الدّرس الأول :

المجرّد والمزيد

أ ـ الفعل المجرّد

الأمثلة :

(١)

ـ رسم ـ يرسم.

ـ ندم ـ يندم.

(٢)

ـ ضرب ـ يضرب.

ـ قرب ـ يقرب.

(٣)

ـ رحم ـ يرحم.

ـ حسب ـ يحسب.

(٤)

ـ بعثر ـ يبعثر.

ـ طمأن ـ يطمئن.

خطّة البحث :

نلاحظ بالنظر في الأمثلة السابقة أنّ الأفعال الواردة في المجموعات الثّلاث (رسم ـ ندم ـ ضرب ـ قرب ـ رحم ـ حسب) كلّها أفعال ماضية ثلاثية مجرّدة ، وقد أخذ أوّل كلّ حرف من هذه الأفعال حركة الفتح أمّا الحرف الثّاني فقد أتى مفتوحا في بعضها : نحو «رسم ـ ضرب ـ رحم». ومضموما في البعض الآخر نحو (قرب). كما حرّك الحرف الثّاني بالكسر أيضا (ندم ، حسب) ، يتبيّن من الأمثلة أنّ الحرف الثّاني إذا كان مفتوحا في الماضي


يصبح في المضارع مكسورا نحو (ضرب ، يضرب) أو مضموما نحو «رسم ـ يرسم» أو مفتوحا (فتح ـ يفتح) أمّا إذا كان ثاني حرف من الفعل الماضي مكسورا فإنّه يصبح في المضارع مكسورا ، نحو (حسب ، يحسب) أو مفتوحا نحو (فرح ـ يفرح) ولا يكون مضموما أبدا. أمّا إذا كان ثاني حرف في الماضي مضموما يبقى هذا الحرف في المضارع مضموما دائما نحو (كرم ـ يكرم) ـ (قرب ـ يقرب). وبالنظر في المجموعة الرّابعة نرى أن الفعلين : (بعثر ، طمأن) قد أخذا في المضارع شكلا واحدا وهو ضم حرف المضارعة وكسر ما قبل الآخر. مثال (دحرج ـ يدحرج) (قشعر ـ يقشعر).

إذا ما الفعل المجرّد؟ وما أقسامه؟

القاعدة العامّة :

١ ـ الفعل المجرّد : ما كانت جميع حروفه أصليّة (أيّ : أنّنا لا نستطيع أن نحذف أيّ حرف منها لأنّ الفعل يفقد معناه) مثال : ضرب ـ بعثر.

٢ ـ الفعل المجرّد قسمان ثلاثي ورباعي.

المجرّد الثّلاثي يصاغ في المضارع على ستّة أوزان تؤخذ من اختلاف حركة عينه ماضيا ومضارعا وهي :

١ ـ فعل يفعل

ضرب يضرب.

٢ ـ فعل يفعل

رسم يرسم.

٣ ـ فعل يفعل

نفع ينفع.

٤ ـ فعل يفعل

فرح يفرح.


٥ ـ فعل يفعل

حسب يحسب.

٦ ـ فعل يفعل

قرب يقرب.

أمّا الرّباعي المجرّد فله وزن واحد وهو :

فعلل ـ يفعلل مثال : دحرج ـ يدحرج.

ونلاحظ أن حرف مضارعه الأول (حرف المضارعة) مضموم وأن ما قبل آخره مكسور.

ب ـ الفعل المزيد

الأمثلة :

(١)

ـ نزل الرّجل وأنزل الطفل معه.

(٢)

ـ انكسر الإبريق.

(٣)

ـ استغفر ربّه.

ـ نزّل الرّجل وأنزل الطفل معه.

ـ اخضرّ الشّجر.

ـ احلولى العنب.

ـ عاودت صديقي.

ـ اجتمع الأصحاب.

ـ * اجلوّذ (١) الحصان.

ـ تشجّع على الدّرس.

ـ اخضارّ الشّجر.

ـ تحاكم الخصمان.

__________________

(١) اجلوّذ ـ أسرع.


خطّة البحث :

إذا دقّقنا النّظر في أصل الفعل الثّلاثي في كل من الأفعال الواردة أعلاه. نلاحظ أن أفعال المجموعة الأولى (نزل ـ نزّل ـ حاور) قد زيد عليها حرف واحد ، وزيادة الحرف كانت بزيادة الهمزة في (أنزل) والتّضعيف (الشّدة) في (نزّل) والألف في (حاور) أمّا المجموعة الثّانية فقد أتت أفعالها مزيدة بحرفين نحو (جمع ـ اجتمع). وفي المجموعة الثّالثة زيد على أصل الفعل ثلاثة حروف نحو (غفر ـ استغفر).

ما نوع الأفعال الواردة في المجموعات الثّلاث؟

بتجريد الأفعال الواردة في المجموعات الثّلاث من حروف الزّيادة تعود ثلاثيّة.

ـ فهل يوجد أفعال رباعية مزيدة؟

أجل ، نبيّن ذلك بالأمثلة :

(١)

ـ تبعثر الورق.

(٢)

ـ اقشعرّ الحارس من البرد.

ـ تدحرجت الكرة.

ـ احرنجم التّلاميذ في فناء المدرسة.

ـ تذهور السّعر.

ـ افرنقع المزدحمون.

ـ اسمعلّ (١) العمّال في طلب الرّزق.

إنّ مجرّد الأفعال الواردة في الأمثلة المذكورة آنفا هي :

__________________

(١) اسمعلّ ـ بادر وأسرع.


(بعثر ـ دهور ـ قشعر ـ دحرج ـ الخ ...).

وهذه الأفعال الرّباعيّة المجرّدة ، زيد عليها في الفعلين الأوّلين حرف واحد هو التاء ، وليس للرّباعي المزيد عليه حرف إلّا هذه الصّورة وزيد على الأفعال الأخرى حرفان ، هما الهمزة والنّون في (احرنجم ـ افرنقع) والهمزة والتّضعيف في (اسمعلّ واقشعرّ) وليس للرّباعي المزيد بحرفين إلّا هاتان الصّورتان.

القاعدة العامّة :

الفعل المزيد ما زيد على حروفه الأصلية حرف أو أكثر ، إمّا بالتّضعيف نحو (علم ، علّم) أو (هدم ـ هدّم) ، أو بأحد أحرف الزّيادة المجموعة في كلمة (سألتمونيها) أو (اليوم أنساها).

أوزان الثّلاثي المزيد بحرف (الهمزة ـ الشّدة ـ الألف).

١ ـ وزن أفعل ـ ويأتي كثيرا للتعدية مثال : نزل الرّجل ـ أنزل الرّجل ابنه.

٢ ـ وزن فعّل ـ مزّق ـ كسّر.

٣ ـ وزن فاعل ـ ويفيد المشاركة في الفعل والتّكثير مثال (حاور ـ ضاعف).

أوزان الثّلاثي المزيد بحرفين :

١ ـ وزن انفعل ـ انكسر ـ انزعج.

٢ ـ وزن افتعل ـ اجتمع ـ اختصم.

٣ ـ وزن افعلّ ـ وتختص بالألوان والعيوب. اخضرّ ـ اعورّ.

٤ ـ وزن تفعّل ـ تعلّم ـ تحكّم.


٥ ـ وزن تفاعل ـ تحاكم ـ تمارض.

أوزان الثّلاثي المزيد بثلاثة حروف.

١ ـ وزن استفعل ـ استغفر ـ استرجل.

٢ ـ وزن افعوعل ـ اعشوشب ـ احلولى.

٣ ـ وزن افعوّل ـ اعلوّط البعير (١).

٤ ـ وزن افعالّ ـ اخضارّ الشّجر.

ولمزيد الرّباعي نوعان فقط.

١ ـ المزيد بحرف التّاء فقط في أوّله. مثال ـ دحرج ـ تدحرج. دهور ـ تدهور.

ويلحق بهذا الوزن أبنيّة كثيرة أهمّها :

١ ـ تمفعل ـ تمسكن.

٢ ـ تفعلل ـ تجلبب.

٣ ـ تفوعل ـ تكوثر.

٤ ـ تفيعل ـ تشيطن.

٢ ـ الرّباعي المزيد بحرفين له وزنان :

١ ـ افعنلل ـ احرنجم (٢).

٢ ـ افعلّل ـ اطماّنّ ـ اشمأزّ.

__________________

(١) اعلوّط البعير : تعلق بعنقه وعلاه.

(٢) احرنجم : اجتمع وازدحم.


تمارين تطبيقيّة :

١ ـ بيّن وزن كل فعل من الأفعال التّالية :

ـ نعم ـ ينعم

ـ ندم ـ يندم.

ـ هرب ـ يهرب

ـ صعب ـ يصعب.

ـ حرس ـ يحرس.

ـ لعب ـ يلعب.

ـ نشر ـ ينشر.

ـ حسب ـ يحسب.

هات الماضي لكلّ مضارع ممّا يأتي واذكر بابه. وضع أربعة أفعال في جملة مفيدة :

يرسم ـ يصعب ـ ينزل ـ يندم ـ يمشي ـ يدنو ـ يسعى.

كوّن خمس جمل تشتمل كلّ منها على مضارع من باب :

ـ فعل ـ يفعل

/ ـ فعل ـ يفعل.

ـ فعل ـ يفعل

/ ـ فعل ـ يفعل.

٢ ـ بيّن فيما يأتي الأفعال المجرّدة والمزيدة وأوزانها وحروف الزّيادة في كلّ فعل :

١ ـ قال تعالى : (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها. رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ، أَ وَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ ...) [سورة فاطر / ٣٥ آ / ٣٧].

٢ ـ قال عمرو بن معد يكرب لبني الحارث بن كعب : «والله لقد سألناكم فما أبخلناكم ، وقاتلناكم فما أجبناكم ، وهاجيناكم فما أفحمناكم».


٣ ـ تحلّم عن الأدنين واستبق ودّهم

ولن تستطيع الحلم حتّى تحلما

حاكم.

٤ ـ (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَ) [سورة يوسف / ١٢ ، ا / ٣١].

٥ ـ (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) [سورة الكهف / ١٨ / ٢٨].

٦ ـ أطوّف ما أطوّف ثمّ آوي

إلى بيت قعيدته لكاع

الحطيئة

٧ ـ «اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أضلّ أو أضلّ ، أو أزلّ أو أزلّ أو أظلم أو أظلم ، أو أجهل أو يجهل عليّ».


الدّرس الثاني :

اللّازم والمتعديّ

الأمثلة :

(١)

ـ نام الطّفل.

(٢)

ـ أكلت رغيفا.

(٣)

ـ أعطيت المجدّ جائزة.

ـ نزل الرّاكب.

ـ إشترى أخوك كتابا.

ـ أعلم القائد جنده المعركة قريبة.

مشى الأمير.

ـ شرب الطّفل الدّواء.

ـ ألبس الله الطّبيعة ثوبا مميّزا.

خطّة البحث :

ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة المطروحة؟

نلاحظ أنّ أفعال المجموعة الأولى (نام ـ نزل ـ مشى) قد اكتفى الفعل بفاعله. ولم يحتج إلى مفعول به.

ـ أيّ نوع من الأفعال هي؟

إنّ الأفعال الّتي تكتفي بفاعلها تسمّى أفعالا لازمة.

ننظر في أمثلة المجموعة الثّانية فنلاحظ أنّ الأفعال (أكل ـ اشترى ـ شرب) قد تعدّت فاعلها إلى مفعول به واحد مثل (رغيفا ـ كتابا ـ الدّواء) ، أمّا أمثلة المجموعة الثّالثة فقد تعدّى كل من


الأفعال (أعطى ـ أعلم ـ ألبس) إلى مفعولين.

ما الفعل اللّازم وما الفعل المتعدّي؟

الفعل اللّازم هو الّذي يكتفي بفاعله ولا يحتاج إلى مفعول به. مثال : جاء الرّجل / نام الطّفل.

الفعل المتعدّي وهو ما لا يكتفي بفاعله ، وإنّما يحتاج إلى مفعول به واحد أو أكثر ، ليتمّ المعنى مثال : كتب الولد الوظيفة / حسب القاضي الحكم عادلا.

في المثال الأوّل تعدّى الفعل (كتب) إلى مفعول به واحد هو (الوظيفة).

أمّا في المثال الثّاني فقد تعدّى الفعل (حسب) إلى مفعولين الأوّل هو (الحكم) والثّاني (عادلا). في هذه الأمثلة تعدى الفعل بنفسه ، أي مباشرة من دون واسطة. فيكون المفعول به في هذه الحالة صريحا. مثال : قرعت الجرس.

وقد يتعدّى بالحرف. أي يصل إلى المفعول به بواسطة الحرف. مثال : سمعت لك.

وقد يتعدّى إلى مفعولين أحدهما صريح ، والآخر غير صريح.

مثال : (أدّوا الأمانات إلى أهلها).

ـ ما الأفعال الّتي تتعدّى إلى مفعول به واحد؟

الأفعال الّتي تتعدّى إلى مفعول به واحد كثيرة ويصعب حصرها.

مثال : غفر الله الذّنب / شربت الدواء. الخ ...


أمّا الأفعال الّتي تتعدّى إلى مفعولين قسمان :

أفعال تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ـ بحيث يصحّ تكوين جملة مفيدة منهما. مثال : ظننت الأمير مسافرا.

وتصنّف بحسب معانيها إلى صنفين هما :

أولا : أفعال القلوب وتدل على اليقين أو الرّجحان ، وتسمّى كذلك لأنّها تعبّر عن إدراك قائم في القلب ، فحين نقول : (ظننتك مسافرا) فالظنّ قائم في القلب.

وأفعال القلوب نوعان هما :

أفعال اليقين وأفعال الظّن أو الرجحان.

أ ـ أفعال اليقين ستّة :

١ ـ رأى ـ رأيت العلم نافعا.

فالمفعول الأوّل (العلم) والمفعول الثّاني (نافعا).

٢ ـ علم ـ بمعنى اعتقد. مثال

علمتك منّانا فلست بآمل

نداك ، ولو ظمآن ، غرثان ، عاديا

فقد نصب الفعل (علم) مفعولين هما الضّمير المتّصل (الكاف) وهو المفعول الأول و (منّانا) المفعول الثّاني.

٣ ـ درى التي بمعنى علم واعتقد. مثال : دريت العدوّ مهزوما.

إذ تعدّ الفعل (درى) إلى مفعولين الأوّل (العدوّ) والثّاني (مهزوما).

٤ ـ تعلّم بصيغة الأمر ـ والتي بمعنى إعلم واعتقد ، مثل : تعلّم أرضك مقدسة.


٥ ـ وجد ـ الّتي بمعنى علم واعتقد : وجدت الكذب سلاح الأغبياء.

إذ تعدّى الفعل وجد إلى مفعولين صريحين (الكذب ـ سلاح).

٦ ـ ألفى ـ الّتي بمعنى علم واعتقد. مثال : ألفيت الحرب خدعة وتأتي رأى فتنصب مفعولين كقوله تعالى : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً) فالياء مفعول أول والجملة الفعلية (أعصر) مفعول ثان.

وترد (رأى) للرجحان في بعض الأساليب كما في قوله تعالى :

(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً) فالرؤية في الآية الكريمة هنا بمعنى (ظنّ).

ب ـ أفعال الظّن وعددها ثمانية وهي :

١ ـ ظنّ ـ مثال : يظنّ التّلميذ النّجاح سهلا.

٢ ـ خال ـ مثال : تخال الابنة أباها قادرا على كلّ شيء.

٣ ـ حسب بمعنى ظنّ ـ قال تعالى : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً). [الكهف / ١٨. آ / ١٠٤].

حسب الطقس معتدلا.

٤ ـ جعل الّتي بمعنى (ظنّ) كقوله تعالى :

ـ (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً. أَ شَهِدُوا خَلْقَهُمْ) [سورة الزّخرف / ٤٣. آ / ١٩].

ـ جعلت خالدا صديقك : بمعنى ظننت.

٥ ـ حجا الّتي بمعنى ظنّ مثال قول الشّاعر (١) :

__________________

(١) هو تميم بن أبي مقبل.


قد كنت أحجو أبا عمرو أخاثقة

حتّى ألمت بنا يوما ملمّات

٦ ـ عدّ الّتي بمعنى حسب أو ظنّ. مثال : عددت النّاس كلهم أوفياء.

٧ ـ زعم الّتي بمعنى (ظنّ) ،. مثل : قول الشّاعر :

ـ وقد زعمت أنّي تغيرت بعدها

ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغيّر

ـ زعم العدوّ أرضنا رخيصة.

٨ ـ هب ، التي بمعنى ظنّ بلفظ الأمر كقول الشّاعر :

ـ فقلت أجرني أبا خالد

وإلّا فهبني امرأ هالكا

وإذا تقدّمت (أنّ) المفعولين بعد أفعال القلوب ، فهي وما بعدها تسدّ مسدّهما.

مثال : يحسبون أنّهم يحسنون صنعا.

فجملة (أنّهم ـ يحسنون) سدّت مسدّ مفعولي (حسب) أيّ حلّت محلّها.

ثانيا : ما ينصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرا وهي كثيرة نذكر منها :

أعطى ، سأل ، منح ، منع ، كسا ، ألبس ، وهي أفعال متصرفة.

مثال : كسا الربيع الأرض ثلجا / (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ).


منح المدير المجتهد جائزة / سألت الله تعالى مغفرة.

أسعدني منحك الفقير حسنة.

فالفعل منح مصدر نصب مفعولين ، الأول هو الفقير ، والثاني حسنة وفعل المصدر (منح).

ثالثا : الأفعال غير القلبية وهي التي تفيد التحويل وتأتي بمعنى صيّر ، وتنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرا ، هذه الأفعال هي :

١ ـ صيّر ـ مثال : صيّرت الكسول مجتهدا.

٢ ـ ردّ ـ مثال الآية الكريمة : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً).

ـ رد العلم الجاهل عالما.

٣ ـ ترك : كقول الشاعر :

ـ وربيته حتّى إذا ما تركته

أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه

ـ تركت العدوّ المتجبّر مهزوما.

٤ ـ اتّخذ : كقوله تعالى : (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً).

٥ ـ وهب : مثال : وهب الله العرب أمّة عظيمة أي صيّرهم أمّة عظيمة بالإسلام. والفعل وهب قليل الاستعمال.

وهناك أفعال تتعدّى إلى ثلاثة مفاعيل وهي :

١ ـ نبّأ ـ مثل :

ـ نبأني الأستاذ العلم مفيدا.


ـ نبئت أن أبا قابوس أوعدني

ولا فرار على زأر من الأسد

٢ ـ أنبأ : مثال : ينبىء الحاكم الشّعب الأخبار حقيقة.

ـ أنبأته الخبر صحيحا ، /

٣ ـ أرى كقوله تعالى :

ـ (كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ). [سورة البقرة / ٢. آ / ٢٦٧].

ـ أريتك المطالعة مفيدة.

٤ ـ أعلم ـ يعلم. أعلمني أخي النتيجة حسنة.

٥ ـ خبّر : خبّرت المعلّم الدرس مفيدا.

٦ ـ أخبر ـ يخبر : أخبرت صديقي الدرس سهلا.

٧ ـ حدّث ـ يحدّث : حدّثني التّلميذ الخبر مجتزأ.

ـ هل يصير الفعل اللّازم متعديا؟

قد يصبح الفعل اللّازم متعديا في الأحوال التّالية :

١ ـ أن تدخله همزة التّعدية. مثال : خرج ـ أخرج.

٢ ـ أن يضعّف ثانيه. مثال : قرأ ـ قرّأ.

٣ ـ أن تزاد بعد أوله ألف المفاعلة. مثال : جلس ـ جالس.

٤ ـ أن يزاد في أوله الألف والسّين والتّاء الدّالة على الطّلب أو النّسبة. مثال : نزل ـ استنزل.

٥ ـ أن يسقط معه الجار ، وهو سماعي مثال قوله تعالى : (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ؛) بمعنى كالوا لهم أو وزنوا لهم.


تمارين تطبيقيّة :

١ ـ حوّل الأفعال التّالية من اللّازم إلى المتعديّ بالهمز والتّضعيف والجرّ وألف المفاعلة :

ـ خضع ـ ندم ـ عمل ـ هدم ـ رسم ـ شرح ـ كسر ـ طلب ـ عتب ـ مدّ ـ سقى ـ دنا.

٢ ـ حوّل الأفعال المتعديّة إلى أفعال لازمة بتخليصها من حروف الزيادة ذاكرا وزنها :

إسترقّ ـ نادم ـ تجمّع ـ ساند ـ هدّم ـ إنكسر ـ إكتتب ـ تدحرج ـ إعشوشب.

٣ ـ أعرب ما يلي :

ـ قد كنت أحجو أبا عمرو أخاثقة

حتّى ألمّت بنا يوما ملّمات

ـ قال تعالى : (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ).

استخرج المفاعيل واذكر عامل نصب كلّ منها :

ـ (وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً).

ـ (لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ).

ـ (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا).

ـ (قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ).

إعراب تطبيقي :

ليت الّذين وهبناهم سرائرنا

في زحمة الخطب أغلوا ما وهبناه


ليت : حرف تمني ونصب مبني على الفتح تدخل على المبتدأ والخبر تنصب الأوّل إسما لها وترفع الثّاني خبرا لها.

الّذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم ليت.

وهبناهم : فعل ماض مبني على السّكون لاتّصاله بـ (نا) الدّالة على الفاعلين ، و (نا) ضمير متّصل مبني على السّكون في محل رفع فاعل. (هم) ضمير متّصل مبني على السّكون في محل نصب مفعول به أوّل.

سرائرنا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره. وهو مضاف و (النا) ضمير متّصل مبني في محل جرّ بالإضافة.

في : حرف جرّ مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

زحمة : اسم مجرور بـ (في) وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره. والجار والمجرور متعلّقان بوصف محذوف لـ (سرائرنا) والتقدير : (الحاصلة) وزحمة مضاف.

الخطب : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظّاهرة في آخره.

أغلوا : فعل ماض مبني على الضمّ لاتّصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متّصل مبني على السّكون في محلّ رفع فاعل ، والألف للتّفريق.

ما : اسم موصول مبني على السّكون في محل نصب مفعول به.

وهبناه : فعل ماض مبني على السّكون لاتّصاله بـ (نا) وال (نا) ضمير متّصل مبني على السّكون في محل رفع فاعل


وال (هاء) ضمير متّصل مبني على الضّم في محل نصب مفعول به.

١ ـ جملة (ليت الذين وهبناهم) : ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب.

٢ ـ جملة (وهبناهم سرائرنا) : صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.

٣ ـ جملة (أغلوا) : في محل رفع خبر ليت.

٤ ـ جملة (وهبناه) : صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.


الدّرس الثالث :

المبني والمعرب من الأفعال

أ ـ المبني من الأفعال

الأمثلة :

(١)

ـ جاء خليل.

(٢)

ـ إصغ إلى المعلّم.

(٣)

ـ لأكافأنّ المجتهد.

ـ ركبت الفرس.

ـ اكتبنّ الفرض.

ـ لأندهنّ المسؤول.

ـ التّلاميذ نجحوا.

ـ اكتبن الفرض.

ـ الفتيات يذهبن.

ـ إدرسن الدّرس.

ـ أطع أباك.

ـ قوموا بواجبكم.

خطّة البحث :

ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة؟

نلاحظ أنّ أفعال المجموعة الأولى (جاء ـ ركبت ـ نجحوا) أفعال ماضية مبنيّة : فالفعل (جاء) مبنى لأنه لم يتصل به شيء على الفتح ، والفعل (ركبت) مبني على السّكون لاتّصاله بضمير رفع متحرّك ، والفعل (نجحوا) مبنى على الضمّ لاتّصاله بواو الجماعة. وهكذا يتبيّن أن الفعل الماضي لا يأتي إلا مبنيّا ؛ فإذا كان صحيح


الآخر يبنى على الفتح الظاهر : سار الأجداد ، وإذا كان معتل الآخر يبنى على الفتح المقدر : بنى الأجداد عماد الحضارة العربية.

وإذا اتصل به ضمير رفع متحرّك يبنى على السّكون مثال : شربت ، شربتم ، شربت ، شربت ، الخ ...

وإذا اتّصلت به واو الجماعة يبنى على الضّم ، مثال : نجحوا ـ ربحوا ـ ندموا ... الخ.

أمّا أفعال المجموعة الثّانية فالأفعال فيها جاءت على صيغة الأمر : (إصغ ـ اكتبنّ ـ اكتبن ـ ادرسن ـ أطع ـ قوموا).

ففي المثال الأوّل (إصغ) بني الفعل على حذف حرف العلّة لأنه معتل الآخر ؛ وفي المثال الثّاني (اكتبنّ) بني الفعل على الفتح لاتّصاله بنون التّوكيد الثقيلة ؛ وفي المثال الثّالث (اكتبن) بني على الفتح لاتّصاله بنون التوكيد الخفيفة ؛ وفي المثل الرابع بني على السكون لاتصاله بنون النسوة ؛ وفي المثال الخامس (أطع) بني الفعل على السّكون لأنّه صحيح الآخر ؛ أمّا في المثال الأخير (قوموا) فقد بني على حذف النّون لاتّصاله بواو الجماعة.

أمّا في المجموعة الثّالثة فقد تبيّن أنّ الأفعال (أكافأنّ ـ أندهنّ ـ يذهبن) أفعال مضارعة مبنيّة. ولكن لبنائها أسباب هي : ـ

في المثال الأوّل بني الفعل المضارع (أكافأنّ) على الفتح لاتّصاله بنون التّوكيد الثقيلة ، وفي المثال الثّاني بني الفعل (اندهن) على الفتح لاتّصاله بنون التّوكيد الخفيفة ، وفي المثال الثّالث بني الفعل على السّكون لاتّصاله بنون النّسوة.

بعد هذا العرض ما ذا تبين؟ ما المبني من الأفعال؟ وما علامات البناء؟


القاعدة العامّة :

ـ البناء هو لزوم آخر الكلمة حالة واحدة أي لا تتغير حركة الحرف الأخير منها بتغيّر موقع هذه الكلمة أو بتغير العوامل الداخلة عليها.

ـ المبني من الأفعال هو الماضي والأمر والمضارع المتّصل بنوني التّوكيد الثقيلة والخفيفة أو نون الإناث.

* يبنى الفعل الماضي على الفتح إذا كان صحيح الآخر مثال : شرح ـ درس ... الخ. أو إذا اتصلت به تاء التأنيث ، مثل : شرحت ، أو إذا اتصلت به ألف الاثنين ، مثل كتبتا ، أو إذا اتصلت به تاء التأنيث وألف الاثنين معا مثال : كتبتا.

ويبنى على السّكون إذا اتصل به ضمير رفع متحرّك ، مثال : شربت ـ شربتم ـ شربنا ، وإذا اتصلت به نون النسوة مثال : شربن.

ويبنى على الضم إذا اتّصلت به واو الجماعة. مثال : زعموا ـ شرحوا ـ قرأوا.

* يبنى فعل الأمر على السّكون إذا كان صحيح الآخر ولم يتّصل به شيء. مثال : إقرأ ـ إسمع ـ أكتب.

ويبنى على السّكون عند اتّصاله بنون النّسوة. مثال : ادرسن ـ العبن.

ويبنى على الفتح إذا اتّصلت به إحدى نونيّ التّوكيد الخفيفة أو الثقيلة. مثال : اكتبن ـ اكتبنّ / ادرسن ـ ادرسنّ.


ويبنى على حذف حرف العلّة إذا كان معتلّ الآخر. مثال : ادن ـ إسع ـ إمض.

ويبنى على حذف النّون إذا اتّصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة مثال : إشربا ـ إشربوا ـ إشربي.

أما المضارع فالأصل فيه الإعراب ، ويبنى في حالتين :

١ ـ يبنى على الفتح إذا اتصلت به إحدى نوني التوكيد الثقيلة والخفيفة. مثل : يلعبنّ ، يدرسن.

٢ ـ ويبنى على السكون إذا اتصلت به نون النسوة مثال : الفتيات يرغبن بالتعلّم سعيا للتفوّق.

ب ـ المعرب من الأفعال

الأمثلة :

(١)

ـ يهطل المطر.

(٢)

ـ لن يكتب الكسلان.

(٣)

ـ لا تبذّر أموالك.

ـ يروي الفلاح أرضه.

ـ الغزاة لن ينتصروا.

ـ لم يأت أخوك.

ـ التّلاميذ يدرسون.

ـ لا تبخسوا النّاس حقوقهم.

خطة البحث :

ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة المذكورة أعلاه؟


يتبيّن أن الأفعال الواردة في أمثلة المجموعات الثّلاث (يهطل ـ يروي ـ يدرسون ـ يكتب ـ ينتصروا ـ تبذّر ـ يأت ـ تبخسوا) كلّها أفعال مضارعة مع اختلاف آخرها ؛ فمنها الصّحيح الآخر مثل : (يهطل ـ يكتب ـ تبذّر) والتي أعربت بالحركات : فالفعل (يهطل) رفع بالضّمة ، الفعل (يكتب) نصب بالفتحة ، والفعل (تبذّر) جزم بالسّكون ؛ إذ ظهرت حركة الإعراب على أواخر الأفعال المذكورة إلّا الفعل (يروي) فلم تظهر حركة الضّم على آخره. والسّبب أنّه انتهى بأحد أحرف العلّة ، الّتي تجانس الحركات لذلك قدّرت الضّمة على اليّاء للثقل ، وهي تقدّر على الألف للتّعذّر وذلك إذا انتهى الفعل بألف ، مثال : تخشى ـ يسعى ، فلم تظهر حركة الإعراب عليهما لتعذّر ظهورها على الألف ، أمّا الفتحة فتظهر على المضارع المنصوب إذا انتهى بـ (ياء) أو (واو) ـ مثال : لن يدنو ؛ لن يمشي ـ لخفتّها لأنّ الواو والياء أثقل من الفتح.

ويرفع الفعل المضارع بثبوت النون إذا كان من الأفعال الخمسة ، وهي كل فعل مضارع اتصل به واو الجماعة أو ياء المخاطبة أو ألف الاثنين. مثال : يدرسون ، تدرسون ، يدرسان ، تدرسان ، تدرسين.

والفعل المضارع يرفع إذا لم يسبقه ناصب أو جازم وإذا تجرّد من نوني التوكيد ونون النسوة.

وهو يرفع بالضمة الظاهرة إذا كان صحيح الآخر ، مثال : يكتب ، ويرفع بالضمة المقدرة إذا كان معتل الآخر مثال : (يدنو ـ يسعى ـ يكوي). ويرفع بثبوت النّون إذا كان من الأفعال الخمسة نحو (يدرسون ـ يدرسان ـ تدرسين).

أما في المجموعة الثّانية من الأمثلة ، فقد لاحظنا أنّ علامات


إعراب الفعل الصّحيح الآخر (يكتب) الفتحة ـ لأنّه سبق بأحد أحرف النّصب (لن).

وكذلك الفعل (ينتظروا) نصب بحذف النّون لأنّه من الأفعال الخمسة.

والفعل المضارع يجزم إذا سبق بأحد حروف الجزم (لم ، لما ، لام الأمر ، لا النّاهية) ، أو أحد حروف وأسماء الشّرط الّتي تجزم فعلين مضارعين :

مثال : إن تدرس تنجح.

أمّا المجموعة الثّالثة من الأفعال (تبذر ـ يأت ـ تبخسوا) فكلّها أفعال مضارعة مسبوقة بأحد حروف الجزم ؛ ففي المثال الأوّل ، سبق الفعل (تبذّر) بـ (لا النّاهية) فكانت حركة إعرابه السّكون لأنّه صحيح الآخر ، أمّا في المثال الثّاني فقد جزم الفعل (يأت) بحذف حرف العلّة لأنّه معتل الآخر ، والفعل (تبخسوا) فقد جزم بحذف النّون لاتّصاله بواو الجماعة. ومن هنا نخلص إلى القاعدة العامة للفعل المعرب.

قاعدة عامّة :

يعرب الفعل المضارع إذا لم يتصل بنوني التوكيد أو نون النسوة.

ـ يرفع المضارع إذا تجرّد من الناصب أو الجازم.

فيرفع بالضمة الظاهرة إذا كان صحيح الآخر ، مثال : يكتب ، ويرفع بالضمة المقدرة إذا كان معتل الآخر : مثال : يخشى ، يعتدي ، يسمو. ويرفع بثبوت النون إذا كان من الأفعال الخمسة. مثل : يكتبون ، تكتبون ،


يكتبان ، تكتبان ، تكتبين.

ـ وينصب الفعل المضارع إذا سبقته إحدى أدوات النصب : فينصب بفتحة مقدرة إذا كان معتل الآخر بالألف : لن يخشى العدوّ إلّا القوّة.

وينصب بفتحة ظاهرة إذا كان معتل الآخر بالواو أو بالياء : لن يسقي ؛ لن يدعو.

وينصب المضارع بحذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة : لم يكتبوا ، لن يكتبا ، لن تكتبي.

ـ ويجزم الفعل المضارع إذا سبق بإحدى حروف الجزم : يجزم بالسكون الظاهر إذا كان صحيح الآخر : لينفق ذو سعة.

ـ ويجزم بحذف حرف العلّة إذا كان معتل الآخر : لم يعتد ؛ لا تدع بالشرّ ؛ لا تخش في الله لومة لائم.

ـ ويجزم بحذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة : لا تعودوا إلى المعاصي بعد أن تتبيّنوا آثامها.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ ميّز الأفعال المبنيّة فيما يأتي ، وبين حال بناء كل منها :

قال الإمام عليّ في وصيّة بعث بها إلى ابنه الحسن «إمحض أخاك النصيحة ، وتجرّع الغيظ ؛ فإنّي لم أر جرعة أحلى منها عاقبة ، ولا ألذّ مغبّة ؛ ولن لمن غالظك فإنّه يوشك أن يلين لك ، وإن أردت قطيعة أخيك ، فاستبق له من نفسك بقيّة


ترجع إليها إن بدا له ذلك يوما ما ؛ ومن ظنّ بك خيرا فصدّق ظنه ؛ ولا ترغّبن فيمن زهد عنك ؛ ولا يكوننّ أخوك على مقاطعتك أقوى منك على صلته ؛ ولا تكوننّ على الإساءة أقوى منك على الإحسان».

٢ ـ كوّن ثلاث جمل مفيدة ، في كل واحدة منها فعل مضارع مرفوع بثبوت النّون ؛ وثلاث جمل أخرى في كل واحدة منها فعل مضارع منصوب بفتحة مقدّرة ؛ وثلاث جمل في كل واحدة منها فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلّة.

٣ ـ أسند الأفعال الآتية إلى ألف الاثنين ، وواو الجماعة ، وياء المخاطبة على الترتيب ؛ واجعلها مرّة مرفوعة ، ومرّة منصوبة ، ومرّة مجزومة.

سقى ـ سامر ـ إستقبل ـ تعبّد ـ صلّى.

أعرب الجمل التّالية إعرابا تفصيليا :

ـ إنّ لإبراهيم ولدا حسن الأخلاق.

ـ العلماء يدعون إلى البرّ.

ـ إذا اختصم اللّصان ظهر المسروق.

ـ لا تبتئس بما كانوا يصنعون.

إعراب تطبيقي :

إحترم أباك تفز برضا ربّك.

إحترم : فعل أمر مبني على السّكون الظّاهر في آخره. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره (أنت).

أباك : مفعول به منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الخمسة


وهو مضاف ، والكاف ضمير متّصل مبني في محل جرّ بالإضافة.

تفز : فعل مضارع مجزوم بجواب الطّلب وعلامة جزمه السّكون الظّاهرة على آخره. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره (أنت).

برضا : الباء حرف جرّ مبنى على الكسرة الظّاهرة في آخره.

رضا : اسم مجرور بحرف الجرّ (الباء) وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الألف الممدودة للتّعذّر ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (تفز) ، وهو مضاف.

ربك : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظّاهرة على آخره وهو مضاف ؛ والكاف ضمير متّصل مبنى على الفتح في محلّ جر بالإضافة.


الدّرس الرابع :

المبني والمعرب من الأسماء

المبني من الأسماء

(١)

ـ جاءت هذه المرأة.

(٢)

ـ على مكتبي أحد عشر كتابا.

ـ سيبويه من أئمة النّحو.

ـ إشتريت أحد عشر قلما.

ـ أنت فهّامة العرب.

ـ إجتمعت مع أحد عشر عالما.

ـ جاء الّذي أحب.

ـ يا رجل.

ـ متى تريد الذّهاب؟

ـ لا رجل في الدّار.

ـ من يدرس ينجح.

ـ لا حيّ باق.

ـ هيهات أن يعود.

ـ لا ضدّين مجتمعان.

(٣)

ـ لله الأمر من قبل ومن بعد.

ـ إذا جاء نصر الله والفتح.

خطّة البحث :

نتعرف إلى الأسماء المبنيّة بعد عرضنا للأمثلة.

ـ كيف نتبيّن الأسماء المبنيّة؟

الأسماء المبنيّة الوّاردة في مجموعة الأمثلة متنوّعة. ومنها إسم


الإشارة (هذه) ، واسم العلم (سيبويه) والضّمائر (أنت) ، والاسم الموصول (الّذي) واسم الاستفهام (متى) واسم الشّرط (من) ، واسم الفعل (هيهات) ، والعدد المرّكب (أحد عشر) ، والمنادى النكرة المقصودة (رجل) واسم لا النّافية للجنس (رجل ، حي ، ضدّين) ، والظروف المنقطعة عن الإضافة ، (قبل ، بعد) ، الظرف (إذا) ، فلو أخذنا الأمثلة الوارد فيها العدد (أحد عشر) وجدنا أنّ حركة بنائه بقيت واحدة وهي (الفتحة) رفعا ونصبا وجرّا وهذا يؤكد لنا بناءه وعدم إعرابه : أمّا بناء العدد (أحد عشر) فنذكّر بأنه يبنى دائما على فتح الجزأين ؛ ومثله جميع الأعداد حتى التسعة عشر ، ما عدا (اثني عشر) ، فإنّها تعرب إعراب المثنّى مع بناء (عشرة) دائما على الفتح فقط. وما يشبه العدد في إعرابه الظروف المركّبة.

مثال : أزور المريض صباح مساء.

أنا أكتب ليلا نهارا.

ومثلهما أيضا الأحوال المركّبة أي تبنى على فتح الجزأين.

مثال : نديم جاري بيت بيت.

أمّا لو أخذنا مثال الآية الكريمة.

(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)

وجدنا أن (قبل وبعد) ظرفان قطعا عن الإضافة ، ومعناهما في ذات المتكلّم. وهذان الظرفان يبنيان على الضّم إذا قطعا عن الإضافة ، ومثله الأسماء المبهمة ، نحو : غير ، أوّل ، أسماء الجهات ، فإنها تبنى على الضّم.

أمّا مثال (سيبويه) فإنّه يبنى على الكسر رفعا ونصبا وجرّا ، لأنّ ما ينتهي بـ (ويه) ـ مثال : (نفطويه ، خمارويه ، سيبويه) ـ يبنى


على الكسر. ومن الأسماء المبنيّة أيضا على الكسر ما جاء على وزن فعال : وهو علم لأنثى مثال :

قال الشّاعر :

إذا قالت حذام فصدّقوها

فلبّ القول ما قالت حذام

وما كان اسم فعل ، كنزال وحذار وبدار.

ـ ماذا نستنتج؟

ـ ما الأسماء المبنيّة؟

أ ـ الأسماء المبنيّة هي :

١ ـ الضّمائر كقوله تعالى : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي).

حيث بنى الضّمير (أنت) على الفتح وهو في محل رفع مبتدأ.

٢ ـ أسماء الإشارة : جاء هذا.

بني اسم الإشارة (هذا) على السّكون وهو في محل رفع فاعل.

٣ ـ الأسماء الموصولة : مثال : رأيت الّذي نجح.

حيث بني الاسم الموصول (الّذي) على السّكون مع أنّه في محل نصب مفعول به.

٤ ـ أسماء الاستفهام : مثال : من درس الدّرس.

حيث بني اسم الاستفهام (من) على السّكون مع أنّه في محل رفع مبتدأ.

٥ ـ أسماء الشرط : مثال : من يدرس ينجح.

حيث بني اسم الشرط (من) على السّكون مع أنّه في محل


رفع مبتدأ.

٦ ـ أسماء الأفعال : مثال : آه منك.

حيث بنيت (آه) على الكسر مع أنّها اسم فعل مضارع بمعنى أتألم.

وبعض الظروف كقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ).

إذ بني (قبل وبعد) على الضّم لقطعها عن الإضافة ؛ وكذلك «إذا وإذ» وغيرها من الظروف المبنيّة.

كلّ ما ذكرنا يبنى أصالة لأنّه سمع عن العرب ، ولم يكن ممّا قيس على العرب.

ب ـ المنادى إذا كان علما مفردا. مثال : يا سمير.

أو نكرة مقصودة. مثال : يا رجل.

وهو يبنى على ما يرفع به.

ج ـ إسم لا النّافية للجنس إذا لم يكن مضافا ولا شبيها بالمضاف يبنى على ما يرفع به.

مثال : لا رجل في الدّار.

د ـ ما ركب من الأعداد. مثال : في البيت أحد عشر رجلا.

ـ ما ركّب من الظروف. مثال : زارني الطبيب صباح مساء.

ـ ما ركّب من الأحوال. مثال : رأيت المدير سعيدا سعيدا.

هـ ـ المبهمات المقطوعة عن الإضافة لفظا وهي تبنى على الضّم.

كقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ).

وـ وما ختم بويه.


مثال : جاء سيبويه.

رأيت سيبويه.

مررت بسيبويه.

إذ بنيت على الكسر رفعا ونصبا وجرّا.

ـ ما جاء على وزن فعال علما لأنثى أو اسم فعل أو سبّا لأنثى.

ويطرد بناؤها على الكسر مثل (حذام) في المثال السابق (١).

فحذام بنيت على الكسر مع أنّها في موقع فاعل. أما اسم الفعل : في المثال : حذار من نزولك ، اسم فعل أمر بمعنى إحذر مبني على الكسر.

المعرب من الأسماء

(١)

ـ جاء خالد.

(٢)

ـ رأيت زيدا.

(٣)

ـ مررت بزيد.

ـ جاء الولدان.

ـ رأيت الولدين.

ـ مررت بالولدين.

ـ جاء المعلّمون.

ـ رأيت المعلّمين.

ـ مررت بالمعلّمين.

ـ جاء أخوك.

ـ رأيت أخاك.

ـ مررت بأخيك.

ـ جاءت المعلّمات.

ـ رأيت المعلّمات.

ـ مررت بالمعلّمات.

ـ أسوان بلد حار.

ـ وصلت أسوان.

ـ عشت في أسوان.

__________________

(١) ص ٣٤.


خطّة البحث :

ـ ما علامات الإعراب الواردة في الأمثلة السابقة؟

نلاحظ أن أمثلة المجموعة الأولى تبيّن لنا علامات إعراب الأسماء في حالة الرّفع ، وأمثلة المجموعة الثّانية النّصب وأمثلة المجموعة الثّالثة الجر.

ـ ما علامات الإعراب ، وما أنواعها ومواقعها؟

الإعراب أنواع وكل نوع له علامات أصول ، وعلامات فروع ، تعرف وتتميّز بها ؛ فالعلامات الأصول كل منها يختص بنوع :

١ ـ الضّمّة ، وهي علامة للرّفع. نحو : جاء زيد.

زيد : فاعل مرفوع بالضّمّة.

٢ ـ الفتحة : وهي علامة النّصب. نحو : رأيت زيدا.

فزيدا : مفعول به منصوب بالفتحة.

٣ ـ الكسرة : علامة للجر (أو الخفض). نحو : مررت بزيد.

فزيد : اسم مجرور بالكسرة الظّاهرة.

ولكلّ واحدة من هذه العلامات الأصليّة مواقع تقع فيها وسنذكرها لك بالتّفصيل.

الضّمّة تكون علامة للرّفع في ثلاثة مواضع بالإضافة إلى المضارع المرفوع.

١ ـ الاسم المفرد : نحو : جاء زيد والفتى. فزيد والفتى مرفوعان.

على الفاعليّة ، وعلامة رفعهما ضمّة ظاهرة في (زيد) ، ومقدّرة للتعذّر في الفتى.

٢ ـ جمع التّكسير وهو ما تغيّر فيه المفرد عن الجمع.


مثال : جاء الرّجال والأسارى.

إذ رفعا على الفاعليّة بالضّمّة الظّاهرة في (الرّجال) ، والضّمّة المقدّرة للتعذّر في (الأسارى).

٣ ـ جمع المؤنّث السالم ، اسما كان أم صفة.

نحو : جاءت الهندات المسلمات.

فالهندات والمسلمات ، مرفوعان وعلامة رفعهما الضّمّة الظّاهرة.

ولا تكون مقدّرة أبدا في المؤنّث السالم ، لأنّه ينتهي بتاء مفتوحة لا تقدّر الحركة عليها.

الفتحة : تكون علامة للنّصب في موضعين بالإضافة إلى المضارع المنصوب :

١ ـ الاسم المفرد : نحو : رأيت زيدا وأكرمت الفتى.

ف (زيدا) و (الفتى) منصوبان على المفعولية لكونهما مفعولا به وعلامة الأول منصوب بالفتحة الظاهرة ، والثاني منصوب بفتحة مقدرة (للتعذّر).

٢ ـ جمع التّكسير : نحو : رأيت الرّجال والأسارى.

فالرّجال والأسارى منصوبان ، الأول (الرجال) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، والثاني (الأسارى) منصوب بفتحة مقدّرة للتّعذّر.

الكسرة : تكون علامة للجرّ أي الخفض في ثلاثة مواضع هي :

١ ـ الاسم المفرد المنصرف. مثال : مررت بزيد والفتى.

فزيد والفتى مجروران وعلامة جرّهما كسرة ظاهرة في زيد


ومقدّرة للتّعذّر في (الفتى).

٢ ـ جمع التّكسير المنصرف. مثال : يعوذون برجال ؛ يرفقون بالأسارى.

فرجال والأسارى مجروران وعلامة جرّهما الكسرة الظّاهرة في الرّجال والكسرة المقدّرة للتّعذّر في الأسارى.

٣ ـ جمع المؤنّث السّال : مثال : مررت بالهندات المسلمات.

الهندات والمسلمات مجروران بالكسرة الظّاهرة.

وأما علامات الأسماء والفروع فسبع : أربعة أحرف ، وحركتان (وحذف) : فالأحرف الأربعة هي : الواو والألف والياء والنّون.

والحركتان هما : الكسرة نيابة عن الفتحة في جمع المؤنث السالم ، والفتحة نيابة عن الكسرة في الاسم الّذي لا ينصرف.

والسابعة (الحذف).

فهذه (السبعة) تنوب عن الحركات الثلاث : فمنها ما ينوب عن الضّمّة ، ومنها ما ينوب عن الفتحة ، ومنها ما ينوب عن الكسرة.

ـ ينوب عن الضّمّة اثنان : الواو ، الألف ؛ وينوب عن الفتحة ، الكسرة ، الياء ؛ الألف. ينوب عن الكسرة اثنان : الفتحة والياء.

فالواو تكون علامة للرّفع نيابة عن الضّمّة في موضعين هما :

١ ـ جمع المذكر السالم اسما أو صفة. مثال : جاء الزيدون المسلمون.

فالزيدون : فاعل مرفوع بالواو لأنّه جمع مذكر سالم.


والمسلمون : صفة لـ (الزيدون) مرفوع لأنه جمع مذكر سالم.

والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

٢ ـ الأسماء الستّة ، ألفاظ محفوظة وهي :

أبوك ، أخوك ، حموك ، فوك ، ذو ، هنوك (١).

بشرط أن تكون مفردة ومضافة لغير ياء المتكلم.

نحو : هذا أبوك.

فأبوك : خبر للمبتدأ مرفوع بالواو لأنّه من الأسماء السّتة والكاف في كل منها مضاف إليه.

الألف : تكون علامة للرّفع نيابة عن الضّمّة في موضع واحد. وهو المثنّى المرفوع.

مثال : وصل الولدان.

فالولدان : فاعل وصل ، مرفوع بالألف ، والنون عوضا عن التنوين في الاسم المفرد.

وتكون الألف علامة للنّصب في الأسماء الستّة.

مثال : رأيت أباك الخ ...

فأباك : مفعول به منصوب بالألف لأنّه من الأسماء الستّة وهو مضاف والكاف مضاف إليه.

الياء : علامة الجرّ بدل الكسرة في ثلاثة مواضع هي :

١ ـ المثنّى : مثال : مررت بالولدين.

حيث جرّت الولدين بالياء لأنّه مثنّى والنون عوضا عن التنوين

__________________

(١) هنوك : من (هن) ، وهو ما يستقبح ذكره من كل شيء.


في الاسم المفرد.

٢ ـ جمع المذكّر السّالم : مررت بالمعلّمين.

المعلّمين : اسم مجرور بالياء لأنّه جمع مذكّر سالم ؛ والنّون عوضا عن التنوين في الاسم المفرد.

٣ ـ الأسماء الستّة. مثال : مررت بأبيك.

فأبيك اسم مجرور بالياء لأنّه من الأسماء الستّة والكاف للخطاب في محل جر بالإضافة.

وتكون الياء علامة للنّصب في موضعين :

المثنّى وجمع المذكّر السّالم.

١ ـ المثنّى المنصوب. مثال : رأيت الولدين.

حيث نصبت الولدين بالياء لأنّها مثنّى.

٢ ـ جمع المذكّر السّالم : رأيت المعلّمين.

نصب المعلّمين بالياء لأنّه جمع مذكّر سالم.

الكسرة : وهي حركة تنوب عن الفتحة في جمع المؤنّث السّالم. وهو ما جمع بألف وتاء مزيدتين.

مثال : رأيت المعلّمات.

فالمعلّمات : مفعول به منصوب بالكسرة عوضا عن الفتحة لأنّه جمع مؤنّث سالم.

الفتحة : تنوب عن الكسرة في الاسم الممنوع من الصّرف.

مثال : سافرت إلى دمشق.

فدمشق : اسم مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنّه ممنوع من الصّرف.


تمارين تطبيقيّة

١ ـ بيّن المعرب بعلامة أصليّة ، والمعرب بعلامة فرعية ؛ مع بيان هذه العلامات الفرعية ، وبيان ما نابت عنه من العلامات الأصلية في الكلمات الواردة في التمرين الآتي :

أخوك من تدعوه عند الحاجة فيسرع إلى إجابتك ، ولا يرى لنفسه عليك حقّا ـ إذا عرضت لك حاجة فلا تجعلها عند من يمنّ عليك بقضائها ؛ فإنّ المنّ على نفوس الرّجال أثقل من حمل فادح الأثقال.

ـ المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه.

ـ إنّ أخاك من واساك.

ـ المؤمنون تتكافأ دماؤهم ، ويسعى بذمّتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم

٢ ـ كوّن الجمل الآتية :

ـ جملة مكوّنة من اسم مرفوع بضمّ مقدّر ؛ وجملة مبدوءة بحرف وبعده اسم منصوب بالياء نيابة عن الفتحة ؛ وجملة مبدوءة باسم مرفوع بالواو نيابة عن الضّمّة ، وبعده حرف جر اسما لا ينصرف.

٣ ـ ثنّ الكلمات التّالية واجمعها ، وضع كل واحدة منها في جملة (بعد التثنية والجمع).

المسافر ، التّاجر ، المعلّم. العاملة.

٤ ـ حوّل الخطاب في العبارة الآتية إلى المفردة المؤنّثة ، ثم إلى المثنّى والجمع بنوعيه :


إرض من النّاس ما ترضاه لهم من نفسك ؛ ولا تقل ما لا تحبّ أن يقال لك.

٥ ـ أعرب ما يلي :

ـ إذا أنت أكرمت الكريم ملكته

وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا

ـ قيل : حذار أن تلج في الخصومة.

ـ يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم.

إعراب تطبيقي :

اليتيم الّذي يلوح زريّا

ليس شيئا لو تعلمون زريّا

اليتيم : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظاهرة على آخره.

الّذي : اسم موصول مبني على السّكون في محل رفع نعت للمبتدأ اليتيم.

يلوح : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظاهرة على آخره الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

زريّا : حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

ليس : فعل ماضى ناقض مبني على الفتح ، واسمها ضميرة مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

شيئا : خبر ليس منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره.

لو : حرف شرط غير جازم مبني على السّكون لا محل له من الإعراب.


تعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النّون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متّصل مبني على السّكون في محل رفع فاعل.

زريّا : نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

جملة اليتيم : ابتدائية. لا محلّ لها من الإعراب.

جملة يلوح : صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.

جملة ليس شيئا : في محل رفع خبر للمبتدأ اليتيم.

جملة لو تعلمون : فعل الشرط لا محل لها من الإعراب لأنّها اعتراضية.

جملة جواب الشرط محذوفة لأنّ كلاما سبق (لو) دلّ عليها.

أعرب :

لا

نافية للجنس

معلّمين

اسم لا مبني على الياء لأنه جمع مذكر سالم في محل نصب

في المدرسة

جار ومجرور متعلقان بخبر (لا) المحذوف والتقدير : لا معلمين موجودون في المدرسة.


الدّرس الخامس :

أفعال المدح والذّم

الأمثلة :

(١)

ـ نعم الإمام عليّ بن أبي طالب.

(٢)

ـ بئس الرّجل السّارق.

ـ نعم العطاء عطاء المسكين.

ـ بئس حديثا النميمة.

ـ ألا حبّذا عاذري في الهوى.

ـ لا حبّذا الولد من كسول.

ـ بئس ما تتّصف به الكسل.

ولا حبّذا العاذل الجاهل؟

خطّة البحث :

ـ بعد النظر في الأمثلة ، ماذا نلاحظ؟

ـ ورد في الفئتين السّابقتين أمثلة على أفعال المدح والذّم.

في الفئة الأولى أمثلة على أفعال المدح وهي (نعم ، حبّذا).

وفي الفئة الثّانية أمثلة على أفعال الذّم هي (بئس ، لا حبّذا).

وتبيّن أنّ هذه الأفعال غير متصرفة (أي لا نستطيع أن نأخذ منها لا مضارعا ولا أمرا ... الخ). وقد وضعت لإفادة مدح أو ذم ويقصد بها المبالغة ، مبدوأة وفاعل هذه الأفعال محلّى بأل


الجنسية (١) أو العهدية (٢) مثال : (الإمام ـ العطاء ... الخ) ؛ أو مضافا إلى المحلّى بأل السابقة. مثال : (بئس رجل العار والخيانة العميل) ؛ أو المضاف إلى المضاف إلى المعرّف بها ، مثل : نعم رافع شأن الوطن ؛ أو ضميرا مستترا وجوبا مفسرا بتمييز ويشترط فيه أن يلزم الأفراد والتذكير :

ـ بئس قوما الأعداء.

ـ نعم رجلا مزيد.

ففي كل من نعم وبئس ضمير مستتر وجوبا تقديره هو مراد للممدوح أو المذموم ويعود على التمييز. أي الرجل رجلا. وبئس القوم قوما.

ـ أو كلمة (ما) أو (من) مثل : نعم ما ينتج العامل الماهر ؛ بئس ما يقول الجاهل الأحمق ، ومثل : نعم من ترشده مطيعا ؛ بئس من تسمعه شاتما. ففي هذه الأساليب تكون «ما» تمييز والفاعل ضمير مستتر تفسره (ما). وكذلك القول في (من).

ـ أو «الذي» مثل : نعم الذي يجرّب فيتعلّم من تجاربه ؛ بئس الذي يأكل أموال الناس بالباطل.

ـ أو النكرة المضافة إلى النكرة أو غير المضافة ، مثل : نعم صديق رجل لا يداهن ؛ نعم رجل أنت.

وإذا جاوزت الفاعل في كلّ جملة رأيت اسما مرفوعا هو المخصوص بالمدح أو الذّم ، فما اعرابه؟

__________________

(١) (ال) الجنسية هي الداخلة على نكرة فتفيد التعريف والعموم والشمول أي هي تفيد شمول الخبر كله والغرض منها المبالغة في إثبات المدح أو الذم.

(٢) (ال) العهدية : وهي الداخلة على النكرة فتفيدها شيئا من التعريف.


ـ يعرب الاسم المخصوص بالمدح أو الذّم خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره الممدوح أو المذموم.

ويجوز أن يتقدم المخصوص الفعل. مثال : علي بن أبي طالب نعم الإمام.

وحينئذ يعرب مبتدأ الجملة الثّانية خبرا له. وكذلك (حبّذا ولا حبّذا) فقد يستعملان كنعم وبئس ، ويعربان إعرابهما ، و (ذا) فيهما اسم إشارة فاعل ، وما بعدهما هو المخصوص بالمدح أو الذّم.

ونمثل على ما سبق بما يلي : نعم الرجل خالد ـ بئس الكذاب مسيلمة.

فخالد ومسيلمة مبتدأ والجملة قبلهما خبر. وفي حال تقدم المخصوص فقيل «خالد نعم الرجل» و «مسيلمة بئس الكذاب» فلا يختلف الإعراب.

ويقوم مقام «نعم وبئس» في المدح والذم كلمات كثيرة نذكر منها :

١ ـ حبذا ولا حبذا.

الأولى للمدح والثانية للذم بإضافة (لا) النافية إليهما ؛ وهما صيغتان جامدتان تثبتان على حالة واحدة في الأفراد والتثنية والجمع ، وفي التذكير والتأنيث :

حبذا المجتهد ؛ حبذا المجتهدان ؛ حبذا المجتهدون.

لا حبذا المنافق ؛ لا حبذا المنافقة ؛ لا حبذا المنافقات.

ويعربان على النحو التالي :


حبّ : فعل ماضي لإنشاء المدح مبنى على الفتح الظاهر.

ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل.

المجتهد : مبتدأ مرفوع. خبره جملة حبذا.

٢ ـ ساء. وتستعمل للذم. وأحكام فاعلها كأحكام فاعل (بئس) وتعرب مثلها.

ساء العامل خالد.

ساء : فعل ماضي لإنشاء الذم مبني على الفتح الظاهر.

العامل : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

خالد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. وجملة (ساء العمل) في محل رفع خبر المبتدأ.

٣ ـ يجوز أن يعامل كلّ فعل ثلاثي يصلح للتعجب منه معاملة نعم وبئس في التركيب والإعراب ، فيبنى منه فعل ماض على وزن «فعل» ويستخدم للمدح أو الذم.

مثل : كرم التاجر خالد.

خبث الصبيّ سعيد.

ويكون الإعراب على النحو التالي :

كرم : فعل ماضي لإنشاء المدح مبني على الفتح الظاهر.

التاجر : فاعل كرم مرفوع بالضمة الظاهرة.

خالد : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة. والجملة الفعلية (كرم التاجر) في محل رفع خبر له.


وتعرب الجملة الثانية كإعراب هذه الجملة ؛ فخبث : فعل ماضي لإنشاء الذم ، والصبيّ فاعله وسعيد مبتدأ والجملة الفعلية قبله خبرا له.

نصل من هذا إلى الاستنتاج التّالي :

ـ ما أفعال المدح والذّم؟

القاعدة العامّة :

أفعال المدح والذّم أفعال جامدة تأتي على صورة الماضي فقط لإنشاء المدح أو الذّم ، ولا بدّ لها من مخصوص بالمدح أو الذّم.

مثال : نعم القائد خالد / بئس الرّجل الخائن.

خالد ـ مخصوص بالمدح ـ الخائن مخصوص بالذّم.

لا تتصرف هذه الأفعال ، وهي تدلّ على حدث لا يحتاج إلى تغيير الزّمان فيه ، فمعنى المدح والذّم لا يختلف في الماضي عنه في المضارع أو الأمر ، وهذه الأفعال هي :

١ ـ نعم ـ حبّذا ـ فعلان مخصوصان بالمدح. مثال : حبّذا الرّجل خالد.

٢ ـ بئس ـ لا حبّذا ـ فعلان مخصوصان بالذّم. مثال : بئس الرّجل الكسول.

ـ يكون فاعل نعم وبئس كالتّالي :

١ ـ معرفا بأل الجنسيّة أو العهدية. مثال : نعم العبادة الصّلاة.


٢ ـ مضافا إلى المعرّف بأل : مثال : بئس عمل التّلميذ الغشّ.

٣ ـ ضميرا مستترا وجوبا مفسّرا بنكرة منصوبة على أنّها تمييز. مثال : نعم قوما العرب.

ـ ففاعل نعم هو الضّمير المستتر تقديره وجوبا (هو).

ـ قوما تمييز منصوب بالفتحة. العرب : مبتدأ مؤخر.

٤ ـ مميزا بـ (ما) مثال : بئس ما يفعل الأعداء.

ما : نكرة تامة بمعنى شيء في محل نصب على أنّها تمييز.

ـ يختلف إعراب حبّذا عن (نعم وبئس) لأنّها تتألفّ من ماض جامد (حبّ) و (ذا) ـ اسم إشارة في محل رفع فاعل.

مثال : حبّذا النّجاح.

حبّذا

فعل وفاعل

النّجاح.

مبتدأ مؤخر

الجملة في محل رفع خبر مقدّم

أهم ما يتميز به المخصوص بالمدح والذّم ما يلي :

١ ـ لا يأتي المخصوص بالمدح أو الذّم إلّا معرفة أو نكرة موصوفة.

مثال : نعم البطل الطارق بن زياد / بئس الرّجل الكذّاب.

٢ ـ المخصوص بالمدح أو الذّم مرفوع أبدا على أنّه مبتدأ.

مثال : نعم العمل الاجتهاد.


٣ ـ قد يحذف المخصوص بالمدح أو الذّم إذا دل عليه دليل.

مثال قوله تعالى : (نِعْمَ الْعَبْدُ ، إِنَّهُ أَوَّابٌ.*)

أحكام التمييز في أفعال المدح والذّم.

يجب في تمييز أفعال المدح والذّم ما يلي :

١ ـ أن يتأخر التمييز ولا يتقدّم على فعله ؛ فلا نقول خالد نعم قائد. بل نقول : نعم قائدا خالد.

٢ ـ أن يتقدّم التّمييز على الاسم المخصوص. مثال : نعم رجلا سلمان.

٢ ـ أن يطابق التّمييز الاسم المخصوص ، إفرادا وتثنية وجمعا وتذكيرا وتأنيثا :

ـ نعم فتيانا المجدّون.

ـ ساءت فتيات الراغبات في النميمة.

ـ نعمت فتاتين سعاد وفاطمة.

ـ ساء رجلين خالد ومنير.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ بيّن الفاعل والمخصوص في الجمل الآتية :

ـ حبّذا القناعة مع الجدّ.

ـ نعم القائد طارق.

ـ الاسكندريّة نعم المصيف.


ـ المزاح يورث النّدم فبئس العادة.

ـ بئس مصيرا الأشرار السّجون.

ـ نعم صديقا الكتاب.

٢ ـ كوّن أربع جمل تشتمل على (نعم ـ بئس) مع استيفاء أحوال الفاعل.

٣ ـ ضع في كلّ مكان خال كلّ أنواع فاعل (نعم ـ بئس) على التعاقب :

ـ نعم ... الصانع المجيد.

ـ بئس ... خلق الوعد.

ـ نعم ... أبو الهول.

ـ بئس ... صديق الرّخاء.

ـ نعم ... المدرسة.

ـ بئس ... الأثرة.

ـ نعم ... خدمة الوطن.

ـ بئس ... الكتب المفسدة للأخلاق.

٤ ـ اضبط الأبيات التّالية وبيّن الاسم المخصوص بالنداء.

١ ـ فنعم ابن أخت القوم غير مكذّب

زهير ، حسام مفرد من حمائل

٢ ـ يمينا لنعم السّيدان وجدتما

على كل حال من سحيل ومبرم

٣ ـ ألا حبّذا أهل الملا ، غير أنّه

إذا ذكرت ميّ فلا حبّذا هي

٥ ـ أعرب ما يلي :

ـ ألا حبّذا صحبة المكتب

وأحبب بأيامه أحبب


(من توضّأ يوم الجمعة فيها ونعمت ، ومن اغتسل فالغسل أفضل).

حديث شريف

إعراب تطبيقي :

أيها الدّهر حبّذا أنت دهرا

قف حميدا ولا تولّ حميدا

أيّها : منادى مبني على الضّم في محل نصب والهاء للتنبيه.

الدّهر : بدل مرفوع بالضمّة الظّاهرة في آخره.

حبّذا : حبّ فعل ماض مبني على الفتحة و (ذا) اسم إشارة مبني في محل رفع فاعل.

أنت : ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ.

دهرا : تميير منصوب بالفتحة الظّاهرة في آخره.

قف : فعل أمر مبني على السّكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره وجوبا (أنت).

حميدا : حال منصوبة بالفتحة الظّاهرة في آخره.

ولا : الواو للعطف ، لا النّاهية.

تولّ : فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلّة.

حميدا : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة في آخره.

إعراب الجمل :

جملة حبّذا : في محل رفع خبر المبتدأ المؤخر أنت.


جملة : حبّذا أنت : جملة ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب.

جملة : قف حميدا : استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.

جملة لا تولّ حميدا : معطوفة على استئنافية فهي مثلها لا محلّ لها من الإعراب.


الدّرس السادس :

أسلوب التّعجب أو أفعل التّعجب

الأمثلة :

ـ ما أجمل السّماء.

ـ ما أحسن حظّك.

ـ ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل.

ـ أكرم بأخيك من شجاع.

ـ أحسن بخطّه.

ـ قوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ).

خطّة البحث :

ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة؟ نلاحظ الآتي :

إذا أردنا أن نعبّر عن إعجابنا بصفة لشيء ما نشتقّ من هذه الصّفة إحدى هاتين الصيغتين : ١ ـ ما أفعله / ٢ ـ أفعل به.

فتقول متعجبا من حسن حظ رفيق لك :

ما أحسن حظّه / أو أحسن بحظّه.

فتأتي بالمتعجب منه منصوبا بعد الفعل الأوّل ومجرورا بالباء الزّائدة وجوبا بعد الفعل الثّاني ؛ كما أنّنا لاحظنا من خلال الأمثلة أن المتعجب له ومنه معرفة وليست نكرة ، وهذا دليل أنّ أفعال التّعجب لا تعطي إلا لمعارف مثال : ما أكرم خالدا ، أو نكرة مختصة مثل : أكرم برجل ينفع النّاس. وعلى هذا يكون إعراب صيغة التّعجّب الأولى (ما أفعله) على نحو المثال الآتي : ـ ما أجمل خطّك.


ما : نكرة تامة بمعنى شيء مبنيّة على السّكون في محل رفع مبتدأ.

أجمل : فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوبا على خلاف الأصل تقديره هو يعود على (ما).

خطّك : مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف ، والكاف ضمير متّصل مبني في محل جر بالإضافة. وجملة (أجمل خطّك) في محل رفع خبر المبتدأ (ما).

أمّا الصيغة الثّانية أفعل به ، فيتم إعرابها على النّحو التّالي :

ـ المثال : أكرم بخالد ـ

أكرم : فعل ماض أتى على صورة الأمر ، مبني على الفتح المقدّر على آخره منع من ظهورها السّكون العارض.

بخالد : الباء حرف جرّ زائد وجوبا ، خالد : فاعل مرفوع بضمّة مقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ الزّائد.

ما صيغتا التّعجب ، وما شروطهما؟

قاعدة عامّة :

صيغتا أسلوب التّعجب هما :

١ ـ ما أفعله. مثال : ما أجمل السّماء.

٢ ـ أفعل به. مثال : أكرم بالشّجاع.

شروط صوغ فعلا التعجّب :


١ ـ يشترط في الفعل الذي يتعجب منه مباشرة أن يكون ثلاثيا ، ولا يصاغ من رباعي أو خماسي أو سداسي.

كقوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ ؛) (أسمع وأبصر) هنا فعلا تعجّب على وزن أفعل. وشذّ قولهم : ما أتقاه وما أولاه للخير ، وما أعطاه للصدقات!

٢ ـ وأن يكون مبنيّا للمعلوم ؛ فلا يجوز التعجب بفعل مبني للمجهول مثال : ما أعلم أستاذي.

٣ ـ وأن يكون تامّا ؛ فلا يصاغ من الأفعال النّاقصة (كان وأخواتها) مثال : حسن ، أحسن.

٤ ـ أن يكون متصرفا ؛ فلا يصاغ فعل التّعجب من الأفعال الجامدة ، ولا من الأسماء الجامدة مثال : أجمل بالدّعاء.

٥ ـ أن يكون مثبتا ؛ فلا يصاغ فعل التّعجب من الفعل المنفي. مثال : فضل ، أفضل.

٦ ـ أن يكون قابلا للتّفاوت ؛ فلا يصاغ فعل التّعجب من الأفعال غير القّابلة التّفاوت. مثال : علم ، أعلم ـ فنقول : فؤاد أعلم من خالد.

٧ ـ لا تأتي الصفة المشبهة من فعل التعجب على صيغة أفعل فعلاء ، مثل : أحمر حمراء ، أعرج عرجاء. وشذّ قولهم : ما أحمقه ، ما أهوجه ، ما أرعنه! وإذا قررنا التعجب مما لم يستوف الشروط السابقة فيؤتى بمصدره منصوبا بعد أشد أو أكثر ونحوهما ، ومجرورا بالباء الزائدة بعد أشدد أو أكثر ونحوهما.


مثال : ما أشدّ استغفار المؤمن.

أجمل باستغفار المؤمن.

أمّا إذا كان الفعل منفيا أو مبنيا للمجهول فتأتي بالمصدر مؤولا مثل : ما أحسن أن لا يحضر المجرم / أكرم بأن يهزم العدوّ.

وإذا كان الفعل ناقصا ، نأتي بالمصدر صريحا أو مؤولا.

مثل : ما أجمل كونك مجتهدا أو : ما أجمل ما كنت مجتهدا.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ تعجّب من بعض صفات ما يأتي :

النّملة ، الطّبيعة ، الانتصار ، النّجاح.

اضبط بالشّكل التّام النّص التّالي :

ـ ما أجمل أن يقضي الإنسان أيّامه في الجبل. لله تلك الجبال في الشّتاء ، ولله ذلك المناخ البديع في الصّيف. فسبحان من وهب الجمال وفرّقه على فصول السّنة ، وتوّج الجبال ، للّذين يكرهون الفوضى والضّجيج ، للّذين يحبون الانسجام والهدوء ، للّذين يكرهون التّصنع ، وللّذين يحبون البساطة ، يكون الجبل الملاذ الوحيد ؛ فأحبب بالجبل وأكرم.

أعرب ما يلي :

ـ أخلق بذي الصّبر أن يحظى بحاجته

ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

ـ (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا)(١)

__________________

(١) السورة ١٩ الآية ٣٨.


إعراب تطبيقي :

أكرم بقوم يزيّن القول فعلهم

ما أقبح الخلق بين القول والعمل

أكرم : فعل ماض جاء على صيغة الأمر للتّعجب مبني على الفتح منع من ظهوره السّكون العارض لصيغة فعل الأمر.

بقوم : الباء حرف جرّ زائد وجوبا ، قوم : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنّه فاعل.

يزين : فعل مضارع مرفوع بالضّمة الظّاهرة على آخره.

القول : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره.

فعلهم : فاعل مرفوع بالضمّة الظّاهرة في آخره والهاء ضمير متّصل مبني في محل جر بالإضافة.

ما : نكرة تامّة بمعنى شيء مبنيّة على السّكون في محل رفع مبتدأ.

أقبح : فعل ماض جاء على صيغة التعجب مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوبا يعود على ما.

الخلق : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة في آخره. وجملة (أقبح الخلق) في محل رفع خبر ما.

بين : مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة وهو مضاف.

القول : مضاف إليه مجرور بالكسّرة الظّاهرة في آخره.

والعمل : الواو حرف عطف ، العمل اسم معطوف على (القول) مجرور مثله بالكسّرة الظّاهرة في آخره.


الدّرس السابع :

المصدر القياسي والسّماعي

الأمثلة :

(١)

ـ زرقة السّماء.

(٢)

ـ إكرام الضّيف.

ـ ثغاء الماشية.

ـ تأنيب الضّمير.

ـ نقيق الضّفادع.

ـ استعجال الأمور.

ـ زلزلة الأرض.

ـ اقشعرار البدن.

خطّة البحث :

نشير إلى المصادر الواردة في الأمثلة المذكورة أعلاه ونعرّف المصدر وأوزانه وأحكامه.

ـ ما نوع المصادر الواردة في المجموعة الأولى؟

إنّ المصادر (زرقة ـ ثغاء ـ نقيق) مصادر قياسيّة أخذت من الأفعال الدّالة على لون ، أو صوت (زرق ، ثغا ، نقّ) لذلك أتت مصادر هذه الأفعال على وزن فعلة وفعال وفعيل.

مثال : حمرة ، نباح ، شخير.

وهذه المصادر ثلاثيّة لأنّها صيغت من فعل ثلاثي.


ـ كيف يصاغ المصدر من الفعل الثّلاثي ؛ وما أوزانه.؟

يصاغ المصدر من الفعل الثّلاثي وفق ما سمع من كلام العرب ، وما وجد في المعجمات ، ولا يوجد قاعدة خاصّة إنّما هناك أوزان للمصادر الثّلاثيّة وهي :

١ ـ ما دلّ على حرفة أو شبهها ، أن يكون على وزن فعالة.

مثال : تجارة / حدادة / إمارة / نيابة.

٢ ـ ما دلّ على رفض أو اضطراب ، ويكون على وزن فعلان.

مثال : فوران / غليان / جولان.

٣ ـ ما دلّ على امتناع ، ويكون على وزن فعال.

مثال : إباء / نفار.

٤ ـ ما دلّ على مرض ، ويكون على وزن فعال.

مثال : سعال / زكام / صدام.

٥ ـ ما دلّ على سير ، أن يكون على وزن فعيل.

مثال : رحيل / دبيب.

٦ ـ ما دلّ على صوت ، ويكون على وزن فعال وفعيل.

مثال : نباح / زئير / نهيق.

٧ ـ ما دلّ على لون ، ويكون على وزن فعلة.

مثال : صفرة / زرقة / حمرة.

وتصاغ المصادر من المزيد الثلاثي على النحو التالي :

١ ـ أفعل ـ إفعال. مثال : أسرع ـ إسراع.

٢ ـ فعّل ـ تفعيل ـ تفعلة. مثال : جرّب ـ تجريب / تجربة.


٣ ـ فاعل ـ مفاعلة ـ فعال. مثال : صارع ـ مصارعة / صراع.

٤ ـ تفاعل ـ تفاعل. مثال : تقاسم ـ تقاسم.

٥ ـ تفعّل ـ تفعّل. مثال : تقدّم ـ تقدّم.

٦ ـ افتعل ـ افتعال. مثال : انتقل ـ انتقال.

٧ ـ انفعل ـ انفعال. مثال : انكسر ـ انكسار.

٨ ـ افعلّ ـ إفعلال. مثال : احمرّ ـ احمرار.

٩ ـ استفعل ـ استفعال. مثال : استقبل ـ استقبال.

١٠ ـ افعوعل ـ افعيعال. مثال : احدودب ـ احديداب.

أمّا المصادر الواردة في المجموعة الثّانية (إكرام ، تأنيب ، زلزلة ... الخ) هي مصادر رباعيّة أي صيغت من فعل رباعيّ (أكرم ، أنّب ، زلزل ... الخ).

يصاغ المصدر الرّباعي من الأفعال الرّباعيّة وفق الأسس التّالية :

١ ـ إذا ابتدأ الفعل بهمزة ، يأتي المصدر على وزن إفعال.

مثال : أكرم ـ إكرام.

أمّا إذا كان الحرف الّذي قبل الأخير ألفا ، تحذف هذه الألف في المصدر وتضاف تاء مربوطة. مثال : أقال ـ إقالة / أحال ـ إحالة.

٢ ـ إذا كان الحرف الثّاني مضعّفا ، فيأتي المصدر على وزن (تفعيل).

مثال : علّم ـ تعلم / أنّب ـ تأنيب.


أمّا إذا كان الحرف الأخير ألفا ، فتقلب هذه الألف ياء في المصدر.

مثال : سوّى ـ تسوية.

٣ ـ إذا كان الحرف الثّاني ألفا ، فيأتي المصدر على وزن فعال أو مفاعلة.

مثال : ناضل ـ نضالا أو مناضلة.

هاجر ـ هجار أو مهاجرة.

عاتب ـ عتاب أو معاتبة.

٤ ـ إذا لم يستوف الفعل الشّروط السّابقة فيأتي المصدر من الرّباعي على وزن (فعللة).

مثال : دحرج ـ دحرجة / ململ ـ ململة.

أمّا إذا كان أحد الأحرف مكرّرا ، فيأتي المصدر على وزن فعللة أو فعلالا.

مثال : زلزل ـ زلزلة أو زلزالا.

دندن ـ دندنة أو دندانا.

بالإضافة إلى مصادر مزيدات الرّباعي.

وهي وزن تفعلل ، تفعلل. مثال : تدحرج ـ تدحرج ـ.

ـ إفعللّ ـ إفعلال. مثال : إكفهرّ ـ اكفهرار.

ـ إفعنلل ـ إفعنلال. مثال : إحرنجم ـ إحرنجام.

ـ ما المصدر؟ ما عمل المصدر؟


قاعدة عامة :

المصدر هو اسم يدل على حالة أو حدث غير مرتبط بزمن.

يعمل المصدر عمل فعله في جميع أحواله.

١ ـ مجردا من (أل) والإضافة. مثال : أمر بمعروف صدقة ، وإعطاء فقيرا كساء صدقة. فالجار والمجرور (بمعروف) تعلّقا بالمصدر (أمر) لأنّ فعله (أمر) يتعدّى إلى المأمور به (الباء) ، و (إعطاء) المصدر نصبت مفعولين لأنّ فعله (أعطى) ينصب مفعولين.

٢ ـ مضافا. مثال : أعجبني تعلّمك الحساب.

(الحساب) مفعول به للمصدر (تعلّم) والكاف مضاف إليه لفظا وهو الفاعل في المعنى.

٣ ـ محلّى بـ (أل) مثل : ضعيف النّكاية أعداءه.

ف (أعداء) مفعول به للمصدر (النّكاية) ولا يعمل المصدر إلّا في حالين :

١ ـ أن ينوب عن فعله وهو كثير في الأسلوب الإنشائي. مثال : عطاء الفقير / حبسا المجرم. أي احبس المجرم واعط الفقير. فكلمة المجرم مفعول به للمصدر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.

٢ ـ أن يصحّ حلول الفعل محلّه مصحوبا بـ (أن) المصدرية. أو (ما) المصدريّة ويكثر ذلك في الأسلوب الخبري. مثال : يعجبني تعلّمك


الحساب. أي يعجبني أن تتعلّم الحساب / أو يعجبني ما تصغي إليّ (الآن). فأن مع الفعل تقدر للماضي والمستقبل. وتقدر (ما) والفعل للحاضر.

بالإضافة إلى ذلك هناك مصادر لا تعمل لأنّها لا يراد لها الحدوث. مثال : أحبّ صوت المطرب / أنت واسع العلم.

ولا المصادر المؤكدة مثال : أكرمت إكراما الفقير.

فالفقير مفعول للفعل (أكرم) ، فالمصادر المؤكدة لا عمل لها. وكذلك المصادر المصغّرة لا تعمل فلا يقال (سرّني صعيدك الجبل).

أحكام المصدر : للمصدر أحكام ثلاثة :

١ ـ ألّا يتقدم معمول المصدر عليه إلّا إذا كان المصدر نائبا عن فعله. مثال : المجرم حبسا. أو كان المعمول ظرفا أو جارّا ومجرورا. مثال : تتجنّب بالدّار المرور. ولا يقال الفقير يعجبني إكرامك.

٢ ـ إذا أريد إعمال المصدر أخّر نعته. مثال : تفيدك قراءتك الدّرس الكثيرة ولا يقال : تفيدك قراءتك الكثيرة الدّرس.

٣ ـ يجوز في تابع المعمول الذي أضيف إليه المصدر الجرّ مراعاة للفظ. مثال : فرحت من إنجاز عادل المجتهد درسه ، فالمجتهد نعت لعادل جرّ مراعاة للفظ المصدر.

ويجوز أن نقول : المجتهد (بالرفع) اتباعا للمحل لأن عادل : فاعل في المحل. فأصل الجملة : أنجز عادل.

ملاحظة : لا يجوز إعمال المصدر إلّا مفردا. وقد أعملوا


المصدر المجموع في بعض الأساليب. وهذا شاذ. كما في قول الشاعر :

قد جرّبوه فما زادت تجاربهم

أبا قدامة إلّا المجد والفنعا (١)

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ على أيّ وزن تأتي مصادر الأفعال التّالية؟ هل مصادرها قياسيّة؟ ولماذا؟

دكن ـ عوى ـ خار ـ بارى ـ تبارى ـ توسّل ـ أوعز ـ ارتمى ـ استهلّ ـ قارع.

٢ ـ دل على المصادر القياسيّة فيما يلي واذكر على أيّ وزن هي :

إنّ الإصابة بالزّكام دليل على أنّ المصاب ، دون المتوسّط من النّاحية الصّحية ، قد أجهد نفسه وأرهقها بالعمل إرهاقا ، وأثقل معدته بأصناف الطّعام. لقد ارتمى في أحضان الهموم ارتماء ، وعاش داخل الجدران فترات طويلة من غير اهتمام بجانب التّهويّة الصّحيحة ، ففاته أن يغذّي جسمه تغذية كافية. إنّ ضعف المقاومة عند المصاب هو الّذي مكّن للزكام ، ولإطالة أجله ، لقد كانت مقاومته ضعيفة إلى درجة ساعدت مساعدة فعّالة على وقوعه صريع الزّكام ، وإنّها لضعيفة إلى درجة تجعل من العسير التّغلّب على الدّاء.

٣ ـ بيّن السّبب في مجيء المصادر التّالية على الأوزان الّتي وردت عليها.

__________________

(١) الفنعا : الخير والجود والثناء.


معاملة ـ إقدام ـ تنميّة ـ تجميع ـ معاشرة ـ زمام ـ اندحار ـ تراجع ـ استعلاء ـ تأمّل ـ توقّع ـ نقيق ـ طوفان ـ صراخ ـ عذوبة ـ زئير.

٤ ـ أعرب ما يلي :

والأرض خاشعة تحيد بثقلها

والجوّ معتكر الجوانب أغبر

إعراب تطبيقي :

أعرب الآية الكريمة التالية : (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ).

أو : عاطفة.

إطعام : معطوف على ما قبله تبعه في الرفع.

في يوم : جار ومجرور متعلقان بإطعام.

مسغبة : مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة.

يتيما : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

ذا : نعت ليتيم تبعه في النصب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف.

مقربة : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

أعرب ما يلي :

عوقب المتهم لأخذه الرشوة ، وسرقته الأموال العامّة.

عوقب : فعل ماضى مبني للمجهول.

المتهمّ : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.


لآخذه : اللام حرف جر ، أخذ : اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهر ـ ، والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر على فاعله.

الرشوة : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

وسرقته : الواو عاطفة. سرقته : اسم مجرور عطفا على (لأخذه) والهاء مضاف إليه.

الأموال : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة.

العامّة : نعت تبع المنصوب (الأموال) في النصب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.


الدّرس الثامن :

المصدر الصّناعي والمصدر الميمي

أ ـ المصدر الصّناعي

حيوان

حيوانيّ

حيوانيّة

فاعل

فاعليّ

فاعليّة

قوم

قوميّ

قومية

خطّة البحث :

ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة الواردة أعلاه؟

في المثال الأوّل (حيوان ، حيوانيّ ، حيوانيّة) نلاحظ أن المصدر الصّناعي أخذ من اسم جامد.

هذا الاسم هو صفة منسوبة زيدت عليها تاء التّأنيث.

مثال : عمّان ، عمّاني ، عمّانيّة.

أمّا في المثال الثّاني : «فاعل ، فاعليّ ، فاعليّة».

فقد أخذ من اسم مشتق وهو صفة منسوبة زيدت عليها تاء التّأنيث.

إذا ، ما المصدر الصّناعي؟ وما الأسماء الّتي يصاغ منها؟

المصدر الصّناعي ـ مصدر منته بياء مشدّدة وتاء مربوطة مثال : حر ـ حريّة.



خطّة البحث :

ما وزن المصادر الواردة وما الأفعال التي اشّتقّت منها؟

إنّ الفعلين الأخيرين من المجموعة الأولى (وقف ، وعد) مثالان صحيحا الآخر ، وتحذف فاؤهما عند المضارعة ؛ بينما لا تتوفر هذه الشّروط في أفعال المصادر الميميّة للمثالين الأوّل والثّاني (مقدم ، مرآة ، منجى ، ملام) ، لأنّ (موقف ، موعد) اشتقّا من (وعد ، وقف) ، وهي أفعال ثلاثيّة صحيحة الآخر حذفت فاؤهما في المضارع فأتيا على وزن (مفعل) مثال : مورد ، مشرق ، مضرب.

أمّا أمثلة المجموعة الثّانية (مقام ، معتقد منطلقا ، مؤمل) فهي أسماء مفعول ، لو قارنا بينها وبين المصادر الميميّة وجدنا اختلافا من حيث الصّياغة.

القاعدة العامّة :

المصدر الميمي مصدر قياسي للأفعال الثّلاثيّة وغير الثّلاثيّة وقد سميّ بالميمي لابتدائه بحرف الميم. يصاغ المصدر الميمي من الثّلاثي على وزن (مفعل) مثال : مبدأ ، معاش.

أمّا إذا كان الفعل الثّلاثي مثالا صحيح الآخر محذوف الفاء في المضارع فيأتي على وزن (مفعل) مثال : موقف ، موعد ، مضرب.

ويصاغ من غير الثّلاثي على وزن اسم المفعول أي من مضارعه المجهول بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة


وفتح ما قبل الآخر.

الماضي

المضارع

المصدر

المصدر الميمي

مثال

ازدحم

يزدحم

ازدحاما

مزدحما

استرجع

يسترجع

استرجاعا

مسترجع

وقد شذّت بعض المصادر الميميّة عن هذه القاعدة وأهم هذه المصادر الشّاذة.

المرجع ـ المصير ـ المعرفة ـ المسيرة ـ المبيت ـ المغفرة ـ المرفق ـ المغيب.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ ما نوع كلّ من المصادر التّالية :

مسؤوليّة ، معرفة ، موهبة ، إنسانيّة ، مخرج ، شخصيّة واقعيّة ، موعد ، موئل.

٢ ـ ضع المصدر الميمي من الأفعال التّالية :

صبّ ، وقع ، ارتمى ، رضي.

٣ ـ ضع المصدر الصّناعي من الأفعال التّالية :

قوم ـ دمشق ـ خليج ـ شخص ـ حرّ ـ ثور.

٤ ـ أوضح عمل المصدر في ما يلي :

ـ مؤاساتك أخاك في مالك أجدى من مؤاساتك إياه بكلامك.

ـ تعليمك الفقير تحصيل المعاش خير من اطعامك إيّاه كلّ يوم.

ـ أفضل ما يتميّز به المرء تركه ما لا يعنيه.


٥ ـ أعرب :

في حراثتك الحقل حراثة فنيّة إخصاب.

إنّ تفكّك الروابط الأسريّة يؤدّي إلى الانهيار.

إعراب تطبيقي :

طاب للسّياح المقام في ربوعنا.

طاب : فعل ماض مبنى على الفتح الظّاهرة في آخره.

للسّياح : اللام حرف جرّ ، السيّاح : اسم مجرور بحرف الجرّ اللام وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة في آخره ، والجار والمجرور متعلقان بـ (طاب).

المقام : فاعل مرفوع بالضّمة الظّاهرة في آخره.

في ربوعنا : في حرف جر مبني على السّكون ، ربوعنا : اسم مجرور بالكسّرة الظّاهرة في آخره و (النا) : ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة والجار والمجرور متعلقان بالمصدر (المقام).


الدّرس التاسع :

المصدر الصّريح والمصدر المؤوّل

الأمثلة :

ـ أريد أن أسلك الطريق القويم.

ـ بلغني أنّ أخاك ناجح.

ـ سمع أنّ الجيش منتصر.

ـ أن تجتهدوا فوز لكم.

ـ علمت أنّ المهاجرين عائدون.

ـ تركت الشّاطىء بعد أن هاج البحر.

خطّة البحث :

ننظر في الأمثلة فما ذا نلاحظ؟

نأخذ المثال الأوّل ما ذا نجد؟ «أريد أن أسلك الطّريق القويم».

نجد أنّ الجملة ابتدأت بفعل (أريد) وهذا الفعل يتعدى إلى مفعول به. ولكنّ هذا المفعول ليس اسما صريحا بل حلّ محلّ الاسم الصّريح الجملة المكونة من أن وما بعدها التي حيث تؤول جملة (أن أسلك الطريق القويم) بمصدر هو (سلوك) ، ويسمّى مصدرا مؤولا بأن النّاصبة ويكون في محل نصب مفعول به للفعل (أريد).

أمّا إذا تأمّلنا باقي الجمل فنجد أنّ الفعل (بلغني) في المثال الثّاني يحتاج إلى فاعل ولمّا لم يكن الفاعل صريحا ، أوّلت


(أنّ) المشبّهة وما في حيّزها بمصدر مؤول هو (نجاح) في محل رفع فاعل. أمّا المثال الثّالث فالفعل (سمع) مبني للمجهول فقد طلب نائب فاعل ، فلمّا لم يكن اسما صريحا ، أوّلت (أنّ) المشبهة وما بعدها بكلمة (انتصار) في محل رفع نائب فاعل. أمّا في المثال الرّابع فلو استبدلنا (أن تجتهدوا) لكانت كلمة (اجتهادكم) في محل رفع مبتدأ. ولنعد صياغة الجملة الخامسة مؤولة حيث وردت كما يلي «علمت أنّ المهاجرين عائدون» تؤوّل على النّحو الآتي :

«علمت عودة المهاجرين».

فباتت (عودة) مفعولا به للفعل (علم) أمّا الجملة السّادسة :

«تركت الشّاطىء بعد أن هاج البحر».

فقد تأوّل (تركت الشاطىء بعد هياج البحر) ، وهنا (أن) ليست أنّ النّاصبة بل هي أن المصدريّة وأوّلت جملة (أن وما في حيّزها) في محل جرّ بالإضافة ، والتّقدير : هياج.

ماذا نستنتج؟

القاعدة العامّة :

ـ المصدر قسمان صريح ومؤول ؛ المصدر الصّريح هو المصدر السّماعي أو القياسي معبرا عنه بلفظة صريحة نحو (اعتمادك الغضب بدل الحلم مضر لك).

المصدر المؤول غير الصّريح هو جملة يمكن تفسيرها بلفظة واحدة هي المصدر الصّريح مثال : (أن تعتمد الغضب بدل الحلم مضر لك) ، فجملة (أن تعتمد) ـ (اعتمادك).


ـ يكون المصدر مؤولا :

١ ـ بعد أن النّاصبة مثال : يسرنّي أن أهنئك بالفوز.

٢ ـ بعد أن المشبّهة بالفعل. مثال : عرفت أنّك ناجح.

٣ ـ تؤول أنّ المشبّهة بالفعل هي وما بعدها بالمصدر في المواضع الّتي فيها همزتها مفتوحة مثال : أعلم أنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.

ـ تفتح همزة أن وتؤوّل بالمصدر في الأماكن الآتية :

١ ـ إذا وقعت في محل الفاعل ، مثال : آلمني أنّك مريض.

والتّقدير : آلمني مرضك.

٢ ـ إذا وقعت في محل نائب الفاعل ، مثال : علم أنّك قادم. والتقدير : علم قدومك.

٣ ـ إذا وقعت محلّ المفعول ، مثال : عرفت أنّ الشكر على الجميل واجب والتقدير : عرفت وجوب تقدير الشّكر على الجميل.

يأتي المصدر المؤول بعد أن المصدريّة غير النّاصبة وما بعدها.

مثال : نال وسام الاستحقاق بعد أن خدم الوطن بإخلاص.

نال وسام الاستحقاق بعد خدمة الوطن بإخلاص.

الأحرف المصدريّة هي (أن ـ كي ـ لـ ـ لو ـ ما ـ همزة التّسويّة ـ أنّ).


تمارين تطبيقيّة :

١ ـ دلّ على المواضع الّتي يجوز فيها تأويل المصدر :

ـ قيل أنّ الصّيف كان معتدلا ، ويؤكد الفلكيّون أنّ الشّتاء سيكون قاسيا.

ـ طلبت إليه أن يسافر.

ـ أعجبني أن أراك مجتهدا.

ـ يقول علماء الجغرافية أن الأرض كرويّة الشّكل.

ـ بلغت أنّني ناجح.

ـ توقعت أن أصل إلى هذه النتيجة بعد أن جاهدت طويلا.

٢ ـ أين يؤول المصدر في النّص وما محلّه من الإعراب :

أنت في طريق الحياة يا ولدي ، وإنّي أقول أن تخرج إلى الحياة غدا ، سلاحك رجولة صحيحة ، وعلم عال صحيح.

وإنّي آمل كذلك أن تحصل على قسط وافر من العلم ، الّذي يؤهلك لأن تظهر قوّتك وشخصيتك. واعلم يا ولدي أن ليس للعلم نهاية. وضع دائما أمام عينيك هذه النّصيحة الغالية ، أطلب العلم من المهد إلى اللحد؟

٣ ـ حوّل المصادر الصّريحة التّالية إلى مصادر مؤوّلة ؛ ثم استعملها في جملة مفيدة وفاقا لما هو مبيّن فيما يلي :

إضاءة المصباح ـ كونك مجتهدا ـ إغلاق النّوافذ ـ حضور الحفلة الخطابية ـ عنايتك بالأزهار ـ جمال البحر.

ـ مبتدأ.

ـ خبر لمبتدأ.


ـ فاعل.

ـ مفعول به.

ـ في محل جرّ بحرف الجرّ.

ـ مضاف إليه.

٤ ـ أعرب ما يلي :

فميعاد دمعي أن تنوح حمامة

وميعاد شوقي أن يهبّ نسيم.

إعراب تطبيقي

سأذكر ما حييت جدار قبر

بظاهر جلّق ركب الرّمالا

سأذكر : السين للاستقبال ، أذكر فعل مضارع مرفوع بالضمّة الظاهرة في آخره والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.

ما : ظرفية مصدريّة زمانيّة.

حييت : فعل مضارع مرفوع بالضمّة المقدرة على الياء والتّاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

جدار : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة في آخره.

قبر : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظّاهرة في آخره.

بظاهر : الباء حرف جر ؛ ظاهر : اسم مجرور بحرف الجر الباء وعلامة جرّه الكسرة.

جلّق : مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لمنعه من الصّرف ، وصرف للضّرورة الشّعريّة.

ركب : فعل ماض مبني على الفتحة الظّاهرة في آخره والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.


الرّمالا : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة في آخره والألف للإطلاق.

جملة سأذكر ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب.

جملة ما حييت : بتأويل مصدر تقديره : مدة حياتي والمصدر المؤول في محل نصب على الظرفية.

جملة ركب الرمالا في محل نصب حال.


الدّرس العاشر :

اسم الآلة

الأمثلة :

ـ فتحت الباب بالمفتاح.

ـ غزلت الصّوف بالمغزل.

ـ طرقت الحديد بالمطرقة.

خطّة البحث :

إنّ كلّا من الكلمات (المفتاح ، المغزل ، مطرقة) ، الواردة في الأمثلة كلّها أسماء مشتّقة من مصادر الأفعال الثّلاثيّة المتعديّة الّتي تصدّرت الأمثلة ؛ ويدلّ كل اسم منها على الأداة أو الآلة الّتي وقع الفعل بوساطتها ، ولذلك يسمّى كل منها اسم آلة : (فالمفتاح) في المثال الأوّل مشتق من مصدر فتح الثّلاثي المتعدّي ويدلّ على الآلة الّتي وقع بها الفتح.

والمغزل في المثال الثّاني مشتق من مصدر (غزل) الثّلاثي المتعدّي ويدلّ على الآلة الّتي وقع بها الغزل ، وهكذا دواليك ...

فإذا نظرنا في الأمثلة الواردة وجدنا أن مفتاح في المثال الأوّل على وزن (مفعال) ، ومغزل في المثال الثّاني على وزن (مفعل) ومطرقة في المثال الثّالث على وزن (مفعلة) ؛ وهذه هي أوزان اسم الآلة ، وجميعها سماعيّة.


القاعدة العامّة :

اسم الآلة اسم مصوغ من مصدر الثّلاثي المتعدّي للدّلالة على ما وقع الفعل بوساطته مثال : منشفة ، منشار.

لاسم الآلة ثلاثة أوزان سماعيّة هي :

١ ـ مفعال ـ منشار ، مسمار / ٢ ـ مفعل ـ مقود ، مبرد / ٣ ـ مفعلة ـ مئذنة ، مطرقة.

وهناك صيغ أخرى تدلّ على الآلة كاسم الفاعل ومبالغتة مثال : كابح (فرام) ؛ صقّالة ؛ جرّافة ؛ سحّاب.

فعال ـ ضماد ، حزام / فاعول ـ ساطور / فعول ـ قدوم.

لا عمل لاسم الزّمان ، ولا لاسم المكان ، ولا لاسم الآلة.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ بيّن فيما يأتي أسماء الآلة واذكر أفعالها :

ـ العشرة محك الأصدقاء.

ـ عقل الرّجل ميزانه.

ـ المحبرة تحتاج إلى مداد ، والمبراة في حاجة إلى شحذ.

ـ المؤمن مرآة أخيه.

٢ ـ هات ثلاث جمل يبتدىء كل منها باسم آلة بحيث يكون على وزن فعال في الأولى ، ومفعل في الثّانية ، ومفعلة في الثّالثة.

٣ ـ زن اسم الآلة في البيت التّالي.

لساني وسيفي صارمان كلاهما

ويبلغ ما لا يبلغ السّيف مزودي


الدّرس الحادي عشر :

اسما الزّمان والمكان

الأمثلة :

ـ مغرب الشّمس.

ـ كنّا على موعد قريب.

ـ انصرف الرّجل بعد.

ـ مأوى العجزة.

ـ مسجد البلدة.

ـ محضر الشّرطة.

خطّة البحث :

الكلمات (مغرب ـ موعد ـ محضر) في المجموعة الأولى ، أسماء مأخوذة من المصادر للدّلالة على زمان حدوث الفعل ، ولذلك يسمّى كل منها اسم زمان ؛ أمّا الكلمتان ، مأوى ، مسجد) كلمات مأخوذة من المصادر للدّلالة على مكان حدوث الفعل.

فلو تأمّلنا أمثلة الطائفتين لوجدنا أنّها على وزن مفعل.

مثال : موعد ـ للزمان ـ مسجد للمكان.

أو مفعل بفتح العين.

مثال : منظر ، مسبح ـ للمكان.

مسافر ـ للزمان.

مثال : غدا مسافر الوفد (زمن سفره).

وهذه الأسماء تكون على وزن اسم المفعول.


القاعدة العامّة :

اسما الزّمان والمكان اسمان مبدوءان بميم زائدة يصاغان للدّلالة على زمن الفعل أو مكانه.

مثال : (هنا مأمن الثّوار ـ للمكان).

مرحل الضيف غدا ـ للزمان.

يكونان من الثّلاثي المفتوح العين في المضارع أو المضموم العين على وزن مفعل.

مثال : مكتب ، مدخل ، مجال.

وإذا كان مكسور العين فالوزن (مفعل) بكسر العين.

مثال : منزل ، مهبط ، مبيع.

فإذا كان الفعل ناقصا كان على وزن (مفعل) مهما تكن حركة عينه.

مثال : مسعى ـ موقى ـ مرمى.

وإذا كان الفعل مثالا صحيح اللّام فاسم الزّمان والمكان منه على وزن (مفعل).

مثال : موضع ، موقع.

أما غير الثّلاثي فاسم الزّمان والمكان منه على وزن اسم المفعول.

مثال : هنا منتظر الزّوار. (مكان انتظارهم).

غدا مسافر الوفد. (زمن سفره).


تمارين تطبيقيّة :

١ ـ اشكل بالحركات كلمات النّص التّالي :

يا أيّها الرّجل المعلّم غيره

هلّا لنفسك كان ذا التعليم؟

وأراك تلقح بالرّشاد عقولنا

أبدا ، وأنت من الرّشاد عديم

إبدأ بنفسك فإنها من غيّها

فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

٢ ـ ضع اسمي الزّمان والمكان من الأفعال الآتية مع الضّبط ، وإذا حدث إعلال فاشرح سببه طبقا للقاعدة :

قام ـ مشى ـ أناخ ـ اصطاد ـ مرّ ـ نهل ـ أقام ـ طاف ـ كتب ـ نهض.

٣ ـ هات ثلاث جمل بكل منها اسم مكان على وزن مفعل.

هات ثلاث جمل بكل منها اسم زمان على وزن فعل.

هات ثلاث جمل بكل منها اسم مكان على وزن المفعول.

هات ثلاث جمل بكل منها اسم زمان على وزن اسم المفعول.

٤ ـ أعرب ما يلي :

ولربّ نازلة يضيق بها الفتى

ذرعا وعند الله منها المخرج


الدّرس الثاني عشر :

اسم المرّة واسم النّوع أو الهيئة

الأمثلة :

(١)

ـ رمى فؤاد الكرة رمية.

(٢)

ـ التفت التفاتة النّشوان.

ـ انطلقت انطلاقة واحدة.

ـ لا تمشي مشية المختال.

ـ دقّت السّاعة دقّة.

ـ تضحك الكمنجة ضحكة الأطفال.

خطّة البحث :

علام تدل الكلمات الواردة في أمثلة المجموعة الأولى (رمية ـ واحدة ـ دقّة)؟

إنّ الكلمات المذكورة آنفا تدل على وقوع الفعل مرّة واحدة وكلها تدلّ على أحداث مجرّدة من الزّمان فهي مصادر.

مثال : رمى ـ رمية.

وقف ـ وقفة.

أمّا إذا تأمّلنا أمثلة المجموعة الثّانية وجدنا كلا من (التفاتة النّشوان ـ مشية المختال ـ ضحكة الأطفال) يدل على هيئة وقوع الحدث ؛ وإذا تدّبرنا جميع أسماء المرّة والهيئة في الأمثلة المذكورة وغيرها وجدت أنّ اسم المرّة يأتي من الثّلاثي على وزن (فعلة)


بفتح الفاء ، ومن غير الثّلاثي على وزن مصدره بزيادة تاء في آخره ، أمّا اسم الهيئة فيأتي من الثّلاثي على وزن (فعلة) بكسر الفاء ، ولا يصاغ من غير الثّلاثي ، ولذلك لم نمثل له.

فإذا كان المصدر في الأصل مختوما بالتّاء كـ (دعوة ، رحمة ، إجابة ، إقامة) ، دلّ على المرّة منه بالوصف فيقال : مرة واحدة ، وقفة واحدة.

وإذا كان مصدر الثّلاثي في الأصل على وزن (فعلة) نحو (خبرة) ، دلّ على الهيئة منه بالوصف أو الإضافة فيقال : خبرة واسعة ، خبرة الشيوخ.

القاعدة العامّة :

ـ اسم المرّة هو مصدر يدلّ على وقوع الحدث مرّة واحدة مثال : ضرب اللاعب ضربة. واسم الهيئة مصدر يدلّ على هيئة الفعل حين وقوعه ، مثال : يخطر خطرة النّشوان.

ـ اسم المرّة يكون على وزن (فعلة) إذا كان الفعل ثلاثيا ، فإن كان غير ثلاثي كان على وزن المصدر بزيادة تاء في آخره. مثال : انطلق ـ انطلاق ـ انطلاقة.

ـ اسم الهيئة يكون على وزن (فعلة) إذا كان الفعل ثلاثيا ولا صيغة له من غير الثّلاثي. مثال : وقف وقفة المختال.

ـ إذا كان المصدر مختوما بالتّاء في الأصل كانت الدّلالة على المرّة بالوصف لا بالصّيغة. مثال : لكلّ صارم نبوة ولكلّ جواد كبوة. وكذلك الشّأن في الدّلالة على الهيئة إذا كان الفعل ثلاثيا.


تمارين تطبيقيّة :

١ ـ ضع اسمي المرّة والنّوع ممّا يأتي :

دعا ـ غضب ـ رشى ـ خبر ـ هفا ـ ارتشى ـ استعار ـ شذّ ـ اعترف ـ أكرم ـ هرول ـ نهض ـ استمات ـ صاح ـ استغاث ـ صاد ـ استنجد.

٢ ـ حوّل أسماء المرّة إلى أسماء نوع في ما يلي :

وثبة ـ خبرة ـ انطلاقة ـ رشوة ـ ضربة ـ قعدة ـ وقفة ـ جلسة ـ غفوة.

٣ ـ ميّز اسم المرّة واسم النّوع في الجمل الآتية واعربه :

ـ وقف التّلميذ وقفة.

ـ هجم الشّجاع هجمة الأسد.

ـ اندفع الجنود اندفاعة سريعة.

ـ وقفت للزّائر وقفتين.

ـ وقعت وقعة لا كالوقعات.

ـ وثب الرّياضي وثبة جريئة.

ـ يموت المدافعون ميتة الشّجعان.

٤ ـ صغ اسم النّوع من الأفعال الثّلاثية ، واذكر ما يدلّ على النّوع من مصادر الأفعال غير الثّلاثيّة مع ذكر القرينة حيث يلزم.

(أشرق ـ صادق ـ اعوجّ ـ صحب ـ مات ـ سار ـ قعد ـ أعان).

ـ ابتسمت الحسناء ابتسامة كأنّها ...

ـ سار (غاندي) في حياته ... ومات ...

ـ إصحب رفاقك ... وصادقهم ...


ـ لا تقعد لدى الأمور المهمّة ... المتخاذل وإنّما أسرع إلى إعانة غيرك ...

٥ ـ أعرب ما يلي :

ـ ومن نكد الدّنيا على الحرّ أن يرى

عدوّا له ما من صداقته بدّ

ـ ما أجمل أن يمشي المرء مشية الصّالحين.

إعراب تطبيقي :

قفوا وقفة المعذور عني بمعزل

وخلّوا نبالي للعدا ونبالها

قفوا : فعل أمر مبني على الضّم لاتّصاله بواو الجماعة والواو ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.

وقفة : مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظّاهرة فى آخره وهو مضاف يبين الهيئة.

المعذور : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظّاهرة في آخره.

عني : عن حرف جر ، والياء ضمير متجصل مبني في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمشتق صفة لقوله (بمعزل).

بمعزل : الباء حرف جر ، معزل : اسم مجرور بالكسرة الظّاهرة في آخره. والجار والمجرور متعلقان بالفعل (قفوا).

وخلّوا : الواو حرف عطف ، خلّوا : فعل أمر معطوف على قفوا مبني على الضّم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.


نبالي : مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة ، والياء للمتكلّم ضمير متّصل مبني في محل جرّ بالإضافة.

للعدا : اللام حرف جر والعدا اسم مجرور بالكسرة المقدّرة على آخره للتّعذر ، (والجار والمجرور متعلقان بخلّوا).

ونبالها : الواو حرف عطف ، نبالها : اسم معطوف على العدا مجرور بالكسرة الظّاهرة في آخره ، والهاء ضمير متّصل مبني في محل جرّ بالإضافة.


الدّرس الثالث عشر :

اسم الفعل

نأخذ بعض أمثلة النّص :

ـ سرعان ما ابتلع النّاس المّال.

ـ سرع ما ابتلع النّاس المال سرعة شديدة.

ـ آه ، ما العمل؟

ـ إنّني لأتألّم جدّا ، ما العمل؟

ـ هات ماء ، أيّها الخادم.

ـ أعطني ، أعطني ماء ، أيّها الخادم.

خطّة البحث :

بعد عرضنا لمجموعتي الأمثلة المذكورة أعلاه ما ذا نلاحظ؟

نلاحظ أنّ كلّا من الألفاظ «سرعان ، آه ، هات» تتضمّن معنى الفعل الّذي أخذت منه ، ولكنّها وضعت للمبالغة والإيجاز.

فلو قارنّا بين أمثلة المجموعة الأولى والثّانية وجدنا أنّ لفظة «سرعان» ، مبالغة في معنى السّرعة لا نجدها في الفعل «سرع».

«آه» ، مبالغة في التّألم لا نجدها في الفعل «أتألّم».

«هات» ، مبالغة في العطاء لا نجدها في الفعل «أعطني».

إنّ هذه الكلمات «سرعان ، آه ، هات» ليست أفعالا ، لأنّها غير قابلة للتّصريف أو الاشتقاق ، وليست أسماء أيضا لأنّها غير معربة (أي لا تتغيّر حركة إعراب أيّا منها).


ـ إذا ، ما نوع هذه الكلمات؟

إنّ كلّا من الكلمات «سرعان ، آه ، هات» وغيرها ممّا ينوب مناب الفعل معنى واستعمالا ، دون أن يقبل التّصريف أو الإعراب ، كما أنّه يخالف الفعل في أنه لا يقبل علاماته ويسمّى «اسم الفعل».

ـ إذا ، ما اسم الفعل؟

اسم الفعل هو لفظ ينوب مناب الفعل ، ويعمل عمله ، يدل على الحدث والزّمان كالفعل تماما ؛ ولكنّه يخالف الفعل في أن منه ما يقبل التنوين ولا يقبل علاماته ولا يتصرّف تصرّفه.

ـ لماذا سميّ اسم الفعل بهذه التّسميّة؟

سميّ اسم الفعل بهذه التّسميّة لأنّه يشبه الفعل من حيث المعنى والعمل ، ويشبه الاسم من حيث الصّياغة ، وقبوله الكسرة والتّنوين.

ـ ما أقسام اسم الفعل؟

نبين أقسام اسم الفعل من خلال الأمثلة الآتية :

(١)

ـ شتّان ما بين الخير والشرّ.

(٢)

ـ بخ بخ ، يا سيّدي.

ـ سرعان ما يأكل النّاس المال.

ـ آه ، ما العمل؟

ـ هيهات أن يعيش السّيد وحيدا.

ـ أف لك أيّها العبد.

(٣)

ـ حذار ، سيّدي من هؤلاء القوم.


ـ هلمّ أيّها العبد.

ـ رويدك سيّدي.

ـ ما اسم الفعل في كلّ من المجموعات الثّلاث وما معناه؟

إنّ أسماء الأفعال الواردة في المجموعات الثّلاث هي :

«شتّان ، سرعان ، هيهات ، بخ بخ ، آه ، أفّ ، حذار ، هلمّ ، رويد». ولكلّ من هذه الأفعال معنى.

ـ كم حالة للفعل ، وهل تتضمّن أسماء الأفعال معنى الأفعال؟

إنّ أسماء الأفعال الواردة في المجموعة الأولى «سرعان ، شتّان ، هيهات» تتضمّن معنى الفعل الماضي فـ (سرعان) ـ أسرع ؛ و (شتّان) ـ افترق ؛ و (هيهات) ـ بعد ...

إنّ أسماء الأفعال الواردة في المجموعة الثّانية «بخ بخ ، آه ، أف» تتضمّن معنى الفعل المضارع : فـ (بخ ...) أمدح ؛ و (آه) أتوجع ؛ و (أف) ـ أتضجّر.

* إنّ أسماء الأفعال الواردة في المجموعة الثّالثة «حذار ، هلمّ ، رويد» تتضمّن معنى الفعل الأمر. فـ (حذار) ـ احذر ؛ و (هلمّ) ـ تعال ؛ و (رويد) ـ أمهل.

ـ إذا كم حالة تضمّنت أسماء الأفعال من حيث الزّمان؟

ضمّنت أسماء الأفعال من حيث الزّمان (الماضي والمضارع والأمر).

* صياغة اسم الفعل.

نوضح صياغة اسم الفعل بالأمثلة الآتية :


(١)

ـ حذار سيّدي ، لا تقرض أحدا.

(٢)

ـ إليّ أيّها العبد.

ـ بدار إلى الخير لسيّدي.

ـ دونك هذه الفكرة.

ـ نزال إلى الميزان أيّها المتبارون.

ـ رويدك ، يا سيّدي.

(٣)

ـ هيّا إلى العمل.

ـ أفّ لك أيّها العبد.

ـ هيهات أن تستطيع العيش من دوني.

ـ ما أسماء الأفعال الواردة في كل من المجموعات الثّلاث؟

في المجموعة الأولى «حذار ، بدار ، نزال».

في المجموعة الثّانيّة «إليّ ، دونك ، رويدك».

في المجموعة الثّالثة «هيّا ، أف ، هيهات».

ـ لو أخذنا أسماء الأفعال الواردة في المجموعة الأولى ما ذا نلاحظ؟

نلاحظ أنّ اسم الفعل «حذار» أخذ من الفعل «حذر» ، وهو فعل ثلاثي متصرّف تام ، يقابل اسم الفعل «حذار» اسما الفعل «نزال ، بدار» اللذان توافرت فيهما شروط (حذار) إذ أنّهما اشّتقّا من الفعلين «بدر ، نزل» ، هما فعلان ثلاثيان تامّان مجرّدان.

ـ على أيّ وزن صيغت هذه الأفعال «حذار ، بدار ، نزال»؟


صيغت هذه الأفعال فعال وكلّها مبنيّة على الكسرة.

ـ لنأخذ أسماء الأفعال الواردة في المجموعتين الثّانيّة والثّالثة «إليّ ، رويدك ، دونك ، هيّا ، أفّ ، هيهات».

ـ هل تقاس هذه الأسماء على وزن معيّن؟

لا. لا تقاس أسماء الفعل في هاتين المجموعتين على وزن معيّن.

ـ ما نوع أسماء الأفعال الواردة في المجموعة الثّانيّة ، وممّ أخذت؟

إنّ أسماء الأفعال الواردة في المجموعة الثّانيّة سماعيّة منقولة :

فاسم الفعل (إليّ) منقول من حرف الجرّ (إلى) وضمير المتكلّم (الياء).

وفيما يخصّ اسمي الفعل في المثالين الثّاني والثّالث من المجموعة الثّانية «دونك ، رويدك». فقد نقل اسم الفعل (دونك) من الظّرف (دون) مضافا إلى كاف الخطاب ، ونقل اسم الفعل (رويدك) من المصدر (رويد) مضافا إلى كاف الخطاب.

أمّا أسماء الأفعال في المجموعة الثّالثة «هيّا ، أفّ ، هيهات» لم تنقل من ألفاظ معيّنة ، لم تأت على أوزان معيّنة ؛ إنّما هي سماعيّة ، والسّماعي منّه المرتجل ومنه المنقول ؛ وهذه الطّائفة الآخيرة مرتجلة ارتجالا ، أي أنها وردت عن العرب بشكلها المعين هنا ، فاستخدمت به لا غير.

بعد هذا العرض ما ذا نستنتج؟

ما اسم الفعل؟ ما أقسامه؟ وما معناه؟ وما صياغته؟ وما إعرابه؟


القاعدة العامّة :

اسم الفعل كلمة تدلّ بمعناها على ما يدلّ عليه الفعل ، لكنّها لا تقبل علاماته ، وتكون الغاية من استعمال اسم الفعل المبالغة في القول أو الإيجاز.

ـ يلزم اسم الفعل صيغة واحدة في المذكّر والمؤنّث ، والمفرد والمثنّى والجمع.

ـ اسم الفعل الّذي تلحقه كاف الخطاب يراعى فيه المخاطب إفرادا وتثنيّة وجمعا. مثال : هاك ، هاكما ، هاكم.

ـ يعرب اسم الفعل كالفعل الّذي بمعناه فإن كان لازما اكتفى بفاعله وإن كان متعديّا احتاج إلى مفعول به. مثال : هات ماء ، أيّها الخادم.

ـ اسم الفعل من حيث الصّياغة قسمان ، سماعي وقياسي.

١ ـ السّماعي مرتجل موضوع في اللّغة كما سمع عن الأقدمين.

مثال : آه ، أفّ ، صه ، هيهات.

وإما منقول من حرف جرّ. مثال : إليك ، عليك.

أو منقول عن ظرف. مثال : دونك ، أمامك ، وراءك.

٢ ـ القياسي : يؤخذ من الفعل الثّلاثي المتصرّف التّام المجرّد على وزن فعال. مثال : حذار ، بدار ، نزال.

إعرابه :

ـ يبنى اسم الفعل دائما بحسب الحركة الّتي تظهر على آخره.


أ ـ يبنى على الكسرة ، مثال : آه ، أفّ ، صه.

ب ـ يبنى على الفتح ، مثال : سرعان.

ج ـ يبنى على السّكون. مثال : زه ، بخ.

جدول بأسماء الأفعال ومعانيها


تمارين تطبيقيّة :

١ ـ دلّ على اسم الفعل وعلى معناه في ما يأتي :

يا بنيّ عليك بالعلم فإنّه زينة الفتى ، وحذار الانزلاق في مهاوي الجهالة فهي وبال على صاحبها ، ودونك الكتاب فإنّه نعم الصّديق ، فسرعان ما تشعر بفائدته فلا تجعل للنّدم سبيلا.

إيه بنيّ فأنا مسقّط أخبارك ومصغ إليك بانتباه.

٢ ـ ضع اسم الفعل المناسب مكان النّقط :

 ... بنا إلى المدرسة.

 ... أيّها الأديب الفذ.

 ... بإطاعة رؤسائك.

 ... حياتي يا أمي.

 ... جزاء ضيّعك.

 ... من هذه الكارثة العظيمة.

٣ ـ استعمل ثلاثة أسماء أفعال بمعنى الماضي ، وثلاثة أسماء أفعال بمعنى المضارع ، وثلاثة أسماء أفعال بمعنى الأمر في جمل مفيدة.

٤ ـ استبدل أسماء الأفعال المناسبة بالأفعال المشار إليها في العبارات التّالية :

ـ أتألّم من هذه الأزياء الحديثة وأتضجرّ لما فيها من تكلّف.

ـ سرع ما تتغير بين اليوم والآخر.

٥ ـ ميّز اللازم من التعدّي ، بين أسماء الأفعال الآتية ودلّ على الفاعل والمفعول به :


ـ هي الدّنيا تقول بملء فيها

حذار ، حذار من بطشي وفتكي

ـ هيهات هيهات أنّ الدّهر يتيح لي

فالوقت يفلت والسّاعات تغنينا

غيظ العدى من تساقينا الهوى فدعوا

بأن نغصّ فقال الدّهر : آمينا

٦ ـ أعرب ما يلي :

ـ حذار الكذب فعاقبته وخيمة.

ـ أف للثقيل.

ـ إليك عني يا رجل.

إعراب تطبيقي :

لا أطلب إلّا الرّاحة فقط.

لا : حرف نفي مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

أطلب : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.

إلّا : أداة حصر مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

الرّاحة : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره.

فقط : الفاء للتّزيين ، «قط» اسم فعل متضمّن معنى الفعل المضارع بمعنى (يكفي) مبني على السّكون. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره (هو).


الدّرس الرابع عشر :

اسم الفاعل

خطّة البحث :

الأمثلة :

(١)

أيّها الجالس في كنف الطّبيعة ، الجائل بصره في كل بقعة من بقاعها ، السّابح خياله في رحابها ، لا تدع الاستمتاع بالجمال يفوتك.

(٢)

أيّها المصغي إلى خرير السّواقي ، المتأمّل في أنغام العصافير الصدّاحة المستنشق لنسيم بلادك العطر : أ ليس في ذلك ما يدعوك إلى التفكير في خالق عظيم ، لكون عظيم؟

ـ ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة ، هل اشتقت هذه الكلمات؟ ممّ؟

ما نوعها؟

اشتقّت هذه الكلمات (جالس ـ جائل ـ سابح) الواردة في الفقرة الأولى من الأفعال التّالية (جلس ـ سبح ـ جال) ، وهي أفعال ثلاثية ، (أيّ مكوّنة من ثلاثة أحرف).

ـ على أيّ وزن صيغت الكلمات (جالس ـ جائل ـ سابح)؟

صيغت على وزن (فاعل) ، وتسمى (اسم فاعل).


ـ إذا ، مما يصاغ اسم الفاعل؟

يصاغ اسم الفاعل من الفعل الثّلاثي على وزن فاعل.

مثال : خالد رقد في سريره ـ خالد راقد في سريره.

إذا ، صيغت (راقد) من الفعل الثّلاثي (رقد) على وزن فاعل.

ـ ننتقل الآن إلى الفقرة الثّانية؟ ما الأفعال الّتي اشتقّت منها كلمات (مصغي ، متأمل ، مستنشق)؟

إنّ الأفعال الّتي اشتقّت منها الكلمات المذكورة آنفا :

(مصغي ـ متأمل ـ مستنشق) هي التّالية :

(أصغي ـ تأمّل ـ استنشق) ، وهي أفعال تزيد كل منها على ثلاثة أحرف.

فلو أخذنا المضارع المعلوم للأفعال الماضية (أصغي ـ تأمّل ـ استنشق) فتصبح (يصغي ـ يتأمّل ـ يستنشق).

ـ كيف نحوّل هذه الأفعال المضارعة إلى اسم فاعل؟

إنّ كلّ فعل مضارع معلوم مأخوذ ممّا فوق الثّلاثي يمكن أن نجعله اسم فاعل على النّحو التّالي : ١ ـ نقلب حرف المضارعة فيها مضمومة ونكسر ما قبل الآخر.

مثال : نصر ـ يناصر ـ مناصر / استقبل ـ يستقبل ـ مستقبل.

ـ إذا ، كيف يصاغ اسم الفاعل؟

يصاغ اسم الفاعل المأخوذ من الفعل الثّلاثي على وزن فاعل.

مثال : ندم ، يندم ، نادم.

قرأ ، يقرأ ، قارىء.

ومما فوق الثّلاثي يصاغ على وزن مضارعه المعلوم بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر.


مثال : ناشد ، يناشد ، مناشد.

إرتسم ، يرتسم ، مرتسم.

ـ هل يصاغ اسم الفاعل من الأفعال المعتلة الآخر؟ وكيف؟

أجل يصاغ اسم الفاعل من الأفعال المعتلة الآخر على منوال المثال التّالي :

الفعل

اسم الفاعل

مجرورا أو مرفوعا

منصوبا

مقترنا بأل

مشى

ماش

ماشيا

الماشي

نسي

ناس

ناسيا

النّاسي

ـ هل يصاغ اسم الفاعل من الثّلاثي المعتلّ الوسط (الأجوف)؟

أجل يصاغ اسم الفاعل من الثّلاثي المعتل الوسط على النّحو التّالي.

الفعل

اسم الفاعل

سار

سائر

قال

قائل

عاد

عائد

زال

زائل

عند صوغ اسم الفاعل من المعتل الأجوف فإنّ عين اسم الفاعل تصير همزة.


عمل اسم الفاعل :

(١)

هذه هي الأمّة الصّانع أبناؤها كلّ يوم لها مجدا ، المنبتة أرصفها رجالا كراما ، المستمدّة ... قوّتها من حقّها بالحياة.

(٢)

عاشر رجلا قائما على الأخلاق عمله ، منطلقا لسانه بكلّ قول جميل ، متطلعا ... إلى كلّ هدف سام.

نأخذ اسم الفاعل في كلّ من الفقرتين السّابقتين.

«الصّانع ، المنبتة ، المستمدّة ، قائما ، منطلقا ، متطلعا».

ـ ما الأفعال الّتي اشتقّت منها أسماء الفاعل المذكورة؟

اشتّقّت أسماء الفاعل المذكورة أعلاه من الأفعال التّالية :

«صنع ، أنبت ، استمدّ ، انطلق ، تطلّع».

نميز المتعدّي من اللّازم :

متعدّ : صنع ، استمدّ ، أنبت.

لازم : قام انطلق ، تطلّع.

ـ ماذا نلاحظ؟

نلاحظ أنّ كلّا من أفعال المجموعة الأولى متعدّ اشتقّ منه اسم الفاعل «صانع ، منبتة ، مستمدّة». فاحتاج إلى فاعل ومفعول به. فاسم الفاعل «صانع» فاعله أبناء ، ومفعوله مجدا. أمّا فاعل اسم الفاعل منبتة أرض ومفعوله رجال. واسم الفاعل مستمدّة فاعله ضمير مستتر ومفعوله قوتها.

وكل فعل من أفعال المجموعة الثّانية لازم اشتقّ منه أسماء


الفاعل (قائما ـ منطلقا ـ متطلعا) فلم تحتج إلّا إلى فاعل أو بالأحرى اكتفت بفاعلها فاسم الفاعل (قائما) فاعله (عمله).

واسم الفاعل (منطلقا) فاعله (لسانه) واسم الفاعل (متطلعا) فاعله (ضمير مستتر).

ـ ما شروط عمل اسم الفاعل؟ ـ اسم الفاعل نوعان من حيث العمل :

١ ـ المعرّف بأل : فيرفع فاعلا وينصب مفعولا به إذا كان فاعله متعديّا من غير أن يحتاج إلى شروط يحتاجها غيره.

٢ ـ النّكرة : في هذه الحالة تعمل بشرطين :

أ ـ أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال لا الماضي :

مثال : أنت مراجع دروسك ، فأنت مراجع دروسك في الحال أو مستقبلا. فإذا أريد المعنى الماضي قيل : أنت المقابل صديقك بإدخال (أل) على اسم الفاعل.

فقد تمّ المعنى بالإضافة ؛ فحذف التنوين من اسم الفاعل بسبب الإضافة. فـ (المقابل) : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة وهو مضاف و (صديقك) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.

ب ـ أن يعتمد اسم الفاعل على شيء قبله : (استفهام ـ أو نفي ، ومبتدأ أو نداء ، أو موصوف ...).

ـ فالمعتمد على مبتدأ مثل : عصام ناجحة مقاصده.

ـ والمعتمد على نفي مثل : ما محقّق عدوّنا مقاصده.

ـ والمعتمد على نداء مثل : يا مجاهدا عدوّه ، أبشر بنصر قريب.

(الفاعل) ضمير مستتر في مجاهد ، (عدوّ) مفعول به لاسم الفاعل (مجاهد) ، و (مجاهدا) منادى منصوب بالفتحة لأنّه شبيه بالمضاف.


ـ والمعتمد على موصوف مثل : قابلت تلميذا ناسيا فروضه.

ـ والمعتمد على استفهام مثل : أعائد أخوك من سفره؟

ماذا نستنتج :

ما اسم الفاعل؟ ممّا يصاغ؟ ما عمله؟

قاعدة عامّة :

ـ اسم الفاعل هو ما صيغ من الفعل الثّلاثي على وزن فاعل ليدلّ على من يقوم بالفعل وهو لا يدل على صفة ثابتة في الموصوف (الفعل). ففي قولنا : خالد معاتب صديقه.

فالصفة (العتب) ليس ثابتة في خالد.

مثال : درس ـ يدرس ـ دارس.

قرع ـ يقرع ـ قارع.

ـ ويصاغ ممّا فوق الثّلاثي على وزن مضارعه المعلوم بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر.

مثال : برهن ـ يبرهن ـ مبرهن.

استمتع ـ يستمتع ـ مستمتع.

ـ ويصاغ اسم الفاعل من الأفعال المعتلّة الآخر فإذا كان اسم الفاعل مرفوعا أو مجرورا حذف حرف العلّة من آخره واستعيض عنه بتنوين الكسر.

مثال : مشى ـ ماش. غدا ـ غاد. نعى ـ ناع.

ـ وإذا كان منصوبا فيحوّل حرف العلّة إلى ياء وينوّن.

مثال : مشى ـ ماشيا.

هذا إذا استعمل من دون (أل) أما إذا عرّف بـ (أل) فيصبح (الماشي) الغادي الناعي.


ـ يعمل اسم الفاعل عمل فعله. فإذا كان مشتقا من فعل متعد رفع فاعلا ونصب مفعولا به.

مثال : هذا هو الوطن الصّانع أبناؤه كلّ يوم له مجدا.

ـ وإن كان مشتقا من فعل لازم اكتفى بفاعله.

مثال : عاشر امرأ قائما على الأخلاق عمله.

ـ يعمل اسم الفاعل عمل فعله في حالات :

١ ـ إذا كان مقترنا بأل مثال قول الشّاعر :

ـ يأيّها الرّجل المعلّم غيره

هلّا لنفسك كان ذا التّعليم

٢ ـ إذا كان منوّنا. مثال : الكذب جالب شرّا كثيرا.

ـ أن يكون مشتقا من فعل متعدّ إلى مفعولين فيضاف لفظا إلى مفعوله الأوّل وينصب مفعوله الثّاني.

مثال : الفنّ مانع الإنسان علما ثانيا.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ حوّل اسم الفاعل إلى فعل مضارع مناسب :

أنا مستلق على صخرة دهرية بيضاء ، فيها نواتيء مسننّة كالحراب. من ورائي صخور تتعالى متطلّعة إلى السّماء ، طارحة عليّ ظلّا ناعما كالمحبّة ، مؤنسا كالرّجاء ، عابقا بالسّلام والطمأنينة كالإيمان. بيني وبين تلك الصّخور قناة تتسابق فيها قطرات نبع متهامسة فوق الحصى ، مترنّمة بين الأعشاب ، باسمة عند انحدارها من علو صغير ، حاملة إلى الوادي تحيّة القمم البيضاء.


٢ ـ استخرج من النّص كلّ اسم فاعل نصب مفعولا به مشيرا إلى هذا المفعول.

٣ ـ استخرج من النّص كلّ اسم فاعل رفع فاعلا ظاهرا أي ملفوظا في الكلام.

ـ أكمل الجمل الآتية بوضع اسم الفاعل في المكان الخالي ، وبيّن موقعه الإعرابي.

١ ـ كان الإناء ...

٥ ـ الاستحمام عقب الأكل ...

٢ ـ لعلّ أباك ...

٦ ـ أكره الرّجل ...

٣ ـ ظننت الهلال ...

٧ ـ أكره الرّجل ...

٤ ـ يسرّني التلميذ ...

٥ ـ اجعل كل اسم من الأسماء الآتية مبتدأ وأخبر عنه باسم فاعل مناسب :

المطر ـ التّاجر ـ الصّوت ـ المصباح ـ القمر ـ الشّجرة ـ الماء ـ السّماء ـ التّلميذ ـ الصّانع.

٦ ـ ضع كلّ اسم من الأسماء الآتية في جملة مفيدة ، وانعته باسم الفاعل المناسب :

كتاب ـ بناء ـ رجس ـ صديق ـ مدرسة ـ الحجرة.

٧ ـ كوّن ثلاث جمل في كلّ منها اسم فاعل فعله ثلاثي ، وثلاث جمل في كل منها اسم فاعل ممّا فوق الثّلاثي.

٨ ـ اعرب ما يلي : الضوء الصّناعيّ الضّعيف مفسد للهواء.


إعراب تطبيقي :

قال بشّار بن برد :

إذا كنت في كلّ الأمور معاتبا

صديقك ، لم تلق الّذي لا تعاتبه

إذا : ظرف لما يستقبل من الزّمان ، خافض لشرطه ، متعلّق بجوابه ، مبني على السّكون في محلّ نصب على الظّرفيّة.

كنت : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتّصاله بضمير رفع متحرّك وهو التّاء ، والتّاء ضمير متّصل مبني على الفتح في محل رفع اسم «كان».

في : حرف جرّ مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

كلّ : اسم مجرور بفي وعلامة جرّه الكسرة والجار والمجرور متعلقان باسم الفاعل (معاتبا) المتقدم.

الأمور : مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.

معاتبا : خبر كان منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره.

صديقك : مفعول به منصوب لاسم الفاعل «معاتبا» ، وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره وهو مضاف ، والكاف ضمير متّصل مبني على الفتح في محلّ جرّ بالإضافة.

لم : حرف جزم ونفي وقلب مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

تلق : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف


العلّة من آخره ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره «أنت».

الّذي : اسم موصول مبنّي على السّكون في محل نصب مفعول به.

لا : حرف نفي مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

تعاتبه : تعاتب : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والهاء ضمير متّصل مبني في محل نصب مفعول به.

والجملة المكونة من كان واسمها وخبرها في محل جر مضاف إليه لـ (إذا).

وجملة لم يلق الذي لا تعاتبه ، جواب (إذا)


الدّرس الخامس عشر :

اسم المفعول

الأمثلة :

(١)

ـ الأمّة الحيّة المكتوب اسمها في سجل الحضارة ، المحسوب لها بين الأمم ألف حساب وحساب ، المسموع رأيها بين الأراء هي الأمّة الّتي تعيش في أبعادها الزّمنية الثّلاثة.

(٢)

أمّا الأمّة الّتي لا تعيش في هذه الأبعاد فإنّها أمّة مقدّر عليها التّخلف ، مستضعف أبناؤها ، مصيرها متقاذف بين أمواج الزّمان العاتية.

خطّة البحث :

ـ ما الأفعال الّتي اشتقت منها كلمات (مكتوب ، محسوب ، مسموع) الدّاخلة في تركيب الفقرة الأولى؟

الأفعال هي (كتب ، حسب ، سمع) وهي أفعال ثلاثيّة :

ـ على أيّ وزن الكلمات (مكتوب ، مسموع ، محسوب)؟ هذه الكلمات على وزن مفعول وتسمّى اسم المفعول؟

ـ إذا كانت كلّ كلمة من هذه الكلمات تسمّى (اسم مفعول) وكان كلّ منها مشتقا من فعل ثلاثي ، فعلى أيّ وزن يصاغ اسم


المفعول من الفعل الثّلاثي؟

يصاغ اسم المفعول من الفعل الثّلاثي على وزن (مفعول).

أمّا في الفقرة الثّانية (أمّا الأمّة الّتي لا تعيش .....) ما الأفعال الّتي اشتقت منها كلمات : (مقدّر ـ مستضعف ـ متقاذف)؟

لقد اشتقت هذه الكلمات من الأفعال (تقدّر ـ استضعف ـ تقاذف) وهي أفعال يزيد كل منها على ثلاثة أحرف ، ومضارع الأفعال المذكورة أعلاه مجهول ، ومضارع ـ تقدّر ـ تقدّر ـ استضعف ـ يستضعف ـ تقاذف ـ يتقاذف.

ـ كيف يصاغ اسم المفعول ممّا فوق الثّلاثي؟

يصاغ اسم المفعول من غير الثّلاثي على وزن مضارعه المجهول مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر. إذا ، ما اسم المفعول؟

ـ اسم المفعول هو ما صيغ من الفعل الثّلاثي على وزن مفعول وممّا فوق الثّلاثي على وزن مضارعه المبني للمجهول مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر.

عمل اسم المفعول :

(١)

ـ إنّ شعبا معدّة أجياله لأزمانها مخطّطة حياته تخطيطا علميّا هو شعب مكتوب له كلّ عيش بائس ، مسلّط عليه حكّام بائسون.

(٢)

ـ إنّ وطنا ممنوحا شعبه همّة ونشاطا موهوبا أبناؤه ذكاء خلّاقا ، ملبسة أرضه ثوب الرّبيع الدّائم ، هو وطن يتمنّى العيش فيه كلّ من عرفه.


ـ لنأخذ اسم المفعول في كل من الفقرتين المذكورتين.

إنّ أسماء المفعول في كلّ من الفقرتين :

«معدّة ، مخطّطة ، مكتوب ، مسلّط ، ممنوحا ، موهوبا».

هي مشتقة من الأفعال التّالية :

«عدّ ، خطّط ، كتب ، سلّط ، فتح ، وهب».

ـ في الأفعال المذكورة أفعال تتعدّى إلى مفعول واحد وأفعال تتعدّى إلى مفعولين ونضع كلا منها على حدة.

إنّ الأفعال المذكورة أعلاه الّتي تتعدى إلى مفعول به واحد هي :

«عدّ ، خطّط ، كتب ، سلّط».

أمّا الفعلان : «منح ، وهب» فقد تعدّيا إلى مفعولين.

ـ إذا ، إن أسماء المفعولين المشتقّة من أفعال متعديّة إلى مفعول به واحد قد رفعت في الفقرة الأولى ، نائب فاعل ، «أجياله ، حياته ، كلّ ، حكّام».

إنّ أسماء المفعول في الفقرة الثانية ، رفعت نائب فاعل ونصبت مفعولا به.

ـ ماذا نستنتج؟ ما اسم المفعول؟ وكيف يصاغ؟ وما عمله؟

قاعدة عامّة :

هو اسم صيغ من أصل الكلمة ليدلّ على ما وقع عليه الفعل ، مثل : مأكول ، مكتوب مفتوح ، مقهور ، مغدور ... وهذه الصيغة تدل على صفة غير ثابتة في الموصوف. ففي قولنا : الشعب المستعمر مقهور ، فالقهر


ليس صفة ثابتة فيه ، وهو (يزول) متى (زال) الاستعمار.

ـ يصاغ اسم المفعول من الفعل الثّلاثي على وزن مفعول.

مثال : كتب ، يكتب ، مكتوب.

درس ، يدرس ، مدروس.

ـ يصاغ اسم المفعول من الفعل الثّلاثي المعتلّ العين على وزن مضارعه المجهول وتبديل حرف المضارعة ميما مفتوحة.

مثال : قال ، يقول ، مقول.

ـ يصاغ اسم المفعول من الفعل الثّلاثي المعتل اللّام على وزن مضارعة المجهول وتبديل حرف المضارعة ميما مفتوحة (وتضعيف لامه).

مثال : مشى ، يمشي ، ممشّى.

كوى ، يكوي ، مكويّ.

ويصاغ اسم المفعول من الفعل الثلاثي المضعف على وزن مفعول بعد فك تضعيفه : مدّ ، ممدود ، ردّ ، مردود.

ـ ويصاغ اسم المفعول ممّا فوق الثّلاثي ، على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر.

مثال : سلّط ، يسلّط ، مسلّط.

استعمر ، يستعمر ، مستعمر.

عمل اسم المفعول.

يعمل اسم المفعول عمل فعله المجهول :

ـ فيرفع نائب فاعل ، إن كان مشتقّا من فعل متعدّ إلى مفعول به واحد.


مثال : ما أكرم الوطن الموهوب جانبه.

ـ ويرفع نائب فاعل وينصب مفعولا به ثانيا ، إن كان مشتقا من فعل يتعدّى إلى مفعولين.

مثال : هذه أمّة موهوب أبناؤها ذكاء فائقا.

ومن شروط عمله أنه إذا كان محلى بـ (أل) عمل مطلقا ، وإن تجرّد منها فلا يعمل إلا إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال وكان معتمدا على ما سبقه. الأمثلة التالية توضح ذلك : رأيت المحمود صنيعه ؛ فكلمة : صنيعه نائب فاعل لاسم المفعول المحلى بأل : المحمود. ولا يجوز أن يقال : خالد محمود صنيعه البارحة. بل يستخدم الفعل فيقال : حمد خالد على صنيعه البارحة.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ ميّز في ما يلي اسم المفعول من المفعول به :

ـ تلك شجرة مقطوعة.

ـ اشتريت كتبي من مكتبة المدرسة.

ـ كتب الأطفال مزيّنة بالصوّر.

ـ هذه الحديقة محاطة بالأسلاك الشائكة.

ـ رأيت في طريقي رجلا مبتورة رجله.

٢ ـ أشر بخط إلى اسم المفعول الواقع فاعلا ، وبخطيّن إلى اسم المفعول الواقع مفعولا به :

ـ حزن المطرود من المدرسة حزنا شديدا.


ـ سمعت المأسور يبكي بحرقة.

ـ يدافع المشكوّ عن نفسه.

ـ رأيت المشرّدين يبحثون عن مأوى.

ـ جاء المدعوون كلّهم.

٣ ـ صغ اسم المفعول من كلّ من هذه الأفعال وضعه في جملة مفيدة :

صاغ ـ باع ـ ارتعى ـ ابتنى ـ جلا ـ سقى.

٤ ـ حوّل كلّا من الأفعال التّالية إلى وزن «أفعل» أو «فعّل» ثمّ صغ منه اسم المفعول مضبوطا بالحركات اللّازمة :

لقي / بان / علا / ولي / قال / دان / خاف / راق / بدا / بلا.

٥ ـ ضع ما يلي في المثنّى ثمّ في الجمع :

ـ هذه كلمة مبنيّة.

ـ هذا هو الرّجل المرجوّ.

ـ خذ الكلمة المعربة.

ـ الجملة المبهمة لا تفيد أحدا.

ـ أنت المصطفى.

٦ ـ أكتب أربع جمل في كلّ منها اسم مفعول يكون كما يلي :

١ ـ فاعلا. ٢ ـ مفعولا به. ٣ ـ خبرا لكان. ٤ ـ خبرا لإنّ.

٧ ـ إملأ الفراغ باسم المفعول المناسب مضبوطا بعلامة الإعراب :

ـ تلك كأس ... شرابا.

ـ جبالنا ... أشجارا دائمة الخضرة.

ـ كتب الصّغار ... بالصّور الزّاهية.

ـ إذا تركت النّوافذ ... دخل النّور والهواء.


ـ الأرض ... والمروية تعطي الغلال.

ـ والأرض ... تنبت الأشواك.

٨ ـ أعرب ما يلي :

أصبح المرميّ راميا.

لعلّ المبتلي ينجو من بليّته.

إعراب تطبيقي :

قال المتنبي :

لعلّ عتبك محمود عواقبه

وربّما صحّت الأجسام بالعلل

لعلّ : حرف ترجّي ونصب مبني على الفتح مشبّه بالفعل يدخل على المبتدأ والخبر ينصب الأوّل اسما له ويرفع الثّاني خبرا له.

عتبك : اسم لعلّ منصوب بالفتحة على آخره ، وهو مضاف ، والكاف ، ضمير متّصل مبني على الفتح في محلّ جرّ بالإضافة.

محمود : خبر «لعلّ» مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره.

عواقبه : نائب فاعل لاسم المفعول «محمود» مرفوع بالضّمّة ، وهو مضاف والهاء ضمير متّصل مبني على الضّم في محل جرّ بالإضافة.

وربّما : الواو ، استئنافيّة ، حرف مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب. ربّما : ربّ : حرف جر شبيه بالزائد ، ما : كافة


اتصلت بـ (ربّ) فجاز دخولها على الفعل.

صحّت : فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره ، والتّاء للتأنيث.

الأجسام : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره.

بالعلل : الباء : حرف جر مبني على الكسر لا محلّ له من الإعراب. العلل : اسم مجرور بالباء وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره. والجار والمجرور متعلّقان بالفعل «صحّت».


الدّرس السادس عشر :

الصّفة المشبّهة

الأمثلة :

(١)

ـ هذا رجل جميل محيّاه ، كرمت نفسه ، وكثرت تضحياته ، وصدقت أقواله في النّاس.

(٢)

ـ هو جميل المحيّا ، ذو نفس كريمة وتضحيات كثيرة.

خطّة البحث :

ـ إنّ الكلمات «جميل ، كريمة ، كثيرة ، صادقة» اشتقّت من الأفعال «جمل ، كرم ، كثر ، صدق» وكلها أفعال ثلاثيّة.

ـ على أيّ وزن صيغت كلمات «جميل ، كريمة ، كثيرة ، صادقة»؟

صيغت كل من الكلمات على وزن فعيل. مثال : جميل ، كريم ، كثير. وصيغت كلمة صادقة مذكر.

ـ ماذا تسمّى كل كلمة من هذه الكلمات؟

تسمّى هذه الكلمات صفة مشبّهة باسم الفاعل.

وسمّيت صفة مشبّهة باسم الفاعل لأنّها تشبه الفاعل من حيث أنّها تثنّى وتجمع وتذكّر وتؤنّث وتعمل مثله فيما بعدها. إلا أنّها تختلف عنه بدلالتها على صفة ثابتة في الموصوف غير


مقترن بزمن معيّن. فالصفة المشبهة هي الصفة المشتقة من الفعل الثلاثي اللازم والدالة على وصف وموصوف ، ودلت على الثبوت والدوام. والفعل اللازم يكون على وزن (فعل) مثل : كرم. أو على وزن فعل (بكسر العين) مثل : فرح وإذا كان الفعل اللازم على وزن فعل (بفتح العين) مثل : خرج ، دخل ، كتب ؛ فالوصف منه يكون على وزن فاعل ، وتسمى صيغته باسم فاعل.

مثال : نخيل ـ طويل.

وتصاغ الصّفة المشبّهة من الفعل الثلاثي المجرّد على أوزان كثيرة أشهرها :

أ ـ فعل مؤنّثة : فعلة ـ فطن مؤنّثة ـ فطنة.

ب ـ أفعل مؤنّثة : فعلاء ـ أحسن مؤنّثة ـ حسناء.

ج ـ فعلان مؤنّثة : فعلى ـ عطشان مؤنّثة ـ عطشى.

د ـ فعيل مؤنّثة : فعيلة ـ كريم مؤنّثة ـ كريمة.

ه ـ فعل ، مثل : صلب ، حرّ.

وـ فعل ، مثل : بطل ، حسن.

ز ـ فعول ، مثل : خجول.

ح ـ فعّال ، مثل : همّام.

ي ـ الصفة المحوّلة :

ـ عن اسم الفاعل. مثل : شاحب الوجه ، معتدل الوزن.

ـ عن اسم المفعول. مثل : مهذب الأخلاق ، محمود الصفات.

ـ هل تعمل الصّفة المشبّهة عمل اسم الفاعل؟

سنبيّن ذلك من بعض الأمثلة :


(١)

١ ـ أكرم برجل حسن خلقه.

(ب)

١ ـ أكرم برجل حسن خلقه.

٢ ـ هذان رجلان كرم نسبهما.

٢ ـ هذان رجلان كريم نسبهما.

٣ ـ هذا هو الحاكم الّذي طهر قلبه.

٣ ـ هذا هو الحاكم الطّاهر القلب.

ماذ نلاحظ؟

في جمل المجموعة الأولى ثلاثة أفعال لازمة هي «حسن ـ كرم ـ طهر».

فاعل (حسن) ـ خلقه / فاعل (كرم) ـ نسب / فاعل (طهر) ـ قلب.

هذه الأفعال قد تحوّلت في أمثلة المجموعة الثّانية إلى صفات مشبّهة باسم الفاعل وهي (حسن ـ كريم ـ الطّاهر).

ماذا عملت الصّفة المشبّهة في أمثلة المجموعة الثّانية؟

عملت الصّفة المشبّهة عمل فعلها اللّازم الّذي اشتقت منه فرفعت فاعلا :

إنّ فاعل (حسن) ـ خلق / فاعل (كريم) ـ نسب / فاعل (الطّاهر) ـ القلب.

بعد هذا العرض ما ذا نستنتج؟ ما الصّفة المشبّهة؟ وما عملها؟ وما أوزانها؟


قاعدة عامّة :

الصّفة المشبّهة باسم الفاعل صفة مشتقّة من الفعل اللّازم تشبه الفاعل من حيث التثنية والجمع والتذكير والتأنيث ومن حيث عملها فيما بعدها ؛ إلا أنّها تختلف عنه بدلالتها على صفة دائمة غير مرتبطة بزمن.

مثال : رجل بخيل / هذا هو الحاكم الطّاهر القلب.

ـ تعمل الصّفة المشبّهة عمل فعلها اللّازم المشتقّة منه فترفع فاعلا.

مثال : أحسن برجل يقظ عقله.

فكلمة عقل : فاعل مرفوع للصّفة المشبّهة «يقظ».

ـ أوزانها. تأتي الصّفة المشبّهة ، من الثّلاثي على أوزان متعدّدة ، أكثرها دورانا في الكلام وزن فعيل.

مثال : بخيل / طويل / كريم / سريع / صحيح / صريح / بعيد / ... الخ.

وزن أفعل الّذي مؤنثة فعلاء. مثال : أحمر ـ حمراء.

وزن فاعل الدّال على معنى الثبوت. مثال : صالح / فاسد / طاهر / سامي.

وزن مفعول الدّال على الثبوت. مثال : مجنون / محمود.

ـ ترفع الصّفة المشبّهة فاعلها في المعنى. مثال : هذا الرّجل دقيق العظم.

فكلمة (العظم) مجرورة بالإضافة إلى (دقيق) وعملها فاعل للصفة المشبّهة (دقيق) يتبين ذلك من قولنا : دقيق عظمه.


ـ تنصب الصّفة المشبّهة الاسم الّذي بعدها على شبه المفعول إذا كانت مؤنّثة. مثال : رأيت الخطيب البليغ القول.

رأيت : فعل وفاعل. الخطيب : مفعول به للفعل رأى.

البليغ : نعت للخطيب تبعه في النّصب وهي الصّفة المشبّهة. القول : منصوبة على التشبيه بالمفعول به.

واعتبرت الصّفة المشبّهة في هذا الأسلوب شبيهة بالمفعول به وليست مفعولا به لأنّ الصّفة المشبّهة العاملة فيه مأخوذة من فعل لازم واللّازم لا ينصب مفعولا به.

ـ تنصب الصّفة المشبّهة الاسم الّذي بعدها إذا كان نكرة منوّنة على أنّه تمييز.

مثال : خالد حسن أخلاقا.

ـ تجرّ الصفة المشبّهة الاسم الّذي بعدها على أنّه مضاف إليه.

مثال : خالد نظيف الثّوب.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ ضع تحت الصّفة المشبّهة خطا وتحت اسم الفاعل خطين :

قال بعض الحكماء : المؤمن شريف ، ظريف ، لطيف ، غضيض الطّرف ، سخيّ الكفّ ، لا يردّ سائلا ، متواصل الأحزان ، مترادف الإحسان ، متأسّف على ما فاته من تضييع أوقاته ، كأنّه ناظر إلى ربّه مراقب لما خلق له ، كثير المعونة ، قليل المؤونة.


٢ ـ ضع مكان المصدر ، الصّفة المشبّهة :

مثال : ضخامة الجسم ـ جسم ضخم.

ضخامة الجسم ـ استقامة السّيرة ـ سمرة اللّون ـ صباحة الوجه ـ رشاقة القدّ ـ سذاجة الطّبع ـ فصاحة اللّسان.

٣ ـ اعط الصّفة المشبّهة من الأفعال الآتية :

كلا ـ فقه ـ رثّ ـ إتّسع ـ حسن ـ سما ـ لذّ ـ إستوى ـ فطن ـ عذب ـ امتلأ.

٤ ـ اعط الصّفة المشبّهة من الأفعال التّالية على وزن فعيل :

رفع ـ كرم ـ جمل ـ صرح ـ طال ـ صحّ.

٥ ـ ألّف جملتين في كل منهما صفة مشبهّة أو أكثر على أن ترفع كلّ صفة فاعلا.

مثال : ما أحسن رجلا يقظا عقله.

٦ ـ أعرب ما يلي :

لقد ظفرت بمحدّث صادقة كلماته.

إعراب تطبيقي :

قال أبو العلاء المعرّي :

وإنّي وإن كنت الأخير زمانه

لآت بما لم تستطعه الأوائل

و: حسب ما قبلها.

إنّي : إنّ حرف توكيد ونصب وهي حرف مشبّه بالفعل تدخل على المبتدأ والخبر تنصب الأوّل اسما لها وترفع الثّاني


خبرا لها ، والياء ضمير متّصل مبني على السّكون في محل نصب اسم «إنّ».

وإن : الواو حاليّة ، إن : زائدة.

كنت : فعل ماض ناقص مبني على السّكون لاتّصاله بضمير رفع متحرّك وهو «التّاء» والتّاء ضمير متّصل مبني على الضمّ في محل رفع اسم «كان».

الأخير : خبر كان منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره.

زمانه : فاعل مرفوع للصّفة المشبّهة «الأخير» وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة ، وهو مضاف والهاء ضمير متّصل مبني على الضّم في محل جر بالإضافة.

لآت : اللّام مزحلقة : حرف تأكيد مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب. آت : خبر إنّ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على ياء المنقوص المحذوفة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة.

بما : الباء حرف جر مبني على الكسرة لا محلّ له من الإعراب. ما : اسم موصول مبني على السّكون في محلّ جرّ بحرف الجرّ.

لم : حرف جزم ونفي وقلب مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

تستطعه : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السّكون الظّاهرة على آخره. والهاء ضمير متّصل مبني على الضمّ في محل نصب مفعول به.

الأوائل : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره.


الدّرس السابع عشر :

صيغ المبالغة

الأمثلة :

ـ كلّ كلمة من كلماتك هي شعاع نافذ إلى الحقيقة نوره ، كاشف للنّاس عتمة دربهم ، واصف لهم دقائق أعمالهم.

ـ كلّ حرف من أحرف كلماتك هو شعاع نفّاد إلى الحقيقة نوره ، كشّاف للنّاس عتمة دربهم ، وصّاف لهم دقائق أعمالهم.

خطّة البحث :

ـ هل من أسماء فاعل في المجموعة؟ أجل.

إذا ، لنستخرجها.

أسماء الفاعل الواردة في المجموعة الأولى هي :

«نافذ ـ كاشف ـ واصف».

تحوّلت هذه الأسماء إلى أسماء أخرى في المجموعة الثّانية.

نضع كلّ اسم فاعل مقابل الاسم الوارد في المجموعة الثّانية من نوعه.

نافذ = نفّاذ / كاشف = كشّاف / واصف = وصّاف.

وقد ورد في المجموعة الأولى «نافذ ـ كاشف ـ واصف» وهي أسماء الفاعل على وزن «فاعل».


وقد تحوّلت هذه الأسماء في المجموعة الثّانية إلى «نفّاذ ـ كشّاف ـ وصّاف» على وزن «فعّال».

عند ما يتحوّل اسم الفاعل المشتق من الثلاثي المتعدي إلى صيغة المبالغة والتّكسير «فعّال» ماذا يسمى؟

كل اسم فاعل مشتق من الثلاثي المتعدي تتحوّل صيغته إلى صيغ أخرى لقصد المبالغة والتكثير يسمّى صيغة مبالغة اسم الفاعل.

فإذا قلنا خالد أكل الزاد. فإننا ندلّل على وجود شخص اسمه خالد يتصف بأنه آكل. أما إذا قلنا : خالد أكول (على وزن فعول) فإننا ندلل على أن خالدا يأكل كثيرا ، أي يبالغ في الأكل.

أوزان صيغ المبالغة : لصيغ المبالغة أوزان كثيرة أشهرها خمسة وهي :

هناك مجموعة أوزان لصيغ المبالغة هي (١) :

فعّال (بتشديد العين) حلّال ؛ فتّاح.

مفعال ـ مطعان ؛ معطار.

فعول ـ حمول ؛ أكول.

فعيل ـ سميع ؛ عليم.

فعل (بكسر العين) فرح ؛ قذر.

وهناك أوزان أخرى قليلة الاستعمال منها :

فعّيل (بكسر الفاء وتشديد العين) سكّير.

فعلة (بضم الفاء وفتح العين) همزة.

__________________

(١) من الجدير الملاحظة أن جميع صيغ المبالغة سماعيّة.


فعّال (بضم الفاء وتشديد العين) كبّار.

فاعول ـ فاروق.

هل لهذه الصيغ عمل؟ أجل وسنبيّن عملها من خلال الأمثلة :

(١)

كان مرآه يبعث السّرور في نفسي. كان حمّالا إلينا كلّ بشرى ، قؤولا لنا من الكلام أحسنه ، لبّاسا لكل حالة لبوسها.

(٢)

كان أخي منطلق الوجه ، سبّاقا إلى التّحية لسانه ، بسّاما للنّاس ثغره ، ميّالا إلى الخير قلبه.

ـ ماذا نلاحظ؟

نلاحظ أن صيغ المبالغة الواردة في المجموعة الأولى هي :«حمّالا ، قؤولا ، لبّاسا».

من أي الأفعال اشتقّت أمن أفعال لازمة أم متعدّيّة؟

اشتقت من أفعال متعدّية.

ـ ما الأفعال الّتي اشتقّت منها؟

اشتقّت من الأفعال الآتية :

حمّالا ـ حمل / قؤولا ـ قال / لبّاسا ـ لبس.

أمّا المجموعة الثّانية فقد ورد فيها صيغتان مشتقتان هما : مبساما ، ميّالا.

وهاتان الصيغتان قد اشتقّتا من أفعال لازمة هما :

بسّاما ـ بسم ـ ابتسم / ميّالا ـ مال.

فهما إذن صفتان مشبهتان وليستا من صيغ المبالغة لأن صيغة المبالغة لا تشتق إلّا من فعل متعدّ.


ما الدّليل على أنّ أفعال صيغ المجموعة الأولى متعدّية وأفعال صيغ المجموعة الثّانية لازمة؟

الدّليل أن صيغتي المبالغة في المجموعة الأولى لم تكتفيا بفاعليهما بل تعدّت كلّ منهما إلى مفعول به.

فإنّ كلا من الكلمات التّالية :

حمّالا تعدت إلى ـ كلّ / قؤولا تعدت إلى ـ أحسن / لبّاسا تعدت إلى ـ لبوس.

أمّا المجموعة الثّانية فقد اكتفت الصيغ المشتقة بفاعلها.

بسّاما بفاعلها ـ ثغره / وميّالا بفاعلها قلبه.

ماذا نستنتج؟ ما صيغة المبالغة؟ وعملها؟

كيف نفرّق بين الصّفة المشبّهة وصيغة المبالغة؟

نفرّق بينهما بالمعنى العام ، ويأتّي فعل الصفة المشبّهة لازم وفعل صيغة المبالغة متعد مثل :

الصّفة المشبّهة

صيغة المبالغة

كريم فعله كرم ، لازم.

عليم ، فعله علم متعدّ.

فرح فعله فرح ، لازم.

غفور فعله غفر متعدّ.

قاعدة عامّة :

إذا أردنا لاسم الفاعل أن يتضمّن معنى المبالغة جعلناه على صيغ خاصّة تسمّى صيغ المبالغة ؛ وأبرزها وأكثرها شيوعا صيغة فعّال بالإضافة إلى الصيغ الأخرى.

فعّال : قهّار ـ بسّام ـ ظلّام.

فعول : جهول ـ لعوب.


مفعال : مئزار.

فعّالة : علّامة.

فعل : فرح ـ لعب.

قد تعمل صيغ المبالغة عمل فعلها فترفع فاعلا وتنصب مفعولا به.

مثال : المجاهد ضرّاب عدوه.

كان قؤولا أحسن الكلام.

إعراب تطبيقي :

١ ـ استخرج صيغ المبالغة من النّص التّالي :

لا تكن روّاغا عن الحقّ ، ذهّابا في متاهات الباطل ، خدّاعا سامعيك بالقول المزخرف ، حقودا على من أساء إليك ؛ وكن سبّاقا إلى صلته إن بدا لك منه اعتذار ، ولا تكن مهذارا في المجالس ، وكن صموتا إلّا حيث يكون النّطق بالكلمة عملا تقوّم به منكرا رأيته ؛ ولا يقعدنّك عن الحقّ تجهر به إلّا قناعتك أنّ الجهر بالحقّ ومرّ الرّيح سواء.

٢ ـ ما الوزن الأكثر استعمالا في هذه الصيغ.

٣ ـ حوّل كلّ صيغة من الصيغ التّالية إلى اسم فاعلها :

نزّاع ـ نصّاح ـ شكّاء ـ ذوّاقة ـ ندّاب ـ هدّام ـ توّاق ـ لعوب ـ جريح ـ صبور.

٤ ـ كوّن ثلاث جمل تدخل في كلّ منها صيغة مبالغة أو أكثر.

مثال : له نظر نفّاذ ما أندر وقوعه في الخطأ.


٥ ـ أملأ الفراغ بما يناسب من الصيغ التّالية :

(النمّام ، ذهّابا ، نزّاعا ، هدّاما ، حقودا).

لا تكن ... على من أساء إليك ، ولا تقابل ... بالنّميمة ، فإنّ الحقد والنميمة آفتان خبيثتان ما ابتلي امرؤ بهما إلّا انطفأ السّلام في قلبه وصار ... إلى كل شرّ ... في دروب الظّلام ... لكل بنيان.

٦ ـ أعرب ما يلي :

لا تكن خدّاعا لسامعيك بالقول المزخرف.

إعراب تطبيقي :

كان أخي بسّاما للنّاس ثغره.

كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح الظّاهر على آخره ، تدخل على المبتدأ والخبر فترفع الأوّل اسما لها وتنصب الثّاني خبرا لها.

أخي : اسم كان مرفوع بالضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم وهو مضاف والياء ضمير متّصل مبني على السّكون في محل جرّ بالإضافة.

بسّاما : خبر كان منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره.

للنّاس : اللّام حرف جر مبنيّ على الكسرة لا محلّ له من الإعراب اسم مجرور والجار والمجرور متعلقان بالخبر بسّاما.

ثغره : فاعل (بسّاما) مرفوع وعلامة رفعه الضّمة وهو مضاف والهاء في محل جر بالإضافة.


الله سميع دعاء المظلومين.

الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

سميع : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. (وهي من صيغ المبالغة على وزن (فعيل).

دعاء : مفعول به (سميع) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف.

المظلومين : مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الياء لأنه جمع مذكر سالم.


الدّرس الثامن عشر :

اسم التّفضيل

الأمثلة :

ـ الذّهب أثمن من الفضّة.

ـ اللّيطاني أغزر الأنهار اللّبنانية ماء.

ـ وطني أجمل الأوطان.

خطّة البحث :

ـ ماذا نلاحظ في كلّ من الجمل السّابقة؟

في كل جملة من الجمل السّابقة ، كلمة تدلّ على المفاضلة.

والكلمات الّتي تدلّ على المفاضلة في الجمل هي (أثمن ـ أغزر ـ أفضل) ، ولها وزن واحد هو (أفعل) ويدلّ هذا الوزن على التّفضيل.

ـ ما الأفعال الّتي اشتقت منها الأوزان السّابقة؟

إنّها أفعال ثلاثيّة هي (ثمن ـ غزر ـ جمل).

هل هذه الأسماء تدلّ على لون أو عيب أو حلية؟

لا ، لأن اسم التّفضيل يصاغ من الثّلاثي غير الدّال على لون أو عيب أو حليّة على وزن أفعل.

ـ إذا كانت كل من هذه الكلمات (أثمن ـ أغزر ـ أجمل) وما شابهها تسمى اسم تفضيل أو (أفعل التّفضيل) فما هو اسم التّفضيل؟


إنّ اسم التّفضيل صيغة مشتقّة من الفعل المتصرّف الثّلاثي التّام المثبت المبني للمعلوم ؛ وتدلّ على أن شيئين يشتركان في صفة واحدة ، وأن أحدهما يزيد الآخر في هذه الصفة.

مثال : الأرض أكبر من القمر ، وأصغر من الشمس.

ويمكن التّوصل إلى التّفضيل مما لم يستوف الشّروط من المصدر بعد (أشد أو أكثر) ، وينصب المصدر في هذه الحالة على التّمييز.

مثال : خالد أكثر اجتهادا من سمير.

نأخذ أمثلة أخرى تبيّن لنا حالات اسم التّفضيل :

ـ الضّوء أسرع من الصّوت.

ـ المتنبي شاعر العرب الأكبر.

ـ الكتاب أحسن رفيق في الوحدة.

ـ أصدقائي أفضل الأصدقاء.

ماذا نلاحظ من خلال هذه الأمثلة؟

نلاحظ ما يلي : في المثال الأوّل (الضّوء أسرع من الصّوت) جرّد اسم التّفضيل من (أل) ومن الإضافة وجاء مفردا مذكرا وورد الاسم المفضّل عليه مجرورا بمن ، وهو ملازم صيغة أفعل من دون أن يتطابق مع ما قبله من حيث الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث.

في المثال الثّاني (المتنبي شاعر العرب الأكبر).

اسم التّفضيل (الأكبر) جاء معرفا بأل ، وموافقا للمفضّل في التّذكير والتّأنيث والإفراد والتّثنيّة والجمع ، من دون ذكر المفضّل عليه.


في المثال الثّالث (الكتاب أحسن رفيق) ، أضيف اسم التّفضيل (أحسن) إلى نكرة ، فأتى مفردا مذكرا ، والاسم الّذي بعده (رفيق) موافقا الاسم الّذي قبله (الكتاب) في التّذكير ؛ وامتنع ورود (من) بعده.

في المثال الرّابع (أصدقائي أفضل الأصدقاء).

أضيف اسم التّفضيل (أفضل) إلى معرفة (الأصدقاء) فجاز في الاسم الّذي قبله (أصدقاء) الأفراد والتّذكير ، كالاسم المضاف إلى نكرة. هذا بالنّسبة إلى حالات اسم التّفضيل.

أمّا بالنّسبة إلى عمل اسم التّفضيل فسنأخذ مثالا تطبيقيا.

ـ عليّ أفصح المتحدّثين.

ـ عمرو أفضل العلماء.

ـ ما رجل أحسن به الجميل كعليّ.

ماذا نلاحظ؟ نلاحظ أنّ اسم التّفضيل يرفع فاعلا الّذي غالبا ما يكون ضميرا مستترا فيه كما في المثلين الأوّلين ، حيث أنّ فاعل (أفصح) ضمير مستتر ، وكذلك فاعل (أفضل) ويرفع اسم التّفضيل الاسم الظّاهر إذا أمكن أن يستبدل بفعل يؤدي معناه ، كما في المثال الثّالث ، فكلمة (الجميل) هي فاعل ظاهر لصفة (أحسن) ويمكن القول (ما رجل يحسب به الجميل كعليّ).

بعد هذا كله ما اسم التّفضيل؟ صياغته؟ حالاته؟ عمله؟

القاعدة العامّة :

اسم التّفضيل اسم مشتّق يبين فضل أحد المشتركين في صفة على الآخر؟

ففي قولنا (جميل أكرم من سمير) نبيّن أن (جميلا وسميرا)


اشتركا في صفة الكرم ولكن جميلا زاد على سمير في هذه الصّفة ، فجميل (مفضّل) وسمير (مفضّل عليه) والصّيغة أسلوب تفضيل.

ـ يصاغ اسم التّفضيل من الفعل الثّلاثي غير الدّال على لون أو عيب أو حلية على وزن (أفعل).

ـ لا يصاغ اسم التّفضيل إلّا من معلوم. مثال : (كتب) عامر أكتب من زاهر.

لا يصاغ اسم التّفضيل من الأفعال النّاقصة كان وأخواتها.

لا يصاغ اسم التّفضيل من جامد. ليس ـ لا يصاغ منها لأنّها فعل جامد.

ـ من شروط الصّياغة أن يكون الفعل قابلا للتّفاوت بمعنى أن يختلف فيه شخص عن آخر.

مثال : المطالعة أفضل من التّلفاز.

ـ إذا لم يستوف الفعل الشروط السّابقة يصاغ اسم التّفضيل من المصدر المنصوب بعد الكلمات : «أشد ، أكبر».

وتعرب هذه المصادر تمييزا منصوبا.

مثال : العلم أكثر دواما من المال.

فكلمة (دواما) تمييز منصوب بالفتحة.

ـ حالات اسم التّفضيل.

١ ـ إذا كان اسم التّفضيل مجرّدا من (أل) والإضافة يكون مفردا مذكرا (على وزن أفعل) ويلازم هذه الحالة وإن اختلف ما قبله من حيث الإفراد والتثنية والجمع ، ومن حيث التذكير والتأنيث ؛ والاسم المفضّل عليه مجرورا بمن.


مثال : خالد أفضل من عامر.

٢ ـ إذا كان اسم التّفضيل معرّفا بـ (أل) فيوافق الاسم المفضّل في التّذكير والتّأنيث ، وفي الإفراد والتّثنية والجمع ، ولا يذكر الاسم المفضّل عليه.

مثال : النيل والمسيسبي هما النّهران الأطولان.

هو الأكبر ؛ هي الكبرى ، وهما الأكبران ، وهما الكبريات ، وهم الأكبرون ، وهن الكبريات.

٣ ـ إذا كان اسم التّفضيل مضافا إلى نكرة فيكون مفردا مذكّرا ، والاسم الّذي بعده يوافق الاسم الّذي قبله في التّذكير والتّأنيث.

مثال : الكتاب خير جليس.

٤ ـ أمّا إذا كان اسم التّفضيل مضافا إلى معرفة فيجوز موافقته للاسم الّذي قبله كالمعرّف بـ «أل» ، ويجوز إفراده وتذكيره كالمضاف إلى نكرة.

أمثلة : الصّديق خير الأنيس / هما أفضل الموجودين

الصديقة خير الأنيس / هما أفضلا الموجودين

ـ عمل اسم التّفضيل :

يرفع اسم التفضيل الضمير المستتر فيه.

مثال : نافع أذكى من راجح.

٢ ـ قد يرفع اسم التّفضيل الاسم الظّاهر (الفاعل) إذا صلح أن يقع موقعه فعل بمعناه.

مثال : ما رجل أحسن به الجميل كعليّ.


١ ـ اذكر معنى كلّ من أسماء التّفضيل في ما يلي :

ـ ليالي الشّتاء أطول من ليالي الصّيف.

ـ العنب أطيب الفواكه.

ـ سعيد أمهر صيّاد في ضيعتنا.

ـ فصل الرّبيع أجمل فصول السّنة.

ـ قلب الطّفل أشدّ نقاء من الشّمس.

٢ ـ استعمل اسم التّفضل المناسب للمفاضلة بين كلّ اسمين تجوز المفاضلة بينهما :

الجبل ، الوادي / الثّمر ، الحيوانات.

الرّجل ، المرأة / السّكر ، الملح.

الملعب ، قاعة الصّف.

٣ ـ صغ اسم التّفضيل من الأفعال الآتية :

قنع ... راع ... ضاق ...

كرم ... بعد ... علا ...

حسن ... بلغ ... سما ...

٤ ـ ألّف خمس جمل يكون فيها اسم التّفضيل كما يلي :

١ ـ خبرا لكان.

٢ ـ اسما لإنّ.

٣ ـ مبتدأ.

٤ ـ فاعلا.

٥ ـ مفعولا به.


٥ ـ خذ اسم التّفضيل ممّا يلي واستعمله في جملة جديدة.

ليس لي أن أكون أسخى من الغمام.

كان حاتم أكرم النّاس.

لم أعرف أشدّ منك رغبة في العلم.

سلكنا أسهل الطّرق.

أصابتنا أقسى المحن.

طمعت إلى أعلى الرّتب.

٦ ـ استعمل اسم التّفضيل في جمل مفيدة على الوجه الآتي :

١ ـ مضافا إلى اسم صريح.

٢ ـ مضافا إلى ضمير.

٣ ـ مجرورا بحرف بمن.

٧ ـ أعرب ما يلي :

كان أعظم الرّسل رجلا بسيطا.

بلدي أجمل البلدان.

إعراب تطبيقي :

الشّمس أبهى من العروس.

الشّمس : مبتدأ مرفوع بالضمّة الظّاهرة في آخره.

أبهى : خبر المبتدأ مرفوع بالضمّة المقدّرة في آخره للتّعذّر.

من : حرف جر.

العروس : اسم مجرور بحرف الجر «من» وعلامة جره الكسرة الظّاهرة في آخره ، والجار والمجرور متعلّقان بـ «أبهى».


الدّرس التاسع عشر :

المفعول المطلق

(١)

ـ أرسلوا أنفسهم على سجيّتها إرسالا.

(٢)

ـ رضوا عن أنفسهم رضاء الشّاكرين.

ـ أبرموا الأمر إبراما.

ـ قرأت النّص قراءتين.

ـ أحكموا القضيّة إحكاما.

(٣)

ـ سخطوا على أنفسهم كثيرا.

ـ أحكموا القضيّة أيّ إحكام.

ـ فرّقوا ما أحكموا كلّ تفريق.

خطّة البحث :

الألفاظ (إرسالا ، إبراما ، إحكاما) ـ هي مصادر اشتق منها ثلاثة أفعال (أرسل ، أبرم ، أحكم) ؛ ثم أتى مصدر هذه الأفعال فأكدّ معنى الفعل.

وقد أتت المصادر الثلاثة (إرسالا ، إبراما ، إحكاما) منصوبة بعد أفعال من لفظها لتؤكد معناها ، كل من هذه المصادر يسمّى مفعولا مطلقا.


أمّا لو دققّنا في أمثلة المجموعة الثّانية وجدنا المصادر (رضاء ، قراءتين) ليست من لفظ الفعل فحسب بل دلّت على نوعه وعدده.

وهذا النّوع من المصادر أيضا يسمّى مفعولا مطلقا أمّا لو أخذنا أمثلة المجموعة الثّالثة ، وجدنا أنّ الألفاظ (كثيرا ، أيّ ، كلّ) ليست مصادر من لفظ الفعل ولا من نوعه ، ولم تدلّ على عدد ؛ بل هذه الألفاظ المذكورة أعلاه حلّت محل المصادر الّتي تأخذ حكم المفعول المطلق ، أي تنوب عنه وتحلّ محلّه وتفيد معناه.

وعلى هذا نستطيع أن نسمّي كلا من الألفاظ المذكورة (كثيرا ، أيّ ، كل) نائب مفعول مطلق وتأتي منصوبة كالمفعول المطلق.

ـ ما المفعول المطلق ، وما نائب المفعول المطلق؟

القاعدة العامّة :

المفعول المطلق هو مصدر منصوب يذكر بعد فعل من لفظه ليؤكّد معناه.

مثال : أدّبته تأديبا.

أو ليبين نوعه. مثال : مشيت مشية المختال.

أو ليدل على عدده. مثال : كتبن كتابات عديدة.

أمّا نائب المفعول المطلق فهو لفظ يحلّ محلّ المفعول المطلق ويفيد معناه ويكون منصوبا مثله. مثال : نمت جيّدا أي نمت نوما جيّدا. ساعدته كلّ مساعدة أي ساعدته مساعدة كاملة.


أشهر ما ينوب عن المفعول المطلق ويكون منصوبا مثله :

١ ـ اسم المصدر. مثال : سلّمت سلاما.

٢ ـ صفته. مثال : حزن الناس عليه كثيرا.

٣ ـ مرادفه. مثال : نمت رقودا.

٤ ـ ما يدلّ على نوعه. مثال : قعد القرفصاء.

٥ ـ ما يدلّ على عدده. مثال : طرقت بابك سبعا.

٦ ـ ما يدلّ على آلته. مثال : ضربت المجرم سوطا. رميت العدو رصاصة.

٧ ـ أي ، كل ، بعض ، مضافة إلى المصدر.

مثال : أحكموا القضيّة أيّ إحكام.

نقضوا ما أبرموا بعض النّقض.

فرّقوا ما أحكموا كلّ تفريق.

ـ يجوز حذف عامل المفعول المطلق إذا دلّ عليه دليل مثل : حمدا وشكرا أي أحمد حمدا وأشكر شكرا ...

ومثل : عودا حميدا. أي تعود عودا ...

ـ كما يجب حذف العامل في مواضع من أشهرها :

* في الدعاء ، سحقا للعدو. التقدير اسحقه سحقا

* أن يقع المفعول المطلق بعد الاستفهام المراد به التوبيخ ، مثل :

أفشلا وقد فاز وفاقك؟. التقدير أتفشل فشلا؟

* أن يقع المفعول المطلق بعد كلام معناه كمعناه ، مثل :


أدرك فضل أستاذي يقينا. التقدير : أوقن يقينا.

أنت صديقي حقا. التقدير أحقّه حقا.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ استخرج المفعول المطلق وبيّن نوعه في ما يلي :

وثق فلان بأصدقائه وثوقا ، حين لم يكن محتاجا إليهم فلما جدّ الجدّ ، أخلفت الأيام ظنّه بهم إخلاف الخائبين فشقي بذلك شقاءين ، فاعتبر أنت بمحنته اعتبار المؤمنين ، ولكن لا تسء ظنّك دائما بالنّاس فإنّ بعض الظن إثم.

٢ ـ أشر إلى نائب المفعول المطلق فيما يلي :

ـ استقام سلوك التّلميذ كلّ الاستقامة.

ـ أحبب صديقك بعض الحبّ.

ـ ضربت المذنب عصا.

ـ تأكد أنني ذكرتك كثيرا.

ـ رجعت القهقرى.

٣ ـ إجعل كلّ لفظ من الألفاظ الآتية نائبا عن المفعول المطلق في جملة تامّة :

كلّ الحب ـ بعض التّعب ـ توكيلا ـ فرحا ـ ثلاثين.

٤ ـ كوّن تسع جمل تشتمل كل واحدة منها على نائب عن المفعول المطلق ، واستوف جميع الأنواع الّتي تعرفها.


٥ ـ أعرب ما يلي :

ـ قال تعالى : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ).

ـ والظلّ يسرق في الخمائل خطوة

والغصن يخطر خطرة النشوان

إعراب تطبيقي :

١ ـ يحبّ العاقل وطنه كلّ الحبّ.

يحبّ : فعل مضارع مرفوع بالضّمّة الظّاهرة على آخره.

العاقل : فاعل مرفوع بالضمّة الظّاهرة على آخره.

وطنه : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره ، والهاء ضمير متّصل مبني في محل جر بالإضافة.

كلّ : نائب مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره وهو مضاف.

الحبّ : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظّاهرة على آخره.

٢ ـ

فصبرا في مجال الموت صبرا

فما نيل الخلود بمستطاع

فصبرا : الفاء بحسب ما قبلها ، صبرا : مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره (اصبر) منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره.

في مجال : في : حرف جر ، مجال : اسم مجرور بحرف الجرّ (في) وعلامة جرّه الكسرة والجار والمجرور متعلّقان بالمصدر (جدا).

الموت : مضاف إليه مجرور بالكسّرة الظّاهرة في آخره.


صبرا : توكيد لفظي للأولى لا محلّ له من الإعراب.

فما : الفاء استئنافية ، وما النافية تعمل عمل ليس.

نيل : اسم (ما) مرفوع بالضمّة الظّاهرة على آخره وهو مضاف.

الخلود : مضاف إليه مجرور بالكسّرة الظّاهرة في آخره.

بمستطاع : الباء حرف جر زائد ، مستطاع : اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنّه خبر.


الدّرس العشرون :

الجامد والمشتق

خطّة البحث :

نطرح بعض الأمثلة للتطبيق :

(١)

ـ يا سامعا صوتي ، أجب على ندائي.

(٢)

ـ يرهف المهاجر مسمعيه.

ـ كانت أصوات المتكلمين مسموعة.

ـ يرى المغترب محيطه الجديد غريبا.

ـ إنّ الله سميع لدعاء البريء.

ـ ينهار ذلك الحاجز.

ـ يرهف المهاجر مسمعيه.

ـ وصل المغترب إلى مبتغاه.

(٣)

ـ القلم للكاتب سلاح فتّاك.

ـ يرى المغترب بيئته الجديدة غريبة.

ـ ينهار ذلك السّد.

ـ وصل المغترب إلى هدفه.

ـ لو أخذنا أمثلة المجموعة الأولى ما ذا نلاحظ؟


نلاحظ أنّ الجمل في المجموعة الأولى اشتركت في معنى واحد هو (السّمع) ؛ وسبب الاشتراك أنّ الكلمات (سامعا ـ مسموعة ـ سميع ـ مسمعيه) كلّها أسماء مأخوذة من الفعل سمع ، وتسمّى هذه الكلمات أسماء مشتقّة.

وفي أمثلة المجموعة الثّانية ما ذا نلاحظ؟

نلاحظ أنّ الكلمات (مسمعيه ـ محيطه ـ الحاجز ـ مبتغاه) قد اشتقّت من المصادر (السمع) و (الإحاطة) و (الحجز) و (الابتغاء).

ـ إذا ، ما الاسم المشتقّ؟

الاسم المشتقّ هو ما دلّ على ذات ، يلاحظ فيها وجود الصفة كالأسماء السابقة.

مثال : عالم ـ علم / كاتب ـ كتب.

والمشاركة في الحروف الأصلية والاشتقاق هو أخذ كلمة من أخرى ، ويشترط أن تتفقا في المعنى والمادة الأصلية فتظل الكلمة المشتقة دالة على معنى الكلمة التي اشتقت منها أو المعنى الأصلي مع زيادة مفيدة تؤدي إلى اختلاف الكلمتين في الحروف والهيئة.

فالمصدر (السمع) مثلا هو أصل في الاشتقاق ، فيؤخذ منه.

الفعل الماضي «سمع».

والمضارع (يسمع) والأمر ، (اسمع) أو اسم الفاعل (سامع) واسم المفعول مسموع.

والمصدر (اسمع) يدل على «مطلق الضرب» ؛ أمّا الصيغ المشتقة منه زادت عليه في الدلالة وفي الحروف. وإذا ساواه الماضي في عدد الحروف فقد زاد عليه في الدلالة. وهكذا قل


في مسمعيه ، ومسامعه ... وهذا الاشتقاق يسمى الاشتقاق الصغير.

فننظر في أمثلة المجموعة الثالثة فنلاحظ الكلمات التالية :

القلم ، بيئة ، السّد ، الهدف.

هل لهذه الكلمات أصلا في اللّغة؟

أجل ، ولكنّها أسماء جامدة غير مشتقّة لا تتغيّر.

ـ إذا ، ما الاسم الجامد؟

الاسم الجامد هو الاسم الّذي يدلّ على ذات أو على معنى.

مثال : الجبل ـ الموت.

ـ هل للاسم الجامد أقسام؟ أجل ـ وسنبيّن ذلك من خلال الأمثلة :

(١)

ـ تنكّر الرّجل أهله وبلاده.

(٢)

ـ أمست رغبة المهاجر في العودة هوسا.

ـ استعرض المغترب كلّ وجه وكل زهره.

ـ تزدوج حياة المغترب.

ـ تذكّر المهاجر النّهر والوادي والبلبل والعنزة.

ـ يداخل المهاجرين اليأس والرّجاء ، والخوف والإقدام.

ـ لنأخذ أمثلة المجموعة الأولى ما ذا نلاحظ؟

نلاحظ أن كلا من الأسماء (الرّجل ، أهله ، بلاده ، وجه ، زهرة ، النّهر ، الوادي ، البلبل ، العنزة) ، أسماء جامدة غير مشتقّة ، وتدلّ على أشياء محسوسة ؛ وتسمّى الأسماء الجامدة المجسّمة والمحسوسة أسماء ذات.


ـ إذا ، ما اسم الذّات؟

اسم الذّات اسم يدلّ على أشياء مجسمّة ومحسوسة يمكن رؤيتها بالعين والإحساس بها بإحدى الحواس الأخرى.

ـ نأخذ أمثلة المجموعة الثّانية ما ذا نلاحظ في كل من الكلمات الواردة (العودة ، هوسا ، حياة ، اليأس ، الرّجاء ، الخوف ، الإقدام ... الخ) هل هذه الأسماء جامدة أم مشتقّة؟ إنّها أسماء جامدة.

ـ هل الأسماء المذكورة تدلّ على أشياء محسوسة؟

لا ، إنّها لا تدلّ على شيء محسوس.

ـ إذا ، ما نوعها؟ إنّها أسماء معنويّة نشعر بها في أنفسنا وندركها بعقولنا فلا يمكننا الشّعور بها وإدراكها بحواسنا الخمس مثل (حريّة ـ حنان ـ عواطف).

ـ ماذا يسمى هذا النّوع من الأسماء الجامدة؟

يسمّى اسم معنى.

ـ أنواع الاسم المشتق :

نبيّن أنواع الاسم المشتق من خلال الأمثلة.

(١)

ـ جارنا صالح مغترب ابنه.

ـ هؤلاء النّاس ممقوتة تصرّفاتهم.

ـ الطّموح أسمى هدفا من الخمول.

ـ علقت بالمشط شعرات أبيض لونها.

ـ يتطلّع المغترب للعودة توّاقة نفسه إلى وطنه.


(٢)

ـ يثب المغترب في قفزة واحدة إلى مسرح طفولته.

ـ يغفل المغترب عن ماضيه في مرحلة الكفاح.

ـ يعمل الفلّاح من مشرق الشّمس إلى مغربها.

ـ يتطلّع المغترب صباحا إلى المرآة.

ـ لنأخذ أمثلة المجموعة الأولى لتحديد أنواع الاسم المشتقّ وممّ اشتقّ كلّ منها؟ أجامدة أم مشتقّة الأسماء (مغترب ـ ممقوتة ـ أسمى ـ أبيض ـ توّاقة)؟ إنّها أسماء مشتقّة.

فإنّ كلمة (مغترب) اسم مشتق من الفعل (اغترب) ، وهو فوق الثّلاثي ، نحوّله إلى المضارع فيصبح يغترب.

نأخذ منه اسم الفاعل بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وبكسر ما قبل الآخر فصار الاسم (مغترب).

ـ ما نوع الاسم المشتقّ (مغترب)؟

إنّه اسم فاعل.

في المثال الثّاني (هؤلاء النّاس ممقوتة نصرفاتهم). إنّ كلمة (ممقوتة) اسم مشتقّ ، وقد اشتقّت من الفعل (مقت) الّتي مضارعها (يمقت) واسم المفعول إذا أخذ من الثلاثي يشتقّ دائما من مجهول. بقلب ياء المضارعة ميما مضمومة وفتح ما قبل الآخر فباتت (ممقوت).

ـ ما نوع الاسم المشتقّ (ممقوت)؟

إنّها اسم مفعول.

ـ أمّا في المثال الثّالث (الطموح أسمى هدفا من الخمول) ، ماذا نلاحظ؟


سمة من سمات التّفضيل. فكلّ ما جاء على وزن أفعل فهو اسم تفضيل ، وكلمة (أسمى) اسم مشتقّ على وزن أفعل وهو اسم تفضيل.

ـ أمّا المثال الرّابع (علقت بالمشط شعرات أبيض لونها).

فإنّ كلمة (أبيض) صفة مشبّهة باسم الفاعل ومؤنّثها فعلاء ، وكل صفة كانت على وزن أفعل الّتي مؤنثها فعلاء فهي صفة مشبّهة باسم الفاعل ؛ إذا ، كلمة أبيض اسم مشتقّ وهي صفة مشبهّة.

ـ في المثال الأخير من المجموعة الأولى (يتطلّع المغترب للعودة (توّاقة) نفسه إلى وطنه) ، ماذا نلاحظ؟

نلاحظ أنّ كلمة (توّاقة) فعلها (تاق) ، وصيغة المبالغة منها هي (توّاقة) على وزن (فعّالة) ، وزن فعّالة أكثر الأوزان شيوعا ، فصيغ المبالغة هي أسماء مشتقّة من أفعال وكلمة توّاقة صيغة من صيغ المبالغة فهي اسم مشتقّ.

ـ هل الأسماء المشتقّة الّتي ذكرناها (اسم فاعل «مغترب» ، أو اسم المفعول «ممقوتة» ، أو اسم التّفضيل «أسمى» ، أو الصّفة المشبّهة «أبيض» ، أو صيغة المبالغة «توّاقة») قد عملت عمل الفعل أم لا؟

إنّها عملت عمل الفعل فما اشتقّ منها من لازم طلب فاعلا ، وما اشتقّ من متعدّ طلب فاعلا ومفعولا به.

ـ نأخذ أمثلة المجموعة الثّانية : هل نلاحظ أنّ الكلمات (مسرح ، مرحلة ، مشرق ، مغرب ، مرآة) هي أسماء مشتقّة؟

أجل إنّها أسماء مشتقّة ، وإنّ كلمة (مسرح) تدلّ على مكان ، والكلمات (مرحلة ، مشرق ، مغرب) تدلّ على زمان وكلمة


(مرآة) تدل على الآلة ، وإنّ هذه الأسماء لا تعمل عمل الفعل.

إذا ، ما الجامد وما المشتق وكم نوعا الاسم الجامد؟ وكم نوعا الأسماء المشتقّة؟

قاعدة عامّة :

ـ الاسم نوعان جامد ومشتق ، الاسم الجامد هو الاسم الّذي يدل على ذات أو على معنى وهو لا يؤخذ من غيره.

مثال : باب ، زهرة.

والاسم الجامد نوعان ، اسم ذات ويدلّ على أشياء محسوسة.

مثال : رجل ـ بيت.

واسم معنى يدلّ على أمور معنويّة تدرك بالعقل والشّعور.

مثال : حريّة ، قوميّة ، حنان.

الاسم الجامد متصرّف ، فهو يثنّى ويجمع وينسب ويصغّر.

مثال : رجل ـ رجلان ـ رجال ، رجيلي ، رجلي.

الاسم المشتق هو الّذي يؤخذ من المصدر.

مثال : صدق ، صدق ، يصدق ، صدّق ، صادق ، صديق ، أصدق.

الأسماء المشتقّة هي الفعل واسم الفاعل ، واسم المفعول ، وأفعل التّفضيل ، والصّفات المشبّهة ، وأمثلة المبالغة ، واسما المكان والزّمان ، واسم الآلة.

ـ عمل الاسم المشتق.


اسم الفاعل المشتق من فعل لازم ، يرفع فاعلا مثال : مرّ المركب مرفرفة أعلامه.

اسم الفاعل المشتق من فعل متعدّ ، يرفع فاعلا وينصب مفعولا به أو أكثر تبعا للفعل الّذي اشتقّ منه اسم الفاعل.

مثال : يا سامعا دعاء البريء.

ـ اسم المفعول يرفع نائب فاعل.

مثال : اقتيد المجرم المكبّلة يداه إلى السّجن.

ـ الصّفة المشبهّة ترفع فاعلا.

مثال : أطلّ القمر الضّعيف نوره.

ـ صيغ المبالغة تعمل عمل اسم الفاعل ، إذا كانت بمعنى اسم الفاعل.

مثال : إنّ الكريم لوهّاب سائليه أمواله.

ـ يجوز أن يتعلّق الجار والمجرور والظّرف بالاسم المشتق مثل الفعل تماما.

مثال : أخوك ذاهب وجاره إلى الصيّد.

ـ الاسم المشتق متصرّف فهو يثنّى ويجمع وينسب إليه ويصغّر.

كاتب ، كاتبان ، كاتبون ، كاتبيّ ، كويتب.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ ميّز الجامد والمشتق مع ذكر القاعدة.

يجب على الطّالب أن يأتّم بأهل الرأي المؤتمنين ، ويأتلف


بذي الفضل من المؤتمنين ، ويأتزر بمئزر السؤدد والكمال ، ويتأدّب بجميع الآداب ، فيكون صادقا عاملا مجتهدا ، وعليه ألّا يكذب فبئس عاقبة الكاذبين.

٢ ـ من أي الأفعال اشتقّت الكلمات التّالية :

مبراة ، مغرب ، متقدّم ، معروف ، استهجان ، مكبّر ، تكرّم ، منضدة ، أعلم ، أصدق ، تدريس.

٣ ـ صغ أفعالا من المصادر التّالية :

صفرة ، زلزلة ، قيام ، نهوض ، سموّ ، خذلان ، ثبات ، نموّ ، قضاء.

٤ ـ دلّ على الاسم الجامد واذكر نوعه :

يذكرني طلوع الشّمس صخرا

وأندبه لكلّ طلوع شمس

ولو لا كثرة الباكين حولي

على إخوانهم لقتلت نفسي

الخنساء

٥ ـ ألّف ثلاث جمل في كل منها فاعل مشتق ، وثلاث جمل في كلّ منها مفعول به مشتق.

٦ ـ خذ من الأفعال التّالية ما يمكن من أسماء مشتقّة :

ساق ـ باع ـ بنى ـ رمى ـ دنا ـ سلم ـ وعد ـ جرف ـ بقي.

٧ ـ أعرب ما يلي :

وما كلّ ذي لبّ بمؤتيك نصحه

ولا كلّ مؤت نصحه بلبيب


إعراب تطبيقي :

والّذي حارت البريّة فيه

حيوان مستحدث من جماد

والّذي : الواو حسب ما قبلها.

الّذي : اسم موصول في محل رفع مبتدأ.

حارت : فعل ماض مبني على الفتح الظّاهر في آخره والتّاء تاء التّأنيث السّاكنة حرّكت بالكسر منعا لالتقاء السّاكنين.

البريّة : فاعل مرفوع بالضمّة الظّاهرة على آخره.

فيه : (في) حرف جر ، والهاء ضمير متّصل مبنيّ في محل جر بحرف الجر ، والجار والمجرور متعلّق بـ (حارت).

حيوان : خبر مرفوع بالضّمة الظّاهرة في آخره (اسم جامد ذات).

مستحدث : صفة مرفوعة بالضمّة الظّاهرة على آخره.

من جماد : (من) حرف جر ، جماد : اسم مجرور بحرف الجرّ (من) وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة في آخره ، والجار والمجرور متعلّقان بالصّفة مستحدث.


الدّرس الواحد والعشرون :

درس موسّع

لا النّافية للجنس

عرض الدّرس

الأمثلة :

(١)

ـ لا رجل قادم.

(٢)

ـ لا شاهد زور محبوب.

ـ لا سرور دائم.

ـ لا شجرة نخل في الحديقة.

ـ لا رجلين قادمين.

ـ لا آلة حراثة في الحقل.

(٣)

ـ لا عاملا على الإصلاح مذموم.

ـ لا مسافرا في المهجر مقبلا.

عرفنا فيما سبق أن الحروف المشبّهة بالفعل تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الأوّل اسما لها وتبقي الثّاني مرفوعا ويصير خبرا لها.

والحرف (لا) النافية للجنس هو من النواسخ ويعمل عمل (إنّ) في الجملة الإسميّة إذ ينصب المبتدأ وتبقي الخبر مرفوعا ، ولكن بشروط ؛ وهذه الشّروط هي الّتي جعلت لها خصيصة مغايرة لـ (إنّ) وأخواتها.


من الواضح أن (لا) تفيد النّفي دائما.

مثال : لا رجل في الدّار.

فقد نفينا وجود جنس الرّجال مطلقا ؛ فلا يجوز أن نضيف :

لا رجل في الدار بل رجل في الدّار ؛ فقد سمّيت (لا) النافية للجنس لأنها تنفي بدخولها جنس ما دخلت عليه ونوعه.

وهكذا يتبيّن بأنّ (لا) النّافية للجنس عكس (إن) في المعنى ؛ إذ (إن) تفيد دائما تأكيد الإثبات ، بينما (لا) لتوكيد النفي.

١ ـ شروط عملها :

تعمل (لا) عمل إنّ بشروط هي :

١ ـ أن يكون اسمها وخبرها نكرتين.

٢ ـ أن لا تفصل عن اسمها بفاصل.

٣ ـ أن يكون خبرها منفيا عن اسمها نفيا مطلقا أي نفيا عاما.

٤ ـ ألّا يدخل عليها حرف جر.

٥ ـ ألّا يتقدم خبرها على اسمها.

٢ ـ إعراب اسمها :

لاسمها حالتان في الإعراب :

أ ـ البناء. يكون اسمها مبنيا إذا كان مفردا ؛ فيبنى على ما ينصب به ولو كان معربا. مثل : لا عامل مجد.

لا : نافية للجنس. حرف مبني على السّكون تدخل على المبتدأ والخبر وتعمل عمل (إنّ) ، تنصب المبتدأ وترفع الخبر.


عامل : اسم لا النّافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب.

مجدّ : خبر لا النّافية للجنس مرفوع بالضّمة.

٣ ـ تبيّن من خلال إعراب الجملة أنّ اسمها مبنيّا في محلّ نصب وهذا إذا كان اسمها مفردا ، أي ليس مضافا أو شبيها بالمضاف.

لا يتغيّر إعراب اسمها سواء أكان مثنّى أم جمعا.

مثال : لا معلّمين قادمان.

لا معلّمين قادمون.

لا معلّمات قادمات.

فإذا تأمّلت الإسم في أحواله الثّلاث وجدته يعرب بالحرف لا بحركة الإعراب ، وكون (لا) النّافية للجنس تبني اسمها على ما ينصب به ، فإن كلّا من المثلين الأوّلين يبنى على الياء.

وفي المثال الثّالث يبنى على الكسرة عوضا عن الفتحة لأنّه جمع مؤنّث سالم.

ـ متى يكون اسم (لا) النّافية للجنس معربا منصوبا؟

ب ـ الإعراب. يكون اسم (لا) معربا منصوبا إذا كان مضافا أو شبيها بالمضاف. فاسم (لا) في أمثلة المجموعة الثّانية أعلاه هو اسم مضاف. ففي قولنا (لا شاهد زور محبوب). فشاهد وهو اسم (لا) مضاف إلى (زور) ويعرب على النحو التالي :

شاهد : اسم لا منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره. وهكذا يكون إعراب (شجرة) و (آلة) في المثلين التاليين ؛ أمّا اسم (لا) في أمثلة المجموعة الثالثة (فهو شبيه بالمضاف) ، أي تعلّق به شيء تمّ به معناه. ففي قولنا : (لا عاملا على الصلح مذموم)


تعلّق الجار والمجرور (على الصلح) باسم (لا) (عاملا) ، وأتمّ معناه. ويعرب إعراب المضاف ، فهو : منصوب بالفتحة.

والفرق بين المضاف والشبيه بالمضاف ، أن الأول فيكون مضافا إلى نكرة دائما. أما الثاني فيكون المتعلق به أو المعطوف عليه إمّا نكرة أو معرفة. فيقال : لا عاملا الشرور محمود ، ويقال :

لا عاملا شرورا محمود.

أولا : ماذا يفيد لفظ لا؟

قاعدة عامّة :

ـ يجوز حذف الخبر إذا أمكن معرفته من سياق الكلام.

مثل : هذا مجتهد ولا شكّ ، أي لا شك في اجتهاده.

ومثل : لا إله إلّا الله. والتقدير : لا إله موجود إلّا الله.

ـ إذا جاء اسم (لا) معرفة أو انفصل عنها بفاصل ، بطل عملها ووجب تكرارها ، مثل : لا وليد عندنا ولا سمير.

ـ إذا اتصل بـ (لا) حرف جر ، بطل عملها ، وجاء ما بعدها مجرورا بحرف الجر. مثل : عدت بلا مال.

ـ يجوز في نعت (لا) الرفع والنصب والفتح.

لا تلميذ كسول في الفصل. (كسول) : نعت لتلميذ مبني على الفتح في محل نصب عطفا على تلميذ.

لا تلميذ كسولا في الفصل. (كسولا) : نعت لتلميذ منصوب عطفا على محل تلميذ.

لا تلميذ كسول في الفصل. (كسول) : نعت مرفوع عطفا على محل (لا تلميذ) وهو الرفع على الابتداء.


ثانيا : خبرها :

يكون خبر (لا) مفردا. نحو : لا مقاتل عدوّ مذموم.

وإعرابه : خبر لا مرفوع بالضمة الظاهرة وتكون جملة :

مثل : لا طالب علم يقنع. فجملة يقنع في محل رفع خبر لا. ويكون شبه جملة ، مثل : لا طعام في البيت.

فالجار والمجرور في محل رفع خبر لا.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ عيّن في الأمثلة الآتية نوع اسم (لا) النّافية للجنس ثمّ اعربه :

لا رأي لمن لا يطاع ـ لا ضدّين مجتمعان ـ لا رجل فضاء فوق القمر ـ لا أبيض ثوبه شيء الهندام ـ لا متقنا عمله خائبا.

٢ ـ ميّز في الأمثلة التّالية (لا) العاملة النّافية للجنس من (لا) الملغاة ، ثمّ بيّن سبب العمل والإلغاء :

لا مسرح في قرانا ـ لا بدّ ممّا ليس منه بد ـ أحب إخوتي بلا تمييز ـ نصف المثقف لا هو عالم فيفيدوه ولا هو جاهل فيستفيد.

٣ ـ كوّن أربع جمل يكون اسم (لا) النّافية للجنس في الأولى منها منصوبا بالفتحة ، وفي الثّانية منصوبا بالياء وفي الثّالثة منصوبا بالألف. وفي الأخيرة منصوبا بالكسرة.

٤ ـ هات ثلاث جمل يكون اسم (لا) النّافية الملغاة بحيث يكون سبب الإلغاء في الأولى دخول حرف الجر عليها ، وفي الثّانية عدم تنكير معموليها (أي اسمها وخبرها) ، وفي الثّالثة فصلها عن اسمها بفاصل.


٥ ـ ميّز في الجمل الآتية لا النّافية للجنس من لا النّافية للواحد وبيّن عمل كل منهما.

ـ لا معلم غائبا بل معلّمان.

ـ لا سائح في المدينة بل سياح.

ـ لا عمل خير ضائع.

ـ لا رجل في الدّار.

٦ ـ أعرب ما يلي إعرابا موسّعا :

ـ ولا خير في حسن الجسوم ونبلها

إذا لم تزن حسن الجسوم عقول

ـ لا شيء في الشّرق أغلى منك منزلة

يا جهل حسبك هذا المجد من حسب

إعراب تطبيقي :

أعرب : كلّ مجرم لا محالة معاقب.

نحن بنو الموتى فما بالنا

نعاف ما لا بدّ من شربه

كلّ : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف.

مجرم : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره.

لا : نافية للجنس

محالة : اسم (لا) مبني على الفتح في محل نصب ، وخبر (لا) محذوف تقديره (موجود).

معاقب : خبر المبتدأ (كلّ) مرفع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.


نحن : ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.

بنو : خبر مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

وحذفت النون للإضافة.

الموتى : مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة المقدرة على الألف للتعذّر.

فما : الفاء استئنافية. ما الاستفهامية حرف مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

بالنا : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ، وهو مضاف و (نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

نعاف : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.

والجملة الفعلية (نعاف) في محل نصب حال ،

ما : موصولة مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

لا : نافية للجنس.

بدّ : اسمها مبني على الفتح في محل نصب.

من شربه من حرف جرّ مبني على السكون. شربه : اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة والجار والمجرور متعلّقان بخبر لا.


الدّرس الثاني والعشرون :

لا سيّما

الأمثلة :

ـ أحبّ الكتب ولا سيّما الكتب الأدبيّة.

ـ يعجبني العمّال المجدّون ولا سيّما عامل مبكّر.

ـ سيعاقب المذنبون ولا سيّما مذنب له سابقة.

ـ يكافأ المجتهد ولا سيّما مجتهد خلقه كريم (أو مجتهد أو مجتهدا).

ـ أجاد المفكّرون ولا سيّما مفكّر حديث السّنّ أو مفكّر أو مفكّرا.

ـ أحبّ سكنى القرى ولا سيّما قرية على الرّابية أو قرية أو قرية.

خطّة البحث :

ـ ورد تركيب «لا سيّما» في معظم كتب القواعد في باب «الاستثناء» على الرغم من أنّه يختلف عن الاستثناء في الحكم والإعراب ، وقد آثرنا إيراده في موضع خاص به لأنّه يشتمل على «لا» النّافية للجنس.

فإذا قلنا «أحبّ الكتب» فهمنا من كلامنا حبّ الكتب ؛ ولكن عند ما نضيف فنقول : ولا سيّما «كتب الأدب» ، فهمنا أنه نصيب كتب الأدب من هذا الحبّ يفوق غيرها من أنواع الكتب ، وذلك لأنّ كلمة «سيّ» التي بمعنى «مثل» مدّدت عدم المماثلة


لكتب الأدب بغيرها من الكتب.

إذا ، فماذا أفاد تركيب لا سيّما؟

إن تركيب «لا سيّما» أفاد تفضيل ما بعدها على ما قبلها في الحكم كما في المثال :

أحبّ رجال الأدب ولا سيّما الشّعراء.

حيث فضّل الشّعراء على غيرهم من رجال الأدب.

فلو تأمّلنا هذا التّركيب من حيث اللّفظ وجدناه مبدوءا بلا النافية للجنس.

واسمها : كلمة «سيّ» وخبرها محذوف دائما تقديره «موجود» أما كلمة «ما» المتّصلة «بسيّ» فهي إمّا زائدة ؛ وإمّا اسم موصول في محل جرّ بالإضافة ، وإمّا تكون «ما» نكرة موصوفة بمعنى «شيء» وهي في الحالتين الأخيرتين مضاف إليه.

ولو أخذنا الاسم الواقع بعد «لا سيّما» فماذا نلاحظ؟

نلاحظ ما يلي :

إنّ الاسم الواقع بعد «لا سيّما» في كلّ من الأمثلة المتقدّمة ، يأتي أحيانا معرفة ، كما في الأمثلة الثّلاثة الأولى ؛ وأحيانا يأتي نكرة ، كما في الأمثلة الثّلاثة الأخيرة ، فالاسم المعرفة بعد «لا سيّما» :

مثال : أحبّ الكتب ولا سيّما الكتب الأدبيّة.

يكون مرفوعا أو مجرورا.

فإذا كان مرفوعا ، يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره موجود وتكون الجملة صلة الموصول بـ (ما) لا محلّ لها من الإعراب.

أمّا الجرّ فعلى تقدير إضافة «سيّ» إليه وزيادة «ما» ، فإذا كان


الاسم نكرة جاز رفعه وجرّه ونصبه ، فالجرّ والرّفع كما سبق وعرضناه. وأمّا النّصب فعلى أنّه تمييز «ما» ويجوز ذلك لأنّه نكرة.

ماذا نستنتج؟

لم يؤتى بتركيب لا سيّما؟

القاعدة العامّة :

يؤتى بتركيب «لا سيّما» لتفضيل ما بعدها على ما قبلها في الحكم ، وهو مركّب من «لا» النّافية للجنس وكلمة «سي» بمعنى «مثل».

مثال : أحبّ الكتب ولا سيّما الكتب الأدبيّة.

ـ الاسم الواقع بعد «لا سيّما» جاز فيه الرّفع والجرّ إذا كان معرفة.

مثال : يكافأ المجدّون ولا سيّما المجدّ المتفوّق أو المجدّ.

ـ وإذا كان نكرة جاز رفعه ونصبه وجرّه.

مثال : يكافأ المجدّون ولا سيّما مجدّ خلقه كريم أو مجدّ أو مجدّا.

ـ خبر «لا» في أسلوب «لا سيّما» محذوف دائما ، أمّا اسمها فهو كلمة «سي» بمعنى «مثل».

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ دل في الأمثلة الآتية على الاسم الواقع بعد «لا سيّما» واضبطه بالشّكل واذكر حكمه الإعرابي :


ـ الفراغ يفسد العقول ولا سيما الضّعيفة.

ـ ما أجمل الكواكب في فصل الصّيف ولا سيّما القمر.

ـ أحبّ نداءات البطولة ولا سيّما نداء المجد.

ـ العلماء محترمون ولا سيّما عالم عامل.

٢ ـ أنشيء ثلاث جمل يكون الاسم بعد «لا سيّما» في كل منها معرفة ، وبيّن الأوجه الممكنة في إعرابه وأي الأوجه ترجّح.

٣ ـ أنشيء ثلاث جمل يكون الاسم بعد «لا سيّما» في كلّ منها نكرة ، وبيّن الأوجه الممكنة في إعرابه وأيّ الأوجه ترجّح.

٤ ـ أعرب ما يلي :

ـ ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح

ولا سيّما يوم بدارة جلجل

ـ يحبّ الله عباده ولا سيّما المؤمن.

إعراب تطبيقي :

العلماء محترمون ولا سيّما العاملين.

العلماء : مبتدأ مرفوع بالضّمّة الظّاهرة على آخره.

محترمون : خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه (الواو) لأنّه جمع مذكّر سالم.

الواو : اعتراضيّة حرف لا محلّ له من الإعراب.

لا : نافية للجنس تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الأوّل ويسمّى اسمها وتبقي الثاني مرفوعا وتسّميه خبرها.

سيّما : سيّ : بمعنى «مثل» وهي اسم «لا» النّافية للجنس منصوب


وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره. و «ما» زائدة للتّوكيد ، وسيّ مضاف.

العاملين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه جمع مذكّر سالم. أمّا خبر «لا» محذوف (دائما) وتقديره موجود.


الدّرس الثالث والعشرون :

الاستثناء

الأمثلة :

ـ جاء القوم إلّا فؤادا.

ـ جاء القوم إلّا الدّوابّ.

ـ حضر القوم سوى فؤاد.

ـ لا ينهض بالوطن غير المخلصين.

ـ جاء الطّلّاب عدا واحدا أو واحد.

ـ جاء الطّلّاب ما خلا فريدا.

خطّة البحث :

بالنظر في الأمثلة ما ذا نلاحظ؟

نلاحظ في المثال الأول أننا استثنينا فؤادا من حكم المجيء.

ف (فؤاد) هو المستثنى و (القوم) المستثنى منه و (إلّا) حرف الاستثناء.

ـ لم نصب المستثنى (فؤادا)؟

نصب المستثنى لأنّ الاستثناء تام وموجب ، أي أن المستثنى منه مذكور في الكلام ، وأسلوب الاستثناء غير مسبوق بنفي أو نهي أو استفهام إنكاري مثال : قام القوم إلّا زيادا.

فلو قلنا مثلا (ما نجح إلّا فؤاد). فقد وجب رفع المستثنى لأنّ المستثنى منه محذوف والكلام سبق بأحد أحرف النّفي (ما).


فالاستثناء ناقص منفي ، والاستثناء هنا متصل لأن المستثنى جزء من المستثنى منه

وإذا كان المستثنى ليس جزءا من المستثنى منه سمي الاستثناء منقطعا مثل : جاء القوم إلّا الدّواب.

فالاستثناء منقطع لأن (الدواب) ليس من جنس (القوم).

ونسمّي الاستثناء مفرغا مثال : ما نجح إلّا سمير. حيث حذف المستثنى منه. فأصل الكلام : ما نجح من الطلاب إلّا سمير.

وقد يستثنى (بغير وسوى) فيجرّ الاسم الّذي بعدهما على أنّه مضاف إليه مجرور. مثال : رأيت الأزهار متفتّحة غير زهرة.

ف (غير) ليست حرفا مثل (إلّا). إنّما هي اسم منصوب على الاستثناء و (زهرة) : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

غير وسوى لا يعربان هذا الإعراب ، إلّا إذا كان الكلام تامّا.

أمّا إذا كان الكلام غير تام فتعربان حسب موقعيهما في الجملة.

مثال : ما رأيت سوى واحد.

فسوى هنا : مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على الألف للتّعذّر.

ويستثنى كذلك بعدا وخلا بنصب الاسم الذي يأتي بعدهما على أنّه مفعول به ، لأنّهما فعلان.

فعدا وخلا : فعلان ماضيان جامدان مبنيان على الفتح المقدّر للتّعذّر ؛ وهما فعلان للاستثناء وتطبّق على أسماء وأفعال الاستثناء أحكام إلّا نفسها من استثناء متّصل أو منقطع أو مفرغ.

إلام نخلص بعد هذا العرض؟


القاعدة العامّة :

ـ الاستثناء تعريفه ، أقسامه ، حالاته.

الاستثناء هو إخراج الاسم الواقع بعد إحدى أحرف الاستثناء من حكم ما قبلها. مثال : نجح الطّلّاب إلّا خالدا.

ـ أدوات الاستثناء هي : إلّا ـ غير ـ سوى ـ خلا ـ عدا ـ حاشا.

ـ الجملة الاستثنائية تشتمل على ثلاثة أشياء :

مستثنى ـ مستثنى منه ـ وأداة الاستثناء.

مثال : حضر الجميع إلّا أباك.

أباك : مستثنى / الجميع : مستثنى منه / إلّا : حرف الاستثناء.

ـ الاستثناء ثلاثة أقسام :

أ ـ المتّصل ـ وحيث يكون المستثنى من جنس المستثنى منه.

مثال : حضر القوم إلّا فؤادا.

ب ـ المنقطع ـ حيث يكون المستثنى من غير جنس المستثنى منه.

مثال : حضر الطّلّاب إلّا كتبهم.

ج ـ المفرغ ـ حيث يكون المستثنى منه محذوفا.

ويعرب الاسم الواقع بعد إلّا (المستثنى) حسب موقعه في الجملة أي أننا نقدر حذف أداة الاستثناء وأداة النفي


أو النهي. فنعرب مثل قولنا : ما نجح إلّا سمير مثل إعراب نجح سمير (فعل وفاعل) وفي هذه الحالة تكون الأداة (إلّا) ملغاة وتعرب أداة حصر.

للمستثنى ثلاث حالات :

أ ـ أن ينصب بإلّا ، عند ما تكون الجملة غير منفيّة والمستثنى منه موجود.

مثال : جاء الأولاد إلّا سميرا.

ب ـ أن يعرب بحسب موقعه في الجلمة إذا كانت الجملة منفيّة والمستثنى منه غير مذكور. مثال : ما نجح إلّا فؤاد / ما رأيت إلّا فؤادا.

ج ـ أن ينصب على الاستثناء أو أن يجعل بدلا من المستثنى منه إذا كانت الجملة منفيّة وذكر المستثنى منه. مثال : ما سقط المجتهدون إلّا فؤادا أو فؤاد.

ـ يكون المستثنى بـ (غير وسوى) مجرورا بإضافتهما إليه.

مثال : جاء القوم سوى نبيل.

ـ حكم (غير سوى) من الإعراب حكم الاسم الواقع بعد إلّا في جميع أحواله (متّصلا ، منقطعا ، ومفرغا).

ـ الاسم الواقع بعد (خلا ، عدا ، حاشا) له وجهان :

أ ـ أن ينصب على الاستثناء. مثال : جاء الطّلّاب عدا واحدا.

ب ـ أن يجرّ على أنه أحرف جرّ.

مثال : جاء الطّلّاب عدا واحد.


ـ إذا سبقت عدا وخلا بـ (ما) يجب نصب الاسم بعدها على الاستثناء.

مثال : نحج الطّلّاب ما عدا فؤادا.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ حرّك الجمل التّالية :

ـ نجح الأولاد ما عدا الخامل / ليس لي سبيل غير سبيل المحبة.

ـ ما جاء سوى نبيل / حفظت القصائد إلّا ثلاثة.

ـ هجرت النّاس حاشا الصّديق / ما جاء المسافر إلّا محفظته.

ـ ما دك العروش أمر غير المجون واللهو / ألا كلّ مجدّ ما خلا العلم زائد.

٢ ـ قل ما محل غير وسوى من الإعراب واذكر السّبب في ما يلي :

ـ لا ينال أحد العلى غير من يسهر اللّيالي / جاء النّاس كلّهم سوى فؤاد.

ـ لم ينل أحد مراده غير هذا الفتى / ذهب الملك غير حاشيته.

ـ لا أرافق من الطّلّاب سوى زيد.

٣ ـ عيّن المستثنى فيما يلي وبيّن حكم إعرابه :

ـ ما أنت إلّا نذير / ليس للتّلميذ عمل إلّا المذاكرة.

ـ لم أقرأ من الكتاب إلّا صفحات / تقدّر الدّولة المجدّ لا المهمل.

ـ لن ينجح إلّا المجدّ / لم أصنع إلّا المعروف.


٤ ـ عبّر عن معنى كلّ جملة من الجمل الآتية بأسلوب استثناء مع تنويع أداة الاستثناء :

ـ شاهدت المصايف ولم أشاهد زحلة.

ـ أثمرت شجرة البلح من بين الشّجرات.

ـ عادت الطّائرات ولم تعد واحدة.

ـ صاحبني في سفري عليّ فقط.

٥ ـ أعرب ما يلي :

ـ ما سقط المجتهدون إلّا فؤادا أو فؤاد.

ـ جاء المتسابقون ما خلا الشّهداء.

ـ قال النّابغة :

ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم

بهنّ فلول عن قراع الكتائب.

إعراب تطبيقي :

الآية (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً).

درست الطالبات غير سعاد.

ما جاء المعلمون سوى معلّمين.

* إعراب (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً).

يا : حرف نداء مبنى على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

أيّها : أيّ : منادى نكرة مقصودة مبني على الضّم في محل نصب على النّداء ، والهاء للتنبيه حرف مبني لا محلّ له من الإعراب.

المزّمّل : بدل مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة في آخره.


قم : فعل أمر مبني على السّكون حرّك بالكسرة منعا من التقاء السّاكنين ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره (أنت).

الليل : مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

إلّا : حرف استثناء مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

قليلا : مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة في آخره.

* درست الطّالبات غير سعاد.

درست : فعل ماض مبني على الفتح الظّاهر في آخره والتاء للتّأنيث.

الطّالبات : فاعل مرفوع بالضّمة الظّاهرة في آخره.

غير : اسم منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.

سعاد : مضاف إليه مجرور بالكسرة الظّاهرة في آخره.

* ما جاء المعلّمون سوى معلّمين.

ما : نافية حرف مبني لا محلّ له من الإعراب.

جاء : فعل ماض مبني على الفتح الظّاهر في آخره.

المعلّمون : فاعل مرفوع بالواو لأنّه جمع مذكر سالم.

سوى : اسم منصوب على الاستثناء وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتّعذر ، وهو مضاف.

معلّمين : مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه مثّنى والنّون عوضا عن التّنوين في الاسم المفرد.


الدّرس الرابع والعشرون :

التّوكيد

الأمثلة :

ـ صافحت القائد القائد.

ـ رعى حفلتنا الوزير نفسه.

ـ عاد التّلاميذ جميعهم.

خطّة البحث :

ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة؟

هل ماثلت لفظة (القائد) الثّانية لفظة (القائد) الأولى في المثل الأوّل لفظا وحركة؟ ولم؟

نلاحظ أن لفظة «القائد» الثّانية ، ماثلت لفظة (القائد) الأولى في اللّفظة والحركة ، لأنّها تابع وجيء بها للتأكيد ، فهي تزيل أيّ لبس أو غموض يمكن أن يوحي به السياق. فالمصافح هو القائد ولا أحد غيره. وهذا التأكيد تم بتكرار للاسم الظّاهر. ويسمّى التأكيد اللّفظي.

أمّا المثال الثّاني :

رعى حفلتنا الوزير نفسه.

فقد ماثلت لفظة نفسه لفظة الوزير في الحركة لأنها تابع أيضا :


وذكرت لفظة نفسه ، للتأكيد على أن الوزير شخصيا ولا أحد غيره قد رعى الحفلة.

وما يؤكّد بلفظة (نفس) المفرد والمثنّى والجمع في المذكّر والمؤنّث :

أمّا المثال الثّالث :

عاد التلاميذ جميعهم.

فقد ماثلت لفظة (جميعهم) لفظة (التلاميذ) في الحركة لأنّها تابع وذكرت لفظة (جميعهم) بعد لفظة (التّلاميذ) لتأكيد نجاحهم جميعا ، ولإزالة ما قد يلتبس على السامع أو يتوهمه من أن أحدا منهم قد رسب.

ويسمّى مثل هذا التّابع «تأكيدا معنويا».

قاعدة عامّة :

التأكيد أو التّوكيد : تابع يذكر لتثبيت أمر المتبوع في نفس السّامع أو دفعا للإنكار وإزالة للشّبهة أو رفعا لاحتمال المجاز وإزالة للتوهم والظنّ.

مثال : قارعت الخطيب الخطيب.

واجهت القائد نفسه.

وصل المهاجرون جميعهم.

التّأكيد قسمان لفظي ومعنويّ.

١ ـ اللّفظي : يكون بتكرار اللفظ السابق ويكون المؤكّد :

أ ـ اسما ظاهرا. مثال : قارعت اللّاعب اللّاعب.


ب ـ ضميرا. مثال : صاحبتك أنت.

ج ـ فعلا. مثال : قام قام الخطيب.

د ـ حرفا. مثال : لا لا أنازل الجبان.

ه ـ جملة. عافاك الله ، عافاك الله

٢ ـ التأكيد المعنوي وألفاظه. نفس ، عين جميع ، كلّ ، عامّة ، كلا ، كلتا.

يؤكّد بـ (نفس وعين) المفرد مذكرا ومؤنّثا ، وقد تفردان مع المفرد ، وتجمعان مع المثنّى والجمع.

مثال : جاء المعلّم نفسه أو عينه.

جاء المعلّمان أنفسهما أو أعينهما.

جاء المعلّمون أنفسهم أو أعينهم.

جاءت المعلمات أنفسهن أو أعينهنّ.

ـ يجوز جرّ (نفس وعين) بباء زائدة. مثال : جاء المعلّم بنفسه أو بعينه.

تؤكّد (كلا وكلتا) المثنّى. الأولى للمذكّر والثّانية للمؤنّث.

مثال : رقّي الطيّاران كلاهما.

كوفئت التّلميذتان كلتاهما.

إذا أضيفت (كلا وكلتا) إلى الضّمير فإنّهما تعربان بالحروف أي ترفعان بالألف وتنصبان وتجرّان بالياء ؛ أمّا إذا أضيفتا إلى الاسم الظّاهر فإنّهما تعربان بالحركات مقدّرة على الألف.

ـ وصل التّلميذان كلاهما.


ـ كافأ المدير التّلميذين كليهما.

ـ كافأ المدير كلا التّلميذين.

إذا أريد تقوية التّأكيد جيء بكلمة أجمع بعد كلمة (كل) متصرّفة بحسب متبوعها.

مثال : فاز الطّلاب كلّهم أجمعون.

هنّأت الطّلاب كلّهم أجمعين.

ومن ألفاط التوكيد المعنوي أيضا كل وجميع وعامة.

ويراد بهذه الكلمات الشمول. ويكون المؤكد بها جمعا له مفرد ، مثل : جاء المسافرون جميعهم أو كلهم ، أو عامتهم ؛ كما يكون مفردا دالا على أجزاء. مثل : جمعت مالي كله بالجدّ والاجتهاد ، أو (مالي جميعه ، أو عامته).

فالمال يتكون من أجزاء مثل القروش والليرات والآلاف ومئات الآلاف. ويمكن الانتفاع بكل من هذه الأجزاء التي يدل عليها لفظ المال بنفسه من دون حاجة إلى الآخر.

ملحقات التوكيد المعنوي :

يلحق بألفاظ التوكيد المعنوي (كل ، جميع ، عامة) نوعان من الكلمات.

النوع الأول : أجمع ، جمعاء ، أجمعون ، جمع نحو :

ـ حضر الجيش كلّه أجمع وحاول التحرير.

ـ راجعت الصفحة كلها جمعاء.

ـ نجح الطلاب كلهم أجمعون.

ـ نجحت الطالبات كلهنّ جمع.


والنوع الثاني : اسم مصدر :

يضاف في بعض الصيغ العدد إلى ضمير المعدود فيعرب توكيدا ، مثل :

نجح الطلاب سبعتهم بتفوّق.

جاء الضيوف تسعتهم.

سلمت على المدرسين ثلاثتهم.

رأيت المهندسين خمستهم.

فكل من الألف : سبعتهم ، تسعتهم ، ثلاثتهم. مضاف إلى ضمير المعدود (هم) ويعرب : توكيد معنوي تابع للمعدود (المؤكد). في الإعراب الأول والثاني تبعه في الرفع ، والثالث تبعه في حالة الجر والأخير تبعه في حالة النصب.

قاعدة عامّة :

ـ إذا أكّد الضمير المرفوع المتّصل أو المستتر بـ (نفس وعين) وجب تأكيده أوّلا بالضّمير المنفصل.

مثال : المعلّم أنهى هو عينه النّص.

باشرت أنا نفسي العمل.

ـ إذا أكّد الضّمير المنصوب أو المجرور بـ (عين أو نفس) لم يؤكد بالضمير المنفصل.

مثال : واجهتك نفسك.

ـ يؤكّد بالضمير المرفوع المنفصل كلّ ضمير متّصل.

مثال : نجوت أنت ـ أطعتك أنت ـ التقيت بك أنت.

ـ لا يؤكّد الاسم الظّاهر بالضّمير فلا يقال قدم إبراهيم هو.


ـ يؤكد الضّمير بالضّمير.

مثال : نجوت أنت.

ـ يؤكد الضّمير الاسم الظّاهر.

مثال : نجوت نفسك.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ اعط عشر جمل مستعملا فيها كلا وكلتا.

٢ ـ ضع التّوكيد والمؤكّد المناسبين في المكان الخالي من الجمل التّالية :

ـ من بنى مستقبله فهو ...

ـ على أكتاف ... تقوم دعائم الوطن.

... قطف الفلّاح ... الشّجرة ...

٣ ـ أكّد ما تحته خط توكيدا معنويّا.

ـ على هذه الشّواطىء أتمشّى أبدا بين الرّمل والزّبد. إن المّد يمحو آثار قدمي وستذهب الرّيح بالزّبد. أمّا البحر والشّاطىء فيظلّان إلى الأبد.

٤ ـ أعرب ما يلي :

إنّ إنّ الكريم يحلم ما لم

يزين من أجاره قد ضيما

إعراب تطبيقي :

فأين إلى أين النّجاة ببغلتي

أتاك أتاك اللّاحقون أحبس أحبس


فأين : الفاء حسب ما قبلها حرف مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب.

أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب مفعول فيه ظرف مكان متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ. التقدير : النجاة كائن أو صائر.

إلى أين : جار ومجرور متعلّقان بخبر محذوف للمبتدأ.

النّجاة : مبتدأ مؤخّر.

ببغلتي : جار ومجرور متعلّقان بالنّجاة ، والياء في محل جر بالإضافة.

أتاك : فعل ماضي مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والكاف في محل نصب مفعول به.

أتاك : فعل ماضي مبني على مقدّر والكاف في محل نصب مفعول به ، وهو توكيد للفعل الأول (أتاك).

اللّاحقون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.

احبس : فعل أمر حرّك بالكسر لضرورة الشّعر ومبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.

احبس : فعل أمر حرّك بالكسر لضرورة الشّعر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.

جملة أتاك تأكيد.

جملة احبس تأكيد.


الدّرس الخامس والعشرون :

القسم

الأمثلة :

ـ بأبي وأمي أنت.

ـ تالله لأسفهنّ رأي هذا الرّجل.

ـ لله ... لأنجو من فضولك.

ـ والله لقد نجحت.

خطّة البحث :

لاحظنا من خلال الأمثلة المذكورة أسلوب قسم دخل على كل من الجمل الأربع ، والدّليل على القسم أنّ كلا من الأمثلة قد احتوى حرفا من حروف القسم هي (الباء في المثال الأوّل) ، و (التاء في المثال الثّاني) (اللّام في المثال الثّالث) و (الواو في المثال الرّابع) ، هذه الحروف الأربعة قد جرّت الاسم الذي اتّصل بها وبهذا تكون هذه الأحرف قد أخذت حكم أحرف الجرّ. مثال :

وأبيك إنّ هذه الفتاة تزعجني وإعرابه (وأبيك) : الواو : حرف قسم وجرّ مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب. أبيك : اسم مجرور بواو القسم وعلامة جرّه (الياء) لأنّه من الأسماء الخمسة وهو مضاف والكاف مضاف إليه.

ـ إذا ، ما القسم؟ وما أحرفه؟

ـ القسم أسلوب يستعمل لإثبات معنى الكلام أو نفيه.


مثال : والله ما كذبت أبدا.

وأحرف القسم هي :

(الواو ، الباء ، التّاء ، اللّام) وهي أحرف جرّ للقسم.

مثال : والله إنّك لصادق فيما قلت.

فقد لاحظنا أنّ فعل القسم حذف مع الواو ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل المحذوف وتقديره (أقسم) ، ومثل الواو والتّاء واللّام فإنّ أحكام (الواو) تطبّق عليهما ، أمّا (الباء) فقد يجوز ذكر فعل القسم قبل (الباء) مثال : أقسم بالله ، ويجوز حذفه أيضا. مثال : بربي سأعود إليك.

أنواع القسم :

الأمثلة :

(١)

ـ والله إنّك لعالم بأمورك.

(٢)

ـ أشهد لقد رأيت خالدا منتصرا.

ـ أقسم بالله إنّي لمريض هذا اليوم.

ـ علم الله إنّه لعالم.

ـ تالله لأحترمن رأيك.

ـ لأحترمنّ المؤمن.

نلاحظ بالنظر في الأمثلة السابقة أنّ أحرف القسم المستعملة في المجموعة الأولى هي : الواو ، الباء ، التّاء ، والمقسم به هو (الله) والمقسم عليه هو (إنك لعالم) في المثال الأوّل ، وفي الثّانية (إني لمريض) وفي الثّالثة (لأحترمن رأيك).

هذا النّوع من القسم هو القسم الصّريح لأنّه تمّ بألفاظ موضوعة له.


أمّا القسم الوارد في المثلين الأولين من المجموعة الثّانية فالقسم يؤكد بالقرينة المعنويّة (علم الله) ؛ أمّا (اللّام) في المثل الثالث من المجموعة الثّانية متّصلة بالفعل (لأحترمن) هي القرينة اللّفظيّة التي تؤكد القسم.

وهكذا نخلص إلى أنواع القسم.

القاعدة العامّة :

القسم نوعان : صريح وغير صريح.

أ ـ الصّريح : هو الذي يتمّ بوساطة الألفاظ الموضوعة للقسم ويتألف من حرف القسم ، والمقسم به ، والمقسم عليه ، ويسمّى جواب القسم.

مثال : لعمرك إنّ الجاهل مذموم.

اللّام : أداة القسم ، عمرك : المقسم به.

ب ـ القسم غير الصّريح : هو الّذي يتمّ بوساطة ما وضع لغير القسم ولكن يفهم القسم من معناها ولا بدّ من وجود قرينة في الكلام تدلّ على القسم.

مثال : أشهد لقد رأيت الغلبة للحق.

(لقد) هي القرينة.

جواب القسم :

(١)

ـ والله إنّك لكاذب في كلّ ما قلت.

(٢)

ـ والله إن صدقت لقد حقّقت كثيرا.


ـ أحلف بالله أن هذا كلام خاطىء.

ـ تالله لأسفهنّ رأيه.

ـ والله ـ لهذا كلام كاذب.

ـ أين يكمن جواب القسم في كل من أمثلة المجموعتين.

إنّ جواب القسم في المجموعة الأولى جملة إسميّة مقترنة بأن ولام الابتداء في المثال الأوّل والثّالث ، وفي المثال الثّاني اقترن (بأن) بلا (لام) الابتداء. وهذا الاقتران مستحسن في القسم الصّريح. أمّا في المجموعة الثّانية فإنّ جملة جواب القسم جملة فعليّة فعلها ماض مثبت لأنّه اقترن باللّام وقد في المثال الأوّل ، وفي المثال الثّاني مضارع مثبت باللّام والنّون.

إذا ، ما جواب القسم؟

القاعدة العامّة :

إنّ جواب القسم يكون جملة فعليّة فعلها ماض مثبت مقترن وجوبا بـ (اللّام) و (قد) ، مثال : والله لقد حضر زيد.

ـ إذا كان جواب القسم جملة فعليّة فعلها مضارع مقترن بـ (اللّام) وجب اقترانه بنون التّوكيد. مثال : والله لأقولن الحق.

ـ إذا كان جواب القسم جملة إسميّة مثبتة وجب اقترانه بـ (اللام) أو بـ (إنّ) أو بالاثنين معا. مثال : والله إنّ الخامل لفي جحيم. اللّام الّتي تدخل على جواب الجمل الإسميّة هي لام الابتداء والّتي تدخل على الفعل وهي لام التأكيد.


تمارين تطبيقيّة :

١ ـ دلّ على جواب القسم في ما يلي واذكر نوعه :

ـ والله إن تفعل ما لا ينبغي تسمع ما لا تشتهي.

ـ والله إن تهن مالك تكرم نفسك.

ـ تالله إن تهن مالك تكرم نفسك.

ـ تالله إن تتكبر على الناس لتذلّنّ.

ـ وربّك إن يكثر كلامك ليكثرنّ غلطك.

ـ تالله إن أحسنت عملك تنجح.

٢ ـ إجعل كلا من الجمل التّالية جوابا للقسم :

... فلن تخذل.

... لسوف تندم.

... لنعم ما صنع.

... فأنت في مأمن من الأعداء.

... لقد أدّيت حقّ وطنك.

٣ ـ استعمل كلا من أحرف القسم في جملة مفيدة.

٤ ـ اكمل الجمل التّالية بجواب القسم المناسب :

ـ اقسم بالله ...

ـ تالله ...

ـ والله ...

ـ وأبيك ...


٥ ـ أعرب ما يلي :

ـ لعمرك إنّ الموت ما أخطأ الفتى

لكالطول المرخى وثنياه في اليد

ـ حلفت بالله لأكافحنّ الجهل.

إعراب تطبيقي :

لئن كنت قد بلّغت عني وشاية

لمبلغك الواشي أغشّ وأكذب

لئن : اللّام موطئه للقسم ، إن : حرف شرط جازم.

كنت : فعل ماض ناقص والتّاء اسمها. وجملة كنت في محل جزم فعل الشّرط.

قد : حرف تحقيق مبني على السّكون.

بلّغت : فعل ماض للمجهول مبني على السّكون لاتّصاله بضمير رفع متحرك ، والتّاء ضمير متّصل في محل رفع نائب فاعل ، وجملة قد بلّغت في محل نصب خبر كنت.

عنّي : عن حرف جرّ ؛ والياء ضمير متّصل في محل جر بحرف الجرّ وهما متعلقان بـ (بلّغت).

وشاية : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة في آخره.

لمبلغك : اللّام رابطة لجواب القسم ، ومبلغ : مبتدأ مرفوع بالضّمة والكاف ضمير متّصل في محل جر بالإضافة ، وجملة لمبلغك جواب قسم مقدّر لا محلّ له من الإعراب.

الواشي : صفة مرفوعة بالضمّة المقدرة للثقل.


أغشّ : خبر المبتدأ مرفوع بالضّمة الظّاهرة في آخره.

وأكذب : الواو حرف عطف ، أكذب معطوفة على أغش مرفوعة بالضّمة الظّاهرة ، وجملة جواب الشّرط محذوفة دلّ عليها جواب القسم.


الدّرس السادس والعشرون :

النّدبة

الأمثلة :

(١)

ـ وا عليّاه.

(٢)

ـ وا حجّاج.

ـ وا قتيل الدّار.

ـ وا من يؤذي الحيوان.

ـ وا من فتح مصر.

ـ وا من نشر الإسلاما.

خطّة البحث :

عرفنا في الجزء الثّاني من الدّروس أنّ المنادى اسم يذكر بعد حروف النّداء لاستدعاء مدلوله ، وأنّ حروف النّداء هي :

(يا ، أيا ، هيا ، أي ، الهمزة) فلو تأمّلنا الأسماء في المجموعة الأولى رأينا أنّها من نوع المنادى ، تجري عليها أحكامه من إعراب وبناء ، ولكن كلا منها منادى خاص لأنّه منادى محزون له متفجّع عليه ؛ فإذا قلت (وا عليّ) ، فكأنّك تناديه لينظر ما أنت فيه من الوجد والحزن عليه ، أي أن تندبه فهو (مندوب) ونداؤه يسمّى ندبة.

وإذا تأمّلنا المندوب المتفجع عليه (وا عليّاه) ، وجدنا أنّه اسم علم معرفة ، أو مضاف إلى معرفة ، أو اسم موصول مشهور بصلاته (وا من فتح مصر) ـ فلا يكون نكرة ولا مبهما كالضمائر وأسماء


الإشارة والأسماء الموصولة التي لم تشتهر بصلتها.

وإذا تأمّلنا أواخر المندوب وجدنا أنّه في إعرابه وبنائه يأخذ أحكام المنادى ، ولكن يجوز أن تزاد في آخره (ألف) وتسمّى (ألف النّدبة) ، وأن تزاد بعد الألف هاء عند الوقف تسمّى هاء السّكت.

مثال : وا معتصماه.

فالألف : للندبة حرف لا محلّ له من الإعراب.

والهاء : ها السّكت حرف لا محلّ له من الإعراب.

وبعد استطلاع الأمثلة نجد أنّ حروف النّدبة هي (وا) ، ويجوز استعمال (يا) إذا دلّت القرائن على أنّها للنّدبة. مثال : يا محمدّاه.

أمّا إذا تأمّلنا أمثلة المجموعة الثّانية وجدنا أنّ المندوب ليس متفجّعا عليه بل متوجّعا منه ، ووجدناه قد تجرّد في آخره من ألف الندبة. مثال : وا منير أو اتصل بألف الندبة بلا هاء السّكت عند الوقف. مثال : (الإسلاما).

القاعدة العامّة :

النّدبة نداء المتفجّع عليه أو المتوجّع عنه.

مثال : وا أميراه ، وا قلباه.

يقال للاسم المنادى بالنّدبة ـ المندوب.

مثال : وا معتصماه ، فالمندوب هو المعتصم.

أوجه المندوب ثلاثة.

أ ـ أن يكون مختوما بألف زائدة لتأكيد التّفجّع أو التّوجّع وبهاء السّكت.


مثال : وا أميراه.

ب ـ أن يكون مختوما بألف زائدة لتأكيد التّفجع أو التّوجّع.

مثال : وا قلبا.

ج ـ أن يبقى على حاله. مثال : وا قلب.

لنداء المندوب نستعمل (وا) غالبا وقد تستعمل (أيا) نادرا وبشرط أن لا يحصل التباس بالنّداء الحقيقي. مثال :

وا محمّداه ، أيا محمّداه.

في النّدبة عادة لا يجوز حذف المنادى أو أداته أي نبقي على حرف النّدبة والمندوب. مثال : وا عليّاه.

فلا يحق لنا حذف ركن من أركان النّدبة.

يكون المنادى المندوب :

أ ـ علما ـ وا أبتاه.

ب ـ معرفة غير مبهمة ـ وا رأساه.

ج ـ وقد يأتي مبهما إذا كان المبهم اسما موصولا مشتهرا بالصّلة.

مثال : وا من بنى السّد.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ أندب الأسماء الآتية بعد استيعابك صور النّدبة الثّلاث :

محمّد ، معتصم ، أبو عبيدة. من جمع القرآن ، فاتح مصر.

٢ ـ أندب ثلاثة أسماء من الأعلام بصور النّدبة الثّلاثة.


ـ أندب ثلاثة أسماء من المضاف بصور النّدبة الثلاثة.

ـ أندب اسما موصولا بصور النّدبة الثّلاثة.

٣ ـ أعرب :

ـ وا كبدا قد تقطّعت كبدي

وحرّقتها لواعج (١) الكمد (٢)

ـ فيا أسفا عليك وطول شوقي

إليك لو أنّ ذلك ردّ شيئا

إعراب تطبيقي :

وا أميراه.

وا : حرف نداء وندبة مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

أمير : منادى مندوب مبني على الضمّة المقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالفتحة (الحركة المناسبة للألف) ، وهو في محل نصب مفعول به لفعل النّدبة المحذوف.

الألف : ألف النّدبة. حرف مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

الهاء : هاء السّكت أو الوقف ، حرف مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

__________________

(١) اللواعج : جمع لاعج : الهوى المحرق.

(٢) الكمد : الحزن الشّديد.


وا قلبا ـ وا قلب.

وا : حرف نداء للندبة مبنّي على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

قلب : منادى مندوب مبني على الضمّة المقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالفتحة (الحرك المناسبة للألف) وهو في محل نصب مفعول به لفعل النّدبة المحذوف.

الألف : ألف النّدبة ، حرف منبيّ على السّكون لا محلّ له من الإعراب.


الدّرس السابع والعشرون :

الاستغاثة

الأمثلة :

(١)

ـ يا لرجل الدّين من الكافرين.

(٢)

ـ يا للبرد.

ـ يا لعلي لليتامى.

ـ يا لخصب الأرض.

ـ يا للزكاة ويا للعطاء.

ـ يا للفواكه ويا للخضار.

ـ يا للعلم ويا للأدب.

ـ يا للزحام ويا للانفراج.

خطّة البحث :

إذا أصابنا ما لا قدرة لنا على ردّه ، أو نزلت بنا كارثة ، وأردنا أن نستنجد بمن يستطيع دفعها وتخفيف ويلاتها ، ناديناه مستغيثين به فنقول مثلا : (يا لرجل المروءة). ويسمّى المنادى (مستغاثا به أو مستغاثا) ، والاسم الدّال على من أصابته شدّة أو على الشدّة نفسها (مستغاثا من أجله). والمستغاث به في الحقيقة منادى فيكون علما.

مثال : يا لتوفيق. ويكون مضافا ، مثال : يا لخصوبة الأرض.

ويكون شبيها بالمصاف ، ويكون نكرة مقصودة مثال : يا لرجل.


ولا يكون نكرة غير مقصودة ، لأنّه من غير المفهوم أن نستغيث بما لا تقصد ، ويخالف المنادى أيضا في أنّه قد يكون محلّى بأل.

فإذا أخذنا أمثلة المجموعة الأولى وجدنا لاما داخلة على المستغاث به (لرجل ـ لعلي ـ للزكاة ... الخ) ، وهذه اللّام حرف جر ، وهي ومجرورها متعلقان بـ (يا) لأنّها هنا بمعنى (التجيء).

ولكن إذا دققنا في هذه الأمثلة رأينا للاستغاثة مع اللّام أساليب ثلاثة :

فقد يكون المستغاث به غير معطوف عليه. كما في المثال الأوّل والثّاني (يا لرجل الدّين ـ يا لعلي ...).

وقد يكون معطوفا عليه كما في المثال الثّالث (يا للزكاة ـ يا للعطاء) ، وذلك بتكرار (يا) ، وقد يكون معطوفا عليه من غير (يا) كما في المثال الرّابع من المجموعة الأولى. أمّا المستغاث له فقد يذكر مجرورا باللّام كما في المثال الأوّل ، أو مجرورا بمن كما في المثال الثّاني. وقد لا يذكر حرف الجرّ.

ـ ولو أخذنا من المثل المستغاث به (لرجل الدّين ـ لعلي ـ للزكاة للعطاء ، للعلم ، للأدب). وجدنا أن لام المستغاث مفتوحة دائما عند ما تسبقها (يا) فإن سبقتها (واو) العطف من غير تكرار (يا) كسرت كما في المثل (يا للزكاة ـ يا للعطاء) ؛ أمّا لام المستغاث لأجله ، فمكسورة دائما ، وهي ومجرورها متعلّقان بـ (يا) كما تعلّق بها المستغاث به ولامه ، أمّا أمثلة المجموعة الثّانية فلا نجد بها مستغاثا به ولا مستغاثا لأجله. ولكن نجد أساليب على صورة الاستغاثة يقصد بها التّعجب من شدّة الشّىء أو كثرته.


ويسمّى المنادى في المجموعة الثّانية (متعجبا منه) ، وهو يشبه المستغاث به في جميع أحكامه.

ولو أخذنا أمثلة المجموعتين وجدنا أن الحرف الدّاخل على المستغاث به أو المتعجب منه (يا) دائما.

ويجوز أن يأتي المستغاث به والمتعجب منه غير مجرورين باللام ، وأن يبقيا على حالهما كما لو كانا مناديين.

مثال : يا محمد ، يا حرّ.

أو أن يختم بألف. مثال : يا محمدا ـ يا حرّا.

وهذه الألف لا تجتمع مع لام المستغاث به أو المتعجب منه.

القاعدة العامّة :

الاستغاثة هي نداء شخص ليعين غيره ويغيثه.

مثال : يا لتوفيق ـ يا للغريق.

ـ لا يستعمل من أحرف النّداء في الاستغاثة إلّا (يا) وفي الاستغاثة (مستغاث ـ مستغاث له) مثال : يا لتوفيق للغريق.

للمستغاث ثلاثة أوجه :

أ ـ أن يجرّ لفظا بلام مفتوحة. مثال : يا لتوفيق للغريق.

ب ـ أن يختم بألف زائدة لتأكيد الاستغاثة. مثال : يا عشيرتا للضعيف.

ج ـ أن يترك على حاله جاريا مجرى المنادى : مثال : يا لعلي للمسكين.


ـ إذا كرّر المستغاث وكان غير مقترن بـ (يا) فإنّ لامه تكسر.

مثال : يا للرجال وللنساء للبائسين.

ـ يجوز جرّ المستغاث له بـ (من) إذا كانت الاستغاثة عليه لا له. مثال : يا لقبيلتي من الغزاة المستبدين.

ـ أحكام المتعجّب منه كأحكام المستغاث ، فتقول في التّعجب من كثرة الأزهار.

مثال : يا للأزهار! ـ يا زهرا! ـ يا زهر!.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ استغث بمن يأتي بصور الاستغاثة الّتي تعرفها ، مع ذكر المستغاث من أجله :

الأطباء ـ رجال القضاء ـ الكرماء ـ المحتاجون ـ اليتامى ـ حماة الدّيار.

٢ ـ هات ثلاثة أمثلة للاستغاثة مع ذكر المستغاث لأجله. وثلاثة أمثلة مختلفة للمتعجب منه.

٣ ـ ضع مستغاثا في المكان الخالي :

١ ـ ... من كثرة السّمك.

٢ ـ ... للمنكوبين بالحريق.

٣ ـ ... للأميين.

٤ ـ ... من جشع التّجّار.

٥ ـ ... للفقراء المساكين.


٤ ـ أعرب ما يلي :

ـ صبغت وفاتك فيه أبيض فجره

يا للعيون من الصّباح الأسود

ـ تكنّفني الوشاة فأز عجوني

فيا للناس للواشي المطاع

إعراب تطبيقي :

يا عشيرتا للضّعيف.

يا : حرف نداء واستغاثة.

عشيرتا : منادى مفرد نكرة مقصودة مبني على الضّم المقدّر على التّاء منع من ظهورها اشتغال المحل بالفتحة المناسبة للألف ، وهو في محل نصب مفعول به لفعل النّداء المحذوف والاستغاثة المحذوفة ، والألف زائدة لتوكيد الاستغاثة.

يا عشيرة للضعيف.

عشيرة : منادى مبني على الضّم في محل نصب مفعول به لفعل النّداء والاستغاثة المحذوف.

يا لخالد للعرب

يا : حرف نداء واستغاثة.

لخالد : اللام حرف جر ، خالد : اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة والجار والمجرور متعلقان بـ (يا) المتضمنة معنى (التجىء) أو (أدعو) ؛ خالد : منادى مستغاث مجرور لفظا منصوب محلا. علما أنه مفعول به لفعل النداء


المحذوف. وتكون لا في هذا الشكل من إعراب خالد حرف جر شبيه بالزائد. (وخالد مستغاث به).

لسليمان : جار ومجرور متعلقان بيا. (وهو مستغاث له).


الدّرس الثامن والعشرون :

الاشتغال

الأمثلة :

(١)

ـ إن المال جمعته فانفقه في سبيل الخير.

(٢)

ـ خرجت من الدّار فإذا الطفل تصدمه سيّارة.

ـ الكريم أكرمت ولديه.

ـ ذو الفضل إن قابلته فاستقبله.

ـ هلّا الدواء اشتريته لتبرأ ممّا ألم بك.

ـ ألا نجاحا باهرا تحقّقه.

ـ كريم على العلّات ماضي العزائم.

(٣)

ـ جميل عاتبه.

ـ شرفك صنه.

خطّة البحث :

نأخذ أمثلة المجموعة الأولى نجد أنّ الاسم الأوّل في كلّ منها متلوّ بفعل ، وأنّ هذا الفعل اشتغل عن نصب الاسم السّابق


عليه بنصب الضمير العائد عليه كما في المثال الأوّل (إن المال جمعته فانفقه في سبيل الخير) وهو الضمير (الهاء).

أمّا في المثال الثّاني فقد نصب اسما متّصلا بالضّمير العائد عليه كما في المثال : (الكريم أكرمت والديه) ، ونرى أن الفعل لو لم يشتغل بنصب الضّمير أو ما اتّصل بالضّمير ، لتسلّط على الاسم السّابق فنصبه ، ولو أنّك نظرت إلى بقيّة الأمثلة في المجموعتين لوجدت ذلك ظاهرا في جميعها ؛ وقد يسمى الاسم المتقدّم في الأمثلة الواردة وأشباهها (مشغولا عنه).

ـ بم سبق المشغول عنه؟

لو عدنا إلى الأمثلة لوجدنا أن المشغول عنه مسبوقا بـ (إن) الشرطيّة وهلّا الّتي للتحضيض أو بإحدى أدوات العرض (ألّا). وهذه الأمثلة لا تدخل على الأفعال ، فإذا جاء بعدها اسم كان مفعولا لفعل محذوف يفسّره الفعل المذكور في الجملة ، ولمّا كان الفعل المذكور (جمعته ، اشتريته ، تحققه) طالبا مفعولا به وجب أن يكون الفعل المحذوف طالبا مفعول به كذلك.

وعلى هذا يكون كل اسم من الأسماء (المال ، نجاحا ، الدّواء) واجب النّصب بفعل محذوف يفسّره الفعل المذكور ، فالمشغول عنه في هذه الأمثلة وأشباهها واجب النّصب لوقوعه بعد أداة تختص بالدّخول على الأفعال.

أمّا أمثلة الطّائفة الثّانية فإنّ المشغول عنه في المثال الأوّل (الطّفل) مسبوقا (بإذا) الفجائية وهي تختصّ بالدّخول على الأسماء ؛ وفي المثال الثّاني (ذو الفضل إن قابلته فاستقبله) متلوّا بأداة لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. كأدوات الشّرط والاستفهام


والتحضيض وغيرها. فالمشغول عنه في المثال الأوّل يجب رفعه بالابتداء لأنّ (إذا) الفجائيّة كما قلنا لا تدخل إلّا على الجمل الإسميّة. مثال : خرجت فإذا الأرض تضيئها الشمس. والمشغول عنه في المثال الثّاني من المجموعة الثّانية (ذو الفضل إن قابلته فاستقبله) ويجب رفعه بالابتداء أيضا لأنّ الفعل الذي بعد الأدوات التي لها حق الصدارة لا يصح أن نعمل ما بعدها فيما قبلها فلا يجوز أن يعمل الفعل (قابل ...) في كلمة (ذو) الواقعة قبل الشرط. ومن ذلك يتضّح أن المشغول عنه يجب رفعه إذا جاء بعد أداة تختصّ بالدّخول على الأسماء أو سبق أداة يعمل ما بعدها فيما قبلها.

أمّا إذا دقّقنا في أمثلة المجموعة الثّالثة (جميل عاتبه) رأينا أنّ المشغول عنه فيها ليس مسبوقا بأداة تختصّ بالدخول على الأفعال أو الأسماء ، وليس سابقا أداة لا يعمل ما بعدها فيما قبلها لهذا يجوز أن تنصبه بفعل محذوف ويجوز أن ترفعه على أنّه مبتدأ والجملة بعده خبر له. مثال : جميل عاتبه أو / جميلا عاتبه.

القاعدة العامّة :

الاشتغال أن يتقدّم اسم واحد ويتأخر عنه فعل أو شبهه يشتغل عنه بالعمل في ضميره أو ما اتصل بضميره مباشرة.

مثال : الوزير قابلته.

يكون المشغول عنه :

أ ـ مرفوعا. مثال : الوزير قابلته.

ب ـ منصوبا. مثال : هل الوزير قابلته.

١ ـ قد يشتغل العامل في اسم مشتمل على ضمير يعود إلى المشغول عنه.


مثال : الوزير قابلت خادمه.

٢ ـ يجب نصب المشغول عنه إذا وقع بعد أدوات التحضيض والعرض والشّرط والاستفهام (ما عدا الهمزة).

مثال : هل الوزير قابلته؟

هلّا العلم طلبته!

إن إبراهيم صادفته فادعه.

٣ ـ يرجح نصب المشغول عنه في أربعة مواضع :

أ ـ أن يسبق بنهي. مثال : الولد لا تضربه.

ب ـ أن يليه أمر. مثال : جميلا عاتبه ـ خالدا لينصره الله.

ج ـ أن يقع بعد همزة الاستفهام. مثال : أكاذبا نصدّقه.

د ـ أن يقع جوابا لمستفهم عنه منصوب. مثال : عليّا هنأتّه.

وذلك جوابا لمن يسأل (من هنّأت؟).

يجب رفع المشغول عنه في ثلاثة مواضع :

أ ـ إذا وقع بعد واو الحال. مثال : تنزهت والأرض يزينها زهرها.

ب ـ إذا وقع بعد إذا الفجائية. مثال : خرجت فإذا الأرض تضيئها الشمس.

ج ـ إذا وقع قبل أدوات الاستفهام. مثال : المعلّم هل احترمته.

قبل أدوات الشّرط : إبراهيم إن صادفته فادعه.


قبل ما النّافية : العلم ما تركته.

قبل لام الابتداء : التعاون لنحن نباركه.

قبل ما التعجبيّة : الطّقس الجميل ما أحبّه.

قبل كم الخبريّة : المصلح كم قدّرناه.

قبل إنّ وأخواتها : الزورق إنّي أركبه.

في هذه الحالات يكون خبر المبتدأ جملة.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ بيّن في الجمل التّالية المشغول عنه واعربه. وبيّن حكمه من حيث وجوب النّصب أو الرّفع :

ـ (العامل) باركت.

ـ دخلت فإذا (الطلّاب) يخاطبهم المدير.

ـ هلّا (الإخوان) صارحتهم.

ـ كتبت و (الطاولة) يهزّها أخي الصّغير.

ـ (الوطن) هلّا خدمته.

ـ (النشيد) الوطني إنّي أردّده.

٢ ـ ضع كل حرف من الحروف الآتية وهي :

إن ، إذا الشّرطية ، لو ، مرّة قبل المشغول عنه ومرّة بعده ثم اذكر حكمه وموقعه من الإعراب.

٣ ـ استعمل الأفعال الآتية مرّة مع اسم مشغول عنه واجب النّصب ، ومرّة مع اسم واجب الرّفع ، وثالثة مع اسم يجوز فيه الوجهان.


علّمته ـ كرّمته ـ استقبلته ـ أهنته.

٤ ـ أعرب ما يلي :

إذا أنت لم تعرف لنفسك حقّها

هوانا بها كانت على النّاس أهونا

فنفسك أكرمها وإن ضاق مسكن

عليك بها فاطلب لنفسك مسكنا

إعراب تطبيقي :

لا تجزعي إن منفسا أهلكته

وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي

لا : ناهية.

تجزعي : مضارع مجزوم بحذف النّون والياء ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.

إن : حرف شرط.

منفسا : مفعول به منصوب لفعل محذوف يفسّره الفعل المذكور بعده.

أهلكته : فعل ماض مبني على السّكون لاتّصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل والهاء ضمير متّصل مبني في محل نصب مفعول به.

وإذا : الواو استثنائية زائدة ، إذا : ظرف لما يستقبل من الزّمان خافض لشرطه منصوب بجوابه في محل نصب مفعول فيه متعلّق باجزعي.

هلكت : فعل ماض مبني على السّكون لاتّصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.


فعند : الفاء استئنافية زائدة.

عند : ظرف زمان منصوب متعلّق بتجزعي.

ذلك : ذا اسم إشارة مبني في محل جر بالإضافة. اللام :

للبعد ، والكاف للخطاب.

فاجزعي : الفاء رابطة لجواب الشّرط ، اجزعي فعل أمر مبني على حذف النون من آخره ، والياء ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.

إعراب الجمل :

جملة لا تجزعي : ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب وفعل الشّرط محذوف تقديره إن أهلكت.

جملة أهلكته : تأكيد لفعل الشّرط وجواب الشّرط محذوف.

جملة هلكت : في محل جرّ بالإضافة.

جملة اجزعي : جواب الشّرط لا محلّ لها من الإعراب.


الدّرس التاسع والعشرون :

الاختصاص

الأمثلة :

(١)

ـ نحن المعلّمين قادة الأمّة.

(٢)

ـ أبشر أيّها الصّبور نلت الأمل.

ـ إنّا معشر العرب نكرم الضيف.

ـ بك أيّها الطبيب أبرأ من جراحي.

خطّة البحث :

إذا قلنا «إنّا» أو «نحن» عرف السامع أنّنا نتكلّم عن أنفسنا ، ولكنّه لا يعرف المقصود من الضمير ، لذا نقرن ضمير المتكلّم (أنا ، نحن) باسم ظاهر معرّف بأل أو بالإضافة لبيان المقصود منه.

مثال : نحن العرب قادة الأمّة / إنّا أئمّة علم.

عندها بيّنا أن المقصود بالضمير (نحن) (العرب) وهذا الأسلوب يسمى أسلوب اختصاص والاسم (المختص) منصوب بفعل محذوف وجوبا تقديره (أخصّ) فهو في الحقيقة مفعول به والغرض من الاختصاص في هذا الأسلوب هو الفخر.

وإذا قلنا اعفي عنّا أيّتها الأم الحبيبة. فإن الغرض من الاختصاص هو التواضع. ويتمّ إعراب (أيّها وأيتها) كما يلي :

أيّها ـ أيتها : مفعول به منصوب بفعل محذوف وجوبا تقديره


أخص ، وهو مبنى على الضم لفظا منصوب محلا بفعل محذوف تقديره (أخص) والهاء للتنبيه.

وإذا تأملنا أمثلة المجموعة الأولى رأينا أنّ الأسماء المنصوبة على الاختصاص فيها أسماء ظاهرة ، قبل كلّ منها ضمير للمتكلّم ، وأنّها معرّفة بأل والإضافة. أمّا المجموعة الثّانية فإنّ بها (أيّها وأيّتها) متبوعة باسم مقرون بأل مرفوع على أنّه نعت تابع في أعرابه للفظ (أيّ) لا لمحله.

قرابة الاختصاص للنداء ؛

الاختصاص يشبه النداء من حيث اللفظ ولكنه يخالفه في أنه لا يذكر معه حرف النداء. ولا يرد إلّا مسبوقا بضمير أو غيره ويجب أن يكون معرفا بـ (أل) أو بالإضافة ، ثم ومنعوتا باسم معرّف بـ (أل) وخاصة إذا كان المختص (أي أو أيّة).

القاعدة العامّة :

الاختصاص هو اسم ظاهر معرّف يذكر بعد ضمير المتكلّم لتبيان المراد منه. مثال : نحن المعلّمين قادة الأمّة. بك العلم نهتدي.

ـ يكون الاسم المختص مفعولا به لفعل محذوف تقديره (أخصّ ـ نخصّ) أو (أعني ـ نعني).

ـ المنصوب على الاختصاص اسم ظاهر معرّف بأل مثال :

نحن المسلمين أمّة ذات رسالة.

ـ يكون المنصوب على الاختصاص مضافا إلى اسم معرّف.

مثال : نحن معاشر الطلبة بناة المستقبل.


ـ قد يكون الاختصاص بأيّها أو أيّتها ويتبع كلا منها نعت معرّف بأل ومرفوع دائما لأنه تابع للفظ (أيّ) أو (أيّة).

مثال : نحن أيّها القضاة نعلي الحّق.

والمعنى : نحن نعلي الحقّ مخصوصين من بين القضاة.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ بيّن الأسماء المنصوبة على الاختصاص في العبارات الآتية وقدّر العامل واذكر حكمه :

ـ نحن سكان المدن نميل إلى التّرف.

ـ لا تزجرني أيّها المسكين فإنّ في قول معروف صدقة.

ـ ما أحوجني أيّها الضّعيف إلى عفو ربي.

ـ إنّا الآباء لا ندّخر جهدا في تربية أبنائنا.

٢ ـ ضع اسما ظاهرا منصوبا على الاختصاص في المكان الخالي :

ـ نحن ... نخرج طيّبات الأرض.

ـ نحن ... نذود عن الكرامة.

ـ إنّا ... ننشيء جيلا.

ـ بك أيّها ... نأمل بالمستقبل.

٣ ـ اجعل كلّ تركيب مما يأتي خبرا لمبتدأ بعده اسم منصوب على الاختصاص :

ـ ... يهدي الأمّة بإيماننا.

ـ ... إزارنا الشرف وخمارنا الأدب.

ـ ... اعتدنا المساعدة دائما.


٤ ـ كوّن ثلاث جمل تشتمل كل منها على اسم منصوب على الاختصاص الأول معرّف بأل ، والثاني معرّف بالإضافة ، والثالث مبني في محل نصب على الاختصاص.

٥ ـ أعرب ما يلي :

نحن الحرائر إن مال الزّمان بنا

لم نشك إلّا إلى الرحمن بلوانا

إعراب تطبيقي :

نحن أيّها القضاة نعلي الحقّ.

نحن : ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ.

أيّها : أيّ نكرة مبنيّة على الضّم في محل نصب مفعول به لفعل أخصّ المحذوف وجوبا والهاء للتنبيّه.

القضاة : لها ثلاثة وجوه صحيحة :

١ ـ صفة لأيّ مرفوعة تبعتها في اللّفظ.

٢ ـ بدل من أيّ مرفوعة تبعتها في اللّفظ.

٣ ـ عطف بيان لأيّ مرفوعة تبعتها في اللّفظ.

نعلي : فعل مضارع مرفوع بالضمّة المقدرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ (نحن).

الحق : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة في آخره.


الدّرس الثلاثون

التّحذير

الأمثلة :

ـ إيّاك والكسل.

ـ نفسك والكسل.

ـ إيّاك الكسل.

ـ الكسل الكسل.

ـ إيّاك من الكسل.

خطّة البحث :

ـ إذا قرأنا الأمثلة المذكورة أعلاه لاحظنا أنّ المخاطب يحذّر في الأمثلة جميعها من الكسل ، وينبّه إلى تجنّبه. والدّليل على التّحذير أنّه استعمل لفظة «إيّاك» في أمثلة المجموعة الأولى.

بالإضافة إلى تركيب آخر يفيد التّحذير ويستعمل مع هذا التّركيب لفظة «جنّب».

مثال : جنّب نفسك الكسل.

ما محلّ «إيّاك» من الإعراب؟

إيّاك : ضمير منفصل مبني على السّكون في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره إياك أحذّر. والواو حرف عطف للجمل ولفظة الكسل مفعول به لفعل محذوف تقديره احذر أو توّق.

أمّا «الواو» الواقعة قبل المحذّر منه فيجوز تركها والاستعاضة


عنها بحرف الجر «من» فيقال : إيّاك من الكسل.

كما يحذّر المخاطب بغير لفظة «إيّاك» ويستعاض عن اللّفظة المذكورة بلفظة «نفسك».

مثال : نفسك والكسل.

كما جوّز للتّحذير تكرار الكلمة وتحذف عندها إيّاك أو ما يماثلها.

مثال : الكسل الكسل.

بعد هذا العرض ما ذا نستنتج؟

ما التّحذير إذا؟ وكيف يكون؟

قاعدة عامّة :

التّحذير هو تنبيه المخاطب إلى أمر مكروه ليتجنّبه وتحذيره من إتيانه.

مثال : إيّاك والتّدخين.

يكون التّحذير باستعمال لفظة «إيّاك» وفروعها.

مثال : إيّاك والتّدخين.

إيّاكما والتّدخين.

إيّاكم والتّدخين.

ويجوز حذف «الواو» قبل المحذّر منه.

مثال : إيّاك الكسل.

أو جرّه بـ «من».

مثال : إيّاك من الكسل.


ويكون التّحذير من دون «إيّاك».

مثال : نفسك والكسل.

ويكون التّحذير بتكرار المحذّر منه مع حذف لفظة «إيّاك».

مثال : الكسل الكسل.

قد يرفع الاسم المكرّر على أنّه خبر لمبتدأ محذوف.

مثال : الكسل الكسل.

والتّقدير «هذا الكسل» أو الكسل ضار.

والكسل الثانية توكيد.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ كوّن ست جمل للتّحذير بغير (إياك) مستوفيا صورة الثّلاث.

٢ ـ كوّن فقرة تامّة المعنى يكون فيها التّحذير بتكرار المحذّر منه.

٣ ـ ضع معطوفا مناسبا في المكان الخالي من صور التّحذير الآتية :

ـ الغيبة ...

ـ التّدبير ...

ـ كثرة الكلام ...

ـ ... والعجلة.

ـ الدّناءة ...

ـ ... والتّأخّر.

ـ ... الغرور.

ـ ... والبذاءة.

٤ ـ جذّر شخصا ممّا يأتي مع استيفاء صور التّحذير بغير «إياك» ، وبيّن ما يجب حذف فعله وما يجوز.

ـ مال اليتيم.

ـ الطّلاء.


ـ دعوة المظلوم.

ـ الملق.

ـ الهدم.

ـ الرّياء.

٥ ـ أعرب ما يلي :

ألقاه في اليمّ مكتوفا وقال له

إيّاك إيّاك أن تبتلّ بالماء

إعراب تطبيقي :

إيّاكم والتّدخين. ـ الكسل الكسل.

إيّاكم : ضمير منفصل مبني على السّكون في محل نصب مفعول به لفعل محذوف وجوبا تقديره : تجنبوا. والكاف حرف خطاب. والميم لجمع الذّكور.

والتدخين : الواو حرف عطف. التدخين : مفعول به ثان لفعل محذوف تقديره احذّر منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

الكسل : مفعول به لفعل محذوف تقديره «تجنّب» منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره.

الكسل : تأكيد للكسل الأولى منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره.


الدّرس الواحد الثلاثون :

الإبدال

الأمثلة :

دعا

ادتعى

ادّعى

ذكر

اذتكر

اذدكر

زجر

ازتجر

ازدجر

صبر

اصتبر

اصطبر

ضرب

اضترب

اضطرب

طرد

إطّرد

اطّرد

ظلم

اظتلم

إظطلم

خطّة البحث :

ما ذا نلاحظ من خلال الأمثلة؟

نلاحظ من خلال الأمثلة المذكور أعلاه ما يلي :

إنّ الأفعال «دعا ، ذكر ، زجر» أفعال ثلاثيّة مبدوءة بالحروف التّالية (الدّال ، الذّال ، الزّاي) وقد صيغت على وزن «افتعل» إذ زيد عليها «الألف والتّاء» فصارت «ارتعى ، اذتكر ، ازتجر» ثمّ لاحظنا أنّ (التّاء) الّتي زيدت على الأفعال المذكورة قد أبدلت بحرف (الدّال) فصارت (ادّعى ، اذدكر ازدجر) وهكذا يتبيّن لنا كيف تبنى


الأفعال الثّلاثية على «افتعل» الّتي تقلب تاؤها (دالا) دائما وكذلك مصدر افتعل ومشتقّاته.

أمّا الأفعال «صبر ، ضرب ، طرد ، ظلم» نلاحظ ما يلي :

إنّ الأفعال المذكورة آنفا مبدوءة بـ (صاد وضاد ثمّ طاء وظاء) كلّها صيغت على وزن «افتعل» ، وعند ما حوّلناها أبدلت (تاء) افتعل بـ (الطّاء) وهكذا نستنتج أنّ كلّ فعل ثلاثي أوّله حرف من الحروف المذكورة (صاد ، ضاد ، طاء ، ظاء) إذا بني على وزن «افتعل» تبدل «التّاء» «طاء» وكذلك مصدر افتعل ومشتقّاته.

اذا ، ما الإبدال؟ وما ذا يشبه؟ وممّ يبدل؟

قاعدة عامّة :

ـ الإبدال هو نقل حرف صحيح أو معتل إلى حرف صحيح أو معتل آخر.

مثال : صلح ـ اصتلح ، اصطلح.

ـ يشبه الإبدال الإعلال. ولكنّ الإعلال يتناول فقط أحرف العلّة بينما يتناول الإبدال الأحرف الصّحيحة والعليلة.

ـ تبدل الواو والياء «همزة» إذا تطرّفتا بعد ألف زائدة.

مثال : دعاء ، أصلها دعاو.

ـ تبدل الواو والياء همزة إذا وقعتا عين اسم الفاعل واعتلّت في فعله :

مثال : قائل ـ قاول.

بائع ـ بايع.


ـ يبدل حرف المدّ الزّائد همزة إذا وقع ثالثا في اسم صحيح الآخر ، إذا بني على وزن (مفاعل).

مثال : صحيفة ـ صحائف.

قلادة ـ قلائد.

ـ إذا توسّطت ألف اسم جمع على مفاعل بين حرفي علّة في اسم صحيح الآخر أبدل ثانيهما همزة.

مثال : أوّل ـ أواول ـ أوائل.

ـ كلّ كلمة اجتمع في أوّلها واوان وجب إبدال أولاهما همزة.

مثال : وواصل ـ أواصل.

ـ إذا كانت فاء (افتعل) واوا أو ياء أبدلت (تاء) وأدغمت في (تاء) افتعل.

مثال : ايتسر ـ اتتسر ـ اتّسر.

ـ إن كانت فاء (افتعل) دالا أو ذالا أو زايا أبدلت تاؤه دالا.

مثال : ادتعى ـ اددعى ـ ادّعى.

ـ إذا كانت فاء افتعل صادا أو ضادا أو طاء أو ظاء أبدلت تاؤه طاء.

مثال : اضتجع ـ اضطجع.

اصتفى ـ اصطفى.

ـ إذا وقعت التّاء ساكنة قبل الدّال وجب إبدالها دالا وإدغامها في الدّال الّتي بعدها.

مثال : عدّان جمع عتود (وهو الذّكر من أولاد المعزى) والأصل عتدان.


ـ إذا وقعت النّون السّاكنة قبل الميم أو الباء أبدلت ميما.

مثال : انمحى ـ امّحى.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ كيف تأتي بصيغة افتعل من الأفعال الآتية :

زهى ـ ذكر ـ دان ـ صلح.

٢ ـ ما مجرّد الأفعال الآتية ، وما أحرف الزّيادة الّتي بها :

اضطجع ـ ازدهى ـ اتّقى ـ اصطبر ـ اصطاف؟

٣ ـ في الكلمات الآتية إبدال وإعلال ، فبيّن كليهما مع ذكر الأسباب :

اصطلى ـ مصطفى ـ ازدهاء ـ استضاف ـ اصطلاء.

٤ ـ ارجع الكلمات التّالية إلى ما كانت عليه قبل الإبدال :

بناء ـ نائم ـ قلائد ـ ادثر ـ اصطفى ـ بائع ـ صحائف ـ اتّصل ـ اطّرد ـ حنبلي ـ سنبل ـ امحى.

٥ ـ أعرب ما يلي :

بيض الوجوه ، كريمة أحسابهم

شمّ الأنوف من الطّراز الأوّل

لا تسألي النّاس عن مالي وكثرته

وسائلي القوم عن بذلي وعن خلقي


إعراب تطبيقي :

طال ليلي فبتّ أسقى المداما

إذا أتاني البريد ينعي هشاما

طال : فعل ماض مبني على الفتح لفظا.

ليلي : فاعل مرفوع بالضّمة المقدّرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة وهو مضاف ، والياء ضمير متّصل مبني على السّكون في محلّ جر بالإضافة.

فبتّ : الفاء : حرف عطف مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب.

بت : فعل ماض ناقص مبني على السّكون لاتّصاله بضمير رفع متحرّك وهو التّاء. والتّاء ضمير متّصل مبني على الضّم في محل رفع اسم بات.

أسقي : فعل مضارع مجهول مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الألف للتّعذّر ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.

المداما : المدام : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ، والألف للإطلاق حرف مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

إذ : ظرف لما مضى من الزّمان متضمّن معنى الشّرط مبني على السّكون في محل نصب على الظّرفيّة متعلّق بالفعل طال.

أتاني : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف للتّعذّر ، والنّون للوقاية ، حرف مبني على الكسر لا محلّ له من الإعراب. والياء ضمير متّصل مبني على السّكون في محل نصب مفعول به.


البريد : فاعل مرفوع بالضمّة الظّاهرة على آخره.

ينعي : فعل مضارع مرفوع بالضمّة المقدّرة على الياء للثّقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

هشاما : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره. والألف للإطلاق. حرف مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب ،.

إعراب جمل :

جملة : (طال ليلي) لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائيّة.

جملة : (بتّ) معطوفة على جملة طال ليلي لا محلّ لها من الإعراب.

جملة : (أسقى المداما) في محل نصب خبر بات.

جملة : (أتاني) في محل جر بالإضافة إلى (إذ).

جملة : (ينعي) في محل نصب حال.


الدّرس الثاني والثلاثون :

الإعلال الإعلال بالتّسكين

الأمثلة :

(١)

ـ حين (يدنو) الخريف تهاجر الطّيور.

(٢)

ـ يدنون ـ (يدنوون).

ـ مررت (بالرّاعي) مع غنماته في الكرم.

ـ هذا (قبو) واسع.

ـ لن (يرجو) إلّا الله في سؤاله.

ـ يعمل التّلميذ (بهدي) المعلّم.

ـ رأيت (الجاني) في قفص الاتّهام.

خطّة البحث :

ماذا نلاحظ في الأمثلة المذكورة أعلاه؟

نلاحظ ما يلي :

أوّل ما نلاحظه أنّ الفعل المضارع (يدنو) مرفوع لتجرّده من النّاصب والجازم ، ومن كلّ ما يوجب بناءه. وقد لا تظهر الضّمّة على الواو تجنّبا للثّقل. وكذلك لم تظهر الكسرة على الياء في


(الراعي) علما بأنها اسم مجرور تجنّبا للثقل أيضا.

أمّا في المضارع (يرجو) فقد ظهرت الفتحة على الواو لخفّة لفظها.

ولو أخذنا الفعل (يدنون) وجدنا أن أصلها (يدنوون) وقد صارت يدنون بتسكين لام الفعل في (يدنوون) ثم حذفت لام الفعل منعا لالتقاء السّاكنين فصار (يدنون).

أمّا الأسماء (قبو) و (هدي) فقد ظهرت الضّمة والكسرة على آخرهما لأنّ ما قبل الواو والياء ساكن ولم تظهر في آخر (يدنو) و (الرّاعي) لأنّ ما قبل الواو والياء متحرّك.

إلام نصل بعد هذا التّحليل.

ماذا يراد بالإعلال بالتّسكين.

قاعدة عامّة :

يراد بالإعلال بالتّسكين ما يلي :

أ ـ حذف حركة حرف العلّة تجنّبا للثّقل.

مثال : يدنو ـ يدنو.

ب ـ نقل حركة حرف العلّة إلى السّاكن قبله.

مثال : يقوم ـ يقوم.

ـ إذا تطرّفت الواو والياء بعد حرف متحرّك حذفت حركتهما إن كانت ضمّة أو كسرة ، أمّا الفتحة فلا تحذف.

مثال : يدنو ـ بالرّاعي ـ لن يرجو.

ـ إن لزم من ذلك اجتماع ساكنين ، حذفت لام الكلمة.


مثال : يدنوون ـ يدنوون ـ يدنون.

ـ إذا تطرّفت الواو والياء وكان ما قبلها ساكنا ظهرت عليها الضّمّة والكسرة.

مثال : قبو واسع.

يعمل التّلميذ بهدي المعلّم.

ـ إذا كانت عين الكلمة واوا أو ياء متحرّكتين وكان ما قبلها ساكنا صحيحا نقلت حركة الواو أو الياء إلى السّاكن قبلها.

مثال : يقوم ـ يقوم.

هذا إذا كانت الحركة المنقولة مجانسة لحرف العلّة.

(الضّمّة تجانس الواو في يقوم).

أمّا إذا لم تكن مجانسة. مثال : يخوف ـ يخوف فيقلب حرف العلّة حرفا يجانس الحركة.

مثال : يخوف ـ يخاف.

ـ الأسماء الّتي يمتنع إعلالها من الأجوف.

أ ـ أفعل التّعجّب ، مثال : ما أقوله.

ب ـ ما كان على وزن أفعل (أفعل التّفضيل أو صفة مشبّهة أو اسم).

ـ إذا كان الحرف المعتلّ في كلمة متحرّكا ، وكان قبله حرف صحيح ساكن سكّن المعتل ، بنقل حركته إلى الحرف الصّحيح ، ويسمّى هذا إعلالا بالتّسكين.


تمارين تطبيقيّة :

١ ـ هات اسم الفاعل للكلمات الآتية ، وبيّن ما يحصل من الإعلال :

ـ أجاب ـ أهاب ـ أذاب ـ أقال ـ أحال.

٢ ـ إبن الأفعال الآتية للمجهول ، وإن حدث بها إعلال فاشرحه :

ـ يسيء ـ يقيل ـ يزيل ـ يخيف ـ يعيب ـ يجيب.

٣ ـ ما أصل كلّ كلمة ممّا يأتي وما نوع الإعلال بها؟

منارة ـ مغارة ـ منام ـ مرام ـ معاد ـ مجال.

٤ ـ أعرب ما يلي :

ـ وشاع فيّ سرور لا يعادله

ردّ الشّباب إلى شعري وجثماني

ـ أرى قومنا لا يغفرون ذنوبنا

ونحن إذا ما أذنبوا لهم غفر

إعراب تطبيقي :

إذا الملك الجبّار صعّر خده

مشينا إليه بالسّيوف نعاتبه

إذا : ظرف لما يستقبل من الزّمان متضمّن معنى الشّرط مبني على السّكون في محل نصب على الظّرفية.

الملك : فاعل لفعل محذوف يفسّره الفعل الظّاهر مرفوع بالضّمة لفظا. التقدير : إذا صعّر الملك الجبار صعّر.

الجبّار : نعت والنعت يتبع المنعوت تبعه في حالة الرّفع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة على آخره.


صعّر : فعل ماض مبني على الفتح لفظا ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره (هو) وهو تأكيد للفعل المحذوف.

خدّه : مفعول به منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره وهو مضاف ، والهاء ضمير متّصل مبني على الضّم في محلّ جرّ بالإضافة.

مشينا : فعل ماض مبني على السّكون لاتّصاله بضمير رفع متحرّك وهو (النا) ، والنا ضمير متّصل مبني على السّكون في محلّ رفع فاعل.

إليه : إلى : حرف جر مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب ، والهاء ضمير متّصل مبني على الكسر في محلّ جر بحرف الجرّ ، والجار والمجرور متعلّقان بـ (مشينا).

بالسّيوف : الباء : حرف جرّ مبني على الكسر لا محلّ له من الإعراب ، السيوف : اسم مجرور بالياء وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره ، والجار والمجرور والمجرور متعلّقان بـ (نعاتبه).

نعاتبه : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره (نحن) والهاء ضمير متّصل مبني في محلّ نصب مفعول به.

إعراب الجمل :

ـ جملة : فعل الشّرط المحذوف في محلّ جر بالإضافة لـ (إذا).

ـ جملة (مشينا إليه) لا محلّ لها من الإعراب لأنّها جواب الشّرط لحرف غير جازم.

ـ جملة (نعاتبه) في محل نصب حال من فاعل (مشى).


الدّرس الثالث والثلاثون :

الإعلال

الإعلال بالقلب

الأمثلة :

(شقي ـ شقى)

وزن ـ موزان

ميزان

(رنو ـ رنا)

أيقن ـ ييقن

يوقن

خطّة البحث :

ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة :

إنّ أصل لفظة الفعل «شقى ، شقي» وأصل لفظة الفعل «رنا ، رنو» ، وقد صنع اسم الآلة من «وزن» لأنّ اسم الآلة يصاغ من «وزن» على «مفعال» فتصبح «موزان».

ثمّ تحوّلت «موزان» إلى «ميزان» بقلب الواو «ياء».

ما قياس فعل «أيقن» وما مضارعه؟

إنّ قياس الفعل «أيقن» على وزن «أفعل» ومضارعه «يفعل» وهو في الأصل «ييقن».

كيف صار مضارعها «أي أيقن» يوقن؟

وصار مضارع أيقن «يوقن» بقلب ياء الفعل «واوا» فصار الفعل «يوقن» بدلا عن «ييقن».

كيف يتم الإعلال بالقلب؟


قاعدة عامّة :

يتمّ الإعلال بالقلب بالشروط التّالية :

١ ـ تقلب (الواو) ، (الياء) «ألفا» وذلك بسبعة شروط.

أ ـ أن يأتي ما بعدهما متحرّكا إذا كانت في موضع عين الكلمة ، فلا إعلال في بيان ـ طويل.

ب ـ أن لا تليهما ألف ولا ياء مشدّدة إن كانتا في موضع لام الكلمة. فيقال : لم يمشيا ولا يقال : لم يمشا.

ج ـ أن لا تكونا عين فعل على وزن فعل المعتلّ اللّازم.

مثال : هوي. قوي.

د ـ أن لا يجتمع إعلالان.

مثال : هوي أصلها هوي.

ه ـ أن لا تكونا عين فعل على وزن «أفعل». كفعل : عور ـ أعور.

ز ـ أن لا تكون الواو عينا في افتعل الدّال على المشاركة.

مثال : إزدوج ـ تزاوج.

تقلب «الواو» «ياء» في سبعة مواضع :

أ ـ أن تسكّن وما قبلها مكسور. مثال : موزان ـ ميزان.

ب ـ أن تتطرّف بعد كسرة. مثال : رضو ـ رضي.

ج ـ أن تقع بعد ياء التّصغير. مثال : جريو ـ جريّ.

د ـ إذا وقعت بين كسرة وألف في المصدر الأجوف : صوام ـ صيام.


ه ـ أن تجتمع «الواو» والياء في كلمة ويكون السابق منها أصليّا ساكنا.

مثال : مقضوي ـ مقضي

سيود ـ سيّد.

وـ أن تكون «الواو» ، «لاما» في وزن «فعول».

مثال : دلو ـ دلوّ.

ز ـ أن تكون الواو عين كلمة في جمع صحيح اللّام على وزن «فعل».

مثال : صوّم ـ صيّم.

تقلب الياء واوا.

أ ـ إذا وقعت لام الفعل بعد ضمّة.

مثال : قضي ـ قضو.

ب ـ إذا وقعت الياء عينا.

مثال : طيبى ـ طوبى.

خلاصة : تقلب «الواو» و «الياء» «ألفا».

مثال : دنو ـ دنا.

مشى ـ مشي.

ـ تقلب الواو ياء : مثال : موزان ـ ميزان.

ـ تقلب الياء واوا : مثال : ييقن ـ يوقن.


تمارين تطبيقيّة :

١ ـ ردّ الكلمات التّالية إلى ما كانت عليه قبل الإعلال.

مفاتيح ـ ميزان ـ وعي ـ ميقات ـ ثياب ـ ديار ـ غرائز ـ حائم ـ بكاء ـ رعو ـ مقضى ـ جري ـ لان ـ إتّسر ـ يوقن ـ قال ـ بائع ـ هائم ـ عليا.

٢ ـ هات أربع جمل تقلب فيها «الواو والياء» ألفا.

٣ ـ هات ثلاث جمل تقلب بها «الواو» «ياء».

٤ ـ أعرب ما يلي :

الأرض تستجدي الخضمّ مياهه

وكنوزه والبحر يستجديه

لبنان صن كنز العزائم واقتصد

أخشى مع الإسراف أن تفنيه.

إعراب تطبيقي :

غيري يراه سياسة وطوائفا

ويظلّ يزعم أنّه رائيه

غيري : غير : مبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على ما قبل الياء لاشتغال المحل بالحركة المناسبة وهو مضاف. و «الياء» ضمير متّصل مبني على السّكون في محلّ جر بالإضافة.

يراه : يرى : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة المقدّرة على الألف للتّعذّر. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «الهاء» ضمير متّصل مبني على الضمّ في محل نصب مفعول به.


سياسة : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره. وجملة «يراه سياسية» في محل رفع خبر مبتدأ.

وطوائفا : الواو : حرف عطف مبني على الفتح لفظا لا محلّ له من الإعراب. طوائفا : اسم معطوف على سياسة منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره.

ويظلّ : الواو : حرف عطف مبني على الفتحة الظّاهرة على آخره. يظلّ : فعل مضارع ناقص مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

يزعم : فعل مضارع مرفوع بالضّمّة الظّاهرة على آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وجملة «يزعم» في محل نصب خبر يظلّ.

أنّه : أن حرف توكيد ونصب مشبّه بالفعل مبني على الفتح يدخل على المبتدأ والخبر ، ينصب الأوّل اسما لها ويرفع الثّاني خبرا لها. والهاء ضمير متّصل مبني على الضّمّ في محل نصب اسم «أنّ».

رائيه : رائي : خبر أنّ مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة المقدّرة على الياء للثّقل ، وهو مضاف وفاعل اسم الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وهو مضاف والهاء ضمير متّصل مبني على الكسر في محل جرّ بالإضافة ، وهو محلّا مفعول به لاسم الفاعل.

والمصدر المحذوف من أن وما بعدها في محل نصب مفعول به ليزعم. يزعم رؤيته.


الدّرس الرابع والثلاثون :

الإعلال

الإعلال بالحذف

الأمثلة :

١ ـ يشكي ـ (لم يشك)

٤ ـ يقول. (قول ـ قل)

٢ ـ قال. (قول)

٥ ـ وجد. (يجد ، جد ، جدة ، وجدا)

٣ ـ إنّه يرمي (...) يرمي (...)

٦ ـ رمى. (إرم ، لم يرم).

خطّة البحث :

ـ ما ذا نلاحظ من خلال الأمثلة.

إنّ علامة جزم فعل (يشتكي) في المثال الأوّل هي : حذف حرف العلّة من آخره ، لأنّه سبق بحرف جزم «لم».

وقياس فعل «قال» هو «فعل» لأنّه ثلاثي.

ولا يطابق فعل «قال» قياسه (فعل) في اللّفظ ، بل إنّ الّذي يطابق قياس الوزن (فعل) هو (قول).

فالواو قول قلبت ألفا فصارت (قال).

أمّا الفعل المضارع (يرمي) :

فإنّ علامة رفعه هي الضّمّة المقدّرة ، وقدّرت الضّمّة على الياء


تفاديا لثقل اللّفظ عند ظهورها وقد استعيض عنها بالسكون :

يرمي ، بدلا عن يرمي.

وقد تناول التغيير حرفا صحيحا في الأمثلة الثّلاثة الأوّل حرف العلّة لا غير.

ـ ماذا يسمّى التغيير الّذي تناول أحرف العلّة؟

يسمّى هذا التغيير الّذي يتناول أحرف العلّة «الإعلال».

ـ ما هو الإعلال؟

الإعلال هو حذف حرف العلّة. مثال : لم يبك.

ـ كيف صيغ الأمر من فعل (يقول)؟

لقد صيغ الأمر من فعل (يقول) بحذف حرف المضارعة أوّلا :

«قول» وبحذف الواو ثانيا فتصبح «قل».

ـ ما سبب حذف حرف العلّة «الواو» من (قال)؟

لقد حذف حرف العلّة (الواو) لأنّه حرف علّة أتى بعده حرف ساكن :

مثال : قول ـ قل.

لنأخذ مثال آخر ..

وجد ـ يجد ـ جد ـ جدة ـ وجدا.

ـ هل فعل (وجد) معتل؟

نعم ، إنّ فعل (وجد) معتل الفاء ، (أي معتل الحرف الأوّل من الفعل) وهو فعل معلوم.

وحذفت الواو من الفعل المضارع (يجد) ومن الأمر (جد) ومن المصدر جدة.

ـ ما سبب حذفها؟


حذفت الواو من المضارع والأمر ومن المصدر ، لأنّ فعل «وجد» معلوم معتل (الفاء) وحرف العلّة فيه هو «الواو» ومضارعه «يفعل».

ـ لماذا لم تحذف (الواو) من المصدر «وجدا» بينما حذفت من المصدر (جدّة)؟

لقد حذفت الواو من المصدر (جدة) ، لأنّه عوّض عنها (أي عن الواو) بالتّاء المربوطة ولم تحذف من المصدر (وجدا) ، لأنّه لم يعوّض عنها بالتّاء.

ـ نأخذ مثالا آخر.

رمى ـ يرمي ـ لم يرم ـ إرم.

ـ ما علامة جزم المضارع (لم يرم) وما علامة بناء الأمر (إرم)؟

إنّ المضارع (لم يرم) مجزوم بحذف حرف العلّة من آخره.

والأمر (إرم) مبني على حذف حرف العلّة من آخره.

فالمضارع يجزم بحذف حرف العلّة : إذا كان الماضي معتلّ الآخر.

مثال : «رمى» ، فإن مضارعه يجزم بحذف حرف العلّة «لم يرم» والأمر منه يبنى على حذف حرف العلّة (إرم).

بعد هذا العرض المفصّل ما ذا نستنتج؟

في أيّ موضع يحذف حرف العلّة؟


قاعدة عامّة :

يحذف حرف العلّة في ثلاثة مواضع هي :

أ ـ عند ما يأتي حرف مدّ بعده حرف ساكن.

مثال : قول. قل.

ب ـ إذا كان الفعل معلوما معتلّ الفاء ، وحرف العلّة فيه هو «الواو» ، ومضارعه على وزن (يفعل) ، فإنّ فاءه تحذف في المضارع (وجد ، يجد) والأمر (وجد ، جد) وفي المصدر إذا عوّض عنها بالتّاء المربوطة.

مثال : جدّة ، عدّة.

ج ـ إذا كان الفعل الماضي معتل الآخر.

مثال : رمى.

فالأمر منه يبنى على حذف حرف العلّة.

مثال : إرم.

ويجزم مضارعه بحذف حرف العلّة إذا لم يتصل به شيء.

مثال : لم يرم.

أحرف العلّة هي أ ـ وـ ي ويقال لها أحرف المدّ.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ ردّ الأفعال التّالية إلى ما كانت عليه قبل الإعلال :

قم ـ لم يدن ـ بع ـ إبك ـ من يعش ـ يمت ـ لم يشتر ـ لم يف ـ فـ ـ يجلو ـ قل ـ عد ـ إنع ـ لم يكو.


٢ ـ صحّح الأخطاء الواردة في ما يلي :

ـ لم (يعلو) ـ (راعي) ـ لا (تنادي).

ـ لا (تبكي) على ما فاتك.

ـ لا (تنهي) عن خلق وتأتي مثله.

ـ إن(يوجدنني) يتحدث أو (يوجد) مللا

(يطوي) الأحاديث اقتضابا

ـ المؤمن (يورث) الجنّة.

٣ ـ هات اسم المفعول لكلّ فعل من الأفعال التّالية ، وبين ما حدث فيه من الإعلال.

(رمى ـ اعتنى ـ كوى ، يرى).

٤ ـ أعرب ما يلي :

وجعتك لا يذوق الغمض سهدا

وإن هجعت عيون النّاس طرّا

يقول لك الأسى «صبرا» أو أنّي

على هذا العذاب تطيق صبرا

إعراب تطبيقي :

جاءت إليها وفود الأرض قاطبة

تسعى اشتياقا إلى ما خلّد الفاني

جاءت : فعل ماض مبني على الفتح الظّاهر على آخره ، والتاء للتّأنيث ، حرف مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

إليها : إلى : حرف جر مبني على السّكون ، والهاء ضمير متّصل


مبني على الفتح في محل جرّ بحرف الجرّ.

والجار والمجرور متعلّقان بالفعل (جاءت).

وفود : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره.

قاطبة : حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

تسعى : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة المقدّرة على الألف للتّعذّر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي.

اشتياقا : مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظّاهرة على آخره.

إلى : حرف جرّ مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

ما : اسم موصول مبني على السّكون في محل جر بحرف الجر.

خلّد : فعل ماض مبني على الفتحة الظّاهرة على آخره.

الفاني : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة المقدّرة على الياء الثّقل.


الدّرس الخامس والثلاثون :

الميزان الصّرفي

(١) الأصل والزّيادة

الأمثلة :

(١)

(٢)

الفعل

الوزن

الفعل

الوزن

ـ نعم

فعل

ـ دحرج

فعلل

ـ كرم

فعل

ـ درهم

فعلل

ـ زمن

فعل

ـ سفرجل

فعلّل

(٣)

(٤)

ـ عرّب

فعّل

ـ كاتب

فاعل

ـ قدّم

فعّل

ـ انصرف

انفعل

ـ جمّع

فعّل

ـ إسترحم

إستفعل

خطّة البحث :

إنّ الميزان الصّرفي المعيار أو الميزان الذي يحدد مكان الحرف الأصلي ومكان الحرف الزائد ، مما يساعد على الاهتداء


إلى أصل الكلمة الانشقاقي أو المعجمي. وقد وضع علماء الصّرف أوزانا للكلمات الثّلاثيّة على ثلاثة أحرف وهو وزن (فعل) ، وأعطوا (فاء) الفعل للحرف الأوّل من الكلمة ، و (عين) الفعل للحرف الثاني من الكلمة الثّلاثيّة ، و (لام) الفعل للحرف الثّالث من الكلمة.

فلو طبّقنا هذا التّقسيم على المجموعة الأولى من الأمثلة وأحرف ميزانها المقابل لوجدنا أنّ ميزان الكلمة مطابق لأصلها.

أمّا أمثلة الطّائفة الثّانية رباعيّة وخماسيّة ، ولمّا كانت أحرف الميزان الأصليّة «فعل» على ثلاثة أحرف ، زدنا على الأصل لاما في الرّباعي فصار ميزان دحرج ـ فعلل ، وزدنا (لامين) بدل (اللّام) الواحدة في الخماسي فصار وزن سفرجل (فعلّل) ، وهذه الزيادة تطبّق على كل ما هو رباعي وخماسي.

أمّا الطّائفة الثّالثة فإن الحرف الثّاني من «عرّب» وغيرها مضعّف ، لذلك ضعّفنا الحرف الثّاني في الميزان.

ولكن الطّائفة الرّابعة فقد اشتملت على أحرف أصليّة وزائدة ، فكلمة «كاتب» فيها الكاف والتّاء والباء حروف أصليّة ، وفيها الألف زائدة ، لذلك وضع كلّ حرف في الميزان المقابل مطابقا لحروف الكلمة مع زيادة الألف في ثاني أحرف الميزان كما زيدت في «كاتب» أمّا في المثال الثاني والثّالث فقد زيد على أحرف الميزان في (انصرف) الألف والنون كما زيدت على أصل الفعل. وكذلك في استفعل الميزان الصّرفي الّذي زيد عليه الألف والسين والتّاء الذين زيدوا على أصل الفعل (استرحم) ووضعوا في المكان نفسه.

ماذا نستنتج ما الميزان الصرفي؟ أوزانه؟


قاعدة عامّة :

الميزان الصّرفي هو مقياس خضع لمعرفة بنية الكلمة الأصليّة الاشتقاقية. وقد جعلوه من ثلاثة أحرف أصول هي الفاء ، العين ، اللّام ، تجمع بـ (فعل).

ـ يوزن الثّلاثي المجرّد بوضع الفاء من «فعل» مكان الحرف الأوّل ، والعين مكان الثّاني ، واللّام مكان الثّالث ، وتضبط أحرف الميزان على أحرف الموزون.

مثال : شرب ـ فعل.

كرم ـ فعل.

أمل ـ فعل.

ـ يوزن الرّباعي والخماسي المجرّدان بزيادة لام في الأوّل.

مثال : بعثر ـ فعلل.

وفي الثاني أي الخماسي يزاد على (فعل) لامين.

مثال : سفرجل ـ فعلّل.

إذا كانت الكلمة مزيدة بتضعيف حرف ضعّف الحرف المقابل في الميزان.

مثال : هدّم ـ فعّل.

كرّم ـ فعّل.

ـ إذا اشتملت الكلمة على حرف زائد أو أكثر ، زيدت الأحرف الزّائدة على أصل الكلمة على أحرف الميزان.

مثال : جالس ـ فاعل.

ترسّم ـ تفعّل.

إسترسل ـ استفعل.


الميزان الصّرفي

(٢) الإعلال والإبدال والحذف

الأمثلة :

(١)

(٢)

الفعل

الوزن

الفعل

الوزن

صام

فعل

عم

فل

اصطبر

افتعل

امشوا

افعوا

يصوم

يفعل

يدنون

يفعون

منام

مفعل

هبة

علة

مهدي

مفعول

زنة

علة

خطّة البحث :

لو أخذنا أمثلة المجموعة الأولى لوجدنا بها إعلالا وإبدالا ، ففي كلمة (صام) إعلال بالقلب ، وفي (اصطبر) إبدال ، وفي (يصوم) إعلال بالتّسكين ، وفي منام إعلال بالتّسكين والقلب ، وفي (مهدي) إعلال بالقلب ؛ وإذا رجعنا إلى ميزان كلّ من الكلمات وجدنا أنّه وضع على أساس الكلمة دون أن يؤثّر في الميزان لا


إعلال ولا إبدال أي أنّها وزنت على أصلها قبل أن يطرأ على الكلمة إعلال أو إبدال.

أمّا الطّائفة الثّانية فإن جميع كلماتها قد طرأ عليها إعلال بالحذف ، وطبّق ميزانها عليها فما طرأ على الكلمة من حذف طرأ على ميزانها. كما هو مبيّن في المجموعة الثّانية من الأمثلة.

ومثال على ذلك (عم) حذف منها عينها وهي (الواو) فحذف بالمقابل (عينها) من ميزانها وهكذا دواليك في كل الأمثلة.

ماذا نستنتج؟

قاعدة عامّة :

توزن الكلمة التي يطرأ عليها إبدال أو إعلال بالقلب أو التّسكين ، على حسب أصلها قبل الإبدال أو الإعلال أي بإعادة الحرف الأصلي.

مثال : اصطبر وزنها افتعل لأن أصلها (اصتبر).

قال وزنها فعل لأن أصلها (قول).

أمّا إذا حذف من الكلمة بعض حروفها فقد نحذف من الميزان الصّرفي ما يقابل الحرف المحذوف.

فوزن (قل) فل.

أصلها (قال) حذفت عين الكلمة فحذفت عين الوزن.

وهكذا تطبّق القاعدة على فائها ولامها.


تمارين تطبيقيّة :

١ ـ زن الأسماء المعربة والأفعال في العبارات الآتية :

ـ لقد قال لي أخي : تعلّم فالعلم ثروة.

ـ لا تخسر الميزان أيّها التّاجر.

ـ لقد رضي والدي من حسن تصرّفي.

ـ لو لا جشع الطامع لما بقي جائع.

٢ ـ زن الكلمات الآتية مع ضبط الميزان بالشّكل.

ـ قمر ـ قرّ ـ دحرج ـ رجف ـ وارق ـ استقبل.

٣ ـ ضع كلمة لكل من الموازين الآتية :

فعل ـ فعّل ـ فعلل ـ فعلّل.

٤ ـ صغ من «قال» على وزن مفعل ومن «علا» على وزن فعيل ، وإذا حدث إعلالا فوضّحه.

٥ ـ تكون كلمة «معتاد» اسم فاعل وتكون اسم مفعول ، زنها في الحالين ثمّ ضعها في جملة مفيدة في كلّ حال منها.

٦ ـ أعرب ما يلي :

أرى قومنا لا يغفرون ذنوبنا

ونحن إذا ما أذنبوا لهم غفر

لا تسألي النّاس عن مالي وكثرته

وسائلي القوم عن بذلي وعن خلقي.


الدّرس السادس والثلاثون :

الجملة وأقسامها

الأمثلة :

ـ زيد قائم.

ـ قام الولد.

ـ زيد خلقه كريم.

ـ سهرت مع والدي.

ـ عليّ يرسم مدرسته.

ـ إن عدتم عدنا.

ـ الغوّاصة تحت الماء.

ـ إذهب حيث تشاء.

ـ أن تصوموا خير لكم.

ـ يا عبد الله تعال.

خطّة البحث :

بعد ما عرضنا مجموعتين من الأمثلة ما ذا نلاحظ؟

نلاحظ ما يلي :

إن أمثلة المجموعة الأولى كلّها قد ابتدأت باسم ، وهذا دليل على أنّ كلا من الجمل الواردة في المجموعة المذكورة أعلاه هي جمل إسمّية بما فيها المثال الأخير : «أن تصوموا خير لكم» ، فاسمها مقدّر هو (صيامكم).

أما أمثلة المجموعة الثّانية فكلّها تصدّرت بفعل ، بما فيها المثال الثّالث الذي ابتدأ بحرف الشرط (إن) ، وهو حرف لا محلّ له من الإعراب. وكذلك الجملة الأخيرة «يا عبد الله ...» ، والتقدير


«أدعو» ، فهي جملة فعليّة فعلها محذوف يدلّ عليه المفعول به (عبد الله).

إذا ، ما الجملة؟

الجملة مركّب إسنادي ، وهي إمّا فعليّة.

مثال : قام زيد.

وإمّا إسميّة. مثال : زيد قائم.

ومعنى ذلك أنّها منسوبة إلى الفعل أو الاسم.

١ ـ الجملة الاسميّة : هي الجملة المصدّرة باسم مسند إليه أو مسند :

أ ـ لفظا : مثال : زيد قائم والقائم زيد.

ب ـ تقديرا : مثال : أن تصوموا خير لكم.

فإنّ «أن تصوموا» مصدر مؤول باسم ، وتقدير الكلام «صيامكم خير لكم».

٢ ـ الجملة الفعليّة : هي الجملة المصدّرة بفعل :

أ ـ لفظا : مثال : قام زيد.

ب ـ تقديرا : مثال : يا عبد الله.

فعبد الله : مفعول بفعل محذوف تقديره : أدعو عبد الله.

ـ المقصود بالصّدر ما حقه التقدم على غيره في الأصل.

مثال : كيف جاء زيد؟

فالجملة المذكورة فعليّة ، لأنّ الاسم المتقدّم فيها هو في رتبة التأخير والجواب : جاء زيد راكبا.


فكلمة (كيف) أتت في رتبة الحال لزيد.

كما يوجد نوعين من الجمل هما :

أ ـ الجملة الشّرطيّة : وهي المصدّرة بحرف شرط.

مثال : إن تدرس تنجح.

ب ـ الجملة المصدّرة بظرف : سواء أكان ظرف زمان أم ظرف مكان.

مثال : عندك أخلاق.

أمّا الجملة الشّرطيّة فإنّها جملة فعليّة إذا صدّرت بأحد أحرف الشّرط.

مثال : إن تجدّ تنل.

أمّا إذا تصدّرت باسم شرط فإنّها جملة إسميّة إذا كان الاسم مسندا إليه.

مثال : من يصبر يظفر.

وإلّا فهي فعليّة.

مثال : ما تصنع أصنع.

وأمّا الظّرفيّة فإن قدّر فيها الظّرف متعلّقا بفعل فهي فعليّة وإلا فهي إسمية.

إعراب الجمل

الجمل الّتي لها محل من الإعراب

ونأتي فيما يلي على الجمل الّتي لها محلّ من الإعراب بالتّفصيل واحدة إثر أخرى بعد ما نبيّن متى يكون للجملة محلّ من الإعراب.


يكون للجملة محلّ من الإعراب إذا استطعنا أن نؤوّلها بمفرد ، «أي : نجعلها كلمة واحدة».

مثال : القمر يسطع.

هذه الجملة لها محل من الإعراب لأنّنا نستطيع أن نقول.

مثال : القمر ساطع.

والجمل الّتي لها محل من الإعراب سبع.

١ ـ الخبريّة.

٢ ـ الصّفة.

٣ ـ في محل نصب مفعول به.

٤ ـ في محل نصب حال.

٥ ـ في محل جر بالإضافة.

٦ ـ في محل جزم جواب الشّرط.

٧ ـ الجملة المعطوفة على جملة لها محلّ من الإعراب.

١ ـ الجملة الخبريّة :

وهي التي تعرب خبرا لمبتدأ وتكون إما اسمية أو فعلية.

مثال : زيد أبوه منطلق / الحرّ يفضّل الموت على الذلّة.

فجملة «أبوه منطلق» جملة إسميّة في محلّ رفع خبر «زيد».

وجملة «يفضل» جملة خبرية في محل رفع خبر «الحرّ».

وتأتي الجملة خبريّة بعد الأفعال النّاقصة.

مثال : كان القمر نوره ساطع.

فجملة «نوره ساطع» جملة إسميّة في محل نصب خبر «كان».


ـ بعد الأحرف المشبّهة بالفعل.

مثال : إنّ الشّمس أشعّتها قويّة.

فجملة «أشعّتها قويّة» جملة إسميّة في محل رفع خبر «إنّ».

٢ ـ الجملة الوصفيّة :

الجملة الوصفيّة التي تعرب صفة هي كلّ جملة جاءت بعد اسم نكرة وتكون فعلية أو اسمية وموضعها بحسب موصوفها رفعا أو نصبا أو جرا.

مثال : جاء رجل يضحك ـ رأيت رجلا يضحك ـ مررت برجل يضحك.

فجملة «يضحك» جملة فعليّة في محل رفع صفة لـ «رجل» في المثال الأوّل.

وفي محل نصب صفة في المثال الثّاني ، وفي محل جر صفة في المثال الثّالث.

٣ ـ الجملة في محل نصب مفعول به :

وهي كلّ جملة سواء أكانت فعليّة أم اسميّة ، وجاءت بعد فعل القول أو ما يشبهه كالأفعال الآتية : صرخ ـ نادى ـ صاح. وما جاء في معناها ، شريطة أن تكون هي الّتي قيلت.

مثال : قال الإمام عليّ : الحق يعلو.

جملة (الحقّ يعلو) في محل نصب مفعول به لفعل القول أو أن نقول في محل نصب مقول القول.

ـ قد تأتي الجملة في محل نصب مفعول به إذا وقع عليها فعل الفاعل ، إذ هناك أفعال تحتاج إلى مفعولين ، يكون المفعول الثّاني فيها جملة.


مثال : ظنّ الرّجل الشّمس مشرقة.

فالشمس : مفعول به أوّل لـ (ظنّ) ومشرقة : مفعول ثان.

حيث تعدّى الفعل إلى مفعولين هما اسمان.

أما إذا قلنا : ظنّ الرّجل الشّمس تشرق.

فالمفعول الأوّل للفعل «ظنّ» هو الشّمس.

أما المفعول الثاني فهو جملة «تشرق» حيث وقعت في محل نصب مفعول به ثان.

٤ ـ الجملة الحاليّة :

أي الّتي تعرب في محل نصب حال ، وهي كلّ جملة جاءت بعد اسم معرفة.

مثال : رأيت الجنود يخوضون المعركة.

جملة (يخوضون المعركة) في محل نصب حال (للجنود) حيث سبقت باسم معرفة (الجنود).

والتّقدير : رأيت الجنود خائضين المعركة.

ف (خائضين) هي حال الجنود استعيض عنها بجملة فعليّة «يخوضون المعركة».

ـ تأتي الجملة الحاليّة بعد واو الحال ، الّتي تسبق بجملة فعليّة تامّة ويأتي بعدها جملة إسميّة من مبتدأ وخبر ، ويمكن أن نستعيض عنها بـ «إذ».

قال الشاعر :

وتينة غضّة الأفنان باسقة

قالت لأترابها والصيف يحتضر


فجملة «الصيف يحتضر» جملة إسميّة في محل نصب حال لأنّها سبقت بواو الحال.

وقد تأتي الجملة الحالية من دون «الواو» مثال : سار الجنود يتقدّمهم القائد.

فجملة «يتقدمهم» حال من الجنود.

٥ ـ الواقعة موقع المضاف إليه :

وترد في مواضع أهمّها :

أ ـ بعد الظروف : مثال : ودّعتك حين سار القطار.

فجملة «سار القطار» الواقعة بعد ظرف الزّمان «حين» في محل جر بالإضافة لأنّها بعد ظرف غير منوّن.

قال الشّابي :

إذا الشّعب يوما أراد الحياة

جملة «أراد الحياة» في محل جر بالإضافة لأنّها بعد ظرف غير منوّن.

٦ ـ الجملة في محل جزم جواب الشّرط :

وهي الواقعة جوابا لشرط جازم مقترن بالفاء أو إذا الفجائية ، فمحلها الجزم.

مثال : من يجتهد فسوف ينجح.

من : اسم شرط جازم فعلين في محل رفع مبتدأ.

يجتهد : مضارع مجزوم وهو فعل الشرط.

الفاء : رابطة لجواب الشرط.


سوف : حرف تسويف واستقبال مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب.

ينجح : فعل مضارع مجزوم وهو جواب الشرط.

مثال على «إذا» الفجائيّة.

إن تسألهم إذا هم يكذبون.

إن : حرف شرط.

تسألهم : جملة فعل الشّرط لا محلّ لها من الإعراب.

إذا : فجائيّة ، حرف مبني لا محلّ له من الإعراب.

يكذبون : جملة جواب الشّرط.

ملاحظة : تكون «إذا» فجائيّة إذا سبقت بجملة فعليّة ، ويأتي بعدها جملة إسميّة من مبتدأ وخبر.

كقوله تعالى : (فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى).

٧ ـ الجملة المعطوفة :

وهي كلّ جملة تعطف على جملة لها محلّ من الإعراب ، ويكون محلها بحسب معطوفها رفعا أو نصبا أو جرا.

مثال : العالم يفكّر ويبدع.

فجملة «يفكّر» في محل رفع خبر «العالم».

الواو : عاطفة ، عطفت جملة «يبدع» على جملة «يفكّر» فباتت جملة «يبدع» في محل رفع خبر العالم.

إعراب تطبيقي على الجمل الّتي لها محلّ من الإعراب.

قال الشّاعر :


تضحك الأمسيات حين ترانا

ثمّ تبكي على القديم الجديد

جملة «ترانا» في محل جرّ بالإضافة حيث وقعت بعد ظرف غير منوّن.

قال تعالى : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).

جملة (إِنِّي عَبْدُ اللهِ ....) في محل نصب مفعول به لفعل القول. أي في محل نصب مقول القول.

الجمل الّتي لا محلّ لها من الإعراب

ـ لا يكون للجملة محلّ من الإعراب ، عند ما لا تخضع لعوامل الإعراب (أي لا. تؤول هذه الجملة بمفرد).

والجمل الّتي لا محلّ لها من الإعراب هي :

١ ـ الابتدائية.

٢ ـ الاستئنافية.

٣ ـ صلة الموصول.

٤ ـ الاعتراضيّة.

٥ ـ التّفسيريّة.

٦ ـ جواب القسم.

٧ ـ جواب الشّرط.

٨ ـ الجملة المعطوفة.


نأتي على شرح كل من الجمل الّتي لا محلّ لها من الإعراب المذكورة أعلاه بالتّفصيل.

١ ـ الجملة الابتدائية :

الجملة الابتدائيّة هي كلّ جملة تكون في أوّل الكلام.

مثال : هطل المطر في الشتاء.

جملة «هطل المطر» لا محلّ لها من الإعراب لأنّها ابتدائيّة.

٢ ـ الجملة الاستئنافيّة :

وهي الواقعة في وسط الكلام منقطعة عما قبلها إعرابيّا كقوله تعالى :

(وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ، إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً).

جملة «إنّ العزّة جميعا» استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب.

٣ ـ الجملة الواقعة صلة للموصول.

إنّ جملة الصّلة تكون صلة لموصول إسمي (أي يكون الموصول إسما) كقوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ).

فجملة «أنزل على عبده ...» لا محلّ لها من الإعراب لأنّها صلة الاسم الموصول (الّذي).

وتأتي صلة لموصل حرفي كحرف (ما).

كقوله تعالى : (بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ).

فجملة «نسوا» صلة للموصول الحرفي (ما) بمعنى (الذي) والتقدير (بالذي نسوا ...) لا محلّ لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول.


٤ ـ الجملة الاعتراضيّة :

وهي كلّ جملة جاءت بعد شيئين متلازمين للتّوكيد أو التقوية والتحسين.

أ ـ بين الفعل والفاعل.

مثال : حضر ـ أرجّح ـ عمرو.

فجملة «أرجّح» جملة اعتراضيّة لا محلّ لها من الإعراب.

ب ـ بين المبتدأ والخبر.

مثال : التّلاميذ ـ أحمد الله ـ مجدّون.

فجملة «أحمد الله» اعتراضيّة لا محلّ لها من الإعراب.

ج ـ بين فعل الشّرط وجوابه.

مثال : مهما تعمل ـ وإن ساعدك النّاس ـ تنل عقابك.

جملة «وإن ساعدك النّاس» جملة إعتراضيّة لا محلّ لها من الإعراب.

د ـ بين القسم وجوابه :

كقوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ ـ لَوْ تَعْلَمُونَ ـ عَظِيمٌ).

فجملة «لو تعلمون» إعتراضيّة لا محلّ لها من الإعراب.

٥ ـ الجملة التّفسيريّة :

وهي كلّ جملة وهي ثلاثة أنواع :

أ ـ المقترنة بحرفي التّفسير «أن وأي» ويجب أن تسبق بفعل القول دون حروفه «أي أشباه فعل القول» كقوله تعالى :

(فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ).


أوحينا : فعل القول.

أن : حرف التّفسير.

اصنع الفلك : جملة تفسيريّة لا محل لها من الأعراب.

ومثله : يحمد المجاهد ، أي المدافع عن عرضه ووطنه وماله.

ب ـ المفسرة لعامل محذوف ، مثل قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) فالسماء فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده. وجملة «انشقت» مفسّرة لا محل لها من الإعراب.

ج ـ المفسّرة للمراد بلفظ مفرد قبلها ، مثل «وتبادل المسافرون الرأي حول هذا الشيء ، أهو ضار أما نافع؟» فجملة أهو ضار أم نافع تفسر تبادل المسافرين الرأي.

٦ ـ جملة جواب القسم :

وهي كلّ جملة تأتي بعد القسم حيث يجاب بها عن القسم الصّريح ، أو القسم المقدّر الّذي تدلّ عليه قرينة لفظيّة ، مثل اللّام الموطئة للقسم.

مثال : والله لأنجحنّ.

جملة «لأنجحنّ» جملة جواب القسم لا محلّ لها من الإعراب.

وكقوله تعالى : (لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) فجملة «ينبذن في الحطمة» لا محل لها من الإعراب لأنها جواب للقسم. والقسم دلت عليه اللام. التقدير : «فلا ، والله ، لينبذنّ».

٧ ـ جملة جواب الشّرط :

هي الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم غير مقترن «بالفاء» ، أو «إذا».


مثال : من يعمل يربح.

جملة «يربح» لا محلّ لها من الإعراب لأنّها جملة جواب الشّرط وغير مقترنة بالفاء.

أو الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم ، كجواب الأدوات (لو ، إذا ، لو لا ، كلما ...) مثل : إذا درست جيدا نجحت بتفوق.

٨ ـ الجملة لا محلّ لها من الإعراب.

التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب وتكون معطوفة أو بدلا أو توكيدا.

مثال : جاء الذي رأيته وصافحته.

جملة «أعرفه» جملة صلة الموصول «الذي» لا محلّ لها من الإعراب.

جملة «صافحته» معطوفة على جملة «رأيته» (أي جملة الصّلة) ولا محلّ لها من الإعراب.

ومثل : استغفرت الله استغرفته.

تمارين تطبيقيّة :

١ ـ بيّن الجمل الواردة في العبارات الآتية ، ثمّ بيّن نوع كلّ جملة من جهة الإعراب وعدمه :

من تتبّع شعر العرب ، واستقرأه ، ووقف على ما قالوه من الأمثال والحكم ؛ تبيّن له ما كان لهم من القدم الرّاسخة في معرفة أخبار الماضين وأخلاقهم وسيرهم ، وعلم أنّ الشّعر خزانة معارفهم وسجلّ أخلاقهم ومستودع علمهم.


٢ ـ دلّ على الجمل الواردة في العبارات الآتية ، ثمّ بيّن نوع كلّ جملة واذكر محلها من الإعراب :

قال النّابغة الذّبيان من قصيدة له يعتذر فيها إلى النّعمان بن المنذر وكان قد جفاه :

فإنّك كاللّيل الّذي هو مدركي

وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع

وقال كثير عزّة :

وقد زعمت أنّي تغيّرت بعدها

ومن ذا الّذي يا عزّ لا يتغيّر

تغيّر جسمي والخليقة كالّذي

عهدت ، ولم يخبر بسرّك مخبر

وقال الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) :

من أعطى أربعا لم يحرم أربعا : من أعطى الدّعاء لم يحرم الإجابة ، ومن أعطى التّوبة لم يحرم القبول ، ومن أعطى الاستغفار لم يحرم المغفرة ، ومن أعطى الشّكر لم يحرم الزيادة.

٣ ـ ضع كل جملة من الجمل الآتية في مكان من كلام مفيد بحيث تكون الجملة ذات محلّ من الإعراب ، ثمّ بيّن نوعها ومحلّها من الإعراب.

أشجارها مثمرة ـ قراءة مفيدة ـ صحبته مشرّفة ـ زيارتهما محمودة ـ عملهنّ متقن ـ ثيابهم طاهرة.

٤ ـ ضع كلّ جملة من الجمل الآتية في مكان مفيد من الجملة ،


بحيث لا يكون لها محلّ من الإعراب ثمّ بيّن نوعها.

يا طالب المجد ـ الكتاب نافع ـ إن تدبّرت نصحه ـ الجوّ صحو ـ أكرمته ـ ضاعت نقوده.


الدّرس السابع والثلاثون :

معاني الحروف

الأمثلة :

ـ العامل يؤمن بضرورة العمل.

ـ لا يؤمن العامل بضرورة العمل.

ـ لن يؤمن العامل بضرورة العمل.

خطّة البحث :

ماذا نلاحظ من خلال الأمثلة؟

بعد استطلاعنا للأمثلة المذكورة لاحظنا أنّ الفعل المضارع الوارد في المثال الأوّل (يؤمن) مرفوع بالضّمّة.

أمّا في المثال الثّاني فقد سبق الفعل (يؤمن) بالحرف (لا) ولكنّها لم تغير حركة إعرابه ؛ والسّبب أنّ (لا) حرف لا يعمل وتعرب كما يلي :

لا : حرف نفي مبني على السّكون لا محلّ له من الإعراب.

يتبيّن أنّ (لا) لم تؤثر بالفعل إعرابا ولكنها أثّرت في المعنى وذلك أنّها نفت إيمان العامل بالعمل.

إذا ، جعلت الفعل منفيّا بعد ما كان في المثال الأوّل مثبتا.

أمّا في المثال الثّالث فإنّ الحرف (لن) هو حرف عامل ، لأنّه


أثّر في معموله (يؤمن) ، فأحدث فيه إعرابا أي تغيّرا في حركة آخره.

فقد نصب الفعل بعد ما كان في المثالين الأوّلين مرفوعا.

بالإضافة إلى إفادته معنى النّفي للفعل بعد أن كان مثبتا. وجعل زمنه للمستقبل بعد أن كان للحال.

وهكذا يتبيّن أنّ الحروف نوعان : عاطلة (أي غير عاملة) وعاملة. يظهر معناها وعملها من التّركيب.

قاعدة عامّة :

كم نوعا الحروف من حيث العمل.

الحروف من حيث العمل قسمان :

أ ـ عاطلة : (أي غير عاملة).

مثال : لا ينفع الكسل.

ب ـ عاملة : مثال : لن ينفع الكسل.

ـ إنّ للحروف سواء أكانت عاطلة أم عاملة معنى تفيده في التّركيب.

لا : حرف نفي (عاطل عن العمل).

لن : حرف نفي (عامل) لأنّه حرف نصب ينصب الفعل المضارع.

وسآتي على تبيان الحروف ومعانيها وإعرابها في دروس خاصّة واضعة كلّ من أنواع الحروف في جدول.


إعراب نموذجي :

فإما أن تكون أخي بصدق

فأعرف منك غثي من سميني

فإما : الفاء حسب ما قبلها. إمّا : حرف دال على التفصيل منبني على السكون لا محل له من الإعراب.

أن : حرف مصدري ونصب.

تكون : فعل مضارع ناقص منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

أخي : خبر تكون منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لـ (الياء) ، وهو مضاف والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

بصدق : الباء حرف جر ، صدق : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة الظاهرة ، والجار والمجرور متعلقان بحال محذوفة لـ (أخ).

فأعرف : الفاء حرف عطف. أعرف : فعل مضارع منصوب لأنه معطوف على (يكون) المنصوب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.

منك : من حرف جر ، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بحرف الجر ، والجار والمجرور متعلقان بأعرف.

غثي : مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة ، وهو مضاف والياء ياء المتكلم مضاف إليه.


من : حرف جر.

سميني : اسم مجرور بمن وعلامة جرّه الكسرة المقدرة على ما قيل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل أعرف.

ـ المصدر المؤول من أن وما بعدها في محل رفع مبتدأ. والخبر محذوف التقدير : إمّا كونك أخي بصدق فأمر حاصل.

ـ جملة أعرف مؤولة بمصدر في محل رفع معطوف على المصدر (كونك).































فهرس الموضوعات

١ ـ المجرد والمزيد................................................................ ٣

٢ ـ اللازم والمتعدي........................................................... ١١

٣ ـ المبني والمعرب من الأفعال.................................................. ٢١

٤ ـ المبني والمعرب من الأسماء................................................... ٣٠

٥ ـ أفعال المدح والذم......................................................... ٤٣

٦ ـ أسلوب التعجب أو أفعل التعجب.......................................... ٥٣

٧ ـ المصدر القياسي والسماعي................................................ ٥٨

٨ ـ المصدر الصناعي والمصدر الميمي............................................ ٦٧

٩ ـ المصدر الصريح والمصدر المؤوّل............................................. ٧٢

١٠ ـ اسم الآلة.............................................................. ٧٨

١١ ـ اسما الزمان والمكان...................................................... ٨٠

١٢ ـ اسم المرة واسم النوع أو الهيئة............................................. ٨٣

١٣ ـ اسم الفعل............................................................. ٨٨

١٤ ـ اسم الفاعل............................................................ ٩٧

١٥ ـ اسم المفعول.......................................................... ١٠٧

١٦ ـ الصفة المشبهة........................................................ ١١٥

١٧ ـ صيغ المبالغة.......................................................... ١٢٢

١٨ ـ اسم التفضيل......................................................... ١٢٩

١٩ ـ المفعول المطلق......................................................... ١٣٦

٢٠ ـ الجامد والمشتق........................................................ ١٤٢

٢١ ـ لا النافية للجنس...................................................... ١٥٢

٢٢ ـ لا سيما............................................................. ١٥٩

٢٣ ـ الاستثناء............................................................. ١٦٤

٢٤ ـ التوكيد............................................................... ١٧١

٢٥ ـ القسم............................................................... ١٧٨


٢٦ ـ الندبة............................................................... ١٨٥

٢٧ ـ الاستغاثة............................................................ ١٩٠

٢٨ ـ الاشتغال............................................................. ١٩٦

٢٩ ـ الاختصاص.......................................................... ٢٠٣

٣٠ ـ التحذير............................................................. ٢٠٧

٣١ ـ الإبدال.............................................................. ٢١١

٣٢ ـ الإعلال ـ الإعلال بالتسكين............................................ ٢١٧

٣٣ ـ الإعلال ـ الإعلال بالقلب.............................................. ٢٢٢

٣٤ ـ الإعلال ـ الإعلال بالحذف............................................. ٢٢٧

٣٥ ـ الميزان الصرفي......................................................... ٢٣٣

٣٦ ـ الجملة وأقسامها....................................................... ٢٣٩

٣٧ ـ معاني الحروف........................................................ ٢٥٤

٣٨ ـ حروف المعاني ـ حروف الجر ومعانيها..................................... ٢٥٨

٣٩ ـ معاني حروف العطف.................................................. ٢٦٤

٤٠ ـ حروف الشرط........................................................ ٢٦٦

٤١ ـ حرفا الاستفهام....................................................... ٢٦٨

٤٢ ـ حروف النفي......................................................... ٢٦٩

٤٣ ـ الحروف المصدرية...................................................... ٢٧١

٤٤ ـ حروف التمني........................................................ ٢٧٣

٤٥ ـ حروف التوكيد........................................................ ٢٧٤

٤٦ ـ أحرف العرض........................................................ ٢٧٧

٤٧ ـ أحرف الجواب........................................................ ٢٧٨

٤٨ ـ أحرف الترجي والإشفاق............................................... ٢٧٩

٤٩ ـ حرفا التشبيه.......................................................... ٢٨٠

٥٠ ـ أحرف الاستقبال..................................................... ٢٨١

٥١ ـ حرفا التفسير......................................................... ٢٨٣

٥٢ ـ حروف التحضيض والتنديم............................................. ٢٨٤

٥٣ ـ حروف التنبيه........................................................ ٢٨٥

المرشد الى قواعد اللغة العربية - ٢

المؤلف:
الصفحات: 288