
بسم الله الرّحمن
الرّحيم
حروف الجرّ
هاك حروف
الجرّ ، وهى : من ، إلى ،
|
|
حتّى ، خلا ،
حاشا ، عدا ، فى ، عن ، على
|
مذ ، منذ ،
ربّ ، اللّام ، كى ، واو ، وتا
|
|
والكاف ،
والباء ، ولعل ، ومتى
|
هذه الحروف
العشرون كلّها مختصّة بالأسماء ، وهى تعمل فيها الجرّ ، وتقدّم الكلام على «خلا ،
وحاشا ، وعدا» فى الاستثناء ، وقلّ من ذكر «كى ، ولعلّ ، ومتى» فى حروف الجر.
فأما «كى»
فتكون حرف جرّ فى موضعين :
أحدهما : إذا
دخلت على «ما» الاستفهامية ، نحو «كيمه؟» أى : لمه؟ فـ «ما» استفهامية مجرورة بـ «كى»
، وحذفت ألفها لدخول حرف الجرّ عليها ، وجىء بالهاء للسكت.
__________________
الثانى : قولك
: «جئت كى أكرم زيدا» فـ «أكرم» : فعل مضارع منصوب بـ «أن» بعد «كى» ، و «أن» والفعل مقدّران بمصدر مجرور بـ «كى» والتقدير
: جئت [كى إكرام زيد ، أى] لإكرام زيد.
وأما «لعلّ»
فالجرّ بها لغة عقيل ، ومنه قوله :
ـ
* لعلّ أبى المغوار منك قريب*
__________________
وقوله :
ـ
لعلّ الله
فضّلكم علينا
|
|
بشىء أنّ
أمّكم شريم
|
فـ «أبى
المغوار» ، والاسم الكريم : مبتدآن ، و «قريب» ، و «فضّلكم» خبران ، و «لعلّ» حرف
جرّ زائد دخل على المبتدأ ؛ فهو كالباء فى «بحسبك درهم».
__________________
وقد روى على
لغة هؤلاء فى لامها الأخيرة الكسر والفتح ، وروى أيضا حذف اللام الأولى ؛ فتقول : «علّ»
بفتح اللام وكسرها.
وأما «متى»
فالجرّ بها لغة هذيل ، ومن كلامهم : «أخرجها متى كمّه» ، يريدون «من كمه» ومنه
قوله :
ـ
شر بن بماء
البحر ثمّ ترفّعت
|
|
متى لجج خضر
، لهنّ نئيج
|
__________________
وسيأتى الكلام
على بقية العشرين عند كلام المصنف عليها.
ولم يعدّ
المصنف فى هذا الكتاب «لو لا» من حروف الجر ، وذكرها فى غيره .
ومذهب سيبويه
أنها من حروف الجر ، لكن لا تجرّ إلا المضمر ؛ فتقول : «لولاى ، ولولاك ، ولولاه»
فالياء ، والكاف ، والهاء ـ عند سيبويه ـ مجرورات بـ «لولا».
وزعم الأخفش
أنها فى موضع رفع بالابتداء ، ووضع ضمير الجر موضع ضمير الرفع ؛ فلم تعمل «لو لا»
فيها شيئا ، كما لا تعمل فى الظاهر ، نحو : «لو لا زيد لأتيتك».
وزعم المبرد أن
هذا التركيب ـ أعنى «لولاك» ونحوه ـ لم يرد من لسان العرب ، وهو محجوج بثبوت ذلك
عنهم ، كقوله :
ـ
أتطمع فينا
من أراق دماءنا
|
|
ولولاك لم
بعرض لأحسابنا حسن
|
__________________
.........................................................................
__________________
وقوله :
ـ
وكم موطن
لولاى طحت كما هوى
|
|
بأجرامه من
قنّة النّيق منهوى
|
* * *
__________________
بالظّاهر
اخصص : منذ ، مذ ، وحتّى
|
|
والكاف ،
والواو ، وربّ ، والتّا
|
واخصص بمذ
ومنذ وقتا ، وبربّ
|
|
منكّرا ،
والتاء لله ، وربّ
|
وما رووا من
نحو «ربّه فتى»
|
|
نزر ، كذا «كها»
، ونحوه أتى
|
__________________
من حروف الجر
ما لا يجرّ إلا الظاهر ، وهى هذه السبعة المذكورة فى البيت الأول ؛ فلا تقول «منذه
، ولا مذه» وكذا الباقى.
ولا تجر «منذ ،
ومذ» من الأسماء الظاهرة إلا أسماء الزمان ، فإن كان الزمان حاضرا كانت بمعنى «فى» نحو : «ما
رأيته منذ يومنا» أى : فى يومنا ، وإن كان الزمان ماضيا كانت بمعنى «من» نحو : «ما
رأيته مذ يوم الجمعة» أى : من يوم الجمعة ، وسيذكر المصنف هذا فى آخر الباب ، وهذا
معنى قوله : «واخصص بمذ ومنذ وقتا».
وأما «حتى»
فسيأتى الكلام على مجرورها عند ذكر المصنف له ، وقد شذّ جرّها للضمير ، كقوله :
ـ
فلا والله لا
يلفى أناس
|
|
فتى حتّاك يا
ابن أبى زياد
|
__________________
ولا يقاس على
ذلك ، خلافا لبعضهم ، ولغة هذيل إبدال حائها عينا ، وقرأ ابن مسعود (فتربصوا به
عتى حين).
وأما الواو
فمختصة بالقسم ، وكذلك التاء ، ولا يجوز ذكر فعل القسم معهما ؛ فلا تقول «أقسم
والله» ولا «أقسم تالله».
ولا تجر التاء
إلا لفظ «الله» : فتقول : «تالله لأفعلنّ» وقد سمع جرّها لـ «ربّ» مضافا إلى «الكعبة»
، [قالوا] : «تربّ الكعبة»] وهذا معنى قوله : «والتاء لله وربّ» وسمع أيضا «تالرحمن»
، وذكر الخفاف فى شرح الكتاب أنهم قالوا «تحياتك» وهذا غريب.
ولا تجر «ربّ»
إلا نكرة ، نحو : «ربّ رجل عالم لقيت» وهذا معنى قوله : «وبربّ منكرا» أى : واخصص
بربّ النكرة ، وقد شذ جرها ضمير الغيبة ، كقوله :
ـ
واه رأبت
وشيكا صدع أعظمه
|
|
وربّه عطبا
أنقذت من عطبه
|
__________________
كما شذّ جرّ
الكاف له ، كقوله :
ـ
خلّى
الذّنابات شمالا كثبا
|
|
وأمّ أو عال
كها أو أقربا
|
__________________
وقوله :
ـ
ولا ترى بعلا
ولا حلائلا
|
|
كه ولا كهنّ
إلّا حاظلا
|
وهذا معنى قوله
: «وما رووا ـ البيت» أى : والذى روى من جر «ربّ» المضمر نحو «ربه فتى» قليل ،
وكذلك جر الكاف المضمر نحو «كها».
__________________
بعّض وبيّن
وابتدىء فى الأمكنه
|
|
بمن ، وقد
تأتى لبدء الأزمنه
|
وزيد فى نفى
وشهه فجر
|
|
نكرة : ، كـ «ما
لباغ من مفر»
|
تجىء «من»
للتبعيض ، ولبيان الجنس ، ولابتداء الغاية : فى غير الزمان كثيرا ، وفى الزمان
قليلا ، وزائدة.
فمثالها
للتبعيض قولك : «أخذت من الدراهم» ومنه قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ).
ومثالها لبيان
الجنس قوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا
الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ).
ومثالها
لابتداء الغاية فى المكان قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي
أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ
الْأَقْصَى).
ومثالها
لابتداء الغاية فى الزمان قوله تعالى : (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ
عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) وقول الشاعر :
__________________
ـ
تخيّرن من
أزمان يوم حليمة
|
|
إلى اليوم ،
قد جرّبن كلّ التّجارب
|
ومثال الزائدة
: «ما جاءنى من أحد» ولا تزاد ـ عند جمهور البصريين ـ إلا بشرطين :
أحدهما : أن
يكون المجرور بها نكرة.
الثانى : أن
يسبقها نفى أو شبهه ، والمراد يشبه النّفى : النّهى. نحو «لا تضرب من أحد» ،
والاستفهام ، نحو «هل جاءك من أحد؟».
__________________
ولا تزاد فى
الإيجاب ، ولا يؤتى بها جارة لمعرفة ؛ فلا تقول : «جاءنى من زيد»
خلافا للأخفش ، وجعل منه قوله تعالى : (لِيَغْفِرَ لَكُمْ
مِنْ ذُنُوبِكُمْ).
وأجاز الكوفيون
زيادتها فى الإيجاب بشرط تنكير مجرورها ، ومنه عندهم : «قد كان من مطر» أى قد كان
مطر.
* * *
للانتها :
حتّى ، ولام ، وإلى ،
|
|
ومن وباء
يفهمان بدلا
|
يدلّ على
انتهاء الغاية «إلى» ، وحتّى ، واللّام» ؛ والأصل من هذه الثلاثة «إلى» فلذلك تجر
الآخر وغيره ، نحو : «سرت البارحة إلى آخر اللّيل ، أو إلى نصفه» ولا تجر «حتى»
إلا ما كان آخرا أو متّصلا بالآخر ، كقوله
__________________
تعالى : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) ولا تجرّ غيرهما ؛ فلا تقول : «سرت البارحة حتّى نصف
اللّيل». واستعمال اللام للانتهاء قليل ، ومنه قوله تعالى : (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)
ويستعمل «من»
والباء ، بمعنى «بدل» ؛ فمن استعمال «من» بمعنى «بدل» قوله عزّ وجل : (أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ
الْآخِرَةِ) [أى : بدل الآخرة] وقوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ
لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) أى : بدلكم ، وقول الشاعر :
ـ
جارية لم
تأكل المرقّقا
|
|
ولم تذق من
البقول الفستقا
|
__________________
أى : بدل
البقول ، ومن استعمال الباء بمعنى «بدل» ما ورد فى الحديث «ما يسرّنى بها حمر
النّعم» أى : بدلها ، وقول الشاعر :
فليت لى بهم
قوما إذا ركبوا
|
|
شنّوا
الإغارة فرسانا وركبانا [١٥٤]
|
* * *
واللّام
للملك وشبهه ، وفى
|
|
تعدية ـ أيضا
ـ وتعليل قفى
|
وزيد ،
والظّرفيّة استبن ببا
|
|
و «فى» وقد
يبيّنان السّببا
|
__________________
تقدم أن اللام
تكون للانتهاء ، وذكر هنا أنها تكون للملك ، نحو (لِلَّهِ ما فِي
السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) و «المال لزيد» ، ولشبه الملك ، نحو : «الجلّ للفرس ،
والباب للدّار» ، وللتّعدية ، نحو «وهبت لزيد مالا» ومنه قوله تعالى : (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا
يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) وللتعليل ، نحو «جئتك لإكرامك» ، وقوله :
ـ
وإنّى
لتعرونى لذكراك هزّة
|
|
كما انتفض
العصفور بلّله القطر
|
__________________
وزائدة : قياسا
، نحو «لزيد ضربت» ومنه قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ
لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) وسماعا ، نحو «ضربت لزيد».
وأشار بقوله : «والظرفية
استبن ـ إلى آخره» إلى معنى الباء و «فى» ؛ فذكر أنهما اشتركا فى إفادة الظرفية ،
والسببية ؛ فمثال الباء للظرفية قوله تعالى : (وَإِنَّكُمْ
لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ) أى : وفى الليل ، ومثالها للسببية قوله تعالى : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا
حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ، وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ
اللهِ كَثِيراً) ومثال «فى» للظرفية قولك «زيد فى المسجد» وهو الكثير
فيها ، ومثالها للسببية قوله صلى الله عليه وسلم : «دخلت امرأة النّار فى هرّة
حبستها ؛ فلا هى أطعمتها ، ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض» .
* * *
__________________
بالبا استعن
، وعدّ ، عوّض ، ألصق
|
|
ومثل «مع» و «من»
و «عن» ها انطق
|
تقدم أن الباء
تكون للظرفية وللسببية ، وذكر هنا أنها تكون للاستعانة ، نحو «كتبت بالقلم ، وقطعت
بالسكين» وللتعدية ، نحو «ذهبت بزيد» ومنه قوله تعالى : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ) وللتعويض ، نحو : «اشتريت الفرس بألف درهم» ومنه قوله
تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ
اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ) وللالصاق ، نحو «مررت بزيد» وبمعنى «مع» نحو «بعتك
الثوب بطرازه» أى : مع طرازه ، وبمعنى «من» كقوله :
* شربن بماء البحر*
[١٩٨]
أى : من ماء
البحر ، وبمعنى «عن» نحو (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ) أى : عن عذاب ، وتكون الباء ـ أيضا ـ للمصاحبة ، نحو (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) [أى : مصاحبا حمد ربك].
* * *
على للاستعلا
، ومعنى «فى» و «عن»
|
|
بعن تجاوزا
عنى من قد فطن
|
__________________
وقد تجى موضع
«بعد» و «على»
|
|
كما «على»
موضع «عن» قد جعلا
|
تستعمل «على»
للاستعلاء كثيرا ، نحو «زيد على السّطح» وبمعنى «فى» نحو قوله تعالى : (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ
غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها) أى : فى حين غفلة ، وتستعمل «عن» للمجاوزة كثيرا ، نحو
: «رميت السّهم عن القوس» وبمعنى «بعد» نحو قوله تعالى (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) أى : بعد طبق ، وبمعنى «على» نحو قوله :
ـ
لاه ابن عمّك
لا أفضلت فى حسب
|
|
عنّى ، ولا
أنت ديّانى فتخزونى
|
__________________
أى : لا أفضلت فى حسب علىّ ، كما
استعملت «على» بمعنى «عن» فى قوله :
__________________
ـ
إذا رضيت
علىّ بنو قشير
|
|
لعمر الله
أعجبنى رضاها
|
أى : إذا رضيت
عنى.
* * *
شبّه بكاف ،
وبها التّعليل قد
|
|
يعنى ،
وزائدا لتوكيد ورد
|
تأتى الكاف
للتشبيه كثيرا ، كقولك : «زيد كالأسد» ، وقد تأتى
__________________
للتعليل ، كقوله تعالى : (وَاذْكُرُوهُ كَما
هَداكُمْ) أى : لهدايته إياكم ، وتأتى زائدة للتوكيد ، وجعل منه
قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ) أى ليس مثله شىء ، ومما زيدت فيه قول رؤبة :
ـ
* لواحق الأقراب فيها كالمقق*
أى : فيها
المقق ، أى : الطّول ، وما حكاه الفراء أنه قيل لبعض العرب : كيف تصنعون الأفط؟
فقال : كهيّن ، أى : هينا.
__________________
واستعمل اسما
، وكذا «عن» و «على»
|
|
من أجل ذا
عليهما من دخلا
|
استعمل الكاف
اسما قليلا ، كقوله :
ـ
أتنتهون ولن
ينهى ذوى شطط
|
|
كالطّعن يذهب
فيه الزّيت والفتل
|
__________________
فالكاف : اسم
مرفوع على الفاعلية ، والعامل فيه «ينهى» ، والتقدير : ولن ينهى ذوى شطط مثل الطعن
، واستعملت «على ، وعن» اسمين عند دخول «من» عليهما ، وتكون «على» بمعنى «فوق» و «عن»
بمعنى «جانب» ، ومنه قوله :
ـ
غدت من عليه
بعد ما تمّ ظمؤها
|
|
تصلّ ، وعن
قيض بزيزاء مجهل
|
__________________
أى : غدت من
فوقه ، وقوله :
ـ
ولقد أرانى
للرّماح دريئة
|
|
من عن يمينى
تارة وأمامى
|
أى : من جانب
يمينى.
...
__________________
و «مذ ، ومنذ»
اسمان حيث رفعا
|
|
أو أوليا
الفعل : كـ «جئت مذ دعا»
|
وإن يجرّا فى
مضىّ فكمن
|
|
هما ، وفى
الحضور معنى «فى» استبن
|
__________________
تستعمل «مذ ،
ومنذ» اسمين إذا وقع بعدهما الاسم مرفوعا ، أو وقع بعدهما فعل ؛ فمثال الأول «ما
رأيته مذ يوم الجمعة» أو «مذ شهرنا» فـ «مذ» : [اسم] مبتدأ خبره ما بعده ، وكذلك «منذ»
، وجوّز بعضهم أن يكونا خبرين لما بعدهما ، ومثال الثانى «جئت مذ دعا» فـ «مذ» :
اسم منصوب المحل على الظرفية ، والعامل فيه «جئت».
وإن وقع ما
بعدهما مجرورا فهما حرفا جر : بمعنى «من» إن كان المجرور ماضيا ، نحو «ما رأيته مذ
يوم الجمعة» أى : من يوم الجمعة ، وبمعنى «فى» إن كان حاضرا ، نحو «ما رأيته مذ
يومنا» أى : فى يومنا.
* * *
وبعد «من وعن
وباء» زيد «ما»
|
|
فلم يعق عن
عمل قد علما
|
تزاد «ما» بعد «من
، وعن» والباء ؛ فلا تكفّها عن العمل ، كقوله
__________________
تعالى : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ
أُغْرِقُوا) وقوله تعالى : (عَمَّا قَلِيلٍ
لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) وقوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ
اللهِ لِنْتَ لَهُمْ).
* * *
وزيد بعد «ربّ
، والكاف» فكف
|
|
وقد تليهما
وجرّ لم يكف
|
تزاد «ما» بعد «الكاف
، وربّ» فتكفّهما عن العمل ، كقوله :
ـ
فإنّ الحمر
من شرّ المطايا
|
|
كما الحبطات شرّ
بنى تميم
|
__________________
وقوله :
ـ
ربّما الجامل
المؤبّل فيهم
|
|
وعناجيج
بينهنّ المهار
|
__________________
وقد تزاد
بعدهما ولا تكفّهما عن العمل ، وهو قليل ، كقوله :
ـ
ماوىّ يا
ربّتما غارة
|
|
شعواء ،
كاللّذعة بالميسم
|
__________________
وقوله :
ـ
وننصر مولانا
ونعلم أنّه
|
|
كما النّاس
مجروم عليه وجارم
|
* * *
وحذفت «ربّ»
فجرّت بعد «بل»
|
|
والفا ، وبعد
الواو شاع ذا العمل
|
__________________
لا يجوز حذف
حرف الجر وإبقاء عمله ، إلا فى «ربّ» بعد الواو ، وفيما سنذكره ، وقد ورد حذفها
بعد الفاء ، و «بل» قليلا ؛ فمثاله بعد الواو قوله :
* وقاتم الأعماق خاوى المخترقن*
ومثاله بعد
الفاء قوله :
ـ
فمثلك حبلى
قد طرقت ومرضع
|
|
فألهيتها عن
ذى تمائم محول
|
__________________
ومثاله بعد «بل»
قوله :
ـ
بل بلد ملء
الفجاج قتمه
|
|
لا يشترى
كتّانه وجهرمه
|
__________________
والشائع من ذلك
حذفها بعد الواو ، وقد شذّ الجرّ بـ «ربّ» محذوفة من غير أن يتقدمها شىء ، كقوله :
ـ
رسم دار وقفت
فى طلله
|
|
كدت أقضى
الحياة من جلله
|
* * *
__________________
وقد يجرّ
بسوى ربّ ، لدى
|
|
حذف ، وبعضه
يرى مطّردا
|
الجرّ بغير «ربّ»
محذوفا على قسمين : مطّرد ، وغير مطرد.
فغير المطرد ،
كقول رؤبة لمن قال له «كيف أصبحت؟» : «خير والحمد لله» التقدير : على خير ، وقول
الشاعر :
ـ
إذا قيل :
أىّ النّاس شرّ قبيلة؟
|
|
أشارت كليب
بالأكفّ الأصابع
|
__________________
أى : أشارت إلى
كليب ، وقوله :
ـ
وكريمة من آل
قيس ألفته
|
|
حتّى تبذّخ
فارتقى الأعلام
|
أى : فارتقى
إلى الأعلام.
__________________
والمطّرد كقولك
: «بكم درهم اشتريت هذا»؟ فدرهم : مجرور بمن محذوفة عند سيبويه والخليل ،
وبالإضافة عند الزجّاج ؛ فعلى مذهب سيبويه والخليل يكون الجار قد حذف وأبقى عمله ،
وهذا مطّرد عندهما فى مميز «كم» الاستفهامية إذا دخل عليها حرف الجرّ.
* * *
__________________
الإضافة
نونا تلى
الإعراب أو تنوينا
|
|
ممّا تضيف
احذف كطور سينا
|
والثّانى
اجرر ، وانو «من» أو «فى» إذا
|
|
لم يصلح الّا
ذاك ، واللّام خذا
|
لما سوى ذينك
، واخصص أوّلا
|
|
أو أعطه
التّعريف بالّذى تلا
|
__________________
إذا أريد إضافة
اسم إلى آخر حذف ما فى المضاف : من نون تلى الإعراب ـ وهى نون التثنية ، أو نون
الجمع ، وكذا ما ألحق بهما ـ أو تنوين ، وجرّ المضاف إليه ؛ فتقول : «هذان غلاما
زيد ، وهؤلاء بنوه ، وهذا صاحبه».
واختلف فى
الجار للمضاف إليه ؛ فقيل : هو مجرور بحرف مقدر ـ وهو اللام ، أو «من» ، أو «فى» ـ
وقيل : هو مجرور بالمضاف [وهو الصحيح من هذه الأقوال].
ثم الإضافة
تكون بمعنى اللام عند جميع النحويين ، وزعم بعضهم أنها تكون أيضا بمعنى «من» أو «فى»
، وهو اختيار المصنف ، وإلى هذا أشار بقوله : «وانو من أو فى ـ إلى آخره».
وضابط ذلك أنه
إن لم يصلح إلا تقدير «من» أو «فى» فالإضافة بمعنى ما تعيّن تقديره ، وإلا
فالإضافة بمعنى اللام
فيتعين تقدير «من»
إن كان المضاف إليه جنسا للمضاف ، نحو «هذا ثوب خزّ ، وخاتم حديد» والتقدير : هذا
ثوب من خز ، وخاتم من حديد.
ويتعين تقدير «فى»
إن كان المضاف إليه ظرفا واقعا فيه المضاف ، نحو «أعجبنى ضرب اليوم زيدا» أى : ضرب
زيد فى اليوم ، ومنه قوله تعالى : (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ
مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ) وقوله تعالى : (بَلْ مَكْرُ
اللَّيْلِ وَالنَّهارِ)
__________________
فإن لم يتعين
تقدير «من» أو «فى» فالإضافة بمعنى اللام ، نحو «هذا غلام زيد ، وهذه يد عمرو» أى
: غلام لزيد ، ويد لعمرو.
وأشار بقوله : «واخصص
أولا ـ إلى آخره» إلى أن الإضافة على قسمين : محضة ، وغير محضة.
فالمحضة هى :
غير إضافة الوصف المشابه للفعل المضارع إلى معموله.
وغير المحضة هى
: إضافة الوصف المذكور ، كما سنذكره بعد ، وهذه لا تفيد الاسم [الأوّل] تخصيصا ولا
تعريفا ، على ما سنبين.
والمحضة : ليست
كذلك ، وتفيد الاسم الأول : تخصيصا إن كان المضاف إليه نكرة ، نحو «هذا غلام امرأة»
، وتعريفا إن كان المضاف إليه معرفة ، نحو «هذا غلام زيد».
* * *
وإن يشابه
المضاف «يفعل»
|
|
وصفا ، فعن
تنكيره لا يعذل
|
كربّ راجينا
عظيم الأمل
|
|
مروّع القلب
قليل الحيل
|
__________________
وذى الإضافة
اسمها لفظيّه
|
|
وتلك محضة
ومعنويّة
|
هذا هو القسم
الثانى من قسمى الإضافة ، وهو غير المحضة ؛ وضبطها المصنف بما إذا كان المضاف وصفا
يشبه «يفعل» ـ أى : الفعل المضارع ـ وهو : كل اسم فاعل أو مفعول ، بمعنى الحال أو
الاستقبال ، أو صفة مشبهة [ولا تكون إلا بمعنى الحال].
فمثال اسم
الفاعل : «هذا ضارب زيد ، الآن أو غدا ، وهذا راجينا».
ومثال اسم
المفعول : «هذا مضروب الأب ، وهذا مروّع القلب».
ومثال الصفة
المشبهة : «هذا حسن الوجه ، وقليل الحيل ، وعظيم الأمل».
فإن كان المضاف
غير وصف ، أو وصفا غير عامل ؛ فالإضافة محضة : كالمصدر ، نحو «عجبت من ضرب زيد»
واسم الفاعل بمعنى الماضى ، نحو «هذا ضارب زيد أمس».
وأشار بقوله : «فعن
تنكيره لا يعذل» إلى أن هذا القسم من الإضافة ـ أعنى غير المحضة ـ لا يفيد تخصيصا
ولا تعريفا ؛ ولذلك تدخل «ربّ» عليه ، وإن كان مضافا لمعرفة ، نحو «[ربّ] راجينا»
وتوصف به النكرة ،
__________________
نحو قوله تعالى : (هَدْياً بالِغَ
الْكَعْبَةِ) وإنما يفيد التخفيف ؛ وفائدته ترجع إلى اللفظ ؛ فلذلك
سميت الإضافة فيه لفظية.
وأما القسم
الأول فيفيد تخصيصا أو تعريفا ، كما تقدم ؛ فلذلك سميت الإضافة فيه معنوية ، وسميت
محضة أيضا ؛ لأنها خالصة من نية الانفصال ، بخلاف غير المحضة ؛ فإنها على تقدير
الانفصال ، تقول : «هذا ضارب زيد الآن» على تقدير «هذا ضارب زيدا» ومعناهما متّحد
، وإنما أضيف طلبا للخفة.
* * *
ووصل «أل»
بذا المضاف مغتفر
|
|
إن وصلت
بالثّان : كـ «الجعد الشّعر»
|
أو بالّذى له
أضيف الثّانى
|
|
: كـ «زيد الضّارب رأس الجانى»
|
لا يجوز دخول
الألف واللام على المضاف الذى إضافته محضة ؛ فلا تقول : «هذا الغلام رجل» لأن
الإضافة منافية للألف واللام ؛ فلا يجمع بينهما.
__________________
وأما ما كانت [إضافته]
غير محضة ـ وهو المراد بقوله «بذا المضاف» ـ أى بهذا المضاف الذى تقدّم الكلام فيه
قبل هذا البيت ـ فكان القياس أيضا يقتضى أن لا تدخل الألف واللام على المضاف ؛ لما
تقدم من أنهما متعاقبان ، ولكن لمّا كانت الإضافة فيه على نية الانفصال اغتفر
ذلك ، بشرط أن تدخل الألف واللام على المضاف إليه ، كـ «الجعد الشعر ، والضّارب
الرّجل» ، أو على ما أضيف إليه المضاف إليه ، كـ «زيد الضّارب رأس الجانى».
فإن لم تدخل
الألف واللام على المضاف إليه ، ولا على ما أضيف إليه [المضاف إليه] ، امتنعت
المسألة ؛ فلا تقول : «هذا الضّارب رجل» [ولا «هذا الضّارب زيد»] ولا «هذا الضارب
رأس جان».
هذا إذا كان
المضاف غير مثنى ، ولا مجموع جمع سلامة لمذكر ، ويدخل فى هذا المفرد كما مثّل ،
وجمع التكسير ، نحو : «الضوارب ـ أو الضّرّاب ـ الرّجل ، أو غلام الرجل» [وجمع
السلامة لمؤنث ، نحو «الضاربات الرّجل ، أو غلام الرّجل»].
فإن كان المضاف
مثنى أو مجموعا جمع سلامة لمذكر كفى وجودها فى المضاف ، ولم يشترط وجودها فى
المضاف إليه ، وهو المراد بقوله :
وكونها فى
الوصف كاف : إن وقع
|
|
مثنّى ، او
جمعا سبيله اتّبع
|
__________________
أى : وجود
الألف واللام فى الوصف المضاف إذا كان مثنى ، أو جمعا اتّبع سبيل المثنى ـ أى :
على حدّ المثنى ، وهو جمع المذكر السالم ـ يغنى عن وجودها فى المضاف إليه ؛ فتقول
: «هذان الضاربا زيد ، وهؤلاء الضّاربو زيد» وتحذف النون للاضافة.
* * *
ولا يضاف اسم
لما به اتّحد
|
|
معنى ، وأوّل
موهما إذا ورد
|
__________________
المضاف يتخصّص
بالمضاف إليه ، أو يتعرّف به ؛ فلا بد من كونه غيره ؛ إذ لا يتخصّص الشىء أو يتعرف
بنفسه ، ولا يضاف اسم لما به اتّحد فى المعنى : كالمترادفين وكالموصوف وصفته ؛ فلا
يقال : «قمح برّ» ولا «رجل قائم» وما ورد موهما لذلك مؤوّل ، كقولهم «سعيد كرز»
فظاهر هذا أنه من إضافة الشىء إلى نفسه ؛ لأن المراد بسعيد وكرز [فيه] واحد ؛
فيؤوّل الأول بالمسمى ، والثانى بالاسم ؛ فكأنه قال : جاءنى مسمّى كرز ، أى : مسمى
هذا الاسم ، وعلى ذلك يؤوّل ما أشبه هذا من إضافة المترادفين ، كـ «يوم الخميس». وأما
ما ظاهره إضافة الموصوف إلى صفته ، فمؤوّل على حذف المضاف إليه الموصوف بتلك الصفة
، كقولهم : «حبّة الحمقاء ، وصلاة الأولى» ، والأصل : حبّة البقلة الحمقاء ، وصلاة
السّاعة الأولى ؛ فالحمقاء : صفة للبقلة ، لا للحبة ، والأولى صفة للساعة ، لا
للصلاة ، ثم حذف المضاف إليه ـ وهو البقلة ، والساعة ـ وأقيمت صفته مقامه ، فصار «حبة
الحمقاء ، وصلاة الأولى» فلم يضف الموصوف إلى صفته ، بل إلى صفة غيره.
...
وربّما أكسب
ثان أوّلا
|
|
تأنيثا ان
كان لحذف موهلا
|
قد يكتسب
المضاف المذكّر من المؤنث المضاف إليه التأنيث ، بشرط أن يكون المضاف صالحا للحذف
وإقامة المضاف إليه مقامه ، ويفهم منه ذلك
__________________
المعنى ، نحو «قطعت بعض أصابعه» فصحّ تأنيث «بعض» لإضافته إلى أصابع وهو
مؤنث ؛ لصحة الاستغناء بأصابع عنه ؛ فتقول : «قطعت أصابعه» ومنه قوله :
ـ
مشين كما
اهتزّت رماح تسفّهت
|
|
أعاليها مرّ
الرّياح النّواسم
|
فأنّث المرّ
لإضافته إلى الرياح ، وجاز ذلك لصحة الاستغناء عن المرّ بالرياح ، نحو «تسفّهت
الرّياح».
وربما كان
المضاف مؤنثا فاكتسب التذكير من المذكر المضاف إليه ، بالشرط
__________________
الذى تقدم ، كقوله تعالى : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ
قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) فـ «رحمة» : مؤنث ، واكتسبت التذكير بإضافتها إلى «الله»
تعالى.
فإن لم يصلح
المضاف للحذف والاستغناء بالمضاف إليه عنه لم يجز التأنيث ؛ فلا تقول : «خرجت غلام
هند» إذ لا يقال «خرجت هند» ويفهم منه خروج الغلام.
* * *
وبعض الاسماء
يضاف أبدا
|
|
وبعض ذا قد
يأت لفظا مفردا
|
من الأسماء ما
يلزم الإضافة ، وهو قسمان :
أحدهما : ما
يلزم الإضافة لفظا ومعنى ؛ فلا يستعمل مفردا ـ أى : بلا إضافة ـ وهو المراد بشطر
البيت ، وذلك نحو «عند ، ولدى ، وسوى ، وقصارى الشىء ، وحماداه : بمعنى غايته».
والثانى : ما
يلزم الإضافة معنى دون لفظ ، [نحو «كلّ ، وبعض ، وأىّ] ؛ فيجوز أن يستعمل مفردا ـ أى
: بلا إضافة ـ وهو المراد بقوله : «وبعض ذا» أى : وبعض ما لزم الإضافة [معنى] قد
يستعمل مفردا لفظا ، وسيأتى كلّ من القسمين.
* * *
__________________
وبعض ما يضاف
حتما امتنع
|
|
إيلاؤه اسما
ظاهرا حيث وقع
|
كوحد ، لبّى
، ودوالى ، سعدى ،
|
|
وشذّ إيلاء «يدى»
للبّى
|
من اللازم
للإضافة لفظا مالا يضاف إلا إلى المضمر ، وهو المراد هنا ، نحو «وحدك» أى : منفردا
، و «لبّيك» أى : إقامة على إجابتك بعد إقامة ، و «دواليك» أى : إدالة بعد إدالة ،
و «سعديك» أى : إسعادا بعد إسعاد ، وشذّ إضافة «لبّى» إلى ضمير الغيبة ، ومنه قوله
:
ـ
إنّك لو
دعوتنى ودونى
|
|
زوراء ذات
مترع بيون
|
. لقلت لبّيه لمن يدعونى.
|
__________________
وشذّ إضافة «لبّى»
إلى الظاهر ، أنشد سيبويه :
ـ
دعوت لما
نابنى مسورا
|
|
فلبّى ،
فلبّى يدى مسور
|
__________________
كذا ذكر المصنف
، ويفهم من كلام سيبويه أن ذلك غير شاذ فى «لبّى» ، و «سعدى».
ومذهب سيبويه
أن «لبّيك» وما ذكر بعده مثنّى ، وأنه منصوب على المصدرية بفعل محذوف ، وأن تثنيته
المقصود بها التكثير ؛ فهو على هذا ملحق بالمثنى ، كقوله تعالى : (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) أى : كرّات ، فـ «كرّتين» : ليس المراد به مرتين فقط ؛
لقوله تعالى : (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ
الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ) أى : مزدجرا وهو كليل ، ولا ينقلب البصر مزدجرا كليلا
من كرتين فقط ؛ فتعين أن يكون المراد بـ «كرّتين» التكثير ، لا اثنين فقط ، وكذلك «لبّيك»
معناه إقامة بعد إقامة كما تقدم ؛ فليس المراد الاثنين فقط ، وكذا باقى أخواته ،
على ما تقدم فى تفسيرها.
ومذهب يونس أنه
ليس بمثنى ، وأن أصله لبّى ، وأنه مقصور ، قلبت ألفه ياء مع المضمر ، كما قلبت ألف
«لدى ، وعلى» مع الضمير ، فى «لديه» ، و «عليه».
وردّ عليه
سيبويه بأنه لو كان الأمر كما ذكر لم تنقلب ألفه مع الظاهر ياء ،
__________________
كما لا تنقلب ألف «لدى» و «على» ؛ فكما تقول : «على زيد» و «لدى زيد» كذلك
كان ينبغى أن يقال : «لبّى زيد» لكنهم لما أضافوه إلى الظاهر قلبوا الألف ياء ؛
فقالوا :
* فلبّى يدى مسور* [٢٢٥]
فدلّ ذلك على أنه مثنّى ، وليس بمقصور
كما زعم يونس.
* * *
وألزموا
إضافة إلى الجمل
|
|
«حيث» و «إذ» وإن ينوّن يحتمل
|
إفراد إذ ،
وما كإذ معنى كإذ
|
|
أضف جوازا
نحو «حين جانبذ»
|
من اللازم
للاضافة : ما لا يضاف إلا إلى الجملة ، وهو : «حيث ، وإذ ، وإذا».
فأما «حيث»
فتضاف إلى الجملة الاسمية ، نحو «اجلس حيث زيد جالس»
__________________
وإلى الجملة الفعلية ، نحو «اجلس حيث جلس زيد» أو «حيث يجلس زيد» وشذّ
إضافتها إلى مفرد كقوله :
ـ
أما ترى حيث
سهيل طالعا
|
|
[نجما يضىء كالشّهاب لامعا]
|
__________________
وأما «إذ»
فتضاف أيضا إلى الجملة الاسمية ، نحو «جئتك إذ زيد قائم» ، وإلى الجملة الفعلية ، نحو
: «جئتك إذ قام زيد» ، ويجوز حذف الجملة المضاف إليها ، ويؤتى بالتنوين عوضا عنها
، كقوله تعالى : (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ
تَنْظُرُونَ) وهذا معنى قوله : «وإن ينوّن يحتمل إفراد إذ» أى : وإن
ينون «إذ» يحتمل إفرادها ، أى : عدم إضافتها لفظا ؛ لوقوع التنوين عوضا عن الجملة
المضاف إليها.
وأما «إذا» فلا
تضاف إلا إلى جملة فعلية ، نحو «آتيك إذا قام زيد» ، ولا يجوز إضافتها إلى جملة
اسمية ؛ فلا تقول «آتيك إذا زيد قائم» خلافا لقوم ، وسيذكرها المصنف.
وأشار بقوله : «وما
كإذ معنى كإذ» إلى أنّ ما كان مثل «إذ» ـ فى كونه ظرفا ماضيا غير محدود ـ يجوز
إضافته إلى ما تضاف إليه «إذ» من [الجملة ، وهى] الجمل الاسمية والفعلية ، وذلك
نحو «حين ، ووقت ، وزمان ، ويوم» ؛ فتقول : «جئتك حين جاء زيد ، ووقت جاء عمرو ،
وزمان قدم بكر ، ويوم خرج خالد» وكذلك تقول : «جئتك حين زيد قائم» ، وكذلك الباقى.
وإنما قال
المصنف : «أضف جوازا» ليعلم أن هذا النوع ـ أى ما كان مثل «إذ» فى المعنى ـ يضاف
إلى ما يضاف إليه «إذ» ـ وهو الجملة ـ جوازا ، لا وجوبا.
__________________
فإن كان الظرف
غير ماض ، أو محدودا ، لم يجر مجرى «إذ» بل يعامل غير الماضى ـ وهو المستقبل ـ معاملة
«إذا» فلا يضاف إلى الجملة الاسمية ، بل إلى الفعلية ؛ فتقول : «أجيئك حين يجىء
زيد» ولا يضاف المحدود إلى جملة ، وذلك نحو «شهر ، وحول» بل لا يضاف إلا إلى مفرد
، نحو «شهر كذا ، وحول كذا».
* * *
وابن أو اعرب
ما كإذ قد أجريا
|
|
واختر بنا
متلوّ فعل بنيا
|
وقبل فعل
معرب أو مبتدا
|
|
أعرب ، ومن
بنى فلن يفنّدا
|
__________________
تقدّم أن
الأسماء المضافة إلى الجملة على قسمين : أحدهما ما يضاف إلى الجملة لزوما ،
والثانى : ما يضاف إليها جوازا.
وأشار فى هذين
البيتين إلى أنّ ما يضاف إلى الجملة جوازا يجوز فيه الإعراب والبناء ، سواء أضيف
إلى جملة فعلية صدّرت بماض ، أو جملة فعلية صدّرت بمضارع ، أو جملة اسمية ، نحو «هذا
يوم جاء زيد ، ويوم يقوم عمرو ، أو يوم بكر قائم». وهذا مذهب الكوفيين ، وتبعهم
الفارسىّ والمصنف ، لكن المختار فيما أضيف إلى جملة فعلية صدّرت بماض البناء ، وقد
روى بالبناء والإعراب قوله :
ـ
* على حين عاتبت المشيب على الصّبا*
__________________
«عاتبت»
فعل وفاعل ، والجملة فى محل جر بإضافة «حين» إليها «المشيب» مفعول به لغاتبت «على
الصبا» جار ومجرور متعلق بعاتبت «فقلت» فعل وفاعل ، والجملة معطوفة بالفاء على
جملة عاتبت «ألما» الهمزة للانكار ، لما : نافية جازمة وفيها معنى توقع حصول
مجزومها «أصح» فعل مضارع مجزوم بلما ، وعلامة جزمه حذف حرف
بفتح نون «حين»
على البناء ، وكسرها على الإعراب.
وما وقع قبل
فعل معرب ، أو قبل مبتدأ ؛ فالمختار فيه الإعراب ، ويجوز البناء ، وهذا معنى قوله
: «ومن بنى فلن يفنّدا» أى : فلن يغلّط ، وقد قرىء فى السبعة : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ
صِدْقُهُمْ) بالرفع على الإعراب ، وبالفتح على البناء ، هذا ما
اختاره المصنف.
ومذهب البصريين
أنه لا يجوز فيما أضيف إلى جملة فعلية صدّرت بمضارع ، أو إلى جملة اسمية ، إلا
الإعراب ، ولا يجوز البناء إلا فيما أضيف إلى جملة فعلية صدّرت بماض.
هذا حكم ما
يضاف إلى الجملة جوازا ، وأما ما يضاف إليها وجوبا فلازم للبناء ؛ لشبهه بالحرف فى
الافتقار إلى الجملة ، كحيث ، وإذ ، وإذا.
* * *
وألزموا «إذا»
إضافة إلى
|
|
جمل الافعال
، كـ «هن إذا اعتلى»
|
__________________
أشار فى هذا
البيت إلى ما تقدّم ذكره ، من أن «إذا» تلزم الإضافة إلى الجملة الفعلية ، ولا
تضاف إلى الجملة الاسمية ، خلافا للأخفش والكوفيين ، فلا تقول : «أجيئك إذا زيد
قائم» وأما «أجيئك إذا زيد قام» فـ «زيد» مرفوع بفعل محذوف ، وليس مرفوعا على
الابتداء ، هذا مذهب سيبويه.
وخالفه الأخفش
؛ فجوّز كونه مبتدأ خبره الفعل الذى بعده.
وزعم السيرافىّ
أنه لا خلاف بين سيبويه والأخفش فى جواز وقوع المبتدأ بعد إذا ، وإنما الخلاف
بينهما فى خبره ؛ فسيبويه يوجب أن يكون فعلا ، والأخفش يجوّز أن يكون اسما ؛ فيجوز
فى «أجيئك إذا زيد قام» جعل «زيد» مبتدأ عند سيبويه والأخفش ، ويجوز «أجيثك إذا
زيد قائم» عند الأخفش فقط .
* * *
لمفهم اثنين
معرّف ـ بلا
|
|
تفرّق ـ أضيف
«كلتا» ، و «كلا»
|
__________________
من الأسماء
الملازمة للاضافة لفظا ومعنى : «كلتا» و «كلا» ؛ ولا يضافان إلا إلى معرفة ، مثنى
لفظا [ومعنى] ، نحو : «جاءنى كلا الرّجلين ، وكلتا المرأتين» أو معنى دون لفظ ،
نحو «جاءنى كلاهما ، وكلتاهما» ومنه قوله :
ـ
إنّ للخير
وللشّرّ مدى
|
|
وكلا ذلك وجه
وقبل
|
وهذا هو المراد
بقوله : «لمفهم اثنين معرف» ، واحترز بقوله «بلا تفرق» من معرّف أفهم الاثنين
بتفرق ، فإنه لا يضاف إليه «كلا ، وكلتا» فلا تقول «كلا زيد وعمرو جاء» ، وقد
جاء شاذا ، كقوله :
__________________
ـ
كلا أخى
وخليلى واجدى عضدا
|
|
فى النّائبات
وإلمام الملمّات
|
* * *
ولا تضف
لمفرد معرّف
|
|
«أيّا» ، وإن كرّرتها فأضف
|
أو تنو
الأجزا ، واخصصن بالمعرفه
|
|
موصولة أيّا
، وبالعكس الصّفه
|
__________________
وإن تكن شرطا
أو استفهاما
|
|
فمطلقا كمّل
بها الكلاما
|
من الأسماء
الملازمة للاضافة معنى «أىّ» ولا تضاف إلى مفرد معرفة ، إلا إذا تكررت ، ومنه قوله :
ـ
ألا تسألون
النّاس أيّى وأيّكم
|
|
غداة التقينا
كان خيرا وأكرما
|
__________________
أو قصدت
الأجزاء ، كقولك : «أىّ زيد أحسن»؟ أى : أىّ أجزاء زيد أحسن ، ولذلك يجاب بالأجزاء
، فيقال : عينه ، أو أنفه ، وهذا إنما يكون فيها إذا قصد بها الاستفهام .
وأىّ تكون :
استفهامية ، وشرطية ، وصفة ، وموصولة.
فأما الموصولة
فذكر المصنف أنها لا تضاف إلا إلى معرفة ؛ فتقول : «يعجبنى أيهم قائم» ، وذكر غيره
أنها تضاف ـ أيضا ـ إلى نكرة ، ولكنه قليل ، نحو «يعجبنى أىّ رجلين قاما».
وأما الصفة
فالمراد بها ما كان صفة لنكرة ، أو حالا من معرفة ، ولا تضاف إلا إلى نكرة ، نحو «مررت
برجل أىّ رجل ، ومررت بزيد أىّ فتى» ومنه قوله :
ـ
فأومأت إيماء
خفيّا لحبتر
|
|
فلله عينا
حبتر أيّما فتى
|
__________________
وأما الشرطية
والاستفهامية : فيضافان إلى المعرفة وإلى النكرة مطلقا ، أى سواء كانا مثنيين ، أو
مجموعين ، أو مفردين ـ إلا المفرد المعرفة ؛ فإنهما لا يضافان إليه ، إلا
الاستفهامية ؛ فإنها تضاف إليه كما تقدم ذكره.
واعلم أن «أيا»
إن كانت صفة أو حالا ، فهى ملازمة للاضافة لفظا ومعنى ، نحو «مررت برجل أىّ رجل ،
وبزيد أىّ فتى» ، وإن كانت استفهامية أو شرطية أو موصولة ، فهى ملازمة للإضافة
معنى لا لفظا ، نحو : «أىّ رجل عندك؟ وأىّ عندك؟ وأىّ رجل تضرب أضرب ، وأيّا تضرب
أضرب ، ويعجبنى أيهم عندك ، وأىّ عندك» ونحو «أىّ الرّجلين تضرب أضرب ، وأىّ رجلين
تضرب أضرب ، وأىّ الرّجال تضرب أضرب ، وأىّ رجال تضرب أضرب ، وأىّ الرجلين عندك؟
وأىّ الرجال عندك؟ وأىّ رجل ، وأىّ رجلين ، وأىّ رجال؟».
* * *
وألزموا
إضافة «لدن» فجر
|
|
ونصب «غدوة»
بها عنهم ندر
|
__________________
ومع مع فيها
قليل ، ونقل
|
|
فتح وكسر
لسكون يتّصل
|
من الأسماء
الملازمة للإضافة «لدن ، ومع».
فأما «لدن» فلابتداء غاية زمان أو مكان ، وهى مبنيّة عند أكثر
العرب ؛ لشبهها بالحرف فى لزوم استعمال واحد ـ وهو الظرفية ، وابتداء الغاية ـ وعدم
جواز الإخبار بها ، ولا تخرج عن الظرفية إلا بجرها بمن ، وهو الكثير فيها ، ولذلك
لم ترد فى القرآن إلا بمن ، كقوله تعالى : (وَعَلَّمْناهُ مِنْ
لَدُنَّا عِلْماً) وقوله تعالى : (لِيُنْذِرَ بَأْساً
شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) وقيس تعربها ، ومنه قراءة أبى بكر عن عاصم : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ
لَدُنْهُ) لكنه أسكن الدال ، وأشمّها الضم.
__________________
قال المصنف :
ويحتمل أن يكون منه قوله :
ـ
تنتهض
الرّعدة فى ظهيرى
|
|
من لدن
الظّهر إلى العصير
|
ويجرّ ما ولى «لدن»
بالإضافة ، إلا «غدوة» فإنهم نصبوها بعد «لدن» كقوله :
ـ
وما زال مهرى
مزجر الكلب منهم
|
|
لدن غدوة
حتّى دنت لغروب
|
__________________
وهى منصوبة على
التمييز ، وهو اختيار المصنف ، ولهذا قال : «ونصب غدوة بها عنهم
ندر» وقيل : هى خبر لكان المحذوفة ، والتقدير : لدن كانت الساعة غدوة.
ويجوز فى «غدوة»
الجر ، وهو القياس ، ونصبها نادر فى القياس ؛ فلو عطفت على «غدوة» المنصوبة بعد «لدن»
جاز النصب عطفا على اللفظ ، والجرّ مراعاة للأصل ؛ فتقول «لدن غدوة وعشيّة ،
وعشيّة» ذكر ذلك الأخفش.
وحكى الكوفيون
الرّفع فى «غدوة» بعد «لدن» وهو مرفوع بكان المحذوفة ، والتقدير : لدن كانت غدوة [و
«كان» تامة].
__________________
وأما «مع» فاسم
لمكان الاصطحاب أو وقته ، نحو «جلس زيد مع عمرو ، وجاء زيد مع بكر» والمشهور فيها
فتح العين ، وهى معربة ، وفتحتها فتحة إعراب ، ومن العرب من يسكنها ، ومنه قوله :
ـ
فريشى منكم
وهواى معكم
|
|
وإن كانت
زيارتكم لماما
|
وزعم سيبويه أن
تسكينها ضرورة ، وليس كذلك ، بل هو لغة ربيعة ، وهى عندهم مبنية على السكون ، وزعم
بعضهم أن الساكنة العين حرف ، وادّعى النّحّاس الإجماع على ذلك ، وهو فاسد ؛ فإن
سيبويه زعم أن ساكنة العين اسم.
__________________
هذا حكمها إن
وليها متحرك ـ أعنى أنها تفتح ، وهو المشهور ، وتسكن ، وهى لغة ربيعة ـ فإن وليها
ساكن ، فالذى ينصبها على الظرفية يبقى فتحها فيقول «مع ابنك» والذى يبنيها على
السكون يكسر لالتقاء الساكنين فيقول «مع ابنك» :
* * *
واضمم ـ بناء
ـ «غيرا» ان عدمت ما
|
|
له أضيف ،
ناويا ما عدما
|
قبل كغير ،
بعد ، حسب ، أوّل
|
|
ودون ،
والجهات أيضا ، وعل
|
وأعربوا نصبا
إذا ما نكّرا
|
|
«قبلا» وما من بعده قد ذكرا
|
__________________
هذه الأسماء
المذكورة ـ وهى : غير ، وقبل ، وبعد ، وحسب ، وأول ، ودون ، والجهات الست ـ وهى :
أمامك ، وخلفك ، وفوقك ، وتحتك ، ويمينك ، وشمالك ـ وعل ؛ لها أربعة أحوال : تبنى
فى حالة منها ، وتعرب فى بقيتها.
فتعرب إذا
أضيفت لفظا ، نحو «أصبت درهما لا غيره ، وجئت من قبل زيد» أو حذف المضاف إليه ونوى
اللفظ ، كقوله :
ـ
ومن قبل نادى
كلّ مولى قرابة
|
|
فما عطفت
مولى عليه العواطف
|
وتبقى فى هذه
الحالة كالمضاف لفظا ؛ فلا تنوّن إلا إذا حذف ما تضاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه
، فتكون [حينئذ] نكرة ، ومنه قراءة من قرأ : (لله الأمر من قبل ومن بعد) بجر «قبل
، وبعد» وتنوينهما ؛ وكقوله :
__________________
ـ
فساغ لى
الشّراب وكنت قبلا
|
|
أكاد أغصّ
بالماء الحميم
|
هذه هى الأحوال
الثلاثة التى تعرب فيها.
__________________
أما الحالة [الرابعة]
التى تبنى فيها فهى إذا حذف ما تضاف إليه ونوى معناه دون لفظه ؛ فإنها تبنى حينئذ
على الضم ، نحو (لله الأمر من قبل ومن بعد) وقوله :
ـ
* أقبّ من تحت عريض من عل*
وحكى أبو على
الفارسى «ابدأ بذا من أوّل» بضم اللام وفتحها وكسرها ـ فالضمّ على البناء لنية
المضاف إليه معنى ، والفتح على الإعراب لعدم نية المضاف
__________________
إليه ، لفظا ومعنى ، وإعرابها إعراب ما لا ينصرف للصفة ووزن الفعل ، والكسر
على نية المضاف إليه لفظا.
فقول المصنف «واضمم
بناء ـ البيت» إشارة إلى الحالة الرابعة.
وقوله : «ناويا
ما عدما» مراده أنّك تبنيها على الضم إذا حذفت ما تضاف إليه ونويته معنى لا لفظا.
وأشار بقوله : «وأعربوا
نصبا» إلى الحالة الثالثة ، وهى ما إذا حذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه ؛
فإنها تكون حينئذ نكرة معربة.
وقوله : «نصبا»
معناه أنها تنصب إذا لم يدخل عليها جار ، فإن دخل [عليها] جرّت ، نحو «من قبل ومن
بعد».
ولم يتعرض
المصنف للحالتين الباقيتين ـ أعنى الأولى ، والثانية ـ لأن حكمهما ظاهر معلوم من
أول الباب ـ وهو : الإعراب ، وسقوط التنوين ـ كما تقدم [فى كل ما يفعل بكل مضاف
مثلها].
* * *
وما يلى
المضاف يأتى خلفا
|
|
عنه فى
الاعراب إذا ما حذفا
|
__________________
يحذف المضاف
لقيام قرينة تدلّ عليه ، ويقام المضاف إليه مقامه ، فيعرب بإعرابه ، كقوله تعالى :
(وَأُشْرِبُوا فِي
قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ) أى : حبّ العجل ، وكقوله تعالى : (وَجاءَ رَبُّكَ) أى : أمر ربّك ، فحذف المضاف ـ وهو «حب ، وأمر» ـ وأعرب
المضاف إليه ـ وهو «العجل ، وربّك» ـ بإعرابه.
* * *
وربّما جرّوا
الّذى أبقوا كما
|
|
قد كان قبل
حذف ما تقدّما
|
لكن بشرط أن
يكون ما حذف
|
|
مماثلا لما
عليه قد عطف
|
__________________
قد يحذف المضاف
ويبقى المضاف إليه مجرورا ، كما كان عند ذكر المضاف ، لكن بشرط أن يكون المحذوف
مماثلا لما عليه قد عطف ، كقول الشاعر :
ـ
أكلّ امرىء
تحسبين أمرأ
|
|
ونار توقّد
باللّيل نارا
|
[و] التقدير «وكلّ نار» فحذف «كل»
وبقى المضاف إليه مجرورا
__________________
كما كان عند ذكرها ، والشرط موجود ، وهو : العطف على مماثل المحذوف وهو «كل»
فى قوله «أكلّ امرىء».
وقد يحذف
المضاف ويبقى المضاف إليه على جرّه ، والمحذوف ليس مماثلا للملفوظ ، بل مقابل له ،
كقوله تعالى : (تُرِيدُونَ عَرَضَ
الدُّنْيا ، وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) فى قراءة من جرّ «الآخرة» والتقدير «والله يريد باقى
الآخرة» ومنهم من يقدره «والله يريد عرض الآخرة» فيكون المحذوف على هذا مماثلا
للملفوظ [به] ، والأوّل أولى ، وكذا قدّره ابن أبى الربيع فى شرحه للإيضاح.
* * *
ويحذف
الثّانى فيبقى الأوّل
|
|
كحاله ، إذا
به يتّصل
|
بشرط عطف
وإضافة إلى
|
|
مثل الّذى له
أضفت الأوّلا
|
يحذف المضاف
إليه ويبقى المضاف كحاله لو كان مضافا ؛ فيحذف تنوينه
__________________
وأكثر ما يكون
ذلك إذا عطف على المضاف اسم مضاف إلى مثل المحذوف من الاسم الأول ، كقولهم : «قطع
الله يد ورجل من قالها» التقدير : «قطع الله يد من قالها ، ورجل من قالها» فحذف ما
أضيف إليه «يد» وهو «من قالها» لدلالة ما أضيف إليه «رجل» عليه ، ومثله قوله :
ـ
* سقى الأرضين الغيث سهل وحزنها*
__________________
[التقدير «سهلها
وحزنها»] فحذف ما أضيف إليه «سهل» ؛ لدلالة ما أضيف إليه «حزن» عليه.
هذا تقرير كلام
المصنف ، وقد يفعل ذلك وإن لم يعطف مضاف إلى مثل المحذوف من الأول ، كقوله :
ومن قبل نادى
كلّ مولى قرابة
|
|
فما عطفت
مولى عليه العواطف [٢٣٥]
|
فحذف ما أضيف
إليه «قبل» وأبقاه على حاله لو كان مضافا ، ولم يعطف عليه مضاف إلى مثل المحذوف ،
والتقدير : «ومن قبل ذلك» ومثله قراءة من قرأ شذوذا : (فلا خوف عليهم) أى : فلا
خوف شىء عليهم .
وهذا الذى ذكره
المصنف ـ من أن الحذف من الأول ، وأن الثانى هو المضاف إلى المذكور ـ هو مذهب
المبرد.
__________________
ومذهب سيبويه
أن الأصل «قطع الله يد من قالها ورجل من قالها» فحذف ما أضيف إليه «رجل» فصار «قطع
الله يد من قالها ورجل» ثم أقحم قوله «ورجل» بين المضاف ـ وهو «يد» ـ والمضاف إليه
ـ الذى هو «من قالها» ـ فصار «قطع الله يد ورجل من قالها» .
فعلى هذا يكون
الحذف من الثانى ، لا من الأول ، وعلى مذهب المبرد بالعكس.
قال بعض شرّاح
الكتاب : وعند الفرّاء يكون الاسمان مضافين إلى «من قالها» ولا حذف فى الكلام
: لا من الأول ، ولا من الثانى.
* * *
__________________
فصل مضاف شبه
فعل ما نصب
|
|
مفعولا او
ظرفا أجز ، ولم يعب
|
فصل يمين ،
واضطرارا وجدا
|
|
: بأجنبىّ ، أو بنعت ، أو ندا
|
أجاز المصنف أن
يفصل ـ فى الاختيار ـ بين المضاف الذى هو شبه الفعل ـ والمراد به المصدر ، واسم
الفاعل ـ والمضاف إليه ، بما نصبه المضاف : من مفعول به ، أو ظرف ، أو شبهه.
فمثال ما فصل
فيه بينهما بمفعول المضاف قوله تعالى : (وكذلك زين لكثير من
المشركين قتل أولادهم شركائهم) فى قراءة ابن عامر ، بنصب «أولاد» وجر الشركاء.
ومثال ما فصل
فيه بين المضاف والمضاف إليه بظرف نصبه المضاف الذى هو مصدر ما حكى عن بعض من يوثق
بعربيته : «ترك يوما نفسك وهواها ، سعى لها فى رداها».
__________________
ومثال ما فصل
فيه بين المضاف والمضاف إليه بمفعول المضاف الذى هو اسم فاعل قراءة بعض السلف (فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ
وَعْدِهِ رُسُلَهُ) بنصب «وعد» وجر «رسل».
ومثال الفصل
بشبه الظرف قوله صلى الله عليه وسلم فى حديث أبى الدّرداء : «هل أنتم تاركولى
صاحبى» وهذا معنى قوله «فصل مضاف ـ إلى آخره».
وجاء الفصل
أيضا فى الاختيار بالقسم ، حكى الكسائى : «هذا غلام والله زيد» ولهذا قال المصنف :
«ولم يعب فصل يمين».
وأشار بقوله : «واضطرارا
وجدا» إلى أنه قد جاء الفصل بين المضاف والمضاف إليه فى الضرورة : بأجنبى من
المضاف ، وبنعت المضاف ، وبالنداء.
فمثال الأجنبىّ
قوله :
ـ
كما خطّ
الكتاب بكفّ يوما
|
|
يهودىّ يقارب
أو يزيل
|
ففصل بـ «يوما»
بين «كف» و «يهودى» وهو أجنبى من «كف» ؛ لأنه معمول لـ «خطّ».
__________________
ومثال النعت
قوله :
ـ
نجوت وقد بلّ
المرادىّ سيفه
|
|
من ابن أبى
شيخ الأباطح طالب
|
__________________
الأصل «من ابن
أبى طالب شيخ الأباطح» وقوله :
ـ
ولئن حلفت
على يديك لأحلفن
|
|
بيمين أصدق
من يمينك مقسم
|
الأصل «بيمين
مقسم أصدق من يمينك».
ومثال النداء
قوله :
__________________
ـ
وفاق كعب
بجير منقذ لك من
|
|
تعجيل تهلكة
والخلد فى سقر
|
وقوله :
ـ
كأنّ برذون
أبا عصام
|
|
زيد حمار دقّ
باللّجام
|
الأصل «وفاق
بجير يا كعب» و «كأنّ برذون زيد يا أبا عصام».
* * *
__________________
..........................................................................
__________________
المضاف إلى ياء المتكلّم
آخر ما أضيف
لليا اكسر ، إذا
|
|
لم يك معتلّا
: كرام ، وقذى
|
أو يك كابنين
وزيدين ؛ فذى
|
|
جميعها اليا
بعد فتحها احتذى
|
وتدغم اليا
فيه والواو ، وإن
|
|
ما قبل واو
ضمّ فاكسره يهن
|
__________________
وألفا سلّم ،
وفى المقصور ـ عن
|
|
هذيل ـ انقلابها
ياء حسن
|
يكسر آخر
المضاف إلى ياء المتكلم ، إن لم يكن مقصورا ، ولا منقوصا ، ولا مثنى ، ولا
مجموعا جمع سلامة لمذكر ، كالمفرد وجمعى التكسير الصحيحين ، وجمع السلامة للمؤنث ،
والمعتل الجارى مجرى الصحيح ، نحو «غلامى ، وغلمانى ، وفتياتى ، ودلوى ، وظبيى».
وإن كان معتلا
؛ فإما أن يكون مقصورا أو منقوصا ، فإن كان منقوصا
__________________
أدغمت ياؤه فى ياء المتكلم ، وفتحت ياء المتكلم ؛ فتقول : «قاضىّ» رفعا
ونصبا وجرّا ، وكذلك تفعل بالمثنى وجمع المذكر السالم فى حالة الجر والنصب ؛ فتقول
: «رأيت غلامىّ وزيدىّ» و «مررت بغلامىّ وزيدىّ» والأصل : بغلامين لى وزيدين لى ،
فحذفت النون واللام للاضافة ، ثم أدغمت الياء فى الياء ، وفتحت ياء المتكلم.
وأما جمع
المذكر السالم ـ فى حالة الرفع ـ فتقول فيه أيضا : «جاء زيدىّ» ، كما تقول فى حالة
النصب والجر ، والأصل : زيدوى ، اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون ؛
فقلبت الواو ياء ، ثم قلبت الضمة كسرة لتصحّ الياء ؛ فصار اللفظ : زيدىّ.
وأما المثنى ـ فى
حالة الرفع ـ فتسلم ألفه وتفتح ياء المتكلم بعده ؛ فتقول : «زيداى ، وغلاماى» عند
جميع العرب.
وأما المقصور
فالمشهور فى لغة العرب جعله كالمثنى المرفوع ؛ فتقول «عصاى ، وفتاى».
وهذيل تقلب
ألفه ياء وتدغمها فى ياء المتكلم وتفتح ياء المتكلم ؛ فتقول : «عصىّ» ومنه قوله :
ـ
سبقوا هوىّ ،
وأعنقوا لهواهم
|
|
فتخرّموا ،
ولكلّ جنب مصرع؟
|
__________________
فالحاصل : أن
يا المتكلم تفتح مع المنقوص : كـ «رامىّ» ، والمقصور : كـ «عصاى» والمثنى : كـ «غلاماى»
رفعا ، و «غلامىّ» نصبا وجرّا ، وجمع المذكر السالم : كـ «زيدىّ» رفعا ونصبا
وجرّا.
وهذا معنى قوله
: «فذى جميعها اليا بعد فتحها احتذى».
وأشار بقوله : «وتدغم»
إلى أن الواو فى جمع المذكر السالم والياء فى المنقوص وجمع المذكر السالم والمثنى
، تدغم فى ياء المتكلم.
وأشار بقوله : «وإن
ما قبل واو ضمّ» إلى أن ما قبل واو الجمع : إن انضمّ عند وجود الواو يجب كسره عند
قلبها ياء لتسلم الياء ، فإن لم ينضم ـ بل انفتح ـ بقى على فتحه ، نحو «مصطفون» ؛
فتقول : «مصطفىّ».
__________________
وأشار بقوله : «وألفا
سلّم» إلى أن ما كان آخره ألفا كالمثنى والمقصور ، لا تقلب ألفه ياء ، بل تسلم ،
نحو «غلاماى» و «عصاى».
وأشار بقوله : «وفى
المقصور» إلى أنّ هذيلا تقلب ألف المقصور خاصة ؛ فتقول : «عصىّ».
وأما ما عدا
هذه الأربعة فيجوز فى الياء معه : الفتح ، والتسكين ؛ فتقول : «غلامى
، وغلامى» .
* * *
__________________
إعمال المصدر
بفعله المصدر
ألحق فى العمل
|
|
: مضافا ، او مجرّدا ، أو مع أل
|
إن كان فعل
مع «أن» أو «ما» يحلّ
|
|
محلّه ،
ولاسم مصدر عمل
|
يعمل المصدر
عمل الفعل فى موضعين :
أحدهما : أن
يكون نائبا مناب الفعل ، نحو : «ضربا زيدا» فـ «زيدا» منصوب بـ «ضربا» لنيابته
مناب «اضرب» وفيه ضمير مستتر مرفوع به كما فى «اضرب» وقد تقدم ذلك فى باب المصدر .
والموضع الثانى
: أن يكون المصدر مقدّرا بـ «أن» والفعل ، أو بـ «ما» والفعل ، وهو المراد بهذا
الفصل ؛ فيقدر بـ «أن» إذا أريد المضىّ أو
__________________
الاستقبال ، نحو «عجبت من ضربك زيدا ـ أمس ، أو غدا» والتقدير : من أن ضربت
زيدا أمس ، أو من أن تضرب زيدا غدا ، ويقدر بـ «ما» إذا أريد به الحال ، نحو : «عجبت
من ضربك زيدا الآن» التقدير : ممّا تضرب زيدا الآن.
وهذا المصدر
المقدّر يعمل فى ثلاثة أحوال : مضافا ، نحو «عجبت من ضربك زيدا» ومجردا عن الإضافة
وأل ـ وهو المنون ـ نحو : «عجبت من ضرب زيدا» ومحلّى بالألف واللام ، نحو «عجبت من
الضّرب زيدا».
وإعمال المضاف
أكثر من إعمال المنون ، وإعمال المنون أكثر من إعمال المحلى بـ «أل» ، ولهذا بدأ
المصنف بذكر المضاف ، ثم المجرّد ، ثم المحلّى.
ومن إعمال
المنون قوله تعالى : (أَوْ إِطْعامٌ فِي
يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً) فـ «يتيما» منصوب بـ «إطعام» ، وقول الشاعر :
ـ
بضرب
بالسّيوف رؤوس قوم
|
|
أزلنا هامهنّ
عن المقيل
|
__________________
فـ «رؤوس»
منصوب بـ «ضرب».
ومن إعماله وهو
محلّى بـ «أل» قوله :
ـ
ضعيف
النّكاية أعداءه
|
|
يخال الفرار يراخى
الأجل
|
__________________
وقوله :
ـ
فإنّك
والتّأبين عروة بعدما
|
|
دعاك وأيدينا
إليه شوارع
|
__________________
وقوله :
ـ
لقد علمت
أولى المغيرة أنّنى
|
|
كررت فلم
أنكل عن الضّرب مسمعا
|
__________________
فـ «أعداءه» :
منصوب بـ «النّكاية» ، و «عروة» منصوب بـ «التّأبين» و «مسمعا» منصوب بـ «الضّرب».
* * *
وأشار بقوله : «ولاسم
مصدر عمل» إلى أنّ اسم المصدر قد يعمل عمل الفعل ، والمراد باسم المصدر : ما ساوى
المصدر فى الدلالة [على معناه] ، وخالفه بخلوّه ـ لفظا وتقديرا ـ من بعض ما فى فعله دون تعويض
: كعطاء ؛ فإنه مساو لإعطاء معنى ، ومخالف له بخلوه من الهمزة الموجودة فى فعله ،
وهو خال منها لفظا وتقديرا ، ولم يعوّض عنها شىء.
واحترز بذلك
مما خلا من بعض ما فى فعله لفظا ولم يخل منه تقديرا ؛ فإنه
__________________
لا يكون اسم مصدر ، بل يكون مصدرا ، وذلك نحو : «قتال» فإنه مصدر «قاتل»
وقد خلا من الألف التى قبل التاء فى الفعل ، لكن خلا منها لفظا ، ولم يخل [منها]
تقديرا ، ولذلك نطق بها فى بعض المواضع ، نحو : «قاتل قيتالا ، وضارب ضيرابا» لكن
انقلبت الألف ياء لكسر ما قبلها.
واحترز بقوله «دون
تعويض» مما خلا من بعض ما فى فعله لفظا وتقديرا ، ولكن عوّض عنه شىء ، فإنه لا
يكون اسم مصدر ، نل هو مصدر ، وذلك نحو عدة ؛ فإنه مصدر «وعد» وقد خلا من الواو
التى فى فعله لفظا وتقديرا ، ولكن عوّض عنها التاء.
وزعم ابن
المصنف أن «عطاء» مصدر ، وأن همزته حذفت تخفيفا ، وهو خلاف ما صرّح به غيره من
النحويين.
ومن إعمال اسم
المصدر قوله :
ـ
أكفرا بعد
ردّ الموت عنّى
|
|
وبعد عطائك
المائة الرّتاعا
|
__________________
فـ «المائة»
منصوب بـ «عطائك» ومنه حديث الموطّأ : «من قبلة الرّجل امرأته الوضوء» ، فـ «امرأته»
منصوب بـ «قبلة» وقوله :
ـ
إذا صحّ عون
الخالق المرء لم يجد
|
|
عسيرا من
الآمال إلّا ميسّرا
|
وقوله :
ـ
بعشرتك
الكرام تعدّ منهم
|
|
فلا ترين
لغيرهم ألوفا
|
__________________
وإعمال اسم
المصدر قليل ، ومن ادّعى الإجماع على جواز إعماله فقد وهم ؛ فإن الخلاف فى ذلك
مشهور ، وقال الصيمرى : إعماله شاذ ، وأنشد : * أكفرا ـ البيت* [٢٥٠] وقال ضياء
الدين بن العلج فى البسيط : ولا ببعد أن ما قام مقام المصدر يعمل عمله ، ونقل عن
بعضهم أنه قد أجاز ذلك قياسا.
* * *
وبعد جرّه
الّذى أضيف له
|
|
كمّل بنصب أو
برفع عمله
|
__________________
يضاف المصدر
إلى الفاعل فيجره ؛ ثم ينصب المفعول ، نحو «عجبت من شرب زيد العسل» وإلى المفعول
ثم يرفع الفاعل ، نحو : «عجبت من شرب العسل زيد» ، ومنه قوله :
ـ
تنفى يداها
الحصى فى كلّ هاجرة
|
|
نفى
الدّراهيم تنقاد الصّياريف
|
__________________
وليس هذا
الثانى مخصوصا بالضرورة ، خلافا لبعضهم ، وجعل منه قوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ
الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) فأعرب «من» فاعلا بحج ، وردّ بأنه يصير المعنى : ولله
على جميع الناس أن يحج البيت المستطيع ، وليس كذلك ؛ فـ «من» : بدل من «الناس» ،
والتقدير : ولله على الناس مستطيعهم حجّ البيت ، وقيل : «من» مبتدأ ، والخبر محذوف
، والتقدير : من استطاع منهم فعليه ذلك.
ويضاف المصدر
أيضا إلى الظرف ثم يرفع الفاعل وينصب المفعول ، نحو : «عجبت من ضرب اليوم زيد عمرا».
* * *
وجرّ ما يتبع
ما جرّ ، ومن
|
|
راعى فى
الاتباع المحلّ فحسن
|
__________________
إذا أضيف
المصدر إلى الفاعل ففاعله يكون مجرورا لفظا ، مرفوعا محلا ؛ فيجوز فى تابعه ـ من
الصفة ، والعطف ، وغيرهما ـ مراعاة اللفظ فيجر ، ومراعاة المحل فيرفع ؛ فتقول ، «عجبت
من شرب زيد الظريف ، والظريف».
ومن إتباعه [على]
المحلّ قوله :
ـ
حتّى تهجّر
فى الرّواح وهاجها
|
|
طلب المعقّب
حقّه المظلوم
|
فرفع «المظلوم»
لكونه نعتا لـ «لمعقب» على المحل.
__________________
وإذا أضيف إلى
المفعول ، فهو مجرور لفظا ، منصوب محلا ؛ فيجوز ـ أيضا ـ فى تابعه مراعاة اللفظ
والمحل ، ومن مراعاة المحلّ قوله :
ـ
قد كنت داينت
بها حسّانا
|
|
مخافة
الإفلاس واللّيّانا
|
فـ «اللّيّانا»
، معطوف على محل «الإفلاس».
__________________
إعمال اسم الفاعل
كفعله اسم
فاعل فى العمل
|
|
إن كان عن
مضيّه بمعزل
|
لا يخلو اسم
الفاعل من أن يكون معرّفا بأل ، أو مجردا.
فإن كان مجردا
عمل عمل فعله ، من الرفع والنصب ، إن كان مستقبلا أو حالا ، نحو «هذا ضارب زيدا ـ الآن
، أو غدا» وإنما عمل لجريانه على الفعل الذى هو بمعناه ، وهو المضارع ، ومعنى
جريانه عليه : أنه موافق له فى الحركات والسكنات ؛ لموافقة «ضارب» لـ «يضرب» ؛ فهو
مشبه للفعل الذى هو بمعناه لفظا ومعنى.
وإن كان بمعنى
الماضى لم يعمل ؛ لعدم جريانه على الفعل الذى هو بمعناه ؛ فهو مشبه له معنى ، لا
لفظا ؛ فلا تقول : «هذا ضارب زيدا أمس» ، بل يجب إضافته ، فتقول «هذا ضارب زيد أمس»
، وأجاز الكسائىّ إعماله ، وجعل منه قوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ
ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)
__________________
فـ «ذراعيه» منصوب بـ «باسط» ، وهو ماض ، وخرّجه غيره على أنه حكاية حال
ماضية.
* * *
وولى
استفهاما ، او حرف ندا ،
|
|
أو نفيا ، او
جا صفة ، أو مسندا
|
أشار بهذا [البيت]
إلى أن اسم الفاعل لا يعمل إلا إذا اعتمد على شىء قبله ، كأن يقع بعد الاستفهام ،
نحو «أضارب زيد عمرا» ، أو حرف النداء ، نحو «يا طالعا جبلا» أو النفى ، نحو «ما
ضارب زيد عمرا» أو يقع نعتا ، نحو «مررت برجل ضارب زيدا» أو حالا ، نحو «جاء زيد
راكبا فرسا» ويشمل هذين [النوعين] قوله : «أو جا صفة» وقوله : «أو مسندا» معناه
أنه يعمل إذا وقع خبرا ، وهذا يشمل خبر المبتدأ ، نحو «زيد ضارب عمرا» وخبر ناسخه
أو مفعوله ، نحو «كان زيد ضاربا عمرا ، وإنّ زيدا ضارب عمرا ، وظننت زيدا ضاربا
عمرا ، وأعلمت زيدا عمرا ضاربا بكرا».
* * *
__________________
وقد يكون نعت
محذوف عرف
|
|
فيستحقّ
العمل الّذى وصف
|
قد يعتمد اسم
الفاعل على موصوف مقدّر فيعمل عمل فعله ، كما لو اعتمد على مذكور ، ومنه قوله :
ـ
وكم مالىء
عينيه من شىء غيره
|
|
إذا راح نحو
الجمرة البيض كالدّمى
|
__________________
فـ «عينيه» :
منصوب بـ «مالىء» و «مالىء» : صفة لموصوف محذوف ، وتقديره : وكم شخص مالىء ، ومثله
قوله :
ـ
كناطح صخرة
يوما ليوهنها
|
|
فلم يضرها
وأوهى قرنه الوعل
|
التقدير : كوعل
ناطح صخرة.
* * *
__________________
وإن يكن صلة
أل ففى المضى
|
|
وغيره إعماله
قد ارتضى
|
إذا وقع اسم
الفاعل صلة للألف واللام عمل : ماضيا ، ومستقبلا ، وحالا ؛ لوقوعه حينئذ موقع
الفعل ؛ إذ حقّ الصلة أن تكون جملة ؛ فتقول : «هذا الضّارب زيدا ـ الآن ، أو غدا ،
أو أمس».
هذا هو المشهور
من قول النحويين ، وزعم جماعة من النحويين ـ منهم الرّمّانى ـ أنه إذا وقع صلة لأل
لا يعمل إلا ماضيا ، ولا يعمل مستقبلا ، ولا حالا ، وزعم بعضهم أنه لا يعمل مطلقا
، وأن المنصوب بعده منصوب بإضمار فعل ، والعجب أن هذين المذهبين ذكرهما المصنف فى
التسهيل ، وزعم ابنه بدر الدين فى شرحه أن اسم الفاعل إذا وقع صلة للألف واللام
عمل :
__________________
ماضيا ، ومستقبلا ، وحالا ؛ باتفاق ، وقال بعد هذا أيضا : ارتضى جميع
النحويين إعماله ، يعنى إذا كان صلة لأل.
* * *
فعّال او
مفعال او فعول
|
|
ـ فى كثرة ـ عن فاعل
بديل
|
فيستحقّ ما
له من عمل
|
|
وفى فعيل قلّ
ذا وفعل
|
يصاغ للكثرة :
فعّال ، ومفعال ، وفعول ، وفعيل ، وفعل ؛ فيعمل عمل الفعل على حدّ اسم الفاعل ،
وإعمال الثلاثة الأول أكثر من إعمال فعيل وفعل ، وإعمال فعيل أكثر من إعمال فعل.
فمن إعمال
فعّال ما سمعه سيبويه من قول بعضهم : «أما العسل فأنا شرّاب» ، وقول الشاعر :
__________________
ـ
أخا الحرب
لبّاسا إليها جلالها
|
|
وليس بولّاج
الخوالف أعقلا
|
فـ «العسل»
منصوب بـ «شرّاب» ، و «جلالها» منصوب بـ «لبّاس».
__________________
ومن إعمال
مفعال قول بعض العرب : «إنّه لمنحار بوائكها» فـ «بوائكها» منصوب بـ «منحار».
ومن إعمال فعول
قول الشاعر :
ـ
عشيّة سعدى
لو تراءت لراهب
|
|
بدومة تجر
دونه وحجيح
|
قلى دينه ،
واهتاج للشّوق ؛ إنّها
|
|
على الشّوق
إخوان العزاء هيوج
|
__________________
فـ «إخوان»
منصوب بـ «هيوج».
ومن إعمال فعيل
قول بعض العرب : «إن الله سميع دعاء من دعاه» فـ «دعاء» منصوب بـ «سميع».
ومن إعمال قعل
ما أنشده سيبويه :
ـ
حذر أمورا لا
تضير ، وآمن
|
|
ما ليس منجيه
من الأقدار
|
__________________
وقوله :
ـ
أتانى أنّهم
مزقون عرضى
|
|
جحاش
الكرملين لها فديد
|
فـ «أمورا»
منصوب بـ «حذر» ، و «عرضى» منصوب بـ «مزق».
* * *
__________________
وما سوى
المفرد مثله جعل
|
|
فى الحكم
والشّروط حيثما عمل
|
ما سوى المفرد
هو المثنى والمجموع ـ نحو : الضّاربين ، والضّاربتين ، والضّاربين ، والضّرّاب ،
والضّوارب ، والضّاربات ـ فحكمها حكم المفرد فى العمل وسائر ما تقدم ذكره من
الشروط ؛ فتقول : «هذان الضّاربان زيدا ، وهؤلاء القاتلون بكرا» ، وكذلك الباقى ،
ومنه قوله :
ـ
* أوالفا مكّة من ورق الحمى*
__________________
[أصله الحمام]
وقوله :
ـ
ثمّ زادوا
أنّهم فى قومهم
|
|
غفر ذنبهم
غير فخر
|
__________________
وانصب بذى
الإعمال تلوا ، واخفض ،
|
|
وهو لنصب ما
سواه مقتضى
|
يجوز فى اسم
الفاعل العامل إضافته إلى ما يليه من مفعول ، ونصبه له ؛ فتقول : «هذا ضارب زيد ،
وضارب زيدا» فإن كان له مفعولان وأضفته إلى أحدهما وجب نصب الآخر ؛ فتقول : «هذا
معطى زيد درهما ، ومعطى درهم زيدا».
* * *
واجرر أو
انصب تابع الّذى انخفض
|
|
ك «مبتغى جاه
ومالا من نهض»
|
يجوز فى تابع
معمول اسم الفاعل المجرور بالإضافة : الجرّ ، والنصب ، نحو
__________________
«هذا ضارب زيد وعمرو ، وعمرا» ؛ فالجر مراعاة للفظ ، والنصب على إضمار فعل
ـ وهو الصحيح ـ والتقدير «ويضرب عمرا» أو مراعاة لمحلّ المخفوص ، وهو المشهور ،
وقد روى بالوجهين قوله :
ـ
الواهب
المائة الهجان وعبدها
|
|
عوذا تزجّى
بينها أطفالها
|
__________________
بنصب «عبد»
وجره ، وقال الآخر :
ـ
هل أنت باعث
دينار لحاجتنا
|
|
أو عبد ربّ
أخا عون بن مخراق
|
بنصب «عبد» [عطفا]
على محل «دينار» أو على إضمار فعل ، التقدير : «أو تبعث عبد [ربّ]».
* * *
__________________
وكلّ ما قرّر
لاسم فاعل
|
|
يعطى اسم
مفعول بلا تفاضل
|
فهو كفعل صيغ
للمفعول فى
|
|
معناه كـ «المعطى
كفافا يكتفى»
|
جميع ما تقدّم
فى اسم الفاعل ـ من أنه إن كان مجردا عمل إن كان بمعنى الحال أو الاستقبال ، بشرط
الاعتماد ، وإن كان بالألف واللام عمل مطلقا ـ يثبت لاسم المفعول ؛ فتقول : «أمضروب
الزّيدان ـ الآن ، أو غدا» ، أو «جاء المضروب أبوهما ـ الآن ، أو غدا ، أو أمس».
وحكمه فى
المعنى والعمل حكم الفعل المبنىّ للمفعول ؛ فيرفع المفعول كما يرفعه فعله ؛ فكما
تقول : «ضرب الزّيدان» تقول : أمضروب الزّيدان»؟ وإن كان له مفعولان رفع أحدهما
ونصب الآخر ، نحو «المعطى كفافا
__________________
يكتفى» فالمفعول [الأول] ضمير مستتر عائد على الألف واللام ، وهو مرفوع
لقيامه مقام الفاعل ، و «كفافا» : المفعول الثانى.
* * *
وقد يضاف ذا
إلى اسم مرتفع
|
|
معنى ، كـ «محمود
المقاصد الورع»
|
يجوز فى اسم
المفعول أن يضاف إلى ما كان مرفوعا به ؛ فتقول فى قولك «زيد مضروب عبده» : «زيد
مضروب العبد» فتضيف اسم المفعول إلى ما كان مرفوعا به ، ومثله «الورع محمود
المقاصد» ، والأصل : «الورع محمود مقاصده» ولا يجوز ذلك فى اسم الفاعل ؛ فلا تقول : «مررت برجل ضارب الأب زيدا» تريد «ضارب
أبوه زيدا».
* * *
__________________
أبنية المصادر
فعل قياس
مصدر المعدّى
|
|
من ذى ثلاثة
، كـ «ردّ ردّا»
|
الفعل الثلاثى [المتعدى]
يجىء مصدره على «فعل» قياسا مطّردا ، نصّ على ذلك سيبويه فى مواضع ؛ فتقول : ردّ
ردّا ، وضرب ضربا ، وفهم فهما ، وزعم بعضهم أنه لا ينقاس ، وهو غير سديد.
* * *
وفعل اللّازم
بابه فعل
|
|
كفرح ، وكجوى
، وكشلل
|
أى : يجىء مصدر
فعل اللازم على فعل قياسا ، كفرح فرحا ، وجوى جوى ، وشلّت يده شللا.
* * *
وفعل اللّازم
مثل فعدا
|
|
له فعول
باطّراد ، كغدا
|
__________________
ما لم يكن
مستوجبا : فعالا ،
|
|
أو فعلانا ـ فادر
ـ أو فعالا
|
فأوّل لذى
امتناع كأبى ،
|
|
والثّان
للّذى اقتضى تقلّبا
|
للدّا فعال
أو لصوت ، وشمل
|
|
سيرا وصوتا الفعيل
كصهل
|
يأتى مصدر فعل
اللازم على فعول قياسا ؛ فتقول : «قعد قعودا ، وغدا غدوّا ، وبكر بكورا».
__________________
وأشار بقوله : «ما
لم يكن مستوجبا فعالا ـ إلى آخره» إلى أنه إنما يأتى مصدره على فعول ، إذا لم
يستحقّ أن يكون مصدره على : فعال ، أو فعلان ، أو فعال.
فالذى استحق أن
يكون مصدره على فعال هو : كل فعلّ دلّ على امتناع ، كأبى إباء ، ونفر نفارا ، وشرد
شرادا ، و [هذا] هو المراد بقوله «فأوّل لذى امتناع».
والذى استحق أن
يكون مصدره على فعلان هو : كلّ فعل دلّ على تقلّب ؛ نحو : «طاف طوفانا ، وجال
جولانا ، ونزا نزوانا» ، وهذا معنى قوله «والثان للذى اقتضى تقلبا».
والذى استحق أن
يكون مصدره على فعال هو : كلّ فعل دلّ على داء ، أو صوت ؛ فمثال الأول : سعل سعالا
، وزكم زكاما ، ومشى بطنه مشاء. ومثال الثانى : نعب الغراب نعابا ، ونعق الراعى
نعاقا ، وأزّت القدر أزازا ، وهذا هو المراد بقوله : «للدّا فعال أو لصوت».
وأشار بقوله : «وشمل
سيرا وصوتا الفعيل» إلى أن فعيلا يأتى مصدرا لما دلّ على سير ، ولما دل على صوت ؛
فمثال الأول : ذمل ذميلا ، ورحل رحيلا ، ومثال الثانى : نعب نعيبا ، ونعق نعيقا [وأزّت
القدر أزيزا ، وصهلت الخيل صهيلا].
* * *
فعولة فعالة
لفعلا
|
|
كسهل الأمر ،
وزيد جزلا
|
__________________
إذا كان الفعل
على فعل ـ [ولا يكون إلا لازما] ـ يكون مصدره على فعولة ، أو على فعالة ؛ فمثال
الأول : سهل سهولة ، وصعب صعوبة ، وعذب عذوبة ، ومثال الثانى : جزل جزالة ، وفصح
فصاحة ، وضخم ضخامة.
* * *
وما أتى
مخالفا لما مضى
|
|
فبابه النّقل
، كسخط ورضى
|
يعنى أن ما سبق
ذكره فى هذا الباب هو القياس الثابت فى مصدر الفعل الثلاثى ، وما ورد على خلاف ذلك
فليس بمقيس ، بل يقتصر فيه على السماع ، نحو : سخط سخطا ، ورضى رضا ، وذهب ذهابا ،
وشكر شكرا ، وعظم عظمة.
* * *
وغير ذى
ثلاثة مقيس
|
|
مصدره كقدّس
التّقديس
|
__________________
وزكّه تزكية
، وأجملا
|
|
إجمال من
تجمّلا تجمّلا
|
واستعذ
استعاذة ، ثمّ أقم
|
|
إقامة ،
وغالبا ذا التّا لزم
|
وما يلى
الآخر مدّ وافتحا
|
|
مع كسر تلو
الثّان ممّا افتتحا
|
بهمز وصل :
كاصطفى ، وضمّ ما
|
|
يربع فى
أمثال قد تلملما
|
__________________
ذكر فى هذه
الأبيات مصادر غير الثلاثى ، وهى مقيسة كلها.
فما كان على
وزن فعّل ، فإما أن يكون صحيحا أو معتلّا ؛ فإن كان صحيحا فمصدره على تفعيل ، نحو «قدّس
تقديسا» ، ومنه قوله تعالى : (وَكَلَّمَ اللهُ
مُوسى تَكْلِيماً) ويأتى ـ أيضا ـ على [وزن] فعّال ، كقوله تعالى : (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً) ويأتى على فعال بتخفيف العين ، وقد قرىء (وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً) بتخفيف الذال ، وإن كان معتلا فمصدره كذلك ، لكن تحذف
ياء التفعيل ، ويعوض عنها التاء ؛ فيصير مصدره على تفعلة ، نحو «زكّى تزكية» وندر مجيئه على تفعيل ، كقوله
:
ـ
باتت تنزّى
دلوها تنزيّا
|
|
كما تنزّى
شهلة صبيّا
|
__________________
وإن كان مهموزا
ـ ولم يذكره المصنف هنا ـ فمصدره على تفعيل ، وعلى تفعلة ، نحو : خطّأ تخطيئا
وتخطئة ، وجزّأ تجزيئا وتجزئة ، ونبّأ تنبيئا وتنبئة.
وإن كان على «أفعل»
فقياس مصدره على إفعال ، نحو : أكرم إكراما ، وأجمل إجمالا ، وأعطى إعطاء.
هذا إذا لم يكن
معتلّ العين ؛ فإن كان معتلّ العين نقلت حركة عينه إلى فاء الكلمة وحذفت ، وعوّض عنها تاء التأنيث غالبا ، نحو : أقام إقامة ،
والأصل : إقواما ، فنقلت حركة الواو إلى القاف ، وحذفت ، وعوّض عنها تاء التأنيث ،
فصار إقامة.
وهذا هو المراد
بقوله : «ثم أقم إقامة» ، وقوله : «وغالبا ذا التا لزم»
__________________
دلو : مفعول به لتنزى
، ودلو مضاف وها : مضاف إليه ، والجملة فى محل نصب خبر بات ، فإذا قدرته فعلا تاما
فالجملة فى محل نصب حال من فاعله المستتر فيه «تنزيا» مفعول مطلق «كما» الكاف جارة
، وما : مصدرية «تنزى» فعل مضارع «شهلة» فاعل تنزى «صبيا» مفعول به لتنزى ، و «ما»
المصدرية ومدخولها فى تأويل مصدر مجرور بالكاف ، والجار والمجرور متعلق بقوله «تنزيا»
أو بمحذوف صفة له ، أى : تنزية مشابهة تنزية العجوز صبيا.
إشارة إلى ما ذكرناه من أنّ التاء تعوّض غالبا ، وقد جاء حذفها ، كقوله
تعالى : (وَأَقامَ الصَّلاةَ).
وإن كان على
وزن تفعّل ، فقياس مصدره تفعّل ـ بضم العين ـ نحو : تجمّل تجمّلا ، وتعلّم تعلما ،
وتكرّم تكرّما.
وإن كان فى
أوله همزة وصل كسر ثالثه ، وزيد ألف قبل آخره ، سواء كان على وزن انفعل ، أو افتعل
، أو استفعل ، نحو : انطلق انطلاقا ، واصطفى اصطفاء ، واستخرج استخراجا ، وهذا
معنى قوله «وما يلى الآخر مدّ وافتحا».
فإن كان استفعل
معتلّ العين نقلت حركة عينه إلى فاء الكلمة ، وحذفت ، وعوّض عنها تاء التأنيث
لزوما ، نحو : استعاذ استعاذة ، والأصل استعواذا ، فنقلت حركة الواو إلى العين ـ وهى
فاء الكلمة ـ [وحذفت] وعوّض عنها التاء ، فصار استعاذة ، وهذا معنى قوله «واستعذ
استعاذة».
ومعنى قوله : «وضمّ
ما يربع فى أمثال قد تلملما» أنه إن كان الفعل على وزن «تفعلل» يكون مصدره على
تفعلل ـ بضم رابعه ـ نحو «تلملم تلملما ، وتدحرج تدحرجا».
* * *
فعلال أو
فعللة ـ لفعللا ،
|
|
واجعل مقيسا
ثانيا لا أوّلا
|
__________________
يأتى مصدر فعلل
على فعلال : كدحرج دحراجا ، وسرهف سرهافا ، وعلى فعللة ـ وهو المقيس فيه ـ نحو «دحرج
دحرجة ، وبهرج بهرجة ، وسرهف سرهفة».
* * *
لفاعل :
الفعال ، والمفاعله ،
|
|
وغير ما مرّ
السّماع عادله
|
كلّ فعل على
وزن فاعل فمصدره الفعال والمفاعلة ، نحو «ضارب ضرابا ومضاربة ، وقاتل قتالا
ومقاتلة ، وخاصم خصاما ومخاصمة».
وأشار بقوله : «وغير
ما مرّ ـ إلخ» إلى أن ما ورد من مصادر غير الثلاثى على خلاف ما مرّ يحفظ ولا يقاس
عليه ، ومعنى قوله «عادله» كان السماع له عديلا ، فلا يقدم عليه إلا بثبت ، كقولهم
ـ فى مصدر فعّل المعتل ـ تفعيلا ، نحو :
* باتت تنزّى دلوها تنزيّا* [٢٦٦]
والقياس تنزية
، وقولهم فى مصدر حوقل حيقالا ، وقياسه حوقلة ـ نحو «دحرج دحرجة» ـ ومن ورود «حيقال»
قوله :
ـ
يا قوم قد
حوقلت أو دنوت
|
|
وشرّ حيقال
الرّجال الموت
|
__________________
وقولهم ـ فى
مصدر تفعّل ـ تفعّالا ، نحو : تملّق تملّاقا ، والقياس تفعل تفعّلا ، نحو : تملّق تملّقا.
* * *
وفعلة لمرّة
كجلسه
|
|
وفعلة لهيئة
كجلسه
|
إذا أريد بيان
المرّة من مصدر الفعل الثلاثى قيل فعلة ـ بفتح الفاء ـ نحو ضربته ضربة ، وقتلته
قتلة.
هذا إذا لم يبن
المصدر على تاء التأنيث ، فإن بنى عليها وصف بما يدل على
__________________
الوحدة نحو : نعمة ، ورحمة ، فإذا أريد المرة وصف بواحدة.
وإن أريد بيان
الهيئة منه قيل : فعلة ـ بكسر الفاء ـ نحو جلس جلسة حسنة ، وقعد قعدة ، ومات ميتة.
* * *
فى غير ذى
الثّلاث بالتّا المرّه
|
|
وشذّ فيه
هيئة كالخمره
|
إذا أريد بيان
المرة من مصدر المزيد على ثلاثة أحرف ، زيد على المصدر تاء التأنيث ، نحو أكرمته
إكرامة ، ودحرجته دحراجة.
وشذ بناء فعلة
للهيئة من غير الثلاثى ، كقولهم : هى حسنة الخمرة ، فبنوا فعلة من «اختمر» و «هو
حسن العمّة» فبنوا فعلة من «تعمّم».
* * *
__________________
أبنية أسماء الفاعلين
والمفعولين
[والصفات المشبهات بها]
كفاعل صغ اسم
فاعل : إذا
|
|
من ذى ثلاثة
يكون ، كغذا
|
إذا أريد بناء
اسم الفاعل من الفعل الثلاثى جىء به على مثال «فاعل» وذلك مقيس فى كل فعل كان على
وزن فعل ـ بفتح العين ـ متعديّا كان أو لازما ، نحو ضرب فهو ضارب ، وذهب فهو ذاهب
، وغذا فهو غاذ ، فإن كان الفعل على وزن فعل ـ بكسر العين ـ فإما أن يكون متعديا ،
أو لازما ؛ فإن كان متعديا فقياسه أيضا أن يأتى اسم فاعله على فاعل ، نحو ركب فهو
راكب ، وعلم فهو عالم ، وإن كان لازما ، أو كان الثلاثىّ على فعل ـ بضم العين ـ فلا
يقال فى اسم الفاعل منهما فاعل إلا سماعا ، وهذا هو المراد بقوله :
وهو قليل فى
فعلت وفعل
|
|
غير معدّى ،
بل قياسه فعل
|
__________________
وأفعل ،
فعلان ، نحو أشر ،
|
|
ونحو صديان ،
ونحو الأجهر
|
أى : إتيان اسم
الفاعل على [وزن] فاعل قليل فى فعل ـ بضم العين ـ كقولهم : حمض فهو حامض ، وفى فعل
ـ بكسر العين ـ غير متعدّ ، نحو : أمن فهو آمن [وسلم فهو سالم ، وعقرت المرأة فهى
عاقر] ، بل قياس اسم الفاعل من فعل المكسور العين إذا كان لازما أن يكون على فعل ـ
بكسر العين ـ نحو «نضر فهو نضر ، وبطر فهو بطر ، وأشر فهو أشر» أو على فعلان ، نحو
«عطش فهو عطشان ، وصدى فهو صديان» أو على أفعل ، بحو : «سود فهو أسود ، وجهر فهو
أجهر».
وفعل اولى ،
وفعيل بفعل
|
|
كالضّخم
والجميل ، والفعل جمل
|
وأفعل فيه
قليل وفعل ،
|
|
وبسوى الفاعل
قد يغنى فعل
|
إذا كان الفعل
على وزن فعل ـ بضم العين ـ كثر مجىء اسم الفاعل منه على وزن فعل كـ «ضخم فهو ضخم ،
وشهم فهو شهم» وعلى فعيل ، نحو :
__________________
«جمل فهو جميل ، وشرف فهو شريف» ، ويقلّ مجىء اسم فاعله على أفعل نحو «خظب فهو
أخظب» وعلى فعل نحو «بطل فهو بطل».
وتقدم أن قياس
اسم الفاعل من فعل المفتوح العين أن يكون على فاعل ، وقد يأتى اسم الفاعل منه على
غير فاعل قليلا ، نحو : طاب فهو طيّب ، وشاخ فهو شيخ ، وشاب فهو أشيب ، وهذا معنى
قوله : «وبسوى الفاعل قد يغنى فعل».
* * *
وزنة المضارع
اسم فاعل
|
|
من غير ذى
الثّلاث كالمواصل
|
مع كسر متلوّ
الأخير مطلقا
|
|
وضمّ ميم
زائد قد سبقا
|
__________________
وإن فتحت منه
ما كان انكسر
|
|
صار اسم
مفعول كمثل المنتظر
|
يقول : زنة اسم
الفاعل من الفعل الزائد على ثلاثة أحرف زنة المضارع منه بعد زيادة الميم فى أوله
مضمومة ، ويكسر ما قبل آخره مطلقا : أى سواء كان مكسورا من المضارع أو مفتوحا ؛
فتقول «قاتل يقاتل فهو مقاتل ، ودحرج يدحرج فهو مدحرج ، وواصل يواصل فهو مواصل ،
وتدحرج يتدحرج فهو متدحرج ، وتعلّم يتعلّم فهو متعلّم».
فإن أردت بناء
اسم المفعول من الفعل الزائد على ثلاثة أحرف أتيت به على وزن اسم الفاعل ، ولكن
تفتح منه ما كان مكسورا ـ وهو ما قبل الآخر ـ نحو : مضارب ، ومقاتل ، ومنتظر.
* * *
وفى اسم
مفعول الثّلاثىّ اطّرد
|
|
زنة مفعول
كآت من قصد
|
إذا أريد بناء
اسم المفعول من الفعل الثلاثى جىء به على زنة «مفعول» قياسا
__________________
مطردا نحو : «قصدته فهو مقصود ، وضربته فهو مضروب ، ومررت به فهو ممرور به».
* * *
وناب نقلا
عنه ذو فعيل
|
|
نحو فتاة أو
فتى كحيل
|
ينوب «فعيل» عن
«مفعول» فى الدلالة على معناه نحو «مررت برجل جريح ، وامرأة جريح ، وفتاة كحيل ،
وفتى كحيل ، وامرأة قتيل ، ورجل قتيل» فناب جريح وكحيل وقتيل ، عن : مجروح ،
ومكحول ، ومقتول.
ولا ينقاس ذلك
فى شىء ، بل يقتصر فيه على السماع ، وهذا معنى قوله : «وناب نقلا عنه ذو فعيل».
وزعم ابن
المصنف أن نيابة «فعيل» عن «مفعول» كثيرة ، وليست مقيسة ، بالإجماع ، وفى دعواه
الإجماع على ذلك نظر ؛ فقد قال والده فى التسهيل فى باب اسم الفاعل عند ذكره نيابة
فعيل عن مفعول : وليس مقيسا خلافا لبعضهم ، وقال فى شرحه : وزعم بعضهم أنه مقيس فى
كل فعل ليس له فعيل بمعنى فاعل كجريح ، فإن كان للفعل فعيل بمعنى فاعل لم ينب
قياسا كعليم ، وقال فى باب التذكير والتأنيث : وصوغ فعيل بمعنى مفعول على كثرته
غير مقيس ، فجزم بأصح القولين كما جزم به هنا ، وهذا لا يقتضى نفى الخلاف.
وقد يعتذر عن
ابن المصف بأنه ادّعى الإجماع على أن فعيلا لا ينوب عن
__________________
مفعول ، يعنى نيابة مطلقة ، أى من كل فعل ، وهو كذلك ، بناء على ما ذكره
والده فى شرح التسهيل من أن القائل بقياسه يخصّه بالفعل الذى ليس له فعيل بمعنى
فاعل.
ونبّه المصنف
بقوله : نحو : «فتاة أو فتى كحيل» على أن فعيلا بمعنى مفعول يستوى فيه المذكّر
والمؤنّث ، وستأتى هذه المسألة مبيّنة فى باب التأنيث ، إن شاء الله تعالى.
وزعم المصنف فى
التسهيل أن فعيلا ينوب عن مفعول : فى الدلالة على معناه ، لا فى العمل ؛ فعلى هذا
لا تقول : «مررت برجل جريح عبده» فترفع «عبده» بجريح ، وقد صرّح غيره بجواز هذه
المسألة.
* * *
الصّفة المشبّهة باسم
الفاعل
صفة استحسن
جرّ فاعل
|
|
معنى بها
المشبهة اسم القاعل
|
قد سبق أن
المراد بالصفة : ما دلّ على معنى وذات ، وهذا يشمل : اسم الفاعل ، واسم المفعول ،
وأفعل التفضيل ، والصفة المشبهة.
وذكر المصنف أن
علامة الصفة المشبهة استحسان جرّ فاعلها بها ، نحو : «حسن الوجه ، ومنطلق
اللّسان ، وطاهر القلب» والأصل : حسن وجهه ، ومنطلق لسانه ، وطاهر قلبه ؛ فوجهه :
مرفوع بحسن [على الفاعلية] ولسانه : مرفوع بمنطلق ، وقلبه : مرفوع بطاهر ، وهذا لا
يجوز فى غيرها من الصفات ؛ فلا تقول : «زيد ضارب الأب عمرا» تريد ضارب أبوه عمرا ،
ولا «زيد قائم الأب غدا» تريد زيد قائم أبوه غدا ، وقد تقدّم أن اسم المفعول يجوز
إضافته إلى مرفوعه ؛ فتقول : «زيد مضروب الأب» وهو حينئذ جار مجرى الصفة المشبهة.
* * *
__________________
وصوغها من
لازم لحاضر
|
|
كطاهر القلب
جميل الظّاهر
|
يعنى أن الصفة
المشبهة لا تصاغ من فعل متعدّ ؛ فلا [تقول : «زيد قاتل الأب بكرا» تريد قاتل أبوه
بكرا ، بل لا] تصاغ إلا من فعل لازم ، نحو : «طاهر القلب ، وجميل الظّاهر» ولا
تكون إلا للحال ، وهو المراد بقوله : «لحاضر» ؛ فلا تقول : «زيد حسن الوجه ـ غدا ،
أو أمس».
ونبّه بقوله : «كطاهر
القلب جميل الظّاهر» على أن الصفة المشبهة إذا كانت من فعل ثلاثى تكون على نوعين ؛
أحدهما : ما وازن المضارع ، نحو : «طاهر القلب» وهذا قليل فيها ، والثانى : ما لم
يوزانه ، وهو الكثير ، نحو «جميل الظاهر ، وحسن الوجه ، وكريم الأب» وإن كانت من
غير ثلاثى وجب موازنتها المضارع ، نحو «منطلق اللّسان».
* * *
وعمل اسم
فاعل المعدّى
|
|
لها ، على
الحدّ الّذى قد حدّا
|
__________________
أى : يثبت لهذه
الصفة عمل اسم الفاعل المتعدّى ، وهو : الرفع ، والنصب نحو «زيد حسن الوجه» ففى «حسن» ضمير مرفوع هو الفاعل ،
و «الوجه» منصوب على التشبيه بالمفعول به ؛ لأن «حسنا» شبيه بضارب فعمل عمله ،
وأشار بقوله : «على الحدّ الذى قد حدّا» إلى أن الصفة المشبهة تعمل على الحد الذى
سبق فى اسم الفاعل ، وهو أنه لا بد من اعتمادها ، كما أنه لا بد من اعتماده.
* * *
وسبق ما تعمل
فيه مجتنب
|
|
وكونه ذا سببيّة
وجب
|
__________________
لما كانت الصفة
المشبهة فرعا فى العمل عن اسم الفاعل قصرت عنه ؛ فلم يجز تقديم معمولها عليها ،
كما جاز فى اسم الفاعل ؛ فلا تقول : «زيد الوجه حسن» كما تقول : «زيد عمرا ضارب»
ولم تعمل إلا فى سببى ، نحو «زيد حسن وجهه» ولا تعمل فى أجنبى ؛ فلا تقول «زيد حسن
عمرا» واسم الفاعل يعمل فى السببى ، والأجنبى ، نحو «زيد ضارب غلامه ، وضارب عمرا».
* * *
فارفع بها ،
وانصب ، وجرّ ـ مع أل
|
|
ودون أل ـ مصحوب
أل ، وما اتّصل
|
بها : مضافا
، او مجرّدا ، ولا
|
|
تجرر بها ـ مع
أل ـ سما من أل خلا
|
__________________
ومن إضافة
لتاليها ، وما
|
|
لم يخل فهو
بالجواز وسما
|
الصفة المشبهة
إما أن تكون بالألف واللام ، نحو «الحسن» أو مجردة عنهما ، نحو «حسن» وعلى كل من
التقديرين لا يخلو المعمول من أحوال ستّة :
الأول : أن
يكون المعمول بأل ، نحو «الحسن الوجه ، وحسن الوجه».
الثانى : أن
يكون مضافا لما فيه أل ، نحو «الحسن وجه الأب ، وحسن وجه الأب».
الثالث : أن
يكون مضافا إلى ضمير الموصوف ، نحو «مررت بالرّجل الحسن وجهه ، وبرجل حسن وجهه».
الرابع : أن
يكون مضافا إلى مضاف إلى ضمير الموصوف. نحو «مررت بالرّجل الحسن وجه غلامه ، وبرجل
حسن وجه غلامه».
الخامس : أن
يكون مجردا من أل دون الإضافة ، نحو «الحسن وجه أب ، وحسن وجه أب».
__________________
السادس : أن
يكون المعمول مجردا من أل والإضافة ، نحو «الحسن وجها ، وحسن وجها».
فهذه اثنتا
عشرة مسألة ، والمعمول فى كل واحدة من هذه المسائل المذكورة : إما أن يرفع ، أو
ينصب ، أو يجر.
فيتحصّل حينئذ
ستّ وثلاثون صورة.
وإلى هذا أشار
بقوله «فارفع بها» أى : بالصفة المشبهة ، «وانصب ، وجر ، مع أل» أى : إذا كانت
الصفة بأل ، نحو «الحسن» «ودون أل» أى إذا كانت الصفة بغير أل ، نحو «حسن» «مصحوب
أل» المعمول المصاحب لأل ، نحو «الوجه» «وما اتصل بها : مضافا ، أو مجردا» أى :
والمعمول المتصل بها ـ أى : بالصفة ـ إذا كان المعمول مضافا ، أو مجردا من الألف
واللام والإضافة ، ويدخل تحت قوله : «مضافا» المعمول المضاف إلى ما فيه أل ، نحو «وجه
الأب» والمضاف إلى ضمير الموصوف ، نحو «وجهه» والمضاف إلى ما أضيف إلى ضمير
الموصوف ، نحو «وجه غلامه» والمضاف إلى المجرد من أل دون الإضافة ، نحو «وجه أب».
وأشار بقوله : «ولا
تجرر بها مع أل ـ إلى آخره» إلى أن هذه المسائل ليست كلها على الجواز ، بل يمتنع
منها ـ إذا كانت الصفة بأل ـ أربع مسائل :
الأولى : جر
المعمول المضاف إلى ضمير الموصوف ، نحو «الحسن وجهه».
الثانية : جر
المعمول المضاف إلى ما أضيف إلى ضمير الموصوف ، نحو «الحسن وجه غلامه».
الثالثة : جر
المعمول المضاف إلى المجرد من أل دون الإضافة ، نحو «الحسن وجه أب».
الرابعة : جر
المعمول المجرد من أل والإضافة ، نحو «الحسن وجه».
فمعنى كلامه «ولا
تجرر بها» أى بالصفة المشبهة ، إذا كانت الصفة مع أل ، اسما خلا من أل أو خلا من
الإضافة لما فيه أل ، وذلك كالمسائل الأربع.
وما لم يخل من
ذلك يجوز جرّه كما يجوز رفعه ونصبه ؛ كالحسن الوجه ، والحسن وجه الأب ، وكما يجوز
جرّ المعمول ونصبه ورفعه إذا كانت الصفة بغير أل على كل حال.
* * *
التّعجّب
بأفعل انطق
بعد «ما» تعجّبا
|
|
أو جىء ي «أفعل»
قبل مجرور ببا
|
وتلو أفعل
انصبنّه : كـ «ما
|
|
أوفى خليلينا
، وأصدق بهما
|
للتعجب صيغتان : إحداهما «ما أفعله» والثانية «أفعل به» وإليهما
__________________
أشار المصنف بالبيت الأول ، أى : انطق بأفعل بعد «ما» للتعجب ، نحو : «ما
أحسن زيدا ، وما أوفى خليلينا» أوجىء بأفعل قبل مجرور ببا ، نحو : «أحسن بالزّيدين
، وأصدق بهما».
فما : مبتدأ ،
وهى نكرة تامة عند سيبويه ، و «أحسن» فعل ماض ، فاعله ضمير مستتر عائد على «ما» و «زيدا»
مفعول أحسن ، والجملة خبر عن «ما» ، والتقدير «شىء أحسن زيدا» أى جعله حسنا ،
وكذلك «ما أوفى خليلينا».
وأما أفعل ففعل
أمر ومعناه التعجب ، لا الأمر ، وفاعله المجرور بالباء ، والباء زائدة.
واستدل على
فعلية أفعل بلزوم نون الوفاية له إذا اتصلت به ياء المتكلم ، نحو : «ما أفقرنى إلى
عفو الله» وعلى فعلية «أفعل» بدخول نون التوكيد عليه فى قوله :
ـ
ومستبدل من
بعد غضبى صريمة
|
|
فأحر به من طول
فقر وأحريا
|
__________________
..........................................................................
__________________
أراد «وأحرين»
بنون التوكيد الخفيفة ، فأبدلها ألفا فى الوقف.
وأشار بقوله : «وتلو
أفعل» إلى أن تالى «أفعل» ينصب لكونه مفعولا ، نحو «ما أوفى خليلينا».
ثم مثّل بقوله
: «وأصدق بهما» للصيغة الثانية.
وما قدمناه من
أن «يا» نكرة تامة هو الصحيح ، والجملة التى بعدها خبر عنها ، والتقدير : «شىء
أحسن زيدا» أى جعله حسنا ، وذهب الأخفش إلى أنها موصولة والجملة التى بعدها صلتها
، والخبر محذوف ، والتقدير : «الّذى أحسن زيدا شىء عظيم» وذهب بعضهم إلى أنها
استفهامية ، والجملة التى بعدها خبر عنها ، والتقدير : «أىّ شىء أحسن زيدا؟» وذهب
بعضهم إلى أنها نكرة موصوفة ، والجملة التى بعدها صفة لها ، والخبر محذوف ،
والتقدير : «شىء أحسن زيدا عظيم».
* * *
وحذف ما منه
تعجّبت استبح
|
|
إن كان عند
الحذف معناه يضح
|
__________________
يجوز حذف
المتعجّب منه ، وهو المنصوب بعد أفعل والمجرور بالباء بعد أفعل ، إذا دلّ عليه
دليل ؛ فمثال الأول قوله :
ـ
أرى أمّ عمرو
دمعها قد تحدّرا
|
|
بكاء على
عمرو ، وما كان أصبرا
|
__________________
التقدير : «وما
كان أصبرها» فحذف الضمير وهو مفعول أفعل ؛ للدلالة عليه بما تقدم ، ومثال الثانى
قوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ
وَأَبْصِرْ) التقدير ـ والله أعلم ـ وأبصر بهم ، فحذف «بهم» لدلالة
ما قبله عليه ، وقول الشاعر :
ـ
فذلك إن يلق
المنيّة يلقها
|
|
حميدا ، وإن
يستغن يوما فأجدر
|
__________________
أى : فأجدر به [فحذف
المتعجب منه بعد «أفعل» وإن لم يكن معطوفا على أفعل مثله ، وهو شاذ].
* * *
وفى كلا
الفعلين قدما لزما
|
|
منع تصرّف
بحكم حتما
|
لا يتصرف فعلا
التعجب ، بل يلزم كل منهما طريقة واحدة ؛ فلا يستعمل من أفعل غير الماضى ، ولا من
أفعل غير الأمر ، قال المصنف : وهذا مما لا خلاف فيه.
وصغهما من ذى
ثلاث ، صرّفا ،
|
|
قابل فضل ،
تمّ ، غير ذى انتفا
|
وغير ذى وصف
يضاهى أشهلا ،
|
|
وغير سالك
سبيل فعلا
|
يشترط فى الفعل
الذى يصاغ منه فعلا التعجب شروط سبعة :
__________________
أحدها : أن
يكون ثلاثيا ؛ فلا يبنيان مما زاد عليه ، نحو دحرج وانطلق واستخرج.
الثانى : أن
يكون متصرفا ؛ فلا يبنيان من فعل غير متصرف ، كنعم ، وبئس ، وعسى ، وليس.
الثالث : أن
يكون معناه قابلا للمفاضلة ؛ فلا يبنيان من «مات» و «فنى» ونحوهما ؛ إذ لا مزية
فيهما لشىء على شىء.
الرابع : أن
يكون تامّا ، واحترز بذلك من الأفعال الناقصة ، نحو «كان» وأخواتها ؛ فلا تقول «ما
أكون زيدا قائما» وأجازه الكوفيون.
الخامس : أن لا
يكون منفيّا ، واحترز بذلك من المنفى : لزوما ، نحو «ما عاج فلان بالدّواء» أى :
ما انتفع به ، أو جوازا نحو «ما ضربت زيدا».
السادس : أن لا
يكون الوصف منه على أفعل ، واحترز بذلك من الأفعال الدالة على الألوان : كسود فهو
أسود ، وحمر فهو أحمر ، والعيوب كحول فهو أحول ، وعور فهو أعور ؛ فلا تقول «ما
أسوده» ولا «ما أحمره» ولا «ما أحوله» ولا «ما أعوره» ولا «أعور به» ولا «أحول به».
السابع : أن لا
يكون مبنيّا للمفعول نحو : «ضرب زيد» ؛ فلا تقول «ما أضرب زيدا» تريد التعجب من
ضرب أوقع به ؛ لئلا يلتبس بالتعجب من ضرب أوقعه.
وأشدد ، او
أشدّ ، أو شبههما
|
|
يخلف ما بعض
الشّروط عدما
|
__________________
ومصدر العادم
ـ بعد ـ ينتصب
|
|
وبعد أفعل
جرّه بالبا يجب
|
يعنى أنه
يتوصّل إلى التعجب من الأفعال التى لم تستكمل الشروط بأشدد ونحوه وبأشدّ ونحوه ،
وينصب مصدر ذلك الفعل العادم الشروط بعد «أفعل» مفعولا ، ويجر بعد «أفعل» بالباء ؛
فتقول «ما أشدّ دحرجته ، واستخراجه» و «أشدد بدحرجته ، واستخراجه» ، و «ما أقبح
عوره ، وأقبح بعوره ، وما أشدّ حمرته ، وأشدد بحمرته».
* * *
وبالنّدور
احكم لغير ما ذكر
|
|
ولا تقس على
الّذى منه أثر
|
__________________
يعنى أنه إذا
ورد بناء فعل التعجب من شىء من الأفعال التى سبق أنه لا يبنى منها حكم بندوره ،
ولا يقاس على ما سمع منه ، كقولهم «ما أخصره» من «اختصر» فبنوا أفعل من فعل زائد
على ثلاثة أحرف وهو مبنى للمفعول ، وكقولهم «ما أحمقه» فبنوا أفعل من فعل الوصف
منه على أفعل ، نحو حمق فهو أحمق ، وقولهم «ما أعساه ، وأعس به» فبنوا أفعل وأفعل
به من «عسى» وهو فعل غير متصرف.
* * *
وفعل هذا
الباب لن يقدّما
|
|
معموله ،
ووصله بما الزما
|
وفصله : بظرف
، او بحرف جر
|
|
مستعمل ،
والخلف فى ذاك استقر
|
لا يجوز تقديم
معمول فعل التعجب عليه ؛ فلا تقول : «زيدا ما أحسن»
__________________
ولا «ما زيدا أحسن» ولا «بزيد أحسن» ويجب وصله بعامله ؛ فلا يفصل بينهما
بأجنبى ، فلا تقول فى «ما أحسن معطيك الدّرهم» : «ما أحسن الدرهم معطيك» ولا فرق
فى ذلك بين المجرور وغيره ؛ فلا تقول : «ما أحسن بزيد مارّا» تريد «ما أحسن مارّا
بزيد» ولا «ما أحسن عندك جالسا» تريد «ما أحسن جالسا عندك» فإن كان الظرف أو
المجرور معمولا لفعل التعجب ففى جواز الفصل بكل منهما بين فعل التعجب ومعموله خلاف
، والمشهور جوازه ، خلافا للأخفش والمبرد ومن وافقهما ، ونسب الصيمرىّ المنع إلى
سيبويه ، ومما ورد فيه الفصل فى النثر قول عمرو بن معد يكرب : «لله درّ بنى سلبم
ما أحسن فى الهيجاء لقاءها ، وأكرم فى اللّزبات عطاءها ، وأثبت فى المكرمات بقاءها»
وقول على كرم الله وجهه ، وقد مرّ بعمّار فمسح التراب عن وجهه : «أعزز علىّ أبا
اليقظان أن أراك صريعا مجدّلا» ، ومما ورد منه من النظم قول بعض الصحابة رضى الله
عنهم :
ـ
وقال نبىّ
المسلمين : تقدّموا
|
|
وأحبب إلينا
أن تكون المقدّما
|
__________________
وقوله :
ـ
خليلىّ ما
أحرى بذى اللّبّ أن يرى
|
|
صبورا ، ولكن
لا سبيل إلى الصّبر
|
__________________
........................................................................
__________________
نعم وبئس ، وما جرى
مجراهما
فعلان غير
متصرّفين
|
|
نعم وبئس ،
رافعان اسمين
|
مقارنى «أل»
أو مضافين لما
|
|
قارنها : كـ «نعم
عقبى الكرما»
|
ويرفعان
مضمرا يفسّره
|
|
مميّز : كـ «نعم
قوما معشره»
|
مذهب جمهور
النحويين أن «نعم ، وبئس» فعلان ؛ بدليل دخول تاء التأنيث الساكنة عليهما ، نحو «نعمت
المرأة هند ، وبئست المرأة دعد» وذهب جماعة من الكوفيين ـ ومنهم الفراء ـ إلى
أنهما اسمان ، واستدلوا بدخول حرف الجر عليهما فى قول بعضهم «نعم السّير على بئس
العبر» وقول
__________________
الآخر «والله ما هى بنعم الولد ، نصرها بكاء ، وبرّها سرقة» وخرّج على جعل «نعم
وبئس» مفعولين لقول محذوف واقع صفة لموصوف محذوف ، وهو المجرور بالحرف ، لا «نعم
وبئس» ، والتقدير : نعم السّير على عير مقول فيه بئس العير ، وما هى بولد مقول فيه
نعم الولد ؛ فحذف الموصوف والصفة ، وأقيم المعمول مقامهما مع بقاء «نعم وبئس» على
فعليتهما.
وهذان الفعلان
لا يتصرفان ؛ فلا يستعمل منهما غير الماضى ، ولا بدّ لهما من مرفوع هو الفاعل ،
وهو على ثلاثة أقسام :
الأول : أن
يكون محلّى بالألف واللام ، نحو «نعم الرّجل زيد» ومنه قوله تعالى : (نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) واختلف فى هذه اللام ؛ فقال قوم : هى للجنس حقيقة ،
فمدحت الجنس كلّه من أجل زيد ، ثم خصصت زيدا بالذكر ؛ فتكون قد مدحته مرتين ، وقيل
: هى للجنس مجازا ، وكأنك [قد] جعلت زيدا الجنس كلّه مبالغة ، وقيل : هى للعهد .
الثانى : أن
يكون مضافا إلى ما فيه «أل» ، كقوله : «نعم عقبى الكرما» ، ومنه قوله تعالى : (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ)
الثالث : أن
يكون مضمرا مفسّرا بنكرة بعده منصوبة على التمييز ، نحو
__________________
«نعم قوما معشره» ففى «نعم» ضمير مستتر يفسره «قوما» و «معشره» مبتدأ ،
وزعم بعضهم أن «معشره» مرفوع بنعم وهو الفاعل ، ولا ضمير فيها ، وقال بعض هؤلاء :
إن «قوما» حال ، وبعضهم : إنه تمييز ، ومثل «نعم قوما معشره» قوله تعالى : (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) وقول الشاعر :
ـ
لنعم موئلا
المولى إذا حذرت
|
|
بأساء ذى
البغى واستيلاء ذى الإحن
|
وقول الآخر :
ـ
تقول عرسى
وهى لى فى عومره :
|
|
بئس امرأ ،
وإنّنى بئس المره
|
* * *
__________________
وجمع تمييز
وفاعل ظهر
|
|
فيه خلاف
عنهم قد اشتهر
|
اختلف
النحويّون فى جواز الجمع بين التمييز والفاعل الظاهر فى «نعم» وأخواتها ؛ فقال قوم
: لا يجوز ذلك ، وهو المنقول عن سيبويه ؛ فلا تقول : «نعم الرّجل رجلا زيد» ، وذهب
قوم إلى الجواز ، واستدلّوا بقوله :
__________________
ـ
والتّغلبيّون
بئس الفحل فحلهم
|
|
فحلا ،
وأمّهم زلّاء منطيق
|
وقوله :
ـ
تزوّد مثل
زاد أبيك فينا
|
|
فنعم الزّاد
زاد أبيك زادا
|
__________________
وفصّل بعضهم ،
فقال : إن أفاد التمييز فائدة زائدة على الفاعل جاز الجمع بينهما ، نحو : «نعم
الرّجل فارسا زيد» وإلّا فلا ، نحو : «نعم الرّجل رجلا زيد».
فإن كان الفاعل
مضمرا ، جاز الجمع بينه وبين التمييز ، اتفاقا ، نحو : «نعم رجلا زيد».
* * *
__________________
و «ما» مميّز
، وقيل : فاعل ،
|
|
فى نحو «نعم
ما يقول الفاضل»
|
تقع «ما» بعد «نعم
، وبئس» فتقول : «نعم ما» أو «نعّما» ، و «بئس ما» ومنه قوله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا
هِيَ) وقوله تعالى : (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا
بِهِ أَنْفُسَهُمْ) واختلف فى «ما» هذه ؛ فقال قوم : هى نكرة منصوبة على
التمييز ، وفاعل «نعم» ضمير مستتر ، وقيل : هى الفاعل ، وهى اسم معرفة ، وهذا مذهب
ابن خروف ، ونسبه إلى سيبويه.
* * *
ويذكر
المخصوص بعد مبتدا
|
|
أو خبر اسم
ليس يبدو أبدا
|
يذكر بعد «نعم
، وبئس» وفاعلهما اسم مرفوع ، هو المخصوص بالمدح
__________________
أو الذم ، وعلامته أن يصلح لجعله مبتدأ ، وجعل الفعل والفاعل خبرا عنه ،
نحو : «نعم الرّجل زيد ، وبئس الرّجل عمرو ، ونعم غلام القوم زيد ، وبئس غلام
القوم عمرو ، ونعم رجلا زيد ، وبئس رجلا عمرو» وفى إعرابه وجهان مشهوران :
أحدهما : أنه
مبتدأ ، والجملة قبله خبر عنه.
والثانى : أنه
خبر مبتدأ محذوف وجوبا ، والتقدير «هو زيد ، وهو عمرو» أى : الممدوح زيد ،
والمذموم عمرو.
ومنع بعضهم
الوجه الثانى ، وأوجب الأول.
وقيل : هو
مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير : «زيد الممدوح».
* * *
وإن يقدّم
مشعر به كفى
|
|
ك «العلم نعم
المقتنى والمقتفى»
|
إذا تقدّم ما
يدلّ على المخصوص بالمدح أو الذم أغنى عن ذكره آخرا ، كقوله تعالى فى أيوب : (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ
الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) أى : نعم العبد أيوب ؛ فحذف المخصوص بالمدح ـ وهو أيوب
ـ لدلالة ما قبله عليه.
* * *
__________________
واجعل كبئس «ساء»
واجعل فعلا
|
|
من ذى ثلاثة
كنعم مسجلا
|
تستعمل «ساء»
فى الذم استعمال «بئس» ؛ فلا يكون فاعلها إلا ما يكون فاعلا لبئس ـ وهو المحلىّ
بالألف واللام ، نحو «ساء الرّجل زيد» والمضاف إلى ما فيه الألف واللام ، نحو «ساء
غلام القوم زيد» ، والمضمر المفسّر بنكرة بعده ، نحو «ساء رجلا زيد» ومنه قوله
تعالى : (ساءَ مَثَلاً
الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا) ـ ويذكر بعدها المخصوص بالذم ، كما يذكر بعد «يئس» ،
وإعرابه كما تقدم.
وأشار بقوله : «واجعل
فعلا» إلى أن كلّ فعل ثلاثى يجوز أن يبنى منه فعل على فعل لقصد المدح أو الذم ،
ويعامل معاملة «نعم ، وبئس» فى جميع ما تقدم لهما من الأحكام ؛ فتقول : «شرف
الرّجل زيد ، ولؤم الرّجل بكر ، وشرف غلام الرجل زيد ، وشرف رجلا زيد».
ومقتضى هذا
الإطلاق أنه يجوز فى علم أن يقال : «علم الرّجل زيد» ، بضم عين الكلمة ، وقد مثّل
هو وابنه به. وصرّح غيره أنه لا يجوز تحويل «علم ، وجهل ، وسمع» إلى فعل يضم العين
؛ لأن العرب حين استعملتها هذا الاستعمال أبقتها على كسرة عينها ، ولم تحولها إلى
الضم ؛ فلا يجوز لنا تحويلها ،
__________________
بل نبقيها على حالها ، كما أبقوها ؛ فتقول : «علم الرجل زيد ، وجهل الرجل
عمرو ، وسمع الرجل بكر».
* * *
ومثل نعم «حبّذا»
، الفاعل «ذا»
|
|
وإن ترد ذمّا
فقل : «لا حبّذا»
|
يقال فى المدح
: «حبّذا زيد» ، وفى الذم : «لا حبّذا زيد» كقوله :
ـ
ألا حبّذا
أهل الملا ، غير أنّه
|
|
إذا ذكرت مىّ
فلا حبّذا هيا
|
__________________
واختلف فى
إعرابها ؛ فذهب أبو على الفارسى فى البغداديات ، وابن برهان ، وابن خروف ـ وزعم
أنه مذهب سيبويه ، وأنّ من نقل عنه غيره فقد أخطأ عليه ـ واختاره المصنف ، إلى أن «حبّ»
فعل ماض ، و «ذا» فاعله ، وأما المخصوص فجوز أن يكون مبتدأ ، والجملة قبله خبره ،
وجوز أن يكون خبرا لمبتدإ محذوف ، وتقديره «هو زيد» أى : الممدوح أو المذموم زيد ،
واختاره المصنف.
وذهب المبرد فى
المقتضب ، وابن السراج فى الأصول ، وابن هشام اللّخمى ـ واختاره ابن عصفور ـ إلى
أن «حبّذا» اسم ، وهو مبتدأ ، والمخصوص خبره ، أو خبر مقدم ، والمخصوص مبتدأ مؤخر
؛ فركبت «حبّ» مع «ذا» وجعلتا اسما واحدا.
__________________
وذهب قوم ـ منهم
ابن درستويه ـ إلى أن «حبذا» فعل ماض ، و «زيد» فاعله ؛ فركبت «حبّ» مع «ذا»
وجعلتا فعلا ، وهذا أضعف المذاهب.
* * *
وأول «ذا»
المخصوص أيّا كان ، لا
|
|
تعدل بذا ؛
فهو يضاهى المثلا
|
أى : أوقع
المخصوص بالمدح أو الذم بعد «ذا» على أى حال كان ، من الإفراد ، والتذكير ،
والتأنيث ، والتثنية ، والجمع ، ولا تغير «ذا» لتغيّر المخصوص ، بل يلزم الإفراد
والتذكير ، وذلك لأنها أشبهت المثل ، والمئل لا يغير ، فكما تقول «الصّيف ضيّعت
اللّبن» للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع بهذا اللفظ فلا تغيره ، تقول : «حبّذا
زيد ، [وحبذا هند] والزيدان ، والهندان ، والزيدون ، والهندات» فلا تخرج «ذا» عن
الإفراد والتذكير ، ولو خرجت لقيل «حبّذى هند ، وحبّذان الزيدان ، وحبّتان الهندان
، وحب أولئك الزيدون ، أو الهندات».
* * *
__________________
وما سوى «ذا»
ارفع بحبّ ، أو فجرّ
|
|
بالبا ، ودون
«ذا» انضمام الحا كثر
|
يعنى أنه إذا
وقع بعد «حبّ» غير «ذا» من الأسماء جاز فيه وجهان : الرفع بحبّ ، نحو «حبّ زيد»
والجر بباء زائدة ، نحو «حبّ بزيد» وأصل حبّ : حبب ، ثم أدغمت الباء فى الباء فصار
حبّ.
ثم إن وقع بعد «حبّ»
ذا وجب فتح الحاء ؛ فتقول : «حبّ ذا» وإن وقع بعدها غير «ذا» جاز صم الحاء ،
وفتحها ؛ فتقول «حبّ زيد» و «حبّ زيد». وروى بالوجهين قوله :
ـ
فقلت :
اقتلوها عنكم بمزاجها ،
|
|
وحبّ بها
مقتولة حين تقتل
|
__________________
........................................................................
__________________
أفعل التّفضيل
صغ من مصوغ
منه للتّعجّب
|
|
«أفعل» للتّفضيل ، وأب اللّذ أبى
|
يصاغ من
الأفعال التى يجوز التعجب منها ـ للدلالة على التفضيل ـ وصف على وزن «أفعل » فتقول : «زيد أفضل من عمرو ، وأكرم من خالد» كما تقول «ما
أفضل زيدا ، وما أكرم خالدا» وما امتنع بناء فعل التّعجّب منه امتنع بناء أفعل
التفضيل منه ؛ فلا يبنى من فعل زائد على ثلاثة أحرف ، كدحرج واستخرج ، ولا من فعل
غير متصرف ، كنعم وبئس ، ولا من فعل
__________________
لا يقبل المفاضلة ، كمات وفنى ، ولا من فعل ناقص ، ككان وأخواتها ، ولا من
فعل منفى ، نحو «ما عاج بالدّواء ، وما ضرب» ولا من فعل يأتى الوصف منه على أفعل ،
نحو «حمر ، وعور» ولا من فعل مبنى للمفعول ، نحو «ضرب ، وجنّ» وشذّ منه قولهم : «هو
أخصر من كذا» فبنوا أفعل التفضيل من «اختصر» وهو زائد على ثلاثة أحرف ، ومبنى
للمفعول ، وقالوا : «أسود من حلك الغراب ، وأبيض من اللّبن» فبنوا أفعل التفضيل ـ شذوذا
ـ من فعل الوصف منه على أفعل.
* * *
وما به إلى
تعجّب وصل
|
|
لمانع ، به
إلى التّفضيل صل
|
تقدّم ـ فى باب
التعجب ـ أنه يتوصّل إلى التعجب من الأفعال التى لم تستكمل الشروط بـ «أشدّ»
ونحوها ، وأشار هنا إلى أنه يتوصّل إلى التفضيل من الأفعال التى لم تستكمل الشروط
بما يتوصل به فى التعجب ؛ فكما تقول : «ما أشدّ استخراجه» تقول : «هو أشدّ
استخراجا من زيد» وكما تقول : «ما أشدّ حمرته» تقول : «هو أشدّ حمرة من زيد» لكن
المصدر ينتصب فى باب التعجب بعد «أشدّ» مفعولا ، وههنا ينتصب تمييزا.
* * *
__________________
وأفعل
التّفضيل صله أبدا
|
|
: تقديرا ، او لفظا ، بمن إن جرّدا
|
لا يخلو أفعل
التفضيل عن أحد ثلاثة أحوال ؛ الأوّل : أن يكون مجردا ، الثانى : أن يكون مضافا ،
الثالث : أن يكون بالألف واللام.
فإن كان مجردا
فلا بد أن يتصل به «من» : لفظا ، أو تقديرا ، جارّة للمفضّل ، نحو «زيد أفضل من عمرو ، ومررت برجل
أفضل من عمرو» وقد تحذف «من» ومجرورها للدلالة عليهما ، كقوله تعالى : (أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ
نَفَراً) أى : وأعزّ منك [نفرا].
وفهم من كلامه
أن أفعل التفضيل إذا كان بـ «أل» أو مضافا لا تصحبه «من » ؛ فلا تقول : «زيد الأفضل من عمرو» ، ولا «زيد أفضل
الناس من عمرو».
__________________
وأكثر ما يكون ذلك
إذا كان أفعل التفضيل خبرا ، كالآية الكريمة ونحوها ، وهو كثير فى القرآن ، وقد
تحذف منه وهو غير خبر ، كقوله :
ـ
دنوت وقد
خلناك كالبدر أجملا
|
|
فظلّ فؤادى
فى هواك مضلّلا
|
فـ «أجمل» أفعل
تفضيل ، وهو منصوب على الحال من التاء فى «دنوت» وحذفت منه «من» ، والتقدير : دنوت
أجمل من البدر ، وقد خلناك كالبدر.
__________________
ويلزم أفعل
التفضيل المجرد الإفراد والتذكير ، وكذلك المضاف إلى نكرة ، وإلى هذا أشار بقوله :
وإن لمنكور
يضف ، أو جرّدا
|
|
ألزم تذكيرا
، وأن يوحّدا
|
فتقول : «زيد
أفضل من عمرو ، وأفضل رجل ، وهند أفضل من عمرو ، وأفضل امرأة ، والزيدان أفضل من
عمرو ، وأفضل رجلين ، والهندان أفضل من عمرو ، وأفضل امرأتين ، والزّيدون أفضل من
عمرو ، وأفضل رجال ، والهندات أفضل من عمرو ، وأفضل نساء» فيكون «أفعل» فى هاتين
الحالتين مذكرا ومفردا ، ولا يؤنث ، ولا يثنّى ، ولا يجمع.
* * *
وتلو «أل»
طبق ، وما لمعرفه
|
|
أضيف ذو
وجهين عن ذى معرفه
|
__________________
هذا إذا نويت
معنى «من» وإن
|
|
لم تنو فهو
طبق ما به قرن
|
إذا كان أفعل
التفضيل بـ «أل» لزمت مطابقته لما قبله : فى الإفراد ، والتذكير ، وغيرهما ؛ فتقول
: زيد الأفضل ، والزيدان الأفضلان ، والزيدون الأفضلون ، وهند الفضلى ، والهندان
الفضليان ، والهندات الفضّل ، أو الفضليات» ، ولا يجوز عدم مطابقته لما قبله ؛ فلا
تقول : «الزيدون الأفضل» ولا «الزيدان الأفضل» ولا «هند الأفضل» ولا «الهندان
الأفضل» ولا «الهندات الأفضل» ، ولا يجوز أن تقترن به «من» ؛ فلا تقول : «زيد
الأفضل من عمرو» فأما قوله :
__________________
ـ
ولست بالأكثر
منهم حصى
|
|
وإنّما
العزّة للكاثر
|
فيخرّج على
زيادة الألف واللام ، والأصل : ولست بأكثر منهم ، أو جعل «منهم» متعلقا بمحذوف
مجرد عن الألف واللام ، لا بما دخلت عليه الألف واللّام ، والتقدير «ولست بالأكثر
أكثر منهم».
__________________
وأشار بقوله : «وما
لمعرفة أضيف ـ إلخ» إلى أن أفعل التفضيل إذا أضيف إلى معرفة ، وقصد به التفضيل ،
جاز فيه وجهان ؛ أحدهما : استعماله كالمجرد فلا يطابق ما قبله ؛ فتقول : «الزيدان
أفضل القوم ، والزيدون أفضل القوم ، وهند أفضل النساء ، والهندان أفضل النساء ،
والهندات أفضل النساء» والثانى : استعماله كالمقرون بالألف واللام ؛ فتجب مطابقته
لما قبله ؛ فتقول : «الزيدان أفضلا القوم ، والزيدون أفضلو القوم ، وأفاضل القوم ،
وهند فضلى النساء ، والهندان فضليا النساء ، والهندات فضّل النساء ، أو فضليات
النساء» ، ولا يتعين الاستعمال الأول ، خلافا لابن السراج ، وقد ورد الاستعمالان
فى القرآن ؛ فمن استعماله غير مطابق قوله تعالى : (وَلَتَجِدَنَّهُمْ
أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ) ومن استعماله مطابقا قوله تعالى : (وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ
أَكابِرَ مُجْرِمِيها) وقد اجتمع الاستعمالان فى قوله صلى الله عليه وسلم : «ألا
أخبركم بأحبّكم إلىّ ، وأقربكم منّى منازل يوم القيامة : أحاسنكم أخلاقا ،
الموطّئون أكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون».
والذين أجازوا
الوجهين قالوا : الأفصح المطابقة ، ولهذا عيب على صاحب الفصيح فى قوله «فاخترنا أفصحهنّ» قالوا : فكان ينبغى أن يأتى
بالفصحى فيقول : «فصحاهنّ».
فإن لم يقصد
التفضيل تعيّنت المطابقة ، كقولهم : «النّاقص والأشجّ أعدلا بنى مروان» أى : عادلا
بنى مروان.
وإلى ما ذكرناه
من قصد التفضيل وعدم قصده أشار المصنف بقوله : «هذا إذا نويت معنى من ـ البيت» أى
: جواز الوجهين ـ أعنى المطابقة وعدمها ـ
__________________
مشروط بما إذا نوى بالإضافة معنى «من» أى : إذا نوى التفضيل ، وأما إذا لم
ينو ذلك فيلزم أن يكون طبق ما اقترن به.
قيل : ومن
استعمال صيغة أفعل لغير التفضيل قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي
يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) وقوله تعالى : (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ
بِكُمْ) أى : وهو هيّن عليه ، وربكم عالم بكم ، وقول الشاعر :
وإن مدّت
الأيدى إلى الزّاد لم أكن
|
|
بأعجلهم ؛ إذ
أجشع القوم أعجل [٧٧]
|
أى : لم أكن
بعجلهم ، وقوله :
ـ
إنّ الّذى
سمك السّماء بنى لنا
|
|
بيتا دعائمه
أعزّ وأطول
|
__________________
أى : [دعائمه]
عزيزة طويلة ، وهل ينقاس ذلك أم لا؟ قال المبرد : ينقاس ، وقال غيره : لا ينقاس ،
وهو الصحيح ، وذكر صاحب الواضح أن النحويين لا يرون ذلك ، وأن أبا عبيدة قال فى
قوله تعالى : (وَهُوَ أَهْوَنُ
عَلَيْهِ) إنه بمعنى هيّن ، وفى بيت الفرزدق ـ وهو الثانى ـ إن
المعنى عزيزة طويلة ، وإن النحويين ردّوا على أبى عبيدة ذلك ، وقالوا : لا حجة فى
ذلك [له].
* * *
وإن تكن بتلو
«من» مستفهما
|
|
فلهما كن
أبدا مقدّما
|
كمثل «ممّن
أنت خير»؟ ولدى
|
|
إخبار
التّقديم نزرا وردا
|
__________________
تقدّم أن أفعل
التفضيل إذا كان مجردا جىء بعده «بمن» جارة للمفضّل عليه ، نحو «زيد أفضل من عمرو»
، و «من» ومجرورها معه بمنزلة المضاف إليه من المضاف ؛ فلا يجوز تقديمهما عليه ،
كما لا يجوز تقديم المضاف إليه على المضاف ، إلا إذا كان المجرور بها اسم استفهام
، أو مضافا إلى اسم استفهام ؛ فإنه يجب ـ حينئذ ـ تقديم «من» ومجرورها نحو «ممّن
أنت خير؟ ومن أيّهم أنت أفضل؟ ومن غلام أيّهم أنت أفضل؟» وقد ورد التقديم شذوذا فى
غير الاستفهام ، وإليه أشار بقوله «ولدى إخبار التقديم نزرا وردا» ومن ذلك قوله :
ـ
فقالت لنا :
أهلا وسهلا ، وزوّدت
|
|
جنى النّحل ،
بل ما زوّدت منه أطيب
|
__________________
والتقدير : بل
ما زوّدت أطيب منه ؛ وقول ذى الرّمّة يصف نسوة بالسمن والكسل :
ـ
ولا عيب فيها
غير أنّ سريعها
|
|
قطوف ؛ وأن
لا شىء منهنّ أكسل
|
__________________
[التقدير : وأن
لا شىء أكسل منهن] ، وقوله :
ـ
إذا سايرت
أسماء يوما ظعينة
|
|
فأسماء من
تلك الظّعينة أملح
|
التقدير :
فأسماء أملح من تلك الظعينة.
* * *
__________________
ورفعه
الظّاهر نزر ، ومتى
|
|
عاقب فعلا
فكثيرا ثبتا
|
كلن ترى فى
النّاس من رفيق
|
|
أولى به
الفضل من الصّدّيق
|
لا يخلو أفعل
التفضيل من أن يصلح لوقوع فعل بمعناه موقعه ، أولا.
فإن لم يصلح
لوقوع فعل بمعناه موقعه لم يرفع ظاهرا ، وإنما يرفع ضميرا مستترا ، نحو : «زيد
أفضل من عمرو» ففى «أفضل» ضمير مستتر عائد على
__________________
«زيد» ؛ فلا تقول : «مررت برجل أفضل منه أبوه» فترفع «أبوه» بـ «أفضل» إلا
فى لغة ضعيفة حكاها سيبويه.
فإن صلح لوقوع
فعل بمعناه موقعه صحّ أن يرفع ظاهرا قياسا مطردا ، وذلك فى كل موضع وقع فيه أفعل
بعد نفى أو شبهه ، وكان مرفوعه أجنبيّا ، مفضّلا على نفسه باعتبارين ، نحو : «ما
رأيت رجلا أحسن فى عينه الكحل منه فى عين زيد» فـ «الكحل» : مرفوع بـ «أحسن» لصحة
وقوع فعل بمعناه موقعه ، نحو : «ما رأيت رجلا يحسن فى عينه الكحل كزيد» ومثله قوله
صلى الله عليه وسلم : «ما من أيّام أحبّ إلى الله فيها الصّوم منه فى عشر ذى الحجة»
وقول الشاعر ، أنشده سيبويه :
ـ
مررت على
وادى السّباع ، ولا أرى
|
|
كوادى
السّباع ـ حين يظلم ـ واديا
|
__________________
أقلّ به ركب
أتوه تثيّة
|
|
وأخوف ـ إلّا
ما وقى الله ـ ساريا
|
فـ «ركب» مرفوع
بـ «أقلّ» ؛ فقول المصنف «ورفعه الظاهر نزر» إشارة إلى الحالة الأولى ، وقوله «ومتى
عاقب فعلا» إشارة إلى الحالة الثانية.
* * *
__________________
(التوابع)
النعت
يتبع فى
الإعراب الأسماء الأول
|
|
نعت ، وتوكيد
، وعطف ، وبدل
|
التابع هو :
الاسم المشارك لما قبله فى إعرابه مطلقا ؛ فيدخل فى قولك : «الاسم المشارك لما
قبله فى إعرابه» سائر التوابع ، وخبر المبتدأ ، نحو : «زيد قائم» ؛ وحال المنصوب ،
نحو : «ضربت زيدا مجرّدا» ويخرج بقولك «مطلقا» الخبر وحال المنصوب ؛ فإنهما لا
يشاركان ما قبلهما فى إعرابه مطلقا ، بل فى بعض أحواله ، بحلاف التابع ؛ فإنه
يشارك ما قبله فى سائر أحواله من الإعراب ، نحو : «مررت بزيد الكريم ، ورأيت زيدا
الكريم ، وجاء زيد الكريم».
__________________
والتابع على
خمسة أنواع : النعت ، والتوكيد ، وعطف البيان ، وعطف النسق ، والبدل.
* * *
فالنّعت تابع
متمّ ما سبق
|
|
بوسمه أو وسم
ما به اعتلق
|
عرّف النعت
بأنه «التابع ، المكمّل متبوعه : ببيان صفة من صفاته» نحو «مررت برجل كريم» ، أو
من صفات ما تعلق به ـ وهو سببيّه ـ نحو «مررت برجل كريم أبوه» فقوله «التابع» يشمل
التوابع كلّها ، وقوله : «المكمل ـ إلى آخره» مخرج لما عدا النعت من التوابع .
والنعت يكون
للتخصيص ، نحو «مررت بزيد الخياط» وللمدح ، نحو : «مررت بزيد الكريم» ومنه قوله
تعالى : (بِسْمِ اللهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وللذمّ ، نحو «مررت بزيد الفاسق» ومنه قوله [تعالى] : (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ
__________________
مِنَ
الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) وللترحّم نحو : «مررت بزيد المسكين» وللتأكيد ، نحو : «أمس
الدابر لا يعود» وقوله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي
الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ).
* * *
وليعط فى التّعريف
والتّنكير ما
|
|
لما تلا ، كـ
«امرر بقوم كرما»
|
النعت يجب فيه
أن يتبع ما قبله فى إعرابه ، وتعريفه أو تنكيره ، نحو : «مررت بقوم كرماء ، ومررت
بزيد الكريم» فلا تنعت المعرفة بالنكرة ؛ فلا تقول : «مررت بزيد كريم» ، ولا تنعت
النكرة بالمعرفة ؛ فلا تقول : «مررت برجل الكريم».
* * *
__________________
وهو لدى
التّوحيد ، والتّذكير ، أو
|
|
سواهما ـ كالفعل
، فاقف ماقفوا
|
تقدّم أن النعت
لا بد من مطابقته للمنعوت فى الإعراب ، والتعريف أو التنكير ، وأما مطابقته
للمنعوت فى التوحيد وغيره ـ وهى : التثنية ، والجمع ـ والتذكير وغيره ـ وهو
التأنيث ـ فحكمه فيها حكم الفعل.
فإن رفع ضميرا
مستترا طابق المنعوت مطلقا ، نحو : «زيد رجل حسن ، والزيدان رجلان حسنان ،
والزيدون رجال حسنون ، وهند امرأة حسنة ، والهندان امرأتان حسنتان ، والهندات نساء
حسنات» ؛ فيطابق فى : التذكير ، والتأنيث ، والإفراد ، والتثنية ، والجمع ، كما
يطابق الفعل لو [جئت مكان النعت بفعل ف] قلت : «رجل حسن ، ورجلان حسنا ، ورجال
حسنوا ، وامرأة حسنت ، وامرأتان حسنتا ، ونساء حسنّ».
وإن رفع [أى
النعت اسما] ظاهرا كان بالنسبة إلى التذكير والتأنيث على حسب ذلك الظاهر ، وأما فى
التثنية والجمع فيكون مفردا ؛ فيجرى مجرى الفعل إذا رفع ظاهرا ؛ فتقول : «مررت
برجل حسنة أمّه» ، كما تقول : «حسنت أمّه» ، و «بامرأتين حسن أبواهما ، وبرجال حسن
آباؤهم» ، كما تقول : «حسن أبواهما ، وحسن آباؤهم».
__________________
فالحاصل أن
النعت إذا رفع ضميره طابق المنعوت فى أربعة من عشرة : واحد من ألقاب الإعراب ـ وهى : الرفع ، والنصب ،
والجر ـ وواحد من التعريف والتنكير ، وواحد من التذكير والتأنيث ، وواحد من
الإفراد والتثنية والجمع.
وإذا رفع ظاهرا
طابقه فى اثنين من خمسة : واحد من ألقاب الإعراب ، وواحد من التعريف والتنكير ،
وأما الخمسة الباقية ـ وهى : التذكير ، والتأنيث ، والإفراد ، والتثنية ، والجمع ـ
فحكمه فيها حكم الفعل إذا رفع ظاهرا : فإن أسند إلى مؤنث أنث ، وإن كان المنعوت
مذكرا ، وإن أسند إلى مذكر ذكّر ، وإن كان المنعوت مؤنثا ، وإن أسند إلى مفرد ، أو
مثنى ، أو مجموع ـ أفرد ، وإن كان المنعوت بخلاف ذلك.
* * *
وانعت بمشتقّ
كصعب وذرب
|
|
وشبهه ، كذا
، وذى ، والمنتسب
|
__________________
لا ينعت إلا
بمشتق لفظا ، أو تأويلا.
والمراد
بالمشتق هنا : ما أخذ من المصدر للدلالة على معنى وصاحبه : كاسم الفاعل ، واسم
المفعول ، والصفة المشبهة باسم الفاعل ، وأفعل التفضيل.
والمؤوّل
بالمشتق : كاسم الإشارة ، نحو : «مررت بزيد هذا» أى المشار إليه ، وكذا «ذو» بمعنى
صاحب ، والموصولة ، نحو : «مررت برجل ذى مال» أى : صاحب مال ، و «بزيد ذو
قام» أى : القائم ، والمنتسب ، نحو «مررت برجل قرشىّ» أى : منتسب إلى قريش.
* * *
ونعتوا بجملة
منكّرا
|
|
فأعطيت ما
أعطيته خبرا
|
تقع الجملة
نعتا كما تقع خبرا وحالا ، وهى مؤوّلة بالنكرة ، ولذلك لا ينعت بها إلا النكرة ،
نحو : «مررت برجل قام أبوه» أو «أبوه قائم» ولا تنعت بها المعرفة ؛ فلا تقول : «مررت
بزيد قام أبوه ، أو أبوه قائم» وزعم بعضهم
__________________
أنه يجوز نعت المعرّف بالألف واللام الجنسية بالجملة ، وجعل منه قوله تعالى
: (وَآيَةٌ لَهُمُ
اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) وقول الشاعر :
ـ
ولقد أمرّ
على اللّئيم يسبّنى
|
|
فمضيت ئمّت
قلت لا يعنينى
|
__________________
فـ «نسلخ» صفة «لليل»
، و «يسبنى» : صفة «للئيم» ، ولا يتعين ذلك ؛ لجواز كون «نسلخ» ، و «يسبنى» حالين.
وأشار بقوله : «فأعطيت
ما أعطيته خبرا» إلى أنه لا بد للجملة الواقعة صفة من ضمير يربطها بالموصوف ، وقد
يحذف للدّلالة عليه ، كقوله :
ـ
وما أدرى
أغيّرهم تناء
|
|
وطول الدّهر
أم مال أصابوا؟؟
|
__________________
التقدير : أم
مال أصابوه ، فحذف الهاء ، وكقوله عز وجل : (وَاتَّقُوا يَوْماً
لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) أى : لا تجزى فيه ، فحذف «فيه» ، وفى كيفية حذفه قولان
؛ أحدهما : أنه حذف بجملته دفعة واحدة ، والثانى : أنه حذف على التدريج ؛ فحذف «فى»
أولا ، فاتصل الضمير بالفعل ، فصار «تجزيه» ثم حذف هذا الضمير المتصل ، فصار تجزى.
* * *
وامنع هنا
إيقاع ذات الطّلب
|
|
وإن أتت
فالقول أضمر تصب
|
لا تقع الجملة
الطلبية صفة ؛ فلا تقول : «مررت برجل اضربه» ، وتقع
__________________
خبرا خلافا لابن الأنبارى ؛ فتقول : «زيد اضربه» ، ولما كان قوله : «فأعطيت
ما أعطيته خبرا» يوهم أن كل جملة وقعت خبرا يجوز أن تقع صفة قال : «وامنع هنا
إيقاع ذات الطلب» أى : امنع وقوع الجملة الطلبية فى باب النعت ، وإن كان لا يمتنع
فى باب الخبر ، ثم قال : فإن جاء ما ظاهره أنه نعت فيه بالجملة الطلبية فيخرّج على
إضمار القول ، ويكون المضمر صفة ، والجملة الطلبية معمول القول المضمر ، وذلك
كقوله :
ـ
حتّى إذا جنّ
الظّلام واختلط
|
|
جاءوا بمذق
هل رأيت الذّئب قط
|
__________________
فظاهر هذا أن
قولة : «هل رأيت الذّئب قط» صفة لـ «مذق» ، وهى جملة طلبية ، ولكن ليس هو على
ظاهره ، بل «هل رأيت الذّئب قط» معمول لقول مضمر هو صفة لـ «مذق» ، والتقدير :
بمذق مقول فيه هل رأيت الذئب قط.
فإن قلت : هل
يلزم هذا التقدير فى الجملة الطلبية إذا وقعت فى باب الخبر ؛ فيكون تقدير قولك «زيد
اضربه» زيد مقول فيه اضربه؟
فالجواب أن فيه
خلافا ؛ فمذهب ابن السراج والفارسى التزام ذلك ، ومذهب الأكثرين عدم التزامه.
* * *
ونعتوا بمصدر
كثيرا
|
|
فالتزموا
الإفراد والتّذكيرا
|
يكثر استعمال
المصدر نعتا ، نحو «مررت برجل عدل ، وبرجلين عدل ،
__________________
وبرجال عدل ، وبامرأة عدل ، وبامرأتين عدل ، وبنساء عدل» ويلزم حينئذ
الإفراد والتذكير ، والنعت به على خلاف الأصل ؛ لأنه يدلّ على المعنى ، لا على
صاحبه ، وهو مؤول : إما على وضع «عدل» موضع «عادل» أو على حذف مضاف ، والأصل :
مررت برجل ذى عدل ، ثم حذف «ذى» وأفيم «عدل» مقامه ، وإما على المبالغة بجعل العين
نفس المعنى : مجازا ، أو ادّعاء .
* * *
ونعت غير
واحد : إذا اختلف
|
|
فعاطفا فرّقه
، لا إذا ائتلف
|
__________________
إذا نعت غير
الواحد : فإمّا أن يختلف النعت ، أو يتفق ؛ فإن اختلف وجب التفريق بالعطف ؛ فتقول
: «مررت بالزّيدين الكريم والبخيل ، وبرجال فقيه وكاتب وشاعر» وإن اتفق جىء به
مثنى ، أو مجموعا ، نحو : «مررت برجلين كريمين ، وبرجال كرماء».
* * *
ونعت معمولى
وحيدى معنى
|
|
وعمل ، أتبع
بغير استثناء
|
إذا نعت
معمولان لعاملين متّحدى المعنى والعمل ، أتبع النعت المنعوت : رفعا ، ونصبا ، وجرا
، نحو : «ذهب زيد وانطلق عمرو العاقلان ، وحدّثت زيدا وكلمت عمرا الكريمين ، ومررت
بزيد وجزت على عمرو الصّالحين».
فإن اختلف معنى
العاملين ، أو عملهما ـ وجب القطع وامتنع الإتباع ؛ فتقول : «جاء زيد وذهب عمرو
العاقلين» بالنصب على إضمار فعل ، أى : أعنى العاقلين ، وبالرفع على إضمار مبتدأ ،
أى : هما العاقلان ، ونقول : «انطلق زيد وكلمت عمرا الظّريفين» أى : أعنى الظريفين
، أو «الظريفان»
__________________
أى : هما الظريفان ، و «مررت بزيد وخاوزت خالدا الكاتبين ، أو الكاتبان».
* * *
وإن نعوت
كثرت وقد تلت
|
|
مفتقرا
لذكرهنّ أتبعت
|
إذا تكررت
النعوت ، وكان المنعوت لا يتّضح إلا بها جميعا وجب إتباعها كلها ؛ فتقول «مررت
بزيد الفقيه الشاعر الكاتب».
* * *
واقطع أو
اتبع إن يكن معيّنا
|
|
بدونها ، أو
بعضها اقطع معلنا
|
__________________
إذا كان
المنعوت متّضحا بدونها كلها ، جاز فيها جميعها : الإتباع ، والقطع ، وإن كان معينا ببعضها دون بعض وجب فيما لا يتعين إلا
به الإتباع ، وجاز فيما يتعين بدونه : الإتباع ، والقطع.
* * *
وارفع أو
انصب إن قطعت مضمرا
|
|
مبتدأ ، أو
ناصبا ، لن يظهرا
|
أى : إذا قطع
النعت عن المنعوت رفع على إضمار مبتدأ ، أو نصب على إضمار فعل ، نحو «مررت بزيد
الكريم ، أو الكريم» أى : هو الكريم ، أو أعنى الكريم.
__________________
وقول المصنف «لن
يظهرا» معناه أنه يجب إضمار الرافع أو الناصب ، ولا يجوز إظهاره ، وهذا صحيح إذا
كان النعت لمدح ، نحو «مررت بزيد الكريم» أو ذم ، نحو : «مررت بعمرو الخبيث» أو
ترحّم ، نحو : «مررت بزيد المسكين» فأما إذا كان لتخصيص فلا يجب الإضمار ، نحو : «مررت
بزيد الخياط ، أو الخياط» وإن شئت أظهرت ؛ فتقول : «هو الخياط ، أو أعنى الخياط ،
والمراد بالرافع والناصب لفظة «هو» أو «أعنى».
* * *
وما من
المنعوت والنّعت عقل
|
|
يجوز حذفه ،
وفى النّعت يقلّ
|
أى : يجوز حذف
المنعوت وإقامة النعت مقامه ، إذا دل عليه دليل ، نحو : قوله تعالى : (أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ) أى دروعا سابغات ، وكذلك يحذف النعت إذ دل عليه دليل ،
لكنه قليل ، ومنه قوله تعالى [: (قالُوا الْآنَ جِئْتَ
بِالْحَقِّ) أى : البيّن ، وقوله تعالى] : (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) أى النّاجين.
* * *
__________________
التّوكيد
بالنّفس أو
بالعين الاسم أكّدا
|
|
مع ضمير طابق
المؤكّدا
|
واجمعهما
بأفعل إن تبعا
|
|
ما ليس واحدا
تكن متّبعا
|
التوكيد قسمان
؛ أحدهما التوكيد اللفظى ، وسيأتى ، والثانى : التوكيد المعنوى ، وهو على ضربين :
أحدهما : ما يرفع
توهّم مضاف إلى المؤكّد ، وهو المراد بهذين البيتين ، وله لفظان : النفس ، والعين
، وذلك نحو «جاء زيد نفسه» فـ «نفسه»
__________________
توكيد لـ «زيد» ، وهو يرفع توهّم أن يكون التقدير «جاء خبر زيد ، أو رسوله» وكذلك «جاء زيد عينه».
ولا بدّ من
إضافة النفس أو العين إلى ضمير يطابق المؤكّد ، نحو «جاء زيد نفسه ، أو عينه ،
وهند نفسها ، أو عينها».
ثم إن كان
المؤكد بهما مثنى أو مجموعا جمعتهما على مثال أفعل ؛ فتقول : «جاء الزّيدان
أنفسهما ، أو أعينهما ، والهندان أنفسهما ، أو أعينهما ، والزّيدون أنفسهم. أو
أعينهم ، والهندات أنفسهنّ ، أو أعينهنّ».
* * *
وكلّا اذكر
فى الشّمول ، وكلا
|
|
كلتا ، جميعا
ـ بالضّمير موصلا
|
هذا هو الضّرب
الثانى من التوكيد المعنوى ، وهو : ما يرفع توهّم عدم إرادة الشّمول ، والمستعمل
لذلك «كلّ ، وكلا ، وكلتا ، وجميع».
__________________
فيؤكد بكل
وجميع ما كان ذا أجزاء يصحّ وقوع بعضها موقعه ، نحو «جاء الرّكب كلّه ، أو جميعه ،
والقبيلة كلّها ، أو جميعها ، والرّجال كلّهم ، أو جميعهم ، والهندات كلّهنّ ، أو
جميعهنّ» ولا تقول : «جاء زيد كله».
ويؤكد بكلا
المثنّى المذكّر ، نحو «جاء الزّيدان كلاهما» ، وبكلتا لمثنّى المؤنث ، نحو «جاءت
الهندان كلتاهما».
ولا بدّ من
إضافتها كلها إلى ضمير يطابق المؤكّد كما مثل.
* * *
واستعملوا
أيضا ككلّ فاعله
|
|
من عمّ فى
التّوكيد مثل النّافله
|
أى استعمل
العرب ـ للدلالة على الشّمول ككل ـ «عامّة» مضافا إلى ضمير المؤكد ، نحو «جاء
القوم عامّتهم» وقلّ من عدّها من النحويين فى ألفاظ التوكيد ، وقد عدّها سيبويه ،
وإنما قال «مثل النافلة» لأن عدّها من ألفاظ التوكيد يشبه النافلة ، أى : الزيادة
؛ لأن أكثر النحويين لم يذكرها.
* * *
__________________
وبعد كلّ
أكّدوا بأجمعا
|
|
جمعاء ،
أجمعين ، ثمّ جمعا
|
أى : يجاء بعد «كل»
بأجمع وما بعدها لتقوية قصد الشّمول ؛ فيؤتى بـ «أجمع» بعد «كلّه» نحو «جاء الرّكب
كلّه أجمع» وب «جمعاء» بعد «كلّها» ، نحو «جاءت القبيلة كلّها جمعاء» وب «أجمعين»
بعد «كلّهم» نحو «جاء الرّجال كلّهم أجمعون» وب «جمع» بعد «كلّهنّ» نحو «جاءت
الهندات كلّهنّ جمع» .
* * *
ودون كلّ قد
يجىء : أجمع
|
|
جمعاء ،
أجمعون ، ثمّ جمع
|
أى : قد ورد
استعمال العرب «أجمع» فى التوكيد غير مسبوقة بـ «كلّه» نحو «جاء الجيش أجمع»
واستعمال «جمعاء» غير مسبوقة بـ «كلّها» نحو «جاءت القبيلة جمعاء» واستعمال «أجمعين»
غير مسبوقة بـ «كلّهم» نحو «جاء القوم أجمعون» واستعمال «جمع» غير مسبوقة بـ «كلهن»
نحو «جاء النّساء جمع» وزعم المصنف أن ذلك قليل ، ومنه قوله :
__________________
ـ
يا ليتنى كنت
صبيّا مرضعا
|
|
تحملنى
الذّلفاء حولا أكتعا
|
إذا بكيت
قبّلتنى أربعا
|
|
إذا ظللت الدّهر
أبكى أجمعا
|
* * *
__________________
وإن يفد
توكيد منكور قبل
|
|
وعن نحاة
البصرة المنع شمل
|
مذهب البصريين
أنه لا يجوز توكيد النكرة : سواء كانت محدودة ، كيوم ، وليلة ، وشهر ، وحول ، أو
غير محدودة ، كوقت ، وزمن ، وحين.
ومذهب الكوفيين
ـ واختاره المصنف ـ جواز توكيد النكرة المحدودة ؛ لحصول الفائدة بذلك ، نحو : «صمت
شهرا كلّه» ومنه قوله :
* تحملنى الذّلفاء حولا أكتعا* [٢٨٩]
وقوله :
ـ
* قد صرّت البسكرة يوما أجمعا*
__________________
واغن بكلتا
فى مثنّى وكلا
|
|
عن وزن فعلاء
ووزن أفعلا
|
قد تقدّم أن
المثنى يؤكد بالنفس أو العين وبكلا وكلتا ، ومذهب البصريين أنه لا يؤكد بغير ذلك ؛
فلا تقول «جاء الجيشان أجمعان» ولا «جاء القبيلتان جمعاوان» استغناء بكلا وكلتا
عنهما ، وأجاز ذلك الكوفيون.
* * *
وإن تؤكّد
الضّمير المتّصل
|
|
بالنّفس
والعين فبعد المنفصل
|
__________________
عنيت ذا
الرّفع ، وأكّدوا بما
|
|
سواهما ،
والقيد لن يلتزما
|
لا يجوز توكيد
الضمير المرفوع المتصل بالنفس أو العين ، إلا بعد تأكيده بضمير منفصل ؛ فتقول : «قوموا
أنتم أنفسكم ، أو أعينكم» ولا تقل : «قوموا أنفسكم».
فإذا أكّدته
يغير النفس والعين لم يلزم ذلك ؛ تقول : «قوموا كلّكم» أو «قوموا أنتم كلّكم».
وكذا إذا كان
المؤكّد غير ضمير رفع : بأن كان ضمير نصب أو جر ؛ فتقول : «مررت بك نفسك ، أو عينك
، ومررت بكم كلّكم ، ورأيتك نفسك ، أو عينك ، ورأيتكم كلكم».
* * *
وما من
التّوكيد لفظىّ يجى
|
|
مكرّرا كقولك
«ادرجى ادرجى»
|
__________________
هذا هو القسم
الثانى من قسمى التوكيد ، وهو : التوكيد اللفظى ، وهو تكرار اللفظ الأول [بعينه]
اعتناء به نحو : «ادرجى ادرجى» وقوله :
ـ
فأين إلى أين
النّجاة ببغلتى
|
|
أتاك أتاك
اللّاحقون احبس احبس
|
وقوله تعالى : (كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا
دَكًّا).
* * *
__________________
ولا تعد لفظ
ضمير متّصل
|
|
إلّا مع
اللّفظ الّذى به وصل
|
أى : إذا أريد
تكرير لفظ الضمير المتصل للتوكيد ، لم يجز ذلك ، إلا بشرط اتصال المؤكّد بما اتصل
بالمؤكد ، نحو «مررت بك بك ، ورغبت فيه فيه» ولا تقول : «مررت بكك».
* * *
كذا الحروف
غير ما تحصّلا
|
|
به جواب :
كنعم ، وكبلى
|
أى : كذلك إذا
أريد توكيد الحرف الذى ليس للجواب ، يجب أن يعاد
__________________
مع الحرف المؤكّد ما يتصل بالمؤكّد ، نحو «إنّ زيدا إنّ زيدا قائم» و «فى
الدار فى الدار زيد» ، ولا يجوز «إنّ إنّ زيدا قائم» ، ولا «فى فى الدار زيد».
فإن كان الحرف
جوابا ـ كنعم ، وبلى ، وجير ، وأجل ، وإى ، ولا ـ جاز إعادته وحده ؛ فيقال لك : «أقام
زيد»؟ فتقول «نعم نعم» أو «لالا» ، و «ألم يقم زيد»؟ فتقول : «بلى بلى» .
* * *
ومضمر الرّفع
الّذى قد انفصل
|
|
أكّد به كلّ
ضمير اتّصل
|
__________________
أى : يجوز أن يؤكّد
بضمير الرفع المنفصل كلّ ضمير متصل : مرفوعا كان ، نحو «قمت أنت» ، أو منصوبا «أكرمتنى
أنا» ، أو مجرورا ، نحو «مررت به هو» والله أعلم.
* * *
__________________
العطف
العطف : إمّا
ذو بيان ، أو نسق
|
|
والغرض الآن
بيان ما سبق
|
فذو البيان :
تابع ، شبه الصّفه ،
|
|
حقيقة القصد
به منكشفه
|
العطف ـ كما
ذكر ـ ضربان ؛ أحدهما : عطف النّسق ، وسيأتى ، والثانى : عطف البيان ، وهو المقصود
بهذا الباب.
وعطف البيان هو
: التابع ، الجامد ، المشبه للصفة : فى إيضاح متبوعه ، وعدم استقلاله ، نحو :
__________________
ـ
* أقسم بالله أبو حفص عمر*
فـ «عمر» عطف
بيان ؛ لأنه موضّح لأبى حفص.
فخرج بقوله «الجامد»
الصّفة ؛ لأنها مشتقة أو مؤوّلة به ، وخرج بما بعد ذلك : التوكيد ، وعطف النّسق ؛
لأنهما لا يوضّحان متبوعهما ، والبدل الجامد ؛ لأنه مستقل.
* * *
__________________
فأولينه من
وفاق الأوّل
|
|
ما من وفاق
الأوّل النّعت ولى
|
لمّا كان عطف
البيان مشبها للصفة ، لزم فيه موافقة المتبوع كالنعت ؛ فيوافقه فى : إعرابه ،
وتعريفه أو تنكيره ، وتذكيره أو تأنيثه ، وإفراده أو تثنيته أو جمعه.
* * *
فقد يكونان
منكّرين
|
|
كما يكونان
معرّفين
|
ذهب أكثر
النحويين إلى امتناع كون عطف البيان ومتبوعه نكرتين ، وذهب قوم ـ منهم المصنف ـ إلى
جواز ذلك ؛ فيكونان منكرين كما يكونان معرفين ، قيل : ومن تنكيرهما قوله تعالى : (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ
زَيْتُونَةٍ) وقوله تعالى : (وَيُسْقى مِنْ ماءٍ
صَدِيدٍ) فزيتونة : عطف بيان لشجرة ، وصديد : عطف بيان لماء.
* * *
__________________
وصالحا
لبدليّة يرى
|
|
فى غير ، نحو
«يا غلام يعمرا»
|
ونحو «بشر»
تابع «البكرىّ»
|
|
وليس أن يبدل
بالمرضىّ
|
كلّ ما جاز أن
يكون عطف بيان ، جاز أن يكون بدلا ، نحو : «ضربت أبا عبد الله زيدا».
واستثنى المصنف
من ذلك مسألتين ، يتعين فيهما كون التابع عطف بيان :
__________________
الأولى : أن
يكون التابع مفردا ، معرفة ، معربا ؛ والمتبوع منادى ، نحو : «يا غلام يعمرا»
فيتعين أن يكون «يعمرا» عطف بيان ، ولا يجوز أن يكون بدلا ؛ لأن البدل على نيّة
تكرار العامل ؛ فكان يجب بناء «يعمرا» على الضم ؛ لأنه لو لفظ بـ «يا» معه لكان
كذلك.
الثانية : أن
يكون التابع خاليا من «أل» والمتبوع بأل ، وقد أضيفت إليه صفة بأل ، نحو : «أنا
الضّارب الرّجل زيد» ؛ فيتعين كون «زيد» عطف بيان ، ولا يجوز كونه بدلا من «الرجل»
؛ لأن البدل على نية تكرار العامل ؛ فيلزم أن يكون التقدير : أنا الضارب زيد ، وهو
لا يجوز ؛ لما عرفت فى باب الإضافة من أن الصفة إذا كانت بأل لا تضاف إلا إلى ما
فيه أل ، أو ما أضيف إلى ما فيه أل ، ومثل «أنا الضارب الرجل زيد» قوله :
ـ
أنا ابن
التّارك البكرىّ بشر
|
|
عليه الطّير
ترقبه وقوعا
|
__________________
فبشر : عطف
بيان ، ولا يجوز كونه بدلا ؛ إذ لا يصح أن يكون التقدير. «أنا ابن التّارك بشر».
وأشار بقوله : «وليس
أن يبدل بالمرضىّ» إلى أنّ تجويز كون «بشر» بدلا غير مرضىّ ، وقصد بذلك التنبيه
على مذهب الفرّاء والفارسى .
* * *
__________________
عطف النّسق
تال بحرف
متبع عطف النّسق
|
|
كاخصص بود
وثناء من صدق
|
عطف النسق هو :
التابع ، المتوسّط بينه وبين متبوعه أحد الحروف التى سنذكرها ، كـ «اخصص بودّ
وثناء من صدق».
فخرج بقوله «المتوسط
ـ إلى آخره» بقية التوابع.
* * *
فالعطف مطلقا
: بواو ، ثمّ ، فا ،
|
|
حتّى ، أم ،
او ، كـ «فيك صدق ووفا»
|
__________________
حروف العطف على
قسمين :
أحدهما : ما
يشرّك المعطوف مع المعطوف عليه مطلقا ، أى : لفظا وحكما ، وهى : الواو ، نحو : «جاء
زيد وعمرو». وثمّ ، نحو : «جاء زيد ثمّ عمرو». والفاء ، نحو : «جاء زيد فعمرو».
وحتّى ، نحو : «قدم الحجّاج حتّى المشاة». وأم ، نحو : «أزيد عندك أم عمرو؟». وأو
، نحو : «جاء زيد أو عمرو».
والثانى : ما
يشرّك لفظا فقط ، وهو المراد بقوله.
وأتبعت لفظا
فحسب : بل ، ولا ،
|
|
لكن ، كـ «لم
يبد امرؤ لكن طلا»
|
هذه الثلاثة تشرّك
الثانى مع الأول فى إعرابه ، لا فى حكمه ، نحو : «ما قام زيد بل عمرو ، وجاء زيد
لا عمرو ، ولا تضرب زيدا لكن عمرا».
* * *
__________________
فاعطف بواو
لاحقا أو سابقا
|
|
ـ فى الحكم ـ أو مصاحبا
موافقا
|
لمّا ذكر حروف
العطف التسعة شرع فى ذكر معانيها.
فالواو : لمطلق
الجمع عند البصريين ؛ فإذا قلت : «جاء زيد وعمرو» دلّ ذلك على اجتماعهما فى نسبة
المجىء إليهما ، واحتمل كون «عمرو» جاء بعد «زيد» ، أو جاء قبله ، أو جاء مصاحبا
له ، وإنما يتبين ذلك بالقرينة ، نحو : «جاء زيد وعمرو بعده ، وجاء زيد وعمرو قبله
، وجاء زيد وعمرو معه». فيعطف بها : اللاحق ، والسابق ، والمصاحب.
ومذهب الكوفيين
أنها للترتيب ، وردّ بقوله تعالى : (إِنْ هِيَ إِلَّا
حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا).
* * *
__________________
واخصص بها
عطف الّذى لا يغنى
|
|
متبوعه ، كـ «اصطفّ
هذا وابنى»
|
اختصّت الواو ـ
من بين حروف العطف ـ بأنها يعطف بها حيث لا يكتفى بالمعطوف عليه ، نحو : «اختصم
زيد وعمرو» ولو قلت : «اختصم زيد» لم يجز ، ومثله «اصطفّ هذا وابنى ، وتشارك زيد
وعمرو» ، ولا يجوز أن يعطف فى هذه المواضع بالفاء ولا بغيرها من حروف العطف ؛ فلا
تقول : «اختصم زيد فعمرو».
* * *
والفاء
للتّرتيب باتّصال
|
|
و «ثمّ»
للتّرتيب بانفصال
|
أى : تدلّ
الفاء على تأخّر المعطوف عن المعطوف عليه متّصلا به ، و «ثم» على تأخّره عنه
منفصلا ، أى : متراخيا عنه ، نحو : «جاء زيد فعمرو» ، ومنه قوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) و «جاء زيد ثم عمرو» ومنه قوله تعالى : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ
مِنْ نُطْفَةٍ).
* * *
__________________
واخصص بفاء
عطف ما ليس صله
|
|
على الّذى
استقرّ أنّه الصّله
|
اختصّت الفاء
بأنها تعطف ما لا يصلح أن يكون صلة ـ لخلوه عن ضمير الموصول ـ على ما يصلح أن يكون
صلة ـ لاشتماله على الضمير ـ نحو : «الذى يطير فيغضب زيد الذباب» ، ولو قلت : «ويغضب
زيد» أو «ثم يغضب زيد» لم يجز ؛ لأن الفاء تدل على السببية ، فاستغنى بها عن
الرابط ، ولو قلت : «الذى يطير ويغضب منه زيد الذباب» جاز ؛ لأنك أتيت بالضمير الرابط.
* * *
بعضا بحتّى
اعطف على كلّ ، ولا
|
|
يكون إلّا
غاية الّذى تلا
|
__________________
يشترط فى
المعطوف بحتى أن يكون بعضا مما قبله وغاية له : فى زيادة ، أو نقص ، نحو : «مات
الناس حتى الأنبياء ، وقدم الحجّاج حتّى المشاة».
* * *
و «أم» بها
اعطف إثر همز التّسويه
|
|
أو همزة عن
لفظ «أىّ» مغنيه
|
«أم» على قسمين : منقطعة ، وستأتى
، ومتصلة ، وهى : التى تقع بعد همزة التسوية نحو : «سواء علىّ أقمت أم قعدت» ومنه
قوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا
أَمْ صَبَرْنا) والتى تقع بعد همزة مغنية عن «أىّ» نحو «أزيد عندك أم
عمرو» أى : أيّهما عندك؟.
* * *
وربّما أسقطت
الهمزة ، إن
|
|
كان خفا
المعنى بحذفها أمن
|
__________________
أى : قد تحذف
الهمزة ـ يعنى همزة التسوية ، والهمزة المغنية عن أىّ ـ عند أمن اللبس ، وتكون «أم»
متصلة كما كانت والهمزة موجودة ، ومنه قراءة ابن محيصن : (سواء عليهم أنذرتهم أم
لم تنذرهم) بإسقاط الهمزة من «أنذرتهم» ، وقول الشاعر :
ـ
لعمرك ما
أدرى وإن كنت داريا
|
|
بسبع رمين
الجمر أم بثمان
|
أى : أبسبع.
__________________
وبانقطاع
وبمعنى «بل» وفت
|
|
إن تك ممّا
قيّدت به خلت
|
أى : إذا لم
يتقدم على «أم» همزة التسوية ، ولا همزة مغنية عن أى ؛ فهى منقطعة وتفيد الإصراب
كبل ، كقوله تعالى : (لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ
رَبِّ الْعالَمِينَ ، أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) أى : بل يقولون افتراه ، ومثله «إنّها لإبل أم شاء» أى
: بل هى شاء.
* * *
خيّر ، أبح ،
قسّم ـ بأو ـ وأبهم ،
|
|
واشكك ،
وإضراب بها أيضا نمى
|
__________________
أى : تستعمل «أو»
للتخيير ، نحو «خذ من مالى درهما أو دينارا» وللإباحة نحو «جالس الحسن أو ابن
سيرين ، والفرق بين الإباحة والتخيير : أن الإباحة لا تمنع الجمع ، والتخيير يمنعه
، وللتقسيم ، نحو «الكلمة اسم ، أو فعل ، أو حرف» وللإبهام على السامع ، نحو «جاء
زيد أو عمرو» إذا كنت عالما بالجائى منهما وقصدت الإبهام على السامع ، [ومنه قوله
تعالى : (وَإِنَّا أَوْ
إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)] ، وللشك ، نحو «جاء زيد أو عمرو» إذا كنت شاكا فى
الجائى منهما ، وللاضراب كقوله :
ـ
ماذا ترى فى
عيال قد برمت بهم
|
|
لم أحص
عدّتهم إلّا بعدّاد
|
__________________
كانوا ثمانين
أو زادوا ثمانية
|
|
لو لا رجاؤك
قد قتلت أولادى
|
أى : بل زادوا.
وربّما عاقبت
الواو ، إذا
|
|
لم يلف ذو
النّطق للبس منفذا
|
قد تستعمل «أو»
بمعنى الواو عند أمن اللّبس ؛ كقوله :
ـ
جاء الخلافة
أو كانت له قدرا
|
|
كما أتى ربّه
موسى على قدر
|
أى وكانت له
قدرا
__________________
ومثل «أو» فى
القصد «إمّا» الثّانيه
|
|
فى نحو : «إمّا
ذى وإمّا النّائيه»
|
يعنى أن «إمّا»
المسبوقة بمثلها تفيد ما تفيده «أو» : من التخيير ، نحو : «خذ من مالى إمّا درهما
وإمّا دينارا» والإباحة ، نحو : «جالس إمّا الحسن وإمّا ابن سيرين» والتقسيم ، نحو
: «الكلمة إمّا اسم وإمّا فعل وإمّا حرف» والإبهام والشك ، نحو : «جاء إما زيد
وإما عمرو».
وليست «إما»
هذه عاطفة ، خلافا لبعضهم ، وذلك لدخول الواو عليها ، وحرف العطف لا يدخل على حرف [العطف].
* * *
__________________
وأول «لكن»
نفيا او نهيا ، و «لا»
|
|
نداء او أمرا
أو اثباتا تلا
|
أى : إنما يعطف
بلكن بعد النفى ، نحو : «ما ضربت زيدا لكن عمرا» وبعد النهى ، نحو : «لا تضرب زيدا
لكن عمرا» ، ويعطف بـ «لا» بعد النداء ، نحو : «يا زيد لا عمرو» والأمر ، نحو : «اضرب
زيدا لا عمرا» وبعد الإثبات ، نحو : «جاء زيد لا عمرو» ولا يعطف بـ «لا» بعد النفى
، نحو : «ما جاء زيد لا عمرو» ولا يعطف بـ «لكن» فى الإثبات ، نحو : «جاء زيد لكن
عمرو».
* * *
وبل كلكن بعد
مصحوبيها
|
|
كلم أكن فى
مربع بل تيها
|
__________________
وانقل بها
للثّان حكم الأوّل
|
|
فى الخبر
المثبت ، والأمر الجلى
|
يعطف ببل فى
النفى والنهى ؛ فتكون كلكن : فى أنها تقرّر حكم ما قبلها ، وتثبت تقيضه لما بعدها
، نحو : «ما قام زيد بل عمرو ، ولا تضرب زيدا بل عمرا» فقرّرت النفى والنهى
السابقين ، وأثبتت القيام لعمرو ، والأمر بضربه.
ويعطف بها فى
الخبر المثبت ، والأمر ؛ فتفيد الإضراب عن الأول ، وتنقل الحكم إلى الثانى ، حتى
يصير الأول كأنه مسكوت عنه ، نحو : «قام زيد بل عمرو ، واضرب زيدا بل عمرا».
* * *
وإن على ضمير
رفع متّصل
|
|
عطفت فافصل
بالضّمير المنفصل
|
__________________
أو فاصل ما ،
وبلا فصل يرد
|
|
فى النّظم
فاشيا ، وضعفه اعتقد
|
إذا عطفت على
ضمير الرفع المتصل وجب أن تفصل بينه وبين ما عطفت عليه بشىء ، ويقع الفصل كثيرا
بالضمير المنفصل ، نحو قوله تعالى : (لَقَدْ كُنْتُمْ
أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) فقوله : «وآباؤكم» معطوف على الضمير فى «كنتم» وقد فصل
بـ «أنتم» وورد ـ أيضا ـ الفصل بغير الضمير ، وإليه أشار بقوله : «أو فاصل ما»
وذلك كالمفعول به ، نحو «أكرمتك وزيد» ، ومنه قوله تعالى : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ
صَلَحَ) فمن : معطوف على الواو [فى يدخلونها] ، وصحّ ذلك للفصل
بالمفعول به ، وهو الهاء من «يدخلونها» ومثله الفصل بلا النافية ، كقوله تعالى : (ما أَشْرَكْنا وَلا آباؤُنا) فـ «آباؤنا» معطوف على «نا» ، وجاز ذلك للفصل [بين
المعطوف والمعطوف عليه] بلا.
__________________
والضمير
المرفوع المستتر فى ذلك كالمتصل ، نحو «اضرب أنت وزيد» ، ومنه قوله تعالى : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) فـ «زوجك» معطوف على الضمير المستتر فى «اسكن» وصحّ ذلك
للفصل بالضمير المنفصل ـ وهو «أنت» ـ.
وأشار بقوله : «وبلا
فصل يرد» إلى أنه قد ورد فى النظم كثيرا العطف على الضمير المذكور بلا فصل ، كقوله
:
ـ
قلت إذ أقبلت
وزهر تهادى
|
|
كنعاج الفلا
تعسّفن رملا
|
فقوله : «وزهر»
معطوف على الضمير المستتر فى «أقبلت».
__________________
وقد ورد ذلك فى
النثر قليلا ، حكى سيبويه رحمه الله تعالى : «مررت برجل سواء والعدم» برفع «العدم»
بالعطف على الضمير المستتر فى «سواء».
وعلم من كلام
المصنف : أن العطف على الضمير المرفوع المنفصل لا يحتاج إلى فصل ، نحو «زيد ما قام
إلّا هو وعمرو» وكذلك الضمير المنصوب المتصل والمنفصل ، نحو «زيد ضربته وعمرا ،
وما أكرمت إلّا إيّاك وعمرا».
وأما الضمير
المجرور فلا يعطف عليه إلا بإعادة الجارّ له ، نحو «مررت بك وبزيد» ولا يجوز «مررت
بك وزيد». هذا مذهب الجمهور ، وأجاز ذلك الكوفيون ، واختاره المصنف ، وأشار إليه
بقوله :
وعود خافض
لدى عطف على
|
|
ضمير خفض
لازما قد جعلا
|
وليس عندى
لازما ؛ إذ قد أتى
|
|
فى النّثر
والنّظم الصّحيح مثبتا
|
__________________
أى : جعل جمهور
النحاة إعادة الخافض ـ إذا عطف على ضمير الخفض ـ لازما ، ولا أقول به ؛ لورود
السماع : نثرا ، ونظما ، بالعطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض ؛ فمن
النثر قراءة حمزة (وَاتَّقُوا اللهَ
الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) بجر «الأرحام» عطفا على الهاء المجرورة بالباء ، ومن
النظم ما أنشده سيبويه ، رحمه الله تعالى :
ـ
فاليوم قرّبت
تهجونا وتشتمنا
|
|
فاذهب فما بك
والأيّام من عجب
|
بجر «الأيام»
عطفا على الكاف المجرورة بالباء.
__________________
والفاء قد
تحذف مع ما عطفت
|
|
والواو ، إذ
لا لبس ، وهى انفردت
|
بعطف عامل
مزال قد بقى
|
|
معموله ،
دفعا لوهم اتّقى
|
__________________
قد تحذف الفاء
مع معطوفها للدلالة ، ومنه قوله تعالى : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ
مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) أى : فأفطر فعليه عدّة من أيام أخر ، فحذف «أفطر»
والفاء الداخلة عليه ، وكذلك الواو ، ومنه قولهم : «راكب النّاقة طليحان» أى :
راكب النّاقة والنّاقة طليحان.
وانفردت الواو
ـ من بين حروف العطف ـ بأنها تعطف عاملا محذوفا بقى معموله ، ومنه قوله :
ـ
إذا ما
الغانيات برزن يوما
|
|
وزجّجن
الحواجب والعيونا
|
__________________
فـ «العيون» :
مفعول بفعل محذوف ، والتقدير : وكحّلن العيون ، والفعل المحذوف معطوف على «زجّجن» .
* * *
وحذف متبوع
بدا ـ هنا ـ استبح
|
|
وعطفك الفعل
على الفعل يصح
|
قد يحذف
المعطوف عليه للدلالة عليه ، وجعل منه قوله تعالى : (أَفَلَمْ تَكُنْ
آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) قال الزمخشرى : التقدير : ألم تأتكم [آياتى فلم تكن
تتلى عليكم] فحذف المعطوف عليه ، وهو «ألم تأتكم».
__________________
وأشار بقوله : «وعطفك
الفعل ـ إلى آخره» إلى أن العطف ليس مختصّا بالأسماء ، بل يكون فيها وفى الأفعال ،
نحو «يقوم زيد ويقعد ، وجاء زيد وركب ، واضرب زيدا وقم».
* * *
واعطف على
اسم شبه فعل فعلا
|
|
وعكسا استعمل
تجده سهلا
|
يجوز أن يعطف
الفعل على الاسم المشبه للفعل ، كاسم الفاعل ، ونحوه ، ويجوز أيضا عكس هذا ، وهو :
أن يعطف على الفعل الواقع موقع الاسم اسم ؛ فمن الأول قوله تعالى : (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً فَأَثَرْنَ بِهِ
نَقْعاً) وجعل منه [قوله تعالى :](إِنَّ
الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ) ومن الثانى قوله :
ـ
فألفيته يوما
يبير عدوّه
|
|
ومجر عطاء
يستحقّ المعابرا
|
__________________
وقوله :
ـ
بات يغشّيها
بعضب باتر
|
|
يقصد فى
أسوقها وجائر
|
فـ «مجر» :
معطوف على «يبير» ، و «جائر» : معطوف على «يقصد».
* * *
__________________
.....................................................................
__________________
البدل
التّابع
المقصود بالحكم بلا
|
|
واسطة ـ هو
المسمّى بدلا
|
البدل هو : «التابع
، المقصود بالنسبة ، بلا واسطة».
فـ «التابع» :
جنس ، و «المقصود بالنسبة» : فصل ، أخرج : النعت ، والتوكيد ، وعطف البيان ؛ لأن
كل واحد منها مكمّل للمقصود بالنسبة ، لا مقصود بها ، و «بلا واسطة» : أخرج
المعطوف ببل ، نحو «جاء زيد بل عمرو» ؛ فإن «عمرا» هو المقصود بالنسبة ، ولكن
بواسطة ـ وهى بل ـ وأخرج المعطوف بالواو ونحوها ؛ فإن كل واحد منهما مقصود بالنسبة
، ولكن بواسطة .
* * *
مطابقا ، أو
بعضا ، او ما يشتمل
|
|
عليه ، يلفى
، أو كمعطوف ببل
|
__________________
وذا للإضراب
اعز ، إن قصدا صحب
|
|
ودون قصد غلط
به سلب
|
كزره خالدا ،
وقبّله اليدا ،
|
|
واعرفه حقّه
، وخذ نبلا مدى
|
__________________
البدل على
أربعة أقسام :
الأول : بدل
الكل من الكل ، وهو البدل المطابق للمبدل منه المساوى له فى المعنى ،
نحو «مررت بأخيك زيد ، وزره خالدا».
الثانى : بدل
البعض من الكل ، نحو «أكلت الرغيف ثلثه ، وقبّله اليد».
الثالث : بدل
الاشتمال ، وهو الدّالّ على معنى فى متبوعه ، نحو «أعجبنى زيد علمه ، واعرفه حقّه».
الرابع : البدل
المباين للمبدل منه ، وهو المراد بقوله «أو كمعطوف ببل» وهو على قسمين ؛ أحدهما :
ما يقصد متبوعه كما يقصد هو ، ويسمى بدل الإضراب وبدل البداء ، نحو «أكلت خبزا لحما» قصدت أولا الإخبار بأنك أكلت
خبزا ، ثم بدالك أنك تخبر أنك أكلت لحما أيضا ، وهو المراد بقوله : «وذا للاضراب
اعز إن قصدا صحب» أى : البدل الذى هو كمعطوف ببل انسبه للاضراب إن قصد متبوعه كما
يقصد هو ، الثانى : ما لا يقصد متبوعه ، بل يكون المقصود البدل فقط ، وإنما غلط
المتكلم ، فذكر المبدل منه ، ويسمى بدل الغلط والنسيان ، نحو «رأيت رجلا حمارا»
أردت أنك تخبر أولا أنك رأيت حمارا ، فغلطت بذكر الرجل ، وهو المراد بقوله : «ودون
قصد غلط به سلب» أى : إذا لم يكن المبدل منه مقصودا فيسمى البدل بدل الغلط ؛ لأنه
مزيل الغلط الذى سبق ، وهو ذكر غير المقصود.
وقوله : «خذ
نبلا مدى» يصلح أن يكون مثالا لكل من القسمين ؛
__________________
لأنه إن قصد النّبل والمدى فهو بدل الإضراب ، وإن قصد المدى فقط ـ وهو جمع
مدية ، وهى الشّفرة ـ فهو بدل الغلط.
* * *
ومن ضمير
الحاضر الظاهر لا
|
|
تبدله ، إلّا
ما إحاطة جلا
|
أو اقتضى
بعضا ، أو اشتمالا
|
|
كإنّك
ابتهاجك استمالا
|
أى : لا يبدل
الظاهر من ضمير الحاضر ، إلا إن كان البدل بدل كل من كل ، واقتضى الإحاطة والشمول
، أو كان بدل اشتمال ، أو بدل بعض من كل.
فالأول كقوله
تعالى : (تَكُونُ لَنا عِيداً
لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا) فـ «أولنا» بدل من الضمير المجرور باللام ـ وهو «نا» ـ فإن
لم يدلّ على الإحاطة امتنع ، نحو «رأيتك زيدا».
__________________
والثانى كقوله
:
ـ
ذرينى ؛ إنّ
أمرك لن يطاعا
|
|
وما ألفيتنى
حلمى مضاعا
|
فـ «حلمى» بدل
اشتمال من الياء فى «ألفيتنى».
والثالث كقوله
:
ـ
أو عدنى
بالسّجن والأداهم
|
|
رجلى ، فرجلى
شثنة المناسم
|
__________________
فـ «رجلى» بدل
بعض من الياء فى «أوعدنى».
وفهم من كلامه
: أنه يبدل الظاهر من الظاهر مطلقا كما تقدم تمثيله ، وأن ضمير الغيبة يبدل منه
الظاهر مطلقا ، نحو «زره خالدا».
* * *
وبدل المضمّن
الهمز يلى
|
|
همزا ، كـ «من
ذا أسعيد أم على» ؟
|
__________________
إذا أبدل من
اسم الاستفهام وجب دخول همزة الاستفهام على البدل ، نحو «من ذا أسعيد أم علىّ؟ وما
تفعل أخيرا أم شرّا؟ ومتى تأتينا أغدا أم بعد غد»؟
* * *
ويبدل الفعل
من الفعل ، كـ «من
|
|
يصل إلينا
يستعن بنا يعن
|
كما يبدل الاسم
من الاسم يبدل الفعل من الفعل ، فـ «يستعن بنا» : بدل من «يصل إلينا» ، ومثله قوله
تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ
ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ) فـ «يضاعف» : بدل من «يلق» فإعرابه بإعرابه ، وهو الجزم
، وكذا قوله :
ـ
إنّ علىّ
الله أن تبايعا
|
|
تؤخذ كرها أو
تجىء طائعا
|
فـ «تؤخذ» :
بدل من «تبايعا» ولذلك نصب.
__________________
..............................................................
__________________
النّداء
وللمنادى
النّاء أو كالنّاء «يا ،
|
|
وأى ، وآ»
كذا «أيا» ثمّ «هيا»
|
والهمز
للدّانى ، و «وا» لمن ندب
|
|
أو «يا» وغير
«وا» لدى اللّبس اجتنب
|
لا يخلو
المنادى من أن يكون مندوبا ، أو غيره ، فإن كان غير مندوب : فإما أن يكون بعيدا ،
أو فى حكم البعيد ـ كالنائم والساهى ـ أو قريبا ، فإن كان بعيدا أو فى حكمه فله من
حروف النداء : «يا ، وأى ، وآ ، وهيا» وإن كان قريبا فله الهمزة ، نحو «أزيد أقبل»
، وإن كان مندوبا ـ وهو
__________________
المتفجّع عليه ، أو المتوجّع منه ـ فله «وا» نحو «وازيداه» ، و «واظهراه» و
«يا» أيضا ، عند عدم التباسه بغير المندوب ، فإن التبس تعينت «وا» وامتنعت «يا».
* * *
وغير مندوب ،
ومضمر ، وما
|
|
جا مستغاثا
قد يعرّى فاعلما
|
وذاك فى اسم
الجنس والمشار له
|
|
قلّ ، ومن
يمنعه فانصر عاذله
|
لا يجوز حذف
حرف النداء مع المندوب ، نحو «وازيداه» ولا مع الضمير ، نحو «يا إيّاك قد كفيتك»
ولا مع المستغاث ، نحو «يا لزيد».
__________________
وأما غير هذه
فيحذف معها الحرف جوازا ؛ فتقول فى «يا زيد أقبل» : «زيد أقبل» وفى «يا عبد الله
اركب» : «عبد الله اركب».
لكن الحذف مع
اسم الإشارة قليل ، وكذا مع اسم الجنس ، حتى إنّ أكثر النحويين منعوه ، ولكن أجازه
طائفة منهم ، وتبعهم المصنف ، ولهذا قال : «ومن يمنعه فانصر عاذله» أى : انصر من
يعذله على منعه ؛ لورود السماع به ، فمما ورد منه مع اسم الإشارة قوله تعالى : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ
أَنْفُسَكُمْ) أى : يا هؤلاء ، وقول الشاعر :
ـ
ذا ، ارعواء
، فليس بعد اشتعال الرّ
|
|
أس شيبا إلى
الصّبا من سبيل
|
أى : يا ذا ،
وممّا ورد منه مع اسم الجنس قولهم : «أصبح ليل» أى : يا ليل ، و «أطرق كرا» أى :
يا كرا.
* * *
__________________
وابن المعرّف
المنادى المفردا
|
|
على الّذى فى
رفعه قد عهدا
|
لا يخلو
المنادى من أن يكون : مفردا ، أو مضافا ، أو مشبّها به.
فإن كان مفردا
: فإما أن يكون معرفة ، أو نكرة مقصودة ، أو نكرة غير مقصودة.
فإن كان مفردا
ـ معرفة ، أو نكرة مقصودة ـ بنى على ما كان يرفع به ؛ فإن كان يرفع بالضمة بنى
عليها ، نحو «يا زيد» و «يا رجل» ، وإن كان يرفع بالألف أو بالواو فكذلك ، نحو «يا
زيدان ، ويا رجلان» ، و «يا زيدون ، ويا رجيلون» ويكون فى محل نصب على المفعولية ؛
لأن المنادى مفعول [به] فى المعنى ، وناصبه فعل مضمر نابت «يا» منابه ، فأصل «يا
زيد» : أدعو زيدا ، فحذف «أدعو» ونابت «يا» منابه.
* * *
__________________
وانو انضمام
ما بنوا قبل النّدا
|
|
وليجر مجرى
ذى بناء جدّدا
|
أى : إذا كان
الاسم المنادى مبنيّا قبل النداء قدّر ـ بعد النداء ـ بناؤه على الضم ، نحو «يا
هذا». ويجرى مجرى ما تجدّد بناؤه بالنداء كزيد : فى أنه يتبع بالرفع مراعاة للضم
المقدّر فيه ، وبالنصب مراعاة للمحل ؛ فتقول «يا هذا العاقل ، والعاقل» بالرفع
والنصب ، كما تقول : «يا زيد الظريف ، والظريف».
* * *
والمفرد
المنكور ، والمضافا
|
|
وشبهه ـ انصب
عادما خلافا
|
تقدّم أن
المنادى إذا كان مفردا معرفة أو نكرة مقصودة يبنى على ما كان يرفع به ، وذكر هنا
أنه إذا كان مفردا نكرة : أى غير مقصودة ، أو مضافا ، أو مشبّها به ـ نصب.
__________________
فمثال الأول
قول الأعمى «يا رجلا خذ بيدى» وقول الشاعر :
ـ
أيا راكبا
إمّا عرضت فبلّغا
|
|
نداماى من
نجران أن لا تلاقيا
|
ومثال الثانى
قولك : «يا غلام زيد» ، و «يا ضارب عمرو».
ومثال الثالث
قولك «يا طالعا جبلا ، ويا حسنا وجهه ، ويا ثلاثة وثلاثين» [فيمن سميته بذلك].
* * *
__________________
وكذلك يجوز الفتح والكسر إذا وقعت «إن» بعد فاء الجزاء ،
نحو «من
يأتني فإنه مكرم»
فالكسر على جعل «إن» ومعموليها جملة أجيب
بها الشرط ، فكأنه قال : من يأتني فهو مكرم ، والفتح على جعل «أن» وصلتها مصدرا مبتدأ
والخبر محذوف ، والتقدير «من يأتني فإكرامه موجود» ويجوز أن يكون خبرا
والمبتدأ محذوفا ، والتقدير «فجزاؤه الاكرام».
ومما جاء بالوجهين قوله تعالى : (كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل
منكم سوءا بجهالة تم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم)
قرئ (فإنه غفور رحيم) بالفتح [والكسر ، فالكسر على جعلها جملة جوابا لمن ، والفتح]
على جعل أن وصلتها مصدرا مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير «فالغفران جزاؤه» أو على جعلها خبرا
لمبتدأ محذوف ، والتقدير «فجزاؤه الغفران».
وكذلك يجوز الفتح والكسر إذا وقعت «أن» بعد متبدأ هو في
المعنى قول وخبر «إن» قول ، والقائل واحد
، نحو «خير
القول إني أحمد [الله]» فمن فتح جعل «أن» وصلتها مصدرا خبرا
عن «خير» ، والتقدير «خير القول حمد لله» فـ «خير» : مبتدأ ، و «حمد لله» : خبره ، ومن كسر
جعلها جملة خبرا عن «خير» كما تقول «أول قراءتي (سبح اسم ربك الأعلى)» فأول : مبتدأ ، و «سبح اسم ربك الأعلى» جملة خبر عن «أول» وكذلك
«خير
القول»
مبتدأ ، و «إني
أحمد الله»
خبره ، ولا تحتاج هذه
__________________
أى : إذا لم
يقع «ابن» بعد علم ، أو [لم] يقع بعده علم ، وجب ضمّ المنادى ، وامتنع فتحه ؛
فمثال الأول نحو «يا غلام ابن عمرو ، ويا زيد الظريف ابن عمرو» ومثال الثانى : «يا
زيد ابن أخينا» فيجب بناء «زيد» على الضم فى هذه الأمثلة ، ويجب إثبات ألف «ابن»
والحالة هذه.
* * *
واضمم ، أو
انصب ـ ما اضطرارا نوّنا
|
|
ممّا له
استحقاق ضم بيّنا
|
تقدّم أنه إذا
كان المنادى مفردا معرفة ، أو نكرة مقصودة ـ يجب بناؤه على الضم ، وذكر هنا أنه
إذا اضطرّ شاعر إلى تنوين هذا المنادى كان له تنوينه وهو مضموم ، وكان له نصبه ،
وقد ورد السماع بهما ؛ فمن الأول قوله :
ـ
سلام الله يا
مطر عليها
|
|
وليس عليك يا
مطر السّلام
|
__________________
ومن الثانى
قوله :
ـ
ضربت صدرها
إلىّ ، وقالت :
|
|
يا عديّا لقد
وقتك الأواقى
|
* * *
وباضطرار خصّ
جمع «يا» و «أل»
|
|
إلّا مع «الله»
ومحكىّ الجمل
|
__________________
والأكثر «اللهمّ»
بالتّعويض
|
|
وشذّ «يا
اللهمّ» فى قريض
|
لا يجوز الجمع
بين حرف النداء ، و «أل» فى غير اسم الله تعالى ، وما سمى به من الجمل ، إلا فى ضرورة
الشعر كقوله :
ـ
فيا الغلامان
اللّذان فرّا
|
|
إيّا كما أن
تعقبانا شرّا
|
__________________
وأما مع اسم
الله تعالى ومحكىّ الجمل فيجوز ، فتقول : «يا ألله» بقطع الهمزة ووصلها ، وتقول
فيمن اسمه «الرّجل منطلق» : «يا الرجل منطلق أقبل».
والأكثر فى
نداء اسم الله «اللهمّ» بميم مشددة معوّضة من حرف النداء ، وشذّ الجمع بين الميم
وحرف النداء فى قوله :
ـ
إنّى إذا ما
حدث ألمّا
|
|
أقول : يا
اللهمّ ، يا اللهمّا
|
* * *
__________________
فصل
تابع ذى
الضّمّ المضاف دون أل
|
|
ألزمه نصبا ،
كأزيد ذا الحيل
|
أى : إذا كان
تابع المنادى المضموم مضافا غير مصاحب للألف واللام وجب نصبه ، نحو «يا زيد صاحب
عمرو».
__________________
وما سواه
انصب ، أو ارفع ، واجعلا
|
|
كمستقلّ نسقا
وبدلا
|
أى : ما سوى
المضاف المذكور يجوز رفعه ونصبه ـ وهو المضاف المصاحب لأل ، والمفرد ـ فتقول : «يا
زيد الكريم الأب» برفع «الكريم» ونصبه ، و «يا زيد الظّريف» برفع «الظريف» ونصبه.
وحكم عطف
البيان والتوكيد حكم الصفة ؛ فتقول : «يا رجل زيد ، وزيدا» بالرفع والنصب ، و «يا
تميم أجمعون ، وأجمعين».
وأما عطف
النّسق والبدل ففى حكم المنادى المستقلّ ؛ فيجب ضمه إذا كان مفردا ، نحو «يا رجل
زيد» و «يا رجل وزيد» كما يجب الضم لو قلت : «يا زيد» ، ويجب نصبه إن كان مضافا ،
نحو «يا زيد أبا عبد الله» و «يا زيد وأبا عبد الله» ، كما يجب نصبه لو قلت : «يا
أبا عبد الله».
* * *
وإن يكن
مصحوب «أل» ما نسقا
|
|
ففيه وجهان ،
ورفع ينتقى
|
__________________
أى : إنما يجب
بناء المنسوق على الضم إذا كان مفردا معرفة بغير «أل». فإن كان بـ «أل» جاز فيه
وجهان : الرفع ، والنصب ؛ والمختار ـ عند الخليل وسيبويه ، ومن تبعهما ـ الرّفع ،
وهو اختيار المصنف ، ولهذا قال : «ورفع ينتقى» أى : يختار ؛ فتقول : «يا زيد
والغلام» بالرفع والنصب ، ومنه قوله تعالى : (يا جِبالُ أَوِّبِي
مَعَهُ وَالطَّيْرَ) برفع «الطير» ونصبه.
* * *
وأيّها ،
مصحوب أل بعد صفه
|
|
يلزم بالرّفع
لدى ذى المعرفه
|
وأيّهذا
أيّها الّذى ورد
|
|
ووصف أىّ
بسوى هذا يردّ
|
__________________
يقال : «يا
أيّها الرّجل ، ويا أيّهذا ، ويا أيّها الّذى فعل كذا» ، فـ «أىّ» منادى مفرد مبنى
على الضم ، و «ها» زائدة ، و «الرّجل» صفة لأىّ ، ويجب رفعه عند الجمهور ؛ لأنه هو
المقصود بالنداء ، وأجاز المازنىّ نصبه قياسا على جواز نصب «الظريف» فى قولك «يا
زيد الظّريف» بالرفع والنصب.
ولا توصف «أى»
إلا باسم جنس محلّى بأل ، كالرجل ، أو باسم إشارة ، نحو «يا أيّهذا أقبل» أو
بموصول محلّى بأل «يا أيّها الذى فعل كذا».
* * *
وذو إشارة
كأىّ فى الصّفه
|
|
إن كان تركها
يفيت المعرفة
|
يقال : «يا هذا
الرّجل» فيجب رفع «الرجل» إن جعل «هذا» وصلة لندائه كما يجب رفع صفة «أى» ، وإلى
هذا أشار بقوله : «إن كان تركها
__________________
يفيت المعرفة» فإن لم يجعل اسم الإشارة وصلة لنداء ما بعده لم يجب رفع صفته
، بل يجوز الرفع والنصب.
* * *
فى نحو «سعد
سعد الأوس» ينتصب
|
|
ثان ، وضمّ
وافتح أوّلا تصب
|
يقال : «يا سعد
سعد الأوس » و
ـ
* يا تيم تيم عدىّ*
__________________
من أمثلة جمع
الكثرة : فعالىّ ، وهو جمع لكل اسم ، ثلاثى ، آخره ياء مشدّدة غير متجددة للنسب ،
نحو «كرسىّ وكراسىّ ، وبردىّ وبرادىّ» ، ولا يقال «بصرىّ وبصارىّ».
* * *
وبفعالل
وشبهه انطقا
|
|
فى جمع ما
فوق الثّلاثة ارتقى
|
من غير ما
مضى ، ومن خماسى
|
|
جرّد ، الآخر
انف بالقياس
|
__________________
ـ
و * يا زيد زيد اليعملات*
فيجب نصب
الثانى ، ويجوز فى الأول : الضم ، والنصب.
__________________
فإن ضمّ الأوّل
كان الثانى منصوبا : على التوكيد ، أو على إضمار «أعنى» ، أو على البدلية ، أو عطف
البيان ، أو على النداء.
وإن نصب الأوّل
: فمذهب سيبويه أنه مضاف إلى ما بعد الاسم الثانى ، وأن الثانى مقحم بين المضاف
والمضاف إليه ، ومذهب المبرد أنه مضاف إلى محذوف مثل ما أضيف إليه الثانى ، وأن الأصل
: «يا تيم عدىّ تيم عدىّ» فحذف «عدى» الأول لدلالة الثانى عليه.
* * *
__________________
المنادى المضاف إلى ياء المتكلّم
واجعل منادى
صحّ إن يضف ليا
|
|
كعبد عبدى
عبد عبدا عبديا
|
إذا أضيف
المنادى إلى ياء المتكلم : فإما أن يكون صحيحا ، أو معتلا.
فإن كان معتلا
فحكمه كحكمه غير منادى ، وقد سبق حكمه فى المضاف إلى ياء المتكلم.
وإن كان صحيحا
جاز فيه خمسة أوجه :
أحدها : حذف
الياء ، والاستغناء بالكسرة ، نحو «يا عبد» ، وهذا هو الأكثر.
الثانى : إثبات
الياء ساكنة ، نحو «يا عبدى» وهو دون الأول فى الكثرة.
الثالث : قلب
الياء ألفا ، وحذفها ، والاستغناء عنها بالفتحة ، نحو «يا عبد».
__________________
الرابع : قلبها
ألفا ، وإبقاؤها ، وقلب الكسرة فتحة ، نحو «يا عبدا».
الخامس : إثبات
الياء محرّكة بالفتح ، نحو «يا عبدى».
* * *
وفتح أو كسر
وحذف اليا استمرّ
|
|
فى «يا ابن
أمّ ، يا ابن عمّ ـ لا مفرّ»
|
إذا أضيف المنادى
إلى مضاف إلى ياء المتكلم وجب إثبات الياء ، إلا فى «ابن أم» و «ابن عم» فتحذف
الياء منهما لكثرة الاستعمال ، وتكسر الميم أو تفتح ؛ فتقول : «يا ابن أمّ أقبل» و
«يا ابن عمّ لا مفرّ» بفتح الميم وكسرها .
* * *
وفى النّدا «أبت
، أمّت» عرض
|
|
واكسر أو افتح
، ومن اليا التّا عوض
|
__________________
يقال فى النداء
: «يا أبت ، ويا أمّت» بفتح التاء وكسرها ، ولا يجوز إثبات الياء ؛ فلا تقول : «يا
أبتى ، ويا أمّتى» ؛ لأن التاء عوض من الياء ؛ فلا يجمع بين العوض والمعوّض منه .
* * *
__________________
أسماء لازمت النّداء
و «فل» بعض
ما يخصّ بالنّدا
|
|
«لؤمان ، نومان» كذا ، واطّردا
|
فى سبّ الانثى
وزن «يا خباث»
|
|
والأمر هكذا
من الثّلاثى
|
وشاع فى سبّ
الذّكور فعل
|
|
ولا تقس ،
وجرّ فى الشعر «فل»
|
من الأسماء ما
لا يستعمل إلا فى النداء ، نحو «يا فل» أى : يا رجل ، و «يا لؤمان» للعظيم اللّؤم
، و «يا نومان» للكثير النوم ، وهو مسموع.
وأشار بقوله : «واطّردا
فى سبّ الانثى» إلى أنه ينقاس فى النداء استعمال
__________________
فعال مبنيّا على الكسر فى ذمّ الأنثى وسبّها ، من كل فعل ثلاثى ، نحو «يا
خباث ، ويا فساق ، ويا لكاع» .
وكذلك ينقاس
استعمال فعال ، مبنيّا على الكسر ، من كل فعل ثلاثى ، للدلالة على الأمر ، نحو «نزال
، وضراب ، وقتال» ، أى : «انزل ، واضرب ، واقتل».
وكثر استعمال
فعل فى النداء خاصة مقصودا به سبّ الذكور ، نحو «يا فسق ، ويا غدر ، ويا لكع» ولا
ينقاس ذلك.
وأشار بقوله : «وجرّ
فى الشعر فل» إلى أن بعض الأسماء المخصوصة بالنداء قد تستعمل فى الشعر فى غير
النداء ، كقوله :
ـ
[تضلّ منه إبلى بالهوجل]
|
|
فى لجّة أمسك
فلانا عن فل
|
* * *
__________________
.......................................................................
__________________
الاستغاثة
إذا استغيث
اسم منادى خفضا
|
|
باللّام
مفتوحا كيا للمرتضى
|
يقال : «يا
لزيد لعمرو» فيجر المستغاث بلام مفتوحة ، ويجر المستغاث له بلام مكسورة ، و [إنما]
فتحت مع المستغاث لأن المنادى واقع موقع المضمر ، واللام تفتح مع المضمر ، نحو «لك
، وله».
* * *
وافتح مع
المعطوف إن كرّرت «يا»
|
|
وفى سوى ذلك
بالكسر ائتيا
|
__________________
إذا عطف على
المستغاث مستغاث آخر : فإما أن تتكرر معه «يا» أولا.
فإن تكررت لزم
الفتح ، نحو «يا لزيد ويا لعمرو لبكر».
وإن لم تتكرر
لزم الكسر ، نحو «يا لزيد ولعمرو لبكر» كما يلزم كسر اللام مع المستغاث له ، وإلى
هذا أشار بقوله : «وفى سوى ذلك بالكسر ائتيا» أى : وفى سوى المستغاث والمعطوف عليه
الذى تكررت معه «يا» اكسر اللام وجوبا ؛ فتكسر مع المعطوف الذى لم تتكرر معه «يا»
ومع المستغاث له.
* * *
ولام ما
استغيث عاقبت ألف
|
|
ومثله اسم ذو
تعجّب ألف
|
تحذف لام
المستغاث ، ويؤتى بألف فى آخره عوضا عنها ، نحو «يا زيدا لعمرو» ومثل المستغاث
المتعجّب منه ، نحو «يا للدّاهية» و «يا للعجب» فيجر بلام مفتوحة كما يجر المستغاث
، وتعاقب اللام فى الاسم المتعجّب منه ألف ؛ فتقول : «يا عجبا لزيد» .
__________________
النّدبة
ما للمنادى
اجعل لمندوب ، وما
|
|
نكّر لم يندب
، ولا ما أبهما
|
ويندب
الموصول بالّذى اشتهر
|
|
كـ «بئر زمزم»
يلى «وا من حفر»
|
المندوب هو :
المتفجّع عليه ، نحو «وا زيداه» ، والمتوجّع منه ، نحو «وا ظهراه».
ولا يندب إلا
المعرفة ، فلا تندب النكرة ؛ فلا يقال : «وا رجلاه» ، ولا المبهم : كاسم الإشارة ،
نحو «وا هذاه» ولا الموصول ، إلا إن كان خاليا من «أل» واشتهر بالصلة ، كقولهم «وا
من حفر بئر زمزماه».
* * *
__________________
ومنتهى
المندوب صله بالألف
|
|
متلوّها إن
كان مثلها حذف
|
كذاك تنوين
الّذى به كمل
|
|
من صلة أو
غيرها ، نلت الأمل
|
يلحق آخر
المنادى المندوب ألف ، نحو «وا زيدا لا تبعد» ويحذف ما قبلها إن كان ألفا ، كقولك
: «وا موساه» فحذف ألف «موسى» وأتى بالألف للدلالة على الندبة ، أو كان تنوينا فى
آخر صلة أو غيرها ، نحو «وا من حفر بئر زمزماه» ونحو «يا غلام زيداه».
* * *
والشّكل حتما
أوله مجانسا
|
|
إن يكن الفتح
بوهم لابسا
|
__________________
إذا كان آخر ما
تلحقه ألف الندبة فتحة لحقته ألف الندبة من غير تغيير لها ، فتقول : «وا غلام
أحمداه» وإن كان غير ذلك وجب فتحه ، إلا إن أوقع فى لبس ؛ فمثال ما لا يوقع فى لبس
قولك فى «غلام زيد» : «واغلام زيداه» ، وفى «زيد» : «وا زيداه» ، ومثال ما يوقع
فتحه فى لبس : «واغلامهوه ، واغلامكيه» وأصله «واغلامك» بكسر الكاف «واغلامه» بضم
الهاء ، فيجب قلب ألف الندبة : بعد الكسرة ياء ، وبعد الضمة واوا : لأنك لو لم
تفعل ذلك وحذفت الضمة والكسرة وفتحت وأتيت بألف الندبة ، فقلت : «واغلامكاه ،
واغلامهاه» لا لتبس المندوب المضاف إلى ضمير المخاطبة بالمندوب المضاف إلى ضمير
المخاطب ، والتبس المندوب المضاف إلى ضمير الغائب بالمندوب المضاف إلى ضمير
الغائبة ، وإلى هذا أشار بقوله : «والشكل حتما ـ إلى آخره» أى : إذا شكل آخر
المندوب بفتح ، أو ضم ، أو كسر ، فأوله مجانسا له من واو أو ياء إن كان الفتح
موقعا فى لبس ، نحو «واغلامهوه ، واغلامكيه» وإن لم يكن الفتح موقعا فى لبس فافتح
آخره ، وأوله ألف الندبة ، نحو «وا زيداه ، وواغلام زيداه».
* * *
وواقفا زدهاء
سكت ، إن ترد
|
|
وإن تشأ
فالمدّ ، والها لا تزد
|
__________________
أى : إذا وقف
على المندوب لحقه بعد الألف هاء السكت ، نحو : «وازيداه» ، أو وقف على الألف ، نحو
: «وازيدا» ولا تثبت الهاء فى الوصل إلا ضرورة ، كقوله :
ـ
ألا يا عمرو
عمراه
|
|
وعمرو بن
الزّبيراه
|
* * *
__________________
وقائل : وا
عبديا ، وا عبدا
|
|
من فى النّدا
اليا ذا سكون أبدى
|
أى : إذا ندب
المضاف إلى ياء المتكلم على لغة من سكّن الياء قيل فيه : «وا عبديا» بفتح الياء ،
وإلحاق ألف الندبة ، أو «يا عبدا» ، بحذف الياء ، وإلحاق ألف الندبة.
وإذا ندب على
لغة من يحذف [الياء] أو يستغنى بالكسرة ، أو يقلب الياء ألفا والكسرة فتحة ويحذف
الألف ويستغنى بالفتحة ، أو يقلبها ألفا ويبقيها قيل : «وا عبدا» ليس إلا.
وإذا ندب على
لغة من يفتح الياء يقال «وا عبديا» ليس إلا.
فالحاصل : أنه
إنما يجوز الوجهان ـ أعنى «وا عبديا» و «وا عبدا» ـ على لغة من سكّن الياء فقط ،
كما ذكر المصنف.
* * *
__________________
التّرخيم
ترخيما احذف
آخر المنادى
|
|
كياسعا ،
فيمن دعا سعادا
|
الترخيم فى
اللغة : ترقيق الصوت ، ومنه قوله :
ـ
لها بشر مثل
الحرير ، ومنطق
|
|
رخيم الحواشى
: لا هراء ، ولا نزر
|
__________________
أى : رقيق
الحواشى ، وفى الاصطلاح : حذف أواخر الكلم فى النداء ، نحو «يا سعا» والأصل «يا
سعاد».
* * *
وجوّزنه
مطلقا فى كلّ ما
|
|
أنّت بالها ،
والّذى قد رخّما
|
بحذفها وفّره
بعد ، واحظلا
|
|
ترخيم ما من
هذه الها قد خلا
|
إلّا
الرّباعىّ فما فوق ، العلم ،
|
|
دون إضافة ،
وإسناد متمّ
|
__________________
لا يخلو
المنادى من أن يكون مؤنثا بالهاء ، أولا ؛ فإن كان مؤنثا بالهاء جاز ترخيمه مطلقا
، أى : سواء كان علما ، كـ «فاطمة» أو غير علم ، كـ «جارية» زائدا على ثلاثة أحرف
كما مثل ، أو [غير زائد] على ثلاثة أحرف ، كـ «شاة» فتقول : «يا فاطم ، ويا جارى ، ويا شا» ومنه قولهم «يا شا ادجنى » ، [أى : أقيمى] بحذف تاء التأنيث للترخيم ، ولا يحذف
منه بعد ذلك شىء آخر ، وإلى هذا أشار بقوله : «وجوّزنه» إلى قوله «بعد».
وأشار بقوله : «واحظلا
ـ إلخ» إلى القسم الثانى ، وهو : ما ليس مؤنثا بالهاء ، فذكر أنه لا يرخّم إلا [بثلاثة]
بشروط :
الأول : أن
يكون رباعيّا فأكثر.
الثانى : أن
يكون علما.
الثالث : أن لا
يكون مركبا : تركيب إضافة ، ولا إسناد.
وذلك كـ «عثمان
، وجعفر» ؛ فتقول : «يا عثم ، ويا جعف».
وخرج ما كان
على ثلاثة أحرف ، كـ «زيد ، وعمرو» وما كان [على أربعة أحرف] غير علم ، كـ «قائم ،
وقاعد» ، وما ركّب تركيب إضافة ، كـ «عبد شمس» وما ركّب تركيب إسناد ، نحو «شاب
قرناها» ؛ فلا يرخّم شىء من هذه.
__________________
وأمّا ما ركّب
تركيب مزج فيرخّم بحذف عجزه ، وهو مفهوم من كلام المصنف ؛ لأنه لم يخرجه ؛ فتقول
فيمن اسمه «معدى كرب» : «يا معدى».
* * *
ومع الآخر
احذف الّذى تلا
|
|
إن زيد لينا
ساكنا مكمّلا
|
أربعة فصاعدا
، والخلف ـ فى
|
|
واو وياء
بهما فتح ـ قفى
|
أى : يجب أن
يحذف مع الآخر ما قبله إن كان زائدا ليّنا ، أى : حرف لين ، ساكنا ، رابعا فصاعدا
، وذلك نحو «عثمان ، ومنصور ، ومسكين» ؛ فتقول : «يا عثم ، ويا منص ، ويا مسك» ؛
فإن كان غير زائد ، كمختار ، أو غير لين ، كقمطر ، أو غير ساكن ، كقنوّر ، أو غير
رابع كمجيد ـ لم يجز
__________________
حذفه ؛ فتقول : يا مختا ، [ويا قمط ،] ويا قنوّ ، ويا مجى ، وأما فرعون ونحوه ـ وهو ما كان قبل واوه فتحة ، أو
قبل يائه فتحة ، كغرنيق ـ ففيه خلاف ؛ فمذهب الفرّاء والجرمى أنهما يعاملان معاملة
مسكين ومنصور ؛ فتقول ـ عندهما ـ يا فرع ، ويا غرن ، ومذهب غيرهما من النحويين عدم
جواز ذلك ؛ فتقول ـ عندهم ـ يا فرعو ، ويا غرنى.
* * *
والعجز احذف
من مركّب ، وقلّ
|
|
ترخيم جملة ،
وذا عمرو نقل
|
تقدّم أن
المركب تركيب مزج يرخّم ، وذكر هنا أن ترخيمه يكون بحذف عجزه ؛ فتقول فى «معدى كرب»
: يا معدى ، وتقدّم أيضا أن المركّب تركيب إسناد لا يرخّم ، وذكر هنا أنه يرخم قليلا
، وأن عمرا ـ يعنى سيبويه ، وهذا اسمه ، وكنيته : أبو بشر ، وسيبويه : لقبه ـ نقل
ذلك عنهم ، والذى نصّ عليه سيبويه فى باب الترخيم أن ذلك لا يجوز ،
__________________
وفهم المصنف عنه من كلامه فى بعض أبواب النسب جواز ذلك ؛ فتقول فى «تأبّط
شرّا» : «يا تأبّط».
* * *
وإن نويت ـ بعد
حذف ـ ما حذف
|
|
فالباقى
استعمل بما فيه ألف
|
واجعله ـ إن
لم تنو محذوفا ـ كما
|
|
لو كان
بالآخر وضعا تمّما
|
فقل على
الأوّل فى ثمود : «يا
|
|
ثمو» ، و «يا
ثمى» على الثّانى بيا
|
__________________
يجوز فى المرخّم
لغتان ؛ إحداهما : أن ينوى المحذوف منه ، والثانية : أن لا ينوى ، ويعبر عن الأولى
بلغة من ينتظر الحرف ، وعن الثانية بلغة من لا ينتظر الحرف.
فإذا رخّمت على
لغة من ينتظر تركت الباقى بعد الحذف على ما كان عليه : من حركة ، أو سكون ؛ فتقول
فى «جعفر» : «يا جعف» وفى «حارث» : «يا حار» ، وفى «قمطر» : «يا قمط».
وإذا رخّمت على
لغة من لا ينتظر عاملت الآخر بما يعامل به لو كان هو آخر الكلمة وضعا ؛ فتبنيه على
الضم ، وتعامله معاملة الاسم التامّ ؛ فتقول : «يا جعف ، ويا حار ، ويا قمط» بضم
الفاء والراء والطاء.
وتقول فى «ثمود»
على لغة من ينتظر الحرف : «يا ثمو» بواو ساكنة ، وعلى لغة من لا ينتظر تقول : «يا
ثمى» فتقلب الواو ياء والضمة كسرة ؛ لأنك تعامله معاملة الاسم التامّ ، ولا يوجد
اسم معرب آخره واو قبلها ضمة إلا ويجب قلب الواو ياء والضمة كسرة.
* * *
__________________
والتزم
الأوّل فى كمسلمه
|
|
وجوّز
الوجهين فى كمسلمه
|
إذا رخّم ما
فيه تاء التأنيث ـ للفرق بين المذكر والمؤنث ، كمسلمة ـ وجب ترخيمه على لغة من
ينتظر الحرف ؛ فتقول : «يا مسلم» بفتح الميم ، ولا يجوز ترخيمه على لغة من لا
ينتظر [الحرف] ؛ فلا تقول : «يا مسلم» ـ بضم الميم ـ لئلا يلتبس بنداء المذكر.
وأما ما كانت
فيه التاء لا للفرق ، فيرخم على اللغتين ؛ فتقول فى «مسلمة» علما : «يا مسلم» بفتح
الميم وضمها.
* * *
ولاضطرار
رخّموا دون ندا
|
|
ما للنّدا
يصلح نحو أحمدا
|
قد سبق أن
الترخيم حذف أواخر الكلم فى النداء ، وقد يحذف للضرورة آخر الكلمة فى غير النداء ،
بشرط كونها صالحة للنداء ، كـ «أحمد» ومنه قوله :
__________________
ـ
لنعم الفتى
تعشو إلى ضوء ناره
|
|
طريف بن مال
ليلة الجوع والخصر
|
أى : طريف بن
مالك.
* * *
__________________
................................................................
__________________
الاختصاص
ألاختصاص :
كنداء دون يا
|
|
ك «أيّها
الفتى» بإثر «ارجونيا»
|
وقد يرى ذا
دون «أىّ» تلو «أل»
|
|
كمثل «نحن
العرب أسخى من بذل»
|
الاختصاص يشبه النداء لفظا ، ويخالفه من ثلاثة أوجه :
__________________
أحدها : أنه لا
يستعمل معه حرف نداء.
والثانى : أنه
لا بدّ أن يسبقه شىء.
والثالث : أن
تصاحبه الألف واللام.
وذلك كقولك : «أنا
أفعل كذا أيها الرّجل ، ونحن العرب أسخى النّاس» ، وقوله صلى الله عليه وسلم : «نحن
معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة».
وهو منصوب بفعل
مضمر ، والتقدير : «أخصّ العرب ، وأخصّ معاشر الأنبياء».
* * *
__________________
التّحذير ، والإغراء
«إيّاك والشّرّ» ونحوه ـ نصب
|
|
محذّر ، بما
استتاره وجب
|
ودون عطف ذا
لإيّا انسب ، وما
|
|
سواه ستر
فعله لن يلزما
|
إلّا مع
العطف ، أو التّكرار ،
|
|
ك «الضّيغم
الضّيغم يا ذا السّارى»
|
__________________
التحذير :
تنبيه المخاطب على أمر يجب الاحتراز منه.
فإن كان بإياك
وأحواته ـ وهو إياك ، وإياكما ، وإياكم ، وإياكنّ ـ وجب إضمار الناصب : سواء وجد
عطف أم لا ؛ فمثاله مع العطف : «إيّاك والشّرّ» فـ «إياك» : منصوب بفعل مضمر وجوبا
، والتقدير : إياك أحذّر ، ومثاله بدون العطف : «إياك أن تفعل كذا» أى : إياك من
أن تفعل كذا.
وإن كان بغير «إياك»
وأخواته ـ وهو المراد بقوله : «وما سواه» ـ فلا يجب إضمار الناصب ، إلا مع العطف ،
كقولك : «ماز رأسك والسّيف» أى : يا مازن ق رأسك واحذر السيف ، أو التكرار ، نحو «الضّيغم
الضّيعم» أى : احذر الضيغم ؛ فإن لم يكن عطف ولا تكرار جاز إضمار الناصب وإظهاره ،
نحو «الأسد» أى : احذر الأسد ؛ فإن شئت أظهرت ، وإن شئت أضمرت.
* * *
وشذّ «إيّاى»
، و «إيّاه» أشذّ
|
|
وعن سبيل
القصد من قاس انتبذ
|
حقّ التحذير أن
يكون للمخاطب ، وشذ مجيئه للمتكلم فى قوله : «إيّاى وأن يحذف أحدكم الأرنب » وأشذّ منه مجيئه للغائب فى قوله : «إذا بلغ الرجل
__________________
الستين فإيّاه وإيّا الشّوابّ» ، ولا يقاس على شىء من ذلك.
* * *
وكمحذّر بلا
إيّا اجعلا
|
|
مغرى به فى
كلّ ما قد فصّلا
|
الإغراء هو :
أمر المخاطب بلزوم ما يحمد [به] ، وهو كالتحذير : فى أنه إن وجد عطف أو تكرار وجب
إضمار ناصبه ، وإلّا فلا ، ولا تستعمل فيه «إيا».
فمثال ما يجب
معه إضمار الناصب قولك : «أخاك أخاك» ، وقولك «أخاك والإحسان إليه» أى : الزم أخاك.
ومثل ما لا
يلزم معه الإضمار قولك : «أخاك» أى : الزم أخاك.
* * *
__________________
أسماء الأفعال
والأصوات
ما ناب عن
فعل كشتّان وصه
|
|
هو اسم فعل ،
وكذا أوّه ومه
|
وما بمعنى
افعل ، كـ «آمين» كثر
|
|
وغيره كـ «وى
، وهيهات» نزر
|
أسماء الأفعال
: ألفاظ تقوم مقام الأفعال : فى الدلالة على معناها ، وفى عملها ، وتكون بمعنى
الأمر ـ وهو الكثير فيها ـ كمه ، بمعنى اكفف ، وآمين ، بمعنى استجب ، وتكون بمعنى
الماضى ، كشتّان ، بمعنى افترق ، تقول : «شتّان زيد وعمرو» وهيهات ، بمعنى بعد ،
تقول : «هيهات العقيق»
__________________
[ومعناه : بعد] ، وبمعنى المضارع ، كأوّه ، بمعنى أتوجّع ، ووى ، بمعنى أعجب
، وكلاهما غير مقيس.
وقد سبق فى
الأسماء الملازمة للنداء : أنه ينقاس استعمال فعال اسم فعل ، مبنيا على الكسر ، من
كل فعل ثلاثى ؛ فتقول : ضراب [زيدا] ، أى اضرب ، ونزال ، أى : انزل ، وكتاب ، أى
اكتب ، ولم يذكره المصنف هنا استغناء بذكره هناك.
* * *
والفعل من
أسمائه عليكا
|
|
وهكذا دونك
مع إليكا
|
كذا رويد بله
ناصبين
|
|
ويعملان
الخفض مصدرين
|
من أسماء
الأفعال ما هو فى أصله ظرف ، وما هو مجرور بحرف ، نحو : «عليك زيدا» أى : الزمه ،
و «إليك» أى : تنحّ ، و «دونك زيدا» أى : خذه.
__________________
ومنها : ما
يستعمل مصدرا واسم فعل «كرويد ، وبله».
فإن انجرّ ما
بعدهما فهما مصدران ، نحو «رويد زيد» أى إرواد زيد ، أى إمهاله ، وهو منصوب بفعل
مضمر ، و «بله زيد» أى : تركه.
وإن انتصب ما
بعدهما فهما اسما فعل نحو «رويد زيدا» أى أمهل زيدا ، و «بله عمرا» أى اتركه.
* * *
وما لما تنوب
عنه من عمل
|
|
لها ، وأخّر
ما لذى فيه العمل
|
أى : يثبت
لأسماء الأفعال من العمل ما يثبت لما تنوب عنه من الأفعال.
فإن كان ذلك
الفعل يرفع فقط كان اسم الفعل كذلك كصه : بمعنى اسكت ، ومه : بمعنى اكفف ، وهيهات
زيد ، بمعنى بعد زيد ؛ ففى «صه
__________________
ومه» ضميران مستتران ، كما فى اسكت واكفف ، وزيد : مرفوع بهيهات كما ارتفع
ببعد.
وإن كان ذلك
الفعل يرفع وينصب كان اسم الفعل كذلك ، كـ «دراك زيدا» أى : أدركه ، و «ضراب عمرا»
أى : اضربه ، ففى «دراك ، وضراب» ضميران مستتران ، و «زيدا ، وعمرا» منصوبان بهما.
وأشار بقوله : «وأخّر
ما لذى فيه العمل» إلى أن معمول اسم الفعل يجب تأخيره عنه ؛ فتقول : «دراك زيدا»
ولا يجوز تقديمه عليه ؛ فلا تقول : «زيدا دراك» وهذا بخلاف الفعل ؛ إذ يجوز «زيدا
أدرك».
* * *
واحكم بتنكير
الّذى ينوّن
|
|
منها ،
وتعريف سواه بيّن
|
الدليل على أن
ما سمى بأسماء الأفعال أسماء لحاق التنوين لها ؛ فتقول فى صه : صه ، وفى حيهل :
حيهلا ، فيلحقها التنوين للدلالة على التنكير ؛ فما نون منها كان نكرة ، وما لم
ينوّن كان معرفة.
* * *
__________________
وما به خوطب
ما لا يعقل
|
|
من مشبه اسم
الفعل صوتا يجعل
|
كذا الّذى
أجدى حكاية ، كقب»
|
|
والزم بنا
النّوعين فهو قد وجب
|
أسماء الأصوات
: ألفاظ استعملت كأسماء الأفعال فى الاكتفاء بها ، دالة على خطاب ما لا يعقل ، أو
على حكاية صوت من الأصوات ؛ فالأول كقولك : هلا ، لزجر الخيل ، وعدس ، لزجر البغل ، والثانى كقب : لوقوع السيف ، وغاق : للغراب.
__________________
وأشار بقوله : «والزم بنا النوعين» إلى
أن أسماء الأفعال وأسماء الأصوات كلها مبنية ، وقد سبق فى باب المعرب والمبنى أن
أسماء الأفعال مبنية لشبهها بالحرف فى النيابة عن الفعل وعدم التأثر ، حيث قال «وكنيابة
عن الفعل بلا تأثر» وأما أسماء الأصوات فهى مبنية لشبهها بأسماء الأفعال.
* * *
__________________
نونا التّوكيد
للفعل توكيد
بنونين ، هما
|
|
كنونى اذهبنّ
واقصدنهما
|
أى يلحق الفعل
للتوكيد نونان : إحداهما ثقيلة ، كـ «اذهبنّ» ، والأخرى خفيفة كـ «اقصدنهما» ، وقد
اجتمعا فى قوله تعالى : (لَيُسْجَنَنَّ
وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ).
* * *
يؤكّدان افعل
ويفعل آتيا
|
|
ذا طلب أو
شرطا امّا تاليا
|
أو مثبتا فى
قسم مستقبلا
|
|
وقلّ بعد «ما
، ولم» وبعد «لا»
|
__________________
وغير إمّا من
طوالب الجزا
|
|
وآخر المؤكّد
افتح كابرزا
|
أى : تلحق نونا
التوكيد فعل الأمر ، نحو : «اضربنّ زيدا» والفعل المضارع المستقبل الدالّ على طلب
، نحو : «لتضربنّ زيدا ، ولا تضربنّ زيدا ، وهل تضربنّ زيدا» والواقع شرطا بعد «إن»
المؤكّدة بـ «ما» نحو : «إمّا تضربنّ زيدا أضربه» ومنه قوله تعالى : (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ
فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ) أو الواقع جواب قسم مثبتا مستقبلا ، نحو : «والله
لتضربنّ زيدا».
فإن لم يكن
مثبتا لم يؤكّد بالنون ، نحو : «والله لا تفعل كذا» وكذا إن كان حالا ، نحو : «والله
ليقوم زيد الآن».
وقلّ دخول
النون فى الفعل المضارع الواقع بعد «ما» الزائدة التى لا تصحب «إن» نحو : «بعين ما
أرينّك ههنا » والواقع بعد «لم» كقوله :
__________________
ـ
يحسبه الجاهل
ما لم يعلما
|
|
شيخا على
كرسيّه معمّما
|
والواقع بعد «لا»
النافية كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً
لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً).
والواقع بعد
غير «إمّا» من أدوات الشرط كقوله :
__________________
ـ
* من نثقفن منهم فليس بآيب*
__________________
وأشار المصنف
بقوله : «وآخر المؤكد افتح» إلى أن الفعل المؤكّد بالنون يبنى على الفتح إن لم تله
ألف الضمير ، أو ياؤه ، أو واوه ، نحو : «اضربنّ زيدا ، واقتلنّ عمرا».
* * *
واشكله قبل
مضمر لين بما
|
|
جانس من
تحرّك قد علما
|
والمضمر
احذفنّه إلّا الألف
|
|
وإن يكن فى
آخر الفعل ألف
|
__________________
فاجعله منه ـ
رافعا ، غير اليا
|
|
والواو ـ ياء
، كاسعينّ سعيا
|
واحذفه من
رافع هاتين ، وفى
|
|
واو ويا ـ شكل
مجانس قفى
|
نحو «اخشين
يا هند» بالكسر ، و «يا
|
|
قوم اخشون»
واضمم ، وقس مسوّيا
|
__________________
الفعل المؤكد
بالنون : إن اتصل به ألف اثنين ، أو واو جمع ، أو ياء مخاطبة ـ حرّك ما قبل الألف
بالفتح ، وما قبل الواو بالضم ، وما قبل الياء بالكسر.
ويحذف الضمير
إن كان واوا أو ياء ، ويبقى إن كان ألفا ؛ فتقول : «يا زيدان هل تضربانّ ، ويا
زيدون هل تضربنّ ، ويا هند هل تضربنّ» ، والأصل : هل تضرباننّ ، وهل تضربوننّ ،
وهل تضربيننّ ، فحذفت النون لتوالى الأمثال ، ثم حذفت الواو والياء لالتقاء
الساكنين ؛ فصار «هل تضربنّ ، وهل تضربنّ» ولم تحذف الألف لخفتها ؛ فصار «هل
تضربانّ» ، وبقيت الضمة دالة على الواو ، والكسرة دالة على الياء.
هذا كله إذا
كان الفعل صحيحا.
فإن كان معتلا
: فإما أن يكون آخره ألفا ، أو واوا ، أو ياء.
فإن كان آخره
واوا أو ياء حذفت لأجل واو الضمير أو يائه ، وضمّ ما بقى قبل واو الضمير ، وكسر ما
بقى قبل ياء الضمير ؛ فتقول : «يا زيدون هل تغزون ، وهل ترمون ، ويا هند هل تغزين
، وهل ترمين» ؛ فإذا ألحقته نون التوكيد فعلت به ما فعلت بالصحيح : فتحذف نون
الرفع ، وواو الضمير أو ياءه ؛ فتقول : «يا زيدون هل تغزنّ ، وهل ترمنّ ، ويا هند
هل تغزنّ ، وهل ترمنّ» هذا إن أسند إلى الواو والياء.
وإن أسند إلى
الألف لم يحذف آخره ، وبقيت الألف ، وشكل ما قبلها بحركة تجانس الألف ـ وهى الفتحة
ـ فتقول : «هل تغزوانّ ، وهل ترميانّ».
وإن كان آخر
الفعل ألفا : فإن رفع الفعل غير الواو والياء ـ كالألف والضمير المستتر ـ انقلبت
الألف التى فى آخر الفعل ياء ، وفتحت ، نحو : «اسعيانّ ، وهل تسعيانّ ، واسعينّ يا
زيد».
وإن رفع واوا
أو ياء حذفت الألف ، وبقيت الفتحة التى كانت قبلها ، وضمت الواو ، وكسرت الياء ؛
فتقول ، «يا زيدون اخشونّ ، ويا هند اخشينّ».
هذا إن لحقته
نون التوكيد ، وإن لم تلحقه لم تضم الواو ، ولم تكسر الياء ، بل تسكنهما ؛ فتقول :
«يا زيدون هل تخشون ، ويا هند هل تخشين ، ويا زيدون اخشوا ، ويا هند اخشى».
* * *
ولم تقع
خفيفة بعد الألف
|
|
لكن شديدة ،
وكسرها ألف
|
لا تقع نون
التوكيد الخفيفة بعد الألف ؛ فلا تقول : «اضربان» بنون مخففة ، بل يجب التشديد ؛ فتقول : «اضربانّ» بنون
مشددة
__________________
مكسورة خلافا ليونس ؛ فإنه أجاز وقوع النون الخفيفة بعد الألف ، ويجب عنده
كسرها.
* * *
وألفا زد
قبلها مؤكّدا
|
|
فعلا إلى نون
الإناث أسندا
|
إذا أكد الفعل
المسند إلى نون الإناث بنون التوكيد وجب أن يفصل بين نون الإناث ونون التوكيد بألف
، كراهية توالى الأمثال ، فتقول : «اضربنانّ» بنون مشددة مكسورة قبلها ألف.
* * *
وحذف خفيفة
لساكن ردف
|
|
وبعد غير
فتحة إذا تقف
|
__________________
واردد إذا
حذفتها فى الوقف ما
|
|
من أجلها فى
الوصل كان عدما
|
وأبدلنها بعد
فتح ألفا
|
|
وقفا ، كما
تقول فى قفن : قفا
|
إذا ولى الفعل
المؤكّد بالنون الخفيفة ساكن ، وجب حذف النون لالتقاء الساكنين ، فتقول : «اضرب
الرّجل» بفتح الباء ، والأصل «اضربن» فحذفت نون التوكيد لملاقاة الساكن ـ وهو
لام التعريف ـ ومنه قوله :
__________________
ـ
لا تهين
الفقير علّك أن
|
|
تركع يوما
والدّهر قد رفعه
|
__________________
وكذلك تحذف نون
التوكيد الخفيفة فى الوقف ، إذا وقعت بعد غير فتحة ـ أى بعد ضمة أو كسرة ـ ويردّ
حينئذ ما كان حذف لأجل نون التوكيد ؛ فتقول فى : «اضربن يا زيدون» إذا وقفت على
الفعل : اضربوا ، وفى : «اضربن يا هند» : اضربى ؛ فتحذف نون التوكيد الخفيفة للوقف
، وتردّ الواو التى حذفت لأجل نون التوكيد ، وكذلك الياء ؛ فإن وقعت نون التوكيد
الخفيفة بعد فتحة أبدلت النون فى الوقف [أيضا] ألفا فتقول فى «اضربن يا زيد» :
اضربا.
* * *
__________________
ما لا ينصرف
الصّرف تنوين
أتى مبيّنا
|
|
معنى به يكون
الاسم أمكنا
|
الاسم إن أشبه
الحرف سمى مبنيّا ، وغير متمكن ، وإن لم يشبه الحرف سمى معربا ، ومتمكنا.
ثم المعرب على
قسمين :
أحدهما : ما
أشبه الفعل ، ويسمى غير منصرف ، ومتمكنا غير أمكن.
والثانى : ما
لم يشبه الفعل ، ويسمى منصرفا ، ومتمكنا أمكن.
وعلامة المنصرف
: أن يجرّ بالكسرة مع الألف واللام ، والإضافة ، وبدونهما وأن يدخله الصرف ـ وهو
التنوين [الذى] لغير مقابلة أو تعويض ، الدالّ على معنى يستحق به الاسم أن يسمى
أمكن ، وذلك المعنى هو عدم شبهه الفعل ـ نحو «مررت بغلام ، وغلام زيد ، والغلام».
واحترز بقوله «لغير
مقابلة» من تنوين «أذرعات» ونحوه ؛ فإنه تنوين جمع المؤنث السالم ، وهو يصحب غير
المنصرف : كأذرعات ، وهندات ـ علم امرأة ـ وقد سبق الكلام فى تسميته تنوين
المقابلة.
واحترز بقوله «أو
تعويض» من تنوين «جوار ، وغواش» ونحوهما ؛ فإنه عوض من الياء ، والتقدير : جوارى ،
وغواشى ، وهو يصحب غير المنصرف ،
__________________
كهذين المثالين ، وأما المنصرف فلا يدخل عليه هذا التّنوين.
ويجرّ بالفتحة
: إن لم يضف ، أو لم تدخل عليه «أل» نحو «مررت بأحمد» ؛ فإن أضيف ، أو دخلت عليه «أل»
جرّ بالكسرة ، نحو «مررت بأحمدكم ، وبالأحمد».
وإنما يمنع
الاسم من الصرف إذا وجد فيه علتان من علل تسع ، أو واحدة منها تقوم مقام العلتين ،
والعلل التسع يجمعها قوله :
عدل ، ووصف ،
وتأنيث ، ومعرفة
|
|
وعجمة ، ثمّ
جمع ، ثمّ تركيب
|
والنّون
زائدة من قبلها ألف ،
|
|
ووزن فعل ،
وهذا القول تقريب
|
وما يقوم مقام
علتين منها اثنان ؛ أحدهما : ألف التأنيث ؛ مقصورة كانت ، كـ «حبلى» أو ممدودة ،
كـ «حمراء». والثانى : الجمع المتناهى ، كـ «مساجد ، ومصابيح» وسيأتى الكلام عليها
مفصّلا.
* * *
فألف
التّأنيث مطلقا منع
|
|
صرف الّذى
حواه كيفما وقع
|
__________________
قد سبق أن ألف
التأنيث تقوم مقام علتين ـ وهو المراد هنا ـ فيمنع ما فيه ألف التأنيث من الصرف
مطلقا ، أى : سواء كانت الألف مقصورة ، كـ «حبلى» أو ممدودة ، كـ «حمراء» علما كان
ما هى فيه ، كـ «زكرياء» أو غير علم كما مثل.
* * *
وزائدا فعلان
ـ فى وصف سلم
|
|
من أن يرى
بتاء تأنيث ختم
|
أى : يمنع
الاسم من الصرف للصفة وزيادة الألف والنون ، بشرط أن
__________________
لا يكون المؤنث فى ذلك [مختوما] بتاء التأنيث ، وذلك نحو : سكران ، وعطشان
، وغضبان ؛ فتقول : «هذا سكران ، ورأيت سكران ، ومررت بسكران» ؛ فتمنعه من الصرف
للصفة وزيادة الألف والنون ، والشرط موجود فيه ؛ لأنك لا تقول للمؤنثة : سكرانة ،
وإنما تقول : سكرى ، وكذلك عطشان ، وغضبان ؛ فتقول : امرأة عطشى ، وغضبى ، ولا
تقول : عطشانة ، ولا غضبانة ؛ فإن كان المذكر على فعلان ، والمؤنث على فعلانة صرفت
؛ فتقول : هذا رجل سيفان ، أى : طويل ، ورأيت رجلا سيفانا ، ومررت برجل سيفان ،
فتصرفه ؛ لأنك تقول للمؤنثة : سيفانة ، أى : طويلة.
* * *
ووصف اصلىّ ،
ووزن أفعلا
|
|
ممنوع تأنيث
بتا : كأشهلا
|
أى : وتمنع
الصفة أيضا ، بشرط كونها أصلية ، أى غير عارضة ، إذا انضمّ إليها كونها على وزن
أفعل ، ولم تقبل التاء ، نحو : أحمر ، وأخضر.
فإن قبلت التاء
صرفت ، نحو «مررت برجل أرمل» أى : فقير ، فتصرفه ؛ لأنك تقول للمؤنثة : أرملة ،
بخلاف أحمر ، وأخضر ؛ فإنهما لا ينصرفان ؛ إذ يقال للمؤنثة : حمراء ، وخضراء ، ولا
يقال : أحمرة. وأخضرة ؛ فمنعا للصفة ووزن الفعل.
وإن كانت الصفة
عارضة كأربع ـ فإنه ليس صفة فى الأصل ، بل اسم
__________________
عدد ، ثم استعمل صفة فى قولهم «مررت بنسوة أربع» ـ فلا يؤثر ذلك فى منعه من
الصرف ، وإليه أشار بقوله :
وألغينّ عارض
الوصفيّه
|
|
كأربع ،
وعارض الإسميّه
|
فالأدهم
القيد لكونه وضع
|
|
فى الأصل
وصفا انصرافه منع
|
وأجدل وأخيل
وأفعى
|
|
مصروفة ، وقد
ينلن المنعا
|
أى : إذا كان
استعمال الاسم على وزن أفعل صفة ليس بأصل ، وإنما هو عارض كأربع فألغه : أى لا
تعتدّ به فى منع الصرف ، كما لا تعتدّ بعروض
__________________
الاسمية فيما هو صفة فى الأصل : كـ «أدهم» للقيد ، فإنه صفة فى الأصل [لشىء
فيه سواد] ، ثم استعمل استعمال الأسماء ؛ فيطلق على كل قيد أدهم ، ومع هذا تمنعه
نظرا إلى الأصل.
وأشار بقوله : «وأجدل
ـ إلى آخره» إلى أن هذه الألفاظ ـ أعنى : أجدلا للصّقر ، وأخيلا لطائر ، وأفعى
للحية ـ ليست بصفات ؛ فكان حقها أن لا تمنع من الصرف ، ولكن منعها بعضهم لتخيّل
الوصف فيها ، فتخيل فى «أجدل» معنى القوة ، وفى «أخيل» معنى التخيل ، وفى «أفعى»
معنى الخبث ؛ فمنعها لوزن الفعل والصفة المتخيّلة ، والكثير فيها الصرف ؛ إذ لا
وصفية فيها محقّقة.
* * *
ومنع عدل مع
وصف معتبر
|
|
فى لفظ مثنى
وثلاث وأخر
|
ووزن مثنى
وثلاث كهما ،
|
|
من واحد
لأربع فليعلما
|
__________________
مما يمنع صرف
الاسم : العدل والصفة ، وذلك فى أسماء العدد المبنية على فعال ومفعل ، كثلاث ومثنى
؛ فثلاث : معدولة عن ثلاثة ثلاثة ، ومثنى : معدولة عن اثنين اثنين ؛ فتقول : «جاء
القوم ثلاث» أى ثلاثة ثلاثة ، و «مثنى» أى اثنين اثنين.
وسمع استعمال
هذين الوزنين ـ أعنى فعال ، ومفعل ـ من واحد واثنين وثلاثة وأربعة ، نحو : أحاد
وموحد ، وثناء ومثنى ، وثلاث ومثلث ، ورباع ومربع ، وسمع أيضا فى خمسة وعشرة ، نحو
: خماس ومخمس ، وعشار ومعشر.
وزعم بعضهم أنه
سمع أيضا فى ستة وسبعة وثمانية وتسعة ، نحو سداس ومسدس ، وسباع ومسبع ، وثمان
ومثمن ، وتساع ومتسع.
ومما يمنع من
الصرف للعدل والصفة «أخر» التى فى قولك : «مررت بنسوة أخر» وهو معدول عن الأخر.
وتلخّص من كلام
المصنف : أن الصفة تمنع مع الألف والنون الزائدتين ، ومع وزن الفعل ، ومع العدل.
* * *
وكن لجمع
مشبه مفاعلا
|
|
أو المفاعيل
بمنع كافلا
|
__________________
هذه هى العلة
الثانية التى تستقلّ بالمنع ، وهى : الجمع المتناهى ، وضابطه : كلّ جمع بعد ألف
تكسيره حرفان أو ثلاثة أوسطها ساكن ، نحو : مساجد ومصابيح.
ونبه بقوله : «مشبه
مفاعلا أو المفاعيل» على أنه إذا كان الجمع على هذا الوزن منع ، وإن لم يكن فى
أوله ميم ؛ فيدخل «ضوارب ، وقناديل» فى ذلك ، فإن تحرك الثانى صرف نحو صياقلة .
* * *
وذا اعتلال
منه كالجوارى
|
|
رفعا وجرّا
أجره كسارى
|
إذا كان هذا
الجمع ـ أعنى صيغة منتهى الجموع ـ معتلّ الآخر أجريته فى الجر والرفع مجرى المنقوص
كـ «سارى» فتنونه ، وتقدر رفعه أو جره ، ويكون التنوين عوضا عن الياء المحذوفة ،
وأما فى النصب فتثبت الياء ، وتحركها بالفتح ، بغير تنوين ؛ فتقول : «هؤلاء جوار
وغواش ، ومررت بجوار
__________________
وغواش ، ورأيت جوارى وغواشى» والأصل فى الجر والرفع «جوارى» و «غواشى»
فحذفت الياء ، وعوّض منها التنوين.
* * *
ولسراويل
بهذا الجمع
|
|
شبه اقتضى
عموم المنع
|
يعنى أن «سراويل»
لما كانت صيغته كصيغة منتهى الجموع امتنع من الصرف لشبهه به ، وزعم بعضهم أنه يجوز
فيه الصرف وتركه ، واختار المصنف أنه لا ينصرف ، ولهذا قال «شبه اقتضى عموم المنع».
* * *
وإن به سمّى
أو بما لحق
|
|
به فالانصراف
منعه يحق
|
__________________
أى : إذا سمّى
بالجمع المتناهى ، أو بما ألحق به لكونه على زنته ، كشراحيل ، فإنه يمنع من الصرف
للعلمية وشبه العجمة ؛ لأن هذا ليس فى الآحاد العربية ما هو على زنته ؛ فتقول فيمن
اسمه مساجد أو مصابيح أو سراويل : «هذا مساجد ، ورأيت مساجد ، ومررت بمساجد» وكذا
البواقى.
* * *
والعلم امنع
صرفه مركّبا
|
|
تركيب مزج
نحو «معديكربا»
|
مما يمنع صرف
الاسم : العلمية والتركيب ، نحو «معديكرب ، وبعلبكّ» فتقول : «هذا معديكرب ، ورأيت
معديكرب ، ومررت بمعديكرب» ؛ فتجعل إعرابه على الجزء الثانى ، وتمنعه من الصرف
للعلمية والتركيب.
وقد سبق الكلام
فى الأعلام المركبة فى باب العلم.
* * *
__________________
كذاك حاوى
زائدى فعلانا
|
|
كغطفان ،
وكأصبهانا
|
أى : كذلك يمنع
الاسم من الصرف إذا كان علما ، وفيه ألف ونون زائدتان : كغطفان ، وأصبهان ـ بفتح
الهمزة وكسرها ـ فتقول : «هذا غطفان ، ورأيت غطفان ، ومررت بغطفان» فتمنعه من
الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون.
* * *
كذا مؤنّث
بهاء مطلقا
|
|
وشرط منع
العار كونه ارتقى
|
فوق الثّلاث
، أو كجور ، أو سقر
|
|
أو زيد : اسم
امرأة لا اسم ذكر
|
__________________
وجهان فى
العادم تذكيرا سبق
|
|
وعجمة ـ كهند
ـ والمنع أحقّ
|
و [مما] يمنع
صرفه أيضا العلمية والتأنيث.
فإن كان العلم
مؤنثا بالهاء امتنع من الصرف مطلقا ، أى : سواء كان علما لمذكر كطلحة أو لمؤنث
كفاطمة ، زائدا على ثلاثة أحرف كما مثل ، أم لم يكن كذلك كثبة وقلة ، علمين.
وإن كان مؤنثا
بالتعليق ـ أى بكونه علم أنثى ـ فإما أن يكون على ثلاثة أحرف ، أو على أزيد من ذلك
؛ فإن كان على أزيد من ذلك امتنع من الصرف كزينب ، وسعاد ، علمين ؛ فتقول : «هذه
زينب ، ورأيت زينب ، ومررت بزينب» وإن كان على ثلاثة أحرف ؛ فإن كان محرّك الوسط
منع أيضا كسقر ، وإن كان ساكن للوسط ؛ فإن كان أعجميا كجور ـ اسم بلد ـ أو منقولا
من مذكر إلى مؤنث كزيد ـ اسم امرأة ـ منع أيضا ، فإن لم يكن كذلك : بأن كان ساكن
الوسط وليس أعجميّا ولا منقولا من مذكر ، ففيه وجهان : المنع ، والصرف ، والمنع أولى ؛ فتقول : «هذه هند ، ورأيت هند
، ومررت بهند».
* * *
__________________
والعجمىّ
الوضع والتّعريف ، مع
|
|
زيد على
الثّلاث ـ صرفه امتنع
|
ويمنع صرف
الاسم أيضا العجمة والتعريف ، وشرطه : أن يكون علما فى اللسان الأعجمى ، وزائدا
على ثلاثة أحرف ، كإبراهيم ، وإسماعيل ؛ فتقول : «هذا إبراهيم ، ورأيت إبراهيم ،
ومررت بإبراهيم» فنمنعه من الصرف للعلمية والعجمة.
فإن لم يكن
الأعجمىّ علما فى لسان العجم ، بل فى لسان العرب ، أو كان نكرة فيهما ، كلجام ـ علما
أو غير علم ـ صرفته ؛ فتقول : «هذا لجام ، ورأيت لجاما ، ومررت بلجام» ، وكذلك
تصرف ما كان علما أعجميا على ثلاثة أحرف ، سواء كان محرك الوسط كشتر ، أو ساكنه
كنوح ولوط.
* * *
كذاك ذو وزن
يخصّ الفعلا
|
|
أو غالب :
كأحمد ، ويعلى
|
_________________
أى : كذلك يمنع
صرف الاسم إذا كان علما ، وهو على وزن يخصّ الفعل ، أو يغلب فيه ، والمراد بالوزن
الذى يخص الفعل : ما لا يوجد فى غيره إلا ندورا ، وذلك كفعّل وفعل ؛ فلو سميت رجلا
بضرب أو كلّم منعته من الصرف ؛ فتقول : «هذا ضرب أو كلّم ، ورأيت ضرب أو كلّم ،
ومررت بضرب أو كلّم» والمراد بما يغلب فيه : أن يكون الوزن يوجد فى الفعل كثيرا ،
أو يكون فيه زيادة تدل على معنى فى الفعل ولا تدل على معنى فى الاسم ؛ فالأول
كإثمد وإصبع ؛ فإن هاتين الصيغتين يكثران فى الفعل دون الاسم كاضرب ، واسمع ،
ونحوهما من الأمر المأخوذ من فعل ثلاثى ؛ فلو سميت [رجلا] بإثمد وإصبع منعته من
الصرف للعلمية ووزن الفعل ؛ فتقول : «هذا إثمد ، ورأيت إثمد ، ومررت بإثمد»
والثانى كأحمد ، ويزيد ، فإن كلّا من الهمزة والياء يدل على معنى فى الفعل ـ وهو
التكلم والغيبة ـ ولا يدلّ على معنى فى الاسم ؛ فهذا الوزن غالب فى الفعل ، بمعنى
أنه به أولى [فتقول : «هذا أحمد ويزيد ، ورأيت أحمد ويزيد ، ومررت بأحمد ويزيد»]
فيمنع للعلمية ووزن الفعل.
فإن كان الوزن
غير مختصّ بالفعل ، ولا غالب فيه ـ لم يمنع من الصرف ، فتقول فى رجل اسمه ضرب : «هذا
ضرب ، ورأيت ضربا ، ومررت بضرب» ، لأنه يوجد فى الاسم كحجر وفى الفعل كضرب.
* * *
_________________
وما يصير
علما من ذى ألف
|
|
زيدت لإلحاق
فليس ينصرف
|
أى : ويمنع صرف
الاسم ـ أيضا ـ للعلمية وألف الإلحاق المقصورة كعلقى ، وأرطى ؛ فتقول فيهما علمين
: «هذا علقى ، ورأيت علقى ، ومررت بعلقى» فتمنعه من الصرف للعلمية وشبه ألف
الإلحاق بألف التأنيث ، من جهة أن ما هى فيه والحالة هذه ـ أعنى حال كونه علما ـ لا
يقبل تاء التأنيث ؛ فلا تقول فيمن اسمه علقى «علقاة» كما لا تقول فى حبلى «حبلاة»
فإن كان ما فيه [ألف] الإلحاق غير علم كعلقى وأرطى ـ قبل التسمية بهما ـ صرفته ؛
لأنها والحالة هذه لا تشبه ألف التأنيث ، وكذا إن كانت ألف الإلحاق ممدوة كعلباء ،
فإنك تصرف ما هى فيه : علما كان ، أو نكرة.
* * *
والعلم امنع
صرفه إن عدلا
|
|
كفعل التّوكيد
أو كثعلا
|
__________________
والعدل
والتّعريف مانعا سحر
|
|
إذا به
التّعيين قصدا يعتبر
|
يمنع صرف الاسم
للعلمية ـ أو شبهها ـ وللعدل ، وذلك فى ثلاثة مواضع :
الأول : ما كان
على فعل من ألفاظ التوكيد ؛ فإنه يمنع من الصرف لشبه العلمية والعدل ، وذلك نحو «جاء
النساء جمع ، ورأيت النساء جمع ، ومررت بالنساء جمع» والأصل جمعاوات ؛ لأن مفرده
جمعاء ، فعدل عن جمعاوات إلى جمع ، وهو معرف بالإضافة المقدرة أى : جمعهن ، فأشبه
تعريفه تعريف العلمية من جهة أنه معرفة ، وليس فى اللفظ ما يعرفه.
الثانى : العلم
المعدول إلى فعل : كعمر ، وزفر ، وثعل ، والأصل عامر وزافر وثاعل ؛ فمنعه من الصرف
للعلمية والعدل.
الثالث : «سحر»
إذا أريد من يوم بعينه ، نحو «جئتك يوم الجمعة سحر» فسحر ممنوع من الصرف للعدل
وشبه العلمية ، وذلك أنه معدول عن السحر ؛
__________________
لأنه معرفة ، والأصل فى التعريف أن يكون بأل ، فعدل به عن ذلك ، وصار
تعريفه مشبها لتعريف العلمية ، من جهة أنه لم يلفظ معه بمعرّف.
* * *
وابن على
الكسر فعال علما
|
|
مؤنّثا ، وهو
نظير جشما
|
عند تميم ،
واصرفن ما نكّرا
|
|
من كلّ ما
التّعريف فيه أثرا
|
أى : إذا كان
علم المؤنث على وزن فعال ـ كحذام ، ورقاش ـ فللعرب فيه مذهبان :
أحدهما ـ وهو
مذهب أهل الحجاز ـ بناؤه على الكسر ؛ فتقول : «هذه حذام ، ورأيت حذام ، ومررت
بحذام» .
__________________
والثانى ـ وهو
مذهب بنى تميم ـ إعرابه كإعراب ما لا ينصرف للعلميّة والعدل ، والأصل حاذمة وراقشة
، فعدل إلى حذام ورقاش ، كما عدل عمر وجشم عن عامر وجاشم ، وإلى هذا أشار بقوله : «وهو
نظير جشما عند تميم» .
وأشار بقوله «واصرفن
ما نكرا» إلى أن ما كان منعه من الصرف للعلمية وعلة أخرى إذا زالت عنه العلمية
بتنكيره صرف لزوال إحدى العلّتين ، وبقاؤه بعلة واحدة لا يقتضى منع الصرف ، وذلك
نحو معديكرب ، وغطفان ، وفاطمة ، وإبراهيم ، وأحمد ، وعلقى ، وعمر ـ أعلاما ؛ فهذه
ممنوعة من الصرف للعلمية وشىء آخر ، فإذا نكرتها صرفتها لزوال أحد سببيها ـ وهو
العلمية ـ فتقول : «ربّ معديكرب رأيت» وكذا الباقى.
__________________
وتلخّص من
كلامه أن العلمية تمنع الصرف مع التركيب ، ومع زيادة الألف والنون ، ومع التأنيث ،
ومع العجمة ، ومع وزن الفعل ، ومع ألف الإلحاق المقصورة ، ومع العدل.
* * *
وما يكون منه
منقوصا ففى
|
|
إعرابه نهج
جوار يقتفى
|
كلّ منقوص كان
نظيره من الصحيح الآخر ممنوعا من الصرف يعامل معاملة جوار فى أنه ينون فى الرفع
والجر تنوين العوض ، وينصب بفتحة من غير تنوين ، وذلك نحو قاض ـ علم امرأة ـ فإن
نظيره من الصحيح ضارب ـ علم امرأة ـ وهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، فقاض
كذلك ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث ، وهو مشبه بجوار من جهة أن فى آخره ياء قبلها
كسرة ، فيعامل معاملته ؛ فتقول : «هذه قاض ، ومررت بقاض ، ورأيت قاضى» كما تقول : «هؤلاء
جوار ، ومررت بجوار ، ورأيت جوارى».
* * *
ولاضطرار ،
أو تناسب صرف
|
|
ذو المنع ،
والمصروف قد لا ينصرف
|
__________________
كمصدر الفعل
الذي قد بدئا
|
|
بهمز وصل :
كارعوى وكارتأى
|
لما فرغ من
المقصور شرع في الممدود ، وهو : الاسم الذي [في] آخره همزة ، تلي ألفا زائدة ، نحو
حمراء ، وكساء ، ورداء.
فخرج بالاسم
الفعل نحو «يشاء» ، وبقوله «تلي ألفا زائدة» ما كان في آخره همزة تلي ألفا غير
زائدة ، كماء ، وآء جمع آءة ، وهو شجر.
والممدود أيضا
كالمقصور : قياسي ، وسماعي.
فالقياسي : كل
معتل له نظير من الصحيح الآخر ، ملتزم زيادة ألف قبل آخره ، وذلك كمصدر ما أوله
همزة وصل ، نحو ارعوى ارعواء ، وارتأى ارتئاء ، واستقصى استقصاء ، فإن نظيرها من
الصحيح انطلق انطلاقا ، واقتدر اقتدارا ، واستخرج استخراجا ، وكذا مصدر كل فعل
معتل يكون على وزن أفعل ، نحو أعطى إعطاء ، فإن نظيره من الصحيح أكرم إكراما
* * *
__________________
وأما منع
المنصرف من الصرف للضرورة ؛ فأجازه قوم ، ومنعه آخرون ، وهم أكثر البصريين ،
واستشهدوا لمنعه بقوله :
ـ
وممّن ولدوا عامر ذو الطول وذو العرض
فمنع «عامر» من
الصرف ، وليس فيه سوى العلمية ، ولهذا أشار بقوله : «والمصروف قد لا ينصرف».
* * *
__________________
إعراب الفعل
ارفع مضارعا
إذا يجرّد
|
|
من ناصب
وجازم ، كـ «تسعد»
|
إذا جرّد [الفعل]
المضارع عن عامل النصب وعامل الجزم رفع ، واختلف فى رافعه ؛ فذهب قوم إلى أنه
ارتفع لوقوعه موقع الاسم ، فـ «يضرب» فى قولك : «زيد يضرب» واقع موقع «ضارب»
فارتفع لذلك ، وقيل : ارتفع لتجرّده من الناصب والجازم ، وهو اختيار المصنف.
* * *
وبلن انصبه
وكى ، كذا بأن
|
|
لا بعد علم ،
والّتى من بعد ظنّ
|
فانصب بها ،
والرّفع صحّح ، واعتقد
|
|
تخفيفها من
أنّ ، فهو مطّرد
|
__________________
ينصب المضارع
إذا صحبه حرف ناصب ، وهو «لن ، أو كى ، أو أن ، أو إذن» نحو «لن أضرب ، وجئت كى
أتعلّم ، وأريد أن تقوم ، وإذن أكرمك ـ فى جواب من قال لك : آتيك».
وأشار بقوله «لا
بعد علم» إلى أنه إن وقعت «أن» بعد علم ونحوه ـ مما يدلّ على اليقين ـ وجب رفع
الفعل بعدها ، وتكون حينئذ مخفّفة من الثقيلة ، نحو «علمت أن يقوم» ، التقدير : أنّه يقوم ، فخففت أنّ ، وحذف اسمها ، وبقى
خبرها ، وهذه هى غير الناصبة للمضارع ؛ لأن هذه ثنائية لفظا ثلاثية وضعا ، وتلك
ثنائية لفظا ووضعا.
وإن وقعت بعد
ظن ونحوه ـ مما يدل على الرّجحان ـ جاز فى الفعل بعدها وجهان :
أحدهما : النصب
، على جعل «أن» من نواصب المضارع.
الثانى : الرفع
، على جعل «أن» مخففة من الثقيلة.
فتقول : «ظننت
أن يقوم ، وأن يقوم» والتقدير ـ مع الرفع ـ ظننت أنّه يقوم ، فخففت «أنّ» وحذف
اسمها ، وبقى خبرها ، وهو الفعل وفاعله.
* * *
__________________
وبعضهم أهمل «أن»
حملا على
|
|
«ما» أختها حيث استحقّت عملا
|
يعنى أن من
العرب من لم يعمل «أن» الناصبة للفعل المضارع ، وإن وقعت بعد ما لا يدل على يقين
أو رجحان ؛ فيرفع الفعل بعدها حملا على أختها «ما» المصدرية ؛
لاشتراكهما فى أنهما يقدّران بالمصدر ؛ فتقول : «أريد أن تقوم» كما تقول : «عجبت
مما تفعل».
* * *
ونصبوا بإذن
المستقبلا
|
|
إن صدّرت ،
والفعل بعد ، موصلا
|
__________________
أو قبله
اليمين ، وانصب وارفعا
|
|
إذا «إذن» من
بعد عطف وقعا
|
تقدّم أن من
جملة نواصب المضارع «إذن» ولا ينصب بها إلا بشروط :
أحدها : أن
يكون الفعل مستقبلا.
الثانى : أن
تكون مصدّرة.
الثالث : أن لا
يفصل بينها وبين منصوبها.
وذلك نحو أن
يقال : أنا آتيك ؛ فتقول : «إذن أكرمك».
فلو كان الفعل
بعدها حالا لم ينصب ، نحو أن يقال : أحبك ؛ فتقول : «إذن أظنك صادقا» ؛ فيجب رفع «أظن»
وكذلك يجب رفع الفعل بعدها إن لم تتصدّر ، نحو «زيد إذن يكرمك» ؛ فإن كان المتقدم
عليها حرف عطف جاز فى الفعل : الرفع ، والنصب ، نحو «وإذن أكرمك» ، وكذلك يجب
__________________
رفع الفعل بعدها إن فصل بينها وبينه ، نحو «إذن زيد يكرمك» فإن فصلت بالقسم
نصبت ، نحو «إذن والله أكرمك» .
* * *
وبين «لا»
ولام جرّ التزم
|
|
إظهار «أن»
ناصبة ، وإن عدم
|
«لا» فأن اعمل مظهرا أو مضمرا
|
|
وبعد نفى كان
حتما أضمرا
|
كذك بعد «أو»
إذا يصلح فى
|
|
موضعها «حتّى»
أو «الّا» أن خفى
|
__________________
اختصت «أن» من
بين نواصب المضارع بأنها تعمل : مظهرة ، ومضمرة.
فتظهر وجوبا
إذا وقعت بين لام الجر ولا النافية ، نحو «جئتك لئلّا تضرب زيدا».
وتظهر جوازا
إذا وقعت بعد لام الجر ولم تصحبها لا النافية ، نحو «جئتك لأقرأ» و «لأن أقرأ» ،
هذا إذا لم تسبقها «كان» المنفية.
فإن سبقتها «كان»
المنفية وجب إضمار «أن» ، نحو «ما كان زيد ليفعل» ولا تقول : «لأن يفعل» قال الله
تعالى : (وَما كانَ اللهُ
لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)
ويجب إضمار «أن»
بعد «أو» المقدّرة بحتى ، أو إلّا ؛ فتقدّر بحتى إذا كان الفعل الذى قبلها [مما]
ينقضى شيئا فشيئا ، وتقدّر بإلّا إن لم يكن كذلك ؛ فالأول كقوله :
ـ
لأستسهلنّ
الصّعب أو أدرك المنى
|
|
فما انقادت
الآمال إلّا لصابر
|
__________________
أى : لأستسهلنّ
الصّعب حتى أدرك المنى ؛ فـ «أدرك» : منصوب بـ «أن» المقدّرة بعد أو التى بمعنى
حتى ، وهى واجبه الإضمار ، والثانى كقوله :
ـ
وكنت إذا
غمزت قناة قوم
|
|
كسرت كعوبها
أو تستقيما
|
__________________
أى : كسرت
كعوبها إلا أن تستقيم ، فـ «تستقيم» : منصوب بـ «أن» بعد «أو» واجبة الإضمار.
* * *
وبعد حتّى
هكذا إضمار «أن»
|
|
حتم ، كـ «جد
حتّى تسرّ ذا حزن»
|
ومما يجب إضمار
«أن» بعده : حتّى ، نحو «سرت حتّى أدخل البلد» ؛ فـ «حتى» : حرف [جر] و «أدخل» :
منصوب بأن المقدّرة بعد حتى ، هذا إذا كان الفعل بعدها مستقبلا.
فإن كان حالا ،
أو مؤوّلا بالحال ـ وجب رفعه ، وإليه الإشارة بقوله :
وتلو حتّى
حالا او مؤوّلا
|
|
به ارفعنّ ،
وانصب المستقبلا
|
__________________
فتقول : «سرت
حتّى أدخل البلد» بالرفع ، إن قلته وأنت داخل ، وكذلك إن كان الدخول قد وقع ،
وقصدت به حكاية تلك الحال ، نحو «كنت سرت حتّى أدخلها».
* * *
وبعد فاجواب
نفى أو طلب
|
|
محضين «أن»
وسترها حتم ، نصب
|
يعنى أنّ «أن»
تنصب ـ وهى واجبة الحذف ـ الفعل المضارع بعد الفاء المجاب بها نفى محض ، أو طلب
محض ؛ فمثال النفى «ما تأتينا فتحدّثنا» وقد قال تعالى : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) ، ومعنى كون النفى محضا : أن يكون خالصا من معنى
الإثبات ؛ فإن لم يكن خالصا منه وجب رفع ما بعد الفاء ، نحو
__________________
«ما أنت إلا تأتينا فتحدثنا» ، ومثال الطلب ـ وهو يشمل : الأمر ، والنهى ، والدعاء ،
والاستفهام ، والعرض ، والتّحضيض ، والتمنى ـ فالأمر نحو «ائتنى فأكرمك» ومنه :
ـ
يا ناق سيرى
عنقا فسيحا
|
|
إلى سليمان
فنستريحا
|
والنهى نحو «لا
تضرب زيدا فيضربك» ومنه قوله تعالى : (لا تَطْغَوْا فِيهِ
فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) والدعاء نحو «ربّ انصرنى فلا أخذل» ومنه :
ـ
ربّ وفّقنى
فلا أعدل عن
|
|
سنن السّاعين
فى خير سنن
|
__________________
والاستفهام نحو
«هل تكرم زيدا فيكرمك؟» ومنه قوله تعالى : (فَهَلْ لَنا مِنْ
شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا) والعرض نحو «ألا تنزل عندنا فتصيب خيرا» ومنه قوله :
ـ
يا ابن
الكرام ألا تدنو فتبصر ما
|
|
قد حدّثوك
فما راء كمن سمعا؟
|
__________________
والتّحضيض نحو «لو
لا تأتينا فتحدّثنا» ، ومنه [قوله تعالى] : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي
إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) والتمنى نحو «ليت لى مالا فأتصدّق منه» ، ومنه قوله
تعالى : (يا لَيْتَنِي كُنْتُ
مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً).
ومعنى «أن يكون
الطلب محضا» أن لا يكون مدلولا عليه باسم فعل ، ولا بلفظ الخبر ؛ فإن كان مدلولا
عليه بأحد هذين المذكورين وجب رفع ما بعد الفاء ، نحو «صه فأحسن إليك ، وحسبك
الحديث فينام النّاس».
* * *
والواو كالفا
، إن تفد مفهوم مع ،
|
|
كلا تكن جلدا
وتظهر الجزع
|
يعنى أن
المواضع التى ينصب فيها المضارع بإضمار «أن» وجوبا بعد الفاء ينصب فيها كلّها بـ «أن»
مضمرة وجوبا بعد الواو إذا قصد بها المصاحبة ، نحو (وَلَمَّا يَعْلَمِ
اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) وقوله :
__________________
ـ
فقلت ادعى
وأدعو ؛ إنّ أندى
|
|
لصوت أن
ينادى داعيان
|
وقوله :
ـ
لا تنه عن
خلق وتأتى مثله
|
|
عار عليك ـ إذا
فعلت ـ عظيم
|
__________________
وقوله :
ـ
ألم أك جاركم
ويكون بينى
|
|
وبينكم
المودّة والإخاء؟
|
__________________
واحترز بقوله :
«إن تفد مفهوم مع» عما إذا لم تفد ذلك ، بل أردت التشريك بين الفعل والفعل ، أو
أردت جعل ما بعد الواو خبرا لمبتدأ محذوف ؛ فإنه لا يجوز حينئذ النصب ، ولهذا جاز
فيما بعد الواو فى قولك : «لا تأكل السمك وتشرب اللبن» ثلاثة أوجه : الجزم على
التشريك بين الفعلين ، نحو «لا تأكل السمك وتشرب اللبن» والثانى : الرفع على إضمار
مبتدأ ، نحو «لا تأكل السمك وتشرب اللّبن» أى : وأنت تشرب اللبن ، والثالث : النصب
على معنى النهى عن الجمع بينهما ، نحو : «لا تأكل السمك وتشرب اللّبن» أى : لا يكن
منك أن تأكل السمك وأن تشرب اللبن ، فينصب هذا الفعل بأن مضمرة.
* * *
وبعد غير
النّفى جزما اعتمد
|
|
إن تسقط الفا
والجزاء قد قصد
|
يجوز فى جواب
غير النفى ، من الأشياء التى سبق ذكرها ، أن تجزم إذا
__________________
سقطت الفاء وقصد الجزاء ، نحو «زرنى أزرك» ، وكذلك الباقى ، وهل هو مجزوم
بشرط مقدر ، أى : زرنى فإن تزرنى أزرك ، أو بالجملة قبله؟ قولان ، ولا يجوز الجزم فى النفى ؛ فلا تقول : «ما تأتينا
تحدّثنا».
* * *
وشرط جزم بعد
نهى أن تضع
|
|
«إن» قبل «لا» دون تخالف يقع
|
لا يجوز الجزم
عند سقوط الفاء بعد النهى ، إلا بشرط أن يصح المعنى بتقدير دخول إن [الشرطية] على
لا ؛ فتقول : «لا تدن من الأسد تسلم» بجزم «تسلم» ؛ إذ يصح «إن لا تدن من الأسد
تسلم» ولا يجوز الجزم فى قولك : «لا تدن من الأسد يأكلك» ؛ إذ لا يصح «إن لا تدن
من الأسد يأكلك» ،
__________________
وأجاز الكسائى ذلك ، بناء على أنه لا يشترط عنده دخول «إن» على «لا» ؛
فجزمه على معنى «إن تدن من الأسد يأكلك».
* * *
والأمر إن
كان بغير افعل فلا
|
|
تنصب جوابه ،
وجزمه اقبلا
|
قد سبق أنه إذا
كان الأمر مدلولا عليه باسم فعل ، أو بلفظ الخبر ، لم يجز نصبه بعد الفاء ، وقد صرّح بذلك هنا ، فقال : متى كان الأمر بغير صيغة
افعل ونحوها فلا ينتصب جوابه ، ولكن لو أسقطت الفاء جزمته كقولك : «صه أحسن إليك ،
وحسبك الحديث ينم النّاس» وإليه أشار بقوله : «وجزمه اقبلا».
* * *
والفعل بعد
الفاء فى الرّجا نصب
|
|
كنصب ما إلى
التّمنّى ينتسب
|
__________________
أجاز الكوفيون
قاطبة أن يعامل الرجاء معاملة التمنى ، فينصب جوابه المقرون بالفاء ، كما نصب جواب
التمنّى ، وتابعهم المصنف ، ومما ورد منه قوله تعالى : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ
السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ) فى قراءة من نصب «أطلع» وهو حفص عن عاصم.
* * *
وإن على اسم
خالص فعل عطف
|
|
تنصبه «أن» :
ثابتا ، أو منحذف
|
يجوز أن ينصب بأن
محذوفة أو مذكورة ، بعد عاطف تقدم عليه اسم خالص : أى غير مقصود به معنى الفعل ،
وذلك كقوله :
ـ
ولبس عباءة
وتقرّ عينى
|
|
أحبّ إلىّ من
لبس الشّفوف
|
__________________
فـ «تقرّ»
منصوب بـ «أن» محذوفة ، وهى جائزة الحذف ؛ لأن قبله اسما صريحا ، وهو لبس ، وكذلك
قوله :
ـ
[إنّى وقتلى سليسكا ثمّ أعقله
|
|
كالثّور يضرب
لمّا عافت البقر
|
__________________
فـ «أعقله» :
منصوب بـ «أن» محذوفة ، وهى جائزة الحذف ؛ لأن قبله اسما صريحا ، وهو «قتلى» ،
وكذلك قوله] :
ـ
لو لا توقّع
معترّ فأرضيه
|
|
ما كنت أوثر
إترابا على ترب
|
__________________
فـ «أرضيه» :
منصوب «بأن» محذوفة جوازا بعد الفاء ؛ لأن قبلها اسما صريحا ـ وهو «توقّع» ـ وكذلك
قوله تعالى : (وَما كانَ لِبَشَرٍ
أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ
رَسُولاً) فـ «يرسل» : منصوب بـ «أن» الجائزة الحذف ، لأن قبله «وحيا»
وهو اسم صريح.
فإن كان الاسم
غير صريح ـ أى : مقصودا به معنى الفعل ـ لم يجز النصب ، نحو «الطائر فيغضب زيد
الذباب» فـ «يغضب» : يجب رفعه ، لأنه معطوف على «طائر» وهو اسم غير صريح ؛ لأنه
واقع موقع الفعل ، من جهة أنه صلة لأل ، وحقّ الصلة أن تكون جملة ، فوضع «طائر»
موضع «يطير»
__________________
ـ والأصل «الذى يطير» ـ فلما جىء
بأل عدل عن الفعل [إلى اسم الفاعل] لأجل أل ؛ لأنها لا تدخل إلا على الأسماء.
* * *
وشذّ حذف «أن»
ونصب ، فى سوى
|
|
ما مرّ ،
فاقبل منه ما عدل روى
|
لما فرغ من ذكر
الأماكن التى ينصب فيها بـ «أن» محذوفة ـ إما وجوبا ، وإما جوازا ـ ذكر أنّ حذف «أن»
والنّصب بها فى غير ما ذكر شاذ لا يقاس عليه ، ومنه قولهم : «مره يحفرها» بنصب «يحفر»
أى : مره أن يحفرها ، ومنه [قولهم] «خذ اللّصّ قبل يأخذك» أى : قبل أن يأخذك ،
ومنه قوله :
ـ
ألا أيّهذا
الزّاجرى أحضر الوغى
|
|
وأن أشهد
الّلذّات ، هل أنت مخلدى؟
|
فى رواية من
نصب «أحضر» أى : أن أحضر.
* * *
__________________
.......................................................................
__________________
عوامل الجزم
بلا ولام
طالبا ضع جزما
|
|
فى الفعل ،
هكذا بلم ولمّا
|
واجزم بإن
ومن وما ومهما
|
|
أىّ متى
أيّان أين إذ ما
|
وحيثما أنّى
، وحرف إذ ما
|
|
كإن ، وباقى
الأدوات أسما
|
الأدوات
الجازمة للمضارع على قسمين :
أحدهما : ما
يجزم فعلا واحدا ، وهو اللام الدالة على الأمر ، نحو «ليقم زيد» ، أو على الدعاء ،
نحو (لِيَقْضِ عَلَيْنا
رَبُّكَ) و «لا» الدالة على النهى ، نحو قوله تعالى : (لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) أو على الدعاء ، نحو (رَبَّنا لا
تُؤاخِذْنا) و «لم» و «لما» وهما للنفى ، ويختصان بالمضارع ،
ويقلبان معناه إلى المضىّ ، نحو «لم يقم زيد ، ولمّا يقم عمرو» ولا يكون النفى
بلمّا إلا متصلا بالحال.
__________________
والثانى : ما
يجزم فعلين ، وهو «إن» نحو (وَإِنْ تُبْدُوا ما
فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ) و «من» نحو (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً
يُجْزَ بِهِ) و «ما» نحو (وَما تَفْعَلُوا مِنْ
خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ) و «مهما» نحو (وَقالُوا مَهْما
تَأْتِنا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ) و «أىّ» نحو (أَيًّا ما تَدْعُوا
فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) و «متى» كقوله :
ـ
متى تأته
تعشو إلى ضوء ناره
|
|
تجد خير نار
عندها خير موقد
|
__________________
و «أيّان»
كقوله :
ـ
أيّان نؤمنك
تأمن غيرنا ، وإذا
|
|
لم تدرك
الأمن منّا لم تزل حذرا
|
__________________
و «أينما» كقوله
:
ـ
* أينما الرّيح تميّلها تمل*
و «إذ ما» نحو
قوله :
ـ
وإنّك إذ ما
تأت ما أنت آمر
|
|
به تلف من
إيّاه تأمر آتيا
|
__________________
و «حيثما» نحو
قوله :
ـ
حيثما تستقم
يقدّر لك الله
|
|
نجاحا فى
غابر الأزمان
|
__________________
و «أنّى» نحو
قوله :
ـ
خليلىّ أنّى
تأتيانى تأتيا
|
|
أخا غير ما
يرضيكما لا يحاول
|
وهذه الأدوات ـ
التى تجزم فعلين ـ كلّها أسماء ، إلا «إن ، وإذ ما» فإنهما حرفان ، وكذلك الأدوات
التى تجزم فعلا واحدا كلّها حروف.
* * *
__________________
فعلين يقتضين
: شرط قدّما
|
|
يتلو الجزاء
، وجوابا وسما
|
يعنى أن هذه
الأدوات المذكورة فى قوله : «واجزم بإن ـ إلى قوله : وأنّى» يقتضين جملتين :
إحداهما ـ وهى المتقدمة ـ تسمى شرطا ، والثانية ـ وهى المتأخرة ـ تسمى جوابا وجزاء
، ويجب فى الجملة الأولى أن تكون فعلية ، وأما الثانية فالأصل فيها أن تكون فعلية
، ويجوز أن تكون اسمية ، نحو : «إن جاء زيد أكرمته ، وإن جاء زيد فله الفضل».
* * *
وماضيين ، أو
مضارعين
|
|
تلفيهما ـ أو
متخالفين
|
__________________
إذا كان الشرط
والجزاء جملتين فعليّتين فيكونان على أربعة أنحاء :
الأول : أن
يكون الفعلان ماضيين ، نحو «إن قام زيد قام عمرو» ويكونان فى محل جزم ، ومنه قوله
تعالى : (إِنْ أَحْسَنْتُمْ
أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ).
والثانى : أن
يكونا مضارعين ، نحو «إن يقم زيد يقم عمرو» ومنه قوله تعالى : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ
أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ).
والثالث : أن
يكون الأول ماضيا والثانى مضارعا ، نحو «إن قام زيد يقم عمرو» ومنه قوله تعالى : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا
وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها).
والرابع : أن
يكون الأول مضارعا ، والثانى ماضيا ، وهو قليل ، ومنه قوله :
ـ
منّ يكدنى
بسيّىء كنت منه
|
|
كالشّجا بين
حلقه والوريد
|
__________________
وقوله صلى الله عليه وسلم : «من يقم ليلة القدر غفر له ما تقدّم من ذنبه» .
* * *
__________________
وبعد ماض
رفعك الجزا حسن
|
|
ورفعه بعد
مضارع وهن
|
أى : إذا كان
الشرط ماضيا والجزاء مضارعا ـ جاز جزم الجزاء ، ورفعه ، وكلاهما حسن : فتقول : «إن
قام زيد يقم عمرو ، ويقوم عمرو» ومنه قوله :
ـ
وإن أناه
خليل يوم مسألة
|
|
يقول : لا
غائب مالى ولا حرم
|
__________________
وإن كان الشرط مضارعا والجزاء مضارعا وجب الجزم [فبهما] ورفع الجزاء ضعيف
كقوله :
ـ
يا أقرع بن
حابس يا أقرع
|
|
إنّك إن يصرع
أخوك تصرع
|
* * *
__________________
واقرن بفا
حتما جوابا لو جعل
|
|
شرطا لإن أو
غيرها ، لم ينجعل
|
أى : إذا كان
الجواب لا يصلح أن يكون شرطا وجب اقترانه بالفاء ، وذلك كالجملة الاسمية ، نحو «إن
جاء زيد فهو محسن» وكفعل الأمر ، نحو «إن جاء زيد فاضربه» وكالفعلية المنفية بما ،
نحو «إن جاء زيد فما أضربه» أو «لن» نحو «إن جاء زيد فلن أضربه».
فإن كان الجواب
يصلح أن يكون شرطا ـ كالمضارع الذى ليس منفيّا بما ، ولا بلن ، ولا مقرونا بحرف
التنفيس ، ولا بقد ، وكالماضى المتصرّف
__________________
الذى هو غير مقرون بقد ـ لم يجب اقترانه بالفاء ، نحو «إن جاء زيد يجىء
عمرو» أو «قام عمرو».
* * *
وتخلف الفاء
إذا المفاجأه
|
|
ك «إن تجد
إذا لنا مكافأه»
|
أى : إذا كان
الجواب جملة اسمية وجب اقترانه بالفاء ، ويجوز إقامة «إذا» الفجائية مقام الفاء ،
ومنه قوله تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ
سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) ولم يقيد المصنف الجملة بكونها اسمية استغناء بفهم ذلك
من التمثيل ، وهو «إن تجد إذا لنا مكافأة».
* * *
والفعل من
بعد الجزا إن يقترن
|
|
بالفا أو
الواو بتثليث قمن
|
__________________
إذا وقع بعد
جزاء الشرط فعل [مضارع] مقرون بالفاء أو الواو ـ جاز فيه ثلاثة أوجه : الجزم ،
والرفع ، والنصب ، وقد قرىء بالثلاثة قوله تعالى : (وَإِنْ تُبْدُوا ما
فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ ، فَيَغْفِرُ لِمَنْ
يَشاءُ) بجزم «يغفر» ورفعه ، ونصبه ، وكذلك روى بالثلاثة قوله :
ـ
فإن يهلك أبو
قابوس يهلك
|
|
ربيع النّاس
والبلد الحرام
|
ونأخذ بعده
بذناب عيش
|
|
أجبّ الظّهر
ليس له سنام
|
__________________
روى بجزم «نأخذ»
ورفعه ، ونصبه.
* * *
وجزم او نصب
لفعل إثرفا
|
|
أو واو ان
بالجملتين اكتنفا
|
إذا وقع بين
فعل الشرط والجزاء فعل مضارع مقرون بالفاء ، أو الواو ـ جاز نصبه وجزمه ، نحو «إن
يقم زيد ، ويخرج خالد ، أكرمك» بجزم «يخرج» ونصبه ، ومن النصب قوله :
__________________
ـ
ومن يقترب منّا
ويخضع نؤوه
|
|
ولا يخش ظلما
ما أقام ولا هضما
|
* * *
والشّرط يغنى
عن جواب قد علم
|
|
والعكس قد
يأتى إن المعنى فهمّ
|
__________________
يجوز حذف جواب
الشرط ، والاستغناء [بالشرط] عنه ، وذلك عند ما يدلّ دليل على حذفه ، نحو «أنت
ظالم إن فعلت» فحذف جواب الشرط لدلالة «أنت ظالم» عليه ، والتقدير : «أنت ظالم ،
إن فعلت فأنت ظالم» ، وهذا كثير فى لسانهم.
وأما عكسه ـ وهو
حذف الشرط والاستغناء عنه بالجزاء ـ فقليل ، ومنه قوله :
ـ
فطلّقها فلست
لها بكفء
|
|
وإلّا يعل
مفرقك الحسام
|
__________________
[أى : وإلّا
تطلقها يعل مفرقك الحسام].
* * *
واحذف لدى
اجتماع شرط وقسم
|
|
جواب ما
أخّرت فهو ملتزم
|
كلّ واحد من
الشرط والقسم يستدعى جوابا ، وجواب الشرط : إما مجزوم ، أو مقرون بالفاء ، وجواب
القسم إن كان جملة فعلية مثبتة ، مصدّرة بمضارع ـ أكّد باللام والنون نحو : «والله
لأضربنّ زيدا» وإن صدّرت بماض اقترن باللام وقد ، نحو «والله لقد قام زيد» وإن كان جملة اسمية فبإنّ
واللام ، أو اللام وحدها ، أو بإنّ وحدها ، نحو «والله إنّ زيدا لقائم»
__________________
و «والله لزيد قائم» و «والله إنّ زيدا قائم» وإن كان جملة فعلية منفية [فينفى]
بما أو لا أو إن ، نحو «والله ما يقوم زيد ، ولا يقوم زيد ، وإن يقوم زيد»
والاسمية كذلك.
فإذا اجتمع شرط
وقسم حذف جواب المتأخّر منهما لدلالة جواب الأول عليه ؛ فتقول : «إن قام زيد والله
يقم عمرو» ؛ فتحذف جواب القسم لدلالة جواب الشرط عليه ، وتقول : «والله إن يقم زيد
ليقومنّ عمرو» ؛ فتحذف جواب الشرط لدلالة جواب القسم عليه.
* * *
وإن تواليا
وقبل ذو خبر
|
|
فالشّرط رجّح
، مطلقا ، بلا حذر
|
أى : إذا اجتمع
الشرط والقسم أجيب السابق منهما ، وحذف جواب المتأخر ، هذا إذا لم يتقدم عليهما ذو
خبر ؛ فإن تقدم عليهما ذو خبر رجّح الشرط مطلقا ، أى : سواء كان متقدما أو متأخرا
؛ فيجاب الشرط ويحذف جواب القسم ؛ فتقول : «زيد إن قام والله أكرمه» و «زيد والله
إن قام أكرمه».
* * *
__________________
وربّما رجّح
بعد قسم
|
|
شرط بلا ذى
خبر مقدّم
|
أى : وقد جاء
قليلا ترجيح الشرط على القسم عند اجتماعهما وتقدّم القسم ، وإن لم يتقدم ذو خبر ،
ومنه قوله :
ـ
لئن منيت بنا
عن غبّ معركة
|
|
لا تلفنا عن
دماء القوم ننتفل
|
__________________
فلام «لئن»
موطّئة لقسم محذوف ـ والتقدير : والله لئن ـ و «إن» : شرط ، وجوابه «لا تلفنا» وهو
مجزوم بحذف الياء ، ولم يجب القسم ، بل حذف جوابه لدلالة جواب الشرط عليه ، ولو
جاء على الكثير ـ وهو إجابة القسم لتقدّمه ـ لقيل : لا تلفينا ؛ بإثبات الياء ؛
لأنه مرفوع.
* * *
__________________
فصل لو
«لو» حرف شرط ، فى مضىّ ، ويقلّ
|
|
إيلاؤها
مستقبلا ، لكن قبل
|
لو تستعمل
استعمالين :
أحدهما : أن
تكون مصدريّة ، وعلامتها صحة وقوع «أن» موقعها ، نحو «وددت لو قام زيد» أى : قيامه
، وقد سبق ذكرها فى باب الموصول .
الثانى : أن
تكون شرطية ، ولا يليها ـ غالبا ـ إلا ماض معنى ، ولهذا قال : «لو حرف شرط فى مضىّ»
وذلك نحو قولك : «لو قام زيد لقمت» وفسّرها سيبويه بأنها حرف لما كان سيقع لوقوع
غيره ، وفسّرها غيره بأنها حرف امتناع لامتناع ، وهذه العبارة الأخيرة هى المشهورة
، والأولى الأصحّ ، وقد يقع بعدها ما هو مستقبل المعنى ، وإليه أشار بقوله «ويقل
إيلاؤها مستقبلا» ومنه قوله تعالى : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ
لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ) وقوله :
__________________
ـ
ولو أنّ ليلى
الأخيليّة سلّمت
|
|
علىّ ودونى
جندل وصفائح
|
لسلّمت تسليم
البشاشة ، أوزقا
|
|
إليها صدى من
جانب القبر صائح
|
* * *
__________________
وهى فى
الاختصاص بالفعل كإن
|
|
لكنّ لو أنّ
بها قد تقترن
|
يعنى أن «لو»
الشرطيّة تختصّ بالفعل ؛ فلا تدخل على الاسم ، كما أنّ «إن» الشرطية كذلك ، لكن
تدخل «لو» على «أنّ» واسمها وخبرها ، نحو : «لو أنّ زيدا قائم لقمت». واختلف فيها
، والحالة هذه ؛ فقيل : هى بافية على اختصاصها ، و «أنّ» وما دخلت عليه فى موضع
رفع فاعل بفعل محذوف ، والتقدير «لو ثبت أن زيدا فائم لقمت» [أى : لو ثبت قيام زيد]
، وقيل : زالت عن الاختصاص ، و «أنّ» وما دخلت عليه فى موضع رفع مبتدأ ، والخبر
محذوف ، والتقدير «لو أن زيدا قائم ثابت لقمت» أى : لو قيام زيد ثابت ، وهذا مذهب
سيبويه.
* * *
وإن مضارع
تلاها صرفا
|
|
إلى المضىّ ،
نحو لو يفى كفى
|
__________________
قد سبق أن «لو»
هذه لا يليها ـ فى الغالب ـ إلا ما كان ماضيا فى المعنى ، وذكر هنا أنه إن وقع
بعدها مضارع فإنها تقلب معناه إلى المضىّ ، كقوله :
ـ
رهبان مدين
والّذين عهدتهم
|
|
يبكون من حذر
العذاب قعودا
|
__________________
لو يسمعون
كما سمعت كلامها
|
|
خرّوا لعزّة
ركّعا وسجودا
|
أى : لو سمعوا.
ولا بدّ للو
هذه من جواب ، وجوابها : إما فعل ماض ، أو مضارع منفى بلم.
وإذا كان
جوابها مثبتا ، فالأكثر اقترانه باللام ، نحو : «لو قام زيد لقام عمرو» ويجوز
حذفها ؛ فتقول : «لو قام زيد قام عمرو».
وإن كان منفيا
بلم لم تصحبها اللام ؛ فتقول : «لو قام زيد لم يقم عمرو».
وإن نفى بما
فالأكثر تجرّده من اللام ، نحو : «لو قام زيد ما قام عمرو» ، ويجوز اقترانه بها ،
نحو : «لو قام زيد لما قام عمرو» .
* * *
__________________
أمّا ، ولو لا ،
ولوما
أمّا كمهما
يك من شىء ، وفا
|
|
ـ لتلو تلوها وجوبا ـ ألفا
|
أمّا : حرف
تفصيل ، وهى قائمة مقام [أداة] الشرط ، وفعل الشرط ؛ ولهذا فسّرها سيبويه بمهما يك
من شىء ، والمذكور بعدها جواب الشرط ؛ فلذلك لزمته الفاء ، نحو : «أمّا زيد فمنطلق»
والأصل «مهما يك من شىء فزيد منطلق» فأنيبت «أما» مناب «مهما يك من شىء» ؛ فصار «أما
فزيد منطلق» ثم أخرت الفاء إلى الخبر ، فصار «أما زيد فمنطلق» ؛ ولهذا قال : «وفا لتلو
تلوها وجوبا ألفا».
* * *
وحذف ذى الفا
قلّ فى نثر ، إذا
|
|
لم يك قول
معها قد نبذا
|
__________________
[قد] سبق أن
هذه الفاء ملتزمة الذّكر ، وقد جاء حذفها فى الشعر ، كقوله :
ـ
فأمّا القتال
لا قتال لديكم
|
|
ولكنّ سيرا
فى عراض المواكب
|
__________________
أى : فلا قتال
، وحذفت فى النثر أيضا : بكثرة ، وبقلة ؛ فالكثرة عند حذف القول معها ، كقوله عز
وجل : (فَأَمَّا الَّذِينَ
اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ؟) أى فيقال لهم : أكفرتم بعد إيمانكم ، والقليل : ما كان
بخلافه ، كقوله صلى الله عليه وسلم : «أما بعد ما بال رجال يشترطون شروطا ليست فى
كتاب الله» هكذا وقع فى صحيح البخارى «ما بال» بحذف الفاء ، والأصل
: أما بعد فما بال رجال ، فحذفت الفاء.
* * *
__________________
لو لا ولوما
يلزمان الابتدا
|
|
إذا امتناعا
بوجود عقدا
|
للولا ولو ما
استعمالان :
أحدهما : أن
يكونا دالين على امتناع الشىء لوجود غيره ، وهو المراد بقوله : «إذا امتناعا بوجود
عقدا» ، ويلزمان حينئذ الابتداء ؛ فلا يدخلان إلا على المبتدأ ، ويكون الخبر
بعدهما محذوفا وجوبا ، ولا بدّ لهما من جواب ، فإن كان مثبتا قرن باللّام ، غالبا ، وإن كان منفيا
بما تجرّد عنها غالبا ، وإن كان منفيا بلم لم يقترن بها ، نحو : «لو لا
زيد لأكرمتك ، ولوما زيد لأكرمتك ، ولوما زيد ما جاء عمرو ، ولوما زيد لم يجىء
عمرو» ؛ فزيد ـ فى
__________________
هذه المثل ونحوها ـ مبتدأ ، وخبره محذوف وجوبا ، والتقدير : لو لا زيد
موجود ، وقد سبق ذكر هذه المسألة فى باب الابتداء
* * *
وبهما
التّحضيض مز ، وهلّا ،
|
|
ألّا ، ألا ،
وأو لينها الفعلا
|
أشار فى هذا
البيت إلى الاستعمال الثانى للولا ولوما ، وهو الدلالة على التحضيض ، ويختصان
حينئذ بالفعل ، نحو «لو لا ضربت زيدا ، ولوما قتلت بكرا» فإن قصدت بهما التوبيخ
كان الفعل ماضيا ، وإن قصدت بهما الحثّ على الفعل كان مستقبلا بمنزلة فعل الأمر ،
كقوله تعالى : (فَلَوْ لا نَفَرَ
مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا) أى : لينفر ، وبقية أدوات التحضيض حكمها كذلك ، فتقول :
«هلا ضربت زيدا ، وألّا فعلت كذا» وألا مخففة كألّا مشددة.
* * *
وقد يليها
اسم بفعل مضمر
|
|
علّق ، أو
بظاهر مؤخّر
|
__________________
قد سبق أن
أدوات التحضيض تختصّ بالفعل ، فلا تدخل على الاسم ، وذكر فى هذا البيت أنه قد يقع
الاسم بعدها ، ويكون معمولا لفعل مصمر ، أو لفعل مؤخّر عن الاسم ؛ فالأول كقوله :
ـ
* هلّا التّقدّم والقلوب صحاح*
__________________
فـ «التقدم»
مرفوع بفعل محذوف ، وتقديره : هلّا وجد التقدّم ، ومثله قوله :
ـ
تعدّون عقر
النّيب أفضل مجدكم
|
|
بنى ضوطرى ،
لو لا الكمىّ المقنّعا
|
__________________
فـ «الكمىّ» :
مفعول بفعل محذوف ، والتقدير : لو لا تعدون الكمىّ المقنّع ، والثانى كقولك : لو
لا زيدا ضربت ، فـ «زيدا» مفعول «ضربت».
* * *
__________________
الإخبار بالّذى ،
والألف والّلام
ما قيل «أخبر
عنه بالّذى» خبر
|
|
عن الّذى
مبتدأ قبل استقر
|
وما سواهما
فوسّطه صله
|
|
عائدها خلف
معطى التّكمله
|
نحو «الّذى
ضربته زيد» ؛ فذا
|
|
«ضربت زيدا» كان ، فادر المأخذا
|
__________________
هذا الباب وضعه
النحويون لامتحان الطالب وتدريبه ، كما وضعوا باب التمرين فى التصريف لذلك.
فإذا قيل لك :
أخبر عن اسم من الأسماء بـ «الذى» ؛ فظاهر هذا اللفظ أنك تجعل «الذى» خبرا عن ذلك
الاسم ، لكن الأمر ليس كذلك ، بل المجعول خبرا هو ذلك الاسم ، والمخبر عنه إنما هو
«الذى» كما ستعرفه ، فقيل : إن الباء فى «بالذى» بمعنى «عن» ، فكأنه قيل : أخبر عن
الذى.
والمقصود أنه
إذا قيل لك ذلك ؛ فجىء بالذى ، واجعله مبتدأ ، واجعل ذلك الاسم خبرا عن الذى ، وخذ
الجملة التى كان فيها ذلك الاسم فوسّطها بين الذى وبين خبره ، وهو ذلك الاسم ،
واجعل الجملة صلة الذى ، واجعل العائد على الذى الموصول ضميرا ، تجعله عوضا عن ذلك
الاسم الذى صيّرته خبرا.
فإذا قيل لك :
أخبر عن «زيد» من قولك «ضربت زيدا» ؛ فتقول : الذى ضربته زيد ، فالذى : مبتدأ ،
وزيد : خبره ، وضربته : صلة الذى ، والهاء فى «ضربته» خلف عن «زيد» الذى جعلته
خبرا ، وهى عائدة على «الذى».
* * *
وباللّذين
والّذين والّتى
|
|
أخبر مراعيّا
وفاق المثبت
|
__________________
أى : إذا كان
الاسم ـ الذى قيل لك أخبر عنه ـ مثنى فجىء بالموصول مثنى كاللّذين ، وإن كان
مجموعا فجىء به كذلك كالذين ، وإن كان مؤنثا فجىء به كذلك كالتى.
والحاصل أنه لا
بد من مطابقة الموصول للاسم المخبر عنه به ؛ لأنه خبر عنه ، ولا بد من مطابقة
الخبر للمخبر عنه : إن مفردا فمفرد ، وإن مثنى فمثنى ، وإن مجموعا فمجموع ، وإن
مذكرا فمذكر ، وإن مؤنثا فمؤنث.
فإذا قيل لك :
أخبر عن «الزّيدين» من «ضربت الزّيدين» قلت : «اللّذان ضربتهما الزّيدان» وإذا قيل
: أخبر عن «الزّيدين» من «ضربت الزّيدين» قلت : «الّذين ضربتهم الزّيدون» وإذا قيل
: أخبر عن «هند» من «ضربت هندا» قلت : «الّتى ضربتها هند».
* * *
قبول تأخير
وتعريف لما
|
|
أخبر عنه
ههنا قد حتما
|
__________________
كذا الغنى
عنه بأجنبىّ او
|
|
بمضمر شرط ،
فراع مارعوا
|
يشترط فى الاسم
المخبر عنه بالذى شروط :
أحدها : أن
يكون قابلا للتأخير ؛ فلا يخبر بالذى عمّا له صدر الكلام ، كأسماء الشرط
والاستفهام ، نحو : من ، وما.
الثانى : أن
يكون قابلا للتعريف ؛ فلا يخبر عن الحال والتمييز.
الثالث : أن
يكون صالحا للاستغناء عنه بأجنبى ؛ فلا يخبر عن الضمير الرابط للجملة الواقعة خبرا
، كالهاء فى «زيد ضربته».
الرابع : أن
يكون صالحا للاستغناء عنه بمضمر ؛ فلا يخبر عن الموصوف دون صفته ولا عن المضاف دون
المضاف إليه ؛ فلا تخبر عن «رجل» وحده ، من قولك «ضربت رجلا ظريفا» ؛ فلا تقول :
الذى ضربته ظريفا رجل ؛ لأنك لو أخبرت عنه لوضعت مكانه ضميرا ، وحينئذ يلزم وصف
الضمير ، والضمير لا يوصف ، ولا يوصف به ؛ فلو أخبرت عن الموصوف مع صفته جاز ذلك ؛
لانتفاء هذا المحذور ، كقوله «الذى ضربته رجل ظريف».
وكذلك لا تخبر
عن المضاف وحده ؛ فلا تخبر عن «غلام» وحده من
__________________
«ضربت غلام زيد» ؛ لأنك تضع مكانه ضميرا كما تقرر ، والضمير لا يضاف ؛ فلو
أخبرت عنه مع المضاف إليه جاز ذلك ؛ لانتفاء المانع ؛ فتقول «الذى ضربته غلام زيد».
* * *
وأخبروا هنا
بأل عن بعض ما
|
|
يكون فيه
الفعل قد تقدّما
|
إن صحّ صوغ
صلة منه لأل
|
|
كصوغ «واق»
من «وقى الله البطل»
|
يخبر بـ «الذى»
عن الاسم الواقع فى جملة اسمية أو فعلية ؛ فتقول فى الإخبار عن «زيد» من قولك «زيد
قائم» : «الذى هو قائم زيد» ،
__________________
وتقول فى الإخبار عن «زيد» من قولك «ضربت زيدا» : «الذى ضربته زيد».
ولا يخبر
بالألف واللام عن الاسم ، إلا إذا كان واقعا فى جملة فعلية ، وكان ذلك الفعل مما
يصح أن يصاغ منه صلة الألف واللام كاسم الفاعل واسم المفعول.
ولا يخبر
بالألف واللام عن الاسم الواقع فى جملة اسمية ، ولا عن الاسم الواقع فى جملة فعلية
فعلها غير متصرف : كالرجل من قولك «نعم الرجل» ؛ إذ لا يصح أن يستعمل من «نعم» صلة
الألف واللام.
وتخبر عن الاسم
الكريم من قولك : «وقى الله البطل» فتقول «الواقى البطل الله» وتخبر أيضا عن «البطل»
؛ فتقول : «الواقيه الله البطل».
* * *
وإن يكن ما
رفعت صلة أل
|
|
ضمير غيرها
أبين وانفصل
|
الوصف الواقع
صلة لأل ، إن رفع ضميرا : فإما أن يكون عائدا على الألف
__________________
واللام ، أو على غيرها ؛ فإن كان عائدا عليها استتر ، وإن كان عائدا على
غيرها انفصل.
فإذا قلت : «بلّغت
من الزّيدين إلى العمرين رسالة» فإن أخبرت عن التاء فى «بلّغت» قلت : «المبلغ من
الزيدين إلى العمرين رسالة أنا» ؛ ففى «المبلغ» ضمير عائد على الألف واللام ؛ فيجب
استتاره.
وإن أخبرت عن «الزيدين»
من المثال المذكور قلت : «المبلّغ أنا منهما إلى العمرين رسالة الزّيدان» فـ «أنا»
: مرفوع بـ «المبلغ» وليس عائدا على الألف واللام ؛ لأن المراد بالألف واللام هنا
مثنّى ، وهو المخبر عنه ؛ فيجب إبراز الضمير.
وإن أخبرت عن «العمرين»
من المثال المذكور ، قلت : «المبلّغ أنا من الزّيدين إليهم رسالة العمرون» ؛ فيجب
إبراز الضمير ، كما تقدم.
[وكذا يجب
إبراز الضمير إذا أخبرت عن «رسالة» من المثال المذكور ؛ لأن المراد بالألف واللام
هنا الرسالة ، والمراد بالضمير الذى ترفعه صلة [أل] المتكلم ؛ فتقول : «المبلغها
أنا من الزّيدين إلى العمرين رسالة»].
* * *
العدد
ثلاثة
بالتّاء قل للعشره
|
|
فى عدّ ما
آحاده مذكّره
|
فى الضّدّ
جرّد ، والمميّز اجرر
|
|
جمعا بلفظ
قلّة فى الأكثر
|
تثبت التاء فى
ثلاثة ، وأربعة ، وما بعدهما إلى عشرة ، إن كان المعدود بهما مذكرا ، وتسقط إن كان مؤنثا ،
ويضاف إلى جمع ، نحو «عندى ثلاثة رجال ، وأربع نساء» وهكذا إلى عشرة.
__________________
وأشار بقوله : «جمعا
بلفظ قلة فى الأكثر» إلى أن المعدود بها إن كان له جمع قلة وكثرة لم يضف العدد فى
الغالب إلا إلى جمع القلة ؛ فتقول : «عندى ثلاثة أفلس ، وثلاث أنفس» ويقلّ «عندى
ثلاثة فلوس ، وثلاث نفوس».
ومما جاء على
غير الأكثر قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ
يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) فأضاف «ثلاثة» إلى جمع الكثرة مع وجود جمع القلة ، وهو «أقراء»
.
فإن لم يكن
للاسم إلا جمع كثرة لم يضف إلا إليه ، نحو «ثلاثة رجال».
* * *
ومائة والألف
للفرد أضف
|
|
ومائة بالجمع
نزرا قد ردف
|
قد سبق أن «ثلاثة»
وما بعدها إلى «عشرة» لا تضاف إلا إلى جمع ، وذكر هنا أن «مائة» و «ألفا» من
الأعداد المضافة ، وأنهما لا يضافان إلا
__________________
إلى مفرد ، نحو «عندى مائة رجل ، وألف درهم» وورد إضافة «مائة» إلى جمع
قليلا ، ومنه قراءة حمزة والكسائى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ
ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) بإضافة مائة إلى سنين .
والحاصل : أن
العدد المضاف على قسمين :
أحدهما : ما لا
يضاف إلا إلى جمع ، وهو : من ثلاثة إلى عشرة.
والثانى : ما
لا يضاف إلا إلى مفرد ، وهو : مائة ، وألف ، وتثنيتهما ، نحو «مائتا درهم ، وألفا
درهم» ، وأما إضافة «مائة» إلى جمع فقليل.
* * *
وأحد اذكر ،
وصلنه بعشر
|
|
مركّبا قاصد
معدود ذكر
|
وقل لدى
التّأنيث إحدى عشره
|
|
والشّين فيها
عن تميم كسره
|
__________________
ومع غير أحد
وإحدى
|
|
ما معهما
فعلت فافعل قصدا
|
ولثلاثة
وتسعة وما
|
|
بينهما إن
ركّبا ما قدّما
|
لما فرغ من [ذكر]
العدد المضاف ، ذكر العدد المركب ؛ فيركّب «عشرة» مع ما دونها إلى واحد ، نحو «أحد
عشر ، واثنا عشر ، وثلاثة عشر ، وأربعة عشر ـ إلى تسعة عشر» هذا للمذكر ، وتقول فى
المؤنث : «إحدى عشرة ، واثنتا عشرة ، وثلاث عشرة ، وأربع عشرة ـ إلى تسع عشرة»
فللمذكر : أحد واثنا ، وللمؤنث إحدى واثنتا.
__________________
وأما «ثلاثة»
وما بعدها إلى «تسعة» فحكمها بعد التركيب كحكمها قبله ؛ فتثبت التاء فيها إن كان
المعدود مذكرا ، وتسقط إن كان مؤنثا.
وأما «عشرة» ـ وهو
الجزء الأخير ـ فتسقط التاء منه إن كان المعدود مذكرا ، وتثبت إن كان مؤنثا ، على
العكس من «ثلاثة» فما بعدها ؛ فتقول : «عندى ثلاثة عشر رجلا ، وثلاث عشرة امرأة» ،
وكذلك حكم «عشرة» مع أحد وإحدى ، واثنين واثنتين ؛ فتقول : «أحد عشر رجلا ، واثنا
عشر رجلا» بإسقاط التاء ، وتقول : «إحدى عشرة امرأة ، واثنتا عشرة امرأة» بإثبات
التاء.
ويجوز فى شين «عشرة»
مع المؤنث التسكين ، ويجوز أيضا كسرها ، وهى لغة تميم.
* * *
وأول عشرة
اثنتى ، وعشرا
|
|
اثنى ، إذا
أنثى تشا أو ذكرا
|
واليا لغير
الرّفع ، وارفع بالألف
|
|
والفتح فى
جزءى سواهما ألف
|
__________________
قد سبق أنه
يقال فى العدد المركب «عشر» فى التذكير ، و «عشرة» فى التأنيث ، وسبق أيضا أنه
يقال «أحد» فى المذكر ، و «إحدى» فى المؤنث ، وأنه يقال «ثلاثة وأربعة» ـ إلى تسعة»
بالتاء للمذكر ، وسقوطها للمؤنث.
وذكر هنا أنه
يقال «اثنا عشر» للمذكر ، بلا تاء فى الصّدر والعجز ، نحو «عندى اثنا عشر رجلا»
ويقال : «اثنتا عشرة امرأة» للمؤنث ، بتاء فى الصّدر والعجز.
ونبّه بقوله : «واليا
لغير الرفع» على أن الأعداد المركبة كلها مبنية : صدرها وعجزها ، وتبنى على الفتح
، نحو «أحد عشر» بفتح الجزءين ، و «ثلاث عشرة» بفتح الجزءين.
ويستثنى من ذلك
«اثنا عشر ، واثنتا عشرة» ؛ فإن صدرهما يعرب بالألف رفعا ، وبالياء نصبا وجرّا ، كما يعرب المثنى ، وأما
عجزهما فيبنى على الفتح ؛ فتقول : «جاء اثنا عشر رجلا ، ورأيت اثنى عشر رجلا ،
ومررت باثنى عشر رجلا ، وجاءت اثنتا عشرة امرأة ، ورأيت اثنتى عشرة امرأة ، ومررت
باثنتى عشرة امرأة».
* * *
__________________
وميّز
العشرين للتّسعينا
|
|
بواحد ،
كأربعين حينا
|
قد سبق أن
العدد مضاف ومركّب ، وذكر هنا العدد المفرد وهو من «عشرين» إلى «تسعين» ويكون بلفظ
واحد للمذكر والمؤنث ، ولا يكون مميزه إلا مفردا منصوبا ، نحو «عشرون رجلا ،
وعشرون امرأة» ويذكر قبله النّيّف ، ويعطف هو عليه ؛ فيقال : «أحد وعشرون ، واثنان
وعشرون ، وثلاثة وعشرون» بالتاء فى «ثلاثة» وكذا ما بعد الثلاثة إلى التسعة [للمذكر]
ويقال للمؤنث : «إحدى وعشرون ، واثنتان وعشرون ، وثلاث وعشرون» بلا تاء فى «ثلاث»
وكذا ما بعد الثلاث إلى التسع.
وتلخّص مما سبق
، ومن هذا ، أن أسماء العدد على أربعة أقسام : مضافة ، ومركبة ، ومفردة ، ومعطوفة.
* * *
وميّزوا
مركّبا بمثل ما
|
|
ميّز عشرون
فسوّينهما
|
__________________
أى : تمييز
العدد المركب كتمييز «عشرين» وأخواته ؛ فيكون مفردا منصوبا ، نحو «أحد عشر رجلا ،
وإحدى عشرة امرأة».
* * *
وإن أضيف عدد
مركّب
|
|
يبق البنا ،
وعجز قد يعرب
|
يجوز فى
الأعداد المركبة إضافتها إلى غير مميزها ، ما عدا «اثنى عشر» فإنه لا يضاف ؛ فلا
يقال : «اثنا عشرك».
وإذا أضيف
العدد المركب : فمذهب البصريين أنه يبقى الجزآن على بنائهما ؛ فتقول : «هذه خمسة
عشرك ، ومررت بخمسة عشرك» بفتح آخر الجزءين ، وقد يعرب العجز مع بقاء الصّدر على
بنائه ؛ فتقول : «هذه خمسة عشرك ، ورأيت خمسة عشرك ، ومررت بخمسة عشرك» .
* * *
__________________
وصغ من اثنين
فما فوق إلى
|
|
عشرة كفاعل
من فعلا
|
واختمه فى
التّأنيت بالتّا ، ومتى
|
|
ذكّرت فاذكر
فاعلا بغير تا
|
__________________
يصاغ «من اثنين»
إلى «عشرة» اسم موازن لفاعل ، كما يصاغ من «فعل» نحو ضارب من ضرب ؛ فيقال : ثان ،
وثالث ، ورابع ـ إلى عاشر ، بلا تاء فى التذكير ، وبتاء فى التأنيث.
* * *
وإن ترد بعض
الّذى منه بنى
|
|
تضف إليه مثل
بعض بيّن
|
وإن ترد جعل
الأقلّ مثل ما
|
|
فوق فحكم جاعل
له احكما
|
__________________
لفاعل المصوغ
من اسم العدد استعمالان :
أحدهما : أن
يفرد ؛ فيقال : ثان ، وثانية ، وثالث ، وثالثة ، كما سبق.
والثانى : أن
لا يفرد ، وحينئذ : إما أن يستعمل مع ما اشتقّ منه ، وإما أن يستعمل مع ما قبل ما
اشتقّ منه.
ففى الصورة
الأولى يجب إضافة فاعل إلى ما بعده ؛ فتقول فى التذكير : «ثانى اثنين ، وثالث
ثلاثة ، ورابع أربعة ـ إلى عاشر عشرة» وتقول فى التأنيث : «ثانية اثنتين ، وثالثة
ثلاث ، ورابعة أربع ـ إلى عاشرة عشر» ، والمعنى : أحد اثنين ، وإحدى اثنتين ، وأحد
عشر ، وإحدى عشرة.
وهذا هو المراد
بقوله : «وإن ترد بعض الذى ـ البيت» أى : وإن ترد بفاعل ـ المصوغ من اثنين فما
فوقه إلى عشرة ـ بعض الذى بنى فاعل منه : أى واحدا مما اشتقّ منه ، فأضف إليه مثل
بعض ، والذى يضاف إليه هو الذى اشتقّ منه.
وفى الصورة
الثانية يجوز وجهان ؛ أحدهما : إضافة فاعل إلى ما يليه ، والثانى : تنوينه ونصب ما
يليه به ، كما يفعل باسم الفاعل ، نحو «ضارب زيد ، وضارب زيدا» فتقول فى التذكير «ثالث
اثنين ، وثالث اثنين ، ورابع ثلاثة ، ورابع ثلاثة» ، وهكذا إلى «عاشر تسعة ، وعاشر
تسعة» ، وتقول فى التأنيث : «ثالثة اثنتين ، وثالثة اثنتين ، ورابعة ثلاث ، ورابعة
ثلاثا» وهكذا إلى «عاشرة تسع ، وعاشرة تسعا» ، والمعنى : جاعل الاثنين ثلاثة ،
والثلاثة أربعة.
وهذا هو المراد
بقوله : «وإن ترد جعل الأقلّ مثل ما فوق» ، أى : وإن ترد بفاعل ـ المصوغ من اثنين
فما فوقه ـ جعل ما هو أقلّ عددا مثل
ما فوقه ، فاحكم له بحكم جاعل : من جواز الإضافة إلى مفعوله ، [وتنوينه]
ونصبه.
* * *
وإن أردت مثل
ثانى اثنين
|
|
مركّبا فجىء
بتركيبين
|
أو فاعلا
بحالتيه أضف
|
|
إلى مركّب
بما تنوى يفى
|
وشاع
الاستغنا بحادى عشرا
|
|
ونحوه ، وقبل
عشرين اذكرا
|
__________________
وبابه الفاعل
من لفظ العدد
|
|
بحالتيه قبل
واو يعتمد
|
قد سبق أنه
يبنى فاعل من اسم العدد على وجهين ؛ أحدهما : أن يكون مرادا به بعض ما اشتقّ منه :
كثانى اثنين ، والثانى : أن يراد به جعل الأقلّ مساويا لما فوقه : كثالث اثنين.
وذكر هنا أنه إذا أريد بناء فاعل من العدد المركب للدلالة على المعنى الأول ـ وهو
أنه بعض ما اشتقّ منه ـ يجوز فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن
تجىء بتركيبين صدر أولهما «فاعل» فى التذكير ، و «فاعلة» فى التأنيث ، وعجزهما «عشر»
فى التذكير ، و «عشرة» فى التأنيث ، وصدر الثانى منهما فى التذكير : «أحد ، واثنان
، وثلاثة ـ بالتاء ـ إلى تسعة» ، وفى التأنيث : «إحدى ، واثنتان ، وثلاث ـ بلا تاء
ـ إلى تسع» ، نحو «ثالث عشر ، ثلاثة عشر» وهكذا إلى «تاسع عشر ، تسعة عشر» ،
__________________
و «ثالثة عشرة ، ثلاث عشرة ـ إلى تاسعة عشرة ، تسع عشرة» ، وتكون الكلمات
الأربع مبنية على الفتح.
الثانى : أن
يقتصر على صدر المركب الأول ، فيعرب ويضاف إلى المركب الثانى باقيا الثانى على
بناء جزءيه ، نحو «هذا ثالث ثلاثة عشر ، وهذه ثالثة ثلاث عشرة».
الثالث : أن
يقتصر على المركب الأول باقيا [على] بناء صدره وعجزه ، نحو «هذا ثالث عشر ، وثالثة
عشرة» ، وإليه أشار بقوله : «وشاع الاستغنا بحادى عشرا ، ونحوه».
ولا يستعمل
فاعل من العدد المركب للدلالة على المعنى الثانى ـ وهو أن يراد به جعل الأقلّ
مساويا لما فوقه ـ فلا يقال «رابع عشر ثلاثة عشر» وكذلك الجميع ؛ ولهذا لم يذكره
المصنف ، واقتصر على ذكر الأول .
وحادى : مقلوب
واحد ، وحادية : مقلوب واحدة ، جعلوا فاءهما بعد لامهما ، ولا يستعمل «حادى» إلا
مع «عشر» ، ولا تستعمل «حادية» إلا مع
__________________
«عشرة» ويستعملان أيضا مع «عشرين» وأخواتها ، نحو «حادى وتسعون ، وحادية
وتسعون».
وأشار بقوله : «وقبل
عشرين ـ البيت» إلى أن فاعلا المصوغ من اسم العدد يستعمل قبل العقود ويعطف عليه
العقود ، نحو «حادى وعشرون ، وتاسع وعشرون ـ إلى التسعين» وقوله : «بحالتيه» معناه
أنه يستعمل قبل العقود بالحالتين اللتين سبقتا ، وهو أنه يقال : «فاعل» فى التذكير
، و «فاعلة» فى التأنيث.
كم ، وكأىّ ، وكذا
ميّز فى
الاستفهام «كم» بمثل ما
|
|
ميّزت عشرين
ككم شخصا سما
|
وأجز ان
تجرّه «من» مضمرا
|
|
إن وليت «كم»
حرف جرّ مظهرا
|
«كم» اسم ، والدليل على ذلك دخول
حرف الجر عليها ، ومنه قولهم : «على كم جذع سقفت بيتك» وهى اسم لعدد مبهم ، ولا
بدّ لها من تمييز ، نحو «كم رجلا عندك؟» وقد يحذف للدلالة ، نحو «كم صمت؟» أى : كم
يوما صمت.
__________________
وتكون
استفهامية ، وخبرية ؛ فالخبرية سيذكرها ، والاستفهامية يكون مميزها كمميز «عشرين»
وأخواته ؛ فيكون مفردا منصوبا ، نحو «كم درهما قبضت» ويجوز جره بـ «من» [مضمرة] إن
وليت «كم» حرف جرّ ، نحو «بكم درهم اشتريت هذا» أى : بكم من درهم ؛ فإن لم يدخل
عليها حرف جر وجب نصبه.
* * *
واستعملنها
مخبرا كعشره
|
|
أو مائة :
ككم رجال أو مره
|
ككم كأىّ ،
وكذا ، وينتصب
|
|
تمييز ذين ،
أو به صل «من» تصب
|
تستعمل «كم»
للتكثير ، فتميّز بجمع مجرور كعشرة ، أو بمفرد مجرور كمائة ،
__________________
نحو «كم غلمان ملكت ، وكم درهم أنفقت» والمعنى : كثيرا من الغلمان ملكت ،
وكثيرا من الدراهم أنفقت.
ومثل «كم» ـ فى
الدلالة على التكثير ـ كذا ، وكأىّ ، ومميّزهما منصوب أو مجرور بمن ـ وهو الأكثر ـ
نحو قوله تعالى : (وكاي من نبى قاتل معه) ، و «ملكت كذا درهما».
وتستعمل «كذا»
مفردة كهذا المثال ، ومركبة ، نحو «ملكت كذا كذا درهما» ومعطوفا عليها مثلها ، نحو
«ملكت كذا وكذا درهما» .
و «كم» لها صدر
الكلام : استفهامية كانت ، أو خبرية ؛ فلا تقول : «ضربت كم رجلا» ولا «ملكت كم
غلمان» وكذلك «كأى» بخلاف «كذا» ، نحو «ملكت كذا درهما».
* * *
__________________
الحكاية
احك «بأىّ»
ما لمنكور سئل
|
|
عنه بها : فى
الوقف ، أو حين تصل
|
ووقفا احك ما
لمنكور «بمن»
|
|
والنّون حرّك
مطلقا ؛ وأشبعن
|
وقل : «منان
، ومنين» بعد «لى
|
|
إلفان بابنين»
وسكّن تعدل
|
__________________
وقل لمن قال «أتت
بنت» : «منه»
|
|
والنّون قبل
تا المثنّى مسكنه
|
والفتح نزر ،
وصل التّا والألف
|
|
بمن بإثر «ذا
بنسوة كلف»
|
وقل : «منون
، ومنين» مسكنا
|
|
إن قيل : جا
قوم لقوم فطنا
|
__________________
وإن تصل فلفظ
«من» لا يختلف
|
|
ونادر «منون»
فى نظم عرف
|
إن سئل بـ «أىّ»
عن منكور مذكور فى كلام سابق حكى فى «أى» ما لذلك المنكور من إعراب ، وتذكير وتأنيث
، وإفراد وتثنية وجمع ، ويفعل بها ذلك وصلا ووقفا ؛ فتقول لمن قال «جاءنى رجل» : «أىّ»
ولمن قال «رأيت رجلا» : «أيّا» ولمن قال «مررت برجل» : «أىّ» وكذلك تفعل فى الوصل
، نحو «أىّ يا فتى ، وأيّا يا فتى ، وأىّ يا فتى» وتقول فى التأنيث : «أية» وفى
التثنية «أيّان ، وأيّتان» رفعا ، و «أيّين ، وأيّتين» جرا ونصبا ، وفى الجمع «أيّون
، وأيّات» رفعا ، و «أيّين ، وأيّات» جرا ونصبا.
وإن سئل عن
المنكور المذكور بـ «من» حكى فيها ماله من إعراب ، وتشبع الحركة التى على النون ؛
فيتولّد منها حرف مجانس لها ، ويحكى فيها ماله من تأنيث وتذكير ، وتثنية وجمع ،
ولا تفعل بها ذلك كلّه إلا وقفا ، فتقول لمن قال «جاءنى رجل» : «منو» ولمن قال «رأيت
رجلا» : «منا» ولمن قال «مررت برجل» : «منى» وتقول فى تثنية المذكر : «منان» رفعا
، و «منين» نصبا وجرا ، وتسكن النون فيهما ؛ فتقول لمن قال «جاءنى
__________________
رجلان» : «منان» ولمن قال «رأيت رجلين» : «منين» ولمن قال «مررت برجلين» : «منين»
وتقول للمؤنثة : «منه» رفعا ونصبا وجرا ؛ فإذا قيل «أتت بنت» فقل : «منه» رفعا ،
وكذا فى الجر والنصب ، وتقول فى تثنية المؤنث «منتان» رفعا ، و «منتين» جرا ونصبا
، بسكون النون التى قبل التاء ، وسكون نون التثنية ، وقد ورد قليلا فتح النون التى
قبل التاء ، نحو «منتان ومنتين» وإليه أشار بقوله : «والفتح نزر» وتقول فى جمع
المؤنث : «منات» بالألف والتاء الزائدتين كهندات ، فإذا قيل : «جاء نسوة» فقل : «منات»
وكذا تفعل فى الجر والنصب ، وتقول فى جمع المذكر رفعا : «منون» رفعا ، و «منين»
نصبا وجرا ، بسكون النون فيهما ؛ فإذا قيل : «جاء قوم» فقل : «منون» وإذا قيل : «مررت
بقوم» أو «رأيت قوما» فقل : «منين».
هذا حكم «من»
إذا حكى بها فى الوقف ، فإذا وصلت لم يحك فيها شىء من ذلك ؛ لكن تكون بلفظ واحد فى
الجميع ؛ فتقول : «من يافتى» لقائل جميع ما تقدم ، وقد ورد فى الشعر قليلا «منون»
وصلا ، قال الشاعر :
ـ
أتوا نارى ،
فقلت : منون أنتم؟
|
|
فقالوا :
الجنّ ، قلت : عموا ظلاما!
|
__________________
فقال : «منون
أنتم» والقياس «من أنتم».
* * *
والعلم
احكينّه من بعد «من»
|
|
إن عريت من
عاطف بها اقترن
|
يجوز أن يحكى
العلم بـ «من» إن لم يتقدم عليها عاطف ؛ فتقول لمن قال «جاءنى زيد» : «من زيد»
ولمن قال «رأيت زيدا» : «من زيدا» ولمن
__________________
قال «مررت بزيد» «من زيد» فتحكى فى العلم المذكور بعد «من» ما للعلم
المذكور فى الكلام السابق من الإعراب.
ومن : مبتدأ ،
والعلم الذى بعدها خبر عنها ، أو خبر عن الاسم المذكور بعد [من].
فإن سبق «من»
عاطف لم يجز أن يحكى فى العلم الذى بعدها ما قبلها من الإعراب ، بل يجب رفعه على
أنه خبر عن «من» أو مبتدأ خبره «من» ؛ فتقول لقائل «جاء زيد ، أو رأيت زيدا ، أو
مررت بزيد» : «ومن زيد».
ولا يحكى من
المعارف إلا العلم ؛ فلا تقول لقائل : «رأيت غلام زيد» «من غلام زيد؟» بنصب غلام ،
بل يجب رفعه ؛ فتقول : «من غلام زيد» ، وكذلك فى الرفع والجر.
* * *
__________________
التأنيث
علامة
التّأنيث تاء أو ألف
|
|
وفى أسام
قدّروا التّا : كالكتف
|
ويعرف
التّقدير : بالضّمير ،
|
|
ونحوه ،
كالرّدّ فى التّصغير
|
أصل الاسم أن
يكون مذكرا ، والتأنيث فرع عن التذكير ، ولكون التذكير هو الأصل استغنى الاسم
المذكّر عن علامة تدلّ على التذكير ، ولكون التأنيث فرعا عن التذكير افتقر إلى
علامة تدلّ عليه ـ وهى : التاء ، والألف المقصورة ، أو الممدودة ـ والتاء أكثر فى
الاستعمال من الألف ، ولذلك قدّرت فى بعض الأسماء كعين وكتف.
ويستدلّ على
تأنيث ما لا علامة فيه ظاهرة من الأسماء المؤنثة : بعود الضمير إليه مؤنثا ، نحو «الكتف
نهشتها ، والعين كحلتها» وبما أشبه ذلك كوصفه بالمؤنث نحو «أكلت كتفا مشويّة»
وكردّ التاء إليه فى التصغير : ككتيفة ، ويديّة.
* * *
__________________
ولا تلى
فارقة فعولا
|
|
أصلا ، ولا
المفعال والمفعيلا
|
كذاك مفعل ،
وما تليه
|
|
تا الفرق من
ذى فشذوذ فيه
|
ومن فعيل
كقتيل إن تبع
|
|
موصوفه غالبا
التّا تمتنع
|
قد سبق أن هذه
التاء إنما زيدت فى الأسماء ليتميز المؤنّث عن المذكر ، وأكثر ما يكون ذلك فى
الصفات : كقائم وقائمة ، وقاعد وقاعدة ، ويقلّ ذلك فى الأسماء التى ليست بصفات :
كرجل ورجلة ، وإنسان وإنسانة ، وامرىء وامرأة.
__________________
وأشار بقوله : «ولا
تلى فارقة فعولا ـ الأبيات» إلى أن من الصفات ما لا تلحقه هذه التاء ، وهو : ما
كان من الصقات على «فعول» وكان بمعنى فاعل ، وإليه أشار بقوله «أصلا» واحترز بذلك
من الذى بمعنى مفعول ، وإنما جعل الأول أصلا لأنه أكثر من الثانى ، وذلك نحو «شكور
، وصبور» بمعنى شاكر وصابر ؛ فيقال للمذكر والمؤنث «صبور ، وشكور» بلا تاء ، نحو «هذا
رجل شكور ، وامرأة صبور».
فإذا كان فعول
بمعنى مفعول فقد تلحقه التاء فى التأنيث ، نحو «ركوبة» ـ بمعنى مركوبة ـ.
وكذلك لا تلحق
التاء وصفا على «مفعال» كامرأة مهذار ـ وهى الكثيرة الهذر ، وهو الهذيان ـ أو على «مفعيل»
كامرأة معطير ـ من «عطرت المرأة» إذا استعملت الطيب ـ أو على «مفعل» كمغشم ـ وهو :
الذى لا يثنيه شىء عما يريده ويهواه من شجاعته.
وما لحقته التاء
من هذه الصفات للفرق بين المذكر والمؤنث فشاذ لا يقاس عليه ، نحو «عدوّ وعدوّة ،
وميقان وميقانة ، ومسكين ومسكينة».
وأما «فعيل»
فإما أن يكون بمعنى فاعل ، أو بمعنى مفعول ؛ فإن كان بمعنى فاعل لحقته التاء فى
التأنيث ، نحو «رجل كريم ، وامرأة كريمة» وقد حذفت منه قليلا ، قال الله تعالى : (مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) وقال الله تعالى : (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ
قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) وإن كان بمعنى
__________________
مفعول ـ وإليه أشار بقوله «كقتيل» ـ فإما أن يستعمل استعمال الأسماء أو لا
؛ فإن استعمل استعمال الأسماء ـ أى : لم يتبع موصوفه ـ لحقته التاء ، نحو «هذه
ذبيحة ، ونطيحة ، وأكيلة» أى : مذبوحة ومنطوحة ومأكولة السبع ، وإن لم يستعمل
استعمال الأسماء ـ أى : بأن يتبع موصوفه ـ حذفت منه التاء غالبا ، نحو «مررت
بامرأة جريح ، وبعين كحيل» أى : مجروحة ومكحولة ، وقد تلحقه التاء قليلا ، نحو «خصلة
ذميمة» أى : مذمومة ، و «فعلة حميدة» أى : محمودة.
* * *
وألف
التّأنيث : ذات قصر
|
|
وذات مدّ ،
نحو أنثى الغرّ
|
والاشتهار فى
مبانى الأولى
|
|
يبديه وزن «أربى
، والطّولى
|
ومرطى» ووزن «فعلى»
جمعا
|
|
أو مصدرا ،
أو صفة : كشبعى
|
__________________
وكحبارى ،
سمّهى ، سبطرى ،
|
|
ذكرى ،
وحثّيثى ، مع الكفرّى
|
كذاك خلّيطى
، مع الشّقّارى ،
|
|
واعز لغير
هذه استندارا
|
قد سبق أن ألف
التأنيث على ضربين ؛ أحدهما : المقصورة ، كحبلى وسكرى ، والثانى : الممدودة ،
كحمراء وغرّاء ، ولكل منهما أوزان تعرف بها.
فأما المقصورة
فلها أوزان مشهورة ، وأوزان نادرة
فمن المشهورة :
فعلى ، نحو : أربى ـ للداهية ، وشعبى ـ لموضع.
ومنها : فعلى ،
اسما كبهمى ـ لنبت ، أو صفة كحبلى ، والطّولى ، أو مصدرا كرجعى.
ومنها : فعلى ،
اسما كبردى ـ لنهر [بدمشق] ، أو مصدرا كمرطى ـ
__________________
لضرب من العدو ، أو صفة كحيدى ، يقال : حمار حيدى ، أى : يحيد عن ظلّه
لنشاطه.
قال الجوهرى :
ولم يجىء فى نعوت المذكّر شىء على فعلى غيره.
ومنها : فعلى ،
جمعا ، كصرعى جمع صريع ، أو مصدرا كدعوى ، أو صفة كشبعى وكسلى.
ومنها : فعالى
، كحبارى لطائر ، ويقع على الذكر والأنثى.
ومنها : فعّلى
، كسمّهى للباطل.
ومنها : فعلّى
، كسبطرى ، لضرب من المثنى .
ومنها : فعلى ،
مصدرا كذكرى ، أو جمعا كظربى جمع ظربان ، وهى : دويبّة كالهرة منتنة الريح ، تزعم
العرب أنها تفسو فى ثوب أحدهم إذا صادها ، فلا تذهب رائحته حتى يبلى الثوب ،
وكحجلى جمع حجل ؛ وليس فى الجموع ما هو على [وزن] فعلى غيرهما.
ومنها : فعّيلى
، كحثّيثى ، بمعنى الحثّ .
ومنها : فعلّى
، نحو كفرّى ـ لوعاء الطّلع.
ومنها : فعّيلى
، نحو خلّيطى ـ للاختلاط ، ويقال : وقعوا فى خلّيطى ، أى : اختلط عليهم أمرهم.
ومنها : فعّالى
، نحو شقّارى ـ لنبت.
* * *
__________________
لمدّها :
فعلاء ، أفعلاء
|
|
ـ مثلّت العين ـ وفعللاء
|
ثمّ فعالا ،
فعللا ، فاعولا
|
|
وفاعلاء ،
فعليا ، مفعولا
|
ومطلق العين
فعالا ، وكذا
|
|
مطلق فاء
فعلاء أخذا
|
لألف التأنيث
الممدودة أوزان كثيرة ، نبّه المصنف على بعضها.
فمنها : فعلاء
، اسما كصحراء ، أو صفة مذكّرها على أفعل كحمراء ، وعلى غير أفعل كديمة هطلاء ،
ولا يقال : سحاب أهطل ، بل سحاب هطل ؛ وقولهم : فرس أو ناقة روغاء ، أى : حديدة
القياد ، ولا يوصف به المذكّر منهما ؛ فلا يقال : جمل أروغ ، وكامرأة حسناء ، ولا
يقال : رجل أحسن ، والهطل : تتابع المطر والدّمع وسيلانه ، يقال : هطلت السماء
تهطل هطلا وهطلانا وتهطالا.
__________________
ومنها : أفعلاء
ـ مثلت العين ـ نحو قولهم لليوم الرابع من أيام الأسبوع : أربعاء ـ بضم الباء
وفتحها وكسرها.
ومنها : فعللاء
، نحو عقرباء ـ لأنثى العقارب.
ومنها : فعالاء
، نحو قصاصاء ـ للقصاص.
ومنها : فعللاء
، كقرفصاء.
ومنها :
فاعولاء ، كعاشوراء.
ومنها : فاعلاء
، كقاصعاء ـ لجحر من جحرة اليربوع.
ومنها : فعلياء
، نحو : كبرياء ، وهى العظمة.
ومنها :
مفعولاء ، نحو : مشيوخاء ، جمع شيخ.
ومنها : فعالاء
ـ مطلق العين ، أى : مضمومها ، ومفتوحها ، ومكسورها ـ نحو : دبوقاء ـ للعذرة ،
وبراساء ، لغة فى البرنساء ، وهم الناس ، وقال ابن السّكّيت : يقال ما أدرى أى
البرنساء هو ، أى : أىّ الناس هو ، وكثيراء.
ومنها : فعلاء
ـ مطلق الفاء ، أى : مضمومها ، ومفتوحها ، ومكسورها ـ نحو : خيلاء ـ للتكبر ،
وجنفاء ـ اسم مكان ، وسيراء ـ لبرد فيه خطوط صفر.
المقصور والممدود
إذا اسم
استوجب من قبل الطّرف
|
|
فتحا ، وكان
ذا نظير كالأسف
|
فلنظيره
المعلّ الآخر
|
|
ثبوت قصر
بقياس ظاهر
|
كفعل وفعل فى
جمع ما
|
|
كفعلة وفعلة
، نحو الدّمى
|
المقصور : هو
الاسم الذى حرف إعرابه ألف لازمة.
__________________
فخرج بالاسم :
الفعل ، نحو يرضى ، وبحرف إعرابه : المبنىّ ، نحو إذا ، وبلازمة : المثنّى ، نحو
الزيدان ؛ فإن ألفه تنقلب ياء فى الجر والنصب.
والمقصور على
قسمين : قياسى ، وسماعى.
فالقياسىّ : كل
اسم معتلّ له نظير من الصحيح ، ملتزم فتح ما قبل آخره ، وذلك : كمصدر الفعل اللازم
الذى على [وزن] فعل ؛ فإنه يكون فعلا ، بفتح الفاء والعين ، نحو أسف أسفا ، فإذا
كان معتلا وجب قصره ، نحو جوى جوى [لأن نظيره من الصحيح الآخر ملتزم فتح ما قبل
آخره] ونحو فعل فى جمع فعلة بكسر الفاء ، وفعل فى جمع فعلة بضم الفاء ، نحو مرى
جمع مرية ، ومدى جمع مدية ، فإن نظيرهما من الصحيح قرب وقرب جمع قربة وقربة ؛ لأن
جمع فعلة بكسر الفاء يكون على فعل ، بكسر الأول وفتح الثانى ، وجمع فعلة بضم الفاء
يكون على فعل ، بضم الأول وفتح الثانى ، والدّمى : جمع دمية ، وهى الصّورة من
العاج ونحوه.
* * *
وما استحقّ
قبل آخر ألف
|
|
فالمدّ فى
نظيره حتما عرف
|
__________________
أي : تمرون بالديار. ومذهب الجمهور أنه
لا ينقاس حذف حرف الجر مع غير «أن» و «أن» بل يقتصر فيه على
السماع ، وذهب [أبو الحسن على ابن سليمان البغدادي وهو] الأخفش الصغير إلى أنه
يجوز الحذف مع غيرهما قياسا ، بشرط تعين الحرف ، ومكان الحذف ، نحو : «بريت القلم بالسكين» فيجوز
عنده حذف الباء ، فتقول : «بريت القلم السكين» فإن لم يتعين الحرف لم
يجز الحذف ، نحو : «رغبت
في زيد»
فلا يجوز حذف «في» ، لأنه لا يدرى حينئذ
: هل التقدير «رغبت
عن زيد»
أو «في
زيد»
وكذلك إن لم يتعين مكان الحذف لم يجز ، نحو «اخترت القوم من بنى
تميم»
فلا يجوز الحذف ، فلا تقول : «اخترت القوم بنى تميم» ، إذ لا يدرى : هل
الأصل «اخترت
القوم من بنى تميم»
أو «اخترت
من القوم بنى تميم».
وأما «أن ، وأن» فيجوز حذف حرف الجر
معهما قياسا مطردا ، بشرط أمن اللبس ، كقولك «عجبت أن يدوا» والأصل «عجبت من أن يدوا» أي : من أن يعطوا
الدية ، ومثال ذلك مع أن ـ بالتشديد ـ «عجبت من أنك قائم» فيجوز
حذف «من» فتقول : «عجبت أنك قائم» ، فإن حصل لبس لم
يجز
__________________
والعادم
النّظير ذا قصر وذا
|
|
مدّ ، بنقل :
كالحجا وكالحذا
|
هذا هو القسم
الثانى ، وهو المقصور السماعىّ ، والممدود السماعىّ.
وضابطهما : أنّ
ما ليس له نظير اطّرد فتح ما قبل آخره فقصره موقوف على السماع ، وما ليس له نظير
اطّرد زيادة ألف قبل آخره فمدّه مقصور على السماع.
فمن المقصور
السماعىّ : الفتى ، واحد الفتيان ، والحجا : العقل ، والثّرى : التراب ، والسّنا :
الضوء.
ومن الممدود
السماعى : الفتاء : حداثة السّنّ ، والسّناء : الشّرف ، والثّراء : كثرة المال ،
والحذاء : النّعل.
* * *
وقصر ذى
المدّ اضطرارا مجمع
|
|
عليه ،
والعكس بخلف يقع
|
لا خلاف بين
البصريين والكوفيين فى جواز قصر الممدود للضرورة.
واختلف فى جواز
مد المقصور ؛ فذهب البصريون إلى المنع ، وذهب الكوفيون إلى الجواز ، واستدلوا
بقوله :
__________________
ـ
يا لك من تمر
ومن شيشاء
|
|
ينشب فى
المسعل واللهاء
|
فمدّ «اللهاء»
للضرورة ، وهو مقصور.
* * *
__________________
كيفية تثنية المقصور
والممدود ، وجمعهما تصحيحا
آخر مقصور
تثنّى اجعله يا
|
|
إن كان عن
ثلاثة مرتقيا
|
كذا الذى
اليا أصله ، نحو الفتى
|
|
والجامد الذى
أميل كمتى
|
فى غير ذا
تقلب واوا الألف
|
|
وأولها ما
كان قبل قد ألف
|
__________________
الاسم المتمكن
إن كان صحيح الآخر ، أو كان منقوصا ، لحقته علامة التثنية من غير تغيير ؛ فتقول فى
«رجل ، وجارية ، وقاض» : «رجلان ، وجاريتان ، وقاضيان».
وإن كان مقصورا
فلا بدّ من تغييره ، على ما نذكره الآن.
وإن كان ممدودا
فسيأتى حكمه.
فإن كانت ألف
المقصور رابعة فصاعدا قلبت ياء ؛ فتقول فى «ملهى» : «ملهيان» وفى «مستقصى» : «مستقصيان»
وإن كانت ثالثة : فإن كانت بدلا من الياء ـ كفتى ورحى ـ قلبت أيضا ياء ؛ فتقول : «فتيان
، ورحيان» ، وكذا إذا كانت ثالثة مجهولة الأصل وأميلت ؛ فتقول فى «متى» علما : «متيان»
وإن كانت ثالثة بدلا من واو ـ كعصا وقفا ـ قلبت واوا ؛ فتقول : «عصوان ، وقفوان» ،
وكذا إن كانت ثالثة مجهولة الأصل ولم تمل ، كإلى علما ؛ فتقول : «إلوان».
فالحاصل : أن
ألف المقصور تقلب ياء فى ثلاثة مواضع :
الأول : إذا
كانت رابعة فصاعدا.
الثانى : إذا
كانت ثالثة بدلا من ياء.
الثالث : إذا
كانت [ثالثة] مجهولة الأصل وأميلت.
__________________
وتقلب واوا فى موضعين :
الأول : إذا
كانت ثالثة بدلا من الواو.
الثانى : إذا
كانت ثالثة مجهولة الأصل ولم تمل.
وأشار بقوله : «وأولها
ما كان قبل قد ألف» إلى أنه إذا عمل هذا العمل المذكور فى المقصور ـ أعنى قلب
الألف ياء أو واوا ـ لحقتها علامة التثنية ، التى سبق ذكرها أول الكتاب ، وهى
الألف والنون المكسورة رفعا ، والياء المفتوح ما قبلها والنون المكسورة جرا ونصبا.
* * *
وما كصحراء
بواو ثنّيا
|
|
ونحو علباء
كساء وحيا
|
بواو او همز
، وغير ما ذكر
|
|
صحّح ، وما
شذّ على نقل قصر
|
__________________
لما فرغ من
الكلام على كيفية تثنية المقصور شرع فى ذكر كيفية تثنية الممدود.
والممدود : إما
أن تكون همزته بدلا من ألف التأنيث ، أو للإلحاق ، أو بدلا من أصل ، أو أصلا.
فإن كانت بدلا
من ألف التأنيث ؛ فالمشهور قلبها واوا ؛ فتقول فى «صحراء ، وحمراء» : «صحراوان ،
وحمراوان».
وإن كانت
للإلحاق ، كعلباء ، أو بدلا من أصل ، نحو «كساء ، وحياء» جاز فيها وجهان ؛ أحدهما : قلبها واوا ؛ فتقول : «علباوان
، وكساوان ، وحياوان» والثانى : إبقاء الهمزة من غير تغيير ؛ فتقول : «علباءان ،
وكساءان ، وحياءان» والقلب فى اللحقة أولى من إبقاء الهمزة ، وإبقاء الهمزة
المبدلة من أصل أولى من قلبها واوا.
وإن كانت
الهمزة الممدودة أصلا وجب إبقاؤها ؛ فتقول فى «قرّاء ، ووضّاء» : «قرّاءان ، ووضّاءان».
__________________
وأشار بقوله : «وما
شذّ على نقل قصر» إلى أن ما جاء من تثنية المقصور أو الممدود على خلاف ما ذكر ،
اقتصر فيه على السماع ، كقولهم فى «الخوزلى» : «الخوزلان» والقياس «الخوزليان»
وقولهم فى «حمراء» : «حمرايان» والقياس «حمراوان».
* * *
واحذف من
المقصور فى جمع على
|
|
حدّ المثنّى
ما به تكمّلا
|
ولفتح أبق
مشعرا بما حذف
|
|
وإن جمعته
بتاء وألف
|
فالألف اقلب
قلبها فى التّثنيه
|
|
وتاء ذى
التّا ألزمنّ تنحيه
|
__________________
إذا جمع صحيح
الآخر على حدّ المثنى ـ وهو الجمع بالواو والنون ـ لحقته العلامة من غير تغيير ؛
فتقول فى «زيد» : زيدون.
وإن جمع
المنقوص هذا الجمع حذفت ياؤه ، وضمّ ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء ؛ فتقول [فى
قاض] : قاضون ، رفعا ، وقاضين ، جرّا ونصبا.
وإن جمع
الممدود فى هذا الجمع عومل معاملته فى التثنية ؛ فإن كانت الهمزة بدلا من أصل ، أو
للإلحاق ـ جاز [فيه] وجهان : إبقاء الهمزة ، وإبدالها واوا ؛ فيقال فى «كساء» علما
: «كساؤون ، وكساوون» ، وكذلك علباء ، وإن كانت الهمزة أصلية وجب إبقاؤها ؛ فتقول
فى «قرّاء» : «قرّاؤون».
وأما المقصور ـ
وهو الذى ذكره المصنف ـ فتحذف ألفه إذا جمع بالواو والنون ، وتبقى الفتحة دالة
عليها ؛ فتقول فى مصطفى : «مصطفون» رفعا ، و «مصطفين» جرّا ونصبا ، بفتح الفاء مع
الواو والياء ، وإن جمع بألف وتاء قلبت ألفه ، كما تقلب فى التثنية ؛ فتقول فى «حبلى»
: «حبليات» وفى «فتى ، وعصا» علمى مؤنث : «فتيات ، وعصوات».
__________________
وإن كان بعد
ألف المقصور تاء وجب حينئذ حذفها ؛ فتقول فى «فتاة» : «فتيات» ، وفى «قناة» : «قنوات».
* * *
والسّالم
العين الثّلاثىّ اسما أنل
|
|
إتباع عين
فاءه بما شكل
|
إن ساكن
العين مؤنّثا بدا
|
|
مختتما بالتّاء
أو مجرّدا
|
وسكّن
التّالى غير الفتح أو
|
|
خفّفه بالفتح
؛ فكلّا قد رووا
|
__________________
إذا جمع الاسم
الثّلاثىّ ، الصحيح العين ، الساكنها ، المؤنث ، المختوم بالتاء أو المجرّد عنها ،
بألف وتاء ، أتبعت عينه فاءه فى الحركة مطلقا ؛ فتقول : فى «دعد» : «دعدات» ، وفى «جفنة»
: «جفنات» ، وفى «جمل ، وبسرة» : «جملات ، وبسرات» بضم الفاء والعين ، وفى «هند ،
وكسرة» : «هندات ، وكسرات» بكسر الفاء والعين.
ويجوز فى العين
بعد الضمة والكسرة التسكين والفتح ؛ فتقول : «جملات ، وجملات ، وبسرات ، وبسرات ،
وهندات ، وهندات ، وكسرات ، وكسرات» ، ولا يجوز ذلك بعد الفتحة ، بل يجب الإتباع.
واحترز
بالثّلاثىّ من غيره كجعفر ـ علم مؤنث ، وبالاسم عن الصفة ، كضخمة ، وبالصحيح العين
من معتلها كجوزة ، وبالساكن العين من محركها ، كشجرة ؛ فإنه لا إتباع فى هذه كلها
، بل يجب إبقاء العين على ما كانت عليه قبل الجمع ؛ فتقول : «جعفرات ، وضخمات ،
وجوزات ، وشجرات» ، واحترز بالمؤنث من المذكر كبدر ؛ فإنه لا يجمع بالألف والتاء.
* * *
ومنعوا إتباع
نحو ذروه
|
|
وزبية ، وشذّ
كسر جروه
|
يعنى أنه إذا
كان المؤنث المذكور مكسور الفاء ، وكانت لامه واوا ؛ فإنه يمتنع فيه إتباع العين
للفاء ؛ فلا يقال فى «ذروة» ذروات ـ بكسر
__________________
الفاء والعين ـ استثقالا للكسرة قبل الواو ، بل يجب فتح العين أو تسكينها ؛
فتقول : ذروات ، أو ذروات ، وشذّ قولهم «جروات» بكسر الفاء والعين.
وكذلك لا يجوز
الإتباع إذا كانت الفاء مضمومة واللام ياء ، نحو «زبية» ؛ فلا تقول «زبيات» بضم
الفاء والعين ـ استثقالا للضمة قبل الياء ، بل يجب الفتح أو التسكين ؛ فتقول : «زبيات.
أو زبيات».
* * *
ونادر ، أو
ذو اضطرار ـ غير ما
|
|
قدّمته ، أو
لأناس انتمى
|
يعنى أنه إذا
جاء جمع هذا المؤنث على خلاف ما ذكر عدّ نادرا ، أو ضرورة ، أو لغة لقوم.
فالأول كقولهم
فى «جروة» : «جروات» بكسر الفاء والعين.
والثانى كقوله
:
ـ
وحمّلت زفرات
الضّحى فأطقتها
|
|
ومالى بزفرات
العشىّ يدان
|
فسكن عين «زفرات»
ضرورة ، والقياس فتحها إتباعا.
__________________
والثالث كقول هذيل فى جوزة وبيضة
ونحوهما : «جوزات وبيضات» ـ بفتح الفاء والعين ـ والمشهور فى لسان العرب تسكين
العين إذا كانت غير صحيحة.
* * *
__________________
جمع التّكسير
أفعلة أفعل
ثمّ فعله
|
|
ثمّت أفعال ـ
جموع قلّه
|
جمع التكسير هو
: ما دلّ على أكثر من اثنين ، بتغيير ظاهر كرجل ورجال أو مقدّر كفلك ـ للمفرد
والجمع ، والضمة التى فى المفرد كضمة قفل والضمة التى فى الجمع كضمة أسد ، وهو على
قسمين : جمع قلة ، وجمع كثرة ؛ فجمع القلة يدلّ حقيقة على ثلاثة فما فوقها إلى
العشرة ، وجمع الكثرة يدل على ما فوق العشرة إلى غير نهاية ، ويستعمل كل [منهما] فى موضع الآخر مجازا.
وأمثلة جمع
القلة : أفعلة كأسلحة ، وأفعل كأفلس ، وفعلة كفتية ، وأفعال كأفراس.
وما عدا هذه
الأربعة من جموع التكسير فجموع كثرة.
* * *
وبعض ذى
بكثرة وضعا يفى
|
|
كأرجل ،
والعكس جاء كالصّفى
|
__________________
قد يستغنى ببعض
أبنية القلة عن بعض أبنية الكثرة : كرجل وأرجل ، وعنق وأعناق ، وفؤاد وأفئدة.
وقد يستغنى
ببعض أبنية الكثرة عن بعض أبنية القلة : كرجل ورجال ، وقلب وقلوب.
* * *
لفعل اسما
صحّ عينا أفعل
|
|
وللرّباعىّ
اسما ايضا يجعل
|
إن كان
كالعناق والذّراع : فى
|
|
مدّ ، وتأنيث
، وعدّ الأحرف
|
__________________
أفعل : جمع
لكلّ اسم [ثلاثى] على فعل ، صحيح العين ، نحو : كلب وأكلب ، وظبى وأظب ، وأصله
أظبى ؛ فقلبت الضمة كسرة لتصح الياء فصار أظبى ؛ فعومل معاملة قاض.
وخرج بالاسم
الصفة ؛ فلا يجوز [نحو] صخم وأضخم ، وجاء عبد وأعبد ، لاستعمال هذه الصفة استعمال
الأسماء ، وخرج بصحيح العين المعتلّ العين ، نحو : ثوب وعين ، وشذ عين وأعين ،
وثوب وأثوب .
وأفعل ـ أيضا ـ
جمع لكلّ اسم ، مؤنث ، رباعىّ ، قبل آخره مدّة كعناق وأعنق ، ويمين وأيمن.
وشذ من المذكر
: شهاب وأشهب ، وغراب وأغرب.
* * *
__________________
وغير ما أفعل
فيه مطّرد
|
|
من الثّلاثى
اسما ـ بأفعال يرد
|
وغالبا
أغناهم فعلان
|
|
فى فعل :
كقولهم صردان
|
قد سبق أن أفعل
جمع لكلّ اسم ثلاثى على فعل صحيح العين ؛ وذكر هنا أنّ ما لا يطّرد فيه من الثلاثى
أفعل يجمع على أفعال ، وذلك كثوب وأثواب ، [وجمل وأجمال] وعضد وأعضاد ، وحمل
وأحمال ، وعنب وأعناب ، وإبل وآبال ، وقفل وأقفال.
وأما جمع فعل
الصحيح العين على أفعال فشاذ : كفرخ وأفراخ .
__________________
وأما فعل فجاء
بعضه على أفعال : كرطب وأرطاب ، والغالب مجيئه على فعلان كصرد وصردان ، ونغر
ونغران .
* * *
فى اسم مذكّر
رباعىّ بمدّ
|
|
ثالث افعلة
عنهم اطّرد
|
والزمه فى
فعال ، او فعال
|
|
مصاحبى تضعيف
، او إعلال
|
«أفعلة» جمع لكل اسم ، مذكر ،
رباعىّ ، ثالثه مدة نحو : قذال وأقذلة ، ورغيف وأرغفة ، وعمود وأعمدة ، والتزم أفعلة
فى جمع المضاعف أو المعتل اللام من فعال أو فعال : كبتات وأبتّة ، وزمام وأزمّة ؛
وقباء وأقبية ؛ وفناء وأفنية.
* * *
فعل لنحو
أحمر وحمرا
|
|
وفعلة جمعا
بنقل يدرى
|
__________________
من أمثلة جمع
الكثرة : فعل ، وهو مطّرد فى [كل] وصف يكون المذكر منه على أفعل ، والمؤنث [منه
على] فعلاء ، نحو : أحمر وحمر وحمراء وحمر.
ومن أمثلة جمع
القلة : فعلة ، ولم يطّرد فى شىء من الأبنية ، وإنما هو محفوظ ، ومن الذى حفظ منه
فتى وفتيه ، وشيخ وشيخة ، وغلام وغلمة ، وصبىّ وصبية.
* * *
وفعل لاسم
رباعىّ ، بمدّ
|
|
قد زيد قبل
لام ، اعلالا فقد
|
ما لم يضاعف
فى الأعمّ ذو الألف
|
|
وفعل جمعا
لفعلة عرف
|
__________________
ونحو كبرى ،
ولفعلة فعل ،
|
|
وقد يجىء
جمعه على فعل
|
من أمثلة جمع
الكثرة : فعل ، وهو مطّرد فى كلّ اسم ، رباعىّ ، قد زيد قبل آخره مدّة ؛ بشرط كونه صحيح
الآخر ، وغير مضاعف إن كانت المدة ألفا ، ولا فرق فى ذلك بين المذكّر والمؤنث ،
نحو : قذال وقذل ، وحمار وحمر ، وكراع وكرع ، وذراع وذرع ، وقضيب وقضب ، وعمود
وعمد.
وأما المضاعف :
فإن كانت مدته ألفا فجمعه على فعل غير مطّرد ، نحو :
__________________
عنان وعنن ، وحجاج وحجج ؛ فإن كانت مدته غير ألف فجمعه على فعل مطّرد ، نحو
: سرير وسرر ، وذلول وذلل.
ومن أمثلة جمع
الكثرة فعل ، وهو جمع لاسم على فعلة أو على فعلى ـ أنثى الأفعل ـ فالأول : كقربة
وقرب ، وغرفة وغرف ؛ والثانى : ككبرى وكبر ، وصغرى وصغر.
ومن أمثلة جمع
الكثرة فعل ، وهو جمع لاسم على فعلة ، نحو : كسرة وكسر ، وحجّة وحجج ، ومرية ومرى
، وقد يجىء جمع فعلة على فعل ، نحو : لحية ولحى ، وحلية وحلى.
* * *
فى نحو رام
ذو اطّراد فعله
|
|
وشاع نحو
كامل وكمله
|
ومن أمثلة جمع
الكثرة : فعلة ، وهو مطّرد فى [كل] وصف ، على فاعل ، معتلّ اللّام لمذكّر عاقل ،
كرام ورماة ، وقاض وقضاة.
ومنها : فعلة ،
وهو مطّرد فى وصف ، على فاعل صحيح اللام ، لمذكّر عاقل ، نحو : كامل وكمله ، وساحر
وسحرة ، واستغنى المصنف عن ذكر القيود المذكورة بالتمثيل بما اشتمل عليها ، وهو
رام وكامل.
* * *
__________________
فعلى لوصف
كقتيل ، وزمن ،
|
|
وهالك ،
وميّت به قمن
|
من أمثلة جمع
الكثرة : فعلى ، وهو جمع لوصف ، على فعيل بمعنى مفعول ، دال على هلاك أو توجّع :
كقتيل وقتلى ، وجريح وجرحى ، وأسير وأسرى ، ويحمل عليه ما أشبهه فى المعنى ، من
فعيل بمعنى فاعل : كمريض ومرضى ، ومن فعل ، كزمن وزمنى ، ومن فاعل : كهالك وهلكى ،
ومن فيعل : كميّت وموتى [وأفعل نحو : أحمق وحمقى].
* * *
لفعل اسما
صحّ لاما فعله
|
|
والوضع فى
فعل وفعل قلّله
|
من أمثلة جمع
الكثرة فعلة ؛ وهو جمع لفعل ، اسما ، صحيح اللام ، نحو
__________________
قرط وقرطة ، ودرج ودرجة ، وكوز وكوزة ، ويحفظ فى اسم على فعل نحو قرد وقردة
، أو على فعل نحو غرد وغردة .
* * *
وفعّل لفاعل
وفاعله
|
|
وصفين ، نحو
عاذل وعاذله
|
ومثله
الفعّال فيما ذكّرا
|
|
وذان فى
المعلّ لاما ندرا
|
من أمثلة جمع
الكثرة : فعّل ، وهو مقيس فى وصف ، صحيح اللام ، على فاعل أو فاعلة ، نحو ضارب
وضرّب وصائم وصوّم ، وضاربة وضرّب وصائمة وصوّم.
ومنها فعّال ،
وهو مقيس فى وصف ، صحيح اللام على فاعل ، لمذكر ، نحو صائم وصوّام ، وقائم وقوّام.
وندر فعّل
وفعّال فى المعتل اللام المذكّر ، نحو غاز وغزّى ، وسار وسرّى ،
__________________
وعاف وعفّى ، وقالوا : غزّاء فى جمع غاز ، وسرّاء فى جمع سار ، وندر أيضا [فى
جمع] فاعلة ، كقول الشاعر :
ـ
أبصارهنّ إلى
الشّبّان مائلة
|
|
وقد أراهنّ
عنّى غير صدّاد
|
[يعنى جمع صادّة].
* * *
فعل وفعلة
فعال لهما
|
|
وقلّ فيما
عينه اليا منهما
|
__________________
من أمثله جمع
الكثرة : فعال ، وهو مطّرد فى فعل وفعلة ، اسمين ، نحو كعب وكعاب ، وثوب وثياب ،
وقصعة وقصاع ، أو وصفين ، نحو صعب وصعاب ، وصعبة وصعاب ، وقلّ فيما عينه ياء ، نحو
ضيف وضياف ، وضيعة وضياع.
* * *
وفعل أيضا له
فعال
|
|
ما لم يكن فى
لامه اعتلال
|
أو يك مضعفا
، ومثل فعل
|
|
ذو التّا ،
وفعل مع فعل ، فاقبل
|
أى : اطّرد
أيضا فعال فى فعل وفعلة ، ما لم يكن لامهما معتلا أو مضاعفا ، نحو «جبل وجبال ،
وجمل وجمال ، ورقبة ورقاب ، وثمرة وثمار».
واطرد أيضا
فعال فى فعل وفعل ، نحو ذئب وذئاب ، ورمح ورماح.
واحترز من
المعتل اللام : كفتى ، ومن المضعف كطلل.
* * *
__________________
وفى فعيل وصف
فاعل ورد
|
|
كذاك فى
أنثاه أيضا اطّرد
|
واطرد أيضا
فعال فى كل صفة على فعيل بمعنى فاعل : مقترنة بالتاء أو مجردة عنها ، ككريم وكرام
، وكريمة وكرام ، ومريض ومراض ، ومريضة ومراض.
* * *
وشاع فى وصف
على فعلانا ،
|
|
أو أنثييه ،
أو على فعلانا
|
ومثله فعلانة
، والزمه فى
|
|
نحو طويل
وطويلة تفى
|
أى : واطّرد
أيضا مجىء فعال جمعا ، لوصف على فعلان ، أو على فعلانة ، أو على فعلى ، نحو :
عطشان وعطاش ، وعطشى وعطاش ، وندمانة وندام.
__________________
وكذلك اطرد
فعال فى وصف ، على فعلان ، أو على فعلانة ، نحو «خمصان وخماص ، وخمصانة وخماص».
والتزم فعال فى
كل وصف على فعيل أو فعيلة ، معتلّ العين ، نحو «طويل وطوال ، وطويلة وطوال».
* * *
وبفعول فعل
نحو كبد
|
|
يخصّ غالبا ،
كذاك يطّرد
|
فى فعل اسما
مطلق الفا ، وفعل
|
|
له ، وللفعال
فعلان حصل
|
__________________
وشاع فى حوت
وقاع مع ما
|
|
ضاهاهما ،
وقلّ فى غيرهما
|
ومن أمثلة جمع
الكثرة : فعول ، وهو مطّرد فى اسم ثلاثى على فعل نحو «كبد وكبود ، ووعل ووعول» وهو
ملتزم فيه غالبا.
واطّرد فعول
أيضا فى اسم على فعل ـ بفتح الفاء ـ نحو «كعب وكعوب ، وفلس وفلوس» أو على فعل ـ بكسر
الفاء ـ نحو «حمل وحمول ، وضرس وضروس» أو على فعل ـ بضم الفاء ـ نحو «جند وجنود ،
وبرد وبرود».
ويحفظ فعول فى
فعل ، نحو «أسد وأسود» ويفهم كونه غير مطرد من قوله «وفعل له» ولم يقيده باطراد.
* * *
وأشار بقوله : «وللفعال
فعلان حصل» إلى أن من أمثلة جمع الكثرة فعلانا ؛ وهو مطّرد فى اسم على فعال ؛ نحو «غلام
وغلمان ، وغراب وغربان».
وقد سبق أنه
مطرد فى فعل : كصرد وصردان.
__________________
واطرد فعلان ـ أيضا
ـ فى جمع ما عينه واو : من فعل ، أو فعل ؛ نحو «عود وعيدان ، وحوت وحيتان ، وقاع وقيعان ، وتاج وتيجان» .
وقلّ فعلان فى
غير ما ذكر ، نحو «أخ وإخوان ، وغزال وغزلان».
* * *
وفعلا اسما ،
وفعيلا ، وفعل
|
|
غير معلّ
العين ـ فعلان شمل
|
من أبنية جمع
الكثرة : فعلان ، وهو مقيس فى اسم صحيح العين ، على فعل ، نحو «ظهر وظهران ، وبطن
وبطنان» أو على فعيل ، نحو «قضيب وقضبان ، ورغيف ورغفان» أو على فعل ، نحو «ذكر
وذكران ، وحمل وحملان».
* * *
ولكريم وبخيل
فعلا
|
|
كذا لما
ضاهاهما قد جعلا
|
__________________
وناب عنه
افعلاء فى المعلّ
|
|
لاما ، ومضعف
، وغير ذاك قلّ
|
من أمثلة جمع
الكثرة : فعلاء ، وهو مقيس فى فعيل ـ بمعنى فاعل ـ صفة لمذكر عاقل ، غير مضاعف ،
ولا معتل ، نحو «ظريف وظرفاء ، وكريم وكرماء ، وبخيل وبخلاء».
وأشار بقوله : «كذا
لما ضاهاهما» إلى أن ما شابه فعيلا ـ فى كونه دالا على معنى هو كالغريزة ـ يجمع
على فعلاء ، نحو عاقل وعقلاء ، وصالح وصلحاء ، وشاعر وشعراء.
وينوب عن فعلاء
فى المضاعف والمعتلّ : أفعلاء ، نحو «شديد وأشدّاء ، وولىّ وأولياء».
[وقد يجىء «أفعلاء»
جمعا لغير ما ذكر ، نحو «نصيب وأنصباء ، وهيّن وأهوناء»].
* * *
__________________
فواعل لفوعل
وفاعل
|
|
وفاعلاء مع
نحو كاهل
|
وحائض ،
وصاهل ، وفاعله ،
|
|
وشذّ فى
الفارس ، مع ما ماثله
|
من أمثلة جمع
الكثرة : فواعل ، وهو لاسم على فوعل ، نحو «جوهر وجواهر» أو على فاعل ، نحو «طابع
وطوابع» ، أو على فاعلاء ، نحو «قاصعاء وقواصع» أو على فاعل ، نحو «كاهل ، وكواهل».
وفواعل ـ أيضا
ـ جمع لوصف على فاعل إن كان لمؤنث عاقل ، نحو «حائض وحوائض» ، أو لمذكر ما لا يعقل
، نحو «صاهل وصواهل».
فإن كان الوصف
الذى على فاعل لمذكر عافل ، لم يجمع على فواعل ، وشذ «فارس وفوارس ، وسابق وسوابق».
وفواعل ـ أيضا
ـ جمع لفاعلة ، نحو «صاحبة وصواحب ، وفاطمة وفواطم».
* * *
وبفعائل
اجمعن فعاله
|
|
وشبهه ذا تاء
او مزاله
|
__________________
من أمثلة جمع
الكثرة : فعائل ، وهو : لكل اسم ، رباعى ، بمدّة قبل آخره ، مؤنثا بالتاء ، نحو «سحابة
وسحائب ، ورسالة ورسائل ، وكناسة وكنائس ، وصحيفة وصحائف ، وحلوبة وحلائب» أو
مجردا منها ، نحو «شمال وشمائل ، وعقاب وعقائب ، وعجوز وعجائز».
* * *
وبالفعالى
والفعالى جمعا
|
|
صحراء
والعذراء ، والقيس اتبعا
|
من أمثلة جمع
الكثرة : فعالى ، وفعالى ، ويشتركان فيما كان على فعلاء ، اسما كصحراء وصحارى
وصحارى ، أو صفة كعذراء وعذارى وعذارى.
* * *
واجعل فعالىّ
لغير ذى نسب
|
|
جدّد ،
كالكرسىّ تتبع العرب
|
__________________
من أمثلة جمع
الكثرة : فعالىّ ، وهو جمع لكل اسم ، ثلاثى ، آخره ياء مشدّدة غير متجددة للنسب ،
نحو «كرسىّ وكراسىّ ، وبردىّ وبرادىّ» ، ولا يقال «بصرىّ وبصارىّ».
* * *
وبفعالل
وشبهه انطقا
|
|
فى جمع ما
فوق الثّلاثة ارتقى
|
من غير ما
مضى ، ومن خماسى
|
|
جرّد ، الآخر
انف بالقياس
|
__________________
والرّابع
الشّبيه بالمزيد قد
|
|
يحذف دون ما
به تمّ العدد
|
وزائد العادى
الرباعى احذفه ، ما
|
|
لم يك لينا
إثره اللّذ ختما
|
من أمثلة جمع
الكثرة : «فعالل» وشبهه ، وهو : كل جمع ثالثه ألف بعدها حرفان ؛ فيجمع بفعالل : كل
اسم ، رباعىّ ، غير مزيد فيه ، نحو «جعفر وجعافر ، وزبرج وزبارج ، وبرثن وبراثن»
ويجمع بشبهه : كل اسم ، رباعى ، مزيد فيه ، كـ «جوهر وجواهر ، وصيرف وصيارف ،
ومسجد ومساجد».
__________________
واحترز بقوله :
«من غير ما مضى» من الرباعى الذى سبق ذكر جمعه : كأحمر ، وحمراء ، ونحوهما مما سبق
[ذكره].
وأشار بقوله : «ومن
خماسى جرّد الآخر انف بالقياس» إلى أن الخماسىّ المجرد عن الزيادة يجمع على فعالل
قياسا ، ويحذف خامسه ، نحو «سفارج» فى سفرجل ، و «فرازد» فى فرزدق ، و «خوارن» فى
خورنق.
وأشار بقوله : «والرابع
الشبيه بالمزيد ـ البيت» إلى أنه يجوز حذف رابع الخماسىّ المجرّد عن الزيادة ،
وإبقاء خامسه ، إذا كان رابعه مشبها للحرف الزائد ـ بأن كان من حروف الزيادة ،
كنون «خورنق» ، أو كان من مخرج حروف الزيادة ، كدال «فرزدق» ـ فيجوز أن يقال : «خوارق
، وفرازق» ، والكثير الأول ، وهو حذف الخامس وإبقاء الرابع ، نحو «خوارن ، وفرازد».
فإن كان الرابع
غير مشبه للزائد لم يجز حذفه ، بل يتعين حذف الخامس ؛ فتقول فى «سفرجل» : «سفارج»
ولا يجوز «سفارل».
وأشار بقوله : «وزائد
العادى الرباعى ـ البيت» إلى أنه إذا كان الخماسىّ مزيدا فيه حرف حذف ذلك الحرف ،
إن لم يكن حرف مدّ قبل الآخر ؛ فتقول فى «سبطرى» : «سباطر» ، وفى «فدوكس» : «فداكس»
، وفى «مدحرج» : «دحارج».
فإن كان الحرف
الزائد حرف مدّ قبل الآخر لم يحذف ، بل يجمع الاسم على «فعاليل» نحو «قرطاس
وقراطيس ، وقنديل وقناديل ، وعصفور وعصافير».
* * *
والسّين
والتّامن كـ «مستدع أزل
|
|
إذ ببنا
الجمع بقاهما مخلّ
|
والميم أولى
من سواه بالبقا
|
|
والهمز واليا
مثله إن سبقا
|
إذا اشتمل
الاسم على زيادة ، لو أبقيت لاحتلّ بناء الجمع ، الذى هو نهاية ما ترتقى إليه
الجموع ـ وهو فعالل ، وفعاليل ـ حذفت الزيادة ، فإن أمكن جمعه على إحدى الصيغتين ،
بحذف بعض الزائد وإبقاء البعض ؛ فله حالتان :
إحداهما : أن
يكون للبعض مزيّة على الآخر.
والثانية : أن
لا يكون كذلك.
والأولى هى
المرادة هنا ، والثانية ستأنى فى البيت الذى فى آخر الباب.
ومثال الأولى «مستدع»
فتقول فى جمعه : «مداع» فتحذف السين والتاء ، وتبقى الميم ؛ لأنها مصدّرة ومجردة
للدلالة على معنى ، وتقول فى «ألندد» ،
__________________
و «يلندد» : «ألادّ» ، و «يلادّ» فتحذف النون ، وتبقى الهمزة من «ألندد» ،
والياء من «يلندد» ؛ لتصدّرهما ، ولأنهما فى موضع يقعان فيه دالّين على معنى ، نحو
: أقوم ويقوم ، بخلاف النون ؛ فإنها فى موضع لا تدل فيه على معنى أصلا.
والألندد ،
واليلندد : الخصم ، يقال : رجل ألندد ، ويلندد ، أى : خصم ، مثل الألدّ.
* * *
والياء لا
الواو احذف ان جمعت ما
|
|
ك «حيزبون»
فهو حكم حتما
|
إذا اشتمل الاسم
على زيادتين ، وكان حذف إحداهما يتأتّى معه صيغة الجمع ، وحذف الأخرى لا يتأتّى
معه ذلك ـ حذف ما يتأتى معه [صيغة الجمع] وأبقى الآخر ؛ فتقول فى «حيزبون» : «حزابين»
؛ فتحذف الياء ، وتبقى الواو ، فتقلب ياء ؛ لسكونها وانكسار ما قبلها ، وأوثرت
الواو بالبقاء لأنها لو حذفت لم يغن حذفها عن حذف الياء ؛ لأنّ بقاء الياء مفوّت
لصيغة منتهى الجموع.
والحيزبون :
العجوز.
* * *
__________________
وخيّروا فى
زائدى سرندى
|
|
وكلّ ما
ضاهاه كـ «العلندى»
|
يعنى أنه إذا
لم يكن لأحد الزائدين مزيّة على الآخر كنت بالخيار ؛ فتقول فى «سرندى» : «سراند»
بحذف الألف وإبقاء النون ، و «سراد» بحذف النون وإبقاء الألف ، وكذلك «علندى» ؛ فتقول : «علاند» و «علاد» ومثلهما «حبنطى»
؛ فتقول : «حبانط» و «حباط» ؛ لأنهما زيادتان ، زيدتا معا للإلحاق بسفرجل ، ولا
مزيّة لإحداهما على الأحرى ، وهذا شأن كل زيادتين زيدتا للإلحاق.
والسّرندى :
الشديد ، والأنثى سرنداة ، والعلندى ـ بالفتح ـ الغليظ من كل شىء ، وربما قيل :
جمل علندى ـ بالضم ـ والحبنطى : القصير البطين ، يقال : رجل حبنطى ـ بالتنوين ـ وامرأة
حبنطاة.
* * *
__________________
التّصغير
فعيلا اجعل
الثّلاثىّ ، إذا
|
|
صغّرته ، نحو
«قذىّ» فى «قذى»
|
فعيعل مع
فعيعيل لما
|
|
فاق كجعل
درهم دريهما
|
إذا صغّر الاسم
المتمكن ضمّ أوله ، وفتح ثانيه ، وزيد بعد ثانيه ياء
__________________
ساكنة ، ويقتصر على ذلك إن كان الاسم ثلاثيا ؛ فتقول فى «فلس» : «فليس» وفى
«قذى» : «قذىّ».
وإن كان
رباعيّا فأكثر فعل به ذلك وكسر ما بعد الياء ؛ فتقول فى «درهم» : «دريهم» ، وفى «عصفور»
: «عصيفير».
فأمثلة التصغير
ثلاثة : فعيل ، وفعيعل ، وفعيعيل.
* * *
وما به
لمنتهى الجمع وصل
|
|
به إلى أمثلة
التّصغير صل
|
أى : إذا كان
الاسم مما يصغّر على فعيعل ، أو على فعيعيل ـ توصّل إلى تصغيره بما سبق أنه يتوصّل
به إلى تكسيره على فعالل أو فعاليل : من حذف حرف أصلى أو زائد ؛ فتقول فى «سفرجل»
: «سفيرج» ، كما تقول : «سفارج» ، وفى «مستدع» : «مديع» ، كما تقول : «مداع» فتحذف
__________________
فى التصغير ما حذفت فى الجمع ، وتقول فى «علندى» : «عليند» وإن شئت [قلت] :
«عليد» ، كما تقول فى الجمع : «علاند» و «علاد».
* * *
وجائز تعويض
يا قبل الطّرف
|
|
إن كان بعض
الاسم فيهما انحذف
|
أى : يجوز أن
يعوّض مما حذف فى التصغير أو التكسير ياء قبل الآخر ؛ فتقول فى «سفرجل» : «سفيريج»
و «سفاريج» ، وفى «حبنطى» : «حبينيط» و «حبانيط».
* * *
وحائد عن
القياس كلّ ما
|
|
خالف فى
البابين حكما رسما
|
__________________
أى : قد يجىء
كل من التصغير والتكسير على غير لفظ واحده ، فيحفظ ولا يقاس عليه ، كقولهم فى
تصغير مغرب «مغيربان» وفى عشيّة «عشيشية». وقولهم فى جمع رهط «أراهط» وفى باطل «أباطيل».
* * *
لتلويا
التّصغير ـ من قبل علم
|
|
تأنيث ، او
مدّته ـ الفتح انحتم
|
كذاك ما مدّة
أفعال سبق
|
|
أو مدّ سكران
وما به التحق
|
__________________
أى : يجب فتح
ما ولى ياء التصغير ، إن وليته تاء التأنيث ، أو ألفه المقصورة ، أو الممدودة ، أو
ألف أفعال جمعا ، أو ألف فعلان الذى مؤنثه فعلى ؛ فتقول : فى تمرة : «تميرة» ، وفى حبلى : «حبيلى» ،
وفى حمراء : «حميراء» ، وفى أجمال : «أجيمال» ، وفى سكران : «سكيران».
فإن كان فعلان
من غير باب سكران ، لم يفتح ما قبل ألفه ، بل يكسر ، فتقلب الألف ياء ؛ فتقول فى «سرحان»
: «سريحين» كما تقول فى الجمع «سراحين».
ويكسر ما بعد
ياء التصغير فى غير ما ذكر ، إن لم يكن حرف إعراب ؛ فتقول فى «درهم» : «دريهم» ،
وفى «عصفور» : «عصيفير» ، فإن كان حرف إعراب حرّكته بحركة الإعراب ، نحو «هذا فليس
، ورأيت فليسا ومررت بفليس».
* * *
__________________
وألف التّأنيث
حيث مدّا
|
|
وتاؤه
منفصلين عدّا
|
كذا المزيد
آخرا للنّسب
|
|
وعجز المضاف
والمركّب
|
وهكذا زيادتا
فعلانا
|
|
من بعد أربع
كزعفرانا
|
وقدّر انفصال
ما دلّ على
|
|
تثنية أو جمع
تصحيح جلا
|
__________________
لا يعتدّ فى
التصغير بألف التأنيث الممدودة ، ولا بتاء التأنيث ، ولا بزيادة ياء النّسب ، ولا
بعجز المضاف ، ولا بعجز المركب ، ولا بالألف والنون المزيدتين بعد أربعة أحرف
فصاعدا ، ولا بعلامة التثنية ، ولا بعلامة جمع التصحيح.
ومعنى كون هذه
لا يعتدّ بها : أنه لا يضرّ بقاؤها مفصولة عن ياء التصغير بحرفين أصليين ؛ فيقال
فى «جخدباء» : «جخيدباء» ، وفى «حنظلة» : «حنيظلة» ، وفى «عبقرىّ» :
«عبيقرىّ» ، وفى «بعلبك» : «بعيلبك» ، وفى «عبد الله» : «عبيد الله» وفى : «زعفران»
: «زعيفران» ، وفى «مسلمين» : «مسيلمين» ، وفى «مسلمين» : «مسيلمين» وفى «مسلمات»
: «مسيلمات».
* * *
وألف
التّأنيث ذو القصر متى
|
|
زاد على
أربعة لن يثبتا
|
__________________
وعند تصغير
حبارى خيّر
|
|
بين الحبيرى
فادر والحبيّر
|
أى : إذا كانت
ألف التأنيث المقصورة خامسة فصاعدا وجب حذفها فى التصغير ؛ لأن بقاءها يخرج البناء
عن مثال فعيعل ، وفعيعل ؛ فتقول فى «قرقرى» : «قريقر» ، وفى «لغّيزى» : «لغيغيز».
فإن كانت خامسة
وقبلها مدّة زائدة جاز حذف المدّة المزيدة وإبقاء ألف التأنيث ؛ فتقول فى «حبارى»
: «حبيرى» وجاز أيضا حذف ألف التأنيث وإبقاء المدة ؛ فتقول : «حبيّر».
* * *
واردد لأصل
ثانيا لينا قلب
|
|
فقيمة صيّر
قويمة تصب
|
__________________
وشذّ فى عيد
عييد ، وحتم
|
|
للجمع من ذا
ما لتصغير علم
|
والألف
الثّانى المزيد يجعل
|
|
واوا ، كذا
ما الأصل فيه يجهل
|
أى : إذا كان
ثانى الاسم المصغر من حروف اللين ، وجب ردّه إلى أصله.
فإن كان أصله
الواو قلب واوا ؛ فتقول فى «قيمة» : «قوبمة» ، وفى «باب» : «بويب».
وإن كان أصله
الياء قلب ياء ؛ فتقول فى «موقن» : «مييقن» ، وفى «ناب» : «نييب».
وشذ قولهم فى «عيد»
: «عييد» ، والقياس «عويد» بقلب الياء واوا ؛ لأنها أصله ؛ لأنه من عاد يعود.
فإن كان ثانى
الاسم المصغّر ألفا مزيدة أو مجهولة الأصل وجب قلبها واوا ؛ فتقول فى «ضارب» : «ضويرب»
، وفى «عاج» : «عويج».
__________________
والتكسير ـ فيما
ذكرناه ـ كالتصغير ؛ فتقول فى «باب» : «أبواب» ، وفى «ناب» : «أنياب» ، وفى «ضاربة»
: «ضوارب».
* * *
وكمّل
المنقوص فى التّصغير ما
|
|
لم يحو غير
التّاء ثالثا كما
|
المراد
بالمنقوص ـ هنا ـ ما نقص منه حرف ؛ فإذا صغّر هذا النوع من الأسماء ؛ فلا يخلو :
إما أن يكون ثنائيا ، مجردا عن التاء ، أو ثنائيا ملتبسا بها ، أو ثلاثيا مجردا
عنها.
فإن كان ثنائيا
مجردا عن التاء أو ملتبسا بها ـ ردّ إليه فى التصغير ما نقص منه ؛ فيقال فى «دم» :
«دمىّ» ، وفى «شفة» : «شفيهة» ، وفى «عدة» : «وعيد» ، وفى «ماء» ـ مسمّى به ـ : «موىّ».
وإن كان على
ثلاثة أحرف وثالثه غير تاء التأنيث صغّر على لفظه ، ولم يردّ إليه شىء ؛ فتقول فى «شاك
السلاح» : «شويك».
* * *
__________________
ومن بترخيم
يصغّر اكتفى
|
|
بالأصل
كالعطيف يعنى المعطفا
|
من التصغير نوع
يسمى تصغير الترخيم ، وهو عبارة عن تصغير الاسم بعد تجريده من الزوائد التى هى
فيه.
فإن كانت أصوله
ثلاثة صغّر على فعيل ، ثم إن كان المسمّى به مذكرا جرّد عن التاء ، وإن كان مؤنثا
ألحق تاء التأنيث ؛ فيقال فى «المعطف» : «عطيف» ، وفى «حامد» : «حميد» ، وفى «حبلى»
: «حبيلة» ، وفى «سوداء» : «سويدة».
وإن كانت أصوله
أربعة صغّر على فعيعل ؛ فتقول فى «قرطاس» : «قريطس» ، وفى «عصفور» : «عصيفر».
* * *
واختم بتا
التّأنيث ما صغّرت من
|
|
مؤنّث عار
ثلاثىّ ، كسنّ
|
__________________
ما لم يكن
بالتّا يرى ذا لبس
|
|
كشجر وبقر
وخمس
|
وشذّ ترك دون
لبس ، وندر
|
|
لحاق تا فيما
ثلاثيّا كثر
|
إذا صغّر الثلاثىّ
، المؤنث ، الخالى من علامة التأنيث ـ لحقته [التاء] عند أمن اللّبس ، وشذّ حذفها
حينئذ ؛ فتقول فى «سنّ» : «سنينة» ، وفى «دار» : «دويرة» ، وفى «يد» : «يديّة».
فإن خيف اللّبس
لم تلحقه التاء ؛ فتقول فى «شجر ، وبقر ، وخمس» : «شجير ، وبقير ، وخميس» ـ بلا تاء
ـ إذ لو قلت «شجيرة ، وبقيرة ، وخميسة» لالتبس بتصغير «شجرة ، وبقرة ، وخمسة»
المعدود به مذكر.
ومما شذّ فيه
الحذف عند أمن اللبس قولهم فى «ذود ، وحرب ، وقوس ، ونعل» : «ذويد ، وحريب ، وقويس
، ونعيل».
__________________
وشذّ أيضا لحاق
التاء فيما زاد على ثلاثة أحرف ، كقولهم فى «قدّام» : «قديديمة».
* * *
وصغروا شذوذا
: «الّذى ، الّتى
|
|
وذا» مع
الفروع منها «تا ، وتى»
|
التصغير من
خواصّ الأسماء المتمكنة ؛ فلا تصغّر المبنيات ، وشذّ تصغير «الّذى» وفروعه ، و «ذا»
وفروعه ، قالوا فى «الّذى» : «اللّذيّا» وفى «الّتى» : «الّلتيّا» وفى «ذا ، وتا»
: «ذيّا ، وتيّا» .
* * *
__________________
النّسب
ياء كيا
الكرسىّ زادوا للنّسب
|
|
وكلّ ما تليه
كسره وجب
|
إذا أريد إضافة
شىء إلى بلد ، أو قبيلة ، أو نحو ذلك ـ جعل آخره ياء مشدّدة ، مكسورا ما قبلها ؛
فيقال فى النسب إلى «دمشق» : «دمشقىّ» ، وإلى «تميم» : «تميمىّ» ، وإلى «أحمد» : «أحمدىّ».
* * *
ومثله ممّا
حواه احذف ، وتا
|
|
تأنيث او
مدّته ، لا تثبتا
|
__________________
وإن تكن تربع
ذا ثان سكن
|
|
فقلبها واوا
وحذفها حسن
|
يعنى أنه إذا
كان فى آخر الاسم ياء كياء الكرسىّ ـ فى كونها مشددة ، واقعة بعد ثلاثة أحرف
فصاعدا ـ وجب حذفها ، وجعل ياء النسب موضعها ؛ فيقال فى النسب إلى «الشافعىّ» : «شافعىّ»
وفى [النسب إلى] «مرمىّ» : «مرمىّ».
وكذلك إن كان
آخر الاسم تاء التأنيث وجب حذفها للنسب ؛ فيقال فى النسب إلى «مكة» : «مكّىّ».
ومثل تاء
التأنيث ـ فى وجوب الحذف للنسب ـ ألف التأنيث المقصورة إذا كانت خامسة فصاعدا ،
كحبارى وحبارىّ ، أو رابعة متحركا ثانى ما هى
__________________
فيه ، كجمزى وجمزىّ ، وإن كانت رابعة ساكنا ثانى ما هى فيه ـ كحبلى ـ جاز
فيها وجهان : أحدهما الحذف ـ وهو المختار ـ فتقول : «حبلىّ» ، والثانى قلبها واوا ؛
فتقول : «حبلوىّ».
* * *
لشبهها
الملحق ، والأصلىّ ـ ما
|
|
لها ،
وللأصلىّ قلب يعتمى
|
والألف
الجائز أربعا أزل
|
|
كذاك يا
المنقوص خامسا عزل
|
والحذف فى
اليا رابعا أحقّ من
|
|
قلب ، وحتم
قلب ثالث يعنّ
|
__________________
يعنى أن ألف
الإلحاق المقصورة كألف التأنيث : فى وجوب الحذف إن كانت خامسة كحبركى وحبركىّ ،
وجواز الحذف والقلب إن كانت رابعة : كعلقى وعلقىّ وعلقوى ، ولكن المختار هنا القلب
، عكس ألف التأنيث.
وأما الألف
الأصلية ؛ فإن كانت ثالثة قلبت واوا : كعصا وعصوىّ ، وفتى وفتوىّ ، وإن كانت رابعة
قلبت أيضا واوا : كملهوى ، وربّما حذفت كملهىّ ، والأوّل هو المختار ، وإليه أشار
بقوله : «وللأصلىّ قلب يعتمى» أى : يختار ، يقال : اعتميت الشىء ـ أى : اخترته ـ وإن
كانت خامسة فصاعدا وجب الحذف كمصطفىّ فى مصطفى ، وإلى ذلك أشار بقوله : «والألف
الجائز أربعا أزل».
وأشار بقوله : «كذك
يا المنقوص ـ إلى آخره» إلى أنه إذا نسب إلى المنقوص ؛ فإن كانت ياؤه ثالثة قلبت
واوا وفتح ما قبلها ، نحو «شجوىّ» فى شج ، وإن كانت رابعة حذفت ، نحو «قاضىّ» [فى
قاض] ، وقد تقلب واوا ، نحو «قاضوىّ» ، وإن كانت خامسة فصاعدا وجب حذفها «كمعتدىّ»
فى معتد ، و «مستعلىّ» فى مستعل.
والحبركى : ذكر
القراد ، والأنثى : حبركاة ، والعلقى : نبت ، واحده علقاة.
* * *
وأول ذا
القلب انفتاحا ، وفعل
|
|
وفعل عينهما
افتح وفعل
|
__________________
يعنى أنه إذا
قلبت ياء المنقوص واوا وجب فتح ما قبلها ، نحو : «شجوىّ وقاضوىّ».
وأشار بقوله : «وفعل
ـ إلى آخره» إلى أنه إذا نسب إلى ما قبل آخره كسرة ، وكانت الكسرة مسبوقة بحرف
واحد ـ وجب التخفيف بجعل الكسرة فتحة ، فيقال فى نمر : «نمرىّ» وفى دئل : «دؤلى» ،
وفى «إبل» : «إبلىّ».
* * *
وقيل فى
المرمىّ مرموىّ
|
|
واختير فى
استعمالهم مرمىّ
|
قد سبق أنه إذا
كان آخر الاسم ياء مشددة مسبوقة بأكثر من حرفين ، وجب حذفها فى النسب ؛ فيقال فى «الشافعى»
: «شافعىّ» ، وفى «مرمىّ» : «مرمىّ».
وأشار هنا إلى
أنه إذا كانت إحدى الياءين أصلا ، والأخرى زائدة ؛ فمن
__________________
العرب من يكتفى بحذف الزائدة منهما ، ويبقى الأصلية ، ويقلبها واوا ، فيقول
فى «المرمىّ» : «مرموىّ» ، وهى لغة قليلة ؛ والمختار اللغة الأولى ـ وهى الحذف ـ سواء
كانتا زائدتين ، أم لا ؛ فتقول فى «الشافعىّ» : «شافعىّ» وفى «مرمىّ» : «مرمىّ».
* * *
ونحو حىّ فتح
ثانيه يجب
|
|
واردده واوا
إن يكن عنه قلب
|
قد سبق حكم
الياء المشددة المسبوقة بأكثر من حرفين.
وأشار هنا إلى
أنها إذا كانت مسبوقة بحرف واحد لم يحذف من الاسم فى النسب شىء ، بل يفتح ثانيه
ويقلب ثالثه واوا ، ثم إن كان ثانيه ليس بدلا من واو لم يغير ، وإن كان بدلا من
واو قلب واوا ؛ فنقول فى «حىّ» : «حيوى» ؛ لأنه من حييت ، وفى «طىّ» : «طووئ» ؛
لأنه من طويت.
* * *
__________________
وعلم
التّثنية احذف للنّسب
|
|
ومثل ذا فى
جمع تصحيح وجب
|
يحذف من
المنسوب إليه [ما فيه من] علامة تثنية ، أو جمع تصحيح ؛ فإذا سمّيت رجلا «زيدان» ـ
وأعربته بالألف رفعا ، وبالياء جرّا ونصبا ـ قلت : «زيدىّ» وتقول فيمن اسمه : «زيدون»
ـ إذا أعربته بالحروف ـ : «زيدىّ» وفيمن اسمه هندات : «هندىّ».
* * *
وثالث من نحو
طيّب حذف
|
|
وشذّ طائىّ
مقولا بالألف
|
قد سبق أنه يجب
كسر ما قبل ياء النسب ؛ فإذا وقع قبل الحرف الذى يجب كسره فى النسب ياء [مكسورة]
مدغم فيها ياء ـ وجب حذف الياء المكسورة ، فتقول فى طيّب : «طيبىّ».
__________________
وقياس النسب فى
طيىء : «طيئيىّ» ، لكن تركوا القياس ، وقالوا : «طائىّ» بإبدال الياء ألفا.
فلو كانت الياء
المدغم فيها مفتوحة لم تحذف ، نحو «هبيّخىّ» فى هبيّخ.
والهبيخ :
الغلام الممتلىء ، والأنثى هبيّخة.
* * *
وفعلىّ فى
فعيلة التزم
|
|
وفعلىّ فى
فعيلة حتم
|
يقال فى النسب
إلى فعيلة : فعلىّ ـ بفتح عينه وحذف يائه ـ إن لم يكن معتلّ العين ، ولا مضاعفا ،
كما يأتى ؛ فتقول فى حنيفة : «حنفىّ».
ويقال فى النسب
إلى فعيلة : فعلىّ ـ بحذف الياء ـ إن لم يكن مضاعفا ؛ فتقول فى جهينة : «جهنىّ» .
* * *
__________________
وألحقوا معلّ
لام عريا
|
|
من المثالين
بما التّا أوليا
|
يعنى أن ما كان
على فعيل أو فعيل ، بلا تاء ، وكان معتلّ اللام ـ فحكمه حكم ما فيه التاء : فى
وجوب حذف يائه وفتح عينه ؛ فتقول فى «عدىّ» : «عدوىّ» ، وفى «قصىّ» : «قصوىّ» ،
كما تقول فى «أميّة» : «أموىّ» فإن كان فعيل وفعيل صحيحى اللام ، لم يحذف شىء منهما
؛ فتقول فى «عقيل» : «عقيلى» ، وفى «عقيل» : «عقيلى» .
__________________
وتمّموا ما
كان كالطّويله
|
|
وهكذا ما كان
كالجليله
|
يعنى أن ما كان
على فعيلة ، وكان معتلّ العين ، أو مضاعفا ـ لا تحذف ياؤه فى النسب ؛ فتقول فى
طويلة : «طويلى» ، وفى جليلة «جليلى» وكذلك أيضا ما كان على فعيلة وكان مضاعفا ،
فتقول فى قليلة : «قليلىّ».
* * *
وهمز ذى مدّ
ينال فى النّسب
|
|
ما كان فى
تثنية له انتسب
|
حكم همزة
الممدود فى النسب كحكمها فى التثنية : فإن كانت زائدة للتأنيث قلبت واوا نحو «حمراوىّ»
فى حمراء ، أو زائدة للالحاق كعلباء ، أو بدلا
__________________
من أصل نحو كساء ؛ فوجهان : التصحيح نحو علبائى وكسائى ، والقلب نحو علباوى
وكساوىّ ، أو أصلا فالتصحيح لا غير نحو قرّائى فى قرّاء.
* * *
وانسب لصدر
جملة وصدر ما
|
|
ركّب مزجا ،
ولثان تمّما
|
إضافة مبدوءة
بابن أو اب
|
|
أو ماله
التّعريف بالثّانى وجب
|
فيما سوى هذا
انسبن للأوّل
|
|
ما لم يخف
لبس ، كـ «عبد الأشهل»
|
__________________
إذا نسب إلى
الاسم المركب ؛ فإن كان مركبا تركيب جملة ، أو تركيب مزج ، حذف عجزه ، وألحق صدره
ياء النسب ؛ فتقول فى تأبّط شرّا : «تأبّطىّ» ، وفى بعلبك «بعلىّ» وإن كان مركبا
تركيب إضافة ، فإن كان صدره ابنا ، أو كان معرّفا بعجزه ـ حذف صدره ، وألحق عجزه
ياء النسب ؛ فتقول فى ابن الزبير : «زبيرى» وفى أبى بكر : «بكرىّ» ، وفى غلام زيد
: «زيدىّ» فإن لم يكن كذلك ؛ فإن لم يخف لبس عند حذف عجزه حذف عجزه ونسب إلى صدره
؛ فتقول فى امرىء القيس : «امرئىّ» وإن خيف لبس حذف صدره ، ونسب إلى عجزه ؛ فتقول
فى عبد الأشهل ، وعبد القيس : «أشهلىّ ، وقيسىّ».
* * *
واجبر بردّ
اللّام ما منه حذف
|
|
جوازا ان لم
يك ردّه ألف
|
__________________
فى جمعى
التّصحيح ، أو فى التّثنيه
|
|
وحقّ مجبور
بهذى توفيه
|
إذا كان
المنسوب إليه محذوف اللام ، فلا يخلو : إما أن تكون لامه مستحقة للرد فى جمعى
التصحيح أو فى التثنية ، أولا.
فإن لم تكن
مستحقة للرد فيما ذكر جاز لك فى النسب الردّ وتركه ؛ فتقول فى «يد وابن» : «يدوىّ ،
وبنوىّ ، وابنىّ ، ويدىّ» كقولهم فى التثنية : «يدان ، وابنان» وفى «يد» علما
لمذكر : «يدون».
وإن كانت
مستحقة للرد فى جمعى التصحيح أو فى التثنية وجب ردّها فى النسب ؛ فتقول فى «أب ،
وأخ ، وأخت» : «أبوىّ ، وأخوىّ» كقولهم : «أبوان ، وأخوان ، وأخوات».
* * *
وبأخ أختا ،
وبابن بنتا
|
|
ألحق ، ويونس
أبى حذف التّا
|
__________________
مذهب الخليل
وسيبويه ـ رحمهما الله تعالى! ـ إلحاق أخت وبنت فى النسب بأخ وابن ؛ فتحذف منهما
تاء التأنيث ، ويردّ إليهما المحذوف ؛ فيقال : «أخوىّ ، وبنوى» كما يفعل بأخ وابن
، ومذهب يونس أنه ينسب إليهما على لفظيهما ؛ فتقول : «أختىّ ، وبنتىّ».
* * *
وضاعف
الثّانى من ثنائى
|
|
ثانيه ذولين
كـ «لا ولائى»
|
إذا نسب إلى
ثنائىّ لا ثالث له ، فلا يخلو الثانى : إما أن يكون حرفا صحيحا ، أو حرفا معتلّا.
فإن كان حرفا
صحيحا جاز فيه التضعيف وعدمه ؛ فتقول فى كم : «كمىّ ، وكمّىّ».
وإن كان حرفا
معتلا وجب تضعيفه : فتقول فى لو : «لوّىّ».
وإن كان الحرف
الثانى ألفا ضوعفت وأبدلت الثانية همزة ؛ فتقول فى رجل اسمه لا : «لائىّ» ويجوز
قلب الهمزة واوا ؛ فتقول : «لا وىّ».
* * *
__________________
وإن يكن كشية
ما الفا عدم
|
|
فجبره وفتح
عينه التزم
|
إذا نسب إلى
اسم محذوف الفاء ، فلا يخلو : إما أن يكون صحيح اللام ، أو معتلّها.
فإن كان صحيحها
لم يردّ إليه المحذوف ؛ فتقول فى «عدة وصفة» : «عدىّ وصفىّ».
وإن كان
معتلّها وجب الردّ ، ويجب أيضا ـ عند سيبويه رحمه الله! ـ فتح عينه ؛ فتقول فى شية
: «وشوى».
* * *
__________________
والواحد اذكر
ناسبا للجمع
|
|
إن لم يشابه
واحدا بالوضع
|
إذا نسب إلى
جمع باق على جمعيّته جىء بواحده ونسب إليه ، كقولك فى النسب إلى الفرائض : «فرضىّ».
هذا إن لم يكن
جاريا مجرى العلم ، فإن جرى مجراه ـ كأنصار ـ نسب إليه على لفظه ؛ فتقول فى أنصار
: «أنصارىّ» ، وكذا إن كان علما ؛ فتقول فى أنمار : «أنمارىّ».
* * *
ومع فاعل
وفعّال فعل
|
|
فى نسب أغنى
عن اليا فقبل
|
يستغنى غالبا
فى النسب عن يائه ببناء الاسم على فاعل ـ بمعنى صاحب كذا ـ نحو «تامر ، ولابن » أى صاحب تمر وصاحب لبن ، وببنائه على فعّال فى
__________________
الحرف غالبا ، كبقّال وبزّار ، وقد يكون فعّال بمعنى صاحب كذا ، وجعل منه
قوله تعالى : (وَما رَبُّكَ
بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) أى : بذى ظلم.
وقد يستغنى ـ عن
ياء النسب أيضا ـ بفعل بمعنى صاحب كذا ، نحو : «رجل طعم ولبس» أى : صاحب طعام
ولباس ، وأنشد سيبويه رحمه الله تعالى :
ـ
لست بليلىّ ،
ولكنّى نهر
|
|
لا أدلج
اللّيل ولكن أبتكر
|
أى : ولكنى
نهارىّ ، أى عامل بالنهار.
* * *
__________________
وغير ما
أسلفته مقرّرا
|
|
على الّذى
ينقل منه اقتصرا
|
أى : ما جاء من
المنسوب مخالفا لما سبق تقريره فهو من شواذّ النسب ، يحفظ ولا يقاس عليه ، كقولهم
فى النسب إلى البصرة : «بصرى » ، وإلى الدّهر : «دهرى » وإلى مرو «مروزى».
__________________
الوقف
تنوينا اثر
فتح اجعل ألفا
|
|
وقفا ، وتلو
غير فتح احذفا
|
أى : إذا وقف
على الاسم المنون ، فان كان التنوين واقعا بعد فتحة أبدل ألفا ، ويشمل ذلك ما
فتحته للإعراب ، نحو «رأيت زيدا» ، وما فتحته لغير الإعراب ، كقولك فى إيها وويها
: «إيها ، وويها».
وإن كان
التنوين واقعا بعد ضمة أو كسرة حذف وسكن ما قبله ، كقولك فى «جاء زيد» ، و «مررت
بزيد» : «جاء زيد» ، و «مررت بزيد».
* * *
واحذف لوقف
فى سوى اضطرار
|
|
صلة غير
الفتح فى الإضمار
|
__________________
وأشبهت «إذا»
منوّنا نصب
|
|
فألفا فى
الوقف نونها قلب
|
إذا وقف على
هاء الضمير : فإن كانت مضمومة نحو «رأيته» أو مكسورة نحو «مررت به» حذفت صلتها ،
ووقف على الهاء ساكنة ، إلا فى الضرورة ، وإن كانت مفتوحة نحو «هند رأيتها» وقف
على الألف ولم تحذف.
وشبهوا «إذا»
بالمنصوب المنون ، فأبدلوا نونها ألفا فى الوقف.
* * *
وحذف يا
المنقوص ذى التّنوين ـ ما
|
|
لم ينصب ـ اولى
من ثبوت فاعلما
|
وغير ذى
التّنوين بالعكس ، وفى
|
|
نحو مر لزوم
ردّ اليا اقتفى
|
__________________
إذا وقف على
المنقوص المنوّن ؛ فإن كان منصوبا أبدل من تنوينه ألف ، نحو «رأيت قاضيا» ؛ فإن لم
يكن منصوبا فالمختار الوقف عليه بالحذف ، إلا أن يكون محذوف العين أو الفاء ، كما
سيأتى ؛ فتقول : «هذا قاض ، ومررت بقاض» ويجوز الوقف عليه بإثبات الياء كقراءة ابن
كثير : (ولكل قوم هادى).
فإن كان
المنقوص محذوف العين : كمر ـ اسم فاعل من أرى ـ أو الفاء : كيفى ـ علما ـ لم يوقف
إلا بإثبات الياء ؛ فتقول : «هذا مرى ، وهذا يفى» وإليه أشار بقوله : «وفى نحو مر
لزوم ردّ اليا اقتفى».
فإن كان
المنقوص غير منوّن ؛ فإن كان منصوبا ثبتت ياؤه ساكنة ، نحو «رأيت القاضى» وإن كان
مرفوعا أو مجرورا جاز إثبات الياء وحذفها ، والإثبات أجود ، نحو «هذا القاضى ،
ومررت بالقاضى».
* * *
وغيرها
التّأنيث من محرّك
|
|
سكّنه ، أوقف
رائم التّحرّك
|
__________________
أو أشمم
الضمّة ، أوقف مضعفا
|
|
ما ليس همزا
أو عليلا ، إن قفا
|
محرّكا ،
وحركات انقلا
|
|
لساكن تحريكه
لن يحظلا
|
إذا أريد الوقف
على الاسم المحرّك الآخر ، فلا يخلو آخره من أن يكون هاء التأنيث ، أو غيرها.
فإن كان [آخره]
هاء التأنيث وجب الوقف عليها بالسكون ، كقولك فى «هذه فاطمة أفبلت» : «هذه فاطمه».
__________________
وإن كان [آخره]
غبر هاء التأنيث ففى الوقف عليه خمسة أوجه : التسكين ، والرّوم ، والإشمام ،
والتضعيف ، والنّقل.
فالرّوم :
عبارة عن الإشارة إلى الحركة بصوت خفىّ.
والإشمام :
عبارة عن ضمّ الشفتين بعد تسكين الحرف الأخير ، ولا يكون إلا فيما حركته ضمة.
وشرط الوقف بالتضعيف
أن لا يكون الأخير همزة كخطأ ، ولا معتلّا كفتى ، وأن يلى حركة ، كالجمل ؛ فتقول
فى الوقف عليه : الجمل ـ بتشديد اللام ـ فإن كان ما قبل الأخير ساكنا امتنع
التضعيف ، كالحمل.
والوقف بالنقل
عبارة عن : تسكين الحرف الأخير ، ونقل حركته إلى الحرف الذى قبله ، وشرطه : أن
يكون ما قبل الآخر ساكنا ، قابلا للحركة ، نحو «هذا الضّرب ، ورأيت الضّرب ، ومررت
بالضّرب».
فإن كان ما قبل
الآخر محركا لم يوقف بالنقل كجعفر.
وكذا إن كان
ساكنا لا يقبل الحركة كالألف ، نحو : باب [وإنسان].
* * *
ونقل فتح من
سوى المهموز لا
|
|
يراه بصرىّ ،
وكوف نقلا
|
__________________
مذهب الكوفيين
أنه يجوز الوقف بالنقل : سواء كانت الحركة فتحة ، أو ضمة ، أو كسرة ، وسواء كان
الأخير مهموزا ، أو غير مهموز ؛ فتقول عندهم : «هذا الضّرب ، ورأيت الضّرب ، ومررت
بالضّرب» فى الوقف على «الضّرب» ، و «هذا الرّدء ، ورأيت الرّدء ، ومررت بالرّدء» فى الوقف على «الرّدء».
ومذهب البصريين
أنه لا يجوز النقل إذا كانت الحركة فتحة إلا إذا كان الآخر مهموزا ؛ فيجوز عندهم «رأيت
الرّدء» ويمتنع «[رأيت] الضّرب».
ومذهب الكوفيين
أولى ؛ لأنهم نقلوه عن العرب.
* * *
والنّقل إن
يعدم نظير ممتنع
|
|
وذاك فى
المهموز ليس يمتنع
|
يعنى أنه متى
أدّى النقل إلى أن تصير الكلمة على بناء غير موجود فى كلامهم امتنع ذلك ، إلا إن
كان الآخر همزة فيجوز ؛ فعلى هذا يمتنع «هذا العلم»
__________________
فى الوقف على «العلم» لأن فعلا مفقود فى كلامهم ، ويجوز «هذا الرّدء» لأن
الآخر همزة.
* * *
فى الوقف تا
تأنيث الاسم ها جعل
|
|
إن لم يكن
بساكن صحّ وصل
|
وقلّ ذا فى
جمع تصحيح ، وما
|
|
ضاهى ، وغير
ذين بالعكس انتمى
|
إذا وقف على ما
فيه تاء التأنيث ؛ فإن كان فعلا وقف عليه بالتاء ، نحو «هند قامت» وإن كان اسما
فإن كان مفردا فلا يخلو : إما أن يكون ما قبلها ساكنا
__________________
صحيحا ، أولا ؛ فإن كان ما قبلها ساكنا صحيحا وقف عليه بالتاء ، نحو «بنت ،
وأخت» ، وإن كان غير ذلك وقف عليه بالهاء ، نحو «فاطمه ، وحمزه ، وفتاه» وإن كان
جمعا أو شبهه وقف عليه بالتاء ، نحو «هندات ، وهيهات» وقلّ الوقف على المفرد
بالتاء ، نحو «فاطمت» وعلى جمع التصحيح وشبهه بالهاء ، نحو «هنداه ، وهيهاه».
* * *
وقف بها
السّكت على الفعل المعلّ
|
|
بحذف آخر
كأعط من سأل
|
وليس حتما فى
سوى ما كع أو
|
|
كيع مجزوما ؛
فراع ما رعوا
|
__________________
ويجوز الوقف
بهاء السكت على كل فعل حذف آخره : للجزم ، أو الوقف ، كقولك فى لم يعط : «لم يعطه»
وفى أعط : «أعطه» ولا يلزم ذلك إلا إذا كان الفعل الذى حذف آخره قد بقى على حرف
واحد ، أو على حرفين أحدهما زائد ؛ فالأول كقولك فى «ع» و «ق» : «عه ، وقه»
والثانى كقولك فى «لم يع» و «لم يق» : «لم يعه ، ولم يقه» .
* * *
وما فى
الاستفهام إن جرّت حذف
|
|
ألفها ،
وأولها الها إن تقف
|
وليس حتما فى
سوى ما انخفضا
|
|
باسم ، كقولك
«اقتضاءم اقتضى»
|
__________________
إذا دخل على «ما»
الاستفهامية جارّ وجب حذف ألفها ، نحو «عمّ تسأل؟» و «بم جئت؟» و «اقتضاء م اقتضى
زيد» وإذا وقف عليها بعد دخول الجار ؛ فإما أن يكون الجار لها حرفا ، أو اسما ؛
فإن كان حرفا جاز إلحاق هاء السّكت ، نحو «عمّه» و «فيمه» وإن كان اسما وجب
إلحاقها ، نحو «اقتضاء مه» و «مجىء مه».
* * *
ووصل ذى
الهاء أجز بكلّ ما
|
|
حرّك تحريك
بناء لزما
|
ووصلها بغير
تحريك بنا
|
|
أديم شذّ ،
فى المدام استحسنا
|
__________________
يجوز الوقف
بهاء السّكت على كل متحرك بحركة بناء ، لازمة ، لا تشبه حركة إعراب ، كقولك فى «كيف»
: «كيفه» ولا يوقف بها على ما حركته إعرابيّة ، نحو «جاء زيد» ولا على ما حركته
مشبهة للحركة الإعرابية ، كحركة الفعل الماضى ، ولا على ما حركته البنائية غير
لازمة ، نحو «قبل» و «بعد» والمنادى المفرد ، نحو «يا زيد ، ويا رجل» واسم «لا»
التى لنفى الجنس ، نحو «لا رجل» وشذّ وصلها بما حركته البنائية غير لازمة ، كقولهم
فى «من عل» : «من عله» ، واستحسن إلحاقها بما حركته دائمة لازمة.
* * *
وربّما أعطى
لفظ الوصل ما
|
|
للوقف نثرا ،
وفشا منتظما
|
__________________
قد يعطى الوصل
حكم الوقف ، وذلك كثير فى النظم ، قليل فى النثر ، ومنه فى النثر قوله تعالى : (لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ) ومن النظم قوله :
ـ
* مثل الحريق وافق القصبّا*
فضعف الباء وهى
موصولة بحرف الإطلاق [وهو الألف].
* * *
__________________
«اسلحبا»
أى : امتد وانبطح ، ويريد بذلك أنه يملأ البطاح ، ويعم الأودية «الحريق» أراد به
النار «القصبا» هو كل نبات يكون ساقه أنابيب وكعوبا.
الإمالة
الألف المبدل
من «يا» فى طرف
|
|
أمل ، كذا
الواقع منه اليا خلف
|
دون مزيد ،
أو شذوذ ، ولما
|
|
تليه ها
التّأنيث ما الها عدما
|
الإمالة :
عبارة عن أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة ، وبالألف نحو الياء .
__________________
وتمال الألف
إذا كانت طرفا : بدلا من ياء ، أو صائرة إلى الياء ، دون زيادة أو شذوذ ؛ فالأول
كألف «رمى ، ومرمى» والثانى كألف «ملهى» فإنها تصير ياء فى التثنية نحو «ملهيان».
واحترز بقوله :
«دون مزيد أو شذوذ» مما يصير ياء بسبب زيادة ياء التصغير ، نحو «قفىّ» أو فى لغة
شاذة ، كقول هذيل فى «قفا» إذا أضيف إلى ياء المتكلم «قفىّ».
وأشار بقوله : «ولما
تليه ها التأنيث ما الها عدما» إلى أن الألف التى وجد فيها سبب الإمالة تمال ، وإن
وليتها هاء التأنيث كفتاة.
* * *
وهكذا بدل
عين الفعل إن
|
|
يؤل إلى فلت
، كماضى خف ودن
|
أى : كما تمال
الألف المتطرفة كما سبق تمال الألف الواقعة بدلا من عين فعل يصير عند إسناده إلى
تاء الضمير على وزن فلت [بكسر الفاء] : سواء كانت العين واوا كخاف ، أو ياء كباع
وكدان ؛ فيجوز إمالتها كقولك : «خفت ، ودنت ، [وبعت]».
__________________
فإن كان الفعل
يصير عند إسناده إلى التاء على وزن فلت ـ بضم الفاء ـ امتنعت الإمالة ، نحو «قال ،
وجال» فلا تملها ، كقولك : قلت ، وجلت.
* * *
كذاك تالى
الياء ، والفصل اغتفر
|
|
بحرف او مع ها
كـ «جيبها أدر»
|
كذاك تمال
الألف الواقعة بعد الياء : متصلة بها نحو بيان ، أو منفصلة بحرف نحو يسار ، أو
بحرفين أحدهما هاء نحو : أدر جيبها ؛ فإن لم يكن أحدهما هاء امتنعت الإمالة ؛ لبعد
الألف عن الياء ، نحو بيننا ، والله أعلم.
* * *
كذاك ما يليه
كسر ، أو يلى
|
|
تالى كسر أو
سكون قد ولى
|
__________________
كسرا ، وفصل
الها كلا فصل يعدّ
|
|
فـ «درهماك»
من يمله لم يصد
|
أى : كذلك تمال
الألف إذا وليتها كسرة ، نحو عالم ، أو وقعت بعد حرف يلى كسرة ، نحو كتاب ، أو بعد
حرفين وليا كسرة أوّلهما ساكن ، نحو شملال ، أو كلاهما متحرك ولكن أحدهما هاء ،
نحو يريد أن يضربها ، وكذلك يمال ما فصل فيه الهاء بين الحرفين اللذين وقعا بعد
الكسرة أولهما ساكن ، نحو «هذان درهماك» والله أعلم.
* * *
وحرف
الاستعلا يكفّ مظهرا
|
|
من كسر او يا
، وكذا تكفّ را
|
__________________
إن كان ما
يكفّ بعد متّصل
|
|
أو بعد حرف
أو بحرفين فصل
|
كذا إذا قدّم
ما لم ينكسر
|
|
أو يسكن اثر
الكسر كالمطواع مر
|
حروف الاستعلاء
سبعة ، وهى : الخاء ، والصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، والعين ، والقاف ، وكل
واحد منها يمنع الإمالة ، إذا كان سببها كسرة ظاهرة ، أو ياء موجودة ، ووقع بعد
الألف متصلا بها ، كساخط ، وحاصل ، أو مفصولا بحرف كنافخ وناعق ، أو حرفين كمناشيط
ومواثيق.
__________________
وحكم حرف
الاستعلاء فى منع الإمالة يعطى للراء التى هى غير مكسورة ـ وهى المضمومة ، نحو هذا
عذار ، والمفتوحة ، نحو هذان عذاران ـ بخلاف المكسورة على ما سيأتى ، إن شاء الله
تعالى.
وأشار بقوله : «كذا
إذا قدّم ـ البيت» إلى أنّ حرف الاستعلاء المتقدم يكفّ سبب الإمالة ، ما لم يكن
مكسورا ، أو ساكنا إثر كسرة ؛ فلا يمال نحو صالح ، وظالم ، وقاتل ، ويمال نحو طلاب
، وغلاب ، وإصلاح.
* * *
وكفّ مستعل
ورا ينكفّ
|
|
بكسر را
كغارما لا أجفو
|
يعنى أنه إذا
اجتمع حرف الاستعلاء ، أو الراء التى ليست مكسورة ، مع المكسورة غلبتهما المكسورة
وأميلت الألف لأجلها ؛ فيمال نحو «على أبصارهم ، ودار القرار».
وفهم منه جواز
إمالة نحو «حمارك» ؛ لأنه إذا كانت الألف تمال لأجل الراء المكسورة مع وجود
المقتضى لترك الإمالة ـ وهو حرف الاستعلاء ، أو الراء التى ليست مكسورة ـ فإمالتها
مع عدم المقتضى لتركها أولى وأحرى.
* * *
__________________
ولا تمل لسبب
لم يتّصل
|
|
والكفّ قد
يوجبه ما ينفصل
|
إذا انفصل سبب
الإمالة لم يؤثّر ، بخلاف سبب المنع ؛ فإنه قد يؤثر منفصلا ؛ فلا يمال «أتى قاسم»
بخلاف «أتى أحمد».
* * *
وقد أمالوا
لتناسب بلا
|
|
داع سواه ،
كعمادا ، وتلا
|
قد تمال الألف
الخالية من سبب الإمالة ؛ لمناسبة ألف قبلها ، مشتملة على سبب الإمالة ، كإمالة
الألف الثانية من نحو «عمادا» لمناسبة الألف الممالة قبلها ، وكإمالة ألف «تلا»
كذلك.
* * *
__________________
ولا تمل ما
لم ينل تمكّنا
|
|
دون سماع غير
«ها» وغير «نا»
|
الإمالة من
خواصّ الأسماء المتمكّنة ؛ فلا يمال غير المتمكن إلا سماعا ، إلا «ها» و «نا» ؛
فإنهما يمالان قياسا مطّردا ، نحو «يريد أن يضربها» و «مرّ بنا» .
* * *
والفتح قبل
كسر راء فى طرف
|
|
أمل ، كـ «للأيسر
مل تكف الكلف»
|
__________________
كذا الّذى
تليه «ها» التّأنيث فى
|
|
وقف إذا ما
كان غير ألف
|
أى : تمال
الفتحة قبل الراء المكسورة : وصلا ، ووقفا ، نحو «بشرر» و «للايسر مل» وكذلك يمال
ما وليه هاء التأنيث من [نحو] «قيّمه ، ونعمه».
* * *
__________________
التّصريف
حرف وشبهه من
الصّرف برى
|
|
وما سواهما
بتصريف حرى
|
التصريف عبارة
عن : علم يبحث فيه عن أحكام بنية الكلمة العربية ، وما لحروفها من أصالة وزيادة ،
وصحة وإعلال ، وشبه ذلك.
ولا يتعلق إلا
بالأسماء المتمكنة والأفعال ؛ فأما الحروف وشبهها فلا تعلّق لعلم التصريف بها.
* * *
وليس أدنى من
ثلاثىّ يرى
|
|
قابل تصريف
سوى ما غيّرا
|
__________________
يعنى أنه لا
يقبل التصريف من الأسماء والأفعال ما كان على حرف واحد أو على حرفين ، إلا إن كان
محذوفا منه ؛ فأقلّ ما تبنى عليه الأسماء المتمكنة والأفعال ثلاثة أحرف ، ثم قد
يعرض لبعضها نقص كـ «يد» و «قل» و «م الله» و «ق زيدا».
* * *
ومنتهى اسم
خمس ان تجرّدا
|
|
وإن يزد فيه
فما سبعا عدا
|
الاسم قسمان :
مزيد فيه ، ومجرد عن الزيادة.
فالمزيد فيه هو
: ما بعض حروفه ساقط وضعا ، وأكثر ما يبلغ الاسم بالزيادة سبعة أحرف ، نحو : احرنجام
، واشهيباب.
والمجرد عن
الزيادة هو : ما بعض حروفه ليس ساقطا فى أصل الوضع ، وهو : إما ثلاثى كفلس ، أو
رباعى كجعفر ، وإما خماسى ـ وهو غايته ـ كسفرجل.
* * *
__________________
وغير آخر
الثّلاثى افتح وضمّ
|
|
واكسر ، وزد
تسكين ثانيه تعمّ
|
العبرة فى وزن
الكلمة بما عدا الحرف الأخير منها ، وحينئذ فالاسم الثلاثى : إما أن يكون مضموم
الأول أو مكسورة أو مفتوحه ، وعلى كل من هذه التقادير : إما أن يكون مضموم الثانى
أو مكسوره أو مفتوحه ، أو ساكنه ، فتخرج من هذا اثنا عشر بناء حاصلة من ضرب ثلاثة
فى أربعة ، وذلك نحو : قفل ، وعنق ، ودئل ، وصرد ، ونحو : علم ، وحبك ، وإبل ،
وعنب ، ونحو : فلس ، وفرس ، وعضد ، وكبد.
* * *
وفعل أهمل ،
والعكس يقلّ
|
|
لقصدهم تخصيص
فعل بفعل
|
__________________
يعنى أن من
الأبنية الاثنى عشر بناءين أحدهما مهمل والآخر قليل.
فالأول : ما
كان على وزن فعل ـ بكسر الأول ، وضم الثانى ـ وهذا بناء من المصنف على عدم إثبات
حبك.
والثانى : ما
كان على وزن فعل ـ بضم الأول ، وكسر الثانى ـ كدئل ، وإنما قلّ ذلك فى الأسماء
لأنهم قصدوا تخصيص هذا الوزن بفعل ما لم يسمّ فاعله كضرب وقتل.
* * *
وافتح وضمّ
واكسر الثانى من
|
|
فعل ثلاثىّ ،
وزد نحو ضمن
|
ومنتهاه أربع
إن جرّدا
|
|
وإن يزد فيه
فما ستّا عدا
|
الفعل ينقسم
إلى مجرد ، و [إلى] مزيد فيه ، كما انقسم الاسم إلى ذلك ،
__________________
وأكثر ما يكون عليه المجرد أربعة أحرف ، وأكثر ما ينتهى فى الزيادة إلى
ستة.
وللثلاثى
المجرد أربعة أوزان : ثلاثة لفعل الفاعل ، وواحد لفعل المفعول ؛ فالتى لفعل الفاعل
فعل ـ بفتح العين ـ كضرب ، وفعل ـ بكسرها ـ كشرب ، وفعل ـ بضمها ـ كشرف.
والذى لفعل
المفعول فعل ـ بضم الفاء ، وكسر العين ـ كضمن.
ولا تكون الفاء
فى المبنى للفاعل إلا مفتوحة ، ولهذا قال المصنف «وافتح وضم واكسر الثانى» فجعل
الثانى مثلّثا ، وسكت عن الأول ؛ فعلم أنه يكون على حالة واحدة ، وتلك الحالة هى
الفتح.
[وللرباعىّ
المجرد ثلاثة أوزان : واحد لفعل الفاعل ، كدحرج ، وواحد لفعل المفعول كدحرج ،
وواحد لفعل الأمر كدحرج].
وأما المزيد
فيه ؛ فإن كان ثلاثيا صار بالزيادة على أربعة أحرف : كضارب ، أو على خمسة : كانطلق
، أو على ستة : كاستخرج ، وإن كان رباعيّا صار بالزيادة على خمسة : كتدحرج ، أو
على ستة : كاحرنجم.
* * *
__________________
لاسم مجرّد
رباع فعلل
|
|
وفعلل وفعلل
وفعلل
|
ومع فعلّ
فعلل ، وإن علا
|
|
فمع فعلّل
حوى فعلللا
|
كذا فعلّل
وفعللّ ، وما
|
|
غاير للزّيد
أو النّقص انتمى
|
الاسم الرباعىّ
المجرد له ستة أوزان :
الأول : فعلل ـ
بفتح أوله وثالثه ، وسكون ثانيه ـ نحو : جعفر
__________________
الثانى : فعلل
ـ بكسر أوله وثالثه ، وسكون ثانيه ـ نحو : زبرج .
الثالث : فعلل
ـ بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح ثالثه ـ نحو : درهم [وهجرع].
الرابع : فعلل
ـ بضم أوله وثالثه ، وسكون ثانيه ـ نحو : برثن .
الخامس : فعلّ
ـ بكسر أوله ، وفتح ثانيه ، وسكون ثالثه ـ نحو هزبر .
السادس : فعلل
ـ بضم أوله ، وفتح ثالثه ، وسكون ثانيه ـ نحو : جخدب .
وأشار بقوله : «فإن
علا ـ إلخ» إلى أبنية الخماسى ، وهى أربعة :
الأول : فعلّل
ـ بفتح أوله وثانيه ، وسكون ثالثه ، وفتح رابعه ـ نحو : سفرجل.
الثانى : فعللل
ـ بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح ثالثه ، وكسر رابعه ـ نحو : جحمرش .
الثالث : فعلّل
ـ بضم أوله ، وفتح ثانيه ، وسكون ثالثه ، وكسر رابعه ـ نحو : قذعمل .
__________________
الرابع : فعللّ
ـ بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح ثالثه ، وسكون رابعه ـ نحو : قرطعب .
وأشار بقوله : «وما
غاير ـ إلخ» إلى أنه إذا جاء شىء على خلاف ما ذكر ، فهو إما ناقص ، وإما مزيد فيه
؛ فالأول كيد ودم ، والثانى كاستخراج واقتدار.
* * *
والحرف إن
يلزم فأصل ، والّذى
|
|
لا يلزم
الزّائد ، مثل تا احتذى
|
الحرف الذى
يلزم تصاريف الكلمة هو الحرف الأصلىّ ، والذى يسقط فى بعض تصاريف الكلمة هو الزائد
، نحو ضارب ومضروب.
* * *
بضمن فعل
قابل الأصول فى
|
|
وزن ، وزائد
بلفظه اكتفى
|
__________________
وضاعف اللّام
إذا أصل بقى
|
|
كراء جعفر
وقاف فستق
|
إذا أريد وزن
الكلمة قوبلت أصولها بالفاء والعين واللام ؛ فيقابل أولها بالفاء ، وثانيها بالعين
، وثالثها باللام ، فإن بقى بعد هذه الثلاثة أصل عبّر عنه باللام.
فإن قيل : ما
وزن ضرب؟ فقل : فعل ، وما وزن زيد؟ فقل : فغل ، وما وزن جعفر؟ فقل : فعلل ، وما
وزن فستق؟ تقل : فعلل ، وتكرّر اللام على حسب الأصول.
وإن كان فى
الكلمة زائد عبّر عنه بلفظه ؛ فإذا قيل : ما وزن ضارب؟ فقل : فاعل ، وما وزن جوهر؟
فقل : فوعل ، وما وزن مستخرج؟ فقل : مستفعل.
هذا إذا لم يكن
الزائد ضعف حرف أصلى ؛ فإن كان ضعفه عبر عنه بما عبّر به عن ذلك الأصلى ، وهو
المراد بقوله :
* * *
__________________
وإن يك
الزائد ضعف أصلى
|
|
فاجعل له فى
الوزن ما للأصل
|
فتقول فى وزن
اغدودن : افعوعل ؛ فتعبّر عن الدال الثانية بالعين كما عبرت
بها عن الدال الأولى ؛ لأن الثانية ضعفها ، وتقول فى وزن قتّل : فعّل ، ووزن كرّم
فعّل ؛ فتعبر عن الثانى بما عبرت به عن الأول ، ولا يجوز أن تعبر عن هذا الزائد
بلفظه ؛ فلا تقول فى وزن اغدودن افعودل ، ولا فى وزن قتّل فعتل ، ولا فى وزن كرّم
فعرل
* * *
واحكم بتأصيل
حروف سمسم
|
|
ونحوه ،
والخلف فى كلملم
|
__________________
المراد يسمسم
الرباعىّ الذى تكرّرت فاؤه وعينه ، ولم يكن أحد المكررين صالحا للسقوط ، فهذا
النوع يحكم على حروفه كلها بأنها أصول ؛ فإذا صلح أحد المكررين للسقوط ففى الحكم
عليه بالزيادة خلاف ـ وذلك نحو «لملم» أمر من لملم ، و «كفكف» أمر من كفكف ؛
فاللام الثانية والكاف الثانية صالحان للسقوط ، بدليل صحة لمّ وكفّ ـ فاختلف الناس
فى ذلك ؛ فقيل : هما مادتان ، وليس كفكف من كف ولا لملم من لمّ ؛ فلا تكون اللام
والكاف زائدتين ؛ وقيل : اللام زائدة وكذا الكاف ، وقيل : هما بدلان من حرف مضاعف
، والأصل لمّم وكفّف ، ثم أبدل من أحد المضاعفين : لام فى لملم ، وكاف فى كفكف.
* * *
فألف أكثر من
أصلين
|
|
صاحب ـ زائد
بغير مين
|
إذا صحبت الألف
ثلاثة أحرف أصول حكم بزيادتها ، نحو : ضارب
__________________
وغضبى ، فإن صحبت أصلين فقط فليست زائدة ، بل هى إما أصل : كإلى ، وإما بدل من أصل : كقال وباع.
* * *
واليا كذا
والواو إن لم يقعا
|
|
كما هما فى
يؤيؤ ووعوعا
|
أى : كذلك إذا
صحبت الياء أو الواو ثلاثة أحرف أصول ، فإنه يحكم بزيادتهما ، إلا فى الثنائى
المكرر.
فالأول : كصيرف
، ويعمل ، وجوهر ، وعجوز.
والثانى :
كيؤيؤ ـ لطائر ذى مخلب ـ ووعوعة ـ مصدر وعوع إذا صوّت.
__________________
فالياء والواو
فى الأول زائدتان ، وفى الثانى أصليتان.
* * *
وهكذا همز وميم
سبقا
|
|
ثلاثة
تأصيلها تحقّقا
|
أى : كذلك يحكم
على الهمزة والميم بالزيادة إذا تقدّمتا على ثلاثة أحرف أصول ، كأحمد ومكرم ، فإن
سبقا أصلين حكم بأصالتهما كإبل ومهد.
* * *
كذاك همز آخر
بعد ألف
|
|
أكثر من
حرفين لفظها ردف
|
أى : كذلك يحكم
على الهمزة بالزيادة إذا وقعت آخرا بعد ألف تقدّمها أكثر من حرفين ، نحو : حمراء ،
وعاشوراء ، وقاصعاء .
__________________
قإن تقدم الألف
حرفان فالهمزة غير زائدة ، نحو : كساء ، ورداء ؛ فالهمزة فى الأول بدل من واو ،
وفى الثانى بدل من ياء ، وكذلك إذا تقدم على الألف حرف واحد ، كماء ، وداء.
* * *
والنّون فى
الآخر كالهمز ، وفى
|
|
نحو «غضنفر»
أصالة كفى
|
النون إذا وقعت
آخرا بعد ألف ، تقدّمها أكثر من حرفين ـ حكم عليها بالزيادة ، كما حكم على الهمزة
حين وقعت كذلك ، وذلك نحو زعفران ، وسكران.
فإن لم يسبقها
ثلاثة فهى أصلية ، نحو مكان ، وزمان.
ويحكم أيضا على
النون بالزيادة إذا وقعت بعد حرفين وبعدها حرفان كغضنفر
* * *
__________________
والتّاء فى
التّأنيث والمضارعه
|
|
ونحو
الاستفعال والمطاوعه
|
تزاد التاء إذا
كانت للتأنيث ، كقائمة ، وللمضارعة ، نحو أنت تفعل ، أو مع السين فى الاستفعال
وفروعه ، نحو استخراج ومستخرج واستخرج ، أو مطاوعة فعّل نحو علّمته فتعلّم ، أو
فعلل كتدحرج.
* * *
والهاء وقفا
كلمه ولم تره
|
|
واللّام فى
الإشارة المشتهره
|
تزاد الهاء فى
الوقف ، نحو لمه ولم تره ، وقد سبق فى باب الوقف بيان ما تزاد فيه ، وهو «ما»
الاستفهامية المجرورة ، والفعل المحذوف اللام للوقف ، نحو «ره» ، أو المجزوم ، نحو
«لم تره» وكلّ مبنىّ على حركة نحو «كيفه» إلا ما قطع عن الإضافة كقبل وبعد ، واسم «لا»
التى لنفى الجنس نحو «لا رجل» والمنادى نحو «يا زيد» والفعل الماضى نحو «ضرب».
__________________
واطّرد أيضا
زيادة اللام فى أسماء الإشارة ، نحو ذلك ، وتلك ، وهنالك.
* * *
وامنع زيادة
بلا قيد ثبت
|
|
إن لم تبيّن
حجّة كحظلت
|
إذا وقع شىء من
حروف الزيادة العشرة التى يجمعها قولك : «سألتمونيها » خاليا عما قيّدت به زيادته فاحكم بأصالته ، إلا إن قام
على زيادته حجة بينة : كسقوط همزة «شمأل» فى قولهم : «شملت الرّيح شمولا» إذا هبّت
شمالا ، وكسقوط نون «حنظل» فى قولهم «حظلت الإبل» إذا آذاها أكل الحنظل ، وكسقوط
تاء «ملكوت» فى «الملك».
* * *
__________________
فصل فى زيادة همزة
الوصل
للوصل همز
سابق لا يثبت
|
|
إلّا إذا
ابتدى به كاستثبتوا
|
لا يبتدأ بساكن
، كما لا يوقف على متحرك ، فإذا كان أول الكلمة ساكنا وجب الإتيان بهمزة متحركة ،
توصّلا للنطق بالساكن ، وتسمى [هذه الهمزة] همزة وصل ، وشأنها أنها تثبت فى
الابتداء وتسقط فى الدّرج ، نحو استثبتوا ـ أمر للجماعة بالاستثبات.
* * *
وهو لفعل ماض
احتوى على
|
|
أكثر من
أربعة ، نحو انجلى
|
والأمر
والمصدر منه ، وكذا
|
|
أمر الثّلاثى
كاخش وامض وانفذا
|
__________________
لما كان الفعل
أصلا فى التصريف اختصّ بكثرة مجىء أوله ساكنا ، فاحتاج إلى همزة الوصل ، فكل فعل
ماض احتوى على أكثر من أربعة أحرف يجب الإتيان فى أوّله بهمزة الوصل ، نحو استخرج
، وانطلق ، وكذلك الأمر منه نحو استخرج وانطلق ، والمصدر نحو استخراج وانطلاق ،
وكذلك تجب الهمزة فى أمر الثلاثى ، نحو اخش وامض وانفذ ، من خشى ومضى ونفذ.
* * *
وفى اسم است
ابن ابنم سمع
|
|
واثنين
وامرىء وتأنيث تبع
|
وايمن ، همز
أل كذا ، ويبدل
|
|
مدّا فى
الاستفهام أو يسهّل
|
لم تحفظ همزة
الوصل فى الأسماء التى ليست مصادر لفعل زائد على أربعة ، إلا فى عشرة أسماء : اسم
، واست ، وابن ، وابنم ، واثنين ، وامرىء ، وامرأة ، وابنة ، واثنتين ، وايمن ـ فى
القسم.
__________________
ولم تحفظ فى
الحروف إلا فى «أل» ، ولما كانت الهمزة مع «أل» مفتوحة ، وكانت همزة الاستفهام
مفتوحة ـ لم يجز حذف همزة الاستفهام ؛ لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر ، بل وجب إبدال
همزة الوصل ألفا ، نحو : آلأمير قائم؟ أو تسهيلها ، ومنه قوله :
ـ
أألحقّ ـ إن
دار الرّباب تباعدت
|
|
أو انبتّ حبل
ـ أنّ قلبك طائر
|
* * *
__________________
الإبدال
أحرف الابدال
«هدأت موطيا»
|
|
فأبدل الهمزة
من واو ويا
|
آخرا اثر ألف
زيد ، وفى
|
|
فاعل ما أعلّ
عينا ذا اقتفى
|
هذا الباب عفده
المصنف لبيان الحروف التى تبدل من غيرها إبدالا شائعا ، وهى تسعة أحرف ، جمعها
المصنف رحمه الله تعالى فى قوله «هدأت موطيا» ومعنى «هدأت» سكنت ، و «موطيا» اسم
فاعل من «أوطأت الرّحل» إذا جعلته وطيئا ؛ لكنه خفّف همزته بإبدالها ياء لانفتاحها
وكسر ما قبلها.
وأما غير هذه
الحروف فإبدالها من غيرها شاذ ، أو قليل ، فلم يتعرض المصنف له ، وذلك كقولهم فى
اضطجع : «الطجع» وفى أصيلان :
__________________
«أصيلال» .
فتبدل الهمزة من
كل واو أو ياء ، تطرّفتا ، ووقعتا بعد ألف زائدة ، نحو دعاء ، وبناء ، والأصل دعاو
وبناى ، فإن كانت الألف التى قبل الياء أو الواو غير زائدة ، لم تبدل ، نحو آية
وراية ، وكذلك إن لم تتطرف الياء أو الواو كتبان وتعاون.
وأشار بقوله : «وفى
فاعل ما أعلّ عينا ذا اقتفى» إلى أن الهمزة تبدل من الياء والواو قياسا [متّبعا]
إذا وقعت كلّ منهما عين اسم فاعل وأعلّت فى فعله ، نحو قائل وبائع ، وأصلهما قاول
وبايع ، ولكن أعلّوا حملا على الفعل ؛ فكما قالوا قال وباع فقلبوا العين ألفا
قالوا قائل وبائع فقلبوا عين اسم الفاعل همزة ؛ فإن لم تعلّ العين فى الفعل صحت فى
اسم الفاعل ، نحو عور فهو عاور وعين فهو عاين.
* * *
والمدّ زيد
ثالثا فى الواحد
|
|
همزا يرى فى
مثل كالقلائد
|
__________________
تبدل الهمزة ـ
[أيضا] ـ مما ولى ألف الجمع الذى على مثال مفاعل ؛ إن كان مدّة مزيدة فى الواحد ،
نحو قلادة وقلائد ، وصحيفة وصحائف ، وعجوز وعجائز ؛ فلو كان غير مدة لم تبدل ، نحو
قسورة وقساور ، وهكذا إن كان مدة غير زائدة نحو مفازة ومفاوز ، ومعيشة ومعايش ، إلا فيما سمع فيحفظ ولا يقاس
عليه ، نحو مصببة ومصائب.
* * *
كذاك ثانى
ليّنين اكتنفا
|
|
مدّ مفاعل
كجمع نيّفا
|
أى : كذلك تبدل
الهمزة من ثانى حرفين لينين ، توسّط بينهما مدّة مفاعل ، كما لو سميت [رجلا] بنيّف
ثم كسرته فإنك تقول : نيائف ـ بإبدال الياء
__________________
الواقعة بعد ألف الجمع همزة ـ ومثله وّل وأوائل ؛ فلو توسّط بينهما مدة
مفاعيل ؛ امتنع قلب الثانى منهما همزة ، كطواويس ؛ ولهذا قيد المصنف ـ رحمه الله
تعالى! ـ ذلك بمدة مفاعل.
* * *
وافتح وردّ
الهمزيا فيما أعلّ
|
|
لاما ، وفى
مثل هراوة جعل
|
واوا ، وهمزا
أوّل الواو بن ردّ
|
|
فى بدء غير
شبه ووفى الأشد
|
قد سبق أنه يجب
إبدال المدة الزائدة فى الواحد همزة ، إذا وقعت بعد ألف الجمع نحو صحيفة وصحائف ،
وأنه إذا توسط ألف مفاعل بين حرفين لينين قلب الثانى منهما همزة ؛ نحو نيّف ونيائف
__________________
وذكر هنا أنه
إذا اعتلّ لام أحد هذين النوعين فإنه يخفّف بإبدال كسرة الهمزة فتحة ثم إبدالها
ياء.
فمثال الأول
قضيّة وقضايا ـ وأصله قضائى ، بإبدال مدة الواحد همزة ، كما فعل فى صحيفة وصحائف ،
فأبدلوا كسرة الهمزة فتحة ، فحينئذ : تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا
فصارت قضاءا ، فأبدلت الهمزة ياء ، فصار «قضايا».
ومثال الثانى
زاوية وزوايا ـ وأصله : زوائى ، بإبدال الواو الواقعة بعد ألف الجمع همزة كنيّف
ونيائف ، فقلبوا كسرة الهمزة فتحة ، فحينئذ قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما
قبلها [فصارت زواءا] ، ثم قلبوا الهمزة ياء ، فصار زوايا.
وأشار بقوله : «وفى
مثل هراوة جعل واوا» إلى أنه إنما تبدل الهمزة ياء إذا لم تكن اللام واوا سلمت فى
المفرد كما مثل ؛ فإن كانت اللام واوا سلمت فى المفرد ، لم تقلب الهمزة ياء ، بل
تقلب واوا ؛ ليشاكل الجمع واحده ، وذلك حيث وقعت الواو رابعة بعد ألف ، وذلك نحو
قولهم : «هراوة وهراوى» وأصلها هرائو كصحائف ، فقلبت كسرة الهمزة فتحة ، وقلبت
الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، فصار هراءا ، ثم قلبوا الهمزة واوا ؛ فصار «هراوى».
وأشار بقوله : «وهمزا
أول الواوين ردّ» إلى أنه يجب ردّ أول الواوين المصدّرتين همزة ، ما لم تكن
الثانية بدلا من ألف فاعل ، نحو أواصل فى جمع واصلة ، والأصل «وواصل» بواوين :
الأولى فاء الكلمة ، والثانية بدل من ألف فاعلة ؛ فإن كانت الثانية بدلا من ألف
فاعل لم يجب الإبدال ؛ نحو ووفى ووورى ـ أصله وافى ووارى ، فلما بنى للمفعول احتيج
إلى ضم ما قبل الألف فأبدلت الألف واوا.
* * *
ومدّا ابدل
ثانى الهمزين من
|
|
كلمة ان يسكن
كآثر وائتمن
|
إن يفتح اثر
ضمّ او فتح قلب
|
|
واوا ، وياء
إثر كسر ينقلب
|
ذو الكسر
مطلقا كذا ، وما يضمّ
|
|
واوا أصر ،
ما لم يكن لفظا أتمّ
|
__________________
فذاك ياء
مطلقا جا ، وأؤمّ
|
|
ونحوه وجهين
فى ثانيه أمّ
|
إذا اجتمع فى
كلمة همزتان وجب التخفيف ، إن لم يكونا فى موضع العين ، نحو سئّال ورأّس ، ثم إن
تحركت أولاهما وسكنت ثانيتهما ، وجب إبدال الثانية مدة تجانس حركة الأولى ، فإن
كانت حركتها فتحة أبدلت الثانية ألفا ، نحو آثرت ، وإن كانت ضمة أبدلت واوا ، نحو
أوثر ، وإن كانت كسرة أبدلت ياء ، نحو إيثار ، وهذا هو المراد بقوله «ومدا ابدل ـ البيت».
وإن تحركت
ثانيتهما : فإن كانت حركتها فتحة وحركة ما قبلها فتحة أو ضمة قلبت واوا ؛ فالأول
نحو : أودم جمع آدم ، وأصله أآدم ، والثانى نحو أويدم ، تصغير آدم ، وهذا هو
المراد بقوله : «إن يفتح اثر ضم او فتح قلب واوا».
وإن كانت حركة
ما قبلها كسرة قلبت ياء ، نحو إيمّ ـ وهو مثال إصبع من أمّ ، وأصله إئمم ، فنقلت
حركة الميم الأولى إلى الهمزة التى قبلها ، وأدغمت الميم فى الميم فصار إئمّ ، ثم
قلبت الهمزة الثانية ياء ، فصار إيمّ ، وهذا هو المراد من قوله «وياء اثر كسر
ينقلب».
وأشار بقوله : «ذو
الكسر مطلقا كذا» إلى أن الهمزة الثانية إذا كانت
__________________
مكسورة تقلب ياء مطلقا ـ أى : سواء كانت التى قبلها مفتوحة أو مكسورة أو
مضمومة ـ فالأول نحو أينّ ـ مضارع أنّ ـ وأصلها اثنّ ؛ فخففت بإبدال الثانية من
جنس حركتها [فصار أينّ] وقد تحقّق ، نحو أئنّ ـ بهمزتين ـ ولم تعامل بهذه المعاملة
فى غير الفعل إلا فى «أئمة» فإنها جاءت بالإبدال والتصحيح ، والثانى نحو : إيمّ
مثال إصبع من أمّ ، وأصله إئمم ، نقلت حركة الميم الأولى إلى الهمزة الثانية ،
وأدغمت الميم فى الميم فصار إئمّ ، فخففت الهمزة الثانية بإبدالها من جنس حركتها ،
فصار إيم ، والثالث نحو : أينّ ـ أصله أئنّ [والأصل أؤنن] لأنه مضارع أأننته : أى
جعلته يئنّ ـ فدخله النقل ولإدغام ، ثم خفف بإبدال ثانى همزتيه من جنس حركتها [فصار
أينّ].
وأشار بقوله : «وما
يضم واوا أصر» إلى أنه إذا كانت الهمزة الثانية مضمومة ، قلبت واوا ، سواء انفتحت
الأولى ، أو انكسرت ، أو انضمت ؛ فالأول نحو أوبّ ـ جمع أبّ ، وهو المرعى ـ أصله
أأبب ؛ لأنه أفعل ، فنقلت حركة عينه إلى فائه ، ثم أدغم فصار أؤبّ ، ثم حففت ثانية
الهمزتين بإبدالها من جنس حركتها ، فصار أوبّ ، والثانى نحو إومّ ـ مثال إصبع من
أمّ ، والثالث نحو أومّ ـ مثال أبلم من أمّ.
وأشار بقوله : «ما
لم يكن لفظا أتم ، فذاك ياء مطلقا جا» إلى أن الهمزة الثانية المضمومة إنما تصير
واوا إذا لم تكن طرفا ، فإن كانت طرفا صيّرت ياء مطلقا ، سواء انضمت الأولى ، أو
انكسرت ، أو انفتحت ، أو سكنت ؛ فتقول فى مثال جعفر من قرأ «قرأأ» ثم تقلب الهمزة
ياء ، فتصير قرأيا ، فتحركت الياء وانفتح ما قبلها ، فقلبت ألفا ، فصار قرأى ،
وتقول فى مثال زبرج من قرأ «قرئىء» ثم تقلب الهمزة ياء فتصير قرئيا ، كالمنقوص ،
وتقول
فى مثال برثن من قرأ «قرؤؤ» ثم تقلب الضمة التى على الهمزة الأولى كسرة ؛
فيصير قرئيا مثل القاضى .
وأشار بقوله : «وأؤمّ
ونحوه وجهين فى ثانيه أم» إلى أنه إذا انضمت الهمزة الثانية وانفتح ما قبلها ،
وكانت الهمزة الأولى للمتكلم جاز لك فى الثانية وجهان : الإبدال ، والتحقيق ، وذلك
نحو أؤم ـ مضارع أمّ ، فإن شئت أبدلت ، فقلت : أومّ ، وإن شئت حقّقت ، فقلت : أؤمّ
ـ وكذا ما كان نحو أؤمّ فى كون أولى همزتيه للمتكلم ، وكسرت ثانيتهما ، يجوز فى
الثانية منهما : الإبدال ، والتحقيق ، نحو أينّ مضارع أنّ ؛ فإن شئت أبدلت فقلت :
أينّ ، وإن شئت حققت فقلت : أئنّ.
* * *
وياء اقلب
ألفا كسرا تلا
|
|
أو ياء تصغير
، بواو ذا افعلا
|
__________________
فى آخر ، أو
قبل تا التّأنيث ، أو
|
|
زيادتى فعلان
، ذا أيضا رأوا
|
فى مصدر
المعتلّ عينا ، والفعل
|
|
منه صحيح
غالبا ، نحو الحول
|
إذا وقعت الألف
بعد كسرة وجب قلبها ياء ، كقولك فى جمع مصباح ودينار : «مصابيح ، ودنانير» وكذلك
إذا وقعت قبلها ياء التصغير ، كقولك فى غزال : «غزيّل» وفى قذال : «قذيّل».
* * *
وأشار بقوله «بواو
ذا افعلا فى آخر ـ إلى آخر البيت» إلى أن الواو تقلب أيضا ياء : إذا تطرّفت بعد
كسرة ، أو بعد ياء التصغير ، أو وقعت قبل تاء التأنيث ، أو قبل زيادتى فعلان ،
مكسورا ما قبلها.
__________________
فالأول نحو «رضى
، وقوى» أصلهما رضو وقوو ؛ لأنهما من الرّضوان والقوّة ؛ فقبلت الواو ياء.
والثانى نحو «جرىّ»
تصغير جرو ، وأصله جريو ، فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون ؛ فقلبت
الواو ياء ، وأدغمت الياء فى الياء.
والثالث نحو :
شجية ، وهى اسم فاعل للمؤنث ، وكذا شجيّة ـ مصغّرا ، وأصله شجيوة ـ من الشّجو.
والرابع نحو «غزيان»
وهو مثال ظريان من الغزو.
وأشار بقوله : «ذا
أبضا رأوا فى مصدر المعتل عينا» إلى أن الواو تقلب بعد الكسرة ياء فى مصدر كلّ فعل
اعتلّت عينه ، نحو «صام صياما ، وقام قياما» والأصل صوام وقوام ، فأعلّت الواو فى
المصدر حملا له على فعله.
فلو صحت الواو
فى الفعل لم تعتل فى المصدر ، نحو : لاوذ لواذا ، وجاور جوارا.
وكذلك تصحّ إذا
لم يكن بعدها ألف وإن اعتلت فى الفعل ، نحو : حال حولا.
* * *
وجمع ذى عين
أعلّ أو سكن
|
|
فاحكم بذا
الإعلال فيه حيث عنّ
|
__________________
أى : متى وقعت
الواو عين جمع ، وأعلّت فى واحده أو سكنث ، وجب قلبها ياء : إن انكسر ما قبلها ،
ووقع بعدها ألف ، نحو ديار ، وثياب ـ أصلهما دوار وثواب ، فقلبت الواو ياء فى
الجمع لانكسار ما قبلها ومجىء الألف بعدها ، مع كونها فى الواحد إما معتلة كدار ،
أو شبيهة بالمعتل فى كونها حرف لين ساكنا كثوب.
* * *
وصحّحوا فعلة
، وفى فعل
|
|
وجهان ،
والإعلال أولى كالحيل
|
إذا وقعت الواو
عين جمع مكسورا ما قبلها واعتلّت فى واحده ، أو سكنت ، ولم يقع بعدها الألف ، وكان
على فعلة ـ وجب تصحيحها ، نحو عود وعودة ، وكوز وكوزة ، وشذ ثور وثيرة .
ومن هنا يعلم
أنه إنما تعتلّ فى الجمع إذا وقع بعدها ألف كما سبق تقريره ؛ لأنه حكم على قعلة
بوجوب التصحيح ، وعلى فعل بجواز التصحيح والإعلال ؛
__________________
فالتصحيح نحو : حاجة وحوج ، والإعلال نحو : قامة وقيم ، وديمة وديم ،
والتصحيح فيها قليل ، والإعلال غالب.
* * *
والواو لاما
بعد فتح يا انقلب
|
|
كالمعطيان
يرضيان ، ووجب
|
إبدال واو
بعد ضمّ من ألف
|
|
ويا كموقن ،
بذالها اعترف
|
إذا وقعت الواو
طرفا ، رابعة فصاعدا ، بعد فتحة ؛ قلبت ياء ، نحو : أعطيت ـ أصلة أعطوت ؛ لأنه من «عطا
يعطو» إذا تناول ـ فقلبت الواو فى الماضى ياء حملا على المضارع نحو «يعطى» كما حمل
اسم المفعول نحو : معطيان على اسم الفاعل نحو معطيان ؛ وكذلك يرضيان ـ أصله يرضوان
؛
__________________
لأنه من الرّضوان ـ فقلبت واوه بعد الفتحة ياء ، حملا لبناء المفعول على
بناء الفاعل نحو يرضيان.
وقوله «ووجب
إبدال واو بعد ضم من ألف» معناه أنه يجب أن يبدل من الألف واو إذا وقعت بعد ضمة
كقولك فى «بايع» : «بويع» ، وفى «ضارب» : «ضورب».
وقوله «ويا
كموقن بذالها اعترف» معناه أن الياء إذا سكنت فى مفرد بعد ضمة ؛ وجب إبدالها واوا
، نحو موقن وموسر ـ أصلهما ميقن وميسر ؛ لأنهما من أيقن وأيسر ـ فلو تحركت الياء
لم تعلّ ، نحو هيام.
* * *
ويكسر
المضموم فى جمع كما
|
|
يقال «هيم»
عند جمع «أهيما»
|
يجمع فعلاء
وأفعل على فعل ـ بضم الفاء ، وسكون العين ـ كما سبق فى التكسير ، كحمراء وحمر
وأحمر وحمر ؛ فإذا اعتلّت عين هذا النوع من الجمع بالياء قلبت الضمة كسرة لتصحّ
الياء ، نحو : هيماء وهيم ، وبيضاء وبيض ، ولم تقلب الياء واوا كما فعلوا فى
المفرد ـ كموقن ـ استثقالا لذلك فى الجمع.
* * *
__________________
وواوا اثر
الضّمّ ردّ اليا متى
|
|
ألفى لام فعل
او من قبل تا
|
كتاء بان من
رمى كمقدره
|
|
كذا إذا
كسبعان صيّره
|
إذا وقعت الياء
لام فعل ، أو من قبل تاء التأنيث ، أو زيادتى فعلان ، وانضمّ ما قبلها فى الأصول
الثلاثة ـ وجب قلبها واوا.
فالأول : نحو
قضو الرجل .
__________________
والثانى : كما
إذا بنيت من رمى اسما على وزن مقدرة ؛ فإنك تقول : مرموة.
والثالث : كما
إذا بنيت من رمى اسما على وزن سبعان ؛ فإنك تقول : رموان.
فتقلب الياء
واوا فى هذه المواضع الثلاثة لانضمام ما قبلها.
* * *
وإن تكن عينا
لفعلى وصفا
|
|
فذاك
بالوجهين عنهم يلفى
|
إذا وقعت الياء
عينا لصفة ، على وزن فعلى ـ جاز فيها وجهان :
أحدهما : قلب
الضمة كسرة لتصحّ الياء.
والثانى :
إبقاء الضمة ؛ فتقلب الياء واوا ، نحو : الضيّقى ، والكيسى ، والضّوقى ، والكوسى ،
وهما تأنيث الأضيق والأكيس.
* * *
__________________
فصل
من لام فعلى
اسما أتى الواو بدل
|
|
ياء ، كتقوى
، غالبا جاذا البدل
|
تبدل الواو من
الياء الواقعة لام اسم على وزن فعلى ، نحو تقوى ، وأصله تقيا ؛ لأنه من تقيت ـ فإن
كانت فعلى صفة لم تبدل الياء واوا ، نحو صديا وخزيا ، ومثل تقوى : فتوى ـ بمعنى
الفتيا ، وبقوى ـ بمعنى البقيا ، واحترز بقوله «غالبا» مما لم تبدل الياء فيه واوا
وهى لام اسم على فعلى كقولهم للرائحة : ريّا.
* * *
بالعكس جاء
لام فعلى وصفا
|
|
وكون قصوى
نادرا لا يخفى
|
أى : تبدل
الواو الواقعة لاما لفعلى وصفا ياء ، نحو الدّنيا ، والعليا ، وشذّ
__________________
قول أهل الحجاز : القصوى ؛ فإن كان فعلى اسما سلمت الواو ، كحزوى .
* * *
فصل
إن يسكن
السّابق من واو ويا
|
|
واتّصلا ومن
عروض عريا
|
فياء الواو
اقلبنّ مدغما
|
|
وشذّ معطى
غير ما قد رسما
|
إذا اجتمعت
الواو والياء فى كلمة ، وسبقت إحداهما بالسكون ، وكان
__________________
سكونها أصليّا ـ أبدلت
الواو ياء ، وأدغمت الياء فى الياء ، وذلك نحو «سيّد ، وميّت» ـ والأصل سيود وميوت
؛ فاجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون ؛ فقلبت الواو ياء ، وأدغمت الياء
فى الياء ؛ فصار سيّد وميّت ـ فإن كانت الياء والواو فى كلمتين لم يؤثر ذلك ، نحو
يعطى واقد ، وكذا إن عرضت الياء أو الواو للسكون كقولك فى رؤية : «روية» وفى «قوى»
: «قوى» وشذّ التصحيح فى قولهم : «يوم أيوم» وشذّ ـ أيضا ـ إبدال الياء واوا فى
قولهم : «عوى الكلب عوّة ».
* * *
من ياء او
واو بتحريك أصل
|
|
ألفا ابدل
بعد فتح متّصل
|
__________________
إن حرّك
التّالى ، وإن سكّن كفّ
|
|
إعلال غير
اللّام ، وهى لا يكفّ
|
إعلالها
بساكن غير ألف
|
|
أو ياء
التّشديد فيها قد ألف
|
إذا وقعت الواو
والياء متحركة بعد فتحة قلبت ألفا ، نحو قال وباع ، أصلهما قول وبيع ، فقلبت [الواو
والياء] ألفا ؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها ، هذا إن كانت حركتهما أصلية ؛ فإن كانت
عارضة لم يعتدّ بها كجيل وتوم ـ أصلهما جيأل وتوأم ، نقلت حركة الهمزة إلى الياء
والواو فصار جيلا وتوما.
فلو سكن ما بعد
الياء أو الواو ولم تكن لاما وجب التصحيح ، نحو بيان وطويل ؛ فإن كانتا لاما وجب
الإعلال ، ما لم يكن الساكن بعدهما ألفا
__________________
أو ياء مشددة ـ كرميا وعلوىّ ، وذلك نحو يخشون ـ أصله يخشيون فقلبت الياء
ألفا ؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ثم حذفت ؛ لالتقائها ساكنة مع الواو الساكنة.
* * *
وصحّ عين فعل
وفعلا
|
|
ذا أفعل
كأغيد وأحولا
|
كلّ فعل كان
اسم الفاعل منه على وزن أفعل فإنه يلزم عينه التصحيح ، نحو عور فهو أعور ، وهيف
فهو أهيف ، وغيد فهو أغيد ، [وحول فهو أحول] وحمل المصدر على فعله ، نحو هيف وغيد
وعور وحول.
* * *
وإن يبن
تفاعل من افتعل
|
|
والعين واو
سلمت ولم تعلّ
|
إذا كان افتعل
معتلّ العين فحقّه أن تبدل عينه ألفا ـ نحو اعتاد وارتاد ـ لتحركها وانفتاح ما
قبلها ؛ فإن أبان افتعل معنى تفاعل ـ وهو
__________________
الاشتراك فى الفاعلية والمفعولية ـ حمل عليه فى التصحيح إن كان واويّا نحو
اشتوروا ؛ فإن كانت العين ياء وجب إعلالها ، نحو ابتاعوا ،
واستافوا ـ أى : تضاربوا بالسيوف.
* * *
وإن لحرفين
ذا الاعلال استحقّ
|
|
صحّح أوّل ،
وعكس قد يحقّ
|
إذا كان فى
كلمة حرفا علّة ، كلّ واحد متحرك ، مفتوح ما قبله ـ لم يجز إعلالهما معا ؛ لئلا
يتوالى فى كلمة واحدة إعلالان ؛ فيجب إعلال أحدهما وتصحيح الآخر ، والأحقّ منهما
بالإعلال الثانى ، نحو الحيا والهوى ، والأصل حيى وهوى ، فوجد فى كل من العين
واللام سبب الإعلال ؛ فعمل به فى اللام وحدها لكونها طرفا ، والأطراف محلّ
التغيير. وشذّ إعلال العين وتصحيح اللام نحو «غاية».
* * *
__________________
وعين ما آخره
قد زيد ما
|
|
يخصّ الاسم
واجب أن يسلما
|
إذا كان عين
الكلمة واوا ، متحركة ، مفتوحا ما قبلها ، أو ياء متحركة مفتوحا ما قبلها ، وكان
فى آخرها زيادة تخصّ الاسم ـ لم يجز قلبها ألفا ، بل يجب تصحيحها ، وذلك نحو «جولان
، وهيمان» وشذ «ماهان ، وداران».
* * *
وقبل با افلب
ميما النّون ، إذا
|
|
كان مسكّنا
كمن بتّ انبذا
|
لما كان النّطق
بالنون الساكنة قبل الباء عسرا وجب قلب النون ميما ،
__________________
ولا فرق فى ذلك بين المتصلة والمنفصلة ، ويجمعهما قوله «من بتّ انبذا» أى :
من قطعك فألقه عن بالك واطرحه ، وألف «انبذا» مبدلة من نون التوكيد الخفيفة.
* * *
فصل
لساكن صحّ
انقل التّحريك من
|
|
ذى لين آت
عين فعل كأبن
|
إذا كانت عين
الفعل ياء أو واوا متحركة ، وكان ما قبلها ساكنا صحيحا ـ وجب نقل حركة العين إلى
الساكن قبلها ، نحو : يبين ويقوم ، والأصل يبين ويقوم ـ بكسر الياء ، وضم الواو ـ فنقلت
حركتهما إلى الساكن قبلهما ـ وهو الباء ، والقاف ـ وكذلك فى «أبن» .
فإن كان الساكن
غير صحيح لم تنقل الحركة ، نحو : بايع وبيّن وعوق .
* * *
__________________
ما لم يكن
فعل تعجّب ، ولا
|
|
كابيضّ أو
أهوى بلام علّلا
|
أى : إنما تنقل
حركة العين إلى الساكن الصحيح قبلها إذا لم يكن الفعل للتعجب ، أو مضاعفا ، أو
معتلّ اللام ؛ فإن كان كذلك فلا نقل ، نحو : ما أبين الشىء وأبين به ، وما أقومه
أقوم به ، ونحو : ابيضّ واسودّ ، ونحو : أهوى.
* * *
ومثل فعل فى
ذا الاعلال اسم
|
|
ضاهى مضارعا
وفيه وسم
|
يعنى أنه يثبت
للاسم الذى يشبه الفعل المضارع ـ فى زيادته فقط ، أو فى وزنه فقط ـ من الإعلال بالنقل
ما يثبت للفعل.
__________________
فالذى أشبه
المضارع فى زيادته فقط تبيع ، وهو مثال تحلىء من البيع ، الأصل تبيع ـ بكسر التاء
وسكون الباء ـ فنقلت حركة الياء إلى الباء فصار تبيع.
والذى أشبه
المضارع فى وزنه فقط مقام ، والأصل مقوم ؛ فنقلت حركة الواو إلى القاف ، ثم قلبت
الواو ألفا لمجانسة الفتحة.
فإن أشبهه فى
الزيادة والزّنة ؛ فإما أن يكون منقولا من فعل ، أولا ، فإن كان منقولا منه أعلّ
كيزيد ، وإلا صحّ كأبيض وأسود.
* * *
ومفعل صحّح
كالمفعال
|
|
وألف الإفعال
واستفعال
|
أزل لذا
الإعلال ، والتّا الزم عوض ،
|
|
وحذفها
بالنّقل ربّما عرض
|
__________________
لما كان مفعال
غير مشبه للفعل استحقّ التصحيح كمسواك ، وحمل أيضا مفعل عليه ؛ لمشابهته له فى
المعنى ، فصحح كما صحح مفعال كمقول ومقوال .
وأشار بقوله «وألف
الإفعال واستفعال أزل ـ إلى آخره» إلى أن المصدر إذا كان على وزن إفعال أو استفعال
، وكان معتلّ العين ، فإن ألفه تحذف لا لبقائها ساكنة مع الألف المبدلة من عين
المصدر ، وذلك نحو إقامة واستقامة ، وأصله إقوام واستقوام ، فنقلت حركة العين إلى
الفاء ، وقلبت الواو ألفا لمجانسة الفتحة قبلها ، فالتقى الفان ، فحذفت الثانية
منهما ، ثم عوّض منها تاء التأنيث ، فصار إقامة واستقامة ، وقد تحذف هذه التاء
كقولهم : أجاب إجابا ، ومنه قوله تعالى : (وَأَقامَ الصَّلاةَ).
__________________
وما لإفعال ـ
من الحذف ، ومن
|
|
نقل فمفعول
به أيضا قمن
|
نحو مبيع
ومصون ، وندر
|
|
تصحيح ذى
الواو ، وفى ذى اليا اشتهر
|
إذا بنى مفعول
من الفعل المعتل العين ـ بالياء أو الواو ـ وجب فيه ما وجب فى إفعال واستفعال من
النقل والحذف ؛ فتقول فى مفعول من باع وقال : «مبيع ومقول» والأصل مبيوع ومقوول ،
فنقلت حركة العين إلى الساكن قبلها ، فالتقى ساكنان : العين ، وواو مفعول ، فحذفت
واو مفعول ، فصار مبيع ومقول ـ وكان حقّ مبيع أن يقال فيه : مبوع ، لكن قلبوا الضمة كسرة لتصح الياء ، وندر التصحيح فيما
عينه واو ، قالوا : ثوب مصوون ،
__________________
والقياس مصون ، ولغة تميم تصحيح ما عينه ياء ؛ فيقولون : مبيوع ، ومخيوط ،
ولهذا قال المصنف رحمه الله تعالى : «وندر تصحيح ذى الواو ، وفى ذى اليا اشتهر» .
* * *
__________________
وصحّح
المفعول من نحو عدا
|
|
وأعلل ان لم
تتحرّ الأجودا
|
إذا بنى مفعول
من فعل معتلّ اللام ، فلا يخلو : إما أن يكون معتلا بالياء أو بالواو.
فإن كان معتلا
بالياء وجب إعلاله بقلب واو مفعول ياء وإدغامها فى لام الكلمة ، نحو مرمىّ ـ والأصل
ـ مرموى ، فاجتمعت الواو والياء ، وسبقت إحداهما بالسكون ؛ فقلبت الواو ياء ،
وأدغمت الياء فى الياء ـ وإنما لم يذكر المصنف رحمه الله تعالى هذا هنا لأنه قد
تقدم ذكره.
وإن كان معتلا
بالواو ، فالأجود التصحيح ، إن لم يكن الفعل على فعل ، نحو «معدوّ» من عدا ، ولهذا
قال المصنف : «من نحو عدا» ، ومنهم من يعلّ ، فيقول : معدىّ ، فإن كان الواوىّ على فعل ، فالصحيح الإعلال ؛ نحو : «مرضىّ»
من رضى ؛ قال الله تعالى : (ارْجِعِي إِلى
رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً) والتصحيح قليل ؛ نحو مرضوّ.
* * *
__________________
كذاك ذا
وجهين جا الفعول من
|
|
ذى الواو لام
جمع او فرد يعنّ
|
إذا بنى اسم
على فعول ، فإن كان جمعا ، وكانت لامه واوا ـ جاز فيه وجهان : التصحيح ، والإعلال
، نحو : عصىّ ودلىّ ، فى جمع عصا ودلو ، وأبوّ ، ونجوّ ، جمع أب ونجو ، والإعلال أجود من التصحيح فى الجمع ، وإن
__________________
كان مفردا جاز فيه وجهان : الإعلال ، والتصحيح ، والتصحيح أجود ، نحو علا
علوّا ، وعتا عتوّا ، ويقلّ الإعلال نحو «قساقسيّا» ـ أى قسوة ـ.
* * *
وشاع نحو
نيّم فى نوّم
|
|
ونحو نيّام
شذوذه نمى
|
إذا كان فعّل
جمعا لما عينه واو جاز تصحيحه وإعلاله ، إن لم يكن قبل لامه ألف ، كقولك فى جمع صائم
: صوّم وصيّم ، وفى جمع نائم : نوّم ونيّم.
فإن كان قبل
اللام ألف وجب التصحيح ، والإعلال شاذ ، نحو «صوّام» ، و «نوّام» ومن الإعلال قوله
:
ـ
* فما أرّق النّيّام إلا كلامها*
* * *
__________________
فصل
ذو اللّين
فاتا فى افتعال أبدلا
|
|
وشذّ فى ذى
الهمز نحو ائتكلا
|
إذا بنى افتعال
وفروعه من كلمة فاؤها حرف لين ـ وجب إبدال حرف اللين تاء نحو : اتّصال ، واتّصل ،
ومتّصل ـ والأصل فيه : اوتصال ، واوتصل ، وموتصل ، فإن كان حرف اللين بدلا من همزة لم يجز إبداله تاء ؛
__________________
فتقول فى افتعل من الأكل : ائتكل ، ثم تبدل الهمزة ياء ، فتقول : ايتكل ،
ولا يجوز إبدال الياء تاء ، وشذ قولهم «اتّزر» بإبدال الياء تاء .
* * *
طا تا افتعال
ردّ إثر مطبق
|
|
فى ادّان
وازدد وادّكر دالا بقى
|
__________________
إذا وقعت تاء
افتعال بعد حرف من حروف الإطباق ـ وهى : الصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ـ وجب
إبداله طاء ، كقولك : اصطبر ، واضطجع ، واظطعنوا ، واظطلموا.
والأصل : اصتبر
، واضتجع ، واظتعنوا ، واظتلموا ؛ فأبدل من تاء الافتعال طاء.
وإن وقعت تاء
الافتعال بعد الدال والزاى والذال قلبت دالا ، نحو ادّان ، وازدد ، وادّكر.
والأصل : ادتان
، وازتد ، واذتكر ، فاستثقلت التاء بعد هذه الأحرف ، فأبدلت دالا ، وأدغمت الدال
فى الدال.
* * *
فصل
فا أمر او
مضارع من كوعد
|
|
احذف ، وفى
كعدة ذاك اطّرد
|
__________________
وحذف همز
أفعل استمرّ فى
|
|
مضارع وبنيتى
متّصف
|
إذا كان الفعل
الماضى معتلّ الفاء كوعد ـ وجب حذف الفاء : فى الأمر ، والمضارع ، والمصدر إذا
كان بالتاء ، وذلك نحو : عد ، ويعد ، وعدة ؛ فإن لم يكن المصدر بالتاء لم يجز حذف
الفاء ، كوعد.
وكذلك يجب حذف
الهمزة الثانية فى الماضى مع المضارع ، واسم الفاعل ، واسم المفعول ، نحو قولك فى
أكرم : يكرم ، والأصل يؤكرم ، ونحو :
__________________
مكرم ، ومكرم ، والأصل مؤكرم ومؤكرم ؛ فحذفت الهمزة فى اسم الفاعل واسم
المفعول.
* * *
ظلت وظلت فى
ظللت استعملا
|
|
وقرن فى
اقررن ، وقرن نقلا
|
إذا أسند الفعل
الماضى ، المضاعف ، المكسور العين ، إلى تاء الضمير أو نونه ـ جاز فيه ثلاثة أوجه
:
أحدها : إتمامه
، نحو : ظللت أفعل كذا ، إذا عملته بالنهار.
والثانى : حذف
لامه ، ونقل حركة العين إلى الفاء ، نحو : ظلت.
والثالث : حذف
لامه ، وإبقاء فائه على حركتها ، نحو : ظلت.
وأشار بقوله «وقرن
فى اقررن» إلى أن الفعل المضارع ، المضاعف ، الذى على وزن يفعلن ، إذا اتّصل بنون
الإناث ـ جاز تخفيفه بحذف عينه بعد نقل حركتها إلى الفاء ، وكذا الأمر منه ، وذلك
نحو قولك فى يقررن : «يقرن» ، وفى اقررن : «قرن».
__________________
وأشار بقوله «وقرن
نقلا» إلى قراءة نافع وعاصم : (وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ) ـ بفتح القاف ـ وأصله اقررن ، من قولهم : قرّ بالمكان
يقرّ ، بمعنى يقرّ ، حكاه ابن القطّاع ، ثم خفف بالحذف بعد نقل الحركة ـ وهو نادر
؛ لأن هذا التخفيف إنما هو للمكسور العين .
* * *
__________________
الإدغام
أوّل مثلين
محرّكين فى
|
|
كلمة ادغم لا
كمثل صفف
|
وذلل وكلل
ولبب
|
|
ولا كجسّس
ولا كاخصص ابى
|
ولا كهيلل ،
وشذ فى ألل
|
|
ونحوه فكّ
بنقل فقبل
|
إذا تحرك
المثلان فى كلمة أدغم أوّلهما فى ثانيهما ، إن لم يتصدّرا ، ولم يكن ما هما فيه
اسما على وزن فعل ، أو على وزن فعل ، أو فعل ، أو فعل ، ولم يتصل أول المثلين
بمدغم ، ولم تكن حركة الثانى منهما عارضة ، ولا ما هما فيه ملحقا بغيره.
__________________
فإن تصدّرا فلا
إدغام كددن ، وكذا إن وجد واحد مما سبق ذكره ؛ فالأول كصفف ودرر ، والثانى : كذلل وجدد ، والثالث : ككلل ولمم ، والرابع : كطلل ولبب ، والخامس : كجسّس ـ جمع جاسّ ـ والسادس : كاخصص ابى ، [وأصله
اخصص أبى] فنقلت الهمزة إلى الصاد ، والسابع : كهيلل ـ أى أكثر من قول لا إله إلّا
الله ، ونحوه : قردد ، ومهدد.
فإن لم يكن شىء
من ذلك وجب الإدغام ، نحو : ردّ ، وضنّ ـ أى : بخل ـ ولبّ ، والأصل : ردد ، وضنن ، ولبب.
وأشار بقوله «وشذ
فى ألل ونحوه فكّ بنقل فقبل» إلى أنه قد جاء الفك فى ألفاظ قياسها وجوب الإدغام ؛
فجعل شاذا يحفظ ولا يقاس عليه ، نحو «ألل السقاء» إذا تغيّرت رائحته ، و «لححت
عينه» إذ التصت بالرّمص.
* * *
__________________
وحبى افكك
وادّغم دون حذر
|
|
كذاك نحو
تتجلّى واستتر
|
أشار فى هذا
البيت إلى ما يجوز فيه الإدغام والفكّ.
وفهم منه : أن
ما ذكره قبل ذلك واجب الإدغام.
والمراد بحيى :
ما كان المثلان فيه ياءين لازما تحريكهما ، نحو : حيى وعيى ؛ فيجوز الإدغام ، نحو
: حىّ وعىّ ؛ فلو كانت حركة أحد المثلين عارضة بسبب العامل لم يجز
الإدغام اتفاقا نحو : لن يحيى .
__________________
وأشار بقوله : «كذاك
نحو تتجلّى واستتر» إلى أن الفعل المبتدأ بتاءين مثل «تتجلّى» يجوز فيه الفك
والإدغام ؛ فمن فكّ ـ وهو القياس ـ نظر إلى أن المثلين مصدّران ، ومن أدغم أراد
التخفيف ، فيقول : اتّجلّى ؛ فيدغم أحد المثلين فى الآخر فتسكن إحدى التاءين ؛
فيؤتى بهمزة الوصل توصّلا للنطق بالساكن.
وكذلك قياس تاء
«استتر» الفكّ لسكون ما قبل المثلين ، ويجوز الإدغام فيه بعد نقل حركة أول المثلين
إلى الساكن ، نحو : ستّر يستّر ستّارا .
* * *
وما بتاءين
ابتدى قد يقتصر
|
|
فيه على تا
كتبيّن العبر
|
__________________
يقال فى تتعلم
وتتنزل وتتبين ونحوها : «تعلّم ، وتنزّل ، وتبيّن» بحذف إحدى التاءين وإبقاء
الأخرى ، وهو كثير جدا ، ومنه قوله تعالى : (تَنَزَّلُ
الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها)
* * *
وفكّ حيث
مدغم فيه سكن
|
|
لكونه بمضمر
الرّفع اقترن
|
نحو : حللت
ما حللته ، وفى
|
|
جزم وشبه
الجزم تخيير قفى
|
__________________
إذا اتصل
بالفعل المدغم عينه فى لامه ضمير رفع سكن آخره ؛ فيجب حينئذ الفكّ ، نحو : حللت ،
وحللنا ، والهندات حللن ؛ فإذا دخل عليه جازم جاز الفكّ ، نحو : لم يحلل ، ومنه
قوله تعالى : (وَمَنْ يَحْلِلْ
عَلَيْهِ غَضَبِي) وقوله : (وَمَنْ يَرْتَدِدْ
مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) والفكّ لغة أهل الحجاز ، وجاز الإدغام ، نحو «لم يحلّ»
، ومنه قوله تعالى : (ومن يشاق الله ورسوله ـ) فى سورة الحشر) وهى لغة تميم ،
والمراد بشبه الجزم سكون الآخر فى الأمر ، نحو : احلل ، وإن شئت قلت : حلّ ؛ لأن
حكم الأمر كحكم [المضارع] المجزوم.
* * *
وفكّ أفعل فى
التّعجّب التزم
|
|
والتزم
الإدغام أيضا فى هلم
|
ولما ذكر أن
فعل الأمر يجوز فيه وجهان ـ نحو احلل ، وحلّ ـ استثنى من ذلك شيئين :
أحدهما : أفعل
فى التعجب ؛ فإنه يجب فكّه ، نحو : أحبب بزيد ، وأشدد ببياض وجهه.
الثانى : هلمّ
؛ فإنهم التزموا إدغامه ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
* * *
__________________
وما بجمعه
عنيت قد كمل
|
|
نظما على جلّ
المهمّات اشتمل
|
أحصى من
الكافية الخلاصه
|
|
كما اقتضى
غنى بلا خصاصه
|
فأحمد الله
مصلّيا على
|
|
محمّد خير
نبىّ أرسلا
|
وآله الغرّ
الكرام البرره
|
|
وصحبه
المنتخبين الخيره
|
__________________
خاتمة
قال أبو رجاء
محمد محيى الدين عبد الحميد ، عفا الله عنه ، وغفر له ولوالديه والمسلمين.
الحمد لله الذى
بنعمته تتم الصالحات ، وبمحض إحسانه وتيسيره تكمل الحسنات ، والصلاة والسلام على
سيدنا محمد بن عبد الله خاتم النبيين ، وعلى آله وصحبه الذين بهداهم نهتدى ، وعلى
ضوء حجّتهم نعبر الطريق إلى الفوز برضوان الله تعالى ومحبته.
وبعد ؛ فقد كمل
ـ بتوفيق الله وحسن تأييده ـ ما وفقنا الله له من تحقيق مباحث وشرح شواهد شرح
الخلاصة الألفية ، لقاضى القضاة بهاء الدين ابن عقيل ، شرحا موجزا على قدر ما
يحتاج إليه المبتدئون ، وقد كان مجال القول ذا سعة لو أننا أردنا أن نتعرّض
للأقوال ومناقشتها ، وتفصيل ما أجمل المؤلف منها ، وإيضاح ما أشار إليه من أدلّتها
، ولكننا اجتزأنا من ذلك كله باللّباب وما لا بد من معرفته ، مع إعراب أبيات
الألفية إعرابا مبسوطا ، سهل العبارة ؛ لئلا يكون لمتناول الكتاب من بعد هذا كله
حاجة إلى أن يصطحب مع هذه النّسخة كتابا آخر من الكتب التى لها ارتباط بالمتن أو
شرحه ـ وقد تم ذلك كله فى منتصف ليلة التاسع من شهر رمضان المعظم من سنة خمسين
وثلثمائة وألف من هجرة أشرف الخلق صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم. والله المسئول
أن ينفع بعملى هذا ، وأن يجعله خالصا لوجهه! وأن يجنبنى الغرور ، ويحول بينى وبين
العجب والزّلل ، آمين.
* * *
وكان من توفيق
الله تعالى أن أقبل الناس على قراءة هذه النسخة ، حتى نفدت طبعتها الأولى فى وقت
قريب ، فلما كثر الرجاء لإعادة طبعه أعملت فى تعليقاتى يد الإصلاح ؛ فزدت زيادات
هامة ، وتداركت ما فرط منّى فى الطبعة السابقة ، وأكثرت من وجوه التحسين ؛ لأكافىء
بهذا الصنيع أولئك الذين رأوا فى عملى هذا ما يستحق التشجيع والتنويه به ، ثم كان
من جميل المصادفة أننى فرغت من مراجعة الكتاب قبل منتصف ليلة الثلاثاء الرابع عشر
من شهر رمضان المعظم من سنة أربع وخمسين وثلثمائة وألف من هجرة الرسول الأكرم ،
صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى
المسئول أن يوفّقنى إلى ما يحبه ويرضاه ، آمين.
* * *
وها هى ذى
الطبعة الرّابعة عشرة أقدمها إلى الذين ألحّوا علىّ فى إعادة طبع الكتاب فى وقت
ندر فيه الورق الجيد ، واستعصى شراؤه على الناس بأضعاف ثمنه ، وقد أبيت إلا أن
أزيد فى شرحى زيادات ذات بال ، وتحقيقات قلما يعثر عليها القارىء إلا بعد الجهد ،
وقد تضاعف بها حجم الكتاب ، فلا غرو إن أعلنت أنه «قد تلاقت فى هذا الكتاب كتب ؛
فأغنى عنها جميعا ، فى حين أنه لا يغنى عنه شىء منها».
ربّ وفقنى إلى
الخير ، إنه لا يوفق إلى الخير سواك!
|
كتبه
محمّد محيى الدين عبد الحميد
|
تكملة فى تصريف
الأفعال
حررها
محمّد محيى الدّين
عبد الحميد
بسم الله الرّحمن
الرّحيم
الحمد لله رب
العالمين ، وصلاته وسلامه على ختام المرسلين ، وعلى آله وصحبه والتابعين ، ولا
عدوان إلا على الظالمين.
أما بعد ؛ فهذه
خلاصة موجزة فيما أغفله صاحب الخلاصة (الألفية) أو أجمل القول فيه إجمالا من تصريف
الأفعال ، عملتها لقارئى شرح بهاء الدين ابن عقيل ، حين حقّقت مباحثه ، وشرحت
شواهده ، وتركت تفصيل القول والإسهاب فيه لكتابى (دروس التصريف) الذى صنفته لطلاب
كلية اللغة العربية فى الجامع الأزهر ؛ فقد أودعته أكثر ما تفرق فى كتب الفن
بأسلوب بديع ونظام أنيق ، وتحقيق بارع. ومن الله أستمدّ المعونة ، وهو حسبى ، وبه أعتصم.
الباب الأول
فى المجرد والمزيد فيه من الأفعال
وفيه ثلاثة فصول
الفصل الأول
فى أوزانهما
ينقسم الفعل
إلى : مجرد ، ومزيد فيه ؛ فالمجرد إما ثلاثى ، وإما رباعى ، وكل منهما ينتهى
بالزيادة إلى ستة أحرف ؛ فتكون أنواع المزيد فيه خمسة.
(١) فلماضى
المجرد الثلاثى ثلاثة أبنية ، الأول : فعل ـ بفتح العين ـ ويكون لازما ، نحو جلس
وقعد ، ومتعدّيا ، نحو ضرب ونصر وفتح ، والثانى : فعل ـ بكسر العين ـ ويكون لازما
، نحو فرح وجذل ، ومتعدّيا نحو علم وفهم ، والثالث : فعل ـ بضم العين ـ ولا يكون
إلا لازما ، نحو ظرف وكرم .
(٢) ولماضى
المجرد الرباعى بناء واحد ، وهو فعلل ـ بفتح ما عدا العين منه ـ ويكون لازما ، نحو
حشرج ودربخ ، ومتعديا ، نحو بعثر ودحرج
(٣) ولمزيد
الثلاثى بحرف واحد ثلاثة أبنية ؛ الأول : فعّل ـ بتضعيف عينه ـ نحو قطّع وقدّم ،
والثانى : فاعل ـ بزيادة ألف بين الفاء والعين ـ نحو قاتل وخاصم ، والثالث : أفعل
ـ بزيادة همزة قبل الفاء ـ نحو أحسن وأكرم.
__________________
(٤) ولمزيد
الثلاثى بحرفين خمسة أبنية ، الأول : انفعل ـ بزيادة همزة وصل ونون قبل الفاء ـ نحو
انكسر وانشعب ، والثانى : افتعل ـ بزيادة همزة وصل قبل الفاء ، وتاء بين الفاء
والعين ـ نحو اجتمع واتّصل ، والثالث : افعلّ ـ بزيادة همزة وصل قبل الفاء ،
وتضعيف اللام ـ نحو احمرّ واصفرّ ، والرابع : تفعّل ـ بزيادة تاء قبل الفاء ،
وتضعيف العين ـ نحو تقدّم وتصدّع ، والخامس : تفاعل ـ بزيادة التاء قبل فائه ،
وألف بين الفاء والعين ـ نحو تقاتل وتخاصم.
(٥) ولمزيد الثلاثى
بثلاثة أحرف أربعة أبنية ، الأول : استفعل ـ بزيادة همزة الوصل والسين والتاء قبل
الفاء ـ نحو استغفر واستقام ، والثانى : افعوعل ـ بزيادة همزة الوصل قبل الفاء ،
وتضعيف العين ، وزيادة واو بين العينين ـ نحو اغدودن واعشوشب ، والثالث : افعوّل ـ
بزيادة همزة الوصل قبل الفاء ، وواو مشدّدة بين العين واللام ـ نحو اجلوّذ واعلوّط
، والرابع : افعالّ ـ بزيادة همزة الوصل قبل الفاء ، وألف بعد العين ،
وتضعيف اللام ـ نحو احمارّ واعوارّ.
(٦) ولمزيد
الرباعى بواحد بناء واحد ، وهو تفعلل ـ بزيادة التاء قبل فائه ـ نحو تدحرج وتبعثر.
(٧) ولمزيد
الرباعى بحرفين بناءان ، أولهما : افعنلل ـ بزيادة همزة الوصل قبل الفاء ، والنون
بين العين ولامه الأولى ـ نحو احرنجم وافر نقع ، وثانيهما : افعللّ ـ بزيادة همزة
الوصل قبل الفاء ، وتضعيف لامه الثانية ـ نحو اسبطرّ واقشعرّ ، واطمأنّ.
(٨) ويلحق
بالرباعى المجرد (وهو بناء «دحرج») ثمانية أبنية أصلها من الثلاثى فزيد فيه حرف
لغرض الإلحاق ، الأول : فعلل نحو جلبب وشملل ،
__________________
والثانى : فوعل نحو رودن وهوجل ، والثالث : فعول نحو جهور ودهور ، والرابع
: فيعل نحو بيطر وسيطر ، والخامس : فعيل نحو شريف ورهيأ ، والسادس : فنعل نحو سنبل
وشنتر ، والسابع : فعنل نحو قلنس ، والثامن : فعلى نحو سلقى.
(٩) ويلحق
بالرباعى المزيد فيه بحرف واحد (وهو بناء «تفعلل») سبعة أبنية أصلها من الثلاثى
فزيد فيه حرف للإلحاق ثم زيدت عليه التاء ، الأول : تفعلل نحو تجلبب وتشملل ،
والثانى : تمفعل نحو تمندل ، والثالث : تفوعل ، نحو تكوثر وتجورب ، والرابع :
تفعول ، نحو تسرول وترهوك ، والخامس : تفيعل ، نحو تسيطر وتشيطن ، والسادس : تفعيل
، نحو ترهيأ ، والسابع : تفعلى ، نحو تقلسى وتجعبى.
(١٠) ويلحق
بالرباعى المزيد فيه بحرفين ثلاثة أبنية ، وأصلها من الثلاثى ، فزيد فيه حرف
الإلحاق ، ثم زيد فيه حرفان ، الأول : افعنلل نحو اقعنسس واقعندد ، والثانى :
افعنلى ، نحو احرنبى واسلنقى ، والثالث : افتعلى. نحو استلقى واجتعبى.
* * *
والإلحاق : أن
تزيد على أصول الكلمة حرفا ، لا لغرض معنوى ، بل لتوازن بها كلمة أخرى كى تجرى
الكلمة الملحقة فى تصريفها على ما تجرى عليه الكلمة الملحق بها. وضابط الإلحاق فى
الأفعال اتحاد المصادر.
فللماضى من
الأفعال ـ مجردها ، ومزيدها ، وملحقها ـ سبعة وثلاثون بناء.
الفصل الثانى
فى معانى هذه الأبنية
(١) لا يجىء
بناء فعل ـ بضم العين ـ إلا للدلالة على غريزة أو طبيعة أو ما أشبه ذلك ، نحو جدر
فلان بالأمر ، وخطر قدره. وإذا أريد التعجّب
من فعل أو المدح به حوّل إلى هذه الزنة ، نحو قضو الرجل وعلم ، بمعنى ما
أقضاه وما أعلمه.
(٢) ويجىء بناء
فعل ـ بكسر العين ـ للدلالة على النعوت الملازمة ، نحو ذرب لسانه وبلج جبينه ، أو
للدلالة على عرض ، نحو جرب وعرج وعمص ومرض ، أو للدلالة على كبر عضو ، وذلك إذا
أخذ من ألفاظ أعضاء الجسم الموضوعة على ثلاثة أحرف ، نحو رقب وكبد وطحل وجبه ،
وعجزت المرأة. ويأتى لغير ذلك ، نحو ظمىء ، ورهب.
(٣) ويجىء بناء
فعل ـ بفتح العين ـ للدلالة على الجمع نحو جمع وحشر وحشد ، أو على التفريق ، نحو
بذر وقسم ، أو على الإعطاء ، نحو منح ونحل ، أو على المنع ، نحو حبس ومنع ، أو على
الامتناع ، نحو أبى وشرد وجمح ، أو على الغلبة ، نحو قهر وملك ، أو على التحويل ،
نحو نقل وصرف أو على التحول ، نحو رحل وذهب ، أو على الاستقرار ، نحو ثوى وسكن ،
أو على السير ، نحو ذمل ومشى ، أو على السّتر ، نحو حجب وخبأ ، أو على غير ذلك مما
يصعب حصره من المعانى.
(٤) ويجىء بناء
فعلل للدلالة على الاتخاذ. نحو قمطرت الكتاب وقرمضت : أى اتخذت قمطرا وقرموضا ، أو للدلالة على المشابهة ، نحو حنظل خلق محمد وعلقم ،
أى أشبه الحنظل والعلقم ، أو للدلالة على جعل شىء فى شىء ، نحو عندم ثوبه ونرجس
الدواء ، أى جعل فيه العندم والنرجس ، أو للدلالة على الإصابة ، نحو عرقبه وغلصمه
، أى : أصاب عرفوبه وغلصمته ، أو لاختصار المركّب للدلالة على حكايته ، نحو بسمل
وسبحل وحمدل وطلبق ، أو لغير ذلك.
__________________
(٥) ويجىء بناء
أفعل للتعدية ، نحو أجلس وأخرج وأقام ، أو للدلالة على أن الفاعل قد صار صاحب ما
اشتقّ منه الفعل ، نحو ألبنت الشاة ، وأثمر البستان ، أو للدلالة على المصادفة ،
نحو أبخلته وأعظمته ، أو للدلالة على السلب ، نحو أشكيته وأقذيته ، أى : أزلت
شكواه وقذى عينه ، أو للدلالة على الدخول فى زمان أو مكان ، نحو أصحر وأعرق وأتهم
وأنجد وأصبح وأمسى وأضحى ، أو للدلالة على الحينونة ، وهى قرب الفاعل من الدخول فى
أصل الفعل ، نحو أحصد الزّرع وأصرم النّخل : أى قرب حصاده وصرامه ، أو لغير ذلك.
(٦) ويجىء بناء
فعّل للدلالة على التكثير ، نحو جوّلت وطوّفت ، أو للتعدية ، نحو خرّجته وفرّحته ،
أو للدلالة على نسبة المفعول إلى أصل الفعل نحو كذّبته وفسّقته ؛ أو للدلالة على
السّلب ، نحو قرّدت البعير وقشّرت الفاكهة : أى أزلت قراده وقشرها ، أو للدلالة
على التوجه نحو ما أخذ الفعل منه ، نحو شرّق وغرّب وصعّد ، أو لاختصار حكاية
المركب ، نحو كبّر وهلّل وحمّد وسبّح ، أو للدلالة على أن الفاعل يشبه ما أخذ منه
الفعل ، نحو قوّس ظهر علىّ ، أى : انحنى حتى أشبه القوس ، أو غير ذلك.
(٧) ويجىء بناء
فاعل للدلالة على المفاعلة ، نحو جاذبت عليا ثوبه ، أو للدلالة على التكثير ، نحو
ضاعفت أجر المجتهد ، وكاثرت إحسانى عليه ، أو للدلالة على الموالاة ، نحو تابعت
للقراءة ، وواليت الصّوم ، أو لغير ذلك.
(٨) ويجىء بناء
انفعل للدلالة على المطاوعة ، وأكثر ما تكون مطاوعة هذا البناء للثلاثى المتعدّى
لواحد ، نحو كسرته قانكسر ، وقدته فانقاد ، وقد يأتى لمطاوعة صيغة أفعل ، نحو
أغلقت الباب فانغلق ، وأزعجت عليّا فانزعج.
(٩) ويجىء بناء
افتعل للدلالة على المطاوعة ، ويطاوع الثلاثىّ ، نحو جمعته فاجتمع ، وغممته فاغتمّ
، ويطاوع بناء أفعل ، نحو أنصفته فانتصف ،
ويطاوع بناء فعّل ، نحو عدّلت الرمح فاعتدل ، ويأتى للدلالة على الاتخاذ ،
نحو اشتوى واختتم ، أو للدلالة على التشارك ، نحو اجتورا واشتورا ، أو
للدلالة على التصرف باجتهاد ومبالغة ، نحو اكتسب واكتتب ، أو للدلالة على الاختيار
، نحو انتقى واصطفى واختار ، أو لغير ذلك.
(١٠) ويجىء
بناء افعلّ من الأفعال الدالة على لون أو عيب لقصد الدلالة على المبالغة فيها
وإظهار قوتها ، نحو احمرّ واصفرّ واعورّ واحولّ.
(١١) ويجىء
بناء تفعّل للدلالة على المطاوعة ، وهو يطاوع فعّل ، نحو هذّبته فتهذّب وعلمته
فتعلّم ، أو للدلالة على التكلف ، نحو تكرّم وتشجّع ، أو للدلالة على الطلب ، نحو تعظّم
وتيقّن ، أى : طلب أن يكون عظيما وذا يقين ، أو لغير ذلك.
(١٢) ويجىء
بناء تفاعل للدلالة على المشاركة ، نحو تخاصما وتعاركا ، أو للدلالة على التكلف ،
نحو تجاهل وتكاسل وتغابى ، أو للدلالة على المطاوعة ، وهو يطاوع فاعل ، نحو
باعدته فتباعد وتابعته فتتابع.
(١٣) ويجىء
بناء استفعل للدلالة على الطّلب ، نحو استغفرت الله واستوهبته ، أو للدلالة على
التحول من حال إلى حال ، نحو استنوق الجمل ، واستنسر البغات ، واستتيست الشاة ،
واستحجر الطّين ، أو للدلالة على
__________________
المصادفة ، نحو استكرمته واستسمنته ، أو لاختصار حكاية المركب ، نحو استرجع
، إذا قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أو لغير ذلك.
(١٤) ويجىء
بناء تفعلل لمطاوعة بناء فعلل ، نحو دحرجت الكرة فتدحرجت ، وبعثرت الحبّ فتبعثر.
(١٥) ويجىء
بناء افعنلل لمطاوعة بناء فعلل أيضا ، نحو حرجمت الإبل فاحرنجمت.
(١٦) ويجىء
بناء افعللّ للدلالة على المبالغة ، نحو اشمعلّ فى مشيه ، واشمأزّ ، واطمأنّ ،
واقشعرّ.
الفصل الثالث
فى وجوه مضارع الفعل الثلاثى
قد عرفت أن
الماضى الثلاثى يجىء على ثلاثة أوجه ؛ لأن عينه إما مفتوحة ، وإما مكسورة ، وإما
مضمومة ، واعلم أن الماضى المفتوح العين يأتى مضارعه مكسور العين ، أو مضمومها ،
أو مفتوحها ، وأن الماضى المكسور العين يأتى مضارعه مفتوح العين ، أو مكسورها ،
ولا يأتى مضمومها ، وأن الماضى المضموم العين لا يأتى مضارعه إلا مضموم العين أيضا
؛ فهذه ستة أوجه وردت مستعملة بكثرة فى مضارع الفعل الثلاثى ، وبعضها أكثر
استعمالا من بعض.
(١) الوجه
الأول : فعل يفعل ـ بفتح عين الماضى ، وكسر عين المضارع ـ ويجىء متعديا ، نحو ضربه
يضربه ورماه يرميه وباعه يبيعه ، ولازما نحو جلس يجلس ؛ وهو مقيس مطّرد فى واوىّ ، الفاء ، نحو وعد يعد
__________________
ووصف يصف ووجب يجب ، وفى يائى العين ، نحو جاء يجىء وفاء يفىء وباع يبيع ومان يمين ، وفى يائى اللام ، نحو أوى يأوى وبرى يبرى وثوى يثوى وجرى يجرى ، وفى
المضعّف اللازم ، نحو تبّت يده تتبّ ورثّ الحبل يرثّ وصحّ الأمر يصحّ ؛ وهو مسموع
فى غير هذه الأنواع.
(٢) الوجه
الثانى : فعل يفعل ـ بفتح عين الماضى ، وضم عين المضارع ـ ويجىء متعديا نحو نصره
ينصره وكتبه يكتبه وأمره يأمره ، ويجىء لازما ، نحو قعد يقعد وخرج يخرج ؛ وهو مقيس
مطّرد فى واوى العين ، نحو باء يبوء وجاب يجوب وناء ينوء وآب يثوب ، وفى واوىّ اللام
، نحو أسا يأسو وتلا يتلو وجفا يجفو وصفا يصفو ، وفى المضعف المتعدّى ، نحو صبّ
الماه يصعّه وعبّه يعبّه وحثّه يحثّه ومجّ الشراب يمجّه ، وفى كل فعل قصد به
الدلالة على أن اثنين تفاخرا فى أمر فغلب أحدهما الآخر فيه ، سواء أكان قد سمع على
غير هذا الوجه أم لم يسمع ، إلا أن يكون ذلك الفعل من أحد الأنواع الأربعة التى
يجب فيها كسر عين المضارع ، وقد ذكرناها فى الوجه السابق ، فتقول : تضاربنا فضربته
فأنا أضربه ، وتناصرنا فنصرته فأنا أنصره.
(٣) الوجه
الثالث : فعل يفعل ـ يفتح عين الماضى والمضارع جميعا ـ ولم يجىء هذا الوجه إلا حيث
تكون عين الفعل أو لامه حرفا من أحرف
__________________
الحلق الستة التى هى الهمزة ، والهاء ، والعين ، والحاء ، والغين ، والخاء
، نحو : فتح يفتح وبدأ يبدأ وبهته يبهته ، وليس معنى ذلك أنه كلما كانت العين أو
اللام حرفا من هذه الأحرف كان الفعل على هذا الوجه.
ويجىء الفعل
على هذا الوجه لازما ، نحو : نأى ينأى ، ومتعديا نحو : فتح يفتح ، ونهى ينهى.
(٤) الوجه
الرابع : فعل يفعل ـ بكسر عين الماضى ، وفتح عين المضارع ـ وهذا هو الأصل من
الوجهين اللذين يجىء عليهما مضارع الفعل الماضى المكسور العين ؛ لأنه أخف ، وأدلّ
على التصرف ، وأكثر مادة ، وكل فعل ماض سمعته مكسور العين فاعلم أن مضارعه مفتوح
العين ، إلا خمسة عشر فعلا من الواوىّ الفاء فإنها وردت مكسورة العين فى الماضى
والمضارع. وسنذكرها فى الوجه الخامس.
ويجىء الفعل
على هذا الوجه لازما ، نحو ظفر بحقّه يظفر ، ومتعدّيا نحو علم الأمر يعلمه وفهم
المسألة يفهمها.
(٥) الوجه
الخامس : فعل يفعل ـ بكسر عين الماضى والمضارع جميعا ـ وهو شاذ أو نادر ، ولم
ينفرد إلا فى خمسة عشر فعلا من المعتل ، وهى : ورث ، وولى ، وورم ، وورع ، وومق ،
ووفق ، ووثق ، وورى المحّ ، ووجد به ، ووعق عليه ، وورك ، ووكم ، ووقه ، ووهم ،
ووعم.
(٦) الوجه
السادس : فعل يفعل ـ بضم عين الماضى والمضارع جميعا ـ وقد عرفت أنه لا يأتى إلا
لازما ، ولا يكون إلا دالا على وصف خلقى ، أى : ذى مكث.
ولك أن تنقل
إلى هذا البناء كلّ فعل أردت الدلالة على أنه صار كالغريزة ، أو أردت التعجب منه ،
أو التمدح به ، ومن أمثلة هذا الوجه : حسن يحسن ، وكرم يكرم ، ورفه يرفه.
الباب الثانى
فى الصحيح والمعتل ، وأقسامهما
وأحكام كل قسم
ينقسم الفعل
إلى صحيح ومعتل.
فالصحيح : ما
خلت حروفه الأصول من أحرف العلة الثلاثة ـ وهى الألف ، والواو ، والياء ـ
والمعتلّ : ما
كان فى أصوله حرف منها أو أكثر.
والصحيح ثلاثة
أقسام : سالم ، ومهموز ، ومضعّف.
فالسالم : ما
ليس فى أصوله همز ، ولا حرفان من جنس واحد ، بعد خلوّه من أحرف العلة ، نحو ضرب ،
ونصر ، وفتح ، وفهم ، وحسب ، وكرم.
والممهوز : ما
كان أحد أصوله همزا ، نحو أخذ وأكل ، وسأل ودأب ، وقرأ وبدأ.
والمضعف نوعان
: مضعف الثلاثى ، ومضعف الرباعى ، فأما مضعف الثلاثى فهو : ما كانت عينه ولامه من
جنس واحد ، نحو عضّ ، وشذّ ، ومدّ ، وأما مضعف الرباعى فهو : ما كانت فاؤه ولامه
الأولى من جنس وعينه ولامه الثانية من جنس آخر ، نحو زلزل ، ووسوس ، وشأشأ.
والمعتل خمسة
أقسام : مثال ، وأجوف ، وناقص ، ولفيف مفروق ، ولفيف مقرون.
فالمثال : ما
كانت فاؤه حرف علة ، نحو وعد وورث وينع ويسر.
والأجوف : ما
كانت عينه حرف علة ، نحو قال : وباع ، وهاب ، وخاف.
والناقص : ما
كانت لامه حرف علة ، نحو رضى ، وسرو ، ونهى.
واللفيف
المفروق : ما كانت فاؤه ولامه حرفى علة ، نحو وفى ، ووعى ، ووقى.
واللفيف
المقرون : ما كانت عينه ولامه حرفى علة ، نحو طوى ، وهوى ، وحيى.
والكلام على
أنواع الصحيح والمعتل تفصيلا يقع فى ثمانية فصول.
الفصل الأول
فى السالم ، وأحكامه
وهو ـ كما سبقت
الإشارة إليه ـ ما سلمت حروفه الأصلية من الهمز ، والتضعيف ، وحروف العلة
وقولنا : «حروفه
الأصلية» للإشارة إلى أنه لا يضرّ اشتماله على حرف زائد : من همزة ، أو حرف علة ،
أو غير ذلك ، وعلى هذا فنحو «أكرم ، وأسلم ، وأنعم» يسمى سالما ، وإن كانت فيه
الهمزة ؛ لأنها لا تقابل فاءه أو عينه أو لامه ، وإنما هى حرف زائد ، وكذا نحو «قاتل
، وناصر ، وشارك» ونحو «بيطر ، وشريف ، ورودن ، وهوجل» يسمّى سالما وإن اشتمل على
الألف أو الواو أو الياء ؛ لأنهن لسن فى مقابلة واحد من أصول الكلمة ، وإنما هن
أحرف زائدة ، وكذا نحو «اعلوّط واهبيّخ» يسمى سالما وإن كان فيه حرفان من جنس واحد
؛ لأن أحدهما ليس فى مقابل أصل ، وإنما هما زائدان.
وحكم السالم
بجميع فروعه : أنه لا يحذف منه شىء عند اتصال الضمائر ، أو نحوها به ، ولا عند اشتقاق غير الماضى ، لكن يجب أن تلحق به
تاء التأنيث إذا كان الفاعل مؤنثا ، ويجب تسكين آخره إذا اتصل به ضمير رفع متحرك ، أما إذا اتصل به ضمير رفع ساكن : فإن كان ألفا فتح
آخر الفعل
__________________
إن لم يكن مفتوحا ، نحو «يضربان ، وينصران ، واضربا ، وانصرا» وإن كان آخر
الفعل مفتوحا بقى ذلك الفتح ، نحو «ضربا ، ونصرا» ، وإن كان الضمير واوا ضمّ له آخر الفعل ، نحو «ضربوا ،
ونصروا ، ويضربون ، وينصرون ، واضربوا ، وانصروا» وإن كان الضمير ياء كسر له آخر
الفعل ، نحو «تضربين ، وتنصرين ، واضربى ، وانصرى» ، وإنما يفتح آخره أو يضم أو
يكسر لمناسبة أحرف الضمائر.
ويجب أن تقارن
صيغ جميع أنواع الأفعال عند إسنادها إلى الضمائر بصيغ هذا النوع ؛ فكل تغيير يكون
فى أحد الأنواع فلا بدّ أن يكون له سبب اقتضاه ، وسنذكر مع كل نوع ما يحدث فيه من
التغيّرات وأسبابها ، إن شاء الله.
__________________
الفصل الثانى
فى المضعّف ، وأحكامه
هو ـ كما علمت
ـ نوعان : مضعّف الرباعىّ ، ومضعّف الثلاثىّ.
فأما مضعف
الرباعىّ فهو الذى تكون فاؤه ولامه الأولى من جنس ، وعينه ولامه الثانية من جنس
آخر ، نحو «زلزل ، ودمدم ، وعسعس» ، ويسمى مطابقا أيضا.
ولعدم تجاور
الحرفين المتجانسين فيه كان مثل السالم فى جميع أحكامه ؛ فلا حاجة بنا إلى ذكر شىء
عنه. بعد أن فصّلنا لك أحكام السالم فى الفصل السابق.
وأما مضعف
الثلاثى ـ ويقال له «الأصمّ» أيضا ـ فهو : ما كانت عينه ولامه من جنس واحد.
وقولنا «عينه
ولامه» يخرج به ما كان فيه حرفان من جنس واحد ، ولكن ليس أحدهما فى مقابل العين
والآخر فى مقابل اللام ، نحو «اجلوّذ ، واعلوّط» فإن هذه الواو المشددة لا تقابل
العين ولا اللام ، بل هى زائدة ، وكذلك يخرج بهذه العبارة ما كان فيه حرفان من جنس
واحد ، وأحدهما فى مقابل العين والثانى ليس فى مقابل اللام ، نحو «قطع وذهّب» فإن
الحرف الثانى من الحرفين المتجانسين فى هذين المثالين وأشباههما ليس مقابلا للام
الكلمة ، وإنما هو تكرير لعينها ، وكذلك ما كان أحد الحرفين المتجانسين فى مقابل
اللام والآخر ليس فى مقابل العين ، نحو «احمرّ ، واحمارّ» ، ونحو «اقشعرّ ، واطمأنّ» ؛ فإن أحد الحرفين المتجانسين فى هذه المثل ونحوها ليس
فى مقابلة العين ، بل هو تكرير للام الكلمة.
__________________
والمثال الذى
ينطبق عليه التعريف قولك : «مدّ ، وشدّ ، وامتدّ ، واشتدّ ، واستمدّ ، واستمرّ» .
ولم يجىء
المضاعف من بابى «فتح يفتح ، وحسب يحسب» ـ بفتح العين فى الماضى والمضارع ، أو
كسرها فيهما ـ أصالة ، كما لم يجىء من باب «كرم يكرم» ـ بضم العين فيهما ـ إلا فى
ألفاظ قليلة : منها لببت وفككت ، أى : صرت ذا لبّ وفكّة ، وإنما يجىء من ثلاثة الأبواب
الباقية ، نحو شذّ يشذ ، وشدّ يشدّ ، وظلّ يظلّ.
حكم ماضيه :
إذا أسند إلى
اسم ظاهر ، أو ضمير مستتر ، أو ضمير رفع متصل ساكن ـ وذلك : ألف الاثنين ، وواو
الجماعة ـ أو اتصلت به تاء التأنيث ؛ وجب فيه الإدغام ، تقول : «مدّ علىّ ، وخفّ
محمود ، وملّ خالد» وتقول : «المحمدان مدّا ، وخفّا ، وملّا» وتقول : «البكرون
مدّوا ، وخفّوا ، وملّوا» وتقول : «ملّت فاطمة ، وخفّت ، ومدّت».
فإن اتصل به
ضمير رفع متحرك ـ وذلك : تاء الفاعل ، ونا ، ونون النسوة ـ وجب فيه فكّ الإدغام ، تقول : «مددت ، وخففت ، ومللت ، ومددنا ، وخففنا ،
ومللنا ، ومددن ، وخففن ، ومللن».
ثم إن كان ذلك
الماضى المسند للضمير المتحرك مكسور العين ـ نحو ظلّ ، وملّ ـ جاز فيه ثلاثة أوجه :
__________________
الأول : بقاؤه
على حاله الذى ذكرناه ، وهذه لغة أكثر العرب.
الثانى : حذف
عينه مع بقاء حركة الفاء على حالها ـ وهى الفتحة ـ فتقول : «ظلت ، وملت» وهذه لغة
بنى عامر ، وعليها جاء قوله تعالى (٥٦ ـ ٦٥) : (فَظَلْتُمْ
تَفَكَّهُونَ) وقوله جلت كلمته (٢٠ ـ ٩٨) : (الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً).
الثالث : حذف
العين بعد نقل كسرتها إلى الفاء ، تقول : «ظلت ، وملت» وهذه لغة بعض أهل الحجاز.
حكم مضارعه :
إذا أسند إلى
ضمير بارز ساكن ـ وذلك ألف الاثنين ، وواو الجماعة ، وياء المؤنثة المخاطبة ـ مجزوما
كان أو غير مجزوم ، أو أسند إلى اسم ظاهر أو ضمير مستتر ولم يكن مجزوما ؛ وجب فيه
الإدغام ، تقول : «المحمدان يمدّان ، ويخفّان ، ويملّان ، ولن يمدّا ، ولن يخفّا ،
ولن يملّا ، ولم يمدّا ، ولم يخفّا ، ولم يملّا» وتقول : «المحمدون يمدّون ،
ويخفّون ، ويملّون ، ولن يملّوا ، ولم يمدّوا» وتقول : «أنت تملّين يا زينب ، ولن
تملّى ، ولم تملّى» وكذلك تقول : «يملّ زيد ، ولن يملّ ، ومحمد يملّ ، ولن يملّ» ،
قال الله تعالى (٢٨ ـ ٣٥) : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ
بِأَخِيكَ) وقال : (٢٠ ـ ٨١) : (وَلا تَطْغَوْا فِيهِ
فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي) وفى الحديث : «لن يملّ الله حتّى تملّوا».
فإن أسند إلى
ضمير بارز متحرك ـ وذلك نون النسوة ـ وجب فكّ الإدغام ، تقول : «النّساء يمللن ،
ويشددن ، ويخففن».
__________________
وإن كان مسندا
إلى الاسم الظاهر أو الضمير المستتر ، وكان مجزوما ـ جاز فيه الإدغام ، والفك ،
تقول : «لم يشدّ ، ولم يملّ ، ولم يخفّ» وتقول : «لم يشدد ، ولم يملل ، ولم يخفف»
والفك أكثر استعمالا ، قال الله تعالى (٢٠ ـ ٨١) : (وَمَنْ يَحْلِلْ
عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى) وقال (٧٤ ـ ٦) : (وَلا تَمْنُنْ
تَسْتَكْثِرُ) وقال (٢ ـ ٢٨٢) : (وَلْيُمْلِلِ الَّذِي
عَلَيْهِ الْحَقُ) ـ (فَلْيُمْلِلْ
وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ).
حكم أمره :
إذا أسند إلى
ضمير ساكن وجب فيه الإدغام ، نحو «مدّا ، ومدّوا ، ومدّى» وإذا أسند إلى ضمير
متحرك – وهو نون النسوة ـ وجب فيه الفك ، نحو «امددن» وإذا أسند إلى الضمير
المستتر جاز فيه الأمران : الإدغام ، والفك ، والفك أكثر استعمالا ، وهو لغة أهل
الحجاز ، قال الله تعالى (٣١ ـ ١٩) : (وَاغْضُضْ مِنْ
صَوْتِكَ).
وسائر العرب
على الإدغام ، ولكنهم اختلفوا فى تحريك الآخر :
فلغة أهل نجد
فتحه ؛ قصدا إلى التخفيف ، ولأن الفتح أخو السكون المنقول عنه ، وتشبيها له بنحو «أين
، وكيف» مما بنى على الفتح وقبله حرف ساكن ؛ فهم يقولون : «غضّ ، وظلّ ، وخفّ».
ولغة بنى أسد
كلغة أهل نجد ، إلا أن يقع بعد الفعل حرف ساكن ، فإن وقع بعده ساكن كسروا آخر
الفعل ؛ فيقولون : «غضّ طرفك ، وغضّ الطرف».
ولغة بنى كعب
الكسر مطلقا ؛ فيقولون : «غضّ طرفك ، وغضّ الطرف»
ومن العرب من
يحرك الآخر بحركة الأول ؛ فيقولون : «غضّ ، وخفّ ، وظلّ ».
__________________
والضابط فى
وجوب الإدغام أو الفك أو جوازهما فى الأنواع الثلاثة أن تقول :
(١) كل موضع
يكون فيه مكان المثلين من السالم حرفان متحركان يجب فيه الإدغام ، ألا ترى أن «مدّ»
فى قولك : «مدّ على ، والمحمدان مدّا» تقابل الدال الأولى صاد «نصر ، ونصرا»
وتقابل الدال الثانية الراء ، وهما متحركان؟
(٢) وكل موضع
يكون فيه مكان ثانى المثلين من السالم حرف ساكن لعلة الاتصال بالضمير المتحرك يجب
فيه الفكّ ، ألا ترى أن «مد» فى قولك : «مددت ، ومددن» وكذلك «يمدّ ، ومدّ» فى
قولك : «يمددن ، وامددن» تقابل الدال الأولى فيهن الصاد فى «نصرت ، ونصرن ، وينصرن
، وانصرن» وهى متحركة ، وتقابل الدال الثانية فيهن الراء وهى ساكنة؟
(٢) وكل موضع
يكون فيه مكان ثانى المثلين من السالم حرف ساكن لغير العلة المذكورة يجوز فيه الفك
والإدغام ، ألا ترى أن الدال الأولى فى نحو «لم يمدد ، وامدد» تقابل الصاد فى نحو «لم
ينصر ، وانصر» وأن الدال الثانية تقابل الراء وهى ساكنة لغير الاتصال بالضمير
المتحرك ؟
وهذا الضابط
مطّرد فى جميع ما ذكرنا.
__________________
الفصل الثالث
فى المهموز ، وأحكامه
وهو ـ كما يعلم
مما سبق ـ ما كان فى مقابلة فائه ، أو عينه ، أو لامه همز.
فأما مهموز
الفاء فيجىء على مثال نصر ينصر ، نحو أخذ يأخذ ، وأمر يأمر ، وأجر يأجر ، وأكل
يأكل ، وعلى مثال ضرب يضرب ، نحو أدب يأدب ، وأبر النخل يأبره وأفر يأفر وأسر يأسر ، وعلى مثال فتح يفتح ، نحو أهب يأهب وأله يأله ، وعلى مثال علم يعلم ، نحو أرج يأرج ، وأشر يأشر ،
وأزبت الإبل تأزب وأشح يأشح ، وعلى مثال حسن يحسن ، نحو أسل يأسل .
وأما الصحيح من
مهموز العين فيجىء على مثال فتح بفتح ، نحو رأس يرأس ، وسأل يسأل ، ودأب يدأب ، ورأب الصّدع
يرأبه ، وعلى مثال علم
__________________
يعلم ، نحو يئس ييأس ، وسئم يسأم ، ورئم يرأم ، وبئس يبأس ، وعلى مثال حسن
يحسن ، نحو لؤم يلؤم.
وأما مهموز
اللام فيجىء على مثال ضرب يضرب ، نحو : هنأه الطعام يهنئه ، وعلى مثال فتح يفتح ، نحو سبأ يسبأ ، وختأه يختؤه ،
وخجأه يخجؤه ، وخسأه يخسؤه ، وحكأ العقدة يحكؤها ، وردأه يردؤه ، وعلى مثال علم يعلم ، نحو صدىء يصدأ ، وخطىء يخطأ ،
ورزىء يرزأ ، وجبىء يجبأ ، وعلى مثال حسن يحسن ، نحو بطؤ يبطؤ ، وجرؤ يجرؤ ،
ودنؤ يدنؤ ، وعلى مثال تصر ينصر ، نحو برأ يبرؤ .
حكمه :
حكم المهموز
بجميع أنواعه كحكم السالم : لا يحذف منه شىء عند الاتصال بالضمائر ونحوها ، ولا
عند اشتقاق صيغة غير الماضى منه ؛ إلا كلمات محصورة : قد كثر دورانها فى كلامهم
فحذفوا همزتها قصدا إلى التخفيف ، وهى :
أولا : أخذ
وأكل. حذفو همزتهما من صيغة الأمر ، ثم حذفوا همزة الوصل فقالوا : «خذ وكل» وهم يلتزمون حذف الهمزة عند وقوع الكلمة ابتداء.
__________________
ويكثر حذفها إذا كانت مسبوقة بشىء ، ولكنه غير ملتزم التزامه فى الابتداء قال الله تعالى (٢ ـ ٣٢) : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ) وقال سبحانه (٧ ـ ٣١) : (خُذُوا زِينَتَكُمْ) وقال (٢ ـ ١٧٧) : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا
حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ) وقال (٧ ـ ٣١) : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا
وَلا تُسْرِفُوا).
فأما فى
المضارع : فلم يحذفوا الهمزة منهما ، بل أبقوها على قياس نظائرهما ، قال الله
تعالى (٧ ـ ١٤٤) : (وَأْمُرْ قَوْمَكَ
يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها) وقال جل شأنه (٤ ـ ٢) : (وَلا تَأْكُلُوا
أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ).
ثانيا : أمر
وسأل ، حذفوا همزتهما من صيغة الأمر أيضا ، ثم حذفوا همزة الوصل استغناء عنها ،
فقالوا : «مر ، وسل» إلا أنهم لا يلتزمون هذا الحذف إلا عند الابتداء بالكلمة ؛
فإن كانت مسبوقة بشىء لم يلتزموا حذفها ، بل الأكثر استعمالا عندهم فى هاتين
الكلمتين حينئذ إعادة الهمزة ـ التى هى الفاء أو العين ـ إليهما ؛ قال الله تعالى (٣
ـ ٢١١) : (سَلْ بَنِي
إِسْرائِيلَ) وقال (٢١ ـ ٧) : (فَسْئَلُوا أَهْلَ
الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) وقال (٢٠ ـ ١٣٢) : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلاةِ).
فأما فى صيغة
المضارع : فإنها لا تحذف ، قال الله تعالى (٢ ـ ٤٤) : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ
وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) وقال (٣ ـ ١١٠) : (كُنْتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ) وقال (٥ ـ ١٠١) : (لا تَسْئَلُوا عَنْ
أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ، وَإِنْ تَسْئَلُوا عَنْها).
فوزن «مر ، وخذ
، وكل» عل ، ووزن «سل» فل.
__________________
ثالثا : رأى ،
حذفوا همزة الكلمة فى صيغتى المضارع والأمر ، بعد نقل حركة الهمز إلى الفاء ،
فقالوا : «يرى ، وره» ، قال تعالى (٩٦ ـ ١٤) : (أَلَمْ يَعْلَمْ
بِأَنَّ اللهَ يَرى).
فوزن «يرى» يفل
، ووزن «ره» فه.
رابعا : أرى ،
حذفوا همزة الكلمة ، وهى عينها فى جميع صيغه : الماضى ، والمضارع ، والأمر ، وسائر المشتقات ؛ قال الله تعالى (٣١ ـ ٥٣) : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ) وقال (٧ ـ ١٤٣) : (رَبِّ أَرِنِي
أَنْظُرْ إِلَيْكَ) وقال (٤ ـ ١٥٣) : (أَرِنَا اللهَ
جَهْرَةً) وقال (٣١ ـ ٢٩) : (أَرِنَا الَّذَيْنِ
أَضَلَّانا).
فوزن «أرى» أفل
، ووزن «يرى» يفل ، ووزن «أر» أف.
(تنبيه) إذا
كان الفعل المهموز اللام على فعل ، نحو «قرأ ، ونشأ ، وبدأ» ثم أسند للضمير
المتحرك ؛ فعامة العرب على تحقيق الهمزة ؛ فتقول : قرأت ،
__________________
ونشأت ، وبدأت ، وحكى سيبويه عن أبى زيد أن من العرب من يخفف الهمزة ؛
فيقول : قريت ، ونشيت ، وبديت ، ومليت الإناء ، وخبيت المتاع ، وذكر أنهم يقولون
فى مضارعه : أقرا ، وأخبا ، وأنشا ـ بالتخفيف أيضا ـ فعلى هذا لو دخل على المضارع
جازم : فإن كان التخفيف بعد دخول الجازم كان التخفيف قياسيا ، ولم تحذف الألف
لاستيفاء الجازم حظّه قبل التخفيف ، تقول : لم أقرا ، ولم أبدا ، ولم أنشا ، وإن
كان التخفيف قبل دخول الجازم كان التخفيف غير قياسى ، ومع هذا لم يلزمك أن تحذف
هذه الألف عند دخول الجازم ، كما تصنع فى الناقص ، بل يجوز لك أن تحذفها كما يجوز
لك أن تبقيها ؛ فتقول : لم أقر ، ولم أبد ، ولم أنش ، وتقول : لم أقرا ، ولم أبدا
، ولم أنشا ، وهو الأكثر.
وقد يخفف مهموز
العين ـ نحو سأل ـ فيقال فيه : سال ، وفى مضارعه : يسال ، وفى أمره : سل .
وقد جاء على
هذا قول الشاعر :
سالت هذيل
رسول الله فاحشة
|
|
ضلّت هذيل
بما قالوا ، وما صدقوا
|
__________________
الفصل الرابع
فى المثال ، وأحكامه
وهو ـ كما علمت
مما تقدم ـ ما كانت فاؤه حرف علّة ، وتكون فاؤه واوا ، أو ياء ، ولا يمكن أن تكون ألفا ، كما لا يمكن إعلال واوه أو يائه.
فأما المثال
الواوىّ فيجىء على خمسة أوجه ؛ الأول : «علم يعلم» نحو «وبىء ، ووجع ، ووجل ، ووحل
، ووحمت ، ووذر ، ووسخ ، ووسع ، ووسن ، ووصب ، ووضر ، ووطف ، ووطىء ، ووغر ، ووقرت
أذنه ، ووكع ، وولع ، ووله ، ووهل». الثانى : مثال «كرم يكرم» نحو «وثر ، ووثق ،
ووجز ، ووجه ، ووخم ، ووضؤ ، ووقح». الثالث : مثال «نفع ينفع» نحو «وجأ ، وودع ،
ووزع ، ووقع ، ووهب ، ووضع ، وولغ». الرابع : مثال «حسب يحسب» نحو «ورث ، وورع ،
وورم ، ووفق ، وولغ». الخامس : مثال «ضرب يضرب» نحو «وعد ، ووثب ، ووجب».
ولم يجىء من
الواوى على مثال «نصر ينصر» إلا كلمة واحدة فى لغة بنى عامر ، وهى قولهم : «وجد
يجد» . وعليها قول جرير :
__________________
لو شئت قد
نقع الفؤاد بشربة
|
|
تدع الحوائم
لا يجدن غليلا
|
وأما المثال
اليائى فإن أمثلته فى العربية قليلة جدا ، وقد جاءت على أربعة
أوجه ؛ الأول : مثال «علم يعلم» نحو «يبس ، ويتم ، ويقظ ، وبقن ، ويئس». الثانى :
مثال «نفع ينفع» نحو «يفع ، وينع » الثالث : مثال «نصر ينصر» نحو «يمن» الرابع : مثال «ضرب
يضرب» نحو «ينع ، ويسر».
حكم ماضيه :
ماضى المثال ـ سواء
أكان واويا أم كان يائيا ـ كماضى السالم فى جميع حالاته تقول : «وعدت ، وعدنا ، وعدت ، وعدت ، وعدتما ، وعدتم ،
__________________
وعدتنّ ، وعد ، وعدت ، وعدا ، وعدتا ، وعدوا ، وعدن» وتقول : «يسرت ، يسرنا
، يسرت ، يسرت ، يسرتما ، يسرتم ، يسرتنّ ، يسر ، يسرا ، يسرنا ، يسروا ، يسرن».
حكم مضارعه
وأمره :
أما اليائىّ
فمثل السالم لا يحذف منه شىء ، ولا يعلّ بأى نوع من أنواع الإعلال.
وأما الواوى
فتحذف واوه من المضارع والأمر وجوبا ؛ بشرطين :
الأول : أن
يكون الماضى ثلاثيا مجردا نحو «وصل ، وورث».
الثانى : أن
تكون عين المضارع مكسورة : سواء أكانت عين الماضى مكسورة أيضا ، نحو «ورث يرث ،
ووثق يثق ، ووفق يفق ، ووعم يعم» أم كانت عين الماضى مفتوحة ، نحو «وصل يصل ، ووعد
يعد ، ووجب يجب ، ووصف يصف».
فإن اختل الشرط
الأوّل : بأن كان الفعل مزيدا فيه نحو «أوجب ، وأورق ، وأوعد ، وأوجف» ونحو «واعد
، وواصل ، ووازر ، وواءل» لم تحذف الواو لعدم الياء المفتوحة ، تقول : يوجب ، ويورق ، ويوعد ، ويوجف ، وبواعد ،
ويواصل ، ويوازر ، ويوائل».
وإن اختل الشرط
الثانى : بأن كانت عين المضارع مضمومة ، أو مفتوحة ـ لم تحذف الواو لعدم الكسرة تقول : «يوجه ، ويوجز ، ويوضؤ ،
__________________
ويوخم ، ويوقح» وكذا «يوجل ، ويوهل» وفى القرآن الكريم : (١٥ ـ ٥٣) : (لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ
بِغُلامٍ عَلِيمٍ).
ولم يشذّ من
المضارع المضموم العين إلا كلمة واحدة ، وهى «يجد» فى لغة عامر ، وقد تقدمت.
وقد شذ من المضارع
المفتوح العين عدّة أفعال : فسقطت الواو فيها ، وقياسها البقاء ، وهى : «يذر ،
ويسع ، ويطأ ، ويلع ، ويهب ، ويدع ، ويزع ، ويقع ، ويضع ، ويلغ» .
وشذت أفعال
مكسورة العين فى المضارع وقد سلمت من الحذف فى لغة عقيل ، وهى : «يوغر ، ويوله ،
ويولغ ، ويوحل ، ويوهل» وهى عند غير عقيل : مفتوحة العين ، أو محذوفة الفاء.
والأمر ـ فى
هذا كله ـ كالمضارع ، إلّا فيما سلمت واوه من الحذف ، وهو مفتوح العين أو مكسورها
؛ فإن الواو فى هذين تقلب باء ؛ لوقوعها ساكنة إثر همزة الوصل المكسورة ، تقول : «إيجل
، إيهل ، إيغر» بكسر العين عند عقيل ، وفتحها عند غيرهم.
وتقول فى أمر
المحذوف الفاء : «رث ، وثق ، وفق ، وعم ، وصل ،
__________________
وعد ، وصف» وتقول أيضا : «ذر ، وسع ، وطأ ، ولع ، وهب ، ودع ، وزع ، ولغ».
وإنما حذفت
الواو فى الأمر مع عدم وجود الياء المفتوحة ـ حملا على حذفها فى المضارع ؛ إذ
الأمر إنما يقتطع منه.
(تنبيهان) :
الأول : إذا كان مصدر الفعل المثال الواوىّ على مثال «فعل» ـ بكسر الفاء ـ جاز لك
أن تحذف فاءه ، وتعوّض عنها التاء بعد لامه ، نحو «عدة ، وزنة ، وصفة»
وتعويض هذه التاء واجب : لا يجوز عدمه عند الفراء ، ومذهب سيبويه ـ رحمه الله! ـ أن
التعويض ليس لازما ، بل يجوز التعويض كما يجوز عدمه ، تمسكا بقول الفضل بن العباس :
إن الخليط
أجدّوا البين فانجردوا
|
|
و أخلفوك عد
الأمر الّذى وعدوا
|
الثانى : إذا
أردت أن تبنى على مثال «افتعل» من المثال الواوىّ أو اليائىّ لزمك أن تقلب فاءه
تاء ، ثم تدغمها فى تاء افتعل ، ولا يختص ذلك بالماضى ، ولا بسائر أنواع الفعل ،
بل جميع المشتقات وأصلها فى ذلك سواء ، تقول : «اتّصل ، واتّعد ، واتّقى ، يتّصل ،
ويتّعد ، ويتّقى ، اتّصل ، واتّعد ، واتّق ، اتّصالا ، واتّعادا ، واتّقاء ؛ فهو
متّصل ، ومتّعد ، ومتّق ـ إلخ» ، وتقول : «اتّسر ، يتّسر ، اتّسارا ـ إلخ».
والأصل «اوتصل»
فقلبت الواو تاء فصار «اتتصل» فلم يكن بدّ من الإدغام ، لوقوع أوّل المتجانسين
ساكنا ، وثانيهما متحركا ، وكذا الباقى.
__________________
الفصل الخامس
فى الأجوف ، وأحكامه
وهو ـ على ما سبقت الإشارة إليه ـ ما كانت عينه حرفا من
أحرف العلة وهو على أربعة أنواع ؛ لأن عينه إما أن تكون واوا ، وإما أن تكون ياء ،
وكل منهما إما أن تكون باقية على أصلها ، وإما أن تقلب ألفا.
فمثال ما عينه
واو باقية على أصلها «حول ، وعور ، وصاول ، وقاول ، وحاول ، وتقاولا ، وتحاورا ،
واشتورا ، واجتورا».
ومثال ما أصل
عينه الواو وقد انقلبت ألفا «قام ، وصام ، ونام ، وخاف ، وأقام ، وأجاع ، وانقاد ،
وانآد ، واستقام ، واستضاء».
ومثال ما عينه
ياء باقية على أصلها «غيد ، وحيد ، وصيد ، وبايع ، وشايع ، وتبايعا ، وتسايفا».
ومثال ما أصل
عينه الياء وقد قلبت ألفا «باع ، وجاء ، وأذاع ، وأفاء ، وامتار ، واستراب ،
واستخار».
ويجىء مجرده
بالاستقراء على ثلاثة أوجه ، الأول : مثال «علم يعلم» واويا كان أو يائيا ، نحو «خاف
يخاف ، ومات يمات ، وهاب يهاب ، وعور يعور ، وغيد يغيد» والثانى : مثال «نصر
ينصر» ولا يكون إلا واويا ، نحو «ماج يموج ، وذاب يذوب» ، الثالث : مثال «ضرب يضرب»
ولا يكون
__________________
إلا يائيا ، نحو «طاب يطيب ، وعاش يعيش» ولم يجىء على غير هذه الأوجه .
حكم ماضيه قبل
اتصال الضمائر به :
يجب تصحيح عينه
ـ أى بقاؤها على حالها ، واوا كانت أو ياء ـ فى المواضع الآتية ، وهى :
أولا : أن يكون
على مثال فعل ـ بكسر العين ـ بشرط أن يكون الوصف منه على زنة «أفعل» وذلك فيما دلّ
على حسن أو قبح ، نحو «حول فهو أحول ، وعور فهو أعور ، وحيد فهو أحيد ، وغيد فهو
أغيد» فإن كان على مثال فعل ـ بفتح العين ـ اعتلت عينه ـ أى : قلبت ألفا ؛ لتحركها
وانفتاح ما قبلها ـ نحو «باع ، وعاث ، وقال ، وصام» وإن كان على مثال فعل ـ بالكسر
ـ لكن الوصف منه ليس على مثال افعل وجب إعلاله أيضا ، نحو «خاف فهو خائف ، ومات
فهو ميّت».
وشذّ الإعلال
فى نحو قول الشاعر :
__________________
وسائلة بظهر
الغيب عنّى
|
|
أعارت عينه
أم لم تعارا
|
ثانيا : أن
يكون على صيغة «فاعل» : سواء أكانت العين واوا ، نحو «حاول ، وجاول ، وقاول ،
وصاول» أم كانت العين ياء نحو «بايع ، وضايق ، وباين ، وداين» وعلة وجوب تصحيح هذه
الصيغة أن ما قبل العين ساكن معتلّ ، ولا يقبل إلقاء حركة العين عليه.
ثالثا : أن
يكون على مثال «تفاعل» : سواء أكانت العين واوا ، نحو «تجاولا ، وتصاولا ، وتقاولا
، وتفاوتا ، وتناوشا ، وتهاونا» أم كانت العين ياء نحو «تداينا ، وتبايعا ،
وتباينا ، وتزايد ، وتمايد» والعلة فى وجوب تصحيح هذه الصيغة هى العلة السابقة فى «فاعل»
قال تعالى (٢ ـ ٢٨٢) : (إِذا تَدايَنْتُمْ).
رابعا : أن
يكون على مثال «فعّل» ـ بتشديد العين ـ سواء أكان واويا ، نحو «سوّل ، وعوّل ،
وسوّف ، وكوّر ، وهوّن ، وهوّم» أم كان يائيا ، نحو «بيّن ، وبيّت ، وسيّر ، وخيّر
، وزيّن ، وصيّر» ولم تعتل العين فرارا من الإلباس ؛ إذ لو قلبتها ألفا لقلت فى «بيّن»
مثلا : «باين» ، قال تعالى (٥ ـ ٣٠) : (فَطَوَّعَتْ لَهُ
نَفْسُهُ).
خامسا : أن
يكون على مثال «تفعّل» سواء أكان واويا نحو «تسوّل ، وتسوّر ، وتهوّع ، وتقوّل ،
وتلوّن ، وتأوّل» أم كان يائيا ، نحو «تطيّب ، وتغيّب ، وتميّز ، وتصيّد ، وتشيّع
، وتريّث» والعلة هى علة السابق ، قال الله تعالى (٣٨ ـ ٢١) : (إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) وقال سبحانه (١٤ ـ ٤٥) : (وَتَبَيَّنَ لَكُمْ
كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ).
__________________
سادسا : أن
يكون على مثال «افعلّ» سواء أكان واويا نحو «احولّ ، واعورّ ، واسودّ» أم كان
يائيا ، نحو «ابيضّ ، واغيدّ ، واحيدّ» ولم تعلّ العين لسكون ما قبلها ، ولم تنقل
حركتها إلى الساكن ـ مع أنه حرف جلد يقبل الحركة ثم تعلّ فرارا من التقاء الساكنين
، ومن الإلباس ، قال الله تعالى (٣ ـ ١٠٦) : (فَأَمَّا الَّذِينَ
اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ) وقال (٣ ـ ١٠٧) : (وَأَمَّا الَّذِينَ
ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ).
سابعا : أن
يكون على مثال «افعال» سواء أكان واويا نحو «احوال ، واعوارّ» أم كان يائيا ، نحو «ابياضّ
، واغيادّ» والعلة فى وجوب تصحيحه هى علة السابق.
ثامنا : أن
يكون على مثال «افتعل» وذلك بشرطين ؛ أحدهما : أن تكون عينه واوا ، والثانى : أن
تدل الصيغة على المفاعلة ، نحو «اجتوروا ، واشتوروا ، وازدوجوا» فإن كانت العين
ياء سواء أكانت الصيغة دالة على المفاعلة أم لم تكن ، نحو «ابتاعوا ، واستافوا ،
واكتال ، وامتار» ـ وجب إعلاله ، وكذلك إن كانت العين واوا ولم تدل الصيغة على
المفاعلة ، نحو «استاك ، واستاق ، واستاء ، واقتاد».
ويجب الإعلال
فيما عدا ذلك ، وهو ـ عدا ما سبق ـ صيغ : «أفعل ، وانفعل ، واستفعل» نحو «أجاب ،
وأقام ، وأهاب ، وأخاف» ،
__________________
ونحو «انقاد ، وانداح ، وانماح ، وانماع» ، ونحو : «استقام ، واستقال ، واستراح ، واستفاد» .
وقد وردت كلمات
على صيغة «أفعل» وكلمات أخرى على صيغة «استفعل» مما عينه حرف علة من غير إعلال ،
من ذلك قولهم : «أغيمت السماء ، وأعول الصبىّ ، واستحوذ عليهم الشيطان ، واستنوق
الجمل ، واستتيست الشاة ، واستغيل الصبىّ ، وقال عمر بن أبى ربيعة :
صددت فأطولت
الصّدود ؛ وقلّما
|
|
وصال على طول
الصّدود يدوم
|
وقد اختلف
العلماء فى هذا ونحوه ؛ فذهب أبو زيد والجوهرى إلى أنه لغة فصيحة لجماعة من العرب
بأعيانهم وذهب كثير من العلماء إلى أن ما ورد من ذلك شاذ لا يقاس
عليه ، وفرق ابن مالك بين ما سمع من ذلك وله ثلاثى مجرد ـ نحو «أغيمت السماء» ،
فإنه يقال «غامت السماء» فمنع أن يكون التصحيح فى هذا النوع مطردا ، وما ليس له
ثلاثى مجرد ـ نحو «استنوق الجمل» ـ فأجاز التصحيح فيه .
__________________
حكم الماضى عند
اتصال الضمائر به :
أما الصيغ التى
يجب فيها التصحيح ، فإن حكمها كحكم السالم : لا يحذف منها شىء ، سواء أكان الضمير
ساكنا أم كان متحركا ، تقول : «غيدت ، وحولت ، وغيدا ، وحولا ، وغيدوا ، وحولوا»
وتقول : «حاولت ، وداينت ، وحاولا ، وداينا ، وحاولوا ، وداينوا» وكذا «تقاولت ،
وتمايدت ، وتقاولا ، وتمايدا» وكذا «عوّلت ، وبيّنت ، وعوّلا ، وبيّنا ـ إلخ».
أما الصيغ التى
يجب فيها الإعلال ، فإن أسندت إلى ضمير ساكن أو اتصلت بها تاء التأنيث ؛ بقيت على
حالها ، تقول : باعا ، وقالا ، وخافا ، وابتاعا ، واستاكا ، وابتاعوا ، واستاكوا ،
وأجابا ، وأهابا ، وأجابوا ، وأهابوا ، وانقادا ، وانماعا ، وانقادوا ، وانماعوا ،
واستقاما ، واستفادا ، واستقاموا ، واستفادوا».
وإن أسندت إلى
ضمير متحرك وجب حذف العين : تخلصا من التقاء الساكنين.
وحينئذ فجميع
الصيغ التى تشتمل على حرف زائد أو أكثر يجب أن تبقى بعد حذف العين على حالها ،
تقول : «ابتعت ، واستكت ، وأجبت ، وأهبت ، وانقدت ، واستقمت ، واستفدت» إلخ.
__________________
وأما الثلاثى
المجرد : فإن كان على «فعل» بكسر العين ـ وذلك باب «علم» ـ وجب كسر الفاء إيذانا
بحركة العين المحذوفة ، ولا فرق فى هذا النوع بين الواوى واليائى ، تقول : «خفت ،
ومتّ ، وهبت» وإن كان على مثال «فعل» ـ بفتح العين ـ وذلك باب «ضرب»
وباب «نصر» فرق بين الواوىّ واليائى ؛ فتضم فاء الواوى ـ وهو باب «نصر» ـ إيذانا
بنفس الحرف المحذوف ، وتكسر فاء اليائى ـ وهو باب «ضرب» ـ لذلك السبب. تقول : «صمت
، وقدت ، وقلت » وتقول : «بعت ، وطبت. وعشت » وإن كان مضموم العين على فعل ـ حذفت العين وضمت الفاء
للدلالة على الواو ؛ نحو «طلت» قال الله تعالى : (١٩ ـ ٥) : (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ
وَرائِي) وقال سبحانه (٢٠ ـ ٦٨) : (قُلْنا
__________________
لا
تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى) وقال جل شأنه (١٩ ـ ٢٣) : (يا لَيْتَنِي مِتُّ
قَبْلَ هذا) ؛ وقال (١٤ ـ ١٠) : (قالَتْ لَهُمْ
رُسُلُهُمْ) وقال (٤١ ـ ١١) : (قالَتا أَتَيْنا
طائِعِينَ) وقال (١٥ ـ ١٩) : (قالوا إن نحن إلا بشر مثلكم).
حكم مضارعه :
أما المضارع من
الصيغ التى يجب التصحيح فى ماضيها فهو على غرار المضارع من السالم : لا يتغير فيه
شىء بأى نوع من أنواع التغيير ، تقول : «غيد يغيد ، وحور يحور ، وناول يناول ، وبايع
يبايع ، وسوّل يسوّل ، وبين يبيّن ، وتقوّل يتقوّل ، وتبيّن يتبيّن ، وتبايع
يتبايع ، وتهاون يتهاون ، واحولّ يحولّ ، واغيدّ يغيدّ ، واجتور يجتور ، واحوالّ
يحوالّ ، واغيادّ يغيادّ».
وأما المضارع
مما يجب فيه الإعلال ؛ فإنه يعتل أيضا ، وهو فى اعتلاله على ثلاثة أنواع :
الأول : نوع
يعتل بالقلب وحده ، وذلك المضارع من صيغتى «انفعل وافتعل» ؛ فإنّ حرف العلة فيهما ينقلب ألفا لتحركه وانفتاح ما
قبله ، نحو «انقاد ينقاد ، وانداح ينداح ، واختار يختار ، واشتار العسل يشتاره».
والأصل فى
المضارع «ينقود ، ويختير» على مثال ينطلق ويجتمع ، فوقع كل من الواو والياء متحركا
بعد فتحة فانقلب ألفا ؛ فصارا «يختار ، وينقاد».
__________________
الثانى : نوع
يعتل بالنقل وحده ، وذلك المضارع من الثلاثى ، الذى يجب فيه الإعلال ، ما لم يكن
من باب «علم يعلم» ؛ فإنك تنقل حركة الحرف المعتل إلى الساكن الصحيح الذى قبله ،
نحو «قال يقول ، وباع يبيع».
والأصل فى
المضارع : «يقول ، ويبيع» على مثال ينصر ويضرب ؛ نقلت الضمة من الواو والكسرة من
الياء إلى الساكن الصحيح قبلهما ؛ فصار «يقول ، ويبيع».
الثالث : نوع
يعتل بالنقل والقلب جميعا ، وذلك مضارع الثلاثى الذى يجب فيه الإعلال إذا كان من
باب «علم يعلم» والمضارع الواوى من صيغتى «أفعل واستفعل» نحو «خاف يخاف ، وهاب
يهاب ، وكاد يكاد» ونحو «أقام يقيم ، وأجاب يجيب ، وأفاد يفيد» ونحو «استقام
يستقيم ، واستجاب يستجيب ، واستفاد يستفيد».
والأصل فى
مضارع الأمثلة الأولى : «يخوف» على مثال يعلم ـ فنقلت فتحة الواو إلى الساكن قبلها
؛ فصار «يخوف» ثم قلبت الواو ألفا لتحركها بحسب الأصل وانفتاح ما قبلها الآن ؛
فصار «يخاف».
والأصل فى
مضارع الأمثلة الثانية : «يقوم» على مثال يكرم ، فنقلت كسرة الواو إلى الساكن
الصحيح قبلها ، فصار «يقوم» ثم قلبت الواو ياء لوقوعها ساكنة إثر كسرة ، فصار «يقيم».
والأصل فى
مضارع الأمثلة الثالثة : «يستقوم» على مثال يستغفر ، فنقلت حركة الواو إلى الساكن
قبلها ، فصار «يستقوم» ثم قلبت الواو ياء لوقوعها ساكنة إثر كسرة ، فصار «يستقيم» .
__________________
وقس على ذلك
أحواتهن.
واعلم أنه يجب
بقاء المضارع على ما استقرّ له من التصحيح أو الإعلال ما دام مرفوعا أو منصوبا ،
فإذا جزم : فإن كان مما يجب تصحيحه بقى على حاله ، وإذا كان مما يجب إعلاله ـ بأى
نوع من أنواع الإعلال ـ وجب حذف حرف العلّة تخلصا من التقاء الساكنين ، تقول : «يخاف
التقىّ من عذاب الله ، ولن يستقيم الظّلّ والعود أعوج ، ولو لم يخف الله لم يعصه ،
وإن تستقم تنجح» ويعود إليه ذلك الحرف المحذوف : إذا أسند إلى الضمير الساكن ، نحو
«لا تخافوا» أو أكّد بإحدى نونى التوكيد ، نحو «وإمّا تخافنّ» ، وسيأتى ذلك إن شاء
الله تعالى.
حكم أمره :
قد عرفت غير
مرة أن الأمر مقتطع من المضارع : بحذف حرف المضارعة ، واجتلاب همزة الوصل مكسورة
أو مضمومة إذا كان ما بعد حرف المضارعة ساكنا ، وعلى هذا فالأمر من الأجوف الذى
تصحّ عينه فى الماضى والمضارع مثل الأمر من السالم ، تقول : «اغيد ، وبيّن ،
واجتورا» وما أشبه ذلك.
والأمر من
الأجوف الذى تعتل عين ماضيه ومضارعه مثل مضارعه المجزوم : يجب حذف عينه ما لم يتصل
بضمير ساكن ، أو يؤكد بإحدى النونين ، تقول : «خف ، واستقم ، وأجب» وتقول : «خافى
ربّك ، وهابى عقابه» وتقول : «خافنّ خالقك» ونحو ذلك.
حكم إسناد
المضارع للضمير :
إذا أسند
المضارع من الأجوف إلى الضمير الساكن بقى على ما استحقه من الإعلال أو التصحيح ،
ولم تحذف عينه ولو كان مجزوما ، تقول : «يخافان ، ويخافون ، وتخافين ، ولن يخافا ،
ولن يخافوا ، ولن تخافى ، ولم تخافا ، ولم
تخافوا ، ولم تخافى» وكذا الباقى من المثل. وإذا أسند إلى الضمير المتحرك
حذفت عينه إن كان مما يجب فيه الإعلال ، سواء أكان مرفوعا أم
منصوبا أم مجزوما ، تقول : «النّساء يقلن ، ولن يثبن ، ولم يرعن».
حكم إسناد
الأمر إلى الضمائر :
الأمر كالمضارع
المجزوم : فلو أنه أسند إلى الضمير الساكن رجعت إليه العين التى حذفت منه حال
إسناده للضمير المستتر ، تقول : «قولا ، وخافا ، وبيعا وقولوا ، وخافوا ، وبيعوا ،
وقولى ، وخافى ، وبيعى» وإذا أسند إلى الضمير المتحرك بقيت العين محذوفة ، تقول : «قلن ، وخفن ، وبعن» قال الله تعالى (٢٠ ـ ٤٤)
: (فَقُولا لَهُ قَوْلاً
لَيِّناً) وقال (٢ ـ ٨٣) : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ
حُسْناً) وقال (١٠ ـ ٨٩) : (فَاسْتَقِيما وَلا
تَتَّبِعانِّ) وقال (٧٣ ـ ٢٠) : (وَأَقِيمُوا
الصَّلاةَ) وقال (١٧ ـ ٧٨) : (أَقِمِ الصَّلاةَ
لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) وقال (٣٣ ـ ٣٢) : (وَقُلْنَ قَوْلاً
مَعْرُوفاً) وقال (٤٦ ـ ٣١) : (أَجِيبُوا داعِيَ
اللهِ).
__________________
الفصل السادس
فى الناقص ، وأحكامه
وهو ـ كما سبقت
الإشارة إليه ـ ما كانت لامه حرف علة ، وتكون اللام واوا أو ياء ، ولا تكون ألفا
إلا منقلبة عن واو أو ياء.
وأنواعه ـ على
التفصيل ـ ستة ؛ لأن كلا من الواو والياء إما أن يبقى على حاله ، وإما أن ينقلب
ألفا ، وإما أن تنقلب الواو ياء ، وإما أن تنقلب الياء واوا ، وما آخره ألف إما أن
تكون هذه الألف منقلبة عن واو ، وإما أن تكون منقلبة عن ياء.
فمثال الواو
الأصلية الباقية : «بذو ، ورخو ، وسرو».
ومثال ما أصل
لامه الواو وقد انقلبت ياء : حظى ، وحفى ، وحلى ، ورجى ، ورضى ، وشقى» وكذا «حوى ،
وقوى ، ولوى» وستأتى فى اللفيف.
ومثال ما أصل
لامه الواو وقد انقلبت ألفا : «سما ، ودعا ، وغزا».
__________________
ومثال الياء
الأصلية الباقية : «رقى ، وزكى ، وشصى ، وطغى ، وصغى» ، ومثله «ضوى ، وعيى ، وهوى»
وستأتى فى اللفيف.
ومثال ما أصل
لامه الياء وقد انقلبت واوا : «نهو» وليس فى العربية من هذا النوع سوى هذه الكلمة.
ومثال ما أصل
لامه الياء وقد انقلبت ألفا : «رمى ، وكفى ، وهمى ، ومأى».
* * *
ويجىء الناقص
على خمسة أوجه ؛ الأول : مثال «ضرب يضرب» ، نحو «مرى يمرى ، وفلى يفلى». الثانى : مثال «نصر ينصر»
، نحو «دعا يدعو ، وسما يسمو ، وعلا يعلو». الثالث : مثال «فتح يفتح» ،
__________________
نحو «نحا ينحى ، وطغى يطغى ، ورعى يرعى ، وسعى يسعى». الرابع : مثال «كرم
يكرم» ، نحو «رخو برخو ، وسرو يسرو». الخامس : مثال «علم يعلم» ، نحو «حفى يحفى ، ورضى يرضى ، ورقى يرقى».
حكم ماضيه قبل
الاتصال بالضمائر :
أما ما عدا
الثلاثى المجرد فيجب فى جميعه قلب اللام ألفا ، وذلك لأن اللام فى جميعها متحركة
الأصل مفتوح ما قبلها ، فحيثما وقعت الياء أو الواو فى إحدى هذه الصيغ فلن تقع إلا
مستوجبة لقلبها ألفا .
نحو : «سلقى ،
وقلسى ، وأعطى ، وأبقى ، ودارى ، ونادى ، واهتدى ، واقتدى ، وانجلى ، وانهوى ،
وتلقّى ، وتزكى ، وتراضى ، وتعامى ، واستدعى ، واستغشى».
__________________
والأصل فى جميع
ذلك «أبقى» مثلا : تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا ؛ فصار «أبقى» ، وقس
الباقى.
أما الثلاثى
المجرد : فإما أن تكون عينه مضمومة ، أو مكسورة ، أو مفتوحة.
فإن كانت عينه
مضمومة ؛ فإن كانت اللام واوا سلمت ، نحو «سرو» وإن كانت ياء انقلبت واوا لتطرفها
أثر ضمة ، نحو «نهو».
وإن كانت عينه
مكسورة ؛ فإن كانت اللام ياء سلمت ، نحو «بقى» وإن كانت واوا انقلبت ياء لتطرفها
إثر كسرة ، نحو «رضى».
وإن كانت عينه
مفتوحة وجب قلب لامه ألفا ـ واوا كان أصلها ، أو ياء ـ لتحرك كل منهما وانفتاح ما
قبله ، نحو «سما ، ورمى».
حكم مضارعه قبل
الاتصال بالضمائر :
النظر فى
المضارع يتبع حركة ما قبل الآخر ؛ فإن كانت ضمة ـ وهذا لا يكون إلا فى مضارع الثلاثى
الواوى ـ صارت اللام واوا ، نحو «يسرو ، ويدعو» وإن كانت كسرة ـ ويكون ذلك فى
مضارع الثلاثى اليائى ، وفى مضارع الرباعى كله ، وفى مضارع المبدوء بهمزة الوصل من
الخماسى والسداسى ـ صارت اللام ياء ، نحو «يرمى ويعطى ، وينهوى ، ويستولى» وإن كانت الحركة
فتحة ـ ويكون هذا فى مضارع الثلاثى من بابى علم وفتح ، وفى
__________________
مضارع المبدوء بالتاء الزائدة من الخماسى ـ صارت ألفا ، نحو «يرضى ، ويطغى ، ويتولّى ، ويتزكى».
حكم الماضى عند
الإسناد إلى الضمائر ونحوها :
إذا أسند
الماضى إلى الضمير المتحرك : فإن كانت لامه واوا أو ياء سلمتا ؛ تقول «سروت ، ورضيت» وإن كانت اللام
ألفا قلبت ياء فيما زاد على الثلاثة ، وردّت إلى أصلها فى الثلاثى ؛ تقول : «أعطيت
، واستدعيت» وتقول : «غزوت ، ردعوت ، وسموت» وتقول : «رميت ، وكنيت. وبغيت».
وإذا اتصلت به
تاء التأنيث : فإن كانت اللام واوا أو ياء بقيتا وانفتحتا ؛ تقول : «سروت ، ورضيت»
وإن كانت اللام ألفا حذفت فى الثلاثى وغيره ؛ تقول : «دعت ، وسمت ، وغزت ، ورمت ،
وبنت ، وكنت» وتقول : «أعطت ، ووالت ، واستدعت».
وإذا أسند
الماضى إلى الضمير الساكن : فإن كان ذلك الضمير ألف الاثنين بقى الفعل على حاله
إذا كان واويّا أو يائيّا ؛ تقول : «سروا ، ورضيا». وإن كانت لامه ألفا قلبت ياء
فى ما عدا الثلاثى ، وردّت إلى أصلها فى الثلاثى ؛
__________________
تقول : «أعطيا ، وناديا ، وناجيا ، واستدعيا» ، وتقول : «غزوا ، ودعوا ،
ورميا ، وبغيا» ، وإن كان الضمير واو الجماعة حذفت لام الفعل : واوا
كانت ، أو ياء ، أو ألفا ، وبقى الحرف الذى قبل الألف مفتوحا للايذان بالحرف
لمحذوف ، وضمّ الحرف الذى قبل الواو والياء لمناسبة واو الجماعة ؛ تقول : «أعطوا ،
واستدعوا ، ونادوا ، وغزوا ، ودعوا ، ورموا ، وبغوا» ، وتقول : «سروا ، وبذوا ،
ورضوا ، وبقوا» قال الله تعالى (٤٣ ـ ٧٧) : (وَنادَوْا يا مالِكُ) وقال (٧١ ـ ٧) : (وَاسْتَغْشَوْا
ثِيابَهُمْ) وقال (١٠ ـ ٢٢) : (دَعَوُا اللهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) وقال (٩٨ ـ ٨) : (رَضِيَ اللهُ
عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) وقال (٥ ـ ١٤) : (فَنَسُوا حَظًّا
مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ).
حكم مضارعه عند
الاتصال بالضمائر :
إذا أسند
المضارع إلى نون النسوة : فإن كانت لامه واوا أو ياء سلمتا ؛ تقول : «النّسوة
يسرون ، ويدعون ، ويغزون » وتقول : «النّسوة يرمين ، ويسرين ، ويعطين ، ويستدعين
، وينادين » قال الله تعالى (٢ ـ ٢٣٧) :
__________________
(إِلَّا أَنْ
يَعْفُونَ) وإن كانت لامه ألفا قلبت ياء مطلقا ، نحو «يرضين ،
ويخشين ، ويتزكّين ، ويتداعين ، ويتناجين».
وإسناده لألف
الاثنين مثل إسناده إلى نون النسوة : تسلم فيه الواو والياء ، وتنقلب الألف ياء
مطلقا ، إلا أن ما قبل نون النسوة ساكن ، وما قبل ألف الاثنين مفتوح ؛ تقول «المحمدان
يسروان ، ويدعوان ، ويغزوان ، ويرميان ، ويسريان ، ويعطيان ، ويستدعيان ، ويناديان
، ويرضيان ، ويخشيان ، ويتزكّيان ، ويتداعيان ، ويتناجيان».
وإذا أسند
المضارع إلى واو الجماعة حذفت لامه مطلقا ـ واوا كانت ، أو ياء أو ألفا ـ وبقى ما
قبل الألف مفتوحا للإيذان بنفس الحرف المحذوف ، وضمّ ما قبل الواو من ذى الواو أو
الياء لمناسبة واو الجماعة ؛ تقول : «يرضون ، ويخشون ، ويتزكّون ويتداعون ،
ويتناجون» وتقول «يسرون ، ويدعون ، ويغزون ، ويرمون ، ويسرون ، ويعطون ، ويستدعون ، وينادون» قال الله تعالى (٦٧ ـ ١٢)
: (يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) وقال سبحانه (٥٨ ـ ٩) : (فَلا تَتَناجَوْا
بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) وقال (٤٦ ـ ٤) : (إِنَّ الَّذِينَ
يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ).
__________________
وإذا أسند
المضارع إلى ياء المؤنثة المخاطبة حذفت اللام مطلقا ـ واوا كانت ، أو ياء ، أو
ألفا ـ وبقى ما قبل الألف مفتوحا للإيذان بنفس الحرف المحذوف ، وكسر ما قبل الواو
أو الياء لمناسبة ياء المخاطبة ، تقول : «نخشين يا زينب ، وترضين ، وندعين ،
وتعلين ، وترمين ، وتبنين ، وتعطين ، وتسترضين».
حكم إسناد
الأمر إلى الضمائر :
الأمر كالمضارع
المجزوم ، والأصل أن لام الناقص تحذف فى الأمر ، لبناء الأمر على حذف حرف العلة ،
ولكنه عند الإسناد إلى الضمائر تعود إليه اللام .
ثم إذا أسند
لنون النسوة أو ألف الاثنين سلمت لامه إن كانت ياء أو واوا ، وقلبت ياء إن كانت
ألفا ، تقول : «يا نسوة اسرون ، وادعون ، واغزون ، وارمين ، واسرين ، وأعطين ،
واستدعين ، ونادين ، وارضين ، واخشين ، وتزكّين ، وتداعين ، وتناجين» ، وتقول : «يا
محمّدان اسروا ، وادعوا ، واغزوا ، وارميا ، واسريا ، وأعطيا ، واستدعيا ، وناديا
، وارضيا ، واخشيا ، وتزكّيا ، وتداعيا ، وتناجيا».
وإذا أسند إلى
واو الجماعة أو ياء المخاطبة حذفت لامه مطلقا ـ واوا كانت ، أو ياء ، أو ألفا ـ وبقى
ما قبل الألف فى الموضعين مفتوحا ، وكسر ما عداه قبل ياء المخاطبة ، وضم قبل واو
الجماعة ، تقول : «ارضوا ، واخشوا ، وتزكّوا ، واسروا ، وادعوا ، واغزوا ، وارموا
، وأعطوا ، واستدعوا» وتقول : «ارضى ، واخشى ، وتزكّى ، واسرى ، وأعطى ، واستدعى».
__________________
الفصل السابع
فى اللفيف المفروق ، وأحكامه
وهو ـ كما عرفت
ـ ما كانت فاؤه ولامه حرفين من أحرف العلة.
وتقع فاؤه واوا
فى كلمات كثيرة ، ولم نجد منه ما فاؤه ياء إلا قولهم : «يدى» .
وتكون لامه ياء
: إما باقية على أصلها ، وإما أن تنقلب ألفا. ولا تكون لامه واوا .
فمثال ما أصل
لامه الياء وقد انقلبت ألفا : «وحى ، وودى ، ووشى».
ومثال ما لامه
ياء باقية على حالها : «وجى ، ورى ، ولى».
ويجىء اللفيف
المفروق على ثلاثة أوجه ؛ أحدها : مثال «ضرب يضرب»
__________________
نحو «وعى يعى ، ونى ينى ، وهى يهى» الثانى : مثال «علم يعلم» نحو : «وجى
يوجى» الثالث : مثال «حسب يحسب» نحو «ولى يلى ، ورى يرى» .
حكمه :
يعامل اللفيف
المفروق : من جهة فائه معاملة المثال ، ومن جهة لامه معاملة الناقص.
وعلى هذا تثبت
فاؤه فى المضارع والأمر إن كانت ياء مطلقا ، وكذا إن كانت واوا والعين مفتوحة ،
تقول : «يدى ييدى ، وايد» وتقول : «وجى يوجى واوج» ، وتحذف فاؤه فى المضارع من الثلاثى المجرد والأمر إذا
كانت واوا والعين مكسورة ـ وذلك باب ضرب ، وباب حسب ـ تقول : «وعى يعى ، وونى ينى
، ووهى يهى» ، وتقول : «ولى يلى ، وورى يرى».
وتحذف لامه فى
المضارع المجزوم ، وفى الأمر أيضا ، إلا إذا أسند إلى نون النسوة أو ألف الاثنين ،
تقول «النّسوة لم يعين ، وينين ، ويهين ، ويلين ، ويوجين». وتقول أيضا : «يا نسوة
عين ، ونين ، وهين ، ولين ، واوجين» . وتقول عند الإسناد إلى ألف الاثنين : المحمدان يعيان ،
وينيان ، ويهيان ، ويليان ، ويوجيان ، وتحذف نون الرفع فى الجزم والنصب ، وتقول
أيضا «يا محمدان عيا ، ونيا ، وهيا ، وليا ، واوجيا» .
__________________
فإذا أسند
أحدهما إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة ، أو إلى الضمير المستتر حذفت لامه : فإذا كان ـ مع هذا
ـ مما تحذف فاؤه صار الباقى من الفعل حرفا واحدا ، وهو العين ؛ فيجب ـ حينئذ ـ اجتلاب
هاء السكت فى الأمر المسند للضمير المستتر عند الوقف ، تقول : «قه ، له ، عه ، فه
، نه ، ده».
ويجوز لك
الإتيان بهاء السكت فى المضارع المجزوم المسند للضمير المستتر عند الوقف ، تقول : «لم يقه ، ولم يله» إلخ ، ويجوز أن تقول : «لم
يل ولم يق» وصلا ووقفا.
__________________
الفصل الثامن
فى اللفيف المقرون ، وأحكامه
وهو ـ كما سبق
ـ ما كانت عينه ولامه حرفين من أحرف العلة.
وليس فيه ما
عينه ياء ولامه واو أصلا ، وليس فيه ما عينه ياء ولامه ياء إلا كلمتين هما «حيى
، وعيى» ، وليس فيه ما عينه واو ولامه واو باقية على حالها أصلا .
والموجود منه ـ
بالاستقراء ـ الأنواع الخمسة الآتية.
النوع الأول :
ما عينه واو ولامه واو قد انقلبت ألفا ، نحو «حوى ، وعوى ، وغوى ، وزوى ، وبوى» .
__________________
النوع الثانى :
ما عينه واو ولامه واو قد انقلبت ياء ، نحو «غوى ، وقوى ، وجوى ، وحوى ، ولوى».
النوع الثالث :
ما عينه واو ولامه ياء باقية على حالها ، نحو «دوى ، وذوى ، وروى ، وضوى ، وهوى ،
وتوى ، وصوى».
النوع الرابع :
ما عينه واو ولامه ياء قد انقلبت ألفا ، نحو «أوى ، ثوى ، حوى ، ذوى ، روى ، شوى ،
صوى ، ضوى ، طوى ، كوى ، لوى ، نوى ، هوى».
النوع الخامس :
ما عينه ياء ولامه ياء باقية على حالها ، وهو «حيى ، وعيى».
ويجىء اللفيف
المقرون الثلاثى على وجهين ؛ الأول : مثال «ضرب يضرب» نحو «عوى ، وحوى» ونحو «ذوى
، ونوى» ، الثانى : مثال «علم يعلم» نحو «غوى ، وقوى» ونحو «عيى ، ودوى».
حكمه :
أما عينه فلا
يجوز فيها الإعلال بأى نوع من أنواعه ، ولو وجد السّبب الموجب للإعلال ، بل تعامل
معاملة عين الصحيح ؛ فتبقى على حالها .
وأما لامه
فتأخذ حكم لام الناقص ، بلا فرق ، فإن وجد ما يقتضى قلبها ألفا
__________________
انقلبت ألفا ، نحو «طوى ، ولوى ، وغوى ، وعوى» ونحو «يهوى ، ويضوى ، ويقوى
، ويجوى» وإن وجد ما يقتضى سلب حركتها حذفت الحركة ، نحو «يطوى ، ويهوى ، ويلوى ،
وينوى» وإن وجد ما يقتضى حذف اللام حذفت كما فى المضارع المجزو مسندا إلى الظاهر
أو الضمير المستتر ، وكما فى الأمر المسند إلى الضمير المستتر ، وكما فى سائر
الأنواع عند الإسناد إلى واو الجماعة أو ياء المخاطبة ، تقول : «لم يطو محمد ، ولم يلو ،
واطويا يا محمدان ، والويا» وتقول : «المحمدون طووا ولووا ، وهم يطوون ويلوون ،
واطووا والووا ، وأنت يا زينب تطوين وتلوين ، واطوى ، والوى» وإن لم توجد علة
تقتضى شيئا من هذا بقيت اللام بحالها كما فى «حىّ وعىّ» .
__________________
الباب الثالث
فى اشتقاق صيغتى المضارع والأمر ، وفيه
فصلان
الفصل الأول :
فى أحكام عامة.
الفصل الثانى :
فى أحكام تخص بعض الأنواع.
الفصل الأول
فى الأحكام العامة
تشتقّ صيغة
المضارع من الماضى بزيادة حرف من أحرف المضارعة فى أوله : للدلالة على التكلم ، أو
الخطاب ، أو الغيبة ، وهذه الأحرف أربعة يجمعها قولك : «نأتى» أو «أنيت» أو «نأيت».
ثم إن كان
الماضى على أربعة أحرف ـ سواء أكان كلهنّ أصولا نحو دحرج أم كان بعضهن زائدا نحو
قدّم وأكرم وقاتل ـ وجب أن يكون حرف المضارعة مضموما ، تقول : «تدحرج ، ويقدّم ،
ويكرم ، ويقاتل» وإن كان الماضى على ثلاثة أحرف نحو ضرب ، ونصر ، وعلم ، أو على
خمسة نحو : تدحرج ، وانطلق ، أو على ستة نحو استغفر واقعندد ـ وجب أن يكون حرف
المضارعة مفتوحا ، تقول : «يضرب ، ينصر ، يعلم ، يتعلم ، يتدحرج ، ينطلق ، يستغفر
، يقعندد».
وحركة الحرف
الذى قبل الآخر هى الكسر فى مضارع الرباعى ؛ نحو «يكرم ، ويقدّم ، ويقاتل ، ويدحرج»
، وكذا فى مضارع الخماسى والسداسى إذا كان الماضى مبدوءا بهمزة وصل نحو انطلق
واجتمع واستخرج ؛ تقول فى المضارع منهن : «ينطلق ، ويجتمع ، ويستخرج» فإن كان ماضى
الخماسى مبدوءا بتاء زائدة نحو «تقدّم ، وتقاتل ، وتدحرج» فما قبل الآخر فى مضارعه
مفتوح ؛ تقول : «يتقدّم ، ويتقاتل ، ويتدحرج» فأما ما قبل الآخر من مضارع الثلاثى
فمفتوح أو مضموم أو مكسور ، وطريق معرفة ذلك فيه السماع من أفواه العارفين أو النقل عن المعاجم الموثوق بصحتها.
ويؤخذ الأمر من
المضارع بعد حذف حرف المضارعة من أوله ، ثم إن كان ما بعد حرف المضارعة متحركا ـ نحو
يتعلّم ، ويتشاور ، ويصوم ، ويبيع ـ تركت الباقى على حاله ، إلا أنك تحذف عين
الأجوف للتخلص من التقاء الساكنين ؛ فتقول : تعلّم ، وتشارك ، وصم ، وبع ؛ وإن كان
ما بعد حرف المضارعة ساكنا ـ نحو يكتب ، ويعلم ، ويضرب ، ويجتمع ، وينصرف ،
ويستغفر ـ اجتلبت همزة وصل للتوصل إلى النطق بالساكن ، وهذه الهمزة يجب كسرها ،
إلا فى أمر الثلاثى الذى تكون عين مضارعه مضمومة أصالة ؛ فتقول : «اكتب ، إعلم ،
إضرب ، اجتمع ، إنصرف ، إستغفر».
الفصل الثانى
فى أحكام تخص بعض الأنواع
أولا : المضارع
والأمر من «رأى» تحذف همزتهما ـ وهى عين الفعل ـ تقول : «يرى البصير ما لا يرى
الأعشى ، وره» وتحذف الهمزة من «أخذ ، وأكل ، وسأل» فى صيغة الأمر إذا بدىء بها ،
تقول : خذ ، كل ، مر ، قال الله تعالى : (خُذُوا ما
آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) وفى الحديث : «مروا أبا بكر فليصلّ بالناس» فإن سبق
واحد منها بحرف عطف جاز الأمران : حذف الهمزة ، وبقاؤها ، تقول : «التفت لما يعنيك
وخذ فى شأن نفسك» وإن شئت قلت : «وأخذ فى شأن نفسك» قال الله تعالى (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ) وقال سبحانه : (خُذِ الْعَفْوَ
وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ).
__________________
ثانيا : ماضى
المضعف الثلاثى ومضارعه غير المجزوم بالسكون يجب فيهما الإدغام إلا أن يتصل بهما
ضمير رفع متحرك ، تقول : شدّ يشدّ ، ومدّ يمدّ ، وفرّ يفرّ ؛ فإن اتصل بهما ضمير
رفع متحرك كنون النسوة وجب الفك ؛ تقول : الفاطمات شددن ويشددن ، ومددن ويمددن ،
وفررن ويفررن وأما الأمر والمضارع المجزوم بالسكون فيجوز فيهما الفك والإدغام ؛
تقول : اشدد ولا تشدد ، وإن شئت قلت : شدّ ولا تشدّ.
ثالثا : يجب
حذف فاء المثال الثلاثى من مضارعه وأمره بشرطين ؛ الأول : أن تكون الفاء واوا ،
والثانى : أن يكون المضارع مكسور العين ، تخلصا من وقوع الواو بين عدوتيها : الياء
المفتوحة ، والكسرة ، تقول فى مضارع «وعد ، وورث» وأمرهما : «يعد
، ويرث ، وعد ، ورث».
رابعا : تحذف
عين الأجوف من مضارعه المجزوم بالسكون ، ومن أمره المبنى على السكون ، تقول فى «قال
، وباع ، وخاف» : «لم يقل ، ولم يبع ، ولم يخف ، وقل ، وبع ، وخف» فإن كان المضارع
مجزوما بحذف النون أو كان الأمر مبنيا على حذف النون لم تحذف عين الأجوف ، تقول : «لم
يقولوا ، ولم يبيعوا ، ولم يخافوا» وتقول : «قولوا ، وقولا ، وقولى ، وبيعوا ،
وبيعا ، وبيعى ، وخافوا ، وخافا ، وحافى».
وكذلك تحذف عين
الأجوف من الماضى والمضارع والأمر إذا اتصل بأحدها الضمير المتحرك نحو «الفاطمات
قلن ، وبعن ، وخفن ، ويقلن ، ويبعن ، ويخفن» وتقول : «يا فاطمات قلن خيرا ، وبعن
الدنيا ، وخفن الله» ،
__________________
خامسا : تحذف
لام الناقص واللفيف المقرون من مضارعه المجزوم وأمره ؛ تقول فى «خشى ، ورضى ، وسرو
، ورمى ، وطوى» : «لم يخش ، ولم يرض ، ولم يسر ، ولم يرم ، ولم يطو» وكذا «اخش ،
وارض ، واسر ، واغز ، وارم ، واطو».
سادسا : يعامل
اللفيف المفروق من جهة فائه معاملة المثال ، ومن جهة لامه معاملة الناقص ؛ فيبقى
أمره على حرف واحد ، فيجب إلحاق هاء السكت به ، تقول فى الأمر من «وقى ، ووفى ،
وونى ، وودى ، وولى ، ووعى» : «قه ، وفه ، ونه ، وده ، وله ، وعه».
سابعا : تحذف
الهمزة الزائدة من مضارع الفعل الذى على زنة أفعل ، نحو أكرم ، وأبقى ، وأوعد ،
ومن أمره ، ومن اسمى الفاعل والمفعول منه ؛ تقول : يكرم ، ويبقى ، ويوعد ، وتقول :
أكرم ، وأبق ، وأوعد ، وتقول : هو مكرم ، ومبق ، وموعد ، وهو مكرم ، ومبقى ، وموعد.
والأصل فى هذا
الحذف المضارع المبدوء بهمزة المضارعة ، ثم حمل عليه بقية صيغ المضارع ، وفعل
الأمر ، واسم الفاعل ، واسم المفعول.
وإنما كان
الأصل هو الفعل المضارع المبدوء بهمزة المضارعة لأنه يجتمع فيه لو بقى على الأصل
همزتان متحركتان فى أول الكلمة فكان يقال «أأكرم» وقياس نظائر ذلك أن تقلب ثانية
الهمزتين واوا طلبا للتخفيف ، ولكنهم حذفوا فى هذا الموضع وحده ثانية الهمزتين.
وقد ورد شاذا قول الشاعر :
* فإنّه أهل لأن يؤكرما*
وقول الراجز :
* وصاليات ككما يؤثفين*
__________________
الباب الرابع
فى تصريف الفعل بأنواعه الثلاثة
مع الضمائر
يتصرف الماضى ـ
باعتبار اتصال ضمائر الرفع به ـ إلى ثلاثة عشر وجها : اثنان للمتكلم ، وهما : نصرت
، ونصرنا ، وخمسة للمخاطب ، وهى : نصرت ، نصرت ، نصرنما ، نصرتم
، نصرتنّ ، وستة للغائب ، وهى : نصر ، نصرت ، نصرا ، نصروا ،
نصرن .
وللمضارع فى
تصاريفه ثلاثة عشر وجها أيضا : اثنان للمتكلم ، وهما ، أنصر وننصر ، وخمسة للمخاطب
، وهى : تنصر ، وتنصرين ، وتنصران ، وتنصرون ، وتتصرن ، وستة للغائب ، وهى : ينصر
محمّد ، وتنصر هند ، وينصران ، وتنصران ، وينصرون ، وينصرن .
وللأمر من هذه
التصاريف خمسة أوجه لا غير ـ وهى : انصر ، وانصرى ، وانصرا ، وانصروا ، وانصرن ـ وذلك
لأنه لا يكون إلا للمخاطب .
__________________
الباب الخامس
فى تقسيم الفعل إلى مؤكد ، وغير مؤكد
وفيه فصلان
الفصل الأول
فى بيان ما يجوز تأكيده ، وما يجب ، وما
يمتنع
والأصل أنك
توجّه كلامك إلى المخاطب لتبيّن له ما فى نفسك : خبرا كان ، أو طلبا ، وقد تعرص لك
حال تستدعى أن تبرز ما يتلجلج فى صدرك على صورة التأكيد ؛ لتفيد الكلام قوة لا
تكون له إذا ذكرته على غير صورة التوكيد ، وقد تكفّل علم المعانى ببيان هذه
الحالات ؛ فليس من شأننا أن نتعرض لبيانها ، كما أننا لا نتعرض هنا لما تؤكّد به
الجمل الاسميّة.
وفى اللغة
العربية لتوكيد الفعل نونان ، إحداهما : نون مشددة ، كالواقعة
__________________
فى نحو قوله تعالى (١٤ ـ ١٢). (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى
ما آذَيْتُمُونا) والثانية نون ساكنة ، مثل الواقعة فى قول النابغة
الجعدى.
فمن يك لم
يثأر بأعراض قومه
|
|
فإنّى ـ وربّ
الرّاقصات ـ لأثأرا
|
وقد اجتمعتا فى
قوله تعالت كلمته (١٢ ـ ٣٢) : (لَيُسْجَنَنَّ
وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ).
وليس كلّ فعل
يجوز تأكيده ، بل الأفعال فى جواز التأكيد وعدمه على ثلاثة أنواع :
النوع الأول :
ما لا يجوز تأكيده أصلا ، وهو الماضى ؛ لأن معناه لا يتفق مع ما تدل عليه النون من
الاستقبال.
النوع الثانى :
ما يجوز تأكيده دائما ، وهو الأمر ، وذلك لأنه للاستقبال البتة.
النوع الثالث :
ما يجوز تأكيده أحيانا ، ولا يجوز تأكيده أحيانا أخرى ، وهو المضارع ، والأحيان
التى يجوز فيها تأكيده هى .
أولا : أن يقع
شرطا بعد «إن» الشرطية المدغمة فى «ما» الزائدة المؤكدة ، نحو «إما تجتهدنّ فأبشر
بحسن النتيجة» ، وقال الله تعالى (٨ ـ ٥٨) : (وَإِمَّا تَخافَنَّ
مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً) وقال (١٩ ـ ٢٦) : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ
مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً) وقال (٨ ـ ٤٧) : (فَإِمَّا
تَثْقَفَنَّهُمْ) وقال (٧ ـ ٢٠٠) : (إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ
مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ).
ثانيا : أن
يكون واقعا بعد أداة طلب ، نحو «لتجتهدنّ ، ولا تغفلنّ ، وهل تفعلنّ الخير؟ وليتك
تبصرنّ العواقب ، وازرع المعروف لعلّك تجنينّ ثوابه ، وألا تقبلنّ على ما ينفعك ،
وهلّا تعودنّ صديقك المريض» ، قال الله تعالى (١٤ ـ ٤٢) : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً).
__________________
ثالثا : أن
يكون منفيّا بلا ، نحو «لا يلعبنّ الكسول وهو يظن فى اللعب خيرا» وقال تعالى (٨ ـ ٢٥)
: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً
لا تُصِيبَنَّ).
وتوكيده فى
الحالة الأولى أكثر من توكيده فيما بعدها ، وتوكيده فى الثانية أكثر من توكيده فى الثالثة.
وقد تعرض له
حالة توجب تأكيده بحيث لا يوغ المجىء به غير مؤكد ، وذلك ـ بعد كونه مستقبلا ـ إذا
كان مثبتا ، جوابا لقسم ، غير مفصول من لامه بفاصل ، نحو «والله لينجحنّ المجتهد ،
وليندمنّ الكسول» وقال الله تعالى (٢١ ـ ٥٧) : (وَتَاللهِ
لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ).
فإذا لم يكن
مستقبلا ، أو لم يكن مثبتا ، أو كان مفصولا من اللام بفاصل امتنع توكيده ، قال
الله تعالى (١٢ ـ ٨٥) : (تَاللهِ تَفْتَؤُا
تَذْكُرُ يُوسُفَ) ، وقال جل شأنه (٧٥ ـ ١) : (لأقسم بيوم القيامة) ، وقال (٩٣ ـ ٥) : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضى) وقال (٣ ـ ١٥٨) : (وَلَئِنْ مُتُّمْ
أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ).
__________________
الفصل الثانى
فى أحكام آخر الفعل المؤكد
الفعل الذى
تريد تأكيده إما صحيح الآخر ـ وذلك يشمل : السالم ، والمهموز ، والمضعف ، والمثال
، والأجوف ـ وإما معتل الآخر ـ وهو يشمل الناقص ، واللفيف بنوعيه ـ ثم المعتل إما
أن يكون معتلا بالألف ، أو بالواو ، أو بالياء.
وعلى أية حال ،
فإما أن يكون مسندا إلى الواحد ـ ظاهرا ، أو مستترا ـ أو إلى ياء الواحدة ، أو ألف
الاثنين ، أو الاثنتين ، أو واو جمع الذكور ، أو نون جمع النسوة.
فإن كان الفعل
مسندا إلى الواحد ـ ظاهرا كان أو مستترا ـ بنى آخره على الفتح ، صحيحا كان آخر
الفعل أو معتلا ، ولزمك أن تردّ إليه لامه إن كانت قد حذفت ـ كما فى الأمر من
الناقص واللفيف ، والمضارع المجزوم منهما ـ وأن تردّ إليه عينه إن كانت قد حذفت
أيضا ، كما فى الأمر من الأجوف والمضارع المجزوم منه ، وإذا كانت لامه ألفا لزمك
أن تقلبها ياء مطلقا لتقبل الفتحة. تقول «لتجتهدنّ يا علىّ ولتدعونّ إلى الخير ،
ولتطوبنّ ذكر الشر ، ولترضينّ بما قسم الله لك ، ولتقولنّ الحق وإن كان مرا» وتقول
: «اجتهدنّ ، وادعون ، واطوينّ ، وارضينّ ، وقولنّ».
وإن كان الفعل
مسندا إلى الألف حذفت نون الرفع إن كان مرفوعا ،
__________________
وكسرت نون التوكيد تقول : «لتجتهدانّ ، ولتدعوانّ ، ولتطويانّ ، ولترضيانّ
، ولتقولانّ ، واجتهدانّ ، وادعوانّ ، واطويانّ ، وارضيانّ ، وقولانّ».
وإن كان الفعل
مسندا إلى الواو حذفت نون الرفع أيضا إن كان مرفوعا ، ثم إن كان الفعل صحيح الآخر
حذفت واو الجماعة وأبقيت ضم ما قبلها ؛ تقول : «لتجتهدنّ ، واجتهدنّ» وإن كان الفعل معتلّ
الآخر حذفت آخر الفعل مطلقا ، ثم إن كان اعتلاله بالألف أبقيت واو الجماعة مفتوحا
ما قبلها وضممت اواو ، تقول : «لترضونّ ، وارضونّ» وإن كان الفعل
معتلّ الآخر بالواو أو الياء حذفت مع حذف آخره واو الجماعة ، وضممت ما قبلها ،
تقول : «لتدعنّ ، ولتطونّ ، وادعنّ ، واطونّ».
وإن كان الفعل
مسندا إلى ياء المخاطبة حذفت نون الرفع أيضا إن كان مرفوعا.
__________________
ثم إن كان
الفعل صحيح الآخر حذفت ياء المخاطبة وأبقيت كسر ما قبلها ! تقول : «لتجتهدنّ يا فاطمة ، واجتهدنّ» وإن كان الفعل
معتل الآخر حذفت آخر الفعل مطلقا ، ثم إن كان اعتلاله بالألف أبقيت ياء المخاطبة
مفتوحا ما قبلها وكسرت الياء ؛ تقول : «لترضينّ ، وارضينّ» وإن كان الفعل معتلّ
الآخر بالواو أو الياء حذفت مع آخره ياء المخاطبة وكسرت ما قبلها ، تقول : «لتدعنّ
، ولتطونّ ، وادعنّ ، واطونّ».
وإن كان الفعل مسندا إلى نون جماعة الإناث جئت بألف فارقة بين النونين : نون النسوة ، ونون التوكيد الثقيلة ،
وكسرت نون التوكيد ، تقول : «لتكتبنانّ ، واكتبنانّ ، ولترضينانّ ، وارضينانّ ،
ولتدعونانّ ، وادعونانّ ، ولتطوينانّ ، واطوينانّ».
والله سبحانه
وتعالى أعلى وأعلم ، وأعز وأكرم
* * *
__________________
وقد تم ما
أردنا أن نذيل به شرح بهاء الدين ابن عقيل على الألفية ، من أحكام الأفعال
وأنواعها على وجه التفصيل ، من غير ذكر للخلافات إلا فى القليل النادر ، وقد عللنا
للمسائل فى هوامش هذه الزيادة تعليلات قريبة واضحة.
والحمد لله رب
العالمين الذى بنعمته تتم الصالحات ، وصلاته وسلامه على سيدنا محمد نبى المرحمة
وعلى آله وصحبه.
فهرس الشواهد
الواردة فى شرح ابن عقيل على ألفية ابن
مالك
حرف الهمزة
٧٣ ...............................
|
|
من لد شولا
فإلى إتلائها
|
١٠٢ وأعلم إن تسليما وتركا
|
|
للا متشابهان
ولا سواء
|
١٣٩ أو منعتم ما تسألون فمن حد
|
|
ثتموه له
علينا الولاء
|
١٦٣ لا أقعد الجبن عن الهيجاء
|
|
[ولو توالت زمر الأعداء]
|
١٧٩ فجاءت به سبط العظام ، كأنما
|
|
عمامته بين
الرجال لواء
|
٢٥٢ بعشرتك الكرام تعد منهم
|
|
فلا ترين
لغيرهم الوفاء
|
٣٢٩ ألم أك جاركم ويكون بينى
|
|
وبينكم
المودة والإخاء؟
|
٣٥٣ يا لك من تمر ومن شيشاء
|
|
ينشب فى
المسعل واللهاء
|
حرف الباء الموحدة
١ أقلى اللوم عاذل والعتابا
|
|
وقولى ، إن
أصبت : لقد أصابا
|
١٠ على أحوذيين استقلت عشية
|
|
فما هى إلا
لمحة وتغيب
|
٢٢ بأن ذا الكلب عمرا خيرهم حسبا
|
|
ببطن شريان
يعوى حوله الذيب
|
٤٦ مرسعة بين أرساغه
|
|
به عسم ،
يبتغى أرنبا
|
٥٤ أهابك إجلالا ، وما بك قدرة
|
|
على ، ولكن
ملء عين حبيها
|
٧٠ سراة بنى أبى بكر تسامى
|
|
على كان
المسومة العراب
|
٧٦ فكن لى شفيعا يوم لا ذو شفاعة
|
|
بمغن فتيلا
عن سواد بن قارب
|
٨٦ عسى الكرب الذى أمسيت فيه
|
|
يكون وراءه
فرج قريب
|
٩١ كرب القلب من جواه يذوب
|
|
حين قال
الوشاة : هند غضوب
|
٩٣ فموشكة أرضنا أن تعود
|
|
خلاف الأنيس
وحوشا يبابا
|
١٠١ أم الحليس لعجوز شهربه
|
|
ترضى من
اللحم بعظم الرقبه
|
١٠٩ إن الشباب الذى مجد عواقبه
|
|
فيه نلذ ،
ولا لذات للشيب
|
١١١ هذا ـ لعمركم ـ الصغار بعينه
|
|
لا أم لى ـ إن
كان ذاك ـ ولا أب
|
١٢٧ وربيته حتى إذا ما تركته
|
|
أخا القوم
واستغنى عن المسح شاربه
|
١٣٠ كذاك أدبت حتى صار من خلقى
|
|
أنى وجدت
ملاك الشيمة الأدب
|
١٣٢ بأى كتاب أم بأية سنة
|
|
ترى حبهم
عارا على وتحسب؟
|
١٦٢ يمرون بالدها خفافا عيابهم
|
|
ويرجعن من
دارين بجر الحقائب
|
على حين ألهى
الناس جل أمورهم
|
|
فندلا زريق
المال ندل الثعالب
|
١٦٧ فمالى إلا آل أحمد شيعة
|
|
ومالى إلا
مذهب الحق مذهب
|
١٨٧ لئن كان برد الماء هيمان صاديا
|
|
إلى حبيبا
إنها لحبيب
|
١٩٤ أتهجر ليلى بالفراق حبيبها
|
|
وما كان نفسا
بالفراق تطيب؟
|
١٩٦ [فقلت ادع أخرى وارفع الصوت جهرة]
|
|
لعل أبى
المغوار منك قريب
|
٢٠٢ واه رأبت وشيكا صدع أعظمه
|
|
وربه عطبا
أنقذت من عطبه
|
٢٠٣ خلى الذنابات شمالا كثبا
|
|
وأم أو عال
كها أو أقربا
|
٢٠٥ تخيرن من أزمان يوم حليمة
|
|
إلى اليوم قد
جربن كل التجارب
|
٢٣٣ وما زال مهرى مزجر الكلب منهم
|
|
لدن غدوة حتى
دنت لغروب
|
٢٤١ نجوت وقد بل المرادى سيفه
|
|
من ابن أبى
شيخ الأباطح طالب
|
٢٨٢ فقالت لنا : أهلا وسهلا ، وزودت
|
|
جنى النحل بل
ما زودت منه أطيب
|
٢٨٧ وما أدرى أغيرهم تناء
|
|
وطول الدهر
أم مال أصابوا!؟
|
٢٩٨ فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا
|
|
فاذهب فما بك
والأيام من عجب
|
٣٢٠ تبصر خليلى هل ترى من ظعائن
|
|
[سوالك نقبابين حزمى شعبعب]
|
٣٣٢ لو لا توقع معتر فأرضيه
|
|
ما كنت أوثر
إترابا على ترب
|
٣٤٩ فأما القتال لا قتال لديكم
|
|
ولكن سيرا فى
عراض المواكب
|
٣٥٧ [كأنه السيل إذا اسلحبا]
|
|
مثل الحريق
وافق القصبا
|
حرف التاء المثناة
٤١ خبير بنو لهب ؛ فلا تك ملغيا
|
|
مقالة لهبى
إذا الطير مرت
|
٥٨ من يك ذابت فهذا بتى
|
|
مقيظ مصيف
مشتى
|
١١٥ ألا عمر ولى مستطاع رجوعه
|
|
فيرأب ما
أثأت يد الغفلات!
|
١٢٥ قد كنت أحجو أبا عمرو أخاثقة
|
|
حتى ألمت بنا
يوما ملمات
|
١٥٥ ليت ، وهل ينفع شيئا ليت؟!
|
|
ليت شبايا
يوع فاشتريت
|
٢٢٩ كلا أخى وخليلى واجدى عضدا
|
|
فى النائبات
وإلمام الملمات
|
٢٦٧ يا قوم قد حوقلت أو دنوت
|
|
وشر حيقال
الرجال الموت
|
حرف الجيم
١٩٨ شربن بماء البحر ، ثم ترفعت
|
|
متى لجج خضر
لهن نثيج
|
٢٥٩ عشية سعدى لو تراءت لراهب
|
|
بدومة تجر
دونه وحجيج
|
قلى دينه ،
واهتاج للشوق ؛ إنها
|
|
على الشوق
إخوان العزاء هيوج
|
حرف الحاء المهملة
٢٧ نحن الذون صبحوا الصباحا
|
|
يوم النخيل
غارة ملحاحا
|
٣٥ وقد كنت تخفى حب سمراء حقبة
|
|
فبح لان منها
بالذى أنت بائح
|
١١٦ [إذا اللقاح غدت ملقى أصرتها]
|
|
ولا كريم من
الولدان مصبوح
|
٢٨٤ إذا سايرت أسماء يوما ظعينة
|
|
فأسماء من
تلك الظعينة أملح
|
٣٢٤ يا ناق سيرى عنقا فسيحا
|
|
إلى سليمان
فنستريحا
|
٣٤٧ ولو أن ليلى الأخيلية سلمت
|
|
على ودونى
جندل وصفائح
|
لسلمت تسليم
البشاشة ، أوزقا
|
|
إليها صدى من
جانب القبر صائح
|
٣٥٠ [الآن بعد لجاجتى تلحوننى]
|
|
هلا التقدم
والقلوب صحاح
|
حرف الدال المهملة
٢ أزف الترحل ، غير أن ركابنا
|
|
لما تزل
برحالنا ، وكأن قد
|
٧ دعانى من نجد ؛ فإن سنينه
|
|
لعبن بنا
شيبا ، وشيبننا مردا
|
١٩ فقلت : أعيرانى القدوم ، لعلنى
|
|
أخط بها قبرا
لأبيض ماجد
|
٢١ قدنى من نصر الخبيبين قدى
|
|
ليس الإمام
بالشحيح الملحد
|
٢٤ رأيت بنى غبراء لا ينكروننى
|
|
ولا أهل هذاك
الطراف الممدد
|
٣١ من القوم الرسول الله منهم
|
|
لهم دانت
رقاب بنى معد
|
٤٩ قد ثكلت أمه من كنت واحده
|
|
وبات منتشبا
فى برثن الأسد
|
٥١ بنونا بنو أبنائنا ، وبناتنا
|
|
بنوهن أبناء
الرجال الأباعد
|
٥٦ لو لا أبوك ولو لا قبله عمر
|
|
ألقت إليك
معد بالمقاليد
|
٦٠ وأبرح ما أدام الله قومى
|
|
بحمد الله
منتطقا مجيدا
|
٦٣ وما كل من يبدى البشاشة كائنا
|
|
أخاك ، إذا
لم تلفه لك منجدا
|
٦٧ قنافذ هداجون حول بيوتهم
|
|
بما كان
إياهم عطية عودا
|
٧٥ أبناؤها متكنفون أباهم
|
|
حنقو الصدور
، وما هم أولادها
|
٨٨ كادت النفس أن تفيض عليه
|
|
إذ غدا حشو
ريطة وبرود
|
٩٤ أموت أسى يوم الرجام ، وإننى
|
|
يقينا لرهن
بالذى أنا كائد
|
٩٩ يلوموننى فى حب ليلى عواذلى
|
|
ولكننى من
حبها لعميد
|
١٠٠ مرو اعجالى فقالوا : كيف سيدكم؟
|
|
فقال من
سألوا : أمسى لمجهودا
|
١٠٤ شلت يمينك ؛ إن قتلت لمسلما
|
|
حلت عليك
عقوبة المتعمد
|
١١٧ رأيت الله أكبر كل شىء
|
|
محاولة
وأكثرهم جنودا
|
١١٩ دريت الوفى العهد يا عرو ؛ فاغتبط
|
|
فإن اغتياطا
بالوفاء حميد
|
١٢٨ رمى الحدثان نسوة آل حرب
|
|
بمقدار سمدن
له سمودا
|
فرد شعورهن
السود بيضا
|
|
ورد وجوههن
البيض سودا
|
١٤١ وخبرت سوداء الغميم مريضة
|
|
فأقبلت من
أهلى بمصر أعودها
|
١٥٠ كسا ملمه ذا الحلم أثواب سؤدد
|
|
ورقى نداه ذا
الندى فى ذرى المجد
|
١٥٦ لم يعن بالعلياء إلا سيدا
|
|
ولا شفى ذا
الغى إلا ذو هدى
|
١٦٠ إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب
|
|
جهارا فكن فى
الغيب أحفظ للعهد
|
وألغ أحاديث
الوشاة ؛ فقلما
|
|
يحاول واش
غير هجران ذى ود
|
١٦٦ [لما حططت الرحل عنها واردا]
|
|
علفتها تبنا
وماء باردا
|
١٨١ وبالجسم منى بينا لو علمته
|
|
شحوب وإن
تستشهدى العين تشهد
|
١٨٢ وما لام نفسى مثلها لى لائم
|
|
ولا سد فقرى
مثل ما ملكت يدى
|
٢٠١ فلا والله لا يلفى أناس
|
|
فتى حتاك يا
ابن أبى زياد
|
٢٦١ أتانى أنهم مزقون عرضى
|
|
جحاش
الكرملين لها فديد
|
٢٧٦ تزود مثل زاد أبيك فينا
|
|
فنعم الزاد
زاد أبيك زادا
|
٢٩٥ ماذا ترى فى عيال قد برمت بهم
|
|
لم أحص عدتهم
إلا بعداد؟
|
كانوا ثمانين
، أو زادوا ثمانية
|
|
لو لا رجاؤك
قد قتلت أولادى
|
٣٣٣ ألا أيهذا الزاجرى أحضر الوغى
|
|
وأن أشهد
اللذات هل أنت مخلدى
|
٣٣٤ متى تأته تعشو إلى ضوء ناره
|
|
تجد خير نار
عندها خير موقد
|
٣٤٠ من يكدنى بسيىء كنت منه
|
|
كالشجا بين
حلقه والوريد
|
|
٣٤٨ رهبان مدين والذين عهدتهم
|
|
يبكون من حذر
العذاب قعودا
|
لو يسمعون
كما سمعت كلامها
|
|
خروا لعزة
ركعا وسجودا
|
٣٥٥ أبصارهن إلى الشبان مائلة
|
|
وقد أراهن
عنى غير صداد
|
حرف الراء المهملة
١٣ أعوذ برب العرش من فئة بغت
|
|
على ، فمالى
عوض إلاه ناصر
|
١٤ وما علينا إذا ما كنت جارتنا
|
|
ألا يجاورنا
إلاك ديار؟
|
٥ بالباعث الوارث الأموات قد ضمنت
|
|
إياهم الأرض
فى دهر الدهارير
|
٢٨ فما آباؤنا بأمن منه
|
|
علينا اللاء
قد مهدوا الحجورا
|
٢٩ بكيت على سرب القطا إذ مررن بى
|
|
فقلت ومثلى
بالبكاء جدير
|
أسرب القطاهل
من يعير جناحه
|
|
لعلى إلى من
قد هويت أطير؟
|
٣٤ ما الله موليك فضل ، فاحمدنه به
|
|
فما لدى غيره
نفع ولا ضرر
|
٣٦ ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا
|
|
ولقد نهيتك
عن بنات الأوبر
|
٣٧ رأيتك لما أن عرفت وجوهنا
|
|
صددت وطبت
النفس يا قيس عن عمرو
|
٤٤ فأقبلت زحفا على الركبتين
|
|
فثوب نسيت ،
وثوب أجر
|
٤٨ كم عمة لك يا جرير وخالة
|
|
فدعاء قد
حلبت على عشارى
|
٥٠ إلى ملك ما أمه من محارب
|
|
أبوه ولا
كانت كليب تصاهره
|
٦٢ ألا يا اسلمى يا دارمى على البلى
|
|
ولا زال
منهلا بجرعائك القطر
|
٦٤ ببذل وحلم ساد فى قومه الفتى
|
|
وكونك إياه
عليك يسير
|
٨٥ فأبت إلى فهم ، وما كدت آئبا
|
|
وكم مثلها
فارقتها وهى تصفر؟
|
٨٧ عسى فرج يأتى به الله ؛ إنه
|
|
له كل يوم فى
خليقته أمر
|
١٠٦ واعلم فعلم المرء ينفعه
|
|
أن سوف يأتى
كل ما قدرا
|
١٢٠ تعلم شفاء النفس قهر عدوها
|
|
فبالغ بلطف
فى التحيل والمكر
|
١٣٧ نبئت زرعة والسفاهة كاسمها
|
|
يهدى إلى
غرائب الأشعار
|
١٤٤ رأين الغوانى الشبب لاح بعارضى
|
|
فأعرضن عنى
بالخدود النواضر
|
١٤٩ لما رأى طالبوه مصعبا ذعروا
|
|
وكاد ـ لو
ساعد المقدور ـ ينتصر
|
١٥٣ جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر
|
|
وحسن فعل كما
يجزى سنمار
|
١٦٩ هل الدهر إلا ليلة ونهارها
|
|
وإلا طلوع
الشمس ثم غيارها؟
|
١٧٢ وإذا تباع كريمة أو تشترى
|
|
فسواك بائعها
، وأنت المشترى
|
١٧٦ تركنا فى الحضيض بنات عوج
|
|
عواكف قد
خضعن إلى النسور
|
أبحنا حيهم
قتلا وأسرا
|
|
عدا الشمطاء
والطفل الصغير
|
١٩١ أنا ابن دارة معروفا بها نسبى
|
|
وهل بدارة يا
للناس من عار؟!
|
١٩٣ [بانت لتحزننا عفاره]
|
|
يا جارتا ما
أنت جاره
|
٢٠٧ وإنى لتعرونى لذكراك هزة
|
|
كما انتفض
العصفور بلله القطر
|
٢١٥ ربما الجامل المؤبل فيهم
|
|
وعناجيج
بينهن المهار
|
٢٢٥ دعوت لما نابنى مسورا
|
|
فلبى ، فلبى
يدى مسور
|
٢٣٢ تنتهض الرعدة فى ظهيرى
|
|
من لدن الظهر
إلى العصير
|
٢٣٨ أكل امرىء تحسبين امرءا
|
|
ونار توقد
بالليل نارا؟
|
٢٤٣ وفاق كعب بجير منقذ لك من
|
|
تعجيل تهلكة
والخلد فى سقر
|
٢٥١ إذا صح عون الخالق المرء لم يجد
|
|
عسيرا من
الآمال إلا ميسرا
|
٢٦٠ حذر أمورا لا تضير ، وآمن
|
|
ما ليس منجيه
من الأقدار
|
٢٦٣ ثم زادوا أنهم فى قومهم
|
|
غفر ذنبهم
غير فحر
|
٢٦٩ أرى أم عمرو دمعها قد تحدرا
|
|
بكاء على
عمرو ، وما كان أصبرا
|
٢٧٠ فذلك إن يلق المنية يلقها
|
|
حميدا ، وإن
يستغن يوما فأجدر
|
٢٧٢ خليلى ما أحرى بذى اللب أن يرى
|
|
صبورا ، ولكن
لا سبيل إلى الصبر
|
٢٧٤ تقول عرسى ، وهى لى فى عومره :
|
|
بئس امرأ ،
وإننى بئس المره
|
٢٨٠ ولست بالأكثر منهم حصى
|
|
وإنما العزة
للكاثر
|
٢٩٢ أقسم بالله أبو حفص عمر
|
|
[ما مسها من نقب ولا دبر
|
* فاغفر له اللهم إن كان فجر*]
|
٢٩٦ جاء الخلافة أو كانت له قدرا
|
|
كما أتى ربه
موسى على قدر
|
٣٠٠ فألفيته يوما يبير عدوه
|
|
ومجر عطاء
يستحق المعابرا
|
٣٠١ بات يعشيها بعضب باتر
|
|
يقصد فى
أسوقها وجائر
|
٣٠٩ فيا الغلامان اللذان فرا
|
|
إياكما أن
تعقبانا شرا
|
٣١١ يا تيم تيم عدى [لا أبالكم
|
|
لا يلقينكم
فى سوأة عمر]
|
٣١٥ لها بشر مثل الحرير ، ومنطق
|
|
رخيم الحواشى
لا هراء ولا نزر
|
٣١٦ لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره
|
|
طريف بن مال
ليلة الجوع والخصر
|
٣٢٢ لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى
|
|
فما انقادت
الآمال إلا لصابر
|
٣٣١ إنى وقتلى سليكا ثم أعقله
|
|
كالثور يضرب
لما عافت البقر
|
٣٣٥ أيان نؤمنك تأمن غيرنا ، وإذا
|
|
لم تدرك
الأمن منا لم تزل حذرا
|
٢٥٦ لست بليلى ، ولكنى نهر
|
|
لا أدلج
الليل ، ولكن أبتكر
|
٣٥٨ أألحق ـ إن دار الرباب تباعدت
|
|
أو انبت حبل
ـ أن قلبك طائر
|
حرف السين المهملة
٧ عددت قومى كعديد الطيس
|
|
إذ ذهب القوم
الكرام ليسى
|
٢٩ فأين إلى أين النجاة ببغلتى؟
|
|
أتاك أتاك
اللاحقون احبس احبس
|
حرف الضاد المعجمة
٣٢١ وممن ولدوا
|
|
عامر ذو
الطول وذو العرض
|
حرف الطاء المهملة
٢٨٧ حتى إذا جن الظلام واختلط
|
|
جاءوا بمذق
هل رأيت الذئب قط
|
حرف العين المهملة
٢٥ أطوف ما أطوف ثم آوى
|
|
إلى بيت
قعيدته لكاع
|
٣٢ من لا يزال شاكرا على المعه
|
|
فهو حر بعيشة
ذات سعه
|
٧٤ أبا خراشة ، أما أنت ذا نفر
|
|
فإن قومى لم
تأكلهم الضبع
|
٨٩ ولو سئل الناس التراب لأوشكوا
|
|
إذا قيل
هاتوا أن يملوا ويمنعوا
|
٩٢ سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما
|
|
وقد كربت
أعناقها أن تقطعا
|
١١٠ لا نسب اليوم ولا خلة
|
|
اتسع الخرق
على الراقع
|
١٤٥ [طوى النحز والأجراز ما فى غروضها]
|
|
وما بقيت إلا
الضلوع الجراشع
|
١٥٧ لا تجزعى إن منفس أهلكنه
|
|
فإذا هلكت
فبعد ذلك فاجزعى
|
١٦١ بعكاظ بعشى الناظرين
|
|
إذا هم لمحوا
شعاعه
|
١٦٨ فإنهم يرجون منه شفاعة
|
|
إذا لم يكن
إلا النبيون شافع
|
٢٢١ إذا قيل أى الناس شر قبيلة
|
|
أشارت كليب
بالأكف الأصابع
|
٢٢٦ أما ترى حيث سهيل طالعا
|
|
نجما يضىء
كالشهاب لامعا
|
٢٣٧ على حين عاتبت المشيب على الصبا
|
|
[فقلت : ألما تصح والشيب وازع؟]
|
٢٣٩ سقى الأرضين الغيث سهل وحزنها
|
|
[فنيطت عرى الآمال بالزرع والضرع]
|
٢٤٥ سبقوا هوى وأعنقوا لهواهم
|
|
فتخرموا ،
ولكل جنب مصرع
|
٢٤٨ فإنك والتأبين عروة بعد ما
|
|
دعاك وأيدينا
إليه شوارع
|
٢٤٩ لقد علمت أولى المغيرة أننى
|
|
كررت فلم
أنكل عن الضرب مسمعا
|
٢٥٠ أكفرا بعد رد الموت عنى
|
|
وبعد عطائك
المائة الرتاعا!
|
٢٨٩ يا ليتنى كنت صبيا مرضعا
|
|
تحملنى
الذلفاء حولا أكتعا
|
إذا بكيت
قبلتنى أربعا
|
|
إذا ظللت
الدهر أبكى أجمعا
|
٢٩٠ ............................
|
|
قد صرت
البكرة يوما أجمعا
|
٢٩٣ أنا ابن التارك البكرى بشر
|
|
عليه الطبر
ترقبه وقوعا
|
٣٠٢ ذرينى ؛ إن أمرك لن يطاعا
|
|
وما ألفيتى
حلمى مضاعا
|
٣٠٤ إن على الله أن تبايعا
|
|
تأتى كرها أو
تجىء طائعا
|
٣١٩ لا تهين الفقير علك أن
|
|
تركع يوما
والدهر قد رفعه
|
٣٢٦ يا ين الكرام ألا تدنو فتبصر ما
|
|
قد حدثوك ،
فماراء كمن سمعا!
|
٣٤٢ يا أقرع بن حابس يا أقرع
|
|
إنك إن يصرع
أخوك تصرع
|
٣٥١ تعدون عقر النيب أفضل مجدكم
|
|
بنى ضوطوى لو
لا الكمى المقنعا
|
حرف الفاء
٥٥ نحن بما عندنا ، وأنت بما
|
|
عندك راض ،
والرأى مختلف
|
٢٣٥ ومن قبل نادى كل مولى قرابة
|
|
فما عطفت
مولى عليه العواطف
|
٢٥٢ بعشرتك الكرام تعد منهم
|
|
فلا ترين
لغيرهم ألوفا
|
٢٥٣ تنفى يداها الحصى فى كل هاجرة
|
|
نفى الدراهيم
تنقاد الصياريف
|
٣١٨ من نثقفن منهم فليس بآيب
|
|
[أبدا ، وقتل بنى قتيبة شافى]
|
٣٣٠ ولبس عباءة وتقر عينى
|
|
أحب إلى من
لبس الشفوف
|
حرف القاف
٣ وقاتم الأعماق خاوى المخترق
|
|
[مشتبه الأعلام لماع الخفق]
|
٤٥ سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا
|
|
محياك أخفى
ضوؤه كل شارق
|
٩٠ يوشك من فر من منيته
|
|
فى بعض غراته
يوافقها
|
١٠٥ فلو أنك فى يوم الرخاء سألتنى
|
|
طلاقك لم
أبخل وأنت صديق
|
١٧٤ لديك كفيل بالمنى لمؤمل
|
|
وإن سواك من
يؤمله يشقى
|
٢٠٦ جارية لم تأكل المرفقا
|
|
ولم تذق من
البقول الفستقا
|
٢١٠ ..........................
|
|
لواحق
الأقراب فيها كالمقق
|
٢٦٥ هل أنت باعث دينار لحاجتا
|
|
أو عبد رب
أخاعون بن مخراق
|
٢٧٥ والتغلبيون بئس الفحل فحلهم
|
|
فحلا ، وأمهم
زلاء منطيق
|
٣٠٨ ضربت صدرها إلى ، وقالت :
|
|
يا عديا لقد
وقتك الأواقى
|
حرف الكاف
١٢٦ فقلت : أجرنى أبا مالك
|
|
وإلا فهبنى
امرأ هالكا
|
١٥٤ حيكت على نيربن إذ تحاك
|
|
تختبط الشوك
ولا تشاك
|
١٧٥ خلا الله لا أرجو سواك ، وإنما
|
|
أعد عيالى
شعبة من عيالكا
|
١٩٢ فلما خشيت أظافيرهم
|
|
نجوت ،
وأرهنهم مالكا
|
حرف اللام
١٢ تنورتها من أذرعات ، وأهلها
|
|
بيثرب ، أدنى
دارها نظر عالى
|
١٨ كمية جابر إذ قال : ليتى
|
|
أصادفه ،
وأفقد جل مالى
|
٢٦ وتبلى الأولى يستلئمون على الأولى
|
|
تراهن يوم
الروع كالحدإ القبل
|
٣٠ ما أنت بالحكم الترضى حكومته
|
|
ولا الأصيل
ولا ذى الرأى والجدل
|
٣٣ إذا ما لقيت بنى مالك
|
|
فسلم على
أيهم أفضل
|
٤٠ فخير نحن عند البأس منكم
|
|
إذا الداعى
المثوب قال : يا لا
|
٥٢ فيارب هل إلا بك النصر يرتجى
|
|
عليهم؟ وهل
إلا عليك المعول؟
|
٥٣ خالى لأنت ، ومن جرير خاله
|
|
ينل العلاء
ويكرم الأخوالا
|
٥٧ يذيب الرعب منه كل عضب
|
|
فلولا الغمد
يمسكه لسالا
|
٦٥ سلى إن جهلت الناس عناو عنهم
|
|
فليس سواء
عالم وجهول
|
٧١ أنت تكون ماجد نبيل
|
|
إذا تهب شمأل
بليل
|
٧٢ قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا
|
|
فما اعتذارك
من قول إذا قيلا؟
|
٧٧ وإن مدت الأيدى إلى الزاد لم أكن
|
|
بأعجلهم ، إذ
أجشع القوم أعجل
|
٨٢ إن المرء ميتا بانقضاء حياته
|
|
ولكن بأن
يبغى عليه فيخذلا
|
٩٥ فلا تلحنى فيها ؛ فإن بحبها
|
|
أخاك مصاب
القلب جم بلابله
|
١٠٧ علموا أن يؤملون ؛ فجادوا
|
|
قبل أن
يسألوا بأعظم سؤل
|
١١٤ ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد
|
|
إذا ألاقى
الذى لاقاه أمثالى؟
|
١١٨ علمتك الباذل المعروف ، فانبعثت
|
|
إليك بى
واجفات الشوق والأمل
|
١٢١ دعانى الغوانى عمهن ، وخلتنى
|
|
لى اسم ، فلا
أدعى به وهو أول
|
١٢٢ حسبت التقى والجود خير تجارة
|
|
رباحا ، إذا
ما المرء أصبح ثاقلا
|
١٢٣ فإن تزعمينى كنت أجهل فيكم
|
|
فإنى شريت
الحلم بعدك بالجهل
|
١٢٩ أرجو وآمل أن تدنو مودتها
|
|
وما إخال
لدينا منك تنويل
|
١٣١ أبو حنش يؤرقنى ، وطلق ،
|
|
وعمار ،
وآونة أثالا
|
أراهم رفقتى
، حتى إذا ما
|
|
تجافى الليل
وانخزل انخزالا
|
إذا أنا
كالذى يسعى لورد
|
|
إلى آل ، فلم
يدرك بلالا
|
١٤٣ يلوموننى فى اشتراء النخيل
|
|
أهلى فكلهم
يعذل
|
١٤٦ فلا مزنة ودقت ودقها
|
|
ولا أرض أبقل
إبقالها
|
١٥٢ جزى ربه عنى عدى بن حاتم
|
|
جزاء الكلاب
العاويات ، وقد فعل
|
١٥٨ فارسا ما غادروه ملحما
|
|
غير زميل ولا
نكس وكل
|
١٧٠ مالك من شيخك إلا عمله
|
|
إلا رسيمه
وإلا رمله
|
١٧٨ رأيت الناس ما حاشا قريشا
|
|
فإنا نحن
أفضلهم فعالا
|
١٨٠ فأرسلها العراك [ولم يذدها
|
|
ولم يشفق على
نغص الدخال]
|
١٨٥ يا صاح هل حم عيش باقيا فترى
|
|
لنفسك العذر
فى إبعادها الأملا؟
|
١٨٨ فإن تك أذواد أصبن ونسوة
|
|
فلن يذهبوا
فرغا بقتل حبال
|
١٩٥ ضيعت حزمى فى إبعادى الأملا
|
|
وما ارعويت ،
وشيبا رأسى اشتعلا
|
٢٠٤ ولا ترى بعلا ولا حلائلا
|
|
كه ولا كهن
إلا حاظلا
|
٢١١ أتنتهون ولن ينهى ذوى شطط
|
|
كالطعن يذهب
فيه الزيت والفتل
|
٢١٢ غدت من عليه بعد ماتم ظمؤها
|
|
تصل ، وعن
قيض بزيزاء مجهل
|
٢١٨ فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع
|
|
فألهيتها عن
ذى تمائم محول
|
٢٢٠ رسم دار وقفت فى طلله
|
|
كدت أفضى
الحياة من جلله
|
٢٢٨ إن للخبر وللشر مدى
|
|
وكلا ذلك وجه
قبل
|
٢٣٧ ............................
|
|
أفب من تحت
عريض من عل
|
٢٤٠ كما خط الكتاب بكف يوما
|
|
يهودى يقارب
أو يزيل
|
٢٤٦ بضرب بالسيوف رؤوس قوم
|
|
أزلنا هامهن
عن المقيل
|
٢٤٧ ضعيف النكاية أعداءه
|
|
يخال الفرار
يراخى الأجل
|
٢٥٧ كناطح صخرة يوما ليوهنها
|
|
فلم يضرها ،
وأوهى قرنه الوعل
|
٢٥٨ أخا الحرب لباسا إليها جلالها
|
|
وليس بولاج
الخوالف أعقلا
|
٢٦٤ الواهب المائة الهجان وعبدها
|
|
عوذا تزجى
بينها أطفالها
|
٢٧٨ فقلت : اقتلوها عنكم بمزاجها
|
|
وحب بها
مقتولة حين تقتل
|
٢٧٩ دنوت وقد خلناك كالبدر أجملا
|
|
فظل فؤادى عن
هواك مضللا
|
٢٨١ إن الذى سمك السماء بنى لنا
|
|
بيتا دعائمه
أعز وأطول
|
٢٨٣ ولا عيب فيها غير أن سريعها
|
|
قطوف ، وأن
لا شىء منهن أكسل
|
٢٩٧ قلت إذ أقبلت وزهر تهادى
|
|
كنعاج الفلا
تعسفن رملا
|
٣٠٥ ذا ، ارعواء ؛ فليس بعد اشتعال
|
|
الرأس شيبا
إلى الصبا من سبيل
|
٣١٢ يا زيد زيد اليعملات [الذبل
|
|
تطاول الليل
عليك فانزل]
|
٣١٣ تضل منه إبلى بالهوجل
|
|
فى لجه أمسّك
فلانا عن فل
|
٣٣٦ [صعدة نابتة فى حائر]
|
|
أينما الريح
تميلها تمل
|
٣٣٩ خليلى ، أنى تأنيانى تأنيا
|
|
أخا غير ما
يرضيكما لا يحاول
|
٣٤٦ لئن منيت بنا عن غب معركة
|
|
لا تلفنا عن
دماء القوم ننتفل
|
حرف الميم
٥ بأبه اقندى عدى فى الكرم
|
|
ومن يشابه
أبه فما ظلم
|
١٦ إذا قالت حذام فصدقوها
|
|
فإن القول ما
قالت حذام
|
٢٣ ذم المنازل بعد منزلة اللوى
|
|
والعيش بعد
أولئك الأيام
|
٣٨ غير لاه عداك ، فاطرح اللهو ،
|
|
ولا تغترر
بعارض سلم
|
٥٩ ينام بإحدى مقلتيه ، ويتقى
|
|
بأخرى المنايا
؛ فهو يقظان نائم
|
٦٦ لا طيب للعيش ما دامت منغصة
|
|
لذاته بادكار
الموت والهرم
|
٦٩ فكيف إذا مررت بدار قوم
|
|
وجيران لنا
كانوا كرام؟
|
٧٣ ندم البغاة ولات ساعة مندم
|
|
والبغى مرتع
مبتغيه وخيم
|
٨٤ أكثرت فى العذل ملحا دائما
|
|
لا تكثرن ؛
إنى عسيت صائما
|
٩٦ ما أعطيانى ولا سألتهما
|
|
إلا وإنى
لحاجزى كرمى
|
٩٧ وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا
|
|
إذا أنه عبد
القفا واللهازم
|
١١٢ فلا لغو ولا تأثيم فيها
|
|
وما فاهوا به
أبدا مقيم
|
١١٣ ألا ارعواء لمن ولت شييبته
|
|
وآذنت بمشيب
بعده هرم؟
|
١٢٤ فلا تعدد المولى شريكك فى الغنى
|
|
ولكنما
المولى شريكك فى العدم
|
١٣٣ ولقد نزلت فلا تظنى غيره
|
|
منى بمنزلة
المحب المكرم
|
١٣٤ متى تقول القلص الرواسما
|
|
يدنين أم
قاسم وقاسما؟
|
١٤٢ تولى قتال المارقين بنفسه
|
|
وقد أسلماه
مبعد وحميم
|
١٤٧ فلم يدر إلى الله ما هيجت لنا
|
|
عشية آناء
الديار وشامها
|
١٤٨ تزودت من ليلى بتكليم ساعة
|
|
فما زاد إلا
ضعف ما بى كلامها
|
١٥١ ولو أن مجدا أخلد الدهر واحدا
|
|
من الناس
أبقى مجده الدهر مطعما
|
١٥٩ تمرون الديار ولم تعوجوا
|
|
كلامكم على
إذا حرام
|
١٦٤ وأغفر عوراء الكريم ادخاره
|
|
وأعرض عن شتم
اللئيم تكرما
|
١٨٦ لا يركنن أحد إلى الإحجام
|
|
يوم الوغى
متخوفا لحمام
|
١٩٠ لقى ابنى أخويه خائفا
|
|
منجديه
فأصابوا مغنما
|
١٩٧ لعل الله فضلكم علينا
|
|
بشىء ؛ أن
أمكم شريم
|
٢١٣ ولقد أرانى للرماح دريئة
|
|
من عن يمينى
تارة وأمامى
|
٢١٤ فإن الحمر من شر المطايا
|
|
كما الخبطات
شر بنى تميم
|
٢١٦ ماوى يا ربتما غارة
|
|
شعواء
كاللذعة بالميسم
|
٢١٧ وننصر مولانا ، ونعلم أنه
|
|
كما الناس
مجروم عليه وجارم
|
٢١٩ بل بلد ملء الفجاج قتمه
|
|
لا يشترى
كتانة وجهرمه
|
٢٢٢ وكريمة من آل قيس ألفته
|
|
حتى تبذخ
فارتقى الأعلام
|
٢٢٣ مشين كما اهتزت رماح تسفهت
|
|
أعاليها مر
الرياح النواسم
|
٢٣٠ ألا تسألون الناس أيى وأيكم
|
|
غداة التقينا
كان خيرا وأكرما
|
٢٣٤ فريشى منكم ، وهواى معكم
|
|
وإن كانت
مودتكم لماما
|
٢٣٦ فساغ لى الشراب ، وكنت قبلا
|
|
أكاد أغص
بالماء الحميم
|
٢٤٢ ولئن حلفت على يديك لأحلفن
|
|
بيمين أصدق
من يمينك مقسم
|
٢٤٤ كأن برذون أبا عصام
|
|
زيد حمار دق
باللجام
|
٢٥٤ حتى تهجر فى الرواح ، وهاجها
|
|
طلب المعقب
حقه المظلوم
|
٢٥٦ وكم مالىء عينيه من شىء غيره
|
|
إذا راح نحو
الجمرة البيض كالدمى
|
٢٦٢ ...........................
|
|
أوالفا مكة
من ورق الحمى
|
٢٧١ وقال نبى المسلمين : تقدموا
|
|
وأحبب إلينا
أن تكون المقدما
|
٣٠٣ أوعدنى بالسجن والأداهم
|
|
رجلى ، فرجلى
شثنة المناسم
|
٣٠٧ سلام الله يا مطر عليها
|
|
وليس عليك يا
مطر السلام
|
٣١٠ إنى إذا ما حدث ألما
|
|
أقول : يا
اللهم ، يا اللهما
|
٣١٧ يحسبه الجاهل ما لم يعلما
|
|
شيخا على
كرسيه معمما
|
٣٢٣ وكنت إذا غمزت قناة قوم
|
|
كسرت كعوبها
أو تستقيما
|
٣٢٨ لا تنه عن خلق وتأتى مثله
|
|
عار عليك ـ إذا
فعلت ـ عظيم
|
٣٤١ وإن أتاه خليل يوم مسألة
|
|
يقول : لا
غائب مالى ، ولا حرم
|
٣٤٢ فإن يهلك أبو قابوس يهلك
|
|
ربيع الناس
والبلد الحرام
|
ونأخذ بعده
بذناب عيش
|
|
أجب الظهر ،
ليس له سنام
|
٣٤٤ ومن يقترب منا ويخضع نؤوه
|
|
ولا يخش ظلما
ما أقام ولا هضما
|
٣٤٥ فطلقها فلست لها بكفء
|
|
وإلا يعل
مفرقك الحسام
|
٣٥٢ أتوا نارى فقلت : منون أنتم؟
|
|
فقالوا :
الجن ، قلت : عموا ظلاما
|
٣٥٩ [ألا طرقتنا مية بنة منذر]
|
|
فما أرق
النيام إلا كلامها
|
حرف النون
٨ عرفنا جعفرا وبنى أبيه
|
|
وأنكرنا
زعانف آخرين
|
٩ أكل الدهر حل وارتحال
|
|
أما يبقى على
ولا يقينى؟
|
وماذا يبتغى
الشعراء منى
|
|
وقد جاوزت حد
الأربعين؟
|
١١ أعرف منها الجيد والعينانا
|
|
ومنخرين
أشبها ظبيانا
|
٢٠ أيها السائل عنهم وعنى
|
|
لست من قيس ،
ولا قيس منى
|
٣٩ غير مأسوف على زمن
|
|
ينقضى بالهم
والحزن
|
٤٢ قومى ذرا المجد بانوها ، وقد علمت
|
|
بكنه ذلك
عدنان وقحطان
|
٤٣ لك العز إن مولاك عز ، وإن يهن
|
|
فأنت لدى
بحبوحة الهون كائن
|
٤٧ لو لا اصطبار لأودى كل ذو مقة
|
|
لما استقلت
مطاياهن للظعن
|
٦١ صاح شمر ، ولا تزل ذاكر المو
|
|
ت ، فنسيانه
ضلال مبين
|
٦٨ فأصبحوا والنوى عالى معرسهم
|
|
وليس كل
النوى تلقى المساكين
|
٧٩ نصرتك إذ لا صاحب غير خاذل
|
|
فبوئت حصنا
بالكماة حصينا
|
٨١ إن هو مستوليا على أحد
|
|
إلا على أضعف
المجانين
|
١٠٣ ونحن أباة الضيم من آل مالك
|
|
وإن مالك
كانت كرام المعادن
|
١٠٨ وصدر مشرق النحر
|
|
كأن ثدياه
حقان
|
١٣٥ أجهالا تقول بنى لؤى
|
|
لعمر أبيك ،
أم متجاهلينا؟
|
١٣٦ قالت وكنت رجلا فطينا :
|
|
هذا لعمر
الله إسرائينا
|
١٣٨ وما عليك إذا أخبرتنى دنفا
|
|
وغاب بعلك
يوما أن تعودينى؟
|
١٤ وأنبئت قيسا ولم أبله
|
|
كما زعموا
خير أهل اليمن
|
١٦٤ فليت لى بهم قوما إذا ركبوا
|
|
شنوا الإغارة
فرسانا وركبانا
|
١٧١ ولا ينطق الفحشاء من كان منهم
|
|
إذا جلسوا
منا ولا من سوائنا
|
١٧٣ ولم يبق سوى العدوا
|
|
ن دناهم كما
دانوا
|
١٧٧ حاشا قريشا ؛ فإن الله فضلهم
|
|
على البربة
بالإسلام والدين
|
١٨٣ نجيت يا رب نوحا واستجبت له
|
|
فى فلك ما
خرفى اليم مشحونا
|
وعاش يدعو
بآيات مبينة
|
|
فى قومه ألف
عام غير خمسينا
|
١٩٩ أتطمع فينا من أراق دماءنا
|
|
ولولاك لم
يعرض لأحسابنا حسن؟
|
٢٠٨ لاه ابن عمك ، لا أفضلت فى حسب
|
|
عنى ، ولا
أنت ديانى فتخزونى
|
٢٢٤ إنك لو دعوتنى ودونى
|
|
زوراء ذات
مترع بيون
|
* لقلت «لبيه» لمن يدعونى*
|
٢٥٥ قد كنت داينت بها حسانا
|
|
مخافة
الإفلاس والليانا
|
٢٧٣ لنعم موئلا المولى إذا حذرت
|
|
بأساء ذى
البغى واستيلاء ذى الإحن
|
٢٨٦ ولقد أمر على اللئيم بسبنى
|
|
فمضيت ، ثمت
قلت : لا يعنبنى
|
٢٩٤ لعمرك ما أدرى وإن كنت داريا
|
|
بسبع رمين
الجمر أم بثمان
|
٢٩٩ إذا ما الغانيات برزن يوما
|
|
وزججن
الحواجب والعيونا
|
٣٢٥ رب وفقنى فلا أعدل عن
|
|
سنن الساعين
فى خير سنن
|
٣٢٧ فقلت : ادعى وأدعو ، إن أندى
|
|
لصوت أن
ينادى داعيان
|
٣٣٨ حيثما تستقم يقدر لك الله
|
|
نجاحا فى
غابر الأزمان
|
٣٥٤ وحملت زفرات الضحى فأطقتها
|
|
ومالى بزفرات
العشى يدان
|
حرف الهاء
٦ إن أباها وأبا أباها
|
|
قد بلغا فى
المجد غايتاها
|
١٦٦ علفتها تبنا وماء باردا
|
|
[حتى غمدت همالة عيناها]
|
حرف الهاء
٢٠٩ إذا رضيت على بنو قشير
|
|
لعمر الله
أعجبنى رضاها
|
٢٧٤ تقول عرسى ، وهى لى فى عومره :
|
|
بئس امرأ ،
وإننى بئس المره
|
٣١٤ ألا يا عمرو عمراه
|
|
وعمرو بن
الزبيراه
|
حرف الواو
٢٠٠ وكم موطن لو لاى طحت كما هوى
|
|
بأجرامه من
قنة النيق منهوى
|
حرف الألف اللينة
٢٣١ فأومأت إيماء خفيا لحبتر
|
|
فلله عينا
حبتر أيما فتى
|
حرف الياء المثناة التحتية
٤٤ فإما كرام موسرون لقيتهم
|
|
فحسبى من ذو
عندهم ما كفانيا
|
٧٨ تعز فلا شىء على الأرض باقيا
|
|
ولا وزر مما
قضى الله واقيا
|
٨٠ بدت فعل ذى ود ، فلما تبعتها
|
|
تولت ، وبقت
حاجتى فى فؤاديا
|
وحلت سواد
القلب ، لا أنا باغبا
|
|
سواها ، ولا
عن حبها متراخيا
|
٩٨ لتقعدن مقعد القصى
|
|
منى ذى
القاذورة المقلى
|
أو تحلفى
بربك العلى
|
|
أنى أبو
ذيالك الصبى
|
١٨٤ ما حم من موت حمى واقيا
|
|
ولا ترى من
أحد باقيا
|
١٨٩ تقول ابنتى : إن انطلاقك واحدا
|
|
إلى الروع
يوما تاركى لا أباليا
|
٢٦٦ باتت تنزى دلوها تنزيا
|
|
كما تنزى
شهلة صبيا
|
٢٦٨ ومستبدل من بعد غضيا صريمة
|
|
فأحربه من
طول فقر وأحريا
|
٢٧٧ ألا حبذا أهل الملا ، غير أنه
|
|
إذا ذكرت مى
فلا حبذا هيا
|
٢٨٥ مررت على وادى السباع ، ولا أرى
|
|
كوادى السباع
حين يظلم وادايا
|
أقل به ركب
أتوه تئية
|
|
وأخوف إلا ما
وقى الله ساريا
|
٣٠٦ أيا راكبا إما عرضت فبلغن
|
|
نداماى من
نجران أن لا تلاقيا
|
٣٣٧ وإنك إذ ما تأت ما أنت آمر
|
|
به تلف من
إياه تأمر آتيا
|
تمت فهرس الشواهد الواردة فى شرح ابن عقيل
مرتبة على حروف المعجم حسب القوافى
فهرس الموضوعات
|
حروف الجر
|
٤٣
|
تكون الإضافة بمعنى اللام ، أو من ،
أو فى
|
٣
|
عدة حروف الجر
|
٤٤
|
الإضافة على ضربين : لفظية ، ومعنوية
|
ـ
|
«كى» تكون حرف جر فى موضعين
|
٤٥
|
الإضافة اللفظية ، وهى غير المحضة
|
٤
|
«لعل» حرف جر عند عقيل
|
٤٦
|
متى يجوز اقتران المضاف بأل؟
|
٦
|
«متى» حرف جر عند هذيل
|
٤٨
|
لا يضاف اسم إلى ما اتحد به معنى
|
٧
|
«لو لا» حرف جر عند سيبويه
|
٤٩
|
يكتسب المضاف من المضاف إليه التأنيث
أو التذكير بشروط
|
١٠
|
من حروف الجر سبعة أحرف تختص بالظاهر
|
٥١
|
من الأسماء ما تجب إضافته ، ومنها ما
تجوز إضافته
|
١٥
|
معانى «من» الجارة
|
٥٢
|
مما تجب إضافته ما يلزم الإضافة
للضمير
|
١٨
|
تأنى «من» والباء بمعنى بدل
|
٥٥
|
مما تجب إضافته ما يلزم الإضافة للجمل
؛ ومنها ما تجوز إضافته إليها
|
١٩
|
معانى اللام الجارة
|
٥٨
|
ما تجوز إضافته إلى الجمل يجوز بناؤه
|
٢١
|
معانى الباء الجارة
|
٦٠
|
مما تجب إضافته ما يلزم الإضافة إلى
الجمل الفعلية
|
٢٢
|
معانى «على» و «عن» الجارتين
|
٦١
|
كلا وكلتا يلزمان الإضافة إلى معرفة
مثنى
|
٢٥
|
معانى الكاف الجارة
|
٦٣
|
«أى» تلزم الإضافة ، وتضاف إلى المفرد
فى مواضع ، ومعانى «أى»
|
٢٧
|
استعملت الكاف وعن وعلى أسماء
|
٦٦
|
«لدن» و «مع» وما يضافان إليه
|
٣٠
|
«مذ» و «منذ» يكونان اسمين فى موضعين
، ويكونان حرف جر
|
٧١
|
«غير» و «قبل وبعد» ونظائرهما
|
٣١
|
تزاد «ما» بعد من وعن والباء ، فلا
تكفها عن عمل الجر
|
٧٦
|
قد يحذف المضاف ، ويبقى المضاف إليه
مجرورا
|
٣٢
|
تزاد «ما» بعد رب والكاف ، فتكفهما ،
ويقل إعمالهما معها
|
٧٨
|
قد يحذف المضاف إليه ، ويبقى المضاف
بحاله غير منون
|
٣٥
|
تحذف «رب» ويبقى عملها بعد ثلاثة أحرف
|
٨٢
|
الفصل بين المضاف والمضاف إليه
|
٣٩
|
الجر بغير رب محذوفا على نوعين : غير
مطرد ، ومطرد
|
|
|
|
الإضافة
|
|
|
٤٣
|
ما يحدث لأجل الإضافة
|
|
|
|
المضاف إلى ياء المتكلم
|
|
أبنية المصادر
|
٨٩
|
ما يفعل بآخر الاسم عند إضافته للياء
|
١٢٣
|
مصدر الثلاثى المتعدى
|
٩٠
|
هذيل تقلب ألف المقصور ياء ، عند
إضافته لياء المتكلم ، وتدغمهما إعمال المصدر
|
١٢٣
|
مصدر اللازم من الثلاثى المكسور العين
|
٩٣
|
يعمل المصدر عمل فعله فى موضعين
|
١٢٤
|
مصدر الثلاثى المفتوح العين اللازم
|
٩٤
|
المصدر يعمل فى ثلاثة أحوال : مضافا
ومقترنا بأل ، ومجردا منهما
|
١٢٥
|
مصدر الثلاثى المضموم العين
|
٩٨
|
اسم المصدر وعمله ، والشاهد لذلك
|
١٢٦
|
يأتى مصدر الثلاثى على غير ما
|
١٠١
|
يضاف المصدر إلى أحد معموليه ، ثم
يؤتى بالآخر
|
|
ذكر سماعا
|
١٠٣
|
إذا أتبع ما أضيف المصدر إليه جاز فى
التابع مراعاة لفظ المتبوع أو محله إعمال اسم الفاعل
|
١٢٨
|
مصدر غير الثلاثى مقيس ، وأوزانه
|
١٠٦
|
اسم الفاعل على ضربين : مقترن بأل ،
ومجرد منها ، ومتى يعمل بلا شرط؟ وشروط عمل ما يعمل بشرط
|
١٣٢
|
اسم المرة ، واسم الهيأة
|
١١٠
|
اسم الفاعل المقترن بأل ، واختلاف
النحاة فيه
|
|
أبنية اسم الفاعل واسم المفعول
|
١١١
|
صيغ المبالغة تعمل عمل اسم الفاعل
|
١٣٤
|
اسم الفاعل من الثلاثى على وزن فاعل
|
١١٦
|
المثنى والمجموع من أسماء الفاعلين
يعملان عمل مفردهما
|
١٣٥
|
قياس اسم الفاعل من فعل المضموم العين
ومن فعل المكسور العين اللازم
|
١١٨
|
تجوز إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله
ونصبه إياه
|
١٣٦
|
اسم الفاعل من غير الثلاثى
|
١١٨
|
حكم تابع ما أضيف اسم الفاعل إليه
إعمال اسم المفعول
|
١٣٧
|
اسم المفعول من غير الثلاثى
|
١٢١
|
كل ما تقرر لاسم الفاعل يعطى اسم
المفعول ، غير أنه يعمل عمل الفعل المبنى للمجهول
|
١٣٧
|
بناء اسم المفعول من الثلاثى
|
١٢٢
|
قد يضاف اسم المفعول إلى مرفوعه
|
١٣٨
|
ينوب عن المفعول وزن فعيل
|
|
|
|
الصفة المشبهة
|
|
|
١٤٠
|
علامة الصفة المشبهة جر فاعلها بها
|
|
|
١٤١
|
تصاغ الصفة المشبهة من الفعل اللازم
بشرط كونه للحال
|
|
|
١٤١
|
تعمل الصفة المشبهة عمل اسم الفاعل
المتعدى
|
|
|
١٤٢
|
لا يتقدم معمول الصفة المشبهة عليها ،
ولا تعمل فى أجنبى.
|
|
|
١٤٣
|
ما يجوز فى معمول الصفة المشبهة من
وجوه الإعراب ، وأحوال معمولها
|
|
|
|
التعجب
|
|
|
١٤٧
|
للتعجب صيغتان وإعراب كل منهما
|
١٥٠
|
يجوز حذف المتعجب منه ، بشرط وضوح
المعنى
|
١٧٥
|
يتوصل إلى التفضيل مما لم يستكمل
الشروط بما يتوصل به إلى التعجب منه
|
١٥٣
|
شروط ما يصاغ منه فعل التعجب سبعة
|
١٧٦
|
أفعل التفضيل على ثلاثة أنواع : مضاف
، ومقترن بأل ، ومجرد منهما وحكم كل نوع من هذه الأنواع
|
١٥٤
|
ما يتوصل به إلى التعجب من فاقد شرط
من الشروط
|
١٨٣
|
لا تتقدم «من» الجارة للمفضول على
أفعل التفضيل ، إلا أن يكون مجرورها اسم استفهام ، وندر فى غير ذلك
|
١٥٥
|
قد شذ مجىء فعل التعجب مما لم يستكمل
الشرط
|
٨٧
|
لا يرفع أفعل التفضيل الظاهر إلا فى
مسألة الكحل
|
١٥٦
|
لا يتقدم معمول فعل التعجب عليه ، ولا
يفصل بين «ما» وفعل التعجب إلا بالظروف وشبهه
|
|
النعت
|
|
نعم وبئس ، وما جرى مجراهما
|
١٩٠
|
تعريف التابع ، وأنواعه
|
١٦٠
|
نعم وبئس فعلان جامدان ، خلافا
للكوفيين
|
١٩١
|
تعريف النعت ، وما يجىء له
|
١٦١
|
فاعل نعم وبئس على ثلاثة أنواع
|
١٩٢
|
الأمور التى يتبع النعت متبوعه فيها
|
١٦٣
|
اختلاف النحاة فى الجمع بين التمييز
والفاعل الظاهر فى كلام واحد
|
١٩٤
|
لا يكون النعت إلا مشتقا أو شبهه
|
١٦٦
|
إذا وقعت «ما» بعد «نعم» فما إعراب «ما»؟
|
١٩٥
|
قد يكون النعت جملة ، وشروط ذلك
|
١٦٦
|
المخصوص بالذم أو بالمدح ، وإعرابه
|
١٩٨
|
لا تكون جملة النعت طلبية ، والفرق
بينها وبين جملة الخبر
|
١٦٨
|
تستعمل «ساء» بمعنى «بئس» ويجوز أن
تغير كل فعل ثلاثى إلى مثال كرم للمدح أو للذم
|
٢٠٠
|
قد يكون النعت مصدرا منكرا ؛ فيجب فيه
الإفراد والتذكير
|
١٦٩
|
يقال فى المدح «حبذا» وفى الذم «لا
حبذا» واختلاف العلماء فى إعرابهما
|
٢٠١
|
تعدد النعت لمتعدد
|
|
أفعل التفضيل
|
٢٠٢
|
نعت معمولى عاملين متحدين فى المعنى
والعمل يجب إتباعه
|
١٧٤
|
يشترط فيما يصاغ منه أفعل التفضيل نفس
الشروط التى تشترط لصياغة فعل التعجب
|
٢٠٣
|
تعدد النعت لمنعوت واحد
|
|
|
٢٠٤
|
النعت المقطوع يرفع أو ينصب بعامل
محذوف وجوبا
|
|
|
٢٠٥
|
يجوز حذف ما علم من نعت أو منعوت
|
|
التوكيد
|
٢٢٧
|
«ثم» للترتيب مع التراخى
|
٢٠٦
|
التوكيد لفظى ومعنوى ، والمعنوى على
ضربين : أولهما التوكيد بالنفس أو بالعين لرفع احتمال تقدير مضاف للمتبوع
|
٢٢٨
|
ما تختص به الفاء
|
٢٠٧
|
ثانيهما التوكيد بكل وبكلا وكلتا
|
٢٢٨
|
«حتى»
|
٢٠٨
|
قد يؤكد بعد كل بأجمع وفروعه
|
٢٢٩
|
«أم» وأنواعها
|
٢٠٩
|
وقد يؤكد بأجمع وفروعه دون كل
|
٢٣١
|
«أو» ومعانيها
|
٢١١
|
توكيد النكرة
|
٢٣٤
|
«تأتى» «إما» لما تأتى له «أو»
|
٢١٢
|
هل يؤكد المثنى بمثنى أجمع وجمعاء؟
|
٢٣٥
|
«لكن» و «لا» و «بل»
|
٢١٢
|
توكيد الضمير المتصل المرفوع
|
٢٣٦
|
العطف على الضمير المرفوع المتصل
|
٢١٣
|
التوكيد اللفظى
|
٢٣٩
|
العطف على الضمير المخفوض
|
٢١٥
|
توكيد الضمير المتصل توكيدا لفظيا
|
٢٤١
|
قد يحذف كل من الفاء والواو مع معطوفه
|
٢١٥
|
توكيد الحروف توكيدا لفظيا
|
٢٤٣
|
قد يحذف المعطوف عليه
|
٢١٦
|
يجوز أن يؤكد بضمير الرفع المنفصل كل
ضمير
|
٢٤٤
|
يعطف الفعل على الاسم المشبه للفعل
والعكس البدل
|
|
العطف
|
٢٤٧
|
تعريف البدل ، وأنواعه
|
٢١٨
|
العطف ضربان : عطف نسق ، وعطف بيان
|
٢٥٠
|
متى يجوز إبدال الظاهر من الضمير؟
|
٢١٨
|
تعريف عطف البيان ، والاستشهاد له
|
٢٥٢
|
حكم البدل من اسم الاستفهام
|
٢٢٠
|
يوافق عطف البيان ما قبله فيما يوافق
النعت منعوته فيه
|
٢٥٣
|
يبدل الفعل من الفعل
|
٢٢١
|
كل ما صح جعله عطف بيان صح جعله بدلا
، إلا فى مسألتين عطف النسق
|
|
النداء
|
٢٢٤
|
تعريفه ، ومثاله
|
٢٥٥
|
حرف النداء ، ومواضع استعمالها
|
٢٢٥
|
حرف العطف على ضربين : ما يشرك لفظا
وحكما ، وما يشرك لفظا فقط
|
٢٥٦
|
متى يجوز حذف حرف النداء؟
|
٢٢٦
|
الواو لمطلق الجمع
|
٢٥٨
|
أنواع المنادى ، وحكم كل نوع
|
٢٢٧
|
الفاء للترتيب بلا مهلة
|
٢٦١
|
حكم المنادى العلم الموصوف بابن
|
|
|
٢٦٢
|
إذا اضطر الشاعر إلى تنوين المنادى
المبنى جاز له رفعه ونصبه
|
|
|
٢٦٣
|
لا يجمع بين حرف النداء و «أل» إلا فى
موضعين
|
|
|
٢٦٦
|
أحكام تابع المنادى
|
|
|
٢٧٤
|
أحكام المنادى المضاف إلى ياء المتكلم
|
٢٧٧
|
أسماء لازمت النداء الاستغاثة
|
٢٩٨
|
مثال الاختصاص
|
٢٨٠
|
يجر المستغاث بلام جر مفتوحة
|
٢٩٨
|
إعراب المخصوص
|
٢٨١
|
تكسر اللام مع المستغاث له ، مع
المعطوف على المستغاث إذا لم تتكرر معه «يا»
|
|
التحذير ، والإغراء
|
٢٨١
|
تحذف لام المستغاث ويؤتى بألف بدلها
|
٣٠٠
|
تعريف التحذير
|
|
الندبة
|
ـ
|
أنواعه ، وحكم كل نوع
|
٢٨٢
|
تعريف المندوب ، وما يجوز ندبه ، وما
لا يجوز
|
٣٠٠
|
تحذير المتكلم نفسه شاذ ، وتحذير
الغائب أشذ
|
٢٨٣
|
يلحق بآخر المندوب ألف وبيان ما يحذف
لأجل هذه الألف
|
٣٠١
|
الإغراء : معناه ، وحكمه أسماء
الأفعال والأصوات
|
٢٨٣
|
يضبط ما قبل ألف الندبة بالفتح إلا إن
أوهم
|
٣٠٢
|
معنى كون اللفظ اسم فعل
|
٢٨٤
|
تجوز زيادة هاء بعد ألف الندبة عند
الوقف ، وزيدت الهاء فى الوصل شذوذا
|
٣٠٣
|
من أسماء الأفعال ما هو ظرف أو جار
ومجرور فى الأصل ، ومنها ما يكون مصدرا
|
|
الترخيم
|
٣٠٤
|
يثبت لاسم الفعل ما ثبت للفعل الذى
ينوب هو عنه
|
٢٨٧
|
تعريف الترخيم
|
٣٠٥
|
المنون من أسماء الأفعال نكرة ، وما
لم ينون معرفة
|
٢٨٨
|
بيان ما يجوز ترخيمه ، وما لا يجوز
|
٣٠٥
|
النوعان مبنيان
|
٢٩٠
|
يحذف مع الآخر للترخيم ما اتصل بالآخر
بشروط
|
٣٠٦
|
أسماء الأصوات
|
٢٩١
|
ترخيم المركب ، وترخيم الجملة
|
|
نونا التوكيد
|
٢٩٢
|
يجوز فى الاسم المرخم لغتان ، وقد
تتعين واحدة
|
٣٠٨
|
النونان ، وما يؤكد بهما من الأفعال
وما لا يؤكد ، وحكم الفعل الذى يؤكد بهما
|
٢٩٤
|
ترخيم غير المنادى للضرورة
|
٣١٢
|
أحكام اتصال الفعل المسند إلى الضمائر
بالنونين ، صحيحا كان أو معتلا
|
|
الاختصاص
|
٣١٥
|
لا تقع النون الخفيفة بعد الألف
|
٢٩٧
|
الاختصاص يشبه النداء لفظا ويخالفه من
ثلاثة أوجه
|
٣١٦
|
تزاد ألف فارقة بين نون النسوة زنون
التوكيد.
|
|
|
٣١٧
|
تحذف النون الخفيفة إذا وليها ساكن
|
٣١٩
|
تحذف النون الخفيفة فى الوقف بعد
الضمة والكسرة
|
٣٤٣
|
بعض العرب يهمل أن ، حملا على «ما»
المصدرية
|
|
ما لا ينصرف
|
٣٤٣
|
من نواصب المضارع إذن بشروط
|
٣٢٠
|
ينقسم الاسم إلى منصرف وغير منصرف ،
وعلامة المنصرف
|
٣٤٥
|
تنصب أن مضمرة بعد اللام وأو
|
٣٢١
|
سبب منع الاسم من الصرف
|
٣٤٩
|
تنصب مضمرة بعد حتى
|
٣٢٢
|
ألف التأنيث تمنع صرف الاسم
|
٣٤٩
|
وتنصب مضمرة بعد الفاء فى جواب واحد
من ثمانية أشياء
|
٣٢٢
|
الوصفية وزيادة الالف والنون
|
٣٥٢
|
واو المعية كالفاء فيما ذكر
|
٣٢٣
|
الوصفية ووزن الفعل
|
٣٥٥
|
إذا سقطت الفاء بعد غير النفى
|
٣٢٤
|
الوصفية العارضه لا تأثير لها ،
وبعضهم يعتبرها
|
|
جزم المضارع
|
٣٢٥
|
الوصية والعدل
|
٣٥٦
|
شرط الجزم بعد النهى أن تضع إن ولا
بين النهى والمضارع
|
٣٢٦
|
صيغة منتهى الجموع
|
٣٥٨
|
إذا عطف فعل مضارع على اسم خالص جاز
فيه النصب بأن مذكورة أو محذوفة
|
٣٢٩
|
العلمية والتركيب المزجى
|
٣٦٢
|
يشذ نصب المضارع بأن محذوفة فى غير
المواضع المذكورة
|
٣٣٠
|
العلمية وزيادة الألف والنون ،
|
|
عوامل الجزم
|
٣٣٠
|
العلمية والتأنيث
|
٣٦٤
|
الأدوات الجازمة ضربان والاستشهاد لكل
أداة منها
|
٣٣٢
|
العلمية والعجمة
|
٣٧٠
|
الأدوات التى تقتضى فعلين قد يكون
الفعلان معها ماضيين أو مضارعين أو متخالفين
|
٣٣٢
|
العلمية ووزن الفعل
|
٣٧٣
|
إذا كان فعل الشرط ماضيا جاز فى
الجواب الرفع إذا كان الجواب مضارعا
|
٣٣٤
|
حكم العلمية وألف الإلحاق المقصورة
والممدودة
|
٣٧٥
|
إذا كان الجواب لا يصلح لأن يكون شرطا
وجب اقترانه بالفا
|
٣٣٦
|
العلم المؤنث الموازن لقطام ، وحكمه ،
واختلاف لغات العرب فيه
|
٣٧٦
|
إذا الفجائية تقوم مقام الفاء
|
٣٣٨
|
يصرف الممنوع من الصرف ، ويمنع
المصروف للضروة
|
|
|
|
إعراب الفعل
|
|
|
٣٤١
|
يرفع المضارع إذا تجرد من النواصب
والجوازم
|
|
|
٣٤١
|
من نواصب المضارع لن أون
|
|
|
٣٧٦
|
إذا عطف مضارع بالفاء أو الواو على
جواب الشرط جاز فيه ثلاثة أوجه
|
٤٠١
|
يشترط فى الاسم الذى يراد الإخبار عنه
أربعة شروط
|
٣٧٨
|
إذا توسط المضارع المقرون بالفاء أو
الواو بين الشرط والجزاء جاز فيه وجهان
|
٤٠٢
|
لا يخبر الإخبار بالألف واللام إلا عن
اسم فى جملة فعلية
|
٣٨٠
|
يحذف جواب الشرط إذا دل عليه دليل
|
٤٠٣
|
إذا رفعت صلة أل ضميرا عائدا على غير
أل وجب فصله
|
٣٨١
|
إذا اجتمع شرط وقسم حذف جواب المتأخر
منهما
|
|
العدد
|
٣٨٣
|
يترجح الشرط إذا تقدمهما مبتدأ ، وقد
يترجح وإن لم يسبقهما ذو خبر فصل فى لو
|
٤٠٥
|
الثلاثة والعشرة وما بينهما ،
وتمييزها
|
٣٨٥
|
تستعمل «لو» استعمالين
|
٤٠٧
|
تمييز العدد المركب
|
٣٨٧
|
تختص لو الشرطية بالفعل
|
٤١١
|
تمييز العدد المفرد ، والمعطوف
|
|
إذا وقع بعد لو الشرطية مضارع انصرف
إلى الماضى
|
٤١٢
|
إضافة العدد المركب إلى غير مميزه
|
|
أما ، ولو لا ، ولوما
|
٤١٣
|
صياغة فاعل من العدد على وجوه
|
٣٩٠
|
«أما» حرف شرط وتفصيل ، ويجب اقتران
تالى تاليها بالفاء وقد تحذف هذه الفاء فى الضرورة
|
|
كم ، وكأى ، وكذا
|
٣٩٣
|
للولا ولوما استعمالان
|
٤٢٠
|
«كم» الاستفهامية
|
٣٩٤
|
قد يلى أداة التحضيض اسم معمول لفعل
محذوف
|
٤٢١
|
«كم» الخبرية
|
|
الإخبار بالذى والألف واللام
|
٤٢٢
|
«كم» بنوعيها لها الصدارة
|
٣٩٩
|
هذا الباب يقصد به التمرين
|
|
الحكاية
|
٣٩٩
|
الطريق إلى هذا التدريب
|
٤٢٣
|
الحكاية بأى ، وبمن
|
٤٠٠
|
إذا كان الاسم المراد الإخبار عنه
مثنى فإنه يجب تثنية الموصول ، وإذا كان مجموعا وجب جمع الموصول
|
|
التأنيث
|
|
|
٤٢٩
|
علامة التأنيث التاء ، أو الألف
مقصورة أو ممدودة
|
|
|
٤٢٩
|
بم تستدل على تأنيث ما لا علامة فيه؟
|
|
|
٤٣٠
|
صيغ يستوى فيها المذكر والمؤنث
|
|
|
٤٣٢
|
ألف التأنيث مقصورة أو ممدودة وأوزان
المقصورة المشهورة
|
|
|
٤٣٥
|
الأوزان المشهورة للألف الممدودة
|
|
المقصور والممدود
|
٤٨٢
|
أشياء لا يعتد بها فى التصغير
|
٤٣٧
|
ضابط المقصور والممدود ، وأنواعهما
وضابط القياسى منهما
|
٤٨٣
|
تصغير الاسم المختوم بألف التأنيث
|
٤٤٠
|
السماعى من المقصور والممدود
|
٤٨٤
|
إذا كان ثانى الاسم حرف لين رد إلى
أصله عند التصغير
|
٤٤٠
|
يجوز قصر الممدود للضرورة إجماعا ،
واختلفوا فى جواز مد المقصور للضرورة
|
٤٨٦
|
تصغير ما حذف منه شىء
|
|
كيفية تثنية المقصور والممدود
|
٤٨٧
|
تصغير الترخيم
|
٤٤٣
|
متى تقلب ألف المقصور ياء؟
|
ـ
|
تصغير الاسم الثلاثى المؤنث بلا تاء
|
|
ومتى تقلب واوا؟
|
٤٨٩
|
صغروا بعض المبنيات شذوذا
|
٤٤٥
|
همزة الممدود على أربعة أنواع ، وحكم
كل نوع منها عند التثنية
|
|
النسب
|
٤٤٦
|
جمع المنقوص والمقصور جمع مذكر سالما
|
٤٩٠
|
علامة النسب ياء مشددة
|
٤٤٨
|
متى تتبع عين الاسم لفائه عند جمعه
جمع مؤنث سالما
|
|
تحذف للنسب الياء المشددة فى آخر
المنسوب إليه ، إذا سبقها ثلاثة أحرف
|
٤٤٩
|
متى لا يجوز إتباع عين الاسم لفائه فى
جمع المؤنث؟
|
٤٩١
|
النسب إلى ما آخره ألف
|
|
جمع التكسير
|
٤٩٣
|
النسب إلى المنقوص
|
٤٥٢
|
أبنية جموع القلة ، وما تكون جمعا له
|
٤٩٥
|
النسب إلى ما آخره ياء مشددة مسبوقة
بحرف واحد
|
٤٥٦
|
أبنية جموع الكثرة وما تكون جمعا له
|
٤٩٦
|
النسب إلى ما آخره علامة تثنية أو جمع
|
|
التصغير
|
٤٩٦
|
النسب إلى نحو طيب
|
٤٧٧
|
ما يعمل فى كل اسم يراد تصغيره ،
وأمثلة التصغير
|
٤٩٧
|
النسب إلى نحو فعيلة وفعيلة
|
٤٧٨
|
يتوصل إلى التصغير بما يتوصل به إلى
التكسير على صيغة منتهى الجموع
|
٤٩٩
|
النسب إلى نحو الممدود
|
٤٧٩
|
يجوز تعويض ياء قبل الطرف عما حذف من
الاسم
|
٥٠٠
|
النسب إلى نحو المركب بأنواعه
|
٤٨٠
|
المواضع التى يجب فيها فتح ما بعد ياء
التصغير
|
٥٠١
|
النسب إلى نحو محذوف اللام
|
|
|
٥٠٣
|
النسب إلى نحو ما وضع على حرفين
|
|
|
٥٠٤
|
النسب إلى نحو محذوف الفاء
|
|
|
٥٠٥
|
النسب إلى نحو الجمع
|
|
|
٥٠٥
|
يستغنى عن ياء النسب بمجىء الاسم على
بعض الصيغ
|
|
|
٥٠٨
|
الوقف
|
٥٢٠
|
الإمالة
|
٥٥٠
|
المواضع التى تبدل فيها الواو والياء
|
|
التصريف
|
٥٥٣
|
المواضع التى تبدل فيها الهمزة
|
٥٢٩
|
معنى التصريف
|
|
حرف علة
|
٥٣٠
|
لا يدخل التصريف ما وضع على أقل من
ثلاثة ولا يدخل الحروف وشبهها
|
٥٥٦
|
المواضع التى تبدل فيها الألف ياء
|
٥٣٠
|
الاسم ضربان : مجرد ، ومزيد فيه ،
وبيان كل منهما
|
٥٥٧
|
متى تقلب الألف والواو ياء؟
|
٥٣١
|
أوزان الاسم الثلاثى
|
٥٦٠
|
متى تقلب الياء واوا؟
|
٥٣٢
|
الفعل ضربان : مجرد ، ومزيد فيه ،
وأوزان المجرد ثلاثيا أو رباعيا
|
٥٦٦
|
متى تقلب الواو والياء ألفا؟
|
٥٣٤
|
أوزان الاسم الرباعى والخماسى
|
٥٦٩
|
لا يتوالى إعلالان فى كلمة
|
٥٣٦
|
ضابط الحرف الأصلى والحرف الزائد
|
٥٧٠
|
منى تبدل النون ميما؟
|
٥٣٦
|
الميزان
|
٥٧١
|
الإعلال بالنقل ، ومواضعه
|
٥٣٩
|
مواضع زيادة الألف
|
٥٧٥
|
اسم المفعول من معتل العين
|
٥٤٠
|
مواضع زيادة الياء والواو
|
٥٧٧
|
اسم المفعول من معتل اللام
|
٥٤١
|
مواضع زيادة الهمزة والميم
|
٥٨٠
|
إبدال حرف اللين تاء
|
٥٤٢
|
مواضع زيادة النون
|
٥٨١
|
إبدال التاء طاء
|
٥٤٣
|
مواضع زيادة التاء ، والهاء
|
٥٨٢
|
حذف الواو من المثال الواوى
|
٥٤٤
|
لا يحكم بالزيادة التى تجىء على غير
وجهها إلا بحجة وثبت
|
٥٨٤
|
حذف أحد المثلين
|
٥٤٥
|
همزة الوصل
|
|
الإدغام
|
|
الإبدال
|
٥٨٦
|
ما لا يجوز إدغام المثلين فيه ، وما
يجوز
|
٥٤٨
|
ذكر الحروف التى تبدل من غيرها إبدالا
شائعا
|
٥٨٨
|
ما يجوز فيه الإدغام والفك
|
|
|
٥٩٠
|
متى يجب الفك؟
|
|
|
٥٩٢
|
خاتمة الناظم
|
|
|
٥٩٣
|
خاتمة محقق الكتاب وشارح الشواهد
|
تمت فهرس الموضوعات
الواردة فى الجزء
الثانى من شرح ابن عقيل
والحمد لله رب
العالمين ، وصلاته وسلامه على إمام المتقين ، وعلى آله وصحبه أجمعين
فهرس
التكملة الموضوعة فى تصريف الأفعال
٥٩٥
|
تكملة فى تصريف الأفعال
|
٦٤٦
|
الفصل الثامن : فى اللفيف المقرون ،
وأحكامه
|
٥٩٧
|
الباب الأول : فى المجرد والمزيد ،
وفيه ثلاثة فصول
|
٦٤٩
|
الباب الثالث : فى اشتقاق صيغتى
المضارع والأمر ، وفيه فصلان
|
٥٩٧
|
الفصل الأول : فى أوزانهما
|
ـ
|
الفصل الأول : فى أحكام عامة
|
٥٩٩
|
الفصل الثانى : فى معانى الأبنية
|
٦٥٠
|
الفصل الثانى : فى أحكام تخص بعض
أنواع الفعل
|
٦٠٣
|
الفصل الثالث : فى وجوه مضارع الفعل
الثلاثى
|
٦٥٣
|
الباب الرابع : فى وجوه تصرف الأفعال
مع الضمائر
|
٦٠٦
|
الباب الثانى : فى الصحيح والمعتل
وأقسامهما ، وفيه ثمانية فصول
|
٦٥٤
|
الباب الخامس : فى تقسيم الفعل إلى
مؤكد وغير مؤكد ، وفيه فصلان
|
٦٠٧
|
الفصل الأول : فى السالم وأحكامه
|
٦٥٤
|
الفصل الأول : فى بيان ما يجب توكيده
منه ، وما يجوز توكيده ، وما لا يجوز توكيده
|
٦٠٩
|
الفصل الثانى : فى المضعف وأحكامه
|
٦٥٧
|
الفصل الثانى : فى أحكام آخر الفعل
صحيحا كان أو معتلا عند توكيده بإحدى نونى التوكيد
|
٦١٤
|
الفصل الثالث : فى المهموز وأحكامه
|
|
|
٦١٩
|
الفصل الرابع : فى المثال وأحكامه
|
|
|
٦٢٤
|
الفصل الخامس : فى الأجوف وأحكامه
|
|
|
٦٣٥
|
الفصل السادس : فى الناقص وأحكامه
|
|
|
٦٤٣
|
الفصل السابع : فى اللفيف المفروق ،
وأحكامه
|
|
|
تمت الفهرس ، والحمد
لله أولا وآخراً
وصلاته وسلامه على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
|