو بكر : صدق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي ، مرتين» فما أوذي بعدها.) وأورد الحديث شاهدا على الفصل بين اسم الفاعل (تاركو) المضاف ومفعوله الأول (صاحبي) المضاف إليه بالمفعول الثاني (لي). وانظر شرح الكافية ـ ـ


فلو كان الفاصل في الصورتين فاعلا اختصّ بالضرورة ، كقوله :

٢٧٦ ـ ما إن وجدنا للهوى من طبّ

ولا عدمنا قهر وجد صبّ (١)

وهذا يفهم لمن حقّق كلام الشيخ في الألفية (٢) ، وإن لم ينبه عليه ابنه.

الثالثة : فصل المضاف (٣) بالقسم ، كقولهم : هذا غلام ـ والله ـ زيد (٤) ، وإنّ الشاة لتسمع صوت ـ والله ـ ربّها (٥).

ومعنى البيت : أجز أن يفصل المضاف المشبه للفعل عن

__________________

الشافية ٩٩٢ والمرادي ٢ / ٢٨٧.

(١) البيت من رجز لم أقف على صاحبه ، ويروى : ما إن عرفنا ... ولا جهلنا ...

الشاهد في : (قهر وجد صبّ) فقد فصل بين المصدر (قهر) والمضاف إليه (صبّ) بفاعل المصدر (وجد) للضرورة كما ذكر الشارح.

شرح التسهيل ٣ / ٢٧٤ وشرح العمدة ٤٩٣ وشرح الكافية الشافية ٩٩٣ والمساعد ٢ / ٣٧٠ والعيني ٣ / ٤٨٣ والهمع ٢ / ٥٣ والدرر ٢ / ٦٧ والأشموني ٢ / ٢٧٩ وشرح التصريح ٢ / ٥٩ والبهجة ٢٨١.

(٢) قال ابن مالك في الألفية ٣٨ :

فصل مضاف شبه فعل ما نصب

مفعولا أو ظرفا أجز ولم يعب

فصل يمين واضطرار وجدا

بأجنبيّ أو بنعت أو ندا

(٣) سقطت من ظ.

(٤) حكى هذا القول الكسائي. انظر ابن الناظم ١٥٨ والمرادي ٢ / ٢٨٨ والمساعد ٢ / ٣٦٩.

(٥) حكاه أبو عبيدة كما في ابن الناظم ١٥٨ هكذا : «إن الشاة لتجترّ فتسمع ...».


المضاف إليه بما نصبه المضاف في حال كونه مفعولا أو ظرفا ، فـ (ما) فاعل مرفوع بالمصدر وهو فصل. والفصل بغير (١) ذلك ضرورة كبالأجنبي من المضاف في قوله :

٢٧٧ ـ كما خطّ الكتاب بكفّ يوما

يهوديّ يقارب أو يزيل (٢)

وقوله :

٢٧٨ ـ هما أخوا في الحرب من لاأخا له(٣)

 ...

__________________

(١) في ظ (كون) بدل (غير).

(٢) البيت من الوافر ، قاله أبو حيّة النميري ، واسمه الهيثم بن الربيع يصف رسم دار. ويروى : كتحبير الكتاب ...

الشاهد في : (بكف يوما يهوديّ) فقد فصل بين المصدر (كف) المضاف والمضاف إليه (يهودي) بالظرف (يوما) وهو أجنبي من المضاف ؛ إذ العامل فيه (خط) وذلك ضرورة.

شعر أبي حية النميري ١٤٢ وسيبويه والأعلم ١ / ٩١ والمقتضب ٤ / ٣٧٧ وشرح الكافية الشافية ٩٧٩ وشرح التسهيل ٢ / ١٨٢ وشرح العمدة ٤٩٥ وابن الناظم ١٥٨ والمرادي ٢ / ٢٩٠ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢٥٠ والمساعد ٢ / ٣٦٨ وابن عقيل ٢ / ٦٨ وشفاء العليل ٧٢٥ وابن يعيش ١ / ١٠٣ والعيني ٣ / ٤٧٠ والإنصاف ٤٣٢ والخزانة ٢ / ٢٥٣ عرضا والهمع ٢ / ٥٢ والدرر ٢ / ٦٦.

(٣) جاء في ظ بعد الشاهد الآتي (٢٧٨).

هذا صدر بيت من الطويل ، وقد استشهد به كثير مع الاختلاف في نسبته ، ففي الحماسة يقال : لدرناء بنت سيار بن عبعبة من بني قيس بن ثعلبة ، وفيها وفي العيني والمرزوقي وسيبويه والأعلم ، لدرنى بنت عبعبة ، وفي الدرر والإنصاف درنا بنت عبعبة الجحدرية ، وفيه قيل : لعمرة الجشمية ، وفي اللسان لدرنى بنت شيار بن ضبرة ، ويقال : لعمرة الخثيمية ، وذكر في شرح ابن السيرافي أنه لدرنى بنت عبعبة ، أو درنى بنت سيار بن صبرة ، وفي فرحة ـ ـ


وقوله :

٢٧٩ ـ يمرّ على ما تستبنه (١) وقد شفت

غلائل عبد القيس منها صدورها (٢)

__________________

الأديب لدرنى بنت سيار ، وعجزه :

إذا خاف يوما نبوة فدعا هما

الشاهد في : (أخوا في الحرب من) حيث فصل بالجار والمجرور (في الحرب) وهو أجنبي بين المضاف (أخوا) والمضاف إليه (من) الموصولية ضرورة.

سيبويه والأعلم ١ / ٩٢ والحماسة ٥٧٣ والمرزوقي ١٠٨٣ والخصائص ٢ / ٤٠٥ وابن السيرافي ١ / ٢١٨ وفرحة الأديب ٥٠ والإنصاف ٤٣٤ وشرح الكافية الشافية ٩٨٠ وابن الناظم ١٥٨ والمرادي ٢ / ٢٩١ والمساعد ٢ / ٣٦٩ والعيني ٣ / ٤٧٢ وشرح ابن يعيش ٣ / ٢١ والضرورة للقيرواني ١٠٠ والهمع ٢ / ٥٢ والدرر ٢ / ٦٦ واللسان (أبى) ١ / ١٧.

(١) في ظ (تشبيه).

(٢) جاء في ظ قبل الشاهد السابق (٢٧٧).

والبيت من الطويل ، ولم أقف على قائله ، وقال البغدادي في الخزانة وابن الأنباري في الإنصاف هو مصنوع. ورواية ابن الأنباري والبغدادي : تمرّ على ما تستمرّ ...

الشاهد في : (غلائل عبد القيس صدورها) حيث فصل بين المضاف (غلائل) والضاف إليه (صدورها) بأجنبي منهما وهو (عبد) فاعل (شفت).

وقال ابن مالك في شرح الكافية الشافية : «وزعم السيرافي أن قول الشاعر (وأورد البيت) قد فصل فيه بين (عبد القيس) وهو فاعل (شفت) و (غلائل) و (صدورها) وهما مضاف ومضاف إليه ، وهذا الذي قاله جائز غير متعين ؛ لاحتمال جعل (غلائل) غير مضاف ، إلا أن تنوينه ساقط لكونه ممنوع الصرف ، وانجرار (صدورها) لأنه بدل من الضمير في قوله : (منها)».

شرح الكافية الشافية ٩٩١ ـ ٩٩٢ وابن الأنباري في الإنصاف ٤٢٨ والخزانة ٢ / ٢٥٠.


وقوله :

٢٨٠ ـ أنجب أيّام والده به

إذ نجلاه فنعم ما نجلا (١)

أراد نجب والداه (٢) به أيام إذ نجلاه.

وكالنعت في قوله :

٢٨١ ـ نجوت وقد بلّ المراديّ سيفه

من ابن أبي شيخ الأباطح طالب (٣)

__________________

(١) البيت من المنسرح قاله الأعشى ميمون ، من قصيدة يمدح سلامة ذا فائش.

ورواية الديوان (أنجب أيام والديه به) وفي المحتسب ١ / ١٥٢ : (أنجب أزمان ...) ورواية شرح الكافية الشافية للشطر الثاني :

إذ ولداه فنعم ما ولدا

الشاهد في : (أنجب أيام والداه به إذ) حيث فصل بين المضاف (أيام) والمضاف إليه (إذ) بفاعل الفعل (أنجب) وهو (والداه) وهو أجنبي ، والتقدير : أنجب والداه به أيام إذ نجلاه.

الديوان ٢٨٥ ومجالس ثعلب ٧٧ وشرح التسهيل ٣ / ٢٧٤ وشرح الكافية الشافية ٩٩١ وشرح العمدة ٤٩٤ وابن الناظم ١٥٩ والمرادي ٢ / ٢٩٢ وشفاء العليل ٧٢٦ والمساعد ٢ / ٣٧٠ والعيني ٣ / ٤٧٧ والبهجة ٢٨١ والهمع ٢ / ٥٣ والدرر ٢ / ٦٧.

(٢) في ظ (أنجب والده).

(٣) البيت من الطويل ، قاله معاوية بن أبي سفيان رضي‌الله‌عنهما ، يخاطب عمرو بن العاص حين نجا من القتل يوم قتل عبد الرحمن بن ملجم المرادي عليّ ابن أبي طالب رضي‌الله‌عنه في خطة الخوارج الثلاثة المعروفة.

الشاهد في : (أبي شيخ الأباطح طالب) فقد فصل بين المضاف (أبي) والمضاف إليه (طالب) بالنعت (شيخ الأباطح) وهو أجنبي من المضاف.

والتقدير : ابن أبي طالب شيخ الأباطح.

ديوان معاوية ٥٤ وشرح الكافية الشافية ٩٩٠ وشرح العمدة ٤٩٦ وابن الناظم ـ


أراد من ابن أبي طالب شيخ الأباطح.

وكالنداء في قوله :

٢٨٢ ـ كأنّ برذون أبا عصام

زيد حمار دقّ باللجام (١)

أي : كأنّ برذون زيد يا أبا عصام.

__________________

١٥٩ والمرادي ٢ / ٢٩٣ والمساعد ٢ / ٣٧٢ وشفاء العليل ٧٢٧ والعيني ٣ / ٤٧٨ والهمع ٢ / ٥٢ والدرر ٢ / ٦٧ والبهجة ٢٨٢.

(١) البيت من رجز لم ينسبه أحد لقائل وورد الاستشهاد به كثيرا.

الشاهد في : (برذون أبا عصام زيد) حيث فصل بين المضاف (برذون) والمضاف إليه (زيد) بالنداء (أبا عصام) وهو أجنبي. وأصله كما ذكر الشارح.

الخصائص ٢ / ٤٠٤ وشرح الشافية الكافية ٩٩٣ وشرح العمدة ٤٩٥ وابن الناظم ١٥٩ وشفاء العليل ٧٢٦ والعيني ٣ / ٤٨٠ والأشموني ٢ / ٢٧٨ وهمع الهوامع ٢ / ٥٣ والدرر ٢ / ٦٧ والبهجة ٢٨٢.


المضاف إلى ياء المتكلّم

يجب كسر آخر المضاف إلى ياء المتكلم إلّا أن يكون منقوصا ، نحو : رام ، أو مقصورا ، نحو : قذى ، أو مثنى ، نحو : اثنين ، أو مجموعا ، نحو : زيدين ، فهذه الأربعة إذا أضيفت إلى الياء وجب أن تفتح الياء ، وأن يدغم فيها ما وليته إلّا الألف فلا تدغم ، ولا يغيّر ما قبلها من كسرة أو فتحة ، تقول في قاض ومسلمين ومسلمين : رأيت قاضيّ ومسلميّ ومسلميّ ، وقد تكسر الياء المدغم فيها ، كقراءة (١) حمزة (٢) في : وما أنتم بمصرخي (٣) وكقوله :

__________________

(١) سقطت من ظ (كقراءة).

(٢) في ظ (كحمزة).

وهو حمزة بن حبيب ، أبو عمارة الزيات الكوفي ، أحد القراء السبعة. توفي بحلوان العراق سنة ١٦٤ أو ١٦٥ أو ١٦٨ ه‍. غاية النهاية ١ / ٢٦١ ـ ٢٦٣.

(٣) سورة إبراهيم الآية : ٢٢.

انظر قراءة كسر الياء في (مصرخيّ) في العكبري ٢ / ٦٨ والمحتسب ٢ / ٤٩ وحجة القراءات ٣٧٧ ـ ٣٧٨ وتفسير الكشاف ٢ / ٣٧٥ والبحر ٥ / ٤١٩.

وقال الفراء : «وقد خفض الياء من قوله (بمصرخيّ) الأعمش ويحيى بن وثاب» وقال : «لعلها من وهم القراء طبقة يحيى ؛ فإنه قلّ من سلم منهم من الوهم ، ولعله ظنّ أن الباء في (بمصرخيّ) خافضة للحرف كله ، والياء من المتكلم خارجة عن ذلك». معاني القرآن ٢ / ٧٥.

وقال صاحب إتحاف فضلاء البشر : «واختلف في (بمصرخي) فحمزة بكسر الياء ، وافقه الأعمش ، لغة بني يربوع ، وأجازها قطرب والفراء ، وإمام النحو واللغة والقراء أبو عمرو ابن العلاء. وهي متواترة صحيحة ، والطاعن فيها ـ ـ


٢٨٣ ـ قال لها : هل لك يا تا ، فيّ

قالت له : ما أنت بالمرضيّ (١)

والواو تبدل ياء ، وتقلب الضمة قبلها كسرة ، تقول في مسلمون وبنون : مسلميّ وبنيّ.

والألف تبقى ساكنة والياء بعدها مفتوحة ، تقول في عصا ومسلمان : عصاي ومسلماي. وهذيل تقلب ألف المقصور دون المثنّى ياء كقوله :

٢٨٤ ـ يطوّف بي عكبّ في معدّ

ويضرب بالصّملّة في قفيّا (٢)

__________________

غالط قاصر ... وقرأ بها أيضا يحيى بن وثاب ، وحمران بن أعين ، وجماعة من التابعين. وقد وجهت بوجوه منها : أن الكسرة على أصل التقاء الساكنين ، وأصله : مصرخين لي ، حذفت النون للإضافة ، واللام للتخفيف ، فالتقى ساكنان ، ياء الإعراب وياء الإضافة ، وهي ياء المتكلم ، وأصلها السكون فكسرت للتخلص من الساكنين. والباقون بفتح الياء ؛ لأن الياء المدغم فيها تفتح أبدا». ٢ / ١٦٧ ـ ١٦٨.

(١) البيت من رجز للأغلب العجلي. ولم أجده في شعره المطبوع.

الشاهد في : (فيّ) حيث كسر الياء المدغمة في ياء المتكلم ، والأصل الفتح (فيّ).

معاني القرآن للفراء ٢ / ٧٦ وشرح الكافية الشافية ١٠٠٧ وشرح العمدة ٥١٤ والخزانة ٢ / ٢٥٧ والمساعد ٢ / ٣٧٨ وشفاء العليل ٧٣١ وحاشية ياسين ٢ / ٦٠ والبحر ٥ / ٤١٩.

(٢) البيت من الوافر قاله المنخل بن مسعود اليشكري. وقيل : عبيد اليشكري ، أحد ندماء النعمان بن المنذر ، حين دفعه النعمان إلى سجّانه ، فأخذ يعذبه ، ثم قتله حيث اتهمه بامرأته. والقصة في الأغاني والشعر والشعراء وغيرهما.

وروي : (ويطعن) بدل (يضرب).

المفردات : عكب : عكب اللخمي ، سجان النعمان. الصملة : العصا أو ـ ـ


تتمّة

وتفتح الياء في سوى الأربعة المستثناة أصلا ، وتسكّن تخفيفا ، وأبي وفيّ أكثر من أبيّ وفمي (١).

__________________

الحربة. قفيّا : القفا وهو الظهر.

الشاهد في : (قفيّا) حيث قلب ألف الاسم المقصور ياء وأدغمها في ياء المتكلم على لغة هذيل ، ويقال عند غيرهم : قفاي ، بإبقاء ألف المقصور ساكنة ، وفتح ياء المتكلم بعدها.

معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٩ وتهذيب إصلاح المنطق ٨٣٠ وشرح العمدة ٥١٤ والخصائص ١ / ١٧٧ والأغاني ٤ / ٨١٥ واللسان (حرر) ٨٣١ و (عكب) ٣٠٥٤.

(١) يعني أن القياس في (أب) حذف اللام عند الإضافة إلى ياء المتكلم ، فيقال : (ابي) دون تشديد الياء ، وكذا أخواتها (أخ وحم). وأجاز المبرد ردّ اللام فيهن ، فيقال : أبيّ وأخيّ وحميّ. وردّ بأنه قد يكون من قال : أبيّ ... أراد جمع السلامة ، لأنهم يقولون : أبون وأخون وحمون.

وأمّا (فم) فالقياس ردّ اللام المحذوفة ، فبقال : (فيّ) بتشديد الياء ، لأنه من (فو) ويجوز (فمي) بإثباب الميم ؛ حيث مفرده فم. ابن يعيش ٣ / ٣٦ ـ ٣٨.


إعمال المصدر

يعمل المصدر المكبّر عمل فعله ، ولو جمعا ، كقوله :

٢٨٥ ـ وجرّبوه فما زادت تجاربهم

أبا قدامة إلّا الحزم والنفعا (١)

والنفع : الإفضال.

وأكثر ما يعمل مضافا ، كأعجبني ضرب زيد عمرا ، ومجرّدا (٢) منوّنا إمّا لفظا ، كقراءة أبي بكر (٣) عن عاصم (٤) : بزينة الكوكب (٥)

__________________

(١) البيت من البسيط من قصيدة للأعشى ميمون في مدح هوذة بن علي الحنفي ، وروي : (قد جربوه) و (كم جربوه) كما روي آخره : (الفنعا) وهي رواية الديوان واللسان.

الشاهد في : (تجاربهم أبا) حيث عمل المصدر المجموع (تجارب) عمل فعله فنصب المفعول به (أبا).

الديوان ١٠٩ والخصائص ٢ / ٢٠٨ وشرح الكافية الشافية ١٠١٦ وشرح العمدة ٦٩٤ وشرح التسهيل ٢ / ١٥٦ والمرادي ٣ / ٩ وتوضيح المقاصد ٣ / ٩ وشرح التحفة الوردية ٢١١ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٣٣ والأشموني ٢ / ٢٨٧ والدرر ٢ / ١٢٣ واللسان (فنع) ٣٤٧٤.

(٢) في ظ (أو مجردا أي).

(٣) أبو بكر هو شعبة بن عياش النهشلي الكوفي ، اختلف في اسمه على ثلاثة عشر قولا ، قال ابن الجزري : أصحها شعبة. أخذ القراءة عن عاصم ، عاش بين سنة (٩٥ ـ ١٩٤) ه. غاية النهاية ١ / ٣٢٥.

(٤) هو عاصم بن أبي النجود ، الأسدي ولاء ، أحد القراء السبعة ، أخذ القراءة عن أبي عبد الرحمن السلمي ، وغيره. توفي سنة سبع أو تسع وعشرين ومئة للهجرة. غاية النهاية ١ / ٣٤٦ والنشر ١٥٥.

(٥) سورة الصافات الآية : ٦. ـ ـ


ومثله : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيماً)(١) وإمّا تقديرا كقولك تاركا للإضافة : سرّني رجعى زيد إلى الحقّ ، وذكرى أخوك صاحبه (٢).

وقد يعمل مع الألف واللام ، كقوله :

٢٨٦ ـ ضعيف النكاية أعداءه

يخال الفرار يراخي الأجل (٣)

__________________

قرأ أبو بكر وعاصم والأعمش وطلحة بتنوين (زينة) ونصب (الكواكب) على أنه مفعول به للمصدر المنون (زينة). النشر ٢ / ٣٥٦ وإعراب القرآن للنحاس ٢ / ٧٣٨ ، وفيها الشاهد.

وقرأ حفص وحمزة ووافقهما الحسن والأعمش بتنوين (زينة) وجر (الكواكب) على أن المراد بالزينة ما يتزين به ، وقطعها عن الإضافة ، و (الكواكب) عطف بيان أو بدل بعض. وقرأ الباقون بحذف التنوين على إضافة (زينة) لـ (الكواكب) إضافة الأعم إلى الأخص. الإتحاف ٢ / ٤٠٨ والبحر ٧ / ٣٥٢.

(١) سورة البلد الآيتان : ١٤ ، ١٥. على أن (يتيما) منصوب على المفعولية بالمصدر (إطعام) المنون.

(٢) فـ (زيد) مرفوع فاعل للمصدر (رجعى) المنون تقديرا ، و (صاحب) منصوب بالمصدر (ذكرى) المنون تقديرا ، وفاعله أخوك.

(٣) البيت من المتقارب ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (النكاية أعداءه) حيث نصب (أعداءه) بالمصدر المحلى (بأل) (النكاية). وقال ابن الوردي في شرح التحفة الوردية : «يمكن حمله على نزع الخافض على تقدير : ضعيف النكاية في أعدائه». ويرجح هذا ما ورد من تعدية الفعل بفي ، ففي تهذيب اللغة ، قال الليث : نكأت في العدوّ ، ونكيت في العدو. لغتان ١٠ / ٣٨٢ واللسان (نكأ) ٤٥٣٤.

سيبويه والأعلم ١ / ٩٩ والمنصف ٣ / ٧١ وشرح الكافية الشافية ٢ / ١٠١٣ وشرح جمل الزجاجي ٢ / ٢٧ والمقتصد ١ / ٥٦٣. والمقرب ١ / ١٣١ وشفاء العليل ٦٤٩ وشرح التحفة ٢١٤ وابن يعيش ٦ / ٥٩ ، ٦٤ وابن الناظم ١٦١ ـ


وكقوله (١) :

٢٨٧ ـ ...

كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا (٢)

يعني رجلا ، ومنه : (بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ)(٣).

ولا يعمل المصدر إلا أن يقرن بالكاف (٤) ، مثل : (فَاذْكُرُوا

__________________

والمرادي ٣ / ٥ والمساعد ٢ / ٢٣٥ والعيني ٣ / ٥٠٠ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٣٧ والخزانة ٣ / ٤٣٩ والهمع ٢ / ٩٣ والدرر ٢ / ١٢٤.

(١) زيادة من ظ.

(٢) عجز بيت من الطويل ، نسبه كثير لمالك بن زغبة الباهلي ، ونسبه سيبويه والأعلم والعيني إلى المرار الأسدي. وصدره :

لقد علمت أولى المغيرة أنني

وروي (لحقت ، سمعت ، لقيت ، ضربت) بدل (كررت).

الشاهد في : (كررت ... عن الضرب مسمعا) على أن (مسمعا) منصوب بالمصدر (الضرب) المحلى بأل ، وأجازه سيبويه لأن (أل) عنده بمنزلة التنوين ولمنعها إضافة ما دخلت عليه. وهو مع جوازه قليل ، وخرجه بعضهم على أن (مسمعا) معمول (كررت) اللازم فيكون (مسمعا) منصوب بنزع الجار ؛ لأنه يتعدى بحرف الجر (على) والأصل : كررت على مسمع فلم أنكل عن الضرب. وبهذا قال ابن الوردي في شرح التحفة الوردية.

سيبويه والأعلم ١ / ٩٩ والمقتضب ١ / ١٤ وفرحة الأديب ٣٢ والمقتصد ١ / ٥٦٧ وابن يعيش ٦ / ٥٩ ، ٦٤ وشفاء العليل ٦٤٩ وابن الناظم ١٦١ والعيني ٣ / ٤٠ ، ٥٠١ وشرح التحفة الوردية ٢١٤ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٤٠ والخزانة ٣ / ٤٣٩ والهمع ٢ / ٩٣ والدرر ٢ / ١٢٥.

(٣) سورة الصافات الآية : ٦. بتنوين (زينة) وقطعها عن الإضافة وجر (الكواكب) على البدلية أو عطف البيان. وانظر التعليق (٥) في ص : (٤١٤ ، ٤١٥).

(٤) لم أطلع على من ذكر أن من شروط أو حالات عمل المصدر اقترانه بكاف التشبيه لفظا أو معنى غير الشارح وابن مالك قبله في العمدة وشرحها انظر ـ ـ


اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ)(١) أو بمعناها مثل : (فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ) (٥٥) (٢) أو يحسن موضعه أن المصدرية والفعل إن كان ماضيا أو مستقبلا ، كعجبت من ضرب زيد عمرا ، أو ما المصدرية والفعل ، إن كان حالا ، كقوله :

٢٨٨ ـ وددت على حبّي الحياة لو انّه (٣)

يزاد لها في عمرها من حياتيا (٤)

أراد حبّا ، هو متّصف به في الحال.

وقد يعطى اسم المصدر حكم المصدر فيعمل عمل فعله ،

__________________

العمدة ٦٩٢ وشرحها ٦٩٧.

وما ذكراه من الآيتين فإنه يحسن موضعه ما والفعل ، والتقدير : كما تذكرون آباءكم ، وكما تشرب الهيم. والله أعلم.

(١) سورة البقرة الآية : ٢٠٠. فـ (آباء) منصوب بالمصدر (ذكركم) المتصل بكاف التشبيه عند الشارح وابن مالك.

(٢) سورة الواقعة الآية : ٥٥. و (الهيم) مجرور بالمصدر (شرب) المضاف من إضافة المصدر إلى فاعله لتضمنه كاف التشبيه عند الشارح وابن مالك ؛ إذ التقدير : كشرب الهيم.

(٣) الذي في جميع المصادر التي اطلعت عليها (لو أنها).

(٤) البيت من الطويل ، لجميل بثينة. وقال ابن مالك في شرح التسهيل : للفرزدق ، وليس في ديوانه.

الشاهد في : (حبي الحياة) على إعمال المصدر (حب) ونصب (الحياة) به على المفعولية ، وجر ياء المتكلم الواقعة فاعلا بالإضافة إلى المصدر ؛ حيث إن المصدر يمكن وضع (ما) المصدرية والفعل مكانه مع دلالته على الحال ؛ فهو يريد حبّا متصفا به في الحال ، لا حبّا ماضيا ولا مستقبلا.

ديوان جميل ٧٥ وشرح التسهيل ٣ / ١١١ وشرح العمدة ٦٩٨ وشفاء العليل ٦٤٥.


كقول عائشة رضي‌الله‌عنها : «من قبلة الرجل امرأته الوضوء (١)» ومثله :

٢٨٩ ـ أكفرا بعد ردّ الموت عنّي

وبعد عطائك المئة الرّتاعا (٢)

والمصدر المضاف تجوز إضافته إلى الفاعل فينصب المفعول ، نحو : بلغني تطليق زيد هندا ، وإلى المفعول فيرفع (٣) الفاعل ، وليس هذا بضرورة خلافا لبعضهم ، بدليل قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «وحج البيت من استطاع إليه سبيلا (٤)» ومثله :

__________________

(١) رواه مالك في الموطأ ٤٠ عن عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنه ، وكذا عن مالك بن شهاب. وانظر شرح العمدة ٦٩٥ وابن الناظم ١٦١.

والشاهد أن (امرأة) مفعول به منصوب لاسم المصدر (قبلة) المضاف إلى فاعله (الرجل). و (الوضوء) مبتدأ مؤخر ، خبره (من قبلة).

(٢) البيت من الوافر ، للقطامي ، واسمه عمير بن شبيم يمدح زفر بن الحارث الكلابي الذي خلصه ممن أسروه وأعطاه مئة من غنائم الذين أسروه.

الشاهد في : (عطائك المئة) على إعمال اسم المصدر (عطاء) عمل المصدر إعطاء ، فنصب (المئة) على المفعول به ، والكاف فاعله مضاف إليه.

الديوان ٣٧ والأصول ١ / ١٦٦ والخصائص ٢ / ٢٢١ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٤٢ وشرح العمدة ٦٩٥ وابن الناظم ١٦١ وابن يعيش ١ / ٢٠ والعيني ٣ / ٥٠٥ والخزانة ٣ / ٤٤٢ والاقتضاب ٥٥ والهمع ١ / ١٨٨ و ٢ / ٩٥ والدرر ١ / ١٦١ و ٢ / ١٢٧ والأشموني ٢ / ٢٨٨ والبحر ١ / ١٢٧ و ٥ / ٢٧٦.

(٣) في م (فيرجع).

(٤) قطعة من حديث مطول عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه ، أخرجه مسلم في صحيحه بشرح النووي في باب (أركان الإسلام) في قصة أعرابي جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «وزعم رسولك أن علينا حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا. قال : صدق ..». الحديث ١ / ١٦٩ ـ ١٧١. وأورده الشارح على أن المصدر (حج) أضيف إلى مفعوله (البيت) ورفع فاعله المتأخر الاسم الموصول (من).

وانظر شرح التحفة ٢١٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٤٥.


٢٩٠ ـ تنفي يداها الحصى في كلّ هاجرة

نفي الدراهم تنقاد الصياريف (١)

ويجاء بعد المجرور بالمصدر بتابعه نعتا أو غيره مجرورا حملا على اللفظ ، ومرفوعا ومنصوبا حملا على المحل ، فالحمل (٢) على المحلّ رفعا (٣) كقوله :

٢٩١ ـ السالك الثّغرة اليقظان سالكها

مشي الهلوك عليها الخيعل الفضل (٤)

__________________

(١) البيت من البسيط ، للفرزدق.

الشاهد في : (نفي الدراهم تنقاد) على أن (نفي) مصدر مضاف إلى مفعوله المقدم (الدراهم) ورفع الفاعل (تنقاد).

وروي : بنصب (الدراهم) وجر (تنقاد) وذلك بإضافة المصدر إلى فاعله (تنقاد) المفصول بينه وبين المصدر بالمفعول ، وهذا جائز كما سبق في الإضافة.

الديوان ٥٧٠ وسيبويه والأعلم ١ / ١٠ والمقتضب ٢ / ٢٥٨ والخصائص ٢ / ٣١٥ وشرح الكافية الشافية ٩٨٧ وأمالي ابن الشجري ١ / ٢٢١ و ٢ / ٩٣ وشرح التحفة ٢١٦ وتخليص الشواهد ١٦٩ وابن الناظم ١٦١ وشفاء العليل ١٠٤٩ والعيني ٣ / ٥٢١ والخزانة ٢ / ٢٥٥ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٤٣.

(٢) في الأصل (فالمحل) تصحيف.

(٣) سقطت من ظ.

(٤) البيت من البسيط ، للمتنخل الهذلي ، من قصيدة يرثي فيها ابنه أثيلة ، وفي تهذيب اللغة ، لتأبط شرّا. ورواية النوادر : (كالئها) بدل (سالكها).

المفردات : الثغرة : كل طريق فيه خوف من الأعداء. سالكها : السائر فيها.

كالئها : حافظ الطريق عارف به. الهلوك : المرأة الساقطة. الخيعل : قميص بلا كمين ، يخاط أحد شقيه دون الآخر ، تلبسه المرأة ليس تحته إزار.

الفضل : قميص المهنة والخلوة تلبسه المرأة في بيتها.

الشاهد في : (مشي الهلوك ... الفضل) على أن (الفضل) بالرفع نعت للهلوك على المحل ، وإن كان مجرورا بالإضافة إلى المصدر (مشي) فمحله الرفع ـ ـ


فرفع الفضل هنا نعتا للهلوك. وفي مسند أحمد (١) : «أمر بقتل الأبتر ذو الطّفيتين» (٢) ومثله :

٢٩٢ ـ حتّى تهجّر بالرواح وهاجه

طلب المعقّب حقّه المظلوم (٣)

رفع المظلوم اتباعا لمحلّ المعقّب.

__________________

على الفاعلية للمصدر.

شرح أشعار الهذليين ١٢٨١ والمخصص ٤ / ٣٦ والخصائص ٢ / ١٦٧ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣٠ والتنبيهات ٨٧ وشرح الشافية الكافية ١٠٢٣ وشرح العمدة ٧٠١ وابن الناظم ١٦٢ والعيني ٣ / ٥١٦ والخزانة ٢ / ٢٨٨ عرضا والهمع ١ / ١٨٧ و ٢ / ١٤٥ والدرر ١ / ١٦٠ و ٢ / ٢٠٣ والمعاني الكبير ٥٤٣ وتهذيب اللغة ١ / ١٦٦.

(١) هو أحمد بن محمد بن حنبل ، أبو عبد الله الشيباني ولاءا ، أحمد الأئمة الأربعة ، طاف بلاد الإسلام في طلب العلم ، أوذي بسبب امتناعه من القول بخلق القرآن. من تصابفه : المسند في الحديث ، والناسخ والمنسوخ ، والرد على الزنادقة. عاش بين (١٦٤ ـ ٢٤١ ه‍. الأعلام ١ / ٢٠٣.

(٢) انظر تخريج الحديث في باب نائب الفاعل صفحة ٢٦٦ تعليق (٢).

والشاهد هنا في : (ذو) على أنها نعت للأبتر المرفوع محلا المجرور لفظا بالمصدر (قتل) ، وأصل الكلام : أمر أن يقتل الأبتر ذو الطفيتين ، فالأبتر نائب فاعل للمصدر.

(٣) البيت من الكامل قاله لبيد بن ربيعة العامري ، يصف حمارا وحشيّا وأتانه.

الشاهد في : (طلب المعقب ... المظلوم) على أن (المظلوم) مرفوع صفة للمعقب المرفوع محلا على أنه فاعل للمصدر ، المجرور لفظا بإضافته إلى المصدر (طلب) ، وأصل الكلام كما طلب المعقب المظلوم حقّه.

الديوان ١٢٨ والمخصص ٢ / ٥٦ والمرتجل ٢٩٧ وابن الناظم ١٦٢ والإنصاف ٢٣٢ والعيني ٣ / ٥١٢ والخزانة ١ / ٣٣٤ والهمع ٢ / ٢٤٥ والدرر ٢ / ٢٠٢.


والحمل على المحل (١) نصبا كقوله :

٢٩٣ ـ قد كنت داينت بها حسّانا

مخافة الإفلاس والليانا (٢)

تتمّة

وقد يعمل المصدر دون كاف أو معناها ، أو تقدير حرف مصدريّ ، وذلك إذا كان بدلا من الفعل ، كقوله :

٢٩٤ ـ ...

فندلا زريق المال ندل الثعالب (٣)

وتقدم أن ندلا بمعنى اندل.

__________________

(١) في ظ (الحمل) تصحيف.

(٢) البيت من الرجز ، لرؤبة بن العجاج ، ونسبه أبو علي والقيسي لزياد العنبري.

الشاهد في : (مخافة الإفلاس والليانا) على أن (الليانا) معطوف على محل (الإفلاس) المجرور لفظا بالإضافة إلى المصدر ، المنصوب محلا على المفعولية للمصدر (مخافة).

ويجوز نصب (الليانا) على أنه قام مقام المضاف إليه فأخذ إعرابه بعد حذفه ، وأصله : مخافة الإفلاس ومخافة الليانا ، فحذف مخافة وقام مقامه ، أو على أن (الليانا) منصوب على أنه مفعول معه ، وأصله مخافة الإفلاس مع الليان.

ملحقات الديوان ١٨٧ وسيبويه والأعلم ١ / ٩٨ وأمالي ابن الشجري ١ / ٢٢٨ و ٢ / ٣١ وإيضاح شواهد الإيضاح ٤٩ وشرح الكافية الشافية ١٠٢٢ والمرتجل ٣٠١ وشفاء العليل ٦٥٢ وابن الناظم ١٦٢ وابن يعيش ٦ / ٦٥ والعيني ٣ / ٥٢٠ وشرح التحفة ٢٥٨ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٩٥ والخزانة ٢ / ٣٢٨ عرضا والهمع ٢ / ١٤٥ والدرر ٢ / ٢٠٣.

(٣) سبق في الشاهد ١٦٨.

الشاهد فيه هنا : (ندلا ... المال) على أنّ المصدر (ندلا) عمل عمل فعله فنصب (المال) على المفعولية ، وفاعله ضمير مستتر ، وعمل المصدر عمل الفعل وإن لم يكن مقترنا بالكاف ولا يحسن وضع أن المصدرية والفعل مكانه ؛ لأنه بدل من الفعل اندل ، وتقديره : اندل يا زريق المال كندل الثعالب.


إعمال اسم الفاعل

[وصيغ المبالغة واسم المفعول]

يعمل اسم الفاعل عمل فعله مكبّرا ، فإن كان مجردا (١) عمل بمعنى الحال أو حكايتها ، أو الاستقبال وحكايتها ، مثل : (باسِطٌ ذِراعَيْهِ)(٢) ولا يعمل غالبا حتى يعتمد على استفهام ، نحو :

٢٩٥ ـ أقاطن قوم سلمى ... (٣)

 ...

أو نفي ، نحو :

٢٩٦ ـ ... ما واف بعهدي أنتما (٤)

 ...

__________________

(١) في الأصل وم (مجرورا) تصحيف.

(٢) فقد عمل اسم الفاعل (باسط) النصب في (ذراعيه) على المفعولية ، وفاعله ضمير يعود على (كلب) واسم الفاعل مجرد ، وبالآية احتج الكسائي ـ رحمه‌الله تعالى ـ على جواز إعمال اسم الفاعل الذي بمعنى الماضي ، ووافقه ابن هشام وابن مضاء ، كما في المرادي ٣ / ١٤. وردّ بأنه دل على حكاية الحال التي كان عليها كلب أصحاب الكهف ، والمعنى : يبسط ذراعيه بدليل (ونقلبهم) فلم يقل وقلبناهم.

(٣) هذا جزء من بيت سبق في الشاهد (٥٩) وهو بتمامه :

أقاطن قوم سلمى أم نووا ظعنا

إن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا

والشاهد فيه هنا : (أقاطن) حيث عمل اسم الفاعل (قاطن) فرفع (قوم) على الفاعلية ، لسبقه بأداة الاستفهام.

(٤) هذا جزء بيت سبق في الشاهد (٦٠) وهو بتمامه :

خليليّ ما واف بعهدي أنتما

إذا لم تكونا لي على من أقاطع


أو حرف نداء ، كذا قال الشيخ (١) نحو : يا طالعا جبلا ، أو يجيء صفة نعتا لنكرة ، أو حالا لمعرفة ، نحو : مرّ برجل راكب فرسا ، وجئت طالبا أدبا ، أو مسندا إمّا خبرا لمبتدأ ، كزيد ضارب أبوه رجلا ، أو لكان ، أو لإنّ (٢) ، أو ثاني ظنّ.

وقد يعمل عمل فعله لاعتماده على موصوف مقدّر ، مثل : (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ)(٣) [أي : صنف مختلف (٤)] وقول (٥) الأعشى :

٢٩٧ ـ كناطح صخرة يوما ليوهنها

فلم يضرها وأدمى قرنه الوعل (٦)

__________________

ـ ـ والشاهد فيه هنا : (ما واف) حيث عمل اسم الفاعل (واف) عمل فعله ، فالضمير (أنتما) في محل رفع على الفاعلية ، لسبقه بأداة النفي (ما).

(١) قال ابن مالك في الألفية : ٣٩ :

كفعله اسم فاعل في العمل

إن كان عن مضيه بمعزل

وولي استفهاما أو حرف ندا

أو نفيا أو جاء صفة أو مسندا

(٢) في م (أولى).

(٣) سورة فاطر الآية : ٢٨.

والتقدير والله أعلم : صنف مختلف ألوانه ، فقد عمل اسم الفاعل (مختلف) فرفع الفاعل (ألوانه) ولو لم يعتمد على شيء مما ذكر المصنف ، وهو الاعتماد على استفهام أو نفي أو مخبر عنه أو صاحب حال أو منعوت مذكور ، وإنما اعتمد هنا على منعوت مقدر.

(٤) ما بين القوسين [] زيادة من ظ.

(٥) في ظ (وكقول).

(٦) البيت من البسيط للأعشى ميمون في يزيد بن مسهر الشيباني ، ورواية الديوان والكامل :

 ... يوما ليفلقها

 ... وأوهى ...

الشاهد في : (كناطح صخرة) فقد عمل اسم الفاعل (ناطح) المنون ، ـ ـ


ومنه : يا طالعا جبلا ، فلا فائدة إذا (١) في قول الشيخ : أو حرف نداء (٢) ؛ لأنّ المسوّغ لإعمال (طالعا) اعتماده على موصوف محذوف دون اعتماده على حرف النداء (٣).

وإن قرن بأل الموصولة عمل مرادا به المضيّ والحال والاستقبال ، نحو : أنت المكرم عمرا أمس. وقد حذف النون تخفيفا مع (أل). وأعمل من قال :

٢٩٨ ـ الحافظو عورة (٤) العشيرة لا

يأتيهم من ورائنا (٥) نطف (٦)

__________________

فنصب (صخرة) على المفعولية ؛ وذلك لاعتماده على موصوف محذوف تقديره : كوعل ناطح.

الديوان ١٤٨ وشرح الشافية الكافية ١٠٣٠ وابن الناظم ١٦٣ والعيني ٣ / ٥٢٩ والتصريح ٢ / ٦٦ والأشموني ٢ / ٢٩٥ والكامل ١ / ٢٦٧.

(١) سقطت من ظ.

(٢) انظر التعليق (١) ص : ٤٢٣.

(٣) التقديرك يا رجلا طالعا جبلا.

(٤) في ظ (عروة) تصحيف.

(٥) في ظ (ورائهم). وقد روي بها.

(٦) البيت من المنسرح ، اختلف في قائله إلى عدة أقوال ، فقيل : لعمرو بن امرئ القيس الخزرجي جد عبد الله بن رواحة ، وجزم به البغدادي في الخزانة ٢ / ١٨٨ : ١٩٣. وقيل : لقيس بن الخطيم ، وقيل : لمالك بن العجلان الخزرجي. ويظهر أن هناك خلطا بين قصائد لهؤلاء الشعراء وغيرهم.

وروي : (وكف) بدل (نطف).

الشاهد في : (الحافظو عورة) فقد عمل اسم الفاعل المحلى بأل المجموع النصب في (عورة) على المفعولية مع حذف النون من الوصف تخفيفا ، والأصل : (الحافظون عورة). وروي بجرّ (عورة) على الأصل ؛ فحذف النون إذا للإضافة. ـ


وقرئ : والمقيمى الصلاة (١) وأقلّ من ذلك لعدم (أل)

__________________

ديوان قيس ٢٣٨ وسيبويه والأعلم ١ / ٩٥ والمقتضب ٤ / ١٤٥ والتنبيهات ٢٦٠ والضرورة للقيرواني ١٥٨ وشفاء العليل ١٤٣ والخزانة ٢ / ١٨٨ ، ٣٣٧ ، ٤٨٣ و ٣ / ٤٠٠ ، ٤٧٣ والهمع ١ / ٤٩ والدرر ١ / ٢٣ وجمهرة أشعار العرب ٦٧٥.

(١) سورة الحج الآية : ٣٥. أي بنصب (الصلاة) وهي قراءة أبي إسحاق والحسن ، ورويت عن أبي عمرو. قال في المحتسب ٢ / ٨٠ : «أراد المقيمين ، فحذف النون تخفيفا لا لتعاقبها الإضافة ، وشبّه ذلك باللذين والذين في قول الشاعر :

فإن الذي حانت بفلج دماؤهم

هم القوم كل القوم يا أم خالد

حذف النون من الذين تخفيفا لطول الاسم ، فأما الإضافة فساقطة هنا ، وعليه قول الأخطل :

أبني كليب إن عمّيّ اللذا

قتلا الملوك وفككا الأغلالا

حذف نون (اللذا) لما ذكرنا».

وقال الزجاج في معاني القرآن ٣ / ٤٢٧ : «ويجوز : (والمقيمين الصلاة) إلا أنه بخلاف المصحف ، ويجوز أيضا : والمقيمي الصلاة ، على حذف النون ونصب الصلاة لطول الاسم». وذكر البيت الشاهد. وقال الفراء في معاني القرآن ٢ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦ : «ولو نصبت (الصلاة) وحذفت النون كان صوابا.

أنشدني بعضهم :

أسيّد ذو خريّطة نهارا

من المتلقّطي قرد القمام

و (قرد) (يعني بالنصب والجر) ، وإنما جاز النصب مع حذف النون لأن العرب لا تقول في الواحد إلا النصب ، فيقولون : هو الآخذ حقّه ، فينصبون الحقّ ، لا يقولون إلا ذلك ، والنون مفقودة ، فبنوا الاثنين والجميع على الواحد فنصبوا بحذف النون ، والوجه في الاثنين والجمع الخفض لأن نونهما قد تظهر إذا شئت ، وتحذف إذا شئت».

وفي البدور الزاهرة ٧٠ قال : «قرأ ابن محيصن (والمقيمين الصلاة) بإثبات النون ونصب الصلاة على الأصل». وانظر الإتحاف ٢ / ٢٧٥. وذكر ـ


قول سويد :

٢٩٩ ـ ومساميح بما ضنّ به

حابسوا (١) الأنفس عن سوء الطمع (٢)

وقرئ : إنكم لذآئقوا العذاب الأليم (٣٨) (٣) ، وأما قوله :

٣٠٠ ـ فألفيته غير مستعتب

ولا ذاكر الله إلّا قليلا (٤)

__________________

ابن خالويه في القراءات الشاذة ٩٥ أنها قراءة ابن مسعود.

(١) في الأصل وم (حاسبوا).

(٢) البيت من الرمل ، لسويد بن أبي كاهل اليشكري من مخضرمي الجاهلية والإسلام. ورواية التذييل والتكميل والمفضليات (حاسروا) بدل (حابسوا).

الشاهد في : (حابسوا الأنفس) حيث عمل اسم الفاعل المجموع النصب في (الأنفس) على المفعولية فحذفت النون تخفيفا ، مع أنه غير محلى (بأل) وهو أقل من المحلى بها.

المحتسب ٢ / ٨٠ والتذييل والتكميل ١ / ٢٨٥ والمفضليات ١٩٤.

(٣) سورة الصافات الآية : ٣٨. وفي الأصل وم (إنهم) وهو خطأ من الناسخ.

قال في المحتسب : «وقرأ بعض الأعراب ٢ / ٨١ (إنكم لذائقوا العذاب الأليم) بالنصب». يعني العذاب.

والشاهد في الآية الكريمة حذف النون من الوصف (ذائقوا) ونصب (العذاب) بعده تخفيفا مع أن الوصف غير متصل بأل ، وهذا أقل من عمله وهو متصل بها. وكذا ما ورد من قراءة : (واعلموا أنكم غير معجزي الله) بحذف النون من (معجزي) ونصب اسم الجلالة بعدها.

(٤) البيت من المتقارب لأبي الأسود الدؤلي.

الشاهد في : (ذاكر الله) فقد حذف التنوين من (ذاكر) ونصب لفظ الجلالة على المفعولية لاسم الفاعل ؛ لضرورة الشعر ، والأصل (ذاكر) بالتنوين ونصب ما بعده أو حذف التنوين للإضافة وجر ما بعده.

أما قراءة عمارة بن عقيل : (ولا اليل سابق النهار) بنصب (النهار) وعدم تنوين (سابق) فلالتقاء الساكنين. والله أعلم. ـ


فقال قطرب (١) : كأنه حذف لالتقاء الساكنين وهو ينوي التنوين فأعمله. وحكى أيضا : هو ثابت البصر (٢).

وكثيرا (٣) ما يبنى للمبالغة على فعّال ، مثل : أمّا العسل فأنا شرّاب ، أو مفعال ، مثل : إنه لمنحار بوائكها ، أو فعول ، مثل :

٣٠١ ـ ...

على الشوق إخوان العزاء هيوج (٤)

__________________

الديوان ١٢٣ وسيبويه والأعلم ١ / ٨٥ ومجالس ثعلب ١٢٣ والمقتضب ١ / ١٩ و ٢ / ٣١٣ والخصائص ١ / ٣١١ والمنصف ٢ / ٢٣١ والإنصاف ٦٥٩ وابن يعيش ٢ / ٦ و ٩ / ٣٤ والخزانة ٤ / ٥٥٤.

(١) لم أجد من نسب هذا القول لقطرب أو غيره ، غير الشارح.

(٢) في ظ (البصرة).

(٣) في الأصل وم (وكثير).

(٤) هذا عجز بيت من الطويل ، للراعي النميري. وقيل لأبي ذؤيب الهذلي ، وليس في شعره المجموع في شرح أشعار الهذليين ، وصدره :

قلا دينه واهتاج للشوق إنها

وقبله :

ليالي سعدى لو تراءت لراهب

بدومة تجر عنده وحجيج

المفردات : قلى : أبغض وترك. اهتاج : ثار.

الشاهد في : (هيوج) صيغة مبالغة لاسم الفاعل على وزن فعول ، وقد عملت عمل اسم الفاعل فنصبت (إخوان) على المفعولية ، وقد اعتمدت على المبتدأ ، فهو خبر لاسم (إن) في (إنها).

ديوان الراعي ١٢٥ وسيبويه والأعلم ١ / ٥٦ وابن السيرافي ١ / ١٦ وشرح أبيات سيبويه للنحاس ١١٥ وشرح الكافية ١٠٣٣ وابن الناظم ١٦٤ وشفاء العليل ٦٢٤ والعيني ٣ / ٥٣٦ والأشموني ٢ / ٢٩٧ واللسان (أخا) ٤١ و (هيج) ٤٧٣٣.


فيستحق ما لاسم الفاعل الأصلي من عمل ، ويقلّ هذا في فعيل ، كقوله :

٣٠٢ ـ فتاتان أمّا منهما فشبيهة

هلالا وأخرى منهما تشبه البدرا (١)

وأقلّ منه فعل ، أنشد سيبويه :

٣٠٣ ـ حذر أمورا لا تضير وآمن

ما ليس منجيه من الأقدار (٢)

__________________

(١) البيت من الطويل ، قاله عبيد الله بن قيس الرقيّات. ولم أجد هذا البيت في الديوان ، والذي فيه بيت من البسيط ١٣٨ ، قال :

تربين إحداهما كا الشمس إذ بزغت

في يوم دجن وأخرى تشبه القمرا

وفي صفحة ٣٤ من الديوان بيتان من قافية أخرى من الطويل ، وهما :

فتاتان أما منهما فشبيهة ال

هلال والاخرى منهما تشبه الشمسا

فتاتان في سعد السعود ولدتما

ولم تلقيا يوما هوانا ولا نحسا

الشاهد : في (شبيهة) صيغة مبالغة على وزن فعيل ، وقد عملت النصب في (هلالا) على المفعولية ، وقد اعتمدت على مبتدأ محذوف ، والتقدير : فهي شبيهة.

شرح الكافية ١٠٣٧ وشرح العمدة ٦٨٠ وشرح التسهيل ٢ / ١٥٢ وابن الناظم ١٦٤ وشفاء العليل ٦٢٤ والمرادي ٣ / ٢٣ والعيني ٣ / ٥٤٢.

(٢) البيت من الكامل ، ينسب لأبي يحيى اللاحقي. وقيل لابن المقفع. كما في الخزانة ٣ / ٤٥٧. وقيل : صنعه الأخفش لسيبويه.

الشاهد في : (حذر أمورا) فقد عملت صيغة المبالغة (حذر) وهي على وزن (فعل) النصب في (أمورا) وهي أقل من إعمال ما كان على وزن (فعيل) كما ذكر سيبويه ١ / ٥٨ وغيره ، وقد اعتمدت على مبتدأ محذوف تقديره : هو. وإن طعن في هذا البيت فقد وردت شواهد على إعمال (فعل) كما الشاهد الآتي.

سيبويه والأعلم ١ / ٥٨ والمقتضب ٢ / ١١٦ وشرح الجمل ١ / ٥٦٢ وشرح الكافية ١٠٣٨ وشرح العمدة ٦٨١ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٠٧ وابن الناظم ـ ـ


وقد يصاغ مفعال وفعيل من أفعل ، كمهذار ومعطار (١) ومهوان ، ونذير.

ويحكم للمثنى والمجموع منه ما (٢) يحكم للمفرد وتشترط لهما (٣) شروطه بدليل :

٣٠٤ ـ أتاني أنّهم مزقون عرضي (٤)

جحاش الكرملين لها فديد (٥)

ولو نعت أو صغّر بطل (٦) عمله إلّا عند الكسائي محتجّا

__________________

١٦٤ وابن يعيش ٦ / ٧١ والمرادي ٣ / ٢٣ والمساعد ٢ / ١٩٤ وشفاء العليل ٦٢٥ والعيني ٣ / ٥٤٣ والخزانة ٣ / ٤٥٦.

(١) في ظ (أعطى).

(٢) في ظ (بما).

(٣) في الأصل (لهما) غير واضحة.

(٤) في ظ (عضمي).

(٥) البيت من الوافر ، قاله زيد الخيل الطائي.

المفردات : مزقون : من المزق ، وهو شق الثوب ونحوه ، والمراد أنهم يقدحون في عرضه. عرض : الغرض ما يصونه الإنسان من نفسه وحسبه.

جحاش : جمع جحش ، وهو ولد الحمار الصغير. الكرملين : بكسر الكاف ، اسم ماء في جبل طيء. فديد : صوت.

الشاهد في : (مزقون عرضي) فقد نصب (عرض) على المفعولية بصيغة المبالغة (مزقون) (ووزنها فعل) ، وقد اعتمدت على مبتدأ وهو الضمير أنهم.

الديوان ١٧٦ وسيبويه والأعلم ١ / ٥٨ وشرح الكافية الشافية ١٠٤٠ وشرح العمدة ٦٨٠ وابن الناظم ١٦٤ وابن يعيش ٦ / ٧٣ والمرادي ٣ / ٢٥ وشفاء العليل ٦٢٥ والمساعد ٢ / ١٩٣ والعيني ٣ / ٥٤٥ والخزانة ٣ / ٤٥٦ عرضا والهمع ٢ / ٩٧ والدرر ٢ / ١٣٠ والبهجة ٥١٢.

(٦) في م (فبطل).


بقوله :

٣٠٥ ـ إذا (١) فاقد خطباء فرخين رجّعت

ذكرت سليمى في الخليط المزايل (٢)

وبقول بعضهم : أظنني مرتحلا وسويرا فرسخا (٣).

ولك أن تنصب بالصالح للعمل (٤) المفعول الذي يليه ، وأن تجرّه مضيفا تخفيفا ، فإن اقتضى مفعولا آخر تعيّن نصبه ، وكذا يتعين نصبه في المضيّ لكن بإضمار فعل لا باسم الفاعل ، خلافا للسيرافي (٥)

__________________

(١) في الأصل وم (إذ).

(٢) البيت من الطويل ، ينسب لبشر بن أبي خازم ، وليس في ديوانه. وروي : (المباين) بدل (المزايل).

المفردات : فاقد : المراد المرأة التي فقدت ولديها. خطباء : بينة الخطب ، والخطب الأمر العظيم. فرخين : أراد ولدين. رجعت : من الترجيع ، وهو قول إنا لله وإنا إليه راجعون. الخليط : المخالط. المزايل : المباين.

الشاهد في : (فاقد خطباء فرخين) فقد أعمل اسم الفاعل (فاقد) فنصب به (فرخين) على المفعولية مع أن اسم الفاعل موصوف بـ (خطباء) وبه احتج الكسائي. ويرى الجمهور بطلان عمله إذا وصف ، ويخرجون البيت على أن (فرخين) منصوب بفعل محذوف يفسره (فاقد) وتقديره : فقدت فرخين.

شرح الكافية الشافية ١٠٤٢ وابن الناظم ١٦٥ والعيني ٣ / ٥٦٠ والأشموني ٢ / ٢٩٤ واللسان (فقد) ٣٤٤٤.

(٣) حكاه الكسائي عن بعض العرب. على أن اسم الفاعل المصغر (سويرا) قد نصب (فرسخا) على المفعولية. شرح الكافية الشافية ١٠٤٢ والمساعد ٢ / ١٩١ ـ ١٩٢.

(٤) في الأصل وم (والمفعول) بزيادة واو.

(٥) شرح الكافية الشافية ١٠٤٤ ـ ١٠٤٥ ، قال : «وأجاز السيرافي نصبه باسم الفاعل مع كونه بمعنى الماضي ؛ لأنه اكتسب بالإضافة إلى الأول شبها بمصحوب الألف واللام وبالمنون ، ويقوّي ما ذهب إليه السيرافي قولهم : ـ ـ


في (١) نحو : أنت كاسي زيد ثوبا أمس (٢).

ولك في تابع المخفوض الجرّ كثيرا والنصب قليلا ، فإن صلح للعمل (٣) فالنصب على محلّ المضاف إليه ، أو بإضمار فعل نحو : هذا مبتغي جاه ومالا ، وإن لم يصلح فعلى الإضمار ، مثل : جاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا (٤) بتقدير : وجعل الشمس ، إن (٥) لم يرد بجاعل الليل حكاية الحال.

وكلّ ما قرّر لاسم الفاعل من عمل وشروط يعطى اسم

__________________

هو ظانّ زيد أمس فاضلا». وانظر المرادي ٣ / ٢٧.

والسيرافي هو أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان ، النحوي ، أخذ النحو عن ابن السراج ومبرمان ، من مصنفاته : شرح كتاب سيبويه ، أخبار النحاة البصريين. ٣٦٨ ه‍. إنباه الرواة ١ / ٣١٣ وبغية الوعاة ١ / ٥٠٧.

(١) زيادة من ظ.

(٢) ويلزم غير السيرافي القائل بتقدير فعل محذوف ، حذف المفعول الثاني لكاسي المذكور ، وحذف أول مفعولي (كسى) المقدر ؛ وذلك لا يجوز ؛ لأن الاقتصار على أحد مفعولي (كسى) لا يجوز.

(٣) في الأصل وم (العمل).

(٤) سورة الأنعام الآية : ٩٦. وفي ظ (وجاعل).

وبها قرأ الجمهور : (جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً.) بنصب (الشمس والقمر) عطفا على محل (الليل) المجرور بالإضافة بحجة ما قبلها (فالق الإصباح) ، أو أنه منصوب بفعل من جنس اسم الفاعل تقديره : (جعل) وهو الأحسن.

وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ، وكذا خلف : (وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) فعلا ماضيا مناسبة لما بعده (جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ.) حجة القراءات ٢٦٢ والإتحاف ٢ / ٢٣ ـ ٢٤.

(٥) في الأصل وم (إذ).


المفعول ، فهو كفعل مضارع صيغ للمفعول في المعنى ، فيرفع (١) المفعول ، نحو : زيد مضروب أبوه ، ويرفع بالمتعدي إلى اثنين أو ثلاثة واحدا وينصب ما سواه ، نحو : هذا معطى أبوه درهما ، ومثله : المعطى كفافا يكتفي.

وينفرد اسم المفعول بجواز إضافته إلى ما يرتفع به معنى ، نحو : الورع محمود المقاصد ، ولك نصب المقاصد على التشبيه بالمفعول به لأنه فضلة.

__________________

(١) في ظ (فرفع).


أبنية المصادر

مقيس مصدر الثلاثي المتعدي (١) (فعل) ، كردّه ردّا ، وفهما ، وأكلا (٢).

واطّرد في (فعل) اللازم (فعل) (٣) نحو : الفرح والجوى والشّلل.

ويشارك (فعلا) (فعلة) أو يغني عنه فيما الوصف منه للمذكر (أفعل) وللمؤنث (فعلاء) فالمشاركة نحو : كتنت الشفة وكتلت : كتنا وكتلا وكتنة وكتلة (٤) ، اسودّت ، وجذم جذما وجذمة : انقطعت يده ، وسحما وسحمة (٥) ، وسفعا وسفعة (٦) : اسودّ ، وكهبا وكهبة : اغبرّ (٧). والإغناء عنه (٨) ، نحو : كمد كمدة (٩) : كدر ،

__________________

(١) في ظ (المعد).

(٢) في ظ زيادة (وقتلا).

(٣) سقطت من ظ.

(٤) في الأصل (كتبت الشفة وكبلت كتبا وكبلا وكبلة) وكذا في م مع زيادة (كتنه) فوق (كبلا) وأثبت ما في ظ ، وانظر شرح عمدة الحافظ ٧١٦. وأثبت (كتنة) اعتمادا على نسخة (م) وقدمتها على (كتلة) ليتفق وسياق التمثيل.

وانظر اللسان (كتل) ٣٨٢٢.

(٥) في م (وشحما وشحمة).

(٦) في م وظ (شعفا وشعفة).

(٧) في ظ (غبر).

(٨) يعني إغناء وزن (فعلة) عن وزن (فعل).

(٩) ضبط في الأصل (كمد كمدة) بفتح الكاف فيهما ، وضم الميم في


وكمنت عينه كمنة (١) : جرت بعد رمد ، وكمتة بين الشّقرة والدّهمة (٢) ، وسمرة وأدمة.

ويشاركه (٣) أيضا (فعالة) في المعاني اللازمة ، كندم ندامة (٤) ، وكذا سلم سلامة (٥) ، وسئم وذرب (٦) : حدّ لسانه ، وليت (٧) : اشتكى عنقه من الوسادة.

__________________

ـ ـ الفعل ، وسكونها في المصدر ، وظبطتها كما في اللسان (كمد) ٣٩٢٨ بفتح الكاف وكسر الميم ، في الفعل ، وضم الكاف وسكون الميم في المصدر (كمدا) وهو ما يتفق ووزن المصدر الثلاثي.

(١) في الأصل وم (كمئت عينه كمئة) وهو غير صحيح ؛ فالكمأة ليست من أمراض العين ، وإنما هي الفطر المعروف ، تداوى العين بمائها. انظر اللسان (كمأ) ٣٩٢٦. ولعله تصحيف من الناسخ ، والصواب ما أثبتناه كما في شرح العمدة ٧١٧ وغيرها.

(٢) يظهر أن هنا سقطا وأن الأصل : (وكمتت الدابة كمتة إذا صار لونها بين الشقرة والدهمة) كما في شرح العمدة ٧١٧.

(٣) يعني أن ما يأتي مصدره على (فعل) من الثلاثي اللازم المكسور العين ، يأتي أيضا على (فعالة) فتقول : ندم ندما وندامة.

(٤) في ظ (وندامة).

(٥) سقطت (سلامة) من ظ.

(٦) لعل مصدري الفعلين الأخيرين (سئم وذرب) سقطا في النسخ ، أو لم يذكرهما للعلم بهما ، وهما : سآمة وذرابة ، كما أنه يجوز فيهما وفيما قبلهما وزن (فعل) فيقال : ندما وسلما وسأما وذربا. انظر اللسان (ذرب) ١٤٩٢ و (سئم) ١٩٠٧ و (ندم) ٤٣٨٦.

(٧) في الأصل وم (ولبن) دون تنقيط الحروف ، وفي ظ (وابني) ولم يورد المصدر ، والذي يتفق والمعنى الذي وضعه : «اشتكى عنقه من الوسادة» (ليت) ومصدرها : ليتا ولياتة. وانظر شرح العمدة ٧١٧ ، وفي اللسان (ليت) اللّيت بالكسر : صفحة العنق ٤١١١.


ويغني عنه (١) فيها كخزي (٢) خزاية : استحيا ، وزهادة (٣) : نعم ، وشراقة (٤) : حسنت حمرته ، وشراسة (٥) : ساء خلقه ، وشقاوة.

وإن تعدّى (فعل) فمصدره مسموع محفوظ ، كحمد ، وعلم ، وعمل ، ورحمة ، ونسيان ، وقبول ، وشمول ، وولاية ، ومقة (٦).

وكثر في مضعّفه (فعل) ، كمسست مسّا (٧) ومصّا وعضّا وشقّا ، وكذا ما أفهم أخذا بالفم ، كزرد ، وسرط ، ولقم ، ولهم ، وبلع ، ولحس ، ولعق ، وقضم ، وخضم. وبان بما ذكرنا أنّ قول الشيخ :

__________________

(١) أي يغني عن وزن المصدر (فعل) في الثلاثي اللازم المكسور العين (فعالة).

(٢) في الأصل (كخزا). ولو كانت ألف الفعل على صورة الأصل في الألف كما في الأصل كان معناها سياسة الدابة وترويضها ، ويكون المصدر : خزوا. أما المعنى الذي أورده الشارح وهو الاستحياء فهو من الفعل (خزي) ومصدره (خزاية) كما في اللسان (خزا) ٢ / ١١٥٤ ـ ١١٥٥ قال : «وخزي منه ، وخزيه خزاية وخزى ، مقصورة : استحيا» فلعل كتابتها بالألف على الأصل جاء عادة كتابية غير مقصودة.

(٣) فعل زهادة ، زهد. والزهادة ضد الرغبة والحرص على الدنيا ، ولم أجد من معانيها (نعم) كما ذكر الشارح وغيره. انظر اللسان (زهد) ١٨٧٦.

(٤) في الأصل (سرافه) وليس من معاني (سرف) ما ذكر الشارح ، وفي ظ (سراقة) ، وأثبتناه (شراقة) وهو ما يتفق والمعنى الذي ذكر الشارح ، وفعله : شرق. وانظر اللسان (شرق) ٢٢٤٧.

(٥) في ظ (وسراشة).

(٦) في الأصل فوق نهاية السطر دون واو العطف.

(٧) ويجوز مسست ، بفتح السين الأولى ، والكسر أفصح. اللسان (مسس) ٤٢٠١.


«فعل قياس مصدر المعدّى (١)»

ليس على إطلاقه.

واطّرد في (فعل) اللازم كقعد (٢) فعول (٣) ، كقعود ، وغدوّ ، وبكور ، ما لم يكن لتمنّع فله (فعال) كإباء ، وشراد ، ونفار ، أو لم يكن لتقلّب فله (فعلان) كجولان ، وطوفان ، وغليان ، ونزوان ، أو لم يكن لأدواء فله (فعال) كسعال ، وزكام ، وكذا الأصوات : كنعاب ، ونعاق ، وبغام ، وضباح ، أو لم يكن للسير فله (فعيل) كذميل ورحيل ، وكذا الأصوات (٤) : كنعيب ونعيق ، فيوافق ذا (فعالا) كثيرا ، وقد ينفرد عنه ، كصهيل وصخيد (٥).

كما انفرد (فعال) في نحو : بغام وضباح (٦) ، أو لم يكن في ولاية أو حرفة فله (فعالة) كعرافة ، ونقابة (٧) ، ووزارة (٨) ، وكتابة ،

__________________

(١) الألفية : ٤٠. وقد ذكر ذلك ابن مالك في شرح العمدة ٧١٨ ـ ٧١٩ ، بل أخذه ابن الوردي منه.

(٢) في الأصل (كفعل).

(٣) بشرط صحة عينه.

(٤) في ظ (للأصوات).

(٥) الصخيد : صوت الصّرد ، وهو طائر أكبر من العصفور ضخم الرأس والمنقار. وانظر اللسان (صخد) ٢٤٠٧.

(٦) البغام : صوت الظبية. اللسان (بغم) ٣٢٠. والضباح : قال في اللسان وضبح الأرنب ، والأسود من الحيّات والبوم ، والصدى ، والثعلب ، والقوس ، ضباحا : صوّت. وقال : والضباح : الصهيل. اللسان (ضبح) ٢٥٤٦.

(٧) النقابة ، بمعنى نقيب القوم أي عريفهم. اللسان (نقب) ٤٥١٥. ومنها نقابة العمال والمهندسين ، وغيرهم.

(٨) في ظ (ودزانة) تصحيف.


وحياكة ، وتجارة.

واطّرد في (فعل) (فعالة) إن عبّر عن (١) (فاعله بفعيل) كأثالة ، ومزارة ، وضلاعة (٢) وكثافة وجزالة ، وكثر فيه (فعولة) إن عبّر عنه (٣) (بفعل) [كسهولة ورطوبة وعذوبة.

وقد يستغنى بـ (فعالة) عن (فعولة) في المعبّر عنه بـ (فعل) (٤)] كنزارة ، وندابة (٥) وضناكة (٦).

وقد يشتركان (٧) في ذا ، كجهم جهامة وجهومة ، وكذا جثل ووحف (٨) ،

__________________

(١) في الأصل وم (غير من فاعلة) تصحيف. والمراد : إذا عبّر عن اسم الفاعل بفعيل كضليع.

(٢) أثالة : الأثالة أصل الشيء ، يقال أثّل ماله أصّله ، وملكه : عظّمه ، والمجد الأثيل : القديم. اللسان أثل ٢٨. وقال في اللسان (مزر) ٤١٩٢ : المزير : الشديد القلب والقوي النافذ. والضلاعة : القوة والشدة ، والضليع : الطويل الأضلاع ، العظيم الخلق الشديد. اللسان (ضلع) ٢٥٩٨ ، ٢٥٩٩.

(٣) يعني عن (فاعله). يعني إذا عبّر عن اسم الفاعل بفعل

(٤) سقط ما بين القوسين [] من ظ.

(٥) في ظ (نداية).

(٦) قال في اللسان : النزارة : القلة من كل شيء. (نزر) ٤٣٩٣. والندابة : يقال : رجل ندب ، خفيف في الحاجة سريع ظريف نجيب. (ندب) ٤٣٨٠.

والضناكة : الضيق والضعف ، قال في اللسان : ضنك الشيء ضنكا وضناكة وضنوكة : ضاق ، وضنك الرجل ضناكة فهو ضنيك : ضعيف في جسمه ونفسه ورأيه وعقله. (ضنك) ٢٦١٣.

(٧) يعني فعالة وفعولة.

(٨) في ظ (جدل ووجف).


ورخص وفسل (١) وفدم وفعم (٢).

وقد يغني عن (فعالة) فعل وفعل ، أو غيرهما في المعبّر عنه بـ (فعيل) كقرب وقبح وسحق وغلظ وعرض ، وكبر وصغر وقصر ، وجمل وشرف (٣) وحلم.

وما جاء مخالفا لما مضى ، فبابه النقل ، كسخط ، ورضى ، وذهاب ، وشكر ، وشكران ، وعظمة.

وكلّ فعل زائد على ثلاثة فمصدره مقيس لا يتوقف على سماع ، فـ (لفعّل) الصحيح اللام تفعيل ، كقدّس تقديسا ، وقلّ (كِذَّاباً)(٤) ولمعتلّها تفعلة ، كزكّاة تزكية. ول (أفعل) صحيح العين إفعال كأجمل إجمالا.

__________________

(١) في الأصل (فشل). وفشل من باب (فعل يفعل).

(٢) في الأصل وم وظ (فقم) وهذا من باب (فعل يفعل).

ومصادر هذه الأفعال على التوالي : جثالة وجثولة ، ووحافة ووحوفة ، ورخاصة ورخوصة ، وفسالة وفسولة ، وفدامة وفدومة ، وفعامة وفعومة.

والجثالة : الضخم الكثيف من كل شيء. والوحافة : الوحف من النبات والشعر ما كثر واسودّ. والرخاصة : النعامة واللين. والفسالة : الفسل من لا مروؤة له ولا جلد. والفدامة : الفدم العيّ الثقيل. والفعامة : الامتلاء.

اللسان : (جثل) ٥٤٤ (وحف) ٤٧٨٥ (رخص) ١٦١٦ (فسل) ٣٤١٦ (فدم) ٣٣٦٥ (فعم) ٣٤٣٩.

(٣) في الأصل (ححل وسرف) وفي م (حجل).

ومصادرها على التوالي : قرب ، قبح ، سحق ، غلظ ، عرض ، ووزنها : (فعل) ، وكبر ، صغر ، قصر ، ووزنها : فعل ، وجمال وشرف وحلم ، ووزنها : فعال ، وفعل ، وفعل.

(٤) سورة النبأ الآية : ٢٨(وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً). وجاءت في م (كذّا).


ول (تفعّل) تفعّلا كتجمّل تجمّلا.

و (استفعل) المعتلّ العين تنقل حركة عينه لفائه ثم تحذف ألفه ويعوّض عنها بتاء تأنيث ، نحو : استقام استقامة (١) ، استعاذ استعاذة.

ول (أفعل) معتلّ العين إفعال أيضا ، لكن تنقل حركة عينه لفائه فتسكن ، والألف ساكن فيحذف للاتقائهما ويعوّض بتاء التأنيث ، نحو : أقام إقامة ، وقد لا يعوّض مثل : (وَإِقامَ الصَّلاةِ)(٢) وقول (٣) بعضهم : أراه إراءا (٤) ، وأجابه إجابا.

وما أوّله همزة وصل يكسر ثالث مصدره ويزاد ألفا قبل آخره ، نحو : اقتدر اقتدارا ، واصطفى اصطفاءا ، واحمرّ احمرارا ، وكذا الانفراج والاستخراج والاحرنجام.

ول (تفعلل) تفعللا (٥) بضمّ رابعه ، نحو : تلملم تلملما.

ول (فعلل) فعلال سماعا خلافا لبعضهم ، كسرهف سرهافا ، و (٦) زلزل زلزالا ، ودحراج ، وله فعللة قياسا كدحرجة وحوقلة.

__________________

(١) في الأصل وم (أقام إقامة) تصحيف ، وستأتي. وسقطتا من ظ.

(٢) سورة الأنبياء الآية : ٧٣ ، وسورة النور الآية : ٣٧.

(٣) في ظ (وكقول).

(٤) حكاه الأخفش كما في شرح ابن الناظم ١٦٨.

(٥) في ظ (تفعللي).

(٦) في ظ (وكذا زلزال) بدل (وزلزل زلزالا).


ول (فاعل) فعال ومفاعلة كقاتل قتالا ومقاتلة ، وياومه يواما (١) ومياومة.

والسماع عديل لغير ما مرّ حتى لا يقدم عليه إلّا بثبت ، كقوله :

٣٠٦ ـ فهي تنزّي دلوها تنزيّا

كما تنزّي غادة صبيّا (٢)

ومنه : تحمّله تحمّالا ، وتملّق تملّاقا ، واقشعرّ (٣) قشعريرة ، واطمأنّ طمأنينة.

وتتبيّن مرّة الثلاثي بـ (فعلة) كجلس جلسة (٤).

وتتبيّن هيأته بـ (فعلة) وفي الحديث : «فأحسنوا القتلة (٥)» فإن

__________________

(١) مجيء المصدر من فاعل إذا كانت فاؤه ياء على فعال (بكسر الفاء) نادر ، كياوم يواما.

(٢) البيت من رجز لم أقف على قائله. وروي (شهلة) بدل (غادة) وهي المرأة الكبيرة ، ولعله أنسب للمعنى. وفي المقرب : (بات ينزي) بدل (فهي).

الشاهد في : (تنزيّا) حيث جاء المصدر من الرباعي مضعف العين معتل اللام (نزّى) على (تفعيل) سماعا كمصدر (فعّل) الصحيح اللام ، مثل كلّم تكليما ، والقياس حذف يائه والتعويض عنها بالتاء فيقال : تنزية كما قالوا تزكية.

الخصائص ٢ / ٣٠٢ والمخصص ٣ / ١٠٤ و ١٤ / ١٨٩ وشرح الكافية ٢٢٣٨ وابن الناظم ١٦٩ والمقرب ٢ / ١٣٤ وابن يعيش ٦ / ٥٨ والمرادي ٣ / ٣٥ والمساعد ٢ / ٦٢٦ وشفاء العليل ٨٦٢ والعيني ٣ / ٥٧١ والأشموني ٢ / ٣٠٧.

(٣) في م (قشعر).

(٤) سقطت (جلس) من ظ دون الكاف.

(٥) رواه مسلم في صحيحه مع شرح النووي عن شدّاد بن أوس قال : ثنتان حفظتهما عن رسول الله. صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال : «إن الله كتب الإحسان على كل شيء ـ ـ


كان المصدر مصوغا على (فعلة) كرحم (١) رحمة ، ونعم (٢) نعمة ، بينت (٣) مرّته بالوصف ، كرحم (٤) رحمة واحدة.

وتتبين (٥) مرّة غير الثلاثي بتأنيث مصدره بالهاء إن عدمها ، كانطلق انطلاقة ، واستخراجة ، فإن لم يعدمها وصف بواحدة ، كاستعاذ استعاذة واحدة.

ولم ينبه عليه الشيخ (٦) ولا ابنه.

وشذّ في غير الثلاثي (فعلة) للهيأة ، نحو : حسنة الخمرة ، من اختمرت ، والقمصة من تقمّص ، والعمّة من تعمّم ، والنّقبة من تنقّب.

__________________

فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبح ، وليحدّ أحدكم شفرته ، فليرح ذبيحته». ١٣ / ١٠٦ ـ ١٠٧. وأخرجه أبو داوود في سننه في (كتاب الأضاحي ، باب النهي أن تصبر البهائم والرفق بالذبيحة) ٣ / ٢٤٤ (٢٨١٥) وأخرجه الترمذي في (باب ما جاء في النهي عن المثلة) ٤ / ٢٣ ، والنسائي في (كتاب الضحايا) ٤ / ٢٢٧ ، وأخرجه ابن ماجة في (كتاب الذبائح) ٢ / ١٠٥٨ (٣١٧٠) ومسند أحمد ٢٨ / ٣٤٢ (١٧١١٦) ، ٣٣٦ ، ٣٣٧ (١٧١١٣) ، ٣٦١ ، ٣٦٢ (١٧١٣٩) وفي ٢٨ / ٣٥٣ (١٧١٢٨) «... وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبحة ..» ..

(١) في ظ (كرحمه).

(٢) في ظ (ونعمه).

(٣) في ظ (تبنيت).

(٤) سقطت من ظ.

(٥) في الأصل وم (وتبين).

(٦) يعني لم يشر ابن مالك في الألفية إلى وصف مصدر غير الثلاثي مما تلحقه التاء بواحدة ، كاستعاذ استعاذة واحدة ، وكذا لم يشر ابنه إلى ذلك في شرحه الألفية ، لكن ابن مالك ذكره في الكافية وشرحها ٢٢٤٠.


تتمّة

وإن (١) قصدت الهيأة في غير مصدر الثلاثي قرن بدليل ، انطلق انطلاق خائف ، وتسربل تسربل محارب.

__________________

(١) في ظ (وإذا).


أبنية أسماء الفاعلين [والمفعولين]

والصفات المشبهات بها

يصاغ اسم فاعل الفعل الثلاثي على زنة (فاعل). إمّا من (فعل) مطلقا ، كضرب فهو ضارب ، وعدا فهو عاد ، أو (فعل) مطلقا (١) متعدّيا ، كركب فهو راكب. و (فاعل) قليل في فعلت وفعلت غير متعدّيين ، كعاقر وسالم (٢) ، بل قياس (فعل) اللازم في الأعراض (فعل) كفرح وأشر وبطر ، وفي الألوان والخلق (أفعل) كأخضر وأعور وأجهر ، وفي الامتلاء (٣) وحرارة الباطن (فعلان) كشبعان وريّان وعطشان وصديان.

والأولى في (فعل) بل كاد يطّرد (فعل) و (فعيل) كضخم وسهل وشهم ، وظريف وشريف وجميل ؛ إذ فعله جمل.

و (أفعل) في (فعل) قليل ، كحرص فهو أحرص (٤) ، وخطب فهو أخطب ، أي : احمرّ إلى الكدرة (٥).

__________________

(١) سقطت من ظ.

(٢) يعني أن مجيء اسم الفاعل على وزن (فاعل) مما فعله على (فعل) ، مثل : عقر ، و (فعل) ، مثل : سلم ، اللازمين قليل. أما المتعدي من فعل (بكسر العين) فيأتي على وزن فاعل ، كركب ، فهو راكب.

(٣) في جميع النسخ (الابتلاء) بالباء.

(٤) في ظ (كجرش فهو أجرش).

(٥) في جميع النسخ (الكرة). وانظر اللسان (خطب) ١١٩٥.


و (فعل) أيضا قليل فيه ، نحو : بطل فهو بطل. وقد يأتي على غير ذلك ، كجبان وجنب وفاره (١).

وقد يستغني (فعل) بسوى الفاعل ، كطيّب وشيخ وأشيب وعفيف (٢).

ويصاغ اسم الفاعل الزائد على ثلاثة على زنة مضارعه ، مع ضم (٣) ميمه الأولى المحكوم عليها بالزيادة ، مع كسر ما قبل آخره ، سواء كسر في المضارع ، كأكرم يكرم فهو مكرم ، وكذا مواصل ومنتظر ، أو فتح (٤) ، كتعلّم يتعلّم فهو متعلّم ، وكذا متدحرج.

وصوغ اسم المفعول منه كصوغ اسم الفاعل إلّا أنما قبل الآخر الذي كان مكسورا يفتح ، نحو : مكرم مواصل ومنتظر.

واطّرد في اسم مفعول (٥) الثلاثي زنة (مفعول) كقصد فهو مقصود.

وناب نقلا عن زنة مفعول (٦) ، صاحب وزن (فعيل) نحو :

__________________

(١) أفعالها حسب ورودها : جبن ، جنب ، فره.

(٢) أفعالها حسب ورودها : طاب ، شاخ ، شاب ، عفّ ، وأصلها من طيب ، شيخ ، شيب ، عفف ، على وزن فعل.

(٣) في الأصل (ضمه) وفي م (ضمة).

(٤) في الأصل (فتحه).

(٥) في الأصل وم (مفعوله).

(٦) في ظ زيادة (فيه).


كحل عينه فهو كحيل ، وكذا قتيل وذبيح (١).

ويساوي المؤنث هنا المذكر في عدم الهاء ، فيقال (٢) : فتاة كحيل ، وفتى كحيل.

__________________

(١) بمعنى : مكحول ومقتول ومذبوح.

(٢) زيادة من ظ.


الصفة المشبهة باسم الفاعل

تختصّ هذه الصفة باستحسان جرّها الفاعل معنى بالإضافة ، وليس كذلك اسم الفاعل إلّا أن يؤمن لبسه فيجوز (١) زيد (٢) كاتب الأب ، أي كاتب أبوه.

وإنما تصاغ من لازم (٣) لدلالة على زمن حاضر.

والأكثر كون الصفة خارجة غير جارية على لفظ المضارع ، كجميل ، وضخم ، وحسن ، وملآن وأحمر ، وقلّ جريها عليه ، كطاهر ، ومعتدل ، ومستقيم.

وتعمل عمل اسم فاعل متعدّ بالشروط المذكورة في بابه.

ولكون الصفة فرعا عليه قصرت عنه فلم تعمل في متقدم ولا في غير سببي أي متلبّس (٤) بضمير صاحب الصفة ، إمّا لفظا ، نحو : زيد حسن وجهه ، أو معنى ، نحو : حسن الوجه ، هذا في الفاعل معنى ، وأمّا غيره كجارّ ومجرور فيعمل فيه متأخّرا ومتقدّما سببيّا وغيره ، يقال : زيد بك فرح ، كما يقال : فرح بك ، وجذلان في دار عمرو (٥) ، كما يقال : في داره.

__________________

(١) في ظ زيادة (على ضعف).

(٢) في جميع النسخ (كزيد).

(٣) في م (لازمه).

(٤) في ظ (ملتبس).

(٥) سقطت من ظ.


وترفع الصفة (١) السببي فاعلا ، وتنصبه نكرة على التمييز ، ومعرفة على التشبيه بالمفعول به ، و (٢) تجره مضافة إليه ، وذلك مع كون الصفة مصاحبة للألف واللام أو مجرّدة منهما.

والسببي الذي يرفعه وينصبه ويجره شيئان :

أحدهما : المصاحب لأل.

الثاني : الذي اتصل بالصفة مضافا أو مجردا ، أي (٣) لم ينفصل عنها بأل.

ويدخل تحت ما ذكرنا (٤) ستة وثلاثون وجها ؛ لأنّ عملها ثلاثة : رفع ونصب وجرّ ، وكل منها على تقديرين ، أحدهما : كون الصفة مصاحبة لأل.

الثاني : كونها مجردة من (أل). فهذه ستة أوجه ، وكلّ منها على ستة تقادير (٥) ، وهي كون السببي (٦) إمّا معرّفا بأل أو مضافا إلى المعرف بأل ، أو مضافا إلى ضمير الموصوف ، أو مضافا إلى المضاف إلى ضميره ، أو مضافا إلى المجرد من (أل) والإضافة. وإمّا مجردا [من أل دون الإضافة](٧).

__________________

(١) كرر كلمة (الصفة) في م.

(٢) سقطت الواو من ظ.

(٣) في ظ (و) بدل (أي).

(٤) في ظ (ذكرناه).

(٥) في ظ (مقادير).

(٦) السببي يشمل معمول الصفة المشبهة متلبسا بالضمير لفظا أو تقديرا.

(٧) ما بين القوسين زيادة من ظ.


والمرتفع من ضرب ستة في ستة ، ستة وثلاثون كلها جائزة الاستعمال إلّا ما أخرج الشيخ بقوله :

 ... ولا

تجرر بها مع (أل) سما من (أل) خلا

ومن إضافة لتاليها ... (١)

 ...

أي ولا تجر بالصفة المصاحبة للألف واللام اسما خلا من التعريف بأل ومن الإضافة إلى المعرف بأل ، وذلك أربعة لا يجوز جرّها :

أحدها : المضاف إلى ضمير الموصوف كالحسن وجهه.

الثاني : المضاف إلى المضاف إلى ضميره كالحسن وجه أبيه.

الثالث : المجرد كالحسن وجه.

الرابع : المضاف إلى المجرد كالحسن وجه أب.

وقوله :

 ... وما

لم يخل فهو بالجواز (٢) وسما (٣)

أي : وما لم يخل من الشيأين (٤) ، أي (٥) : من (أل) والإضافة فجرّه موسوم بالجواز ، وإذ قد تقرّر ذلك فنقول : تسهيلا لصعوبة

__________________

(١) ألفية ابن مالك : ٤٢.

(٢) في ظ (كالجواز).

(٣) المرجع السابق.

(٤) في ظ (السببي) بدل (الشيأين).

(٥) سقطت من ظ.


هذا الباب ولا نبالي بما تكرر منه في إعمال العارية من (أل) ثمانية عشر مثالا ، وفي إعمال المقرونة بها أربعة عشر ، فمثالات العارية : هو حسن وجه ، حسن وجها ، حسن وجهه ، حسن وجهه ، حسن الوجه ، حسن الوجه ، حسن وجه أب ، حسن وجه الأب ، حسن وجه ، حسن وجهه ، حسن الوجه ، حسن وجه أب ، حسن وجه أبيه ، حسن وجه الأب ، [حسن وجه أبيه ، حسن وجه أبيه ، حسن وجه الأب](١) ، حسن وجه أب (٢).

ومثالات المقرونة بأل : هو الحسن وجه ، الحسن وجها ، الحسن وجهه ، الحسن وجهه ، الحسن الوجه ، الحسن الوجه ، [الحسن الوجه](٣) ، الحسن وجه أب ، [الحسن وجه أب ، الحسن وجه أبيه ، الحسن وجه أبيه](٤) الحسن وجه الأب ، الحسن وجه الأب ، الحسن وجه الأب.

__________________

(١) سقط ما بين القوسين [] من م.

(٢) في ظ وردت طبق ما في الأصل مع اختلاف قليل في الترتيب ، هكذا : (هو حسن وجه ، حسن وجها ، حسن وجهه ، حسن وجهه ، حسن الوجه ، حسن الوجه ، حسن وجه أب ، حسن وجه أب ، حسن وجه أبيه ، حسن وجه أبيه ، حسن وجه الأب ، حسن وجه الأب ، حسن وجه ، حسن وجهه ، حسن الوجه ، حسن وجه أب ، حسن وجه أبيه ، حسن وجه الأب).

(٣) سقط ما بين القوسين [] من م.

(٤) ما بين القوسين [] سقط من الأصل وم.


التعجب

للتعجب ثلاثة أفعال.

الأول : موازن (أفعل) فينصب المتعجّب منه ، ويتقدم عليه (ما) مبتدأ ، ويكون خبرها ، نحو : ما أوفى خليلينا!

الثاني : (أفعل) فيقع بعده المتعجّب منه مجرورا بباء لازمة ، نحو : أصدق بخليلينا! ويجوز حذفها مع (أن وأنّ) ، قال حاتم :

٣٠٧ ـ ألا أرقت عيني (١) فبتّ أديرها

حذار عدوّ أحر (٢) أن لا يضيرها (٣)!

الثالث : (فعل) ويجري مجرى (نعم) فأخّر إلى بابها.

ويباح حذف المتعجب منه إن صحّ المعنى مع حذفه منصوبا كان ، كقول عليّ رضي‌الله‌عنه :

__________________

(١) في جميع النسخ (عين).

(٢) في جميع النسخ (واحر).

(٣) البيت من الطويل ، لحاتم الطائي ورواية الديوان والنوادر : (حذار غد أحجى بأن لا يضيرها) ، ولا شاهد على هذه الرواية ؛ حيث أثبت الباء الجارة للمتعجب منه.

الشاهد في : (أحر أن لا يضيرها) فقد حذف الباء من المتعجب منه ؛ وذلك جائز مع (أن) والأصل إثباتها (بأن لا يضيرها).

الديوان ٦٢ والنوادر ٣٥٠ وشرح العمدة ٧٤٣ وشرح التحفة ٢٦١ وشرح شواهد شرح التحفة ٢٩٨.


٣٠٨ ـ جزى الله عنّا والجزاء بفضله

ربيعة خيرا ما أعفّ! وأكرما (١)!

أو مجرورا كقول عروة بن السواد :

٣٠٩ ـ فذلك إن يلق المنية يلقها

حميدا وإن يستغن يوما فأجدر (٢)!

__________________

(١) البيت من الطويل ، وقد نسبه الشارح وابن الناظم والعيني والأزهري لعلي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، وذكر الشيخ ياسين في حاشيته على شرح التصريح أن عليّا رضي‌الله‌عنه : «لم يصح أنه تكلم بشيء من الشعر غير بيتين». وقال السيوطي في الدرر : «إنه لأمير المؤمنين علي ... يمدح بها ربيعة في وقعة صفين ، وكانوا أبلوا بلاء حسنا ، وكانت رايتهم يومئذ بيد الحضين بن المنذر ...» وذكر بيتين قبل الشاهد. وقال : «وما في القاموس من أنه لم يصح له من الشعر إلا قوله : وذكر بيتين ... فغير صواب بل ثبت له مقطعات ، نعم وضع كثير من الشعر على لسانه ، ولكنه لا يخفى على الخبير».

الشاهد في : (ما أعف وأكرما) حيث حذف المتعجب منه الواقع مفعولا به لأعفّ ؛ وذلك للعلم به ، وتقديره : ما أعفها وأكرمها ، يعني ربيعة ، والألف في (أكرما) للإطلاق.

ديوان الإمام علي ٨٦ وابن الناظم ١٧٨ والمساعد ٢ / ١٥٢ والمرادي ٣ / ٦٠ والعيني ٣ / ٦٤٩ والهمع ٢ / ٩١ والدرر ٢ / ١٢١ والأشموني ٣ / ٢٠ وياسين على شرح التصريح ٢ / ٨٩.

(٢) البيت من الطويل ، لعروة بن الورد ، أحد شعراء الصعاليك في الجاهلية ، وجزم به الكثير. وقيل لحاتم الطائي ، ولم أجده في ديوانه.

الشاهد : في (فأجدر) فقد حذف المتعجب منه دون دليل عليه ؛ وذلك للضرورة. وقال سيبويه : لا يجوز ، وقال الأخفش : «وقوم يجيزونه لقوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ».) الهمع ٢ / ٩١. وقال العيني : «ولا يسوغ ذلك في أفعل به إلا إذا كان معطوفا على آخر مذكور معه المتعجب منه ، وذكر الآية الكريمة». وهو ما أراد الأخفش من الاستشهاد بالآية ، وبه قال ابن مالك في شرح الكافية وابنه في شرح الألفية وغيرهما. ـ


أي فأجدر بكونه حميدا.

وفي كلا الفعلين لزم منع التصرف لتضمنه معنى هو بالحرف أليق. ويشترط في اللفظ الذي يصاغان منه شروط.

أحدها : كونه فعلا ، فلا يصاغان من معنى لا فعل له.

الثاني : كونه (١) ثلاثيّا ، فلا يصاغان مما زاد على ثلاثة.

وأكثر ورود التعجب من الفعل الرباعي كأعطى ، وجعله سيبويه (٢) مقيسا ، كما أعطاه للدراهم! وما أحسنه إلى الناس!

الثالث : كونه متصرفا فلا يصاغان من نحو : نعم وبئس.

الرابع : كونه تامّ التصرف ، فلا يصاغان من نحو : يذر ويدع (٣) ؛ إذ تصرفهما ناقص.

الخامس : كونه قابلا للتفضيل ، أي متفاوت المعنى ، فلا يصاغان من نحو : مات زيد ، ونشأ الولد ، وفني ، مما لا مزيّة لبعض فاعليه على بعض.

السادس : كونه تامّا ، فلا يصاغان من الأفعال الناقصة ، ككان.

__________________

ديوان عروة ٣٧ وشرح الكافية ١٠٧٩ وشرح العمدة ٧٥٥ وابن الناظم ١٧٨ والعيني ٣ / ٦٥٠ والخزانة ٤ / ١٩٥ عرضا وشرح التصريح ٢ / ٩٠ والأشموني ٣ / ٢٠ والمرزوقي ٤٢١.

(١) سقطت (كونه) من ظ.

(٢) سيبويه ١ / ٣٧. وانظر رأي المبرد وغيره في حاشية المقتضب ٤ / ١٨١. وابن يعيش ٧ / ١٤٤.

(٣) في ظ (ويدرع).


السابع : كونه غير ذي انتفاء ، أي مثبتا ، فلا يصاغان من فعل لا يستعمل إلّا منفيّا ، نحو : ما عجت بالشيء ، أي : ما انتفعت به.

الثامن : كونه من غير باب أفعل فعلاء ، كشهل فهو أشهل ، والأنثى شهلاء ، فلا يقال : ما أشهله ، ولا أشهل به ، وكذا خضر وعور وعرج.

التاسع : كونه مسمّى الفاعل ، أو كمسمّاه ، فلا يصاغان من فعل لم يسمّ فاعله ، فإن أمن لبس جاز ، كما أنجبه! وما أشجاه (١) عليه! وما أعناه بنا! وما أحرم من عدم الإنصاف!.

وما عدم بعض (٢) الشروط المصحّحة للتعجب من لفظه ، جيء له بأشدد أو أشدّ وما جرى مجراهما ، ثم بمصدر ما قصد التعجب به (٣) مضافا إلى المتعجب منه (٤) إن تصرّف الفعل نحو : ما أشدّ استخراجه! وأشدد باستخراجه! وما أفجع موته! وأفجع به! وما أقرب ألّا يعيج بالدواء! وأقرب بألّا يعيج! وما أقبح عوره! وأقبح به! وما أشدّ ما ضرب زيد! وأشدد بما ضرب!

ولأمن اللبس جاء ما أسرع نفاسها! وأسرع به! (٥).

__________________

(١) في ظ (أنخاه).

(٢) في ظ زيادة (هذه).

(٣) في الأصل وم (منه).

(٤) في الأصل وم (به).

(٥) أي بمصدر الفعل المبني للمجهول (نفاس) وفعله (نفست) وذلك لأمن اللبس ؛ فنفس لا يكون إلا مبنيا للمجهول ، والقياس أن يقول : ما أسرع ما نفست هند!


وقد يبنى فعل التعجب ممّا لم يستوف الشروط على وجه الندور فيسمع ولا يقاس عليه ، فمنه : ما أخصره! من اختصر خماسيّا مبنيّا لمفعول ، ومنه ما أهوجه! وما أحمقه! وما أرعنه (١)! من باب أفعل فعلاء ، حملا على : ما أجهله! ، ومنه : ما أعساه! وأعس به! من عسى المقاربة (٢) ، ومنه : ما أذرعها! أي : ما أخفّ يدها في الغزل! ممّا لم يسمع (٣) له فعل ، ومثله : أقمن بكذا! ، اشتقّوه من قمن بمعنى حقيق ، ولا فعل له.

ولا يجوز تقديم معمول فعل التعجب عليه.

وفصل المتعجب به بما تعلّق من ظرف أو جار ومجرور جائز على خلف ، وكذا فصله بنداء ، قال عمرو بن معدي كرب (٤) : لله درّ بني سليم ما أشدّ في الهيجاء لقاءها! وأكرم في الديات (٥) عطاءها! وأثبت في المكرمات بناءها (٦)!. وقال آخر :

٣١٠ ـ عاتبتني وما ألذّ لدى الصّب

ب عتاب الحبيب يوم التلاقي (٧)

__________________

(١) في ظ (أعرنه).

(٢) عسى فعل غير منصرف.

(٣) في م (يستعمل).

(٤) هو عمرو بن معدي كرب بن ربيعة الزّبيدي أسلم عام الوفود ، أحد الشعراء والفرسان المشهورين. الأعلام ٥ / ٨٦ والخزانة ١ / ٤٢٥.

(٥) في ظ (اللزبات).

(٦) في ظ (بقاءها). وانظر هذا القول في شرح الكافية الشافية ١٠٩٧ وشرح العمدة ٧٤٨ وابن الناظم ١٨١ ولم يذكر بني سليم ، وشرح الألفية للأندلسي ٣ / ١٩٣ والهمع ٢ / ٩١ والدرر ٢ / ١٢١ ، مع اختلاف في بعض الألفاظ. فقد فصل بين فعل التعجب ومعمول في المواضع الثلاثة بالجار والمجرور.

(٧) البيت من الخفيف ولم أعثر على قائله. ـ ـ


وفي الحديث أنّ عليّا مرّ بعمّار ـ رضي‌الله‌عنه ـ فمسح التّراب عن وجهه ، فقال : «أعزز عليّ أبا اليقظان أن أراك صريعا مجدّلا! (١)».

وفي هذا ثلاثة شواهد ، أحدها : الفصل بالجار والمجرور.

الثاني : الفصل بالنداء.

الثالث : حذف الباء من المتعجّب منه بعد أفعل ؛ لكونه أن.

تتمّة

وجاء الفصل بين (ما) وأفعل بكان الزائدة ، ويكون ، كقوله :

__________________

الشاهد في : (وما ألذ لدى الصبّ عتاب) فقد فصل بالظرف والمضاف إليه (لدى الصب) بين فعل التعجب والمتعجب منه (عتاب).

شرح العمدة ٧٤٨.

(١) اشتهر هذا الأثر لدى النحاة كما أورده الشارح ، ورواية كتب الحديث ترد باسم طلحة بن عبيد الله ، وليس عمارا رضي‌الله‌عنهما. ففي غريب الحديث للخطابي ٢ / ١٥٥ ـ ١٥٦ ما لفظه : «قال أبو سليمان في حديث عليّ أنه وقف على طلحة يوم الجمل وهو صريع ، فقال : «أعزز علي أبا محمد أن أراك مجدلا تحت نجوم السماء إلى الله أشتكي عجرى وبجرى». وكذا في الفائق في غريب الحديث ١ / ١٩٦ والنهاية في غريب الحديث والأثر ٣ / ٢٢٩ والبداية والنهاية ٧ / ٢٤٨. وانظر شرح التحفة الوردية ٢٦٥ ـ ٢٦٦ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٠٠.

وقد وضح الشارح مواضع الاستشهاد بهذا الحديث.

وعمار ، هو الصحابي الجليل عمار بن ياسر بن عامر الكناني المذحجي ، أبو اليقظان ، أحد السابقين إلى الإسلام ، أوذي فصبر حتى عزّ بعز الإسلام. قتل في صفين مع علي رضي‌الله‌عنهما سنة ٣٧ ه‍. الأعلام ٥ / ٣٦.


٣١١ ـ ما كان أسعد من أجابك آخذا

بهداك مطّرحا هوى وعنادا (١)

وقوله :

٣١٢ ـ صدّقت قائل ما يكون أحقّ ذا

كهلا يندّ إلى السيادة يافعا (٢)

أراد صدّقت وأنت يافع من قال وأنت صغير : ما أحقّ هذا في الكهولة بأن يفوق السادة (٣)!.

__________________

(١) البيت من الكامل ، ينسب للصحابي الشهيد عبد الله بن رواحة الأنصاري رضي‌الله‌عنه قاله في مدح الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ورواية غير ابن الوردي (مجتنبا) بدل (مطّرحا) والمعنى واحد. وليس البيت في الديوان.

الشاهد في : (ما كان أسعد) فقد زيدت (كان) بين (ما) وفعل التعجب.

شرح الكافية الشافية ١٠٩٩ وشرح العمدة ٧٥٢ وابن الناظم ١٨١ والعيني ٣ / ٦٦٣ والأشموني ٣ / ٢٥.

(٢) البيت من الكامل ، ولم أقف على قائله. وفي شرح العمدة وتخليص الشواهد (ببذّ أولى) بدل (يندّ إلى) وروي : (طفلا ببذ) و (يبذ) بدل (كهلا يند).

المفردات : يند : من الند وهو الفرار والذهاب إلى الشيء بسرعة ، فكأنه يسرع إلى السيادة مبكرا. بذ : غلب. يافعا : شابّا.

الشاهد في : (ما يكون أحقّ) فقد فصل بين (ما) وفعل التعجب بيكون الزائدة.

شرح العمدة ٧٥٢ وشرح التسهيل والتكميل ١ / ٣٦٢ والمساعد ١ / ٢٦٨ وتخليص الشواهد ٢٥٧ والتذييل والتكميل ٤ / ٢١٧.

(٣) في الأصل وم (السيادة).


نعم وبئس وما جرى مجراهما

يقال : نعم وبئس ، وهو المشهور ، ونعم وبئس ، وهو الأصل ، ونعم وبئس (١) على الإتباع (٢).

ونعم وبئس فعلان ما ضيان لا يتصرّفان ، لقصد إنشاء مدح أو ذمّ. ويقتضيان فاعلا معرّفا بأل الجنسية ، كـ (نِعْمَ الْمَوْلى)(٣) أو فاعلا مضافا إلى المعرّف بأل ، نحو : (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ)(٤) ومثله : نعم عقبى الكرماء ، والمضاف إلى المضاف إلى المعرّف بأل بمنزلة المضاف إلى المقرون بها ، كقوله :

٣١٣ ـ فنعم ابن أخت القوم غير مكذّب

زهير حسام مفرد من حمائل (٥)

__________________

(١) في ظ زيادة (نعم وبئس).

(٢) وهناك لغة رابعة وهي نعم وبئس ، بفتح الفاء وسكون العين.

(٣) سورة الأنفال الآية : ٤٠.

(٤) سورة النحل الآية : ٣٠.

(٥) البيت من الطويل ، لأبي طالب بن عبد المطلب يمدح النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والمراد بزهير ، هو زهير بن أبي أمية المخزومي ، وأمه عاتكة بنت عبد المطلب.

والذي في الخزانة : (حساما مفردا) بالنصب ولعله الصواب ؛ فحسام منصوب على المدح و (مفردا) صفة ، وعلى رفع حسام ، يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره : هو حسام ، والجملة صفة لزهير.

الشاهد في : (نعم ابن أخت القوم) فإن فاعل نعم (ابن) مضاف إلى (أخت) المضاف إلى (القوم) وهو محلى بأل ، وهذا جائز.

الديوان ١٢٩ وشرح الكافية الشافية ١١٠٥ وابن الناظم ١٨٢ وشفاء العليل ٥٨٦ والمرادي ٣ / ٧٩ والمساعد ٢ / ١٢٥ والعيني ٤ / ٥ والخزانة ١ / ٢٥٩ عرضا والأشموني ٢ / ٢٨ والهمع ٢ / ٨٥ والدرر ٢ / ١٠٩ والسيرة ١ / ٤٩١.


أو فاعلا مضمرا مفسّرا بنكرة بعده منصوبة على التمييز مطابقة.

وخالف المبرد سيبويه (١) ، وأجاز الجمع بين الفاعل والتمييز تمسّكا بقوله :

٣١٤ ـ والتغلبيون بئس (٢) الفحل فحلهم

فحلا وأمّهم زلّاء منطيق (٣)

__________________

(١) سيبويه ١ / ٣٠٠ ـ ٣٠١ وشرح الكافية الشافية ١١٠٦ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٠٦.

وقال المبرد في المقتضب ٢ / ١٥٠ : «واعلم أنك إذا قلت : نعم الرجل رجلا زيد ، فقولك : (رجلا) توكيد لأنه مستغنى عنه بذكر الرجل أولا ، وإنما هذا بمنزلة قولك : عندي من الدراهم عشرون درهما ، إنما ذكرت الدرهم توكيدا ، ولو لم تذكره لم تحتج إليه ، على هذا قول الشاعر :

تزوّد مثل زاد أبيك فينا

فنعم الزاد زاد أبيك زادا

وانظر ابن يعبش ٧ / ١٣٢ ـ ١٣٣ فقد بين وجهة نظر سيبويه ، وشرح مذهب المبرد.

(٢) في الأصل (نعم) وهو لا يتفق وآخر البيت ، والمناسبة ؛ فجرير يهجو به الأخطل التغلبي وقومه ، ولم أجد من ذكرها غير الشارح سوى ابن عقيل في المساعد على تسهيل الفوائد فقد أورد البيت مرتين مرة (بئس) وأخرى (نعم) ٢ / ١٣٠ ، ١٣١ ، وقد أورد ابن الوردي (بئس) في شرحه للتحفة الوردية ٢٦٨. ولعل هذا خطأ من الناسخ.

(٣) البيت من البسيط ، لجرير.

المفردات : زلّاء : القليلة لحم العجز. منطيق : المرأة التي تأتزر بحشية تعظم بها عجيزتها.

الشاهد في : (بئس الفحل ... فحلا) فقد جمع بين فاعل بئس الظاهر (الفحل) والتمييز (فحلا) وقد استشهد به المبرد لجواز الجمع بينهما خلافا للجمهور.

الديوان ١٩٢ وشرح الكافية الشافية ١١٠٧ وابن الناظم ١٨٣ والمرادي ٣ / ٩٢ وشفاء العليل ٥٨٩ والمساعد ٢ / ١٣٠ ، ١٣١ والمقرب ١ / ٦٨ وشرح التحفة ـ


وقد قيل في (١) (ما) من نحو : نعم ما يقول الفاضل ، و (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ)(٢) : إنه يجوز أن تكون نكرة موصوفة في موضع نصب على التمييز مفسّرة لفاعل الفعل قبلها ، وأن تكون موصولة في موضع رفع بالفاعلية وفاقا لسيبويه (٣) ، بدليل قول العرب : بئسما تزويج لا مهر (٤) ، فتزويج مبتدأ خبره بئسما و (ما) فيه فاعل. وقال الزمخشري (٥) في (ما) المفردة من نحو : (فَنِعِمَّا هِيَ)(٦) : إنّ (ما) في موضع نصب على التمييز ، وضعّفه الشيخ (٧) وقال : مذهب سيبويه أنّ (ما) اسم تام مكنيّ به عن معرّف (٨) بأل ، فالمعنى فنعم الشيء (٩) هي.

وقد يكون فاعل نعم وبئس ضميرا بارزا مطابقا ما قبله ، حكى الكسائي (١٠) : الزيدان نعما رجلين ، والزيدون نعموا رجالا.

__________________

٢٦٨ والعيني ٤ / ٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٠٥ والهمع ٢ / ٨٦ والدرر ٢ / ١١٢ واللسان (نطق) ٤٤٦٣.

(١) سقطت (في) من ظ.

(٢) سورة البقرة الآية : ٩٠.

(٣) سيبويه ١ / ٣٧.

(٤) شرح العمدة ٧٨٦ وشرح التصريح ٢ / ٩٦.

(٥) الكشاف ١ / ٣٠٠.

(٦) سورة البقرة : ٢٧١.

(٧) شرح العمدة ٧٨٢.

(٨) في ظ (معرب).

(٩) في الأصل دون نقط ، وفي م وظ (التي) وأثبت ما في شرح العمدة ٧٨٣.

(١٠) شرح الكافية الشافية ١١١١ وشرح العمدة ٧٨٨. وجعل منه الفراء قوله تعالى : (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) معاني القرآن ٢ / ١٤١ والأشموني ٣ / ٣٢.

وانظر تفصيل ذلك في المرادي ٣ / ٩٦ ـ ١٠٠ ولم يشر إلى الكسائي.


وقد يكون نكرة مختصة ، أجازه الأخفش والفراء (١) ، كقوله :

٣١٥ ـ بئس قرينا يفن هالك

أمّ عبيد وأبو (٢) مالك (٣)

وأجاز الأخفش (٤) وحده إسناد نعم وبئس إلى نكرة غير مضافة ، كقوله :

٣١٦ ـ نياف (٥) القرط غرّاء (٦) الثنايا

ورئد للنساء ونعم نيم (٧)

__________________

(١) شرح العمدة ٧٨٨ والهمع ٢ / ٨٦ والدرر ٢ / ١١٣ والأشموني ٣ / ٢٨.

(٢) في الأصل وم (أم).

(٣) البيت من الرجز ، ولم أقف على اسم الراجز. وروي (حبيش) بدل (عبيد).

وفي الدرر واللسان : (بئس قرين اليفن الهالك) ولا شاهد على هذه الرواية لما أورده الشارح.

المفردات : يفن : اليفن الشيخ الكبير. أم عبيد : كنية المفازة الخالية. أبو مالك : كنية الجوع ، أو كنية الهرم.

الشاهد في : (بئس قرينا يفن) على أن (قرينا) مثنى قرين ، فاعل (بئس) وهو نكرة مختصة لإضافته إلى النكرة (يفن).

شرح الكافية الشافية ١١٠٨ وشرح العمدة ٧٨٩ وشرح التسهيل ٣ / ١٠ وشفاء العليل ٥٨٨ والهمع ٢ / ٨٦ والدرر ٢ / ١١٣ وأمالي القالي ٢ / ١٨٣ واللسان (ملك) ٤٢٦٩.

(٤) شرح العمدة ٧٨٩.

(٥) في ظ (نبات).

(٦) في الأصل (عداد) وفي م (عذار) وفي ظ (غرارا) تصحيف.

(٧) البيت من الوافر ، لتأبط شرّا. ورواية الديوان للعجز :

وريداء الشباب ونعم خيم

المفردات : القرط : القرط ما يعلق في شحمة الأذن من الحلي ، ونياف القرط ، كناية عن طول عنقها. غراء الثنياء : الأسنان التي في مقدم الفم ، وأراد بغراء الثنايا ، شدة بياضهن ونصاعتهن. رئد : التّرب. نيم : ـ ـ


وأجاز المبرّد (١) جعل فاعل نعم موصولا جنسا ، كقوله :

٣١٧ ـ وكيف أرهب أمرا أو أراع له

وقد زكأت إلى بشر بن مروان

ونعم مزكأ (٢) من ضاقت مذاهبه

ونعم من هو في سرّ وإعلان (٣)

ويجاء بعد الفاعل ـ أو المضمر المفسّر بمميّز ـ بمخصوص (٤)

__________________

النيم القطيفة ويطلق على الضجيع والضجيعة. وفي الخزانة (تيم) بالتاء وصححه السيوطي في الدرر بالنون ... وانظر اللسان (نوم) ٤٥٨٥. نعم خيم : من الخيمة ، أي : نعم المعاشر والسكن.

الشاهد في : (نعم نيم) فقد استشهد به الأخفش على مجيء فاعل نعم نكرة غير مضافة.

الديوان ٢٠٢ وشرح العمدة ٧٨٩ وشرح التسهيل ٣ / ١٠ وشفاء العليل ٥٨٧ والمرادي ٣ / ٨١ والتذييل والتكميل ٣ / ١٦١ والخزانة ٤ / ١١٧ درجا والدرر ٢ / ١١٣ عرضا.

(١) المقتضب ٢ / ١٤٣.

(٢) في الأصل (من كان) تصحيف.

(٣) البيتان من البسيط ، ولم أقف على قائلهما ، وهما في مدح بشر بن مروان بن الحكم الأموي.

المفردات : أراع : أفزع. زكأت : لجأت. بشر بن مروان : أخو الخليفة عبد الملك.

الشاهد في : (نعم من هو) فقد جاء (من) فاعلا لنعم وهو اسم موصول يدل على الجنس. وكذا (نعم مزكأ من) فإن فاعل نعم (مزكأ) المضاف إلى (من) الموصولة ، ولو لا أنه يجوز أن تكون (من) فاعلا لنعم لما جاز للمضاف إليها. كذا قال ابن عقيل في المساعد.

شرح الكافية الشافية ١١٠٩ وشرح العمدة ٧٩٠ والمساعد ٢ / ١٣١ والعيني ١ / ٤٨٧ والخزانة ٤ / ١١٥ والمغني ٣٢٩ ، ٤٣٥ ، ٤٣٧ وشرح شواهده للسيوطي ٤٧١ ، ٧٤٢ والهمع ١ / ٩٢ و ٢ / ٨٦ والدرر ٢ / ١١٤.

(٤) في الأصل وم (لمميز مخصوص).


نحو : نعم الرجل زيد ، وبئس رجلا عمرو.

ويجوز أن يكون المخصوص مبتدأ خبره الجملة قبله ، أو خبرا لمبتدأ واجب الحذف ، فالتقدير : نعم الرجل هو زيد.

وقد يتقدم على نعم وبئس ما يدلّ على المخصوص فيغني عن ذكره ، نحو : العلم نعم المقتنى والمقتفى (١) ومثله : (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ)(٢) و (فَنِعْمَ الْماهِدُونَ)(٣) و (فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ)(٤).

وقد يقوم مقامه صفة اسم ، نحو : نعم (٥) الصديق حليم كريم! وبئس الصاحب عذول!.

واستعملوا ساء استعمال بئس فيما ذكر.

ويلحق بنعم وبئس في الاستعمال وعدم التصرّف فعل متضمن (٦) تعجّبا على وزن (فعل) إمّا بوضع ، نحو : حسن الخلق ، و (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ)(٧) ، وإمّا بتحويل عن (فعل) أو (فعل) كقول العرب : قضو (٨) الرجل فلان ، وعلم الرجل فلان ،

__________________

(١) في ظ (ومقتفى). يحتمل أن يكون (العلم) مخصوصا مقدما وليس مشعرا.

(٢) سورة ص الآية : ٤٤. والتقدير والله أعلم : (أيوب).

(٣) سورة الذاريات الآية : ٤٨. وفي ظ (فلنعم) خطأ. والتقدير والله أعلم : (نحن).

(٤) سورة الصافات الآية : ٧٥. والتقدير والله أعلم : (نحن).

(٥) سقطت (نعم) من الأصل ومن م.

(٦) في ظ (مضمن).

(٧) سورة الكهف الآية : ٥.

(٨) في ظ (لقضو).


ويكثر انجرار فاعله بالباء ، نحو : حسن بزيد رجلا.

ويجري مجرى نعم وفاعلها (حبّذا) مقصودا به المحبة والمدح ، وإن قصد به البغض والذمّ قيل : (لا حبّذا) وجمعهما من قال :

٣١٨ ـ ألا حبّذا عاذري في الهوى

ولا حبّذا الجاهل العاذل (١)

و (٢) الفاعل (ذا) وفاقا لسيبويه (٣) ، وخلافا للمبرّد وابن السرّاج (٤) حيث قالا : (حبّ) و (ذا) ركّبا وجعلا اسما مرفوعا بالابتداء.

ويجيء لها مخصوص مثل مخصوص نعم ، ويكون مبتدأ خبره حبّذا ، ولا يقدم عليها ، ولا يدخله نواسخ الابتداء.

وقد يحذف إن علم مع بقاء تمييز ، كقوله :

٣١٩ ـ أجبت عصاما إذ دعاني قائلا

ألا حبّذا مستنصرا ونصيرا (٥)

__________________

(١) البيت من المتقارب ، ولم أقف على قائله. وروي : العاذل الجاهل.

الشاهد في : (حبذا ، ولا حبّذا) على أن (حبذا) تجرى مجرى (نعم) في الدلالة على المدح ، و (لا حبذا) تجرى مجرى (بئس) في الدلالة على الذم.

شرح العمدة ٨٠٢ وشفاء العليل ٥٩٦ والمساعد ٢ / ١٤٢ والعيني ٤ / ١٦ والهمع ٢ / ٨٩ والدرر ٢ / ١١٧ وأوضح المسالك ٤٥٩ وشرح التصريح ٢ / ٩٩.

(٢) سقطت الواو من ظ.

(٣) سيبويه ١ / ٣٠٢.

(٤) المقتضب ٢ / ١٤٥ والأصول ١ / ١٣٥ وشرح العمدة ٨٠١.

(٥) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (حبذا مستنصرا) حيث حذف المخصوص بالمدح للعلم به ، ـ ـ


أي حبذا أنت وأنا مستنصرا ونصيرا.

وحذفه دون تمييز قلّ ، كقوله :

٣٢٠ ـ قلت إذ أذنت سعاد بوصل

حبّذا يا سعاد لو تصدقينا (١)

أي حبّذا إيذانك (٢) بالوصل.

وتنفرد حبّذا عن نعم بدخول (يا) عليها ، مثل يا حبّذا المتجمّلون ، وبدخول (لا) كما مرّ.

وأتبع (ذا) المخصوص المذكور مذكّرا كان أو مؤنثا مفردا أو مثنى أو مجموعا ، ولا تعدل عن لفظ (ذا) ؛ لأنّ حبّذا جار مجرى المثل ، والأمثال لا تغيّر. تقول : حبّذا زيد! حبّذا هند ، حبّذا الزيدان ، حبّذا الزيدون ، حبّذا الهندات.

ويوهم قول الشيخ : «وأول (ذا) (٣) المخصوص (٤)» أنه لا بدّ

__________________

وتقديره : أنت وأنا ، وجاء ذلك مع قلته لوجود التمييز (مستنصرا).

شرح العمدة ٨٠٣.

(١) البيت من الخفيف ، ولم أقف له على قائل.

الشاهد في : (حبذا) فقد حذف المخصوص بالمدح ، وتقديره : حبذا يا سعاد إيذانك بالوصل ، كما ذكر الشارح ، دلّ عليه ما قبله ، وهو أقل استعمالا من الشاهد السابق لعدم وجود تمييز.

شرح العمدة ٨٠٤.

(٢) في ظ (يذانك) بسقوط الهمزة.

(٣) سقطت من ظ.

(٤) قال ابن مالك في الألفية ٤٤ :

وأول ذا المخصوص لا

تعدل بذا فهو يضاهي المثلا


أن يلي المخصوص (ذا) وأنه لا يجوز الفصل ، وليس كذلك ، فإنه يكثر وقوع تمييز (١) أو حال قبل مخصوصها ، كقوله :

٣٢١ ـ يا حبّذا مرجوّا المثري السّخيّ

من يرجه فعيشه العيش الرّخيّ (٢)

وكذلك يكثر وقوعهما (٣) بعده كقوله :

٣٢٢ ـ يا حبّذا المال مبذولا بلا سرف

في أوجه البرّ إسرارا و (٤) إعلانا (٥)

__________________

ـ ـ وقد وضح ابن مالك ذلك في التسهيل ١٢٩ ، قال : «ويذكر بعدهما (يعني بعد حب وذا) المخصوص ... ولا يقدم ، وقد يكون قبله أو بعده (يعني المخصوص) تمييز مطابق ، أو حال عامله حبّ».

(١) مثال وقوع التمييز قبل المخصوص قول الشاعر :

ألا حبذا قوما سليم فإنهم

وفوا وتواصوا بالإعانة والصبر

فقوما تمييز جاء قبل المخصوص (سليم).

(٢) البيت من رجز لم أقف على قائله.

الشاهد في : (حبذا مرجّا المثري) فقد فصل بالحال (مرجوّا) بين (حبذا) والمخصوص بالمدح (المثري).

شرح العمدة ٨٠٦ وشرح شواهد شرح التحفة عرضا ٣٠٩.

(٣) مثال وقوع التمييز بعد المخصوص قول الشاعر :

حبذا النصر شيمة لامرئ را

م مباراة مولع بالمعالي

فشيمة ، تمييز جاء بعد مخصوص حبذا ، وهو النصر.

(٤) في ظ (أو).

(٥) البيت من البسيط ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (حبّذا المال مبذولا) حيث جاء الحال (مبذولا) متأخرا بعد مخصوص (حبذا).

شرح التسهيل ٣ / ٢٨ وشرح العمدة ٨٠٦ والتذييل ٣ / ١٧٥ وشفاء العليل ٥٩٧ والمساعد ٢ / ١٤٤ وشرح التحفة ٢٧٠ وشرح شواهد التحفة ٣٠٨ ـ


وقد يجيء غير (ذا) فاعل (حبّ) مرفوعا كقوله :

٣٢٣ ـ حبّ تعذيبك القلوب إن أرضا

ك وما تشائين يؤتى ويشاء (١)

ومجرورا بباء زائدة كقوله :

٣٢٤ ـ فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها

وحبّ بها مقتولة حين تقتل (٢)!

وإذا جاء فاعلها غير (ذا) تجدّد لها ثلاثة أمور : أحدها : كثرة الضمّ في حائها بالنقل من ضمّة عينها ؛ إذ أصلها حبب ، كقوله :

__________________

والمغني ٤٦٣ وشرح شواهده للسيوطي ٨٦٢ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٧ / ٢٦.

(١) البيت من الخفيف ، ولم أقف على قائله. ورواية عجزه في شرح العمدة : (... وما تشنئين يؤبى ويشنا) وكذا في نسخة ظ.

الشاهد في : (حبّ تعذيبك) فقد جاء فاعل (حبّ) غير (ذا) ، وهو (تعذيب).

شرح العمدة ٨٠٦.

(٢) البيت من الطويل من قصيدة للأخطل ، يمدح بها خالد بن عبد الله بن أسيد القرشي. ورواية الديوان : (فأطيب بها مقتولة حين تقتل) وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت.

الشاهد في : (وحبّ بها) فقد جاء فاعل (حبّ) مجرورا بباء زائدة ؛ وذلك لتضمنه معنى التعجب.

الديوان ٤ والأصول ١ / ١٣٧ وأسرار العربية ١٠٨ وشرح الكافية الشافية ١١١٨ وشرح العمدة ٨٠٦ وابن الناظم ١٨٦ وشرح التسهيل ٣ / ٢٩ والمساعد ٢ / ١٤٦ والمرادي ٣ / ١١٢ وابن عقيل ٢ / ٧ وابن يعيش ٧ / ١٢٩ وشفاء العليل ٥٩٨ والعيني ٤ / ٢٦ والخزانة ٤ / ١٢٢ والأشموني ٢ / ٤٢.


وحبّ بها (١) ... البيت

وقد لا تضم (٢) كقول الأنصاري :

٣٢٥ ـ باسم الإله وبه بدينا

ولو عبدنا غيره شقينا

فحبّذا ربّا وحبّ دينا (٣)

أي : حبّ عبادته دينا ، وذكّر ضمير (٤) العبادة لتأولها بالدين.

الثاني : قلة الاستغناء عن تمييز ، ولا سيّما عند جرّ الفاعل.

الثالث : الغنية بالفاعل عن مخصوص.

__________________

(١) أورده هنا شاهدا على أن (حبّ) إذا جاء فاعلها غير (ذا) تضم حاؤها على الكثير. وقد روي البيت بضم الحاء وفتحها ، وبذلك فهو شاهد لجواز الوجهين.

(٢) في الأصل وم (يضمر).

(٣) البيت من رجز لعبد الله بن رواحة الأنصاري رضي‌الله‌عنه. و (بدينا) من بدأ ، خففت الهمزة فكسرت الدال وقلبت الهمزة ياء.

الشاهد في : (حبّ دينا) بفتح حاء (حبّ) وهو جائز فيها إذا كان فاعلها غير (ذا).

الديوان ١٤٢ وشرح التسهيل ٣ / ٢٨ وشرح الكافية الشافية ١١١٦ وشرح العمدة ٨٠٢ وابن الناظم ١٨٦ والمساعد ٢ / ١٤٤ وشفاء العليل ٥٩٧ والعيني ٤ / ٢٨ والهمع ٢ / ٨٩ والدرر ٢ / ١١٦ والبهجة ١٢٣ والأشموني ٣ / ٤٢.

(٤) سقطت من ظ.


تتمّة

ويشرك فاء (حبّ) بعد غير (ذا) وجرّ الفاعل ، كلّ فعل على وزن فعل إذا ضمّن معنى تعجّب ، ومن شواهد النقل قوله :

٣٢٦ ـ حسن فعلا لقاء ذي الثروة المم

لّق بالبشر والعطاء الجزيل (١)!

ومن شواهد جرّ الفاعل حكاية الكسائي (٢) : «مررت بأبيات جاد بهنّ أبياتا وجدن أبياتا»!

فلو خلا فعل من معنى التعجب جاز تسكين عينه ، ولم يجز ضمّ فائه ، كقوله :

٣٢٧ ـ يا فضل يا خير من ترجى نوافله

قد عظم لي (٣) منك في معروفك الأمل (٤)

__________________

(١) البيت من الخفيف ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (حسن) فقد ضمت فاء (حسن) وذلك بنقل حركة العين (الضمة) إلى الفاء إذ أصله (حسن) ؛ وهذا جائز في كل فعل على وزن (فعل) إذا ضمن معنى التعجب.

شرح العمدة ٨٠٧ وشفاء العليل ٥٩٧ والهمع ٢ / ٨٩ والدرر ٢ / ١١٨.

(٢) انظر شرح العمدة ٨٠٨ والمساعد ٢ / ١٤٦ والهمع ٢ / ٨٩. وقد استدل بقوله : (وجدن أبياتا) على جرّ فاعل (جد) بالباء الزائدة المحذوفة ، والأصل : وجد بهن ، فحذف الجار والضمير المجرور (هن) وجاء بضمير الرفع نون النسوة ؛ لتضمن (جاد) معنى التعجب ، فقال (وجدن أبياتا).

(٣) في الأصل وم (مني).

(٤) البيت من البسيط ، ولم أعثر على قائله.

الشاهد في : (عظم) بفح الفاء وسكون العين ؛ لأن (عظم) التي على وزن (فعل) لم يرد بها التعجب ، فجاز تسكين العين ولم يجز ضم الفاء.

شرح العمدة ٨٠٨.


أفعل التفضيل

يصاغ أفعل التفضيل من كلّ ما صيغ من فعل التعجّب ، كهو أفضل من زيد ، وأعلم منه ، كما يقال : ما أفضله وأعلمه! وما لا يجوز أن يبنى منه فعل التعجب فقد أبى النحاة أن يبنى منه أفعل التفضيل.

ويتوصل إلى التفضيل فيما نقص منه بعض الشروط بما يتوصل به إلى التعجب ، ويجاء بمصدر الفعل العادم للصلاحية تمييزا منصوبا ، كهو أشدّ انطلاقا ، وأشدّ كونا (١) ، وأفجع موتا.

ويصاغ من فعل المفعول العادم اللبس كما في التعجب ، كهو أنجب منك ، وأعنى بك ، وأشجى (٢) عليك ، ولا أحرم ممّن عدم الإنصاف ، ولا أظلم من قتيل كربلاء ، وفلان ألعن من يهودي.

وشذّ صوغه من غير فعل ، كقولهم : هذا أقير من هذا [أي أمر](٣) وألصّ من شظاظ (٤).

وأفعل التفضيل إن جرّد من الإضافة و (أل) لزم اتصاله بمن

__________________

(١) في الأصل وم (ركوبا).

(٢) في ظ (وأتحى).

(٣) ما بين القوسين [] زيادة من ظ. قال في اللسان (قير) ٣٧٩٣ : «والقار شجر مر ، وحكى أبو حنيفة عن ابن الأعرابي : هذا أقير من ذلك ، أي أمرّ».

(٤) شذ صوغ أفعل التفضيل (أقير وألص) على أنهما اسمان من القير واللص عند من يرى أنه لا فعل لهما. ـ ـ


لابتداء الغاية (١) ، كقولك : زيد أفضل من عمرو.

وقد يستغنى بتقدير (من) للدليل (٢) ، ويكثر إذا كان خبرا ، مثل : (وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى) (١٧) (٣) ويقلّ في الصفة ، كقوله :

٣٢٨ ـ تروّحي أحرى (٤) أن تقيلي

 ... (٥)

__________________

وقال ابن القطاع : «لصصت الشيء لصّا فعلته في ستر ، ومنه اللصّ».

٣ / ١٤١ وعلى هذا لا شذوذ في مجيء اسم التفضيل منه على أفعل.

وشظاظ : بكسر الشين على وزن كتاب ، لص من بني ضبّة. انظر مجمع الأمثال ٢ / ٢٥٧ والمستقصي ١ / ٣٢٨.

(١) في ظ زيادة (لفظا).

(٢) في ظ (لدليل).

(٣) سورة الأعلى الآية : ١٧. (الآخرة) مبتدأ و (خير) خبر ، والتقدير والله أعلم : والآخرة خير من الدنيا.

(٤) في ظ (أجدر) وهي رواية الديوان.

(٥) بيت من رجز قاله أحيحة بن الجلّاح ، وبعده :

غدا بجنبي بارد ظليل

ونسبه القيسي في إيضاح شواهد الإيضاح لأبي النجم العجلي ، وليس في ديوانه.

المفردات : تروّحي : من تروح ، بمعنى طولي ، والخطاب لفسيل النخل كما في أبيات بعده. أحرى : أولى. تقيلي : من القيلولة.

الشاهد في : (أحرى) حيث لم يذكر (من) بعد أفعل التفضيل ؛ لوقوع اسم التفضيل (أحرى) صفة لمحذوف ، والتقدير : تروّحي وأتي مكانا أحرى أن تقيلي فيه من غيره ، كما ذكر الشارح.

الديوان ٤٧ والمحتسب ١ / ٢١٢ شرح الكافية الشافية ١١٣٠ وابن الناظم ١٨٧ والعيني ٤ / ٣٦ وأمالي ابن الشجري ١ / ٣٤٣ وإيضاح شواهد الإيضاح ٢٢٥ وإيضاح العضدي ١٨٤ والأشموني ٣ / ٤٦.


أي : تروحي وأتي مكانا أجدر أن تقيلي فيه من غيره.

وإن كان مضافا كأفضل القوم ، أو مع (أل) كالأفضل (١) ، لم يتصل بمن ، وأمّا قوله :

٣٢٩ ـ ولست بالأكثر منهم حصى

وإنّما العزة للكاثر (٢)

فقيل : (من) فيه لبيان الجنس أي : بالأكثر من بينهم. وقيل : متعلقة بمحذوف دلّ عليه المذكور. وقيل : (أل) فيه زائدة ، فلم تمنع وجود (من) كما لم تمنع الإضافة في قوله :

٣٣٠ ـ تولي الضجيع إذا تنبّه موهنا

كالأقحوان من الرشاش (٣) المستقي (٤)

__________________

(١) في الأصل : (فالأفضل) ولعل وضع الفاء مكان الكاف جاء تصحيفا.

(٢) البيت من السريع للأعشى ، ميمون بن قيس.

الشاهد في : (الأكثر) فقد جمع الشاعر بين الألف واللام ومن ، وهذا ممتنع.

وقد أجيب عنه بأربعة أوجه ذكر الشارح منها ثلاثة ، والرابع أنّ (من) بمعنى في.

الديوان ١٩٣ والنوادر ١٩٦ والخصائص ١ / ١٨٥ والمخصص ٣ / ١٢٣ والتكملة ١١٧ وشرح الكافية الشافية ١١٣٥ وابن الناظم ١٨٧ وابن يعيش ٣ / ٦ و ٥ / ١٠٣ و ٦ / ١٠٠ ، ١٠٣ ، ١٠٥ والمرادي ٣ / ١٢٠ وشفاء العليل ٦١٣ والعيني ٤ / ٣٨ وبصائر ذوي التمييز ٤ / ٣٣٦ والخزانة ٣ / ٤٨٩.

(٣) في ظ (الشاش).

(٤) البيت من الكامل للقطامي عمير بن شبيم ، وهذه رواية كثير من النحويين ، ورواية الديوان والعيني :

تولي الضجيع إذا تنبّه موهنا

منها وقد أمنت له من تتقي

عذب المذاق مفلجا أطرافه

كالأقحوان من الرشاش المستقي

الشاهد في : (الرشاش المستقي) فقد زيدت الألف واللام في الرشاش وهو ـ ـ


قال أبو علي : أي : من رشاش (١).

ثمّ إن أضيف أفعل التفضيل إلى نكرة أو عري من الإضافة و (أل) لزم التذكير والتوحيد ، وامتنع تأنيثه وتثنيته وجمعه ، تقول في المضاف إلى نكرة : هو أفضل رجل ، هي أفضل امرأة ، هما أفضل رجلين ، هم أفضل رجال ، هنّ أفضل نساء. وتقول في العاري : هو أو هي أو هما أو هم أو هنّ أفضل منك ، وقد يؤنّث هذا كقول حنيف (٢) : الرمكاء بهيا ، [والحمراء صبرى ، والخوّارة غزرى (٣) والصّهباء سرعى (٤).

__________________

مضاف ، والأصل من رشاش المستقي ، واستدل النحاة بذلك على جواز زيادة (أل) في المضاف ، فدل على جواز زيادة (أل) مع (من) في التفضيل كما في الشاهد السابق.

الديوان ١١٠ ـ ١١١ وابن الناظم ١٨٧ والعيني ٤ / ٤٠ وحاشية ياسين ٢ / ٢٤ وشواهد التوضيح ٥٩.

(١) انظر ابن الناظم ١٨٧.

(٢) انظر قول حنيف في اللسان (بها) ٣٨٠ و (رمك) ١٧٣٣. اشتهر بمعرفة رعي الإبل وبالدلالة حتى قيل : أدلّ من حنيف الحناتم! وانظر شرح العمدة ٧٦٢.

(٣) جات الكلمات التي بين القوسين [] في ظ هكذا : (والحمرا صبري ، والخوار عزوى) وفي م (والحوار عروي) وفي الأصل (عروبى) دون نقط.

وتم التصحيح اعتمادا على المصادر.

(٤) الرمكاء : أن تشتد كمتتها حتى يدخلها سواد ، وكل لون يخالط غبرته سواد فهو أرمك. اللسان (رمك) ١٧٣٣. بهيا : تأنيث الأبهى ، وهي البهيّة الرائعة.

اللسان (بها) ٣٨٠. والخوارة غزرى : يعني الناقة غزيرة اللبن. اللسان (غزر) ١٢٨٥. الصهباء : الناقة التي يعلو شعرها حمرة وأصوله سود. اللسان (صهب) ٢٥١٣. سرعى : يعني أسرع من غيرها في المشي. قوله : ـ ـ


وقد يجمع كقول الوليد بن عقبة :

٣٣١ ـ لعمري لئن أضحت عليّ عمامة

لقد رزي الأنصار قوم أكارم (١)

ويجب أن يطابق المقرون بأل ما هو له ، كزيد الأكبر ، الزيدان (٢) الأكبران ، الزيدون الأكبرون ، هند الكبرى ، الهندان (٣) الكبريان ، الهندات (٤) الكبريات أو الكبر.

ويجوز في المضاف إلى المعرفة إن كانت إضافته بمعنى (من) المقصود بأفعل فيه التفضيل وجهان :

أحدهما : موافقة المجرّد في التذكير والتوحيد ، كهي أفضل النساء ، هم أفضل القوم.

[الثاني : موافقة المعرفة بأل في المطابقة ، كهي أفضل النساء ، هم أفضل القوم](٥) وقد اجتمع الوجهان في قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا

__________________

بهيا وصبرى وغزرى وسرعى ، أسماء تفضيل مؤنثة مع أنها عارية من (أل) والإضافة ، والأصل التذكير والإفراد.

(١) البيت من الطويل ، للوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي ، أخو عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه لأمه. ورواية شرح العمدة : (عماية والأبصار) بدل (عمامة والأنصار) ولعلها الأنسب للمعنى.

الشاهد في : (أكارم) حيث جمع اسم التفضيل (أكرم) والأصل الإفراد ؛ إذا عري من الإضافة و (ال) كما في البيت.

شرح العمدة ٧٦٢.

(٢) في ظ زيادة (و).

(٣) في جميع النسخ الهنديان.

(٤) في جميع النسخ الهنديات.

(٥) ما بين القوسين [] زيادة من ظ.


أخبركم بأحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا» (١).

أمّا إذا لم يقصد التفضيل فلا بدّ من المطابقة ، كقولهم : الناقص والأشجّ أعدلا بني مروان (٢). أي عادلاهم.

ولكثرة استعمال (أفعل) لا لتفضيل طرده المبرّد (٣) ، كقوله

__________________

(١) أورد الحيث شاهدا على أن اسم التفضيل المضاف المراد به معنى المجرد ، يجوز أن يطابق المجرد منها ، فيلزم الإفراد والتذكير ، كما في (أحبكم ، وأقربكم) فهما مضافان إلى ضمير الجمع وأفردهما مذكرين ، وأنه يجوز فيه مطابقة المضاف إليه كما في (أحاسنكم) فقد جاء اسم التفضيل جمعا ليطابق ضمير الجمع. ومثل هذا يقال فيما ورد آخر الحديث (أبغضكم وأبعدكم) وقوله في بعض روايات أحمد : (مساويكم).

والحديث أخرجه الترمذي في (كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في معالي الأخلاق) ٤ / ٣٧٠ (٢٠١٨) ولفظه : عن جابر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون».

وأخرجه أحمد عن عبد الله بن عمرو بألفاظ لم تورد الشاهدين في حديث واحد ، انظر المسند ١١ / ٤٩ (٦٥٠٤) و ١١ / ٣٤٧ (٦٧٣٥) و ١١ / ٣٨٠ (٦٧٦٧) و ١١ / ٤١٨ (٦٨١٨) و ١١ / ٦٠٨ (٧٠٣٥). ومجمع الزوائد ٨ / ٢١ والنهاية لابن الأثير ٥ / ٢٠١.

وانظر شرح الكافية الشافية ١١٣٧ وشرح العمدة ٧٦٠ ـ ٧٦١ وابن الناظم ١٨٨ والهمع ٢ / ١٠٣.

(٢) المراد بالناقص يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان ، قيل : سمي بذلك لنقصه أرزاق الجند ، وبالأشج عمر بن عبد العزيز بن مروان ، سمي بذلك لشجة أصابته من دابة.

(٣) المقتضب ٣ / ٢٤٧ قال : «واعلم أن أفعل إذا أردت أن تضعه موضع الفاعل ـ ـ


تعالى : (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ)(١)(وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ)(٢) أي : عالم وهيّن ، وكقول الشاعر :

٣٣٢ ـ إنّ الذي سمك السماء بنى لنا

بيتا دعائمه أعزّ وأطول (٣)

ويعرض تقديم المفضول على أفعل التفضيل وجوبا إن تضمّن استفهاما ، أو أضيف إلى متضمّن استفهام ، كمثل : ممّن أنت خير؟ ومن وجه من وجهك أجمل؟ وهذه الثانية لم ينبّه عليها الشيخ ولا ابنه ، على أن الشيخ قال في بعض مصنّفاته : إنها والتي قبلها من المسائل المغفول عنها (٤). فلو قال بدل البيت (٥) :

__________________

فمطّرد ، فمن ذلك قوله :

قبحتم يا آل زيد نفرا

ألأم قوم أصغرا وأكبرا

يريد صغيرا وكبيرا ، فهذا سبيل هذا الباب». يعني أن (أفعل) في غير التفضيل مقيس عند المبرد.

(١) سورة الإسراء الآية : ٢٥. لا يراد بأعلم المفاضلة بين علم الله وعلم غيره تعالى الله عن ذلك.

(٢) سورة الروم الآية : ٢٧. لا يراد بأهون المفاضلة بين قدرة الله تعالى على بدء الخلق والإعادة ، فكلها هينة عليه سبحانه.

(٣) البيت من الكامل للفرزدق.

الشاهد في : (أعزّ وأطول) حيث جاء أفعل لغير التفضيل ، فهو صفة مشبهة بمعنى عزيزة وطويلة.

الديوان ٢ / ١٥٥ وابن يعيش ٦ / ٩٧ ، ٩٩ والتذييل والتكميل ٣ / ١٩٨ وشفاء العليل ٦١٥ وابن الناظم ١٨٨ والعيني ٤ / ٤٣ والخزانة ٣ / ٤٨٦ والأشموني ٣ / ٥١.

(٤) انظر شرح العمدة ٧٦٥ فقد ذكر هذه المسألة ، قال : «ويعرض تقديم المفضول وجوبا ، وذلك إذا كان اسم استفهام أو مضافا إليه ، نحو : ممن أنت أحلم؟ ومن وجه من وجهك أجمل؟ ذكر هذه المسألة أبو علي في التذكرة ، وهي من المسائل المغفول عنها».

(٥) في ظ زيادة (نحو). ـ ـ


وإن يكن بتلو من مستفهما

أو تلو تلوها فقدّمن هما

لكان أكمل.

وتقديم المفضول فيما ليس كذلك قليل ، كقوله :

٣٣٣ ـ إذا سايرت أسماء يوما ظعائنا

فأسماء من تلك الظعائن أملح (١)

وحكى سيبويه (٢) أن من العرب من يرفع بأفعل التفضيل الظاهر بلا شرط فيقول : مررت برجل أحسن منه أبوه ، وهذا قليل ، (٣) ولكن لغرض ما يسوغ رفعه الظاهر عند جميع العرب ، وذلك أن (٤) يكون بعد نفي مقصودا به تفضيل شيء على نفسه

__________________

يريد قول ابن مالك في الألفية ٤٤ :

وإن تكن بتلو من مستفهما

فلهما كن أبدا مقدّما

ولم يتضمن سوى المسألة الأولى ، وهي تقديم المفضول المجرور بمن المتضمن استفهاما على أفعل التفضيل. أما بيت ابن الوردي فيتضمن المسألتين.

(١) البيت من الطويل لجرير. ويروى : (... يوما ظعينة ، ... من تلك الظعينة ...) كما في العيني وغيره.

الشاهد في : (من تلك الظعينة أملح) فقد قدّم المفضول المجرور بمن (من تلك الظعينة) على أفعل التفضيل (أملح) مع أن المفضول لم يتضمن استفهاما ولم يكن مضافا إلى ما تضمن الاستفهام ، وذلك قليل ، والأصل فأسماء أملح من تلك الظعينة.

الديوان ٨٣٥ وشرح العمدة ٧٦٦ وابن عقيل ٢ / ١٤٧ والعيني ٤ / ٥٢ وأوضح المسالك ٤٦٥ وشرح التصريح ٢ / ١٠٣ والأشموني ٣ / ٥٢.

(٢) سيبويه ١ / ٢٣٣.

(٣) في ظ زيادة (ولكن قليل).

(٤) في ظ (لمن) بدل (أن).


باعتبار محلين ، أو وقتين ، إذا حسن أن يقع موقع أفعل التفضيل فعل بمعناه ، مثل :

لن (١) ترى في الناس من رفيق

أولى به الفضل من الصّدّيق (٢)

رضي‌الله‌عنه وأصله : أولى به الفضل من الفضل بالصدّيق ، فحذف منه ما سيأتي مثله.

وتقول : [ما رأيت أحدا أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد (٣) ، [[إذ يحسن فيه](٤) ما رأيت رجلا يحسن في عينه الكحل كحسنه في عين زيد (٥)] ، ومنه قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (ما من أيام أحبّ إلى الله فيها الصوم منه في عشر ذي الحجة (٦) وقول الشاعر :

__________________

(١) في ظ (إنترى).

(٢) انظر ألفية ابن مالك : ٤٤.

(٣) انظر سيبويه ١ / ٢٣٢ والمقتضب ٣ / ٢٤٨ وشرح العمدة ٧٧٣ وابن الناظم ١٨٩.

(٤) سقط ما بين القوسين [] من م.

(٥) سقط ما بين القوسين [[]] من ظ.

(٦) رواه أحمد في ستة مواضع في مسنده ٣ / ٤٣٣ (١٩٦٨) و ٥ / ٢٨٦ (٣٢٢٨) و ٩ / ٣٢٢ (٥٤٤٦) و ١١ / ٥٠ ـ ٥١ (٦١٥٤) و ١١ / ١١٩ ـ ١٢٠ (٦٥٥٩) و ١١ / ٦٥٠ (٧٠٧٩) عن ابن عباس وابن عمر وابن عمرو ومجاهد بألفاظ مختلفة فيها الشاهد. فعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عزوجل من هذه الأيام». يعني : أيام العشر.

قال : قالوا : يا رسول الله ، ولا الجهاد في سبيل الله ...». الحديث. (١٩٦٨) وأخرجه أبو داود في (باب في صوم العشر) ٢ / ٨١٥ (٢٤٣٨): «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام». والترمذي في (كتاب ـ ـ


٣٣٤ ـ ما علمت امرأ أحبّ إليه ال

بذل منه إليك يا ابن سنان (١)

ولو اختصرت فقلت : ما رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل من عين زيد ، بتقدير : من كحل عينه ، ومن زيد بتقدير : مضافين ، لاحتمل بدليل قولهم : ما رأيت كذبة أكثر عليها شاهد من كذبة أمير على منبر. أي من شهود كذبة. فلو (٢) استغنيت عن المفضول للعلم به فقلت : ما رأيت كزيد رجلا أبغض إليه الشرّ ، بحذف منه إليه في آخره لاحتمل ؛ بدليل إنشاد سيبويه رحمه‌الله تعالى :

٣٣٥ مررت على وادي السّباع ولا أرى

كوادي السباع حين يظلم واديا

__________________

الصوم ، باب ما جاء في العمل في أيام العشر) ٣ / ١٢١ ، ١٢٢ (٧٥٧ ، ٧٥٨) وابن ماجه في (باب صيام العشر) ١ / ٥٥٠ (١٧٢٧) بألفاظ مختلفة ، وكلها فيها الشاهد. وانظر سيبويه ١ / ٢٣٢ والمقتضب ٣ / ٢٥٠ والهمع ٢ / ١٠٢ وشرح الكافية الشافية ١١٤٠ وشرح العمدة ٧٧٣ وابن الناظم ١٨٩ وغيرها مع اختلاف في اللفظ دون موضع الشاهد. والشاهد في (أحب ... الصوم) فقد رفع الاسم الظاهر (الصوم) بأحب على الفاعلية ، وهو مسبوق بما النافية ، وقصد به تفضيل الصوم في عشر ذي الحجة على الصوم في غيرها.

(١) البيت من الخفيف ، ولم أقف على قائله. ويروى : ما رأيت امرأ ...

الشاهد في : (أحب ... البذل) حيث رفع أفعل التفضيل (أحب) اسما ظاهرا بعده أجنبيا منه ، هو (البذل) ، لكون اسم التفضيل وقع وصفا لاسم جنس قد سبق بنفي (ما) والأصل : ما علمت امرأ أحب إليه البذل منه يا ابن سنان.

شرح العمدة ٧٧٣ والهمع ٢ / ١٠٢ والدرر ٢ / ١٣٧ والشذور ٩٥ وشرح قطر الندى ٣٩٨ وشرح التصريح ١ / ٢٦٩.

(٢) في ظ (ولو).


أقلّ به ركب أتوه تئيّة

وأخوف إلّا ما وقى الله ساريا (١)

قال الشيخ : (٢) أراد ولا أرى واديا أقلّ به ركب منه بوادي السباع ، فحذف المفضول (٣).

__________________

(١) البيتان من الطويل لسحيم بن وثيل الرياحي الحميري ، شاعر مخضرم ، وروي : (إلا أن يقي الله ساريا)

المفردات : أقل : نزل. ركب : مسافرون. تئية : من تأى ، تلبث ومكث.

الشاهد في : (أقل به ركب) فقد رفع أفعل التفضيل (أقل) الاسم الظاهر بعده (ركب) على الفاعلية ؛ لأنه سبق بأداة النفي (لا) ورفع أجنبيّا ، والتقدير : ولا أرى واديا أقل به ركب أتوه منه بوادي السباع.

سيبويه ١ / ٢٣٣ وشرح العمدة ٧٧٤ ـ ٧٧٥ وابن الناظم ١٨٩ وشفاء العليل ٦١٩ والعيني ٤ / ٤٨ والخزانة ٣ / ٥٢١ والأشباه والنظائر ٨ / ١٤٦ ـ ١٤٧.

(٢) شرح العمدة ٧٧٥.

(٣) في ظ (المفعول).


النعت

يتبع الأسماء الأول (١) في إعرابها ، النعت والتوكيد والعطف والبدل.

فالنعت التابع المتمّ ما سبق دون متبع (٢) ولا تقدير استقلال (٣) ، بوسمه دالّ على معنى في المتبوع (٤) ، كربّ رجل طويل ، أو وسم ما به اعتلق ، أي : دالّ على معنى فيما يلابس المتبوع ، كربّ رجل قصير ثوبه.

ويوافق القسمان (٥) المنعوت مع الإعراب في التعريف والتنكير ، ويجريان في المطابقة وعدمها كالفعل ، فيوافقه القسم الأول أيضا في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث ، تقول : مررت (٦) بامرأة حسنة ، كما تقول : مررت بامرأة (٧) حسنت. وكذلك القسم الثاني إن لم يرفع ظاهرا كجارية حسنة الوجه ، أو حسنة وجها ، ورجال (٨) كرام الأب ، أو كرام أبا.

__________________

(١) في الأصل وم (الأولى).

(٢) يعني دون واسطة ، فيخرج عطف النسق.

(٣) يخرج بدل الاشتمال.

(٤) يخرج التوكيد وعطف البيان.

(٥) يعني النعت الحقيقي والسببي.

(٦) سقطت (مررت) من ظ.

(٧) سقط من ظ (مررت بامرأة).

(٨) في م (رجالا) وهو سهو من الناسخ.


وإن رفعه جمعا جاز توحيد الرافع وتكسيره ، كرجل صالح أبناؤه ، وصلحاء أبناؤه ، وكذلك (١) الحال والخبر : كـ خاشعا أبصارهم يخرجون (٢) وقرأ نافع : (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ)(٣) ويجوز على لغة يتعاقبون فيكم ملائكة ، أن يجمع جمع المذكر السالم ، إن (٤) كان المرفوع جمع مذكر عاقل ، كرجل صالحين بنوه ، وأن يثنّى إن رفع مثنّى ، كرجل كريمين أبواه.

وانعت بوصف كصعب (٥) وذرب

ولا نقول كما قال الشيخ : «بمشقّ (٦)» ؛ لأنّ من المشتقّ أسماء زمان ومكان وآلة ، ولا ينعت بها ، بل بما كان صفة.

__________________

(١) في ظ (ولذلك).

(٢) سورة القمر الآية : ٧.

قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف ، (خاشعا) ووافقهم اليزيدي والحسن والأعمش. النشر ٢ / ٣٨٠ والحجة في القراءات ٦٨٨. وقال في الإتحاف ٢ / ٥٠٦ : «وهي الفصحى من حيث إن الفعل وما جرى مجراه إذا قدم على الفاعل وحّد». فالوصف (خاشعا) الواقع حالا جاء مفردا وفاعله (أبصارهم) جمع ، فيعامل معاملة الفعل ، تقول : خشعت أبصارهم ، ويجوز جمعه جمع تكسير (خشّعا) كما في قراءة نافع.

(٣) لم ترد (أبصارهم) في ظ. وهذه قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وغيرهم. المراجع السابقة.

(٤) في ظ (إذا).

(٥) في ظ (مثل صعب).

(٦) قال ابن مالك في الألفية ٤٥ :

(وانعت بمشتق كصعب وذرب)


وانعت بشبه الوصف (١). أي : متضمن معناه ، إما وضعا كاسم الإشارة ، و (ذي) بمعنى الذي أو بمعنى صاحب ، وأسماء النسب (٢) ، وإمّا استعمالا ، كقاع عرفج ، أي : خشن (٣).

ونعتوا بجملة (٤) وظرف وعديله منكرا أو بمعناه ، وهذا كقوله :

٣٣٦ ـ ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني

فمضيت (٥) ثمّ أقول ما يعنيني (٦)

__________________

(١) إشارة إلى قول ابن مالك (المرجع السابق) :

وانعت بمشتق كصعب وذرب

وشبهه كذا وذي والمنتسب

(٢) مثال النعت باسم الإشارة ، رأيت محمدا هذا ، ومثال ذي ، التقيت برجل ذي علم ، ومثال النسب ، هذا رجل طائيّ.

(٣) ابن الناظم : ١٩٣.

(٤) في ظ (الجملة).

(٥) في ظ (وأعف).

(٦) البيت من الكامل ، لرجل من بني سلول.

وروي : (فمضيت ثمت قلت لا يعنيني) كما روي : (فأعف ثم أقول لا يعنيني).

الشاهد في : (اللئيم يسبني) فقد جاءت جملة (يسبني) الفعلية نعتا للمحلى بأل الجنسية (اللئيم) لأنه في معنى النكرة.

وقيل : هي حال منه. وقال البغدادي في شرح شواهد شرح التحفة : «جعلها صفة أولى من جعلها حالا منه ؛ إذ الأول أظهر للمقصود ، وهو التمدح بالوقار والتحمل ...» وقال ابن عقيل : بجواز كونها حالا.

سيبويه والأعلم ١ / ٤١٦ والكامل ٣ / ٨٠ والمخصص ١٦ / ١١٦ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣٠٢ وشرح الكافية الشافية ١٢٧١ وابن الناظم ١٩٣ وشرح التحفة الوردية ٢٧٤ وشفاء العليل ٧٥٠ والمرادي ٣ / ١٣٤ والعيني ٤ / ٥٨ والخزانة ١ / ١٧٣ و ٢ / ١٦١ ، ١٦٦ ، ٢٩٣ ، ٤٩٧ و ٣ / ٢٣٢ وشرح شواهد شرح التحفة ٣١١ وابن عقيل ٢ / ١٥٥ والهمع ١ / ٩ و ٢ / ١٤٠ والدرر ١ / ٤ و ٢ / ١٩٢ والأصمعيات ١٢٦.


أي على لئيم ، ومثله : (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ)(١).

وأعط الجملة هنا ما أعطيته وهي خبر من رابط بالمنعوت ، كربّ رجل أبوه كريم. وقد يحذف للعلم به كقوله :

٣٣٧ ـ فما أدري أغيّرهم تناء

وطول العهد أم مال أصابوا (٢)؟

وشرط هذه الجملة أن تكون خبرية ، ولا تكون طلبية ، وأما قوله :

٣٣٨ ـ حتّى إذا جنّ الظلام واختلط

جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط (٣)

__________________

(١) سورة يس الآية : ٣٧.

على أن جملة(نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) صفة (لليل) المحلى بأل الجنسية ؛ لكون الليل غير معين ، فأشبه النكرة. ورد بأنه معرفة لفظا ، وعلى ذلك مدار النعت ، ولهذا ينعت المذكور بالمعرفة ، وأما هذه الجملة فحال ، أو تفسيرية لإبهام كونه آية. انظر المساعد ٢ / ٤٠٦.

(٢) البيت من الوافر قاله الحارث بن كلدة الثقفي. وقال العيني لجرير. وليس في ديوانيهما ، وقيل : لغيلان بن مسلمة الثقفي.

الشاهد في : (مال أصابوا) حيث حذف الرابط الذي يربط الجملة الواقعة صفة بالموصوف ، والأصل أصابوه ، والذي سهل الحذف فهمه من الكلام.

سيبويه والأعلم ١ / ٤٥ ، ٦٦ والأزهية ١٤٦ وأمالي ابن الشجري ١ / ٥ ، ٨ ، ٣٢٦ ، و ٢ / ٣٣٤ وابن الناظم ١٩٣ وابن يعيش ٦ / ٨٩ وابن عقيل ٢ / ١٥٦ والعيني ٤ / ٦٠.

(٣) البيت من رجز للعجاج. وفي الإنصاف (بضيح) بدل (مذق) والمعنى واحد.

الشاهد في : (بمذق هل رأيت الذئب) حيث جاءت جملة الصفة طلبية استفهامية ، وهي لا تكون إلا خبرية ؛ وذلك شاذ ، ولذا قدروا قبلها قولا محذوفا يقع صفة ، والجملة الطلبية معمولة له ، والتقدير : مذق مقول فيه : هل رأيت الذئب. ـ ـ


فالقول مضمر هاهنا معناه مقول عند رؤيته : هل رأيت الذئب؟

وينعت بالمصدر كثيرا ، ويلزم الإفراد والتذكير ، كربّ رجل وامرأة أو رجلين أو رجال أو نسوة رضا أو عدل.

وإذا نعت غير واحد بمختلف المعنى وجب تفريق النعت وعطف بعض على بعض ، كرأيت رجلين عالما وجاهلا ، ورجالا فقيها وشاعرا وكاتبا (١).

ويستغنى في متّفق المعنى عن التفريق بالتثنية والجمع نحو : رأيت رجلين حسنين ، ورجالا كرماء.

وإذا تعدّد العامل واتّحد المعنى والعمل جاز الاتباع وجاز القطع أيضا ، ذكره الشيخ في غير الألفية (٢) ، نحو : انطلق زيد وذهب عمرو الكريمان ، وحدّثت بشرا وكلّمت بكرا الشريفين ، لك جعل الشريفين نعتا ، ولك نصبهما بإضمار أمدح أو أذكر.

وإن اختلف العمل وجب قطع النعت ، فيرفع على إضمار مبتدأ ، وينصب على إضمار فعل ، كلقيت زيدا وجاءني عمرو العاقلان ، أو العاقلين ، وكذلك إذا اختلف المعنى مع اتّفاق

__________________

ملحقات الديوان ٤٠٤ وشرح الكافية الشافية ١١٥٩ وشرح العمدة ٥٤١ وابن الناظم ١٩٣ وابن يعيش ٣ / ٥٣ والمرادي ٣ / ١٤٤ والمساعد ٢ / ٤٠٦ والعيني ٤ / ٦١ والخزانة ١ / ٢٧٥ ، ٢٧٦ و ٢ / ٢٩٣ والإنصاف ١١٥ والهمع ٢ / ١١٧ والدرر ٢ / ١٤٨ والأشموني ٣ / ٦٤.

(١) في ظ (وكاتبا وشاعرا).

(٢) قال ابن مالك في العمدة : «وإن اتحد المعنى والعمل جاز الاتباع والقطع» ٥٤٣ ، وانظر شرحها ٥٤٥ ـ ٥٤٦.


الإعراب ، كرضيت عن زيد وقبّلت يد عمرو الكريمين.

وقد يكون للاسم نعتان فصاعدا ، إمّا بعطف ، مثل : (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى) (٣) (١) وإمّا بغيره ، مثل : (كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (١٠) هَمَّازٍ)(٢) الآية.

ثم إن المنعوت إن افتقر إلى ذكر النعوت كلها وجب اتباعها ، وإن لم يفتقر بأن كان معيّنا [بدونها جاز القطع فيما عداه والاتباع ، كمررت بزيد العاقل الكريم ، وإن كان معيّنا](٣) ببعض النعوت جاز القطع فيما عداه. وما قطعته فلك رفعه بإضمار مبتدأ ، ونصبه بإضمار أذكر أو أمدح أو أذمّ أو أرحم ، إضمارا لا يجوز إظهاره.

ويجوز حذف المنعوت المعلوم وقيام نعته مقامه إن قبل العامل ، مثل : (قاصِراتُ الطَّرْفِ*)(٤) أو كان جملة مسبوقة بمن أو (في) جارّة لما المنعوت بعضه ، مثل : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) (١٦٤) (٥) ومثل :

__________________

(١) سورة الأعلى الآيتان : ٢ ، ٣. على أن (الذي) في الآيتين صفتان لـ (ربك) أول السورة الكريمة.

(٢) سورة القلم الآيتان : ١٠ ، ١١ ، فـ (مهين وهماز) صفتان لـ (حلاف) دون عطف.

(٣) سقط ما بين القوسين [] من ظ.

(٤) سورة الصافات الآية : ٤٨ ، وسورة ص الآية : ٥٢ ، والتقدير والله أعلم : نساء قاصرات الطرف ، فحذف المنعوت (نساء) للعلم به.

(٥) سورة الصافات الآية : ١٦٤ ، جملة (له مقام) من الخبر المقدم والمبتدأ المؤخر صفة لموصوف محذوف ، والتقدير والله أعلم : ما منا أحد إلا له ـ ـ مقام معلوم. وقد توفر الشرط ، وهو سبق المنعوت بمن جارة للضمير (منا) المنعوت بعضه وهو أحد ، فهو بعض من ضمير المتكلمين (نا) والصفة جملة.


٣٣٩ ـ لو قلت ما في قومها لم تيثم

يفضلها في حسب وميسم (١)

فإن لم يكن كذلك لم يقم مقامه إلّا قليلا ، كقوله :

٣٤٠ لكم مسجدا الله المزوران والحصى

لكم قبصه ، ما بين أثرى وأقترا (٢)

__________________

(١) البيت من رجز قيل : لحكيم بن معيّة الربعي التميمي ، شاعر إسلامي ، عاصر العجاج. وقيل لأبي الأسود الحماني. وقيل : أبو الأسود الجمالي. وقيل لحميد الأرقط. ورواية شفاء العليل : (يخلفها) بدل (يفضلها).

المفردات : تيثم : لغة في الإثم ، أي : لم تأثم. ميسم : جمال وحسن.

الشاهد في : (يفضلها) حيث وقعت الجملة صفة لموصوف محذوف ، تقديره : أحد أو إنسان ، يقول : ما في قومها أحد يفضلها. وقد سبق المنعوت بفي جارة لما المنعوت بعضه ، فأحد المقدر بعض من (قومها).

سيبويه والأعلم ١ / ٣٧٥ والخصائص ٢ / ٣٧٠ وأمالي السهيلي ٥٤ وشرح العمدة ٥٤٧ وضرائر الشعر لابن عصفور ١٧١ وابن يعيش ٣ / ٥٩ ، ٦١ والمساعد ٢ / ٤٢١ وشفاء العليل ٧٦٠ والعيني ٤ / ٧١ وشرح التصريح ٢ / ١١٨ والاقتضاب ٣١٤ وأمالي القالي ٢ / ٢١٠ والهمع ٢ / ١٢٠ والدرر ٢ / ١٥١.

(٢) في الأصل وم (قبضة ما بين امرئ واميرى) دون نقط الحرف الذي بين الميم والراء في (أميري). وما أثبت يتفق ومراجع البيت.

والبيت من الطويل للكميت الأسدي ، يمدح بني أمية.

المفردات : مسجدا الله : هما المسجد الحرام والمسجد النبوي ، حفظهما الله وصانهما. الحصى : العدد الكثير. قبصه : (بكسر القاف وسكون الباء وضم الصاد) العدد الكثير من الناس. أثرى : كثر ماله. أقتر : افتقر.

الشاهد في : (ما بين أثرى وأقترا) على أن أثرى وأقتر كل منهما (وهما نكرتان) وقع صفة لموصوف محذوف تقديره : (من) ولم تتوافر الشروط المذكورة لحذف الموصوف ، والتقدير من بين من أثرى ومن بين من أقتر أي : رجل أثرى ورجل أقتر ، فحذف منعوتين ، وذلك للضرورة. ـ


أي : إنسان أثرى وآخر أقتر (١) ، وكقوله :

٣٤١ ـ وغير كبداء شديدة الوتر

جادت بكفّي كان من أرمى البشر (٢)

وقد يحذف النعت إن علم ، مثل : (لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ)(٣) أي : نافع ، ومثل : (ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ)(٤) أي : تسلطت عليه ، مثل : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً)(٥) أي : رسولا جامعا لأكمل صفات الرسل ، وكقول المرقش الأكبر :

__________________

الديوان ١ / ١٩٢ وشرح العمدة ٥٤٨ وشفاء العليل ٧٢١ ، ٧٦١ والمرادي ٣ / ١٥٧ والعيني ٤ / ٨٤ والإنصاف ٧٢١ والأشموني ٣ / ٧٠ والمعاني الكبير ١ / ٥٢٧ والفائق في غريب الحديث ٣ / ١٥٣ واللسان (ثرى) ٤٧٩ و (قبص) ٣٥١١ و (قتر) ٣٥٢٥.

(١) في الأصل وم (أو آخر أمير) دون نقط الياء.

(٢) البيت من رجز ، لم أقف على قائله ، وقبله :

مالك عندي غير سهم وحجر

ويروى : ترمى بكفّي ...

المفردات : كبداء : قوس واسعة المقبض. الوتر : وتر القوس ، وصفه بالشدة والقوة.

الشاهد في : (كان من أرمى البشر) حيث حذف الموصوف وأقام الصفة مقامة ، والتقدير : بكفي رجل كان من أرمى البشر.

المقتضب ٢ / ١٣٩ والخصائص ٢ / ٣٦٧ والمحتسب ٢ / ٢٢٧ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٤٩ وابن يعيش ٣ / ٥٩ ، ٩٢ والمقرب ١ / ٢٢٧ وشرح الكافية الشافية ١١٦٥ وابن الناظم ١٩٥ والعيني ٤ / ٦٦ والخزانة ٢ / ٣١٢ والإنصاف ١ / ١١٤ ـ ١١٥ والهمع ٢ / ١٢٠ والدرر ٢ / ١٥٢ والأشموني ٣ / ٧١.

(٣) سورة المائدة الآية : ٦٨.

(٤) سورة الذاريات الآية : ٤٢. ولم يرد (أتت عليه) في ظ.

لم يقدر ابن الوردي النعت المحذوف في الآية الكريمة ، ولعله والله أعلم ، ما تذر من شيء قائم ، و (أتت عليه) صفة ثانية ، وقد يكتفى بها فلا حذف.

(٥) سورة النساء الآية : ٧٩.


٣٤٢ ـ وربّ أسيلة الخدّين بكر

مهفهفة (١) لها فرع وجيد (٢)

(٣) أي : فرع وافر وجيد طويل.

__________________

(١) في ظ (مفهمة).

(٢) البيت من الوافر للمرقش الأكبر ، واسمه عمرو أو عوف بن سعد بن مالك ، من بكر وائل. ورواية المفضليات : (منعمة لها فرع ...).

المفردات : أسيلة الخدين : ناعمتهما في استرسال وطول. مهفهفة : خفيفة اللحم ضامرة البطن. الفرع : الشعر التام. الجيد : العنق.

الشاهد في : (فرع وجيد) فقد حذف الصفة للعلم بها لكلا الاسمين ، والتقدير : فرع وافر ، وجيد طويل ، كما قدر الشارح.

شرح التسهيل ٣ / ٣٢٤ وشفاء العليل ٧٦١ والعيني ٤ / ٧٢ والأشموني ٣ / ٧٢ وشرح التصريح ٢ / ١١٩ والمفضليات ٢٢٤.

(٣) في ظ زيادة (أي فرع وجيد).


التوكيد

التوكيد المعنوي تبيين نصوصيّة المتبوع بكلمات منها : نفس أو عين ، بمعنى الحقيقة مضافين إلى ضمير المؤكد مطابقا له في الإفراد والتذكير وفروعهما.

واجمعهما في توكيد الجمع على (أفعل) كجاء الزيدون أنفسهم والهندات أعينهنّ ، وكذا في المثنّى على المختار ، فأنفسهما وأعينهما أجود من نفسيهما وعينيهما.

ومنها في الشمول : كلّ وكلا وكلتا وجميع ، مضافة إلى ضمير المؤكّد مطابقا له.

واستعملوا أيضا مثل (كلّ) وزن فاعلة من عمّ زائدا على ما ذكره في التوكيد أكثرهم ، كرأيت الجيش عامّته.

(١) فكلّ يؤكّد به ذو أجزاء غير المثنّى ، كالجيش كلّه.

وكلا وكلتا يؤكد بهما المثنى. وجميع ككلّ ، بدليل قولها ترقّص ابنها :

٣٤٣ ـ فداك حيّ خولان

جميعهم وهمدان (٢)

__________________

(١) في ظ (وكل).

(٢) البيت من مجزوء المنسرح.

الشاهد في : (جميعهم) فقد أكّد (حي خولان) بجميع دون أن تسبق بكل ؛ فهي بمنزلتها.

شرح الكافية الشافية ١١٧١ وابن الناظم ١٩٧ والعيني ٤ / ٩١ وشرح التصريح ٢ / ١٢٣ والهمع ٢ / ١٢٣ والدرر ٢ / ١٥٥.


ويجوز أن يتبع كله بأجمع ، وكلّها بجمعاء ، وكلهم بأجمعين ، وكلهن بجمع ، تقريرا وزيادة للتوكيد.

وقد يغني أجمع وجمعاء وأجمعون وجمع ، عن كلّ ، وهو قليل. وقد يتبع أجمع وأخواته بأكتع وكتعاء وأكتعين وكتع (١) ، وقد يتبع أكتع وأخواته بأبصع وبصعاء وأبصعين وبصع ، ولا يتعدّى هذا الترتيب.

وشذّ أجمع أبصع ، وأشذّ منه : جمع وبتع.

وقد أفرد أكتع عن أجمع ، وفصل بين المؤكّد والمؤكّد به ، وكذا أكد النكرة (٢) المحدودة من قال :

٣٤٤ ـ يا ليتني كنت صبيّا مرضعا

تحملني الذّلفاء حولا أكتعا

إذا بكيت قبّلتني أربعا

إذا ظللت الدهر أبكي أجمعا (٣)

__________________

(١) (وكتع) زيادة من ظ.

(٢) في الأصل وم (والمؤكد وكذا النكرة).

(٣) في نسخة (م) جعل البيت الثالث من هذا الرجز هو الثاني ، والرابع هو الثالث ، والثاني هو الرابع ، وسبب ذلك أنه نقل من النسخة التي جعلتها أصلا ، وفيها جاء البيت الثاني في الهامش بدايته مقابلة للبيت الرابع فوقع الخلط من ناسخ (م).

والأبيات من الرجز ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (حولا وأكتعا ، والدهر أجمعا) وفيها أربعة شواهد ، الأول : في (أكتعا) حيث أكد به (حولا) وهو غير مسبوق بأجمع الذي هو شرط في التأكيد به.

الثاني في : (حولا أكتعا) فقد أكد بأكتع النكرة حولا ، وهو جائز عند ـ ـ


ومذهب الكوفيين (١) جواز توكيد النكرة إن أفادت ، بأن كانت محدودة كيوم وليلة وشهر وحول ، بخلاف ما يصلح لقليل وكثير ، كحين ووقت وزمان.

وعن البصريين (٢) عموم المنع فلا يؤكّدون النكرة محدودة كانت أو غيرها. والصّواب مذهب الكوفيين ؛ إذ فيه رفع احتمال كما في المعرفة ، فقد استعمل ، كقوله :

٣٤٥ ـ لكنّه شاقه أن قيل ذا رجب

يا ليت عدّة شهر كلّه رجب (٣)

__________________

الكوفيين لكون النكرة محدودة ، وممنوع عند البصريين فلا يؤكد به إلا المعرفة ، ويرون أنما ورد شاذ.

الثالث في : (الدهر أبكي أجمعا) فقد فصل بين المؤكّد والمؤكّد بقوله (أبكي).

الرابع في : (الدهر أجمعا) فقد أكد باجمع الدهر ، وهو غير مسبوق بكل كما هو الشرط. وقد استشهد به الشارح على الثلاثة الأولى.

شرح جمل الزجاجي لابن عصفور ١ / ٢٦٨ وشرح الكافية الشافية ١١٧٣ وشرح العمدة ٥٦٢ ـ ٥٦٣ ، ٥٦٥ والمساعد ٢ / ٣٨٩ ، ٣٩١ وشفاء العليل ٧٣٨ وابن الناظم ١٩٧ والمرادي ٣ / ١٦٧ والعيني ٤ / ٩٣ وشرح التحفة الوردية ٢٧٦ وشرح شواهد شرح التحفة ٣١٥ والخزانة ٢ / ٣٥٧.

(١) شرح الكافية الشافية ١١٧٧ والمرادي ٣ / ١٦٩.

(٢) انظر المرجعين السابقين.

(٣) البيت من البسيط ، لعبد الله بن مسلم الهذلي ، وليس في شرح أشعار الهذليين. وروي (حول) بدل (شهر) وصححها العيني.

الشاهد في : (شهر كلّه) حيث أكد النكرة شهر بكل ، وسوغ ذلك عند الكوفيين كون النكرة محدودة.

ابن الناظم ١٩٨ والعيني ٤ / ٩٦ والإنصاف ٤٥١ والتصريح ٢ / ١٢٥ والأشموني ٣ / ٧٧ والشذور ٥٠٩.


ويستغنى في توكيد المثنى بكلتا وكلا ، عن وزن فعلاوين وأفعلين.

وأجاز الكوفيون (١) فيه جمعاوين وأجمعين ، واعترفوا بأنه لم ينقل.

وإذا أكد ضمير الرفع المتصل بالنفس أو بالعين فلا بدّ من توكيده قبل بمنفصل (٢) ، كقوموا أنتم أنفسكم ، ولا يلزم ذلك في غير التوكيد بالنفس والعين ، فيجوز قوموا كلكم ، [وقوموا أنتم كلكم](٣).

وضمير غير الرفع لا يجب فيه ذلك أيضا ، أكّد فيه بالنفس والعين أم لا ، فيجوز رأيتك نفسك ، أو إيّاك نفسك ، ومررت بك عينك ، أو أنت عينك.

والتوكيد اللفظيّ تكرار معنى المؤكّد بإعادة لفظه أو تقويته بمرادف للتقرير. وتؤكد جملة كادرجي ادرجي ، ومفردا مثل : (دَكًّا دَكًّا)(٤).

ولا تعد لفظ ضمير متصل إلا بمثل ما اتصل به كعجبت منك منك ، ومررت بك بك.

والحروف غير الجوابية لا تؤكد غالبا إلا ومع المؤكّد كالذي

__________________

(١) المرادي ٣ / ١٧٠ وشفاء العليل ٧٣٧.

(٢) في ظ (من توكيد قبل المنفصل).

(٣) ما بين القوسين [] زيادة من ظ.

(٤) سورة الفجر الآية : ٢١.


مع المؤكّد ، أو مرادفه مثل : إنّ زيدا (١) إنّ زيدا فاضل ، وفي الدار في الدار زيد ، وإن شئت : إنّ زيدا إنّه ، وفي الدار فيها ، كقوله تعالى : (فَفِي رَحْمَتِ اللهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)(٢) وقد يفرد كقوله :

٣٤٦ ـ حتّى يراها وكأنّ وكأن

أعناقها مشدّدات بقرن (٣)

وأقل منه لكونه على حرف قوله :

٣٤٧ ـ فلا والله لا يلفى لما بي

ولا للما بهم أبدا دواء (٤)

__________________

(١) سقطت (إن زيدا) من ظ.

(٢) سورة آل عمران الآية : ١٠٧. لما أكد الحرف (في) وهو غير جوابي أعاد ضمير المؤكّد مع المؤكّد ؛ فالهاء في (فيها) تعود إلى (رحمة الله) المجرور بفي.

(٣) البيت من رجز لخطام المجاشعي. وقيل : للأغلب العجلي.

الشاهد في : (وكأنّ وكأن) فقد أكد الحرف الناسخ توكيدا لفظيّا قبل أن يتصل به معموله ، والأكثر أن يقال : وكأن أعناقها وكأنها ، فيذكر معموله مع الأول وضميره مع الثاني.

شرح الكافية الشافية ١١٨٧ وابن الناظم ٢٠٠ وشرح التحفة ٢٨٢ وشفاء العليل ٧٤٤ والمساعد ٢ / ٣٩٩ والمرادي ٣ / ١٨٠ والعيني ٤ / ١٠٠ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٢٥ والأشموني ٣ / ٨٣ وشرح التصريح ٢ / ١٣٠ والهمع ٢ / ١٢٥ والدرر ٢ / ١٦٠.

(٤) البيت من الوافر لمسلم بن معبد الوالبي. ورواية الخزانة للشطر الثاني : (وما بهم من البلوى دواء) وعليها لا شاهد في البيت.

الشاهد في : (للما) فقد كرر حرف الجر اللام توكيدا لفظيّا ، وهو أقل من تأكيد الحروف التي تأتي على أكثر من حرف كما في البيت السابق ، فهو غاية الشذوذ. شرح الكافية الشافية ١١٨٨ ، ١١٨٩ وابن الناظم ٢٠١ وشرح التحفة ٢٨٣ والمساعد ٢ / ٣٩٨ والمرادي ٣ / ١٧٨ والعيني ٤ / ١٠٣ وشرح شواهد ـ ـ شرح التحفة ٣٢٦ والخزانة ١ / ٣٦٤ والأشموني ٣ / ٨٣.


والشذوذ أقلّ إن غاير المؤكّد المؤكّد ، كقوله :

٣٤٨ ـ فأصبح لا يسألنه عن بما به (١)

أصعّد في علو الهوى أم (٢) تصوّبا (٣)

أمّا الحرف الجوابي فلك ألّا تصله بشيء فتقول لمن قال : هل قام زيد؟ نعم نعم ، أولا لا. ولمن قال : ألست بقائم (٤)؟ بلى بلى.

ومضمر الرفع المنفصل يؤكّد به المستتر ، مثل : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)(٥). والمتصل مطلقا ، كفعلت أنت ، أكرمتني أنا ، مررت به هو.

__________________

(١) في الأصل (ثمامه) وفي م (ثمامة) بدل (بما به). وإن صح هذا اللفظ عن الشاعر فلا شاهد في البيت.

(٢) في ظ (أو).

(٣) البيت من الطويل ، للأسود بن يعفر ، اشتهر بأعشى بني نهشل ، شاعر جاهلي. ورواية الديوان (فأصبحن).

الشاهد في : (عن بما) فقد أكد حرف الجر (عن) بالباء التي بمعناها ، وهو شاذ ، لكنه أقل من الشاهد السابق ؛ لمغايرة المؤكد للمؤكد ، وكون أحدهما على حرفين.

الديوان ٢١ ومعاني القرآن للفراء ٣ / ٢٢١ وسر الصناعة ١ / ١٣٦ وشرح الكافية الشافية ١١٨٨ وابن الناظم ٢٠١ والعيني ٤ / ١٠٣ وشرح التحفة الوردية ٢٨٣ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٢٧ والخزانة ٤ / ١٦٢ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٦ / ٧٤ والهمع ٢ / ٢٢ ، ٣٠ ، ٧٨ ، ١٥٨ والدرر ٢ / ١٤ ، ٢٥ ٩٥ ، ٢٢١ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٧٧٤ وشرح التصريح ٢ / ١٣٠ والأشموني ٣ / ٨٣ واللسان (صعد) ٢٤٤٥.

(٤) في ظ (بقائل).

(٥) سورة البقرة الآية : ٣٥. فقد أكد الضمير المستتر في (اسكن) بالضمير المنفصل (أنت) ، وذلك شرط في العطف على ضمير الرفع المستتر.


العطف

[عطف البيان]

العطف على ضربين : عطف بيان وعطف نسق.

والغرض الآن بيان عطف البيان ، وهو تابع جامد غير مؤول بمشتق ، مغاير يشبه الصفة في كونه ظاهرا بعد ظاهر ، كاشفا حقيقة المقصود به ، وهو المسمّى المتبوع ، وأوله من موافقة المتبوع ما ولي النعت من موافقة المتبوع في التعريف والتنكير والإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث.

وكما يكون عطف البيان معرفة تبعا لمعرفة مثل :

٣٤٩ ـ أقسم بالله أبو حفص عمر (١)

 ...

فقد (٢) يكون نكرة تبعا لنكرة ، ولا يلتفت إلى منع بعضهم (٣)

__________________

(١) البيت من رجز قاله عبد الله بن كيسبة ، أو رؤبة ، وليس في ديوانه. وبعده :

ما مسها من نقب ولا دبر

الشاهد في : (أبو حفص عمر) على أن عمر عطف بيان لأبي حفص.

شرح الكافية الشافية ١١٩١ وابن الناظم ٢٠١ وابن يعيش ٣ / ٧١ وابن عقيل ٢ / ١٧١ والعيني ١ / ٣٩٢ و ٤ / ١١٥ والخزانة ٢ / ٣٥١.

(٢) في الأصل وم (وقد).

(٣) زعم الشلوبين أن المنع مذهب البصريين ، وقد أجازه الكوفيون والفارسي وابن جني وابن عصفور والناظم وابنه. انظر الأشموني ٣ / ٨٦ وتبعهم الشارح.


ذلك ؛ بدليل قوله تعالى : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ)(١).

وهو صالح لأن يحكم عليه بالبدلية إلّا في موضعين :

الأول : أن يكون التابع مفردا (٢) معرفة والمتبوع منادى مثل : يا غلامنا يعمر ؛ إذ لو كان بدلا للزم بناؤه على الضم ، لأنه يكون في نية تكرار حرف النداء ، ومثل : يا غلامنا يعمر ، قوله :

٣٥٠ ـ أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا

أعيذكما بالله أن تحدثا حربا (٣)

__________________

(١) سورة النور الآية : ٣٥. فـ (زيتونة) عطف بيان لـ (شجرة) وكلاهما نكرتين.

(٢) في ظ زيادة (معربا).

(٣) البيت من الطويل ، لطالب بن أبي طالب بن عبد المطلب ابن عم المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان في جيش كفار مكة يوم بدر فجرت ملاحاة بينه وبين بعضهم في ولاء بني هاشم للنبي دون قريش ، فعاد إلى مكة ولم يحضر بدرا. انظر السيرة لابن هشام ٢ / ٥٣٣.

وورد في غاية المطالب في شرح ديوان أبي طالب أنه لأبي طالب ، وكذا نسبه البغدادي في شرح شواهد شرح التحفة الوردية ٣٤٨. وهذا غير صحيح فإن أبا طالب توفي سنة عشر من البعثة ، والقصيدة بدرية بكى فيها على قتلى بدر ، ودعا فيها إلى الأخذ بالثأر من الأنصار.

الشاهد في : (أخوينا عبد شمس ونوفلا) على أن عبد شمس عطف بيان لأخوينا ، و (نوفلا) معطوف على (عبد). ولا يجوز هنا كونهما بدلين لتعذر ذلك في (نوفلا) فلا يقال : يا نوفلا ؛ فالبدل على نية تكرار العامل و (نوفلا) منصوب ظاهر النصب.

غاية المطالب ٤٧ وشرح الكافية الشافية ١١٩٧ وابن الناظم ٢٠٣ وشرح التحفة ٢٩٢ وشفاء العليل ٧٦٥ والعيني ٤ / ١١٩ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٤٦ والهمع ٢ / ١٢١ والدرر ٢ / ١٥٣ وسيرة ابن هشام ٢ / ٥٣٤.


الثاني : أن يكون المعطوف خاليا من (١) (أل) للتعريف والمعطوف عليه معرّف بها مضاف إليه صفة مقرونة بها ، كقوله :

٣٥١ ـ أنا ابن التارك البكريّ بشر

عليه الطير ترقبه وقوعا (٢)

ليست بدليّته بمرضية إلّا عند الفراء (٣) ؛ لأنّ البدل في نية تكرار العامل ، والتارك لا يصحّ أن يضاف إلى بشر ؛ لأنّا قدمنا أنّ

__________________

(١) في ظ (عن) بدل (من).

(٢) البيت من الوافر ، للمرّار بن سعيد الفقعسي الأسدي. وفي الأصول (عكوفا) بدل (وقوعا).

الشاهد في : (البكري بشر) على أن (بشر) عطف بيان للبكري ، ولا يجوز جعله بدلا ؛ لأن البدل على نية تكرار العامل ؛ فيلزم أن يكون التقدير أنا التارك بشر ، وهذا لا يجوز ؛ لما عرف في باب الإضافة من أن الصفة إذا كانت بأل لا تضاف إلا إلى ما فيه (أل) أو ما أضيف إلى ما فيه (أل).

وأجاز الفراء والفارسي إضافة الوصف المقترن بأل إلى العلم ، وعليه يجوز عندهما جعل بشر بدلا من التارك. وقال الأعلم في حاشيته على كتاب سيبويه : «وأجري (بشرا) على لفظ (البكري) عطف بيان عليه أو بدلا منه ، وإن لم يكن فيه الألف واللام ، وجاز ذلك لبعده عن الاسم المضاف ؛ ولأنه تابع ، والتابع يجوز فيه ما لا يجوز في المتبوع».

سيبويه والأعلم ١ / ٩٣ والأصول ١ / ١٦٠ والتبصرة ١٨٤ وفرحة الأديب ٣٧ وشرح العمدة ٥٥٤ ، ٥٩٧ وشرح التحفة ٢٩١ والمفصل ١٢٣ وبصائر ذوي التمييز ٥ / ٢٥١ وابن الناظم ٢٠٣ وشفاء العليل ٧٦٤ والمساعد ٢ / ٤٢٥ والمرادي ٣ / ١٨٧ وابن عقيل ٢ / ١٧٤ وابن الناظم ٢٠٣ والعيني ٤ / ١٢١ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٤٤ والخزانة ٢ / ١٩٣ والهمع ٢ / ١٢٢ والدرر ٢ / ١٥٣.

(٣) انظر : المرادي ٣ / ١٨٨ والمساعد ٢ / ٤٢٥ والأشموني ٣ / ٨٧.


الصفة المقرونة بأل لا تضاف إلى عار منها ، ومن إضافة المقرون بها إلّا عند الفراء.


عطف النسق

هو التابع بتوسّط حرف متبع مثل : اخصص من صدق بودّ وثناء.

ويشرّك في الإعراب والمعنى من حروف العطف ستة : (الواو ، وثمّ ، والفاء ، وحتّى ، وأم ، وأو) نحو : فيك صدق ووفاء.

والبواقي تشرّك في الإعراب وحده ، وهي : (بل ولا ولكن) تقول : لم يبد امرؤ (١) لكن طلا. وزاد الكوفيون (ليس) محتجين بقوله :

٣٥٢ ـ أين المفرّ والإله الطالب

والأشرم المغلوب ليس الغالب (٢)

__________________

(١) في ظ (أمن).

(٢) البيتان من رجز قالهما نفيل بن حبيب الحميري. ويقال إنه قال للفيل ابرك يا محمود فإنك في بلد الله الحرام ، فبرك ولم يقبل الوصول إلى الكعبة.

المفردات : المفر : المخرج والملجأ. الأشرم : مشقوق الأنف أو الشفة أو الأذن ، والمقصود هنا أبرهة صاحب القصة المعروفة في غزوه الكعبة ، وما أصابه من طير الأبابيل ، وقد أصابه حجر منها فشق أنفه ، ونجّاه الله من الموت ليخبر قومه القصة. والله أعلم.

الشاهد في : (ليس الغالب) على أن ليس حرف عطف عند الكوفيين بمنزلة (لا) عطفت الغالب على المغلوب ، والتقدير : لا الغالب. وقد ذكر الشارح تخريج البصريين له ، والخبر عندهم تقديره : إياه.

شرح التسهيل ٣ / ٣٤٦ وشرح الكافية الشافية ١٢٣٣ وابن الناظم ٢٠٤ وشفاء العليل ٧٧٨ والعيني ٤ / ١٢٣ والهمع ٢ / ١٣٨ والدرر ٢ / ١٩٠.


ونحن (١) نجعل (الغالب) اسم ليس ، وخبرها ضميرا متصلا عائدا على الأشرم حذف لاتصاله ، كما حذف في قوله :

٣٥٣ ـ فأطعمتها من لحمها وسنامها

شواء وخير الخير ما كان عاجله (٢)

ف (الواو) عند المحققين لمطلق الجمع ، لا لترتيب ولا معيّة ، فيعطف بها لاحق في الحكم ، كجاء زيد وعمرو بعده ، وسابق ، كجاء زيد وعمرو قبله ، ومصاحب موافق للمتبوع في زمن حصول الاشتراك ، كجاء زيد وعمرو معه.

وتختصّ الواو ، أي : تنفرد بعطف الذي لا يغني متبوعه ، نحو : اصطفّ هذا وابني ، وسعد وسعيد حاضران.

وبعطف سببي على أجنبي في الاشتغال وغيره ، كزيدا ضربت عمرا وأخاه ، وخالدا مررت بقومك وقومه.

وبعطف ما تضمنه الأول أو رادفه ، مثل : (حافِظُوا عَلَى

__________________

(١) يعني البصريين. وفي ظ (ونحو) بدل (نحن).

(٢) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله. وروي : (فأطعمنا) بدل (فأطعمتها) و (سديفها) بدل (سنامها) ومعناه شحم السنام.

الشاهد في : (كان عاجله) على أن (عاجله) اسم كان ، وخبرها ضمير محذوف والتقدير : كانه عاجله. وقد أورده الشارح شاهدا لحذف الضمير في قوله : (ليس الغالب) في الشاهد السابق ، تأييدا لتخريج البصريين. وقيل يجوز أن تكون (كان) زائدة ، ويكون عاجله خبرا لخير ، وعليه فلا شاهد فيه.

شرح التسهيل ٣ / ٣٤٦ وابن الناظم ٢٠٤ والعيني ٤ / ١٢٤ وشواهد التوضيح ٣٥.


الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى)(١) ومثل : (لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً)(٢).

وبجواز فصل معطوفها بظرف أو عديله ، كقوله :

٣٥٤ ـ يوما تراها كمثل أردية ال

عصب ويوما أديمها نغلا (٣)

وكقوله تعالى : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا)(٤).

__________________

(١) سورة البقرة الآية : ٢٣٨. فقد عطف بالواو (الصلاة) وهي متضمنة في المعطوف عليه (الصلوات) وهذا مما تختص به الواو.

(٢) سورة المائدة الآية : ٤٨. فقد عطف بالواو (منهاجا) وهو مرادف للمعطوف عليه (شرعة) وهو مما تختص به الواو أيضا.

(٣) البيت من المنسرح للأعشى ميمون من قصيدة يمدح بها سلامة ذا فائش.

ورواية الديوان : (كشبه أردية الخمس).

المفردات : العصب : ضرب من البرود. الأديم : وجه الأرض. النغل : الفساد ، يقال : نغل وجه الأرض إذا تهشّم من الجدوبة. الخمس : (بكسر الخاء) ضرب من برود اليمن.

الشاهد في : (تراها ... ويوما أديمها) فقد فصل بالظرف (يوما) بين الواو ومعطوفها (أديم) والمعطوف عليه ضمير الهاء في (تراها) وهو جائز.

الديوان ٢٨٣ والخصائص ٢ / ٣٩٥ وشرح الكافية الشافية ١٢٣٨ وشرح العمدة ٦٣٦ والبحر ١ / ٣٨٩ واللسان (اأدم) ٤٥ و (خمس) ١٢٦٤ و (نغل) ٤٤٩٠.

(٤) سورة يس الآية : ٩. على أن (سدّا) الثانية معطوفة بالواو على (سدّا) الأولى ، وقد فصل بين الواو ومعطوفها بالجار والمجرور (من خلفهم).


وبجواز (١) تقديمها مع معطوفها على المعطوف عليه اضطرارا (٢) ، كقول يزيد بن الحكم :

٣٥٥ ـ جمعت وفحشا غيبة ونميمة

خصالا ثلاثا لست عنها بمرعوي (٣)

وبجواز (٤) اتباع المجرور على الجوار ، مثل : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ)(٥)

__________________

(١) في الأصل وم (ويجوز).

(٢) في ظ (اضرارا).

(٣) البيت من الطويل ليزيد بن الحكم بن أبي العاص الثقفي ، أحد شعراء الدولة الأموية. ونسبه ابن الشجري في أماليه إليه وإلى زيد بن عبد ربه. وروي : (جمعت وبخلا) و (خلالا ثلاثا) و (ثلاث خلال) و (ثلاث خصال) و (ثلاث خصال لست عنهن ترعوي).

الشاهد في : (وفحشا غيبة) حيث قدم الواو مع معطوفها (فحشا) على المعطوف عليه (غيبة) والأصل جمعت غيبة ونميمة وفحشا. وقال ابن جني : إن الواو بمعنى (مع).

شرح العمدة ٦٣٧ والخصائص ٢ / ٣٨٣ والأصول ١ / ٣٩٧ وأمالي ابن الشجري ١ / ١٧٧ وشفاء العليل ٤٩٠ ، ٧٩٦ والعيني ٣ / ٨٦ والخزانة ١ / ٤٩٥ ، ٤٩٧ والهمع ١ / ٢٢٠ والدرر ١ / ١٩٠.

(٤) في م (ويجوز).

(٥) سورة المائدة الآية : ٦.

بجر (أرجلكم) عطفا بالواو على (رؤوسكم) على الجوار. وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وحمزة وأبي بكر. حجة القراءات ٢٣٣.

وقرأ حفص ونافع وابن عامر والكسائي ويعقوب (وأرجلكم) بالفتح. الإتحاف ١ / ٥٣٠ ـ ٥٣١.

وقال في البيان في غريب إعراب القرآن ١ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥ : «قيل : هو معطوف على الرؤوس إلا أن التحديد دل على الغسل ، فإنه لما حدّ الغسل بالكعبين كما حدّ الغسل في الأيدي إلى المرافق ، دلّ على أنه غسل كالأيدي.

وقيل : المسح في اللغة يقع على الغسل ، ومنه يقال : تمسحت ـ


و (مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ) (١) (وَحُورٌ عِينٌ) (٢٢) (٢) وكقولهم : جحر ضبّ خرب (٣) ، وكقوله :

٣٥٦ ـ ...

كبير أناس في بجاد مزمّل (٤)

__________________

للصلاة ، أي : توضأت. وقال أبو زيد الأنصاري : ـ وكان من هذا الشأن بمكان ـ المسح خفيف الغسل ، فبينت السنة أن المراد بالمسح في الرجل هو الغسل». وانظر مشكل إعراب القرآن ١ / ٢٢٠ ـ ٢٢١.

(١) سورة الرحمن الآية : ٣٥. بجر (نحاس) على أنه معطوف على (نار) على الجوار. وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وروح ووافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن. الحجة في القراءات ٦٩٣.

وقرأ الباقون (ونحاس) بالرفع عطفا على (شواظ) أول الآية (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس). انظر الإتحاف ٢ / ٥١١ ومشكل إعراب القرآن ٢ / ٣٤٤ ـ ٣٤٥.

(٢) سورة الواقعة الآية : ٢٢. بجر (حور) عطفا على (لَحْمِ طَيْرٍ) على الجوار ، وهي قراءة حمزة والكسائي وأبو جعفر.

وقرأ الباقون (وَحُورٌ عِينٌ) بالرفع على أن (حور) مبتدأ ، خبره محذوف تقديره : لهم حور ، أو أن (حور) معطوف على (ولدان) أي : يطوف عليهم ولدان وحور ، و (عين) صفة لحور. انظر الإتحاف ٢ / ٥١٥ والنشر ٢ / ٣٨٣ ومشكل إعراب القرآن ٢ / ٣٥١.

(٣) (خرب) صفة لـ (جحر) المرفوع ، لكنها جرّت على الجوار لضب.

(٤) البيت من الطويل ، من معلقة امرئ القيس. وصدره :

كأن ثبيرا في عرانين وبله

وروي : (كأن أبانا في عرانين) وفي الديوان (كأن أبانا في أفانين ودقه).

المفردات : ثبير : عدة أجبلة بمكة قال ياقوت إنها أربعة. عرانين. وبله : أول المطر. أبان : جبلان قرب ضريّة في منطقة القصيم ناحية المدينة المنورة ، وهما أبان الأسود والأبيض. أفانين ودقه : ضروب المطر. بجاد : كساء مخطط يؤخذ من وبر الإبل وصوف الغنم. مزمل : ملتف.

الشاهد في : (مزمّل) بجره على المجاورة لـ (بجاد) المجرور ، وكان حقه ـ ـ


وكقوله :

٣٥٧ ـ يا صاح يا ذا الضامر العنس

والرحل والأقتاب والحلس (١)

__________________

الرفع لأنه صفة لـ (كبير) المرفوع. وقيل : إنه جرّ لمجاورته (أناس) تقديرا لا لـ (بجاد) ؛ الذي حقه التأخير عن (مزمل) لتعلق به ، وأصل التركيب : كبير أناس مزمل في بجاد. وفيه تخريجات أخرى ذكرها السيوطي ٨٨٣.

الديوان ١٥٨ والخصائص ١ / ١٩٢ وأمالي ابن الشجري ١ / ٩٠ وشفاء العليل ٧٤٨ والخزانة ٢ / ٣٢٧ و ٣ / ٦٣٩ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٤ / ٤١ و ٧ / ١١١ و ٨ / ٧٣ والكامل ٣ / ٩٠ ، ٩١.

(١) البيت من الكامل لخزز بن لوذان السدوسي ، شاعر جاهلي. وقد روي عجزه عدة روايات : (ذي الأنساع) و (الأقتاد) بدل (الأقتاب) وكلها فيها الشاهد.

ونسبه في الأغاني مع بيت آخر لخالد بن المهاجر المخزومي ، وهو شاعر إسلامي.

المفردات : الضامر : الخفيف البطن. العنس : الناقة الشديدة. الرحل : ما يتخذ للركوب على الناقة والجمل من خشب وغيره ، أو متاع المسافر.

الأقتاب : واحده قتب ، وهو ما يوضع على ظهر البعير للحمل عليه ، وأدوات السانية من أعلاقها وحبالها. الأقتاد : خشب الرحل. الحلس : الكساء الذي يوضع على ظهر الحيوان تحت الرحل ؛ ليقيه أثر الرحل.

الشاهد في : (والرحل) حيث جرها على الجوار (للعنس) المجرور بالإضافة ، مع أن الرحل معطوفة على (ضامر) المرفوع على الوصفية لاسم الإشارة (ذا) المبني في محل رفع على النداء ، والتقدير يا هذا الرجل الضامر العنس والرحل. وقيل : التقدير : يا هذا الذي ضمرت عنسه ، على أن (أل) موصول فظهر إعرابه على ما بعده لتعذر ظهوره على (أل) و (العنس) مجرور بالإضافة في الحالين ؛ فجر (الرحل) على الجوار ، وهو معطوف على (ضامر) المرفوع ، وليس على (العنس) لعدم مناسبة المعنى.

وسبب هذه التخريجات أن (الضامر) المضاف إلى (العنس) وقع صفة لاسم الإشارة المنادى بيا ، وصفة المنادى إذا كانت مضافة وجب ـ ـ


وبجواز (١) حذفها إن أمن اللبس ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تصدّق رجل من ديناره (٢) من درهمه من صاع برّه من صاع تمره (٣)».

__________________

نصبها ، وقد جاء (الضامر) المضاف إلى (العنس) مرفوعا ؛ لأن الإضافة غير محضة ، وهي رواية سيبويه واستشهد به لهذا.

وقد أنشد الكوفيون (الضامر) بالجر على أن (ذا) المنادى بمعنى صاحب ، وعليه يكون (الرحل) وما بعده معطوف على مجرور ولا شاهد في البيت لما أورده الشارح.

وخرج السيرافي رواية سيبويه على باب (علفتها تبنا وماء باردا) وهو التضمين. انظر هذه الأقوال وغيرها في الخزانة ١ / ٣٢٩ ـ ٣٣٠.

سيبويه والأعلم ١ / ٣٠٦ والمقتضب ٤ / ٢٢٣ ومجالس ثعلب ٢٧٥ ، ٤٤٥ والخصائص ٣ / ٣٠٢ والأصول ١ / ٤١٣ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣٢١ وشرح العمدة ٦٤٠ وابن يعيش ٢ / ٨ والمساعد ٢ / ٥١٥.

(١) في الأصل وم (ويجوز).

(٢) في ظ (دنياه).

(٣) هذا جزء من حديث أخرجه مسلم في (الحث على الصدقة) ٧ / ١٠٢ ، ١٠٣ عن المنذر بن جرير عن أبيه من حديث طويل ، قال : كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صدر النهار ، إلى أن قال : «تصدق رجل من ديناره من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، من صاع تمره». وأخرجه النسائي في (باب التحريض على الصدقة) ٥ / ٧٥ ـ ٧٦ بلفظ مسلم. ورواه أحمد في مسنده ٤ / ٣٥٩ عن المنذر بن جرير عن أبيه قال : كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في صدر النهار ، قال : فجاء قوم حفاة عراة مجتابي الثياب أو العباءة ... إلى أن قال : «لقد تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه ، من صاع بره من صاع تمره» حتى قال : «ولو بشق تمرة ...». الحديث. وانظر شرح العمدة ٦٤٠ والمساعد ٢ / ٤٧٣.

والشاهد في الحديث : حذف الواو من المعطوفات على (ديناره) لأمن اللبس ، والتقدير : تصدق رجل من ديناره ومن درهمه ، ومن صاع بره ومن صاع تمره.


و (الفاء) للترتيب باتصال مثل : (خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ)(١). والأكثر كون المعطوف بها مسبّبا ، واجتمع القسمان في قوله تعالى : (فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْناهُ)(٢). وتختصّ الفاء بعطف ما لا يكون صلة على ما هو صلة ، مثل : الذي يطير فيغضب زيد الذباب ؛ إذ الفاء تجعل ما قبلها وما بعدها كجملة واحدة لأجل السببية (٣) ، فكأنك قلت : الذي إن يطر يغضب زيد الذباب.

و (ثمّ) للترتيب في المعنى بتراخ ، مثل : (فَغَوى (١٢١) ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ)(٤) وقد تأتي لترتيب ذكر ، مثل : (ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً)(٥) ، وقد تقع موقع الفاء كقوله :

٣٥٨ ـ كهزّ الرّدينيّ تحت العجا

ج جرى في الأنابيب ثمّ اضطرب (٦)

__________________

(١) سورة الانفطار الآية : ٧.

(٢) سورة المزمل الآية : ١٦. عطف (أخذنا) على (عصى) بالفاء ، وقد أفادت الترتيب والسببية ؛ فالأخذ بعد العصيان ومسبب عنه.

(٣) ولو جعل موضع الفاء واوا أو غيرها ، فقيل : الذي يطير ويغضب زيد الذباب ، لم تصح العبارة ؛ لأن جملة (يغضب زيد) تخلو من العائد على الموصول ، لرفعها الظاهر (زيد) فلا يصح أن تعطف بها على الصلة ؛ لأن شرط ما يعطف على الصلة أن يصلح وقوعه صلة ، وهذه الجملة لا تصلح لعدم الضمير الرابط.

(٤) سورة طه الآيتان : ١٢١ ، ١٢٢. فإن الاجتباء حصل بعد الغواية وليس متصلا.

(٥) سورة الأنعام الآية : ١٥٤ ، ولم ترد (تماما) في ظ. فـ (ثم) في الآية لترتيب ذكر ، ولا تفيد معنى التراخي.

(٦) البيت من المتقارب ، قاله أبو دواد الإيادي ، واسمه جارية بن الحجاج. وقيل : لحميد بن ثور ، ورواية ديوان حميد : (بين الأكف) بدل (تحت العجاج). ـ ـ


وقد تقع الفاء موقعها ، مثل : (وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (٤) فَجَعَلَهُ غُثاءً)(١).

و (حتّى) لعطف بعض على كلّ ولو بتأويل كقوله :

٣٥٩ ـ ألقى الصحيفة كي يخفّف رحله

والزاد حتّى نعله ألقاها (٢)

__________________

المفردات : الرديني : الرمح ، سمي بذلك نسبة إلى ردينة ، وهي امرأة تقوّم الرماح ، كما نسبت الرماح السمهرية إلى زوجها ، واسمه سمهر. العجاج : الغبار. الأنابيب : مفردها أنبوبة ، وهي ما بين كل عقدتين من عقد القصب.

الشاهد في : (ثم اضطرب) فقد وقعت (ثم) موقع الفاء ؛ فأفادت التعقيب ؛ لأن الاضطراب أعقب الهز مباشرة ، ولم يتراخ عنه.

أبو دواد الإيادي وما تبقى من شعره ٢٩٢ وديوان حميد ٤٣ والمعاني ١ / ٥٨ وشرح الكافية الشافية ١٢٠٩ وشرح العمدة ٦١٢ والمغني ١١٩ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٣ / ٥٣ والجنى الداني ٤٢٧ والمرادي ٣ / ١٩٧ وابن الناظم ٢٠٦ وشفاء العليل ٧٨٢ والمساعد ٢ / ٤٤٩ وشرح التحفة الوردية ٢٩٤ والعيني ٤ / ١٣١ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٥٠ والهمع ٢ / ١٣١ والدرر ٢ / ١٧٤.

(١) سورة الأعلى الآيتان : ٤ ، ٥. فالفاء في الآية الكريمة (فجعله غثاء) وقعت موقع ثم ؛ فأفادت التراخي ؛ فالعشب لا يكون غثاء يابسا عقب إنبات الله له مباشرة ، وإنما بعد وقت.

(٢) البيت من الكامل ، للمتلمس ، واسمه جرير بن عبد المسيح النزاري ، شاعر جاهلي ، يشير إلى قصته وطرفة بن العبد مع ملك الحيرة عمرو بن هند.

وقيل : قاله أبو مروان النحوي ، أو مروان النحوي ، وهو مروان بن سعيد النحوي ، ينتهي نسبه إلى المهلب بن أبي صفرة ، وهو أحد أصحاب الخليل المتقدمين في النحو.

الشاهد في : (والزاد حتى نعله) فقد عطف نعله بـ (حتى) على الصحيفة والزاد ؛ لأن المراد من إلقاء الصحيفة وغيرها إلقاء ما يثقله ، والنعل بعض ـ ـ


المعنى ألقى ما يثقله حتى نعله.

ولا يكون (١) إلّا غاية للمعطوف عليه مثل : مات الناس حتى الأنبياء.

و (أم) تعطف بعد همزة التسوية ، مثل : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ*)(٢) ، أو بعد همزة تغني عن لفظ (أيّ) ، نحو : أزيد عندك أم عمرو؟ إذ يحسن أن تقول (٣) : أيّ الرجلين عندك ، أزيد أم عمرو؟ وربّما (٤) حذفت الهمزة إن أمن اللبس ، كقوله :

__________________

ما يثقله ، والنعل غاية في النقص للصحيفة والزاد. وذكر السيوطي في شرح شواهد المغني عدة تخريجات ١ / ٣٧٠.

ويجوز في (نعله) ثلاثة أوجه : النصب عطفا على ما سبق. والرفع على الابتداء ، وجملة (ألقاها) خبره ، و (حتى) للابتداء. والجر على أن (حتى) حرف جر بمنزلة (إلى).

ديوان المتلمس ٣٢٧ وسيبويه والأعلم ١ / ٥٠ والتبصرة ٤٢٣ والمخصص ١٤ / ٦١ وشرح العمدة ٦١٤ ورصف المباني ١٨٢ والجنى الداني ٥٤٧ ، ٥٥٣ وشرح جمل الزجاجي ١ / ٥١٩ وشرح التحفة الوردية ٢٩٨ وابن يعيش ٨ / ١٩ وشفاء العليل ٦٦٧ وابن الناظم ٢٠٦ والمرادي ٣ / ٢٠١ والمساعد ٢ / ٤٥٢ والعيني ٤ / ١٣٤ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٥٤ والخزانة ١ / ٤٤٥ و ٤ / ١٤٠.

(١) المعطوف بها يكون غاية في زيادة ، كما مثل ، أو نقص ، مثل : قدم الحجاج حتى المشاة.

(٢) سورة البقرة الآية : ٦ ويس الآية : ١٠.

فأم عاطفة لوقوعها بعد همزة التسوية المحذوفة من (أنذرتهم) بهمزة واحدة ؛ للاستغناء بأم عنها ، كما في قراءة ابن محيصن. انظر المحتسب ١ / ٥٠ و ٢ / ٢٠٥ والإتحاف ١ / ٣٧٦ والعكبري ١ / ١٤. وكذا هي عاطفة على قراءة الجمهور (أأنذرتهم) بإثبات همزة التسوية.

(٣) في ظ (القول).

(٤) في ظ (وبما) بسقوط الراء).


٣٦٠ ـ لعمرك ما أدري وإن كنت داريا

بسبع رمين الجمر (١) أم بثمان (٢)

وإن خلت (أم) عن بعض ما قيّدت به فهي منقطعة بمعنى (بل) مثل : إنها لأبل أم شاء (٣). وكقوله :

٣٦١ ـ فليت سليمى في المنام ضجيعتي

هنالك أم في جنة أم جهنّم (٤)

__________________

(١) في ظ (الهر).

(٢) البيت من الطويل ، قاله عمر بن أبي ربيعة المخزومي ، من قصيدة يتغزل فيها بعائشة بنت طلحة ، ورواية الديوان :

فو الله ما أدري وإني لحاسب

بسبع رميت الجمر أم بثمان

وروي : (رميت) بدل (رمين) يقصد نفسه.

الشاهد في : (بسبع) حيث حذفت همزة الاستفهام المقدمة على (أم) المتصلة ؛ لأمن اللبس ، والأصل أبسبع.

الديوان ٢٥٨ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٨٥ والمقتضب ٣ / ٢٩٤ والمحتسب ١ / ٥٠ وأمالي ابن الشجري ١ / ٢٦٦ و ٢ / ٣٣٥ وشرح الكافية الشافية ١٢١٥ وشرح العمدة ٦٢٠ وابن الناظم ٢٠٧ وابن يعيش ٨ / ١٥٤ والمساعد ٢ / ٤٥٥ والعيني ٤ / ١٤٢ والخزانة ٤ / ٤٤٧ وشرح أبيات المغني للبغدادي ١ / ٣٤ والهمع ٢ / ١٣٢ والدرر ٢ / ١٧٥ والبحر ١ / ١٤٣.

(٣) المحتسب ١ / ٩٩ وشرح الكافية الشافية ١٢١٩ والمغني ١٤ والهمع ٢ / ١٣٣.

(٤) البيت من الطويل ، لعمر بن أبي ربيعة. ورواية عجزه في الديوان : (لدى الجنة الخضراء أو في جهنم) ولا شاهد على هذه الرواية. ويقول العيني : الرواية الصحيحة (في الممات) يعني بدل (المنام). وهي الأنسب للمعنى.

الشاهد في : (أم جهنم) على أن (أم) منقطعة بمعنى بل ؛ لأنها لمجرد الإضراب ، أي : بل في جهنم ، والعياذ بالله. ـ


و (أو) يعطف بها إمّا لتخيير ، مثل : (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ)(١) وإمّا لإباحة ، مثل : جالس الحسن أو ابن سيرين ، وإمّا لتقسيم ، مثل : (إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما)(٢) ، وإمّا لإبهام ، مثل : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٣) وإمّا لشكّ ، (قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ*)(٤).

وإمّا لإضراب مثل : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) (١٤٧) (٥) ذكره الفراء (٦) ، وحكى : اذهب إلى زيد أو دع ذلك فلا تبرح اليوم (٧).

وربّما عاقبت الواو إذا أمن اللبس بأن لا يجد السامع لحملها على غير معنى الواو مخرجا ، كقوله :

٣٦٢ ـ جاء الخلافة أو كانت له قدرا

كما أتى ربّه موسى على قدر (٨)

__________________

ملحقات الديوان ٤٩٣ وشرح الكافية الشافية ١٢١٩ وشرح العمدة ٦٢٠ وابن الناظم ٢٠٨ والعيني ٤ / ١٤٣ وشرح التصريح ٢ / ١٤٤ والأشموني ٣ / ١٥٠.

(١) سورة المائدة الآية : ٨٩.

(٢) سورة النساء الآية : ١٣٥.

(٣) سورة السبأ الآية : ٢٤.

(٤) سورة الكهف الآية : ١٩ والمؤمنون الآية : ١١٣.

(٥) سورة الصافات الآية : ١٤٧.

(٦) قال : «أو هاهنا في معنى بل. كذلك في التفسير مع صحته في العربية».

معاني القرآن ٢ / ٣٩٣.

(٧) شرح الكافية الشافية ١٢٢١ والتصريح ٢ / ١٤٦.

(٨) البيت من البسيط لجرير ، يمدح عمر بن عبد العزيز ، ورواية الديوان : (نال الخلافة إذ كانت ...) ولا شاهد عليها.

الشاهد في : (أو كانت) على أن (أو) وقعت بموقع الواو ؛ لأمن اللبس ـ ـ


ومثل أو في القصد (إمّا) (١) المسبوقة بمثلها ، مثل : خذ إمّا القريبة وإمّا البعيدة.

وإنما أخّرها الشيخ عن العواطف ليعرف موافقته لابن كيسان وأبي علي (٢) في عدم كونها عاطفة بدليل تقديمها عليه ، وليس كذلك العاطف ، وبدليل وقوعها بعد الواو ، ولا يدخل عاطف على عاطف ، والغالب أن تكرّر ، وألا تخلو الثانية عن واو ، وقد يستغنى عن الثانية بإلّا ، وقد يستغنى عنها وعن الواو ، وقد يستغنى عنهما دون أو ، وقد تحذف (٣) الأولى و (ما) من الثانية ، وقد تخلو الثانية عن الواو ، وقد تفتح همزتها ، وقد تبدل ميمها الأولى مع الفتح ياءا.

ويعطف بـ (لكن) مثبت بعد نفي ، مثل : ما قام زيد لكن عمرو ، أو نهي ، مثل : لا تضرب زيدا لكن عمرا.

ويعطف بـ (لا) بعد الأمر ، مثل : اضرب زيدا لا عمرا ، وبعد

__________________

وعدم احتمال غيرها.

الديوان ٤١٦ وشرح الكافية الشافية ١٢٢٢ وشرح العمدة ٦٢٧ وابن الناظم ٢٠٩ والمرادي ٣ / ٢١١ والعيني ٢ / ٤٨٥ و ٤ / ١٤٥ والمغني ٦٢ وشرح شواهد المغني للسيوطي ١٩٦ والهمع ٢ / ١٣٤ والدرر ٢ / ١٨١.

(١) يعني أنها مثل (أو) فيما يقصد بها من معان ، فتكون للتخيير والإباحة والتقسيم والشك والإبهام ، ولكنها ليست بعاطفة ؛ للأسباب التي ذكرها ، ولذا قال في القصد ، خلافا لمن قال بأنها عاطفة كسيبويه والرماني.

(٢) انظر شرح العمدة ٦٠٧ والمرادي ٣ / ٢١٤ والمغني ٥٩.

(٣) في ظ (تفتح).


الإثبات ، مثل : زيد كاتب لا شاعر.

قال الشيخ في التنبيهات : «وأجاز قوم العطف بها على المنادى ، يا زيد لا عمرو». قال : «ولم أر ذلك مستعملا في كلام يحتجّ به. وممّن أنكر استعماله ابن سعدان (١) ، وهو من الحفاظ المتتبعين الموثوق بهم (٢) وعجب من الشيخ يعلم هذا ويجيز ذلك في الخلاصة (٣).

و (بل) إن كان المعطوف بها جملة فهي لانتهاء غرض واستئناف غيره ، وإن كان مفردا ، فإن كان بعد نفي أو نهي فهي لتقرير حكم ما قبلها وجعل ضدّه لما بعدها ، مثل قولك : لم أكن في منزل ربيع ، بل أرض لا يهتدى بها ، ولا تضرب خالدا بل بشرا ، ولا عبرة بإجازة المبرّد (٤) نقلها حكم النفي والنهي إلى ما

__________________

(١) هو أبو جعفر محمد بن سعدان الضرير النحوي الكوفي القارئ ، عاش (١٦١ ـ ٢٣١ ه‍) له كتاب القراءات ، ومختصر النحو ، والحدود. انظر بغية الوعاة ١ / ١١١ وإنباه الرواة ٣ / ١٤٠.

(٢) شرح العمدة ٦٣٣.

ويظهر أن ابن الوردي لم يطلع على قول إمام النحاة في العطف بلا ، فقد ذكر المرادي والأشموني وغيرهما أن سيبويه أجازه ، قال المرادي : «وزعم ابن سعدان أن العطف بلا ليس من كلام العرب ، ونصّ سيبويه على جوازه».

٣ / ٢٢٢. وانظر الأشموني ٣ / ١١١.

(٣) قال ابن مالك في الألفية ٤٨ :

وأول لكن نفيا أو نهيا ، ولا

نداء ، أو أمرا ، أو إثباتا تلا

(٤) انظر المرادي ٣ / ٢٢٤ وشرح شواهد شرح التحفة الوردية للبغدادي ٣٥٧ ـ ٣٥٩.


بعدها ، بدليل نحو قوله :

٣٦٣ ـ لو اعتصمت بنالم تعتصم بعدى

بل أولياء كرام غير أوغاد (١)

وإن كانت بعد غير نفي أو نهي فهي لإزالة الحكم عمّا قبلها حتى كأنه مسكوت عنه وجعله لما بعدها ، كجاء زيد بل عمرو.

وإن عطفت على ضمير رفع متّصل فافصل بضمير منفصل ، مثل : (لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٢) أو بفاصل مثل : (ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا)(٣).

__________________

(١) البيت من البسيط ، ولم أعرف قائله. وروي : (كفاة) بدل (كرام) و (أوكال) بدل (أوغاد).

المفردات : اعتصمت : التجأت. كفاة : جمع كاف ، من كفاة أمره إذا لم يحوجه لغيره. أوغاد : جمع وغد ، وهو خفيف العقل ، أو الدنيء. أوكال : جمع وكل ، وهو المتهاون الذي يكل أمره إلى غيره.

الشاهد في : (بل أولياء) على أن أولياء معطوف ببل على (عدى) مجرور وعلامة جره الفتحة لمنعه من الصرف لاتصاله بألف التأنيث الممدودة ، والتقدير : بل اعتصمت بأولياء ، وهو مثبت ، فلا يصح أن ينقل النفي إلى ما بعد (بل) وهو (أولياء) كما يرى المبرد ؛ لأن المعنى يصير بل لم تعتصم بأولياء. وهذا ينافي الافتخار الذي هو غرض الشاعر.

شرح الكافية الشافية ١٢٣٤ وشرح العمدة ٦٣١ وابن الناظم ٢١١ وشرح التحفة الوردية ٣٠٠ والعيني ٤ / ١٥٦ وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي ٣٥٧ ـ ٣٥٨ والهمع ٢ / ١٣٦ والدرر ٢ / ١٨٦.

(٢) سورة الأنبياء الآية : ٥٤. حيث فصل بين المعطوف (آباؤكم) والضمير المعطوف عليه في (كنتم) بضمير الفصل (أنتم).

(٣) سورة الأنعام الآية : ١٤٨. فقد فصل بين المعطوف (آباؤنا) والمعطوف عليه الضمير المتصل في (أشركنا) بـ (لا).


وقد يرد (١) بلا فصل فاشيا ، وليس بمقصور على الشعر كما قال الشيخ (٢) ، مثل : (أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٤٧) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ) (٤٨) (٣) وكقول عمر بن أبي ربيعة :

٣٦٤ ـ قلت إذ أقبلت وزهر تهادى

كنعاج الفلا تعسّفن رملا (٤)

__________________

(١) في الأصل : (ترد) بالتاء.

(٢) توهم عبارة ابن الوردي «كما قال الشيخ» أن ابن مالك يقصر العطف على الضمير المرفوع المتصل دون فاصل على الشعر وليس كذلك. انظر شرح الكافية الشافية ١٢٤٤ ـ ١٢٤٦ ، وشرح العمدة ٦٥٨ ، والتسهيل ١٧٧.

ولعل ابن الوردي يريد أن يقول : إنّ الشيخ قال إنّه ليس مقصورا على الشعر ؛ لورود ذلك في كتبه بوضوح ولسياق الأدلة بعد هذه العبارة.

(٣) سورة الواقعة الآيتان : ٤٧ ، ٤٨. ولم ترد (الأولون) في ظ.

ف (آباؤنا) معطوف بالواو على الضمير المتصل الواو في (مبعوثون) دون فصل. وقال الزمخشري في الكشاف ٤ / ٥٥ : «حسن للفاصل الذي هو الهمزة» يعني (أو).

(٤) البيت من الخفيف أحد بيتين لعمر. وقيل للعرجي ، ورواية ديوانه :

قلت إذ أقبلت تهادى وزهر

ويروى (الملا) بدل (الفلا).

المفردات : زهر : مفردها زهراء ، وهي المرأة البيضاء الحسناء. تهادى : تتمايل في مشيتها. نعاج : مفردها نعجة ، وهي البقرة الوحشية ، تشبه بها المرأة في جمال وسعة عينيها. الفلا : الأرض الواسعة ، والملا : بمعناها. تعسفن : مشين في الرمل ، والماشي في الرمل يتمايل في مشيته لصعوبة المشي فيه.

الشاهد في : (أقبلت وزهر) فقد عطف (زهر) على الضمير المستتر المرفوع في (أقبلت) من غير فصل ، وبه احتج الكوفيون على الجواز.

وعلى رواية الديوان لا شاهد في البيت لما أورده الشارح فقد فصل بين الضمير المستتر في (أقبلت) والمعطوف عليه (زهر) بالفعل (تهادى).

ملحقات ديوان عمر ٤٩٠ وديوان العرجي ١٢٣ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٩٠ والإنصاف ٢ / ٤٧٥ والخصائص ٢ / ٣٨٦ وشرح الكافية الشافية ١٢٤٥ ـ


وحكى سيبويه (١) : مررت برجل سواء والعدم.

ومع ذلك فضعفه معتقد لما فيه من إيهام عطف اسم على فعل.

ولا يعطف على الضمير المجرور إلّا بإعادة الجارّ عند الأكثرين ، مثل : (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) (٢٢) (٢)(فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً)(٣) وأجاز يونس والأخفش والكوفيون العطف دون إعادة الخافض (٤) ، ووافقهم الشيخ (٥) لوروده نظما ونثرا كثيرا ، مثل : (تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ)(٦).

__________________

وشرح العمدة ٦٥٨ وابن الناظم ٢١٢ والمرادي ٣ / ٢٢٩ وابن يعيش ٣ / ٧٤ ، ٧٦ والعيني ٤ / ١٦١ والإنصاف ٤٧٥ ، ٤٧٧ والكامل ١ / ٣٢٢.

(١) سيبويه ١ / ٢٣٢ قال : وهو قبيح. يعني رفع العدم.

(٢) سورة المؤمنون الآية : ٢٢. ولم ترد (تحملون) في ظ.

(٣) سورة فصلت الآية : ١١.

(٤) شرح العمدة ٦٦٥ ـ ٦٦٧ وشرح الكافية الشافية ١٢٥٤ ـ ١٢٤٦ وردّ فيها حجج الملتزمين إعادة الجار ، واستشهد لذلك بعدة شواهد. وانظر شرح الكافية ١ / ٣٢٠ والإنصاف ٢ / ٤٦٣ وابن الناظم ٢١٢ وابن عقيل ٢ / ١٨٧ والمرادي ٣ / ٢٣١ والأشموني ٣ / ١١٤ والهمع ٢ / ١٣٩ وشرح التصريح ٢ / ١٥١.

(٥) شرح العمدة ٦٦٥. قال : «والعمل بمقتضى هذه الشواهد في النظم والنثر قياسا هو مذهب يونس والأخفش والكوفيين ، وهو اختيار الشيخ أبي علي الشلوبين واختياري». وكذا في الألفية.

(٦) سورة النساء الآية : ١. وذلك بجر (الأرحام) عطفا على الضمير المجرور بالباء (به). وهي قراءة ابن عباس وحمزة والحسن البصري ومجاهد وقتادة والنخعي والأعمش وابن وثاب وابن رزين. انظر شرح الكافية


وحكى قطرب (١) : ما فيها غيره وفرسه ، ومثله :

٣٦٥ ـ لو كان لي وزهير ثالث وردت

من الحمام عذابا شرّ مورود (٢)

وتشترك الواو والفاء في جواز حذفهما مع معطوفهما إذا أمن اللبس ، مثل : (تَقِيكُمُ الْحَرَّ)(٣) أي : والبرد ، وكقول امرئ القيس :

٣٦٦ ـ كانّ الحصى من خلفها وأمامها

إذا نجلته رجلها حذف أعسرا (٤)

__________________

ـ ـ الشافية ١٢٤٩ ـ ١٢٥٠ وشرح العمدة ٦٦٠ ـ ٦٦١ والعكبري ١ / ١٦٥ وحجة القراءات ١٨٨ ـ ١٩٠ والإتحاف ١ / ٥٠١ ـ ٥٠٢ والنشر ٢ / ٢٤٧. وقرأ الباقون (والأرحام) بالنصب مفعولا لفعل محذوف تقديره : واتقوا الأرحام.

(١) وذلك بجر (فرس) عطفا على الضمير (الهاء) المجرور بالإضافة إلى (غير) دون إعادة الجار للضمير مع المعطوف ؛ فلم يقل : وغير فرسه. انظر شرح الكافية الشافية ١٢٥٠ وابن الناظم ٢١٢ والهمع ٢ / ١٣٩ والأشموني ٣ / ١١٥ وأوضح المسالك ٥٠٦.

(٢) البيت من البسيط ، ولم أقف على قائله. ورواية غير الشارح (عدانا) بدل (عذابا).

الشاهد في : (لي وزهير) فقد عطف (زهر) بالجر على الضمير المجرور (ياء المتكلم) دون إعادة الجار ؛ فلم يقل : ولزهير.

شرح الكافية الشافية ١٢٥٣ وشرح العمدة ٦٦٤ وشواهد التوضيح ٥٦ والبحر ٢ / ١٤٨.

(٣) سورة النحل الآية : ٨١.

(٤) البيت من الطويل ، لامرئ القيس.

المفردات : نجلته : رمته مفرقا يمينا وشمالا كالأعسر الذي يعمل بيده اليسرى ، يتفرق رميه يمينا ويسارا. حذف : رمي بالعصا وغيرها. وروي (خذف) بالخاء ، وهو الرمي بالحصا الصغار بأطراف الأصابع.

الشاهد في : (رجلها) فقد حذف الواو ومعطوفها ، والتقدير : رجلها ويدها ؛ لأمن اللبس. ـ ـ ـ


أي : رجلها ويدها ، ومثله : (وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ)(١) أي : فأفطر فعدة. ويشتركان أيضا في جواز زيادتهما ، فمن زيادة الواو قوله (٢) :

٣٦٧ ـ حتى إذا قملت بطونكم

ورأيتم أبناءكم شبّوا

وقلبتم (٣) ظهر المجنّ لنا

إنّ اللئيم العاجز (٤) الخبّ (٥)

__________________

الديوان ٨٨ وشرح الكافية الشافية ١٢٦٢ وشرح العمدة ٦٤٧ وابن الناظم ٢١٤ وشفاء العليل ٧٩٥ والعيني ٤ / ١٦٩.

(١) سورة البقرة الآية : ١٨٥.

(٢) في ظ (وقوله).

(٣) في الأصل : (وقلبتموا) بإشباع الضمة واوا ، وألف فارقة.

(٤) في ظ (الفاجر).

(٥) البيتان من الكامل لأعشى نهشل ، الأسود بن يعفر ، من قصيدة يهجو بها بني نجيح من مجاشع بن دارم. وقد رويت نهاية البيت الأول (سبوا) بالسين بدل الشين. وروي : (الفاجر) بدل (العاجز) وروي : (إن الغدور الفاحش الخب) بدل الشطر الثاني من البيت الثاني. وفي الديوان قدّم البيت الثاني على الأول ، وبينهما بيت.

المفردات : قملت بطونكم : شبعتم ، وهذا كناية عن كثرة العدد. شبّوا : كبروا. المجنّ : الترس ، وقلب ظهر المجن كناية عن إظهار العداوة. الخبّ : بكسر الخاء وفتحها ، المخادع.

الشاهد في : (وقلبتم) فقد زاد الواو قبل جواب الشرط (إذا) والأصل : إذا قملت بطونكم قلبتم لنا ظهر المجن.

الديوان ١٩ والمقتضب ٢ / ٨١ ومعاني القرآن ١ / ١٠٧ ، ٢٣٨ و ٢ / ٥١ ومجالس ثعلب ١ / ٥٩ وأمالي ابن الشجري ١ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨ وشرح الكافية الشافية ١٢٥٩ وشرح العمدة ٦٤٩ وابن يعيش ٨ / ٩٤ وضرائر الشعر لابن عصفور ٧٢ والإنصاف ٤٥٨ والخزانة ٤ / ٤١٤ عرضا والمعاني الكبير ١ / ٥٣٣.


أراد قلبتم ؛ لأنه جواب إذا ، وقوله :

٣٦٨ ـ ولقد رمقتك في المجالس كلّها

فإذا وأنت تعين من يبغيني (١)

وروي عن الحسن في قوله تعالى : (حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها)(٢) أن المعنى قال لهم.

ومن زيادة الفاء قوله تعالى : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)(٣) أي : بذلك. ومثله :

__________________

(١) البيت من الكامل لأبي العيال الهذلي ، شاعر مخضرم ، سكن مصر في خلافة عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه. وروي : فلقد بلوتك ، وفي شفاء العليل (بعين) بدل (تعين).

الشاهد في : (إذا وأنت) أراد أنت ، فزاد الواو بين إذا الفجائية وأول الجملة الاسمية ، وهي لا يليها إلا جملة اسمية يكون مبتدؤها مجردا من حروف العطف.

ديوان الهذليين ٤١٢ وشرح التسهيل ٣ / ٣٥٦ وشرح العمدة ٦٥٢ وشفاء العليل ٧٨٣ والمغني ٣٦٢ وحاشية الخضري ٢ / ٦١ وحاشية الدسوقي على المغني ٢ / ٢٤.

(٢) سورة الزمر الآية : ٧٣.

على أن الواو في (وقال لهم) صلة. وأكثر معربي الآية الكريمة يرجحون أنّ جواب الشرط (فتحت) وأن الواو صلة. انظر شرح العمدة ٦٥٠ وشفاء العليل ٧٨٣ ومشكل إعراب القرآن ٢٦١ والبيان ٢ / ٣٢٧ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٦ / ١٢٦ ـ ١٢٧.

والقول بزيادة الواو في الآية الكريمة قول الكوفيين ، وأبي الحسن الأخفش والمبرد وابن برهان من البصريين محتجين بما ورد في كتاب الله وفي كلام العرب. ورده جمهور البصريين ، وخرّجوا ما ورد. الإنصاف ٤٥٦ ـ ٤٦٢.

(٣) سورة يونس الآية : ٥٨.


٣٦٩أراني إذا (١)أصبحت أصبح ذا هوى

فثمّ إذا أمسيت أمسيت غاديا (٢)

وقال الأخفش (٣) : ثمّ هنا الزائدة.

وندر حذف (أم) ومعطوفها في قول أبي ذؤيب :

٣٧٠ ـ دعاني إليها القلب إنّي لامرؤ

سميع فما أدري أرشد طلابها (٤)

__________________

(١) في الأصل وم (إن) بدل (إذا).

(٢) في الأصل وم (عاديا).

والبيت من الطويل ، قيل : لزهير بن أبي سلمى ، يمدح النعمان بن المنذر.

وفي الخزانة ٣ / ٥٨٩ عن الأصمعي أنه لصرمة الأنصاري. ورواية الديوان :

أراني إذا ما بتّ بتّ على هوى

وإني إذا أصبحت أصبحت غاديا

الشاهد في : (فثمّ) على أنّ الفاء زائدة لدخولها على حرف العطف (ثم) ولا يدخل حرف العطف على آخر. قال السيوطي في شرح شواهد المغني : «أورد المصنف هذا البيت في (ثم) مستشهدا به على دخول العاطف عليها». وكذا في الدرر. وقال السيرافي : «الأجود فثم ، بفتح الثاء ؛ لكراهة دخول عاطف على عاطف» ٢٨٤. وقال الأشموني ٣ / ٩٥ : «زعم الأخفش والكوفيون أن (ثم) تقع زائدة ، فلا تكون عاطفة ألبتة ، وحملوا على ذلك قوله تعالى : (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا) سورة التوبة ١١٨. وعلى هذا القول استشهدوا بالبيت.

ديوان زهير ١٦٨ وشرح الكافية الشافية ١٢٥٨ وشرح العمدة ٦٥٤ وسر الصناعة ١ / ٢٦٦ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣٢٦ وابن يعيش ٨ / ٩٦ وشفاء العليل ٧٨٣ والمساعد ٢ / ٤٥٠ والمغني ١١٧ والخزانة ٣ / ٥٨٨ وشرح شواهده للسيوطي ٢٨٢ ، ٢٨٤ ، ٣٥٨ والهمع ٢ / ١٣١ والدرر ٢ / ١٧٢ والبحر ٣ / ٢٤.

(٣) وكذا قال الكوفيون. شرح العمدة ٦٥٤ ومغني اللبيب ١١٧.

(٤) البيت من الطويل ، لأبي ذؤيب الهذلي. وقد ورد البيت بعدة روايات. ـ ـ


أي : أرشد أم غيّ. وقد تجيء زائدة أنشد أبو زيد (١) :

٣٧١ ـ يا دهر أم ما كان مشيي رقصا

فقد تكون مشيتي توقّصا (٢)

وتنفرد الواو بعطف معمول عامل (٣) أزيل وبقي معموله على معمول عامل مذكور ؛ دفعا لتوهّم (٤) أن يكون معمولا لعامل مذكور ، أو مفعولا معه ، مثل : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ)(٥)

__________________

انظرها في مراجع البيت ، وكلها تثبت موضع الشاهد.

الشاهد في : (أرشد طلابها) حيث حذف (أم) مع معطوفها ، والتقدير : أرشد أم غي طلابها. وهذا نادر ، وسهله فهمه من السياق.

شرح أشعار الهذليين ٤٣ ومعاني القرآن ١ / ٢٣٠ وشرح العمدة ٦٥٥ وشفاء العليل ٧٩٥ والمرادي ٣ / ٢٣٦ والمساعد ٢ / ٤٧٤ والمغني ١٣ ، ٤٣ ، ٦٢٨ وشرح شواهده للسيوطي ٢٧ ، ١٤٢ ، ٦٧٢ والهمع ٢ / ١٣٢ والدرر ٢ / ١٧٦ والأشموني ٣ / ١١٦ والبحر ١ / ٤٠١ و ٧ / ٤١٨ و ٨ / ٢٣ والمزهر ٢ / ٣٣٣.

(١) أبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت الخزرجي الأنصاري ، إمام في النحو واللغة ، روى عن عمرو بن العلاء وغيره. له مصنفات كثيرة منها : لغات القرآن ، النوادر ، توفي سنة ٢١٤ ه‍. بغية الوعاة ١ / ٥٨٢.

(٢) البيت من الرجز ، ولم أقف على قائله. وروي بدل (دهر) (دهن) و (هند).

المفردات : الرقص : الوثب. توقص : التوقص المشي المتقارب الخطا ، وقيل : شدة الوطء ، وكلاهما من فعل الهرم.

الشاهد في : (أم) على أنها زائدة كما ذكر الشارح.

المقتضب ٣ / ٢٩٧ والمنصف ٣ / ١١٨ وشرح العمدة ٦٥٦ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣٣٦ والخزانة ٤ / ٤٢١.

(٣) (عامل) زيادة من ظ ، والعبارة لا تصح دونها.

(٤) في ظ (توهم).

(٥) سورة الحشر الآية : ٩. انظر العكبري ٢ / ٢٥٨.


تقديره والله أعلم : اعتقدوا الإيمان أو ألفوه (١) ؛ لأنه لا يتبوّأ. ومثله :

٣٧٢ ـ ...

وزجّجن الحواجب والعيونا (٢)

وتقدّم نظائره (٣).

ويستباح حذف المتبوع في هذا الباب إما بالواو مثل :

(وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي)(٤) أي : لترحم ولتصنع ، (٥) كقول بعضهم لمن قال : مرحبا وأهلا بك ، (٦) و [بك] وأهلا وسهلا. يريد بك مرحبا وأهلا (٧). وإمّا بالفاء مثل : (اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ

__________________

(١) في الأصل وم (أو القوة).

(٢) سبق في الشاهد ١٨٠ ، وهو عجز بيت من الوافر للراعي النميري ، وصدره :

إذا ما الغانيات برزن يوما

الشاهد هنا في : (والعيونا) فقد حذف عامل النصب ، المعطوف على ما قبله ، وتقديره : وزججن الحواجب وكحّلن العيونا ، فالعيون لا تزجج. وقيل : لم يحذف العامل ، وإنما ضمن الفعل المذكور معنى زيّن أو حسّن ، فيصير من باب عطف المفردات.

(٣) في ظ (وتقدهم بنظائره).

(٤) سورة طه الآية : ٣٩.

(٥) في ظ (وكقول).

(٦) لعل كلمة (وبك) سقطت من النساخ لتجاورها مع (بك) الأولى ؛ إذ أصل الكلام : (كقول بعضهم لمن قال : مرحبا وأهلا بك ، وبك وأهلا وسهلا) وانظر القول في ابن ناظم ٢١٤ وشرح التصريح ٢ / ١٥٥ والأشموني ٣ / ١١٧.

(٧) فحذف المتبوع (مرحبا) وأبقى المعطوف عليه والواو في (وأهلا وسهلا) والتقدير : وبك مرحبا وأهلا وسهلا ، فالواو في (وبك) لعطف ما بعدها على ما قبلها ، و (بك) جار ومجرور متعلق بـ (مرحبا) ، والواو حرف عطف ـ ـ


فَانْفَجَرَتْ)(١).

وإمّا بأو كقول أميّة بن أبي عائذ (٢) الهذلي :

٣٧٣ ـ فهل لك أو من والد لك قبلنا

يرشّح أولاد العشار ويفصل (٣)

أي من أخ أو من والد.

ويصح عطف الفعل على الفعل ولو ماضيا على مستقبل ، وعكسه بشرط اتفاق الزمان مثل : (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ

__________________

و (أهلا) معطوف على مرحبا المقدر ، عطف مفرد على مفرد ، وفيه الشاهد.

(١) سورة البقرة الآية : ٦٠. التقدير والله أعلم : فضرب فانفجرت. وقد وردت في جميع النسخ (أن اضرب ... فانفجرت). بزيادة (أن) كما في سورة الأعراف ، وليست من آية سورة الأعراف ١٦٠ ، لأن الشارح أثبت (فَانْفَجَرَتْ) والذي في الأعراف (فَانْبَجَسَتْ).

(٢) في الأصل وم (أمية بن عدي) وفي ظ (عائذ).

(٣) البيت من الطويل ، لأمية بن أبي عائذ الهذلي. ورواية شرح العمدة والعيني : (يوشح) بالحاء ، وورد (يوشّج) بالجيم ، و (يوسّم). وروي (ويفضل) بالضاد. وما أورد الشارح يتفق مع شرح أشعار الهذليين.

المفردات : يرشح : يقال : ترشح الفصيل ، قوي على المشي. يوشح : من التوشيح وهو التزيين ، ويوشج : من التوشيج وهو الإحكام. ويفصل : يفطم.

ويفضل : من الإفضال وهو الإحسان.

الشاهد في : (أو من والد) وذلك بحذف المعطوف عليه بأو ، والتقدير : فهل لك من أخ أو من والد ، وحذف المعطوف عليه (بأو) نادر.

شرح أشعار الهذليين ٥٣٧ وشرح التسهيل لابن مالك ١٩٩ وشرح العمدة ٦٧٠ وشفاء العليل ٧٩٦ والمساعد ٢ / ٤٧٥ والمرادي ٣ / ٢٤١ والعيني ٤ / ١٨٢ والهمع ٢ / ١٤٠ والدرر ٢ / ١٩٣ والأشموني ٣ / ١١٨.


فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ)(١) مثل : (تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً) (١٠) (٢). ويجوز أن يعطف فعل على اسم يشبه فعلا (٣) ، مثل : (صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ)(٤)(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ)(٥)(فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (٣) فَأَثَرْنَ)(٦).

__________________

(١) سورة هود الآية : ٩٨.

عطف الماضي (أورد) على المضارع (يقدم) الدال على المستقبل ، لاتحاد زمان القدوم وإيرادهم النار ، وهو يوم القيامة ، فمعنى (أوردهم) يوردهم.

(٢) سورة الفرقان الآية : ١٠.

عطف الفعل المضارع (يجعل) على قراءة الجزم ، على محل الماضي (جعل) جواب الشرط الذي محله الجزم ؛ لاتحاد زمانهما وهو المستقبل ؛ فالشرط يدل على الاستقبال ، وذلك على قراءة الجمهور.

وقرأ أبو بكر وابن كثير وابن عامر برفع (يجعل) على الاستئناف ، أي : وهو يجعل أو سيجعل ، أو عطفا على موضع (جعل) جواب الشرط ، والشرط إذا جاء ماضيا كما هنا (شاء) جاز في جوابه الجزم والرفع ، فيجعل بالرفع عطف على محل (جعل). انظر معاني القرآن للزجاج ٤ / ٥٩ والإتحاف ٢ / ٣٠٥.

(٣) في ظ (فعل).

(٤) سورة الملك الآية : ١٩. عطف (يَقْبِضْنَ) على (صافَّاتٍ) ف(صافَّاتٍ) حال ، وهو مشتق فأشبه الفعل ، فجاز عطف الفعل عليه.

(٥) سورة الحديد الآية : ١٨. ولم يرد لفظ الجلالة (الله) في ظ.

عطف (أَقْرَضُوا) على (الْمُصَّدِّقِينَ) لأنها بمعنى الذين تصدقوا واللاتي تصدقن. والله أعلم.

(٦) سورة العاديات الآيتان : ٣ ، ٤. عطف (أثرن) على (المغيرات) ـ ـ


ويجوز عكسه بأن يعطف اسم شبه فعل على فعل ، مثل : (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِ)(١) ، وكقوله :

٣٧٤ ـ يا ربّ بيضاء من العواهج

أمّ صبيّ قد حبا أو دارج (٢)

فدارج عطف على حبا ، ومثله :

__________________

لأن المعطوف عليه بمعنى اللاتي أغرن.

(١) سورة الأنعام الآية : ٩٥. بعطف (مُخْرِجُ) على يخرج ؛ لأن مخرج بمعنى الفعل (يخرج).

وقال الزمخشري : «عطف (مُخْرِجُ) على (فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى) لا على الفعل». الكشاف ٢ / ٣٧ ، فيكون من عطف الاسم على الاسم. ولا شاهد في الآية على هذا التخريج لما أوردها الشارح له.

(٢) البيتان من رجز ، قيل : لجندب بن عمرو يذكر امرأة الشماخ بن ضرار الغطفاني. وقال العيني : أنشده المبرد ولم يعزه إلى قائله.

المفردات : بيضاء : امرأة بيضاء. العواهج : طويلة العنق من الظباء وغيرها ، وأراد هنا المرأة التامة الخلق. حبا : يقال : حبا الصبي ، إذا زحف. دارج : من درج الصبي إذا مشى بخطا متقاربة ؛ لكونه لم يستحكم قوته وقدرته على المشي.

الشاهد في : (حبا أو دارج) فقد عطف (دارج) وهو اسم فاعل على الفعل (حبا) وهو جائز ؛ لأنه بمعنى (حاب) ؛ لأنه نعت للصبي ، وأصل النعت أن يكون اسما. وقيل العكس لأن اسم الفاعل (دارج) بمعنى درج.

شرح التسهيل لابن مالك ٣ / ٣٨٣ وشرح الكافية الشافية ١٢٧٢ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٦٧ وشفاء العليل ٧٩٨ وابن الناظم ٢١٥ والمرادي ٣ / ٢٤٥ والعيني ٤ / ١٧٣ والأشموني ٣ / ١٢٠ وشرح التصريح ٢ / ١٥٢ واللسان (عهج) ٣١٤٨.


٣٧٥ ـ بات يعشّيها بعضب باتر

يقصد في أسوقها وجائر (١)

فجائر عطف على يقصد.

__________________

(١) البيتان من رجز لم أقف على من قالهما. وفي شفاء العليل (يغشيها) بالغين المعجمة ، وروي (بسيف) بدل (عضب).

المفردات : يعشيها : من العشاء (بفتح العين) وهو ما يؤكل وقت العشاء.

العضب : السيف. باتر : من البتر وهو القطع. يقصد : من القصد وهو ضد الجور. أسوقها : جمع ساق ، وهي قوائم الإبل. جائر : من الجور ، وهو ضد العدل.

الشاهد في : (يقصد ... وجائر) حيث عطف اسم الفاعل (جائر) على الفعل (يقصد) وهو جائز ؛ لأنها بمعنى ويجور ، وقيل : على تأويل (يقصد) بقاصد لوقوع الفعل خبرا ثانيا ، والأصل في الخبر الإفراد.

شرح التسهيل لابن مالك ٣ / ٣٨٣ وشرح الكافية الشافية ١٢٧٢ وابن الناظم ٢١٥ وشفاء العليل ٧٩٨ والعيني ٤ / ١٧٤ والخزانة ٢ / ٣٤٥ والأشموني ٣ / ١٢٠.


البدل

هو التابع المقصود بالحكم بلا واسطة.

خرج بالمقصود بالحكم النعت والتوكيد وعطف البيان ؛ لإكمالها المقصود ، وبلا واسطة المعطوف ببل ولكن ؛ إذ هما مقصودان لكن بواسطة.

وأضربه أربعة :

الأول : بدل الكلّ المطابق دون سائر الأبدال ، وهو الوافي بمعنى متبوعه ، كقولك : زره خالدا ، قال الله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِراطَ الَّذِينَ)(١).

الثاني : بدل بعض من كلّ ، وهو الدالّ على جزء متبوعه ، كقولك : قبّله اليدا ، قال الله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(٢).

__________________

(١) سورة الفاتحة الآيتان : ٦ ، ٧. فـ (صراط) بدل مطابق من (الصراط) وكل منهما معرفة.

(٢) سورة آل عمران الآية : ٩٧. على أن (من) بدل بعض من (الناس).

وقيل : لا بدلية في الآية وأن (حج) مصدر مضاف إلى مفعوله (البيت) ، و (من) فاعل المصدر ، والتقدير والله أعلم : ولله على الناس أن يحج البيت المستطيع. العكبري ١ / ١٤٤.

وفي الاستشهاد بالآية إشارة إلى عدم اشتراط اشتمال بدل البعض على ضمير يعود على المبدل منه ، وإن اشتماله أكثر من عدمه. وقيل : حذف الضمير الرابط وتقديره : منهم.


الثالث : بدل الاشتمال (١) ، وهو الدال على معنى في متبوعه ، كاعرف زيدا حقّه ، ونظرت إلى هند حليّها (٢).

الرابع : المباين متبوعه كمعطوف ببل ، وهو نوعان :

الأول : بدل إضراب ، وهو ما يذكر (٣) متبوعه بقصد ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الرجل ليصلي الصلاة وما كتب له نصفها ، ثلثها ، ربعها ، إلى عشرها» (٤).

الثاني : بدل غلط ، وهو (٥) ما ذكر متبوعه دون قصد ، كلقيت رجلا حمارا ، ويصلح قولك : خذ نبلا مدى ، مثالا للنوعين (٦).

__________________

(١) في ظ (اشتمال).

(٢) في الأصل وم (زيد حلتها).

(٣) سقطت (يذكر) من ظ.

(٤) رواه الإمام أحمد في مسنده ٤ / ٣٢١ عن عبد الله بن غنمة ، قال رأيت عمار ابن ياسر دخل المسجد ، فصلى فأخفّ الصلاة ، قال فلما خرج قمت إليه ، فقلت يا أبا اليقظان ، لقد خففت ، قال فهل رأيتني انتقصت من حدودها شيئا؟ قلت : لا. قال فإني بادرت بها سهوة الشيطان ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن العبد ليصلي الصلاة ما يكتب له منها عشرها ، تسعها ، ثمنها ، سبعها ، سدسها ، خمسها ، ربعها ، ثلثها ، نصفها». وأخرجه أبو داود في سننه (باب ما جاء في نقصان الصلاة) ١ / ٥٠٣ (٧٩٦) عن عمار بن ياسر رضي‌الله‌عنهما ، قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته ...». الحديث.

(٥) سقطت من ظ.

(٦) يعني أن هذا المثال يصلح أن يكون بدل إضراب إذا كان أراد أن يأخذ نبلا ، ثم أضرب عنه إلى الأمر بأخذ المدية ، ويكون بدل غلط إذا كان أراد أمره بأخذ المدية لكنه ذكر النبل غلطا ، ثم صحح ذلك بذكر المراد وهو المدية.


وتبدل معرفة من معرفة ، مثل : (سُوءُ الْعَذابِ (٤٥) النَّارُ)(١) ، ونكرة من نكرة مثل : [(مَفازاً (٣١) حَدائِقَ)(٢) ومعرفة من نكرة مثل](٣) : (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِراطِ اللهِ)(٤) ، ونكرة من معرفة (٥) ، ولا يشترط في ذا اتفاق لفظيهما خلافا للكوفيين (٦) ، ولا وصف نكرته (٧) بدليل قوله :

٣٧٦ ـ ولن (٨) يلبث العصران يوم وليلة

إذا طلبا أن يدركا ما تيمّما (٩)

__________________

(١) سورة غافر الآيتان : ٤٥ ، ٤٦.

(٢) سورة النبأ الآيتان : ٣١ ، ٣٢.

(٣) سقط ما بين القوسين [] من الأصل وم.

(٤) سورة الشورى الآية : ٥٢ ، ٥٣.(صِراطِ اللهِ) معرفة بإضافته إلى معرفة ، وهو بدل من (صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) النكرة.

(٥) مثل : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) (١٦). (ناصية) نكرة ، وهي بدل من (الناصية) المعرفة.

(٦) لم أطلع على من نسب جعل شرط اتفاق اللفظين لجواز إبدال النكرة من المعرفة شرط الكوفيين ، وإنما هو شرط البغداديين ولعل ابن لوردي وهم في ذلك. والله أعلم. انظر شرح جمل لزجاجي لابن عصفور ١ / ٢٨٦ والهمع ٢ / ١٢٧ والخزانة ٢ / ٣٦٥.

(٧) المرادي ٣ / ٢٥٤.

(٨) في ظ (وإن).

(٩) البيت من الطويل لحميد بن ثور الهلالي. وفي أساس البلاغة أنه للمتلمس.

ورواية الديوان : (ولا يلبث العصران يوما وليلة) بنصب (يوما وليلة) على الظرفية.

الشاهد في : (العصران يوم وليلة) بالرفع ، فقد أبدل النكرة (يوم وليلة) من (العصران) وهو معرفة بدلا مطابقا ، والبدلان ليسا من لفظ المبدل منه كما يشترط البغداديون لجوازه ، ولم يوصفا كما ذهب إليه البغداديون والكوفيون.

انظر المساعد ٢ / ٤٢٩. وعلى رواية الديوان لا شاهد فيه لما أورده الشارح والكوفيون والبغداديون.


وفي حديث أبي ذرّ : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هل رأى ربه؟ فقال : «رأيته نورا ، أنّى أراه (١)» أي : رأيت نورا.

ويبدل المضمر من المظهر ، كرأيت زيدا إيّاه ، والمظهر من المضمر إن كان لغائب ، كقوله :

٣٧٧ ـ على حالة لو أنّ في القوم حاتما

على جوده ما جاد بالماء حاتم (٢)

فحاتم بدل من الهاء.

__________________

ديوان حميد ٨ وشرح العمدة ٥٨١ وشرح التحفة ٢٨٨ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٣٩ وتخليص الشواهد ٦٩ والمشوف ٥٤٢ والبحر ٨ / ٥٠٩ وغريب الحديث للخطابي ١ / ١٨٦ والكامل ١ / ٢١٨ واللسان (عصر) ٢٩٦٨ وأساس البلاغة (عصر) ٦٣٣.

(١) في ظ (انما راه).

رواه أحمد في المسند ٥ / ١٤٧ عن عبد الله بن شقيق قال قلت لأبي ذر : لو رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لسألته. قال : وما كنت تسأله. قال : كنت أسأله هل رأى ربه عزوجل؟ قال : فإني قد سألته ، فقال : «قد رأيته نورا أنّى أراه».

الشاهد فيه : إبدال (نورا) النكرة من الضمير الهاء في (رأيته) الواقع مفعولا به. وانظر شرح العمدة ٥٨٢.

(٢) البيت من الطويل ، قاله الفرزدق. وروي في المساعد (لضن) بدل (ما جاد) ، ورواية الديوان :

على ساعة لو كان في القوم حاتم

على جوده ضنّت به نفس حاتم

الشاهد في : (جوده ... حاتم) على أن (حاتم) بالجر ، بدل من ضمير الغائب في جوده.

وروي : بالضم ، على أنه فاعل (جاد) ولا شاهد فيه حينئذ لما أورده الشارح ، ويكون فيه إقواء لأن القصيدة كلها مكسورة الآخر. وعلى رواية الديوان لا شاهد فيه.

الديوان ٢٩٧ وابن الناظم ٢١٧ والمساعد ٢ / ٤٣٣ وابن يعيش ٣ / ٦٩ والعيني ٤ / ١٨٦ وشرح شذور الذهب ٣٠٣ والكامل ١ / ٢٣٤ واللسان (حتم) ٧٧٢.


فإن كان لمتكلم أو مخاطب فلا يبدل منه ظاهر إلّا في ثلاثة مواضع ، الأول : أن يكون بدل كلّ مفيدا لإحاطة (١) غالبا ، كقول طائي لعلي رضي‌الله‌عنه ولسائر بني هاشم :

٣٧٨ ـ بكم الأكابر والأصاغر فخرنا

أبدا بذاك نزال (٢) معترفينا (٣)

فلو لم يفد (٤) إحاطة لم يجز إلّا عند الأخفش (٥) ، وحمل عليه قوله تعالى : (لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ)(٦) فجعل (الذين) بدلا من (كم). قال الشيخ (٧) : ويشهد له قول ذي الرمة :

__________________

(١) في ظ (الإحاطة).

(٢) في ظ (نزل).

(٣) البيت من الكامل ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (بكم الأكابر والأصاغر) على أن الأكابر والأصاغر بدلا مطابقا من ضمير الخطاب المجرور في (بكم).

شرح العمدة ٥٨٨.

(٤) في الأصل وم (يفيد).

(٥) منع البصريون الإبدال من ضمير الحاضر إلا إذا أفاد الإحاطة والشمول كالبيت وكقوله تعالى : (تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا) المائدة : ١١٤ ، وأجاز الأخفش من البصريين ، والكوفيون ، إبدال البعض من الكل محتجين بالآية الكريمة ، وببيت ذي الرمة الآتي ، وغيره. انظر شرح الكافية الشافية ١٢٨٤ ـ ١٢٨٥ والمساعد ٢ / ٤٣٢ والعكبري ١ / ٢٣٦.

(٦) سورة الأنعام الآية : ١٢.

على أن (الذين) بدل بعض من ضمير الحاضر (كم). وخرج البصريون الآية الكريمة على أن (الَّذِينَ) مبتدأ خبره (فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) العكبري ١ / ٢٣٦.

(٧) انظر شرح العمدة ٥٨٩. قال ابن مالك : «ويؤيد قوله قول ذي الرمة». وشرح الكافية الشافية ١٢٨٤.


٣٧٩ وشوهاء تعدوبي إلى صارخ الوغى

بمستلئم مثل الفنيق المرجّل (١)

وعجب منه يستشهد لمذهب الأخفش ويؤيّده ، ولم ينبّه عليه في الخلاصة.

ويوهم قوله :

ومن ضمير الحاضر ، الظاهر لا

تبدله البيت (٢)

أنه يجوز إبدال المضمر من ضمير الحاضر ، وليس كذلك ؛ فإن المضمر (٣) لا يبدل منه (٤) أصلا ، فلو قال بدل البيت والذي بعده نحو :

__________________

(١) البيت من الطويل لذي الرمة كما ذكر الشارح. ورواية الديوان وشفاء العليل : (البعير) بدل (الفنيق). وفي الديوان وشرح العمدة (المدجّل) بدل (المرحّل).

المفردات : شوهاء : فرس طويلة ، وهي صفة مدح. تعدو : تجري. صارخ الوغى : وسط المعركة. مستلئم : لابس اللأمة ، وهي الدرع. والمراد أنه مستعد للمعركة بكامل سلاحه. الفنيق : البعير. المدجّل : البعير المطلي بالقطران ، والمرحّل : البعير المرسل إلى مكان آخر ، أو المرسل للمرعى.

الشاهد في : (تعدو بي ... بمستلئم) على أن (مستلئم) بدل من ياء المتكلم التي في محل جر ، وبه احتج الأخفش والكوفيون على الجواز.

الديوان ٥١٩ وشرح الشافية الكافية ١٢٨٤ وشرح العمدة ٥٨٩ وابن الناظم ٢١٨ وشفاء العليل ٧٦٩ والعيني ٤ / ١٩٥ وشواهد التوضيح ٢٠٨.

(٢) ألفية ابن مالك : ٤٩.

(٣) يعني الضمير المستتر سواء الحاضر (المتكلم والمخاطب) أو الغائب. أما الضمير الظاهر فمرّ أنه يبدل منه.

(٤) سقطت (من) من ظ.


ولا يجئ ذو الكلّ بعد مضمر

لحاضر إن لم يحط في الأكثر

والمقتضي بعضا أو اشتمالا

بعد ضمير حاضر توالا

لحصل التنبيه على مذهب الأخفش ، وزال التوهم ، وكان أتمّ من وجوه تظهر بالتأمّل ، وأقرب إلى كلامه في العمدة (١) فإنه قال فيها : «ويتبع بدل البعض والاشتمال ضمير الحاضر كثيرا ، ولا يتبعه غالبا بدل الكلّ إلّا وهو بمعنى كلّ».

الموضع الثاني : أن يكون بدل البعض (٢) كقوله :

٣٨٠ ـ وهم ضربوك ذات الرأس حتّى

بدت أمّ الدّماغ من العظام (٣)

وكقوله :

٣٨١ ـ رمتك فؤادك فيمن رمت

سعاد وكنت ادّعيت الجلد (٤)

الثالث : أن يكون بدل اشتمال كقوله :

__________________

(١) انظر العمدة مع شرحها ٥٧٨.

(٢) في ظ (بعض).

(٣) البيت من الوافر للشاعر الجاهلي أوس بن غلفاء الهجيمي ، يهجو يزيد بن الصعق الكلابي ، وفي طبقات فحول الشعراء (أم الشؤون) وفي النقائض (أم الفراج) بدل (أم الدماغ).

الشاهد في : (ضربوك ذات الرأس) فذات الرأس بدل بعض من ضمير الخطاب في (ضربوك).

شرح العمدة ٥٨٦ وشفاء العليل ٧٧٠ والمساعد ٢ / ٤٣٥ والمفضليات ٣٨٨ وشرحها للتبريزي ٣ / ١٢٩٨ والأصمعيات ٢٣٣ والنقائض ٢ / ٩٣٣ وطبقات فحول الشعراء ١ / ١٦٨.

(٤) البيت من من المتقارب ، ولم أقف على قائله. ـ ـ


٣٨٢ ـ أقحمتني في النّفنف النّفناف

قولك أقوالا مع التّحلاف (١)

ومثله : إنك (٢) ابتهاجك استمال.

ويجب اقتران المبدل من اسم الاستفهام بالهمز ، مثل : كيف وكم ومن ، تقول : من ذا أسعيد أم علي؟.

وقد يبدل فعل من فعل ، وهو بدل اشتمال ، مثل :

من يصل إلينا يستعن بنا يعن (٣)

__________________

الشاهد في : (رمتك فؤادك) فإن فؤادك بدل بعض من ضمير الخطاب في (رمتك). شرح العمدة ٥٨٦.

(١) البيت من رجز لرؤبة بن العجاج. وفي الأصل (التخلّاف) من قصيدة يعاتب بها أباه. ورواية الديوان :

أقحمتني في النّفنف النّفناف

في مثل مهوى هوّة الوصّاف

قولك أقوالا مع التحلاف

فيه ازدهاف أيّما ازدهاف

المفردات : النفنف : الهواء ، او المهواة بين جبلين. النفناف : البعيد.

الوصاف : رجل من بني لجيم ، وهوة الوصاف ، مثل يستعمل في الدعاء على الإنسان. التحلاف : الحلف. ازدهاف : استخفاف واستعجال.

الشاهد في : (أقحمتني ... قولك) على أن قولك بدل اشتمال من تاء الفاعل في (أقحمتني).

الديوان ١٠٠ وشرح أبيات سيبويه لابن السيرافي ١ / ٢٨٩ وشرح التسهيل لابن مالك ٣ / ٣٣٦ وشرح العمدة ٥٨٧ وشفاء العليل ٧٧٠ ـ ٧٧١ والخزانة ١ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥.

(٢) سقطت من الأصل وم. وهذا مثال ابن ملك في الألفية ، (وابتهاج) بدل اشتمال من الكاف اسم إنّ في (إنك).

(٣) ألفية ابن مالك : ٤٩. وقبله : (ويبدل الفعل من الفعل) على أن الفعل (يستعن) بدل من الفعل (يصل).


وفي التنزيل (١) : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ)(٢) وقال الشاعر :

٣٨٣ ـ متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا (٣)

تجد حطبا جزلا ونارا تؤجّجا (٤)

تتمة (٥)

والغالب في بدل البعض والاشتمال ، اشتمال على ضمير المبدل منه كالأمثلة ، وقد يستغنى عنه ، مثل : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(٦).

__________________

(١) في ظ (التأويل).

(٢) سورة الفرقان الآيتان : ٦٨ ، ٦٩. على أن الفعل (يضاعف) بدل اشتمال من الفعل (يلق).

(٣) في ظ (ندينا).

(٤) البيت من الطويل ، لعبيد الله بن الحر الجعفي. والرواية عند غير الشارح (تأجّجا) بفتح التاء قبل الهمزة.

الشاهد في : (تأتنا تلمم) على أن الفعل (تلمم) بدل كل من الفعل (تأتنا).

شعر عبيد الله بن الحر ٩٨ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٤٦ وشرح أبيات سيبويه للنحاس ٣٠٩ ولابن السيرافي ٢ / ٦٦ والمقتضب ٢ / ٦٣ وابن يعيش ٧ / ٥٣ وشفاء العليل ٧٧٤ والمرادي ٣ / ٢٦٢ والإنصاف ٢ / ٥٨٤ والخزانة ٣ / ٦٦٠ والهمع ٢ / ١٢٨ والدرر ٢ / ١٦٦ والبحر ٦ / ٥١٥ و ٨ / ٣٧٢.

(٥) العنوان (تتمة) زيادة من ظ. وقد أثبته لأن ما تحته لم يرد في الألفية ، وجرت عادة الشارح على وضع هذا العنوان فيما أورده زيادة على ابن مالك.

(٦) سورة آل عمران الآية : ٩٧.

الشاهد في : (من) الموصولة على أنها بدل بعض من (الناس) وتقدير الضمير الرابط في الآية الكريمة : من استطاع منهم إليه سبيلا.


وكثر إبدال جملة من جملة حيث الثانية أتمّ ، كقوله تعالى : (اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً)(١) ومثله :

٣٨٤ ـ أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا

وإلّا فكن في السرّ والجهر مسلما (٢)

__________________

(١) سورة يس الآيتان : ٢٠ ، ٢١. جملة : (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) بدل من جملة : (اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ.)

(٢) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (ارحل لا تقيمن) فقد أبدل من جملة (ارحل) جملة (لا تقيمن) لأنها أتم وأوفى في تأدية معنى الكراهة.

ابن الناظم ٢١٩ والمرادي ٣ / ٢٦٣ والعيني ٤ / ٢٠٠ والمغني ٤٢٦ ، ٤٥٦ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨٣٩ وشرح التصريح ٢ / ١٦٢ والأشموني ٣ / ١٣٢ ومعاهد التنصيص ١ / ٢٧٨.


النّداء

للمنادى من الحروف إن كان بعيدا أو نحوه ، كساه ونائم : (يا ، وأي ، وأ ، وأيا ، وهيا) (١). وإن كان قريبا لا كبعيد فله الهمزة إلّا أن يقصد توكيد.

وله في الندبة (وا) ، وكذا (يا) لدليل على الندبة وأمن لبس.

ويجوز حذف حرف النداء من غير الله تعالى ومندوب ومضمر ومستغاث.

ووافق الشيخ (٢) الكوفيين فجعل حذفه من اسم الجنس واسم الإشارة مطّردا مستشهدا للأول بنحو قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اشتدّي أزمة تنفرجي (٣)». «ثوبي حجر (٤)». وقولهم : أصبح

__________________

(١) اختلف العلماء في اختصاص بعض هذه الحروف بنداء القريب والبعيد والمتوسط. وزاد الكوفيون (آ وآي) في نداء البعيد. انظر شرح الكافية الشافية ١٢٨٨ ـ ١٢٨٩ وغيرها.

(٢) شرح الكافية الشافية ١٢٩١ وشرح التحفة الوردية ٣٠٣ ـ ٣٠٦.

(٣) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب ١ / ٤٣٦ ، ٤٣٧. والديلمي في مسند فردوس الأخبار ١ / ٥١٦ (١٧٣٦) عن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه. وانظر نهاية غريب الحديث ١ / ٤٧ والجامع الصغير ١ / ٤٢ وشرح الكافية الشافية ١٢٩١ وشرح العمدة ٢٩٥ وشرح التحفة الوردية ٣٠٣ وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي ٣٦٧.

والشاهد حذف حرف النداء مع اسم الجنس ، والتقدير : يا أزمة.

(٤) أخرجه البخاري في حديث الخضر مع موسى عليه‌السلام ٢ / ٢٤٧ ومسلم في (فضائل موسى عليه‌السلام) ١٥ / ١٢٦ ، ١٢٧ وأحمد ٢ / ٣١٥ ، ٥١٤ ـ ٥١٥.


ليل (١) أطرق كرا (٢) ، وللثاني بقوله تعالى : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ)(٣) وقول ذي الرمة :

٣٨٥ ـ إذا هملت عيني له قال صاحبي

بمثلك هذا لوعة وغرام (٤)

__________________

ـ ـ وهو بتمامه في البخاري : عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إن موسى كان رجلا حييّا ستّيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه ، فآذاه من آذاه من بني إسرائيل ، فقالوا : ما يستتر هذا التستّر إلا من عيب بجلده ، إما برص ، وإمّا أدرة ، وإمّا آفة ، وإن الله أراد أن يبرّئه ممّا قالوا لموسى ، فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ، ثم اغتسل ، فلمّا فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها ، وإن الحجر عدا بثوبه ، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر ، فجعل يقول : ثوبي حجر ، ثوبي حجر ، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله ، وأبرأه مما يقولون ، وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه ، وطفق بالحجر ضربا بعصاه. فو الله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا ؛ فذلك قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً) (٦٩) الأحزاب». وانظر شرح الكافية الشافية ١٢٩١ وشرح التحفة الوردية ٣٠٣ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٦٨ ـ ٣٦٩.

والشاهد حذف حرف النداء مع اسم الجنس ، والتقدير : يا حجر.

(١) مجمع الأمثال ١ / ٤٠٣ وأمثال العرب ١٢٣ والمستقصى في أمثال العرب ١ / ٢٠٠ وشرح التحفة الوردية ٣٠٣ وشرح شواهده للبغدادي ٣٧١. مثل يضرب لمن يظهر الكراهية للشيء ، أي : ائت بالصبح. والتقدير : أصبح يا ليل ، كالشاهدين السابقين.

(٢) مجمع الأمثال ١ / ٤٣١. والتقدير : ياكرا ، ويقدر الضم على الألف.

(٣) سورة البقرة الآية : ٨٥. والتقدير : يا هؤلاء. حذف حرف النداء مع اسم الإشارة.

(٤) البيت من الطويل لذي الرمة. والرواية المشهورة (لها) بدل (له) والضمير يعود إلى الأطلال ، وعلى رواية (له) للطلل. وفي الديوان (فتنة) بدل (لوعة).

الشاهد في : (هذا) فقد حذف حرف النداء (يا) مع اسم الإشارة ، وهو ـ ـ


وقول طائي :

٣٨٦ ـ ذي دعي الّلوم في العطاء فإنّ ال

لوم يغري الكريم في الإجزال (١)

أي : ياذي.

وإذا كان المنادى ذا تعريف حادث بإقبال وقصد ، كيا رجل ، أو معتاد ، كيا زيد ، لا (٢) مضافا ولا شبيها به ، بني على ما كان يرفع به قبل النداء ، من ضمة ظاهرة أو مقدّرة ، كيا موسى ، أو ألف كيا رجلان ، يا مسلمان ، أو واو ، كيا زيدون ، يا مسلمون.

وقد يجرى ذو التعريف الحادث بالقصد موصوفا كالنكرة ، ففي الحديث : «يا عظيما يرجى لكلّ عظيم» (٣).

__________________

جائز لكثرة وروده في القرآن الكريم ، وفي النثر والشعر ، وبه أخذ الكوفيون وابن مالك ، ومنعه البصريون ، وقالوا بشذوذ ما ورد.

الديوان ٥٦٣ وشرح العمدة ٢٩٧ وشرح الكافية الشافية ١٢٩١ والمرادي ٣ / ٢٧٢ والعيني ٤ / ٢٣٥ والمغني ٦٤١ وشرح التحفة الوردية ٣٠٥ وشرح شواهده للبغدادي ٣٧٧.

(١) البيت من الخفيف ، ولم أقف على اسم الطائي الذي نسبه له الشارح. ورواية شرح التحفة والبغدادي في شرح شواهده (بالإجزال).

الشاهد في : (ذي) بحذف (يا) النداء مع اسم الإشارة ، والتقدير : يا هذي.

كما في الشاهد السابق.

شرح العمدة ٢٩٨ وشرح التحفة الوردية ٣٠٦ وشرح شواهده للبغدادي ٣٧٧.

(٢) في ظ (ولا).

(٣) الشاهد في : (يا عظيما) بالنصب على أنه عامل المنادى النكرة المقصودة معاملة النكرة غير المقصودة ، فنصب المنادى ، والأصل فيه البناء على الضم ؛ لأنه نكرة مقصودة. ـ ـ


وقد يجرى ذو التعريف المعتاد الموصوف أو المؤنث بالتاء ، كالمضاف لطوله. حكى قطرب : يا محمد العاقل ، ويا طلحة (١).

بالفتح ، وأنشد :

٣٨٧ ـ كليني (٢) لهمّ يا أميمة ناصب (٣)

 ...

__________________

والحديث أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ٢ / ١٢٨ عن عائشة رضي‌الله‌عنها ، قالت : كانت ليلتي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فانسلّ ، فظننت أنه انسلّ إلى بعض نسائه ، فخرجت غيرى ، فإذا أنا به ساجدا كالثوب الطريح فسمعته يقول : «سجد لك سوادي وخيالي ، وآمن بك فؤادي ، ربّ هذه يدي بما جنيت على نفسي ، يا عظيم ترجى لكل عظيم ؛ فاغفر الذنب العظيم». برفع (عظيم). ولا شاهد على هذه الرواية. وأورده ابن الوردي في شرح التحفة الوردية ٣١٠ ، «يا عظيما يرجى لكل عظيم ادفع عني كل ظالم عظيم". وقال البغدادي في شرح شواهد شرح التحفة الوردية ٣٨٢ ـ ٣٨٣ : «راجعت أدعية النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم التي أفردت بالتأليف وغيرها فلم أجده إلا في دعاء الطير ، أورده ابن بشكوال وغيره ، منهم الدميري في حياة الحيوان ...» .. واقتصر في حياة الحيوان ٢ / ٩٤ على «يا عظيما يرجى لكل عظيم». وانظر هذه الرواية في المساعد ٢ / ٤٩٢ وشفاء العليل ٨٠٥ ، وأورد ابن مالك الحديث كاملا في شرح العمدة ٢٧٨ بنصب (عظيما).

(١) أجاز ذلك جمع من النحويين ، وذلك بنصب محمد وهو منادى مفرد علم ، لطوله بالوصف فأشبه المنادى العامل فيما بعده ، وكذا يا طلحة نصب المنادى ، وهو علم لطوله بتاء التأنيث. وقيل : شاذ يقدر نصبه بأعني على القطع.

(٢) في الأصل وم (لحلينى).

(٣) البيت من البسيط ، للنابغة الذبياني يمدح عمرو بن الحارث الأعرج ، وعجزه :

وليل أقاسيه بطيء الكواكب

الشاهد في : (يا أميمة) حيث عامل المنادى المفرد المؤنث بالتاء معاملة ـ ـ


وابن على ضمة مقدرة ما كان قبل النداء مبنيّا كسيبويه ، وهؤلاء ، أو محكيّا ، كبرق نحره ، وتأبّط شرّا ، وأجرهما مجرى صاحب البناء المتجدد في حكمك له (١) بنصب المحل والبناء على الضم ؛ ليظهر أثره في نصب تابعهما اتباعا للمحلّ ، ورفعه اتباعا للبناء المقدر (٢).

ولا خلاف في نصب المفرد النكرة التي لم يقصد بها معيّن ، والمضاف والمشبّه به (٣) ، فالأول (٤) : كقول أعمى : يا رجلا (٥) خذ بيدي ، ومثله :

٣٨٨ ـ فيا راكبا إمّا عرضت فبلّغا (٦)

نداماي من نجران ألّا تلاقيا (٧)

__________________

المنادى المضاف فنصبه ، لطوله كالمضاف. وقد ذكر العيني اختلاف العلماء في تعليل الفتح ٤ / ٣٠٥. الديوان ٤٠ وسيبويه والأعلم ١ / ٣١٥ ومعاني القرآن ٢ / ٣٢ والأزهية ٢٤٦ وابن يعيش ٢ / ١٠٧ والعيني ٤ / ٣٠٣ والهمع ١ / ١٨٥ والدرر ١ / ١٦٠ والشعر والشعراء ١ / ٧٢.

(١) في ظ (محكمك) بدل (حكمك له).

(٢) مثل : يا سيبويه الظريف ، بضم الظريف إتباعا للبناء المقدر على المنادى ، وبنصبه إتباعا لمحل المنادى ، وهو النصب على أن الظريف صفة لسيبويه.

(٣) (به) زيادة من ظ.

(٤) في الأصل (فالأولى).

(٥) في م (يا رجل).

(٦) في ظ (فبلغان).

(٧) البيت من الطويل للشاعر الجاهلي عبد يغوث الحارثي ، قالها عند ما أسر يوم الكلاب الثاني.

الشاهد في : (يا راكبا) حيث نصب (راكبا) بالنداء لأنه نكرة غير مقصودة.

سيبويه والأعلم ١ / ٣١٢ والمقتضب ٤ / ٢٠٤ والأصول ١ / ٤٠٣ ، ٤٥٠ ـ ـ


والثاني : كـ (يا أُخْتَ هارُونَ)(١)(رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا)(٢).

والثالث : كيا طالعا جبلا ، يا حسنا وجهه ، يا ثلاثة وثلاثين (٣).

ويجوز في العلم المنادى الموصوف بابن متصل مضاف إلى علم باق على حاله أن يضمّ أصلا ، ويفتح مجعولا مع (ابن) كشيء واحد (٤) ، نحو : زيد بن سعيد ، فلو كان المنعوت موصوفا بشيء آخر ، كيا زيد التيمي بن عمرو ، أو لم يكن علما ، كيا غلام ابن زيد ، أو لم يكن المضاف إليه علما كيا زيد بن أخينا ، أو كان علما معبّرا عن حاله ، كيا زيد بن زيدنا ، فليس في الموصوف إلّا الضمّ.

__________________

والتبصرة ١ / ٣٣٩ والإيضاح لابن الحاجب ١ / ٢٥٨ والتوطئة ١٥٣ والمساعد ٢ / ٤٩٠ وابن الناظم ٢٢١ وشرح التحفة الوردية ٣٠٩ والمرادي ٣ / ٢٨٠ وابن عقيل ٢ / ٢٠٣ وابن يعيش ١ / ١٢٨ والعيني ٤ / ٢٠٦ وشفاء العليل ٨٠١ ، ٨٠٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٨١ والخزانة ١ / ٣١٣ والمفضليات ١٥٦.

(١) سورة مريم الآية : ٢٨. بنصب (أخت) بالنداء وجوبا ؛ لأنها مضافة.

(٢) سورة البقرة الآية : ٢٨٦. بنصب (رب) كالآية السابقة.

(٣) على أن (ثلاثة وثلاثين) اسم رجل ، عومل معاملة المضاف لطوله بالعطف.

(٤) البصريون يختارون. في العلم المنادى الموصوف بابن المتوفرة فيه الشروط المذكورة. الفتح ويجيزون الضم. وقال المبرد في المقتضب ٤ / ٢٣٢ : الضم أجود. وقال ابن كيسان : الفتح أكثر في كلامهم ، والضم القياس. المساعد ٢ / ٤٩٤.


وإذا اضطرّ الشاعر إلى تنوين مستحقّ للضمّ (١) ، فله ضمه ، كمرفوع لا ينصرف ، نوّن ضرورة ، كقول كثيّر (٢) :

٣٨٩ ـ ليت التحيّة كانت لي فأشكرها

مكان يا جمل حيّيت يا رجل (٣)

وله نصبه (٤) كالمضاف لطوله بالتنوين كقوله :

٣٩٠ ـ ضربت صدرها إليّ وقالت

يا عديّا لقد وقتك الأواقي (٥)

__________________

(١) في ظ (الضم).

(٢) سقطت من ظ.

(٣) البيت من البسيط لكثير عزّة ، من قصيدة قالها حينما لقيته محبوبته عزة في منى ، فحيت جمله ولم تحيه ؛ حيث هجرته وحلفت لا تكلمه.

الشاهد في : (يا جمل) فقد نون المنادى المبني على الضم ضرورة ، وأبقاه على ضمه.

الديوان ٢٣١ وشرح الكافية الشافية ١٣٠٥ وابن الناظم ٢٢٢ وشفاء العليل ٢ / ٨٠٧ والمساعد ٢ / ٥٠٢ والعيني ٤ / ٢١٤ والهمع ١ / ١٧٣ والدرر ١ / ١٤٩ وحاشية الصبان على الأشموني ٣ / ١٤٤ وأمالي القالي ٢ / ٥٦.

(٤) في ظ (نصب).

(٥) البيت من الخفيف لمهلهل بن ربيعة ، قيل : اسمه عدي ، وقيل : امرؤ القيس ، يرثي أخاه كليبا. وفي التكملة للصاغاني ٦ / ٥٣٢ أنه لعدي يرثي أخاه مهلهلا. وكذا في الأمالي للقالي وروايته ٢ / ١٢٩ : (رفعت رأسها إلي ...). وانظر الخلاف في اسمه في المؤتلف والمختلف ١١ ومعجم الشعراء للمرزباني ٢٤٨.

الشاهد في : (يا عديّا) لما اضطر الشاعر إلى تنوين المنادى المفرد المعرفة نصبه تشبيها بالمضاف لطوله.

المقتضب ٤ / ٢١٤ والمنصف ١ / ٢١٨ وشرح الكافية الشافية ١٣٠٤ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٩ وجمل الزجاجي ١٥٥ وابن يعيش ١٠ / ١٠ والمساعد ٢ / ٤٩٦ وابن الناظم ٢٢٢ والعيني ٤ / ٢١١ الخزانة ١ / ٣٠٠ عرضا والهمع ـ ـ


والجمع بين حرف النداء و (أل) مخصوص بالضرورة كقوله :

٣٩١ ـ من أجلك يا التي تيّمت قلبي

وأنت بخيلة بالودّ عنّي (١)

إلّا مع الاسم الأعظم الله ، فيقال : يا الله ، قطعا ووصلا ، وإلّا مع جملة محكية ، فيقال : يا المنطلق زيد ، في المسمّى بالجملة.

وقولك (٢) : اللهمّ ، معوّضا عن حرف النداء بميم مشدّد مفتوح آخر ، أكثر من يا لله.

وجمع بين العوض والمعوّض عنه اضطرارا من قال :

٣٩٢ ـ إنّي إذا ما حدث ألمّا

أقول : يا اللهمّ يا اللهمّا (٣)

__________________

١ / ١٧٣ والدرر ١ / ١٤٩ والأشموني ٣ / ١٥٣ واللسان (وقي) ٤٩٠١.

(١) البيت من الوافر ، ولم أقف على قائله. وروي : (فديتك يالتي ...) و (بالوصل) بدل (بالود).

الشاهد في : (يا التي) فقد أدخل الشاعر (يا) النداء على المحلى بأل ضرورة.

وقيل : جمع بينهما لأن الألف واللام في (التي) لازمة وليست للتعريف.

سيبويه والأعلم ١ / ٣١٠ والمقتضب ٤ / ٢٤١ والأصول ٣ / ٤٦٣ واللامات ٥٣ وأسرار العربية ٢٣٠ وابن يعيش ٢ / ٨ والإنصاف ١ / ٣٣٦ والخزانة ١ / ٣٥٨ والهمع ١ / ١٧٤ والدرر ١ / ١٥٢ والأشباه والنظائر ١ / ٢١٦.

(٢) في ظ (وقولهم).

(٣) البيت من رجز نسبه العيني مع أبيات أخرى لأبي خراش ، وأنكر صاحب الخزانة معرفة قائله ، وخطّأ العيني في نسبته إلى أبي خراش الهذلي ، وأن قبله قوله :

إن تغفر اللهم تغفر جمّا

وأيّ عبد لك ما ألمّا

وقال : إن هذا البيت يعني : (إن تغفر ...) لأمية بن أبي الصلت ، وهو مفرد لا قرين له ، قاله أمية عند موته ، وقد أخذه أبو خراش وضمّه إلى بيت آخر ، ـ ـ


فصل

تابع المنادى الذي كمرفوع يجب نصبه إن كان مضافا نعتا أو توكيدا أو عطف بيان ما لم يكن التابع كالحسن الوجه ، إضافة لفظية ، واقترانا بأل ، فيرفع (١) أو ينصب.

والذي كمرفوع يعمّ المبني على ضمة ظاهرة (٢) أو مقدرة أو

__________________

وكان يقولهما وهو يسعى بين الصفا والمروة ، وهما :

لا همّ هذا خامس إن تمّا

أتمّه الله وقد أتمّا

إن تغفر اللهم تغفر جمّا

وأيّ عبد لك ما ألمّا

وكذا في اللسان عن ابن برّي. وقد تمثل به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصار من جملة الأحاديث المسطورة. وذكر من رواه من المحدثين.

وكما اختلف في قائلهما فقد اختلف في روايتهما ، فقد روى المبرد البيت الثاني في المقتضب : (دعوت اللهما ياللهما) ورواه أبو زيد : (إني إذا ما لمم ألمّا). وهي رواية شرح أشعار الهذليين ، وفيه : (لاهم هذا رابع ...)

الشاهد في : (يا اللهم) فقد جمع الشاعر بين العوض والمعوض ، الميم و (يا) النداء اضطرارا.

شرح أشعار الهذليين ١٣٤٦ والنوادر ٤٥٨ والمقتضب ٤ / ٢٤٢ والمحتسب ٢ / ٢٣٨ وشرح الكافية الشافية ١٣٠٧ وأمالي ابن الشجري ١ / ١٤٤ و ٢ / ٩٤ ، ١٠٣ ، ٢٢٨ وأمالي السهيلي ٨٢ وشفاء العليل ٨١٠ وابن يعيش ٢ / ١٦ والمرادي ٣ / ٢٨٩ والمساعد ٢ / ٥١١ وابن عقيل ٢ / ٢٠٧ وابن الناظم ٢٢٣ والخزانة ١ / ٣٥٨ والعيني ٤ / ٢١٦ والهمع ١ / ١٧٨ والدرر ١ / ١٥٥ والإنصاف لابن الأنباري ٣٤١ وأسرار العربية ٢٣٢ واللسان (لمم) ٤٠٧٧.

٤٠٧٨ ، ٤٠٨٠.

(١) في ظ زيادة (ذا).

(٢) في ظ (ظاهر).


ألف أو واو ، بخلاف قول الشيخ : ذي الضمّ. فلو قال بدل البيت (١) نحو :

تابع ما كذي ارتفاع أن يضف

دون (أل) انصب كأزيد ذا الصلف

لكان أكمل وأقرب إلى منثوراته.

وإذا كان شيء من النعت والتوكيد المعنوي ، وعطف البيان مفردا أو شبهه نصب على الموضع ، ورفع على اللفظ ولو تقديرا ، كيا زيد الظريف والظريف ، ويا تيم (٢) أجمعين وأجمعون ، ويا غلام بشرا وبشر ، بالتنوين ، ومثله : يا هذا زيدا وزيد.

والبدل كله ، والمنسوق العاري من (أل) حسب ـ إذا كانا تابعين ـ ما لهما لو كانا مستقلين بالنداء إذ البدل في قوة تكرار عامل ، والعطف (٣) كنائب عامل سواء الواقع بعد مضموم أو منصوب فيضم المفرد بلا تنوين ، وينصب المضاف.

وإن كان المنسوق مقرونا بأل امتنع تقدير حرف (٤) النداء قبله فأشبه النعت ، وجاز رفعه ونصبه ، كـ (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ)(٥)

__________________

(١) قال ابن مالك في الألفية ٥٠ :

تابع ذي الضم المضاف دون (أل)

ألزمه نصبا كأزيد ذا الحيل

(٢) في ظ (يا تميم).

(٣) في ظ (والعاطف).

(٤) في ظ (حذف).

(٥) سورة سبأ الآية : ١٠. قرأ برفع (الطير) الأعرج وعبد الوارث عن أبي عمرو. انظر القراءات الشاذة ١٢١. وقال في الإتحاف ٢ / ٣٨٢ : «روي الرفع ـ ـ


والطير (١) ، ويختار فيه الخليل وسيبويه والمازني والشيخ الرفع (٢) ، وأبو عمرو (٣) وعيسى بن عمر (٤) والجرمي النصب ، والمبرد إن كانت (أل) التعريف فالنصب لشبه (٥) المضاف ، أو غير معرفة كاليسع فالرفع (٦).

وتنادى (أيّ) موصولة بحرف التنبيه ، إمّا متبوعة بمخصوص لازم مقرون بأل الجنسية نعت في المشتق ، كيا أيّها الفاضل ، وعطف بيان في الجامد ، كيا أيها الغلام ، ويجب رفع ذين ، وأجاز نصبهما المازني والزجاج (٧) ، وإمّا موصوفة بمشار به كقوله :

__________________

عن روح نسقا على لفظ (جبال) أو على الضمير المستكن في (أوبي) للفصل بالظرف».

(١) سقطت من ظ.

(٢) شرح الألفية للمرادي ٣ / ٢٩٥.

(٣) هو أبو عمرو بن العلاء ، أحد القراء السبعة ، اختلف في اسمه على واحد وعشرين قولا ، أرجحها زبّان ؛ فكان لجلالته لا يسأل عنه ، إمام أهل البصرة في القراءات والنحو واللغة. كانت دفاتره ملء بيته إلى السقف كثرة ، ثم تنسك فأحرقها. قيل : مات سنة أربع أو تسع وخمسين ومئة. بغية الوعاة ٢ / ٢٣١.

(٤) هو عيسى بن عمر البصري ، من أئمة القراءات والنحو ، أخذ عنه الخليل ، له نيف وسبعون تصنيفا عدمت. توفي سنة ١٤٩ ه‍. تاريخ الأدباء النحاة ١٣ وإنباه الرواة ٢ / ٣٧٤.

(٥) في ظ (لشبهه).

(٦) انظر المقتضب ٤ / ١٢ والأصول ١ / ٤٠٩ وشرح الكافية الشافية ١٣١٤ ـ ١٣١٥ وابن يعيش ٢ / ٣ وشرح الكافية للرضي ١ / ١٣٦.

(٧) شرح الكافية الشافية ١٣١٨ وابن الناظم ٢٢٤.

والزجاج هو أبو إسحاق إبراهيم بن السري ، لازم المبرد. من مصنفاته : ـ ـ


٣٩٣ ـ أيّهذان كلا زادكما

ودعاني واغلا (١) فيمن يغل (٢)

أو بموصول مثل : (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ)(٣) ولا يوصف أيّ بغير ذلك.

و (أيتها) في التأنيث كيا (أيّها) في التذكير.

ويساوي اسم الإشارة أيّا في وجوب اقتران صفته بأل ، وفي وجوب رفعه إن كان ترك صفته يفيت المعرفة به ، فتقول : يا هذا الرجل بالرفع لا غير ، إن أردت ما أردت بقولك : يا أيها الرجل ، فإن قدرت الوقف على هذا ، ولم تجعله وصلة إلى نداء مصحوب (أل) جاز نصب صفته ورفعها.

وإذا كرّر المنادى المضاف قبل ذكر المضاف إليه نحو : يا سعد سعد الأوس ، وكقول حسّان :

__________________

معاني القرآن ، والفرق بين المذكر والمؤنث ، وفعلت وأفعلت. توفي سنة ٣١١ ه‍. تارخ الأدباء النحاة ١٦٦ وبغية الوعاة ١ / ٤١١.

(١) في ظ بياض.

(٢) البيت من الرمل ، ولم أقف على قائله. ورواية المساعد (زاديكما). وفي مجالس ثعلب (وذراني) بدل (ودعاني) ، ورواية العيني والدرر (وغل) بدل (يغل).

المفردات : دعاني : اتركاني. واغلا : الواغل الداخل على القوم ، ولم يدع.

الشاهد في : (أيّهذان) حيث وصف المنادى (أي) باسم إشارة. واستشهد به السيوطي في الهمع والدرر على وصف المنادى باسم إشارة خال من الكاف.

مجالس ثعلب ٤٢ والمساعد ٢ / ٥٠٤ والمرادي ٣ / ٢٩٧ ، ٢٩٩ والعيني ٤ / ٢٣٩ والهمع ١ / ١٧٥ والدرر ٢ / ١٥٢ والأشموني ٣ / ١٤٦.

(٣) سورة الحجر الآية : ٦. (الذي) صفة لأيّ.


٣٩٤ ـ يا زيد أهد لهم رأيّا (١) يعاش به

يا زيد زيد بني النجار مقتصرا (٢)

تعيّن نصب الثاني ، ولك (٣) ضم الأول ؛ لأنه منادى مفرد معرفة ، والثاني إذا منادى مضاف أو منصوب بأعني أو توكيد (٤) أو عطف بيان أو بدل ، ولك فتحه (٥) ، وهو عند سيبويه (٦) مضاف إلى ما بعد الثاني ، والثاني مقحم ، وعند المبرد (٧) مضاف إلى محذوف ، و (٨) دلّ عليه الآخر المضاف إليه الثاني ، وعند بعضهم (٩) مركّبان كخمسة عشر.

__________________

(١) في م (ريا).

(٢) البيت من البسيط لحسان بن ثابت ، من قصيدة في عثمان بن عفان ، يخاطب زيد بن ثابت الأنصاري رضي‌الله‌عنهم جميعا.

الشاهد في : (يا زيد زيد بني) حيث كرر المنادى قبل ذكر المضاف إليه ، فجاز في الأول الضم والفتح ، وفي الثاني النصب لا غير ، على ما فصله الشارح.

الديوان ١١٨ وشرح العمدة ٢٨٢.

(٣) (لك) زيادة من ظ.

(٤) في م (توكيدا).

(٥) يعني المنادى الأول.

(٦) سيبويه ١ / ٣١٤ ـ ٣١٥ وشرح الكافية الشافية ١٣٢١. ويكون الثاني منصوبا على التوكيد اللفظي.

(٧) المقتضب ٤ / ٢٢٧ ، وشرح الكافية الشافية ١٣٢١.

(٨) في ظ (دل).

(٩) انظر شرح شواهد سيبويه للأعلم ١ / ٣١٥ ، وقال المرادي ٣ / ٣٠٤ هو مذهب الأعلم.


المنادى المضاف إلى ياء المتكلم

وإذا أضيف المنادى الصحيح إلى ياء المتكلم كثر حذف الياء ، ودلالة الكسرة (١) ، كيا عبد ، ثم ثبوتها ساكنة ، يا عبدي ، ثم قلبها ألفا والكسرة قبلها فتحة ، كيا عبدا (٢) ، ثم حذف الألف وإبقاء الفتحة دالّة ، كيا عبد ، وكثر إثبات الياء وفتحها أصلا ، كيا عبدي ، وضعف الاكتفاء بنية الإضافة والضمّ كمفرد ، كيا عبد ، كقراءة : رب السجن أحب (٣). وحكى يونس (٤) : يا أمّ.

وخصّ يا ابن أمّي ، ويا ابن عمّي ، دون كلّ مضاف إلى ابن (٥) مضاف إلى الياء (٦) ، بحذف الياء وبقاء الكسرة دالّة ، كيا ابن أمّ ، يا ابن عمّ ، وإبدال الياء ألفا ، ثم حذفها وبقاء الفتحة دالّة ، كيا ابن

__________________

(١) يعني تبقى الكسرة دليلا على الياء المحذوفة ، وذكر فيها ست لغات.

(٢) رتبها الشارح حسب الأفصح.

(٣) سورة يوسف الآية : ٣٣. وذلك على قراءة (ربّ) بالضم على نية الإضافة ، أي : يا ربي ، إلا أن المنادى يبقى مضموما كالمفرد. و (السجن) مبتدأ خبره (أحب). قال العكبري ٢ / ٥٣ : «ويقرأ (ربّ) بضم الباء من غير ياء ، و (السجن) بكسر السين والجر على الإضافة ، أي : صاحب السجن». ولم أقف على من قرأ بها.

(٤) قال سيبويه ١ / ٣١٧ : «وحدثنا يونس أن بعض العرب يقول : يا أمّ لا تفعلي» وقال في ١ / ٣١٦ : «وبعض العرب يقول : يا ربّ اغفر لي ، ويا قوم لا تفعلوا». وانظر شرح الكافية الشافية ١٣٢٣.

(٥) سقطت (ابن) من ظ.

(٦) مثل : يا ابن أخي ويا ابن جاري.


أمّ ، يا ابن عمّ ، ولا تكاد تثبت ياء ولا (١) ألف إلّا ضرورة ، كقوله :

٣٩٥ ـ يا ابن أمّي ويا شقيّق نفسي

أنت خلّيتني لدهر شديد (٢)

وقوله :

٣٩٦ ـ يا ابنة عمّا لا تلومي واهجعي (٣)

 ...

__________________

(١) سقطت (لا) من ظ.

(٢) البيت من الخفيف لأبي زبيد الطائي. وقال العيني : قاله أبو زيد حرملة بن المنذر ، من شعر يرثي به أخاه ، ورواية شعر أبي زبيد :

يابن حسناء شقّ نفسي يا لج

لاج خليتني لدهر شديد

ولا شاهد فيها لما أراد الشارح. ورواه ابن الشجري (كؤود) بدل (شديد) وفي اللسان (لأمر) بدل (دهر).

الشاهد في : (يا ابن أمّي) حيث أثبت الياء في (أمي) ضرورة ، والأصل حذفها وبقاء الكسرة دليل عليها.

شعر أبي زبيد ٤٨ وسيبويه ١ / ٣١٨ وجمل الزجاجي ١٦١ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٧٤ ، ١٣١ وشرح الكافية الشافية ١٣٢٥ وابن يعيش ٢ / ١٢ وابن الناظم ٢٢٦ والمرادي ٣ / ٣١٣ والمساعد ٢ / ٥٢١ وشفاء العليل ٨١٣ والعيني ٤ / ٢٢٢ والهمع ٢ / ٥٤ والدرر ٢ / ٧٠ واللسان (شقق) ٢٣٠١.

(٣) البيت من رجز لأبي النجم العجلي. وبعده :

لا يخرق اللوم حجاب مسمعي

ورواية الديوان لما بعده :

لا تسمعيني فيك لوما واسمعي

الشاهد في : (يا ابنة عمّا) حيث أبدل الألف من ياء المتكلم ؛ إذ أصلها : يا ابنة عمّي. ولا أرى ضرورة دعته إلى ذلك كما يرى الشارح ؛ إذ يمكن ـ ـ


ولا تعوّض التاء من ياء المتكلم إلّا مع الأب والأمّ في النداء خاصة ، كيا أبت ، ويا أمّت ، وكسر التاء أكثر ، وفتحها أقيس ؛ إذ هي حركة المعوّض عنه.

تتمّة

وشذّ عن ذلك قوله :

٣٩٧ ـ تقول ابنتي لمّا رأتني شاحبا

كأنّك فينا يا أبات (١) غريب (٢)

وقوله :

٣٩٨ ـ ...

يا أبتا علّك أو عساكا (٣)

__________________

أن يقول : يا ابنة عمّي.

الديوان ١٣٤ وسيبويه والأعلم ١ / ٣١٨ والنوادر ١٨٠ والمقتضب ٤ / ٢٥٢ والحجة ١٤٠ والأصول ١ / ٣٤٢ وشرح الكافية الشافية ١٣٢٦ وابن الناظم ٢٢٦ وابن يعيش ٢ / ١٢ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٧٤ والمرادي ٣ / ٣١٣ وشفاء العليل ٨١٣ والمساعد ٢ / ٥٢١ والعيني ٤ / ٢٢٤ والهمع ١ / ٥٤ والدرر ١ / ٧٠.

(١) في الأصل وم (يا أبتا).

(٢) البيت من الطويل ، لأبي الحدرجان.

الشاهد في : (يا أبات) فقد زاد التاء بعد الألف. وفي تخريجه أقوال ذكرها العيني.

النوادر ٥٧٥ والخصائص ١ / ٣٣٩ والمرادي ٣ / ٣١٩ والعيني ٤ / ٢٥٣ والدرر ٢ / ٢١٥ والهمع ٢ / ١٥٧.

(٣) البيت من رجز لرؤبة بن العجاج. وقبله :

تقول بنتي قد أنى أناكا


وقولها :

٣٩٩ ـ يا أمّتا أبصرني سائر

يسير في مسحنفر (١) لا حب (٢)

__________________

ـ ـ الشاهد فيه : (يا أبتا) فقد جمع بين التاء والألف ، أي بين العوض والمعوّض.

ملحق ديوان رؤبة ١٨١ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٨٨ و ٢ / ٢٩٩ والمقتضب ٣ / ٧١ والخصائص ٢ / ٩٦ والإنصاف ٢٢٢ وأمالي ابن الشجريي ٢ / ١٠٤ وابن يعيش ٢ / ١٢ و ٣ / ١١٨ ، ١٢٠ و ٧ / ١٢٣ و ٨ / ٨٧ و ٩ / ٣٣ والمرادي ٣ / ٣١٧ والعيني ٤ / ٢٥٢ والخزانة ٢ / ٤٤١ والهمع ١ / ١٣٢ والدرر ١ / ١٠٩.

(١) في الأصل وم (مستحقر).

(٢) البيت من السريع قالته صبية تعرض لها راكب.

المفردات : مسحنفر : طريق ممتد. لاحب : بيّن.

الشاهد في : (يا أمتا) قال العيني : أبدلت تاء التأنيث من ياء المتكلم ، وأتت بالألف لمد الصوت. وقال ابن الناظم : أو بدل (يعني ألف) من ياء المتكلم ، وهوّن أمر الجمع بينها وبين التاء ذهاب صورة المعوّض عنه.

المحتسب ٣ / ٢٣٩ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٠٤ وابن الناظم ٢٢٦ والعيني ٤ / ٢٢٦ واللسان (أيا) ١٨٥.


أسماء لازمت النداء

ممّا يخصّ (١) بالنداء ، يا فل ، أي يا (٢) فلان ، ويا فلة ، أي : فلانة ، وليس ترخيما بدليل لحوق التاء ، فلو رخّم قيل : يا فلا ، إذ لا يحذف من رباعي حرفان ، ومنه : يا لؤمان ، وملأمان ، وملأم ، أي عظيم لؤم ، ويا نومان ، عظيم النوم ، ويا مكرمان ، عظيم الكرم.

ومنه ما عدل إلى فعال في سبّ المؤنث ، كيا خباث ، ولكاع ، وفساق ، وهو مقيس عند سيبويه (٣) في وصف من ثلاثي ، ويجب كسره تشبيها بنزال.

وقاس أيضا بناء فعال أمرا (٤) من ثلاثي كنزال وحذار.

ومنه في سبّ الذكور ما عدل إلى فعل شائعا غير مقيس ، كيا غدر ، وفسق ، وخبث.

وقد يخرج فل ولكاع عن اختصاص بالنداء ضرورة ، كقوله :

٤٠٠ ـ ...

في لجّة أمسك فلانا عن فل (٥)

__________________

(١) في ظ (يختص).

(٢) سقطت (يا) من الأصل.

(٣) سيبويه ٢ / ٣٨.

(٤) في الأصل وم (اخرا).

(٥) البيت من الرجز ، قاله أبو النجم العجلي ، يصف إبلا وقد أقبلت


وكقوله :

٤٠١ ـ أطوّف ما أطوّف ثمّ آوي

إلى بيت قعيدته لكاع (١)

__________________

ـ ـ تتزاحم. وقبله :

تدافع الشّيب ولم تقتّل

المفردات : الشيب : كبار السن. لجة : الأصوات المختلطة.

الشاهد في : (فل) فقد رخم في غير النداء للضرورة ، والأصل فلان.

الديوان ١٩٩ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٣٣ و ٢ / ١٢٢ والمقتضب ٤ / ٢٣٨ وشرح الكافية الشافية ١٣٣١ وابن الناظم ٢٢٧ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٠١ والمقرب ١ / ١٨٢ وشفاء العليل ٨٢٦ والمرادي ٤ / ٩ والعيني ٤ / ٢٢٨ والخزانة ١ / ٤٠١ وسمط اللآلئ ٢٥٧ والأشموني ٣ / ١٦١ واللسان (فلن) ٣٤٦٨ و (لجج) ٣٩٩٩.

(١) البيت من الوافر قاله الحطيأة من قصيدة يهجو فيها امرأته. وفي اللسان (لكع) لأبي غيب النصري ، ورواية المقتضب :

أجوّل ما أجوّل ثم آوي.

الشاهد في : (لكاع) فقد جاء ما كان على وزن فعال في غير النداء.

الديوان ٣٣٠ والمقتضب ٤ / ٢٣٨ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١٠٧ وشرح الكافية الشافية ١٣٣١ وابن الناظم ٢٢٧ وابن يعيش ٤ / ٥٧ والمساعد ٢ / ٥٤٤ وشفاء العليل ٨٢٦ والمرادي ٤ / ١٠ والعيني ١ / ٤٧٣ و ٤ / ٢٢٩ والخزانة ١ / ٤٠٨ وشرح شواهد شرح التحفة ١٣٢ عرضا والهمع ١ / ٨٢ ، ١٧٨ والدرر ١ / ٥٥ ، ١٥٤ والأشموني ٣ / ١٦٠ والكامل ٢ / ١٩٤.


الاستغاثة

إذا استغيث الاسم المنادى جرّ بلام مفتوحة ما لم يعطف ، وأعرب بعد البناء ؛ لشبهه المضاف بتركيبه مع اللام ، فإن عطف المستغاث (١) بتكرار حرف النداء فتحت اللام أيضا ، كقوله :

٤٠٢ ـ يا لقومي ويا لأمثال قومي

لأناس عتوّهم في ازدياد (٢)

وإن لم يكرر كسرت لذهاب اللبس إذا ، كقوله :

٤٠٣ ـ يبكيك ناء بعيد الدار مغترب

يا للكهول وللشّبّان للعجب (٣)

__________________

(١) يعني المستغاث به.

(٢) البيت من الخفيف. قال العيني : أنشده الفراء.

الشاهد في : (يا لقومي ويا لأمثال) فقد فتح لام المستغاث به في الموضعين : الأول (لقومي) على الأصل ، والثاني (لأمثال) لتكرار حرف النداء.

شرح الكافية الشافية ١٣٣٥ وابن الناظم ٢٢٨ وشرح التحفة الوردية ٣١٦ والمرادي ٤ / ١٧ والعيني ٤ / ٢٥٦ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٨٥ والمكودي ١٥٧.

(٣) البيت من البسيط ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (يا للكهول وللشبان) حيث كسر لام المستغاث (للشبان) لعدم تكرار (يا) معه ، والأصل فتحها حملا على المعطوف عليه المفتوح اللام (يا للكهول).

المقتضب ٤ / ٢٥٦ والأصول ١ / ٤٣٠ والمقتصد ٧٨٨ والجمل ١٦٧ وشرح جمل الزجاجي ٢ / ١١٠ وشرح الكافية الشافية ١٣٣٥ وابن الناظم ٢٢٨ وشرح التحفة ٣١٥ والمساعد ٢ / ٥٢٦ ، ٥٢٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٨٤ والخزانة ١ / ٢٩٦ والمرادي ٤ / ١٨ والعيني ٤ / ٢٥٧ والهمع ١ / ١٨٠ ـ ـ


وكذا تكسر مع المستغاث من أجله (١) فرقا (٢) ما لم يكن مضمرا ، (٣) كقوله :

٤٠٤ ـ تكنّفني الوشاة فأزعجوني

فيا لله للواشي المطاع (٤)

وقد يحذف المستغاث فيلي (يا) المستغاث من أجله ، كقولهم : يا للعجب ، يا (٥) للماء ، بالكسر ، أي : يا للناس للماء.

وتعاقب لام الاستغاثة ألف آخرا (٦) تعدم اللام لوجودها ،

__________________

والدرر ١ / ١٥٥ والكامل ٣ / ٢٧٢.

(١) كما في الشاهدين السابقين (لأناس ، للعجب).

(٢) في الأصل وم (حرفا).

(٣) مثل : يا لله لك ، إلا إذا كان المستغاث به أو من أجله ضمير (يا) المتكلم ، مثل : يا لي ، ويا لله لي ، فإن اللام تكسر على كل حال ؛ لمناسبة الياء.

(٤) البيت من الوافر ، نسبه سيبويه والنحاس وابن هشام اللخمي والغندجاني في فرحة الأديب والزجاجي والهروي لقيس بن ذريح ، وقال العيني : قائله حسان بن ثابت ، كذا في شرح الجزولية ، ثم أورد قصيدة نسبها لقيس بن ذريح ورد فيها الشاهد. ولم أجده في ديوان حسان. وروي (فيا للناس) بدل (فيا لله).

الشاهد في : (للواشي) حيث كسرت لام المستغاث من أجله مع الاسم غير الضمير ، أما مع الضمير فكما سبق في التعليق (٣).

قيس ولبنى ١١٨ وسيبويه والأعلم ١ / ٣١٩ ، ٣٢٠ واللامات للزجاجي ٨٨ واللامات للهروي ٧٤ والجمل ١٦٦ وشرح الكافية الشافية ١٣٣٦ وابن الناظم ٢٢٨ وابن يعيش ١ / ١٣١ والعيني ٤ / ٢٥٩ والمقرب ١ / ١٨٣.

(٥) سقطت (يا) من ظ.

(٦) في الأصل وم (أخرى لعدم).


كقوله :

٤٠٥ ـ يا يزيدا لآمل نيل عزّ

وغنى بعد فاقة وهوان (١)

وتوجد لعدمها كما مرّ.

وقد يخلو المستغاث منهما ، كقوله :

٤٠٦ ـ ألا يا قوم للعجب العجيب

وللغفلات تعرض للأريب (٢)

ويعامل المتعجّب منه منادى معاملة مستغاث ، كقولهم : يا للعجب! ويا للماء! بالفتح (٣) ، أي : يا عجب احضر.

ويستغنى عن اللام في التعجب كثيرا ، كقول عمر بن أبي

__________________

(١) البيت من الخفيف ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (يا يزيدا) فقد حذف لام الاستغاثة ، وعوّض عنها بالألف في آخر اسم المستغاث به ؛ حيث لا يجوز الجمع بينهما.

شرح الكافية الشافية ١٣٣٧ وابن الناظم ٢٢٨ وشرح التحفة الوردية ٣١٦ والمرادي ٤ / ٢٣ والعيني ٤ / ٢٦٢ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٨٦ وشرح قطر الندى ٣٠٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٧٩١.

(٢) البيت من الوافر ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (يا قوم) فقد خلا المستغاث به من لام الاستغاثة والألف التي تعاقبها ، وذلك قليل.

شرح الكافية الشافية ١٣٣٨ وابن الناظم ٢٢٨ وشفاء العليل ٨١٧ وشرح التحفة ٣١٧ والعيني ٤ / ٢٦٣ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٨٦ وشرح التصريح ٢ / ١٨١ والأشموني ٣ / ١٦٦ وشرح قطر الندى ٣٠٧.

(٣) فتح اللام باعتبار استغاثته ، على تقدير يا عجب احضر فقد جاء وقتك ، ويجوز كسر اللام باعتبار الاستغاثة من أجله على تقدير : يا لقومي للعجب ، أو للماء.


ربيعة :

٤٠٧ ـ أوانس يسلبن الحليم فؤاده

فيا طول ما شوق ويا حسن مجتلى (١)!

ولو قال الشيخ بدل الشطر الثاني من البيت الأخير (٢) :

كذا منادى ذو (٣) تعجب ألف

لكان أكمل ؛ لأنه (٤) لم ينص على اشتراط النداء.

__________________

(١) البيت من الطويل ، لعمر بن أبي ربيعة كما ذكر الشارح. وفي الكامل (حزن) بدل (شوق).

الشاهد في : (يا طول ، يا حسن) فقد حذف اللام في الموضعين من المستغاث به حيث قصد التعجب.

الديوان ٩ وشرح التسهيل ٣ / ٤١٠ ، ٤١٢ والكامل ٢ / ٢٣٠.

(٢) يعني قول ابن مالك في الألفية ٥١ :

ولام ما استغيث عاقبت ألف

ومثله اسم ذو تعجب ألف

ولا شك أن قول ابن الوردي أكثر نصية على المراد ، لكن ابن مالك يدل على مراده الباب والسياق.

(٣) في ظ (دون).

(٤) في ظ (فإنه).


النّدبة

ما جعلته للمنادى فاجعله للمندوب ، وهو المنادى ؛ لكونه مفقودا ، كقول جرير

٤٠٨ ـ حمّلت أمرا عظيما فاصطبرت له

وقمت فيه بأمر الله يا عمرا (١)

أي : ابن عبد العزيز ، أو في حكم مفقود ، كقول ابن الرقيّات :

٤٠٩ ـ رقيّة تيّمت (٢) قلبي

فوا كبدا من الحبّ (٣)

ولا يندب إلّا العلم ونحوه ، كالمضاف إضافة توضّح (٤)

__________________

(١) البيت من البسيط لجرير ، من قصيدة في رثاء عمر بن عبد العزيز.

الشاهد في : (يا عمرا) على أن عمر منادى مندوب بيا ؛ وذلك لفقده ؛ لذا لحقته ألف الندبة ، ولم تلحقه الهاء للقافية.

الديوان ٧٣٦ وشرح الكافية الشافية ١٣٤٤ وشرح العمدة ٢٨٩ وابن الناظم ٢٢٩ والمساعد ٢ / ٥٣٤ وشفاء العليل ٨١٩ والمرادي ٤ / ٢٤ والعيني ٤ / ٢٢٩ ، ٢٧٣ والهمع ١ / ١٨٠ والدرر ١ / ١٥٥ والأشموني ٣ / ١٣٤ ، ١٦٧ ، ١٦٩.

(٢) في ظ (تيميت).

(٣) البيت من الوافر لعبيد الله بن قيس الرقيات. ورواية الديوان : (فواكبدي).

الشاهد في : (واكبدا) على أن (كبدا) منادى مندوب بحرف الندبة (وا) ؛ وذلك للتوجع منه ، وقد لحقته ألف الندبة دون الهاء.

الديوان ١٦٩ وشرح العمدة ٢٩٠ والأغاني ١٧٣٩.

(٤) في ظ (توضع).


المندوب ، ولا يندب نكرة ، ولا أيّ ، أو اسم إشارة ، أو موصول مبهم. وتجوز ندبة الموصول المشتهرة صلته شهرة رافعة إبهام كقوله (١) : وامن حفر بئر زمزماه.

وللمندوب استعمالان ، أحدهما : جريانه كالمنادى في ضمه مفردا ، ونصبه مضافا (٢) ، وتنوينه ضرورة على الوجهين (٣) ، كقوله :

٤١٠ ـ وافقعسا وأين منّي فقعس (٤)

 ...

الثاني : أن يلحق منتهاه ألف ، كوا زيدا ، واعبد الملكاه ، وامن حفر بئر زمزماه (٥).

__________________

(١) في ظ (كقولهم).

(٢) وكذا شبه المضاف ، نحو : وا ضاربا زيداه.

(٣) يعني الضم والنصب.

(٤) البيت من الرجز. قال ثعلب أنشده الفراء. وقال الكسائي : لرجل من بني أسد ، وكذا في الدرر. وبعده :

أإبلي يأخذها كروّس

الشاهد في : (وافقعسا) فقد نوّن المندوب ونصبه ضرورة ، والأصل فيه هنا الضم دون تنوين لأنه كالمنادى المفرد ، ولو قال : (فقعس) بالضم لكان أولى من الفتح ، إلا أنه أبدل الضمة فتحة استصحابا.

مجالس ثعلب ٤٧٤ وشرح الكافية الشافية ١٣٤٢ وابن الناظم ٢٢٩ والمساعد ٢ / ٥٣٦ وشفاء العليل ٨٢٠ والمقرب ١ / ١٨٤ وشرح التحفة الوردية ٣١٨ والمرادي ٤ / ٢٧ والعيني ٤ / ٢٧٢ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٨٨ والهمع ١ / ١٧٢ ، ١٧٩ والدرر ١ / ١٤٨ ، ١٥٥.

(٥) سقطت الهاء من ظ.


ويحذف لها ما قبلها من ألف أو تنوين في صلة أو غيرها ، كوا موساه ، وا بكراه (١) ، وا من نصر محمداه.

وأجاز يونس دون الخليل (٢) وصلها بالصفة ، كوازيد (٣) الظريفاه. ويفتح ما قبل الألف إذا أمن اللبس وإن كان غير مفتوح ، كوا ابن عبد المطلباه ، وا قام الرجلاه ، لمسمّى بقام الرجل ، وكقول عمر بن أبي ربيعة : وا لبّيكا (٤) ، مخاطبة لقائلة : فناديت يا عمراه يا عمراه.

وقولها : يا عمراه ، يشهد لجواز وصل الألف بمنادى (٥) غير مستغاث ولا مندوب ، وهو الصحيح وإن منعه سيبويه (٦).

فإن كان ما قبلها ذا كسرة أو ضمة يوجب زوالها لبسا أبدلت الألف من جنس حركته ياء بعد كسرة ، وواوا بعد ضمة ، كوافتاكي في المضاف (٧) إلى كاف المخاطبة ، وا فتاهو (٨) في

__________________

(١) في ظ (وا أبا بكراه).

(٢) انظر الخلاف في المساعد ٢ / ٥٣٧ وشفاء العليل ٨٢١.

(٣) في الأصل وم (وازيدا)

(٤) هكذا في الأصل دون هاء. وقد وردت الرواية مفصلة في شرح العمدة : (وا لبيكاه) ٢٩١ ، ٢٩٣ وفي شفاء العليل ٨٢١ والهمع (يا لبيكاه) ١ / ١٨٠ ، بـ (يا). وفي المساعد ٢ / ٥٣٩ : (يا ليتكاه) بالياء والتاء.

(٥) في الأصل وم (للمنادى).

(٦) انظر سيبويه ١ / ٣٢١ والمساعد ٢ / ٥٣٩.

(٧) في ظ (مضاف).

(٨) في ظ (وافتاه).


المضاف (١) إلى هاء غائب.

وزد إن شئت بعد مدّة الاستغاثة والندبة هاء السكت ، وإن لم تشا زيادتها فالمدّ كاف.

وقد تلحق الألف الهاء وصلا مكسورة أو مضمومة (٢) ، كقوله :

٤١١ ـ يا ربّ (٣) ، يا ربّاه إيّاك أسل (٤)

وإذا ندب مضاف إلى ياء المتكلّم ، فمن مذهبه إسكان الياء حرّكها لالتقاء الساكنين ، كوا عبديا ، أو حذفها لالتقائهما ، كوا عبدا ، ومن مذهبه فتحها تركها مفتوحة ، كوا غلاميا ، أو حذفها اكتفاء بالكسرة ، وأبدل الكسرة فتحة ، وزاد الألف أو أبدلها (٥) ألفا

__________________

(١) في ظ (مضاف).

(٢) في جميع النسخ (مفتوحة) ولم يذكره أحد.

(٣) في الأصل وم (يا رباه).

(٤) البيت من الرجز ، لعروة بن حزام العذري ، كما في ابن يعيش ، ولم أجده في شعره. وقال البغدادي في الخزانة لبعض بني أسد. وبعده :

عفراء يا ربّاه من قبل الأجل

الشاهد في : (يا رباه) فقد لحق ألف الاستغاثة هاء ، جاءت مكسورة ومضمومة ، وكلاهما جائز.

معاني الفراء ٢ / ٤٢٢ وشرح العمدة ٢٩٣ وشفاء العليل ٨٢٢ وابن يعيش ٩ / ٤٧ والخزانة ٣ / ٢٠٢ ، ٢٦٢ وشرح شواهد الشافية ٢ / ٢٢٨ وتهذيب إصلاح المنطق ٢٢٥ واللسان (ها) ٤٥٩٨.

(٥) في ظ (إبدالها). يعني الياء.


و (١) حذفها وزاد ألف الندبة.

ويقال في المضاف إلى المضاف إلى الياء (٢) : وا (٣) انقطاع ظهريا ، بلا حذف ياء.

__________________

(١) سقطت الواو من ظ.

(٢) في ظ (ياء).

(٣) سقطت الألف أو الهمزة من ظ وم.


التّرخيم

يجوز في غير استغاثة وندبة ترخيم المنادى بحذف آخره ، كقولك في سعاد : يا سعا. فإن كان مؤنّثا جاز ترخيمه علما كان أو غيره ، قلّ أو كثر ، كقوله :

٤١٢ ـ جاري لا تستنكري عذيري (١)

 ...

وما رخم بحذف الهاء (٢) وفّره ولا تنقص منه بعد حذفها شيئا.

وامنع ترخيم ما خلا من الهاء إلّا أن يكون علما رباعيّا فصاعدا ، فلا يرخم ثلاثي ، كعمرو (٣) ، ولا اسم جنس كعالم ، ولا مضاف أو شبهه.

__________________

(١) البيت من رجز للعجاج ، وبعده :

سعيي وإشفاقي على بعيري

الشاهد في : (جاري) فقد حذف تاء التأنيث للترخيم ، لكونه منادى مختوما بتاء التأنيث.

الديوان ١٨٤ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٢٥ ، ٣٣٠ والمقتضب ٤ / ٢٦٠ والأصول ١ / ٤٤٠ وضرائر الشعر للقيرواني ٤١ والمسائل العسكرية ١١٩ والتبصرة ١ / ٣٦٨ وشرح الكافية الشافية ١٣٥٢ وشرح العمدة ٢٩٦ وابن الناظم ٢٣١ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٨٨ وابن يعيش ٢ / ١٦ ، ٢٠ والخزانة ١ / ٢٨٣ وشرح التحفة الوردية ٣٠٤ ، ٣٢٢ والمرادي ٤ / ٣٤ والعيني ٤ / ٢٧٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٧٣ ، ٣٩١ ومقاييس اللغة ٣ / ٢٠٤ و ٤ / ٢٥٤.

(٢) في الأصل وم (الياء).

(٣) في م (كعمر).


وليقتصر على حذف حرف إلّا أن يكون قبل آخر جائز الترخيم حرف لين ساكن زائد مسبوق بأكثر من حرفين ، فيحذف إذا هو والآخر بإجماع إن كان حرف مدّ ، تقول في عمران ومسلمان (١) علما ، وإدريس ومنصور : عمر ، مسلم ، إدر ، منص.

ويختلف (٢) فيما تلت واوه وياؤه فتحا ، كفرعون وغرنيق ، فقال الفرّاء والجرمي (٣) : فرع ، غرن. وقال غيرهما : فرعو ، غرني ، فهذا (٤) فيما لم يختم بهاء تأنيث ، كما مرّ.

وتقول في نحو مختار : يا مختا ، تبقى الألف ؛ إذ هي عين الكلمة لا زائدة ، وفي نحو : هبيّخ وقنوّر ، يا هبيّ ، ويا قنوّ ؛ إذ حرف اللين الزائد غير ساكن ، وتقول في عماد ومجيد وثمود : يا عما ، مجي ، ثمو ؛ إذ ليس قبل الآخر حرفان.

وأجاز الفرّاء (٥) عم ، مج ، ثم ، واشترط مجرّد سكون متلوّ الآخر. وإن لم يكن ذا لين فقال : قم ، في قمطر ؛ إذ ليس في المتمكنات ما آخره صحيح ساكن ، وانفرد بترخيم ثلاثي محرّك وسط (٦).

__________________

(١) في ظ (مسلمات).

(٢) في ظ (ويخلف).

(٣) شرح الكافية الشافية ١٣٥٦ وشفاء العليل ٨٢٧ ، ٨٢٨ والمساعد ٥٥١ ـ ٥٥٢.

(٤) في ظ (هذا).

(٥) شرح الكافية الشافية ١٣٥٦ ، ١٣٥٧. والأشموني ٣ / ١٧٧.

(٦) مثل : حكم ، يقال : ياحك. المرجع السابق ١٣٥٧ ، ١٣٥٨ والمساعد ٢ / ٥٥٢.


ويرخّم العلم المركب مزجا بحذف عجزه ، كمعدي ، في معدي كرب ، وسيب في (١) سيبويه. وكذا مع قلّة المركب إسنادا كتأبّط ، في تأبط شرّا. (وذا عمرو) (٢) هو سيبويه (٣) ، نقله فلا التفات إلى من منعه.

وللعرب في المرخم مذهبان ، أشهرهما : أن ينوى ثبوت محذوفه فلا يغيّر الباقي عمّا كان.

الثاني : ألّا ينوى المحذوف فيعامل آخر الباقي معاملته لو كان منتهى اسم تام ، فتقول على الأول في ثمود ، وصميان ، وعلاوة : يا ثمو ، وصمي ، وعلا ، وعلى (٤) الثاني بقلب المعتلّ ياء إن ولي ضمة بعد جعل الضمّة كسرة ، فتقول : يا ثمي ، في ثمود ، كآخر

__________________

(١) في الأصل وم (ونسب إلى) بدل (وسيب في).

(٢) في ظ (وهو).

(٣) يشير إلى قول ابن مالك في الألفية ٥٢ :

والعجز احذف من مركب ، وقلّ

ترخيم جملة وذا عمرو نقل

قال سيبويه في باب النسب ٢ / ٨٨ : «وإذا أضفت إلى الحكاية حذفت ، وتركت الصدر ... وذلك قولك : تأبطي ، ويدلك على ذلك أن من العرب من يفرد فيقول : يا تأبط أقبل ، فيجعل الأول مفردا ، فكذلك مفرده في الإضافة». (يعني النسب).

وقال ابن عقيل في المساعد : وليس هذا نصّا في الترخيم ؛ لاحتمال إرادة الإفراد لا على جهة الترخيم ، أي : ينادى مرة : يا تأبط شرّا ، ومرة يا تأبط ، ولذا قال يفرد دون ترخيم ، وأتى به مبنيّا على الضم. وانظر شرح الكافية الشافية ١٣٥٢ ، ١٣٥٩ والمساعد ٥٥٣ والمرادي ٤ / ٥٠.

(٤) سقطت (على) من ظ.


جمع جرّ.

وإذ رفضت العرب كون آخر متمكن حرف علّة بعد ضمة وتقلبه ألفا إن ولي فتحة ، فتقول : يا صما ، في صميان ؛ لتحريكه وفتح ما قبله وعدم ما يمنع الإعلال (١) ، على حدّ رمى وسعى ، وبقلبه همزة إن ولي ألفا زائدة ، فتقول : يا علاء ، في علاوة ؛ لتطرّف الواو وزيادة الألف قبلها ، على حدّ كساء وعطاء. وإذا لزم لبس أو عدم نظير تعيّن المذهب الأول ، كنحو (٢) : مسلمة ، مما فيه هاء التأنيث للفرق ، [لا يقال فيه : يا مسلم ، بضمّ لئلا يلتبس مؤنث بمذكر ، فلو لم يكن للفرق](٣) ، كمسلمة اسم رجل ، جاز ترخيمه على المذهبين ، ولا يقال في طيلسان بكسر اللام : طيلس بالضم (٤) ؛ إذ ليس في الكلام (فيعل) صحيح العين. وندر صيقل (٥) اسم امرأة ، بل الملتزم فيه (فيعل) كصيرف وغيلم ، والملتزم في معتلّها (٦) (فيعل) كسيّد وصيّب.

ولاضطرار رخّموا دون ندا ما يصلح للنداء ، كأحمد ، وفيه

__________________

(١) في ظ زيادة (بعده).

(٢) في ظ (فنحو).

(٣) سقط ما بين القوسين [] من م.

(٤) يقال : يا طيلس ، بفتح السين وجوبا على لغة من ينتظر ؛ لعدم النظير مما هو على وزن فيعل الصحيح العين إلا ما ندر مما ذكر الشارح ، ولا يأتي فيعل بكسر العين إلا من معتلها.

(٥) في ظ (سيقل).

(٦) في ظ (ما اعتلها).


المذهبان ، فعلى الأول قوله :

٤١٣ ـ إنّ ابن حارث إن أشتق لرؤيته (١) أو امتدحه فإنّ الناس قد علموا (٢)

أي : ابن حارثة ، وعلى الثاني قول امرئ القيس :

٤١٤ ـ لنعم الفتى تعشوا إلى ضوء ناره

طريف بن مال ليلة الجوع والخصر (٣)

__________________

(١) في الأصل وم (وأمتدحه).

(٢) البيت من البسيط ، ينسب للمغيرة بن حبناء التميمي ، أو أوس بن حبناء ، وعرف بأمه حبناء ، وأبوه عمرو بن ربيعة بن أسيد.

الشاهد في : (حارث) بفتح الثاء على أنه علم مرخم من حارثة على لغة من ينتظر ، مع كونه غير منادى ، أجاز ذلك سيبويه ، محتجّا بالبيت وغيره. ولو جاء على لغة من لا ينتظر كسرت الراء لأنه مضاف إليه مصروف فحقه الجر مع التنوين.

سيبويه والأعلم ١ / ٣٤٣ وشرح أبيات سيبويه لابن السيرافي ١ / ٥٢٧ وشرح الكافية الشافية ١٣٧١ وابن الناظم ٢٣٤ وأمالي ابن الشجري ١ / ١٢٦ و ٢ / ٩٢ والمقرب ١ / ١٨٨ وشفاء العليل ٨٣٢ والمساعد ٢ / ٥٦١ والمرادي ٤ / ٥٨ والعيني ٤ / ٢٨٣ والإنصاف ٣٥٤ والهمع ٢ / ١٨١ والدرر ١ / ١٥٧.

(٣) البيت من الطويل ، لامرئ القيس ، من قصيدة يمدح بها طريف بن مالك حين امتنع الناس عن إجارة الشاعر فأجاره.

الشاهد في : (مال) أصله مالك ، فحذف الكاف ترخيما على لغة من لا ينتظر ؛ ولذا نون اللام ، فجعله بمنزلة اسم لم يحذف من شيء. ومثل هذا مجمع على جوازه للضرورة.

الديوان ١١٠ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٣٦ وشرح أبيت سيبويه لابن السيرافي ١ / ٤٥١ وشرح الكافية الشافية ١٣٧٠ وابن الناظم ٢٣٤ وشفاء العليل ٨٣١ والمرادي ٤ / ٥٧ وابن عقيل ٢ / ٢٣٠ والعيني ٤ / ٢٨٠ والأشموني ٣ / ١٨٤ والهمع ١ / ١٨١ والدرر ١ / ١٥٧.


ولا يرخّم ضرورة مصحوب (أل) ؛ إذ لا يصلح للنداء ، ومن هنا خطّئ من جعل من ترخيم الضرورة قوله :

٤١٥ ـ ...

قواطنا مكة من ورق الحمي (١)

__________________

(١) البيت من رجز قاله العجاج ، ورواية الديوان : (أو الفا) ، وقبله :

القاطنات البيت غير الرّيّم

المفردات : القاطنات : الساكنات. البيت : البيت الحرام. ورق : جمع ورقاء ، وهي الحمامة التي لونها إلى الغبرة نحو الخضرة. الريّم : يقال : ما رام ، أي : ما برح. الحمي الحمام.

الشاهد في : (الحمي) على أن (الحمام) اسم غير مرخم ؛ لأنه ليس علما ، ومحلى بأل ، وهو لا ينادى فلا يرخم إذا. وخرج على أنه حذف منه الألف في غير ترخيم ، فالتقى ميمان فقلبت إحداهما ياء كراهة التضعيف على غير قياس ، أو أنه حذف الميم الأخيرة وأبدل الألف قبلها ياء. وخطئ من قال : إنه مرخم للضرورة.

الديوان ٢٣٧ وسيبويه والأعلم ١ / ٨ ، ٥٦ والمحتسب ١ / ٧٨ والمخصص ١٧ / ١٠٧ وشرح الكافية الشافية ١٣٧٢ وابن يعيش ٦ / ٧٥ وابن الناظم ٢٣٤ والمرادي ٤ / ٦٠ والعيني ٣ / ٥٥٤ و ٤ / ٢٨٥ والإنصاف ٥١٩ والهمع ١ / ١٨١ و ٢ / ١٥٧.


الاختصاص

هو خبر يستعمل بلفظ النداء ، لكن يخالفه من ثلاثة أوجه ، فلا يستعمل بحرف نداء و (١) يعرف بأل ، ولا يبتدأ به.

ويقع بلفظ أيّها وأيّتها كثيرا ، كارجوني أيّها الفتى ، أي : ارجوني (٢) يا قوم مخصوصا من بين الفتيان ، ومعرّفا بأل ، مثل : نحن العرب أسخى من بذل ، ومضافا إلى معرّف بأل ، مثل : «نحن معاشر الأنبياء لانورت (٣)». ونقل في المخاطب ، قولهم : بك الله

__________________

(١) في الأصل وم (أو).

(٢) في ظ (ارجون).

(٣) هكذا ورد بلفظ : (نحن) في كتب النحو كما في شرح الكافية الشافية ١٣٧٤ والمساعد ٢ / ٥٦٦ والمغني ٢ / ٣٧٨ وشفاء العليل ٨٣٥ وغيرها. ولم ترد (نحن) فيما اطلعت عليه من كتب الحديث ، والذي فيها (إنّا) ، انطر البخاري (باب فرض الخمس) ٢ / ١٨٦ ، ١٨٧ و (باب مناقب قرابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ٢ / ٣٠١ وفي كتاب المغازي ٣ / ١٦ ، ١٧ ، ٥٥ و (كتاب النفقات) ٣ / ٢٨٧ و (كتاب الفرائض) ٤ / ١٦٤ و (كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة) ٤ / ٢٦١ وفي سنن أبي داود (كتاب الخراج والإمارة والفيء) ٣ / ٣٦٧ ، ٣٧٦ ، ٣٧٧ ، ٣٨١ والترمذي (كتاب السير) ٤ / ١٥٩ (١٦١٠) والنسائي في (كتاب الفيء) ٧ / ١٣٦ والموطأ (ما جاء في تركة النبي) ٧٠٢ (١٨٢٣) و ٧٠٣ (١٨٢٤) وأحمد في المسند ١ / ٤ ، ٦ ، ١٠ ، ٩ ، ٢٥ ، ٤٧ ، ٤٨ ، ٤٩ و ٢ / ٤٦٣ و ٦ / ١٤٥ ، ٢٦٢. وأكثر الروايات بلفظ : «لا نورث ما تركناه صدقة» أو «إنّا» من ذلك ما رواه الإمام أحمد عن مالك بن أوس : «إنا لا نورث ، ما تركناه صدقة» ١ / ٢٥ و «إنا معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركت بعد مؤنة ـ ـ


نرجو الفضل. وهو في الحقيقة منصوب بأخصّ لازم إضمار غير مقيّد بمحلّ إعراب.

__________________

عاملي ونفقة نسائي صدقة». ٢ / ٤٦٣.

وفي هذه الرواية شاهد على ما أراد ابن الوردي وغيره ، حيث جاء المنصوب على الاختصاص (معاشر) مضافا إلى (الأنبياء).


التحذير والإغراء

إن كان التحذير بلفظ (إيّا) مردفا بدالّ على المعنى نصب بفعل يجب ستره ، سواء المعطوف (١) ، نحو : إيّاك والشرّ ، والمكرر ، نحو :

٤١٦ ـ فإياك إيّاك المراء (٢) ..

 ...

والمفرد أي الدالّ بدون عطف ، نحو : إيّاك الأسد ، وعزا ابن الحاجب (٣) منع هذا إلى سيبويه (٤).

__________________

(١) في ظ (معطوف).

(٢) هذا قطعة من بيت من الطويل ، للفضل بن عبد الرحمن القرشي وهو بتمامه :

فإياك إياك المراء فإنه

إلى الشرّ دعّاء وللشرّ جالب

الشاهد في : (إياك ...) حيث نصب (إياك) الأولى على التحذير بفعل محذوف وجوبا ، تقديره : احذرك ؛ لأنه جاء مكررا ، وإياك الثانية توكيد لفظي ، والمراء مفعول لفعل محذوف تقديره : احذر أو اتق أودع المراء ، أو نحو ذلك.

سيبويه والأعلم ١ / ١٤١ والمقتضب ٣ / ٢١٣ والمساعد ٢ / ٥٧٢ والمرادي ٤ / ٧٠ والعيني ٤ / ٣٠٨.

(٣) انظر الإيضاح في شرح المفصل لابن الحاجب ١ / ٣٠٥. قال : «ولا يجوز أن تقول : إياك الأسد ، كما يزعم بعض النحويين ، ونصّ سيبويه على ذلك».

يشير إلى قول سيبويه المنقول في التعليق التالي.

(٤) انظر سيبويه ١ / ١٤٠. قال : «اعلم أنه لا يجوز أن تقول : إياك زيدا ، كما أنه لا يجوز أن تقول : رأسك الجدار». وقال ١ / ١٤٢ : «ولو قلت : إياك الأسد تريد من الأسد ، لم يجز كما جاز في أن ، إلا أنهم زعموا أن ابن ـ ـ


ولا يلزم مع غير (إيّا) ستر الفعل إلّا مع العطف ، مثل : (ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها)(١) أو التّكرار مثل : الضيغم الضيغم ؛ إذ العطف كبدل من العامل ، والتكرار بمنزلة العطف. أمّا المفرد نحو : الأسد ، فستر فعله وإظهاره جائز.

وشذّ تحذير المتكلم ، كقوله : «إيّاي وأن يحذف أحدكم الأرنب (٢)». وأشدّ منه تحذير الغائب ، وإضافة (إيّا) إلى الظاهر في

__________________

أبي إسحاق أجاز هذا البيت في شعر :

فإياك إياك المراء فإنه

إلى الشر دعّاء وللشر جالب

كأنه قال : إياك ثم أضمر بعد إياك فعلا آخر ، فقال : اتق المراء».

(١) سورة الشمس الآية : ١٣. نصب (ناقة) على التحذير بفعل محذوف وجوبا ، تقديره : ذروا ، لأنه معطوف عليه (وَسُقْياها).

(٢) هذا الأثر قطعة من كلام عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه ، يورد بعضه من استشهد به من النحاة ، وهو بتمامه : «ليذك لكم الأسل والرماح والسهام ، وإياي وأن يحذف أحدكم الأرنب». كما يروى : «إياي وأن يحذف أحدكم الأرنب بالعصا ، وليذكّ لكم الأسل والرماح». انظر سيبويه ١ / ١٣٨ وشرح الكافية الشافية ١٣٧٨ وابن الناظم ٢٣٦ وشرح التحفة ٣٢٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٩٢ والإيضاح لابن الحاجب ١ / ٣٠٧ وشرح الكافية ١ / ١٨١ وأوضح المسالك ٥٤٤ والأشموني ٣ / ١٩١ والهمع ١ / ١٧٠.

وفي التهذيب للأزهري : «وقال عمر : إياكم وحذف الأرنب بالعصا ، وليذكّ لكم الأسل والرماح والنبل». ١٣ / ٧٥.

وورد في الفائق في غريب الحديث ٣ / ٢٩٨ وغريب الحديث للهروي ٣ / ٣١٠ ، ٣١١ والطبقات الكبرى لابن سعد ٣ / ٣٢٣ ، ٣٢٤ وكنز العمال ٩ / ٢٣٩ (٢٥٨٢٤) عن زر بن حبيش قال سمعت : عمر بن الخطاب يقول : «يا أيها الناس هاجروا ولا تهجروا ، وليتق أحدكم الأرنب أن يحذفها بالعصا أو يرميها بالحجر ثم يأكلها ، ولكن ليذل لكم الأسل الرماح والنبل».


قوله : إذا بلغ الرجل الستين فإيّاه وإيّا الشّوابّ (١).

واجعل المغرى به كالمحذّر بغير لفظ (إيّا) في نصبه وفي ستر فعله مع العطف والتّكرار ، وجواز إظهاره مع الإفراد ، قال :

٤١٧ ـ أخاك أخاك إنّ من لا أخا له

كساع إلى الهيجا بغير سلاح (٢)

وقد يرفع الإغراء والتحذير كقوله :

٤١٨ ـ إنّ قوما منهم عمير ، وأشبا

ه عمير ، ومنهم السفّاح

__________________

ـ ـ و (٢٥٨٢٥) عن عمر قال : «إياي أن يحذف أحدكم الأرنب بالعصا أو بالحجر ، ولتذلّ لكم الأسل والرماح والنبل».

وقد أورده الشارح شاهدا على أن تحذير المتكلم شاذ في قوله (إياي).

(١) انظر هذا القول في شرح الكافية الشافية ١٣٧٨ وابن الناظم ٢٣٦ وشرح الكافية ١ / ١٨١ والهمع ١ / ١٧٠. وقد أوضح الشارح أن تحذير الغائب في قوله (إياه) وإضافة (إيّا) إلى الاسم الظاهر (إيا الشواب) كلاهما شاذّ.

(٢) البيت من الطويل لمسكين الدارمي. وقال الأعلم : لإبراهيم بن هرمة القرشي. قيل : هو آخر من يحتج بشعره.

الشاهد في : (أخاك أخاك) فقد نصب الأول على الإغراء ، وحذف عامله وجوبا لأنه مكرر ، وتقديره الزم أخاك ، ونصب الثاني على التوكيد اللفظي.

ديوان مسكين ٢٩ وملحقات ديوان ابن هرمة ٢٦٣ وسيبويه والأعلم ١ / ١٢٩ والخصائص ٢ / ٤٨٠ و ٣ / ١٠٢ وفرحة الأديب ٤٠ وشرح الجمل لابن عصفور ١ / ٢٦٢ و ٢ / ٣٦٦ وشرح الكافية الشافية ١٣٨٠ وابن الناظم ٢٣٦ وشرح التحفة الوردية ٣٣٠ وشفاء العليل ٨٣٨ والمرادي ٤ / ٧٣ والعيني ٤ / ٣٠٥ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٩٥ والخزانة ١ / ٤٦٥ والهمع ١٧٠١ / والدرر ١ / ١٤٦.


لجديرون باللقاء إذا قال أخو

النجدة : السّلاح السّلاح (١)

__________________

(١) البيتان من الخفيف ، ولم أقف على قائلهما.

الشاهد في : (السلاح السلاح) حيث رفع المغرى به المكرر ، وحقه النصب بتقدير : خذ السلاح ، والثاني توكيد لفظي.

معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٦٩ والخصائص ٣ / ١٠٢ وشرح الكافية الشافية ١٣٨١ وابن الناظم ٢٣٦ وشرح التحفة الوردية ٣٢٩ والمساعد ٢ / ٥٧٤ ، ٥٧٥ والمرادي ٤ / ٧٣ والعيني ٤ / ٣٠٦ وشرح شواهد شرح التحفة ٣٩٣ والهمع ١ / ١٧٠ والدرر ١ / ١٤٦.


أسماء الأفعال والأصوات (١)

أسماء الأفعال ألفاظ نابت عن الأفعال معنى واستعمالا ، كشتّان ، بمعنى افترق ، وصه : اسكت ، وأوّه : أتوجّع ، ومه : اكفف.

وتجيء بمعنى الأمر كثيرا ، كآمين ، بمعنى استجب ، وهيت وهيّا : أسرع ، وكحذار من ثلاثي لازم أو متعدّ لواحد ، وتقدم ، وشذّ من رباعي كدراك.

وبمعنى المضارع والماضي قليلا ، كوي : أتوجّع ، وواها : أعجب ، وهيهات : بعد ، ووشكان وسرعان : وشك وسرع.

ومنها رويد ، بمعنى أمهل ، وبله. وتنصبان ، ولك الجرّ بهما مصدرين. وتقدّم الكلام على بله (٢).

وجميعها تعمل عمل الأفعال التي نابت عنها ، فترفع الفاعل ظاهرا ، كشتّان زيد وعمرو ، ومضمرا كنزال. وتنصب ما في حكم متعدّ منها المفعول ، وتتعدّى بحرف ما في معنى متعدّ به ، فحيّهل الثريد ، بمعنى ائت ، وبالثريد عجّل ، وعلى الثريد أقبل. وكلها تعمل في واجب التأخير خلافا للكسائي (٣) ، وأمّا قوله :

__________________

(١) (والأصوات) زيادة من ظ.

(٢) انظر المفعول المطلق ص : ١٢٨.

(٣) انظر شرح الكافية الشافية ١٣٩٤ والمساعد ٢ / ٦٥٧.


٤١٩ ـ يا أيّها الماتح دلوي دونكا

إنّي رأيت الناس يحمدونكا (١)

فمعناه : دونك دلوي دونكا.

وما ينوّن منهما فنكرة ، وما لا فمعرفة. وبالوجهين صه ، ومه ، وأفّ.

وشبهها (٢) أسماء الأصوات في الاكتفاء بها دالّة إما على خطاب ما لا يعقل ، زجرا ، كهلا للخيل ، وعدس للبغل ، أو دعاء ، كجئ للإبل ، وإمّا على حكاية بعض الأوصاف ، كقب لوقع السيف ، وطق للحجارة ، وقاش ماش للقماش.

والنوعان أسماء مبنيّة لما مرّ.

__________________

(١) البيتان من رجز قيل : قالته جارية من بني مازن. وقصتها مذكورة في شواهد العيني وفي الخزانة نقلا عن العباب. وقيل : لرؤبة. وقيل لراجز جاهلي من بني أسيد بن عمرو بن تميم. وقد ورد كثيرا في كتب النحو والأدب والأمثال. وروي : (المائح) و (رأيت الناس).

الشاهد في : (دلوي دونكا) احتج به الكسائي على جواز عمل اسم الفعل في مفعول متقدم ، فدلوي مفعول به مقدم لاسم الفعل (دونك). وخرجه الشارح وغيره على أن دلوي مفعول به لاسم فعل محذوف تقديره دونك ، دلّ عليه المذكور ، وهذا جائز عند سيبويه. وقيل : (دلوي) مبتدأ ودونك خبر.

أمالي الزجاجي ٢٣٧ وشرح الكافية الشافية ١٣٩٤ وشرح العمدة ٧٣٩ وأمالي السهيلي ٧٧ والمقرب ١ / ١٣٧ وأمالي القالي ٢ / ٢٤٤ وابن يعيش ١ / ١١٧ والعيني ٤ / ٣١١ والمغني ٢ / ٦٠٩ والإنصاف ٢٢٨ والخزانة ٣ / ١٥ والهمع ٢ / ١٠٥ والدرر ٢ / ١٣٨ والعقد ٥ / ٢١١ ومجمع الأمثال ١ / ٦٧.

(٢) في ظ (وتشبهها).


وأعرب أو ابن ما وقع منها أو من الحروف موقع المتمكن ، قال :

٤٢٠ ـ دعاهنّ ردفي فارعوين لصوته

كما رعت بالحوب الظماء الصواديا (١)

وقال :

٤٢١ ـ ليت شعري وأين منّي ليت

إنّ ليتا وإنّ لوّا عناء (٢)

__________________

(١) البيت من الطويل لعويف القوافي أحد شعراء الدولة الأموية المقلين. وروي في شعر لسحيم عبد بني الحسحاس كما ذكر صاحب الخزانة ٣ / ٨٧ عن الصاغاني في العباب هكذا :

وأوده ردفي فارعوين لصوته

 ...

ورواية ابن الناظم والبغدادي (الجوث) بالجيم والثاء ، بدل (الحوب) وصححها العيني ، ولم يرد البيت في ديوان سحيم.

المفردات : أوده : صاح ، يقال أوده بالإبل ، أي صاح بها. ردفي : بكسر الراء ، هو الذي يركب خلف الراكب. ارعوين : رجعن. رعت : أفزعت.

الحوب : لفظ لزجر الإبل ، وكذا الجوث. الظّماء : جمع ظمأى ، هي الإبل العطاش. الصواديا : جمع صادية ، وهي الإبل العطاش أيضا.

الشاهد في : (الحوب) فقد روي بالكسر والفتح ، فالكسر على أنه مجرور بالباء ، والفتح على أنه مبني في محل جر بالباء ؛ لوقوعه موقع الاسم المتمكن.

ابن الناظم ٢٣٩ والعيني ٤ / ٣٠٩ والخزانة ٣ / ٨٦ ، ٨٩ وابن يعيش ٤ / ٧٥ ، ٨٢.

(٢) البيت من الخفيف لأبي زبيد الطائي ، من المعمرين ، عاش في الجاهلية والإسلام ، كان نصرانيّا ، وقيل أسلم. ورواية درة الغواص (سوفا) بدل (لوّا). ـ ـ


نونا التّوكيد

لتوكيد الفعل نونان : ثقيلة كاذهبنّ ، وخفيفة كاقصدن ، ويكّدان (افعل ويفعل) أي : الأمر والمضارع المستقبل ، بشرط كونه غالبا ، إمّا طلبا : أمرا ، أو نهيا ، أو تحضيضا ، أو تمنّيا ، أو استفهاما (١) ، وإمّا شرطا لإن مقرونة بما جوازا فيهما ، وإمّا جواب قسم مثبتا مستقبلا وجوبا ، ويلزم في ذا مع النون اللام ، إن لم يقرن بحرف تنفيس ، ولم يقدّم معموله ، كو الله لأفعلنّ ، وإلّا فباللام مثل : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ) (٢) (وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) (١٥٨) (٣).

__________________

الشاهد في : (ليت وليتا ولوّا) حيث أعرب هذه الحروف حسب موقعها ؛ لوقوعها موقع الاسم المتمكن ، فليت آخر الشطر الأول مبتدأ مرفوع خبره (أين) مقدما ، و (ليتا ولوّا) اسمان لإنّ ، خبرهما عناء.

شعر أبي زبيد ٢٤ وسيبويه والأعلم ٢ / ٣٢ والمقتضب ١ / ٢٣٥ و ٤ / ٣٢ ، ٤٣ وما ينصرف وما لا ينصرف للزجاج ٦٥ والخزانة ٣ / ٢٨٢ وابن يعيش ٦ / ٣٠ ودرة الغواص ٢٥ والشعر والشعراء ٣١٠.

(١) وأمثلة هذه حسب ورودها : اكتبنّ ، لا تكتبنّ.

(٢) سورة الضحى الآية : ٥. ولم ترد (ربك) في ظ.

وذلك أن (يعطيك) جاء معطوفا على جواب القسم (والضحى ... ما ودعك) ولتصديره بالتسويف لزمته اللام دون نون التوكيد.

(٣) سورة آل عمران الآية : ١٥٨.

فـ (لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ) جواب للقسم الموطأ باللام ، وتقديره : والله (لَئِنْ مُتُّمْ ...) ولم تقترن النون بالجواب (تُحْشَرُونَ) لتقدم معمول الجواب وهو الجار والمجرور (إلى الله). العكبري ١ / ١٥٥.


وقلّ توكيد المضارع بالنون في غير ما ذكر ، كقوله :

٤٢٢ ـ ليت شعري وأشعرنّ إذا ما

قرّبوها منشورة ودعيت (١)

ويسهّله كونه بعد (ما) الزائدة دون (إن) كقوله :

٤٢٣ ـ ...

ومن عضة ما ينبتنّ شكيرها (٢)

__________________

(١) البيت من الخفيف قاله السموأل بن عادياء. وروى الأصمعي الشطر الثاني :

قيل اقرأ عنوانها وقريت

الشاهد في : (أشعرنّ) حيث أكده بالنون الثقيلة ، وهو مثبت ليس طلبا ولا شرطا ، وذلك قليل.

الديوان ٢٣ وشرح الكافية الشافية ١٤١١ وابن الناظم ٢٤١ وشفاء العليل ٨٨٥ والمساعد ٢ / ٦٧١ والعيني ٤ / ٣٣٢ والهمع ٢ / ٧٩ والدرر ٢ / ١٠٠ والأشموني ٣ / ٢٢١ والأصمعيات ٨٦.

(٢) في الأصل (ومن غصه ما تبين شكرها) دون نقط (تبين) وفي م (ومن غصة ما تبين سكرها) وفي ظ (ومن عضه) وجاء باقي البيت في الهامش دون نصحيح هكذا : (ثن شكيرها) حيث لم تظهر الكلمة الأولى كاملة.

وهو عجز بيت من الطويل ، لم أقف على قائله ، وصدره :

إذا مات منهم ميّت سرق ابنه

المفردات : عضة : العضة الشجرة. شكيرها : صغارها. قلت : وهو أنسب للمعنى مما قيل : إنه ورقها وشوكها ؛ فما ينبت حول الشجرة من أصلها لا يختلف عن الأصل في النوع واللون والثمر وغيره ، والشاعر يقول : إن الابن منهم يشبه أباه.

الشاهد في : (ما ينبتنّ) فقد أكد الفعل المضارع بالنون الثقيلة ؛ لوقوعه بعد ما الزائدة دون (إن) الشرطية.

سيبويه والأعلم ٢ / ١٥٣ وشرح الكافية الشافية ١٤٠٧ وابن يعيش ٧ / ١٠٣ و ٩ / ٥ ، ٤٢ والمرادي ٤ / ٩٧ والخزانة ٢ / ٨٣ و ٤ / ٤٨٩ ، ٥٦٦.


أو منفيّا بلم كقوله :

٤٢٤ ـ يحسبه الجاهل ما لم يعلما

شيخا على كرسيّه معمّما (١)

أو بلا كقوله :

٤٢٥ ـ فلا الجارة العليا بها تلحينّها

ولا الضيف فيها إن أناخ محوّل (٢)

__________________

(١) البيت من الرجز اختلف في قائله كثيرا ، قال العيني : قال ابن هشام الحنبلي قائله أبو حيان الفقعسي ، وقال ابن هشام اللخمي : قائله مساور العبسي.

ويقال العجاج. وقال السيرافي : قائله الدبيري. وقال الصاغاني : قائله عبد بني عبس. انظر العيني ٤ / ٨٠ ، ٣٢٩. وقيل : لابن حبابة اللص ، وهو شاعر جاهلي اسمه المغوار بن الأعتق ، وحبابة أمه. انظر الخزانة ٤ / ٥٦٩.

الشاهد في : (لم يعلما) فقد أكد الفعل المضارع بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا ؛ لسبقه بلم النافية ، وهذا قليل.

ملحق ديوان العجاج ٤١٦ والنوادر ١٦٤ وسيبويه والأعلم ٢ / ١٥٢ ومجالس ثعلب ٢ / ٥٥٢ ـ ٥٥٣ وأمالي ابن الشجري ١ / ٣٨٤ وشرح الكافية الشافية ١٤٠٦ وابن الناظم ٢٤١ وشفاء العليل ٨٨٤ وابن يعيش ٩ / ٤٢ والمرادي ٤ / ١٠٠ والمساعد ٢ / ٦٦٨ وابن عقيل ٢ / ٢٤١ والإنصاف ٦٥٣ والهمع ٢ / ٧٨ والدرر ٢ / ٩٨.

(٢) البيت من الطويل ، قائله النمر بن تولب العكلي الصحابي الجليل. وفي الديوان : (الدنيا لها) بدل (العليا بها).

المفردات : الجارة الدنيا : القريبة. تلحينها : من الملاحاة ، وهي المنازعة.

أناخ : برّك راحلته. محوّل : من التحول وهو الانتقال.

الشاهد في : (لا ... تلحينّها) حيث أكد المضارع بالنون الثقيلة لسبقه بلا النافية مع الفصل بينهما ؛ لشبهها بالناهية ، أجازه ابن جني وتبعه ابن مالك ، والجمهور يمنعه ، وما ورد عندهم فنادر أو ضرورة. انظر المساعد ٢ / ٦٦٨.

الديوان ٩٢ وشرح الكافية الشافية ١٤٠٤ وابن الناظم ٢٤١ والمرادي ٤ / ١٠٢ والعيني ٤ / ٣٤٢ والأشموني ٣ / ٢١٨ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٦٢٨.


ومثله : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)(١) وقول من زعم أنّ (٢) هذا نهي (٣) ليس بشيء ؛ لأنّا قدّمنا أنه لا تنعت النكرة بجملة طلبية ولم ينتبه (٤) لهذا التعليل هنا فيما علمت أحد.

أو كان شرطا بغير إمّا ، كإنشاد سيبويه :

٤٢٦ ـ من نثقفن منهم فليس بثابت (٥)

أبدا ، وقتل بني (٦) قتيبة شاف (٧)

__________________

(١) سورة الأنفال الآية : ٢٥. فقد أكد الفعل المضارع (تصيبن) بالنون الثقيلة لسبقه بلا النافية.

(٢) سقطت (أن) من ظ.

(٣) في الأصل (نهيا) تصحيف. قال أبو حيان في البحر المحيط ٤ / ٤٨٤ : «وزعم الزمخشري أن الجملة صفة ، وهي نهي». وانظر الكشاف ٢ / ١٥٢.

وتأول القائلون إن (لا) في الآية الكريمة ناهية على أن الجملة محكية بقول محذوف يكون صفة لـ (فتنة). انظر هذا وغيره في المرادي ٤ / ١٠١.

(٤) في الأصل (يثبته).

(٥) في ظ (بآيب).

(٦) سقطت (بني) من ظ.

(٧) البيت من الكامل ، أحد ثلاثة أبيات قالتها بنت مرة بن عاهان الحارثي ، ترثي أباها حين قتلته باهلة. وروي (آيب) بدل (ثابت).

المفردات : نثقفن : نظفر به من باهلة. ثابت : صامد. آيب : راجع إلى أهله سالما.

الشاهد في : (نثقفن) فقد أكد فعل الشرط بنون التوكيد الخفيفة ، وهو غير مسبوق بما الزائدة.

سيبويه والأعلم ١ / ١٥٢ وشرح أبيات سيبويه لابن السيرافي ٢ / ٢٦٣ وشرح الكافية الشافية ١٤٠٥ وابن الناظم ٢٤١ والمساعد ٢ / ٦٦٩ وشفاء العليل ٨٨٤ والمرادي ٤ / ١٠٥ والعيني ٤ / ٣٣٠ والخزانة ٤ / ٥٦٥ والهمع ٢ / ٧٩ والدرر ٢ / ١٠٠ والأشموني ٣ / ٢٢٠.


أو جزاء ، كإنشاده :

٤٢٧ ـ مهما تشأ منه فزارة (١) تعطكم

ومهما تشا منه فزارة تمنعا (٢)

(٣) وأمّا الشرط بإمّا فيؤكّد كثيرا ، مثل : (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ)(٤) ، وقد لا ، كقوله :

٤٢٨ ـ فإمّا تريني ولي لمّة

فإنّ الحوادث أودى بها (٥)

__________________

(١) سقطت (فزارة) من ظ.

(٢) البيت من الطويل ، قاله الكميت بن زيد الأسدي ، أو الكميت بن ثعلبة.

وقيل : عوف بن خرع أو ابن معروف وروي : (فمهما).

الشاهد في : (تمنعا) فقد أكد المضارع بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا لوقوعه في جواب الشرط مهما. وهو اختياري عند ابن مالك ، قليل عند سيبويه في الشعر.

ملحق ديوان الكميت الأسدي ٢٤ (٧٠٨) وسيبويه والأعلم ٢ / ١٥٢ وشرح الكافية الشافية ١٤٠٥ وابن الناظم ٢٤١ والمساعد ٢ / ٦٧٠ والعيني ٤ / ٣٣٠ والخزانة ٤ / ٥٥٩ والهمع ٢ / ٧٩ والدرر ٢ / ١٠٠ والأشموني ٢ / ٢٢٠ وشرح التصريح ٢ / ٢٠٦.

(٣) سقطت الواو من ظ.

(٤) سورة الزخرف الآية : ٤١.

(٥) البيت من المتقارب ، قاله الأعشى ميمون بن قيس. ورواية الديوان :

فإن تعهديني ولي لمّة

فإن الحوادث ألوى بها

ولا شاهد فيها. ورواية سيبويه :

فإما تري لمتي بدلت

الشاهد في : (إما تريني) حيث لم يؤكد فعل الشرط الواقع بعد إن الشرطية المدغمة في ما الزائدة ، وهذا جائز عند الجمهور. ويلزم تأكيده عند المبرد والزجاج هكذا : فإمّا ترينّ. انظر شرح شواهد شرح التحفة ٢٢٨.

الديوان ٢٢١ وسيبويه والأعلم ١ / ٢٣٩ ومعاني القرآن للفراء ١ / ١٢٨ ـ


وحقّ المؤكّد بها فتح آخره (١) ، كابرزنّ ، واخشينّ يا زيد.

ويصار إلى غيره (٢) متى أسند الفعل إلى مضمر لين ، أي : ألف اثنين ، أو واو جمع ، أو ياء مخاطبة ، فيحرّك آخره بمجانس الضمير ، فيفتح قبل الألف ، ويضمّ قبل الواو ، ويكسر قبل الياء (٣).

واحذف لنون التوكيد ياء الضمير وواوه ، مع فعل صحيح الآخر أو معتلّه (٤) ، إن لم يكن حرف العلة ألفا ، كهل تضربنّ أنتم ، وتغزنّ ، وترمنّ ، وهل تضربنّ يا هند ، [وتغزنّ وترمنّ ، إن لم يكن في آخر الفعل ألف ، فاجعل الآخر مع الفعل ياء إن كان رافعا غير ياء الضمير وواوه ، نحو : اسعينّ يا زيد.

واحذف الألف من رافع الياء والواو ، واتبع فيهما مجانسة الشكل ، فحرك لأجل النون الياء بالكسرة ، والواو بالضمة ، نحو : اخشينّ يا هند (٥)] واخشونّ يا قوم ، وقس عليه.

__________________

والمخصص ١٦ / ٨٢ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣٤٥ ورصف المباني ١٠٣ وابن يعيش ٥ / ٩٥ و ٩ / ٤١ ، ٦ وشرح التحفة الوردية ٢٠٦ والمساعد ٢ / ٦٦٧ وابن الناظم ٢٤٠ والعيني ٢ / ٤٦٦ والخزانة ٤ / ٥٧٨.

(١) سواء أكان ذلك صحيحا أم معتلا بالألف ، كا مثّل ، أم كان معتلا بالواو كاغزونّ ، أم بالياء كارمينّ يا أحمد.

(٢) يعني غير فتح الآخر.

(٣) يقال : يا رجلان هل تجلسانّ؟ ويا رجال هل تجلسنّ ،؟ ويا امرأة هل تجلسنّ؟ بحذف نون الرفع لتوالي الأمثال ، وواو الجمع وياء المخاطبة ، لالتقاء الساكنين ؛ وذلك إذا كان الفعل صحيحا.

(٤) في ظ (متعلقه).

(٥) ما بين القوسين [] زيادة من ظ.


ولم تقع النون الخفيفة بعد الألف خلافا ليونس (١) ، لكن الشديدة المكسورة وصلا كقولك : اضربانّ واضربنانّ.

وزد قبل النون ألفا إذا أكّدت فعلا مسندا إلى نون الإناث للفصل بين الأمثال كاضربنانّ ، واغزونانّ (٢) وارمينانّ ، واخشينانّ.

تحذف الخفيفة لأمرين ، أحدهما : إذا لحقها ساكن لالتقاء الساكنين ، كقوله :

٤٢٩ ـ (٣) لا تهين الفقير علّك أن

تركع يوما والدهر قد رفعه (٤)

__________________

(١) قال سيبويه ٢ / ١٥٧ : «وأما يونس وناس من النحويين فيقولون : اضربان زيدا ، واضربنان زيدا ، فهذا لم تقله العرب ، وليس له نظير في كلامهم ، ولا يقع بعد الألف ساكن إلا أن يدغم ، ويقولون في الوقف : اضربا واضربنا ، فيمدّون ، وهو قياس قولهم ؛ لأنها تصير ألفا». وانظر شرح الكافية الشافية ١٤١٧ ـ ١٤١٨ محتجا بقراءة : (فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً) على أن فعل (دمر) لاثنين والألف ضمير الاثنين ، والنون المكسورة المخففة للتوكيد ، وبقراءة ابن ذكوان : (ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون) بكسر نون (تتبعان) دون شدة.

(٢) في جميع النسخ (اغزينان) والصواب ما أثبتناه ، فالفعل واوي من غزا يغزو.

(٣) في ظ (ولا).

(٤) البيت من المنسرح من أبيات للأضبط بن قريع السعدي ، شاعر جاهلي ، وفي شذا العرف للأضبع. وروي : (لا تحقرنّ) و (لا تعاد الفقير) ولا شاهد على هاتين الروايتين.

الشاهد في : (تهين الفقير) حيث حذف نون التوكيد الخفيفة الساكنة للاتقائها مع ساكن بعدها ، وهو (أل) القمرية ، والأصل : لا تهينن ، وبقيت نون الفعل (أهان).

شرح الكافية الشافية ١٤١٩ وابن الناظم ٢٤٤ والمساعد ٢ / ٦٧٤ والمرادي ٤ / ١١٤ والعيني ٤ / ٣٣٤ والهمع ٢ / ٧٩ والدرر ٢ / ١٠٢ ، ١٠٣ وشذا العرف ٥٢.


الثاني : إذا وقف عليها تالية ضمة أو كسرة ، فتحذف إذا ، ويردّ ما كان حذف من أجلها في الوصل ، كقولك في اخرجن يا هؤلاء ، واخرجن يا هذه : اخرجوا ، اخرجي ، فإن وقف عليها تالية فتحة أبدلت ألفا ، كقولك في قفن : قفا ، وفي (نسفعن) :

(نسفعا) (١) قال النابغة :

٤٣٠ فمن يك لم يثأر (٢) بأعراض قومه

فإنّي وربّ الراقصات لأثأرا (٣)

وحذفت لغير ما ذكر ضرورة كقوله](٤) :

٤٣١ ـ اضرب عنك الهموم طارقها

ضربك بالسيف قونس (٥) الفرس (٦)

__________________

(١) سورة العلق الآية : ١٥(كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ) (١٥).

(٢) في الأصل (يأثر) وفي آخر البيت (لأثرا) تصحيف ، وفي ظ (يشأر).

(٣) البيت من الطويل ، للنابغة الجعدي الصحابي الجليل.

الشاهد في : (لأثأرا) فقد أبدل نون التوكيد الخفيفة عند الوقف عليها ألفا.

الديوان ٧٦ وسيبويه والأعلم ٢ / ١٥١ وشرح الكافية الشافية ١٤١٩ وابن الناظم ٢٤٤ والعيني ٤ / ٣٣٦ وابن يعيش ٩ / ٣٩ والأشموني ٣ / ٢١٥ ، ٢٢٦.

(٤) سقط ما بين القوسين [] من م.

(٥) في الأصل وم (قرنس) بالراء بدل الواو.

(٦) البيت من الوافر لطرفة بن العبد البكري. وذكر العيني عن ابن بري أنه مصنوع عليه. وكذا قال أبو زيد في النوادر عن أبي حاتم السجستاني عن الأخفش ، وفيه (بالسوط) بدل (السيف).

المفردات : طارقها : الطارق هو ما يأتي ليلا من إنسان أو غيره كالهم. قونس الفرس : عظم ناتئ بين أذني الفرس.

الشاهد في : (اضرب) أصلها (اضربن) فحذف نون التوكيد الخفيفة وبقيت الفتحة على الباء دليلا عليها من غير ساكن ولا وقف ؛ وذلك ضرورة.

الديوان ١٦٥ والنوادر ١٦٥ والخصائص ١ / ١٢٦ وابن الناظم ٢٤٤ ـ ـ


ما لا ينصرف

الصرف تنوين يبيّن معنى به يكون الاسم أمكن ، أي : زائدا في التمكن. وهذا المعنى هو كون الاسم سالما من شبه الفعل في الفرعية.

والمعتبر في منع الصرف من شبه الفعل كون الاسم فيه إمّا فرعيّتان مرجع إحداهما اللفظ ، والأخرى المعنى ، وإمّا فرعيّة تقوم مقامهما.

فيمنع الصرف ألف التأنيث مقصورة كانت أو ممدودة ، جامدا كان كبهمى وصحراء ، أو صفة كحبلى ، وحمراء ، (١) وأصدقاء ، أو علما كسعدى ، وأسماء.

وتمنعه الألف والنون المزيدتان في مثال : (فعلان) صفة لا تختم بتاء تأنيث ، كسكران وغضبان (٢) ورحمان. أمّا ما يختم بالتاء كندمان وأليان (٣) فمنصرف.

ويمنعه كون الكلمة وصفا أصليّا على وزن (أفعل) لا يختم بتاء تأنيث ، كأشهل ، وأحمر ، وأفضل منك ، أمّا ما يختم بالتاء

__________________

وشفاء العليل ٨٨٨ والمساعد ٢ / ٦٧٦ وابن يعيش ٩ / ٤٤ والمرادي ٤ / ١١٥ والعيني ٤ / ٣٣٧ والإنصاف ٢ / ٥٦٨ والهمع ٢ / ٧٩ والدرر ٢ / ١٠٣.

(١) في م (أو).

(٢) لا يقال في التأنيث سكرانة وغضبانة.

(٣) أي في حال التأنيث ، فيقال : ندمانة وأليانة.


كأرمل (١) فمنصرف.

وألغ ما صفته (٢) عارضة ، كأربع ، واصرفه ، وما اسميّته عارضة كأدهم للقيد ، وامنعه ؛ إذ هو صفة في الأصل.

وأمّا أجدل للصقر ، وأخيل للطائر ، وأفعى للحية ، فالأكثر صرفه ؛ لتجرده عن الوصفية في أصل الوضع ، وقد لا ينصرف لأنه لحظ فيه معنى الوصف.

ويمنعه اجتماع العدل وأصالة الوصف في موضعين ، أحدهما : موازن (مفعل وفعال) من واحد واثنين وثلاثة وأربعة وعشرة ، وموازن مفعل من خمسة.

وأجاز الزجاج والكوفيون (٣) خماس ومخمس ، وكذا إلى تساع ومتسع ، ووافقهم الشيخ في خماس (٤) ؛ إذ مخمس مسموع. وما

__________________

(١) أي في حال التأنيث ، فيقال : امرأة أرملة.

(٢) في ظ (وصفيته).

(٣) قال الزجاج في كتابه ما ينصرف وما لا ينصرف ٤٤ : «وإن عدلت أسماء العدد إلى العشرة كلها على هذا قياسا ، نحو : عشار وتساع وخماس وسداس ، ولكن مثنى وموحد ، لم يجئ في مثل معشر ، تريد به عشار ، وكذا متسع يراد به تساع ، إنما استعمل من هذا ما استعملت العرب». وانظر شرح الكافية الشافية ١٤٤٨ وابن الناظم ٢٤٩.

(٤) قال ابن مالك في العمدة بعد ذكر رأي الزجاج والكوفيين : «ولا أوافقهم إلا في (خماس) لأن مخمس مسموع». انظر شرح العمدة ٨٤٩. وقال في شرح الكافية الشافية ١٤٤٧ : «وروي عن بعض العرب مخمس وعشار ومعشر ، ولم يرد غير ذلك».


استعمل (مفعل) في غير الخمسة إلّا واستعمل (فعال).

الثاني : أخر المقابل بالآخرين ، وواحده أخرى مقابل آخر ، لا أخرى ، بمعنى آخرة ، كما في : (قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ)(١).

ويمنعه كون الكلمة على وزن (مفاعل ومفاعيل) وشبههما ، كمساجد ودراهم ودوابّ ؛ إذ أصله : دوابب ، ومصابيح ويرابيع ، وبخاتي ، ما لم يكن مضموم الأول كعذافر ، أو ألفه عوضا (٢) ، كيمان وشآم ، أو ما ولي ألفه ساكن كعبالّ (٣) ، أو مفتوح كبراكاء (٤) ، أو مضموم كتدارك (٥) ، أو عارض الكسر لاعتلال الآخر كتدان (٦) ، أو ثاني الثلاثة (٧) التي بعد ألفه متحرّك كملائكة (٨) ، أو هو والثالث عارض للنسب منويّ بهما

__________________

(١) سورة الأعراف الآية : ٣٨. يعني أن (أخراهم) في الآية الكريمة بمعنى آخرهم المقابل للأول ، وليست من آخر بمعنى مغاير.

(٢) في جميع النسخ (عوض) بالرفع.

(٣) العبال : جمع عبالة ، وهي الثّقل ، يقال ألقى عبالته أي : ثقله.

(٤) البراكاء : بفتح الباء ، الثبات في الحرب ، وساحة القتال. اللسان (برك) ٢٦٧. ويعني بالحرف المفتوح ، الكاف المفتوحة الواقعة بعد الألف وسط الكلمة.

(٥) في ظ (كالتدارك). ويعني بالحرف المضموم ، الراء المضمومة الواقعة بعد الألف وسط الكلمة.

(٦) في الأصل : (كمدائن) تصحيف. وأصل (تدان) تداني ، فجعل موضع الضمة كسرة.

(٧) في ظ (أو ثالث ثلاثة). يعني كاف ملائكة.

(٨) في ظ (كما يكة).


الانفصال (١) كرباحيّ وظفاريّ (٢).

والجمع المعتل الآخر المقرّة (٣) كسرته ، اللازم آخره لفظ الياء ، إذا خلا من (أل) (٤) والإضافة جرى في الرفع والجرّ كسار ، وفي النصب كدراهم ، كهؤلاء جوار ، ومررت بجوار ، ورأيت جواري ، وإنما ذكرنا الوزنين ولم نتعرّض للجمعيّة ؛ لأنها ليست شرطا ، ولذلك منع وجها واحدا سراويل ، وهو اسم مفرد أعجمي حمل (٥) على موازنه ، قال تميم العجلاني :

٤٣٢ ـ أتى دونها ذبّ الرياد كأنه

فتى فارسيّ في سراويل رامح (٦)

__________________

(١) في الأصل وم (الاتصال) وفي ظ (للانفصال).

(٢) اسما موضعين في جنوب الجزيرة العربية. ويعني بالثاني والثالث الحاء والياء الأخيرة في (رباحيّ) والراء والياء الأخيرة في (طفاريّ). وهذه الكلمات وأمثالها مما وزنها مفاعل ومفاعيل وجاء فيها أحد هذه الشروط تصرف.

(٣) في الأصل وم (المفرد).

(٤) في ظ (الجر).

(٥) سقطت (حمل) من م.

(٦) البيت من الطويل ، لتميم ابن أبيّ بن مقبل بن العجلان ، شاعر مخضرم معمر. وقيل للراعي النميري كما في ديوان المعاني ٢ / ١٣٢. وروي : (يمشّي بها ذب) كما روي : (يرود بها).

المفردات : ذبّ الرياد : الذب هو الثور الوحشي ، وسمي بذب الرياد ؛ لأنه يرود أي : يذهب ويجيء ولا يثبت في مكان. رامح : ذو رمح ، شبه قرن الثور بالرمح.

الشاهد في : (سراويل) على أنه ممنوع من الصرف لكونه على وزن الجمع (مفاعيل) وإن كان مفردا أعجميّا.

ديوان ابن مقبل ٤١ والمخصص ٨ / ٣٩ و ١٢ / ١٢ و ١٥ / ١٧٠ وشرح الكافية الشافية ١٥٠١ وشرح العمدة ٨٥٠ وابن يعيش ١ / ٦٤ والخزانة ١ / ١١١.


وزعم بعضهم (١) أنه جمع سروالة ، وأنشد :

٤٣٣ ـ عليه من اللؤم سروالة (٢)

 ...

وقيل : مصنوع لا حجّة فيه.

وكذلك أيضا منع ما سمي به من مثال مفاعل ومفاعيل منقولا من جمع محقّق ، كمساجد اسم رجل ، أو مقدر كشراحيل.

هذا ما لا ينصرف في النكرة.

__________________

(١) قال ابن يعيش في شرح المفصل ١ / ٦٤ بعد البيت : «فيكون كعثكالة وعثاكيل ، وهو رأي أبي العباس». يعني المبرد. والمبرد إنما ذكر قول أبي الحسن الأخفش ، قال : «فأما سراويل فكان (يعني الأخفش) يقول فيها : العرب يجعلها بعضهم واحدا ، فهي عنده مصروفة في النكرة على هذا المذهب ، ومن العرب من يراها جمعا واحدها سروالة ، وينشدون». وذكر الشاهد. المقتضب ٣ / ٣٤٥.

(٢) هذا صدر بيت من المتقارب ، ولم أقف على قائله ، وعجزه :

فليس يرقّ لمستعطف

المفردات : اللؤم : الدناءة في الأصل والخساسة في الفعل. يرق : يعطف ويحنو. مستعطف : طالب العطف والشفقة.

الشاهد في : (سروالة) على أنه مفرد سراويل ؛ فيكون سراويل في البيت السابق ممنوع الصرف ، لأنه جمع على صيغة منتهى الجموع ، وليس لمشابهة الجمع في الوزن.

المقتضب ٣ / ٣٤٦ وشرح شواهد الشافية ٢ / ١٠٠ وشرح الكافية الشافية ١٥٠١ وابن الناظم ٢٥٣ وابن يعيش ١ / ٦٤ والمساعد ٣ / ٣٨٧ والمرادي ٤ / ١٣٥ والعيني ٤ / ٣٥٤ والخزانة ١ / ١١٣ والهمع ١ / ٢٥ والدرر ١ / ٧ والتصريح ٢ / ٢١٢ والأشموني ٣ / ٢٤٧.


وما لا ينصرف في المعرفة سبعة أنواع :

الأول : علم مركب تركيب مزج ، أي لا تركيب إضافة ولا إسناد ، كبعلبكّ ومعدي كرب.

الثاني : علم في آخره ألف ونون مزيدتان ، أيّ وزن كان ، كغطفان وأصبهان وعثمان.

الثالث : علم مؤنث بهاء ، إما لفظا كحمزة ، وإمّا تقديرا كسعاد ، ممّا سمي في الحال ، أو كعناق اسم رجل مما سمي في الأصل.

وشرط منع صرف (١) العاري من الهاء أن يكون زائدا على ثلاثة أحرف كزينب ، أو ثلاثيّا ساكن الوسط وفيه علة ثالثة كعجمة ماه ، وجور ، اسم بلدتين ، أو متحركه كسقر ، [أو مذكر الأصل كزيد اسم امرأة لا اسم رجل.

ويجوز الصرف وتركه](٢) في ثلاثي ساكن الوسط (٣) غير أعجميّ ولا مذكر أصل ، كهند.

الرابع : علم عجميّ الوضع والعلمية ، زائد على ثلاثة أحرف ، كإبراهيم وإسماعيل ، فعربي العلمية كلجام اسم رجل ، والثلاثي كنوح وشتر ، منصرفان ، ولا تلتفت إلى جاعل ساكن الوسط ذا

__________________

(١) سقطت (صرف) من ظ.

(٢) سقط ما بين القوسين [] من ظ.

(٣) سقطت (الوسط) من م.


وجهين (١) ، ومتحرك الوسط متحتم المنع ؛ إذ التأنيث ملفوظ به غالبا ، والعجمة متوهّمة ، فهي أضعف منه.

الخامس : علم مع علميّته وزن فعل ذو بقاء ولزوم واختصاص لحصر (٢) أو غلبة ، كأحمد ويعلى ، ومن ثّمّ انصرف امرؤ ؛ إذ لم يلزم حركة واحدة ، وردّ وقيل ؛ إذ لم يبقيا على هيأة تختصّ بالفعل (٣).

السادس : ما فيه ألف إلحاق مقصورة إذا سمّي به كعلقى وعزهى (٤) ، شبّهوا ألفيهما بالف التأنيث ، كما شبّه سيبويه حاميم اسم رجل بهابيل ، فمنعا (٥).

السابع : علم اجتمع مع علميته العدل في ثلاثة أشياء :

أحدها : علم المذكر المعدول عن وزن (فاعل) إلى (فعل) ، كعمر وزحل.

الثاني : (فعل) المؤكّد كجمع (٦) المؤنث لعدله عن فعلاوات ،

__________________

(١) قال الأشموني بعد ذكر قول ابن مالك : «الذي جعل ساكن الوسط على وجهين هو عيسى بن عمر ، وتبعه ابن قتيبة والجرجاني». ٣ / ٢٥٧

(٢) في م (كخضر).

(٣) يعني لو سمّي بـ (ردّ وقيل) انصرفا ، وإن كان أصلهما ردد وقول ، فقد خرجا بالإعلال والإدغام إلى مشابهة برد ولعم ، فلم يعتبر فيهما الوزن الأصلي ، والتغيير العارض عند سيبويه كاللازم». انظر ابن الناظم ٢٥٥.

(٤) في الأصل : (وعرها).

(٥) في ظ (فمنعه).

(٦) في ظ (جمع).


كجمع وتوابعه.

الثالث : سحر ، المراد به معيّن ، وأمس ، في (١) تميم لعدلهما عما فيه أل.

وما على فعال علما للمؤنث فمكسور في الحجاز (٢) ، كقوله :

٤٣٤ ـ إذا قالت حذام فصدّقوها

فإنّ القول ما قالت حذام (٣)

وتميم تعرب منه ما لم يكن آخره راء ، وتجريه كجشم في منع الصرف ، كمررت بحذام ؛ لعدله عن حاذمة ، وما آخره راء فأكثر تميم توافق فيه الحجاز (٤) ، وأجراه بعضهم كحذام وأنشد :

__________________

(١) في ظ (من). وانظر الأشموني ٣ / ٢٦٧ فإن من بني تميم من يمنع (أمس) الصرف.

(٢) يريد كسرة بناء. شرح العمدة ٨٧٠ والأشموني ٣ / ٢٦٨.

(٣) البيت من الوافر ، للجيم بن صعب ، زوج حذام المذكورة في البيت. وكذا في اللسان بإعجام الجيم وإهمالها ؛ ويقال : لوسيم بن طارق بإعجام الشين وإهمالها (نصت) و (حذم).

وقال العيني بعد أن ذكر قصة قتال بين قوم حذام وعاطس الحميري ، وأنها قالت لما رأت القطا يطير ليلا :

ألا يا قومنا ارتحلوا فسيروا

فلو ترك القطا ليلا لناما

فقال ديسم بن ظالم الأعصري ، وذكر الشاهد ٤ / ٣٧١.

الشاهد في : (حذام) على أن كل علم امرأة على وزن (فعال) مبني على الكسر في لغة الحجاز ؛ فقد جاء (حذام) فاعل في الموضعين ، وبني على الكسر.

معاني القرآن ١ / ٢١٥ و ٢ / ٩٤ والخصائص ٢ / ١٧٨ وما ينصرف وما لا ينصرف للزجاج ٧٥ وابن يعيش ٤ / ٦٤ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١١٥ والعيني ٤ / ٣٧٠ والأشموني ٣ / ٢٦٨.

(٤) شرح العمدة ٨٧٠ والأشموني ٣ / ٢٦٨.


٤٣٥ ـ ومرّ دهر على وبار

فهلكت جهرة وبار (١)

واصرف ما نكّرته من كلّ ما كان منصرفا وأثّر التعريف منع صرفه ؛ لزوال أحد (٢) جزأي المانع ، كربّ طلحة ، وسعاد ، وإبراهيم ، وعمر ، ويزيد ، وعمران ، وأرطى لقيتهم.

ولا تصرف ما نكّرته مما كان قبل التعريف ممنوعا لعوده إلى مثل الحالة (٣) التي كان عليها قبل العلمية ، فلا يصرف (٤) المسمّى بحبلى إذا نكرته ، وكذا حمراء وأحمر ، وسكران وآخر وآحاد ودراهم.

ولو سميت بأفضل ، بغير (٥) (من) ثمّ نكّرت صرفت ؛ إذ لا يشبه الحال التي كان عليها.

__________________

(١) البيت من البسيط للأعشى ميمون ، وفي الديوان : (حد) بدل (دهر)

الشاهد في : (على وبار ، هلكت ... وبار) فقد جاءت (وبار) الأولى مبنية على الكسر في محل جر بعلى ، والثانية معربة مرفوعة على أنها فاعل لهلكت ، وعلى هذا فقد جمع الشاعر بين لغة الحجاز ببناء الأولى على الكسر ؛ لأن (وبار) علم مؤنث على وزن فعال ، ولغة تميم في الثانية ؛ حيث رفعه ؛ فهو معرب عندهم ممنوع من الصرف حيث لم يكن آخره راء.

والأجود صرف الأولى كما الثانية فمن النادر الجمع بين لغتين.

الديوان ٣٣١ وسيبويه والأعلم ٢ / ٤١ والمقتضب ٣ / ٥٠ وما ينصرف وما لا ينصرف للزجاج ٧٧ وأمالي ابن الشجري ٢ / ١١٥ وابن الناظم ٢٥٨ والمرادي ٤ / ١٦٠ والعيني ٤ / ٣٥٨ والهمع ١ / ٢٩ والدرر ١ / ٨.

(٢) في ظ (لأحد).

(٣) في ظ (الحال).

(٤) في ظ (فيصرف) بدل (فلا يصرف).

(٥) في م (تعين).


وما كان من مستحق المنع منقوصا أجري (١) كجوار ، أي نوّن في الرفع والجرّ تنوين عوض ، وقدّر رفعه وجرّه كمنقوص منصرف ، تقول في أعمى مصغّر (٢) ، هذا أعيم ، ومررت بأعيم ، وإن نصبت جرى كصحيح غير منصرف ، كرأيت أعيمى ، وكذا معط اسم امرأة (٣).

ويجوز صرف الممتنع للضرورة ، وشواهده كثيرة ، ومنها قوله :

٤٣٦ ـ أرى الصبر محمودا وعنه مذاهب

فكيف إذا ما لم يكن عنه مذهب (٤)

وللتّناسب أيضا بلا خلاف فيهما (٥) ، كقراءة نافع والكسائي

__________________

(١) في الأصل وم (جرى)

(٢) في الأصل وم (مصغرا).

(٣) يعني تعاملها كجوار ، تقول : هذه معط ، ومررت بمعط ، ورأيت معطي ، بالنصب دون تنوين. وذهب يونس وعيسى بن عمر والكسائي إلى معاملته معاملة الصحيح الممنوع من الصرف ، بترك تنوينه وجره بفتحة ظاهرة ، فتقول : هذه معطى ورأيت معطى ، ومررت بمعطى. انظر ابن الناظم ٢٥٢ والأشموني ٣ / ٢٧٣.

(٤) البيت من الطويل ، لابن الرومي ، ولم أقف على من أورده في كتب النحو غير الشارح هنا وفي شرح التحفة.

التمثيل به في : (مذاهب) فقد نونه الشاعر مع أنه جاء على صيغة منتهى الجموع ، وذلك للضرورة.

ديوان ابن الرومي ١ / ٢٢٩ ونهاية الأرب ٣ / ٢٢٩ وشرح التحفة الوردية ٣٤٢ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٠١.

(٥) في ظ (فهما).


وأبي بكر (١) : سلسلا (٢) و (قَوارِيرَا)(٣).

واختلف في منع المصروف للضرورة فأجازه الكوفيون وبعض البصريين (٤) لاستعماله الفصحاء كثيرا ، كقول حسان :

٤٣٧ ـ ما لشهيد بين أرماحكم

شلّت يدا وحشيّ من قاتل (٥)

وقوله :

٤٣٨ ـ فيا لهفي لمنذر إذ تولّى

وأعنق في منيّته بصبر (٦)

__________________

(١) انظر اتحاف فضلاء البشر ٢ / ٥٧٧ ومشكل إعراب القرآن ٢ / ١٨ والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ٤٨٠ وحجة القراءات ٧٣٧ وشرح العمدة ٨٧٦.

(٢) سورة الإنسان الآية : ٤. انظر النشر ٢ / ٣٩٤ ـ ٣٩٥ والإتحاف ٢ / ٥٧٦ ـ ٥٧٧.

(٣) سورة الإنسان الآية : ١٥. انظر المرجعين السابقين. والشاهد صرف (سلاسل) و (قوارير) مع أنهما على صيغة منهى الجموع ، وذلك لتناسب رؤوس الآي.

(٤) شرح العمدة ٨٧٦.

(٥) البيت من السريع لحسان بن ثابت رضي‌الله‌عنه ، يرثي حمزة بن عبد المطلب رضي‌الله‌عنه.

وفي الديوان (أرحامكم) بدل (أرماحكم) ورواية ابن هشام لصدره :

مال شهيدا بين أسيافكم

الشاهد في : (وحشيّ) حيث فتح آخر الاسم المجرور بالإضافة على أنه ممنوع من الصرف ، وهو من الأعلام المصروفة ، ولا ضرورة ألجأته إلى ذلك.

ورواية الديوان (وحشيّ) بكسر آخره للإضافة ، وعلى هذا فهو مصروف ، ولا شاهد فيه لما أورده الشارح.

الديوان ٣٣١ وشرح العمدة ٨٧٧ وشرح جمل الزجاجي لابن عصفور ٢ / ٥٦٨ ، ٥٩١ وأمالي السهيلي ٢٦ وشرح التحفة ٣٤٣ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٠٥ وسيرة ابن هشام ٢ / ١٥٦.

(٦) البيت من الوافر لحسا بن ثابت رضي‌الله‌عنه.

الشاهد في : (لمنذر) حيث فتح آخر الاسم المجرور بالباء على أنه ممنوع ـ ـ


وقوله خنساء :

٤٣٩ ـ وبها من صخر شيء

ليس يحكى (١) بالصفه (٢)

تتمّة

وقد يعرض بالتصغير صرف ممتنع في التكبير ، ومنع صرف منصرف فيه :

فالأول : كعميّر ، وخصيصم ، وهويزن ؛ إذ كان منعها مرتّبا على وزن أزاله التصغير ولم يخلفه ما يقوم مقامه ، فلو خلفه ما يقوم مقامه استصحب المنع ، كأحيمر ؛ إذ هو على وزن أبيطر.

والثاني : كتحلئ علما ؛ فيقال فيه : تحيلئ ، فيمتنع ؛ إذ هو على وزن تبيطر.

ويستصحب وصل همزة (٣) ما جعل علما ؛ إذ لم يكن قبل العلمية فعلا ، وإن كان قبل العلمية فعلا قطعت الهمزة.

__________________

من الصرف دون ضرورة ، وهو من الأعلام المصروفة.

الديوان ١٨٨ وشرح العمدة ٨٧٨.

(١) في ظ (يحكم).

(٢) البيت من الكامل للخنساء في رثاء أخيها صخر.

الشاهد في : (من صخر) حيث فتح آخر الاسم المجرور بمن على أنه ممنوع من الصرف دون ضرورة ، وهو من الأعلام المصروفة.

الديوان ١٠٤ وشرح العمدة ٨٧٨.

(٣) في ظ (قطع همز).


إعراب الفعل

ارفع المضارع الذي لم يباشر نون توكيد أو إناث ، إذا كان مجرّدا من ناصب أو جازم. وتنصبه أدوات منها :

(لن) كلا في الاسم (١) ، ولن حرف نفي يخلّصه للاستقبال ، مثل : لن يضير.

ومنها (كي) مثل : (لِكَيْلا تَأْسَوْا)(٢) وقد تكون مخفّفة من كيف ، فيليها اسم وماض ومضارع مرفوع ، كقوله :

٤٤٠ ـ كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت

قتلاكم ولظى الهيجاء مضطرم (٣)

ولقد كفّها بما كربّ من قال :

٤٤١ ـ إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنّما

يرجّى الفتى كيما يضرّ وينفع (٤)

__________________

(١) أي كما تنصب (لا) النافية للجنس الاسم ، تنصب (لن) الفعل المضارع.

(٢) سورة الحديد الآية : ٢٣. (تأسوا) مضارع منصوب بكي ، وعلامة نصبه حذف النون.

(٣) البيت من البسيط. وذكر العيني والسيوطي أنه من أبيات الكتاب ، ولم أجده.

والرواية المشهورة (تضطرم) بالتاء في أوله.

الشاهد في : (كي تجنحون) على أن (كي) مختصرة من (كيف) الظرفية ، فليست (كي) الناصبة ؛ ولذا رفع المضارع بعدها وثبتت النون.

شرح الكافية الشافية ١٥٣٤ وابن الناظم ٢٦١ وشرح التحفة الوردية ٣٦٧ والجنى الداني ٢٦٥ والمغني ١٨٢ و ٢٠٥ وبصائر ذوي التمييز ٤ / ٤٠٤ والمرادي ٤ / ١٧٥ والعيني ٤ / ٣٧٨ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٤١ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٥٠٧ والهمع ١ / ٢١٤ والدرر ١ / ١٨٤.

(٤) البيت من الطويل ، وسبق في الشاهد رقم (٢٢٤) في حروف الجر. ـ ـ


ويجوز فيها مع الفعل بلا لام أن تكون جارّة ، والفعل منصوب بأن مضمرة ؛ بدليل ظهور (أن) في قوله :

٤٤٢ ـ فقالت أكلّ الناس أصبحت مانحا(١)

لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا (٢)

ومنها (أن) تنصبه ما لم تكن مخففة بأن يتقدّم عليها دالّ على علم ، مثل : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى)(٣)(أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ)(٤) أو تكن تفسيرية (٥) بأن يحسن مكانها أي ، مثل : (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا)(٦) ، أو زائدة بأن تقع بعد (لمّا) أو (إذا) أو كاف التشبيه ، مثل : (فَلَمَّا)(٧) أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ (٨) ، وكقوله :

__________________

والشاهد هنا في : (كيما يضرّ) حيث لم تعمل (كي) النصب في المضارع لكفها عن العمل بـ (ما).

(١) في م (مانقا).

(٢) البيت من الطويل لجميل بثينة ، وسبق في الشاهد (٢٢٥) في حروف الجر.

وقال ابن عصفور في ضرائر الشعر : هو لحسان ، ولم أجد في ديوان حسان المطبوع ما قافيته عين مفتوحة.

الشاهد هنا في : (كيما أن تغرّ) على أنّ (كي) حرف جر زيدت بعده (ما) ولم تسبق باللام ؛ وحينئذ نصب الفعل بعدها بأن ظاهرة كما في الشاهد ، وتجيء مضمرة.

(٣) سورة المزمل الآية : ٢٠. على أنّ (أن) في الآية الكريمة مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن ، وليست الناصبة للمضارع ، فقد سبقها فعل يدل على العلم.

(٤) سورة طه الآية : ٨٩ ، ولم ترد (إليهم) في ظ.

الشاهد في الآية كالتي سبقتها ، حيث لم تعمل (أن) النصب في المضارع ، فهي مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن ، وقد سبقت بفعل يدل على علم ، وهو (يرون).

(٥) علامة التفسيرية أن يكون قبلها جملة فيها معنى القول دون حروفه.

(٦) سورة ص الآية : ٦.

(٧) (فلما) لم ترد في الأصل وم.

(٨) سورة يوسف الآية : ٩٦.


٤٤٣ ـ فأمهلته (١) حتى إذا أن كأنه

معاطي يد في لجّة الماء غامر (٢)

وكقوله :

٤٤٤ ـ ...

كأن ظبية تعطو إلى وارق السّلم (٣)

وإن كان العامل في (أن) فعل ظنّ (٤) فالأكثر نصب الفعل

__________________

(١) في ظ (فأمهله).

(٢) البيت من الطويل لأوس بن حجر ، وأكثر الكتب أوردته بقافية الراء ، والصواب أنه من قصيدة فائية كما في الديوان (غارف) ومطلعها :

تنكّر بعدي من أميمة صائف

فبرك فأعلى تولب فالمخالف

وبهذا قال البغدادي في شرح شواهد شرح التحفة الوردية ، وشرح أبيات المغني ، والسيوطي في شرح شواهد المغني. كما صوب البغدادي والسيوطي (لجة) إلى (جمة).

الشاهد في : (إذا أن كأنه) على أنّ (أن) زائدة غير عاملة ؛ لوقوعها بعد (إذا) ؛ ولذا دخلت على الحرف (كأن).

الديوان ٧١ وشرح العمدة ٣٣١ والمغني ٣٤ وشرح التحفة ٣٦٣ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٣٥ وشرح شواهد المغني للبغدادي ١ / ١٦٤ وشرح أبيات المغني للسيوطي ١ / ١١٢ ومعجم ما استعجم ١ / ٢٤٤.

(٣) هذا عجز بيت من الطويل ، لشاعر يشكري وصدره :

ويوما توافينا بوجه مقسّم

وقد مرّ في الشاهد (١٢٤).

الشاهد فيه هنا : (كأن ظبية) على أنّ (أن) زائدة غير عاملة لوقوعها بعد كاف التشبيه ، و (ظبية) مجرور بالكاف.

ومر تفصيل رواياته وإعرابه.

(٤) سقطت (ظن) من م.


بعدها ، مثل : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا)(١) ، وجاء (٢) الرفع على أنها مخففة من الثقيلة ، كقراءة أبي عمرو وحمزة والكسائي : وحسبوا ألا تكون فتنة (٣). وبعض العرب يهمل المستحقة للنصب حملا على (ما) أختها المصدرية ، كقراءة بعضهم : لمن أراد أن يتم الرضاعة (٤) وكقوله :

٤٤٥ ـ أن تقرآن على أسماء ويحكما

منّي السّلام وألّا تشعرا أحدا (٥)

__________________

(١) سورة العنكبوت الآية : ٢. عملت (أن) النصب في (يتركوا) لسبقها بفعل ظنّ ، وهو (حسب) وكذا (يقولوا).

(٢) في ظ (وجاز).

(٣) سورة المائدة الآية : ٧١.

على قراءة رفع (تكون) على أن (لا) نافية و (تكون) تامة و (فتنة) فاعلها ، والجملة خبر (أن) واسمها ضمير الشأن ، و (حسب) حينئذ للتيقّن لا للشك ؛ لأن (أن) المخففة لا تقع إلا بعد تيقّن.

وقرأ غير من ذكر الشارح بالنصب على أنّ (أن) الناصبة للمضارع دخلت على فعل منفي بلا و (لا) لا تمنع أن يعمل ما قبلها فيما بعدها من ناصب وجازم وجار ، وحسب حينئذ على بابها من الظن ؛ لأن الناصبة لا تقع بعد علم ، والمخففة لا تقع بعد غيره. الإتحاف ١ / ٥٤١ والأشموني ٣ / ٢٨٣.

(٤) سورة البقرة الآية : ٢٣٣. على قراءة مجاهد برفع (يتم) على إهمال عمل (أن). انظر القراءات الشاذة ١٤ والبحر ٢ / ٢١٣.

(٥) البيت من البسيط ، ولم أقف على من قاله.

الشاهد في : (أن تقرآن) على أنّ (أن) مصدرية غير عاملة كأختها (ما) ؛ ولهذا ثبتت نون الفعل ، ولو عملت لقيل : أن تقرآ بحذف النون. وقد جمع الشاعر في هذا البيت بين أن المهملة والعاملة فالمهملة ما ذكرنا ، والعاملة قوله : (ألّا تشعرا) فالفعل منصوب بأن وعلامة ذلك حذف النون.

مجالس ثعلب ٣٢٢ والمنصف ١ / ٢٧٨ والخصائص ١ / ٣٩٠ والإنصاف ٥٦٣ ـ ـ


وبعضهم (١) يجزم بها كقوله :

٤٤٦ ـ إذا ما غدونا قال ولدان أهلها

تعالوا إلى أن يأتنا الصيد نحتطب (٢)

[ومثله :

٤٤٧أخلق بذي الحرص أنيظفر بحاجته (٣)

 ...

شبّهها بالشرطية لوقوع كلّ مكان الأخرى ، بدليل : (أَنْ تَضِلَ

__________________

وضرائر الشعر لان عصفور ١٦٣ وابن الناظم ٢٦٢ والمرادي ٤ / ١٨٦ وشرح التحفة الوردية ٣٦٤ والمغني ٣٠ ، ٦٩٧ والعيني ٤ / ٣٨٠ وشرح شواهد شرح التحفة ١٦٣ ، ٤٣٩ وتخليص الشواهد ٣٨٩ والخزانة ٣ / ٥٥٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ١٠٠ والأشموني ٣ / ٢٨٧.

(١) أجاز الجزم بأن بعض الكوفيين وأبو عبيدة ، وحكى اللحياني أنها لغة بني صباح من ضبة. الجنى الداني ٢٢٦ والأشموني ٣ / ٢٨٤.

(٢) في ظ (يخطب).

والبيت من الطويل لامرئ القيس ، وروي : (ركبنا) بدل (غدونا) وفي الديوان (أهلنا) و (يأتي) بفتح الياء بدل (أهلها) و (يأتنا) وفي الجنى (قومنا) بدل (أهلها) ولا شاهد على رواية (يأتي) لنصب الفعل بعدها ، ورواية غير الشارح لقافيته (نحطب) بحذف التاء وكسر الباء ، وهو ما يتفق وحركة قافية القصيدة.

الشاهد في : (أن يأتنا) على أنّ (أن) جازمة للمضارع بعدها ، وعلامة جزمه حذف الياء ، والأصل يأتينا. أجازه الكوفيون.

الديوان ٥٣ والجنى الداني ٢٢٧ والأشموني ٣ / ٢٨٤ والمحتسب ٢ / ٢٩٥ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٩١ وسمط الآلئ ١ / ٦٧.

(٣) ما بين القوسين [] سقط من ظ.

وهذا صدر بيت من البسيط ، لمحمد بن يسير أو ابن بشير الخارجي ، من بني خارجة. وعجزه :

ومدمن القرع للبواب أن يلجا


إِحْداهُما)(١)(وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ)(٢) قرئ بفتح همزة (أن) وكسرها.

ومنها (إذن) إذا كان الفعل مستقبلا وصدّرت ووليها الفعل ، أو فصله قسم ، أو (لا) ولم يكن حالا ، كقولك لمن قال : أزورك

__________________

ـ ـ والرواية عند غير الشارح :

أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته

الشاهد في : (أن يظفر) حيث عملت (أن) الجزم في المضارع بعدها .. وعلى رواية (يحظى) لا شاهد في البيت ؛ حيث لم تجزم (أن) المضارع بدليل بقاء الألف آخر الفعل في (يحظى) ولو عملت لقال : (يحظ).

شرح التسهيل ١ / ٣٨٨ و ٣ / ١٩٠ وشرح الكافية الشافية ٨٢٩ والأشموني ٢ / ٢٣٤ والمرزوقي ١١٧٥ والأغاني ١٤ / ٤٩١٦ والعقد ١ / ٧٠.

(١) سورة البقرة الآية : ٢٨٢.

على أنّ (أن) شرطية جازمة ، و (تضل) فعل الشرط مجزوم ، والأصل : (إن تضلل) فلمّا أدغمت اللام في اللام فتحت لالتقاء الساكنين ؛ ولذلك دخلت الفاء على الجواب في الآية الكريمة (فتذكر) وكان الأولى أن يورد الآية بما فيها ما يدل على الاستشهاد هكذا : (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى.)

وقرأ حمزة بكسر همزة (إن) ورفع الراء من (تذكر) وتشديد الكاف المكسورة.

وقرأ الباقون بفتح همزة (أن) وفتح راء (تذكر) مع تشديد الكاف المكسورة ، مما يدل على التناوب.

وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (أن) بفتح الهمزة وضم التاء وإسكان الذال وكسر الكاف دون تشديد وفتح الراء (فتذكر). حجة القراءات ١٥٠. ومنع ذلك البصريون وتأولوا الشواهد على أنها مصدرية.

(٢) سورة المائدة الآية : ٢.

قرأ ابن كثير وأبو عمرو (إن) بكسر الهمزة ، وحجتهم أن الآية نزلت قبل فعلهم وصدهم ، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي.

وقرأ الباقون (أن) بفتح الهمزة ، أي : لأن صدوكم ، وحجتهم أن الصدّ وقع من الكفار ؛ لأن السورة نزلت بعد فتح مكة. حجة القراءات ٢٢٠ والإتحاف ١ / ٥٢٩.


غدا ، إذا أكرمك ، وإذا والله أكرمك ، وإذا والله (١) لا أحرمك.

ويجب الرفع في قولك لمن قال : أزورك. إنّي إذا أكرمك ، أو والله إذا لا أحرمك ، إذا (٢) لم تصدّر ، وكذا إذا أنا أكرمك ، إذا فصل الفعل عنها بغير قسم ، و (لا) وكذا قولك لقائل : أحبّك. إذا أصدّقك ؛ إذ (٣) الفعل حال ، وأمّا قوله :

٤٤٨ ـ لا تتركنّي فيهم شطيرا

إنّي إذا أهلك أو أطيرا (٤)

فشاذ. وأوّله بعضهم فرفع (أهلك) ونصب (أطير) بأو.

ولو تقدّم على إذا واو ، أو فاء ، فالإهمال أكثر ، ومن ثمّ

__________________

(١) في ظ (أو والله إذن).

(٢) في ظ (إذ).

(٣) في الأصل وم (إذا).

(٤) البيتان من رجز لم يعرف قائلهما. وقال عبد السّلام هارون في معجم الشواهد ٤٧٦ : إنها لرؤبة ، ولم أجد من ذكر ذلك غيره.

الشاهد في : (إني إذا أهلك) حيث أعمل الراجز (إذا) فنصب بها (أهلك) مع توسطها بين ما أصله المبتدأ وهو ياء المتكلم الواقع اسما لإنّ ، وجملة الخبر (أهلك) مع فاعله ، وذلك شاذ عند الجمهور ، وتأولوا ما ورد على أن خبر إنّ محذوف وأن الجملة (إذا أهلك) مستأنفة ، وأجازه بعض الكوفيين.

معاني القرآن للفراء ١ / ٢٧٤ و ٢ / ٣٣٨ وشرح الكافية الشافية ١٥٣٧ وابن الناظم ٢٦٣ والمغني ٢٢ وشفاء العليل ٩٢٥ والإنصاف ١ / ١٧٧ والمقرب ١ / ٢٦١ وابن يعيش ٧ / ١٧ وشرح التحفة الوردية ٣٦٥ والجنى الداني ٣٦٢ والمساعد ٣ / ٧٦ والمرادي ٤ / ١٨٨ والعيني ٤ / ٣٨٣ والخزانة ٣ / ٥٧٤ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٤٠ ورصف المباني ٦٦ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٧٠ والهمع ٢ / ٧ والدرر ٢ / ٦.


أجمع السبعة (١) على النون في : (وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ)(٢) وقد تعمل كقراءة أبيّ (٣) : (لا يلبثوا) ، وقراءة ابن مسعود (٤) : (فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً)(٥).

وينصب بأن مضمرة بعد لام جرّ إمّا للتعليل ، وهي لام كي ، مثل : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)(٦). وإمّا للعاقبة ، مثل : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا

__________________

(١) الجنى الداني ٣٦٢.

(٢) سورة الإسراء الآية : ٧٦.

(٣) القراءات الشاذة لابن خالويه ٧٧. ويظهر أنّ أبيّا رضي‌الله‌عنه قرأ بإعمال (إذا) وإهمالها.

وأبي ، هو بن كعب بن قيس نجاري أنصاري مدني ، صحابي جليل ، أقرأ الأمة لكتاب الله. توفي آخر خلافة عثمان رضي‌الله‌عنهما. غاية النهاية ١ / ٣١.

(٤) هو الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود الهذلي المكي أبو عبد الرحمن ، أحد السابقين إلى الإسلام ، عرض القرآن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو أحد القراء السبعة ، خدم الرسول الكريم طيلة حياته. توفي في المدينة سنة ٣٢ ه‍. غاية النهاية ١ / ٤٥٨.

(٥) سورة النساء الآية : ٥٣.

ويظهر أن ابن مسعود رضي‌الله‌عنه قرأ بإعمال (إذا) وإهمالها ، فالسبعة ومنهم ابن مسعود قرؤوا بإهمالها في الآية السابقة ، وأعملها في قراءة هذه الآية كما ذكر الشارح.

قال البيضاوي في تفسيره : «و (إذا) إذا وقع بعد الواو والفاء ، لا لتشريك مفرد ، جاز فيه الإلغاء والإعمال ؛ ولذلك قرئ : (فإذا لا يؤتوا) على النصب». ١١٤ ـ ١١٥ ، ولم يعز القراءة لأحد. وهو ابن مسعود رضي‌الله‌عنه. وانظر شرح العمدة ٣٣٤.

(٦) سورة النحل الآية : ٤٤.


وَحَزَناً)(١) ، وإمّا زائدة مثل : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ)(٢) ، وإمّا للجحود ، وهي الداخلة على الخبر بعد ما كان ، ولم يكن ، مثل : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ)(٣) و (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ)(٤).

ويجب إظهارها بين لا ولام الجرّ ، مثل : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ)(٥) ، وإضمارها (٦) مع لام الجحود (٧) ، ويجوز الإظهار والإضمار في سواهما.

وكذلك تضمر (أن) وجوبا بعد (أو) إذا صلح مكانها [حتّى ، بمعنى إلى (٨) ، لا بمعنى كي ، وهذا انفرد به الكوفيون ، أو صلح مكانها](٩) إلّا ، وهذا بإجماع.

وقد اجتمعا في قول الذريح لابنه قيس عن زوجته لبنى ، إذ طرح (١٠) نفسه على الرمضاء لمّا أبى قيس طلاقها : «والله لا أريم

__________________

(١) سورة القصص الآية : ٨.

(٢) سورة النساء الآية : ٢٦.

(٣) سورة الأنفال الآية : ٣٣.

(٤) سورة النساء الآية : ١٣٧.

(٥) سورة الحديد الآية : ٢٩.

(٦) في الأصل : (إظهارها) تصحيف.

(٧) كقوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ) وقوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ) فيعذب ويغفر في الآيتين الكريمتين منصوبان بأن مضمرة وجوبا بعد لام الجحود.

(٨) لألزمنّك وتقضيني حقي.

(٩) سقط ما بين القوسين [] من م. ومثال ما يصلح مكانها إلا : لأهجرنه أو يستقيم.

(١٠) في ظ (اطرح).


هذا الموضع أو أموت أو تخلّيها (١)». معناه حتى أموت إلّا أن تخليها.

وكذلك تضمر وجوبا بعد (حتّى) فتنصب فعلا مستقبلا بمعنى (إلى) مثل : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ)(٢) ، وبمعنى كي ، كقوله :

٤٤٩ ـ دعاني أخي حتّى أريد فلم أرث

وأقررت عينيه بما كان يأمل (٣)

وحتّى إذا جارة.

وإن كان الفعل بعدها حالا ، أو مؤوّلا بالحال ، وجب رفعه ، وهي إذا ابتدائية ، فالحال كقولك : سرت البارحة حتى أدخلها (٤) الآن ، ومرض حتى لا يرجونه ، والمؤول ما وقع فقدّر اتصافه بالدخول فيه ؛ لأنه حال بالنسبة إلى تلك الحال ، وقد يقدر اتصافه

__________________

(١) انظر القول في شرح العمدة ٣٣٥.

(٢) سورة البقرة الآية : ١٨٧. ولم ترد (من الفجر) في ظ ..

(٣) في الأصل وم (وأقررني عنه).

البيت من الطويل ولم أعرف قائله. وفي شرح العمدة :

دعاني أخي حتى أذود فلم أرث

وأقررت عينيه بما كان يأمل

وكذا في شفاء العليل ، وفيه (أدير) بدل (أذود).

المفردات : أريد : من الريدة وهي التشمير في الحرب. أذود : أدفع عنه.

أرث : أتأخر وأبطئ عليه.

الشاهد في : (حتى أريد) على أن الفعل (أريد) منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد (حتى) التي بمعنى (كي).

شرح العمدة ٣٣٧ وشفاء العليل ٩٢٦.

(٤) في ظ (أدخلنا).


بالعزم عليه ، فينتصب لأنه مستقبل بالنسبة إلى تلك الصفة ، مثل : (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ)(١) فنافع بالرفع (٢) ، والباقون بالنصب (٣).

وقد تلي الابتدائية جملة اسمية غاية ، كقوله (٤) :

٤٥٠ ـ فما زالت القتلى تمجّ دماءها

بدجلة حتّى ماء دجلة أشكل (٥)

وتجيء عاطفة كما مرّ (٦).

وكذلك تضمر وجوبا فينتصب الفعل بعد فاء أجيب بها نفي

__________________

(١) سورة البقرة الآية : ٢١٤.

(٢) وذلك لأنه وإن جاء (يقول) بلفظ المضارع إلا أنه ماض بالنسبة إلى زمن الإخبار ، أو حال باعتبار حكاية الحال الماضية. انظر شرح الكافية الشافية ١٥٤٣ والإتحاف ١ / ٤٣٦.

(٣) وذلك على تقدير الاستقبال ؛ لأن (حتى) لا تلي الفعل إلا مؤولا باسم ، فاحتيج إلى تقدير مصدر فأضمرت (أن) وهي مخلصة للاستقبال ، فلا تعمل إلا فيه ، و (يقول) حينئذ مستقبل بالنظر إلى زمن الزلزال فتنصبه مقدرة وجوبا.

حجة القراءات ١٣١ ـ ١٣٢ والإتحاف ١ / ٤٣٦ وشرح الكافية الشافية ١٥٤٣.

(٤) في ظ (كقولك).

(٥) البيت من الطويل لجرير ، من قصيدة يهجو بها الأخطل. ورواية الديوان :

وما زالت القتلى تمور دماؤها

الشاهد في : (حتى ماء) على أن حتى حرف ابتداء لدخولها على الجملة الاسمية ، فماء مبتدأ وأشكل خبر.

الديوان ١٤٣ والمخصص ١ / ١٠٠ وابن يعيش ٨ / ١٨ وابن الناظم ٢٦٥ والمرادي ٤ / ٢٠١ والجنى الداني ٥٥٢ والأزهية ٢٢٥ والمغني ١٢٨ ، ٣٨٦ والعيني ٤ / ٣٨٦ والخزانة ٤ / ١٤٢ والهمع ١ / ٢٤٨ و ٢ / ٢٤ والدرر ١ / ٢٠٧ و ٢ / ١٦ والأشموني ٣ / ٣٠٠.

(٦) انظر العطف ص : ٥٠٧.


محض ، مثل : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا)(١) أو طلب محض ، وهو أمر كقوله :

٤٥١ ـ يا ناق سيري عنقا (٢) فسيحا

إلى سليمان فنستريحا (٣)

أو نهي مثل : (وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي)(٤).

أو دعاء ، كقوله :

٤٥٢ ـ ربّ وفّقني فلا أعدل عن

سنن الساعين في خير سنن (٥)

__________________

(١) سورة فاطر الآية : ٣٦. نصب (يموتوا) بأن مضمرة بعد الفاء السببية الواقعة في جواب النفي (لا يقضى).

(٢) في ظ (عشا).

(٣) البيت من رجز قاله أبو النجم العجلي في مدح سليمان بن عبد الملك.

المفردات : عنقا : العنق ، ضرب من سير الإبل. فسيح : الفسيح الواسع.

الشاهد في : (فنستريحا) حيث نصب الفعل بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء السببية في جواب الأمر المحض (سيري).

الديوان ٨٢ وسيبويه ١ / ٤٢١ ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٧٩ والمقتضب ٢ / ١٤ والأصول ٢ / ١٨٣ وسر الصناعة ١ / ٢٧٠ وشرح الكافية الشافية ١٥٤٤ وابن الناظم ٢٦٦ وشفاء العليل ٩٢٨ والمساعد ٣ / ٨٥ وشرح التحفة الوردية ٣٧٣ والعيني ٤ / ٣٨٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٤٦ والهمع ٢ / ١٠ والدرر ٢ / ٧.

(٤) سورة طه الآية : ٨١. ولم يرد (عليكم غضبي) في ظ.

نصب (يحل) بأن مضمرة بعد الفاء السببية الواقعة في جواب النهي (لا تطغوا).

(٥) البيت من الرمل ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (فلا أعدل) حيث نصب الفعل (أعدل) بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء السببية في جواب الدعاء (وفقني).

شرح الكافية الشافية ١٥٤٥ وابن الناظم ٢٦٦ والمساعد ٣ / ٨٥ وشفاء العليل ٩٢٨ وشرح التحفة الوردية ٣٧٣ والعيني ٤ / ٣٨٨ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٤٨ والهمع ٢ / ١١ والدرر ٢ / ٨.


أو استفهام مثل : (فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا)(١).

أو عرض ، كقوله :

٤٥٣ ـ يا ابن الكرام ألا تدنوا فتبصر مّا

قد حدّثوك فما راء كمن سمعا (٢)

أو تحضيض ، مثل : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ)(٣).

أو تمنّ ، مثل : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ)(٤).

واضطرّ الشاعر فنصب دون نفي أو طلب ، كما مرّ ، ودون ترجّ أو شرط أو جزاء ، كما سيأتي ؛ حيث قال :

٤٥٤ ـ سأترك منزلي لبني تميم

وألحق بالحجاز فأستريحا (٥)

__________________

(١) سورة الأعراف الآية : ٥٣.

نصب (يشفعوا) بأن مضمرة بعد الفاء السببية الواقعة في جواب الاستفهام (هل).

(٢) البيت من البسيط ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (فتبصر) حيث نصب الفعل بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء السببية في جواب العرض (ألا تدنو).

شرح الكافية الشافية ١٥٤٥ وابن الناظم ٢٦٦ وشفاء العليل ٩٢٩ وشرح التحفة الوردية ٣٧٤ والعيني ٤ / ٣٨٩ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٤٨ والأشموني ٣ / ٣٠٢.

(٣) سورة المنافقون الآية : ١٠.

نصب (أصّدّق) بأن مضمرة بعد الفاء السببية الواقعة في جواب التحضيض (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي).

(٤) سورة النساء الآية : ٧٣.

نصب (أفوز) بأن مضمرة بعد الفاء السببية الواقعة في جواب التمني (يا ليتني).

(٥) البيت من الوافر ينسب للمغيرة بن حنين ، أو المغيرة بن حبناء ، وكلاهما من تميم.

الشاهد في : (فأستريحا) حيث نصب الشاعر (أستريح) بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء السببية التي لم يسبقها نفي ولا طلب. ـ


أمّا إذا كان النفي غير محض ، كقوله :

٤٥٥ ـ وما قام منّا قائم في نديّنا (١)

فينطق إلّا بالتي هي أعرف (٢)

أو كان الطلب اسم فعل ، نحو : صه ، فأسكت (٣) ، أو بلفظ الخبر ، نحو : حسبك الحديث فينام الناس. أو قصد بالفاء مجرّد العطف ، أو بناء (٤) الفعل على مبتدأ محذوف مثل : (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) (٣٦) (٥) ومثله :

__________________

سيبويه ١ / ٤٢٣ والمقتضب ٢ / ٢٤ والأصول ٢ / ١٨٢ و ٣ / ٤٧١ وضرائر الشعر للقيرواني ٢٠٦ والمقتصد ١٠٦٨ ، ١٠٦٩ والإفصاح ١٨٤ والأمالي الشجرية ١ / ٢٧٩ وشرح الكافية الشافية ١٥٥٠ وابن الناظم ٢٦٦ وشفاء العليل ٩٣٥ والمساعد ٣ / ١٠٤ وضرائر الشعر لابن عصفور ٢٨٤ وشرح التحفة الوردية ٣٧٦ والعيني ٤ / ٣٩٠ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٥١.

(١) في الأصل (نداينا) وهو خطأ.

(٢) البيت من الطويل للفرزدق من قصيدة يمدح بها عبد الملك بن مروان.

الشاهد في : (فينطق) حيث رفع الفعل بعد الفاء لكون النفي غير محض حيث انتقض بإلّا. وكذا استشهد به ابن مالك وابنه.

وقال سيبويه : هو منصوب (بأن) مضمرة بعد الفاء السببية في جواب النفي قبل انتقاضه ؛ فإن النفي منصب على ينطق ، أي : يقوم ولا ينطق إلا بالتي هي أحسن. وكذا قال الأعلم.

الديوان ٢ / ٢٩ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٢٠ والأصول ٢ / ١٨٤ وشرح الكافية الشافية ١٥٤٧ وابن الناظم ٢٦٧ والمرادي ٤ / ٢٠٨ وشرح التحفة الوردية ٣٧٥ والعيني ٤ / ٣٩٠ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٤٩ والخزانة ٣ / ٦٠٧.

(٣) في الأصل وم (وأسكت).

(٤) في ظ (بني).

(٥) سورة المرسلات الآية : ٣٦. والتقدير والله أعلم : فهم يعتذرون.


٤٥٦ ـ ألم تسأل الرّبع القواء فينطق

وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق (١)

فلا بدّ من الرفع.

والواو كالفاء في الجميع إذا قصد بها المصاحبة ، مثل : (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)(٢) ، وكقوله (٣) :

٤٥٧ ـ فقلت ادعي وادعو إنّ أندى

لصوت أن ينادي داعيان (٤)

__________________

(١) البيت من الطويل لجميل بثينة.

المفردات : الربع : الدار. القواء : الخلاء. بيداء : صحراء. سملق : الأرض التي لا تنبت.

الشاهد في : (فينطق) حيث رفع الفعل بعد الفاء لكونه مبنيّا على مبتدأ محذوف تقديره : هو

الديوان ١٤٧ ومعاني القرآن ١ / ٢٧ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٢٢ والرد على النحاة ١٢١ والعيني ٤ / ٤٠٣ والخزانة ٣ / ٦٠١ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٤٧٤ والهمع ٢ / ١١ ، ١٣١ والدرر ٢ / ٨ ، ١٧١.

(٢) سورة آل عمران الآية ١٤٢. (يعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد الواو لواقعه في جواب النفي (لما).

(٣) في ظ (ومثله).

(٤) البيت من الوافر ، وقد اختلف في قائله فقيل لدثار النمري ، وقيل : للأعشى ميمون ، وقيل : لربيعة بن جشم ، أو الحطيأة ، أو الفرزدق ، وليس في ديوانه.

الشاهد في : (وادعو) على أن الفعل منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ؛ لوقوعه في جواب الأمر.

زيادات الصبح المنير في شعر الأعشى بشرح ثعلب ٢٦٠ وديوان الحطيأة ٣٣٨ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٢٦ ومعاني القرآن ١ / ١٦٠ و ٢ / ٣١٤ ومجالس ثعلب ٤٥٦ والتبصرة والتذكرة ٣٩٩ وأمالي القالي ٢ / ٩٠ والإنصاف ٥٣١ وشرح العمدة ٣٤١ وابن الناظم ٢٦٧ وشفاء العليل ٩٣٠ والمساعد ٣ / ٩١ وشرح التحفة ٣٧٧ والعيني ٤ / ٣٩٢ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٥٣ والهمع ٢ / ١٣ والدرر ٢ / ٩.


وكقوله :

٤٥٨ ـ لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم (١)

وكقوله :

٤٥٩ ـ ألم أك جاركم ويكون بيني

وبينكم المودّة والإخاء (٢)

__________________

(١) البيت من الكامل ، لأبي الأسود الدؤلي ، وقيل : لحسان بن ثابت ، وقيل :

للأخطل ، وقيل للمتوكل الليثي ، وللطرماح ، ولسابق البربري ، وللأعشى.

الشاهد في : (وتأتي) على أن الفعل منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ؛ لوقوعه في جواب النهي.

ديوان أبي الأسود ١٣٠ وشعر المتوكل (ما نسب إليه) ٢٨٤ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٢٤ ومعاني القرآن ١ / ٣٤ ، ١١٥ والمقتضب ٢ / ٢٦ والأصول ٢ / ١٦٠ وشرح أبيات سيبويه للنحاس ٢٩٥ وشرح الكافية الشافية ١٥٤٧ وشرح العمدة ٣٤٢ وابن الناظم ٢٦٧ وابن يعيش ٧ / ٢٤ والمساعد ٣ / ٩١ وشفاء العليل ٩٣١ وشرح التحفة الوردية ٣٧٨ والعيني ٤ / ٣٩٣ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٥٤ والخزانة ٣ / ٦١٧ والبحر ١ / ١٨٢ والإعراب عن قواعد الإعراب ١٣٨ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٧٧٩ والهمع ٢ / ١٣ والدرر ٢ / ٩.

(٢) البيت من الوافر للحطيأة. أورده النحاة كما أورده الشارح ، ورواية الديوان لصدره :

ألم أك مسلما فيكون بيني

الشاهد في : (ويكون) على أن الفعل منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية ؛ لوقوعه في جواب الاستفهام. ولا شاهد في البيت على رواية الديوان لما أورده الشارح.

الديوان ٨٤ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٢٥ والمقتضب ٢ / ٢٧ والأصول ٢ / ١٦٠ وشرح الكافية الشافية ١٥٤٩ والتبصرة والتذكرة ٤٠٠ ، ٤٧٤ والمقتصد ١٠٧٣ والرد على النحاة ١٢٢ وشفاء العليل ٩٣١ والمساعد ٣ / ٩٢ وابن الناظم ٢٦٧ والعيني ٤ / ٤١٧.


ويجب في جواب غير النفي الجزم إذا سقطت الفاء وقصد الجزاء ، مثل : (وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى)(١) تقديره : إن تذروني أقتل.

وشرط الجزم بعد النهي أن تحسن (إن) قبل (لا) ، نحو : لا تدن من الأسد تسلم ، ومن ثمّ امتنع : لا تكفر تدخل النار ، خلافا للكسائي (٢).

وأمّا (٣) قول الصحابي : «يا رسول الله ، لا تشرف يصبك سهم (٤)» ورواية : «من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مسجدنا

__________________

(١) سورة غافر الآية : ٢٦.

(٢) شرح الكافية الشافية ١٥٥٢ وابن الناظم ٢٦٩ والأشموني ٣ / ٣١١. فقد جزم الكسائي الفعل بعد لا الناهية دون شرط صلاح المعنى مع تقدير إن قبل لا.

(٣) في ظ (فأما).

(٤) أخرجه البخاري في صحيحه في (باب غزوة أحد) ٣ / ٢٣ بلفظ : «بأبي أنت وأمي» وانظر النهاية في غريب الحديث والأثر ٢ / ٤٦٢ وشرح التحفة ٣٨٣ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٧٤ والأشموني ٣ / ٣١١ والبداية والنهاية ٤ / ٢٧. ولفظه في سبيل الهدى والرشاد ٤ / ٣٠١ ـ ٣٠٢ : «يا نبي الله ، بأبي أنت وأمي ، لا تشرف يصبك سهم من سهام القوم ، نحري دون نحرك».

والصحابي هو أبو طلحة بن عبيد الله الأنصاري زوج أم أنس بن مالك رضي‌الله‌عنهم. انظر البداية والنهاية ٤ / ٢٧ وسير أعلام النبلاء ٢ / ٣١.

والشاهد في قوله : (لا تشرف يصبك) لجزمه في جواب النهي عند الكسائي.

ويشترط الجمهور للجزم في جواب النهي أن يصلح إن قبل لا ، وهو لا يصلح هنا فلا يقال : إلّا تشرف يصبك سهم ، ويخرجون مثل هذا كما ذكر الشارح.


يؤذنا بريح الثوم (١)» فمخرّج على الإبدال من فعل النهي لا على الجواب. ولو أبدل الشيخ آخر البيت المذكور فقال نحو :

وشرط جزم بعد نهي أن تضع

إن قبل لا ، ويبدلون ما وقع (٢)

لكان أكمل ؛ لما علمت ، ولأنّ قوله : «دون تخالف» غير مسلّم ؛ إذ الخلاف ثابت لأجل مذهب الكسائي.

والأمر إن كان بغير (٣) (افعل) فلا ينصب جوابه (٤) مع الفاء

__________________

(١) بهذا اللفظ أورده النحاة ، وأخرجه البخاري في صحيحه عن ابن عمر ١ / ١٥٤ وعن أنس بن مالك وعن جابر بن عبد الله ١ / ١٥٤ و ٣ / ٣٠١. وأخرجه مسلم في صحيحه ٥ / ٤٨ ـ ٥٠ في (كتاب المساجد) بشرح النووي.

وأخرجه ابن ماجة في سننه ١ / ٣٢٤ (١٠١٥) عن أبي هريرة ، وعن ابن عمر ١ / ٣٢٥ (١٠١٦). وأخرجه أحمد في مسنده في سبعة عشر موضعا منها ٢ / ٢٦٦ ، ٤٢٩ و ٣ / ١٢ و ٤ / ١٩. وأخرجه أبو داود في سننه في عدة أحاديث ٤ / ١٧٠ ـ ١٧٢. والترمذي في (كتاب الأطعمة ، باب ما جاء في كراهية أكل الثوم والبصل) عن جابر ٤ / ٢٦١ (١٨٠٦). والنسائي في (كتاب المساجد) ٢ / ٤٣ ، وروايات كتب الحديث كلها تختلف عما أورده النحاة ، ولا شاهد فيها للكسائي حيث لم يرد جواب النهي ، ولم تحذف الياء من (يؤذينا) عند من أوردها كمالك في الموطأ ٢٩ قال : عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مسجدنا يؤذينا بريح الثوم».

(٢) قال ابن مالك في الألفية ٥٨ :

وشرط جزم بعد نهي أن تضع

إن قبل لا ، دون تخالف يقع

(٣) في ظ (لغير).

(٤) في ظ (لجوابه).


خلافا للكسائي (١) ، بل اجزمه دون الفاء ، وذلك بأن كان باسم ، نحو : صه تنج ، وحسبك الحديث ينم الناس ، أو بفعل شبه (٢) الخبر ، مثل : (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١) يَغْفِرْ لَكُمْ)(٣) ، فلمّا كان (تؤمنون) بمعنى آمنوا ، انجزم (يغفر).

وألحق الفراء (٤) الرجاء بالتمنّي فنصب جوابه مع الفاء ، شاهده قراءة حفص (٥) عن عاصم : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (٣٦) أَسْبابَ

__________________

(١) فقد أجاز الكسائي النصب بعد الفاء الواقعة في جواب اسم فعل الأمر ، مثل : صه فينام الناس. وكذا الواقعة في جواب خبر بمعنى الأمر ، مثل : حسبك الحديث فينام الناس. شرح الكافية الشافية ١٥٥٣ وابن الناظم ٢٦٩ والأشموني ٣ / ٣١٢. والجمهور على وجوب رفعه مع الفاء.

(٢) في ظ (يشبه).

(٣) سورة الصف الآيتان : ١١ ، ١٢. انظر معاني القرآن للفراء ٣ / ١٥٤ ومعاني القرآن للزجاج ٥ / ١٦٦ والعكبري ٢ / ٢٦٠ ـ ٢٦١. وقد بين الشارح الشاهد في الآية الكريمة.

(٤) قال الفراء في معاني القرآن ٣ / ٩ بعد الآية : «بالرفع (يعني رفع فأطلع) يردّه على قوله : (أبلغ) ، ومن جعله جوابا للعلّي نصبه ، وقد قرأ به بعض القراء.

قال : وأنشدني بعض العرب :

علّ صروف الدهر أو دولاتها

يدلننا اللمة من لمّاتها

فتستريح النفس من زفراتها».

يعني فنصب على الجواب بلعلّ بعد الفاء (نستريح). قال ابن مالك : في شرح الكافية الشافية ١٥٥٤ «وبقوله أقول لسماع ذلك».

(٥) هو حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمرو ، أحد القراء السبعة ، أخذ القراءة عن عاصم ، تنقل بين بغداد ومكة وأقرأ الناس بهما. عاش بين سنة (٩٠ ـ ١٨٠ ه‍) غاية النهاية ١ / ٢٥٤.


السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ)(١) ، وجزمه دونها ، كقوله :

٤٦٠ ـ لعلّ التفاتا منك نحوي مقدّر

يمل بك من بعد القساوة للرّحم (٢)

وقلّ من ذكره.

وإن عطف مضارع على اسم غير شبيه بالفعل نصب بأن ثابتة أو منحذفة ، سواء كان العاطف واوا كقوله :

٤٦١ ـ للبس عباءة وتقرّ عيني

أحبّ إليّ من لبس الشّفوف (٣)

__________________

(١) سورة غافر الآيتان : ٣٦ ، ٣٧.

قرأ حفص بنصب (أطلع) وفيها الاستشهاد. وقرأ الباقون برفع (أطلع) عطفا على (أبلغ). حجة القراءات ٦٣١ والإتحاف ٢ / ٤٣٧.

(٢) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله وروي :

لعلّ التفاتا منك نحوي ميسّر

يكن منك بعد العسر قصد إلى يسر

وفي الهمع والدرر جاء الشطر الثاني هكذا :

يمل بك من بعد القساوة لليسر

الشاهد في : (يمل) بجزم الفعل ؛ لوقوعه في جواب الرجاء ، ولم يقترن بالفاء على مذهب الفراء. وكذا (يكن) على الرواية الأخرى.

شفاء العليل ٩٣٢ والمغني ١٥٥ والهمع ٢ / ١٤ والدرر ٢ / ١٠.

(٣) البيت من الوافر قالته ميسونة بنت بجدل الكلبية ، زوج معاوية رضي‌الله‌عنه ، وأم يزيد ، من أبيات تصف فيها ضيقها بحياة الحضر ، ورغبتها في البادية حيث كانت.

الشاهد في : (وتقرّ) فقد نصب الفعل بأن مضمرة جوازا بعد واو المعية ، والمصدر المؤل معطوف على الاسم السابق (لبس) غير الشبيه بالفعل ؛ حيث لا يجوز عطف الفعل على الاسم.

سيبويه والأعلم ١ / ٤٢٦ والمقتضب ٢ / ٢٧ والأصول ٢ / ١٥٥ والجمل ١٨٧ وشرح الكافية الشافية ١٥٥٧ وشرح العمدة ٣٤٤ وأمالي ابن الشجري ـ


أو فاء ، كقوله :

٤٦٢ ـ لو لا توقّع معترّ فأرضيه

ما كنت أوثر أترابا على ترب (١)

أو ثمّ ، كقوله :

٤٦٣ ـ إنّي وقتلي سليكا ثمّ أعقله

كالثّور يضرب لمّا عافت البقر (٢)

__________________

٢ / ٢٨٠ وشرح التحفة الوردية ٣٧٩ والمساعد ٣ / ١٠٢ ، ١٠٦ وشفاء العليل ٩٣٧ والمرادي ٤ / ٢١٨ وابن الناظم ٢٦٩ والعيني ٤ / ٣٩٧ والمغني ٢٦٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٥٧ والخزانة ٣ / ٥٩٢ ، ٦٢١ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٦٥٣ والهمع ٢ / ١٧ والدرر ٢ / ١٠.

(١) البيت من البسيط ، لرجل من طيء.

المفردات : معترّ : المعتر المتعرّض للمعروف. أوثر : أفضّل وأقدّم. أترابا : جمع ترب ، وترب الإنسان هو الذي يولد في اليوم الذي يولد فيه الآخر.

وقيل : إترابا (بكسر الهمزة) بمعنى الغنى ، والتّرب آخر البيت بمعنى الفقر ، وعليه فالمعنى لو لا توقع طالب حاجة فأعطيه ما كنت أفضل الغنى على الفقر ، وهو أنسب.

الشاهد في : (فأرضيه) حيث نصب الفعل بأن مضمرة جوازا بعد الفاء التي عطف بها المصدر المؤل على اسم غير شبيه بالفعل (توقع) ؛ حيث لا يجوز عطف الفعل على الاسم.

شرح الكافية الشافية ١٥٥٨ وابن الناظم ٢٦٩ وشرح التحفة الوردية ٣٨٠ والمرادي ٤ / ١٢٠ وشفاء العليل ٩٣٧ والمساعد ٣ / ١٠٦ والعيني ٤ / ٣٩٨ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٥٨ والأشموني ٣ / ٣١٤ والهمع ٢ / ١٧ والدرر ٢ / ١١.

(٢) البيت من البسيط لأنس بن مدركة ، أو مدرك ، الخثعمي ، شاعر فارس مخضرم. وقصة أنس والسليك أوردها البغدادي بالتفصيل في شرح شواهد شرح التحفة الوردية ٤٦١ ـ ٤٦٥ عن الأغاني.

الشاهد في : (ثم أعقله) حيث نصب الفعل بأن مضمرة جوازا بعد ثم ، وأن والفعل في تأويل مصدر معطوف بثم على الاسم (قتلي) وهو اسم لا يشبه ـ ـ


أو (أو) (١) ، مثل : (أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً)(٢) بالنصب في قراءة السبعة (٣) إلّا نافعا (٤) عطفا على (وَحْياً)(٥).

فأمّا الطائر فيغضب زيد الذّباب ، فيمتنع فيه نصب فيغضب ؛ إذ الطائر اسم فاعل مؤول بفعل.

وشذّ حذف أن ونصب في سوى ما قدمناه ، فاقبل منه ما رواه عدل ، كقول بعضهم : خذ اللصّ قبل يأخذك (٦) ، وكقوله :

__________________

الفعل ؛ فلا يجوز عطف الفعل عليه.

شرح الكافية الشافية ١٥٥٨ وابن الناظم ٢٦٩ وشفاء العليل ٩٣٧ والمساعد ٣ / ١٠٧ وشرح التحفة الوردية ٣٨٠ والمرادي ٤ / ٢٢١ والعيني ٤ / ٤٠١ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٥٩ والهمع ٢ / ١٧ والدرر ٢ / ١١ والأشموني ٢ / ٣١٤.

(١) في الأصل : (أو واوا) سهو من الناسخ لوجود (أو) قبلها.

(٢) سورة الشورى الآية : ٥١. والآية بتمامها : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً.)

(٣) وهم : ابن كثير المكي ، وأبو عمرو بن العلاء البصري ، وابن عامر الدمشقي ، وعاصم الكوفي ، حمزة بن حبيب الكوفي ، والكسائي على بن حمزة الكوفي. وذلك بنصب (يرسل) بأن مضمرة جوازا بعد (أو) وعطف المصدر من (أن) والفعل على الاسم قبله غير الشبيه بالفعل وهو (وحيا).

انظر النشر ٢ / ٣٦٨ وحجة القراءات ٦٤٤ والإتحاف ٢ / ٤٥١.

(٤) أما نافع المدني وهو أحد السبعة فقرأ : (يرسل) بالرفع ؛ وذلك على تقدير : هو يرسل. انظر المراجع السابقة.

(٥) سورة الشورى الآية : ٥١. وفي ظ (وكيا) خطأ من الناسخ.

(٦) مجمع الأمثال ١ / ٢٦٢ ، وروايته : «خذ اللص قبل أن يأخذك». ولا شاهد في المثل على هذه الرواية.


٤٦٤ ـ فلم أر مثلها خباسة واحد

ونهنهت نفسي بعد ما كدت أفعله (١)

__________________

(١) البيت من الطويل ، اختلف في قائله على أقوال ، فقيل : لعامر بن جوين الطائي ، وهو شاعر جاهلي. وقال ابن هشام في الإنصاف ٥٦١ : هو لعامر ابن الطفيل. وفي اللسان (خبس) ١٠٩٢ : هو لعمرو بن جوين ، أو امرؤ القيس. ولعل الصواب أنه لعامر بن جوين في امرئ القيس. ورواية المخصص ١٥ / ١٨٢ : (ولم أر شرواها). وفي الأغاني ٩ / ٣٢١٥ جاء صدره :

أردت بها فتكا فلم أرتمض له

كما روي : (واجد) بدل (واحد).

المفردات : لم أر مثلها : لم أر مثل هذه الغنيمة. خباسة واحد : غنيمة رجل واحد. نهنهت : كففت.

الشاهد في : (أفعله) فقد نصب الفعل بأن مضمرة دون أن تكون من حالات إضمار (أن) السابقة وذلك شاذ. وخرّج بغير ذلك.

شعر طي وأخبارها ٢ / ٤٢٩ وسيبويه والأعلم ١ / ١٥٥ وضرائر الشعر للقيرواني ١٨٥ ولابن عصفور ١٥١ وفرحة الأديب ٨٠ وشفاء العليل ٩٣٨ والمرادي ٤ / ٢٢٣ وابن الناظم ٢٧٠ وشرح التحفة الوردية ٣٨٢ والعيني ٤ / ٤٠١ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٦٩ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٣ / ٣١٧ و ٧ / ٣٤٧ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٩٣١ والهمع ١ / ٥٨ والدرر ١ / ٣٣ والأشموني ٣ / ٣١٥.


عوامل الجزم (١)

يجزم (٢) المضارع بلا الطلبية ، للنهي مثل : (لا تَحْزَنْ)(٣) ، وللدعاء مثل : (لا تُؤاخِذْنا)(٤) ، وباللام الطلبية للأمر مثل : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ)(٥) ، وللدعاء مثل : (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ)(٦). وجزم بها مقدّرة في الشعر ، كقوله :

٤٦٥ ـ فلا تستطل منّي بقائي ومدّتي

ولكن يكن للخير منك نصيب (٧)

وتصحب (لا) فعل مخاطب وغائب كثيرا ، ومتكلم قليلا ، كقوله :

__________________

(١) في ظ (جوازم الفعل).

(٢) في ظ زيادة (الفعل).

(٣) سورة التوبة الآية ٤٠.

(٤) سورة البقرة الآية : ٢٨٦.

(٥) سورة الطلاق الآية : ٧.(ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ) لم ترد في ظ.

(٦) سورة الزخرف الآية : ٧٧.

(٧) البيت من الطويل ، لم أقف على من قاله. ورواه الفراء : (فيك) بدل (منك).

الشاهد في : (يكن) حيث جزم الفعل بلام الأمر المحذوفة ، والتقدير : ليكن.

معاني القرآن ١ / ١٥٩ ومجالس ثعلب ٤٥٦ وشرح الكافية الشافية ١٥٧٠ والجنى الداني ١١٤ وشرح التحفة الوردية ٣٨٥ والمساعد ٣ / ١٢٣ والمرادي ٤ / ٢٣٣ وابن الناظم ٢٧٠ والعيني ٤ / ٤٢٠ والمغني ٢٢٤ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٤ / ٣٣٣ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٧٦ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٥٩٧ والأشموني ٤ / ٥.


٤٦٦ ـ إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد

لها (١) أبدا ما دام فيها الجراضم (٢)

وتصحب اللام مضارع غائب ومتكلم ومخاطب (٣) بني لمفعول كثيرا ، مثل : (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ)(٤)(وَلْنَحْمِلْ)(٥) وفي الحديث : «قوموا فلأصلّ لكم (٦)» وكقولك : لتزه

__________________

(١) في الأصل (بها).

(٢) البيت من الطويل للوليد بن عقبة بن أبي معيط. وقيل : للفرزدق ، وليس في ديوانه. ورواه البغدادي عن السكّيت (فلا بدت لنا) بدل (فلا نعد لها). ولا شاهد على هذه الرواية ، فلا مع الماضي ليست ناهية.

المفردات : الجراضم : الواسع البطن الأكول.

الشاهد في : (لا نعد) فقد جزم المضارع للمتكلم بلا ، وهو قليل.

شرح التسهيل ٤ / ٦٣ وشرح الكافية الشافية ١٥٦٧ وابن الناظم ٢٧١ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٢٢٦ والمساعد ٣ / ١٢٧ وشفاء العليل ٩٤٨ والأزهية ١٦٠ والعيني ٤ / ٤٢٠ والمغني ٢٤٧ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٦٣٣ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٥ / ١٧ وشرح التصريح ٢ / ٢٤٦ والأشموني ٤ / ٣.

(٣) سقطت (ومخاطب) من ظ.

(٤) سورة الحج الآية : ٢٩. والشاهد في الآية الكريمة جزم (يقضوا) وهو فعل مضارع للغائب باللام ، وعلامة جزمه حذف النون.

(٥) سورة العنكبوت الآية : ١٢. والشاهد في الآية الكريمة : جزم (نحمل) وهو فعل مضارع للمتكلمين باللام ، وعلامة جزمه السكون.

(٦) في الأصل (معكم).

والشاهد في الحديث : (فلأصل) حيث جزم (أصلّ) وهو فعل مضارع للمتكلم باللام ، وعلامة جزمه حذف الياء.

والحديث أخرجه البخاري في (باب الصلاة) ١ / ٨٠ ، بفظ : عن أنس ـ ـ


علينا (١) ، وقلّت مع مخاطب بني لفاعل استغنى (٢) بصيغة (أفعل) ، قرأ أبيّ وأنس (٣)(فَلْيَفْرَحُوا)(٤).

ويجزم أيضا بلم ، وقد أهملها حملا على (لا) من قال :

٤٦٧ ـ لو لا فوارس من قيس وأسرتهم

يوم الصّليفاء لم يوفون بالجار (٥)

__________________

ابن مالك أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لطعام صنعته له ، فأكل منه ، ثم قال : «قوموا فلأصلّ لكم ..». الحديث. وأخرجه مسلم في (المساجد) ٢٦٨. وأبو داود في سننه ١ / ٤٠٧ ـ ٤٠٨ (٦١٢). وأخرجه النسائي ٢ / ٥٨ في (كتاب الإمامة ، إذا كان ثلاثة وامرأة) بلفظ مسلم. وأخرجه مالك في الموطأ في (جامع سبحة الضحى) ١٠٨ (٣٥٨) عن أنس بلفظ البخاري.

وأخرجه أحمد في المسند ١٩ / ٣٤٧ (١٢٣٤٠) و ٢٠ / ١١٣ (١٢٦٨٠) و ٢٠ / ٣١٥ (١٣٠١٣) بلفظ : «فلأصلّي» بإثبات الياء ، وفي ١٩ / ٤٨٩ ـ ٤٩٠ (١٢٥٠٧) بلفظ «فأصلي» دون اللام ولا شاهد على روايات الإمام أحمد كلها. وانظر شرح الكافية الشافية ١٥٦٧ وابن الناظم ٢٧٠.

(١) هذا مثال لجزم المضارع (تزه) باللام ، وهو فعل مبني للمجهول للمخاطب ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، ونائب الفاعل (أنت).

(٢) في ظ (استغناء).

(٣) هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري أبو حمزة ، خادم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصاحبه ، روى القراءة عنه سماعا. توفي سنة ٩١ ه‍. غاية النهاية ١ / ١٧٢.

(٤) سورة يونس الآية : ٥٨(قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا.)

وانظر القراءة في المحتسب ١ / ٣١٣ وفيه أن قراءة : (فلتفرحوا) بالتاء قراءة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعثمان بن عفان وأبيّ بن كعب والحسن وأبي رجاء ومحمد بن سيرين والأعرج وأبي جعفر والسلمي وقتادة والجحدري وهلال بن يساف والأعمش وعباس بن الفضل وعمرو بن فائد. وقال : (فلتفرحوا) بالتاء خرجت على أصلها ، وذلك أنّ أصل الأمر أن يكون بحرف الأمر ، وهو اللام ..» .. وقرأ الباقون بالغيبة(فَلْيَفْرَحُوا) كما في الإتحاف ٢ / ١١٦.

(٥) البيت من البسيط ، أنشده ثعلب ، ولم أقف على قائله. وروي (ذهل) ـ ـ


ويجزم بلمّا أختها ، مثل : (كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ) (٢٣) (١) لا بالتي كحين ، مثل : (وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا هُوداً)(٢) ، أو كإلّا ، كعزمت عليك لمّا (٣) فعلت.

وأمّا (إن) غير المخففة والنافية والزائدة ، و (إذما) ، مع أنهما حرفان ، وما (٤) ، ومهما ، وأي ، ومتى ، وأيّان ، وأين ، وحيثما ، وأنّى (٥) ، مع أنها (٦) أسماء ، فيجزم كلّ منها فعلين ، ويقتضي جملتين تسمّى الأولى منهما شرطا والثانية جزاءا وجوابا.

__________________

و (نعم) و (جرم) بدل (قيس) كما روي صدره :

ولو لا فوارس كانوا غيرهم صبرا)

وكذا : (الصليعاء) بدل (الصليفاء).

المفردات : الصليفاء : الأرض الصلبة ، وهي يوم لهوازن على فزارة وعبس وأشجع. الجار : الحليف والمستجير ، أي : لم يوفوا بذمتهم للمستجير بهم.

الشاهد في : (لم يوفون) حيث أهملت (لم) عن جزم المضارع بعدها حملا على (لا) أختها ؛ لاشتراك كلّ في الدلالة على النفي ، وقيل ضرورة.

المحتسب ٢ / ٤٢ والخصائص ١ / ٣٨٨ وشرح الكافية الشافية ١٥٧٤ وشرح العمدة ٣٧٦ وابن يعيش ٧ / ٨ والمساعد ٣ / ١٣٢ وشفاء العليل ٩٥٠ والمرادي ٤ / ٢٣٧ والعيني ٤ / ٤٤٦ والخزانة ٣ / ٦٢٦ وشرح أبيات المغني ٥ / ١٣١ وشرح شواهد المغني ٦٧٤ والهمع ٢ / ٥٦ والدرر ٢ / ٧٢ والأشموني ٤ / ٦.

(١) سورة عبس الآية : ٢٣. ولم ترد(ما أَمَرَهُ) في ظ.

(٢) سورة هود الآية : ٥٨.

(٣) في ظ (إلا) بدل (لما) وهو سهو من الناسخ. ولمّا التي بمعنى (إلّا) لا تدخل إلا على الجملة الاسمية ، مثل : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) (٤) ، أو على الماضي كمثال الشارح.

(٤) سقطت (وما) من م.

(٥) في ظ (وأيا).

(٦) في الأصل (أنهما).


فإن كانا فعلين جاز كونهما مضارعين ، وهو الأصل ، مثل : (إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ)(١) ، وما ضيين لفظا ، مثل : (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا)(٢) ، والشرط ماضيا والجواب مضارعا ، مثل : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ)(٣) ، والشرط مضارعا والجواب ماضيا ، وليس هذا بضرورة كما زعم أكثرهم (٤) ، ففي البخاري (٥) : (من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له) (٦) ،

__________________

(١) سورة الأنفال الآية : ٣٨.

(٢) سورة الإسراء الآية : ٨. وإن كان لفظهما ماض ، فمعناهما مستقبل ، فأدوات الشرط تقلب الماضي مستقبلا شرطا أو جوابا.

(٣) سورة هود الآية : ١٥.

(٤) قال الأشموني : «وخصه الجمهور بالضرورة ، ومذهب الفراء والمصنف جوازه في الاختيار ، وهو الصحيح». وذكر الحديث.

(٥) يعني الجامع الصحيح. والبخاري هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ، أبو عبد الله ، تنقل بين العراق والشام ومصر والجزيرة ، جمع نحوا من (٦٠٠٠٠٠) حديث ، اختار منها ما وثق به ، له الجامع الصحيح ، والضعفاء ، والأدب المفرد ، وغيرها. عاش بين سنة (١٩٤ ـ ٢٥٦ ه‍).

الأعلام ٦ / ٣٤.

(٦) تمام الحديث : «ما تقدم من ذنبه». أخرجه البخاري في صحيحه كما أورده الشارح في (باب قيام ليلة القدر) من (كتاب الإيمان) ١ / ١٦. انظر شرح الكافية الشافية ١٥٨٦ وشواهد التوضيح ١٤ وشرح التحفة الوردية ٣٩٥ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٩٣ ـ ٤٩٦.

وأخرجه البخاري في صحيحه في (كتاب الصوم) ١ / ٣٢٥ وأبو داود في سننه ٢ / ١٠٢ (١٣٧١) بلفظ «من صام» وأخرجه النسائي في سننه في (كتاب الصيام ، ثواب من قام رمضان وصامه احتسابا) ٤ / ١٥٤ ـ ١٥٧ و ٤ / ١٥٨ عن عائشة بروايات : «من قام رمضان ...» وبلفظ : «من قام ليلة القدر ...».

وأخرجه الترمذي في (كتاب الصوم) ٣ / ٥٨ (٦٨٣) عن أبي هريرة : ـ ـ


وقالت عائشة رضي‌الله‌عنها : (إنّ أبا (١) بكر رجل أسيف متى يقم مقامك رقّ) (٢) وقال الشاعر :

٤٦٨ إن تصرمونا وصلناكم وإن تصلوا

ملأتم أنفس الأعداء إرهابا (٣)

وبعد الشرط الماضي رفع الجزاء العاري من الفاء حسن ،

__________________

«من صام رمضان ... ومن قام ... غفر له ...» وفي (كتاب الصوم ، باب الترغيب في قيام رمضان) ٣ / ١٦٢ ـ ١٦٣ (٨٠٨) عن أبي هريرة بلفظ : «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». وأخرجه مالك في الموطأ ٨٤ (٢٤٦) عن أبي هريرة : «من قام رمضان ... غفر له ..» .. وكذا أخرجه أحمد في المسند عن أبي هريرة في عشرة مواضع منها ٢ / ٣٤٧ ، ٤٢٣ و ٢ / ٤٠٨ ، ٤٢٣ ، ٤٨٦ بألفاظ (من قام ، ومن صام) وكذا النهاية في غريب الحديث ١ / ٣٨٢. ولا شاهد على روايات (من قام) و (من صام) لما أورده النحاة.

(١) في ظ (أبي).

(٢) أخرجه البخاري في (باب قول الله تعالى : (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ) ـ ٢٤٢ ، وهو بتمامه : عن عائشة رضي‌الله‌عنها أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لها : «مري أبا بكر يصلي بالناس» قالت : إنه رجل أسيف متى يقم مقامك رقّ ، فعاد فعادت ، قال شعبة : فقال في الثالثة أو الرابعة : «إنكنّ صواحب يوسف ، مروا أبا بكر». وانظر شواهد التوضيح ١٤ وشرح التحفة الوردية ٣٩٥ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٩٣. وهو كالحديث السابق في أن فعل الشرط (يقم) مضارع وجوابه (رقّ) ماض.

(٣) البيت من البسيط ، ولم أقف على قائله ، وقال العيني أنشده ابن جني وغيره.

الشاهد في : (إن تصرمونا وصلناكم) حيث جاء فعل الشرط مضارعا وجوابه ماضيا. ويقال : مثل ذلك في (إن تصلوا ، ملأتم) وشواهد ذلك كثيرة شعرا ونثرا كما سبق في الحديثين الشريفين ، وليس ضرورة شعرية فقد أورد ابن مالك في شواهد التوضيح والتصحيح عدة شواهد.

شرح الكافية الشافية ١٥٨٦ وشواهد التوضيح ١٦ وابن الناظم ٢٧٣ والعيني ٤ / ٤٢٨ والهمع ٢ / ٥٩ والدرر ٢ / ٧٦ والأشموني ٤ / ١٧.


كقوله :

٤٦٩ ـ و (١) إن أتاه خليل يوم مسألة

يقول لا غائب (٢) مالي ولا حرم (٣)

وجزمه أحسن ، كقوله :

٤٧٠ ـ دسّت رسولا بأنّ القوم إن قدروا

عليك يشفوا صدورا ذات توغير (٤)

ورفع الجواب حيث الشرط مضارع ضعيف ، كقوله :

__________________

(١) سقطت الواو من ظ.

(٢) في ظ (عيب).

(٣) البيت من البسيط لزهير من قصيدة في مدح هرم بن سنان المري.

الشاهد في : (إن أتاه ... يقول) حيث رفع (يقول) الواقع جوابا لكونه مضارعا غير مقترن بالفاء والشرط ماضيا ، وهذا جائز. وعللوا ذلك بأن حرف الشرط لم يعمل في فعله الماضي. وقال المبرد : يقدر على حذف الفاء من الجواب. ٢ / ٧٢.

الديوان ١٠٥ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٣٦ والمقتضب ٢ / ٧٠ والكامل ١ / ١٣٤ والمحتسب ٢ / ٦٥ والتبصرة ٤١٣ وشرح الكافية الشافية ١٥٨٩ وشرح العمدة ٣٥٣ ورصف المباني ١٠٤ وشرح التحفة الوردية ٣٩٦ وشفاء العليل ٩٥٧ ، ٩٦٦ والمساعد ٣ / ١٥٠ والمرادي ٤ / ٢٤٦ وابن الناظم ٢٧٣ والعيني ٤ / ٤٢٩ وشرح شواهد شرح التحفة ٥٠٨ والبحر ٢ / ٤٢٨ و ٦ / ٤٨٤.

(٤) البيت من البسيط للفرزدق من قصيدة يمدح بها يزيد بن عبد الله ، ويهجو يزيد بن المهلب. وروي : (دست إليّ بأن ...)

الشاهد في : (إن قدروا ... يشفوا) فقد جاء فعل الشرط ماضيا والجواب مضارعا مجزوما على الأصل في الجواب.

الديوان ٢١٣ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٣٧ وشرح الكافية الشافية ١٥٨٥ ، ١٥٨٨ وشرح العمدة ٣٧١ والمساعد ٣ / ١٤٩ والهمع ٢ / ٦٠ والدرر ٢ / ٧٧ واللسان (وغر) ٤٨٧٨.


٤٧١ ـ يا أقرع بن حابس يا أقرع

إنّك إن يصرع أخوك تصرع (١)

واقرن بالفاء وجوبا كلّ جواب لا يصلح جعله شرطا لإن وأخواتها ؛ لكونه جملة اسمية ، مثل : (وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)(٢) ، أو فعلية ذات طلب ، مثل : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها)(٣) ، أو فعلا غير متصرف مثل : (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً (٣٩) فَعَسى رَبِّي)(٤) ، أو مقرونا بحرف تنفيس ، مثل : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)(٥) ، أو بلن (٦) : (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ [سَبْعِينَ مَرَّةً])(٧) فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ (٨) أو بما أختها ، كقوله :

__________________

(١) البيتان من رجز ، لعمرو بن خثارم البجلي ، أو جرير بن عبد الله البجلي.

الشاهد في : (إن يصرع ... تصرع) حيث لم يجزم جواب الشرط مع أن كلّا من الفعل والجواب مضارع. وهو عند الأعلم على تقديم الجواب في النية ، وتضمنه الجواب في المعنى ، وهذا من ضرورة الشعر ؛ لأن حرف الشرط قد جزم الأول ، فحكمه أن يجزم الآخر. وعند المبرد على إرادة الفاء.

سيبويه والأعلم ١ / ٤٣٦ والمقتضب ٢ / ٧٢ وشرح الشافية ١٥٩٠ وشرح العمدة ٣٥٤ وشرح الكافية ٢ / ١٨٣ والتبصرة ١ / ٤١٣ وأمالي ابن الشجري ١ / ٨٤ وشرح التحفة الوردية ٣٩٥ والمرادي ٤ / ٢٤٧ وابن الناظم ٢٧٣ والمساعد ٣ / ١٤٨ وشفاء العليل ٩٥٧ والعيني ٤ / ٤٣٠ والخزانة ٣ / ٣٩٦ ، ٦٤٣ وشرح شواهد شرح التحفة ٥٠٦ والهمع ٢ / ٦١ والدرر ٢ / ٧٧.

(٢) سورة الأنفال الآية : ١٩. في ظ (لهم) خطأ من الناسخ.

(٣) سورة الأنفال الآية : ٦١.

(٤) سورة الكهف الآيتان : ٣٩ ، ٤٠.

(٥) سورة التوبة الآية : ٢٨.

(٦) في ظ زيادة (مثل).

(٧) سقط ما بين القوسين [] من جميع النسخ.

(٨) سورة التوبة الآية : ٨٠ ، وفي ظ زيادة واو أول الآية ، وليست منها.


٤٧٢ ـ وإن يتغيّر من بلاد وأهلها

فما غيّر الأيّام ودّكم بعدي (١)

أو بقد لفظا مثل : (إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ)(٢) ، أو تقديرا مثل : (إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ)(٣) ، أو بربّما ، كقوله :

٤٧٣ ـ فإن يمس (٤) مهجور الفناء فربّما

أقام به بعد الوفود وفود (٥)

__________________

(١) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله. ورواه البغدادي في شرح شواهد شرح التحفة (عندي) وقال : وروي في بعض النسخ (بعدي) ، وهو تحريف من الناسخ. وكذلك رواه ابن مالك في شرح العمدة. ورواية ابن مالك والبغدادي أنسب للمعنى.

الشاهد في : (إن يتغير ... فما غيّر) فقد جاء جواب الشرط منفيّا بـ (ما) فلحقته الفاء الرابطة وجوبا حيث لا يصلح فعلا للشرط.

شرح العمدة ٣٥٠ وشفاء العليل ٩٥٦ وشرح التحفة الوردية ٣٩١ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٨٤.

(٢) سورة يوسف الآية : ٧٧.

(٣) سورة يوسف الآية : ٢٦. التقدير : فقد صدقت.

(٤) في الأصل وم (تمس). وهو غير مناسب لقوله بعد : (أقام به).

(٥) البيت من الطويل ، أحد أربعة أبيات في حماسة أبي تمام ، نسبت لأبي عطاء السندي ، ولمعن بن زائدة الشيباني ، في رثاء يزيد بن هبيرة الفزاري ، وكان قتله السفاح العباسي.

الشاهد في : (إن يمس ... فربما أقام) حيث اتصلت الفاء بجواب الشرط وجوبا لسبقه بـ (ربما) فلم يعد يصلح فعلا للشرط.

وقال المرزوقي في شرح الحماسة : «الرواية المختارة (وربما أقام) ؛ وذلك أن جواب الشرط في قوله : (فإن يمس مهجور الفناء) جوابه (فإنك لم تبعد على متعهد) في البيت الذي بعده ، ويصير (وربما أقام) بيان الحال» ٢ / ٨٠٠ ـ ٨٠٢ ، وعلى هذه الرواية لا شاهد في البيت على ما يورده النحاة. وانظر شرح شواهد شرح التحفة ٤٨٧. ـ


فأمّا قوله :

٤٧٤ ـ من يفعل الحسنات الله يشكرها

والشرّ بالشرّ عند الله مثلان (١)

وقوله :

٤٧٥ ـ ومن لا يزل ينقاد للغيّ والهوى

سيلفى (٢) على طول السلامة نادما (٣)

__________________

شرح العمدة ٣٥١ والمقتصد ٨٢٩ وشرح التحفة الوردية ٣٩١ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٨٥ والخزانة ٤ / ١٦٧ والأشباه والنظائر ٣ / ١٨٦ والبحر ٦ / ٤٧٧ وحماسة أبي تمام ٣٩١ والشعر والشعراء ٧٧٣ وأمالي القالي ١ / ٢٧٢.

(١) البيت من البسيط ، قيل : لحسان ، وقيل : لابنه عبد الرحمن ، وليس في شعرهما المطبوع. وقيل : لكعب بن مالك. وقيل : مصنوع. وفي أمالي ابن الشجري (سيان) بدل (مثلان).

الشاهد في : (من يفعل ... الله يشكرها) حيث وقع جواب الشرط جملة اسمية ، ولم يقترن بالفاء ضرورة. والأصل : فالله يشكرها.

ديوان كعب ٢٨٨ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٣٥ ، ٤٥٨ والنوادر ٢٠٧ والمقتضب ٢ / ٧٢ وضرائر الشعر للقيرواني ١٥٥ وسر الصناعة ٢٦٤ ، ٢٦٥ والتبصرة ١ / ٤١٠ وشرح الكافية الشافية ١٥٩٧ والمحتسب ١ / ١٩٣ والخصائص ٢ / ٢٨١ وأمالي ابن الشجري ١ / ٨٤ ، ٢٩٠ ، ٣٧١ وشرح التحفة الوردية ٣٩٢ وشفاء العليل ٩٥٦ والمساعد ٣ / ١٤٧ والمرادي ٤ / ٢٥١ وابن الناظم ٢٧٤ والعيني ٤ / ٤٣٣ والمغني ٥٦ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٨٨ وشرح شواهد المغني للسيوطي ١ / ١٧٨ ، ٢٨٦.

(٢) في ظ (سيبقى).

(٣) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله. وروي : (ومن لم يزل).

الشاهد في : (من لا يزل ... سيلفى) حيث وقع جواب الشرط متصلا بالسين ، وحذفت الفاء الرابطة للضرورة. والأصل : فسيلفى.

الكافية الشافية ١٥٩٨ وابن الناظم ٢٧٤ وشرح التحفة الوردية ٣٩٣ والعيني ٤ / ٤٣٣ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٩٠ والأشموني ٤ / ٢١ وشرح التصريح ٢ / ٢٥٠.


فضرورة ، وقيل : الأول مصنوع.

وأمّا قوله تعالى : (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)(١) وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبيّ بن كعب ممّا خرّجه البخاري : «فإن جاء صاحبها وإلّا استمتع بها (٢)» فنادر.

__________________

(١) سورة الأنعام الآية : ١٢١. الشاهد في (إنكم ...) حيث لم تلحق الفاء جواب الشرط مع أنه جملة اسمية ، وذلك نادر.

(٢) هكذا أورده من استشهد به من علماء النحو بحذف الفاء في (استمتع) واستشهدوا بذلك على أن حذف الفاء نادر من جواب الشرط الذي لا يصلح شرطا ؛ لأنه هنا فعل أمر. شواهد التوضيح ١٣٣ وشرح التحفة الوردية ٣٩٤ وشرح شواهد التحفة ٤٩١ والأشموني ٤ / ٢١.

أما كتب الحديث فقد أثبتته بالفاء (فاستمتع) انظر البخاري في (كتاب اللقطة) ٢ / ٦٢ ، ٦٣ ومسلم مع شرح النووي في (كتاب اللقطة) أيضا ١٢ / ٢٧.

وأخرج أبو داود في سننه ٢ / ٣٢٨ ـ ٣٣٦ ، والترمذي ٣ / ٦٤٦ ـ ٦٤٩ في (كتاب الأحكام ، باب ما جاء في اللقطة وضالة الإبل والغنم) في عدة أحاديث. وأخرجه مالك في الموطأ ٥٣٦ ـ ٥٣٧ (١٤٤٠). وأخرجه ابن ماجة في (كتاب اللقطة) ٨٣٦ ، ٨٣٧ ، ٨٣٨ (٢٥٠٤ ، ٢٥٠٥ ، ٢٥٠٦ ، ٢٥٠٧) ، وكذا في صحيح ابن حبّان بترتيب بن بلبان ١١ / ٢٥٣ ، باختلاف في بعض الألفاظ وكلها تثبت الفاء فلا شاهد فيها.

أما أحمد فقد أورده في ستة عشر (١٦) موضعا ليس فيها الشاهد إلا في رواية ٢٨ / ٢٦٦ ـ ٢٦٧ (١٧٠٣٧) عن زيد بن خالد قال : (... قال يا رسول الله ما تقول في الورق إذا وجدتها؟ قال : «اعلم وعاءها ووكاءها وعددها ، ثم عرفها سنة ، فإن جاء صاحبها فادفعها إليه ، وإلا فهي لك ، أو استمتع بها».) جاء بلفظين في رواية واحدة قال : فادفعها إليه ، وإلا فهي لك ، أو استمتع بها». فحذف الفاء من (استمتع بها) كأن الراوي شك في لفظ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وللنحاة الاستشهاد برواية «فادفعها».


ويقوم مقام الفاء إذا المفاجأة في الجملة الاسمية ، نحو : إن تجد إذا لنا مكافأة ، قال تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ)(١).

فإن صلح الجواب للشرطية وقرن بلم ، أو كان ماضي اللفظ مجرّدا من قد وربّما ، عري عن الفاء ، كقول الحطيأة :

٤٧٦ ـ وذاك فتى إن تأته في صنيعه

إلى ماله لم تأته بشفيع (٢)

وكقوله (٣) : (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ)(٤) وقد يقرن بها ، مثل : (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ)(٥).

وإن كان الصالح للشرطية مضارعا مجرّدا ، أو معه (لا) جاز أن يعرى منها ، وأن يقترن بها ، فإن اقترن بالفاء رفع ، مثل : (وَمَنْ عادَ فَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْهُ)(٦)(وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ)(٧) ،

__________________

(١) سورة الروم الآية : ٣٦.

(٢) البيت من الطويل للحطيأة. ورواية الديوان : (لا تأته) ولا شاهد عليها لما أورده الشارح.

الشاهد في : (إن تأته ... لم تأته) حيث لم تقترن الفاء بجواب الشرط (تأته) الثانية ؛ لأنه صالح للشرط وسبق بـ (لم) فهو مجزوم بها ، ولا يجوز حينئذ دخول الفاء على فعل الجواب. الديوان ٣١٠ وشرح العمدة ٣٥٢.

(٣) في ظ زيادة (تعالى).

(٤) سورة الإسراء الآية : ٧. الشاهد (أحسنتم) الثانية ، فقد جاء الجواب ماضيا مجردا من قد وربما ، ولذا لم تلحقه الفاء الرابطة ، وذلك جائز.

(٥) سورة النمل الآية : ٩٠. الشاهد (فكبت) فقد جاء الجواب ماضيا مجردا من قد وربما ، وقد لحقه الفاء الرابطة ، وذلك جائز أيضا.

(٦) سورة المائدة الآية : ٩٥.

(٧) سورة طه الآية : ١١٢.


وإن عري جزم ، مثل : (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها)(١)

والفعل المضارع إن اقترن بالفاء أو بالواو من بعد الجواب المجزوم (٢) أو المقرون بالفاء غير جواب النفي وجواب إذا ، يجزم عطفا على لفظ أو محلّ ، ويرفع استئنافا ، وينصب بإضمار أن ، مثاله بعد المجزوم : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ)(٣) رفع (فَيَغْفِرُ) عاصم وابن عامر (٤) ، وجزمه الباقون (٥) ، ونصبه ابن عباس (٦) ، ومثله (نأخذ) (٧) من قوله :

٤٧٧ ـ فإن يهلك أبو قابوس يهلك

ربيع الناس ، والبلد الحرام

__________________

(١) سورة آل عمران الآية : ١٢٠.

(٢) في م (المجزم).

(٣) سورة البقرة الآية : ٢٨٤.

(٤) قرأ بالرفع كما في الإتحاف ١ / ٤٦١ والنشر ٢ / ٢٣٧ ابن عامر وعاصم وأبو جعفر ويعقوب. وذلك على الاستئناف. وانظر حجة القراءات ١٥٢ والبيان في غريب إعراب القرآن ١ / ١٨٦.

وابن عامر هو عبد الله بن عامر بن يزيد اليحصبي ، إمام أهل الشام في القراءة ، أخذ القراءة عن أبي الدرداء وغيره ، وأخذ عنه خلق كثير. عاش بين سنة (٨ ـ ١١٨ ه‍.) غاية النهاية ١ / ٤٢٣.

(٥) وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وحمزة والكسائي. المراجع السابقة.

(٦) قال في البحر ٢ / ٣٦٠ : «وقرأ ابن عباس والأعرج وأبو حيوة بالنصب».

وقال سيبويه ١ / ٤٤٨ : «وبلغنا أن بعضهم قرأ : يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء» يعني بفتح الفعلين (يغفر ويعذب) ، ولم يسم ابن عباس. وقال في غريب إعراب القرآن : «وهذه القراءة ليست قوية في القياس ؛ لأنه إذا استوفى الشرط الجزاء ضعف النصب». ١ / ١٨٦.

(٧) في ظ (يؤخذ).


ونأخذ بعده بذناب عيش (١)

أجبّ الظهر ليس له سنام (٢)

ومثاله بعد المقرون بالفاء : (وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ)(٣) جزم (ويكفر) نافع وحمزة والكسائي ، ورفعه ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم (٤) ، ولو نصب لجاز في العربية.

ويدخل تحت قولنا المقرون بالفاء أيضا الجواب المنصوب ، كقوله تعالى : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)(٥) فأبو عمرو (وأكون) والباقون (٦) (وأكن) ، ولو رفع

__________________

(١) في ظ (قوم).

(٢) البيتان من الوافر ، قالهما النابغة الذبياني في مدح النعمان بن الحارث الأصغر. وروي (والشهر) بدل (البلد).

الشاهد في : (... يهلك ربيع ... ونأخذ) فقد عطف بالواو المضارع (نأخذ) على جواب الشرط المجزوم فجاز فيه الجزم والرفع والنصب ، كالآية السابقة.

الديوان ١٠٥ ، ١٠٦ وسيبويه والأعلم ١ / ١٠٠ والمقتضب ٢ / ١٧٩ ومعاني القرآن ٣ / ٢٤ وشرح العمدة ٣٥٨ والكافية الشافية ١٦٠٤ وابن الناظم ٢٧٥ وأمالي ابن الشجري ١ / ٢١ وابن يعيش ٦ / ٨٣ والإنصاف ١ / ١٣٤ والعيني ٣ / ٥٧٩ و ٤ / ٤٣٤ والخزانة ٣ / ٣٦١ عرضا والأشباه والنظائر ٦ / ١١ والدرر ٢ / ١٣٥ عرضا والبحر ١ / ٣٩٤ و ٢ / ٣٦٠ ـ ٣٦١.

(٣) سورة البقرة الآية : ٢٧١.

(٤) انظر القراءة في الإتحاف ١ / ٤٥٦. وقال في النشر ٢ / ٢٣٦ : «قرأ ابن عامر وحفص بالياء (يكفر) ، وقرأ الباقون بالنون ، وقرأ المدنيان وحمزة الكسائي وخلف بجزم الراء ، وقرأ الباقون برفعها».

(٥) سورة المنافقون الآية : ١٠. ولم ترد (من الصالحين) في ظ.

(٦) النشر ٢ / ٣٨٨ وحجة القراءات ٧١٠.


لجاز في العربية.

ولو قال الشيخ بدل البيت (١) نحو :

وإن تجب غير إذا وما انتفى

فثلّث التّلو بواو أو بفا

لكان أكمل ؛ فإنّ لفظ الجواب المعبّر عنه بقولي : (وإن تجب) أعمّ من لفظ الجزاء ، ويدخل تحته (فَهُوَ خَيْرٌ * وَيُكَفِّرُ) و (أَصْدَقُ * وَأَكُنْ) الآيتين.

ويخرج قولي : (غير إذا وما انتفى) ما جاء بعد جواب (إذا) نحو : إذا سئلت فلا تمنع ، وجواب النفي ، نحو : ما تأتينا فتحدثنا.

وللمضارع جزم ونصب إذا قرن بالفاء أو الواو ، وكذا بثمّ عند الكوفيين. هذا كله إذا أكتنف بالجملتين ، أي : وقع بين الشرط والجزاء. قال سيبويه : «وسألت الخليل عن قوله : إن تأتني فتحدثني أحدّثك ، [وإن تأتني وتحدثني أحدّثك](٢). فقال : هذا يجوز ، والوجه الجزم (٣)». ويشهد للنصب قوله :

__________________

(١) يعني قوله في الألفية ٥٩ :

والفعل من بعد الجزا إن يقترن

بالفا أو الواو بتثليث قمن

(٢) ما بين القوسين [] سقط من ظ.

(٣) سيبويه ١ / ٤٤٧. والذي فيه «والجزم الوجه».


٤٧٨ ـ ومن لا يقدّم رجله مطمئنّة

فيثبتها في مستوى الأرض تزلق (١)

وقوله :

٤٧٩ ـ ومن يقترب منّا ويخضع نؤوه

ولا يخش ظلما ما أقام ولا هضما (٢)

ويشهد للكوفيين في (ثمّ) قراءة الحسن (٣) رضي‌الله‌عنه : ومن يخرج من

__________________

(١) البيت من الطويل لزهير أو لابنه كعب. وقيل : إنه اشترك وابنه في القصيدة.

الشاهد في : (ومن لا يقدّم ... فيثبتها ... تزلق) أورده الشارح على أن الفعل (يثبت) وقع بين فعل الشرط وجوابه فنصب بأن مقدرة بعد الفاء العاطفة لوقوعه بين الشرط والجزاء. ويؤخذ على الاستشهاد به أن فعل الشرط منفي بلا وجواب النفي ينصب مع الشرط وغيره. ولعله أورد الشاهد الآتي لعدم ورود ذلك عليه. قال ابن مالك في شرح الكافية الشافية : «ولا يستشهد على هذه المسألة بما أنشده سيبويه من قول الشاعر. «وأورد البيت ، وقال : «لأن الفعل المتقدم على الفاء منفي ، وجواب النفي ينصب في مجازاة وغيرها ، وإنما يستشهد بقول الشاعر». ١٦٠٦ ـ ١٦٠٧ وأورد الشاهد الآتي.

ديوان زهير ٢٦٠ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٤٧ والمقتضب ٢ / ٢٣ وشرح الكافية الشافية ١٦٠٦ وشرح العمدة ٣٦٠ وشفاء العليل ٩٣٥ والمساعد ٣ / ١٠١ والبحر ٣ / ٣٣٧.

(٢) البيت من الطويل ، ولم أقف على من قاله.

الشاهد في : (من يقترب ... ويخضع نؤوه) حيث نصب الفعل (يخضع) بأن مقدرة بعد الواو العاطفة لوقوعه بين الشرط والجزاء. ويجوز فيه الجزم.

شرح العمدة ٣٦١ وشرح الكافية الشافية ١٦٠٧ وابن الناظم ٢٧٥ والمغني ٥٦٦ وشفاء العليل ٩٣٤ وابن عقيل ٢ / ٢٩٧ والعيني ٤ / ٤٣٤ وشرح شواهد المغني ٩٠١ والبحر ٣ / ٣٣٧ والأشموني ٤ / ٢٥.

(٣) في جميع النسخ (الحسين). ولعله خطأ في النسخ ؛ فالقراءة كما في المحتسب ١ / ١٩٥ ـ ١٩٧ وشرح الكافية الشافية ١٦٠٧ والفتوحات الإلهية ١ / ٤١٨ للحسن البصري ، وفي البحر للحسن بن أبي الحسن ، ونبيح ، والجراح ٣ / ٣٣٧.


(بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ)(١) ذكره الشيخ وصححه في غير الخلاصة (٢) ، وكان يمكنه ذكره فيها ، فيقول بدل البيت (٣) ، نحو :

واجزم أو انصب ما يلي واوا وفا

وثمّ إن بالجملتين اكتنفا

[(٤) والشرط يغني عن جواب تقدّم على أداة الشرط ما يوافقه معنى (٥) ، مثل :  (حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ)(٦) ، وجوازا في غيره إن فهم المعنى ، مثل : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً)(٧) تتمّته ، ذهبت نفسك عليه حسرة ، ومثله : (وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ)(٨) تتمّته فافعل.

__________________

(١) سورة النساء الآية : ١٠٠. جواب الشرط (فقد وقع أجره على الله) والشاهد نصب الفعل (يدرك) بأن مضمرة بعد ثم لوقوعه بين الشرط (يخرج) والجواب (فقد وقع).

(٢) شرح العمدة ٣٦١ وشرح الكافية الشافية ١٦٠٧.

(٣) يعني بيت ابن مالك في الألفية ٥٩ :

وجزم أو نصب لفعل إثر فا

أو واو إن بالجملتين اكتنفا

(٤) سقط من صورة م من هنا حتى نهاية موضوع الجزم.

(٥) هذا مذهب البصريين. والكوفيون يرون أن المتقدم هو الجواب. انظر المقتضب ٢ / ٦٨ وشفاء العليل ٩٦٠ ـ ٩٦١ والإنصاف ٢ / ٦٢٣ والهمع ٢ / ٦١.

(٦) سورة الأنبياء الآية : ٦٨. والتقدير والله أعلم : إن كنتم فاعلين فحرقوه.

والحذف حينئذ واجب.

(٧) سورة فاطر الآية : ٨. يعني إذا فهم الجواب ولم يسبق الشرط بما يوافق معناه ، فحذف الجواب جائز.

(٨) سورة الأنعام الآية : ٣٥.


والجواب يغني عن الشرط لدليل ، إن لم تبق (إن) كثيرا ، مثل : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ) (٥٦) (١) ، التقدير : فإن لم يتأتّ أن تخلصوا في العبادة (٢) لي في أرض فإياي في غيرها اعبدون ، ومثله : (فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُ)(٣) التقدير : إن أرادوا أولياء بحقّ فالله هو الولي. ويغني عنه إن بقيت (إن) قليلا ، كقوله :

٤٨٠ ـ منى إن تكن حقّا تكن أحسن المنى

وإلّا فقد عشنا بها زمنا رغدا (٤)

وندر (٥) الاقتصار على (إن) كقوله :

٤٨١ ـ قالت بنات العمّ يا سلمى وإن

كان فقيرا معدما قالت وإن (٦)

__________________

(١) سورة العنكبوت الآية : ٥٦. في ظ زيادة (قل) أول الآية وهو خطأ من الناسخ.

(٢) في الأصل (بالعبادة) وفي ظ (في بالعبادة) ، ولعلّ الصواب ما أثبتناه.

(٣) سورة الشورى الآية : ٩. وسقطت الفاء من ظ.

(٤) البيت من الطويل لابن ميادة ، واسمه الرماح بن أبرد الذبياني ، وقيل : لرجل من بني الحارث كما في ملحقات شعر ابن ميادة ، وبه قال أبو علي القالي.

الشاهد في : (وإلّا فقد عشنا) حيث حذف فعل الشرط المنفي بلا وبقيت (إن) وجواب الشرط (فقد عشنا) والتقدير : وإلّا تكن فقد عشنا بها زمنا رغدا.

ملحقات شعر ابن ميادة ٢٤٥ وشرح العمدة ٣٦٨ وذيل الأمالي ٣ / ١٠٢.

(٥) سقطت همزة الوصل من ظ.

(٦) البيتان من رجز قاله رؤبة ، وروي (الحي) بدل (العم). وروي : (ليلى) و (سعدى) بدل (سلمى) في الموضعين.

الشاهد في : (وإن) آخر البيت الثاني ، فقد حذف فعل الشرط وجوابه ، والتقدير : وإن كان فقيرا معدما رضيته. ـ ـ


أي : وإن كان فقيرا معدما رضيته.

ولكون القسم يستحقّ جوابا مؤكّدا بإنّ أو اللام أو منفيّا ، والشرط جوابا مقرونا بالفاء أو مجزوما ، فإذا اجتمع شرط وقسم موجود أو مقدّر ، ولم يتقدّمهما ذو خبر ، فاحذف جواب المتأخّر منهما ، مثال تأخر الشرط لفظا : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها)(١) ومثاله تقديرا : (لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ)(٢) ، ومثال تأخر القسم قولك : إن تقم والله أقم ، وإن تقم والله فلن أقوم.

وإن تقدّمهما ذو خبر رجح اعتبار الشرط تقدّم أو تأخّر ، فيقال : زيد والله إن يقم يكرمك ، بالجزم (٣). وربّما (٤) رجح اعتبار

__________________

ملحقات الديوان ١٨٦ وشرح الكافية الشافية ١٦١٠ وابن الناظم ٢٧٦ والمقرب ١ / ٢٧٧ والمساعد ٣ / ١٧٠ والمغني ٦٤٩ وشفاء العليل ٩٦٢ والمرادي ٤ / ٢٥٩ والعيني ١ / ١٠٤ و ٤ / ٤٣٦ والخزانة ٣ / ٦٣٠ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٨ / ٧ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٩٣٦ والهمع ٢ / ٦٢ ، ٨٠ والدرر ٢ / ٧٨ ، ١٠٥ والأشموني ١ / ٣٣ و ٤ / ٢٦.

(١) سورة الأنعام الآية : ١٠٩. والشاهد : (ليؤمننّ) حيث وقع جوابا للقسم لتقدمه على الشرط (إن جاءتهم) وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم ، الذي اتصلت به اللام وأكّد بالنون.

(٢) سورة الأعراف الآية : ١٤٩. والشاهد في : (لنكوننّ) حيث وقع جوابا للقسم لتقدمه على الشرط الموطأ له باللام في (لئن) ، وجواب الشرط المتأخر محذوف تقديره : نخسر ، دلّ عليه جواب القسم الذي جاء متصلا باللام ، مؤكدا النون

(٣) في ظ (بجزم).

(٤) سقط راء (ربما) من ظ.


الشرط على اعتبار القسم السابق وإن لم يتقدم عليه ذو خبر ، كقوله :

٤٨٢ ـ لئن بلّ لي أرضي (١) بلال بدفعة

من الغيث في يمنى يديه انسكابها

أكن كالذي صاب الحيا أرضه التي

سقاها ، وقد كانت جديبا جنابها (٢)

فقال : (أكن) مرجّحا للشرط ، ولو رجّح القسم على الشرط قال : لأكوننّ.]

__________________

(١) في ظ (أرضا).

(٢) البيت من الطويل للفرزدق ، وفي الديوان (بدفقة) بدل (دفعة).

الشاهد في : (لئن بلّ ... أكن) حيث جاء (أكن) جوابا للشرط مع تقدم القسم ولم يسبقهما مبتدأ ، ولو أراد الجواب للقسم لسبقه باللام وأكده وقال : (لأكوننّ).

الديوان ١ / ٥٠ ، ٥١ وشرح العمدة ٣٦٧ وشفاء العليل ٩٦٣ والخزانة ٤ / ٥٣٦ عرضا.


فصل

(لو) على ضربين : مصدرية يصلح مكانها (أن) ، وأكثر ما تقع بعد نحو ودّ ، مثل (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ)(١). وشرطية ، وهي للتعليق في الماضي ، مثل : (وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ)(٢) ويقلّ إيلاؤها فعلا مستقبل المعنى ، ويجب قبوله لورود السماع به ، قال الله تعالى (٣) : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ)(٤).

و (لو) مثل (إن) لا يكون شرطها إلّا فعلا ، وشذّ عند سيبويه (٥) كونه مبتدأ مؤلفا من أنّ وصلتها ، نحو : لو أنّك جئتني لأكرمتك ، فأمّا قوله :

٤٨٣ ـ لو بغير الماء حلقي شرق

كنت كالغصّان بالماء اعتصاري (٦)

__________________

(١) سورة البقرة الآية : ٩٦. ولم يرد(أَلْفَ سَنَةٍ) في ظ.

(٢) سورة الأنفال الآية : ٢٣.

(٣) سقطت (تعالى) من ظ.

(٤) سورة النساء الآية : ٩. جاء الفعل (تركوا) بعد لو بلفظ الماضي لكنه يدل على المستقبل ، وهذا قليل ، فمضمون الجواب وهو الخوف يقع قبل الترك.

(٥) سيبويه ١ / ٤٦٢.

(٦) البيت من الرمل ، قاله عدي بن زيد العبادي التميمي ، من أبيات يخاطب بها النعمان بن المنذر من السجن ، ويستعطفه لإخراجه.

الشاهد في : (لو بغير ... حلقي شرق) فقد ولي (لو) اسم وقع مبتدأ ، وهو حلقي ، والجار والمجرور قبله متعلق بشرق الخبر ، وهو قليل. وقد خرجه الشارح كما خرجه ابن الناظم في شرح الألفية على تقدير (كان) الشأنية ، ـ ـ


فمحمول على إضمار كان الشأنية.

وإن تلاها مضارع صرف إلى المضي ، مثل : (لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ)(١) ، وكقوله :

٤٨٤ ـ لو يسمعون كما سمعت حديثها

خرّوا لعزّة ركّعا وسجودا (٢)

ويستغنى عن جوابها لقرينة ، مثل : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى)(٣).

__________________

والتقدير : لو كان الشأن حلقي شرق بغير الماء ، وجملة حلقي شرق ، في موضع نصب خبر كان. وقال : «وخرجه أبو علي الفارسي ، على أن تقديره : لو شرق بغير الماء حلقي هو شرق». فحلقي فاعل للفعل المحذوف يفسره الجملة هو شرق ، وعلى التقديرين فقد وليها فعل.

الديوان ٩٣ وسيبويه ١ / ٤٦٢ وشرح الكافية الشافية ١٦٣٦ وابن الناظم ٢٧٨ والمساعد ٣ / ١٩٢ وشفاء العليل ٩٦٩ والمرادي ٤ / ٢٧٧ والعيني ٤ / ٤٥٤ والمغني ٢٦٨ والخزانة ٣ / ٥٩٤ و ٤ / ٤٦٠ ، ٥٢٤ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٦٥٨ والهمع ٢ / ٦٦ والدرر ٢ / ٨١ والأشموني ٤ / ٤٠.

(١) سورة الحجرات الآية : ٧. والشاهد في الآية الكريمة(لَوْ يُطِيعُكُمْ) فقد جاء فعل شرط لو غير الجازمة مضارعا ، وهو بمعنى الماضي ، إذ التقدير والله أعلم : لو أطاعكم.

(٢) البيت من الكامل ، قاله كثيّر عزة.

الشاهد في : (لو يسمعون) حيث جاء الفعل بعدها مضارعا وصرف معناه إلى المضي ؛ لأن الغالب دخولها على الماضي ، والمعنى لو سمعوا ، فهي شرطية غير جازمة.

الديوان ٩٧ والخصائص ٢٧ وابن الناظم ٢٧٨ والمرادي ٤ / ٢٨١ وابن عقيل ٢ / ٣٠٥ والعيني ٤ / ٤٦٠ والتذييل والتكميل ١ / ٥٩ والأشموني ٤ / ٤٢.

(٣) سورة الرعد الآية : ٣١. والتقدير والله أعلم : لما آمنوا أو لكان هذا القرآن.


وندر حذف شرطها وجوابها في قوله :

٤٨٥ ـ إن يكن طبّك الدلال فلو في

سالف الدهر والسنين الخوالي (١)

أراد فلو كان في سالف الدهر لكان كذا.

__________________

(١) البيت من الخفيف ، قاله عبيد بن الأبرص ، ورواية الديوان والبيان والتبيين : (والليالي الخوالي) و (أو) بدل (إن).

الشاهد في : (لو في سالف الدهر) فقد حذف فعل الشرط بعد لو وجوابه ، والتقدير : فلو كان ذلك في سالف الدهر لكان كذا ، قياسا على (إن).

الديوان ١٠٧ وشرح الكافية الشافية ١٦٤١ وابن الناظم ٢٧٩ والمغني ٦٤٩ والعيني ٤ / ٤٦١ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٨ / ٨ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٩٣٧ والبيان والتبيين ١ / ٢٥٧.


أمّا ولو لا ولو ما

أمّا حرف تفصيل مؤوّل بمهما يكن من شيء ، ويفتقر إلى جملة جواب له تجب فيها الفاء ، نحو : أمّا زيد فقائم ، إلّا في ضرورة كقوله :

٤٨٦ ـ أمّا القتال لا قتال لديكم

ولكنّ سيرا في عراض المواكب (١)

أو (٢) في ندور ، خرّج البخاري «أمّا بعد ما بال رجال يشترطون» (٣) أو فيما حذف منه القول وأقيمت حكايته مقامه ،

__________________

(١) البيت من الطويل للحارث بن خالد المخزومي. وقيل : للوليد بن نهيك التميمي. وقيل للكميت بن زيد ، وليست في الهاشميات.

الشاهد في : (أما القتال لا قتال لديكم) حيث جاء جواب (أمّا) خاليا من الفاء ضرورة والأصل : فلا قتال لديكم.

شعر الحارث ٤٥ والمقتضب ٢ / ٧١ وسر الصناعة ١ / ٢٦٧ والمنصف ٣ / ١١٨ والمقتصد ١ / ٣٦٦ وأمالي ابن الشجري ١ / ٢٨٥ وشرح الكافية الشافية ١٦٤٨ وابن الناظم ٢٧٩ وشفاء العليل ٩٨٤ والمساعد ٣ / ٢٣٦ والمرادي ٤ / ٢٨٦ وابن يعيش ٧ / ١٣٤ و ٩ / ١٢ وشرح التحفة الوردية ٣٤٨ والمغني ٥٦ والعيني ١ / ٥٧٧ و ٤ / ٤٧٤ والخزانة ١ / ٢١٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٤١٨ وإيضاح شواهد الإيضاح ١٠٧ والهمع ٢ / ٧٦ والدرر ٢ / ٨٤.

(٢) في ظ (و).

(٣) انظر تخريج الحديث في باب حروف الجر صفحة : ٣٦٦ تعليق (٤).

والشاهد هنا في : (أما بعد ما بال) حيث حذف الفاء في جواب (أما) والأصل (فما بال) وذلك نادر في النثر. وهذه الرواية للبخاري رحمه‌الله ٢ / ٢٠ تخالف ما ورد في الوطأ عن عائشة رضي‌الله‌عنها : «أما بعد فما بال» بإثبات الفاء في الجواب ٥٠٠ (١٤٧٣) وما أخرجه ابن ماجة عن عائشة أيضا بلفظ : «ما بال» دون أما والفاء ٨٤٢ ـ ٨٤٣ (٢٥٢١).


مثل : (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ)(١) أي : فيقال لهم : (أَكَفَرْتُمْ.)

و (لو لا ولو ما) إن ربطا امتناع شيء لوجود (٢) غيره اقتضيا مبتدأ حذف خبره ، كما مرّ (٣) ، وجوابا يحذف لدليل جوازا ، مثل : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ) (١٠) (٤) ، وإن دلّا على التحضيض اختصّا بالأفعال ، كقوله تعالى (٥) : (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ)(٦) ، (لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ)(٧). ويشاركهما في التحضيض والتصدير والاختصاص بالأفعال (هلّا وألّا) وكذا (ألا) الصالح (٨) موضعها (هلّا) مثل : (أَلا تَتَّقُونَ)(٩) و (١٠) فاقا للشيخ (١١) ، وخلافا

__________________

(١) سورة آل عمران الآية : ١٠٦. ولم يرد في ظ(بَعْدَ إِيمانِكُمْ.)

(٢) في ظ (بوجود).

(٣) المبتدأ والخبر ص : ١٧٨.

(٤) سورة النور الآية : ١٠.

(لو لا) حرف شرط غير جازم يدلّ على امتناع الجواب لوجود الشرط (فضل) مبتدأ خبره محذوف وجوبا ، تقديره : حاصل ، وجواب الشرط محذوف تقديره : لهلكتم ، والله أعلم.

(٥) في ظ (مثل) بدل (كقوله تعالى).

(٦) سورة الفرقان الآية : ٢١.

(٧) سورة الحجر الآية : ٧.

(٨) في ظ (المصالح).

(٩) سورة الشعراء الآية : ١٠٦.

(١٠) في ظ زيادة (ومثله).

(١١) قال ابن مالك في الألفية ٥٩ ـ ٦٠ :

لو لا ولو ما يلزمان الابتدا

إذا امتناعا بوجود عقدا

وبهما التحضيض مز وهلّا

ألّا ألا ، وأولينها الفعلا


لابنه ؛ إذ قال : (ألا) هنا للعرض (١) ، قوله :

٤٨٧ ـ ألا رجلا جزاه الله خيرا

يدلّ على محصّلة تبيت (٢)

أي : ألا ترونني رجلا.

وتجيء (ألا) استفتاحية ، مثل : (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ)(٣) ، وذات استفهام عن (٤) النفي ، كقوله :

__________________

(١) قال ابن الناظم ذلك في (لا) النافية للجنس ٧٣ : «وقد تكون (ألا) للعرض فلا يليها إلا فعل إمّا ظاهرا ، كقوله تعالى : (أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ)(أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ) وإما مقدرا ، كقول الشاعر». وأورد الشاهد (ألا رجلا ...) ولكنه في (لو لا ولو ما) قال : «ويشاركهما (يعني لو لا ولو ما) في التحضيض والاختصاص بالأفعال (هلّا وألّا وألا)». ٢٨٠ فاتفق مع الناظم والشارح. وتفصيل ذلك في الدراسة ص : ٦٥ ـ ٦٧ (ابن الوردي وابن الناظم).

(٢) البيت من الوافر قاله عمرو بن قعاس ، وروي (ألا رجل) ولا شاهد فيه للشارح على هذه الرواية.

المفردات : محصلّة : المرأة التي تحصل المعدن من التراب. تبيت : تكون امرأة له.

الشاهد في : (ألا رجلا) على أن (ألا) المكون من همزة الاستفهام ولا النافية قصد بها التحضيض ، ورجلا منصوب بفعل محذوف بعدها تقديره : ألا ترونني رجلا ، ولأنها للتحضيض نصب ما بعدها.

سيبويه والأعلم ١ / ٣٥٩ والنوادر ٢٥٦ والأصول ١ / ٤٨٥ وشرح العمدة ٣١٧ وابن الناظم ٧٣ وابن يعيش ٢ / ١٠١ ومعاني الحروف للرماني ١١٤ والمغني ٦٩ ، ٦٠٠ ، ٢٥٥ والعيني ٢ / ٣٦٦ وشرح أبيات المغني للبغدادي ٢ / ٩٤ والخزانة ١ / ٤٥٩ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٢١٤ والبهجة ٢ / ١٦٩ وتهذيب إصلاح المنطق ٨٧٢ واللسان (حصل) ٩٠١.

(٣) سورة هود الآية : ٨.

(٤) في الأصل وم (على).


٤٨٨ ـ يا ليت شعري ألا منجى من الهرم

أم هل على العيش بعد الشيب من ندم (١)

أو مقتضية توبيخا ، كقوله :

٤٨٩ ـ ألا طعان ألا فرسان عادية

ألا تجشّؤكم (٢) عند التنانير (٣)

__________________

(١) البيت من البسيط لساعدة بن جؤيّة الهذلي في رثاء من أصيب يوم معيط ، بين مزينة وهذيل. ورواية ابن هشام في المغني والبغدادي والسيوطي (ولا منجى) ولا شاهد فيها للشارح.

الشاهد في : (ألا منجى) على أن (ألا) لمجرد الاستفهام عن النفي ، وليست للتحضيض.

شرح أشعار الهذليين ١١٢٢ وأمالي ابن الشجري ٢ / ٣٣٦ وشرح العمدة ٣١٩ والمغني ٤٨ والخزانة ٣ / ٤٥٣ عرضا ، وشرح أبيات المغني للبغدادي ١ / ٢٨٤ وشرح شواهد المغني للسيوطي ١٥٦ والهمع ٢ / ١٣٤ والدرر ٢ / ١٨٠ والأشموني ٣ / ١٠٥.

(٢) في ظ (يجيبونكم).

(٣) البيت من البسيط قاله حسان من قصيدة يهجو بها بني الحارث بن كعب.

ونسبه ابن السيرافي في شرح أبيات سيبويه والزمخشري لخداش ابن زهير كما في الخزانة ٢ / ١٠٧.

المفردات : طعان : من الطعن في الحرب. عادية : من العدو ، وهو الانطلاق.

تجشأ : هو ما يخرج من الحلق من صوت نفس المعدة عند الامتلاء بالطعام.

التنانير : جمع تنور ، وهو ما يخبز فيه.

الشاهد في : (ألا طعان) على أن (ألا) المكونة من همزة الاستفهام ولا النافية قصد بها التوبيخ والإنكار.

الديوان ٢١٥ وسيبويه والأعلم ١ / ٣٥٨ وشرح العمدة ٣١٨ وابن الناظم ٧٣ ومعاني الحروف للرماني ١١٤ والمغني ٦٨ والعيني ٢ / ٣٦٢ والخزانة ٢ / ١٠٣ ، ١٠٧ عرضا ، وشرح أبيات المغني للبغدادي ٢ / ٨٠ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٢١٠ والأشموني ٢ / ١٤ والهمع ١ / ١٤٧ والدرر ١ / ١٢٨ والدسوقي على المغني ١ / ٧٣.


أو تمنّيا كقوله :

٤٩٠ ـ ألا عمر ولّى مستطاع (١) رجوعه

فيرأب ما أثأت يد الغفلات (٢)

أو عرضا مثل : (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ)(٣) أو تقريرا ، كقوله :

٤٩١ ـ ألا ارعواء لمن ولّت شبيبته

وأذنت بمشيب بعده (٤) هرم (٥)

وقد يلي التحضيض اسم عمل فيه فعل إمّا مضمر كقوله :

٤٩٢ ـ الآن بعد لجاجتي تلحونني

هلّا التقدّم والقلوب صحاح (٦)

__________________

(١) في ظ (مستطاعا).

(٢) البيت من الطويل ، ولم يعرف قائله.

المفردات : يرأب : يصلح. أثأت : أفسدت.

الشاهد في : (ألا عمر) على أن ألا المكونة من همزة الاستفهام ولا النافية أريد بهما مجرد التمني.

شرح العمدة ٣١٨ وابن الناظم ٧٣ والعيني ٢ / ٣٦١ والمغني ٦٩ وشرح أبياته للبغدادي ٢ / ٩٢ و ٦ / ١٧٩ وشرح شواهده للسيوطي ٢١٣ ، ٨٠٠ والهمع ١ / ١٤٧ والأشموني ٢ / ١٥.

(٣) سورة النور الآية : ٢٢. على أن (ألا) للعرض ، وقد وليها الفعل (تحبون).

(٤) في ظ (بعدم).

(٥) البيت من البسيط ، ولم أقف على من قاله.

الشاهد في : (ألا ارعواء) استشهد به الشارح على أن (ألا) للتقرير.

والصواب أنها للتوبيخ الإنكاري.

شرح العمدة ٣١٩ وابن الناظم ٧٣ والمغني ٦٨ والعيني ٢ / ٣٦٠ وشرح أبياته للبغدادي ٢ / ٩٢ وشرح شواهده للسيوطي ٢١٢ والهمع ١ / ١٤٧ والدرر ١ / ١٢٨.

(٦) البيت من الكامل ، ولم أقف على قائله. ـ ـ


أي : هلّا كان التقدم باللحاء ، وكقوله :

٤٩٣ ـ تعدّن عقر النّيب أفضل مجدكم

بني ضوطرى لو لا الكميّ المقنّعا (١)

أي : لو لا تعدّون الكميّ ، وقوله (٢) :

٤٩٤ ـ ونبّت ليلى أرسلت بشفاعة

إليّ فهلّا نفس ليلى شفيعها (٣)

__________________

المفردات : لجاجتي : غضبي. تلحونني : تلومونني.

الشاهد في : (هلّا التقدم) على أن (هلا) حرف تحضيض ، والاسم بعدها مرفوع بفعل محذوف تقديره : هلّا كان التقدم.

معاني القرآن للفراء ١ / ١٩٨ ومجالس ثعلب ٦٠ وشرح الكافية الشافية ١٦٥٣ وابن الناظم ٢٨٠ والعيني ٤ / ٤٧٤.

(١) البيت من الطويل لجرير ، ونسبه ابن الشجري للأشهب بن رميلة ، وقيل للفرزدق. ورواية ديوان جرير (... أفضل سعيكم) و (... هلّا الكمي ...)

الشاهد في : (لو لا الكميّ) فقد نصب (الكمي) بفعل محذوف تقديره : لو لا تلقون أو تبارزون أو تعدون الكميّ ، أو نحو ذلك ؛ حيث لا يلي لو لا التي للتحضيض إلا فعل مذكور أو مقدر.

ديوان جرير ٩٠٧ والخصائص ٢ / ٤٥ والمخصص ١٣ / ١٩٩ وشرح الكافية الشافية ١٦٥٤ وشرح العمدة ٣٢١ وابن الناظم ٢٨٠ وشرح شواهد شرح التحفة الوردية عرضا ٢٠٢ والمساعد ٣ / ٢٢٠ وابن يعيش ٢ / ٣٨ ، ١٠٢ و ٨ / ١٤٤ وأمالي ابن الشجري ١ / ٢٧٩ ، ٣٣٤ و ٢ / ٢١٠ وشفاء العليل ٩٧٨ والعيني ٤ / ٤٧٥ والخزانة ١ / ٤٦١ وعرضا ١ / ١٢٩ والهمع ١ / ١٤٨ والدرر ١ / ١٣٠

(٢) في ظ (وكقوله).

(٣) البيت من الطويل ، نسب للصمة القشيري ، وقيل : للمجنون ، وقيل : لابن الدمينة ، وقيل : لإبراهيم الصولي.

الشاهد في : (هلا نفس) على تقدير : هلا كان نفس ، على أن الاسم المرفوع بعد (هلّا) معمول للفعل كان.


أي : فهلّا كان الأمر والشأن نفس ليلى شفيعها ، وإمّا ظاهر مؤخر ، نحو : هلّا زيدا ضربت.

__________________

ـ ـ ديوان المجنون ١٣٤ وديوان الصمة ١١٣ وديوان ابن الدمينة ٢٠٦ وزيادات شعر الصولي ١٨٥ وشرح الكافية الشافية ١٦٥٤ وشرح العمدة ٣٢٢ وابن الناظم ٢٨٠ والمساعد ٣ / ١٩٢ ، ٢١٩ والمرادي ٤ / ٢٩٠ وشفاء العليل ٩٧٨ والعيني ٣ / ٤١٦ و ٤ / ٤٥٧ ، ٤٧٨ والحماسة البصرية ٢ / ١٩٠ وحماسة أبي تمام ٢ / ٥ والمغني ٧٤ ، ٢٦٩ ، ٥٨٣ والهمع ٢ / ٦٧ والدرر ٢ / ٨٣.


الإخبار بسبب الذي والألف واللام (١)

أيّ اسم في جملة قيل لك : أخبر عنه بالذي وفروعه ، فأخّره خبرا ، وافصله إن اتّصل ، واجعل الموصول مبتدأ مصدّرا ، ووسّط ما سواهما بين الموصول والاسم المؤخر (٢) ، وضع مكان المؤخر ضميرا مطابقا عائدا على الموصول يخلف المؤخر الذي كان به تكميل الكلام قبل تركيب الإخبار فيما كان له من إعراب ، تقول في الإخبار عن (زيد) ، من ضربت زيدا : الذي ضربته زيد ، وعن التاء : الذي ضرب زيدا أنا ، وفي الإخبار عن (رغبة) من جئت رغبة فيك : الذي جئت له رغبة فيك ، وعن (يوم الجمعة) من صمت يوم الجمعة : الذي صمت فيه يوم الجمعة. تفعل كما مرّ ثم تقرن ضمير المفعول له باللام ، وضمير الظرف بفي ؛ إذ لم يقو ضمير قوّة ظاهر ، فلم (٣) يتضمن ما يتضمنه (٤) ، فيردّ الشيء معه لأصله.

وإذا كان المخبر عنه مثنى أو مجموعا على حدّه أو مؤنثا ، فجئ بالموصول على وفقه ؛ لوجوب مطابقة المبتدأ خبره ، تقول في الإخبار عن (الزيدين) من بلّغ الزيدان العمرين رسالة :

__________________

(١) في ظ (الإخبار بالذي والألف واللام).

(٢) في ظ (ما سواهما للموصول وضع مكان).

(٣) في ظ (ولم).

(٤) في ظ (تضمنه).


اللذان بلّغا العمرين رسالة الزيدان ، وعن (العمرين) الذين بلّغهم الزيدان رسالة العمرون ، وعن (الرسالة) التي بلّغها الزيدان العمرين رسالة.

ولصحّة الإخبار شروط ، أحدها : جواز التأخير ، فلا يخبر عن لازم صدرا كضمير الشان والقصة (١) واسم الاستفهام ؛ لامتناع تأخيره ووجوب تأخير الخبر.

الثاني : جواز تعريفه ، فلا يخبر عن حال وتمييز لتنكّرهما (٢) ، فلا يجعل ضمير مكانهما لملازمته التعريف.

الثالث : جواز الغنى عنه بأجنبي ، فلا يخبر عن ضمير عائد إلى اسم في الجملة ، كالهاء من : زيد ضربته ، ومن : زيد ضرب غلامه ؛ إذ (٣) لو أخبر عنها لخلفها مثلها (٤) في العود إلى ما كانت تعود إليه ، فيلزم إمّا بقاء الموصول بلا عائد ، وإمّا عود الضمير الواحد (٥) إلى شيئين ، ولو عاد الضمير إلى اسم من جملة أخرى جاز ، كقولك في إخبار عن هاء (لقيته) في : جاء زيد ولقيته : الذي لقيته هو.

__________________

(١) سقطت (والقصة) من ظ.

(٢) في ظ (لتنكيرهما).

(٣) في ظ (إذا).

(٤) في ظ (عنهما لخلفهما مثلهما).

(٥) في ظ (ضمير لواحد).


الرابع : جواز الغنى عنه بمضمر ، فلا يخبر عن موصوف دون صفته ، أو مصدر عامل دون معموله ، أو مضاف دون مضاف إليه ، فلا يخبر عن عمرو وحده من نحو : سرّ أبا زيد قرب من (١) عمرو الكريم ، بل مع صفته ، نحو : الذي سرّ أبا زيد قرب منه عمرو الكريم ، ولا عن قرب وحده ، بل مع معموله ، نحو : الذي سرّ أبا زيد قرب من عمرو الكريم أبو زيد.

الخامس : جواز استعماله مرفوعا فلا يخبر عن ملازم ظرفية ، كعند ، ولدى ، وذات مرّة.

السادس : جواز ثباته ، فلا يخبر عن نحو : أحد ، وديّار ، وعريب ؛ لئلّا تخرج عن نفيها الملتزم.

السابع : أن يكون بعض ما يوصف به من جملة أو جملتين في حكم واحدة ، ولا (٢) يخبر عن اسم في طلبية ، ولا في إحدى مستقلتين ، ليس في الأخرى منهما ضميره ، ولا بينهما عطف بفاء ، بل يخبر عنه إذا كان من خبرية ، كما مرّ ، ومن إحدى غير مستقلتين ، كالشرط والجزاء ، نحو : إن عدل السلطان نصر الجيش ، فتقول إذا أخبرت (٣) عن (السلطان) : الذي إن عدل نصر الجيش السلطان ، وعن (الجيش) : الذي إن عدل السلطان نصر الجيش ، أو من إحدى المستقلتين بالأخرى منهما ضميره ، أو

__________________

(١) في ظ (منه).

(٢) في ظ (فلا).

(٣) في ظ (ففي الإخبار) بدل (فتقول إذا أخبرت).


ما (١) بينهما عطف بالفاء.

فالأول : كالمتنازع فيه من نحو : ضربني وضربت زيدا (٢) ، وأكرمني وأكرمته عمرو ، ففي الإخبار عن زيد : الذي ضربني وضربته زيد ، وعن عمرو : الذي أكرمني وأكرمته عمرو.

والثاني : كأحد مرفوعي نحو : يطير الذباب فيغضب زيد ، ففي الإخبار عن الذباب : الذي يطير فيغضب زيد [الذباب ، وعن زيد : الذي يطير الذباب فيغضب زيد](٣) ، ولا يجوز : الذي يطير ويغضب زيد الذباب ؛ إذ ليس في الواو المشرّكة سببية كالفاء ، كما مرّ. فلو اشتملت الجملة على ضمير فقلت : ويغضب منه زيد ، لجاز.

وما أخبر عنه من جملة اسمية ، فبالذي وفروعه ، أو فعلية ، فبذلك و (أل) هذا إن صحّ أن تصاغ صفة من الفعل يوصل بها (أل) ، بأن كان الفعل متصرّفا مثبتا بخلاف نحو : نعم ، وما زال ، وتقول مخبرا عن الفاعل من نحو : وقى الله البطل [الواقى البطل الله ، وعن المفعول ، الواقيه الله البطل](٤). ولك (٥) حذف الهاء ، ولا فرق هنا بين الذي و (أل) إلّا في وجوب ردّ الفعل مع (أل) إلى لفظ اسم الفاعل أو المفعول ؛ لامتناع وصلها بغير الصفة إلّا

__________________

(١) سقطت (ما) من ظ.

(٢) في الأصل وظ (زيد).

(٣) ما بين القوسين [] زيادة من ظ.

(٤) ما بين القوسين [] زيادة من ظ.

(٥) في م (وذلك).


في شذوذ.

ثمّ صلة (أل) إن رفعت ظاهرا فهي معه بمنزلة الفعل ، أو مضمرا ، فإن كان لأل (١) ستر (٢) حتما ، أو لغير (٣) (أل) برز حتما ؛ إذ متى جرت الصفة على غير من هي له لم ترفع ضميرا مستترا ، بخلاف الفعل ، تقول في الإخبار عن التاء من نحو : بلّغت من الزيدين إلى العمرين رسالة ، المبلّغ من الزيدين إلى العمرين رسالة أنا ، وعن (الزيدين) : المبلّغ أنا منهما إلى العمرين رسالة الزيدان ، وعن العمرين : المبلّغ أنا من الزيدين إليهم (٤) رسالة العمرون ، وعن الرسالة : المبلّغها أنا من الزيدين إلى العمرين رسالة ، فضمير الرفع في المثال الأول مستتر لأنه ضمير (أل) فلم يبرز ؛ إذ رافعه جار على من هو له ، وفي البواقي بارز ؛ إذ هو ضمير غير أل فوجب بروزه ؛ إذ رافعه جار على غير من هو له ؛ أي : على (أل) وهو في المعنى المخبر عنه ، ولا فرق بين ضمير الحاضر والغائب ، تقول في الإخبار بأل عن ضمير ، زيد ضرب جاريته : زيد الضارب جاريته هو ، وعن الجارية : زيد الضاربها هو جاريته.

__________________

(١) في ظ (بأل).

(٢) في م (ضمير) بدل (ستر).

(٣) في ظ (بغير).

(٤) في ظ (المبلغ) بدل (إليهم) سهو من النسخ.


العدد

تثبت تاء ثلاثة (١) وعشرة وما بينهما إن كان واحد المعدود مذكّرا ، وتحذف إن كان مؤنثا ، ولا نقول كما قال الشيخ :

في عدّ ما آحاده مذكّره (٢)

لئلّا يرد علينا التغليب ، فإن التغليب يصدق عليه أنّ واحده مذكّر كما قلنا ، وليس كلّ آحاده مذكرة ، ومعناه أنّ العرب تغلّب المذكر على المؤنث إلّا في أيام الشهر فتغلّب عليها الليالي ، تقول : خمسة بين عبد وجارية ، تغليبا للمذكر ، وقال النابغة :

٤٩٥ ـ فطافت ثلاثا بين يوم وليلة

وكان النكير أن تضيف وتجأرا (٣)

__________________

(١) سقطت (ثلاثة) من م.

(٢) يعني قول ابن مالك في الألفية ٦٠ :

ثلاثة بالتاء قل للعشره

في عد ما آحاده مذكره

(٣) في الأصل (تضف) دون ياء.

والبيت من الطويل للنابغة الجعدي. ولم أجد الشطر الأول موضع الشاهد في القصيدة ، وللنابغة ثلاث قصائد من الطويل ، وقافيتها راء ممدودة ، جاء في إحداها عجز الشاهد ، وصدره :

وجالت على وحشيها مستتبّة

المفردات : طافت : دارت وترددت. وحشيها : ولدها الذي أكله السبع.

مستتبّة : متبينة. النكير : من الإنكار ، وهو الجزع. تضيف : تشفق. تجأر : تصيح.

الشاهد في : (ثلاثا بين يوم وليلة) فقد غلّب الشاعر المؤنث على ـ ـ


تغليبا للمؤنث في الليالي.

واجرر مميزه جمعا.

وذو القلّة أولى من ذي الكثرة ما لم يستغن بذي الكثرة غلبة أو وضعا ، فغلبة مثل : (ثَلاثَةَ قُرُوءٍ)(١) ، واستغني (٢) به غالبا عن أقراء ، ووضعا كثلاثة قلوب ، أو دمى (٣) ، أو ثعالب ؛ لإهمال جمع القلة ، وقد ينصب مميزه كخمسة أثوابا.

وإن كان المعدود ممّا لو لحقته التاء دلّ على مفرد ، ولو جرّد منها دلّ على جمع ، ويسمّى اسم الجنس ، كبطّ ونحل ونمل ودجاج ، أو كان دالّا على جمع لا واحد له من لفظه ، كقوم ورهط ونفر (٤) ، ويسمّى اسم الجمع ، فصله (٥) بمن قياسا ، كخمس من الدجاج ، وعشرة من القوم ، ولا يضاف إليه العدد إلّا بسماع مثل : (تِسْعَةُ رَهْطٍ)(٦) ، وكقوله :

٤٩٦ ـ ثلاثة أنفس وثلاث ذود

لقد جار الزمان على عيالي (٧)

__________________

المذكر فذكر العدد (ثلاثا) مع أن المعدود (يوم) مذكر ، والأصل المخالفة ، إلا أنه غلب الليالي المؤنث المعطوف عليه ، وذلك خاص بأيام الشهر.

الديوان ٤١ والكافية ٢ / ١٥٦ والخزانة ٣ / ٣١٧.

(١) سورة البقرة الآية : ٢٢٨.

(٢) في ظ (استغناء).

(٣) في ظ (دماء).

(٤) في الأصل وم (بقر) تصحيف.

(٥) في الأصل وم (فافصله).

(٦) سورة النمل الآية : ٤٨.

(٧) البيت من الوافر للحطيأة. ورواية الديوان لصدره : ـ ـ


وأضف المئة والألف إلى المعدود بهما مفردا ، كمئة دينار ، وألف درهم ، وقد تضاف المئة إلى جمع قرأ حمزة والكسائي : ثلث مائة سنين (١). وشذّ تمييزها بمنصوب مفرد ، كقوله :

__________________

ونحن ثلاثة وثلاث ذود

 ...

ورواية المفضل :

ثلاثة أعبد وثلاث آم

 ...

ونقل صاحب الأغاني عن أمالي الزجاجي الوسطى أن البيت مع غيره لرجل من بني عامر بن صعصعة.

الشاهد في : (ثلاث ذود) حيث أضاف العدد (ثلاثة) إلى اسم الجمع ، ويرى بعض النحاة أن العدد من ثلاثة إلى عشرة لا يضاف إلى اسم الجمع قياسا ؛ إذ القياس جر اسم العدد إذا جاء تمييزا بمن ، فيقال : ثلاثة من ذود ، وأجازه بعضهم احتجاجا بالآية الكريمة (تسعة رهط) وبالبيت.

واستشهد النحاة بروايتهم على تأنيث العدد (ثلاثة) مع أن المعدود (نفس) مؤنث ، والأصل المخالفة. وخرّج على أن الشاعر أطلق النفس وأراد الشخص ، وهو مذكر ، فكأنه قال : ثلاثة أشخاص ، فقد كثر إطلاق النفس وإرادة الشخص.

الديوان ٣٣٣ ، ٣٣٤ وسيبويه والأعلم ٢ / ١٧٥ ومجالس ثعلب ١ / ٢٥٢ والخصائص ٢ / ٤١٢ وشرح الكافية الشافية ١٦٦٦ وابن الناظم ٢٨٥ وشفاء العليل ٥٦٥ والإنصاف ٧٧١ والمساعد ٢ / ٧٦ و ٣ / ٣٠٦ وشرح التحفة الوردية ٣٥١ والمرادي ٤ / ٣٠٤ والعيني ٤ / ٤٨٥ والخزانة ٣ / ٣٠١ و ٣ / ٣١٢ عرضا والهمع ١ / ٢٥٣ و ٢ / ١٧٠ والدرر ١ / ٢٠٩ و ٢ / ٢٢٤.

(١) سورة الكهف الآية : ٢٥. قال ابن الجزري : «قرأ حمزة والكسائي وخلف بغير تنوين على الإضافة ، وقرأ الباقون بالتنوين" النشر ٢ / ٣١٠ وحجة القراءات ٤١٤.


٤٩٧ ـ أنعت عيرا من حمير خنزره

في كلّ عير (١) مئتان كمره (٢)

ويركب مع العشرة ما دونها فتجعل العشرة عجزا ، والأقلّ صدرا ، والواحد أحدا ، والواحدة إحدى ، وتحذف نوني اثنين واثنتين ، وتجعل لثلاثة وتسعة وما بينهما ما كان لهما قبل التركيب من إثبات التاء في التذكير وحذفها في التأنيث ، تقول في التذكير : أحد عشر ، واثنا عشر ، وثلاثة عشر ، وفي التأنيث إحدى عشرة ، واثنتا عشرة ، وثلاث عشرة ، إلى تسعة عشر وتسع عشرة.

وإسكان شين عشرة لغة حجازية ، وكسرها تميميّة.

وابن على الفتح جزأي كلّ عدد مركب ، إلّا اثني واثنتي (٣) فأعربهما في التركيب ، بألف رفعا ، وبياء نصبا وجرّا ، وأمّا قوله :

٤٩٨ ـ علّق من عنائه وشقوته

بنت ثماني عشرة من حجّته (٤)

__________________

(١) في ظ (عين).

(٢) البيتان من رجز قالهما الأعور بن براء الكلابي يهجو أم زاجر الكلابية.

الشاهد في : (مئتان كمره) حيث جاء تمييز المئة مفردا منصوبا ، والقياس جره بالإضافة ، فيقال مئتا كمرة.

سيبويه والأعلم ١ / ١٠٦ ، ٢٩٣ والمخصص ١٧ / ١٠٦ وابن السيرافي ١ / ٢٦٣ وفرحة الأديب ٦٥ وضرائر الشعر للقيرواني ١٣٠ وابن يعيش ٦ / ٢٤.

(٣) في ظ (واثنتا).

(٤) البيتان من الرجز لنفيع بن طارق. قال الجاحظ في الحيوان : «أنشدني أبو الرديني الدلهم بن شهاب أحد بني عوف بن كنانة من عكل ، قال : أنشدنيه نفيع بن طارق في تشبيه ركب المرأة إذا جمّم بجلد القنفذ. وروي : (كلّف) بدل (علّق) والمعنى واحد. ورواية الجاحظ : ـ ـ


بالإضافة فشاذ.

ويجب تمييز العشرين وأخواته إلى التسعين ، والأعداد المركبة بمفرد منصوب ، مثل : (ثَلاثِينَ لَيْلَةً)(١) و (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً)(٢).

وشذّ عشرو (٣) درهم ، وإن ورد موضعهما (٤) جمع فبدل من

__________________

علّق من عنائه وشقوته

وقد رأيت هدجا في مشيته

وقد حلا الشيب عذار لحيته

بنت ثماني عشرة من حجّته

الشاهد في : (ثماني عشرة) حيث أضاف صدر العدد المركب (ثماني) إلى عجزه (عشرة) والأصل التركيب والبناء. وقال ابن عقيل في المساعد ٢ / ٧٨ : «هو جائز عند الكوفيين». فقد أجازه الفراء في معاني القرآن ٢ / ٣٤.

وقال في شفاء العليل ٥٦٨ ردّا على من قال بإجماع المنع عن الإضافة : «وفي هذا الإجماع نظر ؛ لأن النقل عن الكوفيين أنهم يجيزون إضافة الصدر إلى العجز في المركب مطلقا». وقال ابن مالك في شرح الكافية الشافية ١٦٨٢ بعد الشاهد : «ضرورة عند الكوفيين وغيرهم ؛ إذ ليس فيه ما في (خمسة عشرك) من إضافة العجز ، وفي احتجاجهم به ضعف بيّن لأنه فعل مضطرّ لا فعل مختار».

معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٤ ، ٢٤٢ والمخصص ١٤ / ٩٢ و ١٧ / ١٠٢ والمرادي ٤ / ٣١٧ والمساعد ٢ / ٧٨ والعيني ٤ / ٤٨٨ والخزانة ٣ / ١٠٥ والإنصاف ١٧٥ والأشموني ٤ / ٧٢ والهمع ٢ / ١٤٩ والدرر ٢ / ٢٠٤ والحيوان ٦ / ٤٦٣ واللسان (شقا) ٢٣٠٤.

(١) سورة الأعراف الآية : ١٤٢.

(٢) سورة يوسف الآية : ٤.

(٣) في الأصل وم (عشرة) تصحيف من الناسخ.

وقال الكسائي : «ومن العرب من يضيف العشرين وأخواته إلى التمييز نكرة ومعرفة ، فيقول عشرو درهم ، وأربعو ثوب». شرح العمدة ٥٢٧ والهمع ١ / ٢٥٣.

(٤) في ظ (موضعها). والمراد موضع تمييز الأعداد المركبة وألفاظ العقود.


منصوب محذوف ، أو صفة له ، وإن لم يكن قبله منصوب جعل حالا ، فالبدل مثل : (اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً)(١) ، وأمّا قول ابن مسعود : (و (٢) عشرين بني مخاض) (٣) فبني فيه بدل [أو صفة (٤). ويستغنى عن تمييز عشرين وأخواتها ، وأخوات اثني عشر](٥) واثنتي عشرة إذا أضيفت إلى مستحقّها ، كعشري زيد ، وأحد عشرك ، وثلاثة عشرك ، ولا يقال : اثنا عشرك ، واثنتا (٦) عشرك ؛ إذ عشر من اثني عشر (٧) بمنزلة نون اثنين ، فلا تجامع الإضافة ، ولا يقال : اثناك ؛ لالتباسه بإضافة اثنين بلا تركيب.

وإذا أضيف العدد المركب بقي بناء صدره ، وكذا عجزه إلّا على لغة ردية ، حكى سيبويه (٨) : خمسة عشرك (٩). والكوفيون

__________________

(١) سورة الأعراف الآية : ١٦٠. والتقدير والله أعلم : وقطعناهم اثنتي عشرة فرقة أسباطا أمما ، فتمييز العدد مفرد محذوف منصوب (فرقة) ، و (أسباطا) بدل منه.

(٢) سقطت الواو من ظ.

(٣) الحديث بتمامه : «قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في دية الخطأ عشرين بنت مخاض وعشرين بني مخاض ذكورا وعشرين بنت لبون وعشرين جذعة وعشرين حقة». سنن الترمذي ٤ / ١٠ ـ ١١. وانظر شرح العمدة ٥٢٨.

(٤) (بني) بدل أو صفة لعشرين.

(٥) سقط ما بين القوسين [] من م.

(٦) في الأصل وم (اثني عشرك واثنتي).

(٧) سقطت (عشر) من الأصل وم.

(٨) قال : «ومن العرب من يقول : خمسة عشرك ، وهي لغة رديئة». سيبويه ٢ / ٥١.

(٩) يعرب العدد المركب (خمسة عشر) بالرفع على أنه خبر المبتدأ (هذه) ، والعدد المركب مضاف والكاف مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر.


يعربون صدره ، ويجرّون عجزه بالإضافة ، حكى الفراء (١) عن أبي فقعس (٢) الأسدي وأبي الهيثم العقيلي : ما فعلت خمسة عشرك.

وضع من اثنين فما فوقه إلى عشرة موازن فاعل ، واختمه في التأنيث بالتاء ، وجرّده في التذكير منها ، ويستعمل (٣) مفردا وغيره ، فالمفرد كثان وثانية ، إلى عاشر وعاشرة ، وغير المفرد على ضربين.

أحدهما : أن تريد بالمصوغ من اثنين فما فوق واحدا من الذي اشتقّ منه ، فيجب أن تضيف إليه مثله في اللفظ وهو ما اشتقّ ، فتقول : ثاني اثنين ، وثانية اثنتين ، إلى العشرة ، والمراد أحد اثنين ، وإحدى اثنتين.

الثاني : أن تريد بالمصوغ (٤) أنه جعل ما هو أقلّ عددا مما اشتقّ المصوغ (٥) منه بواحد مساويا لما يليه ، وهو المشتقّ منه ، فاحكم للمصوغ بحكم جاعل من معناه وجواز أن يليه معموله مجرورا به تارة ومنصوبا به أخرى ؛ لأنه اسم فاعل ، فتقول : هذا ثالث اثنين ، وثالث اثنين (٦) ، من ثلّثتهما ، والمراد هذا جاعل اثنين ثلاثة ، وهذه رابعة ثلاث ، ورابعة ثلاثا ، إلى عاشرة تسع.

__________________

(١) معاني القرآن ٢ / ٣٣ ، ٣٤ ، وقال ابن مالك في شرح الكافية الشافية ١٦٨٢ : «وحجة الكوفيين سماعهم عمن يثقون بعربيته ، كقول أبي فقعس الأسدي ، وأبي هيثم العقيلي : ما فعلت خمسة عشرك ، رواه عنهما الفراء سماعا» ..

(٢) في ظ (الشعر) بدل (فقعس) سهو من الناسخ.

(٣) في ظ (وحذفها في التأنيث) بدل (منها ويستعمل).

(٤) في الأصل (بالموضوع) في الموضعين.

(٤) في الأصل (بالموضوع) في الموضعين.

(٥) في الأصل (اثنتين).


ويجوز أن تصوغ من صدر المركّب فاعلا ، لكن لا للدلالة على جعل الأقلّ مساويا للأكثر ، بل للدلالة على واحد من العدد الذي اشتقّ من صدره لا غير ، وهو المعبّر عنه بمثل : (ثانِيَ اثْنَيْنِ)(١) مركّبا ، وفي استعماله ثلاثة أوجه :

أحدها : (٢) الأصل أن تجيء بتركيبين ، صدر أوّلهما فاعل في التذكير وفاعلة في التأنيث ، وصدر ثانيهما المشتقّ منه وعجز المركبين عشر في التذكير ، وعشرة في التأنيث ، فتقول : ثاني عشر اثني (٣) عشر ، وثالث عشر ثلاثة عشر ، وثانية عشرة اثنتي عشرة ، وثالثة عشرة ثلاث عشرة ، إلى التسع ، فتركب الأولى مع الثانية ، والثالثة مع الرابعة ، وأوّل المركبين مضاف إلى الثاني إضافة فاعل إلى ما اشتقّ منه.

الثاني : أن تقتصر على صدر الأوّل ، وهو المعبّر عنه بفاعل ، وتعربه لعدم التركيب ، وتضيفه إلى المركب الثاني باقيا بناؤه ، فتقول : ثاني اثني (٤) عشر (٥).

الثالث : وهو شائع أن يقتصر على المركب الأول باقيا بناء صدره ، وبعضهم يعربه فيقول : حادي عشر ، وحادية عشرة (٦) ،

__________________

(١) سورة التوبة الآية : ٤٠.

(٢) في م زيادة (وهو). وفي ظ (للأصل).

(٣) في ظ (اثنتا).

(٤) في ظ (اثنا).

(٥) في م (عشرة).

هذا مثال للمذكر ، وتقول للمؤنث : ثانية اثنتي عشرة.

(٦) في ظ (عشر).


أصله : أحد وإحدى.

ولا يجوز أن تذكر حاديا وحادية إلّا قبل عشرة ، أو قبل عشرين وبابه ، فاذكره إذا قبل الواو ، وراع حالتيه ، أي كونه على فاعل في التذكير ، وفاعلة في التأنيث ، فتقول : حاد وعشرون ، وحادية وعشرون.

وكذا اذكر كلّ فاعل (١) صيغ من لفظ العدد كثان وعشرين ، وثالث وعشرين ، ورابعة (٢) وثلاثين ، ونحوها (٣).

تتمّة

وقد يؤوّل مذكر الأسماء بمؤنث فتحذف تاء عدده ، ومؤنثها بمذكر فتثبت ، فالأول كقوله :

٤٩٩ ـ وإنّ كلابا هذه عشر أبطن

وأنت بريء من قبائلها العشر (٤)

__________________

(١) في م زيادة (كل).

(٢) في الأصل وم (وأربعة).

(٣) في م (ونحوهما).

(٤) البيت من الطويل ينسب للنواح من بني كلاب من تميم.

الشاهد في : (عشر أبطن) حيث ذكر العدد (عشر) مع أن المعدود (البطن) مذكّر ، لكنه عامله معاملة المؤنث ؛ لأنه أراد به القبيلة ، بدليل قوله : (قبائلها).

سيبويه ٢ / ١٧٤ ومعاني القرآن ١ / ١٢٦ والمقتضب ٢ / ١٤٨ والخصائص ٢ / ٤١٧ والمخصص ١٧ / ١١٧ وشرح الكافية الشافية ١٦٦٥ وشرح العمدة ٥٢٠ وابن الناظم ٢٨٥ وشرح التحفة الوردية ٣٤٧ والمساعد ٢ / ٧٦ و ٣ / ٢٩١ ، ٣٠٦ ـ


والثاني كقوله :

٥٠٠ ـ وقائع في مضر تسعة

وفي وائل كانت العاشرة (١)

عنى بالوقائع مواقف وأياما ، ولا يعتبر في الصفة حالها ، بل حال موصوفها المحذوف ، مثل : ثلاثة ربعات ، أي : رجال ، و (٢) (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها)(٣) التقدير : عشر حسنات أمثالها.

__________________

وشفاء العليل ٥٦٤ والعيني ٤ / ٤٨٤ وشرح شواهد شرح التحفة للبغدادي ٤١٦ والإنصاف ٢ / ٧٦٩ والخزانة عرضا ٣ / ٣١٢ والأشباه والنظائر ٢ / ١٠٥ والهمع ٢ / ١٤٩ والدرر ٢ / ٢٠٤ والكامل ٢ / ٢٥٠.

(١) البيت من المتقارب ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (وقائع تسعة) فقد أنث العدد (تسعة) مع أن المعدود (وقائع) مؤنث والأصل المخالفة ، لكنه أراد بالوقائع المشاهد والمواقف والأيام ، فذكر العدد.

معاني القرآن ١ / ١٢٦ ومجالس ثعلب ٤٢٢ وشرح العمدة ٥٢٠ وشرح التحفة الوردية ٣٤٨ وشفاء العليل ٥٦٥ والمساعد ٢ / ٧٦ والإنصاف ٢ / ٧٦٩ ، وشرح شواهد شرح التحفة ٤١٧ والأشباه والنظائر ٥ / ٢٣٦ ، ٢٥٧ والهمع ٢ / ١٤٩ والدرر ٢ / ٢٠٤.

(٢) لم ترد الواو في الأصل وم.

(٣) سورة الأنعام الآية : ١٦٠.


كم وكأيّ وكذا

(كم) اسم يفتقر في الاستفهام إلى تمييز مفرد منصوب كتمييز عشرين ، نحو : كم شخصا سما؟ إلّا أنّ هذا يجوز انفصاله في الاختيار (١) ، نحو : كم لك درهما؟ وكم عندك دينارا؟ ويجوز جرّه بمن مضمرة إن دخل على (كم) حرف جرّ مظهر ، نحو : بكم درهم اشتريت (٢)؟

وتمييز عشرين وأخواته مخصوص الانفصال بالضرورة ، وممنوع الجرّ مطلقا إلّا في شذوذ.

وتستعمل خبرية للتكثير فتضاف إلى مفسّر كمفسّر عشرة تارة ، نحو : كم رجال صحبت ، ومفسّر مئة تارة ، نحو : كم رجل صحبت. وإن فصل بين هذه ومفسّرها بظرف أو عديله امتنع جرّه إلا في الشعر ، كقوله :

٥٠١ ـ كم دون ميّة (٣) موماة يهال لها

إذا تيمّمها (٤) الخرّيت ذو الجلد (٥)

__________________

(١) في الأصل وم (الإخبار).

(٢) ويجوز نصب التمييز ، تقول : بكم درهما اشتريت؟

(٣) في ظ (ميسة).

(٤) في الأصل وم (تيمنها).

(٥) البيت من البسيط ، قاله ذو الرمة.

الشاهد في : (كم دون ... موماة) فقد فصل بين (كم) الخبرية وتمييزها المفرد (موماة) بالظرف (دون) وجر التمييز ، وجره خاص بالشعر ، والأصل النصب ـ ـ


وإن فصل بكليهما معا أو بالجملة امتنع الجرّ مطلقا ، كقوله :

٥٠٢ ـ تؤمّ سنانا وكم دونه

من الأرض محدودبا غارها (١)

وكقوله :

٥٠٣ ـ كم نالني منهم فضلا على عدم

إذ لا أكاد من الإقتار أجتمل (٢)

__________________

عند الفصل بين كم ومميزها.

الديوان ٦٦٥ وشرح العمدة ٥٣٤ والمساعد ٢ / ١١٢ وشفاء العليل ٥٨١ والعيني ٤ / ٤٩٦ والأشموني ٤ / ٨١.

(١) البيت من المتقارب ، قيل : لزهير ، أو لابنه كعب. وقيل : للأعشى. وليس في ديوان واحد منهم.

الشاهد في : (كم دونه من الأرض محدودبا) حيث فصل بين (كم) الخبرية وتمييزها (محدودبا) بالظرف والجار والمجرور ، فوجب نصب التمييز.

سيبويه والأعلم ١ / ٣٩٥ والأصول ١ / ٣٨٨ والتبصرة والتذكرة ٣٢٣ والمقتصد ٧٤٣ والمحتسب ١ / ١٣٨ وشرح التسهيل ٢ / ١٣٨ وشرح الكافية الشافية ١٧٠٨ وابن يعيش ٤ / ١٢٩ ، ١٣١ ، والإيضاح العضدي ٢٢٠ وشرح العمدة ٥٣٥ وابن الناظم ٢٩١ وشرح التحفة الوردية ٣٦٠ وشفاء العليل ٥٨٠ والإنصاف ٣٠٦ والعيني ٤ / ٤٩١ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٣٠.

(٢) البيت من البسيط للقطامي ، واسمه عمير بن شييم التغلبي ، من قصيدة ، قيل : مدح بها عبد الواحد بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص ، وقيل عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان. ورواية الديوان : (فضل) بالرفع و (أحتمل).

المفردات : الإقتار : الفقر. أجتمل : أجمع العظام لأخرج ودكها وأتعلل به.

أحتمل (بالحاء) أي : ليس لديّ دابة أحمل عليها.

الشاهد في : (كم نالني منهم فضلا) فقد فصل بين (كم) وتمييزها المفرد (فضلا) بجملة (نالني) ؛ ولذا نصب التمييز وامتنع جره.

الديوان ٣٠ وسيبويه والأعلم ١ / ٢٩٥ والمقتضب ٣ / ٦٠ والتبصرة والتذكرة ٣٢٣ ـ


وأجاز سيبويه (١) رفع (فضلا) فاعلا ، وجعل كم (٢) للمرّات (٣).

وربّما نصب مفسّر الخبرية متّصلا بها ، وقيل : هي لغة تميم ، ولأجل ما قدّمناه أجيز في مثل تمييز ، قول الفرزدق :

٥٠٤ ـ كم عمّة لك يا جرير وخالة

فدعاء قد حلبت عليّ عشاري (٤)

__________________

وشرح الكافية الشافية ١٧١٠ وشرح التسهيل ٢ / ١٣٨ وشرح العمدة ٥٣٥ وشرح التحفة الوردية ٣٦٠ وأمالي ابن الحاجب ٢ / ١٠٤ وابن الناظم ٢٩١ والعيني ٤ / ٤٩٤ والخزانة عرضا ٣ / ١٢٠ ، ١٢٢ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٣٢.

(١) سيبويه ١ / ٢٩٥.

(٢) في ظ (لكم).

(٣) برفع (فضلا) كما في الديوان ، على أنه فاعل (نال) ونصب (كم) على الظرفية. وأجاز الفراء جرّ تمييز كم الخبرية مع الفصل بالجملة ، وعليه يجوز جر فضل في البيت ، وتكون كم مبتدأ وجملة (نالني) خبرا.

(٤) البيت من الكامل للفرزدق يهجو جريرا. ورواية الديوان : (كم خالة ... وعمة)

الشاهد في : (كم عمة) على رواية نصب (عمة) على أنه تمييز (كم) الخبرية بلا فاصل ، وذكر الشارح وغيره أنها لغة تميم. أو على تقدير (كم) استفهامية تهكمية ، أي : خبّرني بعدد عماتك وخالاتك اللاتي كن يخدمنني ؛ فقد نسيته.

وروي (عمة) بالجر والرفع ، فعلى الجر جاء على الأصل في تمييز كم الخبرية ، وعلى الرفع فعمة مبتدأ موصوف بـ (لك) و (فدعاء) المدلول عليها بالمذكورة ، وخبره (قد حلبت) وكم على هذا ظرف أو مصدر ، والتمييز محذوف تقديره : كم وقت أو حلبة.

الديوان ٣٦١ وسيبويه والأعلم ١ / ٢٥٣ ، ٢٩٣ ، ٢٩٥ ومعاني القرآن ١ / ١٦٩ والمقتضب ٣ / ٥٨ والأصول ١ / ٣٨٧ والتبصرة والتذكرة ٣٢٢ وشرح العمدة ٥٣٦ وشرح التسهيل ٢ / ١٣٨ وشرح الكافية الشافية ١٧٠٧ وابن الناظم ٢٩١ وشرح التحفة الوردية ٣٥٨ وابن يعيش ٤ / ١٣٣ والمقرب ١ / ٣١٢ وشفاء ـ ـ


الجرّ والنصب ، وكذا الرفع على أنّ (كم) للمرّات (١) ، وعمّة مبتدأ.

وكأيّ وكذا ، مثل كم الخبرية في التكثير ، لكنّ تمييز هذين منصوب ، نحو : [كأيّ رجلا رأيت ، ورأيت كذا رجلا.

وأكثر ما يقع تمييز](٢) كأيّ مجرورا بمن ، مثل : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍ)(٣). والمفهوم من كلام الشيخ (٤) دون ابنه (٥) جواز وصل (من) بتمييز كذا ، ويوهم قوله :

ككم كأيّ ، وكذا ...

أنّ (كذا (٦) لها صدر الكلام ، كما لكم وكأيّ ، وليس كذلك.

__________________

العليل ٥٨٠ والمساعد ٢ / ١٠٧ والعيني ١ / ٥٥٠ وشرح شواهد شرح التحفة ٤٢٥ والخزانة ٣ / ١٢٦ والأشباه والنظائر ٨ / ١٢٣.

(١) سقطت التاء من ظ.

(٢) سقط ما بين القوسين [] من م.

(٣) سورة آل عمران الآية : ١٤٦.

(٤) قال ابن مالك في الألفية ٦٢ :

ككم كأي وكذا وينتصب

تمييز ذين أو به صل من تصب

ويفهم من قول الناظم (أو به صل من تصب) يعني تمييز كأي وكذا المشار إليهما بذين يجوز فيهما الجر بمن. وليس كذلك بالنسبة لكذا.

(٥) قال ابن الناظم في شرح ألفية والده : «وكأي وكذا ، مثل كم في الدلالة على تكثير العدد ، وفي الافتقار إلى مميز ، لكن مميز كم مجرور كما سبق ، ومميز كأيّ منصوب ، نحو كأي رجلا رأيت ، وكذا مميز كذا ، نحو رأيت كذا رجلا». ٢٩٢.

(٦) في ظ (قا).


الحكاية

احك بأيّ وقفا ووصلا (١) ما لمذكور منكّر سئل عنه بأيّ من إعراب ، وتذكير (٢) ، وتأنيث ، وإفراد وتثنية ، وجمع تصحيح ، كقولك لقائل : رأيت رجلا ، وامرأة ، وغلامين ، وجاريتين ، وبنين ، وبنات : أيّا ، وأيّة ، وأيّين ، وأيّتين ، وأيّين ، وأيّات واحك (٣) في الوقف خاصة ما لمنكور سئل عنه بمن ممّا ذكر ، وحرّك النون مطلقا بإشباع ، تقول لقائل : جاءني (٤) رجل ، منو؟ ومررت برجل ، مني؟ ورأيت رجلا ، منا؟ ولقائل : جاء رجلان ، منان؟ ورأيت رجلين ، ومررت بهما ، منين؟ ونون المثنّى ساكنة ، وإنما حركها الشيخ للضرورة. ولقائل : جاءت بنت ، منه؟ أو منت؟ بفتح ما قبل التاء في وجه ثمّ قلبها هاء ، وبقاء ما قبل التاء ساكنا في وجه وسلامتها. ولقائل : رأيت امرأتين ، منتين؟ بإسكان النون التي قبل تاء المثنّى ، والفتح قليل. ولقائل هذا كلف بنسوة ، منات (٥). فإن وصلت فلفظ (من) لا يختلف في

__________________

(١) في م (وصلا ووقفا).

(٢) في ظ (الإعراب وتذكر).

(٣) سقطت همزة الوصل من (احك) في ظ.

(٤) في الأصل وم (خالي).

(٥) وفي الجمع المذكر تقوال لمن قال : جاء رجال ، منو؟ ولمن قال : رأيت رجالا ، أو مررت برجال. منين؟


إفراد ولا غيره (١) ، وأما قوله :

٥٠٥ ـ أتوا ناري فقلت : منون أنتم؟

فقالوا الجنّ ، قلت : عموا ظلاما (٢)

فنادر ، لأنه حكى فيه مقدّرا (٣) غير مذكور ، وأثبت العلامة في الوصل ، وحرّك النون.

وأهل الحجاز (٤) يحكون إعراب العلم المسؤول عنه بمن إذا

__________________

(١) مثل : من يا رجل؟ من يا امرأة؟ من يا رجلان؟ من يا امرأتان؟ من يا رجال؟

من يا نساء؟

(٢) البيت من الوافر ، لتأبط شرّا ، وفي النوادر عن الأخفش ، لسمير ، أو شمير ابن الحارث ، أو شمر بن الحارث الضبي ، وقال العيني : من رواه : (عمو صباحا) فهو لجذع بن سنان الغساني ، وفي الحيوان ٤ / ٤٨١ أنه لسهم بن الحارث. وروي :

 ... منون قالوا

سراة الجن ...

الشاهد في : (منون أنتم) حيث أثبت علامة الجمع في الوصل شذوذا ، والقياس الحذف ، فيقول : من أنتم؟ ونبه الشارح إلى الاستشهاد به من وجهين.

ديوان تأبط شرّا ٢٥٦ والنوادر ٣٨٠ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٠٢ والمقتضب ٢ / ٣٠٧ والخصائص ١ / ١٢٩ وشرح الكافية الشافية ١٧١٨ وابن الناظم ٢٩٣ وابن يعيش ٤ / ١٦ والمرادي ٤ / ٣٤٤ والعيني ٤ / ٤٩٨ والمقرب ١ / ٣٠٠ والخزانة ٣ / ٢ ، ٣ وضرائر الشعر للقيرواني ٢١٥ والأشموني ٤ / ٩٠ والهمع ٢ / ١٥٧ ، ٢١١ والدرر ٢ / ٢١٨ ، ٢٣٧ والحيوان ١ / ١٨٦ ، ٣٢٨ و ٤ / ٤٨٢ والحماسة البصرية ٢ / ٢٤٦.

(٣) في ظ زيادة واو.

(٤) قال سيبويه ١ / ٤٠٣ : «اعلم أن أهل الحجاز يقولون إذا قال الرجل : رأيت زيدا ، من زيدا؟ وإذا قال : مررت بزيد ، قالوا : من زيد؟ وإذا قال : هذا زيد ، ـ ـ


لم يقترن (١) بها عاطف ، فيحركونه بالضمّ بعد المرفوع ، والفتح بعد المنصوب ، والكسر بعد المجرور ، كقولك لقائل : جاء زيد ، من زيد؟ ورأيت زيدا ، من زيدا؟ ومررت بزيد ، من زيد؟ وغيرهم برفعه مبتدأ خبره من ، أو خبرا مبتدؤه من. فلو قرنت من بعاطف ، كقولك لقائل : مررت بزيد : ومن زيد؟ فالرفع عند الجميع (٢).

وأجاز يونس (٣) حكاية كلّ معرفة.

وربّما حكي مضمر بمن ، كما يحكى المنكّر ، كمنين؟ لقائل : مررت بهم ، ومنون؟ لقائل : ذهبوا.

وحكى بعضهم النكرة مجرّدة من أيّ ، فقال : ليس بقرشيّا ، ودعنا من تمرتان (٤). وأما قوله :

٥٠٦ فأجبت قائل : كيف أنت؟ بصالح

حتّى مللت وملّني عوّادي (٥)

__________________

قالوا : من زيد؟ ، وأما بنو تميم فيرفعون على كل حال ، وهو أقيس القولين».

وانظر شرح الكافية الشافية ١٧١٩.

(١) في (يقرن).

(٢) المرجعان السابقان.

(٣) شرح الكافية الشافية ١٧١٩ ـ ١٧٢٠.

(٤) قال سيبويه ١ / ٤٠٣ : «فأما أهل الحجاز فإنهم حملوا قولهم على أنهم حكوا ما تكلم به المسؤول ، كما قال بعض العرب : دعنا من تمرتان على الحكاية لقوله : ما عنده تمرتان ، وسمعت أعرابيّا مرّة وسأله رجل فقال : أليس قرشيّا؟ فقال : ليس بقرشيّا حكاية لقوله ، فجاز هذا في الاسم الذي يكون علما غالبا على هذا الوجه». وانظر شرح الكافية ١٧٢١.

(٥) البيت من الكامل ، ولم أقف على من قاله.

الشاهد في : (بصالح) برفع صالح على أنه من حكاية الجمل ، لا من ـ ـ


وقوله :

٥٠٧ ـ فنادوا (١) بالرحيل غدا

وفي ترحالهم نفسي (٢)

إذا رفع الرحيل أو نصب فمن حكاية الجمل.

__________________

حكاية المفرد كالمثالين اللذين ذكرهما الشارح ؛ لأنه جواب استفهام غير (من) و (أي) وجواب غيرهما لا يكون إلا جملة ، والتقدير : أجبته بقولي : أنا صالح. فحذف المبتدأ وأبقى الخبر على الحكاية. وروي : بصالح بالجر على حكاية الاسم المفرد ، كأنه قال : أجبت السائل بهذه الكلمة أي بـ (صالح).

شرح التسهيل ٢ / ٩٨ وشرح الكافية الشافية ١٧٢١ وابن الناظم ٢٩٤ وشفاء العليل ٤٠٦ والعيني ٤ / ٥٠٣ والمغني ٤٢٢ والتذييل والتكميل بـ ٢ / ١٠٧ وشرح شواهد المغني للسيوطي ٨٣٧ والهمع ١ / ١٥٧ والدرر ١ / ١٣٩.

(١) في ظ (تنادوا).

(٢) البيت من الهزج ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (الرحيل غدا) برفع الرحيل على أنها جملة اسمية محكية بقول محذوف ، والتقدير : تنادوا بقولهم : الرحيل غدا ، ويجوز النصب على الحكاية أيضا ، والتقدير : نرحل الرحيل غدا ، أو نجعل الرحيل غدا ، أو أجمعوا الرحيل غدا. ويجوز الجر على إعمال الباء.

المحتسب ٢ / ٢٣٥ وسر الصناعة ٢٣٢ وشرح جمل الزجاجي ٢ / ٤٦٤ والمقرب ١ / ٢٩٣ والخزانة ٤ / ٢٣.


التأنيث

التأنيث لكونه فرعا يفتقر إلى علامة ، وهو تاء في الأكثر أو ألف ، ويستغنى بتقديرها في بعض الأسماء ، كيد ، وكتف. ويعرف التقدير بتأنيث الضمير ، نحو : الكتف نهشتها ، وبالإشارة إلى المسمّى بنحو : ذي ، كهذه كتف ، وبتأنيث النعت (١) ، وبردّ التاء إليه في التصغير ، كيديّة (٢).

وما كان من الصفات على فعول أصلا ، أي : بمعنى فاعل كصبور ، أو على مفعال كمهذار أو مفعيل كمعطير (٣) ، أو مفعل كمغشم ، فلا تلحقه التاء الفارقة بين التأنيث والتذكير.

وشذّ امرأة عدوّة ، وميقانة ، ومفضالة ، ومسفيرة (٤) ، ومسكينة ، لكن تلحقه تاء المبالغة كملولة ، وفروقة ، ومقدامة ، ومعزابة (٥).

وإن كان فعول بمعنى مفعول فقد تلحقه التأنيث كركوبة ، ورغوثة (٦).

__________________

(١) مثل : يدك يد كريمة.

(٢) في ظ (كهذه يدية).

(٣) في ظ (كمعطيرا).

(٤) في ظ (ومنضالة ومشفيرة).

(٥) المعزابة من يعزب بماشيته عن الناس في المرعى. اللسان (عزب) ٢٩٢٣.

(٦) الرغوثة : المرضع ، وفي اللسان (رغث) ١٦٨٠ : شاة رغوث ورغوثة : مرضع.


وتمتنع التاء غالبا من (فعيل) بمعنى (مفعول) إن تبع موصوفه كامرأة قتيل ، وجريح.

وقد يشبه (فعيل مفعول) بفعيل فاعل ، كخصلة ذميمة ، وفعلة حميدة (١) ، وبالعكس (٢) ، كعظم رميم ، وامرأة قريب.

وألف التأنيث مقصورة كأنثى ، وممدودة كحمراء.

ومشهور أوزان المقصور : (فعلى) كأربى : داهية (٣).

و (فعلى) اسما (٤) كبهمى ، وصفة كحبلى ، ومصدرا (٥) كرجعى.

و (فعلى) اسما (٦) كبردى ، ومصدرا كمرطى : مشي سريع ، وصفة كحيدى.

و (فعلى) جمعا كصرعى (٧) ومصدرا كدعوى ، وصفة كشبعى.

و (فعالى) كحبارى وسمانى.

و (فعّلى) كسمّهى : باطل.

و (فعلّى (٨) كسبطرى : ضرب من مشي.

__________________

(١) أي : مذمومة ومحمودة.

(٢) أي فعيل بمعنى فاعل يشبه فعيلا بمعنى مفعول ، فلا تلحقه التاء ، كما مثل بـ : عظم رميم وامرأة قريب.

(٣) في ظ (دابة).

(٤) في الأصل وم (اسم ، مصدر) بالرفع في المواضع الثلاثة.

(٤) في الأصل وم (اسم ، مصدر) بالرفع في المواضع الثلاثة.

(٤) في الأصل وم (اسم ، مصدر) بالرفع في المواضع الثلاثة.

(٥) (صرعى) سقط من الأصل وم.

(٦) في الأصل (فعلّلى).


و (فعلى) مصدرا كذكرى ، وجمعا كحجلى.

وما دلّ من وزن (فعلى) و (فعلى) على غير ما ذكرنا (١) ، فإن نوّن أو لحقته التاء فألفه للإلحاق وإلّا فللتأنيث ، وإن نوّن ، ولم ينون (٢) كـ (تَتْرا)(٣) ففيه الوجهان.

ومنها (فعّيلى) كحثّيثى ، حثّ (٤).

و (فعلّى) ككفرّى : وعاء طلع (٥).

و (فعلّى) كحذرّى : حذر ، وبذرّى : تبذير (٦).

__________________

(١) يعني إذا كان (فعلى) (بفتح الأول وسكون الثاني) غير جمع ولا مصدر ولا صفة ، بأن كان اسما لم يتعين كون ألفه للتأنيث ، بل تكون له كسلمى وله وللإلحاق كأرطى وعلقى.

وكذا إذا كان (فعلى) (بكسر الفاء وسكون العين) غير جمع ولا مصدر ، فإنه لا يتعين كون ألفه للتأنيث ، بل تكون له كضيزى وللإلحاق كيصى وعزهى.

(٢) يعني إن سمع تنوينه من قوم وعدم تنوينه من قوم ، ففي ألفه وجهان ، فهي عند من نوّن للإلحاق ، وعند من لم ينون للتأنيث. انظر شرح الكافية الشافية ١٧٤٨.

(٣) سورة المؤمنون ، من الآية : ٤٤(ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا) وهي في موضع نصب على الحال من (الرسل) أي : أرسلنا رسلنا متواترين.

قرأ ابن كثير وأبو عمرو ، وأبو جعفر : (تترى) بالتنوين منصرفا على أن الألف بدل من التنوين أو للإلحاق. وقرأها ابن عامر ونافع والكوفيون بلا تنوين على أن الألف للتأنيث. انظر القراءتين في الإتحاف ٢ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥ والبيان في غريب إعراب القرآن ٢ / ١٨٥ وإملاء ما من به الحمن ٢ / ١٤٩ ـ ١٥٠.

(٤) يعني مصدر (حثّ) على غير قياس.

(٥) تجمع كتب التصريف الكلمات الثلاث (كفرّى وحذرّى وبذرّى) على وزن (فعلّى) بضم الفاء والعين وتشديد الراء مفتوحة ، لكن الشارح فصلها ، ولكونه لم يضبط حركة العين في كفرّى ، فإنه يحتمل أن يكون أراد أن يمثل بها لوزن غير مضموم الفاء والعين الذي لم يرد غيره في (حذرّى ويذرّى) فقد جاء في اللسان أن (كفرّى) تأتي بضم الفاء والعين ، وكسرهما ، وفتحهما ، وبضم الفاء وفتح العين. والله أعلم. اللسان (كفر) ٥ / ٣٩٠٠ ـ ٣٩٠١.

(٦) في الأصل وم (نذرّى ، تنذير).


و (فعّيلى) كخلّيطى : اختلاط ، وقبّيطى : ناطف.

و (فعّالى) كشقّارى : نبت.

وغير هذه أوزان مستندرة (١) كهرنوى (٢) : نبت ، وقيصومى (٣) ، وبرحايا (٤) ، وأربعاوى (٥) : ضرب من مشي أرنب ، وهربوتى ،

__________________

(١) ووزن هذه الأسماء النادرة حسب ورودها ما يلي : فعلوى ، فيعولى ، وفعلايا ، أفعلاوى ، فعلوتي ، فعللولى ، فعيّلى ، يفعلى ، مفعلّى ، فعللّى ، فعليّا ، فعللايا ، فوعالى. وقيل في (حولايا) : فعلايا.

(٢) في الأصل وم (كهربوى) بالباء بدل النون تصحيف. وفي شفاء العليل ١٠٠٥ : «وهزنوى لضرب من النبت».

(٣) في ظ (وقيصوضى) خطأ من الناسخ.

(٤) في الأصل (برحانى) وفي م (ترحانا) ولم أجد من ذكر هذا الاسم ، وإنما الذي ورد (برحايا).

(٥) هكذا قال الشارح وابن الناظم ٢٩٦ والأشموني ٤ / ١٠١. وفي بيانهم لما كان على وزن (أربعاوى) نظر.

ففي القاموس المحيط (ربع) ٣ / ٢٦ : «وقعد الأربعا والأربعاوى بضم الهمزة والباء منهما ، أي : متربّعا» وفي حاشية الصبان على شرح الأشموني للألفية ٤ / ١٠١ قال : «قوله (يعني الأشموني) : كأربعاوى لضرب من مشي الأرنب ، في كلامه خلل ، وبيانه أن المفسر بضرب من مشي الأرنب إنما هو أربعى ، وأما أربعاوى قال الشمني : بضم الهمزة والباء الموحدة ، وقال المرادي : بفتح الهمزة وضم الباء فهي قعدة المتربع». وقال ابن عقيل في المساعد ٣ / ٣١٠ : «وأربعاوى على وزن أفعلاوى ، يقال قعد أربعاوى إذا قعد متربعا». وقال : «وأربعى بضم الهمزة وفتح الباء ، هو ضرب من مشي الأرنب». وقال السلسيلي في شفاء العليل ١٠٠٥ : «وأربعى بضم الهمزة وفتح الباء لضرب من مشي الأرنب ، وأربعاوى بفتح الهمزة وضم الباء لقعدة المتربع». والله أعلم.


وحندقوقى ، وهبيّخى ، ويهيرى ، ومكورّى : عظيم أرنبة ، وشفصلّى ، ومرحيّا (١) ، وبردرايا (٢) ، وفوعالى (٣) كحولايا.

وعجب من الشيخ يحكم في الخلاصة (٤) على فرتنى : امرأة ، خوزلى وخيزلى (٥) : مشية بتبختر ، بالاستندار ، ويحكم عليها في عمدته بالاشتهار (٦).

ومشهور أوزان المدود : (فعلاء) اسما كصحراء (٧) ، ومصدرا كرغباء ، وجمعا معنى كطرفاء (٨) ، وصفة لأفعل كحمراء ، ولغيره كديمة هطلاء.

و (أفعلاء وأفعلاء وأفعلاء) كأربعاء ، مثلّث الباء : رابع أيّام أسبوع ، أو نهر (٩) أو عمود خيمة (١٠).

__________________

(١) في ظ (وشقصلّى ومرحي).

(٢) في الأصل (بردايا) وفي م (بردانا). قال الأشموني ٤ / ١٠٢ : (بردرايا) اسم موضع.

(٣) في الأصل وم (قوعالانا). قال الأشموني : (حولايا) اسم موضع. المرجع السابق.

(٤) الألفية ٦٣. حيث عد اثني عشر مثالا ، للمشتهر لم يذكر منها (فرتنى وخوزلى) وقال بعدها : (واعز لغير هذه استندارا).

(٥) في الأصل (جوزلى وحيزلى) وفي م (جوزلى وخيرلى) تصحيف.

(٦) قال ابن مالك في العمدة : (ومشهور أمثلة المقصور ... فعللى وفوعلى وفيعلى) فجعل وزن فرتنى وخوزلى وخيزلى من المشهور. انظر العمدة وشرحها ٨٢٥ و ٨٢٧.

(٧) الأصل وم (كسحراء) بالسين بدل الصاد ، تصحيف.

(٨) في الأصل : (كطرفى).

(٩) في م (نهرا).

(١٠) سقطت (خيمة) من م.


و (فعللاء) كعقرباء : مكان.

و (فعالاء) كقصاصاء : قصاص.

و (فعللاء) كقرفصاء.

و (فاعولاء) كعاشوراء.

و (فاعلاء) كباقلاء.

و (فعلياء) ككبرياء.

و (مفعولاء) كمعبوداء.

و (فعالاء) مطلق العين ، أي : فعالاء تارة ، كبراساء (١) ، وفعيلاء تارة ، كقريثاء (٢) ، وفعولاء تارة كحروراء.

و (فعلاء) مطلق الفاء ، أي : فعلاء تارة كسيراء ، وفعلاء تارة كخيلاء ، وفعلاء تارة كجنفاء : موضع.

ومشهورها أيضا وإن لم يذكره (٣) ديكساء : قطيع غنم ، وتركضاء : ضرب من مشي ، ومزيقياء : ملك (٤) ، وسلحفاء ، وزكريّاء ، وخصّيصاء ، وجخادباء : جرادة.

__________________

(١) في ظ (كثلاثاء). والبراساء : الناس. يقال : ما أدري أي البراساء هو؟ أو أي الناس هو؟

(٢) يقال تمر قريثاء وكريثاء. الأشموني ٤ / ١٠٣.

(٣) وأوزانها حسب ترتيبها ، هي : فيعلاء ، تفعلاء ، فعيلياء ، فعلّاء ، فعليّاء ، فعّيلاء ، فعاللاء.

(٤) اسم أحد ملوك اليمن ، عمرو بن عامر.


المقصور والممدود

القصر القياسيّ في كل اسم معتلّ له نظير من الصحيح مطّرد فتح ما قبل آخره ، كعمي عمى ، وجوي جوى ، نظيرهما : دنف دنفا ، وأسف أسفا ، وكاسم مفعول زاد على ثلاثة كمعطى ومقتنى (١) ، نظيرهما مكرم ومحترم ، وك (فعل وفعل) ، جمع (فعلة وفعلة) (٢) كمرى ومدى ، نظيرهما قرب وقرب (٣).

والمدّ القياسي في كلّ معتلّ له نظير من الصحيح مطّرد زيادة ألف قبل آخره ، كمصدر فعل أوله همزة وصل ، كارعوى ارعواء ، وارتأى ارتئاءا ، واستقصى استقصاءا ، نظيرها (٤) : انطلاق ، واقتدار ، واستخراج ، وكمصدر (أفعل) كإعطاء ، نظيره إكرام ، [وكمصدر (فعل) لصوت ، كرغاء ، وثغاء ، نظيرهما : بغام ، ودؤاد (٥).

__________________

(١) في ظ (ومثنى).

(٢) (وفعلة وفعلة) سقطت إحداهما من الأصل وم.

(٣) مفرداتها حسب ورودها : مرية (بضم الفاء وكسرها) الجدل والشك. اللسان (مرا) ٤١٨٩ ومدية (بضم الفاء وكسرها) بمعنى السكين. اللسان (مدى) ٤١٦٢. وقربة : (بكسر الفاء) اللسان (قرب) ٣٥٦٩.

(٤) في الأصل وم (نظيرهما).

(٥) البغام : صوت الظبية. اللسان (بغم) ٣٢٠. والدأدة : سرعة سير الإبل ، وصوت وقع الحجر على المسيل. وتدأدأت الإبل ، إذا رجّعت الحنين في أجوافها. وصوت تحريك الصبي في المهد. اللسان (دأد) ٢ / ١٣١١ ـ ١٣١٢.


وما](١) ليس له نظير اطّرد فتح ما قبل آخره في المقصور ، وزيادة ألف قبل آخره في الممدود ، فقصره ومدّه سماعي.

فالأول : كفتى واحد فتيان ، وسنى : ضوء ، وثرى : تراب ، وحجا : عقل.

والثاني : كفتاء (٢) : حداثة سنّ ، وسناء : شرف ، وثراء : كثرة مال ، وحذاء : نعل.

وقصر الممدود للضرورة مجمع على جوازه ، ومدّ المقصور أجازه للضرورة الكوفيون (٣) ، بدليل نحو قوله :

٥٠٨ ـ يا لك من تمر ومن شيشاء

يعلق في المسعل واللهاء (٤)

__________________

(١) سقط ما بين القوسين [] من م.

(٢) في الأصل وم (كفتى).

(٣) مد المقصور لا يجوز عند البصريين ، أما الكوفيون فأجازوه في الشعر.

الإنصاف ٧٤٥. وقال ابن مالك مد المقصور للضرورة ممتنع عند البصريين ، لا عند الكوفيين. انظر شرح الكافية الشافية ١٥٦٨.

(٤) البيتان من رجز لأبي المقدام. وذكر الميمني في تحقيق سمط الآلئ أن الرجز للمقدام بن جساس الدّبيري ، أما أبو المقدام ، واسمه بيهس بن صهيب ، فهو فارس وشاعر أموي ، سماه صاحب اللسان جساس بن قطيب.

وقال الميمني : «ولا يبعد أن يكون البكري أخطأ فكتب أبا المقدام بدل المقدام لشهرة الأول». وروي : (ينشب) بدل (يعلق).

المفردات : الشيشاء : التمر الذي لا يعقد نوى ، وإذا جف صار حشفا ، ويسمى الشيص. يعلق : ينشب. المسعل : موضع السعال ، وهو الحلق.

اللهاء : جمع لهاة ، وهي اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى الفم. ـ ـ


اللها ، الحصى (١).

__________________

الشاهد في : (اللهاء) حيث مد اللهاء لضرورة الشعر على رأي البصريين ، والأصل القصر اللها ، وهو من شواهد الكوفيين على الجواز.

الخصائص ٢ / ٢٣١ ، ٣١٨ والمخصص ١ / ١٥٧ و ١١ / ١٣١ و ١٥ / ١٥٢ شرح الكافية الشافية ١٧٦٨ والإنصاف ٧٤٦ وابن الناظم ٢٩٨ وشرح التحفة الوردية ٣٤٥ والعيني ٤ / ٥٠٧ وشرح شواهد شرح التحفة ٤١٠ وسمط اللآلئ ٨٧٤ وضرائر الشعر للقيرواني ١٣١ والهمع ٢ / ١٥٧ والدرر ٢ / ٢١١ وأمالي القالي ٢ / ٢٤٦.

(١) يعني أن اللها واجب القصر كالحصى والقطا.


كيفية تثنية المقصور

والممدود وجمعهما تصحيحا

إذا ثنّي المقصور فاقلب ألفه ياء إن كانت رابعة فصاعدا ، كمعطى ومعطيان ، أو ثالثة بدلا من الياء ، كفتى وفتيان ، ورحى ورحيان ، أو جهل أصلها من جامد أميل ، كمتى مسمّى به متيان. واقلبها واوا فيما لم (١) تقلبها فيه ياء ؛ بأن كانت ثالثة بدلا من واو ، كقفا وقفوان ، وعصا وعصوان ، أو مجهولة الأصل ولم تمل ، كإلى (٢) مسمّى به وإلوان.

وأولها ما مرّ في الإعراب من ألف رفعا ، وياء مفتوح ما قبلها جرّا ونصبا وبعدهما النون.

وما كخضراء وحمراء ممّا زيد همزة للتأنيث ، يثنّى بقلب همزه واوا ، كصحراوان ، وحمراوان. وما كعلباء ، وقوباء ممّا زيد همزة للإلحاق ، أو ككساء وحياء ، ممّا همزه بدل من أصل ، يثنّى بالقلب والإبقاء.

وما كقرّاء ووضّاء ، ممّا همزه أصل غير بدل يثنّى بالإبقاء ، كقرّاءان.

وتفعل بهمز الممدود في جمعي السلامة ما فعلت في التثنية. وما شذّ عن ذلك فمقصور على السماع ، كقرّاوان ، وحمراءان ،

__________________

(١) سقطت (لم) من م.

(٢) في ظ (كإل).


وحمرايان (١) ، وقاصعان (٢) موضع قاصعاوان ، وخوزلان موضع خوزليان (٣).

واحذف الآخر من المقصور في الجمع الذي على حدّ المثنّى ، وهو جمع المذكر السالم ، وابق الفتحة قبل علامة الجمع لتدلّ على المحذوف ، نحو : المصطفون والمصطفين.

واحذف من المنقوص آخره ، واقلب كسرته ضمّة في الرفع ، نحو : القاضون.

وإذا جمعت الاسم بألف وتاء ، فإن كان قبل تاء تأنيثه ألف فاقلبها كقلبها في التثنية ، فتقلبها واوا إن كانت ثالثة بدلا منها (٤) ، كقطاة وقطوات ، وياء إن كانت ثالثة بدلا منها ، كفتاة وفتيات ، ورابعة مطلقا ، كمعطاة (٥) ومعطيات.

ويلزم تنحية التاء ممّا هي فيه كما رأيت.

وإذا جمع بالألف والتاء الثلاثي السالم العين ، وكان اسما ، ساكن العين ، مفتوح الأول ، غير مضعّف ، مؤنّثا بالتاء أو مجرّدا منها ، وجب فتح عينه اتباعا لفائه ، كتمرة وتمرات ، ودعد ودعدات. فلو كان صفة كصعبة ، أو معتلّ العين ، أو مضعّفا ،

__________________

(١) في جميع النسخ (حمراتان).

(٢) في الأصل وم (قاصعاءان).

(٣) خوزليان ، مما شذ في المقصور ، ومفرده خوزلى ، أما ما قبله فمما شذّ في الممدود.

(٤) في الأصل وم (منهما).

(٥) سقطت التاء من ظ.


كجوزة وبيضة ، وكرّة ، وجب بقاء السكون.

وإن كسر أوّله أو ضمّ ، وهو اسم لا لامه واو (١) بعد كسرة ، كذروة ، أو (٢) ياء بعد ضمة ، كزبية ، فأتبع عينه الفاء أو اسكنها أو افتحها ، وذلك نحو : سدرة ، وهند ، وغرفة ، وجمل ، تقول : سدرات ، وسدرات ، وسدرات.

وأسكن (٣) الصفة كنضوة (٤) ، (٥) ومعتلّ العين (٦) كبيعة وسومة ، ومضعّفها كعدّة (٧).

وامنع الاتباع في نحو : ذروة ، وزبية ، وأجز الإسكان والفتح.

وغير ما ذكر إمّا نادر كعيرة وعيرات (٨) ، بالفتح وحقّه الإسكان ، كبيعة (٩). وجروة وجروات بالإتباع (١٠) وحقّه الإسكان

__________________

(١) في الأصل وم (وهو اسم لامه واوا).

(٢) في (ولا) بدل (أو).

(٣) أي اسكن عين الصفة.

(٤) الأولى أن يمثل بصعبة وصعبات ، فنضوة معتلة اللام ، وهي صفة.

(٥) سقطت الواو من ظ.

(٦) في ظ زيادة (أو مضعفا كجوزة) وهو سهو من الناسخ ، فجوزة معتلة العين.

(٧) يقال في جمعها حسب ورودها : نضوات ، بيعات ، سومات ، عدّات ، بسكون عين الجمع فيها. والنضوة : الدابة.

(٨) (عيرة) معتل العين ، فحقه إسكان العين في الجمع (عيرات) لكنه لم يسمع فيها من جميع العرب إلا الفتح ، والعير هي الإبل التي تحمل الأطعمة.

(٩) لأنها معتلة العين كما سبق.

(١٠) يعني بكسر العين في الجمع اتباعا للفاء ، وحقها الإسكان أو الفتح.


والفتح كذروة. وكهلة وكهلات (١) ، بالفتح (٢) وحقّه الإسكان كصعبة ، وإمّا ضرورة ، كقوله :

٥٠٩ ـ فتستريح النفس من زفراتها (٣)

وحقّه الفتح. وإمّا لغة قوم ، كفتح هذيل العين المعتلّة من نحو : بيضة وجوزة ، كقوله :

٥١٠ ـ أخو بيضات رائح متأوّب

رفيق بمسح المنكبين سبوح (٤)

__________________

(١) لأنها صفة ، فحقها إسكان العين في الجمع (كهلات) لكنه سمع الفتح فيها.

(٢) سقطت (بالفتح) من ظ.

(٣) البيت من الرجز ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (زفراتها) حيث سكّن الفاء ، والقياس الفتح ؛ لأنها ثلاثي سالم العين ، وذلك ضرورة.

معاني القرآن ٣ / ٩ والخصائص ١ / ٣١٦ والجنى الداني ٥٨٤ وشرح الكافية الشافية ١٨٠٣ وشرح العمدة ٣٣٩ وابن الناظم ٣٠٢ والمغني ١٥٥ وشفاء العليل ٦٧٩ والعيني ٤ / ٣٩٦ ، ٥١٧ والتذييل والتكميل ١ / ٢٠٧ والاقتراح ٤١.

(٤) البيت من الطويل ، ذكر العيني أنه لبعض الهذليين ، ولم أجده في شرح أشعارهم.

وردي أبو بيضات.

الشاهد في : (بيضات) حيث فتح الياء على لغة هذيل ، والقياس الإسكان ؛ لأنه اسم معتل العين.

المنصف ١ / ٣٤٣ والخصائص ٣ / ١٨٤ والمحاجاة ١٦٠ وشرح الكافية الشافية ١٨٠٤ وابن الناظم ٣٠٢ وشفاء العليل ١٦٠ والمرادي ٥ / ٣٢ والعيني ٤ / ٥١٧ والخزانة ٣ / ٤٢٩ والهمع ١ / ٢٣ والدرر ١ / ٦ والبحر ٦ / ٤٤٩ واللسان (بيض) ٣٩٨.


جمع التكسير

أمثلة جمع القلّة أربعة : أفعلة كأسلحة ، وأفعل كأفلس ، وفعلة كفتية ، وأفعال كأفراس. وغير هذه كثرة.

وقد يستغنى ببناء قلّة وضعا عن كثرة ، كأرجل جمع رجل ، وأعناق ، وأفئدة.

وقد يستغنى ببناء كثرة عن قلّة ، كصفيّ جمع صفاة ، ورجال (١) ، وقلوب.

ومن أوزان الجمع (أفعل) : وهو لاسم على (فعل) صحيح العين كظبي ، ودلو ، وكعب ، لا كضخم ، وبيت ، وثوب (٢). وشذّ أعين وأثوب.

و (أفعل) : أيضا لاسم رباعي (٣) بمدّة قبل آخره ، مؤنث ، كعناق وذراع وعقاب ويمين.

وشذّ من المذكر أشهب وأغرب.

و (أفعال) : لاسم ثلاثي لم يطّرد فيه (أفعل) ، كثوب ، وسيف ، وجمل ، ونمر ، وعضد ، وحمل ، وعنب ، وإبل ، وقفل ، وطنب.

__________________

(١) سقطت اللام من (رجال).

(٢) في ظ (ثور).

(٣) في ظ (الرباعي).


وشذّ أفراخ (١) وأزناد (٢).

و (فعلان) : لفعل في الغالب ، كصرد ، ونغر (٣). وقلّ أرطاب.

و (أفعلة) : لاسم مذكر رباعي بمدّ قبل آخره ، كقذال ، وحمار ، ورغيف ، وعمود.

والتزم (أفعلة) في فعال وفعال من المضاعف ومعتل اللام ، كبتات ، أي : كساء ، وأبتّة ، وزمام ، وإمام ، وقباء ، وفناء ، وإناء (٤).

و (فعل) (٥) ، مطّرد في أفعل وصفا مقابل فعلاء (٦) ، أو فعلاء وصفا (٧)

__________________

(١) سقطت همزة (أفراخ) من ظ.

(٢) القياس في أفراخ وأزناد : أفرخ وأزند ، على وزن (أفعل) ؛ لأن مفردهما على وزن (فعل) اسم صحيح العين.

(٣) صرد ونغر ، يجمعان على فعلان : صردان ، نغران. وهما طائران.

(٤) الأمثلة الثلاثة الأولى للمضعف والثلاثة الأخيرة لمعتل اللام.

(٥) هذا من أوزان جموع الكثرة.

(٦) أي : ما كان وصفا للمذكر على أفعل ، وللمؤنث على فعلاء تحقيقا مثل : أحمر وحمراء ، فإنه يجمع على فعل ، فيقال : فيهما حمر.

(٧) في الأصل وم (وضعا).

أي أنّ كل وصف وضع على (أفعل) خاص بالمذكر وليس للمؤنث منه وصف على فعلاء ، كأكمر للرجل العظيم الكمرة ، فإنه يجمع على (فعل) ، فيقال : كمر. وكذا يجمع على (فعل) كل وصف خاص بالمؤنث وضع على (فعلاء) وليس للمذكر وصف منه على (أفعل) ، مثل : عفلاء وعجزاء ، يقال : عفل ، وعجز.


مقابل أفعل ، كأحمر وحمراء ، وأكمر (١) ، وعفلاء (٢) ، وعجزاء (٣).

و (فعلة) (٤) : محفوظ ، كولدة ، وشيخة ، وفتية ، وثيرة ، وغلمة ، وغزلة ، وخصية.

و (فعل) (٥) : مطّرد في اسم رباعي بمدّ قبل آخره ، بشرط كونه صحيح لام ، وغير مضاعف أيضا ، إن كانت المدة ألفا ، كقذال ، وأتان ، وحمار ، وذراع ، وقراد ، وقضيب ، وعمود ، وقلوص (٦).

وندر في مضاعف مدّته ألف ، كعنان (٧).

واطّرد فيما مدّته غير ألف كسرير ، وذلول (٨).

وفي فعول فاعل ، كصبور ، وقتول ، وغفور (٩).

__________________

(١) لا يقابل بفعلاء تحقيقا ؛ لعدم القبول في الخلقة ، وجمعه : كمر على وزن فعل. والأكمر العظيم الكمرة ، وهي رأس الذكر.

(٢) لا يقابل بأفعل تحقيقا ؛ لعدم القبول في الخلقة ، وجمعها : عفل. والعفلاء المرأة التي في رحمها صلابة.

(٣) العجزاء : العظيمة العجيزة ، وجمعها عجز ، على وزن فعل ، وهذا الوصف خاص بالنساء ، ولا يقال للمذكر أعجز.

(٤) هذا من أوزان القلة ، وهو سماعي.

(٥) هذا الوزن وما بعده من أوزان الكثرة.

(٦) وجمعها حسب الترتيب : قذل ، أتن ، حمر ، ذرع ، قرد ، قضب ، عمد ، قلص.

(٧) يعني ندر جمع عنان على (فعل) فقيل : عنن. والقياس : أعنّه.

(٨) يجمعان على سرر ، ذلل. يعني أن وزن (فعل) اطّرد فيما كان كذلك.

(٩) وجمعها حسب الترتيب : صبر ، قتل ، غفر. يعني أن كان على وزن فعول بمعنى فاعل فإنه يجمع على (فعل).


وأمّا نمر ، وخشن ، ونذر وصحف (١) ، فمحفوظ.

و (فعل) : لاسم على فعلة ، كقربة ، وغرفة ، أو على فعلى أنثى (٢) أفعل كالكبرى والصّغرى (٣). وشذّ بهمة ، ونوبة ، وقرية (٤).

و (فعل) (٥) : لفعلة ، كفرقة ، ولحية (٦). وقد يجيء جمعه على فعل ، كلحية ولحى ، وحلية وحلى (٧).

[و (فعلة) مطّرد في وصف على فاعل ، معتل لام مذكر عاقل ، كقاض ورام](٨)

و (فعلة) : مطّرد في وصف على فاعل صحيح لام مذكر عاقل ، ككامل ، وكملة ، وسافل ، وبارّ ، وساحر (٩).

__________________

(١) ومفرداتها حسب الترتيب : نمر ، خشن ، نذير.

(٢) في الأصل وم (أو على أنثى فعلى أفعل). وفي م (بناء) بدل (أنثى)

(٣) تجمع حسب الترتيب : قرب ، غرف ، كبر ، صغر.

(٤) البهمة : الشجاع. والنوبة : النازلة. وجمعها حسب ورودها : بهم ، نوب ، قرى.

(٥) في م زيادة (بكسر الفاء).

(٦) يقال في جمعهما : فرق ، لحى.

(٧) في ظ (كحلل).

(٨) ما بين القوسين [] زيادة من ظ. وقاض ورام يجمعان على فعلة ، فيقال قضاة ورماة ، والأصل قضية ورمية ، فتحركت الياء فيهما وفتح ما قبلها فقبلت ألفا ، فقيل قضاة ورماة.

(٩) وجمعها حسب ورودها : سفلة ، بررة ، سحرة.


و (فعلى) : لوصف على فعيل مفعول ، بمعنى مصاب ، كقتيل ، وأسير ، وحمل عليه شبيهه (١) من فعيل فاعل كمريض ، ومن فعل كزمن ، ومن فاعل كهالك ، وفيعل (٢) كميّت ، وأفعل كأحمق ، وفعلان كسكران (٣).

و (فعلة) : لفعل اسما صحيح لام ، كقرط ، وكوز ، ودبّ (٤).

ويحفظ في فعل وفعل وفعل ، كقرد ، وعود ، وذكر (٥).

و (فعّل) : لفاعل وفاعلة وصفين صحيحي (٦) لام ، كعاذل وعاذلة (٧).

و (فعّال) : لفاعل صحيح لام وصف ، كصائم وصوّام (٨).

وندر في فاعلة كصادّة (٩).

__________________

(١) في ظ (شبهه).

(٢) في الأصل (فعيل). تصحيف.

(٣) وجمعها جسب ورودها : قتلى ، أسرى ، مرضى ، زمنى ، هلكى ، موتى ، حمقى ، سكرى.

(٤) تجمع على : قرطة ، كوزة ، دببة.

(٥) تجمع على : قردة ، عودة ، ذكرة.

(٦) في ظ (صحيح).

(٧) يجمعان على : عذّل.

(٨) في الأصل وم (صوّم).

(٩) في الأصل (صاددة) بفك التضعيف ، وفي م (صادرة). وجمعه : صدّاد ، على وزن فعّال.


وندر (فعّل وفعّال) ، في فاعل (١) وفاعلة معتلّ لام كغاز ، وعاف ، وسارية (٢).

وندر فعّل في نحو : خريدة ، ونفساء ، وأعزل (٣).

و (فعال) : لفعل وفعلة ، كثوب ، وكعب ، وصعب ، وجفنة (٤).

وقلّ فيما عينه ياء منهما ، كضيف (٥).

وهو أيضا لفعل وفعلة ما (٦) لم تعتلّ لامهما (٧) أو يضاعفان ، كجبل ، وحسن ، ورقبة ، وحسنة (٨).

ولفعل وفعل ، كرهن ورمل (٩) ، وذئب ، وقدح (١٠).

ولفعيل بمعنى فاعل ومؤنثه ، كظريف وظريفة (١١).

__________________

(١) (في فاعل) زيادة من ظ.

(٢) وجمعها : غزّى وغزّاء ، وعفّى وعفّاء ، وسرّى وسرّاء.

(٣) جمعها : خرّد ، نفّس ، عزّل.

(٤) جمعها : ثياب ، كعاب ، صعاب ، جفان.

(٥) جمعه : ضياف.

(٦) في ظ (مما).

(٧) في ظ (لامها).

(٨) جمعها : جبال ، حسان ، رقاب.

(٩) في ظ (كدهن ورمح).

(١٠) جمعها : رهان ، رمال ، ذئاب ، قداح.

(١١) جمعها : ظراف.


وكثر في وصف على (١) فعلان وأنثييه : فعلى (٢) وفعلانة.

وفعلان وصفا وأنثاه ، كغضبان وغضبى (٣) ، وندمان وندمانة ، وخمصان وخمصانة (٤).

ويلزم في وصف صحيح لام ، عينه واو ، من فعيل وفعيلة ، كطويل وطويلة (٥).

ويحفظ في نحو : قائم ، وراع ، وبطحاء ، وجلوس (٦) ، وقلوص (٧).

و (فعول) : يخصّ غالبا باسم ثلاثي على فعل ، كنمر ، وكبد ، ووعل (٨).

ويطّرد في اسم على فعل ، وفعل ، وفعل ، ككعب ، وجسم ، وجند (٩).

__________________

(١) في ظ زيادة (ما).

(٢) في ظ (فعل).

(٣) في الأصل وم (غضبان وغضبانة).

(٤) جمعها حسب ورودها على وزن فعال : غضاب ، ندام ، خماص.

(٥) جمعه : طوال ، على وزن فعال.

(٦) سقطت (جلوس) من ظ.

(٧) جمعها : قيام ، ورعاء ، وبطاح ، وجلاس ، وقلاص.

(٨) جمعها : نمور ، كبود ، وعول.

(٩) كعوب ، جسوم ، جنود.


ويحفظ (١) في (خصّ) المضاعف ، و (نؤي) المعتلّ (٢).

وفي فعل ، كأسد ، وشجن (٣) ، على أنه جعله في عمدته (٤) مقيسا.

وفي نحو : ساق ، وشاهد ، وصال ، وباك (٥).

__________________

(١) يعني يحفظ جمع فعول لما كان. على وزن (فعل) من مضعف العين ومعتل اللام سماعي. وبهذا قال ابن الناظم في شرح الألفية ٣٠٦ ، وذكر ابن مالك في العمدة وشرحها ٩٢٥ أنه قياسي في (فعل) مثلث الفاء ساكن العين ، ومفتوحها ومكسورها ، ولم يستثن مضعف العين أو معتل اللام في (فعل).

مما يتفق مع كلامه في الألفية. وقال في التسهيل : «(فعول) قياسا في اسم على (فعل) ليس عينه واوا ، أو (فعل) أو (فعل) غير مضاعف ، أو (فعل)».

وقال : «وشذوذا في نحو ... حصّ ... ومسموعا بنحو نؤي». ٢٧٣ ـ ٢٧٤.

وفي شرح الكافية الشافية قال : «وأنه (أي فعول) في جمع (فعل) يقلّ ، ويقتصر على سماعه كأسد وأسود وشجن وشجون ...». وقال : «ثم أشرت إلى أنّ (فعلا) إن لم يضاعف ، ولم يعلّ لم يشذ جمعه على فعول ، كجند وجنود وبرد وبرود ، فإن ضوعف ، كخفّ أو أعلّ كحوت ومدي ، لم يجمع على فعول إلا ما شذّ من قولهم في الحصّ (وهو الورس) حصوص ، وفي النؤي نؤيّ». ١٨٥٢ ـ ١٨٥٣. فابن مالك رحمه‌الله طرد فعول جمعا للأوزان الأربعة في العمدة وشرحها ، وفصل في التسهيل وشرح الكافية.

(٢) الخصّ : البيت من الشجر أو القصب. وسمي بذلك لأنه يرى ما فيه من خصاصة أي فرجة. اللسان (خصص) ١١٧٤. والنؤي الحفير أو الحاجز حول الخيمة يحميها من السيل. اللسان (نأى) ٤٣١٥.

(٣) جمعها حسب ورودها : خصوص ، نؤيّ (والأصل : نؤوي) وأسود ، شجون.

(٤) انظر العمدة ٩٢٢ ، قال : «وفعول لنحو كعب وجند وأسد وكبد» وفي شرحها ٩٢٥ قال : «وهو (يعني فعول) مقيس في كل : ...» وذكر الأوزان وأمثلتها.

(٥) جمعها : سووق ، شهود ، صليّ ، بكيّ ، وهو مما يحفظ جمعه على (فعول) وأصل صلي وبكي : صلوي وبكوي.


و (فعلان) : لفعال ، كغلام ، وغراب ، ولما عينه واو من فعل وفعل ، كحوت ، وكوز ، ونون ، وقاع ، وخال.

وقلّ في غير ذلك ، كخرب ، وأخ ، وغزال ، وخروف ، وحائط ، وقنو (١).

و (فعلان) : لفعل ، كظهر ، وبطن ، وفعيل كقضيب ، وكثيب ، وفعل كجمل ، وذكر.

ويحفظ في نحو : راكب ، وأسود ، وأعمى ، وزقاق (٢).

و (فعلاء) : لفعيل (٣) فاعل ، صفة مذكر عاقل ، لا مضاعف ، ولا معتلّ لام ، ككريم ، وبخيل.

وكثر فيما ضاهاهما (٤) في دلالة على ما هو كغريزة ، (٥) كعاقل ، وصالح ، وشاعر (٦).

ويحفظ في نحو : جبان ، وخليفة ، وودود ، ورسول (٧).

__________________

(١) جمعها حسب ورودها : غلمان ، غربان ، حيتان ، كيزان ، نينان ، قيعان ، خيلان خربان ، إخوان ، غزلان ، خرفان ، حيطان ، قنوان.

(٢) جمعها حسب ورودها : ظهران ، بطنان ، قضبان ، كثبان ، جملان ، ذكران ، ركبان ، سودان ، عميان ، زقّان.

(٣) في م زيادة (بمعنى).

(٤) في ظ (ضاهما).

(٥) في ظ زيادة واو.

(٦) جمعها حسب ورودها : كرماء ، بخلاء ، عقلاء ، صلحاء ، شعراء.

(٧) وذلك مما وزن مفرده على : فعال : كجبان ، وفعيلة كخليفة ، وفعول كودود ورسول ، وجمعها : جبناء ، خلفاء ، ودداء ، رسلاء.


و (أفعلاء) : ينوب عن فعلاء في المعتلّ اللام والمضاعف ، كوليّ ، وغبيّ (١) ، وشديد. وقلّ غير ذلك ، كنصيب ، وصديق ، وهيّن (٢).

و (فواعل) : لفوعل (٣) ، كجوهر ، وفاعل كطابع (٤). ولو قال : وفاعلاء (٥) كقاصعاء ، ولنحو كاهل (٦)

ولفاعل مؤنث عاقل ، كحائض ، وطامث ، أو لمذكر لا يعقل كصاهل (٧). وشذّ في عاقل ، كفوارس ، ونواكس (٨).

وهو لفاعلة مطلقا ، كصاحبة ، وفاطمة ، وناصية. وشذ في حاجة ، ودخان (٩).

و (فعائل) : لرباعي (١٠) قبل آخره مدّ ، مؤنث بتاء ، أو مجرّد

__________________

(١) في م وظ (كغني).

(٢) وجمعها : أولياء ، أغبياء ، أشدّاء ، أنصباء ، أصدقاء ، أهوناء.

(٣) في ظ (كفوعل).

(٤) جمعها : جواهر ، طوابع.

(٥) في ظ (وفاعل).

(٦) قال ابن مالك في الألفية ٦٧ :

 ...

وفاعلاء مع نحو كاهل

وجمعهما : قواصع ، كواهل.

(٧) جمعها : حوائض ، طوامث ، صواهل.

(٨) سقطت (نواكس) من ظ. ومفردهما : فارس ، ناكس. والناكس : مطأطئ الرأس.

(٩) جمعها : صواحب ، فواطم ، نواص ، حوائج ، دواخن.

(١٠) في ظ (الرباعي).


منها ، كسحابة ، ورسالة ، وكناسة ، وصحيفة (١) ، وخليفة ، وشمال ، وعقاب ، وعجوز (٢).

و (فعال) و (فعالى) : لفعلاء ، كصحراء ، وعذراء (٣) ، والمقصور ألفه (٤) للتأنيث أو الإلحاق (٥) ، كحبلى ، وذفرى (٦).

و (فعاليّ) : لثلاثي (٧) آخره ياء مشددة غير متجدّدة للنسب ، ككرسيّ ، وبرديّ (٨). ولا يقال : بصريّ وبصاريّ (٩) ، ومن ثمّ قيل : أناسيّ (١٠) جمع إنسان ، لا إنسيّ (١١).

و (فعالل) : لرباعي مجرد كجعفر ، وزبرج ، وبرثن (١٢).

__________________

(١) في م (وحيفة) سقطت الصاد.

(٢) جمعها : سحائب ، رسائل ، كنائس ، صحائف ، خلائف ، شمائل ، عجائز ، أما عقائب فورد جمعها في شرح الكافية الشافية عقائب ، ١٨٦٦ ، ولم أجد في القاموس ولا اللسان جمعها على عقائب.

(٣) جمعها : صحار وصحارى ، عذار وعذارى.

(٤) في ظ (اللفة).

(٥) في ظ (لإلحاق).

(٦) ألف حبلى للتأنيث ، وألف ذفرى للإلحاق ، فإنها ملحقة بدرهم ، وتجمعان على : حبال وحبالى ، ذفار وذفارى.

(٧) في الأصل وم (الثلاثي) وفي ظ (للثلاثي).

(٨) جمعهما : كراسيّ ، براديّ.

(٩) لا يقال هذا لأن الياء في (بصريّ) ياء النسب إلى البصرة.

(١٠) في ظ (أناس).

(١١) (لا إنسي) سقطت من ظ.

(١٢) جمعها : جعافر ، زبارج ، براثن. والزبرج : الحلية والسحاب الرقيق.

والبرثن : مخلب السبع والطائر.


وشبه (فعالل) : وهو كل جمع ثالثه ألف بعدها حرفان لرباعي بزيادة لإلحاق ، كصيرف وعلقى (١) ، ولغير إلحاق إن لم يكن ما هي فيه من باب الكبرى ، وأحمر ، وحمراء ، وسكرى ، وساحر ، ورام ، وصائم ، ممّا مضى ذكره (٢) ولم يجمع على فعالل (٣) ، كمسجد وأصبع ، وسلّم (٤).

و (فعالل) : أيضا لخماسي مجرّد مع حذف آخره ، كسفرجل (٥). ويجوز حذف رابعه إن كان ممّا يزاد كنون خورنق ، أو من مخرج ما يزاد كدال فرزدق ، فيجوز خوارق ، وفرازق ، والأجود خوارن ، وفرازد.

وإن زيد في الخماسي حرف حذف (٦) ما لم يكن حرف مدّ في أثره الآخر ، كسبطرى وسباطر ، وفدوكس وفداكس ، ومدحرج ودحارج (٧).

__________________

(١) جمعهما : صيارف ، علاق.

(٢) انظر ص : ٦٨٩ ـ ٦٩٢ مما يجمع على فعل وفعلى وفعلة وفعلة وفعّال.

(٣) يعني شبه فعالل.

(٤) جمعها : مساجد ، وأصابع ، وسلالم.

(٥) جمعه : سفارج.

(٦) في ظ (حذف حرف).

(٧) حذفت الألف والواو والميم ، حسب ورود الكلمات. والسبطرى : مشية فيها تبختر ، والفدوكس : الأسد والرجل الشديد.


و (فعاليل) : لما قبل آخره حرف مدّ ، كقرطاس ، وقنديل ، وعصفور (١).

ونهاية بناء الجمع (فعالل وفعاليل) ، فإن كان في اسم من الزوائد ما يخلّ (٢) بناؤه بأحد المثالين (٣) حذف ، فإن تأتّى بإبقاء بعض أبقي ماله مزيّة ، فإن ثبت التّكافؤ خيّرت ، تقول في مستدع : مداع ، بحذف السين والتاء وإبقاء الميم ؛ لتصدّرها وتجدّدها لدلالة على معنى ، وكذلك الهمزة (٤) والياء السابقان ، تقول في ألندد ويلندد (٥) : ألادّ (٦) ، ويلادّ ، بحذف النون وإبقاء همزة ألندد ؛ وياء يلند ، لتصدّرهما ؛ ولأنهما في موضع يقعان فيه دالّين على معنى بخلاف النون.

وأبق التاء في استخراج ، وقل : تخاريج ؛ لوجود تفاعيل (٧) ، ولو حذفت التاء وأبقيت السين لأدّى إلى سفاعيل (٨) المهمل.

__________________

(١) جمعها : قراطيس ، قناديل ، عصافير. والقرطاس الصحيفة ، والناقة الفتية ، والجارية البيضاء المديدة القامة. والقنديل : نوع من المصابيح به فتيلة يعمل بالنفط.

(٢) في ظ (يخلو).

(٣) في ظ (وبأحد الثالين).

(٤) في ظ (الهمز).

(٥) معناهما الخصم.

(٦) في ظ (اللاد).

(٧) في الأصل وم (تخارج لوجود تفاعل).

(٨) في ظ (سفاعل).


واحذف ياء حيزبون (١) ، لا واوه ، بل اقلبها ياء ، لسكونها وكسر ما قبلها ، وقل : حزابين (٢) ؛ إذ لا يغني حذف الواو عن حذف الياء ؛ لأنّ بقاءها مفوّت صيغة منتهى الجموع ، وأنت مخيّر إن لم يكن لأحد الزائدين مزيّة ، كقولك في سرندى ، وعلندى (٣) ، وحبنطى : سراد ، وعلاد ، وحباط (٤). وإن شئت سراند ، وعلاند ، وحبانط (٥).

وتقول في عفنجج : عفاجج (٦) ، فتبقي مما ثل الأصل (٧) دون عفانج.

__________________

(١) المرأة المسنّة.

(٢) في ظ (حزابيل).

(٣) في ظ (سرند وعلند) دون ألف في آخرهما.

(٤) بحذف النون منها وإبقاء الألف. لعدم المزية. التي حذفت لقوعها في اسم منقوص مجرد من الإضافة و (أل) غير منصوب.

(٥) بحذف الألف من الثلاثة وإبقاء النون ؛ لعدم المزية. والسرندى : الشديد.

والعلندى : الغليظ من كل شيء. والحبنطى : القصير البدين.

(٦) العفنجج : ضخم الجثة ضعيف العقل ، (كلّ على مولاه أينما توجهه لا يأت بخير) ويجمع بحذف النون ؛ لأنها من حروف الزيادة ، وإبقاء الجيم الثانية وإن كانت زائدة ؛ لأنها ليست من حروف الزيادة ، وهي في مقابل اللام في سفرجل ، فكان لها مزية على النون فبقيت.

(٧) في ظ (للأصل).


التصغير

إذا لم يتوغّل الاسم في شبه حرف ، كمضمر واسم فعل واستفهام وشرط ، ولم يشبه صيغة تصغير كمهيمن ، ومسيطر ، ولم يجب تعظيمه ، كأسماء الله تعالى وكتبه ورسله ، جاز تصغيره ، بضمّ أوله ، وفتح ثانيه ، وزيادة ياء ساكنة ثالثة ، ولا يغيّر ثلاثي بأكثر من ذلك ، فيجيء على (فعيل) كفريخ.

والرباعي فصاعدا يكسر ما بعد يائه (١) ، فيجيء على (فعيعل) كجعيفر ، و (فعيعيل) كعصيفير.

ويتوصّل في التصغير إلى فعيعل وفعيعيل بما يتوصّل به في التكسير إلى فعالل وفعاليل ، فيقال في سفرجل ، ومستدع ، وألندد ، واستخراج ، وحيزبون ، وعفنجج : سفيرج ، ومديع ، وأليد ، وتخيريج (٢) ، وحزيبين ، وعفيجج. وفي حبنطى (٣) : حبينط (٤).

ويجوز أن تعوّض ما (٥) حذف في التصغير أو التكسير بياء قبل الآخر ، كسفيريج وسفاريج ، وحبينيط وحبانيط (٦).

__________________

(١) في الأصل (ثانيه) تصحيف.

(٢) في الأصل وم (مخيريج) وفي ظ (مخيرج).

(٣) في الأصل وظ (حبنط).

(٤) في م (حبينيط).

(٥) في ظ (مما).

(٦) سفاريج وحبانيط : جمع تكسير على وزن فعاليل.


ويجيء التصغير والتكسير على غير بناء واحده حائدا عن القياس فيحفظ ، كعشيّان (١) في عشاء ، وعشيشية (٢) في عشيّة ، وأنيسيان في إنسان ، ورويجل (٣) ، وأصيبية (٤) ، وأغيلمة (٥) ، وأراهط ، وأباطيل ، وأحاديث ، وأماكن (٦).

ويكسر تالي ياء التصغير إن لم يكن آخرا (٧) ولا متّصلا بعجز مركب (٨) مزجا (٩) ، ولا بهاء تأنيث كثميرة ، أو ألفه المقصورة كحبيلى ، أو الممدودة (١٠) ، أو ألف أفعال ، كأجمال ، أو فعلان

__________________

(١) في ظ (كشعبان).

(٢) في م وظ (عشيشة).

(٣) في الأصل (روجل).

(٤) في م (أصبية).

(٥) مفردات الثلاثة الأخيرة : رجل ، صبي ، غلام.

وقياس تصغير هذه الكلمات حسب ورودها : عشيّة ، أنيسين أو أنيسان حسب جمع التكسير ، رجيل ، صبية ، غليمة.

(٦) هذه الأربعة (أراهط ، أباطيل ، أحاديث ، أماكن) جموع تكسير على غير قياس ؛ ومفرداتها : رهط ، باطل ، حديث ، مكان. فقد خولف في تكسير هذه بناء الواحد ، كما خولف في التصغير بناء الواحد مما مثل به الشارح.

(٧) وذلك في الثلاثي ؛ لكونه حرف إعراب يحرك بمقتضى العامل ، كرجيل تصغير رجل ، تقول : هذا رجيل ورأيت رجيلا ، ومررت برجيل.

(٨) في م (مركبا).

(٩) مثل : معيدي كرب وبعيلبك ، فإن ما بعد ياء التصغير بقي على حاله قبل التصغير ، فالدال في معيدي كرب مكسورة واللام في بعيلبك مفتوحة كما هي قبل التصغير.

(١٠) مثل : حميراء تصغير حمراء.


كسكران ، أو شبهه كعمران وعثمان (١) ، ممّا لا يجمع على فعالين ، كسراحين ، فإنه يبقى تالي الياء في هذه على ما كان قبل وجودها. (٢) وألف التأنيث الممدودة ، وتاؤه ، وزيادة النسب ، وعجز المضاف ، والمركب ، والألف والنون الزائدان ، لا يعتدّ بها هنا ، بخلاف التكسير فتبقى مفصولة عن الياء بأصلين ؛ لأنها (٣) بمنزلة كلمة منفصلة ، كما لا يعتدّ بعلامة (٤) تثنية أو جمع تصحيح ، تقول : جخيدباء ، وحبيطاة ، وعبيقريّ (٥) ، وعبيد الله ، وبعيلبكّ ، وزعيفران ، ومسيلمين ، ومسيلمات.

وألف التأنيث المقصورة تحذف هنا خامسة فصاعدا ، كقرقرى (٦) ، وقريقر ، فإن كان قبلها مدّة زائدة جاز حذف المدّ وإبقاء الألف وعكسه ، قولهم في حبارى : حبيرى وحبيّر.

وردّ إلى الأصل حرف لين ثان (٧) أبدل من غير همز يلي همزا (٨) كآدم ، فقل في قيمة وديمة ، وموقن ، وموسر : قويمة ودويمة ، ومييقن ومييسر.

__________________

(١) في جميع النسخ (عثيمان) بالتصغير.

(٢) في الأصل وم (أو).

(٣) في الأصل وم (لأنهما).

(٤) في ظ (بالغلام).

(٥) في ظ (وحبيطلة) و (عبيقر).

(٦) سقطت الألف من ظ.

(٧) في الأصل وم (ثانيا).

(٨) في ظ (همز).


وشذّ في عيد عييد (١) ، حملا على أعياد ، والقياس عويد ؛ لأنه من عاد (٢).

والألف الثاني بدل غير الهمز يردّ إليه ، كبويب ، ونييب (٣).

والمزيد وبدل الهمز يقلب واوا ، كضويرب ، وأويدم ، وكذلك الألف المجهول ، كصاب (٤) ، وعاج ، وعويج.

وجمع التكسير في ذلك كالتصغير (٥) ، كأبواب ، وأنياب ، وضوارب ، وأوادم.

وصغّر ما نقص منه أصل بردّ المحذوف إن كان ثنائيّا (٦) مجرّدا ، أو بتاء ، كدميّ ، ويديّة ، وشفيهة ، وعضيهة ، ومويّ ، في : دم ويد وشفة وعضة وماء ، مسمّى به.

وصغّر المنقوص الثلاثي بغير تاء على لفظه ، كشويك ، في شاك السلاح.

ومن صغّر بترخيم أزال غير تاء التأنيث من زوائد المزيد فيه ، كعطيف في معطف ، وسويد وحميد في أسود وحامد ومحمود ، وبريه ، وسميع ، وعييه ، في إبراهيم وإسماعيل ، ومعاوية.

__________________

(١) في م (عبد ، عبيد).

(٢) ثانيه حرف لين (عود) فالقياس رده إلى أصله.

(٣) لأنهما من (باب وناب) وأصل الألف في باب واو ، وفي ناب ياء ؛ فجمعهما : أبواب وأنياب.

(٤) في الأصل وم (كضارب) وهو تصحيف ، وتصغير (صاب) صويب.

(٥) في الأصل وم (كالتكسير) تصحيف بإبدال الصاد كافا والغين سينا.

(٦) في الأصل وم (بياء).


واختم بتاء التأنيث ما صغّر من مؤنث عار من علامة ووصفية ، ثلاثيّ حالا كدار ، وأصلا كيد ، أو رباعيّ بمدة قبل لام معتلّه ، تقول : دويرة ، وسنينة ، وفي سماء سميّة. وتقول في خود ونصف : لوصفيتهما ، خويد ونصيف (١).

فلو أوهم لحاقها (٢) توحيد جمع ، كشجر وبقر ، أو تذكيرا غير مراد ، كخمس المؤنث وأخواته ، ترك (٣).

وشذّ تركها دون إبهام في نحو : حرب ، ودرع (٤).

وندر لحاق التاء فيما زاد على الثلاثة ، كقديديمة في قدّام.

وما صغّر غير متمكن إلّا المبهم (٥) : الذي ، وذا ، وفروعهما ، فقالوا فيهما : الّذيّا واللّتيّا ، واللّذيّان واللّتيّان ، واللّذيّون ، واللّويتا واللّويّا (٦) ، وذيّا وتيّا ، وذيّان وتيّان ، وأليّاء وأليّا (٧).

__________________

(١) جاءت في الأصل وم (وتقول في حود ونصيف : جويد لوصفيتهما) والخود : الفتاة الحسنة الخلق. والنصف : المرأة في منتصف عمرها.

(٢) يعني التاء.

(٣) يعني إلحاق التاء عند التصغير ، فلا يقال في تصغير (شجر وبقر) شجيرة وبقيرة ، لئلا يلتبس تصغير الجمع بتصغير المفرد : شجرة وبقرة. وكذا إذا صغر عدد المؤنث خمس إلى عشر ، لا تلحقه التاء ، فلا يقال : خميسة ؛ لئلا يلتبس بتصغير خمسة المعدود به المذكر.

(٤) قالوا في التصغير : حريبة ودريعة ، ويجوز حذف التاء : حريب ودريع.

(٥) في م (البهم).

(٦) تصغير اللاتي واللائي.

(٧) أليّاء بالمدّ تصغير أولاء ، وأليّا بالقصر تصغير أولى. انظر شفاء العليل ١٠٦٢.


النّسب

تزاد للنسب ياء كياء الكرسيّ شديدة بعد كسرة ، ويحذف لها مثلها رابعة فصاعدا ، كبخاتيّ ، بإحداث التنوين في بخاتيّ اسما ، وشافعيّ ، في الشافعيّ ، ومرميّ ، في المرميّ. وقد يقال للفرق : مرمويّ. ويحذف لها تاء التأنيث مطلقة (١) ، أي : ثالثة كانت أولا ، صائرة هاء وقفا أولا ، تقول في ثبة ومكة ، وأخت ، وبنت : ثبيّ ، مكيّ ، أخوي (٢) ، بنويّ ، فيلحق هذين بالمذكر ، وعليه كلويّ في كلتا. وأبا (٣) يونس (٤) حذف تائهما ، فقال : أختيّ وبنتيّ ، وعليه كلتيّ وكلتويّ وكلتاويّ.

ويحذف لها ألف التأنيث (٥) المقصورة خامسة فصاعدا ، كبخاريّ ، وحباريّ ، أو رابعة متحركا ثاني ماهي فيه كجمزيّ في جمزى (٦).

__________________

(١) في ظ (مطلقا).

(٢) في الأصل وم (أمويّ).

(٣) في ظ (أبي).

(٤) ما ذكر الشارح من أن النسب إلى بنت وأخت ، بنوي وأخوي ، هو مذهب سيبويه والخليل ، أما يونس فالتاء عنده من أصل الكلمة ، فليست للتأنيث ، وليس هناك حذف. انظر سيبويه ٢ / ٨١.

(٥) في ظ (تأنيث).

(٦) في الأصل وظ (كجميزا في جمزا) وفي م (كجميزا) وهو خطأ في النسخ.

والجمزى : ضرب من السير السريع.


وإن تكن رابعة ساكنا ثاني ما هي فيه فالأحسن حذفها ، كحبليّ ، في حبلى ، ويجوز قلبها واوا (١) كحبلويّ ، وقيل : حبلاويّ.

والزائدة لإلحاق كألف التأنيث في وجوب حذفها خامسة ، كحبركيّ في حبركى (٢). وجواز حذفها رابعة ، وقلبها واوا ، كعلقيّ وعلقويّ ، في علقى.

وإن تكن بدل أصل ثالثة قلبت واوا ، كفتويّ ، في فتى (٣) ، وعصويّ في عصا ، وكذا الرابعة ، كملهويّ في ملهى ، وقد تحذف كملهيّ.

وإن تكن خامسة فصاعدا ، فأزلها ، كمصطفيّ في مصطفى.

وتحذف وجوبا ياء المنقوص الخامسة فصاعدا ، كمعتديّ (٤) ، ومستعليّ. وحذفها رابعة أحقّ من قلبها واوا ، فقاضيّ أجود من قاضويّ.

والثالثة تقلب واوا تلي فتحة كشجويّ ، في شج.

واجعل كسرة قبل آخره (٥) فتحة ، إن سبقت بحرف تخفيفا ،

__________________

(١) في ظ (واو).

(٢) الحبركى : القراد ، ويطلق على كل طويل الظهر قصير الرجلين.

(٣) في ظ (كفتوي) خطأ من الناسخ.

(٤) في الأصل وم (كمعدي) سقطت التاء من الناسخ ، لأن معدي تكون الياء فيه رابعة ، وهي غير مرادة.

(٥) في ظ (آخر).


كنمريّ ، ودؤليّ ، وإبليّ ، في نمر ، ودئل ، وإبل. وإن سبقت بأكثر ، فالوجهان كتغلبيّ.

وما آخره ياء شديدة ، فإن سبقت بحرف فتح ثانيه وردّ واوا ، إن كانت أصلية (١) ، كحيويّ ، وطوويّ (٢) ، في حيّ وطيّ.

وإن سبقت بحرفين حذفت أولى الياءين ، وقلبت الثانية واوا ، وفتح كسر قبلها (٣) ، كقصويّ وعلويّ ، في قصيّ وعليّ.

وإن سبقت بأكثر ، حذف الياءان (٤) على الأفصح ، كما مرّ (٥).

وزيادة التثنية وجمع التصحيح ، تحذف للنسب ، كزيديّ وهنديّ ، في زيدين ، وزيدين ، وهندات. ومن جعل النون حرف إعراب ، لزم ألف تثنية ، وياء جمع ، كزيدانيّ ، وزيدينيّ ، ومن ثمّ قيل : نصيبيّ ونصيبينيّ.

__________________

(١) في ظ (أصله).

(٢) الياء الأولى في طيّ أصلها واو ؛ لأنها من طويت ؛ لذا ترد عند النسب إلى أصلها ، وتقلب الثانية ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ثم تقلب واوا لأجل ياء النسب ، فيقال : طووي.

أما (حيّ) فالياء الأولى ليس أصلها واوا ؛ لذا تبقى ياء مفتوحة ، وتقلب الثانية ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ثم تقلب واوا لأجل ياء النسب ، فيقال : حيويّ ؛ فهي من حييت.

(٣) يعني قبل الواو.

(٤) في الأصل وم (الثاني).

(٥) في الشافعيّ ومرميّ ، تحذف الياء المشددة وتلحق ياء النسب المشددة ، فيقال : الشافعيّ ومرميّ.


ويحذف أيضا (١) لياء النسب ما يليه المكسور لأجلها من ياء مكسورة بعد ساكنة ، كطيبيّ ، وبينيّ ، في طيّب وبيّنة. وقياس طيّء ، طيئيّ (٢) ، وتركوا القياس في طائيّ.

ويقال في فعيلة وفعولة : فعليّ ، كحنفيّ ، وشنئيّ (٣).

وفي فعيلة : فعليّ ، كجهنيّ ، ما لم يضاعفن (٤) كجليلة ، وجليليّ ، وضرورة ، وضروريّ ، وهريرة وهريري ، وما لم تعتلّ عين فعيلة مع صحة لامه ، كطويلة ، وطويلي. وشذّ ردينيّ (٥).

وألحقوا فعيلا وفعيلا معتلّي لام بلا تاء ، بفعيلة وفعيلة (٦) ، كعديّ ، وعدويّ ، وقصيّ ، وقصويّ.

وحكم همزة الممدود في النسب حكمها في التثنية ، فزائدة لتأنيث تقلب واوا ، كصحراويّ ، ولإلحاق أو بدل من أصل ، تسلم (٧) أو تقلب واوا ، كعلبائيّ ، وعلباويّ ، وكسائيّ ، وكساويّ.

وأصل غير بدل تسلم ، كقرّائيّ (٨).

__________________

(١) كررت (ايضا) في م.

(٢) في ظ (طي) للكلمتين.

(٣) من حنيفة وشنوءة ، وهما قبيلتان عربيتان.

(٤) في ظ (يضاعف). يعني عين فعيلة وفعولة وفعيلة.

(٥) القياس (ردني) على وزن فعليّ ، فليس بمضاعف العين ولا معتلها.

(٦) يعني في وجوب حذف يائه وفتح ما قبلها إن كان مكسورا.

(٧) في الأصل وم (سلم).

(٨) في النسب إلى (قراء) لأن الهمزة أصلية ، من قرأ يقرأ. والهمزة في علباء للإلحاق ، وفي كساء منقلبة عن واو من كسا يكسو.


وانسب إلى صدر جملة ، كتأبّطيّ ، في تأبّط (١) شرّا ، وصدر مركب ، كبعليّ ، في بعلبك ، ومعديّ ، ومعدويّ ، في معدي كرب.

وشذّ بناء (فعلل) من جزأي مركب ، كعبشميّ ، وتيمليّ ، في عبد شمس ، وتيم الله.

وانسب إلى عجز مضاف كنية أو معرف بعجز ، كزبيريّ ، وبكريّ ، وزيديّ ، في : ابن الزبير ، وأبي بكر ، وغلام زيد (٢).

وغير كنية ومعرّف بعجز ، ينسب إلى صدره ، كامرئيّ ومرئيّ ، في امرئ القيس ، فإن خيف لبس بحذف عجز نسب إليه ، كأشهليّ ، ومنافّي ، في : عبد الأشهل ، وعبد مناف.

واجبر بردّ اللام جوازا ما حذفت (٣) ، إن لم يستحقّ ردّها في تثنية وجمعي تصحيح ، كغديّ ، وغدويّ ، ويديّ ويدويّ ، في : غد ويد (٤) ، ووجوبا إن استحقّ ردّها فيهما ، كأخويّ وأبويّ وعضويّ (٥) ، أو اعتلت عينه ، كشاهيّ في شاه.

ويجب تضعيف الثاني من ثنائي ثانيه معتل ، كقولك في (لا)

__________________

(١) (في تأبط) سقط من م.

(٢) غلام زيد ، معرف بعجزه ، وما قبله كنية.

(٣) في ظ (حذف).

(٤) يقال في تثنية غد ويد : غدان ويدان ، دون رد لامهما ، وهي الواو في غد ، والياء في يد.

(٥) يقال في التثنية : أخوان وأبوان وعضوان ، برد اللام وجوبا ، ولذا يجب ردها عند النسب كما مثّل.


مسمّى به : لائيّ ولاويّ (١) بقلب الهمزة واوا. في (لو) : لوّيّ (٢).

وإن لم يعتلّ ثانيه جاز التضعيف وعدمه ، ككمّيّ (٣) وكميّ ، في كم.

وما حذفت فاؤه واعتلّت لامه وجب ردّ محذوفه ، وفتح عينه ، كوشويّ ، في : شية ، وإن لم يعتلّ فلا ردّ ، كعديّ وصفيّ ، في : عدة وصفة.

وإذا نسب إلى جمع غير مجعول علما ، نسب إلى واحده ، كفرضيّ ، في فرائض ، فإن أهمل واحده فإلى (٤) لفظه ، كمحاسنيّ وأعرابيّ (٥).

وإن جعل علما (٦) فإلى لفظه [أيضا كأنماري ، والباقي (٧) إلى

__________________

(١) بإبدال حرف العلة الثاني بعد التضعيف همزة أو قلبها واوا فيما كان حرف اللين ألفا ، مثل (لا) ، فإن كان حرف العلة ياء أو واوا قلب الثاني بعد التضعيف واوا ، وبقي الأول على حاله ، فيقل في (في) مسمّى به : فيويّ ، وفي (لو) : لوّي ، وأصله : لووي.

(٢) أصله : لوويّ.

(٣) في الأصل هكذا : (كمميّ). يعني بتضعيف الميم كمّيّ ودونه.

(٤) في ظ (فإن).

(٥) محاسن ، مفردها : حسن على غير قياس ، وقد أهمل. وقيل : جمع لا واحد له كأعراب وأبابيل. اللسان (حسن) ٨٧٧

(٦) يعني إن زال الجمع عن جمعيته بنقله إلى العلمية نسب إليه على لفظه.

(٧) يعني الباقي على جمعيته وجرى مجرى العلم ، فإنه ينسب إلى لفظه إن أمن اللبس كأنصاري.


العلمية جاريا مجرى علم ينسب إلى لفظه (١)] كأنصاريّ ، في الأنصار ، وإلى واحد ، كنبطيّ في الأنباط.

ويغني غالبا عن (٢) ياء النسب (فاعل) إن لم يقصد لزوم ، كدارع ورامح ولابن (٣) ، و (فعّال) إن قصد لزوم (٤) ، كبوّاب ، وبزّاز.

وقد يغني (فعل) عن الياء ، كقوله :

٥١١ ـ من يك ليليّا فإنّني نهر

لا أدلج (٥) الليل ولكن أبتكر (٦)

__________________

(١) ما بين القوسين [] سقط من الأصل وم.

(٢) في ظ (غير) مكان (عن).

(٣) بمعنى صاحب درع ورمح ولبن.

(٤) وذلك في الحرف والمهن.

(٥) في ظ (أدمج).

(٦) البيتان من رجز ، لم أقف على قائلهما. ويروى الأول : لست بليليّ ولكني نهر ويروى :

إن تك ليليّا فإني نهر

متى أرى الصبح فلا أنتظر

ويروى : (فإني أنتشر) بدل (ولكن أبتكر).

المفردات : أدلج : الإدلاج السير في الليل كله. أبتكر : من البكرة وهي السير أول النهار.

الشاهد في : (نهر) حيث بناه على (فعل) وهو يريد النسب ، فأغني عن (نهاريّ).

النوادر ٥٩٠ وسيبويه والأعلم ٢ / ٩١ ومعاني القرآن ٣ / ١١١ وشرح الكافية الشافية ١٩٦٣ وشرح العمدة ٩٠٠ وابن الناظم ٣٢٠ وابن عقيل ٢ / ٣٩٦ والمساعد ٣ / ٣٨٥ وأوضح المسالك ٦٧١ والعيني ٤ / ٥٤١ وشرح التحفة ٤١٢ وشرح شواهد شرح التحفة ٥١٢ والمقرب ٢ / ٥٥.


وقد يغني (١) عن فعّال ، كعمل ، ولبس ، وطعم.

وتبقى (٢) الياء إن خيف لبس ، كخاتميّ ، في صانع خاتم (٣).

وما خالف ما يقتضيه القياس يحفظ ، كمروزيّ ، في مرو ، ورازيّ ، في الرّيّ ، وصنعانيّ ، وبهرانيّ (٤) ، وبدويّ ، في البادية ، وأمويّ (٥) ، في أميّة.

__________________

(١) يعني (فعل).

(٢) في ظ (وتتعين).

(٣) في ظ (خواتم).

(٤) من صنعاء وبهراء ، والقياس : صنعاوي وبهراوي.

(٥) بفتح الهمزة ، أما بضمها فهو قياسي.


الوقف

الأكثر في الوقف إبدال التنوين بعد فتح ألفا ، كرأيت زيدا ، وواها ، وحذف ما ليس بعد فتح بلا بدل.

وربيعة يقفون على كلّ منوّن بالحذف والإسكان ، كقوله :

٥١٢ ـ ألا حبّذا غنم (١) وحسن حديثها

لقد تركت قلبي بها هائما دنف (٢)

والأزد تبدله من جنس حركة ما قبله ، كزيدو ، زيدي ، زيدا.

ويحذف للوقف على هاء الضمير صلة الضم ، كرأيته ، والكسر ، كمررت به ، ولا تحذف (٣) صلة الفتح ، كرأيتها.

وشبّه (إذن) بمنوّن منصوب فأبدل نونه في الوقف ألفا (٤).

وحذف ياء منقوص (٥) منوّن (٦) لم تحذف عينه ولا فاؤه ، ولم

__________________

(١) في الأصل وم (نعم).

(٢) البيت من الطويل ، ولم أقف على قائله.

الشاهد في : (دنف) حيث سكن الشاعر الفاء للوقف على لغة ربيعة ، وهو منصوب منون ؛ لأنه حال ، ويوقف عليه بالألف على لغة سائر العرب.

شرح الكافية الشافية ١٩٨٠ وابن الناظم ٢٣١ والمساعد ٤ / ٣٠٢ والعيني ٤ / ٥٤٣ والهمع ٢ / ٢٠٥ والدرر ٢ / ٢٣٢

(٣) في ظ (تفتح).

(٤) يوقف عليها هكذا : إذا ، بمد الصوت. والأولى أن تكتب هكذا : إذا ، في الوصل منونة ، ودونه في الوقف ، كما في المصحف.

(٥) يعني عند الوقف.

(٦) لم يشر الشارح إلى الوقف على المنقوص المنون المرفوع والمجرور ـ ـ


ينصب (١) [أولى من ثبوتها ، كقراءة [ابن كثير (٢) : وما عند الله باقي (٣) ، وغير منون لم ينصب](٤) كهذا القاض ، ومرّ بالقاض (٥) ، ثبوت يائه (٦) أولى من حذفها.

أمّا محذوف العين ، كمر اسم فاعل من أرأى (٧) ، والفاء ، كيف (٨) ، علما ، فيجب ردّ يائهما (٩).

__________________

غير محذوف العين أو الفاء ، مثل : هذا قاض ، ومررت بقاض ، وهو أن المختار الوقف عليه بحذف الياء وإسكان الحرف الأخير.

وقرأ ابن كثير بإثباتها في أربع آيات ، ثلاث في سورة الرعد وآية في النحل.

(١) لم يمثل الشارح للوقف على المنقوص المنصوب ، مثل : رأيت قاضيا أو القاضي ، وهو أن المنون يبدل تنوينه ألفا ، وغير المنون تثبت ياؤه ساكنة عند الوقف مفتوحة في الدرج.

(٢) في جميع النسخ (كثر) بدل (ابن كثير).

(٣) سورة النحل الآية : ٩٦. وقف ابن كثير ووافقه ابن محيصن. رحمهما‌الله.

بإثبات الياء ، وقرأ الباقون بحذفها. الإتحاف ٢ / ١٨٩ والميسر ٢٧٨.

(٤) ما بين القوسين زيادة من ظ.

(٥) في الأصل (القاضي) بإثبات الياء في الموضعين ، مما لا يتفق وسياق العبارة ؛ إذ المطلوب التمثيل لحذف الياء.

(٦) مثل : هذا القاضي ، ومر بالقاضي.

(٧) في الأصل وم (أرى) ومضارع أرأى ، يرأى ، واسم الفاعل مرئي ، على وزن مفعل ، فأعل إعلال قاض ، فقيل : مرء ، وحذفت عينه وهي الهمزة بعد نقل حركتها إلى الراء فصار مر.

(٨) في ظ (ليف).

و (يف) من وفى ، مضارعه يفي ، بحذف فاء الكلمة الواو ، وإن كان غير منون ؛ لمنعه من الصرف للعلمية ووزن الفعل ، يقال عند الوقف (يفي) برد لامه وهي الياء.

(٩) في الأصل وم (فائهما) تصحيف من الناسخ. وهنا يجب ردّ يائهما عند الوقف حتى لا يبقى الاسم على أصل واحد ، وهو الراء في مر ، فالميم ليست من ـ ـ


وإن كان الموقوف عليه متحرّكا حركة عارضة تعيّن السكون ، كـ (يَوْمَئِذٍ)(١) و (اقْتَرَبَتِ)(٢) ، أو غير عارضة وهو هاء تأنيث ، فكذلك ، فإن لم يكن هاء تأنيث سكّن ، أو ريمت حركته ، أي : أخفي (٣) الصوت بها ضمة كانت أو فتحة أو كسرة ، أو أشمّت إن كانت ضمة ، أي : أشير إليها (٤) ، أو ضعّف الحرف إن لم يكن همزة ولا حرف علّة (٥) ، إن كان قبله متحرك ، كجعفرّ وضاربّ ، أو نقلت الحركة إلى الساكن قبله ، كقوله :

٥١٣ ـ عجبت والدهر كثير عجبه

من عنزيّ سبّني لم أضربه (٦)

__________________

أصل الكلمة ؛ لذا ترد ياؤه عند الوقف فيقال : مري ، يفي ، إذا سمي بهما.

(١) سورة آل عمران الآية : ١٦٧.(هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ.) فتنوين (إذ) عارض بسبب حذف المضاف.

(٢) سورة القمر الآية : ١.(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) فإن تاء التأنيث في (اقتربت) محركة بالكسر للالتقاء الساكنين ، وهي في الأصل ساكنة ، فحركة الكسر إذا عارضة.

(٣) في ظ (خفي).

(٤) أي : أشير إلى الحركة بضم الشفتين بعد تسكين الحرف الأخير ، ولا يكون إلا فيما حركته ضمة ، مثل : محمد.

(٥) أما إذا كان آخر الكلمة همزة أو حرف علة أو صحيحا مسبوقا بساكن امتنع التضعيف ، مثل : خطأ ، فتى ، حمل.

(٦) البيتان من رجز لزياد الأعجم.

الشاهد في : (لم أضربه) حيث نقل ضمة الهاء إلى الباء الساكنة أصلا بلم الجازمة ، والأصل : لم أضربه.

شعر زياد ٤٥ وسيبويه والأعلم ٢ / ٢٨٧ وشرح الكافية الشافية ١٩٩٠ وشرح العمدة ٩٧٤ وابن يعيش ٩ / ٧٠ والمساعد ٤ / ٣١٦ وشرح شواهد الشافية ـ


ويشترط قبول الساكن الحركة ، بخلاف حرف لين (١) ، كرمّان ، وقضيب ، وخروف.

والبصريّون لا ينقلون الفتحة من غير الهمزة ، ونقلها (٢) الكوفيون (٣) ، كرأيت الفضل. والنقل ممتنع إن أوجب عدم نظير ، فلا ينقل من غير الهمزة ضمّة مسبوقة بكسرة ، ولا كسرة مسبوقة بضمة ، فلا يقال : هذا علم ، ومررت ببرد ؛ لعدم فعل ، وفعل.

وعدم النظير في النقل من الهمزة مغتفر لعسر النطق بها ساكنة ، فيجوز هذا ردؤ ، وملؤ ، عن الهزئ.

وتجعل تاء التأنيث الاسمية التي لم توصل بساكن صحيح ، هاء في الوقف. فالاسمية مخرج للتاء الملحقة بالأحرف الثلاثة : ثمّت وربّت ولات ، وبالأفعال ، كقامت ، والتي لم توصل بساكن صحيح ، مخرج لنحو : بنت ، وأخت ، ومدخل لنحو : ثمرة وقناة.

والوقف في جمع التصحيح ومضاهيه بالتاء كثيرا ، وبالهاء

__________________

٢ / ٢٦١ والأشموني ٤ / ٢١٠ والهمع ٢ / ٢٠٨ والدرر ٢ / ٢٣٤ والبحر ٢ / ١٠٨.

(١) في ظ (اللين).

(٢) في الأصل وم (الهمز والكوفيون).

(٣) انظر شرح العمدة ٩٧٥ ، قال : «ولا يجوز أن يقال رأيت الفضل ، وأجاز ذلك الكوفيون». وقال ابن الناظم ٣٢٢ : «ولا يجوز نقل الفتحة من غير الهمزة عند البصريين ، وحكي عن الكوفيين إجازة ذلك ، نحو : رأيت البرد».


قليلا ، سمع : دفن البناه من المكرماه (١) ، وهيهاه (٢) ، وأولاه (٣). وغير هذين بالعكس ، فالجحفه أكثر من الجحفت (٤).

ويوقف بهاء السكت على شيأين :

أحدهما : الفعل المعتلّ الآخر جزما ووقفا ، كلم تعطه ، وأعطه (٥) ، ولا يجب إلّا في الوقف على فعل بقي على حرف ، نحو : ع ، وق يا زيد ، أو على حرفين أحدهما زائد ، كلا تع (٦).

الثاني : ما الاستفهاميّة إذا جرّت وحذفت (٧) ألفها للجرّ ، كعلامه؟ لمه؟ ممّه؟ بمه؟ فيمه؟ عمّه (٨)؟ ولا تجب إلّا في المجرورة بالإضافة ، كقولك في اقتضاءم اقتضى زيد؟ : اقتضاء مه؟

__________________

(١) انظر القول في الأشموني ٤ / ٢١٤.

والشاهد الوقوف على هذه الكلمات بالهاء على القليل ، والكثير بالتاء الفتوحة (البنات ، المكرمات ، هيهات ، أولات).

(٢) في م بالتاء المفتوحة في الكلمات الثلاث السابقة.

(٣) في الأصل (ألاه).

(٤) الجحفة : الترس من الجلد ، واسم أحد مصبات جبل طويق في نجد.

(٥) وهذا جائز لا واجب.

(٦) عند الوقف يجب لحاق هاء السكت ، فيقال : عه ، قه ، ولا تعه سواء أكانت بلفظ المضارع أو الأمر.

(٧) في ظ (وحذف).

(٨) إذا جرت ما الاستفهامية بحرف جاز إلحاق هاء السكت عند الوقف ودونها ، والوقف بالهاء أجود.


ويجوز وصلها بكل متحرك حركة بناء لا تشبه إعرابا (١) ، فلا تلحق حركة إعراب كدال سعيد (٢) ، وميم يعلم ، ولا عارض بناء ، كاسم (لا) ، ومنادى ضمّ ، وعدد مركب ، ولا ماضيا وإن أديمت حركته ولزم بناؤه ؛ لشبهه المضارع (٣) في وقوعه حالا ، وغيرها ، ويرد على الشيخ.

وأمّا قول الراجز (٤) :

٥١٤ ـ يا ربّ يوم لي لا أظلّله

أرمض من تحت وأضحى من عله (٥)

فشاذّ.

__________________

(١) مثل : كيف وأين ، يجوز الوقف عليهما بهاء السكت ، تقول : كيفه ، وأينه ، ودونها.

(٢) في ظ (كذا لسعيد).

(٣) في ظ (وفي). يعني الفعل الماضي ، وفيه الخلاف ، واختار ابن مالك والشارح المنع مطلقا وهو رأي سيبويه. الأشموني ٤ / ٢١٩.

(٤) في ظ (الشاعر).

(٥) من رجز ، نسب إلى أبي الهجنجل. وقيل : لأبي ثروان. وروي : (من علي) وعليها فلا شاهد في البيت.

المفردات : لا أظلله : لا أصير في ظله. أرمض من تحت : تصيب شدة حرارة الأرض قدميه ؛ فرجليه حافية من النعل ، والرمضاء الأرض. أضحى من عل : أي تصيب شدة حرارة شمسه سائر جسمه.

الشاهد في : (عله) حيث ألحق هاء السكت شذوذا آخر الاسم الذي حركته عارضة ، ومثله قبل وبعد.

مجالس ثعلب ٢ / ٤٣٠ وشرح العمدة ٩٨١ وشرح الكافية الشافية ٢٠٠٠ وابن الناظم ٢٢٣ وابن يعيش ٤ / ٨٧ والمساعد ٤ / ٣٢٧ والعيني ٤ / ٥٤٥ والهمع ١ / ٢٠٣ و ٢ / ٢١٠ والدرر ١ / ١٧٢ و ٢ / ٢٣٥ والأشموني ٤ / ٢١٨.


وكان (١) يمكن الشيخ أن يقول بدل البيت (٢) فرارا ممّا (٣) ورد من (٤) صعوبة اللفظ ، نحو :

ووصلها أجز بتحريك بنا

لم يشبه إعرابا سوى ما ، وهنا

ويجرى الوصل مجرى الوقف في النثر قليلا ، مثل : (لَمْ يَتَسَنَّهْ)(٥) و (اقْتَدِهْ)(٦) ، و (مالِيَهْ)(٧) وفي ضرورة النظم كثيرا كقوله :

٥١٥ ـ كأن مهواها على الكلكلّ

موضعي كفّي راهب (٨) يصلّي (٩)

__________________

(١) في ظ (فكان).

(٢) يقصد قول ابن مالك في الألفية ٧٢ :

ووصلها بغير تحريك بنا

أديم شذّ في المدام استحسنا

(٣) في الأصل وم (ممه).

(٤) في ظ (ومن) بزيادة واو.

(٥) سورة البقرة الآية : ٢٥٩.

(٦) سورة الأنعام الآية : ٩٠.

(٧) سورة الحاقة الآية : ٢٨.

(٨) في الأصل وم (راكب).

(٩) البيتان من رجز لمنظور بن مرثد الأسدي. وفي النوادر بعد البيت الأول :

وموقعا من ثفنات زلّ

موقع كفّي راهب يصلّي

وفي مجالس ثعلب وشرح شواهد الشافية :

كأن مهواه على الكلكلّ

بعد السّرى من الندى المخضلّ

في غبش الصبح وفي التجلّ

موقع كفّي راهب مصلّ

الشاهد في : (الكلكلّ) حيث ضعّف حركة اللام في الوصل وعاملها معاملة الوقف ضرورة.

النوادر ٢٤٨ ومجالس ثعلب ٥٣٦ والمحتسب ١ / ١٠٢ ، ١٣٧ وسر الصناعة ١ / ١٦٢ ، ٤١٧ ، ٥١٥ وشرح شواهد الشافية ٢ / ٢٥٠ والخزانة عرضا ٢ / ٥٥١ والمعاني الكبير ١ / ٢١٨ واللسان (كلل) ٣٩٢١.


الإمالة

هي أن ينحى بفتحة نحو كسرة ، ولها أسباب منها :

كون الألف بدلا (١) من ياء ، كهدى (٢) ، وهدى ، وفتاة ، ونواة ، أو صائرة إلى ياء (٣) ، كمغزى ، وحبلى ، دون زيادة ؛ ليخرج نحو : قفا المصغّر (٤) ، وقفا المكسر (٥) ، ودون شذوذ ،

__________________

(١) في الأصل وم (بدل).

(٢) في ظ (هدى). هدى الأولى بضم الهاء اسم ، وهدى بفتحها فعل.

(٣) وهي التي تصير إلى ياء في التثنية أو الجمع ، فيقال في مغزى وحبلى : معزيان وحبليان ، وكذا الجمع.

(٤) يقال في تصغير (قفا) قفيّ ، وليست الياء في (قفيّ) بدلا من ياء ولا صائرة إلى ياء في تثنية أو جمع ، وإنما بسبب الإعلال والإبدال الناتج عن زيادة ياء التصغير ، فأصل تصغير (قفا) قفيو ، فاجتمعت الواو والياء في كلمة وسكنت الأولى فقلبت الثانية (الواو) ياء وأدغمت الياء في الياء ، فقيل : قفيّ ، ولذا خرجت من الشرط.

(٥) في الأصل (المكبر) تصحيف.

فإن (قفا) إذا جمعت جمع تكسير صارت : قفيّ ؛ لأن ألف (قفا). وهي واو في الأصل. صارت إلى الياء بسبب ياء جمع التكسير ؛ فأصل الجمع : قفوو ، قلبت الواو المتطرفة ياء لتطرفها ؛ كراهة اجتماع واوين ، فقيل : قفوي ، فاجتمعت الواو والياء في كلمة وسبقت (الواو) بالسكون فقلبت ياء ، وأدغمت الياء في الياء ، وقلبت الضمة قبلها كسرة لتناسب الياء ، وقلبت ضمة القاف كسرة لإتباع ما بعدها ، فصارت قفيّ. فليست بدلا من ياء ولا صائرة إلى ياء في تثنية أو جمع ، وإنما بسبب الإعلال والإبدال ، ولذا خرجت من الشرط.


ليخرج قفا وهوى (١).

ويشترط تطرّف الألف لفظا أو تقديرا ، بأن تليها هاء تأنيث ، كالأمثلة (٢).

ومنها : كون الألف بدلا (٣) عن [عين](٤) فعل تكسر فاؤه لإسناده إلى تاء ضمير ، واوا كانت (٥) ، كخاف ، أو ياء كدان (٦) ، كقولك (٧) : خفت ودنت ، على وزن : فلت ، دون جال وناب ، كقولك (٨) : جلت ونبت (٩) ، على وزن فلت.

ومنها : وقوع الألف متلوّ ياء ، كبايع ، أو تالي ياء (١٠) متصلة ، كبيان ، أو منفصلة بحرف ، كيسار ، أو بحرفين (١١) ، أحدهما هاء ، كأدر جيبها.

__________________

(١) وذلك على لغة هذيل الذين يقلبون الألف ياءا إذا أضيف الاسم الذي آخره ألف إلى ياء المتكلم ، يقولون في قفا وهوى : قفيّ وهويّ ، وغيرهم يقول : قفاي وهواي ، فليس لأن أصلها ياء ولا أنها صائرة إلى ياء.

(٢) يشير إلى الأمثلة السابقة ، فهدى وهدى ألفهما متطرفة لفظا ، وألف فتاة ونواة ، متطرفة تقديرا ؛ فتاء التأنيث كعدمها.

(٣) في الأصل وم (بدل).

(٤) سقطت (عين) من جميع النسخ ، والسياق يقتضيها.

(٥) في ظ (كان).

(٦) أصل خاف : خوف ، ودان : دين.

(٧) في ظ (لقولك).

(٨) في ظ (لقولك).

(٩) لأن الفاء فيهما مضمومة لا مكسورة.

(١٠) في ظ (كياء).

(١١) في ظ (كياسر أو بحرفان).


ومنها : كون الألف تليها كسرة ، كعالم ، أو تلي تالي كسر ، ككتاب ، أو تلي تالي سكون ولي كسرا ، كشملال.

وفصل الهاء لخفائها كلا فصل ؛ ليكون نحو : ليضربها ككتاب ، ونحو : درهماك كشملال ، في الإمالة.

وحروف الاستعلاء ، أي : ما يرتفع بها اللسان (١) إلى الحنك ، وهي : الصاد والضاد والطاء والظاء المطبقة ، والخاء والغين والقاف ، تكفّ إمالة الألف بسبب كسرة ظاهرة أو ياء موجودة ، إن كان المستعلي بعد الألف متّصلا (٢) بها ، كساخط ، أو مفصولا بحرف ، كبالغ ، أو حرفين ، كمواثيق.

وكذا تكفّ الراء غير المكسورة إذا وليت الألف قبلها أو بعدها ، نحو : راشد ، وحمار ، وعذارات.

وكذا يكفّ مستعل قدّم على الألف ، كصالح ، وصمادح ، ما لم يكن مكسورا كطلاب ، أو ساكنا إثر كسر ، كمطواع وإصلاح.

وكفّ المستعلي والراء غير المكسورة تغلبه الراء المكسورة ، فينكفّ ، فيمال نحو : غارم ، و (أَبْصارِهِمْ)(٣) و (دارُ الْقَرارِ)(٤) فإذا تباعدت فهي كالعدم في الكفّ والغلب عند الأكثر ، فيمال : هذا

__________________

(١) في ظ (اللسان بها).

(٢) في ظ (متصل).

(٣) سورة البقرة الآية : ٧.(وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ.)

(٤) سورة غافر الآية : ٣٩.(وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ.)


كافر (١) ، ولا يمال : مررت بقادر (٢) ، وبعضهم يعكس ويقول (٣) : هو الأكثر.

ولا تمل بسبب إمالة لم يتّصل ، وقد يوجب الكفّ سبب إمالة منفصل عن كلمتها ، كأتى قاسم (٤) ، بترك الإمالة.

وقد تمال الألف للتناسب ، كثاني ألفي معزايا ، ورأيت عمادا (٥) ، وك (وَالضُّحى) (١) (٦) و (تلا) (٧) ليشاكل كلّ ما بعده.

__________________

(١) تجوز إمالة الألف في (كافر) وإن كانت الراء مضمومة مفخمة ؛ وذلك لكسر الفاء قبل الراء.

(٢) فالراء في (قادر) بعيدة عن الألف بالدال ، والألف مسبوقة بحرف استعلاء ، وهو القاف ؛ لذلك امتنعت الإمالة.

(٣) في ظ (وقيل).

(٤) في م (كأبى). وقد امتنعت إمالة ألف (أتى) أو (أبى) وإن كان حرف الاستعلاء (القاف) في (قاسم) جاء بعدها ؛ وذلك للفصل بين الألف وحرف الاستعلاء ؛ فكل واحد منهما في كلمة وإن كانا متجاورين.

(٥) تمال الألف الأخيرة في (معزايا وعمادا) للتناسب مع إمالة الألف التي قبل كل منهما لجواز إمالتها بسب الكسرة قبلها ، دون الألف الأخيرة ، لكن جاز للتناسب.

(٦) سورة الضحى الآية : ١.

أميلت ألف (الضحى) لكون الألف آخر مجاور لما أميل آخره ، (أعني ما بعدها من آيات). قال تعالى : (وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) (٣).

(٧) سورة الشمس الآية : ٢.

أميلت (تلا) في قوله تعالى : (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها) (٢) الإتحاف ٢ / ٦١٢ ، ٦١٦.

وذلك للتناسب مع ما بعدها من رؤوس الآي ، مما أصل ألفه ياء ، قال تعالى : (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها) (٤).


ولا تمل ما لم يتمكن إلّا ألفي هاء ، وناء ، كمرّ بها ، وبنا ، ونظر إليها ، وإلينا.

وأميل بسماع دون سبب ، متى ، وبلى ، وأنّى (١) ، وإمّا لا (٢) ، وكذا الحجّاج ، وباب ومال ، والناس.

وإمالة الفتح قبل راء مكسورة في طرف مطّردة (٣) ، نحو : (بِشَرَرٍ)(٤) ومن الكبر ، ومل للأيسر.

وكذا فتح يليه هاء تأنيث في الوقف خاصّة إذا كان غير ألف ، وحسن (٥) في نحو : رحمة ، وبفتح في الراء نحو : كدرة ، وبتوسّط في الاستعلاء ، كحقّة (٦).

قال الصّيمري (٧) : ويمال كل فعل آخره ألف ولو منقلبة عن واو ، كغزا ودعا (٨) ؛ إذ الفعل أحقّ بالتصرّف والتخفيف (٩) لثقله.

__________________

(١) في ظ (وأن).

(٢) يعني ألف (لا) في إمّا لا.

(٣) والإمالة هنا جائزة في الوصل والوقف.

(٤) سورة المرسلات الآية : ٣٢.(إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ) (٣٢). وانظر الإتحاف ١ / ٤٩٨.

(٥) في ظ (ويحسن).

(٦) انظر النشر ٢ / ٨٣ ـ ٨٩ والإمالة في القراءات واللهجات العربية ٢٣٨ ـ ٢٣٩.

(٧) التبصرة والتذكرة ٧١١.

(٨) في ظ (وداع).

(٩) في ظ (والتحقيق).


التّصريف

الحرف وشبهه بريء من التصريف (١) ، والاسم الذي لا يشبه الحرف والفعل حريّ (٢) بالتصريف ، ولا يقبله أقلّ من ثلاثي ، إلّا ما غيّر كيد ، وبع ، وم الله ، وق زيدا.

ومنتهى الاسم المجرد خمسة أحرف ، وإن زيد فيه فلا يتجاوز سبعة إلّا بهاء تأنيث أو نحوها ، كألف ونون.

وأبنية (٣) الثلاثي المجرّد يعمّها بفتح غير آخره ، وضمّه وكسره ، وزيادة تسكين ثانيه أيضا ، وذلك مفتوح الأول مفتوح الثاني ، أو مضمومه أو مكسوره ، كفرس عضد وكتف ، و (٤) مضموم الأول مفتوح الثاني ، أو مضمومه ، أو مكسوره ، كصرد وعنق ، و (٥) دئل لدويبّة (٦). ومكسور الأول [مفتوح الثاني](٧) أو مضمومه أو

__________________

(١) في الأصل وم (الصرف).

(٢) في ظ (حريا).

(٣) في ظ (وأينة).

(٤) الواو زيادة من ظ.

(٥) الواو زيادة من ظ.

(٦) سقطت (لدويبة) من ظ.

(٧) ما بين القوسين [] زيادة من ظ. وهو لازم ليطابق المثال (عنب) المذكور بعد ، والله أعلم.


مكسوره (١) ، كعنب ، وفعل (٢) ، وإبل. ومفتوح الأول أو مضمومه أو مكسوره (٣) ، ساكن الثاني ، ككعب ، وقفل ، وعلم. تلك اثنا عشر ، واحد أهمل استثقالا ، وهو فعل ، وواحد شاذّ ، وهو فعل ، كدئل ، ووعل ؛ لقصد الدلالة على (٤) فعل ما لم يسمّ فاعله.

وقد يردّ بعضها إلى بعض ، ففعل ممّا ثانيه حرف حلق ، كفخذ ، يجوز فيه فخذ وفخذ وفخذ ، وكذلك الفعل ، كشهد (٥). وفي نحو كتف (٦) : كتف ، وكتف ، وفي نحو عضد (٧) : عضد ، وفي نحو عنق عنق (٨) ، وفي إبل ، وبلز ، لا مرأة ضخمة قصيرة :

__________________

(١) جاء في الأصل وم زيادة (ساكن الثاني) وهذا غير مطلوب هنا ؛ إذ هذا الشرط يأتي في الصورة التالية والأخيرة لبناء الفعل ، ولعل ذلك سهو من الناسخ فقد كررها في صورتي البناء.

(٢) وفي ظ (قفل). على هذا الوزن (حبك) في قراءة أبي السّمّال.

(٣) في ظ (أو مكسورة أو مضمومه) بالتقديم والتأخير.

(٤) في ظ زيادة (به).

(٥) يعني أن كل ثلاثي على (فعل) حلقي العين من اسم أو فعل فيه أربع لغات ، فيقال : شهد ، وشهد ، وشهد وشهد ، بفتح الفاء وكسر العين وكسرهما ، وفتح الفاء وكسرها مع سكون العين. الأشموني وحاشية الصبان ١ / ٢٦.

(٦) سقطت إحدى كلمتي (كتف) من م.

وفي كل اسم على وزن (فعل) وليس حلقي العين ثلاث لغات : فتح الفاء وكسر العين وسكونها ، وكسر الفاء مع سكون العين ، نحو كتف وكبد وكلم وكلمة. المرجع السابق.

(٧) وهو ما كان على وزن (فعل) بفتح الأول وضم الثاني مما ليس حلقي الثاني ، فيجوز فيه تفريع واحد ، وهو إسكان الثاني تخفيفا فيقال : عضد فرارا من الانتقال من خفيف ، وهو الفتح ، إلى الضم الثقيل.

(٨) وهو ما كان على وزن (فعل) بضم الفاء والعين ، يجوز فيه تفريع ـ ـ


إبل ، وبلز ، ولا ثالث لهما (١).

وفي نحو : قفل : قفل ، على رأي بعضهم (٢) ؛ لأجل مجيء عسر ويسر.

وأبنية الماضي الثلاثي المجرّد أربعة ، ثلاثة للفاعل : مفتوح الأول ، مفتوح الثاني ، أو مضمومه ، أو مكسورة ، كضرب ، وظرف ، وشرب ، وواحد للمفعول مضموم الأول مكسور الثاني ، كضمن.

ومنتهى الفعل المجرّد أربعة ، كدحرج ، وإن زيد فيه فلا يتجاوز ستة ، كاستخرج (٣).

وأبنية الاسم الرباعي المجرّد ستّة : (فعلل) كجعفر ، و (فعلل) كزبرج ، لذهب أو سحاب رقيق ، و (فعلل) كدرهم ، و (فعلل) كدملج ، و (فعلّ) كقمطر ، لوعاء سكر (٤) ، و (فعلل) كجخدب ، لذكر جراد ، زاده الأخفش (٥).

__________________

واحد ، وهو إسكان العين ، فيقال في عنق : عنق ، فرارا من توالي ثقيلين ، مفردا كان أو جمعا.

(١) يعني أن ما كان على وزن (فعل) بكسر الفاء والعين وليس حلقي العين يجوز فيه تفريع واحد وهو إسكان العين.

(٢) يعني الأخفش فقد حكي عنه أن كلّ (فعل) في الكلام فتثقيله جائز إلا ما كان صفة أو معتل العين كحمر وسوق ، فإنهما لا يثقلان إلا في ضرورة الشعر. وكذا قال عيسى بن عمر. انظر شرح الشافية للرضي ١ / ٤٦ والشافية في علم التصريف ١٣ للدويني ، ولم يذكر من حكاه.

(٣) في الأصل وم (استخراج).

(٤) في جميع النسخ (سكر) وفي اللسان وجميع المواجع الصرفية التي اطلعت عليها أن القمطر وعاء كتب.

(٥) ابن الناظم ٢٢٩ والأشموني ٤ / ٢٤٧.


وأبنية الاسم الخماسي المجرد أربعة : (فعلّل) كسفرجل (١) ، و (فعللل) كجحمرش ، لأفعى أو عجوز ، و (فعلّل) (٢) كخبعثن ، لأسد ، و (فعللّ) كقرطعب ، لحقير.

وما جاء على غير الأمثلة فمنسوب غالبا ، إمّا إلى زيادة (٣) ، كظريف ، ومحرنجم (٤) ، وإمّا إلى نقص ، كيد (٥) ، وكذا جندل (٦) ، لمكان ذي جنادل ، وعلبط ، لضخم (٧) ؛ لأنّ توالي الحركات حملها (٨) على باب جنادل (٩) وعلابط.

والفرق بين الزائد والأصل (١٠) ، لزوم الأصل في التصاريف ، وحذف الزائد في بعضها ، كتاء احتذي ، وميم مكرم ، وربّ زائد لم يسقط ، كنون قرنفل.

__________________

(١) في ظ (كفرجل).

(٢) في جميع النسخ هكذا : (فعلل كخبعثن) بفك إدغام اللام كتابة ، والصواب ما أثبت. انظر المرادي ٥ / ٢٣١.

(٣) في ظ (إما لزيادة).

(٤) في ظ (ومحرنجن).

(٥) في ظ (إما لنقص أيد).

(٦) (يد) مثال لنقص حرف من أصل الكلمة ، و (جندل) مثال لنقص حرف زائد ، وهو الألف من جمع جنادل.

(٧) في م (كضخم). وانظر اللسان (علبط) ٤ / ٣٠٦٥.

(٨) في ظ (حملهما).

(٩) في ظ (جناد).

(١٠) في ظ (الأصلي).


وإذا (١) عرفت هذا ، فإذا وزنت كلمة فقابل أصولها بحروف (فعل) ، والزائد من حروف (سألتمونيها) يكتفى بلفظه ، إلّا المبدل من تاء الافتعال.

فوزن ضارب ، وصيرف ، وجوهر : فاعل ، فيعل ، فوعل ، ووزن اصطبر : افتعل. وضاعف اللام إذا بقي أصل ، كقولك : وزن جعفر فعلل ، وفستق فعلل. وإن كان الزائد مكرّرا قوبل في الميزان بما (٢) يقابل به الأصل ، كقولك : وزن اغدودن افعوعل ، ووزن ردّ ، ومردّ (٣) ، فعل ، ومفعل ؛ إذ الأصل : ردد ، ومردد.

وما تكررت (٤) مثل فائه وعينه بدون أصل ثالث ، كسمسم ، وزلزل ، فأصالة أحدهما واجبة تكميلا ، وليست بأولى من أصالة الآخر ، فحكم بأصالتهما (٥) معا ، إلّا أن يدلّ الاشتقاق على الزيادة ، كلملم ، أخذ من لملمت (٦) ، وأصله من لممت ، بزيادة مثل العين ، ثم أبدل من ثاني الأمثال مثل الفاء كراهة تواليها ، فصارت لملمت ، وهذا أولى من جعله ثنائيّا (٧) مكرّرا موافقا في المعنى للثلاثي (٨)

__________________

(١) في ظ (وإذ قد) بدل (وإذا).

(٢) في الأصل وم (مما).

(٣) في ظ (ومر).

(٤) في ظ (تكرر).

(٥) في ظ (بأصالتها).

(٦) في جميع النسخ (لممت).

(٧) في الأصل وم (ثنيا).

(٨) في جميع النسخ (الثاني).


المضاعف ، كما يقول البصريون (١) في أمثاله كصفصف (٢).

وإذا صحب الألف أكثر من أصلين فهو زائد ، كضارب ، أو أصلين فبدل (٣) من أصل (٤) إلّا في حرف أو شبهه. وكذا الياء والواو إلّا في الثّنائي المكرر ، نحو : يؤيؤ ، لطائر ، ووعوع ، لصوت (٥) ، فيحكم بأصالة حروفه.

والهمز أو الميم إن سبقا ثلاثة أصول محقّقة ، فزائدة غالبا كأحمد ، ومكرم ، وقلنا محققة لأن همزة أولق ، لجنون ، أصل عند قائل : ألق ألقا ؛ إذ لم يتحقّق أصالة ثلاثة بعدها ، بل تحقق زيادة الواو بخلاف قائل : ولق ولقا.

والهمزة الآخرة بعد ألف تلت أكثر من أصلين ، زائدة ، كحمراء ، وقرفصاء. وإن تلت أصلين ، كسماء وبناء ، فأصل أو بدل منه (٦).

والنون في الآخر بالشروط كالهمز ، كندمان ، وزعفران (٧) ، لا

__________________

(١) ابن الناظم ٣٣١.

(٢) في ظ (كقضقضت).

(٣) في م (وبدل).

(٤) مثل : قال وغزا ، وطار ورمى ، فالألف بدل من الواو في الأولين ، ومن الياء في الآخرين.

(٥) في ظ (صوت).

(٦) الهمزة في (سماء) بدل من واو ، فهي من سما يسمو سماو ، و (في بناء) بدل من ياء ، فهي من بنى يبني بناي ، فانقلبت الواو والياء فيهما همزة لتطرفهما بعد ألف زائدة. ومثال الهمز الأصلية (براء).

(٧) النون في المثالين زائدة لأنها بعد ثلاثة أصول فأكثر.


كأوان ، وهوان (١). وزيدت ساكنة بين حرفين وحرفين ، كغضنفر : لأسد ، لوقوعها موقع ما يعلم زيادته ، كياء سميذع (٢).

وتعلم زيادة التاء لكونها للتأنيث ، كمسلمة أو للمضارعة ، كتفعل ، أو مع سين الاستفعال وفروعه (٣) ، أو لمطاوعة فعّل وفعلل ، وتعلّم وتدحرج.

[ولا تطّرد زيادة الهاء إلّا في الوقف ، نحو : لمه؟ ولم يره ، وعه ، كما مرّ](٤).

ولا تطّرد زيادة اللام إلّا في الإشارة ، كذلك ، وتلك.

وامنع زيادة إن وقع حرف من (سألتمونيها) خاليا عمّا قيّدنا به إلّا أن تقوم بالزيادة حجة ، كسقوط نون حنظل ، في حظلت الإبل ، أي : آذاها أكله ، وتاء ملكوت ، في الملك ، وسين قدموس ، في القدم ، ونون نرجس ، وكنهبل (٥) ، وتاء تنضب (٦). زوائد ؛ إذ أوزانها مرفوضة (٧) خارجة عمّا قدّمنا في الرباعي والخماسي المجرّدين.

__________________

(١) في جميع النسخ (مهوان).

والنون في المثالين غير زائدة لأنها بعد أقل من ثلاثة أصول.

(٢) السميذع : السيد الكريم.

(٣) مثل : استخراج ، استخرج ، مستخرج ، وكذا الاقتدار وفروعه ...

(٤) سقط ما بين القوسين [] من م. وانظر الوقف ص : ٧١٩

(٥) في ظ (كلهبل).

والكنهبل : شجر عظام ، والشعير الضخم السنبلة. اللسان (كهبل) ٣٩٤٥ عن ابن الأعرابي.

(٦) التنضب : شجر تؤخذ منه السهام ، الواحدة تنضبة.

(٧) في الأصل وم (مرفوعة).


فصل في زيادة همزة الوصل

للوصل همزة مصدّرة ، لا تثبت إلّا في الابتداء بها ، نحو : استثبتوا ، أي : تحقّقوا.

وهي مكسورة إلّا فيما بعد (١) ساكنه ضمة أصلية ، فإنها تضم ، نحو : اقتل ، اغد ، اغزي (٢) ؛ إذ الأصل اغدوا (٣) ، بخلاف ارموا (٤) ، وإلّا في لام التعريف ، وايمن ، فإنها تفتح وتقرب (٥) من همزة القطع ، بكونها أوّل فعل ماض زائد على أربعة ، أو مصدره ، أو أمره ، كانجلى انجلاء ، واستخرج (٦) استخراجا ، واستخرج (٧) ، و (٨) بكونها أوّل صيغة أمر الثلاثي ، كاخش ، وامض ، وانفذ.

__________________

(١) في ظ زيادة (لا) من الناسخ.

(٢) في ظ (أغزي اغزي) بدل (اغد اغز). وفي الأصل وم (أغز) دون الياء.

(٣) في ظ (اغزوي).

واغدوا ، من غدا يغدو ، فضمة الدال (عين الكلمة) الواقعة بعد ساكن أصلية.

(٤) لأن أصلها ارميوا ، بكسر الميم وضم الياء ، فسكّنت الياء بحذف الضمة للاستثقال ، ثم حذفت الياء للالتقاء الساكنين ، وضمت الميم (عين الكلمة) لمناسبة الواو ولتسلم من القلب ياءا ، فقيل : ارموا ، فعين الفعل (الميم الواقعة بعد ساكن) مكسورة في الأصل ، وإنما ضمت لمناسبة الواو ، وكذا أمثالها ، نحو : امشوا واقضوا.

(٥) في ظ (وتعرف).

(٦) في الأصل وم (استخراج).

(٧) سقطت (واستخرج) من ظ.

(٨) الواو زيادة من ظ.


وتوصل همزة عشرة أسماء محفوظة ، وهي : اسم ، واست ، وابن ، وابنة ، وابنم ، واثنين ، واثنتين (١) ، وامرؤ ، وامرأة ، وايمن في القسم.

ولم ترد في شيء من الحروف إلّا لام التعريف.

ولا تحذف بعد همزة استفهام لئلّا يلتبس بالخبر ، بل الوجه أن تبدل ألفا ، نحو : (آلذَّكَرَيْنِ)(٢) ، وقد تسهّل ، كقوله :

٥١٦ ـ أالحقّ ـ إن دار الرّباب تباعدت

أو انبتّ (٣) حبل ـ أنّ قلبك طائر (٤)؟

__________________

(١) في م (وابنين وابنتين) تصحيف من الناسخ.

(٢) سورة الأنعام الآية : ١٤٣.

(٣) في ظ (انبة).

(٤) البيت من الطويل لعمر بن أبي ربيعة ، وقيل لجميل بثينة ، وقيل لحسان بن يسار التغلبي. ورواية ديوان عمر : (أحقّا لإن دار) ورواية ديوان جميل للشطر الثاني : (أو ان شطّ ولي ...).

المفردات : الرباب : اسم امرأة. انبت : انقطع. حبل : أراد حبل المودة.

الشاهد في : (أالحق) حيث سهلت همزة الوصل لسبقها بهمزة الاستفهام على غير الأصل ، والأصل إبدال همزة الوصل ألفا ومد همزة الاستفهام.

ديوان عمر ١٠١ وديوان جميل ٨٣ وسيبويه والأعلم ١ / ٤٦٨ وشفاء العليل ٨٥٤ وابن الناظم ٣٣٥ والخزانة ٤ / ٣٠٨ عرضا وشرح التصريح ٢ / ٣٦٦ والأشموني ٤ / ٤٧٨.


الإبدال

الأحرف التي تبدل من غيرها غالبا يجمعها (هدأت موطيا) ، وأمّا نحو : سطر في صطر ، وحجّتجّ (١) ، وأبو علجّ ، وخبيت في خبيث (٢) ، وعصيك في عصيت ، والنات في الناس ، فشاذ.

فالهمزة (٣) تبدل من واو وياء إن طرّفتا (٤) بعد ألف زائدة ، كدعاء ، وبناء ، الأصل : دعاو وبناي (٥) ، أو وقعتا عين اسم فاعل اعتلّت عين فعله ، كقائل ، وبائع ، الأصل : قاول وبايع.

وتصحّ في صحيح العين ، كعور وعين ، فهو عاور وعاين.

والمدّ المزيد ثالثا في الواحد ، يبدل همزا بعد ألف جمعه ، كقلائد وعجائز وصحائف. ولا يبدل غير مزيد ، كمعايش ، ومفاوز. ولا غير مدّ ، كقساور جمع قسورة (٦). وسمع مصائب ، ومنائر (٧).

__________________

(١) في الأصل (عجنج).

(٢) جاءت الحروف مهملة في الأصل وم ، وفي ظ (خبيت) بالتاء. قال السيرافي في (ما يحتمل الشعر من الضرورة) ١٧٩ ـ ١٨٠ : «كما أبدلت خيبر والنضير من الثاء تاءا في كثير من الحروف ، كقولهم في ثوم : توم ، وفي المبعوث : مبعوت ، وفي الخبيث : خبيت. قال الشاعر :

ينفع الطيب القليل من الرز

ق ولا ينفع الكثير الخبيت

(٣) سقطت تاء الهمزة من ظ.

(٤) في ظ (تطرفتا).

(٥) في ظ (دعا وبنا).

(٦) في الأصل وم (قسور) وسقط من (جمع قسورة).

(٧) يعني أن واو مصاوب ومناور ، أبدلتا فيهما همزة شذوذا.


ويبدل همزا أيضا ثاني ليّنين اكتنفا ألف مفاعل ولو في الأصل ، كنيّف (١) ونيائف ، وأوّل وأوائل ، وسيّد وسيائد ، وذلك بخلاف مفاعيل ولو في الأصل فإنه يصحّ ، كطواويس ، وكقوله :

٥١٧ ـ وكحّل العينين بالعواور (٢)

إذ أصله : العواوير ، جمع عوّار. وأعلّ عيائيل فأشبع (٣).

وتبدل كسرة الهمزة فتحا ، ثم تبدل ياءا فيما أعلّ لاما ، مما استحقّ إبدال ما بعد ألف جمعه همزا ، كقضية وقضايا ، أصله :

__________________

(١) في ظ (كنيفا).

(٢) البيت من رجز للعجاج ، وقيل : جندل بن المثنى الطهوي ، وقبله :

حنّا عظامي وأراه ثاغري

المفردات : حنا : قوّس. ثاغري : من ثغرت أسنانه إذا تكسرت. العواور : الرمد.

الشاهد في : (العواور) أصله : العواوير ، لم يبدل الشاعر الواو الثانية همزة ، لأن الاسم على وزن مفاعيل ، واكتفى بحذف الياء ، وأبقى الواو بعد الألف على حالها فلم تقلب همزة لبعدها عن الطرف ؛ نظرا لأن أصلها (عواوير) فالحذف عارض للوزن.

ملحق ديوان العجاج ٣٩٩ وسيبويه والأعلم ٢ / ٣٧٤ والخصائص ١ / ١٩٥ و ٣ / ١٦٤ والمحتسب ١ / ١٠٧ والمنصف ٢ / ٤٩ و ٣ / ٥٠ وشرح الكافية الشافية ٢٠٨٥ وابن الناظم ٣٣٧ والعيني ٤ / ٥٧١ والإنصاف ٧٨٥ وابن يعيش ٥ / ٧٠ و ١٠ / ٩١ ، ٩٢ وشواهد الشافية ٣٧٤ وشرح التصريح ٢ / ٣٦٩ والأشموني ٤ / ٢٩٠ واللسان (عور) ٣١٦٥.

(٣) (عيائيل) جمع عيّل ، والأصل في الجمع عيايل ، فأبدلت ياء مفاعل همزة كما في صحائف وعجائز ، فصارت عيائل ، ثم أشبعت كسرة الهمزة ياء فقيل عيائيل.


قضايي ، فخفّف فصار قضاءا ، [ثمّ قلبت الهمزة ياء](١) قضايا.

وإن كانت اللام واوا سلمت في الواحد ، فتحت الهمزة ثم أبدلت (٢) واوا ، كهراوة وهراوى ، أصله : (هرائو (٣) ، فخفّف فصار هراءا (٤) ثم [قلبت الكسرة فتحة فصارت](٥) هراوى. وندر قوله :

__________________

(١) ما بين القوسين [] سقط من ظ.

اختصر الشارح الإعلال والإبدال في جمع قضية على (قضايا) التي أصل جمعها قضايي بياءين : الأولى ياء فعيلة ، والثانية لام قضيّة ، ثم أبدلت الياء الأولى همزة عند الجمع كما في صحائف ، فصارت قضائي ، ثم قلبت كسرة الهمزة فتحة فصارت : قضاءي للتخفيف ، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت قضاءا ، فاجتمع شبه ثلاث ألفات فأبدلت الهمزة ياءا فصارت قضايا.

(٢) في ظ (أبدل).

(٣) في الأصل وم (هرائي) وفي ظ (هراء هراو) وليس هذا هو الأصل في هراوى ، وإنما الأصل ما أثبتناه.

اختصر الشارح مراحل الإعلال والإبدال مع التقديم والتأخير ، وبسط ذلك كما يلي : هراوة ، جمعها هراوى على وزن صيغة منتهى الجموع (فعائل) وأصل : هراوى : هرائو ، بقلب ألف هراوة في المفرد همزة ، لاجتماع ألفين ولا يمكن حذف إحداهما ، لفوات الغرض المقصود من الألفين ؛ فوجب تحريك المدة بالكسر ، والألف إذا حركت قلبت همزة ، ثم قلبت الواو ياءا لتطرفها بعد كسرة فقيل هرائي ، ثم خففت الهمزة بالفتح فقيل : هراءي ، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فقيل : هراءا ، فكرهوا اجتماع ألفين بينهما همزة فأبدلوا الهمزة واوا ليشاكل الجمع المفرد فصارت هراوى.

(٤) في الأصل وم (هراو) وهي لا تأتي في أي مرحلة من مراحل إعلالها وإبدالها ، والظاهر أن هنا سقط من النساخ والله أعلم. وقد وضحت مراحل إعلالها وإبدالها في التعليق السابق.

(٥) ما بين القوسين [] سقط من ظ.


٥١٨ ـ فما برحت أقدامنا في مقامنا

ثلاثتنا حتّى أزيروا (١) المنائيا (٢)

وتبدل أوّل الواوين المصدّرتين (٣) همزا (٤) ، كواصلة (٥) وأواصل ، أصله : وواصل (٦) ، وكالأولى ، أصله الوولى ، مؤنث أوّل (٧) ، كأفعل

__________________

(١) في الأصل وم جاء الشطر الثاني هكذا : (تلبثنا حتى ازور المناييا).

(٢) البيت من الطويل لعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من قصيدة قالها يوم بدر في مبارزته لكفار قريش هو وحمزة وعلي رضي‌الله‌عنهم أجمعين.

المفردات : ما برحت : ما زالت ثلاثتنا : يعني نفسه وحمزة وعلي. أزيروا : بالبناء للمجهول ، من الزيارة ، أي حتى موّتوا. المنائيا : جمع منية ، وهي الموت.

الشاهد في : (المنائيا) حيث قلب حرف العلة همزة وأثبتها ، فعاملها معاملة الهمزة الأصلية ، وكان القياس أن يقول : المنايا).

شرح الكافية الشافية ١٢٨٢ ، ٢٠٨٨ وشرح التسهيل ٣ / ٣٣٤ وابن الناظم ٢١٨ ، ٣٣٧ والمرادي ٦ / ٢٠ والمساعد ٤ / ١٠٠ وشفاء العليل ٧٦٩ والعيني ٤ / ١٨٨ ، ٥٧٢ والأشموني ٤ / ٢٩٢.

(٣) في ظ (المصدرين).

(٤) وذلك إذا كانت الواو الثانية غير مدة كأواصل ، أو مدة غير مزيدة ولا مبدلة كالأولى. وخرج بقوله مصدرتين نحو : هوويّ ونوويّ في النسب إلى هوى ونوى.

(٥) في ظ زيادة (وواصل أصله).

(٦) واصلة ، تجمع على أواصل ، أصلها وواصل ، بواوين أولاهما فاء الكلمة ، فهي من وصل ، والثانية بدل من ألف واصلة ، فاجتمع في الجمع واوان ، وواصل ، فأبدلت الأولى همزة ، فقيل : أواصل.

(٧) الأولى ، مؤنث الأول في الترتيب ، أصلها الوولى ، فقلبت الواو الأولى همزة ، فقيل الأولى.


منك (١) ، ما لم تكن الثانية مدّة مزيدة : (٢) كووفي ، وووري (٣). أو مبدلة كالوولى مخفّف الوؤلى ، أنثى الأوأل (٤) ، أفعل (٥) تفضيل من وأل ، إذا لجأ (٦) ، فلا يجب فيهما الإبدال.

وإذا اجتمع في كلمة همزتان ، فإن كانت ساكنة بعد متحركة (٧) أبدلت (٨) الثانية مدّا يجانس حركة أولاهما ، كآثرت أوثر (٩) إيثارا (١٠) ، وكآدم ، إيت ، أوتمن (١١).

__________________

(١) في الأصل وم (مثل) بدل (منك).

(٢) الكاف زيادة من ظ.

(٣) في الأصل وم (ووري) دون واو العطف.

ووفي ووري ، فعلان مبنيان للمجهول ، والواو الثانية فيهما ساكنة منقلبة عن ألف (فاعل) : وافى ، وارى ، فهي زائدة فلا يجب إبدالها.

(٤) في الأصل وم (الأوائل).

يجوز أن تقول االوولى على الأصل ، فلا يجب إبدال الواو الأولى همزة ، لأن الواو الثانية منقلبة عن همزة ، فليست متأصلة في الواوية ، ويجوز أن تقول الأولى بإبدالها همزة.

(٥) في الأصل (لفعل) وفي م (كفعل).

(٦) في ظ (الجأ).

(٧) في الأصل وم (متحرك). يعني إن كانت الهمزة الثانية سكنة والهمزة الأولى متحركة.

(٨) في ظ زيادة (منه).

(٩) في ظ (أوثري).

(١٠) أصله : أأثرت ، أؤثر ، إئثار ، فالهمزة الأولى في كلّ متحركة : مفتوحة في الأولى ، ومضمومة في الثانية ، ومكسورة في الثالثة ؛ فأبدلت الهمزة الثانية حرف علة ياء من جنس حركة الأولى تخفيفا.

(١١) الأصل : أأدم ، إئت ، أؤتمن ، فأبدلت الهمزة الثانية في (آدم) ألفا لسكونها ـ ـ


وإن كانت (١) مفتوحة بعد مضمومة أو مفتوحة ، أبدلت واوا ، كأويدم ، وأوادم ، أصله : أأيدم ، وأأادم (٢).

وإن كانت إثر مكسورة قلبت ياءا (٣) ، وكذا ذات الكسرة (٤) مطلقا ، أي : سواء كانت بعد مكسورة ، أو مفتوحة ، أو مضمومة ، فإنها تقلب ياءا (٥).

__________________

وفتح ما قبلها ، وفي (إيت) أبدلت ياء لسكونها وكسر ما قبلها ، وفي (أوتمن) أبدلت واوا لسكونها وضم ما قبلها.

(١) أي الهمزة الثانية.

(٢) في ظ (وأوادم).

أؤيدم ، على وزن فعيعل ، الهمزة الأولى مضمومة والثانية مفتوحة ، ولذا تقلب الهمزة الثانية واوا من جنس حركة الأولى ، فيقال أويدم. أما أأادم ، فعلى وزن أفاعل ، الهمزة الأولى همزة أفاعل مفتوحة ، والثانية فاء الكلمة بعدها ألف أفاعل ، فهي مفتوحة أيضا فتقلب الهمزة الثانية واو عند الجمع ، فيقال أوادم.

(٣) أي : إن كانت الهمزة الأولى مكسورة والثانية مفتوحة ، مثل أن تبني من (أمّ) على وزن إصبع ، بكسر الهمزة وفتح الباء ، فتقول : إئمم ، بهمزتين مكسورة فساكنة ، مع فتح الميم الأولى ، ثم تنقل حركة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ، وينقل السكون إلى الميم الأولى ؛ ليمكن إدغام الميمين ، فتصير إثمّ ، الهمزة الأولى مكسورة والثانية مفتوحة ، ثم تبدل الهمزة الثانية ياءا فيصير (إيم) ؛ لتجانس الحركة التي قبلها.

(٤) في ظ (الكسر).

(٥) كأن تبني من (أمّ) مثل : إصبع على وزن إفعل ، وأفعل ، وأفعل ، بكسر همزة إصبع وفتحها وضمها ، وكسر الباء في إصبع في الجميع ، ثم تفعل ما سبق في وزن (إصبع) من القلب والإبدال ؛ فتصير : إيم ، أيم ، أيم ، حسب الترتيب السابق.


والمضمومة (١) تقلب واوا ، سواء كانت بعد مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة (٢). هذا حكم المصدّرتين.

وأمّا المؤخرتان ، وهما المعبر عن ثانيتهما بقوله : ما لم يكن لفظا أتمّ. أي : متطرفة ، فلا تبدل واوا ؛ إذ لا تتطرّف في أكثر من ثلاثي ، وإنما تبدل ياءا مطلقا ، ثمّ ما قبلها إن كان مفتوحا قلبت ألفا ، وإن كان مضموما كسر (٣) ، فتقول في مثل جعفر وزبرج وبرثن ، من قرأ : قرأى ، أو قرء ، قرء (٤) ، ونحو ذلك زوايا (٥)

__________________

(١) أي الهمزة الثانية.

(٢) وذلك أن تبني من (أمّ) على مثال : أصبع ، وإصبع وأصبع ، بفتح الهمزة الأولى وكسرها وضمها ، مع ضم الباء في أصبع في الجميع ، ثم يجري عليها من القلب والإبدال ما سبق ؛ فتصير : أومّ ، إوم ، أوم.

(٣) أما إذا كان ما قبلها مكسورا فيبقى على كسره كموازن (زبرج).

(٤) في الأصل وم (قرءي أو قرءي وقرءء) وفي ظ (القرا والقري والقرءء).

وأصل قرأى : قرأأ ، ثم قلبت الهمزة المتطرفة ياءا فصارت قرأيا ، فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصارت قرأى على وزن جعفر. وأصل قرء قرئئ على وزن زبرجج ، قلبت الهمزة المتطرفة ياءا فصارت قرئيا ، وتكتب في حالي الرفع والجر منكرة : قرء بحذف الياء لأنها صارت اسما منقوصا.

وأصل قرء مضمومة الفاء : قرؤؤ على وزن برثن ، فقلبت ضمة الهمزة الأولى كسرة ، فصارت قرئئ ، فقلبت الهمزة المتطرفة ياءا لانكسار ما قبلها ، فصارت قرئيا ، وتكتب في حالي الرفع والجر منكرة : قرء بحذف الياء لأنها صارت اسما منقوصا ، والفرق بينها وبين السابقة أن هذه مضموة فاء الكلمة وتلك مكسورتها.

(٥) في ظ (رزايا).


وخطايا ، الأصل : زوائئ ، وخطائئ (١) ، فأبدل ثاني همزيه ياءا ، ثمّ عومل معاملة قضايا.

واقلب الألف ياءا في موضعين (٢) :

أحدهما : إذا عرض كسر ما قبلها ، كمصابيح في جمع مصباح.

الثاني : إذا وقع قبلها ياء تصغير ، كغزيّل في غزال.

وافعل بالواو الواقعة آخرا فعلك بالألف (٣) في إبدالها ياءا ؛ لكونها بعد كسر ، أو ياء تصغير ، كرضي وقوي ، الأصل : رضو وقوو (٤) ، من الرضوان والقوّة ، كجريّ (٥) في جرو (٦) ، وأصله

__________________

(١) في ظ (رزاى وخطا).

وبسط الإعلال والإبدال هو أن أصل جمع زاوية وخطيئة ، زوايئ وخطايئ ، بياء مكسورة هي ياء المفرد : زاوية وخطيئة ، ثم أبدلت ياء المفرد همزة ، فقيل : زوائئ وخطائئ ، على حد الإبدال في رسائل وصحائف ، ثم أبدلت الهمزة المتطرفة المكسور ما قبله ياءا ، فقيل : زوائي وخطائي ، ثم قلبت كسرة الأولى فتحة فقيل : زواءي وخطاءي ، ثم قلبت الياء فيهما ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، فقيل : زواءا وخطاءا ، بألفين بينهما همزة فاجتمع شبه ثلاث ألفات ، فأبدلت الهمزة ياءا فصارت زوايا وخطايا.

(٢) في الأصل وم (الموضعين).

(٣) في ظ (في الألف).

(٤) قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وهي متطرفة فصارت رضي وقوي. ويجري مثل ذلك في الأفعال المبنية للمجهول ، مثل عفي ، أصلها عفو ، وكذا الأسماء مثل الغازي والداعي ، أصلهما : الغازو والداعو.

(٥) في ظ (وكجرا).

(٦) في الأصل وم (جر).


جريو (١).

ولا يختص إبدال الواو ياءا بهذين ، كما سيأتي إن شاء الله.

وكذلك (٢) افعل بواو قبل تاء التأنيث ، نحو : شجية ، أصله شجوة (٣) من الشجو.

(٤) وقبل ألف ونون فعلان ، فتقول في مثل : طربان ، من غزو : غزيان (٥) ، لأن للياء ولهما حكم الإنفصال.

وكذا افعل بواو بعد كسر في مصدر المعتل عينا تخفيفا ، كصيام وانقياد ، الأصل صوام وانقواد (٦) ، فإن صحت عين الفعل فلا ، بل (٧) تقول : لاوذ لواذا ، وجاور جوارا ، كما لو لم يكن

__________________

(١) في ظ (جريء).

اجتمعت الواو والياء في جريو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياءا وأدغمت الياء في الياء ، فقيل جريّ.

(٢) في ظ (وكذا).

(٣) قلبت الواو ياء لكسر ما قبلها ولتطرفها حكما ؛ فإن تاء التأنيث بمنزلة كلمة مستقلة بنفسها ، فالواو قبلها في حكم الطرف.

(٤) في ظ (أو).

(٥) أصلها : غزوان ، بكسر الزاي ، على وزن طربان ، بكسر الراء ، وقعت الواو بعد كسر وهي متطرفة حكما فقلبت ياءا ، فقيل : غزيان.

(٦) يقال فيها ما سبق من القلب وسببه ، فعين الفعل في صام وانقاد معلة ؛ فهي من صوم وانقود ، انفتحت الواو فيهما وتحرك ما قبلهما فانقلبت الواو ألفا ، فقيل : صام وانقاد ، والمصدر صيام وانقياد ، أصله : صوام وانقواد ، فقلبت الواو فيهما ياءا لانكسار ما قبلها. أما لواذ وجوار الآتيتان فعين الفعل : لاوذ وجاور فيهما صحيحة ؛ فبقيتا دون تغيير.

(٧) في ظ (فلا بد) بدل (فلا بل).


قبل ألف فتصححه ، كحال حولا (١) ، وعاد عودا (٢) ، هذا هو الغالب.

وجمع ذي عين أعلّت في واحده ، كديار (٣) ، أو سكنت ، كثياب ورياض (٤) ، فاحكم بقلب واوه ياءا ، لوقوعها مع الألف. وصحّح رواء جمع ريّان ، كراهة إعلالين (٥) ، وصححوا عين فعلة ،

__________________

(١) في ظ تقديم (حال حولا) على (فتصححه).

(٢) ضبطها في الأصل عودا ، بفتح العين وسكون الواو ، وفي ظ (عاده عودا).

ولم تقلب الواو ياء في المصدر في (حولا وعودا) لعدم وجود ألف بعد الواو. ولم يشترط بعضهم للقلب وجود ألف بعد الواو محتجا بقراءة نافع وابن عامر قوله تعالى : جعل الله لكم قيما النساء الآية : ٥ ، وقراءة ابن عامر : (جعل الله الكعبة البيت الحرام قيما للناس) المائدة الآية : ٩٧. انظر الإتحاف ١ / ٥٠٣ ، ٥٤٣ والحجة في القراءات ١٩٠ ، ٢٣٧. وأصل (قيما) : قوما ، قلبت الواو ياءا لانكسار ما قبلها. وهو خلاف الغالب كما أشار الشارح.

(٣) مفرده (دار) من دور ، قلبت الواو ألفا ، لانفتاحها وتحرك ما قبلها ، فإذا جمعت قيل ديار ، وأصلها دوار ، وقعت الواو عينا لجمع صحيح اللام ، وقبلها كسرة ، فقلبت ياءا.

(٤) مفردهما : ثوب وروض ، جمعها ثياب ورياض ، وأصله : ثواب ورواض ، فهي مثل : ديار ، إلا أنه يشترط أن يكون بعد الواو في الجمع ألف ، فإن لم يكن صحت الواو ، نحو : عود وعودة. كما ذكر الشارح.

(٥) الإعلالان هما أن جمع ريّان على (رواء) أصله : رواي ، فتطرفت الياء بعد ألف فقلبت همزة فقيل رواء ، وبقيت الواو عين الكلمة على حالها دون قلب مع إمكانه فإن ما قبلها مكسور ، لكن صححت ؛ لأنه لا يمكن الجمع بين إعلالين في كلمة ، واختير قلب الياء على العين لأن الياء طرف ، والطرف أولى بالتغيير.


كعود وعودة ، وكوز وكوزة (١). وأمّا ثيرة فشاذ (٢).

وجاء في (فعل) التصحيح ، كحاجة وحوج ؛ لعدم الألف (٣) ، وجاء الإعلال لقرب الطرف ، وهو أولى ، كحيلة وحيل ، وقيمة وقيم ، وديمة وديم.

وتبدل الواو ياءا إن تطرّفت رابعة فصاعدا وانفتح ما قبلها ، نحو : أعطيت ، والمعطيان ، يرضيان (٤).

ويجب إبدال واو بعد ضمّ من ألف ، كبويع وضورب. كما تبدل ياء ساكنة مفردة (٥) بعد ضمة واوا كموقن ، وموسر ، الأصل ميقن ، وميسر (٦) ، من أيقن وأيسر.

__________________

(١) لأنه لم يقع بعد الواو ألف في الجمع ؛ إذ هو شرط في الساكن العين في المفرد. انظر التعليق (٢) ص : (٧٤٣).

(٢) القياس ثورة ؛ فالواو وقعت عينا مكسورا ما قبلها.

(٣) حيث لم تجمع (حوج) على حواج ، فتأتي ألف الجمع بعد الواو كما في ديار التي أصل جمعها (دوار)

(٤) أصل أعطيت (أعطوت) فقلبت الواو ياءا في الفعل الماضي (أعطوت) حملا على قلبها في المضارع يعطي ، الذي أصله يعطو ، تطرفت الواو وانكسر ما قبلها فقلبت ياءا فقيل : يعطي. وأما اسم المفعول المعطيان ، فأصله المعطوان ، قلبت الواو ياءا فقيل : المعطيان حملا على اسم الفاعل المعطيان الذي أصله المعطوان ، فانقلبت الواو فيه ياءا لتطرفها حكما وقبلها كسرة. كما حمل الفعل المبني للمجهول (يرضيان) على المبني للمعلوم (يرضيان) الذي أصله : يرضوان ، فجرى فيه من القلب ما سبق في اسم المفعول.

(٥) أي غير مكررة ، مثل : حيّض ، جمع حائض.

(٦) ميقن ، ميسر ، وقعت الياء فيهما ساكنة بعد ضم ، وهما مفردتان فقلبتا واوا ، فقيل : موقن وموسر.


وإذا وقعت ياءا ساكنة مفردة بعد ضمة حوّلت الضمة كسرة ، كهيم جمع أهيم ، وكبيض (١) ، لأنه نظير حمر.

وتبدل ياء متحركة بعد ضمة (٢) واوا إن كانت لام فعل ، كقضو (٣) ، بمعنى ما أقضاه! أو كانت لام اسم مبني على التأنيث بالتاء كمرموة (٤) ، مثال : مقدرة ، من رمى.

وكذا تبدل ياء بعد ضمة واوا فيما صيّره الباني له على مثال سبعان ، لمكان ، كرموان ، أصله : رميان ، لأنه ليست الألف والنون أضعف من التاء في تحصين ما (٥) تطرّف.

وإن تكن الياء المضموم ما قبلها عينا لفعلى وصفا ، فالوجهان ، أي إبدال الضمة كسرة ، وتصحيح الياء ، حملا على مذكّره ، كالكيسى (٦) والضّيقى ، أنثى الأكيس والأضيق ، وإبقاء

__________________

(١) أصلهما : هيم ، وبيض ، جمع أهيم وأبيض وبيضاء ، على وزن أفعل وفعلاء ، قلبت الضمة كسرة لمناسبة الياء فقيل : هيم وبيض. ولم يفعل معه ما فعل في المفرد من قلب الياء واوا ؛ لأن الجمع أثقل من المفرد ، والواو أثقل من الياء ، فلو عمل ذلك لاجتمع ثقلان الجمع والواو.

(٢) في ظ (مضمومة).

(٣) أصلها قضي ، من قضيت ، فلما صيغ منها على وزن شرف ، قيل : قضي ، فتطرفت الياء وقبلها ضم ، فقلبت واوا فقيل : قضو.

(٤) في ظ (كمروة).

والأصل فيها مرمية ، فأبلت الياء واوا لوقوعها بعد ضمة ، وهي لام اسم مختوم بالتاء ، فهي متطرفة حكما.

(٥) في ظ (من).

(٦) في ظ (كالكيوسى).


الضمة وإبدال الياء واوا رعاية لزنته ، كالكوسى ، والضّوقى. وقلنا وصفا ليخرج الاسم ، نحو : طوبى.


فصل

تبدل الواو غالبا من ياء هي لام فعلى ، اسما كتقوى ، أصله : تقيا ، وكفتوى ، وبقوى (١) ، وثنوى (٢) ، فرقا بينه وبين الصفة ، كصديا. وقلّ ريّا (٣) ، وطغيا (٤) ، ولمكان سعيا.

وتبدل الياء من واو هي لام فعلى وصفا كالدنيا (٥) والعليا.

وشذّ قصوى (٦). وتسلم واو الاسم كحزوى.

__________________

(١) بقوى : اسم بمعنى البقاء.

(٢) في ظ (كبنوى).

والأصل : فتيا وبقيا وثنيا ، فقلبت الياء فيها واوا في الاسم دون الصفة.

ومعنى الثنوى : قال في شرح الكافية بمعنى (الثّنيا) ١٢٢١.

(٣) ريّا : اسما للرائحة.

(٤) اسم لولد البقرة الوحشية.

(٥) في الأصل وم (كالدمى).

(٦) القصوى على لغة الحجاز ، وهو شاذ قياسا ، فصيح استعمالا. أما تميم فيقولون : القصيا على القياس.


فصل

إن يسكن السابق من واو وياء التقيا في كلمة ، سكونا غير عارض ، أبدلت الواو ياءا تخفيفا ، وأدغمت الياء في الياء ، كسيّد ، ومرميّ ، الأصل : سيود ، ومرموي ، ولا أثر لهما في كلمتين ، كيعطي واعد ، ولا لعروض السكون ، كروية مخفّف رؤية.

ويستثنى عن إطلاقه مصغّر ما يكسّر على مفاعل ، ففيه الوجهان ، كجديّل (١) وجديول (٢). وتقول : أسيّد (٣) لا غير ، لعدم أساود.

وشذ تصحيح عوية ، وأيوم ، كما شذّ إبدال الياء واوا بالإدغام في نحو (٤) : عوّة ، ونهوّ عن المنكر.

وأبدل (٥) ألفا من كلّ ياء أو واو بحركة أصلية إن حرك تاليها (٦) ، نحو : باع ، قال ، رمى ، دعا ، الأصل بيع ، قول ، رمي ،

__________________

(١) في م (كجديول).

(٢) تصغير جدول جديول ، وجمعه جداول ، على وزن مفاعل.

(٣) من أسود صفة ، وأسود لم يكسر على أساود ، لذا لا يجوز أن يصغر على أسيود ، لعدم جمعه على أساود ، فهو ليس مثل : جدول وجداول.

(٤) سقطت (نحو) من ظ.

(٥) في الأصل وم (وإبدال).

(٦) في الأصل وم (ثالثها).


دعو (١).

ولا تغيّر الحركة العارضة ، كجيل ، وتوم ، مخفّف جيأل ، وتوأم (٢).

وإن سكن تاليها (٣) منع إعلال (٤) غير اللام ، فيصحّ نحو : بيان وطويل وخورنق.

واللام تعتلّ إن لم يكن الساكن (٥) بعدها ألفا أو ياء مشدّدة ، كيخشون ، ويمحون ، الأصل : يخشيون ، ويمحوون ، فقلبت الياء والواو ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها ، فالتقى ساكنان ، فحذفت الألف لهما. وتصح إن كان ألفا أو ياءا مشدّدة ، كرميان وفتيان ، وعلويّ.

وتصحّ عين (فعل وفعل) ممّا اسم فاعله (أفعل) كغيد غيدا فهو أغيد ، وكذا حول وعور وهيف (٦).

__________________

(١) الياء والواو في (بيع وقول) متحرك تاليهما وهو حرف العين واللام ، أما (رمي ودعو) فالياء والواو فيهما متطرفتان ، وليس بعدهما ألف ولا ياء مشددة ، لأنهما متطرفتان.

(٢) فلا يقال : جال وتام ، فأصل الياء والواو في جيأل وتوأم ساكنة ، وفتحهما في جيل وتوم عارض.

(٣) في الأصل (ثالثها). بشرط ألا يكون تاليها لاما.

(٤) في الأصل وم (اعتلال).

(٥) في الأصل : (السابق).

(٦) مثّل للأفعال المصححة العين ، ولم يمثل للمصادر إلا (غيدا) ومثال المصادر للأفعال المذكورة : حولا ، عورا ، هيفا ، واسم الفاعل منها على أفعل : أحول ، أعور ، أهيف.


وإن أبان (افتعل) معنى تفاعل ، أي اشتركا (١) في فاعليّة ومفعولية ، وعينه (٢) واو سلمت ، كاجتوروا واشتوروا ، وإن لم تبن (٣) معنى تفاعل ، أو كانت عينه ياءا (٤) اعتلّت ، كاعتاد وارتاب ، وكابتاعوا ، واستافوا بالسيوف (٥).

وإذا اجتمع في كلمة حرفا علّة كلّ منهما متحرك يلي فتحا ، صحّ الأول ؛ لتحصّنه كراهة إعلالين ، وأعلّ الثاني لتطرفه ، كالحيا والهوى والحوى ، مصدر حوي ، أي اسودّ ، الأصل حيي ، وهوي ، وحوو من الحوّة. وقد يجيء بالعكس ، كغاية ، [أصله غيية (٦)] أعلّت عينه (٧) فصحّت لامه ؛ لتحصّنها بالهاء. وكذا طاية لسطح ودكّان ، وثاية لحجارة متاع راع.

وواجب أن تسلم عين هي واو ، أو ياء ، وإن تحرّكت وانفتح ما قبلها مما آخره زيادة تخصّ الأسماء لبعدها عن الفعل الذي هو الأصل في الإعلال (٨) ، فيصحّ جولان (٩) ، وهيمان ، وصورى (١٠) ،

__________________

(١) في ظ (اشتراكا).

(٢) سقطت (وعينه) من ظ.

(٣) في ظ (يبين).

(٤) وأبان معنى تفاعل.

(٥) الفعلان اعتاد وارتاب ، لا يبينان معنى التفاعل ، والفعلان ابتاعوا واستافوا يفيدان معنى التفاعل.

(٦) ما بين القوسين [] زيادة من ظ ، وفيها (أغيية).

(٧) سقط من ظ (أعلت عينه).

(٨) (في الإعلال) سقطت من ظ.

(٩) في ظ (جوال).

(١٠) في ظ (وسورى).


وحيدى. وشذّ ما هان ، وداران (١).

وتصحيح خونة ، وحوكة ، وعفوة (٢) شاذّ ؛ إذ التاء لا تخصّ الأسماء.

واقلب النون الساكنة قبل الباء ميما ، نحو : من بتّ ، انبذ (٣).

__________________

(١) تثنية ماء ودار ، وقياسهما دوران وموهان. وقيل هما أعجميان فلا يعد ذلك شذوذا.

(٢) القياس فيها : خان وحاك وعافّ ؛ فالواو مفتوحة وما قبلها متحرك. والعفو : هو الجحش.

(٣) في ظ (من بتك انبذنه).


فصل

انقل إلى ساكن صحيح ، التحريك (١) من واو أو ياء ، هي عين فعل بعده تخفيفا ، كيقول ، ويبين ، الأصل : يقول (٢) ويبين. فلو كان فعل التعجب (٣) ، كما أبينه ، وأقومه! وأبين به ، وأقوم! أو مضاعفا ، كابيضّ واسودّ ، أو معتلّ لام ، كأهوى ، فلا تعلّ (٤) ، كما لو كان الساكن معتلّا ، كبايع وعوّق وبيّن.

ومثل (فعل) في إعلال (٥) بنقل ، كلّ اسم أشبه مضارعا في زيادته لا وزنه ، أو وزنه لا زيادته ، كتحلئ من البيع (٦) ، وكمقام (٧).

__________________

(١) في ظ (التحريم).

(٢) الأصل في (يقول) يقول ، بسكون القاف وتحريك الواو ، فنقلت حركة الواو إلى القاف (الحرف الذي قبلها) فسكنت الواو ، فقيل : يقول. ويقال مثل ذلك في يبين.

(٣) في ظ (تعجب).

(٤) في ظ (نقل).

(٥) في ظ (إعلان).

(٦) في ظ (كيبيع مثال يحكي من بيع) بدل (كتحلى من البيع) ولعل المراد : كتبيع مثال تحلئ من البيع.

تقول في اسم من البيع على وزن (تحلئ) : تبيع ، بكسر الباء ، والأصل : تبيع بسكون الباء وكسر الياء على وزن تحلئ ، ثم نقلت حركة الياء إلى الصحيح قبلها ، وهو الباء ، فسكنت الياء ، فقيل : تبيع. وهذا مثال ما أشبه الفعل في الزيادة فقط ، بزيادة التاء في أوله.

(٧) هذا مثال ما أشبه الفعل في وزنه دون زيادته ، وهو أن تصوغ من (قام) على وزن مفعل ، فتقول : مقوم ، ثم تنقل حركة الواو إلى الصحيح قبلها ، ـ ـ


وتصحيح المفعال ، كالمخياط والمسواك ؛ لمخالفته الفعل في الوزن والزيادة (١) ، وأشبهه (٢) مفعل فحمل عليه.

وألف (٣) الإفعال ، وألف الاستفعال ، تزال لالتقاء الساكنين بعد نقل حركة العين إلى الفاء ، ويعوّض عنها بالتاء ، كإقامة ، واستقامة (٤). وربّما حذفت التاء ، مثل : (وَإِقامَ الصَّلاةِ)(٥).

ومثال مفعول من ثلاثي معتلّ عين تنقل حركة عينه ، وتحذف

__________________

وهو القاف ، فتسكن الواو ، ثم تقلب الواو ألفا ؛ لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها بعد النقل ، فتقول : مقام.

أما إذا أشبه الفعل في الزيادة والوزن مثل : يزيد وأسود وأبيض ، فإما أن يكون منقولا من فعل أولا ، فإن كان منقولا منه مثل : يزيد ، فإنه يعلّ ، وأصله : يزيد ، بسكون الزاي وكسر الياء ، ثم تم النقل كما سبق. أما إن لم يكن منقولا من فعل ، مثل : أسود وأبيض ، فإنه يجب تصحيحه ؛ لأنه لو أعلّ فقيل : أسود ، فانفتحت الواو في الأصل وفتح ما قبلها بعد النقل لانقلبت ألفا وحذفت الهمزة لعدم الحاجة إليها فقيل : ساد ومثله باض ، لتوهم أنهما فعلان.

(١) وذلك بكون أوله ميما مكسورة ، مما خالف به الفعل في الزيادة والوزن.

(٢) في الأصل وم (وأشبه) بسقوط إحدى الهاءين. والمراد أن مفعلا أشبه مفعالا ، من حيث اللفظ ، فلا فرق بينهما إلا بالألف ، ومن حيث المعنى فإن كلا منهما يكون آلة ، كمخيط ومخياط.

(٣) في ظ زيادة (مصدر).

(٤) الأصل فيهما إقوام واستقوام ، فنقلت حركة العين فيهما (وهي الواو) إلى فاء الكلمة (وهي القاف) فتحركت الواو في الأصل وانفتح ما قبلها بعد النقل فقلبت ألفا ، فاجتمع ألفان الألف المنقبلة عن الواو وألف المصدر ، فحذفت ألف المصدر ، وعوّض عنها تاء التأنيث في الآخر ، فقيل : إقامة واستقامة.

(٥) سورة الأنبياء الآية : ٧٣. ـ ـ


مدة بعدها ، كما فعلت بإفعال ، نحو : مبيع ومصون (١) ، وقلّ من صحح ذا الواو ، كمصوون ، ومقوود. وتميم تصحّح ذا الياء ، كقول علقمة :

٥١٩ ـ ...

يوم رذاذ عليه الدّجن مغيوم (٢)

وصحّح المفعول ممّا لامه واو ، كعدا ، أو أعلله (٣) ، كمعديّ

__________________

والقول بحذف التاء من (وَإِقامَ الصَّلاةِ) بسبب الإضافة هو قول الفراء والزجاج والزمخشري. والبصريون يرون أن حذف التاء جاء مقابل (إيتاء).

البحر ٦ / ٣٢٩ ، ٤٥٩.

(١) إذا صيغ من باع وصان على وزن مفعول قيل : مبيوع ومصوون ، ثم تنقل حركة الياء (الضمة) إلى الباء قبلها ، وحركة الواو الأولى (الضمة) إلى الصاد ، فسكنت الياء في مبيوع ، والواو الأولى في مصوون ، فقيل : مبيوع ومصوون ، ثم حذفت وواو مفعول من الكلمتين ، فقيل : مبيع ومصون ، ثم قلبت الضمة كسرة في مبيع ، فقيل : مبيع ، أما مصون فتبقى الضمة كما هي.

(٢) البيت من البسيط لعلقمة بن عبدة الفحل. وصدره :

حتّى تذكر بيضات وهيّجه

وروي : (الريح) بدل (الدجن).

المفردات : تذكر : الضمير يعود لذكر النعام. هيّجه : أثاره. رذاذ : الرذاذ المطر الخفيف. الدجن : الغيم.

الشاهد في : (مغيوم) حيث صحح حركة الياء على لغة تميم ، والقياس مغيم.

الديوان ٥٩ والمقتضب ١ / ١٠١ والخصائص ١ / ٢٦١ والمنصف ١ / ٢٨٦ و ٣ / ٤٧ وأمالي ابن الشجري ١ / ٢١٠ والمفضليات ٣٩٧ وابن الناظم ٣٤٧ وشفاء العليل ١١٠٢ وابن يعيش ١٠ / ٧٨ ، ٨٠ والعيني ٤ / ٥٧٦ والأشموني ٤ / ٣٢٥.

(٣) في الأصل وم (وعلله).


ومعدوّ (١) ، والتصحيح أولى إلّا فيما فعله (فعل) كرضي ، فهو بالعكس ، كمرضيّة (٢) ، وقلّ مرضوّة (٣).

وتقول فيما لامه ياء ، مرميّ ومحميّ (٤).

(٥) والأكثر في (فعول) ممّا لامه واو جمعا ، الإعلال ، كعصيّ وقفيّ ودليّ (٦). وقلّ أب (٧) وأبوّ ، ونجو ونجوّ (٨) لسحاب هراق ماؤه.

__________________

(١) معديّ ، أصله : معدوي ، على وزن مفعول ، اجتمعت الواو والياء في كلمة وسبقت إحداهما بالسكون (الواو) فقلبت الواو ياءا وأدغمت الياء في الياء وكسر ما قبلها. وأما معدوّ ، فأصلها معدوو ، اجتمعت الواوان في كلمة وسبقت إحداهما بالسكون فأدغمتا ، فقيل : معدوّ ، ولم تعل.

(٢) أصلها : مرضوية على زنة مفعول ، فكان فيها من الإعلال والقلب ما كان في معديّ.

(٣) أصل مرضوّة ، مرضووة ، فحصل لها من الإدغام ما حصل في معدوّ. وقرئ (مرضوّة) من قوله تعالى : (راضِيَةً مَرْضِيَّةً) على القليل. الأشموني ٤ / ٣٣٦.

(٤) سقطت (ومحمي) من ظ.

وأصل مرميّ ومحميّ : مرموي ، ومحموي ، اجتمعت الواو والياء في كلمة ، وسبقت إحداهما بالسكون (وهي الواو هنا) فقلبت الواو ياءا ، وأدغمت الياء في الياء ، وكسر ما قبلها.

(٥) في ظ (أو).

(٦) الأصل فيها عصوو ، قفوو ، دلوو (جمع على وزن فعول ولامه واو) قلبت الواو المتطرفة ياء فقيل : عصوي ، قفوي ، دلوي ، وجرى فيها من القلب والإدغام وكسر ما قبل الياء ما جرى في معديّ.

(٧) سقطت (وقل أب) من ظ. يعني وقلّ جمع أب على أبوّ بالتصحيح وكذا ما بعده.

(٨) بالتصحيح فيهما فأصلهما أبوو ، ونجوو ، ثم أدغمت الواو في الواو لسبق إحداهما بالسكون ، فقيل : أبوّ ونجوّ.


والأكثر فيه (١) مفردا التصحيح ، [تقول : سما سموّا ، ونما المال نموّا ، وقلّ عتا الشيخ عتيّا ، وقسى قلبه قسيّا](٢).

والأكثر في فعّل ممّا عينه واو جمعا صحيح اللام التصحيح (٣) أصلا ، كنوّم وصوّم ، والإعلال كراهة أمثال ، كنيّم وصيّم (٤).

ووجب تصحيح ذي الألف (٥) ؛ لبعد العين من الطرف. وشذ قوله :

٥٢٠ ـ ...

وما أرّق النّيّام إلّا كلامها (٦)

__________________

(١) يعني (فعول).

(٢) ما بين القوسين [] جاء في ظ هكذا : (كعاوي ونمو وقل عتا عتيا وقسى قسيا وجاز في فعل مما عينه واو التصحيح).

(٣) يعني قل الإعلال ، مثل : عتيّا وقسيّا.

(٤) نوّم وصوّم ، جمع نائم وصائم ، والأصل : ناوم وصاوم ، قلبت الواو فيهما همزة لوقوعها عين اسم فاعل ، ثم جمع ناوم ، وصاوم على فعّل فقيل : نووم ، صووم ، فاجتمعت الواوان في كلمة ، وسبقت إحداهما بالسكون فأدغمت في أختها فقيل : نوّم وصوّم على التصحيح. أما على الإعلال فإن نووم وصووم ، قلبت فيهما الواو الثانية ياء لقربها من الطرف ، فقيل : نويم ، صويم ، فاجتمعت الواو والياء في كلمة وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت ياءا ، وأدغمت الياء في الياء فقيل : نيّم وصيّم.

(٥) وذلك عند جمع نائم وصائم على فعّال ، نوّام ، صوّام ، وأصلهما : نووام وصووام ، اجتمعت الواوان في كلمة وسبقت الأولى بالسكون فأدغمت في أختها على قاعدة الإدغام ، وذلك لبعد العين من الطرف بسبب الألف ، فقيل : نوّام وصوّام ، وبذلك صحت العين على الأصل.

(٦) البيت من الطويل لأبي الغمر الكلابي. وصدره :

ألا طرقتنا ميّة ابنة منذر


[وكذا معتلّ اللام لئلّا يتوالى إعلالان ، كشويّ وعويّ ، جمعي شاو وعاو](١).

__________________

ـ المفردات : طرقتنا : جاءتنا ليلا. أرّق : أطار النوم.

الشاهد في : (النّيّام) حيث أعل النيام شذوذا ، والأصل التصحيح النوام.

ابن الناظم ٣٤٨ وابن عقيل ٢ / ٤٥٤ والعيني ٤ / ٥٧٨ والأشموني ٤ / ٣٢٨ والتصريح ٢ / ٣٨٣.

(١) سقط ما بين القوسين [] من ظ.


فصل

ذو اللين أي : (١) الواو والياء ، إذا كان فاء افتعال يبدل تاءا ، كاتّصل فهو متّصل ، واتّسر فهو متّسر (٢). وبعض الحجازيين (٣) يقول : ايتصل ، وايتسر ، [ولا يبدل. ويقول في افتعل من الأمر : ايتمر](٤) ، ولا يبدل (٥) ؛ لأنّ أصله الهمز (٦) ، إلّا ما شذّ من نحو : اتّكل اتّكالا ، من الأكل ، واتّزر ، لبس إزارا.

__________________

(١) في ظ زيادة (ذو).

(٢) مثل للفعل وللمشتق ، ولم يمثل للمصدر اتّصال ، اتّسار ، مع أنه هو المذكور في قول ابن مالك : (ذو اللين فا تا في اتصال أبدلا) ولعله إشارة منه إلى أن الإبدال يجري في المصدر وما اشتق منه ، فيشمل : المصدر والماضي والمضارع والأمر واسم الفاعل واسم المفعول ، مثل : اتّصال ، اتّصل ، يتّصل ، اتّصل ، متّصل ، متّصل به. والأصل : أوتصال ، اوتصل ، يوتصل ، اوتصل ، موتصل ، موتصل به ؛ لأنه من الوصل ، قلبت فيه الواو تاء وجوبا على اللغة الفصحى. ومثال في المبدوء بياء : اتّسار ، اتّسر ، يتّسر ، اتّسر ، متّسر ، متّسر ؛ لأنه من اليسر ، قلبت الياء فيه تاء وجوبا. والأصل : ايتسار ، ايتسر ، ييتسر ، ايتسر ، ميتسر ، ميتسر.

(٣) فعلى هذه اللغة يقال : ايتصال ، ايتصل ، ياتصل ، اتصل ، موتصل ، موتصل به. وايتسار ، ايتسر ، ياتسر ، ايتسر ، موتسر ، موتسر. وذلك بإبدال فاء الكلمة من جنس حركة ما قبلها في الواو والياء.

(٤) سقط ما بين القوسين [] من ظ.

(٥) لكنه يبدل الهمزة ياء فيقول ايتمر ، ولا يقلب الياء تاء فيقول اتّمر إلا ما شذ مما ذكر الشارح.

(٦) في ظ (الهمزتا).


وتبدل تاء الافتعال وفروعه طاءا بعد حروف الإطباق : الصاد والضاد والطاء والظاء ، كاصطبر ، اضطرم ، اطّعنوا اظطلموا (١).

وتبدل دالا بعد الدال والزاي ، والذال ، كادّان ، وازدد ، وادّكر (٢). وقلّ اذّكر بمعجمة.

__________________

(١) في الأصل (اصطعنوا ، اصطلحوا) وفي ظ (اططعنوا ، اضطلموا) بدلها وقد أثبت ما اتفق مع حروف الإطباق ، مع بعض التعديل في كتابتها.

والأصل في هذه الكلمات : اصتبر ، اضترم ، اطتعنوا ، اظتلموا.

(٢) في الأصل هكذا : (بعد الذال والزاي والدال) ثم شطبت (الذال). وفي م لم ترد الدال).

والأصل فيها حسب ورودها : ادتان ، ازتد ، اذتكر ، لأنها من دان وزاد وذكر ، ثم قلبت التاء فيها جميعا دالا ، فقيل : اددان ، ازدد ، اذدكر ، وتدغم الدال في الدال وجوبا ؛ لاجتماعهما وسكون الأولى ، فيقال : ادّان ، ويجوز في اذدكر الإبقاء على حالها ، ويجوز قلب الذال دالا ، ثم تدغم وجوبا في أختها ؛ لكونها ساكنة سابقة فيقال ادّكر ، ويجوز العكس ، وهو قلب الدال ذالا ، ثم إدغامها في الذال كما سبق ، قرئ : فهل من مدكر. أما ازدد ، فليس فيها إلا وجه واحد.


فصل

وتحذف فاء الأمر والمضارع تخفيفا ممّا على فعل (١) ، وفاؤه واو ، كوعد ووهب (٢) ، وكذا تحذف فاء (٣) مصدره ، ويعوض (٤) بتاء كعدة ، وزنة (٥). وشذّ فيما (فعلة) على غير مصدر (٦) ، كرقة ، للفضّة ، وحشة ، لأرض موحشة (٧).

وحذف همزة (أفعل) (٨) استمرّ في مضارع كراهية اجتماع

__________________

(١) في الأصل وم (فعله).

(٢) في ظ زيادة (كيعد وهب) وقد جاءت في الأصل وشطبت.

(٣) في ظ (ياء).

(٤) في الأصل وم (ويتعوض).

(٥) الأصل : يوعد ويوزن ، من وعد ، ووزن ، على وزن فعل ، وقعت الواو في المضارع ساكنة بعد ياء مفتوحة وكسرة ، فحذفت استثقالا ، وحمل على المضارع ذي الياء أخواته : أعد ، تعد ، نعد ، والأمر عد ، وأزن ، تزن ، نزن ، زن ، وكذا المصدر إذا كان على وزن فعل ، فإن أصله : وعد ، وزن ، حذفت فاؤه حملا على المضارع ، وحركت عينه بحركة الفاء وهي الكسرة ؛ لتدل الكسرة على الحرف المحذوف المكسور ، وعوض عن حذف فائه بالتاء ، فقيل : عدة ، زنة. وحمل عليهما (وهب) وأمثاله في كل ما مر.

وإن كان مضارعه مكسور العين تقديرا فوزن ماضيه (فعل) وقياس مضارعه يفعل بكسر العين ، لكنه فتح لأن عينه من حروف الحلق.

(٦) سقطت (مصدر) من ظ.

(٧) يعني ما كان على وزن (فعلة) وهو غير مصدر ، فحذف فائه شاذ ، كرقة ، لأن شرط حذف الواو والتعويض في الأسماء أن يكون مصدرا ، إلا أن (رقة وحشة) جاء فيهما الحذف والتعويض وهما اسمان غير مصدرين ، وذلك شاذ.

(٨) يعني الماضي الذي على وزن أفعل ، كأكرم.


همزتين (١) ، وحمل على أفعل أخواته وبنيتا متّصف أي : اسم فاعل واسم مفعول ، كيكرم ومكرم ومكرم. واضطرّ فاستعمل الأصل من قال :

٥٢١ ـ فإنه أهل لأن يؤكرما (٢)

وفي كلّ مضاعف على (فعل) مسند إلى تاء ضمير أو نونه ، ثلاثة أوجه : التّمام ، كظللت ، ويجوز (٣) حذف العين (٤) بعد نقل

__________________

(١) مثل : أكرم ، ماضيه أكرم ، فقياسه أأكرم ، الهمزة الأولى حرف المضارع ، والثانية همزة الماضي (فاء الكلمة) فاجتمع همزتان ، فحذفت همزة الماضي لاستثقال همزتين ، وحمل على المضارع ذي الهمزة في حذف الهمزة أخواته : يكرم ، نكرم ، كذلك اسم الفاعل والمفعول : مكرم ، ومكرم.

والأصل فيها : يؤكرم ، نؤكرم ، مؤكرم ، مؤكرم.

(٢) البيت من الرجز. وسبق ذكر الخلاف في قائله في الشاهد (٤٢٤) في (نونا التوكيد) فإنه من ضمن القصيدة التي منها الشاهد المشار إليه كما ذكر العيني في شواهد (الإبدال) ٤ / ٥٧٨ ولم يورد البيت ضمن الأبيات التي أوردها في النعت ٤ / ٨٠ ـ ٨١ ولا في نوني التوكيد ٤ / ٣٢٩ ، كما لم يورده البغدادي في الخزانة ضمن ما أورد من أبياتها ٤ / ٥٦٩ ـ ٥٧٠.

الشاهد في : (يؤكرما) حيث أثبت همزة المضارع ؛ لضرورة الوزن ، والقياس يكرما.

المقتضب ٢ / ٩٨ والمنصف ١ / ٣٧ و ٢ / ١٨٤ والخصائص ١ / ١٤٤ والمخصص ١٦ / ١٠٨ والإنصاف ١١ ، ٢٣٩ وشرح شواهد الشافية ٥٨ والمساعد ٤ / ١٩٠ وشفاء العليل ١١٠٦ والعيني ٤ / ٥٧٨ وعرضا ٤ / ٥٩٣ وشرح التصريح ٢ / ٣٩٦ والهمع ٢ / ٢١٨ والدرر ٢ / ٢٣٩ والأشموني ٤ / ٣٤٣ واللسان (كرم) ٣٨٦٢.

(٣) سقطت (يجوز) من ظ.

(٤) قال ابن مالك في شرح الكافية : «كل فعل مضاعف على وزن فعل فإنه ـ ـ


حركتها إلى الفاء ، كظلت ، ودون نقل (١) كظلت.

والمضارع على يفعل (٢) المضاعف والأمر منه ، إذا اتّصلا بنون إناث جاز تخفيفهما بحذف (٣) العين بعد النقل ، تقول في يقررن : يقرن ، وفي اقررن ، قرن. وقرأ عاصم ونافع (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ)(٤).

__________________

في إسناده إلى تاء الضمير أو نونه يستعمل على ثلاثة أوجه : تاما : كظللت ، ومحذوف اللام مفتوح الفاء نحو : ظلت ، ومحذوف اللام مكسور الفاء ، نحو ظلت. وكذا يستعمل نحو : يقررن ، واقررن ، فيقال فيهما : (يقرن) و (قرن)» ٢١٧٠.

وفي التسهيل قال : «ويجوز في لغة سليم حذف عين الفعل الماضي المضاعف المتصل بتاء الضمير أو نونه مجعولة حركتها على الفاء وجوبا إن سكنت ، وجوازا إن تحركت ولم تكن حركة العين فتحة ، وربما فعل ذلك بالأمر والمضارع». ٣١٤.

(١) الكاف زيادة من ظ.

(٢) في الأصل (تفعّل) بالتاء وتشديد العين وكذا في م دون تشديد العين.

(٣) في ظ (لحذف).

(٤) سورة الأحزاب الآية : ٣٣. قرأ نافع وعاصم وأبو جعفر بفتح القاف وسكون الراء (قرن) والأصل (اقررن) من الاستقرار ، فحذفت الراء الثانية الساكنة (لام الكلمة) لاجتماع الراءين ، ثم نقلت فتحة الأولى إلى القاف وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها ، فصارت (قرن) ، ووزنها حينئذ (فعن).

وقيل : المحذوف الراء الأولى (عين الكلمة) حيث نقلت حركتها إلى القاف (فاستغني عن همزة الوصل) وبقيت ساكنة وبعد راء ساكنة فحذفت الأولى للساكنين ، فوزنها على هذا (فلن).

وقرأ الباقون (قرن) بالكسر من قرّ بالمكان بالفتح في الماضي يقرّ بالكسر في المضارع ، وهي الفصيحة. ويجيء فيها الوجهان السابقان من حذف الراء الثانية أو الأولى. الإتحاف ٢ / ٣٧٥ والميسر ٤٢٢ وحجة القراءات ٥٧٧ والنشر ٢ / ٣٤٨.


الإدغام

يدغم أول المثلين المحرّكين في كلمة غير ملحقة ، إن لم يصدّرا ، كردّ وصدّ (١) ، فلو صدّرا كتترا (٢) ، أو كان الاسم على (فعل) كصفف ودرر ، أو (فعل) كذلل وجدد ، أو (فعل) ككلل ولمم ، أو (فعل) كلبب وطلل ، أو اتصل أوّلهما (٣) بمدغم كجسّس جمع جاسّ ، أو تحرّك ثانيهما (٤) بحركة عارضة ، كاخصص أي : بنقل (٥) حركة الهمزة (٦) إلى الصاد ، أو ألحق ما فيه بغيره ، كقردد ، وهيلل (٧) ، أكثر من لا إله إلّا الله.

وشذّ الفكّ في أشياء تحفظ ، كألل السّقاء ، تغيّرت رائحته ، وصكك الفرس ، اصطكّ عرقوباه ، وضببت ، كثرت ضبابه.

ويجوز الإدغام والفكّ فيما مثلاه ياءان لازما تحريك ، كحيي وعيي ، وحيّ وعيّ ، بخلاف أن يحيي ؛ لزوال حركة الثانية

__________________

(١) في ظ (وضن).

(٢) في ظ (كتترك).

(٣) في ظ أوهما).

(٤) في ظ (ثانيها).

(٥) في الأصل وم (نقل).

(٦) في ظ (الهمز).

(٧) سواء كان أحد المثلين هو الملحق ، مثل : قردد ، فإن إحدى الدالين زيدت للإلحاق بجعفر ، أو كانت الزيادة للإلحاق ليست أحد المثلين مثل : هيلل ، فإن الياء مزيدة للإلحاق بدحرج ، وهي ليست أحد المثلين.


بزوال (١) (أن).

وما فيه تاءان كتاءي تتجلّى فقياسه الفكّ ؛ لتصدّرهما. ومنهم من يدغم فيسكّن أوله ، ويدخل عليه همزة وصل فيقول : اتّجلّى.

وقياس نحو : استتر الفكّ ، ويجوز إدغامه بعد نقل حركة أول المثلين إلى الساكن ، نحو : ستّر يستّر ستّارا (٢).

(٣) وما بتاءين ابتدئ يقتصر فيه على تاء كثيرا ، كتبيّن في تتبيّن (٤). وقلّ في النون (٥) ، كقراءة بعض (٦) : (وَنُزِّلَ

__________________

(١) في ظ (لزوال). يعني أنه لا يجوز الإدغام في (أن يحيي) للسبب الذي ذكره.

(٢) أصل : ستّر ، استتر ، نقلت حركة التاء الأولى إلى السين وفتحت ، فسقطت همزة الوصل التي جيء بها للنطق بالساكن ، وسكنت التاء الأولى بنقل سكون السين إليها ، فقيل : ستتر ، ثم أدغمت التاء في التاء ، لاجتماع مثلين أولهما ساكن ، فقيل : ستّر. ومثل ذلك يقال في المضارع يستّر ، لحقت ياء المضارعة الفعل فسقطت همزة الوصل لعدم الحاجة إليها ، فقيل : يستتر ، ثم نقلت حركة التاء الأولى إلى السين ، وسكون السين إلى التاء ، فقيل يستتر ، ثم أدغمت التاء في التاء لاجتماع مثلين أولهما ساكن ، فقيل : يستّر. وكذا المصدر : ستار ، أصله : استتار ، فجرى فيه من نقل الحركة والسكون وحذف الهمزة ما سبق.

(٣) في ظ (اوما).

(٤) سقط من ظ (في تتبين).

(٥) أي قلّ حذف إحدى النونين.

(٦) يعني ابن كثير فإنه وقرأ (وننزل) بنونين : الأولى مضمومة والثانية ساكنة مع تخفيف الزاي المكسورة ، ورفع اللام ، ونصب (الملائكة) وهي كذلك في المصحف المكي. النشر ٢ / ٣٣٤ والإتحاف ٢ / ٣٠٨.

وقال ابن جني في المحتسب ٢ / ١٢٠ : «ومن ذلك ما روي عن ابن كثير


الْمَلائِكَةُ)(١) بالنصب ، و (نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) (٢) ولذلك سكّن ياء (نجّي).

وإذا سكّن آخر فعل مدغم فيه لاتّصاله بضمير رفع وجب الفكّ ، كحللت ، وحللنا ، وحللن.

وأنت مخيّر في جزم ، وسكون أمر ، بين الفكّ ، وهي الحجازية (٣) ، مثل : (وَمَنْ يَحْلِلْ) (٤) (وَلا تَمْنُنْ) (٥) (وَاغْضُضْ) (٦) وبين الإدغام ، وهي التميمية (٧) ، مثل : (وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ) (٨).

__________________

ـ ـ وأهل مكة : (وتنزّل الملائكة) وكذا روى خارجة عن أبي عمرو ، قال أبو الفتح : ينبغي أن يكون محمولا على أنه أراد وننزّل الملائكة ، إلا أنه حذف النون الثانية التي هي فاء فعل نّزّل ؛ لالتفاء النونين استخفافا ...».

أما غير ابن كثير ، فإنهم قرؤوا : (نزّل) بنون واحدة مضمومة ، وزاي مكسورة مشددة ، مع فتح اللام ورفع (الملائكة) نائب فاعل.

(١) سورة الفرقان الآية : ٢٥.

(٢) سورة يونس الآية : ١٠٣ والأنبياء الآية : ٨٨.

قرأ ابن عامر وأبو بكر شعبة بنون واحدة مضمومة وتشديد الجيم (نجّي) على معنى ننجي ، ثم حذفت إحدى النونين تخفيفا. النشر ٢ / ٣٢٤. والباقون بنونين الأولى مضمومة والثانية ساكنة وتخفيف الجيم (ننجي) من أنجى. حجة القراءات ٤٦٩ ـ ٤٧٠ والإتحاف ٢ / ٢٦٦.

(٣) شرح الكافية الشافية ٢١٩٠.

(٤) سورة طه الآية : ٨١. قرأ الكسائي بضم اللام ، وقرأ الباقون بكسر اللام (يحلل). النشر ٢ / ٣٢١ والإتحاف ٢ / ٢٥٣.

(٥) سورة المدثر الآية : ٦.

(٦) سورة لقمان الآية : ١٩.

(٧) شرح الكافية الشافية : ٢١٩١.

(٨) سورة الحشر الآية : ٤. وهي قراءة سبعية.


وافعل في التعجب ، كاحبب به! واشدد! دون غيره من أمثلة الأمر ، التزم فكّه ، كما التزم الإدغام في هلمّ ، فلم يقل فيه : هلمم.

والله أعلم ، حسبنا الله ونعم الوكيل.

آخر الكتاب

والحمد لله الكريم الوهاب. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.

وافق الفراغ عشية يوم السبت خامس عشر من شوال سنة سبع وأربعين وثماني مئة على يد كاتبه لنفسه ولمن شاء الله من بعده ، ففي رحمة ربه ، المعترف بجرمه وذنبه علي بن أحمد بن علي بن عمر بن أحمد أبي بكر بن سالم اليمني أصلا المكي مولدا ومنشأ ، الشهير بالشوائطي.

عفا الله عنه وعن والديه وأحبائه وجميع المسلمين.

والحمد لله رب العالمين (١).

__________________

(١) * هذه خاتمة نسخة الأصل وترجمة كاتبها :

هو علي بن أحمد بن علي بن عمر بن أحمد بن أبي بكر بن سالم نور الدين ابن الشهاب أبي العباس الكلاعي الحميري اليماني المكي مولدا الشافعي ، ويعرف بابن الشوائطي ، ولد بمكة في سابع جمادى الأولى سنة (٨٢٠ ه‍) ـ ـ


__________________

أثنى عليه وعلى علمه صاحب الضوء اللامع ، فقد كان كاتب المخطوط من تلاميذه. انظر الضوء اللامع للسخاوي ١٧٤ (٦٠١).

** خاتمة نسخة (م) :

(والله سبحانه وتعالى أعلم ، حسبنا الله ونعم الوكيل. تم الكتاب بحمد الله الكريم الوهاب. وصلّى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم.

وافق الفراغ منه عشية الإثنين عاشر شهر صفر الخير سنة أربع وسبعين وتسع مئة من الهجرة النبوية ، على يد كاتبه فقير رحمة ربه ، المعترف بجرمه وذنبه ، محمد بن علي بن ناصر الدين الأبوصيري ، عفا الله عنه وعن والديه ومشايخه وأحبابه ، وجميع المسلمين. آمين. والحمد لله رب العالمين.)

خاتمة نسة (ظ) :

(والحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله.

نجز بحمد الله وعونه كتاب (تحرير الخلاصة) للشيخ العلامة زين الدين أبي حفص عمر بن الوردي الشافعي ، تغمده الله تعالى برحمته ، وأسكنه فسيحات جنته. على يد كاتبه ومالكه الراجي عفو ربه وغفرانه ورحمته.

وكان الفراغ من كتابته يوم السبت ثالث عشرين شهر ربيع الآخر سنة (٨٤٨) أحسن الله عاقبته في خير محمد وآله.

آمين. وحسبنا الله ونعم الوكيل. والحمد لله رب العالمين.



الفهارس العامة

١ ـ فهرس القرآن الكريم.

٢ ـ فهرس الأحاديث والآثار.

٣ ـ فهرس أقوال العرب وأمثالهم.

٤ ـ فهرس الشعر.

٥ ـ فهرس الرجز.

٦ ـ فهرس الكتب.

٧ ـ فهرس القبائل والجماعات.

٨ ـ فهرس الأعلام.

٩ ـ فهرس المصادر والمراجع.

١٠ ـ فهرس الموضوعات.



١ ـ فهرس القرآن الكريم

الآية

رقمها

الصفحة

سورة الفاتحة

(إياك نعبد)

 ٥

 ١٣٠

(اهدنا الصراط المستقيم (٦) صراط الذين)

 ٦ ، ٧

 ٥٢٦

(الحمد لله)

 ٢

 ١٧١

سورة البقرة

(يود أحدهم لو يعمر)

 ٩٦

 ١٤٧

(ويسئلونك ما ذا ينفقون قل العفو)

 ٢١٩

 ١٥٥

(مثلا ما بعوضة)

 ٢٦

 ١٥٨

(وأن تصوموا خير لكم)

 ١٨٤

 ١٦٦

(ولعبد مؤمن)

 ٢٢١

 ١٧٢

(ألا إنهم هم المفسدون)

 ١٢

 ٢١٤

(وإن كانت لكبيرة)

 ١٤٣

 ٢٢٨

(فلا رفث ولا فسوق)

 ١٩٧

 ٢٣٨

(ولقد علموا لمن اشتراه ما له فى الآخرة من خلق)

 ١٠٢

 ٢٤٧

(وإذ ابتلى إبراهيم ربه)

 ١٢٤

 ٢٦٤

(واذكروه كما هداكم)

 ١٩٨

 ٢٩٧

(فشربوا منه إلا قليلا منهم)

 ٢٤٩

 ٣١٢


(ولا تعثوا فى الأرض مفسدين)

 ٧٤

 ٣٣٨

(ولا تبشروهن وأنتم عكفون فى المسجد)

 ١٨٧

 ٣٤٠

(ذلك الكتاب لا ريب فيه)

 ٢

 ٣٤٧

(فإن خفتم فرجالا أو ركبانا)

 ٢٣٩

 ٣٤٨

(ومن الناس من يقول آمنا بالله)

 ٨

 ٣٦٢

(خالدين فيها)

 ١٦٢

 ٣٦٧

(لذهب بسمعهم)

 ٢٠

 ٣٦٧

(ونحن نسبح بحمدك)

 ٣٠

 ٣٦٧

(على ملك سليمان)

 ١٠٢

 ٣٦٨

(واذكروه كما هداكم)

 ١٩٨

 ٣٦٩

(تربص أربعة أشهر)

 ٢٢٦

 ٣٧٩

(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض)

 ٢٥٣

 ٣٨٦

(وأشربوا فى قلوبهم العجل)

 ٩٣

 ٣٩٨

(فلا خوف عليهم)

 ٣٨

 ٤٠٢

(فاذكروا الله كذكركم آباءكم)

 ٢٠٠

 ٤١٦

(بئسما اشتروا به أنفسهم)

 ٩٠

 ٤٥٩

(فنعما هى)

 ٢٧١

 ٤٥٩

(اسكن أنت وزوجك الجنة)

 ٣٥

 ٤٩٤

(حفظوا على الصلوت والصلاة الوسطى)

 ٢٣٨

 ٥٠٠

(سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم)

 ٦

 ٥٠٨

(ومن كان مريضا أو على سفر فعدة)

 ١٨٥

 ٥١٧

(اضرب بعصاك الحجر فانفجرت)

 ٦٠

 ٥٢٢


(ثم أنتم هؤلاء)

 ٨٥

 ٥٣٧

(ربنا لا تؤاخذنآ)

 ٢٨٦

 ٥٤١

(لمن أراد أن يتم الرضاعة)

 ٢٣٣

 ٦٠٢

(أن تضل إحداهما)

 ٢٨٢

 ٦٠٣

(وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود)

 ١٨٧

 ٦٠٨

(وزلزلوا حتى يقول الرسول)

 ٢١٤

 ٦٠٩

(لا تؤاخذنآ)

 ٢٨٦

 ٦٢٢

(وإن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)

 ٢٨٤

 ٦٣٤

(وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم)

 ٢٧١

 ٦٣٥

(يود أحدهم لو يعمر ألف سنة)

 ٩٦

 ٦٤٢

(ثلاثة قروء)

 ٢٢٨

 ٦٥٨

(لم يتسنه)

 ٢٥٩

 ٧٢١

(وعلى أبصارهم غشوة)

 ٧

 ٧٢٤

سورة آل عمران

(وأنتم الأعلون)

 ١٣٩

 ١١٤

(وما من إله إلا الله)

 ٦٢

 ١٦٦

(وما محمد إلا رسول)

 ١٤٤

 ١٩٧

(إن هذا لهو القصص الحق)

 ٦٢

 ١٢٢

(إن فى ذلك لعبرة)

 ١٣

 ١٢٢

(ولا يحسبن الذين يبخلون بمآآتاهم الله من فضله)

 ١٨٠

 ٢٥٠

(فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا)

 ٩٥

 ٣٢٨

(فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء)

 ١٧٤

 ٣٤٢


(أنى يكون لى غلم وقد بلغنى الكبر)

 ٤٠

 ٣٤٣

(الذين قالوا لإخونهم وقعدوا)

 ١٦٨

 ٣٤٤

(فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا)

 ٩١

 ٣٥٢

(فبما رحمة من الله)

 ١٥٩

 ٣٧٢

(ففى رحمت الله هم فيها خالدون)

 ١٠٧

 ٤٩٣

(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)

 ٩٧

 ٥٢٦ ، ٥٣٤

(ولئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون (١٥٨))

 ١٥٨

 ٥٧٩

(ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)

 ١٤٢

 ٦١٣

(إن تمسسكم حسنة تسؤهم)

 ١٢٠

 ٦٣٤

(فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم)

 ١٠٦

 ٦٤٦

(وكأين من نبى)

 ١٤٦

 ٦٧٠

(هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان)

 ١٦٧

 ٧١٧

سورة النساء

(يا ليتني كنت معهم)

 ٧٣

 ١٠٥ ، ٦١١

(فانكحوا ما طاب لكم من النساء)

 ٣

 ١٥٠

(فبظلم من الذين هادوا)

 ١٦٠

 ٢٩٧

(ما فعلوه إلا قليل منهم)

 ٦٦

 ٣١٠ ، ٣١١

(ما لهم به من علم إلا اتباع الظن)

 ١٥٧

 ٣١١

(وخلق الإنسان ضعيفا)

 ٢٨

 ٣٢٠

(وأرسلناك للناس رسولا)

 ٧٩

 ٣٣٨

(أو جاؤكم حصرت صدورهم)

 ٩٠

 ٣٤٤

(لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)

 ٤٣

 ٣٥٠


(فبظلم من الذين هادوا)

 ١٦٠

 ٣٦٧

(وأرسلناك للناس رسولا)

 ٧٩

 ٤٨٧

(إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما)

 ١٣٥

 ٥١٠

(تسائلون به والأرحام)

 ١

 ٥١٦

(فإذا لا يؤتون الناس نقيرا)

 ٥٣

 ٦٠٦

(يريد الله ليبين لكم)

 ٢٦

 ٦٠٧

(لم يكن الله ليغفر لهم)

 ١٣٧

 ٦٠٧

(ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت)

 ١٠٠

 ٦٣٧

(وليخش الذين لوتركوا من خلفهم ذرية ضعفاخافوا عليهم)

 ٩

 ٦٤٢

سورة المائدة

(إن الذين آمنوا والذين هادوا والصبئون والنصارى)

 ٦٩

 ٢٢٤

(إلى الله مرجعكم جميعا)

 ٤٨

 ٣٢٨

(لستم على شىء)

 ٦٨

 ٤٨٧

(هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم)

 ١١٩

 ٣٩١

(لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)

 ٤٨

 ٥٠١

(وامسحوا برؤسكم وأرجلكم)

 ٦

 ٥٠٢

(فكفرته إطعام عشرة مسكين من أوسط)

 ٨٩

 ٥١٠

(وحسبوا ألا تكون فتنة)

 ٧١

 ٦٠٢

(ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم)

 ٢

 ٦٠٤

(ومن عاد فينتقم الله منه)

 ٩٥

 ٦٣٣


سورة الأنعام

(ومنهم من يستمع إليك)

 ٢٥

 ١٥٠

(تماما على الذى أحسن)

 ١٥٤

 ١٥٨

(وما ربك بغافل)

 ١٣٢

 ١٩٩

(كتب ربكم على نفسه الرحمة)

 ٥٤

 ٢٢٠

(الذين كنتم تزعمون)

 ٢٢

 ٢٥٠

(أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شىء)

 ٩٣

 ٣٤٢

(وكذلك زين لكثير من المشركين)

 ١٣٧

 ٤٠٢

(جاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا)

 ٩٦

 ٤٣١

(ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذى أحسن)

 ١٥٤

 ٥٠٦

(ما أشركنا ولآآباؤنا)

 ١٤٨

 ٥١٣

(يخرج الحى من الميت ومخرج الميت من الحى)

 ٩٥

 ٥٢٤

(وإن أطعتموهم إنكم لمشركون)

 ١٢١

 ٦٣٢

(وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء فتأتيهم بئاية)

 ٣٥

 ٦٣٨

(وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها)

 ١٠٩

 ٦٤٠

(من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)

 ١٦٠

 ٦٦٦

(ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه)

 ١٢

 ٥٣٠

(اقتده)

 ٩٠

 ٧٢١

(آلذكرين حرم)

 ١٤٣

 ٧٣٥

سورة الأعراف

(ولباس التقوى ذلك خير)

 ٢٦

 ١٦٩


(والذين يمسكون بالكتب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين)

 ١٧٠

 ١٦٩

(وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين)

 ١٠٢

 ٢٢٨

(وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم)

 ١٨٥

 ٢٣١

(أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة)

 ١٨٤

 ٢٤٩

(فريقا هدى)

 ٣٠

 ٢٦٢

(ادعوا ربكم تضرعا وخفية)

 ٥٥

 ٣٢٠

(وادعوه خوفا وطمعا)

 ٥٦

 ٣٢٠

(قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو)

 ٢٤

 ٣٤٠

(سقنه لبلد ميت)

 ٥٧

 ٣٦٣

(إن رحمت الله قريب من المحسنين)

 ٥٦

 ٣٨٤

(قالت أخراهم لأولاهم)

 ٣٨

 ٥٨٩

(فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنآ)

 ٥٣

 ٦١١

(لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين)

 ١٤٩

 ٦٤٠

(ثلثين ليلة)

 ١٤٢

 ٦٦١

(اثنتى عشرة أسباطا أمما)

 ١٦٠

 ٦٦٢

سورة الأنفال

(إذ يريكهم الله فى منامك قليلا)

 ٤٣

 ١٣٢

(كما أخرجك ربك من بيتك بالحق)

 ٥

 ٢١٦

(تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة)

 ٦٧

 ٤٠٠

(نعم المولى)

 ٤٠

 ٤٥٧

(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خآصة)

 ٢٥

 ٥٨٢


(وما كان الله ليعذبهم)

 ٣٣

 ٦٠٧

(إن ينتهوا يغفر لهم)

 ٣٨

 ٦٢٦

(وإن تنتهوا فهو خير لكم)

 ١٩

 ٦٢٩

(وإن جنحوا للسلم فاجنح لها)

 ٦١

 ٦٢٩

(ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم)

 ٢٣

 ٦٤٢

سورة التوبة

(وضاقت عليكم الأرض بما رحبت)

 ٢٥

 ١٤٧

(وإن أحد من المشركين استجارك)

 ٦

 ٢٦٠

(إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا)

 ٣٦

 ٣٥٥

(لمسجد أسس على التقوى من أول يوم)

 ١٠٨

 ٣٦٢

(ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة)

 ٤٦

 ٣٨٤

(لا تحزن)

 ٤٠

 ٦٢٢

(وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله)

 ٢٨

 ٦٢٩

(إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم)

 ٨٠

 ٦٢٩

(ثانى اثنين)

 ٤٠

 ٦٦٤

سورة يونس

(ومنهم من يؤمن به)

 ٤٠

 ١٥٠

(دعواهم فيها سبحانك اللهم)

 ١٠

 ١٧٠

(ويستنبئونك أحق هو)

 ٥٣

 ٢٤٩

(فاستقيما ولا تتبعآن سبيل الذين لا يعلمون)

 ٨٩

 ٣٤١

(ننج المؤمنين)

 ١٠٣

 ٤٦٧

(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا)

 ٥٨

 ٥١٩


(فلتفرحوا)

 

٦٢٤

سورة هود

(ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم)

 ٨

 ١٨٧

(وإن كلا لما ليوفينهم)

 ١١١

 ٢٢٦

(وأن لا إله إلا هو)

 ١٤

 ٢٣٠

(ونادى نوح ابنه وكان فى معزل)

 ٤٢

 ٣٤٤

(فعال لما يريد)

 ١٠٧

 ٣٦٥

(وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم)

 ١١١

 ٣٨٦

(يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار)

 ٩٨

 ٥٢٣

(ولما جاء أمرنا نجينا هودا)

 ٥٨

 ٦٢٥

(من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم)

 ١٥

 ٦٢٦

(ألا يوم يأتيهم)

 ٨

 ٦٤٧

سورة يوسف

(إنه من يتق ويصبر)

 ٩٠

 ١٢٣

(ونحن عصبة)

 ٨

 ١٨٢

(تالله تفتؤا تذكر يوسف)

 ٨٥

 ١٨٤

(ما هذا بشرا)

 ٣١

 ١٩٦

(إنا أنزلناه)

 ٢

 ٢١٤

(هذه بضعتنا ردت إلينا)

 ٦٥

 ٢٦٩ ، ٣٤٤

(لئن أكله الذئب ونحن عصبة)

 ١٤

 ٣٤٠

(أحد عشر كوكبا)

 ٤

 ٣٥٣

(إن كنتم للرءيا تعبرون)

 ٤٣

 ٣٦٥


(يصحبى السجن)

 ٣٩

 ٣٧٩

(رب السجن أحب)

 ٣٣

 ٥٤٩

(فلما أن جاء البشير)

 ٩٦

 ٦٠٠

(إن يسرق فقد سرق أخ له)

 ٧٧

 ٦٣٠

(إن كان قميصه قد من قبل فصدقت)

 ٢٦

 ٦٣٠

(أحد عشر كوكبا)

 ٤

 ٦٦١

سورة الرعد

(والله يحكم لا معقب لحكمه)

 ٤١

 ٣٤٥

(يحفظونه من أمر الله)

 ١١

 ٣٦٢

(يجرى لأجل مسمى)

 ٢

 ٣٦٣

(أولئك لهم اللعنة)

 ٢٥

 ٣٦٦

(ولو أن قرءانا سيرت به الجبال)

 ٣١

 ٦٤٣

سورة إبراهيم

(فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله)

 ٤٧

 ٤٠٥

(وما أنتم بمصرخى)

 ٢٢

 ٤١١

سورة الحجر

(قدرنا إنها لمن الغارين)

 ٦٠

 ٢١٦

(وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم (٤))

 ٤

 ٣٢٤

(ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخونا على سرر متقبلين)

 ٤٧

 ٣٢٨

(ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين (٢))

 ٢

 ٣٧٢

(يا أيها الذى نزل عليه الذكر)

 ٦

 ٥٤٧


(لو ما تأتينا بالملائكة)

 ٧

 ٦٤٦

سورة النحل

(ولله يسجد ما فى السماوات وما فى الأرض)

 ٤٩

 ١٥١

(لا تعلمون شيئا)

 ٧٨

 ٢٤٩

(ولنعم دار المتقين)

 ٣٠

 ٤٥٧

(تقيكم الحر)

 ٨١

 ٥١٧

(وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)

 ٤٤

 ٦٠٦

(وما عند الله باق)

 ٩٦

 ٧١٦

سورة الإسراء

(وتظنون إن لبثتم إلا قليلا)

 ٥٢

 ٢٤٧

(من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا)

 ١

 ٢٦٢

(أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى)

 ١١٠

 ٣٨٦

(ربكم أعلم بما فى نفوسكم)

 ٢٥

 ٤٧٥

(وإذا لا يلبثون)

 ٧٦

 ٦٠٦

(وإن عدتم عدنا)

 ٨

 ٦٢٦

(إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم)

 ٧

 ٦٣٣

سورة الكهف

(من لدني عذرا)

 ٧٦

 ١٣٧

(لنعلم أى الحزبين)

 ١٢

 ٢٤٨

(فلينظر أيها أزكى)

 ١٩

 ٢٤٨

(ءاتونى أفرغ عليه قطرا)

 ٩٦

 ٢٨٦


(بسط ذراعيه)

 ١٨

 ٤٢٢

(كبرت كلمة تخرج من أفواههم)

 ٥

 ٤٦٢

(قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم)

 ١٩

 ٥١٠

(إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا (٣٩) فعسى ربى)

 ٣٩ ، ٤٠

 ٦٢٩

(ثلث مائة سنين)

 ٢٥

 ٦٥٩

سورة مريم

(أيهم أشد)

 ٦٩

 ١٥٦ ، ١٥٧

(أراغب أنت عن آلهتى يإبراهيم)

 ٤٦

 ١٦٨

(ولم أك بغيا)

 ٢٠

 ١٩٤

(قال إنى عبد الله)

 ٣٠

 ٢١٥

(فتمثل لها بشرا سويا)

 ١٧

 ٣٢٠

(فهب لى)

 ٥

 ٣٦٥

(يأخت هارون)

 ٢٨

 ٥٤١

سورة طه

(فغشيهم من اليم ما غشيهم)

 ٧٨

 ١٥٥

(فاقض ما أنت قاض)

 ٧٢

 ١٦٠

(أفلا يرون ألا يرجع)

 ٨٩

 ٢٣١ ، ٦٠٠

(من أثر الرسول)

 ٩٦

 ٣٩٩

(فغوى ثم اجتباه ربه)

 ١٢١ ، ١٢٢

 ٥٠٦

(ولتصنع على عينى)

 ٣٩

 ٥٢١

(ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبى)

 ٨١

 ٦١٠

(ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف)

 ١١٢

 ٦٣٣


(ومن يحلل)

 ٨١

 ٧٦٧

سورة الأنبياء

(فإذا هى شخصة أبصر الذين كفروا)

 ٩٧

 ١٧٠

(علمت ما هؤلاء ينطقون)

 ٦٥

 ٢٤٧

(ونضع الموزين القسط)

 ٤٧

 ٢٩٩

(ونصرنه من القوم الذين كذبوا)

 ٧٧

 ٣٦٢

(وإقام الصلاة)

 ٧٣

 ٤٣٩ ، ٧٥٥

(لقد كنتم أنتم وآباؤكم فى ضلال مبين)

 ٥٤

 ٥١٣

(حرقوه وانصروا آلهتكم)

 ٦٨

 ٦٣٨

سورة الحج

(إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى)

 ١٧

 ٢١٨

(الرجس من الأوثان)

 ٣٠

 ٣٦٢

(والمقيمى الصلاة)

 ٣٥

 ٤٢٥

(ثم ليقضوا تفثهم)

 ٢٩

 ٦٢٣

سورة المؤمنون

(يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون)

 ٣٣

 ١٦١

(تنبت بالدهن)

 ٢٠

 ٣٦٨

(عما قليل ليصبحن)

 ٤٠

 ٣٧٢

(وعليها وعلى الفلك تحملون)

 ٢٢

 ٥١٥

(تترا)

 ٤٤

 ٦٧٧


سورة النور

(يكاد زيتها يضىءء)

 ٣٥

 ٢٠٨

(والخامسة أن غضب الله عليهآ)

 ٩

 ٢٣٠

(يوقد من شجرة مبركة زيتونة)

 ٣٥

 ٤٩٦

(ولو لا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم (١٠))

 ١٠

 ٦٤٦

(ألا تحبون أن يغفر الله لكم)

 ٢٢

 ٦٤٧

سورة الفرقان

(وما أرسلنا قبلك من المرسلين)

 ٢٠

 ٢١٦

(تبارك الذى إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجرى من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا (١٠))

 ١٠

 ٥٢٣

(ومن يفعل ذلك يلق أثاما (٦٨) يضعف له العذاب)

 ٦٨ ، ٦٩

 ٥٤٣

(لو لا أنزل علينا الملائكة)

 ٢١

 ٦٤٩

(ونزل الملائكة)

 ٢٥

 ٧٦٦

سورة الشعراء

(قالوا لا ضير)

 ٥٠

 ٢٤٢

(ألا تتقون)

 ١٠٦

 ٦٤٦

سورة النمل

(ألا يسجدوا)

 ٢٥

 ١٠٥

(وإن ربك ليحكم)

 ١٢٤

 ٢٢٢

(فانظرى ما ذا تأمرين)

 ٣٣

 ٢٤٨

(فتلك بيوتهم خاوية)

 ٥٢

 ٣٣٠


(ولى مدبرا ولم يعقب)

 ١٠

 ٣٣٨

(ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم فى النار)

 ٩٠

 ٦٣٣

(تسعة رهط)

 ٤٨

 ٦٥٨

سورة القصص

(وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة)

 ٧٦

 ٢١٥

(ودخل المدينة على حين غفلة)

 ١٥

 ٣٦٨

(فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا)

 ٨

 ٦٠٦

سورة العنكبوت

(أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب)

 ٥١

 ٢٥٦

(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا)

 ٢

 ٦٠٢

(ولنحمل)

 ١٢

 ٦٢٣

(يا عبادى الذين آمنوا إن أرضى وسعة فإيى فاعبدون (٥٦))

 ٥٦

 ٦٣٩

سورة الروم

(وكان حقا علينا نصر المؤمنين)

 ٤٧

 ١٨٥

(فسبحن الله حين تمسون وحين تصبحون (١٧))

 ١٧

 ١٨٧

(لله الأمر من قبل ومن بعد)

 ٤

 ٣٩٧

(وهو أهون عليه)

 ٢٧

 ٤٧٥

(وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون)

 ٣٦

 ٦٣٣

سورة لقمان

(واغضض من صوتك)

 ١٩

 ٧٦٧


سورة الأحزاب

(ومن يقنت منكن)

 ٣١

 ١٥٠

(كالذى يغشى عليه من الموت)

 ١٩

 ٣٩٩

(وقرن فى بيوتكن)

 ٣٣

 ٧٦٤

سورة سبأ

(تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب)

 ١٤

 ٢٣٢

(ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت)

 ٥١

 ٢٤٢

(مكر الليل والنهار)

 ٣٣

 ٣٧٩

(وإنا أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلال مبين)

 ٢٤

 ٥١٠

(يجبال أوبى معه والطير)

 ١٠

 ٥٤٥

سورة فاطر

(يا أيها الناس إن وعد الله حق)

 ٥

 ٢١٥

(جنات عدن يدخلونها)

 ٣٣

 ٢٥٧

(هو الحق مصدقا)

 ٣١

 ٣١٩

(ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألونه)

 ٢٨

 ٤٢٣

(لا يقضى عليهم فيموتوا)

 ٣٦

 ٦٠٩

(ا فمن زين له سوء عمله فرءاه حسنا)

 ٨

 ٦٣٨

سورة يس

(وإن كل لما جميع لدينا محضرون (٣٢))

 ٣٢

 ٢٧٧

(ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤن)

 ٣٠

 ٣٤٣

(وآية لهم الليل نسلخ منه النهار)

 ٣٧

 ٤٨٣


(وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا)

 ٩

 ٥٠١

(اتبعوا المرسلين (٢٠) اتبعوا من لا يسئلكم أجرا)

 ٢٠ ، ٢١

 ٥٣٥

سورة الصافات

(والله خلقكم وما تعملون (٩٦))

 ٩٦

 ١٥٠

(تالله إن كدت لتردين)

 ٥٦

 ٢٢٨

(وندينه أن يإبراهيم (١٠٤) قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين (١٠٥))

 ١٠٤ ، ١٠٥

 ٢٣١

(وإنكم لتمرون عليهم مصبحين (١٣٧) وبالليل)

 ١٣٧ ، ١٣٨

 ٣٦٧

(بزينة الكوكب)

 ٦

 ٤١٤ ، ٤١٦

(إنكم لذآئقوا العذاب الأليم (٣٨))

 ٣٨

 ٤٢٦

(فلنعم المجيبون)

 ٧٥

 ٤٦٢

(قصرت الطرف)

 ٤٨

 ٤٨٥

(وما منا إلا له مقام معلوم (١٦٤))

 ١٦٤

 ٤٨٥

(وأرسلنه إلى مائة ألف أو يزيدون (١٤٧))

 ١٤٧

 ٥١٠

سورة ص

(وإنهم عندنا لمن المصطفين)

 ٤٧

 ١١٤

(ولات حين مناص)

 ٣

 ٢٠١

(إنا وجدنه صابرا نعم العبد)

 ٤٤

 ٤٦٢

(وانطلق الملأ منهم أن امشوا)

 ٦

 ٦٠٠

سورة الزمر

(أليس الله بكاف عبده)

 ٣٦

 ١٩٩


(والسماوات مطويت بيمينه)

 ٦٧

 ٣٣٢

(حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها)

 ٧٣

 ٥١٨

سورة غافر

(سوء العذاب النار)

 ٤٥ ، ٤٦

 ٥٢٨

(وقال فرعون ذرونى أقتل موسى)

 ٢٦

 ٦١٥

(لعلى أبلغ الأسبب أسبب السماوات فأطلع)

 ٣٦ ، ٣٧

 ٦١٧

(دار القرار)

 ٣٩

 ٧٢٤

سورة فصلت

(وقدر فيها أقوتها فى أربعة أيام سواء للسآئلين)

 ١٠

 ٣٢٣

(فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها)

 ١١

 ٥١٥

سورة الشورى

(ليس كمثله شىء)

 ١١

 ٣٦٩

(إلى صراط مستقيم صراط الله)

 ٥٢ ، ٥٣

 ٥٢٨

(أو يرسل رسولا)

 ٥١

 ٦٢٠

(وحيا)

 ٥١

 ٦٢٠

(فالله هو الولى)

 ٩

 ٦٣٩

سورة الزخرف

(وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله)

 ٨٤

 ١٥٧

(وفيها ما تشتهيه الأنفس)

 ٧١

 ١٥٩

(وجعلوا الملائكة الذين هم عبد الرحمن إناثا)

 ١٩

 ٢٤٤

(ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة)

 ٦٠

 ٣٦٤


(فإما نذهبن بك)

 ٤١

 ٥٨٣

(ليقض علينا ربك)

 ٧٧

 ٦٢٢

سورة الجاثية

(ليجزى قوما بما كانوا يكسبون)

 ١٤

 ٢٧١

سورة الدخان

(حم (١) والكتاب المبين (٢) إنا أنزلناه فى ليلة مبركة إنا كنا منذرين (٣))

 ١ ـ ٣

 ٢١٥

(فيها يفرق كل أمر حكيم (٤) أمرا من عندنآ)

 ٤ ، ٥

 ٣٢٢

سورة الأحقاف

(وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه)

 ١١

 ٣٦٦

سورة محمد

(فضرب الرقاب)

 ٤

 ١١٠ ، ٢٩٥

(فإما منا بعد وإما فدآء)

 ٤

 ٢٩٥

سورة الحجرات

(لو يطيعكم فى كثير من الأمر لعنتم)

 ٧

 ٦٤٣

سورة الذاريات

(يسئلون أيان يوم الدين (١٢))

 ١٢

 ٢٤٩

(فنعم المهدون)

 ٤٨

 ٤٦٢

(ما تذر من شى أأتت عليه)

 ٤٢

 ٤٨٧


سورة القمر

(وكل شىء فعلوه فى الزبر (٥٢))

 ٥٢

 ٢٧٤

(خشعا أبصارهم يخرجون)

 ٧

 ٤٨١

(اقتربت الساعة)

 ١

 ٧١٧

سورة الرحمن

(من نار ونحاس)

 ٣٥

 ٥٠٣

سورة الواقعة

(خافضة رافعة (٣))

 ٣

 ٣٣٨

(فشربون شرب الهيم (٥٥))

 ٥٥

 ٤١٧

(وحور عين (٢٢))

 ٢٢

 ٥٠٣

(أءنا لمبعوثون أوآباؤنا الأولون (٤٨))

 ٤٧ ، ٤٨

 ٥١٤

سورة الحديد

(إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله)

 ١٨

 ٥٢٣

(لكيلا تأسوا)

 ٢٣

 ٥٩٩

(لئلا يعلم أهل الكتاب)

 ٢٩

 ٦٠٧

سورة المجادلة

(ذلك خير لكم وأطهر)

 ١٢

 ١٤٥

(ما هن أمهتهم)

 ٢

 ١٩٦


سورة الحشر

(والذين تبوؤا الدار والإيمان)

 ٩

 ٥٢١

(ومن يشاق الله)

 ٤

 ٧٦٧

سورة الصف

(تؤمنون بالله ورسوله وتجهدون فى سبيل الله بأمولاكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون (١١) يغفر لكم)

 ١١ ـ ١٢

 ٦١٧

سورة المنافقون

(والله يعلم إنك لرسوله)

 ١

 ٢١٦

(لو لا أخرتنى إلى أجل قريب فأصدق)

 ١٠

 ٦١١

(أخرتنى إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين)

 ١٠

 ٦٣٥

سورة الطلاق

(والئى لم يحضن)

 ٤

 ١٧٨

(لينفق ذو سعة من سعته)

 ٧

 ٦٢٢

سورة المرسلات

(ولا يؤذن لهم فيعتذرون (٣٦))

 ٣٦

 ٦١٢

(إنها ترمى بشرر كالقصر (٣٢))

 ٣٢

 ٧٢٦

سورة الملك

(صفت ويقبضن)

 ١٩

 ٥٢٣

سورة القلم

(وإنك لعلى خلق عظيم (٤))

 ٤

 ٢٢١


(وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك)

 ٥١

 ٢٢٨

(فستبصر ويبصرون (٥) بأييكم المفتون (٦))

 ٥ ، ٦

 ٢٤٨ ، ٣٦٨

(ولا تطع كل حلاف مهين (١٠) هماز)

 ١٠ ، ١١

 ٤٨٥

سورة الحاقة

(الحآقة (١) ما الحآقة (٢))

 ١ ـ ٢

 ١٦٩

(اقرؤا كتبيه)

 ١٩

 ٢٨٦

(ما أغنى عنى ماليه (٢٨))

 ٢٨

 ٧٢١

سورة المعارج

(سأل سآئل بعذاب واقع (١))

 ١

 ٣٦٨

سورة نوح

(مما خطيئاتهم)

 ٢٥

 ٣٧٢

سورة الجن

(كادوا يكونون عليه لبدا)

 ١٩

 ٢٠٤

سورة المزمل

(علم أن سيكون منكم مرضى)

 ٢٠

 ٢٣١ ، ٦٠٠

(تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا)

 ٢٠

 ٢٥٠

(وتبتل إليه تبتيلا)

 ٨

 ٢٩٣

(فعصى فرعون الرسول فأخذنه)

 ١٦

 ٥٠٦

سورة المدثر

(ولا تمنن تستكثر (٦))

 ٦

 ٧٦٧


سورة القيامة

(أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه (٣) بلى قادرين على أن نسوى بنانه (٤))

 ٣ ـ ٤

 ٢٣١ ، ٣٤٨

سورة الإنسان

(سلسلا)

 ٤

 ٥٩٧

(قواريرا)

 ١٥

 ٥٩٧

سورة النبأ

(كذابا)

 ٢٨

 ٤٣٨

(مفازا حدآئق)

 ٣١ ، ٣٢

 ٥٢٨

سورة عبس

(كلا لما يقض ما أمره (٢٣))

 ٢٣

 ٦٢٥

سورة الانفطار

(خلقك فسوئك فعدلك)

 ٧

 ٥٠٦

سورة الانشقاق

(لتركبن طبقا عن طبق (١٩))

 ١٩

 ٣٦٩

(إذا السماء انشقت (١))

 ١

 ٣٩٢

سورة الأعلى

(والآخرة خير وأبقى  (١٧))

 ١٧

 ٤٧٠

(الذى خلق فسوى (٢) والذى قدر فهدى (٣))

 ٢ ، ٣

 ٤٨٥

(والذى أخرج المرعى (٤) فجعله غثآأ أحوى (٥))

 ٤ ، ٥

 ٥٠٧


سورة الفجر

(وجاء ربك)

 ٢٢

 ٣٩٨

(دكا دكا)

 ٢١

 ٤٩٢

سورة البلد

(أو إطعم فى يوم ذى مسغبة (١٤) يتيما)

 ١٤ ، ١٥

 ٤١٥

سورة الشمس

(ناقة الله وسقياها)

 ١٣

 ٥٧٣

(والقمر إذا تلاها (٢))

 ٢

 ٧٢٥

سورة الضحى

(ولسوف يعطيك ربك)

 ٥

 ٥٧٩

(والضحى (١))

 ١

 ٧٢٥

سورة العلق

(لنسفعا)

 ١٥

 ٥٨٦

سورة القدر

(حتى مطلع الفجر)

 ٥

 ٣٦٣

سورة الزلزلة

(يومئذ تحدث أخبارها (٤))

 ٤

 ٣٩٠

سورة العاديات

(فالمغيرات صبحا (٣) فأثرن)

 ٣ ، ٤

 ٥٢٣


سورة القارعة

(القارعة (١) ما القارعة (٢))

 ١ ، ٢

 ١٦٩

سورة قريش

(أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)

 ٤

 ٣٦٢

سورة الإخلاص

(قل هو الله أحد (١))

 ١

 ١٧٠



٢ ـ فهرس الأحاديث والآثار

الحديث

الصفحة

 ـ أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد....................................... ١٠٢

ـ فأعضوه بهن أبيه....................................................... ١١٢

ـ اللهمّ اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف.................................. ١١٥

ـ ليس من ام بر ام صيام في ام سفر........................................ ١١٨

ـ إن يكنه فلن تسلّط عليه ، وإلّا يكنه فلا خير لك في قتله................... ١٣١

ـ قط قط بعزّتك وكرمك.................................................. ١٤٠

ـ إلّا طارقا يطرق بخير يا رحمان............................................ ١٦٤

ـ أمر بمعروف صدقة ، ونهي عن منكر صدقة............................... ١٧٢

ـ تمرة خير من جرادة..................................................... ١٧٤

ـ مسكين رجل لا زوجة له ، ومسكينة مسكينة امرأة لا زوج لها................ ١٧٤

ـ لو لا قومك حديثو عهد بالإسلام لهدمت الكعبة.......................... ١٧٤

ـ فجعلت لها بابين....................................................... ١٧٨

ـ أو نبيّ كان موسى...................................................... ١٩٠

ـ فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا........................... ٢٠٤

ـ فما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب......................... ٢٠٥

ـ يتعاقبون فيكم ملائكة.................................................. ٢٥٧

ـ أمر بقتل الأسود ذو الطّفيتين.................................... ٢٦٦ ، ٤٢٠

ـ إنّ امرأة دخلت النار في هرّة..................................... ٢٩٧ ، ٣٦٧

ـ ما للشياطين من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء إلّا المتزوجون ، أولئك المتطهرون المبرؤون من الخنا ٣١٢


ـ وأسامة أحب الناس إليّ ، ما حاشى فاطمة................................ ٣١٧

ـ ثم جاء بطست من ذهب مملوءا حكمة.................................... ٣٢٢

ـ فصلّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاعدا وصلى رجال قياما............................. ٣٢٥

ـ نزلت هذه الآية ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم متواريا بمكة............................... ٣٣٢

ـ نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن بيع الحيوان اثنين بواحد............................. ٣٥٠

ـ أيّما رجل مات أو أفلس فصاحب المتاع أحق بمتاعه إذا وجده بعينه............ ٣٥٠

ـ لا يسرّني بها حمر النّعم.................................................. ٣٦٤

ـ اشتريها واشترطي لهم الولاء.............................................. ٣٦٦

ـ هل أنتم تاركو لي صاحبي................................................ ٤٠٥

ـ من قبلة الرجل امرأته الوضوء............................................. ٤١٨

ـ وحج البيت من استطاع إليه سبيلا....................................... ٤١٨

ـ فأحسنوا القتلة......................................................... ٤٤٠

ـ أن أراك صريعا مجدّلا................................................... ٤٥٥

ـ ألا أخبركم بأحبّكم إليّ وأقربكم منّي مجالس يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا...... ٤٧٣

ـ ما من أيام أحبّ إلى الله فيها الصوم منه في عشر ذي الحجة................. ٤٧٧

ـ تصدّق رجل من ديناره ، من درهمه ، من صاع برّه ، من صاع تمره............. ٥٠٥

ـ إن الرجل ليصلي الصلاة وما كتب له نصفها ثلثها ، ربعها ، إلى عشرها....... ٥٢٧

ـ سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هل رأى ربه؟ فقال : رأيته نورا ، أنّى أراه............... ٥٢٩

ـ اشتدّي أزمة تنفرجي.................................................... ٥٣٦

ـ ثوبي حجر............................................................ ٥٣٦

ـ يا عظيما يرجى لكلّ عظيم.............................................. ٥٣٨


ـ نحن معاشر الأنبياء لا نورت............................................. ٥٧٠

ـ بك الله نرجو الفضل................................................... ٥٧٠

ـ إيّاي وأن يحذف أحدكم الأرنب......................................... ٥٧٣

ـ إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإيا الشواب................................... ٥٧٤

ـ يا رسول الله ، لا تشرف يصبك سهم.................................... ٦١٥

ـ من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مسجدنا يؤذنا بريح الثوم................ ٦١٥

ـ قوموا فلأصلّ لكم...................................................... ٦٢٣

ـ من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له.................................. ٦٢٦

ـ إنّ أبا بكر رجل أسيف متى يقم مقامك رقّ............................... ٦٢٧

ـ فإن جاء صاحبها وإلّا استمتع بها........................................ ٦٣٢

ـ أمّا بعد ما بال رجال يشترطون........................................... ٦٤٥

ـ وعشرين بني مخاض..................................................... ٦٦٢



٣ ـ فهرس أقوال العرب وأمثالهم

الأحد عشر الدرهم..................................................... ٣٥٦

إذا أنّي لبه............................................................. ٢١٧

إذا بلغ الرجل الستين فإيّاه وإيّا الشّوابّ.................................... ٥٧٤

اذهب إلى زيد أو دع ذلك فلا تبرح اليوم................................... ٥١٠

أراه إراءا............................................................... ٤٣٩

أصبح ليل.............................................................. ٥٣٦

أطرق كرا.............................................................. ٥٣٧

ألص من شظاظ........................................................ ٤٦٩

إن تزينك لنفسك ، وإن تشينك لهيه...................................... ٢٢٩

إنّ الشاة لتسمع صوت ـ والله ـ ربّها........................................ ٤٠٦

إنّما زيدا قائم........................................................... ٢٢٣

أولاه.................................................................. ٧١٩

بئسما تزويج لا مهر..................................................... ٤٥٩

بك الله نرجو الفضل.................................................... ٥٧٠

تربّ الكعبة............................................................ ٣٥٨

تميمي أنا............................................................... ١٧٤

جئت إلى الليل......................................................... ٣٦٣

جحر ضبّ خرب....................................................... ٥٠٣

حظيّين بنات صلفين كنّات............................................... ٣٤٩

خذ اللصّ قبل يأخذك................................................... ٦٢٠

دفن البناه المكرماه....................................................... ٧١٩


ذكاة الجنين ذكاة أمه.................................................... ٣٠٣

الرمكاء بهيا ، والحمراء صبرى ، والخوّارة غزرى والصّهباء سرعى................ ٤٧٢

زيد قائما ، وخرجت فإذا زيد جالسا....................................... ١٨١

الزيدان نعما رجلين...................................................... ٤٥٩

الزيدون نعموا رجالا..................................................... ٤٥٩

شرّ أهرّ ذا ناب........................................................ ١٧٣

شيء جاء بك.......................................................... ١٧٣

علم الرجل فلان........................................................ ٤٦٢

على التمرة مثلها زبدا.................................................... ١٧٧

عليه رجلا ليسني........................................................ ١٣٢

عليه مئة بيضا.......................................................... ٣٢٥

عندك طعام أفطر إليه................................................... ٣٦٤

الفضل ذو فضّلكم الله به ، والكرامة ذات أكرمكم الله بها.................... ١٥٣

قال فلانه.............................................................. ٢٦١

قضو الرجل فلان....................................................... ٤٦٢

قطع الله يد ورجل من قالها................................................ ٤٠٠

كليهما وتمرا............................................................ ٢٨٣

كم ناقة لك وفصيلها............................................ ٣٥٦ ، ٣٨١

كيف أصبحت؟ خير والحمد لله.......................................... ٣٧٧

لا رجل وامرأة........................................................... ٢٤١

لا عليك............................................................... ٢٤٣

لله درّ بني سليم ما أشدّ في الهيجاء لقاءها! وأكرم في الديات عطاءها! وأثبت في المكرمات بناءها        ٤٥٤


لله درّه................................................................. ٣٥٣

ليس بقرشيّا............................................................ ٦٧٣

ما أذرعها.............................................................. ٤٥٤

ما أصبح أبردها! وما أمسى أدفأها........................................ ١٩١

ما أنا بالذي قائل لك سوءا.............................................. ١٥٧

ما أنا كأنت ، وما أنا كإيّاك.............................................. ٣٦٠

ما رأيت كذبة أكثر عليها شاهد من كذبة أمير على منبر..................... ٤٧٨

ما فعلت خمسة عشرك........................................... ٦٦٢ ، ٦٦٣

ما فيها غيره وفرسه...................................................... ٥١٦

مرحبا وأهلا بك........................................................ ٥٢٢

مررت بأبيات جاد بهنّ أبياتا وجدن أبياتا................................... ٤٦٨

مررت بماء قعدة رجل.................................................... ٣٢٥

مزجر الكلب........................................................... ٣٠١

مناط الثريّا............................................................. ٣٠١

الناس مجزيون بأعمالهم ، إن خيرا فخير ، وإن شرّا فشر....................... ١٩٣

الناقص والأشجّ أعدلا بني مروان.......................................... ٤٧٤

هذا عيّوق طالعا........................................................ ١٦٥

هذا غلام والله زيد....................................................... ٤٠٦

هذا يوم اثنين مباركا فيه.................................................. ١٦٥

هم أحسن الناس وجوها وأنضرهموها....................................... ١٣٥

هو ثابت البصر........................................................ ٤٢٧

هو مني مقعد القابلة..................................................... ٣٠١

هيان بن بيان........................................................... ١٤٣


هيهاه.................................................................. ٧١٩

والبّيكا................................................................. ٥٦١

والله لا أريم هذا الموضع أو أموت أو تخليها................................. ٦٠٧

وامن حفر بئر زمزماه..................................................... ٥٦٠

وبك أهلا وسهلا....................................................... ٥٢٢

ودعنا من تمرتان......................................................... ٦٧٣

ومرحبا وأهلا وسهلا..................................................... ٢٨٤

يا أمّ.................................................................. ٥٤٩

يا عمراه يا عمراه........................................................ ٥٦١

يا للعجب ، يا للماء.................................................... ٥٥٧

يا محمد العاقل ، ويا طلحة............................................... ٥٣٩


٤ ـ فهرس الشعر

أالقصيد

الهمزة

وافر / مضموم

٣٤٧ ـ فلا والله لا يلفى لما بي

ولا للما بهم أبدا دواء

٤٥٩ ـ ألم أك جاركم ويكون بيني

وبينكم المودّة والإخاء

خفيف / مضموم

١٤٣ ـ أو منعتم ما تسألون فمن حد

دثتموه له علينا العلاء

٣٢٣ ـ حبّ تعذيبك القلوب إن أرضاك

وما تشائين يؤتى ويشاء

٤٢١ ـ ليت شعري وأين منّي ليت

إنّ ليتا وإنّ لوّا عناء

الباء

طويل / مضموم

٢٤ ـ وقد جعلت نفسي تطيب لضغمة

لضغمهماها يقرع العظم نابها

٦٧ ـ أهابك إجلالا وما بك قدرة

عليّ ولكن ملء عين حبيبها

١١٤ ـ فمن يك لم ينجب أبوه وأمّه

فإنّ لنا الأمّ النجيبة والأب

١٦١ ـ وما زرت ليلى أن تكون حبيبة

إليّ ولا دين بها أنا طالبه

١٨٣ ـ وما لي إلّا آل أحمد شيعة

وما لي إلّا مشعب الحقّ مشعب

١٩٢ ـ لئن كان برد الماء حرّان صاديا

إليّ حبيبا إنها لحبيب

٢٤٠ ـ أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد

كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه

٣٧٠ ـ دعاني إليها القلب إنّي لامرؤ

سميع فما أدري أرشد طلابها


٣٩٧ ـ تقول ابنتي لمّا رأتني شاحبا

كأنكّ فينا يا أبات غريب

٤١٦ ـ فإياك إيّاك المراء فإنه

إلى الشر دعّاء وللشر جالب

٤٣٦ ـ أرى الصبر محمودا وعنه مذاهب

فكيف إذا ما لم يكن عنه مذهب

٤٤٦ ـ إذا ما غدونا قال ولدان أهلها

تعالوا إلى أن يأتنا الصيد نحتطب

٤٦٥ ـ فلا تستطل منّي بقائي ومدّتي

ولكن يكن للخير منك نصيب

٤٨٢ ـ لئن بلّ لي أرضي بلال بدفعة

من الغيث في يمنى يديه انسكابها

أكن كالذي صاب الحيا أرضه التي

سقاها ، وقد كانت جديبا جنابها

مكسور

٩٦ ـ عسى الله يغني عن بلاد ابن عامر

بمنهمر جون الرّباب سكوب

١٦٣ ـ وكمتا مدمّاة كأنّ متونها

جرى فوقها واستشعرت لون مذهب

١٦٨ ـ على حين ألهى الناسجلّ أمورهم

فندلا زريق المال ندل الثعالب

٢٨١ ـ نجوت وقد بلّ المراديّ سيفه

من ابن أبي شيخ الأباطح طالب

٢٩٤ ـ على حين ألهى الناسجلّ أمورهم

فندلا زريق المال ندل الثعالب

٤٨٦ ـ أمّا القتال لا قتال لديكم

ولكنّ سيرا في عراض المواكب

مفتوح

٥١ ـ ويصغر في عيني تلادي إذا انثنت

يميني بإدراك الذي كنت طالبا

٨٧ ـ وما الدهر إلا منجنونا باهله

وما صاحب الحاجات إلا معذّبا

٢١٧ ـ رددت بمثل السّيد نهد مقلّص

كميش إذا عطفاه ماء تحلّبا

٣٤٨ ـ فأصبح لا يسألنه عن بما به

أصعّد في علو الهوى أم تصوّبا

٣٥٠ ـ أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا

أعيذكما بالله أن تحدثا حربا

بسيط / مضموم

١٣٥ ـ كذاك أدّبت حتّى صار من أدبي

أني رأيت ملاك الشيمة الأدب


٣٤٥ ـ لكنّه شاقه أن قيل ذا رجب

يا ليت عدّة شهر كلّه رجب

مكسور

٢٢٢ ـ واه رأبت وشيكا صدع أعظمه

وربّه عطبا أنقذت من عطبه

٣٨٧ ـ كليني لهمّ يا أميمة ناصب

وليل أقاسيه بطيء الكواكب

٤٠٣ ـ يبكيك ناء بعيد الدار مغترب

يا للكهول وللشّبّان للعجب

٤٦٢ ـ لو لا توقّع معترّ فأرضيه

ما كنت أوثر أترابا على ترب

مفتوح

٤٦٨ إن تصرمونا وصلناكم،وإن تصلوا

ملأتم أنفس الأعداء إرهابا

وافر / مضموم

٩٥ ـ وقد جعلت قلوص أبي زياد

من الأكوار مرتعها قريب

٢٥٦ ـ حناني ربّنا وله عيونا

تعاتبه لأن يقع العتاب

٣٣٧ ـ فما أدري أغيّرهم تناء

وطول العهد أم مال أصابوا

مكسور

٧٩ ـ سراة بني أبي بكر تسامى

على كان المسوّمة العراب

٤٠٦ ـ ألا يا قوم للعجب العجيب

وللغفلات تعرض للأريب

٤٠٩ ـ رقيّة تيّمت قلبي

فوا كبدا من الحبّ

كامل / مضموم

١٢٨ ـ هذا لعمركم الصّغار بعينه

لا أمّ لي إن كان ذاك ولا أب

١٥٨ ـ لدن بهزّ الكفّ يعسل متنه

فيه كما عسل الطريق الثعلب

٣٦٧ ـ حتى إذا قملت بطونكم

ورأيتم أبناءكم شبّوا

وقلبتم ظهر المجنّ لنا

إنّ اللئيم العاجز الخبّ


منسرح / مضموم

١٣ ـ لا بارك الله في الغواني هل

يصبحن إلّا لهنّ مطّلب

سريع / مكسور

٣٩٩ ـ يا أمّتا أبصرنّي سائر

يسير في مسحنفر لا حب

خفيف / مضموم

٩٧ ـ كرب القلب من جواه يذوب

حين قال الوشاة هند غضوب

متقارب / مفتوح

١٠١ ـ فموشكة أرضنا أن تعود

خلاف الخليط وحوشا يبابا

٤٢٨ ـ فإمّا تريني ولي لمّة

فإنّ الحوادث أودى بها

متقارب / ساكن

٣٥٨ ـ كهزّ الرّدينيّ تحت العجا

ج جرى في الأنابيب ثمّ اضطرب

التاء

طويل / مكسور

٦١ ـ خبير بنو لهب فلا تك ملغيا

مقالة لهبيّ إذا الطير مرّت

٢٤٩ ـ وأيّ فتى هيجاء أنت وجارها

إذا ما رجال بالرجال استقلّت

٤٩٠ ـ ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه

فيرأب ما أثأت يد الغفلات

بسيط / مكسور

٢٦٤ ـ كلا أخي وخليلي واجدي عضدا

عند الحروب وإلمام الملمّات

وافر / مضموم

٤٢ ـ فإنّ الماء ماء أبي وجدّي

وبئري ذو حفرت وذو طويت


٤٨٧ ـ ألا رجلا جزاه الله خيرا

يدلّ على محصّلة تبيت

كامل / مكسور

٣٦ ـ حنّت نوار ولات هنّا حنّت

وبدا الذي كانت نوار أجنّت

خفيف / مضموم

٤٢٢ ـ ليت شعري وأشعرنّ إذا ما

قرّبوها منشورة ودعيت

الجيم

طويل / مضموم

٣٠١ ـ قلا دينه واهتاج للشوق إنها

على الشوق إخوان العزاء هيوج

مفتوح

٣٨٣ ـ متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا

تجد حطبا جزلا ونارا تؤجّجا

بسيط / مفتوح

٤٤٧ أخلق بذي الحرص أن يظفر بحاجته

ومدمن القرع للبواب أن يلجا

كامل / مكسور

٢٣٢ ـ فلثمت فاها آخذا بقرونها

شرب النزيف ببرد ماء الحشرج

٢٧٥ ـ ما زال يوقن من يؤمّك بالغنى

وسواك مانع فضله المحتاج

الحاء

طويل / مضموم

١٤٧ ـ ليبك يزيد ، ضارع لخصومة

ومختبط ممّا يطيح الطوائح

٤٣٢ ـ أتى دونها ذبّ الرياد كأنه

فتى فارسيّ في سراويل رامح

٤٩٢ ـ الآن بعد لجاجتني

تلحوننيهلّا التقدّم والقلوب صحاح


٥١٠ ـ أخو بيضات رائح متأوّب

رفيق بمسح المنكبين سبوح

مكسور

٤١٧ ـ أخاك أخاك إنّ من لا أخاله

كساع إلى الهيجا بغير سلاح

بسيط / مضموم

١٣٢ ـ وردّ جازرهم حرفا مصرّمة

ولا كريم من الولدان مصبوح

مكسور

١٤ ـ قد كان يذهب بالدنيا ولذتها

موالي ككباش الغوس سحّاح

وافر / مفتوح

٤٥٤ ـ سأترك منزلي لبني تميم

وألحق بالحجاز فأستريحا

كامل / مضموم

٣٣٣ ـ إذا سايرت أسماء يوما ظعائنا

فأسماء من تلك الظعائن أملح

خفيف / مضموم

٤١٨ ـ إنّ قوما منهم عمير ، وأشبا

ه عمير ، ومنهم السفّاح

لجديرون باللقاء إذا قال أخو

النجدة السّلاح السّلاح

الخاء

طويل / مضموم

١٠٣ وكدت وقد سالت من العين عبرة

سما عائد منه وأسبل عائد

أموت أسى يوم الزّحام وإنّني

يقينا لرهن بالذي أنا كائد

١٤٥ ـ وخبّرت سوداء الغميم مريضة

فأقبلت من أهلي بمصر أعودها

١٦٩ ـ أقلّ فعالي بله أكثره مجد

وذا الجدّ فيه نلت أم لم أنل جّدّ


١٧٨ ـ إذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا

فحسبك والضحّاك سيف مهنّد

٤٧٣ ـ فإن يمس مهجور الفناء فربّما

أقام به بعد الوفود وفود

مكسور

٢٥ ـ لوجهك في الإحسان حسن وبهجة

أنالهماه قفو أكرم والد

٢٨ ـ فقلت أعيراني القدوم لعلني

أخطّ بها قبرا لأبيض ماجد

٣٤ ـ رأيت بني غبراء لا ينكرونني

ولا أهل هذاك الطّراف الممدّد

٥٨ ـ إذا دبران منك يوما لقيته

أؤمّل أن ألقاك غدوا بأسعد

٦٥ ـ بنونا بنو أبنائنا وبناتنا

بنوهنّ أبناء الرجال الأباعد

١٥١ ـ كسا حلمه ذا الحلم أثواب سؤدد

ورقّى نداه ذا الندى في ذرى المجد

١٦٦ إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب

جهارا فكن للغيب أحفظ للودّ

١٨٧ ـ وبالجسم منّي بيّنا لو علمته

شحوب وإن تستشهدي العين تشهد

١٩١ ـ تسليت طرّا عنكم يوم بينكم

بذكراكم حتى كأنكم عندي

٤٧٢ ـ وإن يتغيّر من بلاد وأهلها

فما غيّر الأيّام ودّكم بعدي

مفتوح

٩ ـ دعاني من نجد فإنّ سنينهل

عبن بنا شيبا وشيّبننا مردا

٧٤ ـ وما كلّ من أبدى البشاشة كائنا

أخاك إذا لم تلفه لك منجدا

٧٦ ـ قنافذ هدّاجون حول بيوتهم

بما كان إياهم عطيّة عوّدا

٤٨٠ منى إن تكن حقّا تكن أحسن المنى

وإلّا فقد عشنا بها زمنا رغدا

بسيط / مضموم

١٨٢ ـ وبالصريمة منهم منزل خلق

عاف تغيّر إلّا النّؤي والوتد

مكسور

٣٦٣ ـ لو اعتصمت بنا لم تعتصم بعدى

بل أولياء كرام غير أوغاد


٣٦٥ ـ لو كان لي وزهير ثالث وردت

من الحمام عذابا شرّ مورود

٥٠١ ـ كم دون ميّة موماة يهال لها

إذا تيمّمها الخرّيت ذو الجلد

مفتوح

٢٥٣ ـ إنّ الخليط أجدّوا البين وانجردوا

وأخلفوك عد الأمر الذي وعدوا

٤٤٥ ـ أن تقرآن على أسماء ويحكما

منّي السّلام وألّا تشعرا أحدا

وافر / مضموم

٣٠٤ ـ أتاني أنّهم مزقون عرضي

جحاش الكرملين لها فديد

٣٤٢ ـ وربّ أسيلة الخدّين بكر

مهفهفة لها فرع وجيد

مكسور

١٨ ـ ألم يأتيك والأنباء تنمي

بما لاقت لبون بني زياد

١٠٢ ـ فإنّك موشك أن لا تراها

وتعدو دون غاضرة العوادي

كامل / مكسور

١١٨ ـ شلّت يمينك إن قتلت لمسلما

حلّت عليك عقوبة المتعمّد

٢٠٧ ـ سقط النصيف ولم ترد إسقاطه

فتناولته واتقتنا باليد

٢٣١ ـ وملكت ما بين العراق ويثرب

ملكا أجار لمسلم ومعاهد

٢٧٤ ـ فزججتها بمزجّة زج

ج القلوص أبي مزاده

٥٠٦ ـ فأجبت قائل : كيف أنت؟ بصالح

حتّى مللت وملّني عوّادي

مفتوح

٦ ـ يديان بالمعروف عند محلّم

قد تمنعانك أن تضام وتضهدا

٣١١ ـ ما كان أسعد من أجابك آخذا

بهداك مطّرحا هوى وعنادا


٤٨٤ ـ لو يسمعون كما سمعت حديثها

خرّوا لعزّة ركّعا وسجودا

منسرح / مكسور

٢٧٢ ـ يا من رأى عارضا أرقت له

بين ذراعي وجبهة الأسد

خفيف / مكسور

٣٩٥ ـ يا ابن أمّي ويا شقيّق نفسي

أنت خلّيتني لدهر شديد

٤٠٢ ـ يا لقومي ويا لأمثال قومي

لأناس عتوّهم في ازدياد

متقارب / ساكن

٣٨١ ـ رمتك فؤادك فيمن رمت

سعاد وكنت ادّعيت الجلد

الراء

طويل / مضموم

٢٢ ـ لئن كان إيّاه فقد حال بعدنا

عن العهد والإنسان قد يتغيّر

٧٠ ـ ألا يا اسلمي يا دارميّ على البلى

ولا زال منهلّا بجرعائك القطر

٧٣ ـ ببذل وحلم ساد في قومه الفتى

وكونك إيّاه عليك يسير

٩٤ ـ فأبت إلى فهم وما كدت آئبا

وكم مثلها فارقتها وهي تصفر

٢٢٠ عليّ ملئت الرعب والحرب لم تقد

لظاها ، ولم تستعمل البيض والسّمر

٢٢٤ ـ فأحسن وأجمل في أسير كأنه

ضعيف ، ولم يأسر كإيّاك آسر

٢٣٠ ـ وإني لتعروني لذكراك نفضة

كما انتفض العصفور بلّله القطر

٣٠٧ ـ ألا أرقت عيني فبتّ أديرها

حذار عدوّ أحر أن لا يضيرها

٤٢٣ ـ إذا مات منهم ميّت سرق ابنه

ومن عضة ما ينبتنّ شكيرها

٤٤٣ ـ فأمهلته حتى إذا أن كأنه

معاطي يد في لجّة الماء غامر

٤٩٩ ـ وإنّ كلابا هذه عشر أبطن

وأنت بريء من قبائلها العشر


٥١٦ ـ أالحقّ ـ إن دار الرّباب تباعدت

أو انبتّ حبل ـ أنّ قلبك طائر

مكسور

٥٦ ـ رأيتك لمّا أن عرفت وجوهنا

صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو

٢٥٤ ـ ونار قبيل الصّبح بادرت قدحها

حيا النار قد أوقدتها للمسافر

٢٧٩ ـ يمرّ على ما تستبنه وقد شفت

غلائل عبد القيس منها صدورها

٣٠٩ ـ فذلك إن يلق المنية يلقها

حميدا وإن يستغن يوما فأجدر

ساكن

٤١٤ ـ لنعم الفتى تعشوا إلى ضوء ناره

طريف بن مال ليلة الجوع والخصر

مفتوح

١٣١ ـ فلا أب وابنا مثل مروان وابنه

إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا

١٩٨ ـ بنا عاذ عوف وهو بادئ ذلّة

لديكم فلم يعدم ولاء ولا نصرا

٣٠٢ ـ فتاتان أمّا منهما فشبيهة

هلالا وأخرى منهما تشبه البدرا

٣١٩ ـ أجبت عصاما إذ دعاني قائلا

ألا حبّذا مستنصرا ونصيرا

٣٤٠ لكم مسجدا الله المزوران والحصى

لكم قبصه؟ ما بين أثرى وأقترا

٣٦٦ ـ كانّ الحصى من خلفها وأمامها

إذا نجلته رجلها حذف أعسرا

٤٣٠ ـ فمن يك لم يثأر بأعراض قومه

فإنّي وربّ الراقصات لأثأرا

٤٩٥ ـ فطافت ثلاثا بين يوم وليلة

وكان النكير أن تضيف وتجأرا

بسيط / مضموم

١٩ ـ وما نبالي إذا ما كنت جارتنا

ألا يجاورنا إلّا كـ ديّار

٨٨ ـ فأصبحوا قد أعاد الله ملكهم

إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر

١٤٨ ـ إنّ امرأ غرّه منكنّ واحدة

بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور

٤٣٥ ـ ومرّ دهر على وبار

فهلكت جهرة وبار


٤٦٣ ـ إنّي وقتلي سليكا ثمّ أعقله

كالثّور يضرب لمّا عافت البقر

مكسور

٢١ بالباعث الوارث الأموات قد ضمنت

إياهم الأرض في دهر الدهارير

٢٠٤ ـ أنا ابن دارة معروفا بها نسبي

وهل بدارة يا للناس من عار

٣٦٢ ـ جاء الخلافة أو كانت له قدرا

كما أتى ربّه موسى على قدر

٤٦٧ ـ لو لا فوارس من قيس وأسرتهم

يوم الصّليفاء لم يوفون بالجار

٤٧٠ ـ دسّت رسولا بأنّ القوم إن قدروا

عليك يشفوا صدورا ذات توغير

٤٨٩ ـ ألا طعان ألا فرسان عادية

ألا تجشّؤكم عند التنانير

مفتوح

٣٩٤ ـ يا زيد أهد لهم رأيّا يعاش به

يا زيد زيد بني النجار مقتصرا

٤٠٨ ـ حمّلت أمرا عظيما فاصطبرت له

وقمت فيه بأمر الله يا عمرا

وافر / مكسور

٤٣٨ ـ فيا لهفي لمنذر إذ تولّى

وأعنق في منيّته بصبر

مفتوح

٣٨ ـ فما آباؤنا بأمنّ منه

علينا اللاء قد مهدوا الحجورا

٢٠٠ ـ متى ما تلقني فردين ترجف

روانف أليتيك وتستطارا

٢٧٠ ـ ونحن قتلنا الأسد أسد خفيّة

فما شربوا بعدا على لذّة خمرا

كامل / مكسور

٥٤ ـ ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا

ولقد نهيتك عن بنات الأوبر

١٤١ ـ نبّئت زرعة والسفاهة كاسمها

يهدي إليّ غرائب الأشعار

٣٠٣ ـ حذر أمورا لا تضير وآمن

ما ليس منجيه من الأقدار


٥٠٤ ـ كم عمّة لك يا جرير وخالة

فدعاء قد حلبت عليّ عشاري

مفتوح

١٩٦ ـ يا جارتا ما أنت جاره

بانت لتحزننا عفارة

رمل / مكسور

٤٨٣ ـ لو بغير الماء حلقي شرق

كنت كالغصّان بالماء اعتصاري

ساكن

٨٥ ـ لم يك الحقّ على أن هاجه

رسم دار قد يعفّى بالسّرر

٢١٣ ـ ثمّ راحوا عبق المسك بهم

يلحفون الأرض هدّاب الأزر

سريع / مكسور

٣٢٩ ـ ولست بالأكثر منهم حصى

وإنّما العزة للكاثر

متقارب / مضموم

٥٠٢ ـ تؤمّ سنانا وكم دونه

من الأرض محدودبا غارها

مكسور

١٩٤ ـ كأنّ ابن مزنتها جانحا

فسيط لدى الأفق من خنصر

٢٥٥ ـ دعوت لما نابني مسورا

فلبّى فلبّي يدي مسور

مفتوح

٢٧١ ـ أكلّ امرئ تحسبين امرأ

ونار توقّد بالليل نارا

٥٠٠ ـ وقائع في مضر تسعة

وفي وائل كانت العاشرة

ساكن

٦٣ ـ فيوم علينا ويوم لنا

ويوم نساء ويوم نسر


خفيف / مضموم

٢٣٥ ـ أبدا كالفراء فوق ذراها

حين يطوي المسامع الصّرّار

٢٣٩ ـ ربّما الجامل المؤبّل فيهم

والغناجيج بينهنّ المهار

مفتوح

٢١٠ ـ بصرت بي قد لاح شيبي فصدّت

فتسلّيت واكتسيت وقارا

السين

طويل / مكسور

١٦٢ ـ فأين إلى أين النجاة ببغلتي

أتاك أتاك اللاحقون احبس احبس

وافر / مكسور

١٩٥ ـ فإني الليث مرهوبا حماه

وعيدي زاجر دون افتراسي

٤٣١ ـ اضرب عنك الهموم طارقها

ضربك بالسيف قونس الفرس

كامل / مكسور

٣٥٧ ـ يا صاح يا ذا الضامر العنس

والرحل والأقتاب والحلس

هزج / مكسور

٥٠٧ ـ فنادوا بالرحيل غدا

وفي ترحالهم نفسي

الطاء

متقارب / مكسور

١٧٥ ـ فما أنا والسير في متلف

يبرّح بالذكر الضابط


العين

طويل / مضموم

١٥ ـ ينام بإحدى مقلتيه ويتّقي

بأخرى الأعادي فهو يقظان هاجع

٦٠ ـ خليليّ ما واف بعهدي أنتما

إذا لم تكونا لي على من أقاطع

٧٨ ـ إذا متّ كان الناس صنفان شامت

وآخر مثن بالذي كنت أصنع

٩٩ ـ ولو سئل الناس التراب لأوشكوا

إذا قيل هاتوا أن يملّوا ويمنعوا

١٠٩ ـ منّا الأناة وبعض القوم يحسبنا

إنّا بطاء وفي إبطائنا سرع

١٢٦ ـ تعزّ فلا إلفين بالعيش متّعا

ولكن لورّاد المنون تتابع

١٦٠ ـ إذا قيل أيّ الناس خير قبيلة

أشارت كليب بالأكفّ الأصابع

١٨٤ ـ لأنّهم يرجون منك شفاعة

إذا لم يكن إلّا النبيون شافع

٢٢٥ ـ إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنما

يرجّى الفتى كيما يضرّ وينفع

٢٦١ على حين عاتبت المشيب على الصّبا

وقلت ألمّا تصح والشيب وازع

٤٤١ ـ إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنّما

يرجّى الفتى كيما يضرّ وينفع

٤٩٤ ـ ونبّت ليلى أرسلت بشفاعة

إليّ فهلّا نفس ليلى شفيعها

مكسور

٤٧٦ ـ وذاك فتى إن تأته في صنيعه

إلى ماله لم تأته بشفيع

مفتوح

٣٠ ـ إذا قال قدني قال بالله حلفة

لتغني عنّي ذا إنائك أجمعا

٩٨ سقاها ذووالأرحام سجلا على الظما

وقد كربت أعناقها أن تقطّعا

٢٢٦ ـ فقالت أكلّ الناس أصبحت مانحا

لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا

٢٣٨ غدت من عليه تنفض الطلّ بعدما

رأت حاجب الشمس استوى فترفّعا

٢٦٦ ـ حننت إلى ريّا ونفسك باعدتم

زارك من ريّا وشعباكما معا


٢٨٧ ـ لقد علمت أولى المغيرة أنني

كررت فلم أنكل عن الضرب مسمعا

٤٢٧ ـ مهما تشأ منه فزارة تعطكم

ومهما تشا منه فزارة تمنعا

٤٤٢ ـ فقالت أكلّ الناس أصبحت مانحا

لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا

٤٩٣ ـ تعدّن عقر النّيب أفضل مجدكم

بني ضوطرى لو لا الكميّ المقنّعا

بسيط / مضموم

٨٣ ـ أبا خراشة أماّ أنت ذا نفر

فإنّ قومي لم تأكلهم الضبع

مكسور

١٧ ـ هجوت زبّان ثمّ جئت معتذرا

من هجو زبّان لم تهجو ولم تدع

مفتوح

٢٨٥ ـ وجرّبوه فما زادت تجاربهم

أبا قدامة إلّا الحزم والنفعا

٤٥٣ ـ يا ابن الكرام ألا تدنوا فتبصر مّا

قد حدّثوك فما راء كمن سمعا

وافر / مكسور

٤٠١ ـ أطوّف ما أطوّف ثمّ آوي

إلى بيت قعيدته لكاع

٤٠٤ ـ تكنّفني الوشاة فأزعجوني

فيا لله للواشي المطاع

مفتوح

٢٨٩ ـ أكفرا بعد ردّ الموت عنّي

وبعد عطائك المئة الرّتاعا

٣٥١ ـ أنا ابن التارك البكريّ بشر

عليه الطير ترقبه وقوعا

كامل / مكسور

٢١٥ ـ دهم الشتاء ولست أملك عدّة

والصبر في السّبرات غير مضيع

مفتوح

٣١٢ ـ صدّقت قائل ما يكون أحقّ ذا

كهلا يندّ إلى السيادة يافعا


رمل / مضموم

٢٦٢ ـ إذا باهليّ تحته حنظليّة

له ولد منها فذاك المذرّع

ساكن

٢٩٩ ـ ومساميح بما ضنّ به

حابسوا الأنفس عن سوء الطمع

سريع / مكسور

١٢٩ ـ لا نسب اليوم ولا خلّة

اتّسع الخرق على الراقع

الفاء

طويل / مضموم

٨٩ ـ وقالوا تعرّفها المنازل من منى

وما كلّ من وافى منى أنا عارف

٢٦٨ ـ ومن قبل نادى كلّ مولى قرابة

فما عطفت يوما عليه العواطف

٤٥٥ ـ وما قام منّا قائم في نديّنا

فينطق إلّا بالتي هي أعرف

مفتوح

٥١٢ ـ ألا حبّذا غنم وحسن حديثها

لقد تركت قلبي بها هائما دنف

بسيط / مكسور

٢٩٠ ـ تنفي يداها الحصى في كلّ هاجرة

نفي الدراهم تنقاد الصياريف

وافر / مكسور

٤٦١ ـ للبس عباءة وتقرّ عيني

أحبّ إليّ من لبس الشّفوف

كامل / مكسور

٤٢٦ ـ من نثقفن منهم فليس بثابت

أبدا ، وقتل بني قتيبة شاف


مفتوح

١٧٣ ـ يمّمته لرجائه متخوّفا

فأنال مرجوّا وكفّ مخوفا

٤٣٩ ـ وبها من صخر شيء

ليس يحكى بالصفه

متقارب / مكسور

٤٣٣ ـ عليه من اللؤم سروالة

فليس يرقّ لمستعطف

منسرح / مضموم

٢٩٨ ـ الحافظو عورة العشيرة لا

يأتيهم من ورائنا نطف

القاف

طويل / مضموم

٤٥ ـ عدس ، ما لعبّاد عليك إمارة

أمنت وهذا تحملين طليق

٤٥٦ ـ ألم تسأل الرّبع القواء فينطق

وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق

مكسور

٦٤ ـ سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا

محيّاك أخفى ضوؤه كلّ شارق

١٢١ ـ وحدّث بأن زالت بليل حمولهم

كنخل من الأعراض غير منبّق

٤٧٨ ـ ومن لا يقدّم رجله مطمئنّة

فيثبتها في مستوى الأرض تزلق

مفتوح

١٢ ـ أإن شمت من نجد بريقا تألّقا

أكابد ليل إم أرمد اعتاد أولقا

بسيط / مضموم

٣١٤ ـ والتغلبيون بئس الفحل فحلهم

فحلا وأمّهم زلّاء منطيق


وافر / مكسور

١١٥ ـ وإلّا فاعلموا أنّا وأنتم

بغاة ما بقينا في شقاق

كامل / مضموم

٣٧ ـ ما كان ضرّك لو مننت وربّما

منّ الفتى وهو المغيظ المحنق

مكسور

٣٣٠ ـ تولي الضجيع إذا تنبّه موهنا

كالأقحوان من الرشاش المستقي

منسرح / مضموم

١٠٠ ـ يوشك من فرّ من منيته

في بعض غرّاته يوافقها

خفيف / مكسور

١٥٣ ـ إنّ قهرا ذوو الضلالة والبا

طل عزّ لكلّ عبد محقّ

٣١٠ ـ عاتبتني وما ألذّ لدى الصّب

ب عتاب الحبيب يوم التلاقي

٣٩٠ ـ ضربت صدرها إليّ وقالت

يا عديّا لقد وقتك الأواقي

الكاف

متقارب / مفتوح

١٩٩ ـ تعيّرنا أنّنا عالة

ونحن صعاليك أنتم ملوكا

٢٠٥ ـ فلما خشيت أظافيرهم

نجوت وأرهنهم مالكا

اللام

طويل / مضموم

١ ـ ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل

وكل نعيم لا محالة زائل

٤٦ ـ ألا تسألان المرء ما ذا يحاول

أنحب فيقضى أم ضلال وباطل


٥٢ ـ ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل

عفاف وإقدام وحزم ونائل

٦٦ ـ فيا رب هل إلّا بك النصر يرتجى

عليهم وهل إلّا عليك المعوّل

٧٥ ـ سلي إن جهلت الناس عنّا وعنهم

فليس سواء عالم وجهول

٩٠ ـ وإن مدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن

بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل

٢٠٩ ـ وقفت بربع الدار قد غيّر البلى

معارفها والساريات الهواطل

٢١٢ وتشرب أسآري القطا الكدر بعد ما

سرت قربا أحناؤها تتصلصل

٣٢٤ ـ فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها

وحبّ بها مقتولة حين تقتل

٣٥٣ ـ فأطعمتها من لحمها وسنامها

شواء وخير الخير ما كان عاجله

٣٧٣ ـ فهل لك أو من والد لك قبلنا

يرشح أولاد العشار ويفصل

٤٢٥ ـ فلا الجارة العليا بها تلحينّها

ولا الضيف فيها إن أناخ محوّل

٤٤٩ ـ دعاني أخي حتّى أريد فلم أرث

وأقررت عينيه بما كان يأمل

٤٥٠ ـ فما زالت القتلى تمجّ دماءها

بدجلة حتّى ماء دجلة أشكل

مكسور

٣٩ ـ وتبلي الألى يستلئمون على الألى

تراهنّ يوم الروع كالحدأ القبل

١٦٥ ـ إذا هي لم تستك بعود أراكة

تنخّل فاستاكت به عود إسحل

٢٤٤ ـ فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع

فألهيتها عن ذي تمائم مغيل

٢٤٥ ـ وليل كموج البحر أرخى سدوله

عليّ بأنواع الهموم ليبتلي

٢٤٨ ـ وقد أغتدي والطير في وكناتها

بمنجرد قيد الأوابد هيكل

٢٦٠ ـ ندمت على ما فاتني يوم بنتم

فيا حسرتا ألا يرين عويلي

٣٠٥ ـ إذا فاقد خطباء فرخين رجّعت

ذكرت سليمى في الخليط المزايل

٣١٣ ـ فنعم ابن أخت القوم غير مكذّب

زهير حسام مفرد من حمائل

٣٥٧ ـ كأن ثبيرا في عرانين وبله

كبير أناس في بجاد مزمّل


٣٧٩ وشوهاء تعدو بي إلى صارخ الوغى

بمستلئم مثل الفنيق المرجّل

مفتوح

٤٦٤ ـ فلم أر مثلها خباسة واحد

ونهنهت نفسي بعد ما كدت أفعله

بسيط / مضموم

٨٢ ـ لا يأمن الدهر ذو بغي ولو ملكا

جنوده ضاق عنها السهل والجبل

١١٣ ـ إنّ الكريم لمن يرجوه ذو جدة

ولو تعذّر إيسار وتنويل

١٢٠ ـ في فتية كسيوف الهند قد علموا

أن هالك كلّ من يحفى وينتعل

١٣٤ ـ أرجو وآمل أن تدنو مودّتها

وما إخال لدينا منك تنويل

٢٣٤ ـ أتنتهون ولن ينهى ذوو شطط

كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل

٢٣٧ ـ فقلت للركب لمّا أن علا بهم

من عن يمين الحبيّا نظرة قبل

٢٩١ ـ السالك الثّغرة اليقظان سالكها

مشي الهلوك عليها الخيعل الفضل

٢٩٧ ـ كناطح صخرة يوما ليوهنها

فلم يضرها وأدمى قرنه الوعل

٣١٨ ـ ألا حبّذا عاذري في الهوى!

ولا حبّذا الجاهل العاذل

٣٢٧ ـ يا فضل يا خير من ترجى نوافله

قد عظم لي منك في معروفك الأمل

٣٨٩ ـ ليت التحيّة كانت لي فأشكرها

مكان يا جمل حيّيت يا رجل

٥٠٣ ـ كم نالني منهم فضلا على عدم

إذ لا أكاد من الإقتار أجتمل

مكسور

٤ ، ٤٧ ما أنت بالحكم الترضى حكومته

ولا الأصيل ولا ذي الرأيي والجدل

١٢٧ ـ لا سابغات ولا جأواء باسلة

تقي المنون لدى استيفاء آجال

٢٠٢ ـ خرجت بها أمشي تجرّ وراءنا

على إثرنا أذيال مرط مرجّل

٢١١ ـ فجئت وقد نضّت لنوم ثيابها

لدى السّتر إلّا لبسة المتفضّل


مفتوح

٨١ ـ قد قيل ما قيل إن حقّا وإن كذبا

فما اعتذارك من شيء إذا قيلا

١٩٠ ـ يا صاح هل حمّ عيش باقيا فترى

لنفسك العذر في إبعادها الأملا

٢٠٨ ـ كن للخليل نصيرا جار أو عدلا

ولا تشحّ عليه جاد أو بخلا

وافر / مضموم

٢٧٧ ـ كما خطّ الكتاب بكفّ يوما

يهوديّ يقارب أو يزيل

مكسور

٢٧ ـ كمنية جابر إذ قال ليتي

أصادفه وأفقد بعض مالي

١٨٦ ـ أرسلها العراك ولم يذدها

ولم يشفق على نغص الدّخال

مفتوح

٦٩ ـ يذيب الرّعب منه كلّ عضب

فلو لا الغمد يمسكه لسالا

١٣٧ ـ أراهم رفقتي حتى إذا ما

تجافى الليل وانخزل انخزالا

كامل / مضموم

٢١٤ ـ أعن سيّئ تنهى ولست بمنته

وتوصي بخير أنت عنه غفول

٢٥١ ـ أتي الفواحش عندهم معروفة

ولديهم ترك الجميل جمال

مفتوح

١٠٥ ـ لمّا ترفّل في الكراع هجينهم

هلهلت أثأر مالكا أو صنبلا

١٧٧ ـ أزمان قومي والجماعة كالذي

منع الرّحالة أن تميل مميلا

٤٠٧ ـ أوانس يسلبن الحليم فؤاده

فيا طول ما شوق ويا حسن مجتلى

رمل / ساكن

١٥٧ ـ فارسا ما غادروه ملجما

غير زمّيل ولا نكس وكل


٢٦٣ ـ إنّ للخير وللشرّ مدى

وكلا ذلك وجه وقبل

٣٩٣ ـ أيّهذان كلا زادكما

ودعاني واغلا فيمن يغل

متقارب / ساكن

٢٨٦ ـ ضعيف النكاية أعداءه

يخال الفرار يراخي الأجل

منسرح / مكسور

٢٨٠ ـ أنجب أيّام والده به

إذ نجلاه فنعم ما نجلا

٣٥٤ ـ يوما تراها كمثل أردية ال

عصب ويوما أديمها نغلا

سريع / مكسور

٤٣٧ ـ ما لشهيد بين أرماحكم

شلّت يدا وحشيّ من قاتل

٤٩٦ ـ ثلاثة أنفس وثلاث ذود

لقد جار الزمان على عيالي

خفيف / مكسور

١٢٢ ـ علموا أن يؤمّلون فجادوا

قبل أن يسألوا بأعظم سؤل

٢٢١ ـ ربّ رفد هرقته ذلك اليو

م وأسرى من معشر أقيال

٢٤٦ ـ رسم دار وقفت في طلله

كدت أقضي الحياة من جلله

٣٢٦ ـ حسن فعلا لقاء ذي الثروة المم

لّق بالبشر والعطاء الجزيل

٣٨٦ ـ ذي دعي الّلوم في العطاء فإنّ ال

لّوم يغري الكريم في الإجزال

٤٨٥ ـ إن يكن طبّك الدلال فلو في

سالف الدهر والسنين الخوالي

مفتوح

٣٦٤ ـ قلت إذ أقبلت وزهر تهادى

كنعاج الفلا تعسّفن رملا

متقارب / مضموم

٤٨ ـ إذا ما لقيت بني مالك

فسلّم على أيّهم أفضل


١٤٩ ـ فلا مزنة ودقت ودقها

ولا أرض أبقل إبقالها

مفتوح

١١٩ ـ بأنك ربيع وغيث مريع

وأنك هناك تكون الثّمالا

الميم

طويل / مضموم

٥٣ ـ وإنّ لساني شهدة يشتفى بها

وهوّ على من صبّه الله علقم

١٠٦ ـ وكاد ضباع القفّ تأكل رمّتي

وكيد خراش يوم ذلك ييتم

١٤٦ ـ تولّى قتال المارقين بنفسه

وقد أسلماه مبعد وحميم

١٥٠ ـ تزوّدت من ليلى بتكليم ساعة

فما زاد إلّا ضعف ما بي كلامها

٢٤٢ ـ وننصر مولانا ونعلم أنه

كما الناس مجروم عليه وجارم

٣٣١ ـ لعمري لإن أضحت عليّ عمامة

لقد رزي الأنصار قوم أكارم

٣٨٥ ـ إذا هملت عيني له قال صاحبي

بمثلك هذا لوعة وغرام

٤٦٦ ـ إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد

لها أبدا ما دام فيها الجراضم

٥٢٠ ـ ألا طرقتنا ميّة ابنة منذر

وما أرّق النّيّام إلّا كلامها

مكسور

٦٨ ـ ولو لا بنوها حولها لخبطتها

كخبطة عصفور ولم أتلعثم

٨٤ ـ فإن لم تك المرآة أبدت وسامة

فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم

١١٠ ـ وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا

إذا أنّه عبد القفا واللهازم

١٦٤ ـ ولكنّ نصفا إن سببت وسبّني

بنو عبد شمس من مناف وهاشم

٢٥٠ ـ مشين كما اهتزّت رماح تسفّلت

أعاليها مرّ الرياح النواسم

٢٥٨ ـ ونطعنهم تحت الحبا بعد ضربهم

ببيض المواضي حيث ليّ العمائم


٣٦١ ـ فليت سليمى في المنام ضجيعتي

هنالك أم في جنة أم جهنّم

٣٧٧ ـ على حالة لو أنّ في القوم حاتما

على جوده ما جاد بالماء حاتم

مفتوح

١٥٢ ـ ولو أنّ مجدا أخلد الدهر واحدا

من الناس أبقى مجده الدهر مطعما

١٧٤ ـ وأغفر عوراء الكريم ادّخاره

وأعرض عن شتم اللئيم تكرّما

٢١٨ ـ إذا المرء عينا قرّ بالأهل مثريا

ولم يعن بالإحسان كان مذمّما

٢٦٥ ـ ألا تسألون الناس أيّي وأيّكم

إذا ما التقينا كان خيرا وأكرما

٢٧٨ ـ هما أخوا في الحرب من لا أخا له

إذا خاف يوما نبوة فدعاهما

٣٠٨ ـ جزى الله عنّا والجزاء بفضله

ربيعة خيرا ما أعفّ! وأكرما

٣٧٦ ـ ولن يلبث العصران يوم وليلة

إذا طلبا أن يدركا ما تيمّما

٣٨٤ ـ أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا

وإلّا فكن في السرّ والجهر مسلما

٤٧٥ ـ ومن لا يزل ينقاد للغيّ والهوى

سيلفى على طول السلامة نادما

٤٧٩ ـ ومن يقترب منّا ويخضع نؤوه

ولا يخش ظلما ما أقام ولا هضما

ساكن

١٢٤ ، ٤٤٤ ويوما توافينا بوجه مقسّم

كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم

٤٦٠ ـ لعلّ التفاتا منك نحوي مقدّر

يمل بك من بعد القساوة للرّحم

مديد / مضموم

٢٥٩ ـ للفتى عقل يعيش به

حيث تهدي ساقه قدمه

بسيط / مضموم

٢٠ ـ وما أصاحب من قوم فأذكرهم

إلّا يزيدهم حبّا إليّ هم

٣٥ ـ هنّا وهنّا ومن هنّا لهنّ بها

ذات الشمائل والأيمان هينوم

١٧٠ ـ يغضي حياء ويغضى من مهابته

فلا يكلّم إلّا حين يبتسم


٤١٣ ـ إنّ ابن حارث إن أشتق لرؤيته

أو امتدحه فإنّ الناس قد علموا

٤٤٠ ـ كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت

قتلاكم ولظى الهيجاء مضطرم

٤٦٩ ـ وإن أتاه خليل يوم مسألة

يقول لا غائب مالي ولا حرم

٤٩١ ـ ألا ارعواء لمن ولّت شبيبته

وأذنت بمشيب بعده هرم

٥١٩ ـ حتّى تذكر بيضات وهيّجه

يوم رذاذ عليه الدّجن مغيوم

مكسور

٤٩ ـ من يعن بالحمد لا ينطق بما سفه

ولا يحد عن سبيل المجد والكرم

٤٨٨ يا ليت شعري ألا منجى من الهرم

أم هل على العيش بعد الشيب من ندم

مفتوح

٥٠ ـ في المعقب البغي أهل الظّلم ما

ينهى امرأ حازما أن يسأما

وافر / مضموم

١٣٠ ـ فلا لغو ولا تأثيم فيها

وما فاهوا به أبدا مقيم

٣١٦ ـ نياف القرط غرّاء الثنايا

ورئد للنساء ونعم نيم

٤٧٧ ـ فإن يهلك أبو قابوس يهلك

ربيع الناس ، والبلد الحرام

ونأخذ بعده بذناب عيش

أجبّ الظهر ليس له سنام

مكسور

٢٦٩ ـ فساغ لي الشراب وكنت قبلا

أكاد أغصّ بالماء الحميم

٣٨٠ ـ وهم ضربوك ذات الرأس حتّى

بدت أمّ الدّماغ من العظام

٤٣٤ ـ إذا قالت حذام فصدّقوها

فإنّ القول ما قالت حذام

مفتوح

٢٦٧ ـ وريشي منكم وهواي معكم

وإن كانت زيارتكم لماما


٥٠٥ ـ أتوا ناري فقلت : منون أنتم؟

فقالوا الجنّ ، قلت : عموا ظلاما

كامل / مضموم

١٣٦ ـ ولقد علمت لتأتينّ منيّتي

إنّ المنايا لا تطيش سهامها

٢٩٢ ـ حتّى تهجّر بالرواح وهاجه

طلب المعقّب حقّه المظلوم

٤٥٨ ـ لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

مكسور

٣٣ ـ ذمّ المنازل بعد منزلة اللّوى

والعيش بعد أولئك الأيّام

١١٢ ـ أتقول إنّك بالحياة ممتّع

وقد استبحت دم امرئ مستسلم

١٨٩ ـ لا يركنن أحد إلى الإحجام

يوم الوغى متخوّفا لحمام

٢٠٦ ـ ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر

للحرب دائرة على ابني ضمضم

٢٤٧ ـ وكريمة من آل قيس ألفته

حتى تبذّخ فارتقى الأعلام

منسرح / مفتوح

٤١ ـ ذاك خليلي وذو يواصلني

يرمي ورائي بأم سهم وأم سلمه

مكسور

١٠٧ ـ ما أعطياني ولا سألتهما

إلّا وإنّي لحاجزي كرمي

رمل / مفتوح

٢٠١ ـ لقي ابني أخويه خائفا

منجديه فأصابوا مغنما

سريع / مكسور

٢٤١ ـ ماويّ يا ربّتما غارة

شعواء كاللذعة بالميسم

خفيف / مضموم

١٣٣ ـ آت الموت تعلمون فلا ير

هبكم من لظى الحروب اضطرام


النون

طويل / مكسور

٤٠ ـ تعشّ فإن ، عاهدتني لا تخونني

نكن مثل من يا ذئب يصطحبان

١١٦ ـ خليليّ هل طبّ فإني وأنتما

وإن لم تبوحا في الهوى دنفان

١١٧ ـ أنا ابن أباة الضيم من آل مالك

وإن مالك كانت كرام المعادن

١٥٩ ـ تحنّ فتبدي ما بها من صبابة

وأخفي الذي لو لا الهوى لقضاني

٣٦٠ ـ لعمرك ما أدري وإن كنت داريا

بسبع رمين الجمر أم بثمان

٣٦٨ ـ ولقد رمقتك في المجالس كلّها

فإذا وأنت تعين من يبغيني

بسيط / مضموم

٦٢ ـ قومي ذرى المجد بانوها وقد علمت

بكنه ذلك عدنان وقحطان

٧٧ ـ فأصبحوا والنوى عالي معرّسهم

وليس كلّ النوى تلقي المساكين

مكسور

٢٣ ـ أخي حسبتك إيّاه وقد ملئت

أرجاء صدرك بالأضغان والإحن

١٤٢ ـ وما عليك إذا أخبرتني دنفا

رهن المنيّة يوما أن تزوريني

٣١٧ ـ وكيف أرهب أمرا أو أراع له

وقد زكأت إلى بشر بن مروان

ونعم مزكأ من ضاقت مذاهبه!

ونعم من هو في سرّ وإعلان

٤٧٤ ـ من يفعل الحسنات الله يشكرها

والشرّ بالشرّ عند الله مثلان

مفتوح

٥٩ ـ أقاطن قوم سلمى أم نووا ظعنا؟

إن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا

٣٢٠ ـ قلت إذ أذنت سعاد بوصل

حبّذا يا سعاد لو تصدقينا

٣٢١ ـ يا حبّذا المال مبذولا بلا سرف!

في أوجه البرّ إسرارا وإعلانا


مديد / مكسور

٢٩ ـ أيّها السائل عنهم وعني

لست من قيس ولا قيس مني

وافر / مكسور

٢ ـ وكم علّمته نظم القوا في

فلمّا قال قافية هجاني

٥ ـ ولو أنّا على حجر ذبحنا

جرى الدّميان بالخبر اليقين

١٠ ـ وما ذا يبتغي الشعراء منّي

وقد جاوزت حدّ الأربعين

٥٧ ـ ألا أبلغ بني خلف رسولا

أحقّا أن أخطلكم هجاني

٣٩١ ـ من أجلك يا التي تيّمت قلبي

وأنت بخيلة بالودّ عنّي

٤٥٧ ـ فقلت ادعي وادعو إنّ أندى

لصوت أن ينادي داعيان

ساكن

٣ ـ أقلّي اللوم عاذل والعتابن

وقولي إن أصبت لقد أصابن

مفتوح

٨٦ ـ فما إن طبّنا جبن ولكن

منايانا ودولة آخرينا

١٣٩ ـ أجهّالا تقول بني لؤيّ

لعمر أبيك أم متجاهلينا

١٨٠ ـ إذا ما الغانيات برزن يوما

وزجّجن الحواجب والعيونا

٣٧٢ ـ إذا ما الغانيات برزن يوما

وزجّجن الحواجب والعيونا

كامل / مكسور

٣٣٦ ـ ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني

فمضيت ثمّ أقول ما يعنيني

ساكن

٧٢ ـ تنفكّ تسمع ما حيي

ت بهالك حتى تكونه


مفتوح

٣٧٨ ـ بكم الأكابر والأصاغر فخرنا

أبدا بذاك نزال معترفينا

رمل / ساكن

٤٥٢ ـ ربّ وفّقني فلا أعدل عن

سنن الساعين في خير سنن

منسرح / مكسور

٩٢ ـ إن هو مستوليا على أحد

إلّا على أضعف المجانين

ساكن

٣٤٣ ـ فداك حيّ خولان

جميعهم وهمدان

خفيف / مضموم

٧١ ـ صاح شمّر ولا تزل ذاكر المو

ت فنسيانه ضلال مبين

٢٥٢ ـ رؤية الفكر ما يؤول له الأم

ر معين على اجتناب التواني

٣٣٤ ـ ما علمت امرأ أحبّ إليه ال

بذل منه إليك يا ابن سنان

٤٠٥ ـ يا يزيدا لآمل نيل عزّ

وغنى بعد فاقة وهوان

متقارب / ساكن

١٤٤ ـ وأنبئت قيسا ولم أبله

كما زعموا خير أهل اليمن

هزج / مكسور

١٢٥ ـ ووجه مشرق النحر

كأن ثدياه حقّان

الواو

طويل / مكسور

٣٥٥ ـ جمعت وفحشا غيبة ونميمة

خصالا ثلاثا لست عنها بمرعوي


الهاء

وافر / مفتوح

٢٣٣ ـ إذا رضيت عليّ بنو قشير

لعمر الله أعجبني رضاها

كامل / مفتوح

٣٥٩ ـ ألقى الصحيفة كي يخفّف رحله

والزاد حتّى نعله ألقاها

الياء

طويل / مفتوح

٤٣ ـ وإمّا كرام موسرون رأيتهم

فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا

٩١ ـ تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا

ولا وزر مما قضى الله واقيا

١٠٤ ـ هببت ألوم القلب في طاعة الهوى

فلجّ كأنّي كنت باللوم مغريا

٢٢٨ ـ ثقال إذا راد النساء خريدة

صناع فقد سادت إليّ الغوانيا

٣٣٥ مررت على وادي السّباع ولا أرى

كوادي السباع حين يظلم واديا

أقلّ به ركب أتوه تئيّة

وأخوف إلّا ما وقى الله ساريا

٣٦٩ أراني إن أصبحت أصبحت ذا هوى

فثّمّ إذا أمسيت أمسيت عاديا

٣٨٨ ـ فيا راكبا إمّا عرضت فبلّغا

نداماي من نجران ألّا تلاقيا

٤٢٠ ـ دعاهنّ ردفي فارعوين لصوته

كما رعت بالحوب الظماء الصواديا

٥١٨ ـ فما برحت أقدامنا

في مقامنا ثلاثتنا حتّى أزيروا المنائيا

وافر / مفتوح

٢٨٤ ـ يطوّف بي عكبّ في معدّ

ويضرب بالصّملّة في قفيّا

٢٨٨ ـ وددت على حبّي الحياة لو انّه

يزاد لها في عمرها من حياتيا


ب ـ الرجز

الهمزة

مضموم

٢١٦ ـ إذا جرى في كفّه الرّشاء

جري القليب ليس فيه ماء

مكسور

١٧٢ ـ لا أقعد الجبن عن الهيجاء

ولو توالت زمر الأعداء

٥٠٨ ـ يا لك من تمر ومن شيشاء

يعلق في المسعل واللهاء

الباء

مضموم

٣٥٢ ـ أين المفرّ والإله الطالب

والأشرم المغلوب ليس الغالب

٥١٣ ـ عجبت والدهر كثير عجبهم

ن عنزيّ سبّني لم أضربه

مكسور

٢٧٦ ـ ما إن وجدنا للهوى من طبّ

ولا عدمنا قهر وجد صبّ

ساكن

١٢٣ ـ كأن وريد يه رشاء خلب

التاء

مضموم

١٥٤ ـ ليت وهل ينفع شيئا ليت

ليت شبابا بوع فاشتريت

مكسور

٥٠٩ ـ فتستريح النفس من زفراتها


مفتوح

٤٩٨ ـ علّق من عنائه وشقوته

بنت ثماني عشرة من حجّته

الجيم

مكسور

٢٧٣ ـ يفركن حبّ السّنبل الكنافج

بالقاع فرك القطن المحالج

٣٧٤ ـ يا ربّ بيضاء من العواهج

أمّ صبيّ قد حبا أو دارج

الحاء

مفتوح

٤٥١ ـ يا ناق سيري عنقا فسيحا

إلى سليمان فنستريحا

الخاء

مكسور

٣٢١ ـ يا حبّذا مرجوّا المثري السّخيّ!

من يرجه فعيشه العيش الرّخيّ

الدال

مضموم

١٦٧ ـ يعجبه السّخون والبرود

والتمر حبّا ما له مزيد

مكسور

٣١ ـ قدني من نصر الخبيبين قدي

ليس الإمام بالشحيح الملحد

مفتوح

١٥٦ ـ لم يعن بالعلياء إلّا سيّدا

ولا شفى ذا الغيّ إلّا ذو هدى


الراء

مكسور

٥٥ ـ باعد أم العمرو من أسيرها

حرّاس أبواب على قصورها

٣٧٥ ـ بات يعشّيها بعضب باتر

يقصد في أسوقها وجائر

٤١٢ ـ جاري لا تستنكري عذيري

سعيي وإشفاقي على بعيري

٥١٧ ـ وكحّل العينين بالعواور

حنا عظامي وأراه ثاغري

مفتوح

٤٩٧ ـ أنعت عيرا من حمير خنزره

في كلّ عير مئتان كمره

ساكن

١٧١ ـ من أمّكم لرغبة فيكم ظفر

ومن تكونوا ناصريه ينتصر

٣٤١ ـ وغير كبداء شديدة الوتر

جادت بكفّي كان من أرمى البشر

٣٤٩ ـ أقسم بالله أبو حفص عمر

ما مسها من نقب ولا دبر

٥١١ ـ من يك ليليّا فإنّني نهر

لا أدلج الليل ولكن أبتكر

السين

مضموم

١٨١ ـ وبلدة ليس بها أنيس

إلّا اليعافير وإلّا العيس

٤١٠ ـ وافقعسا وأين منّي فقعس

أإبلي يأخذها كروّس

مكسور

٢٦ ـ عددت قومي كعديد الطيس

إذ ذهب القوم الكرام ليسي


الصاد

مفتوح

٣٧١ ـ يا دهر أم ما كان مشيي رقصا

فقد تكون مشيتي توقّصا

الضاد

مكسور

٢٢٧ ـ أقبلت لا سعيا ذي اعتراض

لست بغضبان ولا براضي

الطاء

ساكن

٣٣٨ ـ حتّى إذا جنّ الظلام واختلط

جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط

العين

مضموم

٤٧١ ـ يا أقرع بن حابس يا أقرع

إنّك إن يصرع أخوك تصرع

مكسور

٣٩٦ ـ يا ابنة عمّا لا تلومي واهجعي

لا يخرق اللوم حجاب مسمعي

مفتوح

١٩٣ ـ أما تري حيث سهيل طالعا

نجما يضيء كالشهاب لامعا

٢٥٧ ـ أما ترى حيث سهيل طالعا

نجما يضيء كالشهاب لامعا

٣٤٤ ـ يا ليتني كنت صبيّا مرضعا

تحملني الذّلفاء حولا أكتعا

إذا بكيت قبّلتني أربعا

إذا ظللت الدهر أبكي أجمعا


الفاء

مكسور

٣٨٢ ـ أقحمتني في النّفنف النّفناف

قولك أقوالا مع التّحلاف

القاف

مكسور

٤٤ ـ جمعتها من أينق سوابق

ذوات ينهضن بغير سائق

مفتوح

٢٢٩ ـ جارية لم تأكل المرقّقا

ولم تذق من البقول الفستقا

ساكن

١٦ ـ ولا ترضّاها ولا تملق

إذا العجوز غضبت فطلّق

الكاف

مضموم

١٥٥ ـ حوكت على نولين إذ تحاك

تختبط الشوك ولا تشاك

مكسور

٣١٥ ـ بئس قرينا يفن هالك

أمّ عبيد وأبو مالك

مفتوح

٣٩٨ ـ تقول ابنتي قد أنا أناكا

يا أبتا علّك أو عساكا

٤١٩ ـ يا أيّها الماتح دلوي دونكا

إنّي رأيت الناس يحمدونكا


اللام

مضموم

٨٠ ـ أنت تكون ماجد نبيل

إذا تهبّ شمأل بليل

١٨٥ ـ ما لك من شيخك إلا عمله

إلا رسيمه وإلّا رمله

٢١٩ ـ ونارنا لم ير نارا مثلها

قد علمت ذاك معدّ كلّها

٥١٤ ـ يا ربّ يوم لي لا أظلّله

أرمض من تحت وأضحى من عله

مكسور

٣٢٨ ـ تروّحي أحرى أن تقيلي

غدا بجنبي بارد ظليل

٤٠٠ ـ تدافع الشّيب ولم تقتّل

في لجّة أمسك فلانا عن فل

٥١٥ ـ كأن مهواها على الكلكلّ

موضعي كفّي راهب يصلّي

مفتوح

٢٢٣ ـ ولا ترى بعلا ولا حلائلا

كه ولا كهنّ إلا حاظلا

ساكن

٤١١ ـ يا ربّ ، يا ربّاه إيّاك أسل

عفراء يا ربّاه من قبل الأجل

الميم

مضموم

٢٤٣ ـ بل بلد مثل الفجاج قتمه

لا يشترى كتّانه وجهرمه

مكسور

٢٣٦ ـ بيض ثلاث كنعاج جمّ

يضحكن عن كالبرد المنهمّ

٢٨٢ ـ كأنّ برذون أبا عصام

زيد حمار دقّ باللجام

٣٣٩ ـ لو قلت ما في قومها لم تيثم

يفضلها في حسب وميسم


٤١٥ ـ القاطنات البيت غير الريم

قواطنا مكة من ورق الحمي

مفتوح

٩٣ ـ أكثرت في العذل ملحّا دائما

لا تكثرن إني عسيت صائما

١٣٨ ـ متى تقول القلص الرواسما

يحملن أمّ قاسم وقاسما

١٧٦ ـ الآن تلقى عصبا أعجاما

فكيف أنت عمرو والإقداما

٢٠٣ ـ قم قائما قم قائما

وافقت عبدا نائما

٣٩٢ ـ إنّي إذا ما حدث ألمّا

أقول : يا اللهمّ يا اللهمّا

٤٢٤ ـ يحسبه الجاهل ما لم يعلما

شيخا على كرسيّه معمّما

٥٢١ ـ فإنه أهل لأن يؤكر ما

ساكن

٧ ـ بأبه اقتدى عديّ في الكرم

ومن يشابه أبه فما ظلم

النون

مكسور

٣٢ ـ امتلأ الحوض وقال قطني

مهلا رويدا قد ملأت بطني

مفتوح

١١ ـ أعرف منه الأنف والعينانا

ومنخرين أشبها ظبيانا

١٤٠ ـ قالت : وكنت رجلا فطينا

هذا لعمر الله إسرائينا

٢٩٣ ـ قد كنت داينت بها حسّانا

مخافة الإفلاس والليانا

٣٢٥ ـ باسم الإله وبه بدينا

ولو عبدنا غيره شقينا

فحبّذا ربّا وحبّ دينا


ساكن

٣٤٦ ـ حتّى يراها وكأنّ

وكأنأعناقها مشدّدات بقرن

٤٨١ ـ قالت بنات العمّ يا سلمى وإن

كان فقيرا معدما قالت وإن

الهاء

مفتوح

٨ ـ إنّ أباها وأبا أباه

اقد بلغا في المجد غايتاها

١٧٩ ـ وعلّفتها تبنا وماء باردا

حتّى شتت همّالة عيناها

الياء

مكسور

١٠٨ ـ ألم تكن حلفت بالله العليّ

أنّ مطاياك لمن خير المطيّ

١١١ ـ أو تحلفي بربّ العليّ

أني أبو ذيّالك الصبيّ

٢٨٣ ـ قال لها : هل لك يا تا فيّ

قالت له : ما أنت بالمرضيّ

مفتوح

١٨٨ ـ ما حمّ من موت حمى واقيا

وما ترى من أحد باقيا

٣٠٦ ـ فهي تنزّي دلوها تنزيّا

كما تنزّي غادة صبيّا


فهرس الكتب

الألفية : ٩٩ ، ١١٨ ، ١٢٨ ، ٢٠٩ ، ٣١٠ ، ٣٢٧ ، ٣٣٤ ، ٤٠٦ ، ٤٨٤ ، ٥١٢ ، ٥٣١ ، ٦٣٨ ، ٦٧٩.

التسهيل :............................................................. ٣٢٨

الخلاصة ـ الألفية

العمدة :................................ ٥٣٢ ، ٦٧٩ ، ٦٩٥ ، ٦٧٩ ، ٦٩٥

تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة :....................................... ١٠١

شرح ابن الناظم :......... ١٠١ ، ١١٣ ، ١١٤ ، ١١٨ ، ١٢٢ ، ٣٢٧ ، ٣٣٥

شرح ابنه ، شرح ولده ـ شرح ابن الناظم

مسند أحمد :........................................................... ٤٢٠



فهرس القبائل والجماعات

البصريون : ١٥٤ ، ١٦٨ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، ٢٨٥ ، ٢٨٦ ، ٢٩١ ، ٥٩٧ ، ٧١٨ ، ٧٣٢

البصرية ـ البصريون

الحجازيون :.............. ١٤٤ ، ١٩٦ ، ٢٤٢ ، ٣١١ ، ٥٩٤ ، ٦٧٢ ، ٧٦٧

الكوفيون : ١٤٢ ، ١٥٣ ، ١٨٦ ، ١٨٨ ، ٢٧٠ ، ٢٨٥ ، ٢٨٧ ، ٢٩١ ، ٢٩٢ ، ٣٩١ ، ٤٩١ ، ٤٩٢ ، ٥١٢ ، ٥٢٨ ، ٥٣٦ ، ٥٨٨ ، ٥٩٧ ، ٦٣٧ ، ٦٦٢ ، ٦٨٢ ، ٧١٨

بنو زياد :.............................................................. ١٢٤

بنو عقيل :..................................................... ١٤٨ ، ٣٥٤

بنو قتيبة :............................................................. ٥٨٢

بنو قشير :............................................................. ٣٦٨

بنو لهب :............................................................. ١٦٧

بنو مروان :............................................................ ٤٧٤

بنو هاشم :............................................................ ٥٣٠

تميم :............ ١٤٤ ، ١٩٦ ، ٢٤٢ ، ٣١١ ، ٣٤٩ ، ٦١١ ، ٦٦٩ ، ٧٦٧

خولان :............................................................... ٤٨٩

سليم :........................................................ ٢٥٢ ، ٤٥٤

ضبة :................................................................. ١١٧

طائي ، الطائيون ـ طيء

طيء :.......................................................... ٢٤٢ ٥٣٨

فقعس :....................................................... ٣٨٩ ، ٥٦٠


قيس :......................................................... ٣٧٨ ، ٤٣٩

كليب :............................................................... ٢٨٠

هذيل :......................................... ١٤٨ ، ٣٥٤ ، ٤١٢ ، ٦٨٧

همدان :............................................................... ٤٨٩


الأعلام

ابن أبي طالب :................................................. ٤٠٩ ، ٤١٠

ابن الأعرابي :.......................................................... ١٦٥

ابن الأنباري :.......................................................... ٢٦٣

ابن الحاجب :.......................................................... ٥٧٢

ابن الرقيات :........................................................... ٥٥٩

ابن السراج :.................................................... ١٨٧ ، ٤٦٣

ابن الشجري :......................................................... ٢٧٥

ابن المصنف ـ ابن الناظم

ابن الناظم : ٩٩ ، ١١٣ ، ١١٤ ، ١١٨ ، ١٢٢ ، ٢٠٩ ، ٢١١ ، ٢١٧ ، ٢٩٣ ، ٣١٠ ، ٣١٣ ، ٣٢٧ ، ٣٣٥ ، ٤٠٦ ، ٤٤١ ، ٤٧٤ ، ٦٤٧ ، ٦٧٠

ابن برهان :.................................................... ١٨٧ ، ٣٢٦

ابن جماز :............................................................. ٤٠٠

ابن ذكوان :............................................................ ٣٤١

ابن رألان :............................................................ ١٦٤

ابن سعدان :........................................................... ٥١٢

ابن صياد :............................................................ ١٣١

ابن عامر :...................................... ٢٠٤ ، ٣١٠ ، ٦٣٤ ، ٦٣٥

ابن عباس :..................................... ١٧٤ ، ٢٠٤ ، ٣٣٢ ، ٦٣٤

ابن عمر :............................................................. ١٦٤

ابن كثير :.............................................. ٢٢٦ ، ٦٣٥ ، ٧١٦

ابن كيسان :........................................................... ٣٢٦

ابن مالك :. ٩٩ ، ١٠٣ ، ١١٠ ، ١٢٣ ، ١٢٦ ، ١٢٨ ، ١٣٢ ، ١٣٥ ، ١٧٦


١٨٦ ، ٢٠٩ ، ٢١٧ ، ٢١٨ ، ٢٢١ ، ٢٩٠ ، ٢٩٣ ، ٣١٠ ، ٣١٣ ، ٣١٩ ، ٣٢٦ ، ٣٢٧ ، ٣٢٨ ، ٣٣١ ، ٣٣٤ ، ٣٣٦ ، ٣٥٤ ، ٣٩٢ ، ٤٠٢ ، ٤٠٦ ، ٤٢٣ ، ٤٢٤ ، ٤٣٥ ، ٤٤١ ، ٤٤٨ ، ٤٥٩ ، ٤٦٤ ، ٤٧٥ ، ٤٧٩ ، ٤٨١ ، ٤٨٤ ، ٥١١ ، ٥١٢ ، ٥١٤ ، ٥١٦ ، ٥٣٠ ، ٥٣٦ ، ٥٤٥ ، ٥٤٦ ، ٥٥٨ ، ٥٨٨ ، ٦١٦ ، ٦٣٦ ، ٦٣٨ ، ٦٤٦ ، ٦٥٧ ، ٦٧٠ ، ٦٧١ ، ٦٧٩ ، ٧٢٠ ، ٧٢١

ابن مسعود :................................................... ٦٠٦ ، ٦٦٢

ابنه ـ ابن الناظم أبا اليقظان :............................................. ٤٥٥

أبو الطيب المتنبي :...................................................... ٢٩٦

أبو العلاء المعري :...................................................... ١٨٠

أبو الفتح :............................................................. ١٥٢

أبو المحاسن يوسف بن الوردي :........................................... ١٠٠

أبو الهيثم العقيلي :...................................................... ٦٦٣

أبو بكر :...................................................... ٣٢٢ ، ٣٥٣

أبو بكر بن عياش :..................................................... ٤١٤

أبو جعفر :............................................................ ٢٧٠

أبو ذر :............................................................... ٥٢٩

أبو زيد :.............................................................. ٥٢٠

أبو على الفارسي :....................... ١٨٧ ، ٣٢٦ ، ٣٩١ ، ٣٩٨ ، ٤٧٢

أبو عمرو :............................................. ٥٤٦ ، ٦٠٢ ، ٦٣٥

أبو فقعس الأسدي :.................................................... ٦٦٣

أبي ـ أبي بن كعب أبي بن كعب :.................................. ٦٠٦ ، ٦٣٢

أعشى تغلب :......................................................... ١٦٤


الأعشى :............................................................. ٤٢٣

الأخطل :.............................................................. ١٦٤

الأخفش : ١٨١ ، ٢٧٠ ، ٣٠٧ ، ٣٣١ ، ٣٦٢ ، ٣٨٢ ، ٣٨٩ ، ٣٩٢ ، ٤٠٣ ، ٤٦٠ ، ٥١٥ ، ٥٢٠ ، ٥٣٠ ، ٥٣١ ، ٥٣٢ ، ٧٢٩

الأصطخري :.......................................................... ٣٥١

الأنصاري ـ عبد الله بن رواحة

البخاري :.............................................. ٦٢٦ ، ٦٣٢ ، ٦٤٥

بشر البكري............................................................ ٤٩٧

الجرجاني :............................................................. ٣٠٤

الجرمي :................................................ ٣١٧ ، ٥٤٦ ، ٥٦٥

الجوهري :............................................................. ٣٧٨

الحسن ـ الحسن البصري

الحسن البصري :................................ ٣٣٢ ، ٣٣٨ ، ٥١٨ ، ٦٣٧

الحطيأة :.............................................................. ٦٣٣

الخليل :......................... ١٦٢ ، ٢٨١ ، ٣٧٧ ، ٥٤٦ ، ٥٦١ ، ٦٣٦

الخنساء :.............................................................. ٥٩٨

الذريح :............................................................... ٦٠٧

الرماني :............................................................... ٣٨٢

الزبير بن العوام :........................................................ ١٧٩

الزجاج :....................................................... ٥٤٦ ، ٥٨٨

السيرافي :.............................................................. ٤٣٠

الشنفرى :............................................................. ٢٠٠

الشيخ ـ ابن مالك

الصيمري :............................................................ ٧٢٦


الفارسي ـ أبو على الفارسي :

الفراء : ١١٥ ، ١٥٣ ، ٣٨٢ ، ٤٦٠ ، ٤٦٣ ، ٤٩٨ ، ٥١٠ ، ٥٦٥ ، ٦١٧ ، ٦٦٣

الفرزدق :...................................................... ٢٩٧ ، ٦٦٩

الكسائي : ١٠٥ ، ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، ٢٦٣ ، ٣٦٠ ، ٣٨٩ ، ٤٢٩ ، ٤٦٨ ، ٥٧٦ ، ٥٩٦ ، ٦١٥ ، ٦١٦ ، ٦١٧ ، ٦٣٥ ، ٦٥٩

المازني :........................................................ ٣٥٤ ، ٥٤٦

المبرّد :........... ١٨٦ ، ٣٥٤ ، ٤٥٨ ، ٤٦١ ، ٤٧٤ ، ٥١٢ ، ٥٤٦ ، ٥٤٨

المرقش الأكبر :......................................................... ٤٨٧

النابغة الجعدي :........................................................ ٥٨٦

النابغة الذبياني :................................................ ١٦٤ ، ٣٣٣

الوليد بن عقبة :........................................................ ٤٧٣

اليزيدي :.............................................................. ٣٣٨

أحمد بن حنبل :........................................................ ٤٢٠

أحمد بن يحي (ثعلب) :.................................................. ٣٥٨

أسامة :............................................................... ٣١٧

امرؤ القيس :........................................... ٣٣٧ ، ٥١٧ ، ٥٦٨

أميمة بن أبي عائذ الهذلي :............................................... ٥٢٢

أنس :................................................................. ٦٢٤

بدر الدين ـ ابن الناظم

تميم العجلاني :......................................................... ٥٩٠

جابر :......................................................... ١٦٤ ، ٣٥٠

جرير :................................................. ٢٩٧ ، ٥٥٩ ، ٦٦٩

جمال الدين أبو عبد الله محمد ـ ابن مالك

حاتم :......................................................... ٢٤١ ، ٥٢٩

حسان بن ثابت :....................................... ٣١٤ ، ٥٤٧ ، ٥٩٧


حفص :............................................................... ٦١٧

حمزة :.......................................... ٤١١ ، ٦٠٢ ، ٦٣٥ ، ٦٥٩

حنيف :............................................................... ٤٧٢

ذو الرمة :...................................................... ٥٣٠ ، ٥٣٧

رؤبة :................................................................. ٣٧٧

سويد :................................................................ ٤٢٦

سيبويه : ١٣٢ ، ١٣٥ ، ١٦٢ ، ١٦٥ ، ١٨٧ ، ٢٠٥ ، ٢٥٦ ، ٢٦١ ، ٢٧٠ ، ٢٨١ ، ٣٠٧ ، ٣١٧ ، ٣١٨ ، ٣٤٧ ، ٣٥٣ ، ٣٧٧ ، ٣٨٢ ، ٣٩٦ ، ٤٢٨ ، ٤٥٢ ، ٤٥٨ ، ٤٥٩ ، ٤٦٣ ، ٤٧٦ ، ٤٧٨ ، ٥١٥ ، ٥٤٦ ، ٥٤٨ ، ٥٥٣ ، ٥٦١ ، ٥٦٦ ، ٥٧٢ ، ٥٨٢ ، ٥٩٣ ، ٦٣٦ ، ٦٤٢ ، ٦٦٢ ، ٦٦٩

طرفة :................................................................ ١٤٥

عائشة :................................................ ٣٦٦ ، ٤١٨ ، ٦٢٧

عاصم :................................ ٤١٤ ، ٦١٧ ، ٦٣٤ ، ٦٣٥ ، ٧٦٤

عبد شمس :............................................................ ٤٩٦

عبد الله بن رواحة :..................................................... ٤٦٧

عدي.................................................................. ١١٢

عروة بن السواد :..................................................... ٤٥١ ،

علي بن أبي طالب :............................. ١٨٢ ، ٤٥٠ ، ٤٥٥ ، ٥٣٠

عمار :................................................................ ٤٥٥

عمر بن أبي ربيعة :.................................... ٥١٤ ، ٥٥٧ ، ٥٦١ ،

عمر بن الخطاب :.............................................. ٢٠٥ ، ٤٩٥

عمر بن عبد العزيز :...................................................... ٥٩

عمرو بن معدي كرب :.................................................. ٤٥٤

عنترة :......................................................... ٣٣٦ ، ٣٤٢

عيسى بن عمر :....................................................... ٥٤٦


فاطمة :............................................................... ٣١٧

قطرب :......................... ١٩٥ ، ٢١٢ ، ٢١٧ ، ٤٢٧ ، ٥١٦ ، ٥٣٩

قيس :................................................................ ٦٠٧

كثير عزة :..................................................... ٢٠٨ ، ٥٤٢

لبنى :................................................................. ٦٠٧

لبيد :................................................................. ١٠٢

مغلس :............................................................... ١٣٣

موسى :............................................................... ١٩٠

نافع :........... ٢٢٦ ، ٢٣٠ ، ٤٨١ ، ٥٩٦ ، ٦٠٩ ، ٦٢٠ ، ٦٣٥ ، ٧٦٤

نوفل :................................................................ ٤٩٦

يزيد بن الحكم :........................................................ ٥٠٢

يونس :.................. ١٩٤ ، ٣٧٧ ، ٥١٥ ، ٥٤٩ ، ٥٦١ ، ٦٧٣ ، ٧٠٧


فهرس المراجع

١ ـ أبو دواد الإيادي وما تبقى من شعره ، ضمن كتاب دراسات في الأدب العربي ، لغوستان فون غرنباوم ، ترجمة : د. إحسان عباس وآخرين (بيروت : دار مكتبة الحياة ، ١٩٥٩ م)

٢ ـ إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر ، لأحمد بن محمد البناء ، تحقيق : د. شعبان محمد إسماعيل ، ط ١ (بيروت : عالم الكتب ، ١٤٠٧ ه‍ ١٩٨٧ م)

٣ ـ أخبار أبي تمام لأبي بكر محمد يحيى الصولي ، نشر وتحقيق : خليل محمود عساكر وآخرين ، ط ١ (القاهرة : مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، ١٣٥٦ ه‍ ١٩٣٧ م)

٤ ـ ارتشاف الضرب من لسان العرب ، لأبي حيان الأندلسي ، تحقيق : د. مصطفى أحمد النماس ، ط ١ (القاهرة : مطبعة النسر الذهبي ، ١٤٠٤ ه‍ ١٩٨٤ م)

٥ ـ إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري لأبي العباس شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني ط ٦ (دار الفكر ، المطبعة الأميرية ببولاق ، ١٣٠٥ ه‍)

٦ ـ إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري لأبي العباس شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني (بيروت : دار إحياء التراث العربي)

٧ ـ إعراب القرآن لأبي جعفر أحمد بن محمد النحاس ، تحقيق : د. زهير غازي زاهد (بغداد : مطبعة العاني ، ١٣٧٩ ه‍ ١٩٧٧ م)

٨ ـ أعيان العصر في أعوان النصر ، للصفدي (مخطوط)

٩ ـ الأزمنة والأمكنة ، لأبي علي المرزوقي الأصفهاني (القاهرة : دار الكتاب الإسلامي ، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر)

١٠ ـ الأشباه والنظائر في النحو ، للإمام جلال الدين السيوطي ، تحقيق :


د. عبد العال سالم مكرم ، ط ١ (بيروت : مؤسسة الرسالة ، ١٤٠٦ ه‍ ١٩٨٥ م)

١١ ـ الأصمعيات ، لأبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي ، تحقيق : عبد السّلام محمد هارون ، ط ٢ (دار المعارف بمصر ، ١٩٦٤ م)

١٢ ـ الأصول في النحو لابن السراج ، تحقيق : د. عبد الحسين الفتلي ، ط ١ (بيروت : مؤسسة الرسالة ، ١٤٠٥ ه‍ ١٩٨٥ م)

١٣ ـ الإفصاح في شرح أبيات مشكلة الإعراب ، لأبي نصر الحسن بن أسد الفارقي ، تحقيق : سعيد الأفغاني ، ط ٣ (بيروت : مؤسسة الرسالة ، ١٤٠٠ ه‍ ١٩٨٠ م)

١٤ ـ الاقتضاب في شرح أدب الكتاب لأبي محمد عبد الله بن محمد البطليوسي ، تحقيق : الأستاذ مصطفى السقا ود. حامد عبد المجيد (القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ١٩٨٢ م)

١٥ ـ الإمالة في القراءات واللهجات العربية ، د. عبد الفتاح إسماعيل شلبي ط ٢ (دار نهضة مصر للطباعة والنشر ١٣٩١ ه‍)

١٦ ـ الأمالي الشجرية ، لأبي السعادات هبة الله بن علي المعروف بابن الشجري (بيروت : دار المعرفة للطباعة والنشر)

١٧ ـ الإنصاف في مسائل الخلاف ، لكمال الدين أبي البركات عبد الرحمن الأنباري ، ط ٤ (القاهرة : مطبعة السعادة ، ١٣٨٠ ه‍ ١٩٦١ م)

١٨ ـ الإيضاح العضدي ، لأبي علي الفارسي ، تحقيق : د. حسن شاذلي فرهود ، ط ١ (مصر : مطبعة دار التأليف ١٣٨٩ ه‍ ١٩٦٩ م)

١٩ ـ البخاري ، لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (بيروت : دار المعرفة)

٢٠ ـ البداية والنهاية لأبي الفداء الحافظ ابن كثير ، ط ١ (بيروت : مكتبة المعارف ، ومكتبة النصر بالرياض ، ١٩٦١ م)

٢١ ـ البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ، للإمام محمد بن علي الشوكاني (بيروت : دار المعرفة)


٢٢ ـ البذور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة ، تأليف عبد الفتاح القاضي ، ط ١ (بيروت : دار الكتاب العربي ، ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م)

٢٣ ـ البهجة المرضية ، لجلال الدين السيوطي ، على ألفية ابن مالك ، تعليق :

مصطفى الحسيني الدشتي ، ط ١٠ (إيران ، قم : مؤسسة مطبوعاتي إسماعيليان ، ١٤١٧ ه‍)

٢٤ ـ البيان والتبيين ، لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، تحقيق : حسن السندوبي ، ط ٤ (القاهرة : مطبعة الاستقامة ، ١٣٧٥ ه‍ ١٩٥٦ م)

٢٥ ـ التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول ، لمنصور علي ناصف ، الجزء الثاني (مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر)

٢٦ ـ التبصرة والتذكرة ، لأبي محمد عبد الله بن علي الصيمري ، تحقيق :

د. فتحي أحمد مصطفى عليّ الدين ط ١ (دمشق : دار الفكر ، جامعة أم القرى ، ١٤٠٢ ه‍ ١٩٨٢ م)

٢٧ ـ التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل ، لأبي حيان الأندلسي ، تحقيق :

د. حسن هنداوي ، ط ١ (دمشق : دار القلم ، ١٤٢١ ه‍ ٢٠٠٠ م)

٢٨ ـ الترغيب والترهيب من الحديث الشريف للإمام الحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي المنذري ، ضبطه وعلق عليه مصطفى محمد عمارة ط ٣ (شركة مكتبة ومطبعة البابي الحلبي وأولاده بمصر ، ١٣٨٨ ه‍ ١٩٦٨ م)

٢٩ ـ التكملة والذيل والصلة لكتاب تاج اللغة وصحاح العربية ، للحسن بن محمد بن الحسن الصغاني تحقيق : عبد العليم الطحاوي وعبد الحميد حسن (القاهرة : مطبعة دار الكتب ، ١٩٧٠ م)

٣٠ ـ التوطئة ، لأبي علي الشلوبيني ، دراسة وتحقيق : د. يوسف أحمد المطوع (القاهرة : مطابع سجل العرب ، ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م)

٣١ ـ الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ، لجلال الدين السيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر ، ط ٤ (بيروت : دار الكتب العلمية)

٣٢ ـ الجامع لأحكام القرآن ، لأبي عبد الله محمد الأنصاري القرطبي ط ٢


(١٣٧٢ ه‍ ١٩٥٢ م)

٣٣ ـ الجنى الداني في حروف المعاني ، صنعة الحسن بن قاسم المرادي تحقيق : د. فخر الدين قباوة والأستاذ محمد نديم فاضل ، ط ٢ (بيروت : دار الآفاق الجديدة ، ١٤٠٣ ه‍ ١٩٨٣ م)

٣٤ ـ الحجة في علل القراءات السبع ، لأبي علي الحسن بن أحمد الفارسي ، تحقيق : علي النجدي ناصف وآخرين ، ط ٢ (الهيئة العلمية للكتاب ، ١٤٠٣ ه‍ ١٩٨٣ م)

٣٥ ـ الحماسة للبحتري ، ضبطه وعلق عليه ، كمال مصطفى ، ط ١ (مصر : المطبعة الرحمانية ، ١٩٢٩ م)

٣٦ ـ الخصائص لأبي الفتح عثمان بن جنّي ، تحقيق : محمد علي النجار ، ط ٢ (بيروت : دار الهدى للطباعة والنشر)

٣٧ ـ الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ، لابن حجر العسقلاني ، تحقيق محمد سيد جاد الحق ، ط ٢ (القاهرة : مطبعة المدني ، ١٣٨٥ ه‍)

٣٨ ـ الدليل الشافي على المنهل الصافي ، لابن تغري بردي ، تحقيق فهيم محمد شلتوت ، (مصر : مكتبة الخانجي ١٩٨٣ ه‍ ، الناشر جامعة أم القرى)

٣٩ ـ الردّ على النحاة لابن مضاء ، تحقيق د. محمد إبراهيم البناء ، ط ١ (القاهرة : دار الاعتصام ، ١٣٩٩ ه‍ ١٩٧٩ م)

٤٠ ـ السنن الكبرى للنسائي ، لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ، تحقيق د. عبد الغفار سليمان البنداري وسيد كسروى حسن.

٤١ ـ السيرة النبوية لأبي الفداء إسماعيل بن كثير ، تحقيق مصطفي عبد الواحد (بيروت : دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع ١٣٩٦ ه‍ ١٩٧٦ م)

٤٢ ـ الشافية في علم التصريف لجمال الدين أبي عمرو عثمان بن عمر الدويني (ابن الحاجب) تحقيق : حسن أحمد العثمان ، ط ١ (بيروت : نشر المكتبة المكية ، ١٤١٥ ه‍ ـ ١٩٩٥ م).


٤٣ ـ الشعر والشعراء لابن قتيبة ، تحقيق أحمد محمد شاكر (دار التراث العربي للطباعة)

٤٤ ـ الصبح المنير في شعر أبي بصير (الأعشى) والأعشين الآخرين بشرح أبي العباس ثعلب (مطبعة أدلف هلز هوسن ١٩٢٧ م)

٤٥ ـ الصحاح ، تأليف إسماعيل بن حماد الجوهري ، تحقيق : أحمد عبد الغفور عطّار ، ط ٢ (بيروت : دار العلم للملايين ١٣٩٩ ه‍ ١٩٧٩ م)

٤٦ ـ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ، لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي (بيروت : دار مكتبة الحياة)

٤٧ ـ الطرائف الأدبية ، (شعر الكاتب الشاعر إبراهيم الصولي) لعبد العزيز الميمني (بيروت : دار الكتب العلمية)

٤٨ ـ الفائق في غريب الحديث للعلامة جار الله محمود الزمخشري ، تحقيق :

محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي ، ط ٢ (بيروت : دار المعرفة)

٤٩ ـ الفتوحات الإلهية ، تأليف سليمان بن عمر العجيلي الشهير بالجمل (مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر)

٥٠ ـ القاموس المحيط لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ، ط ٢ (شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ، ١٣٧١ ه‍ ١٩٥٢ م)

٥١ ـ القراءات الشاذة ، لأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه (إربد ، الأردن : دار الكندي للنشر والتوزيع ، ٢٠٠٢ م)

٥٢ ـ القراءات الشاذة وتوجيهها من لغة العرب ، لعبد الفتاح القاضي (بيروت :

دار الكتاب العربي ، ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م)

٥٣ ـ الكامل لأبي العباس المبرد ، تعليق : محمد أبو الفضل إبراهيم والسيد شحاته (دار نهضة مصر للطبع والنشر)

٥٤ ـ الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار ، للإمام أبي بكر عبد الله بن محمد


ابن أبي شيبة الكوفي ، تقديم وضبط ، كمال يوسف الحوت ، ط ١ (بيروت : دار التاج ، الرياض : مكتبة الرشد ، ١٤٠٩ ه‍ ١٩٨٩ م)

٥٥ ـ المؤتلف والمختلف لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي ، ط ٢ (بيروت : دار الكتب العلمية ، ١٤٠٢ ه‍ ١٩٨٢ م)

٥٦ ـ المبسوط في القراءات العشر ، لأبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران الأصبهاني ، تحقيق : سبيع حمزة حاكمي (دمشق : مطبوعات مجمع اللغة العربية ، دار المعارف للطباعة ، ١٤٠٧ ه‍ ١٩٨٦ م)

٥٧ ـ المحاجاة بالمسائل النحوية ، للزمخشري ، تحقيق ، بهيجة باقر الحسيني (بغداد : مطبعة أسعد ، ١٩٧٣ م)

٥٨ ـ المحتسب في تبيين وجوه شواذّ القراءات والإيضاح عنها ، لأبي الفتح عثمان بن جني ، تحقيق : علي النجدي ناصف وآخرين (القاهرة : المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، ١٣٨٦ ه‍)

٥٩ ـ المزهر في علوم اللغة وأنواعها ، للإمام جلال عبد الرحمن السيوطي ، شرح وضبط محمد أحمد جاد المولى بك وآخرين (القاهرة : دار التراث)

٦٠ ـ المسائل البصريات ، لأبي علي الفارسي ، تحقيق : د. محمد الشاطر أحمد محمد ، ط ١ (القاهرة : مطبعة المدني ، ١٤٠٥ ه‍ ١٩٨٥ م)

٦١ ـ المساعد على تسهيل الفوائد ، لبهاء الدين بن عقيل ، تحقيق د. محمد كامل بركات ، ط ١ (دمشق : دار الفكر ، ١٤٠٢ ه‍ ١٩٨٢ م)

٦٢ ـ المستقصى في أمثال العرب ، لأبي القاسم جار الله الزمخشري ، ط ٢ (بيروت : دار الكتب العلمية ، ١٣٩٧ ه‍ ١٩٧٧ م)

٦٣ ـ المشوف المعلم في ترتيب الإصلاح على حروف المعجم ، لأبي البقاء العكبري ، تحقيق : ياسين محمد النواس (دمشق : دار الفكر ، جامعة أم القرى ، ١٤٠٣ ه‍ ١٩٨٣ م)

٦٤ ـ المصون في الأدب ، لأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري ، تحقيق : عبد السّلام هارون ، ط ٢ (مكتبة الخانجي بالقاهرة ودار الرفاعي


بالرياض ، ١٤٠٢ ه‍ ١٩٨٢ م)

٦٥ ـ المعجم الأوسط ، للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، تحقيق : أبي معاذ طارق بن عوض الله بن محمد ، وأبي الفضل عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني ، الجزء السادس ، (القاهرة : دار الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع ، ١٤٢٥ ه‍ ١٩٩٥ م)

٦٦ ـ المعمرون والوصايا ، لأبي حاتم السجستاني ، تحقيق : عبد المنعم عامر (القاهرة : دار إحياء الكتب العربية ، ١٩٦١ م)

٦٧ ـ المفضليات ، للمفضل بن محمد بن يعلى الضبّي ، تحقيق : أحمد محمد شاكر وعبد السّلام هارون ، ط ٦.

٦٨ ـ المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية ، المعروفة بشواهد العيني ، لمحمود العيني ، على هامش خزانة الأدب ، ط ١ (القاهرة : المطبعة الميرية ببولاق)

٦٩ ـ المقتضب ، لأبي العباس المبرّد ، تحقيق : د. محمد عبد الخالق عضيمة (القاهرة : المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية)

٧٠ ـ المقرب لعلي بن مؤمن المعروف بابن عصفور ، تحقيق أحمد عبد الستار الجوري وعبد الله الجبوري ط ١ (بغداد : مطبعة العاني ، ١٣٩١ ه‍ ١٩٧١ م)

٧١ ـ الممتع في التصريف لابن عصفور الإشبيلي ، تحقيق : د. فخر الدين قباوة ، ط ٢ (حلب : دار القلم العربي ، ١٣٩٣ ه‍ ١٩٧٣ م)

٧٢ ـ المنتقى للإمام الباجي ، شرح موطأ مالك ط ١ ، (بيروت : دار الكتاب العربي ، ١٣٣١ ه‍)

٧٣ ـ المنصف لابن جنّي لكتاب التصريف للإمام أبي عثمان المازني ، تحقيق إبراهيم مصطفى وعبد الله أمين ، ط ١ (شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ، ١٣٧٣ ه‍ ١٩٥٤ م)

٧٤ ـ المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي ، لجمال الدين أبي المحاسن يوسف ابن تغري بردي (مخطوط)


٧٥ ـ الموطأ للإمام مالك ، ومعه إسعاف المبطأ برجال الموطأ للسيوطي ، تحقيق سعيد محمد اللحام ط ١ (بيروت : دار إحياء العلوم ١٤٠٨ ه‍ ١٩٨٨ م)

٧٦ ـ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ، لابن تغري بردي ، طبعة مصورة عن طبعة دار الكتب (القاهرة : مطبعة كوستاتيوماس وشركاه)

٧٧ ـ النشر في القراءات العشر ، لأبي الخير محمد بن محمد الجزري (بيروت : دار الكتب العلمية)

٧٨ ـ النهاية في غريب الحديث والأثر للإمام مجد الدين المبارك بن محمد الجزري بن الأثير ، تحقيق : طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي (بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع)

٧٩ ـ أمالي الزجاجي ، لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي ، تحقيق وشرح عبد السّلام هارون ، ط ١ (القاهرة : المؤسسة العربية الحديثة ، ١٣٨٢ ه‍)

٨٠ ـ أمالي السهيلي ، لأبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الأندلسي ، تحقيق محمد إبراهيم البناء ، ط ١ (القاهرة : مطبعة السعادة ، ١٣٩٠ ه‍ ١٩٧٠ م)

٨١ ـ إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن ، تأليف أبي البقاء العكبري ، تحقيق : إبراهيم عطوة عوض ، ط ٢ (شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر ، ١٣٨٩ ه‍ ١٩٦٩ م)

٨٢ ـ إنباه الرواة على أنباه النحاة لجمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف القفطي ، تحقيق : محمد أبو الفضل إبراهيم ، ط ١ (القاهرة : مطبعة دار الكتب المصرية ، ١٣٧١ ه‍ ١٩٥٢ م)

٨٣ ـ أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ، لأبي محمد عبد الله بن هشام (مصر : مطبعة السعادة ، ١٣٧٦ ه‍ ١٩٥٧ م)

٨٤ ـ إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون ، لإسماعيل باشا البغدادي ١٩٤٥ م


٨٥ ـ إيضاح شواهد الإيضاح لأبي علي الحسن القيسي ، تحقيق : د. محمد بن حمود الدعجاني ، ط ١ (بيروت : دار الغرب الإسلامي ، ١٤٠٨ ه‍ ١٩٨٧ م)

٨٦ ـ بدائع الزهور في وقائع الدهور ، لابن إياس ، (مصر : مطابع الشعب ١٩٦٠ م)

٨٧ ـ بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز ، لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ، تحقيق : محمد علي النجار (بيروت : المكتبة العلمية)

٨٨ ـ بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ، لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي ، تحقيق أبو الفضل إبراهيم ، ط ١ (القاهرة : مطبعة ومكتبة عيسى البابي الحلبي وشركاه ، ١٣٨٤ ه‍ ١٩٦٤ م)

٨٩ ـ تاريخ ابن الوردي ، (المطبعة الوهبية بمصر ، ١٢٨٥ ه‍)

٩٠ ـ تاريخ الأدب العربي ، لعمر فروخ (بيروت : دار العلم للملايين ١٩٧٢ م)

٩١ ـ تاريخ الأدب العربي لبروكلمان ، ط ٢ (مصر : دار المعارف)

٩٢ ـ تاريخ الأدباء النحاة (المسمى نزهة الألباء في طبقات الأدباء) لأبي البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري

٩٣ ـ تاريخ مدينة دمشق ، لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر ، تحقيق محب الدين أبي سعيد بن عمر بن غرامة العمروي (بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر ، ١٤١٥ ه‍ ١٩٩٥ م)

٩٤ ـ تتمة المختصر في أخبار البشر (تاريخ ابن الوردي) لزين الدين عمر بن الوردي ، تحقيق أحمد رفعت البدراوي ، ط ١ (بيروت : دار المعرفة ، ١٣٨٩ ه‍ ١٩٧٠ م)

٩٥ ـ تحصيل عين الذهب من معدن جوهر الأدب في علم مجازات العرب ، للأعلم الشنتمري يوسف بن سليمان ، (على هامش كتاب سيبويه)

٩٦ ـ تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد ، لجمال الدين أبي محمد عبد الله يوسف بن هشام ، تحقيق د. عباس مصطفى الصالحي ، ط ١ (بيروت : دار الكتاب العربي ١٤٠٦ ه‍ ١٩٨٦ م)


٩٧ ـ تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد تحقيق ، محمد كامل بركات (القاهرة : دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ، ١٣٨٧ ه‍ ١٩٦٧ م)

٩٨ ـ تفسير البحر المحيط ، لأبي حيان الأندلسي ، (الرياض : مكتبة النصر الحديثة)

٩٩ ـ تفسير الكشاف ، لأبي القاسم جار الله الزمخشري (القاهرة : شركة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ، ١٣٨٥ ه‍ ١٩٦٦ م)

١٠٠ ـ تهذيب اللغة ، لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري ، تحقيق : عبد السّلام هارون (القاهرة : دار القومية العربية للطباعة ، ١٣٨٤ ه‍ ١٩٦٤ م)

١٠١ ـ توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك ، للمرادي ، المعروف بابن أم قاسم ، تحقيق : د. عبد الرحمن علي سليمان ، ط ٢ (مكتبة الكليات الأزهرية)

١٠٢ ـ جامع البيان في تفسير القرآن ، للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ، مصورة من الطبعة الأولى بالطبعة الأميرية ببولاق ١٣٢٤ ه‍ (بيروت : دار المعرفة للطباعة والنشر ١٤٠٣ ه‍ ١٩٨٣ م)

١٠٣ ـ جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام لأبي زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي ، تحقيق : د. محمد علي الهاشمي ، ط ٢ (الرياض : لجنة البحوث والتأليف والترجمة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م)

١٠٤ ـ جمهرة اللغة لابن دريد ، طبعة مصورة عن الطبعة الأولى بمطبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدرأباد ، ١٣٤٥ ه‍ (بيروت : دار صادر)

١٠٥ ـ حاشية الصبان على شرح الأشموني ،(القاهرة : دار إحياء الكتب العربية)

١٠٦ ـ حاشية يس بن زين الدين العليمي ، بهامش شرح التصريح على التوضيح (القاهرة : دار إحياء الكتب العربية)

١٠٧ ـ حجة القراءات ، لأبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة ، تحقيق : سعيد الأفغاني ، ط ٤ (بيروت : مؤسسة الرسالة ، ١٤٠٤ ه‍ ١٩٨٤ م)


١٠٨ ـ حياة الحيوان الكبرى ، لكمال الدين الدميري (بيروت : دار إحياء التراث العربي)

١٠٩ ـ خزانة الأدب ، لعبد القادر بن عمر البغدادي ، ط ١ (القاهرة : المطبعة الميرية ببولاق)

١١٠ ـ دائرة المعارف الإسلامية ، ط ٢ (مصر : مطبعة الشعب ، ١٩٦٩ م)

١١١ ـ دلائل الإعجاز في علم المعاني لعبد القاهر الجرجاني ، تعليق : السيد محمد رشيد رضا (دار المعرفة للطباعة والنشر ، ١٤٠٢ ه‍ ١٩٨١ م)

١١٢ ـ ديوان إبراهيم بن هرمة ، تحقيق : محمد جبار المعيبد (مطبعة الآداب في النجف ، ١٣٨٩ ه‍ ١٩٦٩ م)

١١٣ ـ ديوان ابن الدمينة ، صنعة أبي العباس ثعلب محمد بن حبيب ، تحقيق : أحمد راتب النفاخ (القاهرة : مكتبة دار العروبة ، مطبعة المدني ، ١٣٧٩ ه‍)

١١٤ ـ ديوان ابن الرومي ، تحقيق : حسين نصار ، ١٩٧٣ م.

١١٥ ـ ديوان ابن الوردي ، تحقيق : د. أحمد فوزي الهيب ، ط ١ (الكويت : دار القلم للنشر والتوزيع ، ١٤٠٧ ه‍ ١٩٨٦ م)

١١٦ ـ ديوان ابن مقبل ، تحقيق : عزة حسن (دمشق : ١٣٨١ ه‍ ١٩٦٢ م)

١١٧ ـ ديوان أبي الأسود الدؤلي ، تحقيق : حسن آل ياسين ، ط ٢ (بغداد :

منشورات مكتبة النهضة ، مطبعة المعارف ، ١٣٨٤ ه‍ ١٩٦٤ م)

١١٨ ـ ديوان أبي الطيب المتنبي ، بشرح أبي البقاء العكبري ، المسمى التبيان في شرح الديوان ، ضبطه وصححه ، مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي ، ط ٢ (القاهرة : شركة مكتبة ومطبعة البابي الحلبي وأولاده ، ١٣٧٦ ه‍ ١٩٥٦ م)

١١٩ ـ ديوان أبي النجم العجلي ، صنعه وشرحه ، علاء الدين أغا (الرياض : النادي الأدبي ، ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م)

١٢٠ ـ ديوان أحيحة بن الجلاح الأوسي الجاهلي ، دراسة وجمع وتحقيق :


د. حسين محمد باجودة (مطبوعات نادي الطائف الأدبي ١٣٩٩ ه‍ ١٩٧٩ م)

١٢١ ـ ديوان أعشى همدان وأخباره ، تحقيق : د. حسين عيسى أبو ياسين ، ط ١ (الرياض : دار العلوم ، ١٤٠٣ ه‍ ١٩٨٣ م)

١٢٢ ـ ديوان الأسود بن يعفر ، صنعة : نوري حمودي القيسي ، (وزارة الثقافة والإعلام العراقية ، ١٣٩٠ ه‍ ١٩٧٠ م)

١٢٣ ـ ديوان الأعشى الكبير ، ميمون بن قيس ، شرح وتعليق : د. محمد محمد حسين ، ط ٦ (بيروت : مؤسسة الرسالة ، ١٤٠٣ ه‍ ١٩٨٣ م)

١٢٤ ـ ديوان الإمام علي (بيروت : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات)

١٢٥ ـ ديوان الحارث بن حلّزة ، جمع وتحقيق وشرح : د. أميل بديع يعقوب ، ط ١ (بيروت : دار الكتاب العربي ، ١٤١١ ه‍ ١٩٩١ م)

١٢٦ ـ ديوان الحطيئة ، برواية وشرح ابن السكّيت ، تحقيق : د. نعمان محمد أمين طه ، ط ١ (القاهرة : مطبعة المدني ، مكتبة الخانجي ، ١٤٠٧ ه‍ ١٩٨٧ م)

١٢٧ ـ ديوان الخوارج جمع وتحقيق : د. نايف محمود معروف ط ١ (بيروت : دار المسيرة ، ١٤٠٣ ه‍ ١٩٨٣ م)

١٢٨ ـ ديوان السموأل ، صنعة أبي عبد الله نفطويه ، تحقيق : الشيخ محمد حسن آل ياسين ، (بغداد : مطبعة المعارف ، ١٣٧٤ ه‍ ١٩٥٥ م)

١٢٩ ـ ديوان الشنفرى ، إعداد وتقديم : طلال حرب ، ط ١ (بيروت : دار صادر ، ١٩٩٦ م)

١٣٠ ـ ديوان الصمة القشيري ، جمع وتحقيق : د. عبد العزيز الفيصل (الرياض ، النادي الأدبي ، ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م)

١٣١ ـ ديوان الطرماح ، تحقيق : عزة حسن (دمشق : ١٣٨٨ ه‍ ١٩٦٨ م)

١٣٢ ـ ديوان العباس بن مرداس السلمي ، جمع وتحقيق : د. يحيى الجبوري ، ط ١ (بيروت : مؤسسة الرسالة ، ١٤١٢ ه‍ ١٩٩١ م)

١٣٣ ـ ديوان العجاج ، رواية عبد الملك بن قريب الأصمعي ، تحقيق : د. عزة


حسن (بيروت : دار النشر العربي ، ١٤١٦ ه‍ ١٩٩٥ م)

١٣٤ ـ ديوان العجاج ، رواية وشرح عبد الملك بن قريب الأصمعي ، تحقيق : د. سعدي ضناوي ، ط ١ (بيروت : دار صادر ، ١٩٩٧ م)

١٣٥ ـ ديوان العرجي ، رواية أبي الفتح عثمان بن جنّي ، شرح وتحقيق : خضر الطائي ورشيد العبيدي ، ط ١ (بغداد : الشركة الإسلامية للطباعة والنشر المحدودة ، ١٣٧٥ ه‍ ١٩٥٦ م)

١٣٦ ـ ديوان الفرزدق (بيروت : دار صادر ، ١٣٨٦ ه‍ ١٩٦٦ م)

١٣٧ ـ ديوان القتال الكلابي ، تحقيق : إحسان عباس (بيروت : دار الثقافة ، ١٣٨١ ه‍ ١٩٦١ م)

١٣٨ ـ ديوان القطامي ، تحقيق : د. إبراهيم السامرائي وأحمد مطلوب ، ط ١ (بيروت : دار الثقافة ١٩٦٠ م)

١٣٩ ـ ديوان أمية بن أبي الصلت ، جمعه : بشير يمّوت (بيروت : الأهلية ، ١٣٥٣ ه‍ ١٩٣٤ م)

١٤٠ ـ ديوان أوس بن حجر ، تحقيق وشرح : د. محمد يوسف نجم ، ط ٢ (بيروت : دار صادر ، ١٩٦٠ م)

١٤١ ـ ديوان بشر بن أبي خازم الأسدي تقديم وشرح : د. صلاح الدين الهوّاري ، مراجعة د. ياسين الأيوبي ، ط ١ (منشورات دار ومكتبة الهلال ، ١٩٩٧ م)

١٤٢ ـ ديوان بني أسد ، جمع وتحقيق ودراسة : د. محمد علي دقّة ، ط ١ (بيروت : دار صادر ، ١٩٦٩ م)

١٤٣ ـ ديوان تأبط شرّا وأخباره ، جمع وتحقيق وشرح : علي ذو الفقار شاكر ، ط ١ (دار الغرب الإسلامي ١٤٠٤ ه‍ ١٩٨٤ م)

١٤٤ ـ ديوان جران العود النميري ، رواية أبي سعيد السكري (المكتبة الأزهرية للتراث ، ١٤١٢ ه‍ ١٩٩٢ م)

١٤٥ ـ ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب ، تحقيق : د. نعمان محمد أمين طه ،


ط ٢ (القاهرة : دار المعارف بمصر ١٩٨٦ م)

١٤٦ ـ ديوان جرير ، شرح محمد بن حبيب ، تحقيق : د. نعمان محمد أمين طه ، ط ٢ (القاهرة : دار المعارف)

١٤٧ ـ ديوان جميل ، شاعر الحب العذري ، جمع وتحقيق وشرح : د. حسين نصار (دار مصر للطباعة ، مكتبة مصر)

١٤٨ ـ ديوان جميل بثينة ، تحقيق وشرح : بطرس البستاني (بيروت : مكتبة صادر)

١٤٩ ـ ديوان حاتم بن عبد الله الطائي وأخباره ، صنعة يحيى بن مدرك الطائي ، رواية هشام بن محمد الكلبي ، دراسة وتحقيق : د. عادل سليمان جمال ، ط ٢ (القاهرة : مكتبة الخانجي ، ١٤١١ ه‍ ١٩٩٠ م)

١٥٠ ـ ديوان حسان بن ثابت الأنصاري (بيروت : دار بيروت للطباعة والنشر ، دار الباز للنشر والتوزيع ، مكة ، ١٣٩٨ ه‍ ١٩٧٨ م)

١٥١ ـ ديوان حميد بن ثور الهلالي ، صنعة : الأستاذ عبد العزيز الميمني ، نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب (القاهرة : الدار القومية للطباعة والنشر ، ١٣٧١ ه‍ ١٩٥١ م)

١٥٢ ـ ديوان دريد بن الصمة الجشمي ، جمع وتحقيق وشرح : محمد خير البقاعي (دار قتيبة ، ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م)

١٥٣ ـ ديوان رؤبة بن العجاج ، اعتنى به : وليم بن الورد البروسي ، ط ٢ (بيروت : دار الآفاق الجديدة ، ١٤٠٠ ه‍ ١٩٨٠ م)

١٥٤ ـ ديوان سحيم عبد بني الحسحاس ، تحقيق : الأستاذ عبد العزيز الميمني ، الهند نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب ، ١٣٦٩ ه‍ ١٩٥٠ م ، (القاهرة : الدار القومية للطباعة والنشر ، ١٣٨٤ ه‍ ١٩٦٥ م)

١٥٥ ـ ديوان شعر المثقب العبدي ، تحقيق وشرح : حسن كامل الصيرفي (١٣٩١ ه‍ ١٩٧١ م)

١٥٦ ـ ديوان طرفة بن العبد شرح الأعلم الشنتمري ، تحقيق : درية الخطيب


ولطفي الصقال (دمشق : مطبوعات مجمع اللغة العربية ، ١٣٩٥ ه‍ ١٩٧٥ م)

١٥٧ ـ ديوان طرفة بن العبد (بيروت : دار صادر)

١٥٨ ـ ديوان طفيل الغنوي شرح الأصمعي ، تحقيق : حسّان فلاح أوغلي ، ط ١ (بيروت : دار صادر ، ١٩٩٧ م)

١٥٩ ـ ديوان عبد الله بن رواحة ، دراسة في سيرته وشعره ، د. وليد قصاب ، ط ١ ، (دار العلوم للطباعة والنشر ، ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م)

١٦٠ ـ ديوان عبيد الأبرص ، تحقيق : د. حسين نصار ، ط ١ (القاهرة : شركة مكتبة ومطبعة البابي الحلبي وأولاده ، ١٣٧٧ ه‍ ١٩٥٧ م)

١٦١ ـ ديوان عبيد الله بن قيس الرقيات ، تحقيق وشرح : د. محمد يوسف نجم (بيروت : دار صادر ، ١٣٧٨ ه‍ ١٩٥٨ م)

١٦٢ ـ ديوان عدي بن زيد العبادي ، تحقيق : محمد جبار المعيبد ، (بغداد : شركة دار الجمهورية للنشر والطباعة ، ١٩٦٥ م)

١٦٣ ـ ديوان عروة بن حزام ، تحقيق : أنطوان محسن القوال ، ط ١ (بيروت : دار الجيل ، ١٤١٦ ه‍)

١٦٤ ـ ديوان علقمة الفحل ، بشرح الأعلم الشنتمري تحقيق : لطفي الصقال ودرّيّة الخطيب ، ط ١ (حلب : دار الكتاب العربي ، ١٩٦٩ م.

١٦٥ ـ ديوان عمر بن أبي ربيعة (الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ١٩٧٨ م)

١٦٦ ـ ديوان عمرو بن قميئة ، تحقيق وشرح : د. خليل إبراهيم العطية ، ط ٢ (بيروت : دار صادر ١٩٩٤ م)

١٦٧ ـ ديوان قيس بن الخطيم ، تحقيق : د. ناصر الدين الأسد ، ط ٢ (بيروت : دار صادر ، ١٣٨٧ ه‍ ١٩٦٧ م)

١٦٨ ـ ديوان كثير عزة ، شرح عدنان زكي درويش ، ط / ١ (بيروت : دار صادر ١٩٩٤ م)

١٦٩ ـ ديوان كثير عزة ، جمعه وشرحه إحسان عباس (بيروت : دار الثقافة ،


١٣٩١ ه‍ ١٩٧١ م)

١٧٠ ـ ديوان كعب بن زهير ، تحقيق وشرح : الأستاذ علي فاعور ، ط ١ (بيروت : دار الكتب العلمية ، ١٤٠٧ ه‍ ١٩٨٧ م)

١٧١ ـ ديوان كعب بن زهير ، صنعة الإمام أبي سعيد الحسن العسكري ، تعليق : د. حنا نصر الحتّي (دار الكتاب العربي)

١٧٢ ـ ديوان كعب بن مالك الأنصاري ، دراسة وتحقيق : سامي مكي العاني ، ط ١ (بغداد : منشورات مكتبة النهضة ، مطبعة المعارف ، ١٣٨٦ ه‍ ١٩٦٦ م)

١٧٣ ـ ديوان مجنون ليلى ، شرح : د. يوسف فرحات ط ١ (بيروت : دار الكتاب العربي ، ١٤١٢ ه‍ ١٩٩٢ م)

١٧٤ ـ ديوان مجنون ليلى ، جمع وتحقيق وشرح : عبد الستار أحمد فراج (مكتبة مصر ، دار مصر للطباعة)

١٧٥ ـ ديوان مسكين الدارمي ، جمع وتحقيق : خليل إبراهيم العطية وعبد الله الجبوري ط ١ (بغداد : مطبعة دار البصري ١٣٨٩ ه‍ ١٩٧٠ م)

١٧٦ ـ ديوان معاوية ، جمعه وحققه وشرحه : د. فاروق اسليم بن أحمد ، ط ١ (بيروت : دار صادر ، ١٩٦٩ م)

١٧٧ ـ ديوان معن بن أوس المزني ، صنعة : د. نوري حمودي القيسي وحاتم صالح الضامن ، ط ١ (بغداد : مطبعة دار الجاحظ ، ١٩٩٧ م)

١٧٨ ـ ديوان يزيد بن مفرغ الحميري جمع وتحقيق : د. عبد القدوس أبو صالح (بيروت : مؤسسة الرسالة ، ١٣٩٥ ه‍ ١٩٧٥ م)

١٧٩ ـ ديوان عروة بن الورد والسموأل (بيروت : دار صادر ، ١٣٨٤ ه‍ ١٩٦٤ م)

١٨٠ ـ رصف المباني في شرح علوم المعاني ، للإمام أحمد بن عبد النور المالقي ، تحقيق : أحمد محمد الخراط (دمشق : مطبعة زيد بن ثابت ، ١٣٩٥ ه‍ ١٩٧٥ م)

١٨١ ـ سبل الهادي والرشاد في سيرة خير العباد ، للإمام محمد بن يوسف


الصالحي الشامي ، تحقيق : الأستاذ إبراهيم الترزي والأستاذ عبد الكريم العزباوي ، الجزء الرابع ، (القاهرة : مطابع الأهرام ، ١٤١٨ ه‍ ١٩٩٧ م)

١٨٢ ـ سر صناعة الإعراب ، لأبي الفتح عثمان بن جني ، دراسة وتحقيق : د. حسن هنداوي ، ط ١ (دمشق : دار القلم ، ١٤٠٥ ه‍ ١٩٨٥ م)

١٨٣ ـ سمط اللآلئ في شرح أمالي القالي ، لأبي عبيد البكري الأونبي ، تحقيق : عبد العزيز الميمني ، ط ٢ (دار الحديث للطباعة والنشر والتوزيع ، ١٤٠٤ ه‍ ١٩٨٤ م)

١٨٤ ـ سنن أبي داود ، ومعه كتاب معالم السنن للخطابي (شرح عليه) إعداد وتعليق : عزت عبيد دعاس وعادل السيد ، ط ١ (حمص : دار الحديث ، ١٣٨٨ ـ ١٣٩٤ ه‍ ١٩٦٩ ـ ١٩٧٤ م)

١٨٥ ـ سنن الترمذي ، لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة ، تحقيق : أحمد محمد شاكر ، الجزآن الأول والثاني ط ٢ (مصر : شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده ، ١٣٩٧ ه‍ ١٩٧٧ م ١٣٩٨ ه‍ ١٩٧٨ م)

١٨٦ ـ سنن الترمذي ، لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة ، تحقيق : إبراهيم عطوة عوض ، الجزآن الرابع والخامس ، ط ١ (١٣٨٢ ه‍ ١٩٦٢ م والثانية ١٣٩٥ ه‍ ١٩٧٥ م)

١٨٧ ـ سنن الترمذي ، لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، الجزء الثالث ، ط ٢ (١٣٨٨ ه‍ ١٩٦٨ م)

١٨٨ ـ سنن الحافظ أبي عبد الله محمد بن يزيد القزويني ابن ماجة ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي (القاهرة : دار الحديث ، مطبعة دار إحياء الكتب العربية)

١٨٩ ـ سنن الدارمي ، تحقيق : السيد عبد الله هاشم يماني المدني (نشر السنة ملتان باكستان)

١٩٠ ـ سنن النّسائي بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي وحاشية الإمام السندي (بيروت : دار الكتب العلمية)


١٩١ ـ سنن سعيد بن منصور ، تحقيق : الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي ط ١ (بيروت : دار الكتب العلمية ، ١٤٠٥ ه‍ ١٩٨٥ م)

١٩٢ ـ شذا العرف في فنّ الصرف ، لأحمد الحملاوي ، تحقيق : د. محمد علي أبو حمدة ، ط ١ (دار عمّان للنشر والتوزيع ، ١٤٢٠ ه‍ ٢٠٠٠ م)

١٩٣ ـ شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، لابن عماد الحنبلي (القاهرة : مكتبة القدس ١٣٥١ ه‍)

١٩٤ ـ شرح ابن عقيل لبهاء الدين عبد الله بن عقيل ، ط ١٢ (القاهرة : مطبعة السعادة ، ١٣٨١ ه‍ ١٩٦١ م)

١٩٥ ـ شرح أبيات سيبويه لأبي محمد يوسف بن سعيد المرزباني السيرافي ، تحقيق : د. محمد علي الريّح هاشم (القاهرة : مكتبة الكليات الأزهرية ودار الفكر ، ١٣٩٤ ه‍ ١٩٧٤ م)

١٩٦ ـ شرح أبيات مغني اللبيب ، صنعة عبد القار بن عمر البغدادي ، تحقيق : عبد العزيز رباح وأحمد يوسف دقاق ، ط ١ (دمشق : دار المأمون للتراث ، ١٣٩٥ ه‍ ١٩٧٥ م)

١٩٧ ـ شرح أدب الكاتب ، لأبي منصور موهوب بن أحمد الجواليقي (بيروت : دار الكتاب العربي)

١٩٨ ـ شرح الأشموني لألفية ابن مالك (القاهرة : دار إحياء الكتب العربية)

١٩٩ ـ شرح التحفة الوردية ، لزين الدين أبي حفص عمر بن مظفر بن الوردي ، تحقيق : د. عبد الله علي الشلال ط ١ (الرياض : مكتبة الرشد ، ١٤٠٩ ه‍ ١٩٨٩ م)

٢٠٠ ـ شرح التسهيل لابن مالك ، تحقيق : د. عبد الرحمن السيد ود. محمد بدون المختون ، ط ١ (القاهرة : هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان ، ١٤١٠ ه‍ ١٩٩٠ م)

٢٠١ ـ شرح التصريح على التوضيح ، للشيخ خالد بن عبد الله الأزهري (دار إحياء الكتب العربية)


٢٠٢ ـ شرح ألفية ابن مالك ، لأبي عبد الله بدر الدين محمد بن جمال الدين محمد بن مالك ، تصحيح وتنقيح : محمد سليم اللبابيدي (بيروت : مطبعة القديس جاور جيوس ، ١٣١٢ ه‍)

٢٠٣ ـ شرح القصائد التسع المشهورات ، صنعة أبي جعفر أحمد بن محمد النحاس ، تحقيق : أحمد خطاب (بغداد : دار الحرية للطباعة ، مطبعة الحكومة ، ١٣٩٣ ه‍ ١٩٧٣ م)

٢٠٤ ـ شرح الكافية الشافية ، لجمال الدين أبي عبد الله محمد بن مالك ، تحقيق : د. عبد المنعم أحمد هريدي ، ط ١ (دار المأمون للتراث ، ١٤٠٢ ه‍ ١٩٨٢ م)

٢٠٥ ـ شرح اللمحة البدرية في علم العربية لأبي حيان الأندلسي ، لأبي محمد عبد الله جمال الدين بن هشام ، تحقيق : د. صلاح رواي ، ط ٢ (القاهرة : دار مرجان للطباعة)

٢٠٦ ـ شرح المفصل ، لموفق الدين يعيش بن علي بن يعيش (مصر : إدارة الطباعة المنيرية)

٢٠٧ ـ شرح المكودي على ألفية ابن مالك

٢٠٨ ـ شرح ديوان الحماسة لأبي علي أحمد بن محمد المرزوقي ، نشره : أحمد أمين وعبد السّلام هارون ، ط ١ (بيروت : دار الجيل ، ١٤١١ ه‍ ١٩٩١ م)

٢٠٩ ـ شرح ديوان الخنساء (بيروت : دار مكتبة الحياة)

٢١٠ ـ شرح ديوان الفرزدق ، جمعه وعلق عليه : عبد الله إسماعيل الصاوي ، ط ١ (القاهرة : مطبعة الصاوي ، ١٣٥٤ ه‍ ١٩٣٦ م)

٢١١ ـ شرح ديوان امرئ القيس ، لحسن السندوبي ، ط ٣ (القاهرة : مطبعة الاستقامة ، المكتبة التجارية الكبرى ، ١٣٧٣ ه‍ ١٩٥٣ م)

٢١٢ ـ شرح ديوان أمية بن أبي الصلت (بيروت : دار مكتبة الحياة)

٢١٣ ـ شرح ديوان حسان بن ثابت الأنصاري ، وضعه وصححه : عبد الرحمن البرقوقي (بيروت : دار الكتاب العربي ، ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م)


٢١٤ ـ شرح ديوان عمر بن أبي ربيعة المخزومي ، لمحمد محيي الدين عبد الحميد ، ط ١ (مطبعة السعادة بمصر ، ١٣٧١ ه‍ ١٩٥٢ م)

٢١٥ ـ شرح ديوان عنترة بن شداد ، تحقيق وشرح : عبد المنعم عبد الرؤوف شلبي (القاهرة : المكتبة التجارية بمصر ، طبع شركة فن الطباعة بشبرا)

٢١٦ ـ شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري ، تحقيق : د. إحسان عباس ، ط ٢ (مطبعة حكومة الكويت ، ١٩٨٤ م)

٢١٧ ـ شرح شافية ابن الحاجب لرضي الدين الأسترباذي ، مع شرح شواهده لعبد القادر البغدادي ، تحقيق : محمد نور الحسن وآخرين (القاهرة :مطبعة حجازي)

٢١٨ ـ شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب ، لأبي محمد عبد الله جمال الدين بن يوسف بن هشام ، ط ١١ (دار الاتحاد العربي للطباعة ، ١٣٨٨ ه‍ ١٩٦٨ م)

٢١٩ ـ شرح شواهد الإيضاح لأبي علي الفارسي ،لعبد الله بن برّي ، تحقيق : د. عيد مصطفى درويش ود. محمد مهدي علام (القاهرة : الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية ، ١٤٠٥ ه‍ ١٩٨٥ م)

٢٢٠ ـ شرح شواهد شرح التحفة الوردية ، لعبد القادر بن عمر البغدادي ، تحقيق : د. عبد الله بن علي الشلال ، ط ١ (الرياض : مكتبة الرشد للنشر والتوزيع ، ١٤٢١ ه‍ ٢٠٠١ م)

٢٢١ ـ شرح شواهد مغني اللبيب ، للإمام جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (بيروت : دار مكتبة الحياة)

٢٢٢ ـ شرح عمدة الحافظ وعدّة اللافظ ، لجمال الدين محمد بن مالك ، تحقيق : عدنان عبد الرحمن الدوري (بغداد : مطبعة العاني ، ١٣٩٧ ه‍ ١٩٧٧ م)

٢٢٣ ـ شرح كتاب الكافية للرضي (بيروت : دار الكتب العلمية)

٢٢٤ ـ شرح هاشميات الكميت ، تفسير أبي رياش أحمد بن إبراهيم القيسي ،


تحقيق : د. داود سلوم ود. نوري حمودي القيسي ، ط ١ (بيروت : عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية ، ١٤٠٤ ه‍ ١٩٨٤ م)

٢٢٥ ـ شروح سقط الزند (القاهرة : مطبعة دار الكتب المصرية ، لجنة إحياء تراث أبي العلاء المعري ، ١٩٤٦ م)

٢٢٦ ـ شعر أبي حية النميري ، جمع وتحقيق : رحيم ضخي التويلي (مجلة المورد ، المجلد الرابع ن العدد الأول ، ١٣٩٥ ه‍ ١٩٧٥ م)

٢٢٧ ـ شعر أبي زبيد الطائي ، جمعه وحققه : د. نوري حمودي القيسي (بغداد : مطبعة دار المعارف ، ١٩٦٧ م)

٢٢٨ ـ شعر الأحوص الأنصاري ، جمع وتحقيق : عادل سليمان جمال وشوقي ضيف (الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر ، ١٣٩٠ ه‍ ١٩٧٠ م)

٢٢٩ ـ شعر الأخطل ، رواية أبي عبد الله محمد بن العباس اليزيدي ، تحقيق : الأب أنطون صالحاني اليسوعي ، ط ١ (بيروت : المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين ، ١٨٩١ م)

٢٣٠ ـ شعر الحارث بن خالد المخزومي ، د. يحيى الجبوري ، ط ١ (بغداد : منشورات مكتبة الأندلس ، ١٣٩٢ ه‍ ١٩٧٢ م)

٢٣١ ـ شعر الراعي النميري ، تحقيق : د. نوري حمودي القيسي وهلال ناجي (بغداد : مطبعة المجمع العلمي العراقي ، ١٤٠٠ ه‍ ١٩٨٠ م)

٢٣٢ ـ شعر العجيري السلولي ، صنعة محمد نايف الدليمي (مجلة المورد ، المجلد الثامن ، العدد الأول ، ١٣٩٩ ه‍ ١٩٧٩ م)

٢٣٣ ـ شعر الكميت الأسدي جمع وتقديم : د. داود سلوم (بغداد : مكتبة الأندلس ، مطبعة النعمان بالنجف ، ١٩٦٩ م)

٢٣٤ ـ شعر المتوكل الليثي ، تحقيق : د. يحيى الجبوري (بغداد : مكتبة الأندلس ، مطابع التعاونية اللبنانية ، درعون ، حريصا)

٢٣٥ ـ شعر النابغة الجعدي ، ط ١ (المكتب الإسلامي)

٢٣٦ ـ شعر النمر بن تولب ، صنعة : د. نوري حمودي القيسي (بغداد : مطبعة دار


المعارف ١٩٦٩ م)

٢٣٧ ـ شعر ذي الرمة ، تصيحيح وتنقيح : كارليل هنري هيس مكارتني (مطبعة كلية كمبريج ، ١٣٣٧ ه‍ ١٩١٩ م)

٢٣٨ ـ شعر زهير بن أبي سلمى ، صنعة الأعلم الشنتمري ، تحقيق : الدكتور فخر الدين قباوة ، ط ١ (بيروت دار الكتب العلمية ، ١٤١٣ ه‍ ١٩٩٢ م)

٢٣٩ ـ شعر زياد الأعجم ، جمع وتحقيق : ودراسة د. يوسف حسن بكار ، ط ١ (دار المسيرة ، ١٤٠٣ ه‍ ١٩٨٣ م)

٢٤٠ ـ شعر زيد الخيل الطائي ، جمع ودراسة وتحقيق : د. أحمد مختار البزرة ، ط ١ (دار المأمون للتراث ، ١٤٠٨ ه‍ ١٩٨٨ م)

٢٤١ ـ شعر طي وأخبارها في الجاهلية والإسلام ، جمع وتحقيق ودراسة : د. وفاء فهمي السنديوني ط ١ (الرياض : دار العلوم للطباعة والنشر ، ١٤٠٣ ه‍ ١٩٨٣ م)

٢٤٢ ـ شعر عبد الله بن الزبعرى ، تحقيق : د. يحيى الجبوري ، ط ٢ (بيروت : مؤسسة الرسالة ، ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م)

٢٤٣ ـ شعر عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، جمعه : عبد الحميد الراضي ، ط ٢ (بيروت : مؤسسة الرسالة ١٤٠٢ ه‍ ١٩٨٢ م)

٢٤٤ ـ شعر عروة بن حزام العذري تحقيق : د. إبراهيم السامرائي وأحمد مطلوب

٢٤٥ ـ شعر نصيب بن رباح ، جمع وتحقيق : د. داود سلوم (بغداد : مطبعة الإرشاد ، ١٩٦٧ م)

٢٤٦ ـ شعر هدبة بن خشرم العذري جمع وتحقيق : يحيى الجبوري (وزارة الثقافة والإرشاد القومي العراقية ، ١٩٧٦ م)

٢٤٧ ـ شعراء أمويون (شعر الأغلب العجلي) جمع وتحقيق : د. نوري حمودي القيسي ، ط ١ (بيروت : عالم الكتب ، ١٤٠٥ ه‍ ١٩٨٥ م)

٢٤٨ ـ شعراء أمويون (شعر الوليد بن عقبة) جمع : د. نوري حمودي القيسي (وزارة الثقافة والإرشاد القومي العراقية ، ١٩٧٦ م)


٢٤٩ ـ شعراء أمويون (شعر عبيد الله بن الحر الجعفي) جمع : د. نوري حمودي القيسي (وزارة الثقافة والإرشاد القومي العراقية ، ١٩٧٦ م)

٢٥٠ ـ شفاء العليل في إيضاح التسهيل ، لأبي عبد الله محمد بن عيسى السلسيلي ، دراسة وتحقيق : د. الشريف عبد الله علي الحسيني البركاتي ، ط ١ (مكة المكرمة : المكتبة الفيصلية ، ١٤٠٦ ه‍ ١٩٨٦ م)

٢٥١ ـ شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي (القاهرة : مكتبة دار العروبة)

٢٥٢ ـ صحيح بن حبّان بترتيب بن بلبان ، لعلاء الدين علي بن بلبان الفارسي ، تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، ط ٣ (بيروت : مؤسسة الرسالة ، ١٤١٨ ه‍ ١٩٩٧ م)

٢٥٣ ـ صحيح مسلم ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي (القاهرة : مطبعة دار إحياء الكتب العربية)

٢٥٤ ـ ضرائر الشعر أو ما يجوز للشاعر في الضرورة ، لأبي عبد الله محمد بن جعفر التميمي القزاز القيرواني ، تحقيق : د. محمد زغلول سلام ومحمد مصطفى هدارة (الإسكندرية : منشأة المعارف ، دار بور سعيد للطباعة ، ١٩٧٣ م)

٢٥٥ ـ ضرائر الشعر لابن عصفور الإشبيلي ، تحقيق : السيد إبراهيم محمد ط ١ (دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع ، ١٩٨٠ م)

٢٥٦ ـ طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين أبي نصر عبد الوهاب السبكي ، ط ١ (مصر : المطبعة الحسينية ١٣٢٤ ه‍)

٢٥٧ ـ طبقات الشافعية ، لابن قاضي شهبة ، تحقيق : د. عبد العليم خان ، ط ١ (حيدرأباد : مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية ، ١٣٩٨ ه‍ ١٩٨٧ م)

٢٥٨ ـ طبقات فحول الشعراء ، لمحمد بن سلّام الجمحي ، شرح : محمود محمد شاكر (القاهرة : مطبعة المدني)

٢٥٩ ـ عروة بن أذينة ، شعره وأخباره ، جمعه وحققه ورتبه : عبد العلي


عبد الحميد حامد ، ط ١ (نارس ، الهند : دار الترجمة والتأليف والنشر بالجامعة السلفية ، ١٣٩٦ ه‍ ١٩٧٦ م)

٢٦٠ ـ عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد ، لجلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي ، تحقيق : أحمد عبد الفتاح تمام ، سمير حسين حلبي ط ١ (بيروت : دار الكتب العلمية ، ١٤٠٧ ه‍ ١٩٨٧ م)

٢٦١ ـ غاية المطالب في شرح ديوان أبي طالب ، جمع وشرح : محمد خليل الخطيب (١٩٥٠ ـ ١٩٥١ م)

٢٦٢ ـ غاية النهاية في طبقات القراء ، لشمس الدين أبي الخير محمد الجزري ، عني بنشره : ج. برجستراسر ، ط ٢ (بيروت : دار الكتب العلمية ، ١٤٠٠ ه‍ ١٩٨٠ م)

٢٦٣ ـ غاية النهاية في طبقات القراء ، لشمس الدين أبي الخير محمد بن محمد الجزري ، عني بنشره ج. برحستراسر ، ط ٢ (بيروت : دار الكتب العلمية ، ١٤٠٠ ه‍ ١٩٨٠ م)

٢٦٤ ـ غريب الحديث ، للإمام أبي إسحاق إبراهيم الحربي ، تحقيق : د. سليمان العايد ، ط ١ (جدة : دار المدني ، ١٤٠٥ ه‍ ١٩٨٥ م)

٢٦٥ ـ غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلّام الهروي ، طبعة مصورة عن الطبعة الأولى بمطبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدرأباد ١٣٨٤ ه‍ ١٩٦٤ م (بيروت : دار الكتاب العربي ، ١٣٩٦ ه‍ ١٩٧٦ م)

٢٦٦ ـ غريب الحديث للإمام الخطابي البستي ، تحقيق : عبد الكريم إبراهيم العزباوي (دمشق : دار الفكر ، ١٤٠٢ ه‍ ١٩٨٢ م)

٢٦٧ ـ فتح الباري ، لابن حجر ، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ومحب الدين الخطيب (بيروت : ١٣٧٩ ه‍)

٢٦٨ ـ فرحة الأديب ، لأبي محمد الأعرابي الملقب بالأسود الغندجاني ، تحقيق : د. محمد علي سلطاني ، دار قتيبة

٢٦٩ ـ قطر الندى وبلّ الصدى ، لأبي محمد عبد الله جمال الدين بن هشام ،


ط ١٣ (القاهرة : دار الاتحاد العربي للطباعة ، ١٣٨٩ ه‍ ١٩٦٩ م)

٢٧٠ ـ قيس ولبنى : شعر ودراسة ، جمع وتحقيق : د. حسين نصار (القاهرة : دار مصر للطباعة)

٢٧١ ـ كتاب أخبار النحويين البصريين لأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ، اعتنى بنشره وتهذيبه : فربنس كرنكو ، (بيروت : المطبعة الكاثوليكية ، ١٩٣٦ م)

٢٧٢ ـ كتاب أسرار العربية ، لأبي البركات عبد الرحمن الأنباري ، تحقيق محمد بهجت البيطار (دمشق : مطبعة الترقي ، ١٣٧٧ ه‍ ١٩٥٧ م)

٢٧٣ ـ كتاب الأزهية في علم الحروف لعلي بن محمد النحوي الهروي ، تحقيق : عبد المعين الملوحي (دمشق : مطبوعات مجمع اللغة العربية ، ١٣٩١ ه‍ ١٩٧١ م)

٢٧٤ ـ كتاب الأغاني ، لأبي الفرج الأصبهاني ، تحقيق : إبراهيم الأبياري (دار الشعب ، ١٣٨٩ ه‍ ١٩٦٩ م)

٢٧٥ ـ كتاب الأفعال ، لأبي القاسم علي بن جعفر السعدي المعروف بابن القطاع (مطبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد ، ١٣٦٠ ه‍)

٢٧٦ ـ كتاب الاقتراح في علم أصول النحو لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي ، تحقيق : د. أحمد محمد قاسم ط ١ (القاهرة : مطبعة السعادة ، ١٣٩٦ ه‍ ١٩٧٦ م)

٢٧٧ ـ كتاب الأمالي ، لأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي (بيروت : دار الآفاق الجديدة ، ١٤٠٠ ه‍ ١٩٨٠ م)

٢٧٨ ـ كتاب التكملة ، لأبي علي الفارسي ، تحقيق : د. كاظم بحر المرجان (الموصل : مطابع دار الكتب للطباعة والنشر ، ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م)

٢٧٩ ـ كتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني ، تحقيق : عبد العليم الطحاوي ، مجمع اللغة العربية ط ١ (القاهرة : الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية ، ١٣٩٥ ه‍ ١٩٧٥ م)


٢٨٠ ـ كتاب الحيوان للجاحظ ، تحقيق وشرح : عبد السّلام هارون ، ط ٢ ، ١٣٨٥ ه‍ ١٩٦٦ م

٢٨١ ـ كتاب الدرر اللوامع على همع الهوامع ، لأحمد بن الأمين الشنقيطي ط ١ (مصر : مطبعة كردستان العلمية ١٣٢٨ ه‍)

٢٨٢ ـ كتاب السنة لأبي بكر عمرو بن أبي عاصم الضحاك الشيباني ، تحقيق :

محمد ناصر الأباني ، ط ١ (بيروت : المكتب الإسلامي ، ١٤٠٠ ه‍ ١٩٨٠ م)

٢٨٣ ـ كتاب الشعر ، أو شرح الأبيات المشكلة الإعراب ، لأبي علي الفارسي ، تحقيق وشرح : د. محمد محمود الطناحي ، ط ١ (القاهرة : مكتبة الخانجي ، مطبعة المدني ، ١٤٠٨ ه‍ ١٩٨٨ م)

٢٨٤ ـ كتاب الصناعتين :الكتابة والشعر ، لأبي هلال الحسن العسكري، تحقيق : علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم ، ط ١ (القاهرة : دار إحياء الكتب العربية ، ١٣٧١ ه‍ ١٩٥٢ م)

٢٨٥ ـ كتاب العقد الفريد ، تأليف أبي عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه ، شرحه وضبطه : أحمد أمين وآخرون (بيروت : دار الكتاب العربي ، ١٤٠٣ ه‍ ١٩٨٣ م)

٢٨٦ ـ كتاب الكافية في النحو لابن الحاجب (بيروت : دار الكتب العلمية)

٢٨٧ ـ كتاب اللامات ، لأبي الحسن علي بن محمد الهروي ، تحقيق : يحيى علوان البلداوي ، ط ١ (الكويت : مكتبة الفلاح ، ١٤٠٠ ه‍ ١٩٨٠ م)

٢٨٨ ـ كتاب اللامات ، لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي ، تحقيق مازن مبارك ، ط ٢(دمشق : دار الفكر للطباعة والتوزيع والنشر ، ١٤٠٥ ه‍ ١٩٨٥ م)

٢٨٩ ـ كتاب المعاني الكبير لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، ط ١ (بيروت : دار الكتب العلمية ، ١٤٠٥ ه‍ ١٩٨٤ م)

٢٩٠ ـ كتاب المقتصد في شرح الإيضاح لعبد القاهر الجرجاني ، تحقيق :


د. كاظم بحر المرجان (عمان : المطبعة الوطنية ١٩٨٢ م)

٢٩١ ـ كتاب النوادر في اللغة لأبي زيد الأنصاري ، تحقيق : د. محمد عبد القادر أحمد ، ط ١ (بيروت : دار الشروق ، ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م)

٢٩٢ ـ كتاب الوحشيات (الحماسة الصغرى) لأبي تمام ، علق عليه وحققه : عبد العزيز الميمني الراجكوتي ، ط ٢ (القاهرة : دار المعارف بمصر)

٢٩٣ ـ كتاب ذيل الأمالي والنوادر لأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي (بيروت : دار الآفاق الجديدة ، ١٤٠٠ ه‍ ١٩٨٠ م)

٢٩٤ ـ كتاب سيبويه ، ط ١ (مصر : المطبعة الكبرى الأميرية ، ١٣١٦ ه‍)

٢٩٥ ـ كتاب شرح أشعار الهذليين ، صنعة أبي سعيد الحسن السكري ، تحقيق : عبد الستّار أحمد فراج (القاهرة : مكتبة دار العروبة ، مطبعة المدني)

٢٩٦ ـ كتاب شرح المعلقات السبع ، لأبي عبد الله الحسين الزوزني

٢٩٧ ـ كتاب فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب ، للحافظ شيرويه بن شهردار بن شهرويه الديلمي ، تحقيق : فواز أحمد الزمرلي ومحمد المعتصم بالله البغدادي ، ط ١ (دار الكتاب العربي ١٤٠٧ ه‍ ١٩٨٧ م)

٢٩٨ ـ كتاب مشكل إعراب القرآن تأليف مكّي بن أبي طالب القيسي ، تحقيق : ياسين محمد السواس (دمشق : مجمع اللغة العربية ، ١٣٩٤ ه‍ ١٩٧٤ م)

٢٩٩ ـ كتاب مشكل إعراب القرآن ، تأليف مكي بن أبي طالب القيسي ، تحقيق : ياسين محمد السواس ، ط ٢ (دمشق : دار المأمون للتراث)

٣٠٠ ـ كشف الظنون عن أسماء الكتب والفنون ، لحاجي خليفة ، ١٩٤١ م

٣٠١ ـ كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي البرهان فوري ، الجزء التاسع ضبط وتصحيح : بكري حياني وصفوة السقا (بيروت : مؤسسة الرسالة ، ١٣٩٩ ه‍ ١٩٧٩ م)

٣٠٢ ـ كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق ، عبد الرؤوف المناوي ، ط ١ (بيروت : دار الكتب العلمية)


٣٠٣ ـ لسان العرب ، لابن منظور ، تحقيق : عبد الله علي الكبير وآخرين (دار المعارف بمصر)

٣٠٤ ـ ما يحتمل الشعر من الضرورة ، لأبي سعيد الحسن بن عبد الله السيرافي ، تحقيق : د. عوض بن حمد القوزي ، ط ٢(القاهرة : دار المعارف ، ١٤١٢ ه‍ ١٩٩١ م)

٣٠٥ ـ ما ينصرف وما لا ينصرف ، لأبي إسحاق الزجاج ، تحقيق : هدى محمود قراعة ، (القاهرة : المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ، ١٣٩١ ه‍ ١٩٧١ م)

٣٠٦ ـ مجالس ثعلب ، لأبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، شرح وتحقيق : عبد السّلام هارون ، ط ٣ (دار المعارف بمصر ١٩٦٩ م)

٣٠٧ ـ مجمع الأمثال ، لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد (مطبعة السنة المحمدية ، ١٣٧٤ هت ١٩٥٥ م)

٣٠٨ ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ، ط ٢ (بيروت : دار الكتاب ، ١٩٦٧ م)

٣٠٩ ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ، ط ٣ (بيروت : دار الكتاب العربي ، ١٤٠٢ ه‍ ١٩٨٢ م)

٣١٠ ـ مسند أبي عوانة ، تحقيق : أيمن بن عارف الدمشقي ط ١ (بيروت : دار المعرفة ، ١٤١٩ ه‍ ١٩٩٨ م)

٣١١ ـ مسند الإمام أحمد ، الموسوعة الحديثة ، تحقيق : شعيب الأرناؤوط ، وآخرين ط ٢ (بيروت : مؤسسة الرسالة ، ١٤٢٠ ه‍ ١٩٩٩ م)

٣١٢ ـ مسند الإمام أحمد بن حنبل (بيروت : المكتب الإسلامي ، دار صادر)

٣١٣ ـ مسند الشهاب للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفي ،ط ١(بيروت : مؤسسة الرسالة ، ١٤٠٥ ه‍ ١٩٨٥ م)

٣١٤ ـ مسند عبد الله بن عمر ، تخريج أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ، تحقيق : أحمد راتب عرقوش ، ط ٤ (بيروت : دار النفائس ، ١٤٠٣ ه


١٩٨٣ م)

٣١٥ ـ معاني القرآن ، صنّفه الأخفش الأوسط ، أبو الحسن سعيد بن مسعدة ، تحقيق : د. فائز فارس ، ط ٢ (١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م)

٣١٦ ـ معاني القرآن للفراء ، ط ٢ (عالم الكتب ، ١٩٨٠ م)

٣١٧ ـ معاني القرآن وإعرابه ، للزجاج أبي إسحاق إبراهيم السري ، تحقيق وشرح : د. عبد جليل عبده شلبي ، ط ١ (بيروت : عالم الكتب ، ١٤٠٨ ه‍ ١٩٨٨ م)

٣١٨ ـ معاهد التنصيص على شواهد التلخيص ، لعبد الرحيم بن أحمد العباسي ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد (بيروت : عالم الكتب ، ١٣٦٧ ه‍ ١٩٤٧ م)

٣١٩ ـ معجم الشعراء لأبي عبد الله محمد بن عمران المرزباني ، ط ٢ (بيروت : دار الكتب العلمية ، ١٤٠٢ ه‍ ١٩٨٢ م)

٣٢٠ ـ معجم الشعراء ، لأبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني ، تصحيح وتعليق : د. ف. كرنكو ، ط ١ (بيروت : دار الكتب العلمية مكتبة القدسي ، ١٤٠٢ ه‍ ١٩٨٢ م)

٣٢١ ـ معجم شواهد العربية ، لعبد السّلام محمد هارون ، ط ١ (القاهرة : مكتبة الخانجي بمصر ، ١٣٩٢ ه‍ ١٩٧٢ م)

٣٢٢ ـ معجم شواهد النحو الشعرية ، د. حنا جميل حداد ، ط ١ (الرياض : دار العلوم للطباعة والنشر ، ١٤٠٤ ه‍ ١٩٨٤ م)

٣٢٣ ـ معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع ، لعبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي ، تحقيق : مصطفى السقا (بيروت : عالم الكتب)

٣٢٤ ـ مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ، لأبي محمد عبد الله جمال الدين ابن يوسف بن هشام ، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد.

٣٢٥ ـ موطأ الإمام مالك ، إعداد : أحمد راتب عرموش ، ط ٥ (بيروت : دار النفائس ، ١٤٠١ ه‍ ١٩٨١ م).


٣٢٦ ـ نصب الراية لأحاديث الهداية ، للإمام جما الدين أبي محمد عبد الله بن يوسف الحنفي الزيلعي (دار الحديث ، المجلس الأعلى)

٣٢٧ ـ نهاية الأرب في فنون الأدب ، لشهاب الدين النويري (القاهرة : دار الكتب المصرية ، ١٣٤٢ ه‍ ١٩٢٤ م)

٣٢٨ ـ نوادر المخطوطات ، تحقيق : عبد السّلام هارون ، ط ٢ (شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر ، ١٣٩٢ ه‍ ١٩٧٢ م)

٣٢٩ ـ هدية العارفين ، لإسماعيل باشا البغدادي (استانبول : ١٩٥١ م)

٣٣٠ ـ همع الهوامع ، شرح جمع الجوامع في علم العربية ، للإمام جلال الدين السيوطي.


فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

مقدمة الدراسة............................................................. ٥

ابن الوردي حياته وآثاره.................................................... ١١

مولده ووفاته............................................................. ١٣

شيوخه.................................................................. ١٤

إجازاته لتلاميذه وعلماء عصره.............................................. ١٩

ابن الوردي والعمل في القضاء.............................................. ٢١

منزلته العلمية والأدبية..................................................... ٢٤

مصنفاته العلمية.......................................................... ٢٥

آثاره الأدبية.............................................................. ٢٨

تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة (دراسة تحليلية)............................. ٣١

منهجه في الشرح......................................................... ٣١

مصادره................................................................. ٣٣

ابن الوردي وابن مالك..................................................... ٣٤

ابن الوردي وابن الناظم.................................................... ٥٧

مذهبه النحوي........................................................... ٦٩

ما يوهم أنها آراء نحوية لابن الوردي......................................... ٧٦

اسم الكتاب............................................................. ٨٣

ترجمة ابن مالك........................................................... ٨٧

مؤلفاته.................................................................. ٨٧


مقدمة التحقيق........................................................... ٩٣

وصف النسخ............................................................ ٩٣

منهج التحقيق............................................................ ٩٦

مقدمة المؤلف............................................................ ٩٩

الكلام وما يتألف منه................................................... ١٠٢

المعرب والمبني........................................................... ١٠٨

النكرة والمعرفة........................................................... ١٢٦

العلم.................................................................. ١٤١

اسم الإشارة............................................................ ١٤٤

الموصول............................................................... ١٤٧

المعرف بأداة التعريف.................................................... ١٦٢

الابتداء................................................................ ١٦٦

كان وأخواتها........................................................... ١٨٣

ما ولا وإن المشبهات بليس............................................... ١٩٦

أفعال المقاربة........................................................... ٢٠٢

إن وأخواتها............................................................. ٢١٤

لا التي لنفي الجنس...................................................... ٢٣٥

ظن وأخواتها............................................................ ٢٤٤

أعلم وأرى............................................................. ٢٥٣

الفاعل................................................................. ٢٥٦

النائب عن الفاعل...................................................... ٢٦٦

اشتغال العامل عن المعمول............................................... ٢٧٣

تعدي الفعل ولزومه..................................................... ٢٧٨


التنازع في العمل........................................................ ٢٨٥

المفعول المطلق........................................................... ٢٩٢

المفعول له.............................................................. ٢٩٧

المفعول فيه............................................................. ٣٠١

المفعول معه............................................................. ٣٠٤

الاستثناء............................................................... ٣١٠

الحال.................................................................. ٣١٩

التمييز................................................................. ٣٥٢

حروف الجر............................................................ ٣٥٧

الإضافة................................................................ ٣٧٩

المضاف إلى ياء المتكلم.................................................. ٤١١

إعمال المصدر.......................................................... ٤١٤

إعمال اسم الفاعل وصيغ المبالغة واسم المفعول.............................. ٤٢٢

أبنية المصادر........................................................... ٤٣٣

أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة............................. ٤٤٣

الصفة المشبهة باسم الفاعل.............................................. ٤٤٦

التعجب............................................................... ٤٥٠

نعم وبئس وما جرى مجراهما............................................... ٤٥٧

أفعل التفضيل.......................................................... ٤٦٩

النعت................................................................. ٤٨٠

التوكيد................................................................. ٤٨٩

عطف البيان........................................................... ٤٩٥

عطف النسق........................................................... ٤٩٩


البدل.................................................................. ٥٢٦

النداء.................................................................. ٥٣٦

فصل (تابع المنادى)..................................................... ٥٤٤

المنادى المضاف إلى ياء المتكلم............................................ ٥٤٩

أسماء لازمت النداء...................................................... ٥٥٣

الاستغاثة.............................................................. ٥٥٥

الندبة................................................................. ٥٥٩

الترخيم................................................................ ٥٦٤

الاختصاص............................................................ ٥٧٠

التحذير والإغراء........................................................ ٥٧٢

أسماء الأفعال والأصوات.................................................. ٥٧٦

نونا التوكيد............................................................. ٥٧٩

ما لا ينصرف.......................................................... ٥٨٧

إعراب الفعل........................................................... ٥٩٩

عوامل الجزم............................................................ ٦٢٢

فصل (لو)............................................................. ٦٤٢

أمّا ولو لا ولو ما........................................................ ٦٤٥

الإخبار بسبب الذي والألف واللام....................................... ٦٥٢

العدد.................................................................. ٦٥٧

كم وكأيّ وكذا......................................................... ٦٦٧

الحكاية................................................................ ٦٧١

التأنيث................................................................ ٦٧٥

المقصور والممدود........................................................ ٦٨١


كيفية تثنية المقصور والممدود وجمعهما تصحيحا............................. ٦٨٤

جمع التكسير........................................................... ٦٨٨

التصغير................................................................ ٧٠٢

النسب................................................................ ٧٠٧

الوقف................................................................. ٧١٥

الإمالة................................................................. ٧٢٢

التصريف.............................................................. ٧٢٧

فصل في زيادة همزة الوصل................................................ ٧٣٤

الإبدال................................................................ ٧٣٦

فصل (إبدال الواو ياءا والياء واوا وهي لام)................................. ٧٤٩

فصل (إبدال الواو ياءا ، وإبدال الواو والياء ألفا............................. ٧٥٠

فصل (إبدال الواو ياءا والياء واوا وهما عين)................................. ٧٥٤

فصل (إبدال الوا والياء تاءا وإبدال التاء طاءا)............................... ٧٦٠

فصل (حذف فاء الأمر والمضارع)......................................... ٧٦٢

الإدغام................................................................ ٧٦٥

الفهارس العامة.......................................................... ٧٧١

فهرس القرآن الكريم..................................................... ٧٧٣

فهرس الأحاديث والآثار................................................. ٧٩٩

فهرس أقوال العرب وأمثالهم............................................... ٨٠٣

فهرس الشعر........................................................... ٨٠٧

فهرس الرجز............................................................ ٨٣٧

فهرس الكتب.......................................................... ٨٤٥

فهرس القبائل والجماعات................................................. ٨٤٧


فهرس الأعلام.......................................................... ٨٤٩

فهرس المصادر والمراجع................................................... ٨٥٥

فهرس الموضوعات................................................ ٨٨٥ ـ ٨٩٠

شرح الفية ابن مالك

المؤلف:
الصفحات: 890