
الاهداء
إلى صاحب الأمر ...
مهدي الامم ...
بقية الله في الأرضين ...
الحجة
بن الحسن العسكريّ ...
أرواحنا له الفداء ...
وإلى إخواننا المؤمنين لا سيّما العلماء
العاملين.
شكر وثناء
تتقدّم ( مدرسة الإمام المهدي 7 ـ مركز التحقيق ) في قم المقدّسة ،
بباقات من التبريكات أعطر من الرياحين ، ومن الشكر والثناء آيات أسمى من أريج
الياسمين.
مع أخلص الدعوات الزاكيات ، وأجمل الاُمنيات
الخالصات ، لجميع الأخوة الأفاضل ، العاملين المؤمنين ، الّذين ساهموا في إخراج
هذا الكتاب الثمين ، والدرّة المصون ، لعالم الوجود ، بحلّته القشيبة ، وبالحرص
والعمل الدؤوب ، والتحقيق الدقيق والبحث العلمي الرصين العميق ، فلهم من الله ثناء
غير مجذوذ ، وعطاء غير مردود ، و آخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ، أنّه نعم
المولى ونعم النصير.

قال الله تعالى :
اِنّمَا
المُؤْمِنُونَ الّذينَ امَنُوا باللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا
وَجَاهَدُوا
بِاَمْوَالِهِمْ وَاَنْفُسِهِمْ في سَبيلِ اللهِ
اُولئِكَ
هُمُ الصَّادِقُونَ *
الحجرات : ١٥
اِنَّمَا
المُؤْمِنُونَ الَّذينَ إذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وإذَا
تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إيماناً وَعَلى ربّهم يَتَوَكَّلُونَ *
اَلَّذينَ
يُقيمُونَ الصَّلوةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
*
اُولئِكَ
هُمُ المُؤْمِنُونَ حقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ ربّهم وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَريمٌ
*
الأنفال : ٢ ، ٣ ، ٤
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على ما أولانا إيماناً خالصا
كما آمن به الأنبياء والمرسلون ، والعارفون الموحّدون ، ويقيناً صادقاً كما صدّقته
الملائكة المقرّبون ، والأولياء والصالحون.
وسلام على المرسلين الّذين بلّغوا
رسالات ربّهم ، وهو على ما أصابهم في دعوتهم صابرون ، اولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة
، واولئك هم المهتدون ، الّذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
والصلاة والسلام على خير خلق الله
الأطهار المصطفين ، محمّد وآله سادة الخلق أجمعين ، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم
الدين ، الّذين صبروا وصابروا في ولائهم لأهل البيت المنتجبين ، واُوذوا وقتّلوا
وحرّقوا ونفوا عن ديارهم ولا زالوا بحبلهم متمسّكين ، الّذين قال فيهم الإمام الصادق
7 : « نحن صُبّر
وشيعتنا أصبر منّا ، وذلك أنا صبرنا على ما نعلم ، وصبروا هم على ما لا يعلمون » اولئك الّذين صدقوا ما عاهدوا الله
عليه.
واللعنة الدائمة الماحقة لأعدائهم
أجمعين ، الّذين يخادعون الله وما يخدعون إلا أنفسهم ، فحملوا ظهورهم وزر البرايا
، ألا ساء ما يزرون.
إنّ ما أجمع عليه ، أنّ للإيمان منازل
ودرجات ، ومراقي عاليات ، وللمؤمنين الممتحنين صفات مخصوصات ، جعلتهم في الناس مميّزين
كبدور نيرات ، ولأخلاق العوام كارهين بل نابذين ، قد يحسبهم الرائي مرضى وما
بالقوم من مرض ، ولكنهم من خوف الله وجلون ، كأنّهم قد خولطوا ، ولقد خالطهم أمر
عظيم ، لما كشف لهم من العذاب الأليم للمجرمين ، والنعيم المقيم للصالحين ، فهم
والجنّة كمن قد رآها فهم فيها منعمون ، وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذّبون ،
كلّما تلوا سوراً من القرآن العظيم.
هؤلاء الّذين هجرت عيونهم في الليل
غمضها ، وأدّت أنفسهم إلى بارئها فرضها ، حتّى إذا غلب عليها الكرى ، افترشت أرضها
، وتوسّدت كفّها ، في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم ، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم ،
وهمهمت بذكر ربّهم شفاههم ،
__________________
اولئك الّذين وصفهم
أمير المؤمنين سلام الله عليه بقوله : مُرْه
العيون من البكاء ، خمص البطون من الصيام ، صفر الالوان من السهر ، على وجوههم
غبرة الخاشعين ، اولئك إخواني الذاهبون ، فحقّ لنا أن نظمأ إليهم ، ونعضّ الأيدي
على فراقهم.
والمؤمن كلّما اقترب من ربّه منزلة
أتحفه الله بأنواع المصائب والبلايا ، فتتوالى عليه من كلّ مكان ، وتسدد قسيها
إليه من كلّ جانب ، وهل البلاء إلا لمن أخلص لله وآمن به ، الأمثل فالأمثل ،
ليجزيه الله الجزاء الأوفر.
وقد مرّ موضوع شدة الابتلاء وأنواعه في
مقدمة كتاب « التمحيص » فلا حاجة لإعادته ، وسترد أحاديث اُخرى في كتابنا هذا تنير
الطريق لسالكيه ، وتشرح القلوب التي في الصدور ، مستقاة من معين أهل بيت الرحمة : ، الّذين هم أعرف بعلل النفوس وأمراضها
، ووساوس الشياطين وأدرانها ، فيعيّنوا الداء ، ويصفوا الدواء.
جعلنا الله من المتمسّكين بحبل ولايتهم
، المقبولة أعمالهم ، المغفورة ذنوبهم ، الهانئين بشربة روية من حوض كوثرهم ،
الفائزين بشفاعتهم يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم ، وآخر
دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
__________________
ترجمة المؤلّف
هو الحسين بن سعيد بن حمّاد بن مهران الأهوازيّ
.
كنيته
أبو محمّد
، الكوفيّ الأصل
، انتقل مع أخيه الحسن بن سعيد إلى الأهواز
فاشتهرا بهذا اللقب ، وكان الحسن يعرف ب « دندان
» ، والأخوان
من موالي علي بن الحسين سلام الله عليهما .
عاصر الحسين بن سعيد كلا من الإمام الرضا
والجواد والهادي سلام الله عليهم أجمعين ، وروى عنهم ، ولذا عدّ من أصحابهم ، كما
في أغلب كتب التراجم والرجال .
مدحه وأطراه جميع الأصحاب والمشايخ
الّذين كتبوا عنه ، وأثنوا عليه ، ووصفوه بأنه ثقة ، مثل الشيخ في كتابيه الرجال
والفهرست ، والعلامة في الخلاصة نعته بأنه : ثقة عين ، جليل القدر ، وقال أبو داود
في حقه : ثقة ، عظيم الشأن .
وقال ابن النديم : الحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيّان
من أهل الكوفة ... أوسع أهل زمانهما علما بالفقه والآثار والمناقب وغير ذلك من
علوم الشيعة.
وذكر أحد كتبه المجلسي بقوله : وأصل من اصول عمدة المحدّثين الشيخ
الثقة الحسين بن سعيد الأهوازيّ ، وكتاب الزهد وكتاب المؤمن له أيضاً.
انتقل الأخوان من الكوفة إلى الأهواز فترة
من الزمن لنشر تعاليم آل الرسول 9
وأبناء فاطمة البتول :
الّذين أذهب الله عنهم الرجس و
__________________
طهّرهم تطهيراً ،
كما مرّ آنفاً.
وللأخوين مؤلّفات كثيرة في الحلال
والحرام وفي مختلف العلوم والمعارف ، بلغت خمسين تصنيفاً للحسن فقط كما عن الكشيّ ،
أو ثلاثين لكليهما كما نقل النجاشيّ قائلا : كُتب بني سعيد كتب حسنة معمول عليها ،
وهي ثلاثون كتاباً.
وقد شارك الحسين أخاه الحسن في الكتب
الثلاثين المصنّفة ، وإنما كثر اشتهار الحسين أخيه بها ، والكتب هي :
١ ـ كتاب الوضوء
|
|
٢ ـ كتاب الصلاة
|
٣ ـ كتاب الزكاة
|
|
٤ ـ كتاب الصوم
|
٥ ـ كتاب الحجّ
|
|
٦ ـ كتاب النكاح
|
٧ ـ كتاب الطلاق
|
|
٨ ـ كتاب العتق والتدبير
والمكاتبة
|
٩ ـ كتاب الايمان
والنذور
|
|
١٠ ـ كتاب
التجارات والاجارات
|
١١ ـ كتاب الخمس
|
|
١٢ ـ كتاب
الشهادات
|
١٣ ـ كتاب الصيد
والذبائح
|
|
١٤ ـ كتاب المكاسب
|
١٥ ـ كتاب الأشربة
|
|
١٦ ـ كتاب
الزيارات
|
١٧ ـ كتاب التقيّة
|
|
١٨ ـ كتاب الرد
على الغلاة
|
١٩ ـ كتاب المناقب
|
|
٢٠ ـ كتاب المثالب
|
٢١ ـ كتاب الزهد
|
|
٢٢ ـ كتاب المروة
|
٢٣ـكتابحقوقالمؤمنينوفضلهم
|
|
٢٤ ـ كتاب تفسير
القرآن
|
٢٥ ـ كتاب الوصايا
|
|
٢٦ ـ كتاب الفرائض
|
٢٧ ـ كتاب الحدود
|
|
٢٨ ـ كتاب الديات
|
٢٩ ـ كتاب الملاحم
|
|
٣٠ ـ كتاب الدعاء
|
وكان الحسين بن يزيد السوراني يقول :
الحسن شريك أخيه الحسين في جميع رجاله إلا في زرعة بن محمّد الحضرمي وفضالة بن
أيوب،فإن الحسين كان يروي عن أخيه،عنهما .
وخالهما جعفر بن يحيى بن سعد الاحول ،
من رجال أبي جعفر الثاني 7.
وعرف لهذا البيت إيمانهم العميق بالله
تبارك وتعالى والإخلاص له ، وولاوهم الصادق للرسول وآل بيته الأطهار سلام الله
عليهم أجمعين ، وجهادهم الطويل
__________________
بالعمل الصالح ،
والدفاع عن الحقّ خلال حقبة حكم العبّاسيّين ، الّذين كانوا يطاردون المؤمنين من
شيعة علي والحسين 8.
ومع كلّ ذلك كان الأخوان يتحركان في كلّ
جانب ، لا تأخذهما في الله لومة لائم ، ولم يتركوا الاُمور على غاربها ، بل خاضوا
لجج البحار ، وحاموا عن الذمار ، و دافعوا عن أحقية آل محمّد المصطفين الأطهار ،
باللسان والبنان ، بأوضح صورة وأجلى بيان.
فهذا الحسين بن سعيد كان يدافع وينافح
بطرق وأساليب مختلفة عن البيت الهاشمي ، في نشر أخبارهم وعلومهم ومآثرهم ، فكان
يتّصل بالمخالفين ، ويعرض بضاعته النادرة الثمينة ، من كنوز علومهم ، بروح سامية ،
ونية خالصة لوجهه الكريم ، تطبيقاً لما ورد عنهم :
: رحم الله عبداً أحيا أمرنا
، لعله يكثر عدد محبّيهم ، والمتبصّرين لولايتهم.
وبالفعل فقد أبلغ الرسالة وأوصل عدداً من
الشخصيات إلى الإمام الرضا سلام الله عليه ، فتمت هدايتهم وتبصرتهم ومعرفتهم
بأعدال الكتاب ، وسفن النجاة ، والحجج على العباد ، بعد أن كانوا عنهم غافلين أو
معرضين ، ولمنهجهم مخالفين ، ولأعدائهم موالين.
ومن هؤلاء الشخصيات : إسحاق بن إبراهيم
الحضيني ، وعلي بن الرسان ، وعلي بن مهزيار
، وعبد الله بن محمّد الحضيني ، وغيرهم ، حتّى جرت الخدمة على أيديهم ، وصنفوا
الكتب الكثيرة
، كلّ ذلك بفضل الله أن جعله سبباً في هداية القوم ، فلله درّه ، وعلى الله أجره.
وأخيراً انتقل الحسين بن سعيد ، هذا
المحدّث العظيم ، إلى « قم » فنزل على الحسن بن أبان ، وتوفي فيها ، فرحمة الله
عليه يوم ولد ، ويوم مات ، ويوم يبعث حيّاً ، وحشره الله مع من والاهم ، آمين ربّ العالمين.
__________________


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربّ العالمين ، والصلاة على
سيد المرسلين محمّد وآله الطاهرين.
١ ـ باب شدة ابتلاء المؤمن
١ ـ عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : في قضاء الله عزّ وجلّ كلّ خير
للمؤمن .
٢ ـ وعن الصادق 7 : إن المسلم لا يقضي الله عزّ وجلّ قضاء
إلا كان خيراً له ، [ وان ملك مشارق الأرض ومغاربها كان خيراً له ].
ثم تلاهذه الآية : ( فوقاه الله سيّئات ما مكروا
) ،
ثم قال :
إمّا
والله لقد
تسلطوا عليه وقتلوه ، فأما ما وقاه الله فوقاه الله أن يعتو
في دينه
.
٣ ـ وعن الصادق 7 قال : لو يعلم المؤمن ما له في المصائب
من الأجر ، لتمنى أن يقرض بالمقاريض .
٤ ـ عن سعد بن طريف قال : كنت عند أبي جعفر 7 فجاء جميل الازرق ، فدخل عليه ، قال :
فذكروا بلايا الشيعة وما يصيبهم ، فقال أبو
__________________
جعفر 7 : إنّ اُناساً أتوا علي بن الحسين 8 وعبد الله بن عباس فذكروا لهما نحوا
ممّا ذكرتم ، قال : فأتيا الحسين بن علي 8
فذكرا له ذلك.
فقال الحسين 7 : والله البلاء ، والفقر والقتل أسرع
إلى من أحبّنا من ركض البراذين
، ومن السيل إلى صمره ، قلت : وما الصمرة ؟ .
قال : منتهاه ، ولولا أن تكونوا كذلك
لرأينا أنكم لستم منّا .
٥ ـ وعن الأصبغ بن نباتة قال : كنت عند
أمير المؤمنين 7
قاعدا ، فجاء رجل فقال : يا أمير المؤمنين والله إنّي لاُحبّك [ في الله ] .
فقال : صدقت ، إن طينتنا مخزونة أخذ
الله ميثاقها من صلب آدم فاتخذ للفقر جلباباً ، فاني سمعت رسول الله 6 يقول : والله يا عليّ إنّ الفقر لأسرع
( أسرع ـ خ ) إلى محبّيك من السيل إلى بطن الوادي .
٦ ـ عن الفضيل بن يسار قال : سمعت أبا
عبد الله 7 يقول : إنّ
الشياطين أكثر على المؤمن الزنابير على اللحم .
٧ ـ وعن أحدهما 8 قال : ما من عبد مسلم ابتلاه الله عزّ
وجلّ بمكروه وصبر إلا كتب الله له أجر ألف شهيد .
٨ ـ وعن أبي الحسن 7 قال : ما أحد من شيعتنا يبتليه الله
عزّ وجل ببليّة فيصبر عليها إلا كان له أجر ألف شهيد .
__________________
٩ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : فيما أوحى الله إلى موسى (ع) أن
: يا موسى ما خلقت خلقا أحبّ إليّ من عبدي المؤمن ، وانّي انما أبتليه لما هو خير
له ، [ وأعطيه لما هو خير له ]
، وأزوي عنه لما هو خير له ، وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي ، فليصبر على بلائي ،
وليرض بقضائي ، وليشكر نعمائي ، أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل برضائي وأطاع أمري
.
١٠ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : كان لموسى بن عمران أخ في الله ،
وكان موسى يكرمه ويحبه ويعظمه ، فأتاه رجل فقال : إنّي أحبّ أن تكلم لي هذا
الجبّار ، وكان الجبّار ملكاً من ملوك بني إسرائيل ، فقال : والله ما أعرفه ولا
سألته حاجة قطّ ، قال : وما عليك من هذا ! لعل الله عزّ وجلّ يقضي حاجتي على يدك ،
فرق له ، وذهب معه من غير علم موسى ، فأتاه ودخل عليه.
فلما رآه الجبّار أدناه وعظمه ، فسأله
حاجة الرجل فقضاها له ، فلم يلبث ذلك الجبّار أن طعن فمات ، فحشد في جنازته أهل
مملكته ، وغلقت لموته أبواب الأسواق لحضور جنازته.
وقضي من القضاء أن الشاب المؤمن أخا
موسى مات يوم مات ذلك الجبّار وكان أخو موسى إذا دخل منزله أغلق عليه بابه فلا يصل
إليه أحد ، وكان موسى إذا أراده فتح الباب عنه ودخل عليه ، وان موسى نسيه ثلاثاً ، فلما كان اليوم الرابع ذكره
موسى ، فقال : قد تركت أخي منذ ثلاث « فلم آته » ففتح عنه الباب ودخل عليه ، فإذا
الرجل ميّت ! وإذا دوابّ الأرض دبت عليه فتناولت من محاسن وجهه ، فلما رآه موسى
عند ذلك.
قال : يا ربّ عدوك حشرت له الناس ، ووليّك
أمته فسلطت عليه دوابّ الأرض تناولت من محاسن وجهه !؟ فقال الله عزّ وجلّ : يا
موسى إن وليي سأل هذا
__________________
الجبّار حاجة فقضاها
له ، فحشدت له أهل مملكته للصلاة عليه لاُكافئه عن المؤمن بقضاء حاجته ، ليخرج من
الدنيا وليس له عندي حسنة اُكافئه عليها ، وانّ هذا المؤمن سلّطت عليه دوابّ الأرض
لتتناول من محاسن وجهه لسؤاله ذلك الجبّار ، وكان لي غير رضى ليخرج من الدنيا
وماله عندي ذنب .
١١ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : إن الله تبارك وتعالى إذا كان من
أمره ان يكرم عبداً وله عنده ذنب ابتلاه بالسقم ، فان لم يفعل ابتلاه بالحاجة ،
فان هو لم يفعل شدد عليه ( عند / خ ) الموت ، وإذا كان من أمره أن يهين عبداً وله
عنده حسنة أصح بدنه ، فان هو لم يفعل وسع في معيشته ، فان هو لم يفعل هون عليه
الموت .
١٢ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : قال الله تبارك وتعالى : وعزّتي لا
اُخرج لي عبداً من الدنيا اُريد رحمته إلا استوفيت كلّ سيئة هي له ، إمّا بالضيق
في رزقه ، أو ببلاء في جسده ، وأمّا خوف اُدخله عليه ، فان بقي عليه شيء شدّدت
عليه الموت.
ـ وقال 7
ـ وقال الله : وعزّتي لا اُخرج لي عبداً من الدنيا واُريد عذابه إلا استوفيته كلّ حسنة
له إمّا بالسعة في رزقه ، أو بالصحة في جسده وامّا بأمن أدخله عليه فان بقي عليه
شيء هوّنت عليه الموت .
١٣ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : مرنبي من أنبياء بني اسرائيل
برجل بعضه تحت حائط وبعضه خارج منه ، فما كان خارجا منه قد نقبته الطير ومزقته
الكلاب ، ثم مضى ووقعت ( رفعت ـ خ ) له مدينة فدخلها ، فإذا هو بعظيم من عظمائها
ميّت على سرير مسجّى بالديباج حوله المجامر
، فقال : يا ربّ انّك حكم عدل لا تجور ،
__________________
( ذاك ) عبدك لم يشرك بك طرفة عين أمتّه بتلك
الميتة ، وهذا عبدك لم يؤمن بك طرفة عين أمتّه بهذه الميتة.
فقال ( الله ) عزّ وجلّ : عبدي أنا كما
قلت حكم عدل لا أجور ، ذاك عبدي كانت له عندي سيئة وذنب فأمتّه بتلك الميتة لكي
يلقاني ولم يبق عليه شيء ،
وهذا عبدي كانت له عندي حسنة فأمتّه بهذه
الميتة لكي يلقاني وليس له عندي شيء .
١٤ ـ عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه
رفعه قال : بينما
موسى يمشي على ساحل البحر ، اذ جاء صياد فخر للشمس ساجدا ، وتكلم بالشرك ، ثم ألقى
شبكته فأخرجها مملوءة ، فاعادها فاخرجها مملوءة ثم أعادها فأخرج مثل ذلك حتّى اكتفى
ثم مضى ،
ثم جاء آخر فتوضأ ثم قام وصلى وحمد الله
وأثنى عليه ، ثم ألقى شبكته فلم تخرج شيئاً ، ثم أعاد فلم تخرج شيئاً ، ثم أعاد
فخرجت سمكة صغيرة ، فحمد الله وأثنى عليه وانصرف.
فقال موسى : يا ربّ عبدك جاء فكفر بك
وصلى للشمس وتكلم بالشرك ، ثم ألقى شبكته ، فأخرجها مملوءة ، ثم أعادها فأخرجها
مملوءة ، ثم أعادها فأخرجها مثل ذلك حتّى اكتفى وانصرف ، وجاء عبدك المؤمن فتوضأ
وأسبغ الوضوء ثم صلّى وحمد ودعا وأثنى ، ثم ألقى شبكته فلم يخرج شيئاً ، ثم أعاد
فلم يخرج شيئاً ، ثم أعاد فأخرج سمكة صغيرة فحمدك وانصرف !؟
فأوحى الله إليه : يا موسى انظر عن
يمينك فنظر موسى فكشف له عمّا أعده الله لعبده المؤمن فنظر ، ثم قيل له : يا موسى
انظر عن يسارك فكشف له عمّا أعده الله لعبده الكافر فنظر ، ثم قال الله ( تعالى )
: يا موسى ما نفع هذا ما أعطيته ، ولا ضرّ هذا ما منعته.
فقال موسى ، يا ربّ حقّ لمن عرفك أن
يرضى بما صنعت .
__________________
١٥ ـ عن اسحاق بن عمّار قال : سمعت أبا
عبد الله 7 يقول : رأس
طاعة الله ( عزّ وجلّ ) الرضا بما صنع الله إلى العبد فيما أحبّ وفيما أكره ، [
ولم يصنع الله بعبد شيئاً
] الا وهو خير .
١٦ ـ عن يونس بن رباط قال : سمعت أبا
عبد الله 7 يقول : إنّ
أهل الحقّ منذ ما كانوا في شدة ، إمّا إن ذلك إلى مدّة قريبة وعافية طويلة .
١٧ ـ عن سماعة قال : سمعته يقول : ان الله عزّ وجلّ جعل وليه
غرضاً لعدوّه في الدنيا .
١٨ ـ عن المفضّل بن عمر ، قال : قال رجل
لأبي عبد الله الصادق 7
وأنا عنده : إنّ من قبلنا يقولون : إنّ الله إذا أحبّ عبداً نوّه منوّه من السماء
: إن الله يحبّ فلاناً فأحبّوه ، فيلقي الله المحبّة ( له ) في قلوب العباد ، وإذا أبغضه نوه
منوه من السماء : إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه ، فيلقي الله له البغضاء في قلوب
العباد.
قال : وكان 7 متّكئا فاستوى جالسا ، ثم نفض كمه ، ثم
قال : ليس هكذا ، ولكن إذا أحبّ الله عزّ وجلّ عبد أغرى به الناس ليقولوا ما ليس
فيه يؤجره ويؤثمهم [ وإذا أبغض عبداً ألقى الله عزّ وجلّ له المحبّة في قلوب
العباد ليقولوا ما ليس فيه ليؤثمهم ( و
) ايّاه ] .
ثم قال : من كان أحبّ إلى الله تعالى من
يحيى بن زكريا ؟ ثم أغرى جميع من رأيت ، حتّى صنعوا به ما صنعوا ، ومن كان أحبّ إلى
الله عزّ وجلّ من الحسين بن علي 8
؟ أغرى به حتّى قتلوه ! ومن كان أبغض إلى الله من أبي فلان وفلان ؟
__________________
ليس كما قالوا .
١٩ ـ عن زيد الشحام قال : قال الصادق 7 :
ان الله عزّ وجلّ إذا أحبّ عبداً أغرى
به الناس .
٢٠ ـ عن أبي حمزة قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : إن الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق
المؤمن على بلايا أربع ( الاولى ) ، أيسرها عليه : مؤمن مثله يحسده ، والثانية :
منافق يقفو أثره ، والثالثة ، شيطان يعرض له يفتنه ويضله ، والرابعة : كافر بالذي
آمن به يرى جهاده جهادا ، فما بقاء المؤمن بعد هذا ؟!
٢١ ـ عن حمران عن أبي جعفر 7 : ان العبد المؤمن ليكرم على الله عزّ وجل
، حتّى لو سأله الجنّة وما فيها أعطاها ايّاه ، ولم ينقص ذلك من ملكه شيء ولو سأله
موضع قدمه من الدنيا حرمه ، وان العبد الكافر ليهون على الله عزّ وجلّ لو سأله
الدنيا وما فيها ، أعطاها ايّاه ، ولم ينقص ذلك من ملكه شيء ، ولو سأله موضع قدمه
من الجنّة حرمه.
وانّ الله عزّ وجلّ ليتعاهد عبده المؤمن
بالبلاء ، كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية ويحميه كما يحمي الطبيب المريض .
٢٢ ـ عن أبي حمزة قال : قال أبو جعفر 7 : ان لله عزّ وجلّ ضنائن من خلقه ، يضن بهم عن البلاء ، يحييهم
في عافية ويرزقهم في عافية ويميتهم في
__________________
عافية ، [ ويبعثهم
في عافية ، ويدخلهم
الجنّة في عافية ] .
٢٣ ـ عن محمّد بن عجلان قال : سمعت أبا
عبد الله 7 يقول : ان
لله عزّ وجلّ من خلقه عباداً ، ما من بلية تنزل من السماء ، أو تقتير في الرزق
الاساق إليهم ، ولا عافية أو سعة في الرزق إلاصرف عنهم ( و ) لو أنّ نور أحد هم قسّم
بين أهل الأرض جميعاً لاكتفوا به .
٢٤ ـ عن يزيد بن خليفة عن أبي عبد الله 7 قال : ما قضى الله تبارك وتعالى لمؤمن
( من ) قضاء الا جعل له الخيرة فيما قضى .
٢٥ ـ عن أبي عبد الله 7 قال : ان الله يذود المؤمن عمّا يكره ممّا يشتهي ، كما
يذود الرجل البعير عن إبله
ليس منها .
٢٦ ـ وعنه 7
قال : إنّ الربّ ليتعاهد المؤمن ، فما يمرّ به أربعون صباحاً إلا تعاهده إمّا بمرض
في جسده ، وإما بمصيبة في أهله وماله أو بمصيبة من مصائب الدنيا ليأجره الله عليه .
٢٧ ـ عن ابن حمران قال : سمعته يقول : ما من مؤمن يمرّ به
أربعون ليلة إلا وقد يذكر بشيء يؤجر عليه ، أدناه هم لا يدري من أين هو ؟ .
__________________
٢٨ ـ وعن أبي عبد الله 7 : لا يصير على المؤمن أربعون صباحاً إلا
تعاهده الربّ تبارك وتعالى بوجع في جسده ، أو ذهاب ماله ، أو مصيبة يأجره الله
عليها .
٢٩ ـ وعنه 7
قال : ما فلت المؤمن من واحدة من ثلاث ، أو جمعت عليه الثلاثة : أن يكون معه من يغلق عليه بابه في
داره ، أو جار يؤذيه أو من في طريقه إلى حوائجه [ يؤذيه ] ،
ولو أنّ مؤمناً على قلّة جبل لبعث الله
شيطاناً يؤذيه ، ويجعل الله له من إيمانه اُنساً.
٣٠ ـ عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا
عبد الله 7 يقول :
المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة إلا عرض له أمر يحزنه ، ويذكره به
.
٣١ ـ عن أبي الصباح قال : كنت عند أبي عبد الله 7 ، فشكى إليه رجل ، فقال : عقني ولدي
واخوتي
وجفاني اخواني ، فقال أبو عبد الله (ع) ان للحق دولة ، وللباطل دولة ، وكل واحد
منهما ذليل في دولة صاحبه وإن أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل أن يعقه ولده
واخوته ، ويجفوه إخوانه ، وما من مؤمن يصيب رفاهية في دولة الباطل الا ابتلي في
بدنه أو ماله أو أهله ، حتّى يخلصه الله تعالى من السعة التي كان أصابها في دولة
الباطل ، ليؤخر به حظه في دولة الحقّ ، فاصبروا وابشروا .
__________________
٣٢ ـ عن علي بن الحسين وأبي جعفر 8 قالا : إن المؤمن ليقال لروحه ـ وهو
يغسل ـ : أيسرّك أن تردي إلى الجسد الذي كنت فيه ؟ فتقول : ما أصنع بالبلاء ،
والخسران ، والغمّ ؟! .
٣٣ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : قال رسول الله 6 : يقول الله عزّ وجلّ : يا دنيا مرّي
على عبدي المؤمن بأنواع البلايا ، وما هو فيه من أمر دنياه ، وضيّقي عليه في
معيشته ، ولا تحلولي له فيسكن اليك .
٣٤ ـ عن الصباح بن سيابة قال : قلت لأبي
عبد الله 7 : ما أصاب
المؤمن من بلاء فبذنب ؟ قال : لا ولكن ليسمع أنينه وشكواه ، ودعاؤه الذي يكتب له
بالحسنات ، وتحط عنه السيئاتُ وتدخّر له يوم القيامة .
٣٥ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : إنّ الله عزّ وجلّ ليعتذر
إلى عبده المحوج ( الذي
) كان في الدنيا ـ كما يعتذر الاخ إلى أخيه ـ فيقول : لا وعزّتي وجلالي ما أفقرتك
لهوان كان بك علي ، فارفع هذا الغطاء ، فانظر ما عوضتك من الدنيا ، فيكشف له ،
فينظر ما عوضه الله عزّ وجلّ من الدنيا ، فيقول : ما ضرني يا ربّ مع ما عوّضتني .
٣٦ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : نعم الجرعة الغيظ لن صبر
عليها ، فإنّ عظيم الأجر لمع
عظيم البلاء ، وما أحبّ الله قوماً إلا ابتلاهم .
٣٧ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : قال النبي 6 : قال الله عزجل : إن من عبادي
المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى ،
__________________
والسعة ، والصحّة في
البدن ، فأبلوهم بالغنى والسعة والصحة في البدن ، فيصلح لهم أمر دينهم.
وقال : انّ من العباد لعباداً لا يصلح
لهم أمر دينهم ، الا بالفاقة ، و المسكنة ، والسقم في أبدانهم ، [ فأبلوهم بالفقر
والفاقة ، والمسكنة ، والسقم في أبدانهم ]
، فيصلح لهم ( عليه ـ خ ) أمر دينهم .
٣٨ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : أخذ [ الله ] ميثاق المؤمن على ألا يصدق في مقالته ،
ولا ينتصف من عدوه .
٣٩ ـ وعن أبي جعفر (ع) قال : إن الله
عزّ وجلّ إذا أحبّ عبداً غثّه
بالبلاء غثّاً ، وثجّه
بالبلاء ثجّاً ، فإذا دعاه قال : لبّيك عبدي ، لبّيك عبدي ، لئن عجلت لك ما سألت
إنّي على ذلك لقادر ، ولئن ذخرت لك فما ادّخرت لك خير لك .
٤٠ ـ عن أبي حمزة قال أبو عبد الله 7 : يا ثابت إن الله إذا أحبّ عبداً غثّه بالبلاء
غثّاً ، وثجّه به ثجّاً ، وانّا وايّاكم لنصبح به ونمسي .
__________________
٤١ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : إن الحواريين شكوا إلى عيسى ما
يلقون من الناس وشدّتهم عليهم ، فقال : إن المؤمنين لم يزالوا مبغضين ، و إيمانهم
كحبة القمح ما أحلى مذاقها ، وأكثر عذابها .
٤٢ ـ عن عبد الأعلى بن أعين قال : سمعت
أبا عبد الله 7
يقول : إن أردتم أن تكونوا إخواني وأصحابي فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من
الناس ، وإلا فلستم لي بأصحاب .
٤٣ ـ عن محمّد بن عجلان قال : كنت عند
سيدي أبي عبد الله 7
: فشكى إليه رجل ( الحاجة )
، فقال : اصبر فإن الله عزّ وجلّ يجعل لك فرجا ، ثم سكت ساعة ، ثم أقبل على الرجل
فقال : أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو ؟ قال : أصلحك الله ضيق منتن ، وأهله بأسوء حالة
، فقال 7 : إنما أنت
في السجن ، تريد أن تكون في سعة ؟ إمّا علمت أنّ الدنيا سجن المؤمن .
٤٤ ـ عن أبي عبد الله 7 قال : إن الله إذا أحبّ عبداً بعث إليه
ملكاً فيقول : اسقمه وشدّد البلاء عليه فإذا برأ من شيء فابتله لما هو أشد منه
وقوي عليه ، حتّى يذكرني ، فإني أشتهي أن أسمع دعاءه ( نداءه ـ خ ) ، وإذا أبغض
عبداً وكل به ملكاً فقال : صحّحه ، وأعطه كي لا يذكرني ، فإني لا أشتهي أن أسمع
صوته .
٤٥ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : إن العبد يكون له عند ربّه درجة
__________________
لا يبلغها بعمله
فيبتلى في جسده [ أو يصاب في ماله ]
، أو يصاب في ولده ، فان هو صبر بلّغه الله إيّاها .
٤٦ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : قال النبي 6 : عجباً للمؤمن ، إنّ الله لا يقضي
قضاء إلا كان خيراً له ، فان ابتلي صبر ، وان اُعطي شكر .
وعن أبي جعفر 7 قال : ( جاء ـ خ ) عن النبي 6 ، وذكر مثله سواء .
وعن أبي جعفر 7 قال : إن الله عزّ وجلّ يعطي الدنيا من
يحبّ ويبغض ، ولا يعطي الآخرة الا من أحبّ ، وإن المؤمن ليسأل الربّ موضع سوط في
الدنيا فلا يعطيه ايّاه ، ويسألة الآخرة فيعطيه ما شاء ، ويعطي الكافر في الدنيا
ما شاء ويسأل في الآخرة موضع سوط فلا يعطيه ايّاه .
٤٨ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : قال الله عزّ وجلّ : عبدي المؤمن
لا أصرفه في شيء الا جعلت ذلك خيراً له ، فليرض بقضائي ، وليصبر على بلائي. وليشكر
على نعمائي ، أكتبه
في الصديقين عندي .
٤٩ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : ضحك رسول الله 6 حتّى بدت نواجذه ، ثم قال : ألا
تسألوني عمّا ضحكت ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : عجبت للمرء المسلم أنّه ليس
من قضاء يقضيه الله له الا كان خيراً له في عاقبة أمره .
__________________
٥٠ ـ وقال أبو عبد الله 7 : أنّه ليكون للعبد منزلة عند الله عزّ
وجلّ ، لا يبلغها إلا بإحدى الخصلتين ، إمّا ببلية في جسمه ، أو بذهاب ماله .
__________________
٢
ـ باب ما خصّ الله به المؤمنين من الكرامات والثواب
٥١ ـ عن زرارة قال : سئل أبو عبد الله 7 وأنا جالس ( عنده ) عن قول الله تعالى
: ( من جاء بالحسنة فله
عشر أمثالها )
أيجرى لهؤلاء ممن [ لا ]
يعرف منهم هذا الأمر ؟ قال : إنما هي للمؤمنين خاصة .
٥٢ ـ عن يعقوب بن شعيب قال : سمعته يقول : ليس لأحد على الله ثواب على عمل
إلا للمؤمنين .
٥٣ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف الله
له عمله ، لكلّ عمل سبعمائة ضعف وذلك قول الله عزّ وجلّ ( يضاعف لمن يشاء
) .
٥٤ ـ وعن أبي عبد الله 7
قال : إن المؤمن ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض.
وقال : إن المؤمن وليّ الله يعينه ويصنع
له ، ولا يقول على الله إلا الحقّ ،
__________________
ولا يخاف غيره.
وقال : إن المؤمنين ليلتقيان فيتصافحان
، فلا يزال الله عليهما مقبلا بوجهه ، والذنوب تتحات عن وجوههما حتّى يفترقا ( يتفرقا ـ خ ) .
٥٥ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : إن الله عزّ وجلّ لا يوصف ، وكيف
يوصف ! وقد قال الله عزّ وجلّ : (
وَما قَدَروا
اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ )
فلا يوصف بقدر
إلا كان أعظم من ذلك ، وإن النبي 6
لا يوصف وكيف يوصف عبد رفعه الله عزّ وجلّ إليه وقربه منه ، وجعل طاعته في الأرض كطاعته
فقال عزّ وجل : (
مَا آتاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهاكُمْ عَنْهُ فانْتَهُوا
) ومن أطاع هذا فقد أطاعني ، ومن عصاه
فقد عصاني وفوض إليه ؟!
وإنّا لا نوصف ، وكيف يوصف قوم رفع الله
عنهم الرجس ؟! ـ وهو الشرك ـ
والمؤمن لا يوصف ، وان المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه ، فلا يزال الله عزّ وجلّ ينظر
إليهما ، والذنوب تتحات عن وجوههما ( جسميهما ـ خ ) كما يتحات الورق عن الشجرة .
٥٦ ـ عن مالك الجهني قال : دخلت على أبي
جعفر 7 ، وقد حدّثت
نفسي بأشياء ، فقال لي : يا مالك أحسن الظنّ بالله ولا تظنّ انّك مفرط في أمرك ،
يا مالك : أنّه لا تقدر على صفة رسول الله 9
[ وكذلك لا تقدر على صفتنا ]
، وكذلك لا تقدر على صفة المؤمن ، يا مالك : إنّ المؤمن يلقى أخاه فيصافحه ، فلا
يزال الله عزّ وجلّ ينظر اليهما ، والذنوب تتحات عن
__________________
وجوههما حتّى يفترقا
وليس عليهما من الذنوب شيء فكيف تقدر على صفة من هو هكذا ؟
٥٧ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : إذا التقى المؤمنان كان بينهما
مائة رحمة ، تسع وتسعون لاشد هما حبّاً لصاحبه .
٥٨ ـ عن أبي عبيدة قال : زاملت أبا جعفر 7 إلى مكة ، [ فكان إذا نزل صافحني ] ، وإذا ركب صافحني ، فقلت : جعلت فداك
، كأنك ترى في هذا شيئاً ؟ فقال : نعم ، إنّ المؤمن إذا لقى أخاه فصافحه تفرّقا من
غير ذنب .
٥٩ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : [ فكما ] لا تقدر الخلائق على كنه صفة الله عزّ
وجلّ فكذلك لا تقدر على كنه صفة رسول الله 6
، وكما لا تقدر على كنه صفة الرسول 9
كذلك لا تقدر على كنه صفة الإمام ، وكما لا تقدر على كنه صفة الإمام كذلك لا
يقدرون على كنه صفة المؤمن .
٦٠ ـ عن صفوان الجمّال قال : سمعته يقول : ما التقى مؤمنان قطّ فتصافحا
إلا كان أفضلهما إيماناً أشدهما حبّاً لصاحبه.
وما التقى مؤمنان قطّ فتصافحا ، وذكر
الله فيفترقا
حتّى يغفر الله لهما ، إن شاء الله .
__________________
٦١ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : نزل جبرئيل على النبي 6 فقال : يا محمّد ، إنّ ربّك يقول : من
أهان عبدي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة .
وما تقرّب إليّ عبدي المؤمن بمثل أداء
الفرائض ، وإنه ليتنفل لي حتّى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره
الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها .
وما تردّدت في شيء أنا فاعله ، كترددي
في موت ( فوت ـ خ ) عبدي المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته .
وإنّ من المؤمنين من لا يسعه إلا الفقر
، ولو حولته إلى الغنى كان شرّاً له ، و منهم من لا يسعه إلا الغنى ولو حولته إلى
الفقر لكان شرّاً له .
وإن عبدي ليسألني قضاء الحاجة ، فأمنعه
إيّاها لما هو خير له .
٦٢ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : قال الله عزّ وجلّ : من أهان لي
وليّاً فقد ارصد لمحاربتي.
وما تقرّب إليّ عبد بمثل ما افترضت عليه
، وإنه ليتقرب إليّ بالنافلة حتّى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ،
وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشى بها ، إن دعاني أجبته
وإن سألني أعطيته.
وما تردّدت في شيء أنا فاعله كترددي في
موت المؤمن ، يكره الموت
[ وأنا
__________________
أكره مساءته .
٦٣ ـ عن أبي عبد الله 7 قال : يقول الله عزّ وجلّ : من أهان لي
وليّاً فقد ارصد لمحاربتي ، وأنا أسرع شيء في نصرة أوليائي ،
وما تردّدت في شيء أنا فاعله كترددي في
موت عبدي المؤمن إنّي لاُحبّ لقاءه فيكره الموت فأصرفه عنه ] ، وإنه ليسألني
فاعطيه ، وإنه ليدعوني فأجيبه ، ولو لم يكن في الدنيا إلا عبد مؤمن لا ستغنيت به
عن جميع خلقي ، ولجعلت له من إيمانه انسا لا يستوحش إلى أحد .
٦٤ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : لو كانت ذنوب المؤمن مثل رمل
عالج ، ومثل زبد البحر لغفرها الله له فلا تجتروا .
٦٥ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : يتوفى المؤمن مغفورا له ذنوبه [
ثم قال : إنا ]
والله جميعاً .
٦٦ ـ وعن أبي الصامت قال : دخلت على أبي
عبد الله 7 ، فقال : يا
أبا الصامت ، ابشر ، ثم ابشر ، ثم ابشر ، ثم قال لي : يا أبا الصامت إن الله عزّ
وجلّ يغفر للمؤمن وإن جاء بمثل ذا ومثل ذا وأومى إلى القباب قلت : وإن جاء بمثل
تلك القباب ، فقال : إي والله ، ولو كان بمثل تلك القباب إي والله « مرتين » .
٦٧ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : قلت بمكّة له : إن لي حاجة ، فقال : تلقاني بمكّة
، فلقيته ، فقلت : يا بن رسول الله إن لي حاجة ؟ فقال : تلقاني بمنى ،
__________________
فلقيته بمنى ، فقلت
: يابن رسول الله إن لي حاجة ، فقال : [ هات ]
حاجتك فقلت : يا بن رسول الله إنّي كنت أذنبت ذنبا فيما بيني وبين الله عزّ وجلّ ،
لم يطلع عليه أحد ، و اجلّك
أن أستقبلك به ،
فقال : إذا كان يوم القيامة تجلّى الله عزّ وجلّ لعبده المؤمن فيوقفه على
ذنوبه ذنباً ذنباً ، ثم يغفرها له ، لا يطّلع على ذلك ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل.
وفي حديث آخر : ويستر عليه من ذنوبه ما
يكره أن يوقفه عليه ، ثم يقول لسيئاته كوني حسنات ، وذلك قول الله عزّ وجلّ : ( فَاولئكَ
ـ الّذينَ ـ يُبَدِّلُ
الله سَيّئاتِهِمْ حَسَناتٍ )
.
٦٨ ـ وعن أبي عبد الله 7 : إن الكافر ليدعو [ في حاجته ] فيقول الله عزّ وجلّ : عجّلوا حاجته
بغضا لصوته.
وإنّ المؤمن ليدعو في حاجته ، فيقول
الله عزّ وجلّ : أخّروا حاجته شوقاً إلى صوته ، فإذا كان يوم القيامة قال الله عزّ
وجلّ : دعوتني في كذا وكذا فأخّرت إجابتك وثوابك كذا وكذا ، قال : فيتمنى المؤمن
أنّه لم يستجب له دعوة في الدنيا فيما يرى من حسن الثواب .
٦٩ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : إن المؤمن إذا دعا الله عزّ وجلّ
أجابه ـ فشخص بصري نحوه إعجابابها ـ قال ، فقال : إن الله واسع لخلقه .
٧٠ ـ وعن ابن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن
بعض أهل العلم قال : إذا مات المؤمن صعد ملكاه ، فقالا : يا ربّ مات فلان ، فيقول :
انزلا ، فصليا عليه عند قبره و
__________________
هلّلاني وكبّراني
إلى يوم القيامة ، واكتبا ما تعملان له .
٧١ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : إن المؤمن رؤياه جزء من سبعين
جزء من النبوّة ومنهم من يعطى على الثلاث .
٧٢ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : إن الله إذا أحبّ عبداً عصمه ، [
وجعل غناه في نفسه ]
، وجعل ثوابه بين عينيه.
[ وإذا أبغضه وكله إلى نفسه ، وجعل فقره
بين عينيه ]
.
٧٣ ـ [ ابن أبي البلاد ] ، وعن أبي عبد الله 7 قال : إن العبد ليدعو ، فيقول الربّ
عزّ وجلّ : يا جبرئيل احبسه بحاجته ، فأوقفها بين السماء والأرض شوقاً إلى صوته .
٧٤ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : إن الله عزّ وجلّ خلق طينة
المؤمن من طينة الأنبياء ، فلن تخبث
أبداً .
٧٥ ـ عن صفوان الجمّال ، قال : سمعت أبا
عبد الله 7 يقول : إن
هلاك الرجل لَمِنْ ثلم الدين .
٧٦ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : إن عمل المؤمن يذهب فيمهد له في
الجنّة كما يرسل الرجل بغلامه فيفرش له ، ثم تلا : (
وَمَنْ عَمِلَ
صَالحاً فَلاَنْفُسِهِمْ يمهَدُونَ
) .
__________________
٧٧ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : إن الله يذود المؤمن عمّا يكره
كما يذود الرجل البعير الغريب ، ليس من إبله ( أهله ـ البحار ) .
٧٨ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا
[ أدخل الله يده فصافح ]
أشدهما حبّاً لصاحبه .
٧٩ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : كما لا ينفع مع الشرك شيء ،
فلا يضر مع الايمان شيء .
٨٠ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : يقول الله عزّ وجلّ : ما تردّدت في
شيء أنا فاعله كترددي على [ قبض روح عبدي ]
المؤمن لأنني أحبّ لقاءه وهو يكره الموت ، فأزويه عنه ، ولو لم يكن في الأرض إلا
مؤمن واحد لاكتفيت به عن جميع خلقي ، وجعلت له من إيمانه اُنساً لا يحتاج فيه إلى
أحد .
٨١ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : ما من مؤمن يموت في غربة [ من ] الأرض فيغيب عنه بواكيه إلا بكته بقاع
الأرض التي كان يعبد الله عليها وبكته أثوابه ، وبكته أبواب السماء التي كان يصعد
بها عمله ، وبكاه الملكان الموكلان به .
٨٢ ـ وعن أحدهما 8 قال : إن ذنوب المؤمن مغفورة ، فيعمل
المؤمن لما يستأنف ، إمّا إنها ليست إلا لأهل الايمان .
٨٣ ـ عن إسحاق بن عمّار قال : سمعته يقول : إن الله عزّ وجلّ خلق
__________________
خلقاً ضنّ بهم عن
البلاء ، خلقهم في عافية ، وأحياهم في عافية ، وأماتهم في عافية ، وأدخلهم الجنّة في
عافية .
__________________
٣
ـ باب ما جعل الله بين المؤمنين من الاخاء
٨٤ ـ عن أبي عبد الله 7 قال : المؤمنون إخوة بنو أب وام ، فإذا
ضرب على رجل منهم عرق سهر الآخرون .
٨٥ ـ وعن أحدهما 8 أنّه قال : المؤمن [ أخو المؤمن ] كالجسد الواحد ، إذا سقط منه شيء تداعى
سائر الجسد .
٨٦ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : المؤمن أخو المؤمن كالجسد
الواحد ، إذا اشتكى شيئاً منه وجد [ ألم ]
ذلك في سائر جسده لأنّ أرواحهم من روح الله تعالى ، وإنّ روح المؤمن لأشدّ اتّصالاً
بروح الله من اتّصال [ شعاع ]
الشمس بها .
٨٧ ـ عن جابر عن أبي جعفر 7 ، قال : تنفست بين يديه ، ثم قلت : يا
ابن رسول الله هم يصيبني من غير مصيبة تصيبني ، أو أمر ينزل بي ، حتّى تعرف ذلك
أهلي في وجهي ، ويعرفه صديقي ، فقال : نعم ، يا جابر ، قلت : ما ذلك يا ابن رسول
الله ؟
__________________
قال : وما تصنع به ؟ قلت : أحبّ أن
أعلمه ، فقال : يا جابر إن الله عزّ وجلّ خلق المؤمنين من طين الجنان ، وأجرى بهم
من ريح
الجنّة روحه ، فكذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه واُمّه ، فإذا أصاب روحاً من تلك
الأرواح في بلدة من البلدان شيء حزنت ( حزبت ـ خ ) هذه الأرواح لأنّها منها .
٨٨ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : المؤمن أخو المؤمن لأبيه واُمّه
لأنّ الله عزّ وجلّ خلق المؤمنين من طين الجنان ، وأجرى في صورهم من ريح الجنان ،
فلذلك هم إخوة لأب واُمّ .
٨٩ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : الأرواح جنود مجندة تلتقي فتتشام
كما تتشام الخيل ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ، ولو أن مؤمناً جاء
إلى مسجد فيه اناس كثير ليس فيهم إلا مؤمن واحد لمالت روحه إلى ذلك المؤمن حتّى يجلس
إليه .
٩٠ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : لا والله لا يكون [ المؤمن ] مؤمناً أبداً حتّى يكون لأخيه مثل
الجسد إذا ضرب عليه عرق واحد تداعت له سائر عروقه .
٩١ ـ وعنه 7
قال : لكلّ شيء شيء يستريح إليه ، وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح
الطير إلى شكله .
٩٢ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : المؤمنون في تبارهم ، وتراحمهم ،
وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر والحمى .
__________________
٤
ـ باب حقّ المؤمن على أخيه
٩٣ ـ عن المعلّى بن خنيس قال : قلت لأبي
عبد الله 7 ما حقّ المؤمن
على المؤمن ؟ قال : إنّي عليك شفيق ، إنّي أخاف أن تعلم ولا تعمل وتضيع و لا تحفظ
قال : فقلت : لاحول ولا قوة إلا بالله.
قال للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة
، وليس منها حقّ إلا وهو واجب على أخيه إن ضيع منها حقّاً خرج من ولاية الله ، وترك
طاعته ، ولم يكن له فيها نصيب.
أيسر حقّ منها : أن تحب له ما تحب لنفسك
، وأن تكره له ما تكرهه لنفسك ،
والثاني : أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك
ويديك ورجليك ،
والثالث : أن تتّبع رضاه ، وتجتنب سخطه
، وتطيع أمره ،
والرابع : أن تكون عينه ودليله ومرآته ،
والخامس : أن لا تشبع ويجوع ، وتروى
ويظمأ ، وتكتسي ويعرى ،
والسادس : أن يكون لك خادم [ وليس له
خادم ]
ولك امرأة تقوم عليك وليس له امرأة تقوم عليه ، أن تبعث خادمك يغسل ثيابه ، ويصنع
طعامه ويهيء فراشه.
والسابع : أن تبر قسمه ، وتجيب دعوته ،
وتعود مرضته ، وتشهد جنازته ، وإن كانت له حاجة تبادر مبادرة إلى قضائها ، ولا
تكلفه أن يسألكها ، فإذا فعلت ذلك ، وصلت ولايتك لولايته [ ، وولايته بولايتك.
وعن المعلّى مثله ، وقال في حديثه :
فإذا جعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته ]
__________________
وولايته بولاية الله
عزّ وجلّ .
٩٤ ـ عن عيسى بن أبي منصور قال : كنت
عند أبي عبد الله 7
أنا وعبد الله بن أبي يعفور وعبد الله بن طلحة ، فقال 7 إبتداء :
يا ابن أبي يعفور ، قال رسول الله 6 ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله
عزّ وجلّ ، وعن يمين الله عزّ وجلّ ،
قال ابن أبي يعفور : وما هي ؟ جعلت فداك
، قال : يحبّ المرء المسلم لأخيه ما يحبّ لاعز أهله ، ويكره المرء المسلم لأخيه ما
يكره لأعزّ أهله ، ويناصحه الولاية ، فبكى ابن أبي يعفور وقال : كيف يناصحه
الولاية ؟
قال : يا ابن أبي يعفور [ إذا كان منه
بتلك المنزلة بثّه همّه ]
يهم لهمه ، وفرح لفرحه إن هو فرح ، وحزن لحزنه إن هو حزن ، فان كان عنده ما يفرج عنه
فرج عنه ، والا دعا الله له ،
قال : ثم قال أبو عبد الله 7 : ثلاث لكم وثلاث لنا : أن تعرفوا
فضلنا ، وأن تطأوا أعقابنا ، وتنظروا عاقبتنا فمن كان هكذا كان بين يدي الله [
فيستضيء بنورهم من هو أسفل منهم ]
فأما الّذين عن يمين الله فلو أنهم يراهم من دونهم لم يهنئهم العيش ممّا يرون من
فضلهم ،
فقال ابن أبي يعفور ، مالهم فما يرونهم
وهم عن يمين الله ! قال ، يا ابن أبي يعفور إنهم محجوبون بنور الله ، إمّا بلغك
حديث ، أن رسول الله 6
كان يقول : إن المؤمنين عن يمين الله وبين يدي الله ، وجوههم أبيض من الثلج و
__________________
أضوء من الشمس
الضاحية ، فيسأل السائل : من هؤلاء ؟ [ فيقال : هؤلاء ] الّذين تحابوا في جلال الله .
٩٥ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : والله ما عبد الله بشيء أفضل من
أداء حقّ المؤمن
، فقال : إنّ المؤمن أفضل حقّاً من الكعبة .
وقال : إنّ المؤمن أخو المؤمن عينه
ودليله ، فلا يخونه ، ولا يخذله
، ومن حقّ المسلم على المسلم أن لا يشبع ويجوع أخوه ، ولا يروى ويعطش أخوه ، ولا
يلبس و يعرى أخوه ، وما أعظم حقّ المسلم على أخيه المسلم !
وقال : أحبب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك
، وإذا احتجت فسله ، وإذا سألك فأعطه ، ولا تمله خيراً ولا يمله لك ، كن له ظهيرا
فإنّه لك ظهير ، إذا غاب فاحفظه في غيبته ، وإن شهد زره وأجلله وأكرمه ، فإنّه منك
وأنت منه ، وإن كان عاتباً فلا تفارقه حتّى تسل سخيمته ، وإن أصابه خير فاحمد الله
عزّ وجلّ ، وإن ابتلي فأعطه ، وتحمل عنه وأعنه.
٩٦ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : المؤمن أخو المؤمن يحق عليه
نصيحته ومواساته ، ومنع عدوه منه .
__________________
٩٧ ـ وعن أبي عبد الله 7 [ قال ] : ما عبد الله بشئ أفضل من
أداء حقّ المؤمن .
٩٨ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : قال النبي 6 : المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا
يخذله ، ولا يعيبه ، ولا يحرمه ، ولا يغتابه .
٩٩ ـ وعنه 7
قال : إن من حقّ المسلم إن عطس أن يسمّته ، و إن أولم أتاه ، وإن مرض عاده ، وإن
مات شهد جنازته .
١٠٠ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : إنّ نفراً من المسلمين خرجوا في
سفر لهم ، فأضلّوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتيمّموا ولزموا اُصول الشجر ، فجاءهم شيخ عليه
ثياب بيض ، فقال : قوموا ، لا بأس عليكم ، هذا الماء قال : فقاموا و شربوا فأرووا فقالوا له : من أنت رحمك الله ؟ قال :
أنا من الجن الّذين بايعوا رسول الله 6
، إنّي سمعته يقول : « المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله » فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي .
١٠١ ـ عن سماعة قال : سألته عن قوم
عندهم فضول وبإخوانهم حاجة شديدة [ وليس ] تسعهم الزكاة ، وما يسعهم أن يشبعوا ويجوع
إخوانهم ، فان الزمان شديد ،
فقال : المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ،
ولا يخذله ، ولا يحرمه
ويحق على المسلمين
__________________
الاجتهاد له ،
والتواصل على العطف
، والمواساة لأهل الحاجة ، والتعطف منكم ، يكونون على أمر الله رحماء بينهم
متراحمين ، مهمين
لما غاب عنكم من أمرهم ، على ما مضى عليه [ معشر ] الانصار على عهد رسول الله 6 .
١٠٢ ـ وعنه 7 قال : سألناه عن الرجل لا يكون عنده
إلا قوت يومه ، ومنهم من عنده قوت شهر ، ومنهم من عنده قوت سنة ، أيعطف من عنده
قوت يوم على من ليس عنده شيء ، ومن عنده قوت شهر على من دونه [ ومن عنده قوت سنة
على من دونه ]
على نحو ذلك ، وذلك كلّه الكفاف الذي لا يلام عليه.
فقال 7
: هما أمران ، أفضلكم فيه أحرصكم على الرغبة فيه ، والأثرة على نفسه ، إن الله عزّ
وجلّ يقول : ( وَيُؤثرُونَ عَلى أنْفُسِهِمْ
وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
) والا لايلام عليه ، واليد العليا خير من اليد السفلى ،
ويبدأ بمن يعول .
١٠٣ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : أيجيء [ أحدكم ] إلى أخيه فيدخل
يده في كيسه فيأخذ حاجته فلا يدفعه ؟ فقلت : ما أعرف ذلك فينا ،
قال : فقال أبو جعفر 7 : فلا شيء إذن ، قلت : فالهلكة إذاً !
قال : إنّ القوم لم يعطوا أحلامهم بعد .
١٠٤ ـ وعن أمير المؤمنين 7 قال : قد فرض الله التمحّل على الأبرار
في كتاب الله ، قيل : وما التمحّل ؟ قال : إذا كان وجهك آثر عن وجهه التمست
__________________
له .
وقال 7
في قول الله عزّ وجلّ : (
وَيُؤثرُونَ
عَلى أنْفُسِهِمْ وَلَو كانَ بِهِمْ خَصاصَة
) قال : لا
تستأثر عليه بما هو أحوج إليه منك .
١٠٥ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : إن المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه
، ولا يخذله ، ولا يعيبه ، ولا يغتابه ، ولا يحرمه ، ولا يخونه ، .
وقال : للمسلم على أخيه من الحقّ أن يسلّم
عليه إذا لقيه ، ويعوده إذا مرض ، وينصح له إذا غاب ، ويسمته إذا عطس ، ويجيبه إذا
دعاه ، ويشيعه إذا مات .
١٠٦ ـ وعن أبي جعفر 7 أنّه قال لأبي اسماعيل : يا أبا
اسماعيل أرأيت فيمن قبلكم إذا كان الرجل ليس عنده رداء وعند بعض إخوانه فضل رداء
أيطرحه عليه حتّى يصيب رداء ؟
قال : قلت : لا ، قال : فإذا كان ليس له
إزار أيرسل إليه بعض إخوانه بإزار حتّى يصيب ازاراً ؟ قلت : لا ، فضرب يده على
فخذه ، ثم قال : ما هؤلاء بإخوان .
__________________
٥ ـ باب ثواب قضاء حاجة المؤمن وتنفيس
كربه وادخال الرفق عليه
١٠٧ ـ عن أبي عبد الله 7 قال : من مشى لامرئ مسلم في حاجته
فنصحه فيها ، كتب الله له بكلّ خطوة حسنة ، ومحى عنه سيئة ، قضيت الحاجة أولم تقض
، فإن لم ينصحه فقد خان الله ورسوله ، وكان رسول الله 6 خصمه .
١٠٨ ـ وعن أبي عبد الله 7 : إن الله عزّ وجلّ انتخب قوماً من
خلقه لقضاء حوائج فقراء من شيعة علي 7
ليثيبهم بذلك الجنّة .
١٠٩ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : أيما مؤمن نفّس عن مؤمن كربة نفّس
الله عنه سبعين كربة من كرب الدنيا وكرب يوم القيامة ،
قال : ومن يسّر على مؤمن وهو معسر ، يسّر
الله له حوائج الدنيا والآخرة ،
[ ومن ستر على مؤمن عورة ستر الله عليه
سبعين عورة من عوراته التي يخلفها
في الدنيا والآخرة ] .
قال : وإن الله لفي عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه المؤمن ،
فانتفعوا
__________________
في العظة وارغبوا في
الخير .
١١٠ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : من خطا في حاجة أخيه المسلم بخطوة كتب الله له بها عشر حسنات ،
وكانت له خيراً من [ عتق
] عشر رقاب ، و صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام .
١١١ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : قضاء حاجة المؤمن خير من حملان
ألف فرس في سبيل الله عزّ وجلّ ، وعتق ألف نسمة .
وقال : ما من مؤمن يمشي لأخيه في حاجة
إلا كتب الله له بكلّ خطوة حسنة ، وحطّ بها عنه سيئة ، ورفع له بها درجة .
وما من مؤمن يفرج عن أخيه المؤمن كربة
إلا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة ، وما من مؤمن يعين مظلوما إلا كان ذلك أفضل
من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام .
١١٢ ـ عن نصر بن قابوس قال : قلت لأبي الحسن
الماضي 7 : بلغني عن
أبيك أنّه أتاه
آت فاستعان به على حاجته ، فذكر له أنّه معتكف ، فأتى الحسن 7 ، فذكر له ذلك ، فقال : إمّا علمت أن
المشي في حاجة المؤمن خير من اعتكاف شهرين متتابعين في المسجد الحرام [ بصيامهما ]
،
__________________
ثمّ قال أبو الحسن 7 : ومن إعتكاف الدهر .
١١٣ ـ وعن رجل من حلوان قال : كنت أطوف بالبيت ، فأتاني رجل من
أصحابنا فسألني قرض دينارين ، وكنت قد طفت خمسة أشواط ، فقلت له : اُتمّ اُسبوعي
ثم أخرج ، فلما دخلت في السادس إعتمد علي أبو عبد الله 7 ، و وضع يده على منكبي ، قال : فاتممت
سبعي ودخلت في الآخر لاعتماد أبي عبد الله 7
علي ، فكنت كلّما جئت إلى الركن أومأ إليّ الرجل ، فقال أبو عبد الله 7 : من كان هذا يؤمي إليك ؟
قلت : جعلت فداك هذا رجل من مواليك ،
سألني قرض دينارين ، قلت : اُتم أسبوعي وأخرج إليك ، قال : فدفعني أبو عبد الله 7 وقال : إذهب فأعطهما ايّاه ، فظننت
أنّه قال : فأعطهما ايّاه لقولي قد أنعمت له
، فلما كان من الغد دخلت عليه وعنده عدّة من أصحابنا يحدثهم ، فلما رآني قطع
الحديث وقال :
لأن أمشي مع أخ لي في حاجة حتّى أقضي له
أحبّ إليّ من أن أعتق ألف نسمة ، وأحمل على ألف فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة.
١١٤ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : قال رسول الله 6 : من سرّ مؤمناً فقد سرّني ، ومن سرّني
فقد سرّ الله .
١١٥ ـ عن مسمع قال : سمعت الصادق 7 يقول : من نفس عن مؤمن كربة من كرب
الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة ، وخرج من قبره [ وهو ] ثلج الفؤاد .
__________________
١١٦ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : من طاف بهذا البيت اُسبوعاً كتب
الله عزّ وجلّ له ستّة آلاف حسنة ، ومحى عنه ستّة آلاف سيئة ، ورفع له ستّة آلاف
درجة « وفي رواية ابن عمّار » وقضى له ستّة آلاف حاجة .
[ وقال أبو عبد الله 7 : لقضاء حاجة المؤمن خير من طواف وطواف
حتّى عدّ عشر مرّات
].
١١٧ ـ وقال أبو عبد الله 7 : لقضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف
نسمة ، ومن حملان ألف فرس في سبيل الله .
١١٨ ـ وعن أبي جعفر 7 : [ من قضى لمسلم حاجته ناداه ] الله عزّ وجلّ : ثوابك عليّ ، ولا
أرضى لك ثواباً دون الجنّة .
١١٩ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : أيما مؤمن سأله أخوه المؤمن
حاجته وهو يقدر على قضائها فردّه منها سلّط الله عليه شجاعاً في قبره ينهش [ من ] أصابعه .
__________________
١٢٠ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : من قضى لأخيه المؤمن حاجة كتب
الله بها عشر حسنات ، ومحى عنه عشر سيّئات ، ورفع له بها عشر درجات ، و كان عدل
عشر رقاب وصوم شهر واعتكافه في المسجد الحرام .
١٢١ ـ وعن الصادق 7 : من فرج عن أخيه المسلم كربة فرج الله
عنه كربة يوم القيامة ، ويخرج من قبره مثلوج الصدر .
١٢٢ ـ وعن أبي إبراهيم الكاظم 7 قال : من فرج عن أخيه المسلم كربة ،
فرج الله بها عنه كربة يوم القيامة .
١٢٣ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : فيما ناجي الله به عبده موسى بن
عمران أن قال : إن لي عبداً ابيحهم جنّتي واحكمهم فيها ، قال موسى : يا ربّ من
هؤلاء الّذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها ؟
قال : من أدخل على مؤمن سروراً ،
ثم قال : إن مؤمناً كان في مملكة جبّار وكان
مولعاً
به فهرب منه إلى دار الشرك ، ونزل برجل من أهل الشرك ، فألطفه ، وأرفقه ، وأضافه ، فلما حضره الموت ، أوحى الله عزّ
وجلّ إليه : وعزّتي وجلالي لو كان في جنّتي مسكن لمشرك لأسكنتك فيها ، ولكنّها محرّمة
على من مات مشركاً ، ولكن يا نار هاربيه
ولا تؤذيه ، قال : ويؤتى برزقه طرفي النهار ، قلت : من الجنّة ؟ قال : أو من حيث
شاء الله عزّ وجل .
__________________
١٢٤ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : من قضى لمسلم حاجة كتب الله له
عشر حسنات ، ومحى عنه عشر سيّئات ، ورفع له عشر درجات ، وأظلّه الله عزّ و جلّ في
ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه .
١٢٥ ـ أبو حمزة عن أحدهما 8 : أيما مسلم أقال مسلماً ندامة [ في
بيع ] أقاله
الله عزّ وجلّ عذاب يوم القيامة .
١٢٦ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : من أدخل على مؤمن سروراً خلق
الله عزّ وجلّ [ من ذلك السرور
] خلقا فيلقاه عند موته ، فيقول له : أبشر يا وليّ الله بكرامة من الله ورضوان [
منه ] ، ثم لا يزال معه حتّى يدخل قبره ، فيقول له مثل ذلك [ فإذا بعث تلقاه فيقول
له مثل ذلك
] فلا يزال معه في كلّ هول يبشّره ويقول له [ مثل ذلك ] فيقول له : من أنت رحمك الله ؟ فيقول
: أنا السرور الذي أدخلت على فلان .
١٢٧ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : من أحبّ الأعمال إلى الله عزّ
وجلّ إدخال السرور على أخيه المؤمن [ من ]
إشباع جوعته ، أو تنفيس كربته أو قضاء دينه .
__________________
١٢٨ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : قال رسول الله 6 : من أكرم أخاه المسلم بمجلس يكرمه ،
أو بكلمة يلطفه بها أو حاجة يكفيه إيّاها ، لم يزل في ظلّ من الملائكة ما كان بتلك
المنزلة .
١٢٩ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسى ابن
عمران : إنّ من عبادي من يتقرب إليّ بالحسنة ، فاحكمه بالجنّة.
قال : يا ربّ وما هذه الحسنة ؟ قال :
يدخل على مؤمن سروراً .
١٣٠ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : مشي المسلم في حاجة المسلم خير من
سبعين طوافاً بالبيت الحرام .
١٣١ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : إن ممّا يحبّ الله من الأعمال ،
إدخال السرور على المسلم .
١٣٢ ـ عن صفوان قال : كنت عند أبي عبد
الله 7 يوم التروية
فدخل عليه ميمون
القداح ، فشكى إليه تعذر الكراء ، فقال لي : قم فأعن أخاك
__________________
فخرجت معه ، فيسر
الله له الكراء ، فرجعت إلى مجلسي ، فقال لي : ما صنعت في حاجة أخيك المسلم ؟ قلت
: قضاها الله تعالى ، فقال : إمّا انّك إن تعن أخاك أحبّ إليّ من طواف اسبوع
بالكعبة ،
ثمّ قال : إن رجلاً أتى الحسن بن علي 8 فقال : بأبي أنت وامي يا أبا محمّد أعني
على حاجتي ؟ فانتعل
وقام معه ، فمرّ على الحسين بن علي 8
وهو قائم يصلّي ، فقال له : أين كنت عن أبي عبد الله ، تستعينه على حاجتك ؟ قال :
قد فعلت فذكر لي أنّه معتكف ، فقال : إمّا أنّه لو أعانك على حاجتك لكان خيراً له
من اعتكاف شهر .
١٣٣ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : ما [ من ] عمل يعمله المسلم أحبّ إلى الله عزّ
وجلّ من إدخال السرور على أخيه المسلم ، وما من رجل يدخل على أخيه المسلم باباً من
السرور إلا أدخل الله عزّ وجلّ عليه باباً من السرور .
١٣٤ ـ وعن أبي الحسن 7 قال : إن لله عزّ وجلّ جنّة إدّخرها
لثلاث : إمام عادل ، ورجل يحكم أخاه المسلم في ماله ، ورجل يمشي لأخيه المسلم في
حاجة قضيت له أولم تقض .
١٣٥ ـ عن محمّد بن مروان عن أحدهما 8 قال : مشي الرجل في حاجة أخيه المسلم
تكتب له عشر حسنات ، وتمحى عنه عشر سيّئات ، ويرفع له عشر درجات ويعدل عشر رقاب ،
وأفضل من اعتكاف شهر في المسجد الحرام وصيامه .
__________________
١٣٦ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : من مشى في حاجة لأخيه المسلم
حتّى يتمها أثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام .
١٣٧ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : قال النبي 6 : من أعان أخاه اللهفان اللهبان من غم
أو كربة كتب الله عزّ وجلّ له إثنين وسبعين رحمة ، عجّل له منها واحدة يصلح بها
أمر دنياه ،
وواحدة وسبعين لأهوال الآخرة .
١٣٨ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : قال رسول الله 6 : من أكرم مؤمناً ، فانما يكرم الله
عزّ وجلّ .
١٣٩ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : في حاجة الرجل لأخيه المسلم ثلاث :
تعجيلها ، وتصغيرها ، وسترها ، فإذا عجّلتها هنّيتها ، وإذا صغّرتها فقد عظّمتها
وإذا سترتها فقد صنتها.
١٤٠ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : أيما مؤمن يقرض مؤمناً قرضا
يلتمس وجه الله عزّ وجلّ ، كتب الله له أجره بحساب الصدقة ،
وما من مؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب ،
إلا وكل الله عزّ وجلّ به ملكاً يقول : ولك مثله .
__________________
وقال 7
: دعاء المؤمن للمؤمن يدفع عنه البلاء ، ويدر عليه الرزق .
١٤١ ـ عن إبراهيم التيمي قال : كنت في
الطواف إذ أخذ أبو عبد الله 7
بعضدي ، فسلم علي ثم قال : ألا أخبرك بفضل الطواف حول هذا البيت ؟ قلت : بلى ، قال
: أيما مسلم طاف حول هذا البيت اُسبوعاً : ثم أتى المقام ، فصلى خلفه ركعتين ، كتب
الله له ألف حسنة ، ومحى عنه ألف سيئة ، ورفع له ألف درجة ، وأثبت له ألف شفاعة.
ثم قال : ألا أخبرك بأفضل من ذلك ؟ قلت
: بلى ، قال : قضاء حاجة امرئ أفضل من طواف اسبوع واسبوع حتّى بلغ عشرة .
ثم قال : يا إبراهيم ما أفاد المؤمن من
فائدة أضر عليه من مال يفيده ، المال أضرّ عليه من ذئبين ضاريين في غنهم قد هلكت
رعاتها ، واحد في أوّلها وآخر
في آخرها ، ثم قال : فما ظنّك بهما ؟ قلت : يفسدان ، أصلحك الله ، قال : صدقت ، إن
أيسر ما يدخل عليه أن يأتيه أخوه المسلم فيقول : زوجني ، فيقول : ليس لك مال .
١٤٢ ـ عن أبان بن تغلب قال : سألت أبا
عبد الله 7 عن حقّ المؤمن
على المؤمن ، فقال : حقّ المؤمن أعظم من ذلك ، لو حدثتكم به لكفرتم ، إن المؤمن
إذا خرج من قبره ، خرج معه مثال من قبره ، فيقول له : إبشر بالكرامة من ربّك و
السرور ، فيقول له : بشرك الله بخير ، ثم يمضي معه يبشره بمثل ذلك.
ورواه عن غيره قال : فإذا مرّ بهول ، قال : ليس هذا
لك ، وإذا مرّ بخير قال : هذا لك ، فلا يزال معه يؤمنه ممّا يخاف ، ويبشره بما يحبّ ،
حتّى يقف [ معه
]
__________________
بين يدي الله عزّ
وجلّ ، فإذا اُمر به إلى الجنّة ، قال له المثال : إبشر بالجنة فانّ الله عزّ وجل
قد أمر بك إلى الجنّة ، فيقول له : من أنت يرحمك الله ، بشرتني حين خرجت من قبري
وآنستني في طريقي وخبرتني
عن ربّي ؟ فيقول : أنا السرور الذي كنت تدخله على إخوانك في الدنيا جعلت منه
لانصرك
، واونس وحشتك .
١٤٣ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : أوحى الله عزّ وجلّ إلى داود (ع)
: إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنّتي ، فقال داود ، يا ربّ وما تلك
الحسنة ؟
قال : يدخل على عبدي المؤمن سروراً ولو
بتمرة ، قال داود : [ يا ربّ ]
حقّ لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك .
١٤٤ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : إن المسلم إذا جاءه أخوه المسلم
فقام معه في حاجته ، كان كالمجاهد في سبيل الله .
١٤٥ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : من أعان أخاه المؤمن اللهبان اللهفان عند جهده فنفس كربه ، وأعانه
على نجاح حاجته ، كانت له بذلك
__________________
إثنان وسبعون رحمة
من الله عزّ وجلّ يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته ، و يدخر له واحدة وسبعين رحمة لحوائج القيامة ، وأهوالها .
__________________
٦
ـ باب زيارة المؤمن وعيادته
١٤٦ ـ عن النبي 6 أنّه قال : أيما مؤمن عاد مريضاً في
الله عزّ وجلّ خاض في الرحمة خوضاً ، وإذا قعد عنده استنقع استنقاعا ، فإن عاده
غدوة صلّى عليه سبعون ألف ملك إلى أن يمسي ، فان عاده عشية صلّى عليه سبعون ألف
ملك إلى أن يصبح .
١٤٧ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : أيما مؤمن عاد أخاه المؤمن في
مرضه صلّى عليه
سبعة وسبعون
ألف ملك فإذا قعد عنده غمرته الرحمة ، واستغفروا له حتّى يمسي : فإن عاده مساء كان له
مثل ذلك حتّى يصبح .
١٤٨ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : إن العبد المسلم إذا خرج من بيته
يريد أخاه لله لا
لغيره ، التماس وجه الله عزّ وجلّ ، ورغبة فيما عنده ، وكل الله به سبعين ألف ملك
ينادونه من خلفه إلى أن يرجع إلى منزله :
ألا طبت وطابت لك الجنّة .
__________________
١٤٩ ـ وعن أمير المؤمنين 7 أنّه قال لبعض أصحابه ، تذهب بنا نعود
فلاناً ؟ قال : فذهبت معه فإذا أبو موسى الأشعري جالس عنده ،
فقال أمير الؤمنين 7 : يا أبا موسى ، أعائداً جئت أم زائراً
؟
فقال ، لابل عائداً ، فقال : إمّا إن
المؤمن إذا عاد أخاه المؤمن صلّى عليه سبعون ألف ملك حتّى يرجع إلى أهله .
١٥٠ ـ وعن أبي جعفر عن أبيه عن الحسين
بن علي : عن النبي 9 أنّه قال : حدّثني جبرئيل (ع) أن الله
أهبط إلى الأرض ملكاً ، وأقبل ذلك الملك يمشي حتّى وقع إلى باب دار رجل ، وإذا رجل
يستأذن على ربّ الدار ، فقال له الملك : ما حاجتك إلى ربّ الدار ؟
قال : أخ لي مسلم زرته في الله ، قال له
: ما جاء بك
إلا ذلك ؟ قال :
ما جاء بي إلا ذلك ،
قال : فإني رسول الله عزّ وجلّ [ إليك ]
، وهو يقرئك
السلام ويقول : أوجبت لك الجنّة قال : وقال الملك : إن الله عزّ وجلّ يقول : أيما
مسلم زار مسلماً ليس ايّاه يزور ، وإنما إيّاي يزور ، وثوابه الجنّة .
١٥١ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : قال رسول الله 6 : ألا اُخبركم برجالكم من أهل الجنّة ؟
قالوا : بلى يا رسول الله ،
قال : النبي ، والصديق ، والشهيد ،
والوليد ، والرجل الذي يزور أخاه في ناحية المصر ، لا يزوره إلا في الله عزّ وجلّ .
__________________
١٥٢ ـ عن أبي حمزة ، قال : سمعت العبد الصالح يقول : من
زار أخاه المؤمن لله ، لا لغيره يطلب به ثواب الله عزّ وجلّ ، وينتجز مواعيد الله
تعالى وكل الله [
به ] سبعين ألف
ملك من حين يخرج من منزله حتّى يعود إليه ينادونه : ألا طبت وطابت لك الجنّة ، تبوّأت
من الجنّة منزلا
.
١٥٣ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : من زار أخاه المؤمن قال الربّ
جلّ جلاله : أيّها الزائر ، طبت وطابت لك الجنّة .
١٥٤ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : قال رسول الله 6 : أيما مسلم عاد مريضاً عن المؤمنين خاض رمال الرحمة ، فإذا جلس إليه غمرته الرحمة ،
فإذا رجع إلى شيعه سبعون ألف [ ملك ] حتّى يدخل إلى منزله ، كلهم يقولون : ألا طبت
وطابت لك الجنّة .
١٥٥ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : إن لله عزّ وجلّ جنّة لا يدخلها
إلا ثلاثة : رجل حكم في نفسه بالحقّ ، ورجل زار أخاه المؤمن [ في البر ، ورجل أبرّ ] أخاه المؤمن في الله عزّ وجلّ .
__________________
١٥٦ ـ وعن أبي جعفر وأبي عبد الله 8 ، قالا : إذا كان يوم القيامة اوتي العبد المؤمن إلى الله عزّ وجلّ ،
فيحاسبه حساباً يسيراً ، ثم يعاتبه ، فيقول [ له ] :
يا مؤمن ما منعك أن تعودني حيث مرضت ؟
فيقول المؤمن : أنت ربّي وأنا عبدك ، أنت الحيّ الذي لا يصيبك ألم ولا نصب ، فيقول
الربّ عزّ وجلّ : من عاد مؤمناً فقد عادني ، ثم يقول الله عزّ وجلّ ، هل تعرف فلان
بن فلان ؟ فيقول : نعم ، فيقول [ له ] : ما منعك أن تعوده حيث مرض ؟ إمّا لوعدته
لعدتني ، ثم لوجدتني عند سؤالك
، ثم لو سألتني حاجة لقضيتها لك ، ثم لم أردك عنها.
١٥٧ ـ وعن أبي جعفر 7 : إنّ ملكاً من الملائكة مرّ برجل قائم
على باب دار ، فقال له الملك : يا عبد الله ما يقيمك على باب هذه الدار ؟ قال : أخ
لي في بيتها أردت [ أن ] اُسلّم عليه ، فقال الملك : هل بينك وبينه رحم ماسة [ أو
نزعت بك إليه حاجة ؟
] قال : لا ، ما بيني وبينه قرابة ، ولا نزعني
إليه حاجة ، إلا اُخوّة الاسلام ، وحرمته ، فأنا أتعاهده ، واُسلّم عليه في الله
ربّ العالمين ،
قال له الملك : إنّي رسول الله إليك ،
وهو يقرئك السلام ، ويقول [ لك
] : إنما إيّاي أردت ، والي تعمدت ، وقد أوجبت لك الجنّة ، وأعتقتك من غضبي ،
وأجرتك من النار .
١٥٨ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : أيما مؤمن زار مؤمناً كان زائراً
لله
__________________
عزوجل .
وأيما مؤمن عاد مؤمناً خاض الرحمة خوضاً
، فإذا جلس غمرته الرحمة ، فإذا انصرف ، وكل الله [ به ] سبعين ألف ملك يستغفرون له ويسترحمون
عليه ، ويقولون : طبت وطابت لك الجنّة إلى تلك الساعة من الغد ، وكان له خريف من الجنّة.
قال الراوي : وما الخريف ؟ جعلت فداك ،
قال : زاوية في الجنّة ، يسير الراكب
فيها أربعين عاما .
__________________
٧
ـ باب ثواب من أطعم مؤمناً ، أو سقاه ، أو كساه ، أو قضى دينه
١٥٩ ـ عن أبي جعفر 7 أنّه قال : شبع أربعة من المسلمين يعدل
رقبة من ولد
إسماعيل (ع) .
١٦٠ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : ما من مؤمن يدخل بيته مؤمنين
يطعمهما [ ويشبعهما
] : إلا كان ذلك أفضل من عتق نسمة .
١٦١ ـ وعن علي بن الحسين 8 قال : من أطعم مؤمناً من جوع ، أطعمه
الله عزّ وجلّ من ثمار الجنّة ، ومن سقى مؤمناً من ظمأ ، سقاه [ الله يوم القيامة ] من الرحيق المختوم ، [ ومن كسى
مؤمناً من العرى ، كساه الله عزّ وجلّ من الثياب الخضر « وفي حديث آخر » قال : ]
من كسا مؤمناً من عرى لم يزل في ضمان
الله مادام عليه سلك .
__________________
١٦٢ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : من أطعم مؤمناً من جوع أطعمه
الله من ثمار الجنّة ، وأيما مؤمن سقى مؤمناً سقاه الله من الرحيق المختوم ،
وأيما مؤمن كسا مؤمناً من عرى لم يزل في
ستر الله وحفظه ما بقيت منه خرقه .
١٦٣ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال لبعض أصحابه ، يا ثابت ، إمّا تستطيع
أن تعتق كلّ يوم رقبة ؟ أصلحك الله ، ما أقوى على ذلك ، قال : إمّا تقدر أن تغدي
أو تعشي أربعة من المسلمين ؟ قلت : إمّا هذا فاني أقوي عليه ، قال : هو والله يعدل
عتق رقبة .
١٦٤ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : من كسا مؤمناً ثوبا لم يزل في
رحمة الله عزّ وجلّ ما بقي من الثوب شيء ،
ومن سقاه شربة من ماء ، سقاه الله عزّ
وجلّ من رحيق مختوم ، ومن أشبع جوعته ، أطعمه الله عزّ وجلّ من ثمار الجنّة .
١٦٥ ـ وعن أمير المؤمنين علي 7 أنّه قال : لأنّ أطعم أخاك لقمة ، أحبّ
إليّ من أن أتصدق بدرهم ، ولان اعطيه درهما ، أحبّ إليّ من أن أتصدق بعشرة ، ولأن
اُعطيه عشرة ، أحبّ إليّ من أن اعتق رقبة .
__________________
١٦٦ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : ما من مؤمن يطعم مؤمناً [ شبعاً ،
إلا أطعمه ]
الله عزّ وجلّ من ثمار الجنّة ، ولا سقاه شربة إلا سقاه الله من الرحيق المختوم ،
ولا كساه ثوبا ، إلا كساه الله عزّ وجلّ من الثياب الخضر ، وكان في ضمان الله
تعالى مادام من ذلك الثوب سلك .
١٦٧ ـ وعن أبي جعفر 7 قال : [ من ] أحبّ الخصال إلى الله عزّ وجل ثلاثة
: مسلم أطعم مسلماً من جوع ، أو فك عنه كربة ، أو قضى عنه ديناً .
١٦٨ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : أوّل ما يتحف به المؤمن في قبره
أن يغفر لمن تبع جنازته .
١٦٩ ـ وعن سدير قال : قال أبو عبد الله 7 ، ما يمنعك أن تعتق كلّ يوم نسمة ؟ قلت
: لا يحتمل ذلك مالي ، قال ، فقال ، تطعم كلّ يوم رجلاً مسلماً ؟ فقلت : موسراً أو
معسراً ؟ قال : إنّ الموسر قد يشتهي الطعام .
١٧٠ ـ وعن أبي جعفر 7 أنّه قال : إطعام مسلم يعدل [ عتق ] نسمة .
__________________
٨
ـ باب ما حرم الله عزوجل
على المؤمن من حرمة أخيه
المؤمن
١٧١ ـ وعن زرارة قال : سمعت أبا عبد
الله 7 يقول : أقرب
ما يكون العبد إلى
الكفر أن يكون الرجل مواخيا للرجل
على الدين ، ثم يحفظ زلاته و عثراته ليضعه
[ بها ] يوماً ما .
١٧٢ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : من بهت مؤمناً أو مؤمنة بما ليس فيه ، بعثه
الله عزّ وجلّ في طينة خبال ، حتّى يخرج ممّا قال [ قلت : وما طينة الخبال ؟ قال :
صديد يخرج من فروج المومسات ] .
١٧٣ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : قال النبي 6 : من أذاع فاحشة كان كمبتدئها ، ومن
عير مؤمناً بشيء لم يمت حتى
__________________
يركبه .
١٧٤ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : ما من مؤمنين إلا وبينهما حجاب ،
فإن قال له ، لست لي بولي فقد كفر ، فإن إتهمه فقد انماث الايمان في قلبه ، كما ينماث الملح في
الماء .
١٧٥ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : لو قال الرجل لأخيه اف لك انقطع ما بينهما
، قال ، فإذا قال له : أنت عدوي فقد كفر أحدهما ، فإن اتهمه انماث الايمان في قلبه ، كما
ينماث الملح في الماء .
١٧٦ ـ وقال النبي 6 : من لا يعرف لأخيه مثل ما يعرف له
فليس بأخيه .
١٧٧ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : أبى الله أن يظن بالمؤمن
إلا خيراً ، وكسر عظم المؤمن ميتا ككسره حيا .
١٧٨ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : ما من مؤمن يخذل أخاه وهو
__________________
يقدر على نصرته ،
إلا خذله الله عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة .
١٧٩ ـ وعن أبي عبد الله 7 قال : أيما مؤمن سأل أخاه المؤمن حاجة
، وهو يقدر على قضائها ، فرده بها ، سلط الله عليه شجاعاً في قبره ينهش أصابعه .
١٨٠ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : أيما مؤمن مشى مع أخيه في
حاجة ولم يناصحه ، فقد خان الله ورسوله .
١٨١ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : لا تستخف بأخيك المؤمن
فيرحمه الله عزّ وجلّ عند استخفافك ، ويغير ما بك .
١٨٢ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : من حقر مؤمناً فقيراً لم يزل الله عزّ وجلّ له حاقراً ماقتاً
حتّى يرجع عن محقرته ايّاه .
١٨٣ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : من أدخل السرور على مؤمن
فقد أدخله على رسول الله 6
، ومن أدخل على رسول الله 6
فقد وصل ذلك إلى الله عزّ وجلّ ، وكذلك من أدخل عليه كربا .
__________________
١٨٤ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : قال رسول الله 6 : قال الله عزّ وجلّ : من أهان لي
وليّاً فقد ارصد لمحاربتي .
١٨٥ ـ وعن المعلي بن خنيس قال : سمعته
يقول : إن الله عزّ وجلّ يقول : من أهان لي وليّاً فقد ارصد لمحاربتي ، و [ أنا ] أسرع شيء إلى نصرة أوليائي .
١٨٦ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : نزل جبرئيل على النبي 6 ، وقال له : يا محمّد إن ربّك يقول :
من أهان عبدي المؤمن فقد استقبلني بالمحاربة .
١٨٧ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : من ستر عورة مؤمن ستر الله
عزّ وجلّ عورته يوم القيامة ، ومن هتك ستر مؤمن هتك الله ستره يوم القيامة .
١٨٨ ـ وعن أبي جعفر 7 أنّه قال : لا ترموا المؤمنين ، ولا
تتبعوا عثراتهم ، فإنّه من يتبع عثرة مؤمن يتبع الله عزّ وجلّ عثرته ، ومن يتبع
الله عزّ وجلّ عثرته فضحه في بيته .
١٨٩ ـ وعن أبي جعفر 7 أنّه قال : من أدخل على رجل من شيعتنا
سروراً فقد أدخله على رسول الله 6
، وكذلك من أدخل
__________________
عليه أذىً أو غمّاً .
١٩٠ ـ عن عبد الله بن سنان قال : قلت لأبي عبد الله 7 : عورة المؤمن على المؤمن حرام ؟ قال :
نعم ، قلت : يعني سبيليه
؟ فقال :
ليس حيث تذهب ، إنما هو إذاعة سرّه .
١٩١ ـ وعنه 7 أنّه قال : [ من قال ] في مؤمن ما ليس فيه بعثه الله عزّ وجلّ في طينة خبال حتّى يخرج ممّا قال فيه.
وقال : إنما الغيبة : أن تقول في أخيك
ما هو فيه ممّا قد ستره الله عزّ وجلّ [ عليه
] ، فإذا قلت فيه ما ليس فيه ، فذلك قول الله عزّ وجلّ في كتابه :
(
فَقَدِ احْتَمَلَ
بُهْتاناً وَاثْماً مُبيناً ) .
١٩٢ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : قال النبي 6 : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ،
فلا يجلس في مجلس يسب فيه امام ، أو يغتاب فيه مسلم ، ان الله عزّ وجلّ يقول : ( وَاِذَا رَأيْتَ الّذينَ يَخُوضونَ في آياتِنَا
فَأعْرِضْ عَنْهُمْ حتّى يَخُوضُوا في حَديثٍ غَيْرِهِ وَاِمّا يُنْسِيَنَّك الشَّيْطانُ
فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذّكْرى مَعَ القوْم الظَّالِمينَ
) .
__________________
١٩٣ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : من روى على مؤمن رواية يريد
بها عيبه ، وهدم مروته ، أقامه الله عزّ وجلّ مقام الذل يوم القيامة حتّى يخرج
ممّا قال .
١٩٤ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : قال رسول الله 6 : يا معشر من آمن بلسانه ، ولم يؤمن
بقلبه ، لا تطلبوا عورات المؤمنين ، ولا تتبعوا عثراتهم ، فإن من اتّبع عثرة أخيه
اتبع الله عثرته ، ومن اتّبع الله عثرته فضحه ولو في جوف بيته .
١٩٥ ـ عن محمّد بن مسلم عن أحدهما 8 قال : قال رسول الله 6 : ليس بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه ،
قال : غشمه وأضلّه و أضلّه وغشمه .
١٩٦ ـ وعن أبي عبد الله 7 : عورة المؤمن على المؤمن حرام ، قال :
ليس هو أن يكشف فيرى منه شيئاً ، إنما هو أن يزري عليه أو يعيبه .
__________________
: ١ / ٧٣ نحوه.
١٩٧ ـ وعن أبي جعفر 7 أنّه قال : من اغتيب عنده أخوه المؤمن فلم ينصره ، ولم يدفع
عنه ، وهو يقدر على نصرته وعونه فضحه الله عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة .
١٩٨ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : إذا قال المؤمن لأخيه اُفّ
، خرج من ولايته ، وإذا قال : أنت لي عدوّ كفر أحدهما ، لانه لا يقبل الله عزّ
وجلّ عملاً من أحد يعجل في تثريب
على مؤمن بفضيحته ، ولا يقبل من مؤمن عملاً ، وهو يضمر في قلبه على المؤمن سوء ،
ولو كشف الغطاء عن الناس لنظروا إلى ما
وصل بين الله عزّ وجلّ وبين المؤمن ، وخضعت للمؤمنين رقابهم ، وتسهلت لهم امورهم ولانت لهم
طاعتهم ولو نظروا إلى مردود الأعمال من السماء لقالوا : ما يقبل الله من أحد عملاً
.
١٩٩ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : قال النبي 6 : المؤمن حرام كلّه ، عرضه وماله ودمه .
٢٠٠ ـ وعن أبي عبد الله 7 أنّه قال : لا تبدأ الشماتة بأخيك المؤمن ، فيرحمه الله عزّ وجلّ ، ويغير
ما بك ،
__________________
قال : ومن شمت بمصيبة نزلت بأخيه ، لم
يخرج من الدنيا ، حتّى يغيّر ما به.
٢٠١ ـ وعن أخي الطربال قال : سمعته يقول : ان لله عزّ وجلّ في
الأرض حرمات ، حرمة كتاب الله ، وحرمة رسول الله ، وحرمة أهل البيت ، وحرمة الكعبة
، وحرمة المسلم [ وحرمة المسلم ، وحرمة المسلم ] .
__________________
*
( فهرس أسماء النبي 9 والائمة (ع) ) *
١ ـ رسول الله 6
:
٣٣ ، ٣٧ ، ٤٦ ، ٤٩ ، ٩٨ ، ١١٤ ، ١٣٧ ،
١٣٨ ، ١٤٦ ، ١٥٠ ، ١٥١ ، ١٥٤ ، ١٧٣ ، ١٧٦ ، ١٨٤ ، ١٩٢ ، ١٩٤ ، ١٩٩.
٢ ـ أمير المؤمنين 7
:
٥ ، ١٠٤ ، ١٤٩ ، ١٦٥.
٣ ـ الحسين بن علي 8
:
٤.
٤ ـ علي بن الحسين 8
:
٤ ، ٣٢ ، ١٦١.
٥ ـ أبو جعفر 7
:
١ ، ٤ ، ١١ ، ١٢ ، ١٣ ، ٢٠ ، ٢١ ، ٢٢ ،
٣٢ ، ٣٣ ، ٣٩ ، ٤٦ ، ٤٧ ، ٥٥ ، ٥٦ ، ٥٨ ، ٦٢ ، ٦٤ ، ٦٧ ، ٧٨ ، ٨٠ ، ٨٧ ، ٨٨ ، ١٠٠
، ١٠٣ ، ١٠٦ ، ١١٠ ، ١١٤ ، ١١٨ ، ١٢٠ ، ١٢٣ ، ١٢٨ ، ١٣٣ ، ١٣٦ ، ١٤٨ ، ١٥٠ ، ١٥٥ ،
١٥٦ ، ١٥٧ ، ١٥٨ ، ١٥٩ ، ١٦٧ ، ١٧٠ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، ١٩٧.
٦ ـ أبو عبد الله 7
:
٢ ، ٣ ، ٦ ، ٩ ، ١٠ ، ١٥ ، ١٦ ، ١٧ ، ١٨
، ١٩ ، ٢٣ ، ٢٤ ، ٢٥ ، ٢٨ ، ٣٠ ، ٣١ ، ٣٤ ، ٣٥ ، ٣٦ ، ٣٧ ، ٣٨ ، ٤٠ ، ٤١ ، ٤٢ ، ٤٣
، ٤٤ ، ٤٥ ، ٤٨ ، ٤٩ ، ٥٠ ، ٥١ ، ٥٣ ، ٥٤ ، ٥٧ ، ٥٩ ، ٦١ ، ٦٣ ، ٦٥ ، ٦٦ ، ٦٨ ، ٦٩
، ٧١ ، ٧٢ ، ٧٣ ، ٧٤ ، ٧٥ ، ٧٦ ، ٧٧ ، ٧٩ ، ٨١ ، ٨٤ ، ٨٦ ، ٨٩ ، ٩٠ ، ٩١ ، ٩٢ ، ٩٣
، ٩٤ ، ٩٥ ، ٩٦ ، ٩٧ ، ٩٨ ، ٩٩ ، ١٠٥ ،
١٠٧ ، ١٠٨ ، ١٠٩ ،
١١١ ، ١١٣ ، ١١٥ ، ١١٦ ، ١١٧ ، ١١٩ ، ١٢١ ، ١٢٤ ، ١٢٦ ، ١٢٧ ، ١٢٩ ، ١٣٠ ، ١٣١ ،
١٣٢ ، ١٣٧ ، ١٣٨ ، ١٣٩ ، ١٤٠ ، ١٤١ ، ١٤٢ ، ١٤٣ ، ١٤٤ ، ١٤٥ ، ١٤٧ ، ١٥١ ، ١٥٣ ،
١٥٤ ، ١٥٦ ، ١٦٠ ، ١٦٢ ، ١٦٣ ، ١٦٤ ، ١٦٦ ، ١٦٨ ، ١٦٩ ، ١٧١ ، ١٧٢ ، ١٧٣ ، ١٧٤ ،
١٧٥ ، ١٧٧ ، ١٧٨ ، ١٧٩ ، ١٨٠ ، ١٨١ ، ١٨٢ ، ١٨٣ ، ١٨٤ ، ١٨٦ ، ١٨٧ ، ١٩٠ ، ١٩١ ،
١٩٢ ، ١٩٣ ، ١٩٤ ، ١٩٦ ، ١٩٨ ، ١٩٩ ، ٢٠٠.
عنه
: الصادق (ع) : ٢٦ ، ٢٩ ، ٩١ ، ٩٩ ، ١٠٢.
أحدهما 8
:
٧ ، ٥٢ ، ٨٢ ، ٨٥ ، ١٢٥ ، ١٣٥ ، ١٩٥.
٧ ـ أبو الحسن 7
:
٨ ، ١٣٤.
٨
ـ أبو الحسن الماضي 7
: ١١٢.
أبو
إبراهيم الكاظم 7
: ١٢٢.
العبد
الصالح 7
: ١٥٢.
*
( فهرس أعلام الرواة ) *
الراوي
|
|
رقم
الحديث
|
|
الراوي
|
|
رقم
الحديث
|
أبان بن تغلب
|
|
١٤٢
|
|
سدير
|
|
١٦٩
|
ابراهيم التيمي
|
|
١٤١
|
|
سعيد بن طريف
|
|
٤
|
ابن أبي البلاد
|
|
٧٠ ، ٧٣
|
|
سماعة
|
|
١٧، ١٠١
|
ابن أبي عمير
|
|
١٤
|
|
الصباح بن سيّابة
|
|
٣٤
|
ابن حمران
|
|
٢٧
|
|
صفوان الجمال
|
|
٦٠ ، ٧٥ ، ١٣٢
|
أبي حمزة
|
|
٢٠ ، ٢٢ ، ٤٠ ، ٢٥
، ١٥٢
|
|
عبد الأعلى بن
أعين
|
|
٤٢
|
عبدالله بن سنان
|
|
١٩٠
|
أبي الصامت
|
|
٦٦
|
|
عيسى بن أبي منصور
|
|
٩٤
|
أبي الصباح
|
|
٣١
|
|
الفضيل بن يسار
|
|
٦
|
أبي عبيدة
|
|
٥٨
|
|
مالك الجهني
|
|
٥٦
|
أخي الطربال
|
|
٢٠١
|
|
محمد بن عجلان
|
|
٢٣ ، ٤٦
|
إسحاق بن عمار
|
|
١٥ ، ٨٣
|
|
محمد بن مروان
|
|
١٣٥
|
الأصبغ بن نباتة
|
|
٥
|
|
محمد بن مسلم
|
|
٣٠ ، ١٩٥
|
بعض أصحابه
|
|
١٤
|
|
مسمع
|
|
١١٥
|
بعض أهل العلم
|
|
٧٠
|
|
المعلّى بن خنيس
|
|
٩٣ ، ١٨٥
|
جابر
|
|
٨٧
|
|
المفضل بن عمر
|
|
١٨
|
حمران
|
|
٢١
|
|
نصر بن قابوس
|
|
١١٢
|
رجل من حلوان
|
|
١١٣
|
|
يزيد بن خليفة
|
|
٢٤
|
زرارة
|
|
١ ، ٥١ ، ١٧١
|
|
يعقوب بن شعيب
|
|
٥٢
|
زيد الشحام
|
|
١٩
|
|
يونس بن رباط
|
|
١٦
|
*
( مصادر تحقيق الكتاب وتخريجاته ) *
الاختصاص : لفخر الشيعة أبي عبدالله
محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي الملقب بالشيخ المفيد ـ النجف الأشرف
: ١٣٩٠ ه.
الأربعين : لأبي حامد محمّد بن عبدالله
بن زهرة الحسيني ( تحقيق مدرستنا ).
الأمالي والمجالس : للشيخ الأقدم
المحدّث الفقيه الأعظم الصدوق محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ـ بيروت :
١٤٠٠ ه.
الأمالي : للعلامة الفقيه المتكلم الشيخ
المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان : النجف الأشرف.
بحار الأنوار : لشيخ الإسلام ومحيي مدهب
الحقّ العلامة محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي ـ طهران : الآخوندي.
تحف العقول : للشيخ الثقة الجليل الأقدم
أبي محمّد الحسن بن علي بن الحسين شعبة الحراني ـ طهران ١٣٧٦ ه.
التعريف : لشيخ الطائفة أبي عبدالله
محمّد بن أحمد بن عبدالله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمّال مولى بني أسد (
تحقيق مدرستنا ).
التفسير : للشيخ الثقة الجليل أبي الحسن
علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي إيران : ١٣١٣ ه.
تفسير العياشي : للمحدث الجليل أبي
النضر محمّد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي المعرف بالعياشي ـ طهران ١٣٨٠ ه.
تنبيه الخواطر للأمير الزاهد أبي الحسن
ورام بن أبي الفراس المالكي الأشتري ـ طهران : الآخوندي.
التهذيب : للشيخ أبي جعفر محمّد بن
الحسن الطوسي ـ النجف الأشرف : ١٣٧٨ ه.
ثواب الأعمال : للشيخ الصدوق ابن بابويه
القمّي ـ طهران ١٣٩١ ه.
جامع الأخبار : المنسوب للشيخ الصدوق ،
قدّم له حسن المصطفوي ـ طهران : ١٣٨٢ ه.
الجواهر السنية : للمحدث المتبحر الإمام
المحقق العلامة الشيخ محمّد بن الحسن الحر العاملي ـ النجف الأشرف : ١٣٨٤ ه.
الخرائج والجرائح : للشيخ الأجل قطب
الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله ابن الحسين الراوندي ( تحت الطبع ).
الخصال : للشيخ الأقدم المحدّث الفقيه
الأعظم الصدوق محمّد بن علي الحسين بن بابويه ـ طهران ١٣٨٩ ه.
روضة الواعظين : للشيخ العلامة زين
المحدّثين أبو جعفر محمّد بن الفتّال النيسابوري الشهيد ـ قم : مطبعة الحكمة.
سعد السعود : للعالم العابد الزاهد رضي
الدين أبي القاسم علي بن موسى ابن جعفر بن محمّد بن طاووس ـ النجف الأشرف ١٣٦٩ ه.
صحيفة الرضا (ع) : تخريج حسين علي محفوظ
ـ مشهد المقدّسة : ١٣٧٧ ه.
صفات الشيعة : للمحدث الكبير الصدوق أبو
جعفر محمّد بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمّي ـ ايران.
عدة الداعي : لأبي العباس أحمد بن محمّد
بن فهد الحلي الأسدي ـ قم : ١٣٩٢ ه.
علل الشرائع : للشيخ الصدوق ابن بابويه
القمّي ـ النجف الأشرف : ١٣٨٥ ه.
عيون أخبار الرضا : للشيخ الصدوق ابن
بابويه القمّي ـ النجف الأشرف : ١٣٩٠ ه.
قرب الإسناد : لعبدالله بن جعفر الحميري
ـ طهران.
قصص الأنبياء : للشيخ الأجل قطب الدين
أبي الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسين الراوندي ( تحت الطبع ).
الكافي : لثقة الاسلام أبي جعفر محمّد بن
يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي طهران : الآخوندي.
كتاب الحسين بن عثمان : المطبوع في
الأصول الستة عشر ـ طهران.
كتاب الزهد : للثقة الجليل الحسين بن
سعيد بن حمّاد بن سعيد الكوفيّ الأهوازيّ ـ قم ، مدرسة الإمام المهدي : ١٣٩٩ ه.
كتاب سليم بن قيس الهلالي العامري :
صاحب الإمام أمير المؤمنين (ع) ـ الآخوندي.
كتاب عاصم بن حميد : المطبوع في الأصول
الستة عشر ـ طهران.
المحاسن : للشيخ الجليل الثقة أبي جعفر
أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ طهران : ١٣٧٠ ه.
مستدرك الوسائل : للعالم الجليل والمحدث
النحرير الشيخ الحاج ميرزا حسين النوري الطبرستاني ـ طبع إيران : ١٣١٨ ه.
مستطرفات السرائر : لمحمد بن إدريس
الحلي ـ طهران : ١٢٧٠ ه.
مشكاة الأنوار : للعالم الجليل ثقة
الإسلام أبو الفضل علي الطبرسي ـ النجف الأشرف : ١٣٨٥ ه.
مصادقة الأخوان : للصدوق ابن بابويه
القمّي ـ طهران : انتشارات شمس.
معاني الأخبار : للشيخ المحدّث الصدوق
ابن بابويه القمّي ـ طهران : ١٣٧٩ ه.
المقنع : للصدوق ابن بابويه القمّي ـ
طهران : ١٣٧٧ ه.
مكارم الأخلاق : للشيخ الجليل رضيّ
الدين أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي ـ النجف الأشرف : ١٣٩١ ه.
من لا يحضره الفقيه : للشيخ الصدوق ابن
بابويه القمّي ـ طهران : ١٣٩٢ ه.
نهج البلاغة : ... بيروت ١٣٨٧ ه ( صبحي
الصالح ).
وسائل الشيعة : للشيخ المحدّث المتبحر
الإمام المحقق العلامة محمّد بن الحسن الحر العاملي ـ طهران : الآخوندي.
فهرس الأبواب
رقم الباب
|
|
الموضوع
|
|
عدد الأحاديث
|
|
الصفحه
|
١ ـ
|
|
باب شدة ابتلاء
المؤمن
|
|
٥٠
|
|
١٥
ـ ٢٩
|
٢ ـ
|
|
باب ما خصّ الله به
المؤمنين
|
|
٣٣
|
|
٢٩ ـ ٣٨
|
٣ ـ
|
|
الأخوة بين المؤمنين
|
|
٩
|
|
٣٨ ـ ٤٠
|
٤ ـ
|
|
حقّ المؤمن على أخيه
|
|
١٤
|
|
٤٠ ـ
٤٦
|
٥ ـ
|
|
ثواب قضاء حاجة
المؤمن
|
|
٣٩
|
|
٤٦ ـ ٥٨
|
٦ ـ
|
|
زيارة المؤمن
وعيادته
|
|
١٣
|
|
٥٨ ـ ٦٣
|
٧ ـ
|
|
ثواب من أطعم مؤمناً
، أو سقاه ، أو كساه ، أو قضى دينه
|
|
١٢
|
|
٦٣ ـ ٦٦
|
٨ ـ
|
|
ما حرم الله على
المؤمن
|
|
٣١
|
|
٦٦ ـ ٧٣
|
|
|
فهرس أسماء النبي (ص)
والأئمّة (ع)
|
|
|
|
٧٤
|
|
|
فهرس أعلام
|
|
|
|
٧٦
|
|
|
مصادر تحقيق
وتخريجاته
|
|
|
|
٧٧
|
|