بسم الله الرّحمن الرّحيم

المقدمة

الحمد لله الذي ألهمنا النطق ، فنطقت الكائنات بوجوده ، وأعطانا الحكمة فدلت المخلوقات على حكمته وسابغ حسناته.

وبعد ، فإنّ كلّ فرد يحس في لحظات من حياته باتساع أفق معرفته اتساعا يرغب في ترجمته ليفيد به أبناء جنسه ، وتتراءى له في تطلعاته وأبحاثه عوالم جديدة لم تكن تخطر له على بال ، وقد يحس مع اتساع أفق معرفته بتوثب الفكر للخلق والإبداع. وكم تمنيت وأنا على مقاعد الدراسة أن يكون بحوزتي معجم في النحو ، المادة التي أحبها ، أرجع إليه من أقرب الطرق ، وأعتمد عليه في استيعاب ما أرتاب في صحته ، وأعود إليه في ما غمض عليّ من أسس اللغة التي أتكلم. وفي أثناء قيامي بتدريس مادة قواعد اللغة العربية في الجامعة اللبنانية. الفرع الثالث. قمت بمعاونة زميليّ الدكتور إميل بديع يعقوب والدكتور خليل الدويهي بوضع كتاب في قواعد العربية يتلاءم مع منهج الدراسة في الجامعة ، ولم يكن عملنا آنذاك إلا محاولة لتبسيط القواعد العربية وجعلها في متناول الطلاب الذين وفدوا إلى الجامعة ولم تشتمل جعبتهم على ذخيرة كاملة منها ، ومضينا نحن الثلاثة نبحث في بطون أمّهات الكتب ، ووجدنا أن النحو في قواعده الأساسية تكوّن على يد بصريّين مشهورين هما : الخليل وسيبويه وكأنهما لم يتركا للأجيال التالية سوى خلافات فرعيّة تتّسع وتضيق حسب المدارس النحوية من جهة ، وعبقرية النحاة وانقيادهم لأساتذتهم أو خلافهم لهم من جهة أخرى ، ولم يكن لنا في الفضل آنذاك سوى فضل تقريب النحو إلى الأذهان ، أذهان طلابنا الذين كانوا بعيدين عن التعمق في الأبحاث النحوية وقواعد الإعراب.

وكثيرا ما كان الطلاب يسألونني وضع كتاب جامع لقواعد اللغة العربية فكنت أتهرب من الجواب وأنصح بالرجوع إلى أمهات الكتب النحوية القديمة ، وإلى المعاجم اللغوية الحديثة إلى أن قيّض الله لي أن اختمرت فكرة إنشاء معجم في النحو ، وأتيح لها الظهور إلى


حيّز الوجود على يد الزميل الدكتور إميل بديع يعقوب ، فاستعنت بالله وحثثت السّير في تقرير خطة تفي بالمراد ، وخصّصت الوقت الطويل لمطالعة أمهات كتب اللغة واستطلاع آراء من لهم القول الصائب ، مما قادني إلى اختيار المواد وترتيبها على نسق سهل ، متوخّية في ذلك الغاية المقصودة من الوصول إلى القاعدة بأسهل الطرق ، مبتعدة بذلك عن التطويل ، مدقّقة في إيراد المعاني ، وتحرير العبارة ، والأخذ بما يسهل فهمه من شرح وتفسير ومعان ، ساعية إلى إتقان التأليف بغية إرضاء الخاصة والعامة. وليس هذا العمل بالسهل اليسير ، لأن دراسة القواعد التقليديّة قد نضجت وليست بحاجة إلى مزيد. لكن فلسفة النحو وما وراء النحو ما زالا بحاجة إلى الخوض في الغمار لتذليل الصعاب ، وللوصول بأقصر الأوقات إلى ما يبتغيه الدارس من مسألة عالقة.

وبالطبع فقد سبقني إلى مثل هذا البحث كثيرون ، ولعلني أضيف شيئا لما وضعوه ، ويكون لي شرف المساهمة في خدمة أبنائي الطلاب وإخواني الزملاء وأساتذتي الأكارم ، وأقدم لهم ما يشعرني بالراحة الكبرى معجما يضم قواعد النحو وكلمات وتعابير خفي إعرابها على الدارسين وصعب الوصول إليها في كتب اللغة. وأهم ما يمتاز به هذا المعجم أنه وضع على الحروف الأبجدية ، فإنك إذا أردت البحث عن قاعدة ما ، كقاعدة التمييز مثلا ، تجدها في حرف التاء وبعده الميم. وأول ما يطالعك في المادة التعريف اللغويّ ثم التعريف الاصطلاحيّ والأمثلة المتعدّدة التي تفي بشرح القاعدة ثم المصطلحات التي يتميز بها ، فضلا عن الإعراب المجمل أو المفصل لما ورد فيها من تطبيقات. وإذا رغبت في البحث عن كلمة ما مثل «أمسى» فإنك تجدها في الهمزة وبعدها الميم. فتقرأ كل ما يتعلق بها من إعراب وأمثلة خاصّة بها ثم يرجعك الشرح إلى عائلتها من النواسخ أي في مادة «كان وأخواتها» وما تختص به عن سائر أخواتها وما تشترك به.

أما إذا أردت البحث عن حرف ما فإنك تجده في بابه مع معانيه واستعمالاته ووروده.

فإذا كان مرادك البحث عن الهمزة مثلا فإنّك تقرأ ورودها في مفاتيح السور القرآنية وكيفية لفظها فيها ومعانيها ثم تجد ترتيبها بالنسبة للنهج الألفبائي أو الأبجدي ، كما يتبين لك كتابتها واختلاف النحويّين حولها وخصوصا إذا اجتمعت همزتان ، ثم تقرأ تحقيقها وتخفيفها وتحويلها ، ثم تتوارد عليك أسماؤها ، ثم حذفها ، ثم حركتها فضلا عن إدخالها في غير المهموز ، إلى ما هنالك من عناوين أخرى ... ورغم أنني عالجت أمهات الكتب الأدبيّة واللغويّة والمعجميّة أبحث عن مواد هذا المعجم إلا أنني لم أشر إليها في أماكنها عملا بنهج الأسلوب المعجمي ، فاكتفيت بإدراجها في فهرس المصادر والمراجع ، لكني عمدت إلى


الإشارة إلى الآيات القرآنية في أماكنها في السور الكريمة وأرقامها ليسهل الرجوع إليها عند المقتضى.

أما تسميته «معجم النحو» فذلك لأنني اقتفيت أثر النحاة في تقعيد القواعد النحوية فقط تاركة العمل في المباحث الصّرفيّة لمؤلّف خاص أنوي العمل به فيما بعد بعونه تعالى.

ولما كانت اللغة العربية يكثر التصحيف فيها نظرا لما بين حروفها من المشابهة وبما أن كل إنسان معرّض للغلط والنسيان ، فإنني ألتمس عند أرباب العلم واللغة العذر عما قد يعثرون عليه في هذا الكتاب من الهفوات راجية التكرّم بالتنبيه إلى ما فرط ، وإبداء الرأي في ما يساعد على تحسين العمل راجية ألا يضنّوا عليّ بذلك. والله الموفّق.

المؤلّفة



باب الهمزة

ورودها : وردت الهمزة في مفاتيح السّور القرآنيّة مثل : «آلم ، المر ، المص» ، وتلفظ هذه الكلمات كما يلي : ألف ، لام ، ميم ؛ ألف ، لام ، ميم ، راء ؛ ألف ، لام ، ميم ، صاد ؛ و «الم» في قوله تعالى : (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)(١) تعني حسب تفسير ابن عباس رضي الله عنه : «أنا الله أعلم» فالهمزة هي الحرف الأوّل من كلمة «أنا» ، و «اللام» هي الحرف الأول من كلمة اسم الجلالة «الله» بعد «أل» ، و «الميم» هو الحرف الأخير من كلمة «أعلم» ، وكلمة «المر» تعني : «أنا الله أرى» و «المص» تعني : «أنا الله أفصل». قال بعض النحويّين موضع هذه المفاتيح رفع بما بعدها. فـ «الم» كلمة تقع مبتدأ خبره «ذلك الكتاب» وتقدير الكلام : حروف المعجم ذلك الكتاب ؛ أو هي خبر لمبتدأ محذوف ، ويجوز أن تكون «الم» مفعولا به لفعل محذوف تقديره : «اتل» ؛ أو هي مفعول به لفعل قسم محذوف تقديره : «أقسم».

والهمزة هي أوّل الحروف الهجائيّة في التّرتيب الهجائي على النّهج الألفبائيّ والأبجديّ ، وهي صوت مخرجه من الحنجرة ، لا يوصف بالجهر ولا بالهمس. يقول الأزهري : اعلم أنّ الهمزة لا هجاء لها ، إنّما تكتب مرّة «ألفا» ، ومرّة «ياء» ومرّة «واوا» ، والألف الليّنة لا حرف لها ، إنّما هي جزء من مدّة بعد فتحة.

والحروف الهجائيّة ثمانية وعشرون حرفا ومع الهمزة يصبح العدد تسعة وعشرين حرفا.

والهمزة كالحرف الصّحيح غير أنّ لها حالات تكون فيها حرف علّة فتقلب «ألفا» أو «واوا» أو «ياء». فتلحق بالحرف المعتلّ وتصير بذلك حروف العلّة أربعة : الهمزة ، الألف ، الواو ، الياء. ولها ألقاب منها : همزة التأنيث مثل : «حمراء» ، «نفساء» ، «عشراء» ، «الخنساء» ...

ومنها : الهمزة الأصليّة في آخر الكلمة مثل : «الجفاء» ، «البواء» ، «الوطاء» ، «الطواء» ، «الوحاء» ، «الباء» ، «الدّاء» «الإيطاء» ، ومنها الهمزة الأصليّة الظّاهرة مثل : «الخبء» ، «الدفء» ، «الكفء» ، «العبء» وقد تجتمع همزتان في كلمة واحدة مثل : «الرّئاء» ، «الحاوئاء» ، ولا يجوز همز «ياء» كلمة «الضياء» والمدّة الأخيرة هي همزة أصليّة من «ضاء ، يضوء ، ضوءا» ومنهم من يهمز ما ليس بمهموز مثل قول أبي العباس أحمد بن يحيى :

وكنت أرجّي بئر نعمان حائرا

فلوّأ بالعينين والأنف حائر

__________________

(١) من الآية ١ من سورة البقرة.


والأصل : لوّى ، لكنّه همزها فقال : لوّأ ، ومنه القول : «كمشترىء بالحمد ما لا يضيره» حيث همز كلمة «كمشترىء» والأصل «كمشتري».

ومنهم من يحذفها في الرّفع والجرّ إذا كانت ظرفا وقبلها ساكن ويثبتها في النّصب ، ومنهم من يثبتها في الحالات الثلاث ، أمّا إذا كانت الهمزة متوسّطة فهي مثبتة دائما.

كتابتها : اختلف النحاة في كتابة الهمزة.

فمنهم من يرى كتابتها بحسب حركة ما قبلها ، ومنهم من يرى كتابتها بحسب حركتها ، ومنهم من يقول بإن الخط ينوب عن اللسان ، ولذلك يجب أن نترجم بالخط ما نطق به اللسان.

واختلف النّحويّون أيضا في كتابة الهمزتين المجتمعتين في معنيين ، فنطقوا قوله تعالى : (أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(١) بتحقيق الهمزتين وقرأ سواهم : «آنذرتهم» بالهمزة الممدودة ، وكذلك قرأوا قوله تعالى : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ)(٢) وكذلك نطقوا في كل ما أشبه ذلك من قوله تعالى ، وهي لغة سائرة من العرب ، وكقول الشاعر :

تطاللت فاستشرفته فعرفته

فقلت له : انت زيد الأرانب

ومثل :

خرق إذا ما القوم أجروا فكاهة

تذكّر ايّاه يعنون أم قردا

ومنهم من يخفّف الثّانية لاجتماع النّاس على بدل الثّانية في قولهم «آدم» ، «آخر» ، لأن الأصل : «أأدم» ، و «أأخر».

وإذا اجتمعت همزتان مكسورتان مثل : على البغاء إن أردن تحصّنا أو مضمومتان ، مثل : «أولياء» ، «أولئك» فتخفف الثّانية ، فتلفظ ، «على البغاء أن أردن تحصّنا» فتكون الأولى في «البغاء» بين «الهمزة» و «الياء» مكسورة وتلفظ «أولياء أولئك» ، الهمزة الأولى بين «الواو» و «الهمزة» مضمومة.

تحقيق الهمزة وتخفيفها وتحويلها : من العرب من يجري على الهمزة التّحقيق والتّخفيف ، والتّحويل ، والحذف ، ولكلّ من هذه الأمور أحكام وأمثلة خاصة منها :

أولا : تحقيق الهمزة هو أن تعطي الهمزة حقّها من الإشباع ، يقول أبو زيد الأنصاري : «إذا أردت أن تعرف إشباع الهمزة فاجعل العين في موضعها» فتقول : «قد خبأت لك» بوزن قد خبعت لك ، وتقول : «قرأت» بوزن «قرعت» و «أنا أخبأ» بوزن : «أنا أخبع» و «أنا أقرأ» بوزن : «أنا أقرع» وتقول : «يلؤم» بوزن : «يلقم» للرجل البخيل. وتقول : «أسد يزئر» مثل «يزعر» ومن التّحقيق القول : يا زيد من أنت؟ مثل : «من عنت» ومن التّحقيق قول بعض العرب : «هذه دأبة» بهمز الألف في دابّة ، و «هذه امرأة شأبة» في همز «شابّة» وذلك عند ثقل إسكان حرفين وإن كان الثاني متحرّكا ومثل :

يا عجبا! لقد رأيت عجبا

حمار قبّان يسوق أرنبا

وأمّها خاطمها أن تذهبا

فوقف على الألف مع النّبر.

ثانيا : وتخفيف الهمزة هو عدم إعطاء الهمزة حقّها من الإعراب والإشباع ، وتصرف في وجوه العربية بمنزلة سائر الحروف التي تحرّك ، فتقول : «خبات» و «قرات» في «خبأت» و «قرأت» فتجعل الهمزة «ألفا» ساكنة على سكونها في التّحقيق إذا

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ١١٦ من سورة المائدة.


كان ما قبلها مفتوحا ، والهمزة كسائر الحروف التي تحرّك ، فتقول : «لن يخبإ الرجل» و «لم يقرإ القرآن» فتكسر الهمزة في «يخبإ» و «يقرإ» لأن ما بعدها ساكن فكأنّك تقول : «لم يخبيرّ جل ، ولم يقر يلقرآن» وتقول : «هو يخبو» و «هو يقرو» فتجعلها «واوا» مضمومة في الدّرج ، كما تجعلها «ألفا» في الوقفة غير أنك تهيّئها للضمّة من غير أن تظهر ضمّتها فتقول : ما أخبأه وأقرأه فتحرك الألف بالفتح لبقية ما فيها من الهمزة.

ومن التّخفيف قولك في «يلؤم» : «يلم» وفي «يزئر» : «يزر» فتكون قد طرحت الهمزة وحرّكت ما قبلها بحركتها على الضّمّ في «يلم» والكسر في «يزر» إذا كان ما قبلها ساكنا. ومن التّخفيف قولك في «يا زيد من أنت» : «من نت» كأنك تلفظ : «مننت» فتسقط الهمزة من «أنت» وتحرك ما قبلها بحركتها. ولا يجوز أن تدغم الحرفين المثلين لأن أوّلهما متحرّك. أما في قولك : «من أنا» فتلفظ «من نا» أو «منّا» بإدغام المثلين لأن أوّلهما ساكن.

ومثله التّخفيف في قوله تعالى : و (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي)(١) فخففت الهمزة من «لكن أنا» فتلفظ «لكن نا» كما تلفظ «لكننا» ثم أسكنت النّون الأولى بعد التّخفيف فتلفظ «لكننا» لكنّا.

ومن التّخفيف قول بعض العرب : «الأسد يزير» بجعل الهمزة «ياء» ونقل حركتها إلى الساكن قبلها ؛ وكذلك في قولك للرجل : «سل» بدلا من «اسأل» فتحذف الهمزة وتنقل حركتها إلى ما قبلها ثم تحذف همزة الوصل التي يؤتى بها لتسهيل النّطق بالسّاكن ، وإذا تحرّك ما بعدها فلا حاجة إليها فتصير سأل. وكقول الشاعر :

وأنت يا با مسلم وفيتا

والأصل : «يا أبا مسلم» فحذفت الهمزة رغم أنها أصليّة : كما تحذف من «لا أبا لك» فتصير : لا با لك.

ومن التّخفيف قولك في «هذا غطاء ، وكساء ، وخباء» : «هذا غطاو ، وكساو وخباو» ، فتجعل الهمزة «واوا» لأنها مضمومة ، وبالتّثنية تقول : «هذان غطاأن ، وكساأن ، وخباأن» بتحريك الألف بغير إشباع لأن فيها بقية من الهمزة وقبلها ساكن.

ثالثا : التّحويل في الهمزة هو جعلها «واوا» أو «ياء» فتقول في «خبأت» : «خبّيت» الكتاب فهو «مخبّى» ، وهو «يخباه» ، وتقول : «رفوت الثوب رفوا» بتحويل الهمزة «واوا» وتقول : «لم يخبّ عني شيئا» بدلا من «لم يخبّىء» بإسقاط الهمزة لأنها متطرّفة وفي موضع «اللّام» وبإبقاء ما قبلها على حاله متحرّكا.

وتقول في «هذا فضاء» : هذا فضاو لأن «الواو» أخف من «الياء» وفي التّثنية تقول : «فضاوان». وتقول في تحويل : «توضأت» : توضّيت بتحويل الهمزة إلى «ياء».

انتماؤها : الهمزة حرف لا يوصف بالهمس ولا بالجهر. فالحرف المجهور هو الذي يلزم موضعه إلى انقضاء حروفه وحبس النّفس أن يجري معه ، ولم يخالطه شيء يغيّره وعدد المجهور من الحروف تسعة عشر حرفا هي : «الألف» ، «العين» «الغين» ، «القاف» ، «الجيم» ، «الباء» ، «الضّاد» ، «اللّام» ، «النّون» ، «الرّاء» ، «الطّاء» ، «الدّال» ، «الزّاي» ، «الظّاء» ، «الذّال» ، «الميم» ، «الواو» ، «الياء» وقد تنتمي الهمزة إليها.

والمهموس هو حرف مخرجه دون المجهور ، وجرى معه النّفس ، وهو دون المجهور في رفع

__________________

(١) من الآية ٣٨ من سورة الكهف.


الصّوت والحروف المهموسة عشرة أحرف هي : «الهاء» ، «الحاء» ، «الخاء» ، «الكاف» ، «الشّين» ، «السّين» ، «التّاء» ، «الصّاد» ، «الثّاء» ، «الفاء». وقد يكون المهموس مشدّدا أو يكون رخوا ، والمجهور كذلك.

والهمزة كالحرف الصّحيح قد يلحقها الحذف والإبدال والتّحقيق فتعتلّ ، وتلحق بالأحرف المعتلّة الجوف ، وليست من أحرف الجوف ، إنّما هي حلقيّة في أقصى الفم ، قال الخليل : «حروف العربية تسعة وعشرون حرفا منها خمسة وعشرون حرفا صحاح لها أحياز ومدارج ، وأربعة حروف جوف : «الواو» و «الياء» و «الألف» الليّنة والهمزة». وسمّيت هكذا لأنها تخرج من الجوف فلا تخرج في مدرجة من مدارج الحلق ولا مدارج اللهاة ، ولا مدارج اللّسان ، وهي في الهواء فليس لها حيّز تنسب إليه إلّا الجوف. ومن الحروف ما هي حلقيّة وهي : «العين» ، «الهاء» ، «الحاء» ، «الخاء» ، «الغين» ومنها ما هي لهويّة مثل : «القاف» ، «الكاف» والشجريّة وهي : «الجيم» و «الشين» و «الضاد» والشجر : مفرج الفم ، والأسليّة وهي : «الصّاد» ، السّين ، «الزّاي» ومبدأها من أسلة اللّسان أي : مستدقّ طرفه ، والنّطعيّة وهي : «الطاء» و «الذال» ، و «التاء» لأن مبدأها من نطع الغار الأعلى : واللّثويّة وهي : «الظّاء» ، «الدّال» ، «الثاء» لأن مبدأها اللّثة ، والذّلقيّة وهي : «الرّاء» ، «اللّام» ، «النّون» ، والشّفوية وهي : «الباء» ، «الفاء» و «الميم» ، والهوائيّة وهي : «الواو» ، «الألف» ، «الياء».

أسماء الهمزة ومعانيها : للهمزة أسماء كثيرة ومعان مختلفة منها :

أولا : همزة الاستفهام ، هي أصل أدوات الاستفهام ولها أحكام تتميّز بها عن غيرها :

١ ـ يجوز أن تحذف همزة الاستفهام سواء أكانت متقدّمة على «أم» كقول الشاعر :

فو الله ما أدري وإن كنت داريا

بسبع رمين الجمر أم بثمان

والتقدير : أبسبع ، أو لم تكن قد تقدّمت على «أم» ، كقول الشاعر :

طربت وما شوقا إلى البيض أطرب

ولالعبا منّي وذو الشّيب يلعب؟

والتّقدير : أذو الشيب يلعب؟. أما قول الشاعر :

ثم قالوا : تحبّها؟ قلت : بهرا

عدد الرّمل والحصى والتّراب

فمنهم من قدر جملة «تحبها» خبرا لمبتدأ محذوف تقديره : أنت تحبها ؛ ومنهم من قدّر همزة استفهام محذوفة والتّقدير : أتحبّها.

٢ ـ قد تكون الهمزة لإدراك المفرد وتعيينه ، وجواب الاستفهام المقصود منه ذلك يكون بالتّعيين مثل : «أنمت أم ذهبت للنّزهة؟» ومثل : «من درس» والمقصود طلب التّصوّر ، أو تكون لطلب التّصديق ، أي : إدراك النّسبة بين أمرين سواء أكانت النّسبة مثبتة أو منفيّة والجواب عن هذا الاستفهام يكون بـ «نعم» أو «لا» فهي تجمع بين معنى التصوّر والتّصديق بينما «هل» تختص بالتّصديق وبقية أدوات الاستفهام تختصّ بالتّصور فقط ، مثل : «هل درس أخوك؟» و «كم عمرك؟» و «أين بيتك؟» و «متى سفرك؟» و «من زارك؟».

٢ ـ لهمزة الاستفهام حقّ الصّدارة ، فلا تأتي بعد «أم» التي تفيد الإضراب ، فلا يجوز القول : «أدرس أخوك أم أذهب» بل يمكنك القول : «أم


هل ذهب» وكذلك لا تأتي بعد العاطف بل تتقدّم عليه فتقول : «أو لم تذهب إلى الجامعة؟» وكقوله تعالى : (قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)(١) وكقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٢) وقوله تعالى : (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ)(٣) وكقوله تعالى : (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ)(٤) والأصل أن يتقدّم العاطف على حرف الاستفهام فتقول : «وهل ينفع الكذب؟» لكنّ الهمزة لها حق الصّدارة فلا يتقدّم عليها حرف العطف. أمّا الزّمخشري فإنه يقدّر جملة بعد الهمزة تناسب السّياق ليكون كلّ من الحرفين ، حرف العطف والاستفهام في موضعه ، ففي قوله تعالى السّابق (أَفَلا يَعْقِلُونَ)(٥) يكون التقدير : «أيجهلون فلا يعقلون». ولكن لم يسمع هذا عن العرب ولم يطّرد بدليل عدم إمكانيّة هذا التّقدير في قوله تعالى : (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ)(٦).

والاستفهام بالهمزة التي تفيد التّصور يأتي مباشرة بعدها المستفهم عنه ، ويأتي بعده معادل له بعد «أم» فتقول : «أأنت نجحت أم أخوك؟» ومثل : أكتابا اشتريت أم دفترا؟ وكقوله تعالى : (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ)(٧) والتّقدير : أأنت أم غيرك. فالاستفهام متّصل بين ما قبل «أم» وما بعدها لذلك تسمّى «أم» المتّصلة. ومن معانيها :

١ ـ التّسوية ، إذا وقعت بعد كلمة «سواء» أو «ليت شعري» أو «ما أدري» ويصحّ حلول المصدر محلّها مع ما بعدها ، كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(٨) وكقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)(٩) والتّقدير في هذه الآية : «أإستغفرت» حيث حذفت همزة الوصل من الفعل «استغفرت» لدخول همزة التّسوية عليها.

٢ ـ الإنكار وهي التي يكون ما بعدها غير واقع ، كقوله تعالى : (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً)(١٠) وكقوله تعالى : (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ)(١١). وهمزة الإنكار تنفي ما بعدها ، وتلزم ثبوته إن كان منفيّا ، إذ إن نفي النّفي إثبات ، كقوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ، وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ)(١٢) ففي هذا الآية إثبات انشراح الصّدر ، لأن همزة الإنكار دخلت على الجملة المنفيّة بـ «لم» فحوّلت معناه إلى الإثبات ، بدليل العطف عليها بالإثبات في كلمة «ووضعنا» وفي كلمة «ورفعنا» وكقوله تعالى (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ، وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) (١٣) وكقول الشاعر :

ألستم خير من ركب المطايا

وأندى العالمين بطون راح

وفيه وردت همزة الإنكار وبعدها منفيّ في

__________________

(١) من الآية ٢٦٠ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ١٨٥ من سورة الأعراف.

(٣) من الآية ٦٨ من سورة يس.

(٤) من الآية ٥١ من سورة يونس.

(٥) من الآية ٣٣ من سورة الرّعد.

(٦) من الآية ٦٢ من سورة الأنبياء.

(٧) من الآية ٦ من سورة البقرة.

(٨) من الآية ٦ من سورة المنافقون.

(٩) من الآية ٤٠ من سورة الإسراء.

(١٠) من الآية ١٤٩ من سورة الصّافّات.

(١١) من الآيات ١ ، ٢ ، ٣ من سورة الانشراح.

(١٢) من الآية ٦ من سورة الضّحى.


كلمة «ألستم» ومعناها الإثبات بدليل أنّ هذا القول هو في مدح الشّاعر جرير لعبد الملك بن مروان ، ويقال : إنّه أمدح بيت قالته العرب.

٣ ـ الإنكار التّوبيخي وهو عكس الأول وفيه تقتضي الهمزة أنّ ما بعدها واقع ، والتوبيخ حاصل لمن قام به ، كقوله تعالى : (أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ)(١) وكقوله تعالى : أ(أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي) الحياة (الدُّنْيا)(٢).

٤ ـ التّقرير ، أي : إقرار المخاطب على أمر قد استقرّ ثبوته أو نفيه ، ويلي هذه الهمزة مباشرة الشيء الذي يجب تقريره ، مثل : «أمنحت المجتهد جائزة؟» فالشيء المطلوب الاستفهام عنه هو منح المجتهد جائزة ويكون الجواب : نعم منحته ، ومثل : «أأنت الذي منحت المجتهد مكافأة» فالمطلوب الاستفهام عن مانح الجائزة لذلك يكون الجواب : نعم أنا منحته ، وكقوله تعالى : (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً)(٣) وفي هذه الآية اجتمع المعنيان : التّقرير مع التّوبيخ.

٥ ـ التّهكّم ، أي : الاستهزاء الممزوج بالإنكار التوبيخي ، كقوله تعالى : (يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا)(٤).

٦ ـ الأمر ، ويكون معناها في الظّاهر الاستفهام وفي الحقيقة الأمر ، كقوله تعالى (أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا)(٥) وتشترك معها «هل» في هذا المعنى كما في قوله تعالى : (فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)(٦) أي : انتهوا. فلفظه لفظ الاستفهام ومعناه الأمر.

٧ ـ التّعجّب ، كما في قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ)(٧).

٨ ـ الاستبطاء أي : وجدوا الأمر بطيئا ، كقوله تعالى (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ)(٨) وفيها أن الله استبطأ قلوب المؤمنين فعاتبهم بهذه الآية.

٩ ـ التّهديد أي التّخويف والوعيد بالعقوبة ، كقوله تعالى : (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ)(٩) وفيها تهديد بالعذاب كما عذب قوم نوح وعاد وثمود حين كذّبوا رسلهم.

١٠ ـ التّنبيه ، أي : الوقوف على أمر والإعلام به ، كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً)(١٠) وفيها إعلام المؤمنين أن الله سميع بصير هو الحقّ بدليل أنه أنزل ...

١١ ـ التّحقيق ، أي : التّقرير مع الإنكار ، وفيه تكون الهمزة مما يقتضي إنكار النّفي بعدها ، وإرجاع المعنى إلى الثبوت ، كقول جرير السّابق : ألستم خير من ...

١٢ ـ القسم ، وتكون الهمزة قد حلّت محل فعل قسم ، أو حرف قسم محذوف هو «الباء» ، كقولك : «آ الله لأجتهدنّ» ، فالهمزة هي عوض من «الباء» المخصّصة للقسم ، وكلمة الجلالة «الله» اسم مجرور ، منهم من يقول : إنّه مجرور

__________________

(١) من الآية ٩٥ من سورة الصّافّات.

(٢) من الآية ٢٠ من سورة الأحقاف.

(٣) من الآية ١٨ من سورة الشّعراء.

(٤) من الآية ٨٧ من سورة هود.

(٥) من الآية ٢٠ من سورة آل عمران.

(٦) من الآية ٩١ من سورة المائدة.

(٧) من الآية ٤٥ من سورة الفرقان.

(٨) من الآية ١٦ من سورة الحديد.

(٩) من الآية ١٦ من سورة المرسلات.

(١٠) من الآية ٦٣ من سورة الحج.


بالهمزة المعوّضة عن «الباء» حرف الجر المحذوف ، ومنهم من يقول : إنّه مجرور بحرف الجرّ المحذوف والهمزة عوضا منه.

ثانيا : التّسوية ، هي التي تقع بعد كلمة «سواء» أو «ما أدري» أو «ما أبالي» ويصح أن يحل المصدر محلّها مع ما بعدها ، كقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(١) والتّقدير : سواء إنذاركم أو عدم إنذاركم ....

ثالثا : همزة النّداء وهي التي تستعمل في نداء القريب ، كقول الشاعر :

أفاطم مهلا بعض هذا التّدلّل

وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

رابعا : همزة التّعريف على لغة من يقول : إن أداة التعريف في كلمة «الطفل» هي الهمزة لا «أل» ولا «اللّام» وتكون همزة قطع ، لا همزة وصل مثل : «العزّى».

خامسا : همزة «أي» التي تكون للنداء ، كقول الشاعر :

ألم تسمعي أي عبد في رونق الضّحا

بكاء حمامات لهنّ هدير

سادسا : الهمزة الفعلية هي فعل أمر من «وأى» بمعنى «وعد» كما في مثل :

إنّ هند المليحة الحسناء

وأي من أضمرت لخلّ وفاء

حيث ورد فعل الأمر «إنّ» والأصل «إينّ» فحذفت «الياء» منعا من التقاء ساكنين ، ويعرب «إنّ» فعل أمر مبني على حذف النّون لأنه آت من الأفعال الخمسة و «ياء» المخاطبة المحذوفة منعا من التقاء ساكنين هي ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل و «النون» : حرف توكيد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب «هند» منادى مبني على الضّمّ في محل نصب «المليحة» نعت «هند» تبعه على اللفظ «الحسناء» نعت «هند» تبعه على المحل. «وأي» : مفعول مطلق منصوب وهو مضاف ؛ «من» : اسم موصول مبنيّ في محل جرّ بالإضافة.

سابعا : هي حرف من أحرف المضارعة ، مثل : «أكتب» ، «أدرس» ، «أكرم» «أحجم» وتكون مفتوحة في الثّلاثي والخماسي والسّداسيّ ، مثل : «أكتب ، أنطلق ، أستخرج» ومضمومة في الرّباعي مثل : «أحجم ، أكرم» على أنّ قبيلة بهراء تكسر حرف المضارعة فيقولون : تعلم ، تئثم ، كقول الشاعر :

لو قلت ما في قومها لم تيثم

يفضلها في حسب وميسم

حيث ورد المضارع «تيثم» والأصل : «تئثم» وقلبت الهمزة المكسورة ما قبلها إلى «ياء» ، كما نقول في ذئب : «ذيب».

ثامنا : همزة «أفعل» التي تصيّر اللّازم متعدّيا مثل : جلس ، فعل لازم «أجلس» متعدّ ، وتدخل بخاصّة على الفعل الثّلاثي الذي يتعدّى لو نطق به فتقدّر الهمزة زائدة مثل : «ألقى الفلاح البذور في الأرض» والأصل : «لقى» ، لأنه من «اللقاء» وجذره «اللّام والقاف والياء» ودخلت الهمزة للتّعدية ، إلا أنه لم ينطق به إلا بالهمزة ، لذلك تقدّر الهمزة زائدة ، وهذه الهمزة تدخل على «اللّازم» فيتعدّى بواسطتها إلى مفعول واحد ، كما تدخل على المتعدّي إلى واحد فيتعدّى إلى اثنين ، مثل : «أجلس الولد أخاه» فالفعل «جلس»

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة البقرة.


لازم وصار متعدّيا بواسطة الهمزة إلى مفعول واحد ، ومثل قول الشاعر :

فألفيته غير مستعتب

ولا ذاكر الله إلّا قليلا

حيث دخلت الهمزة على المتعدّي إلى واحد «فألفيته» فصار متعدّيا إلى اثنين وما يكون متعدّيا إلى اثنين تعدّيه إلى ثلاثة ، مثل : «علمت الطفل مريضا» «أعلمت سعيدا الطفل مريضا».

تاسعا : همزة النّقل التي تنقل الفعل من الثّلاثي إلى الرّباعي ، فإن كان متعدّيا بقي على تعديته ، وقد يذكر ثلاثيّة وقد لا يذكر ، قيل : «أوقفت صاحبي ووقفته» وقيل : «مهرت العروسة وأمهرتها» وقيل : «سقيت الطفل وأسقيته» وقيل : «أسرى بعبده وسرى به» فالفعل «أمهر» و «أوقف» و «أسرى» كلّ متعدّ وبقي على تعديته بعد دخول همزة التّعدية على الفعل : «مهر» و «وقف» و «سرى». ومثل : «ألاح البرق ولاح» فالفعل «لاح» فعل ماض ثلاثيّ غير متعدّ وبقي كذلك بعد دخول همزة التّعدية عليه ومثل : «أشكل الأمر» فالفعل «أشكل» لا ينطق بثلاثيّة وبقي غير متعدّ.

عاشرا ـ همزة التّعدية هي التي تحوّل الفعل الثلاثي اللّازم إلى فعل رباعي متعد ، مثل : «جلس الطفل وأجلست الطفل» ، وإذا ما كان الثّلاثي متعدّيا إلى واحد فيصير متعديا إلى مفعولين ، مثل : «تبع الطفل أباه وأتبعت الطفل أباه» وإذا كان متعدّيا إلى اثنين يصير متعديا إلى ثلاثة مفاعيل ، مثل : «علمت زيدا ناجحا وأعلمت صديقي زيدا ناجحا».

حادي عشر : همزة السّلب هي التي تحوّل معنى الفعل ، عند دخولها ، إلى ضدّه مثل : «أشكيت الطفل» أي : أزلت شكايته ، ومثل : «أعجمت الأبيات الشّعرية» أي : أزلت عجمتها ومثل : «أقسط الطفل» أي : أزيل عنه الجور.

ثاني عشر : هي التي تقع في أول الكلمة ويؤتى بها لإنكار الرأي ، ففي مثل : نجح زيد فتقول : «أزيدنيه» ، وفي رأيت زيدا تقول : «أزيدنيه» وفي مررت بزيد تقول ؛ «أزيدنيه» فكلمة «زيد» بقيت على إعرابها في الرفع والنّصب والجرّ ودخلت الهمزة على أوّلها ، ولحقت بها الحروف «نيه» فالنّون فيها هي التّنوين في كلمة «زيد» و «الياء» لإشباع حركة «النون» وإظهار الإنكار ، و «الهاء» للمدّ والوقف ، ومنهم من يضيف «إن» فيقول : «أزيد إنيه ، أزيدا إنيه ، أزيد إنيه» وتفسير «إنيه» مثل : «نيه».

ثالث عشر : همزة الوقف ، هي التي يأتي بها بعض العرب عند آخر الفعل للوقف عليها ، لا لشيء آخر ، فيقولون في الوقف للمرأة ، «كلىء» وللرجل «كلأ» وللجمع «كلؤ» كما يقولون في الوقف على كلمة «لا» : «لأ» كما تلفظها العامّة.

رابع عشر : الهمزة التي هي عين فاعل ، مثل : «وأل وائل» «طاف طائف» أو همزة «فعائل» : مثل «سرير سرائر» و «كتيبة كتائب».

خامس عشر : الهمزة الزّائدة فتقول في «الشمال» أي : الريح الشمالية «شمأل» أو الشأمل ، وتقول في «الغرقى» أي : القشرة الرقيقة التي تحيط ببياض البيضة ، أو هي البياض نفسه ، فتقول فيها : الغرقىء.

سادس عشر : همزة التّأنيث التي هي همزة «فعلاء» مثل : «حمراء» و «نفساء» وهي المرأة إذا ولدت ، و «خيلاء» وهو اسم مؤنّث للاختيال.


سابع عشر : الهمزة الأصليّة التي هي أحد الحروف الأصليّة من الكلمة ، مثل : «أخذ» ، «أكل» ، «سأل» ، «قرأ» ، «أب» ، «أخ».

ثامن عشر : الهمزة المبدلة وهي التي تكون بدلا من «الواو» أو «الياء» ويكون ذلك في المواضع الخمسة التالية :

١ ـ إذا تطرّفت «الواو» أو «الياء» بعد ألف زائدة ، مثل : «سماو سماء» ، «دعاو دعاء» ، «بناي بناء» ، «طلاي طلاء» كما تقلب الألف المتطرفة همزة ، مثل : «حمراء» حيث زيدت الألف قبل الآخر للمدّ ثم قلبت الألف الثّانية همزة ، فصارت «حمراء». ولا تقلب «الواو» ولا «الياء» إلى همزة في كلمة «بايع» ، و «جاوز» لعدم تطرّفهما ، ولا تقلبان همزة في كلمة «واو» ولا في كلمة «أي» لأنهما أصليتان أما إذا جاء بعدهما تاء التّأنيث ، فإذا كانت زائدة تقلبان همزة فتقول : بناءة وكساءة ، وإذا كانت لازمة فلا قلب فتقول : هداية وحلاوة.

٢ ـ إذا كانت «الواو» أو «الياء» عينا في «فاعل» أعلّت في فعله مثل : «بايع وبائع» ، «صايم وصائم» ، «غايم وغائم» ، «غايب وغائب» ، «طاير وطائر».

٣ ـ إذا وقعتا عين «مفاعل» أي : بعد الألف السّاكنة في «مفاعل» أو ما يشبهها في عدد الحروف وضبطها ، مثل : «فواعل» و «فعالل» ، و «أفاعل» ، وإذا كانتا حرف مدّ ثالثا في الكلمة ، مثل : «عجوز عجائز» «طريق طرائق» ، «قصيدة قصائد» وكذلك تقلب الألف همزة على الشّرطين السّابقين الخّاصين بالواو والياء ، فتقول في : «قلادة : قلائد» وفي : «رسالة : رسائل».

٤ ـ إذا وقعت ثاني حرفين ليّنين بينهما ألف «مفاعل» أو ما يشبهها مثل : «نيّف نيايف ونيائف» و «أوّل أو اول وأوائل» وسيّد أصلها سيود فتقول : «سياود سيايد وسيائد».

٥ ـ إذا اجتمعت «واوان» في أوّل الكلمة الثّانية منهما معلّة ، أي : منقلبة عن حرف آخر مثل : واثق على وزن «فواعل» تقول : وواثق ، أواثق بقلب الأولى همزة وبقاء الثانية المعلّة كما تقول في : «واصل» : «وواصل» «أواصل» وفي «واقف» : «وواقف» «أواقف» ، أما الألف فتقلب همزة سماعيا وبدون قياس ، كقوله تعالى : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)(١) وفيها تقرأ «الضّالّين» في قراءة البعض «الضألّين» منعا من التقاء ساكنين ؛ ومثل قول بعضهم «شأبّة» و «دأبّة» ومنهم من يقلب الألف همزة في غير المهموز فيقولون في «العالم» : «العالم» وفي «الخاتم» : «الخأتم». وتبدل الهمزة من الألف باطّراد في الوقف مثل : «حبلى» و «حبلا» و «موسى» و «موسأ» وتبدل الهمزة من الألف الزّائدة إذا وقعت بعد ألف الجمع مثل : «رسالة رسائل» وذلك منعا من التقاء ساكنين وتبدل الهمزة من «الهاء» في كلمة «ماء» وأصلها «موه» بدليل الجمع على «أمواه» ، فتقلب «الواو» من «موه» ، ألفا ، والهاء همزة فتصير «ماء». وتبدل أيضا في «أمواه» فتصير «أمواء». كما تبدل «الهاء» ، «همزة» في كلمة «آل» فتصير «أهل» والأصل : «أأل» كما تبدل «الهاء» «همزة» في «هل» و «هذا» في لغة بعض العرب ، فيقولون في : «هل قلت حقا» : «أل قلت حقا» وفي : «هذا أخي» يقولون : «آذا أخي». وتبدل «العين» همزة في لغة بعض العرب فيقولون في : عباب أباب.

تاسع عشر : همزة التّوهّم مثل : «العالم»

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة الفاتحة.


«العألم» ، «دابّة» «دأبّة» «شابّة» «شأبّة».

عشرون : همزة القطع. هي التي تقع في أوّل الكلمة أو في درجها أو فى آخرها ولا يطلق هذا الاسم إلّا على التي تقع في أوّل الكلمة وينطق بها سواء أكانت في أوّلها أو في درجها ، وسمّيت بذلك لأنها تقطع في النّطق ما قبلها عمّا بعدها أهم مواضعها :

١ ـ مصدر الفعل الثّلاثيّ ، مثل : «أرق أرق» ، «أسف أسف» ، «أخذ أخذ».

٢ ـ مصدر الفعل الرّباعي ، مثل : «أنقذ» ، «إنقاذ» ، و «أراد» «إرادة» ، و «أهمل» «إهمال».

٣ ـ ماضي الفعل الثّلاثي ، مثل : «أكل» ، «أخذ» ، «أبى» ، «أمر» ، «أتى» ...

٤ ـ ماضي الفعل الرّباعي ، مثل : «أكرم» ، «أخرج» ، «أظهر» ، «أحسن» «أخاف» ...

٥ ـ أمر الفعل الرّباعي ، مثل : «أسرع» ، «أكرم» ، «أظهر» ، «أحسن» ...

٧ ـ المضارع المتكلّم الثّلاثي مثل : «أكتب» ، والرّباعيّ ، مثل : «أسافر» ، والخماسيّ ، مثل : «أنطلق» والسّداسيّ ، مثل : «أستخرج» ... كما تقع في أوّل الأسماء ما عدا أسماء الوصل.

٨ ـ في الحروف ، مثل : «إلى» ، «إنّ» ، «أنّ» ، همزة الاستفهام مثل : «أأكتب فرضي».

واعتبرت همزة «ألبتّة» منها ، شذوذا ، ولا تكون همزة قطع في «أل» المتّصلة بالاسم.

واحد وعشرون : همزة الوصل. هي الّتي إذا وقعت في ابتداء الكلام تكتب وينطق بها أما إذا وقعت في وسطه فإنها تكتب ولا تقرأ مثل : «إستولى القائد على مواضع الأعداء». فالهمزة في أول الفعل «استولى» هي همزة وصل وكذلك في أوّل القائد ، وهي كذلك في كلمة «الأعداء» الواقعة في درج الكلام أي : هي مسبوقة بكلمة ، وليست مسبوقة بحرف ، وسمّيت بهذا الاسم لأنها تصل ما قبلها بما بعدها وقال البصريّون : «سمّيت كذلك لأن المتكلّم يصل بها إلى النّطق بالسّاكن» بينما قال المالقيّ : كان الأفضل أن تسمّى همزة إيصال لا همزة وصل لأنها توصل الناطق إلى النّطق بالسّاكن بعدها. وقيل : هي همزة وصل على غير مصدر «أوصل» كقوله تعالى : (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً)(١) فكلمة «نباتا» ليست مصدر «أنبتكم» إنّما هو «إنباتا» وتقع هذه الهمزة في المواضع التّالية :

١ ـ في أسماء تبدأ دائما بهمزة وصل وهي : «است» ، «ابن» ، «ابنة» ، «ابنم» لغة في «ابن» ، «امرؤ» ، «امرأة» ، «اسم» ، وفي المنسوب إليه ، اسمي ، وفي مثنّاه «اسمان» ، وفي «اثنان» ، و «اثنتان» ، و «اثنين» ، أمّا إذا دخلتها «أل» وكانت علما على ثاني أيام الأسبوع فتصير «همزة قطع» فتقول : «جئت يوم الإثنين» ، و «اثنين» ، و «ايمن» اسم وضع للقسم وفي «ايم» لغة في «ايمن». وتكتب هذه الهمزة رأس عين صغيرة مع كرسيّ لها على الألف بينما تكتب همزة القطع فوق الألف إن كانت حركتها الفتح مثل : «أحمد» ، «أكرم» ، «أمجد» ، «أب» ، «أخ» ، «أسماء» ، «أنا» ، «أنت» ، أو مضمومة ، مثل : «أخت» ، «أم» وتكتب تحت الألف إذا كانت مكسورة ، مثل : «إيّاك» ، «إيّاي» ومشتقاتهما ومثل : «إذا» الشرطيّة الظّرفيّة ومثل : «إذ» الظّرفيّة ، ومثل : «إن» حرف الشّرط و «إنّ» الحرف المشبّه بالفعل ومثل «إذما» حرف الشّرط.

٢ ـ في أوّل مصدر الفعل الخماسي ، مثل :

__________________

(١) من الآية ١٧ من سورة نوح.


«اتّحاد» ، «انطلاق» ، «اجتماع» ، «ابتداء».

٣ ـ في أوّل مصدر الفعل السّداسي ، مثل : «استخراج» ، «استعداد» ، «استحسان» ..

٤ ـ في ماضي الفعل الخماسيّ ، مثل : انطلق» ، «اجتمع» ، «امتحن» ، «اشترك» ...

٥ ـ في ماضي الفعل السّداسي ، مثل : «استخرج» ، «استعدّ» ، «استحسن» ، «استعلم» ...

٦ ـ في أمر الفعل الثّلاثي ، مثل : «اكتب» ، «ادرس» ، «اجتهد» ، «اجر» ...

٧ ـ في أمر الفعل الخماسيّ ، مثل : «انطلق» ، «اتّحد» ، «اجتمع» ، «ابتدىء».

في أمر الفعل السّداسيّ ، مثل : استخرج ، استعدّ ، استحسن ، استعلم.

٨ ـ في همزة «أل» المتصلة بالاسم مثل : «الله» ، «التّلميذ» ، «الذي» ، وفروعها.

اختصاصها : وتختلف همزة الوصل عن همزة القطع في عدّة نقاط.

١ ـ في الحركة ، فهمزة القطع تكتب فوق الألف إذا كانت مفتوحة أو مضمومة ، مثل : «أنت أمي» ، وتحت الألف إذا كانت مكسورة مثل : «إنّ أبي يحبّني» بينما تكسر همزة الوصل دائما إلّا في الابتداء فإنها تفتح للتّخفيف انظر حركة همزة القطع وحركة همزة الوصل.

٢ ـ من ناحية النّطق ، فهمزة الوصل لا ينطق بها إلّا في ابتداء الكلام بعكس همزة القطع التي ينطق بها دائما سواء أوقعت في ابتداء الكلام أو في وسطه.

٣ ـ في مكان وقوعها ، فهمزة القطع قد تكون فاء الفعل ، مثل «أخذ» أو عينه مثل «سأل» أو لامه ، مثل : قرأ ، أمّا همزة الوصل فلا تكون إلّا فاء الفعل فليست لاما في الكلمة ولا عينا لها.

٤ ـ همزة الوصل دائما زائدة ، ويؤتى بها للتّوصّل إلى النّطق بالسّاكن أمّا همزة القطع فتكون أصليّة دائما ، مثل : «أخت» ، «أب» ، «أنت» ، «أكل» وقد تكون زائدة : مثل «ألوان» ، «أزواج» وقد تكون مبدلة من حرف آخر ، مثل : «سماء» ، «بناء» ، «طلاء».

حذفها : ١ ـ لا توجد همزة الوصل في الأسماء التي ليست مصادر لفعل زائد على أربعة أحرف.

٢ ـ لا توجد همزة الوصل في الحروف إلّا في «أل». وإذا دخلت همزة الاستفهام المفتوحة على «أل» ، فلا يجوز حذف همزة الاستفهام لئلا يلتبس بالخبر الاستفهام ، فوجب إبدال همزة الوصل «ألفا» مثل : «آلمعلم قادم» وكقول الشاعر :

أالحقّ إن دار الرّباب تباعدت

أو انبتّ حبل أنّ قلبك طائر

وفيه أالحقّ حيث سهّل همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام ويجوز أن تكون غير مسهّلة فتقول : «آلحقّ» ، ويجوز في كلمة «الحقّ» الرّفع على الابتداء أو النّصب على الظّرفيّة وتكون خبرا مقدما للمبتدأ المؤخّر المؤول بالصّريح والذي يتألّف من أنّ ومعموليها. وفي هذا البيت وردت كلمة «انبتّ» وقد ابتدأ الماضي بهمزة الوصل لأنه يتألّف من خمسة أحرف.

٣ ـ لا تظهر همزة الوصل في المضارع مطلقا فنقول : يأكل ، يأخذ ، ولا في ماض ثلاثيّ ، مثل : «أمر» ، «أخذ» ، «أكل» ، ولا في رباعيّ ، مثل : «أعطى» ، «أخرج» ، «أجلس» ، ولا في اسم


إلّا إذا كان مصدرا لفعل خماسيّ ، مثل «انطلق» ، «الانطلاق» ، والسّداسيّ مثل «استخرج» ، «الاستخراج».

حركتها : همزة الوصل بالنّسبة لحركاتها على سبع حالات :

١ ـ وجوب الفتح في المبدوء بـ «أل» ، كقول الشاعر :

رأيت الوليد بن اليزيد مباركا

شديدا بأعباء الخلافة كاهله

٢ ـ وجوب الضّمّ في الخماسيّ المجهول ، مثل : انطلق ، والسّداسيّ المجهول ، مثل استخرج.

٣ ـ وجوب الضّم في أمر الثّلاثي المضموم العين ، مثل : اقتل ، اكتب ، اخرج.

٤ ـ ترجيح الضّم على الكسر فيما عرض جعل ضمّة عينه كسرة ، مثل : «اغري».

٥ ـ ترجيح الفتح على الكسر في : «ايمن» ، و «ايم».

٦ ـ ترجيح الكسر على الضّمّ في كلمة «اسم».

٧ ـ جواز الضّمّ والكسر والإشمام في المجهول من «انقاد» : «انقيد» ، «اختار» ، «اختير».

وجوب إبقاء همزة الوصل : لا تحذف همزة الوصل المفتوحة ، إذا دخلت عليها همزة الاستفهام كقوله تعالى : (أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا)(١) وكقوله تعالى : (أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ)(٢) لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر. بينما تحذف همزة الوصل المكسورة إذا دخلت عليها همزة الاستفهام. وإذا دخلت همزة الاستفهام على المفتوحة ، فإمّا أن تبدل ألفا ، أو تسهّل مع القصر ، فتقول : «آلحسن موجود» ، ومثل : «ايمن الله قسمك» وكقول الشاعر :

أالحقّ إن دار الرّباب تباعدت

أو انبتّ حبل أنّ قلبك طائر

وقد وردت فيه همزة الوصل المفتوحة وقد دخلت عليها همزة الاستفهام فظهرت في «أالحقّ» همزة «أل» بين الألف والهمزة مع القصر وهذا هو التّسهيل. وقد تبدل الهمزة الخاصة بـ «أل» ، ألفا بعد همزة الاستفهام ، كقوله تعالى : (آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ)(٣) وكقوله تعالى : (آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ) من (قَبْلُ)(٤) ولا تثبت همزة الوصل في درج الكلام إلّا في الضّرورة الشعرية ، كقول الشاعر :

ألا لا أرى إثنين أحسن شيمة

على حدثان الدّهر مني ومن جمل

حيث ثبتت همزة «إثنين» في درج الكلام.

تحويل همزة الوصل إلى همزة قطع : قد تتحوّل همزة الوصل إلى همزة قطع في :

١ ـ «أل» التّعريف في كلمة «ألبتّة» شذوذا.

٢ ـ في اسم العلم المبدوء بهمزة وصل مثل «الإثنين» علم على ثاني أيّام الأسبوع.

ومثل لفظه «أل» علم على أداة التّعريف ، ومثل : «إبتسام» علم على امرأة.

__________________

(١) من الآية ٦٣ من سورة ص.

(٢) من الآية ٦ من سورة المنافقون.

(٣) من الآية ١٤٣ من سورة الأنعام.

(٤) من الآية ٩١ من سورة يونس.


٣ ـ نداء ما فيه «أل» مثل : «يا ألرجل المساعد غيره» و «يا ألذي حفر بئر زمزم» ونداء اسم الجلالة ، مثل : «يا الله استجب لدعائي» ويجوز أن تبقى للوصل فتقول : يا الله ، كما يجوز وصلها مع حذف ألف حرف النّداء «يا لله».

٤ ـ الضّرورة الشّعرية وأكثر ما تكون في أوّل العجز لتقدير الوقف على الأنصاف التي هي الصّدور ، كقول الشاعر :

لتسمعنّ وشيكا في ديارهم

ألله أكبر يا ثارات عثمانا

وقد تقطع همزة الوصل في الحشو وذلك قليل ، كقول الشاعر :

ألا لا أرى إثنين أحسن شيمة

على حدثان الدّهر منّي ومن جمل

حيث قطعت «إثنين» وهي في الأصل همزة وصل.

١١ ـ تحويل همزة القطع إلى همزة وصل : لا يتمّ تحويل همزة القطع إلى همزة وصل إلا في الضّرورة الشعريّة ، كقول الشاعر :

يا با المغيرة ربّ أمر معضل

فرّجته بالمكر منّي والدّها

والتقدير : يا أبا المغيرة حيث تلفظ همزة القطع وصلا بعد حرف النداء ، ومثل :

ألا أيها اللّيل الطّويل ألا اصبح

بتمّ وما الإصباح فيك بأروح

حيث وصلت همزة الفعل «أصبح» والتقدير «ألا أصبح». وتتحوّل همزة القطع إلى همزة وصل في لغات بعض العرب.

أين تحذف همزة الوصل : تحذف همزة الوصل كتابة في المواضع التالية :

١ ـ في «أل» التّعريف إذا اقترنت بحرف الجرّ «اللّام» أو بـ «لام» الابتداء أو بهمزة الاستفهام ، كقول الشاعر :

تشطّ غدا دار جيراننا

وللدّار بعد غد أو أبعد

حيث حذفت همزة الوصل من «للّدار» عند دخول لام الابتداء على «أل» التّعريف ، ومثل «للتلميذ حقوق وعليه واجبات» حيث حذفت همزة الوصل من «أل» لدخول «لام» الجرّ عليها ، ومثل : «آلمال أفضل من العلم» فقد حذفت همزة الوصل كتابة لاقتران الاسم المعرّف بـ «أل» بهمزة الاستفهام.

٢ ـ وتحذف من كلمة «ابن» إذا وقعت صفة بين علمين ، الثّاني منهما هو أبو الأوّل ، مثل «الخليفة عمر بن الخطّاب هو ثاني الخلفاء الراشدين» أو إذا كانت مفصولة عن العلم الأول وكتبت في أوّل السّطر ، كما تحذف من كلمة «ابنة» بالشروط عينها ، مثل قوله تعالى : (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها)(١) حيث حذفت همزة الوصل من «ابنة» كما حذفت من «ابن» ومنهم من يحوّل كلمة «ابنة» المحذوفة الهمزة إلى «بنت» فيقول : مريم بنت عمران ، كما تحذف همزة الوصل من «ابن» و «ابنة» بعد حرف النداء «يا» مثل :

يا بن أمّي ويا شقيق نفسي

أنت خلّفتني لدهر شديد

__________________

(١) من الآية ١٢ من سورة التّحريم.


ومثل ........... يا بنة عمّا لا تلومي واهجعي حيث حذفت همزة الوصل كتابة من «يابن» في البيت الأول ومن كلمة «يابنة» في الرّجز المشطور.

٣ ـ وتحذف همزة الوصل من كلمة «اسم» إذا دخلت عليها همزة الاستفهام مثل ؛ «أسمه خليل؟» والتّقدير : أاسمه خليل حيث حذفت همزة الوصل بعد همزة الاستفهام ، كما تحذف من هذه الكلمة في البسملة إذا ذكرت كاملة ، فنقول : «بسم الله الرحمن الرحيم» وتثبت إذا لم تكن كاملة فتقول : «باسم الله» أو إذا ذكر متعلّق حرف الجر : فتقول : «اقرأ باسم الله الرحمن الرحيم في أوّل كلّ سورة من سور القرآن الكريم» فقد ثبتت همزة الوصل في البسملة لذكر الفعل الذي يتعلّق به حرف الجرّ ، فإذا لم يذكر حذفت ومنهم من يحذفها إذا أضيفت كلمة «اسم» إلى أحد أسماء الله الحسنى فيقولون : بسم القادر ، بسم المقتدر ، بسم الجبّار ، بسم المتعال ... كما تحذف في تصغير كلمة «اسم» فتقول : سميّ ، وفي تصغير كلمة «ابن» فتقول : «بنيّ» ، كقول الشاعر :

أبنيّ إنّ أباك كارب يومه

فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل

٤ ـ وتحذف همزة الوصل من الأمر المهموز الفاء ، إذا اتّصل «بالواو» أو بالفاء ، كقوله تعالى (يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)(١) حيث حذفت همزة الوصل من الفعل «وأمر» المهموز الفاء وهو بصيغة الأمر ، ومتّصل بالواو ، كما حذفت من كلمة «بنيّ» المصغّرة ، بينما لم تحذف من الفعل «وانه» لأنه غير مهموز الفاء إذ الماضي منه «نهى».

٥ ـ وتحذف من الفعل الواقع بعد همزة الاستفهام ، مثل : «أستخبرت عن ما جرى في الليل الفائت» فقد حذفت همزة الوصل بعد همزة الاستفهام والأصل «أاستخبرت» ، أو بعد همزة الاستفهام في قوله تعالى : (قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ)(٢) والتّقدير : أاتّخذتم ، أو بعد همزة التّسوية ، كقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ)(٣) حيث حذفت همزة الوصل من الفعل «أستغفرت» لأنها وقعت بعد همزة التّسوية ، والتّقدير «أاستغفرت لهم».

٦ ـ وتحذف همزة الوصل من المضارع ، مثل : «يستعلم الولد عن درسه» فقد حذفت الهمزة من الفعل «استعلم» عند تحويله إلى مضارع ، ومثل : «يستخرج الذّهب من مناجم في إفريقيا» ، وأصل الفعل «استخرج».

حذف همزة القطع : أمّا همزة القطع فتحذف في المواضع التّالية :

١ ـ من الأمر المتصرّف المهموز الفاء مثل : «أخذ» «خذ» ، «أكل» ، «كل».

٢ ـ وتحذف همزة القطع بعد همزة مفتوحة ، وتكتب على الأولى علامة المدّ ، مثل : «أنا آخذ نتيجة عملي» والأصل : «أأخذ» ، حيث قلبت

__________________

(١) من الآية ١٧ من سورة لقمان.

(٢) من الآية ٨٠ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٦ من سورة المنافقون.


الهمزة الثانية السّاكنة مدّا وكتبت على الأولى علامة المدّ. ومثل : «أنا آكل فطوري في الثّامنة صباحا» ومثل : «أنا آمر أولادي بالصّدق».

٣ ـ وتحذف في لغة من يخفف الهمزة ولا يحقّقها ، فتنقلب ألفا بعد الفتحة فتقول في «كأس» : «كاس» و «واوا» بعد الضّمّة ، فتقول في «بؤس» : «بوس» وياء بعد الكسرة فتقول في «ذئب» : «ذيب» وفي «بئر» : «بير».

٤ ـ وتحذف من الاسم الممدود للضّرورة الشّعريّة ، كقول الشّاعر :

بكت عيني وحقّ لها بكاها

وما يغني البكاء ولا العويل

٥ ـ وتحذف من مضارع الفعل «رأى» فتقول «يرى» والأصل «يرأى» و «يريان ، ويرون» كما تحذف من أمره ، ومن مضارع الفعل «أرأى» من «رأى» على وزن «أفعل» فتقول : يرى ، كقوله تعالى : (وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى)(١) ومن اسم فاعله فتقول : «هو مر» ومن اسم مفعوله ، فتقول «هو مرى» ، وقد تثبت في الضّرورة الشعريّة رجوعا إلى الأصل ، كقول الشاعر :

أري عينيّ ما لم ترأياه

كلانا عالم بالتّرّهات

حيث ثبتت همزة «ترأياه» للضّرورة الشّعريّة والقياس : «ترياه».

٦ ـ وتحذف سماعا في قولهم «الحمر» من «الأحمر» ، «الغرّ» و «الأغر» «المرة» و «المرأة» «الكمة» و «الكمأة» و «يا با المغيرة» في قول الشاعر :

يابا المغيرة ربّ أمر معضل

فرّجته بالمكر مني والدّها

والأصل : يا أبا المغيرة ، وفي «لاب لك ولا أب لك».

وذكر في معجم الصّحاح : «قد اجتمعت العرب على أيدي سبا» و «أيادي سبا» والأصل «سبأ» وجرى في هذا المثل على السّكون ، في مثل : من صادر أو وارد أيدي سبا.

وذكر في معجم الجمهرة قول أبي عبيدة تركت العرب الهمزة في أربعة أشياء لكثرة الاستعمال : في «الخابية» وهي من «خبأت» و «البريّة» وهي من «برأ الله الخلق» والنبيّ وهو من «النّبأ» و «الذّرّيّة» وهي من «ذر الله الخلق».

إدخال الهمزة في غير المهموز : بعض العرب همزوا ما ليس مهموزا ، كقولهم : «رثأت» والأصل : «رثيت» ، «لبأت» : «لبّيت» ، ويدخلون الهمزة إذا ثقل عليهم إسكان الحرفين مثل «دابّة» فيقولون : «دأبّة» و «شابة» فيقولون : «شأبّة» ، وقد يهمزون للضرورة الشّعرية فقالوا محافظة على الوزن والقافية : «المشتأق» : بدلا من «المشتاق» وقالوا «المشترىء» بدلا من «المشتري» وسمع عن العرب همز كلمة «مصائب» مطلقا بدلا من «المصايب» بدليل أنّ مفردها «مصيبة» ، فشبهوا الأصليّ بالزّائد.

وسمع أيضا الهمز على التّوهّم ، فقد روى الفرّاء عن بعض العرب أنهم يهمزون على التّوهّم ما لا همز فيه إذا ضارع المهموز فقال : سمعت امرأة من غنيّ ، أحد أحياء غطفان تقول : «رثأت زوجي بأبيات : كأنّها لمّا سمعت : «رثأت اللّبن» ذهبت إلى أن مرثيّة الميت منها.

__________________

(١) من الآية ٤٠ من سورة النجم.


تخفيف الهمزة : تخفيف الهمزة يكون بالقاء حركتها على ما قبلها ثم حذفها فتقول في «من أبوك» : «من ابوك» بنقل حركة الهمزة إلى «النّون» قبلها ثم حذفها وفي مثل : «من إخوتك» : «من اخوتك» بنقل كسرة الهمزة إلى «النون» ثم حذفها ، وفي مثل : «من أمّ خليل» : «من أمّ خليل» بنقل ضمّة الهمزة إلى النّون ثمّ حذفها.

ومن تخفيف الهمزة القول في قوله تعالى على قراءة من قرأ بتخفيف الهمزة : (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(١) والأصل «الخبء» ومثل : «له هية كهية الطّير» والتّقدير : له هيئة كهيئة الطّير ، ومثل : «هذه المرة فاضلة» أي : هذه المرأة ، بتخفيف الهمزة ، ومن التخفيف أيضا قوله تعالى : (سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ)(٢) وفيها حذفت همزة الوصل لتحرّك ما بعدها والأصل : «إسأل» ثم خفّفت الهمزة فحذفت وذلك لأنّ الهمزة إذا خفّفت قربت من السّاكن فلما التقى السّاكن بحرف يشبهه يحذف حرف العلّة كما تحذف الألف منعا من التقاء ساكنين ، وقد تخفف الهمزة دون أن تحذف ودون أن تنقل حركتها إلى ما قبلها ، وذلك يكون بتسهيلها وجعلها بين الحذف والإثبات ، فلا هي همزة مشبعة ولا هي «ألف» ، أو «واو» ، أو «ياء» ولا تقبل الحركة ، وإنما هي بين بين فتلفظ «قرأت» بدلا من «قرأت» و «روف» بدلا من «رؤف» و «يقرو الكتاب» بدلا من «يقرأ الكتاب» ، و «لم يقرا المجلة» بدلا من لم يقرأ المجلة.

وتخفّف الهمزة إذا تحرّكت وقبلها حرف علّة لا يقبل الحركة زائدا فيقلب «واوا» بعد «الواو» ، أو «ياء» بعد «الياء» وتدغم في مثلها فتقول من «رزيئة» : رزيّة ومن «مقروءة» : «مقروّة».

وإن كانت الهمزة مفتوحة بعد ضمّة جاز إبدالها واوا» : مثل «جرو» والأصل «جرؤ» وإن كانت مفتوحة بعد كسرة جاز إبدالها ياء فنقول : «مية» و «مئة» ويجوز أن تخفّف إذا سكنت فيوضع مكانها حرف يناسب حركة ما قبلها فتقول «كاس» و «كأس» ، «بير» و «بئر» ، «بوس» و «بؤس».

وقد تقلب الهمزة ياء إذا كان ما قبلها مفتوحا ، فتقول : «توضّيت» ، و «توضّأت» وتقول «غطاو وغطاء ، كساو وكساء» وتقول «يلوم ويلؤم» والحقيقة أنه يجوز تخفيفها ما لم يؤدّ ذلك الى اللّبس فالفعل «يلوم» قد يلتبس بمعنى اللّوم وبمعنى اللؤم ، لذلك لا تخفف على الأغلب.

نقل حركة الهمزة : أجاز الكوفيّون نقل حركة همزة الوصل الى السّاكن قبلها نقلا عن العرب أو تبعا للقياس ، فقرأ بعضهم قوله تعالى : (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ) مريبن (الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ)(٣) بنقل فتحة همزة الوصل من أول «الذي» إلى تنوين «مريب» كما قرأ بعض العرب قوله تعالى (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٤) بنقل حركة همزة الوصل من أوّل «الحمد» إلى آخر كلمة «الرحيم». كما قرأ يزيد بن القعقاع المدنيّ أحد القرّاء العشرة ، قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ)(٥) بنقل ضمّة همزة الوصل من «اسجدوا» إلى آخر «الملائكة» فصارت الملائكة.

وأما النّقل القياسي فيجري عليها لأنها

__________________

(١) من الآية ٢٥ من سورة النمل.

(٢) من الآية ٢١١ من سورة البقرة.

(٣) من الآيتين ٢٥ و ٢٦ من سورة ق.

(٤) من الآيتين ١ ـ ٣ من سورة الفاتحة.

(٥) من الآية ٣٤ من سورة البقرة.


همزة متحرّكة ، فيجوز أن تنقل حركتها إلى السّاكن قبلها كهمزة القطع في قولك : «من ابوك» والأصل : «من أبوك» ومنع ذلك النقل البصريّون لأن نقل همزة القطع لا يمنع من أنها تثبت عند الوصل ، ولا يجيزون نقل همزة الوصل ، لأن نقل حركة معدومة غير جائز ، ولو أجيز نقلها لجاز إثباتها في الوصل ، فنقول : «قام ألرّجل» وهذا غير وارد ، وردّوا على الكوفيين في قراءتهم «مريبن الذي» ليس السّبب فيها نقل حركة همزة الوصل في «الذي» وإنّما كانت الحركة منعا لالتقاء ساكنين.

وأمّا فتحة ، «ميم» «الرحيم» في من قرأ قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ) فعلى أنه نعت مقطوع على النّصب أي : مفعول به لفعل محذوف تقديره «أعني» وما ذلك إلا بعد أن تكرّرت النّعوت فأتبع الأوّل وقطع الثاني على النّصب كما يجوز قطعه على الرّفع باعتباره خبرا لمبتدأ محذوف ، وأما قراءة أبي جعفر قوله تعالى (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا) فضعيفة جدا باعتبار القياس وذلك لأسباب ثلاثة.

١ ـ يجوز نقل حركة همزة الوصل الى السّاكن قبلها وليس قبل همزة «اسجدوا» ساكن بدليل كون «الملائكة» اسم مجرور «باللّام» وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة.

٢ ـ لا يجوز نقل حركة همزة الوصل الى المتحرّك قبلها وكلمة «الملائكة» مجرورة.

٣ ـ ضمّت آخر كلمة «الملائكة» إتباعا لضمّة همزة الوصل التّابعة «لجيم» الفعل «اسجدوا».

اجتماع همزتين : إذا اجتمعت همزتان في كلمة واحدة وكانت ثانيتهما ساكنة تقلب الثّانية حرفا يجانس الأولى ، فإذا كانت الهمزة الأولى مفتوحة تقلب الثانية ألفا مثل : «آمن» والأصل أأمن ، وإذا كانت الأولى مضمومة تقلب الثّانية «واوا» مثل : «أومن» والأصل : «أؤمن» ، وإذا كانت الأولى مكسورة تقلب الثّانية «ياء» فتقول «إيمان» والأصل «إئمان» أمّا إذا كانت الأولى ساكنة والثّانية متحرّكة أدغمتا إذا كانتا في موضع العين : مثل : «رأّس وسأّل» ، ولا إدغام في مثل : «لم يقرأ أخوك درسه» فالهمزة الأولى ساكنة في آخر كلمة «يقرأ» والثانية متحركة في أوّل كلمة «أخوك» لأنّ الهمزتين ليستا في كلمة واحدة ، وإن كانت الهمزتان متحرّكتين ، تقلب الثّانية منهما «واوا» سواء أكانت الأولى مفتوحة أو مضمومة مثل : «أنت أومّ منه» والأصل : أأمّ منه ، أي : أحسن إمامة ، ومثل ؛ «أويدم» تصغير «آدم» ، والأصل» : «أأيدم» وإن كانتا متحرّكتين فتقلب الثّانية «ياء» إذا كانت مكسورة والأولى مفتوحة ، أو مكسورة ، أو مضمومة مثل : «أيمّة» وبتحقيق الثّانية فتقول : «أئمّة» ، ومثل : «أين» والأصل : «أونن» مضارع «أأننته» أي : جعلته «يئن». حيث نقلت حركة «النون» الأولى من الفعل أؤنن أي الكسرة : إلى الهمزة السّاكنة قبلها فتقول : «أءنن» فاجتمع نونان الأول منهما ساكن والثاني متحرّك فيدغمان ثم تخفف الهمزة الثّانية المكسورة بقلبها «ياء» فتقول : «أينّ». وإذا تحرّكتا وكانت الثّانية مضمومة تقلب «واوا» سواء أكانت الأولى مفتوحة ، أو مضمومة ، أو مكسورة مثل : «أوب» جمع «أبّ» وهو المرعى والأصل «أأبب» فتنقل ضمة «الباء» الأولى إلى الهمزة السّاكنة الثانية قبلها فتلفظ : «أأبب» ثم يدغم المثلان السّاكن أولهما فتصير أأبّ ثم تبدل الهمزة المضمومة الى حرف من جنس حركتها فتصير «أوبّ».

وإذا كانت الثانية مضمومة والأولى مفتوحة في


المضارع المتكلم جاز في الثانية إما التّخفيف فتقول في مضارع «أمّ» ، بمعنى : قصد : «أومّ» أو التّحقيق : «أؤمّ» ؛ وإذا التقت همزة الاستفهام مع همزة الوصل في أوّل الكلمة ، فلا يجوز حذف همزة الاستفهام لئلا يلتبس الأسلوب الإنشائي بالأسلوب الاستفهاميّ بل تبدل همزة الوصل «ألفا» إذا كانت مفتوحة ، فتقول : «آلمال أفضل أم العلم» أو تجعل همزة مسهّلة بين الحذف والإثبات فلا هي مشبعة ولا هي «ألف» ، أو «واو» ، أو «ياء» ، لا تقبل الحركة فهي همزة بين بين ، كقول الشاعر :

أالحقّ إن دار الرّباب تباعدت

أو أنبتّ حبل ، أنّ قلبك طائر؟

ومثل :

أان رأت رجلا أعشى أضرّ به

ريب الزّمان ودهر مفسد خبل

وإذا كانت همزة الوصل مكسورة أو مضمومة حذفت ، مثل : أسمه خليل؟ والتقدير : «أاسمه خليل» حيث حذفت همزة الوصل المكسورة وبقيت همزة الاستفهام ومثل : «أستخرج الذّهب من الحجاز» حيث حذفت همزة الوصل المضمومة وبقيت همزة الاستفهام والأصل : «أاستخرج الذّهب» أمّا إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة القطع فيجوز إمّا تحقيق الهمزتين مثل «أأخذت نصيبك من المال» أو حذف إحداهما ومدّ الباقية ، مثل : «آخبرت أباك بالحادثة؟» أو إدخال «ألف» بين الهمزتين مع تحقيق الثّانية أو تسهيلها فتقول : «آأخبرت أباك بالحادثة؟».

وإذا اجتمعت همزتا قطع في كلمتين جاز تخفيف الأولى إذا كانت ساكنة مثل : «اقرا آية» أو حذف الألف فتقول : «اقر آية» أو جعل الهمزة ألفا وتسهيل الثّانية ، مثل : أقرا آية. وهذه لغة أهل الحجاز.

كتابة همزة القطع : كان العرب يرمزون إلى همزة القطع بنقطة كبيرة ، أو بنقطتين وبلون يخالف لون المداد ، لكنّ الخليل لاحظ قرب مخرج الهمزة من مخرج العين فرمز إليها برأس العين (ع). ونظرا لصغر حجم رأس العين وضع له كرسيّ هو الحرف الذي تصير إليه إذا خفّفت ، فجعلت على «الواو» ، أو على «الياء» ، أو على «الألف» وفقا لقواعد خاصّة نجملها بما يلي :

أولا : كتابة همزة القطع الواقعة في ابتداء الكلام. تكتب هذه الهمزة على الألف إذا كانت مفتوحة مثل : «أخ» ومثل «أكل» أو إذا كانت مضمومة ، مثل : «أمّ» «أكل» أما إذا كانت مكسورة فتكتب تحت الألف ، ومنهم من يضعها فوق الألف ولو كانت مكسورة ، لأن الألف بمثابة كرسيّ لها ، مثل : «أنّ» ومثل : «أنصاف». ولا تتغيّر كتابة همزة القطع هذه ولو دخل عليها :

١ ـ «أل» فتقول : «الأمر الذي شغل التلميذ هو الإعراب» ، «الأمّ حنونة».

٢ ـ لام الجر مثل : «للإنصاف» ، «للأمر» ، «للأمّ» ، ولام التعليل : «لأكتب» ، واللّام الابتدائية ، «لأخوك أحسن تلميذ».

٣ ـ باء الجر ، «لست بأحسن منهم» و «كاف» الجرّ ، مثل : «إخوتي كإخوتك».

٤ ـ الفاء ، مثل : «أفأنت الذي قدمت» ، «فأختك نجحت» «فإذا أنت ناجح».

٥ ـ الواو ، مثل : «أنا وأحمد متفقان» أو السّين ، مثل : «سأكون قربك».


٦ ـ همزة الاستفهام ، مثل : «أأنت نجحت في دراستك» «أأخي ناجح» ، أمّا إذا كانت همزة القطع مكسورة فإنها تكتب على كرسي «الياء» ، كقوله تعالى : (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ)(١) وفيها «أئذا» دخلت همزة الاستفهام على همزة القطع المكسورة التي كتبت على كرسيّ «الياء» وتكتب على «الواو» إذا كانت مضمومة : مثل : «أؤجيب طلبه» ، «أؤكرم والده».

وقد كتبت همزة القطع بعد «اللّام» على كرسيّ «الياء» شذوذا في مثل قوله تعالى : (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ)(٢) وفيها «لئن» أصلها : ل «إن» ومثل : «لئلا» في قوله تعالى : (فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ)(٣) وفيها «لئلا» أصلها : «ل أن لا» ، وبعد الهاء كقوله تعالى : (ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ)(٤) وفيها «هأنتم» أصلها «ها أنتم» وكقوله تعالى : (إِنَّ هؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ)(٥) وفيها «هؤلاء» أصلها : «ها أولاء» بدليل وجود «أولاء» في الآية السّابقة ، وما هذا الشّذوذ إلا لأن هذه الهمزات قد اعتبرت متوسّطة لكثرة الاستعمال ، فرسمت على الحروف حسب قواعد الهمزة المتوسّطة ، المعروفة.

ثانيا : كتابة الهمزة المتوسّطة السّاكنة. لا تكتب هذه الهمزة منفردة ، بل تكتب على الحرف الّذي يناسب حركة الحرف الذي قبلها ؛ فتكتب على الألف إذا كان ما قبلها مفتوحا مثل : «يأخذ المعلم قواعد الصّفّ ويأمر بتنفيذها» ومثل : «رأس الحكمة مخافة الله» ومثل : «يسير الناس بعامّة على المألوف من العادات السّائدة». وتكتب الهمزة السّاكنة على النّبرة ، أي : على كرسي «الياء» ، إذا كان ما قبلها مكسورا ، مثل : «وا من حفر بئر زمزم» ومثل : جئت لزيارتكم وقد تلحفت بمئزر أبيض». وعلى «الواو» إذا كان الحرف قبلها مضموما ، مثل : «الصّديق يؤتمن على الروح» وكقوله تعالى : (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ) فيهم (أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً)(٦).

وإذا أردت صياغة وزن «افتعل» اللّازم في الأمر ، والمصدر ، فإن الهمزة تكتب على النّبرة إذا كان مهموز «الفاء» ، مثل : «ائتزر ، ائتزر ، ائتزار» لأنها ساكنة بعد كسرة. وإذا دخلت عليها «الواو» ، أو الفاء ، وأمن اللّبس فتحذف همزة الوصل الأولى وتكتب الثّانية على الألف فتقول : «فأتزر وأتزر ، فأتزارك شرعيّ» ومثل : «فأتمنه على ماله» ، «وأتمنه على كتبك» ، «وأتمانه واجب». أمّا إذا لم يؤمن اللّبس وخيف الاشتباه بفعل آخر فتكتب على النّبرة مثل : «فائتمّ» ، «فائتلف» ، ولو كتبت على الألف لاشتبه الفعل بآخر هو «فأتمّ» ، أو «فأتلف». ومصدرهما : الإتمام والإتلاف أمّا إذا كانت صيغة «افتعل» للمجهول ومهموزة «الفاء» فتكتب الهمزة على «الواو» إذا دخلت عليها «الواو» أو «الفاء» فتقول : «فاؤتمن الولد على المال» وإذا كانت الهمزة المتوسّطة السّاكنة مقلوبة بعد همزة الوصل فترسم بصورة الحرف الذي انقلبت إليه سواء أكانت في ابتداء الكلام ، مثل : «ائذن لي بالذّهاب» أم في درج الكلام ، مثل : «يا معلم آئذن لي بالخروج إلى الملعب».

__________________

(١) من الآية ٨٢ من سورة المؤمنون.

(٢) من الآية ١٤٥ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ١٥٠ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ١١٩ من سورة آل عمران.

(٥) من الآية ٢٧ من سورة الإنسان.

(٦) من الآية ٥٢ من سورة المدّثّر.


ثالثا : الهمزة المتوسّطة المفتوحة ١ ـ تكتب على الألف إذا كان مفتوحا ما قبلها مثل قوله تعالى : (إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ)(١) وكقوله تعالى : (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ)(٢) وكقوله تعالى : (فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)(٣) وإذا كان ما قبلها مفتوحا وبعد ألف المدّ أو ألف التّثنية ، فترسم مع الألف ، ألفا عليها مدّة ، كقوله تعالى : (وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى)(٤) ومثل : «تحضّر في المطاعم الأجنبيّة المآكل اللّبنانيّة الشهيّة».

وكذلك تكتب على الألف إذا كان ما قبلها ساكنا ، ليس «ألفا» ولا «ياء» ، وما بعدها ليس «ألف» المدّ المتطرّفة ، مثل قوله تعالى : (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى)(٥) ومثل : «درس القاضي المسألة المطروحة عليه وأظهر جوانبها القانونيّة» ومثل : «قسم التلميذ التّفّاحة إلى جزأين». ومنهم من يكتب كلمة جزأين على الشّكل : «جزءين» أو «جزئين».

أمّا إذا كان ما قبل الهمزة «ألفا» فإنها تكتب مفردة على السّطر ، مثل : «كساء الطّفل حريريّ» ومثل : «بناء الوطن واجب على كل مواطن» ، وكقوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)(٦) أما إذ كان قبلها «ياء» ساكنة فتكتب بصورة «الياء» على النّبرة ، كقوله تعالى : (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ)(٧) ، وإذا كان ما قبلها «واوا» ساكنة فإمّا أن تكتب على السّطر ، على الأغلب ، فتقول : «السّموءل رجل شريف» أو أن تكتب على الألف فترسم على : «السّموأل».

٢ ـ وتكتب على «الواو» إذا كان ما قبلها مضموما ، مثل : «مؤازرة الصّديق واجبة» ومثل قوله تعالى : (وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ)(٨) وكقوله تعالى : (لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ)(٩).

٣ ـ وتكتب الهمزة على النّبرة إذا كان ما قبلها مكسورا ، كقوله تعالى : (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ)(١٠) وكقوله تعالى : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)(١١) حيث كتبت الهمزة على النّبرة لأنها مكسورة وقبلها ساكن كما في كلمة «أفئدة». وتكتب على النّبرة أيضا إذا كان قبلها «ياء» ساكنة كقوله تعالى : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا)(١٢) ، وفيها كتبت الهمزة على الألف رغم أن قبلها «ياء» ساكنة وهذه لغة القرآن وهي الأفصح.

٤ ـ وتكتب مفردة على السّطر إذا كان ما قبلها ساكنا غير «الياء» ، ولا يوصل بما بعده ، وأتت بعدها ألف الاثنين ، مثل : «الجزءان متساويان» و «البدءان مفرحان» و «الرّزءان مخنقان» ، وكذلك ترسم على السّطر إذا كان ما قبلها «واوا» مشدّدة ، مثل : «أرى تبوّءك هذا المنصب جديرا بك» أمّا إذا كان الحرف الذي قبلها مما يوصل بما بعده

__________________

(١) من الآية ٩ من سورة سبأ.

(٢) من الآية ٤٥ من سورة الزّمر.

(٣) من الآية ١٨ من سورة القيامة.

(٤) من الآية ١٨ من سورة طه.

(٥) من الآية ٤٧ من سورة النجم.

(٦) من الآيتين ١ و ٢ من سورة النبأ.

(٧) من الآية ٤٩ من سورة آل عمران.

(٨) من الآية ٩ من سورة الحاقة.

(٩) من الآية ٥٨ من سورة الكهف.

(١٠) من الآية ٢٤٩ من سورة البقرة.

(١١) من الآية ٣٧ من سورة إبراهيم.

(١٢) من الآية ١١٠ من سورة يوسف.


فتكتب على النّبرة ، مثل : «عبئان ثقيلان أحملهما دائما».

رابعا : الهمزة المتوسّطة المضمومة فهي إما أن تكتب على «الواو» إذا كان ما قبلها مضموما مثل : «رؤوس» وتكتب أيضا : «رءوس» لأن ما قبلها لا يوصل بما بعدها ، وما بعدها حرف مدّ ، كقوله تعالى : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)(١) ومثل : «تدور الكؤوس في مجالس اللهو على السّاهرين» ومنهم من يكتبها «كئوس» لأنّ ما بعدها حرف مدّ ، وما قبلها يوصل بما بعدها. وكذلك تكتب «شؤون : شئون». وتكتب : «فؤوس : فئوس» ، وتكتب على «الواو» أيضا إذا كان ما قبلها مفتوحا ، مثل : «النّمل دؤوب الحركة» ومنهم من يكتبها «دءوب» لأن ما بعدها حرف مدّ ، وما قبلها لا يوصل بما بعدها. ومثلها : «قؤول» تكتب : «قئول» و «مرؤوس» : «مرءوس».

وإمّا أن تكتب على النّبرة إذا كان ما قبلها مكسورا ، كقوله تعالى : (فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ)(٢) وكقوله تعالى : (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ)(٣).

خامسا : الهمزة المتوسّطة المكسورة : هي التي تكتب على النّبرة سواء أكان قبلها الحرف ساكنا ، كقوله تعالى : (لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ)(٤) وكقوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)(٥) أو كان مضموما ، كقوله تعالى : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ)(٦) وكقوله تعالى : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ)(٧) أم كان ما قبلها مكسورا ، مثل : «أتى التّلاميذ إلى صفوفهم مبطئين».

سادسا : الهمزة المتطرّفة تكتب بحسب حركة الحرف الذي قبلها فإن كان ساكنا كتبت على السّطر ، كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً)(٨) وفيها كلمة «سماء» و «ماء» كتبت فيهما الهمزة على السّطر لأنّ قبلها ساكن ، وكقوله تعالى : (وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ)(٩) وكقوله تعالى : (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ)(١٠) وإن كان مفتوحا تكتب على الألف كقوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ)(١١) وكقوله تعالى : (وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ)(١٢) وإن كان ما قبلها مكسورا كتبت على النّبرة ، كقوله تعالى : (قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)(١٣) وكقوله تعالى : (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ)(١٤) وكقوله تعالى : (لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً)(١٥) وكقوله تعالى : (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)(١٦) ، وإن كان ما قبلها مضموما

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة المائدة.

(٢) من الآية ٤١ من سورة يونس.

(٣) من الآية ٦١ من سورة الواقعة.

(٤) من الآية ٧ من سورة يوسف.

(٥) من الآية ١٨٥ من سورة آل عمران.

(٦) من الآية ٨ من سورة التكوير.

(٧) من الآية ١٠٨ من سورة البقرة.

(٨) من الآية ٦٣ من سورة الحج.

(٩) من الآية ٨١ من سورة الأنبياء.

(١٠) من الآية ٤٤ من سورة الحجر.

(١١) من الآيتين ١ و ٢ من سورة النبأ.

(١٢) من الآية ١١٨ من سورة التوبة.

(١٣) من الآية ١٩ من سورة الأنعام.

(١٤) من الآية ١٣ من سورة البروج.

(١٥) من الآية ١٨ من سورة الكهف.

(١٦) من الآية ٤٣ من سورة فاطر.


كتبت على «الواو» ، كقوله تعالى : (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ)(١) وكقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)(٢).

أمّا إذا كان ما قبلها «واوا» مشدّدة مضمومة فتكتب منفردة على السّطر ، مثل : «تبوّأ الكفّار تبوّء الجاهليّة».

أمّا إذا جاءت الهمزة مفتوحة وبعدها تنوين النّصب وقبلها ساكن فتكتب :

١ ـ مفردة على السّطر ، إذا كان قبلها ساكن لا يوصل بما بعده ، وتأتي بعدها ألف مبدلة من تنوين النّصب ، مثل : «كرهت رزءا كان جزءا من مصيبة عظيمة» ، أو إذا كان السّاكن قبلها «واوا» ، مثل : «هدأ التّلاميذ هدوءا كبيرا عند زيارة المدير» ، و «نشأ الأطفال نشوءا ملؤه الثّقة بالنفس».

٢ ـ تكتب على نبرة وبعدها ألف مبدلة من تنوين النّصب ، إذا كان السّاكن قبلها ياء ، أو حرفا صحيحا يوصل بما بعده ، مثل قوله تعالى : (وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً)(٣) ومثل «كان الولد جريئا في اقتحام النّار لإنقاذ المصابين» ومثل : «كان وما يزال الكسلان عبئا على من سواه من المواطنين» ومثل : «تدفّأ الفراش دفئا كاملا».

٣ ـ وتكتب مفردة على السّطر إذا كان السّاكن قبلها ألفا ، ولا يكون بعدها ألف ، مثل : «نال الرجل ثوابه جزاء لما قدّمت يداه». ومثل : «تناول الطّفل غذاء كاملا». أمّا إذا كانت الهمزة متوسّطة وبعدها حرف واحد ، ثم حذف لغرض نحويّ ، فتسمّى الهمزة المتطرّفة عرضا ، مثل : «ينأى» الهمزة متوسّطة فتصبح متطرفة إذا قلنا : «لم ينأ» بحذف حرف العلّة ، ومثل همزة «أنأى» بمعنى «أبعد» واسم الفاعل منه «منىء» بهمزة على كرسيّ الياء» لأنّها كانت متوسّطة «المنئي» وعند التّنوين حذفت ياؤه وعوّض منها بتنوين العوض فتكتب «منىء». ومثل ذلك الأمر من «أنأى» وهو «أنىء» فإما أن تعامل الهمزة كمتوسّطة على الأصل ، أو تعامل كمتطرّفة على الظّاهر فتكتب الهمزة على الصّور التالية : لم ينىء ، هو منء ، أنء ، أو لم ينأ ، هو منىء ، أنىء ...

وأمّا إذا اتّصل بالهمزة ضمير ممّا لا يصحّ الابتداء به ، أو إحدى علامات الإعراب الحرفيّة فتسمّى الهمزة شبه المتطرّفة ، مثل : «بدأوا» ، «نبأه» ، «مبدأي» فإما أن تعامل كمتطرّفة على الأصل فتكتب بالصّور السّابقة ، أو كمتوسطة على الظّاهر فتكتب : «قرؤوا» ، «ملجؤه» ، «مبدئي».

كتابة همزة الوصل : تختلف كتابة الهمزة قديما عما هي عليه اليوم. فقديما رسمها النّحاة بشكل ألف تعقبها جرّة حمراء هي علامة للحركة قبل همزة الوصل ، فإن تقدمتها فتحة جعلت الصّلة جرّة حمراء على رأس الألف ، وإن تقدمتها كسرة جعلت الصّلة جرّة حمراء تحت الألف ، وإن تقدمتها ضمّة جعلت الصّلة جرّة حمراء وسط الألف.

وتجعل الصّلة أبدا تحت الألف إذا سبقها التّنوين لأنه مكسور للسّاكنين ما لم يكن بعد السّاكن ، الذي تقدمته ألف الوصل ، ضمّة لازمة ، على رأي بعضهم ، وتجعل الجرّة في وسط الألف مثل : «قتيلا انظر».

__________________

(١) من الآية ١٢٠ من سورة آل عمران.

(٢) من الآية ١٠١ من سورة المائدة.

(٣) من الآية ١٤٤ من سورة آل عمران.


أمّا اليوم فإنها ترسم إمّا بشكل ألف تعلوها رأس عين صغيرة (ء) ، أو بشكل ألف فقط تعلوها فتحة أو ضمة ، أو تحتها كسرة ، فتقول : «إنقاد» ، «انقاد» و «أنقيد» ، «انقيد» هذا إذا كانت في ابتداء الكلام سواء أكانت منطوقة أم غير منطوقة. أمّا إذا وقعت في درج الكلام فترسم بشكل «ألف» يعلوها حرف «الصّاد» (ص) وتكون هذه «الصّاد» الصّغيرة هي الحرف الأوّل من الأمر «صل» أي «صل كلامك ولا تقطعه». أو بشكل «ألف» فقط وتكون غير منطوقة ، مثل : «باسم الله» أو غير منطوقة ولا مكتوبة مثل : «بسم الله الرحمن الرحيم» ومثل : «هذه ابنتك».

باب الألف

لغة : الألف هو المألف. والألف : أوّل الحروف الهجائية. سميت بذلك لأنها تألف الحروف كلّها. واصطلاحا : الألف السّاكنة. الألف المهموزة. همزة القطع.

ألف الاثنين

اصطلاحا : تكون حرفا ، لا ضميرا للرّفع ، وذلك عند بعض القبائل التي تلحق بآخر الفعل ، مثّنى أو مجموعا علامة كضميره ، وتسمّى هذه اللغة : «لغة أكلوني البراغيت» وهي لغة طيّىء ، وأزد شنوءة ، وبلحارث ، فيقولون : «درسا الولدان» ، «درسوا الأولاد» «وقفن الفتيات».

فالألف في «درسا» هي ألف الاثنين لا ضمير الرّفع. وكذلك «الواو» في «درسوا» ، والنّون في «وقفن». وكقوله تعالى : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا)(١) ومثل

تولّى قتال المارقين بنفسه

وقد أسلماه مبعد وحميم

وتكون هذه «الألف» عند الآخرين ضميرا للاثنين ، فتكون فاعلا للفعل المعلوم ، مثل قوله تعالى : (فَأَكَلا مِنْها فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما)(٢) «الألف» في «أكلا» هي ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل ؛ وتكون نائب فاعل في الفعل المجهول ، مثل : «الولدان درّسا» وتكون اسما للأفعال النّاقصة ، كقوله تعالى : (وَطَفِقا يَخْصِفانِ)(٣) «الألف» في «طفقا» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل رفع اسم «طفقا».

و «الألف» في «يخصفان» فاعل أيضا.

ألف الأداة

اصطلاحا : هي التي تكون في أوّل الأدوات ، مثل قوله تعالى : (قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)(٤) فالألف في «إنّي» وفي «إن» هي ألف الأداة.

ألف الاستغاثة

اصطلاحا : هي التي تكون بدلا من حرف الجرّ «اللام» ويختم بها المستغاث ، كقول الشاعر :

يا يزيدا لآمل نيل عزّ

وغنى بعد فاقة وهوان

حيث زيدت «الألف» في آخر المستغاث به «يزيدا» لتكون عوضا عن لام الجرّ المفتوحة

__________________

(١) من الآية ٢ من سورة الأنبياء.

(٢) من الآية ١٢١ من سورة طه.

(٣) من الآية ١٢١ من سورة طه.

(٤) من الآية ١٥ من سورة الأنعام.


والأصل : «يا ليزيد» وهذه الألف لا محلّ لها من الإعراب.

ألف الاستفهام

اصطلاحا : هي التي تكون أداة للاستفهام وتفيد إمّا للاستعلام ، كقول الشاعر :

أأنت الهلاليّ الذي كنت مرة

سمعنا به والأريحيّ الملقّب

أو للإنكار كقوله تعالى : (قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ)(١) أو للتّوبيخ كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ)(٢) أو للإنكار التّوبيخيّ ، كقوله تعالى : (قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ)(٣).

ألف الإشباع

اصطلاحا : هي التي تلحق آخر الكلمة المفتوحة لتساعد على مدّ الصّوت ، وتقع في الأغلب ، في الشّعر ، وتكون في الآيات القرآنية ، كقوله تعالى : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا)(٤) ومثل :

أعوذ بالله من العقراب

الشّائلات عقد الأذناب

حيث دخلت ألف الإشباع على كلمة «العقراب» والأصل «العقرب» وذلك لإشباع فتحة «الرّاء» ومنهم من أثبت هذه «الألف» في الوقف فسمّاها «ألف الوقف» ، ومنهم من حذفها في الوقف وأثبتها في الوصل فسمّاها «ألف الوصل» أو الإشباع ، وأمّا «الألف» الزّائدة في قول الشاعر :

لو أنّ عندي مائتي درهام

لابتعت عبدا في بني جذام

فقد دخلت على الاسم «درهام» وهي لغة ، وليست هي الزّائدة للإشباع ، كما تكون في جمع «درهم» على «دراهيم» بدلا من «دراهم» ، كقول الشاعر :

تنفي يداها الحصى في كلّ هاجرة

نفي الدّراهيم تنقاد الصّياريف

حيث وردت كلمة «دراهيم» بدلا من «دراهم» وكلمة «الصّياريف» جمع «صيرف» وهو الخبير بنقد الدّراهم وتمييز جيّدها من رديئها ، وجمعت على «صياريف» بدلا من «صيارف» ، إذا ألحقت بها «الياء» كحركة إشباع.

وفي الاصطلاح أيضا : ألف الإطلاق ، ألف الصّلة.

ألف الأصل

اصطلاحا : الهمزة الأصلية ، أي : التي تكون حرفا من الحروف الأصول في بنية الكلمة ، كقوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً)(٥) فالألف في «أمّة» هي الأصلية ، وكذلك الهمزة في «شاء». وكقوله تعالى : (وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ)(٦) فالهمزة في «إليه» وفي «الأمر» أصليّة.

ألف الإطلاق

اصطلاحا : هي التي تزاد في القوافي لمدّ الصوت ، وإطلاقه من التّقييد ، أي : من السّكون.

__________________

(١) من الآية ٤٦ من سورة مريم.

(٢) من الآية ٢٥٨ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٦٢ من سورة الأنبياء.

(٤) من الآية ١٠ من سورة الأحزاب.

(٥) من الآية ١١٨ من سورة هود.

(٦) من الآية ١٢٣ من سورة هود.


ومنهم من قال : إنها تلحق الاسم المبنيّ ، ومنهم من قال : إنّها تلحق الاسم المعرب ، ومنهم من قال : إنها تلحق ما يجوز فيه السّكون لولاها ، سواء أكان معربا أو مبنيّا ، وسواء أكان اسما ، أم فعلا ، أم حرفا ، كقول الشاعر :

ألمّا على الرّبع القديم بعسعسا

كأنّي أنادي أو أكلّم أخرسا

حيث لحقت الألف آخر الاسم المعرب «أخرسا» الواقع مفعولا به للفعل «أكلّم» وكذلك لحقت آخر الاسم الممنوع من الصّرف المجرور بالفتحة «بعسعسا». وكقول الشاعر :

تقول بنتي قد أنى إناكا

يا أبتا علّك أو عساكا

حيث لحقت «الألف» آخر الاسم المعرب «إناكا» وآخر الضمير المتصل في «عساكا» ومثل :

أقلّي اللّوم عاذل والعتابا

وقولي إن أصبت لقد أصابا

حيث لحقت الألف آخر الاسم المعرب «العتابا» وآخر الفعل الماضي المبني «أصابا» ومثل :

لخير أنت عند النّاس منّا

إذا الدّاعي المثوّب قال : يا لا

حيث لحقت الألف الحرف «لا» والتقدير : «يا لفلان» فحذفت كلمة «فلان» فانفرد حرف الجرّ «اللّام» فلحقته ألف الإطلاق.

ألف الإلحاق

اصطلاحا : هي التي تلحق آخر الأسماء أو الأفعال لإلحاقها بالرّباعيّ أو الخماسيّ وتكون إمّا ألفا ممدودة أو ألفا مقصورة. مثل : «شعبى» على وزن «فعلى» ومثل : «أربى» للدّاهية و «جعبى» للنمل ، ومثل : «حبلى» وزن «فعلى» وكقوله تعالى : (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى)(١) ومثل : «بردى» وزن «فعلى» ومثل : «مرطى» و «بشكى» و «جمزى» للسّير. ومثل : «قتلى» وزن «فعلى» ، ومثل : «جرحى وسكرى» و «كسلى» ، و «دعوى» ومثل : «سكارى» وزن «فعالى» كما في قوله تعالى : (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى)(٢) ومثل : «حبارى» اسم طائر ، و «علادى» للشّديد في الإبل ، ومثل : «سمّهى» وزن «فعّلى» هو اسم للباطل ، أو للهواء المرتفع ، ومثل : «سبطرى» اسم للمشية المتبخترة ، ومثلها : «دفقى» ومثل : «ذكرى» وزن «فعلى» و «حجلى» و «ظربى» جمع ظربان حيوان كالهرّ. وكقوله تعالى : (تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى)(٣) ومثل : «حثّيثى» وزن «فعّيلى» مصدر من الفعل «حثّ» ومثل : «فخّيرى» و «خلّيفى» و «خصّيصى» ، ومثل : «بذرّى» وزن «فعلّى» ، ومثل : «لغّيزى» وزن «فعّيلى» ومثل : «خبّازى» وزن «فعّالي» و «خضّارى» اسم حيوان : ومثل : «صحراء» وزن «فعلاء» ، «أربعاء» وزن «أفعلاء» ، و «أربعاء» وزن «أفعلاء» و «أربعاء» وزن «أفعلاء» ، ومثل : «عقرباء» وزن «فعللاء» ، ومثل : «قصاصاء» وزن «فعالاء» ومثل : «قرفصاء» وزن «فعللاء» ، ومثل : «عاشوراء» وزن «فاعولاء». ومثله «تاسوعاء» ومثل : «نافقاء» وزن «فاعلاء» ومثل : «كبرياء» وزن «فعلياء» ومثل : «مشيوخاء» وزن «مفعولاء» ومثل : «براكاء» وزن «فعالاء» ومثل : «فريثاء» وزن

__________________

(١) من الآية ٨ من سورة العلق.

(٢) من الآية ٤٣ من سورة النساء.

(٣) من الآية ٢٢ من سورة النجم.


«فعيلاء» ومثل : «جلولاء» وزن «فعولاء» ومثل : «خيلاء» وزن «فعلاء» ومثل : «سيراء» وزن فعلاء ، ومثل : «جنفاء» وزن «فعلاء».

واصطلاحا أيضا : هي إحدى العلل اللّفظية التي تمنع الاسم من الصّرف مع علّة أخرى معنوية كالعلميّة ، مثل : «أرطى» علم لشجر و «علقى» علم لبنت.

ألف الإيجاب

اصطلاحا : هي همزة الاستفهام الداخلة على «ليس» ويراد بها الإثبات ، كقوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ)(١) أو على «لم» كقوله تعالى : (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى)(٢).

ألف التّأنيث

اصطلاحا : هي علامة التّأنيث في الصّفة التي على وزن : «أفعل فعلاء» مثل : «أحمر حمراء» وهي إحدى العلل التي تمنع الاسم من الصّرف سواء أكانت ممدودة أم مقصورة ، مثل : «صحراء» ، «حبلى». وهي نوعان : ألف التأنيث المقصورة ، وألف التأنيث الممدودة.

ألف التأنيث المقصورة

اصطلاحا : هي التي تلحق آخر الاسم وتكون علامة على تأنيثه ، مثل : «صغرى» «ذكرى».

ألف التأنيث الممدودة

اصطلاحا : هي التي تلحق آخر الاسم ، وتكون مسبوقة بالألف ، وهي علامة على تأنيثه ، مثل : «حمراء» ، «صحراء» ، «علباء» ، وتسمى أيضا : همزة التّأنيث.

ألف التّثنية

اصطلاحا : هي التي تكون علامة الرّفع في المثنّى المذكر والمؤنّث ، كما تكون ضمير الرّفع في الفعل المثنى ، مثل : «الولدان يدرسان» «الولدان» : مبتدأ مرفوع بالألف لأنّه مثنى ، «يدرسان» : فعل مضارع مرفوع للتجرّد وعلامة رفعه ثبوت النّون لأنه من الأفعال الخمسة «والألف» : ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل ، وكقول الشاعر :

إن يغنيا عنّي المستوطنا عدن

فإنّني لست يوما عنهما بغني

«الألف» في «يغنيا» ضمير الفاعل أو علامة التثنية ، والألف في «المستوطنا» هي ألف التّثنية ، كقول الشاعر :

تولّى قتال المارقين بنفسه

وقد أسلماه مبعد وحميم

وتسمّى أيضا : ألف الاثنين. ألف المثنىّ. ضمير الاثنين.

ألف التّخبير

اصطلاحا : هي همزة «أمّا». كقوله تعالى : (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ)(٣).

ألف التّخيير

اصطلاحا : هي همزة «إمّا» مثل : «دافع عن وطنك إمّا استشهادا وإما إخلاصا». وكقوله تعالى : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها)(٤).

__________________

(١) من الآية ٥٣ من سورة الأنعام.

(٢) من الآية ٤ من سورة العلق.

(٣) من الآية ٥ من سورة الحاقة.

(٤) من الآية ٤ من سورة محمّد.


ألف التّعريف

اصطلاحا : ألف الفصل.

ألف التّفضيل

اصطلاحا : همزة اسم التفضيل ، كقوله تعالى : (فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً)(١) «أكثر» تبدأ بألف التّفضيل وكذلك «أعزّ» وكقوله تعالى : (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً)(٢) «أقل» تبدأ بألف التّفضيل.

ألف التّقرير

اصطلاحا : هي همزة الاستفهام التي تدخل على «لم» تفيد التّقرير ، كقوله تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً)(٣) وكقوله تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ)(٤).

ألف التّكسير

اصطلاحا : ألف الجمع.

ألف الجمع

اصطلاحا : هي التي تكون في صيغ التكسير التّالية : «فعالل» ، مثل : «دراهم» ، «فعاليل» ، مثل : «دنانير». «أفاعل» ، مثل : «أكارم» ، «أفاعيل» ، مثل : «أباطيل» «أفعل» مثل : «أنفس» ، «تفاعيل» ، مثل : «تماسيح» ، «تفاعل» ، مثل : «تجارب» ، «مفاعل» ، مثل : «مساجد» ، «مفاعيل» ، مثل : «مكاتيب» ، «يفاعل» ، مثل : «يحامد» وهو اسم علم مفرده «يحمد» ، «يفاعيل» ، مثل : «ينابيع» ، «فواعل» مثل : «جواهر» «فواعيل» ، مثل : «طواحين» ، «فياعل» ، مثل «صيارف» ، «فياعيل» ، مثل : «دياجير».

الألف الخفيفة

اصطلاحا : همزة الوصل ، هي التي تلفظ في أول الكلام وتسقط في درجه ، مثل : «اكتب يا سمير» ، و «يا سمير اكتب».

الألف الزّائدة

اصطلاحا : هي الألف التي تزاد في آخر الفعل ولا محل لها من الإعراب ، كقوله تعالى : (فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)(٥) فالألف في «اذكروا» بعد «الواو» وهي الألف الزّائدة ومثلها الألف في «تعثوا».

واصطلاحا أيضا : هي الألف الزائدة لغرض من الأغراض التالية :

١ ـ الزّائدة للإنكار ، إذا كان ما قبلها مفتوحا غير منوّن ، فإذا أنكرت القول : «رأيت يزيدا» : تقول : «أيزيداه». ولا تزاد في الوقف في المنصوب المنوّن للتّمييز بين الزّائدة وألف تنوين النّصب ، وفي لغة بعض العرب يزاد «إنيه» عند الإنكار رفعا ، ونصبا ، وجرّا ، مثل قول أعرابيّ حين سئل : «أتخرج إن أخصبت البادية» فأجاب : «أنا إنيه» فكلمة «إنيه» تتألّف من «إن» لتأكيد الإنكار وحرّك بالكسر منعا من التقاء ساكنين ، ومن «الياء» حرف مدّ للإنكار ، ومن «الهاء» للوقف. ومنهم من يعتبر «ألف الإنكار» هى لإتباع الحركة فقط ، وحرف الإنكار في «إنيه» يتبع حركة آخر الكلمة ، فهو «ألف» بعد الفتحة و «ياء» بعد الكسرة ، و «واو» بعد الضّمّة.

٢ ـ الزّائدة للتّذكّر. التي يمتدّ بها الصّوت

__________________

(١) من الآية ٣٤ من سورة الكهف.

(٢) من الآية ٣٩ من سورة الكهف.

(٣) من الآية ٦ من سورة النبأ.

(٤) من الآية ٨ من سورة البلد.

(٥) من الآية ٧٤ من سورة الأعراف.


لتذكّر ما غمض أو نسي من الكلام ، إذ لم يرد قطع الكلام فنقول في : «شاهدت أحمد في الجامعة» : «شاهدت أحمدا» لتذكّر المكان الذي شاهدته فيه ، ومثل : «أينا» أي : «أين أنت؟» فعند ما حذفوا «أنت» للاختصار زادوا «الألف» لتدلّ على المحذوف ، وهذه الألف لا تكون إلّا في آخر الاسم المفتوح الموقوف عليه المحذوف ما بعده ، وبعضهم يعدّ هذه الألف من قبيل إشباع الحركة لا للتذكّر.

٣ ـ الزّائدة للإطلاق : هي التي تزاد في القوافي ، كقول الشاعر :

أقلّي اللّوم عاذل والعتابا

وقولي إن أصبت لقد أصابا

٤ ـ الزائدة في الآيات كقوله تعالى : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا)(١).

٥ ـ الزائدة للإشباع ، هي التي تلحق آخر الكلمة المفتوحة لتساعد على مدّ الصوت ، مثل :

يا أبجر بن أبجر يا أنتا

أنت الذي طلّقت عام جعتا

حيث ألحقت الألف الزّائدة بالضمير «أنتا» وبالفعل «جعتا».

٦ ـ الزّائدة المبدلة من نون التّوكيد الخفيفة ، كقوله تعالى : (كَلَّا لَئِنْ لَمْ) تنته (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ)(٢) والتّقدير : «لنسفعن» حيث أبدلت نون التّوكيد الخفيفة «ألفا». وكقوله تعالى : (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ)(٣) والتّقدير : «وليكونن» بنون التّوكيد الخفيفة التي أبدلت ألفا فصارت «وليكونا» والثّقيلة منها تكون على اللّفظ «وليكوننّ» بدليل القول : «ليسجننّ».

الألف السّاكنة

اصطلاحا : هي الحرف السّاكن الذي لا يبدأ به وقبله حركة تناسبه فهو حرف علّة ومدّ ، ولين ، مثل قوله تعالى : (وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً)(٤) الألف في سراجا هي الألف السّاكنة وكقوله تعالى : (فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً)(٥) الألف في «تعالين» وفي «سراحا» هي الألف السّاكنة. وكقوله تعالى : (وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ)(٦) وتسمّى أيضا : الألف. الألف الليّنة. الألف الهوائيّة. الألف غير المهموزة. الحرف الهاوي. الفتحة الطويلة.

الألف الصّغيرة

اصطلاحا : هي الفتحة كالفتحة الظّاهرة على آخر الكلمات في قوله تعالى : (فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ)(٧).

ألف الصّلة

اصطلاحا : ألف الإشباع.

الألف الطّويلة

اصطلاحا : هي الألف التي توجد في آخر

__________________

(١) من الآية ١٠ من سورة الأحزاب.

(٢) من الآية ١٥ من سورة العلق.

(٣) من الآية ٣٢ من سورة يوسف.

(٤) من الآية ٦١ من سورة الفرقان.

(٥) من الآية ٢٨ من سورة الأحزاب.

(٦) من الآية ٨١ من سورة النّحل.

(٧) من الآية ١٩ من سورة النّمل.


الأسماء والأفعال والتي تكون مقلوبة عن «الواو» مثل : «عصا» بدليل تثنيتها على «عصوان» و «غزا» بدليل المضارع «يغزو» و «دعا» «يدعو». أو هي الألف في آخر الأسماء أو الأفعال ومسبوقة بياء مثل : «دنيا» والفعل «يحيا» أما الاسم «يحيى» فيكتب بالألف القصيرة لتمييزه من الفعل.

ألف العبارة

اصطلاحا : هي الألف التي تنتهي بها كلمة «أنا» لأنها تعبّر عن المتكلم ، كقوله تعالى : (لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)(١).

ألف العوض

اصطلاحا : هي علامة تنوين النّصب في كل اسم منصوب منوّن ينتهي بألف التّنوين ، مثل : «قرأت كتابا» و «كتبت سطرا» و «اشتريت قلما» وتختفي هذه الألف في :

١ ـ الاسم المنتهي بتاء مربوطة ، مثل : «قرأت مجلّة» و «كتبت رسالة».

٢ ـ الاسم الذي ينتهي بألف مقصورة ، مثل : «رأيت فتى حاملا عصا».

٣ ـ الاسم الذي ينتهي بألف عليها همزة ، مثل : «دخلت ملجأ».

٤ ـ الاسم الذي ينتهي بألف بعدها همزة مثل :«سقيته دواء» و «شربت ماء».

الألف غير المهموزة

اصطلاحا : الألف السّاكنة كالألف في وسط الكلمات كما في قوله تعالى : (وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ)(٢) فالألف في وسط «أوزارهم» هي الألف السّاكنة ، وفي «ساء» ، وفي «ما».

الألف الفارقة

اصطلاحا : ألف الفصل.

الألف الفاصلة

اصطلاحا : ألف الفصل.

ألف الفصل

اصطلاحا : هي التي تفصل بين نون التّوكيد ونون النّسوة ، ففي التّوكيد وحده نقول : «اضربنّ» ومع نون النّسوة وحده نقول : «اضربن» وفي الجمع بينهما تقول : «اضربننّ» بحيث اجتمعت ثلاث نونات وهذا مستثقل لذلك يجب أن تفصل بينهما الألف فنقول : «اضربنانّ». وقد تفصل الألف بين همزتين وذلك إذا اجتمعت همزة الاستفهام في أوّل الكلمة بهمزة وصل ، أو بهمزة قطع فتفصل بينهما الألف ، كقوله تعالى : (إن الذين كفروا سواء عليهم أاأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) (٣) على لغة من يفصل بين همزة التّسوية والهمزة الثّانية في الفعل «أنذرتهم». وكقوله تعالى على قراءة من يقرأ بالألف الزّائدة الفاصلة بين الهمزتين : (أاأنزل عليه الذكر) (٤) ومنهم من لا يدخل الألف بين الهمزتين فيسهّل الهمزة الثّانية للتّخفيف ، ومنهم من يدخلها مراعاة للأصل ، ومنهم من يخفّف الهمزة الثّانية ولا يدخل الألف بين الهمزتين باعتبار الهمزة الأولى عارضة ، كقول الشاعر :

أأنت الهلاليّ الذي كنت مرّة

سمعنا به والأريحيّ الملقّب

__________________

(١) من الآية ٢٥ من سورة الأنبياء.

(٢) من الآية ٣١ من سورة الأنعام.

(٣) من الآية ٦ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ٨ من سورة ص.


حيث لم تفصل الألف بين الهمزتين في «أأنت» وقد دخلت الهمزة بينهما في قول الشاعر :

أاأن توسّمت من خرقاء منزلة

ماء الصّبابة من عينيك مسجوم

حيث فصلت الألف في «أاأن» بين الهمزتين ، وهذا هو الأغلب. وتسمّى أيضا : الألف الفاصلة. الألف الفارقة. ألف التّفريق.

ألف القطع

اصطلاحا : همزة القطع. هي التي تلفظ في أوّل الكلام وفي درجه ، كقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً)(١) حيث ظهرت الألف في «أجلا» وكقوله تعالى : (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ)(٢) وكقوله تعالى : (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ)(٣) حيث ظهرت ألف القطع في «أخذ» وكقوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ)(٤) حيث ظهرت ألف القطع في «إذا» وفي «أخذته» وفي «الإثم».

الألف اللّيّنة

اصطلاحا : الألف السّاكنة ، كما في قوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها)(٥) حيث ظهرت الألف اللّيّنة في كلمة «مساجد» وكلمة «خرابها».

الألف المتحرّكة

اصطلاحا : الألف المهموزة.

ألف المثنّى

اصطلاحا : ألف التّثنية.

الألف المجهولة

اصطلاحا : هي التي لإشباع الفتحة في الاسم وفي الفعل حتى إذا تحرّكت قلبت «واوا» ، مثل : «كاتب» «كويتب» «ماهر» «مويهر» ، «حائم» «حوائم» ومثل : «دعا» «يدعوان» و «غزا» «يغزوان».

الألف المحوّلة

اصطلاحا : هي الألف التي تكون مبدلة من «واو» ، أو من «ياء» ، مثل : «نام» اصلها : نوم بدليل قولنا : «النّوم» «قال» أصلها : «قول» بدليل «القول» و «يقول» و «باع» أصلها : «بيع» بدليل قولنا : «البيع» و «يبيع». وتسمّى أيضا : الألف المنقلبة.

ألف المدّة

اصطلاحا : هي التي تزاد لمدّ الصوت. وتقع على الأغلب في الشّعر ، كقول الشاعر :

أعوذ بالله من العقراب

الشّائلات عقد الأذناب

فقد أشبعت فتحة «الرّاء» بألف المدّة في العقراب والأصل : العقرب.

ألف المضارعة

اصطلاحا : هي أحد أحرف المضارعة التي تجمعها كلمة «أنيت» والتي يبدأ بها المضارع الذي يدلّ على المتكلّم المفرد ، مثل : أستيقظ

__________________

(١) من الآية ٢ من سورة الأنعام.

(٢) من الآية ١٠٢ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٦٧ من سورة هود.

(٤) من الآية ٢٠٦ من سورة البقرة.

(٥) من الآية ١١٤ من سورة البقرة.


كل صباح فأمارس واجباتي العائليّة والمنزليّة» فألف المضارعة في «أستيقظ» مفتوحة لأنها وقعت في أوّل الفعل السّداسيّ ، أمّا في الفعل «أمارس» فهي مضمومة لأنه رباعيّ. وتكون ألف المضارعة مفتوحة أيضا في الثّلاثي ، مثل : «أذهب كل يوم إلى عملي» وفي الخماسيّ ، مثل «أنطلق في موكب الاحتفال من الملعب وأمرّ أمام المنصّة» «فالألف» في الفعل «أنطلق» مفتوحة وكذلك في الفعل «أمرّ». ولا تكون مضمومة إلّا في الرّباعيّ وتسمى أيضا : همزة المضارعة.

ألف المفاعلة

اصطلاحا : هي الألف الزّائدة في وزن «فاعل» ، مثل : «قاتل الولد الكلب مقاتلة ضارية» فالألف في «قاتل» و «مقاتلة» هي ألف المفاعلة ومثل : «ضارب» «مضاربة» ...

الألف المقصورة

اصطلاحا : هي الألف التي تكون في آخر الفعل أو الاسم ثالثة منقلبة عن «ياء» ، مثل «مشى» بدليل القول : «يمشي» ، و «مشية» و «فتى» ، تقول «فتيان» و «فتية» أو هي رابعة فصاعدا غير مسبوقة بياء ، مثل : «حبلى» ، «سكرى» ، «بردى» ، «سبطرى» ، «بذرّى» بمعنى : التّبذير ، «لغّيزى» اسم لغز ، «خبّازى» اسم نبات.

الألف الممدودة

اصطلاحا : هي الهمزة التي تلحق آخر الأسماء مسبوقة بألف ساكنة ، مثل : «صحراء» «أربعاء» ، «عقرباء» ، «عاشوراء» ، «نافقاء» اسم جحر اليربوع ، «جلولاء» بلد في العراق «سيراء» اسم للذّهب ، ولنبات ، ولثوب مخطّط ، «خيلاء» اسم للكبر والاختيال.

الألف المنقلبة

اصطلاحا : هي الألف المبدلة من «واو» مثل «قال» أصلها : «قول» و «باع» أصلها : «بيع» أو تبدل الألف من الهمزة من «رأس» ، و «كأس» وبالتّخفيف فيهما تقول : «راس» ، «كاس» وذلك إذا كانت الهمزة ساكنة وقبلها فتحة ، كقولك لمن يطلب منك حاجة وتعمل على تأديتها بسرعة «على عيني وعلى راسي».

ومثل : «دارت الجارية بكاس من ذهب على الشّاربين». أمّا إذا كان الحرف المفتوح قبل الهمزة السّاكنة همزة فيجب قلب الهمزة السّاكنة ألفا مثل : «آدم» أصلها : «أأدم» و «آمن» أصلها «أأمن».

وتبدل الهمزة ألفا ، على غير قياس أي : تبدل الألف من الهمزة المفتوح ما قبلها ، كقول الشاعر :

راحت بمسلمة البغال عشيّة

فارعي ، فزارة لا هناك المرتع

والتّقدير : لا هنّأك الله فأبدلت الألف من الهمزة ، وكقول الشاعر :

سالت هذيل رسول الله فاحشة

ضلّت هذيل بما قالت ولم تصب

والتّقدير : سألت. فأبدلت الهمزة ألفا. وكذلك تبدل الألف من الهمزة إذا كانت مفتوحة وما قبلها ساكن ممّا يمكن نقل الحركة إليه ، مثل : «المراة» والأصل «المرأة» و «الكماة» والأصل : «الكمأة».

وتبدل الألف من «النّون» الخفيفة في المواضع التالية :

١ ـ إذا كان الاسم منوّنا منصوبا غير مقصور وموقوف عليه مثل : «قبّلت عمرا» أمّا الاسم


المنصوب المنوّن المقصور والموقوف عليه : مثل : «حملت عصا» فقد اختلف النّحاة في تقدير الألف. فذهب المازني أنها بدل من التّنوين في الرّفع والنّصب والجرّ ، وذهب الكسائي أن «الألف» هي الأصل والمبدلة من التّنوين محذوفة في كل الحالات ، لأن حذف الألف الزّائدة أفضل من حذف الأصليّة ، وغضّ من هذا باعتبار أنّ الزّائدة تأتي لمعنى فإبقاؤها أولى من إبقاء الأصليّة ، بدليل القول عند الوصل : «هذه عصا مكسورة» إذ حذفت الألف الأصليّة وبقي التّنوين.

وذهب سيبويه أنّ الألف أصليّة في حالة الرّفع والنّصب والتّنوين محذوف وفي النّصب هي الألف المبدلة من التّنوين ، والألف الأصليّة محذوفة قياسا للمعتل على الصّحيح.

٢ ـ في المضارع المتّصل بنون التّوكيد الخفيفة والموقوف عليها مثل : «أتكتبا» والأصل : أتكتبنّ ، وكقول الشاعر :

فإيّاك والميتات لا تقربنّها

ولا تعبد الشّيطان والله فاعبدا

والتّقدير : والله فاعبدنّ حيث أبدلت النون ألفا في الأمر «اعبدنّ».

٣ ـ في الوقف على نون «إذن» فقولك : «أدرس إذا» والتّقدير : إذن.

الألف المهموزة

اصطلاحا : هي الحرف الأوّل من حروف الهجاء ، تقبل الحركة سواء أكانت في أوّل الكلمة أو في وسطها ، مثل قوله تعالى : (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ)(١) وكقوله تعالى : (قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي)(٢) فالألف المهموزة مفتوحة في كلمة «أتيت» ومضمومة في كلمة «أوتو» وتقع في أول الكلمتين وهي أيضا مفتوحة في وسط الكلمة «سألتك» في الآية الثانية وكقوله تعالى : (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ)(٣) فالألف المهموزة في كلمة «إيمانها» وقعت مكسورة في أول الكلمة.

وكقوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ)(٤) حيث جاءت الهمزة مفتوحة في آخر الفعل «شاء» وكقوله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً)(٥) وكقوله تعالى : (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ)(٦) فكلمة «ملجأ» تنتهي بألف مهموزة مفتوحة ، وكقوله تعالى : (ما لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَما لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ)(٧) «ملجأ» الألف المكسورة في آخر الكلمة.

وتسمّى هذه الألف اصطلاحا أيضا : الألف المتحرّكة. الألف اليابسة. الوقفة الحنجريّة. رأس العين الصّغيرة. النّبرة. الملحق بحرف العلّة. الألف.

ألف النّداء

اصطلاحا : هي الألف المنقلبة عن ياء المتكلّم في المنادى المضاف إليها ، مثل «يا صاحبا» أصلها : «يا صاحبي» منادى مضاف إلى ياء المتكلّم «يا صاحبا» بقلب ياء المتكلّم ألفا وقلب

__________________

(١) من الآية ١٤٥ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٧٦ من سورة الكهف.

(٣) من الآية ١٥٨ من سورة الأنعام.

(٤) من الآية ٢٠ من سورة البقرة.

(٥) من الآية ١٢ من سورة الطلاق.

(٦) من الآية ٥٧ من سورة التوبة.

(٧) من الآية ٤٧ من سورة الشورى.


الكسرة قبل الياء إلى فتحة ، ومثل : «يا خادما» ، «يا غلاما».

واصطلاحا أيضا : هي الألف في الاسم «أبت» الملازم للنّداء والمضاف إلى ياء المتكلّم المعوّض منها بالتّاء المبنيّة على الكسر. فتقول : «يا أبتا». فمنهم من يعتبر الألف بدلا من ياء المتكلّم المحذوفة. ومنهم من يعتبرها زائدة ، و «التّاء» هي بدل من «الياء».

ألف النّدبة

اصطلاحا : هي الألف المبدلة من حرف الجرّ في الاستغاثة ، كقول الشاعر :

يا يزيدا لآمل نيل عزّ

وغنى بعد فاقة وهوان

حيث زيدت الألف في آخر المستغاث له لتكون عوضا من لام الجرّ المفتوحة بعد حرف النّداء والاستغاثة «يا» وهذه الألف لا محل لها من الإعراب.

ألف النّسب

اصطلاحا : هي الألف التي تزاد في آخر الكلمة وتفيد النّسبة ، فتقول : «نفساني» في النّسب إلى «نفسي» والقياس «نفسيّ» وتقول في النّسب إلى فاكهة : «فاكهاني» والقياس : «فاكهيّ».

الألف الهوائيّة

اصطلاحا : الألف السّاكنة. أي : التي لا تبدأ بها الكلمة لأنها ساكنة ، مثل قوله تعالى : (وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)(١) الألف في «سائل» هوائيّة.

ألف الوصل

اصطلاحا : همزة الوصل. أي : التي تلفظ في ابتداء الكلام وتسقط في درجه ، كقوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها)(٢) فقد اجتمع في كلمة واسأل الهمزة التي في أوّل الكلمة لم تلفظ فهي همزة وصل والهمزة في وسطها هي همزة قطع ، ومثل : «اضرب يا سمير الهرّ» و «يا سمير اضرب».

الألف الوصليّة

اصطلاحا : همزة الوصل.

الألف اليابسة

اصطلاحا : الألف المهموزة.

الألفات

هي ذات التّسميات الاصطلاحية التالية : ألف الأداة : هي مثل همزة «أيان» و «إنّ» ، و «إن» و «أم» ... كقوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها)(٣) ألف الاستغاثة ، مثل : «يا قوما للمظلوم» ، ألف الإشباع ، كقول الشاعر :

أقلّي اللّوم عاذل والعتابا

وقولي إن أصبت لقد أصابا

ألف الإلحاق ، مثل : «أرطى» ، «حبلى» ، «سبطرى» ، ألف الإيجاب ، كقوله تعالى : (أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى)(٤) ألف التأنيث ، مثل : «حمراء» «صحراء» ، «سكرى» ، «عطشى» ، ألف التّثنية مثل : «التلميذان يدرسان» ألف التّخبير ، كقوله تعالى : (وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا

__________________

(١) من الآية ١٩ من سورة الذّاريات.

(٢) من الآية ٨٢ من سورة يوسف.

(٣) من الآية ١٨٧ من سورة الأعراف.

(٤) من الآية ٤٠ من سورة القيامة.


بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ)(١) ألف التّخيير ، مثل قوله تعالى : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها)(٢) ألف التّفضيل ، كقوله تعالى : (كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوالاً وَأَوْلاداً)(٣) ألف التّقرير ، كقوله تعالى : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ)(٤).

ألف الجمع ، مثل : «مفاتيح» ، «قناديل» ، «أكارم» ، الألف الزائدة ، مثل : «أكرم» ، «قاتل» ، «درسوا». الألف السّاكنة ، مثل قوله تعالى : (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا)(٥). الألف الطّويلة ، مثل : «عصا» ، «غزا» ألف العبارة مثل : «أنا أعمل ما بوسعي». ألف العوض ، مثل : «اشتريت قلما». ألف الفصل مثل : أتقتلنانّ.

الألف المجهولة ، مثل : «كاتب» «كويتب».

الألف المحوّلة مثل : «قام» «قوم». ألف المدّة ، كقول الشاعر :

أعوذ بالله من العقراب

الشّائلات عقد الأذناب

ألف المضارعة ، كقوله تعالى : (قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ)(٦).

ألف المفاعلة ، مثل : «قاتل» ، «مقاتلة».

الألف المقصورة ، مثل : «سكرى» «حبلى».

الألف الممدودة ، مثل : «سماء» ، «بناء». الألف المهموزة ، مثل ، «أخذ» ، «سأل» ، «نشأ» ألف النّداء ، مثل : «يا أبتا». ألف النّدبة مثل «يا محسنا للفقير». ألف النّسب ، مثل : فاكهاني.

ملاحظات : وردت الهمزة باستعمالات عدّة غير ما سبق منها :

١ ـ الألف الكافّة «بين» عن الإضافة ، وهي التي إذا اتصّلت بالظّرف «بين» الذي يلازم الإضافة تكفه عنها ، تقول : «صلّيت بين المغرب والعشاء» فالظرف «بين» مضاف «المغرب» مضاف إليه. أمّا إذا دخلت عليه الألف فلا يضاف فتقول :«بينا وقت المغرب والعشاء صلّيت» وتسمّى هذه الألف الكافّة ومنهم من يعتبر أنها جزء من «ما» التي تدخل على «إنّ» فتكفّها عن العمل.

ومنهم من يعتبر أنّها ألف الإشباع. وتضاف «بين» إلى المفرد كالمثل السّابق ، وتضاف أيضا إلى الجمع ، كقول الشاعر :

فبينا نسوس النّاس والأمر أمرنا

إذا نحن فيهم سوقة ليس ننصف

حيث أتى بعد «بينا» جملة فعليّة ، وهي جملة «نسوس النّاس» هي في محل جرّ بالإضافة وكقول الشاعر :

بينا تعانقه الكماة وروغه

يوما أتيح له كميّ سلفع

حيث أتى بعد «بينا» اسم مفرد هو مضاف إليه ، منهم من يعتبره مجرورا على أنه مضاف إليه والمضاف «بينا» ومنهم من يعتبره مرفوعا على أنّه مبتدأ.

٢ ـ الألف المعوّضة من الضّمّة ، وتأتي عوضا من الضّمة في اسم الموصول المصغّر ، فتقول في تصغير «الذي» : «اللّذيّا» وفي التي : «اللّتيّا» وفي الظّرف «إذا» «ذيّا» وفي تصغير اسم الإشارة «تا»

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة الحاقة.

(٢) من الآية ٤ من سورة محمد.

(٣) من الآية ٦٩ من سورة التوبة.

(٤) من الآية ٧٨ من سورة التوبة.

(٥) من الآية ٤٦ من سورة الكهف.

(٦) من الآية ٣٠ من سورة البقرة.


فنقول : «تيّا» والمثّنى «تان» : «تيّا» وفي الاسم «أولى» : «أوليّا».

٣ ـ ألف الاستثبات بـ «من» ، وذلك عند الوقف على «من» التي تكون في موضع نصب ، وتلزم صورة واحدة في المفرد ، والمثنى ، والجمع ، والمذكّر ، والمؤنّث ، فإذا قيل لك : «رأيت ولدا». تجيب : «منا» و «رأيت ولدين» تجيب : «منا» و «رأيت فتاة» فتجيب : «منا» و «رأيت نساء» : فتجيب «منا» أما إذا لم تقف على «من» ، فلا تزاد الألف ، فتقول : «من يا ولد» ، ومن العرب من يلحق بـ «من» علامة التأنيث والتّثنية والجمع ويلحقها بهاء السّكت ، فيقول : «منه» و «منين» ، «منين» ، و «منان».

٤ ـ ألف الوقف المبيّنة للحركة. وذلك يكون في الوقف على «أين أنت» فتقول : «أين أنتا» وفي «حيّهل» : «حيّهلا» ومعناها : أقبل.

٥ ـ الألف علامة النّصب في الأسماء السّتّة وهي : «أب» ، «أخ» ، «حم» ، «فو» ، «ذو» ، «هن» إذا كانت غير مصغّرة ، وإذا أضيفت إلى غير ياء المتكلّم ، مثل قوله تعالى : (يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ)(١) «أخانا» مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء السّتّة وهو مضاف و «نا» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل جرّ بالإضافة.

حذف الألف : تحذف الألف في مواضع كثيرة أهمّها.

١ ـ تحذف من اسم الجلالة «الله» ومن كلمة «إله» ومن «لكن» ومن كلمة «طه» و «لكنّ» و «أولئك» ومن كلمة «الرحمن» بشرط أن تكون علم على اسم الجلالة مقرونا بـ «أل» أو علما على انسان لذلك لا تحذف من مثل : «أنت رحمان» لأنها غير مقرونة بـ «أل» وليست علما.

٢ ـ يجوز حذفها من الكلمات التالية : «يس» وتلفظ «ياسين» ومنهم من يكتبها كما يلفظها ، أو بصورة «يسين» كما تحذف من : «مئتين» ، «هرون» «اسحق» ، «السّموات» ، «ثلثمئة» ، «مئة» ...

٣ ـ وتحذف من «هاء» التنبيه إذا اتصلت بضمير مبدوء بهمزة فتقول : «هأنا» ويجوز أن تلحقها «ذا» فتقول : «هأنذا» ، و «هأنتما» ، «هأنتم» ، «هأنتي» ، وتحذف من الظّرف هنا المسبوق بـ «هاء» التنبيه فتقول : «ههنا» أما إذا كان الضّمير غير مبدوء بهمزة فلا تحذف فتقول : ها نحن.

٤ ـ وتحذف من حرف النّداء «يا» إذا دخل على علم مبدوء بهمزة غير ممدودة ، زائدة على ثلاثة أحرف ، ولم يحذف منه حرف مثلا ، مثل : «يأسعد» ، «يأحمد» ، أو إذا دخلت «يا» على «أيّها» ، مثل : «يأيّها» ، أو على كلمة «أهل» فتقول : «يأهل البلد» ، كما تحذف من «أم والله لأكتبنّ» أي : أما والله كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)(٢).

٢ ـ تحذف من «ما» الاستفهاميّة ، إذا اقترنت بحرف جرّ ، مثل قوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ)(٣) ، أو إذا سبقت بمضاف ولم تركّب مع «ذا» مثل : بمقتضام تصرّفت؟

٣ ـ وتحذف من اسم الإشارة «ذا» ، إذا اقترن

__________________

(١) من الآية ٦٣ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ١٥٣ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ١ من سورة النبأ.


ب لام البعد ، فتكتب : «ذلك ، ذلكما ، ذلكم ، ذلكنّ» فتكون «ذا» اسم إشارة. و «اللام» للبعد و «الكاف» : للخطاب ، وفي «ذلكما» ، «ما» تدل على المثنّى وفي «ذلكم» الميم تدل على الجمع وفي «ذلكنّ» النّون تدل على جمع المؤنث.

٤ ـ وتحذف الألف من «ها» التنبيه إذا اقترنت باسم الإشارة الذي لا يبدأ «بتاء» وليس بعده كاف مثل : «هذا» ، «هذه» ، «هذي» ، «هؤلاء» ، أمّا إذا كان مبتدئا «بتاء» فلا حذف فتقول : «هاتا» ، «هاتان» ، «هاتي» ، ولا حذف أيضا إذا كان متّصلا بكاف الخطاب ، مثل : «هاذاك» ، و «هاتيك».

٥ ـ وتحذف الألف من كل اسم إذا كانت مسبوقة بهمزة ترسم ألفا ، ويستعاض منها بمدّة مثل : «آمن» : «أصلها» : أأمن ، ومثل : «مآثر» ومثل : «مكافآت» ، ومثل : «ملجآن» ولا تحذف مطلقا إذا وقعت قبلها همزة ترسم «واوا» مثل : «ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا» فلم تحذف من «تؤاخذنا» ، أو قبلها همزة ترسم «ياء» ، مثل : «هذان قارئان» ، ولا تحذف من ضمير المثنى المرفوع مثل : «يقرءان».

زيادة الألف : وتزاد الألف في عدة مواضع أشهرها :

١ ـ تزاد بعد «واو» الجماعة مثل : «كلوا» ، «لم يأكلوا» ، أمّا إذا اتصل الفعل بضمير بعد «واو» الجماعة فلا تزاد ، فتقول : «كلوه» ، «لم يأكلوه» ، ولا تزاد أيضا إذا كانت «الواو» حرف علّة وهي «لام» الفعل ، مثل : «يغزو» ، «يرجو» ، «يدعو» ولا تزاد بعد «الواو» التي هي علامة جمع المذكّر السّالم المضاف ، فتقول : جاء معلمو المدرسة ، أو التي هي علامة في الملحق بجمع المذكّر السّالم ، مثل : «جاء بنو تميم إلى قراهم» «بنو» فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السّالم وهو مضاف «تميم» مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصّرف.

٢ ـ تزاد الألف للإطلاق في آخر الأبيات الشعريّة ، كقول الشاعر :

قفي يا أخت يوشع خبّرينا

أحاديث القرون الغابرينا

حيث أضيفت الألف في «الغابرينا» للإطلاق.

٣ ـ وتزاد في الاسم المنتهي بتنوين النّصب ، بدون تاء التأنيث المربوطة ، وبدون ألف ، ولا همزة على ألف ، ولا همزة قبلها ألف ، مثل :«قرأت كتابا».

٤ ـ كما تزاد في كلمة «مائة» وفي مركباتها مثل : «أربعمائة» ، «خمسمائة» ، «ستّمائة» ...

كتابة الألف : لا تكتب الألف منفردة في أول الكلام ، بل تكتب بشكل همزة ، ولكنها تكتب في وسطه ممدودة أصيلة كانت ، مثل : «قال ، ساد ، كاتب» أو غير أصيلة مثل : «إلام الخلف بينكم إلام» والأصل : «إلى ما» ومثل : «علام الضّجة الكبرى علام» والأصل : «على ما». أما إذا تطرّفت فتخضع لقواعد ثابتة ، فتكتب ممدودة أو مقصورة ، من هذه القواعد :

أولا : تكتب ممدودة في آخر الفعل الثّلاثي إذا كان أصلها «واوا» مثل : «غزا الجيش» ، و «دعا القائد للهجوم» فالفعل «غزا» منته بالألف الممدودة لأن أصلها «واو» بدليل تحويله في المضارع إلى «يغزو» ، ومثله : «دعا يدعو» إمّا إذا كان أصلها «ياء» فتكتب مقصورة ، مثل : «مشى الطّفل ورمى اللعبة» فالفعل «مشى» ينتهى بألف


مقصورة لأن أصلها «ياء» بدليل المضارع «يمشي» ومثله : الفعل : «رمى» «يرمي» ويعرف أصل هذه الألف باتباع إحدى الطرق التالية :

أ ـ بتحويل الفعل إلى مصدره مثل : «دعا» «دعوة» «رمى رمية» ، «دنا دنوّا».

ب ـ بتحويله إلى المضارع مثل : «دعا يدعو» ، «مشى يمشي».

ج ـ بإسناده إلى ضمير رفع متحرك ، مثل : «دنا دنوت» و «مشى مشيت» على أن هناك أفعال تكتب بالواو أو بالياء ، لأن لها أصلان : أصل واويّ وأصل يائي وهذه الأفعال هي : «جبا ، جبى» ، أي : جمع ، «سحا ، سحى» أي : جرف ، «زقا ، زقى» أي : زقزق ، «حثا حثى» أي : صبّ ، «رعا ، رعى» أي : راقب ، «حما ، حمى» أي :حفظ : «حكا ، حكى» ، «رثا ، رثى» ، «نفا ، نفى» ، «حلا ، حلى» ، «حنا ، حنى» ، «نضا ، نضى» أي : جرّد ، «نثا ، نثى» أي : أشاع «خفا ، خفى» ، «دحا دحى» أي : بسط ، ومنه قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها)(١) ، «ربا ربى» «عنا ، عنى» ، أي شغل : «قلا ، قلى» أي : كره ومنه قوله تعالى : (وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)(٢) «قنا ، قنى» ، أي جمع ، «كنا ، كنى» أي : ذكر الشيء ليدل على غيره ، كناية «لحا ، لحى» ، «غفا ، غفى» ، «غلا ، غلى» ، «محا ، محى» ، «صغا صغى» أي : انتبه واستمع ، «طحا ، طحى» أي : بسط ومنه قوله تعالى : (وَالسَّماءِ وَما بَناها وَالْأَرْضِ وَما طَحاها)(٣) «طلا ، طلى» أي :دهن ، «طفا ، طفى» أي جاوز الحدّ ، «طما ، طمى» أي : ارتفع ، «طها ، طهى» ، أي : ذهب في الأرض ، أو عالج بالطّبخ ، «نما ، نمى» أي : كبر ، ارتفع ، زاد ، «هما همى» أي : سال ، «شكا شكى» أي : تظلّم ، «فشا ، فشى» أي : انتشر.

ثانيا : تكتب الألف مقصورة في الفعل فوق الثّلاثي إلّا إذا سبقتها «ياء» فترسم ممدودة ، مثل : «اعتلى واستعصى» ومثل : «تزيّا واستحيا» وكذلك الفعل المجهول «يدعى» فإنه يكتب بالألف المقصورة لأنه يعدّ من الرّباعي إذ يعدّ حرف المضارعة من أحرف الفعل.

ثالثا : تكتب الألف ممدودة في آخر الاسم الثّلاثي إذا كان أصلها «واوا» ومقصورة إذا كان أصلها «ياء» مثل : «عصا» فالألف أصلها «واو» ، ومثل : «فتى» الألف أصلها «ياء» ، وضوابط كتابة الألف المقصورة والممدودة كثيرة منها :

١ ـ الإتيان بمثنّى الاسم ، فتقول : «عصا ، عصوان» و «فتى فتيان».

٢ ـ الإتيان بالجمع فتقول : «عصا عصوات» ، و «فتى فتيان» ،

٣ ـ الإتيان بصفة مؤنثة ، مثل : «لما لمياء» ، و «عشا عشواء».

٤ ـ إذا كانت الكلمة جمعا فتأتي بمفردها ، مثل : «قرى ، قرية» ، «ذرا ، ذروة» وضبط البصريّون كتابة «الألف» ممدودة في الأسماء الثّلاثية إذا كانت منقلبة عن واو. بينما يكتب الكوفيّون بالألف المقصورة الاسم المضموم الأول إذا كان أصل ألفه واوا ، فكتبوا بالألف المقصورة الكلمات : «الضّحى» ، «الرّبى» ، «الخطى» ، «الدّجى» خلافا للقياس وتبعهم بذلك كثيرون.

وهناك أسماء كثيرة تكتب بالوجهين مثل :

__________________

(١) من الآية ٣٠ من سورة النازعات.

(٢) من الآيات ١ ـ ٢ ـ ٣ من سورة الضّحى.

(٣) من الآيتين ٥ ـ ٦ من سورة الشمس.


«المها» ، «المهى» أي : البقرة الوحشية والجمع : «مهوات» ، «مهيات». ومثل : «الرّحا ، الرّحى» ، أي : حجر الطاحون والجمع ، «رحوان» ، «رحيان» ، ومثل : «الأسا» «الأسى» أي : الحزن ، ويقال : «أسوان» و «أسيان» ، ومثل : «الحشا» ، «الحشى» أي : ما في البطن ، ومثناه : «حشوان» ، «حشيان» ومثل : «القرا» ، «القرى» : أي : الظّهر ، ومثناه : «قروان» و «قريان» ، ومثل : «القطا» ، القطى» أي : طائر بحجم الحمامة ، ويجمع على : «قطوات» ، «قطيات» ، ومثل : «النّسا» ، «النّسى» وهو العرق من الورك إلى الكعب ويثنّى على : «نسوان» و «نسيان» ، ومثل : «النّقا» ، «النّقى» وهو القطعة من الرمل المحدودبة ويثنى على : «نقوان» و «نقيان».

رابعا : وتكتب الألف مقصورة في آخر الاسم فوق الثّلاثي إذا لم تسبقها «ياء» مثل : «بشرى ، سعدى ، ذكرى ، مستشفى» وممدودة إذا تلت «ياء ، مثل : «ثريّا» ، «دنيا» ، «رعايا» ويأتي شذوذا الاسم المنقول عن فعل ، مثل : «يحيى» أو عن اسم تفضيل : مثل : «أحيى» ، أو عن جمع ، مثل : «روابي» ، أو عن صفة ، مثل : «ربّى» علم لمؤنّث ، فهي كلّها تكتب شذوذا بالألف المقصورة رغم أنها تلت «ياء» ، وذلك للتّفرقة بينها وبين ما نقلت عنه.

خامسا : تكتب الألف ممدودة في آخر الأسماء المبنيّة ، مثل : «إذا» ، «مهما» ، «حيثما» ، «أنتما» ، وتكتب شذوذا بالألف المقصورة الأسماء التّالية : «لدى» ، «أنّى» ، «متى» ، «أولى» اسم الإشارة ، «الألى» اسم موصول.

سادسا : وتكتب الألف ممدودة في آخر الأسماء الأعجميّة ، مثل : «طنطا» اسم بلد في مصر ، «فرنسا» ، «أوستراليا» ، و «حيفا» و «يافا» «رومانيا» ، «بلغاريا» تركيّا ، «هنغاريا» ، «سويسرا» ، «يوغسلافيا» ، «سيبيريا» ، «آسيا» ، «كندا» ، «أميركا» وتخرج عن هذا القياس فتكتب بالألف المقصورة الأسماء التّالية : «عيسى» «موسى» ، «كسرى» ، «بخارى» ، «متّى». أما كلمة «موسيقى» فالقياس يقتضي كتابتها بالألف الممدودة ، ولكن معظم الكتّاب يكتبونها مقصورة.

سابعا : وتكتب الألف ممدودة في معظم الحروف ، مثل : «إلّا» ، «ألا» ، «أما» ، «أمّا» ، «أيا» ، وشذت حروف كتبت ألفها مقصورة مثل : «إلى» ، «بلى» ، «حتى» ، «على» وتكتب الألف ممدودة ، إذا كانت منقلبة عن نون «إذن» فتكتب : «إذا» أو زائدة بعد «التاء» المنقلبة عن «ياء» «المتكلم» في النّداء ، أو هي المنقلبة عن «ياء» المتكلم في النّداء مثل : «يا أبتا» ، وفي النّدبة ، مثل : «واحسرتا» ، «واكبدا» ويجوز إلحاق هاء السّكت بعد الألف في النّداء والنّدبة فتقول : «يا أبتاه» ، «واكبداه» «واحسرتاه» ، وتكتب ممدودة إذا كانت منقلبة عن «نون» التّوكيد الخفيفة ، كقوله تعالى : (كَلَّا لَئِنْ لَمْ) تنته (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ)(١) والأصل : لنسفعن ، ونظم أحدهم ضوابط كتابة الهمزة بأبيات قال فيها :

نحو الفتى والعصا متى تثنّيه

تعرف كتابته بياء أو ألف

والفعل زده التّاء تعرف أصله

كعفوت ثم الواو تبدل بالألف

واكتب مزيدا عن ثلاثيّ بيا

فعلا أو اسما إنّ ذا لا يختلف

__________________

(١) من الآية ١٥ من سورة العلق.


فإن التقى ياءان تكتب بالألف

واستثن يحيى اسما وريّى واعترف

واستثن من مبني الاسماء الألى

وأولى متى أنّى لدى باليا عرف

ومن الحروف : إلى بلى حتّى على

بالياء واكتب غير ذلك بالألف

وكذاك عند توسّطها كفتاي من

أعطاه مولاه وأرضاه يقف

 ـ آ ـ

حرف لنداء القريب أو البعيد ، والأكثر أنه للبعيد لسهولة مدّ الصوت. ويروي سيبويه عن العرب أن الهمزة هي لنداء القريب وما عداها يكون للبعيد.

انظر حروف النداء في المنادى ومثله : حرف النّداء «آي» منهم من يعتبره لنداء القريب ومنهم من يعتبره لنداء البعيد ، ولم يذكره سيبويه. مثل :

أفاطم مهلا بعض هذا التدلّل

وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

حيث استعملت الهمزة لنداء القريب وكقول الشاعر :

أبنيّ إنّ أباك كارب يومه

فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل

حيث وردت الهمزة لنداء القريب ، وتقول في نداء الله تعالى : «آلله انصرنا على من يعادينا».

ـ آض ـ

لغة : بمعنى : رجع. صار.

واصطلاحا : من أخوات «كان» وهي فعل لا مصدر له تقول : «آض الطبيب ماهرا» «آض» : فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح.

«الطبيب» اسم «آض» مرفوع بالضّمة.

«ماهرا» : خبر «آض» منصوب بالفتحة.

ـ آه ـ

اصطلاحا : اسم فعل مضارع بمعنى أتوجّع ، مثل : «آه من العذاب» أي : أتوجع وجعا عظيما من العذاب.

ـ آي ـ

اصطلاحا : حرف نداء في رأي الكوفيّين ، يراد به نداء القريب حسب رأي الإربليّ ، ويراد به البعيد كسائر حروف النّداء ما عدا الهمزة حسب رأي المراديّ. وهذا هو الرّأي الأرجح. أمّا سيبويه فلم يذكره في باب النّداء.

ـ الائتناف ـ

لغة : مصدر ائتنف : ابتدأ.

واصطلاحا : الاستئناف ، أي : الابتداء بجملة بعد قطع الكلام ، مثل : «لا تشرب الدّواء وتأكل البيض». «فالواو» للاستئناف لا للعطف ، ولو لا ذلك لقلنا : لا تشرب الدواء وتأكل البيض.

ـ أب ـ

بمعنى الوالد. هي كلمة أصلها «أبو» بدليل قولنا : «أبويّ» في النّسب ، «أبوان» في التّثنية ، «أبوّة» في المصدر. وهي من الأسماء السّتّة التي تعرب بالحروف ، فترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجرّ بالياء انظر : الأسماء السّتّة.

ـ آب ـ

هو علم على الشّهر الذي يلي شهر تموز ، وهو من أشهر الصّيف في لبنان ، ويتألف من ٣١ يوما


ويسمّى في اللّغة المصريّة أو غسطس ، وهو الشّهر الثّامن من السّنة الشّمسيّة.

ـ الإباحة ـ

هي أن يرى الإنسان نفسه أمام شيئين يمكنه الجمع بينهما أو اختيار أحدهما ، أو الامتناع عنهما ، مثل : «جالس العلماء أو الفقهاء» إذ يمكن الجمع بين مجالسة العلماء والفقهاء ، أو اختيار مجالسة أحد المجموعتين أو الامتناع عن المجموعتين.

وتختلف الإباحة عن التّخيير في أنّ الإنسان إذا خيّر بين أمرين لا يمكنه الجمع بينهما فتقول في التّخيير : «قل الصّدق أو تموت» فالإنسان مخيّر إما أن يقول الصّدق ويبقى على قيد الحياة ، أو يكذب فيموت ، ولا يمكنه الجمع بين الكذب والحياة ويستعمل في الإباحة حرفي العطف : «أو» ، و «أم» ؛ و «إمّا» التي تفيد التّفصيل.

راجع : حروف العطف.

ـ أبت ـ

اصطلاحا : من الأسماء الملازمة للنّداء.

و «التاء» المبنيّة على الكسر في : «يا أبت» أو على الفتح : «يا أبت» هي بدل من ياء المتكلّم المحذوفة في رأي بعض النّحاة. فتعرب على الوجه التّالي : «أبت» : منادى منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة والمعوّض منها بالتاء. و «التّاء» المنقلبة عن «ياء» هي ضمير متصل مبنيّ على الكسر أو على الفتح في محل جرّ بالإضافة. ويجوز أن تتّصل بالألف فتقول : «يا أبتا». ومنهم من يعتبر هذه الألف عوضا عن ياء المتكلّم والتاء : زائدة ومنهم من يعتبر «التاء» عوضا عن ياء المتكلّم والألف زائدة لا محل لها من الإعراب ، مثل :

تقول بنتي : قد أنى إناكا

يا أبتا علّك أو عساكا

«يا» حرف نداء. «أبتا» منادى منصوب بالفتحة المقدّرة ... والتاء المنقلبة عن ياء ضمير متّصل في محل جرّ بالإضافة والألف زائدة أو «التاء» زائدة في رأي بعض النّحاة. والألف المنقلبة عن «ياء» ضمير متّصل في محل جرّ بالإضافة.

ـ الابتداء ـ

لغة : مصدر ابتدأ. افتتح. قدّم.

واصطلاحا : عدم قطع النّطق ، مثل : «الموت حقّ». «الموت» : مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة على آخره. «حق» : خبر المبتدأ مرفوع بالضّمة وهو أيضا بنظر البصريّين : العامل المعنويّ الذي يرفع المبتدأ والخبر ، مثل :«العلم نور» وهو أيضا : جعل المبتدأ في ابتداء الكلام ومحكوم عليه بالخبر ، مثل : «الطبيب ماهر» وهو أيضا : أن يقع الاسم في أوّل الجملة فتبدأ به بدءا أصيلا ، مثل : «السّماء كئيبة» وهو أيضا : ابتداء الغاية ، المبتدأ ، وهو نوعان : الابتداء الحقيقيّ. الابتداء الحكميّ.

ـ الابتداء الحقيقيّ ـ

اصطلاحا : هو أن يقع الاسم في أوّل الجملة فتبدأ به بدأ أصيلا ، كقوله تعالى : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)(١).

__________________

(١) من الآية ٣ من سورة القدر.


ـ الابتداء الحكميّ ـ

اصطلاحا : أن يبدأ الكلام باسم مسبوق بحرف لا يغيّر الابتداء ، وحروف الابتداء هي : «إنّ» «إن» ، «أنّ» ، «كأنّ» ، «لكنّ» ، «لكن» «ليت» «لعلّ» وكل منها متّصل بـ «ما» الكافّة فتكفّها عن العمل ويرجع ما بعدها مبتدأ وخبر ، ومثلها أيضا حروف ابتداء : «إن» «لكن» «هل» ، «حتى» ، «لو لا» إذا تلاها مبتدأ وخبر ، مثل : «لو لا العدل لسادت الفوضى».

ـ أبتع ـ

اصطلاحا : من ألفاظ التّوكيد المعنويّ وتأتي دائما بعد «أجمع» ، في حالة الرّفع تقول : «جاء القوم كلّهم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون» على هذا التّرتيب.

«القوم» : فاعل مرفوع بالضّمّة. «كلّهم» توكيد مرفوع وهو مضاف والضّمير «هم» في محل جرّ بالإضافة. «أجمعون» : توكيد «القوم» مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكّر السّالم.

«أكتعون» : توكيد القوم مرفوع بالواو ...

ومثلها : «أبتعون».

وفي حالة النّصب تقول : «رأيت التّلاميذ كلّهم أجمعين أكتعين أبصعين أبتعين» وفي حالة الجرّ تقول : مررت بالقوم كلّهم أجمعين أكتعين ...

ومع جمع المؤنث تقول : «مررت بالنساء كلّهنّ جمع كتع بصع ، بتع».

ـ الأبجديّة ـ

يجمع المشارقة الحروف الأبجديّة في كلمات يختلفون في ترتيبها عن المغاربة فالمشارقة رتبوها على الشّكل التالي : أبجد ، هوّز ، حطّي ، كلمن ، سعفص ، قرشت ، ثخذ ، ضظغ. ورتّبها المغاربة على الشّكل التّالي : أبجد ، هوّز ، حطّي ، كلمن ، صعفض ، قرست ، ثخذ ، ظفش ، وسمّيت هذه الحروف بالحروف الأبجديّة نسبة للكلمة «أبجد» التي يبدأ بها الترتيبان : المشرقيّ والمغربيّ.

وعلى هذا التّرتيب الأبجديّ يقوم حساب الجمّل والتأريخ الشّعري. راجع : مادة الحروف وقيمتها العدديّة.

ـ أبد ـ

بمعنى : توحّش ، فعل ماض ، و «تأبّد الحيوان» ، أي : توحش. والآبدة : جمع «أوابد».

ومنه قول امرىء القيس الذي يوصف بأنه أول من قيّد الأوابد :

وقد أغتدي والطّير في وكناتها

بمنجرد قيد الأوابد هيكل

 ـ أبدا ـ

ظرف منصوب دائما ويفيد تأكيد الزمان في المستقبل نفيا أو إثباتا ، كقوله تعالى : (فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً)(١) «أبدا» : ظرف يفيد تأكيد الزّمان في المستقبل في الإثبات ، وكقوله تعالى : (إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً)(٢) يفيد تأكيد نفي الزّمان ...

ولا يستعمل هذا الظّرف إلا مع المستقبل ، إلا إذا كان الماضي ممتدا إلى المستقبل فيدخل حينئذ على الماضي ، كقوله تعالى : (وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَالْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ)(٣). ومنه الأبديّ : في النّسب إلى الأبد والمصدر الأبديّة. أمّا القول «أبد» عليه ، أي : غضب عليه.

__________________

(١) الآية ٢٣ من سورة الجنّ.

(٢) الآية ٢٤ من سورة المائدة.

(٣) الآية ٤ من سورة الممتحنة.


ـ الإبدال ـ

هو جعل حرف مكان حرف آخر ، ولا يكون الإبدال في الحروف الأربعة ، أي : الألف ، لواو ، الياء ، الهمزة ، بل يكون حرفا غيرها مثل : «الطاء» ، «الثاء» ، «الهاء». والإبدال نوعان :

١ ـ صرفيّ ، هو وضع حرف مكان آخر لتسهيل اللّفظ ؛ وحروف الإبدال الصّرفي اثنا عشر حرفا تجمعها عبارة : «طال يوم أنجدته» ويعدّها بعضهم تسعة حروف تجمع على : «هدأت موطيا».

٢ ـ لغويّ ، ويكون بين لفظتين متناسبتين في المعنى مختلفتين في حرف واحد بشرط أن يكون الحرفان المختلفان متقاربين في المخرج ، ومترادفين ، وتجمعهما وحدة القبيلة ، مثل : «نعق ونهق» «طنّ ودنّ». والإبدال اللغوي أعمّ من الصرفيّ وأكثر حروفا.

ـ الإبراز ـ

لغة : مصدر أبرز : أظهر.

واصطلاحا : استعمال الضّمير الظّاهر.

والضّمير الظّاهر قسمان : المتّصل ، كقوله تعالى : (لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ)(١) «الكاف» في «يستأذنك» ضمير بارز متّصل مبنيّ على الفتح في محل نصب مفعول به لفعل «يستأذنك». و «الواو» في «يؤمنون» ضمير بارز متّصل مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل. ومثلها : «الواو» في «يجاهدوا» و «هم» في «بأموالهم» ضمير متّصل بارز مبنيّ على السّكون في محلّ جرّ بالإضافة ومثله الضّمير البارز المتّصل في «أنفسهم». هذه الضّمائر البارزة المتّصلة تكون في محل رفع فاعل أو في محل نصب مفعول به إذا اتصلت بالفعل ، وتكون في محلّ جرّ بالإضافة إذا اتصلت بالاسم.

وضمير الرّفع البارز المتّصل «الواو» يختصّ بدخوله على الفعل دون الاسم.

أما الضّمائر البارزة المنفصلة فمنها ما يكون مختصا بالرّفع وهي : للغائب : «هو» «هما» ، «هم». للغائبة : «هي» ، «هما» ، «هنّ».

للمخاطب : ««أنت» ، «أنتما» ، «أنتم» ، للمخاطبة : «أنت» ، «أنتما» ، «أنتن». للمتكلم :«أنا» ، «نحن». ومنها ما يكون مختصا بالنّصب وهي : للغائب : «إيّاه» ، «إيّاهما» ، «إيّاهم» ، للغائبة : «إياها» ، «إيّاهما» ، «إيّاهنّ» ، للمخاطب : «إيّاك» ، «إيّاكما» ، «إيّاكم» للمخاطبة : «إيّاك» ، «إيّاكما» ، «إيّاكنّ».

للمتكلّم : «إيّاي» ، «إيّانا».

ـ أبصع ـ

اصطلاحا : من ألفاظ التّوكيد المعنويّ تأتي دائما بعد «أجمع» على التّرتيب التّالي : «أخذت مالي كلّه أجمع أكتع أبصع أبتع». و «رأيت التّلاميذ كلّهم أجمعين أكتعين أبصعين أبتعين» ، و «مررت بالفتيات كلّهن جمع كتع بصع بتع».

قال الرّازي : العرب تؤكّد الكلمة بأربعة تواكيد فتقول : «مررت بالقوم أجمعين أكتعين أبصعين أبتعين».

ـ ابن ـ

مذكر «ابنة» وهو لفظ إذا وقع بين علمين الثّاني منهما أبو الأول تحذف ألفه التي تسمّى همزة

__________________

(١) من الآية ٣٣ من سورة التوبة.


الوصل ، كقول الشاعر :

يا أبجر بن أبجر يا أنتا

أنت الذي طلّقت عام جعتا

فكلمه «بن» حذفت همزتها لأنها وقعت بين علمين فيجوز فيها الضّمّ والفتح ، وتحذف ألفه بعد «يا» حرف النّداء مباشرة ، مثل : «يا بن أبي لهب» راجع همزة الوصل ، حذفها وزيادتها.

وتثبت همزة الوصل في «ابن» إذا وقعت في أول السّطر حتى في أماكن الحذف. وقد تزاد على «ابن» «الميم» فتلفظ «ابنم» ، كقول الشاعر :

ولدنا بني العنقاء وابني محرّق

فأكرم بنا خالا ، وأكرم بنا ابنما

حيث ثبتت همزة الوصل من «ابنما» واتّصلت بالميم ، وتثبت الهمزة في مثل :

فما ابنك إلا ابن من النّاس فاصبري

فلن يرجع الموتى حنين المأتم

أمّا «الميم» التي تلحق «ابن» فإنّ حركتها تجانس حركة «النّون» ، فإذا كانت «الميم» مضمومة فالنون مضمومة فتقول : «هذا ابنم» ، وتكون «النّون» مفتوحة إذا كانت «الميم» مفتوحة ، كالبيت السّابق ـ و «أكرم بنا ابنما».

والنّون مكسورة إذا كانت «الميم» مكسورة مثل : «سلّمت على ابنم».

وهمزة «ابنة» هي همزة وصل أيضا ، و «التّاء» فيها للتّأنيث ، وكلمة «ابني» هي «ابن» مضافة إلى ياء المتكلم ، وتجمع على «بني» وتعرب إعراب الملحق بجمع المذكر السّالم ، مثل :

أودى بنيّ وأعقبوني حسرة

عند الرّقاد وعبرة لا تقلع

فكلمة «بنيّ» فاعل «أودى» مرفوع «بالواو» لأنه ملحق بجمع المذكّر السّالم وهذه «الواو» مقلوبة إلى «ياء» ومدغمة بياء المتكلّم ، وياء المتكلم في محل جرّ بالإضافة.

ـ ابنم ـ

اصطلاحا : هي «ابن» زيدت عليها «الميم» للمبالغة كقول حسّان بن ثابت :

فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما

قال الكوفيّون : هو معرب من مكانين وذلك لأن «النّون» تتبع في حركتها حركة «الميم» فتقول :«جاء ابنم» «رأيت ابنما» و «سلّمت على ابنم» وقد يثنّى لفظ «ابنم» ، كقول الشاعر :

ومنّا لقيط وابنماه وحاجب

مؤرّث نيران المكارم لا المنجي

ويؤنث لفظ «ابن» على «ابنة» ومنهم من يؤنثه على «بنت» والجمع : «بنات» ، بصيغة جمع المؤنّث السّالم. قال ابن الأعرابي : سألت الكسائي : كيف تقف على «بنت» فقال : بالتاء اتباعا للكتاب والأصل «بالهاء» لأنّ فيها معنى التّأنيث. وإذا اختلط الذّكور الأناسيّ بإناثهم غلّب التّذكير وقيل : بنو فلان حتى قالوا : «امرأة تميم» ولم يقولوا : «من بنات تميم».

وهمزة «ابنة» كهمزة «ابن» هي همزة وصل.

أبنية المبالغة

اصطلاحا : أسماء المبالغة.

الإبهام

هو عدم التّبيين الذي يقع على السّامع ، ويقع فيه الشّكّ من المتكلّم كقوله تعالى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ


لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(١) ففي هذه الآية وقع الإبهام على السّامع بين أن يكون على هدى أو في ضلال مبين. ومثل قوله تعالى : (قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)(٢) وفيها يشكّ المتكلّم في مدّة النّوم هل هو يوم ، أو بعض يوم. والإبهام من معاني «أو» «وإمّا» فارجع إليهما في أماكنهما.

الأبواب

لغة : جمع باب : مدخل البيت.

واصطلاحا : هي القياس الذي يكون عليه الفعل الماضي ومضارعه في ضبط حركاته وسكناته منها : وزن «فعل ، يفعل» ، «فعل يفعل» ، «فعل يفعل» ، «فعل يفعل» ، «فعل يفعل» «فعل يفعل». واصطلاحا أيضا : هي فكرة مجرّدة كالفاعليّة والمفعوليّة ... وهي أيضا فصل ، أي : درس تقول : فصل الفاعل ، فصل المفعول به ... أو مجموعة فصول تقول : «باب المنصوبات» ، باب المرفوعات ، باب المجرورات .. وهي أيضا : المقيس عليه.

أتاه سليمان

اصطلاحا : سألتمونيها. أي الجملة التي تجمع الحروف الزّائدة التي يمكن أن تضاف إلى حروف الكلمة الأصلية.

الاتّباع

لغة : مصدر اتّبع : لحق. اتّبع صديقه : مشى خلفه ، واصطلاحا : الإتباع.

الإتباع

لغة : اتّبع الشيء : سار في طلبه وفي إثره.

واصطلاحا : الإتباع.

الإتباع

لغة : مصدر أتبع صديقه : تبعه ، ولحقه. وتتابعت الأخبار : جاء بعضها إثر بعض.

اصطلاحا : هي أن تتوارد لفظتان تكون الثّانية منهما تابعة للأولى في الإعراب إمّا لجهة النّعت ، كقوله تعالى : (وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ)(٣) «صالحين» : نعت «قوما» منصوب بالياء لأنّه جمع مذكّر سالم. أو لجهة التّوكيد ، كقول الشاعر :

لكنّه شاقه أن قيل ذا رجب

يا ليت عدّة حول كلّه رجب

«كلّه» توكيد «حول» توكيدا معنويا وكقوله تعالى : (كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)(٤) أو لجهة البدل ، كقول الشاعر :

كأنّي غداة البين يوم تحمّلوا

لدى سمرات الحيّ ناقف حنظل

«يوم» بدل من «غداة» بدل الكلّ من البعض. أو لجهة عطف البيان ، كقول الشاعر :

أيا أخوينا عبد شمس ونوفلا

أعيذكما بالله أن تحدثا حربا

«عبد شمس» عطف بيان من «أخوينا». أو لجهة عطف النّسق كقوله تعالى : (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى)(٥).

ويسمّى أيضا : الاتّباع ، التّبعيّة.

__________________

(١) من الآية ٢٤ من سورة سبأ.

(٢) من الآية ١٩ من سورة الكهف.

(٣) من الآية ٩ من سورة يوسف.

(٤) من الآيتان ٢١ و ٢٢ من سورة الفجر.

(٥) من الآية ٥٩ من سورة النّمل.


وفي الاصطلاح أيضا ؛ الإتباع هو تركيب سماعي تكون فيه الكلمة تابعة لسابقتها في الوزن تزيينا للّفظ سواء للمدح ، مثل : «حسن بسن» ، أم للذمّ ، مثل : «شذر مذر» أو للسّخرية ، مثل : «عفريت نفريت». تقول : «تفرّق القوم شذر مذر» «شذر مذر» : مركّب لفظيّ هو حال مبنيّ على فتح الجزأين. وهذه المركبّات تكون عامة مبنيّة على فتح الجزأين في محل نصب حال. كالمثل السابق ، ومثل : «سمير جاري بيت بيت» بيت بيت : حال مبنيّ على فتح الجزأين. أو إذا كان في غير صورة الحال فتعرب المركّبات اللّفظيّة كلّها حسب موقعها من الجملة تقول : «هذا سمير حسن بسن». «حسن بسن» : نعت سمير مبنيّ على ضمّ الجزأين أو مرفوع إذا اعتبر غير ذلك.

وتقول : «هذا عفريت نفريت» «عفريت نفريت» خبر المبتدأ. ومثل : «جاء حسن بسن» «رأيت حسن بسن».

ملاحظة :

١ ـ منهم من يعتبر هذه المركّبات مبنيّة على فتح الجزأين كالأمثلة السّابقة ، أو الأول حال مبنيّ والثاني : توكيد للأول. ومنهم من يعتبر أن المركّب خاضع للعامل السّابق في الجملة فقد يكون فاعلا ، أو مفعولا ، أو تابعا كالأمثلة السّابقة.

٢ ـ ولهذه المركّبات تسميات أخرى : الاتّباع ، الأتباع. التّوافق الحركيّ. المركّب التبعيّ.

٣ ـ تسمى الكلمة الثّانية من هذه المركّبات : «تبعا» أو «تبعا» والجمع : «أتباع».

٤ ـ الأتباع ليست من التّوابع المذكورة لأنها لا تؤدّي معناها. كما لا تؤدّي معنى جديدا واصطلاحا أيضا : الإتباع في الحروف هو أن يتبع حرف حركة الحرف الذي قبله ، مثل قوله تعالى : (لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ)(١) «الميم» في كلمة «ليجزيهم» مضموما اتباعا لضمّة الهاء قبلها. ومثلها «الميم» في «يزيدهم» تابعة في ضمتها لحركة الضّمّ في الحرف السّابق عليها. أو حركة الحرف الّذي بعده ، كقوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٢) تتبع «الدّال» في كسرتها حركة الحرف الذي بعدها.

الإتباع على اللّفظ

اصطلاحا : مراعاة اللّفظ ، كقول الشاعر :

يا حكم بن المنذر بن الجارود

سرادق المجد عليك ممدود

«بن» : نعت «حكم» يجوز فيه الرّفع تبعا للفظ المنادى لأنه مبنيّ على الضّمّ أو النّصب مراعاة للمحلّ لأنّ هذا المنادى هو في محلّ نصب مفعول به لفعل النّداء المحذوف تقديره : أنادي.

الإتباع على المحلّ

اصطلاحا : مراعاة المحلّ.

الاتّخاذ

لغة : مصدر اتّخذ : صيّر. تقول : اتخذه صديقا : صيّره صديقا ، جعله صديقا له.

واصطلاحا : من معاني الفعل على وزن «افتعل» ، مثل : «اقترب» وعلى وزن «تفعّل» ، مثل : «تكرّم» ، «تعمّم».

اتّخذ

اصطلاحا : من الأفعال التي تأخذ مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر ، وتسمّى أفعال التّصيير ،

__________________

(١) من الآية ٣٨ من سورة النّور.

(٢) من الآية ١ من سورة الفاتحة.


كقوله تعالى : (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً)(١) وتكون «اتّخذ» بمعنى : جعل. كقوله تعالى : (وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ)(٢).

اتّسخ

فعل على وزن «افتعل» والأصل : «اوتسخ» حيث قلبت «الواو» «تاء» وأدغم المثلان.

اتّشح

اصطلاحا : وزن «افتعل» والأصل «اوتشح» حيث قلبت «فاء» «افتعل» تاء ، وأدغمت في تائه ، ومعناه : اتّخذ وشاحا.

اتّصف

اصطلاحا : فعل على وزن «افتعل» قلبت فاء افتعل «تاء» وأدغمت في تاء الافتعال ومعناه : صار موصوفا.

اتّصل

لغة : اتصل : تعلّق. ارتبط مصدره الاتصال.

وهذا المعنى من معاني حرف الجر ، «الباء» ، مثل : «أمسكت بالقلم» «وفي» ، كقوله تعالى : (ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِ)(٣).

أتى

اصطلاحا : فعل معتلّ الآخر على وزن «فعل» والألف المقصورة أصلها «ياء» بدليل المضارع «يأتي» والمصدر الإتيان. وقد تكون بمعنى : «صار» ، كقوله تعالى : (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً)(٤).

الإثبات

لغة : مصدر أثبت الشيء : جعله ثابتا.

واصطلاحا : الإثبات : ضدّ النّفي ، مثل قوله تعالى : (وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً)(٥).

إثبات النّون

اصطلاحا : ثبوت النّون ، وهو علامة الرّفع في الأفعال الخمسة ، كقوله تعالى : (وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ)(٦) «يبكون» : فعل مضارع مرفوع للتجرّد وعلامة رفعه ثبوت النّون لأنّه من الأفعال الخمسة.

إثم

لغة : مصدر أثم ، يأثم : وقع في الإثم.

واصطلاحا : «أثم» فعل ماض ثلاثيّ تفتح ياء المضارعة في أوّله ، أما قول الشاعر :

لو قلت ما في قومها لم تيثم

يفضلها في حسب وميسم

فقد جعل الشاعر المضارع «تيثم» بدلا من «تأثم». على لغة من يكسر حرف المضارعة «تأثم» فالهمزة ساكنة وقبلها كسرة تقلب «ياء».

ومثل قول سعيد بن زيد : «لو شهدت على العاشر لم إيثم» والأصل : لم إأثم.

اثنان

اصطلاحا : مذكّر اثنتان وتقول تميم : ثنتان

__________________

(١) من الآية ١٤٨ من سورة الأعراف.

(٢) من الآية ١١٦ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٣٨ من سورة الأعراف.

(٤) من الآية ٩٣ من سورة يوسف.

(٥) من الآية ٢٠ من سورة الفتح.

(٦) من الآية ١٦ من سورة يوسف.


وتعرب إعراب الملحق بالمثنّى. أي : ترفع بالألف ، وتنصب وتجرّ بالياء وبعدهما النّون ، كقوله تعالى : (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ)(١) ،

الإثنين

اصطلاحا : علم على ثاني أيّام الأسبوع لفظه لفظ المثّنى ، وهو اسم لا يذكّر ولا يثنّى ، ولا يجمع ، ولا يؤنّث ، بل يبقى بلفظ واحد ، وإذا أردنا تثنيته أو جمعه قلنا : مرّ بنا صاحبنا مرّتين يوم الإثنين ، أو مرّات عدّة في أيّام الإثنين. ومنهم من يجمعه على «أثانين» أو «أثناء» ولم يسمع ذلك عن العرب.

اجتماع السّاكنين

اصطلاحا : التقاء السّاكنين.

اجتماع السّاكنين على حدّ

اصطلاحا : هو أن يلتقي ساكنان في كلمة واحدة فيها حرف لين متلوّ بحرف مشدّد ، مثل : «لم يدرس الطّالب مادّة الجغرافية».

الاجتهاد

لغة : مصدر اجتهد ، عمل ما بوسعه.

واصطلاحا : هو البحث العلميّ الدقيق الذي يقوم على فهم عميق للأصول النّحوية والصّرفيّة معتمدا على حريّة الفكر ، والدّرس المبنيّ على النّقد الحرّ البنّاء للوصول إلى الأحكام النّحوية الدّقيقة والعمل على تجديد القواعد النحويّة وفلسفتها ، والاجتهاد يبنى على الأسس القويمة التي يقوم عليها الفقه من قياس وسماع وإجماع.

الاجتهاد النّحويّ

اصطلاحا : الاجتهاد.

أجد طويت منها

اصطلاحا : جملة فعليّة تجمع الحروف التي تصلح للإبدال الصّرفيّ.

أجدّك

أجدّك وأجدّك بمعنى واحد وهو : أجدّا منك.

وهما منصوبان على المصدريّة من فعل مضمر ، ولا يستعمل هذا المصدر إلّا مضافا ، قال الأصمعي : أجدّك وأجدّك. معناهما : أبجدّ منك. ونصبهما بطرح «الباء». وقال ثعلب : ما أتاك في الشّعر فهو مكسور «أجدّك» فإذا أتاك بالواو فهو مفتوح ، فنقول : «وجدّك» ، وفي حديث قس : «أجدّكما لا تقضيان كراكما» ، أي : أبجدّ منكما ، ومنه القول : «هذا عربيّ جدا». فكلمة «جدا» منصوبة على المصدريّة أي ليس من اسم ما قبله ولا هو ، هو. أما القول : صرّحت بجدّ ، وجدّان ، وجدّاء ، وبجلدان ، وجلداء ، فهو مثل يضرب للأمر إذا بان وصرح ، فإذا قلت : «صرّحت بجدّ» فهو غير مصروف وكذلك «بجداء»

ـ أجّ ـ

اصطلاحا : أج الماء : صار ملحا مرّا. آج الماء : صار أجيجا. يقال : «أجّج على العدو» : كرّ عليه.

أجل

اصطلاحا : بمعنى «نعم» ولفظ «أجل» هو جواب ، مثل : «نعم» ، وقال الأخفش إلّا أنّه أحسن من «نعم» في التّصديق ، و «نعم» أحسن منه في الاستفهام فإذا سئلت : «أنت سوف تذهب» فتجيب : أجل ، وهو جواب أحسن من «نعم». وإذا سئلت : «أتذهب» فتجيب : نعم ، وهذا الجواب أحسن من أجل ؛ وكلمة

__________________

(١) من الآية ٤٠ من سورة التّوبة.


«أجل» هي تصديق لخبر يخبرك به صاحبك ، فتقول : «فعل ذلك» ، فأصدّق بالإجابة «أجل».

أما «نعم» فهو جواب المستفهم بكلام لا جحد فيه ، فتسأل : هل صلّيت؟ والجواب : «نعم» فهو جواب المستفهم ، وبعضهم يرى أن «أجل» لتصديق الخبر ماضيا كان أو غير ذلك ، موجبا أو غير ذلك ، ولا تأتي جوابا للاستفهام ، وقال بعضهم : إنها تختصّ بالخبر. و «الأجل» هو غاية الوقت في الموت وحلول الدّين ، والأجل : المدّة ، كقوله تعالى : (وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ)(١) وكقوله تعالى : (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى)(٢) أي : لكان القتل الذي نالهم لازما لهم أبدا وكان العذاب دائما بهم. ويعنى بالأجل المسمّى : «القيامة» ؛ كقوله تعالى : و (يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى)(٣) والآجلة : الآخرة ، والعاجلة «الدّنيا».

الإجماع

لغة : مصدر أجمع القوم على شيء : اتّفقوا.

واصطلاحا : إجماع أهل الصّرف والنّحو على حكم معيّن حول مسألة من المسائل الصّرفيّة أو النّحويّة. وليس المراد بالإجماع اتفاق جميع القوم على حكم ما ، بل إجماع نحاة البصرة والكوفة إذ هما أوائل من وضع علم النّحو.

وإجماعهم على حكم يكون حجة إذا لم يخالف المنصوص ولا المقيس عليه. فالاجتهاد والإجماع والقياس والسّماع هي الأسس التي بنى عليها البصريّون والكوفيّون أحكامهم ، وهذه الأسس هي نفسها التي اعتمد عليها الفقهاء في أحكامهم الفقهيّة.

أجمع

من الألفاظ الدّالّة على الإحاطة ، وليست صفة ، إنّما يؤكّد بها ما يلمّ به ما قبله من الأسماء ، ويجري على إعرابه ؛ وهو لفظ مفرد جمعه : «أجمعون» فلو كان صفة لما جمع جمع مذكّر سالما بل جمع جمع تكسير ، ومؤنثه : «جمعاء» ، وهو لفظ معرفة يقول ثعلب : إنه لفظ معرفة ونكرة مثل : أعجبني الكتاب أجمع أو أجمع. فتعرب «أجمع» بالرّفع على التّوكيد ، و «أجمع» بالنّصب على الحال باعتباره نكرة ، ويقال : «أجمع» و «جمعاء» ، وما يتبع ذلك ، هو اتّفاق وتوارد وقع في اللّغة ، لأن باب «أفعل» ، «فعلاء» هو للصّفات ، وجميعها يأتي نكرة ، مثل : «أحمر» «حمراء» ، وهذا ونحوه صفات نكرات ؛ أمّا «أجمع» و «جمعاء» فاسمان معرفتان وليستا بصفتين وذلك باتفاق وقع على هذه الكلمة المؤكّد بها. جاء في الصّحاح : «جمع» ، «جمع» ، «جمعة» ، «جمعاء» ، في تأكيد المؤنّث ، تقول : «رأيت النّساء جمع» بدون تنوين وهو ممنوع من الصّرف ، وهو معرفة بغير الألف واللّام ، وتقول : «أخذت مالي أجمع» ، «أجمعون» في توكيد المذكّر ، ولا يقع هذا اللّفظ إلا توكيدا تابعا لما قبله فلا يبتدأ به ، ولا يخبر به ولا عنه ، ولا يكون فاعلا ولا مفعولا كغيره من ألفاظ التّوكيد التي تأتي توكيدا مرّة ، وغير توكيد مرّة أخرى ، مثل : «نفس» ، «عين» ، «كلّ» ،. و «أجمع» لفظه واحد ولكنّه بمعنى الجمع والمؤنّث «جمعاء» وكان من الواجب أن تجمع على «جمعاوات» جمع مؤنّث

__________________

(١) من الآية ٢٣٥ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ١٢٩ من سورة طه.

(٣) من الآية ٦٠ من سورة إبراهيم.


سالما ، كما جمعوا «أجمع» على «أجمعون» ولكن قالوا في جمعها «جمع» ويجوز أن تجرّ بالباء الزّائدة ، فتقول : جاء القوم بأجمعهم ، ويجوز أن تضم فيها «العين» ، فتقول : جاء القوم أجمعهم ، مثل :

فليت كوانينا من أهلي وأهلها

بأجمعهم في لجّة البحر لجّجوا

ولفظ «أجمع» ممنوع من الصّرف لأنّه وصف ، وعلى وزن «أفعل».

الإجناح

لغة : مصدر أجنح : أقبل. أمال.

واصطلاحا : الإمالة. أي : أن تميل بالفتحة نحو الكسرة ، وبالألف نحو الياء وهذا لا يكون إلّا في النّطق كالإمالة في قوله تعالى في قراءة من قرأه بالإمالة : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)(١).

الأجنبيّ

لغة : كلمة منسوبة إلى الأجنب وهو البعيد في القرابة أو الغريب.

واصطلاحا : الفاصل بين المضاف والمضاف إليه ويكون أجنبيا عنهما أي لا يتّصل بضمير يعود إلى أحدهما ، كقول الشاعر :

أنجب أيّام والداه به

إذ نجلاه فنعم ما نجلا

والتّقدير : أنجب والده أيام إذ نجلاه فقد فصل الأجنبيّ عن المتضايفين «والداه» وهو لا يرتبط بضمير يعود إلى أحدهما ، كقول الشاعر :

تسقي امتياحا ندى المسواك ريقتها

كما تضمّن ماء المزنة الرّصف

حيث فصل بين المضاف «ندى» والمضاف إليه ريقتها بمفعول به «المسواك» لغير المضاف وهو أجنبي عنه.

ويسمّى أيضا ، غير السّببيّ.

ملاحظة : يمتنع الفصل بالأجنبيّ بين الصّلة واسم الموصول ، وكذلك بين المصدر ومعموله ويباح هذا الفصل في الإضافة في الضّرورات الشّعريّة.

الأجوبة الثّمانية

اصطلاحا : هي : النّفي ، مثل قوله تعالى : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(٢) والأمر ، كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٣) والنّهي ، كقوله تعالى : (يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ)(٤) والدّعاء ، كقوله تعالى ، (رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ)(٥) والعرض ، كقول الشاعر :

ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل

وكلّ نعيم لا محالة زائل

والتّحضيض ، مثل : «هلّا ساعدت الفقير».

والتّمنّي ، كقوله تعالى : (قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)(٦) والاستفهام ، كقوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً)(٧) والتّرجّي ، زاده الأخفش ، كقوله

__________________

(١) من الآية ٣ من سورة الفاتحة.

(٢) من الآية ٣ من سورة الإخلاص.

(٣) من الآية ١ من سورة الإخلاص.

(٤) من الآية ٥ من سورة يوسف.

(٥) من الآية ٢٥٠ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ٢٦ من سورة يس.

(٧) من الآية ١ من سورة الإنسان.


تعالى : (لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً)(١).

أحّ

اصطلاحا : فعل أمر بمعنى : سعل. الأحيح : الغيظ.

الاحتجاج

لغة : مصدر احتجّ ، أتى بالحجّة ، ادّعى.

واصطلاحا : اعتماد السّماع أو القياس لتبرير حكم نحوي عامّ ، كالاحتجاج بقول الشاعر :

أطوّف ما أطوّف ثم آوي

إلى بيت قعيدته لكاع

حيث نودي بـ «لكاع» وحذف حرف النّداء والتّقدير : «يالكاع» ، وحجّته أنه اسم ملازم للنّداء على وزن «فعال» لسبّ الأنثى وحقّ هذا الوزن أن يكون مبنيّا على الكسر.

الأحد

هو أحد أيّام الأسبوع ، منهم من يعتبره أول يوم من أيّام الأسبوع باعتبار الإثنين ثانيها ومنهم من يعتبره آخر أيّام الأسبوع باعتبار الإثنين أوّلها ، ويجمع لفظ الأحد جمع قلّة على «آحاد» وجمع كثرة على «أحود» فتقول : «ثلاثة آحاد» ، و «أربعة أحود». وأصله : «وحد» ، فاستثقلوا البدء بالواو ، فأبدلوها همزة.

أحد

اصطلاحا : بمعنى الواحد ، وهو أوّل العدد تقول : أحد ، اثنان ... أحد عشر وقولهم : «ما في الدّار أحد» باعتبار «أحد» اسم مذكّر عاقل يدلّ على الواحد والجمع والمؤنّث ، بدليل قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٢) وقوله تعالى : (لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ)(٣) وقال سيبويه : لا يجوز ل «أحد» أن تضعه في موضع واجب لو قلت : «كان أحد من آل فلان» لم يجز أقول : لأنه لا يفيد شيئا إلّا إذا وضعته موضع «واحد» في العدد ، استعمل في موضع الواجب والمنفيّ ، كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٤) وفي غير العدد لا يجوز أن يوضع موضع الواجب ويمكن أن يوضع موضع النّفي كقوله تعالى : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(٥) وكذلك إذا قلت : «ما أتاك أحد» صار نفيا عاما.

الأحداث

لغة : جمع حدث : الأمر الحادث. وأحداث الدّهر : مصائبه.

واصطلاحا : المصدر. أي : هو الذي يدلّ على حدث غير مرتبط بزمن ويتضمّن حروف فعله لفظا وتقديرا ، كقوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ)(٦).

أحداث الأسماء

اصطلاحا : المصدر.

أحرف الإبدال

هي : «الألف» ، و «الواو» ، و «الياء» و «الهمزة» ، و «الطّاء» ، و «التّاء» ، و «الهاء».

__________________

(١) من الآية ١ من سورة الطلاق.

(٢) من الآية ١ من سورة الإخلاص.

(٣) من الآية ٣٢ من سورة الأحزاب.

(٤) من الآية الأولى من سورة الإخلاص.

(٥) من الآية ٣ من سورة الإخلاص.

(٦) من الآية ١٠٢ من سورة هود.


أحرف الاستئناف

للاستئناف حرفان هما : «الواو» و «الفاء».

كقوله تعالى : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ)(١) «الواو» في «وكان» وفي «وإذا» هي استئنافيّة. وكقوله تعالى : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ)(٢) «الفاء» في «فلا تميلوا» وفي «فتذروها» هي للاستئناف.

أحرف الاستثناء

اصطلاحا : حرف الاستثناء هو «إلّا» ، كقول الشاعر :

وما لي إلّا آل أحمد شيعة

وما لي إلا مذهب الحقّ مذهب

ومنهم من جعل «لمّا» حرف استثناء ، مستشهدين بقول الشاعر :

قالت له : بالله يا ذا البردين

لمّا غنثت نفسا أو اثنين

ومنهم من جعل «حتى» حرفا للاستثناء ، مثل : «افتح نوافذ السيّارة حتى يشتد السّير» والتّقدير : إلا أن يشتدّ السّير.

أحرف الاستدراك

للاستدراك حرفان : هما : «لكن» و «على» ، مثل قوله تعالى : (أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً)(٣).

أحرف الاستعلاء

حروف الإستعلاء هي حروف الجرّ التالية : «من» كقوله تعالى : (وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ) كفروا (بِآياتِنا)(٤) أي : على القوم «واللّام» ، كقوله تعالى : (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ)(٥) أي على الأذقان. و «الباء» ، كقوله تعالى : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ)(٦) أي : على قنطار.

أحرف الاستغاثة

للاستغاثة حرف واحد يستعمل للنّداء والاستغاثة معا هو «يا» كقول الشاعر :

يا يزيدا لآمل نيل عزّ

وغنى بعد فاقة وهوان

أحرف الاستفال

اصطلاحا : هي : «خ» ، «ص» ، «ض» ، «ط» «ظ» ، «غ» ، «ق».

أحرف الاستفهام

أحرف الاستفهام هي : «الهمزة» ، كقوله تعالى : (قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ)(٧) و «هل» ، كقوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ)(٨) و «أم» ، كقوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ

__________________

(١) من الآيتين ١٠٠ و ١٠١ من سورة النساء.

(٢) من الآية ١٢٥ من سورة النساء.

(٣) من الآيتين ٣٧ و ٣٨ من سورة الكهف.

(٤) الآية ٧٧ من سورة الأنبياء.

(٥) من الآية ١٠٩ من سورة الإسراء.

(٦) من الآية ٧٥ من سورة آل عمران.

(٧) من الآية ٨٢ من سورة المؤمنون.

(٨) من الآية ١٠٦ من سورة الرّعد.


افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ)(١) و «لعلّ» عند بعض النّحاة ، كقوله تعالى : (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى)(٢).

أحرف الجواب

هي : «نعم» ، «بلى» ، «جير» ، «أجل» ، «جلل» ، «إي» ، «لا». راجع كلّا منها في مادّته.

أحرف الجرّ

اصطلاحا : هي حروف الإضافة التي توصل معاني الأفعال قبلها إلى الأسماء التي بعدها.

وسمّيت حروف الجرّ بهذا الاسم لأنّها تجرّ الاسم الذي بعدها ، على رأي البصريّين ، أو تخفضه على لغة الكوفيّين ، والاسم الذي ظهرت عليه علامة الجرّ والذي يقع بعد حرف جرّ يسمّى : «الاسم المجرور» ، كقوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها)(٣) «الساعة» : اسم مجرور بالكسرة الظّاهرة. وحروف الجرّ عشرون ولكل منها معان متعدّدة. انظر : حروف الجرّ.

أحرف الصّرف

اصطلاحا : هي «الواو» و «الفاء» و «أو» التي ينصب المضارع بعدها بـ «أن» المضمرة وتكون مسبوقة بنفي ، أو طلب ، مثل قوله تعالى : (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي)(٤) «الفاء» هي السّببيّة «يحلّ» : مضارع منصوب بـ «أن» المضمرة بعدها ، وكقول الشّاعر :

أطلب ولا تضجر من مطلب

فآفة الطّالب أن يضجرا

ومثل : «لألزمنّك أو تأتيني حقّي».

الأحرف المشبّهة بالفعل

هي : «إنّ» ، كأنّ» ، «لكنّ» ، «ليت» ، «لعلّ».

انظر كلّا منها في مادته.

أحقّا

اصطلاحا : ظرف منصوب ، مثل : «أحقا أنّك مسافر» ، «حقا أنك ناجح» ومثل :

أحقّا عباد الله أن لست صادرا

ولا واردا إلّا عليّ رقيب

حيث وردت «أحقا» مصدرا منصوبا على الظّرفيّة متضمنا معنى «في» وكقول الشاعر :

أفي الحقّ أنّي مغرم بك هائم

وأنّك لا خلّ هواك ولا خمر

حيث جرّ الظّرف بـ «في» الظّاهرة بدلا من القول أحقّا ، وكقول الشاعر :

أفي حقّ مواساتي أخاكم

بمالي ثمّ يظلمني السّريس

وقيل زعم يونس أنه سمع العرب يقولون في بيت الأسود بن يعفر :

أحقا بني أبناء سلمى بن جندل

تهدّدكم إيّاي وسط المجالس

لأنّ الأصل أن يقال : أحقا أنّ بني أبناء سلمى. بفتح همزة «إنّ» بعد أحقا.

قال سيبويه : وسألت الخليل فقلت : ما منعهم أن يقولوا : «أحقا إنّك ذاهب» على القلب ـ أي بكسر همزة «إن» ـ كأنّك قلت : إنّك ذاهب حقا ، وإنّك ذاهب الحقّ؟ فقال : ليس هذا من مواضع «إنّ» لأنّ «إنّ» لا يبتدأ بها في كلّ موضع ، ولو جاز هذا لجاز : يوم الجمعة إنّك

__________________

(١) من الآية ٣٨ من سورة يونس.

(٢) من الآية ٣ من سورة عبس.

(٣) من الآية ١٨٦ من سورة الأعراف.

(٤) من الآية ٨١ من سورة طه.


ذاهب ، تريد إنك ذاهب يوم الجمعة ولقلت أيضا : لا محالة إنّك ذاهب ، تريد : «إنّك لا محالة ذاهب» فلمّا لم يجز ذلك حملوه على : «أفي حقّ أنّك ذاهب» ، وعلى : أفي كبر ظنّك أنّك ذاهب وصارت «أنّ» مبنيّة عليه والدّليل على ذلك إنشاد العرب هذا البيت كما أخبرتك.

ومثل هذا الأسلوب تقول : «أأكبر ظنّك أنّك قادم» ، و «أجهد رأيك أنّك مسافر» كما تقول : «أحقا أنك مسافر».

الأحكام التّركيبيّة

اصطلاحا : النّحو.

أحكام الكلام المركّب

اصطلاحا : النّحو. أي : علم قواعد العربيّة التي تشمل الصّرف والنّحو.

أخبر

اصطلاحا : من الأفعال التي تنصب ثلاثة مفاعيل ، مثل : «أخبرت المدير الخبر سارّا» ومثل :

وما عليك إذا أخبرتني دنفا

وغاب بعلك أن تعوديني

الإخبار

للإخبار حرفان هما : «هل» كقوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ)(١) و «قد» كقوله تعالى : (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ)(٢).

أخت الضّمّة

اصطلاحا : الواو.

أخت الفتحة

اصطلاحا : الألف.

أخت الكسرة

اصطلاحا : الكسرة.

الاختصار

لغة : مصدر اختصر الكلام : أوجزه بحذف شيء منه ، أو بحذف الفضول منه. الاختصار : الاختزال. واصطلاحا : الحذف اختصارا. أي : الحذف لغير دليل ، كقوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ)(٣) أي ليغفر لهم ذنوبهم أو كفرهم.

الاختصاص

لغة : مصدر اختص بالشّيء : انفرد به.

واصطلاحا : هو اسم ظاهر معرفة ، يؤتى به ليختصّ به المعنى ، بعد ضمير لغير الغائب ، ويعرب مفعولا به لفعل محذوف مع فاعله تقديره : «أعني» ، أو «أخصّ» ، أو «أقصد» ، أو «أريد» ، مثل : «نحن الضّعفاء ندعو لإنصافنا».

واصطلاحا أيضا : هو اختصاص حروف الجرّ والنّداء بدخولها على الاسم فقط ، أو اختصاص أدوات العرض والتّحضيض والشّرط بدخولها على الفعل ، كقوله تعالى : (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَ)(٤) دخلت «يا» على الاسم ، وكذلك الحرف «إلى» دخل على الضّمير وهو ياء المتكلّم. وكقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ

__________________

(١) من الآية ١٦ من سورة الرّعد.

(٢) من الآية ٦٠ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ١٦٨ من سورة النساء.

(٤) من الآية ٥٥ من سورة آل عمران.


ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)(١) وكقوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)(٢) حيث دخلت «من» أداة الشّرط على الفعل «يتوكّل». ومثل : «هلّا أكرمت رفيقك». «هلّا» : أداة تحضيض دخلت على الفعل أكرمت ومثل :

ألا أيهذا المنزل الدّارس الذي

كأنّك لم يعهد بك الحيّ عاهد

واصطلاحا أيضا : أن يزاد على الجار والمجرور معنى جديد يتّصل بهما ، مثل : «سرق من بيت مهجور». أو أن يزاد على معنى المصدر معنى يجعله مفيدا كاختصاصه بالوصف مثل : «احتفل احتفال عظيم» أو بالإضافة ، مثل : «مشيت ليلا مشية الخائفين» ، أو ببيان العدد ، مثل : «نظر في الأمر نظرتان» «نظرتان» تدلّ على العدد.

واصطلاحا أيضا : هو أن يزاد على الظّرف معنى جديد بحيث يزال إبهامه ، مثل الاختصاص بالوصف ، مثل : «مضى يوم جميل» أو بالإضافة ، مثل : «سهرنا ليلة القدر حتى الصباح» أو بالعلميّة ، مثل : «صمت شهر رمضان».

واصطلاحا : أيضا هو تعلّق النّعت بالمنعوت.

كقوله تعالى : (كَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ)(٣) وله تسمية أخرى : اختصاص النّاعت.

واصطلاحا أيضا : من معاني «اللّام» حرف الجرّ ، فيفيد تخصيص شيء لآخر ، كقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)(٤) و «إلى» ، كقوله تعالى : (وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ)(٥).

أركانه : للاختصاص ثلاثة أركان : المختص الاسم الواقع بعد الضّمير ، والضّمير الخاص بالمتكلّم والفعل المحذوف تقديره : «أخصّ» ، أو «أعني» ...

الغرض منه :

١ ـ الفخر ، مثل : «نحن العرب نحمل مشعل العلم والهداية».

٢ ـ التّواضع ، مثل : «أنا المسكين أرعى الحمى»

٣ ـ توضيح ما يتضمّنه الضّمير من جنس ، أو نوع ، أو عدد ، مثل : «نحن البشر نخطىء ونصيب» ومثل : «نحن المتعلّمين قدوة للأجيال القادمة» ومثل : «نحن الثلاثة نخدم وطننا».

حكم الاسم بعد الضمير : يجب نصب الاسم الواقع بعد ضمير المخاطب أو المتكلم سواء أكان هذا الاسم مضافا مثل : «أنا طالب العلم لا أتأخّر عن مذاكرة أمثولاتي» ، حيث أتى الاسم بعد ضمير المتكلّم مضافا وهو «طالب العلم» وهو مفعول به منصوب ، وهو مضاف. «العلم» : مضاف إليه أو غير مضاف مثل : «أنت المحسن لا تتوان عن الإحسان» حيث أتى الاسم الواقع بعد ضمير الاختصاص منصوبا على أنه مفعول به لفعل محذوف وهو كلمة «المحسن» بدون أن يضاف.

أمّا إذا كان الاسم الواقع بعد الضّمير هو لفظة «أي» أو «أيّة» وجب بناؤه على الضّم في محلّ نصب مفعول به للفعل المحذوف ، مثل : «نحن أيّها الصّديقان نقضي اللّيل ساهرين» ومثل : «أنا أيتها الطالبة حريص على شؤوني المدرسيّة» حيث ورد الاسم بعد ضمير الاختصاص هو «أيّها» بعد «نحن» في المثل الأول ، و «أيّتها» بعد «أنا» في الثّاني ، وكلاهما اسم مبنيّ على الضّمّ في محل

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة الانفطار.

(٢) من الآية ٣ من سورة الطّلاق.

(٣) من الآية ١٦ من سورة الحج.

(٤) من الآية ٤ من سورة الروم.

(٥) من الآية ٨٧ من سورة النحل.


نصب مفعول به .. والهاء للتّنبيه.

«الصديقان» نعت مرفوع تبعا للّفظ وعلامة رفعه الألف لأنه مثنّى ومثله «الطالب».

فائدته : أولا : يفيد الاختصاص ما يفيد النّداء.

فكلّ منهما يفيد الاختصاص ، مثل : «إنّا معشر المعلمين نحب تلامذتنا» حيث أتى ضمير الاختصاص مدغما في «إنا» والتّقدير : إنّنا «معشر» مفعول به .. ومثل : «أنتم أيّها المعلمون تحملون مشعل العلم والنّور» «أنتم» هو ضمير الاختصاص للمخاطبين في محل رفع مبتدأ «أيها» اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب مفعول به «المعلمون» : نعت مرفوع بالواو لأنّه جمع مذكّر سالم. وجملة «تحملون مشعل العلم» خبر المبتدأ ومثل : «يا قائد الجيش أيّدك الله بنصره» «يا» حرف نداء «قائد» منادى منصوب لأنّه مضاف وهو في محلّ نصب مفعول به لفعل النّداء المحذوف تقديره : أنادي. «الجيش» مضاف إليه مجرور.

فالمنادى يختصّ بالمخاطب فقط ، أما الاختصاص فيختصّ بالمخاطب والمتكلّم ، ثانيا : كل منهما للحاضر ، ثالثا : يراد من كليهما تقوية المعنى وتوكيده ، رابعا : كلاهما مفعول به لفعل محذوف تقديره «أخص» في الاختصاص : و «أنادي» في «النّداء».

الفرق بين الاختصاص والنّداء : يختلف الاختصاص عن النّداء بأمور منها :

١ ـ الاسم المختص لا يذكر معه حرف نداء.

المنادى قد يذكر معه حرف النّداء وقد يحذف.

٢ ـ الاسم المختصّ لا يذكر في ابتداء الجملة. ويذكر المنادى في ابتدائها.

٣ ـ الاسم المختص يسبقه ضمير المتكلم أو المخاطب ، أمّا المنادى فلا ...

٤ ـ الاسم المختص يكون دائما منصوبا سواء أكان علما أو غير اسم علم. أمّا المنادى العلم والنّكرة المقصودة فيبنى على الضمّ.

٥ ـ الاسم المختص قليلا ما يكون علما مثل : «أنا سميرا أحبّ العلم» بعكس المنادى.

٦ ـ الاسم المختص يكثر اقترانه بـ «أل» ، مثل : «أنا الطّالب أحفظ كياني» أما المنادى فيقترن بـ «أل» بعد «أيّها» أو «أيّتها» ، مثل : «أيّها الطالب احفظ كيانك».

٧ ـ الاسم المختصّ لا يكون نكرة ، ولا اسم إشارة ، ولا اسما موصولا ، ولا ضميرا ، بعكس المنادى مثل : «يا رجلا» المنادى «رجلا» اسم نكرة غير مقصودة ، ومثل : «يا الذي حفر بئر زمزم». المنادى «الذي» هو اسم موصول ، وكقول الشاعر :

ذا ارعواء فليس بعد اشتعال

الرأس شيبا إلى الصّبا من سبيل

حيث أتى المنادى «ذا» اسم إشارة وحذفت «يا» النّداء والتّقدير : «يا ذا» ... ومثل :

يا أبجر بن أبجر يا أنتا

أنت الذي طلّقت عام جعتا

حيث أتى المنادى «أنتا» ضميرا منفصلا ، وقد اقترن بالألف لمجاراة القافية.

٨ ـ «أيّ» و «أيّة» مع الاختصاص لا توصفان باسم الإشارة ، والصّفة بعدهما واجبة الرّفع ، بخلاف وقوعهما منادى ، فإنهما يوصفان باسم الإشارة ، مثل : «يا أيّهذا الرجل» والصّفة بعدهما يجوز أن تكون مرفوعة تبعا للفظ ، أو منصوبة تبعا للمحل ، مثل : «نحن أيّتها الصديقات نحترم


معلماتنا» «أيتها» : اسم مبنيّ على الضّمّ في محل نصب مفعول به لفعل الاختصاص المحذوف ... و «الهاء» : للتّنبيه «الصّديقات» : نعت مرفوع. ومثل : «يا أيّها المعلمين أو المعلمون أنتم أمل الوطن» «أيّها» : منادى مبنيّ على الضّمّ في محلّ نصب مفعول به لفعل النّداء المحذوف ... «المعلمين» نعت منصوب بالياء تبعا للمحل ، «المعلمون» نعت مرفوع بالواو تبعا للّفظ.

٩ ـ الاسم المختصّ لا يرخّم ولا يندب ، ولا يستغاث به ، بعكس المنادى ، كقول الشاعر :

أفاطم مهلا بعض هذ التّدلّل

وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

حيث أتى المنادى «أفاطم» مرخما والأصل : «أفاطمة». وكقول الشاعر :

زين الشباب وزين طلاب العلا

هل أنت بالمهج الحزينة داري

حيث أتى المنادى المندوب وقد حذفت قبله أداة النّداء ، والتّقدير : يا زين الشباب ... ومثل :

يا للرّجال لحرّة موؤودة

قتلت بغير جريرة وجناح

حيث أتى المنادى «للرّجال» مجرورا بـ «لام» المستغاث به ، في أسلوب الاستغاثة.

١٠ ـ العامل في الاسم المختصّ محذوف مع فاعله ، ولا يعوّض منه بشيء ، أمّا مع النّداء فيعوّض منه بحرف النّداء. وهو في الاختصاص يقدّر بـ «أخصّ» أو «أعني» أو «أريد» ، وفي النّداء بفعل «أدعو» أو «أنادي».

١١ ـ أسلوب الاختصاص خبر ، أي يحتمل الكذب والصّدق ، وأسلوب النّداء : إنشائي والإنشاء يكون طلبيا أي يراد منه الحصول على أمر أو عدمه ، ويشمل : الأمر ، النّهي ، الدّعاء الاستفهام ، العرض ، التّخصيص ، التمنّي ، التّرجّي ، وقد يكون غير طلبيّ وهو الذي يراد به إعلان شيء والتّسليم به ، ويشمل : التّعجب ، المدح والذّم بنعم وبئس ، والقسم ...

١٢ ـ الغرض من الاختصاص التّوضيح أو الفخر ، أو التّواضع ، أو زيادة البيان .. وهو في النّداء طلب إقبال المنادى إقبالا حقيقيا مثل : «سلام عليك يا رسول الله» أو مجازيا مثل : «يا الله كن بنا رحيما».

اختصاص النّاعت

اصطلاحا : الاختصاص.

الاختلاس

لغة : مصدر اختلس القارىء الحركة : لم يبلّغها. ضدّه الإشباع.

واصطلاحا : عدم تبليغ حركة الحرف المنطوق ، أو حركة حرف اللّين ، حقّهما من الصّوت كقوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ)(١) ومثل : (فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ)(٢).

الاختيار

لغة : مصدر اختار الشيء : انتقاه.

واصطلاحا : ورود الكلام على أصله ويكون ذلك في النّثر. «كتم الرّجل سرّه».

__________________

(١) من الآية ١١٤ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٥٤ من سورة البقرة.


الإخفاء

لغة : مصدر : أخفى الشيء : خبّأه.

واصطلاحا : نطق الحرف بدون تشديد ، أي :بين الإدغام والإظهار وهذا خاص بعلم القراءات ، كقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(١).

أخذ

اصطلاحا : من أفعال الشّروع من أخوات «كاد» وتعمل عمل «كان» تدخل على مبتدأ خبره فعل مضارع مجرّد من «أن» المصدريّة. و «أخذ» على هذا الأساس فعل ماض جامد لا يعمل إلا في صورة الماضي ، مثل : «أخذ الطالب يستعدّ للامتحان».

«أخذ» فعل ماض جامد ناقص يعمل عمل «كان».

«الطالب» : اسم «أخذ» وجملة «يستعد» في محل نصب خبر «أخذ».

اخلولق

اصطلاحا : من أخوات «كاد» من أفعال الرّجاء ، تعمل عمل «كان» تدخل على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ الذي خبره فعل مضارع مقرون بـ «أن» المصدريّة وجوبا ، مثل : «اخلولق المطر أن ينهمر». وقد تكون تامّة وذلك إذا أسندت إلى «أن» والفعل فتقول : «اخلولق أن ينهمر المطر» انظر : كاد وأخواتها.

أخوات ليس

تعدادها : تعدّ أخوات ليس : أربعة وتسمّى الأحرف المشبّهة بـ «ليس» وهي : «ما» ، «لا» ، «لات» ، «إن».

عملها : كل أخوات «ليس» تعمل عملها ، أي تدخل على المبتدأ والخبر فتبقي الأول مرفوعا على أنه اسمها ، وتنصب الثّاني خبرا لها ، مثل : «ما المعلم غاضبا» و «لا الكسلان محمودا» و «إن الخبر صحيحا» ، و «لات ساعة ندامة».

شبهها بـ «ليس» : تشبه هذه الحروف الفعل النّاقص «ليس» من عدّة وجوه :

١ ـ في العمل ، وهو النّسخ ، أي : في دخولها على المبتدأ أو الخبر ، وتغيير اسمها ، وعلامة إعرابها ، ومكان المبتدأ ، لكنّها لا تغيّر علامة المبتدأ ، ولا تدخل على المبتدأ الذي له حقّ الصّدارة ، كأسماء الشّرط والاستفهام ولا على المبتدأ المضاف إلى ما له حقّ الصّدارة ، ولا تدخل على المبتدأ الذي يجب حذفه ، وخبره نعت مقطوع ، ولا على كلمات لا تستعمل إلا مبتدأ في الأساليب الواردة عن أمثال العرب مثل : «لله درّ المعلم» ولا على ما التّعجّبيّة.

٢ ـ في المعنى ، «ليس» وأخواتها كلّها تفيد النّفي.

خلافها عن «ليس» : وتفترق «ليس» عن أخواتها بعدّة أمور منها :

١ ـ «ليس» هي فعل ماض ناقص ، والمشبهات بها كلّها حروف.

٢ ـ «ليس» هي من أخوات «كان» ، وتشبهها في الفعليّة والعمل دون المعنى ، أما أخواتها فليست بأفعال ، وكلّها لا يكون اسمها شبه جملة ، لأن أصله مبتدأ ، والمبتدأ لا يكون شبه جملة.

٣ ـ «ليس» تعمل عمل كان مطلقا. أمّا أخواتها

__________________

(١) من الآية ٦٩ من سورة الأنفال.


فتعمل عملها ولكن لكلّ منها شروط.

شروط عمل «ما» : أعملها الحجازيون عمل «ليس» وأهملها غيرهم ، وبلغتهم جاء قوله تعالى : (ما هذا بَشَراً)(١) وقوله تعالى : (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ)(٢) وترتّب على ذلك شروط :

١ ـ أن لا يقترن اسمها بـ «إن» وإلّا فهي مهملة ويرجع ما بعدها مبتدأ وخبر ، مثل :

بني غدانة ما إن أنتم ذهب

ولا صريف ولكن أنتم الخزف

حيث بطل عمل «ما» لاقتران اسمها بـ «إن» الزّائدة وتعرب «أنتم» : مبتدأ. «ذهب» : خبره.

٢ ـ أن لا يقترن خبرها بـ «إلّا» فإن اقترن بها تهمل ، كقوله تعالى : (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ)(٣) وكقوله تعالى : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)(٤) وقد ينتقض الخبر بـ «إلّا» دون أن تهمل ، كقول الشاعر :

وما الدهر إلّا منجنونا بأهله

وما صاحب الحاجات إلّا معذّبا

المنجنون هو دولاب أو أداة السّاقية التي تدور.

وردت «ما» وقد اقترن خبرها : بـ «إلّا» ولم يبطل عملها. «الدّهر» اسمها و «منجنونا» خبرها.

ويفسّر ذلك على وجهين الأول : أن تكون «منجنونا» مفعولا به لفعل محذوف والتّقدير : وما الدهر إلّا يشبه منجنونا ، والثّاني : أن تكون «منجنونا» : مفعولا مطلقا من فعل محذوف.

والتّقدير : وما الدهر إلا يدور دوران منجنون.

وكذلك في الشّطر الثاني : «وما صاحب الحاجات إلّا معذّبا». وينطبق على «ما» الأحكام عينها التي في الشطر الأول.

والتّقدير : وما صاحب الحاجات إلا يشبه معذبا ، أو يعذّب تقريبا. وترجع كلمة «الدّهر» مبتدأ وكذلك كلمة «صاحب» ، والخبر محذوف هو الجملة المؤلّفة من الفعل «يدور» مع فاعله ، ومن الفعل «يعذّب» مع فاعله. وفي مثل قول الشاعر :

وما الناس إلا واحد كقبيلة

يعدّ ، وألف لا يعدّ بواحد

بطل عمل «ما» لانتقاض الخبر بـ «إلا».

٣ ـ أن لا يتقدّم الخبر على الاسم ، فإن تقدّم أهملت ، مثل : «ما كافر من أهمل الصّلاة» ومثل :

وما خذّل قومي فأخضع للعدى

ولكن إذا أدعوهم فهم هم

حيث بطل عمل «ما» لتقدّم الخبر «خذّلّ» على الاسم «قومي». وقد يتقدّم الخبر على اسم «ما» دون أن يبطل عملها. وهذا شاذّ ، كقول الشّاعر :

فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم

إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر

حيث عملت «ما» رغم تقدّم الخبر «مثلهم» على الاسم «بشر» وهذا شاذّ.

٤ ـ أن لا يتقدّم معمول خبرها على اسمها ، وقد يتقدّم دون أن تهمل ، كقول الشّاعر :

وقالوا تعرّفها المنازل من منى

وما كلّ من وافى منى أنا عارف

حيث وردت «ما» مهملة فتكون حرف نفي

__________________

(١) من الآية ٣١ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ٢ من سورة المجادلة.

(٣) من الآية ٥٠ من سورة القمر.

(٤) من الآية ١٤٤ من سورة آل عمران.


«كلّ» تروى بالنّصب فتعرب مفعولا به لاسم الفاعل «عارف» ، وتروى بالرّفع على أنها مبتدأ خبره جملة «أنا عارف».

أمّا إذا كان معمول الخبر ظرفا أو جارا ومجرورا فإنها تعمل ، كقول الشاعر :

بأهبة حزم لذ ، وإن كنت آمنا

فما كلّ حين من توالي مواليا

حيث عملت «ما» عمل ليس فاسمها «من» اسم الموصول وخبرها «مواليا» وقد تقدّم معموله على اسمها دون أن يبطل عملها.

٦ ـ شروط عمل «لا» : تعمل «لا» بشروط «ما» والغالب أن يكون معمولاها نكرتين وخبرها محذوفا مثل :

من صدّ عن نيرانها

فأنا ابن قيس لا براح

حيث وردت «لا» المشبهة بـ «ليس» وقد حذف خبرها. واسمها «براح». أي : لا براح لي ويجوز ذكر الخبر ، كقول الشاعر :

تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا

ولا وزر مما قضى الله واقيا

أتى خبر «لا» «باقيا» في الشّطر الأوّل واسمها شيء ، وفي الشطر الثاني اسمها «وزر» وخبرها «واقيا».

٧ ـ شروط عمل «إن» : سيّان إعمالها وإهمالها. فإن أعملت كان لها شروط «ما» ما عدا شرط زيادة «إن» ، إذ لا تزاد «إن» بعد «إن».

وتدخل على الجملة الاسميّة فقط ، كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ)(١) ومثل :

إن هو مستوليا على أحد

إلّا على أضعف المجانين

حيث عملت «إن» عمل «ليس» رغم انتقاض خبرها بـ «إلّا». فاسمها الضمير «هو» وخبرها مستوليا. وإن أهملت «إن» جاز دخولها على الجملة الاسميّة كقوله تعالى : (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ)(٢) ، وعلى الجملة الفعليّة ، كقوله تعالى : (إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً)(٣) ومن أمثلة إعمالها قول الشاعر :

إن المرء ميتا بانقضاء حياته

ولكن بأن يبغى عليه فيخذلا

شروط عمل «لات» : قد يكون أصلها «لا» وزيدت عليها «التّاء». وتعمل «لات» عمل ليس بشروط منها :

١ ـ أن يكون معمولاها اسمي زمان ، مثل :«لات ساعة ندامة» : أي : لات الساعة ...

٢ ـ أن يكون أحدهما محذوفا ، كحذف اسمها في المثل السّابق والتّقدير : لات السّاعة ساعة ...

٣ ـ أن يكون المذكور منهما نكرة فتقول : «لات ساعة ندامة» ساعة اسم «لات» وخبرها محذوف تقديره «ساعة» أو تقول : «لات ساعة ندامة» : «ساعة» خبر والاسم محذوف وكقوله تعالى : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ)(٤) ـ والتّقدير : لات الحين حين مناص.

__________________

(١) من الآية ١٩٤ من سورة الأعراف.

(٢) من الآية ٢٠ من سورة الملك.

(٣) من الآية ١٨ من سورة الكهف.

(٤) من الآية ٣ من سورة ص.


وتهمل «لات» إذا دخلت على غير اسم زمان ، كقول الشاعر :

لهفي عليك للهفة من خائف

يبغي جوارك حين لات مجير

«لات» حرف نفي مهمل ؛ لأنه دخل على غير اسم زمان. «مجير» : إما فاعل لفعل محذوف تقديره : حين لا يحصل مجير له ؛ وإما مبتدأ خبره محذوف تقديره : حين لا مجير له والجملة الاسميّة من المبتدأ وخبره في محل جرّ بالإضافة باعتبار «حين» ظرف وهو مضاف. جملة : «لا يحصل مجير له» في محل جرّ بالمضاف «حين». وكقول الشّاعر :

لات هنّا ذكرى جبيرة أم من

جاء منها بطائف الأهوال

لات : حرف نفي مهمل. «هنّا» اسم إشارة للمكان متعلّق بـ «ذكرى». «ذكرى» : مبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة وهو مضاف «جبيرة» : مضاف إليه مفعول به للمصدر «ذكرى» وخبر المبتدأ محذوف والتّقدير : لات ذكرى جبيرة في هذا المكان جائزة. وجه آخر للإعراب : «هنّا» ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم. «ذكرى» : مبتدأ مؤخر. ومثله قول العرب : «حنّت نوار ولات هنّا حنّت». حيث أهملت «لات». «هنا» : اسم إشارة للمكان متعلّق بخبر مقدّم. وقد قدّرت «أن» المصدريّة قبل الفعل «حنّت» وتكون «أن» وما بعدها في تأويل مصدر مرفوع يقع مبتدأ مؤخّرا.

زيادة الباء في خبر الحروف المشبهة بـ «ليس» : كثيرا ما تزاد «الباء» في خبر «ليس» ، كقوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ)(١) وفي خبر «ما» ، كقوله تعالى : (مَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)(٢) ومثل : «ما البخيل بهيّاب».

والتّقدير : «ما البخيل هيّابا» إن كانت عاملة ، و «ما البخيل هياب» إن كانت مهملة. وقليلا ما تهمل إذا دخل حرف الجر الباء على خبرها. وكقول الشاعر :

أقصر فؤادي ، فما الذّكرى بنافعة

ولا بشافعة في ردّ ما كانا

حيث ورد خبر «ما» مقرونا بـ «الباء» في «بنافعة» وفي «بشافعة» فتكون «الباء» حرف جر زائد.

«نافعة» خبر «ما» منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحلّ بحركة حرف الجرّ المناسبة. ومثلها «بشافعة» : وكقول الشاعر :

وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة

بمغن فتيلا عن سواد بن قارب

وقد تزاد «الباء» في خبر «لا» ، مثل : «لا مال بدائم» ، و «لا عزّ بخالد».

حكم تابع الخبر المجرور بالباء : إذا عطفنا على الخبر المجرور بـ «الباء» الزّائدة فإنّه يجوز في المعطوف الجرّ تبعا للّفظ ، والنّصب تبعا للمحلّ في المعطوف عليه ، مثل : «ما المحسن بمتوان وقاعد عن مساعدة المظلوم». «بمتوان» : «الباء» : حرف جرّ زائد. «متوان» خبر منصوب بالفتحة المقدّرة. و «لا» حرف عطف مع حرف نفي «قاعد» : اسم معطوف على «متوان» مجرور مثله ويجوز فيه النّصب على أنه معطوف على محلّ الخبر المجرور «بمتوان» والتقدير «متوانيا» وإذا

__________________

(١) من الآية ٣٦ من سورة الزمر.

(٢) من الآية ٧٤ من سورة البقرة.


كان الخبر منصوبا أي : غير مقترن بالباء الزّائدة فيكون المعطوف عليه منصوبا فتقول : «ما المحسن متوانيا ولا قاعدا» ويجوز جرّه لأنه معطوف على خبر مجرور على التّقدير ، فتقول : ولا قاعد.

وإذا وقع بعد خبر «ما» وصف مشتق عامل في ما بعده باسم سببيّ أي : عامل في ما له صلة وارتباط بالوصف كقرابة ، أو صداقة ، أو عمل ، أو شيء متصل به ، جاز في الوصف النّصب بالعطف مباشرة أو الجرّ عطفا على خبر مجرور على تقدير «الباء» الزّائدة ، مثل : «ما المحسن كاذبا ولا مخالفا وعده ، أو مخالف» «كاذبا» : خبر «ما» منصوب. «مخالفا» اسم معطوف على «كاذبا» على تقدير أنه مجرور بالباء الزّائدة. «وعده» إما فاعل للوصف «مخالفا» أغنى عن الخبر باعتبار «مخالف» بالرّفع ، أو مبتدأ خبره الوصف «مخالف». أي : يصحّ أن يكون الوصف «مخالفا» مرفوعا على أنه مبتدأ ، والسّببي بعده فاعل أغنى عن الخبر.

أخول أخول

اصطلاحا : اسمان مركّبان مبنيّان على فتح الجزأين في محلّ نصب حال ، مثل :

يساقط عنه روقه ضارياتها

سقاط حديد الفين أخول أخولا

«أخول أخول» : حال مبني على فتح الجزأين في محل نصب. والألف للإطلاق.

أدّ

اصطلاحا : تقول أدّ الرجل ، أي : ذهب وتقول : «شيئا إدّا» أي : أمرا فظيعا منكرا وكقوله تعالى : (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا)(١).

الأداة

لغة : الآلة ، واصطلاحا : الحرف وما تضمّن من معنى من الظّروف والأسماء والأفعال. مثل : «حاشا» ، «ليس» ، «لا يكون» ، «سوى» ، «من» «في» ، «عن» «اللّام» ، «ربّ» ، «أمس».

أداة الاستثناء

اصطلاحا : راجع أدوات الاستثناء.

أداة الاستفهام

اصطلاحا : راجع : أدوات الاستفهام.

أداة التّعريف

اصطلاحا : أل التّعريف.

أداة التّعليق

اصطلاحا : المعلّق أي : النّاسخ الذي أبطل عمله. مثل : «الطقس بارد ظننت».

أداة الرّبط

اصطلاحا : الحرف ، أي : الكلمة التي جاءت لمعنى وليست اسما ولا فعلا ، مثل : «هل» ، «لم» ، «بل» ، «في» ، «إلى» ، «حاشا» ، «إلّا» ، «إن الشرطيّة» ، «إذما».

أداة الشّرط

اصطلاحا : هي التي تجزم الفعل المضارع ، وأدوات الشرط قسمان : قسم يجزم فعلا واحدا وهو «لم» «لمّا» «لام الأمر» ، «لا الناهية» ، وقسم يجزم فعلين : الأول يسمى فعل الشّرط ، والثاني

__________________

(١) من الآية ١٩ من سورة مريم.


جوابه ، مثل قوله تعالى : (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ)(١).

أداة المصدر

اصطلاحا : الموصول الحرفيّ ، أي : الحرف الذي يحتاج في تعيين مدلوله إلى صلة يسبك معها بمصدر يسمّى : المصدر المؤوّل ، وألفاظه : «أن» ، «أنّ» ، «كي» المصدرية ، مثل :

إنّ من أقبح المصايب عارا

أن يمنّ الفتى بما يسديه

أداة الوصل

اصطلاحا : الموصول الحرفيّ.

الإدراج

لغة : مصدر أدرج : أدخل.

اصطلاحا : الإدغام ، أي : إدخال حرف بحرف آخر من جنسه بحيث يصيران حرفا واحدا ، مثل : «ظلّ» ، «شدّ» ، واصطلاحا أيضا : الحشو ، أي : الضمة التي تقع في وسط الكلمة ، مثل : «كرم» «سهل» «رجل».

الأدلّة

لغة : جمع دليل : مرشد وهاد.

اصطلاحا : أسماء الأدوات العاملة أو غير العاملة في العربيّة ، مثل : «هل» دليل على الاستفهام ، «إلّا» دليل الاستثناء. «يا» دليل النّداء.

أدلّة النّحو

اصطلاحا : هي الأحكام التي بها نستطيع إثبات قاعدة أو كلمة ، أو تركيب ، وتسمى أيضا : أصول النّحو.

والأدلّة أنواع : ١ ـ السّماع وهو الحجّة التي يثبت بها حكم أو قاعدة عن طريق السّماع عن العرب ، فقد زعم يونس أنه سمع العرب يقولون في بيت الأسود بن يعفر :

أحقّا بني أبناء سلمى بن جندل

تهدّدكم إيّاي وسط المجالس

٢ ـ القياس : ويكون في كون الفاعل مرفوعا والمفعول به منصوبا والمضاف إليه مجرورا.

٣ ـ الإجماع ، ويسمّى اعتماده احتجاجا.

٤ ـ الاستصحاب.

٥ ـ الاستقرار.

٦ ـ الاستحسان.

٧ ـ عدم النّظير.

٨ ـ عدم الدّليل.

٩ ـ العكس.

١٠ ـ بيان العلّة.

١١ ـ الأصول.

١٢ ـ الدليل الباقي.

أدوات الاستثناء

اصطلاحا : هي الأدوات التي تستعمل في الاستثناء. وهي أنواع أربعة :

١ ـ الحروف. هي حرفان فقط : «إلّا» و «لمّا» التي بمعنى «إلّا» مثل : «أقسمت بالله لمّا تأتي لزيارتي في كل وقت» ومثل : «حضر الطلاب إلّا سميرا».

٢ ـ أسماء وهي : «غير» ، «سوى» ، «بيد» كقول الشاعر :

ولم يبق سوى العدوا

ن دنّاهم كما دانوا

__________________

(١) من الآية ٢٣ من سورة الزمر.


٣ ـ أفعال هي : «ليس» ، «لا يكون» ، مثل : «جاء القوم لا يكون سميرا».

٤ ـ أفعال أو حروف هي : «حاشا» ، «عدا» ، «خلا». فهي إذا لم تسبق بـ «ما المصدرية» تكون إمّا أفعالا أو حروفا ، وإذا سبقتها «ما» المصدرية تعينت أفعالا ، مثل :

أبحنا حيّهم قتلا وأسرا

عدا الشّمطاء والطّفل الصّغير

٥ ـ ويلحق بها الأدوات التّالية : «لا مثل ما» ، «لا سوى ما» ، «لا تر ما» ، «لو تر ما». راجع : الاستثناء.

أدوات الاستئناف

اصطلاحا : هي «الواو» و «الفاء». كقوله تعالى : (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)(١).

أدوات الاستفهام

اصطلاحا : هي الأسماء التي تستعمل للاستفهام ، وحرفا الاستفهام هما : «الهمزة» و «هل» ، كقوله تعالى : (أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ)(٢) وكقوله تعالى : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)(٣).

والأسماء هي : ١ ـ «من» للعاقل ، مثل : «من القادم؟» وكقوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً)(٤).

٢ ـ «ما» لغير العاقل ، مثل : «ما رأيك».

٣ ـ «ما ذا» لغير العاقل ، كقوله تعالى : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ)(٥).

٤ ـ متى للزّمان الماضي والمستقبل ، كقوله تعالى : (مَتى نَصْرُ اللهِ)(٦).

ومثل : «متى قدمت من السّفر؟».

٥ ـ أيّان للزمان المستقبل ، كقوله تعالى : (يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيامَةِ)(٧).

٦ ـ أين للمكان ، مثل : «أين الطّريق؟».

٧ ـ كيف للسّؤال عن حالة الشيء ، كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ)(٨).

٨ ـ «أنّى» بمعنى : «من أين» ، كقوله تعالى : (قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً)(٩).

٩ ـ «كم» للعدد. مثل : «كم درهما أنفقت؟».

١٠ ـ أي ، للعاقل وغير العاقل ، كقوله تعالى : (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ)(١٠).

ملاحظة : أدوات الاستفهام كلّها مبنيّة ما عدا «أيّ» فهي معربة.

أدوات التّعليق

اصطلاحا : المعلّقات : أي النواسخ التي أبطل عملها مثل : «علمت أنّك قادم». ومثل : «علمت ما أنت قادما».

__________________

(١) من الآية ٣٢ من سورة الزخرف.

(٢) من الآية ٦٧ من سورة النّمل.

(٣) من الآية ٩ من سورة الزمر.

(٤) من الآية ٢٤٥ من سورة البقرة.

(٥) من الآية ٢١٩ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ٢١٤ من سورة البقرة.

(٧) من الآية ٦ من سورة القيامة.

(٨) من الآية ٦ من سورة الفجر.

(٩) من الآية ٨ من سورة مريم.

(١٠) من الآية ٨١ من سورة الأنعام.


أدوات الرّبط

اصطلاحا : حروف المعاني أي : التي تدل على معان وليست بأسماء ولا بأفعال ، مثل قوله تعالى : (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)(١) ، «فاللام» و «قد» و «في» و «من» و «عن» الواردة في هذه الآية هي حروف معان.

أدوات الشّرط

اصطلاحا : هي التي تشمل حروف الشرط وأسماء الشرط ، وأدوات الشرط غير الجازمة ، فحرفا الشرط هما : «إن» و «إذما» وهما يجزمان فعلين ، كقوله تعالى : (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ)(٢) ومثل : «إذ ما تتكلّم أتكلّم».

وأسماء الشّرط الجازمة هي : «من» ، «ما» ، «مهما» ، «أيّ» ، «كيفما» ، «أينما» ، «أيان» ، «أنّى» «حيثما» «متى» ، كقوله تعالى : (وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ)(٣).

والأدوات غير الجازمة هي : «لو لا» ، «لو» ، «إذا» «كلّما».

أدوات الشّرط الجازمة

اصطلاحا : تشمل حرفي الشّرط : «إن» و «إذما» وأسماء الشرط ، وكلّها تجزم فعلين : يسمّى الأول منهما فعل الشرط والثاني جوابه ، ويرى الكوفيّون أن كل هذه الأدوات تجزم فعلا واحدا.

أما الفعل الثاني المجزوم فليس مجزوما بها إنما هو مجزوم على الجوار.

أدوات الشّرط غير الجازمة

اصطلاحا : هي التي تشمل الأسمين «كيف» و «إذا» والحروف : «لو» «لو لا» «لو ما» ، «أما» ، «لما».

١ ـ «كيف» اسم شرط غير جازم مبنيّ على الفتح في محل نصب حال ، مثل : «كيف تسير أسير».

٢ ـ «إذا» ، الشّرطية الظّرفية تدخل على الجملة الفعليّة وإذا أتى بعدها اسم مرفوع فيكون فاعلا لفعل محذوف يفسّره الفعل الظّاهر ، كقول الشاعر :

والنّفس راغبة إذا رغّبتها

وإذا تردّ إلى قليل تقنع

حيث دخلت «إذا» على الجملة الفعليّة ، وكقول الشاعر :

إذا الشعب يوما أراد الحياة

فلا بدّ أن يستجيب القدر

«الشعب» : فاعل لفعل محذوف تقديره : إذا أراد الشعب يوما أراد الحياة.

٢ ـ «لو» حرف شرط غير جازم ويفيد امتناع الجواب لامتناع الشّرط ، كقول الشاعر :

ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا

ومن دون رمسينا من الأرض سبسب

لظلّ صدى صوتي وإن كنت رمّة

لصوت صدى ليلى يهشّ ويطرب

٤ ـ لو لا : حرف شرط غير جازم يلازم الدّخول على الجمل الاسميّة ويفيد امتناع شيء لوجود غيره ، مثل : «لو لا العدل لسادت الفوضى».

٥ ـ لو ما. مثل : «لو لا» ولها أحكامها.

__________________

(١) من الآية ٢٢ من سورة ق.

(٢) من الآية ٤٤ من سورة الطور.

(٣) من الآية ٦ من سورة العنكبوت.


٦ ـ لمّا : حرف جزم ونفي وقلب ، يقلب المعنى من الحاضر إلى الماضي ، ويجزم فعلا واحدا ، ويجوز أن تدخل عليها همزة الاستفهام ، مثل : «احترق الثوب أمس ولمّا تعلم أمي بذلك».

٧ ـ أمّا حرف شرط وتفصيل ، لا محل له من الإعراب ولا عمل له ، كقوله تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)(١) فجملة «فلا تقهر» وجملة «فلا تنهر» وجملة «فحدّث» لا محل لها من الإعراب لأنها جواب الشرط غير الجازم.

أدوات القسم

اصطلاحا : هي حروف جرّ وتفيد القسم وهي :

١ ـ «الباء» يدخل على الظّاهر والمضمر ، مثل : «بالله لأكافحنّ» ومثل : «بك لأسيرنّ».

٢ ـ «الواو» وهو مختصّ بالدّخول على الاسم ، كقوله تعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)(٢).

٣ ـ «التّاء» وتختصّ بدخولها على لفظ «ربّ» مضافا إلى الكعبة ، مثل : «تربّ الكعبة لأجتهدنّ».

٤ ـ «اللّام» يستعمل للقسم والتّعجب ، ويختص باسم الجلالة ، كقول الشاعر :

لله يبقى على الأيام ذو حيد

بمشمخرّ به الظيان الآسي

«من» و «من» وهو مختصّ بلفظ «ربي» ، مثل : «من ربّي لأصفحنّ عن المسيء». وسمع عن العرب قولهم : «من الله» و «من الله».

ويرى الكوفيّون أنّ «من» جزء من «أيمن الله» و «من» جزء من «يمين الله».

٦ ـ الميم المكسورة ، مثل : «م الله لأصفحنّ عن المسيء» «م» حرف جرّ وقسم «الله» اسم مجرور «لأصفحنّ» اللّام : الرّابطة لجواب القسم «أصفحنّ» : مضارع مبنيّ على الفتح لاتصاله بنون التّوكيد وهذه «النّون» هي حرف مبنيّ على الفتح لا محل لها من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا ، تقديره أنا والجملة لا محل لها من الإعراب لأنّها جواب القسم.

إذ

تأتي «إذ» على وجوه منها :

أولا : هي ظرف لما مضى من الزّمان وتضاف دائما ، وتكون إضافتها إمّا إلى الجملة الفعليّة ، كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها)(٣) وإمّا إلى الجملة الاسمية كقوله تعالى : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ)(٤) وقد تحذف الجملة المضافة إليها ويعوّض منها بتنوين العوض ، كقوله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ)(٥) حيث حذفت جملة المضاف إليه وعوّض منها بالتّنوين والتّقدير : يوم إذ نفخ في الصور فلا ... وتعرب «إذ» على أربعة وجوه :

١ ـ الغالب أن تكون ظرف زمان كقوله تعالى : (فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٦) «إذ» ظرف مبني على السّكون في محل نصب على

__________________

(١) من الآيات ٨ و ٩ و ١٠ من سورة الضّحى.

(٢) من الآيات ١ و ٢ و ٣ من سورة التين.

(٣) من الآية ٩ من سورة الأحزاب.

(٤) من الآية ٢٦ من سورة الأنفال.

(٥) من الآية ١٠١ من سورة المؤمنون.

(٦) من الآية ٤٠ من سورة التوبة.


الظرفيّة وهو مضاف والجملة الفعلية «أخرجه الذين كفروا» في محل جرّ بالإضافة.

٢ ـ هي مفعول به ، كقوله تعالى : (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ)(١) «إذ» مفعول به لفعل «اذكروا» مبني على السّكون في محل نصب وهو مضاف وجملة «كنتم قليلا» في محل جرّ بالإضافة ، ومن النّحاة من يعتبر أنّ كلمة «إذ» التي تذكر في أوائل القصص المذكورة في القرآن الكريم هي مفعول به لفعل محذوف تقديره «اذكر» كقوله تعالى : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)(٢) فالتّقدير : واذكر إذ قال ربّك ، فتكون «إذ» مفعولا به لفعل «اذكر» وكقوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ)(٣) والتّقدير : واذكروا إذ قلنا وكقوله تعالى : (وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ)(٤) ويرى بعضهم أنّ «إذ» ليست مفعولا به لفعل «اذكر» المحذوف بل هي ظرف له ، ويقول ابن هشام ذلك وهم فاحش ، لاقتضائه ، حينئذ ، الأمر بالذّكر في ذلك الوقت مع أن الأمر للاستقبال ، وذلك الوقت قد مضى قبل تعلّق الخطاب بالمكلّفين منّا ، وإنّما المراد ذكر الوقت نفسه لا الذّكر فيه.

٣ ـ هي بدل من المفعول به ، كقوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا)(٥) فتكون «إذ» بدلا من «مريم» مبنيّ على السّكون في محل نصب وهو مضاف وجملة «انتبذت» في محلّ جرّ بالإضافة.

٤ ـ هي مضاف إليه ، والمضاف اسم زمان صالح للاستغناء عنه ، مثل : «يوم» ، و «بعد» ، كما في قوله تعالى : (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا)(٦) «إذ» في محلّ جرّ بالإضافة والمضاف «بعد». وكقوله تعالى : (يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ)(٧) «يوم» : مضاف و «إذ» مضاف إليه مبني على السّكون في محلّ جرّ. وفي هذه الحالة تنوّن «إذ» وتنوينها يكون عوضا من الجملة المحذوفة الواقعة مضافا إليه ، وتوصل بالظرف الذي قبلها فكأنها تؤلف معه كلمة واحدة فتكتب «يومئذ».

وكلمة «إذ» هي اسم بدليل مجيئها مضافة ، ومضافا إليها ، كالأمثلة السّابقة ، وبدليل تنوين العوض الذي يلحقها لا تنوين الترنّم ، وبدليل كونها بدلا من الاسم السّابق كما جاء في الآية : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ)(٨).

ثانيا : هي أداة شرط لكنّها تكون مقرونة بـ «ما» فتصير : «إذ ما» ، لأنها إذا تجردّت من «ما» تضاف إلى ما بعدها ، والإضافة من خصائص الأسماء فلا تكون أداة جزم ، فدخول «ما» عليها كفّها عن الإضافة ، ونسب لها عملا جديدا ومعنى.

وبتركيبها مع «ما» عدّت من الحروف الرّباعية وهي بذلك حرف شرط يجزم فعلين ، يسمّى الأول منهما فعل الشرط والثّاني جوابه ، أو جزاؤه ، ومنهم من أبقاها على اسميتها رغم تركيبها ، وأن مدلولها يعتبر للزّمان المستقبل ، ومنهم من اعتبرها اسما قبل تركيبها ، لأنها تدل على وقت مضى ولأنّها

__________________

(١) من الآية ٨٦ من سورة الأعراف.

(٢) من الآية ٣٠ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٣٤ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ٥٠ من سورة البقرة.

(٥) من الآية ١٦ من سورة مريم.

(٦) من الآية ٨ من سورة آل عمران.

(٧) من الآية ١٠ من سورة القيامة.

(٨) من الآية ١٦ من سورة مريم.


مساوية للاسم في التنوين والإضافة ، ووقوعها موقع المفعول فيه ، والمفعول به ، وأمّا بعد التّركيب فأصبح مدلولها المجازاة وهو من معاني الحروف ، ولم تعد تساوي الأسماء في دلالتها كما سبق ، وفي تركيبها ، قال الشاعر :

إذ ما أتيت على الرّسول فقل له

حقا عليك إذا اطمأنّ المجلس

حيث خلصت «إذ ما» للحرفية والمجازاة فتعرب جملة «أتيت» فعلا للشرط وجملة «قل» هي جواب الشرط وجزاؤه.

ثالثا : «إذ» هي على رأي أبي عبيدة وابن قتيبة زائدة ، وهي التي تبدأ بها الآيات القرآنية في قصص القرآن الكريم ، فاعتبرا أنها في قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ)(١) زائدة ، ويردّ الجمهور قولهما بأنها واقعة مفعولا به لفعل محذوف تقديره : «اذكر».

رابعا : «إذ» هي بمعنى «قد» ففسر بعضهم قوله تعالى السّابق : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ)(٢) : قد قلنا للملائكة ... وردّ قولهم الجمهور بأنها مفعول به.

خامسا : هي مضاف إليه والمضاف ظرف يمكن الاستغناء عنه ويلحقها تنوين العوض الذي يأتي عوضا عن الجملة المحذوفة وتكتب «إذ» موصولة بما قبلها وما بعدها فتصير : «يومئذ» ، «ساعتئذ» ، «وقتئذ» ، كما في قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ)(٣) والتّقدير : يوم إذ تقوم الساعة يتفرّقون وتكون «إذ» مضافا إليه وهي مضاف والجملة المحذوفة والمعوّض عنها التّنوين في محل جرّ بالإضافة.

إذ التّقليليّة

اصطلاحا : هي بمنزلة لام التّعليل كقوله تعالى : (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ)(٤) والتّقدير : لأنكم ظلمتم ، وكقوله تعالى : (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ)(٥) والتّقدير : لأنهم لم يهتدوا. وكقول الشاعر :

فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم

إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر

والتّقدير : لأنهم من قريش ، ولأنّهم ما مثلهم بشر. وقدّر العلماء أنّ «إذ» التي بمعنى التّعليل قد تجرّدت من الظّرفيّة. وقال آخرون : هي ملازمة للظّرفيّة ، وقال ابن مالك : إنّها حرف وليست اسما.

إذ الظّرفيّة

اصطلاحا : هي ظرف لما يستقبل من الزّمان أي : بمعنى : «إذا». قاله بعض النّحاة واستدلّوا بقوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها)(٦) ومنهم من يرى أنّ «إذ» لا تقع موقع إذا وفسّروا الآيتين بأنهما من كلام الله المقطوع بصحّته فيجوز أن يعبر المضارع عن لفظ الماضي. وقد تدلّ على مضي من الزّمان وتضاف إلى الجمل الفعليّة أو الاسمية كقوله تعالى : (فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا).

__________________

(١) من الآية ٣٤ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ١٤ من سورة الرّوم.

(٣) من الآية ٣٩ من سورة الزخرف.

(٤) من الآية ١١ من سورة الأحقاف.

(٥) من الآيتين ٤ و ٥ من سورة الزّلزلة.

(٦) من الآية ٤٠ من سورة التوبة.


إذ الفجائيّة

اصطلاحا : هي التي تقع بعد بينا أو بينما على الأغلب ، كقول الشاعر :

استقدر الله خيرا وارضينّ به

فبينما العسر إذ دارت مياسير

واختلف النّحاة في «إذ» الفجائيّة فمنهم من قال : هي ظرف زمان أو مكان وقال غيرهم : إنّها حرف للمفاجأة ، وقال آخرون : هي حرف زائد للتّوكيد.

واختلف القائلون بظرفيّتها في العامل فيها ، فمنهم من قال : العامل فيها هو الفعل الواقع بعدها وليس مضافا إليها ، والعامل في «بينا» و «وبينما» فعل يقدّر مما بعد «إذ» ومنهم من قال : العامل في «بينا» ما يفهم من السّياق و «إذ» هي بدل من «بينا» في مثل : «بينا أنا ذاهب إذ جاء زيد» والتّقدير : حيث أنا ذاهب وافقت مجيء زيد.

إذا التّفسيريّة

اصطلاحا : هي التي تكون بمنزلة «أي» التّفسيريّة في الجمل ، والفعل بعدها للمخاطب ، مثل : «استفسرت الدّرس إذا سألته إعادته».

والتّقدير : أي سألته.

إذا الزّمانيّة

اصطلاحا : إذا الظّرفيّة.

إذا الشّرطيّة

اصطلاحا : إذا الظّرفيّة.

إذا الظّرفيّة

اصطلاحا : هي ظرف لما يستقبل من الزّمان متضمّنة معنى الشّرط ، وأكثر ما يكون الفعل بعدها ماضيا مرادا به المستقبل ، وقد يأتي مضارعا وهو في كلا الحالين في محل جرّ بالإضافة على أنّه فعل الشّرط ، وجملة الجواب تكون لا محل لهّا من الإعراب. مثل :

والنّفس راغبة إذا رغّبتها

وإذا تردّ إلى قليل تقنع

حيث أتى بعد «إذا» في صدر البيت فعل ماض هو فعل الشّرط ومحل جملته الجرّ بالإضافة ، وأتى بعد «إذا» في عجزه فعل مضارع وجملته في محل جرّ بالإضافة ، وهي بتضمّنها معنى الشّرط واتّخاذها فعلين هما : فعل الشّرط وجوابه ، إلّا أنها لا تجزمهما كالبيت السّابق وكقول الشاعر :

إذا ما ترعرع فينا الغلام

فما إن يقال له من هوه

حيث أتت «إذا» : ظرفيّة شرطيّة ولم تجزم فعل الشّرط «ترعرع» الذي بعدها ومحل جملته الجرّ بالإضافة ، وجاء جواب الشّرط جملة مقترنة بالفاء ، و «ما» في صدر البيت زائدة وفي عجزه نافية. وقد تجزم «إذا» الفعلين في الشّعر للضّرورة ، كقول الشاعر :

وإذا تصبك خصاصة فارج الغنى

وإلى الذي يعطي الرّغائب فارغب

حيث أتى فعل الشّرط بعد «إذا» مجزوما وهو : «تصبك» وكذلك الجواب «فارج» وتأتي جازمة الفعلين في قول الشّاعر الآتي :

استغن ما أغناك ربّك بالغنى

وإذا تصبك خصاصة فتجمّل

حيث جزم فعل الشّرط «تصبك» وكذلك جوابه «فتجمّل» ولكنّه كسر للقافية ، وقد ورد هذا البيت على النّحو التّالي : وإذا تكون خصاصة فتحمّل.


حيث يأتي الفعل بعد «إذا» مرفوعا وهو «يكون» فلا جزم إذا في الشّعر.

وإذا الظرفيّة الشرطيّة لا يليها إلّا الفعل حسب رأي سيبويه. فقد يكون الفعل ظاهرا كالأمثلة السّابقة وكقوله تعالى : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً)(١) حيث أتى بعد «إذا» فعل ظاهر ، هو «جاء» وجملته في محل جر بالإضافة وجواب الشّرط هو جملة «فسبّح» المقرونة بالفاء والتّى لا محل لها من الإعراب. وقد يكون الفعل بعدها مقدّرا كقوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ)(٢) حيث تعرب «السّماء» فاعلا لفعل محذوف يفسّره الفعل الظّاهر ، والجملة من الفعل المحذوف وفاعله في محلّ جرّ بالإضافة ، والجملة التّالية ، «انشقّت» لا محلّ لها من الإعراب لأنها تفسيريّة ويصير التّقدير : إذا انشقّت السّماء انشقّت ، ومنهم من أجاز وقوع الاسم بعدها على أنه مبتدأ كما في قول الشاعر :

إذا باهليّ تحته حنظليّة

له ولد فذاك المذرّع

فيعربون «باهليّ» : مبتدأ والجملة الإسمية «تحته حنظلية» خبره. وضعّف هذا التأويل.

والأحسن إعراب باهليّ فاعل لفعل محذوف تقديره «كان» التامّة أو اسم «كان» النّاقصة وجملة «تحته حنظلية» «خبر كان». ومنهم من يعرب «حنظلية» فاعل لفعل محذوف تقديره «استقرّ» و «باهليّ» فاعل لفعل محذوف يفسّره العامل المحذوف في «حنظليّة» وهذا تأويل ضعيف أيضا بسبب حذف المفسّر والمفسّر معا ، وربّما اعتبر الظّرف «تحته» ممّا يدل على المفسّر فكأنّه لم يحذف فيصحّ التّأويل. ومن رأي الجمهور أنّ «إذا» تكون دائما مضافة إلى الجملة التي بعدها والمكوّنة فعل الشّرط ، وعاملها هو الجواب ، فتكون منصوبة على الظرفيّة بالجواب ، ومنهم من يرى أنها ليست مضافة إلى جملة فعل الشرط بل هو عامل النّصب فيها.

ثانيا : هي ظرف لما يستقبل من الزّمان دون تضمنها معنى الشرط ، كقوله تعالى : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى)(٣) حيث أتت «إذا» ظرفية لا تتضمّن معنى الشّرط والجملة بعدها «هوى» ماضوية بمعنى المستقبل ، وجملة «ما ضلّ» لا محلّ لها من الإعراب لأنها جواب القسم في كلمة «والنّجم». ومثل قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى)(٤) حيث أتى بعدها الفعل «يغشى» في المضارع وقد تضمنت معنى الظّرف دون معنى الشّرط.

ثالثا : هي ظرف لما مضى من الزّمان ، وتقع موقع «إذ» كقوله تعالى : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها)(٥) والتّقدير : وإذ رأوا ... ومنهم من يرفض هذا التّقدير.

رابعا : هي ليست ظرفا بل هي اسم مجرور بـ «حتّى» ، كقوله تعالى : (حَتَّى إِذا جاؤُها)(٦) فتكون «إذا» اسما مجرورا بـ «حتى» الجارّة. ومنهم من يرفض هذا الرأي فيعتبر «حتى» في الآية ،

__________________

(١) آيات سورة النّصر.

(٢) الآية الأولى من سورة الانشقاق.

(٣) الآيتان الأوليتان من سورة النجم.

(٤) من الآية ١ من سورة الليل.

(٥) من الآية ١١ من سورة الجمعة.

(٦) الآيتان ١ و ٢ من سورة الواقعة.


ابتدائية ، ومنهم من يرى أنها اسم هو مبتدأ ، كما في قوله تعالى : (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ ، لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ رافِعَةٌ ، إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا)(١) «فإذا» الأولى : اسم مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ ، خبره «إذا رجّت» ، باعتبار «خافضة رافعة» منصوبتين على الحال ، وقد تكون «إذا» مفعولا به كحديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم ، لعائشة رضي الله عنها : «إنّني لأعلم إذا كنت عنّي راضية ، وإذا كنت عليّ غضبى» فتكون «إذا» مفعولا به لفعل «أعلم» ، ومنهم من يعتبره ظرفا لمفعول به محذوف والتّقدير : إنّي لأعلم شأنك إذا ... ، ومنهم من يعتبر «إذا» في : (إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا) بدلا من «إذا» في : (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) وهي ظرف متضمّن معنى الشرط ، ويكون فعله جملة «وقعت» وجوابه محذوف.

وهذا التقدير حسن ، لطول الكلام وفهم المعنى والتقدير الواقع بعد «إذا» الثانية : انقسمتم وكنتم أزواجا ثلاثة.

إذا الفجائيّة

اختلافها عن إذا الشّرطيّة : تفترق «إذا» الفجائية عن «إذا» الشرطية بعدّة أمور :

أ ـ إذا الشرطيّة لا يأتي بعدها إلا جملة فعليّة ، ولا يأتي بعد الفجائية إلا جملة اسميّة.

ب ـ «إذا» الشرطيّة تحتاج إلى جواب ، ولا تحتاجه «إذا» الفجائيّة.

ج ـ إذا الشّرطيّة تخلص المعنى للاستقبال ، و «إذا» الفجائية تكون للحاضر فقط.

د ـ تكون الجملة الفعليّة بعد «إذا» الشّرطية في محلّ جرّ بالإضافة ، ولا محلّ لها من الإعراب بعد «إذا» الفجائية.

ه ـ تأتي «إذا» الشّرطية في أوّل الكلام ، ولا تتصدّر «إذا» الفجائية.

و ـ «إذا» الفجائية منهم من يعتبرها ظرفا للزّمان بمعنى «في» للوقت ، ومنهم من يعتبرها ظرفا للمكان بمعنى «من» للمكان ، ومنهم من يرى أنها حرف.

موقعها : أـ قبل المبتدأ ، كقوله تعالى : (فَأَلْقى عَصاهُ ، فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) «هي» : مبتدأ.

ب ـ في جواب الشرط ، كقوله تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ)(٢) وذلك إذا كان الشّرط جملة اسميّة هي جملة «هم يقنطون» في الآية السّابقة ، وتكون هذه الجملة الجوابيّة غير طلبيّة ، ولا تدخل عليها أداة نفي ولا تدخل عليها «إنّ» ، و «إذا» التي قبل الجملة الجوابيّة هي الفجائيّة وقد حلّت محل «الفاء» الرّابطة لجواب الشرط.

ج ـ وتقع «إذا» الفجائية بعد «بينا» و «بينما» مثل «إذ» ، مثل قول الشّاعرة بنت النّعمان :

فبينا نسوس النّاس والأمر أمرنا

إذا نحن فيهم سوقة نتنصّف

حيث وقعت «إذا» الفجائيّة بعد «بينا» وكقول الشاعر :

بينما المرء في فنون الأماني

فإذا رائد المنون موافي

حيث وقعت «إذا» الفجائيّة بعد «بينما» ومنهم

__________________

(١) الآيات ١ ـ ٤ من سورة الواقعة.

(٢) من الآية ٣٦ من سورة الرّوم.


من يعتبر «إذا» الواقعة بعد «بينا» و «بينما» زائدة ، ولا هي الفجائية.

د ـ وتقع «إذا» الفجائية بعد «إذا» الشّرطيّة ، كقوله تعالى : (فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)(١) وهي مثل الواقعة في الرقم «ب».

ه ـ وتقع «إذا» الفجائية بعد «لمّا» كما في قوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ)(٢).

وقد يأتي بعد «إذا» الفجائيّة اسم مرفوع يكون مبتدأ ، مثل : «خرجت فإذا الأسد» الأسد : مبتدأ مرفوع ، خبره محذوف تقديره : موجود ، أو يكون بعدها اسم منصوب على أنه حال مثل : «خرجت فإذا زيد خارجا أو خارج» «خارجا» بالنّصب على أنه حال ، وخبر المبتدأ «زيد» ، محذوف ، و «خارج» بالرفع على أنه خبر المبتدأ «زيد» ومنهم من قال «خارجا» ظرف وخبر المبتدأ محذوف والتّقدير : خرجت فإذا خروج زيد.

وفي هذا الاختلاف ما حصل في المسألة الزنبوريّة التي حصلت في دار يحيى البرمكي وزير هرون الرّشيد ، وانكفأ فيها سيبويه وانتصر عليه الكسائي لا لشيء إلّا لأنّه كان مؤدب أولاد الخليفة هرون الرّشيد ، ومن فقرات هذه المسألة قول البصريين ومنهم سيبويه «فإذا هو هي» وهم يسيرون على القياس في أنّ الظّرف «إذا» يرفع ما بعده ، وقالوا : لا يجوز القول فإذا هو إيّاها لأن «هو» : مبتدأ ، ولا بدّ للمبتدأ من خبر ، وليس ما يصلح أن يكون خبرا إلا وقع الخلاف فيه ، فوجب أن يكون مرفوعا ، ولا يجوز أن يكون منصوبا أبدا فوجب أن يقال : «فإذا هو هي» «هو» راجع الى الزّنبور لأنه مذكر و «هي» راجع إلى العقرب لأنه مؤنّث.

ورأي البصريين على الصّواب ، ورأى الكوفيوّن أن «إذا» إذا كانت للمفاجأة كانت بمنزلة «وجدت» فكلامهم باطل ، لأنها إن كانت بمنزلة وجدت في العمل فوجب أن يرفع بها فاعل ، وينصب بها مفعولان ، مثل : وجدت زيدا قائما ، وإن قالوا : إنها بمعنى «وجدت» لكنّها لا تعمل عملها ، وهي في اللّفظ ظرف مكان والظّرف يجب رفع المعرفتين بعده ، وإن قالوا تعمل عمل الظّرف وعمل «وجدت» فترفع الأوّل لأنها ظرف وتنصب الثّاني على أنّها فعل ينصب مفعولين ، فرأيهم باطل أيضا لأنّهم إن أعملوها عمل الظّرف بقي المنصوب بلا ناصب ، وإن أعملوها عمل الفعل لزمهم وجود فاعل ومفعولين ، فليس إلى إيجاد ذلك سبيل.

إذا الجوابيّة

هي حرف جواب غير عامل ، مثل : «إن تساعدني إذا أحبّك».

إذ ما

هي حرف شرط مركّب من «إذ» مع «ما» يجزم فعلين الأوّل فعل الشّرط والثّاني جوابه أو جزاؤه ، وبدخول «ما» عليه يقطع عن الإضافة لأنّ «إذ» من الكلمات الملازمة للإضافة إلى الجمل الفعليّة منها والاسميّة.

إذن الجوابيّة

يرى البعض أنها مركّبة من إذ مع «أن» ، ويرى غيرهم أنها حرف بسيط وغير مركّب ، ويرى

__________________

(١) من الآية ٤٨ من سورة الرّوم.

(٢) من الآية ٤٧ من سورة الزّخرف.


آخرون أنها «اسم» وأصلها ، «إذا». ففي قولك : «إذن أزورك» يكون التّقدير : «إذا زرتني إذن أزورك» فلمّا حذفت الجملة الأولى عوّض منها بتنوين العوض وعندئذ تحذف منها «أن» وتضمر.

وتفيد «إذن» الجواب دائما ، لأنها تقع في كلام يكون مشتملا على استفهام مذكور أو ملحوظ ففي المثل : «إذا زرتني إذن أزورك» تكون الجملة : «إذن أزورك» جوابا عن سؤال مقدّر وتقديره : «ما ذا تفعل إذا زرتك» فتقول : «إذن أزورك» ، ومثل : ماذا تفعل لو نجحت في الامتحان؟ فتجيب : «إذن أتابع دراستي» حيث وقعت «إذن» بعد استفهام مذكور هو جملة «ماذا تفعل». و «إذن» التي تفيد الجواب قد يكون في صدر الجملة ، أو في وسطها ، أو في آخرها ، لكنّها لا تعمل الجزم في المضارع بعدها إلّا إذا كانت في صدر الجملة فتقول : «إذن أتابع درسي» بنصب المضارع «أتابع» أو تقول : «أتابع دراستي إذا» ويكتب بالتّنوين لا بالنّون لأنها لم تأت مصدّرة وهي غير ناصبة.

وغالبا ما تفيد «إذن» الجزاء لأنها مسبّبة عما قبلها. تقول جوابا لمن سألك : «ماذا تفعل إذا نجحت في الامتحان» : «إذن أتابع دراستي».

فالمضارع «أتابع» بعدها يدلّ على المستقبل وهو منصوب بـ «إذن». وقد تكون للجواب فقط دون الجزاء وهذا نادر كقولك لمن يقول لك : «أنا أكرمك» : «إذا أظنّك صادقا» برفع المضارع بعدها لأنه يدلّ على الحاضر فقط وليس مستقبلا ، وتكتب «إذا» بدون «نون». وتكون «إذن» حرف نصب تنصب المضارع بعدها إذا دلّ على الاستقبال. راجع كيف تنصب «إذن» في باب تصريف الأفعال.

وإذا استوفت «إذن» شروط عملها ودخلت عليها «الواو» أو «الفاء» جاز إعمالها باعتبارهما حرفي استئناف ، وجاز إهمالها باعتبار «الواو» و «الفاء» حرفين للعطف فيعطفان المضارع وحده دون فاعله وتكون «إذن» حشوا وتكتب «إذا» كما في قوله تعالى : (وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً)(١) وفيها أهملت «إذا» واقترنت «بالواو» التي عطفت المضارع «يلبثون» على المضارع «يستفزونك» دون فاعلهما وهما مرفوعان. وتكون «إذا» للاستئناف ، أو لعطف المضارع وحده دون فاعله على المضارع وحده ، أي : لا تعطف جملة المضارع على الجملة الأولى ، فعطف المضارع وحده على المضارع بدون فاعله يوجب الإهمال ، فلا تنصب لهذا السّبب ولأنها غير مصدّرة ، أمّا إذا عطفت «إذن» الجملة المضارعيّة على جملة مضارعيّة أو غير ذلك فيكون حكم المعطوف كحكم المعطوف عليه وتكون إذن غير مصدّرة لذلك تهمل ، مثل : «إنّ للتلاميذ معلما يوجّههم وإذا ينبّههم على أخطائهم» حيث عطفت «إذا» جملتين مضارعيّتين ، محل الجملة المضارعيّة الأولى «يوجّههم» هو النّصب على النعت لكلمة «معلما» ، والجملة المضارعيّة الثّانية «ينبههم» معطوفة بـ «وإذا» عليها فمحلّها النّصب و «إذا» تكون مهملة ولا تنصب المضارع بعدها لأنّها لم تتصدّر جملة مضارعيّة مستقلّة بنفسها عن ما سبقها.

أما إذا لم يكن للجملة الأولى محلّ من الإعراب جاز إعمال «إذن» أو إهمالها مثل : «إن يعمل التلميذ بجدّ وإذا تزداد مسؤوليته يفرح

__________________

(١) من الآية ٧٦ من سورة الإسراء.


بنجاحه» فجملة «يعمل التلميذ بجدّ» هي فعل الشّرط لا محلّ لها من الإعراب ، وقد عطفت عليها جملة «تزداد مسؤوليته» فتكون لا محلّ من الإعراب كالجملة المعطوف عليها ، لذلك يجوز أن تنصب «إذن» المضارع بعدها فتقول : «وإذن تزداد مسؤوليّته» أو تهمل فلا تنصبه فتقول : «وإذا تزداد مسؤوليته».

وبالنّسبة لما هو من شروط عمل «إذن» أو إهمالها يصحّ الاعتباران في الجملة التّالية في رأي بعض النّحاة : «عجائب الاختراع تزداد كلّ يوم ، وإذا تسعد بها النّاس أو تشقى» فإن عطفنا جملة «تسعد بها الناس» على جملة «تزداد كل يوم» الواقعة خبرا للمبتدأ «عجائب» أهملت «إذن» لأنها عطفت جملة على أخرى لها محل من الإعراب. أما إذا عطفنا جملة «تسعد بها الناس» على الجملة الاسميّة «عجائب الاختراع تزداد» التي لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائيّة فيجوز إعمال «إذن» فينصب المضارع بعدها أو إهمالها فيرفع.

ويجوز الوقف على «اذن» في رأي بعض النّحاة ، فتكتب بالتّنوين لا بالنّون.

ومنهم من يرى الوقف عليها بالنّون لشبهها بـ «أن» و «لن» في العمل.

وتأتي «إذا» بمعنى «أي» التّفسيريّة ويكون الفعل بعدها للمخاطب ، ولا يجب ذلك في «أي» التّفسيريّة ، فتقول : استقدمت الخبير إذا طلبت قدومه والتّقدير أي : طلبت قدومه.

أمّا كتابتها ، فقد اجتهد النّحاة في هذا الموضوع ونتج عن اجتهادهم أربعة آراء :

١ ـ تكتب «إذا» دائما بدون «نون» ، وبالتّنوين ، سواء أكانت عاملة النّصب في المضارع بعدها أم مهملة وبذلك قال المازني وحجّته أنّها رسمت كذلك في المصحف.

٢ ـ ويرى المبرّد أن تكتب بالنّون «إذن» سواء أكانت عاملة أم مهملة حتى أنه يقول : أشتهي أن أكوي يد من يكتب «إذن» بالألف لأنها بمنزلة «أن ولن».

٣ ـ ويرى البعض أنّها تكتب بالنّون «إذن» إذا كانت عاملة النّصب في المضارع ، وتكتب بالألف إذا كانت مهملة.

٤ ـ تكتب بالنّون «إذن» إذا كانت في حشو الكلام أي : غير مصدّرة ، سواء أكانت عاملة أم مهملة ، وإذا وقف عليها تكتب بالألف «إذا» لأنها عندئذ تشبه الأسماء المنقوصة التي تنوّن في حالتي الرّفع والجرّ إذا كانت نكرة ، مثل : «فتى ودمى».

إذن الناصبة

اصطلاحا : إذن الجوابية.

أرى

اصطلاحا : أصلها «رأى» تعدّى الفعل بواسطة همزة التعدية ، فبعد أن كان متعديا إلى مفعولين تعدّى بواسطتها إلى ثلاثة مفاعيل كقوله تعالى : (كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ) أعماله (حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ)(١) وكقوله تعالى : (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ)(٢) وإذا كانت «أرى» منقولة عن «رأى» البصريّة التي تتعدّى إلى مفعول واحد فإنها تتعدى بواسطة الهمزة إلى مفعولين

__________________

(١) من الآية ١٦٧ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٤٣ من سورة الأنفال.


كقوله تعالى : (وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ)(١) وقد يحذف مفعوليها لدليل.

الأربعاء

هو ثالث أيام الأسبوع بعد الاثنين والثلاثاء ، أو هو رابع أيام الأسبوع في رأي من يقول : «إنّ الأحد هو أول أيّام الأسبوع». ولفظ الأربعاء يؤنّث عند الجمع ، فتقول : «مررت به أربع أربعاوات» ويذكّر لفظه باعتبار اليوم المسمّى به ، وتجمع كلمة «أربعاء» أيضا على : «أربعاوي».

ارتدّ

فعل ماض بمعنى «صار» ، هو فعل ناسخ من أخوات «كان» ويعمل عملها ، كقوله تعالى : (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً)(٢) والتّقدير : فصار بصيرا.

الإرسال

لغة : أرسل الشّيء : أطلقه وأهمله ، كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا)(٣). والإرسال هنا : التّسليط. قال أبو العبّاس : الفرق بين إرسال الله عزّ وجل أنبياءه وإرساله الشياطين على أعدائه في قوله تعالى : (أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ) (٤) أنّ إرساله الأنبياء إنّما هو وحيه إليهم أن أنذروا عبادي ، وإرساله الشّياطين على الكافرين تخليته وإيّاهم. واصطلاحا : هو المدّ وعدم التّحريك كما في ياء المتكلّم إذ فيها نعتان الإرسال والفتح ، فتقول : «عندي أبوك» بإرسال الياء أي : بنطقها حرف مد.

أرضون

جمع أرض بالواو والنّون ، وهو ملحق بجمع المذكّر السّالم. انظر : الملحق بجمع المذكر السالم.

أسّ

لغة : أسّ الدار : بناها ، بيّن حدودها. والأسّ : الأصل.

است

من الأسماء التي تلزم همزة الوصل في أوّلها ومعناها : القدم. قال أبو زيد : «ما زال على است الدّهر مجنونا» أي : لم يزل يعرف بالجنون والأصل : أسّ الدّهر ، وهو القدم ، فأبدلوا إحدى السّينين «تاء» كقول الشاعر :

ما زال مذ كان على است الدّهر

ذا حمق ينمي وعقل يحري

حيث وردت عبارة «است الدهر» بمعنى : ما قدم الدّهر.

الاستئناف

لغة : مصدر استأنف : باشر مجدّدا بعد توقّف واصطلاحا : أن تأتي بجملة لا علاقة لها مع ما قبلها لا في المعنى ولا في الإعراب وتكون مقرونة بأحد حرفي الاستئناف : «الواو» ، أو «الفاء».

الاستبطاء

من معاني همزة الاستفهام. راجع همزة الاستفهام.

الاستثناء

لغة : مصدر استثنى الشيء : أخرجه من القاعدة العامّة.

__________________

(١) من الآية ١٥٢ من سورة آل عمران.

(٢) من الآية ٩٦ من سورة يوسف.

(٣) من الآية ٦٣ من سورة مريم.


واصطلاحا : هو إخراج الاسم الواقع بعد أداة الاستثناء من حكم ما قبلها ، مثل : «جاء التلاميذ إلا سميرا» والتّقدير : جاء التّلاميذ وأستثني منهم سميرا». «سميرا» مفعول به للفعل المحذوف.

والحقيقة أن كلمة «إلّا» هي العامل.

عناصره : تتكوّن جملة الاستثناء من عناصر ثلاثة المستثنى «التلاميذ» ، والمستثنى منه «سميرا» وأداة الاستثناء «إلّا» في المثل السّابق : «جاء التلاميذ إلّا سميرا».

أدواته :

١ ـ حرفان هما : «إلّا» و «لمّا». وفعلان ، هما : «ليس» و «لا يكون».

وأدوات تتردّد بين الفعل والاسم : «عدا» و «خلا» ، و «حاشا». أسماء هي : «غير» ، «سوى» ، «بيد» ، «ميد». ويلحق بهذه الأدوات : «لا سيما» ، «لا مثل ما» «لا سوى ما» ، «لا تر ما» ، «لو تر ما».

ملاحظة : «سوى» ، يقال فيها : «سوى» ك «رضى» و «سوى» ك «هدى» و «سواء» ك «سماء» و «سواء» ك «بناء».

أقسامه : ١ ـ باعتبار جنس المستثنى : الاستثناء المتّصل. الاستثناء المنقطع.

٢ ـ باعتبار ذكر المستثنى منه : الاستثناء التّام.

الاستثناء المفرّغ.

٣ ـ باعتبار الإثبات والنّفي : الاستثناء الموجب. الاستثناء غير الموجب.

صفاته : ١ ـ الاستثناء التامّ المتّصل الموجب ، مثل : «جاء التلاميذ إلا سميرا».

٢ ـ الاستثناء التامّ المتّصل غير الموجب ، مثل : «ما غاب التلاميذ إلا سميرا».

٣ ـ الاستثناء التامّ المنقطع الموجب ، مثل : «حضر المسافرون إلا حقائبهم».

٤ ـ الاستثناء التامّ المنقطع غير الموجب ، كقوله تعالى : (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً)(١).

٥ ـ الاستثناء المفرّغ المنقطع غير الموجب ، مثل : «ما يكتم السّرّ إلّا الأصدقاء».

٦ ـ الاستثناء المفرّغ المتّصل الموجب ، وهو شاذّ ومهمل.

٧ ـ الاستثناء المفرغ المنقطع الموجب ، وهو شاذّ ومهمل.

واصطلاحا أيضا : الاستثناء من معاني حروف الجرّ الآتية :

١ ـ خلا : ، «جاء الضّيوف خلا سمير».

٢ ـ «عدا» ، «هرب التلاميذ عدا زيد».

٣ ـ «حاشا» ، «درس الطلاب حاشا زيد».

٤ ـ «حتّى» ، «أكلت السمكة حتى رأسها».

واصطلاحا أيضا : المستثنى.

الاستثناء التّامّ

اصطلاحا : هو الذي تذكر فيه عناصره الثّلاثة : المستثنى والمستثنى منه وأداة الاستثناء ، مثل : أحبّ الطلاب إلّا الكسول. وكقول الشاعر :

كلّ المصائب قد تمرّ على الفتى

فتهون غير شماتة الحسّاد

ويسمّى أيضا : الاستثناء الصّحيح.

أحواله :

١ ـ الاستثناء التّام المتّصل الموجب كالبيت السّابق.

__________________

(١) من الآية ٦٢ من سورة مريم.


٢ ـ الاستثناء التّامّ المتّصل غير الموجب ، مثل : «ما سافر التّلاميذ إلا سميرا».

٣ ـ الاستثناء التّامّ المنقطع الموجب ، مثل : «قدم المسافرون إلّا حوائجهم».

٤ ـ الاستثناء التامّ المنقطع غير الموجب ، مثل قوله تعالى : (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً)(١).

الاستثناء التّامّ المتّصل غير الموجب

اصطلاحا : هو الّذي يكون فيه المستثنى منه من جنس المستثنى ويعتمد فيه الكلام على النّفي أو شبهه ، مثل : «ما فاز المتبارون إلا الماهرين أو الماهرون». «الماهرين» : مستثنى منصوب بالياء لأنّه جمع مذكّر سالم. «الماهرون» : بدل من «المتبارون» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكّر سالم.

الاستثناء التّامّ المتّصل الموجب

اصطلاحا : هو الذي يكون فيه المستثنى من جنس المستثنى منه ويعتمد على الإثبات ، مثل : «نجح التّلاميذ إلا الكسول».

الاستثناء التّامّ المنقطع غير الموجب

اصطلاحا : هو الذي يكون فيه المستثنى من غير جنس المستثنى منه ويعتمد على النّفي أو شبهه ، مثل : لا ينعم الأساتذة بالهدوء إلّا الوشوشة».

الاستثناء التّامّ المنقطع الموجب

اصطلاحا : هو الذي يكون فيه المستثنى منه من غير جنس المستثنى ويعتمد الكلام فيه على الإثبات ، مثل : «وصل الجنود إلا أسلحتهم».

الاستثناء الصّحيح

اصطلاحا : الاستثناء التّامّ.

الاستثناء غير الموجب

اصطلاحا : هو الاستثناء الذي يعتمد على النّفي أو شبهه ، مثل : «لا تعاشر الطلاب إلّا المجتهدين» يعتمد هذا الاستثناء على النّهي وهو شبيه بالنّفي ومثل : «ما أكل المعلمون إلا أطفالهم».

الاستثناء المتّصل

اصطلاحا : هو ما كان فيه المستثنى بعضا من المستثنى منه ويكون ما بعد «إلّا» مخالفا لما قبلها ، مثل «خاطت السيّدة الثّوب إلّا أكمامه».

ملاحظة : إذا كان المستثنى بعضا من المستثنى منه فإمّا أن يكون المستثنى منه متعدّد الأفراد ، والمستثنى واحدا منها ، مثل : «أثمرت الأشجار إلا واحدة» أو أن يكون المستثنى واحدا ذا أجزاء متعدّدة والمستثنى منه جزءا منها. مثل : «عالج الطّبيب اليد إلا الذّراع».

الاستثناء المفرّغ

اصطلاحا : هو ما حذف فيه المستثنى منه ، ويكون ما بعد «إلّا» خاضعا لحكم العامل قبلها ، مثل : «ما فاز إلا المجتهدون».

ويسمّى أيضا : الإيجاب. التّحقيق. التّفريغ.

أنواعه : ١ ـ الاستثناء المفرّغ المتّصل غير الموجب. مثل : «ما يكتم السّرّ إلّا الأصدقاء».

٢ ـ الاستثناء المفرّغ المتّصل وهو شاذّ ومهمل.

__________________

(١) من الآية ٦٢ من سورة مريم.


٣ ـ الاستثناء المفرّغ المنقطع الموجب وهو شاذّ ومهمل.

الاستثناء المفرّغ المتّصل غير الموجب

اصطلاحا : هو ما حذف المستثنى منه ، والمستثنى بعض من المستثنى منه ويعتمد الكلام على النّفي أو شبهه ، مثل : «ما سافر إلا المجدّ».

المجدّ : فاعل «سافر».

ملاحظة : في الاستثناء المفرّغ يعرب الاسم بعد «إلّا» حسب حاجة العامل قبلها كأن الأداة غير موجودة.

الاستثناء المفرّغ المنقطع الموجب

اصطلاحا : هو ما كان المستثنى منه محذوفا ، والمستثنى ليس بعضا من المستثنى منه ويعتمد الكلام على الإثبات. وهذا النّوع من الاستثناء شاذّ ومهمل ، مثل : «سافر إلّا حقائبهم».

الاستثناء المنفصل

اصطلاحا : الاستثناء المنقطع.

الاستثناء المنقطع

اصطلاحا : هو الذي يكون المستثنى منه من غير جنس المستثنى ، مثل : «حضر المعلمون إلّا سياراتهم».

في الاستثناء المنقطع ينتفي وجود علاقة البعضيّة فقط بين ركني الاستثناء وأداته تكون بمعنى «لكن» التي تفيد الاستدراك والابتداء معا دون أن تنقطع الصّلة المعنويّة بين المستثنى والمستثنى منه.

ويسمّى أيضا : الاستثناء المنفصل.

الاستثناء الموجب

اصطلاحا : هو الذي لا يحتوي نفيا ولا شبهه.

استحال

اصطلاحا : فعل ماض ناقص بمعنى : «صار» تعمل عمل «كان» ، مثل : «استحال الثّلج ماء».

الاستحسان

لغة : مصدر استحسن الشيء : وجده حسنا.

واصطلاحا : هو ترك القياس والرّجوع إلى ما هو أقرب إلى السّماع مثل : استنوق الجمل والقياس : استناق. ومثل : استصوب الكلام والقياس : استصاب.

الاستحقاق

لغة : مصدر استحقّ : استوجب ، واصطلاحا من معاني «اللّام» ، مثل : «العقوبة للمذنب» و «الجنّة للمتّقين» ، «إنّ جهنّم مثوى للكافرين» وكقوله تعالى : (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ)(١).

الاستخبار

لغة : مصدر استخبر : سأل عن حقيقة الخبر.

اصطلاحا : الاستفهام.

الاستخفاف

لغة : مصدر استخفّ الشيء : استجهله.

استهان به.

اصطلاحا : التخلّص أو التّخفّف من كلّ ما يتطلّب جهدا عضليّا ، كقوله تعالى في قراءة من

__________________

(١) من الآية ٦٠ من سورة الزّمر.


قرأ : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها)(١) بتسكين «الرّاء» في «يأمركم» للتّخفّف من ثلاث ضمّات متتاليات.

استدراج العلّة

اصطلاحا : هو حذف «الواو» من المضارع ، الواقعة بين حرف المضارعة الألف أو النون أو التاء ، والعين المكسورة حملا على حذفها بعد «الياء» في المضارع المكسور العين ، مثل : «وعد» «يعد» والقياس : «يوعد» و «نعد» والقياس «نوعد» و «أعد» ، «أوعد».

الاستدراك

لغة : مصدر استدرك الشيء بالشّيء : تداركه به.

واصطلاحا : استدراك أمر تريد رفع التّوهّم عنه وألفاظه : «لكن» و «لكنّ» و «على» أو أحد أدوات الاستثناء ممّا يوفي بالمراد ، أو هو نسبة أمر بعد حرف الاستدراك مخالف لما قبله ، مثل : «سمير مجتهد لكنّه ثرثار».

الفرق بين الاستدراك والإضراب : الاستدراك هو ترك ما قبل «بل» على وضعه وإثبات ضده لما بعدها ، أمّا الإضراب ، فهو إبطال ما قبل «بل» وإثبات ما بعدها.

واصطلاحا أيضا : الاستدراك هو من معاني «لكن» «لكنّ» «بل» ، «على». كقوله تعالى : (وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً)(٢) ومثل : «وافقت على الذهاب إلى الرحلة لكنّني غير مقتنع بذلك» ومثل : «ظننت الطقس باردا على أنه ليس كذلك».

الاستدلال

لغة : مصدر استدلّ على الشيء : طلب أن يرشد إليه.

واصطلاحا : إثبات قاعدة نحويّة بما ليس نصا ولا إجماعا.

سبله : يكون الاستدلال بإحدى الوسائط التّالية : القياس. استصحاب الحال. الاستقراء.

الاستحسان. عدم النّظير. عدم الدّليل. العكس.

بيان العلّة. الأصول. الدليل الباقي.

ملاحظة : قد يشمل الاستدلال من بين وسائطه : السّماع. والإجماع.

الاستشهاد

لغة : مصدر استشهد بالمثل : اتخذه شاهدا واحتجّ به.

واصطلاحا : اعتماد السّماع في الاحتجاج ، كقول الشاعر :

أفاطم مهلا بعض هذا التدلّل

وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

حيث رخّم المنادى «أفاطمة» بحذف «التّاء» من آخره وإبقاء فتحة الحرف الذي قبل «التاء» على حركته. وهذا جائز. ويجوز أيضا اعتبار الحرف الأخير بعد حذف «التّاء» هو الذي تظهر

__________________

(١) من الآية ٥٨ من سورة النساء.

(٢) من الآيتين ١٦١ و ١٦٢ من سورة النساء.


عليه علامة بناء المنادى ، فتقول : يا فاطم.

ومثل :

رأيت بني غبراء لا ينكرونني

ولا أهل هذاك الطّراف الممدّة

حيث ظهر أن اسم الإشارة الذي دخلت عليه «هاء» التّنبيه يجوز فيه أن تحذف منه «لام» البعد.

الاستصحاب

لغة : مصدر استصحب : طلب الصّحبة ، لازم.

واصطلاحا : هو إبقاء الحكم في الأسماء والأفعال والحروف على ما تستحقها حتى يقوم دليل يخالفه. كبقاء المبتدأ مرفوعا حتى يقوم دليل على أنه مجرور وبقاء الفاعل مرفوعا ما لم يقم دليل على أنّه مجرور ، وبقاء الإعراب في الأسماء حتى يقوم دليل على بنائها ، وبقاء البناء في الأفعال حتى يقوم دليل على إعرابها وكاعتبار الفعلين الجامدين «نعم» و «بئس» فعلين لا اسمين بدليل أنّهما مبنيّان على الفتح ولو كانا اسمين لما كان لبنائهما سبب.

ومن ذلك أيضا أنّ الأصل في الحروف عدم الزّيادة حتى يقوم دليل.

ومن ذلك أيضا أنّ «هذا» لا تكون بمعنى اسم الموصول «الذي» ولا اعتبار «الذي» مكان «هذا» فينبغي ألّا تحمل عليها ، لذلك رفض البصريّون ما قاله الكوفيّون في شأن «هذا» إنها بمعنى «الذي» تمسّكا بالأصل واستصحاب الحال ويسمّى أيضا : استصحاب الحال.

استصحاب الحال

اصطلاحا : الاستصحاب.

الاستطالة

لغة : مصدر استطال : طال : جعله طويلا.

واصطلاحا : امتداد الصّوت بالضّاد من أوّل حافّة اللسان إلى آخرها.

الاستعانة

لغة : مصدر استعان : طلب العون.

واصطلاحا : هي من معاني حروف الجرّ التّالية :«الباء» مثل «قطعت الخبز بالسّكين» و «من» مثل : «ينظر المرء إلى صديقه من عين مليئة بالمحبّة» و «عن» ، مثل : «رميت عن القوس» و «على» ، مثل : كتبت لرفيقي أستعينه على قضاء حاجتي.

الاستعلاء

لغة : مصدرا استعلى القمر : علا ، ارتفع.

واصطلاحا : هو وقوع شيء ما فوق آخر وقوعا حسّيّا أو معنويّا ، وهو أحد معاني حروف الجرّ التّالية : «الباء» كقوله تعالى : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ)(١) و «اللّام» كقوله تعالى : (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ)(٢) و «من» ، كقوله تعالى : (وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ) كفروا (بِآياتِنا)(٣) و «على» كقوله تعالى : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ)(٤) و «عن» كقوله تعالى : (وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ)(٥) و «في» ، كقوله تعالى : (لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ

__________________

(١) من الآية ٧٥ من سورة آل عمران.

(٢) من الآية ١٠٩ من سورة الإسراء.

(٣) من الآية ٧٧ من سورة الأنبياء.

(٤) من الآية ٢٩ من سورة النور.

(٥) من الآية ٣٨ من سورة محمد.


النَّخْلِ)(١) و «الكاف» ، مثل : «كن كما أنت».

واصطلاحا أيضا : هو خروج صوت الحرف من أعلى الفم وحروفه «خ» ، «ص» ، «ض» ، «ط» ، «ظ» ، «غ» ، «ق».

الاستغاثة

لغة : مصدر استغاث : طلب الغوث.

اصطلاحا : هي نداء لطلب العون والمساعدة على الشّدّة قبل وقوعها ، مثل : «يا للمنقذ للغريق».

أسلوبها : يتطلّب أسلوب الاستغاثة حرف نداء هو «يا» وبعده يأتي المستغاث به على الأكثر أي : الذي يطلب منه العون وبعده المستغاث له الذي يطلب له العون ، مثل : «يا للمحسن للفقير».

والمستغاث له يكون مقرونا بلام مكسورة والمستغاث بلام مفتوحة.

أحكام الاستغاثة : للاستغاثة أحكام تتعلّق بالمستغاث له وبالمستغاث به وهي :

١ ـ يأتي المستغاث به بعد «يا» مقرونا بـ «لام» الجرّ مبنيّة على الفتح ، ويكون معربا منصوبا بفعل محذوف ، ولا بدّ من وجود هذه «اللّام» ، غير أنه قد يستغنى عنها ، وعند ما تذكر قبل المستغاث به يجب أن تكون مبنيّة على الفتح إلا إذا كان المستغاث به هو ضمير المتكلّم ، مثل : يا لي للفقير ، أو مستغاث به غير أصيل وهو الاسم غير المسبوق بـ «يا» ومعطوفا على مستغاث به آخر فيبنى «لام» الجرّ على الكسر ، مثل : «يا للمحسن وللكريم للضعفاء». أمّا إذا ذكرت «اللّام» مع الاسم المعطوف مسبوقا بـ «يا» فيجب فتح «اللام» ، مثل : «يا للمحسن ويا للكريم للضّعفاء» وإذا وصف الاسم المستغاث به يجوز في النّعت النّصب مراعاة للمحلّ ، أو الجرّ مراعاة للّفظ ، كقول الشاعر :

تكنّفني الوشاة فأزعجوني

فيا للنّاس للواشي المطاع

الاستغراق

لغة : مصدر استغرق الشيء : أحاط به.

واصطلاحا : استيعاب المعنى على جهة الشّمول ، مثل : «لا كسول محسود».

أنواعه : الاستغراق الجنسيّ. الاستغراق الفرديّ. الاستغراق العرفيّ. الاستغراق الزّمنيّ.

وحرف الاستغراق هو «أل» ، مثل : «الكتاب مفيد» أي : كل كتاب هو مفيد.

الاستغراق الجنسيّ

اصطلاحا : هو الذي يشمل الجنس عامّة ، مثل : «لا كسول محبوب».

الاستغراق الزّمنيّ

اصطلاحا : يكون باستغراق المعنى في الزّمن الماضي وحروفه : «لمّا» ؛ مثل : «أدّبت المذنب ولمّا أشفق» وظرف الزّمان «قطّ» الواقع بعد النّفي أو الاستفهام ، مثل : «ما شربت دواء قطّ».

وقد يكون باستغراق المعنى في الزّمن المستقبل وذلك يكون بظرفي الزّمان «عوض» و «أبدا» ، مثل : «لا أكلّمه عوض» ، أو «لا أكلّمه عوض العائضين» ومثل : «لا أطلب مساعدته أبدا».

الاستغراق العرفيّ

اصطلاحا : يكون بالاستغراق على وجه العرف

__________________

(١) من الآية ٧١ من سورة طه.


والإحاطة والشّمول ، مثل : «سجن الحاكم اللّصوص». في حكم العرف : «سجن اللّصوص».

لكن لا يعقل أنّه سجنهم كلّهم بدون استثناء.

الاستغراق الفرديّ

اصطلاحا : هو الذي يتناول فردا واحدا من أفرد الجنس ، مثل : «لا رجل في الدّار». والمعنى أنه لا يوجد رجل واحد في الدّار ويحتمل أن يوجد رجلان. ويجوز أن يكون هذا الاستغراق على سبيل نفي وجود رجل أو رجال أو جنس الرّجال في الدّار فيكون الاستغراق عندئذ جنسيّا لا فرديّا.

الاستفال

لغة : مصدر استفل : ضد ارتفع. أي : انخفض.

واصطلاحا : خروج صوت الحرف من أسفل الفم وحروفه : «أ» ، «ب» ، «ت» ، «ث» ، «ج» ، «ح» ، «د» ، «ذ» ، «ر» ، «ز» ، «س» ، «ش» ، «ع» ، «ف» ، «ك» ، «ل» ، «م» ، «ن» ، «ه» ، «و» ، «ي».

الاستفتاح

لغة : مصدر استفتح : ابتدأ. استفتح الباب :طلب فتحه.

واصطلاحا : الابتداء بالكلام من جديد كقول الشاعر :

ألا لا يجهلن أحد علينا

فنجهل فوق جهل الجاهلينا

وللاستفتاح حرفان هما : «ألا» و «أما». كقول الشّاعر :

ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل

عفاف وإقدام وحزم ونائل

ومثل :

أراك عصيّ الدّمع شيمتك الصّبر

أما للهوى نهي عليك ولا أمر

والاستفتاح هو خروج النّفس لانفراج ظهر اللّسان عند النّطق بالحرف. وحروفه هي : «أ» ، «ب» ، «ت» ، «ث» ، «ج» ، «ح» ، «خ» ، «د» ، «ذ» ، «ر» ، «ز» ، «س» ، «ش» ، «ع» ، «غ» ، «ف» ، «ق» ، «ك» ، «ل» ، «م» ، «ن» ، «ه» ، «و» ، «ي» ، «ا».

ويسمّى : أيضا : الانفتاح.

الاستفهام

لغة : مصدر استفهم : استوضح.

اصطلاحا : هو طلب الفهم عن حقيقة الشّيء أو اسمه ، أو عدده ، أو صفة من صفاته ، مثل : «ماذا فعلت؟» و «أين كنت؟» و «أأكلت طعامك؟» و «هل حصدت القمح».

أدواته : ١ ـ حروف الاستفهام : المشهوران منها حرفان هما : الهمزة وهل ويتبعهما «أم» المنفصلة أو المنقطعة. و «لعلّ» عند من يرى أنها للاستفهام ، كقوله تعالى : (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى)(١) وكقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(٢).

٢ ـ أسماء الاستفهام هي : «ما» ، «من» ، «أي» ، «كيف» ، «أين» ، «أيّان» ، «أنّى» ، «متى».

ملاحظة : جميع أدوات الاستفهام تفيد التّصوّر أي : طلب إدراك المفرد ، مثل : «كيف نتيجتك» تجيب : حسنة. فالاستفهام عن المفرد وهو

__________________

(١) من الآية ٣ من سورة عبس.

(٢) من الآية ١٠ من سورة يس.


النتيجة ، أمّا «هل» فهي لطلب التّصديق فقط ، أي : طلب إدراك النّسبة فتقول : «هل نجح أخوك؟» فتفيد النّجاح المنسوب إلى أخيك لا الاستفهام عن أخيك وحده. والهمزة وحدها تشترك بين التّصديق والتّصور.

ركنا الاستفهام : للاستفهام ركنان : المستفهم عنه والمستفهم به أي : أداة الاستفهام. أسماؤه الأخرى : الاستخبار. الاستثبات. السّؤال.

أقسامه ١ ـ باعتبار الأداة : الاستفهام اللّفظيّ الاستفهام المقدّر.

٢ ـ باعتبار معانيه وأغراضه : الاستفهام التّقريريّ ، الاستفهام الإنكاريّ ، الاستفهام التّوبيخيّ.

أغراضه : للاستفهام أغراض عدة منها : التّعجّب ، التّهكّم ، التّحقير ، النّهي.

الاستفهام الإبطاليّ

اصطلاحا : الاستفهام الإنكاريّ.

الاستفهام الإنكاريّ

اصطلاحا : هو الذي يستفهم به عن شيء غير واقع ، ولا يمكن أن يقع ومدّعيه كاذب ويتضمّن معنى النّفي ، كقوله تعالى : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلاً)(١). ويسمّى أيضا : الاستفهام الإبطاليّ ، الإنكار الإبطاليّ.

الاستفهام التّقريري

اصطلاحا : هو الذي يستفهم به عن الأمر المعلوم للمتكلّم وتقريره في نفس السّامع ، أي : طلب الموافقة على وقوعه والاعتراف به ، كقوله تعالى : (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى)(٢) المعنى : إنه يعلم علم اليقين أن الله يرى ...

الاستفهام التّوبيخيّ

اصطلاحا : هو الّذي يستفهم به عن شيء حاصل ومدّعيه صادق في الاستفهام عن أمر موجود دميم ، وفاعله يستحقّ التّوبيخ ، كقوله تعالى : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ)(٣).

ويسمّى أيضا : الإنكار التّوبيخي.

الاستفهام الحقيقيّ

اصطلاحا : طلب الاستفهام عن شيء مجهول لدى المتكلّم ، كقوله تعالى : (أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طاغُونَ)(٤).

الاستفهام اللّفظيّ

اصطلاحا : هو الاستفهام عن أمر ما بواسطة أحد أدوات الاستفهام ، مثل : «هل سمعت الخبر السعيد؟» «أين أنت؟» «ماذا فعلت؟».

الاستفهام لمقدّر

اصطلاحا : هو الاستفهام بدون أداة ، بل بواسطة نبرة الصّوت ، وتحويل اللهجة مثل : «قدم أخوك من السفر؟» ، «عاد سمير؟» ، «نجح الولد؟».

الاستقبال

لغة : مصدر استقبل الشيء : لقيه بوجهه ، استقبل الرّجل : واجهه. واصطلاحا : هو ما يدلّ

__________________

(١) من الآية ١٢٢ من سورة النساء.

(٢) من الآية ١٤ من سورة العلق.

(٣) من الآية ٤٤ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ٣٢ من سورة الطّور.


على الوقت الذي يأتي بعد الذي نحن فيه.

حروفه : ١ ـ «السّين» ، كقوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى)(١).

٢ ـ «سوف» كقوله تعالى : (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ)(٢).

٣ ـ لام الأمر : كقوله تعالى : (وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ)(٣).

٤ ـ «لا» الناهية ، كقوله تعالى : (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ)(٤).

٥ ـ إن «الشّرطية» ، كقوله تعالى : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ)(٥).

٦ ـ «إذ ما» ، مثل : «إذ ما تتعلّم تتقدّم».

٧ ـ حروف النّصب. مثل : «لن» كقوله تعالى : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ)(٦) «وأن» ، كقوله تعالى : (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ)(٧) «وكي» ، كقوله تعالى : (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً)(٨) و «إذن» ، كقوله تعالى : (لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً»)(٩).

الاستقراء

لغة : مصدر استقرأ الأمر : طلب قراءته لمعرفة أحواله.

اصطلاحا : معرفة الشّيء بجميع أفراده وجزئيّاته ، مثل : «الدهر يومان : يوم لك ويوم عليك» ومثل : «للفعل ثلاثة أزمنة : ماضية ، ومضارعة ، وصيغة الأمر».

الاستمرار التّجدّديّ

اصطلاحا : الاستمرار المتجدّد ، أي : أن الأمر يحدث ثم ينقطع ثم يعود ثمّ ينقطع ، كقوله تعالى : (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً)(١٠).

الاستمرار الدّواميّ

اصطلاحا : ملازمة الصّفة المشبهة وأفعل التفضيل لصاحبهما في الأزمنة الثّلاثة بدون انقطاع ، كقوله تعالى : (رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(١١).

ومثل : «طويل القامة» ، «مرتفع الصّوت» ، «أطول الأولاد» ، «أرجح العقل» ، ويسمى أيضا : «الدوام المتّصل» ، «الثبوت».

الاستمرار المتجدّد

اصطلاحا : هو من شروط عمل اسمي الفاعل والصّفة المشبّهة اللذين يفيدان أنّ الأمر يحدث ثم ينقطع ثم يعود ثم ينقطع ، كقوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ)(١٢) فاسم الفاعل «فاطر» و «جاعل» يشمل الماضي والحاضر والمستقبل وهذا الدّوام يتخلّله انقطاع يزول ثم يعود وكقوله تعالى :

__________________

(١) من الآية ٢٠ من سورة المزّمّل.

(٢) من الآية ١٣٥ من سورة الأنعام.

(٣) من الآية ١١٣ من سورة الأنعام.

(٤) من الآية ١٢١ من سورة الأنعام.

(٥) من الآية ١٧٦ من سورة النساء.

(٦) من الآية ٣ من سورة القيامة.

(٧) من الآية ١١٢ من سورة المائدة.

(٨) من الآية ٣٣ من سورة طه.

(٩) من الآية ١٤ من سورة الكهف.

(١٠) من الآية ٩٦ من سورة الأنعام.

(١١) من الآية ١٢٧ من سورة البقرة.

(١٢) من الآية ١ من سورة فاطر.


(وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ)(١) فالليل والنهّار دائما الاختلاف ولكن هذا الدّوام يتخلّله انقطاع ، فمتى يأتي الليل يتوقف النّهار ثم يأتي النّهار فيتوقّف الليل. ويسمّى أيضا : الاستمرار التّجدديّ.

استنجده يوم صال زطّ

اصطلاحا : جملة تجمع الحروف التي يحدث فيها الإبدال الصّرفيّ.

الاستنطاء

اصطلاحا : هو قلب عين «أعطى» نونا في لغة بني سعد بن بكر وهذيل والأزد وقيس والأنصار فيقولون : أنطى أي : أعطى وعلى لغتهم قرىء قوله تعالى : إنا انطيناك الكوثر (٢) ومنها قول الشاعر :

جيادك في القيظ في نعمة

تصان الجلال وتنطى الشعيرا

أي : وتعطى الشعيرا.

الاستواء

لغة : مصدر استوى الأمران أي : تساويا في المقدار.

اصطلاحا : هو تساوي احتمالين أو أكثر كالمذكّر والمؤنث المتساويين في قولك «امرأة جريح» و «رجل جريح» وتساوي الرّفع والنّصب في نعت المنادى المبنيّ ، مثل :

عبّاس يا الملك المتوّج والذي

عرفت له بيت العلا عدنان

حيث يصحّ في النّعت «المتوّج» الرّفع على اللّفظ ، والنّصب على المحل ، وكالتّساوي في الرّفع والنّصب والبناء في نعت اسم «لا» النّافية للجنس المبنيّ ، مثل : «لا نفس طيّبة لدى المجرم». «نفس» اسم لا مبنيّ على الفتح ، ومحلّه الأصليّ الرّفع على الابتداء «طيبة» يجوز فيها النّصب على اللّفظ والرّفع على المحلّ والبناء على اعتبار الصّفة مع موصوفها مركّبة تركيبا مزجيا فيبنى الجزآن على الفتح.

الاستيتاء

لغة : مصدر استأتى : طلب الإتيان.

واصطلاحا : الإغراء. أي : ترغيب المخاطب في أمر محبوب ليفعله ، مثل : «الصلاة والصّوم».

أي : الزم الصّلاة.

الإسقاط

لغة : مصدر أسقط : أوقع ، أنقص ، حقّر.

اصطلاحا : حذف حرف من الكلمة لعلّة حرفيّة أو نحويّة ، مثل : «يعلم» الأصل «يؤعلم» حذفت الهمزة بعد حرف المضارعة ، ومثل : «يعد» أصلها يوعد.

الإسقاط «البدئيّ»

اصطلاحا : حذف حرف أو جزء من الكلمة لعلّة حرفيّة أو نحويّة ، مثل : «يثق» الأصل «يوثق» ومثل «ثق» الأصل «أوثق» لأن الماضي وثق.

إسقاط الخافض

اصطلاحا : نزع الخافض ، أي حذف حرف الجرّ ونصب الاسم بعد هذا الحذف ، مثل :

تمرّون الدّيار ولم تعوجوا

كلامكم عليّ إذا حرام

__________________

(١) من الآية ٥ من سورة الجاثية.

(٢) من الآية ١ من سورة الكوثر.


والأصل تمرون بالدّيار «الديار» اسم منصوب على نزع الخافض.

الإسكان

لغة : مصدر أسكن المتحرّك : حذف حركته.

اصطلاحا : الوقف. كقول الشاعر :

أقلّي اللّوم عاذل والعتابا

وقولي إن أصبت لقد أصابا

والسّكون ، مثل : «هذا خالد» ، وكقوله تعالى : (عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ)(١) والتّسكين ، أي :جعل المتحرّك ساكنا.

أسلمني إيّاه

اصطلاحا : سألتمونيها.

الأسليّة

هي الحروف التي تخرج من طرف اللّسان الذي يسمّى الأسلة ، لذلك سمّاها الخليل بهذا الاسم ، وهي ثلاثة : «الصّاد» ، و «السّين» ، و «الزّاي».

الاسم

لغة : سمة الشيء : علامته ، وتشمل الكلمات الثلاثة.

اصطلاحا : هو ما دلّ على معنى في ذاته غير مقترن بالزّمن الماضي أو المضارع ، أو الأمر ، مثل : «بيت» ، «شجرة» ، «كلب» ، «ولد» ، «صدق» ، «وفاء» ، «سليم» ...

علاماته : ١ ـ الجرّ بحرف الجرّ ، كقوله تعالى : (إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ)(٢).

٢ ـ التّنوين ، كقوله تعالى : (ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ)(٣).

٣ ـ النّداء ، كقوله تعالى : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ)(٤).

٤ ـ التّعريف بـ «أل» ، كقوله تعالى : (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ)(٥).

٥ ـ الإسناد ، كقوله تعالى : (إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ)(٦).

٦ ـ الإضافة ، كقوله تعالى : (وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ)(٧).

٧ ـ عود الضّمير ، كقوله تعالى : (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ)(٨).

٨ ـ الجمع ، كقوله تعالى : (عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ)(٩).

٩ ـ التّصغير ، مثل : «نبتت شجيرة في بستاننا».

١٠ ـ البدل ، مثل : كقوله تعالى : (وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ)(١٠)

١١ ـ الوزن : مثل «مفاتيح» على وزن مفاعيل ، «مساجد» على وزن «مفاعل».

١٢ ـ المعنى أي : ما يدلّ عليه اللفظ ، مثل :

__________________

(١) من الآية ٥ من سورة العلق.

(٢) من الآية ٤٦ من سورة سبأ.

(٣) من الآية ٤٦ من سورة سبأ.

(٤) من الآية ١٢ من سورة مريم.

(٥) من الآية ٤ من سورة فاطر.

(٦) من الآية ٤ من سورة الصّافّات.

(٧) من الآية ٢٠ من سورة الصّافّات.

(٨) من الآية ٢١ من سورة الصّافّات.

(٩) من الآية ٣٣ من سورة الصّافّات.

(١٠) من الآيتين ٨ و ٩ من سورة المطفّفين.


«قلم» ، «بيت» ، «شجاعة» كقول الشاعر :

الحمد لله العليّ الأجلل

الواسع الفضل الوهوب المجزل

ويسمى أيضا : المصدر ، المصدر الصناعي ، الفاعل ، الاسم الموصوف ، اسم المصدر ، اسم الفاعل ، الضّمير.

أقسامه باعتبار صيغته : تقسم الأسماء إلى نوعين جامد ومشتق.

فالجامد هو الذي لم يؤخذ من غيره ، أي : أنه وضع على صورته الحاليّة وليس له أصل يرجع إليه ، مثل : «شجرة» ، «كتاب» ، «طاولة» ، «كلب» ... ومثل : «ذكاء» ، «صدق» ... وهو قسمان : «اسم ذات» أي : الاسم الذي يدلّ على شيء مجسم محسوس ، مثل : «كتاب» «نمر» ، «كرسي» ، «رجل» ... فكلّ من هذه الكلمات لها كيان يدخل في دائرة الحسّ ؛ واسم معنى ، وهو الذّي يدل على شيء معنويّ لا يدركه الحسّ ويدخل في دائرة الإدراك العقليّ ، مثل :«الصدق» ، «الوفاء» ، «الخوف» ، «الفهم» ، «الذّكاء» ... والمشتق هو ما أخذ من غيره وله أصل يرجع إليه ، ولا بدّ في الاسم المشتق أن يقارب لفظه ما هو أصله في المعنى ويشاركه في الحروف الأصليّة ، ويدلّ على ذات ، مثل : «كاتب» ، «مكتوب» ، «مرسل» ، «ذاهب» ، «مثقف» ، «جاهل» ، «راوي» ...

أصل المشتقات : يعتبر البصريّون أنّ المصدر هو أصل المشتقات كلّها بينما يرى الكوفيّون أن الفعل هو أصل المشتقّات وفي هذا الرأي نظر ، لأن الفعل مقدّم على المصدر في الكلام ، فتقول : «قام» ، «قياما» ، «وإقامة» ، و «ذهب» «ذهابا» ، وهو «ذاهب» ، و «العمل متروك» ، و «الوجه جميل» و «مشرق» و «حسن» ...

أنواع المشتقات : المشتقات الأصليّة سبعة أنواع هي : اسم الفاعل ، مثل : «كاتب» ، «سارق» واسم مفعول ، مثل : «مكتوب» ، «مسروق» ، و «الصفة المشبّهة باسم الفاعل» ، مثل :«جميل» ، «مشرق» ، «حسن» ، وأفعل التّفضيل ، مثل : «أحسن» ، «أجمل» ، «ألطف» ، واسم الزّمان ، مثل : «غروب» ، «شروق» ، «صباح» ، ومساء ... واسم المكان ، مثل : «موعد» ، «ملعب» ، «مرمى» ، «مكتب» ، «ملهى» ...

واسم الآلة ، مثل : «مفتاح» ، «مكنسة» «سكين» ، «فأس» ، «سيف» ، «قلم».

والمشتّقات التي تدلّ على ذات ومعنى فهي المشتقات الأصليّة السّبعة المذكورة ، وليس المصدر الميميّ من المشتقات ، مثل : «مطلب» «مجلبة» ، «مضيعة» أما المصدر الصّناعي فهو من الجامد المؤوّل بالمشتق ، وهو اللّفظ الذي زيد في آخره «ياء» مشددة و «تاء التأنيث» ، مثل : «انسان» ، «انسانية» ، «اشتراك» ، «اشتراكية» ، «وطن» «وطنية» ، «وحش» «وحشيّة» ، «التقدّم» «التقدّميّة» وإذا استعمل المشتق علما فقد صفة المشتق وصار بمنزلة الجامد ، وخضع لأحكامه وتكون إضافته إلى ما بعده إضافة محضة.

وقد تدلّ الأسماء الجامدة على الذّات والمعنى فتلحق بالمشتقّ ، ومنها : اسم الإشارة ، مثل :«هذا» ، والاسم الجامد المنسوب ، مثل : لبنانيّ ، والاسم الجامد المصغّر ، مثل : «كتيّب» ، والاسم الموصول المبدوء بـ «أل» ، مثل : «الذي» والتي» وهذه الأسماء قد تكون مشتقة في بعض الحالات أي : حين تكون في موضع لا يصلح فيه إلّا


المشتق ، مثل : هذا رجل لبناني ، فكلمة «لبنانيّ» نعت «رجل» وهي ملحقة بالمشتق وتقدير الكلام :هذا رجل منسوب إلى لبنان.

وتؤخذ المشتقات من اسم المعنى وقد يؤخذ المشتق من اسم الجنس المحسوس فتقول :«قطّنت الأرض» أي : زرعتها قطنا : و «فلفلت الطّعام» أي : وضعت فيه الفلفل ، و «نرجست الدّواء» ، أي : «وضعت النّرجس في الدواء» ، و «عقربت الصّدغ» ، أي «جعلت الشّعر كالعقرب».

تسمية المشتقات : الاشتقاق هو أخذ صيغة من أخرى تتّفق معها مادة ، وأصل ، وهيئة ، وتركيب ، ولكنها تشتمل على زيادة فتختلف عنها في الحروف والهيئة ، والاشتقاق الصّغير هو الذي يشارك اللّفظ أصله في التّركيب والهيئة فالمصدر «الدّرس» لا يدلّ على زمان ولا على حدث بل يدلّ على مطلق الدّرس ويؤخذ منه فعل ماض هو : «درس» بتغيير الحركات فقط دون الحروف أو ترتيبها ويؤخذ المضارع منه أيضا فتقول : «يدرس» ويؤخذ الأمر فتقول : «أدرس» ، واسم الفاعل :«دارس» واسم المفعول «مدروس» وكلها مشتركة في (درس) وهذا ما يسمّى الاشتقاق الصّغير.

والاشتقاق الكبير هو الذي تتّحد فيه الكلمات في الحروف وتختلف في التّرتيب ويعرف باسم القلب. مثل : «طفا فوق الماء» أي : علا عليه ويشتقّ منه «طاف على الما» والمعنى نفسه ، ومثل : «طمس الطّريق» ، أي : خفيف و «طسم» أي : لم يظهر ، والمعنى واحد.

والاشتقاق الأكبر هو الذي تتحد فيه أكثر الحروف مع تناسب في ما عداها ويعرف أيضا باسم الإبدال ، مثل : «نعق الغراب» و «نهق الحمار» ، فالحروف متّحدة ما عدا «العين» فهو قريب من الهاء في النّطق ، والمعنى فيهما متقارب «فالنعق» هو صوت الغراب «والنّهق» هو صوت الحمار ، ومثل : «كدّ» و «كدح» بابدال أحد الدّالين «حاء» والمعنى واحد ، ومثل «رصّ» و «رصف» بإبدال أحد الحرفين من المشدّد «فاء».

وقد يحصل الاشتقاق بدمج كلمتين في كلمة واحدة ، مثل «سبحل» أي : قال سبحان الله ، و «حوقل» أي قال : «لا حول ولا قوة إلّا بالله» و «فذلك» أي قال : «فذلك العدد وصل إلى كذا» و «لاشاه» أي : صيّره لا شيء ، وكقوله تعالى : (إِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) فكلمة «بعثرت» معناها : بعث من فيها وأثير ترابهم وكقول الشاعر امرىء القيس : كجلمود صخر أي : جلد وجمد ، وسبعت الأرض أي : كثرت سباعها.

ويهمّنا في بحث المشتقّات الاشتقاق الصّغير والأسماء العاملة في ما بعدها من جرّائه لأنّه يتأتّى منه عشرة أفعال على أوزان معلومة هي : أفعل مثل : «أجلس» ، وفعّل ، مثل : «جلّس» ، وفاعل ، مثل : «جالس» ، تفعّل ، مثل : «تكرّم» انفعل ، مثل : «انكسر» ، افتعل ، مثل : «اقترب» ، تفاعل ، مثل : «تدارس» ، «افعلّ» ، مثل : «احمرّ» ، استفعل ، مثل : «استخرج» ، وافعوعل ، مثل :«اعشوشب». وتدعى هذه الأوزان مزيدات الفعل الثّلاثي ، كما يتأتّى منه عشرة أسماء هي : فاعل كاسم الفاعل ، مثل : كاتب ، ومفعول كاسم المفعول ، مثل : «مضروب» ، والصّفة المشبّهة ، فعيل ، مثل : جميل ، و «أفعل التّفضيل» ، مثل :«أحسن» ، واسم الزّمان ، «مغرب» ، «مشرق» ، مفعلة ومفعال ، واسم المكان : «ملهى» واسم الآلة ، مثل : «مكنسة» ومصدر المرّة ، مثل :ضربة ومصدر النّوع ، مثل : مشية والمصدر


الأصلي مثل : «درس» ، «ضرب» ، «فتل» ...

أقسام الاسم باعتبار آخره

١ ـ الاسم الصحيح الآخر : هو الذي يكون منتهيا بحرف صحيح أي : ليس بحرف من حروف العلّة وهي : «الألف» ، و «الواو» ، و «الياء» ، ولا بما يشبه الصّحيح أي بالواو أو الياء قبلها ساكن مثل : «دلو» ، «ظبي».

٢ ـ ما يشبه الصّحيح أي : الاسم الذي ينتهي بواو أو بياء قبلها ساكن مثل : دلو ، ظبي.

٣ ـ المعتلّ الذي في آخره حرف علّة يكون : إما مقصورا ، أو ممدودا أو منقوصا ، مثل : فتى ، سماء ، قاضي.

٤ ـ الاسم المقصور : الاسم المقصور هو الذي في آخره ألف لازمة ، مثل : عصا ، فتى. وليس من الضّروري أن تكون ألفه أصليّة بل تكون منقلبة عن «واو» مثل «عصا» بدليل تثنيتها بـ «عصوان». أو «ياء» مثل : «فتى» وتثنيتها «فتيان». أو ألف زائدة ، مثل : «كبرى» ، و «أرطى» ، و «ذفرى» وتكتب ألف المقصور «ياء» إذا كانت ثالثة أصلها «ياء» ، مثل : «هدى» أصلها «ألف» مثل : «عدا» ، «عرا» ، أو رابعة فصاعدا ، مثل : «بشرى» ، «ملتقى» ، «مستشفى» وإذا لحق التّنوين الاسم المقصور تحذف ألفه لفظا وتبقى كتابة ، مثل : جاء فتى ، رأيت هدى. والمقصور قد يكون قياسيا وسماعيا.

أوزانه : ويطّرد المقصور في الأوزان القياسيّة التّالية :

١ ـ مصدر «فعل» اللّازم ، «فرح» «فرحا» ، مثل : «جوي» «جوى» ، «عمي» «عمّى» وأمّا قول الشاعر :

إذا قلت مهلا غارت العين بالبكا

غراء ومدّتها مدامع نهّل

فشاذّ. لأن «غري» وزن «فرح» يجب أن يكون مصدرها «غرى» ، لا «غراء» إلّا إذا كانت على وزن «غاريت غراء» أي : «واليت» وزن : «قاتلت قتالا» فهو قياسيّ. و «غاريت» وزن «فاعلت» من «غريت به».

٢ ـ «فعل» جمع «فعلة» وزن «قربة» «قرب» ، مثل : «فرية» «فرى».

٣ ـ فعل جمع «فعلة» وزن «قربة» «قرب» ، مثل : «عروة» «عرى» ، «حجّة» «حجج».

٤ ـ «فعل» مفردها «فعلة» وزن «ثمر» «ثمرة» ، مثل : «قطاة» «قطا» ، «حصاة» «حصى».

٥ ـ يطّرد في كلّ اسم مفعول زاد على ثلاثة أحرف ، مثل : «معطى» وزن «مكرم» «مستدعى» وزن «مستخرج».

٦ ـ مفعل يدلّ على مصدر أو زمان أو مكان ، مثل :«مرمى» ، «محيا» ، «مجنى».

٧ ـ «مفعل» وزن «مغزل» يدلّ على آلة ، مثل :«مفرى».

٨ ـ وزن أفعل التّفضيل وزن «أبعد» ، مثل :«أقصى» ، أو غيره ، مثل : «أعمى» وأمّا السّماعي فهو الذي لا يدرك قصره إلا بالسّماع فيكون إمّا مقصورا ، مثل : «الفتى» المثنى منه : «الفتيان» ، و «الثّرى» بمعنى «التّراب» ، و «الحجا» بمعنى : العقل ؛ أو ممدودا ، مثل : «الفتاء» بمعنى : حداثة السّن ، و «السّناء» بمعنى : الشّرف ، و «الثّراء» بمعنى : كثرة المال و «الحذاء» بمعنى : النّعل ، و «الرّحى» بمعنى : الطاحون ، مقصور ، و «الهدى» بمعنى : الهداية مقصور.


٥ ـ الاسم الممدود : هو الاسم الذي ينتهي بألف زائدة بعدها همزة ، مثل : «سماء» ، «كساء».

وهذه الألف يحب أن تكون زائدة. فلا نحسب كلمة «ماء» من الممدود لأن ألفها لازمة. أمّا الهمزة فقد تكون أصليّة ، مثل : «قرّاء» أو منقلبة عن «واو» مثل : «سماء» بدليل القول : «سماويّ» أو زائدة للتّأنيث ، مثل : «حمراء» و «حسناء» أو زائدة للإلحاق ، مثل : «حرباء».

وزنه : وقد يكون الممدود قياسيّا أو سماعيا.

فالقياسيّ الذي له مثيل من الصّحيح ، مثل :«ارعوى» «ارعواء» ، وزن «انفعل» «انفعالا» ، «انكشف» «انكشافا». وله أوزان عدّة منها :

١ ـ مصدر «أفعل» من «فعل» أوله همزة ، مثل : «أعطى» «إعطاء» وزن «أكرم» «إكراما».

٢ ـ وزن «استفعل» «استفعالا». «استعصى» «استعصاء» وزن «استخرج» ، «استخراجا» ، «ارتأى» ، «ارتئاء» ، وزن اكتسب اكتسابا.

٣ ـ وزن «أفعلة» ، مثل : «أسلحة» مفردها :«سلاح» ، مثل : «رداء» «أردية» وقيس على هذا الوزن ما كان مقصورا مثل : «رحى» وقفى «أرحية» و «أقفية» ، وأمّا مثل :

في ليلة من جمادى ذات أندية

لا يبصر الكلب في ظلمائها الطّنبا

فقد جمع «أندية» ، ومفردها «ندى» مقصور ، شذوذا والقياس : أنداء.

٤ ـ فعل ويكون مصدره دالّا على صوت ، مثل : «رغاء» و «ثغاء» ، أو على «داء» ، مثل :«مشاء» ووزنه «دوار» ، و «زكام».

٥ ـ «فاعل» مصدره «فعال» مثل : «ضارب» «ضراب» ، مثل : «نادى» «نداء».

٦ ـ المصدر «تفعال» أو «تفعال» وزن «تعداد» و «تذكار» ، مثل : «تعداء» و «تمشاء».

٧ ـ صفة مبالغة على وزن «فعّال» أو «مفعال» وزن : «خبّاز» أو «مهذار» ، مثل : «شمّاء» و «معطاء».

٨ ـ وزن أفعل مؤنثه فعلاء لغير التّفضيل مثل :«أعرج» «عرجاء».

ومن الممدود ما هو سماعيّ لا يدرك إلا بالسّماع ، مثل : «الفناء» ، «الثّراء» ويجوز قصر الممدود للضّرورة الشعرية ، كقول الشاعر :

لا بدّ من صنعا وإن طال السّفر

ولو تحنّى كلّ عود ودبر

حيث قصر «صنعا» للضّرورة الشّعريّة والأصل : «صنعاء» ، وكقول الشاعر :

فهم مثل النّاس الذي يعرفونه

وأهل الوفا من حادث وقديم

حيث قصر «الوفا» للضّرورة الشّعرية والأصل «الوفاء».

وقد يكون المقصور ممدودا للضّرورة الشعرية ولكنّه قبيح ، كقول الشاعر :

يا لك من تمر ومن شيشاء

ينشب في المسعل واللهاء

حيث مدّ «اللهاء» للضّرورة الشّعريّة والأصل :«اللها» ، وكقول الشاعر :

سيغنيني الذي أغناك عني

فلا فقر يدوم ولا غناء

حيث مدّ «غناء» للضّرورة الشّعريّة والأصل «غنى» وهو مستبعد وقبيح.

٦ ـ الاسم المنقوص : هو الاسم الذي ينتهي


بـ «ياء» ثابتة قبلها كسرة ، مثل : قاضي. والمقصود بالياء الثّابتة التي تكون من أصل الكلمة. لذلك فإن كلمة «قلمي» ليست من المنقوص لأن «الياء» كلمة بأصلها وهي ضمير فليست من أصل الكلمة. وتحذف «ياء» المنقوص الأصلية في الاسم النّكرة غير المضاف ، المرفوع أو المجرور ، مثل : «جاء قاض» و «مررت بقاض» وتثبت هذه «الياء» في حالة النّصب ، مثل : «رأيت قاضي» كما تثبت إذا كان المنقوص معرفة ، مثل : «جاء القاضي» ، «رأيت القاضي» و «مررت بالقاضي» أي : في حالات الإعراب كلّها : رفعا ونصبا وجرّا. وتردّ «ياء» المنقوص في الاسم النّكرة إذا كان مثنى ، مثل : «جاء قاضيان» أو إذا كان مضافا ، مثل : «جاء قاضي المدينة». وكقول الشاعر :

يموت المداوي للنّفوس ولا يرى

لما فيه من داء النّفوس مداويا

حيث ثبتت «ياء» المنقوص «المداوي» لأنه معرفة مقترن بـ «أل». وقد تثبت هذه «الياء» للضّرورة الشّعرية ، كقول الشاعر :

فلو كان عبد الله مولى هجوته

ولكن عبد الله مولى مواليا

حيث أثبت «الياء» في المنقوص «موالي» مع كونه نكرة ومجرور. وهذا شاذّ.

أقسام الاسم من حيث الإعراب :

١ ـ تعريف الإعراب : هو أثر ظاهر أو مقدّر يجلبه العامل على آخر الاسم المتمكّن والفعل المضارع. وآثاره هي : الضّمّة ، والفتحة ، والكسرة الظّاهرة أو المقدّرة والإعراب لغة : هو الإبانة. يقال : أعرب الرّجل عمّا في نفسه ، إذا أبان عنه ، وفي الحديث الشّريف : «البكر تستأمر وإذنها صماتها ، والأيّم تعرب عن نفسها» أي :تبين رضاها بصريح النّطق.

أمّا الحركات التي لا تجلبها العوامل فليست إعرابا ، كقوله تعالى : (فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ)(١) ، وكقوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ) نقلت حركة الهمزة إلى ما قبلها وأسقطت الهمزة ، وكقوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ)(٢) كسرت الدال إتباعا لحركة اللّام.

٢ ـ تعريف البناء : والبناء ضدّ الإعراب هو لزوم آخر الكلمة على حالة واحدة لفظا وتقديرا ، مثل :«جاء سيبويه» وكقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ).

٣ ـ أقسام الاسم : يقسم الاسم من حيث الإعراب إلى نوعين : معرب ، ومبني. فالمعرب هو الأصل ، ويسمّى متمكّنا ؛ والمبنيّ هو الفرع ، ويسمّى غير متمكّن.

كيف يبنى الاسم : يبنى الاسم إذا أشبه الحرف. ويكون الشّبه : وضعيا ، أو معنويّا ، أو استعماليّا. فالشبه الوضعيّ هو الذي يكون فيه الاسم على حرف واحد ، «كالتاء» في «قمت» ، فهي شبيهة بالحرف أي : بحرف الجر «الباء» أو «اللام» أو بواو العطف. أو على حرفين ، مثل «نا» في «ذهبنا». ضمير هو فاعل «ذهب» شبيه بالحرف «قد» و «بل». أمّا الاسم «أب» والاسم «أخ» فهما غير مبنيّان لأنهما غير مرتكزين على حرفين بل على ثلاثة أحرف ، إذ الأصل : أبو ، وأخو ، بدليل القول في تثنيتهما : أبوان ، وأخوان.

__________________

(١) من الآية ٧١ من سورة الإسراء.

(٢) من الآية ١ من سورة الفاتحة.


والشبه المعنويّ ، فهو في الاسم الذي يتضمّن معنى من معاني الحروف سواء أوضع لذلك المعنى حرف ، مثل : «متى» في المثل : «متى تدرس تنجح» فإنّها شبيهة بحرف الشّرط «إن» ، وكما في قوله تعالى : (مَتى نَصْرُ اللهِ)(١) فإنها استفهام. واعربت «أيّ» الشّرطيّة ، في قوله تعالى : (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ)(٢) والاستفهاميّة في قوله تعالى : (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُ)(٣) لضعف الشّبه بما عارضه من ملازمتهما للإضافة الّتي هي من خصائص الأسماء ، أو لو يوضع حرف لذلك المعنى ، مثل : «هنا» هو اسم إشارة للمكان القريب وليس له حرف من معناه ولكنّه من المعاني الّتي من حقّها أن تؤدّى بالحروف فلذلك «هنا» اسم مبنيّ لتضمنه معنى الحرف. أما «هاتان» و «هذان» فإنهما أعربتا ، عند من يعربهما ، مع تضمّنهما معنى الإشارة لأنهما اتّصلنا بما هو من خصائص الأسماء ، أي : بالألف والنون علامتي التّثنية. والشبه الاستعماليّ يكون في لزوم الاسم طريقة من طرائق الحروف فينوب عن الفعل ، ولا يدخل عليه عامل فيؤثر فيه ، مثل :«هيهات» و «بخ» ، و «أوّه» بمعنى «بعد» ، و «استحسن» ، و «أتوجّع» فإنها تنوب عن الفعل ولا يدخل عليها عامل فتتأثّر به ، وبذلك تشبه «ليت» ، و «لعلّ» بمعنى : «أتمنى» وأترجّى ؛ أو لزوم طريقة من طرائق الحروف كأن يفتقر افتقارا متأصّلا إلى جملة مثل : «إذ» و «حيث» والموصولات ، فإذا قلنا : «زرتك إذ» لا يتم المعنى إلّا بدخول جملة «هطل المطر» ومنه أيضا ما لم يشبه الحرف بشيء فهو معرب ، أي : يظهر إعرابه مثل : «هذا رجل» و «رأيت رجلا» و «مررت برجل» أو يقدّر إعرابه ، مثل : «إنّ الغنى منى الفتى» ومثل : «سما» من «الاسم» تقول : «ما سماك» أي : ما اسمك؟ وقول الشاعر :

الله أسماك سما مباركا

آثرك الله به إيثاركا

فإن «سما» هي لغة في الاسم من ثمان عشرة لغة مجموعة في قول الشاعر :

سماء سم واسم سماة كذا سما

وزد سمة واثلث أوائل كلّها

وجمعها شاعر آخر بعشر لغات في قوله :

لغات الاسم قد حواها الحصر

في بيت شعر هو هذا الشّعر

اسم وحذف همزة والقصر

مثلّثات مع سمات عشر

علامات الإعراب : هي أربعة : الرّفع وعلامته الضّمّة ، والنّصب وعلامته الفتحة ، والجرّ وعلامته الكسرة ، والجزم وعلامته السّكون. فمنها ما هو خاص بالفعل ، ومنها ما هو خاص بالاسم ، ومنها ما هو مشترك بين الاسم والفعل. فما هو خاصّ بالاسم هو الجرّ ، مثل : «مررت برجل».

«رجل» : اسم مجرور بـ «الباء» وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره. وما هو خاص بالفعل هو الجزم ، مثل : «لم يقم». «يقم» : فعل مضارع مجزوم بـ «لم» وعلامة جزمه السّكون الظّاهرة على آخره ، وما هو مشترك بين الاسم والفعل هو الرّفع والنّصب ، مثل : «يشرب زيد الدّواء» ومثل : «إنّ زيدا لن يشرب الدّواء».

وقد يكون الاسم مجرورا باللّفظ ، وله محل

__________________

(١) من الآية ٢١ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٢٨ من سورة القصص.

(٣) من الآية ٨١ من سورة الأنعام.


آخر في الإعراب ، ففي قوله تعالى : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ)(١) «دفع» : مبتدأ وهو مضاف. «الله» : اسم الجلالة مضاف إليه مجرور لفظا مرفوع محلّا على أنّه فاعل المصدر ، وخبر المبتدأ محذوف وجوبا بعد «لو لا». وفي قول الشاعر :

فإن يكن النّكاح أحلّ شيء

فإنّ نكاحها مطر حرام

«فالهاء» في نكاحها على تقدير مضاف إليه مفعول به للمصدر ومطر فاعله ، أو أن تكون «الهاء» مضاف إليه فاعل المصدر و «مطرا» مفعوله. أو على تقدير المصدر «نكاح» مضاف إلى «مطر» فتكون «الهاء» إما فاعلا للمصدر أو مفعوله.

أقسامه باعتبار ظهوره : الاسم الظّاهر ، مثل قوله تعالى : (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ)(٢) والاسم المضمر ، كقوله تعالى : (اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ)(٣).

باعتبار الوصف : الاسم الموصوف والاسم الصّفة كقوله تعالى : (لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(٤).

باعتبار الدّلالة : اسم العين كقوله تعالى : (وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ)(٥) واسم المعنى كقوله تعالى : (إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ)(٦).

باعتبار الجنس : الاسم المذكّر ، والاسم المؤنّث كقوله تعالى : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً)(٧).

باعتبار العدد : المفرد ، والمثنّى ، والجمع كقوله تعالى : (وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ)(٨).

باعتبار التّعيين : اسم الجنس واسم العلم :كقوله تعالى : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ)(٩).

باعتبار التنكير والتّعريف : الاسم المعرفة والاسم النّكرة. كقوله تعالى : (لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ)(١٠) وكقوله تعالى : (فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ)(١١).

باعتبار الإفراد والتّركيب : الاسم المفرد والاسم المركّب ، مثل قوله تعالى : (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً)(١٢).

باعتبار التجرّد : الاسم المجرّد ، والاسم المزيد. مثل : قلم ، «لعبة» ومثل : «تسمية».

باعتبار البناء والإعراب : الاسم المبنيّ والاسم المعرب. «جاء سيبويه» و «جاء ولد».

باعتبار الإبهام : الاسم المبهم والاسم غير المبهم ، مثل : «جاء غير سمير» و «جاء سمير».

باعتبار التّصغير : الاسم المصغّر ، الاسم المكبّر. كقوله تعالى : (يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ

__________________

(١) من الآية ٢٥١ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ١ من سورة المنافقون.

(٣) من الآية ١٦ من سورة المجادلة.

(٤) من الآية ١ من سورة التّغابن.

(٥) من الآية ٤ من سورة المنافقون.

(٦) من الآية ٩ من سورة الجمعة.

(٧) من الآية ١١ من سورة الجمعة.

(٨) من الآية ٢٥ من سورة الفتح.

(٩) من الآية ١٢ من سورة مريم.

(١٠) من الآية ٢٧ من سورة الفتح.

(١١) من الآية ٢ من سورة التغابن.

(١٢) من الآية ٤ من سورة يوسف.


عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ)(١).

باعتبار الحذف : الاسم الملغى والاسم المعتبر. مثل : «الرّياضة مفيدة ظننت».

باعتبار الإضافة : الاسم الملازم الإضافة.

الاسم الجائز الإضافة. الاسم الممتنع عن الإضافة كقوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ)(٢) «كل» اسم واجب الإضافة «من» اسم موصول ممتنع عن الإضافة وكقوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ)(٣) «شديد» اسم مضاف. إذ أن أغلب الأسماء المنكرة تجوز إضافتها ومثل (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ)(٤) «أجمعون» اسم ممتنع عن الإضافة.

باعتبار النّسبة : الاسم المنسوب والاسم المنسوب إليه ، مثل : «لبنان وطن عربي الوجه» «عربي» اسم منسوب «العرب» المنسوب إليه. «وهذا رجل لبناني» «لبنانيّ» المنسوب «لبنان» : المنسوب إليه.

اسم الإشارة

تعريفه : اسم الإشارة هو اسم مبهم يعين مدلوله تعيينا مقرونا بإشارة حسّيّة ، والدّلالة والإشارة يقعان في وقت واحد ، لأن اسم الإشارة يدلّ بلفظه المجرّد على مطلق الإشارة من غير دلالة على المشار إليه أهو محسوس أو غير ذلك ، انسان أم غير ذلك ، وإذا أتبع باسم صار مقيّدا بانضمام معنى جديد إليه هو الدّلالة على ذات محسوسة ، مثل : «هذا سمير» والمشار إليه قد يكون حسّيّا ، مثل : «هذا قلم» ، وهذه «شجرة» و «هذا طفل» و «هذه فتاة» أو معنويا ، كأن يحدّث القائل نفسه بأمر فيقول : «هذه مسألة مهمّة» و «هذا رأي سديد».

أقسام اسم الإشارة : تقسم أسماء الإشارة بالنّسبة إلى المشار إلى قسمين : الأوّل ، يجب أن يراعى فيه المشار إليه من ناحية الإفراد والتّثنية والجمع والتّذكير والتّأنيث ، وأنّه عاقل أو غير عاقل ، فمنه ما يشار إليه للمفرد المذكّر عاقلا أو غير عاقل ؛ وهو : «ذا» ، مثل : «ذا عصفور صدّاح» ، «وذا أستاذ ماهر» وسمع عن العرب مما يشار به إلى المفرد المذكر «ذاء» ، بهمزة مكسورة «ذائه» ومضمومة «ذاؤه» و «ألك» للبعيد ، و «أي» بمعنى ذلك ، وهذه الأسماء كلّها متروكة ولا يستعمل منها إلّا «ذا» مبنيّة دائما على السّكون.

وسمع «ذاؤه» في قول الشاعر :

هذاؤه الدّفتر خير دفتر

في يد قرم ماجد مصدّر

حيث وردت هذاؤه بالهمزة المضمومة ، مقرونة بهاء التّنبيه في أوّلها ، وأمّا في مثل :

ولقد سئمت من الحياة وطولها

وسؤال هذا النّاس : كيف لبيد؟

فقد وردت كلمة «هذا» قبل كلمة «النّاس» التي تدل على جمع ، لا على مفرد حقيقة بل حكما ، وهي مبنيّة على السكون ، وكذلك إذا كان المشار إليه مفردا حقيقة ، مثل : «هذا تلميذ مهذّب» فأشارت «هذا» إلى مفرد حقيقة.

ومنه ما يشير للمفرد المؤنث العاقل وغير العاقل ، وهو عشرة ألفاظ : «ذي» «ذه» ، «ذه» مع

__________________

(١) من الآية ٥ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ٢٦ من سورة الرحمن.

(٣) من الآية ٢ من سورة المائدة.

(٤) من الآية ٧٣ من سورة ص.


اختلاس الكسرة ، و «ذه» مع إشباعها ، «ذات» ، «تي» ، «تا» ، و «ته» ، «ته» مع اختلاس الكسرة ، و «ته» مع اشباعها ، مثل : «ذي البنت مجتهدة» «ذي» أشارت إلى المفرد المؤنث العاقل ، «ذي الشّجرة مثمرة» «ذي» أشارت إلى المؤنث غير العاقل «الشّجرة» و «تي الهرّة جميلة».

ومنه ما يشير إلى المثنّى وهو لفظ «هذان» أو «ذان» بدون هاء التّنبيه في حالة الرّفع ، وذين في حالتي النّصب والجرّ أو «هذين» مع هاء التّنبيه ، مثل :«إنّ هذين شاعران» ، و «هذان الولدان نشيطان» و «إنّ هاتين الشجرتين مثمرتان» و «هاتان الشجرتان مثمرتان» ، و «هاتان الهرتان جميلتان» و «إنّ هاتين الهرّتين جميلتان» ، وفي هذه الأمثلة ما يشار به إلى المثنّى المؤنث ، أي : هاتان في حالة الرّفع وهاتين في حالتي النّصب والجرّ أو «تان» و «تين» بدون «هاء» التّنبيه فتقول : «تان الهرتان جميلتان» «إنّ تين الهرّتين جميلتان» ، و «عجبت من جمال تين الهرتين» و «تان الشجرتان عاليتان» ، ومنها ما يشار به الى الجمع مطلقا أي : للعاقل وغير العاقل ، للمؤنث ، والمذكّر ، وهو لفظ «أولاء» أو «هؤلاء» مع «هاء» التّنبيه ، وقد تأتي هذه اللفظة بالألف المقصورة «أولى» كقوله تعالى : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً)(١) ومثل :

ذمّ المنازل بعد منزلة اللّوى

والعيش بعد أولئك الأيام

فقد أشير «بأولئك» في الآية إلى غير العاقل :«السمّع والبصر والفؤاد». وفي الشعر أشير بها إلى «الأيّام» وهي غير عاقل أيضا ، ومثل : «أولئك القوم» ، أشارت «أولئك» إلى «القوم» مذكر عاقل في الجمع وقد اتّصلت بـ «كاف» الخطاب ، ومثل : «أولئك الفتيات» أشارت «أولئك» إلى الجمع المؤنث العاقل واتّصلت بـ «كاف» الخطاب.

أما «أولى» بالألف المقصورة فقد يلحق بها «اللّام» قبل «الكاف» فتصير : «أولالك» ، مثل :

أولالك قومي لم يكونوا أشابة

وهل يعظ الضّلّيل إلا أولالكا

حيث وردت «أولالك» مرّتين بلغة القصر. «فاللّام» للبعد ، و «الكاف» للخطاب.

والقسم الثاني من أسماء الإشارة هو ممّا يجب أن يراعى فيه المشار إليه من ناحية قربه ، أو بعده ، أو توسّطه بين القرب والبعد ، وكل هذا متروك لرأى المتكلّم ، فأسماء الإشارة التي تستعمل في قرب المشار إليه هي كل ما سبق من أسماء الإشارة من غير اختلاف ، ومن غير زيادة في آخرها ، فتقول : «هذه البنت» و «هذا الشاب».

أمّا التي تستعمل في حالة التّوسط بين القرب والبعد فهي بعض أسماء الإشارة السّابقة ويضاف في آخر كل اسم منها «حرف الكاف» الذي يدلّ على التّوسط ، أي : هي أسماء الإشارة التي للمفرد المذكّر ، «ذاك» ، والمثنى المذكر : «ذانك» والجمع «أولئك» ، والمفرد المؤنث «تيك» و «تاك» و «ذيك» ولا تدخل هذه «الكاف» التي تسمّى «كاف» الخطاب على «ذه» و «ذه» مع اختلاس الكسرة و «ته» بالاختلاس ، ولا مع «ذه» ، و «ته» بالإشباع ، ولا مع «ذات» ولا مع «ته» ، فتقول : «تيك البنت المهذبة» ، و «ذانك الشّابّ المهذب».

__________________

(١) من الآية ٣٦ من سورة الإسراء.


أمّا إذا كان الاسم مبدوءا بـ «هاء» التّنبيه فلا تلحقه «الكاف» إذا فصل بينه وبين «الهاء» فاصل كالضّمير ، فتقول : «هأنذا محب للدرس» وإذا لم يفصل بينهما فاصل فيجوز أن تلحق باسم الإشارة المبدوء بـ «هاء» التّنبيه ، «الكاف» ، مثل :«هاذاك» و «هاتيك» ولا تقول : «هأنذاك».

وتلحق هذه «الكاف» أيضا اسم الإشارة الذي يدلّ على المكان القريب ، أي : الظّرف «هنا» ، فيصير «هناك» ، ويدلّ على المكان المتوسّط البعد ، وقد يدخله قبل «الكاف» «لام» البعد فيصير دالّا على المكان البعيد «هنالك» ، مثل :«في افريقيا هنالك الحرارة مرتفعة جدا».

«هنالك» ظرف واسم إشارة مبني على السّكون في محل نصب على الظّرفية ، و «اللام» للبعد ، و «الكاف» للخطاب.

وقد يدخل على «هنا» بعض التّغيير في صيغتها الأصليّة فتدلّ على المكان البعيد ، مثل : «هنّا ، هنّا ، هنّت ، هنّت» هذه لغات ، وكلّها تدلّ على المكان البعيد. وقد تدخل «هاء» التّنبيه ، على «هنا» ، مثل : «ها هنا الوادي» و «هنا» هي ظرف غير متصرّف واسم إشارة معا ، فلا تكون فاعلا ولا مفعولا ... ويصح أن يدخل عليها حرف جر ، أي : تخرج عن الظّرفية إلى ما يشبه الظّرفية ، مثل : «سرت من هنا إلى هنا». والأسماء التي تدلّ على المكان البعيد هي التي تضاف إليها لام «البعد» مع «كاف» الخطاب. وهذه «اللّام» تزاد في بعض الأسماء أي : في آخر اسم الإشارة المفرد المذكر «ذا» فتصير «ذلك» التي تتألف من اسم الإشارة «ذا» و «لام» البعد و «كاف» الخطاب ، كما تدخل على الأسماء التي تدلّ على المفرد المؤنث ، «تا» ، و «تي» و «ذي» فقط ، مثل :«تلك الصّحارى فيها مناجم معدنيّة كثيرة».

وتكسر «اللّام» إن كان قبلها ساكن كالألف المحذوفة إملائيا في «ذا» فتصير «ذلك» و «تالك» وقد تسكن فيحذف ما قبلها مباشرة من ساكن ، أو «الألف» في اسمي الإشارة «تي» و «تا» فتقول :«تلك» و «تلك» وهذه «الكاف» هي حرف للخطاب مبنيّ على الفتح ، ولا يجوز أن تكون ضميرا ، إذ لا يصحّ أن يكون اسم الإشارة مضافا وكان الخطاب مضافا إليه ، واسم الإشارة مبنيّ دائما ، وفي أكثر الأحيان لا يضاف الاسم المبني ، ولكن هذه «الكاف» مع كلمة «هنا» تتصرّف مثل «الكاف» التي تكون ضميرا للخطاب ، فتكون الحرفيّة مبنيّة على الفتح للمخاطب المفرد المذكّر ، وعلى الكسر للمخاطبة : «ذاك» ، «ذاك» وتلحقها علامة التّثنية ، والجمع ونون النّسوة ، مثل : «ذاكما» ، «ذاكم» ، «ذاكنّ» فهذا التصرف ساعد على زيادة الاتضاح ومنع اللّبس.

إعراب اسم الإشارة :

١ ـ إذا كان المشار إليه مفردا مذكّرا عاقلا أو غير عاقل فتدل عليه كلمة «ذا» ، مثل : «ذا ولد مجتهد» «ذا» اسم إشارة مبني على السّكون في محل رفع مبتدأ. وقد تكون في محل نصب كما في قول الشاعر :

أيّها الناس إنّ ذا العصر عصر ال

علم والجدّ في العلا والجهاد

حيث وردت «ذا» في محل نصب اسم «إنّ».

«العصر» تابع لاسم الإشارة أي : يصح أن يكون نعتا ، أو بدلا ، او عطف بيان ، والتّابع يتبع المتبوع وهنا تبعه في حالة النّصب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره ، وتأتي «ذا» في حالة الجر ، مثل :


ولست بإمّعة في الرّجال

أسائل عن ذا ، وذا ، ما الخبر؟

«ذا» اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محلّ جرّ بحرف الجر «عن». و «ذا» الثّانية معطوفة على الأولى.

٢ ـ إذا كان المشار إليه مفردا مؤنّثا عاقلا أو غير عاقل فأداته «ذي» ، مثل : «ذي فتاة مهذبة» «ذي» : اسم إشارة مبني على السّكون في محل رفع مبتدأ.

٣ ـ وإن كان المشار إليه مثنّى للمذكر فاسم الإشارة المناسب هو : «ذان» وإن كان للمؤنث فهو «ثان» فيعرب إعراب المثنى ، ومنهم من يعربه بالألف رفعا و «بالياء» نصبا وجرّا ، ومنهم من يبقيه مبنيّا كما هو في المفرد ، مثل : «ذان الولدان فصيحان» «ذان» : اسم إشارة مرفوع بالألف لأنه مثنى وهو في محل رفع مبتدأ والوجه الإعرابي الآخر : اسم إشارة مبنيّ على الألف لأنه مثنّى وهو في محل رفع مبتدأ ، ومثله «تان» في المثل : «تان الفتاتان مهذّبتان» والرأي السّائد هو أنّ أسماء الإشارة كلّها مبنيّة ما عدا كونها للمثنى فإنّها تعرب إعراب المثنّى ، ومثل : «إن هذين الولدين مهذّبان» «هذين» : اسم إشارة مبنيّ على «الياء» في محل نصب ، أو هو منصوب «بالياء» لأنه اسم «إنّ» ومثل : «سلّمت على هاتين الفتاتين».

«هاتين» اسم إشارة مبنيّ على «الياء» أو منصوب «بالياء» لأنه مثنّى في محل جرّ بحرف الجرّ «على».

٤ ـ وإن كان اسم الإشارة يدلّ على الجمع العاقل ، أو غير العاقل المذكر والمؤنّث فلفظه هو «أولاء» المقصورة والممدودة مبنيّة دائما على الكسر ، مثل : «أولاء الطلاب ناجحون» «أولاء» : اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محل رفع مبتدأ. «الطلاب» نعت ، أو بدل ، أو عطف بيان مرفوع.

ناجحون : خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكّر سالم. ومثل : «كانت أولاء الأبواب مفتحة» «أولاء» : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع اسم «كانت» «الأبواب» بدل ، أو نعت أو عطف بيان مرفوع بالضّمّة ، ومثل : «سلّمت على أولاء الطلاب». «أولاء» : اسم إشارة مبني على الكسر في محل جرّ بحرف الجرّ «على».

٥ ـ وإذا كان المكان هو المشار إليه فلفظة الإشارة تكون : «هنا» التي تدلّ على الإشارة والمكان ، لذلك فهي ظرف واسم إشارة مبنيّة على السّكون في محل نصب على الظرفيّة دائما لأنها ظرف غير متصرّف. أمّا إذا سبقتها إحدى حروف الجرّ فتكون مبنيّة على السّكون في محل جرّ. وقد يكون قبلها «هاء» التّنبيه وحدها أو تكون «الهاء» قبلها ، وبعدها «كاف» الخطاب المبنيّة على الفتح ، وقد تلحقها «اللّام» التي تفيد البعد ، قبل «الكاف» ، فتقول : «هنالك العلم والأدب» ، «هنالك» : ظرف واسم إشارة مبنيّ على السّكون في محل نصب على الظّرفيّة متعلق بخبر مقدّم محذوف تقديره : «موجود» و «اللّام» : للبعد.

و «الكاف» حرف خطاب لا محل له من الإعراب «العلم» : مبتدأ مرفوع بالضّمّة. ومثلها «ثمّ» فهي اسم إشارة للبعيد وظرف مكان معا. وهي ظرف غير متصرّف أيضا مثل : «هنا» وتكون دائما مبنيّة على الفتح في محل نصب ، وقد تلحقها «تاء» التّأنيث فتصير : «ثمّة» فتقول : «ثمّة ميدان العلم» «ثمة» : اسم إشارة للبعيد وظرف مكان مبني على الفتح في محل نصب على الظّرفيّة متعلّق بخبر مقدّم محذوف تقديره موجود. و «التّاء» للتّأنيث.

وقد تكتب «التاء» مفتوحة : «ثمّت». وفي «هنا»


لغات منها ، «هنّا» وفي هاتين اللفظتين قال الشاعر :

وإذا الأمور تشابهت وتعاظمت

فهناك يعترفون أين المفزع

حيث وردت «هناك» ظرف مكان واسم إشارة مبنيّ على السّكون في محل نصب على الظّرفية متعلق بـ «يعترفون» و «الكاف» حرف خطاب لا محل له من الإعراب ، ومثل :

حنّت نوار ولات هنّا حنّت

وبدا الذي كانت نوار أجنّت

أي : ولات وقت حنين. وردت كلمة «هنّا» :بالتّشديد. اسم إشارة وظرف متعلّق بـ «حنّت».

اسم الآلة

تعريفه : هو اسم يؤخذ من الفعل الثّلاثيّ المتصرّف ليدلّ على الآلة التي يحدث بها هذا الفعل ، مثل : «فتح» و «مفتاح» «كنس» و «مكنسة» فكلمة «مفتاح» مأخوذة من الفعل الثّلاثي الصّحيح المتعدّي وتدلّ على الآلة التي يفتح بها الباب وهي تدلّ بنفسها على جملة من الكلمات التي تؤدّي معناها. وكذلك كلمة «مكنسة» تدلّ على الآلة التي يحصل بواسطتها الكنس أي : التّنظيف ومأخوذة من فعل «كنس» الثّلاثي الصّحيح المتعدّي المتصرّف.

صياغته : لاسم الآلة أوزان قياسيّة ثلاثة ، تؤخذ من الفعل الثلاثي المتعدّي المجرّب.

١ ـ مفعل ، مثل : «مبضع» ، «منشر».

٢ ـ مفعلة ، مثل : «مكنسة».

٣ ـ مفعال ، مثل : «مفتاح». وقد تصلح الآلة الواحدة في صياغتها على الأوزان الثلاثة ، مثل :«منشر» ، «منشار» ، «منشرة» ، «مبرد» ، «مبراد» ، «مبردة» ، «مثقب» ، «مثقاب» ، «مثقبة» ، «مسخن» ، «مسخان» ، «مسخنة» ، «مسلك» ، «مسلاك» ، «مسلكة».

وقد وردت أوزان ألحقت بالقياسيّة وهي أربعة : «فعّالة» ، مثل : «ثلّاجة» «كسّارة» ، «خرّاطة» ، «خرّامة» ، و «فعال» ، مثل : «إراث» : ما توقد به النّار «فاعلة» ، مثل : «ساقية» ، «فاعول» ، مثل : «ساطور».

حكم اسم الآلة : اسم الآلة ، كاسمي الزّمان والمكان ، لا يعمل عمل الفعل ، أي : لا يرفع فاعلا ، ولا ينصب مفعولا به.

قد يشترك اسم الآلة في وزن «مفعال» مع صيغة المبالغة إذ أن هذا الوزن صالح لهما.

والضّابط في التّفريق بين معنييهما يكون في القرائن اللّفظيّة أو المعنويّة ، مثل : «قطعت الخشب بمنشار قويّ» فممّا لا شك فيه أن كلمة «منشار» تعني آلة نشر الخشب بالقرائن اللّفظية والمعنويّة. أما إذا قلنا : «النمّام ينقل أخبار الناس فهو منشار لأسرارهم» فكلمة «منشار» هي صيغة مبالغة بالقرائن المعنويّة. ومثل : «وقع المذياع على الأرض فانكسر».

فممّا لا شك فيه أن كلمة «مذياع» تعني الآلة التي نسمع منها الأغاني والأخبار أما إذا قلنا :«تكلم المذياع بأحاديث مسليّة وكان فصيحا في كلامه عذبا في صوته». فكلمة «المذياع» تعني المذيع أي : المتكلّم بواسطة هذه الآلة.

ملاحظات :

١ ـ جاء في الألفاظ اللّغويّة أسماء آلة على غير القياس ، مثل : «منخل» ، «مدقّ» ، «مكحلة» ، «محرضة» ، وهي الأداة التي يوضع فيها الحرض والأشنان كالصّابون. ومثل : مسعط


وهي الأداة التي يسعط بها العليل أي : يوضع بها الدواء في أنفه.

وبما أنّ هذه الألفاظ وردت هكذا مسموعة عن العرب ومخالفة للقياس فمن المستحسن اتّباعها إذ المشهور من المسموع أنه يصير حقيقة عرفيّة.

٢ ـ قد يصاغ اسم الآلة من اللّازم على خلاف القاعدة ، مثل : «مرقاة» من «رقي» و «معراج» من «عرج» و «معزف» من «عزف».

٣ ـ قد يأتي اسم الآلة من الاسم الجامد ، مثل : «محبرة» من «الحبر» ، «ممطر» وهو الثّوب الذي يقينا من المطر ، و «مزود» وهو وعاء يوضع به الزّاد.

٤ ـ قد يأتي اسم الآلة من غير الثّلاثي ، مثل :«مئزر» من الفعل «ائتزر» و «محراك» وهو آلة تحرّك بها النّار أو هو عود لتحريك النّار والفعل «حرّك». و «مملسة» وهي خشبة تسوى بها الأرض والفعل «ملّس».

٥ ـ يؤخذ اسم الآلة من الفعل المعتلّ اللّام أو اللّفيف على وزن «مفعلة» مثل : «مطواة» من «طوى» و «مشواة» من «شوى» و «مكباة» من «كبا» و «ملهاة» من «لها». و «مكواة» من «كوى».

الاسم التّامّ

اصطلاحا : الاسم المحض. الاسم غير المبهم.

اسم التفضيل

تعريفه : اسم التّفضيل هو اسم مشتق على وزن «أفعل» يدلّ على أنّ شيئين اشتركا في معنى ، وزاد أحدهما على الآخر فيه ، مثل :«الطريق إلى القمر أصعب من الطريق إلى مجاهل إفريقيا».

عناصره : لصيغة أفعل التّفضيل عناصر ثلاثة لا بدّ منها وهي : صيغة «أفعل» ، وشيئان يشتركان في معنى خاص ، وزيادة واحد على الثّاني في هذا المعنى.

فالذي زاد على الثّاني ، هو «المفضّل» ، أمّا الثّاني فهو المفضّل عليه ، أو المفضول. وهذه الزّيادة قد تكون أمرا محبوبا أو مكروها. ويدل «أفعل» التفضيل على ما يدل عليه الصّفة المشبّهة أي : على الاستمرار والدّوام ما لم تدلّ قرينة على عدم الاستقرار.

صياغته : يصاغ أفعل التّفضيل من مصدر الفعل المعنيّ بهذا الأمر بشرط أن يكون هذا الفعل ثلاثيّا ، متصرّفا ، تامّا ، معلوما ، مثبتا ، قابلا للتّفضيل والزّيادة في معناه ، ولا تكون الصّفة المشبّهة منه على وزن «أفعل» الذي مؤنّثه فعلاء ويقع ذلك في مثل الأفعال : «سمع» ، «فهم» ، «بعد» ، «بقي» ، «خبث» ، كقول الشاعر :

الخير أبقى وإن طال الزّمان به

والشّرّ أخبث ما أوعيت من زاد

فإن كان الفعل جامدا أو غير قابل للمفاضلة لم يؤخذ منه أفعل التّفضيل مطلقا لأنه لا مصدر له (١) ، مثل الفعل : «مات» ، «فني» ، «عدم» ، أو لأنّه غير قابل للمفاضلة ، وإن كان هنا سبب ثالث فتمتنع صياغة أفعل التّفضيل من مصدره بل تصاغ من مصدر فعل آخر مناسب للمعنى ويأتي بعد صيغة «أفعل» مصدر الفعل غير المستوفي للشّروط منصوبا على التّمييز ، مثل : «أخي أكثر

__________________

(١) الفعل الجامد لا مصدر له والمنفي كالجامد لا يأتي منه أفعل التفضيل لأن المصدر المؤول يكون في حالة النفي معرفة فلا يصح أن يكون تمييزا.


مسايرة من أبيه» ، و «زيد أكثر خجلا من سمير» ، و «الوردة أكثر نضارة» من الزنبقة وأوراقها أكثر اخضرارا من أوراق الليمون». و «زيد أوضح عرجا من سمير». فالأفعال الّتي تدل على لون أو عيب أو حلية لا يصاغ منها أفعل التّفضيل ، وإذا كان العيب معنويا لا حسيّا فيمكن صياغة أفعل ، مثل : «زيد أبله من سمير» و «أهوج منه» و «أرعن منه» و «أحمق منه» (١) ...

ولا يمكن صياغة أفعل التّفضيل من الرّباعي أو الخماسيّ ، مثل : «دحرج» و «استخرج» ولا من فعل جامد ، مثل : «نعم» ، وبئس» ، ولا من فعل ناقص ، مثل : «كان» و «أخواتها» ولا من فعل منفيّ ، مثل : «ما فهم» ، «ما بعد» ولا من فعل مجهول ، مثل : «سمع» «بعد».

اسم التّقريب

اصطلاحا : إعمال اسم الإشارة عمل «كان» وأخواتها ، مثل : «هذا الولد نائما» «هذا» :تقريب. «الولد» : اسم التّقريب. نائما : خبر التّقريب.

الاسم الثّابت

اصطلاحا : الاسم الجامد. مثل : «هذا قلم».

الاسم الثّلاثيّ المجرّد

اصطلاحا : هو الاسم الذي بني على ثلاثة أحرف أصليّة : مثل : «قلم» «بيت» «ولد».

أوزانه : «فعل» ، مثل : «فرس». «فعل» ، مثل : «عضد» ، «فعل» ، مثل : «كبد» «فعل» مثل :«صخر». «فعل» ، مثل : «صرد». «فعل» ، مثل :«عنق». «فعل» ، مثل : «دئل» «فعل» ، مثل :«قفل». «فعل» مثل : «عنب». «فعل» ، مثل :«حبك». «فعل» ، مثل : «إبل» ، «فعل» ، مثل :«علم».

الاسم الجائز الإضافة

اصطلاحا : كلّ الأسماء المنكرة تجوز إضافتها أو قطعها عن الإضافة كقوله تعالى : (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٢).

الاسم الجاري مجرى الصّحيح

اصطلاحا : الاسم الشّبيه بالصّحيح. أي الذي ينتهي بواو أو بياء متحرّكة قبلها ساكن ، مثل قوله تعالى : (وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ فَأَدْلى دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ)(٣).

الاسم الجامد

اصطلاحا : هو الاسم غير المأخوذ من المصدر كقوله تعالى : (يا بُشْرى هذا غُلامٌ)(٤). «غلام» اسم جامد. وكقوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)(٥). «الانسان» اسم جامد ويسمّى أيضا : الاسم المحض. الاسم الصّميم. الجامد. الاسم الثّابت.

الاسم الجامد الملحق بالمشتقّ

اصطلاحا : الملحق بالمشتقّ. أي : الاسم الذي يشبه المشتقّ في دلالته على معناه ، كالنّعت والحال ، مثل : «هرب زيد هرّا» أي جبانا.

اسم الجثّة

اصطلاحا : اسم العين ، أي : الذي يدرك بالعين أو بإحدى الحواس ، مثل قوله تعالى :

__________________

(١) أي : أكثر بلها أو هوجا أو حمقا ...

(٢) من الآية ٤ من سورة الفتح.

(٤ و ٣) من الآية ١٩ من سورة يوسف.

(٤ و ٣) من الآية ١٩ من سورة يوسف.

(٥) من الآية ٣٤ من سورة فاطر.


(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)(١).

اسم الجمع

١ ـ اسم الجمع هو ما دلّ على الواحد مثل :«فلك» بمعنى السفينة ، أو على الكثرة. أو مما له مفرد من لفظه دون معناه أي : إذا عطف عليه مماثلان أو أكثر كان معنى المعطوفات مغايرا لمعنى اللّفظ الدالّ على الكثرة مثل : «هذيل» اسم لقبيلة عربية مفردها «هذليّ» والمعطوفان المثلان : «هذلي» و «هذلي» : «هذليّان» والثّلاثة تخالف معنى «هذيل» التي تعني القبيلة بكاملها ومثلها قبيلة «قرشي» و «قرشيّ» أو يكون له مفرد من معناه دون لفظه مثل : «شعب» ، مفردها «رجل» أو «امرأة» ومثلها : «قوم» ، «فريق» ، «قبيلة». و «إبل» مفردها : «ناقة» أو «جمل».

أو يكون له مفرد من لفظه ومعناه مثل : «ركب» مفردها «راكب» و «صحب» : «صاحب» أو يدلّ باللّفظ الواحد على الوحدة أو على الكثرة كما سبق مثل : كلمة «ولد» التي تدلّ على الواحد وكلمة «ولد» تدلّ على الواحد وعلى الكثرة وكقوله تعالى : (وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ)(٢) الفلك تدلّ على الكثرة أي : السّفن ، وكقوله تعالى : (وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ)(٣) «الفلك» معناه السّفن والفلك تعني السّفينة كما في قوله تعالى : (فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ)(٤) وكقوله تعالى : (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ)(٥) وفيها «الفلك» بمعنى : «السفينة» الواحدة أيضا. ومثله كلمة «الضيف» في قوله تعالى : (هؤُلاءِ ضَيْفِي)(٦) «ضيفي» بمعنى : «ضيوفي» بدليل قوله تعالى السّابق للآية : (فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ)(٧).

اصطلاحا : هو الذي يدلّ على أكثر من اثنين وليس له مفرد من لفظه بل له مفرد من معناه ، مثل : «شعب» مفرده : «رجل» أو «امرأة».

ويسمى أيضا : المجموع.

أقسامه :

١ ـ ما له مفرد من معناه دون لفظه ، مثل :شعب ، قوم ، قبيلة.

٢ ـ ما يدلّ بصيغته على المفرد والجمع ، كقوله تعالى : (وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ)(٨).

٣ ـ ما له مفرد من لفظه دون معناه. أي : ما له مفرد من لفظه ولكن إذا عطف عليه مماثلان أو أكثر كان معنى المعطوفات مخالفا لمعنى اللّفظ الدّال على الكثرة ، مثل : هذيل المفرد هذليّ ومعناه مخالف لمعنى المعطوفات هذليّ وهذليّ وهذليّ ، لأن هذه المعطوفات تعني جماعة من هذيل لا كلّها.

٤ ـ ما له مفرد من لفظه ومعناه ولكنّه ليس على وزن من أوزان جمع التّكسير المعروف ، مثل :«ركب» مفرده «راكب» و «صحب» «صاحب».

وبعض النّحاة يعتبرون وزن «فعل» من صيغ جمع التّكسير. ويسمّى اسم الجمع أيضا : اسم الجنس الجمعيّ.

__________________

(١) من الآية ٢٢ من سورة يونس.

(٢) من الآية ١٤ من سورة النحل.

(٣) من الآية ١٦٤ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ١١٩ من سورة الشعراء.

(٥) من الآية ٢٨ من سورة المؤمنون.

(٦) من الآية ٦٨ من سورة الحجر.

(٧) من الآية ٥٧ من سورة الحجر.

(٨) من الآية ١٦٤ من سورة البقرة.


الاسم الجمع

اصطلاحا : الجمع أي : الذي يدلّ على ثلاثة فأكثر ، كقوله تعالى : (قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ سَنَكْتُبُ ما قالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ)(١).

اسم الجنس

اصطلاحا : هو الذي لا يدلّ على واحد من أفراد جنسه بل يدلّ على الجنس كلّه ، مثل :«رجل» ، «كلب» ، «نمر» ، «حصان».

ويسمّى أيضا : الاسم العام. اسم العام.

الجنس. النّكرة.

ملاحظة : الضمائر ، وأسماء الإشارة ، وأسماء الموصول كلّها من المعارف ومن أسماء الجنس أيضا.

اسم الجنس الأحاديّ

اصطلاحا : العلم الجنسيّ. أي : الذي يدلّ على الجنس كلّه دون أن يختصّ بواحد بعينه مثل : «أم قشعم» علم للموت. «قيصر» علم على من ملك الرّوم. «أبو صابر» علم للحمار.

اسم الجنس الإفراديّ

هو الذي يدلّ على القليل والكثير وعلى الجنس ، مثل : «خلّ» «تراب» ، «لبن» ، «حليب» ، «ماء» ، «عسل» ، «زيت» ، «سمن».

الفرق بين الجمع واسم الجمع الإفراديّ والجمعيّ : الفروق كثيرة بين الجمع بكلّ حالاته وبين اسم الجنس الإفراديّ واسم الجنس الجمعيّ. من أهم هذه الفروق :

١ ـ وضع الجمع للآحاد المجتمعة أنه تكرار للواحد بالعطف. أمّا اسم الجنس الإفرادي فقد وضع لمجموع الآحاد ليدلّ عليها دلالة الواحد على جملة أجزاء مسمّاة.

بينما وضع اسم الجنس الجمعيّ ليدلّ على الحقيقة والماهيّة ، ويدلّ في استعماله لا في وضعه على ثلاثة فأكثر.

٢ ـ إن الجمع بكل أحواله له مفرد من لفظه ومعناه إلا كلمات قليلة ليس لها مفرد لا من لفظها ولا من معناها مثل : «أبابيل» ومعناها : الفرق و «تباشير» ومعناه : البشائر و «تجاويد» ومعناها الأقطار النّافعة. أما اسم الجمع فقد يكون له مفرد من لفظه دون معناه ، أو من معناه دون لفظه ، أو من معناه ولفظه معا. بينما يكون لاسم الجنس الجمعيّ مفرد من لفظه ومعناه متميّز منه بتاء التّأنيث أو «ياء» النّسبة في آخره مثل : «نخل» «نخلة» ومثل : «ثقيف» «ثقفيّ» «أزارقة» «أزرقيّ» «أباضيّة» «أباضيّ».

٣ ـ للجمع أوزان خاصة ، وليس لاسم الجمع ، ولا لاسم الجنس الجمعي أوزان خاصة ، وأكثرها سماعيّة وتفهم من المعنى.

جمع الجمع : هو الذي يدلّ على أكثر من تسعة ، وهو يصاغ من جمع ما على صيغة منتهى الجموع جمع مذكّر سالم ، مثل : «أفاضل» :«أفاضلون» ، إن كان للمذكّر العاقل ، وجمع مؤنّث سالم إن كان للمؤنّث أو للمذكّر غير العاقل ، مثل : «صواحب» : «صواحبات» و «صواهل» : «صواهلات» ومنه قوله عليه السّلام : «إنكنّ لأنتنّ صواحبات يوسف». ومنه : «بيوت» «بيوتات» ، «رجال» «رجالات» ، «أكلب» «أكالب» «أزهار» ، «أزاهر» ...

اصطلاحا : هو ما دلّ على ما هو صالح للكثير

__________________

(١) من الآية ١٨١ من سورة آل عمران.


والقليل من اسم الجنس ، مثل : «ماء» «لبن» ، «عسل» «ذهب» «فضّة» ، «هواء». «دمّ».

«عرق». «نور» ...

اسم الجنس الجمعيّ

هو ما له مفرد يشاركه في لفظه ومعناه ويتميّز من المفرد بتاء التّأنيث في آخره ، أو ياء النّسب ، «شجر» «شجرة» و «ثمر» «ثمرة» و «لوز» «لوزة» «عرب» «عربيّ» ، «روم» روميّ. وقد تكون «التّاء» في اسم الجنس الجمعيّ لا في مفرده ، مثل : كمأة مفردها «كمء».

اصطلاحا : هو الذي يكون له مفرد من لفظه ومعناه ويتميز مفرده من جمعه بالتّاء المربوطة في آخره ، مثل : «شجرة» مفرد «شجر» اسم جنس جمعيّ ومثل : «تمرة» «تمر». «زهرة» «زهر» أو يتميز من جمعه بياء النّسبة مثل : «عربيّ» ، «عرب».

ملاحظة : قد توجد تاء التّأنيث المربوطة في اسم الجنس الجمعيّ ولكنّ هذا قليل. مثل : «كمأة» والمفرد «كمء». ويسمّى هذا المفرد : اسم الوحدة.

ويسمّى اسم الجنس الجمعيّ أيضا : اسم الجمع. الجمع اللّغوي. شبه الجمع.

اسم الجنس غير المعيّن

اصطلاحا : النّكرة غير المقصودة ، مثلا : «يا رجلا» ومثل : «ربّنا اغفر لنا ذنوبنا».

اسم الجنس المعيّن

اصطلاحا : النّكرة المقصودة : كقول الشاعر :

أعبدا حلّ في شعبي غريبا

ألؤما لا أبا لك واغترابا

«عبدا» : نكرة مقصودة منادى. من الواجب أن تكون مبنيّة على الضّم لكنها نوّنت للضّرورة الشعريّة.

اسم الجوهر

اصطلاحا : اسم العين. كقوله تعالى : (وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)(١).

اسم الحدث

اصطلاحا : المصدر ، مثل : «هذا رجل عدل».

اسم الحدثان

اصطلاحا : المصدر.

اسم الحروف المشبّهة بالفعل

اصطلاحا : هو الاسم المنصوب الذي تقدّم عليه حرف من الحروف المشبّهة بالفعل وكان في الأصل مبتدأ. مثل قوله تعالى : (أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً)(٢) «أجرا» : اسم «إنّ».

اسم الحروف المشبّهة بـ «ليس»

اصطلاحا : هو الاسم المرفوع الذي تقدم عليه حرف من الحروف المشبّهة بـ «ليس» وهو في الأصل مبتدأ ، كقوله تعالى : (وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)(٣) «ما» من أخوات «ليس» «هذا» الهاء للتّنبيه و «ذا» اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محلّ رفع اسم

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة الصّف.

(٢) من الآية ٢ من سورة الكهف.

(٣) من الآية ٣١ من سورة يوسف.


«ليس» أو «ما» المشبّهة بـ «ليس» «بشرا» : خبر «ما» منصوب. «إن» حرف مشبّه بـ «ليس» بطل عمله لانتقاض خبر ، بـ «إلّا» «هذا» : مبتدأ. «ملك» : خبره.

الاسم الخاصّ

اصطلاحا : اسم العلم ، كقوله تعالى : (وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ)(١).

الاسم الخماسيّ المجرّد

اصطلاحا : هو ما بني على خمسة حروف أصليّة ، مثل : «سفرجل».

ويسمّى أيضا : الخماسيّ المجرّد.

أبنيته : «فعلّل» ، مثل : «سفرجل» «فعللل» ، مثل : «جحمرش» «فعلّل» مثل : «قذعمل» «فعللّ» ، مثل : «قرطعب».

اسم الذّات

اصطلاحا : اسم العين.

الاسم الرّباعيّ المجرّد

اصطلاحا : هو الاسم الذي بني على أربعة حروف أصول ، مثل : «جعفر».

أبنيته : «فعلل» ، مثل : «جعفر». «فعلل» ، مثل : «قرمز» ، «فعلل» ، مثل : «درهم» «فعلل» ، مثل : «برثن» ، «فعلّ» ، مثل : «هزبر» ، «فعلل» ، مثل : «جخدب».

اسم الزّمان واسم المكان

اصطلاحا : اسم الزّمان هو اسم يدلّ على المعنى المجرّد وعلى زمان وقوعه ، مثل «استيقظت مشرق الشّمس» أي : وقت شروق الشمس. واسم المكان هو اسم يدل على المعنى المجرد وعلى مكان وقوعه ، مثل : «جلست مجلس العلماء» أي : مكان جلوس العلماء.

صياغتهما : يصاغ اسما الزّمان والمكان من الثّلاثي على وزن «مفعل» إلّا في حالتين :

١ ـ إذا كان الثّلاثي حروفه صحيحة مكسور العين في المضارع فيصاغان على وزن «مفعل» ، مثل : «جلس» في الماضي ، «يجلس» في المضارع ، «مجلس» اسم المكان ...

٢ ـ إذا كان الماضي «واوي الفاء» صحيح «اللّام» ومضارعه مكسور العين فيصاغان على وزن «مفعل» مثل : «وثق في الماضي يثق» في المضارع «موثق» اسم المكان ومثله : «وأل» «يئل» «موئل». «وعد» «يعد» «موعد».

فمن أمثلة الزّمان على وزن «مفعل» «مهجر» «مصيف» «مربع» «مشتى». وعلى وزن «مفعل» :«مغرس» ، موعد.

ومن أمثلة المكان على وزن «مفعل» : «مطبخ» «مخزن» «مكتب» ، «مأوى» وعلى وزن «مفعل» :«مجلس» «موئل» «مقصد» «مرجع» «موثق».

أما إذا كان الثّلاثيّ معتلّ العين بالياء فتكون صياغتهما على وزن «مفعل» مثل «مال» أصله :«ميل» تحركت الياء بالفتحة وفتح ما قبلها فقلبت ألفا ، والمضارع منه «يميل» واسم المكان «مميل» وقد يفتح ما قبل آخره أي «مفعل» فتقول :«معاش» و «معيش» ، «المعاب» و «المعيب» ويشترك معهما المصدر الميمي ، فكلمة «معاش»

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة الصف.


وكلمة «معيش» تدل على اسم الزّمان أي : وقت العيش واسم المكان أي : مكان العيش والمصدر الميميّ الذي يدلّ على العيش.

ومن غير الثّلاثي يصاغ اسما الزّمان والمكان من المضارع المجهول بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة ، مثل : «أمسى» في الماضي «يمسى» المضارع المجهول «ممسى» اسم الزّمان ومثله : «أصبح» «يصبح» «مصبح». فتقول :«درسنا مصبحنا وممسانا». ومثله : «الإيمان خير مستقرّا والنّزاهة خير مقاما» و «مستقرا» مأخوذ من «استقر» الماضي «يستقرّ» المضارع المجهول ومثله «مقاما» «أقام» في الماضي «يقام» في المضارع المجهول.

ملاحظات :

١ ـ سمع بعض هذه الأسماء مقرونة بتاء التّأنيث ، مثل : «مظنّة» مكان الظّنّ ، «مقبرة» مكان قبر الميّت أما «مقبرة» فهي مكان القبور لا مكان قبر الميّت. ومثل «موقعة» مكان الوقوع ، «مشرقة» «مزلّة» «مظنة».

٢ ـ قد يأتي اسم المكان على وزن «مفعلة» من الثّلاثي الصّحيح ، ليدلّ على التّكثير ، مثل :«مذبحة» «مقتلة» «مأسدة».

٣ ـ لا يعمل اسم المكان واسم الزّمان شيئا من عمل فعلهما فلا يرفعان فاعلا ولا ينصبان مفعولا به ولكن بما أنّهما مشتقّان من الفعل يجوز أن يتعلّق بهما الظّرف أو الجارّ والمجرور.

٤ ـ قد يختلط الأمر على السّامع بين المصدر الميميّ واسم الزّمان واسم المكان من غير الثّلاثي ، والتّمييز بينها يعود إلى القرائن ، فإن لم تدلّ القرائن فتكون صيغة كل منها صالحة للمصدر ولاسم الزّمان ولاسم المكان ، مثل :«حضرت مبدأ السباحة في موعدها». فكلمة «مبدأ» تدل على زمان بدء العمل وعلى مكان وقوعه وهي تصلح في الوقت نفسه للدّلالة على البدء أي : تصلح أن تكون مصدرا ميميا. ومثلها كلمة «موعد» تدل على مكان الوعد وزمانه ومعناه المجرد.

٥ ـ قد تأتي صيغ اسمي الزّمان والمكان ولا تدلّ على زمان أو مكان بل تكون مصادر كقوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها) وقوله : (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ) وقوله : (وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ). فالكلمات «مجراها» و «مرساها» و «المستقر» و «ممزّق» ليست أسماء زمان ولا مكان ولكنها مصادر ميميّة دلت عليها القرائن.

٦ ـ وردت عن العرب أسماء زمان على وزن «مفعل» والأصل أن تأتي على «مفعل» منها :«مشرق» ، «مركز» ، «منبت» ، «مرفق» ، «منسك» ، «مفرق» ، «مجزر» ، «محشر» ، «مرسن» ، «مسقط» ، «مسجد» ، «مغرب» ، «منفذ» ، «مسكن» وفي تفسير ذلك أمران :

الأول : أنها هي نفسها وردت على وزن «مفعل» مسموعة عن العرب ، فتكون إذن مسموعة على «مفعل» وعلى «مفعل».

والثاني : أن مضارعها قد يرد بكسر العين أو بضمّها ففي لغة الضمّ تنطبق مع القياس أي «مفعل» وفي لغة الكسر تنطبق مع السّماع أي : مفعل.

٧ ـ قد يصاغ من وزن «مفعلة» اسم مكان من الاسم الثلاثيّ الجامد الحسيّ ، مثل : «ورق» ، «مورقة» ، «عنب» و «معنبة» ، «بلح» و «مبلحة» ، «أسد» «مأسدة» وكلّها تدلّ على اسم مكان يكثر


فيه : «الورق» و «العنب» و «البلح» و «الأسود» ..

أمّا من غير الثّلاثيّ فلا يصاغ اسم مكان على وزن «مفعلة» إلا إذا حذفت منه الحروف الزّائدة وبقي على ثلاثة أحرف ، مثل : «مبطخة» أي : مكان يكثر فيه البطيخ ، و «مغزلة» أي : مكان يكثر فيه «الغزال». و «محصنة» أي : مكان يكثر فيه الحصان. و «مهررة» أي : مكان تكثر فيه الهررة.

اسم الزّمان

اصطلاحا : هو الذي يدلّ على المعنى المجرّد وزمانه ، مثل : «أستيقظ شروق الشّمس» «شروق» : مفعول فيه أو ظرف زمان منصوب وهو مضاف «الشمس» مضاف إليه. صياغته : يصاغ من الثلاثيّ المجرّد على وزن «مفعل» إذا كان الفعل مضموم العين في المضارع أو إذا كان معتلّ الآخر ، مثل : «مطلع» ، «ملعب». وعلى وزن «مفعل» إذا كان مكسور العين في المضارع أو مبدوءا بواو ، مثل : «مشرق» «مغرب». ومما فوق الثلاثي كما يصاغ اسم المفعول. ويسمّى أيضا :ظرف الزّمان.

الاسم الشّبيه بالصّحيح

اصطلاحا : هو الاسم الذي ينتهي بواو أو بباء متحرّكة قبلها ساكن ، مثل : «دلو» ظبي ، أو هو الاسم المختوم بياء مشدّدة ، مثل : «كرسيّ» ، «أنانيّ» «عبقريّ» ويسمّى أيضا : المنزّل منزلة الصّحيح. المعتلّ الجاري مجرى الصّحيح.

المعتلّ الشبيه بالصّحيح. الشّبيه بالصّحيح. شبه الصّحيح. الاسم الجاري مجرى الصّحيح.

ملاحظة : إذا كان الاسم منتهيا بياء مشدّدة غير ناتجة عن إدغام ياءين ، وأضيف إلى ياء المتكلّم ، فإمّا أن تحذف منه «الياء المشدّدة وتدغم الأولى بياء المتكلّم المبنيّة على الفتح ، وإمّا أن تحذف ياء المتكلّم وتبقى «الياء» المشدّدة قبلها مكسورة وإمّا أن تقلب ياء المتكلّم ألفا ، أو تحذف مع فتح الياء المشدّدة قبلها. مثل : «هذا عبقريّ» «هذا عبقريّ». «هذا عبقريّ». «هذا عبقريّا».

اسم الشّرط

اصطلاحا : هو من أدوات الشّرط الجازمة فعلين كقوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها)(١).

اسم الشيء

اصطلاحا : اسم الآلة. كقوله تعالى : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ)(٢).

اسم الشّيء المعدّ للفعل

اصطلاحا : المصدر الميميّ ، كقوله تعالى : (وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ)(٣). وكقوله تعالى : (بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً)(٤) «موطئا» و «موعدا» مصدران ميميّان.

الاسم الصّحيح

اصطلاحا : هو الذي يكون حرفه الأخير صحيحا. مثل : «ولد» ، «رجل» .. أو هو الذي خلت حروفه كلّها من حرف علّة ، مثل : «كلب» «قلم» «درب». ويسمّى أيضا : الصّحيح.

الاسم الصّريح

اصطلاحا : الاسم الظّاهر. الاسم الموصوف.

__________________

(١) من الآية ٤٦ من سورة فصّلت.

(٢) من الآية ٥٩ من سورة الأنعام.

(٣) من الآية ١٢٠ من سورة التوبة.

(٤) من الآية ٤٨ من سورة الكهف.


الاسم الصّفة

اصطلاحا : هو الصّفة التي تدلّ على شيء في الاسم الموصوف ، مثل : «بشير» «نذير» «كريم» «مطيع» ويسمّى أيضا : الصّفة.

الاسم الصّميم

اصطلاحا : الاسم الجامد.

اسم الصّوت

اصطلاحا : هو اسم لأصوات يكتفى بها في إدراك الغرض بسماع اللفظ دون زيادة عليه.

مثل : ده ، عدس ، كخّ ، وح ، سع ، جوت ، جىء ...

الغرض منه : تفيد أسماء الأصوات أغراضا كثيرة أشهرها :

١ ـ مخاطبة الحيوان الأعجم وما في حكمه ، كالأطفال إمّا لدعاء الحيوان على أداء أمر معيّن كدعاء الإبل للشّرب ، مثل : «جىء جىء» وفي دعاء الضأن : «حاحا» أو بهمزتين ، مثل «حاء حاء» غير منوّنتين ، أو بهمزتين منوّنتين «حاء حاء» أو في دعاء المعز ، مثل : «عاعا» ولها حكم «حاحا». أو لحث الطفل على ترك شيء ، مثل : «كخّ» أو : «كخّ» ومثل دعاء الإبل للأكل : «هىء هىء».

كقول الشاعر :

وما كان على الهىء

ولا الجىء امتداحيكا

أي : لم يكن على الطّعام والشّراب مدحي إيّاك.

وصاغ العرب من هذه الأسماء أفعالا ومصادر ، فقالوا : حاحيت وعاعيت والمصدر منهما حيحاء وعيعاء ، كقول الشاعر :

يا عنز هذا شجر وماء

عاعيت لو ينفعني العيعاء

فقد استعمل فيه الشّاعر فعلا مأخوذا من اسم الصّوت «عاعا» فقال : «عاعيت» كما استعمل منه المصدر «العيعاء».

أو مخاطبة الحيوان للزّجر بسبب أمر بغيض عنه ، فيقال في زجر الإبل على البطء والتّأخّر :«هيد» ، «هاد» ، «ده» ، «جه» ، «عاه» ، «عيه» ؛ ولزجر النّاقة يقولون : «عاج» ، «هيج» ، «حل» ؛ ولزجر الغنم يقولون : إسّ ، وهسّ وهسّ وهجّ ؛ ولزجر الكلب : «هجا» ، و «هج» ، ولزجر الضأن :«سع» ، «وح» ، «عز» ، «عيز» ، ولزجر الخيل :«هلا» ، «هالا» ؛ وللطفل : «كخّ» ، «كخّ» ، ولزجر السّبع : «جاه». ولزجر البغل : «عدس» ، كقول الشّاعر :

عدس ما لعبّاد عليك إمارة

أمنت وهذا تحملين طليق

وفيه «عدس» اسم لزجر الفرس ؛ وليس هو اسم صوت في قول الرّاجز :

إذا حملت بزّتي على عدس

بل هو اسم للفرس بدليل أنه أعمل فيه حرف الجرّ. «عدس» اسم مجرور بـ على وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها البناء على السّكون لأنه في الأصل اسم لزجر الفرس.

وقد يخاطب الحيوان ليقوم بتنفيذ أمر مطلوب منه ، فيقال للإبل : «جوت» أو «جىء» عند إرسالها للشّرب. «ونخّ» عند طلب الإناخة و «هدع» عند طلب السّكون من النّفار. «سأ» و «تشؤ» لذهاب الحمار للشرب «دج» «قوس» لدعوة الدّجاج إلى الطعّام والشّراب.


٢ ـ تقليد الإنسان في سماعه كلمات صادرة من الحيوان الأعجم. فقلّد صوت الغراب ، وقال : «غاق» ، وقلّد صوت الضّرب فقال : «طاق» ، وصوت الحجارة فقال : «طق» كما قلّد صوت ضربة السيف فقال : «قب» وصوت طيّ القماش فقال : «قاش» «ماش». و «ماش ماش» كلمتان مركّبتان تركيبا مزجيّا مبنيتان على الكسر فهما اسم صوت لا محلّ له من الإعراب.

حكم أسماء الأصوات : لأسماء الأصوات أحكام متعدّدة منها :

١ ـ أنها أسماء ليست أفعالا ولا حروفا ولكن ليس لها معنى مفرد مفهوم ، لذلك يعترض بعض النّحاة على اسميّتها ؛ لكن بما أن المقصود أن يدلّ الاسم على معنى مفرد مفهوم إذا أطلق فهم منه العالم بالوضع اللّغوي ، سمّيت هذه الألفاظ أسماء إذ ليس الشّرط في الاسم أن يخاطب به من يعقل ليفهم معناه ، ويقال : إنها ليست أسماء بل ملحقة بالأسماء.

٢ ـ أنها مبنيّة ، ويقال إن سبب بنائها هو شبهها بالحروف المهملة ، مثل : «ما» النّافية ، و «لا» النّافية في أنها غير عاملة في ما بعدها ولا معمولة لما قبلها والأغلب أن السّبب في بنائها ورودها عن العرب مبنيّة.

٣ ـ لا محل لها من الإعراب ، فهي مجرد أسماء لأصوات ولا تخرج عن هذا الغرض لتأدية غرض آخر ، وما دامت مأخوذة من كلام العرب فتبقى على ضبطها من حيث الحروف وعددها والبناء على السكون ، أو على الكسر ، أو على الفتح.

٤ ـ قد يضع المحدثون ألفاظا ويجرونها مجرى الألفاظ المسموعة في أحكامها.

٥ ـ يجب إعراب أسماء الأصوات إذا خرجت عن المعنى الأصليّ وصارت تدلّ على صاحب الصّوت كقول الرّاجز السّابق : «إذا حملت بزّتي على عدس» أي : على فرس فكلمة «عدس» اسم مجرور كما سبق ... ومثل : «أخافنا غاق» «غاق» فاعل مرفوع ، خرجت من اسم الصّوت لتدلّ على صاحبه وهو «الغراب» وتقدير الكلام : أخافنا غراب. ومثل : «ما ألطف قبا» «قبا» اسم معرب متمكّن منصوب على انه مفعول به للفعل الجامد «ألطف» وهو في الأصل اسم لصوت السّيف ، ومثل : «أحببت هالا» ؛ «هالا» اسم معرب متمكّن منصوب على أنه مفعول به ومقصود منه الخيل وهو في الأصل : اسم لزجر الخيل ومثل : «ركبت عدسا» ، «عدسا» اسم معرب متمكّن في الاسميّة منصوب على أنّه مفعول به لفعل «ركبت» وتقدير الكلام : ركبت بغلا. إذ خرجت عن معناها الأصليّ الذي هو اسم زجر للخيل.

٦ ـ يجوز إعراب أسماء الأصوات الموضوعة منها والمسموعة إذا قصد لفظها مثل : النّاقة لا تزجر إلّا إذا سمعت : «عاج» أو «عاجا» ؛ «عاج» مفعول به لفعل سمعت مبنيّ على الكسر حسب أصله ويجوز إعرابه فتقول «عاجا» مفعول به منصوب.

٧ ـ أن أسماء الأصوات كلّها مهملة ، فلا تحتمل ضميرا ، ولا تؤثّر في غيرها ولا تتأثر بالعوامل ، إلا إذا قصد لفظها أو كانت اسما معربا متمكنا قصد منه اسم الحيوان صاحب الصوت ، كقول الشاعر :

أها أها عند زاد القوم ضحكتهم

وأنتم كشف عند الوغى خور

«أها أها» اسم حكاية صوت الضّحك مبنيّ


على السّكون في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ المؤخّر «ضحكتهم».

اسم الضّرب

اصطلاحا : مصدر النّوع ، أي المصدر الذي يفيد التأكيد مع بيان النّوع ، مثل : «مشيت مشية المؤمنين».

الاسم الظّاهر

اصطلاحا : هو الاسم الذي ذكر في الكلام ، مثل قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ)(١) «الأرض» اسم ظاهر وكذلك «الماء». ويسمّى أيضا : الاسم الصّريح. المظهر. الاسم المظهر.

اسم العامّ

اصطلاحا : اسم الجنس.

الاسم العامّ

اصطلاحا : اسم الجنس. النّكرة.

الاسم العامل

اصطلاحا : المشتقّ العامل. هو الذي يعمل عمل الفعل ، مثل : «الأمطار مروية الأشجار».

اسم العدد

اصطلاحا : العدد ، أي الذي يدلّ على كميّة الأشياء المعدودة ، مثل : «زارني أربعة طلاب» ، «قتلت ثلاث عشرة حشرة» ، «سافر عشرون رجلا».

اسم العلم

اصطلاحا : هو ما يدلّ على معيّن من الإنسان ، مثل : «سمير» أو من الحيوان ، مثل : «أبو صابر» علم للحمار أو من الشيء مثل : «علقى» علم لبنت. ويسمّى أيضا : العلم ، الاسم الخاصّ ، المؤقّت. اسم النّبز.

أقسامه :

١ ـ باعتبار المعنى : العلم الشخصيّ ، العلم الجنسيّ ، العلم الذّهنيّ ، مثل : سمير يضرب أسامة. أسامة : علم للأسد.

٢ ـ باعتبار اللفظ : العلم المفرد. العلم المركّب. مثل : «سامر يزور عبد الله».

٣ ـ باعتبار الأصالة ، العلم المرتجل. العلم المنقول. مثل : «سعاد تزور سعاد». «سعاد» الأولى علم مرتجل. «سعاد» الثّانية علم منقول.

نقل الاسم «سعاد» من اسم وضع لأول أمره لعلم مرتجل إلى اسم قرية فصار علما منقولا.

٤ ـ باعتبار المعنى الزّائد على العلميّة ، الاسم ، مثل : «زيد» والكنية ، مثل : «أبو زيد» واللّعب ، مثل : «الفكاهيّ».

٥ ـ باعتبارات متنوعة : العلم بالغلبة ، مثل : الرّسول ، المصحف ، المدينة. والعلم الأعجميّ ، مثل : إبراهيم ، إسحق ، يعقوب.

الاسم على النّسب

اصطلاحا : النّسبة. أي : إلحاق اسم بياء مشدّدة لتفيد الدّلالة على نسبة شيء لآخر. مثل :«لبنان». «لبناني».

اسم العين

اصطلاحا : هو ما يدرك بالعين أو بإحدى الحواسّ الخمسة ، مثل : «ولد» «كلب» «نهر».

ويسمّى أيضا : اسم الذّات ، اسم الجثّة ، اسم الجوهر ، العين ، الذات ، الجثّة ، الجوهر.

__________________

(١) من الآية ٣٩ من سورة السّجدة.


الاسم غير التّام

اصطلاحا : الاسم غير المحض.

الاسم غير العامل

اصطلاحا : المشتقّ المهمل الذي لا يعمل ، مثل : «عالجت مفتاح البيت».

الاسم غير المبهم

اصطلاحا : الاسم الظّاهر الذي لا يحتاج إلى ما يبيّن معناه ، مثل : «جاء معلم» ويسمّى أيضا : الاسم التامّ.

الاسم غير المتصرّف

اصطلاحا : الاسم المبني الذي يلازم حالة واحدة في كل حالات الإعراب ، مثل : «كيف جاء زيد؟» «كيف» : اسم استفهام مبنيّ على الفتح في محل نصب حال ومثل : «كيف خالك؟» كيف : اسم استفهام مبنيّ على الفتح في محل رفع خبر مقدّم. ومثل : «لا أدري كيف جاء زيد».

«كيف» : اسم استفهام مبنيّ على الفتح في محل نصب مفعول به ، «كيف» : اسم غير متصرف ومثله «أين» ، «من» ، «ما» الشّرطيّة ...

الاسم غير المحذوف

اصطلاحا : الاسم المجرّد.

الاسم غير المحض

اصطلاحا : هو الذي يكون أسما دالّا على زمان ، أو مكان ، أو الغاية ، أي : الجهات السّتّ وما هو بمعناها ، مثل : «أمام» ، «وراء» ، «يمين» ، «شمال» ، «فوق» ، «تحت» «قبل» «بعد» «قرب» ، كقوله تعالى : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ)(١) وكقوله تعالى : (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ)(٢) وكقوله تعالى : (وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ)(٣).

الاسم غير المنصرف

اصطلاحا : غير المنصرف.

اسم الفاعل

تعريفه : هو اسم يدلّ على الحدث وعلى فاعله ، مثل : «هذا كاتب الرّسالة». فكلمة «كاتب» يدلّ على الكتابة مطلقا وعلى الذّات التي قامت بالكتابة ، ومثل :

أعندي وقد مارست كلّ خفيّة

يصدّق واش أو يخيّب سائل

فكلّ من «واش» و «سائل» هو اسم فاعل يدلّ على المعنى الحدث وعلى الذّات وكلمة «واش» أصلها : «واشين» فحذفت الضّمّة لثقلها على «الياء» فاجتمع ساكنان فحذفت «الياء» منعا لالتقاء الساكنين فصارت «واش».

صياغته :

١ ـ يصاغ اسم الفاعل من الفعل الثّلاثي المتصرّف على وزن «فاعل» ، سواء أكان الفعل لازما أو متعدّيا ، مثل : «أنا ذاهب إلى الجامعة» ، فكلمة «ذاهب» اسم «فاعل» من الفعل «ذهب» الثّلاثيّ اللازم والمتصرّف ومثله : «فتح» «فاتح» ، «كتب» «كاتب» ، «نزل» «نازل» ، «حمد» «حامد» ، «نظر» «ناظر» ، «حسد» «حاسد» ...

والمهم أن يدلّ اسم الفاعل على أمرين : الأول الفعل الماضي الثّلاثيّ المتصرّف الثاني أن

__________________

(١) من الآية ٥١ من سورة الشّورى.

(٢) من الآية ٢٧ من سورة الواقعة.

(٣) من الآيتين ٤١ و ٤٢ من سورة الواقعة.


يدلّ على معنى حادث أي : جديد وغير دائم ، وإذا دلّ على معنى ثابت فيجب تغيير صيغته التى تدلّ على الحدوث إلى ما يدل على الثّبوت ، فنقول : كريم ، بخيل ... أو بإدخال قرينة تدلّ على الثبوت وهذه القرينة قد تكون لفظية كإضافة اسم الفاعل إلى فاعله ، مثل : «لي أخ شارف الخلق راجح العقل» والأصل : راجح عقله ، شارف خلقه ، لأن الإضافة تخرجه من صيغة اسم الفاعل إلى الصّفة المشبهة من غير تغيير في لفظه ويتحوّل من معنى الحدوث إلى معنى الثبوت ، وقد تكون القرينة معنوية كقوله تعالى : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) فالله سبحانه وتعالى (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) في الماضي والحاضر والمستقبل وفي هذا قرينة معنويّة تدلّ على الثبوت. ومثل : «اللهم أنت ربّي خالق الأكوان» ، فصفة الخلق دائمة عند الله ، وكقول الشاعر :

قف بروما وشاهد الأمر واشهد

أنّ للملك مالكا سبحانه

فكلّ الأوصاف التي ترجع إلى الله تكتسب صفة الدّوام ويكون هذا من الدّليل المعنويّ على تغيير اسم الفاعل إلى الصّفة المشبّهة.

٢ ـ ويصاغ اسم الفاعل مما فوق الثّلاثي على وزن المضارع المعلوم بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة. مثل : «أنقذ» مضارعه «ينقذ» واسم الفاعل «منقذ» ، ومثل : «تبيّن» «يتبيّن» «متبيّن». فالفعل يتبين يجب كسر ما قبل آخره لأنه غير مكسور في الأصل. وفي هذه الصّيغة أيضا يجب التّأكيد على صيغة الحدوث بالقرائن كما سبق ليدلّ على أنّ الصّيغة هي اسم فاعل ، أو إدخال قرائن لفظية أو معنويّة تدلّ على الثّبوت وأن الصّيغة هي الصّفة المشبّهة ، مثل : «القمر مستدير الوجه» فكلمة «مستدير» تدل على صفة ثابتة في سطح القمر أي في وجهه ، ومثل : «اللهمّ ربّنا أنت منقذ المظلوم ومساعد المقهور». فالصّفة المنسوبة إلى الخالق هي صفات دائمة بقرائن معنويّة.

ملاحظات : ١ ـ يؤنث اسم الفاعل بزيادة «تاء» التّأنيث في آخره سواء أكان فعله ثلاثيا أو غير ذلك ، لازما أو متعديا ، مثل : «ذاهب» ، «ذاهبة» ، «فاتح» «فاتحة» ، «كاتب» «كاتبة» ، «منقذ» «منقذة» ، «مستدير» «مستديرة».

٢ ـ إذا كان اسم الفاعل مأخوذا ممّا فوق الثّلاثيّ يجب كسر ما قبل آخره سواء أكانت الحركة ظاهرة مثل : «منقذ» ، «مكرم» ، «منطلق».

أو مقدّرة مثل : «استضاء» «يستضيء» ، «مستضيء» وأصلها : «مستضوىء» لأن الألف أصلها «واو» فنقلت كسرة «الواو» إلى السّاكن الصّحيح قبلها أي : إلى «الضاد» ثم قلبت «الواو» «ياء» لسكونها وانكسار ما قبلها. ومثلها :«مستدير» أصلها «مستدور» ، «مختار» أصلها «مختير» التي قلبت فيها «الياء» ألفا لتحركها بعد فتحة.

٣ ـ قد وردت ألفاظ بفتح ما قبل الآخر «شذوذا» ، مثل : «مفعم» «مسهب» «محصن».

٤ ـ وردت ألفاظ من غير الثّلاثيّ على وزن «فاعل» ، مثل : «غاشب» ، «وارش» ، «باقل» «يافع» وهي على وزن «أفعل» : «أعشب» ، «أورس» ، «أبقل» ، «أبقع».

٥ ـ ورد اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول ، وهذا نادر كقوله تعالى : (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ


راضِيَةٍ)(١) أي : مرضيّة.

٦ ـ قد يدلّ اسم الفاعل على معنى «دائم» أو شبه دائم ، مثل : «خالد» ، «باقي» ، «مستمر».

٧ ـ قد يشترك اسم الفاعل مع الصّفة المشبهة في صيغة واحدة وتميز بينهما القرينة اللّفظيّة ، مثل : «البناء مربّع الشّكل» أو قرينة معنويّة ، مثل :«الله خالق السموات والأرض».

عمله : ١ ـ يعمل مطلقا إذا اقترن اسم الفاعل بـ «أل» فيعمل عمل فعله أي : يرفع فاعلا إذا كان فعله لازما. ويرفع فاعلا وينصب مفعولا به إذا كان فعله متعدّيا ، مثل : «أحبّ المانح الفقير مالا». «المانح» اسم فاعل من «منح» المتعدّي إلى مفعولين ، فهو متعدّ مثل فعله إلى مفعولين الأول «الفقير» والثاني «مالا» ومثل : «المعلم آت». «آت» : اسم فاعل من الفعل اللّازم «أتى» فهو لازم مثله. وفاعل «آت» : ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

٢ ـ إذا كان اسم الفاعل غير مقترن بـ «أل» فإنّه يعمل عمل فعله بشروط منها :

أـ أن يدلّ على الحال أو الاستقبال أو الاستمرار المتجدّد كقوله تعالى : (وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ)(٢) فإن دلّ على الثّبوت فهو يتحوّل إلى صفة مشبّهة ، كقوله تعالى : (نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ)(٣).

ب ـ أن يكون معتمدا إمّا على استفهام ، مثل : «أمسافر زيد غدا» أو نفي مثل : «ما شارح المعلم الدّرس» أو موصوف ، مثل : «سلّمت على رجل شارح أخوه درسا». أو معتمد على شيء مقدّر ، مثل : «مكرم زيد أخاه أم مهينه» والتّقدير : أمكرم ، أو غير معتمد على شيء ، كقول الشاعر :

كناطح صخرة يوما ليوهنها

فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل

حيث عمل اسم الفاعل ناطح عمل فعله مع أنه غير معتمد في الظّاهر على شيء لكنّه لما كان معتمدا في المعنى ، روعي ذلك المعنى واعتبر معتمدا فأعمله ، ومراعاة المعنى ناجمة عن كون الصّفة «ناطح» تصف المحذوف والأصل : «كوعل ناطح».

٣ ـ يجب أن لا يكون اسم الفاعل مصغرا فإذا صغّر فإنّه لا يعمل ، مثل : «هذا حويرس المدرسة».

٤ ـ ألّا يفصل بينه وبين معمولة بنعت ، أما إذا كان الفاصل ظرفا أو جارا ومجرورا فإنّه يعمل مثل : «هذا مساعد اليوم المريض» مساعد : خبر المبتدأ وهو اسم الفاعل عمل عمل فعله أي رفع فاعلا ونصب مفعولا به ، وقد فصل الظّرف «اليوم» بينه وبين معموله. فاعله ضمير مستتر تقديره «هو» المريض مفعول به لاسم الفاعل. ومثل : «هذا مساعد في الطريق المريض».

٤ ـ ويجوز إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله ، مثل : «أنا قارىء الدّرس» «قارىء» : خبر المبتدأ مرفوع وهو مضاف «الدرس» مضاف إليه مجرور لفظا منصوب محلّا لأنه مفعول به لاسم الفاعل «قارىء».

ويسمي الكوفيون اسم المفعول واسم الفاعل العاملين ، الفعل الدّائم.

__________________

(١) من الآية ٢١ من سورة الحاقّة.

(٢) من الآية ١٠ من سورة الرّعد.

(٣) من الآية ٦٦ من سورة النحل.


ويسمّى اسم الفاعل اصطلاحا أيضا : الاسم الفاعل ، الجاري على الفعل.

اسم الفعل

تعريفه : اسم الفعل هو لفظ يدلّ على فعل معيّن ، ويشتمل على معناه وعمله وزمنه ، ولا يقبل علامته ولا يتأثّر بالعوامل ، واسم الفعل لا يقبل علامة الفعل أي : لا يقبل «تاء» التأنيث ، ولا «تاء» الضّمير التي تقع فاعلا ، ولا يتأثّر بالعوامل التي تنصب المضارع أو تجزمه ، فاسم الفعل الذي يدل على الماضي كقول الشاعر :

بعدت ديار واحتوتك ديار

هيهات للنّجم الرّفيع قرار

«هيهات» : بمعنى «بعد» اسم فعل ماض ، واسم فعل بمعنى المضارع ، كقول الشاعر :

آها لها من ليال! هل تعود كما

كانت؟ وأيّ ليال عاد ماضيها

فاللّفظ «آها» اسم فعل مضارع بمعنى :«أتوجّع» يعمل عمله من غير أن يتأثّر بالعوامل التي تدخل على المضارع فتنصبه أو تجزمه.

واسم الفعل بمعنى الأمر ، كقول الشاعر :

سل عن شجاعته وزره مسالما

وحذار ثم حذار منه محاربا

وفيه «حذار» اسم فعل أمر بمعنى : «احذر» لا يقبل علامته.

خصائص اسم الفعل : لاسم الفعل مميّزتان يتميّز بهما عن فعله وهما : أولا : المبالغة في المعنى ، مثل : «شتّان» :هو اسم فعل بمعنى : افترق جدا.

ثانيا : الإيجاز في اللّفظ مع اداء المعنى كاملا ، مثل : «صه يا فتى ويا ولدان ويا أولاد» ، ولو أخذنا الفعل الذي بمعنى «صه» وهو «اسكت» لقلنا : اسكت يا فتى ، اسكتا يا ولدان ، اسكتوا يا أولاد.

أقسام اسم الفعل باعتبار الأزمنة : يقسم اسم الفعل إلى ثلاثة أقسام تختلف باختلاف أزمنة الفعل المطابق له :

أولا : اسم فعل أمر يكون دائما مبنيا ، فاعله مستتر وجوبا ، وقد يكون لازما كفعله أي :لا يتعدّى إلى مفعول به ، أو متعدّيا إلى مفعوله.

وهو نوعان :

أـ قياسيّ على وزن «فعال» وفعله ثلاثيّ تام متصرّف ، مثل : «حذار من البرد» بمعنى :«احذر» ، و «نزال إلى الباخرة» بمعنى : «انزل» و «زحام في ميدان الإصلاح» ، أي : «ازحم» ولا يصاغ على «فعال» اسم فعل الأمر الذي فعله غير ثلاثيّ ، مثل : «دحرج» وشذّ «دراك» بمعنى «أدرك» ، أو الذي فعله ناقص ، مثل : كان ، أمسى ظلّ ... أو الذي فعله غير متصرف ، مثل :«عسى» ، «ليس».

ب ـ سماعيّ ، أي : لا وزن له ، مثل :«آمين» ، بمعنى : استجب ، «مه» ، بمعنى :«اسكت» أو «اترك» ، صه بمعنى : «اسكت» ، «حيّ» ، بمعنى : «أقبل». و «هيّا» بمعنى :«أسرع» ، «تيد» بمعنى : «أمهل» ، «تيدخ» بمعنى : أمهل أيضا ، «ويها» بمعنى : «حرّض» ، «أغر» بمعنى : «أقبل» ، و «حيّهل» بمعنى : «أقبل» أيضا ، هلمّ بمعنى : «أقبل».

وتجري على الألسنة عبارة هلمّ جرّا. وفيها «هلمّ» : بمعنى : «أقبل» و «جرّا» مصدر «جرّ يجرّ جرّا» وليس المراد باللّفظتين المعنى الحسّي ، وإنّما الاستمرار على الشيء وملازمته.


ثانيا : اسم فعل مضارع ويكون مبنيا دائما ، ولا بدّ له من فاعل ، وهو لازم أو متعد كفعله ، ومثاله : «أف» بمعنى : «أتضجّر» ، كقوله تعالى : (فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ)(١) «أوّه» : بمعنى : «أتألّم» ، «وي» بمعنى : «أعجب» ، كقوله تعالى : (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ)(٢). وقد يختم اسم الفعل «وي» بحرف الخطاب «الكاف» ، كقول الشاعر :

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها

قيل الفوارس ويك عنتر أقدم

ثالثا : اسم فعل ماض ويكون مبنيا ويحتاج إلى فاعل مستتر جوازا ، وهو لازم أو متعدّ كفعله ، مثل : «هيهات» بمعنى : «بعد» ، وشتّان بمعنى :«بعد» أيضا ولكن يحتاج إلى فاعل متعدّد بواو العطف ، فيكون الاسم الأوّل فاعلا والثاني معطوفا عليه بالواو ، وقد تقع «ما» الزّائدة بعد «شتان» وقبل الفاعل ، كقول الشاعر :

شتّان ما يومي على كورها

ويوم حيان أخي جابر

حيث دخلت «ما» الزّائدة بعد «شتّان» ، و «يومي» الأولى فاعله و «يوم» الثانية معطوف عليه بالواو ، وقد يأتي بعد «شتّان» «ما بين» ، مثل :«شتّان ما بين الأخوين في الذّكاء». وقد تعرب «ما» اسم موصول والتّقدير : بعدت المسافة بين الأخوين.

أقسام اسم الفعل بحسب الدلالة على الفعل :وينقسم اسم الفعل بحسب دلالته على الفعل إلى قسمين : الأول : ما ليس له أصل في فعل ، مثل : «شتّان» ، «وي» ، «مه» ، «بله» ...

الثاني : ما له أصل في فعل ، ثم انتقل إلى اسم فعل ، وهو عدّة أنواع :

١ ـ المنقول عن الجار والمجرور ، مثل :«عليك» بمعنى : «الزم» ، كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ)(٣) أي : الزموا أنفسكم وتعرب «عليكم» اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، «أنفسكم» مفعول به منصوب وضمير المخاطبين في محل جرّ بالإضافة. ومثل : «إليك» بمعنى : «ابتعد» ، مثل :«إليك عني» أي : ابتعد عني ، وتعرب «إليك» : اسم فعل أمر مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب. ومثل : «إليّ» بمعنى : «أقبل» ، مثل :«إليّ أيّها الأخ العزيز».

٢ ـ المنقول عن ظرف مكان ، مثل : «أمامك» بمعنى : «تقدّم» ، «وراءك» بمعنى : «تأخّر» ، «مكانك» بمعنى : «اثبت» ، فتقول : «أمامك أيّها الجندي إلى ساحة الوغى» «أمامك» اسم فعل أمر بمعنى تقدّم مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب ، ومثل : «وراءك إن كان في التقدّم حسرة» «وراءك» : اسم فعل أمر بمعنى تأخر مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب ، ومثل :«مكانك أيّها اللّصّ» ومثل : «مكانك تحمدي أو تستريحي».

٣ ـ المنقول عن مصدر له فعل من لفظه ، مثل : «رويد» بمعنى : «تمهّل» فتقول : «رويد أيّها المعلّم لطلاب صغار يتقدّمون» وأصل كلمة «رويد» مصدر «إرواد» وفعله «أرود» ولمّا صغّر

__________________

(١) من الآية ٢٣ من سورة الإسراء.

(٢) من الآية ٨٢ من سورة القصص.

(٣) من الآية ١٠٥ من سورة المائدة.


المصدر وحذفت حروفه الزّائدة فصار «رويد» ثم نقل إلى اسم الفعل ، ولكلمة «رويد» إذا استعمالان : الأول أن يكون مصدرا معربا من فعل محذوف من لفظه فيكون : مفعولا مطلقا منصوبا ، ومن الممكن تنوينه ، ونصب مفعول به بعده ، مثل : رويدا سميرا. وتعرب ، «رويدا» مفعولا مطلقا نائبا عن فعله المحذوف تقديره : أرود رويدا وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.

«سميرا» : مفعول به منصوب. أو جرّ المفعول به بعده فتقول : «رويدا سمير» فتكون «رويدا» مضاف و «سمير» مضافا إليه ، ويجوز أن يكون منوّنا بدون أن ينصب مفعولا به ، مثل : «رويدا أيّها المسرع». ويصحّ أن يكون مصدرا غير نائب عن فعله فيعرب حالا ، مثل : «اكتب فرضك رويدا» «رويدا» : حال منصوب ، ومعناه متمهّلا ومرودا.

وقد يكون نعتا لمصدر مذكور ، مثل : «تقدّمت الجيوش تقدّما رويدا». «رويدا» نعت المصدر «تقدّما». أو نعتا لمصدر محذوف ، مثل : «سارت القافلة «رويدا» أي : سيرا «رويدا». «رويدا» نعت للمصدر المحذوف.

والثاني : أن ينصرف من المصدر إلى اسم الفعل بمعنى : «أمهل» فينصب أو لا ينصب المفعول به بعده ، مثل : «رويد أخانا فإنّ في التّأنّي السّلامة» «رويد» اسم فعل أمر بمعنى :«تمهل» مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب.

أخانا : منادى منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة و «ناء» : ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

٤ ـ المنقول عن مصدر ليس له فعل من لفظه ، بل من معناه ، مثل : «بله» بمعنى : «اترك» فتقول : «بله الشّرّ». «بله» : اسم فعل أمر مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. «الشّرّ» : مفعول به وقد يكون اسم الفعل مضافا إلى مفعوله ، فتقول :بله الشّرّ ، ويجوز أن يكون المصدر «بله» منوّنا وناصبا مفعوله ، فتقول : «بلها الشّرّ» بلها :مفعول مطلق من فعل محذوف تقديره : «اترك» «الشرّ» : مفعول به منصوب.

ونتيجة القول أنه إذا كان الاسم بعد «بله» منصوبا منوّنا جاز أن يكون لفظ «بله» مصدرا أي : مفعولا مطلقا ، عاملا النّصب في ما بعده ، معربا ، أو أن يكون اسم فعل أمر مبنيا بمعنى : «اترك» ، والمعنى أنّ القرائن تميّز بين الاستعمالين. فإن كان الاسم بعد «بله» مجرورا وجب أن يكون مصدرا مضافا والاسم المجرور هو المضاف إليه ، ويصلح أن يكون مصدرا أو اسم فعل إذا كان بعده منصوبا.

وقد تفصل «ما» الزّائدة بين اسم الفعل «رويد» ومفعوله ، مثل : رويد ما الكذب والتّقدير : أرود الكذب ، أي : دع الكذب.

وقد يأتي لفظ «بله» اسم استفهام مبني على الفتح بمعنى «كيف» مثل : «بله أخوك» أي : كيف أخوك. «بله» اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدّم. «أخوك» : مبتدأ مؤخّر مرفوع «بالواو» لأنّه من الأسماء السّتّة و «الكاف» في محل جرّ بالإضافة. وقد تحتمل الأوجه الثلاثة : اسم الفعل ، والمصدر ، والاستفهام ، مثل :

نذر الجماجم ضاحيا هاماتها

بله الأكفّ كأنّها لم تخلق

وفيه «بله» اسم فعل أمر بمعنى : «اترك» مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب. «الأكفّ» مفعول به منصوب. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والأصل : اترك الأكفّ أو «بله»


مفعول مطلق نائب عن فعله وهو مضاف «الأكفّ» مضاف إليه والتّقدير : بله الأكفّ. أو «بله» اسم استفهام مبنيّ على الفتح في محل رفع خبر مقدّم. «الأكفّ» مبتدأ مؤخر. والتّقدير : بله الأكفّ ، وقد تقع «بله» اسما بمعنى «غير» ، كقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم في حديث قدسيّ : «أعددت لعبادي الصّالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، من بله ما اطّلعتم عليه» أي : من غير ما اطّلعتم عليه. «بله» اسم بمعنى :«غير» مجرور بـ «من» وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.

ملاحظات :

١ ـ يكون اسم الفعل بأنواعه كلّها مبنيا وذلك لأنه يشبه الحروف العاملة.

٢ ـ يمتاز اسم الفعل بقوة دلالته على المعنى وإيجازه واختصاره.

٣ ـ أنه يلازم صورة واحدة في جميع الحالات : في الإفراد والتّثنية والجمع والتذكير والتّأنيث إلّا إذا كان متّصلا بـ «كاف» الخطاب فيثنّى ويجمع ويذكر ويؤنّث ، مثل : «عليك» ، «عليك» «عليكما» ، «عليكنّ» ، «عليكم» فتقول :«عليكم أنفسكم» ، «عليكم» : اسم فعل أمر بمعنى : الزموا وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنتم. «أنفسكم» : مفعول به لاسم الفعل منصوب بالفتحة وهو مضاف وضمير المخاطبين في محل جرّ بالإضافة ، ومثله «أمامك» ، «وراءك» تقول : «أمامك» «أمامك» «أمامكما» ، «أمامكنّ» «أمامكم» ، «وراءك» «وراءكما» «وراءكنّ» «وراءكم» ...

٤ ـ يكون اسم الفعل المنوّن نكرة ، ويكون معرفة إذا كان غير ذلك ، مثل : «صه يا سمير» أي : اسكت يا سمير عن كل حديث ، «صه» نكرة لأنه منوّن ، ومثل «صه يا سمير» أي : اسكت عن حديثك هذا «صه» غير منوّن فهو معرفة ومثله «إيه» و «إيه» بمعنى : امض في حديث ، وإيه امض في حديثك.

٥ ـ اسم الفعل يكون دائما لا محلّ له من الإعراب ويكون هو وفاعله بمنزلة الجملة الفعليّة.

٦ ـ لا يتقدّم معمول عليه في الأغلب.

اسم فعل الأمر

اصطلاحا : هو الذي يدل على فعل الأمر ومعناه وعمله من غير أن يتضمّن علامته مثل : «صه» بمعنى : اسكت ، و «حيّ» بمعنى : أقبل و «إيه» ، بمعنى : امض في حديثك.

اسم الفعل السّماعيّ

اصطلاحا : هو ما سمع عن العرب مرتجلا أو منقولا ، مثل : «شتّان» بمعنى : «بعد» و «عليك» بمعنى : «الزم» ، «وراءك» بمعنى : «تأخّر» ، أمامك ، بمعنى : «تقدّم».

اسم الفعل القياسيّ

اصطلاحا : هو ما صيغ على وزن «فعال».

مثل : «نزال» بمعنى : «انزل» «تراك» بمعنى : اترك ، «حذار» بمعنى : «احذر».

اسم الفعل الماضي

اصطلاحا : هو الذي يدلّ على الفعل الماضي ومعناه وعمله من غير أن يتضمّن علامته ، مثل :«سرعان» بمعنى : «أسرع» «بطان» بمعنى :«أبطأ».

اسم الفعل المرتجل

اصطلاحا : هو ما وضع في أصله اسم فعل


ولم يستعمل في غيره من قبل ، مثل : «وي» بمعنى : «أعجب» : «شتّان» بمعنى : «بعد» «صه» ، بمعنى : «اسكت» يكون اسم الفعل المرتجل بمعنى الماضي ، والمضارع ، والأمر.

اسم الفعل المضارع

اصطلاحا : هو الذي يدلّ على الفعل المضارع ومعناه وعمله دون أن يتضمّن علامته ، مثل :«أفّ» بمعنى : «أتضجّر». «آه» : بمعنى : أتوجّع.

اسم الفعل المعدول

اصطلاحا : هو الذي يكون على وزن «فعال» وله ماض ثلاثيّ تامّ متصرّف مثل : «حذار» بمعنى : احذر. «زحام» بمعنى : ازحم «نزال» :بمعنى «انزل» وشذّ مجيء اسم الفعل «دراك» على وزن «فعال» من الفعل «أدرك» غير الثّلاثي.

ملاحظة : لا يكون اسم الفعل المعدول إلّا اسم فعل للأمر.

اسم الفعل المنقول

اصطلاحا : هو الذي وضع في أوّل أمره لمعنى ثم نقل منه إلى اسم الفعل ، مثل : «عليك» بمعنى : «الزم» منقول من حرف الجرّ «على».

«أمامك» بمعنى : «تقدّم» منقول من الظّرف «أمام». «وراءك» بمعنى : «تأخّر» منقول من الظّرف «وراء» «إليك» مثل : «إليك عني» بمعنى : ابتعد أو إليك الكتاب بمعنى : «خذ» وهو منقول من جار ومجرور ، «رويد» بمعنى : «أمهل» منقول عن مصدر و «بله» بمعنى : «اترك». «هاك» بمعنى : «خذ» منقول عن التّنبيه «ها».

الاسم الفعليّ

اصطلاحا : المصدر ، أي الذي يدل على معنى في ذاته مجرّد من الزّمن ، مثل : «ترك نفسك وهواها مضرّ بك».

اسم في معنى المصدر

اصطلاحا : اسم المصدر أي : الذي يساوي المصدر في معناه ويخالفه في لفظه بنقص بعض الحروف أو بزيادتها لفظا وتقديرا. مثل : «توضأ المؤمن وضوءا تامّا» والأصل : «توضّأ توضّؤا».

ومثل : «تكلّم المعلم كلاما مفيدا» والأصل :«تكلّم تكلّما». ومثل : «لو استعان المرء عون النّمل لازدهرت الأمّة» «عون» اسم مصدر من «استعان» والأصل : «استعان استعانة».

اسم «كاد» وأخواتها

اصطلاحا : هو الاسم المرفوع الواقع بعد «كاد» أو أخواتها وهو في أصله مبتدأ محكوم عليه بأمر ، كقوله تعالى : (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ)(١) وكقوله تعالى : (وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ)(٢) «البرق» اسم «يكاد» مرفوع. وألف المثنىّ هو اسم «طفق».

اسم «كان» وأخواتها

اصطلاحا : هو الاسم المرفوع الواقع بعد «كان» أو أخواتها وهو في أصله مبتدأ محكوم عليه بأمر. كقوله تعالى : (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ)(٣). «أعناقهم» اسم «ظلّت» مرفوع وضمير الغائبين «هم» في محل جرّ بالإضافة.

وكقوله تعالى : (وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً)(٤) وكقوله تعالى : (لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً

__________________

(١) من الآية ٢٠ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٢٢ من سورة الأعراف.

(٣) من الآية ٤ من سورة الشعراء.

(٤) من الآية ٩٢ من سورة النساء.


فِي قُلُوبِهِمْ)(١) «بنيانهم» اسم «لا يزال» مرفوع وهو مضاف وضمير الغائبين في محلّ جرّ بالإضافة.

اسم الكثرة

اصطلاحا : هو مصدر على وزن «مفعلة» يدلّ على مكان يكثر فيه الشّيء ، ويصاغ من الثّلاثيّ المجرّد ، مثل «أسد» : «مأسدة» «سبع» «مسبعة» «كلب» «مكلبة» «قمح» «مقمحة».

اسم الكيفيّة

اصطلاحا : المصدر الصّناعيّ ، هو المصدر المنتهي بياء مشدّدة ، بعدها تاء التّأنيث ، مثل :«إنسانيّة الإنسان أهم ما يتميز به المتعلّم» ومثل : «وطنية» ، «حسّيّة».

اسم «لا» النّافية للجنس

اصطلاحا : هو الاسم المنصوب بعد «لا» النّافية للجنس وهو في الأصل مبتدأ محكوم عليه بأمر. مثل قوله تعالى : (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ)(٢) إله : اسم «لا» مبنيّ على الفتح ، «لا» مع اسمها في محل رفع مبتدأ.

ملاحظات :

١ ـ إذا كان اسم «لا» النّافية للجنس مفردا ، أي : لا مضافا ولا مشبّها بالمضاف يبنى على ما كان ينصب به قبل دخول «لا» عليه ، كقول الشاعر :

أودى الشباب الذي مجد عواقبه

فيه نلذّ ولا لذّات للشّيب

«لذات» اسم «لا» مبنيّ على الكسرة لأنه جمع مؤنّث سالم ، وكقول الشاعر :

تعزّ فلا إلفين بالعيش متّعا

ولكن لورّاد المنون تتابع

«إلفين» اسم «لا» مبنيّ على «الياء» لأنّه مثنّى.

وكقول الشاعر :

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد

إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي

اصطبار : اسم «لا» مبنيّ على الفتح.

٢ ـ إذا كان اسم «لا» مضافا يكون منصوبا معربا. مثل : «لا بائع صحف موجود» «بائع» اسم «لا» منصوب بالفتحة وهو مضاف «صحف» مضاف إليه.

٣ ـ إذا كان اسم «لا» مشبها بالمضاف يكون معربا منصوبا. مثل : «لا بائعا صحفا موجود» «بائعا» اسم «لا» منصوب «صحفا» : مفعول به لاسم الفاعل منصوب ، وفاعل اسم الفاعل «بائعا» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

اسم الحال التي يفعل بها

اصطلاحا : مصدر النّوع. أي : المصدر الذي يدلّ على المعنى وعلى النوع ، مثل : «نظرت نظرة الباحث المتفحّص» ومثل : «جلست جلسة المتواضع».

اسم للمرّة

اصطلاحا : هو المصدر الذي يصاغ من الفعل التامّ المتصرّف ، غير القلبيّ ، غير دالّ على صفة ملازمة ، بل يدلّ على حصول الفعل مرّة واحدة ، مثل : «رحمة» «جلسة» ، «أكلة» «دعوة» «نشدة» فلا يصاغ من «كاد» لأنه ناقص ، ولا من «دام» لأنه

__________________

(١) من الآية ١١٠ من سورة التوبة.

(٢) من الآية ١٩ من سورة محمد.


جامد ولا من «ظنّ» لأنه قلبّي ، ولا من «حسن» لأنه يدلّ على السّجايا.

وإذا كان بناء المصدر «بالتاء» أي : على وزن «فعلة» مثل : «دعوة» و «رحمة» فيصاغ مصدر المرّة بإضافة كلمة «الواحدة» صفة للمصدر فتقول : «إقامة واحدة» «رحمة واحدة» وإذا كان المصدر مما فوق الثّلاثي فيصاغ اسم المرّة منه بزيادة «تاء» التّأنيث المربوطة على مصدره مثل :«استخرج» «استخراجا» و «استخراجة» و «انطلق» «انطلاقا» و «انطلاقة» ، أمّا إذا كان المصدر القياسيّ بالتّاء فيوصف المصدر بكلمة الواحدة ، مثل : «إقامة واحدة» «ودعوة واحدة».

اسم للمصدر

اصطلاحا : اسم المصدر.

اسم للمعنى الحاصل بالمصدر

اصطلاحا : اسم المصدر.

الاسم المؤنّث

اصطلاحا : المؤنّث أي ما يدلّ على مؤنث من الإنسان ، مثل : «امرأة» ومن الحيوان ، مثل :«هرّة» ، ومن الشيء ، مثل : «طاولة». وهو المشار إليه بقولك «هذه» فتقول : «هذه المرأة» «وهذه الهرّة» «وهذه الطّاولة».

اصطلاحا : يراد به اسم العلم ، انظر : العلم.

اسم ما لم يسمّ فاعله

اصطلاحا : هو نائب الفاعل. انظر : نائب الفاعل.

اسم المبالغة

اصطلاحا : هو الذي يدلّ على الحدث وفاعله مع زيادة وصف في الموصوف مثل : «علّامة» «قهّار» «فهّامة» «سميع» «رحيم» «عليم» «صدّيق».

الاسم المبنيّ

اصطلاحا : هو الذي دخله البناء ، مثل :«أمس» إذا دلّ على اليوم قبل الذي نحن فيه وكان مجردا من «أل» والإضافة والتّصغير ، مثل :«استيقظت أمس على صوت الرّعد القاصف».

ومثل : اسم «لا» النّافية للجنس المفرد ، مثل :«لا حول ولا قوّة إلّا بالله» والمنادى العلم أو النكرة المقصودة مثل : «يا سمير» ومثل : «يا رجل خذ بيدي» ومثل كلمة «عل» التي «تبنى» على الضّمّ إذا حذف المضاف إليه ونوي لفظه ، كقول الشاعر :

ولقد سددت عليك كلّ ثنيّة

وأتيت نحو بني كليب من عل

واصطلاحا : أيضا هو الذي يجري عليه الإعراب ، ولكنّه يلزم علامة واحدة على آخره ، فلا تتغيّر سواء أكان مرفوعا ، أم منصوبا ، أم مجرورا ، مثل : «جاء سيبويه» «سيبويه» فاعل مبنيّ على الكسر في محل رفع ، ومثل : «هذا الولد ناجح» «هذا» : «الهاء» للتّنبيه و «ذا» اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ ، ومثل : «إنّ هذا الولد ناجح» «هذا» «الهاء» :للتّنبيه «ذا» اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محل نصب اسم «إنّ» ومثل : «من هذه المدرسة تخرّج الطّلاب المجتهدون» «هذه» «الهاء» :للتّنبيه و «ذه» : اسم إشارة مبني على الكسر في محل جرّ بالإضافة ومثل : «هذه الفتاة جميلة» :«هذه» : «ذه» اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محل رفع مبتدأ. ويدخل في الأسماء المبنيّة


الأعداد المركبّة تركيبا مزجيا مثل : «جاء ثلاثة عشر رجلا» «ثلاثة عشر» : فاعل مبنيّ على الفتح في محل رفع. ومثل : «إن ثلاثة عشر رجلا مجتمعون في القاعة» : «ثلاثة عشر» : اسم «إنّ» مبني على الفتح في محل نصب ، ومثل : «سلّمت على ثلاثة عشر رجلا» : «ثلاثة عشر» : عدد مركب في مقام اسم مبنيّ على الفتح في محل جرّ بحرف الجر «على». والأسماء المبنيّة لا تكون معتلّة الآخر ، لأن ذلك خاص بالأسماء المعربة.

الاسم المبهم

اصطلاحا : هو الذي لا يدل على معنى في نفسه إلّا بواسطة تكون بمنزلة الصّلة مع الموصول أو الصّفة مع الموصوف ، والأسماء المبهمة كثيرة منها :

١ ـ «أيّ» و «أية» في النّداء ، كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)(١) وكقوله تعالى : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً)(٢).

٢ ـ اسم الإشارة كقوله تعالى : (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ)(٣).

٣ ـ الاسم الموصول ، كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ)(٤).

٤ ـ اسم الاستفهام ، كقوله تعالى : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ)(٥).

٥ ـ اسم الشّرط ، كقوله تعالى : (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ)(٦).

٦ ـ بعض الظّروف. كقوله تعالى : (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ)(٧) ،

٧ ـ بعض أسماء الزّمان ، مثل : «زرتك طلوع الشّمس».

٨ ـ الاسم الموصوف ، كقول الشاعر :

حمّلت أمرا عظيما واصطبرت له

وقمت فيه بأمر الله يا عمرا

٩ ـ الضّمائر ، مثل : «أمّك أمّك إنها سبب وجودك».

الاسم المتصرّف

اصطلاحا : هو الاسم الذي لا يلزم حالة واحدة بل يثنّى ويجمع ويصغّر وينسب إليه ، مثل :«كلب» «كلبان» «كلاب» «كلبي». وهو نوعان : الاسم الجامد ، مثل : «هذا قلم». والاسم المشتق ، مثل : «سمير عادل». ويسمّى أيضا : المتصرّف.

الاسم المتمكّن

هو الاسم المعرب الذي يقبل التّنوين ، وهذا هو الأصل في الأسماء ، وكلّما ابتعد الاسم عن مشابهة الحرف والفعل في البناء وعدم التّنوين ، كان أكثر أصالة في الاسميّة وأكثر تمكّنا. لذلك سمّوا الاسم المعرب الذي يلحقه التّنوين متمكّنا أمكن ، والاسم المعرب الذي لا يلحقه التّنوين متمكّنا غير أمكن مثل : الكتاب. دفتر. فرس.

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة الانفطار.

(٢) من الآيتين ٢٧ و ٢٨ من سورة الفجر.

(٣) من الآية ٣٨ من سورة المرسلات.

(٤) من الآية ٧ من سورة الانفطار.

(٥) من الآية ٢٨ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ٦٢ من سورة البقرة.

(٧) من الآية ٢٧ من سورة إبراهيم.


الاسم المتّمكن غير الأمكن

هو الاسم الذي لا يلحقه التّنوين ، فيكون ممنوعا من الصّرف. فهو «متمكّن» لأنه يقبل علامات الإعراب ، وهو «غير أمكن» لأنه لا يقبل التّنوين ولا الكسرة بل يجرّ بالفتحة مثل : «قرأت في معاجم» ، «صليت في مساجد» ولأنه يشبه الفعل من هذا الوجه.

اسم المثنّى

اصطلاحا : الملحق بالمثنّى ، مثل : «أمسكت الجريح بيديّ الاثنتين».

الاسم المثنّى

اصطلاحا : هو الاسم الذي ناب عن مفردين اتفقا لفظا ومعنى ، مثل : «أضاء الأرض نجمان».

الاسم المجرّد

اصطلاحا : هو الذي تكون حروفه كلها أصليّة فمنه ما هو ثلاثيّ ، مثل : «قلم» «بيت» ، ومنه ما هو رباعيّ ، مثل ؛ «جعفر» ، ومنه ما هو خماسيّ ، مثل : «سفرجل». ولا يكون الاسم المجرّد فوق خمسة أحرف أصول.

ملاحظة : تعرف زيادة الحرف بحذفه وتأدية الكلمة بعد حذفه معنى «جديدا» وتعرف أصالة الحرف بعدم إمكانيّة الاستغناء عنه ، ولا تؤدّي الكلمة بعد حذفه معنى مفيدا ، أو تؤدي معنى مخالفا لما كانت تؤديه قبل الحذف ويسمّى أيضا : الاسم المحض.

الاسم المجرور

اصطلاحا : هو الاسم المعرب الذي يصيبه الجرّ إمّا بالحرف ، مثل قوله تعالى : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ)(١). «ذنبك» اسم مجرور بالكسرة لأنه سبقه حرف الجرّ «من» وهو مضاف «والكاف» ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محل جرّ بالإضافة ، أو بالإضافة كقوله تعالى : (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ)(٢).

ويسمّى أيضا : المجرور ، المخفوض.

الاسم المحدود

اصطلاحا : المشغول عنه ، أي : الاسم الذي كان مفعولا به ، ثم تقدّم على عامله مثل :

والذئب أخشاه إن مررت به

وحدي وأخشى الرّياح والمطرا

الاسم المحض

اصطلاحا : هو الاسم الذي يلازم الإضافة على الأغلب ولا يدلّ على الظّرفيّة مثل :«حسب» ، «كلّ» ، «بعض» ، «أي» ، «غير». كقوله تعالى : (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(٣) وكقوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ)(٤). وكقوله تعالى : (وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ)(٥) وكقوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(٦) وكقوله تعالى : (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ)(٧).

__________________

(١) من الآية ٢ من سورة الفتح.

(٢) من الآية ١٨ من سورة المطفّفين.

(٣) من الآية ١٧٣ من سورة آل عمران.

(٤) من الآية ٢٦ من سورة الرحمن.

(٥) من الآية ٧١ من سورة النّحل.

(٦) من الآية ٢٢٧ من سورة الشعراء.

(٧) من الآية ٣ من سورة فاطر.


الاسم المحقّر

اصطلاحا : المصغّر ، أي الاسم الذي على وزن «فعيل» أو «فعيعل» أو «فعيعيل» مثل :«رجيل» و «كتيّب» و «سليطين».

الاسم المذكّر

اصطلاحا : المذكّر ، أي : الذي يدلّ على ذكر من الانسان ، مثل : «رجل» أو من الحيوان ، مثل :«نمر» أو من الشّيء ، مثل : «دفتر» ، «كتاب» ، «قلم».

اسم المرّة

اصطلاحا : مصدرة المرّة ، أي : الذي يدلّ على الحدث وعلى عدده مثل : «مشيت مشية المتواضع» ، ومثل : «انطلقت الباخرة انطلاقة واحدة».

الاسم المركّب

اصطلاحا : العلم المركّب ، مثل : «بعلبك» مؤلفة من جزأين : «بعل» بمعنى : إله و «بك» المدينة ، ومثل : «حضرموت» ، «رام شهر» «رامهرمز» «نيويورك» ، «سيبويه» تتألّف من «سيب» معناها تفاح و «ويه» معناها الرّائحة.

الاسم المزيد

اصطلاحا : هو ما زيد على حروفه الأصليّة إمّا حرف واحد ، مثل : «كتاب» زيدت فيها «الألف» ، أو حرفان ، مثل : «مقاتل» زيدت الألف والميم ، أو ثلاثة أحرف مثل : «مستكتب» زيدت فيه «الميم» و «السّين» ، و «التاء» ، ولا يزيد الاسم المزيد على سبعة أحرف.

الاسم المشتق

اصطلاحا : هو الاسم الذي يؤخذ عن المصدر أو الفعل ، مثل : «عادل» «كاتب» «سامر».

الاسم المشتق تأويلا

اصطلاحا : الملحق بالمشتقّ ، مثل : «هذا زيد عدل» أي : عادل.

الاسم المشتقّ العامل

اصطلاحا : المشتق العامل.

الاسم المشتقّ غير العامل

اصطلاحا : المشتق المهمل.

اسم المصدر

اصطلاحا : هو اسم مساو للمصدر في الدّلالة على المعنى المجرّد دون تقيّد بزمان ، ولكنّه يخالفه بنقص بعض حروفه لفظا وتقديرا دون تعويض ، مثل : الفعل «أعطى». مصدره الأصلي : «إعطاء». فإذا قلنا «عطاء» كان مساويا للفظ «إعطاء» وينقص عنه الهمزة في أوّله دون أن يعوّض منها بشيء لفظا وتقديرا. فإن كان النّقص في اللّفظ فقط دون التّقدير ، فاللّفظ مصدر وليس باسم مصدر ، مثل : «قاتل قتالا» والأصل : قيتالا خلا اللّفظ «قتالا» من «الياء» ولكنّها مقدّرة. وإن خلا الحرف لفظا وعوّض منه بشيء فهو مصدر وليس باسم مصدر فتقول في : «وعد» ، المصدر الأصلي «وعدا» أو «عدة» فقد حذفت «الواو» وعوّض منها بالتّاء المربوطة في الآخر. فالمصدر الذي حذف منه حرف ولم يعوّض منه بشيء يسمّى : اسم مصدر ، مثل : «كلاما» وتكلّما. فقد عوض عن اللّام المشدّدة بالألف فليس باسم مصدر. أما مثل : «توضّأ» «وضوءا» : فكلمة «وضوءا» هي اسم مصدر لأن المصدر الأصليّ «توضّؤا» حذفت منه «التّاء» دون تعويض. ومن أسماء المصادر الاسم الذي يدلّ على معنى مجرّد ،


وليس له فعل من لفظه ، مثل : «القهقرى». لا فعل له ولكنّه يدلّ على نوع من الرّجوع. ورفض بعض النّحاة وجود اسم المصدر وأدخلوه في باب المصدر. وعلى كلّ حال فأسماء المصادر كلّها سماعيّة وغير قياسيّة.

أسماؤه الأخرى : اسم المصدر. الاسم. اسم في معنى المصدر. اسم للمعنى الحاصل بالمصدر. المصدر.

إعماله : يعمل اسم المصدر عمل المصدر وبشروطه. لكن يعتقد بعض النّحاة أنه من الأفضل العدول عنه إلى المصدر ، كقول الشاعر :

إذا صحّ عون الخالق المرء

لم يجد عسيرا من الآمال إلا ميسّرا

واصطلاحا أيضا : المصدر الميميّ.

الاسم المصغّر

اصطلاحا : المصغّر. أي : الاسم الذي جعل على وزن «فعيل» ، مثل : «قلم» «قليم» ، وعلى وزن «فعيعل» ، مثل : «دفتر» «دفيتر» وعلى وزن «فعيعيل» ، مثل : «دينار» «دنينير».

الاسم المضمر

اصطلاحا : الضّمير المستتر : كقوله تعالى : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى)(١).

واصطلاحا أيضا : الضّمير ، مثل قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٢) ،

الاسم المظهر

اصطلاحا : الاسم الظّاهر. كقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ)(٣).

الاسم المعتبر

اصطلاحا : هو الذي يسبّب حذفه فسادا في المعنى ، مثل : «صلاة الأولى» ومثل : «دمشق الشام».

الاسم المعتلّ

اصطلاحا : هو الاسم الذي ينتهي بحرف علّة أو بهمزة قبلها الف زائدة ، مثل : «الهدى» ، «الفتى» ، «المنى» ، أو مثل : «صحراء» «سماء» ، «بيداء».

أقسامه : ١ ـ الاسم المقصور الذي ينتهي بألف مقصورة ، مثل : «فتى» ، «منى» أو بألف طويلة ، مثل : «عصا» ، «قفا».

٢ ـ الاسم المنقوص الذي ينتهي بياء ، مثل : القاضي ، المحامي.

٣ ـ الاسم الممدود أي : الذي ينتهي بهمزة قبلها ألف زائدة ، مثل : «صحراء».

٤ ـ الاسم المعتلّ بالواو ، مثل : «طوكيو» ، «أرسطو».

ملاحظات :

١ ـ يعتبر بعض النّحاة أن الاسم المعتل هو الذي ينتهي بحرف علّة ويرى الصّرفيّون أن الاسم المعتلّ هو ما كانت أحد حروفه الأصليّة حرف علّة.

٢ ـ يقصر بعض النّحاة اسمي المقصور والممدود على الاسم المعرب ، أما اللغويّون فيطلقونهما على الاسم ، معربا كان أو مبنيّا.

__________________

(١) من الآية ٣ من سورة النجم.

(٢) الآية الأولى من سورة الإخلاص.

(٣) من الآية ٣ من سورة الصف.


واصطلاحا أيضا : الاسم المنقوص. الاسم الممدود.

الاسم المعتلّ بالواو

اصطلاحا : هو الاسم المنتهي بالواو السّاكنة قبلها ضمّة ، مثل : «سافرت إلى طوكيو» ومثل :«أحببت أرسطو» ومثل : «أعجبتني طوكيو». من النّحاة من يعرب هذه الأسماء بحركات مقدّرة على الواو إعراب الممنوع من الصّرف ، أو بحركات مقدّرة على الواو إعراب الاسم المنصرف.

الاسم المعدول

اصطلاحا : هو الاسم الذي تحوّل إلى حالة لفظيّة أخرى بغير قلب ، مثل : عمر.

الاسم المعرب

هو الذي يجري عليه الإعراب ، ويقبل علاماته الأصليّة ، والفرعيّة ، فالأصليّة هي : الضمّة والفتحة والكسرة ، ويتفرّع منها : علامات الأسماء السّتّة التي ترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجرّ بالياء ، وعلامات المثنّى الذي يرفع بالألف وينصب ويجر بالياء ، وعلامات جمع المذكّر السّالم الذي يرفع بالواو وينصب ويجرّ بالياء ، وعلامات جمع المؤنّث السّالم الذي يرفع بالضّمّة وينصب ويجرّ بالكسرة. أما الأسماء التي هي غير معربة فهي المبنيّة. فمن أمثلة الأسماء المعربة :«الولد مهذّب» ، «إنّ الولد مهذّب» ، «للولد المهذّب جائزة» والأسماء الستّة ، مثل : «جاء أبوك» «رأيت حماك» ، «سلّمت على أخيك» ، والمثنّى ، مثل : «جاء الولدان» ، «رأيت الولدين» ، «سلمت على الولدين». وجمع المذكّر السّالم ، مثل : «جاء المعلمون» ، «رأيت المعلمين» و «سلمت على المعلمين». وجمع المؤنث السّالم ، مثل : «جاءت الفتيات» «رأيت الفتيات» ، و «سلمت على الفتيات» ، والممنوع من الصّرف ، مثل : «أعجبتني معاجم» ، يرفع بالضمّة «ورأيت معاجم» ، ينصب بالفتحة ، و «قرأت في معاجم» يجرّ بالفتحة.

أنواعه :

١ ـ الاسم الصّحيح الذي تظهر على آخره علامات الإعراب الثّلاثة ، مثل : «جاء الولد» ، «إنّ الولد نشيط» ، «للولد النشيط جائزة».

٢ ـ الاسم الجاري مجرى الصّحيح هو الذي يشبه الصّحيح ، أي : الذي ينتهي بـ «واو» أو «ياء» متحرّكة قبلها ساكن ، مثل : «أسرع ظبي في الغابة» «وامتلأ دلو ماء». ومثل : «البيت مغزوّ باللّصوص» ، و «الحبل مرميّ فوق السّطوح».

و «الواو» و «الياء» قد تكونان مخففّتين مثل : ظبي ودلو أو مشدّدتين ، مثل : «مغزوّ» و «مرميّ».

ويخضع هذا الاسم للإعراب وتظهر عليه علاماته الأصلية كما تظهر على الصّحيح. ويدخل في هذا النّوع من الأسماء ما كان مختوما بياء مشدّدة للنّسب ، مثل : «عبقريّ» و «شافعيّ» و «لبنانيّ» و «سوريّ» بشرط ألا يكون التّشديد ناجما عن إدغام «ياءين» إحداهما ياء المتكلم مثل : «بنيّ» ، «بنيّ» ، «صاحبيّ» ، «صاحبيّ». ويدخل هذا النّوع في الملحق بالمعتلّ الآخر.

٣ ـ الاسم المعتلّ أي : الّذي ينتهي بأحد حروف العلّة الثّلاثة : «الألف» ، أو «الواو» ، أو «الياء». مثل : «فتى» ، «طوكيو» ، «قاضي».

وحرف العلة ، إذا كان ساكنا وقبله حركة تناسبه أي : «الألف» قبلها فتحة ، و «الواو» قبلها «ضمّة» ، و «الياء» ، قبلها «كسرة» ، يسمّى حرف


علّة ومدّ ولين ، مثل : محمود ، سعيد ، فتاة.

وإذا كان حرف العلّة ساكنا قبله حركة لا تناسبه فهو حرف علّة ولين ، مثل : «جوهر» ، «ليلى» ، وإن كان حرف العلّة متحرّكا فهو حرف علّة فقط ، مثل : «حور» «هيف». وعلى هذا تكون الألف دائما حرف علّة ومدّ ولين ، والاسم الذي ينتهي بألف يسمّى المقصور والذي ينتهي بياء هو المنقوص.

أسماؤه : المتمكّن. الاسم الموضوع. الاسم المتمكّن.

أقسامه بحسب الإعراب : الاسم المنصرف.

والاسم غير المنصرف.

الاسم المعرب غير المنصرف

اصطلاحا : غير المنصرف أي : الممنوع من الصّرف ، الذي يرفع بالضّمّة ، وينصب ويجرّ بالفتحة. مثل : «صلّيت في مساجد» ومثل :«عالجت الباب بمفاتيح» «مساجد» : اسم مجرور بـ «في» وعلامة جرّه الفتحة عوضا من الكسرة لأنّه ممنوع من الصّرف. ومثله «بمفاتيح».

الاسم المعرب المنصرف

اصطلاحا : المنصرف. أي : هو ما يلحقه الكسر والتّنوين ، مثل : «صلّيت في مساجد المدينة» ، «عالجت الباب بمفاتيحه».

الاسم المعرفة

اصطلاحا : المعرفة. ويدلّ على الإنسان :مثل : الرّجل ، والحيوان ، مثل : كلب وعلى شيء ، مثل : «نبات».

اسم المعنى

اصطلاحا : الذي يدلّ على معنى ، مثل :«العلم» ، «الوفاء» ، «الصّدق» ويسمى أيضا : المعنى. المصدر. ومن أسمائه : المصدر ، مثل :«نوم». العدد ، مثل «خمسة كتب اشتريت» اسم الزّمان ، مثل : «العصر». «الشّتاء».

الاسم المفرد

اصطلاحا : المفرد.

اسم المفعول

اصطلاحا : هو الاسم المشتق الذي يدل على الحدث وعلى ما وقع عليه الفعل مثل : «الطفل محفوظ برعاية الله». فكلمة «محفوظ» تدل على الحفظ وعلى الطّفل الذي وقع عليه الحدث.

وكقول الشاعر :

لا تلم المرء على فعله

وأنت منسوب إلى مثله

فكلمة «منسوب» تدلّ على النّسبة وعلى من وقعت عليه النّسبة.

صياغته : يصاغ اسم المفعول من الثّلاثيّ على وزن «مفعول» مثل : «ضرب» و «مضروب» ، «سرق» و «مسروق» ، «أكل» و «مأكول» ، «حفظ» و «محفوظ». ويصاغ من فوق الثّلاثيّ على وزن المضارع المجهول بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة ، مثل : «سارع» في الماضي ، «يسارع» المضارع المجهول «مسارع» اسم المفعول. ومثل :«أكرم» في الماضي «يكرم» في المضارع المجهول «مكرم» اسم المفعول. وكقول الشاعر :

متنزّهة عن السّرق المورّى

مكرّمة عن المعنى المعاد

فكلمة «منزّهة» اسم مفعول ومثله «مكرّمة» وقد لحقت بهما تاء التأنيث لأنهما يعودان إلى مؤنّث.

ملاحظة : وردت صيغ سماعيّة بمعنى «مفعول» على وزن «فعيل» مثل : «قتيل» بمعنى : «مقتول» ،


«فعل» مثل : «قنص» «فعلة» ، مثل : «مضغة» «فعل» ، مثل : «ذبح» وكلّها بمعنى : «مفعول».

عمله : يعمل اسم المفعول عمل الفعل المجهول فيرفع نائب فاعل ، مثل : «هذه كتب ممزّقة أوراقها» «أوراقها» : نائب فاعل لاسم المفعول و «الهاء» : في محل جر بالإضافة وشروط إعماله كشروط إعمال اسما الفاعل.

الاسم المقصور

اصطلاحا : هو الاسم المعرب الذي ينتهي «بألف» لازمة ، مثل : «الفتى» ، «المولى» ، «الهدى». ويعدّ الاسم المقصور من الأسماء المعتلّة الآخر ، ولا يسمّى الاسم مقصورا إلّا إذا كان معربا ، لكنّ بعض النّحويين يسمّون الاسم مقصورا سواء أكان معربا أم مبنيّا ، مثل : أولى : اسم إشارة مبنيّ ، وهو مقصور ، ومثل : «تجنح نفس الفتى إلى الهوى فيردّه ذكر المولى ويرجع إلى الهدى».

لا يعدّ مقصورا كل من الكلمات التالية لعدم انطباق التّعريف عليها منها :

١ ـ الأفعال المختومة «بألف» لازمة ، مثل :«دعا» ، «رمى» ، «مشى» ، «سعى» ، «يخشى» وإنما هي أفعال ناقصة أي : معتلّة الآخر.

٢ ـ الحروف المنتهية بألف لازمة ، مثل :«إلى» ، «على» ، «حتى» ، «خلا» ..

٣ ـ الأسماء المبنيّة المختومة «بألف» لازمة ، مثل : اسم الإشارة «ذا» و «تا» واسم الموصول «ما» و «إذا» الظّرفيّة.

٤ ـ الأسماء المعربة التي تنتهي «بالواو» ، مثل :«طوكيو» ، «ادكو» ، أو «بالياء» ، مثل : «القاضي» ، «العالي». لأنها لا تنتهي بالألف فلا تكون مقصورة.

٥ ـ المثنّى في حالة الرّفع ، مثل : «جاء الولدان». لأن الألف غير ثابتة فهي علامة الرفع ولا الاسماء الستة في حالة النّصب لأن الألف علامة النّصب.

٦ ـ الاسم المقصور إذا لحقته تاء التأنيث فلا يعد مقصورا ، مثل : «فتاة» ، «مباراة» إذ تظهر على «التّاء» علامات الإعراب وتبقى هذه «التّاء» عند التّثنية للدّلالة على التّأنيث وتحذف عند الجمع ، ويراعى في الاسم بعد حذف «التّاء» ما يراعى في جمع المقصور.

وهذه «التاء» تختلف عن هاء الضّمير الذي يلحق آخر الاسم المقصور بعد ألفه «فالهاء» مستقلّة تماما عن باقي الاسم فهي في محلّ جرّ بالإضافة ، وتقدّر حركات الإعراب على الاسم المقصور كما كان قبل دخول «الهاء» عليه.

أحكام الإعراب في الاسم المقصور : الاسم المقصور تقدّر حركات الإعراب الأصلية كلّها على آخره في جميع الحالات مثل : «إنّ الهدى منى الفتى» «الهدى» : اسم «إنّ» منصوب بالفتحة المقدّرة على ألف المقصور للتعذّر «منى» خبر «إنّ» مرفوع بالضمّة المقدّرة على الألف للتّعذّر.

وهو مضاف. «الفتى» : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر.

صياغة الاسم المقصور : يصاغ الاسم المقصور على القياس أو على السّماع.

أولا : يصاغ المقصور قياسيا في حالات متعدّدة أشهرها :

١ ـ يصاغ مصدرا على وزن «فعل» إذا كان ماضية ثلاثيّا لازما معتلّ الآخر بالياء وعلى وزن «فعل» وله مصدر وفعل صحيح الآخر على وزنه ، مثل : «غني» الرجل غنى ، «وثري»


«ثرى» ونظيره من الصّحيح الآخر «فرح» «فرحا» «بطر» «بطرا».

٢ ـ أن يصاغ جمعا للتكسير على وزن «فعل» مفرده «فعلة» مختوم بتاء التّأنيث قبلها حرف علّة ويكون له نظائر من الصّحيح ، مثل : «فرية» «فرى» ، «مرية» ، «مرى» ، «حلية» «حلى» ونظيره من الصّحيح : «قربة» «قرب» ، «فكرة» «فكر» ، «نعمة» «نعم».

٣ ـ أن يصاغ جمعا للتّكسير على وزن «فعل» مفرده فعلة مختوم بتاء التّأنيث قبلها حرف علّة وله نظائر من الصّحيح ، مثل «دمية» «دمى» ، «قدوة» «قدى» ونظيره من الصّحيح : «غرفة» «غرف» ، «لعبة لعب» ، «طرفة» «طرف».

٤ ـ أن يصاغ اسم مفعول فعله الماضي معتل الآخر فوق ثلاثة أحرف ولهما نظيرهما من الصّحيح ، مثل : «معطى» ماضيه أعطى ، «معفى» «أعفى» ، «مستقصى» «استقصى» ، ونظيره من الصّحيح ، مثل : «مكرم» ماضيه «أكرم» «مخبر» ماضيه «أخبر». «محترم» ماضيه «احترم» ، «مستغفر» ماضيه «استغفر».

٥ ـ الجمع على وزن «فعلى» مؤنّث أفعل ، مثل : «الدّنيا» و «الدّنا» ، و «القصوى» «القصا» ، ونظيره من الصحيح : «الكبرى» «الكبر» ، «الأخرى» «الأخر» ...

٦ ـ ما دلّ من أسماء الجنس على الجمع مجردا من «التاء» على وزن «فعل» ومفرده بالتّاء ، مثل :«حصاة» «حصى» و «قطاة» «قطى» ونظيره من الصّحيح «شجرة» «شجر» و «مدرة» «مدر».

٧ ـ المصدر الميميّ على وزن «مفعل» أو اسم الزّمان ، أو اسم المكان ، مثل : «ملهى» و «مسعى» ونظيره من الصّحيح : «مذهب» و «مسرح» أو اسم آلة ، مثل : «مرمى» ونظيره من الصّحيح : «مخصف».

ثانيا : المقصور السّماعي لا يخضع للأقيسة السّابقة وضابطه الوارد المسموع على لسان العرب.

اسم المكان

اصطلاحا : هو الذي يدلّ على الحدث ومكانه مثل : «ملعب» أي : مكان اللّعب ويسمّى أيضا : اسم الموضع. ظرف المكان.

الاسم المكبّر

اصطلاحا : المكبّر. أي : الذي يقبل التّصغير ولكنّه لم يصغّر ، كقوله تعالى : (كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)(١).

الاسم الملازم للإضافة

اصطلاحا : هو الاسم الذي يكون مضافا وجوبا إلى الاسم الظّاهر أو إلى الضّمير ، كقوله تعالى : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ)(٢) والأسماء الملازمة للإضافة أنواع منها :

أولا : أسماء تلازم الإضافة إلى الاسم الظّاهر أو الضمير مع جواز قطعها عن الإضافة لفظا دون معنى ، ومنها : «كلّ» ، كقوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)(٣) ويجب كي تقطع «كل» عن الإضافة ألّا تكون توكيدا ولا نعتا وإلّا وجبت إضافتها ، مثل : «فاز المجتهدون كلّهم» و «بعض» كقوله تعالى : (فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ

__________________

(١) من الآية ٢٥ من سورة المؤمن.

(٢) من الآية ١٠ من سورة القلم.

(٣) من الآية ١٨٥ من سورة آل عمران.


نَفْعاً وَلا ضَرًّا)(١) و «أي» بكلّ أنواعها يجوز أن تضاف أو أن تقطع عن الإضافة ، فمن أنواعها :

١ ـ أي الاستفهاميّة : كقوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(٢). «أيّ» اسم استفهام مبنيّ على الفتح في محل نصب مفعول مطلق. «أي» مضاف : «منقلب» : مضاف إليه.

وهي تلازم الإضافة لفظا ومعنى.

٢ ـ «أيّ» الشّرطيّة ، مثل : «أيّ كلام تقله أصدّقه» ، أي اسم شرط مبنيّ على الضّمّ في محل رفع مبتدأ «أي» مضاف «كلام» : مضاف إليه «تقل» فعل الشّرط «أصدّق» جواب الشرط. وهي تلازم الإضافة لفظا ومعنى. والجملة المؤلفة من فعل الشرط وجوابه هي خبر المبتدأ.

٣ ـ «أي» اسم موصول كقوله تعالى : (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ)(٣) «أيّ» : اسم موصول مبنيّ على الكسر في محل جرّ بـ «من» «أيّ» : مضاف «شيء» : مضاف إليه.

وهي ملازمة للإضافة ، وقد تقطع عن الإضافة فتقول : «من أيّ خلقه».

٤ ـ «أي» التي تقع نعتا ، مثل : «إنّ الصّادق كريم أيّ كريم» «أيّ» : تجب إضافتها إلى الاسم النّكرة حتى تقع نعتا فهي لا تقطع عن الإضافة.

٥ ـ «أي» التي تقع حالا ، مثل : «قبلت كلام النّاصح الأمين أي ناصح أمين» «أي» : تجب إضافتها إلى المعرفة أو ما هو بحكم المعرفة حتى تقع حالا. ولا يجوز أن تقطع عن الإضافة.

٦ ـ «أيّ» وصلة للنّداء ، كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِ)(٤) «أيّ» :منادى مبنيّ على الضّمّ في محل نصب مفعول به لفعل النّداء المحذوف تقديره : أنادي و «الهاء» :للتّنبيه. وهي لا تضاف أبدا.

و «غير» : التي تلازم الإضافة إمّا لفظا ومعنى في أكثر حالاتها. وإمّا معنى فقط وذلك في حالتين :

الأولى : أن يحذف المضاف إليه بشرط أن يكون معلوما ملحوظا في النّيّة والتّقدير كأنّه مذكور ، وأن تكون كلمة «غير» مسبوقة بـ «ليس» أو «لا» مثل : «لك في ذمّتي ألف ليرة لا غير» الثّانية : أن يحذف المضاف إليه المعلوم مع ملاحظة معناه دون لفظه مثل : «من زرع الإساءة حصد الشّقاء ليس غيرا».

و «مع» ولها ثلاثة أوجه :

أـ أن تكون ظرفا للزّمان أو للمكان فتلازم الظّرفيّة ، مثل : «استيقظت مع الصّباح» ، «مع» ظرف زمان و «مع» : مضاف «الصباح» : مضاف إليه ، ومثل : «التّواضع مع التّكلّف مرفوض» «مع» ظرف مكان وهو مضاف. التكلّف مضاف إليه.

ب ـ هي ظرف بمعنى «عند» فلا تدلّ على اجتماع ولا مصاحبة وتلازم الإضافة والجرّ بـ «من» الابتدائيّة ، مثل : «المحسن يتصدّق من معه». «مع» ظرف مجرور بـ «من» وهو مضاف و «الهاء» : ضمير متّصل مبنيّ على الكسر في محل جرّ بالإضافة.

ج ـ وهي اسم بمعنى : «جميع» أو «كل» ولا تدلّ على الظّرفيّة بل على مجرّد الاصطحاب

__________________

(١) من الآية ٤٢ من سورة سبأ.

(٢) من الآية ٢٢٧ من سورة الشعراء.

(٣) من الآيتين ١٧ و ١٨ من سورة عبس.

(٤) من الآية ٢٦٤ من سورة البقرة.


وتكون ممتنعة عن الإضافة ، مثل : «جاء المعلمون معا». «معا» : حال منصوب.

والجهات السّتّ وهي : «فوق» ، «تحت» ، «يمين» ، «شمال» ، «أمام» «خلف». كقوله تعالى : (فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً)(١) «وراء» ظرف مكان منصوب متعلّق بـ «نبذوه» وهو مضاف «ظهورهم» مضاف إليه وقد يقطع عن الإضافة إذا كان المضاف إليه معلوما ، فدلّ عليه قرينة ، مثل : «هذا المعلم اجلس من وراء» أي : من ورائه.

ثانيا : أسماء تلازم الإضافة إلى الاسم الظّاهر أو إلى المضمر ، دون الجملة مع عدم جواز قطعها عن الإضافة لفظا وهي على أربع صور :

الأولى : الأسماء التي تضاف إلى اسم ظاهر مفرد وهي : «أولو» بمعنى : أصحاب ، و «أولات» بمعنى : صاحبات. و «ذو» بمعنى : صاحب و «ذات» ، بمعنى : صاحبة و «ذو» و «ذوو» و «ذواتا» و «ذوات» ، مثل : «الآباء أولو الأمر».

الثانية : الأسماء التي تضاف إلى ضمير المخاطب دون غيره ، كالمصادر المثنّاة في لفظها دون معناها ويراد منها التّكرار وهي : «لبّيك» :تلبية بعد تلبية ، و «سعديك» إسعادا بعد إسعاد ، و «دواليك» تداولا بعد تداول. و «هذاذيك» إسراعا لك بعد إسراع ، و «حذاريك» : حذرا بعد حذر. و «حجازيك» : حجزا بعد حجز ... كقول الشاعر :

إذا شقّ برد شقّ بالبرد مثله

دواليك حتى كلّنا غير لابس

ويندر إضافة هذا النّوع من الأسماء إلى ضمير الغائب أو إلى الاسم الظّاهر مثل :

إنّك لو دعوتني ودوني

زوراء ذات مترع بيون

لقلت لبّيه لمن يدعوني

«لبّيه» أضيفت «لبّي» إلى ضمير الغائب وكقول الشاعر :

دعوت لما نابني مسورا

فلبّى فلبّي يدي مسور

حيث أضيفت «لبّي» إلى الاسم الظّاهر «يدي».

الثالثة : الاسم الذي يضاف إلى كلّ الضّمائر ولا يضاف إلى الظّاهر ، ويلازم الإضافة ولا يجوز قطعه عنها وهو كلمة «وحد». مثل قوله تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ)(٢) «وحد» حال منصوب وهو مضاف و «الهاء» في محل جرّ بالإضافة ومثل : «جئت وحدك» و «جئت وحدي» ... وتلحق بهذا الاسم كلمة «كل» التي تفيد التّوكيد. كقوله تعالى : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ)(٣).

الرابعة : ما يضاف إلى اسم ظاهر أو إلى ضمير وهو : «كلا» و «كلتا» و «عند» و «قصارى» و «لدى» و «سوى» و «حمادى الشيء» أي : غايته كقوله تعالى : (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها)(٤) ومثل : «قصاراك أن تنجح».

ثالثا : الأسماء التي تضاف وجوبا إلى الجمل اسميّة كانت أو فعليّة ، كقوله تعالى : (وَكُلُوا مِنْها

__________________

(١) من الآية ١٨٧ من سورة آل عمران.

(٢) من الآية ٨٤ من سورة غافر.

(٣) من الآية ٣٠ من سورة الحجر.

(٤) من الآية ٣٣ من سورة الكهف.


حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً)(١) وكقوله تعالى : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ)(٢) أضيفت «حيث» إلى الجملة الفعليّة «شئتم» ، وأضيفت «إذ» إلى الجملة الفعليّة «يرفع». وأجاز فريق من النّحاة إضافة «حيث» إلى المفرد مع بقائها مبنيّة على الضّمّ مثل :

أما ترى حيث سهيل طالعا

نجم يضيء كالشّهاب لامعا

أضيفت «حيث» إلى الاسم الظّاهر «سهيل» وهذا شاذّ. وكقول الشّاعر :

ويطعنهم تحت الخبا بعد ضربهم

ببيض المواضي حيث ليّ العمائم

«حيث» : ظرف مبنيّ على الضّمّ في محل نصب على الظّرفيّة متعلّق بـ «يطعنهم» وهو مضاف «ليّ» : مضاف إليه.

رابعا : ما يضاف وجوبا إلى الجمل الفعليّة فقط وهو «إذا» الشرطيّة الظّرفيّة و «لمّا» الظرفيّة. كقول الشاعر :

وإذا تباع كريمة أو تشترى

فسواك بائعها وأنت المشترى

«إذا» ظرف لما يستقبل من الزّمان متضمّن معنى الشرط خافض لشرطه منصوب بجوابه مبنيّ على السّكون في محل نصب على الظّرفية «تباع كريمة» فعل ماض مجهول مع نائب فاعله والجملة في محل جرّ بالإضافة. وكقوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ)(٣) «لمّا» : ظرف زمان. وجملة «جاء أمرنا» الفعليّة المؤلفة من الفعل «جاء» وفاعله «أمرنا» في محل جرّ بالإضافة.

وقد أجاز الكوفيّون ومعهم الأخفش دخول إذا على الجملة الاسميّة مستشهدين بقوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ)(٤) ومنهم من أوّل الجملة على تقدير : «السماء» فاعل لفعل محذوف يفسّره الفعل الظّاهر. والأحسن إضافتها إلى الجمل الفعليّة والاسميّة على السّواء.

الاسم الملغى

اصطلاحا : هو الاسم الزّائد الذي يمكن الاستغناء عنه دون أن يفسد المعنى ، مثل :«دخل الطلاب وألقوا اسم السّلام على الحاضرين» إذا حذفنا كلمة «اسم» لا يتأثّر المعنى.

الاسم الممتنع عن الإضافة

اصطلاحا : يمتنع عن الإضافة كلّ اسم من الأسماء التّالية : أسماء الإشارة ، وأسماء الموصول ، والضّمائر ، وأسماء الشّرط ، وأسماء الاستفهام وأجمعون وبابه و «أي» التي هي وصلة نداء لما فيه «أل» ، وكلمة «مثنى» و «ثلاث» و «رباع» والاسم المتّصل بالألف واللّام. وقد أجاز الكوفيّون إضافة المعرّف بـ «أل» مستشهدين بمثل قول الشاعر

الودّ أنت المستحقّة صفوه

منّي وإن لم أرج منك نوالا

الاسم الممدود

اصطلاحا : هو الاسم المعرب الذي في آخره همزة قبلها ألف زائدة. وقد تكون الهمزة في آخر الكلمة منقلبة عن ألف ، مثل : «سماء» ،

__________________

(١) من الآية ٥٨ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ١٢٧ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٦٦ من سورة هود.

(٤) من الآية ١ من سورة الانشقاق.


«خضراء» ، «بناء» وإذا كانت الألف قبل الهمزة أصليّة فليس الاسم من الممدود ، مثل : «ماء» وكذلك ليس الاسم من الممدود ، إذا كان بعد الهمزة «تاء» التأنيث ، مثل : «هناءة» ، «جراءة» «براءة».

أقسام الاسم الممدود : الاسم الممدود قسمان : قياسيّ وله أحكام وأوزان مختلفة وسماعيّ يعرف بما ورد عن العرب.

أولا : القسم القياسي. ويكون مصدرا لصيغ مختلفة أشهرها :

١ ـ أن يكون مصدرا لفعل ماض معتل بالألف على وزن «أفعل» وله نظيره من الصّحيح ، مثل :«أعطى» «إعطاء» ، «أفنى» «إفناء» ، «أغنى» «إغناء». ونظيره من الصّحيح ، مثل : «أقدم» «إقداما» ، «أعلن» «إعلانا» ، «أخبر» «إخبارا» ، «أبرم» «إبراما».

٢ ـ أن يكون مصدرا لما فوق الرّباعي معتلّ الآخر وله نظيره من الصّحيح ، مثل : «اعتلى» «اعتلاء» ، «انتهى» «انتهاء» ، «استعلى» «استعلاء» ، «استجدى» «استجداء» ونظيره من الصّحيح ، مثل : «اكتسب» «اكتسابا» ، «انهمر» «انهمارا» «استغفر» «استغفارا».

٣ ـ أن يكون مصدرا على وزن فعال ، ماضيه ثلاثيّ معتلّ الآخر يدلّ على صوت أو داء وله نظير من الصّحيح ، مثل : «عوى» «عواء» ، «ثغى» «ثغاء» ، ونظيره من الصّحيح ، مثل : «صرخ» «صراخا» ، «دار» «دوارا».

٤ ـ أن يكون مفردا لجمع تكسير على وزن أفعلة قبل «التّاء» حرف علّة هو «الياء» ومفرده مختوم بهمزة قبلها «ألف» زائدة وله نظير من الصّحيح ، مثل : «كساء» «أكسية» ، «رداء» «أردية» ، «دواء» «أدوية» ، ونظيره من الصّحيح ، مثل : «سلاح» «أسلحة» ، «حجاب» «أحجبة».

٥ ـ أن يكون مصدرا على وزن «تفعال» أو «فعّال» أو «مفعال» ، مثل : «التّعداء» ، «العدّاء» و «معطاء» ونظيره من الصّحيح مثل : «تذكار» ، «زرّاع» ، «مشراب».

ثانيا : الممدود السّماعي. ضابطه ما ورد عن العرب ، مثل : «الفتاء» «الثّراء» ، «السّناء».

قصر الممدود : قد يأتي الممدود مقصورا في الضّرورة الشعريّة فقط ، كقول الشاعر :

فهم مثل النّاس الذي يعرفونه

وأهل الوفا من حادث وقديم

حيث أتت كلمة «الوفا» مقصورة والأصل أن تكون ممدودة أي «الوفاء» ، وكقول الشاعر :

فقلت لو باكرت مشمولة

صفرا كلون الفرس الأشقر

والتقدير : «صفراء».

مدّ المقصور : وقد يأتي المقصور ممدودا في الضّرورة الشّعريّة أيضا بشرط ألّا يؤدي المدّ إلى خفاء المعنى أو اللّبس فيه ، فتقول في : «غنى» ، «غناء» ، وفي «نهى» ، «نهاء» كقول الشاعر :

يا لك من تمر ومن شيشاء

ينشب في المسعل واللهاء

حيث مدّ كلمة «اللهاء» للضرّورة والأصل «اللها» بالقصر.

تثنية المقصور : يثنّى المقصور بتغيير الألف اللّازمة إلى «ياء» أو قلبها إلى «واو». وذلك :

١ ـ إذا كانت رابعة فصاعدا تقلب الألف


اللّازمة «ياء» ، فتقول في : «ملهى» : «ملهيان» ، «مستقصى» : «مستقصيان» ، و «مستشفى» :«مستشفيان».

٢ ـ إذا كانت ثالثة بدلا من «الياء» تقلب «الألف» اللّازمة «ياء» ، مثل : «فتى» ، «فتيان» ، «رحى» ، «رحيان».

٣ ـ وتقلب «ياء» «إذا كانت غير معروفة الأصل وأميلت فتقول في «متى» : علما «متيان».

٤ ـ وإن كانت ثالثة بدلا من «واو» تقلب «الألف» اللّازمة «واوا» فتقول في «عصا» :عصوان ؛ وفي «قفا» : قفوان.

٥ ـ وإن كانت ثالثة وغير معروفة الأصل ولم تمل قلبت «واوا» : فتقول في «إلى» : علما :«إلوان».

وبعد قلب «الألف» «ياء» أو «واوا» تلحق آخر الاسم علامة التّثنية المعروفة وهي «الألف» و «النّون» المكسورة في حالة الرّفع و «الياء» المفتوح ما قبلها وبعدها «النّون» المكسورة نصبا وجرّا.

تثنية الممدود : وفي تثنية الممدود يجب الرّجوع إلى أصل الهمزة. وذلك :١ ـ إذا كانت بدلا من «ألف» التّأنيث فالأغلب قلبها «واوا» ، مثل : «صحراء» فتقول :«صحراوان». و «حمراء» فتقول : «حمراوان» أو «حمراوين».

٢ ـ إذا كانت الهمزة للإلحاق ، مثل : «علباء» أو بدلا من أصل يجوز أن تقلب «واوا» فتقول :«علباوان» وفي البدل من الأصل : «كساء» و «حياء» فتقول : «كساوان» و «حياوان» ؛ أو إبقاء الهمزة على حالها وإلحاقها بعلامة التّثنية المعروفة فتقول : «علباءان» ، و «كساءان» ، و «حياءان».

٣ ـ وإذا كانت الهمزة أصليّة يجب أن تبقى على حالها وتلحق بها علامة التّثنية ، مثل : قرّاء ، و «وضّاء» تقول : قرّاوان ، و «وضّاءان» ، أو قرّاءين و «وضاءين» وما جاء شاذا على نقل المقصور والممدود في التّثنية فمتروك للسّماع ، كقولهم في «الخوزلى» : «الخوزلان» والقياس :«الخوزليان» وكقولهم في «حمراء» : «حمرايان» والقياس : «حمراوان».

جمع الممدود جمع مذكر سالما : إذا جمع الممدود جمع مذكر سالما فيعامل معاملة المثنّى الممدود. أي : إذا كانت همزته بدلا من أصل أو للإلحاق ، جاز إبقاؤها أو إبدالها «واوا» فتقول في «علباء» و «كساء» و «حياء» : «علباؤون» ، «كساؤون» ، و «حياؤون» أو «علباوون» ، «كساوون» ، «حياوون». وإن كانت الهمزة أصليّة وجب إبقاؤها وإلحاق علامة الجمع بعدها فتقول في «قرّاء» ، و «وضّاء» : قراؤون» و «وضاؤون».

جمع المقصور جمع مذكر سالما : وإذا أريد جمع المقصور جمع مذكّر سالما تحذف ألفه وتبقى الفتحة دليلا عليها وتلحق بها علامة الجمع رفعا ونصبا وجرا فتقول في مصطفى : «مصطفون» و «مصطفين».

وإذا أريد جمع المقصور جمع مؤنث سالما تقلب الألف كما تقلب في التثّنية ، فتقول في :«حبلى» ، «حبليات» و «فتى» و «عصا» : علمين :«فتيات» و «عصوات».

الاسم المنسوب

اصطلاحا : المنسوب.


الاسم المنسوب إليه

اصطلاحا : المنسوب إليه.

الاسم المنصرف

اصطلاحا : المنصرف.

الاسم المنقوص

ومن الأسماء المعتلّة الآخر مما لا يشبه الصّحيح غير المقصور والممدود أسماء كثيرة منها المنقوص والاسم الذي آخره «واو» لازمة قبلها «ضمّة».

ولكل منها أحكام أولا : المنقوص : هو الاسم المعرب الذي ينتهي بـ «ياء» لازمة غير مشدّدة قبلها كسرة ، مثل ، «قاضي» ، «عالي». فتقول :«جاء القاضي ذو الخلق العالي».

حكم الاسم المنقوص : يختلف حكم المنقوص حسب ما يكون مقرونا بـ «أل» أو مجرّدا منها.

أولا : إذا كان المنقوص مقرونا بـ «أل» يرفع بضمّه مقدّرة على «الياء» وينصب بفتحة ظاهرة على «الياء» ويجرّ بكسرة مقدّرة على «الياء» ، مثل : «جاء القاضي ذو الخلق العالي» ، إنّ القاضي ذا الخلق العالي مريض». ومثل :«للقاضي العادل خلق قويم».

ثانيا : إذا كان المنقوص مجرّدا من «أل» والإضافة فإنه يرفع بضمّة مقدّرة على يائه المحذوفة ويجرّ بكسرة مقدّرة على يائه المحذوفة وينصب بالفتحة الظّاهرة على «الياء» مع تنوينها ، مثل : «يتحلّى القاضي العادل بخلق عال» ومثل : «خلق عال خير من مال مجموع» ومثل :«إنّ قاضيا عادلا لا يهتم بالأقاويل».

لماذا حذفت ياء المنقوص : تحذف «ياء» المنقوص في حالتي الرّفع والجرّ عند تجرّده من «أل» والإضافة كما سبق. والسّبب في حذفها التقاؤها ساكنة مع التّنوين في حالتي الرّفع والجرّ ، ففي القول «بخلق عال» السابق ، الأصل : بخلق عالين وفي «خلق عال» خلق عالين. ثقلت الضمة والكسرة على الياء فحذفتا للتخفيف ، فالتقى ساكنان «الياء» و «النون» السّاكنة فوجب حذف «الياء» منعا من التقاء السّاكنين فصارت عالن وتكتب «عال». وكقول الشاعر :

فهو مدن للجود وهو بغيض

وهو مقص للمال وهو حبيب

ملاحظات : لا يعدّ من المنقوص الأسماء التّالية لعدم انطباق التعريف عليها. منها :

١ ـ الاسم الذي في آخره ياء لازمة مشدّدة.

مثل : «كرسيّ» ، «عبقريّ».

٢ ـ الاسم المبنيّ المختوم بياء لازمة ، مثل :«الذي» ، «الّتي» ، «ذي» ، اسم الإشارة.

٣ ـ الاسم المعرب الذي تلازمه «الياء» أحيانا وتفارقه أحيانا أخرى ، مثل : «الياء» في حالة جرّ الأسماء السّتّة مثل : «سلّمت على أخيك» أو «الياء» في حالتي نصب المثنّى وجرّه وجمع المذكّر السّالم ، مثل : أكرم المعلمين واعتن بالوالدين و «صافح المعلّمين وأسرع إلى الزّائرين».

٤ ـ الاسم المعرب الذي آخره «ياء» لازمة غير مسبوقة بكسرة ، مثل : «ظبي». و «كرسيّ». لأن «الياء» الأخيرة غير ساكنة وليس قبلها كسرة بل سكون على «الياء» الأولى.

٥ ـ وليس من المنقوص أيضا الفعل المختوم بياء لازمة ، مثل : «يجري الماء في السواقي» و «ينوي العامل التّنقّل في المباني سعيا وراء رزقه». وكذلك الحرف المنتهي بياء لازمة ليس


أيضا من المنقوص ، مثل : «في».

الاسم المختوم بواو قبلها ضمّة : الاسم المعرب الذي ينتهي بواو ساكنة لازمة قبلها ضمّة لا تعرفه اللغة العربية ، ولم يسمع عن العرب إلا ما نقلوه منه عن الأجانب ، مثل : «سمندو» اسم طائر و «قمندو» اسم طائر أيضا و «أدكو» اسم بحيرة ، واسم بلد في مصر على الساحل الشمالي ، و «طوكيو» اسم حاضرة بلاد اليابان.

ومنها أسماء أعلام لأشخاص ، مثل : «أرسطو» و «خوفو» اسم فرعون مصر الذي بنى الهرم الأكبر. و «سنفرو» فرعون آخر ، ومنها أسماء بلدان ، مثل : «أدفو» و «أركنو» اسم واحة على حدود مصر الغربيّة و «كنفو» اسم اقليم بوسط إفريقية ومنها : «يدعو» و «يسمو». اسمان علمان.

حكم هذا الاسم : بما أن هذا النّوع من الأسماء لم تتكلّم به العرب أهمله النّحاة ، والحكم المناسب هو أن يعرب بحركات مقدّرة على آخره في جميع حالاته فيرفع بالضّمّة المقدّرة على «الواو» وينصب بالفتحة المقدّرة على «الواو» أيضا ويجرّ بالفتحة المقدّرة على «الواو» باعتباره اسما أعجميا ممنوعا من الصّرف ، مثل : «كان خوفو فرعون مصر الأكبر قد بنى هرم الجيزة الأكبر» «خوفو» اسم كان مرفوع بالضّمّة المقدّرة على «الواو». «إنّ خوفو باني الهرم الأكبر».

«خوفو» اسم «إنّ» منصوب بالفتحة المقدرة على الواو. «هل عرفت شيئا عن خوفو». «خوفو» اسم مجرور بـ «عن» وعلامة جرّه الفتحة المقدّرة على «الواو» بدلا من الكسرة لأنّه ممنوع من الصّرف مثل :

فإن يقدم فقد زرنا سمندو

وإن يحجم فموعده الخليج

ملاحظات : لا يعدّ من هذا النّوع من الأسماء الكلمات التالية :

١ ـ الفعل الذي آخره «واو» ، مثل : «يدعو» ، «يسمو» ، «يغزو».

٢ ـ الاسم المنتهي بواو المبنيّ ، مثل : «ذو» بمعنى : «الذي». «رأيت ذو قام».

٣ ـ الاسم المنتهي بواو انتهاء عارضا ، مثل : يا «ثمو» ترخيم «ثمود» ويا «محمو» ترخيم «محمود».

٤ ـ الاسم المعرب الذي آخره «واو» متحرّكة ، مثل : «هو» ، أو آخره «واو» غير دائمة «كواو» الأسماء السّتّة في حالة الرّفع مثل : «أخوك صديقي».

٥ ـ الاسم المعرب الذي آخره «واو» غير مسبوقة بضمّة ، مثل : «حلو» ، «صحو» ، «خطو».

٦ ـ إذا كان الاسم المنقوص صدر مركّب تركيبا مزجيّا فيعرب صدره إعراب المضاف حسب ما تقتضيه الجملة وعجزه يكون مضافا إليه ممنوعا من الصّرف أو غير ممنوع حسب ما يستحقّه ولا تظهر الفتحة على «ياء» المنقوص ، مثل : «أجب داعي سلم» و «عرفت معدي كرب». «داعي سلم» و «معدي كرب» اسمان لشخصين ، ومثل دخلت «سواقي خيل» ، أو «مرامي سفر» أو «قالي قلا» أسماء بلدان. فالمنقوص وهو صدر المركّب يعرب من غير أن تظهر الفتحة على يائه في حالة النّصب.

٧ ـ بعض القبائل تحذف ، من المنقوص المفرد المقرون بـ «أل» ، «ياءه» في حالتي الرّفع والجرّ ، ومثل هذا جاء في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ


الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ)(١) أي : والبادي. وكقوله تعالى : (وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ ..)(٢) أي : بالوادي.

وكقوله تعالى : (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ)(٣) أي : المتعالي.

٨ ـ وإذا ختم صدر المركب المزجي بواو ، وأريد إضافة الصّدر إلى العجز فإن الحركات كلّها تقدر على «الواو» ، مثل : «غزا نهرو هنود بلدانا كثيرة» ، ومثل : «انحدر مجدو ملوك من سلالة الأمراء الفرس».

الاسم المنوّن

اصطلاحا : المنصرف.

الاسم الموصوف

اصطلاحا : كلّ اسم ذات أو اسم معنى يصلح أن يكون موصوفا مثل قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً)(٤) «يوما» اسم موصوف. والجملة «تجزي نفس» صفته ؛ وكقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ)(٥) «نفس» اسم موصوف وهو اسم معنى وجملة «ظلمت» صفته ، وكقوله تعالى : (حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ) «رسول» : اسم موصوف وهو اسم ذات. «مبين» صفته.

الاسم الموصول

تعريفه : هو اسم غامض مبهم يحتاج دائما في تعيين مدلوله وإيضاح المراد منه إلى ما يزيل إبهامه ، أي : يحتاج إلى جملة تسمّى : صلة الموصول. ولا بدّ لهذه الصّلة من ضمير يعود إلى اسم الموصول ، أو ما يغني عن الضّمير. وقد تكون الصّلة شبه جملة ، وشبه الجملة عادة هو الظّرف والجار والمجرور ويضاف إليه نوع ثالث هو المشتق الذي يكون صلة «أل» الموصولة ، التي هي اسم مستقلّ والتي تؤلف مع ما بعدها كلمة واحدة كأنها مركّب مزجي يظهر إعرابه على الجزء الأخير منه. والحقيقة أن هذه الصّلة التي أدخلت في شبه الجملة ليست منها ، لأن شبه الجملة نوعان فقط : الظّرف والجار والمجرور. وهذه الجملة أو شبه الجملة توصل باسم الموصول لذلك سمّي موصولا ، فهو موصول بها ، أو هي موصولة به ، وسمّيت الجملة صلة وبها تتعرّف الموصولات الاسميّة. والموصولات قسمان منها ما هو اسميّ وما هو حرفيّ.

أقسام الموصول الاسمي : أسماء الموصول قسمان : خاصّ وعام. فالخاصّ هو ما كان نصا في الدّلالة على بعض الأنواع مقصورا عليه وحده ، فمنه ما يختص بالمفرد المذكّر أو بالمفرد المؤنّث ، أو بالمثنّى ، أو بالجمع. أما العامّ فهو الذي يصلح للأنواع كلّها دون أن يكون مقصورا على بعضها في الدّلالة.

ألفاظ الموصول المختص : أشهر ألفاظ الموصول المختص ثمانية هي :

١ ـ الّذي ، ويختص بالمفرد المذكّر العاقل وغير العاقل ، وقد يكون مفردا في لفظه جمعا في معناه ، كقوله تعالى : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ)(٦) فالضّمائر في

__________________

(١) من الآية ٢٥ من سورة الحج.

(٢) من الآية ٩ من سورة الفجر.

(٣) من الآية ٩ من سورة الرّعد.

(٤) من الآية ٤٨ من سورة البقرة.

(٥) من الآية ٥٤ من سورة يونس.

(٦) من الآية ١٧ من سورة البقرة.


الكلمات «بنورهم» ، و «تركهم» ، و «يبصرون» عائدة على «الذي» فلفظه لفظ المفرد ومعناه الجمع ، وكقوله تعالى : (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)(١) فالضّمائر الموجودة في الكلمات «أولئك هم المتقون» عائدة على «الذي» وكلها ضمائر جمع وترجع إلى ما هو بلفظ المفرد.

وقضت قواعد الإملاء أن تكتب كلمة «الذي» و «التي» بلام واحدة وتحذف الثانية ، لأن كثرة الاستعمال لا تجعل القارىء يشتبه في حقيقتها.

وتكون هاتان اللّفظتان مبنيّتين دائما على السكون في محلّ رفع ، أو نصب ، أو جرّ حسب المقتضى.

٢ ـ «التي» وتختص بالمفرد المؤنث العاقل وغير العاقل ، مثل : «أعجبتني التي رسمت صورة جميلة». الّتي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل «أعجبتني» ومثل : «التي كتبت المقالة أديبة مشهورة» «التي» اسم موصول في محل رفع مبتدأ. ومثل : «صاحبت التي كتبت المقالة الأدبيّة». «التي» في محل نصب مفعول به.

٣ ـ اللّذان : اسم موصول مختص بالمثنّى المذكّر العاقل وغير العاقل ، وأصل هذا الاسم هو «الذي» في صورة المفرد ، فحذفت منه «الياء» وأضيفت إليه «الألف» و «النونّ» المكسورة في حالة الرّفع ، و «الياء» و «النّون» المكسورة في حالتي النّصب والجرّ ، مثل : «جاء اللّذان عرفتهما» «اللذان» : اسم موصول مبنيّ على الألف ، أو هو مرفوع بالألف لأنه مثنّى ، وهو في محلّ رفع فاعل. وجملة «عرفتهما» لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول ، ومثل : «مررت باللّذين صادقتهما» «باللذين» «الباء» : حرف جرّ متعلق بـ «مررت» «اللذين» : اسم موصول مبنيّ على «الياء» ، أو هو مجرور بالياء لأنه مثنى وهو في محلّ جرّ ، ومثل : «صاحبت اللّذين صادفتهما» «اللّذين» : اسم موصول مبني على «الياء» أو منصوب بالياء لأنه مثنّى وهو في محل نصب مفعول به.

ومن جهة الإعراب ، من العرب من يبني «اللّذان» على «الألف» و «النون» في حالة الرّفع ، وعلى «الياء» و «النون» في حالتي النصب والجرّ لأن مفردها «الذي» مبنيّ دائما ومنهم من يعربها إعراب المثنّى. أمّا «النّون» فمنهم من يتركها مكسورة بدون تشديد فتلفظ : «اللّذان» ، ومنهم من يترك «ياء» مفرده وفي التّثنية تصير «اللّذيان» ، ففرّقوا بذلك بين تثنية المعرب مثل : «قاضي ـ قاضيان» والمبنيّ فحذفوا «الياء» من آخر «الذي».

ومنهم من يجعل «النّون» مكسورة مع التّشديد وتكون «الياء» مفتوحة في حالتي النّصب والجرّ ، فتقول : اللّذانّ اللّذينّ وهذا التّشديد هو تعويض عن «الياء» المحذوفة من صورة المفرد «الذي» عند التّثنية ، وأغلب الظّنّ أنّ هذه لغة قبيلتي قيس وتميم ، وقد فرّقتا أيضا في التّصغير فقالتا : «اللّذيا واللّتيا» ، فأبقوا الأول على فتحه ، وزادوا ألفا في الآخر عوضا عن ضمّة التّصغير.

٤ ـ اللّتان. اسم موصول مختص بالمثنّى المؤنّث العاقل وغير العاقل ، وله أحكام «اللّذان» تماما ، ويكتبان بـ «لامين» على اللّفظ الأصل ، مثل : «صاحبت اللّتين صادفتهما» اللّتين : اسم موصول مبنيّ على «الياء» ، أو منصوب بالياء لأنه

__________________

(١) من الآية ٣٣ من سورة الزّمر.


مثنّى وهو في محلّ نصب مفعول به. وجملة «صادفتهما» لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول وتتضمن ضميرا يعود إلى «اللّتين» ..

وفي لغة بعض العرب تحذف «نون» «اللّذان» و «اللتان» ، كقول الشاعر :

أبني كليب إنّ عمّيّ اللّذا

قتلا الملوك وفكّكا الأغلال

حيث وردت «اللّذا» اسم موصول مبنيّ على الألف ، أو مرفوع بالألف لأنّه مثنّى وهو في محل رفع خبر «إنّ» وجملة «قتلا الملوك» : صلة الموصول. وكقول الشاعر :

هما اللّتا لو ولدت تميم

لقيل فخر لهم صميم

حيث وردت «اللّتا» مبنّي على الألف ، أو مرفوع بالألف لأنه مثنّى وهو في محلّ رفع خبر المبتدأ. وقد حذفت منه «النّون» ، كما حذفت في البيت السّابق من كلمة «اللّذا».

وهذه لغة بلحارث بن كعب وبعض ربيعة ، وهم يحذفون «النّون» في حالة الرّفع فقط ، دون حذفها من المثنّى في حالتي النّصب والجرّ.

٥ ـ الألى وتكتب مقصورة أو ممدودة «الألاء».

اسم موصول لجمع المذكّر العاقل وغير العاقل ، مثل : «أعجبني الألاء كافحوا في سبيل الوطن» «الألاء» : اسم موصول مبنيّ على السكون «الألى» أو على الكسر «الألاء» في محل رفع فاعل ومثل :

هم الألى وهبوا للمجد أنفسهم

فما يبالون ما لاقوا إذا حمدوا

حيث وردت «الألى» مبنيّ على السكون في محلّ رفع خبر المبتدأ.

٦ ـ الّذين : اسم موصول لجمع المذكّر السّالم العاقل فقط ، مثل : «صاحب الذين هم العقلاء» «الّذين» : اسم موصول مبنيّ على الفتح في محل نصب مفعول به. ومثل : «الذين هم عقلاء محبوبون» «الذين» اسم موصول مبنيّ على الفتح في محل رفع مبتدأ. ومثل : «سلّمت على الذين هم عقلاء» ، «الذين» اسم موصول مبنيّ على الفتح في محل جرّ بـ «على» وجملة «هم عقلاء» لا محلّ لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.

والملاحظ أن كلمة «الذين» تلزم صورة واحدة في جميع حالاتها ، وتكون دائما مبنيّة على الفتح في محلّ رفع ، أو نصب ، أو جرّ حسب المقتضى. ومن العرب من يرفعها «بالواو والنّون» وينصبها ويجرّها «باليّاء والنّون». فيكتبون : اللّذون بلامين في حالة الرّفع ، ومنهم من يكتبها بلام واحدة اتباعا لقاعدة الإملاء الشّائعة ، ويكتبون : الذين ، فيقولون : «خسر اللّذون أهملوا واجباتهم» «اللّذون» : اسم موصول مرفوع بالواو ، أو مبني على «الواو» لأنه جمع مذكر سالم وهو في محل رفع فاعل. ومثل : «رأيت الذين أهملوا واجباتهم خاسرين» «الذين» : اسم موصول مبني على «الياء» أو منصوب بالياء لأنه جمع مذكّر سالم وهو في محل نصب مفعول به. ومنهم من يبنيها على «الواو» في حالة الرّفع ، وعلى «الياء» في حالتي النّصب والجرّ ، كقول الرّاجز :

نحن الّذون صبحوا الصّباحا

«الّذون» : اسم موصول مبني على «الواو» لأنه جمع مذكر سالم وهو في محل رفع خبر المبتدأ وكتب بـ لام واحدة.

٧ ـ اللّات أو اللّاتي : اسم موصول مختصّ بجمع المؤنّث السّالم العاقل وغير العاقل.


٨ ـ اللّاء أو اللّائي. اسم موصول مختصّ بجمع المؤنّث السّالم العاقل وغير العاقل. مثل :«امتلأت المكاتب بالكتب اللّات ألّفها المعاصرون». «اللات» أو «اللّاتي» : اسم موصول مبنيّ على الكسر «اللّات» أو على السّكون «اللاتي» في محل جرّ نعت ومثل :«الكتب اللّاء ألّفها القدماء كتبت بالخط اليدوي» «اللاء» أو «اللائي» اسم موصول مبنيّ على الكسر «اللاء» أو على السّكون «اللائي» في محل رفع نعت. ومثل : «اللّاتي ألّفن كتبا في العصر الحديث كثيرات». «اللاتي» : اسم موصول مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ. وكقول الشاعر :

محا حبّها حبّ الألى كنّ قبلها

وحلّت مكانا لم يكن حلّ من قبل

في هذا البيت وضعت «الألى» مكان «اللاتي» والتّقدير : حبّ اللاتي ... وقد تستعمل «اللّاء» مكان «الذين» أي : ترجع لجمع المذكّر السّالم بدل المؤنث السّالم ، كقول الشاعر :

فما آباؤنا بأمنّ منه

علينا اللّاء قد مهدوا الحجورا

وفيه «اللاء» استعملت للمذكّر بمعنى «الذين» والتّقدير : آباؤنا الذين ... «اللاء» اسم موصول مبنيّ على الكسر في محل رفع نعت «آباؤنا».

والمعنى : فما آباؤنا الذين مهدوا أمرنا بأكثر منّة وفضلا من هذا الممدوح.

ومن الملاحظ أن كل الألفاظ الخاصة من الموصولات مبدوءة بـ «أل» ولا يمكن الاستغناء عنها ، وذلك لإصلاح اللّفظ ، وتكلّمته العرب.

ألفاظ الموصول المشترك : الموصول المشترك أو العام يصلح لجميع الأقسام السّابقة دون أن تتغيّر صيغته اللّفظيّة أي : ترتيب حروفه وضبطها.

وهو ستّة أسماء هي : «من» ، «ما» ، «أيّ» ، «أن» ، «ذو» ، «ذا» وكلّها مبنيّة على السّكون ما عدا «أيّ» فإنها تبنى في حالة واحدة وذلك إذا أضيفت إلى جملة اسميّة المبتدأ فيها محذوف مضمر ، وليس بين الأسماء الموصولات المشتركة منها والخاصة ما يجوز إضافته إلا «أيّ». وكلّ هذه الألفاظ مبهمة ، والذي يزيل إبهامها هو الضّمير ، أو القرينة التي تأتي بعدها.

حكم الأسماء الموصولة المشتركة : لكلّ من الألفاظ المشتركة أحكام خاصّة منها :

١ ـ أحكام «من» : هو اسم موصول لفظه مفرد مذكّر ، وقد يخالف لفظه معناه ، والأكثر أن يكون الضّمير العائد إليه مفردا مذكّرا مراعاة للّفظ ، أو مراعاة للمعنى ، كقوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ)(١) وحيث أتى فاعل «يؤمن» ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «من» ويطابقه في الإفراد والتّذكير ومثله الفعل «يؤمن» في آخر الآية فاعله ضمير مستتر تقديره : «هو» يعود على «من وكقوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ)(٢) فاعل «يستمعون» هو «واو» الجماعة تدل على جمع مذكّر وتعود على «من» التي هي بلفظ المفرد المذكّر يدلّ على ذلك سياق المعنى ، وكقول الشاعر :

تعال فإن عاهدتني لا تخونني

نكن مثل من ـ يا ذئب ـ يصطحبان

حيث أتى فاعل «يصطحبان» ألف المثنّى التي

__________________

(١) من الآية ٤٠ من سورة يونس.

(٢) من الآية ٤٢ من سورة يونس.


تعود على «من» ويفهم ذلك من المعنى.

وقد اجتمعت مراعاة اللّفظ والمعنى في قوله تعالى : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(١) ففي القسم الأول من الآية تعود الضّمائر كلّها إلى مفرد مذكّر فهي تراعي لفظ «من» ، وفي القسم الثّاني من الآية تعود الضّمائر كلّها إلى جمع مذكّر «عليهم يحزنون» مراعاة للمعنى وتستعمل «من» بمعنى : العالم ، كقوله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)(٢) وفيها «من» تدل على العالم العاقل. ومثل «خير المحسنين من أعطى بالخفاء» وكقول الشاعر :

ولا خير فيمن لا يوطّن نفسه

على نائبات الدّهر حين تنوب

وفيه استعملت «من» للعاقل.

وتكون «من» للمفرد المذكّر والمؤنث كمثل «شهد من حضر» ، أو حضرت ، وتكون للمثنّى والجمع المذكّرين والمؤنّثين ، مثل : «فاز من تعلّما» أو تعلّمتا» «تعلّما» الألف هي ضمير المثنّى المذكّر الذي يعود على «من» ومثله تعلّمتا : الضمير فيه يعود على مثنّى مؤنث. ومثل : «فاز من تعلّموا» أو «تعلّمن». «تعلّموا» : الضّمير فيها هو «واو» الجماعة الذي يعود على جمع مذكّر المستفاد من كلمة «من». والضّمير «تعلّمن» هو نون الإناث الذي يعود إلى جمع مؤنّث مستفاد من كلمة «من».

وتكون «من» لغير العاقل ، وذلك إذا كان الكلام في شيء له أنواع متعدّدة مفصلة بكلمة «من» ، كقوله تعالى : (وَاللهُ خَلَقَ كُلَ) شيء (مِنْ ماءٍ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ)(٣) ، وتكون أيضا لغير العاقل إذا كان من غير العاقل أمر لا يكون إلا من العقلاء ، فينزّل منزلتهم ، كقول الشاعر :

أسرب القطا هل من يعير جناحه

لعلّي إلى من قد هويت أطير

حيث وردت «من» في هذا البيت ودلّت على غير العاقل ، فأطلقه على القطا ، والدّليل أنه ناداه فقال : أسرب القطا ... ولا يطلب النّداء وإقبال المنادى إلّا من العاقل. وفي الشطر الثاني من البيت استعملت «من» للعاقل : «من هويت» وتكون لغير العاقل ، إذا كان في الكلام شيء يعود إلى العاقل وغيره ، فيراعى مكان العاقل ، مثل :«عجيب أمرك أيّها القمر هل على الأرض من ينكر حسنك» ، «من» تدل على كل ما على الأرض من إنسان وغيره ، فروعي تغليب العاقل لمكانته. وكقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٤) وفيها تفيد «من» تغليب العاقل على غيره. وكقوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ)(٥) وفيها تفيد «من» تغليب العاقل على غيره.

٢ ـ أحكام «ما». أكثر ما تستعمل «ما» لغير العاقل وتكون للمفرد المذكّر والمؤنّث مثل :

__________________

(١) من الآية ١١٢ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٤٣ من سورة الرّعد.

(٣) من الآية ٤٥ من سورة النور.

(٤) من الآية ١٨ من سورة الحج.

(٥) من الآية ٤٥ من سورة النور.


«سرّني ما نوره ساطع» «ما» تفيد المفرد المذكّر بدليل عود الضّمير المفرد المذكّر عليه ، وكقوله تعالى : (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ)(١) وفيها تفيد «ما» المفرد المذكّر. ومثل : «أعجبني ما حوته الكتب» «ما» اسم موصول مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل وجملة «حوته الكتب» لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وتكون «ما» للمثنّى والجمع المذكّرين والمؤنّثين ، مثل :«أعجبني ما هاجروا ، أو ما هاجرن» «ما» تفيد جمع المذكّر بدليل عود الضّمير وهو «واو» الجماعة إليها أو عود «نون» الإناث في «هاجرن» إليها.

وقد تكون «ما» للعاقل إذا اختلط العاقل بغيره ، وقصد تغليب غير العاقل لكثرته ، كقوله تعالى : (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)(٢).

أو إذا دلّت على ذات العاقل وبعض صفاته معا ، مثل : «صاحب ما شئت من الأخيار» أو إذا دلّت على أنواع العاقل ، كقوله تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ)(٣) أو إذا دلّت على الشّيء المبهم أمره ، كقولك حين يبدو شيء لا تتبيّنه : «ما أرى؟ ولا أتبيّن ما أراه» وكقوله تعالى : (إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي)(٤) وفيها عدم معرفة الجنين أهو ذكر أم أنثى لذلك استعمل اسم الموصول «ما».

عمل «من» و «ما» في غير الموصولات : قد تكون «من» و «ما» من الأسماء الموصولات أو من غيرها. ففي الموصول كقوله تعالى : (وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ) وكقوله تعالى : (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ ،) وكقول الشاعر :

إنّ شرّ النّاس من يبسم لي

حين ألقاه وإن غبت شتم

وفيه «من» تدل على المفرد المذكّر العاقل بدليل عود الضّمير عليه في كلمة «ألقاه».

وتصلحان في غير الموصول للاستفهام مثل : ما رأيت؟ من قابلت؟ وتحذف من «ما» الاستفهاميّة ألفها إذا اتصلت بأحد حروف الجرّ ، كقول الشاعر :

إلام الخلف بينكم إلام

وهذي الضّجّة الكبرى علام

وفيه «إلام» أصلها «إلى ما» فحذفت الألف من «ما» الاستفهاميّة لأنها اتّصلت بحرف الجرّ «إلى». مثلها «علام» تتألف من «على» و «ما».

ومثل : «فيم تنظر؟» و «بم تتكلّم» ؛ وكقوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ)(٥) ومثل : «لم التكاسل».

وتصلحان كاسم الشرط ، مثل : «من أكرمت أكرم» «من» اسم شرط جازم فعلين الأول «أكرمت» ماض ، والثاني «أكرم» مضارع ومثل :«ما تعمل أعمل» «ما» اسم شرط جازم فعلين مضارعين هما «تعمل وأعمل». ويصلحان أن يكونا نكرتين بعد «ربّ» ، مثل : «ربّ من علّمته ساعدك» ومثل : «ربّ من كرهته نفعك». والغالب في «من» أن يحلّ محلّها كلمة «إنسان» ، ولا بدّ أن تكون موصوفة ، فإن لم يقع بعدها صفة ، فهي نكرة تامّة بمعنى «إنسان» أيضا. والغالب في «ما» أن تكون لغير العاقل ويحلّ محلّها كلمة «شيء» ،

__________________

(١) من الآية ٩٦ من سورة النحل.

(٢) من الآية ١ من سورة الحشر.

(٣) من الآية ٣٥ من سورة آل عمران.

(٤) من الآية ٩٦ من سورة النحل.

(٥) من الآية ١ من سورة النبأ.


ولا بدّ أن تكون موصوفة ، وإلّا فهي نكرة تامّة.

كقول الشاعر :

الصّدق أرفع ما اعتزّ الرجال به

وخير ما عوّد ابنا في الحياة أب

وتكون نكرة تامة في مثل : «ربّ ما غرّد في الصّباح» أي : ربّ شيء غرّد ...

«ما» : في محل رفع مبتدأ وجملة «غرّد» خبره ومثل : «ربّ ما كلّمته اليوم». وقد توصل «ما» النّكرة التّامة مما توصل به «ما» الموصولة أي :ب : «من» ، «عن» ، «في» ، «سيّ» ، «نعم» فتصير «ممّا» ، و «عمّا» و «فيما» ، «سيّما» و «نعمّا».

ملاحظات : وتنفرد «ما» عن «من» بمعان عدّة منها :

١ ـ أن «ما» عاملة النّفي ، وهي «ما» الحجازيّة التي تعمل عمل «ليس» أو غير عاملة وهي «ما» التميميّة ، مثل : «ما الكسلان محمودا» ومثل : «ما الجهل نافع» «ما» في المثل الأول عاملة عمل ليس.

«الكسلان» اسمها و «محمودا» : خبره وهي «ما» الحجازية وهي في المثل الثاني غير عاملة «الجهل» : مبتدأ مرفوع. «نافع» خبره وهي «ما» التميميّة.

وكقول العرب : «ما ذهب من مالك ما وعظك» «ما» الأولى للنفي دخلت على الجملة الفعليّة «ذهب من مالك» ، و «ما» الثانية تصلح أن تكون موصولة ، أو نكرة موصوفة والتّقدير : ضياع المال بسبب الإهمال هو الوسيلة النّاجحة لوعظه فكأنّه لم يضيّعه سدى.

٢ ـ تكون «ما» اسما للتّعجّب ، مثل : «ما أحسن العلم والأدب» «ما» اسم تعجّب مبنيّ على السّكون في محلّ رفع مبتدأ ، وجملة «أحسن العلم» خبره.

٣ ـ تكون «ما» كافّة أي : تكون حرفا يدخل على العامل النّاسخ فتكفّه عن العمل وهي تدخل على «إنّ» ، وأخواتها فيكفّه عن العمل ، مثل : (إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ)(١) «إنما» كافّة ومكفوفة أي : هي حرف مشبه بالفعل دخلت عليه «ما» فكّفته عن العمل ، وكقوله تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ)(٢) وكقول الشاعر :

كأنّما بدر وصيل كثيفة

وكأنّما من عاقل أرمام

حيث دخلت «ما» على «كأنّما» فكفّتها عن العمل. وهي تدخل على «ليت» فتكفّها عن العمل ، وقد تعمل رغم دخول «ما» الكافّة عليها ، كقول الشاعر :

ألا ليتما هذا الحمام لنا

إلى حمامتنا أو نصفه فقد

حيث دخلت «ما» على «ليت» فإن كفّتها عن العمل تعرب «هذا» مبتدأ و «الحمام» بدل منها مرفوع ، و «نصفه» اسم معطوف على «الحمام» مرفوع مثله. وقد لا تكفّها فيكون اسم الإشارة «هذا» : اسم «ليت» ، «الحمام» : بدل منصوب ، «نصفه» معطوف على «الحمام» منصوب.

وتدخل على «ربّ» و «في» و «كاف» التشبيه فتكفّها عن العمل ، مثل : «ربّما أتكلّم» فبطل

__________________

(١) من الآية ١٧١ من سورة النساء.

(٢) الآية ٢٠ من سورة الحديد.


عمل «ربّ» لذلك دخلت على الفعل. ومثل قول الشاعر :

ربّما أوفيت في علم

ترفعن ثوبي شمالات

حيث دخلت «ما» على «ربّ» فكفّتها عن العمل ودخلت على الجملة الفعليّة ومثل :

ربّما الجامل المؤبّل فيهم

وعناجيج بينهنّ المهار

حيث بطل عمل «ربّ» لدخول «ما» الكافّة عليها بدليل وقوع الاسم المعرفة المبتدأ بعدها.

ولأنّ «ربّ» لا تدخل إلّا على النكرات ودخلت هنا على الجملة الاسمية. ومثل قوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا)(١) حيث بطل عمل «ربّ» لدخول ما عليها فدخلت على المضارع. وهذا قليل. بل ربّما يكون هذا المضارع «يودّ» يقصد به حالة ماضية بطريق التّجوّز ، وقد يكون التّقدير :ربّما كان يودّ ... فتكون قد دخلت على فعل «كان» الماضي ، واسمه ضمير الشأن محذوف وخبره جملة «يود» وقد تدخل «ما» الكافّة على «ربّ» دون أن تكفّها عن العمل ، كقول الشاعر :

ربّما ضربة بسيف ثقيل

بين بصرى وطعنة نجلاء

فقد جرّ الاسم «ضربة» بـ «ربّ» رغم دخول «ما» عليها.

ومن دخولها على «الكاف» وعدم بطلان عمل الجرّ في الاسم بعدها ، قول الشاعر :

وننصر مولانا ونعلم أنّه

كما النّاس مجروم عليه وجارم

فقد دخلت «ما» على «الكاف» ولم يبطل عملها والاسم بعدها «الناس» مجرور بالكاف ، ومثل :

أخ ماجد لم يخزني يوم مشهد

كما سيف عمرو لم تخنه مضاربه

حيث دخلت «ما» على «الكاف» فكفّتها عن العمل وما بعدها «سيف» مبتدأ مرفوع.

وتدخل «ما» على الأفعال : «كثر» ، «قلّ» ، «قصر» ، «شدّ» فتكفّها عن طلب الفاعل مثل :«قلّما زرتك» قلّما : فعل ماض دخلت عليه «ما» فكفّته عن العمل ولم يعد بحاجة إلى فاعل ، ومثل : «كثر ما علّمتك» ، ومثل : «قصر ما رأيتك» ومثل : «شدّ ما قاصصتك». وتدخل «ما» على «بين» فتكفّها عن الإضافة إلى ما بعدها ، مثل :

وبينما المرء في الأحياء مغتبط

إذ هو في الرّمس تعفوه الأعاصير

وفيه دخلت «ما» على الظّرف «بين» فكفّته عن الإضافة إلى ما بعده. والاسم بعده «المرء» مرفوع على أنه مبتدأ ، خبره «مغتبط».

٤ ـ تكون «ما» حرفا زائدا ، أي : لا يتأثّر المعنى بحذفها وذلك يكون :

ا ـ بعد «إذا» الظّرفيّة الشّرطيّة ، كقول الشاعر :

إذا ما غزا بالجيش حلّق فوقه

عصائب طير تهتدي بعصائب

ب ـ بعد «إن» الشرطيّة ، كقوله تعالى : (فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ)(٢) وفيها «فإمّا» مكوّنة من «إن» الشّرطيّة و «ما» الزّائدة. ولم تتوقف «إن» عن العمل بل جزمت فعلين الأول هو «تثقفنّهم» مضارع مبنيّ لاتصاله بنون التّوكيد في محلّ جزم

__________________

(١) من الآية ٢ من سورة الحجر.

(٢) من الآية ٥٧ من سورة الأنفال.


فعل الشّرط وجوابه «فشرّد بهم» ممّا يلي الآية السّابقة ومثل :

فإمّا تريني ولي لمّة

فإنّ الحوادث أودى بها

حيث وردت «فإمّا» المكونة من «إن» الشّرطية و «ما» الزّائدة. إذ أدغمت «النّون» بالميم لتقارب مخارج النّطق ، ولتسهيل اللّفظ.

وتزاد «ما» بعد «الكاف» مثل : «تعلمت كما تعلّمك» وكالبيت السّابق وننصر .. وتزاد بعد ربّ كقول الشّاعر السّابق : ربّما ضربة ...

وتزاد بعد «الباء» فلا تكفّها عن العمل ، كقوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ)(١) وكقوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ)(٢) وتزاد بعد «من» كقوله تعالى : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا)(٣) وتزاد بعد «عن» كقوله تعالى : (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ)(٤).

٥ ـ وتكون «ما» مصدريّة ظرفيّة فتسبك مع ما بعدها بظرف ومصدر معا ، مثل :

ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا

وإن نحن أومأنا إلى النّاس وقفوا

حيث وردت «ما» مصدريّة ظرفية فتؤوّل مع ما بعدها بمصدر وظرف معا والتّقدير : مدّة سيرنا يسيرون خلفنا. وكقول الشاعر :

جاء الخلافة أو كانت له قدرا

كما أتى ربّه موسى على قدر

ومثل :

وإني لتعروني لذكراك هزّة

كما انتفض العصفور بلّله القطر

٦ ـ وتكون «ما» مصدريّة غير ظرفيّة فتسبك مع ما بعدها بمصدر فقط ، مثل :«كوفىء المجتهدون بما اجتهدوا» أي :باجتهادهم.

٧ ـ وتكون «ما» مهيّئة للشّرط ، فتتصل بكلمة غير شرطيّة فتهيّئها لمعنى الشرط وعمله ، كدخولها على «إذ» ، و «كيف» ، و «أين» ، و «حيث» فتصير كلّ منها أداة شرط وتجزم فعلين ونكتبها : «إذ ما» ، «كيفما» ، «أينما» ، «حيثما» مثل :

إذ ما أتيت على الرّسول فقل له

حقّا عليك إذا اطمأنّ المجلس

فوقعت «ما» بعد «إذ» وعملت عمل أداة الشّرط فالفعل «أتيت» هو فعل الشّرط والفعل «فقل» هو جواب الشّرط مقرون «بالفاء» الرّابطة بين فعل الشّرط وجوابه.

٨ ـ وتكون «ما» المغيّرة التي تغيّر أداة الشّرط ، بدخولها عليها ، إلى غير الشّرط ، كدخولها على «لو» فتصير «لوما» ويتغيّر عملها ومعناها من الشرط إلى التّحضيض ، كقوله تعالى : (لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ)(٥) حيث أتت «لوما» للتّحضيض ودخلت على الجملة الفعليّة الماضويّة.

٩ ـ وتقع «ما» صفة ، وتكون للإبهام ، ويكون معناها إما التّحقير مثل : «أعط الفقير شيئا ما» أو «التّعظيم ، مثل : «لأمر ما أطلقت صفّارات الإنذار» أي : لأمر خطير ، فأفادت التّهويل والتّعظيم ، ومثل : «اضرب المذنب ضربا ما» ، «ما»

__________________

(١) من الآية ١٥٩ من سورة آل عمران.

(٢) من الآية ١٤ من سورة المائدة.

(٣) من الآية ٢٥ من سورة نوح.

(٤) من الآية ٤٠ من سورة المؤمنون.

(٥) من الآية ٧ من سورة الحجر.


تفيد هنا نوعيّة الضّرب لا التّحقير كالمثل الأول ولا التّعظيم كالمثل الثاني.

١٠ ـ وتكون «ما» للعوض إمّا من فعل ، مثل :«إمّا أنت إذا أدب تفتخر» حيث وقعت «ما» عوضا من الفعل «كان» والتّقدير : «لإن كنت». فحذفت «لام» التعليل للتّخفيف وحذفت «كان» وعوّض منها بـ «ما» ، وبقي ضمير المخاطب المتّصل بـ «كان» فانفضل بلفظ «أنت». فصار التّقدير «إن ما أنت» فتقلب «النون» «ميما» لتقاربهما في مخارج الصّوت ، وتدغم في الميم الثانية وتلفظ :«إمّا أنت».

أو تكون عوضا عن الإضافة في «كيف» و «حيث» و «إذ» فتقطعها عن الإضافة وتحوّلها إلى الشّرط الجازم مثل : «كيفما تتّجه أتّجه» و «حيثما تجلس أجلس» كما تدخل على «سيّ» وتبعدها عن الإضافة ، كقول الشاعر :

ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح

ولا سيّما يوما بدارة جلجل

وفيه دخلت «ما» على «سيّ» فهي زائدة.

و «سيّ» : اسم «لا» النافية للجنس مبنيّ على الفتح لأنه غير مضاف. «يوما» : تمييز منصوب.

وكلّ هذه الأحكام هي خاصّة بـ «ما» ولا تشاركها «من» في شيء منها.

أحكام أل : تكون «أل» اسم موصول للعاقل ، وغير العاقل ، للمفرد وغير المفرد ، ولا تكون كذلك إلّا إذا دخلت على صفة صريحة تؤلّف مع مرفوعها صلة الموصول. وبذلك تدخل في شبه الجملة الواقعة صلة. ومع أنّ «أل» اسم موصول وتعتبر كلمة مستقلّة إلّا أن الإعراب لا يظهر عليها بل على الصّفة المتّصلة بها ، كقول الشاعر :

الودّ أنت المستحقّة صفوه

منّي وإن لم أرج منك نوالا

حيث وردت كلمة «المستحقّة» وقد اتصلت بـ «أل» الموصولة ، والمعنى : «التي تستحقين».

«أل» : اسم موصول بمعنى «التي» وهو مع الصفة بعده «المستحقة» بمنزلة الاسم الواحد فكأنهما مركّب مزجي. «المستحقة» خبر المبتدأ «أنت» وكقوله تعالى : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ)(١) وكقوله تعالى : (وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)(٢).

أحكام ذو : كلمة «ذو» هي بمعنى «الذي» وهي اسم موصول للعاقل وغيره وللمفرد وغيره ، مبنيّ دائما على السّكون المقدّر على «الواو» ، مثل :«جاء ذو درس» ، «ذو» : اسم موصول مبنيّ على السّكون في محلّ رفع فاعل «جاء». وهي هنا بلفظ المفرد المذكّر بدليل عود الضمير المفرد المذكّر عليها في الفعل «درس». ومثل : «ذهب ذو تعلّمت» «ذو» بلفظ المفرد تدلّ على المؤنث بدليل عود الضّمير المفرد المؤنّث عليها في الفعل «تعلمت» ومثل : «فرح ذو نجحا». «ذو» بلفظ المفرد تدلّ على المثنّى المذكّر بدليل ضمير التثّنية العائد عليها في الفعل «نجحا». ومثل :«بكى ذو فشلوا» «ذو» تدل على جمع مذكّر سالم بدليل الضّمير في الفعل «فشلوا». ومثل : «تكلّم ذو تعلّمن» ، «ذو» تدلّ على جمع المؤنث بدليل الضّمير العائد عليها في الفعل «تعلّمن» ، فهي بلفظ واحد مع المفرد والمثنّى والجمع والتّذكير والتّأنيث ، وهي في كلّ ذلك مبنيّة على السّكون.

__________________

(١) من الآية ١٨ من سورة الحديد.

(٢) من الآيتين ٥ و ٦ من سورة الطّور.


وقد تعرب ، كقول الشاعر :

فإمّا كرام موسرون لقيتهم

فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا

حيث وردت «ذي» اسم موصول مجرور بـ «من» وعلامة جره «الياء». فيكون قد عومل معاملة الأسماء السّتّة التي ترفع بالواو ، وتنصب بالألف وتجرّ بالياء. ولفظها على الأغلب يكون مفردا مذكّرا ، كقول الشاعر :

فإنّ الماء ماء أبي وجدّي

وبئري ذو حفرت وذو طويت

حيث وردت «ذو» بلفظ المفرد المذكّر لغير العاقل وهي بمعنى المفرد المؤنث والتّقدير وبئري التي حفرتها وطويتها أي : بنيتها بالحجارة.

وكقول الشاعر :

فقولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا

هلمّ فإنّ المشرفيّ الفرائض

وفيه «ذو» بلفظ المفرد المذكّر وتدلّ على مفرد مذكّر. وهي اسم موصول بمعنى الذي مبنيّ على السّكون في محلّ جرّ نعت للكلمة «المرء».

أمّا معناها فقد يكون غير مفرد مذكر ، ويراعى فيه الضّمير العائد إليها كالأمثلة السّابقة ومن العرب من يجعل «واوها» ، «ألفا» ويزيد عليها «تاء» التّأنيث فتصير «ذات» وتكون بمعنى «التي» في الدّلالة على المفرد المؤنّث. وممّا تمتاز به «ذات» أنها تدلّ بصيغتها ولفظها ومعناها على المفرد المؤنّث ، وبأنها تجمع على «ذوات» جمعا مؤنثا وتكون مبنيّة على الضمّ ، وتمتاز أيضا في أنّها تكون مجرّد اسم مستقلّ ومعناه : حقيقة الشيء ، وفي النّسب إليها تقول : ذاتيّ باعتبار لفظ ذات ، وتقول «ذويّ» باعتبار لفظها الأصلي «ذو» كقول الشاعر :

جمعتها من أينق موارق

ذوات ينهضن بغير سائق

حيث وردت «ذوات» بمعنى «اللّواتي» اسم موصول مبنيّ على الضمّ في محل جرّ صفة لكلمة «أينق» وهي جمع ناقة ، نوق ، أينق.

أحكام «ذا» : وتكون مثل «ذو» للعاقل وغيره ، وللمفرد وغيره ، هي من الألفاظ المفردة المذكّرة ، مثل : «ماذا وجدته؟» «ما» : اسم استفهام مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ. «ذا» : اسم موصول مبنيّ على السّكون في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة «وجدته» صلة الموصول. ومثل :«ماذا وجدتها؟» ومثل : «بماذا واجهتهم؟» ومثل :«ماذا وجدتهن» ، ويصحّ وضع «من» مكان «ما» ، كقول الشاعر :

من ذا يعيرك عينه تبكي بها

أرأيت عينا للبكاء تعار

حيث وضعت «من» مكان «ما» قبل «ذا» وهي هنا تفيد المفرد المذكّر العاقل. ومثل :

من ذا نواصل إن صرمت حبالنا

أو من نحدّث بعدك الأسرارا

فكلمة «ما» و «من» كلّ منهما اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ. «ذا» اسم موصول بمعنى «الذي» ، أو غيره حسب المقتضى ، مبنيّ على السّكون في محل رفع خبر المبتدأ. وإذا كانت «ذا» موصولة يجب أن تكون مسبوقة باسم الاستفهام «ما» لغير العاقل «ومن» للعاقل ، وأن تكون «ما» و «من» مستقلّتين بلفظهما ومعناهما وإعرابهما ، ولا تركّبان مع «ذا» تركيبا مزجيا


يجعلهما معا كلمة واحدة ، إلّا حين تكون «ذا» ملغاة مثل :

يا خزر تغلب ما ذا بال نسوتكم

لا يستفقن إلى الدّيرين تحنانا

والتّقدير : ما بال نسوتكم. «ما» للاستفهام وحدها. و «ذا» ملغاة زائدة لا عمل لها ومثل :«ماذا عشتروت؟» «ما» اسم استفهام مبنيّ على السّكون في محل رفع خبر مقدّم «ذا» زائدة لا عمل لها. «عشتروت» : مبتدأ مؤخّر. ومثل : «من ذا القديم» وإذا كانت «ذا» بمعنى الإشارة فلا تصلح أن تكون موصولة لعدم وجود صلة بعدها وتدخل على المفرد ، مثل : «من ذا الأديب؟» «من» اسم استفهام مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ. «ذا» اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محل رفع خبر المبتدأ «الأديب» بدل أو نعت أو عطف بيان من اسم الإشارة مرفوع بالضمّة. ومثل ماذا الكتاب؟ «ما» : اسم استفهام مبتدأ. «ذا» : اسم إشارة خبره «الكتاب» : بدل.

ملاحظات :

١ ـ يجوز إلغاء «ذا» في حالتين :

الأولى : يكون الغاؤها حقيقيّا باعتبارها كلمة مستقلّة بذاتها ويجوز حذفها ، ولا محلّ لها من الإعراب ، وتكون مسبوقة بـ «ما» أو «من» الاستفهاميّتين ، كالأمثلة السّابقة.

الثانية : يكون إلغاؤها حكميّا لا حقيقيّا ، فهي موجودة في الحقيقة ولكن ليس لها كيان مستقلّ ولا إعراب فكأنها غير موجودة.

٢ ـ قد يقع إلغاؤها مع «ما» و «من» الموصوليّتين فتنشأ عنهما كلمة واحدة هي : «ماذا» أو «من ذا» وتعرب اسم موصول ، أو نكرة ، موصوفة ، كقول الشاعر :

دعي ما ذا علمت سأتّقيه

ولكن بالمغيّب خبّريني

حيث أتت «ماذا» كلمة واحدة هي اسم موصول مبنيّ على السّكون في محل نصب مفعول به لفعل «دعي» ، أو نكرة موصوفة هي مفعول به فهي كلمة من شطرين ، وجملة «علمت» لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول ، أو في محل صفة للنكرة ، «ماذا».

٣ ـ يظهر أثر الإلغاء وعدمه في توابع الاستفهام كالبدل منه ، أو في الجواب عنه ، مثل : «ماذا أكلت؟ أتفاحا أم برتقالا؟» تكون «ماذا» اسم استفهام مبنيّ على السّكون في محلّ نصب مفعول به مقدّم لفعل «أكلت» «أتفاحا» : الهمزة للاستفهام «تفاحا» بدل من «ماذا» منصوب.

ومثل : «ماذا أكلت؟ أتفاح أم برتقال» فتكون «ما» : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ. «ذا» اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة «أكلت» لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. «أتفاح» الهمزة للاستفهام. «تفاح» بدل من «ذا» مرفوع. أمّا الجواب عند الاستفهام فيكون : «تفاحا لا برتقالا» ، أو «تفاح لا برتقال».

٤ ـ إن جواز الأمرين متروك للاستحسان المجرّد ، فيكون الجواب مطابقا للسّؤال كقوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ؟ قُلِ : الْعَفْوَ)(١) أي : الزّيادة ، بالنّصب أو بالرّفع ، وكقوله تعالى : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا : خَيْراً)(٢) ويجوز

__________________

(١) من الآية ٢١٩ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٣٠ من سورة النحل.


القول : خير وأما في قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ)(١) فيصح في «ذا» الإلغاء الحقيقي أو الحكميّ ، وفي الحالتين نعرب «الذي» اسم موصول في محل رفع خبر. ويصحّ أن تكون «ذا» اسم موصول بمعنى «الذي» مبنيّ على السّكون في محل رفع خبر «من» ، وكلمة «الذي» بعدها تكون توكيدا لفظيا لها.

أحكام «أي» : وتكون «أي» اسم موصول للعاقل وغيره ، للمفرد وغيره ، وتكون مبنيّة أو معربة. ولا تكون مبنيّة إلا في حالة واحدة وهي عند ما تضاف وتكون صلتها جملة اسميّة صدرها ضمير محذوف ، مثل : «أكرمت أيّهم مجتهد» «أي» : اسم موصول مبنيّ على السّكون في محل نصب مفعول به لفعل «أكرمت» و «أيّ» مضاف والضّمير «هم» في محلّ جرّ بالإضافة. «مجتهد» :خبر مبتدأ محذوف تقديره «هو». والجملة الاسميّة صلة الموصول. ولا فرق بين أن يكون العامل ل «أيّ» فعلا مستقبلا أو متقدّما عليها أو غير ذلك. وتكون «أيّ» معربة في ما عدا ذلك ، وتكون صلتها جملة اسميّة صدرها ضمير مذكور ، أو اسم مذكور ، مثل : «سأكرم أيّهم هو مجتهد» وتكون معربة أيضا إذا كانت غير مضافة وصلتها جملة اسميّة صدرها مذكور مثل : «سأكرم أيّا هو مجتهد» و «ينجح أيّ هو نشيط» و «أسلّم على أيّ هو قادم». أو إذا كانت غير مضافة وصلتها جملة اسميّة صدرها غير مذكور ، مثل : «يفوز أيّ مجتهد» و «أكرم أيا مجتهد» و «أسلّم على أيّ مجتهد» أو إذا كان صدر صلتها اسما ظاهرا ، مثل : «أطلب أيّهم خليل يحبّه» «أيّ» مفعول به منصوب وهو مضاف وضمير الغائبين «هم» مضاف إليه «خليل» : اسم ظاهر هو مبتدأ مرفوع وجملة «يحبه» خبر المبتدأ. والجملة الاسميّة لا محل لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول ؛ أو إذا كان صدر صلتها فعلا ، مثل : «أحبّ أيّهم يخلص في عمله» أو فعلا مقدّرا ، مثل : «أسلّم على أيّهم عندك» والتّقدير : يوجد عندك.

أنواع «أي» الإعرابيّة : تكون «أيّ» موصولة وغير ذلك ، وتكون مبنيّة إذا كانت مضافة وصلتها جملة اسميّة صدرها ضمير محذوف كما سبقت الإشارة ، أو أن تكون وصلة للنّداء في المقرون بـ «أل» مثل : «يا أيّها الرّسول». فتكون «أيّ» منادى مبنيّ على الضّمّ في محلّ نصب مفعول به لفعل النّداء المحذوف. و «الهاء» للتّنبيه. «الرجل» :نعت وتكون «أيّ» غير اسم موصول في حالات عدّة منها :

١ ـ تكون اسم شرط معربة مضافة إمّا إلى نكرة ، مثل : «أيّ طالب تصادق أصادق» «أي» : اسم شرط جازم فعلين هو مبتدأ ، ومضاف إلى نكرة «طالب». أو إلى معرفة دالّة على متعدّد صراحة ، مثل : «أيّ العقلاء تعاشر أعاشر» فكلمة «العقلاء» تدلّ على أفراد كثيرة. أو إلى معرفة يلحظ فيها ما يكون في المفرد من أجزاء متعدّدة ، مثل : «أي سمير تستحسن أستحسن» والتّقدير : اي أجزاء سمير ... «أي» اسم شرط هو مبتدأ مرفوع ومضاف إلى معرفة يلحظ فيها أجزاء متعدّدة.

٢ ـ وتكون «أي» اسم استفهام معربة مضافة إمّا إلى نكرة ، مثل : «أيّ مجلّة تطالعها» «أيّ» مبتدأ مرفوع وهو مضاف «مجلة» مضاف إليه وجملة «تطالعها» خبر المبتدأ وإما إلى معرفة دالّة

__________________

(١) من الآية ٢٤٥ من سورة البقرة.


على متعدّد صريح ، مثل : «أيّ التلاميذ أحقّ بالنجاح؟» أو معرفة دالّة على متعدّد مقدّر ، مثل :«أيّ جميل أكبر؟» أو المعطوف عليها مثلها بالواو ، مثل : «أيّي وأيّك محارب الفساد» وكقول الشاعر :

فلئن لقيتك خاليين لتعلمن

أيّي وأيّك فارس الأحزاب

حيث أضيف لفظ «أيّ» إلى مفرد معرفة وقد عطف عليه مثله بالواو.

٣ ـ تكون «أي» اسما هو نعت يدلّ على غاية كبرى في المنعوت في مدح أو ذمّ وذلك إذا كان المنعوت نكرة و «أي» مضافة إلى نكرة مشاركة للمنعوت في لفظه ومعناه ، مثل : «أصغيت إلى خطيب أيّ خطيب» «أي» نعت خطيب مجرور قصد به المدح ، وهو مضاف «خطيب» مضاف إليه. والمنعوت اشترك والمضاف إليه في اللّفظ والمعنى وكلاهما نكرة. ومثل : «قبض الحارس على لصّ أيّ لصّ» «أي» نعت مجرور قصد به الذمّ وهو مضاف لصّ مضاف إليه. وقد يحذف المنعوت النكرة قبل «أي» مثل :

إذا حارب الحجاج أيّ منافق

علاه بسيف كلّما هزّ يقطع

والتّقدير : حارب الحجاج منافقا أيّ منافق.

٤ ـ تكون «أي» حالا بعد المعرفة الدالّة على غاية كبرى من مدح أو ذم ومضافة إلى نكرة مماثلة للمعرفة لفظا ومعنى ، مثل : «قبلت كلام الناصح الأمين أيّ ناصح أمين». «أيّ» حال منصوب وهو مضاف «ناصح» مضاف إليه مجرور وقد اشترك لفظا ومعنى مع المعرفة السّابقة على «أيّ».

أحكام عامّة لأسماء الموصول : كل الموصولات تحتاج إلى صلة متأخرة عنها تشتمل على ضمير مطابق لها يسمّى العائد. وهذا العائد يجوز حذفه إذا كان اسم الموصول مبتدأ وخبره اسم ظاهر ، كقول الشاعر :

لا تنو إلّا الذي خير فما شقيت

إلّا نفوس الألى للشرّ ناوونا

حيث أن العائد على الصّلة محذوف تقديره «هو خير». ولا يكثر الحذف للعائد في صلة إلّا مع اسم الموصول «أيّ» إلّا إذا طالت الصّلة فيجوز حذفه. وشذّ حذف العائد في الصّلة التي لم تطل ، كقوله تعالى : (ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ)(١) وفيها حذف العائد بعد الصّلة التي لم تطل. ومثل :

فمن يعن بالحمد لم ينطق بما سفه

ولا يجد عن سبيل المجد والكرم

والتّقدير بما هو سفه فالعائد محذوف هو مبتدأ ولم تطل الصّلة.

ويجوز حذف العائد إذا كان ضميرا متّصلا منصوبا وناصبه فعل أو وصف غير صلة «أل» ، كقوله تعالى : (وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ)(٢) والتّقدير : ما تسروّنه وما تعلنونه ؛ حيث حذف العائد المنصوب بفعل «تسرّون». وكقول الشاعر :

ما الله موليك فضل فاحمدنه به

فما لدى غيره نفع ولا ضرر

حيث حذف العائد المنصوب وعامله الوصف «موليك» والتّقدير : ما الله موليكه فضل ولا يحذف العائد في مثل : «رأيت الذي إيّاه علمت» لأن

__________________

(١) من الآية ١٥٤ من سورة الأنعام.

(٢) من الآية ٤ من سورة التّغابن.


الضّمير العائد المنصوب منفصل ، ولا في مثل :

«رأيت الذي إنّه كريم» لأن العامل في الضّمير المنصوب ليس فعلا ولا وصفا ، ولا في مثل : «أنا التّاركه». لأن العامل هو صلة «أل» وشذّ قول الشاعر :

ما المستفزّ الهوى محمود عاقبة

ولو أتيح له صفو بلا كدر

حيث حذف العائد على «أل» شذوذا من الصّلة والتّقدير : ما المستفزّه ..

ويجوز حذف العائد المجرور بالإضافة إذا كان المضاف وصفا غير ماض مثل قوله تعالى : (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ)(١) والتّقدير : ما أنت قاضيه ، فقد حذف العائد المجرور بإضافة الوصف «قاض». وكذلك يجوز حذف العائد المجرور بالحرف المحذوف معه إذا كان الموصول مجرورا بمثل ذلك الحرف معنى ومتعلّقا ، كقوله تعالى : (وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ)(٢) والتّقدير : تشربون منه حيث حذف العائد المجرور بـ «من» لأن اسم الموصول مجرور بمثل الحرف «من» ولهما متعلّق مماثل هو كلمة «يشرب» للأوّل «ويشربون» للثاني المحذوف ، وكقول الشاعر :

لا تركننّ إلى الأمر الذي ركنت

أبناء يعصر حين اضطرّها القدر

والتّقدير : الذي ركنت إليه. وشذّ قول الشاعر :

ومن حسد يجور عليّ قومي

وأيّ الدّهر ذو لم يحسدوني

والتّقدير : لم يحسدوني فيه. وهذا الحذف شاذّ. لأن الموصول أو الموصوف به لم يقع مجرورا بحرف جرّ مثل الذي جرّ العائد المحذوف. وشذّ أيضا حذفه في مثل :

وإنّ لساني شهدة يشفى بها

وهو على من صبّه علقم

والتّقدير : وهو علقم على من صبّه الله عليه.

وهذا الحذف شاذّ ، لأنّ العائد والموصول جرّا بحرف جرّ مماثل وهو «على» ولكن متعلّق حرف الجرّ الأول هو كلمة «علقم» ، ومتعلّق الثاني «صبّ». والقياس أن يكون المتعلقان مماثلين.

٢ ـ والصّلة التي تحتاجها كلّ الموصولات تكون إمّا جملة أو شبه جملة. فإذا كانت جملة وجب أن تكون خبريّة معهودة معروفة إلّا في مقام التّهويل والتّفخيم فيجوز إبهامها ، مثل : «جاء الذي درس أخوه» فجملة «درس أخوه» جملة فعلية خبريّة هي صلة الموصول ، وكقوله تعالى : (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ)(٣) وفيها تهويل لما غشيهم ، ولا يجوز أن تكون الجملة الصّلة إنشائية ، فلا تقول : «جاء الذي اضربه» ، ولا :«جاء الذي لا تضربه».

وأمّا شبه الجملة فهي إمّا أن تكون ظرفا ، مثل :«جاء الذي عندك» أو جارّا ومجرورا ، مثل : «جاء الذي في البيت» أو صفة صريحة بعد «أل» الموصولة ، مثل : «الحبّ أنت المستحقّة كلّ كلامه». وقد تكون الصّلة بعد «أل» الموصولة مضارعيّة ، كقول الشاعر :

ما أنت بالحكم التّرضى حكومته

ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

__________________

(١) من الآية ٧٢ من سورة طه.

(٢) من الآية ٣٣ من سورة المؤمنون.

(٣) من الآية ٧٨ من سورة طه.


حيث وردت صلة الموصول مضارعية والتّقدير : الذي ترضى حكومته. «أل» اسم موصول مبنيّ على السّكون في محلّ جرّ نعت «الحكم». «ترضى» فعل مضارع مجهول «حكومته» نائب فاعل ومضاف إليه والجملة الفعلية المضارعيّة صلة الموصول.

شروط الصلة : وللجملة الصّلة شروط كثيرة منها :

١ ـ أن تتأخّر وجوبا عن الموصول سواء أكان الموصول اسميا أم حرفيّا ، فلا يجوز تقديمها ، مثل : «ادرس الدرس الذي يؤدي إلى نجاحك واشرحه لغيرك» فجملة «يؤدي إلى نجاحك» جملة فعليّة هي صلة الموصول وتتضمّن ضميرا مطابقا للموصول فلا يجوز القول : «ادرس الدّرس لغيرك الذي يؤدي» إذ لا يجوز الفصل بكلمة «لغيرك» ، لأن هذا الفاصل أجنبيّ عن الصّلة. ولا يجوز القول : ادرس الدرس الذي لغيرك لأنّ شبه الجملة لغيرك أجنبيّة عن جملة الصّلة.

٢ ـ أن تقع الجملة الصّلة بعد الموصول مباشرة فلا يفصل بينهما فاصل أجنبيّ ليس من جملة الصّلة ، ولا يفصل بين أجزاء الصّلة فاصل أجنبيّ كالمثل السّابق ولكن يجوز أن يفصل بينهما جملة القسم ، مثل : «جاء الذي والله كان ناجحا» حيث فصل بين اسم الموصول «الذي» وصلته «كان ناجحا» جملة القسم «والله» أو جملة النّداء ، بشرط أن يسبقها ضمير المخاطب ، مثل : «أنت التي يا سميرة تسعين بالخير». حيث فصل بين اسم الموصول «التي» وبين صلتها «تسعين بالخير» بجملة النّداء «يا سميرة» ، أو بالجملة المعترضة ، مثل : «والدتي التي ـ رحمها الله ـ كانت ترعى شؤون المنزل». حيث فصل بين «التي» وصلتها بالجملة المعترضة رحمها الله ، أو بجملة الحال ، مثل : «نجح الذي وهو يبتسم يعمل بجدّ ونشاط» حيث فصل بين «الذي» وصلته بجملة الحال «وهو يبتسم» أو يفصل بينهما «كان» الزّائدة ، مثل : «صادفت الذي كان شاركته في الطّعام» حيث فصل بين «الذي» وصلته «كان» الزّائدة.

٣ ـ يجوز تقديم بعض أجزاء الصّلة على بعض ، أما المفعول به فلا يجوز تقديمه على عامله إذا كان الموصول حرفيّا غير «ما» ولا يقع بين اسم الموصول وصلته مثل : «تفتّح الزّهر الذي القلوب ينعش برائحته». حيث تقدّم المفعول به «القلوب» على بعض أجزاء الصّلة لأن الموصول غير «ما». والتّقدير : تفتح الزّهر الذي ينعش القلوب برائحته.

٤ ـ لا تستدعي الجملة الصّلة كلاما قبلها ، فلا يقال : «جاء الذي لكنّه غائب» لأن «لكنّ» التي تفيد الاستدراك لا يتحقّق معناها إلّا بكلام مفيد سابق.

٥ ـ لا تكون الجملة صلة الموصول إذا كانت معلومة لكلّ فرد ، مثل : «جاء الذي في وجهه فم» لأن كلّ إنسان في وجهه فم ، وكذلك لا يصحّ القول : «حضر الذي عيناه في وجهه» لأنّ ذلك شائع ومعروف وظاهر أمام الجميع.

شروط اسم الموصول الواقع خبرا :

١ ـ إذا كان اسم الموصول خبرا لمبتدأ هو ضمير المتكلّم ، أو ضمير المخاطب جاز أن يراعى في الضّمير الرّابط مطابقته للمبتدأ في التكلّم والخطاب ومطابقته لاسم الموصول في الغيبة ، مثل : «أنا الذي أكلت» فالضّمير المتّصل المرفوع في جملة الصّلة «أكلت» يعود إلى المبتدأ «أنا»


بدون الرّجوع إلى اسم الموصول ، ومثل : «أنت الذي نجحت في الامتحان». تضمّنت جملة الصّلة «نجحت» ضميرا متّصلا للخطاب مطابقا للمبتدأ الذي هو ضمير المخاطب «أنت» ، ومثل :«أنا الذي أكل» فالجملة الصّلة «أكل» تضمّنت ضميرا تقديره «هو» عائد على اسم الموصول «الذي» ومطابق له في الإفراد والتّذكير ، ومثل :«أنت الذي نجح» فقد اشتمل الفعل «نجح» على ضمير للغائب تقديره هو يعود إلى اسم الموصول ومثل :

نحن الذين بايعوا محمدا

على الجهاد ما بقينا أبدا

حيث تضمّن الفعل «بايعوا» ضميرا متّصلا هو ضمير الغائبين «الواو» الذي يعود إلى اسم الموصول «الذين» ولا يعود إلى ضمير المتكلم الواقع مبتدأ وإلا لكان الكلام «نحن الذين بايعنا».

٢ ـ يجوز أن يجزم المضارع بعد جملة الصّلة إذا كان مترتّبا على الصّلة ، مثل : «من يزورني أكرمه» والتّقدير : «الذي يزورني أكرمه» «من» اسم موصول في محل رفع مبتدأ «يزورني» مضارع مرفوع و «النّون» للوقاية و «الياء» مفعول به والفاعل مستتر «هو» ، والجملة صلة الموصول.

«أكرمه» مضارع مجزوم بـ «من» الموصولة لشبه المعنى بـ «من» الشّرطيّة. والقياس أكرمه ، وبخاصة لأن الفعل الأوّل «يزورني» الملاصق لاسم الموصول غير مجزوم ، بل هو مرفوع. وكقول الشاعر :

كذاك الذي يبغي على النّاس ظالما

تصبه على عمد عواقب ما صنع

حيث أتى الفعل «تصبه» وهو مضارع مجزوم باسم الموصول «الذي» لشبه المعنى بالشّرط والأصل «تصيبه».

الموصولات الحرفية : الموصولات قسمان : اسميّة وقد سبق الكلام عليها وحرفيّة وهي خمسة : «أن» ، «أنّ» ، «ما» ، «كي» ، «لو».

ما تشترك فيه الموصولات الحرفيّة والاسميّة :

تشتركان في أمور كثيرة منها : أن كل الموصولات لا بدّ لها من صلة ، متأخرة عنها ، ولا يصحّ أن تتقدّم الصّلة أو شيء منها على الموصولات ، وأن الفصل بين الموصول وصلته لا يكون إلا جملة قسم أو نداء ، أو دعاء ، أو حال ، أو كان الزائدة ، أو المفعول به إذا كان الموصول غير «ما».

ما تختلف فيه الموصولات الحرفيّة والاسميّة :

بين الموصولات الحرفيّة والاسميّة فروق عدّة منها :

١ ـ أن الموصولات الاسميّة غير «أي» وغير المثنّاة ، تكون مبنيّة دائما ولها محل من الإعراب حسب مقتضى الجملة قبلها ، أمّا الموصولات الحرفيّة فكلّها مبنيّة ، بدون استثناء ولا محلّ لها من الإعراب.

٢ ـ لا بدّ لاسم الموصول من صلة تشتمل على ضمير يسمّى العائد. أمّا الموصولات الحرفيّة فلا تحتاج إلى عائد ولا تشتمل عليه مطلقا.

٣ ـ الموصول الحرفي يسبك مع صلته بمصدر يعرب على حسب مقتضى الجملة قبله ، ويسمّى المصدر المسبوك ، أو المؤوّل ، كما تسمى الموصولات الحرفيّة «حروف السّبك» أو الحروف المصدريّة. أمّا الموصولات الاسميّة فلا يكون لها شيء من هذا.


٤ ـ أن الموصولين الحرفيّين «لو» و «ما» تسبقان بجملة فعلية ماضية ، مثل : «وددت لو رأيتك مستسلما لنوم هادىء» أو مضارعيّة مثل : أتمنّى لو أشاركك في عملك» وتكونان تامتي التّصرّف ولا توصلان بجملة أمر. لكنّ «ما» توصل أحيانا بأفعال الاستثناء الجامدة الثّلاثة : «خلا» ، «عدا» ، «حاشا» لأنها متصرّفة بحسب أصلها ، أو لأنّ جمودها عارض. وتؤوّل «ما» مع الفعل وفاعله بمصدر تقديره مجاوزين. وهذا لا يكون في الموصولات الاسميّة.

٥ ـ يجوز حذف الموصول الاسمي غير «أل» إذا كان معطوفا على مثله ولا يوقع حذفه في اللّبس ، مثل : «إن فريقا من الطّلاب يدرس جيّدا ، وفريقا يلهو ولا يعبأ بالدرس ، وفريقا تأخذه العناية بالدرس فلا يعبأ بما سواه» فقد حذف اسم الموصول الذي يكون تقديره : وفريقا منهم من يلهو ، وفريقا منهم من تأخذه العناية ... وهذا واضح من سياق الكلام ، ولا يوقع حذفه في اللّبس. أما الموصولات الحرفيّة فلا تحذف منها إلا «أن» التي تنصب المضارع ، وتسبك مع صلتها بمصدر في حالة حذفها كما في حالة وجودها ، مثل قوله تعالى : وأوحينا (إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ)(١) حيث تسبك «أن» وما بعدها بمصدر يقع بدلا من الفعل «أوحينا» والتّقدير : صنع.

ومثل : «يعجبني يدرس أخي» حيث حذفت «أن» المصدريّة وبقي عملها وهو نصب المضارع «يدرس» وتقدّر وهي محذوفة مع الفعل المضارع المنصوب بها بمصدر تقديره : يعجبني أن يدرس أخي : يعجبني درس أخي.

٦ ـ ويختصّ الموصول الحرفيّ «أن» تكون صلته جملة طلبيّة من دون سائر الموصولات الاسميّة والحرفيّة ، كقوله تعالى : وأوحينا (إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ)(٢) حيث وقعت صلة «أن» جملة طلبيّة تتضمّن فعل الأمر «اصنع».

أحكام الموصولات الحرفيّة : لكل من الموصولات الحرفيّة أحكام خاصة تختلف بها عن سواها منها :

أولا : أحكام «أن» السّاكنة «النّون» أصالة غير المأخوذة من «أنّ» المخفّفة ، هي التي تكون صلتها جملة فعليّة دائما ، وكاملة التصرّف سواء أكانت ماضويّة ، مثل : «عجبت من أن تكاسل المجتهد» حيث وقعت صلة «أن» جملة ماضويّة وتقدّر «أن» مع صلتها بمصدر مجرور بـ «من» والتّقدير : عجبت من تكاسل ... أم مضارعيّة مثل : «لا أعجب من أن يقول الحرّ كلمة الحقّ في وجه الحاكم الظّالم» والتّقدير : لا أعجب من قول ... الصّلة جملة مضارعيّة. وكقول الشاعر :

إنّ من أقبح المعايب عارا

أن يمنّ الفتى بما يسديه

حيث وقعت صلة «أن» جملة مضارعيّة تقدر بمصدر مرفوع هو خبر «إنّ» ، والتّقدير : إن من أقبح المعايب تمنّن ... أو جملة فعلها أمر ، كقوله تعالى : وأوحينا (إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ) الجملة الصّلة فعلها أمر «اصنع». ومثل : «أومأنا إليه أن بادر بالعمل» «بادر» فعل أمر وجملته صلة «أن» ويقدر معها بمصدر تقديره مبادرة و «أن» المصدريّة تقدّر مع صلتها بمصدر ويكون له محلّ من الإعراب حسب مقتضى الجملة قبله ، فقد يكون المصدر المؤوّل مبتدأ ، مثل : («أَنْ تَصُومُوا

__________________

(١) من الآية ٢٧ من سورة المؤمنون.

(٢) من الآية ٢٧ من سورة المؤمنون.


خَيْرٌ لَكُمْ») والتّقدير : صيامكم خير لكم. أو خبرا ، مثل : اعتقادي أن ستجري الامتحانات الرسميّة في موعدها» والتّقدير : اعتقادي إجراء ... أو فاعلا ، مثل : «يعجبني أن تتحضّر للسّفر» والتّقدير : يعجبني تحضّرك. أو مفعولا به ، مثل : «علمت أن نجحت في الامتحان» والتّقدير : علمت نجاحك ...

وتنصب «أن» المضارع بعدها وتخلص زمنه للاستقبال ولا تنفصل عنه بفاصل ؛ وإذا دخلت على الماضي فلا تغيّر زمنه. فدلالتها إمّا للماضي المحض أو للمستقبل المحض ولا يدخل بعد «أن» جملة اسميّة مسبوقة بفعل يدلّ على اليقين ، فلا تقول : «علمت أن محمد لقائم» أو جملة فعليّة جامدة ، فلا تقول : «علمت أن ليس للظالم حظّ في النّجاح» ، إذ يجوز ذلك في «أن» المخفّفة من «أنّ».

ثانيا : أحكام «أنّ». المشدّدة «النّون» تؤلف مع صلتها أي : مع معموليها اسمها وخبرها مصدرا له محلّ من الإعراب حسب مقتضى الجملة ، مثل : «سرّني أنّك ناجح» ، ومثلها «أن» المخفّفة التي تعمل عمل المشدّدة بشرطين الأول أن يكون اسمها ضمير الشأن محذوفا ، والثاني أن يكون خبرها جملة اسميّة أو فعليّة. ويجب أن تقترن الجملة الفعليّة الواقعة خبر «أن» المخفّفة بـ «قد» مثل قوله تعالى : (وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا)(١) والتّقدير أنه قد صدقتنا. ضمير الشأن المحذوف اسمها وجملة قد صدقتنا خبرها. أو تقترن بـ «السّين» كقوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى)(٢) والتّقدير أنه سيكون منكم مرضى.

فضمير الشأن اسمها. والجملة بعده خبرها. أو أن تقترن بـ «لن» ، أو «لم» ، أو «لا» النّافيات ، كقوله تعالى : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ)(٣) أو أن تقترن بـ «لو» مثل : «اعلم أن لو صدق المذنب لنجا» أو أن تقترن بـ «ربّ» مثل : «علمت أن ربّ ظالم لاقى مصيره». أما الخبر الواقع جملة اسميّة ففي مثل : «علمت أن الصّبر مفتاح الفرج».

ثالثا : أحكام «كي». تكون صلتها دائما مضارعيّة ولا بدّ أن يسبقها لام الجرّ فتسمّى «كي» المصدريّة ، وإذا وليها حرف الجرّ فتسمّى التّعليليّة ، وينصب المضارع بعدها بـ «أن» المضمرة. وتؤلّف «كي» المصدريّة مع صلتها مصدرا ، ولا يكون إلا مجرورا باللّام سواء أوجدت «اللّام» أم حذفت مثل : «ثابر على الاجتهاد كي تنجح» والتّقدير لكي تنجح.

رابعا : أحكام «ما». هي المصدريّة الظّرفيّة ، مثل : «سأحبّك ما دمت مجتهدا» أي : مدة دوامك مجتهدا ، وكقول الشاعر :

المرء ما عاش ممدود له أمد

لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر

أي مدة عيش المرء. وتكون مصدريّة غير ظرفيّة مثل : «دهشت ممّا نجح العامل» والتّقدير : من نجاح العامل. وكقول العرب : «أنجز حرّ ما وعد» أي : أنجز وعده ، ومثل :

وإنّي إذا ما زرتها قلت : يا اسلمي

وهل كان قولي يا اسلمي ما يضيرها

حيث وقعت «ما» التي في عجز البيت مصدريّة غير ظرفيّة فلا تدلّ على زمان وتؤوّل مع ما بعدها بمصدر تقديره «ضيرها» ويقع خبرا ل «كان».

__________________

(١) من الآية ١١٣ من سورة المائدة.

(٢) من الآية ٢٠ من سورة المزّمّل.

(٣) من الآية ٧ من سورة البلد.


و «ما» الأولى في صدر البيت هي زائدة لا محل لها من الإعراب.

يجب أن تكون صلة «ما» جملة فعليّة ماضويّة ، سواء أكانت مصدريّة ظرفيّة أو غير ظرفيّة ، مثل : «عجبت ممّا أعمل عمله» أو جملة مضارعيّة ، مثل : «لا أذهب إلى النّزهة ما لم تذهب» وكقول الشاعر :

والمرء ما لم تفد نفعا إقامته

غيم حمى الشّمس لم يمطر ولم يسر

حيث وقعت الجملة الصّلة بعد «ما» مضارعيّة منفيّة بـ «لم» والتّقدير : مدّة عدم نفعه ؛ أو جملة اسميّة ، مثل : «أعودك ما أنت مريض» «أنت مريض» جملة اسميّة صلة «ما» وتقدّر بمصدر تقديره : مدّة وجودك مريضا. والأكثر في «ما» المصدريّة الظّرفيّة أن تكون صلتها جملة فعليّة ماضويّة أو مضارعيّة منفيّة بـ «لم» ، وقليلا ما تكون صلتها مضارعيّة غير منفيّة بـ «لم» ، مثل : «لا أتكلّم ما تشرح» أي : مدة شرحك. و «ما» المصدريّة مع صلتها تؤوّل بمصدر منصوب على الظّرفيّة ، ويصحّ الفصل بين «ما» المصدريّة الظّرفيّة ، أو غير الظّرفيّة ، وبين صلتها دون غيرها من الموصولات الحرفيّة ، ولا يجوز تقديم صلتها ولا شيء من الصّلة عليها.

خامسا : أحكام «لو». هي التي تكون صلتها جملة ماضويّة ، مثل : «تمنيت لو رأيتك في عداد النّاجحين» «لو» مع ما بعدها تؤوّل بمصدر يقع مفعولا به لفعل تمنيت ، والتّقدير : تمنيت رؤيتك.

وهذه الصّلة هي جملة فعليّة ماضويّة وفعلها متصرّف تصرّفا تاما. أو تكون جملة مضارعيّة مثل : «أودّ لو أراك متفوّقا» والتّقدير أودّ رؤيتك ، ولا توصل بجملة أمر. ولا بدّ أن يكون الماضي والمضارع بعدها مما يتصرّف تصرّفا تامّا ، ويؤوّل معها بمصدر يعرب حسب حاجة الجملة قبله.

ملحقات الموصولات الحرفيّة : يلحق بالموصولات الحرفيّة همزة التّسوية أي : التي تقع بعد كلمة «سواء» فتؤوّل مع ما بعدها بمصدر يعرب حسب مقتضى الجملة قبلها ، كقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(١) والتّقدير : إنّ الّذين كفروا مساو عندهم إنذارك وعدمه عليهم. وفي الإعراب منهم من يؤوّل الهمزة مع ما دخلت عليه بمصدر تقديره : إنذارك ويعربه فاعل لاسم الفاعل «مساو» ، ومنهم من يعربه مبتدأ مؤخر ، خبره «سواء» مقدّم ، ومنهم من يعربه خبر للمبتدأ «سواء».

اسم الموضع

اصطلاحا : اسم المكان.

الاسم الموضوع

اصطلاحا : الاسم المعرب.

الاسم النّاقص

اصطلاحا : هو الاسم الذي يتألّف من حرفين في أصل وضعه ، مثل : «كم» ، «من» ، كقوله تعالى : (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)(٢) «كم» الخبريّة مبنيّة على السّكون في محل رفع مبتدأ. وكقوله تعالى : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً)(٣) «من» : اسم شرط

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٢٤٩ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ١١٠ من سورة النساء.


مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ. «يعمل» :فعل مضارع مجزوم بالسكون هو فعل الشرط. «يجد» : مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط. والجملة من فعل الشرط وجوابه خبر المبتدأ.

اسم النّبز

اصطلاحا : اسم العلم.

الاسم النّكرة

اصطلاحا : النّكرة. أي : الاسم الذي يدلّ على شيء واحد غير معيّن مثل : «رجل».

اسم النّوع

اصطلاحا : مصدر النّوع. أي الذي يدلّ على معنى الفعل ونوعه وصفته ، مثل : «مشيت مشية الخائفين».

اسم الهيئة

اصطلاحا : مصدر النّوع.

الاسم الواجب الإضافة

اصطلاحا : الاسم الملازم للإضافة.

اسم الوحدة

اصطلاحا : ما يدلّ على الواحد من اسم الجنس الجمعي ، مثل : «شجرة» وجمعه «شجر» ، «عربيّ» وجمعه «عرب».

أسماء الاستفهام

اصطلاحا : هي أسماء الاستفهام التي يسأل بها عن الأمر ، وحرفا الاستفهام وهما : هل والهمزة. من أسماء الاستفهام : «من» للعاقل ، و «ما» لغير العاقل انظر أدوات الاستفهام.

أسماء الجهات

اصطلاحا : هي : «فوق» «تحت» «يمين» «شمال» «أمام» «وراء» وكلّها تكون ملازمة للإضافة وتكون منصوبة وقد تقطع عن الإضافة لفظا فتكون مبنيّة على الضّم ، كقول الشاعر :

لعن الإله تعلّة بن مسافر

لعنا يشنّ عليه من قدّام

ويلحق بها «أوّل» و «خلف» كقول الشاعر :

لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل

على أيّنا تأتي المنيّة أوّل

ببناء «أوّل» على الضّمّ ، لأنه حذف المضاف إليه ونوى لفظه.

وحكى أبو علي الفارسيّ : «ابدأ بذا من أوّل» بالضّمّ على نيّة المضاف إليه فيكون مبنيا وبالخفض على نيّة لفظه وبالفتح على نيّة تركه.

وتكون ممنوعة من الصّرف للوصفيّة ووزن الفعل.

الأسماء الخمسة

اصطلاحا : هي : «أب» ، «أخ» ، «حم» ، «فو» ، «ذو» ومنهم من جعلها ستّة فأضاف إليها «هن». وهي كلّها ترفع بالواو ، كقوله تعالى : (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ)(١) «أبوهم» فاعل مرفوع «بالواو» لأنه من الأسماء السّتّة وهو مضاف وضمير الغائبين في محل جرّ مضاف إليه. وتنصب بالألف ، كقوله تعالى : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ)(٢) «أبا» خبر «كان» منصوب بالألف لأنه من الأسماء السّتّة. وهو مضاف «أحد» : مضاف إليه.

وتجرّ بالياء ، كقوله تعالى : (فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ)(٣) «أبيهم» اسم

__________________

(١) من الآية ٦٨ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ٤٠ من سورة الأحزاب.

(٣) من الآية ٦٣ من سورة يوسف.


مجرور بالياء لأنه من الأسماء السّتّة وهو مضاف وضمير الغائبين في محل جرّ بالإضافة. وتعمل هذه الأسماء على هذا النّحو بشروط هي :

١ ـ أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم.

٢ ـ أن تكون غير مصغّرة.

٣ ـ أن تكون ملازمة للإضافة.

٤ ـ أن تكون مفردة. ومنهم من يعرب هذه الأسماء بالحركات فيقول : «هذا أبك» ، «رأيت أبك» و «مررت بأبك». ومنهم من يلزمها الألف رفعا ونصبا وجرّا فيقولون : «جاء أبا» و «شاهدت أبا» و «مررت بأبا» وكقول الشاعر :

إنّ أباها وأبا أباها

قد بلغا في المجد غايتاها

فأعرب الأسماء السّتّة بالحركات المقدّرة على الألف وحمل عليها إعراب المثنّى «غايتاها» :بالفتحة المقدّرة على الألف.

الأسماء السّتّة

اصطلاحا : هي ستة : «أب» ، «أخ» ، «حم» ، «فو» ، «ذو» ، «الهن».

إعرابها : لا تعرب الأسماء السّتّة بالحركات ، إنما ترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجرّ بالياء.

ولكلّ منها شروط. فمن شروط «أب» و «أخ» و «حم» أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلّم كقوله تعالى : (وَأَبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ)(١) وكقوله : (إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٢) وكقوله تعالى : (ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ)(٣). فإذا أضيفت إلى ياء المتكلّم كسر آخرها لمناسبة الياء وأعربت بحركات مقدّرة قبل الياء ، مثل : «جاء أبي» ، «شاهدت أخي» و «سلّمت على أبي». فإن أفردت أي : قطعت عن الإضافة أعربت بالحركات ، كقوله تعالى : (وَلَهُ أَخٌ)(٤) وكقوله تعالى : (إِنَّ لَهُ أَباً)(٥) وكقوله تعالى : (وَبَناتُ الْأَخِ)(٦) أما قول الشاعر :

خالط من سلمى خياشيم وفا

صهباء خرطوما عقارا قرقفا

فقد حذف فيه المضاف إليه بعد «وفا» وتقديره : وفاها.

وشرط «فم» فوق ما ذكرنا من شروط «أب» و «أخ» ، أن تكون بغير الميم كما سبق وقد يجري النّقص في «الأب» و «الأخ» و «الحم» ، كقول الشاعر :

بأبه اقتدى عديّ في الكرم

ومن يشابه أبه فما ظلم

فكلمة «بأبه» جرت بالكسرة رغم عدم إضافتها إلى «ياء» المتكلم وكلمة «أبه» منصوبة بالفتحة وهذه تسمّى لغة النقص ، وتسمى لغة الإعراب بالحروف ، «الألف» و «الواو» و «الياء» : لغة الإتمام. ومن ذلك النّقص ما يجري على المثنّى من «الأب» و «الأخ» فتقول : «أبان» و «أخان» وقد تعرب كلمة «أب» إعراب الاسم المقصور ، أي بالحركات المقدّرة على الألف ، مثل :

إن أباها وأبا أباها

قد بلغا في المجد غايتاها

فنصب «أبا» الأولى بالفتحة المقدّرة على

__________________

(١) من الآية ٢٣ من سورة القصص.

(٢) من الآية ٨١ من سورة يوسف.

(٣) من الآية ٧٨ من سورة يوسف.

(٤) من الآية ٨ من سورة يوسف.

(٥) من الآية ١٥ من سورة النساء.

(٦) من الآية ٢٣ من سورة النساء.


الألف و «أبا» الثانية معطوفة على «أبا» الأولى ، وعلامة النّصب الفتحة المقدرة على الألف.

و «أبا» الثالثة مجرورة بالكسرة المقدّرة على الألف للتّعذر.

وشرط «ذو» أن تكون بمعنى «صاحب» ، فترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجرّ بالياء ، كقوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ)(١) وكقوله تعالى : (أَنْ كانَ ذا مالٍ)(٢) وكقوله تعالى : (إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ)(٣) وإذا لم تكن بمعنى «صاحب» وكانت بمعنى «الذي» فانها تلزم صورة واحدة هي «ذو» وتكون مبنيّة على السّكون وتقدّر عليها الحركات ، مثل قول العرب : «لا وذو في السّماء عرشه» أي : لا والذي. ومنهم من يجري «ذو» بمعنى : «الذي» مجرى مثيلتها التي بمعنى :«صاحب» أي : يرفعها بالواو وينصبها بالألف ، ويجرّها بالياء ، مثل : «جاء ذو قام» ، و «رأيت ذا قام» ، «ومررت بذي قام» ومثل :

فإمّا كرام موسرون لقيتهم

فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا

حيث وردت «ذو» بمعنى : الذي : اسم موصول مبنيّ على الكسرة المقدّرة على «الواو» للثقل وقد لزمت صورة واحدة هي «ذو».

وأمّا «الهن» فالأكثر فيها النّقص أي : حذف «أل» ، فإذا أفردت أعربت بالحركات كقوله عليه السّلام : «من تعزّ بعزاء الجاهليّة فأعضّوه بهن أبيه ولا تكنوا» فقد جرّت كلمة «هن» بالكسرة رغم أنّها مضافة وجرى عليها النّقص أي : حذف «أل» ، وكلمة «أبيه» : مضاف إليه مجرور بالياء لأنها أضيفت إلى ضمير الغائب ؛ و «هن» في لغة الإتمام ليس أفصح منه في لغة النّقص ، فيكون الإفراد والإضافة على السّواء ، أي : تعرب بالحركات. ومن أمثلة الإفراد : «هذا هن» «هن» : أفردت وأعربت بالضّمّة الظّاهرة ومثل : «هذا هنك» «هن» أضيفت ونقصت وأعربت بالضمّة الظاهرة. وفي لغة التّمام تقول : «هذا هنوك» :«هنوك» : خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء السّتّة وهو مضاف و «الكاف» : ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ بالإضافة.

ومثل : «رأيت هناك» و «مررت بهنيك» وهذا قليل ولقلّته لم يطّلع عليه بعض النّحاة فجعلوا الأسماء المعربة بالحروف خمسة لا ستّة.

ملاحظة : قد يحتمل في إعراب الأسماء السّتّة في الموضع الواحد أكثر من وجه إعرابي واحد كقوله تعالى : (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً)(٤) «أخي» : تعرب على وجهين : إما أن تكون بدلا من «هذا» منصوبا والجملة «له تسع وتسعون نعجة» خبر «إنّ». أو أن تعرب «أخي» خبر «إنّ» مرفوعا بالضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة للياء والجملة «له تسع وتسعون نعجة» خبر ثان. وكذلك في قوله تعالى : (رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي)(٥) تعرب كلمة «أخي» مرفوعة باعتبار العطف على ضمير المتكلّم المستتر في أملك وقد فصل بين المتعاطفين التّوكيد «نفسي». أو أن تكون منصوبة باعتبارها

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة الرّعد.

(٢) من الآية ١٤ من سورة القلم.

(٣) من الآية ٣٠ من سورة المرسلات ، وفيها «ذي» مجرورة بالياء و «ذي» مضاف «ثلاث» مضاف إليه.

(٤) من الآية ٢٣ من سورة ص.

(٥) من الآية ٢٥ من سورة المائدة.


معطوفة على اسم «إنّ» وهو «الياء». أو أن تكون كلمة «أخي» معطوفة على محلّ «إنّ» واسمها وهو المبتدأ والتّقدير : وأخي كذلك. أو أن تكون مبتدأ خبره محذوف والتّقدير : وأخي كذلك. أو أن تكون مجرورة معطوفة على «الياء» في «نفسي».

وهذا أضعف الوجوه لأن العطف على الضمير المجرور يجب أن يعاد معه حرف الجرّ.

الأسماء الشّديدة الإبهام

اصطلاحا : الأسماء الملازمة التّنكير.

أسماء الشّرط

اصطلاحا : هي أدوات الشّرط الجازمة فعلين ، الأوّل منهما فعل الشّرط والثاني جوابه وهي «من» للعاقل. «ما» لغير العاقل. «مهما» «أيّ» ، «كيفما» ، «متى» ، «أينما» ، «أيّان» ، «أنّى» ، «حيثما». ومن أمثلتها قوله تعالى : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ)(١) «من» اسم شرط مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ والجملة من فعل الشرط وجوابه خبر المبتدأ.

وكقوله تعالى : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ)(٢) «ما» اسم شرط مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ «تفعلوا» فعل مضارع مجزوم بحذف «النّون» لأنّه من الأفعال الخمسة وهو فعل الشّرط والجملة الاسميّة المقرونة بالفاء والمؤلفة من «إنّ» ومعموليها في محلّ جزم جواب الشّرط.

وكقوله تعالى : (وَقالُوا مَهْما تَأْتِنا) من (آيَةٍ لِتَسْحَرَنا بِها فَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ)(٣) «مهما» اسم شرط مبنيّ على السّكون في محل نصب على الظّرفيّة.

«تأتنا» فعل الشّرط وجملة «فما نحن لك بمؤمنين» جواب الشرط. وكقوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)(٤) «أيا» : اسم شرط في محل نصب مفعول به «تدعوا» فعل الشّرط وجملة «فله الأسماء الحسنى» جواب الشّرط ومثل :«كيفما تكونوا يولّ عليكم» وقد يكون الفعلان المجزومان بـ «كيفما» متّفقين في اللّفظ والمعنى ، مثل : «كيفما تكن يكن قرينك» ، وقد يكونان مختلفين لفظا ومعنى ، كقول الشاعر :

أنا ابن جلا وطلّاع الثّنايا

متى أضع العمامة تعرفوني

«متى» اسم شرط مبنيّ على السّكون في محل نصب على الظّرفيّة «أضع» مضارع مجزوم لأنه فعل الشّرط وحرّك بالكسر منعا من التقاء ساكنين.

«تعرفوني» مضارع مجزوم بحذف «النّون» لأنه من الأفعال الخمسة وهو جواب الشّرط و «النون» :للوقاية و «الياء» ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وكقوله تعالى : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً)(٥) أينما : اسم شرط مبنيّ على السّكون في محل نصب على الظّرفية المكانيّة «تكونوا» فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشّرط «يأت» مضارع مجزوم بحذف حرف العلّة وهو جواب الشّرط ومثل «حيثما تكن تلق خيرا» «حيث» ظرف ملازم للإضافة إذا دخلت عليه «ما» كفّته عن الإضافة وحوّلته إلى اسم شرط جازم فعلين : «حيثما» اسم شرط مبنيّ على السّكون في محل نصب على الظّرفيّة المكانيّة «تكن» بمعنى :«توجد» فعل مضارع تام مجزوم لأنه فعل الشّرط

__________________

(١) من الآية ١١ من سورة الطلاق.

(٢) من الآية ٢١٥ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ١٣٢ من سورة الأعراف.

(٤) من الآية ١١٠ من سورة الإسراء.

(٥) من الآية ١٤٨ من سورة البقرة.


«تلق» مضارع مجزوم بحذف حرف العلة وهو جواب الشّرط ومثل : «أيان تجلس أجلس معك».

أسماء الصّدارة

اصطلاحا : هي الأسماء التي تختص بوقوعها في أوّل الكلام. ومنها : حروف التّنبيه ، وحروف النّفي ، حرفا الاستفهام ، حروف الشّرط ، وحروف التّخصيص والحروف المشبّهة بالفعل وأسماء الشّرط ، وأسماء الاستفهام ، وما التّعجّبيّة ، وكم الخبريّة ، ومصحوب لام الابتداء. راجع : حقّ الصّدارة.

أسماء الكناية

اصطلاحا : هي التي تعبر عن مبهم من عدد أو حديث أو فعل أو علم عاقل ، وألفاظه : «كم» «كذ» ، «كأيّن» ، «كيت» ، «ذيت» ، «بضع» ، «فلان» ، «فلانة» ، راجع الكناية.

أسماء المبالغة

اصطلاحا : هي التي تدلّ على زيادة وصف في الموصوف ، فتحوّل صيغة فاعل للمبالغة والتّكثير إلى وزن «فعّال» أو «فعول» أو «مفعال» أو إلى «فعيل» أو «فعل». فتعمل عمل اسم الفاعل وبشرطه ، كقول الشاعر :

أخا الحرب لبّاسا إليها جلالها

وليس بولّاج الخوالف أعقلا

«لباسا» صيغة مبالغة عملت عمل الفعل واسم الفاعل فنصبت مفعولا به هو كلمة «جلالها».

و «لباسا» على وزن فعّال. وكقول الشاعر :

ضروب بنصل السّيف سوق سمانها

إذا عدموا زادا فانّك عاقر

«ضروب» صيغة مبالغة على وزن «فعول» عملت عمل الفعل واسم الفاعل فرفعت فاعلا هو ضمير مستتر ونصب مفعولا به هو كلمة «جلالها» وكقول الشاعر :

فتاتان أمّا منهما فشبيهة

هلالا وأخرى منهما تشبه الشّمسا

«شبيهة» صيغة مبالغة على وزن «فعيل» عملت عمل الفعل واسم الفاعل فنصبت مفعولا به.

بناؤها : تصاغ أمثلة المبالغة من الفعل الثلاثيّ المجرّد المتصرّف المتعدّي ما عدا صيغة «فعّال» فإنها تصاغ من اللّازم والمتعدّي ، وهي خاضعة لأحكام اسم الفاعل المقرون بـ «أل» والمجرّد منه راجع : اسم الفاعل.

الأسماء المبهمة

اصطلاحا : المبهمات. أي : التي تشمل :

الاسم الموصول واسم الإشارة.

الأسماء المتّصلة بالأفعال

اصطلاحا : شبه الفعل. أي : المصدر. اسم الفاعل. اسم المفعول. الصفة المشبهّة.

الأسماء المتوغّلة في الإبهام

اصطلاحا : الأسماء الملازمة التنكير.

الأسماء المتوغّلة في التنكير

اصطلاحا : الأسماء الملازمة التنكير.

أسماء المجازاة

اصطلاحا : أسماء الشّرط.

الأسماء المجرورة

اصطلاحا : المجرورات.

الأسماء المرتفعة

اصطلاحا : المرفوعات.


الأسماء المشبّهة بالأفعال

اصطلاحا : شبه الفعل.

الأسماء الملازمة التّنكير

اصطلاحا : هي التي لا تستفيد من الإضافة تعريفا بل تبقى متوغلة في الإبهام وهي كثيرة.

منها ما يقع موقع نكرة لا تقبل التّعريف مثل : «لا أبا لك» لأن «لا» النّافية للجنس لا تعمل في المعارف ومثل : «ربّ أخ لم تلده أمّك» لأن «ربّ» لا تدخل إلا على النّكرة ومثل : «كم طبيب في المدينة» لأنّ «كم» لا تدخل إلّا على النّكرة الواقعة تمييزا. ومثل : «فعل ذلك جهده» لأن الحال لا تكون إلّا نكرة.

ومن الأسماء المتوغّلة في الإبهام الأسماء التي لا تخصّ واحدا بعينه منها : «غير» و «مثل» و «شبه» و «خدن» و «نحو» و «ناهيك» و «حسبك» و «ترب» و «خرب» و «ندّ» و «شرعك» و «نجلك» و «قطك» و «قدك» و «سواك» و «كفؤك» و «نهيك» و «هدّك» و «قيد الأوابد» و «واحد أمّه» و «عبد بطنه». والظّروف سواء أضيفت إلى مفرد أم إلى جملة.

الأسماء المنتصبة

اصطلاحا : المنصوبات.

الإسناد

لغة : مصدر أسند الشيء إلى الشيء : اتكأ عليه.

واصطلاحا : الإسناد هو العلاقة بين المسند والمسند إليه في الجملة بحيث يقع على أحدهما معنى الآخر ، أو ينفى عنه مثل : «البدر منير» «لم يطلع القمر».

ويسمّى أيضا : النّسبة. النّسبة الأساسيّة.

النّسبة الكليّة ، النّسبة الأصليّة. الحكم. البناء ، التّفريغ ، الشّغل.

وهو نوعان الإسناد الحقيقيّ ، مثل قوله تعالى : (وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ)(١).

والإسناد المجازي ، مثل : «يبني المجتهد مستقبله».

وللإسناد ركنان هما : المسند والمسند إليه ويشكلان المركّب الإسناديّ. والإسناد علامة من علامات الاسم وهو أحد العوامل المعنويّة.

الإشارة

لغة : أشار إلى الشيء ؛ دلّ عليه. واصطلاحا : اسم الإشارة.

الإشباع

لغة : الشبع : ضد الجوع والمؤنث : شبعى وشبعانة. والجمع شباع وشباعى ، كقول الشاعر :

فبتنا شباعى آمنين من الرّدى

وبالأمن قدما تطمئنّ المضاجع

والشّبع من الطعام ما يكفيك والشّبع مصدر شبع ، كقول الشاعر :

وكلّهم قد نال شبعا لبطنه

وشبع الفتى لؤم إذا جاع صاحبه

واصطلاحا : الإشباع في القوافي حركة الدّخيل ، وهو الحرف الذي بعد التأسيس ككسرة الصاد» و «الكاف» في قول الشاعر :

كليني لهم ما أميمة ناصب

وليل أقاسيه بطيء الكواكب

__________________

(١) من الآية ٢٥١ من سورة القرة.


فالدّخيل هو الحرف الصّحيح الذي يكون قبل الرّويّ مباشرة ، والرّويّ هو آخر حرف صحيح في البيت وعليه تبنى القافية والقصيدة وإليه تنتسب.

والتّأسيس هو ألف بينهما وبين الرّويّ حرف واحد. وقيل الإشباع هو حركة الدّخيل إذا كان الرويّ ساكنا ككسرة الجيم في قول الشاعر :

كنعاج وجرة ساقهن

ن إلى ظلال الصّيف ناجر

وفي الاصطلاح أيضا : الإشباع هو اختلاف تلك الحركة إذا كان الرويّ مقيّدا ، كقول الشاعر :

الواهب المائة الصّفا

يا فوقها وبر مظاهر

بفتح «الهاء» ، وقال الأخفش : الإشباع حركة الحرف الذي بين التأسيس والرّويّ المطلق ، كقول الشاعر :

يزيد يغضّ الطّرف دوني كأنّما

زوى بين عينيه عليّ المحاجم

فكسرة الجيم هي الإشباع ، وقد أكثر منها العرب في كثير من أشعارهم ، ولا يجوز أن يجمع فتح مع كسر ولا ضم ، ولا مع كسر ضمّ ، لأن ذلك لم يقل إلا قليلا ، قال : وقد كان الخليل يجيز هذا ولا يجيز التّوجيه ، والتّوجيه قد جمعته العرب وأكثرت من جمعه. وقال ابن جنّي : سمّي بذلك من قبل أنه ليس قبل الرّويّ حرف مسمّى إلّا ساكنا ، أعني التّأسيس والرّدف ، فلما جاء الدّخيل محرّكا مخالفا للتّأسيس والرّدف صارت الحركة فيه كالإشباع له.

أشباه المفاعيل

اصطلاحا : شبه المفاعيل.

الاشتراك

لغة : مصدر اشترك القوم : صار لكل واحد منهم نصيب.

اصطلاحا : أن تشترك الحروف في دخولها على الأسماء والأفعال ، كحروف العطف ، وحروف الاستفهام ، وحروف التّفسير ، وحروف النّفي ، وحروف الجواب كقوله تعالى : (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ)(١) حيث عطفت «الفاء» و «الواو» بين الفعلين وكقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ)(٢) حيث عطف «الواو» بين الاسمين.

الاشتغال

لغة : مصدر اشتغل : تلهّى.

واصطلاحا : هو أن يتقدّم اسم واحد ، ويتأخّر عنه عامل يعمل في ضميره مباشرة فتقول في مثل : «أنجز الوعد» : «الوعد أنجزه» حيث يجوز في الاسم المتقدّم الرّفع على أنّه مبتدأ خبره جملة «أنجزه» ، أو يجوز فيه النّصب على أنه مفعول به لفعل محذوف يفسّره الفعل الظّاهر والتّقدير : انجز الوعد أنجزه. أو يعمل هذا العامل في سببيّ للاسم المتقدّم مشتمل على ضمير يعود على المتقدّم ، والسببيّ هو كلّ شيء له صلة أو علاقة بالاسم ، أو ممّا يكون له جمع وارتباط بين الاسمين ، تقول في مثل : «يصاحب العاقل الأخيار» : «الأخيار يصاحب العاقل».

أركانه : لا بدّ في أسلوب الاشتغال من أركان

__________________

(١) الآيتان ٣٤ و ٣٥ من سورة المرسلات.

(٢) من الآية ٦ من سورة البيّنة.


ثلاثة مجتمعة هي :

١ ـ المشغول ، وهو العامل ، ويسمّى أيضا المشتغل.

٢ ـ المشغول به وهو الضّمير العائد على الاسم السّابق مباشرة ، أو على اللّفظ السببيّ.

٣ ـ المشغول عنه ، وهو الاسم المتقدّم الذي كان في الأصل مفعولا به حقيقيّا أو معنويّا. ولا بدّ في الاسم المتقدّم أن يتّصل بعامله بدون فاصل بينهما إذا كان العامل فعلا ، أمّا إذا كان العامل وصفا فيجوز الفصل.

حكم السّابق في الاشتغال : يجوز في إعراب الاسم السّابق أمران : الأوّل إعرابه مبتدأ والجملة بعده خبره ، مثل : «الوعد أنجزه».

والثاني إعرابه مفعولا به لعامل محذوف وجوبا يفسّره العامل المذكور بعده في الجملة ، ويكون من لفظه ومعناه معا ، مثل : «الوعد أنجزه» والتّقدير : أنجز الوعد أنجزه» أو من معناه فقط ، ولا يصحّ الجمع بين العاملين ، مثل : «البيت قعدت فيه» والتّقدير : لازمت البيت قعدت فيه.

فالفعل «لازمت» من معنى الفعل قعدت دون لفظه. وتعرب كلمة «البيت» بالرّفع على الابتداء والخبر جملة «قعدت فيه». وبالنّصب على أنه مفعول به لفعل محذوف من معنى المذكور ، والتّقدير : لازمت البيت قعدت فيه. فيجوز في الاسم السّابق على العامل الرّفع أو النّصب إلا إذا وجد ما يحتّم أحدهما. فهناك أحكام توجب النّصب في الاسم السّابق ، وأحكام توجب الرّفع ، وأحكام تجيز الأمرين.

وجوب نصب المشغول عنه : يجب نصب المشغول عنه أي : الاسم السّابق على العامل إذا وقع بعد أداة لا يليها إلّا الفعل كأداة الشّرط ، والتّحضيض ، وأداة العرض ، وأداة الاستفهام غير الهمزة ، مثل : «إن مريضا تصادفه فأعنه» «إن» أداة شرط تجزم فعلين ، وفعل الشّرط محذوف تقديره :«إن تصادف مريضا تصادفه» وجواب الشّرط هو الفعل : «أعنه». لذلك لم يجزم الفعل «تصادفه» وجملته لا محلّ لها من الإعراب لأنها تفسيريّة.

ومثل : «هلّا منفعة تختارها» «هلّا» حرف تحضيض ، أي : طلب الشّيء بقوّة تظهر نبرات الصّوت ، وله حق الصّدارة ، لذلك وجب نصب الاسم بعده «منفعة» على أنه مفعول به لفعل محذوف يفسّره الفعل الظّاهر ومثل : «ألا واجبا تؤدّيه» ألا : أداة عرض ، أي : طلب الشّيء برفق ولين لذلك وجب نصب الاسم بعده «واجبا» على أنه مفعول به لفعل محذوف يفسّره الفعل الظّاهر ومثل : «هل عالما ترافقه» «هل» حرف استفهام له حق الصّدارة وهو يدخل على الأسماء في الغالب : أما الهمزة فتدخل على الأسماء ، كما تدخل على الأفعال ـ لذلك وجب نصب الاسم بعد «هل» على أنه مفعول به لفعل محذوف يفسّره الفعل الظاهر.

ولا يجوز الرّفع ، في هذه الأمثلة ، على الابتداء مطلقا ، أمّا الرّفع على أنه فاعل ، أو نائب فاعل أو اسم «كان» المحذوفة ، فجائز ، مثل قوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ)(١) والتّقدير : إن استجارك أحد من المشركين استجارك فأجره ، وكقول الشاعر :

وليس بعامر بنيان قوم

إذا أخلاقهم كانت خرابا

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة التوبة.


والتّقدير : إذا كانت أخلاقهم كانت خرابا.

«أخلاقهم» : اسم «كان» المحذوفة ، ومثل :

إذا مطلب كسا حلّة العار

فبعدا لمن يروم نجازه

والتقدير : إذا كسا مطلب كسا حلّة العار.

«مطلب» فاعل لفعل محذوف يفسّره الظّاهر.

وجوب رفع المشغول عنه : يجب رفع المشغول عنه إذا وقع بعد أداة لا يليها إلّا الاسم ، مثل : «إذا» الفجائية فتقول : «خرجت فإذا الطّلاب ينتظرون» «إذا» : الفجائيّة «الطلاب» مبتدأ مرفوع وجملة «ينتظرون» خبره. أو إذا وقع بعد لام الابتداء ، مثل : «إنّي للمعلم أحبّه» «للمعلم» :«اللام» : للابتداء. «المعلم» مبتدأ مرفوع. وجملة «أحبّه» خبره والجملة الاسميّة «للمعلّم أحبه» في محل رفع خبر «إنّ» أو إذا وقع بعد «واو» الحال ، مثل : «أسرع والغريق أنقذه» «الواو» هي الحاليّة.

«الغريق» : مبتدأ مرفوع. خبره جملة «أنقذه» والجملة الاسميّة في محل نصب حال ، ومثل :«ليتما صديق أرافقه» «صديق» بالرّفع مبتدأ وقع بعد الناسخ «ليتما».

وقد لا تخرج «ليت» عن عملها رغم اتّصالها بـ «ما» الكافّة ولا تخرج عن اختصاصها بالأسماء ، إذ يجوز إعمالها أو أهمالها ، والمنصوب بعدها هو اسمها ، إذا عملت ، والمرفوع هو مبتدأ ، إذا أهملت ، ويجب رفعه أيضا إذا وقع قبل أداة لها حقّ الصّدارة كأداة الشّرط ، والاستفهام ، وما «النافية» ، و «لا» النافية الواقعة في جواب القسم ، وأدوات الاستثناء مثل :«البستان ما أتلف خضرته» ومثل : «الضّعيف هل ساعدته» ، ومثل : «والله المعاصي لا أرتكبنّ» ومثل : ما النجاح إلا يحبّه الطلاب. ومثل :«الضعيف إن ساعدته شفي».

جواز رفع المشغول عنه ونصبه : يجوز الرّفع والنّصب في المشغول عنه في المواضع التّالية :

١ ـ إذا كان بعده فعل دالّ على الطّلب ، مثل :«الوطن دافع عنه» ومثل : «الحيوان لا تعذّبه» ومثل : «اللهمّ الفقيد ارحمه».

٢ ـ إذا وقع الاسم المشتغل عنه بعد أداة يغلب أن يليها فعل كهمزة الاستفهام ، و «حيث» المجرّدة من «ما» ، وحروف النّفي ، «ما» ، «لا» ، «إن» ، مثل : «السيارة دفعت ثمنها؟» ومثل : «ما الطيش جرّبته ولا الواجب أهملته» ، ومثل : «إن الظلم مارسته» ، ومثل : «اجلس حيث الطالب أجلسته».

٣ ـ إذا وقع المشغول عنه بعد عاطف تقدّمته جملة فعليّة ولم تفصل كلمة «أمّا» بينهما ، مثل :«خرج ضيف والزائر جالسته». والجملة قبل العاطف يجوز أن تكون اسميّة على وجهين : أي : أن يكون المبتدأ فيها اسما خبره جملة فعليّة مثل : الفاكهة طاب أكلها والخضار آن قطافه ، ومثل : «النّبيل زرته واللئيم خاصمته». والجملة التي بعد العاطف في حالة نصب الاسم تشتمل على ضمير يربطها بالمبتدأ السّابق.

حكم الجملة المفسّرة : لا تكون الجملة مفسّرة في باب الاشتغال إلّا حين يكون الاسم السّابق على العامل منصوبا على أنه مفعول به لفعل محذوف. أمّا إذا كان مرفوعا على أنه فاعل للمحذوف أو نائب فاعله أو اسم «كان» المحذوفة فيجب أن يكون الفعل الظّاهر هو وحده المفسّر للفعل المحذوف ، ولا بدّ أن يكون المذكور مسايرا للمحذوف في إعرابه ، مثل قوله تعالى :


(إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ)(١) والتّقدير : إن استجارك أحد استجارك. فالفعل المذكور مفسّر للمحذوف الواقع فعل الشّرط.

ومثل قوله تعالى : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)(٢) والتّقدير إذا سئلت الموءودة.

فجملة «سئلت الموءودة» في محل جرّ بإضافة «إذا» إليها فالمفسّر هو الفعل وحده ، ومثل :

إذا الملك الجبّار صعّر خدّه

مشينا إليه بالسّيوف نعاتبه

والتّقدير : إذا صعّر الملك خدّه صعّره فالمفسّر هو الفعل «صعّر» وحده ومثل :

فمن نحن نؤمنه يبت وهو آمن

ومن لا نجره يمس منّا مفزّعا

والتّقدير فمن نؤمنه نحن نؤمنه يبت فالفعل «نؤمن» هو وحده المفسّر للمحذوف وهو مجزوم كالفعل المحذوف. والضمير «نحن» هو فاعل للفعل المحذوف ويجب إبرازه بعد حذف فعله وحده ، وكقول الشاعر :

فإن أنت لم ينفعك علمك فانتسب

لعلّك تهديك القرون الأوائل

والتّقدير : إن لم تنتفع أنت لم ينفعك علمك.

فالفعل ينفع هو وحده المفسّر.

قد يكون للجملة المفسّرة محل من الإعراب في مواضع منها : الجملة المفسّرة لضمير الشّأن.

مثل : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٣) فتعرب «هو» ضمير منفصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع مبتدأ.

«الله» : اسم الجلالة مبتدأ ثان «أحد» خبره والجملة الاسمية «الله أحد» في محل رفع خبر للمبتدأ الأول الذي هو ضمير الشأن. ومنها الجملة الاسميّة الواقعة مفعولا به لأفعال القلوب ، مثل : «ظننته الكذب نافع». فالجملة الاسميّة «الكذب نافع» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل «ظنّ» والفعل المفسّر يجب أن يساير المفسّر منه كالأمثلة السّابقة ، ويلحق بها ما يقع بعد أيّ التّفسيريّة ، مثل : «هذه ساعة من لجين أي :فضة». فكلمة «فضة» تفسّر كلمة «لجين» فيجب أن تضبط بنفس الحركة للاسم الأول وتعرب بدلا منها أو عطف بيان وهما من التّوابع ، والتّابع بمنزلة المتبوع.

اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة

اصطلاحا : هو ما يحدث في الاسم المضاف إلى «ياء» المتكلّم إذا لم يكن مقصورا ولا منقوصا ولا مثّنى ولا مجموعا وذلك في حالتي النّصب والجرّ ، فتقدّر الفتحة في حالة النّصب على ما قبل «ياء» المتكلّم والذي يمنع من ظهورها هو اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة «للياء» وهي الكسرة وكذلك تقدّر حركة الرّفع. أما حركة الجرّ فهي التي تظهر تلقائيّا نظرا لمناسبتها «الياء» ، مثل :«يا أمي كانت حياتي في خطر» «أمي» :منادى منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل «ياء» المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة وهو مضاف و «الياء» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محلّ جرّ بالإضافة. «حياتي» : اسم «كان» مرفوع بالضمّة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة وهو مضاف «والياء» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل جرّ بالإضافة.

ومن النّحاة من قدّر الكسرة أيضا في حالة الجرّ

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة التوبة.

(٢) الآيتان ٧ و ٨ من سورة التكوير.

(٣) الآية ١ من سورة الإخلاص.


باعتبار أنّ الكسرة الموجودة ليست علامة الجرّ في الاسم إنّما هي التي يؤتى بها لمناسبة «الياء».

ولكن رفضه البعض على اعتبار أنه لا داعي لهذا التّفسير.

الإشفاق

الشفق والإشفاق : الخوف ؛ ومنه حديث الحسن : قال عبيدة أتيناه فازدحمنا على مدرجة رثّة فقال : «أحسنوا ملاكم أيّها المرؤون وما على البناء شفقا ولكن عليكم» والتّقدير : وما أشفق على البناء شفقا ولكن عليكم ، ومنه قول الشاعر :

كما شفقت على الزّاد العيال

أي : بخلت وضنّت. والإشفاق من معاني لعلّ. انظر : لعلّ.

الإشمام

لغة : مصدر أشمّ : أي : عال. تقول : جبل أشم ، مرتفع.

واصطلاحا : أن تميل الفتحة نحو الضّمّة فتشمّ الكسرة رائحة الضّمّة ، إشارة أن الضّمّة هي الأصل ، كقوله تعالى : (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ)(١).

الإصابة.

لغة : مصدر أصاب : أدرك. واصطلاحا : من معاني الفعل الذي على وزن «استفعل» «استجاد». «وأفعل» ، مثل : «أغفل» «وافعوعل» ، مثل : «اعشوشب».

أصبح.

اصطلاحا : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» تدخل على المبتدأ والخبر فترفع الأوّل اسما لها وتنصب الثاني خبرا لها ، مثل : «أصبح الوقت متأخّرا». ومعناه اتصاف المبتدأ بالخبر وقت الصّباح ، فإذا لم يفد ذلك فيكون تامّا وعند ذلك يصير معناه الدّخول في الصّباح ، كقوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ)(٢) «تصبحون» فعل مضارع تامّ مرفوع للتجرّد وعلامة رفعه ثبوت «النّون» لأنه من الأفعال الخمسة و «الواو» ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل.

وقد تأتي لفظة «أصبح» زائدة في التّعجّب كقول العرب «ما أصبح أبردها» وتكون في هذه الحالة حرفا لأنّ الأفعال والأسماء لا تكون زائدة هذا في رأي بعض النحّاة ، وعند آخرين تبقى على أصلها. فاسمها ضمير مستتر تقديره : هو ، وما بعدها خبرها. وقيل : هي فعل تامّ فاعله المصدر المؤول من الفعل أو ما في معناه من الكلام الذي هي منه ، ومحلّها التأخير والتّقدير : ما أبردها أصبح ذلك.

الأصليّة.

اصطلاحا : كل حروف الهجاء أصليّة ما عدا الحروف التي تكون زائدة والتي تجمعها جملة «سألتمونيها» والحروف الأصلية تسعة عشر حرفا إذا أنقصنا الحروف الزّائدة من الحروف الهجائيّة.

وسميت هذه الحروف بالأصليّة لأنّها لا تأتي في كلام العرب ولا سيّما في الأسماء والأفعال إلّا حروفا.

الأصل

لغة : الأصل هو الأساس.

__________________

(١) من الآية ٤٤ من سورة هود.

(٢) من الآية ١٧ من سورة الروم.


واصطلاحا : هو ما يكون عليه القياس أو الأسبقيّة في المرتبة.

وقد ترتّب على مسألة الأصل والفرع مشاكل نحويّة أقرب إلى فلسفة النّحو منها إلى مشاكل القياس عينها.

قائمة بأهم الأصول أو الفروع

الأصل العامّ

اصطلاحا : القاعدة اللكليّة.

أصل المشتقّات

اصطلاحا : هو ما يعتبر أصلا في ما اشتقّ منه من أبنية أو صيغ. واختلفت الآراء حول أصل المشتقّات منهم من يرى أنه المصدر الأصليّ وهذا رأي البصريّين أمّا الكوفيّون فيرون أن الفعل هو أصل المشتقّات.

قائمة بأصل المشتقات الأصل المثل المشتق ومنهم من يرى أنه لا الفعل ولا المصدر إنّما هو اسم العين ، واسم المعنى ، اسم الصّوت ، وحروف المباني والمعاني ويرى آخرون أنه المصدر أو الفعل أو اسم المعنى واسم العين.

ويرى بعضهم أنّه المشتقّ.

الأصول

لغة : جمع أصل : وأصل الشيء : أساسه.

اصطلاحا : عدم الاعتماد على الدّليل بالرّجوع إلى الأصل ، ففي قول الشاعر :

تولّى قتال المارقين بنفسه

وقد أسلماه مبعد وحميم

فقد اقترن الفعل بألف التّثنية وهو مسند إلى


الفعل الظّاهر والأصل أن يكون الفعل بصورة المفرد إذا كان الفاعل مثّنى أو مجموعا ، وكذلك قول الشاعر :

أودى بنيّ وأعقبوني حسرة

عند الرّقاد وعبرة لا تقلع

حيث أضيف الاسم الملحق بجمع المذكّر السّالم إلى ياء المتكلّم فرجع إلى الأصل في قلب «الواو» علامة الرّفع إلى «ياء» وأدغم المثلان ، وحذفت «النّون» قبل ياء المتكلّم عند الإضافة ، وياء المتكلّم ، ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محل جرّ بالإضافة.

وإذا قلنا إن الفعل المضارع المرفوع يكون مرفوعا لتجرّده من النّاصب والجازم يكون ذلك مخالفا للأصل في أنّ الرّفع قبل النّصب والجزم.

أصول النّحو

اصطلاحا : هي التي يبحث بها عن أدّلة النّحو الإجماليّة من حيث هي أدلّة النّحو وكيفيّة الاستدلال بها وحال المستدلّ. وتسمّى أيضا : أدّلة النّحو.

أصول النّحو السّماعيّة

هي التي يحتج بها ، وهي على الترتّيب التالي بحسب أهميتها : القرآن الكريم ، الحديث الصّحيح السّند ، الشّعر ، أمثال العرب.

الإضافة

اصطلاحا : هي نسبة اسم إلى اسم آخر على معنى «في» إذا كان المضاف إليه ظرفا للمضاف ، مثل : «أتعبني سهر اللّيل وحراسة الحقول» أي : سهر في الليل وحراسة في الحقول ، أو على معنى «من» إذا كان المضاف بعضا من المضاف إليه وصالحا للإخبار به عنه ، مثل : «اشتريت خاتم ذهب» أي : خاتما من ذهب ، أو على معنى «اللّام» فتكون هي «لام الملك» أو الاختصاص ، مثل : «أعجبني ثوب زيد» أي : ثوب لزيد.

علاقة المضاف بالمضاف إليه : تتحدّد العلاقة بين المضاف والمضاف إليه ، بما يلي :

١ ـ يجّر المضاف إليه بالمضاف ، مثل :«خزانة الكتب مرتّبة صفوفها» «الكتب» مضاف إليه مجرور بالمضاف وكذلك «الهاء» في كلمة صفوفها في محل جرّ بالمضاف.

٢ ـ يحذف من المضاف نون التّنوين الظّاهرة أو المقدّرة ، والنّون المقدّرة هي التي لا تظهر على آخر الكلمة كالممنوع من الصّرف ، كما تحذف منه نون التّثنية والجمع ، مثل : «يد زيد نظيفة» و «دراهم عمر قليلة» حيث حذف التّنوين الظّاهر من كلمة «زيد» والتّقدير : «يد لزيد» ، كما حذف التّنوين المقدّر من كلمة «دراهم» الممنوعة من الصّرف ، كقوله تعالى : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ)(١) والأصل : «يدان» حذفت «النون» في المثنّى عند الإضافة ، وكقوله تعالى : (وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ)(٢) والأصل «والمقيمين» الصّلاة حيث حذفت «النّون» في الجمع عند الإضافة.

أمّا النّون التي تظهر عليها علامات الإعراب وتكون من حروف الكلمة الأصلية فلا تحذف عند الإضافة ، فتقول : «بساتين زيد تسرّ النّاظرين».

٣ ـ قليلا ما يضاف اسم إلى مرادفه ، مثل :«مسجد الجامع مكتظّ بالمصلّين».

والتّقدير : مسجد المكان الجامع فقد سمع

__________________

(١) من الآية ١ من سورة المسد.

(٢) من الآية ٣٥ من سورة الجح.


إضافة الاسم إلى مرادفه لذلك يؤوّل بما يتطلبه السّياق في الجملة ، وقليلا ما يضاف الموصوف إلى صفته فإن سمع ما يوهم ذلك يؤوّل ، مثل :«صلاة الأولى تشرح الصّدور». والتقدير : صلاة الساعة الأولى ومثل : «حبّة الحمقاء ناضجة» والتأويل : حبّة البقلة الحمقاء.

أنواع الإضافة من حيث المعنى : الإضافة من حيث المعنى على ثلاثة أنواع :

١ ـ ما يفيد تعرّف المضاف بالمضاف إليه المعرفة ، مثل : غلام زيد ماهر وتخصّصه به إن كان نكرة ، مثل : «غلام امرأة جميل».

٢ ـ ما يفيد تخصّص المضاف دون تعرّفه ، وذلك إذا كان المضاف متوغّلا في الإبهام ، أو أريد به المغايرة ، أو المماثلة ، مثل : «شاهدت ولدا غيرك» كلمة «غيرك» تفيد المغايرة وهي صفة ل «ولد» «والكاف» : في محل جرّ بالإضافة ومثل : «مررت برجل مثلك» كلمة «مثلك» تفيد المماثلة وهي صفة ل «رجل» و «الكاف» : في محل جرّ بالإضافة ، والإضافة في هذين النّوعين تسمّى الإضافة المعنويّة أو المحضة.

٣ ـ ما لا يفيد التعرّف ولا التخصّص ، وذلك إذا كان المضاف صفة تشبه المضارع ، كقوله تعالى : (هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ)(١) «هديا» حال منصوب «بالغ» صفة ل «هديا» وهو مضاف «الكعبة» مضاف إليه وهو مفعول به لاسم الفاعل «بالغ». «وبالغ الكعبة» لفظه لفظ المعرفة ومعناه النّكرة والتّقدير : بالغا الكعبة ، فحذف التّنوين للتّخفيف. وهذه الإضافة هي الإضافة اللّفظيّة.

أنواع الإضافة من حيث العمل : ومن حيث العمل تقسم الإضافة إلى نوعين :

الأول : الاضافة المحضة ، أو المعنويّة وهي التي تفيد أمرا معنويا ، وتكون خالصة من تقدير الانفصال ، مثل : «من خير ضروب الشّجاعة كلمة حقّ تقال في وجه حاكم ظالم» «خير» مضاف «ضروب» مضاف إليه «ضروب» مضاف «الشجاعة» مضاف إليه ، «كلمة» مضاف «حقّ» مضاف إليه ، «وجه» مضاف «حاكم» مضاف إليه.

الثاني : الإضافة اللّفظيّة وهي التي يكون فيها المضاف على معنى الحال أو الاستقبال كالمضارع ، وهذا المضاف يكون اسم فاعل مثل : «سائل زيد شجاع» أو اسم مفعول ، مثل :«مروّع القلب جبان» ، أو صفة مشبّهة ، مثل :«عظيم الأمل متفائل» وقد تدخل «ربّ» على المضاف في هذا النّوع ، مثل :

يا ربّ غابطنا لو كان يطلبكم

لاقى مباعدة منكم وحرمانا

حيث دخلت «ربّ» وهي حرف جرّ شبيه بالزّائد على المضاف. «غابطنا» مبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحلّ بحركة حرف الجرّ المناسبة وهو مضاف «والنّا» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محلّ جرّ بالإضافة. وتختصّ هذه الإضافة اللّفظيّة بجواز دخول «أل» على المضاف وذلك في خمسة مواضع :

١ ـ إذا كان المضاف إليه مقرونا بـ «أل» ، مثل : «مررت بالقارىء الكتب العالم» «القارىء» مضاف مقرون بـ «أل» لأنّ المضاف إليه مقرون بها.

٢ ـ إذا كان مضافا إلى ما فيه «أل» ، مثل :

__________________

(١) من الآية ٩٥ من سورة المائدة.


«مررت بالمضيق الفاصل رأس القارّة الأفريقيّة عن الأوروبيّة» «الفاصل» هو المضاف المقرون بـ «أل» أضيف إلى كلمة «رأس» التي أضيفت إلى «القارّة» المقرونة بـ «أل».

٣ ـ إذا كان مضافا إلى ضمير ما فيه «أل» ، مثل : «أمي ، الحبّ أنت المستحقة كماله» ، «المستحقة» مضاف مقرون بـ «أل» لأنه أضيف إلى ضمير ما فيه «أل» فكلمة «كماله» مقرونة بضمير يرجع إلى كلمة «الحب» المقرونة بـ «أل».

٤ ـ إذا كان المضاف مثنّى ، مثل : «إن يطلب القاطنا بيتي خدمة فإني أسرع للخدمة».

والمضاف هو كلمة «القاطنا» أتى مقرونا بـ «أل» لأنه مثنى ، وحذفت منه «النّون» للإضافة والأصل :«القاطنان».

٥ ـ إذا كان المضاف جمع مذكر سالما ، مثل :«ليس القوم بالمقيمي الصّلاة» «المقيمي» مضاف أتى مقرونا بـ «أل» لأنه جمع مذكّر سالم ، وحذفت منه «النّون» للإضافة ، وأجاز الكوفيّون إضافة المقرون بـ «أل» إلى المعرفة ، مثل : «أنّبت الولد الضارب زيد» «الضارب» مضاف إلى المعرفة «زيد».

تذكير المضاف وتأنيثه : قد يكتسب المضاف المذكّر تأنيثا من المضاف إليه وبالعكس وذلك بشرط صلاحيّة المضاف للاستغناء عنه بالمضاف إليه ، كقوله تعالى : تلتقطه (بَعْضُ السَّيَّارَةِ)(١) «بعض» مضاف وهو في الأصل لفظ مذكّر وقد اكتسب تأنيثا من المضاف إليه بدليل تأنيث الفعل «تلتقطه» وذلك لصلاحيّة الاستغناء عنه بالمضاف إليه. وكقول الشاعر :

رؤية الفكر ما يؤول له الأمر

معين على اجتناب التّواني

«رؤية» مضاف وهو لفظ مؤنث في الأصل ، وقد اكتسب تذكيرا من المضاف إليه المذكر «الفكر» بدليل أن العائد في «له» يعود إلى مذكّر ، وذلك لصلاحيّة الاستغناء عنه بالمضاف إليه ، ولا يجوز القول : «قام جارية زيد» لعدم صلاحية الاستغناء عن المضاف بالمضاف إليه.

الأسماء والإضافة : الأسماء من جهة الإضافة ثلاثة أنواع هي :

أولا : نوع يمتنع عن الإضافة وهي أسماء الشّرط ، والاستفهام ، والإشارة ، والموصولات ، وكلّها لا تضاف إنما يضاف إليها مثل : «كلّ هذا جميل» «كلّ» : مبتدأ وهو مضاف «هذا» : «الهاء» للتّنبيه و «ذا» اسم إشارة في محل جرّ بالإضافة ومثل : «كلّ من يدرس ينجح» «كلّ» مبتدأ وهو مضاف «من» اسم شرط في محل جر بالإضافة ومثل : «كتب من قرأت؟» «كتب» مفعول به مقدّم وهو مضاف «من» اسم استفهام في محل جر بالإضافة ، ومثل : «كل ما صنعته مقبول» «كل» مبتدأ وهو مضاف «ما» اسم موصول في محل جرّ بالإضافة.

والأسماء الباقية كلّها صالحة في الغالب للإفراد وللإضافة فتقول : «لعب الفريقان» «الفريقان» :فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى وهو مفرد أي : غير مضاف. ومثل : «لعب فريق الرّياضة والأدب مع فريق دوحة الأدب». «فريق» فاعل لعب وهو مضاف «الرّياضة» مضاف إليه و «فريق» الثانية

__________________

(١) من الآية ١٠ من سورة يوسف.


مضاف «دوحة» مضاف إليه و «دوحة» مضاف ، «الأدب» : مضاف إليه.

٢ ـ الأسماء التي تجب إضافتها فهي على أنواع كثيرة منها :

أولا : ما يجوز قطعه عن الإضافة مثل : «كلّ» و «بعض» و «أي» ، كقوله تعالى : (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)(١) «كلّ» قطعت عن الإضافة ، وكقوله تعالى : (وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ)(٢) «كل» : مضاف «شيء» : مضاف إليه ، وكقوله تعالى : و (فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ)(٣) «بعضهم» : «بعض» مضاف وضمير الغائبين «هم» في محل جرّ بالإضافة وكقوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)(٤) «أيا» أفردت فلم تضف إلى شيء بعدها ، وكقوله تعالى : (وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ)(٥) «أيّ» مضاف «آيات» :مضاف إليه.

ثانيا : ومنها ما يلزم الإضافة إلى المضمر فقط وهو قسمان : الأوّل : كلمة «وحد» فهي لازمة الإضافة إلى كلّ مضمر ، فتقول : «جاء وحده» و «جئت وحدي» و «جئت وحدك» ، والثّاني ، ما يختصّ بالإضافة إلى ضمير المخاطب ، وهو المصادر المثّناة التي معناها التّكرار ، مثل :«لبيك» ، «سعديك» ، «حنانيك» ، «دواليك» ، «هذاذيك». وتقع هذه المصادر مفعولا مطلقا لفعل محذوف يقدّر من معناه ومنصوبا «بالياء» لأنه مثنى و «الكاف» في محل جرّ بالإضافة ، كقول الشاعر :

حنانيك مسؤولا ، ولبيك داعيا

وحسبي موهوبا ، وحسبك واهبا

حيث أتى المصدر «حنانيك» لاستعطاف المخاطب بمعنى «تحنّن حنانا بعد حنان» وكقولهم : «حنانيك بعض الشّرّ أهون من بعض» وكلمة «لبّيك» بمعنى : ألبيّ طلبك تلبية بعد تلبية ... وسعديك : إسعادا لك بعد إسعاد ، ومثل :

نأكل الأرض ثمّ تأكلنا الأر

ض دواليك أفرعا وأصولا

ومن الشّاذّ الذي لا يقاس عليه إضافة إحدى هذه الكلمات إلى ضمير غير المخاطب ، كقول الشاعر :

لقلت لبّيه لمن يدعوني

فقد أضيفت «لبّي» إلى ضمير الغائب ، ومن الشاذّ أيضا إضافتها إلى المفرد ، مثل :

دعوت لما نابني مسورا

فلبّي يدي مسور

حيث أضيفت «لبّي» إلى الاسم الظّاهر ، وهذا شاذّ ، وكلمة «يدي» أصلها يدين حذفت منها «النّون» للإضافة ، وكقول الشاعر :

لبّي نداك ، لقد نادى فأسمعني

يفديك من رجل صحبي وأفديكا

ثالثا : ومنها ما يضاف إلى اسم ظاهر ، أو إلى ضمير ، مع امتناع القطع عن الإضافة ، مثل :«كلا» ، «كلتا» ، «عند» ، «لدى» ، «سوى» ، «قصارى» ، «حمادى». كقوله تعالى : (كِلْتَا

__________________

(١) من الآية ٣٣ من سورة الأنبياء.

(٢) من الآية ٨٠ من سورة الأنعام.

(٣) من الآية ٢٥٣ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ١١٠ من سورة الإسراء.

(٥) من الآية ٨١ من سورة غافر.


الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها)(١). «كلتا» : مبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الألف للتّعذر وهو مضاف «الجنتين» مضاف إليه مجرور بالياء لأنّه مثنّى ، وكقول الشاعر :

كلانا غنيّ عن أخيه حياته

ونحن ، إذا متنا ، أشّدّ تفانيا

حيث وقعت «كلانا» مبتدأ مرفوع بالألف لأنّه ملحق بالمثنّى وهو مضاف و «نا» ضمير متّصل في محلّ جر بالإضافة ، وكقول الشاعر :

كلا أخي وخليلي واجدي عضدا

في النّائبات وإلمام الملمات

حيث أن «كلا» أضيفت إلى الاسم الظّاهر المعطوف عليه ، ومثل : «عند الشّدائد تعرف الإخوان» ، ومثل : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ)(٢) حيث أضيفت «عند» إلى الاسم الظّاهر «الشّدائد» في المثل الأول و «عند» في الآية أضيفت إلى الضّمير ومثل : «لدى» : «لدى الأمين تحفظ الودائع». و «لديه تحفظ الأسرار» ، ومثل :«قصارى جهد المنافق كسب مؤقّت» و «قصاراك ألا تنخدع بظاهره» ، ومثل : «حمادى المنافق كسب سريع». و «حماداه ربح عاجل» ومثل : «لا أبتغي سوى مرضاة الله فكل شيء سواها تافه».

كلّ هذه الأسماء هي مثنّاة في الظّاهر أي : في اللّفظ دون المعنى. «أما كلا» «وكلتا» فإنهما مفردان لفظا ومثنّيان معنى ، ويجوز في خبرهما مراعاة لفظهما ، أو مراعاة معناهما فنقول : «كلا القائدين بطلان وكلاهما بطل» ومثل : «كلتا المدينتين وقفتا في وجه العدو ، أو وقفت في وجه العدوّ».

و «كلا» و «كلتا» من الألفاظ الملازمة للإضافة لفظا ومعنى معا ، ولا بدّ في المضاف إليه بعدهما أن يكون :

١ ـ دالّا على اثنين سواء أكان اسما ظاهرا ، مثل : «كلا القائدين بطلان» أو ضميرا بارزا ، كقوله تعالى : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ)(٣).

٢ ـ أن يكون المضاف إليه بعدهما كلمة واحدة ، فلا تقول : «كلتا المجلّة والرّسالة قرأت» وقد وردت أمثله قليلة لم يوافق عليها كثير من النّحاة ، كقول الشاعر :

كلا أخي وخليلي وأجدي عضدا

في النّائبات وإلمام الملمات

٣ ـ أن يكون معرفة ، فلا تقول : «حضر كلا رجلين» ولا : «جاءت كلتا امرأتين» وقد تكون الدّلالة على اثنين بلفظه الحقيقي ولكنّه مشترك اشتراكا معنويا بين المثنّى والجمع كالضمير «نا» في قول الشاعر :

كلانا غنيّ عن أخيه حياته

ونحن إذا متنا أشدّ تفانيا

ومثل :

كونوا كمن واسى أخاه بنفسه

نعيش جميعا أو نموت كلانا

وقد تكون بلفظه الذي دخله التّوسّع والمجاز ، كقول الشاعر :

إن للخير وللشّرّ مدى

وكلا ذلك وجه وقبل

__________________

(١) من الآية ٣٣ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ٥٩ من سورة الأنعام.

(٣) من الآية ٢٣ من سورة الإسراء.


حيث أضيفت «كلا» إلى لفظ مفرد «ذلك» ولكنّه مثنّى في المعنى بسبب عوده على اثنين هما : الخير والشّر.

رابعا : منها ما يضاف إلى اسم ظاهر مفرد أي ، غير جملة ولا شبه جملة مع امتناع القطع عن الإضافة ، مثل : «أولو» ، «أولات» ، «ذو» ، «ذوات» ، «ذوا» ، «ذوو» ، «ذواتا» ، ... فتقول :«الآباء أولو فضل» ومثل : «الأمهات أولات فضل» ، ومثل : «ذو النصيحة أخ بارّ» «ذو» هي اسم موصول مبنيّ على الضّمّة المقّدرة على الواو في محل رفع مبتدأ ، أو هي كلمة بمعنى صاحب تقع مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء السّتّة.

وكقوله تعالى : (وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ)(١) وكقوله تعالى : (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ)(٢) وكقوله تعالى : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ذَواتا أَفْنانٍ)(٣).

خامسا : ومنها ما يضاف إلى الجمل وهو نوعان.

الأول : ما يضاف إلى الجمل الاسميّة والفعلية وهو «إذ» و «حيث». وأما «حيث» فهي ظرف مكان مبنيّ دائما على الضّمّ ولا يجوز قطعه عن الإضافة ، كقوله تعالى : (فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً)(٤) ، وكقول الشاعر :

وقد يهلك الإنسان من باب أمنه

وينجو بإذن الله من حيث يحذر

حيث أتى الظرف «حيث» مبني على الضّمّ في محل جر بـ «من» وهو مضاف وجملة «يحذر» مضاف إليه ، ويجوز أن تضاف «حيث» إلى المفرد مع بقائها مبنيّة على الضّم فتقول : أنا مقيم حيث الأمن والسّلام.

وأمّا «إذ» فهي على الأغلب ظرف للزمان الماضي المبهم ومعناها ، «زمن» ، «وقت» ، «حين» وتضاف إلى الجمل الاسميّة والفعليّة ، فمن إضافتها إلى الجمل الاسميّة ، قول الشاعر :

فرحنا إذ قدمت قدوم سعد

وإذ رؤياك في الأيّام عيد

حيث جمع هذا البيت بين إضافة «إذ» إلى الجملة الاسميّة وإلى الفعليّة. «إذ» الأولى أضيفت إلى الجملة الفعليّة «قدمت» ، و «إذ» الثّانية إلى الجملة الاسميّة «رؤياك عيد» ، وكقوله تعالى : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ)(٥) ويجوز قطع «إذ» عن الإضافة لفظا لا معنى فيحذف المضاف إليه ويعوّض التّنوين عنه ، كقوله تعالى : (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ)(٦) ويومئذ أصلها : «يوم» مضاف إلى «إذ» الظّرفية التي قطعت عن الإضافة لفظا وعوض التّنوين عن الجملة المحذوفة ، وأكثر ما يقع إفراد «إذ» عند ما تقع مضافا إليه إلى ظرف زمان ، كالآية السّابقة ، ومن النّادر غير ذلك ، كقول الشاعر :

نهيتك عن طلابك أمّ عمرو

بعافية وأنت إذ ... صحيح

والثاني : ما يضاف إلى الجمل الفعليّة فقط مثل : «إذا» ، «لمّا» ، فأمّا «إذا» فهي ظرفيّة شرطيّة

__________________

(١) من الآية ١١ من سورة الرحمن.

(٢) من الآية ٢٧ من سورة الرحمن.

(٣) من الآيات ٤٦ و ٤٧ و ٤٨ من سورة الرحمن.

(٤) من الآية ٥٨ من سورة البقرة.

(٥) من الآية ١٢٧ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ٤ من سورة الرّوم.


دالّة على الزّمان المستقبل ، ووقوع الماضي بعدها لا يخرجها عن الدّلالة على المستقبل ، ويجوز أن يحذف المضاف إليه بعدها ويعوّض منه بالتّنوين ، فمن إضافتها إلى الجملة الفعليّة قول الشاعر :

وإذا تباع كريمة أو تشترى

فسواك بائعها وأنت المشتري

حيث أتت «إذا» ظرفا لما يستقبل من الزّمان متضمّنا معنى الشّرط هو خافض لشرطه منصوب بجوابه مبنيّ علي السكون في محل نصب على الظّرفية ، وهو مضاف وجملة «تباع كريمة» الفعليّة في محل جرّ بالإضافة ، ومن وقوع الماضي بعدها تقول : «إذا غدر المرء بصاحبه كان بسواه أغدر» حيث أضيفت «إذا» إلى فعل ماض «غدر» ولكنّه يدلّ على الاستمرار فلم تخرج عن الدّلالة على المستقبل ، وكقول الشاعر :

إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم

ولا تصحب الأردى فتردى مع الرّدي

حيث أضيفت «إذا» إلى فعل ماض «كنت» ولكنّه يدل أيضا على المستقبل ، وفي حذف المضاف إليه تقول : «من يجحد الفضل فليس إذا يعدّ من أهله» حيث أفردت «إذا» فحذف المضاف إليه بعدها ، والتّقدير : فليس إذا يجحده يعدّ من أهله».

و «لمّا» هي ظرفيّة بمعنى «حين» ، وتضاف دائما إلى الجمل الفعليّة ، كقوله تعالى : ولما (جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا)(١) وكقول الشاعر :

عتبت على عمرو فلما فقدته

وجرّبت أقواما بكيت على عمرو

حيث أتى الظّرف «لمّا» وقد أضيف إلى الجملة «فقدته».

ملاحظة : هناك أسماء بمعنى «إذ» أو بمعنى «إذا» ، مثل : «حين» ، «وقت» ، «زمن» ، «لحظة» ، تحتفظ لنفسها بجواز البناء والإعراب عند إضافتها إلى الجملة : فهي مبنية عند إضافتها إلى جملة فعليّة فعلها ماض ، كقول الشاعر :

على حين عاتبت المشيب على الصّبا

فقلت : ألمّا تصح والشيب وازع

حيث وقع الظّرف «حين» في محل جرّ بالإضافة وهو مبنيّ لأنه أضيف إلى جملة مبنيّة «عاتبت» وهو فعل ماض مبنيّ ، أو تكون مبنيّة عند إضافتها إلى المضارع المبني ، مثل :

لاجتذبنّ منهنّ قلبي تحلّما

على حين يستصبين كلّ حليم

حيث أضيف الظّرف «حين» إلى جملة مبنيّة هي جملة «يستصبين» وهو مضارع مبني ...

ويجوز فيها الإعراب والبناء إذا أضيفت الى فعل معرب ، كقول الشاعر :

ولست أبالي حين أقتل مسلما

على أيّ حال كان في الله مصرعي

حيث أضيف الظّرف «حين» إلى جملة مضارعية معربة «أقتل» وهو مضارع مرفوع أو إذا أضيفت إلى جملة اسميّة ، كقول الشاعر :

ألم تعلمي يا عمرك الله أنني

كريم على حين الكرام قليل

كما يجوز فيها الإعراب والبناء حتى ولو كانت إضافتها إلى جملة فعليّة فعلها مبنيّ ، مثل :«مضى وقت وجاء آخر ، وقت أكرم الناس فلانا لماله ، وقت يصل الناس إلى كشف الفضاء»

__________________

(١) من الآية ٥٨ من سورة هود.


فكلمة «وقت» ظرف يصحّ فيه البناء والإعراب رغم إضافته إلى فعل ماض مبنيّ هو فعل «أكرم». ومثل : «أين نحن من الأمس زمن كان العلم أملا بعيدا؟ وما شأنه في حاضرنا زمن يناله من يريده» حيث أتى الظّرف «زمن» الأولى التي أضيفت إلى الماضي «كان» ورغم ذلك يجوز فيها البناء والإعراب ، وكلمة «زمن» الثّانية ظرف يصحّ فيه البناء والإعراب رغم أنّه أضيف إلى فعل مضارع معرب «يناله» لكنّ الأرجح أن تكون مبنيّة إذا تلاها فعل مبني ، وأن تكون معربة ، إذا تلاها فعل معرب.

سادسا : منها ما يضاف إلى المفرد وإلى الجمل بنوعيها ، مثل : «لدن» وهو ظرف مبنيّ على السّكون ، وهو مبهم يدلّ على مبدأ الغاية الزمانية أو المكانية ، وقد يسبق «لدن» حرف الجرّ «من» الذي يدلّ على مبدأ الغاية ، مثل : «مشيت من لدن الجبل» «لدن» ظرف مبنيّ على السّكون في محل جرّ بـ «من» ، وحرّك بالكسر منعا من التقاء ساكنين وهو مضاف «الجبل» مضاف إليه ، ومثل : «وتذكر نعمان لدن أنت يافع» حيث أضيف الظّرف «لدن» إلى الجملة الاسميّة «أنت يافع». وكقول الشاعر :

صريع غوان شاقهنّ وشقنه

لدن شبّ حتى شاب سود الذّوائب

حيث أضيف الظّرف «لدن» إلى الجملة الفعليّة الماضويّة «شبّ».

وقد يقطع الظّرف «لدن» عن الإضافة وذلك قبل «غدوة» ، مثل : «مكثت هنا لدن غدوة حتى المساء» ، وكقول الشاعر :

وما زال مهري مزجر الكلب منهم

لدن غدوة حتى دنت لمغيب

حيث أتى الظّرف «لدن» مبنّيا على السّكون وقد قطع عن الإضافة وأتى بعده «غدوة» يصحّ فيها الرّفع على أنّها فاعل لفعل محذوف تقديره «كان» ، أو «ظهر» ، أو «وجد» ويصحّ فيها النّصب على أنها خبر «كان» النّاقصة المحذوفة مع اسمها.

ويصحّ أن يحلّ الظّرف «عند» محلّ «لدن» لأنها تفيد معناها ، مثل : «الصّبر عند الصّدمة الأولى» ، ومثل : «السّفر عند السّاعة الثّامنة» وتختلف «لدن» و «عند» بأمور كثيرة منها :

١ ـ ان «لدن» تكاد تلازم الدّلالة على بدء الغاية الزمانيّة أو المكانيّة ، وقد تدلّ على مجرّد الحضور ، أما «عند» فإنها تستعمل للدّلالة على بدء الغاية وعلى الحضور المجرّد ، مثل : «جلست عندك» فلا تدل «عند» في هذا المثل على بدء زمانيّ أو مكانيّ ، ومن القليل النّادر أن تقول : «جلست من لدنك».

٢ ـ تكون «لدن» مبنيّة دائما على السّكون ، أما «عند» فهي معربة عند أكثر العرب.

٣ ـ تكون «لدن» دائما ظرفا مبنيا على السّكون في محل نصب على الظرفيّة ، وقليلا ما تخرج منها إلى «شبه الظّرفيّة» وذلك إذا كان قبلها «من» فتكون مبنيّة على السّكون في محل جر بـ «من».

أمّا «عند» فهي إما ظرف أو مجرورة بـ «من».

٤ ـ تضاف «لدن» إلى الجملة بنوعيها كما تضاف إلى المفرد ، فإن كان الاسم بعدها معربا فيكون مجرورا لفظا ومحلّا وإن كان مبنيّا فيكون مجرورا محلّا فقط ، مثل : «مشيت من لدن الجبل إلى النهر» «الجبل» مضاف إليه مجرور لفظا ومحلّا.


وكقوله تعالى : (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها ، وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً)(١) أمّا «عند» فلا تضاف للجملة ، والمضاف إليه بعدها يكون مجرورا لفظا ومحلّا إن كان معربا ومحلّا فقط إن كان مبنيّا ، مثل : «جلست عند رفيقي» ومثل :«جلست عنده».

٥ ـ قد تقطع «لدن» عن الإضافة إذا وقع بعدها «غدوة» من غير فاصل بينهما فتكون «غدوة» منصوبة أو مرفوعة أو مجرورة ، وعلى هذا يكون الظّرف «لدن» مضافا للجملة لفظا وتقديرا وليس مفردا أي : غير مضاف ، أما «غدوة» المنصوبة فيجوز إعرابها : تمييز صاحبه «لدن» ، أو منصوبة على التّشبيه بالمفعول به ، وعندئذ تكون «لدن» مقطوعة عن الإضافة ويصحّ فيها الرّفع على أنّها فاعل لفعل محذوف تقديره «كان» تامة ، كما يجوز فيها الجرّ على اعتبار «لدن» مضاف «غدوة» مضاف إليه مجرور ، أما «عند» فلا تقطع عن الإضافة إلّا إذا صارت اسما محضا ، مثل : «إن قال شخص : عندي مال ، فأجابه آخر : «وهل لك عند» فكلمة «عند» هنا مبتدأ مؤخّر مرفوع ، ومثل : «الكتاب عندي» فيقال : «وهل يصونه عندك» ، فتكون «عند» في هذا المثل : فاعلا للفعل «يصون».

٦ ـ «لدن» هي ظرف متصرّف ، ولا يكون إلّا فضلة. أمّا «عند» فقد تكون عمدة ، مثل : «السّفر من عند البيت» فهي هنا عمدة لأنها جزء من الخبر.

ملحقات الأسماء الواجبة الإضافة : وهناك أسماء أخرى واجبة الإضافة منها :

أولا : «أي» وهي ستّة أنواع : خمسة منها تلازم الإضافة ، ونوع واحد لا يضاف أبدا وهو «أي» التي تكون وصلة لنداء ما فيه «أل» ، كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)(٢) «أيها» منادى مبنيّ على الضّمّ ، و «الهاء» للتّنبيه ، أمّا الأقسام الأخرى فهي :

أ ـ أيّ الاستفهاميّة الّتي تكون دائما بلفظ المفرد المذكّر ، فان أضيفت إلى نكرة كانت بمعنى «كلّ» ، والضّمير العائد إليها يكون إما مفردا مذكرا مراعاة للفظها ، وإما مراعاة لمعناها من حيث الإفراد والتّذكير والتّثنية والجمع ، فتقول :«أي زميلين أقبلا أو أقبل».

ب ـ «أي» الشّرطيّة. هي اسم شرط جازم فعلين يسمّى الأول فعل الشّرط والثاني جوابه ، وهذا الاسم عام مبهم ، ويزول إبهامه بالمضاف إليه ، ومن الواجب إضافة «أي» الشّرطية لفظا ومعنى ، مثل : «أي طالب يواظب على الدّرس والاجتهاد ينجح» ويجوز أن تضاف «أيّ» الشّرطيّة إلى نكرة فتكون عندئذ بمعنى «كل» ، ويزيل إبهامها ، المضاف إليه ، مثل : «أي ضعيف يطلب مساعدتي أعاونه» أمّا إن أضيفت إلى معرفة فيكون المراد منها هو بعض المضاف إليه وتكون بمعنى :«بعض» مثل : «أيّ إنسان يكثر مزحه تضع هيبته». ومثل : «أيّ البنات تعرف؟».

ج ـ «أيّ» الموصولة هي اسم بمعنى :«الذي» ، وهي معربة دائما إلّا في حالة واحدة حيث تكون مضافة ، وصدر صلتها ضمير محذوف ، مثل : «أحبّ من الأصدقاء أيّهم أصدق قيلا» والتّقدير : أيهم هو أصدق قيلا ،

__________________

(١) من الآية ٤٠ من سورة النساء.

(٢) من الآية ١ من سورة المدّثّر.


و «أيّ» الموصولة تجب إضافتها لفظا ومعنى ، أو معنى فقط ، مثل : «أحبّ من الأصدقاء أيّا هو أشدّ عزما» والتّقدير : أيّهم هو أشد ... ولا تضاف «أي» الموصولة إلى النّكرة ، وإنّما تضاف إلى المعرفة الدّالّة على متعدّد حقيقيّ ، أو تقديريّ ، أو بالعطف بالواو ، مثل : «يعجبني أيّهم هو أشدّ إخلاصا لوطنه» ومثل : «اشتر أيّ الثّوب وأيّ الحذاء هو أبدع».

د ـ «أي» التي تكون نعتا لنكرة ، فهي اسم معرب مبهم يزيل المضاف إليه إبهامه مثل :

دعوت امرءا أيّ امرىء فأجابني

وكنت وإيّاه ملاذا وموئلا

حيث وقعت «أي» نعتا منصوبا لكلمة «امرىء» وهو مضاف و «امرىء» مضاف إليه وتختص «أيّ» هذه بوجوب إضافتها لفظا ومعنى معا ، وأن يكون المضاف إليه فكرة مماثلة للمنعوت في التّنكير واللّفظ والمعنى ، مثل : «استمعت إلى قصيدة أي قصيدة» ، «قصيدة» مضاف إليه نكرة مماثلة للمنعوت في التّنكير واللّفظ والمعنى.

ه ـ «أي» التي تقع حالا ، فهي اسم معرب مبهم يدلّ على بيان هيئة صاحبها المعرفة ويزول إبهامه بالمضاف إليه الذي يجب أن يكون نكرة مذكورة ولا يجوز قطعها عن الإضافة ، مثل : «لله استاذنا أيّ استاذ» «أيّ» حال منصوب وهو مضاف «أستاذ» مضاف إليه.

ثانيا : «مع» تكون على ثلاث حالات :

١ ـ ظرف مكان يدلّ على اجتماع اثنين ، أو ظرف زمان ، أو ظرفا متحمّلا الزّمان والمكان معا ، مثل : «لا راحة لكريم مع دنيء» ؛ «مع» تدلّ على المكان ، ظرف مضاف «ودنيء» مضاف إليه ، ومثل : (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)(١) «مع» ظرف يدلّ على الزّمان وهو مضاف «العسر» مضاف إليه ، ولكن «مع» لا يدلّ على الاجتماع في هذا المثل إنّما يدل على التّقارب الحاصل بين الوقتين ، إذ لا يجتمع العسر واليسر في زمن واحد ؛ ومثل : «كرّمنا العلماء مع أساتذتنا» ؛ «مع» تدل على اتّحاد الزّمان والمكان معا.

وكلمة «مع» هي ظرف ملازم للإضافة لفظا و «معنى» ، وملازم للإعراب ، فهو منصوب بالفتحة ، وقد يبنى على السّكون ، إلّا إذا وقع بعده حرف ساكن فيبنى على الكسر أو على الفتح ، مثل : «لا راحة مع طغيان الحاكم» ، وكقول الشاعر :

قد يدرك المتأنّي بعض حاجته

وقد يكون مع المستعجل الزّلل

حيث يجوز بناء «مع» على الفتح أو على الكسر لأنه تلاها ساكن.

٢ ـ ظرفا بمعنى : «عند» ، ولا يدلّ على اجتماع أو مصاحبة ، معرب ، واجب الإضافة ومجرور بـ «من» التي تدلّ على ابتداء الغاية ، مثل : «الكريم هو الذي ينفق من معه لا من مع اليتيم» : «مع» : ظرف مجرور بـ «من» وهو مضاف «والهاء» في محل جر بالإضافة في الكلمة الأولى ، و «اليتيم» مضاف إليه بعد «مع» الثانية.

٣ ـ اسما لا ظرفا يدلّ على مجرّد اصطحاب اثنين أو أكثر ، معربا منصوبا منوّنا مؤوّلا بالمشتقّ ومفردا ، أي : غير مضاف ويعرب حالا ، مثل : «أقبل الزميلان معا» فكلمة «معا» حال منصوب

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة الإنشراح.


وغير مضاف ، وكقول الشاعر :

فلمّا تفرّقنا كأنّي ومالكا

لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

ثالثا : «غير» هو اسم مختصّ لا ظرفيّة فيه ، يدّل على مخالفة ما قبله لما بعده في حقيقة تكوينه ، مثل : «الحيوان غير النّبات» ، ويكون ملازما للإضافة لفظا ومعنى ، مثل : «الانسان غير الحيوان» ، أو معنى فقط ، وذلك إذا حذف المضاف إليه وهو معلوم ، وملحوظ لفظه في النّيّة والتّقدير ، ومسبوق بـ «ليس» ، أو بـ «لا» «النّافيتين ، مثل : «زرعت شجرة ليس غير» أي :ليس غير شجرة ما زرعت ، وتعرب «غير» اسم «ليس» مرفوع وخبرها محذوف ، وقد يحذف المضاف ويلحظ معناه دون لفظه ، مثل : «قرأت صحيفة ليس غيرها فقط» لوحظ معنى المضاف إليه دون لفظه ، و «غير» اسم «ليس» وخبرها محذوف.

وقد يحذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه ، فتكون «غير» معربة منوّنة نكرة ، مثل :«زرعت شجرة ليس غيرا» ، أي : ليس الزّرع غيرا أو مغايرا وتعرب «غيرا» خبر «ليس» واسم «ليس» تقديره «الزّرع». وقد يحذف المضاف إليه وقد لوحظ ونوي معناه دون لفظه ، أي : نوي ولوحظ وجود لفظ آخر ، ففي هذه الحالة تبنى «غير» على الضمّ ، مثل : «أحسن الأصدقاء الباذل نفسه ليس غير» ، وتعرب «غير» اسم «ليس» مبنيّ على الضّمّ في محل رفع وخبر «ليس» محذوف. وما ينطبق على «غير» ينطبق على «قبل» و «بعد» ، مثل : «لله الأمر من قبل ومن بعد» فقد حذف المضاف إليه بعد «قبل» ونوي معناه دون لفظه ، فهما مبنيّان على الضّمّ في محلّ جرّ بـ «من».

ومثل : «ما شربت قبلا» «قبلا» : ظرف منصوب وقد حذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه.

رابعا : «عل» كلمة هي ظرف مكان يفيد أن شيئا أعلى من آخر ، فهو يبني على الضّم إذا كان معرفة ويدلّ على مكان معيّن ، وحذف المضاف إليه ونوي معناه كقول الشاعر :

ولقد سددت عليك كلّ ثنيّة

وأتيت نحو بني كليب من عل

فكلمة «عل» تدلّ على ارتفاع معيّن والتّقدير :«من علهم» أي : من فوقهم. لذلك تعرب «عل» : ظرف مبنيّ على الضّمّ في محل جرّ بـ «من» وقد حذف المضاف إليه ونوي معناه ويكون معربا إذا كان دالّا على علوّ مجهول وليس مضافا لفظا ولا معنى ، كقول الشاعر :

مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا

كجلمود صخر حطّه السّيل من عل

حيث وردت كلمة «عل» دون أن تدلّ على علوّ معيّن ، وتعرب «عل» ظرف مجرور بـ «من» ، وقد حذف المضاف إليه بعده.

وكلمة «عل» في حالتي البناء والإعراب هي ظرف لا يكون إلا مجرورا بـ «من» ويكون مضافا على الأغلب.

خامسا : «حسب». وهو اسم لا يدلّ على ظرف زمان أو مكان ، ويكون مضافا لفظا ومعنى ، كقول الشاعر :

وما أبغي سوى وطني بديلا

فحسبي ذاك من وطن شريف

حيث وردت كلمة «حسبي» لا تدلّ على زمان ولا على مكان وتعرب : مبتدأ مرفوع ومعناها :«كاف» وتكون مفردة نكرة جامدة معربة ، وعند ما


تؤوّل بالمشتقّ يجوز عند استعمالها مراعاة لفظها ، أي : تعامل معاملة الأسماء الجامدة من حيث الإعراب فهي إما مبتدأ ، أو خبر ... ومراعاة معناها ، أي : معاملتها معاملة اسم الفاعل كاف ولا تقع إلا نعتا بعد نكرة ، أو حالا بعد معرفة ، مثل : «استمعت إلى طبيب حسبك من طبيب» «حسب» نعت لأنها وقعت بعد نكرة ، ومثل :«استعملت إلى الشاعر شوقي حسبك من شاعر» «حسب» حال منصوب لأنها أتت بعد معرفة. وقد يحذف المضاف إليه بعد «حسب» وينوى معناه فقط ، وفي هذه الحالة يكون لفظه جامدا مؤوّلا بالمشتق ، مفردا ، نكرة ، مبنيّا على الضّم فيصير المعنى «ليس غير» ويكون نعتا لنكرة ، أو حالا بعد معرفة ، أو مبتدأ بشرط اقترانه بالفاء أو قد يكون خبرا ، مثل : «إنّ لكلّ بلدة حاضرة فحسب» أي : لا غير وتعرب كلمة «حسب» نعتا مبنيا على الضّمّ في محل نصب. ومثل : «تسعت البناية حسب» ، «حسب» : حال مبني على الضّم في محل نصب ، ومثل : «اشتريت ثلاثة كتب فحسب» «فحسب» «الفاء» : زائدة. «حسب» مبتدأ مبنيّ على الضّمّ في محل رفع خبره محذوف.

سادسا : «أوّل». لهذه الكلمة استعمالات كثيرة منها :

١ ـ تكون اسما لا ظرفا ومعناه مبدأ الشّيء ، كقول الشاعر :

عرف الناس أنّ حاتم طيّء

أوّل في النّدى وأنت الثاني

٢ ـ يكون اسما جامدا ، لا ظرفية فيه ، مؤولا بالمشتقّ ، ومعناه «أسبق» الدّالة على التّفضيل ، وهو معرب ممنوع من الصّرف للوصفية ووزن الفعل ، مثل : «أنت في الكرم أول من هذين الرّفيقين». «أول» خبر المبتدأ مرفوع.

٣ ـ أن يكون ظرفا بمعنى «قبل» ويجري عليه حكم «قبل» و «غير» ... ويعرب إذا كان مضافا لفظا ومعنى ، مثل : «أسرعت للغريق أول القادمين» «أول» حال منصوب وهو مضاف «القادمين» : مضاف إليه مجرور «بالياء» لأنه جمع مذكّر سالم. ويعرب أيضا إذا حذف المضاف إليه ونوي لفظه نصّا ، مثل : «أسرعت للغريق أول ...» «أول» حال منصوب. وإذا حذف المصاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه ، مثل :«أسرعت للغريق أولا» : «أولا» : حال منصوب.

ويبنى على الضم إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه مثل : «أسرعت للغريق أوّل». «أول» : حال مبني على الضّمّ في محل نصب.

حذف المضاف : يجوز حذف المضاف بثلاثة شروط :

١ ـ إذا وجدت قرينة تدلّ على المضاف نصّا ، أو بمعناه ، بحيث لا يؤدي الحذف إلى لبس أو تغيير ، كقوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ)(١) أي : اسأل أهل القرية.

٢ ـ إذا صحّ أن يقوم المضاف إليه مقام المضاف المحذوف ، فيكون فاعلا ، كقوله تعالى : (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)(٢) أي :وجاء أمر ربك ، «ربّك» : فاعل جاء. أو مفعولا به كقوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ)(٣) «القرية» :مفعول به وكقوله تعالى : (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) (٤) أي : حبّ العجل. «العجل» مفعول

__________________

(١) من الآية ٨٢ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ٢٢ من سورة الفجر.

(٣) من الآية ٩٣ من سورة البقرة.


به منصوب. أو مفعولا مطلقا كقول الشاعر :

ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا

وبتّ كما بات السليم مسهّدا

أي : ألم تغتمض عيناك اغتماض ليلة أرمدا. «ليلة» مفعول مطلق منصوب أو مبتدأ ، كقوله تعالى : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ)(١) أي : زمن الحجّ : «الحجّ» مبتدأ مرفوع. أو خبرا للمبتدأ ، مثل : «الدّنيا هي إقبال وإدبار» والتّقدير :هي ذات إقبال وإدبار. «إقبال» : خبر المبتدأ مرفوع ، أو خبرا لناسخ ، كقوله تعالى : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ)(٢) والتّقدير : ولكنّ البرّ برّ من آمن بالله. «من» خبر «لكنّ» اسم موصول مبنيّ على السّكون في محل نّصب. أو ظرفا ، مثل :«وصلت إلى المدرسة طلوع الشمس» أي : وقت طلوع الشمس. «طلوع» ظرف منصوب. أو مفعولا لأجله ، مثل : «أطعت أمي رضاءها» أي لأجل رضائها. «رضاءها» : مفعول لأجله منصوب «والهاء» في محل جرّ بالإضافة ، أو مفعولا معه ، مثل : «رجعت للبيت والليل» ، «الليل» : مفعول معه منصوب ، أو حالا ، مثل : «تفرّق الأعداء أيادي سبأ» أي : مثل «أيادي سبأ» «أيادي» : حال منصوب. أو صفة ، مثل : «سخرت من أصحاب أيادي سبأ» أي من أصحاب مثل أيادي سبأ.

«أيادي» : نعت أصحاب مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصّرف ، أو مجرورا ، كقوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ)(٣) أي : فليس من مرضاة الله في شيء ، فكلمة الجلالة «الله» اسم مجرور بـ «من» ، ففي كل هذه الأمثلة يحلّ المضاف إليه محلّ المضاف في إعرابه وحركته.

ويجوز أن يحذف المضاف ويبقى المضاف إليه على حاله مجرورا ، وذلك إذا كان المضاف المحذوف معطوفا على كلمة مضافة مذكورة مماثلة له في اللّفظ والمعنى ، وأن يكون حرف العطف متّصلا بالمضاف إليه ، أو منفصلا منه بـ «لا» النّافية ، مثل : «ما كلّ سوداء فحمة ولا بيضاء شحمة» أي : ولا كلّ. فالمضاف «كل» محذوف وهو معطوف على كلمة مماثلة لفظا ومعنى وفصل بين «الواو» والمضاف إليه حرف النّفي «لا» ، ومثل :

أكلّ امرىء تحسبين امرءا

ونار توقّد بالليل نارا

والتّقدير : وكل نار. وكقول الشاعر :

ولم أر مثل الخير يتركه الفتى

ولا الشّرّ يأتيه امرؤ وهو طائع

أي : ولا مثل الشّر.

٣ ـ إذا كان المضاف إليه ممّا يصلح أن يحلّ محلّ المضاف المحذوف في إعرابه. إذ لا يصحّ حذف المضاف إذا كان المضاف إليه جملة ، كقوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ)(٤). «حين» ظرف وهو مضاف ، والمضاف إليه هو جملة «تمسون» وجملة «تصبحون» لذلك لا يصحّ حذف المضاف.

وإذا لم يتحقق شرط من هذه الشروط الثّلاثة لا يصح حذف المضاف.

__________________

(١) من الآية ١٩٧ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ١٧٧ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٢٨ من سورة آل عمران.

(٤) من الآية ١٧ من سورة الرّوم.


حذف المضاف إليه : ويحذف المضاف إليه في ثلاث حالات :

١ ـ أن يحذف المضاف إليه وينوى معناه فيبنى المضاف على الضّمّ وذلك عند ما يكون المضاف كلمة «غير» ، أو «قبل» ، أو «بعد» ، أو «حسب» ، مثل : «استشار الولد أباه ليس غير» ، «ولم يستمع لأحد قبل ولا بعد» ، «غير» : اسم «ليس» مبنيّ على الضّمّ في محل رفع وقد حذف المضاف إليه بعده ونوي معناه ، وكذلك «قبل» و «بعد».

٢ ـ أن يحذف المضاف إليه ولا ينوى لفظه ولا معناه فيرجع المضاف معربا كما كان قبل الحذف ويقبل التّنوين ، كقوله تعالى : (وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى)(١) والتّقدير وكلّ فريق. فقد حذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه لذلك نوّن المضاف.

٣ ـ أن يحذف المضاف إليه وينوى ثبوت لفظه ، فيبقى المضاف على إعرابه ، ولا ينوّن ، وتبقى أحكام الإضافة بعد الحرف كما كانت قبله ، وذلك إذا كان المضاف اسما تامّا أي : لا يدل على الغايات مثل : «قبل ، وبعد» ، وأن يعطف عليه اسم عامل في لفظ مشابه للمضاف إليه المحذوف في صيغته ومعناه ، كقول الشاعر :

يا من رأى عارضا يسرّ به

بين ذراعي وجبهة الأسد

والتّقدير : بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد. وقد يكون الاسم العامل في لفظ مشابه للمضاف إليه مضافا ، كالبيت السّابق ، أو غير مضاف ، كقول الشاعر :

علّقت آمالي فعمّت النّعم

بمثل أو أنفع من وبل الدّيم

والتّقدير بمثل وبل الديم أو بأنفع من وبل الدّيم ، حيث عطف على المضاف كلمة «بأنفع» وهو غير مضاف إلى ما بعده.

نعت المضاف والمضاف إليه : إذا كان النعت بعد المركّب الإضافي مثل : «عبد العزيز ، سيف الدين» ، فيكون تابعا للمضاف ، لأنه المقصود الأساسيّ بالحكم ، إلا إذا قام دليل على أن المقصود بالنّعت هو المضاف إليه ، أو أن المضاف هو كلمة «كل» ، مثل : «جاء أبو عليّ الشجاع» : «الشجاع» : نعت «أبو» مرفوع بالضّمة ، ومثل : «أسرع إلى بذل الجهود الصّادقة لإنقاذ الغريق». «الصادقة» : نعت «الجهود» وهو المضاف إليه ، وذلك لإقامة القرينة التي تدل على أن المنعوت هو المضاف إليه ، وهذه القرينة هي تأنيث كلمة «الصّادقة» تبعا للمنعوت «الجهود».

ومثل : «كلّ أمّ مخلصة هي دعامة الأسرة» «مخلصة» نعت للمضاف إليه «أم» بدليل تأنيث النّعت والمنعوت.

المضاف إلى ياء المتكلم : إضافة الاسم إلى ياء المتكلّم تستلزم أحكاما في ضبط آخر المضاف ، وفي ضبط ياء المتكلم ، ويتبيّن ذلك في ما يلي :

أولا : يجب كسر آخر المضاف ، وبناء ياء المتكلّم على السّكون أو على الفتح في محل جرّ وذلك :

١ ـ إذا كان المضاف اسما مفردا صحيح

__________________

(١) من الآية ٩٥ من سورة النساء.


الآخر ، كقول الشاعر :

أأكذب عامدا من أجل مال

فليس بنافعي ما عشت مالي

«مالي» : اسم صحيح الآخر ، كسر آخره وياء المتكلّم مبنيّة على السّكون.

٢ ـ إذا كان المضاف اسما مفردا معتلّا شبيها بالصّحيح أي : ما كان في آخره «واو» أو «ياء» متحرّكة ، مثل كلمة : «شجو ، وسقي» فتقول :«إن صديقي الحقّ من يبدّد شجوي ويزيد صفوي». فكلمة «صديقي» اسم صحيح الآخر كسر آخره وبنيت «الياء» على السّكون وكلمة «شجوي» شبيهة بالصّحيح ومنتهية بواو متحرّكة ، لذلك كسر الآخر وبنيت «الياء» على السّكون ، ومثلها كلمة «صفوي». ومثل : «صفوي يكدره بغيي».

٣ ـ إذا كان المضاف جمع تكسير ، مثل :«أحبّ رفاقي».

٤ ـ إذا كان المضاف جمع مؤنث سالما ، مثل : «تحبّ زميلاتي التسابق في العمل» ومثل :«أحبّ لزميلاتي ما أحبّ لنفسي» ومثل : «أحبّ زميلاتي لأنهنّ أهل لذلك» ويخضع المضاف إلى «ياء» المتكلّم لأحكام المنادى الصّحيح الآخر المضاف إلى ياء المتكلّم أي : يجوز حذف ياء المتكلّم مع بقاء الكسرة لتدلّ عليها ، مثل قوله تعالى : (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)(١) وكقوله تعالى : (فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ)(٢) فقد حذفت «الياء» في الآية الأولى من كلمة «دين» وعوّض منها بالكسرة ، كما حذفت ، «الياء» في الآية الثّانية من الفعلين «أكرمن وأهانن» وعوّض منها بالكسرة ، ومثل : «عاهدت نفس على التزام الأخلاق الفاضلة» ، ويجوز قلب الياء «ألفا» مثل : «وقفت نفسا ...» «نفسا» : مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفا. و «الألف» المنقلبة عن «ياء» في محل جرّ بالإضافة. أو حذف «الياء» والتّعويض منها بـ «تاء» التّأنيث مبنيّة على الفتح ، أو الكسر ، أو الضّمّ بشرط أن يكون المضاف لفظة «أمّ» أو «أب» ، مثل : يا أبت يا أبت ، يا أمّت ، يا أمّت ، ويدخل في حكم المضاف الصّحيح الآخر عند إضافته إلى «ياء» المتكلّم الأسماء الخمسة أي :«أب» ، «أخ» ، «حم» ، «فم» ، «هن» ، من دون «ذو» ، وتعرب بحركات مقدّرة على ما قبل «ياء» المتكلّم.

ثانيا : يجب تسكين آخر المضاف وبناء «ياء» المتكلّم على الفتح وذلك :

١ ـ إذا كان المضاف اسما مقصورا أي : منتهيا بألف لازمة ، مثل : «هدى» ، «فتى» ، «رضى» فتقول : «هداي يدلّني على الطّمأنينة» ، ومن العرب من يقلب ألف المقصور «ياء» فتقول : «هديّ يدلّني على السّعادة» هديّ : مبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الألف المقصورة المنقلبة «ياء» والمدغمة في «ياء» المتكلّم وهذه «الياء» في محل جرّ بالإضافة.

إذا كان الاسم منقوصا منتهيا بياء لازمة مكسور ما قبلها غير مشدّدة مثل : «الهادي» «الوالي» «الداعي» ، «القاضي» ، فتدغم ياء المنقوص بياء المتكلّم المبنيّة على الفتح ، فتقول :

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة الكافرون.

(٢) الآيتان ١٥ ـ ١٦ من سورة الفجر.


«يا أستادي أنت هاديّ إلى الرشاد» ؛ «هاديّ» : خبر المبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على «ياء» المنقوص وهو مضاف و «ياء» المتكلّم في محل جرّ بالإضافة وهي مبنيّة على الفتح.

٣ ـ إذا كان المضاف مثنى أو شبهه ، ففي حالة الرّفع تبقى الألف وتزاد بعدها ياء المتكلّم مبنيّة على الفتح بعد حذف «نون» المثنّى المضاف ، فتقول : «حفظت يداي مال أخي» «يداي» : فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى وهو مضاف و «ياء» المتكلّم المبنيّة على الفتح في محلّ جرّ بالأضافة وكلمة «أخي» مضاف إليه مجرور بالكسرة قبل «ياء» المتكلّم وهو مضاف و «ياء» المتكلّم المبنيّة على السّكون في محلّ جرّ بالإضافة. وفي حالتي النّصب والجرّ تبقى «ياء» المثّنى وتدغم في «ياء» المتكلّم المبنيّة على الفتح بعد حذف نون الجمع مثل : «يا معلميّ الاخلاص والتّفاني» ، «معلمي» : منادى منصوب «بالياء» لأنه جمع مذكر سالم وهو مضاف و «ياء» المتكلّم المبنيّة على الفتح في محل جرّ بالإضافة ، وحذفت منه «النون» عند الإضافة.

ومثل : «أنا أحبّ معلميّ» ؛ «معلمي» : مفعول به منصوب «بالياء» لأنه مثنّى وحذفت «نون» التّثنية للإضافة وهو مضاف و «ياء» المتكلّم المبنيّة على الفتح في محل جرّ بالإضافة ، ومثل : «لمعلميّ فضل كبير في تعليمي أو لمعلميّ ...».

٤ ـ إذا كان المضاف جمع مذكر سالم أو شبهه ، فشبه الجمع هو العقود من عشرين إلى تسعين ، وشبه المثنّى اثنان وثنتان ... ففي حالة الرّفع تقلب «واو» الجمع «ياء» ثم تدغم بياء المتكلّم بعد حذف نون الجمع عند الإضافة ، كقول الشاعر :

أودى بنيّ وأعقبوني حسرة

عند الرّقاد وعبرة لا تقلع

حيث أتى شبيه الجمع «بني» وهو فاعل «أودى» مرفوعا بالواو المنقلبة «ياء» ، وحذفت «النّون» للإضافة ، و «ياء» المتكلّم ، المدغمة بالياء الأولى ، مبنيّة على الفتح في محل جرّ بالإضافة. وفي حالتي النّصب والجرّ تدغم ياؤه بياء المتكلّم المبنيّة على الفتح بعد حذف «النون» للإضافة ، كقوله تعالى : (وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ)(١) «بمصرخي» : اسم مجرور بالباء وعلامة جرّه «الياء» ؛ وحذفت نون الجمع للإضافة ، و «ياء» المتكلّم ، المدغمة ، بياء الجمع ، مبنيّة على الفتح في محل جرّ بالإضافة.

الإضافة إلى ياء المتكلّم

اصطلاحا : هي النّسبة التقييديّة بين الاسم الواقع مضافا وياء المتكلّم الواقعة مضافا إليه مثل : «أنت صديقي» ؛ «صديقي» : خبر المبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم ... «والياء» : في محل جرّ بالإضافة.

ومثل : «يا صديقي أنت الذي تؤاسيني في وحدتي» «صديقي» منادى منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم ... «والياء» : في محل جرّ بالإضافة. «وحدتي» : اسم مجرور بـ «في» وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره «والياء» في محل جرّ بالإضافة. ومنهم من يعتبر أنّ الكسرة مقدّرة كما قدّرت الفتحة والضمة ما قبل «ياء» المتكلّم لأن الكسرة الموجودة ليست علامة

__________________

(١) من الآية ٢٢ من سورة إبراهيم.


الجرّ ، بل هي الكسرة المناسبة للياء.

إضافة البيان

اصطلاحا : الإضافة البيانيّة.

الإضافة البيانيّة

اصطلاحا : هي الإضافة التي تكون على معنى «من» التي يكون فيها المضاف إليه جنسا للمضاف مثل : «اشتريت سوار ذهب» أي : سوارا من ذهب.

واصطلاحا أيضا : هي ما يلحق بالإضافة من إضافة الاسم إلى صفته ، مثل : «أحبّ مسجد الجامع» وهذا من رأي المستشرق «رايت» ، وإضافة المسمّى إلى الاسم ، مثل : «صمت شهر رمضان» وإضافة الصّفة إلى الموصوف مثل :سمير طويل الشّعر ، وإضافة الموصوف إلى القائم مقام الموصوف ، كقول الشاعر :

علا زيدنا يوم النّقا رأس زيدكم

بأبيض ماضي الشّفرتين يمان

أي : علا زيد صاحبنا رأس زيد صاحبكم فحذفت الصّفتين وبقي الموصوف خلفا عنهما في الإضافة ، وإضافة المؤكّد إلى المؤكّد وأكثر ما يقع في إضافة أسماء الزّمان مثل : زرتك وكنت يومئذ مسافرا ، وكقوله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ)(١) والتقدير يوم إذ تقوم السّاعة.

أسماؤها الأخرى : إضافة البيان إضافة التّفسير ، الإضافة التّفسيريّة ، إضافة المسمّى إلى الاسم.

والإضافة البيانيّة خاصّة في رأي البعض بإضافة المسمّى إلى الاسم ويرى المستشرق «رايت» أن إضافة الصّفة إلى الموصوف من هذا النّوع من الإضافة أيضا.

الإضافة التّشبيهيّة

اصطلاحا : هي الإضافة التي تفيد التّشبيه بين المتضايفين وفيها يضاف المشبّه به الى المشبّه ، مثل : «فضة الأسنان تبهر العقول» والتّقدير : أسنان كالفضة. وتكون هذه الإضافة على تقدير حرف الجرّ والتّشبيه بين المضاف (المشبّه به) والمضاف (المشبّه).

إضافة التّفسير

اصطلاحا : الإضافة البيانيّة.

الإضافة التّفسيريّة

اصطلاحا : الإضافة البيانيّة.

الإضافة الحقيقيّة

اصطلاحا : هي الإضافة المعنويّة. أي : التي تؤدّي أمرا معنويا ، وهو تعريف المضاف إن كان المضاف إليه معرفة ، مثل : «جاء غلام زيد» ؛ وتخصيصه إن كان نكرة مثل : «جاء غلام امرأة».

والإضافة المعنويّة تكون حقيقيّة ومتّصلة أي قويّة الاتّصال بين المضاف والمضاف إليه ، وتكون خالصة من شائبة الانفصال.

الإضافة الشّبيهة بالمحضة

اصطلاحا : هي ما يلحق بالإضافة من إضافة الاسم إلى صفته ، مثل : «بني مسجد الجامع» وإضافة الصّفة إلى موصوفها ، مثل : «سمير عريض الجبين» وإضافة الموصوف إلى القائم مقام الوصف ، كقول الشاعر :

علا زيدنا يوم النّقا رأس زيدكم

بأبيض ماضي الشّفرتين يمان

__________________

(١) من الآية ١٤ من سورة الروم.


وإضافة المؤكّد إلى المؤكّد ويكون ذلك في أسماء الزّمان ، كقوله تعالى : (يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ)(١) وكقول العرب : «لا لفلان» لوجود الفاصل بين المتضايفين وهذا ما سمّاه ابن مالك الإضافة الشّبيهة بالمحضة ، وكإضافة المسمّى إلى الاسم ، مثل : «أقبل شهر رجب» هذا ما يسمّى الإضافة البيانيّة. وفرّق النّحاة بين الإضافة البيانيّة وإضافة البيان فقالوا : إن الثّانية بين جزءيها عموم وخصوص مطلق بينما الأولى بين جزءيها عموم وخصوص من وجه.

إضافة الشّيء إلى ملابسه

اصطلاحا : الإضافة لأدنى ملابسة ، وهي التي تكون فيها الصّلة بين المتضايفين ضعيفة مثل :«شمس بيروت ساطعة».

إضافة صدر المركّب المزجي إلى عجزه

اصطلاحا : هي من الملحقة بالإضافة اللّفظيّة وذلك مسايرة لبعض اللغات الجائزة فيه مثل : «وصلت إلى بعل بكّ». وذلك للتّخفيف من وطأة التّركيب مع التّنبيه إلى شدّة الامتزاج ، ومثل :«أعجبتني أفغان ستان».

الإضافة الظّاهرة

اصطلاحا : هي الإضافة إلى ياء المتكلّم الظّاهرة ، مثل : «رأيت معلمي» «معلّمي» : مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم ... «والياء» : ضمير متصل مبني على السّكون في محلّ جرّ بالإضافة.

الإضافة الظّرفيّة

اصطلاحا : هي الإضافة التي تكون على تقدير «في» بين المضاف والمضاف إليه ويكون المضاف إليه ظرفا للمضاف ، ظرف زمان ، أو ظرف مكان ، مثل : «هذا رفيق الصّبا» و «هذا رفيق المدرسة» أي : رفيق في الصّبا ، أو رفيق في المدرسة.

الإضافة العارضة

اصطلاحا : هي إضافة العدد إلى المعدود ، أو إلى مالكه ، ويبقى فيها العدد مبنيّا على فتح الجزأين لأنّ الإضافة عارضة ، واستغني فيها عن التّمييز ، مثل : «هذه ثلاثة عشر كريم» «هذه» : «الهاء» :للتّنبيه «ذه» : اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محل رفع مبتدأ. ثلاثة عشر : خبر المبتدأ مبنيّ على فتح الجزأين في محلّ رفع وهو مضاف «كريم» :مضاف إليه.

الإضافة غير المحضة

اصطلاحا : هي الإضافة اللّفظيّة. وذلك لأن فائدتها التّخفيف اللّفظي بحذف التّنوين ونون المثنّى وجمع المذكّر السالم وملحقاتهما من آخر المضاف ، ولا تفيد هذه الإضافة التّعريف أو التّخصيص فتكون مجازيّة وعلى تقدير الانفصال ، والمضاف فيها يرفع فاعلا هو ضمير مستتر الذي برغم استتاره يفصل بين الوصف المضاف ومعموله المضاف إليه. ويغلب فيها أن يكون المضاف وصفا مشتقا عاملا في المضاف إليه ويدلّ على الحال أو الاستقبال ، مثل قول الشاعر :

إن يغنيا عنّي المستوطنا عدن

فإنّني لست يوما عنهما بغني

المستوطنا : فاعل : «يغنيا» إذا اعتبرت الألف من «يغنيا» لا محل لها من الإعراب. أو بدل من

__________________

(١) من الآية ١٠ من سورة القيامة.


الألف في «يغنيا» إذا اعتبرت الألف فاعل ، وفي كلا الحالين مرفوع بالألف لأنه مثنّى وحذفت منه النّون للإضافة وهو مضاف «عدن» مضاف إليه.

والتقدير : استوطن في عدن أو «استوطن» عدن.

وفي اسم الفاعل «المستوطنا» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هما استوطنا عدن ، ومثل : «سمير ضارب زيد» أي ضارب زيدا. «سمير» مبتدأ «ضارب» : خبر المبتدأ وهو مضاف «زيد» : مضاف إليه مجرور لفظا منصوب محلّا على أنه مفعول به لاسم الفاعل «ضارب».

الإضافة القويّة الملابسة

اصطلاحا : هي التي تكون فيها الصّلة بين المضاف والمضاف إليه قويّة وتؤدّي أمرا معنويا مفاده تعريف المضاف إذا كان المضاف إليه معرفة وتخصيصه إذا كان نكرة ، كقوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ)(١).

وتسمّى أيضا : الإضافة القويّة المناسبة.

الإضافة القويّة المناسبة

اصطلاحا : الإضافة القوية الملابسة.

الإضافة اللّاميّة

اصطلاحا : هي الإضافة التي تفيد الملك وتكون على تقدير «اللّام» بين المتضايفين مثل :«هذا كتاب المعلم» أي : كتاب للمعلم.

الإضافة لأدنى ملابسة

اصطلاحا : هي التي تكون الصّلة بين المضاف والمضاف إليه ضعيفة ، مثل : «شمس مكّة ساطعة» فالصّلة بين المضاف «شمس» والمضاف إليه «مكة» ضعيفة لأن «الشمس» ليست خاصة بمكة بل تشاركها فيها آلاف المدن ولكن لداع بلاغيّ ظهرت شمس مكة ساطعة ، قلّما تكون كذلك في بقيّة المدن فكأنها خاصة بمكة ، وتسمّى أيضا : الإضافة لأدنى مناسبة ، إضافة الشّيء إلى ملابسه.

الإضافة لأدنى مناسبة

اصطلاحا : الإضافة لأدنى ملابسه.

الإضافة لفظا ومعنى

اصطلاحا : هو المضاف الذي ذكر بعده المضاف إليه ويتمّم المقصود من المضاف مثل قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ)(٢).

الإضافة اللفظيّة

اصطلاحا : هي نسبة اسم إلى آخر ، فتفيد التّخفيف اللّفظيّ فقط ، وليست على معنى «في» ولا تفيد تعريفا ولا تخصيصا ، مثل : طالب الحقّ قويّ.

وتسمّى أيضا : الإضافة غير المحضة الإضافة المجازيّة.

إضافة المؤكّد إلى المؤكّد

اصطلاحا : هي من ملحقات الإضافة غير المحضة وأكثر ما تكون في أسماء الزّمان ، كقوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ)(٣).

الإضافة المجازيّة

اصطلاحا : الإضافة اللّفظيّة ، التي لا تفيد التعريف ولا التّخصيص.

__________________

(١) من الآية ١ من سورة الممتحنة.

(٢) من الآية ٤ من سورة الفتح.

(٣) من الآيتين ٢٢ و ٢٣ من سورة القيامة.


الإضافة المحضة

اصطلاحا : الإضافة المعنويّة. هي التي تفيد الاتّصال القويّ بين المتضايفين.

إضافة المسمّى إلى الاسم

اصطلاحا : الإضافة البيانيّة.

إضافة المعتبر إلى الملغى

اصطلاحا : هي التي تفيد إضافة الأصل إلى الزّائد الذي يمكن الاستغناء عنه دون أن يتأثّر المعنى بحذفه ، مثل : «دخلت دمشق الشّام ليلا». فإذا قلت : «دخلت دمشق ليلا» لما تأثّر المعنى.

الإضافة المعنويّة

اصطلاحا : هي النّسبة التّقييدية بين اسمين توجب لثانيهما الجرّ مطلقا وتكون على معنى «في» أو «اللام» أو «من». وتسمّى الأولى من الأسمين مضافا والثّاني مضافا إليه. ويعرب الأول حسب موقعه من الكلام فقد يكون مبتدأ ، أو فاعلا ، أو مفعولا به.

وينتج عنها التّعريف والتّخصيص ، وجرّ المضاف إليه ، وحذف «نون» المثنّى ، ونون جمع المذكّر السّالم. كما تفيد تنكير العلم إذا أضيف إلى نكرة ، ويستفيد المضاف منها وجوب التّصدير ، ويستفيد المذكّر تأنيثا ، والمؤنّث تذكيرا ، ويستفيد المضاف الظّرفيّة من المضاف إليه إذا كان ممّا يدلّ على كليّة أو جزئيّة ، كما قد يكتسب المصدريّة من المضاف إليه.

وتسمّى هذه الإضافة أيضا : الإضافة المحضة ، الإضافة الحقيقيّة ، وفيها يكون الاتصال قويا بين المتضايفين فلا يفصل بينهما فاصل. وقد يفصل بينهما فاعل المضاف أو نعته أو النّداء ، أو الظّرف ، أو الجار والمجرور ...

أنظر : فصل المتضايفين.

أقسامها :

١ ـ باعتبار حرف الجر : الإضافة اللّاميّة ، الإضافة البيانيّة ، الإضافة الظّرفيّة ، الإضافة التّشبيهيّة.

٢ ـ باعتبار قوة الاتّصال : الإضافة القويّة الملابسة ، الإضافة لأدنى ملابسة.

الإضافة معنى

اصطلاحا : هي التي حذف فيها المضاف إليه مع وجود قرينة تدلّ عليه ، كقوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ)(١) والتّقدير : كلّ إنسان يعمل ...

الإضافة المقدّرة

اصطلاحا : هي الإضافة إلى ياء المتكلم المحذوفة والمعوّض منها إمّا بالألف أو بالتّاء ، مثل : «يا صاحبي» بياء المتكلّم فتقدّر بعد حذفها فتقول : «يا صاحب» ، «يا صاحبا» ، «يا صاحب» ، «يا صاحبي» ، يا صاحبي» ، «يا أبت» ، «يا أبتا».

إضافة الملغى إلى المعتبر

اصطلاحا : هي إضافة الزّائد إلى الأصل تقول : «ألقيت اسم السّلام عليكم» ، اسم «زائد» والتّقدير : ألقيت السّلام عليكم.

إضافة المنعوت إلى نعته

اصطلاحا : إضافة الموصوف إلى صفته ، مثل :«أحببت مسجد الجامع» والأصل أحببت المسجد الجامع.

__________________

(١) من الآية ٨٤ من سورة الإسراء.


إضافة النّعت إلى المنعوت

اصطلاحا : هي إضافة الصّفة إلى موصوفها ، مثل : «زيد طويل الشّعر». وكقوله تعالى : (إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ)(١) والتقدير : لهو الحقّ اليقين.

الإضجاع

لغة : مصدر أضجع الشّيء : خفضه ، أضجع الحرف : أماله إلى الكسر.

واصطلاحا : حسب رأي الخليل : هو الكسرة في وسط الكلمة ، مثل : «كلف» ، «إبل» وهو في الاصطلاح أيضا : الإمالة.

أضحى

اصطلاحا : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» تدخل على المبتدأ والخبر فيرفع الأول اسما له وينصب الثّاني خبرا له ، وهو من الأفعال التي تتصرّف تصرّفا تامّا ، أي : يؤخذ منها مضارع ، وأمر ، ومصدر ، كقول الشاعر :

أضحى التّنائي بديلا من تدانينا

وناب عن طيب لقيانا تجافينا

«التنائي» : اسم «أضحى» مرفوع بالضمّة المقدّرة على «الياء» للثقل. بديلا خبر «أضحى» وقد تأتي تامّة فتكتفي بمرفوعها ويصير معناها دخل في الضّحى ، فتقول : «أضحيت في فراشي» ، «أضحيت» فعل ماض مبنيّ على السّكون لاتصاله بالتاء. و «التاء» : ضمير متّصل مبنيّ على الضّم في محل رفع فاعل.

الإضراب

لغة : مصدر أضرب عن الكلام : سكت.أضرب عن الشّيء : أعرض عنه.

اصطلاحا : الإعراض عن الشّيء واللّجوء إلى غيره ، كقوله تعالى : (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا)(٢) ويسمّى أيضا : الانقطاع. وهو نوعان : الإضراب الإبطالي. الإضراب الانتقالي ، والإضراب هو من معاني الحروف التّالية :

١ ـ «أو» للعطف وتفيد الإضراب ، كما في قول الشاعر :

كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية

لو لا رجاؤك قد قتّلت أولادي

٢ ـ «أم» للعطف ، وتفيد الإضراب ، كما في المثل : «إنها متواضعة أم جميلة» أي : بل جميلة.

٣ ـ «بل» للعطف وتفيد الإضراب إذا وقعت في سياق الإثبات أو بعد الأمر ، فإنها تنقل حكم ما قبلها إلى ما بعدها ، ويصير ما قبلها كالمسكوت عنه ، مثل : «كافىء سميرا بل زيدا».

٤ ـ «إمّا» مثل : أحسن إلى الفقراء إمّا تواضع لهم» أي : بل تواضع لهم.

الأضراب الإبطالي

اصطلاحا : هو ترك أمر إلى آخر دون الرّجوع إلى الأمر الأول أي إبطاله ، مثل قوله تعالى : (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ)(٣).

الإضراب الانتقاليّ

اصطلاحا : هو ترك أمر إلى آخر دون إبطال الأوّل ، كقوله تعالى : (وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ

__________________

(١) من الآية ٩٥ من سورة الواقعة.

(٢) من الآية ١٧ من سورة الأعلى.

(٣) من الآية ٢٦ من سورة الأنبياء.


بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ)(١).

ملاحظة : يقرب معنى الإضراب من معنى الاستدراك حتى أنه يلتبس بعض الشّيء في معناهما ، فالإضراب هو إبطال ما قبل «بل» ، أو عدم إبطاله وإثبات ما بعدها ، أمّا الاستدراك فهو عدم إبطال ما قبل «بل» وتركه على وضعه وإثبات ضدّه لما بعدها.

الاضطرار

لغة : مصدر اضطره إلى الشيء : ألجأه.

اصطلاحا : أي الخروج عن القاعدة لضرورة الوزن والقافية ، كقوله الشاعر :

إذا ما غزا بالجيش حلّق فوقه

عصائب طير تهتدي بعصائب

حيث جرّ الشّاعر كلمة «عصائب» بالكسرة وحقها أن تكون مجرورة بالفتحة لأنها ممنوعة من الصّرف وذلك لضرورة الوزن والقافية.

الإضمار

لغة : أضمر الشّيء : أخفاه.

واصطلاحا : تقدير أنّ في التّركيب كلمة من غير أن تذكر. كقول الشاعر :

اطلب ولا تضجر من مطلب

فآفة الطّالب أن يضجرا

فالفعل «تضجر» منصوب بـ «أن» المضمرة بعد «واو» المعيّة ، واصطلاحا أيضا : الضّمير.

إضمار الفعل

اصطلاحا : حذف الفعل ، والتّسمية لسيبويه وذلك في باب الإغراء والاختصاص والتّحذير.

إذ يكون الاسم المنصوب مفعولا به لفعل محذوف تقديره : الزم (الإغراء) «أخصّ» (الاختصاص) «احذر» (التّحذير) ، كقول الشاعر :

أخاك أخاك إنّ من لا أخ له

كساع إلى الهيجا بغير سلاح

«أخاك» مفعول به لفعل محذوف تقديره :«الزم» منصوب بالألف لأنّه من الأسماء السّتّة وهو مضاف «والكاف» ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محل جرّ بالإضافة. ومثل :

نحن بني ضبة أصحاب الجمل

ننعي ابن عفّان بأطراف الأسل

«بني» : مفعول به لفعل محذوف تقديره :«أخصّ» ، منصوب «بالياء» لأنه ملحق بجمع المذكر السّالم وحذفت منه «النّون» للإضافة ، وهو مضاف «ضبّة» مضاف إليه مجرور بالفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصّرف ، وكقول الشاعر :

إياك إيّاك المراء فإنّه

إلى الشّرّ دعّاء وللشّرّ جالب

«إيّاك» : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به لفعل التّحذير المحذوف تقديره : أحذرك.

الإطباق

لغة : مصدر أطبق فمه : أغلقه.

اصطلاحا : حروف الإطباق هي : «الصّاد» ، «الضّاد» ، «الطّاء» ، الظّاء» ، سمّيت بذلك لأن طائفة من اللسان تنطبق مع الرّيح إلى الحنك عند النّطق بها.

__________________

(١) من الآية ٦٢ من سورة المؤمنون.


الإطلاق

لغة : مصدر أطلق الشّيء : حرّره.

واصطلاحا : أن تطلق الجملة فتتألّف من المسند والمسند إليه ، مثل : «طلع البدر» «طلع» المسند ، الفعل ، «البدر» المسند إليه ، الفاعل ، ويؤلفان جملة فعلية ومثل : «العلم نور» جملة اسميّة مؤلفة من مسند هو الخبر «نور» ومن مبتدأ هو «العلم» المسند إليه وهو في الاصطلاح أيضا : اطلاق الحرف من عقال التّقييد في القوافي أي : إطلاقه من السّكون إلى الفتحة بواسطة الألف ومن السّكون إلى الضّمة بواسطة «الواو» ومن السّكون إلى الكسرة بواسطة «الياء» ويستعمل أيضا حرف «الهاء» للإطلاق مع أنّه في الأصل للوقف إلّا أنه استعمل في القوافي فيسمّى حرف الإطلاق ، كقول الشاعر :

أكس بنيّاتي وأمّهنّه

أقسم بالله لتفعلنّه

وحروف الإطلاق هي : «الهاء» ، «الواو» ، «الألف» ، «الياء».

الإظهار

لغة : مصدر أظهر الشيء : أبانه.

واصطلاحا : ترك المثلين بدون إدغام ، مثل قوله تعالى : (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)(١) حيث أتى الفعل يتذكّر بدون إدغام ، وبعد الإدغام يلفظ يذكّر ، بدليل قوله تعالى : (وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ)(٢) بابدال «التاء» إلى «ذال» وإدغام المثلين ويسمّى أيضا : البيان ، التّبيان.

الإعانة

لغة : مصدر : أعانه على الشّيء ، ساعده.

واصطلاحا : من معاني الوزن «أفعل» مثل :«أكرم».

الاعتلال

لغة : مصدر اعتلّ : مرض. واصطلاحا : الإعلال : أي : تغيير أحد أحرف العلّة ، مثل : قال أصلها : قول.

الاعتماد

لغة : مصدر اعتمد الشيء : قبله ، اتّكأ عليه.

واصطلاحا : هو إعمال اسم الفاعل عمل فعله بشرط الاعتماد على نفي أو استفهام ، مثل قوله تعالى : (قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ)(٣) ؛ «راغب» اسم فاعل تقدّمه استفهام وطابق ما بعده في الإفراد فهو إمّا مبتدأ ، والضّمير بعده ، «أنت» : فاعله سدّ مسدّ الخبر. وإمّا خبر مقدّم و «أنت» : مبتدأ مؤخّر. راجع : المبتدأ الوصفي. ومثل.

خليليّ ما واف بعهدي أنتما

إذا لم تكونا لي على من أقاطع

فقد اعتمد اسم الفاعل «واف» على نفي.

«واف» مبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة ، على «ياء» المنقوص المحذوفة ، «أنتما» : ضمير منفصل مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل سدّ مسدّ الخبر.

الإعراب

لغة : مصدر أعرب الكلام. أظهره بما يوافق

__________________

(١) من الآية ٩ من سورة الزمر.

(٢) من الآية ٢٦٩ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٤٦ من سورة مريم.


القواعد النحويّة ، وأعرب الكلمة أظهر محلّها من الإعراب.

واصطلاحا : هو تغيّر الحركة الإعرابيّة على آخر الكلمة بسبب تغيّر العامل قبلها ، مثل :«الكتاب مفيد» ، «إنّ الكتاب مفيد» و «كان الكتاب مفيدا» «للكتاب المفيد مكانة علمية» ويسمّى أيضا : العمل ، الإعمال ، وله ثلاث علامات : الضمّة ، الفتحة ، الكسرة. وله أربعة ألقاب : الرّفع ، النّصب ، الجرّ ، الجزم.

علاماته :

١ ـ علامات الإعراب الأصليّة وهي : الضمّة للرّفع ، والفتحة للنّصب ، والكسرة للجرّ والسّكون للجزم. وتشترك الضّمّة والفتحة أي : الرّفع والنّصب في الاسم والفعل مثل : «العمل يبعد عنّا العيوب» «العمل» مبتدأ مرفوع بالضّمّة ، «يبعد» فعل مضارع مرفوع للتّجرد وعلامة رفعه الضّمّة ، ومثل : «إنّ الكذب لن يبعد عنّا الأذى» «الكذب» : اسم «إنّ» منصوب بالفتحة ، «يبعد» فعل مضارع منصوب بالفتحة. ويختص الجرّ بالأسماء فتقول : «إلى الله ترجع الأمور» «الله» اسم الجلالة مجرور بالكسرة وكقوله تعالى : (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ)(١) «آيات» :«مضاف». «الكتاب» : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، ويختص الجزم بالأفعال ، كقوله تعالى : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(٢)

٢ ـ علامات الإعراب الفرعيّة.

١ ـ ينوب عن الضمة :

أولا : «الواو» في الأسماء السّتّة ، كقوله تعالى : (وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً)(٣) «أبوهما» فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة.

ثانيا : الألف في المثنّى ، كقوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ)(٤) «أبواه» فاعل مرفوع بالألف لأنّه مثنّى.

ثالثا : الواو في جمع المذكّر السّالم ، كقوله تعالى : (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ)(٥) المؤمنون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكّر سالم.

٢ ـ ينوب عن الفتحة :

أولا : الألف في الأسماء السّتّة ، كقوله تعالى : (إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٦) «أبانا» اسم «إنّ» منصوب بالألف لأنه من الأسماء السّتّة وهو مضاف و «نا» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محلّ جرّ بالإضافة.

ثانيا : «الياء» في المثنّى وفي جمع المذكّر السّالم في حالتي النّصب والجرّ. كقوله تعالى : (فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ)(٧) «أبيهم» اسم مجرور بـ «إلى» مجرور بالياء لأنّه من الأسماء السّتّة وهو مضاف وضمير الغائبين «هم» في محل جرّ بالإضافة ، وكقوله تعالى : (يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ)(٨) «أبويكم» مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنّى وهو مضاف وضمير المخاطبين «كم» في محلّ جرّ بالإضافة ، وكقوله تعالى : (ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ

__________________

(١) من الآية ٢ من سورة القصص.

(٢) من الآية ١٠٦ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٨٢ من سورة الكهف.

(٤) من الآية ١١ من سورة النساء.

(٥) من الآية ٢٨ من سورة آل عمران.

(٦) من الآية ٨ من سورة يوسف.

(٧) من الآية ٦٣ من سورة يوسف.

(٨) من الآية ٢٧ من سورة الأعراف.


كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(١) «مؤمنين» خبر كنتم منصوب بالياء ، لأنه جمع مذكّر سالم. ومثل : «إنّ الكاتبين مسروران» «الكاتبين» : اسم «إنّ» منصوب بالياء لأنّه مثنّى.

أغراضه :

١ ـ بيان نوع الكلمات أهي اسم أو فعل أو حرف ، أو أحد المشتقّات.

٢ ـ بيان طبيعة إعرابها من حيث أنّها معربة ، أو مبنيّة ، أو لا معربة ولا مبنيّة.

٣ ـ علاقاتها بعضها ببعض من حيث أنّها : فاعل أو مفعول به ، أو حال ، أو نعت ...

٤ ـ بيان محلّ الجمل من الإعراب وبيان إذا كانت الجمل لا محلّ لها من الإعراب.

أقسامه : الإعراب اللّفظيّ ، الإعراب التقديريّ ، الإعراب المحلّي ، ويلحق بها الإعراب على التّوهّم.

طرقه : الإعراب بالحركات ، الإعراب بالحروف ، الإعراب بالحذف.

أسماؤه الاصطلاحية الأخرى : الإعراب النحويّ ، النحو ، علامات الإعراب الأصليّة.

الإعراب بالحذف

اصطلاحا : يكون إمّا بحذف الحركة كقوله تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ)(٢) «نجعل» مضارع مجزوم بحذف الحركة أي : بالسكون الظّاهرة على آخره ، ومثل : «احترم أباك» «احترم» : فعل أمر مبنيّ على حذف الحركة أي :على السّكون. وإمّا بحذف حرف العلّة ، كقوله تعالى : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً)(٣) «يأت» فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشّرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وإمّا بحذف «النّون» ، كقوله تعالى : (وَلَوْ لا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ)(٤) «تعلموهم» فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف «النّون» لأنّه من الأفعال الخمسة.

الإعراب بالحركات

اصطلاحا : هو الإعراب بالحركات سواء أكانت الحركات للإعراب أو للبناء ، مثل قوله تعالى : (إِنَّ هذا لَهُوَ) الحق (الْيَقِينِ)(٥) «إنّ» : حرف مشبّه بالفعل مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب ، «هذا» «الهاء» : للتّنبيه «ذا» : اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محلّ نصب اسم «إنّ» ، «لهو» «اللّام» : المزحلقة «هو» : ضمير منفصل مبني على الفتح في محلّ رفع مبتدأ ، «الحقّ» :خبر المبتدأ مرفوع بالضّمّة ، «اليقين» : نعت «الحق» مرفوع بالضّمّة الظّاهرة.

وسواء أكانت الحركات أصليّة أم فرعيّة ، كقوله تعالى : (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ)(٦) «يبيّن» :فعل مضارع مرفوع للتّجرد وعلامة رفعه الضّمّة ، «الله» : اسم الجلالة مرفوع بالضّمّة «آياته» :مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنّث سالم. ومثل قول الشاعر :

ذريني وعلمي بالأمور وشيمتي

فما طائري يوما عليك بأخيلا

__________________

(١) من الآية ٥ من سورة الأعراف.

(٢) من الآية ٨ من سورة البلد.

(٣) من الآية ١٤٨ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ٢٩ من سورة الملك.

(٥) من الآية ٩٥ من سورة الواقعة.

(٦) من الآية ٨٩ من سورة المائدة.


«أخيلا» : اسم مجرور بالباء وعلامة جرّه الفتحة عوضا عن الكسرة لأنّه ممنوع من الصّرف ومثل :

إذا قالت حذام فصدّقوها

فإنّ القول ما قالت حذام

«حذام» : فاعل قالت مبنيّ على الكسر في محلّ رفع.

الإعراب بالحروف

اصطلاحا : الإعراب بما ينوب عن الحركات من حروف ، ويكون ذلك :١ ـ في الأسماء السّتّة التي ترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجرّ بالياء ، كقوله تعالى : (وَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَخاهُ)(١) أخاه : مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة وكقوله تعالى : (قالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ)(٢) أخوك : خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنّه من الأسماء السّتّة ، وكقوله تعالى : (وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ)(٣). «أخيه» : اسم مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة.

٢ ـ الألف في المثنّى في حالة الرّفع ، مثل :«كان الولدان مجتهدين» «الولدان» : اسم «كان» مرفوع بالألف لأنّه مثنى.

٣ ـ الواو في جمع المذكّر السّالم في حالة الجمع ، كقوله تعالى : (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)(٤) «المؤمنون» : فاعل مرفوع بالواو لأنّه جمع مذكّر سالم.

٤ ـ «الياء» في المثّنى وجمع المذكّر السّالم في حالتي النّصب والجرّ ، كقوله تعالى : (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ)(٥) «المؤمنون» فاعل مرفوع بالواو لأنّه جمع مذكر سالم ، «الكافرين» مفعول به منصوب بالياء لأنّه جمع مذكّر سالم وكقوله تعالى : (وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) (٦) «المؤمنين» : اسم مجرور بالياء لأنه جمع مذكّر سالم ، ومثل : «إن الطّالبين مجتهدان في المجالين : الأدبيّ والعلميّ» الطالبين : اسم «إنّ» منصوب بالياء لأنه مثنّى ، «المجالين» : اسم مجرور بالياء لأنه مثّنى.

الإعراب بالنّيابة

اصطلاحا : علامات الإعراب الفرعيّة.

الإعراب البيانيّ

اصطلاحا : إظهار أنواعه في التّعبير من خصائص علم المعاني والبيان والبديع.

الإعراب التّقديريّ

تقدّر حركات الإعراب الأصليّة في مواضع كثيرة أشهرها :

١ ـ تقدّر الحركات الأصليّة الثلاث أي : الضمّة والفتحة والكسرة ، على آخر الاسم المقصور ؛ مثل : «جاء الفتى» ، «رأيت الفتى» ، «سلمت على الفتى» ، وكذلك تقدّر كلها على آخر الاسم المنتهي بواو ساكنة لازمة قبلها ضمّة ، مثل : «إنّ طوكيو اسم لحاضرة بلاد اليونان» ومثل : «أدكو اسم بلد مصري على الساحل الشمالي قرب الاسكندريّة».

٢ ـ تقدّر الضمّة والكسرة على آخر الاسم المنقوص في حالتي الرّفع والجرّ ، مثل :«القاضي العادل محبوب لدى الجميع» ،

__________________

(١) من الآية ٦٩ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ٦٩ من سورة يوسف.

(٣) من الآية ١٤٢ من سورة الأعراف.

(٤) من الآية ١٦٠ من سورة آل عمران.

(٥) من الآية ١٥٢ من سورة آل عمران.


و «للقاضي العادل شأن عظيم عند أقرانه».

٣ ـ تقدّر الحركات الثلاث على آخر الاسم الصّحيح الآخر عند الوقف ، مثل : «جاء سمير» :فكلمة «سمير» فاعل مرفوع بالضمّة المقّدرة على آخره مع من ظهورها السّكون العارض للوقف وكذلك تقدّر في الفعل المضارع ، مثل : «سمير يأكل» والأصل : يأكل ، ويعرب الفعل «يأكل» مرفوعا بالضمّة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها السّكون العارض للوقف ، ومثل «سمير لم يأكل» «يأكل» مضارع مجزوم بالسكون المقدّر على الآخر منع من ظهورها السّكون العارض للوقف.

٤ ـ تقدّر الحركات الثّلاث على آخر الاسم إذا كان مما يدغم في الحرف الأوّل من الكلمة التّالية ، مثل قوله تعالى عند من قرأ : (وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ)(١) «داود» فاعل مرفوع وجاءه السّكون العارض لأجل الإدغام ومثل : «يكتب باسم» «يكتب» : مضارع مرفوع وجاءه السّكون العارض للإدغام.

٥ ـ وتقدّر الحركات الأصليّة الثلاث على الحرف الأخير من الكلمة إذا سكن للتّخفيف ، ومثل ذلك في الكلمة التي تشتمل على ثلاثة أحرف متحرّكة والتي تتصل بالضّمير فيجوز تسكين الحرف الثاني المتحرّك للتّخفيف ، مثل «فخذه» ، «عنقه» ، «إبطه» فتقول : «فخذه» «عنقه» «إبطه». وأمّا التّخفيف في آخر الكلمة فيكون للوقف ، كقوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ، وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)(٢) فكلمة «السّيّء» سكنت للتّخفيف عند الوقف عليها ، ومثل قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها)(٣) وفيها سكنت «الرّاء» في «يأمركم» وكقوله تعالى : (وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ)(٤) وفيها سكنت «الرّاء» في «يشعركم». وهذا ما يسمى التّخفيف مع الوصل على نيّة الوقف ، ومن ذلك أيضا قوله تعالى : (فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ) وفيها سكنت الهمزة المكسورة في «بارئكم» وكقوله تعالى : (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ) وفيها سكنت «التّاء» في «بعولتهن».

٦ ـ تقدّر الحركات الثّلاث الأصليّة على الحرف الأخير من الكلمة جوازا إذا أتبعت حركة الحرف الأخير بحركة الحرف الذي يأتي بعده كقراءة بعضهم قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٥) حيث كسرت «الدّال» تبعا لحركة الحرف الذي يأتي بعده وهو «اللّام» وتسمى هذه الحركة «الإتباع اللّاحق».

٧ ـ تقدر الحركات الثلاث على آخر العلم المحكي ، مثل : «جاء تأبّط شرا» حيث تعرب «تأبّط شرا» فاعلا مرفوعا بالضّمّة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها الحكاية «رأيت فتح الله» حيث تعرب «فتح الله» : مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها الحكاية ، ومثل : ذهبت إلى «عليّ شاعر» حيث «عليّ شاعر» مركب اسنادي مجرور بـ «إلى» وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها الحكاية.

__________________

(١) من الآية ٢٥١ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٤٢ من سورة فاطر.

(٣) من الآية ٥٨ من سورة النّساء.

(٤) من الآية ٥٤ من سورة البقرة.

(٥) من الآية ٢ من سورة الفاتحة.


٨ ـ تقدر حركات الإعراب الأصليّة على الاسم المنتهي «بياء «المتكلّم رفعا ونصبا وجرّا مثل :«جاء أبي» ، «سلمت على أخي» «رأيت كتابي» الضائع بين الأوراق المبعثرة» حيث «أبي» فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لحركة «الياء». و «الياء» في محل جر بالإضافة.

«أخي» اسم مجرور بالكسرة المقدّرة على ما قبل «الياء». ومنهم من يعتبر أن الكسرة قبل الياء هي علامة الجر. «كتابي» مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم الواقعة في محل جر بالإضافة وقد تقلب «ياء» المتكلّم «ألفا» في المنادى المضاف إلى «ياء» المتكلم ، مثل : «يا قوما» وتعرب «قوما» منادى منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل «ياء» المتكلم المنقلبة «ألفا» و «الألف» المنقلبة عن «الياء» في محلّ جرّ بالإضافة. ويجوز أن يعرب منادى منصوبا بالفتحة الظّاهرة ، والألف المنقلبة عن «ياء» المتكلّم في محلّ جرّ بالإضافة.

٩ ـ تقدّر كذلك علامات الإعراب على آخر الاسم إذا تحرّك منعا من التقاء ساكنين ، مثل :«لم تكن المرأة في الجاهلية مذلولة الجانب» حيث كسر آخر المضارع المجزوم بالسّكون «تكن» لأن الحرف الذي يليه هو همزة الوصل السّاكنة.

١٠ ـ ويقدّر السّكون على المضارع المجزوم الذي أدغم آخره بحرف مماثل ، مثل : «لم يمدّ المحسن يده إلى جيبه» ، ومثل : «لم يفرّ الشجاع من المعركة» حيث الفعل «يمد» و «يفرّ» كل منهما مجزوم بالسّكون المقدّر منع من ظهوره الفتحة التي وضعت منعا من التقاء ساكنين.

١١ ـ وتقدّر حركات الإعراب على الآخر من الفعل للضّرورة الشّعريّة ، كقول الشاعر :

ومهما تكن عند امرىء من خليقة

وإن خالها تخفى على النّاس تعلم

وفيه «تعلم» مضارع مجزوم لأنها جواب الشرط وعلامة جزمه السّكون المقدّر على الميم منع من ظهوره الكسرة التي أتت مراعاة للقافية.

الإعراب الفرعي : وتقدّر الحركات الفرعيّة في مواضع كثيرة أشهرها :

١ ـ تقدر علامات إعراب الأسماء السّتّة نطقا لا كتابة ، مثل : «جاء أبو سليم» ففي النّطق لا تظهر «الواو» إلّا في الوقف فتظهر نطقا وكتابة.

٢ ـ تقدر حركة إعراب المثنّى في حالة الرفع أي : الألف ، نطقا لا كتابة قبل ساكن إلا عند الوقف فتظهر في النطق والكتابة مثل : جاء معلّما المدرسة.

٣ ـ وتقدّر كذلك «واو» جمع المذكّر السّالم و «ياؤه» قبل ساكن في النطق لا في الكتابة إلا عند الوقف فتظهر في النّطق والكتابة ، مثل : «جاء معلمو المدرسة» ، و «رأيت معلمي المدرسة». أمّا إذا كان جمع المذكّر السّالم مقصورا فلا تحذف «الواو» لا في النّطق ولا في الكتابة ، فتقول : «رأيت مصطفي المدرسة» ، «سافر مصطفو الفصل».

٤ ـ وتقدّر «واو» جمع المذكّر السّالم في حالة الرفع ، إذا أضيف إلى ياء المتكلّم ، مثل :

أودى بنيّ وأعقبوني حسرة

عند الرّقاد وعبرة لا تقلع

حيث حذفت «الواو» من «بنيّ» وقلبت «ياء» وأدغمت في «ياء» المتكلّم كتابة كما في النّطق ، «والياء» ضمير متصل في محل جر بالإضافة.


٥ ـ تقدّر «نون» الأفعال الخمسة إذا اتّصلت بنون التّوكيد ، مثل : «أيّها الأولاد لا تكتبنّ» والأصل : تكتبوننّ. حيث اجتمعت ثلاث «نونات» وهذا مخالف للأصول اللغويّة فحذفت نون الأفعال الخمسة ، والحقيقة أنها مقدّرة لأنها محذوفة لعلّة ، والإعراب يكون تقديريا لا لفظيا ، ومثل ذلك القول : أيّتها الفتاة لا تكتبنّ والأصل :تكتبيننّ ، ومثل ذلك : أيّها الولدان لا تقومانّ ، وكقوله تعالى : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ)(١) والأصل في «لتبلونّ» : «تبلوونن» حيث حذفت نون المضارع لتتالي النونات وحرّكت «واو» الجماعة منعا من التقاء ساكنين ، وكقوله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً)(٢) وفيها الأصل في «ترين» : ترأييننّ. حيث نقلت حركة الهمزة إلى السّاكن الصّحيح قبلها فصارت ترأييننّ ثم حذفت الهمزة للتّخفيف فصارت «ترييننّ» ثم حذفت «نون» الأفعال الخمسة نظرا لجزمه فصارت تريينّ ، وقلبت «الياء» الأولى «ألفا» لأنها متحرّكة وقبلها فتحة فصارت تراينّ ثم حذفت «الألف» منعا من التقاء ساكنين فصارت تراينّ ثم حركت «الياء» بالكسرة فصارت ترينّ.

٦ ـ من العرب من يعتبر أن المضارع المعتلّ لا يجزم بحذف حرف العلّة إنّما بحذف الحركة المقدّرة على حرف العلّة ، كقوله تعالى : (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ ...) حيث أن المضارع «يتّق» مجزوم بحذف الحركة المقدرة ، على «الياء» لا بحذف «الياء». وتكتب ، «يتقي».

إعراب الجمل

اصطلاحا : الجمل التي لها محل من الإعراب هي التي تحلّ محلّ المفرد ، لأنه هو الذي يوصف بالرّفع أو بالنّصب أو بالجرّ ، وإذا لم يصحّ تأويلها بمفرد فلا يكون لها محل من الإعراب.

الجمل التي لها محلّ من الإعراب :

١ ـ الجملة الواقعة خبرا ، وتكون إمّا خبرا للمبتدأ ، مثل : «العلم منافعه كثيرة» العلم : مبتدأ أوّل «منافعه» : مبتدأ ثان «والهاء» : في محلّ جرّ بالإضافة.

«كثيرة» خبر المبتدأ الثاني والجملة من المبتدأ الثاني وخبره هي في محلّ خبر للمبتدأ الأول ، أو خبرا لناسخ ، مثل : «إنّ العلم منافعه كثيرة» جملة «منافعه كثيرة» هي جملة اسميّة في محل رفع خبر «إنّ». ومثل : «كان الولد يلعب» جملة «يلعب» الفعليّة في محل نصب خبر «كان».

٢ ـ الجملة الواقعة مفعولا به ، مثل : «علمت أنّك ناجح» جملة «أنّك ناجح» في تأويل مصدر منصوب مفعول به لفعل «علمت» ومثل : «ظننت أخي يدرس» جملة «يدرس» مفعول به ثان لفعل «ظننت».

٣ ـ الجملة الحاليّة ، مثل : «أتى الولد يختال» جملة «يختال» في محل نصب حال.

٤ ـ الجملة الواقعة نعتا ، وهي التي تكون بعد اسم نكرة ، مثل : «أتى ولد يسرع».

٥ ـ الواقعة فاعلا أو نائب فاعل ، مثل :«يعجبني أنك مجتهد» جملة أنك مجتهد في محل رفع فاعل «يعجبني» وكقوله تعالى : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ)(٣) جملة «أنه

__________________

(١) من الآية ١٨٦ من سورة آل عمران.

(٢) من الآية ٢٦ من سورة مريم.

(٣) من الآية ١ من سورة الجنّ.


استمع نفر من الجنّ» في محلّ رفع نائب فاعل «أوحي».

٦ ـ الجملة الواقعة مستثنى وذلك إذا وقعت في استثناء منقطع ، مثل : «لن أكرم الطالب إلا المجدّ فمكافأته كبيرة». «المجدّ فمكافأته كبيرة» في محل نصب على الاستثناء.

٧ ـ الجملة الواقعة مضافا إليه وتأتي بعد كلمة ملازمة للإضافة ، مثل : «سأمارس هواية الرّياضة يوم ينتهي الامتحان» جملة «ينتهى الامتحان» في محل جرّ بالإضافة والمضاف هو كلمة «يوم».

٨ ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم مقترن بالفاء أو بـ «إذا» الفجائيّة ، مثل قوله تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) جملة «هم يقنطون» في محلّ جزم جواب الشّرط.

٩ ـ الجملة التي تكون تابعة لجملة لها محل من الإعراب. مثل : «يعجبني أنّك مجتهد وأنك ناجح».

الجمل التي لا محلّ لها من الإعراب :

١ ـ الجملة الابتدائية هي التي تقع في ابتداء الكلام ، مثل : «العلم نور» جملة اسميّة لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائيّة ، ومثلها الجملة الفعليّة «ظهر الحقّ».

٢ ـ الجملة الاعتراضيّة : «استاذنا ، رحمه الله ، كان عادلا» جملة «رحمه الله» لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضيّة لأنه لا يتأثر المعنى بعد حذفها.

٣ ـ الجملة الاستئنافيّة هي المنقطعة عمّا قبلها ويصحّ اعتبارها جملة ابتدائية. كقوله تعالى : (سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ راغِبُونَ)(١) جملة «إنّا إلى الله راغبون» لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافيّة.

٤ ـ الجملة التّفسيريّة هي التي تفسر الجملة قبلها وتكون مسبوقة بـ «أي» أو «أن» حرفي التّفسير ، كقوله تعالى : (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ)(٢) جملة «اصنع الفلك» تفسيريّة.

٥ ـ الجملة الواقعة صلة الموصول ، كقوله تعالى : (وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ)(٣) جملة «يعلمون» لا محل لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول ومثلها جملة «رزقناهم» وجملة «كنتم تفترون».

٦ ـ الجملة الواقعة جوابا للقسم ، مثل : «والله لأكافيء النّاجح» جملة لأكافيء الناجح لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم.

٧ ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم غير مقترن بالفاء أو جوابا لشرط غير جازم ، مثل قوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ)(٤).

الجملة التّابعة لجملة لا محلّ لها من الإعراب ، مثل : «نجح الطّلاب وفرح الآباء».

الإعراب الظّاهر

اصطلاحا : الإعراب اللّفظيّ.

الإعراب على التّوهّم

اصطلاحا : العطف على التوهّم أي : وجود عامل يبرر مخالفة المعطوف على المعطوف عليه

__________________

(١) من الآية ٥٩ من سورة التوبة.

(٢) من الآية ٢٧ من سورة المؤمنون.

(٣) من الآية ٥٦ من سورة النحل.

(٤) من الآية ٧ من سورة الزّلزلة.


في الإتباع اللفظي ، كقول الشاعر :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

الفعل تأتي منصوب بـ «أن» المضمرة بعد واو المعية.

ويسمّى أيضا : الإعراب على التّوهّم ، الإعراب على المحلّ ، العطف بالغلط.

مواضع هذا العطف :

١ ـ يقع في المجرور ، مثل : «اعتنيت بأثاث الغرفة نظيفة». «نظيفة» : في الأصل نعت ل «أثاث» ولكن لم يتبع المنعوت «أثاث» إنما تبع «الغرفة» بدليل تأنيث لفظة «نظيفة» تبعا ل «غرفة».

٢ ـ في المنصوب ، مثل : «ما أخوك بجاهل فتتجاهله».

٣ ـ في الاستثناء ، معاملة الاسم المعطوف علي المستثنى «بغير» و «سوى» على توهّم أن المستثنى واقع بعد «إلّا» مثل : «ما نجح إلّا المجتهد والمثابر».

الإعراب على المحلّ

اصطلاحا : العطف على التّوهّم.

الإعراب اللّفظيّ

اصطلاحا : الذي تكون علامة الإعراب ظاهرة على الحرف الأخير من الكلمة مثل : «كتب الولد رسالة».

الإعراب المحليّ

اصطلاحا : هو الأثر الذي يحدثه العامل في الكلمة ، والذي لا يكون ظاهرا ولا مقدّرا بل محليّا في محل رفع ، أو نصب ، أو جرّ ، مثل قوله تعالى : (قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا)(١) «أنا» ضمير منفصل مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ. «هذا» الهاء للتنبيه و «ذا» : اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ ، ومثل : «جاء ثلاثة عشر رجلا» ثلاثة عشر : فاعل مبنيّ على الفتح في محل رفع.

مواضعه :

١ ـ في الأسماء المبنيّة كأسماء الإشارة مثل :قول الشاعر :

هذا ما جناه أبي عليّ

وما جنيت على أحد

«هذا» اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ ، وأسماء الموصول ، مثل قوله تعالى : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ)(٢) «الذّين» : اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ باللّام ، «أولئك» : اسم إشارة مبنيّ على الفتح في محل رفع مبتدأ ، والضمائر ، كقوله تعالى السابق : (قالَ أَنَا يُوسُفُ)(٣).

٢ ـ في الفعل الماضي الواقع فعلا للشّرط أو جوابه ، كقوله تعالى : (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (٤) «آمن» فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشّرط. «عمل» فعل ماض مبنيّ على الفتح في محل جزم فعل الشّرط أيضا لأنه معطوف على فعل هو فعل الشرط.

٣ ـ في الأفعال المضارعة المبنيّة أي المتّصلة

__________________

(١) من الآية ٩٠ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ١٧ من سورة النساء.

(٣) من الآية ٦٢ من سورة البقرة.


بنوني التّوكيد وبنون الإناث في حالتي النّصب والجزم ، مثل قوله تعالى : (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ)(١) «ليسجنن» «اللام» الرّابطة لجواب الشّرط أو القسم.

«يسجنن» : فعل مضارع مجهول مبنيّ على الفتح لاتصاله بنون التّوكيد المشدّدة ، في محل جزم جواب الشّرط. «وليكونا» اتّصل هذا الفعل بنون التّوكيد الخفيفة ، ومن الممكن كتابته بالنّون «وليكونن» : وهو فعل مضارع ناقص مبنيّ على الفتح لاتصاله بنون التّوكيد الخفيفة ، في محل جزم جواب الشّرط لأنه معطوف على فعل هو في محلّ جزم جواب الشّرط. ومثل : «النّساء لن يحتفلن بعيد الفطر السّعيد». «يحتفلن» : فعل مضارع مبنيّ على السّكون لاتصاله بنون الإناث وهو في محلّ نصب بـ «لن». ونون الإناث هو ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. ومثل : «الفتيات لم يحتفلن بعيد الشجرة». «يحتفلن» : فعل مضارع مبنيّ على السّكون لاتّصاله بنون الإناث في محلّ جزم بـ «لم» و «النّون» ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع فاعل.

٤ ـ في الجمل التي لها محل من الإعراب ، كقوله تعالى : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ)(٢) جملة «فلا كاشف له» جملة اسميّة في محل جزم جواب الشّرط. وكقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ)(٣) جملة «لا يغيّر» جملة فعليّة في محل رفع خبر «إنّ».

٥ ـ الجمل المحكيّة مثل : «قال : السماء كئيبة» جملة «السماء كئيبة» في محل نصب مقول القول.

٦ ـ المصادر المؤوّلة ، مثل : «أن تتعاونوا على البرّ والتّقوى نجاح لكم» المصدر المؤوّل من «أن تتعاونوا على البرّ والتّقوى» في محل رفع مبتدأ.

٧ ـ الأسماء المجرورة بحرف جرّ زائد ، مثل : «ما كان الله بظالم للعباد». «بظالم» : «الباء» : حرف جرّ زائد. «ظالم» اسم مجرور لفظا منصوب محلّا على أنه خبر «كان».

٨ ـ المنادى ، مثل قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ)(٤) «أيّ» : منادى مبنيّ على الضّمّ في محل نصب مفعول به لفعل النّداء المحذوف تقديره : أنادي.

٩ ـ المستغاث ، مثل قول الشاعر :

يا يزيدا لآمل نيل عز

وغنى بعد فاقة وهوان

«يزيدا» منادى مستغاث به مبنيّ على الضّمّة المقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحلّ بحركة الفتحة المناسبة للألف ، وهو في محلّ نصب مفعول به لفعل الاستغاثة المحذوف والألف عوض عن لام الجرّ المفتوحة ، لا محلّ لها من الإعراب.

الإعراب المقدّر

اصطلاحا : الإعراب التّقديري.

الإعراب النحويّ

اصطلاحا : الإعراب.

أعرف المعارف

اصطلاحا : قوّة المعارف : وهي كما يلي مرتّبة بحسب الأقوى : اسم الجلالة. الضّمير. اسم العلم. ضمير الغائب. اسم الإشارة. اسم الموصول. المعرّف بـ أل. المضاف إلى معرفة.

__________________

(١) من الآية ٣٣ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ١٧ من سورة الأنعام.

(٣) من الآية ١٢ من سورة الرّعد.

(٤) من الآية ١١ من سورة المائدة.


أعطى

اصطلاحا : فعل ماض متعدّ إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر ، ويشاركها في هذا العمل الأفعال : «منح» ، «كسا» ، «سأل» ، «منع» ، «ألبس» ، مثل : «أعطيت المجتهد مكافأة» «المجتهد» مفعول به أوّل. «مكافأة» : مفعول به ثان.

حكم مفعوليها : الأصل أن يتقدّم ما هو فاعل في المعنى. «فالمجتهد» في المثل السّابق هو الآخذ فهو الفاعل في المعنى. و «المكافأة» مأخوذة هي مفعول به في المعنى. وقد يتقدّم هذا المفعول تقدما واجبا وقد يكون ممتنعا.

وجوب تقديم المفعول الأوّل :

١ ـ عند الوقوع في اللّبس ، مثل : «أعطيت أبي أخي».

٢ ـ إذا كان المفعول الثّاني محصورا بـ إلّا ، مثل : ما أعطيت المجتهد إلا مكافأة.

٣ ـ إذا كان الأول ضميرا متّصلا والثاني اسما ظاهرا ، مثل : «أعطيته الدّراهم» وكقوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ)(١).

امتناع تقديم المفعول الأول :

١ ـ إذا كان المفعول الأول محصورا بـ «إلّا» أو «إنّما» ، مثل : «ما أعطيت مكافأة إلا المجتهد» «مكافأة» مفعول به ثان. «المجتهد» مفعول به أوّل وهو فاعل في المعنى.

٢ ـ إذا كان المفعول الأوّل اسما ظاهرا والثّاني ضميرا متّصلا ، مثل : «أعطيتها المجتهد».

«الهاء» مفعول به ثان ضمير متّصل مبنيّ على الضّمّ في محلّ نصب. «المجتهد» : مفعول به أوّل.

٣ ـ إذا اشتمل الأول على ضمير يعود إلى المفعول الثاني المتقدّم ، مثل : «أعطيت المكافأة مستحقها». «المكافأة» : مفعول به ثان. «مستحقها» مفعول به أوّل هو الفاعل في المعنى ومتضمّن ضميرا يعود إلى المفعول الثّاني المتقدّم ، ومطابق له في التّأنيث.

أعلم

الأصل في «أعلم» ، الفعل «علم» الذي يتعدّى إلى مفعولين ، فلما دخلت عليه الهمزة عدّي إلى ثلاثة مفاعيل ، فتقول : «علمت الخبر سارا» و «أعلمت المدير الخبر سارّا». أما إذا كان الفعل «علم» بمعنى : «عرف» أي : متعدّيا إلى مفعول واحد ، ودخلت عليه الهمزة عدّي إلى مفعولين فتقول : «أعلمت المدير خبرا يسرّه». وقد يحذف أحد المفعولين أو كلاهما إذا كانت «علم» بمعنى : «عرف» تقول : «علمت أنك قادم» جملة «أنك قادم» سدّت مسدّ مفعولي «علم». وتقول :جوابا عن السؤال : هل علمت بظهور نتائج الامتحان؟ : «نعم. علمت».

الإعمال

لغة : مصدر أعمل : أي جعله عاملا.

واصطلاحا : الإعراب. التّنازع.

أعني

اصطلاحا : «أعني» استعمل لتفسير كلام سابق فتسمّى أعني التّفسيريّة. فتصير بمعنى : «أي» أو «أن» التّفسيريّتين. وتختلف عنهما في أنّها تستعمل لدفع السّؤال ، وإزالة الإبهام. أمّا «أن» و «أي» فيستعملان للإيضاح والبيان. مثل :«المبتدأ : أعني الاسم المرفوع المجرّد من العوامل اللّفظيّة للإسناد والمحكوم عليه بأمر».

__________________

(١) من الآية ١ من سورة الكوثر.


ومثل : «وضعت المرأة ، أعني : وضعت بنتا».

أعني : فعل مضارع مرفوع للتجرّد والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. و «الياء» :ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محلّ نصب مفعول به.

الاغتفار

لغة : مصدر اغتفر الله ذنبه : غفر له.

واصطلاحا : أن يغتفر في التّوابع ما لا يغتفر في المتبوعات. أي : أن فعل الأمر لا يكون فاعله ظاهرا بل يكون ضميرا مستترا وجوبا ولكن هذا لا يمنع أن يكون المعطوف على الفاعل المستتر اسما ظاهرا بدون تقدير فعل محذوف ، مثل :«العب أنت وأخوك» ، وكقوله تعالى : (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)(١) وهذا يعني أنك إذا أردت أن تعطف على ضمير الرّفع المتّصل أو المستتر وجب الفصل بين المعطوف والعاطف بضمير رفع منفصل أو بأي فاصل آخر.

وقد شذّ العطف على ضمير الرّفع المستتر بدون فاصل بينه وبين العاطف كما في مثل :

ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه

ما لم يكن وأب له لينالا

حيث عطف الاسم الظّاهر المرفوع «أب» على الضّمير المستتر في «يكن» وهو اسم «يكن» دون أن يؤكّد ذلك الضّمير بالضّمير المنفصل ، أو دون أن يفصل بين المعطوف والعاطف أي فاصل.

أمّا إذا كان المعطوف ضميرا للنّصب جاز الفصل بين المتعاطفين أو عدمه.

ملاحظة : يعبّر النّحاة عن مسألة الاغتفار بقولهم : يغتفر في الثّواني ما لا يغتفر في الأوائل.

الإغراء

تعريفه : هو تعريف المخاطب على أمر مستحسن ليفعله ، مثل : «الصّدق».

أسلوبه : يقتضي أسلوب الإغراء عناصر ثلاثة هي : المغري وهو المتكلّم ، والمغرى وهو المخاطب ، والمغرى به وهو الأمر المطلوب. مثل «الصلاة» هو الأمر المغرى به والمتكلّم هو المغري. والمخاطب هو المغرى. وتعرب كلمة «الصلاة» : مفعول به لفعل محذوف تقديره «الزم».

صوره : يكون الإغراء مقتصرا على اسم منصوب ، مثل : «الصدق» ويمكن أن يكرّر هذا الاسم فنقول : «الصدق الصدق». «الصدق» الأولى مفعول به لفعل محذوف تقديره «الزم» والثانية توكيد للأولى. ويمكن أن يعطف عليه بالواو فتقول : «الصدق والوفاء» ، «الواو» : حرف عطف. «الوفاء» معطوف على «الصّدق». وقد تكون هذه «الواو» للمعيّة لا للعطف ، مثل :«العمل والجدّ كي تنجح في الامتحان» «الواو» للمعية. «الجدّ» : مفعول معه منصوب. والتّقدير : الزم العمل مع الجدّ كي ...

وفي الصّورتين الأخيرتين يجب إضمار العامل. ولا يجب ذلك في الصورة الأولى.

ما يلحق به : يلحق به كما يلحق بأسلوب التّحذير وجوب إضمار النّاصب في بعض الأمثال المأثورة مثل : «أحشفا وسوء كيلة» وهذا المثل يضرب لمن يجمع بين إساءتين وتقدير الكلام : اتبيع حشفا وفوق ذلك سوء كيلة. والحشف هو رديء التّمر. وما يشبه الفعل ، كقوله تعالى :

__________________

(١) من الآية ٣٥ من سورة البقرة.


(انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ) أي : انتهوا واصنعوا خيرا. ومثل : «من أنت؟ عليا» مثل يذكر لمن يتكلم بسوء عن رجل عظيم. والتّقدير : من أنت حتى تذكر عليا بسوء ومثل : «مرحبا وأهلا وسهلا» أي : وجدت مرحبا وأتيت أهلا ونزلت سهلا ، ومثل : «عذيرك» أي : أظهر عذرك. ومثل : «ديار الأحباب» أي : اذكر ديار ...

الأغلب

لغة : أفعل التفضيل من غلب عليه : قهره واعتزّ عليه.

واصطلاحا : المقيس عليه. أي : الذي أخذ من كلام العرب وسمع منهم بكثرة بحيث يطمأنّ في القياس عليه.

أفّ

لغة : الأف : الوسخ حول الأذن أو حول الظّفر.

واصطلاحا : اسم فعل مضارع بمعنى : استقذر. أتأقّف. ويستعمل في كل شيء يضجر منه ويتأذّى به. وقد تكون بمعنى أتضجّر. وهذه الكلمة من النّوع المرتجل. وفيها عشر لغات : أفّ. أفّ. أفّا. أفّ. أفّ له. أفّي. أفّى. أفّة.

أف. كقوله تعالى : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما)(١) وقد جمعها ابن مالك في بيت واحد من ألفيّته بقوله :

فأفّ ثلّث ونوّن إن أردت وقل

أفّى وأفّي وأف وأفّة تصب

وأفّ تلزم صورة واحدة في التّذكير والتّأنيث والإفراد والتّثنية والجمع. والقصد منها المبالغة ، والتّنوين فيها للتّنكير. فإذا قلت أفّ ، فكأنّك تقول : أتضجّر كثيرا من كلّ شيء أو من كل ما أنا فيه. راجع : اسم الفعل.

الافتقار العارض

اصطلاحا : هو حاجة اسم الموصول إلى صلة تعرّف به ، كقوله تعالى : (وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ)(٢) «الذين» : اسم موصول مبنيّ على الفتح في محلّ نصب مفعول به لفعل «تنذر». وجملة «يخشون» لا محل لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول. «من» اسم موصول في رأي من يعتبرها كذلك. وجملة «تزكّى» صلة. ويمكن اعتبارها اسم شرط وجملة «تزكّى» في محل جزم فعل الشرط.

الافتقار اللّازم

اصطلاحا : عدم وجود قرينة في اسم الإشارة ترفع الإبهام عنه ، مثل : «هذا ينفع المريض» «هذا : «الهاء» للتّنبيه. «ذا» اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ وجملة «ينفع المريض» خبر المبتدأ.

الأفعال الأربعة

اصطلاحا : هي الأفعال التي تظهر فيها أحرف المضارعة الأربعة المجموعة في كلمة «أنيت» ، وهي : «يدرس» ، «تدرس» «أدرس» ، «ندرس».

أفعال الإنشاء

اصطلاحا : أفعال الشّروع. أي : من أخوات

__________________

(١) من الآية ٢٣ من سورة الإسراء.

(٢) من الآية ١٨ من سورة فاطر.


«كاد» التي تدخل على المبتدأ الذي يكون خبره فعلا مضارعا مجردا وجوبا من «أن». وهي كثيرة أهمها : «أنشأ» ، «علق» «طفق» ، «بدأ» ، «ابتدأ» ، «جعل» ، «أخذ» ، «قام» ، «انبرى» ، ... وهذه الأفعال تلازم صيغة الماضي مثل : «جعل المعلم يشرح الدرس» ، «المعلم» اسم «جعل» مرفوع وجملة «يشرح الدرس» في محلّ نصب خبر «جعل».

أفعال التّحويل

اصطلاحا : هي التي تفيد التّحويل أو الانتقال من حالة إلى أخرى تخالفها ، وهي من أخوات «ظنّ» أي تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبهما مفعولين ، كقوله تعالى : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً)(١) «الملائكة» : مفعول به أوّل : «أناثا» : مفعول به ثان. وتسمّى أيضا : أفعال التّصيير. وأهمّها «صيّر» ، «ردّ» ، «ترك» ، «تخذ» ، «اتّخذ» ، «جعل» ، «وهب» ، وكلّها بمعنى : حوّل أو صيّر. وقد تخرج هذه الأفعال عن معنى التّحويل أو التّصيير فتفيد الرّجحان فتنصب مفعولين : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ)(٢) «يدك» : مفعول به أوّل. «مغلولة» : مفعول به ثان. وإذا كانت «جعل» بمعنى «أوجد» فتتعدّى إلى مفعول واحد ، كقوله تعالى : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ)(٣).

أفعال التّصيير

اصطلاحا : أفعال التّحويل.

أفعال التّقريب

اصطلاحا : أفعال المقاربة. أي الّتي تدلّ على قرب وقوع الشّيء وهي : «كاد» وأخواتها التي تعمل عمل «كان». وهي إمّا أن تفيد قرب وقوع الشّيء وهي : «كاد» و «كرب» و «أوشك» وإمّا أن تفيد رجاء وقوعه وهي : «عسى» و «حرى» و «اخلولق» وإمّا أن تفيد الشّروع وهي : «شرع» «أنشأ» «طفق» ، «علق» ، «جعل» ... انظر كاد وأخواتها.

الأفعال الخمسة

اصطلاحا : هي كلّ مضارع اتّصل بألف الاثنين أو «واو» الجماعة أو «ياء المخاطبة» ، كقوله تعالى : (يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ)(٤) «يؤمنون» فعل مضارع مرفوع للتّجرد وعلامة رفعه ثبوت «النّون» لأنّه من الأفعال الخمسة و «الواو» : ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل ، ومثله الفعل «يحافظون» : وهذه الأفعال هي : «يحافظان» «تحافظان» «يحافظون» «تحافظون» «تحافظين». وتسمّى أيضا : الأمثلة الخمسة.

الأفعال السّتّة. الأمثلة السّتّة. الخمسة الأمثلة.

وهذه الأفعال ترفع بثبوت «النّون» وتنصب وتجزم بحذفها ، كقوله تعالى : (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ)(٥). «يؤمنوا» فعل مضارع منصوب بـ «أن» وعلامة نصبه حذف «النّون» لأنه من الأفعال الخمسة ، وكقوله تعالى : (وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا)(٦) «لا» : أداة نهي تجزم الفعل المضارع. «تنكحوا» فعل مضارع مجزوم بحذف حرف النّون لأنه من الأفعال الخمسة.

و «يؤمنوا» : فعل مضارع منصوب بـ «أن» المضمرة

__________________

(١) من الآية ١٩ من سورة الزخرف.

(٢) من الآية ٢٩ من سورة الإسراء.

(٣) من الآية ١ من سورة الأنعام.

(٤) من الآية ٩٢ من سورة الأنعام.

(٥) من الآية ٧٥ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ٢٢١ من سورة البقرة.


بعد «حتى» وعلامة نصبه حذف «النّون» لأنّه من الأفعال الخمسة.

الأفعال الدّاخلة على المبتدأ والخبر

اصطلاحا : الأفعال النّاقصة أي : النّواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر فترفع الأوّل اسما لها وتنصب الثّاني خبرا لها.

أفعال الذّمّ

اصطلاحا : هي الأفعال التي وضعت لإنشاء الذمّ وتفيد المبالغة فيه ، وهي : «بئس» ، «ساء» «لا حبّذا» ، كقوله تعالى : (النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)(١) وكقوله تعالى : (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ)(٢) «ساء» : فعل ماض جامد : «مطر» فاعل «ساء» وكقول الشاعر :

ألا حبّذا عاذري في الهوى

ولا حبذا الجاهل العاذل

«حبّذا» في الشطر الأول تفيد المدح «ولا حبّذا» في الشطر الثاني تفيد الذمّ ، ومثل : «ساء الرجل زيد» «ساء» : فعل ماض جامد مبنيّ على الفتح «الرجل» : فاعل ، «زيد» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هو. ويجوز أن تعرب «زيد» مبتدأ ، والجملة «ساء الرجل» خبره.

أفعال الرّجاء

اصطلاحا : هي من أخوات «كاد». تدخل على مبتدأ خبره يجب أن يكون مقترنا بـ «أن» كقوله تعالى : (عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٣) وهذه الأفعال هي : «عسى» و «حرى» و «اخلولق» ويجوز في «عسى» أن تكون تامّة إذا اتصلت بـ «أن والفعل» كقوله تعالى : (فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)(٤) «أن» وما بعدها في تأويل مصدر مرفوع فاعل «عسى».

أمّا إذا تقدّم عليها اسم يصحّ اسنادها إلى ضميره فيجوز وجهان :

الأوّل : أن تكون تامّة ، وعندئذ تلزم صورة واحدة في كلّ حالات الإعراب وفي التّذكير والتأنيث والمفرد والمثنّى والجمع ، فتقول : «الطالب عسى أن ينجح» «والطالبات عسى أن ينجحن» «والطالبان أو الطالبتان عسى أن ينجحا أو تنجحا» فيكون المصدر المؤول من «أن والفعل» فاعل عسى.

والثاني : أن تكون ناقصة وعندئذ تشتمل على ضمير مطابق للاسم المتقدّم هو اسمها ، مثل : «الطالبان عسيا أن ينجحا» وأفعال الرّجاء جامدة ، ولا تعمل إلا في صورة الماضي.

أفعال الرّجحان

اصطلاحا : هي التي تفيد في الأمر رجحانا فتنصب مفعولين وتكون من أخوات «ظنّ» وتعمل عملها أي : تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبهما مفعولين ، وهذه الأفعال كثيرة أشهرها : ظنّ «درى» «خال» ، «حسب» ، «زعم» ، «عدّ» ، «حجا» ، «جعل» ، «هب» ، التي تلازم صيغة الأمر ومعناها : ظنّ وقد تحتمل هذه الأفعال معنى الشّكّ لكنّها تكون أقرب إلى اليقين منها إلى الشك ، كقول الشاعر :

ولا تحسبنّ الموت موت البلى

وإنّما الموت سؤال الرّجال

__________________

(١) من الآية ٧٢ من سورة الحج.

(٢) من الآية ١٧٣ من سورة الشعراء.

(٣) من الآية ٨٤ من سورة النساء.

(٤) من الآية ١٩ من سورة النساء.


كلاهما موت ولكنّ ذا

أفظع من ذاك لذلّ السّؤال

ومثل :

ظننت أن شبّت لظى الحرب صاليا

فعرّدت فيمن كان عنها معرّدا

ومثل :

إخالك إن لم تغضض الطّرف ذا هوى

يسومك ما لا يستطاع من الوجد

ومثل :

دريت الوفيّ العهد يا عرو فاغتبط

فإنّ اغتباطا بالوفاء حميد

حيث وردت «درى» بصيغة المجهول فالتاء نائب فاعله وهو المفعول الأولى «الوفيّ» : مفعول به ثان «العهد» : يجوز فيها الرّفع والنّصب والجرّ ، فالرّفع على أنه فاعل للصّفة المشبهة «الوفيّ» والنّصب على التّشبيه بالمفعول به للصّفة المشبّهة «الوفيّ» والجرّ على أنه مضاف إليه.

وقد تخرج هذه الأفعال عن معناها فلا تعدّ من النّواسخ ، فمثلا قد تكون «درى» بمعنى : «خدع» فتعدّى إلى مفعول به واحد ، مثل : «دريت اللصّ» أي خدعته. وبمعنى : «حكّ» تقول : «دريت جسمي» أي : حككته وقد يتعدّى هذا الفعل بالباء فنقول : «دريت بالخبر». أي : سمعت به. وإن دخلت عليه الهمزة تعدّى إلى مفعول آخر ، كقوله تعالى : (وَ ما (أَدْراكُمْ بِهِ)(١) كم : هو ضمير المخاطبين هو المفعول الأول. والجار والمجرور «به» هو بمنزلة المفعول الثّاني.

ملاحظات :

١ ـ قد يقع اللّفظ «حرى» مصدرا منوّنا ملازما للإفراد والتّذكير ومعناه : «جدير» مثل :«المخترع حرّى أن يكرم» و «المجتهدان حرى أن يكرما» و «العقلاء حرى أن يكرموا» قد يكون مصدر «حرى» مشتقا لفعل تام التّصرف ليس من أفعال الرّجاء وهو : «حري» مضارعه «يحري».

وقد يأتي من هذا الفعل التّامّ وصف مشتق وهو «حريّ» ونلحقه علامة التّأنيث والتّثنية والجمع فتقول : «المجتهدة حرية أن تفوز» و «المجتهدان حريّان أن يفوزا» «والطالبات المجتهدات حريات أن ينجحن» «والأولاد المجتهدون حريون أن يفوزوا» «والطالبان الفائزان حريان أن يحترما».

٢ ـ الغالب في «زعم» أن تفيد معنى الظّن الفاسد ، كقوله تعالى : (أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً)(٢).

٣ ـ قد يأتي الفعل «ألفى» بمعنى «وجد» فينصب مفعولا به واحدا ، مثل : «ألفيت كتابي» أي : وجدته وكقوله تعالى : (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ) الألف في «ألفيا» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل «سيدها» مفعول به ومضاف إليه.

٤ ـ فعل «تعلّم» فعل جامد لا يتصرّف ، فلا يستعمل منه إلا الأمر ، لكنّه ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، كقول الشاعر :

تعلّم شفاء النّفس قهر عدوّها

فبالغ بلطف في التّحيّل والمكر

«تعلّم» بمعنى اعلم ، مفعول به أول ، «قهر»

__________________

(١) من الآية ١٦ من سورة يونس.

(٢) من الآية ٩٢ من سورة الإسراء.


مفعول به ثان. وأكثر ما يتعدّى هذا الفعل إلى «أنّ» ومعموليها ، كقول الشاعر :

تعلّم أبيت اللّعن أنّي فاتك

من اليوم أو من بعده بابن جعفر

ومثل :

تعلّم رسول الله أنّك مدركي

وأنّ وعيدا منك كالأخذ باليد

والتقدير : اعلم يا رسول الله أنك مدركي ، ومثل قول الشاعر :

تعلّم أنّه لا طير إلّا

على متطيّر وهو الثّبور

أمّا إذا كان الفعل «تعلّم» هو أمر من «تعلّم» فيتعدّى إلى مفعول واحد ، مثل : «تعلّم القراءة والكتابة» «تعلّم» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقدير أنت «القراءة» : مفعول به.

الأفعال السّتّة

اصطلاحا : الأفعال الخمسة ، ولكنّها في الحقيقة ستّة ، وهي : يأكلان ، تأكلان ، يأكلون ، تأكلون تأكلين إلّا أن «تأكلان» تستعمل للمذكّر والمؤنث.

أفعال الشّروع

اصطلاحا : هي التي تفيد الابتداء في العمل والشروع فيه ، وهي تدخل على مبتدأ خبره فعل مضارع يجب تجرّده من «أن» مثل : «شرع العامل يبني بيته». وتسمّى أيضا : أفعال الإنشاء. راجع أفعال الإنشاء.

أفعال الظّنّ

اصطلاحا : أفعال الرّجحان.

أفعال العبارة

اصطلاحا : الأفعال النّاقصة ، وسميت ناقصة لعدّة أسباب منها :

١ ـ لأنّ المعنى لا يتم بمرفوعها بل لا بدّ من ذكر منصوب ليتم الكلام.

٢ ـ لأنها لا تدلّ إلا على الزّمن فقط.

٣ ـ لعدم دلالتها على الحدث فهي أفعال من جهة اللّفظ والتعرّف فقط.

الأفعال غير التّامّة

اصطلاحا : الأفعال النّاقصة.

أفعال القلوب

اصطلاحا : هي الأفعال التي لا يدرك مفهومها ، إلا بالحسّ الباطن فمعانيها قائمة بالقلب وهي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، كقول الشاعر :

حسبت التقى والجود خير تجارة

رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا.

وأفعال القلوب قسمان منها ما يفيد الرّجحان ، كقول الشاعر :

فلا تعدد المولى شريكك في الغنى

ولكنّما المولى شريكك في العدم

ومثل :

ما خلتني زلت بعدكم ضمنا

أشكوا إليكم حموة الألم

ومثل :

هما سيدانا يزعمان وإنّما

يسوداننا إن أيسرت غنماهما


ومنها ما يفيد اليقين ، كقول الشاعر :

ولقد علمت لتأتيّن منيّتي

إنّ المنايا لا تطيش سهامها

ومن أفعال القلوب ما لا ينصب مفعولين ، فيكون لازما ، مثل : «جبن» ، و «تفكّر» و «فكّر» أو يكون متعدّيا إلى مفعول واحد مثل : «خاف» «وكره» و «فهم» مثل : «قد كرهت البعاد يا أمي».

وليس من الضّروريّ أن تنصب هذه الأفعال مفعولين مباشرة فقد تدخل على «أنّ» ومعموليها ، أو على «أن» والفعل فيكون المصدر المؤوّل سادّا مسدّ المفعولين كقوله تعالى : (وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ)(١) أن وما بعدها سدّت مسدّ المفعولين وكقوله تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ)(٢) ، وكقول الشاعر :

يرى الجبناء أنّ الجبن حزم

وتلك خديعة الطّبع اللّئيم

وتختصّ أفعال القلوب ، ما عدا الجامدة منها :بتعليق أو إلغاء عمل «ظننت» مثل : «البرد قارس ظننت» لأنه قدّم عليها المفعولان. ومثل قوله تعالى : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ)(٣) بتعليق عمل «علم» عن العمل ، و «أنّ» ومعمولاها في محل نصب سدّ مسدّ مفعوليها. وتختصّ أفعال القلوب أيضا بجواز وقوع فاعلها ومفعولها ضميرين متّصلين صاحبهما واحد كقوله تعالى : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً)(٤) فاعل «أراني» ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :«أنا». و «ياء» المتكلم المتّصلة بالفعل «أراني» هي ضمير متصل مبنيّ على السّكون في محلّ نصب مفعول به.

أفعال المدح

اصطلاحا : هي الأفعال الجامدة التي وضعت لإنشاء المدح وتفيد المبالغة فيه ، ولا بد لها من فاعل ومن اسم مرفوع هو المخصوص بالمدح ويعرب مبتدأ خبره الجملة السابقة ، أو خبرا لمبتدأ محذوف تقديره : هو ، وهذه الأفعال هي : «نعم» ، «وحبّ» و «حبّذا». كقول الشاعر :

فنعم ابن اخت القوم غير مكذّب

زهير حساما مفردا من حمائل

«ابن» فاعل «نعم». «زهير» مبتدأ مرفوع خبره جملة «نعم ابن أخت القوم» أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هو ، وكقول الشاعر :

نعم أمرءا هرم لو تعر نائبة

إلّا وكان لمرتاع لها وزرا

«نعم» فعل ماض للمدح مبنيّ على الفتح وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل تقديره : هو. وقد فسّر هذا الضّمير بالتّمييز «امرءا» لإزالة إبهامه «هرم» «مبتدأ» مرفوع خبره جملة «نعم» أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره : «هو» ، وكقول الشاعر :

حبّ بالزّوّار الذي لا يرى

منه إلّا صفحة أو لمام

«حبّ» فعل ماض للمدح مبنيّ على الفتح ، «بالزّوّار» ، «الباء» : حرف جرّ زائد ، «الزوّار» فاعل «حبّ» مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الآخر

__________________

(١) من الآية ١١٨ من سورة التوبة.

(٢) من الآية ١٩ من سورة محمد.

(٣) من الآية ٩٧ من سورة الحجر.

(٤) من الآية ٣٦ من سورة يوسف.


منع من ظهورها انشغال المحلّ بحركة حرف الجرّ الزّائد ومثل :

يا حبّذا جبل الرّيان من جبل

وحبّذا ساكن الرّيّان من كانا

«حبذا» تتألف من «حبّ» فعل ماض للمدح مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب «ذا» : اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل ، والجملة من فعل المدح وفاعله في محلّ رفع خبر مقدم «جبل» مبتدأ مؤخّر مرفوع «من» حرف جرّ زائد. «جبل» : تمييز منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها انشغال المحلّ بحركة حرف الجرّ المناسبة ، وقد تسبق «حبذّا» بـ ألا» الاستفتاحيّة فلا تغيّر شيئا من معنى «حبّذا» ولا من عملها ، كقول الشاعر :

ألا حبّذا لو لا الحياء وربّما

منحت الهوى من ليس بالمتقارب

أما إذا تقدّمت «لا» النّافية على «حبّذا» فتقلب المعنى إلى الذّمّ ، كقول الشاعر :

ألا حبّذا أهل الملا غير أنّه

إذا ذكرت ميّ فلا حبّذا هيا

على وجه ميّ مسحة من ملاحة

وتحت الثّياب الخزي لو كان باديا

«ألا حبذا» للمدح. «لا حبذا» في الشطر الثّاني هي للذّمّ وعملها كعمل «حبذا».

أفعال المقاربة

اصطلاحا : هي أخوات «كاد» التي تدلّ على قرب وقوع الأمر. وألفاظها : «كاد» ، و «كرب» و «أوشك» وهي تعمل عمل «كان». تدخل على مبتدأ خبره فعل مضارع يجوز اقترانه بـ «أن» أو تجرّده منها كقوله تعالى : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ)(١) «زيتها» اسم «يكاد» مع «الهاء» في محل جرّ بالإضافة ، وجملة «يضيء» في محل نصب خبر «يكاد». وهذه الأفعال قد يؤخذ منها مضارع ، كالآية السّابقة أو اسم فاعل ، كقول الشاعر :

أموت أسى يوم الرّجام وإنّني

يقينا لرهن بالذي أنا كائد

والتقدير : كائد ألقاه. وكقول الشاعر :

وتعدو دون غاضرة العوادي

فإنّك موشك أن لا تراها

«موشك» : اسم فاعل من «أوشك» عملت عمل الماضي فاسمها ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، وخبرها «أن» وما بعدها في تأويل مصدر هو خبر موشك ، وكقول الشاعر :

أبنيّ إنّ أباك كارب يومه

فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل

وقد تأتي أوشك تامّة فتكون مكتفية بمرفوعها ، وذلك إذا تلاها «أن» والفعل ، مثل : «أوشك أن ينزل المطر» «أن» وما بعدها في تأويل مصدر مرفوع فاعل «أوشك». ومثلها «عسى» وقد يتقدم عليها اسم يصحّ إسناده إلى ضميرها فيجوز فيها وجهان : إما أن تكون تامّة فتلزم صورة واحدة في كل حالات الإعراب ، مثل : «الولد عسى أن يشفى» «والبنت عسى أن تشفى» وإما أن تكون ناقصة فتتصل بضمير مطابق لما قبلها فتقول : «الطّالبة عست أن تنجح» «الطالبتان عستا أن تنجحا» «والوالدان عسيا أن ينجحا» ..

أفعال المقاربة والشّروع والرّجاء

اصطلاحا : أفعال المقاربة.

__________________

(١) من الآية ٣٥ من سورة النور.


الأفعال النّاسخة

اصطلاحا : هي التي تدخل على المبتدأ والخبر فتنسخ أي تغير حكمها في المعنى والإعراب وهي أنواع كثيرة منها : «كان» وأخواتها ، «إنّ» وأخواتها ، «كاد» وأخواتها ، «ظنّ» وأخواتها ، ويلحق بها الأداتان النّاسختان : «لا» النافية للجنس و «لا» المشبّهة بـ «ليس» أو أخوات «ليس».

الأفعال النّاقصة

اصطلاحا : هي من النّواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر فتبقي المبتدأ مرفوعا على أنّه اسمها وترفع الثاني على أنّه خبرها ، مثل قوله تعالى : (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً)(١) «كانت» فعل ماض ناقص مبنيّ على الفتح لفظا و «التاء» للتأنيث واسم «كانت» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. «كتابا» : خبر «كان» منصوب ، وكقوله تعالى : (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ)(٢) «كاد» فعل ماض ناقص مبني على الضّمّ لاتّصاله بالواو و «الواو» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل رفع اسم «كاد» وجملة «يفعلون» في محل نصب خبر «كاد». وتسمّى هذه الأفعال أيضا : الأفعال غير التّامّة ، الأفعال النّاسخة ، أفعال العبارة ، الأفعال الدّاخلة على المبتدأ والخبر.

والأفعال النّاقصة قسمان : «كان» وأخواتها ، و «كاد» وأخواتها.

أفعال اليقين

اصطلاحا : هي من النّواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبهما مفعولين ، وتدلّ على اعتقاد المتكلّم أمرا لا يعارضه دليل سواء أكان هذا الاعتقاد صحيحا مطابقا للواقع أم غير ذلك ، من هذه الأفعال : «علم». «رأى القلبيّة».

«وجد». «درى». «ألفى». «جعل». «تعلّم» بمعنى : اعلم ، مثل : «ألفيت الخطابة هي عامل مهم لنشر الدّعوة» أو ألفيت الخطابة عاملا مهما. ألفيت بمعنى : «وجدت» أو «اعتقدت» فعل ماض مبنيّ على السّكون لاتّصاله بالتاء. و «التاء» ضمير متّصل مبنيّ على الضّمّ في محل رفع فاعل «الخطابة» مفعول به أوّل والجملة الاسمية «هي عامل» في محل نصب مفعول به ثان. أو في العبارة الثانية «عاملا» : مفعول به ثان. وكقوله تعالى : (إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ)(٣).

وقد تخرج هذه الأفعال عن معنى اليقين فليست من النّواسخ فالفعل «ألفى» مثلا يأتي بمعنى «وجد» أو «لقي» فينصب مفعولا به واحدا ، مثل : «ألفيت مسطرتي» أي : وجدتها. وقد تكون بمعنى أصاب الشيء وظفر به ، كقوله تعالى : (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ)(٤) «سيّدها» : مفعول به منصوب و «الهاء» : في محل جرّ بالإضافة.

ملاحظة : «الفعل» «تعلّم» هو فعل جامد بنظر بعض النّحاة. أما إذا كان فعلا آتيا من «تعلّم» وهو الأمر منه فيتعدى إلى مفعول به واحد. مثل :«تعلّم علوم الرّياضة والأدب».

أفعل التّفضيل

اصطلاحا : اسم التّفضيل.

__________________

(١) من الآية ١٠٣ من سورة النساء.

(٢) من الآية ٧١ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٦٩ من سورة الصّافّات.

(٤) من الآية ٢٥ من سورة يوسف.


أكتع

اصطلاحا : من ألفاظ التّوكيد المعنويّ تأتي بعد أجمع ويؤكّد بها على الشكل التّالي : «جاء الطلاب كلّهم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون» على التّرتيب دون أن يتقدّم أحد هذه الألفاظ على الآخر. «جاء» فعل ماض مبنيّ على الفتح.

«الطّلّاب» فاعله. «كلّهم» توكيد «الطلاب» مع ضمير الغائبين «هم» في محل جرّ بالإضافة «أجمعون» : توكيد «الطّلّاب» مرفوع بالواو والنّون لأنّه ملحق بجمع المذكّر السّالم ومثلها :«أكتعون» و «أبصعون» و «أبتعون».

الاقتصار

لغة : مصدر اقتصر على الأمر : اكتفى به.

واصطلاحا : الحذف اقتصارا.

الإقحام

لغة : مصدر أقحم في الأمر : أدخله فيه.

اصطلاحا : الحشو.

الإقرار

لغة : مصدر أقرّ : اعترف.

واصطلاحا : الإثبات.

الأقلّ

لغة : اسم تفضيل من قلّ : ضدّ كثر.

اصطلاحا : السّماعيّ.

الأكثر

لغة : اسم تفضيل من كثر ، ضد قلّ. ومعناه تكاثر. توافر.

اصطلاحا : المقيس عليه.

أل

لغة : أداة تعريف خاصة بالأسماء.

واصطلاحا : أل التعريف ، وهي وسيلة من وسائل التّعيين التي إذا دخلت على النّكرة التي تقبل التّعريف جعلتها معرفة مثل : «غاب قمر» و «غاب القمر».

ملاحظة : النّكرات التي لا تقبل التّعريف وتبقى على تنكيرها لأنها متوغّلة في الإبهام كثيرة منها : «غير» ، «مثل» ، «خدن» ، «ترب» ، «ضرب» ، «ند» ...

أل الاستغراقيّة

اصطلاحا : هي التي تدخل على واحد من الجنس فتفيد الإحاطة بصفة واحدة من الصّفات الشّائعة على سبيل المبالغة ، لا على سبيل الحقيقة ، مثل : «أنت الأب عدلا» و «أنت الأستاذ علما» و «أبوك الرّجل حلما». فكأنّك تريد أن تحيط بصفة العدل في المثل الأول إحاطة شاملة لم تتهيّأ إلا للرجال كلّهم مجتمعين وأنت الأب بمنزلتهم جميعا من ناحية العدل وكذلك بالنّسبة للعلم في المثل الثّاني ، وللحلم في الثالث ، وبهذا تسمّى : «أل» الكماليّة. وتسمّى «أل» الاستغراقية في الاصطلاح أيضا : لام الاستغراق.

أل التي للحقيقة

اصطلاحا : هي التي يراد منها أن الجنس يراد منه حقيقته القائمة في الذّهن من دون النّظر إلى عدده ، أو إلى الصّفات الطارئة عليه ، مثل :«الشاب أقوى من البنت» و «الذّهب أغلى من الفضّة» ، «الفضّة أنفس من النّحاس» فأنت تريد في المثل الأول حقيقة الشّاب من حيث عنصره المميّز لا من حيث أفراده ومن غير النّظر إلى أفراد جنس الشباب أو البنات ، وتسمّى أيضا : أل التي للماهيّة. أل التي للطبيعة. لام الحقيقة. لام الماهيّة. لام الطبيعة. أل البيانيّة.


أل التي للغلبة

اصطلاحا : هي التي تفيد معنى الغلبة وهي في الأصل أل العهديّة. ولكن لمّا كان الاسم المقترن بها قد غلب عليه شيء من معناه صار علما بالغلبة ، وصارت «أل» لازمة في الكلمة ولم تكن للتّعريف وسلبته ، ولا تحذف منه إلّا في النّداء ، أو في الإضافة ، أو في نادر الكلام ، مثل : «سافرت المدينة» يقصد بها المدينة المنوّرة ، ومثل : «طاف المسلمون البيت» أي : الكعبة ومثل : «طلع النّجم» أي : الثّريّا. وهي قسم من «أل» الزائدة.

أل التي للطّبيعة

اصطلاحا : أل التي للحقيقة.

أل التي للمح الأصل

اصطلاحا : هي من النّوع الاختياري الذي يستعمل لغرض معيّن هو «لمح الأصل» ، وتدخل على العلم المنقول ، فتزاد على الوصف لتكون رمزا دالّا على المعنى القديم تلميحا ، يضاف إليه معنى العلميّة ، مثل كلمة «عادل» و «حامد» ، فتقول : «العادل» ، «الحامد». فبزيادتها تلميح لصفة العدل القديمة ، وذات الإنسان المسمّى بهذا الاسم. وهذا النوع لا يفيد التّعريف ولا التّنكير ، لأن العلم معرفة بدون «أل» وتدخل على النّكرة فلا تفيدها تعريفا مثل : «ادخلوا الأوّل فالأوّل». «الأوّل فالأوّل» نكرتان في أصلهما يعربان حالا ، والمعنى ادخلوا مرتّبين ، والحال لا يكون إلا نكرة ، وإذا أتى معرفة أوّل بالنّكرة ، ومثل : «بعته يدا بيد» «يدا» تدل هذه الحال على المفاعلة فهي نكرة مؤوّلة بالمشتق والمعنى :متقابضين. وتدخل «أل» على العلم المنقول من مصدر مثل : «فضل» فتصير : «الفضل» وعلى اسم عين ، مثل : «نعمان» اسم للدّم فتصير : «النعمان» وبذلك سمّي : «النّعمان بن المنذر».

كل الأعلام تقبل دخول «أل» التي للمح الأصل ما عدا الأعلام المرتجلة مثل : «سؤدد» ، «سعاد» ، والعلم المنقول عن وزن الفعل مثل : «يزيد» و «تعزّ» وقد وردت كلمة يزيد مع «أل» في :

رأيت الوليد بن اليزيد مباركا

شديدا بأعباء الخلافة كاهله

حيث دخلت «أل» التي للمح الأصل على «اليزيد» وهو علم موازن للفعل واقع في محلّ جرّ بإضافة كلمة «ابن» إليه. وقد جرّه الشاعر بالكسرة الظاهرة مع أن فيه العلّتين اللّتين تقتضيان منعه من الصّرف. وكذلك لا يقبل «أل» العلم المضاف مثل : عبد القادر ، وأبو العينين وعبد اللّطيف.

أل الّتي للماهيّة

اصطلاحا : هي أل التي للحقيقة.

واصطلاحا أيضا : وهي التي تستعمل للاستفهام عن ماهيّة الشيء أو العمل عند رأي من يقول : «أل» بمعنى : «هل». حكي أن العرب كانت تقول «أل فعلت؟» بمعنى : «هل فعلت؟» بإبدال «هاء» الحرف «هل» همزة.

أل التي هي مبدلة من ضمير

اصطلاحا : قال بها بعض النّحاة ، كقوله تعالى : (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ)(١) حيث حلّت «أل» مكان الضّمير في أبوابها.

وكقوله تعالى : (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى)(٢)

__________________

(١) من الآية ٥٠ من سورة ص.

(٢) من الآية ٤١ من سورة النازعات.


والتّقدير : مأواه ومثل : «جدع زيد الأنف» أي : أنفه. ورفض بعضهم اعتبار «أل» بدلا من الضّمير وأوّلوا الآية السّابقة : «فإنّ الجنّة هي مأواه».

أل التي هي مبدلة من الهمزة

اصطلاحا : هي «أل» المبدلة من الهمزة في كلمة اسم الجلالة «الله». فقد ذهب الخليل أن كلمة الجلالة «الله» هي في الأصل : كلمة «إله».

وقال : إنّ الهمزة التي هي فاء الكلمة حذفت اعتباطا لا للنقل.

وقال الزّمخشري : لذلك قيل في النّداء «يا ألله» بهمزة قطع كما يقال : «يا إله» : وهي في لفظ الجلالة للتّفخيم والتّعظيم عند بعض الكوفيّين.

أمّا سيبويه فذكر في أصل كلمة الجلالة قولين :

الأول : أنه «الاه» على وزن فعال فحذفت الفاء التي هي الهمزة وجعلت الألف واللّام عوضا لازما عنها ، بدلالة استجازتهم قطع الهمزة الدّاخلة على لام التعريف في القسم والنّداء في مثل : «أفألله لتفعلنّ» في القسم ، و «يا ألله اغفر لي» في النّداء ، ولو كانت غير عوض لم تثبت الهمزة في الوصل كما لم تثبت في غير هذا الاسم.

الثاني : أنّ أصله «لاه» ووزنه «فعل» وألحق به الألف واللام ، كقول الشاعر :

كحلفة من أبي رباح

يسمعها لاهه الكبار

ودخلت «الألف» و «اللّام» على «لاه» للتّفخيم والتّعظيم فقط ، ومن زعم أنها للتّعريف ، فقد أخطأ ، لأن أسماء الله تعالى معارف ، والألف من «لاه» منقلبة عن «ياء» فأصله «ليه» كقولهم في معناه «لهي أبوك» منقلبة العين وهي «الهاء» إلى موضع «اللام» وجعلت «اللّام» ساكنة لأنها صارت في مكان العين كما كانت العين ساكنة وتركوا آخر الاسم «لهي» مفتوحا كما تركوا آخر «إنّ» مفتوحا ، وفعلوا ذلك لكثرته فغيّروه في كلامهم كما غيّروا إعرابه وبناءه وهذه دلالة قاطعة على ظهور «الياء» في «لهي».

والألف في هذا القول منقلبة ، وهي زائدة في القول الأوّل لأنها ألف فعال ، وتقول العرب أيضا :«لاه أبوك» بدلا من قولهم : «لله أبوك» وكقول الشاعر :

لاه ابن عمّك لا أفضلت في حسب

عنّي ، ولا أنت ديّاني فتخزوني

قال سيبويه : حذفوا «لام» الإضافة ، و «اللّام» الأخرى ، ولم ينكر بقاء عمل «اللّام» بعد حذفها.

وكلمة الجلالة منهم من يقول : إنها اسم موضوع غير مشتق ، ومنهم من قال إنه مشتق على وجوه ، منها : أنه مشتق من الالوهيّة التي هي العبادة والتّألّه والتعبّد ، كقول الشاعر :

لله درّ الغانيات المدّه

سبّحن واسترجعن من تألّهي

أي : من تعبدي. ويقال : «أله الله فلان إلاهة» كما يقال : عبده عبادة ، أي : يحق له العبادة.

ومنها أنه مشتق من الوله أي التّحسر ، يقال : «أله يأله» ، إذا تحيّر ، أي : الذي تتحيّر العقول في كنه عظمته. ومنها أنه مشتقّ من القول : «ألهت إلى فلان» أي : فزعت إليه ، لأن الخلق يألهون إليه أي : يفزعون إليه في حوائجهم ، فقيل للمألوه إله كما يقال للمؤتم به إمام. ومنها أنه مشتق من ألهت إليه ، أي : سكنت إليه أي : إنّ الخلق يسكنون إلى ذكره. ومنها أنه مشتق من «لاه» أي :


احتجب ، فمعناه أنه المحتجب بالكيفيّة عن الأوهام ، الظّاهر بالدّلائل والأعلام.

٨ ـ «أل» التي للتّعظيم كما في اسم الجلالة «الله» واعترض على هذه التّسمية بحجّة أنه ليس في العربيّة اسم عظّم وفخّم بدخول «أل» ومنهم من يعتبر «أل» جزءا من «الذي» ، كما في قول الشاعر :

من القوم الرسول الله منهم

لهم دانت رقاب بني معدّ

والتّقدير : من القوم الذين منهم رسول الله.

ومن النّحاة من يرى أنّ «أل» في كلمة «الرسول» هي جزء من اسم موصول وبعضهم يرى أنّها زائدة. وفي قول الشاعر :

ما أنت بالحكم التّرضى حكومته

ولا الأصيل ولا ذي الرّأي والجدل

والتّقدير : ما أنت بالحكم الذي ترضى حكومته.

أل البيانيّة

اصطلاحا : أل التي للحقيقة.

أل التّبجيل

اصطلاحا : أل التي للمح الأصل.

أل التّعريف

اصطلاحا : هي أداة التّعريف التي تعتبر وسيلة من وسائل التّعيين والتي إذا دخلت على النّكرة التي تقبل التّعريف جعلتها معرفة.

وإذا كانت «أل» مستقلّة بنفسها كانت همزتها همزة قطع ، فيجب إظهارها نطقا وكتابة ، لأنها تكون علما على هذا اللّفظ. وهمزة العلم هي همزة قطع بشرط أن تكون جزءا ملازما له ، مثل :«الرجل حاضر» علم على إنسان. واختلفت الآراء حول هذه الأداة. أهي كلها أداة للتعريف؟ أم هي اللّام وحدها؟ أم هي الهمزة وحدها؟ لكنّ الخليل وسيبويه اعتبرا أنّ «أل» كلّها أداة للتّعريف.

مذاهب النّحاة : لقد اختلف النّحاة حول «أل» التي هي أداة التّعريف ونجم عن اختلافهم ثلاثة مذاهب :

١ ـ يقول المذهب الأول إن «اللّام» وحدها هي أداة التّعريف ، وإن الهمزة التي تسبق «اللّام» زائدة وأتي بها توصلا للنّطق بالسّاكن ، فلماذا إذن لم تتحرّك «اللّام»؟ وما ذا تكون حركتها؟ فلو حرّكت بالكسر لوقع الالتباس بينها وبين لام الجرّ ، ولو حرّكت بالفتح لوقع الالتباس بينها وبين لام الابتداء ، وإذا تحرّكت بالضم لوقعت في ما لا نظير له في العربيّة. وصاحب هذا المذهب هو سيبويه وحجته في ذلك يفسرها في ثلاثة أمور :

الأول : هو ضعف الهمزة بالنّسبة للّام ، وسقوطها أحيانا لفظا في سياق الكلام ، والثّاني : أن أداة التّعريف المعتمدة في اللّغات العاميّة هي «اللام» فقط التي تكون على صور مختلفة وهي ساكنة ومبدوء بها في سوريا ، لبنان ، فلسطين ، مصر ، العراق ، وهي متحرّكة في بلاد أخرى ، والثالث : أن اللهجات البدويّة التي هي أقرب اللهجات إلى الفصحى تعتبر «اللّام» السّاكنة أداة التعريف ، فينطق البدو كلمة الجبل : لجبل وكلمة الإبل : لبل ؛ وكلمة ، الباب : لباب ، والقهوة : لقهوة ....

٢ ـ يقول المبرّد صاحب المذهب الثاني : إن الهمزة المفتوحة هي أداة التّعريف وحدها ثم ضمّ إليها «اللّام» كي لا يلتبس التّعريف بالاستفهام ، معتمدا على أن أداة التّعريف في العبريّة ، إحدى


اللّغات السّاميّة ، هي «ه» القريبة من مخرج الألف ، والتّبادل مألوف بين الهمزة والهاء في العبريّة والعربيّة.

٣ ـ يقول أكثر المحقّقين بالمذهب الثّالث الذي يقرّرون فيه : أن الهمزة واللّام معا هما أداة التعريف ويدعمون رأيهم بثلاث حجج : الأولى ، أنّ العرب لا يبدأون بالسّاكن ، والثانية أن أداة التعريف عند الأنباط هي «الألف» و «اللام» ، والأنباط على اتصال وثيق بالعرب يوم وضعوا منهاجهم الكتابيّ ، والثّالثة ، أن أداة التعريف في لغة حمير هي «الهمزة» و «الميم» أم ؛ وهذا ما يعرف بالطمطمانيّة ، ومما يروى عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أن رجلا جاء إليه صلّى الله عليه وسلّم يسأله : «هل من أمبرّ امصيام في امسفر؟» فأجابه الرسول بلغته : «ليس من امبرّ امصيام في امسفر» أي : ليس من البرّ الصّيام في السّفر.

أل التّعريفيّة

اصطلاحا : أل التّعريف

أل الجنسيّة

تعريف «أل» الجنسيّة : هي التي تدخل على نكرة تفيد معنى الجنس المحض ، مثل : «السّيف حديد صلب» ، و «الكتاب مفيد» و «العلم نور» «فكلمة السيف» و «الكتاب» و «العلم» لا تدلّ على واحد معيّن ، بل على واحد شائع بين أمثاله لا يمكن تخصيصه بالتّعيين ، وليس في كلّ منها ما يدلّ على العهد ، ولذلك سمّيت «أل» الجنسيّة.

أنواع «أل» الجنسيّة : تقسم «أل» الجنسيّة من حيث الدّلالة المعنويّة إلى ثلاثة أنواع : النوع الأول ، هو الذي يدخل على المعرفة ، ومعناه النّكرة المسبوقة بكلمة «كل» بحيث تشمل هذه النّكرة كلّ فرد من أفراد مدلولها ، مثل : «القلم أداة الكتابة» و «الإنسان حيوان عاقل» فلو قلنا : كل قلم هو أداة الكتابة لما تغيّر المعنى ، وكذلك إذا قلنا : كلّ انسان هو حيوان عاقل ، وتجري على كلمة «القلم» و «الإنسان» أحكام المعرفة من حيث هي مبتدأ ، أو نعت للمعرفة ، أو صاحب حال ، أو غير ذلك مما يغلب عليه حكم المعرفة ، كقول الشاعر :

إذا الملك الجبّار صعّر خدّه

مشينا إليه بالسّيوف نعاتبه

فلو قلنا : كلّ ملك جبار صعّر خدّه قاتله النّاس ، لاستقام المعنى وما تغيّر مدلوله. وتعرب كلمة «الملك» فاعل لفعل محذوف يفسّره الفعل الظّاهر ، وتقدير الكلام : إذا صعّر الملك الجبار صعّر خدّه. وجملة «صعّر الملك» في محل جرّ بالإضافة وجملة صعّر خدّه لا محلّ لها من الإعراب لأنها تفسيريّة.

أل الزّائدة

ويلحق بـ «أل» التي تفيد التّعريف والتّنكير ، «أل» التي لا تفيد تعريفا ولا تنكيرا وتسمّى «أل» الزّائدة ، وهي حرف دائما ، وربّما يكون لها أثر في الكلام.

أنواع أل الزائدة : هي نوعان : الأول تكون فيه زائدة لازمة فتقترن باسم معرفة ، أو باسم علم لاتفاقه ، مثل : «الحطيئة» و «السّموأل» ، أو تتصل ببعض الظّروف فلا تفارقها ، مثل : «الآن» ، أو ببعض الموصولات ، مثل : «الذي ، اللّذان ، التي ...» وتلحق بها «أل» الّتي هي للغلبة أي : التي تدخل على معرفة فيقوى التّعريف بها ويشتهر اشتهارا بالغا على المعارف الأخرى ، مثل :


«الرسول» ، «الكتاب» ويقصد به مؤلّف سيبويه ، و «المدينة» يقصد بها يثرب مدينة الرّسول وهذه هي الأعلام بالغلبة. والنوع الثاني هو الذي تكون فيه «أل» زائدة غير لازمة فتوجد حينا وتحذف حينا ، وتكون إمّا من النّوع الاضطراري الذي يلجأ إليه الشعراء ، مثل :

ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا

ولقد نهيتك عن بنات الأوبر

فقد اضطر الشّاعر إلى إدخال «أل» الزائدة على كلمة «أوبر» مع أنها بلغة العرب بدون «أل» فلفظت «بنات أوبر» ، بمعنى نوع من الكمأة وهي نبات في البادية رديء الطّعم له زغب كلون التّراب ، و «كمأة» اسم جنس جمعي و «أكمؤ» جمع مفرده «كمء» وهو نبات له ثمر يجنيه العرب والعسقل : نوع من الكمأة لونه أبيض يسميه العرب «شحمة الأرض» مثل هذا النوع الاضطراري ، قول الشاعر :

رأيتك لمّا أن عرفت وجوهنا

صددت وطبت النّفس يا قيس عن عمرو

وفيه وردت كلمة «النفس» ، وقد دخلتها الألف واللّام ، وهي تمييز ، والتّمييز لا يكون إلا نكرة ، وفي هذا أقوال مختلفة منها : أن الكوفيّين لا يوجبون تنكير التّمييز ، فعلى هذا الأساس لا تكونّ «أل» زائدة ، ومن العلماء من يقول «النفس» :مفعول به لفعل «طبت» والتّمييز محذوف والتقدير : صددت النفس وطبت نفسا ، وعلى هذا الأساس لا تكون «أل» زائدة أيضا.

أل العارضة

اصطلاحا : أل التي توجد حينا وحينا لا توجد وهي من أنواع التّعريف الاضطراري الذي يؤتى به لضرورة الشعر ، أو التي تلحق ببعض الأعلام المنقولة للمح الأصل.

أل العهديّة

اصطلاحا : هي الّتي تدخل على النّكرة فتفيدها شيئا من التّعريف وتجعل مدلولها فردا معيّنا بعد أن كان مبهما شائعا.

أحكامها : لها أحكام متعدّدة منها :

١ ـ أنّها تعرّف النّكرة التي تذكر في الكلام مرّتين بلفظ واحد تكون في الكلمة الأولى خالية من «أل» العهديّة والثانية مقرونة بـ «أل» التي تربط بين الكلمتين وتدل على الأولى. مثل : «جاء ضيف ، أكرمت الضّيف». فكلمة «ضيف» الأولى نكرة والثّانية مقرونة بـ «أل» العهديّة التي دلت على الأولى ، والنّكرة الثّانية بمنزلة الضمير والأولى بمنزلة المرجع له ، ومثل : «جاء زميل أكرمت الزّميل» «أل» التي اقترنت بكلمة «الزميل» هي التي تدل على اتصال الكلمة الأولى بالثّانية ومثل : «تخرّجت طبيبة ما أحلى الطبيبة الجديدة» ومثل : «غاب قمير كنت أرجو غياب القمير» «أل» المقترنة بـ «القمير» هي أل العهديّة ، ويمكننا الاستغناء عن كلمة «القمير» بالضّمير فنقول : كنت أرجو غياب القمير أو غيابه ، فدلّ الضّمير على النّكرة السّابقة المماثلة لمعناه ، والضّمير يكون دائما معرفة ، فتعرّفت النّكرة به ، ومثل قوله تعالى : (كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ)(١) فالأولى «رسولا» نكرة والثانية «الرسول» مقرونة بـ «أل» فأكسبتها التّعريف وصارت الأولى معهودة بالذّكر ، أي :معلومة المراد بسبب ذكر لفظها في الكلام مما

__________________

(١) من الآية ١٦ من سورة المزّمّل.


يؤدي إلى تعيين الاسم السّابق الذي تحوّل إلى معرفة وهذا ما يسمّى «العهد الذّكري».

٢ ـ أنها تحدّد المراد من النّكرة تحديدا مبنيّا على المعرفة القديمة في عهد مضى قبل النّطق ، كأن يسأل الطّالب زميله : هل ذهبت إلى الجامعة؟

ما أخبار الأستاذ؟ هل سمعت المحاضرة؟ هل قدمت البحث؟ هل تمّ تسجيلك في الكليّة؟ فكل من الكلمات : الجامعة ، الأستاذ ، المحاضرة ، البحث ، الكليّة ، مقرونة بـ «أل» العهديّة التي توجّه الذّهن إلى الاسم المعيّن وهذا ما يسمّى «بالعهد الذهني».

٣ ـ أنها تحقق وتعرّف النّكرة في وقت وقوع المدلول ، وأثناء الكلام ، كأن يقول رفيقك :«اليوم نتائج الامتحان» ، «أسافر إلى أميركا اللّيلة» ، «أذهب إلى عملي السّاعة» فكل من الكلمات : «اليوم» ، «اللّيلة» ، «السّاعة» تدلّ على الوقت الذي حصل فيه الكلام ويشمل الوقت الحاضر ، وهذا ما يسمى العهد الحضوري.

أل الكمالية

اصطلاحا : هي التي تفيد الإحاطة والشّمول لا بجميع الأفراد ولكن بصفة واحدة على سبيل المجاز والمبالغة ، مثل : «أنت الشّاب فهما».

أل اللّازمة

اصطلاحا : هي التي تتّصل باسم معرفة كالعلم ، مثل : «النّعمان» ، «السّموأل» وببعض الظّروف ، مثل : الآن كقوله تعالى : (قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُ)(١) وبعض أسماء الموصول ، مثل : «الذي» كقوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً)(٢) وببعض الأعلام المعرّفة بالغلبة ، مثل : «المدينة» ، «الرسول» ، «المصحف» وتسمى أيضا اللّام التّحسينيّة. اللّام المحسّنة. كقوله تعالى : (إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَ)(٣).

أل المعرّفة

اصطلاحا : أل التّعريف.

أل الموصولة

اصطلاحا : أل الموصوليّة.

أل الموصوليّة

اصطلاحا : هي التي تدخل لتزيين اللّفظ على اسم الفاعل مثل : «جاء القاتل سعيد» أو على اسم المفعول مثل : «جاء المحبوب سعيد» أمّا «أل» التي تدخل على الصّفة المشبّهة فمنهم من يقول : إنها اسم موصول لأن الصّفة المشبّهة كالفعل ترفع الاسم الظّاهر ، ومنهم من يقول إنها حرف لأن الصّفة المشبّهة للثبوت والفعل للتجدّد ، وهي لا تؤوّل بالفعل مثل :

هذا ابن خير عباد الله كلّهم

هذا التّقي النّقيّ الطّاهر العلم

وفي أل الموصوليّة ثلاثة آراء :

١ ـ أنها اسم موصول للعاقل وغير العاقل ، المفرد وغير المفرد بدليل وجود ضمير بعدها لا عود له على سواها ، مثل : «قدم الفائز» ففي اسم الفاعل «فائز» ضمير ليس له مرجع إلّا «أل» والتّقدير : «قدم الذي فاز» وبدليل آخر هو أن الأسماء التي تدخل عليها «أل» قد يعطف عليها

__________________

(١) من الآية ٥١ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ١ من سورة الإسراء.

(٣) من الآية ٥٤ من سورة الأحزاب.


الفعل ، كقوله تعالى : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ)(١) فالفعل «أقرضوا» معطوف على الاسم المقرون بـ «أل» وهو المصّدّقين. ومن المعلوم أن الفعل لا يعطف إلّا على فعل مثله ، أو على ما يشبهه ، فكلمة «المصّدّقين» ليست فعلا ولكنها إحدى مشتقاته ، فـ «أل» إذا اسم موصول وليست حرفا.

٢ ـ أنها حرف موصول وليست اسما موصولا وهذا القول ضعيف لأنّ «أل» لا تؤوّل مع ما بعدها بمصدر ، وقد تدخل بقلّة على الجملة.

٣ ـ أنها حرف تعريف ، وهذا القول ضعيف أيضا بدليل انها تدخل على الفعل المضارع ، ولو كانت للتّعريف لأبطلت عمل اسم الفاعل واسم المفعول إذا كانا بمعنى الحال أو الاستقبال فتبعدهما عن الشبه بالفعل ، وقد شذّ وصلها بالمضارع كقول الشاعر السّابق : ما أنت بالحكم التّرضى .. أي : الذي ترضى ... ومثل :

من لا يزال شاكرا على المعه

فهو حر بعيشة ذات سعه

حيث دخلت «أل» شذوذا على الظّرف «مع» في الكلمة «المعه» والتّقدير : الذّي معه. وكذلك شذّ دخولها على الجملة الاسميّة ، كما في قول الشاعر :

من القوم الرسول الله منهم

لهم دانت رقاب بني معدّ

والتقدير : الذي رسول الله منهم.

واختلف النّحاة في كيفيّة إعراب «أل» الموصولة وفي صلتها ، فاهتدوا إلى نتيجة مقنعة هي أن «أل» الموصولة مع الصّفة بعدها كالمركب المزجيّ لا يظهر إعرابه إلا على الجزء الأخير منه أمّا صلته فهي ما يسمى بالتّنبيه بالجملة فيكون شبه الجملة بذلك ثلاثة أنواع : الظّرف ، والجارّ والمجرور ، وصلة «أل» ، وإذا وجد في الكلام ما يدلّ على أن «أل» تدل على العهد فلا تكون اسما موصولا بل حرف تعريف ، مثل : «أحببت تلميذا عاقلا فأكرمت التلميذ العاقل».

ألا الاستفتاحيّة

اصطلاحا : هي حرف استفتاح ، قال الزّمخشري : إنّها مركّبة من همزة الاستفهام مع «لا» النافيّة وقال ابن مالك : انها غير مركبة.

والحقيقة أنها غير مركّبة بدليل أنها وقعت قبل «إنّ» ، كقوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)(٢) وقبل النداء ، كقول الشاعر :

ألا يا اسلمي يا دار ميّ على البلى

ولا زال منهلّا بجرعائك القطر

ومثل :

ألا يا اسلمي يا ترب أسماء من ترب

ألا يا اسلمي حييت عنّي وعن صحبي

ألا التّنبيهيّة

اصطلاحا : هي التي تفيد تنبيه المخاطب على أمر غافل عنه حتى يتنبّه إليه ، كما تفيد تأكيد مضمون الجملة ، وتحقيقه ، وتدخل على الجملة الاسميّة ، كقوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)(٣) وعلى الجملة الفعليّة ، كقوله تعالى : (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ) (٤). وتسمّى أيضا : ألا الاستفتاحية.

__________________

(١) من الآية ١٨ من سورة الحديد.

(٢) من الآية ٦٢ من سورة يونس.

(٣) من الآية ٨ من سورة هود.


و «ألا» بنوعيها الاستفتاحيّة والتّنبيهيّة لا عمل لها.

ملاحظات :

١ ـ تأتي «ألا» حرف عرض وتحضيض ، فلا تدخل إلّا على الجملة الفعليّة ، كقوله تعالى : (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ)(١) وكقوله تعالى : (أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ)(٢).

وإن وليها اسم فيكون على إضمار فعل محذوف مثل : «ألا طبيبا تسألونه؟» والتّقدير ألا تجدون طبيبا تسألونه. «طبيبا» : مفعول به لفعل محذوف تقديره : «تجدون» ، وكقول الشاعر :

ألا رجلا جزاه الله خيرا

يدلّ على محصّلة تبيت

والتّقدير : ألا ترونني رجلا.

ومنهم من يرى أنها أداة عرض فقط دون تحضيض ، ومنهم من يرى أنها مركّبة من همزة الاستفهام و «لا» النافية ، وقال آخرون : إنها بسيطة وهي لا عمل لها ، والعرض هو الطلب بلين ، أمّا التّحضيض فهو الطلب بعنف.

٢ ـ وتأتي «ألا» حرف جواب وتكون بمعنى «نعم» مثل : «هل قمت؟» فالجواب : «ألا» وهذا قليل وشاذ ، ولا عمل لها.

٣ ـ وتأتي «ألا» مركّبة من همزة الاستفهام و «لا» النافيّة للجنس ، ولها عدّة معان.

أـ الاستفهام عن أمر فيه معنى النّفي ، كقول الشاعر :

ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد

إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي

ب ـ الإنكار والتّعنيف ، كقول الشاعر :

ألا طعان ألا فرسان عادية

إلّا تجشّؤكم حول التّنانير

٣ ـ التّمني ، لشيء لا يرجى وقوعه ، كقول الشاعر :

ألا عمر ولّى مستطاع رجوعه

فيرأب ما أثأت يد الغفلات

ألّا

اصطلاحا : لها معان عدّة واستعمالات مختلفة منها :

١ ـ هي حرف تحضيض ، وتدخل على الجملة الفعليّة فقط ، مثل : «ألا تعين الفقير». وإذا أتى بعدها اسم فيكون معمولا لفعل يذكر بعده مثل :«ألا مسكينا عاونت» أو معمولا لفعل مضمر يفسّره الفعل الظّاهر ، «ألا مسكينا كافأته» والتّقدير : ألا كافأت مسكينا كافأته ، وتكون جملة «كافأته» لا محل لها من الإعراب لأنها تفسيريّة وجملة «كافأت مسكينا» لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية ، ومنهم من قال : إن أصل «ألّا» ، «هلا» حيث تبدل الهاء من الهمزة وهو الأصح ، وقال غيرهم العكس.

٢ ـ «ألّا» التي تستعمل للتّوبيخ ، إن دخلت على الفعل الماضي ، مثل : «ألّا درست».

٣ ـ «ألّا» التي تتألف من «أن» حرف النّصب و «لا» النّافية إذا أتى بعدها فعل مضارع مثل :«أودّ ألّا أسافر».

٤ ـ «ألّا» المؤلفة من «أن» المخفّفة من «أنّ» مع «لا» النافية ، إذا سبقها فعل متعدّ ، وسبقت اسما يأتي بعدها ، مثل : «عرفت ألّا بدّ للخضوع للامتحانات الرّسميّة» فتكتب «أن» موصولة بـ «لا» كما هو واضح من المثل : «ألّا». وبعضهم يكتبها

__________________

(١) من الآية ٢٢ من سورة النور.

(٢) من الآية ١٣ من سورة التّوبة.


مفصولة مثل : «أشهد أن لا إله إلّا الله» ارجع : إلى «أن».

٥ ـ «ألّا» المؤلفة من «أن» التّفسيريّة و «لا» النّاهية كقوله تعالى : (قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا) في الأرض (وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)(١) والتّقدير : أن مضمون الكتاب : لا تعلوا في الأرض مفسدين. فتكون «أن» المفسّرة و «لا» النّاهية. ويجوز أن تكون «أن» مصدريّة و «لا» النّافية ؛ فتكون «أن» وما دخلت عليه في تأويل مصدر يقع بدلا من «كتاب» ، أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره : مضمون الكتاب عدم علوّكم في الأرض ... أو هو منصوب على نزع الخافض والتّقدير : بألّا تعلوا والأكثر الفصل بين «أن» التّفسيريّة و «لا» النّاهية ، كقوله تعالى : (فَناداها مِنْ تَحْتِها أَلَّا) تخافي ولا (تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)(٢) والتّقدير : مناداتك هي : لا تحزني فتكون «ألّا» مؤلّفة من «أن» مع «لا» النّاهية وموصولة بها ، ومثل : «بشّر المجتهدين أن لا يخافوا من النتائج» والتّقدير : بشراهم : لا تخافوا.

إلّا

اصطلاحا : هي بمعنى «غير» وتستعمل صفة لموصوف قبلها إذا كان الموصوف نكرة ، أو معرفة يراد بها الجنس ، مثل : «الإنسان غير الحيوان» أو إذا كان الموصوف جمعا أو شبه جمع ، كقوله تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا)(٣) والتّقدير : لو كان في الأرض والسّماء آلهة غير الله لفسدتا. فكلمة «إلّا» بمعنى «غير» وليست أداة استثناء لأنه لو كانت كذلك لأصبح المعنى : لو كان في الأرض والسّماء آلهة ليس ضمنها الله لفسدتا. وهو غير المعنى المراد. وموصوف «إلّا» هو كلمة «آلهة» نكرة حقيقيّة ومعناها : جمع حقيقيّ ومثل : «غيرك إلّا الصادق يستحقّ الثّواب» فكلمة «إلّا» تصلح أن تكون لغير الاستثناء وإلّا يكون المعنى : «غيرك يستحقّ الثّواب إلّا الصادق» وهو غير المقصود وكلمة «إلّا» هي صفة للنّكرة الحقيقيّة «غيرك» وهي شبه جمع. وشبه الجمع هو ما كان لفظه مفردا ويدلّ على متعدّد ومثل :«يتوقّى غضب المعلم الفاشلون إلّا التلامذة» فكلمة «إلا» هي بمعنى «غير» وليست أداة استثناء وإلّا لكان المعنى : يتوقّى الفاشلون غضب المعلم والتلامذة لا يتوقونه. وموصوف «إلّا» هو جمع حقيقيّ معرّف بـ «أل» لكنّه بحكم النكرة.

واختلف في إعراب «إلّا» فمنهم من قال إنّها تقدّر عليها حركات الإعراب كلّها من رفع ونصب وجر لأن «الألف» لا تقبل الحركة بل تقدّر عليها الحركات كلّها للتّعذّر ، ومنهم من قال إنّها نعت لما قبلها ولا تقدّر عليها الحركات ، بل تنقل إلى المضاف إليه بعدها ، فتكون «إلّا» نعتا مضافا وما بعدها مضاف إليه مجرور بكسرة مقدّرة منع من ظهورها الحركة المنقولة إليه من «إلّا».

وتختلف «إلّا» عن «غير» الّتي بمعناها بأمرين :

الأول : أنه لا يجوز حذف موصوفها فلا تقول :

«زارني إلّا سمير» بل تقول : «زارني غير سمير» وكذلك الجمل والظّروف فإنّها تقع نعتا ، ولا يجوز أن تنوب عن المنعوت.

الثاني : لا تكون وصفا إلّا حيث يصحّ الاستثناء فيصحّ القول : «عندي درهم إلا دانق» وكلمة «دانق» هي كلمة فارسيّة تعني سدس الدّرهم ،

__________________

(١) من الآيتين ٢٩ ـ ٣٠ من سورة النحل.

(٢) من الآية ٢٤ من سورة مريم.

(٣) من الآية ٢٢ من سورة الأنبياء.


«دانق» صفة للموصوف «درهم» ويجوز أن تقول : «إلّا دانقا» باعتبار «دانقا» مستثنى منصوب ولا يجوز أن تقول : «عندي كتاب إلا جيد» على اعتبار «جيد» صفة للموصوف «كتاب» لأنه لا يجوز أن تقول : عندي كتاب إلا جيدا.

٢ ـ «إلّا» بمعنى «الواو» على رأي الكوفيّين ، واستنتجوا ذلك من قوله تعالى : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)(١) والتّقدير : ولا الذين ظلموا ، وكقول الشاعر :

وكلّ أخ مفارقه أخوه

لعمر أبيك إلا الفرقدان

والتّقدير لكن الفرقدان لا يفترقان. هو من رأي البصريّين.

أما البصريّون فيرفضون قبول معنى «الواو» ، وذلك لأنّ «إلّا» تخرج ما بعدها من حكم ما قبلها فهي أداة استثناء فقط ، أمّا «الواو» فهي تدخل ما بعدها في حكم ما قبلها ولا يجوز أن تكون «إلّا» بمعنى «الواو». وفسّروا الآية على الاستثناء المنقطع والتّقدير : لكن الذين ظلموا فيحتجون عليكم بغير حجّة ، وكقوله تعالى : (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ) والتّقدير : إنهم لا يعلمون لكنّهم يتّبعون الظنّ.

٣ ـ «إلا» حرف عطف التي تشرك ما بعدها في حكم إعراب ما قبلها لا في حكم المعنى على رأي الكوفيّين الذين يفسّرون المثل : «ما كتب أحد فرضه إلا سمير» فتكون حرف عطف وما بعدها «سمير» معطوف على «أحد» في الإعراب فقط لا في الحكم. أمّا البصريّون فيرفضون كونها عاطفة لأنها لو كانت كذلك لم تباشر العامل ، ويعربون «سمير» في المثل السّابق بدلا من «أحد». ويرفض قول البصريين ثعلب بقوله : «سمير» البدل مثبت ، والمبدل منه «أحد» منفي ، والبدل يتبع المبدل منه في المعنى. وخالف ثعلب بعضهم في رأيه على اعتبار هذا البدل من قبيل بدل البعض من الكلّ إذ يصح أن يكون فيه البدل مخالفا للمبدل منه في المعنى وذلك كقولك :ذهبت جماعة بعضهم. فقولك : «ذهبت جماعة» على سبيل المجاز ثم بينت الحقيقة فقلت «بعضهم».

٤ ـ «إلّا» الزّائدة سمّاها ذلك الأصمعي وابن جنّي مستدلين بقول الشاعر :

حراجيج ما تنفكّ إلّا مناخة

على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا

وسار على منوالهما ابن مالك مستدلّا بقول الشاعر :

أرى الدّهر إلّا منجنونا بأهله

وما صاحب الحاجات إلا معذّبا

وفي البيت الأول «حراجيج ما تنفكّ ...» أقوال منها :

الف ـ وردت كلمة «إلا» في البيت خطأ إمّا من الشاعر ، أو من الرّواة ، أو من الرّواية والأصح «آلا» بمعنى شخصا.

ب ـ «تنفك» هو فعل تام بمعنى «تنفصل» ، «مناخة» : حال.

ج ـ «تنفكّ» فعل ناقص. اسمه ضمير مستتر.

وخبره شبه الجملة «على الخسف» ومناخة» : حال منصوب وردّ هذا التّفسير لأنه لا يقال جاء سمير إلا ضاحكا ويقدّر في البيت الثاني «أرى الدهر» ... قسم محذوف وحذفت «لا» قبل «أرى الدّهر» بدليل المعنى على الاستثناء المنقطع.

٥ ـ «إلّا» بمعنى «بعد» على رأي من يقول ذلك مستدلّين بقوله تعالى : (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ

__________________

(١) الآية ١٥٠ من سورة البقرة.


عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)(١) أي : بعد الذين ظلموا منهم.

٦ ـ «إلا» المركّبة من «إن» الشّرطية و «لا» النّافية ، كقوله تعالى : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ)(٢) والتّقدير : إن لا تنصروه ... وكقوله تعالى : (إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ)(٣) والتّقدير : إن لا تفعلوه.

إلى

اصطلاحا : حرف جر أصلي ، وقد يكون زائدا ، كقوله تعالى : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)(٤) أي : تهواهم ، ومنهم من يجعل «تهوي» بمعنى : تميل فلا تكون «إلى» زائدة ، وتجر «إلى» الظّاهر والمضمر ، ولها معان كثيرة ، أشهرها :

١ ـ انتهاء الغاية الزّمانية ، أي ، المقدار الزّمني ، والمكانيّة ، أي المسافة المكانيّة وهذا يعني أن المعنى قبل «إلى» ينقطع بوصوله إلى الاسم المجرور بعدها ، أي : إن نهاية الغاية لا تدخل في الحكم الذي قبل «إلى» ، إلّا إذا وجدت قرينة تدلّ على دخول ما بعدها في حكم ما قبلها ، مثل : «أتممت الصّيام إلى آخر يوم من شهر رمضان». فالاسم المجرور بعد «إلى» داخل في الحكم قبلها لأن صيام شهر رمضان يقتضي الصيام في آخر يوم منه ، وقد تكون نهاية الغاية الزّمانية أو المكانية متّصلة اتصالا قريبا بالآخر ، مثل : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ)(٥) ومثل : «قمت يوم الجمعة بالأعمال المنزليّة من الصّباح إلى المساء» ، فالمساء غير داخل في حكم العمل الذي قمت به طول النّهار ، ومثل : «قرأت المجلّة إلى آخرها». فآخرها لم يدخل في حكم القراءة وقد يكون انتهاء الغاية حقيقيّا زمانا كالمثل السابق : «أتممت الصّيام ...» أو مكانا مثل :«قطعت الطّريق إلى نهايتها». أي : وصلت إلى نهايتها. وكقوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)(٦).

٢ ـ المصاحبة ، أي : انضمام شيء لآخر انضماما يقتضي اتصالهما بنوع من الاتصال.

وعلامتها ، أن يصحّ حذف حرف الجرّ وإحلال الحرف «مع» مكانه دون أن يتغيّر المعنى ، مثل :من عمل صالحا أفرح عائلته إلى نفسه وأسعدها إلى سعادته ، أي : أفرح عائلته مع نفسه وأسعدها مع سعادته ، وكقوله تعالى : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ)(٧) أي : مع الله.

٣ ـ التّبيين ، فتكون وظيفة «إلى» إظهار أن الاسم المجرور بها هو فاعل معنويّ لا صناعيّ وما قبلها مفعول به معنويّ لا صناعيّ ، وعلامة هذا الأسلوب أن تقع «إلى» بعد فعل التّعجب ، أو أفعل التّفضيل بحيث يصحّ صياغة فعل تامّ من مادّة التّعجب والتّفضيل يكون فاعله هو الاسم المجرور بـ «إلى» ومفعوله هو ما سبقه من الكلام. فإن صحّ ذلك واستقام المعنى أتي بـ «إلى» في الجملة وإلا وجب تركها واستعمال الحرف الذي يقتضيه المعنى ، مثل : «الصّدق

__________________

(١) من الآية ١٥٠ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٤٠ من سورة التوبة.

(٣) من الآية ٧٣ من سورة الأنفال.

(٤) من الآية ٣٧ من سورة إبراهيم.

(٥) من الآية ١٨٧ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ١ من سورة الإسراء.

(٧) من الآية ٥٢ من سورة آل عمران.


أحب إلى النّفس من الكذب». والتّقدير : تحبّ النّفس الصّدق أكثر من الكذب. فالاسم المجرور «النّفس» هو فاعل «تحبّ» وكلمة «الصّدق» السّابقة هي مفعول به. فنحكم بأنه يصحّ استعمال «إلى» في هذا الأسلوب.

٤ ـ الاختصاص ، أي : تخصيص شيء بشيء آخر ، مثل : الأمّ ترعى شؤون أطفالها وأمرهم إليها.

٥ ـ البعضيّة ، مثل : «طالب العلم لم يرتو إلى الكتب» ، أي : من الكتب.

٦ ـ المعيّة ، أي تكون بمعنى «مع» ، مثل :«أضف ثروتك إلى ثروة أبيك».

٧ ـ الظّرفيّة ، وهي من المعاني الدّقيقة التي يؤديها حرف الجرّ «إلى» ، مثل : «ستؤول الحرب إلى يوم يجعل الولدان شيبا من هول نتائجها» ، وكقول الشاعر :

فلا تتركنّي بالوعيد كأنّني

إلى النّاس مطليّ به القار أجرب

والتّقدير : في النّاس. وكقول الشاعر :

وإن يلتق الحيّ الجميع تلاقني

إلى ذروة البيت الكريم المصمّد

والتقدير : في ذروة ...

٨ ـ معنى «اللام» ، كقوله تعالى : (نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ)(١).

٩ ـ معنى «عند» ، كقول الشّاعر :

أم لا سبيل إلى الشّباب وذكره

أشهى إليّ من الرّحيق السّلسل

والتّقدير : أشهى عندي.

إلى الغائيّة

اصطلاحا : هي الّتي تدلّ على انتهاء الغاية الزّمانيّة أو المكانيّة ، كقوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)(٢).

ملاحظة : يصحّ أن يكون ما بعدها مشتركا مع ما قبلها أو غير ذلك كقوله تعالى : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ)(٣).

إلى المبيّنة

اصطلاحا : هي الّتي تبيّن أنّ ما بعدها هو فاعل في المعنى ، وما قبلها مفعول به في المعنى ، مثل : «الفقر أحبّ إلى الشّريف من المذلّة» والتّقدير : يحب الشّريف الفقر أكثر من المذلّة.

وتسمّى «إلى» هذه : إلى التّبيينيّة.

ملاحظة : تقع «إلى» المبيّنة بعد ما اقتضى تعجّبا أو بعد اسم التّفضيل بشرط أن يكونا ممّا يدلّ على الحبّ أو البغض.

إلام

اصطلاحا : عبارة مؤلّفة من «إلى» حرف الجرّ ، مع «ما» الاستفهاميّة ، الّتي حذفت منها «الألف» لاتصالها بحرف الجرّ ، كقول الشاعر :

إلام الخلف بينكم إلام

وهذي الضّجّة الكبرى علام

حيث وردت «إلام» مرّتين في الشطر الأوّل على تقدير : «إلى م» وفي الشطر الثاني «علام» مؤلفة من «على» و «ما» وكقوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ)(٤) حيث اقترنت «ما» الاستفهاميّة

__________________

(١) من الآية ٣٣ من سورة النمل.

(٢) من الآية ١ من سورة الإسراء.

(٣) من الآية ١٨٧ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ١ من سورة النبأ.


بحرف الجرّ «عن» فحذفت ألفها.

ألبس

اصطلاحا : من الأفعال التي تتعدّى إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر ، مثل : «ألبست أخي ثوبه».

التقاء ساكنين

إذا التقى ساكنان فيجب تحريك أحدهما. فإذا كان أوّلهما مدّة وجب حذفها لفظا وكتابة ، سواء أكانا في كلمة واحدة ، مثل : «خف» ، «قل» والأصل : «خاف» ، «قال» أو كان الثاني جزءا من كلمة ، مثل : «تغزون» والأصل : تغزوون ؛ فقد اجتمع «واوان». الأولى هي «واو» الكلمة والثّانية هي «واو» الجمع فتحرّكت «الواو» الأولى وانفتح ما قبلها فقلبت «ألفا» فصارت «تغزاون» ثم حذفت الألف لأنه التقى ساكنان وحرّكت «الزّاي» بالضّمّة لمناسبة «الواو». ومثل : «ترمنّ» والأصل : «ترميينّ». وتحذف المدّة لفظا فقط إذا كان السّاكنان في كلمتين مثل قوله تعالى : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ)(١) وكقوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(٢).

أمّا إذا كان السّاكنان ليس أولهما مدّة فيجب تحريكه إمّا بالكسر على الأصل أو بالضمّ أو بالفتح. أمّا تحريكه بالكسر ، فهو على الأصل ، لأن الجزم في الأفعال يقابله الجرّ بالأسماء ، وأما التّحريك بالضّمّ فيكون واجبا إمّا في الأمر المضعّف الذي اتصل بضمير الغائب مثل : «ردّه» وإما في مضارع المضعّف المجزوم ، مثل : «لم يردّه» ومن النّحاة من أجاز الفتح والكسر ؛ وإما في الضّمير المضموم ، كقوله تعالى : (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ)(٣).

ملاحظة : يرجح الضّمّ على الكسر في «واو» الجماعة المفتوح ما قبلها مثل : «اخشوا الله» لأنّ الضّمّة على «الواو» مقبولة و «الواو» لا تقبل الكسرة. ويتساوى الضّمّ والكسر في «ميم» الجماعة المتّصلة بالضّمير المكسور ، مثل :«آباؤنا بهم اليوم نفتخر». ويجب التّحريك بالفتح

١ ـ إذا كان السّاكن الأوّل من لفظه «من» ودخل على ما فيه «أل» ، كقوله تعالى : (وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ هُوَ الْحَقُ)(٤).

٢ ـ في الأمر إذا كان مضاعف العين ، مثل :«ردّ الأمانة» ومضارعه المجزوم مع ضمير الغائبة «لم يردّها».

ملاحظة :

١ ـ لا يتوجّب تحريك السّاكنين اللذين يسمى أوّلهما مدة في موضعين :

الأول : «نون» التّوكيد الخفيفة فهي تحذف إذا وليها ساكن ، كقول الشاعر :

لا تهين الفقير علّك أن

تركع يوما والدّهر قد رفعه

والتّقدير : لا تهنن.

والثّاني : إذا كان التّنوين الأوّل في اسم علم موصوفا بـ «ابن» مضافا إلى علم فيجب تركه مثل : «عليّ بن أبي طالب» بدلا من «عليّ».

ومما يسمح فيه بالتقاء ساكنين ثلاثة مواضع :

__________________

(١) من الآية ٢٨ من سورة فاطر.

(٢) من الآية ٥٩ من سورة النساء.

(٣) من الآية ٦١ من سورة المؤمن.

(٤) من الآية ٣١ من سورة فاطر.


١ ـ إذا كان الأول حرف لين أي : ساكنا وقبله حركة لا تناسبه ، والثاني مشدّدا والتقيا في كلمة واحدة فيسمح بالتقاء هذين السّاكنين ، كقوله تعالى : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)(١) وكقوله تعالى : (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ)(٢).

٢ ـ في سرد الحروف وسرد الأعداد ، مثل : «سين» «واو» «ميم» ومثل : «واحد اثنان».

٣ ـ عند الوقف المسبوق بساكن مثل : «وصلت إلى البيت».

ملاحظة :

١ ـ إذا كان الحرف قبل الأخير صحيحا فالتقاء السّاكنين ظاهريّ فقط ، والصّحيح أنّ الحرف الذي قبل الأخير تحرّك بكسرة خفيفة مثل : التقيت ببكر». أما إذا كان الحرف قبل الأخير حرف لين فالالتقاء بين السّاكنين حقيقيّ.

٢ ـ «الألف» أحد أحرف اللّين في الوقف ، ثم «الواو» ، ثم «الياء» ، إذا كانا حرفي مدّ أي : إذا كانا ساكنين وقبلهما حركة تناسبهما. ثم إذا كانا حرفي لين ، أي : إذا كانا ساكنين وقبلهما حركة لا تناسبهما.

التمسن هواي

اصطلاحا : سألتمونيها.

التّناهي سموّ

اصطلاحا : سألتمونيها.

الّذي

اصطلاحا : اسم موصول على الأغلب ومنهم من يعتبره حرفا مصدريّا والجملة بعده مؤوّلة بمصدر ومنهم من يعتبره حرفا موصولا ، كقوله تعالى : (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا)(٣) والتّقدير :كخوضهم. ومنهم من يعتبره للجنس ، والتّقدير :كخوض الذين خاضوا.

الإلحاق

اصطلاحا : زيادة حرف أو أكثر لإلحاق الكلمة بوزن كلمة أخرى مشابهة لها في الحركات والسّكنات ، مثل زيادة «الواو» في «كثر» لإلحاقها بكلمة «جعفر» فتقول : «كوثر» ، كما في قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ)(٤).

الفرق بين الزّيادة والإلحاق : ١ ـ الزّيادة في الملحق لا تفيد شيئا في المعنى الأصليّ ، مثل :«مهدد» ملحق بـ «جعفر» ، مثل : «مهد» وبمعناها.

٢ ـ قد تنقل الكلمة في الزّيادة من معناها إلى معنى جديد مثل : «عثر» وبالزّيادة تصير «عثير» ، «فعثر» معناها : وجد. و «عثير» معناها : التّراب.

٣ ـ قد تأتي الزّيادة بمعنى والمجرّد بدون معنى ، مثل : «زينب» لا معنى لها بدون «الياء» و «كوكب» لا معنى لها بدون «الواو».

٤ ـ لا يجري على الملحق إدغام ولا إعلال ، وتكون حروفه المزيدة من أحرف سألتمونيها.

الإلصاق

اصطلاحا : للإلصاق حرفان ويسميان : حرفي جرّ وهما : «الباء» مثل : «أمسكت بيد الأعمى» و «في» ، كقوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ)(٥). وهذان الحرفان يفيدان الإلصاق بالمجرور بهما إلصاقا حسّيا أو معنويّا.

__________________

(١) من الآية ٧ من سورة الفاتحة.

(٢) من الآية ٢ من سورة المائدة.

(٣) من الآية ٦٩ من سورة التوبة.

(٤) من الآية ١ من سورة الكوثر.

(٥) من الآية ٧ من سورة الحجرات.


الإطلاق

لغة : مصدر أطلق يده بخير : فتحها به.

اصطلاحا : هو إطلاق الحرف من عقال التّقييد في القوافي ، أي : إطلاقه من السكون إلى الفتحة بواسطة الألف ، ومن السّكون إلى الضّمة بواسطة «الواو» ومن السّكون إلى الكسرة بواسطة «الياء» ، ويستعمل أيضا حرف «الهاء» للإطلاق مع أنّه في الأصل للوقف ، إلّا أنّه إذا استعمل في القوافي فيسمّى : الإطلاق ، كقول الشاعر :

اكس بنيّاتي وأمّهنّه

أقسم بالله لتفعلنّه

وحروف الإطلاق أربعة هي : «الواو» ، «الألف» ، «الياء» ، «الهاء».

الألف

راجع : الألف : معانيها وأسماءها.

ألفى

اصطلاحا : بمعنى : «علم» فينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، مثل : «ألفيت الاجتهاد هو عامل مهمّ لبناء المستقبل» أو ألفيت الاجتهاد عاملا ...

ويأتي الفعل «ألفى» بمعنى : «وجد» فيكون متعدّيا إلى مفعول واحد ، مثل : «ألفيت أخي» أي : وجدته وتكون بمعنى «أصاب» الشيء وظفر به ، كقوله تعالى : (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ)(١).

الألفات

هي ذات التّسميات الاصطلاحيّة التّالية : ألف الأداة ، مثل : «أم» ، «أن». ألف الاستغاثة ، مثل قول الشاعر :

حمّلت أمرا عظيما واصطبرت له

وقمت فيه بأمر الله يا عمرا

وألف الإشباع ، كقول الشاعر :

اقلّي اللوم عاذل والعتابا

وقولي إن أصبت لقد أصابا

ألف الإلحاق مثل : «أرطى» للإلحاق بوزن «جعفر». ألف الإيجاب ، كقوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ)(٢) ألف التأنيث ، مثل : «حمراء» ، «حبلى». ألف التّثنية مثل : «الولدان يزعمان أنهما ناجحان». ألف التّخيير ، كقوله تعالى : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً)(٣) ألف التّخيير ، كقوله تعالى : (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ)(٤) ألف التّفضيل ، مثل :«أكرم» «أحسن» ، كقوله تعالى : (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ)(٥) ألف التّقرير ، كقوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)(٦) ألف الجمع مثل : «مصابيح» ، «مساجد» ، كقوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ)(٧) الألف الزّائدة ، مثل : «ضارب» ، «قاتل» وكقوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ)(٨). الألف السّاكنة مثل : «سالت الدموع من عينيه فرحا» الألف الطّويلة ، مثل «دنيا» ، «يحيا» كقوله تعالى : (ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى)(٩) ألف العبارة ،

__________________

(١) من الآية ٢٥ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ٣٦ من سورة الزمر.

(٣) من الآية ٤ من سورة محمد.

(٤) من الآية ١٧ من سورة فصّلت.

(٥) من الآية ٣٤ من سورة الإسراء.

(٦) من الآية ١ من سورة الانشراح.

(٧) من الآية ١١٤ من سورة البقرة.

(٨) من الآية ١٤٦ من سورة آل عمران.

(٩) من الآية ١٣ من سورة الأعلى.


كقوله تعالى : (قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي قَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا)(١). ألف العوض ، مثل : «رأيت أسدا». ألف الفصل ، مثل : «اضربنانّ» الألف المجهولة ، مثل : «حائم» ، «حوائم». الألف المحوّلة ، مثل «باع» والأصل : «بيع» ألف المدّة ، مثل «كاتاب» بدلا من «كاتب». ألف المضارعة ، مثل : «أضرب» ألف المفاعلة ، مثل : «قاتل» ، «شارك». الألف المقصورة ، مثل : «عطشى» ، «حبلى» الألف الممدودة مثل : «بناء» ، «صحراء» ، «كساءة». الألف المهموزة مثل :«أكل» ، «سأل» ألف النّداء ، مثل : «يا أبتا» ، «يا قوما» ، «يا عمرا» ألف النّدبة ، كقول الشاعر :

وا إماما خاض أرجاء الوغى

يصرع الشّرك بسيف لا يفل

ألف النّسب ، مثل : «بحراني» «فاكهاني».

بدلا من : «بحري» و «فاكهي» ، ومثل : «طنطا» «طنطاويّ».

الألفاظ المبهمة

اصطلاحا : الألفاظ الملازمة التّنكير.

الألفاظ المتوغّلة في الإبهام

اصطلاحا : الألفاظ الملازمة التّنكير.

الألفباء

هي مجموعة الحروف الهجائيّة ويختلف ترتيبها عند المشارقة عنه عند المغاربة ، وكلمة :«ألفباء» مركّبة من كلمتين «ألف» و «باء» وتكتبان متّصلتين «فالألف» هو الحرف الأول من الحروف الهجائيّة ، و «الباء» هي الحرف الثاني منها ، حسب التّرتيب الأبجديّ أو الألفبائيّ. وقيل : إنّ هذه التّسمية هي تعريب لكلمة Alphabet الفرنسيّة.

أمّا ترتيب هذه الحروف عند المشارقة فهو كما يلي : أ، ب ، ت ، ث ، ج ، ح ، خ ، د ، ذ ، ر ، ز ، س ، ش ، ص ، ض ، ط ، ظ ، ع ، غ ، ف ، ق ، ك ، ل ، م ، ن ، ه ، و، لا ، ي.

أمّا عند المغاربة فهو على الشكل التّالي : أ، ب ، ت ، ث ، ج ، ح ، خ ، د ، ذ ، ز ، ر ، ط ، ظ ، ك ، ل ، م ، ن ، ص ، ض ، ع ، غ ، ف ، ق ، س ، ش ، ه ، و، لا ، ي.

إلقاء الخافض

اصطلاحا : نزع الخافض.

ألقاب الإعراب

اصطلاحا : هي : الرّفع ، النّصب ، الجرّ ، الجزم. وتسمّى أيضا : أنواع الإعراب.

ملاحظات :

١ ـ يرى البصريّون أن هذه الألقاب هي للإعراب فقط.

٢ ـ يرى الكوفيون أن هذه الألقاب هي للإعراب والبناء معا.

٣ ـ يرى الكوفيّون في ألقاب الإعراب تسميات أخرى : الضّمّ ، الفتح ، الكسر ، الوقف.

ألقاب البناء

اصطلاحا : هي التي تلازم أواخر الكلمات المبنيّة وهي : الضّمّ ، الفتح ، الكسر ، الوقف.

ملاحظات : يسمّي بعض النّحويّين هذه الألقاب بأسماء أخرى هي : الرّفع ، النّصب ، الجرّ ، الجزم. وكذلك الحركات التي في حشو الكلمة تعتبر من ألقاب البناء.

__________________

(١) من الآية ٩٠ من سورة يوسف.


الموت ينساه

اصطلاحا : سألتمونيها.

إليك

اصطلاحا : اسم فعل أمر بمعنى «خذ» تقول :«إليك الكتاب» أي : خذه وقد تأتي بغير هذا المعنى. فإذا قلت : إليك عنّي : أي «ابتعد» راجع : اسم الفعل.

اليوم تنساه

اصطلاحا : سألتمونيها.

آمين

اصطلاحا : اسم فعل أمر بمعنى : استجب.

يقال بعد الدّعاء كقوله تعالى : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)(١) فتذكر كلمة «آمين» بعد الآية القرآنية. وفيها لغتان «آمين» بالمدّ و «أمين» بالقصر ، والمدّ أشهر وأكثر ، كقول الشاعر :

يا ربّ لا تسلبنّي حبّها أبدا

ويرحم الله عبدا قال آمينا

ومثل :

أمين وردّ الله ركبا إليهم

بخير ووقّاهم حمام المقادر

وتكون في الأصل : اسم فعل أمر بمعنى : استجب مبنيّ على الفتح لكنّها قد تبنى على السّكون إذا لم يحصل التقاء ساكنين.

أم

اصطلاحا : هي حرف عطف يقع بين شيئين مرتبطين ارتباطا وثيقا ولا يستقيم المعنى إلّا بهما معا. وهي نوعان متصلة ومنقطعة.

أم المتّصلة

والمتّصلة قسمان : قسم يسبق بهمزة التّسوية (٢) ، وقسم يسبق بهمزة الاستفهام وعلامة الأولى أن تكون «أم» متوسّطة بين جملتين خبريّتين يصحّ تأويلهما بمصدرين بينهما حرف عطف هو «الواو» تغني عن «أم» ، مثل : «الطلاب يجب أن يتبعوا إرشادات معلميهم سواء أكان ذلك موافقا لطباعهم أم مخالفا لها». والتّقدير : موافقة الإرشادات لطباع الطلّاب ومخالفتها لهم سواء.

والجملتان اللّتان تتوسطهما «أم» يجوز أن يكونا فعليّتين ، كقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(٣) والتّقدير : إنذارك لهم وعدم إنذارك سواء ، وكقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا)(٤) ، أو اسميتين ، كقول الشاعر :

ولست أبالي بعد فقدي مالكا

أموتي ناء أم هو الآن واقع

فقد توسّطت «أم» بين جملتين اسميّتين الأولى «أموتي ناء» والثّانية «هو واقع» ؛ أو مختلفتين ، كقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ)(٥).

والتّقدير : سواء دعاؤكم أم صمتكم. فقد عطفت «أم» جملتين الأولى فعليّة «أدعوتموهم» والثّانيّة اسميّة «أم أنتم صامتون» وقد يكون العكس أي الأولى اسميّة والثانية فعليّة ، «العامل النّشيط يتمّ عمله أرئيسه غائب أم يحضر».

فالجملة الأولى اسميّة هي «رئيسه غائب» والثانية

__________________

(١) من الآية ٧ من سورة الفاتحة.

(٢) سميت همزة التّسوية لوقوعها بعد لفظ «سواء» أو «لا أبالي» أو ما يشبههما في دلالته على أن الجملتين متساويتان في حكم المتكلم ، كقول الشاعر :

أكر على الكتيبة لا أبالي

أحتفي كان فيها أم سواها

(٣) من الآية ٦ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ٢١ من سورة إبراهيم.

(٥) من الآية ٩٣ من سورة الأعراف.


فعلية هي «يحضر» وقد توسطت «أم» بينهما وحكم «أم» المتّصلة المسبوقة بهمزة التّسوية أن تعطف جملتين خبريّتين كل منهما بمنزلة المفرد.

ولا تعطف المفردات مطلقا ، وقليلا ما تعطف جملة على مفرد ، كقول الشاعر :

سواء عليك النّفر أم بتّ ليلة

بأهل القباب من عمير بن عامر

فقد عطفت «أم» الجملة الفعليّة «بتّ ليلة» على المفرد «النّفر» أي : الرحيل.

وليس من الضّروري أن تسبق كلمة «سواء» همزة التّسوية. بل يمكن أن تسبقها كلمة بمعناها أو ما يدلّ دلالتها ، مثل : لا أبالي. كقول الشاعر السابق : ولست أبالي ...

والقسم الثّاني من «أم» المتّصلة أي : التي تسبق بهمزة الاستفهام ، فعلامتها أن تكون متوسّطة بين شيئين قبلهما همزة استفهام يراد بها وب «أم» التّعيين ، مثل : «أمعلّمك رائدك أم أبوك». إذ المراد تعيين الرّائد أهو معلمك أم أبوك ، وتغني عن هذه الهمزة كلمة «أيّ» فيكون تقدير الكلام : أيهما رائدك ... وحكم «أم» المسبوقة بهمزة الاستفهام أن تقع بين اسمين مفردين ، بينهما فاصل غير مقصود بالكلام ، أو يتأخر عنهما هذا الفاصل ، مثل : «ظهرت نتيجة الامتحانات أهند هي التي فازت أم سميرة» ؛ «أم» توسّطت بين اسمين هما : «هند» و «سميرة» وفصل بينهما فاصل غير مقصود بالكلام ، ومثل : أهند أم سميرة هي التي فازت ... فقد توسطت «أم» بين المعطوف «سميرة» والمعطوف عليه هند بدون فاصل بينهما وقد تأخّر عنها كلام غير مقصود بالحكم.

وحكمها أيضا أن تقع بين مفرد وجملة ، كقوله تعالى : و (إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ) أم بعيد (ما تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً)(١) الفعل «يجعل» معطوف على الاسم المشتقّ «قريب» ، وقد توسّطت «أم» بينهما ، والحقيقة أنّه ليس في الكلام عطف جملة على مفرد ، ولا يصحّ أن تكون الجملة هي المعطوفة ، باعتبار أنها تؤوّل بمفرد ، لعدم وجود ما يقتضي سبك الجملة وتأويلها بمصدر.

ومن حكمها أيضا : أنّ «أم» التي يراد بها التّعيين يجب أن يكون جوابها مشتملا على ما يحقّق الغرض ، مثل : «أطبيبك مسافر أم أبوك» فالجواب عن هذا السؤال هو «أبي» أو «طبيبي» ولا يصحّ الإجابة عنه بكلمة «نعم» أو «لا» ، لأن الجواب بهما لا يفيد تعيينا وإنّما يفيد الموافقة أو المخالفة على الشيء المسؤول عنه ، وهذا ما لا يحقق الغرض المقصود من «أم» المتّصلة أي «التّعيين».

الفرق بين «أم» المتصلة بهمزة التسوية والمتّصلة بهمزة الاستفهام : تختلف «أم» المتّصلة بهمزة التّسوية عن المتّصلة بهمزة الاستفهام بعدّة أمور منها :

١ ـ أن «أم» المتصلة بهمزة التّسوية لا تستحق جوابا استحقاقا لازما ، ولا مانع أن يكون لها جواب ، وذلك لأن المعنى معها على الإخبار ، أما المسبوقة بهمزة التّعيين أو الاستفهام فتحتاج إلى جواب.

٢ ـ أن الكلام بعد المتّصلة بهمزة التّسوية خبر ، يحتمل الصّدق والكذب ، أما المتّصلة بهمزة التّعيين فالكلام معها إنشائي.

٣ ـ أن «أم» المتصلة بهمزة التّسوية تقع بين جملتين فعليّتين أو اسميّتين أو مختلفتين ، أمّا

__________________

(١) من الآية ١٠٩ من سورة الأنبياء.


المتّصلة بهمزة الاستفهام فقد تعطف الجمل أو المفرد والجملة.

٤ ـ ان الجملتين اللّتين تتوسّطهما «أم» المسبوقة بهمزة التّسوية لا بدّ أن تتأوّلا بمصدر ، أمّا الّتي تسبق بهمزة الاستفهام لا يصحّ تأويل الجملة بمفرد لعدم وجود مقتضى السّبك.

ملاحظات :

١ ـ يجوز أن تستغني «أم» عن همزة الاستفهام وعن همزة التّسوية إن علم أمرها ، ولم يوقع الحذف في اللبس مثل : سواء عليّ رضي أخوك أم غضب ؛ والتّقدير : أرضي أم غضب ، وكقول الشاعر :

لعمرك ما أدري وإن كنت داريا

بسبع رمين الجمر أم بثمان

والتقدير : أبسبع رمين الجمر أم بثمان.

٢ ـ لا تحذف «أم» المتّصلة مع معطوفها وحذفها قليل ، كقول الشاعر :

دعاني إليها القلب إنّي لأمره

سميع فما أدرى أرشد طلابها ...؟

والتقدير : أرشد طلابها أو غيّ ، وكقول الشاعر :

أراك فما أدري أهمّ هممته؟

وذو الهمّ قدما خاشع متضائل

والتّقدير : أهمّ هممته أم غيره ، لأن التّغيير يكون سببه همّ أو غيره.

٣ ـ يجوز أن يحذف المعطوف عليه مع بقاء «أم» المتّصلة ، كقوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ)(١) والتّقدير : أعلمتم أنّ دخول الجنّة سهل أم حسبتم أن تدخلوا الجنة.

٤ ـ ان الهمزة الواقعة بعد «سواء» أو «لا أدري» هي همزة التّسوية ، أمّا التي تقع بعد «لا أدري» أو «لا أعلم» أو «ليت شعري» فهي همزة التّعيين.

٥ ـ إذا توسّطت أم بين جملتين إحداهما منفيّة فيجب تأخّر جملة النّفي وتقديم الجملة المثبتة ، كقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ)(٢).

أم المعادلة

اصطلاحا : أم المتّصلة.

أم المنقطعة

أم المنقطعة : هي التي تقع بعد جملتين مستقلّتين في معناهما ، وليس بين المعنيين ما يجعل أحدهما جزءا ، من الثّاني ، ويكون معناها «بل» التي تفيد الإضراب ، ولا تقع أم المنقطعة بعد همزة التّسوية ولا بعد همزة الاستفهام التي يطلب بها وب «أم» التعيين ، وإنّما تقع بعد الخبر المحض ، كقوله تعالى : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ)(٣) والتّقدير : بل يقولون ، وقد تقع بعد الاستفهام بغير الهمزة ، كقوله تعالى : (هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ)(٤) «أم» بمعنى «بل» وقد تقع بعد استفهام غير حقيقي ، ومعناه إما الإنكار والنّفي ، كقوله تعالى : (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها ، أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها ، أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها ، أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها)(٥) أو الحكم على الشّيء ، بأنه ثابت مقرّر ،

__________________

(١) من الآية ١٤٢ من سورة آل عمران.

(٢) من الآية ٦ من سورة البقرة.

(٣) من الآيتين ٧ و ٨ من سورة الأحقاف.

(٤) من الآية ١٦ من سورة الرّعد.

(٥) من الآية ١٩٥ من سورة الأعراف.


كقوله تعالى : (أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ، أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ)(١) أو الإضراب المحض ، مثل : «إن هذه الطّالبة ذكيّة أم بارعة في الجمال». ويجوز أن تقع «أم» بعد استفهام حقيقيّ بشرط أن يكون ما بعدها مخالفا لما قبلها ، مثل : «أكتبا تقرأ أم لا». فالمتكلّم عرض له ظنّ النّفي فأضرب عن الثّبوت. وقد تفيد الإضراب والاستفهام الحقيقيّ معا ، مثل : «هذا وجه القمر أو وجه الحبيبة» والتّقدير : بل أهو وجه الحبيبة ، وقد تفيد الإضراب والاستفهام الإنكاري معا بغير أن تسبقها أداة استفهام ، كقوله تعالى : (أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ)(٢) أي : بل أله .. وقد تكون للإضراب مطلقا ، كقوله تعالى : (هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ)(٣) والتّقدير : بل هل تستوي ... وكقول الشاعر :

فليت سليمى في الممات ضجيعتي

هنالك أم في جنّة أم جهنم

وفيه : «أم» غير عاطفة وأنّها حرف ابتداء للإضراب الذي لا يدخل إلّا على جملة ، «في جنّة» جار ومجرور متعلّق بمحذوف تقديره : ليتها ضجيعتي في جنة ، ويجب تقدير حرف الجر «في» قبل «جهنّم». وتقدير الكلام : بل ليتها ضجيعتي في جنة بل في جهنّم ، وقد تكون للاستفهام فقط بدون أن تفيد معنى الإضراب مطلقا ، كقول الشاعر :

كذبتك عينك ، أو رأيت بواسط

غلس الظّلام من الرّباب خيالا

والتّقدير : هل رأيت بواسط.

ملاحظات :

١ ـ يجوز أن يكون جواب «أم» المنقطعة أحد أحرف الجواب ، مثل : «نعم» ، «بلى» ، «لا» ... كقوله تعالى : (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها ، أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها)(٤) فالجواب :«لا». وكقوله تعالى : (أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ)(٥) الجواب : «لا».

٢ ـ إذا تكرّرت «أم» المنقطعة مع الاستفهام كان الجواب للأخير مراعاة للانصراف إليه باعتبار الاضراب عن السّابق ، وقد يكون منها نوع ثالث غير المتّصلة والمنقطعة وهو ما يسمّى «بالزّائدة» ، كقول الشاعر :

يا ليت شعري ولا منجى من الهرم

أم هل على العيش بعد الشّيب من ندم

وفيه : «أم» زائدة لا معنى لها.

٣ ـ إذا اعتبرت «أم» عاطفة فالضمير العائد على المعطوف والمعطوف عليه يعود أمر مطابقته أو عدم مطابقته إلى قصد المتكلّم ، فإن قصد أحد المتعاطفين وجب إفراد الضمير ، مثل : «أفاطمة أم سميرة نجحت؟» إذ المعنى نجحت إحداهما ، وإن قصدهما معا وجبت المطابقة ، مثل : «فاطمة أم سميرة نجحت مع أنني أعتقدتهما ناجحتين» فالمتكلّم قصد فاطمة وسميرة لذلك أعاد الضمير عليهما في «اعتقدتهما» وفي «ناجحتين».

٤ ـ أم الزائدة ، قد يعتبرها بعض النّحاة زائدة كما في قوله تعالى : (أَفَلا تُبْصِرُونَ أَمْ أَنَا خَيْرٌ)(٦)

__________________

(١) من الآية ٥٠ من سورة النّور.

(٢) من الآية ١٩ من سورة الطّور.

(٣) من الآية ١٦ من سورة الرعد.

(٤) من الآية ١٩٥ من سورة الأعراف.

(٥) من الآية ١٩ من سورة الطور.

(٦) من الآيتين ٥١ ـ ٥٢ من سورة الزّخرف.


والتّقدير : أفلا تبصرون أنا خير .. وكقول الشاعر السّابق :

يا ليت شعري ولا منجى من الهرم

أم هل على العيش بعد الشّيب من ندم

وفي لغة أهل اليمن تزاد «أم» في كلامهم فيقولون : «أم نحن نضرب الهام».

٢ ـ «أم» حرف تعريف في لغة قبيلة طيّىء وقبيلة حمير ، وفي رواية عن رجل أتى الرسول صلّى الله عليه وسلّم فسأله :«هل من امبر الصيام في امسفر؟» فأجابه الرسول مجاملا : «ليس من امبر امصيام في امسفر» أي :ليس من البرّ الصّيام في السّفر. ويقال : إن «لام» التعريف هذه هي التي تدخل على الأسماء التي تبدأ بحرف قمريّ ، والمثل السّابق يدحض هذا القول ، لأن الكلمة «البر» والمنطوقة «امبر» تبدأ بحرف قمري.

٣ ـ أم التي تفيد الاستفهام في غياب همزة الاستفهام مثل : «أم تحسب أنك نجحت» والتقدير : أتحسب أنّك نجحت.

أما

لها عدة معان واستعمالات كثيرة منها :

١ ـ «أمّا» الاستفتاحيّة والتّشبيهية ، وغالبا ما يأتي بعدها القسم ، مثل : «أما والله لقد سافر القائد». ولها ست لغات هي : أما ، هما ، عما ، أم ، هم ، عم.

٢ ـ «أما» التي هي أداة العرض وتدخل دائما على الجملة الفعليّة ، مثل : «أما تساعد أخاك» وإن أتى بعدها اسم فذلك يكون على تقدير فعل محذوف ، مثل «أما أخاك» والتقدير : «ألا تساعد أخاك». ويقال فيها إنّها مركبة من همزة الاستفهام و «ما» النافية مثل «ألم» و «ألا» ، وقد تحذف همزتها ، مثل قول الشاعر :

ما ترى الدّهر قد أباد معدّا

وأباد السّراة من عدنان

والتّقدير : «أما ترى» حيث حذفت همزة «أما».

٣ ـ أما التي تتألّف من همزة الاستفهام «وما» النافية ، مثل «ألا» و «ألم» ، مثل : «أما زرتك منذ أيام».

٤ ـ «أما» بمعنى «حقا» واختلف في أصلها ، فمنهم من قال : إنها اسم بمعنى «حقّا» وتفتح همزة إنّ بعدها كما تفتح بعد حقّا ، كقول الشاعر :

أحقا أنّ جيرتنا استقلّوا

فنيّتنا ونيّتهم فريق

فكما تفتح همزة «إنّ» بعد «أحقا» في البيت ، تفتح همزة «إن» بعد «أما» ، مثل : «أما أنك مسافر» والتّقدير : «حقا أنك مسافر» فتكون :«أما» اسما مبنيا على السّكون في محل رفع خبر مبتدأ مقدّم ، و «أن» مع معموليها في محل رفع مبتدأ ومنهم من قال : «إنّ» همزتها همزة استفهام و «ما» اسم بمعنى «شيء» وذلك الشيء حقّ فيكون معناها : أحقا ، ومنهم من قال : إنها حرف ، فإذا قلت : «أما أنك مجتهد» فتكون «أما» مؤلّفة من حرف هو «الهمزة» ومن حرف هو «ما».

أمّا التّفصيليّة

لها اسمان وعدة معان منها :

أولا : أمّا التفصيليّة الشرطيّة وتحمل معنى التّوكيد ؛ ولكنّها لا تجزم المضارع وتؤوّل في أغلب الأحيان بعبارة «مهما يكن من شيء». فإذا قلنا : «سمير ناجح أمّا سعيد فراسب». فيكون


التّقدير : فمهما يكن من شيء فسعيد راسب ؛ وهذا يعني أنه حذفت أداة الشرط «مهما» مع فعل الشرط وأقيمت «أمّا» مكانها وتأخّر موضع «الفاء» لإقامة اللّفظ والمعنى ، فتكتب أمّا سعيد فراسب ، وكقوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ)(١) أي : يقال لكم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا .. وكقوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى)(٢).

وتستعمل غالبا «إمّا» للتّفصيل كقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا)(٣) وقد تأتي لغير التّفصيل مثل : «أمّا سمير فناجح» ولها استعمالات عدّة منها :

١ ـ وجوب اقتران جوابها بالفاء ، مثل قوله تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)(٤) وقد تحذف «الفاء» من جواب «أمّا» للضّرورة الشّعريّة ، كقول الشاعر :

فأمّا القتال لا قتال لديكم

ولكنّ سيرا في عراض المواكب

والتّقدير : فأما القتال فلا قتال لديكم ، وقد تحذف بغير الضّرورة الشعريّة وهذا نادر ، مثل حديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم : «أمّا بعد ، ما بال الرّجال».

والتّقدير : فما بال الرّجال ، وقد تحذف في القول المحكيّ كقوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ)(٥) والتّقدير : فيقولون لهم ذوقوا العذاب.

٢ ـ أن لا يفصل بين أمّا والفاء إلا جملة دعاء ، وأن يفصل بين «أمّا» والدعاء فاصل ، مثل : «أمّا سمير ، رعاه الله ، فناجح».

٣ ـ يجب أن يكون بعدها اسم دائما ، وذلك لأنها تقوم مقام أداة الشرط وفعله ؛ وقد يكون هذا الاسم مبتدأ ، مثل : «أمّا سمير فناجح» أو خبرا ، مثل : «أمّا ناجح فسمير» أو مفعولا به مقدّم ، كقوله تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ)(٦) أو مفعولا به لفعل محذوف يفسّره الفعل الظّاهر مثل : «أمّا سميرا فزرته» والتّقدير : زرت سميرا زرته. أو ظرفا ، مثل : «أما اليوم فزرت سميرا» أو اسما مجرورا كقوله تعالى : (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)(٧) أو مشتقا يقع حالا ، مثل : «أمّا ماشيا فسمير قادم» أو مفعولا مطلقا ، مثل : «أمّا الضّرب فزيد ضارب» أو مفعولا لأجله ، مثل : «أمّا العلم فعالم» أو شرطا ، مثل قوله تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ)(٨).

٤ ـ يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها ، كقوله تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) (٩) فكلمة «اليتيم» : مفعول به لفعل «تقهر» الواقع بعد «الفاء» الرّابطة لجواب أمّا.

__________________

(١) من الآية ١٠٦ من سورة آل عمران.

(٢) من الآيات ٥ ـ ١٠ من سورة الليل.

(٣) من الآية ٢٦ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ٩ من سورة الضّحى.

(٥) من الآية ١٠٦ من سورة آل عمران.

(٦) من الآيتين ٩ و ١٠ من سورة الضّحى.

(٧) من الآية ١١ من سورة الضّحى.

(٨) من الآيتين ٨٨ و ٨٩ من سورة الواقعة.


ومثلها كلمة «السّائل» مفعول به لفعل «تنهر».

٥ ـ يجوز أن تحذف «أمّا» إذا دلّت قرينة على حذفها وغالبا ما يكون هذا الحذف إذا كان بعد أمر أو نهي ، كقوله تعالى : (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)(١) والتّقدير : فأمّا ربّك فكبّر وأما ثيابك فطهّر وأمّا الرّجز فاهجر. والقرينة الّتي تدلّ على الحذف هي «الفاء» إذ لا مسوّغ لدخولها إلا بعد «أمّا» ، كما أن سياق الكلام يفهم منه حذف «أمّا».

٦ ـ يجوز حذف جوابها المقرون بالفاء إذا دلّت عليه قرينة ، كقوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ)(٢) والتقدير : فيقولون لهم أكفرتم بعد إيمانكم.

فجملة «فيقولون لهم» جملة مقرونة «بالفاء» واقعة في جواب «أمّا». وكقوله تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ)(٣) والتّقدير : فيقال لهم : أفلم تكن ... فالجملة المقرونة «بالفاء» ، «فيقال لهم» واقعة في جواب «أمّا».

٧ ـ يجوز أن تبدل ميمها الأولى «ياء» فتصير : «أيما» ، كقول الشاعر :

رأت رجلا أيما إذا الشّمس عارضت

فيضحى وأمّا بالعشيّ فيخصر

حيث قلبت «ياء» الميم الأولى من كلمة «أمّا».

والتّقدير : رأت رجلا أيّما ... بدليل وجود أمّا الثّانية المعطوفة عليها بالواو ، وكقول الشاعر :

يا ليتما أمّنا شالت نعامتها

أيما إلى جنّة أيما إلى نار

ثانيا : «أمّا» المؤلفة من «أن» المصدريّة و «ما» المبدلة من «كان» المحذوفة ، مثل : «أمّا أنت ذا أدب تفتخر» والأصل : لأن كنت ذا أدب تفتخر ، حيث حذفت لام التّعليل ثم حذفت «كان» فانفصل ضمير المخاطب الذي يستفاد من «التّاء» المتّصلة بـ «كان» فعوّض من «كان» بـ «ما» الزّائدة فصارت الجملة : «أن ما أنت» فقلبت «ميما» «نون» «أن» وأدغمت في «ميم» ، «ما» فصارت أمّا أنت ... وكقول الشاعر :

أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر

فإنّ قومي لم تأكلهم الضّبع

والأصل : لأن كنت ذا نفر فخرت علينا فإن قومنا لم تأكلهم الأزمات الصّعبة. ويقول البصريّون إن التّقدير هو : ألأن كنت ذا نفر فخرت علينا.

حيث يحذفون لام التّعليل ومتعلّقها ، وهمزة الاستفهام ، ثم حذفت «كان» وعوض منها بـ «ما» الزّائدة التي أدغمت بـ «أن» وانفصل الضّمير المتّصل الواقع اسم «كان» فصار «أنت». أما الكوفيّون فقالوا : «أن» مثل «إن» هي أداة شرط و «ما» لتوكيد الشّرط.

وقد تكون «أمّا» مركّبة من «ما» الاستفهاميّة مع «أم» المنقطعة كقوله تعالى : (أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(٤).

إمّا

اصطلاحا : حرف تفصيل وتأتي عادة مكرّرة ولم يختلف النّحويّون في «إمّا» الأولى بل في الثانية فقال سيبويه إنها حرف عطف ومنهم من يرفض هذا الرأي لأنها عادة تأتي بعد «الواو» العاطفة ، ولا يدخل عطف على عطف ، مثل :

__________________

(١) من الآيات ٣ ـ ٥ من سورة المدّثر.

(٢) من الآية ١٠٦ من سورة آل عمران.

(٣) من الآية ٣١ من سورة الجاثية.

(٤) من الآية ٨٤ من سورة النمل.


«سأذهب إمّا لزيارة صديقاتي وإمّا إلى السّينما» حيث تكون «إمّا» الأولى التّفصيليّة و «إمّا» الثّانية هي حرف عطف عند البعض وغير عطف عند البعض الآخر ، وهي دائما مقرونة بحرف العطف «الواو». من معانيها :

١ ـ الشّك ، إذا كانت مسبوقة بجملة خبريّة مثل : أكلت إما تفاحة وإما برتقالة.

٢ ـ الإبهام ، الذي يكون من جهة السّامع ويكون مسبوقا بجملة خبريّة ، كقوله تعالى : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ)(١).

٣ ـ التّخيير بين أمرين وتكون مسبوقة بجملة خبريّة ، كقوله تعالى : (قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً)(٢).

٤ ـ الإباحة وهي التي تفيد جواز الجمع بين أمرين وتقع بعد الطلب ، مثل : «عاشر إما العلماء وإمّا الكرماء» فيجوز أن يعاشر المجموعتين معا.

٥ ـ التّفصيل أي : تبيان الأمور المتعدّدة التي قد تتوافر لأمر ما ، كقوله تعالى : (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)(٣).

٦ ـ وقد تأتي لإيجاب أمر من الأمور كقولك للمجتهد : «إنما أنت إمّا درس وإما كتابة».

٧ ـ تأتي إمّا غالبا مكرّرة وهذا ما قاله البصريّون. أمّا الكوفيّون فيجيزون مجيئها بدون تكرار ويجرونها مجرى «أو» ، مثل : «المعلم إمّا يشرح وإمّا يصحّح».

٨ ـ وقد يستغنى عن «إمّا» الأولى بالثانية ، كقول الشاعر :

تهاض بدار قد تقادم عهدها

وإمّا بأموات ألمّ خيالها

والتّقدير : إما بدار وإمّا بأموات. وقد يستغنى عن «الواو» الملازمة «إما» ، مثل :

يا ليتما أمّنا شالت نعامتها

إمّا إلى جنّة إمّا إلى نار

والتّقدير : إمّا إلى جنّة وإمّا إلى نار. وقد يستغنى عن «إمّا» الثانية بـ «أو» ، مثل :

وقد شفّني أن لا يزال يروعني

خيالك إمّا طارقا أو مغاديا

والتّقدير : إما طارقا وإمّا مغاديا. وقد يستغنى عن إما الثانية بـ «إلّا» : المؤلّفة من «إن» الشّرطيّة و «لا» النافية ، كقول الشاعر :

فإمّا أن تكون أخي بصدق

فاعرف منك غثّي من سميني

وإلّا فاطّرحني واتّخذني

عدوّا أتّقيك وتتّقيني

٩ ـ «إمّا» تكون بسيطة أو مركبّة من «إن» و «ما» بدليل الاقتصار على «إن» في الضّرورة الشّعريّة ، كما في قول الشاعر :

وقد كذبتك نفسك فأكذبنها

فإن جزعا ، وإن إجمال صبر

والتّقدير : فإمّا جزعا وإمّا إجمال صبر.

ويحتمل أن تكون «إن» شرطيّة حذف جوابها أي : إن كنت ذا جزع.

١٠ ـ قد تحذف «إمّا» الأولى ، وتحذف «ما» من

__________________

(١) من الآية ١٠٦ من سورة التوبة.

(٢) من الآية ٨٦ من سورة الكهف.

(٣) من الآية ٣ من سورة الإنسان.


الثانية ، كما في قول الشاعر :

سقته الرّواعد من صيّف

وإن من خريف فلن يعدما

والتّقدير : إما من صيّف وإما من خريف ، حيث حذفت «إما» الأولى وحذفت «ما» من الثانية.

وربما أن تكون «إن» شرطيّة و «الفاء» في «فلن» هي «فاء» الجواب ، والتّقدير : إن سقته في الخريف فلن يعدم الرّيّ. وقد تكون «إن» زائدة والتّقدير : من صيّف ، أو من خريف.

١١ ـ «إمّا» تكون على أربع لغات : إمّا ، أمّا ، إيما ، أيما ، كقول الشاعر :

لا تفسدوا آبالكم

إيما لنا إيما لكم

والتّقدير : إمّا لنا وإمّا لكم.

١٢ ـ «إمّا» التّفصيليّة تفترق عن «أو» من ثلاثة أوجه هي :

أـ قد تكون «أو» بمعنى «الواو» ، وبمعنى «بل» عند بعضهم وإمّا لا تكون كذلك.

ب ـ قد تتكرّر «إما» غالبا بعكس «أو».

ج ـ الكلام بعد «إمّا» يكون مبنيّا من أوّله على ما جيء به لأجله ، من شكّ وغيره بعكس «أو» فإن الكلام بعدها يفتتح على الجزم ، ثم يطرأ الشّكّ.

د ـ قد تكون إمّا بمعنى «إن» النّافية أي :بمعنى الجحد ، مثل : «إما سمير فاشل» وتكون «ما» فيها صلة.

واصطلاحا أيضا : إمّا تكون مركبة من «إن» الشرطيّة وما النّافية كقوله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً)(١) والتقدير : إن ما ترينّ من البشر أحدا.

إمّا الإباحيّة

اصطلاحا : هي التي تفيد الإباحة ، أي : الجمع بين أمرين مثل : «تعلّم إمّا في بلدك وإمّا في الخارج» ومثل : تعلّم إمّا الأدب وإمّا الرّياضة.

إمّا الإبهاميّة

اصطلاحا : هي التي تفيد الإبهام ، كقوله تعالى : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ)(٢).

إمّا التّخييريّة

اصطلاحا : هي التي تفيد التّخيير. أي في ما لا يجمع بين أمرين. كقوله تعالى : (إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً)(٣).

إمّا التّوكيديّة

اصطلاحا : حرف شرط يفيد التّوكيد ، مثل :«إمّا زيد فناجح» أي : بالتأكيد هو ناجح.

إمّا الثانية

قد تكون «إمّا» الثانية مثل «أو» في العطف وفي المعنى. وذلك :

١ ـ في التّخيير والإباحة ، إذا سبقها الأمر ، مثل : «امنح الفقير إمّا ثوبا وإمّا مالا».

٢ ـ في الشّكّ والإبهام ، إذا تقدمتها جملة خبرية ، مثل : «إنّ المعلم غائب فإما أن يأتي غدا وإمّا بعد غد».

٣ ـ التفصيل ، وذلك إذا تقدّمها خبر أو طلب ، مثل : «الكلمة ثلاثة أنواع : إمّا اسم وإمّا فعل وإمّا

__________________

(١) من الآية ٢٦ من سورة مريم.

(٢) من الآية ١٠٦ من سورة التّوبة.

(٣) من الآية ٨٦ من سورة الكهف.


حرف». ولا تكون «إمّا» بمعنى الإضراب ولا بمعنى «واو» العطف مثل «أو».

وإذا كانت «إمّا» الثّانية للعطف «فالواو» قبلها زائدة ، و «إمّا» الأولى لا عمل لها ، كقوله تعالى : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ ، إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) «فالواو» مع «إمّا» الثّانية زائدة لازمة و «إمّا» وحدها للعطف. و «إمّا» الأولى لا عمل لها. والأرجح أن تكون «الواو» هي العاطفة و «إمّا» في المكانين غير عاطفة.

أحكامها : ومن أحكامها :

١ ـ أنه يمكن حذفها إذا وجد ما يغني عنها ، مثل «إلّا» و «أو» ، كقول الشاعر :

فإمّا أن تكون أخي بصدق

فأعرف منك غثّي من سميني

وإلّا فاطّرحني واتّخذني

عدوّا أتّقيك وتتّقيني

وكقول الشاعر :

وقد شفّني ألّا يزال يروعني

خيالك إمّا طارقا أو معاديا

٢ ـ قد يستغنى عن «إمّا» الأولى اكتفاء بالثّانية ، كقول الشاعر :

تلمّ بدار قد تقادم عهدها

وإمّا بأموات ألمّ خيالها

والتقدير : تلمّ إما بدار .. وإما بأموات.

٣ ـ «إمّا» الثّانية تختلف معنى وعملا عن «إمّا» المركّبة من «إن» الشرطيّة الجازمة مع «ما» الزّائدة ، مثل قوله تعالى : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما)(١).

٤ ـ قد تكون «إمّا» بصورة «أيما» وقد تحذف «واو» العطف قبل «إمّا» الثانية ، مثل :

يا ليتما أمّنا شالت نعامتها

أيما إلى جنّة أيما إلى نار

فقد ظهرت «إما» الثانية بصورة «أيما» وبدون حرف العطف «الواو» قبلها.

الإمالة

تعريف الإمالة : الإمالة هي أن تلفظ الفتحة ذاهبا بها إلى جهة الكسرة مثل : «نعمة» وإذا كان بعد الفتحة «ألف» ، فاذهب بها إلى جهة الياء ، كقوله تعالى : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)(٢) فتلفظ كلمة «مالك» بإمالة الفتحة لجهة «الياء» لأنّ بعدها «ألفا».

أسباب الإمالة : للإمالة أسباب تقتضيها تتلخّص في ثمانية :

١ ـ تجب الإمالة في «الألف» إذا كانت مبدلة من «ياء» متطرّفة سواء أكانت في الاسم ، مثل :«الهدى والفتى» أو في الأفعال ، مثل : «هدى ، اشترى». فلا تمال الفتحة في كلمة «ناب» ، رغم أن بعدها «ألف» منقلبة عن «ياء» بدليل القول : أنياب في جمع التّكسير ، وذلك لأن «الألف» غير متطرفة ، ولكن تمال في كلمة : «فتاة ونواة» لأن تاء التأنيث زائدة وفي تقدير الانفصال.

٢ ـ تجب الإمالة في الألف لأن الياء تخلفها في بعض التّصاريف ، مثل : «ملهى» : فإنها تنتهي «بألف» مقصورة ، التي تقلب «ياء» في التّثنية ، فتقول : «ملهيان» ، ومثل : «حبلى ، حبليان» ،

__________________

(١) من الآية ٢٣ من سورة الإسراء.

(٢) من الآية ٤ من سورة الفاتحة.


و «أرطى ، أرطيان» ، و «غزا» في البناء للمجهول تقلب «ألفه» ، «ياء» فتقول : «غزي» لذلك تجب الإمالة في كلمة «ملهى» لأن الفتحة تعقبها «ألف» فيصحّ أن تقلب «ياء» وأمّا في كلمة «تلاها» في قوله تعالى : (وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها)(١). فقد أميلت الفتحة التي تعقبها «ألف» ، ولا يصح أن تعقبها إلّا «الواو» بدليل قولنا : «يتلو» و «تلاوة» ، وذلك لمناسبة إمالة «ألف» في كلمة «جلّاها» في الآية التالية للأولى : (وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها)(٢). وكذلك تمال الفتحة قبل «ألف» ، «سجا» من قوله تعالى : (وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى)(٣). لمناسبة إمالة «الألف» في كلمة «قلى» من الآية التّالية للأولى : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)(٤). فالألف في «سجا» تقلب «واوا» والدليل القول : سجا يسجو سجوّا الليل ، أي : سكن. ويستثنى من ذلك الألف التي ترجع أو تقلب إلى «ياء» في لغة شاذّة ، مثل : «عصا» ، و «قفا» فإن الألف فيهما تقلب «ياء» إذا أضيفتا إلى ياء المتكلم ، فتقول :«عصيّ» ، و «قفيّ». كما يستثنى من ذلك «الألف» التي تمازج حرفا زائدا ، مثل : «عصا» و «قفا» فالألف فيهما تقلب «ياء» إذا صغّرتا فتقول : «عصيّة» و «قفيّ» أو إذا جمعتا جمع تكسير على وزن «فعول» ، فتقول : «عصيّ» و «قفيّ».

٣ ـ إذا كانت الألف مبدلة من «عين» فعل يتحوّل إلى وزن «فلت» عند اتّصاله بتاء الضمير سواء أكانت الألف منقلبة عن «ياء» ، مثل : «باع ، كال ، هاب» فتصير «بعت ، كلت ، هبت» أو منقلبة عن واو مكسورة مثل : «خاف» ، «طال» ، «مات» ، فتقول : «خفت» ، «طلت» ، «مت» في لغة من قال : «متّ» ، بخلاف : «قال وطال ومات» ، بالضّمّ.

٤ ـ إذا وقعت الألف قبل الياء فتمال ، مثل :بايعت ، خايرت ، وسايرت.

٥ ـ إذا اتصلت بالألف «ياء» قبلها ، مثل :بيان ، أو انفصلت عنها بحرف واحد ، مثل :«شيبان» ، و «نظفت يداه» ، أو بحرفين أحدهما الهاء ، مثل : «جاءت بيتها» ، ومثل : «ليتها» ، ومثل : «سيبها».

٦ ـ إذا وقعت الألف قبل الكسرة ، مثل :«عالم» ، «كاتب» ، «قاهر» ، «ظالم» ...

٧ ـ إذا وقعت الألف بعد الكسرة ومنفصلة عنها بحرف واحد ، مثل : «كتاب» ، «سلاح» ، «جماح» ، «وصال» ، أو بحرفين أحدهما «الهاء» ، مثل «أن يضربها فذاك حرام» أو بحرفين أحدهما ساكن ، مثل : «شملال» ، «سرداح» أو بكليهما ، أي : بحرفين أحدهما ساكن ، وبالهاء ، مثل :«درهماك».

٨ ـ إرادة التّناسب وذلك إذا وقعت «الألف» بعد «الألف» في كلمتها أميلت لسبب مثل :«قرأت كتابا» ، فالألف الثّانية وقعت بعد ألف أميلت بسبب وقوعها بعد كسرة وفصل بينهما حرف واحد ، ومثل : رأيت عمادا. أو إذا وقعت الألف في كلمة قارنت كلمة أخرى فيها «ألف» أميلت لسبب ، كقراءة بعضهم قوله تعالى :

__________________

(١) الآية ٢ من سورة الشمس.

(٢) الآية ٣ من سورة الشمس.

(٣) الآيتان ١ و ٢ من سورة الضحى.

(٤) الآية ٣ من سورة الضحى.


(وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)(١) فقد اميلت «ألف» ، «والضّحى» مع أنها منقلبة عن «واو» بدليل القول : «الضحوة» ، كما أميلت «الألف» في «سجا» مع أنها منقلبة عن «واو» بدليل القول «سجا سجوّا اللّيل» : سكن وذلك لمناسبة إمالة الألف في «قلى» بسبب أنها متطرفة مبدلة من «ياء».

موانع الإمالة : وهناك ثمانية أسباب تمنع حدوث الإمالة هي :

١ ـ وجود الرّاء يمنع من الإمالة إذا كانت غير مكسورة قبلها ألف ، مثل : حمار ، وبعضهم يرى فصلها عن الألف بحرف واحد ، مثل : «كافر» ، فالفاء فصلت بين الراء والألف أو إذا كانت «الرّاء» غير مكسورة بعدها ألف ، مثل : «هذا فراش راشد».

٢ ـ وجود أحد حروف الاستعلاء السّبعة :«الخاء» ، «الغين» ، «الصّاد» ، «الضّاد» ، «الطّاء» ، «الظّاء» ، «القاف» ، وهذا الحرف متصل بالألف ومتقدم عليها ، مثل : «صالح» ، «ضاهر» ، «طامع» ، «ظاهر» ، «غائم» ، «خازن» ، «قالب» ، أو منفصل عن «الألف» ، بحرف واحد ، مثل :«غنائم» ، «طلائع» إلا إن كان مكسورا فلا إمالة ، وبعضهم يميلون ، مثل : «طوال» ، «غلاب» ، «خيام» ، «صيام» ، وكذلك يميلون إذا كان حرف الاستعلاء ساكنا بعد كسرة ومفصولا عن الألف بحرف واحد ، مثل :«مصباح» ، «مقلاع» ، «مطواع» ، «ومقلاة» ، أي التي لا يعيش لها ولد ، كقول الشاعر :

بغاث الطّير أكثرها فراخا

وأمّ الصّقر مقلاة نزور

٣ ـ وجود أحد أحرف الاستعلاء السّبعة متأخرا عن الألف ، سواء أكان متصلا بها مثل : «ساخر» ، «حاطب» ، «حاظل» ، «ناقف» ، أو منفصلا عنها بحرف واحد ، مثل : «نافق» ، «نافع» ، «ناعق» ، «بالغ» ، أو منفصلا منها بحرفين ، مثل :«مواثيق» ، «مناشيط» ، وبعضهم يميل هذا الأخير لتراخي الاستعلاء.

وشرط الإمالة التي يكفّها المانع أن لا يكون سببها كسرة مقدّرة ، ولا «ياء» مقدّرة فإن السّبب المقدّر هنا لكونه موجودا في نفس «الألف» أقوى من الظّاهر ، لأنه إمّا متقدّم عليها أو متأخر عنها :فمن ثمّ أميل ، مثل : «خاف» ، «طاب» ، «حاق» ، «زاغ».

ملاحظات :

١ ـ يؤثّر مانع الإمالة إن كان منفصلا ، ولا يؤثّر سببها إلّا متّصلا فلا يمال في مثل : «أتى قاسم» لوجود المانع وهو «القاف» ؛ ولا يمال مثل :«لزيد مال» لانفصال السّبب.

٢ ـ إن الياء المقدّرة في «أتى» لا يؤثّر فيها المانع ، وحرف الاستعلاء «القاف» لو اتصل بها لا يؤثّر فيها ، فلماذا الإمالة؟ وحتى يكون المانع فعّالا وجب أن نقول : «كتاب قاسم».

٣ ـ إذا كان سبب الإمالة وقوع «الألف» قبل الكسرة ، فالإمالة بالكسرة المتّصلة بالألف أقوى من المنفصلة عنها ، مثل : «لزيد مال» وإذا كان حرف الاستعلاء منفصلا عن الكلمة لم يمنع الإمالة إلا فيما أميل لكسرة عارضة ، مثل : «بمال قاسم» أو

__________________

(١) من الآيات ١ ـ ٣ من سورة الضّحى.


فيما أميل من الألفات التي هي صلة للضمائر مثل : «أراد أن يعرفها قبل».

مانع لمانع الإمالة : وقد تأتي موانع تحول دون منع الإمالة ، وتتلخّص في وجود «الرّاء» المكسورة المجاورة للألف ، إذ أنها تمنع الحرف المستعلي مع «الرّاء» أن يمنعا الإمالة ، لذلك تقع الإمالة في قوله تعالى : (وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ،) «فالرّاء» المكسورة المجاورة للألف تمنع حرف الاستعلاء «الصّاد» من أن يمنع الإمالة. وكذلك نميل في قوله تعالى : (إِذْ هُما فِي الْغارِ) حيث منعت «الرّاء» المكسورة المجاورة «للألف» حرف الاستعلاء «الغين» في كلمة «الغار» من أن يمنع الإمالة. وكذلك تجوز الإمالة في قوله تعالى : (إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) فوجود «الرّاء» المكسورة المتّصلة بالألف منعت «الرّاء» المفتوحة من أن تمنع الإمالة وكذلك تقع الإمالة في قوله تعالى : (دارُ الْقَرارِ) حيث منعت «الرّاء» المكسورة المجاورة للألف ، حرف الاستعلاء وهو «الرّاء» المفتوحة من أن تمنع الإمالة وبعضهم يجعل «للرّاء» المنفصلة عن «الألف» بحرف حكم المتّصلة بها كقول الشاعر :

عسى الله يغني عن بلاد ابن قادر

بمنهمر جون الرّباب سكوب

حيث وردت كلمة «قادر» ممالة مع وجود الفاصل بين «الرّاء» المكسورة والألف وهو حرف «الدّال» فلم يمنع الإمالة رغم وجود حرف الاستعلاء «القاف» قبل الألف.

إمالة الفتحة : تمال الفتحة إلى جهة الكسرة في ثلاثة مواضع :

١ ـ إذا وقعت الفتحة قبل الألف بشرط أن تكون هذه الفتحة الممالة في حرف مثل : «إلّا» لوجود الكسرة قبلها ولا في اسم يشبهه الحرف ، فلا تمال «على» لأن الألف ترجع إلى الياء فتقول : «عليك» ، و «عليه» ، ولا تمال الفتحة في : «إلى» لأنها مسبوقة بكسرة والألف بعدها ترجع إلى «الياء» فتقول : «إليه ، إليك» ويستثنى من ذلك «ها» ، و «نا» فمنعوا الإمالة فيهما فقالوا : «مر بنا وبها» ، و «نظر إلينا وإليها» بينما أمالوا شذوذا في «أنّى» ، و «متى» ، و «بلى» ، و «لا» ، في قولهم «افعل هذا إمّا لا» وذلك لأنها غير أسماء من جهة ولانتفاء السّبب في الإمالة من جهة أخرى. لذلك فإمالتها شاذّة.

٢ ـ إذا وقعت الفتحة ، قبل «الرّاء» المكسورة ، في غير «ياء» وهما متّصلان ، كقوله تعالى : (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا)(١) حيث وقعت الفتحة على «الباء» أي على غير «الياء» ومتّصلة «بالرّاء» المكسورة فتقع الإمالة ، أو هما منفصلان بساكن غير «ياء» ، مثل : «من عمرو» حيث فصل حرف الميم السّاكن بين الفتحة على العين و «الرّاء» المكسورة ، أمّا في مثل : «أعوذ بالله من الغير» فلا تمال الفتحة لأنها وقعت على «الياء» رغم وجود «الرّاء» المكسورة ولا تمال كذلك في مثل : «أعوذ بالله من قبح السّير ومن غيرك» ففي كلمة «السّير» وقعت الفتحة على «الياء» رغم وجود «الرّاء» المكسورة بعدها. وفي كلمة «غيرك» فصل بين الفتحة على «الغين» ، و «الرّاء» المكسورة فاصل ساكن هو «الياء» فلم تمل.

٣ ـ إذا وقعت الفتحة قبل «هاء» التأنيث لشبه هاء التأنيث «بألف» التّأنيث في المخرج والمعنى والزّيادة والتطرّف والاختصاص بالأسماء ، فتقول :«رحمة» ، و «نعمة» وهذا يكون في الوقف خاصة.

__________________

(١) من الآية ٨ من سورة مريم.


وقد أمال بعضهم هاء السّكت أيضا شذوذا والقياس منع الإمالة ، فأمالوا في قوله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ)(١) فأمالوا في هاء السّكت في كلمة «كتابيه» شذوذا.

أمان وتسهيل

اصطلاحا : سألتمونيها.

الامتناع

اصطلاحا : حرف الامتناع هو «لو» ، مثل : «لو زرتني لأكرمتك».

الامتناع لوجود

اصطلاحا : حرف الامتناع لوجود هو «لو لا» ؛ كقول الشاعر :

لو لا اصطبار لأودى كلّ ذي مقة

لمّا استقلّت مطاياهنّ للظعن

أمثلة التّوكيد

اصطلاحا : هي التي يستفاد منها رفع توهم ما يمكن أن يضاف إلى المتبوع المؤكّد ولها اللّفظان : النّفس والعين مثل : «جاء المدينة المدير بعينه» أو ما يرفع توهم عدم إرادة الشّمول وألفاظه : «كلّ» ، «كلا» ، «كلتا» ، «جميع» ، «عامّة» ، كقول الشاعر :

لكنّه شاقة أن قيل ذا رجب

يا ليت عدّة حول كلّه رجب

راجع : التّوكيد.

الأمثلة الخمسة

اصطلاحا : الأفعال الخمسة.

الأمثلة السّتّة

اصطلاحا : هي الأفعال الخمسة : «يأكلون» ، «تأكلون» ، «يأكلان» «تأكلان» ، «تأكلين» فهي خمسة وتشترك «تأكلان» في المثنى المذكر والمؤنّث فيصير عددها ستة.

أمثلة المبالغة

اصطلاحا : أسماء المبالغة.

امرؤ

اصطلاحا : لفظة تعني إنسان وفيه لغتان : «امرؤ» وهمزته همزة وصل و «مرؤ» وتدخل عليه الألف واللّام فتقول : المرء.

وتتسع «الرّاء» في حركتها حركة الهمزة رفعا ونصبا وجرّا ، فتقول : «هذا امرؤ» ، «رأيت امرءا» ، و «مررت بامرىء».

امرأة

اصطلاحا : هي لغتان : «امرأة» همزتها همزة وصل و «مرأة» وتدخل عليها الألف واللّام فتقول :«المرأة هي أساس المجتمع».

الأمر

لغة : مصدر أمر : طلب

واصطلاحا : هو طلب مرفوع الفعل من الفاعل المخاطب بغير صيغة «لام الأمر» مثل : «ادرس تنجح» وله صيغتان : الأمر بالصيغة ، كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٢) والأمر باللّام كقوله تعالى : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ)(٣).

__________________

(١) من الآية ٢٥ من سورة الحاقة.

(٢) من الآية ١ من سورة الإخلاص.

(٣) من الآية ٧ من سورة الطلاق.


علامته : انه يدل على الطّلب بالصيغة مع قبوله ياء المؤنّثة المخاطبة مثل : ادرسي.

حكمه : يكون الأمر الصّحيح الآخر مبنيّا على السّكون ، مثل : «العب» «ادرس» وكقول الشاعر :

احفظ وديعتك التي استودعتها

يوم الأعازب إن وصلت وإن لم

٢ ـ ويكون مبنيّا على حذف حرف العلّة من آخره إذا كان معتلّ الآخر ، مثل : «امش» ، «ارم» ، «اغز» ، مثل : امس في طريقك ، ويبنى على حذف «النّون» إذا اتصل بألف الاثنين ، أو «واو» الجماعة ، أو «ياء» المخاطبة ، مثل : «أيّها الطّلّاب انتبهوا للشّرح».

الأمر بالصّيغة

اصطلاحا : فعل الأمر.

الأمر باللّام

اصطلاحا : هو المضارع الذي يكون مجزوما باللّام ، مثل قوله تعالى : (وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ)(١) «لتصغى» : مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف النّون لأنّه من الأفعال الخمسة ومثلها «ليرضوه».

ملاحظة : تدخل «لام» الأمر على المضارع معلوما كان أو مجهولا بشرط أن يكون بصيغة الغائب أو المخاطب أو المتكلّم المجهولين غالبا. مثل : «ليفهم الأمر» ومثل : «لتقم إلى عملك» ومثل : لأقم إلى عملي.

الأمر المحض

اصطلاحا : الأمر.

أمسى

اصطلاحا : من النّواسخ بعامة ، ومن الأفعال النّاقصة بخاصّة ، هو فعل ماض من أخوات «كان» يدخل على المبتدأ والخبر فيرفع الأول اسما له وينصب الثاني خبرا له. مثل : «أمسى الطفل جائعا».

و «أمسى» تفيد معنى اتصاف المبتدأ بالخبر في الزمن الماضي وإذا أفاد الفعل غير هذا المعنى فلا يعدّ من النّواسخ. كأن يكون معناه دخل في المساء ، كقوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ)(٢) «تمسون» فعل مضارع تام مرفوع بثبوت «النّون» لأنّه من الأفعال الخمسة و «الواو» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل ومثله : «تصبحون» ومثل :

ولمّا صرّح الشرّ

وأمسى وهو عريان

ولم يبق سوى العدوان

دنّاهم كما دانوا

الإمكان

لغة : مصدر من أمكن من الشيء : جعل له قدرة عليه.

اصطلاحا : هو زيادة حرف أو أكثر للتوصّل إلى اللّفظ مثل : شرب ، يشرب و «اشرب» إذ لا يمكن النّطق بالسّاكن لذلك تأتي بهمزة الوصل للتوصّل إلى النّطق به.

__________________

(١) من الآية ١١٣ من سورة الأنعام.

(٢) من الآية ١٤ من سورة الروم.


إن التّفصيليّة

اصطلاحا : هي حرف شرط وتفصيل ويسبق عادة بأداة تفصيل أيضا مثل : «من يزرني إن صديق وإن غريب أكرمه». «إن» : حرف شرط وهو غير عامل أي : لا يدخل على المضارع ولا يجزم الفعل ويدل على التّفصيل «صديق» : بدل من أداة الشّرط «من» السّابقة. «الواو» : حرف عطف «إن» الثانية حرف جزم «غريب» معطوف على «صديق» ، «أكرمه» : فعل مضارع مجزوم على أنه جواب الشّرط للأداة «من». و «من» : اسم شرط جازم فعلين مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ ، أو فاعل «يزرني» ، مقدّم على عامله لأن له حقّ الصّدارة والجملة من فعل الشّرط وجوابه خبر المبتدأ. ومثل : «ما تكتب إن رسالة وإن بحثا تجز به». «ما» اسم شرط مبنيّ على السّكون في محلّ نصب مفعول به لفعل «تكتب» «تكتب» : فعل مضارع «رسالة» : مفعول به أو بدل من «ما» منصوب. «الواو» : حرف عطف «إن» حرف شرط غير جازم «بحثا» معطوف على «رسالة» «تجز» :فعل مضارع مجزوم على أنه جواب الشّرط.

ومثل : «متى تأتني إن صباحا وإن مساء تجدني في انتظارك». «متى» : اسم شرط مبنيّ على السّكون في محل نصب على الظّرفيّة «صباحا» :بدل من «متى». «مساء» : معطوف على «صباحا». «تجدني» : مضارع مجزوم لأنّه جواب الشرط «والنّون» للوقاية «والياء» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل نصب مفعول به والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره «أنت».

إن الزّائدة

اصطلاحا : هي التي تكفّ «ما» المشبّهة بـ «ليس» عن العمل والتي تسمى «ما» الحجازيّة ، كقول الشاعر :

بني غدانة ما إن أنتم ذهب

ولا صريف ولكن أنتم الخزف

واختلف آراء البصريّين والكوفيّين في تسمية «إن» الواقعة بعد «ما» الحجازيّة ، فقال الكوفيّون :هي حرف نفي لتأكيد «ما» ، ويجوز الجمع بين «إن» النّافية و «ما» لتوكيد النّفي واستندوا على أنه يجوز الجمع بين «إن» «واللّام» في الإثبات ، وعلى كثرة ورودها في القرآن الكريم ، كقوله تعالى : (قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(١) فالفعل «بئس» الذي يفيد الذّمّ ، اتصل بـ «ما» ، و «ما» تؤكد الذّم اسم موصول في محلّ رفع فاعل «بئس».

وقال البصريّون : إنها زائدة بدليل عدم تأثّر المعنى بحذفها ، وتشبه بزيادتها «من» الزّائدة في قوله تعالى : (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) كما تشبه «ما» الزّائدة في قوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) وهي غير زائدة في قوله تعالى : (بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) بل هي شرطيّة وجوابها مقدّر والتّقدير : فأيّ إيمان يأمر بعبادة عجل من دون الله تعالى.

كذلك «إن» هي غير زائدة في قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) والتّقدير : أنا أوّل العابدين إذا قيل لله ولد.

وردّ البصريّون تشبيه «إن» لتوكيد النّفي بـ «ما» ، بتوكيد «إن» في الإثبات «باللّام» بقولهم :هذا خطأ ، لأنّ توكيد الإثبات إثبات وليس نفيا ، أمّا توكيد النّفي أي : نفي النّفي فيكون إثباتا.

اصطلاحا أيضا : «إن» الزّائدة غير الكافّة ولها

__________________

(١) من الآية ٩٣ من سورة البقرة.


استعمالات كثيرة منها أنها تأتي :

١ ـ بعد «ما» اسم الموصول ، كقول الشاعر :

يرجّي المرء ما إن لا يراه

وتعرض دون أدناه الخطوب

٢ ـ بعد «ما» المصدريّة ، كقول الشاعر :

ورجّ الفتى للخير ما إن رأيته

على السّنّ خيرا لا يزال يزيد

٣ ـ بعد «ألا» الاستفتاحيّة ، كقول الشاعر :

ألا إن سرى ليلي فبتّ كئيبا

أحاذر أن تنأى النّوى بغضوبا

وقعت «إن» بعد ألا الاستفتاحيّة فهي زائدة.

وكلمة «غضوب» اسم امرأة.

٤ ـ قبل همزة الإنكار كجواب الإعرابي الذي سئل : «أتخرج إن أخصبت البادية» فيجيب منكرا القول : أأنا إنيه!.

«إن» جزء من «إمّا». «إن» التي هي جزء من «إمّا» كقول الشاعر :

سقته الرّواعد من صيّف

وإن من خريف فلن يعدما

والتّقدير : إمّا من صيّف وإمّا خريف ، وكقول الشاعر :

لقد كذبتك فاكذبنها

فإن جزعا وإن إجمال صبر

والتّقدير : فامّا جزعا وإمّا إجمال صبر. حيث بقيت «إن» كجزء من «إمّا».

ويقال : «إن» في البيت الأوّل هي شرطيّة وفعل الشرط محذوف وجوابه مقرون بالفاء والتّقدير :وإن سقته من خريف فلن يعدم الرّيّ. وزعم آخرون : «إن» هي زائدة ، والتّقدير : من صيّف ومن خريف. وكذلك في البيت الثاني «إن» هي شرطيّة حذف جواب الشرط ، والتّقدير : إن كنت ذا جزع فاجزع وإن كنت مجمل صبر فاصبر.

«إن» بمعنى «إذ». يرى ذلك الكوفيّون ، مستدلّين بقوله تعالى : (وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(١) وبقوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(٢) وبقوله تعالى : (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ)(٣) ويقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم : «وإنّا إن شاء الله ، بكم لاحقون» وكقول الشاعر :

أتغضب إن أذنا قتيبة جزّتا

جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم

ويرى البصريّون أنّ «إن» في الآية الأولى هي حرف شرط جيء به للتهييج والإلهاب ، كقول الأب لابنه : «إن كنت ابني فأطعني» ومثل ذلك في الآية الثانية. ويرى البصريّون في قوله تعالى : (إِنْ شاءَ اللهُ) (٤) أنها شرطيّة ، وفي هذه العبارة آراء متعدّدة منها في تفسير الآية :

١ ـ «إن شاء الله» عبارة أرادها الله لتعليم عباده ، وليقولوا ذلك في عداتهم.

٢ ـ يقال في هذه العبارة إنها استثناء في الملك المخبر للنّبي صلّى الله عليه وسلّم في منامه. فذكر الله مقالته كما وقعت.

٣ ـ معنى هذه العبارة : لتدخلنّ جميعا إن شاء الله ولم يمت أحد».

٤ ـ استثني هذا الكلام ، من حيث أن كل واحد من النّاس متى ردّ هذا الوعد إلى نفسه ، أمكن أن يتمّ فيه الوعد ، وألّا يتمّ ، أو قد يموت

__________________

(١) الآية ٢٧٨ من سورة البقرة.

(٢) الآية ٥٧ من سورة المائدة.

(٣) الآية ٢٧ من سورة الفتح.


الانسان ، أو يمرض ، أو يغيب.

٥ ـ الاستثناء في هذه العبارة معلّق بقوله :«آمنين».

٦ ـ لا فرق بين الاستثناء من أجل الأمن ، أو من أجل الدّخول ، لأنّ الله تعالى قد أخبر بهما ، ووقعت الثّقة بالأمرين.

٧ ـ هذه حكاية من الله قول رسوله لأصحابه.

٨ ـ المعنى : لتدخلنّ بمشيئة الله ، على عادة أهل السنّة ، لا على الشّرط. ومن الآراء في تفسير عبارة ، «إن شاء الله» في حديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم القول : الاستثناء فيه للتبرك ، وقيل : هو راجع إلى اللّحوق بهم على الإيمان.

ومن الآراء المتعدّدة في تفسير البيت نذكر منها ما يلي :

١ ـ إقامة السّبب مقام المسبّب ، إذ الأصل : أتغضب إن افتخر مفتخر بسبب حزّ أذني قتيبة ، إذ الافتخار يكون سببا للغضب ومسبّبا عن الحزّ.

٢ ـ هو على معنى التّبيّن والتّقدير : أتغضب إن تبيّن في المستقبل أن أذني قتيبة حزّتا فيما مضى.

كما قال شاعر آخر :

إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة

ولم تجدي من أن تقرّي به بدّا

والتّقدير : يتبيّن أني لم تلدني لئيمة في حال أن الشاعر يعرّض بامرأته ، وكانت أمّها سرّيّة.

اصطلاحا أيضا : إن بمعنى «قد» حسب رأي قطرب والأخفش اللذين ذكرا أنّ معنى «إن» في الآية الكريمة : (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى)(١) هو «قد» وهي أيضا بمعنى «قد» في رأي آخرين ، كما في قوله تعالى : (إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً)(٢).

بينما يرى الجمهور أنها في الآية الأولى شرطيّة وفي الثانية مخفّفة من «إنّ». راجع كلّا منهما في مادتّه.

وصل «إن» : توصل «إن» الشّرطيّة بـ «لا» بعد قلب «نونها» «لاما» وتدغم بـ «لا» كقوله تعالى : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ)(٣) وفي قوله تعالى : (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ)(٤).

وكذلك يجوز أن توصل «إن» الشّرطيّة بـ «ما» النافية ، كقوله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)(٥).

إن الشّرطيّة

اصطلاحا : هي حرف شرط يجزم فعلين يسمّى الأوّل فعل الشّرط والثّاني جوابه. وهذان الفعلان يكونان إمّا مضارعين كقوله تعالى : (إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ)(٦) وكقوله تعالى : (وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ)(٧) ، «تعودوا» فعل مضارع مجزوم لأنّه فعل الشّرط وعلامة جزمه حذف «النّون» لأنّه من الأفعال الخمسة. «والواو» : ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل. «نعد» : فعل مضارع مجزوم لأنّه جواب الشّرط وعلامة جزمه السّكون الظّاهرة على آخره. وإما ماضيين كقوله تعالى : (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا)(٨) ، «عدتم» فعل

__________________

(١) من الآية ٩ من سورة الأعلى.

(٢) من الآية ١٠٨ من سورة الإسراء.

(٣) من الآية ٤٠ من سورة التوبة.

(٤) من الآية ٤٧ من سورة هود.

(٥) من الآية ٢٦ من سورة مريم.

(٦) من الآية ٣٨ من سورة الأنفال.

(٧) من الآية ١٩ من سورة الأنفال.

(٨) من الآية ٨ من سورة الإسراء.


ماض مبنيّ على السّكون لاتصاله بالتاء. «والتاء» ضمير متّصل في محل رفع فاعل والميم لجمع الذّكور والجملة في محل جزم فعل الشرط.

«عدنا» فعل وفاعل والجملة في محل جزم جواب الشرط. أو مختلفين ، كقوله تعالى : (وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ)(١) الفعل الأول «يعودوا» مضارع مجزوم لأنّه فعل الشرط والثاني «مضت» فعل ماض مبنيّ في محل جزم جواب الشّرط. وشذّ عدم إعمالها كقوله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)(٢) والأصل : ترينّ .. لأنّ المضارع يبنى على الفتح عند اتصاله بنون التّوكيد ووردت «ترينّ» شاذة وكذلك في حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم : «أن تعبد الله كأنّك تراه فإنّه إمّا تراه فإنّه يراك». إمّا تتألف من «إن» الشّرطيّة و «ما» النّافية.

وقد تتّصل «إن» الشّرطيّة بـ «لا» النّافية فتقلب نونها «لاما» ثم تدغم بـ «اللّام» بعدها فتصير «إلّا» دون أن يتغيّر عملها ، كقوله تعالى : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ)(٣) وكقوله تعالى : و (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ)(٤) وكقوله تعالى : (وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ)(٥) وتتصل أيضا بـ «ما» النّافية فتدغم فيها بعد أن تقلب نونها ميما ، كقوله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً ..)(٦). وتأتي «إن» الشّرطيّة قبل حرف الجزم «لم» فتخلص المضارع للزمن المستقبل ، ويبطل معنى «لم» في قلب معنى المضارع إلى معنى الماضي ، مثل قوله تعالى : (لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ)(٧) فالفعل «يرحمنا» مجزوم على أنه فعل الشّرط والمضارع المبني «لنكوننّ» جواب الشّرط. لكن اختلف النّحاة في الجازم للفعل «يرحمنا» فمنهم من قال : «لم» هو الجازم لمباشرته الفعل و «إن» مهملة فدخلت على جملة منفيّة بـ «لم». وقال آخرون هو غير عامل و «إن» هي العاملة لأسبقيّتها في الجملة وقوة معناه في تخليص المضارع إلى المستقبل وفي جزمها جواب الشّرط الذي تخلصه للمستقبل أيضا ، أمّا «لم» فيتوقف عملها ويبقى معناها وهو النّفي فقط دون أن تقلب معنى المضارع إلى الماضي. وإن الشّرطيّة هي أحد حرفي أدوات الشّرط. راجع : أدوات الشّرط في باب تصريف الأفعال.

أما إذا وليها اسم مرفوع كقوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ)(٨) فكلمة «أحد» وقعت بعد إن الشّرطيّة قبل فعل الشرط ، ذهب البصريّون أن الاسم المرفوع يرتفع بتقدير فعل ، فيكون تقدير ما في الآية : إن استجارك أحد استجارك ... وذهب الكوفيّون إلى القول : إنّه يجوز تقديم المرفوع مع «إن» خاصة وعملها في فعل الشّرط مع الفصل لأنها الأصل في باب الجزاء فلقوتها جاز تقديم المرفوع معها ، وقلنا إنه يرتفع بالعائد لأن المكنيّ المرفوع في الفعل هو الاسم الأوّل فينبغي أن يكون مرفوعا به. وتقدير ذلك أن الضّمير في «استجارك» هو ضمير رفع يعود إلى الاسم الأول

__________________

(١) من الآية ٣٨ من سورة الأنفال.

(٢) من الآية ٢٦ من سورة مريم.

(٣) من الآية ٤٠ من سورة التوبة.

(٤) من الآية ٣٩ من سورة التوبة.

(٥) من الآية ٤٧ من سورة هود.

(٦) من الآية ٢٦ من سورة مريم.

(٧) من الآية ١٤٩ من سورة الأعراف.

(٨) من الآية ٧ من سورة التوبة.


لذلك تعرب كلمة «أحد» فاعلا لفعل «استجارك» متقدما على عامله. راجع أدوات الشرط.

إن المخفّفة

إذا خفّفت «إنّ» المكسورة الهمزة ، فالأكثر إهمالها ، ويزول اختصاصها في نصب الاسم ورفع الخبر ويرجع ما بعدها مبتدأ وخبر على الأصل ، كقوله تعالى : (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ)(١) ويجوز إعمالها حفظا لأصلها ، كقوله تعالى : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ)(٢) ومتى أهملت وجب اقتران خبرها «باللّام» التي تسمّى «اللّام الفارقة» لتفرق بينها وبين «إن» النّافية ، مثل : «إن زيد لكريم» حيث بطل عمل «إن» المخفّفة فاقترن الخبر باللّام الفارقة. ورجع ما بعدها «زيد» : مبتدأ مرفوع. «كريم» خبره.

ويجوز الاستغناء عن هذه اللّام ، إذا وجدت قرينة لفظيّة تبيّن المراد ، مثل : «إن الحقّ لا يخفى على ذي بصيرة» والتقدير : إنّ الحقّ لا يخفى ، فالمعنى واضح والقرينة اللّفظيّة تبيّن المراد ، أو إذا وجدت قرينة معنويّة ، كقول الشاعر :

أنا ابن أباة الضّيم من آل مالك

وإن مالك كانت كرام المعادن

حيث أتت «إن» مخفّفة وباطل عملها ، ولم يقترن الخبر «باللّام الفارقة» لوجود قرينة معنويّة ، إذ أنّ سياق المعنى هو المدح وهذا واضح من المعنى و «إنّ» إذا أهملت وبطل عملها يكثر دخولها على المضارع النّاسخ ، كقوله تعالى : (وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ)(٣) فقد دخلت «إن» المخففة من «إنّ» على المضارع النّاسخ «يكاد» ، وكقوله تعالى : (وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ)(٤) حيث دخلت «إن» على المضارع النّاسخ «نظن» ، كما يكثر دخولها على الماضي النّاسخ ، كقوله تعالى : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً)(٥) دخلت «إن» على الماضي النّاسخ «كانت» ، وكقوله تعالى : (تَاللهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ)(٦) كذلك دخلت «إن» على الماضي النّاسخ «كدت» ، وكقوله تعالى : (وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)(٧). وندر دخولها على ماض غير ناسخ ، كقول الشاعر :

شلّت يمينك إن قتلت لمسلما

حلّت عليك عقوبة المتعمّد

حيث دخلت «إن» على الفعل الماضي «قتلت» غير النّاسخ. وهذا نادر. ويندر أيضا دخولها لا على ماض ناسخ ولا على ماض غير ناسخ ، مثل : «إن يزينك لنفسك وإن يشينك لهيه» فقد دخلت «إن» على المضارع «يزينك» ، غير النّاسخ.

إن النافية

اصطلاحا : هي التي من أخوات «ليس» راجع : أخوات «ليس»

إن النافية غير العاملة

اصطلاحا : «إن» النّافية غير العاملة هي حرف نفي ، وكثيرا ما توجد في كلام العرب وفي القرآن الكريم ، كقوله تعالى : (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي

__________________

(١) من الآية ٣٢ من سورة يس.

(٢) من الآية ١١١ من سورة هود.

(٣) من الآية ٥١ من سورة القلم.

(٤) من الآية ١٨٦ من سورة الشعراء.

(٥) من الآية ١٤٣ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ٥٦ من سورة الصّافّات.

(٧) من الآية ١٠٢ من سورة الأعراف.


غُرُورٍ)(١) والتّقدير : ما الكافرون إلّا في غرور وكقوله تعالى : (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ)(٢) والتّقدير : ما أنتم. وكقوله تعالى : (إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ)(٣) والتّقدير : ما نحن إلا ..

و «إن» غير العاملة النّافية تدخل على الجمل الاسميّة كالآيات السابقة ، وعلى الجمل الفعليّة كقوله تعالى : (إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الْحُسْنى)(٤) أي : ما أردنا.

وتدخل على الجمل الفعليّة فتأتي بعدها «إلّا» كالآيات السّابقة وقد لا تأتي بعدها «إلّا» كقوله تعالى : (قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ) أم بعيد (ما تُوعَدُونَ ، أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً)(٥) وكقوله تعالى : (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ)(٦).

إن الوصليّة

اصطلاحا : إن الزّائدة.

أن الاستقباليّة

اصطلاحا : أن المصدريّة أي : التي تؤوّل مع ما بعدها بمصدر يكون له محلّ من الإعراب حسب موقعه من الجملة كقوله تعالى : (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ)(٧) : أي : تقاكم وبرّكم وإصلاحكم بين النّاس لا يكون الله عرضة لذلك في أيمانكم.

أن التّفسيريّة

استعملها النّحاة بعدّة وجوه ومعان منها :

أولا : هي حرف مصدريّ ينصب الفعل المضارع. انظر : كيف تنصب «أن» في باب تصريف الأفعال.

ثانيا : هي حرف تفسير غير عامل ومعناه التّفسير والتّبيين مثل «أي» التّفسيريّة ولا تكون كذلك إلّا بشروط منها :

١ ـ يجب أن تقع بعد جملة فيها معنى القول مثل : «كتب» ، «أشار» ، «صرخ» ، «أمر» ، «صرّح» ، «أومأ» ... أمّا إذا وقعت بعد جملة مستقلة متضمّنة القول بمعناه وحروفه فتكون «أن» زائدة وليست مفسّرة ، مثل : «قلت له أن ادرس درسك».

٢ ـ أن تأتي قبل جملة مستقلّة تتضمّن معنى الأولى وتوضح المراد منها ، أمّا إذا لم تأت قبل جملة مستقلّة فيمتنع مجي «أن» ، لذلك لا نقول :«أشرت إليه أن لعبا» بل نقول ، كقوله تعالى : (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ)(٨) فقد أتت «أن» قبل جملة مستقلّة توضح المعنى المراد من الجملة قبلها «فأوحينا».

٣ ـ ألا تقترن بحرف جرّ ظاهر أو مقدّر لأنها لا تكون عندئذ مفسّرة بل مصدريّة لأن حرف الجرّ لا يدخل إلّا على الأسماء ، «وأن» المصدريّة تؤوّل مع ما بعدها بمصدر يكون مجرورا بحرف الجرّ الظّاهر أو المقدّر ، كقول الشاعر :

أو تحلفي برّبك العليّ

أنّي أبو ذيّالك الصبيّ

والتّقدير : على أنّي ... فالمصدر المؤوّل من «أن» المصدريّة واسمها وهو «الياء» وخبرها «أبو»

__________________

(١) من الآية ٢٠ من سورة الملك.

(٢) من الآية ١٥ من سورة يس.

(٣) من الآية ١١ من سورة إبراهيم.

(٤) من الآية ١٠٧ من سورة التوبة.

(٥) من الآية ٢٥ من سورة الجنّ.

(٦) من الآية ١١١ من سورة الأنبياء.

(٧) من الآية ٢٢٤ من سورة البقرة.

(٨) من الآية ٢٧ من سورة المؤمنون.


في محل جرّ بحرف الجرّ المقدّر «على».

ولم يؤيّد الكوفيّون مجي «أن» حرف تفسير بدليل عدم قبول «أي» مكانها في المثل : «أشرت أليه أن قم» أو في : «كتبت إليه أن قم».

وإذا جاء بعد «أن» التي تفيد التّفسير حرف النّفي «لا» جاز أن يكون المضارع بعدها مرفوعا على تقدير «أن» مفسّرة «ولا» حرف نفي ، أو مجزوما على تقدير «أن» مفسّرة «ولا» النّاهية. أو منصوبا على تقدير «أن» مصدريّة ونصب «ولا» النّافية مثل : «كتبت إليه أن لا تتكاسل». فالجزم «تتكاسل» على اعتبار «أن» مفسّرة «ولا» النّاهية تجزم المضارع. والنّصب «تتكاسل» على اعتبار «أن» حرف مصدريّ ونصب «ولا» النّافية ، والرّفع «تتكاسل» على اعتبار «أن» مفسّرة «ولا» النافية.

والجملة الفعليّة «تتكاسل» في محل نصب مفعول به لفعل «كتبت» أو في محل بدل من الفعل «كتبت» وذلك لأن مضمون الكتابة هو عدم التّكاسل أو عطف بيان من «كتبت». ويرى آخرون أن لا محل لها من الإعراب وكذلك في قوله تعالى : (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ)(١) فمضمون النّداء هو الإشارة إلى الجنة فعليه تكون أن المفسّرة مع ما دخلت عليه في محل بدل أو عطف بيان من الجملة السّابقة. وأمّا قوله تعالى : (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ)(٢) ففيها تعرب «ما يوحى» مفعولا به ظاهرا ، والجملة «أن اقذفيه» المؤلفة من «أن» المفسّرة وما بعدها في محل بدل أو عطف بيان من الجملة الأولى «فأوحينا إلى أمّك ...» وقد يكون المفعول به مقدّرا كما في قوله تعالى : (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ)(٣) على تقدير : أوحينا إليه شيئا فالمفعول به مقدّر هو كلمة «شيئا» وجملة «أن اصنع الفلك» في محل بدل من «أوحينا».

ثالثا : «أن» المخفّفة من «أنّ» هي حرف مصدريّ يعمل عمل «أنّ» المشدّدة عند البصريّين ، وهو لا يعمل عند الكوفيّين ، ويقع بعد فعل من أفعال اليقين مثل : «رأى» ، «علم» ، «ألفى» ، «وجد» ... كقوله تعالى : (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً)(٤) والتّقدير : أنّه لا يرجع ... وكقوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى)(٥) والتّقدير : أنّه سيكون ... وكقول الشاعر :

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا

أبشر بطول سلامة يا مربع

والتّقدير أنه سيقتل مربعا. انظر : حكم عمل «أن» المخففة.

أن الزّائدة

خامسا : «أن» الزّائدة. ولها مواقع عدّة منها :

١ ـ بعد «لمّا» الظّرفيّة ، كقوله تعالى : (وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ)(٦) والتّقدير :حين أن جاءت ، أو حين مجيء ، أو حين جاءت.

«أن» زائدة وكقوله تعالى : لما (أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ)(٧) والتّقدير : حين جاء ... «أن» زائدة ..

٢ ـ تقع بين القسم و «لو» ، كقول الشاعر :

أما والله أن لو كنت حرّا

وما بالحرّ أنت ولا العتيق

__________________

(١) من الآية ٤٣ من سورة الأعراف.

(٢) الآيتان ٣٨ و ٣٩ من سورة طه.

(٣) من الآية ٢٧ من سورة المؤمنون.

(٤) من الآية ٨٩ من سورة طه.

(٥) من الآية ٢٠ من سورة المزّمّل.

(٦) من الآية ٣٣ من سورة العنكبوت.

(٧) من الآية ٩٦ من سورة يوسف.


حيث وقعت «أن» بين القسم «والله» وبين «لو» فهي زائدة. ويروى هذا البيت كما يلي :

أما والله عالم كلّ غيب

وربّ الحجر والبيت العتيق

لو انّك يا حسين خلقت حرّا

وما بالحرّ أنت ولا الخليق

ففي رواية البيت على هذا النّحو لم تأت «أن» بين القسم و «لو». فلا شاهد فيه ومثل :

فأقسم أن لو التقينا وأنتم

لكان لكم يوم من الشّرّ مظلم

حيث وقعت «أن» بين فعل القسم «فأقسم» و «لو» فهي زائدة. ويروى هذا البيت على نحو آخر : «وأقسم لو أنّا التقينا» فلا شاهد فيه على هذا الشّكل.

٣ ـ «أن» زائدة إذا وقعت بين حرف الجر «الكاف» وبين مجرورها ، كقول الشاعر :

ويوما توافينا بوجه مقسّم

كأن ظبية تعطو إلى وارف السّلم

حيث وقعت «أن» بين حرف الجر «الكاف» والاسم المجرور بها «ظبية» وهذا على قول من جرّ «ظبية». أما على رواية رفع «ظبية» : «كأن ظبية» فتكون «كأن» مخفّفة من «كأنّ» فاسمها ضمير الشأن محذوف وخبرها «ظبية».

٤ ـ وتأتي «أن» زائدة بعد «إذا» ، كقول الشاعر :

فأمهله حتى إذا أن كأنّه

معاطي يد في لجّة الماء غامر

حيث أتت «أن» زائدة بعد «إذا».

وفي كل المواقع هذه تكون «أن» زائدة فلا عمل لها وتفيد التّوكيد. ويرى الأخفش أنّها تنصب المضارع ، ودعم حجّته بالسماع ، في قوله تعالى : (وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ)(١) وبالقياس في قوله تعالى : (وَما لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا)(٢) على اعتبار أنها زائدة ولكنها تنصب على اللفظ كما يجر حرف الجرّ على اللّفظ في قولنا : «ما في البيت من أحد» وفي قوله تعالى : (مَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)(٣) وردّ قوله بأن حرف الجرّ الزّائد يعمل كالأصليّ وهما مختصان بالأسماء ، أمّا «أن» الزّائدة فلا عمل لها وهي في الآيتين السّابقتين مصدريّة دخلت بعد «ما لنا» بمعنى «ما منعنا» في الآية الأولى وبعد «ما لكم» بمعنى ما منعكم في الآية الثانية. و «أن» الزّائدة تدخل على الفعل كما في الآيتين وعلى الاسم كدخولها على «ظبية» في البيت السّابق.

أن الشرطيّة

اصطلاحا : أن الشرطيّة ، في رأي الكوفيّين واستدلّوا على هذا المعنى بما في قوله تعالى : (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى)(٤) ، من دخول «الفاء» في الجواب وفي مثل : «أما أنت منطلقا انطلقت» واعتبروا «أمّا» مركّبة من «أن» الشّرطيّة و «ما» الزّائدة والتقدير لأن كنت منطلقا ... فحذفت لام التعليل ، ثم حذفت «كان» وعوّض منها «ما» الزّائدة ، وانفصل الضّمير المتّصل بـ «كان» بعد الحذف فصارت : «أن ما أنت» ثم قلبت «نون» ، «أن» ، «ميما» وأدغمت في

__________________

(١) من الآية ٢٤٦ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ١٠ من سورة الحديد.

(٣) من الآية ٧٤ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ٢٨٢ من سورة البقرة.


«ما» فصارت أمّا. ومثل :

أتغضب أن أذنا قتيبة حزّتا

جهارا ولم تجزع لقتل ابن خازم

فاعتبروا «أن» شرطيّة والاسم المنصوب بعدها مفعول به لفعل محذوف يفسره الفعل الظاهر والتّقدير : أن حزّت أذنا قتيبة حزّتا.

ورفض بعضهم قول الكوفيّين وأيّده ابن هشام لأمور ثلاثة هي :

١ ـ كثر ورود «أن» مكان «إن». وأن البيت السّابق يروى «إن أذنا» و «أن أذنا» وكما قرئت الآية السّابقة «إن تضلّ» و «أن تضلّ».

٢ ـ «إن» الشرطيّة يكثر مجيء «الفاء» في جوابها ، وقد وردت في الآية السّابقة «الفاء» في الجواب «فتذكّر» كما وردت «الفاء» في الجواب في قول الشاعر :

أبا خراشة أمّا أنت ذا نفر

فإن قومي لم تأكلهم الضّبع

والتّقدير : لأن كنت ذا نفر ، فحذفت لام التعليل لأنها وقعت قبل «أن» وحذفت «كان» وعوض منها «ما» الزّائدة فانفصل الضّمير المتّصل ثم قلبت نون «أن» «ميما» وأدغمت في «ما».

فوجود «أن» الشرطيّة أعقبه دخول الفاء على الجواب في الشّطر الثّاني «فإن قومي ...».

ولذلك حملا على «إن» الشرطيّة ، اعتبرت «أن» مثلها.

٣ ـ تأتي «أن» الشّرطية معطوفة على «إن» الشرطيّة ، كما في قول الشاعر :

إمّا أقمت وأمّا أنت مرتحلا

فالله يكلأ ما تأتي وما تذر

حيث عطفت «إمّا» المركّبة من «إن» حرف الشرط مع «ما» النّافية على «أمّا» المركّبة من «أن» و «ما» النّافية. فلو كانت «أن» في «أمّا» غير شرطيّة ، أي : إذا كانت مصدريّة للزم عطف المفرد على الجملة.

أن المخفّفة.

تخفّف «أنّ» المفتوحة الهمزة ويبقى عملها بشروط منها : في ما يتعلق بالاسم : يجب أن يكون اسمها ضمير الشأن محذوفا ، مثل : «اعلم أن الصبر مفتاح الفرج» والتّقدير : «أنّه» فاسم «أن» ضمير الشأن محذوف وخبره الجملة الاسمية «الصبر مفتاح الفرج». ولكنّه قد يذكّر للضّرورة الشّعريّة ، كقول الشاعر :

بأنك ربيع وغيث مريع

وأنك هناك تكون الثّمالا

فقد وردت «أن» المخفّفة وظهر اسمها هو «الكاف» ، للضّرورة الشعريّة ، في المكانين :«بأنك ربيع» وأنك هناك تكون الثّمالا. أمّا خبرها فيجب : أـ أن يكون جملة. وقد تكون هذه الجملة :

أولا : اسميّة ، كقوله تعالى : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(١) ، وفيها دخلت «أن» المخفّفة على الجملة الاسميّة الواقعة خبرا ل «أن».

ثانيا : فعليّة ، فعلها جامد ، كقوله تعالى : (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى)(٢) ، وفيها دخلت «أن» على الفعل الجامد «ليس» بدون فاصل بينهما.

ثالثا : جملة دعائيّة ، كقوله تعالى : (وَالْخامِسَةَ أَنَ

__________________

(١) من الآية ١٠ من سورة يونس.

(٢) من الآية ٣٩ من سورة النجم.


غَضَبَ اللهِ عَلَيْها)(١) ، حيث دخلت «أن» على جملة «غضب الله عليها» ، الدعائية ، بدون فاصل بينهما. لأنها لا تحتاج إلى مثل هذا الفاصل. وإذا لم تكن الجملة على ما سبق فيجب أن يفصل بين «أن» والجملة الخبر فاصل. وهذا الفاصل قد يكون :

١ ـ «قد» ، كقوله تعالى : (وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا)(٢).

٢ ـ «السّين» ، كقوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى)(٣).

٣ ـ «سوف» ، كقول الشاعر :

وأعلم فعلم المرء ينفعه

أن سوف يأتي كلّ ما قدرا

حيث وردت «أن» المخفّفة. فاسمها ضمير الشأن محذوف والتقدير «أنه». والخبر جملة فعليّة مسبوقة بـ «سوف».

٤ ـ «لم» ، كقوله تعالى : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ)(٤).

٥ ـ «لا» ، كقوله تعالى : (وَحَسِبُوا) أن لا (تَكُونَ فِتْنَةٌ)(٥).

٦ ـ «لن» ، كقوله تعالى : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ)(٦).

٧ ـ «لو» ، كقوله تعالى : (أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ)(٧).

ومن النّادر أن لا يفصل بينهما فاصل ، كقول الشاعر :

علموا أن يؤمّلون فجادوا

قبل أن يسئلوا بأعظم سؤل

أن المصدريّة.

اصطلاحا : هي حرف نصب ومصدر واستقبال وذلك إذا وقعت في كلام يدلّ على الظّنّ ، مثل :«ظنّ» ، «حسب» ، «خال» ، «حجا». فالمضارع بعدها إمّا أن يكون مرفوعا أو منصوبا فإذا كان مرفوعا تكون أن مفسرة و «لا» نافية ، وإن كان منصوبا فهي مصدريّة لا نافية. وإذا وقعت «أن» بعد ما يدلّ على الشّكّ أو الرّجاء فهي مصدريّة ناصبة وجوبا ، مثل : «حسبت أن لا تترك شيئا من واجباتك» أمّا إذا أتى الظّنّ موقع اليقين جاز في المضارع بعدها الرّفع أو النّصب على التّقدير السّابق ، كقوله تعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا)(٨). حيث يجوز في المضارع «يتركوا» الرّفع والنّصب. الرّفع على الاستئناف والنّصب على تقدير : أحسب الناس ترك ...

وتسمّى أيضا : أن النّاصبة. أن الاستقباليّة. أن الموصولة.

أن المفسّرة.

اصطلاحا : أن التّفسيريّة.

أن الموصولة.

اصطلاحا : «أن» المصدريّة.

أن النّاصبة.

اصطلاحا : أن المصدريّة.

__________________

(١) من الآية ٩ من سورة النور.

(٢) من الآية ١١٣ من سورة المائدة.

(٣) من الآية ٢٠ من سورة المزّمّل.

(٤) من الآية ٧ من سورة البلد.

(٥) من الآية ٧١ من سورة المائدة.

(٦) من الآية ٥ من سورة البلد.

(٧) من الآية ١٠٠ من سورة الأعراف.

(٨) من الآية ٢٠ من سورة المزّمّل.


أن الوصليّة ،

اصطلاحا : أن التفسيريّة.

ملاحظات : وتأتي «أن» في غير الاستعمالات السّابقة على الوجوه التالية :

١ ـ «أن» النّافية وفسّر بعضهم «أن» في الآية الكريمة بـ «لا» النافية ، في قوله تعالى : (وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ)(١). والتقدير : لا يؤتى أحد.

ويرى الجمهور أنها في الآية الكريمة مصدريّة وفي الآية الكريمة : (قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللهِ)(٢).

لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضيّة والتّقدير : لا تؤمنوا إلّا لمن تبع دينكم بأن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ، فتكون «أن» المصدريّة مع ما بعدها في تأويل مصدر مجرور بحرف جرّ مقدّر محذوف والجارّ والمجرور متعلّق بـ «تؤمنوا».

ثانيا : «أن» بمعنى «إذ» عند رأي بعض النّحويّين واستدلّوا على هذا المعنى بتفسير الآية الكريمة من قوله تعالى : (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ)(٣). بتقدير «إذ جاءهم» بدلا من أن جاءهم. وفي قوله تعالى : (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ)(٤). بتقدير : إذ تؤمنوا بالله ربّكم. ويعتبرون «أن» في الآيتين بمعنى «إذ» وهي حرف مصدريّ. وأمّا «أن» التي في قول الشاعر السّابق أتغضب .. فهي بمعنى «إذ» ولكنّها مصدريّة عند الخليل وهي المخفّفة من «أنّ» في رأي المبرّد.

ثالثا : «أن» بمعنى «لئلّا». واستدل البعض على هذا المعنى بقوله تعالى : (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) (٥). والتّقدير : «لئلا». وبقول الشاعر :

نزلتم منزل الأضياف منّا

فعجّلنا القرى أن تشتمونا

وذهب الجمهور أنها في الآية الكريمة هي مصدريّة وحذف المضاف على تقدير : كراهة أو مخافة أن تضلّوا وفي البيت مثلها والتّقدير : مخافة أو كراهة أن تشتمونا.

ورأى غيرهم أن المحذوف هو «لا» النّافية والتّقدير : «أن لا تضلّوا» في الآية وأن لا تشتمونا في البيت.

رابعا : «أن» حرف جزم على رأي بعض الكوفيّين ، وقال زعيم الطبقة الأولى الكوفيّة وأستاذ الكسائي ، أبو جعفر الرؤاسي : «إنّ فصحاء العرب ينصبون بـ «أن» وأخواتها الفعل ، ودونهم قوم يرفعون بها ، ودونهم قوم يجزمون بها». كقول الشاعر :

إذا ما غدونا قال ولدان قومنا

تعالوا إلى أن يأتنا الصّيد نحطب

حيث ورد الفعل «يأتنا» مجزوما بـ «أن» الجازمة. بدليل حذف حرف العلة من آخر الفعل «يأتي» ولو لا ذلك لكان القول : إلى أن يأتينا.

وكقول الشاعر :

أحاذر أن تعلم بها فتردّها

فتتركها ثقلا عليّ كما هيا

حيث جزم الفعل «تعلم» بـ «أن» الجازمة.

ومنهم من رأى أن الجزم في البيتين ضرورة شعريّة بدليل النّصب في الفعل المعطوف عليها «فتردّها»

__________________

(١) من الآية ٧٣ من سورة آل عمران.

(٢) من الآية ٢ من سورة ق.

(٣) من الآية ١ من سورة الممتحنة.

(٤) من الآية ١٧٦ من سورة النساء.


وفي «فتتركها» ومن العرب من يرفع المضارع بعد «أن» كما قال الرؤاسي مستدلّين بقوله تعالى : (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ). ومثل :

أن تقرءان على أسماء ويحكما

منّي السّلام وأن لا تشعرا أحدا

حيث أتى الفعل «تقرءان» مرفوعا بثبوت النّون لأنّه من الأفعال الخمسة رغم أنّه مسبوق بـ «أن» الجازمة فأهملوها ولم يجزموا بها المضارع بعدها. ورأى الكوفيّون أنها هنا مخفّفة من «أنّ» ودخلت على المضارع شذوذا ، وقال البصريّون بل هي «أن» النّاصبة ولكنها مهملة حملا على «ما» المصدريّة.

خامسا : «أن» هي ضمير المتكلم مثل : «أنا» وهي لغة في «أنا» فمن قول بعض العرب : «أن أكلت» بمعنى «أنا أكلت» «أنا» : ضمير منفصل مبنيّ على السكون في محل رفع مبتدأ.

سادسا : «أن» هي ضمير المخاطب مثل : «أنت» على لغة من يرى في «أنت» ، «أن» هي الضمير وحدها و «التاء» ، هي حرف يدلّ على الخطاب.

وبعضهم يرى «أنت» كلها هي ضمير يفيد المخاطب ، بينما يرى ابن كيسان أن «التاء» اسم بدليل وجودها في «فعلت» كضمير في محل رفع فاعل لكنها كثّرت بـ «أن».

سابعا : «أن» توصل على رأي الجمهور بـ «لا» النافية فبعد قلب نونها لاما وإدغامها بـ «لا» ، تصير «ألّا» مثل : «الكرم ألّا تحجب العطاء عن الفقير» «ألّا» هي التي تتألف من «أن» النّاصبة مع «لا» النّافية مدغمتين. وتوصل «أن» بـ «لا» الزّائدة بعد «لام» التعليل فتصير لئلّا ، كقوله تعالى : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ)(١). والتّقدير : «لئن لا» فحذفت لام التّعليل وقلبت نون «أن» لاما ثم أدغمت بـ «لا» النّافية فصارت : «لئلّا».

وعلى رأي الجمهور لا توصل «أن» المفسّرة بـ «لا» النّاهية ، كما لا توصل «أن» المخفّفة من «أنّ» بـ «لا» النّافية للجنس. انظر : ألّا.

أنّ

اصطلاحا : يستعمل بمعان كثيرة منها :

١ ـ «إنّ» فعل أمر من الأنين فماضيه «أنّ» بمعنى توجّع ومضارعه «يئنّ» بمعنى : يتوجّع مثل : «يئنّ المريض من الألم طول اللّيل» ومثل :«إنّ يا مريض».

٢ ـ فعل أمر للمجهول من «الأنين» على لغة من يكسر الحرف الأوّل ، وهذا نادر ، مثل : إنّ في المستشفى والقياس : «أنّ».

إنّ

٣ ـ فعل أمر من «الأين» أي : التّعب لجمع المؤنّث السّالم ، مثل : «إنّ يا نساء» أي : اتعبن.

٤ ـ فعل أمر من «وأى» بمعنى «وعد» مقرونا بنون التّوكيد. فالأمر من «وأى» : إي ومع نون التوكيد تحذف «الياء» منعا من التقاء ساكنين فتصير : «إنّ» ، كقول الشاعر :

إنّ هند المليحة الحسناء

وأي من أضمرت لخلّ وفاء

والأصل : إي يا هند المليحة الحسناء.

الحسناء : نعت «المليحة» على المحلّ. «وأي» مفعول مطلق منصوب.

٥ ـ «إنّ» : فعل ماض يخبر به عن جمع

__________________

(١) من الآية ٢٩ من سورة الحديد.


المؤنّث من «الأين» ، مثل : الفتيات إنّ ، أي :تعبن.

٦ ـ فعل أمر من «آن» يقال لجمع المؤنّث السّالم ، مثل إنّ يا فتيات أي : اقربن.

٧ ـ فعل ماض من «آن» يخبر به عن جماعة من الإناث ، مثل : «البنات إنّ» أي : قربن.

٨ ـ «إنّ» التي تتألف من «إن» النّافية و «أنا» ضمير المتكلّم ، مثل «إنّ نائم» والتقدير : «إن أنا نائم» حيث نقلت همزة «أنا» إلى «النّون» قبلها ثمّ حذفت «الهمزة» ثم جرى الإدغام. وسمع «إنّ قائما» والتقدير : إن أنا قائما. باعمال «إن» عمل «ليس».

إنّ وأخواتها

هي أحرف مشبّهة بالفعل ، وسمّيت بهذا الاسم لأنها تشبه الفعل في خمسة أمور أولها :تضمنها معنى الفعل. وثانيها : بناؤها على الفتح كالفعل الماضي ، وثالثها : قبولها «نون» الوقاية كالفعل ، مثل : «كأنني» ، «لكنني» ، «ليتني» ، «لعلّني». ورابعها : عملها الرّفع والنّصب كالفعل. وخامسها : تأليفها من ثلاثة أحرف فما فوق وقد تكون هذه التّسمية راجعة إلى أن هذه الأحرف يبطل عملها بالرّفع والنّصب إذا دخلها مثل ، «ما» الكافّة. وهذه الأحرف هي من النّواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الأول وتسميه اسمها وترفع الثّاني وتسميه خبرها ، مثل :«إنّ المطر غزير» ، وهذه الحروف هي : «إنّ» ، «أنّ» ، «لكنّ» ، «ليت» ، «وكأنّ» ، و «لعلّ» ، ويلحق بها في العمل «عسى» التي بمعنى لعلّ و «لا» النّافية للجنس.

مقارنة «إنّ» بـ «كان» : تتّحد «إنّ» و «كان» في كونهما من النّواسخ ، أي : بدخولهما على المبتدأ أو الخبر ، ولكنهما يختلفان في أمور عدّة منها :

١ ـ «إنّ» وأخواتها تنصب المبتدأ اسما لها ، وترفع الخبر خبرا لها ، أمّا «كان» وأخواتها فترفع المبتدأ اسما لها وتنصب الخبر خبرا لها.

٢ ـ «إنّ» وأخواتها حروف مشبّهة بالفعل ، أمّا «كان» وأخواتها فمنها أفعال مثل : «كان» ، و «أصبح» ، و «أضحى» ، و «ظلّ» ، و «بات» ... ، ومنها حروف كالحروف المشبّهة بـ «ليس» أي : «ما» ، و «لا» ، و «لات» ، و «إن».

ومنها أسماء وهي المشتقات كاسم الفاعل الذي يعمل عمل هذه الأفعال ، مثل : كائن ...

٣ ـ «إنّ» وأخواتها لا بدّ أن تكون في صدر جملتها إلا «أنّ» المفتوحة الهمزة مع تشديد النّون فيجوز أن يسبقها شيء من جملتها ، ويجب أن تكون مع معموليها جزءا من جملة أخرى في الإعراب ، أمّا «كان» وأخواتها فليست لازمة التّصدير.

تشبيهها بالفعل : سمّيت هذه الأدوات حروفا مشبّهة بالفعل لأنها تعمل عمل الفعل كما سبق وهي تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الاسم وترفع الخبر. ويقول الكوفيّون الأصل في هذه الحروف ألّا تنصب الاسم ، وإنّما نصبته لأنها شبّهت بالفعل فهي فرع عليه ، وتقديم المنصوب على المرفوع فرع وليس أصلا ، فألزموا الفرع الفرع ، أو لأنّها أحطّ من الأصل. والحروف هذه لمّا أشبهت الفعل لفظا ومعنى ألزموا فيها تقديم المنصوب ليعلم أنها حروف وليست أفعالا ، إنما شبّهت بها من ناحية العمل ، وقد تكون تسميتها حروفا لأنها تتضمن معنى الفعل دون حروفه ، وقد تكون هذه التّسمية راجعة إلى أن هذه


الأحرف يبطل عملها بالرّفع والنّصب إذا دخلتها «ما» الكافّة.

معانيها : إن الأحرف المشبّهة بالفعل تتضمّن معنى الفعل دون حروفه ، فـ «إنّ» و «أنّ» معناهما التّوكيد ، أؤكّد ، «لكنّ» الاستدراك ، أستدرك ، «ليت» التّمني ، أتمنى ، «لعلّ» الترجّي أرجو ، و «كأن» التّشبيه أشبّه ولكلّ منها أحكام خاصة بالمعنى وباللّفظ ، أو بالعمل ، أو ببطلانه.

يفيد «أن» وأنّ توكيد نسبة المبتدأ للخبر ، وإزالة الشّكّ عنه ، ويغنيان عن تكرار الجملة ، ولا يستعملان إلّا في توكيد الإثبات ، وقد تكون «أنّ» المفتوحة الهمزة للترجّي مثل «لعل» وذلك بشروط منها : أنه يجب أن تلزم الصّدارة ، وأن تكون الجملة التي تدخل عليها اسميّة ، ولا تؤوّل مع معموليها بمصدر ، ولا أن يتقدّم أحد معموليها ولا معمول أحدهما عليها ، مثل : «أنك بارع عندي».

«أنّ» بمعنى «لعلّ» والتّقدير : لعلك بارع عندي.

«أنك» «أنّ» حرف مشبّه بالفعل و «الكاف» ضمير متصّل مبنيّ على الفتح في محل نصب اسم «أنّ» «بارع» : خبر «أنّ» عندي : ظرف منصوب متعلق بـ «بارع» وهو مضاف. و «الياء» في محل جر بالإضافة. وقد تكون «إنّ» المكسورة الهمزة بمعنى «نعم» ، فتعتبر حرف جواب ، لا عمل لها ، كقول الشاعر :

قالوا : كبرت ، فقلت : إنّ ، وربّما

ذكر الكبير شبابه فتطرّبا

حيث وردت «إنّ» بمعنى «نعم». وقد تلحقها «هاء» السّكت ، كقول الشاعر :

ويقلن شيب قد علا

ك ، وقد كبرت ، فقلت : إنّه

حيث وردت «إنّه» بمعنى «نعم» ، وقد اتصلت «بهاء» السّكت. ويجوز أن يقع المصدر المنسبك من «أنّ» ومعموليها اسما ل «إنّ» أو لإحدى أخواتها ، بشرط أن يتأخّر الاسم ويتقدّم عليه خبرها شبه جملة ، مثل : «إنّ عندي أنك مخلص» «إنّ» : حرف مشبه بالفعل. «عندي» ظرف متعلّق بخبرها المحذوف تقديره : موجود. و «الياء» في محل جرّ بالإضافة. و «أنك» : حرف مشبه بالفعل مع «الكاف» اسمه. «مخلص» : خبره. والمصدر المنسبك من «أنّ» واسمها وخبرها في محل نصب اسم «إنّ». ومثل : «كأنّك في قلبي أنّك عطوف» و «لعلّ في ذهنك أنّك أخلص النّاس إليّ».

ومن المعروف أن هذه الحروف تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الاوّل ، وترفع الثّاني ، لكن من العرب من ينصب بها الاثنين معا. كقول الشاعر :

إذا اسودّ جنح اللّيل فلتأت ولتكن

خطاك خفافا إنّ حراسنا أسدا

حيث وردت «إنّ» وقد نصبت الاسم «حرّاسنا» كما نصبت الخبر «أسدا» على لغة من ينصب الجزأين بها. ولكن من العرب من يرفض هذا الحكم ويفسّر إعراب الجزأين في هذا البيت على الوجه التّالي : «أسدا» : مفعول به لفعل محذوف تقديره : يشبهون أسدا. والجملة الفعلية هي خبر «إنّ» ، فيكون الخبر غير منصوب ، لأنه غير موجود. وكقول الشاعر :

كأنّ أذنيه إذا تشوّفا

قادمة أو قلما محرّفا

حيث تعرب «أذنيه» اسم «كأنّ» منصوب بالياء لأنه مثنى و «الهاء» في محل جرّ بالإضافة.

«قادمة» «خبر» كأنّ ، منصوب. وعلى الوجه الإعرابي الآخر : «قادمة» : مفعول به لفعل


محذوف ، والتّقدير : كأنّ أذنيه تشبهان قادمة أو قلما. ومثل :

قد طرقت ليلى بليل هاجعا

يا ليت أيّام الصّبا رواجعا

حيث نصبت «ليت» الاسم «أيام» والخبر «رواجعا». وعلى الوجه الآخر. «رواجعا» مفعول به لفعل محذوف تقديره : يا ليت أيام الصّبا تعود رواجعا.

ويشترط في عمل «إنّ» و «أنّ» ألّا تدخل عليهما «ما» الزّائدة التي تسمى أيضا «ما» الكافّة ، لأنها تكفّ النّاسخ عن العمل وتكفّ نفسها عن أن تكون موصولة ، أو موصوفة ، وهو يكفّها عن أن تكون غير الزّائدة ، فلذلك تسمى «إنما» أو «أنّما» كافّة ومكفوفة ، كقول تعالى : (إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ)(١) وكقوله تعالى : (قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ)(٢) وفي الآيتين بطل عمل «إنما» و «أنما» لدخول «ما» الزائدة عليهما. كما أن في الآية الثانية دخلت «إنّما» على الفعل المضارع «يوحى».

شروط اسمهما : يشترط في اسم «إنّ» و «أنّ» وفي اسم سائر أخواتهما أن لا يكون من الكلمات التي تلازم الابتداء ، مثل : «طوبى» ، ولا من الكلمات التي لها حق الصّدارة كأسماء الشّرط ، والاستفهام ، ولا من الكلمات المضافة إلى ما لها حقّ الصّدارة ، مثل : «كتاب من قرأته» وأن لا يكون اسمها في الأصل مبتدأ وجب حذفه ، مثل :«مررت بزيد المسكين العالم». فكلمة «العالم» نعت مقطوع على الرّفع وهو خبر المبتدأ محذوف تقديره : هو.

شروط الخبر : ويشترط في خبرهما أحكام عدّة منها :

١ ـ ألا يكون إنشائيا طلبيّا أو غير طلبيّ.

فالانشاء الطلبيّ هو الذي يشمل الأمر ، والنّهي ، والدّعاء ، والاستفهام ، والعرض ، والتّحضيض ، والتّمني ، والتّرجي. أما الإنشاء غير الطّلبي فيشمل : التّعجب ، وجملة المدح والذّم ، وجملة القسم نفسه ، و «كم» الخبريّة ، وربّ ، وألفاظ البيع ، مثل : بعت لك ما حلبت ، أو وهبت ..

ويصحّ أن يكون هذا الخبر من الإنشاء المتضمّن «نعم» و «بئس» ، مثل : «إنّ زيدا نعم الصّديق» فجملة «نعم الصديق» جملة فعليّة في محل رفع خبر «إنّ» ومثل : «إنّ الخائن بئس الرّجل».

فجملة «بئس الرجل» خبر إنّ. ولا يصحّ أن تقول : «إنّ الفقير أحسن إليه» ولا أن تقول : «إن الفقير لا تهنه».

٢ ـ ويشترط التّرتيب بين الاسم والخبر ، فلا يتقدّم الخبر على الاسم إذا كان مفردا مثل : «إنّ الموت حقّ». الموت اسم «إنّ» ؛ «حقّ» : خبرها. أو إذا كان جملة اسمية كانت ، مثل : «إنّ العلم فوائده جمّة» فالجملة الاسميّة «فوائده جمّة» هي خبر «إنّ» أو فعليّة ، مثل : «إن العقلاء ينفرون من الجرائم» الجملة الفعليّة «ينفرون من الجرائم» في محلّ رفع خبر «إنّ». وكقول الشاعر :

إنّ الأمين ، إذا استعان بخائن

كان الأمين شريكه في المأثم

حيث وردت جملة «كان» واسمها وخبرها «خبرا» ل «إنّ» متأخّرا عن الاسم أما إذا كان الخبر شبه جملة فيجوز أن يتقدّم على الاسم فقط ، كقوله تعالى : (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ، وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ

__________________

(١) من الآية ١٧١ من سورة النساء.

(٢) من الآية ١٠٨ من سورة الأنبياء.


وَالْأُولى)(١) وكقوله تعالى : (إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً)(٢) وكقول الشاعر :

فلا تلمني فيها فإنّ بحبّها

أخاك مصاب القلب جمّ بلابله

وفيه وردت شبه الجملة «بحبّها» خبرا ل «إنّ» متقدّما على الاسم ، وكقول الشاعر :

إنّ من الحلم ذلّا أنت عارفه

والحلم عن قدرة فضل من الكرم

حيث تقدّم الخبر شبه الجملة «من الحلم» على اسم «إنّ».

ويجب أيضا أن يتقدّم الخبر شبه الجملة على الاسم ، إذا اشتمل على ضمير يعود على الخبر ، مثل : «إنّ في الجامعة مديرها». «مديرها» اسم إنّ» متأخر عن الخبر لأنه يتضمن ضميرا يعود على الخبر. ومثل : «إن أمام البيت حارسه».

وقد يحذف خبر «إنّ» إذا سدّت مسدّه إمّا «واو» المعيّة ، مثل : «إنّك وصدقا» أي : إنك مع الصّدق ، أو مع صدق ، أو يسدّ مسدّه المصدر المكرّر ، مثل : «إن الطلاب صفّا صفّا» ، أو الحال ، كقول الشاعر :

إن اختيارك ما تبغيه ذا ثقة

بالله مستظهرا بالحزم والجدّ

حيث أتى الحال «ذا ثقة» سادا مسد الخبر وكذلك الحال «مستظهرا» : حال ثانية.

فتح همزة إنّ : يجب فتح «إنّ» في موضع واحد ، هو أن يصحّ أن تسبك مع ما بعدها بمصدر يكون جزءا من جملة مفتقرة :

١ ـ إلى فاعل ، كقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا)(٣). «أن» وما بعدها في تأويل مصدر مرفوع فاعل «يكفهم» والتّقدير : أو لم يكفهم نزول. وكقول الشاعر :

لقد زادني حبّا لنفسي أنّني

بغيض إلى كلّ امرىء غير طائل

حيث وردت «أنّ» وما بعدها في تأويل مصدر مرفوع فاعل «زادني». وقد يكون الفعل مقدّرا ، مثل : «اصغ ما أنّ المحاضر يتكلّم» حيث وردت الجملة المكوّنة من «أنّ» ومعموليها في تأويل مصدر مرفوع فاعل لفعل مقدّر. والتّقدير : ما ثبت أن ... ومثل : «لو أن الاستاذ حاضر لدخلنا إلى القاعة واستمعنا إليه» أي لو ثبت أن ...

٢ ـ إلى نائب فاعل ، كقوله تعالى : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ)(٤) وفيها «أنّ» ومعموليها في تأويل مصدر يقع نائب فاعل للفعل المجهول «أوحي».

٣ ـ إلى مبتدأ ، كقوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً)(٥) وفيها «أنّ» ومعموليها في تأويل مصدر مرفوع يقع مبتدأ خبره شبه الجملة ، «من آياته» وكقوله تعالى : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) حيث أتت «كان» واسمها وخبرها في محل رفع خبر «أن». والجملة المؤلّفة من «أنّ» ومعموليها في تأويل مصدر مرفوع يقع مبتدأ بعد «لو لا» والتّقدير : لو لا تسبيحه. والخبر محذوف وجوبا.

٤ ـ إلى خبر لمبتدأ ، مثل : «المعروف أنك صائم». «أنّ» ومعموليها في تأويل مصدر مرفوع خبر للمبتدأ «المعروف». والتّقدير : المعروف صيامك.

__________________

(١) من الآيتين ١٢ و ١٣ من سورة الليل.

(٢) من الآية ١٢ من سورة المزّمّل.

(٣) من الآية ٥ من سورة العنكبوت.

(٤) من الآية ١ من سورة الجن.

(٥) من الآية ٣٩ من سورة فصّلت.


٥ ـ إلى خبر ل «كان» ، مثل : «كان المعروف أنّك صائم». «أنك صائم» مؤوّل بمصدر يقع خبرا ل «كان». ويشترط في خبر المبتدأ ، أو خبر «كان» أن يكون خبرا لمبتدأ هو اسم معنى ، وغير قول ، ومحتاجا للخبر المؤوّل.

٦ ـ إلى مفعول لأجله ، مثل : «كلّمتك أني أحبّك» والتّقدير : لأني أحبّك.

٧ ـ إلى مفعول معه ، مثل : «سرّني قدوم المحاضر وأنّه يحدّثنا» والتقدير : سرّني قدومه ومحادثته أو مع محادثته. «أنّ» ومعموليها : مفعول معه.

٨ ـ إلى مستثنى ، مثل : «تسرّني طباعك إلّا أنك لا ترضى بالقليل».

٩ ـ إلى مضاف إليه إذا كان المضاف مما يختصّ بإضافته إلى الجمل ، مثل : «تسرّني طباعك غير أنك تخلف الوعد» حيث وردت «أنّ» مع معموليها في محل جرّ بالإضافة. والمضاف هو «غير» التي لا تضاف إلّا إلى جملة في الأغلب وكقوله تعالى : (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)(١) حيث وردت «أنّ» وما بعدها في محل جرّ بالإضافة والمضاف هو كلمة «مثل» التي تضاف إلى الجمل في الأغلب.

١٠ ـ إلى مجرور بحرف جر ، كقوله تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ)(٢) حيث وردت الجملة الاسميّة «هو الحق» في محل رفع خبر «أن».

و «أنّ» مع معموليها في محل جر بحرف الجرّ «الباء».

١١ ـ إلى اسم معطوف على ما سبق ، كقوله تعالى : (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ)(٣).

١٢ ـ إلى بدل من شيء سبق ، كقوله تعالى : (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ)(٤) وفيها «أنّ» وما بعدها في تأويل مصدر هو بدل من «إحدى».

١٣ ـ إلى مفعول به ، في قول غير محكيّ ، كقوله تعالى : (وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ)(٥) وقد يسدّ المصدر المؤوّل من «أنّ» ومعموليها مسدّ المفعولين إذا لم يتوفّر في الجملة سواه ، مثل :«ظننت أننا سنزور القمر» ، «أنّ» وما بعدها في تأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «ظنّ».

ويجب فتح همزة «إنّ» في أساليب وردت عن العرب منها : «أحقّا أن جيرتنا استقلّوا» ، أي : أفي حقّ أنّ ... ، فالمصدر المنسبك من «أنّ» وما بعدها في تأويل مصدر هو مبتدأ مؤخّر خبره شبه الجملة «في الحقّ» والتقدير : استقلال ...

وكقول الشاعر :

أفي الحقّ أني مغرم بك هائم

وأنّك لا خلّ هواك ولا خمر

وأحيانا يستعملون هذا الأسلوب بلفظ آخر وهو : «أما أنّ جيرتنا استقلّوا» ؛ ولكن إذا كانت «أما» حرف استفتاح فيجب كسر همزة «إنّ». و «أما» هنا مركّبة من كلمتين : همزة الاستفهام ، و «ما» ظرف بمعنى «شيء» أو «حق» مبنيّ على السّكون في محلّ نصب ومعناها : أحقا. وهو متعلّق بخبر مقدّم ، والمصدر المؤوّل من «أنّ» ومعموليها هو مبتدأ مؤخّر.

__________________

(١) من الآية ٢٣ من سورة الذّاريات.

(٢) من الآية ٦٢ من سورة الحج.

(٣) من الآية ٤٧ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ٧ من سورة الأنفال.

(٥) من الآية ٨١ من سورة الأنعام.


كسر همزة إنّ : ويجب كسر همزة «إنّ» حين لا يصح أن تسبك مع معموليها بمصدر ، وذلك :

١ ـ إذا وقعت في ابتداء الكلام ، كقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)(١).

ومثل :

إنّ إنّ الكريم يحلم ما لم

يرين من أجاره قد ضيما

٢ ـ وتكسر همزة «إنّ» ولو كان عملها باطلا أي : ولو اتصلت بها «ما» الكافّة ، مثل :

وإنّما يرضي المنيب ربّه

ما دام معنيا بذكر قلبه

حيث وردت «إنّما» كافة ومكفوفة ، وبطل عمل «إنّ» فكسرت همزتها ، وكذلك تكسر إذا وقعت في كلام مستأنف ، كقول الشّاعر :

يخفي صنائعه والله يظهرها

إنّ الجميل إذا أخفيته ظهرا

حيث وردت «إنّ» في صدر جملة استئنافيّة مكسورة الهمزة.

٣ ـ وتكسر همزة «إنّ» إذا وقعت بعد حرف من حروف الاستفتاح التي تدل على بدء الكلام ، وعرض جملة جديدة مهمّة ومؤكدة عند المتكلّم ، مثل : «ألا إنّ المعروف واجب» ، ومثل : «أما إنّ إنكار الأخوّة جريمة» وكقول الشاعر :

وإنّي شقيّ باللّئام ، ولا ترى

شقيّا بهم إلّا كريم الشمائل

وكقوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)(٢).

٤ ـ إذا وقعت في أوّل جملة الصّلة ، كقوله تعالى : (وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ)(٣) ، حيث وردت «إنّ» مكسورة الهمزة لأنها وقعت في صدر صلة الموصول. أما إذا سبقها شيء من جملة الصّلة فتفتح مثل : «جاء الذي عندي أنّه كريم» ، حيث فتحت همزة «أنّ» لأنها لم تقع في صدر صلة الموصول ، إذ وقعت بعد الظّرف عندي. ومثل : لا أكرم الرجل ما أنّه كذّاب» أي : ما ثبت أنه ...

٥ ـ إذا وقعت في صدر جملة الصّفة التي يكون موصوفها اسم ذات ، مثل : «جاء رجل إنه غنيّ» ؛ «رجل» : اسم ذات وكسرت بعده همزة «إن» ، وهي مع معموليها في محل رفع صفة ل «رجل» ، ومثل : «مررت برجل إنه فقير» حيث كسرت همزة «إنّ» لأنها وقعت في صدر جملة الصّفة.

٦ ـ إذا وقعت في صدر الجملة الحالية ، مثل :«جاء الرجل إنه غنيّ» ، «الرجل» اسم معرفة كسرت بعده همزة «إن» ، فهي ومعمولاها في تأويل مصدر يقع حالا ، وكقوله تعالى : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) (٤) حيث كسرت همزة «إنّ» لوقوعها في صدر الجملة الحالية ، وبعد «واو» الحال.

٧ ـ إذا وقعت في صدر الجملة الواقعة جوابا للقسم ، سواء أكانت جملة القسم اسميّة ، مثل :«لعمرك إن العدل مطلوب» فجملة القسم اسميّة تقديرها : لعمرك قسمي. وكسرت همزة «إنّ» لأنها وقعت في صدر جواب القسم ، أو كانت جملة القسم فعليّة ، مثل : «أحلف بالله إن القول

__________________

(١) من الآية ١ من سورة القدر.

(٢) من الآية ٦٢ من سورة يونس.

(٣) من الآية ٥ من سورة الأنفال.


صادق» فجملة القسم «أحلف بالله» فعليّة ، أو كانت فعليّة فعلها مقدّر ، مثل : «والله إنّي مجتهد» فالجملة القسميّة فعلها مقدّر. والتقدير : أحلف بالله ... وكقوله تعالى : (حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ)(١) ، وفيها القسم مقدّر دلّت عليه «واو» القسم وكقول الشاعر :

فو الله إنّي ذلك المخلص الذي

عزيز على الأيّام أن يتغيّرا

حيث وردت جملة القسم «فو الله» فعلها مقدّر ، وتقديره : أحلف بالله.

٨ ـ إذا وقعت في صدر جملة محكيّة بالقول.

أما إذا كانت غير محكيّة بالقول أي : معمولة لغيره ، لا تكسر ، مثل : «أيّها الطّالب ، أخصّك القول أنّك ناجح» ، أي : لأنك ناجح. والمحكيّ بالقول لا يكون إلا جملة ، اسميّة ، مثل : «الزّهر يانع» أو فعلية ، مثل : «جاد الله» ، وذلك بشرط ألا يكون القول المحكيّ بمعنى الظّنّ ، لأنه إذا كان بمعنى الظّنّ لا تكسر ، مثل : «أتقول أن الطقس يثلج؟» أي : أتظنّ ، وكقوله تعالى : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ)(٢). ومثل قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم : «إن الدّين يسر» وكقول الشاعر :

تعيّرنا أنّا قليل عديدنا

فقلت لها : إنّ الكرام قليل

فقد وردت «إنّ» مكسورة همزتها لأنها وقعت في صدر جملة محكيّة بالقول.

٩ ـ إذا وقعت بعد فعل من أفعال القلوب علّق عن العمل بسبب وجود «لام» الابتداء في خبرها ، كقوله تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ)(٣) ، حيث ورد الفعل «علم» من أفعال القلوب وقد علّق عن العمل بسبب دخول لام الابتداء على خبر «إنّ». فإن لم تقع «اللام» في خبرها فيجوز فتح الهمزة أو كسرها ، مثل : «علمت أن عاقبة الظلم وخيمة» ، حيث يجوز في همزة «إن» الفتح والكسر ، لأنها وقعت بعد فعل «علمت» ولم تدخل «اللّام» على خبرها.

١٠ ـ إذا وقعت «اللّام» في خبرها بدون وجود فعل معلّق قبلها ، مثل : «إنّ ربك لرحيم».

١١ ـ إذا وقعت خبرا لمبتدأ هو اسم ذات ، مثل : «الصّادق إنه محترم» كسرت همزة «إن» لأنها مع معموليها خبرا لاسم ذات : «الصادق» :مبتدأ مرفوع وهو اسم ذات. وقد يدخل على هذا المبتدأ أحد النّواسخ ، كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ)(٤).

١٢ ـ إذا وقعت بعد «كلّا» الاستفتاحيّة ، كقوله تعالى : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى)(٥).

١٣ ـ إذا وقعت بعد «حتى» الابتدائية ، مثل :«الصحراء غنيّة حتى إنها لتجود بالمعادن».

١٤ ـ إذا كانت تابعة لشيء ممّا سبق ، مثل :«قل : إن الله ربي وإن محمّدا رسول الله».

جواز فتح همزة إنّ وكسرها : يجوز فتح همزة «إنّ» وكسرها في مواضع عدّة ، أشهرها :

١ ـ إذا وقعت بعد «فاء» الجزاء ، كقوله تعالى :

__________________

(١) من الآيات ١ ـ ٣ من سورة الدخان.

(٢) من الآية ٣٠ من سورة مريم.

(٣) من الآية ١ من سورة المنافقين.

(٤) من الآية ١٧ من سورة الحج.

(٥) من الآية ٦ من سورة العلق.


(مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(١). فالكسر على تقدير : فهو غفور رحيم ، والفتح على تقدير : الحاصل بسبب التّوبة هو الغفران والرّحمة ، وكقوله تعالى : (وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ)(٢).

أي : فإنه يئوس ، أو فهو يئوس. حيث قدّرت «إنّ» بعد فاء الجزاء مكسورة الهمزة «فإنه» أو مفتوحة.

٢ ـ إذا وقعت بعد «إذا» الفجائيّة ، مثل : «نمت فإذا إنّ الحلم مزعج» وقعت «إنّ» بعد «إذا» الفجائية فيجوز فتح الهمزة أو كسرها. وكقول الشاعر :

وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا

إذا إنّه عبد القفا واللهازم

حيث وقعت «إن» بعد «إذا» الفجائيّة فالكسر على معنى فإذا هو عبد القفا والفتح على تقديره فإذا العبوديّة ، أي : حاصلة. «عبد» : خبر «إن» ، ويجوز اعتبار إذا الفجائيّة ظرف زمان ، أو ظرف مكان ، متعلّق بخبر مقدّم ، والمصدر المؤوّل من أن ومعموليها مبتدأ مؤخّر ففي مكان الحلم أو زمانه ، أو في وقت العبوديّة أو زمانها.

٣ ـ إذا وقعت في صدر جملة واقعة في جواب القسم ، وليس خبر «إن» مقرونا بـ «اللام» بشرط أن تكون جملة القسم اسميّة ، مثل : «لعمرك إن الظّلم عاقبته وخيمة» أو فعليّة ، مثل : أقسم بالله إنّ الظّلم حرام ، وكقول الشاعر :

أو تحلفي بربّك العليّ

إنّي أبو ذيّالك الصّبيّ

حيث وردت جملة القسم فعليّة «أو تحلفي بربك» فيجوز فتح همزة «إن» وكسرها.

٤ ـ إذا وقعت بعد فعل من أفعال القلوب وليس خبرها مقرونا بـ «اللام» ، مثل ، علمت أنّ الصبر من علامات الإيمان» ، «أنّ» وما بعدها في تأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «علمت» فجاز فتح همزة «إنّ» وكسرها.

٥ ـ إذا وقعت بعد مبتدأ هو قول ، أو في معناه ، وخبرها قول ، والقائل واحد مثل : «قولي : أنّي مقرّ لك بالفضل» «قولي» : مبتدأ مرفوع بالضّمة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم. و «الياء» في محل جرّ بالإضافة. والجملة المؤلفة من «أن» مع معموليها هي خبر المبتدأ لذلك جاز كسر همزة «إن» وفتحها «أنّ». ومثل : «كلامي : أني معترف بصنيعك» حيث وردت جملة الخبر بعد ما هو بمعنى القول وهو «كلامي». وإذا لم يكن المبتدأ قولا ، أو ما في معناه وجب الفتح ، مثل :«اعتقادي أن القناعة كنز لا يفنى». «اعتقادي» :مبتدأ ليس بمعنى القول. والخبر الجملة المؤلفة من «أنّ» وما بعدها.

٦ ـ إذا وقعت بعد «حتى» الجارّة والعاطفة ، مثل : «عرفت طباعك حتى إنّك محترم» ، «حتى» ، بمعنى «إلى» حرف جرّ وعطف في آن معا. فجاز فتح همزة «أن» وكسرها «إن» أما إذا كانت «حتى» ابتدائيّة فتكسر همزة «إنّ» بعدها ، مثل : «مرض زيد حتى إنهم لا يرجونه».

٧ ـ إذا وقعت في موضع التّعليل ، كقوله تعالى : (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)(٣) ، أي : لأنه هو البرّ الرّحيم. وكقوله تعالى : (صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ

__________________

(١) من الآية ٥٤ من سورة الأنعام.

(٢) من الآية ٤٩ من سورة فصّلت.

(٣) من الآية ٢٨ من سورة الطّور.


لَهُمْ)(١) ، أي : لأن صلاتك ... ومثل : «لبّيك إن الحمد والنّعمة لك» ، أي : لأن الحمد والنّعمة لك.

٨ ـ إذا وقعت بعد «لا جرم» ، كقوله تعالى : (لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ)(٢) ، وفيها يقال في «جرم» أنّها فعل ماض والمصدر المؤوّل من «أنّ» وما بعدها فاعله ، والتقدير : وجب أن الله يعلم.

وربّما تكون «لا جرم» بمنزلة «لا رجل» ومعناها :«لا بدّ» وبعدها تقدّر «من» ، والتّقدير : لا بدّ من أن ... ، والكسر على معنى اليمين ، والتّقدير : لا جرم لآتينّك.

٩ ـ إذا وقعت بعد «أي» المفسّرة ، مثل :«سرّني اختراعك : أي : إنّك تخترع ما ينفع النّاس». فالكسر باعتبار «إنّ» في صدر الجملة التّفسيريّة التي لا محل لها من الإعراب ، والفتح باعتبار المصدر المؤوّل بدلا من المصدر «اختراعك».

١٠ ـ إذا وقعت بعد «حيث» الظّرفيّة ، مثل :«اسكن حيث إنّ الأمن مستتبّ» فالفتح على اعتبار «حيث» داخلة على المفرد المضاف إليه والتّقدير :حيث استتباب الأمن. والكسر باعتبار الجملة مضاف إليه ، والتّقدير : حيث الأمن مستتبّ ...

١١ ـ إذا وقعت «أنّ» مع معموليها معطوفة على مفرد لا يفسد المعنى بالعطف عليه مثل : «سرني اختراعك وإنّك فاضل». فالمصدر المؤوّل من «أن» ومعموليها معطوف على المصدر اختراعك.

والتّقدير : سرّني اختراعك وفضلك ، فيستقيم المعنى. وأمّا القول : «لي كتاب وإنّ أخي ناجح» فلا تفتح فيه همزة «إنّ» لأن المصدر المؤوّل يكون معطوفا على كلمة «كتاب» فيكون التقدير : لي كتاب ونجاح أخي. فهذا فاسد في المعنى.

١٢ ـ إذا وقعت بعد «أما» المخفّفة ، مثل : أما إنّك فاضل ، وتكسر إذا كانت «أما» الاستفتاحيّة ، وتفتح إذا كانت «أما» بمعنى : أحقّا ، مثل : «أما أن جيرتنا استقلّوا» ، والتقدير : أحقا استقلال جيرتنا ، أي : رحيلهم. وأن وما بعدها في تأويل مصدر مرفوع بالابتداء ، والظّرف حقا متعلق بخبر مقدم.

دخول لام الابتداء على «إنّ» المكسورة : لام الابتداء هي التي يؤتى بها لتوكيد مضمون الجملة المثبتة ، فلا تدخل على حرف نفي ، ولا على فعل النّفي ، بل تدخل على الاسم المفيد للنّفي ، مثل : «إن الكذب لغير مأمون النتائج». وهذه اللّام تسمّى أيضا «المزحلقة» وذلك لأنّ مكانها الأصليّ هو الصّدارة في الجملة الاسميّة ، فلما دخل ناسخ مثل «إنّ» وله حقّ الصّدارة أيضا ، وله عمله في المبتدأ والخبر ، زحلقت «اللّام» من مكانها إلى الخبر ، وتكون هذه «اللّام» مبنيّة دائما على الفتح ، ولا محلّ لها من الإعراب ولا عمل لها فيما بعدها ؛ أمّا إذا دخلت «لام الابتداء» على المضارع فإنها تخلص زمنه للحال ، مثل : إنّ العلم لينير الأمّة» أي : إنه الآن ينير الأمة.

فالمضارع يفيد الزمن الحاضر بدخول لام الابتداء عليه. إلا إذا وجدت قرينة تدلّ على الاستقبال كقوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ)(٣) ففي كلمة «القيامة» قرينة تدلّ على الاستقبال ، فدخول «اللّام» على المضارع لا يدلّ

__________________

(١) من الآية ١٠٣ من سورة التّوبة.

(٢) من الآية ٢٣ من سورة النّحل.

(٣) من الآية ١٢٤ من سورة النحل.


على الحاضر ، بل يدلّ على المستقبل ، لأن يوم القيامة لم يأت بعد.

شروط دخول لام الابتداء على خبرها : تدخل «اللام» على خبر «إن» المكسورة دون أخواتها ، مثل : «إن الصيف لفصل الرّاحة» وكقول الشاعر :

إنّا على البعاد والتّفرّق

لنلتقي بالفكر إن لم نلتق

حيث دخلت «لام الابتداء» على خبر «إنّ» المكسورة همزتها ، وهو فعل مضارع. ويشترط في الخبر ، بعد «إنّ» المكسورة همزتها ، الذي تدخله لام الابتداء شروط :

١ ـ أن يكون متأخرا عن اسمها ، مثل : «إن الشتاء لفصل الرّاحة» ولا يجوز القول : «إنّ لفصل الرّاحة الشتاء».

٢ ـ أن يكون مثبتا فلا يجوز دخولها على الخبر المنفي ، كقوله تعالى : (إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ)(١).

٣ ـ ألّا يكون الخبر جملة فعليّة ، فعلها ماض متصرّف غير مقرون بـ «قد» ، فلا يجوز القول :«إن السّيّارة لمشت» ولكن يجوز دخولها على الجملة التي فعلها ماض جامد بشرط ألّا يكون هذا الماضي الجامد الفعل النّاقص «ليس» لأنه بمعنى النّفي مثل : «إنّ الطائرة لنعم الاختراع» دخلت «اللّام» على الفعل الجامد «نعم» ومثل :«إن السرعة لبئست نتيجتها» ، أو على الجملة التي فعلها ماض مقرون بـ «قد» ، مثل : «إنّ الأمانة لقد رفعت من مكانة صاحبها». أما إذا كان الخبر جملة فعليّة فعلها مضارع مثبت فيجوز دخول لام الابتداء عليه سواء أكان متصرفا أم غير متصرف ، فلام الابتداء لا تدخل على المضارع في حالة واحدة فقط هي عند ما يكون مقرونا بالسّين أو بسوف ، فلا تقول : «إن الطّائرة لستمشي ولا لسوف تمشي» بل تقول كقوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ)(٢). وكقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم : «إنّ العجب ليأكل الحسنات كما تأكل النيران الحطب» ، وكقول الشاعر :

إن الكريم ليخفي عنك عسرته

حتى تراه غنيّا وهو مجهود

وكذلك تدخل لام الابتداء على خبر «إنّ» المكسورة إذا كان جملة اسميّة ، أو شبه جملة ، مثل : «إنّ المؤمن لفي مكانة عالية» دخلت «اللّام» على خبر «إنّ» شبه الجملة «لفي مكانة عالية» ، ومثل : «إن العلم لنتائجه عميمة» دخلت «اللام» على الخبر المؤلف من الجملة الاسميّة «نتائجه عميمة».

٤ ـ ألّا يكون الخبر جملة فعليّة شرطيّة ، لأن لام الابتداء لا تدخل على أسلوب الشّرط ، وألّا يكون الخبر منفيّا لذلك لا تدخل على قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً)(٣) وأما قول الشاعر :

وأعلم أن تسليما وتركا

للامتشابهان ولا سواء

حيث دخلت «اللام» على «لا متشابهان» وهذا شاذّ.

٥ ـ وتدخل لام الابتداء على ضمير الفصل ، مثل قوله تعالى : (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُ)(٤). حيث دخلت «اللّام» على ضمير

__________________

(١) من الآية ٣٩ من سورة إبراهيم.

(٢) من الآية ٧٤ من سورة النمل.

(٣) من الآية ٤٤ من سورة يونس.

(٤) من الآية ٦٢ من سورة آل عمران.


الفصل. وإعرابه : «هو» : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. «القصص» : خبره. «الحق» نعت مرفوع. والجملة الاسمية خبر «إنّ» وله وجه إعرابي آخر : «هو» ضمير الفصل مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب «القصص» خبر «إنّ» ففصل هذا الضمير بين اسم إنّ وخبرها ، كما فصل بين نعت الاسم والخبر ، إذ لو لا وجود هذا الضمير لاعتقد السّامع أن كلمة «القصص» هي «بدل» أو عطف بيان ، أو نعت ، بعد «هذا».

٦ ـ تدخل «اللّام» على معمول خبر «إنّ» بشرط أن يكون المعمول متقدّما على الخبر صالحا لقبول «اللّام» أي : إذا كان جملة فعليّة ماضويّة مقرونة بـ «قد» وفعلها ماض غير متصرف.

ومثل : إنّ المصائب لأبطالا مظهرة» أي : إن المصائب لمظهرة أبطالا». دخلت «اللّام» على معمول الخبر المتقدّم «أبطالا» الواقع مفعولا به لاسم الفاعل «مظهرة». ولا يجوز دخولها على المعمول المتأخر ، فلا يجوز القول : «إنّ المصائب مظهرة لأبطالا».

٧ ـ لا تدخل «اللّام» على معمول الخبر إذا كان مشتملا عليها ، مثل : «إنّ الكريم ليرفض الذلّ» فلا يجوز دخول «اللّام» على «الذلّ» لأن الخبر مقرون بها وهو جملة «ليرفض الذلّ» كذلك لا تدخل «اللّام» على معمول الخبر إذا كان غير صالح لقبولها ، أي : إذا كان الخبر جملة فعليّة فعلها ماض متصرف غير مقرون بـ «قد» ، مثل :«إنّ البطل جاهد كفاحا» فلا يصح القول : «إنّ البطل لكفاحا جاهد».

٨ ـ وتدخل «اللّام» على اسم «إنّ» بشرط أن يتأخّر ويتقدّم عليه الخبر شبه الجملة مثل : «إنّ لنا لأملا كبيرا في النجاح» وكقول الشّاعر :

إنّ من شيمتي لبذل بلادي

دون عرضي فإن رضيت فكوني

وإذا دخلت على الاسم المتقدّم لا تدخل على الخبر المتأخّر ، لأنها لا تدخل على المبتدأ وخبره معا. وإذا لحقت الخبر بدون «أنّ» كانت زائدة ، كقول الشاعر :

أمّ الحليس لعجوز شهربه

ترضى من اللّحم بعظم الرّقبه

حكم الاسم المعطوف على اسم إنّ وأخواتها :تقسم الحروف المشبهة بالفعل من حيث المعطوف على اسمها إلى قسمين هما :

الأول : هو الذي يضمّ الحروف : «إنّ» ، و «أنّ» ، و «لكنّ». فإن المعطوف على اسمها يجوز فيه الرّفع والنّصب ، سواء أكان المعطوف متقدما على الخبر ، كقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ)(١) وكقول الشاعر :

إنّ الربيع الجود والخريفا

يدا أبي العبّاس والصّيوفا

فقد ورد الاسم «الخريفا» معطوفا على اسم «إنّ» «الرّبيع» منصوبا مثله قبل مجيء الخبر «يدا». وكذلك ورد الاسم «والصيوفا» معطوفا على اسم «إنّ» ومنصوب مثله بعد إتمام الخبر.

ويجوز الرّفع والنّصب إذا كان متأخرا عن الخبر ، كقوله تعالى : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ)(٢) حيث ورد الاسم المعطوف و «رسوله» منصوبا أو مرفوعا بعد مجيء الخبر «بريء». فالرّفع على أنه معطوف على اسم «إنّ»

__________________

(١) من الآية ٥٦ من سورة الأحزاب.

(٢) من الآية ٣ من سورة التوبة.


باعتبار أصله ، مبتدأ مرفوع ، قبل دخول النّاسخ.

أما النّصب فعلى اعتبار المعطوف على اسم «إنّ» وحدها والتّقدير : إن الله ورسوله بريئان من المشركين ، وكقول الشاعر :

فمن يك لم ينجب أبوه وأمّه

فإنّ لنا الأمّ النجيبة والأب

حيث تقدّم الخبر شبه الجملة «لنا» على الاسم ، والمعطوف على الاسم «والأب» أتى بعده فيجوز في المعطوف الرّفع والنّصب. وكقول الشاعر :

وما قصّرت بي في التّسامي خؤولة

ولكنّ عمّي الطيّب الأصل والخال

حيث ورد الاسم المعطوف و «الخال» على اسم «إنّ» بعد إتمام الخبر فيجوز فيه الرّفع والنّصب. وكذلك في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ)(١) حيث أتى الاسم «والصّابئون» المعطوف على اسم «إن» «الذين» مرفوعا قبل إتمام الخبر ، وكقول الشاعر :

فمن يك أمسى بالمدينة رحله

فإنّي وقيّار بها لغريب

حيث أتى الاسم «وقيّار» معطوفا على اسم «إنّ» مرفوعا قبل استكمال الخبر «لغريب» وهو مرفوع على اعتبار أنّه معطوف على محلّ اسم «إنّ» الأصليّ ويفسّر بعضهم هذا البيت على وجه إعرابيّ آخر ، وهو اعتبار و «قيّار» : مبتدأ خبره محذوف يدلّ عليه خبر «إنّ» ، أو خبره هو المذكور «لغريب» وخبر «إنّ» محذوف ، فيراعى في الكلام ما يناسبه. وفي هذا البيت يتعيّن أن يكون الخبر «لغريب» هو خبر «إنّ» لأنّه اقترن باللّام ، وخبر المبتدأ محذوف. وكقول الشاعر :

وإلّا فاعلموا أنّا وأنتم

بغاة ما بقينا في شقاق

حيث أتى الضّمير المرفوع «أنتم» المعطوف على اسم «إنّ» قبل مجيء الخبر «بغاة». وكقول الشاعر :

خليليّ هل طبّ؟ فإنّي وأنتما

وإن لم تبوحا بالهوى دنفان

حيث ورد الضّمير «أنتما» معطوفا على محلّ اسم «إنّ» وهو «الياء» قبل مجيء الخبر «دنفان».

وبعضهم يقول : «أنتما» ضمير منفصل مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ خبره «دنفان» ، وخبر «إنّ» محذوف يدلّ عليه خبر المبتدأ. والتّقدير : أني دنف وأنتما دنفان. وهذا هو الأصحّ لأنه لا يجوز أن يكون «دنفان» خبر «إنّ» لأن الاسم في صيغة الإفراد.

والثّاني : هو الذي يضمّ الحروف : «كأنّ» ، و «ليت» ، و «لعلّ». والمعطوف على اسم هذه الحروف لا يكون إلّا منصوبا سواء أوقع بعد الاسم وقبل الخبر ، مثل : «لعلّ الصبر والسّلوان مفيدان» «السلوان» معطوف على اسم «إنّ» منصوب وأتى قبل الخبر. أو هو منصوب أيضا بعد استكمال الخبر ، مثل : «لعلّ الصّبر مفيد والسلوان».

«السلوان» معطوف على اسم «إنّ» منصوب وقد أتى بعد الخبر «مفيد». وأجاز بعضهم الرّفع والنّصب ، مثل : كأنّ الشّمس نار مضيئة والقمر وكقول الشاعر :

يا ليتني وأنت يا لميس

في بلدة ليس بها أنيس

إنّ الجوابيّة

اصطلاحا : هي حرف جواب بمعنى : «نعم»

__________________

(١) من الآية ٦٩ من سورة المائدة.


كقول فضالة بن شريك لعبد الله بن الزّبير : «لعن الله ناقة حملتني إليك» فأجابه عبد الله بن الزّبير :«إنّ وراكبها». أي : نعم وراكبها.

إنّ المؤكّدة

اصطلاحا : إنّ النّاسخة.

إنّ النّاسخة

اصطلاحا : حرف مشبّه بالفعل يفيد التأكيد والشّكّ ونفي الإنكار ، كقوله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)(١).

أنّ المؤكّدة

اصطلاحا : أنّ النّاسخة.

أنّ المصدريّة

اصطلاحا : أنّ الناسخة.

أنّ النّاسخة

اصطلاحا : حرف مشبّه بالفعل ، هو «أنّ» المفتوحة الهمزة وتفيد التأكيد ونفي الإنكار ، كقوله تعالى : (وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ)(٢) «أنّ» حرف مشبه بالفعل مبنيّ على الفتح لا محلّ له من الإعراب يدخل على المبتدأ والخبر فينصب الأول اسما له ويرفع الثاني خبرا له ، و «الهاء» : ضمير متّصل مبنيّ على الضّمّ في محلّ نصب اسم «أنّ» وجملة ، «لن يؤمن من قومك إلّا من» في محل رفع خبر «أنّ». و «أنّ» ومعمولاها في تأويل مصدر مرفوع نائب فاعل «أوحي». وجملة «قد آمن» لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول وتسمّى أيضا : أنّ المؤكّدة ، أنّ المصدريّة. وتعتبر من الموصولات الحرفيّة.

أنا

ضمير المتكلّم المفرد تقول : «أنا أحبّ الرّياضة» أنا ضمير منفصل مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ والجملة الفعليّة «أحب الرّياضة» في محل رفع خبر المبتدأ.

أنت

هي وفروعها ضمائر للمخاطب مثل : أنت ، أنتم ، أنتما. وللمخاطبة : أنت أنتما أنتنّ. وهي تعرب حسب موقعها من الجملة. فتقول : «أنت قادم» فهي في محل رفع مبتدأ ، وفي مثل : «كنت أنت المعلم» «أنت» : هي توكيد للضّمير المتّصل «التاء» الواقع اسم «كان» ... أما إذا وقعت بين المبتدأ والخبر فتسمّى ضمائر الفصل أو العماد.

واختلفوا في إعرابها فمنهم من يرى أنها لمجرّد الفصل بين المبتدأ وخبره ، أو ما هو أصله مبتدأ فلا محلّ لها من الإعراب ، مثل : «كنت أنت المعلم» «أنت» ضمير منفصل لا محل له من الإعراب لأنه اعتبر للفصل ، وكقوله تعالى : و (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ)(٣) ، على اعتبار «أنت» ضمير الفصل لا محل له من الإعراب. وهذا الضّمير يوافق ما قبله في الإفراد والتّذكير والتأنيث والمثّنى والجمع مثل : «كنتما أنتما المعلمين» و «كنتم أنتم المعلمين» و «كنت أنت المعلمة» ، «ظننتكما أنتما الناجحتين» و «رأيتكنّ أنتنّ النّاجحات». ورأى آخرون أنّها ضمائر باقية على اسميّتها فيكون إعرابها في : «كنت أنت المعلمة» «أنت» توكيد للضّمير المنفصل الواقع اسما ل «كان» واختلف أيضا في محلّها من الإعراب فمنهم من يقول :محلّها محلّ ما قبلها ، وآخرون يقولون : محلّها محلّ ما بعدها. ففي مثل : «كنت أنت المعلم»

__________________

(١) من الآية ٣٤ من سورة إبراهيم.

(٢) من الآية ٣٦ من سورة هود.

(٣) من الآية ١١٧ من سورة المائدة.


تكون «أنت» في محل رفع تبعا لما قبلها لأنها توكيد للتّاء المتّصلة. أو في محل نصب تبعا لما بعدها «المعلم» الواقع خبرا ل «كان» منصوبا.

ووقع الخلاف عينه في ضمائر الغائب والغائبة الواقعة فصلا. ففي مثل : «الله هو الحيّ القيّوم» تعرب كلمة «الله» مبتدأ مرفوعا. «هو» ضمير الفصل لا محل له من الإعراب على رأي البعض ، «وهو» في محل رفع مبتدأ ثان على رأي البعض الآخر «الحيّ» خبر المبتدأ على الرأي الأول وهي خبر للمبتدأ الثاني أي : «هو» على رأي من يقول إنها على محلّها من الإعراب وتكون الجملة الاسميّة المؤلفة من المبتدأ الثاني وخبره هي خبر للمبتدأ الأول «الله».

أنّى الاستفهاميّة

اصطلاحا : أنّى الاستفهاميّة ، بمعنى «من أين» ، كقوله تعالى : (يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا)(١) ، والتّقدير : من أين لك هذا؟. وبمعنى «كيف» ، كقوله تعالى : (فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ)(٢) والتقدير : كيف شئتم ، أو متى شئتم ، أو حيث شئتم. فتكون «أنّى» الاستفهاميّة على معنى : «من أين» ، و «كيف» ، و «متى» ، و «حيث».

أنّى الشّرطيّة.

اصطلاحا : «أنّى» هي اسم شرط جازم فعلين مبنيّ على السّكون في محل نصب على الظّرفيّة ومعناها «أين» ، مثل : أنّى تجلس أجلس. انظر : الأدوات الجازمة فعلين في باب تصريف الأفعال.

أنبأ

هي من الأفعال التي تنصب ثلاثة مفاعيل مثل :«أنبأني المعلم خبرا سارا» ، «الياء» في «أنبأني» هو المفعول الأول «خبرا» : المفعول الثاني. «سارا» : الثالث. انظر : المتعدّي إلى ثلاثة مفاعيل.

الانتهاء

لغة : مصدر انتهى الشيء : بلغ نهايته.

اصطلاحا : انتهاء الغاية.

انتهاء الغاية.

اصطلاحا : من معاني حروف الجرّ التّالية.

١ ـ «اللّام» : كقوله تعالى : (كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)(٣).

٢ ـ «حتّى» : كقوله تعالى : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)(٤).

٣ ـ «إلى» : لانتهاء الغاية الزّمانيّة كقوله تعالى : (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ)(٥) والمكانيّة كقوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)(٦).

٤ ـ «في» : تفيد انتهاء الغاية الحقيقيّة كقوله تعالى : (غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ)(٧) أو انتهاء الغاية المجازيّة ، كقوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)(٨).

__________________

(١) من الآية ٣٧ من سورة آل عمران.

(٢) من الآية ٢٢٣ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٢ من سورة الرّعد.

(٤) من الآية ٥ من سورة القدر.

(٥) من الآية ١٨٧ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ١ من سورة الإسراء.

(٧) من الآيتين ١ و ٢ من سورة الرّوم.

(٨) من الآية ٢١ من سورة الأحزاب.


انجدته يوم صال زطّ.

اصطلاحا : جملة تجمع الحروف التي تصلح للإبدال الصرفي.

الانحراف

للانحراف حرفان فقط هما : اللّام والرّاء.

والانحراف لغة : الميل إلى حرف. وهو بلغة الاصطلاح ميل «اللّام» أو «الرّاء» عن مخرج نطقهما الأصليّ إلى مخرج نطق حرف آخر والميل عن صفتهما إلى صفة غيرهما.

فاللّام حرف من الحروف الرّخوة وهي ثلاثة عشرة حرفا يجمعها قولك : «تخذ ظغش زحف صه ضس». وقد انحرف اللّسان باللّام مع الصّوت إلى الشدّة ، فلم يعترض في منع خروج الصّوت اعتراض الحروف الشّديدة الثّمانية يجمعها قولك : «أبت جدّك طق» ، ولم يخرج معه الصّوت كلّه خروجه مع الحروف الرّخوة ، فسمّي منحرفا لانحرافه عن حكم الحروف الشّديدة وعن حكم الحروف الرّخوة فهو بين الحكمين.

وأمّا «الرّاء» ومخرجه قريب من مخرج «النّون» فقد انحرف من هذا المخرج إلى مخرج «اللّام» فسمّي منحرفا ، لأنه انحرف عن حكم الحروف الشّديدة التي هو منها إلى حكم الحروف الرّخوة التي هو بعيد عنها.

أنشأ

هو فعل ماض من أفعال الشّروع ، ومن أخوات «كاد» ويعمل عمل «كان» فيدخل على المبتدأ والخبر ، فيرفع الأول اسما له ، وينصب الثاني خبرا له. وخبره يجب أن يكون مضارعا مجرّدا من «أن» لأنه يدلّ على الحاضر و «أن» تكون للاستقبال ، مثل : «أنشأ العصفور يبني عشّه».

«العصفور» : اسم «أنشأ» مرفوع ، وجملة «يبني عشه» في محل نصب خبر «أنشأ».

أنصت يوم زلّ طاه جدّ.

اصطلاحا : جملة تجمع في نظر بعض العلماء الحروف التي تصلح للإبدال الصّرفيّ.

الانفتاح

لغة : مصدر انفتح. مصدر مطاوع من فتحت الباب فانفتح.

اصطلاحا : وبهذا التّحويل يصير الفعل «فتح» المتعدّي لازما ، مثل : «كسر الولد الزجاج» انكسر الزجاج. واصطلاحا أيضا : الاستفتاح.

الانقطاع.

لغة : مصدر انقطع عن الكلام : توقّف مصدر مطاوع من قطعت الكلام فانقطع. واصطلاحا :بهذا التّحويل يصير الفعل «قطع» المتعدّي لازما.

الإنكار.

هو لغة : الجحود ، أو التّغيير يقال : رجل نكر ، وأمرأة نكر ، وقوم مناكير ، مثل :

مستقبلا صحفا تدمى طوابعها

وفي الصّحائف حيّات مناكير

حيث وردت كلمة مناكير جمع «نكر».

واصطلاحا : الإنكار في الحروف هو الذي ينجم عن إنكار رأي من الآراء بزيادة الألف في أول الكلمة أو الهمزة فتقول في إنكار القول : «وقف زيد» : أزيدنيه. وبزيادة الواو أو الياء في آخر الكلمة ، فتقول في إنكار القول : «وقف زيد» :«أزيدوه» أو «أزيدنيه» راجع الإنكار في الهمزة ، والألف ، والواو ، والياء.


الإنكار الإبطاليّ.

اصطلاحا : الاستفهام الإنكاريّ.

الإنكار التّوبيخيّ.

اصطلاحا : الاستفهام التّوبيخيّ.

إنّما

هي لفظة مركّبة من «إنّ» الحرف المشبّه بالفعل و «ما» الكافّة الزائدة. وتسمّى : كافّة ومكفوفة. وتسمّى «ما» الكافّة لأنها تكف النّاسخ عن العمل وتكفّ نفسها عن أن تكون موصولة ، أو موصوفة ، ويكفّها النّاسخ عن أن تكون غير الزّائدة. انظر : حكم عمل إنّ وأنّ. واختلف معنى «إنّ» بدخول «ما» عليها ، إذ صار معنى «إنما» تحقيق الشّيء على وجه ينافي غيره وهو ما يسمّى الحصر ، ويأتي محصورها دائما متأخرا فتقول : «إنما النّاجح زيد» فكلمة «زيد» محصور بـ «إنما» وحصرت النّاجح به ، وإذا قلت : «إنما زيد الناجح» ، فالمحصور هو كلمة «الناجح» بعكس المحصور بـ «إلّا» فتقول : «ما زيد إلّا ناجح» فكلمة «ناجح» هي المحصورة بـ «إلّا».

ووقعت مباشرة بعد «إلّا». وعرّف ابن عطية «إنّما» بكونها للحصر بقوله : «إنما» لفظ لا تفارقه المبالغة والتّأكيد حيث وقع ، ويصلح مع ذلك للحصر. فإذا دخل في قصّة وساعد معناها على الانحصار ، صحّ ذلك وترتّب ، كقوله تعالى : (أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ)(١) وإذا كانت القصة لا تتأتّى للانحصار بقيت «إنما» للمبالغة فقط ، كقول النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) : «إنّما الرّبا في النّسيئة» والنّسيئة معناه : البيع إلى أجل معلوم من غير تقاض ، ولو كان بغير زيادة.

إنما

كلمة مركّبة من «إن» الشّرطية و «ما» الزّائدة غير الكافة. ارجع إلى «إن».

أنّما

كلمة مركّبة من «أنّ» التي هي حرف مشبّه بالفعل وتفيد التّوكيد ، وبطل عملها لدخول «ما» الكافّة الزّائدة عليها فكفّتها عن العمل ورجع ما بعدها مبتدأ وخبر على أصله ، مثل : «اعلم أنّما العمل مفيد».

إنّه

هي كلمة مركّبة ، وتركيبها يأخذ معنيين مختلفين :

الأول : هي كلمة مركبة من «إنّ» الحرف المشبّه بالفعل والذي يفيد التّوكيد مع هاء السّكت.

انظر : «إنّ» في الأحرف المشبهة بالفعل إنّ وأخواتها. وهاء السّكت في موضعها.

الثاني : هي كلمة مركبة من «إنّ» حرف الجواب بمعنى : نعم مع هاء السكت راجع : «إنّ».

أنيت

اصطلاحا : كلمة هي فعل مضارع ، تجمع حروف المضارعة الأربعة وتجمع على مضارع آخر هو الفعل «نأتي».

الإهمال

لغة : مصدر أهمل : ترك عمدا. أغفل.

واصطلاحا : اللّفظ المهمل : غير العامل.

والحرف المهمل : غير المنقوط.

واصطلاحا أيضا : التجرّد.

آه

اسم فعل بمعنى أتوجّع وهو للمضارع وفاعله

__________________

(١) من الآية ١٠٨ من سورة الأنبياء.


ضمير مستتر فيه راجع : اسم الفعل.

أها

اسم صوت للضّحك ، كقول الشاعر :

أها أها عند زاد القوم ضحكتهم

وأنتم كشف عند الوغى خور

ارجع : إلى أسماء الأصوات.

أهلا وسهلا

كلمتان تستعملان للتّرحيب على تقدير :«قدمت أهلا مثل أهلك ووطئت موطئا سهلا».

«أهلا» : مفعول به لفعل محذوف تقديره أصبت أو قدمت ؛ «سهلا» : مفعول به لفعل محذوف تقديره :حللت.

أو

حرف عطف يعطف المفردات والجمل ، مثل :«إذا قدم أبي وأخي من السّفر فإنهما يضيفان على البيت نورا وضّاء أو شمسا مشرقة أو قمرا منيرا» فقد عطفت «أو» اسما هو «شمسا» على اسم هو «نورا» ، وكقول الشاعر :

أعوذ بالله من أمر يزيّن لي

شتم العشيرة أو يدني من العار

فقد عطفت «أو» جملة «يدني من العار» على جملة «يزين لي شتم العشيرة». وله معان تختلف باختلاف التّركيب أو الأمر أو الطّلب أو الخبر.

«أو» الإباحية.

١ ـ اصطلاحا : ترك المخاطب حرا في اختيار ما يريد ، مثل : «حادث أرباب العلم أو الفقهاء».

فالمخاطب حرّ في أن يحادث أرباب العلم وحدهم ، أو الفقهاء وحدهم أو يحادث كليهما معا.

«أو» الاستثنائيّة

اصطلاحا : هي بمعنى : «إلا» الاستثنائية ، والمضارع بعدها منصوب بها على رأي الكوفيين ، وهو منصوب بـ «أن» المضمرة بعدها برأي البصريّين مثل : «لأعاقبنّه أو يطيعني» أي : إلى أن يطيعني. وكقول الشاعر :

وكنت إذا غمزت قناة قوم

كسرت كعوبها أو تستقيما

والتقدير : إلّا أن تستقيما.

«أو» الاشتراكيّة.

اصطلاحا : تفيد مطلق الجمع بين المتعاطفين فهي بمعنى : «الواو» ، ويصحّ أن تحلّ الواو محلّها ، مثل :

قوم إذا سمعوا الصّريخ رأيتهم

ما بين ملجم مهره أو سافع

ومثل :

نال الخلافة أو كانت له قدرا

كما أتى ربّه موسى على قدر

 «أو» الإضرابية.

اصطلاحا : تفيد الرّجوع عن قول سابق وإردافه بقول آخر هو المقصود وفي هذا المعنى يجب أن تسبق «أو» بـ «نفي» أو بـ «نهي» ويجب تكرار العامل ، مثل : «اذهب وحدك أو اذهب مع أخيك» ، والتقدير : بل اذهب. أو يتكرر العامل بما هو في معناه ، مثل :

بدت مثل قرن الشّمس في رونق الضّحا

وصورتها أو أنت في العين أملح

والتقدير : بل أنت أملح من قرن الشمس.


«أو» التّخييرية.

٢ ـ التّخيير أي : ترك المخاطب حرا في اختيار إمّا المعطوف أو المعطوف عليه دون الجمع بينهما ، لوجود مانع عقليّ أو عرفيّ أو شرعيّ يمنع من ذلك. مثل : «تزوّج فاطمة أو سميرة».

فالمخاطب حر في أن يختار فاطمة أو أختها سميرة دون أن يجمع بينهما والمانع شرعيّ هنا وهو «الجمع بين الأختين». وقد تكون «الواو» بمعنى «أو» في قصد التّخيير ، كقول الشاعر :

وقالوا : نأت فاختر لها الصّبر والبكا

فقلت : البكا أشفى إذا لغليلي

وفيه «الواو» بمعنى : «أو» لأنه من المتعذّر الجمع بين الصبر والبكا.

ومن الملاحظ أنّ الإباحة والتّخيير يأتيان بعد أسلوب الأمر الذي يبيح للمخاطب ، في الإباحة ، أن يختار أحد شيئين أو يجمع بينهما ، ويحرّم الجمع في التّخيير.

أو التّعليليّة

اصطلاحا : حرف نصب مثل : «أهرب من الأسد أو أنجو» والتقدير : لأنجو.

أو التّقسيميّة

اصطلاحا : تفيد التّقسيم وبيان النّوع بعد الإجمال ، ولا فرق في معناها هذا أن تكون مسبوقة بجملة طلبيّة أو خبريّة ، مثل : «زرت بلادا زراعيّة أو صناعيّة أو تجاريّة أو سياحيّة».

«أو» العاطفة

اصطلاحا : حرف عطف ولا عمل له غير إفادة معنى العطف وتفيد :

١ ـ التّخيير : إذا جاءت بعد الطّلب ، مثل :«ادرس في الجامعة أو زاول مهنة تستفد منها».

٢ ـ الإباحة بعد الطلب أيضا ، مثل : «عاشر المجتهدين أو المثقّفين».

٣ ـ الإضراب وذلك إذا سبقت بجملة خبريّة ، كقول الشاعر :

كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية

لو لا رجاؤك قد قتّلت أولادي

والتّقدير : بل زادوا ثمانية.

٤ ـ الشّكّ بعد الجملة الخبريّة أيضا كقوله تعالى : (كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)(١).

٥ ـ الشّكّ والإبهام بهدف إخفاء المقصود ، كقوله تعالى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(٢).

٦ ـ التّقسيم : مثل «النتائج نوعان : رسوب أو فوز».

٧ ـ التّفصيل : مثل قوله تعالى : (كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ)(٣).

واصطلاحا أيضا : «أو» هي أحد حروف النّصب الفرعيّة ، كقوله تعالى : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً)(٤).

أحكامها : من أحكام «أو» ومعانيها فوق ما سبق ما يأتي :

١ ـ إذا وقعت بعد النّفي أو النّهي كانت للنفي

__________________

(١) من الآيتين ١١٢ و ١١٣ من سورة المؤمنين.

(٢) من الآية ٢٤ من سورة سبأ.

(٣) من الآية ٥٢ من سورة الذّاريات.

(٤) من الآية ٥١ من سورة الشورى.


العام وللنّهي العام الذي ينصبّ على ما قبلها وما بعدها ، مثل : «لا آكل الموز أو العنب» والتّقدير :لا آكل الموز ولا العنب. وكقوله تعالى : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً)(١). وكقول الشاعر :

لا تظهرنّ لعاذل أو عاذر

حاليك في السّرّاء والضّرّاء

فلرحمة المتوجّعين حزازة

في القلب مثل شماتة الأعداء

٢ ـ يصح حذف «أو» عند أمن اللّبس ، مثل :تنزّه بالسيّارة ، بالقطار ، بالطّائرة ، مشيا على الأقدام.

والتقدير : بالسيارة ، أو بالقطار أو بالطائرة أو مشيا على الأقدام.

٣ ـ تفيد الاستثناء ، مثل : «لألزمنّك أو تعطيني حقي» والتّقدير : إلا أن تعطيني حقي.

٤ ـ تكون بمعنى «إلى أن» فتنصب المضارع بعدها مثل : «لألزمنّك أو تعطيني دراهمي» ومثل :

لأستسهلنّ الصّعب أو أدرك المنى

فما انقادت الآمال إلّا لصابر

٥ ـ تكون بمعنى «حتّى» فتنصب المضارع بعدها ، مثل : كل أو تصحّ.

٦ ـ بمعنى «إن» الشرطيّة ، لأخدمنّك أحببتني أو كرهتني والتّقدير : إن أحببتني وإن كرهتني.

٧ ـ تبيان النّوع مثل : «ما درست إلا أدبا أو علوما» أي : من نوع العلوم.

٨ ـ تكون للعطف بعد الاستفهام بالهمزة أو بـ «هل» ، والعطف يكون بين شيئين أو أكثر ، مثل : «أدرس سمير أو سعيد» ومثل : «أأتاك زيد أو سعيد أو سمير» ، ومثل : «أأكلت زيتونا أو برتقالا أو رمانا أو عنبا».

٩ ـ ينصب المضارع بعد «أو» بـ «أن» المضمرة في موضعين :

الأول : أن تكون «أو» حرف عطف صالح لوضع «حتى» مكانه سواء أكانت «حتى» لانتهاء الغاية أي : بمعنى «إلى» وينقضي المعنى قبلها شيئا فشيئا أو دفعة واحدة ويتمّ انقضاؤه بمجرّد وقوع ما بعدها ، وتحقّق معناه ، فإذا وقع ما بعدها انقطع ما قبلها نهائيا ، مثل قول الشاعر :

بكى صاحبي لمّا رأى الدّرب دونه

وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا

فقلت له : لا تبك عينك إنّما

تحاول ملكا أو تموت فتعذرا

والتّقدير : تحاول ملكا حتى تموت فتعذرا. أو تكون «حتى» بمعنى التّعليل التي تفيد معنى «كي» التعّليليّة أو لام التعليل ، ويكون ما بعدها علّة لما قبلها ، مثل : «لأجتهدنّ أو أفوز» والتّقدير : حتى أفوز.

الثاني : أن تكون «أو» بمعنى «إلّا» الاستثنائيّة ، مثل : «يبذل الجنديّ دمه في ساحة الوغى أو ينتصر الوطن». والتّقدير : إلا أن ينتصر الوطن وقد تصلح «أو» أن يحل محلّها «حتى» أو «إلّا» إذا لم توجد قرينة تبيّن المراد لكن المعنيين مختلفان.

مثل : «لأجتهدنّ أو أفوز».

وإذا لم تصلح «أو» أن يكون محلّها «حتى» أو «إلّا» كانت لمجرّد العطف ولا ينصب المضارع بعدها ، إلا إذا اقتضى المعنى نصبه وعندئذ يجوز إظهار «أن» بعدها أو عدم ذكرها ، مثل : «لو لا إتقانك عملك أو أن تموت جوعا لقطعت يدك» ويجوز القول : أو تموت جوعا ...

١٠ ـ وللمضارع بعد «أو» أحكام المضارع

__________________

(١) من الآية ٢٤ من سورة الإنسان.


المنصوب بعد أن المصدريّة. راجع : أن المصدريّة.

١١ ـ «أو» وما بعدها تؤوّل بمصدر معطوف على شيء قبله مذكور كالمصدر الصّريح أو المصدر المؤوّل ، أو الاسم الجامد ، مثل : «لو لا إتقانك عملك أو أن تموت جوعا لقطعت يدك».

والتّقدير : لو لا اتقانك عملك أو موتك جوعا .. وإن لم يوجد هذا المعطوف عليه فتّشنا عن مصدر أو غير مصدر يكون هو المعطوف عليه مثل : «أدرس درسي أو أغفو» والتّقدير : سيكون مني درس أو نعاس فالمصدر في المثل الأول موجود هو «إتقانك» وفي المثل الثاني غير موجود إنّما بحثنا عن ما يناسب المعنى ...

١٢ ـ إذا وقعت «أو» بين معنيين متساويين في الشّكّ وجب رفع المضارع بعدها أما إذا كانا غير متساويين فيجب نصبه مثل : «ألعب أو أنام» فاللّعب متساو مع النّوم فرفع المضارع ، ومثل :«أسافر أو أعمل في بلدي» فالتّساوي غير حاصل لذلك نصب المضارع بعد «أو» بـ «أن» المضمرة.

١٣ ـ يرى الكوفيّون أنّ «أو» تأتي بمعنى «الواو» مستشهدين بقوله تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ)(١) والتّقدير : بل يزيدون.

ويرى البصريّون أن «أو» في الآية الكريمة ليست بمعنى «بل» لأن «أو» تكون لأحد الشيئين و «بل» تفيد الإضراب عن أحدهما أما «أو يزيدون» فمعناه التّخيير في أن تقديرهم هو مئة ألف أو أكثر من ذلك ، أو للشك في عددهم ، والمقصود أنهم لكثرتهم لا يستطيع الرائي أن يتبيّن عددهم تماما.

كما استشهد الكوفيّون بكون «أو» بمعنى «بل» بقول الشاعر :

بدت مثل قرن الشّمس في رونق الضّحى

وصورتها أو أنت في العين أملح

والتّقدير : بل أنت. ورفض البصريّون هذا المعنى إذ قدّروا «أو أنت في ...» بـ «أم أنت في ...» وإن كانت «أو أنت ...» فهي للشكّ وليست بمعنى «بل» واستشهد الكوفيّون بقوله تعالى : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً)(٢) على تقدير «أو» بمعنى «بل». فردّ البصريّون بأن «أو» هنا تفيد الإباحة لا الإضراب واستدلّ الكوفيّون على رأيهم بقول الشاعر :

قالت : ألا ليتما هذا الحمام لنا

إلى حمامتنا أو نصفه فقد

فردّ البصريّون بقولهم : ورد البيت بالقول :«ونصفه» وإذا كان القول : أو نصفه فيكون التّقدير : أو هو ونصفه.

وخلاصة قول البصريين أن «أو» لا تفيد «بل» مطلقا لأن «أو» تفيد اقرار الشيء لأحد الأمرين على الإبهام ، بخلاف «الواو» التي تفيد المساواة والجمع بين الأمرين ، بينما تفيد «بل» الإضراب عن أحد الشيئين وإقرار الأمر لواحد.

١٤ ـ يرفض بعض النحويّين ومنهم ابن هشام العطف بـ «أو» بعد همزة التّسوية فلا تقول :«سواء أدرست أو لم تدرس فإنك راسب» بل القول «سواء أدرست أم لم تدرس فإنك ناجح» على تقدير العطف بـ «أم» بعد التّسوية. وعارضه بعضهم ومنهم صاحب الصّحاح بقوله : تقول «سواء عليّ قمت أو قعدت». بينما يرى غيره جواز

__________________

(١) من الآية ١٤٧ من سورة الصّافّات.

(٢) من الآية ٢٤ من سورة الإنسان.


وقوع «أو» بعد التّسوية فقرأ الآية الكريمة من قوله تعالى : سواء عليهم أأنذرتهم أو لم تنذرهم لا يؤمنون (١) على تقدير «أو» بعد التّسوية والأصل كما جاء في قوله تعالى : (أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ ...).

أو الغائيّة.

اصطلاحا : هي أحد حروف النصب الفرعيّة ، مثل : أصلّي لله أو يغفر لي ، أي : حتى يغفر لي.

أوشك

فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة التي تدلّ على قرب وقوع الشيء تعمل عمل «كان» أي :تدخل على المبتدأ والخبر فترفع الأول اسما لها وتنصب الثاني خبرا لها ، مثل : «أوشك الليل أن ينجلي» ؛ «الليل» : اسم «أوشك» مرفوع وجملة «أن ينجلي» ؛ جملة فعليّة مضارعيّة مقرونة بـ «أن» هي خبر «أوشك» وهي تعمل بشرط أن يكون خبرها مضارعا ، ويجوز أن يكون مقرونا بـ «أن» ، أو غير مقرون بها. فتقول : «أوشك الليل ينجلي». وقد تكون «أوشك» تامّة إذا تلاها مباشرة «أن» والفعل فتقول : «أوشك أن ينجلي الصبح» ولها عندئذ أحكام. انظر : أفعال المقاربة. وتأتي «أوشك» بلفظ الماضي كالمثل السّابق أو بلفظ المضارع كقول الشاعر :

يوشك من فرّ من منيّته

في بعض غرّاته يوافقها

أو بلفظ اسم الفاعل «موشك» كقول الشاعر :

وتعدو دون غاضرة العوادي

فإنك موشك أن لا تراها

الأوائل

لغة : جمع أوّل. اصطلاحا : المتبوعات.

أي : المنعوت. المبدل منه. المعطوف عليه ...

الأواسط

لغة : جمع أوسط. أي : الأوسط ما بين الطّرفين. اصطلاحا : الحشو.

أوزان التّصغير.

اصطلاحا : صيغ التّصغير.

أوزان القلّة

اصطلاحا : صيغ جموع القلّة.

أوزان الكثرة.

اصطلاحا : صيغ جموع الكثرة.

أوزان المبالغة

اصطلاحا : أسماء المبالغة.

الأوّل

لغة : هو الذي يأتي أوّلا في التّرتيب.

اصطلاحا : المسند ، أي : الفعل. الخبر ...

أوّل

هي من أسماء الجهات ، وقد تكون ظرفا ، أو غير ظرف فتكون اسما بمعنى ابتداء الشّيء ، مثل : «له أوّل وليس له نهاية». انظر : أحكام «أول» في المفعول فيه مع أحكام قبل وبعد ..

الأولى

بمعنى «الذين» تكتب بالألف المقصورة «الأولى» أو بالألف الممدودة وهي اسم موصول لجمع المذكر السّالم العاقل منه ، كقول الشاعر :

رأيت بني عمّي الأولى يخذلونني

على حدثان الدّهر إذ يتقلّب

حيث أتت «الأولى» لجمع المذكر السّالم

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة البقرة.


العاقل ، ومن مجيئها لغير العاقل قول الشاعر :

تهيّجني للوصل أيّامنا الأولى

مررن علينا والزّمان وريق

حيث أتت «الأولى» لجمع المذكر غير العاقل.

أولات

اسم يجمع بالألف والتّاء ويعرب إعراب جمع المؤنث السّالم فهو ملحق بهذا الجمع ، و «أولات» بمعنى صاحبات. انظر : الملحق بجمع المؤنث السّالم في باب جمع المؤنث السّالم.

أولو

بمعنى «ذوو» أي : أصحاب وهو اسم لفظه لفظ الجمع ولا واحد له من لفظه ، ومنهم من يعتبره اسم جمع وله مفرد من معناه لا من لفظه هو «ذو» وهو يعرب بالحروف إعراب الملحق بجمع المذكر السّالم.

أولاء

هو اسم إشارة يدل على جمع المذكّر العاقل وغير العاقل ، وقد تلحقه «هاء» التّنبيه في أوّله فتقول : «هؤلاء التّلاميذ» أو تلحقه الكاف في آخره فتقول : «انظر إلى أولئك التّلاميذ» راجع : اسم الإشارة.

أوليّاء

اسم إشارة هو تصغير «أولاء». انظر : شروط الاسم الذي يلحقه التّصغير في باب التّصغير.

أوليّا

تصغير «أولى». انظر شروط الاسم الذي يلحقه التّصغير في باب التّصغير.

أوّه

اصطلاحا : اسم فعل مضارع بمعنى : أتوجّع وأشكو مبنيّ على السّكون. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ، مثل : «أوّه من إزعاجك لوالديك».

إي

بمعنى «نعم» هي حرف جواب لتصديق مخبر ، مثل : «أكل زيد» ، فالإجابة : «إي والله» ، أو لإعلام السّائل ، «هل أكل زيد». فالإجابة :«إي والله». أو لوعد الطالب ، مثل : «أطعم سميرا» ، والإجابة : «إي والله».

فكلمة «إي» التي تقع في الجواب ومعناه «نعم» أو «بلى» لا تقع إلا قبل القسم المقرون بالواو مثل : «إي وربي» ، أي وربّ الكعبة ، «إي والله ...» وقد تحذف «واو» القسم بعد «إي» التي تخضع حينئذ لأمور ثلاثة :

١ ـ تحذف ياؤها ، فتقول : «إ الله» حيث حذفت الياء من «إي» وبقيت على حرف واحد هو الهمزة المكسورة «إ».

٢ ـ تبقى ياؤها مبنيّة على الفتح ، مثل : «إي الله».

٣ ـ تبقى ياؤها مبنيّة على السّكون ، فتقول :«إي الله» وفي هذا الموضع فقط يجوز الجمع بين ساكنين.

أي التّفسيريّة

اصطلاحا : هي حرف تفسير ، ويفيد في تفسير المفرد بالمفرد ، مثل : «اشتريت خاتما عسجدا» أي : ذهبا ، كما يفيد في تفسير الجمل كقول الشاعر :

وترمينني بالطّرف أي : أنت مذنب

وتقلينني لكنّ إيّاك لا أقلي

حيث وقعت «أي» بين جملتين الثّانية منهما


تفسير الأولى ، ووردت كلمة «لكنّ» أصلها «لكن أنا» حيث حذفت الهمزة من «أنا» وأدغم النّونان كما حذفت «الألف» من آخر الضمير «أنا» كما في قوله تعالى : (لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي)(١) وتعمل «أي» التفسيرية مثل «أن» لكنّها أعمّ من «أن» لأنها تفسرّ المفردات كما تفسّر الجمل ، ويقتصر التّفسير بـ «أن» على الجمل فقط ، أمّا إذا وقعت «أي» بعد فعل مسند إلى ضمير فيحكى هذا الضّمير ، مثل :تقول «استكتبته الفرض» أي : سألته كتابته ، ببناء «التاء» على الضّمّ في الفعل «سألته» أما لو استعملنا «إذا» بدلا من «أي» فيجب أن تفتح تاء «سألته» فتقول : «إذا سألته كتابته» لأن «إذا» ظرف عاملها «تقول» وقد نظم أحدهم هذا الاستعمال بقوله :

إذا كنيت بـ «أي» «فعلا» تفسّره

فضمّ تاءك فيه ضمّ معترف

وإن تكن بـ «إذا» «يوما» تفسّره

ففتحة التّاء أمر غير مختلف

وقد وردت «أي» مخفّفة من «أيّ» في قول الشاعر :

تنظّرت نصرا والسّماكين أيّهما

عليّ من الغيث استهلّت مواطره

حيث وردت «أيهما» مخففة من «أيّهما» يقصد هل أتاه الغيث من «نصر» الذي هو نصر بن سيّار ، أم من السّماكين وهما النجمان : الأعزل والرّامح.

وقد وردت «أي» أيضا حرف عطف حين تقع بين مشتركين في الإعراب ، مثل : «هذا خاتم لجين أي : فضّة» فتكون «أي» حرف عطف ، «فضة» اسم معطوف على «لجين» مرفوع مثله. ويذهب جمهور النّحاة أن «أي» لا تقع حرف عطف بل حرف تفسير والاسم الواقع بعدها يعرب بدلا أو عطف بيان ، لا عطف نسق إذ لا يجوز في العربيّة عطف الشّيء على مرادفه ، ولا عاطف يصلح للاستغناء عنه دائما.

أي النّدائيّة

هي حرف نداء وتستعمل لنداء القريب والبعيد ، وبعضهم يقول : إنها لنداء القريب فقط ، وقد تستعمل لنداء المتوسّط ، كقول الشاعر :

ألم تسمعي أي عبد في رونق الضّحا

بكاء حمامات لهنّ هدير

حيث استعملت «أي» لنداء القريب وكلمة «عبد» منادى مرخّم والأصل : «عبدة» ، ويجوز أن تمدّ همزتها وتستعمل حينئذ لنداء البعيد فتكون المدّة دليلا على بعد المسافة فتقول : «آي هند».

إي الجوابيّة

اصطلاحا : حرف جواب بمعنى : نعم ، أو بمعنى : «بلى» ولا تقع إلا قبل القسم وتفيد إعلام الطالب أو وعده ، أو تصديق الأمر ، كقوله تعالى : (قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ)(٢) وكقوله تعالى : (قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ)(٣) وكقوله تعالى : (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ)(٤).

أي الاستفهاميّة

هي «أي» التي تفيد الاستفهام عن العاقل وغيره ويطلب بها تعيين الشّيء ، وتضاف دائما ليزال إبهامها ، لأنها من الأنواع المبهمة وصالحة

__________________

(١) من الآية ٣٨ من سورة الكهف.

(٢) من الآية ٧ من سورة التغابن.

(٣) من الآية ٣ من سورة سبأ.

(٤) من الآية ٥٣ من سورة يونس.


لكلّ شيء من الأمور الحسّية والمعنويّة ، ولا تعيين لها إلّا بالمضاف إليه.

وتضاف «أي» لإزالة الإبهام ، إمّا إلى النّكرة أو إلى المعرفة ، وفيما يلي أصنافها : أولا : إلى النّكرة. تضاف «أي» إلى النّكرة مطلقا سواء أكانت متعدّدة أم غير متعدّدة وتشمل النّكرة الدالّة على مفرد ، أو مثنى ، أو جمع ، مثل : «أيّ تلميذ نجح في المسابقة؟» و «أي تلميذين فازا بالمسابقة؟» و «أي تلاميذ فازوا بالامتحان؟» وكقول الشاعر :

أتجزع مما يحدث الدهر للفتى

وأيّ كريم لم تصبه القوارع

حيث أضيفت «أي» الاستفهاميّة إلى المفرد المذكّر «كريم» ، وكقول الشاعر :

آها لها من ليال!! هل تعود كما

كانت؟ وأيّ ليال عاد ماضيها

لم أنسها مذ نأت عنّي ببهجتها

وأيّ أنس من الأيّام ينسيها؟

حيث أضيفت «أي» إلى الجمع «ليال» في البيت الأول وإلى النّكرة المفردة أنس في البيت الثاني. وكقوله تعالى : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ)(١). وفيها أضيفت «أي» إلى المفرد المذكّر «حديث».

ثانيا : وتضاف «أي» إلى المعرفة بشرط أن تدلّ المعرفة على متعدّد حقيقيّ ، مثل : «أيّ الرّجال أحق بالتّقدير» ، وكقوله تعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)(٢). أو تدلّ على متعدّد تقديريّ أو بالعطف بالواو ، أو هو ما يدلّ لفظه على مفرد له أجزاء متعدّدة ، أو أنواع متعدّدة ، بعضها هو المقصود بالاستفهام عنه عند الإضافة ، فيكون المضاف إليه مفردا في الظّاهر متعدّدا في التقدير فكأن «أي» مضافة إلى معرفة مفردة محذوفة ، مثل : «أي الكسب أحسن؟» والتّقدير : أي نوع من أنواع الكسب أحسن ، أو كأنها مضافة إلى أجزاء المعرفة مثل : «أي الشجرة أكبر؟» والتّقدير : أي أجزاء الشجرة أكبر.

أيّ التعجّبيّة

اصطلاحا : «أي» التّعجبيّة هي الّتي يراد بها التّعجّب مثل : «أي تلميذ خليل!» و «أيّ جارية هند!» وقيل : العرب تقول : «أيّ» و «أيّان» و «أيّون» إذا أفردوا «أيا» ثنّوها وجمعوها وأنّثوها فقالوا : أيّة أيّتان وأيّات ، وإذا أضافوها إلى ظاهر أفردوها وذكّروها فقالوا : «أي الرّجلين» و «أي المرأتين» و «أي الرّجال» و «أي النّساء» وإذا أضافوا إلى المكنيّ أي : إلى الضّمير المؤنّث ذكّروا وأنّثوا فقالوا : «أيّهما» و «أيتهما» للمرأتين ، وكقوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا)(٣) وإذا كانت «أي» للتّعجب لا يجازى بها.

أيّ الحاليّة

اصطلاحا : «أي» التي تقع حالا فهي اسم معرب يدل على ما تدلّ عليه الحال من هيئة صاحبها الذي يكون معرفة في الغالب ؛ وهي اسم مبهم يزول إبهامه بالمضاف إليه الذي يجب أن يكون نكرة مذكورة ، مثل : «لله خالد بن الوليد أيّ قائد».

__________________

(١) من الآية ٥ من سورة الجاثية.

(٢) من الآية ٧ من سورة هود.

(٣) من الآية ١١٠ من سورة الإسراء.


أيّ الشرطيّة

اصطلاحا : تكون اسم شرط معرب جازم فعلين ، وهو في دلالته عام مبهم يزول إبهامه بالإضافة إلى ما بعده ، وتجب إضافته لفظا ومعنى ، مثل : «أيّ تلميذ تصادق أصادق» أو معنى فقط ، مثل : «أيّ ... تصادق أصادق». ويجوز إضافتها إلى النّكرة مطلقا ، مثل : «أيّ فقير تساعد أساعد». وبإضافتها إلى النّكرة يكون مدلولها هو المضاف إليه كلّه ولهذا تكون «أيّ» بمعنى : «كلّ» وكقول الشاعر :

أي حين تلمّ بي تلق ما شئ

ت من الخير فاتّخذني خليلا

كما تجوز إضافتها إلى المعرفة بشرط أن تدلّ المعرفة على متعدّد حقيقيّ أو تقديريّ ، مثل :«أيّ الجنود أشجع في ساحة القتال يكن بطلا».

«الجنود» مضاف إليه هو متعدّد حقيقيّ ومثل : «أيّ الشجرة تعجبك فتأرجح» والتّقدير : أي أجزاء الشجرة.

أيّ الكماليّة

اصطلاحا : اسم معرب يفيد معنى الكمال وتقع نعتا للنكرة ، مثل : «سمير مخلص ذو طبع كريم أيّ طبع كريم» أو حالا بعد المعرفة ، مثل :«هو الناصح أيّ ناصح أمين».

أيّ الموصولة

اصطلاحا : هي اسم مبهم بمعنى : «الذي» وهي معربة إلا حين تكون مضافة وصدر صلتها ضمير محذوف ولا بدّ من إضافتها لفظا ومعنى ، أو معنى فقط ، مثل : «أحبّ من المعلمين أيّا هو أصدق قيلا» ولا تضاف إلى النّكرة لأنها بمعنى الذي المراد منه واحد معيّن ، بل تضاف إلى المعرفة إذا دلّت هذه المعرفة على متعدّد ، مثل :«أصلح أي الكتب هو ممزق» ومثل : «اشتر أي القلم هو أفخم» ولا بدّ في المطابقة من مراعاة لفظها فقط أي : المفرد المذكّر.

أيّ الموصوليّة

اصطلاحا : أيّ الموصولة.

أيّ النّدائيّة

اصطلاحا : هي التي يؤتى بها لنداء الاسم المقرون بـ «أل» وتكون مبنيّة على الضم في محل نصب مفعول به لفعل النداء المحذوف تقديره : أنادي ، كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)(١). وكقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ)(٢) ويجوز أن تؤنّث «أيّ» مع المنادى المؤنث المقرون بـ «أل» فتقول : «يا أيتها المرأة» و «يا أيّتها النّساء» فتكون «أيّتها» : منادى مبنيا على الضم في محل نصب مفعول به .. و «الهاء» :للتّنبيه. «النساء» : نعت مرفوع تبعا للفظ.

أيّ النّكرة

اصطلاحا : هي التي تعرب نعتا للنّكرة ، هي اسم معرب ، مبهم يزول إبهامه بالمضاف إليه ، ويفيد الدّلالة على بلوغ المنعوت الغاية الكبرى ، مثل : «يعجبني رجل ذو خلق كريم أيّ خلق كريم» «أيّ» : اسم نكرة مجرورة نعت «خلق». وكقول الشاعر :

دعوت امرءا أيّ امرىء فأجابني

وكنت وإيّاه ملاذا وموئلا

وتختص «أيّ» النّكرة بثلاثة أمور هي : وجوب

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة الانفطار.

(٢) من الآية ٩٥ من سورة المائدة.


إضافتها لفظا ومعنى ، وأن يكون المضاف إليه نكرة ، وأن يكون مماثلا للمنعوت.

أيّ الوصليّة

اصطلاحا : أيّ الندائيّة.

أيا

«أيا» هي حرف لنداء البعيد أو ما هو بحكم البعيد كالنّائم والغافل ، كقول الشاعر :

أيا جبلي نعمان بالله خلّيا

نسيم الصّبا يخلص إليّ نسيمها

حيث أتت «أيا» لنداء البعيد ، وفي نداء القريب ، قال الشاعر :

أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا

تعالي أقاسمك الهموم تعالي

وحرف النّداء «أيا» يجب أن يكون مذكورا قبل المنادى ولا يجوز حذفه لأنه لا يجوز حذف حرف النّداء إلا إذا كان «يا». وقد تبدل همزة «أيا» «بالهاء» فتصير «هيا» ، كقول الشاعر :

فقلت هيا ربّاه ضيف ولا قرى

بحقك لا تحرمه تا الليلة اللّحما

إيّا

اختلف النحويّون حول «إيّا» التي هي جزء من «إيّاك» حول هل الضّمير فيها هو «الكاف» أو «إيّا». وأدلى البصريّون برأيهم وكذلك الكوفيون.

ونوجز فيما يلي أهم آرائهم :

١ ـ ذهب الكوفيّون أن «الكاف» في «إيّاك» ، «والهاء» في «إيّاه» ، و «الياء» في «إياي» هي الضمائر المنصوبة وأن «إيّا» زائدة ، حسب رأي ابن كيسان. وحجتهم أن «الهاء» و «الكاف» و «الياء» هي الضمائر لأنها هي نفسها الضمائر المتصلة بالأسماء والأفعال ، فلما انفصلت عن العامل وبقيت على حرف واحد جيء بـ «إيّا» لتعتمد هذه الأحرف عليها فصارت بمنزلة حرف زائد ، يدلّ على ذلك إلحاق التّثنية والجمع في ما بعد «إيّا» ولزومها لفظا واحدا. وضعّف لأن «الهاء» و «الكاف» و «الياء» وإن كانت مثل تلك المتصلة بالأسماء والأفعال فهي مثلها في اللّفظ وتخالفها في المعنى ، لأنها مع «إيا» حروف ، ومع الأسماء أسماء ضمائر ، وهي مع «إيّا» كالتاء في «أنت» ، وهي مع العامل كالتاء في «قمت» ، فكما أنّ «التاء» في «أنت» ليست كالتاء في «قمت» فكذلك هنا مع «إيّا» ، و «التّاء» في «أنت» لمجرّد الخطاب وليست عمادا وكذلك «إيّا» هي الضّمير وحدها.

٢ ـ وذهب البصريّون أن «إيّا» هي الضّمير والملحقات بها هي حروف لا محلّ لها من الإعراب ، واحتجوا بأن قالوا : لا بدّ أن يكون أحدهما ضميرا منفصلا ، والضمائر المنفصلة لا تكون على حرف واحد لأنه لا نظير له في كلامهم ، فوجب أن تكون «إيّا» هي الضّمير وما بعدها لا محل له من الإعراب ، ولو لا ذلك لكانت في محل جرّ بالإضافة ولا سبيل للإضافة هنا ؛ لأن الضمائر المنفصلة لا تضاف إلى ما بعدها ، والمراد بالإضافة التّعريف والضّمائر في أعلى مراتب التعريف فلا حاجة لها للإضافة ، فوجب أن تكون هذه الحروف لا محلّ لها من الإعراب.

٣ ـ ذهب الخليل أن «إيّا» ضمير أضيف إلى «الكاف» و «الهاء» و «الياء» لأنه لا يفيد معنى بانفراده ولا يقع معرفة بخلاف غيره من المضمرات فخصّ الإضافة عوضا عمّا منعه ولا يعلم ضمير أضيف غيره. فهذا القول باطل لأن


الضّمير ما وقع قط نكرة وهو دائما معرفة والذي يدلّ على ذلك أنّ علامات التّنكر لا يحسن دخولها عليه ، بل فيها إبهام تبيّنه هذه الحروف ، كالتاء في «أنت» فإن الضّمير هو «أن» وهو مبهم و «التاء» تبيّنه فإن كانت مفتوحة دلّت على أنّه للمذكّر وإن كانت مكسورة دلّت على أنه للمؤنث .. وكذلك في «إياك» إذ جعلت هذه الأحرف مبيّنة لذلك الإبهام ، وكما لا يجوز أن يكون «أن» مضافا إلى «التاء» في «أنت» فكذلك لا يجوز أن يقال : إن «إيّا» مضاف إلى لواحقه.

٤ ـ وذهب المبرّد إلى أنّ «إيّا» اسم مبهم أضيف للتّخصيص ولا يعلم اسم مبهم أضيف غيره. فالجواب عن ذلك أن الاسم المبهم معرفة والمعرفة لا تضاف.

٥ ـ وذهب الزّجاج إلى أنّه اسم ظاهر خصّ بالإضافة إلى سائر المضمرات التي تقع في محل جرّ. فذلك باطل أيضا ، لأنه لو كان كذلك لما اقتصر على لفظ واحد ولا على نوع واحد من الإعراب وهو النّصب ، وباقتصاره على النّصب دلّ على أنه ضمير ، إذ لا يعرف اسم ظاهر اقتصر على ضرب واحد من الإعراب إلا ما اقتصر فيه على الظّرفيّة ، مثل : «ذات مرة ، وبعيدات ، وبين» وعلى المصدريّة ، مثل : «سبحان ، ومعاذ» وليس «إيا» ظرفا ولا مصدرا فيلحق بهذه الأسماء.

٦ ـ وحكي عن الخليل أنّ العرب قالوا بإضافته إلى الظّاهر في مثل : «إذا بلغ الرّجل السّتين فإيّاه وإيّا الشّواب». فقد ذكر سيبويه في «الكتاب» أنه لم يسمع ذلك من الخليل إنّما قال : حدّثني من لا أتهم عن الخليل أنه سمع أعرابيا يقول : «إذا بلغ الرجل السّتّين فإياه وإيّا الشّواب» وهي رواية شاذّة لا يعتدّ بها ، وكأنه لما رأى آخره يتغيّر كتغيّر المضاف والمضاف إليه أجراه مجراه.

٧ ـ ثم إنّ هذه الرّواية هي حجّة على من يزعم أنه اسم ظاهر خصّ بالإضافة إلى سائر المضمرات التي تقع في محل جرّ ، وهو ما ذهب إليه الزّجاج ، فما ذهب إليه باطل ، لأن «إيّا» أضيف إلى الظّاهر وهو «الشّواب». والذّي يدلّ على أنه ليس باسم ظاهر أنّه لو كان كذلك لجاز أن يقال : «ضربت إيّاك» ، كما يقال : ضربت زيدا فلما لم يجز ذلك دلّ على أنه ليس باسم مظهر. وأما قول الشاعر :

بالباعث الوارث الأموات قد ضمنت

إيّاهم الأرض في دهر الدّهارير

ففيه «إيّا» ضمير منفصل عن الفعل للضّرورة الشعريّة والقياس هو القول : ضمنتهم الأرض.

ومثل ذلك قول الشاعر :

أتتك عنس تقطع الأراكا

إليك حتى بلغت إياكا

وفيه جاء الضّمير منفصلا للضّرورة الشّعرية أيضا والقياس القول : بلغتك ، ويقول الزّجاج إن «إيّاك» ليست مفعولا به إنّما هي توكيد لضمير متّصل محذوف يقع مفعولا به لبلغت ، والتقدير :بلغتك إيّاك وما هذا إلا للتخلص من ضرورة والوقوع بضرورة أخرى ، لأن حذف المؤكّد وبقاء التّوكيد مما لا يجوز.

إيّاك

اصطلاحا : ضمير منفصل يقع مفعولا به لفعل محذوف تقديره : احذر. فلا تقول : «إيّاك أن تفعل» قال ابن برّي : الممتنع عند النّحويّين :«إياك الأسد» فلا بدّ في مثله من الواو ، فأمّا «إيّاك أن تفعل» فجائز على أن تجعله مفعولا لأجله أي :«مخافة أن تفعل» ، وعند اللّغويين لا بدّ في مثل هذا من الواو والعلة في ذلك : أن لكل من «إيّاك»


والاسم فعلا ينصبه مقدّرا غير فعل صاحبه وهو معطوف عليه بالواو فإذا قلنا : «إيّاك والشّرّ» فالتقدير : احفظ لسانك واتّق الشرّ. ففي مثل : «إيّاك والكذب». «إيّاك» : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره : أحذّرك. «والشرّ» : «الواو» : حرف عطف «الشرّ» معطوف على إيّاك ، مفعول به لفعل محذوف.

إياك

اصطلاحا : ضمير منفصل مبنيّ على الكسر ويجوز أن يتصل بضمير مطابق للمخاطب فتقول :«إيّاك». «إيّاكما». «إيّاكم». «إيّاكنّ». «إيّاه».

«إيّاها». ومنهم من يرى أن هذه الضّمائر الملحقة حروف ، ولا محل لها من الإعراب ، منهم من يرى أنّ كلها ضمير ، مثل : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)(١) «إيّاك» : ضمير منفصل مبنيّ على الفتح في محل نصب مفعول به مقدّم ومثل :«رأيتك إيّاك». «إيّاك» : ضمير منفصل في محل بدل من الكاف في «رأيتك». ومثل : «رأيتك أنت» ؛ «أنت» : ضمير منفصل مبنيّ على الفتح في محل نصب توكيد الكاف في «رأيتك».

أيّان

ولها استعمالان ومعنيان مختلفان هما :

أولا : هي الاستفهاميّة التي يؤتى بها للسّؤال عن زمان مثل «متى» ، ومعناها : أيّ حين. ويرى أبو البقاء : «أيّان» يسأل به عن الزّمان المستقبل ولا يستعمل إلا فيما يراد به تضخيم أمره وتعظيم شأنه ، كقوله تعالى : (يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ)(٢) وكقوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها)(٣).

ثانيا : هي من الأدوات الجازمة فعلين راجع : أدوات الجزم.

إيانا

هي من ضمائر النصب المنفصلة وهي مثل «إياك» وتكون مفعولا به مقدما على عامله ، كقوله تعالى : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)(٤) «إياي» : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدّم للفعل «فارهبون» والتقدير : فارهبوني. وكقوله تعالى :واشركوا الله (إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)(٥) والتّقدير :تعبدونه. وكقوله تعالى : (وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ)(٦) والتّقدير : تعبدوننا. وكقوله تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)(٧) والتّقدير :نعبدك ونستعين بك. وكقوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ)(٨) والتّقدير : نرزقهم ونرزقكم وكقوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)(٩) والتّقدير : نرزقكم ونرزقهم. راجع :ضمائر النّصب المنفصلة في باب الضّمير.

أيضا

مصدر «آض» بمعنى «عاد» «ورجع». ولا يستعمل إلا مع شيئين حصل بينهما اتفاق في

__________________

(١) من الآية ٤ من سورة الفاتحة.

(٢) من الآية ١٢ من سورة الذّاريات.

(٣) من الآية ١٨٧ من سورة الأعراف.

(٤) من الآية ٤٠ من سورة البقرة.

(٥) من الآية ١٧٢ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ٢٨ من سورة يونس.

(٧) من الآية ٤ من سورة الفاتحة.

(٨) من الآية ٣١ من سورة الإسراء.

(٩) من الآية ١٥١ من سورة الأنعام.


المعنى وقد يستغنى عن أحدهما بوجود الآخر.

فتقول : «عاد زيد من السّفر وعاد أخوه أيضا» فتكون كلمة «أيضا» مفعولا مطلقا لفعل محذوف وجوبا وسماعا تقديره «آض». ولا يجوز القول :«عاد زيد من السفر أيضا» كما لا يجوز أن تقول :«جاء زيد ومات أيضا» كما لا يجوز أن تقول :«تقاتل زيد وسعيد أيضا» وذلك لضرورة وجود شيئين مختلفين بينهما اتفاق في العمل.

الإيجاب

له حروف تعتبر قسما من حروف الجواب وهي : «نعم» ، لتقرير ما سبق من الكلام «وبلى» لتقرير الإيجاب ، و «أجل» لتصديق الخبر ومثلها «جير» و «إنّ» في المعنى ، و «إي» لتقرير الإثبات بشرط أن يسبقها الاستفهام ، وكلّها حروف مبنيّة ، ويكون بناؤها على السّكون مثل : «نعم ، أجل ، إي ، وبلى» ، مثل : «إنّ» ، أو على الكسر ، مثل :«جير» وهذه الحروف لا محلّ لها من الإعراب.

الإيضاح

لغة : مصدر أوضح : أظهر ، واصطلاحا : التّوضيح.

أين الاستفهاميّة

اصطلاحا : هي اسم استفهام مبنيّ على الفتح في محل نصب على الظّرفيّة المكانيّة كقوله تعالى : (يَقُولُ الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ)(١).

أين الشّرطيّة

اصطلاحا : هي اسم شرط جازم فعلين مبنيّ على الفتح في محل نصب على الظّرفيّة المكانيّة وقد تزاد عليها «ما» كقوله تعالى : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ)(٢).

الآتي

لغة : اسم فاعل من أتى : أقبل.

اصطلاحا : الفعل المضارع.

الآحاد

لغة : جمع أحد : المنفرد ، الذي لا مثيل له.

اصطلاحا : هو ما تفرّد بنقله بعض أهل اللغة ولم يوجد فيه شرط التّواتر. وهو دليل مأخوذ به كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(٣).

الآخر الحقيقيّ

اصطلاحا : هو الحرف الأخير من الكلمة مثل :«الميم» في «قلم» و «الباء» في «كتب».

الآخر العارض

اصطلاحا : هو الآخر لفظا وليس آخرا حقيقيا لسبب بلاغيّ كالتّرخيم في قول الشاعر :

أنازلة أسماء أم غير نازلة

أبيني لنا يا أسم ما أنت فاعله

«الميم» في «أسم» ليس آخرا حقيقيا وأصل الكلمة : يا أسماء.

الآلة

لغة : أداة العمل. اصطلاحا : اسم الآلة.

آلة التعريف

اصطلاحا : أل التّعريف.

إيم ، إيم ، أيم

اصطلاحا : كلّها لغات في أيمن.

__________________

(١) من الآية ١١ من سورة القيامة.

(٢) من الآية ٧٨ من سورة النساء.

(٣) من الآية ١ من سورة الإخلاص.


إيما ، أيما

اصطلاحا : «إيما» لغة : في «إمّا». و «أيما» لغة : في «أمّا».

أيم الله

اصطلاحا : عبارة تستعمل للقسم وأصلها :«أيمن الله» ، ثم حذفوا «النّون» للتّخفيف ولكثرة ورودها على ألسنتهم ، كما حذفوا «نون» «يكن» من قوله تعالى : (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)(١) فكذلك حذفوا النّون من «أيمن». راجع أيمن.

وقد تحذف من «أيم» ، «الياء» فيقال : «أم الله» وربّما حذفوا الهمزة و «الياء» وأبقوا «الميم» وحدها مضمومة فقالوا : «م الله لأجتهدنّ».

وكلمة «أيم» هي اسم وضع للقسم همزته هي همزة قطع في الأصل ثم أصبحت مع دورانها على اللّسان وكثرة استعمالها همزة وصل ، ومنهم من يعتبر كلمة «أيم» حرف جرّ للقسم مثل «الباء» ، و «التاء» ، و «الواو». ومنهم من يعتبره اسم بتقدير : يمين الله.

أيمن

كلمة تستعمل في القسم ذهب بعضهم على أنها حرف جرّ. وقال الجمهور من النّحاة إنها اسم. أما همزتها فمنهم من اعتبرها همزة قطع ، فقال الكوفيّون هو جمع «يمين» وهمزته في الأصل همزة قطع ثم تحوّلت إلى وصل لكثرة الاستعمال وذهبوا في ذلك إلى أنّ همزة الوصل تكون مفتوحة دائما في الأسماء ، وهمزة «ايمن» مفتوحة ، وإلى أنّ «أفعل» بناء جمع ولا يوجد في الآحاد. ورأى البصريّون أنه اسم مفرد مشتق من «اليمن» وهمزته للوصل ومفتوحة. وهو الرأي الأقرب إلى الصواب.

أما رأي الكوفيّين فهو مردود للأسباب التالية :

١ ـ أن همزة «أيمن» جمع «يمين» هي همزة قطع ، همزة «أيمن» همزة وصل ولم يعرف عن العرب أنهم حوّلوا همزة القطع إلى همزة وصل.

٢ ـ من العرب من يكسر الهمزة في الابتداء ، وهمزة الجمع لا تكون مكسورة.

٣ ـ من لغات العرب فتح «ميم» «أيمن» فتصير على وزن : «أفعل» ولا وجود لهذا الوزن في الجمع.

٤ ـ لو كان لفظ «أيمن» جمع «يمين» لجاز فيه النّصب والجرّ ككلمة «يمين» ورأى الجمهور في إعراب «ايمن» أنه اسم يقع مبتدأ دائما ، ورأى ابن درستويه جرّه بواو القسم فقال : «وايمن الله» وقد تدخل عليه لام الابتداء ويكون في الغالب مضافا إلى اسم الجلالة ، وقد يضاف إلى كلمة «الكعبة» فقالو : «ايمن الكعبة» ، وقد يضاف إلى الكاف كقول عروة بن الزبير : «ليمنك لئن ابتليت لقد عافيت» وقد تضاف إلى «الذي» كما في قول النبي (صلّى الله عليه وسلّم) : «وايم الذي نفس محمد بيده» وأضيف إلى غير ذلك كلّه في الشّعر مثل : «ليمن أبيهم لبئس العذرة اعتذروا». وفي «ايمن» لغات عدة منها : أيمن ، إيمن ، إيمن ، ايمن ، ايم ، ايم ، إم ، إم ، إم ، آم ، آم ، آم ، من ، من ، من ، م ، م ، م ، هيم ، إيم.

__________________

(١) من الآية ٢٠ من سورة مريم.


باب الباء

يعد الحرف الثّاني من حروف الهجاء بالنّسبة للتّرتيب الألفبائيّ وكذلك الأبجديّ وتساوي في حساب الجمل الرقم اثنين. هي حرف مجهور يخرج من بين الشّفتين ، لم تأت حرفا مبدلا من آخر ، وحذفت من «ربّ» فقيل : «رب» ، و «رب» والباء هي حرف معنى ، وأكثر ما تكون للجرّ ولها معان كثيرة.

باء الابتداء

اصطلاحا : هي التي تبتدىء بها الآيات القرآنية مثل قوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).

باء الاستعانة

اصطلاحا : هي التي تدخل على آلة العمل ، مثل : «ضربت بالسّيف» ، «قطعت بالسّكّين» ، «كتبت بالقلم» وتسمّى أيضا : باء الاعتماد.

باء الاستعلاء

اصطلاحا : هي التي تكون بمعنى : «على» كقوله تعالى : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ)(١).

والتّقدير : من إن تأمنه على قنطار. وكقول الشاعر :

أربّ يبول الثّعلبان برأسه

لقد هان من بالت عليه الثّعالب

أي : على رأسه.

باء الاعتمال

اصطلاحا : باب الاستعانة.

باء الالصاق

اصطلاحا : هي التي تعني الإمساك بالشيء ، مثل : «أمسكت بيد الأعمى» ، «الباء» من كلمة «بيد» تفيد الإلصاق الحقيقيّ وقد تفيد الإلصاق المجازيّ ، مثل : «مررت بزيد» ، «أمسكت بزيد».

باء البدل

اصطلاحا : هي التي تكون بمعنى البديل ، مثل : «ما يسرّني أنّي شهدت بدرا بالعقبة» أي :شهدت العقبة بدلا من بدر. ومثل : «أتمنى لو أنّ لي بهم إخوانا مخلصين». وكقول الشاعر :

فليت لي بهم قوما إذا ركبوا

شنوا الإغارة فرسانا وركبانا

باء التّبعيض

اصطلاحا : هي التي بمعنى «من» ، كقوله

__________________

(١) من الآية ٧٥ من سورة آل عمران.


تعالى : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ)(١) أي :يشرب منها. وقد اختلفت النّحاة حول هذا المعنى. فمنهم من يقول إنها بمعنى : من مستشهدين بقوله تعالى : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ)(٢) وبقول الشاعر :

شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت

متى لجج خضر لهنّ نئيج

أي : شربن من ماء البحر ، وكقول الشاعر :

فلثمت فاها آخذا بقرونها

شرب النّزيف ببرد ماء الحشرج

وعدّ بعضهم الباء من هذا المعنى في قوله تعالى : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ)(٣) وقال آخرون بل هي للإلصاق ، وذهب غيرهم أنها للاستعانة لأن الفعل مسح يتعدّى بنفسه إلى المفعول به ، وهو المزال عنه الشيء وإلى مفعول آخر بواسطة حرف الجرّ ، وهو المزيل ، وقدّروا الآية : فامسحوا بالماء رؤوسكم. والذين أثبتوا للباء معنى التبعيض قالوا إنها لا تأتي إلا مع الفعل المتعدّي وأنكر ذلك ابن جني فأوّل ما أتى به من أثبتها على التّضمين ، فقال : الأجود تضمين شربن بماء البحر معنى «روين» وأوّل الزّمخشري الآية الكريمة : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ)(٤) كالباء في «شربت الماء بالعسل».

باء التعدية

اصطلاحا : هي التي بواسطتها يصير الفعل اللّازم متعديا ، وهي مثل الهمزة التي توصل معنى الفاعل إلى المفعول به ، كقوله تعالى : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ)(٥) أي أذهبه.

ذهب : فعل ماض لازم عدّي بواسطة حرف الجرّ «الباء» ، و «الهاء» في «أذهبه» بمثابة المفعول به وقرئت الآية الكريمة : أذهب الله نورهم وتسمّى أيضا باء النقل.

باء التّعليل

اصطلاحا : هي الباء التي تبيّن السّبب ، كقوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ)(٦) أي :بسبب نقضهم ، وكقوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)(٧) أي : بسبب ما كسبت ، وكقوله تعالى : (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ : يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ) (٨) وتسمى باء السّبب.

باء التّعويض

اصطلاحا : باء العوض.

باء التّوكيد

اصطلاحا : الباء الزّائدة التي يؤتى بها لتفيد التّوكيد. وتأتي في المواضع التّالية :

أولا : في الفاعل. وتكون لازمة في صيغة «أفعل به» التّعجّبيّة مثل : «أجمل بالعلم حلية» فيعرب أصحاب هذا الرأي هذا المثل على النحو التالي :«أجمل» : فعل ماض على صورة الأمر مبنيّ على السّكون. «بالعلم» ، «الباء» : حرف جرّ زائد.

«العلم» فاعل مرفوع بالضمّة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لحرف الجرّ. «حلية» : تمييز منصوب. وتكون

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة الإنسان.

(٢) من الآية ٦ من سورة المائدة.

(٣) من الآية ٦ من سورة الانسان.

(٤) من الآية ١٧ من سورة البقرة.

(٥) من الآية ١٣ من سورة المائدة.

(٦) من الآية ٣٨ من سورة المدّثر.

(٧) من الآية ٥٤ من سورة البقرة.


لازمة ، في صيغة «أفعل به» التعجّبيّة ، في المفعول به ، مثل : «أحبب بالقوم الصالحين» ويعرب المثل على النحو التالي : «أحبب» فعل أمر مبنيّ على السّكون. «بالقوم» ، «الباء» حرف جر زائد.

«القوم» مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة لحرف الجرّ. «الصّالحين» : نعت «قوم» مجرور بالياء لأنّه جمع مذكر سالم ولا يجوز حذفها في هذين الموضعين إلّا مع «أنّ» ، و «أن» كقول الشاعر :

وقال نبيّ المسلمين تقدّموا

وأحبب إلينا أن تكون المقدّما

فقد حذفت «الباء» بعد «أحبب» لأنّه وليها «أن».

وقد يكون دخول «الباء» جائزا على الفاعل في مثل قوله تعالى : (وَكَفى بِاللهِ وَلِيًّا)(١) «كفى» :فعل ماض مبنيّ على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر «بالله» : «الباء» حرف جرّ زائد. «الله» اسم الجلالة فاعل مرفوع بالضّمة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة لحرف الجرّ «الباء». و «وليّا» : تمييز منصوب. أما إذا كانت «كفى» بمعنى «وقى» فهي متعدّية إلى مفعولين دون أن تزاد الباء في فاعلها كقوله تعالى : (وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ)(٢).

وقد تزاد «الباء» للضّرورة الشّعرية ، كقول الشاعر :

ألم يأتيك والأنباء تنمي

بما لاقت لبون بني زياد

حيث دخلت «الباء» للضّرورة في كلمة «بما».

ومثل :

ألا هل أتاها والحوادث جمّة

بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا

ومثل :

مهما لي اللّيلة مهما ليه

أودى بنعليّ وسرباليه

ثانيا : تزاد في المفعول به على غير قياس لكثرتها كقوله تعالى : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)(٣) وقوله تعالى : (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا)(٤) وكقوله تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ)(٥) وقال ابن مالك : تكثر زيادتها في مفعول «عرف» وتقلّ في مفعول فعل يتعدّى إلى مفعولين ، وكقوله تعالى : (تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِ)(٦). وكقول الشاعر :

تبلت فؤادك في المنام خريدة

تسقي الضجيع ببارد بسّام

ومن زيادتها أيضا في المفعول به قول الشّاعر :

نحن بني ضبّة أصحاب الفلج

نضرب بالسّيف ونرجو بالفرج

والتقدير : نريد الفرج. وكقول الشاعر :

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا

وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا

حيث دخلت «الباء» على الضمير المتصل

__________________

(١) من الآية ٤٥ من سورة النساء.

(٢) من الآية ٢٥ من سورة الأحزاب.

(٣) من الآية ١٩٥ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ٢٥ من سورة مريم.

(٥) من الآية ٢٥ من سورة الحج.

(٦) من الآية ٨٣ من سورة المائدة.


المختص بالمخاطب والواقع في محل نصب مفعول به لفعل «كفى» ، وفاعله المصدر المؤوّل من «أن» وما بعدها والتقدير : كفاك رؤية الموت. وقد أولت كثير من الأمثلة التي زيدت فيها «الباء» على المفعول به إما على التّضمين أو على حذف المفعول به كما فسّر على التضمين قوله تعالى : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)(١) فضمّن الفعل «تلقوا» معنى «تفضوا» فعدّي بالباء ، وفسّر بعضهم هذه الآية بأنّ المفعول به محذوف والباء السّببيّة والتقدير : لا تلقوا أنفسكم بسبب أيديكم.

ثالثا : تزاد الباء في المبتدأ إذا كان كلمة «حسب» فتقول : «بحسبك الدّرهم» ، مثل :

بحسبك أن قد سدت أخزم كلّها

لكلّ أناس سادة ودعائم

واعتبر بعض النّحاة دخول «الباء» في «كيف بك» أنها داخلة على المبتدأ والتقدير : «كيف أنت؟» ، و «كيف بنا» والتقدير : «كيف نحن».

رابعا : تزاد في الخبر ، وزيادتها قياسية في خبر «ليس» وأخواتها ، كقوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ)(٢) «بكاف» ، «الباء» حرف جرّ زائد «كاف» خبر «ليس» منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة لحرف الجر «الباء». وكقوله تعالى : (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)(٣) «بظلّام». «الباء» :حرف جرّ زائد ، «ظلّام» : خبر «ما» المشبهة بـ «ليس» منصوب .. وكذلك تزاد في غير قياس في خبر «كان» المنفيّة ، مثل : «ما كان الله بظالم للعباد» ، وتزاد في غير القياس في خبر «لا» المشبهة بـ «ليس».

مثل :

وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة

بمغن فتيلا عن سواد بن قارب

حيث دخلت الباء على خبر «لا» المشبهة بليس «بمغن» : الباء : حرف جرّ زائد «مغن» خبر «لا» منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر ... ومن دخولها على خبر ناسخ منفي قول الشاعر :

وإن مدّت الأيدي إلى الزّاد لم أكن

بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل

وتزاد «الباء» بعد «هل» ، كقول الشاعر :

يقول إذا اقلولى عليها وأقردت

ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم

وتزاد في الخبر الموجب نادرا ، كقول الشاعر :

فلا تطمع أبيت اللّعن فيها

ومنعكها بشيء يستطاع

خامسا : وتزاد في لفظ «نفس» و «عين» في التوكيد المعنوي ، كقوله تعالى : (وَما يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَما يَشْعُرُونَ)(٤).

سادسا : تزاد الباء في الحال المنفيّة تشبيها لها بالخبر ، كقول الشاعر :

فما رجعت بخائبة ركاب

حكيم بن المسيّب منتهاها

حيث زيدت «الباء» في الحال المسبوقة بنفي «فما رجعت بخائبة» ، «بخائبة» ، «الباء» حرف جرّ زائد. «خائبة» حال منصوب بالفتحة المقدّرة على

__________________

(١) من الآية ١٩٥ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٣٦ من سورة الزمر.

(٣) من الآية ٤٦ من سورة فصلت.

(٤) من الآية ١٢٣ من سورة الأنعام.


الآخر ... ومثل :

كائن دعيت إلى بأساء داهمة

فما انبعثت بمزؤود ولا وكيل

فقد وردت «الباء» زائدة في الحال بمزؤود.

ومنهم من يعتبر الباء في البيتين السّابقين ليستا زائدتين بل هما للحال والتقدير : «فما رجعت خائبة» وأوّلوا البيت السّابق فما انبعثت بشخص مزؤود ، يعني نفسه وهذا من باب التّجريد أي :ينتزع الانسان من نفسه شخصا آخر يخاطبه.

ملاحظات : ١ ـ ردّ كثيرون معنى الباء إلى معنى واحد هو الإلصاق وجعلوه معنى لا يفارقها وقد تجرّ معها معان أخر. ورفض بعضهم ذلك وقال : الصحيح التّنويع.

٢ ـ وافق الكوفيّون على نيابة «الباء» عن غيرها من حروف الجر. اما البصريون فيرون أن يبقى الحرف على معانيه الأولى ، إما بتأويل يقبله اللّفظ ، أو بتضمين الفعل معنى آخر غير معناه الأصليّ ، لكنّه يتعدّى بواسطة حرف الجرّ «الباء» ، وإذا لم يتأتّ ذلك يكون الفعل من باب وضع أحد الحرفين موضع الآخر على سبيل الشذوذ. وقد نظم المراديّ معاني الباء في ما يلي :

بالباء ألصق واستعن أو عدّ أو

أقسم وبعّض ، أو فزد أو علّل

وأتت بمعنى مع وفي وعلى وعن

وبها فعوّض إن تشا أو أبدل

الباء الزّائدة

اصطلاحا : الباء التي تفيد التّوكيد ، كقوله تعالى : (ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً)(١).

باء السّبب

اصطلاحا : باء التّعليل. أي التي تفيد السّبب ، كقوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)(٢).

باء السّببيّة

اصطلاحا : باء التعليل. كقوله تعالى : (وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)(٣).

باء الصّلة

اصطلاحا : هي باء الجرّ التي تصل الفعل بما بعده ، كقول الشاعر :

سائل بني أسد بمقتل ربّهم

حجر ابن أم قطام عزّ قتيلا

الباء الظّرفيّة

هي التي يحسن في موضعها «في» ، كقوله تعالى : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ)(٤) والتقدير : في بدر. وكقوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ)(٥) أي :في سحر.

الباء العوض

اصطلاحا : هي التي تدخل على الثّمن أو المثمّن ، كقوله تعالى : (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً)(٦) وكقوله تعالى : (لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ)(٧)

__________________

(١) من الآية ٧٠ من سورة النساء.

(٢) من الآية ٣٨ من سورة المدّثّر.

(٣) من الآية ٢٢ من سورة الجاثية.

(٤) من الآية ١٢٣ من سورة آل عمران.

(٥) من الآية ٣٤ من سورة القمر.

(٦) من الآية ٤١ من سورة البقرة.

(٧) من الآية ١٩٩ من سورة آل عمران.


وتسمّى أيضا : باء المقابلة. باء التّعويض.

باء الغاية

اصطلاحا : هي التي يحسن في موضعها «إلى» كقوله تعالى : (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ)(١) والتقدير : أحسن إليّ. وعارض بعض النّحاة هذا المعنى وأوّلوا الآية على تضمين الفعل «أحسن» معنى «لطف».

باء القسم

اصطلاحا : هي أصل حروف القسم لذلك فهي تختص عن باقي حروف القسم بثلاثة أمور :

أوّلها : أنه يجوز ذكر فعل القسم معها ، مثل : «أقسم بالله لأجتهدنّ».

وثانيها : أنها تدخل على الضّمير كما تدخل على الاسم ، مثل : «بك لأجتهدن».

والثالث : أنها تستخدم في الطّلب. كقوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)(٢) حيث ظهر فعل القسم في الآيتين.

باء المجاوزة

اصطلاحا : هي التي تكون بمعنى : «عن».

كقوله تعالى : (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً)(٣) أي : فاسأل عنه ، وكقوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ)(٤) أي : تساءلون عنه.

باء المصاحبة

اصطلاحا : هي التي تكون بمعنى : «مع» كقوله تعالى : (وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ)(٥) أي : دخلوا مع الكفر. وكقوله تعالى : (قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ)(٦). أي : مع سلام.

باء المعيّة

اصطلاحا : باء المصاحبة : أي : التي بمعنى «مع».

باء المقابلة

اصطلاحا : باء العوض.

باء النّقل

اصطلاحا : باء التّعدية ، أي التي تنقل الفعل من صيغة اللّازم إلى صيغة المتعدّي ، كقوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ)(٧).

الباءات

اصطلاحا : هي التي تسمّى باسمائها الاصطلاحية : باء الابتداء كقوله تعالى : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) باء الاستعانة ، مثل :«كتبت بالقلم» أي : بالاستعانة بالقلم. باء الاستعلاء. كقوله تعالى : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ)(٨) أي : تأمنه على قنطار ، على دينار. باء الإلصاق ، مثل : «أمسكت بيد الأعمى» باء البدل ، كقوله الشاعر :

فليت لي بهم قوما إذا ركبوا

شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا

__________________

(١) من الآية ١٠٠ من سورة يوسف.

(٢) من الآيتين ١ و ٢ من سورة القيامة.

(٣) من الآية ٥٩ من سورة الفرقان.

(٤) من الآية ١ من سورة النساء.

(٥) من الآية ٦١ من سورة المائدة.

(٦) من الآية ٤٨ من سورة هود.

(٧) من الآية ٢٠ من سورة البقرة.

(٨) من الآية ٧٥ من سورة آل عمران.


باء التبعيض كقول الشاعر :

شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت

متى لجج خضر لهنّ نئيج

باء التّعدية كقوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ)(١) باء التعليل كقوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ)(٢) الباء الزّائدة كقوله تعالى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً)(٣) باء العوض ، مثل : «بعتك عسلا بخمسين دينارا» باء القسم ، كقوله تعالى : (فَيُقْسِمانِ بِاللهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما)(٤) باء المجاوزة كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ)(٥) باء المصاحبة ، كقوله تعالى : (وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ)(٦) أي مع الكفر.

ملاحظات : تأتي الباء للتّفدية ، أي بمعنى :«أفدي» ، مثل : «بأبي أنت وأمّي» والتّقدير : أفديك بأبي وأمي.

٢ ـ يصح زيادة «ما» بعد «الباء» ويبقى عملها ، كقوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ)(٧).

٣ ـ وتكون الباء زائدة في التّوكيد ، مثل :«حضر المدير بنفسه» «بنفسه» «الباء» : حرف جرّ زائد «نفسه» توكيد «المدير» مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الآخر منع ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ المناسبة و «نفس» مضاف ، و «الهاء» : ضمير متّصل مبنيّ على الكسر في محل جرّ بالإضافة.

٤ ـ قد تعمل «الباء» بعد حذفها إذا كان الاسم المجرور بها معطوفا على اسم سابق أو ضمير مجرور بها ، كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ) في قراءة من كسر الأرحام. «الأرحام» اسم معطوف بالواو على الضمير المجرور بالباء ، وكقوله تعالى : (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ).

٥ ـ «الباء» من حروف الجرّ التي تجرّ الاسم الظّاهر ، كقوله تعالى : (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)(٨) كما تجرّ الضّمير ، كقوله تعالى : (قُلْ آمِنُوا بِهِ)(٩) وتجرّ اسم الموصول كقوله تعالى : (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(١٠).

الباب

لغة : المدخل. والباب من الكتاب : مبدأ فصول.

اصطلاحا : هو النّمط الذي يكون عليه الفعل الماضي والمضارع. فيقولون : أبواب الفعل الماضي مع المضارع ستة :

أوّلها : باب «فعل يفعل» ، مثل : «فتح يفتح».

وثانيها : باب «فعل يفعل» ، مثل : «جلس يجلس».

وثالثها : باب «فعل يفعل» ، مثل : «كتب يكتب».

__________________

(١) من الآية ٧٥ من سورة آل عمران.

(٢) من الآية ١٣ من سورة المائدة.

(٣) من الآية ٧ من سورة الأحزاب.

(٤) من الآية ١٠٧ من سورة المائدة.

(٥) من الآية ١ من سورة النساء.

(٦) من الآية ٦١ من سورة المائدة.

(٧) من الآية ١٥٩ من سورة آل عمران.

(٨) من الآية ٢٢ من سورة المائدة.

(٩) من الآية ١٠٧ من سورة الإسراء.

(١٠) من الآية ١٠٤ من سورة المائدة.


ورابعها : «فعل يفعل» مثل : «حسب يحسب».

وخامسها : باب : «فعل» «يفعل» ، مثل : «جمل يجمل».

وسادسها : «فعل يفعل» ، مثل : «شرب يشرب».

اصطلاحا أيضا : الباب تسمية مجرّدة كالاسميّة والمصدريّة والفاعليّة والمفعوليّة ...

اصطلاحا أيضا : الباب هو الفصل. كفصل الفاعل وفصل المفعول به ، أو هو مجموعة فصول تشمل الفعل والاسم والحرف. وفي الاصطلاح أيضا : هو المقيس عليه.

باب أرى

اصطلاحا : رأى بمعنى : «اعتقد» ، «تيقّن» ، «ظنّ». وهي من أفعال القلوب التي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، كقوله تعالى : (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً)(١) «يرونه» الأولى بمعنى : الظّنّ ، «ونراه» الثانية بمعنى اليقين وكلاهما نصب مفعولين. وكقول الشاعر :

وإذا الكريم رأى الخمول نزيله

في موطن فالحزم أن يترحّلا

وفيه «رأى» بمعنى : اليقين نصب مفعولين :

الأوّل : «الخمول» ، والثاني : «نزيله». وتأتي «رأى» بمعنى : الحلم ، أي : الرّؤيا في المنام ، مثل :«رأيت في المنام الطالب ناجحا» «الطالب» :

مفعول به أوّل. «ناجحا» : مفعول به ثان. وكقول الشاعر :

أراهم رفقتي حتى إذا ما

تجافى اللّيل وانخزل انخزالا

«أرى» بمعنى أبصر في المنام. نصب مفعولين : الأوّل : هو الضمير المتّصل بالفعل «هم» والثاني ، هو «رفقتي».

وتأتي «رأى» بمعنى ابداء الرأي في أمر عقليّ ، وهو بهذا المعنى قد ينصب مفعولا واحدا ، أو مفعولين حسب ما يقتضيه المعنى ، مثل : «يختلف النّاس في أمر النّبيذ فمنهم من يراه ضارّا ومنهم من يراه مفيدا» ؛ فقد نصب الفعل «يراه» مفعولين الأوّل هو «الهاء» والثاني هو «ضارا» ؛ ومثله : «يراه مفيدا». أو تقول : «يختلف الناس في أمر النّبيذ فمنهم من يرى ضرره ، ومنهم من يرى فائدته» حيث اكتفى الفعل «يرى» بمفعول واحد. وهو «ضرره» ، وللثاني : «فائدته». وتأتي «رأى» بمعنى «أبصر» فينصب مفعولا واحدا ، كقول الشاعر :

فإذا نظرت رأيت قوما سادة

وشجاعة ومهابة وكمالا

حيث أتى الفعل «رأيت» بمعنى «أبصرت» فنصب مفعولا به واحدا هو «قوما».

ومثل :

إنّ العرانين تلقاها محسّدة

ولن ترى للئام النّاس حسّادا

حيث نصب الفعل «ترى» مفعولا به واحدا هو «حسادا».

ورأى بمعنى : أصاب الرّئة. فينصب مفعولا به واحدا ، مثل : «ضربه فرآه» أي : فأصاب رئته.

«فالهاء» في «رآه» هي مفعول به لفعل «رأى» ، ومثل : «أطلق الصيّاد السّهم فرأى العصفور» ، أي : فأصابه في رئته.

وتردّد في بعض الأساليب فعل «رأى» بصيغة الماضي مسبوقا بهمزة الاستفهام أو بأداة منه ، بمعنى : «أخبرني» ، مثل : «أرأيتك هذا المنزل أواسع هو أم ضيّق» فالفعل «أرأيتك» : يتألف من

__________________

(١) من الآيتين ٦ و ٧ من سورة المعارج.


همزة الاستفهام يليها الفعل الماضي «رأى» وفاعله تاء الضمير ، ثم كاف الخطاب. ولا تتعرّف «التاء» إنما تدل «الكاف» على المخاطب ، فتتعرّف لتدلّ على نوع المخاطبين ، مثل : «أرأيتك» ، للمخاطبة ، «أرأيتكما» ، للمثنّى «أرأيتكن» لجمع المؤنّث ، «أرأيتكم» لجمع المذكّر ، وكلّها بمعنى أخبرني ، أو أخبريني أو أخبراني ، أو أخبرنني ، أو أخبروني .. ومعنى «رأيت» منقول إمّا من معنى «عرفت» ، أو «أبصرت» ، فيحتاج إلى مفعول به واحد ، أو من معنى «علمت» فيحتاج إلى مفعولين. ومثل : «أرأيتك هذا الكتاب هل عرفت قيمته!» فإن قصد بـ «أرأيتك» التعجّب ، تكون «هذا» «الهاء» : للتنبيه و «ذا» اسم إشارة مبني على السّكون في محل نصب مفعول به «الكتاب» : بدل منصوب. والجملة الاستفهاميّة في محل نصب مفعول به ثان والكاف للخطاب.

وإذا لوحظ فيه معنى «علمت» ، «فالتاء» فاعله والكاف في محل نصب مفعول به أوّل و «هذا» المفعول الثاني.

وكذلك يتردّد في الأساليب عينها ورود الفعل «رأى» بصيغة المضارع المجهول ومعناه «أظن» ، فينصب مفعولين الأول هو نائب فاعله والثاني هو مفعوله الظّاهر ، كقول الشاعر :

وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا

إذا أنّه عبد القفا واللهازم

حيث أتى الفعل «أرى» مضارعا مجهولا بمعنى «أظن». ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره : أنا.

«زيدا» مفعول به ثان.

وكذلك يتردّد في بعض الأساليب المسموعة فعل «رأى» بصيغة المضارع وقد حذف آخره ، وقبله الحرف «لا» ، أو «لو» ، وبعده «ما» الموصولة دائما. ومعناه في الحالتين «ولا سيّما» ، مثل :«احترمت الرّفاق لا تر ما سمير» أو لو تر ما سمير ، أي : ولا سيّما سمير. فالفعل «لا تر ما» و «لو تر ما» حذف آخره وسبقته «لو» ، أو «لا» وبعده «ما» الموصولة. وهو بمعنى : ولا سيّما وكلمة «سمير» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره «هو».

ويجوز في الاسم الواقع بعد «ولا سيّما» الرّفع والجرّ إذا كان معرفة ، فالرّفع على أنّه خبر لمبتدأ محذوف كما أعربنا كلمة «سمير» ، والجرّ على أنّه بدل من «ما» في «ولا سيّما». أو مضاف إليه والمضاف هو «سيّ» و «ما» زائدة.

باب أفعل منك

اصطلاحا : اسم التفضيل. كقوله تعالى : (إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً)(١) «أقل» اسم التفضيل يدلّ على الشيء الأقل. وكقوله تعالى : (وَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالاً وَأَوْلاداً وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ)(٢) «أكثر» : اسم التفضيل يدلّ على الشيء الأكثر.

باب حلو حامض

اصطلاحا : هو ما يدلّ على تعدّد الخبر بدون عاطف.

علامته وضبطه :

١ ـ لا يصح الإخبار بكل واحد منهما على حدة.

٢ ـ لا يجوز توسّط المبتدأ بينهما.

٣ ـ لا بدّ من تقدّم المبتدأ عليهما ، والإتيان بهما في غير عطف لأنهما كشيء واحد.

__________________

(١) من الآية ٣٩ من سورة الكهف.

(٢) من الآية ٣٥ من سورة سبأ.


مثل :

من يك ذابتّ فهذا بتّي

مقيّظ مصيّف مشتّي

باب حين

هي واحدة من لغات الإعراب لجمع المذكّر السّالم الذي يلازم الياء والنون في كل حالات الإعراب رفعا ونصبا وجرّا مع التّنوين إلّا إذا وجد مانع من التّنوين مثل : «جاء كاتبين» ، «رأيت كاتبينا» ، «مررت بكاتبين».

ويسمّى هذا الباب في الاصطلاح أيضا :مجرى غسلين.

باب السّبك

اصطلاحا : هو تأويل الموصول الحرفي مع ما بعده بمصدر مسبوك له محل من الإعراب حسب ما يقتضيه العامل ، مثل : «أودّ أن أزورك» والتأويل «أودّ زيارتك».

باب سنين

اصطلاحا : هو باب الملحق بجمع المذكر السّالم.

ضابطه :

١ ـ الاسم الثّلاثي الذي حذفت لامه ، مثل :«سنهة» ، «سنون» ، «عضة» ، «عضون».

٢ ـ عوض عن اللّام المحذوفة بتاء التأنيث المربوطة : «سنهة» «سنة».

٣ ـ لم يعرف له عند العرب جمع تكسير يعرب بالحركات فيعرب إعراب الملحق بجمع المذكر السّالم ، أي : يرفع بالواو ، وينصب ويجرّ بالياء.

٤ ـ لم يعرف له مفرد مذكر. وما ورد منه عن العرب مجموعا بالواو والنون أو بالياء والنون الأسماء التالية : «عضة عضون» ، «عزة عزون» ، «ثبة ثبون» ، «سنة سنون» ، «مئة مئون» ، «كرة كرون» ، «ظبة ظبون» كقوله تعالى : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ)(١) وكقوله تعالى : (كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ)(٢).

باب ظنّ

اصطلاحا : ظنّ وأخواتها ، التي تسمى أفعال القلوب ، والتي تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبهما مفعولين وهي : «رأى» ، «علم» ، «درى» ، «تعلّم» بمعنى : اعلم «وجد» ، «ألفى» ، «خال» ، «حسب» ، «جعل» ، «حجا» ، عدّ ، زعم ، «هب» كقوله تعالى : (وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً)(٣).

باب عشرين

اصطلاحا : هو باب العقود من الأعداد ما بين ٢٠ ـ ٩٠ تقول : «عشرين» ، «ثلاثين» ، «أربعين» ، «خمسين» ، «ستين» ، «سبعين» ، «ثمانين» ، «تسعين». وكلّها تعرب إعراب الملحق بجمع المذكّر السّالم ، أي : ترفع بالواو ، وتنصب وتجرّ بالياء. كقوله تعالى : (إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ)(٤) وكقوله تعالى : (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً)(٥) وكقوله تعالى : (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً)(٦).

__________________

(١) من الآية ٣٧ من سورة المعارج.

(٢) من الآية ٩١ من سورة الحجر.

(٣) من الآية ٣٦ من سورة الكهف.

(٤) من الآية ٦٥ من سورة الأنفال.

(٥) من الآية ١٥ من سورة الأحقاف.

(٦) من الآية ١٤ من سورة الأعراف.


في الآية الأولى : «عشرون» : اسم «يكن» مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السّالم.

في الآية الثانية : «ثلاثون» : خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكّر السّالم. «شهرا» :تمييز.

في الآية الثالثة : «ثلاثين» : ظرف زمان منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السّالم.

«ليلة» : تمييز.

باب الفاعل

اصطلاحا : الفعل المعلوم. أي : الذي عرف فاعله ، كقوله تعالى : (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا)(١) «جاء» :فعل ماض لازم معلوم. «أمرنا» : فاعل «جاء» مرفوع وهو مضاف و «نا» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محلّ جرّ بالإضافة. وكقوله تعالى : (وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)(٢) «فديناه» فعل ماض مبنيّ على السّكون لاتصاله بـ «نا» ، و «نا» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل و «الهاء» ضمير متصل مبنيّ على الضّمّ في محل نصب مفعول به.

باب كسا

اصطلاحا : هو باب الأفعال المتعدّية إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر مثل : «أعطى» ، «سأل» ، «منح» ، «ألبس» ، مثل : منحت المجتهد مكافأة».

بادىء بدء

اصطلاحا : أول شيء ومثله : «بادىء ذي بدء». «بادىء» ظرف منصوب وهو مضاف «بدء» :مضاف إليه. وهو في «بادىء ذي بدء» مضاف و «ذي» مضاف إليه مجرور «بالياء» لأنه من الأسماء السّتّة وذي مضاف «بدء» مضاف إليه.

ومنهم من يعربه حالا منصوبا وهو مضاف «بدء» : مضاف إليه.

بئس

فعل ماض جامد لازم ، لا بدّ له من فاعل يؤلف معه جملة فعليّة انشائيّة غير طلبيّة يقصد منها انشاء الذّمّ من غير دلالة على زمن ماض أو غيره. كقوله تعالى : (سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ)(٣) وكقوله تعالى : (بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ)(٤) ومثلها. «نعم» التي تفيد المدح.

حكمه : لا بدّ لهذا الفعل من اسم مرفوع بعده هو فاعله ويكون هذا المرفوع إما مقرونا بـ «أل» كقوله تعالى : (وَبِئْسَ الْمِهادُ)(٥) وقد تكون «أل» هي الجنسية فيكون الذمّ قد وقع على الجنس كله ، أو العهديّة ، فيكون ما دخلت عليه هو شيء مبهم ، أو يكون مضافا إلى ما فيه «أل» كقوله تعالى : (فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)(٦) أو أن يكون مضمرا مفسّرا بنكرة منصوبة على التّمييز.

كقوله تعالى : (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً). ومثل :

تقول عرسي وهي لي في عومره

بئس امرءا وإنّني بئس المره

فاعل «بئس» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. «امرءا» : تمييز. و «بئس» الثّاني فعل

__________________

(١) من الآية ٨١ من سورة هود.

(٢) من الآية ١٠٦ من سورة الصّافات.

(٣) من الآية ١٢ من سورة آل عمران.

(٤) من الآية ٥ من سورة الجمعة.

(٥) من الآية ٢٩ من سورة النحل.

(٦) من الآية ٥٠ من سورة الكهف.


ماض. «المرة» فاعله والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به لفعل القول المحذوف والتقدير :وانني مقول في حقي بئس المرة. والجملة من «أنّ» ومعموليها معطوفة على جملة مقول القول الأول. وقد يكون المرفوع ظاهرا ومفسرا بالنّكرة المنصوبة على التّمييز ، كقول الشاعر :

والتّغلبيّون بئس الفحل فحلهم

فحلا وأمّهم زلّاء منطيق

«بئس» : فعل ماض جامد للذم. «الفحل» فاعل «بئس» والجملة خبر مقدّم «فحلهم» : مبتدأ مؤخر و «هم» ضمير الغائبين في محل جرّ بالإضافة والجملة من المبتدأ والخبر خبر للمبتدأ الأوّل «التّغلبيّون» ، «فحلا» : تمييز منصوب.

حكم «ما» بعد «بئس» : قد تقع «ما» بعد «بئس» فتقول : «بئس ما» أو «بئسما» كقوله تعالى :بئسما (شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ)(١) فتكون «ما» اسم موصول مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل «بئس» أو نكرة مبنيّة على السّكون في محل نصب على التّمييز.

حكم المخصوص بعد «بئس» : المخصوص بالذّم بعد «بئس» هو اسم مرفوع بعد فاعلها ويكون مبتدأ والجملة من «بئس والفاعل» خبر المبتدأ. أو يكون خبرا لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو. وقد يتقدّم المخصوص على «بئس» فيكون هو المبتدأ وجملة «بئس وفاعله» هو الخبر ، مثل : «بئس الرجل زيد» «زيد» : إمّا مبتدأ خبره جملة بئس الرجل. أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، ومثل :«زيد بئس الرّجل» ، «زيد» : مبتدأ وخبره جملة «بئس الرجل» ويجب أن يكون هذا المخصوص معرفة ، وأخصّ من الفاعل ، لأن المراد من الفاعل الجنس كلّه ، وأن يكون متأخرا عن الفاعل فلا يتوسّط بينه وبين الفعل ويجوز تقدّمه على الفعل والفاعل معا ، كقول الشاعر :

والتّغلبيّون بئس الفحل فحلهم

فحلا وأمهم زلّاء منطيق

ويجب تأخر المخصوص عن التمييز إذا كان الفاعل ضميرا مستترا ، مثل : «بئس امرءا زيد». أما إذا كان الفاعل اسما ظاهرا فيجوز تقديمه على التّمييز أو تأخيره عنه ، مثل : «بئس الجهل جهل الكسالى جهلا». وما ينطبق على «بئس» من أحكام ينطبق على نعم.

ملاحظات :

١ ـ يرى الكوفيّون أن «بئس» ومثله «نعم» اسمان مبتدآن بدليل دخول حرف الجرّ عليهما ، مثل :«ما زيد ببئس الرجل» بينما يرى البصريون أنهما فعلان جامدان.

٢ ـ لا بدّ من المطابقة بين المخصوص والتّمييز ، مطابقة في التّذكير والتّأنيث والإفراد والتّثنية والجمع ، فتقول : «بئس رجلين الكسول والعاق» ، و «بئس رجالا الكسول والكذوب والجاهل» و «بئس أو بئست فتاة هند» ، و «بئست فتاتين : الكسولة والجاهلة». ويجوز أن يؤنث الفعل «بئس» ومثله «نعم» مع الفاعل المؤنّث ، أو أن يبقى بصورة واحدة مع المذكر والمؤنّث.

٣ ـ لا يجوز أن يكون التّمييز موغلا في الإبهام بل صالحا لقبول «أل» ، فلا يكون كلمة : «غير» ، أو «مثل» ، أو «شبه».

٤ ـ أفعال المدح والذّم لازمة أي : لا تنصب مفعولا به ، ولكن يصح أن يتّصل آخر الفعل

__________________

(١) من الآية ١٠٢ من سورة البقرة.


بكاف الخطاب ، فتكون حرفا للخطاب لا محل لها من الإعراب ، مثل : «بئسك الرجل أبو لهب» «الكاف» حرف خطاب لا محل له من الإعراب.

ولكنّه يطابق حال المخاطب وهنا جرت المطابقة في الإفراد والتذكير ، وتقول : «بئسكما الرجل زيد» و «بئسكم الرجل زيد» ، و «بئسك الرجل زيد».

البتّة

لغة : البتّ : القطع

اصطلاحا : هو مصدر مؤكّد منصوب ، ويكون على الأغلب مقرونا بـ «أل» ، وأجاز الفرّاء تنكيره فقال : لا أفعله بتة. وهو وحده القائل بالتنكير.

بجل

تستعمل على وجهين :

الأول : هي اسم مبنيّ على السّكون دائما بمعنى «حسب» فتقول : «بجلك» كما تقول «قطك» وفي إضافته إلى ياء المتكلم تقول : «بجلي» لا كما تقول : «قطني» أو تقول : «بجلي» أي : حسبي. كقول الشاعر :

فمتى أهلك فلا أحفله

بجلي الآن من العيش بجل

ومثل :

نحن بني ضبّة أصحاب الجمل

ردوّا علينا شيخنا ثم بجل

أي : ثم حسب. أو هو اسم فعل بمعنى أكتفي فتلحقه نون الوقاية إذا اتصلت به ياء المتكلّم ، فنقول : بجلني ، أي : يكفيني. أما إذا كان اسما بمعنى : حسب فلا تلحقه نون الوقاية كقول الشاعر :

إنّني أشربت أسود حالكا

ألا بجلي من الشّراب ألا بجل

والتقدير : ألا حسبي.

والثاني : هي حرف جواب بمعنى : «نعم» وتكون في الخبر والطلب ، مثل : «هل درست؟» فالجواب : «بجل».

بخ

اصطلاحا : اسم فعل مضارع بمعنى :«أستحسن» ويقال عند المدح أو الرّضا بالشّيء ويستعمل غالبا مكرّرا منوّنا فيقال : بخ بخ.

بدا

فعل ماض من أفعال الشّروع تعمل عمل «كان» فتدخل على المبتدأ والخبر فيرفع الأوّل اسما وينصب الثّاني خبرا له ، وغالبا ما يكون هذا الخبر مضارعا ويجب تجرّده من «أن» وفاعله ضمير مستتر يعود على اسم «بدأ» ، مثل : «بدأ العامل يبني المصنع» «العامل» : اسم «بدأ» «يبني» : مضارع مرفوع للتجرّد وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : «هو» يعود على العامل.

«المصنع» : مفعول به والجملة الفعليّة في محل نصب خبر بدأ.

وقد تأتي «بدأ» تامة إذا أفادت البدء. مثل : بدأ العمل.

البدل

لغة : مصدر بدل الشيء : اتخذ عوضا عنه.

لغة : المبدل.

اصطلاحا أيضا : هو التابع المقصود بالحكم ، المنسوب إلى متبوعه ، دون واسطة بينهما ، مثل :«حكم الخليفة عمر بالعدل». «عمر» بدل من «الخليفة» مرفوع مثله.


أغراضه :

١ ـ تقرير الحكم الواقع على المتبوع ورفع الاحتمال عنه.

٢ ـ تقوية هذا الحكم بتعيين المراد ، فكأنّ الحكم ذكر مرّتين.

٣ ـ إذا أفاد الثاني ايضاحا للأول يصح أن يتّحد لفظ البدل والمبدل منه ، لذلك لا يصح القول «يا تيم تيم أنت المحسن الحقّ». ويشكل البدل والمبدل منه ما يسمى «المركب البدليّ».

٤ ـ هو التّابع الوحيد المقصود بالحكم ، أمّا التوابع الأخرى : النعت ، التوكيد ، العطف ، فليست مقصودة بالحكم.

أنواعه : بدل كلّ من كلّ. بدل بعض من كلّ.

بدل اشتمال. البدل المباين. بدل كل من بعض.

أحكامه : يجب أن يتبع البدل المبدل منه في كل حالات الإعراب رفعا ونصبا وجرّا ولا يلزم اتباعه له في التّصريف والتّنكير. فقد يكونان معرفتين ، كقوله تعالى : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)(١) «الله» : بدل من كلمة «العزيز» والكلمتان معرفتان.

وقد تبدل النكرة من المعرفة كقوله تعالى :لنسفعن (بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ)(٢) «ناصية» نكرة هي بدل من «الناصية». أما من جهة الإفراد والتّثنية والجمع والتّذكير والتأنيث فيجب أن يطابق التّابع المتبوع في بدل الكل من الكل ما لم يمنع مانع ، كأن يكون أحدهما مصدرا لا يثنى ولا يجمع.

البدل

لغة : اسم من بدل الشيء : اتخذ عوضا عنه.

واصطلاحا : هو من معاني حروف الجرّ. «من» و «الباء» و «عن» ، مثل قوله تعالى : (أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ)(٣) أي : بدلا من الآخرة. كقول الشاعر :

فليت لي بهم قوما إذا ركبوا

شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا

أي ليت لي بدلا منهم .. وكقوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً)(٤) وكقوله تعالى : (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَأَعْناباً)(٥) وفيه : «مفازا» نكرة «حدائق» بدل منها نكرة أيضا. وكقول الشاعر :

وكنت كذي رجلين رجل صحيحة

ورجل رمى فيها الزّمان فشلّت

والغالب أنّ البدل في كل أنواعه يرتبط بما بعده فيطابقه في حالتي التذّكير والتّأنيث ، مثل : إنّ الفتى عينيه جميلتين وإن الفتاة وجهها جميل.

ويجوز عدم المطابقة ، كقول الشاعر :

إنّ السّيوف غدوّها ورواحها

تركت هوازن مثل قرن الأعضب

وفيه جاء الفعل «تركت» مؤنثا مراعاة للمبدل منه «السيوف».

٥ ـ ملاحظات :

١ ـ قد يتّحد البدل والمبدل منه إذا كان في لفظ البدل زيادة إيضاح ، كقوله تعالى : (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى

__________________

(١) من الآيتين ١ و ٢ من سورة إبراهيم.

(٢) من الآيتين ١٥ و ١٦ من سورة العلق.

(٣) من الآية ٣٨ من سورة التوبة.

(٤) من الآية ٤٨ من سورة البقرة.

(٥) من الآيتين ٣١ و ٣٢ من سورة النّبأ.


كِتابِهَا)(١) وفيه كلمة «كلّ» الثانية بدل من الأوّلى لأنها أتت بزيادة إيضاح لا يوجد في المبدل ومنه.

٢ ـ قد يحذف المبدل منه وينوب مكانه البدل بشرط أن يقع المبدل منه في جملة هي صلة الموصول ، مثل : «أكرم الذي عرفت المجتهد» أي : عرفته المجتهد. فكلمة «المجتهد» بدل من الضمير المحذوف.

٣ ـ يصح إتباع البدل للمبدل منه وقطعه بشرط أن يكون المبدل منه يتألّف من أجزاء متعدّدة تذكر بعده كاملة ، مثل : «مررت بنساء ثلاث : شقراء ، وبيضاء ، وسوداء» ، فيجوز في الكلمات الثلاث :«شقراء ، بيضاء ، وسوداء» الرّفع أو النّصب أو الجرّ. فالرّفع على أنّها خبر لمبتدأ محذوف تقديره «هي» والنّصب على أنّها مفعول به لفعل محذوف تقديره : أعني ، والجرّ على الإتباع للمبدل منه المجرور «النساء». وإن كان الكلام غير مستوف لأجزاء المبدل منه تعين القطع لئلا يكون بدل بعض من كل لا يشتمل على ضمير يعود إلى المبدل منه ، مثل : مررت بنساء ثلاث : بيضاء وسوداء وشقراء. فكلمة بيضاء تعرب بالقطع على الرّفع ، أو على النّصب فقط دون الجرّ. أما إذا كان البدل خاليا من التفصيل فيجوز الإتباع أو القطع ، مثل : مررت برجل أخوك أو أخاك أو أخيك.

٤ ـ يكون البدل على نيّة تكرار العامل ، ولكن هذا التكرار يجب أن يكون مقدّرا لا حقيقيا إلّا إذا كان العامل حرف جرّ فيجوز تكراره أو عدم التكرار ، كقوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ)(٢) فقد أعيد حرف الجرّ «اللام» في «لكم» و «لمن» وكقوله تعالى : (رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا)(٣) فقد تكرّر حرف الجرّ «اللّام» من «لنا» و «لأوّلنا» فيكون حرف الجرّ أصليا ويكون البدل بعده مجرورا بالحرف لفظا مرفوعا أو منصوبا أو مجرورا تبعا للمبدل منه باعتبار حرف الجرّ الثاني هو توكيد لفظيّ لا يؤثّر في غيره ، وقد يكون البدل مجرورا بحرف الجرّ الأوّل باعتبار الثاني توكيدا لفظيا لا يؤثر في غيره ، أو اعتبار البدل على نيّة تكرار العامل وأن حرف الجرّ المتكرر هو توكيد لفظي محض وليس تكرارا للعامل أي : لحرف الجرّ المتقدم.

٦ ـ أنواع البدل من حيث الظّاهر والمضمر : يقسم البدل بحسب الظّاهر والمضمر أربعة أقسام :

١ ـ يبدل الظّاهر من الظّاهر ، مثل : حضر أخوك زيد.

٢ ـ يبدل الظّاهر من ضمير الغائب ، كقوله تعالى : (وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) فالظاهر «ان أذكره» بدل من «الهاء» في «أنسانيه» وهو بدل اشتمال وقد يكون بدل كل من كل ، كقول الشاعر :

على حالة لو أنّ في القوم حاتما

على جوده لضنّ بالماء حاتم

وفيه «حاتم» الاسم الظاهر بدل كلّ من كلّ من ضمير الغائب في «جوده» ، وقد يكون بدل بعض من كلّ ، مثل : «تعلّم أولادي الأربعة فنجحوا

__________________

(١) من الآية ٢٨ من سورة الجاثية.

(٢) من الآية ٢١ من سورة الأحزاب.

(٣) من الآية ١١٤ من سورة المائدة.


ثلاثة منهم» «ثلاثة» اسم الظاهر ، بدل من الضمير في «فنجحوا» وهو ضمير الغائب الفاعل.

٣ ـ يبدل الظّاهر من ضمير الحاضر بشرط أن يكون البدل مما يفيد الإحاطة والشّمول ، كقوله تعالى : (رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا) فكلمة «أول» بدل كلّ من كلّ من ضمير المتكلّم المجرور «باللام» في «لنا» أو يكون بدل بعض من كلّ ، كقول الشاعر :

أوعدني بالسّجن والأداهم

رجلي فرجلي شثنة المناسم

وفيه «رجلي» الأولى بدل بعض من كلّ من ضمير المتكلّم في «أوعدني».

أو يكون بدل اشتمال ، كقول الشاعر :

بلغنا السّماء مجدنا وسناؤنا

وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا

وفيه كلمة «مجدنا» بدل اشتمال من ضمير المتكلّم في «بلغنا» ، وكقول الشاعر :

ذريني إنّ أمرك لن يطاعا

وما ألفيتني حلمي مضاعا

وفيه كلمة «حلمي» بدل اشتمال من «ياء» المتكلّم في «ألفيتني».

٤ ـ لا يبدل الضمير من الضمير ، ولا الضمير من الظّاهر ، أمّا في مثل : «درست أنت».

فالضمير «أنت» هو توكيد لفظيّ للضمير المرفوع في «درست» وفي مثل : «رأيته إيّاه» فالضمير «إيّاه» توكيد لفظي للضمير المنصوب في «رأيته» وكذلك لا يصح أن يقال : رأيت أباك إياه لأنه لم يسمع عن العرب.

٧ ـ البدل من اسم الشرط واسم الاستفهام : إذا وقع الاسم الظاهر بدلا من اسم استفهام وجب إعادة همزة الاستفهام مع البدل ، مثل : «كم أخوتك؟ أثلاثة أم أربعة». فالاسم الظاهر «ثلاثة» بدل من اسم الاستفهام «كم» ، ومثل : «ما رأيك؟

أنزهة أم درس» «نزهة» بدل من اسم الاستفهام «ما» وإذا وقع بدلا من اسم شرط يجب إعادة الشرط بلفظ «إن» الشّرطيّة مع البدل مثل : «من يساعدني إن كبير أو صغير أساعده» «كبير» بدل من اسم الشرط «من» وأعيد معه الشّرط بلفظ «إن» ، ومثل : «متى تأت إن صباحا أو مساء تجدني في انتظارك» الاسم «صباحا» بدل من اسم الشّرط «متى» وأعيد معه الشّرط بلفظ «إن» ، ومثل : «ما تفعل إن خيرا وإن شرا تلق جزاءك». «خيرا» بدل من «ما» الشّرطيّة.

٨ ـ بدل الفعل من الفعل والجملة من الجملة :

يبدل الفعل من الفعل بشرط أن يكون بدل كلّ من كلّ والفعلان متّحدان في الزّمن ، مثل : «ادرس جيّدا اجتهد تنجح» فالفعل «اجتهد» بدل كلّ من كلّ من الفعل «ادرس» وكقوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ)(١) فالفعل «يضاعف» بدل اشتمال من الفعل «يلق» وكقول الشاعر :

إنّ عليّ الله أن تبايعا

تؤخذ كرها أو تجيء طائعا

وفيه الفعل «تؤخذ» بدل اشتمال من الفعل «تبايع» وهذا الفعل الأخير متّصل بالألف الزّائدة للشّعر. ويبدل الفعل من الفعل بدل بعض من كلّ ، مثل : «إن تصلّ تسجد لله يرحمك» فالفعل «تسجد» بدل بعض من كلّ من الفعل «تصلّ» لأن السجود لله بعض من الصّلاة. ويبدل الفعل من الفعل بدل إضراب ، أو غلط ، أو نسيان ، مثل :

__________________

(١) من الآية ٦٨ من سورة الفرقان.


«إن تحسن إلى الفقير تعطه ثوبا ، تمنحه مالا يساعدك» فالفعل «تعطه» بدل من الفعل «تحسن» بدل إضراب ومثله الفعل «تمنحه» فالبدل في كل ما سبق من الأمثلة هو بدل فعل من فعل أي : بدل فعل مفرد من فعل مفرد مثله بدليل مشاركة الفعل التّابع الفعل المتبوع في نصبه أو جزمه.

وتبدل الجملة من الجملة بدل كلّ من كلّ إذا كانت الجملة البدل أوفى بيانا للمراد ، مثل :«اقطع دابر المجرمين اقتلهم» فالفعل «اقتلهم» بدل كلّ من كلّ من فعل «اقطع». وتبدل الجملة بدل جزء من كلّ ، مثل قوله تعالى : (أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)(١) «أمدّكم» الثانية بدل بعض من كلّ من «أمدّكم» الأوّلى لأنها أوفى بيانا وتشمل على الكلمات «أنعام» ، «بنين» ، «عيون» وهو داخل بالكلام «ما تعلمون» وتبدل الجملة من الجملة بدل اشتمال ، كقول الشاعر :

أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا

وإلّا فكن في السّرّ والجهر مسلما

وتبدل الجملة من الجملة بدل غلط ، مثل : أقول لك : «اجلس» ، «قف» ، «تكلّم» فالفعل «قف» بدل غلط من الفعل «اجلس» وكذلك الفعل «تكلم».

وقد تبدل الجملة من المفرد ، والمفرد من الجملة ، بدل كلّ من كلّ ، وهذا نادر ، مثل :

إلى الله أشكو بالمدينة حاجة

وبالشّام أخرى كيف يلتقيان

فجملة «كيف يلتقيان» بدل من الاسم «حاجة» وذلك لأن الجملة هي بمنزلة المفرد والتقدير : إلى الله أشكو حاجة بالمدينة وحاجة بالشام تعذّر اجتماعهما ، ومثل قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً)(٢) فكلمة «قيّما» هي بدل من الجملة «لم يجعل له عوجا» لأنها بمنزلة المفرد والتّقدير : أنزل على عبده الكتاب مستقيما.

٩ ـ ملاحظة : لا يتضمّن الفعل البدل ولا الجملة البدل ضميرا يعود إلى المبدل منه إذ يتعذّر عود الضمير على جملة أو على فعل. والفعل البدل يتبع الفعل المبدل منه في الإعراب. أمّا الجملة البدل فتتبع المبدلة منها في محلّها من الإعراب إن كان لها محل. وأمّا إن لم يكن للجملة المبدلة منها محلّ من الإعراب فلا تكون الجملة البدل تابعة لها إلا من جهة التوسّع والمجاز.

بدل الإدغام

اصطلاحا : هو الذي يكون فيه الإدغام واجبا.

فيكون المثلان مجتمعين الأوّل منهما ساكن والثاني متحرك مثل : «شدد» ـ شدّ. ومثل :«ميوت» تقلب «الواو ياء» فتلفظ : «مييت» ثم يدغم المثلان فتلفظ «ميّت».

بدل الاشتمال

اصطلاحا : هو التّابع الذي يعيّن أمرا عرضيا من الأوصاف التي تتصل بالمتبوع ويشتمل عليها معنى عامله بغير تفصيل ، مثل : «يعجبنّي معاوية حلمه». «حلمه» : بدل اشتمال من المبدل منه «معاوية» وهو أمر مرضيّ لا يدخل في تكوين المتبوع «معاوية» وعلامته : صحة الاستغناء عنه بالمبدل منه ، وعدم فساد المعنى بحذفه.

__________________

(١) من الآيات ١٣٢ ـ ١٣٤ من سورة الشعراء.

(٢) من الآيتين ١ و ٢ من سورة الكهف.


بدل الإضراب

اصطلاحا : هو الذي يذكر فيه المبدل منه قصدا ، ثم ينصرف عنه المتكلّم ، ويتركه من غير أن يتعرّض له بنفي أو إثبات ويتّجه إلى البدل ، مثل : «أحبّ السّفر في السّيارة ، في الطيّارة» «في الطيّارة» بدل من «السيّارة» بدل إضراب ويسمى أيضا : بدل البداء.

بدل البداء

اصطلاحا : هو بدل الإضراب. وفيه يذكر المتكلم الاسم ثم بدا له أن يذكر الثاني.

بدل بعض من كلّ

اصطلاحا : هو الذي يكون الاسم الثاني جزءا حقيقيا من الأوّل. وعلامته ، أنّه يصحّ الاستغناء عنه بالمبدل منه ، مثل : «أكلت الرّغيف نصفه» «نصفه» «بدل من الرّغيف». ويجب أن يتضمّن هذا البدل ضميرا مطابقا للمبدل منه فكلمة «نصفه» اشتملت على ضمير مطابق لكلمة «الرّغيف» مفرد مذكّر. وقد يستغنى عن الضمير الرّابط المطابق إذا اقترن البدل بـ «أل» التي تفيد معنى الرّابط ، وتقوم مقامه عند أمن اللّبس ، مثل : «إذا قابلت صديقك فقبّله الجبين» أي : فقبّل ؛ أو إذا كان البدل بعضا والمبدل منه هو المستثنى منه في الأسلوب التّامّ غير الموجب ، مثل : «ما نجح المتبارون إلّا واحدا أو إلّا واحد». «إلّا» أداة حصر تغني عن الضمير الرّابط. «واحدا» مستثنى منصوب. «واحد» بدل من «المتبارون» أو أن يأتي بعد المبدل منه سرد للكلمات البدل بحيث تستوفي كل أجزاء المتبوع مثل : «الرّجال ثلاثة :شجاع وصبور وحليم». وكقول الشاعر :

أداوي جحود القلب بالبر والتّقى

ولا يستوي القلبان : قاس وراحم

فكلمة «قاس» وكلمة «راحم» كل منهما بدل غير مشتمل على ضمير رابط لأنهما يدلّان على كل اجزاء المتبوع «قلبان». وكقوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(١).

بدل التّفصيل

اصطلاحا : هو البدل الذي يفصّل المضمون المعنويّ المجمل ، مثل : «كم كتبك أأربعة أم ثلاثة؟» «أربعة» : بدل من «كم» ومثل : «ما تقرأ إن كثيرا أو قليلا تستفد منه» «كثيرا» : بدل من «ما».

بدل جزء من كل

اصطلاحا : بدل بعض من كلّ.

بدل العين من العين

اصطلاحا : بدل الكلّ من الكلّ.

بدل الغلط

اصطلاحا : هو الذي يجري فيه غلط لسانيّ ، ويأتي البدل لتصحيح الغلط فيجري اللّسان بالغلط دون قصد فيتدارك الخطأ بذكر البدل ، والغلط في المبدل منه لا في البدل ، مثل : «قتل الحسين بن عمر عليّ في كربلاء» حيث جرى الخطأ في الكلام فذكر «عمر» ثم استدرك الخطأ بذكر «عليّ». ولا يحتاج هذا البدل إلى ضمير يربط بالمتبوع أي : بالمبدل منه ومثل : «هذا زيد ، حمار» تريد القول : هذا حمار.

بدل كلّ من بعض

اصطلاحا : هو التّابع الذي يكون فيه البدل هو الذي يدلّ على الكلّ والمبدل منه يدلّ على البعض ، كقوله تعالى : (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ

__________________

(١) من الآية ٩٧ من سورة آل عمران.


وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ)(١) «جنات» بدل كل من بعض. بدل من «جنة». وكقول الشاعر :

رحم الله أعظما دفنوها

بسجستان طلحة الطّلحات

«طلحة» : بدل من «أعظما» وهو بدل كل من بعض ، وكقول الشاعر :

كأنّي غداة البين يوم تحمّلوا

لدى سمرات الحيّ ناقف حنطل

«يوم» بدل من «غداة» بدل كل من بعض. ويسمّى أيضا : البدل المقلوب.

بدل كلّ من كلّ

اصطلاحا : هو أن يكون الثاني مطابقا تماما للأوّل مع اختلاف في اللّفظ ، كقوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)(٢).

«صراط» الثانية بدل من «صراط» الأولى. «غير» بدل من «الذين» بدل كلّ من كلّ. وكقول الشاعر :

إنّ النّجوم نجوم الأفق أصغرها

في العين أذهبها في الجوّ إصعادا

«نجوم» بدل من النجوم بدل كلّ من كلّ. ويسمّى أيضا : بدل المطابقة. البدل المطابق.

بدل العين من العين. البدل المطلق. وقد يكون المبدل منه اسم استفهام أو اسم شرط ، والبدل يفيد تفصيل ما يتضمنه الشّرط أو الاستفهام ، ويتّصل به همزة الاستفهام أو حرف شرط «إن» ليوافق البدل المبدل منه في تأدية المعنى ، والمبدل منه خال من أداة الربط أو الاستفهام وهذا ما يسمّى بدل التفصيل ، مثل : «كم مالك؟ أعشرون أم ثلاثون ألف دينار؟» «كم» : اسم استفهام مبنيّ على السكون في محل رفع خبر مقدّم «مالك» : «مال» مبتدأ مؤخر وهو مضاف و «الكاف» في محل جرّ بالإضافة. «أعشرون» «الهمزة» حرف استفهام مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب عشرون بدل من «كم» مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السّالم. «أم» حرف عطف «ثلاثون» معطوف على «عشرون» ومثل : «ما تقول إن خيرا أو شرّا تجز به» «ما» اسم شرّط مبنيّ على السّكون في محل نصب مفعول به لفعل «تقول» «إن» : أداة شرط «خيرا» بدل من «ما» وفعل الشّرط «تقول» وجوابه «تجز».

البدل المباين

اصطلاحا : هو بدل الشيء مما يباينه بحيث لا يكون مطابقا له ولا جزءا منه ولا مشتملا على شيء من صفاته. وهو ثلاثة أقسام : بدل الغلط بدل النّسيان بدل الإضراب. ويسمّى أيضا : بدل المباينة.

بدل المباينة

اصطلاحا : البدل المباين.

البدل المطابق

اصطلاحا : بدل كلّ من كلّ.

بدل المطابقة

اصطلاحا : بدل كلّ من كلّ.

البدل المطلق

اصطلاحا : بدل كلّ من كلّ.

البدل المقلوب

اصطلاحا : بدل كلّ من بعض.

__________________

(١) من الآية ٦١ من سورة مريم.

(٢) من الآيتين ٦ و ٧ من سورة الفاتحة.


البدل من المجرور

اصطلاحا : هو التابع الذي يكون المبدل منه أي : متبوعه مجرورا. مثل : «المرء بأصغريه :قلبه ولسانه» ، «قلبه» : بدل من «أصغريه» مجرور.

«ولسانه» معطوف على قلبه.

البدل من المرفوع

اصطلاحا : هو التابع لمتبوع مرفوع مثل :«الدهر يومان» : «يوم لك ويوم عليك» «يوم» بدل من «يومان» مرفوع بالضمة و «يوم» معطوف على الأولى.

البدل من المنصوب

اصطلاحا : هو التابع لمتبوع منصوب ، مثل :«أحبّ هذا الطّفل» ؛ «الطفل» : بدل من «ذا» الواقعة مفعولا به لفعل «أحب» منصوب مثله.

بدل النّسيان

اصطلاحا : هو الذي يذكر المبدل منه قصدا ثم يتبيّن الخطأ فيذكر البدل الذي هو الصّواب ، مثل : «مشيت ظهرا عصرا في نزهة على شاطىء البحر» ولا يحتاج هذا النوع أيضا إلى رابط يعود إلى المبدل منه.

بس بس

اصطلاحا : اسم صوت يستعمل لدعاء الغنم والإبل. مبنيّ على السّكون لا محل له من الإعراب.

البضع

اصطلاحا : هو ما بين الثّلاثة والتسعة من العدد المفرد. أي : ١ ـ ٢ ـ ٣ ـ ٤ ـ ٥ ـ ٦ ـ ٧ ـ ٨ ـ ٩. وله حكم العدد المفرد من حيث التذكير والتأنيث مع المعدود ، أي : يذكر مع المؤنّث ويؤنّث مع المذكر. كقوله تعالى : (فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ)(١) «سنين» : مفرده «سنة» مؤنّث لذلك ذكّر لفظ «بضع». ومثل : «حضر بضعة عشر رجلا».

و «حضر بضع عشرة امرأة» ولا يستعمل لفظ «بضع» مما فوق العشرين وأجازه بعضهم بدليل الحديث عن الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) «بضعا وثلاثين ملكا».

وجعله بعضهم من المصادر فلا يثّنى ولا يجمع.

البطح

لغة : مصدر بطح الشيء : بسطه. واصطلاحا : الإمالة.

بعد

ظرف يكون مبنيا حينا ومعربا حينا آخر. وهو بمعنى : ضد قبل. وهذا الظّرف يلزم الإضافة ليزيل إبهامه ، ويكون ظرفا للزمان ، مثل قوله تعالى : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ)(٢) «بعد» في المواضع الثلاثة تدلّ على الزّمان ، ويكون ظرفا للمكان كقوله تعالى : (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ)(٣) «بعد» ظرف مكان وقد تدل على زمان متراخ عن السّابق فإن قرب منه تقول : «بعيد» ومثلها «قريب» مما يسمى تصغير التّقريب. وهي ملازمة للإضافة إلّا أنّ المضاف إليه قد يذكر أحيانا مثل : «شفي المريض بعد تناول الدّواء» ، «بعد» : ظرف زمان

__________________

(١) من الآية ٤٢ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ١٠٩ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٢٧ من سورة لقمان.


منصوب وهو مضاف «تناول» مضاف إليه. ويجوز جرّه بـ «من» ، فتقول : «شفي المريض من بعد تناول الدواء» وقد يحذف المضاف إليه وينوى وجوده فيبقى الظّرف معربا منصوبا بغير تنوين فتقول : «لمّا تناول الدواء شفي المريض بعد» أي : بعد تناول .. وقد يحذف المضاف إليه ويستغنى عنه كأنه لم يكن ، مثل : «شفي المريض بعدا» ، وقد يحذف المضاف إليه وينوى معناه أي :بإضمار كلمة بمعنى المحذوف دون حروفه فيبنى على الضّمّ كقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)(١) ؛ «بعد» ظرف مبنيّ على الضّم في محل جر بـ «من».

وقد تأتي «بعد» بمعنى : «قبل» كقوله تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ)(٢) وتكون بمعنى : «مع» تقول : «زيد مجتهد وهو بعد هذا كريم» أي : مع اجتهاده هو كريم. وكقوله تعالى : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ)(٣).

بعدك

اسم فعل بمعنى : «تأخّر» أو حذّرته شيئا خلفه ، والكاف : للخطاب.

بعد اللّتيّا والتّي

اللّتيا : تصغير «التي» بغير قياس وهذه العبارة تعني : بعد اللّحظة الصّغيرة والكبيرة التي من فظاعة شأنها كذا وكذا ... ولم تذكر بعد اللّتيا وبعد التي الجملة الصّلة اختصارا من جهة وتفخيما لهول الأمر. وتكون «بعد» : ظرف زمان وهو مضاف «اللّتيّا» : اسم موصول مبنيّ على السّكون في محل جرّ بالإضافة و «التي» ، «الواو» : حرف عطف «التي» معطوف على «اللّتيا».

بعض

لفظة تدلّ على الجزء قال أحمد بن يحيى أبو العبّاس ثعلب : «أجمع أهل النحو على أن البعض شيء من أشياء أو شيء من شيء» وقد تقع على الشيء كله ما عدا أقلّ جزء منه وتقول : بعّضت الشيء أي : فرّقته أو فرقت أجزاءه وقد تكون بعض بمعنى : «كل» ، كقول الشاعر :

«أو يعتلق بعض النّفوس حمامها»

قال أبو حاتم السجستاني : ولا تقول العرب الكلّ ولا البعض وقد استعمله الناس حتى سيبويه والأخفش في كتبهما لقلة علمهما بهذا النحو فاجتنب ذلك فإنه ليس من كلام العرب. وقال الأزهري أجاز النّحويون الألف واللام في «بعض» و «كل» وإن أباه الأصمعي ويلزم لفظ «البعض» صورة واحدة للمذكر في كلّ الوجوه إلّا أنه يكتسب التأنيث من المضاف إليه إذا كان مؤنثا ، مثل : «جاءت بعض الفتيات» فبعض الفتيات مؤنّث ، ويعرب حسب موقعه من الجملة.

«بعض» فاعل جاءت وهو مضاف «الفتيات» مضاف إليه مجرور بالكسرة. وقد يضاف إلى مصدر من نوع الفعل فتقول : «اكتب بعض الكتابة» «بعض» مفعول مطلق منصوب وهو مضاف الكتابة : مضاف إليه.

البعضيّة

لغة : مصدر صناعيّ من البعض ، أي : الجزء في الشيء ، واصطلاحا : التّبعيض وهو من معاني حروف الجر : «من» و «الباء» و «في» ، كقوله

__________________

(١) من الآية ٤ من سورة الروم.

(٢) من الآية ١٠٥ من سورة الأنبياء.

(٣) من الآية ١٣ من سورة القلم.


تعالى : (وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً)(١) وكقوله تعالى : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ)(٢) أي يشربون منها. ومثل : «بدأت في أكل الفاكهة».

بعيدات بين

أي : لاقيته بعد حين وقيل معناها بعيد فراق ، وذلك إذا كان الرجل يمسك عن إتيان صاحبه الزمان ، ثم يأتيه ، ثمّ يمسك عنه ، ثمّ يأتيه.

و «بعيد» ظرف زمان غير متصرّف ، أي : لا يعرب إلّا ظرفا. ويقال : «إنّك لتضحك بعيدات بين».أي بين المرّة ثم المرّة في الحين.

بغتة

مصدر يقع حالا. وقيل هو مفعول مطلق لفعل محذوف والتقدير تبغتهم بغتة. كقوله تعالى : (حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً)(٣) وكقوله تعالى : (فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)(٤) بغتة في الآيتين : حال منصوب.

بكرة

هي ظرف منصوب منوّن يدلّ على الزمان ، أو الصّباح الباكر تقول : «جئته بكرة» أي : باكرا.

وهو ظرف متصرّف أي : لا يلازم الظرفيّة فقد يكون نائب فاعل ، مثل : «مشي بكرة» ، «بكرة» :نائب فاعل مرفوع ، وتقول : «البكرة مفيدة منشطة لمن يمارسها» ، «البكرة» : مبتدأ مرفوع. وقد يكون هذا الظّرف ممنوعا من الصّرف إذا أريد به بكرة يوم معيّن فتنطبق عليها أحكام «سحر» و «أمس» ، تقول : «اليوم الخميس سآتيك في بكرة أو بكرة» بدون تنوين لأنه ممنوع من الصّرف.

بل

حرف إضراب يستعمله العرب في كلامهم عند وضع شيء على معنى القصد ثم يذكرون الأولى إن في المدح ، مثل : «هند جميلة بل ملكة جمال» ، أو في الذّمّ ، مثل : «هند غليظة بل رمز الغلاظة».

ويستعملونه عند الغلط ، تقول : «أكلت رمانا بل تفاحا» فتذكر الرّمان وأنت تريد غيره. أو يستعملونه عند النّسيان تقول : «سمعت الأخبار بل الأغاني».

حكم ما بعدها :

١ ـ يكون ما بعدها جملة فتفيد إما الإبطال ، كقوله تعالى : (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ)(٥) وإما الانتقال ، كقوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا)(٦) وكقوله تعالى : (وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ)(٧).

٢ ـ وتستعمل «بل» كحرف عطف فيفيد إذا وقع بعد النّفي أو النّهي ، تثبيت النّفي أو النّهي لما قبلها وتثبيت ضدّه لما بعدها ، مثل : «ما أكل سعيد بل سمير» أما إذا وقعت في سياق الإثبات فإنها تنقل حكم ما قبلها إلى ما بعدها ويصير ما قبلها كالمسكوت عنه ، مثل : «ساهر سميرا بل سعيدا» وتسمى حينئذ حرف إضراب ومنهم من يرى أنها حرف ابتداء لا حرف إضراب.

٣ ـ وتأتي قبلها «لا» لتوكيد الإضراب بعد

__________________

(١) من الآية ٣١ من سورة إبراهيم.

(٢) من الآية ٦ من سورة الإنسان.

(٣) من الآية ٣١ من سورة الأنعام.

(٤) من الآية ٩٥ من سورة الأعراف.

(٥) من الآية ٢٦ من سورة الأنبياء.

(٦) من الآيات ١٤ ـ ١٦ من سورة الأعلى.

(٧) من الآيتين ٦٢ و ٦٣ من سورة المؤمنون.


الايجاب كقول الشاعر :

وجهك البدر لا بل الشّمس لو لم

يقض للشّمس كسفة وأفول

أو لتوكيد تقرير ما قبلها بعد النّفي ، كقول الشاعر :

وما هجرتك لا بل زادني شغفا

هجر وبعد تراخى لا إلى أجل

ملاحظات :

١ ـ تأتي «بل» عوضا عن «ربّ» المحذوفة ، كقول الشاعر :

بل بلد ملء الفجاج قتمه

لا يشترى كتانه وجهرمه

«بل» : حرف ابتداء أو حرف إضراب عوض عن «رب» «بلد» اسم مجرور بـ «ربّ» ، المحذوفة ، لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ. «ملء» : خبر المبتدأ وهو مضاف «الفجاج» : مضاف إليه.

٢ ـ من النّادر زيادة «الواو» بعدها وقد وردت في حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله : «إنما يحزن الحسدة أبدا ، لأنّهم لا يحزنون لما ينزل بهم من الشرّ بل ويحزنون ...»

٣ ـ تفيد «بل» عطف اسم على اسم أي مشاركة المعطوف والمعطوف عليه في الإعراب فقط دون الحكم أي : في اللّفظ دون المعنى.

بل الابتدائيّة

هي التي تفيد الإضراب ويليها جملة وتعرب حرف ابتداء كقوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ)(١) واختلف في «بل» فمنهم من يرى أنها حرف عطف ومنهم من يرى أنها حرف ابتداء.

بل العاطفة

هي حرف عطف ، يفيد الإضراب ، فيأتي بعده اسم مفرد وتسبق بإيجاب أو أمر أو نفي أو نهي ولا يعطف «بل» بعد الاستفهام فلا تقول : «أضربت أخاك بل عمرا» وقد تزاد قبلها «لا» لتوكيد الإضراب ، كقول الشاعر :

وما هجرتك لا بل زادني شغفا

هجر وبعد تراخى إلى أجل

بله

تأتي على ثلاثة أوجه : الأول : هي اسم فعل أمر بمعنى : دع مبنيّ على الفتح مثل : «بله الأكفّ» بله اسم فعل أمر مبنيّ على الفتح وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الأكف» :مفعول به منصوب.

والثاني : مصدر بمعنى «الترك» وتكون مفعولا مطلقا منصوبا ومضافا وما بعده مضافا إليه مثل :«بله الأكفّ» بله : مفعول مطلق منصوب وهو مضاف «الأكفّ» : مضاف إليه.

٣ ـ اسم استفهام بمعنى كيف والاسم بعدها مرفوع فتقول : «بله زيد» أي : كيف زيد ؛ فتكون «بله» : اسم استفهام مبنيّ على الفتح في محل رفع خبر مقدّم «زيد» : مبتدأ مؤخّر ، وأما قول الشاعر فيروى بالأوجه الثلاثة لكلمة الأكفّ :

تذر الجماجم ضاحيا هاماتها

بله الأكفّ كأنّها لم تخلق

فإذا كانت كلمة «الأكفّ» مرفوعة فيكون ذلك على تقدير بله بمعنى كيف : «كيف الأكفّ» وبالنّصب على أن «بله» اسم فعل بمعنى : «دع» فيكون «الأكفّ» مفعولا به لاسم الفعل «بله» وبالجرّ على أنها مصدر مفعول مطلق لفعل

__________________

(١) من الآية ٧٠ من سورة المؤمنون.


محذوف تقديره : دع وبله مضاف الأكف مضاف إليه.

ملاحظة : يرى الكوفيّون أنها من أدوات الاستثناء فيكون ما بعدها منصوبا على الاستثناء ، مثل :«أكرمت المجتهدين بله الكسلانين» «الكسلانين» : مستثنى منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم. ويرى الأخفش أنها حرف جرّ.

البلوغ

لغة : مصدر بلغ. بلوغ الثمر : نضجه اصطلاحا : الحينونة. أي : من معاني الفعل المزيد ، مثل : «أزرع» ، «أحصد» ، ..

بلى

يرى بعض النحويين أن «بلى» أصلها : «بل» والألف زائدة ، ويرى غيرهم أن الألف للتّأنيث بدليل إمالتها ، و «بلى» حرف جواب وتختصّ بالنّفي فتفيد إبطاله ويكون النّفي :

١ ـ نفيا مجرّدا ، كقوله تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ : بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ)(١).

٢ ـ نفيا مقرونا بالاستفهام الحقيقيّ ، مثل :«أليس الطقس باردا؟». «بلى».

٣ ـ نفيا مقرونا بالاستفهام التّوبيخي ، كقوله تعالى : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(٢).

٣ ـ نفيا مقرونا بالاستفهام التقريريّ ، كقوله تعالى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) قالوا : «بلى».

تمييزها عن «نعم» :

١ ـ تفترق «بلى» عن «نعم» بأنها لا تأتي إلا بعد النّفي. أمّا «نعم» فتأتي بعد النّفي والإثبات.

٢ ـ تأتي «بلى» إيجابا للنّفي فتقول : أليس الله بقادر على أن يحيي الموتى ، بلى. أما «نعم» فأنها تأتي لتصديق المخبر في الإيجاب والنّفي ، مثل :«أليس الطقس باردا» فإذا أجبت بـ «نعم» يكون المعنى : نعم ليس الطقس باردا وإذا أجبت بـ «بلى» يكون المعنى : الطقس بارد. وما ذلك إلا على مقتضى السّماع فقط.

وقد تأتي «نعم» بمعنى «بلى» كقول الشاعر :

أليس الليل يجمع أمّ عمرو

وإيّانا فذاك بنا تداني

نعم وترى الهلال كما أراه

ويعلوها النهار كما علاني

فمعنى : «نعم» جواب المقدّر في نفس الشاعر في أن يجمعه الليل وأمّ عمرو أو هو جواب لما بعدها أو جواب للعبارة فذاك بنا تداني.

ومن حديث الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) للأنصار : «ألستم ترون ذلك» فأجابوا : «بلى» فأوّل قولهم على أنّه لأمن اللّبس.

البناء

لغة : مصدر بنى الشيء : أقامه.

اصطلاحا : البناء هو لزوم آخر الكلمة على حالة واحدة في كل حالات الإعراب مثل : «جاء سيبويه». «سيبويه» فاعل مبنيّ على الكسر في محل رفع. ومثل : «جاء ثلاثة عشر رجلا» «ثلاثة عشر» فاعل «جاء» مبنيّ على فتح الجزأين في محل رفع فاعل. رجلا : تمييز.

__________________

(١) من الآية ٧ من سورة التغابن.

(٢) من الآية ٨٠ من سورة الزخرف.


ألقابه : الضّمّ ، الفتح ، الكسر ، السّكون ، أو الوقف.

وهو نوعان : البناء اللازم أي هو الذي يكون على حاله من البناء في كل حالات الإعراب ومهما كان العامل قبله مثل : «جاء سيبويه» سيبويه : فاعل مبني على الكسر في محل رفع والبناء العارض هو الذي يزول عند إزالة سبب البناء ، مثل : «يا سعيد» : «سعيد» : منادى مبنيّ على الضّمّ في محل نصب مفعول به لفعل النداء ... وهو في الاصطلاح أيضا : الميزان الصّرفي. الفعل.

بناء الاسم على الفعل

اصطلاحا : أن يكون الاسم خاضعا في إعرابه للفعل ، مثل قوله تعالى : (يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ)(١) «الواو» في «يحسبون» فاعل.

«الأحزاب» مفعول به.

البناء الدّائم

اصطلاحا : البناء اللازم.

البناء الصّرفيّ

اصطلاحا : الميزان الصّرفيّ.

البناء العارض

اصطلاحا : هو الاسم المبنيّ لسبب عارض ويزول البناء بإزالة المسبب مثل : «يا ولد» «ولد» منادى مبنيّ على الضّمّ في محل نصب مفعول به لفعل النّداء ... فهو مبنيّ لأنه نكرة مقصودة بعد حرف النّداء فإذا لم يكن منادى زال البناء ورجع إلى إعرابه فتقول : «جاء رجل وولد» «رجل» فاعل مرفوع «ولد» اسم معطوف على رجل مرفوع مثله.

المبني بناء عارضا :

١ ـ العدد المركب كقوله تعالى : (إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً)(٢) «أحد عشر» مفعول به مبنيّ على الفتح في محل نصب.

٢ ـ العلم المختوم بـ «ويه» ، مثل : «جاء سيبويه». سيبويه فاعل مبنيّ على الكسر.

٣ ـ الاسم المركب ، مثل : «هو جاري بيت بيت» «بيت بيت» : حال مبني على فتح الجزأين.

٤ ـ اسم «لا» النافية للجنس. مثل : «لا رجل في الدّار» «رجل» اسم «لا» مبني على الفتح.

٥ ـ المنادى إذا كان علما أو نكرة مقصودة ، مثل : «يا سعيد». «سعيد» منادي مبنيّ على الضّمّ لأنه اسم علم ، ومثل : «يا رجل» «رجل» : منادى مبنيّ على الضم لأنه نكرة مقصودة.

٦ ـ الظّروف إذا كانت مقطوعة عن الإضافة كقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)(٣) «قبل» ظرف مبنيّ على الضّمّ في محل جرّ بـ «من» ومثلها «بعد» ومثلها الجهات السّتّة.

٧ ـ اسماء الأصوات كقول الشاعر :

عدس ما لعبّاد عليك إمارة

أمنت وهذا تحملين طليق

«عدس» اسم فعل لزجر الحصان مبنيّ على السّكون لا محل له من الإعراب.

__________________

(١) من الآية ١٩ من سورة الأحزاب.

(٢) من الآية ٤ من سورة يوسف.

(٣) من الآية ٤ من سورة الروم.


٨ ـ المضارع الدي اتصل به نون الإناث أو نون التّوكيد. كقول الشاعر :

لا يبعدن قومي الذين هم

سم العداة وآفة الجزر

«يبعدن» مضارع مبنيّ على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة وهو في محل جزم ل لا الناهية. أو لاتصاله بنون النسوة ، مثل قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ)(١) يتربّصن : فعل مضارع مبنيّ على السّكون لاتصاله بنون الإناث.

البناء على الفتح. يطرد البناء على الفتح في العدد المركب ، مثل : «جاء ثلاثة عشر ولدا» وفي الظّروف المركبة ، مثل : «أزور والدتي صباح مساء» ، «صباح مساء» : ظرف مبنيّ على فتح الجزأين في محل نصب على الظّرفيّة. وفي الأحوال المركبة ، مثل : «هو جاري بيت بيت».

بيت بيت : حال مبنيّ على الفتح في محل نصب حال.

البناء على الضّمّ : ويطرد البناء على الضّمّ في الظروف التي قطعت عن الإضافة لفظا ونوي معناه كقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) «قبل» ظرف مبنيّ على الضّمّ في محل جرّ بـ من.

البناء على الكسر : في العلم المختوم بـ «ويه» مثل : «جاء سيبويه» وفي الاسم على وزن «فعال» «علما» للمؤنث ، مثل : «حذار» ، و «رقاش» ، و «لكاع» كقول الشاعر :

أطوّف ما أطوّف ثم آوي

إلى بيت قعيدته لكاع

«لكاع» منادى مبنيّ على الكسر في محل نصب ، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي وهو مبني على الكسر. وجملة المبتدأ وخبره في محل جرّ نعت ل «بيت». أو علما لسب الأنثى يكون منادى ، مثل : يا خباث يا رقاش ، أو اسم فعل على وزن فعال ، مثل «تراك» «نزال».

أنواع البناء :

١ ـ البناء على السّكون. الذي يدخل على الاسم ، مثل : «كم» أو على الفعل ، مثل : «كل» وعلى الحرف ، مثل : «هل».

٢ ـ البناء على الفتح ويدخل على الفعل الماضي ، مثل : «كتب الولد فرضه» كتب فعل ماض مبنيّ على الفتحة. وعلى الاسم المبني مثل : «كيف» ، «أين». وعلى الحرف ، مثل :«سوف» كقوله تعالى : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)(٢) «سوف» في الموضعين حرف تنفيس مبني على الفتح.

٣ ـ البناء على الكسر يدخل على الاسم ، مثل :«أمس» مثل : «زرتك أمس» وعلى الحرف ، مثل :«المال لسعيد» اللام حرف جر مبنيّ على الكسر لا محل له من الإعراب.

٤ ـ البناء على الضّمّ فيدخل على الاسم والحرف «منذ» فمن جرّ الاسم بعدها فهي حرف جرّ مبنيّ على الضّمّ. ومن رفع الاسم بعدها فهي اسم مبنيّ على الضّمّ.

بناء فاعل

اصطلاحا : الفعل الدائم ، أي : اسم الفاعل العامل ، مثل : «أنا دارس درسي»

بناء الفاعل

اصطلاحا : الفعل المعلوم أي : الذي عرف فاعل ، كقوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا

__________________

(١) من الآية ٢٢٨ من سورة البقرة.

(٢) من الآيتين ٣ و ٤ من سورة التكاثر.


وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ)(١).

بناء فعل

اصطلاحا : الفعل الماضي أي : الذي يدلّ على حدث في الزمان الماضي. كقوله تعالى : (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)(٢).

بناء الفعل على الاسم

اصطلاحا : أن يكون الفعل خبرا للاسم ، مثل : «زيد كتب فرضه» «زيد» مبتدأ. «كتب فرضه» جملة فعلية مؤلفة من الفعل والفاعل والمفعول به في محل رفع خبر المبتدأ.

البناء اللازم

اصطلاحا : هو الذي تكون علّة بنائه دائمة.

ويسمّى أيضا : البناء الدّائم المبنيّات بناء لازما هي : الضمائر واسماء الإشارة ، واسماء الموصول وأسماء الأفعال ، إذ الظرفيّة الشرطيّة ، اسماء الأفعال ومن أمثلتها :

١ ـ الضمائر : كقوله تعالى : (وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ)(٣) «فالواو» في «كانوا» ضمير مبنيّ على السّكون في محل رفع اسم «كان» والضمير «هم» في «لهم» ضمير متصل مبنيّ على السّكون في محل جرّ باللّام و «كانوا» مثل الأولى. «بعبادتهم» ضمير الغائبين مبنيّ على السّكون في محل جر بالاضافة.

٢ ـ اسماء الاشارة ، كقوله تعالى : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ)(٤) «ذلك» اسم اشارة مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ. «اللّام» : للبعد. والكاف للخطاب.

٣ ـ اسماء الموصول كقوله تعالى : (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) «الذين» : اسم موصول مبنيّ على الفتح في محل رفع فاعل «قال».

٤ ـ اسماء الشرط. كقوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) «من» اسم شرط جازم فعلين مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ.

٥ ـ اسماء الاستفهام ، مثل : «كيف حالك» كيف اسم استفهام مبنيّ على الفتح في محل رفع خبر مقدّم. «حالك» مبتدأ مؤخر و «الكاف» في محل جرّ بالإضافة.

٦ ـ الظروف مثل : «إذ» ، «إذا» ، «الآن» ، «حيث» ، «أمس» كقول الشاعر :

طلب الأزارق بالكتائب إذ هوت

بشبيب غائلة النفوس غدور

وفيه : «إذ» ظرف مبنيّ على السّكون. وكقول الشاعر :

إذا تباع كريمة أو تشترى

فسواك بائعها وأنت المشترى

بناء ما لم يقع

اصطلاحا : فعل الأمر ، أي : طلب وقوع الفعل من الفاعل المخاطب بغير لام الأمر ، كقوله تعالى : (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا)(٥).

بناء ما مضى

اصطلاحا : الفعل الماضي كقوله تعالى : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ)(٦).

__________________

(١) من الآية ٧٣ من سورة الزمر.

(٢) من الآية ١ من سورة الصف.

(٣) من الآية ٦ من سورة الأحقاف.

(٤) من الآية ٢ من سورة البقرة.

(٥) من الآية ٣٠ من سورة الأعراف.

(٦) من الآية ٦ من سورة الصّافّات.


بناء ما هو كائن

اصطلاحا : الفعل المضارع. أي الذي يدل على حدث في الزّمن الحاضر أو المستقبل كقوله تعالى : (يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ)(١).

بناء ما يكون

اصطلاحا : الفعل المضارع.

بناء يفعل

اصطلاحا : الفعل المضارع.

بنات الواو

اصطلاحا : هو الفعل الذي عينه حرف معلّ وأصله : واو ، مثل : «قال» و «ساد» والأصل : قول وسود.

بنات الياء

اصطلاحا : هو الفعل الذي عينه حرف معلّ وأصله ياء ، مثل : «مال» «سال». والأصل : ميل وسيل.

بنت

مؤنث ابن ويجمع على «بنات» جمع مؤنث سالم ، والأصل فيها أن تكتب بالهاء لأن فيها معنى التأنيث فتقول : ابنة وهمزتها همزة وصل.

بنون

جمع ابن وهو ملحق بجمع المذكر السالم كقوله تعالى : (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ)(٢) وكقوله تعالى : (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا)(٣).

البنية

لغة : ما بني. واصطلاحا : الميزان الصّرفي.

البيان

لغة : مصدر بان : ظهر. واصطلاحا : الإظهار ، أي : ترك الإدغام قبل وقوعه مثل :«ادتعى» قبل قلب التاء «دالا» وادغامها في «ادّعى» و «اظطلم» قبل ابدال الطّاء «ظاء» وادغامها في «اظّلم».

وفي الاصطلاح أيضا : بيان الجنس. وعطف البيان ، أي : التابع الجامد الذي يشبه الصفة في كونه يكشف عن حقيقة المراد ، مثل : «أقسم بالله أبو حفص عمر». وهو أيضا : المفعول المطلق المبيّن للنّوع ، مثل : «مشى مشية المؤمن».

بيان الجنس

اصطلاحا : هو أحد معاني حرف الجر «من» ، كقوله تعالى : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ)(٤) ويسمى أيضا : البيان.

بيان العلّة

هو بيان علّة الحكم ، والاستدلال بوجودها على وجوده ، وبعدم وجودها على عدم وجوده ، مثل «إنّ» المشددة عاملة لشبهها «وإن» المخففة غير عامله لبطلان الشبه.

البيان والتّبيين

اصطلاحا : الفكّ أي : نقض الإدغام بعد وقوعه ، مثل لم يشدد ولم يمدد بدلا من «لم يمدّ» ولم يشدّ.

بيت بيت

هو مركب مبنيّ على فتح الجزأين يعرب حالا ، مثل : «هو جاري بيت بيت».

بيد

لها معنيان :

١ ـ اسم منصوب يستعمل في الاستثناء

__________________

(١) من الآية ٢ من سورة الأنعام.

(٢) من الآية ١٣٣ من سورة الشعراء.

(٣) من الآية ٤٦ من سورة الكهف.

(٤) من الآية ٣٣ من سورة فاطر.


وهو بمعنى «غير» إلا أنّه لا يأتي مرفوعا ولا مجرورا. ويضاف دائما إلى جملة مؤلفة من أنّ ومعموليها. ففي الحديث : «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا». بيد : مستثنى منصوب وهو مضاف والمصدر المؤوّل من «أنّ» ومعموليها في محل جرّ بالإضافة. ومنهم من يعرب «بيد» حالا منصوبة.

٢ ـ معنى «من أجل» فتكون «بيد» حالا منصوبة ومنه الحديث : «أنا أفصح العرب بيد أنّي من قريش واسترضعت في بني سعد بن بكر» وكقول الشاعر :

عمدا فعلت ذاك بيد أني

أخاف إن هلكت لا ترني

وورد البيت : أخاف إن هلكت لم ترني.

بين

ظرف بمعنى : وسط. منصوب على الظّرفيّة الزّمانيّة أو المكانيّة. فإن أضيف إلى الزّمان ، مثل : «زرتك بين العصر والمغرب» فهو ظرف زمان ، وإن أضيف إلى المكان ، مثل : «بيتي بين الجامعة والجامع» فهو ظرف مكان ، وغير ملازم للإضافة. وقد يضاف إلى أكثر من واحد مثل : «جلست بين القوم» أي : وسطهم وإذا أضيف إلى الواحد وجب العطف عليه بالواو ، مثل : «توقفت في القراءة بين السطر والسطر». ومثل : «جلست بين أخي وأختي».

وقد يكون اسما مجرورا إذا تقدّمه حرف جرّ كقوله تعالى : (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ)(١).

وقد يخرج عن الظّرفية فيعرب بحسب موقعه من الجملة كقوله تعالى : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ)(٢) «بينكم» : فاعل «تقطع» وضمير المخاطبين في محل جرّ بالإضافة.

بين بين

مركب مزجيّ مبني على فتح الجزأين ويعرب حالا ، تقول : «هذا طعام بين بين» أي : لا جيد ولا رديء. «هذا» : «الهاء» للتنبيه «ذا» اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ «طعام» :خبر المبتدأ. «بين بين» حال مبنيّ على الفتح في محل نصب.

بينا بينما

أصل «بينا» : «بين» مضافة إلى «أوقات» المضافة بدورها إلى جملة فحذفت كلمة أوقات وعوض منها بالألف فصارت «بينا» أو عوض منها بـ «ما» فصارت «بينما». وهما ظرفان منصوبان على الظرفيّة وعامل النّصب فيهما تضمنّهما معنى «إذ» التي للمفاجأة ، تقول : «بينا أنا خارج إلى عملي إذ هطل المطر» أو «إذ المطر هاطل» أي :هطل المطر بين أوقات خروجي إلى عملي. وقد تأتي «بينا» دون أن تتبعها «إذ» ومنه الحديث : «بينا أنا نائم رأيت النّاس يعرضون عليّ ...» «بينا أنا خارج إلى العمل إذ هطل المطر» «بينا» ظرف منصوب «أنا» : ضمير منفصل مبنيّ على السّكون في محل رفع مبتدأ «خارج» خبر المبتدأ إذ الفجائيّة «هطل المطر» فعل وفاعله. والألف في «بينا» عوض عن كلمة «أوقات» المحذوفة و «بينا» لفظ مذكر عند أكثر أهل اللغة ، ومثله «بينما» والمشهور أنه يطلق في الرجل والمرأة.

__________________

(١) من الآية ٤٢ من سورة فصلت.

(٢) من الآية ٩٤ من سورة الأنعام.


باب التاء

تا

اسم إشارة للمفرد المؤنّث مبنيّ على السّكون ، راجع : اسم الإشارة.

التّاء

هي الحرف الثالث من حروف الهجاء في التّرتيب الألفبائيّ ، والثّاني والعشرون من التّرتيب الأبجدي ، وتساوي في حساب الجمّل الرقم أربعمئة ، يخرج هذا الحرف من طرف اللّسان وأصول الثّنايا العليا وهو حرف مهموس من الحروف النطعيّة.

كتابتها : وتكتب التاء مربوطة في المواضع التالية :

١ ـ في العلم المؤنث مما فوق الثلاثي ، مثل : «فاطمة» ، «عزيزة» ، «خديجة» ، وفي غير العلم مثل : «طاولة» ، «مسطرة» ، لأنه يمكننا أن نلفظها هاء.

٢ ـ في جمع التكسير الذي لا ينتهي بتاء مفتوحة مثل : «قضاة» «حماة» «حفاة» ، «عراة».

٣ ـ في صفة المؤنّث ، مثل : «قليلة» ، «كثيرة» ، «صغيرة» ، «كبيرة».

٤ ـ وتكتب مربوطة في ثمّة.

أما «التّاء» الطّويلة فتكتب في المواضع التالية :

١ ـ في الاسم الثلاثيّ السّاكن الوسط الذي ينتهى بتاء يوقف عليها بالسّكون مثل : «بيت» «بنت» «نبت» «قوت».

٢ ـ في الاسم غير الثّلاثي المذكّر ، مثل : «سبات» «نبات» «ثبات» «بيات».

٣ ـ في جمع المؤنّث السّالم ، مثل :««شجرات» ، «فتيات» ، «بنات» ، «طاولات».

٤ ـ في الحروف ، مثل : «ليت» ، «لات» ، «ثمّت» ، «ربّت» ، «لعلّت».

٥ ـ اسم العلم الأعجمي المنتهي بتاء ، مثل :«بونابرت» ، «زرادشت» «شوكت».

٦ ـ في جمع التكسير الذي ينتهي مفرده بتاء طويلة ، مثل : «وقت» «أوقات» ، «بيت» «أبيات» «بنت» «بنات».

٧ ـ في الاسم المفرد المنتهي بتاء قبلها «واو» مثل : «عنكبوت» «ملكوت» أو قبلها «ياء» مثل :«كبريت».

حذفها : وقد حذفت التاء في مواضع كثيرة أهمها :

١ ـ تحذف من الفعل الذي ينتهي بتاء إذا أسند إلى تاء الضمير ، مثل : «مات» «متّ» «فات» «فتّ» ، «بات» «بتّ».


٢ ـ تحذف من أوّل المضارع إذا اتّصل بتاء المضارع ، مثل : «تناول» «تتناول» «تناول» «تلوّن» «تتلوّن» «تلوّن».

واختلف النّحاة حول «التّاء» المحذوفة من أوّل المضارع ، أهي تاء المضارعة أم التاء الأصليّة ، فقال الكوفيون ان التاء المحذوفة هي تاء المضارعة لأنها زائدة ، والزّائد أولى بالحذف من الأصلي ، والأصليّ أقوى من الزّائد.

ورأى البصريون أن المحذوف هي «التاء» الأصليّة لأن تاء المضارعة دخلت على الفعل لتدلّ على مضارعيّته ، أمّا الأصليّة فلا تفيد معنى فحذفها هو الأولى. وردّ رأي الكوفيين بالحجّة المقنعة أن «التاء» الدّاخلة على المضارع على نوعين نوع جاء لمعنى وليس الأصلي أقوى منه ، ونوع لم يأت لمعنى والأصلي بالطبع أقوى منه ، فإذا كانت تاء المضارعة جاءت لمعنى ، فابقاؤها وحذف التاء الأصليّة هو الأولى ، ولأن حذف تاء المضارعة يذهب المعنى الذي جاءت من أجله.

كما أثبتوا التنوين الذي جاء لمعنى في الاسم المنقوص والمقصور وحذفوا الياء من قولك :«جاء قاض» والأصل «جاء قاضي» فلما حذفت الضّمّة لثقلها على الياء بقي التّنوين ساكنا «والياء» ساكنة فحذفوا «الياء» لأنها لم تأت لمعنى وأبقوا التّنوين الذي جاء لمعنى.

زيادتها : تزاد «التّاء» في بنية الكلمة في المواضع التالية :

١ ـ في أول المضارع مثل : «ذهب» «تذهب» ، «دحرج» «تدحرج» «انطلق» «تنطلق».

٢ ـ في أول الفعل الذي يبنى للمطاوعة ، مثل : «كسر» «تكسّر» ، «مزّق» «تمزّق» ، «دحرج» «تدحرج».

٣ ـ في صيغة «تفاعل» مثل : «ضرب» «تضارب» ، «قتل» «تقاتل» ، «غفل» «تغافل» ، «جهل» «تجاهل».

٤ ـ في صيغة «افتعل» ، مثل : «قتل» «اقتتل» ، «قرب» «اقترب» ، وفي صيغة «استفعل» ، مثل :««قدم» «استقدم» ، «خرج» «استخرج».

٥ ـ في ضمائر الرّفع المنفصلة التي تفيد الخطاب ، مثل : أنت ، أنتما ، أنتم ، أنت ، أنتما ، أنتنّ ، عند رأي من يقول ذلك ويعتبر «أن» هي الضّمير.

٦ ـ تزاد في آخر الماضي دلالة على تأنيثه ، مثل : «أكلت البنت» «وشربت الدّواء».

٧ ـ وتزاد في أول «الآن» عند رأي من يقول ذلك ، كقول الشاعر :

نوّلي قبل نأي دار جمانا

وصلينا كما زعمت تلانا

ومن النّحاة من اعتبرها زائدة في أوّل كلمة «أوان» المسبوقة بـ «لا» كقول الشاعر :

طلبوا صلحنا ولا تأوان

فأجبنا أن ليس حين بقاء

ومنهم من اعتبر أن «التّاء» هي جزء من «لات» التي هي من أخوات ليس ، فذكر البيت كما يلي :

طلبوا صلحنا ولات أوان

فأجبنا أن ليس حين بقاء

٨ ـ وتأتي زائدة من غير قياس في أول الكلمات التالية : «تمثال» ، و «تمساح» و «تبيان».

وفي آخر الكلمات التّالية : «ملكوت» ، «جبروت» ، «عشتروت» ، «طاغوت» «عنكبوت» ، «عفريت» ، كما تزاد في أوّل وآخر الكلمات


التّالية : «ترنموت» (لترنّم القوس) على وزن «تفعلوت».

إبدالها : وجاءت التاء بدلا في المواضع التالية :

أولا : إبدالها من الواو : تبدل «التاء» من «الواو» في غير قياس في الكلمات التالية : «تجاه» من «الوجه» وزن «فعال» ، «تراث» من «ورث» على وزن «فعال» ، «تقيّة» من «وقيت» على وزن «فعلية». و «التقوى» على وزن «فعلى» و «تقاة» على وزن «فعلة». و «توراة» من «ورى» على وزن «فوعلة» «تولج» من الولوج على وزن «فوعل».

و «تخمة» من الوخامة على وزن «فعلة» و «تكأة» من توكّأت على وزن «فعلة» و «تكلان» من «توكلّت» على وزن «فعلان» وقالوا : «أتلجه» أي :«أولجه» على وزن أفعله وفي المشتق منه «متلج» و «أتكأه» وما اشتق منه وأبدلت في كلمة «التّليد» و «التّلاد» من «ولد» وفي «تترى» من المواترة على وزن «فعلى» وفي «أخت» و «بنت» من «الأخوّة» و «البنوّة» وفي «هنت» لأنها تجمع على «هنوات» وقياسا تبدل التاء من «الواو» في الفعل الواويّ الفاء على وزن «افتعل» فتقول من «وعد» «اوتعد» وبقلب «الواو» تاء «اتّعد» وبالإدغام للمثلين «اتّعد» ومثلها «وزن»«اوتزن» «اتتزن» «اتّزن» ما اشتق من هذه الأفعال فنقول : «يتّعد» و «اتّعاد» ، «يتّزن» و «اتّزان» «يتّلج» و «اتّلاج». واعتبر بعض النّحاة تاء القسم مبدلة من واوه.

إبدالها من الياء : تبدل التّاء من «الياء» قياسا في الفعل اليائيّ الفاء على وزن «افتعل» ، تقول في اليسر في المضارع على وزن «افتعل» «ايتسر» وبقلب «الياء» إلى «تاء» «اتتسر» وبإدغام المثلين «اتّسر» ومثلها «يبس» «ايتبس اتتبس اتّبس». وتبدل على غير قياس من «ثنتان» لأنها من الفعل «ثنّيت».

إبدالها من السّين : وتبدل السّين «تاء» من غير قياس في كلمة «ست» والأصل ، «سدس» وفي التّصغير «سديسة».

إبدالها من الصّاد : وتبدل «الصّاد» «تاء» في «لصت» و «لصوت» والأصل : «لصّ» و «لصوص». لكثرة استعمالها بالصّاد.

إبدالها من الطّاء : وتبدل «الطاء» «تاء» ، في كلمة «فسطاط» فتصير «فستاط» بدليل الجمع في فساطيط كما تبدل في «استاع» و «يستيع» والأصل : «اسطاع» و «يسطيع».

إبدالها من الدّال : وتبدل «الدّال» «تاء» في قولهم : ناقة «تربوت» فتقول : «ناقة تربوت» والأصل : «دربوت» من الدّربة.

إبدالها من الهمزة : وأبدلت الهمزة «تاء» كما في قول الشاعر :

نوّلي قبل نأي دار جمانا

وصلينا كما زعمت تلانا

والأصل : الآن. وزيدت في قولهم حسبك تلانا أي : حسبك الآن وزيدت «التاء» في غير قياس في «ربّت» والأصل : «ربّ» وفي «لات» والأصل :«لا». وفي «لعلّت» والأصل : «لعلّ».

التاء الاسميّة

هي التي تتصل بآخر الفعل وتدلّ على المفرد المتكلّم من ذكر أو أنثى ، مثل : «قمت» ، «أكلت».

«قمت» : فعل ماض مبنيّ على السّكون لاتصاله بضمير الرّفع المتحرّك و «التاء» ضمير متّصل مبنيّ على الضّم في محل رفع فاعل ، أو تدلّ على المخاطب المفرد والمذكّر مثل : «نجحت» فتبنى على الفتح أو على المخاطبة المؤنّثة ، مثل :«نجحت» فتبنى على الكسر. أمّا إذا اتصلت


بالفعل المجهول فتكون نائب فاعل ، مثل :«ضربت» وإعرابه : «ضربت» فعل ماض للمجهول مبنيّ على السّكون لاتصاله بالتاء.

و «التاء» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محلّ رفع نائب فاعل. ومثلها : «كوفئت» و «قتلت» كما تكون اسما للأفعال الناقصة ، مثل قوله تعالى : (يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيًّا)(١) «الياء» في «ليتني» ضمير متصل مبنيّ على السّكون في محل نصب اسم «ليت».

و «التاء» في «متّ» في محل رفع فاعل ، و «التاء» في «كنت» في محل رفع اسم «كان».

التّاء الأصليّة

اصطلاحا : هي التي تدخل في أصل الكلمة ، مثل : «بيت» ، «بنت» ، «وقت» «نبت» «بتر».

تاء الافتعال

اصطلاحا : هي التي تكون زائدة في وزن «افتعل» مثل : «قتل» «اقتتل» وتدلّ على المشاركة ، مثل : «اشترك» وعلى المبالغة ، مثل : «اكتسب» وعلى المطاوعة مثل : «امتشق».

تاء الإلحاق

اصطلاحا : هي الزّائدة في آخر الأسماء أو الأفعال لإلحاقها بوزن من أوزان الرّباعي أو الخماسيّ. مثل : «عفريت» «تكريت».

تاء البدل

اصطلاحا : هي التي تكون مبدلة إمّا من «الواو» في مثل : «اتّعد» والأصل : «اوتعد». أو من الياء ، مثل : «ايتسر» فتصير : «اتّسر». وتسمّى أيضا : تاء العوض.

تاء التّأنيث

اصطلاحا : هي التي تلحق آخر الكلمة لتدلّ على تأنيثها. وهي نوعان : تاء التّأنيث السّاكنة ، وتاء التّأنيث المتحرّكة. وتسمّى أيضا : التّاء الفارقة.

تاء التأنيث السّاكنة

اصطلاحا : هي التي تلحق آخر الفعل الماضي وتدلّ على تأنيثه ، مثل : «درست» ، ولكنّها تفتح مع ألف المثنّى ، مثل : «درستا» وتكسر إذا التقت بساكن آخر مثل : «درست التّلميذة». وتاء التّأنيث واجبة في الفعل المؤنّث إذا تقدّم عليه فاعله المؤنث. إمّا إذا لم يتقدّم الفاعل على المؤنّث فيجوز أن تلحق «التاء» الفعل أو تتجّرد منه وفق ما يلي :وجوب تذكير الفعل مع الفاعل : يذكّر الفعل مع الفاعل في موضعين :

الأول : إذا كان الفاعل مذكّرا ، مثل : «جلس الولد» وكقوله تعالى : (وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جاءَهُ الرَّسُولُ قالَ ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ)(٢).

والثاني : إذا كان الفاعل مؤنّثا ظاهرا مفصولا عن فعله بـ «إلّا» مثل : «ما نجح إلّا نسرين».

وجوب تأنيث الفعل مع الفاعل : يجب تأنيث الفعل مع الفاعل في ثلاثة مواضع :

الأول : إذا كان الفاعل مؤنّثا حقيقيا ظاهرا متّصلا بفعله ، والمؤنّث الحقيقيّ هو الذي يلد أو يبيض ، مثل قوله تعالى : (قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ)(٣).

__________________

(١) من الآية ٢٣ من سورة مريم.

(٢) من الآية ٣٩ من سورة يوسف.

(٣) من الآية ٣٣ من سورة آل عمران.


والثاني : إذا كان الفاعل ضميرا مستترا يعود إلى مؤنّث حقيقيّ ، كقوله تعالى : (ما بالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ قالَ ما خَطْبُكُنَّ إِذْ راوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ)(١) أو يعود إلى مؤنّث مجازي كقوله تعالى : (حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً)(٢) «الشمس» مؤنث مجازي لذلك أنّث الفعل «تطلع» لأن فاعله ضمير مستتر يعود إلى «الشمس».

٣ ـ إذا كان الفاعل ضميرا مستترا يعود إلى جمع مؤنّث سالم ، مثل : «التلميذات جاءت» فاعل «جاءت» ضمير مستتر يعود على «التلميذات» أو إلى جمع تكسير لمؤنّث ، «الفتيات جاءت» أو إلى جمع تكسير لمذكّر غير عاقل ، مثل : «الكلاب عوت».

جواز تذكير الفعل أو تأنيثه : يجوز تذكير الفعل أو تأنيثه في المواضع التّالية :

١ ـ إذا كان الفاعل مؤنّثا غير حقيقيّ ظاهرا ، فتقول : «طلع أو طلعت الشمس».

٢ ـ إذا كان الفاعل مؤنّثا مفصولا عن فعله بغير «إلّا» ، مثل : «ما زار أو ما زارت المعلمة فاطمة» أو «زار أو زارت القرية فاطمة».

٣ ـ إذا كان الفاعل ضميرا منفصلا لمؤنّث ، مثل : «ما زارني أو زارتني إلّا هي».

٤ ـ إذا كان الفاعل مؤنّثا حقيقيا والفعل هو «نعم» أو «بئس» أو «ساء» ، مثل : «نعم أو نعمت الفتاة فاطمة» «بئس أو بئست الفتاة هند» ، «ساء أو ساءت الفتاة سميرة».

٥ ـ إذا كان الفاعل مذكّرا ممّا يجمع بالألف والتّاء ، مثل : «جاء أو جاءت الطلحات».

٦ ـ إذا كان الفاعل جمع تكسير لمؤنّث أو لمذكّر : مثل : «أقبل أو أقبلت الفتيات أو الأولاد».

٧ ـ إذا كان الفاعل ملحقا بجمع المذكّر السّالم مثل : «جاء أو جاءت البنون» أو ملحقا بجمع المؤنث السّالم ، مثل : «نجح أو نجحت أولات الاجتهاد».

٨ ـ إذا كان الفاعل مذكّرا مضافا إلى مؤنّث صالحا للاستغناء عنه بالمضاف إليه مثل : «فاز أو فازت بعض التلميذات». أمّا إذا كان المضاف إليه ممّا لا يصحّ أن يحلّ محلّ المضاف فيجب التّذكير ، مثل : «حضر غلام المرأة».

٩ ـ إذا كان الفاعل اسم جمع ، تقول : «حضر أو حضرت النّساء» أو اسم جنس جمعي ، «جاء أو جاءت العرب».

تاء التّأنيث المتحرّكة

هي التي تدخل على الاسم المفرد ، مثل :«قائمة» و «عالمة» ، وتسمى «تاء» الفارقة وعلى آخر جمع المؤنّث السالم ، مثل : «قائمات» «عالمات» وتسمّى : تاء الجمع وتفيد هذه التاء :

١ ـ التفريق بين المذكّر والمؤنّث فتعتبر علامة لتأنيث الاسم مثل : «ضارب» ، «ضاربة» «مرء» امرأة» ، «فتى» «فتاة». ويرى أكثر النحاة أنّها تدخل على الأسماء المشتقّة مثل : «ناجح» «ناجحة» «آكل» «آكلة» «قائم» «قائمة». ويرون أنها لا تدخل على الأسماء المختصة بالنّساء ، مثل : «حامل» ، «طالق» ، «طامث» ، «مرضع» ، «عانس» «فارك» التي تكره زوجها كما لا تدخل

__________________

(١) من الآيتين ٥٠ و ٥١ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ٩٠ من سورة الكهف.


على الأسماء المختصة بالرجال ، «أكمر» «آدر» ، «لحيان». ولا تدخل على اسم الجنس الجامد ، وشذّ : «رجل» «رجلة» «فتى» «فتاة» ، «طفل» «طفلة» «إنسان» «إنسانة» «ظبي» «ظبية». ولا تدخل هذه التاء على الأوزان والمواضع التالية :

أـ على صيغة «فعول» بمعنى «فاعل» إذا ذكر الموصوف ، فتقول : «رجل صبور» و «امرأة صبور» «رجل شكور» ، و «امرأة شكور» ، أمّا إذا لم يذكر الموصوف فيجب اثبات «التاء» في المؤنّث وحذفها في المذكّر ، مثل : «قابلت مجتهدة وكسولة ، وحقودة ، وصبورة وشكورة».

ب ـ على صيغة «مفعال» ، مثل : «مفتاح» لكثيرة الفتح و «معلام» لكثيرة العلم ومن الشّاذّ القول «ميقان وميقانة» أي : الكثيرة اليقين و «مضراب» و «مضرابة» ، وشرط ذلك عدم ذكر الموصوف فتقول : «شاهدت مطرابة ومفتاحة».

ج ـ لا تدخل تاء التأنيث على صيغة «مفعيل» ، مثل : «معطير» «منطيق» ومن الشاذّ «مسكينة» فإذا ذكر الموصوف وجب عدم ذكر «التاء» فتقول :«جاءت معطيرة».

د ـ صيغة «فعيل» بمعنى مفعول إذا ذكر موصوفة تقول : «كفّ خصيب» فإن كان بمعنى «فاعل» مثل «عتيقة» «وظريفة» كان مؤنّثة بالهاء وإن كان بمعنى «مفعول» ولم يذكر الموصوف كان مؤنثه بالهاء منعا للالتباس بالمذكّر.

ه ـ «مفعل» مثل : «مغشم» تقول : «امرأة مغشم» «ورجل مدعس ومهذر».

وقد تكون التاء لغير التّأنيث فتكون :

١ ـ للتّقريب ، والتّمييز والعوض والمبالغة والنّسب.

٢ ـ للتعريف في المعدود فاثباتها يدلّ على أن المعدود مذكّر وحذفها يدل على تأنيثه وذلك إذا كان العدد مفردا أي ما بين الثّلاثة والتّسعة ، تقول : «جاء ثلاثة رجال» و «حضرت ثلاث نساء».

٣ ـ للتفريق بين المفرد واسم الجمع ، لأن اسم الجمع يتميّز من مفرده بهذه التاء ، مثل :«اشتريت تمرا وأكلت تمرة». ومثل «بطّ» و «بطّة» و «حمام» و «حمامة».

٤ ـ للتعريف بين المفرد واسم الجمع وتكون علامة الجمع ، مثل : «هذا كمء» و «هؤلاء كمأة».

٥ ـ وتكون لتأنيث اللفظ فقط دون تمييز بين مفرد واسم جمع ، مثل : «غرفة» ، «زاوية» ، «قبيلة» ، «مدينة» ، «بلدة» ، «قرية».

٦ ـ توكيد التّأنيث في الجمع على وزن «فعال» و «فعول» ، مثل «حجارة» جمع «حجر» ، و «فحولة» جمع «فحل» و «صقورة» جمع «صقر» و «جمالة» جمع «جمل».

٧ ـ للمبالغة في المدح والذّمّ ، تقول :«علّامة» و «فهّامة» في المدح ورجل «لحّانة» للذّم.

٨ ـ للنّسب على وزن «مفاعل» مثل :«المهالبة» «الصقالبة» «الأشاعثة» «الأزارقة».

٩ ـ للدّلالة على أن الاسم أعجمي معرب ، مثل : «جوارية» جمع «جورب» و «طيالسة» جمع «طيلسان» و «صوالجة» ، جمع «صولجان».

١٠ ـ التّعويض من حرف محذوف في المصدر ، مثل «إقامة» الأصل : أقام على صيغة «إفعال» تصير «إقوام» ثم بقلب «الواو» ، «ألفا» لأنها مفتوحة وبعدها ألف فتصير «إقاام» ثم حذفت إحدى الألفين منعا من التقاء ساكنين والتعويض


منها بتاء مربوطة في الآخر فتصير «إقامة» ومثلها :«استقامة» ومثلها «عدة» والأصل : «وعدا» ومثل :«صفة» والأصل «وصفا».

١١ ـ التعويض من حرف محذوف في الجمع الذي على وزن «مفاعيل» ، مثل : «زناديق» ، «زنادقة».

١٢ ـ إظهار عدد المرّات في المصدر ، مثل :«ضربة» ، «أكلة» ، «مشية».

١٣ ـ لازدواج الكلمة الثانية بالأولى ، كقولهم :«لكلّ ساقطة لاقطة» وشرح ذلك ابن الأنباري بقوله : لكل كلمة ساقطة أي : يسقط بها الإنسان لاقط لها ، أي : متحفّظ ، فدخلت «التاء» على كلمة «لاقطة» لتزدوج مع كلمة «ساقطة» كما قالوا : «إن فلانا يأتينا بالغدايا والعشايا» فجمعوا «غداة» على «غدايا» لتزدوج مع كلمة «العشايا».

ملاحظة : إنّ تاء التأنيث الداخلة على الاسم تسمّى «هاء» التأنيث برأي بعض النّحاة لكن «تاء» التأنيث تميّز من «هاء» التأنيث بالأوجه التالية :

١ ـ تاء التأنيث تكون تارة مربوطة ، مثل : «هند قائمة» وتارة مفتوحة ، مثل : «قامت هند» أما «هاء» التأنيث فلا تكون إلّا مربوطة.

٢ ـ يكون ما قبل «هاء» التّأنيث مفتوحا دائما مثل : «هند قائمة» أما «تاء» التأنيث فيكون ما قبلها إما ساكنا ، مثل : «بنت» ، «بيت» وإما مفتوحا مثل : «كتبت هند».

٣ ـ تكون تاء التّأنيث ساكنة دائما إلا مع الأحرف فتكون مفتوحة ، مثل : «ربّت» «ثمّت» أما «هاء» التأنيث فتكون متحركة دائما بحسب موقع الاسم المتصل بها من الإعراب فقد تكون متحرّكة بالضّمّة أو بالفتحة ، أو بالكسرة.

٥ ـ تبدل «هاء» التأنيث في الوقف «هاء» ولا تكون تاء التّأنيث كذلك. والجدير بالذّكر أن هذه «التّاء» تحذف منها النّقطتان عند الفاصلة في النّثر المسجّع أو في نهاية القافية ، كقول الشاعر :

أسلمني قومي ولم يغضبوا

لسوءة حلّت بهم فادحه

كلّ خليل كنت خاللته

لا ترك الله له واضحه

كلّهم أروغ من ثعلب

ما أشبه اللّيلة ، بالبارحة

وفي النّثر المسجّع قالوا : نتيجة التّفريط النّدامة ، وثمرة التّأني السّلامة وقالوا أيضا : في التأني السلامة وفي العجلة النّدامه.

تاء التّمييز

اصطلاحا : التّاء الفارقة أي التي تميّز بين الواحد واسم الجنس ، مثل : «زهر» «زهرة» ، «تمر» «تمرة» «ليمون» «ليمونة».

وتسمّى أيضا : تاء التمييز. تاء التّأنيث.

تاء الجمع

اصطلاحا : هي تاء التّأنيث في جمع المؤنّث السّالم ، مثل : «التلميذات يرافقن المعلّمات» وكقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ)(١).

تاء الخطاب

اصطلاحا : هي التّاء المتّصلة بضمائر الرّفع للمخاطب ، «أنت» ، «أنتما» ، «أنتم» ، «أنت» «أنتما» «أنتنّ». زعم بعض النّحويين أنّ الضّمير هو

__________________

(١) من الآية ٢٣ من سورة النور.


«أن» اتصلت به «تاء» الخطاب وذهب غيرهم إلى إنّ الكلمة كلّها «أنت» هي الضّمير الذي يفيد المخاطب ، وذهب غيرهم إلى أن «التّاء» هي الاسم لكنّها كثّرت بـ «أن».

التاء الزّائدة

اصطلاحا : هي التي تزاد على بنية الكلمة لغرض من أغراض الزّيادة كالتوكيد وتقوية المعنى مثل : «عشتروت» ، «اجتمع».

تاء الضّمير

اصطلاحا : هي ضمير الرّفع المتحرّك التي تفيد المتكلم المذكّر والمؤنث وتكون في محل رفع فاعل ، مثل : «كتبت الرّسالة» كتبت : التاء تفيد المتكلّم المذكّر أو المؤنّث ، أو تفيد المخاطب المذكّر أو المؤنّث ، مثل : «قرأت الرسالة» ، «كتبت فرضك» «التاء» في «قرأت» تفيد المخاطب ، في محل رفع فاعل «قرأ» والتّاء في «كتبت» تفيد المخاطبة وهي في محل رفع فاعل.

التّاء الطّويلة

اصطلاحا : هي التي تكتب مفتوحة ، مثل :«كتبت» ، «لعبت» ، «بيت» ، «ربّت» وتسمّى أيضا : التّاء المبسوطة ، التّاء المفتوحة ، التّاء المتّسعة ، التّاء المجرّدة ، التّاء المجرورة.

أماكنها : تدخل التّاء الطّويلة في المواضع التّالية :

١ ـ في الفعل الماضي ، مثل : «دخلت ليلى إلى الصّف ، واستمعت إلى الدّرس».

٢ ـ في جمع المؤنّث السّالم ، كقوله تعالى : (عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ ، تائِباتٍ ، عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً)(١).

٣ ـ في الاسم الثلاثيّ السّاكن الوسط ، مثل :«بيت» «بنت» وقت».

٤ ـ في الاسم المنتهي بتاء قبلها «واو» أو «ياء» ساكنين ، مثل : «بنكنوت» ، «كبريت» ، «بيروت» ، «عفريت» ، «ملكوت».

٥ ـ في اسم العلم الأعجمي ، مثل :«عشتروت» ، «حكمت» «جانيت».

٦ ـ في كل اسم ينتهي بـ «تاء» قبلها كسرة ، مثل : «شامت» ، «نابت» «ساكت».

٧ ـ في بعض الأحرف مثل : «ربّت» «لعلّت» ، «ثمّت».

تاء العوض

اصطلاحا : تاء البدل ، أي التي تبدل من «الواو» ، مثل : «تراث» والأصل «ورث» ومن «الياء» مثل : «اتسر» من «اليسر» ومن السّين في «ستّ» أصلها «سدس» ومن «الصّاد» في «لصت» أصلها «لصّ» ومن «الطّاء» في فستاط أصلها فسطاط ، ومن «الدّال» في «تربوت» وأصلها : «دربوت» من الدّربة.

التّاء الفارقة

اصطلاحا : هي الّتي تميز المفرد من اسم جنسه ، مثل : «ورد» «وردة» وتسمّى أيضا : تاء التمييز. تاء التّأنيث.

تاء الفاعل

اصطلاحا : هي تاء الضّمير التي تتّصل بالفعل

__________________

(١) من الآية ٥ من سورة التّحريم.


وتكون في محلّ رفع فاعل ، مثل :

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة

فقالت : لك الويلات إنّك مرجلي

«التاء» في «دخلت» في محل رفع فاعل.

تاء القسم

اصطلاحا : هي حرف جرّ ، يدخل إما على لفظ الجلالة ، كقوله تعالى : (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ)(١) أو على المركّب الإضافي «ربّ الكعبة» فتقول : «ترب الكعبة لاقولنّ الحقّ» أو على لفظ «ربّ» فتقول : «تربّ لأقومنّ بواجبي».

وتدخل على رأي بعض النحاة على كلمة «الرّحمن» فتقول : «تالرّحمن لأجتهدنّ» وقال غيرهم : «تحياتك لأجتهدنّ» واختلف النّحاة أيضا حول هذه «التاء» ، فمنهم من قال : إنها أصليّة وضعت للقسم والجرّ ومنهم من قال إنها عوض عن «واو» القسم. و «تاء» القسم والجرّ والاسم المجرور بها متعلّق بفعل محذوف تقديره :«أقسم» وهذا الفعل مع فاعله يسمّيان جملة القسم. وبعدها جملة مقترنة إمّا باللّام ، مثل :«والله لأجتهدنّ» أو باللّام و «قد» مثل : «والله لقد قمت بواجبي» أو باللّام ونون التّوكيد ، مثل : «والله لأجتهدنّ» وهذه الجملة هي خبرية غير تعجبية لا محل لها من الإعراب.

التّاء القصيرة

هي التي تكتب في آخر الاسم بشكل هاء منقوطة : مثل : «حكمة» «كرة» «قائمة» وتسمّى أيضا : التّاء المربوطة.

تاء المبالغة

هي التي تؤكّد وزن «فاعل» مثل : «راوية» ، «نابغة» وقد تستعمل لتوكيد المبالغة ، مثل :«قرّاءة» ، «فهامة» «علّامة».

التّاء المبسوطة

اصطلاحا : التّاء الطّويلة.

التّاء المتّسعة

اصطلاحا : التاء الطّويلة.

تاء المتكلّم

اصطلاحا : هي التي تدلّ على المتكلّم المفرد ، مثل «دخلت المدينة».

التّاء المجرّدة

اصطلاحا : التّاء الطويلة.

التّاء المجرورة

اصطلاحا : التّاء الطّويلة

تاء المخاطب

اصطلاحا : هي التي تدلّ على المخاطب أو المخاطبة ، مثل قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ)(٢) فالتّاء في «كنتم» وفي «آمنتم» هي تاء الضمير وكقوله تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَ)(٣).

التّاء المربوطة

اصطلاحا : التّاء القصيرة.

__________________

(١) من الآية ٨٥ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ٨٤ من سورة يونس.

(٣) من الآية ٥٣ من سورة النّور.


تاء المضارعة

هي أحدى حروف المضارعة المجموعة بكلمة : «أنيت» التي يبدأ بها الفعل المضارع ، كقوله تعالى : (قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ) تترك (ما يَعْبُدُ آباؤُنا)(١) وكقوله تعالى : (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ)(٢) وكقوله تعالى : (قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً)(٣) وهذه التّاء كمثيلاتها من أحرف المضارعة تكون مفتوحة في الثّلاثيّ ، والخماسيّ والسّداسي وتكون مضمومة في الرّباعي. ففي الثّلاثيّ كالآيات السابقة وفي الخماسيّ ، مثل : «تنطلق سيّارات الرّحلة في السّاعة السّابعة صباحا» فالفعل «انطلق» خماسيّ لذلك فتح حرف المضارعة ومثل : «يستخرج العالم الذّهب من المنجم». ومثل : «تدحرج البنت الطّابة» «تدحرج» فعل رباعي ، والأصل :«دحرج» لذلك وجب ضمّ تاء المضارعة في أوّله.

تاء النّسب

اصطلاحا : هي الّتي تدخل إمّا على صيغة منتهى الجموع لتدلّ على النّسب ، مثل :«أشاعرة» جمع «أشعريّ» تبابعة نسبة الى «تبّع» ملك اليمن و «قرامطة» جمع قرمطي أو تلحق بالاسم عوضا عن ياء محذوفة مثل : «زنادقة» جمع زنديق ، أو «صيارفة» جمع «صيرف». وهذه «التّاء» خفّفت اللّفظ وجعلته مصروفا بعد أن كان ممنوعا من الصّرف.

تاء النّقل

اصطلاحا : هي التّاء التي تنقل الكلمة من الوضعيّة إلى الاسمية ، مثل : «مسؤوليّة» ، «إنسانيّة».

التّاءات

هي التي تسمّى باسمائها الاصطلاحية : التّاء الأصليّة ، مثل : «بيت» ، «تدمر» ، «ترك» ؛ تاء الافتعال ، مثل : «اجتمع» «اقتتل» ؛ تاء الإلحاق مثل : «عفريت» ، «كبريت» ، تاء البدل مثل :«تجاه» «ثقة» ؛ تاء التّأنيث ، مثل : «قائمة» ، «ضاربة» ، تاء الخطاب ، مثل قوله تعالى : (قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً)(٤) التّاء الزّائدة ، مثل :«عنكبوت» تاء الضّمير ، مثل قوله تعالى : (إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً)(٥) ؛ التّاء الطّويلة ، مثل قوله تعالى : (فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ)(٦) ؛ التّاء الفارقة ، مثل : «تفاح» «تفاحة» ؛ تاء القسم ، كقوله تعالى : (تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ)(٧) ؛ التّاء القصيرة ، مثل قوله تعالى : (وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ)(٨) ؛ تاء المبالغة ، مثل :«علّامة» «قرّاءة» تاء المضارعة ، مثل قوله تعالى : (تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ)(٩) تاء النّسب ، مثل : «الأزارقة» «الأشاعرة» ؛ تاء النّقل ، مثل : «مسؤوليّة».

__________________

(١) من الآية ٨٧ من سورة هود.

(٢) من الآية ٤٤ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٦٠ من سورة الفرقان.

(٤) من الآية ٨٨ من سورة هود.

(٥) من الآية ٣٥ من سورة آل عمران.

(٦) من الآية ١٤ من سورة الصّفّ.

(٧) من الآية ٦٣ من سورة النّحل.

(٨) من الآية ٧١ من سورة هود.

(٩) من الآية ١١٠ من سورة آل عمران.


التّابع

لغة : اسم فاعل من تبع : سار في الأثر. لحق.

واصطلاحا : هو كل تابع ثان ذكر تقريرا لما قبله ويتبعه في الإعراب ، كالنّعت ، مثل قوله تعالى : (لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً)(١) والبدل مثل قوله تعالى : (قالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ)(٢) والعطف مثل قوله تعالى : (قالَ يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ)(٣).

واصطلاحا أيضا : الرّدّ. الإتباع. الجاري على الأوّل.

التاريخ الشعري

هو كتابة الأعداد بحروف يعادل كلّ منها عددا معلوما وينتج عنها ما يسمّى بحساب الجمّل راجع : حساب الجمّل.

تان

اسم إشارة للمثّنى المؤنّث المرفوع ، «هاتان المرأتان محبوبتان» ؛ «تان» اتصلت بها «هاء» التنبيه «تان» : اسم إشارة مبنيّ على الألف لأنه مثّنى في محل رفع مبتدأ ، «المرأتان» بدل مرفوع بالألف لأنّه مثنّى. «محبوبتان» خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثّنى ، ويبنى على «الياء» إذا كان في حالتي النّصب والجرّ ، مثل : «قبّلت أختيّ هاتين» أختيّ : مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى وحذفت منه النون للإضافة «والياء» ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محل جرّ بالإضافة «هاتين» اسم إشارة مبنيّ على الياء لأنه مثنى في محل نصب نعت «أختيّ».

وقد تلحقه «كاف» الخطاب فيتجرّد من «الهاء» فتقول : «تانك» ، و «تينك» و «تانكم» و «تانكما» و «تانكنّ» ومثلها : «تينك» وتينكم» «وتينكما» «وتينكنّ».

التّأسيس

اصطلاحا : هو تأنيث الفعل مع الفاعل ، ويكون ذلك ، إما جائزا أو واجبا ، أو ممتنعا ، ويجب تأنيثه في ما يلي :

١ ـ إذا كان الفاعل ضميرا للغائبة حقيقية التّأنيث أو مجازيته ، مثل : «الطاولة انكسرت» و «فاطمة أقبلت» وكقوله تعالى : (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ)(٤) ويجوز ترك «التّاء» في الشعر إذا كان المؤنث مجازيا ، كقول الشاعر :

فلا مزنة ودقت ودقها

ولا أرض أبقل أبقالها

ومثل :

فإمّا تريني ولي لمّة

فإنّ الحوادث أودى بها

٢ ـ إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقيا متّصلا بفعله ، كقوله تعالى : (قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُ)(٥) ويجوز أن تترك «التّاء» كما في قوله تعالى : (نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً)(٦) أو «نعمت المرأة إنها كريمة».

__________________

(١) من الآية ٧٩ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ١٣١ من سورة الأعراف.

(٣) من الآية ١٣٣ من سورة الأعراف.

(٤) من الآية ١٥٨ من سورة الأنعام.

(٥) من الآية ٥١ من سورة يوسف.

(٦) من الآية ٣١ من سورة الكهف.


٣ ـ إذا كان الفاعل ضميرا لجمع تكسير للمذكّر غير العاقل ، «الكتب أتلفت» أو لجمع مؤنّث سالم أو لجمع تكسير للمؤنّث ، مثل قوله تعالى : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ)(١) ومثل : «الهنود فرحت بانتصارها». ويجوز التّأنيث والتّذكير في عدّة مواضع منها :

١ ـ إذا كان الفاعل مؤنثا مجازيا ظاهرا متصلا بفعله أو مفصولا عنه بغير «إلّا» ، مثل :«علا الشجرة» أو «علت الشجرة» «الشجرة» مؤنّث مجازي لذلك ذكّر الفعل «علا» أو أنّث ومثل : «حضر الجامعة فتيات» ومثل : «أقبلت اليوم سميرة» وكقول الشاعر :

إنّ امرءا غرّه منكنّ واحدة

بعدي وبعدك في الدّنيا لمغرور

واحدة : فاعل «غرّ» يجوز فيه التّذكير والتأنيث لأنّه فصل عن فاعله بكلمة «منكن» وهو غير «إلّا».

٢ ـ إذا كان الفاعل ضميرا يعود إلى جمع تكسير ، مثل : «الأولاد لعبت» و «الجيوش انتصرت».

٣ ـ إذا كان الفعل جامدا ، مثل : «نعم الفتاة» أو «نعمت الفتاة هند». ويمتنع التأنيث في مواضع عدّة :

١ ـ إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقيا مفصولا بـ «إلّا» ، مثل : ما زار إلا هند القرية ، ويجب التّأنيث في الشعر ، كقول الشاعر :

ما برئت في ذمّ ولا ريبة

في حربنا إلا بنات العمّ

٢ ـ إذا كان مذكرا معنى ، أو لفظا ومعنى ، مثل : «جاء عنترة أو طلحة».

٣ ـ إذا كان الفاعل جمع مذكّر سالم كقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ)(٢) وكقوله تعالى : (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)(٣) انظر : الفاعل.

التّأنيث

لغة : أنّث الكلمة : ألحق بها علامة التأنيث.

واصطلاحا : جعل الاسم مؤنثا بإلحاق التّأنيث في آخر الاسم فتقول : «قائم» وقائمة ، «وسكن الهواء» «وسكنت الرّيح». والمؤنّث نوعان :

١ ـ المؤنث الحقيقيّ : هو الذي يلد أو يبيض ، مثل : «امرأة» ، «دجاجة».

٢ ـ المؤنث المجازي : هو المتّصل بتاء التّأنيث ويدلّ على مذكّر ، مثل : «طلحة» ، «عنترة» أو هو ما عاملته العرب معاملة المؤنّث ، مثل : «الشمس طلعت» أو ما يعود عليه الضمير المؤنّث ، كقوله تعالى : (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها)(٤) وكقوله تعالى : (كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ)(٥) وكقوله تعالى : (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ)(٦) أو ما أنّث فعله ، مثل قوله تعالى : (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ)(٧) أو هو ما سقطت التّاء من عدده ، مثل قوله تعالى : (وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ)(٨)

__________________

(١) من الآية ٣١ من سورة النّور.

(٢) من الآية ٤ من سورة الرّوم.

(٣) من الآية ١٦٠ من سورة آل عمران.

(٤) من الآيتين ٧١ و ٧٢ من سورة الواقعة.

(٥) من الآية ٦٤ من سورة المائدة.

(٦) من الآية ٥٤ من سورة العنكبوت.

(٧) من الآية ٩٤ من سورة يوسف.

(٨) من الآية ٥٨ من سورة النور.


وكقوله تعالى : (آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا)(١).

وقد يكون المؤنّث معنويّا ، أي : لا يتّصل بتاء التّأنيث ويدلّ على مؤنّث ، مثل : «هند» «زينب» «مؤمنة» ، وقد يكون مؤنّثا لفظا ، أي : يتّصل بتاء التأنيث ويدلّ على مذكّر ، مثل : «معاوية» أو يكون مؤنّثا لفظيا ومعنويا معا ، أي يتصل بتاء التأنيث ويدل على مؤنّث ، مثل «فاطمة».

وعلامات تأنيث الأسماء : هي «الهاء» ، مثل :«فاطمة» «والألف الممدودة» ، مثل : «سماء» «والألف المقصورة» ، مثل : «حبلى» والتاء في الجمع ، مثل : «المهالبة» وفي جمع المؤنّث السّالم ، مثل : هندات ، وفي الضمير ، مثل :«أنت» و «النّون» في «أنتنّ» وفي «هنّ» ، و «التاء» في «أخت» و «الياء» كما في قول الشاعر :

هذي يدي عن بني مصر تصافحكم

فصافحوها تصافح بعضها العرب

وعلامات التأنيث في الأفعال : هي «التّاء» السّاكنة في آخر الماضي كقوله تعالى : (لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ)(٢) والياء في مثل قوله تعالى : (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ)(٣) والكسرة في مثل : «قمت بواجباتك يا أختي» و «النّون» في قوله تعالى : (وَلا يَسْرِقْنَ لا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَ)(٤).

وعلامات التأنيث في الأحرف : هي : «التاء» في «ربّت» وفي «ثمّت» وفي «ثمّة» ، «ولات» وفي «هيهات» و «الهاء» مع الألف في «إنّها» في قوله تعالى : (إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ)(٥).

تأنيث اسم الجنس : كل اسم جنس يجوز فيه التّذكير حملا على الجنس والتّأنيث حملا على الجمع ، كقوله تعالى : (وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ)(٦) وكقوله تعالى : (تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ)(٧).

تأنيث اسم الجمع : يجوز في اسم الجمع للمذكّر العاقل أن يؤنّث أو يذكّر ، كقوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ)(٨) وكقوله تعالى : (فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي)(٩) امّا إذا كان اسم الجمع لغير العاقل فيجب التّأنيث ، مثل قوله تعالى : (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ)(١٠) وكقوله تعالى : (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً)(١١).

تأنيث الجمع : يجوز تذكير جمع المؤنّث أو المذكّر ، ويجوز تأنيثه ، تقول : «جاء أو جاءت الرّجال والنّساء» إلا ما كان جمع مذكّر سالم فيجب تذكيره ، كقوله تعالى : (لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)(١٢).

تأنيث الأعضاء : كل عضو في جسم الإنسان

__________________

(١) من الآية ١٠ من سورة مريم.

(٢) من الآية ١٥٨ من سورة الأنعام.

(٣) من الآية ٢٩ من سورة يوسف.

(٤) من الآية ١٢ من سورة الممتحنة.

(٥) من الآية ٦٧ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ١٠ من سورة ق.

(٧) من الآية ٢٠ من سورة القمر.

(٨) من الآية ٣٣ من سورة القمر.

(٩) من الآية ٧٩ من سورة الأعراف.

(١٠) من الآية ٥ من سورة النحل.

(١١) من الآية ٨ من سورة النحل.

(١٢) من الآية ٢٨ من سورة آل عمران.


يكون مزدوجا أي : له مثيل في الجهة الثّانية يكون مؤنّثا مثل : «الخدّ» «والحاجب» و «الجنب» عند رأي البعض ، فأهل تميم يذكّرونه وأهل تهامة يؤنّثونه ، وكلّ عضو في جسم الإنسان مفرد يكون مذكّرا إلا الكبد والكرش والطّحال فهي مؤنّثة ، وكل عضو في جسم الإنسان مبتدىء بكاف فهو مؤنّث مثل : كتف.

تأنيث الأسنان : كل الأسنان مؤنثة إلّا الأضراس والأنياب.

تأنيث الظروف : الظّرفان «قدّام» و «وراء» مؤنّثان فقط وكل الظّروف الباقية فهي من المذّكر.

اجتماع المذكّر والمؤنّث :

١ ـ إذا اجتمع المذكّر والمؤنّث فيغلب المذكّر ، مثل : «الطلّاب والطالبات قدموا إلى جامعاتهم» وتغليب المذكّر بالتّثنية والجمع وفي عدد الضّمير وفي الوصف وفي العدد ويغلب المؤنث المذكّر في موضعين : الأوّل : «ضبعان» مثنّى «ضبع» ، وهي مختصة بالإناث فجعلت اللّفظة مؤنّثة على لفظ المؤنّث لا على لفظ المذكّر.

والثاني : «التّاريخ» يكون باللّيالي المؤنثة لا بالأيّام مراعاة للأسبق.

تأنيث فعيل : يؤنّث وزن «فعيل» إذا كان بمعنى «فاعل» مثل : «قدير» بمعنى : قادر وإذا كان «فعيل» بمعنى : «مفعول» يجب تذكيره ، مثل : «قتيل» بمعنى :«مقتول» و «كحيل» بمعنى : «مكحول» و «خضيب» بمعنى : «مخضوب» تقول : «رجل قتيل» و «عين كحيل» و «كفّ خضيب». وإذا كان وزن «فعيل» للمفرد المؤنث لحقته تاء التّأنيث تقول : «فتاة قتيلة».

المؤنّث من الأسماء : بعض الأسماء تكون مؤنّثة مثل : «الإبل» ، «الأتان» «حرب» ، «دار» ، «ذراع» ، «شمال» ، «شمس» ، «عقاب» ، «عقرب» ، «عناق» ، «عنكبوت» «العين» «الغنم» «القدر» ، كراع «بغل» «ناب» «الشاء» أصله التّأنيث وإن وقع على مذكر. ومن الأسماء ما يكون مذكّرا مثل : «سحاب» ، «شخص» ، «الروح» الأكثر تذكيره وقد يؤنّث. وعند ابن الأعرابي ، هو مذكّر فقط.

ومنها الأسماء ما يجوز تأنيثه وتذكيره ، مثل :«حروف الهجاء» ، «إنسان» ، «بعير» «ربعة» «الفرس» «قفا» ، «اللّسان» ، «النّفس» هي في القرآن مؤنثة وتصغّر على «نفيسة».

تأنيث الاسم

راجع : التأنيث في الأسماء.

التأنيث التّأويليّ

اصطلاحا : هو التّأنيث الذي يكتسبه الاسم المذكّر في تأويله أي : في تفسيره باسم مؤنّث ، مثل : «جاءته كتابي» أي رسالتي.

التّأنيث الحكميّ

اصطلاحا : هو التّأنيث المكتسب.

التأنيث الذّاتيّ

اصطلاحا : هو الاسم الذي يكون مؤنثا في ذاته دون تأويل أو إضافة ، مثل : «الطّاولة تقول :«صنعت الطاولة من الحديد».

تأنيث الصّفة

اصطلاحا : تؤنّث الصّفة إذا كان الموصوف مؤنّثا ، مثل قوله تعالى : (فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ)(١) إلا

__________________

(١) من الآية ٣٢ من سورة المعارج.


أنّه يغلب المذكّر أحيانا ، والمؤنّث يغلب أحيانا أخرى راجع : تأنيث الاسم ، واجتماع المذكر والمؤنّث السّابق.

التّأنيث المكتسب

اصطلاحا : هو أن يكتسب الاسم المذكر تأنيثا بإضافته إلى اسم مؤنث ، كقول الشاعر :

وتشرق بالقول الذي قد أذعته

كما شرقت صدر القناة من الدّم

فكلمة «صدر» مذكر اكتسبت تأنيثا من المضاف إليه المؤنّث بدليل تأنيث الفعل المسند إليها «شرقت» ويسمّى أيضا : التّأنيث الحكميّ.

التّأويل

لغة : أوّل الكلام : فسّره. واصطلاحا : السّبك : أي : الإخبار بـ «الذي» تقول في «زيد منطلق» : «جاء الذي هو منطلق».

التّباعد

لغة : مصدر تباعد : ضد تقارب.

واصطلاحا : هو أن يتباعد الحرفان ، المبدل والمبدل منه مخرجا ، ويتّحدا صفة ، مثل : الغيم والغين ، أو أن يتباعدا لفظا وصفة ، مثل : «تفكّه» و «تفكّن».

التّبرئة

حرف التّبرئة هو «لا» النافية للجنس ، كقول الشاعر :

تعزّ فلا إلفين بالعيش متعا

ولكن لورّاد المنون تتابع

راجع : لا النافية للجنس.

التّبع

لغة : التّابع. واصطلاحا : الكلمة الثانية في الإتباع ، مثل : «كلمة ساقطة لاقطة» ومثل : «هذا حسن بسن».

التّبع

لغة : التّابع. واصطلاحا : التّبع.

التّبعيّة

لغة : مصدر بمعنى الصّفة أي : التّابع.

وتسمّى أيضا : الإتباع.

التّبعيض

لغة : مصدر بعّض الشيء : جزّأه.

اصطلاحا : من معاني حرف الجرّ «الباء» ، كقوله تعالى : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ)(١) و «من» كقوله تعالى : (وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ)(٢) و «في» مثل : «بدأت في كتابة الرّسالة».

تبّا له

مصدر من «تبّ» «يتب» «تبا» من «التّب» وهو الخيبة والخسران و «تبا» مصدر هو مفعول مطلق من فعل محذوف وجوبا مع فاعله منصوب «له» جار ومجرور متعلق بـ «تبا».

التّبليغ

لغة : مصدر بلّغ : أوصل. واصطلاحا : من معاني حرف الجرّ ، «اللّام» ، مثل : «شرحت له ما غمض عليه من الكلام».

التّبيان

لغة : الظهور والإيضاح. واصطلاحا : الإظهار

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة الإنسان.

(٢) من الآية ٢٧٢ من سورة البقرة.


أي : ترك الإدغام قبل ظهوره مثل : «ايتسر» وبالإدغام «اتّسر».

التّبيين

لغة : مصدر بيّن الشيء : أظهره.

واصطلاحا هو :

١ ـ إظهار أنّ ما بعد «إلى» حرف الجرّ هو فاعل في المعنى ، مثل : «المال أحبّ إلى البخيل من روحه» والتّقدير : يحبّ البخيل المال أكثر من روحه ، «البخيل» الاسم بعد حرف الجرّ هو فاعل في المعنى ، ويسمى حرف الجرّ «إلى» : «إلى المبيّنة».

٢ ـ إظهار أنّ ما بعد حرف الجرّ «اللّام» هو مفعول به في المعنى ، مثل : «المريض أحبّ للدواء من الماء» ، والتقدير : يحبّ الدّواء المريض ، وتسمّى هذه اللّام : «اللام المبنية» وإذا قلت : «المعلم أحبّ إلى تلاميذه» «فالتلاميذ» هم المحبّون أي : الفاعل «والمعلم» هو المحبوب أي : «المفعول به» وإذا قلت «المعلم أحب لتلاميذه» كان المعلم هو المحبّ أي : الفاعل والتّلاميذ هم المحبوبون أي : المفعول به.

ويسمّى أيضا : التّمييز. البدل.

التّتمّة

لغة : تمام الشيء : كماله. واصطلاحا : الفضلة ، أي : ما ليس بعمدة ، مثل قوله تعالى : (وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها)(١) «تكسب» الفعل هو المسند «كلّ» فاعل هو المسند إليه ، وهما العمدة. وباقي الآية الفضلة.

التّتويج

لغة : مصدر توّج : وضع التّاج.

اصطلاحا : التّصدير. أي : الزّيادة في أوّل الكلمة ، مثل : «تجاه» ، «أكرم».

التّثقيل

هو تشديد الحرف مثل : عظّم ، أو هو تحريك السّاكن مثل : «نعم» والأصل : نعم فتقول : «نعم الرجل زيد».

التّثنية

لغة : ثنّى الشيء : جعله اثنين. واصطلاحا :جعل الاسم مثنّى ، مثل : «رجل» ، «رجلان» ، «ولد» «ولدان» ، «كتاب» «كتابان» ، «كلب» «كلبان».

تثنية الجمع : يثنّى الجمع على تأويل جماعتين ، مثل : «رماح» «رماحان» «غنم» «غنمان».

تثنية المنقوص : المنقوص هو الاسم المنتهي بـ «ياء» تحذف في حالة الرّفع والجرّ مثل : «هذا قاض» و «مررت بقاض» وتثبت في النّصب ، مثل : «رأيت قاضيا». وهذه الياء المحذوفة تثبت في تثنية المنقوص في حالتي الرفع والجرّ فضلا عن حالة النّصب ، مثل : «جاء قاضيان» و «مررت بقاضيين» و «رأيت قاضيين» «قاضيان» : فاعل «جاء» مرفوع بالألف لأنه مثّنى ، «بقاضيين» اسم مجرور بالباء وعلامة جرّه «الياء» لأنه مثنّى ، «قاضيين» : مفعول به ل «رأيت» منصوب بالياء لأنه مثنّى ، وكقوله تعالى : (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ) حيث حذفت ياء المنقوص في المفرد في حالة

__________________

(١) من الآية ١٦٣ من سورة الأنعام.


الرّفع. وكقوله تعالى : (يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ) حيث رجعت «الياء» في الوصفيّة في حالة النّصب.

تثنية اسم الجمع

اصطلاحا : يثنّى اسم الجمع على تأويل الجماعتين ، مثل «غنم» غنمان.

التّثنية التّغليبيّة

اصطلاحا : التّغلب. أي تثنية اسمين ، واحدهما أهم من الآخر ، بتثنية الأهم ويكون المثنّى شاملا لهما ، مثل : «ظهر القمران» على تقدير : الشمس والقمر ومثل : (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ)(١) «أبواه» :بمعنى : الأمّ والأب.

تثنية الجمع

اصطلاحا : يثنّى الجمع على تأويل النّوعين ، مثل : «رماح» ، «رماحان».

تثنية المقصور

اصطلاحا : تجري تثنية المقصور بإرجاع «ياء» ألفه مثل : «فتى» : فتيان ، أو إرجاعها «واوا» ، مثل :«عصا» «عصوان».

تثنية الممدود

اصطلاحا : يثنى الممدود إمّا بقلب همزته «واوا» مثل : «سماء» «سماوان» أو بإبقائها مع زيادة الألف والنون في حالة الرّفع والياء والنّون في حالتي النّصب والجرّ ، مثل : «هذا بناء» في المفرد. «هذان بناءان» و «أحببت البناءين الجديدين».

تثنية المنقوص

اصطلاحا : يثنى المنقوص بإرجاع يائه المحذوفة في حالتي الرّفع والجرّ ، مثل : «جاء قاضيان» و «رأيت محاميين» و «مررت بمحاميين».

التجانس

لغة : مصدر تجانس الشّيئان : صارا من جنس واحد.

واصطلاحا : هو أن يتجانس الحرفان ، المبدل والمبدل منه ، في اللّفظ ، ويختلفان في الصّفة ، مثل : «جثا» و «جذا».

التّجرّد

لغة : تجرّد الشيء : تعرّى.

واصطلاحا : هو عامل الرّفع في الفعل المضارع ، كقوله تعالى : (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً)(٢) «تعبدون» فعل مضارع مرفوع للتجرّد أي : لتجرّده من الناصب والجازم وكل ما يوجب بناءه وعلامة رفعه ثبوت النّون لأنه من الأفعال الخمسة ، والفعل «يملك» : مضارع مرفوع للتجرّد وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة ويسمّى أيضا : الإهمال. التّعرّي. التّعرية.

التّجرد

لغة : مصدر جرّد الشيء : عرّاه.

واصطلاحا :

١ ـ جعل الاسم مجردا من العوامل اللفظيّة ليصير مبتدأ. كقوله تعالى :

__________________

(١) من الآية ١١ من سورة النساء.

(٢) من الآية ٢٦ من سورة المائدة.


(الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ)(١) «الحاقّة» : مبتدأ مرفوع بالضّمّة الظّاهرة على آخره ، «ما» اسم استفهام مبنيّ على السّكون في محل رفع خبر مقدّم ، «الحاقّة» مبتدأ مرفوع بالضّمّة ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأوّل.

٢ ـ عطف الخاص على العام كقوله تعالى : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى)(٢).

٣ ـ حذف الحروف الزائدة على الحروف الأصلية في الكلمة ، مثل : «اجتمع» : «جمع» ومثل ، «استعلم» : «علم».

التّحبّب

لغة : تحبّب إلى شخص : مال إليه بالمودّة.

واصطلاحا : أحد معاني التّصغير ، مثل :««أخيّ» تصغير «أخ» و «بني» تصغير «ابن».

التّحذير

لغة : مصدر حذّر : خوّف ، نبّه ، حرّز.

واصطلاحا : يقتضي أسلوب التحذير أن نأتي باسم منصوب بفعل محذوف تقديره : «احذر» ، مثل : «إيّاك والنّميمة» «إيّاك» ضمير منفصل في محل نصب مفعول به للفعل المحذوف تقديره «احذر» «الواو» : حرف عطف «النميمة» : اسم معطوف على «إياك».

٢ ـ عناصره : اسلوب التحذير يوجب المحذّر منه ، أي : الأمر المكروه الذي يطلب تجنبه ، والمحذّر أي : الذي يتّجه إليه التّنبيه ، والمحذّر ، وهو الذي يوجّه التّنبيه إلى غيره. مثل : «إياك والشرّ» «الشرّ» هو الأمر المكروه الذي يجب تجنّبه وهو المحذّر منه ، وضمير المخاطب «إيّاك» هو المحذر الذي يتّجه إليه التّنبيه ، والمتكلّم هو المحذّر.

٣ ـ صورة : يكون التّحذير على صور عدّة منها :

١ ـ الاقتصار على ذكر المحذّر منه ، مثل : «النّار» ، ويكون إما مفردا مثل : «الكذب» أو مكرّرا ، مثل : «النار النّار» ، أو معطوفا عليه «بالواو» ، مثل : «البرد والنار» «البرد» : مفعول به لفعل محذوف ... «والنار» الثانية معطوفة على الأولى.

٢ ـ الاقتصار على اسم مقرون بـ «كاف» الخطاب يكون هو الموضع الذي نخاف عليه ، ويكون هذا الاسم مفردا ، مثل : «يدك» ، أو مكرّرا ، مثل : «يدك يدك» أو معطوفا عليه بالواو ، مثل : «يدك وعينيك».

٣ ـ الاقتصار على ذكر المحذّر كضمير منصوب للمخاطب ، وبعده المحذّر منه مسبوق «بالواو» مثل : «إيّاك والكذاب» ، أو غير مسبوق بواو العطف ، مثل : «إيّاك تحكيم الأهواء» أو مجرور بحرف الجر «من» مثل : «إيّاك من مصاحبة اللّئيم» ويجوز تكرار لفظه «إيّاك» في كلّ الأمثلة السّابقة ، وتكون الثانية توكيدا للأولى.

٤ ـ صور أخرى للتحذير : وللتّحذير صور أخرى يذكر فيها الفعل بصيغة الأمر أو النّهي ، مثل : «احذر مرافقة السّفهاء» وكقول الشاعر :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك ـ إذا فعلت ـ عظيم

وهذه الصور لا تكون من باب التحذير ، لأن الاسم في هذا الباب يكون مفعولا به لفعل محذوف مع فاعله تقديره : «احذر».

__________________

(١) من الآيتين ١ ـ ٢ من سورة الحاقة.

(٢) الآية ٢٣٨ من سورة البقرة.


التّحريك

لغة : مصدر حرّك : ضد سكن.

واصطلاحا : وضع الحركات والسّكنات على الكلمة أو على كل كلمة في الجملة وفقا لقواعد الصّرف والنحو ، مثل : «ظهر الحقّ» ومثل قوله تعالى : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(١).

ويسمّى أيضا : الضّبط. التّشكيل. وهو في الاصطلاح أيضا : تحريك السّاكن.

تحريك السّاكن

اصطلاحا : من الجوازات الشّعريّة المقبولة ، كقول الشاعر :

أخاك أخاك إنّ من لا أخ له

كساع إلى الهيجا بغير سلاح

فقصر الممدود «الهيجا» والأصل «الهيجاء» من الجوازات الشعرية المقبولة. ومن هذه الجوازات تخفيف المشدّد. كقولك : «يشتد البرد» بدلا من «يشتدّ» وصرف الممنوع ، كقول الشاعر :

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة

فقالت : لك الويلات إنّك مرجلي

ومنه المصروف ، كقول الشاعر :

طلب الأزارق بالكتائب إذ هوت

بشبيب غائلة النّفوس غدور

حيث منع تنوين كلمة «شبيب» للضرورة الشعريّة ، راجع الجوازات الشعرية المقبولة.

التّخصيص

مصدر خصّص ، تقول : خصّصه بالود ، فضّله به وأفرده.

واصطلاحا : تقليل الشّيوع في النّكرات بالوصف أو بالإضافة ، كقول الشاعر :

إنارة العقل مكسوف بطوع هوى

وعقل عاصي الهوى يزداد تنويرا

التّخفيف

لغة : مصدر خفّف : هوّن.

اصطلاحا :

١ ـ ترك الشّدّة ، مثل قوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى)(٢).

٢ ـ تحويل الهمزة إلى «ألف» أو «واو» ، أو «ياء» مثل «ذئب» «ذيب». «أيمان» «ائمان». يوقظ الأصل : «يؤيقظ» ويسمّى أيضا ؛ التّليين ويعتبر تخفيف الهمزة من الجوازات الشّعرية المقبولة ، واصطلاحا أيضا : الوقف بالتّسكين.

التّخلّص من التقاء ساكنين

اصطلاحا : منع التقاء ساكنين بتحريك الحرف الساكن الأوّل غالبا كقوله تعالى : (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ) مسمى (٣) حيث اجتمع ساكنان في عبارة «عنهم الرّجز» فتحرّك السّاكن الأوّل فقرئت الآية على هذا النّحو : عنهم الرّجز.

التّخيير

لغة : مصدر خيّر : بيّن.

من معاني الحرفين : «أو» ويفيد التّخيير إذا وقع

__________________

(١) من الآية ١٠٧ من سورة هود.

(٢) من الآية ٢٠ من سورة المزّمّل.

(٣) من الآية ٣٥ من سورة الأعراف.


بعد الطّلب ، مثل : «سافر أو ادرس».

و «إمّا» الثانية التي تفيد التّخيير والإباحة ، إذا سبقها الأمر ، مثل : «امنح الفقير إمّا ثوبا وإمّا مالا».

ملاحظة : إن الإباحة والتّخيير يأتيان بعد أسلوب الأمر الذي يبيح للمخاطب أن يختار أحد شيئين في الإباحة أو أن يجمع بينهما ، ويحرّم الجمع في التّخيير.

التّدريج

لغة : مصدر درّجه : جعل له درجا.

واصطلاحا : أحد معاني الفعل المزيد ، مثل :«تكرّم» وزن «تفعّل».

التّذكير

لغة : مصدر ذكّر الاسم : ضد أنّثّه.

واصطلاحا : هو أن يكون الاسم مذكّرا في اللّفظ والمعنى ، مثل : «ولد» ، «رجل» أو جعل الاسم المؤنّث مذكّرا ، مثل : «مجتهدة» «مجتهد».

أنواعه : التّذكير الذّاتي. التّذكير المكتسب.

التّذكير التّأويليّ.

التّذكير التّأويليّ

اصطلاحا : هو أن يكتسب الاسم المؤنث تذكيرا عن طريق التأويل : أو عن طريق تأويل هذا المؤنّث باسم مذكّر ، مثل : «هذا الشّقّة» والمقصود : «هذا البيت».

التّذكير الحكميّ

اصطلاحا : التّذكير المكتسب.

التذكير الذّاتيّ

اصطلاحا : هو أن تكون الكلمة مذكرة بطريقة مجرّدة أي : بدون واسطة تأويل أو إضافة مثل :«جاء رجل» «قصدني صديق».

التذكير المكتسب

اصطلاحا : أن يكتسب الاسم المؤنث تذكيرا من الاسم المذكّر المضاف إليه ، كقول الشاعر :

إنارة العقل مكسوف بطوع هوى

وعقل عاصي الهوى يزداد تنويرا

إنارة مؤنّث ، اكتسب تذكيرا من المضاف إليه المذكر ، بدليل عود الضّمير في «مكسوف» إلى مذكّر.

التّذييل

لغة : مصدر ذيلّ : طوّل.

واصطلاحا : الكسع ، أي : الزّيادة في آخر الكلمة ، مثل : «رعشن».

التّرتيب

لغة : مصدر رتّبه : جعله في مرتبته.

اصطلاحا : أحد الشّروط الّتي تكون عليها الحال جامدة مؤوّلة بالمشتقّ ، مثل «صافحته يدا بيد» ومثل : «شرحت له النّحو بابا بابا» وهو أيضا أحد المعاني المستفادة من «الواو» و «الفاء» العاطفة ، وكقوله تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً)(١) وكقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ)(٢).

__________________

(١) من الآيات ١٢ و ١٣ و ١٤ من سورة المؤمنون.

(٢) من الآية ٧٨ من سورة المؤمنون.


التّرتيب الإعرابيّ

اصطلاحا : هو أن ترتّب الكلمات حسب أسبقيّتها في الجملة فالمبتدأ أسبق من الخبر والفاعل أسبق من المفعول به كقوله تعالى : (وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ)(١) امرأته : مبتدأ «والهاء» في محل جرّ بالإضافة تقدّم على الخبر «قائمة».

«فبشّرناها» فعل مع فاعله ومفعوله تقدم الفعل «بشر» عن الفاعل وهو «نا» الضّمير «والهاء» : المفعول الذي تأخّر عن الفاعل ، ويسمّى أيضا : الرّتبة.

التّرتيب والتّراخي

لغة : التّرتيب مصدر رتبه ، جعله في مرتبته ، والتّراخي : مصدر تراخى أي : تأخر. واصطلاحا :معنى «ثمّ» العاطفة ، كقوله تعالى : (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ، مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ)(٢) حيث يوجد ترتيب مع تراخ في الزّمن بين خلق الإنسان ، وتيسير السبيل ثم موته ، ثم جعله في القبر.

التّرتيب والتّعقيب

لغة : التّرتيب مصدر رتّبه : جعله في مرتبته ، والتعقيب : مصدر عقّب ، أي أتى بشيء بعده ، واصطلاحا : أحد معاني «الفاء» العاطفة ، كقوله تعالى السابق : (خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ) وكقوله : (ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ).

التّرجمة

لغة : مصدر ترجم الكلام ، فسّره وأوضحه.

واصطلاحا : البدل. راجع البدل.

التّرجّي

لغة : مصدر ترجّى الشيء : رغب فيه.

واصطلاحا : توقّع حصول أمر ميسّر التّحقيق ، مرغوب فيه ، كقوله تعالى : (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(٣) فالكلمة «لعلّهم» تدلّ على التّرجي وهو الحرف المشبّه بالفعل الذي يستعمل في الممكنات. والفرق بين التّمنّي والتّرجي أنّ التّمنّي مطلب أمر صعب التّحقيق وربما كان مستحيلا ، مثل :

ألا ليت الشباب يعود يوما

فأخبره بما فعل المشيب

أمّا التّرجّي فهو توقع أمر مشكوك فيه ، أو مظنون ، كالآية السّابقة.

التّرحّم

لغة : مصدر ترحّم عليه : عطف عليه ، واصطلاحا : من أغراض التّصغير ، مثل : هذا ولد مسيكين.

التّرخيم

لغة : مصدر رخّم : أظهر باللين ، سهّل.

واصطلاحا : هو حذف آخر اللّفظ ، إما للتّخفيف ، كقول الشاعر :

أنازلة أسماء أم غير نازله

أبيني لنا يا أسم ما أنت فاعله

خيث رخّم اللّفظ «أسم» للتّخفيف ، أو للتّمليح ، وكقول الشاعر :

يا مرو إنّ مطيّتي محبوسة

ترجو الحباء وربّها لم ييأس

«يا مرو» تصغير «يا مروان» للتّمليح. أو

__________________

(١) من الآية ٧١ من سورة هود.

(٢) من الآيات ١٦ ـ ٢٠ من سورة عبس.

(٣) من الآية ١٧٤ من سورة الأعراف.


للاستهزاء ، مثل : «يا حار مهلا لا عجلة».

أنواعه : ترخيم المنادى كقول الشاعر :

يا أسم صبرا على ما كان من حدث

إن الحوادث ملقيّ ومنتظر

وترخيم الضّرورة الشعريّة ، كقول الشاعر :

فلست بآتيه ولا استطيعه

ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل

وترخيم التّصغير ، مثل : «يا ولد يا مسيكين».

ترخيم التّصغير

اصطلاحا : هو تصغير الاسم بعد تجريده من حروف الزّيادة ، مثل : «حميد» تصغير «حامد» و «عصيفير» تصغير «عصفور».

ترخيم الضّرورة الشّعريّة

اصطلاحا : هو الاسم الذي خضع للتصغير في الشعر من غير أن يكون منادى ، مثل :

لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره

طريف بن مال ليلة الجوع والخصر

حيث رخّم الاسم «مال» والأصل : مالك من غير أن يكون منادى ، وهذا شاذ.

شروطه : يجب أن تتوفّر في هذا التّرخيم الصّور الإعرابية التّالية :

أولا : أن يكون في الشّعر ، ثانيا : أن يكون المرخّم غير منادى ، ثالثا : أن يكون المرخّم زائدا ، على ثلاثة أحرف أو مختوما بتاء التّأنيث.

يجوز ضبط هذا النّوع من المرخّم في الضّرورة الشعرية «على لغة من ينتظر» أو «لغة من لا ينتظر».

ترخيم المنادى

اصطلاحا : هو حذف آخر المنادى ، للتخفيف ، أو للضرورة الشعّريّة ، أو للاستهزاء ، كقول الشاعر :

خذوا حظّكم يا آل عكرم واذكروا

أواصرنا والرّحم بالغيب تذكر

ويسمّى أيضا : ترخيم النداء.

شروطه : يرخّم المنادى المقرون بتاء التّأنيث أو المجرّد منها بشروط منها :

١ ـ أن يكون معرفة ، أو نكرة مقصودة. مثل :«يا عام لا تعاشر السّفهاء» أي : عامر.

٢ ـ ألّا يكون المنادى مستغاثا مجرورا باللّام المذكورة ، فلا ترخيم في مثل : «يا لفاطمة لأبنائها» ويجوز ترخيمه إذا حذفت اللّام فتقول :«يا فاطما لأخيها» حذفت اللّام من «لفاطمة» وعوّض منها بالألف بعد حذف «التاء» للترخيم فصارت «يا فاطما».

٣ ـ ألّا يكون المنادى مندوبا فلا يرخّم مثل :«وا معتصم أين أنت».

٤ ـ ألّا يكون المنادى مضافا ، ولا مشبها بالمضاف ، وقد أجاز الكوفيّون ذلك فلا يصح التّرخيم في «يا أبي ، أنت رمز الفداء والتّضحية» لأن كلمة «أبي» مضافة إلى ياء المتكلّم ، ولا يجوز ترخيم «يا مشرقا وجهه أنت مثال الكرم» لأن «مشرقا» مشبه بالمضاف.

٥ ـ ألّا يكون المنادى مركبا تركيبا إسنادّيا فلا يصح ترخيم : «يا تأبّط شرّا هلمّ إلينا».

٦ ـ ألّا يكون مبنيّا أصالة قبل النّداء ، فلا يصح ترخيم «سيبويه» لأنه مبنيّ قبل النّداء.

٧ ـ ألّا يكون من الألفاظ التي تلازم النّداء فلا ترخيم في «يا فل» أو يا فلة أو يا أبت ، أو «يا لؤمان» أو «يا لكاع» أو «يا رقاش» ، أو «يا غدر»


لأنها كلّها ملازمة للنّداء.

شروط ترخيم المنادى المجرّد من تاء التأنيث :

١ ـ أن يكون المنادى المعرفة علما ، مثل :«يا عام ارحم نفسك» ومثل : «يا سال خذ بنصيحة أبويك».

٢ ـ أن يكون المنادى العلم ممّا فوق الثلاثيّ فلا يصحّ ترخيم : «يا سعد» لأن الكلمة تتألف من ثلاثة أحرف ولا «يا رجب». أمّا إذا كان الثّلاثي مقرونا بالتاء فيجوز ذلك. فتقول : يا هب» في تصغير «يا هبة» اسم ثلاثيّ علم مقرون بالتاء.

٣ ـ يجوز ترخيم المثنّى وجمع المذكّر السّالم والمؤنّث السّالم ، على لغة من ينتظر لكي لا يقع اللّبس بينهما بالمفرد.

ما يحذف من المنادى المرخّم :

١ ـ يحذف منه الحرف الأخير دون شرط ، إلا ما سبق من شروط التّرخيم مثل : «يا سعا أطيعي أمّك» وكقول الشاعر :

جاري لا تستنكري عذيري

سيرى وإشفاقي على بعيري

٢ ـ يحذف منه الحرفان الأخيران بشرطين الأول : أن يكون المنادى مجرّدا من «تاء» التّأنيث والثاني : أن يكون الحرف الذي قبل الأخير مدّا زائدا ، لا أصليّا ، رابعا فأكثر ، مثل : يا عمر» ، «يا خلد» ولا يرخّم «يا شمأل» لأنّ الحرف الذي قبل الأخير هو الهمزة ليس حرف لين ولا حرف مدّ وكذلك لا يرخّم العلم «هبيّخ» لأن حرف العلّة متحرّك ، ولا يرخّم العلم «مختار» لأنّ الألف أصليّة ولا يرخّم العلم «سعيد» لأن حرف المدّ ليس رابعا ولا يرخّم العلم «فرعون» لأن حرف اللّين سبق بحركة لا تناسبه فهو حرف علة ولين.

ولا يرخّم العلم «مصطفون» لأن أصلها «مصطفيون» فالحركة المجانسة مقدّرة.

وقد يكون التّرخيم بحذف كلمة برأسها في التّركيب المزجي فتقول في ترخيم : «يا معديكرب» : «يا معدي».

حكم المنادى المرخّم :

١ ـ إذا نوي المحذوف لا تتغيّر صورة المنادى المرخّم في حركات الحروف الباقية فتقول في ترخيم «جعفر» : «يا جعف» وفي «يا حارث» «يا حار» وفي «يا هرقل» :يا هرق وفي «يا منصور» «يا منص» وكلّ من هذه الكلمات المرخّمة يعرب منادى مبنيّ على الضمة المحذوفة على الحرف الأخير المحذوف.

٢ ـ إذا لم ينو المحذوف يعتبر آخر الاسم المرخّم هو الحرف الأخير فيبنى المنادى بالضّمّة المقدّرة على آخره ، فتقول في ترخيم «يا جعفر» : «يا جعف» وفي يا حارث «يا حار» وفي «يا هرقل» «يا هرق» وفي يا ثمود : يا ثمي والأصل : يا «ثمو» فقد أبدلت الواو «ياء» والضّمّة كسرة لأنه ليس في العربية اسم معرب آخره «واو» أصليّة مضموم ما قبلها إنما يقع ذلك في الفعل ، مثل :«يغزو».

ترخيم غير المنادى : يجوز ذلك بشروط ثلاثة :

١ ـ أن يكون التّرخيم للضّرورة الشّعريّة.

٢ ـ أن يكون الاسم إمّا زائدا على ثلاثة أحرف ، أو منتهيا بتاء التّأنيث ، مثل : «ليس حيّ على المنون بخال» أي : بخالد. وكقول الشاعر :

فلست بآتيه ولا استطيعه

ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل

والتقدّير : ولكن. وقد رخّمت في غير نداء للضّرورة الشّعريّة.


٣ ـ أن يصلح للنّداء فلا يجوز ترخيم : «يا الغلام» لأن «الغلام» مقرونة بـ «أل» فتمتنع عن النّداء إلا إذا كانت خاضعة لأحكام الاسم المنادى المقرون بـ «أل».

ترخيم النّداء

اصطلاحا : ترخيم المنادى.

ترك

اصطلاحا : فعل ماض من أفعال التّصيير التي تنصب مفعولين ، كقوله تعالى : (وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)(١) فالفعل «ترك» تعدّى إلى مفعولين : «الأول» ، الضّمير المتّصل «الهاء» والثاني : «آية» وكقول الشاعر :

وربّيته حتى إذا ما تركته

أخا القوم واستغنى عن المسح شاربه

وقد تأتي «ترك» بمعنى : خلّى ، أو أهمل ، أو أغفل ، فتتعدّى إلى مفعول واحد ، كقوله تعالى : (فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ)(٢) «ترك» بمعنى : خلّى وكقوله تعالى : (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ)(٣) «ترك» بمعنى : أهمل وكقوله تعالى : (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ)(٤) «ترك» بمعنى : أبقى.

التّركيب

لغة : مصدر ركّب الشيء : وضع بعضه فوق بعض. واصطلاحا : هو إحدى العلل التي تمنع الاسم من الصّرف إذا اقترنت بعلّة أخرى كالتّركيب المزجي إذا اقترن بالعلميّة مثل :«بعلبكّ» ، «حضرموت» ، «نيويورك» ، «بور سعيد».

التّركيب المزجيّ

اصطلاحا : هو كل كلمتين امتزجتا في اتصال الثّانية بنهاية الأولى ثم صارتا كالكلمة الواحدة وصار إعرابهما أو بناؤهما على آخر الكلمة الثانية في الأغلب ، مثل : «رام هرمز» وتكتب «رامهرمز» ومثل «بعلبك» وتكتب أيضا : «بعل بك».

التّسعير

لغة : مصدر سعّر النّار : أشعلها وسعّر البضاعة : أعطاها سعرا.

واصطلاحا : أحد شروط وقوع الحال جامدة غير مؤوّلة بالمشتق ، مثل : «بعت الزّيت كيلة بخمسين دينارا».

التّسكين

لغة : مصدر سكّن الحرف : وضع عليه السّكون ، ضد حرّك.

واصطلاحا : جعل الحرف ساكنا والنّطق به ، كقوله تعالى : (وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي)(٥).

ويسمّى أيضا : الإسكان. ويعتبر تسكين المتحرّك من الجوازات الشعريّة المقبولة كقول الشاعر :

نحن بنات طارق

نمشي على النّمارق

ويرى سيبويه والخليل أن التّسكين ينحصر في وسط الفعل ، مثل قوله تعالى : (وَيَذْهَبا

__________________

(١) من الآية ١٥ من سورة القمر.

(٢) من الآية ١١ من سورة النساء.

(٣) من الآية ٣٧ من سورة يوسف.

(٤) من الآية ٤٥ من سورة فاطر.

(٥) من الآية ٢٢ من سورة إبراهيم.


بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى)(١) وفي الاصطلاح أيضا : الوقف. الوقف بالتّسكين. السّكون.

تسليم وهناء

اصطلاحا : سألتمونيها ، وهي عبارة تجمع الحروف التي قد تقع زائدة على الحروف الأصول في الكلمة ، مثل : «دحرج» «تدحرج» ، «كرم» «أكرم».

التّسمية

لغة : مصدر سمّى الشيء : أعطاه اسما.

واصطلاحا : وضع الاسم للمعنى ، أي : اعطاء الاسم معنى يدل بذاته على شيء محسوس أو غير محسوس ، مثل : «الصّدق» «القلم» ، «البنت» «الكتاب». ويسمّى أيضا : الاسم المسمّى.

التّشبيه

لغة : مصدر شبّه الشيء بالشيء : مثّله به.

اصطلاحا : من معاني حرف الجرّ «الكاف» كقوله تعالى : (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ)(٢) ومن معاني الحرف المشبّه بالفعل كأنّ ، كقول الشاعر :

كأنّ قلوب الطّير رطبا ويابسا

لدى وكرها العنّاب والحشف البالي

ومثل :

وقفت وما في الموت شكّ لواقف

كأنّك في جفن الرّدى وهو نائم

والتّشبيه من شروط وقوع الحال جامدة ، مؤوّلة بالمشتق ، مثل : «هحم سمير بطلا» أي :كالبطل. وهو أيضا من عوامل حذف عامل المفعول المطلق الذي يقع بعد جملة مشتملة على معنى المصدر وعلى فاعله المعنويّ ، وليس فيها ما يصلح عاملا غير المحذوف ، مثل :«للمتوجّع أنين أنين المقهور» أي : له أنين يشبه أنين المقهور المعهود.

التّشديد

لغة : مصدر شدّد : قوّى

واصطلاحا : إبقاء الحرف مشدّدا ، مثل :«قوّى» ، «كسّر» ، «كبّر» ويسمّى أيضا : التّثقيل ، الشّدّة ، التّوكيد.

تشديد النّقل

اصطلاحا : التّضعيف ، مثل : «شدّ» ، «مدّ» «زلزل» «قهقه» «قرقر».

التّشريك

لغة : مصدر شرّك بين الإخوان : جعل بينهم شركة.

اصطلاحا : العطف أي : أن يتبع التّابع متبوعه بواسطة أحد أحرف العطف ، كقوله تعالى : (وَهُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)(٣).

التّشكيل

لغة : مصدر شكّل الكلام : ضبطه بالشّكل.

واصطلاحا : التّحريك أي : وضع الحركات والسّكنات على الكلمة أو على الجملة أو على النّصّ ، كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(٤).

__________________

(١) من الآية ٦٣ من سورة طه.

(٢) من الآية ٤٢ من سورة هود.

(٣) من الآية ٧٠ من سورة القصص.

(٤) سورة الإخلاص.


التّصحيح

لغة : مصدر صحّح الخطأ : أزاله.

واصطلاحا : الابتعاد عن الإعلال ، أو عدم إجراء الاعلال ، مثل : «أواثق» «أواصل» أصلها «وواثق» «وواصل».

ملاحظة : التّصحيح مع وجود ما يدعو إلى الإعلال دليل على القلب المكاني فكلمة «أيس» فيها علّة توجب الإعلال ، ورغم ذلك لم يجر عليها الإعلال وهذا دليل على أنّها مقلوب «يئس».

والتّصحيح هو الطريقة التميميّة في عدم إعلال بعض الألفاظ المعتّلة الوسط ، مثل ، «مقوول» ، «مديون» ، «مبيوع» بدلا من : «مقول» «مبيع» «مدين».

التّصدّر

لغة : مصدر تصدّر : تقدّم ، جلس في الصّدر أي : في صدر المجلس. واصطلاحا : التّصدير.

التّصدير

لغة : مصدر صدّر : قدّم.

واصطلاحا : هو الزّيادة في أوّل الكلمة مثل :«انكسر» ، «استقدم» «أكرم» ؛ فالحروف الزّائدة في أوّل الكلمة تسمّى ، السّوابق ، وتسمّى أيضا : التّصدّر ، التّتويج. واصطلاحا أيضا : حقّ الصّدارة ، أي الحروف أو اللّفظة التي تختص بوقوعها في أوّل الكلام ، كقوله تعالى : (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ)(١) «إنّ» حرف مشبّه بالفعل له حقّ الصّدارة وكقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ ، وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ)(٢) «من» اسم شرط له حقّ الصّدارة.

التّصرّف

لغة : مصدر تصرّف في الأمر : احتال وتقلّب فيه.

واصطلاحا : أن لا يلتزم الاسم أو الفعل أو الظّرف أو المصدر حالة واحدة لا يبرحها ، فالفعل يتصرّف في الماضي والمضارع والأمر واسم الفاعل واسم المفعول مثل : «أخذ» ، «يأخذ» «خذ» ، «آخذ» ، مأخوذ ، ... والاسم قد يكون فاعلا أو مفعولا به أو مجرورا ، مثل قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها)(٣) «الناس» : بدل من «أيّ» مرفوع ، «ربّكم» : مفعول به منصوب «نفس» : اسم مجرور. «واحدة» : نعت مجرور. «زوجها» مفعول به منصوب. والظّرف قد يكون ظرفا وغير ظرف ، كقوله تعالى : (فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ)(٤) «يوم» : ظرف منصوب. وكقوله تعالى : (أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ)(٥) «يوم» فاعل «يأتي» خرج عن الظّرفيّة وكقوله تعالى : (رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ)(٦) «يوم» اسم مجرور باللّام وكقوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)(٧) «مالك» مضاف ، «يوم» مضاف إليه ، وكقوله تعالى : (قالَ

__________________

(١) من الآية ٧٥ من سورة هود.

(٢) من الآية ٢١ من سورة النّور.

(٣) من الآية الأولى من سورة النساء.

(٤) من الآية ١١٣ من سورة البقرة.

(٥) من الآية ٢٥٤ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ٩ من سورة آل عمران.

(٧) من الآيات ٢ ـ ٤ من سورة الفاتحة.


هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ)(١) «يوم» خبر المبتدأ «هذا».

والمصدر قد يكون مفعولا مطلقا وغير ذلك ، كقول الشاعر :

فصبرا في مجال الموت صبرا

فما نيل الخلود بمستطاع

«صبرا» : الأولى مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره : اصبر صبرا ، «صبرا» الثانية : توكيد للأولى. وكقوله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ)(٢) «نفخة» المصدر خرج من المفعولية المطلقة فهو في الآية الكريمة نائب فاعل «نفخ». وكقوله تعالى : (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ)(٣) «الموت» مصدر «مات» هو اسم «إنّ» «ملاقيكم» مصدر «لاقى» خبر «إنّ» الغيب» مصدر «غاب» مضاف إليه. «الشهادة» معطوف على «الغيب».

ومثل : «الاحتفال بعيد الشّجرة كان عظيما» «الاحتفال» : مبتدأ مرفوع.

التّصريف

لغة : مصدر صرّف الأمر ؛ دبّره ، ردّه.

واصطلاحا : تحويل الاسم من المفرد إلى المثنّى ، مثل : «رجل» «رجلان» ، وتحويل الفعل من الماضي إلى المضارع إلى الأمر ، مثل :«درس» «يدرس» «ادرس» «دارس» ... ولا يدخل فيه الحروف ، ولا الأسماء المتوغّلة في البناء مثل : «جاء سيبويه» ؛ «سيبويه» : فاعل «جاء» مبنيّ على الكسر في محل رفع. ومثل : «قالت رقاش» «رقاش» فاعل «قالت» مبنيّ على الكسر في محلّ رفع. ولا يدخل فيه أيضا الأفعال الجامدة ، مثل :«نعم» و «بئس».

التصغير

لغة : مصدر صغّر الشيء : حقّره. أذّله. جعله صغيرا.

واصطلاحا : هو إدخال ياء ساكنة بعد ثاني الاسم بحيث يصير على وزن «فعيل» مثل :«جبيل» أو «فعيعل» ، مثل : «دريهم» أو «فعيعيل» ، مثل : «سليطين» ، «دنينير» ويسمّى أيضا : التّحقير ، التّصغير الأصليّ ، المصغّر ، وهو نوعان : التّصغير الأصليّ ، وتصغير التّرخيم.

ملاحظات :

١ ـ التّصغير من علامات الاسم ، وهو خاصّ بالاسم ، فلا تصغّر الأفعال ولا الحروف ، وهو لا يدخل الأسماء المبنيّة ، بل الأسماء المعربة فقط.

٢ ـ يصغّر من الأسماء المبنيّة أفعل التعجب ، والمركّب المزجي واسم الإشارة واسم الموصول مثل : «ما أحيسنه».

٣ ـ يرى بعضهم أنّ المركّب المزجي هو مبنيّ ، ويرى غيرهم أنه غير مبنيّ.

التّصغير الأصليّ

١ ـ تعريفه : هو تغيير يطرأ على هيئة الاسم فتتغيّر صيغته ويصير على وزن : «فعيل» ، مثل :«فليس» ، أو «فعيعل» ، مثل : «إصبع أصيبع» ، أو «فعيعيل» ، مثل : «سلطان سليطين» «قنيديل» و «دنينير» وتسمّى هذه الصيغ الثلاثة صيغ التّصغير لأنها مختصة به وليست جارية على الميزان الصرفيّ

__________________

(١) من الآية ١١٩ من سورة المائدة.

(٢) من الآية ١٣ من سورة الحاقة.

(٣) من الآية ٧ من سورة المنافقون.


العام ، فمثل : «أحمد» تصغيره «أحيمد» على وزن «أفيعل» في الميزان الصّرفي العام ولكنّها في صيغة التّصغير على وزن «فعيعل». ويسمّى التّصغير عند بعض النّحاة التّحقير.

٢ ـ الغرض منه : أغراضه كثيرة ومعانيه كثيرة تختلف بين المعاني الحسنة وغيرها منها :

١ ـ التحقير فتقول في تحقير «بطل بطيل» و «رجل رجيل» و «كاتب كويتب».

٢ ـ تقليل ذات الشيء ، مثل : «نهر نهير» «طفل طفيل» ، «ولد وليد» ، «قلم قليم».

٣ ـ تقليل عدد الذّات ، مثل : «دريهمات» «وريقات» ، «سويعات» ، «أويقات».

٤ ـ تقريب الزّمان ، مثل : «قبل قبيل» ، «بعد بعيد» ، مثل : «استيقظ قبيل الصبح».

٥ ـ تقريب المكان ، مثل : «فويق» «تحيت» «قريب» ، مثل : «بيتي قريب النّهر».

وقد يكون المكان مما يراد فيه المنزلة ، مثل :«فضل المدير فويق فضل الأستاذ».

٦ ـ التحبّب ، مثل : يا بنيتي ، يا بنيّ يا أخيّ.

٧ ـ إظهار الرّحمة والشّفقة ، مثل : «مسكين مسيكين».

٨ ـ رفع الشّأن ، مثل : «جاء وليد تحفظه ثلّة من الرجال العظام».

٣ ـ شروط الاسم الذي يلحقه التصغير : لا يصغّر من الكلمات إلا الاسم ، فلا يصغّر الفعل ولا الحرف. ويشترط في الاسم الذي يدخله التّصغير ثلاثة شروط هي :

أولا : أن يكون معربا ، إذ لا تصغّر الأسماء المبنيّة كالضمائر وأسماء الشرط وأسماء الاستفهام ... إلا ما ورد منها مصغرا مسموعا ، وأشهر ما سمع مصغرا :

١ ـ المركّب المزجي عددا كان أم علما ، مثل : «أحد عشر» و «أحيد عشر» ، ومثل : «نفطويه نفيطويه».

٢ ـ «ذا» و «تا» و «أولى» أو «أولاء» فقد سمع في تصغيرها «ذيّا» بفتح الذال الحرف الأول وقلب الألف الحرف الثاني «ياء» وتدغم هذه «الياء» بياء التصغير وتزاد بعدها ألف جديدة ومثلها :«تيّا» و «أوليّا» ، الأصل «أولى» ، بفتح اللّام وقلب الألف المقصورة «ياء» وإدغامها بياء التّصغير وزيادة الألف بعد «الياء المشدّدة» و «أوليّا» بالهمزة الممدودة بعد «ياء» التّصغير أو «اوليّاء» ومن المسموع أيضا تصغير «ذان» و «تان» على :«ذيّان وتيّان» مع أنهما معربان وتصغيرهما قياسي ولكنهما لم يصغّرا حسب ما يقتضيه التّصغير ، ومن هنا الشّذوذ.

٣ ـ الذي والتي والذين وسمع فيها عند التّصغير اللذيّا واللّتيا ، بفتح اللام «اللّذيا» أو ضمّها اللّذيا ، وإدغام «ياء» التّصغير بياء الكلمة ، و «اللّذيّن» بضم الأول وفتح الثاني وإدغام ياء التصغير بياء الكلمة وكسرها بعد الإدغام ، وهي للمذكر و «اللّتيّات» للمؤنث. فتقول : «جاء اللّذيان ودّعتهما» ، و «رأيت اللّذيّين» ، و «مررت باللّذيّين» و «جاءت اللّتيان» و «رأيت اللّتيين» و «مررت باللّتيّين» ، «وجاء اللّذيين» و «رأيت اللّذيّين» و «مررت باللّذيّين».

٤ ـ المنادى المبنيّ ، فتقول في تصغير يا عبد : يا عبيد.

٥ ـ صيغة «أفعل» في التّعجب فتقول في تصغير ما أحلى الربيع : «ما أحيلى الربيع».


ثانيا : ألّا يكون الاسم مصغرا في اللّفظ ، مثل : «كميت ، دريد ، سويد» أعلام أشخاص ، ومثل : «كعيت» اسم بلبل ، أما إذا كان الاسم غير مصغّر ولكن مادّته وتكوينه الاشتقاقي جعلاه من صيغة التّصغير جاز تصغيره ، مثل : «مهيمن» اسم فاعل من «هيمن» و «مسيطر» اسم فاعل من «سيطر» و «مبيطر» اسم فاعل من «بيطر» فتصغّر هذه الأسماء بحذف «الياء» وإحلال «ياء» التّصغير مكانها ، فلا يتغيّر لفظها إنما نفرّق بينهما في جمع التّكسير للكثرة فنقول «مهامن» في الصورة الأصلية ، ولا تجمع الصورة المصغّرة هذا الجمع بل تجمع جمع مذكر سالم ، فتقول : «مهيمنون» و «مسيطرون» و «مبيطرون». ولو جمع المصغّر جمع تكسير بحذف يائه لاختلط الأمر أهو في الصورة الأصليّة : «مهامن» «مساطر» ، «مباطر» أم في الصورة المصغّرة ، لذلك يمتنع تصغير الاسم المصغّر وبالتالي جمعه مكسرا.

ثالثا : أن يكون المعنى قابلا للتّصغير فلا تصغّر أسماء الله والأنبياء والملائكة ، ولا تصغّر لفظة «كل» لدلالتها على الشمول ، ولا كلمة بعض لأنها تدلّ على التقليل ، ولا أسماء الشّهور ، لأن اسم الشّهر يدلّ على مدة معيّنة من الوقت لا تقبل الزيادة ولا النّقصان مثل : شهر «صفر» «رمضان» ، «شباط» ، ولا أيام الأسبوع مثل : «السبت» «الاثنين» ... ولا الألفاظ المحكيّة ، لأنها تقتضي ترديد اللّفظ كما هو في غير تغيير ، وكذلك لا تصغر كلمة «غير» ولا «سوى» لأنهما تقتضيان المغايرة المطلقة ، ولا كلمة «البارحة» لأنها تدل على اليوم الذي قبل يومنا فلا تحتمل التّصغير ولا كلمة «غد» لسبب عينه ، فإنها تدل على يوم مقبل ، ولا تصغّر الأسماء الدالّة على النّفي مثل :«غريب» و «ديّار» فتقول : «ما في البيت غريب ولا ديّار» أي : ليس فيه أحد ، ولا تصغّر المشتقات التي تعمل عمل فعلها ، لأنها تعمل بشرط عدم التّصغير لأنه يقرّبها من الأسماء ويبعدها من الأفعال إلا كلمة «رويدا» ولا يصغّر جمع التّكسير للكثيرة ولا المركّب الإسنادي ، أمّا جمع القلّة فيجوز تصغيره فتقول في تصغير أجمال :«أجيمال» وفي قلم : «قليم» وفي صبية : «صبيّة» وفي أقمشة : «أقيمشة» ويصحّ تصغير اسم الجمع مثل : «شعب» «شعيب» ، «قوم ، قويم» رهط رهيط».

٤ ـ حكم التصغير الأصلي : هذا الحكم يختلف باختلاف الاسم فقد يكون ثلاثيا ، أو رباعيا ، أو خماسيّا ...

أـ حكم الاسم الثلاثي في التّصغير :

١ ـ إذا كان الاسم ثلاثيّا يضمّ أوّله ، ويفتح ثانيه وتزاد بعده ياء ساكنة تسمّى ياء التّصغير ويبقى الثالث على الحركة التي تناسب العامل في الإعراب ، فتقول في تصغير «حسن» في الجملة :«جاء حسن» : «جاء حسين» وسهيل مثله.

وصيغته «فعيل» ، كقول الشاعر :

وغاب قمير كنت أرجو غيوبه

وروّح رعيان ونوّم سمّر

وفيه «قمير» تصغير «قمر» الاسم الثّلاثي ، وبقي على رفعه ، وصيغته «فعيل» ولا يعدّ من التّصغير في كلمة «زمّيل» لأن الحرف الثاني ساكن ومدغم في مثيله «والياء» السّاكنة رابعة ، ومثل ذلك في كلمة «لغّيزى».

٢ ـ أمّا إذا كان الثّلاثي الأصل متصلا «بتاء» التأنيث يصغّر كالثّلاثي على وزن «فعيل» فتقول في تصغير شجرة : «شجيرة» وفي تمرة : «تميرة».


وإن كان الثّلاثي قد حذف منه أحد أصوله وبقي على اثنين أعيد الحرف المحذوف عند التّصغير فتقول في الأعلام التالية : «كل» ، «وبع» ، «ويد» «أكيل» «وبييع» و «يديّ» إذ الأصل «أكل» و «بيع» و «يدي» أعلاما.

ويجري هذا الحكم على الاسم المحذوف أحد أصوله وعوّض منه بتاء التأنيث فإنه يرجع عند التّصغير فتقول في تصغير «عدة» و «سنة» :«وعيدة» و «سنيّة» أو «سنيهة» أعلاما. والأصل «وعد» و «سنو» أو «سنة» ومثل : تصغير بنت وأخت : «بنيّة» و «أخيّة» فيعاد المحذوف إذ الأصل : «بنيوة» و «أخيوة» حيث اجتمعت «الواو» و «الياء» في كلمة واحدة وبدون فاصل بينهما وسبقت إحداهما السّكون تقلب «الواو» «ياء» وتدغمان أمّا إذا كان الاسم على ثلاثة أحرف بعد حذف أحد حروفه الأصلية فلا يرجع المحذوف ويصغّر على وزن «فعيل» فتقول في تصغير «هاد» : هويد.

وإذا كان الاسم العلم في أصله موضوعا على حرفين وأريد تصغيره ، فإمّا أن نضعّف الحرف الثاني وندخل الياء بين المثلين فتقول في «هل» علما «هليل» وفي «بل» «بليل» أو نضعف «الياء» في الآخر فتقول : «هليّ» و «بليّ».

٣ ـ إذا كان الثّاني من الاسم العلم الذي يراد تصغيره حرف علّة فيجب تضعيفه فتقول في تصغير الأعلام «لو» و «كي» و «ما» : «لويو» فتصير بعد قلب «الواو» «ياء» لويّ. إذا اجتمعت «الواو» و «الياء» وسبقت إحداهما السّكون فقلبت «الواو» «ياء» وأدغم المثلان. كما تقول : «كييّ» بثلاث «ياءات» ، الأولى منها هي الأصلية والثانية «ياء» التصغير والثالثة الزّائدة للتّضعيف ، كما تقول :«مويّ» حيث انقلبت الألف في كلمة «ما» «واوا» لأنها مجهولة الأصل ثم تليها «ياء» التّصغير وقلبت «الألف» الثانية من المضعّفة للتّصغير «ياء» لوقوعها بعد «الياء» التي للتصغير وأدغمت فيها.

وتقول في تصغير كلمة «ماء» : «مويه» لأن الأصل : «موه» بدليل جمعها على «أمواه». فلما تحرّكت «الواو» في «موه» بالفتح وما قبلها مفتوح قلبت «ألفا» فصارت «ماه» ثم قلبت «الهاء» همزة بغير قياس فصارت «ماء» وفي التّصغير يرجع كل حرف إلى أصله.

٤ ـ وإذا كان الثّلاثي للمؤنث وبدون تاء التّأنيث وأريد تصغيره ترجع تاء التأنيث منعا للبس ، فتقول في تصغير «دار» : دويرة. إذ الألف أصلها «واو» وفي تصغير «أذن» : «أذينة» وفي تصغير «سنّ» : «سنينة» وفي كلمة «يد» : «يديّة» إذا الأصل : «يدي».

وإذا أوقعت زيادة تاء التّأنيث في اللبس فلا تزاد في التّصغير. ففي تصغير اسم الجنس «شجر» و «بقر» ، تقول : «شجير» و «بقير» ، ولا تقول «شجيرة» و «بقيرة» لأن ذلك يوقع في اللّبس بين أن يكون التّصغير لكلمة «شجرة» و «بقرة» أم لتصغير «شجر وبقر».

وكذلك يجب عدم زيادة «التاء» إذا كان الاسم في تصغيره دالّا على مذكّر ولو كان في أصله لمؤنّث فلو اعتبرنا الاسماء : «هند» و «دار» و «أذن» أعلام مذكر فتقول : «هنيد» و «دوير» و «أذين» بدون تاء التأنيث. من ذلك نقول : تزاد تاء التأنيث في الاسم الثّلاثي المؤنّث وقت تصغيره إذا لم يلتبس بغيره عند زيادتها لا فرق بين الثّلاثي الأصيل أو الثلاثي الطاريء فالثلاثي الأصيل كالأمثلة السابقة أمّا الثّلاثي الطاريء فمثل


تصغير كلمة «سماء» : تصغّر على «سميّة» علم لمؤنث. حيث ضمّ الحرف الأول من كلمة «سماء» وفتح الثاني وزدنا بعده «ياء» التّصغير فانقلبت «الألف» إلى «يا» وأدغمت في «ياء» التّصغير أمّا الهمزة المتطرّفة فرجعت إلى أصلها وهو «الواو» فانقلبت «الواو» «ياء» وفقا للقاعدة المذكورة سابقا من اجتماع «الواو» و «الياء» فصارت الكلمة «سميّي» فاجتمعت ثلاث ياءات : الأولى منها ياء التّصغير والثانية المنقلبة عن «الألف» والثالث المنقلبة عن «الواو» وهذا لا يقع في الكلام الفصيح فتحذف أولى الياءات لاجتماعها في الطّرف بعد عين الكلمة فصارت الكلمة «سميّ» ثم زيدت تاء التّأنيث فصارت «سميّة» إذ يجب فتح ما قبل تاء التأنيث دائما سواء أكانت في اسم مثل : «شجرة» أم في فعل مثل :«نامت» أم في حرف مثل : «ربّت».

وقد وردت سماعا كلمات مخالفة للقياس في التّذكير والتّأنيث فإنها تحفظ ولا يقاس عليها مثل تصغير كلمة رجل على : «رويجل» ، وكلمة «مغرب» على : «مغيربان».

٥ ـ وإذا كان الثّلاثي معتل العين وجب إعادة حرف العلة إلى أصله مثل : «باب» فتقول :«بويب» ، «الألف» أصلها «واو» بدليل الجمع على «أبواب» ومثل : «ناب» تصغر على «نييب» لأن «الألف» أصلها «ياء» بدليل الجمع على «أنياب» ومثل : «عاب» أصلها «عيب» تصغير على وزن «فعيل» فتصير : «عييب» ومثلها ذام ذميم.

ب ـ حكم الاسم الربّاعي في التّصغير ، وإذا كان الاسم الذي يراد تصغيره رباعيا حروفه كلها أصلية ، أو فيها حروف زائدة فيصغّر بضم أوّله وفتح الثّاني وبعده تزاد «الياء» السّاكنة التي تسمّى «ياء» التّصغير ، وكسر الحرف بعدها فتقول في تصغير «جعفر» : «جعيفر» وفي تصغير «بندق» «بنيدق» أي : يصغر الرّباعي على وزن «فعيعل».

أما إذا كان الحرف الثالث ، حرف علّة فعند مجيء ياء التّصغير يجب قلبه «ياء» وتدغم في ياء التّصغير فتقول في تصغير «كتاب» : «كتيّب» فتقلب الألف «ياء» ومثل ذلك في : «سحاب» فتقول : «سحيّب» و «مقام» : مقيّم. وفي «صبور» «صبيّر» بقلب «الواو» «ياء» ومثل ذلك في عجوز :«عجيّز» وفي «بعوض» «بعيّض» وفي «سمير» «سميّر» حيث تدغم ياء التّصغير «بالياء» الأصليّة في الاسم ومثل ذلك في «وسيم» : «وسيّم» وفي «وليد» «وليّد» وفي «جميل» «جميّل» وفي «سعيد» «سعيّد» أمّا إذا تحرّكت الواو الأصلية الثالثة بعد ياء التّصغير فيجوز إبقاؤها ، فتقول في تصغير «أسود» : «أسيّد» أو «أسيود».

ج ـ حكم الاسم الخماسي في التّصغير :

١ ـ إذا كان الاسم الذي يراد تصغيره فوق أربعة أحرف تحذف منه حروف الزّيادة الضّعيفة حتى يبقى على أربعة أحرف وعندئذ يصغّر على وزن «فعيعل» ؛ فتقول في تصغير «سفرجل» : «سفيرج» بحذف «اللّام». وفي تصغير «فرزدق» : «فريزق» بحذف «الدال» أو «فريزد» بحذف «القاف» ومن حيزبون : «حزبين» وفي «مستنصر» «منيصر» بحذف الحرفين : «السّين والتاء» وفي «محرنجم» «حريجم» بحذف الحرفين «الميم والنون».

٢ ـ وإذا كان الحرف الرّابع الأصليّ حرف لين يقلب «ياء» ويصغّر الاسم على وزن «فعيعيل» فتقول في تصغير «عصفور» : «عصيفير» وفي قنديل : «قنيديل» وفي «سلطان» : «سليطين».

وإذا حذف من الخماسي بعض حروفه الأصليّة


عند التّصغير على وزن «فعيعل» فيجوز زيادة «ياء» قبل الآخر عوضا عن المحذوف ويصير تصغيره على وزن «فعيعيل» فتقول في تصغير «فرزدق» :«فريزق» أو «فريزيق» أو «فريزيد» وفي «مستنصر» : «منيصر» أو «منيصير».

وردت أسماء فوق أربعة أحرف لا يحذف منها الحروف الضّعيفة منها :

١ ـ الأسماء المنتهية «بألف» ممدودة بعدها «همزة» فتبقى الألف والهمزة ويصغر الاسم على «فعيعل» فتقول في تصغير «قرفصاء» : «قريفصاء».

أمّا إذا كانت الألف مقصورة رابعة فتبقى وجوبا ، فتقول في تصغير «كبرى» : «كبيرى» وإن كانت سادسة أو سابعة فتحذف وجوبا ، فتقول في تصغير «لغّيزى» : «لغيغز» ويصحّ زيادة تاء التّأنيث فتقول : «لغيغزة» وتقول في تصغير «بردرايا» ، اسم مكان : «بريدر» والأصل : «بريدراي» بحذف ألف التّأنيث ثم حذفت الألف والياء لأنهما زائدتان فصارت الكلمة : «بريدر» كما تحذف الألف المقصورة من كلمة «قرقرى» لأنه لم يسبقها حرف مدّ ، فتقول في تصغيرها :«قريقر» أمّا إذا سبقها حرف مدّ ، فيجوز أن تحذف أو أن تبقى أو أن يحذف المدّ ، فتقول في تصغير «حبارى» ، اسم طائر : «حبيرى» بقلب الألف «ياء» بعد ياء التصغير ، وإبقاء الألف المقصورة في الآخر ، أو تقول : «حبيّر» بحذف الألف المقصورة وحدها وبقاء حرف «الألف» مقلوبا «ياء». وتقول في تصغير «قريثى» نوع من التمر : «قريثى» بحذف «الياء» بعد ياء التّصغير وإبقاء الألف المقصورة ويجوز مدّها فتقول :قريثا» أو بحذف الألف المقصورة وإبقاء «الياء» بعد «ياء» التصغير فتقول : «قريّث».

٢ ـ الاسم المنتهي بتاء التّأنيث إذا كانت خامسة فأكثر فيصغّر الاسم على «فعيعل» كأنّه رباعيّ وتبقى تاء التّأنيث فتقول في تصغير «جوهرة» «جويهرة» وفي تصغير «حنظلة» : «حنيظلة».

٣ ـ الاسم المنتهي بياء النّسبة ، فتبقى الياء ويصغّر كأنه رباعيّ على «فعيعل» فتقول في تصغير ، «دمشقيّ» : «دميشقيّ» «أردني» «أريدنيّ».

٤ ـ الاسم المنتهي بألف ونون زائدتين أو المثنى بألف ونون ، فتبقى الألف والنون الزّائدتان في الاسم إذا كانتا فوق أربعة أحرف ، فتقول في تصغير «زعفران» «زعيفران» ، كما تبقى الألف والنون في المثنى ، فتقول في تصغير «كتابان» :«كتيبان» وفي تصغير «مؤمنين» بالياء والنون في تثنية المنصوب أو المجرور «مؤيمنين» وفي «كتابين» : «كتيّبين».

٥ ـ وتبقى أيضا علامتا جمع المذكّر السّالم أو جمع المؤنّث السّالم في التّصغير ، فتقول في تصغير : «عبدون وعبدين» : «عبيدون وعبيدين» وفي تصغير «هندات» : هنيدات.

٦ ـ ويبقى عجز المركب الإضافي والمركب المزجي فتقول في تصغير «ظهر الدين» : «ظهير الدين» وفي تصغير «أندرستان» اسم بلد فارسي :«أنيدرستان» ووردت أسماء لا يكسر فيها الحرف بعد ياء التّصغير في وزن «فعيعل» و «فعيعيل» بل يبقى على حركته قبل التّصغير من هذه الأسماء :

١ ـ الاسم الذي يكون فيه الحرف بعد «ياء» التّصغير متلوّا «بألف» مقصورة للتأنيث مثل : «كبرى» فتقول في تصغيرها : «كبيرى». أمّا إذا كانت الألف المقصورة للإلحاق فتحذف عند التّصغير ، مثل :


«علقى» فتقول في تصغيرها ، «عليقي» حيث تقلب الألف المقصورة «ياء» بعد الكسرة ثم تحذف «الياء» عند تنوين الاسم فتصير : «عليق».

٢ ـ الاسم الذي يكون فيه الحرف بعد ياء التّصغير متّصلا مباشرة بألف التّأنيث الممدودة فلا يكسر بل يبقى على حركته الأصليّة مثل : «حمراء» تصغّر على «حميراء» أمّا إذا فصل بين الحرف الذي يلي ياء التّصغير وبين ألف التّأنيث الممدودة فيجب كسره ، فتقول في تصغير «جخدباء» نوع من الجراد : «جخيدباء».

٣ ـ الاسم الذي يكون فيه الحرف بعد ياء ، التّصغير ، متلوّا «بألف» أفعال «أي» : الاسم على وزن «أفعال» فيجب أن يفتح مثل : «أبطال» فتقول في التّصغير : «أبيطال» وفي أقوال : «أقيوال» وفي أفراس» : «أفيراس».

٤ ـ الاسم الذي يكون فيه الحرف بعد «ياء» التصغير متلوّا «بألف» وهذا الاسم على وزن «فعلان» أو «فعلان» أو «فعلان» ولا يجمع على «فعالين» فيبقى هذا الحرف مفتوحا فتقول في تصغير : «فرحان» : «فريحان» وفي عثمان :«عثيمان» وفي «عمران» : «عميران» أمّا إذا كان الاسم ممّا يجمع على «فعالين» فيجب كسر الحرف الذي يلي «ياء» التّصغير ، فتقول في تصغير : «سلطان» الذي يجمع على سلاطين :«سليطين» وفي «ريحان» : جمعه «رياحين» «رييحين» وفي «سرحان» : جمعه «سراحين» :«سريحين».

٥ ـ الاسم الذي يكون فيه الحرف بعد ياء التّصغير ، هو صدر المركب المزجي ، فيبقى الحرف على حركته قبل التّصغير فتقول في تصغير «جعفرستان» : اسم بلد فارسي : «جعيفرستان».

ملاحظات :

١ ـ قد يكون للتّصغير غرض غير ما سبق وهو التّعظيم والتّهويل معا ، كقول الشاعر :

وكلّ أناس سوف تدخل بينهم

دويهية تصفرّ منها الأنامل

٢ ـ تقلب «الألف» «واوا» عند التّصغير في أربعة مواضع : الأول : إذا كانت مجهولة الأصل ، مثل : «عاج» فتقول في التّصغير : «عويج». الثاني : إذا كانت زائدة ، مثل : «شاعر» فتقول في التصغير :«شويعر» ، والثالث : إذا كانت مبدلة من همزة للتّخفيف ، مثل : «آمال» ، لأن الأصل «أأمال» فتقلب «واوا» فتقول : «أويمال» الرابع : الألف في التي أصلها «واو» ترجع إلى أصلها فتقول في تصغير «باع» «بويع» و «باع» اسم مقياس قدره المسافة بين الكفّين المبسوطتين يمينا وشمالا ، فالألف أصلها «واو» في هذه الكلمة بدليل جمعها على «أبواع».

٣ ـ عند تصغير المؤنّث المعنويّ تضاف إليه تاء التّأنيث إذا كان ثلاثيا ، فتقول في تصغير «شمس» : «شميسة» وهند : «هنيدة» أمّا إذا كان الاسم رباعيا فيجري تصغيره على القياس أي على وزن «فعيعل» فتقول في تصغير «زينب» «زيينب» و «عجوز : عجيّز» بعد قلب «الواو» «ياء» إذ أصلها عجيوز.

٤ ـ إذا كان الاسم من جمع الكثرة وأردت تصغيره تأتي بمفرده وتصغّره ثم تجمعه جمع مذكر سالم ففي تصغير : «كتّاب» تأتي بالمفرد «كاتب» وتجري عليه التّصغير فيصير «كويتب» ثم تجمع المصغّر جمع مذكر سالم فتقول : كويتبون و «كويتبين». فإذا لم يكن لمذكّر عاقل أي : إذا كان لمؤنث عاقل ، أو لمذكّر غير عاقل فبعد


تصغير صورة مفردة يجمع الاسم جمع مؤنث سالم ، مثل : «جبال» تقول في التّصغير «جبيلات» وفي صور : «صويرات» وفي كاتبة : «كويتبات».

٥ ـ تصغّر جموع القلّة على لفظها فتقول في تصغير أنفس : «أنيفس» وفي «أقفال» : «أقيفال» وفي أرغفة : «أريغفة» وفي غلمة «غليمة».

٦ ـ إذا وقع بعد ياء التّصغير حرف مشدّد يصحّ قلب «الياء» ألفا فتقول في تصغير «دابّة» : «دويبّة» أو «دوابّة» وفي «شابة» : «شويبّة» أو «شوابّة».

٧ ـ الاسم المصغّر ملحق بالمشتقّ ، لأنه يتضمّن وصفا في المعنى ، كالتّعظيم والتّهويل والتّحقير والتّقريب ، لذا يصح وقوعه نعتا وغير نعت.

٨ ـ إذا كان الحرف الثّاني من الاسم الثّلاثي ألفا ، أو واوا ، أو ياء منقلبا عن حرف لين وجب إعادته إلى أصله مثل : «ميزان» : الأصل «موزان» تقول في التّصغير : «مويزين». لأن «الواو» قلبت «ياء» لسكونها وانكسار ما قبلها فصارت «ميزان» ومثل كلمة «ديمة» أصلها «دومة» قلبت «الواو» السّاكنة «ياء» لانكسار ما قبلها فصارت «ديمة» ففي التّصغير تقول : «دويمة» ومثل كلمة «موقن» أصلها «ميقن» قلبت «الياء» «واوا» لسكونها وضمّ ما قبلها فصارت «موقن» ففي تصغيرها تقول :«مييقن» ومثلها كلمة «موسر» أصلها «ميسر» لأنها من فعل «أيسر» قلبت الياء الساكنة «واوا» لأن ما قبلها مضموم وفي التّصغير تقول : «مييسر» ومثله :«مونع» أصلها «مينع» وتصغيرها : «ميينع».

تصغير التّرخيم

هو عبارة عن تصغير الاسم بعد تجريده من الزّوائد.

أحكامه :

١ ـ فإن كانت أصوله ثلاثة صغّر على وزن «فعيل» مثل : «حامد حميد» «ومعطف عطيف» وتصغّر «فضلى» على «فضيلة» بزيادة تاء التّأنيث لأن مسمّاه الأصلي يدل على مؤنث ، ومثل ذلك في تصغير «حمراء» تقول : «حميرة» بحذف الأحرف الزائدة وزيادة «تاء» التّأنيث وذلك للتفرقة بين «حمير» التي للمذكّر و «حميرة» التي للمؤنث.

أمّا إذا كان الاسم مما يختص بالمؤنّث فلا تلحقه «تاء» التأنيث عند التّصغير ، فتقول في تصغير «حائض» : «حييض» بعد قلب الألف «ياء» لأن أصل الكلمة «حيض» ومثل : «طالق» : «طليق» بحذف الألف الزائدة وبدون زيادة «تاء» التّأنيث في الكلمتين. وكما صغّرت كلمة «حامد» على «حميد» تصغّر مثلها الكلمات : «أحمد» ، «محمود» «حامد» ، «حميد» «محمدون» على «حميد» أيضا بحذف حروف الزيادة وتميّز أصولها بالقرائن لتمنع اللّبس.

٢ ـ وإن كانت أصوله بعد حذف الزّوائد أربعة فيصغّر الاسم على «فعيعل» فتقول في تصغير «قرطاس» : «قريطس» بحذف الألف الزّائدة ومثل : «عصفور» : «عصيفر». وقد تزاد تاء التّأنيث إذا كان الاسم للمؤنّث فتقول في تصغير «سوداء» : «سويدة» وفي «حبلى» : «حبيلة» وفي «زينب» : «زنيبة» قد يكون الغرض من تصغير التّرخيم فوق ما عرفناه من أغراض التّصغير الأصلي : التوّدّد والتّدليل والضّرورات الشّعريّة.

ملاحظات :

١ ـ لا يصغّر الاسم تصغير ترخيم على وزن «فعيعل» لأنه يشتمل على حروف زائدة وتصغير التّرخيم يكون بحذف الحروف الزائدة أولا قبل التّصغير.

٢ ـ يقال في تصغير «إبراهيم» تصغير ترخيم «بريهم» بحذف الألف والهمزة الزائدتين ومنهم من


يصغر «إبراهيم» على «أبيرة» بحذف الألف والياء الزائدتين والميم الخامسة الأصلية. وكذلك في تصغير ترخيم «إسماعيل» تقول : «سميعل» بحذف الألف والهمزة ، و «أسيمع» بحذف الألف والياء واللّام.

٣ ـ في التّصغير يجب إعادة الحرف المحذوف مثل «عدة» أصلها «وعدا» وزنة أصلها «وزنا» وشية أصلها «وشيا» ففي تصغير هذه الكلمات تقول : «وعيدة» «وزينة» و «وشيّة» ولكن يجوز وضع همزة بدلا من الحرف المحذوف فتقول : «أعيدة» و «أزينة» و «أشيّة». لأن «الواو» إذا وجب ضمها يجوز أن تقلب همزة ، فتقول في «وقت» : «أقت» بدليل القول موقّت ومؤقّت.

٤ ـ إذا سمّيت رجلا باسم «مذ» وأردت تصغيره فتقول : «منيذ» لأن «مذ» أصلها «منذ» فتعاد إليها «النون» المحذوفة عند التّصغير.

٥ ـ «الحر» بمعنى : الفرج إذا صغّرته قلت «حريح» بإعادة «الحاء» المحذوفة إذ الأصل «حرح» والجمع «أحراح» وصغّر على «أحيراح».

٦ ـ «فلان» تخفف «فل» فإذا صغّرت تعاد إليها النّون فتقول فلين بدون الألف الزائدة.

٧ ـ إذا صغّرت كلمة «فم» أعدتها إلى أصلها «فوه» بدليل الجمع على أفواه وفي التّصغير تقول :«فويه» وحذفت الهاء منها للتخفيف ، كما تحذف في «شفة» الأصل «شفو» أو «شفة» وبعد حذف الهاء أبدلت «الواو» «ميما» فصارت «فم».

٨ ـ إذا خففت كلمة «ميّت» صارت «ميت» وإذا صغّرت الاسم المخفّف لا تعاد اليه «الياء» المحذوفة بل يصغّر على «فعيل» لأنه ثلاثيّ فتقول : «مييت». وكذلك لا تعاد عين «هار» في قوله تعالى : (عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ)(١) وأصلها «هائر» فتصغّر على «هوير» لا على «هويئر».

٩ ـ لا تردّ ألف «ناس» عند التّصغير بل تصغّر على «نويس» والأصل «أناس» كقول الشاعر :

إن المنايا يطّلع

ن على الأناس الآمنينا

ولا تعاد ألف «ابن» عند التّصغير بل تقول :«بنيّ» وفي تصغير اسم : «سميّ» والأصل «بنيو وسميو» لأن أصل «ابن : بنو» وأصل «اسم :سمو».

١٠ ـ إذا وقعت «الواو» لام الكلمة سواء أكانت أصلية أم معلّة تقلب «ياء» عند التّصغير فتقول في تصغير «عروة» : «عريّة» وفي «رضوى» : «رضيّة» ، أو «رضيّا» وفي «عشواء» : «عشيّاء» وفي «عصا» :«عصية» إذ الألف في عصا أصلها «واو» لذلك في تصغير «معاوية» تقول : «معيوة» بحذف الألف الزّائدة ويجوز تصغيرها على «معيّة» بحذف الألف الزّائدة وقلب «الواو» «ياء» في «معيوية» لأن «الواو» اجتمعت مع «الياء» وإحداهما ساكنة ، فاجتمعت ثلاث ياءات الأولى «ياء» التّصغير والثانية المنقلبة عن «الواو» والثالثة من أصل الكلمة لذلك أدغمت الأولى في الثانية وحذفت الثالثة فصارت «معيية» : «معيّة» كقول الشاعر :

وفاء يا معيّة من أبيه

لمن أوفى بعهد أو بعقد

١١ ـ شذّ من تصغير الرّباعي على «فعيعل» كلمة «قدّام» فصغّرت على «قديديمة» وكذلك «وراء» صغّرت على : «وريئة».

١٢ ـ جمع الشّاعر صفّي الدين الحلي

__________________

(١) من الآية ١٠٩ من سورة التوبة.


الكلمات : دون ، أهل ، نظم ، وصف ، عقد ، قبل ، بعد ، مصغّرة على : «دوين ، أهيل ، نظيم ، وصيف ، عقيد ، قبيل ، بعيد» في قوله :

دوينك يا أهيل الجود منّي

نظيما في وصيفك كالعقيد

أحيسن من قصيّد من قبيلي

وأحلى من نظيّم من بعيدي

وكذلك صغّر أفعل التّفضيل «أحسن» على «أحيسن» وزن «فعيعل» وقصيّد تصغير «قصيد» ، و «نظيّم» تصغير «نظيم» وكلها رباعيّة على وزن «فعيعل».

وكذلك صغّر الرّباعي «أحمق» وزن «أفعل» التّفضيل على «فعيعل» في قول الشاعر :

أخذت بمدحه فرأيت لهوا

مقالي للأحيمق يا حليم

ومنه قول الشاعر :

يا ما أميلح غزلانا عطون لنا

من هؤليائكنّ الضال والسمر

وفيه تصغير «أملح» على أفعل «التّفضيل من الشاذّ». لأن الفعل لا يصغّر ، وفيه أيضا تصغير «هؤلاء» على «هؤليائكنّ» وهو تصغير شاذّ لأن اسم الإشارة المبنيّ لا يصغر.

١٣ ـ ومن التّصغير الذي يدلّ على التّفخيم قول الشاعر :

فويق جبيل شاهق الرأس لم تكن

لتبلغه حتى تكلّ وتعملا

فتصغير كلمة «جبيل» من «جبل» دلت على التفخيم لقرينة وهي إتباعه بكلمة شاهق.

١٤ ـ في تصغير اسم الموصول «التي» يقول الشاعر :

بعد اللّتيّا واللّتيّا والّتي

إذا علتها أنفس تردّت

فقد صغّر الشّاعر اسم الموصول «التي» على «اللّتيّا» ويجوز تصغيرها على «اللّتيّا» وذلك بضم أو بفتح اللّام المشدّدة وإدغام ياء التّصغير بياء الكلمة وفتح «الياء» المشدّدة.

التّصديق

اصطلاحا : هو من معاني همزة الاستفهام «وهل» ، وهو إدراك نسبة معيّنة والاستفهام عنها سواء أكانت هذه النّسبة مثبتة أم منفيّة ، كقوله تعالى : (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ)(١) فالهمزة هنا تفيد التصوّر لأن الجواب يكون بتعيين أحد الأمرين. وكقوله تعالى : (أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ)(٢) فالهمزة هنا تفيد التّصديق وجوابه يكون بـ «نعم» أو «لا» فالهمزة إذن تفيد التّصديق والتّصوّر ، أما «هل» فهي حرف استفهام ويفيد التّصديق فقط أي : إدراك النّسبة أو الاستفهام عن نسبة معيّنة ، كقوله تعالى : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ) يأمره (بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)(٣) «هل» تفيد التصديق وجواب الاستفهام بها «نعم» أو «لا».

التّصوّر

هو إدراك المفرد : أي تعينه ، ويكون التّصور مشتركا بين أدوات الاستفهام جميعا ما عدا «هل» التي تفيد التّصديق فقط فإذا قلت : «هل يأتي

__________________

(١) من الآية ١٠٩ من سورة الأنبياء.

(٢) من الآية ٣٧ من سورة القلم.

(٣) من الآية ٧٥ من سورة النّحل.


زيد» يكون الجواب «نعم» أو «لا» وإذا قلنا : أبقي التّلاميذ في المدرسة أم خرجوا منها بسبب الإضراب». فيكون الجواب تعيين أحد الأمرين وهذا ما يسمّى التّصوّر.

التّضعيف

لغة : مصدر ضعّف الشيء ؛ صار ضعف ما كان.

واصطلاحا : تكرار حرف من حروف الكلمة.

مثل : «فرح» و «فرّح».

وهو أحد العوامل التي ينتقل بها الفعل من اللّزوم إلى التّعدية. مثل : «نام الطّفل» :«نوّمت الطّفل» أو من التّعدي إلى مفعول واحد إلى التعدّي إلى مفعولين ، مثل : «لبس الولد ثوبه» «لبّسه ثوبه» «لبس» فعل متعد إلى مفعول واحد هو كلمة «ثوب» في المثل الأول. «ولبّس» في المثل الثاني تحوّلت من فعل متعدّ إلى واحد إلى متعدّ إلى مفعولين هما : «الهاء» في لبّسه والثاني «ثوبه».

ومثل : «كان عليّ كرّم الله وجهه من الصّحابة الأبرار» ففعل «كرّم» صار متعدّيا إلى مفعول به بعد أن كان لازما لأنه ضعّف. «الله» فاعل.

وجهه : مفعول به منصوب «والهاء» ضمير متصل مبني على السّكون في محل جرّ بالإضافة.

ويسمّى أيضا : تشديد النّقل ، والوقف بالتّضعيف.

التّضمن

لغة : مصدر تضمّن الشيء : التزمه وغرّمه.

واصطلاحا : إعطاء اللّفظ معنى لفظ آخر وحكمه ، ويسمّى أيضا : التّضمين النحوي ويقع التّضمين في الأبواب التالية :

أولا : في باب الأسماء المبنيّة ويكون التضمين في أن يؤدّي اسم مبنيّ معنى كان حقه أن يؤدّى بالحرف. مثل قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(١) متى : اسم استفهام مبنيّ لأنه تضمّن معنى همزة الاستفهام ومثل :«متى تأتنا تلمم بنا» «متى» : اسم شرط مبنيّ لأنه تضمّن معنى «إن».

ثانيا : في باب اللّازم والمتعدي وهو أن يؤدّي فعل معنى فعل آخر فيعطي حكمه في التّعدّي واللّزوم مثل : «دريت سعيدا ناجحا» فالفعل «درى» متعدّ إلى مفعول به واحد تقول : «دريت اللّص» أي :خدعته ؛ فلما تضمّن معنى : «اعتقد» ، أخذ حكمه فعدّي إلى مفعولين : الأول «سعيدا» والمفعول الثاني : «ناجحا».

ثالثا : في باب حروف المعاني وذلك يكون في أن يؤدّي الحرف معنى حرف آخر ، مثل : «كتبت بالقلم» «الباء» معناها الاستعانة بالقلم ومثل قوله تعالى : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ)(٢) حمّلت الباء معنى التّعدية فتعدّى بواسطتها الفعل «ذهب» إلى مفعول به والتّقدير : أذهب الله نورهم ومثل :«بعتك الزّيت رطلا بعشرين درهما» فقد أدّت «الباء» معنى التّعويض أو التّسعير ومثل : «أمسكت بيد الأعمى» فقد أدّت «الباء» معنى الإلصاق ومثل قوله تعالى : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ)(٣) فقد أدّت «الباء» معنى التّبعيض أي : منها. وكقوله تعالى : (وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ)(٤) أي : مع الكفر فأفادت «الباء» معنى المصاحبة ، وكقوله تعالى : (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً)(٥) أي : عنه فقد أفادت

__________________

(١) من الآية ٧١ من سورة النمل.

(٢) من الآية ١٧ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٦ من سورة الإنسان.

(٤) من الآية ٦١ من سورة المائدة.

(٥) من الآية ٥٩ من سورة الفرقان.


المجاوزة ، وكقوله تعالى : (ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِ)(١) أي : بجهة الجانب الغربي فأفادت الظّرفيّة ، أي : معنى : في. ومثله قوله تعالى : و (نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ)(٢) أي : من سحر. ومثل : «ما يسرّني أنّي شهدت بدرا بالعقبة» أي : بدلا من بدر فأفادت معنى البدل ، وكقوله تعالى : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ)(٣) أي : على قنطار وعلى دينار ، فأفادت «الباء» الاستعلاء ومثل قوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ)(٤) أي : بسبب نقضهم فأفادت السببيّة ، ومثل : «بأبي أنت وأمي» أي : أفديك بأبي ، فأفادت التّفدية وكقوله تعالى : (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ)(٥) أي : أحسن إليّ ، فأفادت «الباء» معنى «إلى».

رابعا : في باب الحال. وذلك يكون على تقدير حال محذوفة حلّ محلّها جار ومجرور كقوله تعالى : (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ)(٦) أي :حامدين على هدايته. فالجار والمجرور على ما هداكم متعلّق بمحذوف حال تقديره : حامدين.

ويسمّى أيضا : التضمين البياني. وذلك في باب الحال.

التّضمين البياني

اصطلاحا : هو تقدير حال محذوفة حلّ محلّها الجار والمجرور ، كقوله تعالى : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ)(٧) في زينته جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال تقديره : مستقرّا.

التّضمين النّحويّ

اصطلاحا : التّضمين.

التّطرّف

لغة : مصدر تطرّف الشيء : اختاره. اشتراه حديثا.

واصطلاحا : وجود الحرف في آخر الكلمة كالهمزة في كلمة «بناء».

وهو نوعان : التطرّف الحقيقي ، التّطرّف الحكميّ.

التّطرّف التّقديريّ

اصطلاحا : التّطرّف الحكميّ.

التّطرّف الحقيقيّ

اصطلاحا : وقوع الحرف في آخر الكلمة ، مثل الهمزة ، في «بناء» و «سماء».

التطرّف الحكميّ

اصطلاحا : هو وقوع الحرف في آخر الكلمة لكن يأتي بعده حرف لغرض طارىء كالتّاء الزّائدة بعد الحرف الأخير لتفيد التّثنية ، مثل : «سماء» «سماءان» ، «بناء» «بناءان». وذلك لأن علامة التثنية في حكم الانفصال.

التّطريف

لغة : طرّف الشيء : اختاره.

واصطلاحا : هو الزّيادة في أوّل الكلمة وآخرها معا. مثل ؛ «تجلبب» «مأسدة».

__________________

(١) من الآية ٤٤ من سورة القصص.

(٢) من الآية ٣٤ من سورة القمر.

(٣) من الآية ٧٥ من سورة آل عمران.

(٤) من الآية ١٣ من سورة المائدة.

(٥) من الآية ١٠٠ من سورة يوسف.

(٦) من الآية ١٨٥ من سورة البقرة.

(٧) من الآية ٧٩ من سورة القصص.


التّظاهر

لغة : مصدر تظاهر بالأمر : أظهره.

واصطلاحا : من معاني الفعل المزيد في وزن «تفاعل» ، مثل : «تضارب» «تقاتل».

التّعاقب

لغة : مصدر تعاقب الليل والنّهار أي : أتى أحدهما عقب الآخر.

واصطلاحا : الإبدال اللّغويّ. أي : انتزاع كلمة من كلمة أخرى بتغيير حرف من حروفها الأصليّة ، مثل : «قضم» : أي : أكل اليابس «وخضم» أي : أكل الرّطب.

التّعجّب

لغة : مصدر تعجّب : اندهش.

واصطلاحا : هو شعور داخلي تنفعل به النّفس حين تستعظم أمرا نادرا ، أو لا مثيل له ، مجهول الحقيقة ، أو خفيّ السّبب ، ولا يتحقّق التّعجب إلا باجتماع هذه الأمور كلّها. وقد يكون للشعور الدّاخلي آثار خارجية كالتي تظهر على الوجه ، أو على غيره ، ولا بدّ أن يكون سبب التعجّب خفيا لهذا يقال : «إذا ظهر السبّب بطل العجب» ولهذا لا يوصف الله تعالى بأنه متعجّب إذ لا يخفى عليه شيء ، وإذا ظهر في قوله تعالى ، أو في الحديث الشّريف ما ظاهره على أنه للتعجب فيكون المراد : إما توجيه المراد إلى العجب والدهشة ، أو إلى الرضا والتسليم بأمره تعالى.

٢ ـ أسلوبه : له أساليب كثيرة يقصد بها كلها التّعجب من ما يسمّى المتعجّب منه وهو المعمول المجرور بالباء ، أو من شيء متّصل به ، مثل : «ما أنفع الأدب» فالتّعجب حاصل لا من العلم إنما من نفع العلم أي مما يتّصل به وهو النّفع ، من هذه الأساليب :

أولا : الأسلوب المطلق الذي لا تحديد له ، يفهم بالقرينة ، مثل : «لله درّك عالما» وكقول الشاعر :

لله درّك! أيّ جنّة خائف

ومتاع دنيا أنت للحدثان

فالأسلوب «لله درّك» مقصود منه التعجب من قدرة المخاطب على تحمّل مصائب الدّهر وحوادثه ، ووقاية الخائف. ومنه الأسلوب : «يا لك ، ويا له» كقول الشاعر :

فيا لك بحرا لم أجد فيه مشربا

وإن كان غيري واجدا فيه مسبحا

والمقصود التّعجب من كثرة ما عنده من الخيرات ، ومنه أسلوب «شدّ» مثل : «شدّ ما يفتخر الكسول باجتهاده» أي ما أعجب أن يفتخر ... ومنه كلمة «عجب» بلفظ الفعل ، أو مشتقاته ، أو بلفظ المصدر. مثل : «أعجب ممن يشتري الذلّ بفعاله» ، وكقول الشاعر :

أقاطن قوم سلمى أم نووا ظعنا

إن يقطنوا فعجيب عيش من قطنا

فأسلوب التّعجب حاصل من استعمال المصدر «عجيب» ... ومنه الاستفهام المقصود به التّعجّب ، كقوله تعالى : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ)(١) وفيه الاستفهام بـ «كيف» مقصود به التعجب. ومن اسلوب التعجب عبارة : سبحان الله. مثل حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم : «سبحان الله المؤمن لا ينجس حيّا

__________________

(١) من الآية ٢٨ من سورة البقرة.


ولا ميتا» ومنه كلمة «واها» كقول الشاعر :

واها لريّا ثم واها واها

هي المنى لو أنّنا نلناها

ومن التّعجب أيضا بحرف النداء «ياء» ، مثل :يا جارتا ما أنت جارة.

ثانيا : الأسلوب القياسي وله صيغتان : «ما أفعله» «وأفعل به» راجع : «فعلا التّعجّب».

أساليبه السّماعيّة : هي كثيرة ، كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ!)(١) وكقوله تعالى : (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ)(٢) ومنها : «يا لك من فتى!».

ومنها ، «لله أنت!» و «لله درّك فارسا» و «حسبك بزيد ناجحا» وكقول الشاعر :

يا للبدور ، ويا للحسن قد سلبا

منّي الفؤاد فأمسى أمره عجبا

ملاحظات : التعجّب هو من معاني حرف الجر «اللّام» كقول الشاعر السّابق : يا للبدور.

٢ ـ التّعجّب من أسباب حذف عامل المفعول المطلق ، مثل : «أجمالا بعد كل هذا الجمال!».

٣ ـ في نداء المتعجّب منه تستعمل «اللّام» مفتوحة بعد «ياء» النداء ، وقد تحذف ويعوّض منها بالألف في باب الاستغاثة كقول الشاعر :

يا يزيدا لآمل نيل عزّ

وغنى بعد فاقة وهوان

وقد تحذف دون أن يعوّض منها بشيء كقول الشاعر :

ألا يا قوم للعجب العجيب

وللفضلات تعرض للأريب

٤ ـ تكون «اللّام» في التعجب مكسورة في غير النّداء» مثل : لله درّه فتى».

الأسلوب القياسيّ : لأسلوب التّعجّب صيغتان قياسيّتان «ما أفعله» ، «وأفعل به».

الصيغة الأولى : «ما أفعله» تتألف من «ما» التّعجّبيّة وقد أجمعوا على اسميّتها واستدلّوا على ذلك بشيئين : عود الضمير في «أفعل» على «ما» ، وإعرابها مبتدأ لانها مجردة للإسناد إليها. ولكنهم اختلفوا في ماهيّتها : فمنهم من قال : إنها نكرة تامّة بمعنى : «شيء» جاز الابتداء بها لأنها تتضمن معنى التّعجّب. والجملة بعدها خبر المبتدأ.

وإلى هذا الرأي يميل سيبويه. ومنهم من يرى أنها اسم موصول بمعنى «الذي» فهي بذلك معرفة لا نكرة والجملة بعدها لا محل لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول. وإلى هذا الرأي يميل الأخفش.

ومنهم من يرى أنها نكرة غير تامّة والجملة بعدها صفة ، وخبر المبتدأ محذوف في الحالين الأخيرين تقديره : «شيء عظيم». وأمّا «أفعل» فهو فعل ماض مبنيّ على الفتح جامد وتلزمه نون الوقاية إذا اتصلت به ياء المتكلّم ، مثل : «ما أحوجني إلى رحمة ربّي» وما بعده مفعول به.

وذهب الكوفيّون أن «أفعل» ليست فعلا بل هي اسم واستدلّوا بهذا على أنّه يصلح تصغيره ففتحته فتحة إعراب بدليل تصغيره بالقول : ما أميلحه رجلا وقالوا : «يا ما أميلح غزلانا شدنّ لنا».

والصيغة الثانية : «أفعل به». فصيغة «أفعل» هي فعل أمر ، مجمع عليه ، وأكثر النّحاة يعتقدون أن لفظها لفظ الأمر ومعناها الخبر ، وهو في الحقيقة فعل ماض على صورة «أفعل» بمعنى : صار ذا كذا. ثمّ غيّرت الصيغة فقبح إسناد صيغة الأمر إلى الاسم الظّاهر فزيدت الباء

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة الفجر.

(٢) من الآية ١٠١ من سورة آل عمران.


في الفاعل ليصير على صورة المفعول به. وقال الفراء والزّجاج لفظه ومعناه الأمر وفيه ضمير المخاطب «والباء» للتّعدية فمعنى : أجمل بالصّدق : اجعل يا مخاطب الصّدق جميلا. أي :صفه بالجمال كيف شئت.

شروط صيغتي التعجّب : لصيغتي التّعجّب شروط ثمانية يجب أن تجتمع ليتحقّق أسلوب التعجّب.

١ ـ أن يكون فعلا ، فلا يقال : «ما أحمره» من الحمار لأنّه ليس بفعل.

٢ ـ أن يكون ثلاثيّا فلا يبنى من الرّباعي «دحرج» ولا من «ضارب» ولا من «استعلم» بل يبنى من صيغة «أفعل» فتقول : «ما أجمل ضوء القمر».

٣ ـ أن يكون غير جامد فلا يبنى من «نعم» و «بئس» لأنه جامد.

٤ ـ أن يكون قابلا لصيغة التّفضيل فيتفاضل به شيء على آخر ، مثل «جمل» ، حسن ولا يبنى من «مات» لأنه غير قابل للتفضيل ولا «فني» أيضا.

٥ ـ أن يكون غير ناقص فلا يبنى من «كان» وأخواتها ولا من «كاد» وأخواتها ولا من «ظنّ» وأخواتها.

٦ ـ أن يكون غير منفيّ بل يكون مثبتا ، سواء أكان ملازما للنّفي : مثل : «ما عاج بالدّواء» أي ما انتفع به ، أو غير ملازم للنّفي مثل : ما قام.

٧ ـ أن لا تكون صفته على وزن «أفعل فعلاء» فلا يبنى فعل التّعجب من «عرج» ولا من «سهل» ولا من «خضر» ولا من «حمر» لأن صفته ، «أعرج عرجاء» ، و «أسهل سهلاء» و «أخضر خضراء» و «أحمر حمراء».

٨ ـ أن يكون معلوما فلا يبنى من فعل مجهول ، ويستثني بعضهم ما كان ملازما لصيغة «فعل» «عني» تقول : «عنيت بحاجتك» وأجازوا القول : «ما أعناه بحاجتك» ومثله فعل «زهي علينا» فأجازوا : «ما أزهاه علينا».

ويجب أن تكون هذه الشّروط الثّمانية مجتمعة حتى يصاغ فعل التّعجب وإذا فقد شرط منها ، أتينا «بأشدّ» أو «أشدد ب» أو «بأكثر» أو «أكثر ب» فنقول : «ما أشدّ اخضراره» و «ما أكثر دحرجته» و «أشدد بضربته» و «أعظم بهيبته» ... أما الجامد فلا يتعجّب منه البتّة.

وهناك ألفاظ استعملت للتّعجب مما يحفظ ولا يقاس عليه من ذلك : «ما أخصره!» من «اختصر» للمجهول ، وقولهم «ما أهوجه!» «وما أحمقه!» «وما أرعنه!» وحملوها على «ما أجهله!» وقولهم :«أقمن به» أي : حقيق به وقالوا : «ما أجنّه» و «ما أولعه!» من المجهول «جنّ» و «ولع» للمجهول.

حذف المتعجّب منه. يجوز حذف المتعجّب منه إذا دلّ عليه دليل ، كقول الشاعر :

جزى الله عنّي والجزاء بفضله

ربيعة خيرا ما أعفّ وأكرما

أي : ما أعفّها وما أكرمها. وكذلك يحذف في صيغة «أفعل به» كقوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ)(١) أي : وأبصر بهم. وكقول الشاعر :

فذلك إن يلق المنيّة نلقها

حميدا وإن يستغن يوما فأجدر

أي : فأجدر به. وهذا شاذّ.

__________________

(١) من الآية ٣٨ من سورة مريم.


ملاحظات :

١ ـ فعلا التّعجّب جامدان لذلك لا يجوز تقدّم معمولها عليهما.

٢ ـ لا يجوز أن يفصل بين فعلي التّعجب والمتعجّب منه فاصل ، فلا يجوز القول : «ما الصّدق أجمل» بل : «ما أجمل الصّدق» ولا تقول : «به أجمل» بل تقول : «أجمل به» ولا تقول «ما أكثر يا سمير الإخوان» بل تقول : ما أكثر الإخوان يا سمير. ولكن يجوز الفصل بينهما بالظّرف أو بالجار والمجرور ، فتقول : «ما أكثر اليوم الأصدقاء» و «ما أجمل به أن يصدق» وكقول الشاعر :

أقيم بدار الحزم ما دام حزمها

وأحر إذا حالت بأن أتحوّلا

والتقدير : وأحر بأن أتحوّلا إذا حالت فالفاصل هو «إذا حالت».

٣ ـ إذا كان الظّرف أو الجار والمجرور الفاصلان بين فعل التّعجب والمتعجّب منه متعلقين بفعل التّعجّب جاز الفصل بهما ، أمّا إذا كانا متعلّقين بمعمول فعل التّعجب فلا يجوز الفصل بهما ، فلا تقول : «ما أحسن بالصّدق مقتنعا» لأن الجار والمجرور متعلقان بمعمول فعل التعجب ولا تقول : «أعظم في المدرسة بالمجتهد».

٤ ـ يجب أن يكون المنصوب بعد فعل التعجب أو المجرور بعده مختصّا فلا تقول :«أحسن برجل» ولا تقول «ما أكرم رجلا» بل تقول : أحسن بزيد أو برجل محسن أو تقول : «ما أكرم زيدا» أو رجلا فاضلا.

٥ ـ قد يتنازع فعلا التّعجب على طلب المتعجّب منه ، فتقول «ما أحسن وما أكرم زيدا» بإعمال الثاني وحذف معمول الأول ، أو تقول : «ما أحسن وما أكرمه زيدا» بإعمال الأوّل واتصال الثاني بضمير المعمول.

٦ ـ قد يكون التّعجب بـ «كان» مع «ما» المصدريّة ، مثل : «ما أكرم ما كان سعيد» فيكون المتعجّب منه «سعيد» مرفوعا على أنه فاعل «كان» التّامّة وتكون «ما» المصدريّة مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر منصوب مفعول به لفعل التّعجّب. وفعل التّعجّب وفاعله ومفعوله جملة فعليّة في محل رفع خبر المبتدأ «ما» التّعجّبيّة.

التّعدّي

لغة : مصدر تعدّى الأمر : تركه وتعدّى الشيء : أجازه.

واصطلاحا : تسمية تفيد أن الفعل متعدّ أي غير مكتف بفاعله بل تعدّاه إلى المفعول به ، كقوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ)(١) «أريناكهم» متعدّ وكذلك «عرفتهم» و «تعرفينهم» «ويعلم» ويسمّى أيضا : الوقوع. التّعدية.

تعدّي اللّازم

اصطلاحا : التّعدية.

التّعدية

لغة : مصدر عدّى الشيء : جاوزه إلى غيره.

اصطلاحا : تحويل الفعل اللّازم إلى متعدّ وذلك يكون إما بنقله من صيغة فعل إلى صيغة أفعل مثل : «ذهب» و «أذهب» أو بنقله إلى صيغة «فعّل» «فرّح» أو بواسطة حرف الجرّ ، كقوله

__________________

(١) من الآية ٣٠ من سورة محمد.


تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ)(١) «أذهب» وزن «أفعل» متعد. الحزن مفعول به.

وكقوله تعالى : (يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ)(٢) : فالفعل «يذهب» تعدّى بواسطة حرف الجرّ ، ومثل : «فرّحت الطّفل».

واصطلاحا أيضا : تسمّى : التعدّي ، تعدّي اللّازم ، النّقل.

وقد تشمل التّعدية الفعل المتعدّي إلى مفعول واحد فتجعله متعدّيا إلى مفعولين ، مثل قوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ) فالفعل «أرى» تعدّى إلى مفعولين هما : «الكاف» المفعول الأوّل ، والضمير «هم» المفعول الثّاني.

واصطلاحا أيضا : التّعدية من معاني الفعل المزيد : «أفعل» ، مثل : «آزر» و «فعّل» ، مثل :«جلّس» وهي أيضا من معاني حرف الجرّ «الباء» وحرف اللّام كقوله تعالى : (قالَ كَلَّا فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ)(٣) وكقوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ)(٤) وكقوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ)(٥) ومثل : «ما أحبّ التّلاميذ لاجتهادهم وما أبغضهم لكسلهم».

التّعذّر

لغة : مصدر تعذّر الأمر : صعب وشقّ.

اصطلاحا : امتناع ظهور الحركات على الألف ، مثل : «إنّ الهدى منى الفتى» «إن» : حرف مشبّه بالفعل مبنيّ على الفتح لا محل لها من الإعراب.

«الهدى» : اسم «إنّ» منصوب بالفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر ، «منى» : خبر «إنّ» مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الألف للتعذّر وهو مضاف «الفتى» : مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدّرة على الألف للتّعذّر.

التّعرّي

لغة : مصدر تعرّى من ثيابه : نزعها وتجرّد منها.

اصطلاحا : التجرّد أي : عامل الرّفع المعنوي لرفع الفعل المضارع ، مثل قوله تعالى : (قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ)(٦) تسألون : مضارع مجهول مرفوع لتجرّده عن النّاصب والجازم وكل ما يوجب بناءه وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة «والواو» :ضمير متصل مبنيّ على السّكون في محل رفع نائب فاعل : «نسأل» : مضارع مجهول مرفوع للتجرّد ... وعلامة رفعه الضّمّة الظاهرة على آخره. «تعملون» فعل مضارع مرفوع للتجرّد وعلامة رفعه ثبوت النّون لأنّه من الأفعال الخمسة «والواو» ضمير متصل مبنيّ على السّكون في محلّ رفع فاعل.

التّعريب

لغة : مصدر عرّب الكلام : أظهره وأوضحه.

اصطلاحا : ادخال كلمة أجنبيّة في اللّغة العربية بعد تغيير يجري على هذه الكلمة من زيادة أو نقص أو قلب لتصير على وزن من أوزان

__________________

(١) من الآية ٣٤ من سورة فاطر.

(٢) من الآية ٤٣ من سورة النّور.

(٣) من الآية ١٥ من سورة الشعراء.

(٤) من الآية ١ من سورة الإسراء.

(٥) من الآية ٣٣ من سورة الأحزاب.

(٦) من الآية ٣٥ من سورة سبأ.


العربيّة ، مثل : كلمة «فنجان» الفارسيّة أصلها «بنكان».

التّعرية

لغة : عرّاه من ثوبه : نزعه. واصطلاحا : التجرّد.

التّعريض

لغة : مصدر عرّض فلانا بكذا : عوّضه منه به.

اصطلاحا : من معاني الفعل المزيد ، مثل :«أفعل» : «أكرم» و «فعّل» ، و «جلّس».

التّعريف

لغة : مصدر عرّف الشيء ؛ جعله معروفا.

واصطلاحا : تحويل النّكرة إلى معرفة إما بالإضافة ، أو باتصالها بـ «أل» التّعريف ، مثل :

لأجتذبنّ منهنّ قلبي تحلما

على حين يستصبين كلّ حليم

«قلب» نكرة أضيف إلى ياء المتكلم فاكتسب التعريف. وكقول الشاعر :

أيّها الراكب الميمّم أرضي

إقر من بعضي السّلام لبعضي

«الرّاكب» اسم معرفة لأنه مقرون بـ «أل» ومثلها «الميمّم».

تعسا

لغة : مصدر للفعل تعس : هلك.

اصطلاحا : مفعول مطلق من فعل محذوف وجوبا مع فاعله ، تقول : «تعسا للجبان» أي :«ألزمه الله هلاكا».

التّعظيم

لغة : مصدر عظّم : كبّر ، فخّم.

واصطلاحا : أحد معاني التّصغير كقول الشاعر :

وكلّ أناس سوف تدخل بينهم

دويهية تصفرّ منها الأنامل

ملاحظة : أنكر البصريّون نسبة معنى التّعظيم إلى التّحقير محتجّين بقولهم : إن التّعظيم والتّحقير متنافيان لا يلتقيان.

التّعقيب

لغة : مصدر تعقّب المذنب : أخذه بذنبه.

واصطلاحا : أن يأتي شيء إثر شيء آخر ، دون مهلة بينهما ، أو أن المدّة الزمنيّة التي تنقضي بين وقوع المعنى على المعطوف عليه ووقوعه على المعطوف قصيرة جدا ، ويكون هذا المعنى من معاني حرف العطف الفاء ، التي يغلب في معناها التّرتيب المعنويّ ، أي : الذي يكون زمن تحقق المعطوف في المعنى متأخّرا عن زمن تحقّقه في المعطوف عليه. كما تفيد التّرتيب الذّكري ، أي : الذي يكون فيه المعطوف والمعطوف عليه قد وقعا في كلام سابق ، مثل : «أحدّثكم اليوم عن آدم وحوّاء فإبراهيم فاسماعيل ...» مع التّعقيب في المعطوف والمعطوف عليه ، وإفادة التّشريك فالفاء إذن هي للتّرتيب مع التّعقيب أي : بدون مهلة بين وقوع المعنى على المعطوف وعلى المعطوف عليه ، مثل : «دقّت الساعة السّابعة فظهر المذيع التلفزيونيّ يتلو نشرة الأخبار» ومن التّرتيب الذّكري عطف المفصل على المجمل كقوله تعالى : (وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ) ربي (إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُ)(١).

وتفيد الفاء مع التّرتيب والتّعقيب التّسبّب ،

__________________

(١) من الآية ٤٥ من سورة هود.


أي : الدلالة على السّببيّة ويكون ذلك في عطف الجمل ، مثل : دعا العدوّ الجنديّ فقتله ، وكقول الشاعر :

وربّما استحال السّعد نحسا

فذاق المعتدي مما أذاقه

وفي المعطوف المشتقّ ، مثل : «أنتم أيّها الطّلّاب ثقوا بأنفسكم فادرسوا فاجتهدوا فأنتم النّاجحون».

٤ ـ أحكام الفاء : لا يجوز أن يفصل بينها وبين المعطوف بها فاصل إلّا في الضرورة الشّعريّة وتعطف المفردات ، مثل : دخل الصفّ خليل فسليم فزيد ... كما تعطف الجمل ، مثل : أقبل فصل الشّتاء فاشتدّت الرياح فالرّعود فالبروق ...

وكقوله تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلا تَعْقِلُونَ)(١).

وتختص الفاء بأنها تعطف جملة لا تصلح أن تكون صلة (٢) ولا خبرا ولا نعتا ولا حالا على جملة تصلح لذلك ، والعكس بالعكس أي :تعطف جملة تصلح أن تكون صلة ، أو نعتا ، أو خبرا ، أو حالا ، على جملة لا تصلح لذلك.

مثل : «الذي نجح ففرح الأب مريض» وكقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً)(٣) وفيها عطفت «الفاء» جملة «فتصبح الأرض مخضرّة» التي لا تصلح أن تكون خبرا على جملة «أنزل من السماء ماء» التي تقع خبر «أنّ» وكقول الشاعر :

إنسان عيني يحسر الماء تارة

فيبدو وتارات يجمّ فيغرق

وفيه عطفت «الفاء» جملة «فيبدو» الواقعة خبر المبتدأ على جملة «يحسر الماء» التي لا تصلح أن تكون خبرا للمبتدأ لخلوّها من العائد ، ومثل :«هذا معلم سهر على مصلحة طلّابه فنجح الطلاب» حيث عطفت الفاء جملة «فنجح الطّلّاب» التي لا تصلح أن تكون نعتا على الجملة «سهر على مصلحة طلّابه» الواقعة نعتا ومثل : «هذا معلم فرح الناس فزاد أسباب الفرح» فقد عطفت الفاء جملة «زاد أسباب الفرح» التي تصلح أن تكون نعتا على الجملة «فرح النّاس» التي لا تصلح أن تكون نعتا ، ومثل : «أقبل المعلم يضحك فيسرّ الطلّاب» حيث عطفت الفاء جملة «فيسر الطلاب» التي لا تصلح أن تكون حالا على جملة «يضحك» الواقعة حالا ، والعكس ، مثل :«أقبل المعلم يسرّ الطلاب فيضحك» حيث عطفت الفاء جملة «يضحك» التي تصلح أن تكون حالا على جملة «يسرّ» التي لا تصلح أن تكون حالا. وتعطف «الفاء» عاملا قد حذف وبقي معموله ، مثل : «تصدّقت بدينار فصاعدا» أي :فذهب التّصدّق صاعدا.

ملاحظات :

١ ـ قد تفيد الفاء العاطفة السّبب فتسمّى الفاء السّببيّة ، وتعطف المفردات وينصب المضارع بعدها بـ «أن المضمرة» كقوله تعالى : (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي)(٤).

٢ ـ ومن الفاء العاطفة ما يسمّى «الفاء

__________________

(١) من الآية ١٠٩ من سورة يوسف.

(٢) لخلوّها من العائد.

(٣) من الآية ٦٣ من سورة الحج.

(٤) من الآية ٨١ من سورة طه.


الفصيحة» أي : التي تعطف ما بعدها على الفاء المحذوفة مع معطوفها ، كقوله تعالى : (وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً)(١) أي : فضرب فانفجرت.

٣ ـ وقد تكون الفاء حرف عطف صورة لا حقيقة وهي مهملة في الواقع وليست عاطفة كقوله تعالى : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) والتقدير : أولى لك فأولى لك.

٤ ـ كل ضمير في المعطوف يعود على المعطوف عليه يجب مطابقته ، فإن كان حرف العطف «الفاء» وكان الضمير عائدا على المعطوف والمعطوف عليه جاز حذف الخبر من أحدهما ، مثل :«سمير فزيد قاما» أو «سمير قام فزيد». ويجوز مطابقة الضمير بغير حذف ، مثل : «سمير فخليل قدّما اطروحتهما».

التّعلّق

لغة : مصدر تعلق الشيء : علّقه : جعله معلقا به.

واصطلاحا : رجوع الظّرف أو الجار والمجرور إلى المتعلّق من فعل أو ما يشبهه لتكملة المعنى كقوله تعالى : (وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)(٢) «للناس» جار ومجرور متعلّق بـ «ضربنا» «في هذا» جار ومجرور متعلق بـ «ضربنا» «من كل» مثلها ، وكقوله تعالى : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها)(٣) «حين» : ظرف زمان متعلق بـ «يتوفّى» والتعلّق نوعان : التعلّق التقديريّ. والتعلّق اللفظي.

ملاحظة : حروف الجرّ الشّبيهة بالزّائدة ومثلها الزّائدة لا تعلّق لها.

التعلّق التّقديريّ

اصطلاحا : هو أن يتعلّق الظّرف أو الجارّ والمجرور بمتعلّق محذوف تقديره : موجود أو مستقر ، أو حاصل ... حسب حاجة المعنى للمتعلّق ، كقوله تعالى : (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ)(٤) «في عيشة» جار ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ المحذوف تقديره : «موجود» ومنهم من يعتبر أنّ الجارّ والمجرور هو الخبر ، فلا تعلّق له ، وبذلك يستغنى عن التقدير.

التعلّق اللّفظيّ

اصطلاحا : هو أن يتعلّق الظّرف أو الجار والمجرور بمتعلّق لفظيّ ظاهر ، كقوله تعالى : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ)(٥) «إلى السّجود» جار ومجرور متعلق بـ «يدعون».

تعلّم

فعل جامد بمعنى : «اعلم» لا يؤخذ منه ماض ولا مضارع ، هو من أفعال القلوب التي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، مثل : «تعلّم أنّ الصبر مفتاح الفرج». «تعلّم» : فعل أمر مبنيّ على السّكون وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت «وأنّ» مع معموليها سدّت مسدّ مفعولي «تعلّم» وكقول الشاعر :

__________________

(١) من الآية ٦٠ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٢٧ من سورة الزّمر.

(٣) من الآية ٣٢ من سورة الزمر.

(٤) من الآية ٢١ من سورة الحاقّة.

(٥) من الآية ٣٢ من سورة الملك.


تعلّم شفاء النّفس قهر عدوها

فبالغ بلطف في التّحيّل والمكر

«تعلّم» فعل أمر ، فاعله مستتر «شفاء» مفعول به أوّل. «قهر» : مفعول به ثان والمفعولان أصلهما مبتدأ وخبر ومثل :

فقلت تعلّم أنّ للصّيد غرّة

وإلّا تضيّعها فانّك قاتله

«أنّ» ومعموليها سدّت مسدّ مفعولي «تعلّم».

أمّا إذا كان «تعلّم» فعل أمر من «علم» فإنه يتعدّى إلى مفعول به واحد ، مثل قوله تعالى : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ)(١) «يعلمه» فعل مضارع مرفوع للتجرّد وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة «والهاء» ضمير متّصل مبنيّ على الضّمّ في محل نصب مفعول به. «الله» : فاعل.

التعليق

لغة : مصدر علّق الحكم : لم يعمل به.

واصطلاحا : هو توقيف عمل أفعال القلوب عن نصب المفعولين اللذين أصلهما مبتدأ وخبر نظرا لتقدّم النّاسخ على معموليه والفصل بينهما بما له حقّ الصّدارة ، مثل : «ظننت ما أخي مسافر» «ظننت» فعل ماض مبنيّ على السّكون لاتصاله «بالتاء» ، «والتاء» ضمير متصل مبنيّ على الضّمّ في محل رفع فاعل ، «ما» حرف نفي. أخي : مبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة وهو مضاف والياء ضمير متصل مبنيّ على السّكون في محلّ جرّ بالإضافة «مسافر» خبر المبتدأ مرفوع بالضمة والجملة الاسميّة سدّت مسدّ مفعولي «ظنّ» ويجوز إعراب أخي خبر مقدم. «مسافر» مبتدأ مؤخر. راجع : المبتدأ الوصف.

ملاحظة : يجوز أن يصيب التّعليق المفعولين أو المفعول به الواحد. وتابعه أي : تابع المفعول يجوز فيه مراعاة اللّفظ أو مراعاة المحلّ ، ولا يجري التعليق إلا مع الفعل المتصرّف.

التّعليل

لغة : مصدر علّل الشيء : أظهر علته.

واصطلاحا : إظهار العّلة في كل حكم إعرابيّ أو بنائيّ ، كقوله تعالى : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ)(٢) «ليغفر» فعل مضارع منصوب وتعليل ذلك أنه نصب بـ «أن» المضمرة بعد لام التّعليل. «لك» : جار ومجرور متعلّق بـ «يغفر» «اللّام» حرف جرّ. و «الكاف» : ضمير متصل مبنيّ وسبب بنائه أنّ الضمائر كلّها تكون مبنيّة «الله» : اسم الجلالة مرفوع وسبب رفعه كونه فاعلا للفعل يغفر : «ما» اسم موصول بمعنى الذي مبنيّ على السّكون ، وسبب ذلك أن الألف لا تقبل الحركة ، في محل نصب مفعول به ، «تقدّم» :فعل ماض مبنيّ على الفتح ، والسّبب في ذلك أنّ الفعل الماضي يكون مبنيا دائما ويبنى على الفتح إذا كان صحيح الآخر ولم يتّصل به شيء. ومثله الفعل «تأخّر».

وفي الاصطلاح أيضا : التّعليل هو : ذكر علّة قلب الهمزة «ياء» في «إيمان» والأصل :«إأمان» والسّبب أنها ساكنة وقبلها كسرة.

وفي الاصطلاح أيضا : التّعليل من معاني حروف الجرّ التّالية : «الباء» ، مثل قوله تعالى :

__________________

(١) من الآية ١٩٧ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٢ من سورة الفتح.


(فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ)(١) والتقدير :لعنّاهم بسبب نقضهم ميثاقهم ، «واللّام» ، مثل :«ادرس لتنجح» و «الباء» كقوله تعالى : (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً)(٢) أي : بسبب خطيئاتهم وحرف الجرّ «في» ، كقوله تعالى : (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ)(٣) والتقدير : بسبب ما أخذتم كان قد مسكم عذاب عظيم لو لا كتاب من الله سبق.

وحرف الجرّ «الكاف» ، كقوله تعالى : (وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ)(٤) وحرف الجر «عن» ، كقوله تعالى : (وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ)(٥) أي :بسبب قولك. و «على» ، كقوله تعالى : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ)(٦) أي بسببه ، ومعنى حرف الجرّ «حتى» ، مثل : «سأدرس حتى أنجح» أي : لأنجح.

وفي الاصطلاح : التّعليل يسمّى أيضا : السببيّة.

التّعويض

لغة : مصدر عوّض منه : أي : أعطاه بدلا منه.

واصطلاحا : العوض. أي : حذف حرف والاستغناء عنه بحرف آخر من غير تقيّد بحرف معيّن ، ولا أن يحلّ المعوّض مكان المعوّض منه.

مثل : «عدة» «التاء» بدل من «الواو» التي هي فاء الكلمة والأصل : وعدا.

التّغليب

لغة : مصدر غلّب عليه : جعله يغلبه.

واصطلاحا : هو أن يتواجد اسمان مفردان مختلفان أحدهما أهم من الآخر ، فيغلّب الأهم في التّثنية على لفظ مفرده ويكون المعنى مشتركا للاسمين ، مثل قوله تعالى : (وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كانَ لَهُ وَلَدٌ)(٧) أبويه : أي الأم والأب ثنيت الكلمة على التغليب.

ومثل : «القمران مسخّران لأمر الله» القمران أي : الشمس والقمر ، «القمران» مبتدأ مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى ؛ لأنّ هذا النّوع من التغليب في المثنى يكون ملحقا بالمثنى. وهو في الاصطلاح أيضا : جمع الاسم بالنّسبة للأب ، مثل : «العبادلة» «المهالبة» وله تسمية أخرى : الجمع التغليبيّ.

التّفئيم

لغة : مصدر فأم السّرج : وسّعه.

واصطلاحا : الزّيادة أي : أن يضاف إلى حروف الكلمة الأصلية حرف ، مثل : «كرم» ، «أكرم» أو حرفان ، مثل : «كسر» «انكسر» أو ثلاثة أحرف ، مثل : «خرج» «استخرج».

التّفخيم

لغة : مصدر فخّم : عظّم وأجلّ. وفخم الحروف في اللفظ : خلاف رققها.

واصطلاحا : هو الفتحة التي تعلو الهمزة في وسط الكلمة مثل : «فأم» «سأل». وحروف التّفخيم هي أحرف الإطباق : ط ، ظ ، ص ، ض ، ومثلها في التفخيم «الرّاء» في الكلام. مثل :«الرّحمن» ، «الرّحيم» «رقاش» ، ومثل : «الصّلاة»

__________________

(١) من الآية ١٣ من سورة المائدة.

(٢) من الآية ٢٥ من سورة نوح.

(٣) من الآية ٦٨ من سورة الأنفال.

(٤) من الآية ١٩٨ من سورة البقرة.

(٥) من الآية ٥٣ من سورة هود.

(٦) من الآية ٥٧ من سورة الفرقان.

(٧) من الآية ١١ من سورة النساء.


«الظّاهر» ، «الضّمير» «الطباق».

التّفريغ

لغة : مصدر فرّغ : خلا.

واصطلاحا : الإسناد أي : الرّبط المعنويّ بين طرفي الجملة ، مثل : «أقبل الليل» «أقبل» المسند. «الليل» المسند إليه ؛ والعلاقة بينهما هي الإسناد ومثل : «البدر طالع» البدر مبتدأ هو المسند إليه. «طالع» خبره هو المسند والعلاقة بينهما هي الإسناد.

وفي الاصطلاح أيضا : الاستثناء المفرّغ.

مثل : «ما قام إلا زيد» «زيد» فاعل «قام».

التّفسير

لغة : فسّر الشيء : شرحه ووضّحه.

واصطلاحا : من معاني الحرف «أي» مثل : النجّاح أي : المثابرة على الاجتهاد. ومن معاني «أن» كقوله تعالى : وأوحينا (إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ)(١).

وفي الاصطلاح أيضا : التّمييز ، أي : ما يرفع إبهام الاسم أو الجملة ، مثل : «اشتريت سوارا ذهبا» وهو أيضا : المفعول لأجله ، أي : المصدر الذي يبيّن سبب ما قبله ، مثل : «وقفت احتراما لمعلّمي» وهو أيضا : البدل. أي : التّابع المقصود بالحكم بدون واسطة بينه وبين متبوعه ، مثل : كان الخليفة عمر عادلا.

التّفشّي

لغة : مصدر تفشّى الوباء : انتشر.

واصطلاحا : انتشار الهواء في الفم عند التّلفظ بالشّين. مثل : «أقبل الربيع فانتشرت الرائحة الذكية المنبعثة من الأزهار والأشجار».

التّفصيل

لغة : مصدر فصّل الكلام : بيّنه.

واصطلاحا : من معاني حروف العطف : «أمّا» كقوله تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ)(٢) و «إمّا» مثل : «الكلمة ثلاثة أنواع : إمّا اسم ، وإمّا فعل ، وإما حرف» وكقوله تعالى : (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)(٣) و «أو» العاطفة ، كقول الشاعر :

أعوذ بالله من أمر يزيّن لي

شتم العشيرة أو يدني من العار

التفضيل

لغة : مصدر فضّل الشيء ؛ جعله أفضل من غيره.

واصطلاحا : مقارنة بين شيئين بينهما صلة اشتراك في معنى مع زيادة أحدهما أو نقص أحدهما على الآخر فيه ، كقوله تعالى : (إِنْ) ترني (أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً)(٤) وكقول الشاعر :

السّيف أصدق إنباء من الكتب

في حدّه الحدّ بين الجدّ واللّعب

راجع : اسم التفضيل.

تفعال

صيغة تأتي عادة بفتح التاء «تفعال» مثل :«تظنان» من «الظنّ» و «تحداد» من الحديد «وتذكار» من الذّكر إلّا ستة عشرة اسما وردت على وزن «تفعال» بكسر «التاء» منها اسمان بمعنى المصدر وهما : «تبيان» و «تلقاء» ، والباقية هي

__________________

(١) من الآية ٢٧ من سورة المؤمنون.

(٢) من الآيتين ٩ و ١٠ من سورة الضّحى.

(٣) من الآية ٣ من سورة الإنسان.

(٤) من الآية ٣٩ من سورة الكهف.


أسماء ، منها : «تنبال» للقصير و «تمراد» لبيت الحمام ، «تمساح» ، «تلعاب» كثير اللّعب ، «تكلام» لكثير الكلام. و «تهواء» من اللّيل : قطعة منه.

التّقارب

لغة : مصدر تقارب : دنا. ضد تباعد.

اصطلاحا : أن يتقارب حرفان في المخرج ويتّحدا في الصفة مثل : «مدح» و «مده» أو أن يتقاربا مخرجا وصفة ، مثل : «النون» و «الرّاء» ، مثل : «الفمنة» و «الغمرة» أو أن يتقاربا مخرجا ويتباعدا صفة كالقاف و «الكاف» مثل : «قشط» و «كشط» ، أو أن يتقاربا صفة ويتباعدا مخرجا كالسين والشين ، مثل : «حمس» ، «حمش».

التّقدّم الحقيقيّ

اصطلاحا : أن يكون مرجع الضمير متقدّما على الضمير لفظا ورتبة ، مثل قوله تعالى : (يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ)(١) فالضمير «هو» راجع الى اسم الجلالة «الله» المتقدّم لفظا ورتبة.

والضمير في «منهم» يعود إلى «الأميين» المتقدم لفظا ورتبة ، والضمير المستتر في «يتلو» يعود إلى «رسولا» ، «والهاء» في «آياته» تعود إلى «رسولا» وضمير الغائبين في «عليهم» و «يزكيهم» و «يعلمهم» يعود إلى «الأميين». ويسمّى أيضا : التقدم اللّفظي.

التّقدّم الحكميّ

اصطلاحا : هو عود الضّمير على متأخّر ، كقول الشاعر :

جزى ربّه عني عديّ بن حاتم

جزاء الكلاب العاويات وقد فعل

الضمير في «ربّه» يعود إلى المفعول به المتأخّر.

التّقدّم اللّفظيّ

اصطلاحا : أن يتقدم مرجع الضمير الغائب نصّا قبل ذكر الضمير ، مثل : «السماء كواكبها مضيئة» «الهاء» في «كواكبها» تعود إلى «السماء» المتقدمة على الضمير.

التّقدّم المعنويّ

اصطلاحا : أن يتقدّم مرجع الضمير رتبة أو ضمنا أي : أن يتقدم في الرّتبة ويتأخّر في اللفظ.

مثل : «كرّم شعبه الحاكم» «الهاء» في «شعبه» تعود إلى «الحاكم» المتأخّر لفظا والمتقدم رتبة لأنه فاعل كرّم. ومثل قوله تعالى : (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى)(٢) والتّقدير : العدل هو أقرب للتّقوى. وقد يحذف مرجع الضمير إذا دلّت عليه قرينة ، مثل : «لا يقوى الطّفل إلّا برياضته ولا تقوى إلّا برياضتها» أي : ولا تقوى الطفلة إلّا ... أو مثل : «إنه رائع» لمن ينظر إلى فستان جميل في واجهة المحل التّجاري.

التّقريب

لغة : مصدر قرّب الشيء ؛ جعله قريبا. أدناه.

اصطلاحا : إعمال اسم الإشارة عمل «كان» وأخواتها فيدخل على المبتدأ والخبر فيرفع الأوّل اسما له وينصب الثّاني خبرا له ، مثل : «هذا الكوكب مضيئا» : «هذا» تقريب. «الكوكب» : اسم التقريب. «مضيئا» : خبر التقريب.

__________________

(١) من الآيتين ١ و ٢ من سورة الجمعة.

(٢) من الآية ٨ من سورة المائدة.


ملاحظات :

١ ـ ليس المقصود بـ «هذا» الإشارة إنما يقصد به الإخبار عن الكواكب بالإضاءة.

٢ ـ يسمّى الكوفيّون خبر التّقريب بما يلي من الأسماء : الحال ، شبه الحال ، منصوب التّقريب.

٣ ـ ويسمّى اسم التقريب بالاسمين التاليين :مرفوع التّقريب. الفاعل.

٤ ـ التّقريب هو من العوامل عند الكوفيّين.

وفي الاصطلاح أيضا : التّقريب هو من أغراض التّصغير ، مثل : «بعيد» أي : بعد الوقت أو بعد المكان بشيء قليل و «قبيل» أي قبل الوقت بزمن قصير. و «أصغر» أي : أقل رتبة أو أصغر حجما.

وهو أيضا من معاني «كأنّ» مثل : «كأنّ وجهك قمر» أي : وجهك قريب من ناحية الجمال من القمر.

التّقرير

لغة : مصدر قرّر العمل : صمّم على تنفيذه.

وقرّر الأمر : ثبّته.

واصطلاحا : الإثبات. وهو ضدّ النّفي.

التّقسيم

لغة : مصدر قسّم : جزّأ.

واصطلاحا : من معاني «أو» العاطفة ، مثل :«مبدأ العيش عاملان : الصّبر والتضحية فاختر أيهما أحب إليك ، الصبر أو التضحية» وكقول الشاعر :

قوم إذا سمعوا الصّريخ رأيتهم

ما بين ملجم مهره أو سافع

راجع : أو.

التّقليد

لغة : مصدر قلّد : حاكى.

واصطلاحا : قبول قول بلا دليل. مثل :«الشّمس أكبر من الأرض».

التّقليل

لغة : مصدر قلّل الشيء : جعله قليلا.

واصطلاحا : من معاني حرف الجرّ «ربّ» كقول الشاعر :

أيا ربّ مولود وليس له أب

وذي ولد لم يلده أبوان

والحرف «قد» إذا اتصل بالمضارع ، مثل : «قد يعلم المرء ما تخفي الصّدور» والحرف «لو» مثل :«لو تمطر السماء ذهبا» والتقليل هو أيضا من معاني التّصغير ، مثل : «صرفت دريهمات».

التّقوية

لغة : مصدر قوّى الشيء ؛ جعله قويّا.

واصطلاحا : هي النّظرية التي ترى تقوية الفعل بوجود المفعول معه وواو المعيّة أو تقويته بواسطة الاستثناء كما يتقوّى الفعل اللّازم بتعديته بالهمزة ، مثل :

فكونوا أنتم وبني أبيكم

مكان الكليتين من الطّحال

«واو» المعية المقرونة بـ «بني» تقوى المعنى.

«بني» : مفعول معه منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكّر السّالم ، وكقول الشاعر :

ما المجد إلّا زخرف أقوال تطالعه

لا يدرك المجد إلّا كلّ فعّال

«إلّا» : أداة الاستثناء هي التي تقوي معنى


الفعل «يدرك» ومثل تعدية الفعل بالهمزة كقوله تعالى : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً)(١) تعدّى الفعل «رأى» بالهمزة فهو «أرى» وعدّي إلى مفعولين الأوّل هو «ياء» المتكلم والثاني الجملة الفعليّة : «أعصر خمرا».

واصطلاحا أيضا : التّقوية هي من معاني حرف الجرّ «اللّام» كقوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ)(٢) عملت «اللّام» على تقوية العامل «فعّال» الذي هو فرع في العمل وكقوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) قوّت «اللّام» العامل المتأخّر عن معموله والأصل : تعبرون الرّؤيا.

التقييد

لغة : مصدر قيّد الشيء : أوثقه.

واصطلاحا : تقييد الفعل بذكر المفاعيل والجارّ والمجرور ، كقوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ)(٣) أو تقييد الفاعل بذكر الإضافة أو التّمييز أو الاستثناء أو الجار والمجرور ، كقوله تعالى : (وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا)(٤) «موسى» فاعل «جاء» تقيّد بالجار والمجرور ، وكقوله تعالى : (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً)(٥) «قول» فاعل «يحزنك» تقيّد بالمضاف إليه وهو ضمير الغائبين ، وكقوله تعالى : (فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ)(٦) «أسورة» : نائب فاعل «ألقي» تقيد بالتمييز «ذهب» المجرور بـ «من» وكقول الشاعر :

لم يضحك الورد إلا حين أعجبه

حسن الرّياض وصوت الطّائر الغرد

«الورد» : فاعل يضحك تقوّى بالاستثناء بـ «إلّا».

التّكبير

لغة : مصدر كبّر الشيء : جعله كبيرا.

واصطلاحا : إرجاع المصغّر إلى حالته الأصليّة من التكبير مثل : «كتيّب» ، «كتاب».

واصطلاحا أيضا : المكبّر. أي : الاسم الذي يقبل التّصغير ولكنّه لم يصغّر ، مثل : «كتاب» ، «قلم» ، «جبل» ، «رجل».

التّكثير

لغة : مصدر كثّر الشيء : جعله كثيرا.

اصطلاحا : من معاني الفعل المزيد. مثل :«أفعل» ، مثل : «أكرم» و «فاعل» ، مثل : «قاتل» و «فعّل» ، مثل : «لعّب». «تفعلل» ، «تعثكل».

وهو أيضا من معاني حرف الجرّ «ربّ».

كحديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم : «يا ربّ كاسية في الدّنيا عارية يوم القيامة». وهو أيضا يكون لتكثير حروف الكلمة لا غير ، مثل : «قبعثرى» بزيادة الألف.

التكرار

لغة : مصدر كرّر الشيء : أعاده.

اصطلاحا : هو ارتعاد اللّسان عند النّطق بالرّاء. وهو أيضا : البدل. التوكيد.

التّكرير

لغة : مصدر كرّر : أعاد. واصطلاحا : البدل ، مثل : «كان الخليفة عثمان مسنّا».

__________________

(١) من الآية ٣٦ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ١٠٧ من سورة هود.

(٣) من الآية ٢٦ من سورة الحجر.

(٤) من الآية ١٤٣ من سورة الأعراف.

(٥) من الآية ٦٥ من سورة يونس.

(٦) من الآية ٥٣ من سورة الزخرف.


التّكسير

لغة : مصدر كسّر : بالغ في الكسر

اصطلاحا : تكسير صورة الواحد للحصول على جمع التّكسير مثل : «خطيئة» ، «خطايا» ، «مزيّة» ، «مزايا» ، «كتاب» ، «كتب» ، «أسد» ، «أسود»واصطلاحا أيضا : جمع التّكسير.

التّكلّف

لغة : مصدر تكلّف الأمر : تجشّمه وتحمّله على مشقّة أو على خلاف عادته

اصطلاحا : من معاني الفعل المزيد «تفعّل» مثل : «تكرّم» ، و «استفعل» ، مثل : «استقدم».

التّكملة

لغة : مصدر تكمّل : تمّ وكان كاملا.

واصطلاحا : الفضلة ، أي : غير عمدة ، مثل قوله تعالى : (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً)(١) ، اتخذ موسى : «فعل وفاعل» هما العمدة وما تبقى من الجملة هو الفضلة.

تلا يوم أنسه

اصطلاحا : سألتمونيها.

التّليين

لغة : مصدر ليّن الشيء : جعله لينا.

اصطلاحا : التّخفيف أي : ترك الشدّة ، مثل :«كرسيّ» بالتخفيف : «كرسي».

التماثل

لغة : مصدر تماثل : تشابه.

اصطلاحا : أن يتشابه الحرفان مخرجا وصفة كالباءين والتّاءين.

التّمام

لغة : مصدر تمّ : كمل. اصطلاحا : الإغراء.

أي : ترغيب المخاطب في أمر محبوب ليفعله مثل : «الصلاة والصّوم».

التّمثيل

لغة : مصدر مثّل : شبّه. اصطلاحا : الوزن.

أي مقابلة الحرف الأصليّ من الكلمة بالفاء والعين واللّام ، والزائد بمثله. أما المكرّر فيكون بتكرار الحرف في الميزان ، مثل : «درس» وزن «فعل» ، «أكرم» ، وزن «أفعل» ، «كرّم» ، «فعّل».

التملّك

لغة : مصدر تملك الشيء : ملكه.

واصطلاحا : أحد معاني حرف الجرّ «اللّام» ، كقوله تعالى : (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٢) وقد تفيد «اللّام» شبه الملك ، مثل : «العقل للإنسان» فالإنسان ليس مالكا حقيقيّا للعقل بل بما يتميّز به عن سائر المخلوقات لذلك فاللّام لا تدل في هذا المثل عن الملك الحقيقيّ بل لشبه الملك.

التّمنّي

لغة : مصدر تمنّى الشيء : أحبّ أن يصير إليه.

اصطلاحا : هو الرّغبة في تحقق طلب ما لا مطمع فيه ، أو ما فيه عسر ، كقول الشاعر :

ألا ليتني ألقى المنيّة بغتة

إن كان يوم لقائكم لم يقدر

__________________

(١) من الآية ١٣٨ من سورة الأعراف.

(٢) من الآية ٢٧ من سورة الجاثية.


ومثل :

ألا ليت الشّباب يعود يوما

فأخبره بما فعل المشيب

اصطلاحا أيضا : من معاني الحروف التالية :

١ ـ «ليت» وهي الأداة الأساسيّة للتمنّي ، كقوله تعالى : (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ)(١) «ليت» :حرف تمنّ من الأحراف المشبّهة بالفعل تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب الأول اسما لها وترفع الخبر خبرا لها. «قومي» اسم «ليت» منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل «ياء» المتكلّم وهو مضاف و «الياء» في محل جرّ بالإضافة. وجملة «يعلمون» في محل رفع خبر «ليت».

٢ ـ «لو» كقوله تعالى : لو (أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)(٢) «لو» حرف تمن فهو لا يحتاج إلى جواب مثل «لو» الشرطيّة ، وجوابها منصوب بـ «أن» المضمرة بعد فاء السّببية «فنكون» : الفاء السببيّة «نكون» فعل مضارع ناقص منصوب بـ «أن» المضمرة بعد «فاء» السّبب.

٣ ـ «هل» مثل : «ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم» ، ومثل : «هل لي أن أسافر إلى القمر».

تميم

لغة : صفة مشبّهة من تمّ الشيء : كمل.

اصطلاحا : المفاعيل ، كقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً)(٣).

ملاحظة : هذا المصطلح جديد اقترحه يوسف السّودا.

التّمييز

تعريفه : هو اسم صريح منصوب يبين جنس ما قبله ، أو نوعه ، أو النسبة فيه ، مثل : «زرعت فدانا قمحا» و «لبست خاتما ذهبا» و «أعجبني الفقيه أدبا». فلكلمة «قمحا» في المثل الأول تمييز يبيّن الجنس. و «ذهبا» في الثّاني تمييز يبيّن النّوع. و «أدبا» في الثّالث تمييز يبيّن النّسبة.

والاسم الذي يزال إبهامه يسمّى المميّز. والتّمييز لا يكون إلّا نكرة ، والكوفيّون لا يوجبون تنكيره ، وقدروه معرفة في قول الشاعر :

رأيتك لمّا أن عرفت وجوهنا

صددت وطبت النّفس يا قيس عن عمرو

حيث أتى التمييز «النفس» معرفة. أما البصريّون فيقولون : إنّ «أل» فيه زائدة.

أقسامه : التّمييز قسمان : الأول ، هو تمييز الاسم ، أو تمييز المفرد ، هو الذي يكون مميّزه دالّا على عدد ، مثل قوله تعالى : (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً)(٤) ، أو على كيل ، مثل : «عندي قفيز برّا» «قفيز» مقدار مكيال معروف. وقفيز من الأرض : قدر مائة وأربع وأربعين ذراعا. أو على وزن ، مثل : «حصلت على منوين عسلا» ، «منوين» مثنى مفرده «المنّ» وهو كيل يساوي رطلين ؛ جمعه : أمناء وأمن ومنيّ ، أو على مساحة ، مثل : «اشتريت فدانا أرضا» «فدانا» ، من الارض أي : ما يساوي أربعمائة قصبة مربّعة ، وفدّان الأرض عند الفلّاحين : ما يحرثه في يوم واحد. أو يدلّ على ما يشبه المقدار ، كقوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ)(٥) وكقوله تعالى :

__________________

(١) من الآية ٢٦ من سورة يس.

(٢) من الآية ١٦٧ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ١٣ من سورة المؤمن.

(٤) من الآية ٤ من سورة يوسف.

(٥) من الآية ٧ من سورة الزلزلة.


(وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً)(١). أو يدلّ على فرع للتّمييز ، مثل : «عندي خاتم حديدا». حديدا تمييز هي فرع للخاتم.

والثاني : هو تمييز النسبة ، الذي يزيل إبهام المعنى العام في الجملة قبله ، ونسبته على أنواع منها : نسبة الفعل للفاعل ، مثل : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً)(٢) أي : واشتعل شيب الرأس ، فالتّمييز أصله فاعل في المعنى ، فهو منقول عن فاعل ؛ ونسبة الفعل للمفعول ، مثل : (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً)(٣) أي : فجّرنا عيون الأرض.

التّمييز «عيونا» أصله مفعول به في المعنى ، فهو منقول عن مفعول به ؛ ونسبة منقولة عن مبتدأ ، مثل : «زيد أكثر مالا» أي : مال زيد أكثر ...

التّمييز «مالا» أصله مبتدأ في المعنى. فهو منقول عن مبتدأ.

أحكامه : يخضع التّمييز لأحكام عدّة منها :

١ ـ إذا كان التّمييز مما يبيّن المقدار أي : المساحة ، أو الكيل ، أو الوزن ، فيمكن أن يكون منصوبا ، أو مجرورا بالإضافة ، أو مجرورا بحرف الجر «من» ، مثل : «اشتريت درهما ذهبا» أو درهم ذهب ، أو من ذهب. «ذهبا» : تمييز منصوب «ذهب» : مجرور بالإضافة. «من ذهب» : مجرور بـ «من».

٢ ـ إذا كان تمييز نسبة فالأكثر نصبه ، مثل : «رتّبت الغرفة أثاثا». أثاثا : منصوب لأنه تمييز نسبة منقول عن مفعول به والأصل : رتبت أثاث الغرفة. ومثل : «المتعلّم أكثر إجادة» «إجادة» تمييز منصوب لأنه تمييز نسبة منقول عن مبتدأ والأصل : إجادة المتعلّم أكثر ...

٣ ـ إذا كان المميّز عددا فالتّمييز يخضع لقاعدة تمييز الأعداد من حيث المفرد أي : ما بين ٣ ـ ٩ والمركّب أي ما بين ١١ ـ ١٩ ، والمعطوف من ٢١ ـ ٩٩ ، والعقود أي : ما بين ٢٠ ـ ٩٠ ، فتقول : «جاء خمسة رجال» «رجال» تمييز العدد المفرد يكون جمعا مجرورا لفظا منصوبا محلّا ، ومثل : «جاء ثلاثة عشر ولدا». «ولدا» : تمييز المركب مفرد منصوب ، والعدد «ثلاثة عشر» :فاعل مبني على فتح الجزأين في محل رفع.

ومثل : «جاء ثلاثة وعشرون رجلا» «رجلا» تمييز المعطوف هو مفرد منصوب ، ومثل : «جاء عشرون معلما» «معلما» تمييز العقود هو مفرد منصوب.

ومثل : «كتبت مئة سطر» و «ألف كلمة» «سطر» تمييز المئة و «كلمة» تمييز الألف وكلاهما مفرد مجرور في محل نصب.

عامله : إن عامل التّمييز المفرد المنصوب هو الاسم المبهم أي : المميّز. أمّا عامل التّمييز المجرور بالحرف فهو حرف الجر «من» والتّمييز المجرور بالإضافة يكون عامله المضاف.

تقدم التمييز وتأخره : إذا كان عامل التّمييز اسما جامدا ، مثل : «اشتريت رطلا زيتا» ، «رطلا» عامل التّمييز ، هو جامد. أو شبه جامد ، مثل : «ما أحسنه طبيبا» فعل التّعجب «ما أحسنه» يشبه الجامد. ومثل : «نعم الرجل رفيقا» العامل هو «نعم» فعل المدح هو شبه الجامد. ومثل : «كفى بالعلم حلية». العامل هو «كفى» يشبه الجامد ، فلا يجوز تقديم التّمييز على العامل ويجوز أن يتوسّط التّمييز بين عامله والمعمول إذا كان العامل فعلا متصرفا ، كقول الشاعر :

__________________

(١) من الآية ١٠٩ من سورة الكهف.

(٢) من الآية ٤ من سورة مريم.

(٣) من الآية ١٢ من سورة القمر.


فهنّ أسلن دما مقلتي

وعذّبن قلبي بطول الصّدود

العامل في التّمييز «دما» هو الفعل المتصرّف «أسلن» لذلك توسّط التّمييز بين العامل «أسلن» ومعموله «مقلتي». ويجوز أن يتوسّط أيضا إذا كان العامل شبه متصرّف ، مثل : «ممتلىء ماء الخزّان» «ممتلىء» هو عامل التّمييز وهو شبه متصرّف لأنه اسم فاعل من «امتلأ». وندر تقدّمه على العامل المتصرّف ، مثل :

أنفسا تطيب بنيل المنى

وداعي المنون ينادي جهار

«نفسا» تمييز منصوب تقدّم على عامله المتصرّف «تطيب» ومثل قول الشاعر :

ولست إذا ذرعا أضيق بضارع

ولا بائس عند التعسّر من يسر

فالتمييز «ذرعا» تقدم على عامله المتصرّف «أضيق» وهذا نادر.

اين يقع التمييز : يقع التّمييز بعد كل ما اقتضى تعجّبا ، مثل : «كفى به عالما» ، «عالما» : تمييز وقع بعد الفعل «كفى» الذي يفيد معنى التّعجب ، ومثل : «ما أشجعه فارسا» فارسا تمييز وقع بعد فعل التّعجب «ما أشجعه». أو بعد ما يدلّ على المماثلة ، مثل : «أنت مثلي علما» ، «علما» تمييز وقع بعد ما دلّ على مماثلة وهو كلمة «مثلي» ، أو بعد ما يدلّ على المغايرة ، مثل : «أنت غيري «ثقافة» ، «ثقافة» تمييز لأنّه وقع بعد ما يدلّ على المغايرة وهو كلمة «غيري».

تمييز الجملة

اصطلاحا : تمييز النّسبة. أي : الذي يزيل الإبهام أو الغموض عن المعنى العام بين طرفي الجملة ، مثل قوله تعالى : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً)(١).

تمييز الذّات

اصطلاحا : هو الذي يزيل إبهام الاسم ويكون مميّزه دالّا على العدد ، مثل قوله تعالى : (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً)(٢). أو على شيء من المقادير. راجع : التّمييز.

التمييز غير المحول

اصطلاحا : هو تمييز النّسبة غير المحوّل عن شيء ، مثل : «ملأت الجعبة ماء» ويسمّى أيضا : التّمييز غير المقلوب ، التّمييز غير المنقول.

ملاحظة : يجوز أن يكون هذا التّمييز منصوبا أو مجرورا بـ «من» الزّائدة ، مثل قوله تعالى : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ)(٣) ، «ذهب» تمييز منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ المناسبة. «الواو» حرف عطف. «لؤلؤا» : تمييز منصوب.

التّمييز غير المقلوب

اصطلاحا : التمييز غير المحوّل.

التّمييز غير المنقول

اصطلاحا : التّمييز غير المحوّل.

التمييز المحوّل

اصطلاحا : هو ما كان اصله مبتدأ مثل : «زيد أكثر مالا» والتقدير : مال زيد أكثر. أو مفعولا به ، كقوله تعالى : (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً)(٤) ،

__________________

(١) من الآية ٤ من سورة مريم.

(٢) من الآية ٤ من سورة يوسف.

(٣) من الآية ٢٣ من سورة الحج.

(٤) من الآية ١٢ من سورة القمر.


والتقدير : وفجرنا عيون الأرض. أو فاعلا ، مثل قوله تعالى : (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) والتقدير :واشتعل شيب الرأس ويسمّى أيضا : التمييز المقلوب. التمييز المنقول.

وهذا النوع من التمييز يكون منصوبا دائما ، فلا يجرّ بـ «من» ولا بالإضافة.

تمييز المفرد

اصطلاحا : تمييز الذّات ، أي : ما يزيل الإبهام عن الاسم ، أو ما هو بمنزلته.

التّمييز المقلوب

اصطلاحا : التّمييز المحوّل.

التّمييز الملحوظ

اصطلاحا : تمييز النّسبة.

التّمييز المنقول

اصطلاحا : التّمييز المحوّل.

تمييز النّسبة

اصطلاحا : تمييز الجملة. التمييز الملحوظ.

راجع : التمييز. وهو نوعان : التمييز المحوّل.

التمييز غير المحوّل.

التّنازع

لغة : مصدر تنازع القوم : اختلفوا. وتنازع القوم الشيء : تجاذبوه.

اصطلاحا : هو أن يتقدّم فعلان ، أو ما يشبههما ، أو فعل وما يشبهه ، ويتأخّر عنهما اسم يصحّ أن يكون معمولا لكلّ منهما ، كقوله تعالى : (آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً)(١) «قطرا» اسم يصحّ أن يكون مفعولا به للفعلين «آتوني» و «أفرغ» فتنازعا عليه وكقوله تعالى : (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ)(٢) تنازع على الاسم «كتابيه» اسم الفعل «هاؤم» والفعل «اقرأوا» بحيث يصحّ أن يكون هذا الاسم مفعولا به لكلّ منهما. ومثل :

عهدت مغيثا مغنيا من أجرته

فلم أتّخذ إلا فناءك موئلا

وقع التّنازع بين اسمي الفعل : «مغيثا» ، و «مغنيا» في طلب المفعول «من».

وقد يقع التّنازع في ثلاثة أفعال كالحديث :«تسبحون وتكبّرون وتحمدون دبر كلّ صلاة ثلاثا وثلاثين» تتنازع الأفعال الثّلاثة : «تسبحون» ، «تكبرون» ، «تحمدون» في الظّرف «ثلاثا» وفي المصدر «دبر».

أركانه : لا بدّ في التّنازع من ركنين أساسيّين مجتمعين هما : فعلان متقدّمان بينهما نوع من الارتباط ، ومعمول متأخّر عنهما. ولا يقع التّنازع بين حرفين ، ولا بين حرف وغيره ، ولا في العامل المتأخّر كقولك : «أيّ الرّجال قابلت وصافحت» ، ولا في العامل الذي توسّط المعمول بينه وبين العامل الآخر ، كقولك : «اشتريت الدّفتر وكتبت» ولا في العامل الجامد مثل : «عسى» ، و «لعل» ، «و «ليس» كقول الشاعر :

من كان فوق محلّ الشّمس موضعه

فليس يرفعه شيء ولا يضع

فليس في هذا المثل تنازع لأن الفعل الأوّل «ليس» هو فعل جامد.

وأجاز بعضهم وقوع التّنازع في فعلي التّعجّب ، مثل : «ما أجمل وأحسن صفاء القلوب»

__________________

(١) من الآية ١٧١ من سورة النساء.

(٢) من الآية ٩٦ من سورة الكهف.


أو في مثل : «أجمل وأحسن بصفاء القلوب».

وليس التّوكيد اللّفظيّ من التنازع في مثل :

هيهات هيهات العقيق ومن به

وهيهات خلّ بالعقيق نواصله

«العقيق» فاعل لاسم الفعل الأوّل «هيهات» :بمعنى : بعد. فهو وحده محتاج إلى فاعل. أمّا اسم الفعل الثّاني «هيهات» فلا حاجة له للفاعل لأنه توكيد لفظيّ لاسم الفاعل الأوّل ، ومثل :

أتاك أتاك اللّاحقون احبس احبس

فأين إلى أين النّجاة ببغلتي

هذا الاسلوب ليس من باب التّنازع لأن «أتاك» الثّانية توكيد لفظيّ للأوّل. ولو كان من باب التّنازع لقلنا : «أتاك أتوك اللّاحقون» بإعمال الأوّل ووصل الثّاني بالضّمير العائد على «اللّاحقون» أو لقلنا : «أتوك أتاك اللّاحقون» بإعمال الثّاني ووصل الأوّل بالضّمير.

حكم التنازع : إذا تنازع عاملان فيجوز إعمال الأوّل ، وإهمال الثّاني ، أو إهمال الأوّل وإعمال الثّاني. فإذا أعمل الأوّل في التّنازع ، اتصل الثّاني بضمير المتنازع فيه ، مثل : «قام وذهبا أخواك» «أو قام وذهبوا الأصحاب» «أخواك» اسم يصلح أن يكون فاعلا لفعل «قام» ولفعل «ذهبا» وكلمة «الأصحاب» تصلح أن تكون فاعلا للفعلين «قام» «وذهبوا». وقد يختلف العاملان في طلب المتنازع فيه فيطلبه الأوّل فاعلا والثّاني مفعولا به فيجب عند ذلك أن يتصل الأوّل بالضمير المطابق للمتنازع فيه ، مثل : «أنشد وسمعت الأديب» ومثل : «أنشدا وسمعت الأديبين».

أمّا إذا أهمل الأوّل وأعمل الثّاني ، فإن احتاج لأوّل إلى مرفوع فيضمر لامتناع الحذف في العمدة ، وفي هذا الباب يجوز ذكر المضمر قبل الاسم ، مثل : «ضربوني وضربت إخوتك» ومثل :

جفوني ولم أجف الأخلّاء إنّني

لغير جميل من خليلي مهمل

تنازع العاملان «جفوني» «ولم أجف» في طلب «الأخلاء» فأهمل الأوّل واتّصل بضمير المتنازع فيه وأعمل الثّاني فنصب «الأخلّاء» مفعولا به.

ومنهم من يحذف الضمير المرفوع العائد إلى المتنازع فيه ، كقول الشاعر :

تعفّق بالأرطى لها وأرادها

رجال فبذّت نبلهم وكليب

حيث حذف الضّمير في الفعل الأوّل ولم يقل «تعفّقوا» ، لئلّا يعود الضّمير على متأخّر والأصل : إظهار الضّمير في الأوّل لأنه أهمل وإعمال الثّاني في المتنازع فيه الذي يطلبه فاعلا له. فلم يقل :تعفّقوا وأرادها رجال.

وإن احتاج الأوّل إلى منصوب لفظا ومحلّا وجب حذفه ، أمّا إن أوقع الحذف في اللبس وجب إضمار المعمول مؤخّرا ، مثل : «اتّفقت واتفق عليّ زيد معه» أي : اتّفقت معه واتّفق علي زيد ، لذلك وجب إضمار المعمول خوف الوقوع في اللّبس. هل اتفق عليه أو معه ؛ ويضمر أيضا إذا كان العامل من باب «كان» ، مثل : «كنت وكان خليل صديقا ، إيّاه» أي : كنت إيّاه وكان خليل صديقا. أو إذا كان العامل من باب «ظنّ» التي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، مثل : «ظنّني وظننت خليلا ذاهبا ، إيّاه» والأصل ظنّني إيّاه وظننت خليلا ذاهبا.

أمّا إذا كان العامل من غير باب «ظنّ» وباب «كان» وجب حذف المنصوب ، مثل : «ضربت


وضربني زيد» حيث حذف الضمير العائد إلى المعمول لأنّ العامل من غير باب «ظنّ» و «كان» ولو ظهر الضّمير لقلنا : ضربته وضربني زيد. وقيل يجوز إضماره. وكقول الشاعر :

إذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب

جهارا فكن في الغيب أحفظ للودّ

أعمل العامل الثّاني في المعمول واقترن الأوّل بضمير المعمول. والعامل الأوّل يطلب المعمول مفعولا به والثّاني يطلبه فاعلا. وذكر الضمير في هذه الحالة لا يكون إلّا للضّرورة الشّعريّة. أمّا إذا احتاج كلّ من العاملين إلى جار ومجرور لتكملة معناه وجب إضمار المعمول مؤخّرا ، مثل :«أنست وسعدت بالزائر الأديب ـ به» ومثل :«استعنت واستعان عليّ زيد ـ به» حيث احتاج العاملان إلى جار ومجرور فأضمر معمول الأوّل مؤخّرا ويجيز بعضهم تقديم المعمول وجعله بعد عامله فيقول : «أنست به وسعدت بالزّائر» وهذا غير مستحسن لتقدّم الضمير الفضلة على مرجعه. والصّورة الأولى أحسن. أمّا إذا احتاج العامل المهمل إلى ضمير هو خبر عن اسم ، وكان ذلك الاسم مخالفا في الإفراد والتّذكير للاسم المفسّر له أي : المتنازع فيه وجب إظهار الاسم ، مثل : «أظن وتظنّانني أخا الزيدين أخوين».

فالعامل الأول «أظنّ» ينصب مفعولين وهما :«الزّيدين و «أخوين» والعامل الثّاني «يظنّانني».

يطلب «الزّيدين» فاعلا له وبالتّالي يجب أن يكون مرفوعا فاتّصل هذا العامل بضمير المثنّى وهو «الألف» واحتاج إلى مفعولين الأوّل منهما هو «الياء» والثّاني هو الاسم «أخا». وأظهر هذا المعمول لأنه مخالف في الإفراد والتّذكير للاسم المفسّر له ، أي المتنازع فيه ، والاسم الظّاهر لا يحتاج إلى ما يفسّره. وإعراب هذا المثل يكون على الوجه التّالي : «أظن» : فعل مضارع مرفوع للتجرّد.

وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : «أنا» «الزّيدين» مفعول به أوّل لفعل «أظنّ». «أخوين» :مفعول به ثان منصوب بالياء لأنه مثنّى.

«يظنانني» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النّون لأنّه من الأفعال الخمسة و «الألف» ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل. «والنّون» الثّانية للوقاية. و «الياء» في محل نصب مفعول به أوّل. «أخا» : مفعول به ثان.

التّنبيه

لغة : مصدر نبّه على الشيء أو إلى الأمر : أوقفه عليه وأعلمه به.

اصطلاحا : من معاني الحروف : «ألا» كقوله تعالى : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)(١) و «أما» ، كقول الشاعر :

أما والذي أبكى وأضحك والذي

أمات وأحيا والذي أمره الأمر

و «ها» كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ)(٢) «أيّ» : منادى مبنيّ على الضّمّ و «الهاء» للتنبيه. والحرف «يا» ، كقوله تعالى : (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي)(٣) «يا» : حرف تنبيه واعتبر بعضهم الحرف «وي» من حروف التّنبيه كقوله تعالى : (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ)(٤) ويعتبر آخرون أنّ حروف النّداء : «الهمزة» ، «يا» ، «آ» ، «أي» ، «أيا» ، «هيا» ، و «وا» تفيد التّنبيه والنداء معا.

__________________

(١) من الآية ٦٢ من سورة يونس.

(٢) من الآية ١٨ من سورة الحشر.

(٣) من الآية ٢٧ من سورة يس.

(٤) من الآية ٨٢ من سورة القصص.


التّنديم

لغة : مصدر ندّمه على ما فعل : جعله يندم

واصطلاحا : هو التّنديم أو التّوبيخ والتأسيف على ما فات. وحروف التّنديم إذا دخلت على الماضي تكون للتّنديم ، وإذا دخلت على المضارع تكون للتّحضيض. وهذه الحروف هي :

١ ـ «هلّا» ، مثل : «هلّا زيدا كافأته». «هلّا» أداة تنبيه «زيدا» مفعول به لفعل محذوف تقديره : كافأت. «كافأته» فعل ماض مبنيّ على السّكون لاتصاله بالتاء. و «التاء» : ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محل رفع فاعل. و «الهاء» : ضمير متّصل مبنيّ على الضّمّ في محل نصب مفعول به. والجملة الفعليّة لا محل لها من الإعراب لأنّها مفسّرة.

٢ ـ «لو ما» مثل : «لو ما تستغفرون الله».

٣ ـ «لو لا» ، مثل :

لو لا الإصاخة للوشاة لكان لي

من بعد سخطك في الرّضاء رجاء

٤ ـ «ألا» ، كقوله تعالى : (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ)(١).

٥ ـ ألّا ، مثل : «ألّا تقاتلون السّفهاء».

التّنزيه

هو تنزيه الله تعالى عن المثل والشوائب في التّنبيه وعن المادّة ، وهو من معاني «حاشا» التي هي حرف استثناء وحرف جرّ شبيه بالزّائد ، مثل : «نجح الطلاب حاشا زيد». وتكون فعل استثناء للتنزيه وما بعده ينصب على أنه مفعول به ، مثل :«نجح الطلاب حاشا زيدا». «حاشا» فعل ماض مبنيّ على الفتحة المقدّرة على الألف للتعذّر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل تقديره : هو. «زيدا» : مفعول به لفعل «حاشا» منصوب بالفتحة. وتكون فعلا متعدّيا ، مثل : «قابلت الطلاب وحاشيت سميرا» وتكون اسما للتنزيه فتكون مفعولا مطلقا كقول الشاعر :

حاشا لدرّة أن تبنى الخيام لها

وأن تروح عليها الإبل والشّاء

«حاشا» : مفعول مطلق لفعل محذوف. ويجوز أن تحذف ألفها فتقول : «حاش لله» وإذا سبقتها «ما» المصدريّة وجب اعتبارها فعل ماض وما بعدها منصوب على المفعوليّة.

التّنظير

لغة : مصدر نظّر الشيء بالشيء : جعله نظيرا.أي شبيها.

واصطلاحا : حمل النّظير على النّظير. وذلك يكون بمنع تقديم خبر «ليس» عليها حملا على «عسى» التي لا يجوز تقديم خبرها عليها وذلك لأن الفعلين «عسى» و «ليس» جامدين فيستويان في هذه العلّة فوجب تسويتهما في عدم التّقديم.

التّنفيس

لغة : مصدر نفّس فلانا : أمهله. أو أزال غمّه وكربه.

اصطلاحا : حرف التّنفيس هو «السّين» الذي يصير المضارع الذي دخل عليه دالّا على الاستقبال بعد أن كان يدلّ على الحاضر والمستقبل ، كقوله تعالى : (سَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ)(٢) ومثلها «سوف» ويجعلها بعضهم

__________________

(١) من الآية ٢٢ من سورة النّور.

(٢) من الآية ٤٢ من سورة الرّعد.


للتّسويف وذلك لأنّها تكون أكثر تراخيا في الزّمن.

التّنكير

لغة : مصدر نكّر الشّيء : غيّره إلى مجهول.

ونكّر الاسم : جعله نكرة.

اصطلاحا : تحويل المعرفة إلى نكرة ، مثل :«القلم» و «قلم». وفي الاصطلاح أيضا : التنوين.

تنمي وسائله

اصطلاحا : سألتمونيها.

التّنوين

١ ـ تعريفه : التّنوين هو إلحاق آخر الاسم بنون ساكنة زائدة لفظا ، لا خطّا ولا وقفا.

٢ ـ انواعه : التنوين نوعان : أصيل وغير أصيل.

فالتّنوين غير الأصيل هو ما كان مما لا يدخل في علامة الأسماء ويكون :

١ ـ إمّا تنوينا للضّرورة الشعريّة : كقول الشاعر :

يحسبه الجاهل ما لم يعلما

شيخا على كرسيّه معمّما

وقد وردت فيه كلمة «يعلما» بقلب نون التّوكيد «ألفا» عند الوقف ، لأن آخر البيت بالألف. ثم إن هذا الفعل المضارع المنفي بـ «لم» دخلت عليه نون التّوكيد ، وهذا قليل إنّما هو من الضّرورة الشعريّة. وكقول الشاعر :

سلام الله يا مطر عليها

وليس عليك يا مطر السّلام

وكقول الشاعر :

فإن يكن النّكاح أحلّ شيء

فإنّ نكاحها مطر حرام

حيث نوّن الشاعر كلمة «مطر» في البيت الأوّل للضرورة وكذلك كلمة «مطر» في البيت الثّاني نوّنت للضّرورة الشّعريّة.

٢ ـ أو تنوينا للترنّم أو تنوين التّرنيم وهو غير مختص بالأسماء ، بل يدخل على الاسم وعلى الفعل وعلى الحرف ، ويدخل على الاسم المتمكّن وغير المتمكّن ، والمقرون بـ «أل» وغير المقرون بها. وتنوين التّرنم هو ضرب من ضروب إنشاد القوافي. مثل :

أقليّ اللّوم عاذل والعتابن

وقولي : إن أصبت لقد أصابن

فقد وردت كلمة «العتابن» مقرونة «بأل» وبتنوين التّرنّم ، وهو هنا اتصل بالاسم ووردت أيضا كلمة «أصابن» حيث لحق تنوين التّرنم آخر الفعل «أصاب». وكقول الشاعر :

وقد كنت من سلمى سنين ثمانيا

على صير أمر ما يمرّ وما يحلن

حيث وردت كلمة «يحلن» متّصلة بتنوين التّرنم ، وكان الأصل أن يلحق المضارع «يحلن» بحرف المدّ فيقول : «يحلو» إلا أنه أبدل حرف المدّ بالتّنوين ، وكقول الشاعر :

وإيّاك والميتات لا تقربنّها

ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا

حيث وردت كلمة «فاعبدا» والأصل :«فاعبدن» أي : أن فعل الأمر متصل بنون التّوكيد الخفيفة ، وقد أبدلت هذه النون «ألفا» ليقف عليها.

وكقول الشاعر :

وصلّ على حين العشيات والضحى

ولا تحمد المثرين والله فاحمدا

أي : «فاحمدن» حيث أبدل النون ألفا عند


الوقف. وكقول الشاعر :

فألفيته غير مستعتب

ولا ذاكر الله إلّا قليلا

حيث حذف التّنوين من «ذاكر» لالتقاء ساكنين ونصب «الله» بذاكر. وكقول الشاعر :

تذهل الشّيخ عن بنيه وتبدي

عن خدام العقيلة العذراء

والأصل عن «خدام» أو عن «خدامها».

والتّنوين الأصيل أربعة أنواع ولكل منها أحكام مختلفة في دخولها على الاسم وهي :

أولا : تنوين الأمكنيّة وللأسماء في قبول دخوله عليها أحكام تختلف حسب كل اسم ، ولكل اسم منها حالات خاصة منها :

أـ بعض الأسماء تتغير علامة آخره باختلاف موقعه في الجملة ويدخله التّنوين ، فيسمّى :«المعرب المنصرف» ، مثل : «هذه شجرة» ، «رأيت شجرة» ، و «تسلّقت على شجرة».

ب ـ بعض الأسماء تتغير علامة آخره باختلاف موقعه في الجملة ولا يدخله التّنوين فيسمّى :«المعرب غير المنصرف» ، مثل : «جاء أحمد» ، «رأيت أحمد» ، و «سلمت على أحمد».

ج ـ بعض الأسماء لا تتغير علامة آخره باختلاف موقعه في الجملة ويدخله التّنوين أحيانا ، فيسمّى : «الاسم المبني» ، مثل : «جاء نفطويه» ، و «رأيت عمرويه» ، و «قرأت كتاب سيبويه». كلّ هذه الأسماء بقيت على صورة واحدة ولم تتغير علامة الحرف الأخير ولم تنوّن ، فهي أسماء معيّنة معهودة بين المتكلّم والسّامع ، أمّا إذا دخلها التّنوين فتقول : «جاء نفطويه» ، «رأيت عمروبها» ، «قرأت كتاب سيبويه» المراد من هذه الأسماء شخصا لا يتميّز من غيره المشاركين له في الاسم ، فكأنّ المتحدّث يتكلّم عن شخص غير معيّن ، أي : عن أيّ رجل مسمّى بهذا الاسم ، فيصر بذلك الاسم «نكرة» بعد أن كان معرفة قبل دخول التّنوين عليه. ومثل : صه ، غاق. فتقول : «صه عن هذا الحديث» أو «صه» أي :عن أي حديث.

د ـ بعض الأسماء لا تتغير علامة آخره حسب موقعه في الجملة ولا يدخله التّنوين مثل :«هؤلاء ، وحيث ، وكم» فتقول : رأيت هؤلاء التلاميذ ، نظرت إلى هؤلاء التلاميذ ، أقبل هؤلاء التلاميذ.

فتنوين الأمكنيّة هو الذي يلحق الأسماء المعربة المنصرفة أي التّابعة للقسم الأول المشار إليه ليدلّ على خفّتها. إذ يعتبر النّحاة أن الفعل ثقيل على اللّسان ولا يوجد معنى إلّا مع الفعل وقد يحتاج إلى مفعول به ، فلا يوجد منفردا ، ولا يدلّ بنفسه على معنى وإنّما يدل على معنى في كلام مركّب ، أمّا الاسم فإنه قد ينفرد ولا يراد منه إلا مجرّد الدّلالة على شيء. فالمفرد أخف من المركّب في النطق والاستعمال ؛ وهذا يعني أنّ الاسم يشغل مواضع أكثر ممّا يشغل الفعل ، وبسبب الخفّة وكثرة الاستعمال يدخل التّنوين على الاسم فيكون هو علامة الخفّة في حين أن الفعل لا يدخله التّنوين بسبب ثقله. هذا ما يقوله النحّاة في سبب دخول التّنوين على الأسماء دون الأفعال ، لكنّ الحقيقة غير ذلك إذ أن قسما من الأسماء لا يدخلها التّنوين ومردّ ذلك كله إلى أن العرب الفصحاء نطقت بهذا منوّنا وبذاك غير منوّن. مثل : «هذا دفتر» ، «اشتريت دفترا» ، و «كتبت على دفتر».

وهذا التّنوين يسمى أيضا تنوين الصرف.

والصرف في الاصطلاح هو التغيير الذي يطرأ


على الكلمة لغرض معنوي أو لفظي. لكن المقصود به هنا ليس هذا المعنى الاصطلاحي ، لأن الكلمات الممنوعة من الصّرف قد يلحقها هذا النّوع من التغيير إنّما يقصد به إما التّصويت ، أو اللين الخالص ، أو الانصراف عن شيء إلى آخر.

فعلى المعنى الأول يعود سبب تسمية الاسم الممنوع من الصرف لأنّه محروم من التّنوين الذي هو تصويت في آخر الاسم المنصرف. وعلى المعنى الثّاني يعود السبب إلى أن الاسم غير المنصرف لم يخلص من مشابهة الحرف والفعل ، وعلى المعنى الثّالث يعود السبب إلى أنّ الاسم المنصرف منصرف عن طريق الحرف والفعل إلى الطّريق الاسميّة الخالصة. فالحروف كلّها مبنيّة ، أي لا تتغير حركة آخرها باختلاف العوامل وكذلك الأفعال ، إلا الفعل المضارع غير المتصل بأحدى نوني التّوكيد : الخفيفة والثّقيلة ، وغير المتصل بنون الإناث. أما الأسماء فقد سبقت الإشارة إلى أنواعها من حيث التّغير وعدمه وقبول التّنوين وعدم قبوله. أمّا الأسم المعرب فهو إمّا أن يكون متمكّنا ، أمكن وأقوى درجة في الاسميّة أو متمكّنا غير أمكن وهو الذي يلحقه الإعراب دون تنوين الأمكنيّة ، وفي ذلك يقول النّحاة إن الأصل في الحروف أن تكون مبنيّة وغير منوّنة وأن الأفعال كلها لا تنوّن ، وأكثرها مبنيّ ، وأن الأصل في الأسماء أن تكون معربة ومنوّنة ، وكلّما ابتعد الاسم عن مشابهة الحرف والفعل في البناء وعدم التّنوين ، كان أكثر أصالة في الاسمية وأشد تمكّنا. لذلك سمّوا الاسم المعرب الذي يلحقه التّنوين : متمكّنا أمكن وأقوى درجة في الاسميّة من غيره ، والاسم الذي لا يلحقه التّنوين هو معرب متمكن غير أمكن. لهذا يسمّى الاسم المتمكّن الأمكن في الكلام ، الاسم المعرب الذي يلحقه تنوين الأمكنية أو الصّرف ، أي هو الذي يلحق آخر الأسماء المعربة المنصرفة ليدلّ على خفتها ، وعلى أنها أمكن وأقوى في الاسميّة من غيرها.

ثانيا : تنوين التنكير. هو الذي يلحق غالبا بعض الكلمات المبنيّة فيجعلها نكرة ويكون حذفه دليلا على أنها معرفة. مثل : «شاهدت نفطويه ونفطويها آخر» فكلمة «نفطويه» كلمة مبنيّة على الكسر في محلّ نصب مفعول به ، وعدم دخول التّنوين عليها يدلّ على أن هذا الاسم هو الشّخص المعيّن المعهود بين المتكلّم والسّامع ، وكلمة «نفطويها» فإنها تدلّ على واحد لا يتميز من غيره من المشاركين له في الاسم ، فتحوّل بذلك من شخص معيّن معرفة إلى اسم نكرة غير معيّن ومثل ذلك أيضا كلمة «صه» اسم فعل بمعنى اسكت.

فإذا نوّنت بلفظ «صه» صار معناها طلب السكوت عن الكلام مطلقا ، أما «صه» فتعني السكوت عن كلام معين. ومثلها : «إيه» أي امض في حديث معيّن وبالتّنوين «إيه» أي امض في الحديث أي حديث. وكذلك كلمة «غاق» اسم صوت للغراب فبغير تنوين يراد منه الصّياح صياحا معيّنا خاصّا فيه تنغيم ، أو حزن ، أو فزع ، أو إطالة ، وبالتّنوين فمعناه مجرد الصّياح المطلق.

ثالثا : تنوين العوض. وهو الذي يأتي عوضا من حرف محذوف ، أو من كلمة محذوفة ، أو من جملة محذوفة. فممّا يكون عوضا عن حرف معيّن محذوف فلا يأتي إلا في حالتين فقط : الجرّ والرفع ، ويبقى هذا الحرف في حالة النّصب ، وتظهر عليه الفتحة من غير تنوين ؛ من ذلك حذف الياء من كلمة «قاضي» في المثل : «جاء قاض» وفي المثل : «مررت بقاض». فالتنوين هو عوض


عن «الياء» المحذوفة وتقول في الإعراب «قاض» الأولى : فاعل مرفوع بالضّمة المقدّرة على الياء المحذوفة ، و «قاض» الثانية : اسم مجرور بفتحة نيابة عن الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة. والتنوين في كلا الحالتين عوضا عن الياء المحذوفة.

ومن حذف الكلمة ما يأتي بعد كلمة «كل» ، إذ يحذف المضاف إليه بعدها ويعوّض منه بالتّنوين ومثل ذلك ما يأتي بعد كلمة «بعض» ، فتقول :«قسمت الجوائز على الفائزين فأعطيت كلّا منهم ما يستحقه». ومثل : «أقرأ الصحف اليوميّة غير بعض منها». ومن حذف الجملة ما يأتي بعد كلمة «إذ» المسبوقة بكلمة «يوم» ، أو «ساعة» ، أو «حين» فتقول : «زرتك وكنت حينئذ في رحلة خارج البلد». أي : وكنت حين إذ زرتك. فجملة «زرتك» بعد «إذ» مباشرة محذوفة وعوض منها بالتنوين في كلمة «إذ» ، ولما كانت «إذ» مبنية على السّكون تحرّكت بالسّكون لأن أول التّنوين ساكن أيضا.

ولنتمكن من النطق فصارت «إذ» وأضيفت إليها «حين» فصارت «حينئذ» ، وكقوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها)(١).

وهذا التّنوين يدخل على الأسماء المتمكّنة وغير المتمكّنة أي : على الأسماء المعربة والمبنيّة ، ولا يدلّ بنفسه على إعراب أو على بناء إنّما يقتصر أثره على التّعويض.

رابعا : التّنوين الأصيل الرّابع هو تنوين المقابلة الذي يلحق آخر الاسم الذي جمع جمعا مؤنثا سالما ليكون في مقابلة النّون في جمع المذكّر السّالم فتقول : «معلم قادم» و «معلمون قادمون» «معلمة قادمة» و «معلمات قادمات» فالمذكر المفرد «معلم» منوّن وأبدل التّنوين في جمع المذكّر السّالم «نونا» فتقول «معلمون». وفي «معلمات» جمع المؤنّث السّالم لم تظهر هذه النّون إنّما زيد عليها التّنوين ليكون مقابلا للنون في جمع المذكّر السّالم.

تحويل التّنوين : التنوين في الأصل ساكن. فإذا جاء بعده حرف ساكن ، تحرّك التّنوين بالكسر أو بالضّمّ منعا من التقاء ساكنين ، مثل : «وقف معلم استمع إلى شرحه» ، فتقول : وقف معلمن استمع إلى شرحه ، فيتحرّك التّنوين بالكسر ، لأن التّخلص من التقاء ساكنين يحصل في الأصل في تحريك السّاكن بالكسر ؛ وقد يحرّك التّنوين السّاكن بالضّم ، وذلك يكون في الأغلب إذا وجد بعد السّاكن الذي يلي التّنوين حرف مضموم ، مثل :«أقبل معلم اخرج إلى لقائه» فتقول : «أقبل معلمن اخرج إلى لقائه». فتحرك التّنوين بالضم لثقل الانتقال من الكسر إلى الضم في النطق ، «فالخاء» السّاكنة بعد التّنوين تلاها حرف مضموم وهو «الرّاء» لذلك من الأحسن تحريك التّنوين بالضّم لسهولته في النطق ومثل : «هذه صحيفة اكتب فيها» فتقول : «هذه صحيفتن اكتب فيها» ومن العرب الفحصاء من يحذف التّنوين إذا جاء بعده ساكن ، مثل : «جاء معلم استمع إلى شرحه» فتقول : «جاء معلم استمع إلى شرحه» مع العلم أن الكلمة التي حذف منها التّنوين بقيت على صرفها أي : غير ممنوعة من الصرف.

مواضع حذف التّنوين : من التّنوين ما يجوز حذفه كما سبقت الإشارة ، لكن قد تأتي مواضع يجب فيها حذف التّنوين وهي كثيرة أهمها :

١ ـ بسبب الإضافة ، مثل : «هذا زيد وجاء رجل» بالتّنوين وعند الإضافة تقول : «جاء رجل الفضل»

__________________

(١) من الآيات ١ و ٢ و ٣ و ٤ من سورة الزلزلة.


بحذف التّنوين وجوبا من «رجل» بسبب الإضافة.

٢ ـ بسبب شبه الإضافة مثل : «لا كتاب معلم عندنا» فكلمة «كتاب» غير منوّنة لشبهها بالإضافة إذا لم تقدر «اللام» مقحمة بين «كتاب» و «المعلم» وتكون بغير تنوين للإضافة إذا قدّرنا اللام مقحمة بين المضاف «كتاب» والمضاف إليه «المعلم».

٣ ـ بسبب اقتران الاسم بـ «أل» ، مثل : «جاء المعلم» بدون تنوين لوجود «أل».

٤ ـ بسبب وجود علّتين تقتضيان منع الاسم من الصّرف ، مثل : «جاءت فاطمة» و «جاء أحمد» ، و «اشتهر سحبان بالفصاحة». فكلمة «فاطمة» ممنوعة من الصّرف للعلمية والتأنيث وكلمة «أحمد» ممنوعة من الصّرف للعلميّة ووزن الفعل وكلمة «سحبان» ممنوعة من الصرف لأنه اسم علم ومنته بألف ونون زائدتين.

٥ ـ بسبب اتصال الضمير بعامله مثل : هو ضاربك فـ «الكاف» في محل نصب مفعول به.

٦ ـ إذا كان الاسم نكرة مقصودة في البناء مثل : يا رجل أو اسم «لا» النافية للجنس مثل :«لا رجل في الدّار».

٧ ـ إذا كان الاسم علما موصوفا بـ «ابن» مضافا إلى علم ، مثل : «هذا زيد بن عمر» ولا بدّ أن يكون الاسم علما سواء أكان اسما ، مثل : «يا زيد بن عمر» ، أم كنية ، مثل : «يا أبا حفص ابن عمر» ، أو لقبا ، مثل : «يا سيبويه بن عمر» ، ولا بدّ أن تكون كلمة «ابن» نعتا للاسم السابق ، كالأمثلة السابقة فإن كانت كلمة «ابن» بدلا ، مثل : جاء سمير ابن أبي الفضل ، «ابن» بدل من سمير لذلك ينوّن الاسم ، أو إذا كانت خبرا لمبتدأ ، مثل :«سمير هو ابن أبي الفضل» ، «هو» ضمير الفصل لا محل له من الإعراب. «ابن» خبر المبتدأ «سمير».

أو خبرا لناسخ ، مثل : «إن سميرا هو ابن أبي الفضل» «ابن» خبر «إنّ» ، أو منصوبا بفعل محذوف تقديره «أعني» مثل : «زيد التاجر ابن أبي الفضل مسافر» «زيد» : مبتدأ. «التّاجر» : نعت مرفوع. «ابن» : مفعول به لفعل محذوف تقديره «أعني». وهو مضاف ، «أبي» : مضاف إليه ، وهو مضاف «الفضل» مضاف إليه ، «مسافر» : خبر المبتدأ. فالاسم يبقى على تنويه. ولا بد أيضا أن تكون كلمة «ابن» مفردة ومضافة إلى علم مفرد أو غير مفرد ، ويكون البنوّة حقيقة ، فإذا كانت كلمة «ابن» وصفا مباشرة أي : من غير فاصل بينه وبين الاسم الموصوف ، وغير بدل ، ولا خبر ، ولا منصوب بعامل محذوف ، يحذف التّنوين نطقا وكتابة كما تحذف همزة «ابن» نطقا وكتابة إذا لم تكن أول السطر ، ولا خاضعة لضرورة شعريّة تقضي باثباتها.

ومثلها كلمة «ابنة» فتقول : «هذا زيد بن عمر» ، و «هذه فاطمة بنة محمود».

٨ ـ ويحذف التّنوين وجوبا عند الوقف في غير المنصوب ، أما في المنصوب فيقلب التّنوين «ألفا» في الأغلب ، ومن العرب من يعامل المنصوب معاملة المرفوع والمجرور فيحذف التّنوين ، كقول الشاعر :

حيدة خالي ولقيط وعلي

وحاتم الطائيّ وهّاب المئي

فقد حذف التّنوين من «حاتم» منعا من التقاء ساكنين حيث وردت كلمة «المئي» بحذف النّون والأصل : «المئين» لشبهها بالتّنوين ، أمّا مثل :

أقلّي اللّوم عاذل والعتابن

وقولي : إن أصبت لقد أصابن

فقد أثبت التنوين في الاسم «والعتابن» وفي الفعل «أصابن» أما في قول الشاعر :


حميد الذي أمج داره

أخو الخمر ذو الشّيبة الأصلع

فقد وردت كلمة «حميد» بحذف التّنوين وذلك للضّرورة الشعريّة ، وكقول الشاعر :

لتجدنّي بالأمير برّا

وبالقناة مدعسا مكرّا

إذ غطيف السّلميّ فرّا

حيث وردت كلمة «غطيف» بدون تنوين وذلك إمّا منعا من التقاء ساكنين أو للضّرورة الشعريّة. إذ يعتبر حذف التنوين للضرورة الشعريّة من الحذف الواجب.

التّنوين الأصيل

اصطلاحا : هو الذي يلحق الأسماء فقط ، مثل : «اشتريت كتابا».

أنواعه : تنوين التمكين. تنوين التنكير. تنوين العوض. تنوين المقابلة.

تنوين الأمكنيّة

اصطلاحا : تنوين التّمكين.

تنوين التّرنّم

اصطلاحا : هو الذي يلحق آخر القوافي. كقول الشّاعر :

وقد كنت من سلمى سنين ثمانيا

على صير أمر ما يمرّ وما يحلن

تنوين التّعويض

اصطلاحا : تنوين العوض.

تنوين التّمكين

اصطلاحا : هو الذي يلحق الأسماء المعربة المنصرفة. مثل : عندي قلم.

ويسمّى أيضا : تنوين الأمكنيّة. تنوين الصّرف. التنوين. الصّرف.

ملاحظات :

١ ـ يعتبر التنوين الذي يلحق «كلّ» و «بعض» تنوين عوض وتمكين معا ، مثل : «جاءت المعلمات وسلّمت على كلّ منهنّ» فالتنوين في «كلّ» هو تنوين عوض لأن الأصل : على كلّ معلّمة. وهو تنوين تمكين لأن كلمة «كل» اسم معرب منصرف.

٢ ـ يعتبر بعضهم أن التنوين الذي يلحق جمع المؤنّث السّالم هو تنوين مقابلة لأنه مقابل النّون في جمع المذكّر السّالم. وهو تنوين تمكين بنظر البعض الآخر.

يرى بعض النّحاة أنّ النّون في جمع المذكّر السّالم بدل التّنوين في الاسم المفرد ، وأن التّنوين في جمع المؤنّث السّالم جيء به ليكون مقابل النّون في جمع المذكّر السّالم ؛ لكن الحقيقة أن ذاك ليس إلّا من كلام العرب. فلو صحّ أن النّون في جمع المذكّر السّالم بدل التّنوين في مفرده لما صحّ وجودها في جمع المذكّر السّالم الذي مفرده ممنوع من الصّرف مثل : «الأحمدين» و «العمرين» ، ولما صحّ احتياج جمع المؤنّث السّالم إلى المقابل ، لأنّ مفرده يخلو غالبا من التّنوين.

تنوين التّنكير

اصطلاحا : هو الذي يلحق بعض الأسماء المبنيّة ليدلّ على تنكيرها ، مثل : «أفّ من كثرة الشّغل» و «صه عن كلامك» ومثل : «جاء سيبويه وسيبويه آخر». «سيبويه» فاعل مبنيّ على الكسر في محل رفع. «سيبويه» : فاعل مرفوع بالضّمتين ، أو بتنوين الرّفع.


تنوين جمع المؤنّث السّالم

اصطلاحا : تنوين المقابلة.

تنوين الحكاية

اصطلاحا : هو الذي يلحق اللفظ المسمى به.

كأن تسمي رجلا «كريمة» تقول : «جاء كريمة» فيحكى على حاله.

التنوين الشّاذّ

اصطلاحا : هو الذي يلحق بعض الكلمات المبنيّة ، مثل : «هؤلاء قومك».

تنوين الصّرف

اصطلاحا : تنوين التّمكين.

تنوين الضّرورة

اصطلاحا : هو الذي يلحق الممنوع من الصّرف والمنادى المبنيّ ، كقول الشاعر :

سلام الله يا مطر عليها

وليس عليك يا مطر السّلام

تنوين العوض

اصطلاحا : هو الذي يكون بدلا من حرف ، مثل : «هذا قاض» أو من اسم ، مثل : «أقبل التلاميذ واستمعت إلى كلّ منهم» أي : إلى كل واحد منهم. أو من جملة مثل : «زرتك وكنت يومئذ مسافرا» أي : يوم إذ زرتك.

ويسمى أيضا : تنوين التّعويض.

يدخل على التنوين في الأسماء المتمكّنة وغير المتمكّنة ، أي : المعربة والمبنيّة.

التّنوين الغالي

اصطلاحا : هو الذي يلحق آخر القوافي المقيّدة ، كقول الشاعر :

وقاتم الأعماق خاوي المخترقن

مشتبه الأعلام لمّاع الخفقن

وسمّي بهذا الاسم «غاليا» لأنه تجاوز حدّ الوزن وإنما يؤتى به للتفريق بين الوقف والوصل.

التّنوين غير الأصيل

اصطلاحا : هو الذي يشترك بين الاسم والفعل والحرف ، ويكاد يقتصر على الشعر ، مثل :

أقلّي اللّوم عاذل والعتابن

وقولي إن أصبت لقد أصابن

وهو أقسام عدّة منها : تنوين التّرنّم. التنوين الغالي. تنوين الضّرورة. التنوين الشّاذّ. تنوين الحكاية.

تنوين المقابلة

اصطلاحا : هو الذي يلحق جمع المؤنّث السّالم. ويسمى أيضا : تنوين جمع المؤنّث السّالم.

تهاوني أسلم

اصطلاحا : سألتمونيها.

التّهديد

اصطلاحا : من معاني همزة الاستفهام ، كقوله تعالى : (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ)(١) وكقوله تعالى : (قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ)(٢) وكقوله تعالى : (قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا)(٣).

__________________

(١) من الآية ١٦ من سورة المرسلات.

(٢) من الآية ٧٤ من سورة الأنعام.

(٣) من الآية ٤٦ من سورة مريم.


التّهكّم

اصطلاحا : من معاني همزة الاستفهام ، كقوله تعالى : (قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا)(١) وكقوله تعالى : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً)(٢).

التوابع

لغة : جمع تابع : اللّاحق

اصطلاحا : التّابع ، هو لفظ متأخّر دائما يتقيّد في نوع إعرابه بإعراب اسم معيّن متقدّم عليه يسمّى المتبوع ، بحيث لا يختلف التّابع عن المتبوع في الإعراب فإذا كان المتبوع مرفوعا ، أو منصوبا ، أو مجرورا ، أو مجزوما وجب أن يساير التّابع متبوعه سواء أكان النّوع الإعرابي في المتبوع لفظيّا ، مثل : «جاء الصدّيق الأمين» ، أو مقدّرا ، مثل : «جاء الفتى الأمين» أو محليّا ، مثل :«رأيت سيبويه الأمين» ، ومثل : «أدرس واكتب» ، «لن أدرس ولن أكتب» ، «ولم أدرس ولم أكتب».

فالتّابع يتبع المتبوع في النّوع الإعرابي وقد يتبعه في الاسمية ، مثل : «جاء الأخ البار» أو في الفعليّة مثل : «أنا أدرس وأكتب» وفي الحرفيّة كالتوكيد الحرفيّ للفظ الحرف ، كقول الشاعر :

إنّ إن الحليم يحلم ما لم

يرين من أجاره قد ضيما

وكقول الشاعر :

لا لا أبوح بحبّ بثنة إنّها

أخذت عليّ مواثقا وعهودا

ولكنّ التّابع لا يتقيّد بالمتبوع من جهة البناء والإعراب ، لأن البناء لا ينتقل من المتبوع إلى التّابع ، فلكلّ منهما في هذه الناحية استقلال تام عن الآخر وسبب خاص قائم بذاته دون النظر إلى الآخر.

فكما أن التّابع والمتبوع يختلفان في البناء والإعراب ، فإنهما يختلفان أيضا في سبب النّوع الإعرابيّ. فسبب الإعراب في المتبوع قد يكون : الفاعليّة ، أو الابتدائيّة ، أو الخبريّة ، أو المفعوليّة ، أو الجرّ بالإضافة ، أو الجرّ بالحرف ، أو الجزم بالحرف ، أمّا سببه في التّابع فهو واحد فقط وهو التبعيّة. ولا يجوز أن يتقدّم التّابع على المتبوع مطلقا بل يجوز تقدّم معمول التّابع على المتبوع.

٢ ـ عدد التوابع الأصلية : والتّوابع الأصلية أربعة : النّعت ويسمى أيضا الوصف ، أو الصفة ، والتّوكيد ، والعطف بنوعيه : عطف البيان وعطف النسق ، والبدل. وإذا اجتمعت هذه التّوابع الأربعة ، أو اجتمع عدد منها وجب مراعاة الوجه الأفضل في ترتيبها ، وذلك يكون بتقديم النّعت ، يليه عطف البيان ، فالتّوكيد ، فالبدل ، فعطف النّسق.

والمتبوع يجب أن يكون اسما ، إذا كان التّابع نعتا ، أو توكيدا معنويا ، أو عطف بيان ، أمّا أن كان التّابع توكيدا لفظيا ، أو عطف نسق أو بدلا فيجوز أن يكون المتبوع اسما أو غير ذلك. هذا من النّاحية اللّفظية ، أمّا من النّاحية المعنويّة فقد يتّفقان تماما في معناهما كبدل الكلّ من الكلّ ، وقد يختلفان تماما كالعطف بالحرف ، وقد يتفقان مع تفاوت كبير ، كالنّعت الذي للتّوضيح ...

وفي ترتيب التّوابع قال ابن مالك :

قدّم النّعت ، فالبيان ، فأكّد

ثم أبدل ، واختم بعطف الحروف

__________________

(١) من الآية ٦٢ من سورة الأنبياء.

(٢) من الآية ٨٧ من سورة هود.


التّوابع اللّفظيّة

اصطلاحا : هي : النّعت. عطف البيان.

التّوكيد. البدل. عطف النّسق.

التّوابع المعنويّة

اصطلاحا : هي المستثنى ، الحال ، والتّمييز.

توابع المفعولات

اصطلاحا : هي المستثنى ، الحال ، التّمييز.

التّواتر

لغة : مصدر تواتر : تتابع.

اصطلاحا : هو لغة القرآن وما تواتر من السّنّة وكلام العرب.

وشرط أن يبلغ قائلوه وناقلوه عددا لا يجوز أن يتّفق مثلهم على الكذب وبذلك يعتبر المتواتر دليلا قطعيا من أدلّة النّحو.

التّوافق الحركيّ

اصطلاحا : الإتباع ، أي : ما يكون في النّعت والبدل والتّوكيد ، والعطف من إتباع للمتبوع.

التّوبيخ

اصطلاحا : أحرف التّوبيخ هي نفسها أحرف التّنديم أي : «هلّا» ، «ألا» ، «ألّا» ، «لوما» ، «لو لا». وتضاف إليها الهمزة الاستفهاميّة كقوله تعالى : أ(أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا)(١) وكقوله تعالى : (قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ)(٢).

التّوجيه

لغة : مصدر وجّه القوم الطريق : سلكوه وصيّروا أثره بيّنا. وجّه الشيء : أداره إلى جهة ما.

اصطلاحا : الضّمّة التي تقع في أوّل الكلمة ، مثل : «بتع» ، «كتع» ، «بصع» ، «عمر» ، «زحل» ، «قزح» ، «هبل» ، «هذل» ، «زفر» ، «جمى».

وهو في الاصطلاح : بيان أنّ رواية البيت أو القراءة لها وجه في العربيّة ، وموافقة لضوابط النّحو.

التّوحيد

لغة : مصدر وحّد الشيء : جعله واحدا.

اصطلاحا : المفرد. أي : ما دلّ على واحد من الإنسان ، مثل : «ولد» ، أو من الحيوان ، مثل :«هرّ» أو من الشيء ، مثل : «قلم».

التّوسّط بين الشّدة والرّخاوة

اصطلاحا : يكون ذلك عند ما لا يتمّ انطلاق الصّوت ولا انحباسه. وحروفه : «ر» ، «ع» ، «ل» ، «م» ، «ن».

التّوسّع

لغة : مصدر توسّع الشيء : صار واسعا. رحبا. فسيحا.

اصطلاحا : أحد أغراض الزّيادة ، ويكون بتكثير الصّيغ فقط لا لمعنى من المعاني مثل :«غرقىء». وهذه الزّيادة سماعيّة ولا تكون قياسيّة أبدا.

التّوسيع

لغة : مصدر توسّع الشيء : صار واسعا.

رحبا. فسيحا.

اصطلاحا : الزّيادة. أي : أن يضاف إلى حروف الكلمة الأصليّة حرف أو أكثر مثل :«أكرم». انكسر.

وحرف التّوسيع عند ابن هشام هو حرف

__________________

(١) من الآية ٢٠ من سورة الأحقاف.

(٢) من الآية ٩٥ من سورة الصّافّات.


التّنفيس «السّين» ، وسمّي «السّين» بهذا الاسم لأنه ينقل المضارع من المعنى الضّيق أي : الحاضر ، إلى المعنى الواسع أي : المستقبل.

التّوضيح

لغة : مصدر وضّح الأمر : كشفه وأبانه وجلاه.

اصطلاحا : تقليل الاشتراك بين المعارف بالوصف مثل : رفيقي المسافر.

ويسمّى أيضا : الإيضاح.

التّوقّع

لغة : مصدر توقّع : ارتقب.

اصطلاحا : من معاني «قد». تفيد «قد» التوقع إذا دخلت على المضارع ، كقوله تعالى : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ)(١) وكقوله تعالى : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ)(٢) وقد تستعمل «علّ» بمعنى التوقّع وكذلك «لعلّ» وغنّ وكلّها لغات في «لعلّ». كقول الشاعر :

لا تهين الفقير علّك أن

تركع يوما والدّهر قد رفعه

التّوقيف

لغة : مصدر وقّف المرأة : جعل في يدها الوقف وهو السّوار.

اصطلاحا : السّكون الواقع في آخر الحروف ، مثل : «كم» ، «بل» ، «عن» ، «نعم».

التّوكيد

لغة : مصدر وكّد : قصد.

واصطلاحا : هو تابع يدل على أن معنى متبوعه حقيقي لا مجاز فيه ولا سهو ، ولا نسيان ، ولا مبالغة ، مثل : «أكلت الرّغيف كلّه» ، «وصل العلماء إلى القمر عينه».

أقسامه : التوكيد قسمان : لفظيّ ، ومعنويّ. ولكلّ منهما أحكام خاصة وألفاظ خاصة.

أولا التّوكيد المعنويّ. هو تابع يزيل عن متبوعه ما لا يراد من احتمالات معنوية تتجه إلى ذاته مباشرة ، أو إلى إفادته العموم والشّمول المناسبين لمدلوله.

ألفاظه : يقسم التّوكيد المعنويّ إلى ثلاثة أقسام بحسب أهميتها ومعناها وأحكامها ؛ الأوّل ، يراد منه إزالة الاحتمال عن المتبوع وإبعاد الشكّ المعنويّ عنه ، ومن ألفاظه : النفس والعين ، مثل : «شاهدت المخترع نفسه» فكلمة «نفسه» هي توكيد ، و «المخترع» هو المؤكّد. وحكمهما أن يسبق المؤكّد ويتبعاه في الحكم الإعرابي ، وأن تضاف إلى ضمير ظاهر يطابق المؤكّد في التذكير والتأنيث والإفراد والتّثنية والجمع يكون هو الرابط بين المؤكّد والمؤكّد ، مثل : «شاهدت المخترعين نفسهما أو عينهما» و «شاهدت المخترعين أنفسهم أو أعينهم» ، و «شاهدت المخترعة نفسها أو عينها» ، و «شاهدت المخترعتين أنفسهما والمخترعات أعينهنّ» ولا يجوز حذف هذا الرّابط أو تقديره. فإن لم يتقدّم المؤكّد ، أو حذف الضّمير الرّابط لا تعرب كلمة «نفس» وكلمة «عين» توكيدا بل تعربان حسب ما يقتضيه العامل في الجملة فقد تكونان مبتدأ ، أو خبرا ، أو بدلا ، أو عطف بيان ، أو مفعول به ... كقول الشاعر :

من عاتب الجهّال أتعب نفسه

ومن لام من لا يعرف اللوم أفسدا

وفيه : كلمة «نفسه» وقعت مفعولا به لفعل «أتعب».

__________________

(١) من الآية ٣٣ من سورة الأنعام.

(٢) من الآية ١٠٣ من سورة النحل.


وإذا كانت كلمة «نفس» أو «عين» توكيدا للمفرد جاءت على لفظها مقرونة بالضمير الرّابط مطابق للمؤكّد. وإذا كانتا توكيدا للمثنى فالأكثر جمعهما على وزن «أفعل» مضافتين إلى ضمير المثنى فتقول : «شاهدت المخترعتين أنفسهما أو أعينهما» ويجوز أن تبقيا على لفظهما المفرد مضافتين إلى الضّمير المثنّى العائد إلى المؤكّد ، مثل : «جاء العالمان نفسهما أو عينهما» أو تكونان بلفظ المثنّى مضافتين إلى الضمير المثنّى ، مثل :«جاء العالمان نفساهما أو عيناهما». وإذا كانتا توكيدا للجمع فيجمعا جمع تكسير على «أفعل» فقط ، مثل : «جاء القضاة أنفسهم أو أعينهم» وتضافان إلى الضّمير العائد إلى المؤكّد والمطابق له. ويصحّ التّوكيد بالنفس والعين معا بغير عطف بينهما ويشتملان على ضمير يطابق المؤكّد ، مثل :«شاهدت العالم نفسه عينه والعلماء أنفسهم أعينهم» ويجب على الأكثر تقديم النفس على العين.

ويجوز أن تجرّ هاتان الكلمتان بالباء الزّائدة ، مثل : «حضر المدير نفسه أو بنفسه» فكلمة «نفسه» توكيد مرفوع وهو مضاف و «الهاء» مضاف إليه و «بنفسه» الباء زائدة «نفس» مجرور لفظا مرفوع محلّا على أنه توكيد «المدير». وإذا كان المؤكّد كنية ، والكنية : هي تركيب إضافي يعدّ من العلم ، ومعناه إفرادي فكلّ واحد من جزأيه لا يدلّ بمفرده على العلم والمؤكّد بعده يكون للجزأين معا ، أي : للمضاف والمضاف إليه ولا يصح أن يكون توكيدا لأحدهما دون الآخر ولكنّه يتبع المضاف في الإعراب. فإعرابه يتبع المضاف فقط أما معناه للجزأين معا ، مثل : «جاء أبو سليم نفسه أو عينه» فكلمة «نفسه» توكيد للمؤكّد «أبو سليم» مرفوع لأنه يتبع المضاف فقط وهو كلمة «أبو» الواقعة فاعلا.

والثّاني ، هو الذي يراد به إزالة الاحتمال والمجاز عن المثّنى. وله لفظان : «كلا» للمثّنى المذكّر و «كلتا» للمثّنى المؤنّث ، مثل :«شاهدت الخبيرتين كلتيهما» ، و «شاهدت الخبيرين كليهما» فلفظة «كلتيهما» و «كليهما» تدلّان على أن المراد هو التّثنية الحقيقيّة للخبيرين الاثنين معا. وفي التّوكيد بـ «كلا» و «كلتا» يجب أن يسبقهما المؤكّد ويتبعاه في الإعراب ويشتملا على ضمير يعود إلى المؤكّد ومطابق له ، ولا يصحّ حذف الضّمير ولا تقديره. وعندئذ تعربان إعراب المثنّى فترفعان بـ «الألف» وتنصبان وتجرّان بـ «الياء» المفتوح ما قبلها والمكسور ما بعدها ، مثل : «جاء العالمان كلاهما» و «رأيت العالمين كليهما» ، و «جاءت الطّالبتان كلتاهما» و «سلّمت على الطّالبتين كلتيهما». فكلمة «كلاهما» توكيد مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنّى ، وهو مضاف والضمير «هما» : في محل جرّ بالإضافة ، و «كلتيهما» في حالتي النّصب والجرّ. وعلامتهما «الياء» لأنها ملحقة بالمثنى وهي مضافة إلى الضّمير «هما».

ولا يقع التوكيد بـ «كلا» و «كلتا» بعد عامل لا يحصل إلّا من اثنين معا ، مثل : تخاصم ، فلا يقال : تخاصم الطالبان كلاهما. لأن التخاصم لا يحصل إلا بين اثنين.

الثالث : هو الذي يفيد التّعميم الحقيقيّ المناسب لمدلوله المقصود ، وإزالة الاحتمال عن الشمول ، وألفاظه : كلّ وجميع وعامّة ، مثل : «حفظت درسي كلّه» ومثل : «حضر القوم جميعهم» و «حضر الرّفاق عامّتهم».

والألفاظ الثلاثة يجب أن تتبع المؤكّد في الإعراب ، وتتّصل بضمير يطابقه في الإفراد والتّذكير والتّأنيث والتثنية والجمع ، ويجب أن يكون المؤكّد إمّا جمعا مكونا من وحدات أو له أجزاء بنفسه ، مثل :


«حضر الطلاب كلّهم». فكلمة «الطلاب» هي المؤكّد وهي جمع تكسير له مفرد منه ومثل : «قرأت المجلّة كلّها». فالمجلّة مفرد لها أجزاء بنفسها ، وكقول الشاعر :

لو لا المشقّة ساد النّاس كلّهم

الجود يفقر والإقدام قتّال

فكلمة «الناس» جمع وله مفرد من جنسه. لذلك لا يقال : «جاء الأخ كلّه». لأنّ المؤكّد وهو كلمة «الأخ» ليس له أجزاء. وهذه الألفاظ تفيد التّوكيد من دون تقيّد بزمن إذ يجوز حضور الطّلاب جميعا في وقت واحد أو في أوقات متباينة. وإذا أفردت أي لم تتّصل بضمير المؤكّد فليست توكيدا إنما تعرب حسب مقتضى الجملة ، مثل قوله تعالى : (خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً)(١) فكلمة «جميعا» تعرب : حالا. وكقوله تعالى : (إِنَّا كُلٌّ فِيها)(٢) تعرب «كلّ» : بدلا من ضمير المتكلم «نا» المتصل بـ «إنّ». ومثل : «حضر جميع الطلاب».

«فجميع» لا تعرب توكيدا بل فاعلا ، وذلك لعدم وجود المؤكّد ، مثل : «رأيت عامّة الناس ينكرون الباطل» : فكلمة «عامّة» تعرب مفعولا به ، ومثل : «الناس رأيت عامّتهم ينكرون الباطل». فكلمة «عامّتهم» بالرغم من اتصالها بضمير يعود إلى «النّاس» لكنها لا تعرب توكيدا بل مفعولا به لعدم وجود المؤكّد ، وتقع «كلّ» فاعلا أو مبتدأ عند عدم وجود المؤكّد. كقول الشاعر :

يميد إذا والت عليه دلاؤهم

فيصدر عنه كلّها وهو ناهل

وفيه «كلّها» وقعت فاعلا رغم إضافتها إلى الضّمير. ومثل : «كلّ القوم يحبون الحقّ ويكرهون الباطل». «كلّ» «مبتدأ» وأضيفت إلى «القوم» معرفة ، لذلك يجوز اعتبار المعنى في عود الضمير ، كالمثل السابق ، فالضمير العائد في «يحبون» تقديره «هم» يعود إلى الاسم المعرفة «القوم» ويجوز عوده على لفظ «كلّ» المفرد المذكّر ، كقوله تعالى : (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً)(٣) أو كقول الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) : «كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته». أما إن أضيفت «كل» إلى النكرة وجب عند مطابقة الضّمير الرّجوع إلى النكرة ، كقوله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ)(٤) وكقوله تعالى : (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)(٥) وكقول الشاعر :

وكلّ قوم لهم رأي ومختبر

وليس في تغلب رأي ولا خبر

وفيه عود الضمير في «لهم» إلى النكرة «قوم» وأما قول الشاعر :

كلّ العداوات قد ترجى إزالتها

إلّا عداوة من عاداك من حسد

ففيه عود الضمير المستتر «هي» في «ترجى» إلى الاسم المعرفة المضاف إليه بعد «كلّ» الواقعة مبتدأ. ومثله قول الشاعر :

كلّ المصائب قد تمرّ على الفتى

وتهون غير شماتة الأعداء

ويلحق بألفاظ الشّمول الثلاثة : «كلّ» و «جميع» و «عامّة» ألفاظ أخرى ، مثل : «أجمع» و «جمعاء» ، و «أجمعون» ، و «جمع». ولكنها

__________________

(١) من الآية ٢٩ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٤٨ من سورة غافر.

(٣) من الآية ٩٥ من سورة مريم.

(٤) من الآية ٣٥ من سورة الأنبياء.

(٥) من الآية ٣٢ من سورة الروم.


تأتي مسبوقة بلفظة «كل» ، مثل : «جاء القوم كلّهم أجمعون» ، و «رأيت الشجرات كلّها جمعاء» ، و «رأيت الفتيات كلّهن جمع» ، و «قرأت الكتاب كلّه أجمع». ومن النّادر أن تأتي هذه الألفاظ توكيدا من غير أن تسبق بكلمة «كل» ، مثل :«حفظت الدرس أجمع» ، و «قرأت الرّسالة جمعاء» ، و «سلمت على الطلاب أجمعين» ، و «سلّمت على الطالبات جمع». ولا تثنّى لفظة «أجمع» ولا لفظة «جمعاء» ، فلا يقال «حفظت القصيدتين جمعاوين» ، ولا يقال : «قرأت الكتابين جمعاوين» ، وقد يأتي بعد «أجمع» ألفاظ أخرى تفيد فائدتها في تقوية المعنى ، مثل : أكتع ، وأبصع ، وأبتع ، وبعد «جمعاء» ، كتعاء ، بصعاء ، بتعاء ، ويأتي بعد «جمع» : كتع ، ثم بصع ، ثم بتع.

وبعد «أجمعين» : اكتعين ثم أبصعين ثم أبتعين ، مثل : «جاء القوم كلّهم أجمعون أكتعون أبصعون أبتعون». وألفاظ التّوكيد ترجع كلّها للمؤكّد إذ لا توكيد للتّوكيد. وتأتي دائما على التّرتيب المذكور.

ملاحظات :

١ ـ إنّ ألفاظ التّوكيد الملحقات بـ «كل» وجميع و «عامّة» لا تضاف إلى ضمير يعود إلى المؤكّد بخلاف الأصليّة وكذلك لا تضاف إلى غير الضمير إلّا كلمة «أجمع» المجرورة «بالباء» الزّائدة فإنها تضاف إلى الضّمير ، مثل : «حضر الطلاب بأجمعهم». وتأتي كلّها بعد «أجمع» المسبوقة بـ لفظة «كل» ولا يجوز أن يفصل بين «كل» وما يليها.

٢ ـ كل ألفاظ التّوكيد المعنويّ معرفة سواء أكانت أصليّة أو ملحقة. فالأصليّة معرفة لأنها مضافة إلى الضّمير العائد. والملحقة بالأصليّة هي معرفة أيضا لأنها بمثابة «علم الجنس» الذي يدلّ على الإحاطة.

٣ ـ إن كلمة «بأجمع» يجوز فيها فتح «الميم» أو ضمّها ، فتقول : «جاء القوم بأجمعهم» ولا بدّ عندئذ من اتصالها بـ «الباء» الزّائدة ومن إضافتها إلى ضمير المؤكّد. وتعرب «بأجمعهم» : «الباء» :زائدة. «أجمع» مجرور بالباء لفظا مرفوع محلّا على أنه توكيد «القوم» و «أجمع» : مضاف وضمير الغائبين المتصل مضاف إليه.

٤ ـ لا يجوز حذف المؤكّد. وأجازه بعضهم إذا كان ضميرا ، مثل : «جاء طلّاب أكرمت كلّهم».

والتقدير : واكرمتهم كلّهم.

توكيد النكرة : يجوز توكيد النكرة إذا أفادت.

وذلك بشرطين الأول : إذا دلّت على زمن محدود الابتداء والانتهاء ، مثل : «يوم» ، «ساعة» ، «شهر» ، «سنة» ، «أسبوع» ، أو على شيء محدود المقدار ، مثل : «درهم» ، «دولار» ، «دينار».

والثاني إذا كان التّوكيد من ألفاظ الإحاطة والشّمول ، مثل : «صرفت درهما كلّه» ، «صمت يوما كلّه» ، وكقول الشاعر :

لكنّه شاقه أن قيل ذا رجب

يا ليت عدّة حول كلّه رجب

توكيد الضمير المرفوع المتّصل : يجوز توكيد الضمير المرفوع المتّصل بـ «نفس» أو بـ «عين» إذا فصل بين المؤكّد والمؤكّد إمّا ضمير منفصل مرفوع مناسب للضّمير المؤكّد ويعرب توكيدا له ، أو بأي فاصل آخر ، مثل : «قم أنت نفسك بواجباتك» ، و «ذهبتما أنتما نفسكما إلى النّزهة».

و «جئتم أنتم أنفسكم لإصلاح ما فسد». ومثل :«جئتم حقا أنفسكم لزيارتي» ، و «ذهبتم يوم الخميس أنفسكم إلى النّزهة».


توكيد الضمير المنفصل : أمّا إذا أريد توكيد الضّمير المرفوع المنفصل بـ «نفس» أو «عين» فيكون توكيده بلا فاصل كتوكيد الاسم الظّاهر ، فتقول : «أنت نفسك قدمت لزيارتي». ولا بدّ من اتصال «نفس» و «عين» بالضّمير المطابق المؤكّد ، مثل : «أنتما أعينكما أو عينكما أو عيناكما أو بأعينكما قدمتما لزيارتي».

التوكيد اللفظي : التوكيد اللّفظي هو تكرار اللّفظ المؤكّد بنصّه أي : بحروفه كلّها. ولا بأس أن يدخل على هذا التنصيص بعض التّغيير ، كقوله تعالى : (فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً)(١) فكلمة «مهّل» المؤكّد ولفظة «أمهل» المؤكّد جرى عليهما بعض التّغيير. والضمير «هم» العائد على «الكافرين» لا محلّ له من الإعراب. ويجوز أن يكون التّوكيد اللّفظيّ بلفظ مرادف للمؤكّد ، أي : لفظ يؤدّي معنى المؤكّد ويخالفه في حروفه ، مثل : «الفضة واللّجين» ، الذّهب والتّبر ، «نعم وجير» ، ومثل : أنت حقيق قمن. فكلمة «حقيق» ترادف «قمن» ومعناهما :جدير.

والمؤكّد المتبوع قد يكون اسما ، مثل :«الكتاب الكتاب حافظ عليه» ، أو فعلا مثل : «قام قام الولد» ، أو حرفا ، مثل : «بلى بلى ، أيّها الصديق» ، أو جملة فعليّة مثل : «نجح أخوك نجح أخوك في الامتحان» ، أو جملة اسميّة ، مثل :«النتيجة مؤاتية النتيجة مؤاتية في الامتحان النهائي» ، ومثل قول الشاعر :

هي الدّنيا تقول بملء فيها

حذار حذار من بطشي وغدري

وفيه : «حذار» : اسم فعل ، «حذار» الثانية توكيد للأولى. كقول الشاعر :

لا ، لا أبوح بحبّ بثنة إنّها

أخذت عليّ مواثقا وعهودا

وفيه : حرف الجواب «لا» الثاني توكيد للحرف «لا» الأول ، وكقول الشاعر :

وقلن على الفردوس أول مشرب

أجل جير أن كانت أبيحت دعاثره

وفيه : «أجل» حرف جواب بمعنى «نعم» ، «جير» بمعنى «نعم» توكيد «أجل». وكقول الشاعر :

ألا حبّذا حبّذا حبّذا

صديق تحمّلت منه الأذى

وفيه تكررت صورة المؤكّد «حبذا» ثلاث مرات وكقول الشاعر :

ألا يا اسلمي ثمّ اسلمي ، ثمّت اسلمي

ثلاث تحيات وإن لم تكلّمي

ولا يجوز تكرار المؤكّد أكثر من ثلاث مرّات.

أغراضه : للتّوكيد اللّفظيّ أغراض متعدّدة منها :

١ ـ تمكين السّامع من كلام لم يسمعه أو لم ينتبه إليه ، مثل نجح أخوك نجح ...

٢ ـ تهديد السّامع من أمر لم يتبيّنه ، كقوله تعالى : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)(٢).

٣ ـ تهويل الأمر على السّامع ، كقوله تعالى : (وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ)(٣).

__________________

(١) من الآية ١٧ من سورة الطّارق.

(٢) من الآيتين ٣ و ٤ من سورة التكاثر.

(٣) من الآيتين ١٧ و ١٨ من سورة الانفطار.


٤ ـ التلذّذ بأمر مرغوب فيه ، مثل : «الجنّة الجنّة تحت أقدام الأمّهات».

أحكامه : وللتّوكيد اللّفظي أحكام مختلفة باختلاف المؤكّد منها :

١ ـ إذا كان المؤكّد اسما ظاهرا فتوكيده يكون بمجرد تكراره. واللّفظ المؤكّد يكون للتوكيد فقط أي : لا محلّ له من الإعراب ، ولا يخضع لعامل قبله ، إنّما يتبع المؤكّد في الإعراب : رفعا ونصبا وجرا وجزما. كقول الشاعر :

أخاك أخاك إنّ من لا أخا له

كساع إلى الهيجا بغير سلاح

فكلمة «أخاك» الأولى مفعول به لفعل محذوف تقديره «الزم» و «الكاف» في محل جرّ بالإضافة «أخاك» : الثانية توكيد للأولى. أمّا إذا كان المؤكّد اسما موصولا فإنّ توكيده يكون بإعادته مع صلته ، مثل : «الذي خلق السموات والارض ، الذي خلق السموات والارض قادر على أن يحيي الموتى».

٢ ـ إذا كان المؤكّد ضميرا متصلا مرفوعا فيؤكّد بالضّمير المنفصل المرفوع المطابق له ، مثل :«أحسنت أنا كلّ الإحسان للفقير». فالضمير المتصل «التاء» أكّد بالضمير المنفصل «أنا».

٣ ـ إذا كان الضّمير المؤكّد مستترا فيؤكّد بالضّمير المطابق البارز ، مثل : «ادرس انت درسك». «ادرسا أنتما درسكما». «ادرسوا أنتم درسكم» ، وكقول الشاعر :

إذا ما بدت من صاحب لك زلّة

فكن أنت محتالا لزلّته عذرا

فالمؤكّد هو الضمير المستتر الواقع اسم «كن» والمؤكّد هو الضّمير المنفصل المطابق «أنت».

٤ ـ إذا أريد توكيد الضّمير المرفوع أو المنصوب أو المجرور ، في اللّفظ والمعنى ، فلا بدّ أن يعاد الضّمير المطابق المؤكّد متصلا مع ما يمائل المؤكّد ، مثل : «وقف الخطيب متكلما فأخذت أصغي إليه أصغي إليه وأسمعه وأسمعه» فالضمير المستتر بالفعل «أصغي» أكّد بلفظه ومعناه بإعادة اللّفظ «أصغي» بكامله وضمير النّصب في «أسمعه» أكّد بلفظه ومعناه بإعادة اللفظ «أسمعه» بكامله وكذلك ضمير الجرّ في «إليه» أكّد بتكرار اللّفظة بكاملها.

٥ ـ إذا كان المؤكّد ضميرا منفصلا مرفوعا أو منصوبا فيؤكّد بتكراره وحده بدون شرط مثل «أنت أنت المحسن العظيم» وكقول الشاعر :

إيّاك إيّاك المراء فإنّه

إلى الشّرّ دعّاء وللشّرّ جالب

٦ ـ إذا كان المؤكّد فعلا ماضيا أو مضارعا فيكون توكيده بإعادته وحده دون فاعله ، ولا يكون للفعل المؤكّد فاعل ، مثل : «سجد المؤمن سجد شكرا لله» ، ومثل : «ولد ولد الطفل حرا». «ولد» : الثانية توكيد للأولى ، «الطفل» فاعل للأولى.

٧ ـ إذا كان المؤكّد حرف جواب فيؤكّد بتكرار لفظه وحده ، مثل : «نعم نعم أنا مشتاق وعندي لوعة». ومثل : «كلّا ، كلّا لا تظلم اليتيم» ، وكقول الشاعر :

وقلن على الفردوس أول مشرب

أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره

وفيه أعيد لفظ حرف الجواب «أجل» بلفظ مرادفه جير.

٨ ـ إذا كان المؤكّد حرفا لغير الجواب متصلا باسم ظاهر فيؤكد بإعادتهما معا ، مثل : «ليت


سميرا ليت سميرا أصغى إلى النّصيحة» أو بإعادة ضمير الاسم الظاهر مثل : «ليت سميرا ليته عمل بالنّصيحة». وكقول الشاعر :

فتلك ولاة السّوء قد طال ملكهم

فحتّام حتّام العناء المطوّل

وفيه «حتّام» بمعنى : «إلى متى». والتّوكيد حصل بإعادة «حتى» مع ما اتصلت به وهو «ما» الاستفهاميّة المجرورة بـ «حتى» والتي حذفت ألفها للوصل. وبمعنى آخر فصل بين الحرفين المؤكّد والمؤكّد بفاصل ، وهذا من الواجب ، وهو هنا «ما» الاستفهاميّة وإذا كان الحرف المؤكّد داخلا على مضاف إليه فيؤكّد بإعادة المضاف إليه معه ، مثل : «يتفق النّاس على حبّ الخير ، على حبّ الخير».

٩ ـ وإذا كان الحرف المؤكّد لغير الجواب متّصلا بضمير فيكون توكيده بإعادتهما معا ويجب الفصل بين المؤكّد والمؤكّد ، مثل : «أيها الأب الرحيم بك بعد الله بك أستعين» ، وكقول الشاعر :

أيا من لست أقلاه

ولا في البعد أنساه

لك الله على ذاكا

لك الله لك الله

أو دخل هذا المؤكّد على حرف آخر فيعادان معا للتوكيد مثل : «ليته ليته يسمع» ومثل :

ويا ليتني ثمّ يا ليتني

شهدت وإن كنت لم أشهد

وفيه الحرف المشبه بالفعل «ليت» دخل عليه حرف النّداء «يا» فأعيدا معا وقد يؤكّد الحرف بدون إعادة ما اتصل به ، وهذا شاذّ ، كقول الشاعر :

إنّ إنّ الكريم يحلم ما لم

يرين من أجاره قد ضيما

فيه أعيد الحرف المشبّه بالفعل «إنّ» بدون فاصل بينهما وبدون إعادة الاسم الظاهر وكان من الواجب أن يقال : «إن الحليم إن الحليم». وربما كان هذا للضرورة الشعريّة ، وكقول الشاعر :

حتى تراها وكأنّ وكأن

أعناقها مشدّدات بقرن

وفيه أعيد الحرف المشبّه بالفعل و «كأنّ» مع حرف العطف السابق عليه بدون إعادة الاسم والأصل وكانّ أعناقها وكأن أعناقها ، وكقول الشاعر :

فلا والله لا يلفى لما بي

ولا للما بهم أبدا دواء

وفيه تكرر حرف الجر «اللام» وحده وبدون فاصل والأصل أن يقال : ولا لما لما بهم أبدا دواء. وكقول الشاعر :

فأصبحن لا يسألنه عن بما به

أصعّد في علو الهوى أم تصوّبا

وفيه أعيد حرف الجر «الباء» وحده والأصل أن يقال : «عن عمّا» وهذا جائز لاختلاف الحرفين لفظا إذ الحرف «عن» هو هنا مكرر ولكن بما معناه وهو «الباء». ويجوز أن يكون الفاصل بين المؤكّد والمؤكّد هو السّكت أي : التوقّف عن الكلام ، مثل :

لا ينسك الأسى تأسّيا ؛ فما

ما من حمام أحد معتصما

أو يكون الفاصل جملة اعتراضية مثل : إنّ ـ رحمه الله ـ إنّ أباك كان رحيما ، أو يكون الفاصل حرف عطف ، كقول الشاعر :


ليت شعري! هل ثمّ هل آتينهم

أم يحولنّ دون ذاك حمام

١٠ ـ وإذا كان المؤكّد جملة سواء أكانت فعليّة أم اسميّة فتوكيدها يكون بإعادتها كلها مع حرف عطف أو بدون عطف ، كقوله تعالى : (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ)(١) وكقوله تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)(٢) وحرف العطف «ثمّ» في الآية السّابقة هو مهمل ولا يكون للعطف مطلقا فهو في صورة العاطف دون عمله. أما إذا أوقع حرف العطف في اللّبس فيجب تركه مثل : عاقب المعلم الكسلان عاقب المعلم الكسلان». فإذا قلنا : ثمّ عاقب ...

لأوهم السّامع أن العقاب حصل مرّتين وهذا غير المقصود.

حذف المؤكد : لا يجوز حذف المؤكّد في التوكيد اللفظي ولا في التوكيد المعنوي ، لأن الحذف ينافي التكرار ، فلا توكيد عندئذ. وأجاز بعضهم حذف المؤكد توكيدا معنويا يشرط أن يكون المؤكد ضميرا رابطا في جملة الصّلة ، مثل : «رأيت الذي علّمت نفسه» أي : علّمته نفسه. أو في جملة الصّفة ، مثل : «حضر طلاب احترمت جميعهم» أي احترمتهم. فجملة «احترمت» صفة ل «طلاب» ، أو في جملة الخبر ، مثل : «القوم عرفت كلّهم» أي :عرفتهم. وجملة «عرفت» خبر للمبتدأ «قوم» ومثل : «الطلاب أكرمت جميعهم» ، أي : أكرمتهم ومثل : «الطلاب أكرمت كلّهم أجمعين» أي : أكرمتهم كلّهم أجمعين.

أسماؤه : التّأكيد. التكرار.

معاني حروفه : التّوكيد من معاني الحروف التّالية :

١ ـ «الباء» ، مثل : «جاء المعلم بنفسه» «الباء» : حرف جر زائد. «نفسه» مجرور لفظا مرفوع محلّا على أنه توكيد «المعلم» وهو مضاف و «الهاء» ضمير متّصل مبنيّ على الضّم في محل جرّ بالإضافة.

٢ ـ «من». كقوله تعالى : (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ)(٣) «من» حرف جرّ زائد «خالق» اسم مجرور بـ «من» لفظا مرفوع محلّا على أنه مبتدأ.

٣ ـ «في» كقوله تعالى : (غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ)(٤).

٤ ـ «الكاف» ، مثل : «ليس كمثله شيء» «الكاف» : حرف جرّ زائد. «مثله» خبر «ليس» منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة لحرف الجرّ الزائد وهو مضاف. و «الهاء» : ضمير متّصل مبنيّ على الكسر في محلّ جرّ بالإضافة «شيء» اسم «ليس» مرفوع.

٥ ـ «إنّ» كقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ)(٥).

٦ ـ «أنّ» كقوله تعالى : (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(٦).

٧ ـ «قد» إذا دخلت على الفعل الماضي ، كقوله

__________________

(١) من الآيتين ٣ و ٤ من سورة التكاثر.

(٢) من الآيتين ٥ و ٦ من سورة الشرح.

(٣) من الآية ٣ من سورة فاطر.

(٤) من الآيات ٢ ـ ٤ من سورة الروم.

(٥) من الآية ٢٢٢ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ١٠٦ من سورة البقرة.


تعالى : (وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا)(١).

٨ ـ نون التوكيد بنوعيها : الثّقيلة ، مثل : «والله لأجتهدنّ» والخفيفة ، كقول الشاعر :

لا يبعدن قومي الذين هم

سمّ العداة وآفة الجزر

٩ ـ لام الابتداء ، مثل : «لفلّاح نشيط خير من طبيب متقاعس» ومثل : «إنّك لعلى خلق عظيم».

١٠ ـ لام القسم كقوله تعالى : (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ)(٢).

ملاحظة : التوكيد من أسباب حذف عامل المفعول المطلق. مثل : «أنت وفيّ حقا» «أنت» : ضمير منفصل مبنيّ على الفتح في محل رفع مبتدأ.

«وفيّ» خبر المبتدأ مرفوع «حقّا» مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره : أحق ذلك حقّا. ومثل :«لن أذهب البتّة».

التّوكيد بالنّون

هو التوكيد بواسطة النّون الخفيفة أو الثقيلة ، مثل : «والله لأساعدنّ المحتاج» ومثل قول الشّاعر السّابق : لا يبعدن قومي ...

توكيد التّوكيد

اصطلاحا : يكون بواسطة ألفاظ التّوكيد بعد «كل» ، مثل : «جاء القوم كلّهم أجمعون أكتعون أبتعون أبصعون ...». «كلّهم» توكيد «القوم» مرفوع وهو مضاف وضمير الغائبين «هم» في محل جرّ بالإضافة : «أجمعون» : توكيد «القوم» ، ومثلها «أكتعون» و «ابتعون» و «أبصعون».

توكيد الشّمول

اصطلاحا : هو الذي يرفع توهّم عدم إرادة الشمول ، مثل : «جاء الطلاب عامّتهم».

التّوكيد الصّريح

اصطلاحا : التّوكيد اللّفظيّ ، ويكون بإعادة ذكر اللّفظ المؤكّد ، كقول الشاعر :

فإيّاك إيّاك المراء فإنّه

إلى الشّرّ دعّاء وللشّرّ جالب

التّوكيد غير الصّريح

اصطلاحا : التّوكيد المعنويّ ، وهو ما يرفع توهم ما يمكن أن يضاف إلى المتبوع مثل : جاء المدير نفسه.

التّوكيد اللّفظيّ

اصطلاحا : هو الذي يكون بإعادة ذكر لفظ المؤكّد أو مرادفه ، مثل قول الشاعر :

لا لا أبوح بحبّ بثنة إنها

أخذت عليّ مواثقا وعهودا

أعيد لفظ «لا» في توكيدها لفظيا. ومن إعادة اللّفظ بالمرادف ، كقول الشاعر :

وقلن على الفردوس أول مشرب

أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره

«أجل» حرف جواب أعيد بمرادفه «جير» لتأكيده توكيدا لفظيا.

ومثل : «جاء جاء المدير». ومثل : «الشّمس الشمس طلعت».

وكقوله تعالى : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى)(٣) وكقول الشاعر :

إنّ إنّ الحليم يحلم ما لم

يرين من أجاره قد ضيما

__________________

(١) من الآية ١١٣ من سورة المائدة.

(٢) من الآية ١٨ من سورة يس.

(٣) من الآيتان ٣٤ و ٣٥ من سورة القيامة.


فقد أكّد الحرف «إنّ» بإعادته. فإذا كان الحرف من أحرف الجواب يعاد دون وصله بشيء كالبيت السابق «لا لا أبوح» أما إذا كان الحرف غير حرف الجواب وجب لتوكيده توكيدا لفظيا إعادته مع اللّفظ المتّصل به وعلى هذا يكون توكيد «إنّ إنّ» في البيت السابق شاذا والأصل : إن الحليم إنّ الحليم.

توكيد المجرور

اصطلاحا : هو التّابع لمتبوع مجرور ، مثل قول الشاعر :

لكنّه شاقه أن قيل : ذا رجب

يا ليت عدة حول كلّه رجب

«كلّه» : توكيد «حول» مجرور وهو مضاف و «الهاء» ضمير متّصل مبنيّ على الكسر في محلّ جرّ بالإضافة.

توكيد المرفوع

اصطلاحا : هو التّابع لمتبوع مرفوع ، كقول الشاعر :

فداك حيّ خولان

جميعهم وهمدان

«جميعهم» توكيد «حيّ» مرفوع و «جميع» مضاف وضمير الغائبين في محلّ جرّ بالإضافة.

التّوكيد المعنويّ

اصطلاحا : هو ما يرفع توهّم ما يمكن أن يضاف إلى المتبوع المؤكّد وله لفظان «نفس» و «عين» مثل : «جاءت هند عينها».

اصطلاحا أيضا : هو ما يرفع توهّم عدم إرادة الشّمول. وألفاظه : كلّ ، و «كلا» و «كلتا». كقوله تعالى : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ).

ويلحق بهذه الألفاظ العدد ، مثل : «سمعت الخطباء ثلاثتهم».

راجع : التوكيد ٦ ـ ٧.

توكيد المنصوب

اصطلاحا : هو التّابع لمتبوع منصوب ، مثل :«قرأت الكتاب نفسه».

توكيد النّسبة

اصطلاحا : هو الذي يرفع توهّم متعلقات ما قبله ، مثل : «جاء المدير نفسه» «نفسه» : توكيد «المدير» وهو مضاف و «الهاء» ضمير متّصل مبنيّ على الضّم في محلّ جرّ بالإضافة. وهذه الكلمة تمنع توهّم مجيء معاوني المدير أو نظّاره أو أتباعه.

تي

اصطلاحا : هي اسم إشارة للقريب ، وقد تسبق بـ «هاء» التّنبيه فتقول : «هاتى» ، وقد تتّصل بـ «كاف» الخطاب فالأكثر أن تكون حينئذ مجرّدة من «هاء» التّنبيه فتقول «تيك» وقد تدخلها «الها» فتقول :«هاتيك». ويجوز أن تلحقها «لام» البعد فتقول :«تلك» فتكون اسم إشارة للبعيد مثل : «تيك».

تيّا

اصطلاحا : تصغير «تا» اسم الإشارة. راجع : اسم الإشارة. والتّصغير «تين» لتثنية المذكّر والمؤنّث نصبا وجرّا.

تين

هو تصغير «تا» في حالتي النّصب والجرّ ، ويجوز أن تلحقها «هاء» الوقف أو السكت فتقول :«هاتين».


باب الثاء

هو الحرف الثالث والعشرون في الترتيب الأبجديّ ، وهو الرّابع في الترتيب الألفبائي ، قيمته في حساب الجمّل تبلع خمسمئة ، وهو حرف رخو ، يخرج من طرف اللّسان مع أطراف الثّنايا العليا ؛ والثاء حرف متصل بالكلمة أي : لم يأت مفردا ، وهو ليس من حروف المعاني.

الثاني

لغة : هو ما يأتي بعد شيء واحد هو أوّل.

والمؤنّث منه «ثنتان» ، فتكون تاؤه مبدلة من «ياء» بدليل القول «ثنّيت» ، أو «اثنتان» وبدليل قول الشاعر :

ولك المناقب كلّها

فلم اقتصرت على اثنتين

ووردت كلمة «الثاني» بلفظ «ثانيا» كما في قول الشاعر :

رضيت بك اللهمّ ربّا فلن أرى

أدين إلها غيرك الله ثانيا

والمصدر من الثّاني «الثّني» أي : ضمّ واحد إلى واحد.

واصطلاحا : هو المسند إليه أي : «المبتدأ» في الجملة الاسمية مثل : «العلم نور». «العلم» مبتدأ ، وهو المسند إليه. وهو الفاعل في الجملة الفعليّة ، كقوله تعالى : (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ)(١) «سليمان» فاعل «ورث» ، هو المسند إليه ، وهو اسم النواسخ ، كقوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ)(٢). «الله» اسم الجلالة هو اسم كان ، المسند إليه ، وكقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ)(٣) «الذي» : اسم موصول ، هو اسم «إنّ» ، المسند إليه. وهو نائب الفاعل للفعل المجهول ، كقوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها)(٤).

«الأرض» : نائب فاعل ، هو المسند إليه.

الثّبوت

لغة : ثبت الشيء ، يثبت ثبوتا وثباتا فهو ثابت ، وتثبّت في الأمر أي : تأنّى فيه ، ولم يعجل ، كقوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ)(٥).

واصطلاحا : الثّبوت ، الاستمرار الدّوامي.

ثبوت النّون

اصطلاحا : الثّبوت للنون : إثبات النّون ، دلالة

__________________

(١) من الآية ١٦ من سورة النّحل.

(٢) من الآية ٤٤ من سورة فاطر.

(٣) من الآية ٨٥ من سورة القصص.

(٤) من الآية الأولى من سورة الزلزلة.

(٥) من الآية ٢٦٥ من سورة البقرة.


على رفع المضارع من الأفعال الخمسة ، كقوله تعالى : (وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)(١). «يتوكّلون» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النّون لأنه من الأفعال الخمسة.

الثّقل

لغة : هو نقيض الخفّة ، تقول : ثقل الشّيء ثقلا وثقالة فهو ثقيل ، والجمع : ثقال ، وأثقال ، كقوله تعالى : (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها)(٢).

واصطلاحا : الثّقل هو أحد موانع ظهور الحركة الإعرابيّة على آخر الكلمة لذلك تقدّر :

١ ـ الضّمّة على آخر المضارع المرفوع المنتهي بواو ، مثل : «يدعو اللاعب رفاقه».

«يدعو» : فعل مضارع مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الواو للثقل ؛ أو المنتهي بـ «ياء» مثل : «يرمي اللّاعب الكرة». «يرمي» فعل مضارع مرفوع بالضّمّة المقدّرة على «الياء» للثّقل.

٢ ـ الضّمّة والكسرة على آخر الاسم المنقوص في حالتي الرّفع والجرّ ، مثل : «أتى القاضي إلى الوادي». «القاضي» : فاعل مرفوع بالضمّة المقدّرة على «ياء» المنقوص للثّقل. «الوادي» اسم مجرور بالكسرة المقدّرة على «الياء» للثّقل.

٣ ـ الضّمّة والفتحة والكسرة على آخر الاسم المعتل الذي ينتهي بواو لازمة قبلها ضمّة. وهذا الاسم يكون عادة غير عربيّ الاستعمال ، ولم يضع النحاة له مصطلحا خاصا مثل : «أحبّ طوكيو» و «زرت الكونغو» و «سافرت بالمترو».

٤ ـ الفتحة على «الياء» المنقلبة عن ألف في كلمة «لدى» ، إذا أضيفت إلى الضّمير ، مثل :«لديك علم» ، «لديه مال» ، «لدينا أقوال نقولها بصراحة» ، وكقوله تعالى : (هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ) فكلمة «لديك» و «لديه» و «لدينا» و «لديّ» ظرف مبني على الفتحة المقدّرة على الياء المنقلبة عن ألف في كلمة «لدى» لاتصال الظرف بالضمير ، وكقوله تعالى : (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ) حيث ظهرت «لدى» بالألف ، ومثل :

فدع عنك الصّبا ولديك همّا

توقّش في فؤادك واختبالا

حيث تقدر الفتحة على «الياء» المنقلبة عن «ألف» في كلمة «لديك» وذلك للثّقل ، أو «للاستثقال». وهذه اللّفظة هي تسمية أخرى لكلمة «الثّقل» المعتمدة في النّحو والإعراب.

ملاحظة : تقدّر الضمة على الاسم المنقوص في حالتي الرّفع والجرّ بينما تظهر الفتحة لخفتها في حالة النصب فتقول : زرت القاضي. كما تظهر الفتحة لخفتها على «الواو» و «الياء» في آخر الفعل المضارع فتقول : «لن يدعو المريض الطبيب للمعالجة» ، ومثل : «لن يغزو الجيش البلاد المجاورة» ، ومثل : «أودّ أن يمشي المريض».

الثلاثاء

هو اسم اليوم الثالث من أيام الأسبوع ، كان حقّه «الثالث» ولكنّه صيغ له هذا البناء ليتفرّد به اسم اليوم ، فيؤنث على اللّفظ ، فتقول : «ثلاث ثلاثاوات» ، أو يذكّر على اليوم فتقول : «ثلاثة ثلاثاوات» باعتبار ثلاثاوات مذكر على اللّفظ فيؤنث العدد ويجمع على «ثلاثاوات أو أثالث».

__________________

(١) من الآية ٢ من سورة الأنفال.

(٢) من الآية الثانية من سورة الزّلزلة.


وأجازوا دخول «أل» على كلمة «ثلاث» لينفرد بها اسم اليوم لأنّ فيه تقدير الوصف ، أي : اليوم الثالث وكذلك «اللّام» في «الأربعاء» ونحوها لأن تقديرها الواحد .. الثالث .. وكان أبو الجرّاح يقول : مضى الأحد بما فيه ، ومضى الإثنان بما فيهما ، ومضى الثلاثاء بما فيهن ، ومضى الأربعاء بما فيهن ، ومضى الخميس بما فيهن ، ومضت الجمعة بما فيها ، فكان يخرجها مخرج العدد.

الثّلاثيّ

اصطلاحا : هو كل ما له ثلاثة أصول من اسم مثل : «قلم» أو فعل ، مثل : «زرع». وقد يزاد عليه حرف ، مثل : «أكرم» ، أو حرفان ، مثل : «تكرّم» أو ثلاثة أحرف ، مثل : «استخرج» وقد يكون مضعّفا مثل : «جلّس» «زلّ» «مدّ».

ثمّ الابتدائيّة

قد تأتي «ثمّ» في ابتداء الكلام ، كقوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ)(١) فكلمة «ثم» في المرّات الثلاث الأولى هي مما يفيد التّرتيب والتّراخي ، وفي الأخيرتين تفيد ابتداء الكلام.

وقد تفيد كلّها عطف الجمل ، وبخاصّة إذا كان العطف في جملتين من كلام واحد ، وذلك بحسب إرادة المتكلّم ؛ والأظهر في عطف الجمل الانفصال إلّا حيث يدل الدّليل أنّ مقصود الكلام واحد. ويرى الجمهور أنّ «ثمّ» لا تقع حرف ابتداء ، وإنما هي حرف عطف يعطف جملة على جملة ، مثل : «قام زيد ثم خرج عمرو» أو مفرد على مفرد ، مثل : «ما خرج زيد ثمّ عمرو».

أجرى بعضهم «ثمّ» مجرى «الفاء» السّببيّة ، و «واو» المعيّة في نصب المضارع المقرون بها بعد فعل الشّرط ، مستدلين بقوله عزّ وجلّ في قراءة الحسن : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ)(٢) فنصب الفعل «يدركه» بعد «ثم» لأنها وقعت بعد فعل الشرط فعملت عمل «واو» المعيّة.

ومنهم من ينصب بها المضارع إذا وقعت بعد الطّلب ، كقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : «لا يبولنّ أحدكم في الماء الدّائم الّذي لا يجري ثمّ يغتسل منه». فأجازوا في الفعل «يغتسل» الرّفع ، بتقدير : «ثم هو يغتسل» والنّصب على تقدير : «ثم» بحكم «الفاء» و «الواو». والجزم على اعتبار «ثمّ» حرف عطف ، إذ عطف الفعل «يغتسل» على الفعل «يبولنّ» الذي هو مبنيّ على الفتح في محل جزم بـ «لا» النّاهية. و «نون» التوكيد : حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

ثمّ الاستئنافيّة

اصطلاحا : هي التي تقع بعد همزة الاستفهام ، كقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ)(٣).

ثمّ العاطفة

ثمّ : هي حرف عطف ويفيد أمور كثيرة أهمها ثلاثة :

__________________

(١) من الآيات ١٣ ـ ١٦ من سورة المؤمنون.

(٢) من الآية ١٠٠ من سورة النساء.

(٣) من الآية ١٩ من سورة العنكبوت.


١ ـ التّشريك في الحكم ، كقوله تعالى : (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذا شاءَ) نشره (١) فكلمة «ثم» تفيد التشريك مع التّرتيب في العمل مع التّراخي في المدّة ، وخرجت الآية على تقدير الجواب ، وقد تزاد «الفاء» قبل «ثمّ» مثل :

أراني إذا أصبحت ذا هوى

فثمّ إذا أمسيت أمسيت غاديا

حيث زيدت «الفاء» قبل «ثمّ». وقد توضع «ثم» موضع «الفاء» ، كقول الشاعر :

كهزّ الرّدينيّ تحت العجاج

جرى في الأنابيب ثمّ اضطرب

وتفيد «ثم» التّشريك بين مفرد ومفرد ، وبين جملة وأخرى ، ولا فرق بين أن تكون الجملتان خبريتين معطوفتين سواء أكانتا اسميتين أو مختلفتين ، كقوله تعالى : (حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا)(٢) وكذلك يجوز أن تكون الجملتان مختلفتين نفيا أو إثباتا ، كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا)(٣).

٢ ـ التّرتيب ، فمنهم من يرى ، أنها مثل «الواو» لا تفيد التّرتيب ، مستشهدين بقوله تعالى : (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها)(٤).

٣ ـ التّراخي في الزّمن ، مثل : «طربت لما صنعت في الجامعة اليوم ثمّ عجبت لما صنعت بالأمس» إذ قد تتخلّف المهلة بين الخبرين.

وحرف العطف «ثم» يفيد ترتيب الإخبار لا التّراخي ، فتقع موقع «الفاء» ، كقول الشاعر : السابق : كهزّ الرّدينيّ.

٤ ـ وتفيد «ثم» ترتيب الإخبار لا ترتيب الحكم ، كقوله تعالى : (ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ)(٥) وكقول الشاعر :

إنّ من ساد ثمّ ساد أبوه

ثمّ قد ساد قبل ذلك جدّه

وتأويل البيت أنه قد يحتمل أن يسود الوالدان بسيادة الابن ، والجدّ بسيادة الوالد.

٥ ـ قد تقع «فمّ» بدلا من «ثمّ». فيقال : «رأيت سعيدا فمّ سميرا».

٦ ـ قد تكون «ثمّ» حرف ابتداء ، فيأتي بعدها مبتدأ وخبر ، مثل : آمرك أن تدرس ثم أنت تترك الدّرس» وكقوله تعالى : (قُلِ اللهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ)(٦) «ثم» : حرف ابتداء وبعدها «أنتم» : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. وجملة تشركون خبره.

ثمّ

كلمة تستعمل للإشارة إلى المكان البعيد ، كقوله تعالى : (مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)(٧) وكقوله تعالى : (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) «ثمّ» في الآيتين اسم إشارة للمكان البعيد. و «ثمّ» ظرف لا

__________________

(١) من الآيات ١٦ ـ ٢١ من سورة عبس.

(٢) من الآية ١١٨ من سورة التوبة.

(٣) من الآية ١٠ من سورة البروج.

(٤) من الآية ٦ من سورة الزّمر.

(٥) من الآية ١٥٣ من سورة الأنعام.

(٦) من الآية ٦٤ من سورة الأنعام.

(٧) من الآية ٢١ من سورة التكوير.


يتصرّف مبنيّ دائما على الفتح في محل نصب على الظرفيّة. ولا يتقدّمه حرف تنبيه ، ولا تلحقه «كاف» الخطاب وقد يجرّ بـ «من» ، مثل : «خاصمت رفيقي في الجبل ومن ثمّ لم ألتق به».

ثمان

إذا خضعت «ثماني» لحكم العدد المركب يصير لها أربع لغات : فتح «الياء» «ثماني» ، وسكونها «ثماني» ، وحذفها مع كسر النون «ثمان» ، وحذفها مع فتح النون «ثمان» ، وفي الإفراد ، أي بدون تركيب ، تكون «بالياء» الساكنة «ثماني» وقد تحذف منها الياء فتعرب على النون «ثمان».

ثمّت

اصطلاحا : لغة في «ثمّ».

ثمّت

لغة : في «ثمّ» : أدخلو عليها «تاء» التأنيث وذلك لتأنيث اللّفظ فقط ، مثل :

ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني

فمضيت ثمّت قلت لا يعنيني

فكلمة «ثمّت» اقترنت بتاء التأنيث والأصل «ثم» فأنّث لفظها دون معناها و «التاء» فيها مفتوحة وقد تكون ساكنة ، فتقول : ثمّت.

ثمّة

هي اسم إشارة للمكان للبعيد مثل «ثمّ» والتاء فيها لتأنيث اللفظ فقط دون المعنى. والملاحظ أن «التاء» فيها هي «تاء» مربوطة ، أما «التاء» المتصلة بـ «ثمّ» حرف العطف فهي تاء طويلة.

الثّنائيّ

لغة : هو ما كان له حرفان من الحروف الصحيحة سواء أكان الحرف المكرّر «فاء» الفعل مثل : «قلق» أو عينه ، «ددن» أو كرّرا معا ، مثل :«ولول» ، «دندن» ، «زلزل».

الثّنيا

لغة : اسم من الاستثناء بمعنى كل ما استثني ، والثّنيان أيضا هو الاسم من الاستثناء وكذلك الثّنوى. والثّنيا والثّنوى : ما استثنيته ؛ حيث قلبت «ياء» الثّنيا «واوا» للتصريف.

واصطلاحا : الثّنيا : هو المستثنى. انظر : الاستثناء.

الثّواني

لغة : جمع ثان.

واصطلاحا : التوابع الأصليّة وعددها خمسة : النّعت مثل : «نجح الطالب المهذّب». وعطف البيان ، مثل : «الطالب سمير نجح في الامتحان» ، وعطف النّسق ، مثل : «نجح سمير وسعيد» والتّوكيد ، مثل : «جاء المدير نفسه». والبدل ، مثل : «أقبل الحسن أبو علي».


باب الجيم

هو حرف مجهور مزدوج من حروف القلقلة والشّجريّة ، وهو يساوي في حساب الجمّل الرقم ثلاثة ، وهو يعدّ الحرف الخامس من حروف الهجاء في التّرتيب الألفبائي ، والثالث في الترتيب الأبجديّ. وبعض العرب يبدل «الجيم» من «الياء» المشدّدة ، فيقول : «عشجّ» والقصد :«عشيّ». وقال خلف الأحمر : أنشدني رجل من أهل البادية :

خالي عويف وأبو علجّ

المطعمان اللّحم بالعشجّ

وبالغداة كسر البرنجّ

والقصد : «عليّ» و «العشيّ» و «البرنيّ».

ومنهم من أبدل «الجيم» من «الياء» المخفّفة ، كقول الشاعر :

يا ربّ إن كنت قبلت حجّتج

فلا يزال شاحج يأتيك بج

أقمر نهّاز ينزي وفرتج

والقصد : «حجّتي» و «بي» ، و «وفرتي»ولا تأتي «الجيم» مفردة في كلام العرب ، ولا زائدة ، وليست من حروف المعاني.

الجارّ

لغة : «جرّ الشّيء : سحبه وجذبه. الجارّ : اسم فاعل من جرّ.

واصطلاحا : حروف الجر. المضاف.

راجع : حرف الجرّ.

الجارّ والمجرور

لغة ، الجرّ : الجذب. جرّه يجرّه جرّا.

واصطلاحا : الجرّ في النّحو هو ظهور علامة الجرّ على الاسم المجرور وتظهر هذه العلامة بطريقتين :

١ ـ الجرّ بواسطة حرف الجر ، مثل : «عدت إلى البيت». «إلى» : الجار «البيت» : المجرور.

٢ ـ الجرّ بالإضافة ، مثل قوله تعالى : (ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(١) وقد يجرّ الاسم في غير هذين الموضعين إذ يكون تابعا لاسم مجرور كما في النعت أو العطف ، أو التوكيد ، أو البدل. مثل قوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ)(٢) فكلمة «الحرام» لحقها الجرّ لأنها نعت لكلمة «المسجد» المجرورة بـ «من» وهي مجرورة

__________________

(١) من الآية ٧٤ من سورة الحج.

(٢) من الآية الأولى من سورة الإسراء.


بالكسرة الظاهرة ، وكلمة «الأقصى» لحقها الجرّ المقدّر على الألف للتعذر لأنها نعت لكلمة «المسجد» المجرورة بـ «إلى».

علامته : وعلامة الجرّ هي الكسرة الظّاهرة على آخر الاسم المفرد ، مثل (مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) أو المقدّرة مثل : (إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) وينوب عنها «الياء» في المثنّى كقوله تعالى : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ)(١) وفي جمع المذكّر السالم كقوله تعالى : (وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)(٢) وتنوب عنها الفتحة في الممنوع من الصّرف ، كقوله تعالى : (وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ)(٣) ، وقد أطلق الجرّ قديما على الكسرة التي تأتي في آخر الفعل للتخلّص من التقاء ساكنين ، مثل قوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ)(٤) وقد يجرّ الاسم على التوهّم ، مثل :«ليس الطفل ماشيا ولا متكلّم» والتقدير ولا متكلما ، إنما جرّ هذا الاسم على توهّم الجرّ بحرف جرّ زائد في خبر «ليس» وهو «ماشيا» والتقدير بماش كما قد يجرّ الاسم لمجاورته اسم آخر مجرور ، كقول العرب : «هذا جحر ضبّ خرب» فكلمة «خرب» هي صفة لكلمة «جحر» لا لكلمة «ضب» إنما لحقها الجرّ لمجاورتها كلمة «ضب» المجاورة لها والمجرورة بالكسرة.

الجاري

لغة : اسم فاعل من جرى الماء : اندفع.

واصطلاحا : الاسم غير الممنوع من الصّرف ، أو الاسم المنصرف.

الجاري على الأول

الجاري على الأول في اصطلاح النحويين هو : «التابع».

الجاري على الفعل

اصطلاحا : هو في النّحو يشمل الأسماء التي تعمل عمل الفعل ، وقد تختصّ هذه التّسمية باسم الفاعل ، وقد يراد بها المصدر فقط ، للتّفرقة بينه وبين اسم المصدر.

الجامد

اصطلاحا : هو الذي لم يؤخذ من غيره ، مثل :«قلم» «جسد» ومنه ما يكون جامدا مؤوّلا بالمشتق ، مثل : «هذا قاض عدل» ؛ والجامد من الأفعال الذي يلازم صورة واحدة ، مثل : «نعم» ، «بئس» «عسى».

جانب

اصطلاحا : الجانب اسم مكان يدل على الناحية تقول : سرت جانب الحديقة وتعرب «جانب» : ظرف منصوب على الظرفيّة المكانيّة وهو مضاف «الحديقة» : مضاف إليه.

الجثّة

لغة : هي شخص الإنسان.

واصطلاحا : اسم العين ، أي : ما يدرك بإحدى الحواس ، مثل : «كتاب» ، «يد» ، «رجل» ، «هرّ» ...

الجحد

لغة : الجحد والجحود : الإنكار مع العلم.

واصطلاحا : الجحود في النحو أخصّ في

__________________

(١) من الآية ١١ من سورة النساء.

(٢) من الآية ١٤١ من سورة الأعراف.

(٣) من الآية ٨٤ من سورة آل عمران.

(٤) من الآية الأولى من سورة البيّنة.


النفي ، هو الإخبار عن ترك الفعل. وله حرف واحد هو «اللّام» التي تسمّى لام الجحود ، والتي تدخل على المضارع المنصوب المسبوق بـ «كان» المنفيّة بـ «ما» ، أو المسبوق بـ «يكون» المنفيّة بـ «لم» كقوله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)(١) فقد اتصلت لام الجحود بالمضارع المنصوب «ليعذّبهم» المسبوق بـ «كان» المنفيّة بـ «ما» وكقوله تعالى : (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ)(٢) حيث اتصلت لام الجحود بالمضارع المنصوب «ليغفر» المسبوق بـ «يكن» المنفيّة بـ «لم».

الجذر

لغة : جذر الشيء يجذره جذرا : قطعه واستأصله ، وجذر كل شيء : أصله.

والجذر في الاصطلاح أيضا ، هو المقيس عليه.

الجرّ

لغة : مصدر من «فعل» ، جرّ الشيء : «جذبه».

واصطلاحا : الجرّ هو الذي يوصل معنى الفعل إلى الاسم ، ويسمّى أيضا : الخفض الذي هو من خصائص الأسماء.

الجرّ بالإضافة

في الاصطلاح النحويّ حالة الاسم الذي يكون مجرورا لأنه مضاف إليه كقوله تعالى : (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ)(٣) وفيها «أصحاب» : فاعل مرفوع وهو مضاف «الجنّة» :مضاف إليه ومثله «أصحاب» مضاف ، «النّار» :مضاف إليه.

الجر بالتّبعيّة

أن يكون الاسم تابعا لاسم سابق في حالة الجرّ ، لكونه صفة ، أو توكيدا لفظيا أو معنويا ، أو عطفا أو بدلا ، كقوله تعالى : (مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها)(٤) «حسنة» : صفة ل «شفاعة» وكقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)(٥) كلّه : توكيد معنويّ لكلمة «الدّين» ، وكقوله تعالى : (كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ، وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)(٦) «دكا» الثانية توكيد لفظي لكلمة «دكّا» الأولى ، ومثلها : «صفا صفا» «صفا» الثانية توكيد للأولى.

الجرّ بالجوار

هو في الاصطلاح ، الجر بالمجاورة.

الجرّ بالحرف

هي حالة الاسم التي يكون فيها مجرورا بحرف جر ، كقوله تعالى : (قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ)(٧) وفيها كلمة «أمم» مجرورة بـ «في» ؛ وكلمة قبلكم مجرورة بـ «من» وكلمة «النار» مجرورة بـ «في».

الجرّ بالمجاورة

أمثلته : قد يجرّ الاسم ، الذي من حقّه أن يكون مرفوعا أو منصوبا ، بغير داع إلا لأنه مجاور

__________________

(١) من الآية ٣٣ من سورة الأنفال.

(٢) من الآية ١٣٧ من سورة النساء.

(٣) من الآية ٤٣ من سورة الأعراف.

(٤) من الآية ٨٤ من سورة النساء.

(٥) من الآية ٣٣ من سورة البقرة.

(٦) من الآيتين ٢١ و ٢٢ من سورة الأعراف.

(٧) من الآية ٣٨ من سورة الأعراف.


لاسم مجرور ، وهو سماعيّ ، لا قياسيّ ، مثل :«هذا أثاث غرفة نظيف» فالصفة «نظيف» من حقّها أن تكون مرفوعة لأنها صفة لكلمة «أثاث» المرفوعة ولو كانت صفة لكلمة «غرفة» لأتت مؤنثة وقلنا : «غرفة نظيفة» ولكنها أتت مجرورة لمجاورتها الكلمة المجرورة ليس غير ، وكقول الشاعر :

كأنّ ثبيرا في عرانين وبله

كبير أناس في بجاد مزمّل

حيث أتت الصفة «مزمّل» مجرورة لمجاورتها الاسم المجرور «بجاد» ، وهي في الحقيقة يجب أن تكون مرفوعة لأنها صفة للاسم «كبير» وتقول : كبير أناس مزمّل أي : «مدثّر». وكقول الشاعر :

يا صاح بلّغ ذوي الزوجات كلّهم

أن ليس وصل إذا انحلت عرى الذّنب

حيث وردت كلمة «كلّهم» الواقعة توكيدا لكلمة «ذوي» مجرورة لمجاورتها الاسم المجرور «الزوجات». وكان من حقّها أن تكون منصوبة لأنها توكيد «ذوي» المنصوبة لا توكيد «الزوجات» وإلا لكان القول «كلّهنّ».

جرّ الجوار

اصطلاحا : هو الجرّ بالمجاورة.

الجرّ على التوهّم

اصطلاحا : هو الاسم المجرور المعطوف على اسم يتوهّم أنه مجرور بالباء الزائدة ، كقول الشاعر :

أحقا عباد الله أن لست صاعدا

ولا هابطا إلّا عليّ رقيب

ولا سالك وحدي ولا في جماعة

من النّاس إلا قيل أنت مريب

حيث وردت كلمة «سالك» بالجرّ ، رغم أنّها معطوفة على منصوب وهو «صاعدا» و «هابطا» خبر ل «ليس». وذلك على توهّم وجود الباء في خبر «ليس» ، إذ يكثر أن يجرّ خبرها بالباء الزائدة ، ومثل ذلك قول الشاعر :

مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة

ولا ناعب إلا ببين غرابها

حيث وردت كلمة «ناعب» بالجر على توهّم جرّ خبر «ليس» وهو «مصلحين» بالباء الزائدة وهو غير مجرور بها ، بل هو منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ومثل :

وما زرت ليلى أن تكون حبيبة

إليّ ولا دين بها أنا طالبه

حيث وردت كلمة «دين» مجرورة على توهّم الجرّ في «أن تكون حبيبة».

الجرسي

لغة : الجرس : مصدر الصوت المجروس.

واصطلاحا : هو الهمزة فقط. سميت الهمزة بالحرف الجرسي لأن الصوت يعلو به عند النطق.

جرم

لغة : الجرم : القطع. جرمه يجرمه جرما :قطعه.

واصطلاحا : تستعمل «لا جرم» بمعنى :«لا بدّ» ، «ولا محالة». وقيل : المعنى «حقّا». قال الفّراء «لا جرم» كلمة كانت في الأصل بمنزلة «لا بدّ» ولا محالة فجرت على ذلك وكثرت حتّى تحوّلتّ إلى معنى القسم وصارت بمنزلة حقّا ، فلذلك يجاب عنها باللام كما يجاب بها عن القسم ، ألا تراهم يقولون : «لا جرم لآتينّك». قال


الخليل : «لا جرم» تكون جوابا لما قبلها من الكلام. يقول الرجل : كان كذا وكذا وفعلوا كذا ، فتقول : «لا جرم أنهم سيندمون» ، وفيها لغات : لا جرم ، ولا ذا جرم ، ولا أن ذا جرم ، ولا عن ذا جرم ، ولا جر ...

والعرب تصل كلامها بـ «ذي» و «ذا» و «ذو» فتكون حشوا ولا يعتدّ بها ، كقول الشاعر :

إنّ كلابا والدي لا ذا جرم

وبدون «ذا» ، قال الشاعر :

قلت لها : بيني! فقالت : لا جرم

إنّ الفراق اليوم ، واليوم ظلم

وقيل : «جرم» بمعنى : «كسب». وقيل :بمعنى «وجب» و «حقّ» ، ولا رد لما قبلها من الكلام ، ثم يبتدأ بها ، كقوله تعالى : (لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ)(١) والتقدير : ليس الأمر كما قالوا ثم ابتدأ ، وقال : «وجب لهم النار».

وفي إعراب «لا جرم» اعتمد وجهان إعرابيّان. ففي مثل : «لا جرم أنّ الله ينصف المظلوم» فإمّا أن تعتبر «لا» زائدة ، و «جرم» : فعل ماض مبني على الفتح ، بمعنى :وجب ، وفاعله هو المصدر المؤوّل من أن ومعموليها والتقدير : لا جرم انصاف المظلوم من الله. وإمّا أن تكون «لا» : النافية للجنس. «جرم» اسمها مبني على الفتح وهي بمعنى لا بدّ. وخبر «لا» محذوف والتقدير : لا جرم من الله ينصف المظلوم.

الجري على الأوّل

يراد به إتباع اسم لا حق لاسم سابق عليه في الإعراب. مثل : «صلّيت في المسجد الحرام» «الحرام» : تابع للاسم الأول «المسجد» في الجرّ فهو مجرور مثله. وكقوله تعالى : (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ)(٢) فالاسم «واحدة» تابع للاسم الأوّل «نفخة» فهو مثله مرفوع منوّن. وهو غير ممنوع من الصرف لأنه قابل للتنوين. والاسم المعرب القابل للتنوين والذي يجرّ بالكسرة يسمّى المجرى.

الجري على الموضع

هو إتباع اسم لا حق باسم سابق عليه في حركة الإعراب التي يستحقها المحل من الإعراب لا بحسب اللفظ ، مثل : «ليس التلميذ بكسلان ولا مجتهدا». فكلمة «مجتهدا» معطوفة على ما هو الأصل في إعراب «بكسلان» أي : النصب ، إذ أن محلها من الإعراب النّصب على أنها خبر «ليس» ، ومثل ذلك قول الشاعر :

معاوي إننا بشر فأسجح

فلسنا بالجبال ولا الحديدا

فكلمة «الحديدا» معطوفة على الأصل في إعراب كلمة «بالجبال» إذ الأصل فيها أن تكون منصوبة لأنها خبر «ليس».

جريان اسم الفاعل على الفعل

اصطلاحا : موازنة اسم الفاعل للفعل في حركاته وسكناته ، مثل : «أكرم» ، «يكرم» «مكرم» ومثل : «أحدث» «يحدث» «محدث» ومثل :«أعطى» «يعطي» «معط».

جريان المصدر على الفعل

اصطلاحا : تعلّق المصدر بالفعل اشتقاقا ،

__________________

(١) من الآية ٦٢ من سورة النّحل.

(٢) من الآية ١٣ من سورة الحاقة.


مثل : «فهم» : «فهم» «شرب» : «شرب» ، «أكل» «أكل» ، «قفز» : «قفز» ، «درس» : «درس».

جريان الوصل مجرى الوقف

وهو أن تعامل الكلمة عند الوصل بما بعدها معاملة الكلمة عند عدم وصلها بما بعدها في النّطق. والمقصود بالوصل ظهور الحركات الإعرابيّة على آخر الاسم ، وعدم الوصل يقصد به تسكين الحرف الأخير ، أو إلحاقه بهاء السّكت.

وهذا خاص بالشعر مثل :

لما رأى أن لا دعه ولا شبع

مال إلى أرطاة حقف فاضطجع

حيث أبدلت «تاء» «دعه» «بالهاء» وتوصل بإثباتها «تاء» ، وكقول الشاعر :

فاليوم أشرب غير مستحقب

إثما من الله ولا واغل

حيث أسكن آخر الفعل «أشرب» في غير الوصل ، ويجب أن يكون مرفوعا في حالة الوصل.

الجزاء

لغة : الجزاء : المكافأة.

واصطلاحا : الشرط. جواب الشّرط. المفعول له.

جزاء الشّرط

هو اصطلاحا : جواب الشّرط.

الجزئيّ الحقيقيّ

هو اصطلاحا : العلم الشخصيّ ، مثل :«خليل» ، علم لإنسان ومثل : «علقى» علم لنبت ومثل : «أرطى» علم لشجر. و «مكحول» ، علم لكلب. راجع : العلم الشّخصيّ.

الجزم

لغة : الجزم : القطع.

واصطلاحا : هو أحد أسماء الإعراب الذي يحدث على آخر المضارع الذي سبقه إحدى أدوات الجزم. فهو أحد ألقاب الإعراب برأي البصريين. ويستعمله غيرهم للبناء والإعراب ومنهم الكوفيّون ، مثل قوله تعالى : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(١) وللجزم مسميّات عدّة أشهرها :

١ ـ الجزم بالجوار وهو في النحو جواب الشرط المجزوم.

٢ ـ جزم المضارع ؛ يجزم المضارع إذا سبقته إحدى أدوات الجزم ، وهي كثيرة منها ما يجزم فعلا واحدا وهي : «لم» ، «لمّا» ، «لام الأمر» ، «لا النّاهية» ، ومنها ما يجزم فعلين : يسمّى الأوّل منهما فعل الشّرط ، والثّاني هو جوابه أو جزاؤه ، وهذه الأدوات هي : «إن» ، «إذ ما» ، «من» ، «ما» ، «مهما» ، «أيّ» ، «كيفما» ، «متى» ، «أينما» ، «أيّان» ، «أنّى» ، «حيثما» ، وكلّها أسماء ، ما عدا «إن» و «إذ ما» ، فهما حرفان.

الأدوات التي تجزم فعلا واحدا : هي أربعة ولكل منها أحكام هي :

أولا : «لم» : معناها النّفي ، وتقلب زمن المضارع من الحال والاستقبال إلى الماضي ، وتجزم مضارعا واحدا ، ويصحّ دخول بعض أدوات الشّرط عليها ، مثل : «إن» ، و «إذا» ، و «من» و «لو» ، كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ

__________________

(١) من الايتين ٣ و ٤ من سورة الإخلاص.


رِسالَتَهُ)(١) وفيها «إن» : حرف شرط جازم فعلين مبني على السّكون لا محل له من الإعراب دخل على «لم» حرف الجزم والنّفي والقلب.

«تفعل» مضارع مجزوم بـ «لم» وعلامة جزمه السّكون على آخره ، ولم يفصل بينه وبين أداة الجزم «لم» أيّ فاصل ، وكقول الشاعر :

إذا لم يكن فيكنّ ظلّ ولا جنى

فأبعدكنّ الله من شجيرات

وفيه دخلت أداة الشرط «إذا» على حرف الجزم والنّفي والقلب «لم» بدون فاصل بينه وبين المضارع المجزوم «يكن» : وهو مضارع ناقص.

وتجزم «لم» مضارعا قد انقطع قبل الكلام ، ومتّصلا بالحال ، كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(٢) وفيها ثلاثة أفعال : «يلد ، يولد ، يكن» كلها مجزومة بـ «لم» ومعناها نفي الماضي المتّصل بالحاضر. ويمتنع حذف المضارع المجزوم بها إلّا في الضّرورة الشعرية ، مثل :

احفظ وديعتك التي استودعتها

يوم الأعازب إن وصلت وإن لم

وفيه حذف المضارع المجزوم بـ «لم» وقد دلّ عليه الكلام السّابق والتقدير : «إن وصلت فاحفظ وديعتك وإن لم تصل فاحفظها أيضا». كما حذف جواب الشرط المجزوم بـ «إن» وذلك للضّرورة الشّعريّة.

ثانيا : «لمّا» : تفيد النّفي الذي يمتدّ حتى الزّمن الحالي ، ويصح حذف المضارع بعدها ، مثل :«سافرت إلى مصر ولمّا أرجع» أي : ولم أرجع حتى الآن ، ومثل :

فإن أك مأكولا فكن أنت آكلي

وإلّا فأدركني ولمّا أمزّق

حيث جزمت «لمّا» الفعل المضارع «أمزّق» بالسكون على آخره وحرّك بالكسر للقافية. ومن حذف المضارع بعدها قول الشاعر :

فجئت قبورهم بدءا ولمّا ...

فناديت القبور فلم يجبنه

حيث وردت «ولمّا» وقد حذف المضارع بعدها ، والتقدير : ولم أكن سيّدا قبل ذلك. وفيه أيضا دخلت «لم» على المضارع المبني «يجبنه» لأنه اتصل بنون الإناث وهو في محل جزم.

و «النون» في محل رفع فاعل. «والهاء» هي «هاء» السّكت. ومثل : «درست استعدادا للامتحان ولمّا ...» أي : ولم يحدّد حتى الآن موعده ، أو ولم أنته من درسي حتى الآن.

ثالثا : «لام الأمر» ، وتسمّى أيضا «لام» الطّلب وهي التي يطلب بها فعل شيء فإذا كانت من الأدنى إلى الأعلى سمّيت «لام الدّعاء» ، مثل :«ليتقبّل الله دعاء المؤمنين» فاللّام هنا هي «لام الدّعاء». وإن كانت من الأعلى إلى الأدنى ، سميّت «لام الأمر» ، وتجزم المضارع بعدها بدون فاصل بينهما ، مثل : «لتكن حقوق الوالدين محفوظة عند الأولاد» «اللّام» هي «لام الأمر».

«تكن» مضارع ناقص مجزوم بـ «اللام» وعلامة جزمه السّكون الظّاهرة على آخره. وقد تحذف ويبقى عملها ، كقول الشاعر :

قلت لبوّاب لديه دارها

تأذن فإنيّ حمؤها وجارها

__________________

(١) من الآية ٦٧ من سورة المائدة.

(٢) سورة الإخلاص.


حيث حذفت «لام الأمر» وبقي عملها ، والتقدير : لتأذن. وكقوله تعالى : (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ)(١) وفيها حذفت «لام الأمر» وبقي عملها والتقدير : ليقيموا الصلاة ، وذلك لأن فعل الأمر «قل» لا يترتّب عليه إقامة الصلاة.

رابعا : «لا» الناهية. وهي التي يطلب بها الكفّ عن فعل شيء ، وتجزم المضارع بدون فاصل بينهما ، كقول الشاعر :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك ، إذا فعلت ، عظيم

وفيه «لا» الناهية دخلت على المضارع «تنه» فهو مجزوم بحذف حرف العلّة ويجوز الفصل بينهما في الضرورة الشّعريّة ، كقول الشاعر :

وقالوا أخانا لا تخشع لظالم

عزيز ولا ، ذا حقّ قومك ، تظلم

حيث فصل بين «لا» النّاهية والمضارع المجزوم بها عبارة «ذا حق قومك» للضّرورة الشعريّة. والإعراب «ذا» اسم إشارة مبني على السّكون في محل نصب مفعول به أوّل ل «تظلم». «حقّ» مفعول به ثان لفعل «تظلم» ، أو هو منصوب على نزع الخافض و «حق» مضاف «قومك» : مضاف إليه. و «الكاف» في محل جر بالإضافة والتقدير : لا تظلم هذا في أخذ حق قومك. وجه إعرابي آخر : «ذا» بمعنى : صاحب لفعل «تظلم» وهو مضاف «حقّ» مضاف إليه.

والتقدير : لا تظلم صاحب حق قومك. والفعل «تظلم» مجزوم بـ «لا» الناهية وعلامة جزمه السّكون ، وحرّك بالكسر للقافية.

الجازم فعلين

من الأدوات ما يجزم فعلين ، فإن كانا معربين فهما مجزومان ، مثل :

إن يفترق نسب يؤلّف بيننا

أدب أقمناه مقام الوالد

حيث جزم حرف الشرط «إن» فعلين مضارعين بالسّكون الظاهرة لأنّهما معربان. وإن كانا مبنيّين فهما في محل جزم ، كقول الشّاعر :

صمّ إذا سمعوا خيرا ذكرت به

وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا

حيث دخلت «إن» على فعلين مبنيّين هما :«ذكرت». فعل ماض مبني على السّكون في محل جزم ، و «أذنوا» فعل ماض مبنيّ على الضم في محل جزم. أو تجزم فعلين مختلفين كقول الشاعر :

إن يعلموا الخير أخفوه وإن علموا

شرّا أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا

حيث وردت «إن» الأولى وقد دخلت على فعلين الأول مضارع مجزوم «يعلموا» والثاني فعل ماض مبني في محل جزم «أخفوه». و «إن» الثانية دخلت على فعلين ماضيين ، فهما مبنيّان في محل جزم الأول «علموا» والثاني «أذاعوا». و «إن» الثالثة دخلت على فعلين الأول «يعلموا» مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والثاني «كذبوا» فعل ماض مبني على الضم في محل جزم. وقد تدخل على الجملة الاسميّة الّتي تحلّ محلّ الفعل الثاني الذي هو جواب الشرط ، مثل :

إن كنت عن خير الأنام سائلا

فخيرهم أكثرهم فضائلا

__________________

(١) من الآية ٣١ من سورة إبراهيم.


حيث دخلت «إن» على فعل الشرط الناقص «كنت» فهو مبنيّ في محل جزم فعل الشّرط.

والجملة الاسميّة «فخيرهم أكثرهم فضائلا» المقترنة «بالفاء» في محل جزم جواب الشّرط حلّت محلّ الفعل الثاني. وهذه الأدوات لا تدخل على الأسماء فإن وقع بعدها اسم وجب تقدير فعل مناسب يفصل بينهما ، كقول الشاعر :

إن أنت أكرمت الكريم ملكته

وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا

والتقدير : إن أكرمت أنت الكريم ، وإن أكرمت أنت اللئيم ...

ومن هذه الأدوات ما لا يعمل إلا إذا اقترن بـ «ما» الزائدة وهي : حيث ، إذ ، مثل : «حيثما تجلس أجلس» ، ومثل : «إذما تتكلّم تتعلّم» ؛ ومنها ما يدلّ على العاقل وهو «من» ، كقوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ)(١) وفيها «من» تدل على الإنسان العاقل الذي يعمل خيرا ... ومنها ما يدل على غير العاقل وهو «ما» ، و «مهما» ، كقوله تعالى : (وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً)(٢) وكقول الشاعر :

ومهما تكن عند امرىء من خليقة

وإن خالها تخفى على النّاس تعلم

حيث دخلت «مهما» على فعلين مضارعين ، الأول ، «تكن» مضارع ناقص مجزوم بالسّكون واسمه «خليقة» المجرور بـ «من» الزائدة.

والثاني : «تعلم» المضارع المجهول المجزوم بالسّكون. وحرّك بالكسر للقافية. وفاعله «هي» ضمير يعود على «الخليقة» أي : على غير العاقل.

ومنها ما كان في أصله دالّا على الزّمان ، وهو :«متى ، وأيّان» كقول الشاعر :

متى تزره تلق من عرفه

ما شئت من طيب ومن عطر

«متى» : اسم شرط جازم فعلين الأول «تزره» مضارع مجزوم بالسكون والثاني «تلق» مضارع مجزوم بحذف حرف العلة في آخره. وهو مبني على السكون في محل نصب على الظّرفيّة ، وكقول الشّاعر :

أيّان نؤمنك تأمن غيرنا وإذا

لم تدرك الأمن منّا لم تزل خائفا

«أيّان» : اسم شرط جازم فعلين مضارعين «نؤمنك» و «تأمن» ، مبنيّ على السّكون في محل نصب على الظّرفيّة. وفيه أيضا ورد الفعل «تدرك» مجزوم بـ «لم» وعلامة جزمه السّكون وحرّك بالكسر منعا من التقاء ساكنين. وفيه أيضا : فعل «تزل» مضارع مجزوم بالسّكون الظاهرة ، والأداة هي «لم» : حرف الجزم والنفي والقلب ، ومنها ما وضع في أصله للمكان ، وهو : أين ، حيثما ، أنّى ، كقوله تعالى : (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ)(٣) وفيه «أينما» اسم شرط يدل على الظرفيّة المكانيّة جزم فعلين مضارعين : الأول «يوجّهه» والثاني «يأت».

مضارع مجزوم بحذف حرف العلة من آخره. وكقول الشاعر :

خليليّ أنّى تقصداني تقصدا

أخا غير ما يرضيكما لا يحاول

__________________

(١) من الآية ٧ من سورة الزلزلة.

(٢) من الآية ٢٠ من سورة المزّمّل.

(٣) من الآية ٧٦ من سورة النّحل.


حيث وردت «أنّى» : اسم شرط مبنيّ على السّكون في محل نصب على الظرفيّة المكانيّة وجزم فعلين مضارعين : الأول ، تقصداني مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. والثاني «تقصدا» مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ؛ ومنها ما يكون للعاقل ولغيره ، وللزمان والمكان حسب ما يكون المضاف إليه وهو «أيّ» ، مثل : «أيّ طبيب يمارس عمله بنشاط يكرمه النّاس «أي» : اسم شرط يدل على العاقل لأنه أضيف إلى كلمة «طبيب». ومثل : «أيّ مهنة تمارسها تجد فيها الخير» «أي» : اسم شرط لغير العاقل لأنه أضيف إلى «مهنة». «تمارسها» فعل الشرط ، «تجد» جواب الشرط. ومثل : «أيّ يوم تمارس فيه نشاطك الرياضي أمارسه» ، «أيّ» : اسم شرط مبني على الفتح في محل نصب على الظرفيّة الزمانيّة لأنه أضيف إلى كلمة «يوم» ومثل :«أيّ بيت تقصده بزيارة أقصده» أيّ : اسم شرط مبنيّ على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية لأنه أضيف إلى كلمة «بيت».

ومنها ما يختص بالأمر المؤكّد ، أو المظنون ، وهو «إذا» ، كقول الشاعر :

إذا كنت في كلّ الأمور معاتبا

صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

حيث وردت «إذا» التي تفيد الأمر المؤكد.

وهي في الأصل ظرف لما يستقبل من الزمان متضمّن معنى الشّرط خافض لشرطه منصوب بجوابه مبنيّ على السكون في محل نصب على الظّرفيّة ، وهو لا يجزم فعلين ، إنما الأول يكون فعل الشرط وجملته في محل جر بالإضافة ، والثاني يكون جواب الشرط وجملته لا محل لها من الإعراب. ومنها ما يختص بالمستحيل ، كقوله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ)(١) ومنها ما يختص بتعليق الجواب على الشّرط ، كقوله تعالى : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ)(٢) وكقول الشاعر :

وإنك إذ ما تأت ما أنت آمر

به تلف من إيّاه تأمر آتيا

حيث وردت «إذ ما» ، ويتعلق على شرطها الجواب والتقدير : إذا فعلت ما تأمر بعدم عمله تجد من امرأته يعمله أيضا.

إعراب أدوات الجزم : الأدوات التي تجزم فعلين كلّها أسماء ، ولها محل من الإعراب ، ما عدا «إن وإذما» فهما حرفان ، ولا محل لهما من الإعراب ، وكذلك الأدوات التي تجزم فعلا واحدا فكلّها حروف مبنيّة لا محل لها من الإعراب.

والأدوات الجازمة الأسماء ، كلها مبنيّة ما عدا «أيّ» ، فإنه تسري عليها عوامل الإعراب وعلاماته أي : الرّفع ، والنّصب ، والجرّ ، والتّنوين ، وهذه الأدوات تعرب كما يلي :

١ ـ تكون في محل جر بالإضافة إذا وقعت بعد اسم مضاف ، مثل : كتاب من تقرأ أقرأ «من» اسم شرط مبني على السكون في محل جر بالإضافة والمضاف «كتاب» هو : مفعول به لفعل «أقرأ» مقدّم لأنه أضيف إلى ما له حقّ الصّدارة. أو إذا وقعت بعد حرف جر ، مثل : «على من تسلّم أسلّم».

«من» اسم شرط في محل جر بـ «على».

٢ ـ وتكون في محل نصب على الظّرفيّة ، إذا دلّت على زمان أو مكان ، مثل : «أينما يكن الهدوء

__________________

(١) من الآية ٨١ من سورة الزخرف.

(٢) من الآية ٢٨٤ من سورة البقرة.


والطمأنينة أسكن» «أينما» اسم شرط مبني على السكون في محل نصب على الظرفيّة المكانيّة ، وكقوله تعالى : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)(١) ومثل : «أنّى يتّجه بك المربي تتّجه» «أنّى» اسم شرط مبني على السكون في محل نصب على الظرفيّة المكانيّة.

ومثل : «أيّان يكن الاستقرار أسكن» «أيان» : اسم شرط مبني على الفتح في محل نصب على الظّرفيّة المكانيّة. ومثل : «متى تأت إلينا نكلّمك» «متى» : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب على الظرفيّة الزّمانيّة. ومثل : «حيثما تنجح تفرح» «حيثما» اسم شرط مبني على السكون في محل نصب على الظرفيّة الزمانيّة والمكانيّة.

٣ ـ وتكون في محل رفع مبتدأ ، وذلك إذا وقع بعدها فعل لازم ، أو فعل متعدّ قد استوفى مفعوله. مثل : «ما تكتبه تدرسه» «ما» اسم شرط مبني على السّكون في محل رفع مبتدأ ، وقع بعده فعلان استوفيا مفعولهما ، ومثل : «أي تلميذ يجتهد ينجح» «أيّ» : اسم شرط مبنيّ على الضّم في محل رفع مبتدأ لأنه وقع بعده فعلان لازمان.

٤ ـ وتكون أدوات الشّرط في محل نصب مفعول به إذا وقع بعدها فعل متعدّ لم يستوف مفعوله ، مثل : «ما تكتب تحفظ» «ما» : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول به لأنه وقع بعدها فعلان متعدّيان غير مستوفيين لمفعولهما ، ومثل : «ما تزرع تحصد». «ما» : اسم شرط في محل نصب مفعول به.

٥ ـ وتكون في محل نصب مفعول مطلق إذا وقعت على حدث ، أو إذا أضيفت إلى المصدر ، مثل : «أيّ قراءة تقرأ أقرأ». «أيّ» : اسم شرط مبني على الفتح في محل نصب مفعول مطلق لأنه أضيف إلى المصدر «قراءة».

الجزم بالجوار

اصطلاحا : الجزم على الجوار.

الجزم على الجوار

اصطلاحا : جواب الشّرط المجزوم.

جزم المضارع

يجزم المضارع إذا تقدّمه عامل من العوامل التالية :

١ ـ أداة الجزم ، كقوله تعالى : (وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ)(٢) «يقاتلوكم» مضارع مجزوم بحذف «النّون» لأنّه من الأفعال الخمسة وهو فعل الشّرط «يولّوكم» مضارع مجزوم بحذف النون ... وهو جواب الشّرط.

٢ ـ يجزم إذا تقدّمه أمر ، كقوله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ)(٣) «أتل» : مضارع مجزوم بجواب الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره.

٣ ـ أداة النّهي : كقوله تعالى : (لا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ) (٤) «تقتلوا» مضارع مجزوم بـ «لا» النّاهية وعلامة جزمه حذف النّون ...

٤ ـ في جواب الاستفهام ، كقول الشاعر :

إلّا تنتهي عنّا ملوك وتتّقي

محارمنا لا يبؤ الدّم الدّم

فالمضارع «يبؤ» مضارع مجزوم بالسّكون على آخره وحرّك بالكسر منعا من التقاء ساكنين

__________________

(١) من الآية ٧٨ من سورة النساء.

(٢) من الآية ١١١ من سورة آل عمران.

(٣) من الآية ١٥١ من سورة الأنعام.


والتقدير : هل تنتهي ... ومثل : «أين بيتك أزرك». فالمضارع «أزرك» مجزوم بجواب الاستفهام وعلامة جزمه السكون الظّاهرة على آخره. وكقوله تعالى : (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ)(١).

٥ ـ في جواب التّمني ، مثل : «ليتك تقيم عندنا تكلّمنا عن أجدادنا» فالمضارع «تكلّمنا» مجزوم بجواب التّمنّي وعلامة جزمه السّكون الظّاهرة على آخره.

٦ ـ في جواب العرض ، مثل : «ألا تقيم عندنا نكرمك» فالمضارع «نكرمك» مجزوم في جواب العرض وعلامة جزمه السّكون الظّاهرة.

٧ ـ ويجزم المضارع بكلمات هي بمنزلة الأمر والنهي والاستفهام والعرض فيكون مجزوما بجواب الطلب ، من هذه الكلمات : حسبك شرعك ... مثل : «حسبك ينجح ابنك» و «شرعك يقرأ الطلاب».

٨ ـ الجزم على التوهّم ، كقوله تعالى : (فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)(٢) فقد جزم المضارع «أكن» على توهّم الجزم في الفعل السّابق «فاصّدّق». قال الخليل : لمّا كان الفعل الذي قبله قد يكون مجزوما ولا فاء فيه تكلّموا بالثّاني وكأنّهم جزموا ما قبله فعلى هذا توهّموا هذا.

ملاحظات :

١ ـ في كل الحالات السّابقة انجزم المضارع بجواب الطّلب كما انجزم المضارع في الآية الأولى : (إِنْ يُقاتِلُوكُمْ ...) بإحدى أدوات الجزم. والطلب يشمل : الأمر ، والنّهي والاستفهام ، والعرض ، والتّحضيض ، والتّمنّي ، والترجّي.

٢ ـ جزم المضارع في جواب الطّلب حاصل إذا كان الطّلب بمعنى الشّرط ، ففي مثل : «أين بيتك أزرك» يكون التقدير : إن أعلم أين بيتك أزرك.

٣ ـ إذا لم يأت جواب الطّلب بمعنى الشّرط فلا يجزم المضارع ، مثل : «لا تقترب من النار تحترق يداك» فلا يصحّ الجزم في الفعل «تحترق» لأنه يكون التقدير : إن لا تقترب من النار تحترق يداك. وهذا غير صحيح.

مواضع أخرى لجزم المضارع : ويجزم المضارع في ما عدا المواضع المتقدّمة في مواضع منها :

١ ـ إذا وقع جوابا لطلب بـ «إن» المحذوفة مع وجود فعل الشّرط ، مثل : «اجتهد تؤمن لنفسك النجاح». «تؤمن» فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الأمر. والتقدير : إن تجتهد ...

٢ ـ بالأمر باللّام ، مثل : «ليقم كلّ منكم إلى عمله يكتمل نشاطكم» «يقم» مضارع مجزوم «باللام» ، «يكتمل» : مضارع مجزوم لأنه وقع بعد الأمر : بـ «اللام».

٣ ـ بالنّهي ، مثل : «لا تتأخّر عن خدمة اليتيم تحفظ لنفسك العيش الرّغيد». «تتأخر» : مضارع مجزوم بـ «لا» النّاهية. «تحفظ» : مضارع مجزوم لأنه وقع بعد النّهي.

٤ ـ الاستفهام ، مثل : «هل تدرس؟ تنجح» «تنجح» : مضارع مجزوم بعد الاستفهام.

٥ ـ بالتّحضيض ، مثل : «هلّا تدرس تنجح».

«تنجح» : مضارع مجزوم بعد التّحضيض.

__________________

(١) من الآية ١٠٠ من سورة الصف.

(٢) من الآية ١٠ من سورة المنافقين.


٦ ـ بالعرض ، مثل : «ألا تدرسون تؤكّدوا لأنفسكم نجاحا باهرا» «تؤكدوا» مضارع مجزوم لأنه وقع بعد العرض : ألا تدرسون.

٧ ـ بالتمني ، مثل : «ليتني أساعد اليتيم أعش سعيدا». «أعش» : مضارع مجزوم بعد التمني :ب : ليتني.

٨ ـ بالترجّي ، مثل : «لعلّني أدرس أفز بالامتحان». «أفز» : مضارع مجزوم لأنه وقع بعد الترجّي «لعلني».

ملاحظات :

١ ـ إذا كان فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا جاز في الجواب الرّفع والجزم ، مثل : «من تبرع بجزء من ماله ينال أجرا عظيما» «ينال» : مضارع مرفوع ، وهو جواب الشرط ، أو هو يؤلف جملة فعليّة تقع خبرا لمبتدأ محذوف تقديره : «هو ينال» والجملة الاسميّة المؤلفة من المبتدأ والخبر حلّت محل جواب الشّرط. وأما إذا كان مجزوما فتقول :«ينل» : فهو مجزوم لأنه جواب الشّرط.

٢ ـ إذا عطف بـ «الواو» أو بـ «الفاء» فعل مضارع على فعل الشرط المضارع المجزوم ، يجوز في الفعل المعطوف الجزم عطفا على فعل الشرط ، والنّصب على أن «الواو» للمعيّة ، والفاء للسببيّة ، والفعل منصوب بـ «أن» المضمرة بعدهما ، مثل :

ومن يك ذا فضل ويبخل بفضله

على قومه يستغن عنه ويذمم

«يك» : فعل مضارع مجزوم على أنه فعل الشّرط ، وعلامة جزمه السكون الموجودة على «النّون» المحذوفة للتّخفيف والأصل : يكن.

و «يبخل» : يجوز فيه الجزم ، لأنه معطوف على «يك» ، والنّصب بـ «أن» المضمرة بعد «واو» المعيّة.

٣ ـ إذا عطف بالواو أو بالفاء فعل مضارع على جواب الشرط ، جاز في الفعل المعطوف الجزم ، والنّصب والرّفع. فالجزم على أن «الواو» و «الفاء» للعطف ، والنّصب على أنهما : «الواو» للمعيّة ، و «الفاء» السببيّة ، والرّفع على أنهما للاستئناف فيكون الفعل بعدهما مرفوعا لأنه لم يسبق بناصب ولا بجازم ، مثل : «إن تهمل عملك تفشل فتندم».

«تهمل» فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشّرط.

«تفشل» مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط.

«فتندم» يجوز فيه الرّفع على الاستئناف والجزم على العطف والنّصب بـ «أن» المضمرة بعد «فاء» السببيّة.

جعل

فعل ماض ينتمي إلى نوعين من النواسخ : أفعال الشّروع ، ومن أفعال القلوب :

١ ـ «جعل» التي من أفعال القلوب يأتي بمعنيين : الأول معنى الرّجحان ، كقوله تعالى : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً)(١) «جعلوا» في هذه الآية بمعنى : اعتقدوا فهي من أفعال القلوب التي تنصب المبتدأ والخبر مفعولين فالمفعول الأول لفعل «جعلوا» هو «الملائكة» والمفعول الثاني هو كلمة «إناثا».

والثاني معنى التّصيير ، أي : التّحويل من حال إلى حال ، كقوله تعالى : (فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً)(٢) أي : صيّرناه هباء. فالمفعول الأول هو «الهاء» والثاني «هباء».

__________________

(١) من الآية ١٩ من سورة الزخرف.

(٢) من الآية ٢٣ من سورة الفرقان.


٢ ـ «جعل» من أفعال الشروع ، تعمل عمل «كاد» فهي من أخواتها ، ولا يكون خبرها إلا مضارعا مجرّدا من «أن». ولكن إذا أتى الخبر ماضيا فيكون نادرا أو شاذا كقول ابن عباس :«فجعل الرّجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا» «الرجل» اسم «جعل» مرفوع وخبره جملة «أرسل» الماضويّة. كما يأتي الخبر جملة اسميّة شذوذا أيضا ، كقول الشاعر :

وقد جعلت قلوص بني سهيل

من الأكوار مرتعها قريب

«قلوص» اسم «جعلت» وجملة «مرتعها قريب» الاسميّة خبره وهذا شاذ. و «جعل» التي من أفعال الشروع يجب أن تلازم صورة الماضي ، وقد تأتي بصيغة المضارع شذوذا مثل قول الكسائي : «إنّ البعير ليهرم حتى يجعل إذا شرب الماء مجّه» حيث وردت «يجعل» بصيغة المضارع فاسمها هو الضمير المستتر العائد على البعير وهذا شاذ. وفي المثل شذوذ آخر وهو مجيء الخبر جملة ماضويّة وهي جملة «مجّه». وقد يكون اسم «جعل» لا ضميرا متصلا ، ولا مستترا ، ولا اسما ظاهرا بل يكون اسما يرجع إليه السببيّ ، كقول الشاعر :

وقد جعلت إذا ما قمت يثقلني

ثوبي فأنهض نهض الشّارب الثّمل

والتقدير : جعل ثوبي يثقلني. فكلمة «ثوبي» ليست فاعلا للفعل «يثقلني» إنما هي اسم «جعل» حلّ محلّه «التاء» في «جعلت» وعلى هذا التقدير :يكون فاعل «يثقلني» ضميرا مستترا يعود إلى ثوبي فهذا دليل على كونه سببيّا. وفي ما عدا هذين الاستعمالين يكون «جعل» بمعنى «أوجد» متعدّيا إلى مفعول واحد كقوله تعالى : (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ)(١) أي : وأوجد ، أو خلق ...

جلل

جلل كلمة تستعمل بوجهين :

الأول : حرف جواب ، مبنيّ على السّكون ، بمعنى «نعم» وهو قليل الاستعمال ، غير عامل ، وينوب مناب الجمل الواقعة جوابا.

الثاني : هو اسم بمعنى الشيء العظيم ، والصغير الهيّن ، وهو من الأضداد في كلام العرب إذ يقال للكبير والصغير : «جلل». فمن معنى اليسير والصّغير قول امرىء القيس :

بقتل بني أسد ربّهم

ألا كلّ شيء سواه جلل

ومثل :

كلّ شيء ما خلا الله جلل

والفتى يسعى ويلهيه الأمل

أي : كل شيء صغير وهين ما عدا الله. «الله» الجليل ، سبحانه ذو الجلال والإكرام وجلّ جلال الله ، أي : عظمته ولا يقال الجلال إلا لله والجليل من صفات الله. ومن معنى الهيّن الصّغير أيضا ، قول الشاعر :

إن يسر عنك الله رونتها

فعظيم كلّ مصيبة جلل

أي : أن أذهب عنك الله الشدّة فكلّ مصيبة سواه أمر هين. ومن معنى الأمر العظيم قول الشاعر :

قومي هم قتلوا أميم أخي

فإذا رميت يصيبني سهمي

__________________

(١) من الآية الأولى من سورة الأنعام.


فلئن عفوت لأعفون جللا

ولئن سطوت لأوهنن عظمي

ومثل ذلك قول الشاعر :

وعزّ الجلّ والغالي

أي : إن موته غال علينا ، من قولك غلا الأمر ، أي : زاد وعظم.

ومنه يقال : استعمل فلان على الجالية والجالّة ، وهم أهل الذّمّة ، سمّوا بذلك لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم أجلى بعض اليهود عن المدينة ، وأمر بإجلاء من بقي منهم بجزيرة العرب ، فأجلاهم عمر بن الخطّاب فسمّوا الجالية. وتقول : فعلت ذلك من جلّك ومن جرّاك ، أي : من أجلك قال ابن سيده : فعله من جلّك وجللك وجلالك وتجلّتك وإجلالك ، ومن أجل إجلالك أي : من أجلك ، كقول الشاعر :

رسم دار وقفت في طلله

كدت أقضي الحياة من جلله

أي : من أجله أو من عظمه في عينيّ. ومن هذا المعنى قول الشاعر :

الحمد لله العليّ الأجلل

أعطى فلم يبخل ولم يبخّل

والتقدير : الأجل أي : الأعظم وقد ضعّف «اللّام» للضرورة الشعرية.

ومنه أيضا الجلّى أي : الأمر العظيم ، كقول الشاعر :

وإن أدع للجلّى أكن من حماتها

وإن تأتك الأعداء بالجهد أجهد

الجمّاء الغفير

الجمّاء الغفير : جماعة الناس. تقول : جاؤوا جمّا غفيرا ، وجمّاء الغفير والجّماء الغفير ، أي :بجماعتهم. قال سيبويه : «الجمّاء الغفير» من الأسماء التي وضعت موضع الحال ودخلتها «الألف واللّام» كما دخلت في «العراك» من قولهم : أرسلها العراك. وكما دخلت في «القهقرى» في قولك : «عاد القهقرى». ومنهم من يجعل «القهقرى» مفعولا مطلقا مبيّنا للنّوع ومنهم من يجعله حالا على زيادة «الألف واللام». قال ابن الأعرابي : الجمّاء بيضة الرأس سمّيت بذلك لأنها ملساء. والغفير صفة لها ووصفت بالغفير لأنها تغفر أي : تغطّي الرأس ، ومن ذلك قول الشاعر :

صغيرهم وشيخهم سواء

هم الجمّاء في اللّؤم الغفير

والصّواب القول : جاؤوا جمّا غفيرا أي ، مجتمعين كثيرين ، ويقال : «جاؤوا الجمّ الغفير» ثم حذف «الألف واللّام» وأضيف الجمّ إلى الغفير من باب إضافة الموصوف إلى صفة ، مثل :«صلاة الأولى» ، و «مسجد الجامع». وأصل كلمة «جمّاء» : من الجموم والجمّة وهو الاجتماع والكثرة ، والغفير من الغفر وهو التّغطية والسّتر ، فجعلت الكلمتان في موضع الشمول والإحاطة ولم تقل العرب الجمّاء إلا موصوفا وهو منصوب على المصدر أي : مفعولا مطلقا من فعل محذوف. «الغفير» : نعت.

الجماع

لغة : هو ما جمع عددا.

واصطلاحا : هو الجمع.

الجماعة

لغة : العدد الكثير.

واصطلاحا : الجمع.


الجمع

لغة : الجمع اسم لجماعة الناس. والجمع مصدر من قولك جمعت الشيّء. والجمع : المجتمعون ، ويجمع على : جموع. والجماعة والجميع والمجمع والمجمعة كلّها كالجمع. وقد استعملوا ذلك في غير النّاس ، فقالوا : جماعة الشجر ، وجماعة النّبات.

واصطلاحا : في النحو ، هو الاسم الذي يدلّ على اثنين فأكثر من اثنين إمّا بزيادة معيّنة ، على صورة مفردة ، في آخره ، مثل : «معلّم معلمون معلمين» و «معلّمة معلّمات» ، أو بتغيير في الحركات مثل : «أسد أسد» ، أو بنقص أحد حروف المفرد مثل : «كتاب كتب» أو بزيادة حرف ، مثل : «نفس أنفس».

وفي تعريف الجمع يقول بعض النحويين :«هو ما دلّ على اثنين فأكثر ، لأنهم يطلقون هذا الاسم على المثّنى والجمع ، والجمع علامة من علامات الاسم. انظر : علامات الاسم.

الجمع في تعريف اللّغويين ما دلّ على الجنس صالحا للقليل والكثير وهو ما يسمّى اسم الجنس الإفرادي ، مثل : «ماء» ، «علم» ، «لبن» ، «حطب» ، «عسل».

والجمع هو تحويل الاسم من صيغة المفرد إلى صيغة الجمع ، مثل : «كلب كلاب» ، و «رجل رجال» ، «معلم معلمون» و «معلمة معلمات».

والجمع أنواع عديدة وله مسميات كثيرة واستعمالات مختلفة منها :

جمع الأسماء الخمسة

جمع الأسماء الخمسة أي : الأسماء التي تفيد العاقل مثل : «أب ، أخ ، ابن هن ، ذو». كلّها تجمع على أنها ملحقة بجمع المذكّر السّالم أي «بالواو» في حالة الرّفع و «بالياء» في حالتي النصب والجر فتقول : «أبون» ، «أخون» ، «بنون» ، «هنون» «ذوو» وكذلك تجمع «بنت» على «بنات» و «أخت» «أخوات» ، و «هنت» «هنات» و «هنوات» «وذات ذوات» و «أم أمّات أو أمّهات».

الجمع الأقصى

اصطلاحا : منتهى الجموع.

الجمع الذي لا نظير له

اصطلاحا : منتهى الجموع.

الجمع الذي لم يبن على وحده

اصطلاحا : جمع التكسير.

الجمع الذي يكسّر عليه الواحد

اصطلاحا : جمع التكسير.

الجمع بالألف والتّاء

اصطلاحا : جمع المؤنث السّالم.

الجمع بألف وتاء مزيدتين

اصطلاحا : هو جمع المؤنث السّالم ، وسمي بهذا الاسم لأن مفرده قد يكون مذكّرا مثل :«طلحة طلحات» و «عنترة عنترات» وأحيانا لا تسلم صورة مفردة مثل : «لمياء لمياوات».

الجمع التّغليبيّ

هو اصطلاحا التغليب ، يراد به تثنية اسمين مع وجود اختلاف في مفردهما أحدهما مفضّل على الآخر فيرجّح هذا الأهم بتثنيته وحده والمعنى شامل للاسمين معا ، مثل : «الأبوان» في تثنية الاسمين : الأب والأم ويسمّى أيضا : التّثنية التّغلبيّة.


جمع التّكثير

اصطلاحا : جمع التكسير.

جمع التكسير

اصطلاحا : هو ما يدلّ على ثلاثة فأكثر ، وله مفرد يشاركه في لفظه ، من حيث الحروف الأصلية ، وفي معناه ، مع تغيّر يطرأ على صيغته عند الجمع ، مثل : «قلم ، أقلام» وهذا التغيير قد يكون بزيادة حرف على الحروف الأصليّة مثل :«رجل رجال» ، أو بنقص حرف من الحروف الأصليّة ، مثل : «كتاب كتب» أو بتغيير صورته ، مثل : «ولد أولاد». أو بتغيير الحركات ، مثل :«أسد أسد».

جمع الجمع

جمع الجمع ، هو الذي يدل على أكثر من تسعة ، وهو يصاغ من جمع ما على صيغة منتهى الجموع جمع مذكر سالما ، مثل : «أفاضل» صيغة منتهى الجموع ، تجمع أيضا جمع مذكر سالم فتصير في صيغة جمع الجمع ، فتقول :«أفاضلون» ، إذا كان القصد جمع الجمع للمذكّر العاقل ، وتقول : «أفاضلات» لجمع المؤنّث السّالم إن كان للمؤنّث أو للمذكّر غير العاقل كما تقول : «صواحب وصواحبات» و «صواهل وصواهلات». ومنه قوله عليه السّلام : «إنكنّ لأنتنّ صواحبات يوسف». ومنه : «بيوت بيوتات» و «رجال رجالات» و «أكلب وأكالب» و «أزهار وأزاهر».

جمع المذكّر السّالم

اصطلاحا : هو الذي يدل على أكثر من اثنين بسبب زيادة معيّنة في آخره تغني عن عطف المفردات المتشابهة في المعنى والحروف والحركات ، مثل : «عالم عالمون» و «نافع نافعون».

الجمّل

يقال : أجملت الحساب إذا جمعت آحاده وكمّلت أفراده ، أي : أحصوا وجمعوا فلا يزاد فيهم ولا ينقص. وحساب الجمّل : الحروف المقطّعة على «أبجد». قال ابن دريد : لا أحسبه عربيّا. وقال بعضهم : هو حساب الجمل. وقال ابن سيده : لست منه على ثقة. راجع قيمته في الحروف العدديّة.

الجمل التي لا محل لها من الإعراب

هي الجمل التي لا تحل محلّ المفرد ، وتكوّن كلاما مستقلّا عن غيره وهي سبع :

١ ـ الجملة الاعتراضية ، مثل : كان أستاذنا ـ شفاه الله ـ رحيما. ارجع إلى الجملة الاعتراضية.

٢ ـ الجملة المستأنفة ، مثل قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(١) ومثل : «مرض استاذنا ، شفاه الله». ارجع إليها في مكانها.

٣ ـ الجملة المفسّرة ، كقوله تعالى : وأوحينا (إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ)(٢) ارجع إليها.

٤ ـ الجملة الواقعة جوابا للشرط الجازم غير المقترن بالفاء أو بـ «إذا» الفجائية. مثل : «إن تدرس تنجح».

ومثل :

إن أنت أكرمت الكريم ملكته

وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا

أو جوابا للشرط غير الجازم وإن اقترنت بالفاء

__________________

(١) من الآية الثانية من سورة الفاتحة.

(٢) من الآية ٢٧ من سورة المؤمنون.


أو بـ «إذا» الفجائية ، كقول الشاعر :

وإذا تباع كريمة أو تشترى

فسواك بائعها وأنت المشتري

فجملة «فسواك بائعها» مقترنة بالفاء وهي جواب للشّرط غير الجازم «إذا» لذلك فهي لا محل لها من الإعراب. انظر إليها في مكانها.

٥ ـ الجملة الواقعة جوابا للقسم. كقوله تعالى : (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ)(١).

قال بعض النّحويّين : إن الجملة الواقعة جوابا للقسم لا محل لها من الإعراب مطلقا لأنها لا تحل محل المفرد.

٦ ـ الجملة الصّلة أي : الواقعة صلة الموصول سواء أكان الموصول حرفيا أو اسميا. وقد اجتمع الموصولان : الاسميّ والحرفيّ في قوله تعالى : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ)(٢) فجملة «آمنوا» صلة لاسم الموصول «الذين» ، لا محل لها من الإعراب. وجملة «تخشع قلوبهم لذكر الله» صلة للموصول الحرفيّ «أن» لا محل لها من الإعراب.

٧ ـ الجملة التّابعة لجملة لا محل لها من الإعراب. مثل قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) فجملة «خلق السموات والأرض» لا محل لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول ، وجملة «ثم استوى على العرش» لا محل لها من الإعراب لأنّها تابعة للجملة الأولى «خلق» التي لا محل لها من الإعراب.

الجمل التي لها محل من الإعراب

هي الجمل التي تحل محل المفرد وهي التي تكون غير مستقلّة عما قبلها ، وإذا ذكر مكانها المفرد كان معربا. وهي كثيرة منها :

١ ـ الجملة الواقعة «فاعلا» مثل : «سرني أنك ناجح» والتّقدير : سرني نجاحك.

٢ ـ الجملة الواقعة «مفعولا به» وتكون إمّا بعد فعل القول ، مثل قوله تعالى : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ)(٣) أو بعد فعل «علم» أو «ظن» ، مثل قوله تعالى : (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ)(٤) جملة «أنهم كانوا كاذبين» سدّت مسدّ المفعولين ل «يعلم».

٣ ـ الجملة الواقعة نائب فاعل ، كقوله تعالى : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقالُوا إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً)(٥).

٤ ـ الجملة الواقعة مضافا إليه فتكون في محل جرّ ، وتقع بعد الظرف ، كقوله تعالى : (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)(٦) جملة «ولدت» وقعت بعد الظّرف «يوم». وتقع بعد «حيث» ولا يشترط فيها أن تكون ظرفا ، كقوله تعالى : و (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ)(٧) فجملة «يجعل رسالته» في محل جرّ بالإضافة إلى حيث. أو إذا وقعت بعد «ريث» ، كقول الشاعر :

خليليّ رفقا ريث أقضي لبانة

من العرصات المذكرات عهودا

__________________

(١) من الآيتان ١ ـ ٢ من سورة العصر.

(٢) من الآية ١٦ من سورة الحديد.

(٣) من الآية ٣٠ من سورة مريم.

(٤) من الآية ٣٩ من سورة النحل.

(٥) من الآية الأولى من سورة الجن.

(٦) من الآية ٣٣ من سورة مريم.

(٧) من الآية ١٢٤ من سورة الأنعام.


فجملة «أقضي» في محل جرّ بالإضافة إلى «ريث». ارجع إلى الجملة الإضافية.

٥ ـ الجملة الواقعة جوابا للشرط الجازم المقترن بالفاء أو بـ «إذا» الفجائية. كقوله تعالى : (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ)(١) فجملة «فلا هادي له» مقترنة بالفاء في محل جزم جواب الشّرط الجازم «من». وكقوله تعالى : (إِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ)(٢) فجملة «هم يقنطون» مقترنة بـ «إذا» الفجائية فهي في محل جزم جواب الشرط الجازم «إن».

٦ ـ الجملة الواقعة نعتا لاسم نكرة قبلها ، كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ)(٣) فجملة «ترجعون» في محل نصب نعت «يوما» ارجع إلى الجملة النعتيّة.

٧ ـ الجملة الواقعة حالا كقوله تعالى : (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى)(٤) فالجملة الاسميّة «أنتم سكارى» في محل نصب حال.

ارجع إلى الجملة الحاليّة.

٨ ـ الجملة الواقعة خبرا. إمّا أن يكون خبرا للمبتدأ كقوله تعالى : (الم ، ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)(٥) فكلمة «الم» خبر لمبتدأ محذوف تقديره هذه. وجملة لا ريب فيه خبر المبتدأ «ذلك». وكقوله تعالى : (وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ)(٦) فجملة «تمنّون الموت» في محل نصب خبر «كنتم». وكقوله تعالى : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللهَ)(٧) فجملة «يخادعون الله» في محل رفع خبر «إن».

٩ ـ الجملة الواقعة بدلا ، كقوله تعالى : (ما يُقالُ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ)(٨).

١٠ ـ الجملة الاستثنائيّة كقوله تعالى : (لَسْتَ عَلَيْهِمْ) بمسيطر (إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ)(٩) جملة «من تولّى» جملة استثنائيّة. ومثلها جملة «كفر».

١١ ـ الجملة التابعة لجملة لها محل من الإعراب كقول الشاعر :

أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا

وإلا فكن في السّرّ والجهر مسلما

فجملة «لا تقيمن» بدل من الجملة الأولى «ارحل». وكقوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)(١٠) فجملة «هو أعلم» الأولى في محل رفع خبر «إنّ».

وجملة «هو أعلم» الثانية معطوفة عليها بالواو فهي مثلها في محل رفع خبر «إنّ».

الجملة

١ ـ تعريفها لغة : الجملة هي جماعة الشيء وتجمع على جمل ، واصطلاحا : هي كلام مفيد مستقلّ. ذهب جماعة من النحاة أن الجملة والكلام مترادفين ، والحقيقة تثبت عدم صحة ذلك ، لأن الجملة أعم من الكلام ، لأن الكلام يشترط فيه الإفادة ، والجملة قد تكون مفيدة ، وغير مفيدة في بعض

__________________

(١) من الآية ١٨٦ من سورة الأعراف.

(٢) من الآية ٣٦ من سورة الرّوم.

(٣) من الآية ١٨١ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ٤٢ من سورة النساء.

(٥) من الآيتين ١ و ٢ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ١٤٣ من سورة آل عمران.

(٧) من الآية ١٤١ من سورة النساء.

(٨) من الآية ٤٣ من سورة فصلت.

(٩) من الآيتين ٢٢ و ٢٣ من سورة الغاشية.

(١٠) من الآية ١١٧ من سورة الأنعام.


الأحيان. وهذه الجملة قد تتألف من كلمة واحدة ، هذه الكلمة هي فعل ، مثل «ادرس».

ولكل فعل فاعل فالجملة تتألف إذن من كلمتين على الأقل ، وإن كانت في الظّاهر تتألف من كلمة واحدة. فالفعل «ادرس» هو فعل أمر ، فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والكلمتان اللّتان تتألف منهما الجملة إذن هما : الفعل والفاعل في الجملة الفعليّة أي : المسند والمسند إليه ، وهما المبتدأ وخبره في الجملة الاسميّة ، مثل : «العلم نور» وقد تتألف الجملة من كلمتين هما : المسند والمسند إليه ، أو أكثر من كلمتين ، مثل : «كتب التلميذ فرضه».

ولا بدّ لكل جملة من أركان أساسيّة لا غنى عنها تسمى عمدة ، وقد تحتوي كلمات متمّمة للمعنى تسمى فضلة ، ويجوز الاستغناء عنها ، مثل : «نام زيد في السّرير» ، «نام زيد» فعل وفاعل «هما العمدة». «في السرير» : جار ومجرور هما فضلة ومثل : «جاء زيد راكضا». «راكضا» : حال منصوب ، فضلة. ومثل : «جاء تلميذ نشيط» «نشيط» : نعت هو فضلة. ومثل : دفتر التلميذ نظيف. «التلميذ» : مضاف إليه فضلة. «دفتر نظيف» مبتدأ وخبره ، هما عمدة.

والعمدة في الجملة الفعليّة تتكوّن من فعل وفاعل ، فالفعل أو ما يشبهه هو المسند ، أو المتحدّت ، أو المحمول ، أو الخبر ، مثل : «دخل زيد» ، دخل فعل هو المسند. ومثل : «هات القلم» «هات» : اسم فعل بمعنى «أعطني» هو شبه الفعل هو المسند. والفاعل أو نائبه هو المسند إليه ، أو موضوع الكلام ، أو المتحدّث عنه فكلمة «زيد» في المثل السّابق هي فاعل دخل ، والمسند إليه ، وكلمة «اللّصّ» في المثل ، «قتل اللصّ» هي نائب فاعل ، والمسند إليه. أمّا في الجملة الاسميّة فالمسند هو الخبر أو ما هو أصله خبر ، والمسند إليه هو المبتدأ ، مثل : «الطقس بارد». «بارد» : خبر المبتدأ هو المسند. ومثل : «إن الطقس بارد» «بارد» خبر «إن» وأصلها خبر المبتدأ هي المسند.

و «الطقس» اسم «إن» وأصلها مبتدأ ومثل : «كان الطقس باردا». «الطقس» : اسم «كان» أصله مبتدأ ، هو المسند إليه «باردا» : خبر «كان» أصله خبر المبتدأ هو المسند. ومثل : «ظننت الطقس باردا». الطقس مفعول به أوّل لفعل «ظننت» هو المسند إليه لأن أصله مبتدأ و «باردا» مفعول به ثان هو المسند لأن أصله خبر المبتدأ.

الجملة الابتدائيّة

هي التي تكون في ابتداء الكلام ومكتفية بمعناها ، ولا علاقة لها بما بعدها ، ولا محل لها من الإعراب ، مثل : «العلم نور» وكقول الشاعر :

تجلّدت حتّى قيل : لم يعر قلبه

من الوجد شيء بل أعظم الوجد

فجملة «تجلّدت» لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائيّة.

جملة الاختصاص

هي الجملة المؤلفة من فعل وفاعل ومفعول به وقد حذف منها الفعل والفاعل وجوبا وبقي المفعول به منصوبا بالفعل المحذوف مع فاعله تقديره : أخصّ ، مثل : «نحن المواطنين ندافع عن بلادنا». «المواطنين» : مفعول به لفعل «أخص» المحذوف وهذه الجملة الفعليّة يجب أن يسبقها ضمير للمتكلّم كالضمير «نحن» في المثل السّابق وهذه الجملة في محل نصب حال على رأي بعض النحاة ، وهي اعتراضيّة لا محل لها من


الإعراب على رأي نحاة آخرين. وجملة ندافع عن بلادنا في محل رفع خبر المبتدأ : «نحن».

الجملة الاستئنافيّة

من الجمل التي لا محل لها من الإعراب ، ويستأنف بها الكلام ، ولا علاقة لها بما قبلها وقد تكون مقترنة بـ «الواو» أو بـ «الفاء». وقد لا تكون مقترنة بشيء كقوله تعالى : (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(١) فجملة هو السميع العليم جملة استئنافيّة لا محل لها من الإعراب.

الجملة الاستثنائيّة

هي التي تقع مستثنى ، كقوله تعالى : (لَسْتَ عَلَيْهِمْ) بمسيطر (إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ)(٢) فجملة «من تولى» جملة استثنائيّة.

الجملة الاسميّة

هي التي لا تتضمن فعلا ، وتبدأ بالاسم بدءا أصيلا ، مثل : «الطقس جميل». أمّا إذا ابتدأت باسم حقّه التأخير فلا تكون اسميّة بل فعليّة ، مثل : «زيدا ضربت» «زيدا» : مفعول به مقدّم على الفعل والفاعل معا ، والجملة فعليّة ، وكقول الشاعر :

والذئب أخشاه إن مررت به

وحدي وأخشى الرّياح والمطرا

فكلمة «الذئب» التي تبدأ بها الجملة هي مفعول به لفعل محذوف يفسّره الفعل الظّاهر والتقدير : وأخشى الذئب أخشاه. وتكون جملة «وأخشى الذئب» لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائيّة. وجملة «أخشاه» لا محل لها من الإعراب لأنها تفسيريّة انظر : الجملة التفسيريّة.

الجملة الأصليّة

هي الجملة التي تعتمد على الإسناد ، ولا تدخل في التّركيب ، مثل : «جاء زيد» ، و «زيد جاء» ومثل : «كتب سمير» و «سمير كاتب» وهي نوعان الجملة البسيطة والجملة المستقلّة.

الجملة الإضافيّة

الواقعة في محل جرّ بالإضافة وتكون واقعة :

١ ـ بعد الظرف ، كقول تعالى : (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)(٣) جملة «ولدت» في محل جر بالإضافة والمضاف هو الظرف «يوم» ومثلها «أموت وأبعث» كل منهما جملة فعليّة في محل جرّ بالإضافة والمضاف «اليوم».

٢ ـ بعد «حيث» كقوله تعالى : و (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ)(٤) فالجملة المؤلفة من «يجعل» ومعموليها في محل جر بالإضافة ، والمضاف هو الظرف «يوم».

٣ ـ بعد «لدن» ، كقول الشاعر :

صريع غوان شاقهنّ وشقنه

لدن شبّ حتى شاب سود الذوائب

حيث وقعت جملة «شب» في محل جر بالإضافة والمضاف هو «لدن».

٤ ـ بعد «حين» كقول الشاعر :

على حين عاتبت المشيب على الصّبا

فقلت : ألمّا أصح والشّيب وازع

__________________

(١) من الآية ٦٥ من سورة يونس.

(٢) من الآيتين ٢٢ و ٢٣ من سورة الغاشية.

(٣) من الآية ٣٣ من سورة مريم.

(٤) من الآية ١٢٤ من سورة الأنعام.


حيث وقعت جملة : «عاتبت المشيب على الصّبا» في محل جر بالإضافة ، والمضاف «حين».

٥ ـ بعد «إذا» الظرفيّة الشرطيّة ، كقول الشاعر :

إذا ما غزا بالجيش حلق فوقه

عصائب طير تهتدي بعصائب

حيث وردت جملة «غزا» في محل جر بإضافة «إذا» ، كما أن جملة تهتدي نعت «طير».

٦ ـ بعد «آية» بمعنى «علامة» وتضاف إلى الجملة الفعليّة المثبتة ، أو المنفيّة بـ «ما» ، مثل :

بآية يقدمون الخيل شعثا

كأن على سنابكها مداما

فجملة «يقدمون الخيل» جملة فعليّة مثبتة في محل جرّ بالإضافة. «آية» المضاف.

٧ ـ بعد «ذو» بغير معنى صاحب ، مثل : «انتظر بذي تشفى» فجملة «تشفى» في محل جرّ بالإضافة والتقدير : في وقت يكون لك فيه شفاء.

بعد «ريث» ومعناها بقدر ، أو بوقت ، كقول الشاعر :

خليليّ رفقا ريث أقضي لبانة

من العرصات المذكرات عهودا

فجملة «أقضي لبانه» في محل جر بالإضافة ، والمضاف «ريث».

الجملة الاعتراضيّة

هي جملة لا محل لها من الإعراب وهي التي لا يتغيّر معنى الجملة بعد حذفها ، وتقع في أماكن عدّة منها :

١ ـ بين الفعل والفاعل ، كقول الشاعر :

وقد أدركتني والحوادث جمّة

أسنّة أقوام لا ضعاف ولا عزل

و «الحوادث جمّة» جملة اعتراضية وقعت بين الفعل «أدركتني» وفاعله أسنّة.

٢ ـ بين المبتدأ وخبره ، مثل : «أستاذنا ـ رحمه الله ـ كان عادلا» جملة «رحمه الله» اعتراضية لا محل لها من الإعراب ، وقعت بين المبتدأ «أستاذنا» والخبر جملة «كان عادلا».

٣ ـ بين اسم «إنّ» وخبرها ، كقول الشاعر :

إنّ الثمانين وبلّغتها

قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

حيث أتت جملة «وبلّغتها» جملة اعتراضية ، لا محل لها من الإعراب إذ وقعت بين اسم «إنّ» وهو «الثمانين» وخبر «إنّ» وهو جملة «قد أحوجت سمعي».

٤ ـ بين فعل الشرط وجوابه ، كقوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ)(١) فجملة «ولن تفعلوا» اعتراضية.

٥ ـ أو بين القسم وجوابه ، كقول الشاعر :

لعمرك ما أدري ، وإن كنت داريا ،

شعيث ابن سهم أم شعيث ابن منقر

٦ ـ أو بين الحرف وتوكيده ، كقول الشاعر :

ليت ، وهل ينفع شيئا ليت ،

ليت شبابا بوع فاشتريت

«جملة» «وهل ينفع شيئا» جملة اعتراضيّة وقعت بين حرف التمني «ليت» وتوكيده «ليت» الثانية.

__________________

(١) من الآية ٢٤ من سورة البقرة.


٧ ـ بين الصفة وموصوفها ، كقول الشاعر :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

فجملة «إذا فعلت» جملة اعتراضية واقعة بين الموصوف «عار» وصفته «عظيم». وجملة «فعلت» في محل جر بالإضافة هي فعل الشرط وجواب الشرط محذوف تقديره : «إذا فعلت فذلك عار عليك». والجملة المؤلفة من فعل الشرط وجوابه لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية.

٨ ـ بين المضاف والمضاف إليه مثل : «هذا كتاب زيد» تقول : «هذا كتاب والله زيد» الجملة القسمية «والله» لا محل لها من الإعراب لأنها وقعت بين المضاف «كتاب» والمضاف إليه «زيد».

٩ ـ بين الموصول وصلته ، مثل : «هذا الذي والله علّمني» حيث فصلت جملة القسم بين اسم الموصول «الذي» وصلته ، وهي جملة «علّمني».

١٠ ـ بين الفعل ومفعوله ، كقول الشاعر :

ألم تعلمي ، يا عمرك الله ، أنني

كريم على حين الكرام قليل

حيث أن جملة «يا عمرك الله» جملة اعتراضيّة لا محل لها من الإعراب لأنها فصلت بين الفعل «تعلمي» ومفعوله المكوّن من «أن» وما بعدها سدت مسدّ مفعولي «تعلمي». و «يا» هي لمجرّد التّنبيه. «عمرك» : مفعول مطلق من فعل محذوف مع فاعله تقديره : بتعميرك الله ، أي :بإقرارك له بالبقاء. وظاهره القسم وليس هو المراد ، أو يكون التقدير : سألت الله أن يطيل عمرك فعلى هذا المعنى تكون جملة «يا عمرك الله» للدعاء ويكون لفظ الجلالة فاعل «يطيل».

الجملة الانشائية

هي الجملة التي تشتمل على نوع من الطلب ، وهي التي لا تحتمل الصدق والكذب ويقابلها الجملة الخبريّة وهي التي يكون معناها صالحا للحكم عليه بأنه صدق أو كذب من غير النظر إلى قائلها. مثل : «ليتك زرتنا أيام العيد» جملة انشائية تتضمّن التمني ، ومثل : أخوك مجتهد جملة خبرية.

الجملة الانشائية الطلبيّة

هي التي يراد بها حصول الشيء أو عدمه وتشمل : الأمر ، النهي ، الاستفهام ، والدّعاء ، والعرض ، والتحضيض ، والتّمني ، والتّرجّي ، مثل : «ادرس» ، «لا تأكل» ، «هل تكتب» ، «ولا تزل بخير» ، «ألا تأكل» و «هلّا درست» ، «ليتك أكلت» و «لعلّك درست».

الجملة الانشائية غير الطلبيّة

هي التي يراد بها إعلان شيء والتّسليم به وتشمل جملة التعجب ، مثل : ما أكرمه ، والمدح والذّم ، مثل : «نعم الفتاة هند» وبئس الرجل زيد.

وجملة القسم ، مثل : «والله لأجتهدنّ». وصيغ العقود ، مثل : بعت.

الجملة البسيطة

اصطلاحا : هي الجملة التي ليست صغرى ولا كبرى إنما هي الجملة الاسميّة التي ليست خبرا لمبتدأ ، أو ما كان أصله مبتدأ ، وليس خبرها جملة ، ولا شبه جملة إنّما هو مفرد ، مثل : «الكتاب مفيد» «الجهل ظلم».

الجملة التّابعة

الجملة التابعة لجملة لها محل من الإعراب


يكون لها إعراب الجملة الأولى نفسه ويكون الإتباع بواسطة العطف أو البدل ، كقول الشاعر :

ولست أبالي بعد فقدي مالكا

أموتي ناء أم هو الآن واقع

والتقدير : ولست أبالي أموتي ناء أم هو الآن واقع ، فجملة «أم هو الآن واقع» جملة اسميّة مؤلفة من المبتدأ «هو» وخبره «واقع» معطوفة بـ «أم» على جملة «أموتي ناء» فهي تابعة لها من جهة الإعراب أي : مفعول به لفعل «أبالي» ومثل :قلت لرفيقي : «ارحل ، اترك البلد سريعا» فجملة «اترك البلد» هي بدل من جملة «ارحل» ولها حكمها الإعرابيّ ، أي : مفعول به لفعل «قلت» أما الجملة التابعة لجملة لا محلّ لها من الإعراب فتكون مثلها لا محل لها من الإعراب مثل : «جاء الذي زرته وأكرمته». «زرته وأكرمته» جملتان لا محل لهما من الإعراب لأنهما صلة الموصول والثانية معطوفة على الأولى.

الجملة التعليليّة

هي التي تقع أثناء الكلام تعليلا لما قبلها ، مثل : «اعمل لوطنك ، إنّ عملك واجب» والتقدير : لأن عملك واجب. هي جملة تعليليّة لا محل لها من الإعراب ، وبعضهم يرى أن الجملة التعليليّة والابتدائيّة والاستئنافيّة نوع واحد هو الجملة الابتدائية.

الجملة التّفسيريّة

هي الجملة التي تقع بعد «أي» أو «أن» ، كقوله تعالى : (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ)(١) فجملة «أصنع الفلك» لا محل لها من الإعراب لأنها تفسيريّة. ومثل ما في الجملة : «ترمينني بالطّرف ، أي : أنت مذنب» وقد تكون غير مقترنة بشيء مثل : «هل أدلك على طريق النجاح تثابر على عملك» فجملة تثابر على عملك جملة تفسيريّة تفهم من السّياق.

الجملة الجوابية

هي التي تكون إما جوابا للشرط أو جوابا للطلب أو جوابا للقسم.

الجملة الجوابيّة للشرط

هي التي تقع جوابا للشرط الجازم إذا كانت مقترنة بالفاء أو بـ «إذا» الفجائية فتكون في محل جزم جواب الشرط ، كقوله تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ)(٢) فجملة : «هم يقنطون» جملة اسمية مؤلفة من المبتدأ «هم» وخبره جملة «يقنطون» هي في محل جزم جواب الشرط. ومثل : «من تاب لله فقد غفر له». فالشّرط جازم والجملة مقترنة بالفاء والجملة الجوابيّة التي لا تكون مقترنة بـ «الفاء» أو بـ «إذا الفجائية» أو إذا كانت أداة الشّرط غير جازمة ، فالجملة الجوابيّة لا محل لها من الإعراب مثل :

لو لا الحياء لعادني استعبار

ولزرت قبرك والحبيب يزار

فجملة «لعادني استعبار» جملة جوابية للشّرط ولا محل لها من الإعراب لأن الأداة «لو لا» غير جازمة والجملة غير مقترنة بـ «الفاء» أو بـ «إذا» وتكون الجملة الجوابيّة لا محل لها من الإعراب أيضا إذا كانت أداة الشرط جازمة ، لكن الجملة غير مقترنة بالفاء أو بـ «إذا» الفجائية مثل : «إن تدرس تنجح» فجملة «تنجح» جواب الشرط لا

__________________

(١) من الآية ٢٧ من سورة المؤمنون.

(٢) من الآية ٣٦ من سورة الروم.


محل لها من الإعراب لأنها غير مقترنة بالفاء أو بـ «إذا».

الجملة الجوابيّة للطلب

هي الجملة التي تقع جوابا للطلب ولا محل لها من الإعراب مثل : «ادرس تنجح» فجملة تنجح لا محل لها من الإعراب لأنها جواب الطلب. ومن الملاحظ أن الفعل المضارع «تنجح» الواقع جواب الطلب مجزوم بالأمر لأنه مسبّب عنه. أمّا إذا لم يقصد ذلك وجب الرّفع ، مثل : ادرس ينجح رفيقك. فجملة «ينجح» جواب الطلب هي واجبة الرّفع لأنها غير مسبّبة عما قبلها.

الجملة الجوابيّة للقسم

هي الجملة الواقعة جوابا للقسم ولا محل لها من الإعراب مثل : «والله لأجتهدنّ» جملة «لأجتهدنّ» لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. وتسمّى أيضا جملة جواب القسم ، جملة الجواب ، الجملة الجوابيّة ، جواب القسم.

الجملة الحاليّة

هي الجملة الواقعة حالا بعد اسم معرفة ويشترط في الجملة الحاليّة أن تكون غير مصدّرة بالسّين أو بسوف ، وأن تكون مرتبطة بصاحبها بالضمير مثل : «جاء الولد يركض» جملة «يركض» حالية مرتبطة بصاحبها «الولد» بالضمير المستتر تقديره «هو» العائد على الولد. أو تكون مرتبطة بالواو ، كقوله تعالى : (لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ)(١) حيث ارتبطت الجملة الحالية «ونحن عصبة» بصاحبها بالواو فقط. أو تكون الجملة مرتبطة بصاحبها بالواو والضمير معا ، كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ) الجملة الحالية «وهم ألوف» ارتبطت بصاحبها وهو «الواو» من «خرجوا» بالواو والضمير معا.

الجملة الخبرية

هي التي تقع خبرا للمبتدأ ، كقول الشاعر :

ألا إنّ قلبي لدي الظاعنين حزين

فمن ذا الذي يعزي الحزينا

فجملة «يعزي الحزينا» في محل رفع خبر المبتدأ «من». أو خبر «كان» وأخواتها كقول الشاعر :

وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا

إذا أنّه عبد القفا واللهازم

فجملة «أرى زيدا» في محل نصب خبر «كنت». أو خبرا ل «إنّ» وأخواتها ، كقول الشاعر :

إن أباها وأبا أباها

قد بلغا في المجد غايتاها

فجملة «قد بلغا في المجد غايتاها» في محل رفع خبر «إنّ» أو خبرا ل «كاد» كقول الشاعر :

عسى الكرب الذي أمسيت فيه

يكون وراءه فرج قريب

فجملة «يكون وراءه فرج قريب» في محل نصب خبر «عسى». أو خبر «لا» النافية للجنس ، كقول الشاعر :

تعزّ فلا إلفين بالعيش متّعا

ولكن لورّاد المنون تتابع

جملة «متّعا» المؤلفة من الفعل المجهول ونائب فاعله في محل رفع خبر «لا».

__________________

(١) من الآية ١٤ من سورة يوسف.


الجملة السادّة مسدّ المفعول

هي الجملة الواقعة مفعولا به لفعل القول أو الملحق به ، وتغني عنه ، كقول الشاعر :

قال : السّماء كئيبة وتجهما

قلت ابتسم يكفي التجهّم في السّما

أو هي التي تقع بعد فعل من أفعال القلوب الذي علّق عن العمل لفظا لا محلّا ونصب أوّل مفعوليه فسدت الجملة مسدّ الثّاني ، مثل :«علمتك أيّ رجل أنت» أو هي التي تقع بعد فعل متعد إلى واحد غير مذكور ، مثل : «علمت من المجتهد».

الجملة السّادّة مسدّ المفعولين

هي الجملة الواقعة بعد فعل من أفعال القلوب وقد علق عن العمل لفظا لا محلّا وتغني عن المفعولين ، مثل : «علمت أن الطالب ناجح».

الجملة الصّغرى

هي جملة فعليّة أو اسميّة ضمن جملة كبرى تكون خبرا لمبتدأ ، أو لما كان في الأصل مبتدأ مثل : «إنّ الطبيب تكثر زوّاره» فجملة «تكثر زوّاره» جملة فعليّة مؤلفة من فعل وفاعل في محل رفع خبر «إنّ» هي جملة صغرى.

الجملة الصغرى والكبرى معا

قد تكون الجملة كبرى وصغرى معا على اعتبار أن الخبر فيها جملة ، وصغرى باعتبار أنها خبر لمبتدأ ، مثل : «المال حاملوه يخافون مصيرهم» فجملة «حاملوه يخافون مصيرهم» خبر المبتدأ «المال». أما جملة «يخافون مصيرهم» فهي جملة صغرى هي خبر المبتدأ «حاملوه».

والجملة الاسمية من المبتدأ «حاملوه» ؛ وخبره «جملة يخافون مصيرهم» هي جملة كبرى وصغرى معا وهي خبر للمبتدأ الأول «المال».

ومثل : «التّسامح أصحابه يحترمهم الناس». جملة «يحترمهم الناس» هي صغرى ، وهي خبر للمبتدأ «أصحابه». وجملة «أصحابه يحترمه الناس» هي جملة كبرى وصغرى معا هي خبر للمبتدأ الأول «التسامح».

الجملة الظرفيّة

هي المصدّرة بظرف ، أو بجار ومجرور ، مثل :«أعندك ضيف» «أفي الدار خبز» ومن النّحاة من يعتبر «ضيف» فاعل للظرف الذي يقدّر بفعل «استقرّ» ، فتكون الجملة فعلية مؤلفة من فعل استقرّ وفاعله ، ومثلها جملة «أفي الدّار خبز» والتقدير :هل استقرّ خبز في الدّار. ومن النّحاة من يعتبر الجملة الظرفيّة اسميّة على تقدير : «ضيف» مبتدأ والظرف «عندك» خبره. وكذلك جملة «أفي الدّار خبز» فتكون «خبز» مبتدأ ، والجار والمجرور خبر مقدم. أو على تقدير : «ضيف» فاعل لاسم الفاعل المحذوف تقديره : كائن ، مستقر ، وهذا الفاعل يغني عن الخبر.

الجملة غير المفيدة

هي التي لا يتمّ الكلام بها ، فيبقى المعنى ناقصا ، مثل : «الطقس البارد».

الجملة الفاعليّة

هي التي تقع فاعلا ، مثل : «أعجبني أنك مجتهد» والتقدير : اجتهادك.

الجملة الفعليّة

هي التي تتضمّن فعلا ، مثل : ضربت زيدا.

الجملة القسميّة

هي في الحقيقة جملتان لأنها تتضمن القسم وجملة الجواب ، لذلك فهي تحتوي على : جملة


مؤكّدة ، وجملة مؤكّدة واسم مقسم به ، ففي مثل : أقسم بالله لأقول الحقّ. الجملة الأولى : أقسم بالله هي المؤكّدة لجملة القسم التي بعدها الواقعة جوابا للأولى. وجملة «لأقول الحق» هي الجملة المؤكّدة ، هي المقسم عليها وهي جملة فعليّة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم ، والاسم المقسم به هو اسم الجلالة «الله». وقد يكون جملة جواب القسم اسميّة مثل : أقسم بالله لقول الحقّ نصير المظلوم.

والقسم قد يكون استعطافيّا فتكون جملة القسم في هذا النوع طلبيّة أي : يراد بها توكيد معنى جملة أخرى مشتملة على ما يثير العاطفة ، كقول الشاعر :

بعينيك يا سلمى ارحمي ذا صبابة

أبي غير ما يرضيك في السّرّ والجهر

وقد يكون القسم غير استعطافيّ وهو الذي يراد به توكيد جملة خبريّة فتكون جملة القسم فيه خبريّة. وهذه الجملة الخبرية على أنواع ، منها :

١ ـ إذا كانت مضارعيّة مثبتة تؤكّد باللام والنون معا ، فتقول : والله لأقولنّ الحقّ ، فاللّام هي الرّابطة لجواب القسم والنون هي نون التوكيد.

٢ ـ إذا كانت ماضويّة مثبتة ، فالأكثر أن تكون مقترنة «باللّام» و «قد» معا ، مثل : «والله لقد قلت الحقّ». جملة «قلت الحق» جواب القسم.

٣ ـ إذا كانت ماضويّة مثبتة وفعلها جامد فالأغلب أن تقترن باللام فقط ، مثل : «والله لنعم الدرس الأدب» «نعم» : فعل جامد مقترن باللّام والجملة جواب القسم ، لا محل لها من الإعراب ومثل : «والله لعسى أن يحالفك الحظ».

٤ ـ إذا كانت ماضوية وفعلها جامد هو «ليس» فلا تقترن الجملة الجوابية بشيء مما سبق ، مثل :«والله ليست السعادة بالمال».

٥ ـ وإذا كانت الجملة منفيّة بـ «ما» أو بـ «لا» مضارعيّة كانت أو ماضويّة وجب عدم اقترانها باللّام ، مثل : «أقسم بالله ما يبخل المحسن عن دفع المال» ومثل : «أحلف بالله لا يموت حق وراءه مطالب» ومثل : «لعمرك إن يحيا الوطن إلا بالتضحيات». أمّا إذا كانت الجملة اسميّة فالأغلب اقترانها «باللّام» و «إنّ» معا ، أو بأحدهما ، مثل : «أشهد إنّك لعلى خلق قويم» ومثل : «والله إنك لعلى صواب» ومثل : «والله لأخوك على صواب».

٦ ـ أمّا إذا كانت الجملة الاسميّة الواقعة جوابا للقسم منفيّة بـ «ما» أو «إن» أو «لا» فلا تقترن باللّام ، مثل : «والله ما السّارق بهارب من العدالة» أمّا إذا كان النفي بـ «لا» والخبر مقدّم أو المخبر عنه معرفة وجب تكرار «لا» مثل : «والله لا فاشل مجتهد ولا مهذب» ومثل : «والله لا سمير فاشل ولا خليل».

الجملة الكبرى

هي الجملة التي يكون خبرها جملة صغرى وتكون مبدوءة باسم ، مثل : «العمل يبعدنا عن النقائص والعيوب». «العمل» : مبتدأ وجملة «يبعدنا ...» جملة صغرى فعليّة في محل رفع خبر المبتدأ ، والجملة من المبتدأ وخبره هي جملة كبرى.

الجملة الكبرى ذات الوجه

هي الجملة الكبرى التي يكون صدرها اسم وعجزها جملة اسميّة ، مثل : «الظّلم مرتعه وخيم» ، أو فعليّة الصدر والعجز ، مثل : «ظننت


زيدا مسافرا أخوه». ومثل : «حسبت المال يبعد عن الأذى».

الجملة الكبرى ذات الوجهين

هي التي يكون صدرها اسم وعجزها جملة فعليّة مثل : «العلم ينير الأمّة» ، أو يكون صدرها فعلا ناسخا وعجزها جملة اسمية مثل : «ظننت الكواكب أنوارها خافتة».

الجملة المبتدأ

هي الجملة التي تؤوّل بمصدر يقع مبتدأ ، كقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(١) والتقدير إنذاركم أو عدم إنذاركم سواء عليهم.

الجملة المحكيّة

اصطلاحا : هي التي ترد نطقا وكتابة من غير تغيير بعد فعل القول ، مثل : «قال : الصبر مفتاح الفرج» أو ترد بمعناها بشرط المحافظة على دقة المعنى والأسلوب مثل : قال : «إن الصّبر مفتاح الفرج».

الجملة المحكيّة بالقول

الجملة المحكيّة بالقول ، هي التي تكون بعد فعل القول وتسدّ مسدّ مفعوله أو الملحق به في الأغلب. والجملة المحكيّة هي التي ترد بحالتها الأصلية نطقا وكتابة من غير تغيير ، مثل : «قال : العلم نور» أو بمعناها شرط المحافظة على المعنى وصحّة التّركيب مثل : «قال : إن العلم نور» فجملة «العلم نور» مؤلفة من مبتدأ «العلم» وخبره «نور» هي جملة اسمية في محل نصب مقول القول.

ومثلها جملة «إن العلم نور» وقد تقع الجملة المحكيّة بالقول فاعلا أو نائب فاعل ، مثل :«قيل : العلم نور» فجملة «العلم نور» نائب فاعل للفعل المجهول : «قيل» ومثل : «أعجبني : العلم نور» جملة «العلم نور» فاعل أعجبني. ويشترط في الجملة المحكيّة أن تكون قد ذكرت قبل حكايتها بالقول ، ويكون إعرابها محكيّا.

الجملة المستأنفة

هي التي يفتتح الكلام بها وهي الجملة المنقطعة عما قبها ومنها الجمل التي تفتتح بها السّور القرآنية كقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)(٢) وكقوله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)(٣). أمّا الجمل المنقطعة عمّا قبلها فإمّا أن تكون منقطعة لفظا ، مثل : «مرض أبي شفاه الله» فجملة «شفاه الله» جملة مستأنفة وتفيد الدّعاء منقطعة عمّا قبلها لفظا ومتعلقة به معنى ، ومثل قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ)(٤) فالجملة «يعيده» منقطعة معنى عمّا قبلها لكنّها مرتبطة به لفظا بواسطة حرف العطف «ثمّ» وذلك لأن إعادة الخلق من الله تعالى لم يقع بعد ، لذلك يسمي بعض النحاة «ثمّ» حرف استئناف لا حرف عطف. وممّا يعدّ من جملة الاستئناف أيضا جملة العامل الملغى لتأخّره عن المعمول ، مثل : «سمير ناجح أعتقد» فجملة «أعتقد» جملة استئنافية لا محل لها من الإعراب ، والفعل «أعتقد» فيها ملغى أي : لم ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبره ، إذ هو من أفعال القلوب.

الجملة المستقلّة

هي الجملة الفعليّة التي تقتصر على المسند

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة البقرة.

(٢) من الآية الأولى من سورة القدر.

(٣) من الآية الأولى من سورة الهمزة.

(٤) من الآية ١٩ من سورة العنكبوت.


والمسند إليه دون أن تدخل في التّركيب ، مثل :«طلع البدر» ، «كتبوا» ، «أفطر الصائمون» ، «عيّد المسلمون».

الجملة المفعوليّة

هي التي تقع مفعولا به وتكون : إما في باب التّعليق ، أي : بعد عامل معلّق عن العمل ، كقوله تعالى : (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى)(١) وفيها «أي» اسم استفهام مبني على الضم في محل رفع مبتدأ ، «أحصى» : لها وجهان إعرابيّان : فهي إمّا أن تكون فعلا ماضيا ، أو تكون هي أفعل التفضيل فأيّ الوجهين من الإعراب كانت فهي واقعة خبرا للمبتدأ ، والجملة الاسمية من المبتدأ أو خبره ، سدّت مسدّ مفعولي «لنعلم» إذ علّق عن العمل فاكتفى بمفعول واحد ، وإمّا أن تكون في باب «ظنّ» وأخواتها من أفعال القلوب ، مثل : «ظننت أنك مسافر» «أنّ» ومعمولاها في محل نصب مفعول به ل «ظننت» ، وإمّا من باب الحكاية بالقول ، كقوله تعالى : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ) حيث وردت «إن» ومعمولاها في محل نصب مفعول به لفعل القول.

الجملة المفيدة

هي التي تفيد معنى مستقلّا تاما مثل : «جاء زيد».

الجملة الموصولية

التي تقع صلة الموصول كقوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا).

الجملة النائبة عن الفاعل

هي التي تقع نائب فاعل ، كقوله تعالى : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ)(٢) حيث وقعت جملة «أنه» مع معموليها في محل رفع نائب فاعل للفعل المجهول «أوحي» والتقدير : أوحي استماع.

الجملة النّعتيّة

اصطلاحا : هي الجملة التي تقع نعتا لاسم نكرة لفظا ومعنى ، مثل : «جاء ولد يبكي» جملة «يبكي» في محل رفع نعت للاسم النكرة «ولد» أو معنى لا لفظا وهو المعرّف بأل الجنسية ، كقول الشاعر :

ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني

فمضيت ثمّت قلت : لا يعنيني

فجملة «يسبّني» في محل جر نعت «اللئيم».

ويشترط بها حتى تكون نعتا أن تكون خبريّة أي : تحتمل الصّدق والكذب ، وألّا تقترن بالواو ، وأن تشتمل على ضمير يربطها بالمنعوت ، سواء أكان الضمير ملفوظا ، كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ)(٣) فجملة «ترجعون» فيه إلى الله في محل نصب نعت «يوما» أو مقدّرا ، كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً)(٤) والتقدير : لا تجزي فيه ؛ الجملة «لا تجزي» في محل نصب نعت «يوما».

الجملة الواقعة صفة

اصطلاحا : الجملة النّعتيّة.

جميع

اصطلاحا : كلمة جميع هي من ألفاظ التّوكيد التي تفيد الإحاطة ، مثل : «جاء القوم جميعهم» وقد تكون بلفظ أجمع ، مثل : «جاء القوم أجمعون» وفي الغالب يؤكّد بأجمع بعد «كل» فتقول : «جاء القوم كلّهم أجمعون» وقد تكون بلفظ «جمع» فتقول : «جاء القوم جمع». وقد ورد

__________________

(١) من الآية ١٢ من سورة الكهف.

(٢) من الآية الأولى من سورة الجن.

(٣) من الآية ٢٨١ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ٤٨ من سورة البقرة.


لفظ أجمع في القرآن الكريم دون أن تسبقه كلمة «كل» ، كقوله تعالى : (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ)(١) وإذا لم تكن «جميع» بلفظ التّوكيد المعنويّ ، تعرب بحسب ما يقتضيه الكلام فقد تكون مبتدأ ، مثل : «جميع القوم ينادون بالسّلام» وفاعلا ، مثل : «جاء جميع الطلاب» ومفعولا به مثل : «رأيت جميع الطلاب» أو اسم «إنّ» ، مثل :«إن جميع الطلّاب فائزون» أو اسم «كان» ، مثل :«كان جميع الطلاب منصتين إلى شرح المعلم».

الجواب

لغة : تقول : أجاب إجابة وإجابا سؤاله وعن سؤاله وإلى سؤاله ، ردّ له الجواب. يقال : أجابه إلى حاجته. تجاوبوا : وزن تفاعل : ردّ أحدهم على الثاني تجاوبوا : تحاوروا. استجاب استجابة ردّ له الجواب : «استجوب» وزن : «استفعل».

تقول : استجوبه. واستجوب له : استجابه. وفي المحاكم : استنطقه والجواب يجمع : أجوبة وجوابات : الردّ على سؤال أو خطاب أو دعاء أو اعتراض.

واصطلاحا : صفة من صفات الحروف التي يجيب المتكلّم بها وتسمّى حروف الجواب وهي :«نعم» ، «بلى» ، «أجل» ، «جير» ، «إنّ» ، «لا» ، «كلّا» ، كقوله تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ، قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَ)(٢) وكقوله تعالى : (كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ)(٣) وكقوله تعالى : (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ)(٤) والجواب أنواع منها :

جواب الأمر

يكون جواب الأمر ، كقوله تعالى : (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ)(٥) جملة «تخرج» هي جواب الأمر.

جواب الجزاء

٢ ـ جواب الجزاء أي : جواب الشرط. كقوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)(٦) جملة «يره» في الموضعين جواب الشرط.

جواب الشّرط

اصطلاحا : جوازم المضارع.

جواب الشّرط والعطف عليه

اصطلاحا : جوازم المضارع.

جواب الطلب

الطلب يشمل الأمر ، مثل : «اطلب تجد» ، والاستفهام ، مثل : «هل أدلّك على طريق السّلامة ابتعد عن الأخطار» فجملة الاستفهام «هل أدلك ...» وجوابها «ابتعد عن الأخطار».

جواب القسم

مثل قوله تعالى : (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ)(٧) فجملة «لأكيدنّ أصنامكم» جواب القسم.

الجوار

لغة : الجوار ، المجاورة ، تقول : جاور الرجل مجاورة وجوارا وجوارا ، وجارك : الذي يجاورك ،

__________________

(١) من الآية ٤٣ من سورة الحجر.

(٢) من الآية ٧ من سورة التغابن.

(٣) من الآية ١٧ من سورة الفجر.

(٤) من الآيتان ١٤ و ١٥ من سورة العلق.

(٥) من الآية ٢٣ من سورة القصص.

(٦) من الآيتين ٧ و ٨ من سورة الزلزلة.

(٧) من الآية ٥٧ من سورة الأنبياء.


والجمع أجوار وجيرة وجيران ، ولا نظير له إلّا قاع وأقواع وقيعان وقيعة. «تجاور القوم» وزن تفاعل واجتور بمعنى واحد : جاور بعضهم بعضا. وجارة الرجل امرأته وهو يجيرها ويمنعها ولا يتعدى عليها ، مثل :

أيا جارتا! بيني فإنّك طالقه

وموموقة ما دمت فينا ووامقه

واصطلاحا : هو أحد العوامل المعنويّة ، راجع : الجرّ بالمجاورة.

الجوار

لغة : الجوارّ جمع جارّ أي : الجاذب والسّاحب.

واصطلاحا : الجوارّ جمع جارّ تقول : جارّ ومجرور ، فالجارّ هو حرف الجر. انظر : حروف الجر.

الجواز

لغة : جوّز الدراهم : جعلها جائزة أي :رائجة. تجوّز الدراهم ، وزن «تفعّل» قبلها على ما فيها من الزّيف ولم يردّها ، جاوز عن الذّنب ، وزن «فاعل» : صفح تجوّز عنه ، وزن تفعّل ، أغضى وعفا. وتجوّز في الأمر : احتمله. تجاوز عنه ، وزن تفاعل ، أغضى وعفا ، الجواز : التّساهل.

تقول : «من خلقي الجواز» أجاز الشاعر : استعمل في شعره الإجازة ، وهي أن يزيد الشاعر على كلام غيره بعد فراغه منه.

واصطلاحا : الجواز والمجاوزة : كسر بعض القواعد الصّرفيّة والنحويّة ، والمجاوزة هي بعد الشيء عمّا ذكر بعد «عن» بسبب ما يتعلّق به ، مثل : «رميت السّهم عن القوس» أي : جاوز وفارق السهم القوس بسبب الرّمي ، وتقول : أخذ الحديث عن فلان ، أي : تجاوز المحدّث المحدّث عنه بسبب الأخذ. أو تجاوز المحدّث بسبب الأخذ ، والجوازات أنواع منها :

الجوازات الشعرية

١ ـ اصطلاحا : الجوازات الشعريّة ، هي تجاوز بعض القواعد الصّرفيّة والنحويّة تسهيلا للشاعر في إقامة الوزن والقافية ، واختيار الألفاظ المناسبة للحفاظ على الصور الفنّيّة في الشعر ، كتسكين «اللّام» في قافية الشاعر :

لا تقل أصلي وفصلي أبدا

إنما أصل الفتى ما قد حصل

وهذه الجوازات تكون على ثلاثة أنواع :

الجوازات القبيحة

منها ترخيم المنادى الذي لا يجوز ترخيمه ، كقول الشاعر :

فلست بآتيه ولا أستطيعه

ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل

حيث رخّم الشاعر كلمة «ولكن» فذكر «ولاك» ورخّمها شذوذا وفي غير نداء. ومثل : ترخيم المنادى الزائد على ثلاثة أحرف ، في مثل : «يا أحم» بدلا من «يا أحمد» وهذا شاذ ، لأنه قبيح على اللّفظ ، مع أنه قياسيّ ، إذ يرخّم المنادى بحذف حرف واحد هو الأخير بدون شرط ، أو إذا كان مستوفيا شروط التّرخيم ، راجع الترخيم. ومن الترخيم ، قول الشاعر :

لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره

طريف بن مال ليلة الجوع والخصر

حيث رخّم الشاعر كلمة «مالك» فذكر «مال» من غير نداء رغم اختصاص الترخيم بالمنادى ،


والذي أجاز ذلك صلاحية الاسم للنداء.

الجوازات المعتدلة

وهي على أنواع كثيرة منها :

١ ـ مدّ المقصور. يشترط ألا يؤدي المدّ إلى خفاء في المعنى ، وذلك في الضرورة الشعريّة مثل :

يا لك من تمر ومن شيشاء

ينشب في المسعل واللهاء

حيث مدّ كلمة «اللهاء» للضرورة الشعريّة ، والأصل : «اللهاء» ارجع إلى : مد المقصور.

٢ ـ حذف «الفاء» من جواب الشرط الواجب اقترانه بها ، كقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم : «من يقم ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ...» والتقدير : فقد غفر له ... بدليل قوله تعالى : (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ فِي حَرْثِهِ)(١) فهذا من الحذف الجائز بدليل اقتران الفاء بجواب الشّرط في قوله تعالى : (إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ لَهُمْ)(٢).

٣ ـ حذف الفاء من جواب «أمّا». مثل : «أما الكسل احذر» والتقدير : فاحذر.

٤ ـ جواز الجزم بـ «إذا» ، من المعروف أن «إذا» : ظرفيّة شرطيّة لكنها غير جازمة والجزم بها من الجوازات المعتدلة ، كقول الشاعر :

وإذا تصبك خصاصة فارج الغنى

وإلى الذي يعطي الرّغائب فارغب

حيث جزم فعل الشرط «تصبك» وجواب الشرط «فارج» بعد «إذا» وذلك للضرورة الشعريّة.

٥ ـ تنوين المنادى المبني على الضّم ، كقول الشاعر :

سلام الله يا مطر عليها

وليس عليك يا مطر السّلام

حيث نوّن الشاعر المنادى «مطر» وكان حقّه البناء على الضم وذلك للضرورة الشعرية ، وأتى به على القياس في عجز البيت فذكر «يا مطر».

٦ ـ تحويل همزة الوصل إلى همزة قطع ، فتقول : «جئت يوم الإثنين» ، فكلمة «الإثنين» تبدأ بهمزة وصل وتحولت في حشو الكلام إلى همزة قطع ، وفي الشعر تتحول همزة الوصل إلى همزة قطع للضرورة ، كقول الشاعر :

ألا لا أرى إثنين أحسن شيمة

على حدثان الدّهر منّي ومن جمل

حيث قطع الشاعر همزة الوصل في «اثنين» للضرورة.

الجوازات المقبولة

الجوازات المقبولة هي كثيرة أيضا ، منها :

١ ـ قصر الممدود كقول الشاعر :

فهم مثل الناس الذي يعرفونه

وأهل الوفا من حادث وقديم

حيث قصر همزة «الوفاء» والأصل بالمدّ :«الوفاء».

٢ ـ تخفيف المشدّد فتقول : «يشتد البرد» بدلا من يشتدّ.

٣ ـ جعل الممنوع من الصّرف مصروفا ، كقول الشاعر :

إذا ما غزا بالجيش حلّق قومه

عصائب طير تهتدي بعصائب

__________________

(١) من الآية ٢٠ من سورة الشورى.

(٢) من الآية ٨٠ من سورة التوبة.


حيث صرف كلمة «عصائب» في ضرورة الشعر والأصل القول : «بعصائب».

٤ ـ جعل همزة القطع همزة وصل ، كقول الشاعر :

يا با المغيرة ربّ أمر معضل

فرّجته بالمكر مني والدّها

حيث تحولت همزة القطع إلى وصل والأصل :يا أبا المغيرة.

٥ ـ تسكين المتحرك ، مثل : «الحلم» بدلا من «الحلم».

٦ ـ تحريك السّاكن ، مثل : «نهر» بدلا من «نهر».

٧ ـ تسكين «الياء» في الاسم المنقوص الواجب نصبه ، مثل : «رأيت الغازي» بدلا من «الغازي».

٨ ـ تسكين «الواو» و «الياء» في آخر المضارع المنصوب ، مثل : «لن أدعو» بدلا من «لن أدعو».

الجوازم

لغة : الجزم القطع ، تقول : جزم الأمر جزما :قطعه.

واصطلاحا : جزم الحرف : قطع عنه الإعراب. جزم الفعل : أسكن آخره الصحيح أو حذف آخره المعتل ، أو حذف النون النائبة عن الضّمّة في الأفعال الخمسة. الجازم اسم فاعل من جزم والجمع : جوازم. وفي الاصطلاح النحوي : الحروف والأسماء التي تجزم فعلا مضارعا واحدا ، مثل : «لم يأكل طعامه» ، أو فعلين ، مثل قوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ). وجوازم المضارع على نوعين :قسم يجزم فعلا واحدا وهو : «لم» «لمّا» ، «لام الأمر» ، «لا الناهية».

وقسم يجزم فعلين وهو على نوعين : النوع الأول يتضمن حرفين فقط هما : «إن» ، و «إذ ما» ، والنوع الثاني أسماء شرط ، هي : «من» ، «ما» ، «مهما» ، «أي» ، «كيفما» ، «أينما» ، «أيّان» ، «أنّى» ، «حيثما» ، «متى» راجع الجزم.

جوازم المضارع

اصطلاحا : الجوازم. انظر الجزم.

الجوازم لفعلين

انظر : جوازم المضارع.

الجهر

لغة : يقال : جهر بالقول إذا رفع به صوته فهو جهير ، وأجهر فهو مجهر إذا عرف بشدّة الصّوت.

وجهر الشيء : علن وبدا. وجهر بكلامه وصلاته يجهر جهرا وجهارا وأجهر وجهور : أعلن به وأظهره ، يتعدّى بحرف الجرّ «الباء» والجهرة : ما ظهر ، وراه جهرة : لم يكن بينهما سر. والجهر : العلانية.

واصطلاحا : الجهر هو من صفات الحروف ، وهو انحباس جري النّفس عند النطق بالحرف لقوّته. وحروف الجهر هي : أ، بـ ، ج ، د ، ذ ، ر ، ز ، ض ، ط ، ظ ، ع ، غ ، ق ، ل ، م ، ن ، و، ي.

الجوف ـ الجوفيّة

أحرف الجوف أو الأحرف الجوفيّة هي أحرف العلة الثلاثة : «الألف ، والواو ، والياء».

اصطلاحا : اسم أطلقه الخليل على هذه الحروف بالنسبة لآخر انقطاع مخرجها وهو


الجوف ، وزاد غيره عليها الهمزة لأن مخرجها من أقصى الحلق وهو يتصل بالحلق.

الجوهر

لغة : الذّات.

واصطلاحا : اسم العين.

جير

لغة : بمعنى اليمين وبمعنى أجل.

واصطلاحا : يقول بعض النّحاة : «جير» بالنّصب بمعنى : «نعم» و «أجل» ، و «جير» بالكسر وبدون تنوين بمعنى «نعم» أيضا ، كقول الشاعر :

جامع! لقد أسمعت من يدعو جير

وليس يدعو جامع إلى جير

قال بعض النحاة : إنها حرف بمعنى : «نعم» وقال آخرون : إنها اسم بمعنى «حقّا» ، ومتضمّنة معنى اليمين وفيها معنى التّوكيد ، وحجتهم في ذلك أن معناها «حقا» وما حلّ من الألفاظ المشكلة في الحرفيّة والاسمية مكان الاسم فهو اسم ، إلا إن قام على العكس دليل فيحكم بالحرفيّة ، كقول الشاعر :

لم يفعلوا فعل آل حنظلة

إنهم جير بئس ما ائتمروا

والحجة الثانية لاسميّتها أنها نوّنت في الشعر وهذا دليل على اسميتها ، مثل :

وقائلة : أسيت فقلت : جير

أسيّ إنّني من ذلك إنّه

وربّما كان تنوينها «جير» للضرورة الشعريّة ، لكن ذلك لا يحصل إلا في الاسماء أمّا ابن مالك : فقال : هي حرف بمعنى «نعم» لا بمعنى «حقا» ولا يصلح كل موضع تقع فيه «جير» أن تكون بمعنى «حقا» ، إنما يصلح أن تكون «جير» دائما بمعنى «نعم» فالحاقها بـ «نعم» أولى ، ومن جهة ثانية فانها تشبه «نعم» لفظا واستعمالا ، لذلك فهي مبنيّة ولو كانت اسما لأعربت ، والدليل على حرفيّتها أنها عطف عليها «نعم» في قول الشاعر :

أبى كرما لا آلفا «جير» أو «نعم»

بأحسن إيفاء وأنجز موعد

وقد تأتي «جير» بعد «أجل» ، وقد لا تؤكّد بها ، كقول الشاعر :

وقلن على البرديّ أوّل مشرب

أجل جير إن كانت رواء أسافله

ولم تقابل بها ، كقول الشاعر :

إذا تقول : «لا» ابنة العجير

تصدق «لا» إذا تقول : «جير»

فالتّقابل ظاهر ، ومثله قول الشاعر :

يرجون عفوي ولا يخشون بادرتي

لا جير ، لا جير والغربان لم تشب

وهذا ممّا يدلّ على ترجيح حرفيّتها على اسميّتها.


باب الحاء

«الحاء» ليست من حروف المعاني ، وهو حرف حلقي مهموس رخو ، وهو الحرف السّادس من حرورف الهجاء بالترتيب الألفبائيّ ، وهو الثامن في الترتيب الأبجدي ويساوي في حساب الجمّل العدد ثمانية. قال الخليل : لم تأتلف الحاء والهاء في كلمة واحدة أصليّة الحروف لقرب مخرجيهما ، لم يأت حرف الحاء مفردا في كلام العرب ولا زائدا ، ولا بدلا ، إنّما حذف في كلمة واحدة هي «حر» وهو فرج المرأة ، وأصله «حرح» ، بدليل التّصغير على «حريح» والتّكسير على «أحراح».

حاشا

لغة : حاشا : بمعنى جاوز. واصطلاحا : هي حرف من حروف الاستثناء يرى سيبويه أنه حرف جر ، ويرى آخرون : أنه فعل ماض. وتأتي حاشى على ثلاثة أوجه :

١ ـ هي فعل ماض متصرّف متعدّ إلى مفعول واحد ، وقد يكون بلفظ «تحاشى» أي : تباعد ، قال أبو بكر الأنباري : حاشى فلانا : معناه قد استثنيته وأخرجته فلم أدخله في جملة المذكورين ، كقول الشاعر :

ولا يتحشّى الفحل إن أعرضت به

ولا يمنع المرباع منها فصيلها

فقال : «لا يتحشىّ» : لا يبالي من حاشى ، وتقول : حاشيت من القوم فلانا : استثنيته ، وقال اللّحياني : شتمتهم وما حاشيت منهم أحدا ، وما تحشّيت ، وما حاشيت ، أي : ما قلت حاشا لفلان ، ومضارع «حاشا» : «يحاشى» و «أحاشي» ومنه قول الشاعر :

ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه

وما أحاشي من الأقوام من أحد

وإذا استثني بـ «حاشا» ضمير المتكلم ، فتقول : حاشاي بقصد الجر فتكون حاشا حرف جر الياء ضمير متصل في محل جر بحرف الجر.

وكقول الشاعر :

في فتية جعلوا الصليب إلههم

حاشاي إني مسلم معذور

وتقول «حاشاني» بقصد الفعل فتكون «حاشا» فعل ماض والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل تقديره هو ، و «النون» : للوقاية و «الياء» : في محل نصب مفعول به.

٢ ـ حاش أداة للتّنزيه. فتقول : «حاش لله» أي : براءة لله من هذا الأمر كقوله تعالى : (وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ)(١) فتكون «حاش» مفعولا مطلقا من فعل محذوف يؤخذ من معناه والتقدير : تنزيها لله.

__________________

(١) من الآية ٣١ من سورة يوسف.


وتكتب حاش لله. وعلى رأي المبرد وابن جني والكوفيين أنها فعل ، وتصرّفه يدل على أنه فعل ، لأنه يقال : «حاشى لزيد» فحرف الجر لا يجوز أن يدخل على حرف الجر.

٣ ـ أداة للاستثناء ، فتقول : «نجح التلاميذ حاشا زيد» وفي «حاشا» أقوال. قال سيبويه : لا تكون إلا حرف جر ، لأنها لو كانت فعلا لجاز أن تكون صلة ، كما يجوز ذلك في «خلا» ، فلما امتنع أن يقال : «جاءني القوم ما حاشى زيدا» دلّت على أنها ليست بفعل ، وقال المبرّد : يجوز في الاسم الذي بعدها النّصب على أنها فعل والجر على أنها حرف جر ، فتقول : «قدم الطلّاب حاشا زيدا ـ أو زيد» فالجر على أنها حرف جر ويكون «زيد» اسم مجرور. والنّصب في «زيدا» على أنه مفعول به وقال الفراء : هي فعل لا فاعل له والاسم بعده إذا كان مجرورا فجرّه باللّام المقدّرة. كقول الشاعر :

حشا رهط النبيّ فإنّ منهم

بحورا لا تكدّرها الدّلاء

ومثل :

حاشى أبي ثوبان إنّ به

ضنّا عن الملحاة والشّتم

ويقال : «حاشى لفلان» ، و «حاشى فلانا» ، و «حاشى فلان» ، و «حشى فلان». فمن قال :حاشى لفلان ، فيكون الاسم مجرورا باللام الزّائدة ، ومن قال : «حاشى فلانا» ، أضمر في «حاشى» مرفوعا وتكون «فلانا» مفعولا به ل «حاشى» ، والتقدير : حاشى فعلهم فلانا. ومن قال : «حاشى فلان» ، جرّ الاسم بإضمار «اللّام» لطول صحبتها حاشى ، ويجوز أن يجره بـ «حاشى» ، لأنها لما خلت من الصاحب أشبهت الاسم فأضيفت إلى ما بعدها ، وإذا كان الاسم بعدها مجرورا بها فقيل :هي في موضع نصب عن تمام الكلام ، وقيل :تتعلّق بالفعل المحذوف أو معنى الفعل. راجع :متعلّق حروف الجر.

قد تقترن حاشا بـ «ما» المصدرّية وهذا قليل ، فإذا اقترنت بـ «ما» كانت فعلا ماضيا جامدا وفاعلها ضميرا مستترا وجوبا ، مثل : «أحب الأصدقاء ما حاشا المخادعين» وتكون كلمة «المخادعين» : مفعولا به منصوبا بالياء لأنه جمع مذكّر سالم ، والمصدر المؤوّل من «ما» المصدريّة مع ما دخلت عليه في محل نصب حال على تقدير : أحبّ الأصدقاء مجاوزين المخادعين ، أو في محل نصب على الظرفيّة الزمانيّة والتقدير :حين مجاوزتهم المخادعين.

وعلى الأغلب تتجرّد «حاشا» من «ما» المصدريّة فتكون إما فعلا ماضيا كما سبق أو حرف جر أصلي وتكون كلمة «المخادعين» في المثل السابق اسما مجرورا بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، كقول الشاعر :

من رامها حاشا النبيّ وأهله

في الفجر غطمطه هناك المزبد

حيث وردت كلمة «النبي» بالجر بعد «حاشا» وفي اقترانها بـ «ما» ، قال الشاعر :

رأيت الناس ما حاش قريشا

وإنّا نحن أفضلهم فعالا

حيث وردت كلمة «قريشا» بالنّصب بعد «حاشا» فهي مفعول به ل «حاشا» التي سبقت بـ «ما» المصدريّة ، فتحتّم أن تكون فعلا ماضيا جامدا.

وفي «حاشا» التي للتنزيه لغات متعدّدة :«حاش» ، «حشى» ، «حاش» ، «حاش» فتقول حاشا الله ، حاشا لله ، حاش لله ، حاش الله.


ملاحظة : يقول الكوفيون إن الفعل «أحاشي» في قول الشاعر السّابق : وما أحاشي من الأقوام من أحد. ليس متصرفا من «حاش» بل هو مأخوذ منه كما يؤخذ الفعل «بسمل» من «بسم الله» و «حمدل» من «الحمد الله». و «اللّام» في «حاش لله» زائدة لا تتعلّق بشيء. وإن ألف «حاشا» حذفت لكثرة الاستعمال لأن الحرف يدخله الحذف. كما تحذف الفاء من «سوف» فتصير «سو».

الحاضر

الحضور لغة ، ضد المغيب والغيبة ، وحضر :قدم ، واسم الفاعل منه : الحاضر.

واصطلاحا : هو ما يدلّ على الحدث الذي يجري فيه الكلام ويتعيّن بـ «ليس» ، فتقول :«لست بمذنب» أو بـ «لام» الابتداء : مثل : «لتلميذ ناجح خير من طبيب كسول». أو بـ «ما» النافية ، مثل : «ما أنا بفاشل» ، أو «ما أنا فاشل» ، ويسمّى أيضا : الحال ، والحاضر في الاصطلاح : هو المضارع ، الفعل المضارع.

الحال

لغة : هو الصّفة.

واصطلاحا : هو اسم مشتق منصوب يبيّن هيئة صاحبه عند وقوع الفعل ويقوّي المعنى ، مثل :«هجم الأسد غاضبا» وكلمة «الحال» صالحة أن تكون مذكّرة كقول الشاعر :

لا خيل عندك تهديها ولا مال

فليسعد النّطق إن لم يسعد الحال

فلفظة الحال مذكّرة ، وقد تكون مؤنّثة ، كقول الشاعر :

إذا أعجبتك الدّهر حال من امرىء

فدعه وواكل أمره واللّياليا

إعرابه : قد يكون الحال منصوبا لفظا مثل :«مشى الطفل مسرعا» ، أو مقدّرا مثل : «رجعت الجيوش شتّى» : «شتى» حال منصوب بالفتحة المقدّرة للتعذّر أو محلّا ، مثل : «جاءت الخيل بداد». «بداد» : حال مبني على الكسر في محل نصب. وللحال تسميات أخرى منها : الخبر ، لسيبويه ، القطع ، للفرّاء ، الصّلة ، خبر المعرفة ، الفعل لما قبله للفرّاء ، المنصوب على الفعل للفرّاء ، المفعول فيه ، لسيبويه والمبرّد.

صاحب الحال : الأغلب في صاحب الحال أن يكون معرفة. وقد يأتي نكرة في المواضع التالية :

١ ـ إذا تقدّمت الحال وتأخّرت النكرة ، مثل :

«يصرخ فرحا ناجح». والأصل يصرخ ناجح فرح ، فالصّفة إذا تقدمت على الموصوف النكرة أعربت : «حالا» وكقول الشاعر :

لميّة موحشا طلل

يلوح كأنّه خلل

٢ ـ إذا اختصت النكرة بنعت ، مثل : «مررت بأمّ نحيلة باكية» ، أو بإضافة ، مثل : «حافظت على صفحات الكتب نظيفة». أو بعمل ، مثل :«أعجبت بدارس فصلا متفوّقا» ، أو بعطف ، مثل :«أقبل سمير وقوم فرحين». أو إذا سبقها حرف استفهام ، مثل : «هل تعجب باستاذ متواضعا!» أو حرف نفي ، مثل : «ما رسب تلميذ مجتهدا». أو نهي ، مثل : «لا تشرب من ماء راكدة».

٣ ـ ويأتي صاحب الحال نكرة إذا كانت الحال جملة اسميّة مقترنة بالواو ، مثل : «استيقظ طفل وهو يصرخ من الألم».

٤ ـ يأتي صاحب الحال نكرة إذا كانت الحال جامدة ، مثل : «كرّ ولد أسدا».


٥ ـ وقد يأتي نكرة بدون مسوّغ ، مثل : «صلّى رجال قعودا».

حكم صاحب الحال من حيث العمل : ومن حيث العمل قد يكون صاحب الحال :

١ ـ فاعلا ، مثل : «أقبل سمير مسرعا».

٢ ـ مفعولا به ، مثل : «شاهدت سميرا مسرعا».

٣ ـ نائب فاعل ، مثل : «سمعت الأخبار مشوّهة».

٤ ـ مفعولا معه ، مثل : «سرت والجبل شامخا».

٥ ـ مفعولا فيه ، مثل : «صمت أسبوعا كاملا».

٦ ـ مفعولا لأجله ، مثل : «أحسنت للإكرام مجرّدا».

٧ ـ مجرورا بالحرف ، مثل : «سلّمت على سمير باكيا».

٨ ـ مجرورا بالإضافة ، مثل : «يزعجني صراخ الطفل متألّما».

٩ ـ مبتدأ ، مثل : «الطفل محسنا خير من رجل بخيلا».

أحكام الحال. للحال أحكام مختلفة منها :

أولا : من حيث التعريف والتنكير. الأصل في الحال أن تكون نكرة ، مثل : «أقبل الطفل ضاحكا» وأن تكون بعد عاملها وصاحبها. وقد تكون معرفة ، فتؤوّل بالنكرة ، مثل : «جئت وحدي» أي : منفردا. ومثل : «رجع المسافر عوده على بدئه». أي : عائدا. ومثل : «كلّمته فاه إلى فيّ» أي : متشافهين ومثل : «مررت بالإخوان ثلاثتهم» أي : مثلّثا إياهم ، ومثل : «تفرّق القوم أيادي سبأ» أي : مشتّتين.

ثانيا : من حيث صاحبها. الأصل في الحال أن تكون هي نفس صاحبها في المعنى مثل : «أنشد الطفل متأثّرا» وقد تكون مخالفة له ، مثل : «أقبل الاستاذ ضحكا». فالضّحك غير الأستاذ. وهذا ممتنع.

ثالثا : من حيث التّقديم والتأخير. للحال بالنسبة لتقديمها وتأخيرها ثلاث حالات :

١ ـ أن تتقدّم وجوبا على صاحبها محصورا بـ «إلّا» ، مثل : «ما جاء ضاحكا الا المعلم» ، أو بـ «إنما» مثل : «إنما جاء ضاحكا المعلم». أو إذا كان صاحبها مضافا إلى ضمير له علاقة بالحال ، مثل : «جاء شاكرا فاطمة أخوها» أو إذا كان نكرة غير مستوفية لإحدى المسوّغات ، مثل : «جاء مسرعا ولد».

٢ ـ أن تتأخر الحال وجوبا عن صاحبها ، إذا كانت محصورة بـ «إلّا» أو «إنّما» كقوله تعالى : (وَما نُرْسِلُ) الرسل (إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ)(١) ، أو إذا كان صاحبها مجرورا بالإضافة ، مثل : «سرّني قدومك مساعدا المظلوم» أو مجرورا بالحرف ، مثل : «التقيت بهند مسرعة».

ويكون صاحب الحال مضافا إليه ، إذا كان المضاف جزءا حقيقيا منه كقوله تعالى : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً)(٢) ، أو بمنزلة الجزء الحقيقي كقوله تعالى : (ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً)(٣) ، أو إذا كان صاحب الحال عاملا في الحال ، كقوله تعالى :

__________________

(١) من الآية ٤٨ من سورة الأنعام.

(٢) من الآية ١٢ من سورة الحجرات.

(٣) من الآية ١٢٣ من سورة النحل.


(إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً)(١).

وقد تتقدم الحال على صاحبها المجرور بالحرف ، كقول الشاعر :

تسلّيت طرّا عنكم بعد بينكم

بذكراكم حتى كأنّكم عندي

٣ ـ جواز تقديمها على صاحبها أو تأخيرها عنه ، مثل : «جاء زيد مسرعا وجاء مسرعا زيد».

أنواع الحال : تكون الحال : مفردة ، أو جملة ، أو شبه جملة.

أـ فالحال المفردة قد تدل على واحد ، مثل :«ذهب الولد راكضا» أو على مثنّى ، مثل : «عرفت النّملة والنّحلة دائبتين في العمل» أو على جمع ، مثل : «عرفت الطّلاب دائبين على العمل».

ب ـ والحال الجملة ، قد تكون اسميّة أو فعليّة. ولا بدّ لكل من الجملتين من رابط يعود إلى صاحب الحال الذي يجب أن يكون معرفة.

وأن تكون الجملة الحالية خبرية مرتبطة بصاحبها بالواو ، كقوله تعالى : (لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ)(٢) فالرّابط هو «الواو» قبل الجملة الاسمية الحالية «ونحن عصبة». أو بالضمير كقوله تعالى : (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)(٣) فضمير المخاطبين «كم» في «بعضكم» هو الرّابط ، أو بالواو والضمير معا كقوله تعالى : (خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ)(٤) الجملة الاسمية الحالية مرتبطة بصاحبها بالواو والضمير معا.

وقد اجتمعت الجملتان الاسميّة والفعليّة في قول الشاعر :

كأنّ سواد اللّيل والفجر ضاحك

يلوح ويخفى أسود يتبسّم

فجملة و «الفجر ضاحك» جملة اسمية حالية مرتبطة بصاحبها بالواو. وجملة «يتبسّم» جملة فعليّة حاليّة مرتبطة بصاحبها «أسود» بالضمير المستتر تقديره : «هو».

ج ـ والحال شبه الجملة ، لا بدّ أن تكون تامّة ، أي : مفيدة. وإفادتها قد تكون بالإضافة ، مثل :«في الشتاء تعصف الرّياح والرّعود كقصف البارود» ، فشبه الجملة «كقصف» هي الحال وهي مضافة. أو بالنعت ، كقول الشاعر :

لنا في الدّهر آمال طوال

نرجّيها وأعمار قصار

وشبه الجملة «في الدّهر» متعلّق بمحذوف حال والتقدير : لنا آمال طوال في الدّهر نرجّيها. فجملة «نرجيها» يجوز أن تكون حالا لأن صاحبها «آمال» مخصوصة بنعت. ولا بدّ للحال شبه الجملة من أن يكون صاحبها معرفة لفظا ومعنى ، مثل : «يمرّ الوقت البهيج في دقائق خاطفة» ، «في دقائق» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال ومثل : «أبصرت السّفن الضّخمة بين الأمواج» «بين» ظرف متعلق بمحذوف حال. فإن لم يكن صاحب الحال معرفة خالصة جاز في شبه الجملة أن تكون نعتا أو حالا. مثل : «أقبل الجبان مسرعا أو مسرع» ، فكلمة الجبان هي معرفة في اللّفظ دون المعنى لذلك جاز في الوصف المشتق أن يكون نعتا أو حالا.

ارتباط الجملة الحاليّة بالواو : يجب ارتباط الجملة الحاليّة بالواو في المواضع التالية :

__________________

(١) من الآية ٤ من سورة يونس.

(٢) من الآية ١٤ من سورة يوسف.

(٣) من الآية ٣٦ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ٢٤٣ من سورة البقرة.


١ ـ إذا كانت الجملة ماضويّة خالية من الضّمير لفظا وتقديرا ، ومقرونة بـ «قد» ، مثل : «درست وقد أقبل اللّيل».

٢ ـ إذا كانت اسميّة غير مشتملة على ضمير يربطها بصاحبها ، مثل : درست والشمس ساطعة.

٣ ـ إذا كانت اسميّة مصدّرة بضمير صاحبها ، مثل : «أقبل الاستاذ وهو يبتسم».

٤ ـ إذا كانت الجملة مضارعيّة مثبتة مقرونة بـ «قد» ، كقوله تعالى : (يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ)(١).

عدم ارتباط الجملة الحالية بالواو : يمتنع اقتران الجملة الحالية بالواو في ما يلي :

١ ـ إذا كانت الحال جملة اسميّة معطوفة على حال قبلها ، مثل : «سيأتي الطلاب مشاة أو هم دارجون» جملة «هم دارجون» جملة اسمية حالية معطوفة على الحال «مشاة» بـ «أو» لذلك يجب عدم اقترانها بالواو.

٢ ـ إذا كانت الجملة الحالية مؤكّدة لمضمون الجملة قبلها ، كقوله تعالى : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ)(٢) على رأي من يعرب جملة «لا ريب فيه» حالا ، وبعضهم يعربها خبرا للمبتدأ. ومثل :«هو الحقّ لا شكّ فيه» فجملة «لا شكّ فيه» حالية مؤكدة للجملة التي قبلها.

٣ ـ في الجملة المضارعيّة المنفيّة بـ «لا» ، أو بـ «ما» كقوله تعالى : (وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ)(٣).

فجملة «لا نؤمن بالله» مضارعية منفية بـ «لا» وتقع حالا ، لذلك وجب عدم اقترانها بالواو. وكقول الشاعر :

فلا مرحبا بالدّار لا تسكنونها

ولو أنها الفردوس أو جنّة الخلد

فجملة «لا تسكنونها» مضارعية حاليّة منفيّة بـ «لا» امتنع اقترانها بالواو ، ومثل :

عهدتك ما تصبو وفيك شبيبة

فما لك بعد الشّيب صبّا متيّما

٤ ـ في الجملة المضارعيّة المثبتة غير المقترنة بـ «قد» ، كقول تعالى : (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ)(٤) ، فجملة «تستكثر» مضارعيّة حاليّة غير مقترنة بـ «قد» فلا تقترن بالواو.

٥ ـ في الجملة الماضويّة بعد «إلّا» التي تفيد الإيجاب ، مثل : «ما قام سيّد إلا أتى بما ينفع الناس» جملة «أتى سيّد» ماضويّة حاليّة بعد «إلّا» فلا تقترن بالواو.

تطابق الحال مع صاحبها : إذا كانت الحال حقيقيّة وتبيّن هيئة صاحبها فإنها تطابقه في الإفراد والتّثنية والجمع ، مثل : «وقع الطائر ميتا» ومثل : «جاء الولدان مسرعين» ومثل : «جاء المعلمون مسرعين». وكذلك إذا كانت سببيّة تبيّن هيئة ما له اتصال بصاحبها ، مثل : «أتى زيد مبتلّة ثيابه» ففي هذا النوع تطابق الحال الاسم المرفوع بها في التذكير والتأنيث والإفراد دون التّثنية والجمع.

فالحال «مبتلة» تطابق المرفوع بها «ثيابه» الواقعة فاعلا لها في التأنيث والإفراد.

أما إذا كان صاحبها جمع تكسير لغير العاقل جاز في الحال أن تكون مفردة ، أو جمع مؤنث سالما ، أو جمع تكسير ، مثل : «سافرت الطيور جماعة أو جماعات».

وإذا كانت الحال مما يغلب استعمالها بصورة

__________________

(١) من الآية ٥ من سورة الصف.

(٢) من الآية ٢ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٨٤ من سورة المائدة.

(٤) من الآية ٦ من سورة المدّثّر.


واحدة للمذكّر والمؤنّث لزمت هذه الصورة ، مثل :«أحبّ الأب رؤوفا والأم رؤوفا».

أما إذا كانت الحال أفعل التفضيل مجرّدا من «أل» ، أو مضافا إلى نكرة لزمت الإفراد على الأرجح ، مثل : «عرفت التّسامح أفضل صفة».

وإذا كانت الحال مصدرا لزمت صورة واحدة ، مثل : «اشتهرت الملكة عدلا».

وإذا كانت الحال هي كلمة «أي» فإنها تكون معرفة وتضاف إلى نكرة ، مثل : «عرفت المخلص أيّ مخلص».

وجود الحال أو حذفها : يجوز ذكر الحال أو حذفها إذا دلّ عليها دليل ، مثل : «انتظرت صديقي فإذا به يدخل : السّلام عليكم» والتقدير : «قائلا». هي حال محذوفة ويجب ذكرها إذا كانت محصورة بـ «إلّا» كقوله تعالى : (وَما نُرْسِلُ) الرسل (إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ)(١) أو إذا كان حذفها يفسد المعنى ، كقوله تعالى : (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ)(٢) ويجب ذكرها أيضا إذا كانت نائبة عن عاملها المحذوف سماعا ، مثل : «ثبت لك الخير هنيئا» أي : هنّأك الخير هنيئا.

وجود العامل وعدمه : الأصل في العامل أن يكون مذكورا وقد يحذف جوازا أو وجوبا. فيجب ذكر عامل الحال إذا كان معنويا ، فيكون إما اسم إشارة ، مثل : «هذا بيتك نظيفا» ، «هذا» عامل معنوي تقديره : أشير. أو اسم استفهام مثل : «ما شأنك واقفا؟». أو حرف تمنّ ، مثل : «ليت التلميذ مثقّفا» أو حرف تشبيه ، مثل : «كأن الطّائرة مقلعة» ، أو حرف تنبيه ، مثل : «ها إنّه قادما» والتقدير : أنبّهك ، أو شبه جملة مثل : «الهرّة في الحديقة نائمة». عامل الحال «في الحديقة» هو جار ومجرور ومثل : «الولد عند أهله فرحا» «عند» شبه جملة وظرف وهي عامل الحال. ويجوز حذف العامل إذا كان غير معنويّ ، أو إذا دلّ عليه دليل مقاليّ أو حاليّ ، كأن يسأل سائل : أتحبّ أن تطلع إلى قمّة الجبل؟ فيجيب الآخر : «مؤكّدا».

ومثل : إذا رأيت مسافرا فتقول له : «سالما». أو تقول لمن يبني بيتا : «معمورا».

ويجب حذف عامل الحال في مواضع عدّة أشهرها :

١ ـ إذا كانت الحال سادّة مسدّ الخبر ، مثل :

«إنشادي الشعر مكتوبا». «مكتوبا» حال ، سدّت مسدّ الخبر. والتقدير : إنشادي الشعر حسن إذا كان مكتوبا.

٢ ـ إذا كانت الحال مفردة ، أي : لا جملة ولا شبه جملة ، مؤكّدة لمضمون الجملة قبلها ، مثل :«زيد أخوك رحيما».

٣ ـ إذا دلّت الحال على زيادة أو نقص تدريجيّين ، مثل : «أحسن إلى الفقير بدينار فصاعدا» ومثل : «تعرّض للشمس ساعة فنازلا».

٤ ـ إذا كانت مسبوقة باستفهام توبيخيّ ، مثل : أمتمرّدا وقد أحسن إليك؟ ومثل : «أنائما وقد انتصف النّهار؟».

قد يحذف العامل سماعا ، مثل : «هنيئا لك» ومثل : «شافيا» أي : تشرب الدواء شافيا.

١٠ حذف صاحب الحال : قد يحذف صاحب الحال إذا كان مفهوما من المعنى ، كقوله تعالى : (أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً)(٣) والتقدير : بعثه

__________________

(١) من الآية ٤٨ من سورة الأنعام.

(٢) من الآية ١٦ من سورة الأنبياء.

(٣) من الآية ٤١ من سورة الفرقان.


الله رسولا. وقد يحذف صاحب الحال مع عامله حين تؤكد الحال مضمون الجملة قبلها ، أو حين تدل الحال على زيادة أو نقص تدريجيّين ، مثل :«هو ناجح لا شك» ، ومثل : «أبوك خليل عطوفا» ، ومثل : «تصدّق بدينار فصاعدا» ، ومثل : «كل رغيفا فنازلا».

١١ ـ تقدّم الحال وتأخّرها عن عاملها : للحال بالنسبة لترتيبها مع عاملها ثلاث حالات :

الأولى : أن تتأخر الحال عن عاملها ، أو أن تتقدّم عليه ، إذا كان العامل فعلا متصرّفا ، كقوله تعالى : (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ)(١) حيث تقدم الحال «خشعا» على العامل المتصرّف «يخرجون» ؛ أو صفة تشبه المتصرف. أي : اسم فاعل ، أو اسم مفعول ، أو صفة مشبهة ... مثل : «شتّى تؤوب الحلبة» أي : متفرّقين. ومثل :

عدس ما لعبّاد عليك إمارة

نجوت وهذا تحملين طليق

فجملة «تحملين» في محل نصب حال تقدمت على العامل «طليق» الصفة المشبّهة.

الثانية : أن تتقدم الحال وجوبا على عاملها ، إذا كان لها حقّ الصّدارة ، مثل : «كيف انطلق زيد». «كيف» اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال.

الثالثة : أن تتأخر وجوبا على عاملها وذلك إذا كان العامل فعلا جامدا ، مثل : «ما أكرمه محسنا» أو صفة تشبه الجامد أي : أفعل التفضيل ، مثل :«هذا أكرم الناس خلقا» أمّا إذا كان أفعل التفضيل عاملا في حالين لاسمين متّحدين في المعنى أو مختلفين ، وأحدهما مفضّل على الآخر ، فيجب تقديم الحال المفضّلة ، مثل : «هذا بسرا أطيب منه رطبا». ومثل : «سمير وحده خير من زيد معانا». ويجب أن تتأخّر الحال إذا كان عاملها مصدرا ، مثل : «أعجبني اجتهاد أخيك مثابرا» ، أو اسم فعل ، مثل : «نزال مسرعا» أو لفظا متضمّنا معنى الفعل دون حروفه ، كاسم الإشارة والحروف المشبهة بالفعل ، كقوله تعالى : (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً)(٢) ومثل : «ليت سميرا ناجحا» ومثل :

كأنّ قلوب الطّير رطبا ويابسا

لدى وكرها العنّاب والحشف البالي

أمّا إذا كان العامل المتضمّن معنى الفعل هو الجار والمجرور المخبر بهما فيجوز توسّط الحال ، كقول الشاعر :

بنا عاذ عوف وهو بادي ذلّة

لديكم فلم يعدم ولاء ولا نصرا

فقد تقدّم الحال «بادي» على عامله الظّرف «لديكم» الوقع خبرا للمبتدأ «هو» ويجب أن تتأخر الحال عن عاملها ، إذا كان العامل مقترنا بلام الابتداء ، أو بلام القسم ، مثل : «لأعدل محتسبا» ومثل : «لأجتهدنّ صائما».

الحال الثّابتة

اصطلاحا : هي الحال الملازمة ، وتكون الحال ثابتة في ثلاث مسائل :

الأولى : إذا كانت مؤكّدة للجملة قبلها ، مثل :«خليل أبوك عادلا» الجملة قبل الحال هي جملة اسميّة مؤلّفة من كلمتين جامدتين والعامل محذوف تقديره : أعرفه عادلا. وكقوله تعالى : (وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)(٣).

الثانية : إذا دلّ عاملها على تجدد صاحبها

__________________

(١) من الآية ٧ من سورة القمر.

(٢) من الآية ٥٢ من سورة النّمل.

(٣) من الآية ٣٣ من سورة مريم.


بتكراره نفسه طوال حياته ، مثل : «خلق الله الزّرافة يديها أطول من رجليها» «أطول» حال ثابتة «يديها» بدل بعض من كل من الزّرافة.

الثالثة : لا ضابط لها ، بل يكون ذلك موقوفا على السّماع ، كقوله تعالى : (أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلاً)(١) وكقوله تعالى : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ)(٢).

الحال الحقيقيّة

اصطلاحا : هي التي تبيّن هيئة صاحبها الحقيقيّة ، مثل : «صام المؤمن خاشعا».

الحال السّادّة مسدّ الخبر

اصطلاحا : هي الحال التي تقع بعد المبتدأ المصدر المضاف ، أو بعد أفعل التفضيل المضاف إلى المصدر ، وتسدّ مسدّ الخبر من غير أن تصلح أن تكون هي الخبر في المعنى. مثل : «احترامي التلميذ مجتهدا» والتقدير : احترامي التلميذ حاصل إذا كان مجتهدا ، وهذا من باب حذف الخبر وجوبا ووجوب حذف العامل فلا يجوز ذكرهما ، ومثل : «أفضل إنشادي الشعر مكتوبا» والتقدير : أفضل إنشادي الشعر حاصل إذا كان مكتوبا.

ملاحظة : لم يرد في الكلام الفصيح وقوع الحال سادّة مسدّ الخبر بعد «كان» و «إنّ» بغير فاصل من خبرهما ، ولا بعد «لا» النّافية للجنس ولا بعد «أن» المصدريّة بنوعيها المخفّفة والنّاصبة للمضارع التي تكون مع ما بعدها مبتدأ يستغني عن الخبر بحال تسدّ مسدّه.

الحال السّببيّة

اصطلاحا : هي التي تبيّن هيئة ما له اتصال بصاحبها مثل : «أتى زيد مبتلّة ثيابه» وهذه الحال تطابق الاسم المرفوع بها في التذكير والتأنيث والإفراد دون التّثنية والجمع ، مثل : «دخلت الحديقة مفتّحة أزهارها جميلا تنسيقها» فالحال «مفتحة» طابقت مرفوعها «أزهارها» في التأنيث دون الجمع ، ولا بدّ أن يتصل مرفوعها بضمير يعود إلى صاحبها الحقيقي وهذا الضمير هو «الهاء» في «أزهارها» وكذلك كلمة «جميلا» حال طابقت مرفوعها «تنسيقها» بالتذكير وقد اتصل مرفوعها بالضمير العائد إلى صاحبها الحقيقيّ.

الحال غير الدّائمة

اصطلاحا : هي الحال المشتقّة المتنقّلة ، فالأغلب في الحال أن تكون مشتقة ، مثل : «خلق الله جلد النّمر منقّطا». «منقّطا» : حال مشتقه. وقد تكون جامدة ، وإذا كانت الحال جامدة فإما أن تكون مؤوّلة بالمشتق أو غير مؤوّلة ، وتؤوّل الحال الجامدة بالمشتقّ إذا وقعت مشبّها به ، مثل : «ترنّم المنشد بلبلا» ومثل : «كرّ زيد أسدا». أو إذا دلّت على مفاعلة ، مثل : «دفعت الثّمن للبائع يدا بيد» أي : متقابضين. أو إذا دلّت على ترتيب ، مثل :«دخل اللّصوص إلى البيت واحدا واحدا» أي :متفرقين ؛ ومثل : «دخل الطلاب إلى الصف اثنين اثنين» ، أي : مرتّبين ؛ أو إذا كانت مصدرا صريحا متضمّنا معنى الوصف مثل : «أعلم يقينا أن شرّ الرّجال الكذوب» والحال الجامدة غير مؤولة بالمشتق هي : الحال الموطئة.

الحال غير المقصودة

اصطلاحا : هي الحال الموطّئة.

__________________

(١) من الآية ١١٤ من سورة الأنعام.

(٢) من الآية ١٨ من سورة آل عمران.


الحال غير المنتقلة

اصطلاحا : هي الحال الملازمة.

الحال المؤسّسة

اصطلاحا : هي التي تفيد معنى جديدا لا يستفاد من الكلام إلّا بذكرها ، مثل : «وقف الخطيب مشيدا باجتهاد الطلّاب» وكقوله تعالى : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً)(١) وتسمّى أيضا الحال المبيّنة.

الحال المؤكّدة

اصطلاحا : هي التي لا تفيد معنى جديدا ولكن يؤتى بها لتقوية المعنى وتأكيده ، مثل : «لا تتكبّر على النّاس مستعليا» ، وكقول الشاعر :

أصخ مصيخا لمن أبدى نصيحته

والزم توقّي خلط الجدّ باللّعب

فالحال «مصيخا» مؤكّدة لعاملها «أصخ» لفظا ومعنى. وكقوله تعالى : (وَلَّى مُدْبِراً)(٢) فالحال «مدبرا» مؤكدة لعاملها إذ هي من معناه ، «ولّى» بمعنى «أدبر».

وقد تكون مؤكّدة لعاملها لفظا ومعنى وكقوله تعالى : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً)(٣) وقد تكون الحال مؤكّدة لصاحبها ، كقوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً)(٤) الحال جميعا مؤكّدة لصاحبها «من» كما تكون مؤكّدة لمضمون الجملة قبلها بشرط أن تكون هذه الجملة مكوّنة من اسمين معرفتين جامدتين والعامل محذوف وجوبا والحال واجبة التأخير مثل : «سمير أخوك مهذبا» ؛ الحال : «مهذبا» والجملة قبلها «سمير أخوك» مكوّنة من اسمين معرفتين جامدتين ، والعامل محذوف تقديره : أعرفه مهذبا.

الحال المبيّنة

اصطلاحا : هي الحال المؤسّسة ، لأنها تفيد معنى جديدا لا يستفاد بدونها.

الحال المتنقّلة

اصطلاحا : هي التي تفارق صاحبها فهي غير ثابتة ، مثل : «جاء زيد مبتسما» ، فالابتسام صفة غير ملازمة لزيد.

الحال المتداخلة

اصطلاحا : هي الحال المتعدّدة التي تكون فيها الحال الثانية حالا من الضمير المستتر في الأولى. وتكون مختلفة الألفاظ وصاحبها متعدّد وعندئذ يجب التفريق بينها بدون عاطف وعلى عكس ترتيب صاحبها ، والأحسن أن تأتي كل منها مع صاحبها مباشرة ، مثل : «لقيت رفيقي مبتسما صاعدة» الحال متعدّدة : «مبتسما» و «صاعدة» وتعدّد صاحبها : «التاء» في «دخلت» و «رفيقي» فأتت الحال على عكس ترتيب صاحبها.

والأحسن أن تقول : لقيت صاعدة رفيقي مبتسما. وقد تكون الحال متعدّدة وصاحبها واحد ، مثل : «وصل المسافر نشطا مسرورا حاملا جعبته». وقد تكون واحدة وصاحبها متعدّد ، كقوله تعالى : (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ)(٥). الحال متعدّدة بلفظ واحد : «دائبة» للشمس ، و «دائب» للقمر ، وصاحبها متعدّد.

ففي هذه الحال وجب تثنية الحال فتقول «دائبين»

__________________

(١) من الآية ٢٨ من سورة النساء.

(٢) من الآية ٣١ من سورة القصص.

(٣) من الآية ٧٩ من سورة النساء.

(٤) من الآية ٩٩ من سورة يونس.

(٥) من الآية ٣٣ من سورة إبراهيم.


أو جمعها حسب المقتضى ، مثل : «شاهدت سميرا وعليا وزيدا منتظرين».

وإذا وقعت الحال بعد «إمّا» التفصيليّة أو بعد «لا» النافية وجب تعدّدها ، كقوله تعالى : (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)(١).

الحال المترادفة

اصطلاحا : هي الحال المتعدّدة.

الحال المتضادّة

اصطلاحا : هي التي تكون مختلفة في الزمان فلا تتحد أحوالها ، مثل : أقبل الولد هادئا راكبا ، وعكسها الحال المتوافقة.

الحال المتعدّدة

اصطلاحا : هي الحال المترادفة. والحال المتداخلة.

الحال المتوافقة

اصطلاحا : هي الحال المتعدّدة التي تتحد أحوالها في الزّمان ، مثل : «أقبل الولد ماشيا مسرعا».

الحال المحقّقة

اصطلاحا : هي المقارنة.

الحال المحكيّة

اصطلاحا : هي التي يفهم معناها قبل النّطق بها ، مثل : «وقف الخطيب متكلّما» ، ومثل :«هطل المطر غزيرا».

الحال المركّبة

اصطلاحا : هي المركب الحالي ، هو ما كان مؤلفا من كلمتين متجاورتين مبنيّتين على الفتح في محل نصب حال مثل : «صديقي جاري بيت بيت» أي : ملاصقا بيته لبيتي.

الحال المستقبلة

اصطلاحا : هي الحال المقدّرة.

الحال المقارنة

اصطلاحا : هي التي تلازم صاحبها فلا يختلف وقوع أحدهما عن الآخر ، بل يتحقّق معناها في زمن تحققّ معنى العامل ، كقوله تعالى : (وَهذا بَعْلِي شَيْخاً)(٢).

الحال المقدّرة

اصطلاحا : هي التي يتحقق معناها بعد وقوع معنى عاملها ، كقوله تعالى : (ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ)(٣) وتسمّى أيضا الحال المستقبلة ، والمنتظرة.

الحال المقصودة

اصطلاحا : هي التي يؤتى بها لذاتها وصفا لازما ، كقوله تعالى : (خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً)(٤) ومثل : «دعوت الله سميعا» فالضّعف ملازم للإنسان ، والسّماع ملازم لله تعالى.

الحال الملازمة

اصطلاحا : هي الحال الثّابتة ، والحال غير المنتقلة ، مثل قوله تعالى : (وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً)(٥).

الحال المنتظرة

اصطلاحا : هي الحال المقدّرة ، التي يتحقق

__________________

(١) من الآية ٣ من سورة الإنسان.

(٢) من الآية ٧٢ من سورة هود.

(٣) من الآية ٤٦ من سورة الحجر.

(٤) من الآية ٢٨ من سورة النساء.

(٥) من الآية ٧٩ من سورة النساء.


معناها بعد وقوع عاملها ، مثل : «مشى الطفل باكرا.

الحال المنتقلة

اصطلاحا : هي الحال غير الثابتة ، التي تبيّن هيئة صاحبها لمدة معيّنة مؤقّتة ، مثل : «جاء الطفل فرحا مسرورا».

الحال الموصوفة

اصطلاحا : هي الحال الموطّئة.

الحال الموطّنة

اصطلاحا : هي الحال الجامدة ، غير المؤوّلة بالمشتقّ وتكون كذلك :

١ ـ إذا كانت موصوفة بمشتق ، أي : باسم فاعل أو باسم مفعول ، أو بصفة مشبهة ... مثل :«وقفت القلعة سدّا منيعا في وجه الغزاة» ، «سدّا» :حال جامدة لكنها وصفت بالمشتق منيعا ، وكقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا)(١) ، «قرآنا» ، حال جامدة وصفت بالمشتق «عربيا». أو إذا كانت موصوفة بشبه مشتق مثل : «وقفت الجبال حصنا في وجه الأعداء أو لدى المحاربين» «حصنا» حال جامدة لكنها وصفت بما يشبه المشتق أي : بالجار والمجرور «في وجه» أو بالظرف «لدى».

٢ ـ إذا دلّت على عدد ، مثل : «اكتمل العمل عشرين يوما» ؛ «عشرين» : حال منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكّر السالم ، وهو جامد ، لأنه يدلّ على العدد ، ومثل : «اكتمل القمر خمسة عشر يوما» ؛ «خمسة عشر» : «حال مبنيّ على الفتح في محل نصب ، وهو جامد لأنه يدل على العدد.

٣ ـ إذا دلّت على تسعير ، مثل : «اشتريت الحليب كيلة بتسعين قرشا» ، «كيلة» : حال منصوب وهو جامد لأنه يدل على تسعير.

٤ ـ إذا كانت إحدى حالين يجمعهما أفعل التفضيل ، مثل : «هذا الفقيه خطيبا أحسن منه صامتا». إذ للخطيب صفتان كونه خطيبا وكونه صامتا ، وهو في الأول «خطيبا» مفضّل عنه في الثاني «صامتا».

٥ ـ إذا كانت نوعا لصاحبها ، مثل : «هذه ثروتك كتبا».

٦ ـ إذا كانت فرعا لصاحبها ، مثل : «هذا الخاتم ذهبا».

٧ ـ إذا كان صاحبها فرعا منها ، مثل : «هذا الخاتم ذهبا» ، وكقوله تعالى : (أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً)(٢).

الحال الواحدة

اصطلاحا : هي الحال التي تكون واحدة وصاحبها واحد ، مثل : «وصل المسافر مسرورا» وفي هذه الحالة تطابق موصوفها تماما مطابقة تامّة ، أي : في الإفراد والتّثنية والجمع والتّذكير والتّأنيث ، مثل : «انتبه الجندي سريعا» ، المطابقة في الإفراد والتذكير. ومثل : «أقبل الجنديان مسرورين» المطابقة في التثنية والتذكير ، ومثل :«أسرعت الفتاة متيقّظة» المطابقة في الإفراد والتأنيث. ومثل : «انتبه الجنود مبكّرين» المطابقة في الجمع والتّذكير ...

حبّذا

يكثر في الفعل «حبّ» أن يكون فاعله اسم الإشارة «ذا» وتكتب متصلة به ، مثل :

__________________

(١) من الآية الثانية من سورة يوسف.

(٢) من الآية ٦١ من سورة الإسراء.


حبّذا النّيل على ضوء القمر

وحبّذا المساء فيه والسّحر

حبّ : فعل ماض و «ذا» : اسم إشارة مبني على السّكون في محل رفع فاعل ، وكل من «النيل» و «المساء» هو المخصوص بالمدح ، ويعرب مبتدأ خبره جملة حبّذا ، أو خبرا لمبتدأ محذوف تقديره : الممدوح» وأمّا قول الشاعر :

حبذا ليلة تغفّلت عنها

زمني فانتزعتها من يديه

فكلمة «ليلة» تمييز منصوب. ومن أحكام المخصوص بعد «حبّذا» أنه لا يصح تقدمه على الفاعل ، ولا على الفعل والفاعل معا ، فلا تقول : «حب زيد ذا» ولا تقول : زيد حبّذا. ويصح حذفه إذا دلت عليه قرينة مثل :

ألا حبّذا لو لا الحياء وربّما

منحت الهوى ما ليس بالمتقارب

والتقدير : ألا حبذا أخبار الحب ... لو لا الحياء ... ولا يصح أن تعمل النواسخ في هذا المخصوص. ويصحّ هذا في مخصوص «نعم» «وبئس».

ويتغيّر معنى حبّذا من مدح إلى ذم إذا تقدّمها حرف النفي «لا» ، فتقول : «لا حبذا البخيل» ولا يصح أن يتقدّمها نفي غير «لا» ، وفي ذلك قول الشاعر :

ألا حبذا عاذري في الهوى

ولا حبّذا الجاهل العاذل

«ألا حبذا» الأولى للمدح. و «لا حبذا» الثانية للذم. وكقول الشاعر :

ألا حبّذا أهل الملا غير أنّه

إذا ذكرت ميّ فلا حبذا هي

«ألا حبذا» للمدح. و «لا حبذا» للذّمّ. وإذا كان فعل «حبذا» مقرونا بالفاعل «ذا» فيجب فتح فائه. ولا تتغيّر صورة «حبّذا» في كل الحالات بل تبقى على صورة واحدة في الإفراد ، والتذكير ، والتأنيث ، وفي التثنية والجمع ، مثل : حبذا الطبيبتان الفتاتان ، و «حبذا الطبيبات المجتهدات» ، و «حبذا المعلم زيد» ، و «حبذا المعلمة هند» و «حبذا المعلمان هند وزيد».

أمّا إذا كان فاعل «حبّ» اسم غير «ذا» فلا يلتزم صورة واحدة إنما يطابق ما بعده في التّذكير والإفراد حسب المقتضى ، وعندئذ يجوز جرّ الفاعل بباء زائدة ، مثل : حبّ بزيد ، مثل : «حبّت المعلمات الفاطمات» و «حب المضيء القمر» ويجوز في «الحاء» أن تكون مفتوحة أو مضمومة.

ملاحظة : لنا في إعراب «حبذا» في قولنا :«حبذا زيد» خمسة أوجه.

١ ـ «حبّ» فعل ماض «ذا» : فاعله والجملة خبر مقدم «زيد» مبتدأ مؤخّر.

٢ ـ «حبذا» كلّها فعل و «زيد» فاعله.

٣ ـ «حبذا» : كلها مبتدأ و «زيد» خبره.

٤ ـ «حبذا» فعل وفاعل «زيد» : مبتدأ محذوف خبره ..

٥ ـ «حبذا» فعل وفاعل. «زيد» : خبر لمبتدأ محذوف.

الفرق بين مخصوص «حبذا» ومخصوص «نعم» : إن مخصوص «حبذا» يختلف عن مخصوص «نعم» بعدة وجوه منها :

١ ـ مخصوص «نعم» يجوز تقدّمه عليها ، مثل : «زيد نعم الرجل» بخلاف مخصوص «حبذا».


٢ ـ يجوز إعمال النّواسخ في مخصوص «نعم» فتقول : «نعم رجلا كان زيد» بخلاف مخصوص «حبّذا» فإن النّواسخ لا تعمل فيه.

٣ ـ إنّ مخصوص «نعم» و «حبذا» يشتركان في إعرابهما مبتدأ خبره محذوف وجوبا وهو المرجّح ، أو خبره الجملة قبله ، وهو الكثير الاستعمال ، وأسهل في «حبذا» منه في «نعم» لأنّ النواسخ تدخل على المخصوص مع «نعم» وهي لا تدخل إلّا على المبتدأ.

٤ ـ إن تقديم التمييز على المخصوص بعد «حبذا» وتأخيره سواء في القياس والاستعمال فهو كثير ، وإن كان التمييز المقدّم أولى وأكثر بعكس تمييز «نعم» فإن تأخره عن المخصوص شاذ ونادر.

حتّى

لقد شكا النحاة كثيرا من صعوبة تعدّد الأوجه وتشعّب الأقوال في «حتّى» لدرجة أنه قيل «حتّى حتحتت قلوب النّحويين». ويروى أن الفرّاء مات وفي نفسه شيء من «حتى». ولخّص البصريون آراءهم في «حتّى» على ثلاثة أوجه فجعلوها :«حرف جر» ، «وحرف عطف» ، «وحرف ابتداء» وزاد الكوفيّون وجها رابعا هو أنها حرف نصب ، ينصب الفعل المضارع ثم زاد آخرون وجها خامسا ، وهو أن «حتى» ابتدائية بمعنى الفاء. وتفصيل ذلك.

حتّى الابتدائية

تكون «حتى» ابتدائية ، وتفيد الغاية ، ولو بتأويل ، وتدخل على جملة مستقلّة عن ما قبلها في الإعراب لا في المعنى. فتدخل على الجملة الاسميّة مثل : «العمل مفيد حتى فائدته الجسدية كبيرة» وعلى الجملة الفعليّة الماضويّة ، كقول الشاعر :

وضاقت الأرض حتى ظنّ هاربهم

إذا رأى غير شيء ظنّه رجلا

فقد دخلت «حتى» على الفعل الماضي «ظن» ؛ وتدخل على الجملة المضارعية ، مثل : «بنى المصريون آثارهم حتى يكتبون عليها تاريخهم ومآثرهم» حيث دخلت «حتى» على المضارع الذي هو بحكم الماضي. أمّا في مثل : «أتابع دراستي الآن في البيت حتى أكتب كلّ فروضي» فقد دخلت «حتى» على المضارع الذي يدل على الحاضر لوجود قرينة وهي كلمة «الآن» ، وكقول الشاعر :

فما زالت القتلى تمجّ دماءها

بدجلة حتى ماء دجلة أشكل

«حتى» ابتدائية لا محل لها من الإعراب والجملة بعدها «ماء دجلة أشكل» جملة اسمية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية.

حتى الاستثنائيّة

هي حرف بمعنى «إلّا» والمضارع بعدها يكون منصوبا بـ «أن» المضمرة مثل : «ليس العطاء إحسانا حتى تجود بكل ما في يدك» ، وكقول الشاعر :

وما السلاح لقوم كلّ عدّتهم

حتى يكونوا من الأخلاق في أهب

والتقدير : إلّا أن يكونوا. فالمضارع بعدها «يكونوا» منصوب بـ «أن» المضمرة بعد «حتى» وأن المضمرة وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل جر بـ «حتى».


حتى التّقليليّة

هي حرف جر والمضارع بعدها منصوب بـ «أن» المضمرة ، ويكون ما بعدها مسبّبا عمّا قبلها ، أي : أنّ ماقبلها سبب لما بعدها ، مثل : «نترقّب البرامج الإذاعية حتى نسمع الأخبار المحليّة».

حتّى الجارّة

هي حرف جر بمعنى «إلى» ومجرورها يجب أن يكون آخر جزء من الكلام المقصود ، ويدخل ما بعدها في حكم ما قبلها ، مثل : «أكلت الرغيف حتى آخر فتات منه» وقد لا يدخل ما بعدها في حكم ما قبلها لوجود قرينة تدل على ذلك ، مثل :«صمت شهر رمضان حتى يوم الفطر» ، فيوم الفطر خارج عن حكم الصيام فيه ، وكقوله تعالى : و (أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ)(١) وكقوله تعالى : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)(٢) وكقول الشاعر :

فوالله لا يبدي لساني حاجة

إلى الناس حتى أغيّب في القبر

وفيه ما بعد «حتى» غير داخل في حكم ما قبلها ، و «حتى» هنا لا تجرّ الاسم مباشرة بل تجر المصدر المنسبك من «أن» الناصبة للمضارع والفعل المضارع «أغيّب» والتقدير : حتى غيابي في القبر ، وتجرّ «حتى» الاسم الظاهر كقوله تعالى : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)(٣) لكنّها لا تجرّ الحروف ولا الضمير.

حتّى الخافضة

اصطلاحا : هي «حتى» الجارّة.

حتّى العاطفة

هي حرف عطف ، تعطف الاسم على الاسم فقط ، أي : لا تعطف المصدر المؤوّل على مثله ، ولا الجمل الفعليّة ، ولا الجمل الاسمية على مثلها ، مثل : «أكلت السّمكة حتى رأسها» «رأسها» اسم ظاهر معطوف بـ «حتى» على «السمكة».

حتى الغائية

هي حرف جر تفيد أنّ ما بعدها نهاية لما قبلها ، فالاسم الظاهر بعدها يكون مجرورا بها ، أمّا المضارع بعدها فيكون منصوبا بـ «أن» المضمرة ، والمصدر المؤول من «أن» وما دخلت عليه في محل جر بـ «حتى» ، مثل : «يمتدّ الظلام في اللّيل حتى تطلع الشّمس». ويجوز أن يكون ما بعدها داخلا في حكم ما قبلها أو غير داخل.

حتى النّاصبة

«حتى» تكون حرف نصب وتكون بمعنى :«إلى أن» أو بمعنى : «كي التّعليليّة» أو بمعنى «إلّا» الاستثنائية. والمضارع بعدها منصوب بـ «أن» المضمرة ، و «أن» وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بـ «حتى» ، كقوله تعالى : (وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ).

ملاحظة : «حتى» لها ثلاث لغات : «حتى» وهي الأشهر ، «عنّى» لغة هذيل ، و «حتّى» بالإمالة.

حتّاك

الأصل في «حتى» أنها حرف جر يجرّ الاسم الظّاهر فقط ، ولا يجر الحروف ، ولا الضّمير ،

__________________

(١) من الآية ١٨٧ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٥ من سورة القدر.

(٣) من الآية ٢١٧ من سورة البقرة.


لكنّها قد تدخل على الضمير شذوذا ، كقول الشاعر :

فلا والله لا يلفى أناس

فتى حتّاك يا ابن أبي زياد

حيث دخلت «حتى» على ضمير المخاطب فهو في محل جر بـ «حتى» وهذا شاذ ، ومثل :

أتت حتّاك تقصد كلّ فجّ

ترجّي منك أنها لا تخيب

فقد دخلت «حتى» على ضمير المخاطب الكاف وعملت فيه الجر. وهذا شاذ.

حتّام

كلمة مركبة من قسمين : «حتى» الجارّة مع «ما» الاستفهاميّة التي حذفت ألفها لدخول حرف الجر عليها ، فكتبت حتى بالألف الممدودة «حتام».

و «حتام» مثل : «علام» ، و «فيم» و «عمّ».

حجا

هي من أفعال القلوب التي تفيد في الأمر رجحانا وذلك إذا كانت لا تفيد الغلبة ولا قصدا ، ولا ردّا ولا سوقا ولا كتما ولا حفظا وإلا تعدّت إلى مفعول واحد ، كقول الشاعر :

قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة

حتى ألمّت بنا يوما ملمّات

وكذلك إذا كانت «حجا» بمعنى «قصد» فإنها تتعدّى إلى مفعول واحد مثل : «حجوت الحرم الشريف» أي : قصدته ، أو قصدت إليه.

وتتعدّى كذلك إلى مفعول واحد إذا كانت بمعنى «غلب» تقول : حاجيته و «حجوته» أي :غلبته في المحاجاة.

حجرا

مصدر يقع مفعولا مطلقا من فعل محذوف يؤخذ من معناه ، كقوله تعالى : (وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً)(١). ومثل ذلك أن تسأل «أتقتل أخاك؟» فيجيب المسؤول : «حجرا» أي : براءة من هذا. ولو كان في غير القرآن الكريم لجاز القول «حجر» بالرّفع على تقدير : أمرك.

حدّث

من الأفعال المتعدّية إلى ثلاثة مفاعيل ، الثاني والثالث منها أصلهما مبتدأ وخبر ، مثل : حدّثته الحديث صحيحا أو الخبر صحيحا. ومثل :

أو منعتم ما تسألون فمن

حدّثتموه له علينا الولاء

انظر المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل.

الحدث

لغة : هو الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد.

واصطلاحا : هو المصدر ، المفعول المطلق ، الفعل.

الحدث الجاري على الفعل

اصطلاحا : هو المصدر.

الحدثان

لغة : هو نوب الدّهر ومفردها حادث.

واصطلاحا : هو المفعول المطلق.

الحدوث

لغة : وجود شيء لم يكن ، وحدث أمر ، أي :وقع.

واصطلاحا : هو ما يدلّ عليه اسم الفاعل من معنى مجرّد حادث وفاعله ، وهو مرتبط بزمن ، مثل : «أخي قادم الآن من السّفر».

__________________

(١) من الآية ٢٢ من سورة الفرقان.


الحديث

لغة : هو الجديد من الأشياء ، وهو الخبر الذي يأتي على القليل أو الكثير.

واصطلاحا : هو الخبر ، سواء أكان خبرا للمبتدأ مثل : «الكتاب مفيد» أو خبرا لإحدى النّواسخ : مثل : «إنّ الله قادر على كل شيء» ، ومثل : «كان الطفل نائما».

حذاء

اصطلاحا : ظرف مكان منصوب على الظرفية تقول : بيتي حذاء مدرستي أو قربها.

حذار

اصطلاحا : اسم فعل أمر بمعنى احذر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.

حذاريك

اصطلاحا : مصدر يقع مفعولا مطلقا من فعل محذوف تقديره : «احذر» ، والمعنى : حذرا بعد حذر ، وهو من المصادر الملازمة للتثنية والإضافة إلى مكان الخطاب ومثله : لبيك وحنانيك ...

وهو منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنى ، وهو مضاف «والكاف» ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

الحذف

لغة : حذف الشيء ، أسقطه والحذف مصدر :حذف.

واصطلاحا : هو إسقاط حرف ، أو كلمة ، أو حركة من كلمة بشرط ألا يتأثّر المعنى أو الصياغة بذلك.

الحذف اختصارا

اصطلاحا : هو الحذف لدليل معنويّ : تقول :«أمطرت السماء» أي : ماء. و «رعت الماشية» أي : عشبا. ويسمّى أيضا : الاختصار.

الحذف الإعلالي

اصطلاحا : هو الإعلال بالحذف. وهو الحذف لعلّة تصريفية وفيه ثلاث مسائل :

الأولى : حذف الهمزة من أول الماضي على وزن «أفعل» إذا صيغ منه المضارع مثل : أكرم يكرم» واسم فاعل «مكرم» واسم مفعول «مكرم» والأصل «يؤكرم ، مؤكرم ، مؤكرم» ، ومنه القول :«فإنه أهل لأن يؤكرما».

أما لو أبدلت همزة «أفعل» هاء فلا تحذف من المضارع فتقول من أراق : «هراق يهريق مهريق مهراق» في المضارع واسم الفاعل واسم المفعول ومثل : «أنهل» بمعنى : أورد للشرب. تقول :«عنهل يعنهل معنهل ، معنهل».

الثانية : تحذف فاء الفعل في المثال إذا صيغ منه المضارع مثل : «وعد» «وفى» تقول في المضارع : «يعد ، يفي».

الثالثة : في الفعل الماضي الثلاثي المضعف ، أي : الذي عينه ولامه من جنس واحد ، المكسور العين ، المسند إلى ضمير رفع متحرك يكون فيه ثلاثة أوجه :

١ ـ حذف العين ، فتقول : «ظلت» ، «ظلت» ، «ظلتما» كقوله تعالى : (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ)(١).

٢ ـ إبقاؤها دون حذف مع فك الإدغام فتقول :«ظللت» ، «ظللتما» ، «ظللتم».

٣ ـ حذف عينه ونقل حركتها إلى الفاء فتقول :«ظلت» ، «ظلت» ، «ظلتما».

__________________

(١) من الآية ٦٥ من سورة الواقعة.


أمّا إذا كان الفعل فوق الثلاثي فلا يحذف منه حرف كما لا يحذف منه إذا كان مفتوح العين مثل قوله تعالى : (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي)(١) وكقوله تعالى : (إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ)(٢).

وأمّا مضارع الفعل «ظلّ» وأمره المتصلان بنون النسوة فيجوز فيهما عدم الحذف مع فك الإدغام فنقول : «يظللن» ، أو حذف العين ونقل حركتها إلى الفاء ، فتقول : «يظلن وظلن» ، ومثل : «يقررن واقررن ويقرن وقرن» كما في قوله تعالى في قراءة من قرأ : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ)(٣) أو في قراءة أخرى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ)(٤) فالأولى «وقرن» من الوقار والثانية «وقرن» من القرار.

الحذف اقتصارا

اصطلاحا : هو الحذف بغير علة أو دليل كقوله تعالى : (وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ) (٥) فقد حذفت كلمة برأسها لدلالة المعنى عليها والتقدير : يغفر الله الذنوب لمن يشاء. وقد يكون الحذف سماعي لغير علّة مثل حذف «الياء» من «يد» والأصل :«يدي» ومن «دم» «دمي» وكذلك الحذف من «ريحان» والأصل : «ريوحان» حيث اجتمعت الواو والياء بدون فاصل وسبقت احداهما السكون فتقلب الواو «ياء» فتصير «رييحان» فاجتمع المثلان أولاهما ساكن فيدغمان فتصير ريّحان ثم تخفف بحذف «الياء» المدغمة فتصير «ريحان» وكذلك حذف الواو من «ابن» ؛ أصلها : «بنو» ومن «اسم» أصلها : «سمو» «ومن» «شفة» أصلها «شفو».

حذف حرف العلّة

اصطلاحا : يحذف حرف العلّة من آخر المضارع الذي سبقته إحدى أدوات الجزم ، مثل :«لم يمش الطفل بعد» ومن آخر الأمر مثل :«امش رويدا» ، ومثل : «ادع» ، «ارم» ...

حذف الألف

اصطلاحا : تحذف الألف في مواضع كثيرة كحذفها من اسم الجلالة «الله» ومن «إله» ومن «عمّ» و «بم» ومن «هذا» و «ذلك» راجع : حذف الألف في الألف.

حذف ألف تنوين النّصب

تحذف ألف تنوين النّصب من الاسم المنتهي بتاء مربوطة ، مثل : شاهدت فتاة ومن المنتهي بألف ، مثل : رأيت عصا غليظة ومن الاسم المنتهي بهمزة ، مثل : «عمّر البنّاء ملجأ» ... راجع ألف تنوين النصب.

حذف التاء

تحذف التاء من آخر الفعل المتصل بها عند إسناده إلى «تاء» الضمير مثل : «بات» فتصير «بتّ» و «فات» «فتّ». انظر : حذف التاء في التاء.

حذف التنوين

يحذف التنوين عند اتصال الاسم بـ أل مثل :«جاء ولد» : «جاء الولد» راجع : التنوين ، في التنوين.

حذف اللّام

تحذف «اللّام» من الاسم الذي أوّله «لام» واتصل بـ «أل» التعريف كحذفه من كلمة «الله» «اللعب» ، «اللّذين» ، «اللّبن» ، «اللّاهي» «اللهو». راجع : حذف اللام.

__________________

(١) من الآية ٥٠ من سورة سبأ.

(٢) من الآية ٣٣ من سورة الشورى.

(٣) من الآية ٣٣ من سورة الأحزاب.

(٤) من الآية ٤٠ من سورة المائدة.


حذف الميم

تحذف الميم من كلمة «نعم» المكسورة العين إذا اتصلت بـ «ما» وأدغمت بالميم فتقول : «نعمّا يعظكم به» راجع : حذف الميم في الميم.

حذف همزة ابن

تحذف هذه الهمزة إذا وقعت كلمة «ابن» بين علمين الأول ابن حقيقي للثّاني ، مثل : «الحسن ابن علي هو حفيد الرسول الكريم» ، وتبقى اذا كتب كلمة «بن» على أوّل السطر وقد تحذف بعد حرف النداء «يا» ، فتقول : «يا بن أبي طالب» وتحذف من البسملة ، فتقول : «بسم الله الرحمن الرحيم» .. راجع : حذف همزة الوصل في الهمزة.

حذف همزة الوصل

تحذف هذه الهمزة كحذفها من «أل» إذا دخلت عليها لام الجر. فتقول : «للتلميذ آمال عظام».

وكحذفها من اسم إذا دخلت عليه همزة الاستفهام ، فتقول : «أسمك زيد؟». والتقدير : أاسمك زيد؟ راجع حذف همزة الوصل في الهمزة.

حذف النون

تحذف النّون من المضارع الذي دخلت عليه أحد أحرف النّصب ، أو أحد أحرف الجزم ، إذا كان من الأفعال الخمسة ، فتقول : «يريد الولدان أن يكتبا فروضهما» ، «لم يكتبا فروضهما» ، «يريد الأولاد أن يذهبوا إلى الرّحلة» ، «لم يذهبوا إلى الرّحلة» ، «ودّ الرجلان أن يمشيا في الحقول» ، «لم يمشيا في الحقول» ... كما تحذف «النّون» من الأمر المتصل «بألف» الاثنين أو «بواو» الجماعة أو بـ «ياء» المخاطبة ، مثل : «اكتبا ، اكتبوا ، اكتبي» ، لأن الأمر هو آت من المضارع المتصل بألف الاثنين ، أو واو الجماعة ، أو ياء المخاطبة ، وأصل هذه الأفعال : يكتبان ، يكتبون ، تكتبين.

حذف الواو

تحذف الواو من كلمة «عمرو» في حالة النّصب ، فتقول : «رأيت عمرا قادما» علما بأن «الواو» هي زائدة في الأصل. كما تحذف «الواو» من المضارع المنتهي بها في حالة الجزم ، مثل :«لم يدع الأخ رفيقه» «لم يغز الجيش السهول» ، «ولم يشد البلبل صباحا» ... راجع : حذف الواو في الواو.

الحذف والإيصال

اصطلاحا : هو نزع الخافض.

حذف الياء

تحذف «الياء» من الاسم المنقوص في حالتي الرّفع والجر ، مثل : «هذا قاض» ، و «مررت بقاض» ، ومن المثّنى المنصوب أو المجرور إذا أضيف إلى «ياء» المتكلّم ، مثل : «يا والديّ» «وسلمت على والديّ» ، كما تحذف من فعل الأمر المنتهي بـ «ياء» فتقول : «ارم الطابة» ، و «امش على مهل». راجع : حذف الياء في الياء.

الحرف

١ ـ تعريف الحرف : الحرف هو ما يدلّ على معنى غير مستقل بالفهم ، أو هو كلمة تدلّ على معنى في غيرها ، مثل : «هل» و «لم» و «في» ، و «أن» ، فتقول : «هل تسمح لي أن آكل».

٢ ـ علامته : ليس له علامة مميّزة لأنّه لا بحسن فيه شيء من علامات الأسماء والأفعال.

٣ ـ أنواعه : تختلف الحروف باختلاف معناها وعملها وهي أنواع متعدّدة منها :

١ ـ ما يدخل على الأسماء والأفعال على السواء ، ولكنها لا تعمل لا في الاسم ولا في


الفعل ، مثل أحرف الاستفهام «هل» والهمزة ، كقوله تعالى : (قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ)(١) وكقوله تعالى : (أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ)(٢) وكقوله تعالى : (أَإِلهٌ مَعَ اللهِ)(٣) وكقوله تعالى : (فَهَلْ أَنْتُمْ شاكِرُونَ)(٤) فالهمزة في الآية الأولى دخلت على الفعل وفي الثالثة دخلت على الاسم ودخلت «أم» في الثانية على الاسم ، ودخلت «هل» في الرّابعة على الاسم ولكنها لم تعمل في ما بعدها.

٢ ـ وما تدخل منها على الأسماء فقط ، هي حروف الجر ، مثل : «في» ، «عن» ، «على» ، «ربّ» ، كقوله تعالى : (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)(٥) وكقوله تعالى : (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)(٦) الاسم بعد «من» مجرور بها ومثل ذلك بعد «في».

٣ ـ وما تدخل على الأفعال فقط فتعمل فيها الجزم ، كقوله تعالى : (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(٧) الفعل الناقص «يكن» مجزوم بـ «لم».

النطق بالحرف : الحروف في العربية هي مادّة الألفاظ ، وتختلف في النطق باختلاف مخارجها من جدران أعضاء النطق ، فمنها حروف الشفة ، ومنها حروف حلقيّة ، ومنها حروف تخرج من وراء اللهاة ، واللهاة هي اللّحمة المشرفة على الحلق في أقصى سقف الفم ، ومنها حروف صفيريّة أسنانيّة ، ومنها حروف لهويّة ، وهذه الحروف لا تسمع ، أو لا تخرج من الفم إلا بحسب عمل بعض الأوتار الصوتيّة ، أو توقّف أخرى عن العمل أثناء النّطق ، فبعضها ينتج من أمر صادر من الأوتار الصوتيّة ، وبعضها الآخر يكون نتيجة احتكاك الهواء بالمخرج دون تزمير ، ومنها حروف تظهر في النطق بإغلاق نقطة المخرج إغلاقا محكما يحبس النفس وراءه ، ثم ينفجر دفعة واحدة وهي الحروف الانفجارية كالباء مثلا ، ومنها حروف لا تغلق فيها نقطة المخرج إغلاقا محكما بل جزئيا وهي الحروف الرّخوة كالفاء ، ولا بدّ للصوت حتى يخرج إلى حيّز النّطق من حجم هوائي يرنّ الصّوت فيه ، فإذا ضاق الفراغ الهوائي ، ضاق حيّز الرّنين في الحرف المنطوق ، وجاء الحرف منخفضا. وبعض الحروف يحبس فيها الهواء داخل الفم ، فيخرج النفس من الأنف كالميم ، وبعض الباحثين يرى أن الأصوات تنتج عن الزفير أو تحدث مع الشّهيق ، فلا بدّ إذن أن نتعرّف على طبائع هذه الحروف ومخارجها وقد رتّب الاب هنري فليش مخارج الحروف العربية الثمانية والعشرين في ستة مخارج :

١ ـ أربعة شفوية هي : «الباء» ، «والميم» ، «والواو» ، «والفاء».

٢ ـ حروف أسنانية وهي : «الدال» ، «النون» ، «التاء» ، «الطاء» ، «الذال» ، «الظاء» ، «الثاء» ، «الضاد» ، «الزاي» ، «السين» ، «الصاد» ، وعددها : أحد عشر حرفا.

٣ ـ حروف لثويّة هي : «الراء» ، «واللّام».

٤ ـ حروف حنكيّة هي : «الجيم» ، «الشين» ، «الباء» ، «الكاف».

__________________

(١) من الآية ٢٨ من سورة هود.

(٢) من الآية ٤٣ من سورة الطّور.

(٣) من الآية ٦٣ من سورة النمل.

(٤) من الآية ٨٠ من سورة الأنبياء.

(٥) من الآية ٤٠ من سورة إبراهيم.

(٦) من الآية ٣٤ من سورة طه.

(٧) من الآية ٤ من سورة الإخلاص.


٥ ـ حروف لهويّة هي : «الغين» ، «والخاء» ، «والقاف».

٦ ـ حروف حلقيّة هي : «العين» ، «والحاء».

وتوسّع بعض الباحثين في تعريف مخارج الحروف فرتّبها على الشكل التالي :

١ ـ حروف أقصى الحلق هي : «الهمزة» ، «والهاء» ، «والألف».

٢ ـ حرفان لأوسط الحلق هما : «العين» ، «والحاء».

٣ ـ حرفان لأدنى الحلق هما : «الغين» ، «والخاء».

٤ ـ حرف واحد لأقصى اللسان وما فوقه من الحنك هو : «القاف».

٥ ـ حرف واحد لما يلي مخرج القاف من اللسان والحنك هو : «الكاف».

٦ ـ حروف وسط اللسان وما يحاذيه من وسط الحنك هي : «الجيم» ، «والشين» ، «والياء».

٧ ـ حرف واحد لحافة اللسان وما يحاذيها من الأضراس وهو : «الضّاد».

٨ ـ حرف واحد لما دون حافة اللسان إلى منتهى طرفه وما يحاذيه من الحنك الأعلى وهو :«اللّام».

٩ ـ حرف واحد لما هو أدخل في ظهر اللسان قليلا من مخرج النون وهو «الرّاء».

١٠ ـ حروف ما بين طرف اللسان وأصول الثنايا وهي : «الطاء» ، «والدال» ، «والتاء».

١١ ـ حروف ما بين الثّنايا وطرف اللسان وهي : «الصاد» ، «والزاي» ، «والسين».

١٢ ـ حروف ما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا وهي : «الظّاء» ، «الذّال» ، «الثّاء».

١٣ ـ حرف واحد لباطن الشفة السّفلى وأطراف الثّنايا وهو : «الفاء».

١٤ ـ حروف ما بين الشّفتين وهي «الباء» ، «والميم» ، «والواو».

١٥ ـ حرف واحد لما بين طرف اللسان وفويق الثنايا وهو «النون».

ومن الملاحظ من هذا الترتيب أن بعض الحروف متقارب في المخرج من بعضها الآخر ، وبالتالي متقاربة في الأصوات المنطوقة والمسموعة ، ومتداخلة أحيانا فيما بينها ممّا يسهل وضع الأحكام الصّرفية والنحويّة التي تكون غايتها تسهيل النّطق.

حرف الإطلاق

اصطلاحا : هو الحرف الذي يتولّد من إشباع حركة الرّوي مثل ألف الإطلاق في «جعتا» من القول :

يا أبجر بن أبجر يا أنتا

أنت الذي طلّقت عام جعتا

حيث أشبع حرف الرويّ «التاء» في «جعت» باطلاق حركته بالألف وكذلك في «أنتا».

حرف الإعراب

اصطلاحا : هو الحرف الأخير من الكلمة الذي تظهر عليه علامات الإعراب ، مثل : «هو يكتب» ، «فالباء» هي حرف الإعراب وقد ظهرت عليه «الضّمّة» وقد تقدّر عليه الحركة مثل : «هو يمشي» «فالياء» هو حرف الإعراب وقدّرت عليه الضّمّة للثقل.

الحرف الذي للأمر والنّهي

اصطلاحا : هو اسم فعل الأمر.

حرف امتناع لامتناع

اصطلاحا : هو «لو» الشرطية الامتناعية.



حرف امتناع لوجود

اصطلاحا : هو «لو لا» الامتناعيّة و «لوما» الامتناعيّة.

حرف التّحقيق

«قد» هو حرف تحقيق إذا دخل على الفعل الماضي ، كقوله تعالى : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ)(١) «وقد» هي من حروف المعاني.

حرف التّرجّي

اصطلاحا : هو «لعلّ» هو حرف من الحروف المشبّهة بالفعل ويفيد معنى التّرجّي أي : طلب الأمر الممكن حصوله والمرغوب فيه ، كقوله تعالى : (ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(٢) «لعلّ» تفيد التّرجي وأمل حصول الشكر لله ، وهو من حروف المعاني.

حرف التسويف

اصطلاحا : هو السّين ، ويشاركه في المعنى حروف تسمّى حروف الاستقبال ، مثل : «سوف» وحروف النصب مثل : «أن ، لن ...» انظر : حروف الاستقبال.

حرف التّقليل

«قد» هو من الحروف التي تسمّى حروف المعاني ، ويفيد التّقليل إذا دخل على الفعل المضارع ، مثل : «قد يعلم الجاهل أنّ العلم نور».

حرف التّنفيس

اصطلاحا : هو سين الاستقبال.

حرف التّوقّع

اصطلاحا : هو «قد» ، مثل : «أقول قد تظهر نتائج الامتحانات غدا». أي : أتوقع ظهور ...

وهو من حروف المعاني ، ويأتي دائما قبل المضارع.

الحرف الحي

اصطلاحا : هو الحرف المتحرّك.

حرف الخطاب

اصطلاحا : هو «الكاف» المتّصلة باسم الإشارة «ذلك» وب «تلك» وببعض ضمائر النّصب مثل :«إيّاك» وببعض أسماء الأفعال ، مثل : «هاك» ولا محل له من الإعراب ويسمى أيضا : كاف الخطاب.

حرف الرّدع

اصطلاحا : «كلّا» ، هو حرف الرّدع ، وهو من حروف المعاني ، مثل : (كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ)(٣).

الحرف السّاكن

اصطلاحا : هو الحرف الذي تكون علامته السّكون ، مثل : «لم يذهب سمير إلى المدرسة» فالحرف الساكن هو «الميم» في «لم» «والباء» في «لم يذهب» وكذلك الألف في «إلى» فهي مبنيّة على السكون.

حرف السّبك

اصطلاحا : هو الحرف الذي يحتاج في تعيين مدلوله إلى صلة يسبك معها بمصدر ويكون له محل من الإعراب ، كقول الشاعر :

إنّ من أقبح المعايب عارا

أن يمنّ الفتى بما يسديه

والتقدير : إنّ من أقبح المعايب عارا ، منّ

__________________

(١) من الآية ١٧١ من سورة الصّافّات.

(٢) من الآية ٥٢ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ١٧ من سورة الفجر.


الفتى ... فالمصدر المؤوّل في محل رفع خبر «إنّ».

حرف الشّرط الامتناعيّ

اصطلاحا : هو «لو لا» الامتناعيّة ، ولو ما الامتناعيّة.

الحرف الصّحيح

اصطلاحا : هو الحرف الذي لا يصيبه الإعلال بالحذف ولا بالقلب ولا بالتّسكين وهو من حروف المعاني. وكل حروف المعاني حروف صحيحة ما عدا «الألف» و «الواو» و «الياء». انظر : الحروف الصحيحة.

حرف الصّلة

اصطلاحا : هو الموصول الحرفي ، الذي يسبك مع ما بعده بمصدر يكون له محل من الإعراب. انظر : الموصول الحرفي.

حرف الظّرف

اصطلاحا : هو حرف الجرّ ، كقوله تعالى : (وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ)(١) «مع» حرف ظرف «رسوله» اسم مجرور بـ «مع». منهم : «من» :حرف جر والضمير «هم» في محل جر بـ «من». «مع» : الثانية حرف جر أو حرف ظرف.

الحرف العاطل

اصطلاحا : هو الحرف الذي لا يعمل في ما بعده ولا يحدث إعرابا في آخر الكلمة بعده ، مثل : حرف الجواب «نعم» وحرف الامتناع لوجود «لو لا» ويسمّى أيضا : الحرف غير العامل. والحرف المهمل.

الحرف العامل

اصطلاحا : الحرف العامل ، هو عكس الحرف العاطل ، يحدث إعرابا في آخر الكلمة بعده مثل :«لم يذهب» ، «لن يذهب» ، «في المدرسة طلاب» ، «لم» : حرف جزم والمضارع بعده مجزوم بالسّكون ، «لن» : حرف نصب والمضارع بعده منصوب. «في» : حرف جر «المدرسة» اسم مجرور بالكسرة ، ومثل قوله تعالى : (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)(٢) «إنّ» هو حرف مشبه بالفعل يعمل في ما بعده النّصب في اسمه والرّفع في خبره ، مثل : «لا رجل في البيت» ، «لا» : النافية للجنس تعمل في ما بعدها فهي حرف عامل.

ملاحظة : من النّحاة من يعتبر حرف النّداء هو العامل في الاسم المنادى ، وحرف الاستثناء هو العامل في المستثنى ، فيعد حروف النداء وحروف الاستثناء من أنواع الحرف العامل.

حرف العلّة

اصطلاحا : هو الحرف الذي يصيبه الإعلال بالحذف أو بالنقل ، راجع : حروف العلّة.

حرف العماد

اصطلاحا : هو ميم العماد الذي يفصل بين الضمير المتصل وعلامة التّثنية الألف ، وهو الذي بين ضمير التثنية وضمير المؤنث ، مثل :«المعلمتان رأيتهما في الملعب» فـ «الميم» في «رأيتهما» هو ميم العماد إذا لولاه لقلنا «رأيتها» واختلط الأمر بين الإفراد والتثنية. انظر : ميم العماد.

الحرف غير العامل

اصطلاحا : هو الحرف العاطل.

__________________

(١) من الآية ٨٦ من سورة التوبة.

(٢) من الآية ٦ من سورة الشرح.


حرف الفصل

اصطلاحا : هو ضمير الفصل ، الذي يتوسّط بين المبتدأ وخبره ليدلّ على أنّ الاسم بعد المبتدأ هو خبر وليس بدلا أو صفة ، كقوله تعالى : (إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَ)(١).

حرف اللّين

هو الحرف الساكن من حروف العلة الذي وجدت قبله حركة لا تناسبه ، مثل : «قول» ، و «بيت» و «نوم». راجع حروف العلة.

حرف المبنى

اصطلاحا : هي الحروف التي تتركب منها الكلمات. انظر : حروف المباني.

الحرف المتحرّك

اصطلاحا : هو الحرف الأخير من الكلمة الذي تظهر عليه علامات الإعراب من ضمة ، أو فتحة ، أو كسرة ، مثل : «لم يقابل التلميذ رفاقه».

حرف المدّ

اصطلاحا : هو حرف العلّة الذي يكون ساكنا وقبله حركة تناسبه فهو حرف علة ومدّ ولين ، راجع حروف العلة ، وله تسمية أخرى : الحركة الطويلة.

حرف المصدر

اصطلاحا : هو الموصول الحرفي.

الحرف المصدريّ

اصطلاحا : هو الموصول الحرفي.

حرف المعنى

اصطلاحا : هو الحرف.

الحرف المهمل

اصطلاحا : هو الحرف العاطل.

الحرف الموصول

اصطلاحا : هو الموصول الحرفي.

الحرف الهاوي

اصطلاحا : هو الألف السّاكنة.

حرف وجود لوجود

اصطلاحا : هو «لمّا» الحينيّة التي تفيد وجود أمر لوجود أمر آخر ، والثّاني مسبّب عن الأوّل.

راجع : لمّا الحينيّة.

حرفا الاستفهام

هما : الهمزة وهل وهما من حروف المعاني راجع : أدوات الاستفهام.

حرف التشبيه

هما : «الكاف» كقول الشاعر :

وإني لتعروني لذكراك هزّة

كما انتفض العصفور بلّله القطر

و «كأنّ» : الذي هو حرف مشبّه بالفعل ، كقول الشاعر :

كأنّ قلوب الطّير رطبا ويابسا

لدي وكرها العنّاب والحشف البالي

وهما من حروف المعاني.

حرفا التفسير

اصطلاحا : هما «أي» مثل : «ترميني بالطّرف أي : أنت مذنب».

و «أن» كقوله تعالى : وأوحينا (إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ)(٢) وهما من حروف المعاني.

__________________

(١) من الآية ٣٢ من سورة الأنفال.

(٢) من الآية ٢٧ من سورة المؤمنون.


حرفا التّفصيل

اصطلاحا : هما : «أمّا» و «إمّا» وهما من حروف المعاني ، كقوله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً)(١) وكقوله تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)(٢).

حرفا المفاجأة

اصطلاحا : هما من حروف المعاني ولفظهما :«إذ» و «إذا» كقول الشاعر :

استقدر الله وأرضينّ به

فبينما العسر إذ دارت مياسير

وكقوله تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ)(٣).

حركات الإعراب

اصطلاحا : هي علامات الإعراب الأصلية وهي الضّمّة للرّفع ، والفتحة للنّصب والكسرة للجرّ ، وهي العلامات الظّاهرة على آخر الكلمات في قول الشاعر :

إذا ما غزا بالجيش حلّق فوقه

عصائب طير تهتدي بعصائب

حركات البناء

هي علامات البناء الأصليّة ، أو ما ينوب عنها ، مثل : «لله الأمر من قبل ومن بعد» فكلمة «قبل» هي ظرف مبنيّ على الضّم في محل جر ، ومثل :«جاء هذا الولد» هذا : «الهاء» للتنبيه : و «ذا» : اسم إشارة مبنيّ على السّكون في محل رفع فاعل ، ومثل : «أعجبني سيبويه علما» «سيبويه» فاعل مبني على الكسر في محل رفع فاعل ، ومثل : «لا كتاب على الطاولة» ؛ «كتاب» : اسم «لا» النافية للجنس مبني على الفتح.

حركات البناء الأصليّة

اصطلاحا : هي علامات البناء الأصليّة.

حركات البناء الفرعيّة

اصطلاحا : هي الكسرة التي تنوب عن الفتحة في جمع المؤنث السالم المبني في حالة النّصب الواقع اسم «لا» النافية للجنس ، مثل : «لا فتيات كسولات» ؛ «فتيات» : اسم «لا» مبنيّ على الكسرة بدلا من الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم. انظر :علامات البناء الفرعيّة.

حركات المباني

اصطلاحا : هي الحركات الملازمة لمادّة الكلمة في حروفها ومبناها ، مثل : كلمة «زيد» فالفتحة والسكون هي من حركات المباني.

الحركة

لغة : هي التحوّل والتغير والانتقال.

واصطلاحا : هي حركة الصّوت في نطق الحرف بالضّمّة ، أو الفتحة ، أو الكسرة ، وتسمّى أيضا : الحركة القصيرة والشّكلة. وهي أنواع : «حركات البناء» ، «حركات الإعراب» ، «حركات المباني» وتعتبر الضمة أثقل الحركات وتليها الكسرة والفتحة هي أخفها.

حركة الإتباع

اصطلاحا : هي الحركة العارضة التي تظهر على آخر الكلمة من تأثير الحركة التّالية لها في الكلمة التي بعدها ، كقراءة قوله تعالى : (الْحَمْدُ

__________________

(١) من الآيتين ٢٦ و ٢٧ من سورة مريم.

(٢) من الآيات ٩ ـ ١٠ ـ ١١ من سورة الضّحى.

(٣) من الآية ٣٦ من سورة الروم.


لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(١) وكقراءة من قرأ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٢).

حركة التّخلّص من التقاء ساكنين

اصطلاحا : هي الحركة التي يؤتى بها لتسهيل النطق عند التقاء ساكنين. كقوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ)(٣) حيث أتى بالضّمة على «الميم» السّاكنة في الأصل للتّلفظ بالسّاكن بعدها ، وكقوله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً)(٤) حيث تحرّك آخر الفعل «يطع» بالكسر لتسهيل النّطق بالساكن ، «فالضّمة» في الآية الأولى ، و «الكسرة» في الآية الثانية هما حركتا التخلص من التقاء ساكنين ، والأصل في كلّ ساكنين التقيا أن يحرّك الأول منهما بالكسر وذلك لأمرين :

الأول : أن الكسرة لا تكون علامة إعراب إلا ومعها التنوين ، مثل : «مررت بزيد» أو ما يقوم مقامها كالألف واللام ، مثل : «قرأت في كتاب» ، «وقرأت في الكتاب» أو الإضافة ، مثل : «قرأت في كتاب الأدب». وقد تأتي «الضمة والفتحة» علامتي إعراب بدون تنوين ، فإذا اضطررنا إلى تحريك السّاكن حرّك بحركة لا توهم أنها إعراب وهي الكسرة.

الثاني : أن الجزم من خصائص الأفعال ، والجر من خصائص الأسماء ، فصار الجزم نظير الجرّ من حيث اختصاص كل منهما بصاحبه ، فإذا اضطررنا إلى تحريك السّاكن عمدنا إلى حركة مشابهة له وهي الكسرة.

هذا ، ويعدّ التنوين حرفا ساكنا فإذا تلاه ساكن تحرّكت نون التنوين بالكسر نطقا لا كتابة فتقول في مثل : «جاء زيد العالم» ؛ «جاء زيد العالم» وإذ كتبناها حسب نطقها نكتب : «جاء زيدن العالم».

أمّا إذا كان بعد التنوين حرف مضموم تضم «نون» التنوين إتباعا للضمة ، مثل : «هذا زيد أبعد عن الحاضرين» فتكتب كما تلفظ : «هذا زيدن أبعد عن الحاضرين».

ويغلب على نون «من» أن تفتح مع «أل» التعريف وتكسر مع غيره ، كقوله تعالى : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ)(٥) ومثل :«استلمت برقيّة من ابنتي في المهجر» والغالب من «نون» «عن» أن تكسر مطلقا ، مثل قوله تعالى : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ)(٦) ومثل :«دفعت عن ابنتي القسط الأوّل».

وفي الكلمة المنتهية بـ «واو» قبلها فتحة يتخلّص من التقاء ساكنين بالضم إذا كانت «الواو» للجمع ، مثل : «اخشوا المخترع» وبالكسر إذا كانت لغير الجمع مثل : «لو التقى الناس على المحبّة لساد الوفاق».

وقد يراد العكس كما في قراءة قوله تعالى : (نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً)(٧) وقد تفتح «واو» الجمع منعا من التقاء ساكنين ، كقراءة بعضهم لقوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى) كما حرّكوا فعل الأمر «ردّ» و «لم يردّ» بالحركات الثلاث كما حرّكوا بالضم عند الاتصال

__________________

(١) الآية الثانية من فاتحة الكتاب.

(٢) من الآية ٣٣ من سورة الأحزاب.

(٣) من الآية ٧١ من سورة الأحزاب.

(٤) من الآية الأولى من سورة الجن.

(٥) من الآية ٣٧ من سورة المعارج.

(٦) من الآية ٣ من سورة المزّمّل.

(٧) من الآية ١٦ من سورة البقرة.


بضمير الغائب فقالوا : ردّه وبالفتح عند الاتصال بضمير الغائبة فقالوا ردّها ، وحرّكوا بالكسر إذا تلاه ساكن فقالوا «ردّ القوم» وبعضهم حرّك بالفتح وهم بنو أسد ، كقول الشاعر :

فغضّ الطّرف إنّك من نمير

فلا كعبا بلغت ولا كلابا

حركة الحكاية

اصطلاحا : هي العلامة التي تظهر على آخر المحكيّ وتمنع من ظهور حركة الإعراب الأصليّة ، مثل : «قال : العلم نور» ؛ «العلم نور» : مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة منع من ظهورها حركة الحكاية.

الحركة الطّويلة

اصطلاحا : هي حرف المد.

الحركة العارضة

اصطلاحا : هي كسرة المناسبة وهي التي تشغل محل الضمة والفتحة في الاسم المضاف إلى ياء المتكلم في حالتي الرفع والنّصب كقوله تعالى : (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ)(١) «نصحي» : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة المناسبة للياء ، وكقوله تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً)(٢) «نعمتي» : مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء. ولها في الاصطلاح تسميات أخرى هي : حركة المناسبة ، الحركة العارضة ، الكسرة العارضة.

الحركة القصيرة

اصطلاحا : الحركة.

حركة المجاورة

اصطلاحا : الجر بالمجاورة.

حركة المناسبة

اصطلاحا : كسرة المناسبة.

حركة النّقل

اصطلاحا : هي الحركة التي تنقل من أول الكلمة إلى الحرف السّاكن من الكلمة السابقة عليها ، كما في قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها)(٣) والأصل قد أفلح. حيث نقلت فتحة الهمزة من «أفلح» إلى «الدال» الساكنة من كلمة «قد».

حروف الابتداء

اصطلاحا : هي «لكن» المخفّفة من «لكنّ» ، و «بل» ، و «واو» الحال ، كقوله تعالى : (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى)(٤) ، وكقول الشاعر :

وما حبّ الدّيار شغفن قلبي

ولكن حبّ من سكن الدّيارا

وكقوله تعالى : (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ)(٥).

حروف الإبدال

هي الحروف التي يجري بينها الإبدال ، وعددها تسعة عند بعض النحاة ، يجمعها قولك :

__________________

(١) من الآية ٣٤ من سورة هود.

(٢) من الآية ٣ من سورة المائدة.

(٣) من الآية ٩ من سورة الشمس.

(٤) من الآية ٤٣ من سورة النساء.

(٥) من الآية ٥ من سورة ق.


«هدأت موطيا» مثل : «آمن» أصلها : أأمن انظر : الإبدال الصرفي.

حروف الاتّصال

هي الحروف التي تتصل بما بعدها في الكتابة وهي : «ب» ، «س» ، «ص» ، «ي» ، وعكسها حروف الانفصال وهذه الحروف من أقسام حروف المباني.

الحروف التي لا يتقّدم فيها الاسم على الفعل

هي كثيرة منها :

١ ـ حروف النّصب التي تنصب الفعل المضارع ، فلا تقول : «كي زيد ينجح» بل تقول :كي ينجح زيد. لأنه لا يجوز بعد «كي» التي تنصب الفعل المضارع أن يتقدم الاسم بعدها على الفعل ، ولا تقول : «أردت أن ابني يذهب» إذ لا يجوز أن يفصل بين الفعل والعامل فيه بالاسم.

٢ ـ حروف الجزم إذ لا يتقدم الاسم بعدها على الفعل العاملة فيه الجزم ، مثل : «لم ، لمّا ، لام الأمر ، لا الناهية» فلا تقول : «لم زيد يأكل» بل تقول : لم يأكل زيد ، ولا تقول : «لا أنت ترم الفضلات في الطريق» ، بل تقول : لا ترم الفضلات.

أمّا في الشعر فيجوز أن تتقدم الأسماء الأفعال بعد حروف الجزاء ، ولكنه قبيح ، والمراد بكلمة حروف الجزاء «أسماء الشرط» بما فيها حرفا الشرط «إذ ما» والحرف «إن» وذلك لأن حروف الجزاء تدخل على الماضي والمضارع ، من ذلك قول الشاعر :

فمتى واغل ينبهم يحيّو

ه وتعطف عليه كأس السّاقي

ومثل :

صعدة نابتة في حائر

أينما الريح تميّلها تمل

فقد تقدّم الاسم «واغل» على المضارع المجزوم بـ «متى» في البيت الأول ، كما تقدم الاسم «الريح» على الفعل «تميّلها» المجزوم بـ «أينما» وهذا قبيح.

أمّا إذا كان حرف الجزاء هو «إن» فيجوز أن يتقدّم الاسم الفعل في النّثر إذا لم يكن الفعل مجزوما لفظا ، كقوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ)(١) ويجوز ذلك أيضا في الشعر ، كقول الشاعر :

عاود هراة وإن معمورها خربا

وأسعد اليوم مشغوفا إذا طربا

وإن كان الفعل مجزوما بها فلا يتقدم الاسم الفعل إلا في الشعر.

الحروف التي لا يليها إلا الفعل ولا تعمل فيه

هي كثيرة منها :

١ ـ الحرف «قد» التي لا يليها إلا الفعل ولا تعمل فيه ، كقوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها)(٢) إذ اتصلت «قد» بالفعل ولا يجوز الفصل بينهما.

«سوف» لا يليها إلا الفعل لأنها بمنزلة السّين.

ودخول «السين» على الفعل مثل قوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى)(٣) لأنها إثبات للقول «لن يكون» فأشبهتها في عدم الفصل ، كقوله تعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)(٤).

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة التوبة.

(٢) من الآية ٩ من سورة الشمس.

(٣) من الآية ٢٠ من سورة المزّمّل.

(٤) من الآية ١٤٤ من سورة النساء.


٣ ـ «ربّما» ، «قلّما» ، «طالما» ، من المعروف أن «ربّ» تدخل على الأسماء لكنها لمّا دخلتها «ما» اعتبرت معها كلمة واحدة تدخل على الأفعال فقط ، ومثلها : «قلّما ، وطالما» كقوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ)(١) ويجوز ذلك في الشعر مثل :

صددت فأطولت الصّدود وقلّما

وصال على طول الصّدود يدوم

٤ ـ «هلّا» ، «لو لا» ، «ألّا» ، وأصلها : «هل» ، «لو» ، «أن» ، فأدخلوا عليها «لا» وجعلوا كل واحدة منها مع «لا» بمنزلة كلمة واحدة ، بمعنى التّحضيض ، ولا تدخل إلا على الفعل ، كقوله تعالى : (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ)(٢) وكقوله تعالى : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ)(٣) ومثل : «هلّا خدمت وطنك».

وهذا الحروف هي من حروف المعاني وتسمّى أيضا : حروف التحضيض.

حروف الاستثناء

في الأصل حرف الاستثناء واحد هو «إلّا» مثل قوله تعالى : (قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ)(٤) ويشاركه في الحرفيّة الاستثنائية أفعال تكون تارة أحرفا وتارة أفعالا هي : «خلا» ، «حاشا» ، «عدا» مثل :

خلا الله لا أرجو سواك وإنّما

أعدّ عيالي شعبة من عيالكا

راجع الاستثناء.

حروف الاستفهام

أدوات الاستفهام كثيرة منها : حرفان فقط للاستفهام هما : الهمزة «وهل» وكلّها تفيد التصوّر أي : طلب إدراك المفرد ، مثل : «كيف زيد؟» وهما تفيدان التّصديق. والهمزة مشتركة بينهما ، أي : تفيد التّصديق والتّصوّر معا. راجع : الاستفهام.

حروف الاستقبال

هي من حروف المعاني ، وهي كثيرة منها :«السّين» ، و «سوف» ، و «حروف النّصب» ، و «لام الأمر» ، و «لا النّاهية» ، وإن الشرطيّة» ، و «إذ ما».

و «السّين» و «سوف» هما من علامات الفعل المضارع ، وتسمّى «سوف» أيضا حرف تسويف لأنها أطول زمانا من «السّين» في نقل المضارع من الزّمان الضيق أي : الحال إلى الزّمان الواسع ، مثل : «سأكتب رسالة».

الحروف الأسليّة

اصطلاحا : هي : «الصّاد» ، و «السّين» ، والزّاي وسميت كذلك نسبة «إلى أسلة اللّسان». وتسمّى أيضا : الحروف الصّفيريّة.

حروف الإشارة

اصطلاحا : هي تسمية أطلقها خلف الأحمر على أسماء الإشارة وضمائر الرّفع. ارجع : إلى أسماء الإشارة وإلى الضمير.

حروف الإشراك

اصطلاحا : هي حروف العطف.

الحروف الأصليّة

اصطلاحا : هي الحروف الأصول في الكلمة

__________________

(١) من الآية الثانية من سورة الحجر.

(٢) من الآية ٢ من سورة هود.

(٣) من الآية ١٠ من سورة المنافقون.

(٤) من الآية ٤٣ من سورة هود.


وهي التي تثبت في تصاريفها ، وهي من حروف المباني ، مثل : «كسر» ، «قدم» ، «لبس» وعكسها الحروف الزّائدة وتسمى أيضا : الحروف الأصول.

الحروف الأصول

اصطلاحا : هي الحروف الأصليّة.

حروف الإضافة

اصطلاحا : هي حروف الجرّ الأصليّة ، وسميت كذلك لأنها تضيف إلى الأسماء المجرورة بها معاني الأفعال وشبهها ، وتسمى أيضا : حروف الجر.

حروف الإضافة إلى المحلوف به

اصطلاحا : هي حروف القسم.

حروف الإعراب

اصطلاحا : علامات الإعراب الأصليّة.

حروف الإلغاء

اصطلاحا : هي حروف الصّلة.

حروف الانفصال

اصطلاحا : هي الحروف التي تكتب منفصلة فلا تتصل بما بعدها في الكتابة وتتصل بما قبلها وهي : «أ، د ، ر ، ز ، و» كقوله تعالى : (وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ)(١) «فالواو» منفصلة وكذلك «الراء».

وكذلك في قوله تعالى : (لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ)(٢) «فالواو» و «الرّاء» ، و «الدّال» هي من حروف الانفصال وكقوله تعالى : (وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ)(٣) وفيها : «الزاي» ، و «الدّال» ، و «الواو» ، و «الرّاء» ، وكلّها من حروف الانفصال. وهي من حروف المباني.

حروف الإيجاب

اصطلاحا : هي : «نعم» ، «أجل» ، «بلى» ، «إي» ، «جير» ، ... كقول الشاعر :

أراك عصيّ الدّمع شيمتك الصبر

أما للهوى نهي عليك ولا أمر

نعم ، أنا مشتاق وعندي لوعة

ولكن مثلي لا يذاع له سرّ

ومثل : ما قدم أخوك من السفر : «بلى» ..

«بلى» حرف جواب.

وسمّيت هذه الحروف بهذا الاسم لأنها تقرّ ما قبلها على معناه ايجابا وسلبا إلا : «بلى» فانها مختصة بالإيجاب. وهذه الحروف هي من حروف المباني وتسمّى أيضا حروف التّصديق.

حروف البناء

اصطلاحا : هي حروف المباني.

حروف التأكيد

اصطلاحا : هي حروف الصلة.

حروف التحضيض

اصطلاحا : هي من الحروف التي لا يليها إلا الفعل ولا تعمل فيه ، وهي من حروف المباني ، والتّحضيض : هو الطّلب بشدّة وهو عكس العرض.

وهذه الحروف هي : هلّا ، ألّا ، لو لا ، لو ما ، ألا ، مثل : «لوما تأتيني بشيء جديد» ، ومثل : «ألا تطيعني فأخدمك».

حروف التّشريك

اصطلاحا : هي حروف العطف.

__________________

(١) من الآية ٤ من سورة المائدة.

(٢) من الآية ١٢ من سورة الإسراء.

(٣) من الآية ٣٨ من سورة النور.


حروف التّصديق

اصطلاحا : هي حروف الايجاب.

حروف التعليل

اصطلاحا : هي من حروف المعاني العاملة في ما بعدها وهي : «كي» ، «اللّام» ، «في» ، «من» ، وكلها ليست موضوعة أصلا للتّعليل إنّما يفهم ذلك من سياق الكلام ، كقوله تعالى : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)(١) إلّا ، «كي» فهي الحرف الموضوع للتعليل. وتعمل «كي» الجرّ في ثلاثة أشياء :

الأول : هو «ما» الاستفهاميّة ، فتقول : «كيمه» بمعنى : لمه : وهي التي يستفهم بها عن سبب الشيء فتكون «كي» حرف تعليل وجر «ما» اسم استفهام مبنيّ على السّكون في محل جر بـ «كي» ، وحذفت منها الألف لدخول حرف الجر «كي» عليها «والهاء» للسكت ، ومثل قوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ)(٢) بدون هاء السّكت التي دخلت على «كيم» في الوقف.

الثاني : هو «ما» المصدرية وصلتها ، كقول الشاعر :

إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنّما

يراد الفتى كيما يضرّ وينفع

حيث دخلت «كي» على «ما» المصدريّة.

والمصدر المؤوّل من «ما» والفعل في محل جر بـ «كي» ومنهم من يعتبر «ما» كافّة ، أي : تكف «كي» عن عمل النّصب في الفعل المضارع بعدها وعندئذ تكون «كي» والفعل الذي بعدها مؤوّلة بمصدر تقديره للضرّ والنّفع.

الثالث : «أن» المصدريّة وصلتها ، مثل : جئت كي تكرمني بتقدير «أن» بعدها ، وقد تظهر «أن» بعد «كي» في الضّرورة الشعريّة ، كقول الشاعر :

فقالت : أكلّ الناس أصبحت مانحا

لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا

وفيه دخلت «كي» على «أن» المصدريّة وصلتها ، وقد فصلت بينهما «ما» الزائدة ، وأن المصدريّة مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بـ «كي» ومتعلق بـ «مانحا» والتقدير :مانحا لسانك كل الناس للنفع والضرّ ، و «كي» تقدّر عندئذ إمّا مصدرية أو تعليليّة ، وإذا قدرت بالمصدريّة تقدّر اللّام قبلها بدليل قوله تعالى : (لِكَيْلا تَأْسَوْا)(٣) فالمضارع «تأسوا» منصوب بـ «أن» المضمرة بعد «كي» وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. و «أن» وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بـ «كي» وإذا كانت «كي» تقليلية تأتي لام التعليل بعدها لتدل على أنها ليست مصدريّة مثل :

كي لتقضيني رقيّة ما

وعدتني غير مختلس

حروف التّمثيل

اصطلاحا : هي الحروف التي يؤتى بها لمعرفة الحروف الأصليّة والحروف الزائدة ويميّز بينها.

ففي مثل : «عنبس» إذا اعتبرت على وزن «فنعل» اعتبرت فيها النون زائدة ، وإذا عدّت على وزن «فعلل» كانت النون أصليّة.

حروف التّمنّي

اصطلاحا : هي : «ليت» ، «لو» ، «هل» ، كقول الشاعر :

__________________

(١) من الآية ٨ من سورة العاديات.

(٢) الآية الأولى من سورة النبأ.

(٣) من الآية ٢٣ من سورة الحديد.


ألا ليت الشباب يعود يوما

فأخبره بما فعل المشيب

حيث أتت «ليت» وتفيد التّمني وهي موضوعة له. والتّمنّي : هو طلب شيء مستحيل وقوعه أو فيه عسر. أمّا «لو» و «هل» فيفهم منهما التّمنّي من السياق مثل : «وددت لو أكرمتني» وحروف التمني هي من حروف المعاني.

حروف التّنبيه

اصطلاحا : هي : «ألا» ، «أما» ، «ها» ، «يا» ، كقوله تعالى : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ)(١) وكقول الشاعر :

ألا يا عمرو عمراه

وعمرو بن الزّبيراه

ومثل : «أما آن لك أن ترعوي» ، وكقول الشاعر :

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله

بجدّه أولياء الله قد ختموا

ومثل :

أيا راكبا إما عرضت فبلّغن

نداماي من نجران ألا تلاقيا

وفيه «أيا» حرف نداء وإذا لم يأت بعدها منادى فهي للتنبيه ، كقوله تعالى : (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)(٢) وقد حذف المنادى بعد «يا» لذلك فهي للتّنبيه.

وحروف التنبيه هي من حروف المعاني.

حروف التّنديم

اصطلاحا : هي حروف اللوم وهي : «هلّا» ، «ألّا» ، «لوما» ، «لولا» ، «ألا» كقوله تعالى : (لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ) وهي من حروف المعاني ، فإذا دخلت على الماضي تفيد معنى التّندّم على ما فات من الأمر ، وإذا دخلت على المضارع فتفيد الحضّ على العمل.

حروف التّهجّي

اصطلاحا : هي حروف المباني.

حروف التّوكيد

اصطلاحا : هي : «إنّ» ، «أنّ» ، «لام الابتداء» ، «نونا التّوكيد» ، «قد» «لام القسم» ، وكلّها من حروف المعاني.

الحروف الثّمانية

اصطلاحا : هي : الحروف المشبّهة بالفعل ، و «لا» النافية للجنس ، و «عسى».

حروف الجحد

اصطلاحا : هي حروف النفي.

حروف الجرّ

تعريفها : وتسمّى أيضا حروف الإضافة ، إنها تضيف أو توصل معاني الأفعال قبلها إلى الأسماء التي بعدها ، لأنّ بعض الأفعال توصل عملها مباشرة إلى مفعولها ، وبعضها لا تستطيع ذلك فتلجأ الى حروف الجر للوصول اليه ، مثل :«نمت في السّرير» وسميت حروف الجرّ بهذا الاسم لأنّها تجرّ الأسماء التي بعدها على لغة البصريين ، أو تخفضها على لغة الكوفيين.

٢ ـ عددها : حروف الجرّ عشرون وقد عدّدها ابن مالك في البيتين التاليين :

هاك حروف الجرّ ، وهي : من ، إلى ،

حتّى ، خلا ، حاشا ، عدا ، في ، عن ، على

__________________

(١) من الآية ١٣ من سورة البقرة.

(٢) من الآيتين ٢٦ و ٢٧ من سورة يس.


مذ ، منذ ، ربّ ، اللّام ، كي ، واو ، وتا

والكاف ، والباء ، ولعل ، ومتى

٣ ـ أقسامها : كل هذه الحروف تختص بدخولها على الأسماء فتعمل فيها الجرّ ، وهي على ثلاثة أقسام : قسم يلازم الحروف وهو :«من» ، «إلى» ، «حتى» ، «الباء» ، «اللام» ، «ربّ» ، «واو القسم» ، «وتاء القسم» ، وقسم يكون حرفا أو اسما وهو : «على» ، «عن» ، «الكاف» ، «مذ» ، «ومنذ» ، وقسم يكون حرفا أو فعلا ، وهو «حاشا» ، «عدا» ، «خلا» ، وقلّ استعمال «كي» و «لعل» ، و «متى» كحروف جر. ولكل من هذه الحروف معان متعدّدة وأحكام متعددة.

أقسامها من حيث العمل : تقسم حروف الجرّ الأصليّة من حيث العمل إلى قسمين :

الأول : يجر الاسم الظّاهر والضمير وهو سبعة أحرف هي : «من» ، «إلى» ، «عن» ، «على» ، «في» ، «الباء» ، «اللّام» ، كقوله تعالى : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ)(١) وكقوله تعالى : (فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً)(٢) وكقوله تعالى : (انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ)(٣) وكقوله تعالى : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ)(٤) وكقوله تعالى : (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)(٥) وكقوله تعالى : (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ)(٦) وكقوله تعالى : (قالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ)(٧) وكقوله تعالى : (وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ)(٨) وكقوله تعالى : (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً)(٩) وكقوله تعالى : (وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ)(١٠) وكقوله تعالى : (وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ)(١١) وكقوله تعالى : (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ)(١٢) وكقوله تعالى : (وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً)(١٣) وكقوله تعالى : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ)(١٤).

الثاني : يجرّ الظّاهر فقط وهو ينقسم بدوره إلى أربعة أقسام :

١ ـ ما لا يجرّ اسما خاصّا وهو : «حتّى» ، «والكاف» ، «والواو» ، وقد تدخل «الكاف» على الضّمير ، كقول الشاعر :

خلّى الذّنابات شمالا كثبا

وأمّ أوعال كها أو أقربا

فقد دخلت «الكاف» على الضّمير المتّصل «الهاء» ، وهذا شاذ ، وقد تجرّ الضمير المنفصل ، كقول الشاعر :

فلا ترى بعلا ولا حلائلا

كه ولا كهنّ إلّا حاظلا

وفيه دخلت الكاف على الضمير المتصل في «كه» وعلى الضمير المنفصل في «كهنّ» ، وكقول الشاعر :

فلو لا المعافاة كنّا كهم

ولو لا البلاء لكانوا كنا

__________________

(١) من الآيتين ١٣ و ١٤ من سورة الواقعة.

(٢) من الآية ١٦٠ من سورة الأعراف.

(٣) من الآية ٩٩ من سورة الأنعام.

(٤) من الآية ٣٧ من سورة إبراهيم.

(٥) من الآية ٦ من سورة البيّنة.

(٦) من الآية ٧٤ من سورة هود.

(٧) من الآية ٢٩ من سورة يوسف.

(٨) من الآية ١١ من سورة الأنفال.

(٩) من الآية ١٠ من سورة التوبة.

(١٠) من الآية ٧١ من سورة الزخرف.

(١١) من الآية ١١ من سورة الأنفال.

(١٢) من الآية ١١ من سورة الملك.

(١٣) من الآية ٧٥ من سورة النساء.

(١٤) من الآية ١٤ من سورة آل عمران.


فدخلت الكاف على ضمير الغائبين في «كهم» وعلى ضمير المتكلم في «كنا» ومثل قول الشاعر :

لا تلمني فإنني كك فيها

إنّنا في الملام مشتركان

فقد دخلت «الكاف» على ضمير المخاطب في «كك» وهذا شاذ ، أو للضرورة الشعرية.

٢ ـ ما يختصّ بأسماء الزّمان ، مثل : «مذ» و «منذ» ، مثل : «ما كلّمته مذ يومان» أو منذ يومين ، إذ يجوز في الاسم بعدها أن يكون مرفوعا على أنه فاعل لفعل محذوف تقديره : «مذ مضى يومان» والجملة : «مضى يومان» في محل جر بالإضافة ، ويجوز فيه الجر باعتبار «مذ» «منذ» حرفي جر يشبهان بالزائد فتقول : «منذ يومين» فتكون «منذ» حرف جر. «يومين» : اسم مجرور بالياء لأنه مثنى.

ملاحظة : يجوز إعراب الاسم المرفوع بعد «مذ» أو منذ» على أنه مبتدأ محذوف خبره تقديره :يومان مضيا. والجملة في محل جر بالإضافة.

٣ ـ ما يختصّ بدخوله على النّكرات وهو «ربّ» وقد تدخل «ربّ» على ضمير الغائب المفرد المذكّر ، وبعده تمييز مطابق له في المعنى ، كقول الشاعر :

ربّه فتية دعوت إلى ما

يورث المجد دائبا فأجابوا

حيث دخلت «ربّ» على ضمير الغائب المفرد المذكر مع أن تمييزه جمع غير مطابق له «والهاء» في محل جر بـ «ربّ» ولها محل آخر من الإعراب هو الرّفع على الابتداء.

٤ ـ ما يجرّ الاسم الكريم «الله» وهو «التاء» كقوله تعالى : (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَ)(١) وتجر «ربّ» بعد إضافتها إلى كلمة «الكعبة» مثل : «تربّ الكعبة» وتضاف «ربّ» إلى ياء المتكلم ، مثل :«تربّي لأجتهدنّ» ؛ أو إلى «كاف» الخطاب مثل :«تربّك لأجتهدنّ» ومثل : «تحياتك لأجاهدنّ» فدخلت التاء على غير «ربّ» والكلمة مضاف إلى «كاف» الخطاب. وقد تدخل على غير «ربّ» بدون إضافة مثل : «تالرّحمن».

عملها :

١ ـ حروف الجرّ كلها تعمل الجرّ في الاسم الذي يليها مباشرة وقد يفصل بينهما «كان» الزائدة كقول الشاعر :

جياد بني بكر تسامى

على كان المسوّمة العراب

وقد يفصل بينهما «لا» النافية مثل : سافرت بلا زاد. ومنهم من يعتبر «لا» في هذه الحالة اسما بمعنى «غير». والتقدير : بغير زاد. «وزاد» : اسم مجرور بالإضافة. ومنهم من يعتبر «لا» النافية لا عمل لها ، وكلمة «زاد» اسم مجرور بالباء ، وقد يفصل بينهما الظّرف أو الجارّ والمجرور ، أو المفعول به ، للضرورة الشعريّة ، كقول الشاعر :

إنّ عمرا لا خير في ، اليوم ، عمرو

إنّ عمرا مكثّر الأحزان

ومثل :

وإني لأضوي الكشح من دون ما انطوى

وأقطع بالخرق الهبوع المراجم

والتقدير : بالهبوع المراجم الخرق ، الفاصل هو المفعول به «الخرق». والاسم بعد حرف الجر يكون مجرورا بكسرة ظاهرة أو مقدّرة كقول الشاعر :

__________________

(١) من الآية ٥٧ من سورة الأنبياء.


إنّي نظرت إلى الشعوب فلم أجد

كالجهل داء للشعوب مبيدا

ومثل : «ما من فتى يستجيب لنداء الانسانية إلا تكون استجابته خيرا وبركة» فكلمة «فتى» اسم مجرور بكسرة مقدّرة على الألف للتعذر. ومثل :«أتعجّب ممّن يسعى في الشقاق بين الأحبّة» ؛ «من» اسم موصول مبنيّ على السكون في محل جر حيث قلبت «نون» حرف الجر «من» ميما للتخفيف ولتقارب مخرج نطق «الميم» من «النون» وأدغم المثلان. فهذا الجر محلّي.

٢ ـ إذا دخلت حروف الجر على «ما» الاستفهاميّة تحذف منها الألف وجوبا في غير الوقف ، كقوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ)(١) ومثل : «لم الكسل» ، ومثل : «فيم السّعي بالذلّ» وقد لا تحذف الألف إذا دخل على «ما» الاستفهامية حرف الجر في غير الوقف. أمّا في الوقف فيجب حذف «الألف» من «ما» ووصلها بـ «هاء» السكت مثل : «فيمه» ، «عمّه» ، «لمه» ، «كيمه». وقد لا تحذف الألف منها في غير الوقف للضرورة الشعريّة ، كقول الشاعر :

على ما قام يشتمني لئيم

كخنزير تمرّغ في رماد

حيث لم تحذف الألف من «ما» الاستفهامية رغم دخول حرف الجر «على» عليها ، وذلك للضرورة الشعريّة.

ومن حذف «الألف» عند دخول حرف الجر على «ما» الاستفهامية ، قول الشاعر :

إلام الخلف بينكم إلام

وهذي الضجّة الكبرى علام

حيث حذفت الألف في «إلام» في الموضعين وكذلك حذفت من «علام». ومن حذفها في الوقف واتصال «ما» بهاء السّكت نقول : «الخصام كيمه» و «السؤال عمّه».

متعلّق حرف الجر : لا بدّ لحرف الجر الأصليّ من عامل يتعلّق به ويسمّى متعلّق حرف الجر.

وذلك لأن العلاقة بين المتعلّق به وبين الجارّ والمجرور هي علاقة ارتباط معنويّ ؛ لذلك وجب عند تعلّق حرف الجرّ أن نميّز العامل ، الذي يحتاج إلى الجارّ والمجرور لتكملة معناه ، من غيره من العوامل. فقد يكون هذا المتعلّق متأخرا عن الجار والمجرور ، كقول الشاعر :

جهلت كجهل الناس حكمة خالق

على الخلق طرّا بالتّعاسة حاكم

فالجار والمجرور «على الخلق» متعلقان بـ «حاكم» المتأخر عنهما ، وكذلك يتعلق بـ «حاكم» الجارّ والمجرور «بالتعاسة» ، المتأخّر عنهما. وكقول الشاعر :

عداتك منك في وجل وخوف

يريدون المعاقل والحصون

فالجار والمجرور «منك» متعلقان بـ «وجل» والتقدير : عداتك في وجل منك. وقد يكون المتعلّق به متقدّما على الجار والمجرور ، كقوله تعالى : (أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ)(٢) فحرف الجر «الباء» في «به» متعلق بالعامل المتقدم يؤمنون. وكذلك «الباء» في «به» الثانية متعلق بالعامل المتقدم «يكفر». وكذلك حرف الجر «من» متعلق بـ «يكفر» العامل المتقدم. وكقول الشاعر :

__________________

(١) الآية الأولى من سورة النّبأ.

(٢) من الآية ١٧ من سورة هود.


لئن لم أقم فيكم خطيبا فإنني

بسيفي إذا جدّ الوغى لخطيب

فالجار والمجرور «فيكم» متعلّق بـ «أقم». وأما في قول الشاعر :

الغنى في يد اللئيم قبيح

مثل قبح الكريم في الإملاق

فقد تعلّق الجار والمجرور «في يد» بالعامل «قبيح» المتأخّر ، وتعلق الجار والمجرور «في الاملاق» بالعامل المتقدّم «قبح الكريم». وكقول الشاعر :

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه

فكل قرين بالمقارن يقتدي

فقد تعلّق الجارّ والمجرور «عن المرء» بالعامل المتأخّر «لا تسأل» والجار والمجرور «عن قرينه» متعلق بالعامل المتقدّم «سل». والجار والمجرور «بالمقارن» يتعلق بالمتأخر يقتدى. وكقول الشاعر :

بالعلم والمال يبني النّاس ملكهمو

لم يبن ملك على جهل وإقلال

فالجار والمجرور «بالعلم» يتعلّق بالعامل المتأخّر «يبني» ، والجار والمجرور «على جهل» متعلق بالعامل المتقدّم «لم يبن».

وعند ما يؤلّف الجار والمجرور مع عاملهما معنى تاما في الجملة نسميهما شبه جملة وإن لم يكمل بهما المعنى نسمّيهما شبه الجملة الناقص ويكون التركيب فاسدا وناقصا.

١٣ ـ ملاحظات

١ ـ شبه الجملة نوعان : الظّرف ، والجار والمجرور ، ويعتبر الوصف الواقع صلة «أل» بمنزلة شبه الجملة ، كقول الشاعر :

الودّ أنت المستحقّة صفوه

مني وإن لم أرج منك نوالا

فالوصف «المستحقة» الواقع صلة «أل» هو بمنزلة شبه الجملة.

٢ ـ شبه الجملة التام ، أي : الظرف والجار والمجرور ، إذا وقع بعد اسم نكرة محضة وجب أن يكون متعلّقه نعتا للاسم النّكرة ، كقول الشاعر :

ربّه فتية دعوت إلى ما

يورث المجد دائبا فأجابوا

فجملة «دعوت» في محل نصب نعت «فتية».

وإذا وقع شبه الجملة التامّ بعد اسم معرفة وجب أن يكون متعلّقه حالا ، كقوله تعالى : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) ومثل : «وقف اللّاعبون في الملعب بين رفاقهم». فالجار والمجرور «في زينته» متعلق بمحذوف حال ، تقديره : مستقرّ ، والجار والمجرور «في الملعب» متعلق بمحذوف حال تقديره : مستقرّين ، وكذلك الظّرف شبه الجملة التامّ «بين» متعلق بمحذوف حال. ويصحّ الوجهان : الحال والنعت إذا كانت المعرفة غير محضة ، مثل :

ولقد أمرّ على اللّئيم يسبّني

فمضيت ثمّت قلت لا يعنيني

فجملة «يسبني» في محل جر نعت «اللئيم» لأن هذا الاسم وإن كان معرفة في اللّفظ إلا أنه نكرة في المعنى ، لأنه مقترن بـ «أل» الجنسيّة.

ويجوز أن تكون الجملة حالا باعتبار اللّفظ.

٣ ـ حروف الجر كلّها أصليّة ما عدا أربعة هي : «من» ، «الباء» ، و «اللام» ، و «الكاف» ، فهي تارة أصليّة وتارة زائدة. أما «لعلّ» و «ربّ» فإنهما حرفان شبيهان بالزائد ، ومثلهما «لو لا» كما


سبقت الإشارة. ومنهم من يعتبر «خلا» و «حاشا» و «عدا» من حروف الجر الشبيهة بالزائدة.

١٤ ـ أنواع العامل : عامل الجرّ في الجملة أو المتعلّق به عدة أنواع منها :

١ ـ الفعل ، مثل : «مشيت من البيت إلى الجامعة» ، وكقول الشاعر :

انظر إلى ورق الغصون فإنها

مشحونة بأدلّة التّوحيد

وفيه «إلى ورق» جار ومجرور متعلق بالفعل «انظر» وفيه «بأدلّة» جار ومجرور متعلّق باسم المفعول «مشحونة».

٢ ـ اسم الفعل ، مثل : «نزال في المدينة» أي : انزل في المدينة ، ومثل : «حيّهل على داعي الجهاد» ، أي : أقبل.

٣ ـ المصدر ، ويشمل المصدر الذي يدل على المرّة ، أو الهيئة ، والمصدر الميمي ، والصناعي مثل : «الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر من دعائم الإصلاح في المجتمع» فالجار والمجرور «بالمعروف» متعلق بالمصدر الصّريح «الأمر» ومثله «عن المنكر» جار ومجرور متعلق بـ المصدر «النّهي». «في المجتمع» جار ومجرور متعلق بالمصدر «الإصلاح». وكقول الشّاعر :

يموت المداوي للنّفوس ولا يرى

لما فيه من داء النّفوس مداويا

فالجار والمجرور «للنفوس» متعلق بالمصدر الميمي «المداوي» وكذلك الجار والمجرور «لما» و «من داء» متعلق بـ «مداويا».

٤ ـ المشتق الذي يعمل عمل الفعل ، مثل :«أنا فرح بك». فالجار والمجرور «بك» متعلق بالمشتق «فرح». ومثل : «أخي مرتاح في عمله».

«في عمله» جار ومجرور متعلق بـ «مرتاح» ، ومثل :

ترفّق أيّها المولى عليهم

فإن الرّفق بالجاني عتاب

فالجار والمجرور «بالجاني» متعلق بالمصدر الصّريح «الرفق» الذي يشبه الفعل في العمل.

٥ ـ المشتق الذي لا يعمل ولكنّه لا يخلو من معنى الفعل كاسم الزمان واسم الآلة ، مثل :«حدد الموعد لانعقاد جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين القادم». وقد يكون لفظا غير مشتق ولكنه في حكمه ، مثل : «أنت سيبويه في لغتك».

والتقدير : أنت نحوي كسيبويه في لغتك.

فالجار والمجرور «لانعقاد» متعلق باسم الزّمان «الموعد». والجار والمجرور «في لغتك» متعلق بكلمة «سيبويه» الجامدة التي هي في حكم المشتق والتقدير : نحوي ، ومثل :

الصّدق في قوالنا أقوى لنا

والكذب في أفعالنا أفعى لنا

فالجارّ والمجرور «في أقوالنا» متعلق بالاسم «الصدق». والجار والمجرور «لنا» الأول متعلق بكلمة «أقوى» وكذلك في «أفعالنا» متعلق بـ «الكذب» و «لنا» متعلق بـ «أفعى» وهي كلمة جامدة ومعناها «مؤلم» ، «مر» ، ومثل : «أنت معاوية في حلمك» فالجار والمجرور «في حلمك» متعلق بـ «معاوية» الاسم الجامد والتقدير : أنت حليم في ...

١٥ ـ حذف العامل : قد يكون متعلّق الجار والمجرور مذكورا في الجملة كالامثلة السابقة ، وقد يكون محذوفا. وقد يكون حذفه جائزا إما لوضوحه ، أو لشهرته قبل الحذف ، أو لوجود قرينة تدل عليه ، مثل : «سأزورك يوم الجمعة أما سمير


ففي الاسبوع المقبل» والتقدير : أما سمير فسأزوره في ... وكقول الشاعر :

بأبي من وددته فافترقنا

وقضى الله بعد ذاك اجتماعا

والتقدير : أفدي بأبي ، ومثله قول الشاعر :

بنفسي تلك الأرض ، ما أطيب الرّبا!

وما أحسن المصطاف والمتربّعا

والتقدير : أفدي بنفسي.

وقد يكون حذفه واجبا إذا كان مما يدل على وجود مطلق وذلك في أماكن كثيرة أهمها :

١ ـ إذا كان العامل صفة ، مثل : «هذا كتاب من تأليف عالم كبير». التقدير : مكتوب ، مؤلّف ...

٢ ـ إذا كان حالا ، مثل : «هذا الكتاب من تأليف عالم كبير». الجار والمجرور «من تأليف» متعلق بمحذوف حال تقديره مكتوبا مستقرا ...

وذلك لأن الاسم قبلهما معرفة.

٣ ـ إذا كان العامل صلة ، مثل : «استمتعت بالأخبار المسرّة التي في الجرائد» والتقدير : التي توجد في الجرائد.

٤ ـ إذا كان خبرا للمبتدأ ، مثل قول الشاعر :

جسمي معي غير أن الروح عندكمو

فالجسم في غربة والروح في وطن

فالجار والمجرور «في غربة» متعلق بخبر المبتدأ «الجسم» تقديره موجود ، ومثله الجار والمجرور «في وطن» متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ «الروح» تقديره : موجود.

٧ ـ إذا كان خبرا لناسخ ، كقول الشاعر :

فليعجب الناس منّي إنّ لي بدنا

لا روح فيه ولي روح بلا بدن

فالجار والمجرور «لي» متعلق بمحذوف خبر «إن» تقديره : «موجود» وكذلك «فيه» جار ومجرور متعلق بخبر «لا» النافية للجنس المحذوف تقديره : «موجود». وكذلك الجار والمجرور «لي» متعلق بخبر مقدم للمبتدأ «روح» تقديره :«موجود».

٨ ـ أو إذا كان محذوفا في أسلوب معيّن ، كقولك لمن تهنئه بالزّواج : بالرّفاء والبنين والتقدير : تزوجت بالتّوافق ... ولا يجوز ذكر العامل لأن هذا الأسلوب جرى مجرى الأمثال.

٩ ـ إذا كان حرف الجرّ هو من أحرف الجرّ التي تفيد القسم ك «الواو» و «التاء» ، كقول الشاعر :

فو الله لا يبدي لساني حاجة

إلى أحد حتى أغيّب في القبر

والتقدير : أقسم والله ، ومثل : «تالله لأكيدنّ».

والتقدير : أقسم تالله.

١٠ ـ إذا كان الجارّ والمجرور مما يرفع الاسم الظاهر بعد الاستفهام ، مثل : «أفي قولك شكّ» ، فالهمزة للاستفهام. والجار والمجرور «في قولك» متعلق بخبر مقدم للمبتدأ المؤخر «شك». وعند حذف العامل يجوز تقديره فعلا ، مثل : استقرّ ، أو وصفا ، مثل : مستقرّ ، كائن. أما في القسم وفي الصلة لغير «أل» الموصولة فيجب تقديره فعلا ، لأن جملتيهما لا تكونان إلّا فعليّتين.

حذف حرف الجرّ : قد يحذف حرف الجرّ ويبقى عمله ، أمّا ملاحظة بقائه وحذفه فمرهون بالمحافظة على سلامة المعنى. وهذا الحذف له مواضع كثيرة أشهرها ما يأتي :

١ ـ أن يكون حرف الجر هو «ربّ» مسبوقا بـ «الواو» ، أو «الفاء» أو «بل» ، كقول الشاعر :


وعامل بالحرام يأمر بال

برّ كهاد يخوض في الظّلم

وكقول الشاعر :

فحور قد لهوت بهنّ عين

نواعم في المروط وفي الرّياط

٢ ـ أن يكون الاسم المجرور بالحرف مصدرا مؤوّلا من أنّ ومعموليها ، أو من «أن» والفعل والفاعل ، مثل : «علمت أنّك قادم». أنّ وما بعدها في تأويل مصدر مجرور «بالباء» المحذوفة والتقدير علمت بأنك قادم ، أي : بقدومك.

ومثل : «أعلم أن قدم الزائر» ، والتقدير : أعلم بقدوم الزّائر. والمعلوم أن الفعل «علم» متعد بنفسه لكن يجوز تقدير حرف الجر بعده ، ومثل :«عجبت أنك فاشل» ، أي : من أنك فاشل ، أي عجبت من فشلك. ومثل ، «أعجب أن تفشل» والتقدير : أعجب من أن تفشل ، أو من فشلك.

٣ ـ يحذف في القسم إذا كان الاسم المجرور هو لفظ الجلالة ، مثل : «الله لأكيدنّ الحسّاد».

٤ ـ يحذف بعد «كم» الاستفهاميّة المجرورة بحرف جرّ ، مثل : «بكم درهم اشتريت» ، أي :بكم من درهم.

٥ ـ إذا كان حرف الجرّ مع مجروره جوابا عن سؤال يشتمل على مثل حرف الجر المحذوف ، مثل : «إلى أي بلد تسافر غدا؟» فتجيب :«القاهرة» ، أي : إلى القاهرة. ومثل : كيف أصبحت؟ فتجيب : «خير عافاك الله» ، أي : على خير. ومثل : «بمن مررت؟» فتجيب : زيد أي :بزيد.

٦ ـ في الاسم المعطوف على ما تضمّن حرف جر ، مثل المحذوف ، كقوله تعالى : (وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ)(١) والتقدير : وفي اختلاف ، وكقول الشاعر :

أخلق بذي الصّبر أن يحظى بحاجته

ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

والتقدير : أخلق بمدمن القرع ، حيث حذف حرف الجر «الباء» بعد «واو» العطف والمعطوف عليه مشتمل على مثل حرف الجرّ المحذوف.

٧ ـ في الاسم المعطوف على ما تضمّن حرف جر مثل المحذوف مع وجود «لا» النافية فاصلة بين حرف العطف والحرف المحذوف ، مثل قول الشّاعر :

ما لمحبّ جلد أن يهجرا

ولا حبيب رأفة فيجبرا

التقدير : ولا لحبيب حيث حذف حرف الجر «اللام» بعد «واو» العطف وفصل بينهما «لا».

٨ ـ في الاسم المعطوف على ما تضمّن حرف جر مثل المحذوف مع وجود «لو» فاصلة بين حرف العطف والحرف المحذوف ، كقول الشاعر :

متى عذتم بنا ولو فئة منّا

كفيتم ولم تخشوا هوانا ولا وهنا

والتقدير : ولو بفئة منّا. حيث حذف حرف الجر «الباء» بعد «واو» العطف وفصل بينهما «لو».

٩ ـ إذا كان حرف الجر مع مجروره جوابا لسؤال بالهمزة مسبوقة بجملة تتضمّن حرف جرّ مماثل للمحذوف ، مثل قولك : «أزين بن سمير؟» جوابا لمن سألك : «هل مررت بزين؟» والتقدير : أبزين بن سمير. حيث حذفت «الباء» بعد همزة

__________________

(١) من الآيتين ٤ و ٥ من سورة الجاثية.


الاستفهام والجملة قبله تشتمل على مثل الحرف المحذوف ، أي : على حرف الجر «الباء».

١٠ ـ إذا كان الجارّ والمجرور بعد «هلّا» التي تفيد التّحضيض ، والكلام قبلها يشتمل على حرف جر مماثل للمحذوف ، مثل قولك : «هلّا دينار» جوابا لمن قال : «جئت بدرهم». والتقدير «هلا بدينار». حيث حذف حرف الجر بعد «هلا» والجملة قبله تشتمل على حرف جر مماثل ل «الباء».

١١ ـ أن يكون حرف الجر مسبوقا بـ «إن» الشّرطيّة ، والجملة قبله مشتملة على حرف جر مماثل للمحذوف ، مثل : «سلّم على أصدقائك إن عمرو وإن زيد وإن سمير» ... التقدير إن على عمرو وإن على زيد ...

١٢ ـ إذا كان حرف الجر مسبوقا بفاء الجزاء قبلها جملة تتضمّن مثل الحرف المحذوف ، مثل :«قرّرت القيام برحلة إن لم تكن طويلة فقصيرة» ، والتقدير : فبرحلة قصيرة.

١٣ ـ إذا كان حرف الجر هو «لام التعليل» وقد دخل على «كي» المصدرية واللام مقدّرة قبلها أو على «كي» التعليليّة و «أن» مضمرة بعدها ، مثل : «يجتهد الطالب كي ينجح» أي : لكي ينجح ، أو كي لينجح والتقدير : كي أن ينجح.

١٤ ـ أن يكون حرف الجرّ داخلا على المعطوف على خبر «ليس» أو خبر «ما» الحجازيّة العاملة عمل «ليس» ، مثل : «ليس الله بظالم لعباده ولا منقص حقّهم» والتقدير : ولا بمنقص حقهم ؛ ويجوز أن يكون خبر «ليس» «بظالم» منصوبا ، فتقول : «ليس الله ظالما عباده ولا منقص حقّهم». وهذا ما يسمّيه النحاة العطف على التّوهّم ، وكقول الشاعر :

بدا لي أنّي لست مدرك ما مضى

ولا سابق شيئا إذا كان جائيا

حيث جر المعطوف «سابق» على توهّم دخول حرف الجر «الباء» على «مدرك» ، ومثله :

أحقّا عباد الله أن لست صاعدا

ولا هابطا إلّا عليّ رقيب

ولا سالك وحدي ولا في جماعة

من النّاس إلّا قيل أنت مريب

حيث عطف «هابطا» على خبر «لست» وهو «صاعدا» ثم عطف «سالك» على «صاعدا» و «هابطا» على تقدير : ولا «بسالك» على توهّم حرف الجر في الخبرين الأولين ، ثمّ حذف الخبر الثالث مع حرف الجر في العطف التالي ، والتقدير : «ولا سالك في جماعة» وكقول الشاعر :

مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة

ولا ناعب إلّا ببين غرابها

حيث عطف «ولا ناعب» بتقدير : «ولا بناعب» على مصلحين على توهّم دخول حرف الجر «الباء» وكقول الشاعر :

وما زرت ليلى أن تكون حبيبة

إليّ ولا دين بها أنا طالب

والتّقدير ولا إلى دين.

١٥ ـ لا يجوز الفصل بين حرف الجر ومجروره في الاختيار وقد يفصل بينهما في الاضطرار بظرف مثل : «إنّ عمرا لا خير في اليوم عمرو» حيث فصل الظّرف «اليوم» بين حرف الجر «في» والاسم المجرور «عمرو» ، أو بجار ومجرور ، مثل : «وليس إلى منها النّزول سبيل» حيث فصل بين حرف الجر «إلى» والاسم المجرور «النزول» بالجار والمجرور «منها» وقد يفصل بينهما «كان» الزائدة بلفظ الماضي ، كقول الشاعر :


جياد بني بكر تسامى

على كان المسوّمة العراب

حيث فصل الفعل «كان» الزائد بين حرف الجر «على» والاسم المجرور «المسوّمة».

١٦ ـ قد يحذف حرف الجر مع الاسم المجرور إذا لم يتعلّق العرض بذكرهما ، أو إذا دلّت عليهما قرينة تعيّن مكانهما وتمنع اللّبس ، كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) والتقدير : لا تجزي فيه نفس عن نفس شيئا.

بدل حرف جر من حرف جر آخر : الأصل أن لكل حرف جر معنى خاصا يقفز إلى الذّهن لمجرد التّفوّه به ، فإذا قلنا : «أمسكت بيد الأعمى» لتبادر إلى الذّهن أن المقصود بـ «الباء» الإلصاق وقول الشاعر :

إن الذين اشتروا دنيا بآخرة

وشقوة بنعيم ساء ما فعلوا

لعرفنا أن «الباء» تعني «البدليّة». وفي قوله تعالى : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) «الباء» تعني البعضيّة. ولكن قد يؤدي حرف الجر معنى آخر مجازيا أو تضمينيا غير معناه الأصلي ، فقول القائل : «من الناس من إن تأمنه بدينار يؤدّه إليك ومنهم من إن تأمنه بذهب يخون الأمانة».

ف «الباء» هنا استعملت في غير معناها الحقيقي ، وهي بمعنى «على» ، فالمعنى مجازي ، وقد يكون المعنى تضميني على تقدير فعل آخر يؤدي المعنى المراد ، فتقول : «خبأت». فالمعنى المراد : «من الناس من إن خبّات عنده دينارا» ...

ومثل قوله تعالى : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) فـ «الباء» هنا تعني «عن» فاستعملت مجازا بغير معناها الحقيقي ، أما المعنى التضميني فعلى اختيار فعل آخر يؤدي المعنى المراد ، والتقدير : تظهر الغيوم في السّماء. وكلّ هذا يتوقف على دلالة الحرف في المعنى بحيث يفهمه السّامع بغير غموض. ويمكن أن يقتصر الحرف على معناه الحقيقي وهذا الأغلب ، لكن بما أن الحرف أحد أقسام الكلمة الثلاثة ، وكلّ من الاسم والفعل يستعمل في معناه الحقيقي والمجازي ، فجريا عليهما يستعمل الحرف في معناه المجازي أو التضمينيّ وفاقا لما يجري على نظائره ، وذهب النحاة في نيابة حرف جر عن آخر مذهبين :

المذهبان في نيابة حرف جر عن آخر :

المذهب الأول : يقول إن لكل حرف جر معنى واحدا حقيقيا لا غير يؤدّيه على سبيل الحقيقة لا المجاز. فالحرف «عن» يفيد المجاوزة ، مثل :«ذهبت عن البلد» وهذا معناه الحقيقي ، والحرف «على» يفيد معنى حقيقيا هو الاستعلاء ، و «اللّام» يفيد معنى حقيقيا هو الملك ... فإذا أدى الحرف معنى غير معناه الأصلي كان ذلك على سبيل المجاز ، أو على سبيل التضمين. فإذا قلنا :«رميت عن القوس» كان معنى «عن» مجازا المجاورة والاستعانة. وتكون بمعنى مجازي أيضا ، في قوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً)(١) فمعناها المجازي هو البدليّة. ويأخذ الحرف «على» معنى «مجازيا» هو المجاوزة في قول الشاعر :

إذا رضيت عليّ بنو قشير

لعمر الله أعجبني رضاها

حيث «أتت» الكلمة «عليّ» بمعنى «عني» ويأخذ معنى مجازيّا آخر هو المصاحبة كما في قوله تعالى : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى

__________________

(١) من الآية ٤٨ من سورة البقرة.


ظُلْمِهِمْ)(١) أي : مع ظلمهم ويأخذ حرف «اللّام» معنى مجازيا هو البعديّة في قوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ)(٢) أي : بعد دلوك. كما يأخذ معنى مجازيا هو معنى «قبل» في مثل : «توفي والدي لليلة بقيت من شهر شوّال» أي : قبل انتهاء شهر شوال بليلة واحدة ؛ هذا على سبيل المجاز.

أما على سبيل التّضمين أي : إيقاع لفظ موقع غيره ومعاملته معاملته لتضمنه معناه واشتماله عليه ؛ كالتضمين في قوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ)(٣) ، فكلمة الرّفث تتضمن كل ما يريد الرجل من امرأته على سبيل الاستمتاع بها من غير كناية ، ومع ذلك عدّي هذا المصدر بـ «إلى» إيذانا بأنّ الرّفث بمعنى :«الإفضاء» برأي البصريين.

والمذهب الثاني هو أن الحرف ليس إلا كلمة كسائر الأسماء والأفعال وكلّ منها يؤدي معاني حقيقية كثيرة لذلك فإن قصر الحرف على معنى حقيقي واحد فيه الكثير من التّعسّف وعلى هذا الرّأي أكثر النحويين ، ومنهم الكوفيّون ، والمذهبان يتفقان في عدم جواز إحلال حرف محل آخر إلا في المواضع الدّاعية إليه والمسوّغة له.

حروف الجرّ الزّائدة

الحروف الزّائدة ، زيادة محضة هي التي لا تجلب معنى جديدا إنّما يؤتى بها لتقوية المعنى وتأكيده ، سواء أكان المعنى إيجابيا مثل : «كفى بالله شهيدا» أو سلبا مثل : «وما الله بظالم للعباد» فـ «الباء» زائدة وكلمة الجلالة «الله» فاعل «كفى» في المثل الأول. وهي زائدة في المثل الثاني وكلمة «ظالم» خبر «ما» المشبهة بليس. وكذلك «اللّام» في «للعباد» زائدة. والفعل «ظلم» متعدّ بنفسه ، ومثله اسم الفاعل «ظالم» وعدي إلى المفعول بواسطة حرف الجر «اللام». والتقدير : بظالم العباد. و «الباء» و «اللام» حرفا جر زائدان لا يتعلقان بشيء ولا يتأثر المعنى بالحذف وقد يتواجد الحرف الزائد في أول الجملة مثل :«بحسبك النضال». أو في وسطها مثل : «كفى بالعلم حلية» ، أو في آخرها مثل : «النضال بحسبك» ، وقد تكون زيادة الحرف لا غنى عنها كما في صيغة التّعجب ، مثل : «أكرم بالأدب حلية». ولا يتعلق حرف الجر الزائد بالعامل ، والاسم المجرور له محل آخر من الإعراب.

«بحسبك» في المثل الأول في محل رفع مبتدأ.

وخبره النضال. وفي الثاني بـ «العلم» في محل رفع فاعل «كفى» «حلية» : تمييز منصوب. وفي الثالث بـ «الأدب» في محل رفع فاعل «أكرم».

حروف الجرّ الشّبيهة بالزّائدة

هي التي تجرّ الاسم لفظا ويكون له محل آخر من الإعراب فهي مثل الحروف الزائدة ، لا تعلّق لها بالعامل ، كقول الشاعر :

وربّ أسيلة الخدّين بكر

مهفهفة لها فرع وجيد

وفيه «ربّ» حرف جرّ شبيه بالزائد. «أسيلة» اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ.

ويشبه الحرف الشبيه بالزّائد الحرف الأصلي من وجهين : الأول ، هو جرّ الاسم والثاني : إفادة معنى جديد في الجملة.

ويفترقان من وجهين : الأول ، هو أن الحرف

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة الرّعد.

(٢) من الآية ٧٨ من سورة الإسراء.

(٣) من الآية ١٨٧ من سورة البقرة.


الشّبيه بالزائد لا تعلق له ، والثاني أن المجرور له محل آخر من الإعراب ، بخلاف حرف الجر الأصليّ فإنه يتعلّق بعامله ويجرّ الاسم لفظا ومحلّا.

والشبيه بالزائد يشارك حرف الجر الزائد في ثلاثة أوجه : الأول ، جرّ الاسم ؛ والثاني ، الاسم المجرور له محل آخر من الإعراب ؛ والثالث ، عدم التعلّق بالعامل. ويفترقان في أن حرف الجر الشّبيه بالزّائد يأتي بمعنى مستقل كالحرف الأصلي ، أما الزائد فلا يأتي بجديد في المعنى ، إنّما يؤتى به لتأكيد معنى الجملة كلّه وتقويته.

ملاحظات

١ ـ قد يعرب البعض كلمة «لو لا» حرف جر شبيه بالزائد ، فلا تعلّق لها وما بعدها مجرور لفظا وله محل آخر من الإعراب ، كقول الشاعر :

أتطمع فينا من أراق دماءنا

ولولاك لم يعرض لأحسابنا حسن

وفيه «لو لا» : حرف امتناع لوجود وحرف جر.

و «الكاف» : في محل جر بـ «لو لا» ولها محل آخر من الإعراب ، وهو أنها مرفوعة على الابتداء بدليل رفع الاسم الظاهر بعد «لو لا» على الابتداء ، في قول الشاعر :

لو لا العقول لكان أدنى ضيغم

أدنى إلى شرف من الانسان

وفيه : «العقول» : مبتدأ ، وخبره محذوف. ومثل :

والله لو لا الله ما اهتدينا

ولا تصدّقنا ولا صلّينا

وفيه : «الله» : اسم الجلالة مبتدأ ، خبره محذوف.

وقد تأتي «ياء» الضمير بعد «لو لا» فتجرّ بـ «لو لا» ومحلّها الابتداء ، كقول الشاعر :

وكم موطن لولاي طحت كما هوى

بأجرامه من قنّة النّيق منهوى

٢ ـ ومنهم من يعتبر «ها» التنبيه و «همزة» الاستفهام من حروف الجر إذا وقعتا عوضا من حرف الجر في القسم ، فيقولون : «ها الله لأجتهدنّ». أي : والله.

٣ ـ ومنهم من يعتبر كلمة «أيمن» في القسم حرف جر. ومنهم من عدّ «الميم» في القسم «م الله» جزءا من كلمة «أيمن» وليست «م» بدلا من «الواو» في «والله» ولا أصلها «من» من كلمة أيمن.

حروف الجرّ الأصليّة

هي التي تعمل على إتمام معنى عاملها بما تجلبه من معنى فرعيّ جديد ، وتقوم بدور الوسيط الذي يربط بين العامل والاسم المجرور ، وتجعل العامل اللّازم متعدّيا حكما وتقديرا ، فيكون الاسم المجرور بمنزلة المفعول به ، إلّا أنّه مجرور بالحرف ، مثل : «ذهب التلميذ صباحا إلى مدرسته». فالفعل «ذهب» لازم وبالتالي هو عاجز عن ايصال المعنى المباشر إلى كلمة «مدرسته» لذلك أتينا بالوسيط وهو حرف الجر «إلى» ولكننا لا نعرب كلمة «مدرسته» مفعولا به حقيقيا لأنه مجرور بالحرف ، وكقول الشاعر :

ومن دعا الناس إلى ذمّه

ذمّوه بالحقّ وبالباطل

ويتبع هذه الحروف الأصليّة ، حروف شبيهة بالأصلية ، وهي التي تأتي لتقوية العامل الضّعيف ، ومن الممكن الاستغناء عنها ، فاذا أفادت التّقوية أفادت معنى جديدا وتتعلّق به. وإن كان حذفها لا تتأثر به الجملة كانت زيادتها غير محضة ولا تفيد إلّا التوكيد فقط ، مثل : «وما الله


بظالم للعباد». وكقول الشاعر :

أريد لأنسى ذكرها فكأنّما

تمثّل لي ليلى بكلّ سبيل

فالفعل «أريد» متعدّ بنفسه والتقدير : أريد أن أنسى. إلا أن الشاعر أتى باللّام لتقوية المعنى.

حروف الجزاء

اصطلاحا : هي حروف الشرط.

حروف الجزم

اصطلاحا : هي الحروف التي تعمل الجزم في المضارع بعدها وهي : «لم» ، «لمّا» ، «لام الأمر» ، «لا الناهية» كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً)(١) ، ومثل : «وصلت بيروت ولمّا أدخلها». وكقوله تعالى : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ)(٢) ، وكقوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ)(٣) ، وحروف الجزم هي من حروف المعاني.

حروف الجواب

اصطلاحا : هي من حروف المعاني وهي :«نعم» ، «بلى» ، «إي» ، «أجل» ، «جير» ، «إنّ» ، «لا» ، «كلّا». وتسمى حروف الإيجاب ، أو حروف التّصديق.

الحروف الجوفيّة

اصطلاحا : هي حروف العلة.

الحروف الجوفيّة الهوائيّة

اصطلاحا : هي حروف المدّ ، «الألف» ، «الواو» ، «الياء». وسمّيت بذلك نسبة إلى الجوف أي : فراغ الحلق والفم وسمّيت هوائية لأنها تنتهي بانقطاع هواء.

حروف الحشو

اصطلاحا : هي حروف الصّلة.

الحروف الحلقيّة

اصطلاحا : هي الحروف التي يكون مخرجها الحلق ، وهي : «الحاء» ، «الخاء» ، «الغين» ، «العين» ، «الهمزة» ، «الهاء». وتسمّى أيضا الحروف السّتّة.

حروف الخفض

اصطلاحا : هي حروف الجر.

الحروف الخمسة

اصطلاحا : هي الحروف المشبّهة بالفعل.

الحروف الخيشوميّة

اصطلاحا : هي : «النون» السّاكنة ، و «التنوين» ، حين إدغامهما بغنّة أو إخفائهما ، و «النون» و «الميم» المشدّدتان.

الحروف الذّلقية

لغة : الذّلقية : هي الفصاحة والخفّة في الكلام. وفي الاصطلاح : هي الاعتماد على ذلق اللسان والشفة أي : على طرفيهما. والحروف الذّلقيّة هي : «الميم» ، «الراء» ، «الباء» ، «النون» ، «الفاء» ، «اللّام» يجمعها قولك : «مر بنفل». ومنهم من يجعلها ثلاثة أحرف فقط وهي : «اللّام» ، «النّون» ، «الراء» يجمعها قولك :«لنر». وسميت كذلك نسبة إلى ذلق اللسان أي :طرفه.

__________________

(١) من الآية ٦٣ من سورة الحج.

(٢) من الآية ٣ من سورة قريش.

(٣) من الآية ١٥١ من سورة الأنعام.


حروف الرّبط

اصطلاحا : هي حروف المعاني.

حروف الزّيادة

اصطلاحا : هي الحروف التي تزاد على الفعل الثلاثي المجرّد ، أو الرّباعيّ المجرّد لمعنى وهي عشرة يجمعها قولك : «سألتمونيها». راجع : الزوائد.

معانيها : تكون الزيادة لسبعة أمور.

١ ـ للطلب مثل : «استغفر» أي : طلب الاستغفار. الحروف الزائدة هي : «س» ، «ت» ، «ا».

٢ ـ لتمكين أو تسهيل النّطق بالسّاكن ، مثل :«اضرب» الحرف الزائد هو همزة الوصل.

٣ ـ لبيان الحركة مثل : «وا معتصماه» الحرفان الزّائدان هما : «الألف» و «هاء السكت».

٤ ـ لبيان المدّ مثل : «كتاب» ، «عجوز» ، «فيل» ، الحروف الزائدة هي : «الألف» ، في «كتاب» ، ثم «الواو» في «عجوز» ، ثم «الياء» في كلمة «فيل».

٥ ـ زيادة العوض. كزيادة تاء التأنيث في «مقة» مصدر «ومق ومقا» إذ حذفت «الواو» فاء الفعل وعوض منها بالتاء المربوطة في آخر الكلمة ومثل «التاء» في كلمة «زنادقة» فهي عوض من «ياء» زنديق ولذلك لا تجتمع التاء والياء.

٦ ـ لتكثير الكلمة ، مثل : «قبعثرى».

٧ ـ للإلحاق كالواو في «كوثر» ، والأصل :«كثر» ، فتلحق بـ «جعفر» كما في قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ)(١) والياء في كلمة «ضيغم».

ضابط الإلحاق : وضابط الحرف الذي للإلحاق ما جعلت به الكلمة الثلاثيّة أو الرباعية موازنة ومساوية لما فوقها في الحكم ، مثل «رعشن» والأصل : «رعش» فالنون زائدة للالحاق بوزن «جعفر». وكذلك كلمة «فردوس» ففيها «الواو» زائدة للإلحاق بوزن «جردحل». فتصير الكلمة موافقة بالحرف الزائد للإلحاق للوزن الذي ألحقت به في الحركات والسّكنات ومساوية له في الأحكام الثّابتة للملحق به من ناحية الإعلال ، والحروف الزائدة ، ووزن المصدر الشائع. وتزاد هذه الاحرف كما يلي :

١ ـ زيادة الألف. تكون الألف في الكلمة إما مبدلة من حرف أو زائدة ، ولا تكون حرفا أصليا ابدا ، ويكون ما قبلها مفتوحا وجوبا. وتزاد الألف في وزن فاعل مثل : «ضارب» ، و «سالم» من «ضرب» و «سلم» ، والزيادة بعد الحرف الأول.

إذ لا تزاد مكان الحرف الأول لأنّها ساكنة ولا يبدأ بساكن. وتزاد مكان الحرف الثّالث ، أي : بعد الثاني في مثل : «جمال» ، «كلام» والأصل «جمل» و «كلم». وتزاد بعد الثالث أي : تكون رابعة في مثل : «حبلى» على وزن «فعلى» للمؤنث فتكون زيادتها للتأنيث والإلحاق. ومثل :«عطشان» و «سكران» على وزن «فعلان». وتزاد بعد الرابع أي : تكون خامسة في مثل : «حبنطى» وفي «زعفران» وتزاد بعد الخامس أي : تكون سادسة في مثل : «قبعثرى».

٢ ـ زيادة الياء. تزاد الياء في أول الكلمة فيصير الوزن «يفعل» مثل : «يحمد» و «يرقع» و «يحملة» وفي «يربوع» و «يعسوب». وتزاد بعد الأول فتكون ثانية في مثل : «حيدر» و «بيطر».

وتزاد ثالثة في مثل : «سعيد» و «عثير». وتزاد رابعة

__________________

(١) الآية الأولى من سورة الكوثر.


في مثل : «قنديل» و «دهليز» وزن «فعليل» وتزاد في النسبة ، فتقول : «لبنانيّ» و «تميميّ». وتزاد للإضافة ، مثل : «معلمي» ، «مدرستي» فتكون ضميرا متصلا في محل جر. وتزاد في الفعل مثل : «ضربني» و «ساعدني» فتكون ضميرا متصلا في محل نصب مفعول به. وتكون علامة النصب والجر في المثنى والجمع ، مثل : «رأيت الكتابين» و «سلّمت على المعلمين» ، و «رأيت المعلمين» و «رفقت بالمذنبين».

٣ ـ زيادة الواو. لا تزاد الواو في أول الكلمة بل تزاد بعد الحرف الأول فتكون ثانية ، مثل :«حوقل» و «كوثر». وتزاد بعد الثاني ، فتكون ثالثة ، في مثل : «عجوز» و «صبور» وتزاد بعد الثالث ، فتكون رابعة ، في مثل : «ترقوة» وتزاد خامسة في مثل : «قلنسوة». وتزاد كعلامة الرّفع في جمع المذكّر السالم في مثل : «جاء المعلمون».

«المعلمون» : فاعل مرفوع بـ «الواو» لأنه جمع مذكر سالم.

٤ ـ زيادة الهمزة. تزاد الهمزة في أول الكلمة مثل : «أحمر» ، «أحمد» ، «إصليت» ، «إسكاف» وفي وزن «أفعل» ، مثل : «أكلب» ووزن «أفعال» مثل : «أحساب» و «أمثال» وفي وزن «أفعلت» مثل : «أكرمت» وفي المصدر «إفعال» مثل :«إكرام».

وتزاد ثانية كما في كلمة «شامل» ، والأصل :«شمأل» بدليل قولك : «شملت الريح شمولا».

٥ ـ زيادة الميم. وزيادتها من خصائص الأسماء ، فتزاد في وزن «مفعول» ، مثل :«مشروب» وتزاد في أوّل ما زاد على الثلاثة ، مثل : «مكرم» و «منطلق» و «مستخرج» وفي أوّل المصدر مثل : «مغزى» و «ملهى» ، وفي أوّل اسماء المكان ، مثل : «موضع» «موعد». ومنه قوله تعالى : (وَقُلْ) ربي (أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ)(١) وتزاد في آخر الكلمة ، أو في ما قبل الآخر ، مثل : «زرقم» والاصل : «زرق» و «فسحم» من «فسح» في آخر الكلمتين ، ومثل : «دلامص» في ما قبل الآخر.

والميم فيها زائدة بدليل القول : «دليص» و «دلاص».

٦ ـ زيادة النون. تزاد «النّون» في أوّل الفعل المضارع المتكلّم ، مثل : «نحن ندرس» ، «نعمل» ، ... وتزاد بعد الأول في مثل :«منجنيق» وزن «فنعليل» بدليل أنه يجمع على «مجانيق» بنون واحد. و «جندب» وفي «عنظب» وتزاد بعد الثالث فتكون رابعة ، كما في «رعشن» و «ضيفن» والأصل : «رعش» و «ضيف». وترافق «النّون» ، «الألف» ، و «الواو» ، و «الياء» في زيادتها مع المثنى والجمع في حالات الرّفع والنّصب والجرّ ، فنقول : «جاء معلمان وسلّما على الدارسين والمخلصين» وتزاد النون في الاسم فتكون علامة على أنه غير ممنوع من الصّرف مثل : «جاء سمير» و «شاهدت سميرا» و «سلّمت على سمير». وهذه «النّون» تزاد لفظا لا كتابة وتزاد «النّون» مشدّدة أو خفيفة لتوكيد المضارع والأمر ، مثل : «ادرسن درسك» فالنّون مخففة ومثل : «اجتهدنّ» ومثل : «ليكتبن زيد فرضه وليجتهدنّ».

٧ ـ وتزاد «التاء» في آخر الاسم فتكون علامة على تأنيثه ، مثل : «ذاهبة» ، «كاتبة» وقد تلفظ هذه «التاء» «هاء» في الوقف ، فتقول : «ذاهبه» ، «كاتبه» ، وتزاد «التاء» مع الألف في جمع المؤنث السالم ، مثل : «جاءت البنات وسلّمن على

__________________

(١) من الآية ٨٠ من سورة الإسراء.


المعلمات» ، وتزاد مع «الواو» في كلمة «عنكبوت» وفي «ملكوت» وتزاد في وزن «افتعل» ، فتقول :«اقتحم» «مقتحم» «اقترن» «مقترن».

وتزاد مع «الياء» في «عفريت» كما تزاد في أوّل المضارع للمخاطب المذكّر والمؤنث ، فتقول :«أنت تذهب» «أنت تذهبين» و «هي تذهب».

وتزاد التاء في وزن «تفعّل» مثل : «تكرّم» ووزن «تفاعل» مثل : «تضارب».

٨ ـ زيادة «السّين» ، تزاد في وزن «استفعل» ، فقط ، فتقول : «استخرج»

٩ ـ وتزاد الهاء إمّا لبيان الحركة ، فتقول : «ارمه» لبيان حركة الكسرة وكقوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ)(١) أو لخفاء الفتحة كما في قوله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ نارٌ حامِيَةٌ)(٢) أو لخفاء الألف مثل : «يا حسرتاه».

١٠ ـ زيادة اللّام ، تزاد في اسم الإشارة للدّلالة على البعد مثل : «ذلك» وفي كلمة «عبدل» والأصل «العبد».

الحروف السّاكنة

اصطلاحا : هي الحروف الصّحيحة.

حروف السّبك

اصطلاحا : هي الموصولات الحرفيّة.

الحروف السّتّة

اصطلاحا : هي الحروف الحلقيّة.

الحروف الشّجريّة

اصطلاحا : هي «الجيم» و «الشّين» و «الياء» التي هي غير حرف مدّ. وسمّيت بذلك نسبة إلى شجر الفم وهي المنطقة التي تقع ما بين وسط اللسان وما يقابله من الحنك الأعلى. ويدخل بعض النّحاة «الضّاد» في هذه الحروف ويهملها بعضهم فلا ينسبها إليها.

حروف الشّرط

اصطلاحا : هي الحروف التي تجزم فعلا واحدا ، مثل : «لم» ، «لمّا» ، «لام الأمر» ، «لا النّاهية» ، والتي تجزم فعلين ، مثل : «إن» ، «إذما» ، «من» ، «ما» ، «مهما» ، «أي» ، «كيفما» ، «متى» ، «أينما» ، «أيان» ، «أنّى» ، «حيثما» ، والأدوات التي تفيد الشّرط ولا تجزم ، مثل :«لو» ، و «لو لا» ، «لو ما» ، «أمّا» ، «لمّا». انظر : أدوات الشرط. وحروف الشرط هي من حروف المعاني.

الحروف الشّفهيّة

اصطلاحا : هي الحروف الشفوية.

الحروف الشفويّة

اصطلاحا : هي «الفاء» ، «الباء» ، «الميم» ، و «الواو» التي هي غير حرف المدّ يجمعها قولك :«وفبم». سميت كذلك لأنها تخرج من الشّفة فنسبت إليها.

الحروف الشّمسيّة

اصطلاحا : هي حروف المباني التي تختفي معها «لام أل» عند النّطق ، مثل : «الشمس» ، «التّمر» ، «الثّور» ، «الصّدر» ، «الطّابة» ، «النّار» ، وهذه الحروف هي : «ت» ، «ث» ، «د» ، «ذ» ، «ر» ، «ز» ، «س» ، «ش» ، «ص» ، «ض» ، «ط» ، «ظ» ، «ن». أما الألف فلا تعد لا شمسية ولا قمرية لأنها لا تقع في أول الكلمة.

__________________

(١) من الآية ٩٠ من سورة الأنعام.

(٢) من الآيات ٨ و ٩ و ١٠ و ١١ من سورة القارعة.


الحروف الصّامته

اصطلاحا : هي الحروف الصّحيحة.

الحروف الصّحيحة

اصطلاحا : هي الحروف التي يصيبها الإعلال بالتّسكين والحذف والقلب من دون «الألف» ، و «الواو» ، و «الياء» وهي من حروف المباني.

وتسمى أيضا الحروف الصّامتة والحروف السّاكنة ، والصّحاح. أما الهمزة فتجرى مجرى حروف العلّة في قبولها الإعلال رغم أنها حرف صحيح. ويعدّها بعضهم من حروف العلّة فيجعل بذلك حروف العلة أربعة هي : «الهمزة» ، «الألف» ، «الواو» ، و «الياء».

حروف الصّرف

اصطلاحا : هي من الحروف التي يكون بعدها العامل معنويا مثل : «واو» المفعول معه في قولك : «سرت والجبل» ، والظّرف الواقع خبرا ، مثل : «الطاولة أمامك» والمضارع المنصوب بـ أن المضمرة بعد واو المعيّة ، كقول الشاعر :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك اذا فعلت عظيم

حروف الصّفات

اصطلاحا : نسب هذه التسمية خلف الأحمر للأسماء التي تجر ما بعدها ، مثل : «عند» ، «ذو» ، «كل» ، «أسفل». وتسمى أيضا ، حروف الجر. وسمّيت حروف الصّفات بهذا الاسم لأنها تكون صفات للاسم النّكرة قبلها ، وقد تكون بالنسبة لما تحدث في الاسم من صفات ، من الظّرفيّة أو غيرها.

وتسمّى حروف الصّفات أيضا حروف المعاني.

الحروف الصفيريّة

اصطلاحا : هي الحروف الأسليّة وربّما سمّيت بذلك لأنها تحدث صفيرا عند النطق بها.

حروف الصّلة

هي : «إن» ، «أن» ، «ما» ، «من» ، «الباء» ، ولها تسميات عدة ، منها :حروف اللّغو. وحروف الحشو. برأي الكوفيّين ، وحروف الزيادة وحروف الإلغاء برأي البصريّين ، وتسمى أيضا : حروف التأكيد.

الزّوائد. الموصولات الحرفيّة. وهذه الحروف تزاد لإفادة التأكيد في الجملة وتقوية معناه ، كقوله تعالى : (ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ)(١) «من» :حرف جر زائد. «بشير» مجرور لفظا مرفوع محلّا على أنّه فاعل «جاء». وهذه الحروف هي من حروف المعاني.

حروف الطّلب

اصطلاحا : هي «لام الامر» ، «لا» الناهية ، «حرفا الاستفهام» : «الهمزة» و «هل» ، حروف التحضيض : «هلّا» ، «ألا» «أما» ... ، حروف العرض : «ألا» ، «أما» ، «لو» ، حروف التّمنّي :«ليت» ، «ألا» ، ... حرف التّرجّي : «لعلّ». وكلّها من حروف المعاني.

حروف العرض

العرض اصطلاحا : هو الطّلب بلين ورفق ، وحروفه من حروف المعاني ، وهي : «ألا» «أما» ، لو».

حروف العطف

اصطلاحا : حروف العطف. حروف النّسق.

حروف التّشريك. العواطف. حروف الإشراك.

وهي حروف المعاني. وحروف العطف هي :

__________________

(١) من الآية ١٩ من سورة المائدة.


«الواو» ، «الفاء» ، «ثمّ» ، «حتى» ، «أم» ، «أو» ، «إمّا الثانية» ، «لكن» ، «لا» ، «بل». ارجع إليها في مادتها.

حروف العلّة

هي : الألف ، والواو ، والياء ، التي يحدث فيها الإعلال بالقلب والحذف والتّسكين ، وتسمى أيضا : الحروف الجوفيّة ، والحروف المصوتة.

وهي من حروف المباني. وتسمّى حروف العلة ، حروف علّة ومدّ ولين ، إذا كانت ساكنة وقبلها حركة تناسبها مثل : «كتاب» ، «نور» ، «فيل» ، وتسمى حروف علّة ولين ، إذا كانت ساكنة وقبلها حركة لا تناسبها ، مثل : «بيع» ، «قول».

وتسمى حروف علّة فقط إذا تحركّت مثل :«حور» ، «هيف». والألف لا تكون إلا حرف مدّ.

الحروف غير المعجمة

اصطلاحا : هي الحروف غير المنقوطة ، مثل :«ر» ، «س» ، «ص» ، «ط» ، «ع» ... وتسمّى أيضا : الحروف المهملة. وهي من حروف المباني.

حروف القسم

اصطلاحا : هي حروف الجر المستعملة في القسم : «الباء» ، «التاء» ، «الواو» وتسمّى أيضا :حروف الإضافة إلى المحلوف به.

الحروف القمريّة

اصطلاحا : هي حروف المباني التي تلفظ معها لام «أل» ، مثل : «القمر» ، «الكتاب» ، «البيت» ، «اليد» ، «العين» ، «اللّمس» ، وهذه الحروف هي : «أ» ، «ب» ، «ج» ، «ح» ، «خ» ، «ع» ، «غ» ، «ف» ، «ق» ، «ك» ، «ل» ، «م» ، «ه» ، «و» ، «ي». وعكسها الحروف الشّمسيّة.

الحروف اللثويّة

اصطلاحا : هي الحروف التي تخرج قرب اللّثة وهي : «الظّاء» ، «الثّاء» ، «الذّال».

حروف اللّغو

اصطلاحا : هي حروف الصّلة.

الحروف اللهويّة

اصطلاحا : هي الحروف التي تخرج من اللهاة أي : بين الفم والحلق وهما حرفان : «القاف» ، و «الكاف». وإنما أطلق عليها اسم «الحروف» بالجمع مجاراة للتسميات الأخرى.

حروف اللّوم

اصطلاحا : هي حروف التّنديم.

حروف ليس

اصطلاحا : هي الحروف المشبهة بـ «ليس».

حروف اللين

اصطلاحا : هي «الواو» ، و «الياء» إذا كانتا ساكنتين وقبلهما حركة لا تناسبهما مثل : «بين» ، «بيت» ، «بيع» ، «قول» ، «قوم» ، «ثور». وتسمّى أيضا حروف علة ومد ولين ، كلّ من «الألف» ، و «الواو» ، و «الياء» إذا كانت ساكنة وقبلها حركة تناسبها مثل : «عصفور» ، «ميل» ، «قيل» ، «عنكبوت» ، «نار» ، «نام» ...

حروف المباني

اصطلاحا : هي الحروف الهجائية الثمانية والعشرون التي تتركب منها الكلمات ، وهي :«أ» ، «ب» ، «ت» ، «ث» ، «ج» ، «ح» ، «خ» ، «د» ، «ذ» ، «ر» ، «ز» ، «س» ، «ش» ، «ص» ، «ض» ، «ط» ، «ظ» ، «ع» ، «غ» ، «ف» ، «ق» ، «ك» ، «ل» ، «م» ، «ن» ، «ه» ، «و» ، «لا» ، «ي»


مع الحرف «لام ألف» يصبح العدد تسعة وعشرين حرفا. وتسمى حروف المباني أيضا : حروف الهجاء ، حروف التّهجي ، حروف المعجم ، حروف البناء.

أقسامها : هي : الحروف الشمسيّة ، الحروف القمريّة ، الحروف الصّحيحة ، حروف العلّة ، الحروف الأصليّة ، الحروف الزائدة ، الحروف المعجمة ، الحروف غير المعجمة ، حروف الاتصال ، حروف الانفصال.

حروف المجازاة

اصطلاحا : هي حروف الشّرط.

الحروف المشبّهة بالفعل

اصطلاحا : هي من النّواسخ سميت بذلك لشبهها بالفعل من خمسة وجوه : الأوّل تضمّنها معنى الفعل ، الثّاني : بناؤها على الفتح كالفعل الماضي ، الثالث : قبولها نون الوقاية كالفعل الماضي «ضربني» وكالمضارع «يضربونني».

فتقول : إنّني ، أنّني ، كأنّني ، ليتني ، لعلّني ، لكنّني ، والرّابع : تعمل في ما بعدها الرّفع والنّصب كالفعل ، والخامس : بنيتها من ثلاثة أحرف فما فوق كالفعل. وتسمى أيضا : إنّ وأخواتها. ويسميها سيبويه : الحروف الخمسة.

وهي من حروف المعاني العاملة.

معانيها : «إنّ» و «أنّ» بمعنى أؤكّد ، «كأنّ» بمعنى : أشبّه ، «ليت» بمعنى : «أتمنّى» «لعلّ» بمعنى : «أترجى» ، «لكن» بمعنى : «أستدرك» وكلها تدخل على المبتدأ والخبر فتنصب المبتدأ اسما لها وترفع الخبر خبرا لها. وإذا دخلت عليها «ما» كفتها عن العمل. كقوله تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ)(١) فيبطل عملها ويرجع ما بعدها مبتدأ وخبر. «النسيء» : مبتدأ مرفوع «زيادة» : خبر مرفوع. وتدخل عندئذ على الأفعال كقوله تعالى : (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ)(٢).

الحروف المشبّهة بـ ليس

١ ـ الأحرف المشبّهة بـ «ليس» أربعة هي :«ما» ، «لا» ، «لات» ، «إن». وتسمى أخوات «ليس» ، و «حروف ليس» ، و «ما حمل على ليس» ، و «ما وأخواتها».

٢ ـ عملها : كلّها تعمل عمل «ليس» أي :تدخل على المبتدأ والخبر فتبقي المبتدأ مرفوعا على أنه اسمها وتنصب الخبر على أنه خبرها ، كقوله تعالى : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ)(٣). ومثل : «ما المعلم غاضبا». ومثل : «إن الخبر صحيحا».

٣ ـ تسميتها : سمّيت هذه الحروف : المشبّهات بليس لأنها تشبهها بعدّة أمور منها :

١ ـ في العمل ، وهو النّسخ أي : في دخولها على المبتدأ والخبر ، وتغيير اسمهما وعلامة إعرابهما. وفي عدم دخولها على المبتدأ الذي له حق الصّدارة كأسماء الشّرط والاستفهام ...

وعدم دخولها على المبتدأ المضاف إلى ما له حق الصّدارة ، وفي عدم دخولها على المبتدأ الذي يجب حذفه وخبره نعت مقطوع ، وعلى الكلمات التي لا تستعمل إلا مبتدأ في الأساليب الواردة عن أمثال العرب مثل : «لله درّ المعلم» و «ما» التعجبيّة.

٢ ـ في الجملة التي تدخل عليها. إذ لا يكون اسمها شبه جملة لأن أصله مبتدأ.

٣ ـ في المعنى. إذ أن «ليس» وأخواتها كلّها تفيد النفي.

__________________

(١) من الآية ٣٧ من سورة التوبة.

(٢) من الآية ٤٠ من سورة النمل.

(٣) من الآية ٣ من سورة ص.


وتفترق «ليس» عن أخواتها بعدّة أمور ، منها :

١ ـ «ليس» هي فعل ماض ناقص جامد ، والمشبّهات بها كلّها حروف.

٢ ـ «ليس» هي من أخوات «كان» وتشبهها في الفعليّة والعمل دون المعنى. أمّا أخوات «ليس» فليست بأفعال.

٣ ـ «ليس» تعمل عمل «كان» مطلقا. أمّا أخواتها فلكل منها شروط.

٤ ـ شروط عمل «ما» : أعملها الحجازيون عمل «ليس» وأهملها غيرهم ولهذا تسمى «ما» الحجازيّة ، وبلغتهم جاء قوله تعالى : (ما هذا بَشَراً)(١) وقوله تعالى : (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ)(٢) ويترتب على عملها شروط أربعة هي :

١ ـ أن لا يقترن اسمها بـ «إن» الزائدة ، وإن اقترن بها تهمل أي : يبطل عملها ويرجع ما بعدها مبتدأ وخبر ، كقول الشاعر :

بني غدانة ما إن أنتم ذهب

ولا صريف ولكن أنتم الخزف

حيث بطل عمل «ما» لدخول «إن» عليها.

٢ ـ أن لا يقترن خبرها بـ «إلا» فإن اقترن بها تهمل ، كقوله تعالى : (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ)(٣) وكقوله تعالى : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ)(٤) وقد ينتقض الخبر بـ «إلّا» دون أن تهمل ، كقول الشاعر :

وما الدّهر إلّا منجنونا بأهله

وما صاحب الحاجات إلّا معذّبا

وقد بطل عملها في مثل :

وما الناس إلّا واحد كقبيلة

يعدّ ، وألف لا يعدّ بواحد

حيث بقي عمل «ما» في البيت الأوّل. «الدهر» اسم «ما» «منجنونا» خبرها منصوب وذلك رغم انتقاض خبرها بـ إلا. وفي البيت الثّاني أهملت «ما» وما بعدها «النّاس» : مبتدأ مرفوع. «واحد» خبر المبتدأ مرفوع.

٥ ـ ملاحظة : يفسّر النحاة إعراب البيت الأوّل على وجهين :

الأول : أن تكون «منجنونا» ومعذّبا مفعولا به لفعل محذوف والتّقدير : ما الدّهر إلا يشبه «منجنونا» ويشبه معذّبا.

الثاني : «منجنونا» مفعول مطلق من فعل محذوف والتقدير : ما الدهر إلا يدور دوران منجنون وكذلك «معذّبا» على تقدير : وما صاحب الحاجات إلا يعذّب معذّبا. أي : يعذّب تعذيبا. وعلى هذا الأساس من الوجهين تكون كلمة «الدهر» : مبتدأ مرفوع ومثلها كلمة «صاحب» وخبره هو الجملة المؤلفة من الفعل يدور مع فاعله ، ومن الفعل يعذب مع فاعله.

٣ ـ أن لا يتقدم الخبر على الاسم ، فإن تقدّم خبرها على اسمها تهمل ، مثل :

وما خذّل قومي فأخضع للعدى

ولكن إذا أدعوهم فهم هم

حيث بطل عمل «ما» لتقدم الخبر «خذّل» على الاسم «قومي».

وقد يتقدّم الخبر على الاسم دون أن يبطل عملها وهذا شاذ ، كقول الشاعر :

فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم

إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر

حيث عملت «ما» عمل «ليس» رغم تقدّم الخبر

__________________

(١) من الآية ٣١ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ٢ من سورة المجادلة.

(٣) من الآية ٥٠ من سورة القمر.

(٤) من الآية ١٤٤ من سورة آل عمران.


«مثلهم» على الاسم «بشر».

٤ ـ أن لا يتقدم معمول خبرها على اسمها.

فإن تقدم المعمول على الاسم فإنها تهمل ، وقد يتقدّم معمول الخبر على الاسم دون أن تهمل وهذا شاذ. مثل :

وقالوا تعرّفها المنازل من منى

وما كلّ من وافى منى أنا عارف

حيث أتت «ما» مهملة. «كلّ» تروى بوجهين : الأول بالنّصب فتعرب مفعولا به لاسم الفاعل عارف. والثاني بالرّفع فتعرب مبتدأ خبره جملة «أنا عارف». أمّا إذا كان معمول الخبر ظرفا أو جارا ومجرورا فإنها تعمل ، مثل :

بأهبة حزم لذ وأن كنت آمنا

فما كلّ حين من توالي مواليا

حيث لم يبطل عمل «ما» لأنه تقدم الظرف «كل» وهو معمول الخبر «مواليا».

٦ ـ شروط عمل «لا» : تعمل «لا» بشروط «ما» ويزاد عليها شرط واحد هو أنه يجب أن يكون معمولاها نكرتين ، والغالب أن يكون خبرها محذوفا ، كقول الشاعر :

من صدّ عن نيرانها

فأنا ابن قيس لا براح

والتقدير : لا براح لي.

ويجوز ذكره ، كقول الشاعر :

تعزّ فلا شيء على الارض باقيا

ولا وزر ممّا قضى الله واقيا

«باقيا» : خبر «لا».

٧ ـ شروط عمل «لات» : قد يكون اصلها «لا» زيدت عليها «التاء» وتعمل بشروط منها :

١ ـ أن يكون معمولاها من أسماء الزّمان.

٢ ـ أن يكون أحدهما محذوفا.

٣ ـ أن يكون المذكور منهما نكرة. مثل :«لات ساعة ندامة» والتقدير : لات الساعة ساعة ندامة ، وكقوله تعالى : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ)(١) والتقدير : لات الحين حين مناص.

٤ ـ وتهمل «لات» إذا دخلت على غير اسم زمان ، كقول الشاعر :

لهفي عليك للهفة من خائف

يبغي جوارك حين لات مجير

حيث تعرب «لات» حرفا مهملا لأنه دخل على غير اسم زمان. «مجير» : إمّا فاعل لفعل محذوف تقديره : حين لا يحصل مجير له ، وإمّا مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير : حين لا مجير له. والجملة الاسميّة من المبتدأ وخبره في محل جر بإضافة «حين» إليها. وكذلك الجملة الفعلية حين لا يحصل مجير. وكقول الشاعر :

لات هنّا ذكرى جبيرة أم من

جاء منها بطائف الأهوال

حيث بطل عمل «لات» لأنها دخلت على غير اسم زمان. «هنّا» اسم إشارة للمكان متعلّق بـ «ذكرى» ؛ و «ذكرى» مبتدأ مرفوع بالضمّة المقدّرة على الألف للتّعذّر وخبره محذوف تقديره : لات ذكراك جبيرة في هذا المكان جائزة. وله وجه إعرابي آخر هو أن نعرب «هنا» ظرف مكان منصوبا متعلقا بمحذوف خبر مقدّم. «ذكرى» : مبتدأ مؤخر.

ومثله قول العرب : «حنّت نوار ولات هنّا حنّت» حيث تكون «لات» مهملة. «هنّا» : اسم إشارة للمكان متعلق بخبر مقدم. وقد قدرت «أن» المصدريّة قبل الفعل «حنّت» وتكون «أن» المصدريّة مع ما بعدها مؤوّل بمصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر.

__________________

(١) من الآية ٣ من سورة ص.


٨ ـ شروط عمل «إن» : تعمل «إن» عمل «ليس» بشروط «ما» ما عدا شرط عدم زيادة «إن» إذ من الطّبيعيّ أن لا تزاد «إن» بعد مثيلتها ، كقول الشاعر :

إن هو مستوليا على أحد

إلا على أضعف المجانين

«إن» حرف نفي من أخوات «ليس» «هو» :ضمير منفصل في محل رفع اسم «إن». مستوليا خبر منصوب. وهنا عملت «إن» رغم أن خبرها منتقض بـ «إلّا» ، وكقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) عبادا (أَمْثالُكُمْ)(١) حيث عملت «إن» عمل ليس فاسمها «الذين» وخبرها «عبادا» وإذا أهملت «إن» جاز دخولها على الجملة الاسميّة والفعلية ، كقوله تعالى : (إِنِ الْكافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ)(٢) وفيها دخلت «إن» على الجملة الاسمية المكوّنة من مبتدأ «الكافرون» وخبره «في غرور». كقوله تعالى : (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَ)(٣) حيث دخلت «إن» على الجملة الفعليّة كدخولها في قوله تعالى : (إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً)(٤) على الجملة الفعليّة «يقولون». ومن أمثلة إعمالها ، قول الشاعر :

إن المرء ميتا بانقضاء حياته

ولكن بأن يبغى عليه فيخذلا

حيث عملت «إن» عمل «ليس» فاسمها «المرء» وخبرها «ميتا».

٩ ـ زيادة الباء في خبر هذه الحروف : كثيرا ما تزاد «الباء» في خبر «ليس» كقوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ)(٥) وفي خبر «ما» كقوله تعالى : (مَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)(٦) ومثل : «ما البخيل بهيّاب» والتقدير : ما البخيل هيّابا» إن أعملت و «ما البخيل هياب» إن أهملت. ومن ذلك قول الشاعر :

أقصر فؤادي فما الذكرى بنافعة

ولا بشافعة في ردّ ما كانا

ومثل :

وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة

بمغن فتيلا عن سواد بن قارب

وقد تزاد الباء في خبر «لا» ، مثل : «لا مال بدائم» ، و «لا عزّ بخالد».

١٠ ـ حكم تابع الخبر المجرور بالباء الزائدة : إذا عطفنا على الخبر المجرور بالباء الزائدة فيجوز في المعطوف الجرّ تبعا للّفظ ، والنّصب تبعا للمحلّ ، أي : لمحل المعطوف عليه مثل : «ما المحسن بمتوان وقاعد عن مساعدة الفقير» ويجوز وقاعدا. وإذا كان الخبر خاليا من «الباء» الزائدة فيكون المعطوف على الخبر إما منصوبا على اللّفظ ، أو مجرورا ، لأنه معطوف على خبر مجرور على التقدير ، مثل : ما المحسن متوانيا ولا قاعدا ... أو قاعد.

وإذا وقع بعد خبر «ما» وصف مشتق عامل في ما بعده باسم سببيّ ، أي : باسم له صلة وارتباط بالوصف كقرابة أو صداقة ، أو عمل ، أو شيء متصل به ، جاز في الوصف النّصب بالعطف مباشرة ، أو الجر عطفا على خبر مجرور بتقدير ، «باء» زائدة ، مثل «ما المحسن كاذبا ولا مخالفا وعده». «كاذبا» : خبر «ما» منصوب «مخالفا» : معطوف على «كاذبا» منصوب. ويجوز أن نقول : ولا مخالف على توهّم أنه معطوف على اسم مجرور

__________________

(١) من الآية ١٩٤ من سورة الأعراف.

(٢) من الآية ٢٠ من سورة الملك.

(٣) من الآية ١١٦ من سورة الأنعام.

(٤) من الآية ١٨ من سورة الكهف.

(٥) من الآية ٣٦ من سورة الزّمر.

(٦) من الآية ٧٤ من سورة البقرة.


بالباء الزائدة. «وعده» اسم سببي فهو إما فاعل لاسم الفاعل «مخالفا» أغنى عن الخبر باعتبار «مخالف» بالرّفع على أنه مبتدأ ، أو هو مبتدأ مؤخر والوصف «مخالف» خبر مقدم.

حروف المصدر

اصطلاحا : هي الموصولات الحرفية.

الحروف المصدريّة

اصطلاحا : الموصولات الحرفيّة.

الحروف المصوّتة

اصطلاحا : هي حروف العلّه.

حروف المضارعة

هي من علامات الفعل المضارع ، يبدأ بها فيتحوّل من ماض إلى مضارع مثل : «ذهب» ، «يذهب» ، «تذهب» ، «أذهب» ، «نذهب».

فحروف المضارعة هي : «الألف» ، «النون» ، «الياء» ، «التاء» يجمعها قولك : «أنيت» ، وتسمى حروف المضارعة أيضا : الزّوائد الأربعة.

حروف المعاني

اصطلاحا : هي الحروف الدّالة على معان وليست بأسماء ولا أفعال ، مثل : «هل» ، «لن» ، «من» ، «إنّ» ... راجع الحرف. وحروف المعاني تشتمل على أقسام عدة هي : حروف الجر ، حروف القسم ، حروف الاستثناء ، الحروف المشبهة بالفعل ، حرفا المفاجأة ، حرفا التفصيل ، حروف التّنبيه ، حروف التّرجّي ، حرفا التشبيه ، الحروف المشبّهة بليس ، حروف النداء ، وكل هذه الحروف تختص بدخولها على الأسماء.

ثمّ حروف النّصب ، حروف المصدر ، حروف الجزم ، حروف الشّرط ، حروف التّحضيض ، حروف الاستقبال ، حرف التّوقع ، حرف الرّدع ، حروف التّنديم ، حروف العرض ، حرف التقليل ، حرف التعليق. وكلّها تختص بالدّخول على الأفعال. ثم حروف التّوكيد ، حروف التّمنّي ، حروف الصّلة ، حروف التّعليل ، كلّ فئة منها تشتمل على حروف مختصّة أو مشتركة.

١ ـ دلالتها : وحروف المعاني تدل على معنى في غيرها أي : إن دلالة الحرف على معناه الإفرادي متعلّقة بدخوله على الاسم ؛ فإذا قلت «أل» لم يفهم منها معنى أما إذا قلت «التلميذ» أفاد التعريف. فحرف المعنى إذن لا يدل على معنى في نفسه بل بغيره. ويعارض بعض النّحاة هذا القول فيرى أن الحرف يدل على معنى في نفسه كالاسم والفعل. وسميت حروف المعاني بهذا الاسم لأنها طرف في الكلام وفضلة. فإن قيل : إن الحرف الواحد قد يرد لمعان كثيرة ، فالجواب : إن الأصل في الحرف أن يوضع لمعنى واحد ثم يتوسع فيه فيستعمل في غيره.

٢ ـ معانيها : ذكر النّحاة معان كثيرة يحتمل أن تنضوي تحت هذا العنوان منها : الإباحة ، الإبهام ، الاستئناف ، الاستثناء ، الاستدراك ، الاستعانة ، الاستعلاء ، الاستغاثة ، الاستغراق ، الاستفهام ، الاستقبال ، الإضراب ، الإلصاق ، الإيجاب ، بيان الجنس ، التّأنيث ، التّبرئة ، التّبعيض ، التّبليغ ، التّبيين ، التّحضيض ، التّرتيب ، التّرجّي ، التّسوية ، والتصديق والتّصور ، والتّعدّي ، والتّعقيب ، التّعليل ، التّفسير ، التّفصيل ، التّقليل ، والتّقوية ، والتّكثير ...

والجمود ، والجواب ... والحصر ، والرّدع ... وشبه الملك ، والشّرط والشّك والعطف والغاية ...

والقسم ، والقصر ، والمجاوزة ، والمصاحبة والمضارعة ، والمقايسة ... والنّفي ، والنّهي ...

راجع كلّا من هذه الحروف ومعانيها في أماكنها.


٣ ـ أقسامها : تقسم حروف المعاني إلى ثلاثة أقسام.

١ ـ قسم مختص بالأسماء ، مثل : حروف الجر ، و «إنّ» وأخواتها.

٢ ـ قسم يختص بدخوله على الأفعال ، كأحرف الجزم والنّصب والسين وسوف.

٣ ـ وقسم ثالث مشترك بين الأفعال والأسماء وهو «ما» و «إنّ» التي بطل عملها ، وأحرف العطف.

٤ ـ صيغتها : تقسم حروف المعاني بالنسبة لصيغتها إلى قسمين :

١ ـ المفردة فهي الأحاديّة أي : تتألف من حرف واحد وهي ثلاثة عشر حرفا هي : «الهمزة» ، «الألف» ، «الباء» ، «التاء» ، «السّين» ، «الفاء» ، «الكاف» ، «اللّام» ، «الميم» ، «النون» ، و «الواو» ، و «الياء» ، ثم زيد عليها حرف «الشين» زاده المراديّ.

٢ ـ المركبة وتتألف من أكثر من حرفين ، وتعدّ أكثر من اثنين وثمانين حرفا وعدّها المراديّ واحدا وتسعين حرفا. منها ما يتركب من حرفين مثل : «من» ، «أو» ، «يا» ، «وا» ، «لم» ، «لن». ومنها ما يتركّب من ثلاثة أحرف ، مثل : «إلى» ، «على» ، ومنها ما يتركب من أربعة أحرف ، مثل : «لكن» ، و «لعلّ». ومنها ما يتركّب من خمسة ، مثل :«لكنّ».

بناؤها وإعرابها : كلّها مبنية. منها ما هو مبنيّ على السّكون مثل : «من» ، «هل» ، «لم» ، ومنها ما هو مبنيّ على الفتح ، مثل : «أنّ» ، «ليت» ، «لعلّ». ومنها ما يبنى على الكسرة ، مثل : «جير» و «الباء» و «لام الجر» ومنها ما يبنى على الضم ، مثل : «منذ» عند من يعتبرها حرف جرّ. و «م الله» في لغة من ضمّ الميم و «من الله» في لغة من ضمّ «الميم والنون» وكلّها لا محل لها من الإعراب. وفي بنائها قال ابن مالك :

وكلّ حرف مستحقّ للبنا

والأصل في المبني أن يسكّنا

ومنه ذو فتح وذو كسر وضم

كأين أمس حيث والسّاكن كم

عملها : بالنسبة إلى عملها تقسم حروف المعاني إلى ثلاثة أقسام.

١ ـ قسم لا يعمل ويسمى المهمل. وفيه :«الألف» ، «الهمزة» ، و «الميم» ، و «النون» ، و «الفاء» ، و «السين» ، و «الهاء» ، و «الياء» ، و «أجل» ، و «إذا» ، و «أل» ، و «ألا» ، و «ألّا» ، و «إلّا» ، و «أم» ، و «أما» ، و «أمّا» ، و «إمّا» ، و «أو» ، و «أي» ، و «إي» ، و «أيا» ، و «بجل» ، و «قد» ، و «سوف» ...

وقال بعضهم إنّ «أنا» ، «أنت» ، «أنتما» ، «أنتم» ، «أنتن» ... تأتي حروفا إذا كانت فاصلة بين المبتدأ ، وما أصله مبتدأ ، والخبر.

٢ ـ قسم يجوز أن يكون عاملا وغير عامل ، وهو : «التاء» ، «الكاف» ، «اللام» ، و «الواو» ، و «إذن» ، و «لا».

٣ ـ قسم يجب أن يعمل. وهو أربعة أنواع :

أـ ما يعمل رفعا ونصبا في الأسماء ، وهو :«ما» ، «ليس» ، «لا» ، «إنّ» ، «أنّ» ، «إن».

ب ـ ما يعمل الجرّ في الأسماء ، وهو : «ب» ، «ت» ، «الواو» ، «الكاف» ، «اللّام» ، «إلى» ، «حاشى» ، «حتى» ، «خلا» ، «ربّ» ، «منذ» ، «مذ» ، «من» ، من» ...


ج ـ ما ينصب الأفعال ، وهو : «أن» «لن» ، «إذن» ، «كيما» ، «كي».

د ـ ما يجزم الأفعال ، ومنه : «لم» ، «لمّا» ، «إن» ، «إذ ما» ...

ملاحظة : عند النّطق بواحد من هذه الحروف يجوز أن يذكر أو يؤنث ، فيقال هذه «ياء» وهذا «ياء».

حروف المعجم

اصطلاحا : راجع حروف المعاني.

الحروف المعجمة

اصطلاحا : هي الحروف المنقوطة مثل : بـ ، ت ، ث ...

حروف المناداة

اصطلاحا : حروف النّداء.

الحروف المهملة

اصطلاحا : هي الحروف غير المعجمة. مثل :«ص» و «ط» و «ر» و «د» ...

الحروف الموصولة

اصطلاحا : هي الموصولات الحرفية.

حروف النّداء

هي ستة : «يا» ، «أيا» ، «هيا» ، «وا» ، «آ» ، «الهمزة» ، وتسمى أيضا حروف المناداة وهي من حروف المعاني.

حروف النّسق

اصطلاحا : هي حروف العطف.

حروف النّصب

اصطلاحا : هي الحروف التي تنصب المضارع ، منها ما ينصب الفعل المضارع بعدها مباشرة بدون إضمار «أن» وتسمى حروف النّصب الأصليّة وهي : «أن» ، «إذن» ، «كي». ومنها ما ينصب المضارع بعدها بـ «أن» المضمرة وتسمّى حروف النّصب الفرعية ، وهي : «لام التعليل» ، «لام العاقبة» ، «الواو العاطفة» ، «الفاء العاطفة» ، «أو» العاطفة ، «ثمّ» العاطفة ، «لام الجحود» ، «فاء السببيّة» ، «واو المعيّة» ، «حتى الجارّة» ، «أو» الغائية ، «أو» التعليليّة ، «أو» الاستثنائية. وتسمى هذه الحروف أيضا : النّواصب على رأي أهل البصرة. ونواصب المضارع.

ملاحظات :

١ ـ يرى الكوفيّون أنه لا مانع ، من باب التّسهيل ، أن ينصب المضارع مباشرة بدون أن المضمرة بعد حروف النّصب الفرعيّة.

٢ ـ تضمر «أن» جوازا بعد «لام التّعليل» ، «لام العاقبة» ، «الواو» ، «الفاء» ، «أو» ، «ثم» وينصب المضارع بعدها بشرط أن يكون المعطوف عليه اسما جامدا محضا.

٣ ـ يجب أن تضمر «أن» بعد «لام الجحود» ، «فاء السببيّة» ، «واو المعيّة» ، «حتى الجارّة» ، «أو الغائيّة» ، «أو التعليلية» ، «أو» الاستثنائية ، و «ثمّ» الملحقة بواو المعية.

حروف النصب الأصليّة

اصطلاحا : راجع : حروف النصب.

حروف النصب الفرعية

اصطلاحا : راجع : حروف النّصب.

الحروف النّطعيّة

اصطلاحا : هي الحروف التي نسبت إلى النّطع ، أي : سقف غار الحنك الأعلى وهذه الحروف هي : «الطّاء» ، «الدّال» ، «التّاء».

حروف النّفي

اصطلاحا : هي حروف الجحد ، على رأي


الكوفيّين. وهي من حروف المعاني وعددها سبعة هي : «لم» ، «لمّا» ، «لن» ، «ما» ، «إن» ، «لا» ، «لات» ، كقول الشاعر :

ما كلّ ما يتمنى المرء يدركه

تجري الرّياح يما لا تشتهي السّفن

حروف الهجاء

اصطلاحا : هي حروف المباني.

حرى

هي من النّواسخ التي تعمل عمل «كاد» فتدخل على المبتدأ والخبر فترفع الأول اسما لها وتنصب الثاني خبرا لها. مثل : «حرى التلميذ أن ينجح» وهي تفيد رجاء الخبر. وخبرها يجب أن يكون مضارعا مقرونا بـ «أن» وهي تلازم صورة الماضي فلا يؤخذ منها مضارع ولا أمر.

حساب الجمّل

تعرف قيمة الحروف بالنسبة للأعداد باسم حساب الجمّل ، أي : أن كل حرف من الحروف الأبجديّة يعادل عددا معلوما ، ومنها تسعة حروف للآحاد ، وتسعة للعشرات ، وتسعة للمئات ، وحرف للألف. وفيما يلي الترتيب المشرقي والمغربي للحروف.

وإذا زاد العدد على الألف نضع قبل الحرف «غ» الحرف المطلوب. ففي ٥٠٠٠ نضع «هغ» أي :٥* ١٠٠٠ ٥٠٠٠. واستعمل هذا الترقيم في جمع الأعداد الكثيرة بكلمة واحدة في نظم بعض العلوم أو تاريخ الأحداث. وسئل أحدهم عن تاريخ موت السلطان برقوق فقال : في المشمش أي : ٨٠+ ١٠+ ١+ ٣٠+ ٤٠+ ٣٠٠+ ٤٠+ ٣٠٠ ٨٠١ ه‍.

حسب

اصطلاحا : هي من أفعال القلوب. أي : من


النّواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبهما مفعولين لها وتفيد في الأمر الرّجحان. كقول الشاعر :

وكنّا حسبنا كلّ بيضاء شحمة

ليالي لاقينا جذام وحميرا

وقد تفيد اليقين ، كقول الشاعر :

حسبت التّقي والجود خير تجارة

رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا

و «حسب» فعل لازم إذا كانت بمعنى «احمرّ» لونه «وابيضّ» كالبرص تقول : حسب ، يحسب ، ويحسب ، محسبة ، ومحسبة ، وحسبانا ، لا للون. انظر : المتعدي إلى مفعولين. فتكون «حسب» لازمة ، مثل إذا قلت : احمرّ لونه وابيضّ كالبرص.

حسب

تستعمل «حسب» بوجهين :

الأول : تضاف لفظا وتكون معربة بمعنى كاف. وإضافتها لا تكسبها تعريفا ، وتكون وصفا لنكرة ، مثل : «مررت بطفل حسبك من طفل».

أو حالا لمعرفة «هذا زيد حسبك من رجل».

وتكون أحيانا كالأسماء الجامدة فتقع مبتدأ وخبرا وحالا ، كقوله تعالى : (حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ)(١) ، وكقوله تعالى : إن (حَسْبَكَ اللهُ)(٢) ، ومثل : «بحسبك الدّرهم». وفي هذه الأمثلة دخلت العوامل اللّفظيّة مثل «إن» و «الباء» على «حسبك» فدلّت على أنّها ليست باسم فعل على وزن «كاف» لأن العوامل اللّفظيّة لا تدخل على اسم الفعل.

الثاني : قطعها عن الإضافة لفظا فتكون بمعنى : «لا غير» ، وتبنى على الضّمّ فتقول :«رأيت رجلا حسب» فتكون «حسب» نعتا ل «رجلا» مبنيا على الضّمّ في محل نصب ، وتكون حالا ، في مثل : «رأيت الولد حسب» فتكون «حسب» «حالا» مبنيا على الضّمّ في محل نصب ، وتكون مبتدأ خبره محذوف في مثل :«قبضت مئة فحسب». «حسب» : مبتدأ وخبره محذوف تقديره : «فحسبي ذلك».

حسنا

اصطلاحا : مصدر يقع مفعولا به لفعل محذوف ، أو تكون نعتا لموصوف محذوف والتقدير : «فعلت فعلا حسنا».

الحشو

لغة : حشا الوسادة : ملأها.

واصطلاحا : هو الضمة التي تقع في وسط الكلمة الثلاثيّة ، مثل : «رجل» ، «حسن» ، «كرم» حسب رأي الخليل ، وهو الزّيادة في وسط الكلمة ، مثل : «كوثر» ، «جوهر» ، ويسمّى الحشو أيضا الإقحام والإدراج. والحروف المزادة في الوسط تسمى : «الأوسط» والحشو في الاصطلاح أيضا هو صلة الموصول وهو العائد.

وسميت كذلك لأنها ليست أصلا في الكلمة ، إنما هي زيادة يتم بها الاسم ويتوضّح معناه.

الحصر

لغة : تقول حصر الشيء أحاط به وضيّق عليه.

اصطلاحا : هو إثبات الحكم لشيء ونفيه عمّا عداه ، مثل : «ما نجح إلا سمير» ومثل : «إنّما نجح سمير». ويسمّى أيضا : القصر.

__________________

(١) من الآية ١٨ من سورة المجادلة.

(٢) من الآية ٦٢ من سورة الأنفال.


طرقه :

١ ـ يكون الحصر في الاستثناء بكل أنواعه ، بـ «إلا» ، مثل : «ما نجح إلا سمير» أو بإنما ، مثل : إنّما نجح سمير.

٢ ـ بالعطف بـ لا ، أو «بل» مثل : «ما رسب لا سمير ولا سعيد». ومثل : «ما رسب سمير بل سعيد».

٣ ـ بتقديم المعمول مثل : «زيدا ضربت» وتقديم ضمير الفصل ، كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(١) وتقديم المسند إليه ، مثل : «زيد جاء».

٤ ـ تعريف الجزأين كقوله تعالى : (اللهُ الصَّمَدُ)(٢).

الحضور

لغة : هو مصدر حضر. واصطلاحا : هو ضمير المتكلم.

حقا

اصطلاحا : مفعول مطلق من فعل محذوف تقديره : أحق ذلك حقا. راجع المفعول المطلق.

حق الصّدارة

اصطلاحا : الصّفة الملازمة لكلمات لا تقع إلا في صدر الكلام وتسمى أيضا الصّدارة ، والتّصدير. والأدوات التي بها حق الصدارة تسمى أيضا : ذوات الصدر هي : «حروف النّفي» ، «حروف التّنبيه» ، «حرفا الاستفهام» ، «حروف الشّرط» ، «حروف التّحضيض» ، «أسماء الشرط» ، «والاستفهام» ، «ما التّعجبيّة» ...

الحكاية

تعريفها : الحكاية هي الجمل المطّردة بعد القول ، فيرد اللّفظ كما سمع وتقدّر فيه حركات الإعراب الذي يقتضيه المحل. والحكاية تكون في الكلمة وفي الجملة ؛ وحكاية الكلمة المفردة تكون في الاستفهام ، وفي غيره ، فإذا قال قائل :«إنّ في الدّار قرشيا» فتجيب : «ليس بقرشيا» وتعرب قرشيا : اسم مجرور بـ «الباء» وعلامة جره الكسرة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها حركة الحكاية. ومثل : علّمت أخي : الاملاء. فالأصل أن نعرب «الاملاء» مفعولا به منصوبا بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها حركة الحكاية ، وفي الإعراب حسب الظاهر ، أو حسب الحكاية : «الاملاء» مبتدأ مرفوع ، خبره محذوف تقديره : الإملاء مدروسة معلّمة.

العلم والحكاية : ويقع العلم في باب الحكاية بعد «من» الاستفهاميّة ، فتقول : «رأيت زيدا» فيجيب أحدهم : «من زيدا». فتكون «من» : اسم استفهام مبنيّ على السّكون في محل رفع خبر مبتدأ. «زيدا» :مبتدأ مرفوع بالضمة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها حركة الحكاية. أما إذ سبقت «من» الاستفهاميّة بحرف عطف فلا يجوز إدخال العلم في باب الحكاية ، فتقول : «ومن زيد».

الحكاية بـ أيّ : وقد تكون الحكاية بـ «أيّ» الاستفهامية. فإذا قال قائل : رأيت ولدا فتجيب :«أيّا». أو «رأيت فتاة» ، فتجيب : «أيّة». أو «رأيت فتاتين» فتجيب : «أيتين». أو «رأيت ولدين» فتجيب : «أيّين». أو «رأيت نازلين» فتجيب :«أيّين». أو «رأيت جاريات» فتجيب : «أيّات».

وذلك أنك تجيب بـ «أي» ما ثبت للاسم النكرة المسؤول عنه من رفع ونصب وجر وتذكير ،

__________________

(١) الآية الأولى من سورة الإخلاص.

(٢) الآية الثانية من سورة الإخلاص.


وتأنيث ، وإفراد ، وتثنية ، وجمع ، وتقول مثل ذلك في «من».

الفرق بين أي ومن : إنّ اختلافا يقع بين «أيّ» و «من» الاستفهاميّتين في وجوه منها :

١ ـ كلمة «أيّ» يسأل بها عن العاقل ، كالأمثلة السّابقة ، وعن غيره ، مثل : رأيت حمارا ، أو حمارين ، أو هرّتين فتجيب : «أيّا» ، و «أيّين» ، و «أيّتين». أمّا «من» فتكون خاصّة بالعاقل فقط ، مثل : «رأيت ولدا» فتجيب : «من ولدا».

٢ ـ الحكاية بـ «أيّ» تجري في الوقف وفي الوصل أي وسط الكلام ، فالوقف ، مثل : «رأيت فتاة» فتجيب : «أية» ، و «رأيت رجلا» فتجيب : «أيّ رجلا» ، أو «أيّان» بالوقف أو «أيّان يا هذا». أمّا الحكاية بـ «من» خاصّة بالوقف فتقول في الوصل : «من أنت»؟ و «من أنتما»؟ و «من أنتم»؟ فلم يختلف اللّفظ بل تكون بحالة واحدة في الافراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث. وأما في الوقف فتقول : «منان» و «منون». وإن وصلت تقول : «من يا هذا» فلا حكاية. وأما قول الشاعر :

أتوا ناري فقلت : منون أنتم؟

فقالوا : الجنّ! قلت : عموا ظلاما

فالحكاية «منون أنتم» قول شاذ ونادر في الشعر إذ أثبت «الواو والنون» في الوصل والأصل أن تثبت «من» على حالة واحدة في الوصل.

٣ ـ إنّ حركة «أيّا» في الحكاية تكون غير مشبعة ، مثل : «أيّ» ، و «أيّ» ، و «أيّا» ، ويجب إشباع الحركة في «من» ، مثل : «منو» ، «منا» ، «مني».

٤ ـ إذا اتصلت «أيّ» بتاء التأنيث يجب فتح ما قبل التاء ، مثل : «أيّة» ، و «أيّان» و «أيّتين» ...

ومع «من» يجوز «الفتح» ، و «السّكون» ، مثل :«منت» ، و «منت» ، و «منتان» ، و «منتان».

والأغلب الفتح في المفرد والسّكون في التّثنية.

ملاحظتان : ١ ـ إذا دخل العلم العاقل في باب الحكاية ، وكان غير مقرون بتابع وأداة السؤال «من» بدون عاطف ، فيجوز القول في «رأيت سميرا» : «من سميرا» أو في «مررت بسمير» :«من سمير». وتبطل الحكاية في «ومن» بسبب العطف. ولا تجوز الحكاية في «رأيت غلام زيد» : «من غلام زيد» لأن المسؤول عنه ليس علما ولا في «رأيت سميرا الناجح» : «من سميرا الناجح» لوجود النّعت ولكن يجوز القول في «رأيت سميرا بن عمرو» : من سميرا بن عمرو. أو من سميرا وعمرا في القول : رأيت سميرا وعمرا.

أمّا إذا كانت الحكاية جملة ، مثل : «قلت : لا إله إلّا الله» أو ، «أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله» فتعرب مفردات الجملة إعرابا كاملا مفصلا كما يقتضى. ثم تعرب الجملة بكاملها في محل نصب مفعول به للقول.

٢ ـ وفي باب الحكاية إذا كان الإعراب لكلمة أو جملة فيسمى إعرابا محليّا ، فلا يكون ظاهرا ولا مقدّرا ، بل هو تغير باعتبار العامل الطارىء على الكلمة. فتقول في إعراب جملة «لا إله إلّا الله» والجملة في محل نصب مفعول به لفعل «قلت». ومثل ذلك في جملة «لا حول ولا قوة إلّا بالله». وفي مثل : «درّست أخي : العلوم» الأصل إعراب العلوم مفعول به منصوب بالفتحة منع من ظهورها حركة الحكاية الظاهرة. وفي باب الحكاية : هي مبتدأ مرفوع بالضمة الظّاهرة على آخره.

٧ ـ نوعاها : الحكاية نوعان : حكاية المفرد ،


مثل : «أخذ : فعل ماض». وحكاية الجملة مثل :«أنشدت : كلنا للوطن».

أقسامها : باعتبار النّوع هي : حكاية الملفوظ ، وحكاية المكتوب ، وباعتبار الكلام هي : الحكاية الأصلية ، والحكاية بالمعنى.

ملاحظات :

١ ـ تقع حكاية المفرد في باب الإعراب التّقديري ، وحكاية الجملة في باب الإعراب المحلّي.

٢ ـ إذا تضمنت الجملة المحكيّة خطأ ملحوظا فيجب حكايتها بالمعنى لإخفاء الخطأ ، إلا إذا كان القصد إظهار الخطأ فتحكى بلفظها ومعناها دون تغيير.

٣ ـ وتكون الحكاية بالقول ، مثل : «قال :وللحرية الحمراء باب» ... أو بالملحق به مثل :«صرخ : لا إله إلا الله» أو «أنشد : أراك عصي الدّمع».

٤ ـ تكون الحكاية في العلم الإسنادي ، مثل :«نجح : ظهر الباطل».

٥ ـ تروى الحكاية بلفظها الأصلي بحركاته وسكناته نطقا وكتابة مهما تغير وضعه في الجملة ومحله من الإعراب ، مثل : «قال : العلم نور».

٦ ـ وتروى الحكاية على معنى اللّفظ شرط المحافظة على سلامة المعنى وصحة التركيب.

الحكاية الأصليّة

اصطلاحا : هي التي بلفظ الحكاية دون إحداث تغيير فيه نطقا ولا كتابة ولا حروفا مهما كان محله من الإعراب في الجملة فتقول : تعلّم :دروس الأدب مفيدة.

الحكاية بالمعنى

اصطلاحا : هي التي تروى بمعنى الحكاية مع الملاحظة على سلامة المعنى ، ودقة التّركيب ، فإذا قال أحدهم : «دروس الأدب مفيدة» تقول : «قال : الأدب مفيد».

الحكاية الجملة

اصطلاحا : هي التي يكون فيها اللّفظ المحكيّ جملة فعليّة ، مثل : «كتب : يشرب الولد» أو اسميّة ، مثل : «قال : السماء كئيبة» فالجملة الفعليّة «يشرب الولد» هي مفعول به لفعل «كتب» منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها حركة الحكاية ، ومثلها تعرب الجملة الاسميّة «السماء كئيبة».

حكاية الحال الماضية

اصطلاحا : تكون بإعادة حكاية الزمن الماضي بلفظ الحاضر ، أي : بلفظ المضارع مثل :«المسيح ابن مريم يبرىء الأكمه والأبرص».

حكاية الكلمة

اصطلاحا : هي حكاية المفرد ، مثل : «كتب :يأكل».

حكاية اللّفظ

اصطلاحا : حكاية الملفوظ.

حكاية المعنى

اصطلاحا : الحكاية بالمعنى.

حكاية المفرد

اصطلاحا : هي حكاية الكلمة. مثل : «قال :فهمت». فكلمة «فهمت» : هي مفعول به لفعل «قال» منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها حركة الحكاية.


ملاحظات :

١ ـ إذا كان اللّفظ المحكيّ جملة اسميّة أو فعليّة يكون إعرابه كالمفرد بحركات مقدّرة وهذا ما يسمّى الإعراب التقديري.

٢ ـ إذا كان اللّفظ المحكيّ لا يخالف في حركة الإعراب التقديري حركة الحكاية فيجوز أن يعرب بغير تقدير : مثل : «قلت : كريما ، كريم ، كريم». فكلمة كريما توافق حركتها حركة الحكاية فتعرب مفعولا به منصوبا بالفتحة الظّاهرة على آخره بدلا من القول منصوب بحركة مقدّرة على الآخر منع من ظهورها الحكاية. أمّا كلمة «كريم» فتعرب : مفعولا به منصوبا بالفتحة المقدّرة ...

ومثلها تعرب كلمة «كريم» مفعولا به منصوبا بالفتحة المقدّرة ...

٣ ـ لا يحكى بالقول إذا لم يكن المراد التمسك بالنص الحرفيّ ، أو إذا كانت كلمة مفردة في لفظها ، ولكنها في معنى الجملة ، مثل : «قال كلمة رائعة» فـ «كلمة» بلفظ المفرد ولكنها بمعنى الجملة.

حكاية المكتوب

اصطلاحا : تكون بإعادة اللّفظ كتابة بنصه الحرفيّ دون تغيير بالحركة أو باللّفظة مهما تغير محله من الإعراب مثل : قال : السماء كئيبة. أو كتب : السماء كئيبة.

حكاية الملفوظ

اصطلاحا : تكون بإعادة اللّفظ المحكيّ لفظا بنصّه الحرفيّ دون تغيير بالحركة أو باللّفظة مهما تغير محله من الإعراب مثل : «سمعت : السماء كئيبة».

الحكم

لغة : هو العلم والفقه والقضاء بالعدل. هو مصدر حكم يحكم.

واصطلاحا : هو ما يجري على الفرع من أحكام الأصل صرفا ونحوا وإعرابا مثل : «قتل اللصّ». «اللصّ» : نائب فاعل مرفوع ، حملا على الأصل الذي هو الفاعل. ونائب الفاعل ، فرع ، والفاعل هو الأصل.

أو هو ما تنص عليه قاعدة ما ، كأن تقول : المبتدأ اسم مرفوع ، يقع في أوّل الجملة غالبا ، مجرّد من العوامل اللّفظيّة ، ومحكوم عليه بأمر. أو هو الإسناد.

ملاحظات :

١ ـ يكون الحكم واجبا إذا قلنا : «الفاعل مرفوع».

٢ ـ يكون ممنوعا إذا رفعنا المفعول به.

٣ ـ يكون جائزا أو حسنا إذا كان المبتدأ مجرورا بـ «من» زائدة بعد استفهام مثل : ما في القاعة من طلاب. «طلاب» مبتدأ مجرور بـ «من» الزائدة لفظا مرفوع محلّا على أنه مبتدأ.

٤ ـ ما يأتي شاذا عن القاعدة كتقديم الفاعل المتصل بضمير يعود إلى المفعول به كقول الشاعر :

جزى ربّه عنّي عديّ بن حاتم

جزاء الكلاب العاويات وقد فعل

يكون جائزا كحذف المبتدأ أو الخبر أو إثباته حين لا مانع من ذلك كأن تسأل : «من المسافر» :فتجيب : «أخي». ولك أن تجيب : «أخي مسافر».


حمل الأصل على الفرع

اصطلاحا : هو قياس الأولى ، أي : قياس الأصل على حكم الفرع إذا كان الفرع أقوى في الحكم من الأصل ، مثل قوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) «قرن» بدل من «اقررن» وهو الأصل «وتبرّجن» بدل من «تتبرّجن» وهو الأصل.

حمل الضّدّ على الضّدّ

اصطلاحا : هو أن تكون العلّة في الفرع أضعف منها في الأصل. وشرح السّيوطي حمل الضّدّ على الضّد في أن يعطى لكلمة حكم مغاير للأصل حملا على حكم مغاير للأصل أعطي لكلمة أخرى هي ضدّها كالنّصب بـ «لم» ، لنفي الماضي ، وكالجزم بـ «لن» لنفي المستقبل.

الحمل على اللّفظ

اصطلاحا : مراعاة اللّفظ ، وهو أن يراعى في المتبوع لفظه لا محله في إعراب التّابع ، مثل : يا سمير المجتهد. فكلمة «سمير» منادى مبنيّ على الضّم ومحله النّصب على أنه مفعول به لفعل النّداء المحذوف. المجتهد : نعت مرفوع تبعا للفظ المنادى.

الحمل على المحلّ

اصطلاحا : مراعاة المحلّ هو أن يراعى محل المتبوع من الإعراب في إعراب التّابع فتقول : يا سمير المجتهد. «المجتهد» : نعت «سمير» منصوب تبعا لمحلّ المنادى من الإعراب.

الحمل على الموضع

اصطلاحا : مراعاة المحل.

حمل الفرع على الأصل

اصطلاحا : هو أن تكون العلّة في الفرع والأصل على السواء. كمنع تقديم خبر «ليس» عليها حملا على عدم تقديم خبر «عسى» عليها وذلك لأن الفعلين لهما علّة واحدة متساوية فيما بينهما وهي كونهما فعلين جامدين لا يتصرّفان.

حمل النّظير على النّظير

اصطلاحا : هو أن تكون العلّة في الفرع والأصل سواء راجع : القياس المساوي ، ويسمى أيضا : التّنظير.

حملا على

اصطلاحا : أن يجرى لفظ على حكم لفظ آخر في حكم الإعراب. فتقول : «جاء اثنان من الطّلاب». «اثنان» : فاعل مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنّى ، أو حملا عليه. ومثل : «جاء أولو العلم».

«أولو» : فاعل مرفوع بالواو حملا على جمع المذكر السّالم ، أو لأنه ملحق بجمع المذكر السّالم.

حنانيك

اصطلاحا : مصدر من المصادر المثّناة التي تجب إضافتها إلى ضمير المخاطب ، في الغالب ، وهي تكون مثنّاة في لفظها دون معناها ، ويراد بها التّكرير ، ومعنى «حنانيك» على هذا التعريف :تحنّنا بعد تحنّن ، أو حنانا بعد حنان ومثلها «لبّيك» و «سعديك» و «هذاذيك» ... بمعنى تلبية بعد تلبية وإسعادا لك بعد إسعاد ، وإسراعا لك بعد اسراع. وتعرب كلها : مفعولا مطلقا من فعل محذوف يؤخذ من معناها. كقول الشاعر :

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا

حنانيك بعض الشّرّ أهون من بعض

«حنانيك» مفعول مطلق منصوب بالياء لأنه ملحق


بالمثنى ، وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ بالإضافة.

ملاحظتان :

١ ـ يندر إضافة هذا النّوع من الأسماء إلى ضمير الغائب أو إلى الاسم الظّاهر ، كقول الشاعر :

إنك لو دعوتني ودوني

زوراء ذات مترع بيون

لقلت لبّيه لمن يدعوني

حيث أضيفت «لبّيه» إلى ضمير الغائب وهذا نادر. وقد تضاف إلى الاسم الظّاهر ، مثل :

دعوت لما نابني مسورا

فلبّى فلبّي يدي مسور

حيث أضيفت «لبّي» إلى الظّاهر «مسور» وهذا نادر أيضا.

حواليك

لغة : حول الشيء ، جانبه.

واصطلاحا : حوال : المثنى منه حواليك. قال الأزهري : رأيت النّاس حواله وحواليه وحوله وحوليه. فحواله وحدان حواليه. وأمّا حوليه فهي تثنية حوله. مثل : «اللهمّ حوالينا ولا علينا». ومعناه اللهمّ أنزل الغيث علينا في موضع النّبات لا في موضع الأبنية. «حوالينا» : ظرف منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنى وهو مضاف و «النا» ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. ومنهم من يعتبر حواليك ، مثل «دواليك» و «حنانيك» و «حجازيك». أي تكون مفعولا مطلقا منصوبا بالياء لأنه ملحق بالمثنى وهو مضاف والكاف في محل جرّ بالإضافة.

حيث

ظرف للمكان مبنيّ على الضّم في محل نصب على الظرفيّة. مثل : «اجلس حيث يطيب لك المكان». «حيث» ظرف مبنيّ ... وهو مضاف والجملة «يطيب ...» في محل جرّ بالإضافة ، وكقوله تعالى : (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ)(١) وفيها «حيث» ظرف مبنيّ على الضّم في محل جرّ بـ «من» وهو مضاف «خرجت» جملة فعليّة في محل جرّ بالإضافة.

وإذا أتى بعد حيث اسم فالقياس فيه أن يكون منصوبا إذا اتصل بالفعل ضمير يعود عليه فتقول :«حيث زيدا تجده فأكرم أهله» ويصح أن تقول :«حيث زيد تجده ...». وقد يكون الاسم بعد «حيث» مرفوعا على الابتداء فتقول : «اجلس حيث زيد جالس». وقد يجرّ الظّرف «حيث» بالإضافة ، كقول الشاعر :

فشدّ ولم يفزع بيوتا كثيرة

لدى حيث ألقت رحلها أمّ قشعم

«حيث» ظرف مبنيّ على الضّم في محل جرّ بالإضافة ، والمضاف «لدى». وقد تقع «حيث» مفعولا به ، كقوله تعالى : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ)(٢) «حيث» : مفعول به لفعل محذوف يفسّره أفعل التفضيل «أعلم» والتقدير : «يعلم حيث ...» لأن أفعل التّفضيل لا ينصب مفعولا به. وجملة «ألقت ...» في البيت السابق هي جملة فعليّة في محل جرّ بالإضافة. والمضاف «حيث».

وكلمة «حيث» من الظروف الملازمة للإضافة إلى الجمل سواء أكانت فعليّة مثل قوله تعالى : (فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً) أو اسميّة ، مثل : «اسكن حيث أخوك ساكن» وندرت إضافتها إلى

__________________

(١) من الآية ١٤٩ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ١٢٤ من سورة الأنعام.


الاسم المفرد ، مثل :

ونطعنهم تحت الحيا بعد ضربهم

ببيض المواضي حيث ليّ العمائم

فقد أضيفت «حيث» إلى الاسم «ليّ» وهذا نادر. ويمكن أن يخرّج عليه قول الفقهاء : «من حيث أن كذا».

حيث الشّرطيّة

اصطلاحا : هي اسم شرط جازم فعلين ، دون أن تقترن بـ «ما» على رأي بعض النّحاة ، مثل :«حيث تجد هدوءا استرح».

حيث الظّرفيّة

اصطلاحا : هي ظرف مبنيّ على الضّمّ في محل نصب على الظرفيّة المكانيّة. كقوله تعالى : (فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً)(١).

حيثما

اصطلاحا : إذا اتصلت «ما» بـ «حيث» الظرفيّة كفّتها عن الإضافة وتحوّلت إلى أداة شرط تجزم فعلين الأوّل فعل الشرط والثّاني جوابه أو جزاؤه ، كقول الشاعر :

حيثما تستقم يقدّر لك الله

نجاحا في عابر الأزمان

«حيثما» اسم شرط جازم فعلين مبنيّ على السّكون في محل نصب على الظرفيّة. انظر :جوازم المضارع.

حيص بيص

مركّب مزجيّ مبنيّ على الضّمّ. تقول : «وقع القوم في حيص بيص» أي : في شدّة لا محيص لهم عنها. وتعرب «حيص بيص» اسم مركب مزجي مبنيا على الفتح بجزأيه في محل جرّ بـ «في». ومثل قول سعيد بن جبير : «أثقلتم ظهره وجعلتم الأرض عليه حيص بيص» «حيص بيص» : حال مبنيّ على الفتح في محل نصب.

حيّ

اسم فعل بمعنى : أقبل ، بصيغة الأمر. «حيّ حيّهلا حيّهل» كلها بمعنى واحد ، وإعراب واحد ، يقول المؤذّن : «حيّ على الصّلاة» أي : أقبل عجّل ، هلمّ ... و «حيّ هل» ، أو «حيّ هلا» كلمتان منفصلتان وأصلهما حيّهل ، قال ابن مسعود : «إذا ذكر الصالحون فحيّ هلا بعمر» أي : ابدأ بعمر. وتعرب «حيّ» اسم فعل أمر بمعنى اعجل ، «وهلا» : بمعنى حث واستعجال وركبت الكلمتان تركيبا مزجيا فصارتا كلمة واحدة مثل :

وهيّج الحيّ من دار فظلّ لهم

يوم كثير تناديه وحيّهله

حين

اصطلاحا : هو ظرف زمان مبهم معرب في أصله ويلازم الإضافة ، وهو صالح لجميع الأزمان مهما طالت أو قصرت ، ويجمع على أحيان ، وجمع الجمع منه أحايين. تقول : «زرتك حين كان البرد شديدا» «حين» : ظرف منصوب متعلّق بالفعل زرتك. وقد يكتسب هذا الظرف البناء من المضاف إليه. فإذا كان المضاف إليه جملة فعليّة فعلها ماض ، أي : مبنيّ بناء أصليا فيكتسب الظّرف «حين» البناء من الجملة المبنيّة ، كقول الشاعر :

على حين عاتبت المشيب على الصّبا

وقلت : ألمّا أصح والشّيب وازع

«حين» ظرف مبنيّ على الفتح في محل جرّ

__________________

(١) من الآية ٥٨ من سورة البقرة.


بـ «على». اكتسب البناء من الجملة المبنّية «عاتبت» بناء أصليّا. وقد يكون البناء عارضا كأن يكون الفعل في الجملة المضافة إليه مضارعا مبنيّا لاتصاله بنون التّوكيد أو بنون الإناث كقول الشاعر :

لأجتذبنّ منهنّ قلبي تحلّما

على حين يستصبين كل حليم

«يستصبين» : مضارع مبنيّ على السّكون لاتصاله بنون الإناث وجملته في محل جرّ بالإضافة ، و «حين» المضاف اكتسب البناء من الجملة المبنيّة بناء عارضا. وقد يكون المضاف إليه جملة اسميّة أو فعليّة معربة فيجوز عندئذ أن يكون الظّرف «حين» معربا أو مبنيّا على الفتح ، كقول الشاعر :

ألم تعلمي يا عمرك الله أنني

كريم على حين الكرام قليل

«حين» يجوز فيها البناء على الفتح أو الجرّ بحرف الجرّ. وذلك لأنها أضيفت إلى جملة اسميّة «الكرام قليل». ومثل : «أتكلّم حين يصغي المستمعون». «حين» ظرف يجوز أن يكون مبنيا على الفتح ، أو منصوبا لأنه أضيف إلى جملة معربة «يصغي».

الحين

لغة : هو وقت من الدّهر مبهم.

واصطلاحا : الظّرف.

الحينونة

لغة : مصدر حان تقول : حان وقت الدّرس : أي : قرب.

اصطلاحا : من معاني الفعل المزيد «أفعل» مثل : أكرم.

وتسمى أيضا : البلوغ.


باب الخاء

الحرف الرّابع والعشرون في التّرتيب الأبجديّ والحرف السّابع في الترتيب الإلفبائي ، وفي حساب الجمّل تساوي ستمئة ، وهي حرف حلقي رخو مهموس ، ولا تأتي الخاء مفردة في كلام العرب ، ولا زائدة ، ولا بدلا ، وحذفت للتخفيف في «بخّ» فتلفظ : «بخ» وهي اسم فعل مضارع ، بمعنى : «أستحسن» ويستعمل للمدح ، ويكرّر للمبالغة ، فتقول : بخ بخ. والخاء ليست من حروف المعاني.

الخافض

لغة : هو الذي يخفض ، اسم فاعل من خفض ، وفي أسماء الله الحسنى ، «هو الله الذي لا إله إلا هو الرّحمن الرّحيم الملك ، القدّوس ... الخافض الرّافع» وخفض الصوت :غضّه. وجمع الخافض : الخوافض.

واصطلاحا : الخفض هو الجرّ ، وهما في الإعراب بمنزلة الكسر ، وفي الإعراب والبناء في مواصفات النحويين. وأحرف الخفض هي : أحرف الجرّ ، انظر : حروف الجر.

والخفض ليس من وضع الكوفيين ، ولا الجرّ من وضع البصريّين ، إنّما هما مقتبسان من مصطلحات الخليل بن أحمد ، وتوسّع الكوفيّون في هذا المعنى فاستعملوا الخفض في المنوّن وغير المنوّن ، ولم يستعمله الخليل إلا في المنوّن ، ونقل البصريّون الجرّ من حركة يستعين بها الخليل للتخلّص من التقاء ساكنين ، مثل : «لم يدرس التلميذ» إلى حركة خاصّة بالأسماء المعربة منوّنة أو غير منوّنة. والخفض في لغة الخليل ما وقع في آخر الكلمة من التّنوين ، مثل :كتاب زيد. وقد يراد به أيضا : الكسر في المبنيّات.

خال

اصطلاحا : هي فعل ماض من أفعال القلوب أي : من النّواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبهما مفعولين ، وهي تفيد في الخبر إما رجحانا ، كقول الشاعر :

إخالك إن لم تغضض الطّرف ذا هوى

يسومك ما لا يستطاع من الوجد

حيث وردت «إخالك» وتفيد الرّجحان فتنصب مفعولين هما «الكاف» ، و «ذا هوى» وإما أن تفيد اليقين ، كقول الشاعر :

ما خلتني زلت بعدكم ضمنا

أشكو إليك حموّة الألم

حيث وردت «خلتني» بمعنى : خلت نفسي ضمنا بعدكم ، ما زلت أشكو شدّة الفراق ، فالمفعول الأول هو «الياء» والثاني «ضمنا» : انظر :ظنّ وأخواتها.


الخالفة

لغة : الخالفة : الأحمق ، القليل العقل.

واصطلاحا : هي اسم الفعل ، ويقول بعض النحويين : الكلمة : إما اسم أو فعل ، أو حرف ، أو خالفة. انظر اسم الفعل.

الخبر

لغة : هو ما ينقل ويحدّث به.

واصطلاحا : هو ما يتمّم المعنى الأساسي في الجملة.

خبر التّقريب

اصطلاحا : هو إعمال اسم الإشارة عمل «كان» وأخواتها ، مثل : «هذا القمر نورا» وعلامته أن يصحّ إبقاء الأشياء في الكلام أو حذفها ، وإعرابه :«هذا» تقريب. «القمر» : اسم التقريب. «نورا» :خبر التقريب.

خبر الحروف المشبّهة بالفعل

اصطلاحا : هو الاسم المرفوع الذي يكمل المعنى مع الاسم المشبّه بالفعل ، كقوله تعالى : (إِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ)(١) وكقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(٢) فالخبر في الآية الأولى هو جملة اسمية مؤلفة من مبتدأ «بعضهم» وخبره «أولياء» وهذه الجملة في محل رفع خبر «إنّ» وفي الآية الثانية «غفور» : خبر «إنّ» ، و «رحيم» : خبر ثان.

خبر الحروف المشبّهة بـ «ليس»

اصطلاحا : خبر الحروف المشبّهة بـ «ليس».

هو الاسم المنصوب بـ «ليس» وأخواتها ويكمل المعنى مع اسمها ، كقوله تعالى : (ما هذا بَشَراً)(٣) «هذا» : «الهاء» : للتنبيه و «ذا» : اسم إشارة مبنيّ على السكون في محل رفع اسم «ما» «بشرا» : خبر «ما» منصوب.

خبر الفاعل

اصطلاحا : هو الفعل.

خبر «كاد» وأخواتها

اصطلاحا : هو ما يكمل المعنى مع اسمها ، ويكون دائما فعلا مضارعا مسندا إلى ضمير يعود إلى اسمها ، كما يجوز أن يقترن بـ «أن» أو يتجرّد منها ، مثل : «كاد المطر ينزل أو أن ينزل» ، و «عسى الله أن يأتي بالفرج» «شرع الطالب يدرس» انظر : «كاد» وأخواتها.

خبر «كان» وأخواتها

اصطلاحا : هو الاسم المنصوب بـ «كان» ويكمل المعنى مع اسمها ، كقوله تعالى : (أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً)(٤) «غورا» خبر «أصبح» : انظ : «كان» وأخواتها.

خبر «لا» النافية للجنس

اصطلاحا : هو الاسم المرفوع بعدها ، ويكمل المعنى مع اسمها ، مثل : «لا نجاح بدون تعب».

انظر : لا النافية للجنس.

خبر المبتدأ

١ ـ تعريفه اصطلاحا : هو اللفظ الذي يكمّل المعنى مع المبتدأ ، ويتمّم معنى الجملة الأساسيّ ، بشرط أن يكون المبتدأ غير وصف ، مثل : «الغنى غنى النفس» ، ومثل : «الشمس مشرقة» وكقول الشاعر :

__________________

(١) من الآية ١٨ من سورة الجاثية ،

(٢) من الآية ٩٩ من سورة التوبة.

(٣) من الآية ٣١ من سورة يوسف.

(٤) من الآية ٤١ من سورة الكهف.


الحرّ حرّ عزيز النفس حيث ثوى

والشّمس في كلّ برج ذات أنوار

وفيه «حرّ» خبر المبتدأ. «عزيز» خبر ثان والمبتدأ «الحرّ». «ذات» : خبر المبتدأ «الشمس».

٢ ـ أقسام الخبر : هو ثلاثة أقسام : مفرد وجملة ، وشبه جملة.

فالمفرد هو ما ليس جملة ولا شبه جملة ، ويدخل فيه المثّنى والجمع مثل : «العلم نور» «الصديقان مهذّبان» و «الطلاب ناجحون» ويكون إما جامدا ، فلا يرفع ضميرا مستترا فيه ولا ضميرا بارزا ، ولا اسما ظاهرا مثل : «الشمس ضوء» «والنّيل نهر» وكقول الشاعر :

ترتع ما رتعت حتى ادّكرت

فإنما هي إقبال وإدبار

أو يكون مشتقا فيرفع ضميرا أو اسما ظاهرا بعده ، مثل : «البناء متكامل» أي : «هو» ومثل : «ما قادمان أنتما الى الجامعة» «أنتما» فاعل «قادمان» ، ومثل : «سعيد مشرق وجهه».

٣ ـ الخبر الجملة : ويقع الخبر جملة ، وتكون إما فعليّة ، مثل : «الربيع يحلو زهره» فجملة «يحلو زهره» فعلية واقعة خبر المبتدأ «الربيع» وإما اسمية ، مثل : «الشتاء برده قارس» «الشتاء» : مبتدأ أول. «برده» : مبتدأ ثان. «قارس» خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية «برده قارس» خبر المبتدأ الأول. ومثل :

البغي يصرع أهله

والظّلم مرتعه وخيم

اجتمعت في هذا البيت جملتان واقعتان خبرا : الأولى فعلية «يصرع أهله» هي خبر للمبتدأ «البغي». والثانية : اسمية «مرتعه وخيم» خبر المبتدأ «الظلم» ويشترط في الجملة ، بنوعيها ، الواقعة خبرا أن تشتمل على ضمير يربطها بالمبتدأ ، إلا إن كانت بمعناه ، وهذا الرّابط يكون : إما ضميرا ظاهرا ، مثل : «الظلم مرتعه وخيم» أو مستترا ، مثل :«العلم ينير الأمة» ، والتقدير : هو. أو مقدّرا ، مثل : «مخالفة الحكماء تورث النّدامة» أي : هي. أو محذوفا ، مثل : «العنب الرطل بدينار» أي : منه. ويجب أن يكون هذا الرّابط مطابقا للمبتدأ في الإفراد والتذكير والتأنيث والتثنية والجمع ، كما قد يكون اسم إشارة يدل على المبتدأ ، مثل : «الاستقلال تلك أمنية المواطنين». «تلك» : اسم إشارة في محل رفع مبتدأ ثان. «أمنية» : خبر المبتدأ الثاني. والجملة الاسمية خبر للمبتدأ الأول ، فالرابط بينهما «تلك» ومثل : «العلم ذلك مقصد الجيل» الرّابط هو اسم الإشارة «ذلك» ، وكقوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ)(١) فالمبتدأ الأول «الذين» والجملة الخبرية الاسمية هي «أولئك أصحاب النار» والرابط اسم الاشارة «أولئك» وقد يكون الرّابط بإعادة المبتدأ السّابق بقصد التّضخيم ، أو التّهويل ، أو التّحقير ، مثل :«العلم ما العلم» قصد التّفخيم. ومثل : «الجبان ما الجبان» قصد التّحقير ، ومثل قوله تعالى : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ)(٢) قصد التّهويل ، أو تكون إعادة المبتدأ بمعناه دون لفظه ، مثل : «السّيف ما المهنّد».

أما إذا خلت الجملة الفعلية الخبريّة من الرّابط فيجب أن تعطف عليها جملة فعليّة ويكون العطف «بالواو» ، أو «بالفاء» ، أو بـ «ثمّ» مع اشتمال الثّانية على ضمير يعود على المبتدأ ، مثل : «الطالب ، ابتدأ الدّرس واستعدّ له». «الطالب» : مبتدأ مرفوع وجملة «ابتدأ الدرس» خبر المبتدأ. وهي خالية

__________________

(١) من الآية ١٦ من سورة البروج.

(٢) الآيتان : ١ و ٢ من سورة الحاقة.


من الرّابط ، والمسوّغ لها كونها معطوفة على جملة تشتمل على ضمير يعود إلى المبتدأ ، وهو الضّمير المستتر في «استعدّ» أو يجب أن يقع بعدها أداة شرط حذف جوابه لدلالة الخبر عليه ، وبقي فعل الشّرط مشتملا على ضمير يعود على المبتدأ ، مثل : «الأب يخلد الأولاد إلى الهدوء إن حضر» «الأب» : مبتدأ «يخلد الأولاد إلى الهدوء» جملة فعلية هي خبر المبتدأ ، وهي خالية من ضمير يربطها بالمبتدأ ، وذلك لأنه أتى بعدها شرط حذف جوابه «إن حضر» ، وفعل الشرط «حضر» يشتمل على ضمير يعود إلى المبتدأ.

٤ ـ الخبر شبه جملة : ويكون الخبر شبه جملة. فقد يكون ظرف زمان ، مثل : «الامتحان يوم الاثنين» «يوم» : ظرف زمان متعلق بخبر المبتدأ. أو ظرف مكان ، مثل : «الحديقة قرب البيت» «قرب» : ظرف مكان متعلّق بخبر المبتدأ.

أو جارا ومجرورا ، مثل : «القائد في المعركة» «في المعركة» : جار ومجرور متعلّق بخبر المبتدأ ، وكقول الشاعر :

للعيد يوم من الأيّام منتظر

والنّاس في كلّ يوم منك في عيد

ويشترط في شبه الجملة الواقعة خبرا أن تتمّ الفائدة بذكرها ، ويكمل بها المعنى ، وتتحقق هذه الفائدة في ظرف المكان الذي يصح أن يكون خبرا للمبتدأ المعنى أي : الاسم غير المحسوس بآلة البصر ، مثل : «العقل» ، «العلم» ، «الفهم» ، «النّبل» ، «الشّرف» ، كما يصح أن يكون خبرا للمبتدأ الجثة أي : الاسم الذي هو جسم نحسّه بآلة من الحواس الخمس ، مثل : «شجرة» ، «كساء» ، «قلم» ، «كتاب» ... ، فتقول : «الصدق عندك» و «القلم أمامك» أما ظرف الزّمان الواقع خبرا ، فيجب أن يكون خاصا لا عاما ، ويختص الظرف إمّا بنعت ، مثل : «أنا في يوم حار» ، أو بالإضافة ، مثل : «أنا في يوم العيد» ، أو بالعلميّة ، مثل : «أنا في رمضان» ، ويجب أيضا أن يكون الظرف مجرورا بـ «في».

وتتحقّق الفائدة من شبه الجملة ، إذا كان المبتدأ الذّات مما يتجدّد ، فيكون شبيها بالمعنى ، مثل : «العنب وقت الصيف» ، أو أن يكون المبتدأ الذّات صالحا لتقدير مضاف إليه قبله تدلّ عليه القرائن ، كأن يعرض عليك صديقك الصّيد صباحا فتجيب : «الدرس صباحا والصّيد مساء» أي :حفظ الدرس صباحا ومتعة الصيد عصرا أو مساء.

٥ ـ إعراب الخبر الظرف : الأصل في الظرف أن يكون منصوبا إذا كان معربا ، أو في محل نصب إذا كان مبنيّا ، فالظرف المبنيّ هو الذي يكون مقطوعا عن الإضافة لفظا لا معنى بحيث يكون المضاف إليه في النيّة والتقدير ، مثل : «حيث» أو المبني في بعض الحالات ، مثل : «قبل ، أو بعد ، وعل» فإن وقع ظرف الزمان خبرا عن معنى ليس للزمان جاز رفعه على أنه هو الخبر مباشرة ، أو نصبه أو جره في محل رفع ، مثل : «العيد يوم ، أو يوما ، أو في يوم» «يوم» : خبر المبتدأ مرفوع هو في الأصل ظرف زمان. «يوما» : ظرف زمان منصوب في محل رفع خبر المبتدأ. «في يوم» :جار ومجرور في محل رفع خبر المبتدأ ، أما إن كان ظرف الزّمان من أسماء الشهور وجب رفعه ، مثل : «شهر الصوم رمضان» «رمضان» : خبر المبتدأ مرفوع ، وهو في الأصل اسم شهر الصّيام.

وإن كان الظرف للمكان وهو خبر للمبتدأ الذّات ، أو للمبتدأ المعنى ، وكان متصرفا جاز رفعه أو نصبه ، مثل : «البنات جانب أو جانبا


والصبيان جانب أو جانبا». «جانب» خبر المبتدأ المرفوع. «جانبا» : ظرف منصوب وهو خبر المبتدأ.

وإن كان ظرف المكان الواقع خبرا غير مقطوع وجب نصبه ، مثل : «القلم فوق الطاولة» «فوق» : ظرف منصوب هو خبر المبتدأ ، أو هو متعلق بمحذوف خبر المبتدأ تقديره موجود ، وهو مضاف «الطاولة» : مضاف إليه.

٦ ـ حذف الخبر : الأصل في الخبر أن يكون موجودا في الجملة لأنه متمم للفائدة ، لكنّه قد يحذف ، ويكون حذفه إما جائزا ، وإما واجبا ، فالحذف الجائز يكون عند ما يدلّ على الخبر دليل ، وذلك في جواب عن سؤال : «زيد» ردا على من يسأل : «من في المكتبة؟». ويكون الحذف جائزا أيضا : إذا لم يكن المبتدأ نصّا في القسم ، مثل : «أمر الدّين لا أؤذي أحدا» والتقدير : أمر الدين قسمي ويجوز ذكر الخبر ، فتقول : «أمر الدين قسمي لا أؤذي أحدا» أو إذا كان المبتدأ غير مقرون بـ «لام» الابتداء ، مثل : «عهد الله قسمي لا أبيتنّ على ضيم» «عهد» : مبتدأ مرفوع وهو مضاف «الله» : اسم الجلالة مضاف إليه. «قسمي» : خبر المبتدأ «وياء» المتكلّم مضاف إليه. فكلمة «عهد» مبتدأ يدل على التنصيص على القسم ، لكنّه غير مقرون بـ «لام» الابتداء فجاز ذكر الخبر ، ويجوز حذفه إذا دلّ الخبر على كون خاص والمبتدأ بعد «لو لا» ، مثل : «لو لا القاعة واسعة ما ضمت مئات الطلاب» ؛ فالمبتدأ «القاعة» يدل على كون خاص لذلك جاز ذكر الخبر.

ويحذف الخبر وجوبا في المواضع التالية :

١ ـ إذا دلّ على كون عام والمبتدأ بعد «لو لا» ، مثل قول الشاعر :

لو لا اصطبار لأودى كلّ ذي مقة

لمّا استقلّت مطاياهنّ للظّعن

حيث ورد المبتدأ «اصطبار» نكرة أي : تدل على كون عام فيجب حذف الخبر بعد «لو لا».

والتقدير : لو لا اصطبار حاصل ...

٢ ـ إذا كان لفظ المبتدأ نصّا في القسم ومقرونا بـ «لام» الابتداء ، مثل : «لعهد الله لأتمّمنّ واجباتي». فالمبتدأ «عهد» يدلّ على القسم ومقرون بـ «لام» الابتداء فحذف الخبر وجوبا والتقدير : لعهد الله قسمي ومثل :

لعمرك ما بالموت عار على الفتى

إذا لم تصبه في الحياة المعاير

حيث ورد المبتدأ «عمر» مما يدل على القسم ومقرونا بـ «لام» الابتداء. فوجب حذف الخبر والتقدير : لعمرك قسمي.

٣ ـ إذا وقع الخبر بعد «الواو» التي تدل على العطف والمعيّة معا ، والتي تفيد المشاركة بين ما قبلها وما بعدها في أمر يجتمعان فيه ، وعلامة هذه «الواو» أنه يصحّ حذفها ، ووضع كلمة «مع» مكانها ، فلا يتغيّر المعنى ، بل يزداد وضوحا ، مثال ذلك : إذا أقمت في قاعة المحاضرات تراقب كلّ من فيها فشاهدت الأستاذ يلازم شرحه والطالب يلازم إصغاءه فتقول : «شاهدت من في القاعة منصرفين لأعمالهم : الأستاذ وشرحه والطالب وإصغاؤه» «الاستاذ» مبتدأ «الواو» حرف عطف «شرحه» معطوف على الاستاذ. وخبر المبتدأ محذوف والتقدير : الأستاذ وشرحه متلازمان ، ومثل ذلك القول : الطالب وإصغاؤه متلازمان ، وهذه «الواو» هي غير «الواو» التي تدلّ على المعيّة فقط ، مثل :«سرت والجبل» حيث تكون «الواو» للمعيّة ، «الجبل» مفعول معه منصوب. وإذا لم تكن «الواو»


كذلك أي : مما تدل على العطف والمعية معا فيجب ذكر الخبر ، مثل : «الأب وابنه متلازمان».

٤ ـ إذا كان المبتدأ مصدرا ، أو أفعل التفضيل مضافا إلى المصدر ، والخبر الذي بعده حال تدلّ عليه ، وتسدّ مسدّه من غير أن تصلح في المعنى أن تكون خبرا مثل : «احترامي القائد بطلا» «احترامي» مبتدأ مع «ياء» المتكلم مضاف إليه هو فاعل في المعنى. «القائد» مفعول به للمصدر «احترامي» «بطلا» : حال منصوب سدّ مسدّ الخبر ، ومثل : «أحسن إنشادي الشعر رثاء» «أحسن» مبتدأ وهو مضاف «إنشادي» مضاف إليه ، وياء المتكلم مضاف إليه فاعل في المعنى.

«الشعر» مفعول به. «رثاء» حال سدّ مسدّ الخبر.

والتقدير : احترامي القائد حاصل إذا كان بطلا.

وأحسن إنشادي الشعر حاصل إذا كان رثاء. أما إذا كانت الحال صالحة لتكون خبرا وجب رفعها على أنها هي الخبر ، مثل : «احترامي الطالب كبير» إذ لا يصح أن نقول : احترامي الطالب كبيرا.

٥ ـ ويحذف الخبر وجوبا في الأساليب المسموعة ، مثل : «حسبك ينم الناس» ، والتقدير : حسبك قول : ينم الناس.

تعدد الخبر : يجوز أن يكون للمبتدأ خبر واحد أو أكثر ، مثل : «جبران أديب ، رسّام ، شاعر ...» ويجوز تعدد الخبر ولو بعد حذف المبتدأ ، كقول الشاعر :

غريب ، مشوق ، مولع بادّكاركم

وكلّ غريب الدّار بالشوق مولع

أي : أنا غريب مشوق ... «أنا» ضمير المتكلم مبتدأ «غريب» خبر أول ... فإذا تعدّد الخبر لفظا ومعنى ، بحيث يكون كلّ واحد مخالفا للآخر فيجوز العطف بين الخبر المتعدّد بحرف عطف مناسب ، أي : «بالواو» ، أو بغيرها ، كقوله تعالى : (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ، ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ، فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ)(١) «هو» : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. «الغفور» : خبر أوّل.

«الودود» : خبر ثان. «ذو» : خبر ثالث. «فعّال» :خبر رابع. فقد تعدّد الخبر بدون عاطف لذلك فكلّ واحد منها هو خبر ، أما عند إثبات العاطف فيعرب الخبر الثاني معطوفا على الأول ، لا خبرا ثانيا ، وعند حذف العاطف يعتبر خبرا ثانيا. ويجوز تقديم الأخبار كلّها أو بعضها على المبتدأ بغير عاطف ، أما مع العاطف فيجوز تقديمها كلّها ، أو تأخيرها كلّها.

وإذا كان تعدد الخبر مما تشترك فيه الألفاظ المتعدّدة في تأدية المعنى المطلوب بحيث يكون لكلّ لفظ من الألفاظ معنى خاص ولكنه غير مقصود لذاته ، وإنّما المقصود هو المعنى الحاصل من انضمامها كلّها في معنى جديد ، فتعرب كلّا منها خبرا وتحصل على ضمير مستتر يعود على المبتدأ ناشىء من اجتماعها كلها ، ففي هذه الحالة وجب ترك العاطف ، مثل : «سمير طويل قصير» أي : متوسط القامة.

وإذا تعدّد الخبر في لفظه ومعناه ، والمبتدأ متعدّد حقيقة ، أي : تكوّن من شخصين مستقلّين أو أكثر ، وكل واحد مستقلّ عن الآخر. أو متعدّد حكما ، أي : يتكون من أجزاء لا يمكن الاستغناء عن واحد منها حتى يتم تركيبه فيجب العطف «بالواو» دون غيره ، ويعتبر الخبر الثّاني اسما معطوفا لا خبرا ثانيا ، مثل : «الشّقيقان أستاذ وطبيب» «أستاذ» : خبر المبتدأ «طبيب» : اسم

__________________

(١) الآيات ١٤ ـ ١٦ من سورة البروج.


معطوف «بالواو» على «أستاذ» ومثل : «المتعلّمون نشيط وكسلان وذكي» المبتدأ «المتعلمون» متعدّد حقيقة لأنه يدل على ثلاثة فأكثر مستقل كل واحد عن الآخر ، فتعدّد الخبر بالعطف «بالواو» «نشيط» : خبر المبتدأ. «كسلان» : اسم معطوف على «نشيط» ، «ذكي» : اسم معطوف على «نشيط». ومثل : «الجسم لحم وعظم ودم» «الجسم» : مبتدأ متعدد حكما لأنه يدل على شيء واحد مركّب من لحم وعظم ودم ، ولا يمكن الاستغناء عن واحد منها. «لحم» : خبر مرفوع ، «عظم» : اسم معطوف «بالواو» على «لحم» ، «دم» : اسم معطوف «بالواو» على «لحم».

ولا يقتصر تعدّد الخبر على الاسم المفرد بل يجوز أن يتعدّد الخبر الجملة ، مثل : «العلم ينير العقول ، يهدي الأمّة ، يقود إلى الخير ، يعود بالمنفعة على الجميع» ومثل : «الكتاب فوائده كثيرة ، صفحاته مزيّنة ، كلماته واضحة ، سطوره مرتبة». فجملة «ينير العقول» : خبر أوّل. «يهدي الأمة» : خبر ثان. «يقود إلى الخير» : خبر ثالث «يعود بالمنفعة على الجميع» : خبر رابع. هذه الجمل كلها فعليّة. والجملة «فوائده كثيرة» : جملة اسمية خبر أوّل ، «صفحاته مزيّنة» : خبر ثان «كلماته واضحة» : خبر ثالث. «سطوره مرتبة» : خبر رابع.

ويتعدّد الخبر شبه الجملة أيضا ، مثل :«العصفور فوق الشجرة على الغصن أمامنا» ...

«فوق» : ظرف مكان خبر أوّل ، «على الغصن» :جار ومجرور خبر ثان ، «أمامنا» : خبر ثالث. وقد يكون التعدّد مفردا وجملة ، مثل : «القائد بطل يقود الجيوش» «القائد» : مبتدأ «بطل» خبر أول مفرد «يقود الجيوش» : خبر ثان جملة فعلية.

٨ تقديم الخبر على المبتدأ وجوبا : الأصل في الخبر أن يتأخّر عن المبتدأ. لكنّه قد يتقدم عليه وهذا التقديم يكون واجبا في حالات عدّة منها :

١ ـ إذا كان له حقّ الصّدارة ، مثل أسماء الشّرط والاستفهام فتقول : أين الطريق» و «متى الامتحان» و «كيف الطّقس» و «من الغائب» أو مضافا إلى ما له حقّ الصّدارة ، مثل : «ربّ أيّ بيت أنت؟» «ربّ» : خبر المبتدأ مقدّم وجوبا لأنّه مضاف الى اسم الاستفهام «أي». «أنت» : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخر. ومثل : «ربّ ما ذا هذا الصديق؟» «هذا» «الهاء» للتنبيه «ذا» : اسم اشارة في محل رفع مبتدأ مؤخر. «الصديق» نعت أو بدل ، أو عطف بيان. «ربّ» خبر مقدّم وجوبا لأنّه أضيف الى اسم الاستفهام «ماذا».

ومما له حقّ الصّدارة «مذ» و «منذ» عند من يعربهما خبرين متقدّمين ، مثل : «ما رأيته مذ أو منذ يومان» ، «مذ» : خبر مقدّم أو «منذ» خبر مقدم ، يومان : مبتدأ مؤخّر مرفوع بالألف لأنّه مثنى والتّقدير : يومان مذ أو منذ الانقطاع عن رؤيته ، وقد تعربان مبتدأ خبره «يومان» والتقدير : زمن الانقطاع عن رؤيته يومان. ومنهم من يعربهما ظرفين مضافين الى جملة فعلية مؤلفة من فعل ماض «مضى» وفاعله «يومان» والتقدير : ما رأيته مذ ، أو منذ مضى يومان.

٢ ـ إذا كان المبتدأ نكرة محضة ولا مسوّغ للابتداء بها إلّا تقدّم الخبر الجملة ، أو شبه الجملة ، مثل : «عندك قلم». «عند» : ظرف هو خبر المبتدأ. «قلم» : مبتدأ مؤخر ومثل : «على الطاولة كتاب» «على الطاولة» : جار ومجرور خبر المبتدأ مقدّم. «كتاب» : مبتدأ مؤخر.

٣ ـ إذا كان الخبر شبه جملة والمبتدأ يشتمل


على ضمير يعود على الخبر ، مثل : «في الحديقة منسّقها» «في الحديقة» : جار ومجرور خبر مقدّم منسّقها : مبتدأ مؤخر.

٤ ـ إذا كان الخبر محصورا في المبتدأ ، بـ «إلّا» أو «إنما» ، مثل : «ما في البيت إلّا الأمّ» «في البيت» جار ومجرور خبر مقدّم ، «الأم» مبتدأ مؤخّر لأنّه حصر بـ «إلّا».

٥ ـ إذا كان الخبر هو «كم» الخبرية ، مثل :«كم ساعة درسك» «كم» : الخبرية خبر مقّدم وهو مضاف «ساعة» مضاف إليه ، «درسك» مبتدأ مؤخّر ومضاف إليه. أو كان الخبر مضافا إلى «كم» الخبرية ، مثل : «صاحب كم بيت أنت؟» «صاحب» خبر مقدم وهو مضاف «كم» : الخبرية في محل جر بالإضافة و «كم» : مضاف «بيت» مضاف إليه تمييز كم الخبرية ، «أنت» : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.

٦ ـ إذا كان المبتدأ مقرونا «بفاء» الجزاء ، مثل : «أمّا أمامك فالعصفور». «العصفور» : مبتدأ مؤخّر وقع بعد فاء الجزاء. «أمامك» ظرف هو الخبر المقدّم و «الكاف» في محل جرّ بالإضافة ومثل : «أمّا في نفسك فالخير».

٧ ـ إذا كان الخبر اسم إشارة ظرفا للمكان مسبوقا بـ «هاء» التنبيه ، مثل : «ها هنا العلم» «الهاء» للتنبيه. «هنا» : ظرف مكان خبر مقدّم «العلم» : مبتدأ مؤخّر ؛ أو إذا كان الخبر ظرف مكان هو «ثمّ» ، مثل : «ثمّ العلم» «ثمّ» : ظرف مكان هو خبر مقدّم. «العلم» : مبتدأ مؤخّر.

٨ ـ إذا كان تأخير الخبر يؤدي إلى خفاء المراد ، مثل : «لله درّك فارسا». المراد هنا التعجّب. ولو تأخّر الخبر «لله» لما حصل التعجّب المقصود ، أو لخفي علينا. «لله» : جار ومجرور خبر مقدّم. «درّك» مبتدأ مؤخّر و «الكاف» في محل جر بالإضافة. «فارسا» : تمييز منصوب. أو إذا كان تأخير الخبر يؤدّي إلى الوقوع في اللّبس ، مثل : «عندي أنّك ناجح» فتقدّم الظرف يفسّر معنى «أنّ» وهو التّوكيد ، وأنّها مفتوحة الهمزة ، وأنّه خبر وليس معمولا ل «إنّ».

٩ ـ إذا ورد الخبر متقدّما في أمثال العرب.

والأمثال لا تتغيّر مطلقا لا في حروفها ، ولا في ضبطها ، ولا في تركيب كلماتها ، مثل : «في كلّ واد بنو سعد». «في كلّ» : جار ومجرور خبر مقدّم. «كل» مضاف «واد» : مضاف إليه. «بنو» مبتدأ مؤخر وهو مضاف «سعد» : مضاف إليه.

٩ ـ مواضع اقتران الخبر بالفاء : يصح أن يقترن خبر المبتدأ «بالفاء» وجوبا أو جوازا.

وتدخل «الفاء» على خبر المبتدأ وجوبا بأربعة شروط :

١ ـ أن يدلّ المبتدأ على الإبهام والعموم.

٢ ـ أن يكون زمن الخبر مستقبلا ، ويجوز بقلّة أن يكون ماضيا.

٣ ـ أن يكون الخبر شبيها بجواب الشرط ، نتيجة لما قبله ، خاليا من أداة الشّرط ، مثل :«الذي يكرمني فمحبوب» «الذي» : اسم موصول يدلّ على العموم هو مبتدأ «فمحبوب» «الفاء» :للجزاء. «محبوب» : خبر المبتدأ يدل على المستقبل وهو شبيه بالشّرط ، ونتيجة لما قبله ، وخال من أداة الشّرط. والتقدير : «من يكرمنى فمحبوب» وصلة الموصول «يكرمني» جملة فعليّة مضارعيّة تدلّ على المستقبل. ومثل : «من يزورني فمحترم» ومثل : «رجل يزورني فمسرور». «رجل» مبتدأ نكرة يدل على العموم.

وجملة «يزورني» : صفة للنكرة وهي جملة


مستقبليّة «مسرور» خبر مقترن بالفاء شبيه بالشّرط وخال من أداته.

وتتحقق مشابهة الخبر بجواب الشرط في كلّ اسم موصول صلته جملة فعليّة تدلّ على المستقبل ، أو صلته ظرف ، أو صلته جار ومجرور ، تتعلق بفعل يدلّ على المستقبل.

وتتحقّق المشابهة أيضا في كل نكرة عامّة موصوفة بجملة أو بشبه جملة دالتين على المستقبل.

وإذا اقترن الخبر «بالفاء» وجب تأخيره عن المبتدأ ، وإذا تقدم وجب حذفها.

٤ ـ ويجب اقتران الخبر «بالفاء» في حالة أخيرة هي عند ما يقع بعد «أمّا» ، مثل : «أمّا الأمّ فعادلة». «أمّا» الشرطية. «الأمّ» : مبتدأ «فعادلة» :«الفاء» : رابطة للخبر. «عادلة» خبر المبتدأ.

ويجوز اقتران الخبر بـ «الفاء» في مواضع عدّة منها :

١ ـ أن يكون المبتدأ اسم موصول صلته جملة فعليّة مستقبليّة أو شبه جملة تتعلّق بفعل يدلّ على المستقبل ، مثل : «من يكرمني فمسرور» ، ومثل : «الذي عندنا فرجل» صلة الموصول ظرف «عندنا» يتعلق بفعل مستقبل الزمن تقديره يتكلم أو يتحدث ... ومثل : «الذي في الجامعة فأستاذ».

صلة الموصول جار ومجرور متعلّق بفعل مستقبل الزمن تقديره يحاضر ، يتكلم ... أو أن يكون المبتدأ مضافا إلى اسم موصول ، مثل : «صاحب من يكرمني فمسرور» «صاحب» : مبتدأ وهو مضاف «من» : اسم موصول في محل جر بالإضافة وجملة «يكرمني» مستقبليّة هي صلة الموصول.

«فمسرور» خبر مقترن بالفاء.

٢ ـ أن يكون المبتدأ نكرة عامة موصوفة بجملة مستقبليّة ، أو بشبه جملة تتعلّق بفعل مستقبل الزّمن ، مثل : «انسان يساعد الفقير فمحسن».

«انسان» مبتدأ نكرة وجملة «يساعد الفقير» جملة مستقبليّة هي نعت للنكرة. «فمحسن» خبر المبتدأ مقترن «بالفاء». ومثل : «تلميذ مع رفاقه فمحبوب» ، ومثل : «رجل في المصنع فمستفيد» ، أو أن يكون المبتدأ مضافا إلى نكرة ، مثل :«مرافق انسان يساعد الفقير فمحسن» ومثل :«صاحب تلميذ مع رفاقه فمحبوب» ، ومثل :«غلام رجل في المصنع فمستفيد»

٣ ـ أن يكون المبتدأ هو لفظ «كل» أو «جميع» مضافا إلى نكرة موصوفة بجملة مستقبليّة ، أو بشبه جملة تتعلّق بفعل مستقبل الزّمن ، كقول الشاعر :

كلّ سعى سوى الذي يورث الفو

ز فعقباه حسرة وخسار

ومثل : «كلّ تلميذ أمام الدرس فمثابر» ومثل :«كلّ عامل يهمل عمله فحقير» ومثل : «كلّ تلميذة في المدرسة فمجتهدة».

٤ ـ أن يكون المبتدأ موصوفا باسم موصول صلته جملة فعليّة مستقبليّة أو شبه جملة متعلّقة بفعل مستقبل الزمن ، مثل : «الرفيق الذي تصاحبه فمجتهد». «الرفيق» : مبتدأ. «الذي» : اسم موصول في محل رفع نعت «الرفيق» ، وجملة «تصاحبه» المستقبلية صلة الموصول. «فمجتهد» خبر المبتدأ مقترن بالفاء ؛ ومثل : «الرفيق الذي معك فمجتهد» ومثل : «الرفيق الذي في الصفّ فأمين» أو أن يكون هذا المبتدأ مضافا إلى اسم موصوف باسم الموصول المتقدم ، مثل : «خادم الرفيق الذي ترافقه فمجتهد» ، ومثل : «غلام الرفيق الذي في الصف فأمين» ومثل : «كاتب الفرض


الذي معك فقدير».

٥ ـ وقد تدخل «الفاء» جوازا بقلّة على الخبر ، إذا كان المبتدأ كلمة «كل» مضافة إلى نكرة غير موصوفة ، مثل : «كلّ رفعة فمن الله» «كلّ» : مبتدأ وهو مضاف «رفعة» : مضاف إليه. «فمن الله» :شبه جملة هي خبر المبتدأ تتعلق بفعل مستقبل الزمن تقديره : تحصل من الله ، أو تأتي من الله.

والنكرة الواقعة مضافا إليه غير موصوفة. ويجوز أن تكون موصوفة بأيّ وصف ، مثل : «كلّ نعمة زائلة فنتيجة لما تقدّم من ذنب» «زائلة» : هي صفة للنكرة الواقعة مضافا إليه.

٦ ـ ويجوز دخول «الفاء» على الخبر إذا كان المبتدأ هو «أل» الموصول مع صلتها صفة صريحة مستقبلية الزمن ، مثل : «الدّارس والدّارسة فناجحان» أي : الذي يدرس. «الذي» مبتدأ.

«دارس» صلة «أل» وهما صفة صريحة مستقبليّة الزمن. ومنه قوله تعالى : (السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما)(١).

خبر المعرفة

اصطلاحا : هو الحال. انظر الحال.

خبّر

فعل ماض من الأفعال التي تنصب ثلاثة مفاعيل ، أي : من أخوات : أعلم وأرى ، كقول الشاعر :

وخبّرت سوداء الغميم مريضة

فأقبلت من أهلي بمصر أعودها

حيث نصب الفعل «خبّرت» ثلاثة مفاعيل الأوّل هو «التاء» الضمير المتصل في محل رفع نائب فاعل وهو المفعول الأول ؛ الثاني هو «سوداء» ، والثالث هو «مريضة» انظر : المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل.

الخروج

الخروج لغة : نقيض الدّخول. والخروج اصطلاحا : هو الخلاف.

خدنك

من الأسماء المتوغّلة في الإبهام ولا تستفيد من الإضافة تعريفا ، وتضاف دائما إلى معرفة ، ولا تفيد تعريفا ، ولا تخص واحدا بعينه ، ومثلها :ناهيك ، وحسبك ، وتربك ، وندّك ، وشرعك ، ونجلك ، وقطك ، وقدك ، وسواك ، وكفؤك ، ونهيك ، وهدّك ، وقيد الأوابد ، وواحد أمّه ، وعبد بطنه. والظروف كلّها سواء أضيفت إلى مفرد أم إلى جملة ، تلازم الإضافة إلى معرفة ولا تفيد تعريفا. انظر : الإضافة.

الخطاب

لغة : الخطاب والمخاطبة : الكلام ومراجعته.

اصطلاحا : الخطاب ، ضمير المخاطب.

وضمائر المخاطب والمخاطبة هي : أنت ، أنتما ، أنتم ، أنت ، أنتنّ ، وحرف الخطاب هو «الكاف» ، كقوله تعالى : (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ)(٢) «الكاف» في «ذلك» حرف للخطاب. ومنهم من يجعل «التاء» في ضمائر المخاطب والمخاطبة هي للخطاب.

الخفض

اصطلاحا : هو الجرّ. راجع : الجرّ.

الخفض على التّوهّم

اصطلاحا : هو الجر على التوهّم ، وهو أن

__________________

(١) من الآية ٣٨ من سورة المائدة.

(٢) من الآية ٢ من سورة البقرة.


يكون الاسم مجرورا دون أن يسبق بعامل جر ، بل يعطف على اسم يتوهّم دخول حرف الجر عليه ، كقول الشاعر :

بدا لي أني لست مدرك ما مضى

ولا سابق شيئا إذا كان جائيا

حيث عطفت كلمة «سابق» المجرور على «مدرك» المنصوبة على توهّم دخول حرف الجر على خبر «ليس». والتقدير : لست بمدرك ولا سابق. انظر الجر على التوهم.

الخفض على الجوار

اصطلاحا : هو الجرّ بالمجاورة ، وهو أن يجرّ الاسم الذي من حقّه الرّفع أو النّصب لأنه مجاور لاسم مجرور مثل : «هذا أثاث غرفة نظيف».

انظر الجرّ بالمجاورة.

الخفيّة

لغة : الخفيّة مؤنث الخفيّ.

اصطلاحا : الأحرف الخفيّة هي : «الهاء» وحروف المدّ واللّين أي : «الألف ، والواو ، والياء» وتسمىّ حروف علّة ومدّ ولين لأنها تكون ساكنة وقبلها حركة تناسبها مثل : عصفور ، نار ، فيل ...

خلا

هي من أدوات الاستثناء وتستعمل على وجهين :

الأول : أن تكون غير مصدّرة بـ «ما» المصدريّة فلها وجهان إعرابيّان :

١ ـ تكون فعلا غير متصرّف ينصب المستثنى بعده على أنه مفعول به ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل تقديره : «هو» يعود على مصدر الفعل المتقدّم عليها ، مثل : «درس التلاميذ خلا زيدا». والتقدير : خلا درسهم زيدا حيث تعرب «خلا» فعلا ماضيا وفاعله ضمير مستتر ... «زيدا» مفعول به.

٢ ـ تكون حرف جرّ للمستثنى ولا تعلّق له بما قبله ، وحرف الجر مع مجروره في موضع نصب أي : كموضع المستثنى من الإعراب الذي يكون منصوبا على الاستثناء ، أو على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره «أستثني» وهو تمام الكلام ، مثل : «درس التلاميذ خلا زيد». فتكون «خلا» حرف جر لا تعلّق له «زيد» : اسم مجرور بحرف الجر. وقد يكون المستثنى ضميرا للمتكلم. فإن قصد الجرّ فتقول : «درس التلاميذ خلاي» بدون نون الوقاية. وإن قصد بها النصب فتدخل نون الوقاية بعدها فتقول : «درس التلاميذ خلاني» وتعرب «خلا» فعلا ماضيا وفاعله ضميرا مستترا ... و «النون» للوقاية و «الياء» مفعولا به.

الثاني : إذا كانت «خلا» مسبوقة بـ «ما» المصدريّة ، فيتعيّن أن تكون فعلا وينصب ما بعدها على أنه مفعول به ، وتكون جملة «ما خلا» مع معمولها في محل نصب حال أو ظرف ، أو استئنافيّة ، مثل : «درس التلاميذ ما خلا زيدا».

فتعرب «ما» : المصدريّة «خلا» هي فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل تقديره هو عائد على المصدر من الفعل قبله والتقدير : ما خلا درسهم زيدا وتعرب «زيدا» مفعول به منصوب والجملة من «ما خلا زيدا» في محل نصب حال والتقدير :درس التلاميذ مجاوزين زيدا ، أو في محل ظرف ، والتقدير : درس التلاميذ وقت مجاوزتهم زيدا ، أو هي جملة استئنافيّة لا محل لها من الإعراب.

ومثل :


ألا كل شيء ما خلا الله باطل

وكلّ نعيم لا محالة زائل

ولها أحكام تتعلّق بالاستثناء ، انظر : الاستثناء وأحكام تتعلق بأحرف الجر ، انظر أحرف الجر.

الخلاف

اصطلاحا : هو عامل من عوامل نصب الفعل المضارع ، هو معروف لديهم بالصّرف ، وأطلق الكوفيّون هذه التّسمية على عامل النّصب في المفعول معه لأنّه لا يحسن تكرير الفعل مع المفعول معه ، وكذلك أطلقوه على العامل في الظّرف الواقع خبرا.

خلال

اصطلاحا : هي ظرف مكان منصوب على تقدير في ، مثل : «مشيت خلال الدّيار» والتقدير : في خلال ... ، أو تدلّ على زمان ، مثل : «مشيت خلال الصيف في الجبل» ، وكقوله تعالى : (أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً)(١) والتقدير : تفجر الأنهار في وسطها تفجيرا ، وكقوله تعالى : (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً)(٢) والتقدير : وجعل في وسطها أنهارا وتكون «خلال» مصدرا من فعل خاللته أي : صادقته ، كقول الشاعر :

صرفت الهوى عنهنّ من خشية الرّدى

ولست بمقليّ الخلال ولا قال

والتقدير : ولست بمبغوض الصفات ولا باغض. وقد يكون «الخلال» جمع خلّة مثل : قلّة وقلال. وكقوله تعالى : (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ)(٣).

خلع الأدلّة

هو تجريد الأدوات من المعاني المعروفة لها ، وإرادة معان أخر لها ، مثل : «مررت بالرجل العظيم أيّ رجل عظيم». «أي» حال منصوب ، ومثل :«مررت برجل عظيم أيّ رجل عظيم» أي : صفة ل «رجل» ففي هذين المثلين جرّدت «أي» من معناها الأصلي وهو الاستفهام إلى معنى آخر وهو النعت ، أو الحال.

خلف

هي ظرف مكان بمعنى : وراء ، ضدّ «أمام» ، وهي من أسماء الجهات : «قدّام» ، «وراء» ، «أسفل» ، «يمين» ، «شمال» ، «فوق» ، «تحت» ... وكلّها ظروف تكون مبنيّة حينا ومعربة أحيانا أخرى ، وتكون دائما مضافة ، وقد تقطع عن الإضافة ، فإذا حذف المضاف ونوي وجوده فيبقى الظرف معربا منصوبا بغير تنوين ، مثل : «مشى والدي ومشيت خلف» أي : خلفه.

أما إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه ، أي :بإضمار كلمة بمعنى المحذوف دون حروفه فيبنى في هذه الحالة فقط على الضّمّ ، مثل : «مشيت من خلف» «خلف» ظرف مبنيّ على الضم في محل جر بـ «من».

أما إذا حذف المضاف إليه ، فلا ينو لفظه ولا معناه ، ويستغنى عنه كأنّه لم يكن ، فيكون معربا منوّنا بتنوين النّصب ، مثل : مشيت خلفا. انظر :خلف ، أمام ، ... أسماء الجهات في باب المفعول فيه.

__________________

(١) من الآية ٩١ من سورة الإسراء.

(٢) من الآية ٦١ من سورة النّمل.

(٣) من الآية ٣١ من سورة ابراهيم.


الخماسيّ

لغة : كل ما له خمسة.

واصطلاحا : هو لفظ يشتمل على خمسة أحرف أصليّة ، وهو مختص بالأسماء ، مثل :«جحمرش». والجمع «جحامر» بعد حذف «الشّين» ، وتصغيره «جحيمر» : العجوز الكبيرة ، أو المرأة السّمجة ، أو الأرنب المرضع.

وفي الاصطلاح أيضا : الأفعال الخمسة هي كل مضارع اتّصلت به «ألف» الاثنين ، أو «واو» الجماعة ، أو «ياء» المخاطبة ، ويخرج هذا المضارع عن الإعراب بالحركات الظّاهرة ، فيرفع بثبوت النّون كقوله تعالى : (فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ)(١) وكقوله تعالى : (وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ)(٢) فالفعل «تجريان» والفعل «تشهدون» كل منهما مرفوع بثبوت النون ، أمّا قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ)(٣) فـ «الواو» ليست واو الجماعة والنون ليست نون الرّفع ، إنما هي نون النّسوة والفعل مبنيّ على السكون. وأمّا القول «هم يعفون» الأصل «يعفوون» فالواو الثانية هي واو الجماعة ، والنون هي علامة الرّفع ، والأفعال الخمسة ، إذ ترفع بثبوت النون ، فإنها تنصب وتجزم بحذفها كقوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا) فقد اجتمع النّصب والجزم في هذه الآية ؛ فالفعل «لم تفعلوا» مجزوم بـ «لم» وعلامة جزمه حذف النون والأصل «تفعلون». والفعل «لن تفعلوا» منصوب بحذف النون لأنه تقدمه حرف النّصب «لن».

الخماسيّ المجرّد

اصطلاحا : الاسم الخماسي المجرّد.

الخمسة الأمثلة

اصطلاحا : الأفعال الخمسة.

الخميس

هو يوم من أيّام الأسبوع ، أرادوا اليوم الخامس ، ولكنّهم خصّوه بهذا البناء ليكون اسم اليوم ، قال اللحياني : كان أبو زيد يقول : «مضى الخميس بما فيه». فيفرد الكلمة ويذكّرها. وكان أبو الجرّاح يقول : «مضى الخميس بما فيهنّ» فيؤنث ويجمع ويخرجه مخرج العدد. والخميس يجمع على أخمسة وأخمساء وأخامس ويؤخذ منها على وزن «فعال» فتقول : خماس فيكون ممنوعا من الصّرف على أنه معدول عن لفظ العدد.

ويجمع لفظ الخميس في أدنى العدد على أخمسة وتجمع على أخماس. وجمع الكثرة «الخمس» و «الخمسان» و «أخمساء».

الخنثى

لغة : يقال : خنث الرجل ، كان منه لين وتكسّر وتثنّ ، فكان على صورة الرّجال وأحوال النّساء والمصدر : «الخنث» والوصف : «خناث» ، وهو وصف للأنثى ولا يستعمل إلّا في النّداء فيقال :«يا خناث». فهو منادى مبني على الكسر في محل نصب ... «الخنثى» جمعه : «خناثى».

و «خناث» : من له عضو الرجال والنّساء معا ، أو هو من لم تظهر فيه علامة الذّكورة أو الأنوثة بشكل واضح. يقال : «رجل مخناث» و «امرأة مخناث» ، بلفظ واحد مع المذكّر والمؤنّث.

اصطلاحا : الخنثى هو المضاف إلى ياء

__________________

(١) من الآية ٥٠ من سورة الرحمن.

(٢) من الآية ٨٤ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٢٣٧ من سورة البقرة.


المتكلم. انظر : المضاف إلى ياء المتكلّم. وسمّي بذلك لأن المضاف إلى ياء المتكلم عند رأي بعض النحاة غير معرب لالتزامه الكسر ، وغير مبني لأنه ليس من الأسماء المبنيّة ، وليس فيه ما يوجب البناء.

خير

الخير هو ضد الشرّ ، وجمعه خيور كقول الشاعر :

ولا قيت الخيور وأخطأتني

خطوب جمّة وعلوت قرني

وتقول : هو خير منك وأخير. كقوله تعالى : (وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ)(١) والتقدير : أخيرا لهم. وكقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ)(٢) والتقدير : أخيرا لهم. وكقول الشاعر :

ولقد طعنت مجامع الرّبلات

ربلات هند خيرة الملكات

والتقدير : أخيرة الملكات.

__________________

(١) من الآية ١١٠ من سورة آل عمران.

(٢) من الآية ٦٦ من سورة النّساء.


باب الدال

هي الحرف الرّابع في الترتيب الأبجديّ ، والثّامن من حروف الهجاء في الترتيب الألفبائيّ ، وتساوي في حساب الجمّل الرقم ٤. هي حرف مجهور شديد من الحروف النطقيّة لم يأت مفردا ، ولا زائدا ، ولكن مبدلا من :

١ ـ تاء «افتعل» ومشتقاته باطّراد ، إذا كانت «الفاء» ، «زايا». فتقول من «الزّين» : «ازتان» «ازدان». ومن «الزّلفى» : «ازتلف» ، «ازدلف» ومن «الزّجر» : «ازتجر» ، «ازدجر» ومن «الزيارة» «ازتار» ، «ازدار» وكذلك تقول : «مزدلف» ، «مزدجر» ، «مزدان» ، «مزدار» ، «ازدجار» ، «ازديان» ، «ازديار» ، «ازدلاف».

٢ ـ تقلب «الدّال» إلى «تاء» في افتعل بدون اطّراد ، مع «الجيم» التي هي فاء «افتعل» ، فتقول في «اجتمعوا» ، «اجدمعوا» فتقلب الدّال ، «تاء».

وكذلك في «اجتزّ» «اجدزّ» فتقلب «الدال» ، «تاء».

٣ ـ وتقلب «التاء» من «افتعل» ، «دالا» إذا كانت فاؤه «ذالا» من غير إدغام ، فتقول في ذكر : «اذتكر اذدكر» ، و «مذتكر ومذدكر» وفي الإدغام ، تقلب «الدال» «ذالا» ويدغم المثلان فتقول «اذذكر» ، «اذّكر» ، «مذذكر» ، «مذّكر».

٤ ـ تبدل «الدال» من الذال في «ذكر» جمع «ذكرة» فتقول : «دكر» ، كقول الشاعر :

يا ليت سلوة تشفى النّفوس بها

من بعض ما يعتري قلبي من الدّكر

والدّال ليس من حروف المعاني.

الدّائم

لغة : الدائم : اسم فاعل ، أو صفة مشبهة باسم الفاعل من الفعل «دام» بمعنى : ثبت. تقول : دام الشيء يدوم ويدام ، ومنه قول الشاعر :

يا ميّ لا غرو ولا ملاما

في الحبّ إنّ الحبّ لن يداما

اصطلاحا : الفعل الدائم وهو اسم الفاعل العامل ، مثل : «أنا فاتح كتابي» وربما شمل أيضا اسم المفعول والمصدر العاملين.

الدّخول

لغة : الدّخول نقيض الخروج.

اصطلاحا : هو من معاني مزيد الفعل الثلاثي والرّباعي. مثل : وزن «أفعل» من معانيه : التّعدية ، مثل : «أنام» ، وملكيّة الفاعل للفعل المشتق ، مثل «أثمر الشجر» ، والمصادفة مثل : «أنجل» ... والدّخول في الباب معناه الاصطلاحي : السّماعيّ.


الدّخول في الباب

اصطلاحا : هو السّماعيّ أي : الذي لم تذكر له قاعدة كلّيّة ، ولم يفز بالشّيوع والكثرة ولا يقاس عليه.

درجة المعارف

اصطلاحا : هي قوّة المعارف ، أي : ترتيب المعارف من حيث درجة التعريف فيها. وأعلى درجات المعارف هي الضمائر للمتكلم والمخاطب ويليها : اسم العلم ثمّ ضمائر الغائب ثمّ الإشارة ، ثمّ اسم الموصول ، ثمّ المضاف إلى معرفة.

درى

هي فعل ماض من أفعال القلوب من أخوات «ظنّ» وتفيد في الأمر يقينا ، مثل :

دريت الوفيّ العهد يا عرو فاغتبط

فإن اغتباطا بالوفاء حميد

حيث ورد الفعل «دريت» بصيغة المجهول.

«فالتاء» : نائب فاعله هو المفعول الأول ، والمفعول الثاني «الوفيّ». أمّا كلمة «العهد» فيجوز فيها الرفع على أنها فاعل الصفة المشبّهة «الوفي».

والنّصب على أنّها مشبّه بالمفعول به بعد حذف الخافض والتقدير : الوفيّ بالعهد. والجرّ على أنه مضاف إليه ، والمضاف «الوفيّ». والأكثر في الفعل «درى» أن يكون متعدّيا بواسطة حرف الجر «الباء» ، فتقول : «دريت بالسّرقة». وإذا كانت «درى» بمعنى «عرف» فتتعدى إلى مفعول واحد ، فتقول : «دريت اللّصّ» ، أي : خدعته. و «دريت رأسي» ، أي : حككته.

وإن دخلت على «درى» همزة التّعدية تعدّت إلى مفعول به واحد بدون واسطة ، وتعدّت إلى المفعول الثاني بواسطة حرف الجرّ «الباء» ، كقوله تعالى : (قُلْ لَوْ شاءَ اللهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ)(١).

وقد تأتي «درى» بمعنى «ختل» ، أي : خدع ، فتقول : «دريت الصّيد» ، أي : ختلته.

الدّعاء

لغة : الدّعاء : الطّلب والاستغاثة ، كقوله تعالى : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(٢) ، وكقول الشاعر :

يدعون عنتر والرّماح كأنّها

أشطان بئر في لبان الأدهم

اصطلاحا : هو من معاني الفعل المزيد ، مثل معاني «فعّل» : التكثير مثل : «جدّل» «طوّف» ، والتّعدية ، مثل : «جلّس» و «نوّم» ، والنّسبة إلى أصل الفعل ، مثل : «كذّب».

دعائم الأبواب

هي في الاصطلاح أوزان الماضي : فعل يفعل ، فعل يفعل ، فعل يفعل ، مثل : «قتل يقتل» ، «وعد يعد» ، والأصل «يوعد» و «قرأ يقرأ» ...

وسمّيت هذه الأوزان بهذا الاسم لكثرتها في كلام العرب ، غير أنّ بعضهم يعتبر الوزن «فعل يفعل» من دعائم الأبواب بدلا من «فعل يفعل» ، مثل : شرب يشرب.

الدّعامة

لغة : الدّعامة : عماد البيت الذي يقوم عليه.

اصطلاحا : ضمير الفصل الذي يفصل بين

__________________

(١) من الآية ١٦ من سورة يونس.

(٢) من الآية ٢٣ من سورة البقرة.


المبتدأ والخبر المعرفتين ليظهر ما هو خبر ، وما هو صفة ، مثل : «الله القادر». فقد يظنّ السّامع أن كلمة «القادر» صفة. أما إذا قلنا : «الله هو القادر» ظهر أن كلمة «القادر» هي خبر وليست صفة. وسمّيت الدّعامة بهذا الاسم لأنها تدعم أي : تقوي وتؤكّد المبتدأ. من ذلك تسمية حرف الدّعامة ، ضمير الفصل. وحرف الدّعامة عند بعض النحاة ليس هو ضمير الفصل إنّما هو «إيا» من كلمة «إيّاك» ، التي يسميها بعضهم حرف عماد لا محل له من الإعراب ويسميه البعض ضميرا و «الكاف» حرف للخطاب لا محل له من الإعراب. انظر : «إياك».

الدّليل

هو لغة ما يستدلّ به. وله في الاصطلاح عدّة معان منها :

١ ـ هو علم على معنى الأداة.

٢ ـ هو مصدر معتمد للاستشهاد على صحة قاعدة.

٣ ـ ما يدل على جواز حذف كلمة مثل : «صبرا جميلا» ، أي : اصبر صبرا جميلا.

٤ ـ يسمى الدّليل بلغة الاصطلاح : القرينة.

ومنه قول الشاعر :

وما حبّ الدّيار شغفن قلبي

ولكن حبّ من سكن الدّيارا

حيث اكتسب المضاف «حب» من المضاف إليه «الدّيار» التأنيث والجمع بدليل وجود قرينة تبين ذلك ، وهي وجود الفعل «شغفن» بصيغة الجمع المؤنث.

الدّليل الباقي

هو الذي يبقى على الحكم الأصلي في ناحية معيّنة بعد أن طرأ عليه ما يخالفه في بعض الجوانب لأسباب اقتضته. من ذلك ما نعرف أن الدليل الأصلي يكون في بناء الفعل ، ولا يدخل عليه الإعراب. لكن خولف هذا الأصل في رفع المضارع المجرّد عن النواصب والجوازم ، وفي نصبه لأداة ناصبة سبقته ، وفي جزمه لأداة جزم سبقته ، ولم يخالف هذا الدليل الأصلي في الجرّ ، إذ أن الأفعال في الأصل لا يدخلها الجر.

هذا ما يفهم من تسمية الدليل الباقي.

الدّليل الحاليّ

هو الذي يفهم من الملابسات المحيطة بالمتكلّم من غير استعانة بشيء مثل : «أصابت الحمى ليلى» أو «أصابت ليلى الحمى». ففي هذين المثلين قرينة معنويّة أحاطت بالكلام ، فيفهم السامع ، أو المتكلم أن «الحمى» هي فاعل «أصابت» و «ليلى» مفعول به ، إذ خفي إعراب الفاعل والمفعول به فلم تظهر حركات الإعراب عليهما إنما فهم ذلك بالقرينة ، أو بالدليل الحاليّ.

الدّليل اللّفظيّ

اصطلاحا : هو الدّليل المقالي ، الذي يدلّ على القول أو الفعل المحذوف مثل القول : هل سافر زيد؟ تقول : «سفرا سعيدا» أي : سافر ...

الدّليل المعنويّ

اصطلاحا : هو الدليل الحالي.

الدّليل المقاليّ

هو ما يعود إلى القول والكلام ، مثل : «هل أكلت فطورك؟» «أكلا طيبا».

دواليك

لغة : دواليك أي : مداولة على الأمر. وتداولته


الأيدي : أخذته هذه مرّة وهذه مرّة.

اصطلاحا : قال ابن الأعرابي : يقال :«حجازيك» و «دواليك» «وهذا ذيك» قال : وهذه حروف خلقتها على هذا لا تغيّر. «وحجازيك» أمره أن يحجز بينهم ويحتمل أن يكون معناها كفّ نفسك ، وأما «هذا ذيك» فإنه يأمره أن يقطع أمر القوم ، و «دواليك» من تداولوا الأمر بينهم ، يأخذ هذا دولة وهذا دولة. وقولهم دواليك ، أي ؛ تداولا بعد تداول ، كقول الشاعر :

إذا شقّ برد شقّ بالبرد مثله

دواليك حتى ليس للبرد لا بس

حيث وردت كلمة «دواليك» وهي مفعول مطلق من فعل محذوف منصوب بالياء لأنّه مثنى ، وهو مضاف ، «والكاف» في محل جر بالإضافة.

وربّما أدخلوا الألف واللّام على «دواليك» فتصير «الدّواليك» مثل :

وصاحب صاحبته ذي فأفكه

يمشي الدّواليك ويعدو البنّكه

دور الاعتدال

هو أن يعلّل الشيء بعلّة معلّلة بذلك الشيء مثل : «ملكت» فوجب تسكين لام الفعل لاتّصاله بتاء الضمير المتحرّكة ، وتحرّك هذه «التاء» بسبب السكون العارض فى آخر الفعل فاعتلّ لهذا بهذا ثم دار فاعتلّ لهذا بهذا.

دون

لغة : «دون» نقيض «فوق» وهو تقصير عن الغاية ، وهو ظرف ، والدّون : الحقير مثل :

إذا ما علا المرء رام العلاء

ويقنع بالدّون من كان دونا

ولا يشتق منه فعل ، وبعضهم يقول : دان يدون ، دونا ، وأدين إدنة.

قال ابن سيدة : «دون» كلمة في معنى التّحقير والتّقريب ، وتكون ظرفا فتنصب ، وتكون اسما فيدخل حرف الجر عليه فيقال : «هذا دونك وهذا من دونك» ، كقوله تعالى : (وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ)(١) حيث دخل حرف الجر على «دونهم».

وكلمة «دون» لا تؤنّث بعلامة تأنيث «الهاء» ولا بغير علامة تأنيث كبقية الظروف ، إلّا «قدّام» و «وراء» ولا تصغّر. وأما قول الشاعر :

وقامت إليه خدلة السّاق أعلقت

به منه مسموما دوينة حاجبه

حيث وردت «دون» مصغّرة ومؤنثة «بالتاء». وهذا شاذ.

وقد تدخل عليه «الباء ، على رأي الأخفش ، مثل قولهم : «فرددناه عليه وعلى نفر من أصحابه فيهم من ليس بدونه». وقالوا : «من دون» ، يريدون : «من دونه». وقالوا : «دونك في الشرف والحسب». ويقال : «زيد دونك» ، أي : هو أحسن منك في الحسب ، وكذلك «الدّون» يكون صفة ويكون نعتا ولا يشتق منه فعل.

وتأتي «دون» بمعنى خلف وقدّام. وتأتي بلفظ «دونك الشيء» أو «دونك به» أي : خذه. وتكون «دونك» اسم فعل أمر بمعنى «خذ» ، مثل : «دونك الثوب» أي : خذه. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، و «الكاف» للخطاب.

«الثوب» : مفعول به وقال بعض النحويين لدون تسعة معان بمعنى «قبل» كقولك : «دون الشّهر قتال» و «دون قتل الأسد أهوال» ، وبمعنى «وراء» ، كقولك : «هذا أمير على ما دون جيحون»

__________________

(١) من الآية ٢٣ من سورة القصص.


أي ؛ على ما وراءه ، وبمعنى «الوعيد» ، كقولك : «دونك صراعي ودونك فتمرّس بي» ، وبمعنى «الأمر» ، مثل : «دونك الدراهم» أي : خذها ، وبمعنى الإغراء مثل : «دونك زيدا» أي : الزم دونك في حفظه ، وبمعنى «تحت» ، مثل : «دون قدمك خدّ عدوّك» أي تحتها ، وبمعنى «فوق» كقولك : «إنّ زيدا لشريف» فيجيب آخر فيقول «ودون ذلك» أي : فوق ذلك ، وما بمعناه. وقال الفرّاء : «دون» تكون بمعنى «على» وبمعنى «علّ» ، وتكون بمعنى «بعد» ، وبمعنى «عند» ، وتكون إغراء ، وبمعنى «أقلّ» من ذا ، وأنقص من ذا.


باب الذال

هي في حساب الجمّل تساوي سبعمئة ، وتقع في المحل التّاسع من التّرتيب الألفبائي لحروف الهجاء ، وفي الدرجة الخامسة والعشرين في التّرتيب الأبجديّ ، والذّال حرف مجهور ، رخو ، لثويّ ، يخرج من بين طرف اللسان وأطراف الثّنايا العليا. و «الذّال» مثل : «الثاء» حرف لم يأت مفردا ، ولا زائدا ، ولا بدلا ، والذّال ليس من حروف المعاني.

ذا

لها استعمالات عدّة ومعان كثيرة ، فغالبا ما تكون اسم إشارة ، وكثيرا ما تأتي اسم موصول.

ذا الإشاريّة

هي اسم إشارة ، مبهم ، يعيّن مدلوله تعيينا مقرونا بإشارة حسيّة راجعة إلى الاسم المفرد المذكّر العاقل ، أو غير العاقل ، مثل : «ذا كتاب مفيد» و «ذا استاذ فاضل» ، وسمع عن العرب مما يشار به إلى المفرد المذكّر «ذاء» بهمزة مكسورة «ذائه» وبهمزة مضمومة «ذاؤه».

و «ذا» اسم الاشارة يكون دائما مبنيّا على السكون ، وقد وردت «ذاؤه» في مثل :

هذاؤه الدّفتر خير دفتر

في يد قرم ماجد مصدّر

مقرونة بهاء التنبيه. وتأتي «ذا» مقرونة بهاء التّنبيه ، لتدلّ على جمع لا على مفرد حقيقة بل حكما وهي دائما مبنيّة على السكون ، كقول الشاعر :

ولقد سئمت من الحياة وطولها

وسؤال هذا النّاس كيف لبيد؟

فكلمة «هذا» اسم إشارة مقرون بهاء التّنبيه ، ورد قبل كلمة «الناس» التي تدلّ على الجمع.

وتشير «هذا» إلى المفرد الحقيقي ، مثل : «هذا تلميذ مهذّب» فقد وردت «هذا» مقرونة بهاء التنبيه مبنيّة على السكون في محل رفع مبتدأ «تلميذ» :خبر المبتدأ ، مهذّب : نعت مرفوع ، وقد تكون «ذا» غير اسم إشارة فتكون إمّا موصولة وإمّا الصاحبيّة.

ذا الصاحبيّة

«ذا» هي اسم بمعنى صاحب ، وهو من الأسماء السّتّة التي ترفع بالواو مثل : «جاء ذو العلم» وتنصب بالألف ، مثل : «رأيت ذا العلم» ، وتجر بالياء ، مثل : «مررت بذي العلم» ، انظر الاسماء السّتّة.

ذا الموصولة

هي اسم موصول ، غامض ، مبهم ، يحتاج


دائما في تعيين مدلوله ، وإيضاح المراد منه ، إلى ما يزيل إبهامه مما يسمّى «الصّلة» وتأتي «ذا» اسم موصول بشروط ، منها :

أولا : ألّا تكون للإشارة ، مثل : «ماذا الكسل» «ومن ذا النّاجح» «ذا» ليست موصولة في المثلين لأنها تدل على الإشارة إلى «الكسل» في المثل الأول وإلى «الناجح» في المثل الثاني.

ثانيا : ألا تكون ملغاة وذلك في أحد أمرين :

١ ـ تكون زائدة مع «من» و «ما» الاستفهاميّتين ، على رأي الكوفيين وابن مالك.

٢ ـ وتكون مع «من» و «ما» اسما واحدا للاستفهام ، وتحتمل عندئذ أربعة وجوه :

أـ أن تكون «ما» استفهاميّة و «ذا» اسم إشارة مثل : ماذا البخل؟ من ذا القارىء.

ب ـ أن تكون «ما» استفهاميّة و «ذا» اسم موصول. وفي هذا يقول سيبويه : هذا باب إجرائهم «ذا» وحده بمنزلة «الذي» ، وليس يكون كالذي إلا مع «ما ومن» الاستفهاميّتين ، فيكون «ذا» بمنزلة «الذي» ويكون «ما» حرف استفهام ، وإجراؤهم إيّاه مع «ما» بمنزلة الاسم الواحد ، مثل : «ماذا رأيت؟» فتكون «ما» اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، «ذا» اسم موصول خبر المبتدأ.

والجواب : «خير» فتكون «خير» بدلا من «ما» التي هي في محل رفع مبتدأ ، وكقول الشاعر :

ألا تسألان المرء ما ذا يحاول

أنحب فيقضى أم ضلال وباطل

ج ـ أن تكون مع «ما» اسما واحدا مستفهما وفي هذا يقول سيبويه : وأمّا إجراؤهم إيّاه ، أي «ذا» مع «ما» الاستفهاميّة بمنزلة اسم واحد فهو قولك «ماذا رأيت؟» والجواب خيرا. فتكون «ماذا» : اسم استفهام في محل نصب مفعول به مقدم. «خيرا» بدلا منه.

وكقوله تعالى : (ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً)(١) حيث تكون «ماذا» اسم استفهام هو مفعول به لفعل «أنزل» «خيرا» بدل منه ، وتكون «ذا» ملغاة.

د ـ أن تكون مع «ما» اسما واحدا خبريا فتكون إمّا موصولة ، وإمّا زائدة ملغاة كقوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ)(٢) على تقدير : «العفو» وتكون «ذا» اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو اسم الاستفهام «ما» و «العفو» بدل من «ما». أو على تقدير «العفو» وهما قراءتان وتكون «ذا» ملغاة وتكون «ماذا» اسم استفهام في محل نصب مفعول به ، «العفو» بدلا منه ، ويعتبر بعض النحويّين «ذا» من «ماذا» التي هي اسم واحد للاستفهام ، حرفا ملغى مثل :ماذا فعلت؟ أخيرا أم شرّا. فتكون «ما» مع «ذا» اسما واحدا و «ذا» حرف لغو. و «ما» في محل نصب مفعول به لفعل «فعلت» والمعنى : فعلت أيّ شيء. «خيرا» بدل من «ما». وان جعلت «ما» اسم استفهام مبتدأ و «ما» ، بمعنى : «الذي» خبره فيكون المعنى : ماذا فعلت أخير أم شرّ والتقدير :ما الذي فعلت أهو خير أم شرّ ، وتكون «خير» بدلا من «ما». ويرفض آخرون كون «ذا» ملغاة بقولهم : لو كان «ذا» لغوا لما قالت العرب : عمّا تسأل؟ ولقالوا : عمّ ذا تسأل؟ كأنهم قالوا عمّ تسأل؟ ولكنهم جعلوا «ما» و «ذا» اسما واحدا ، ولا يرى سيبويه أن تكون «ذا» ملغاة في جعلها مع «ما» استفهاما ، بل يرى «ماذا» كلها استفهاما ، لا «ما» وحدها استفهام و «ذا» ملغاة ، كما لا تكون «ذا» بمعنى «الذي» أبدا ومثل : «ماذا» ، تكون

__________________

(١) من الآية ٣٠ من سورة النحل.

(٢) من الآية ٢١٩ من سورة البقرة.


«من ذا» غير أنّ الأولى لغير العاقل والثانية للعاقل.

ثالثا : أن يتقدمها استفهام بـ «ما» أو بـ «من» ولا يرى الكوفيون هذا الشرط مستشهدين بقول الشاعر :

عدس ما لعبّاد عليك إمارة

أمنت وهذا تحملين طليق

فعلى رأيهم أن «ذا» من «هذا» اسم موصول في محل رفع مبتدأ ، ولم يتقدم عليه «من» ولا «ما» الاستفهاميّتان وجملة تحملين صلة الموصول. طليق : خبر.

ذا الموصوليّة

اصطلاحا : هي ذا الموصولة.

ذات

اسم إشارة يدلّ على المفرد المؤنث العاقل ، وغير العاقل ، مثل : «ذي أو ذات التلميذة مجتهدة» «ذي» أشارت إلى المفرد المؤنث العاقل «التلميذة». ومثل : «ذي أو ذات شجرة مثمرة» أشارت «ذي» إلى مؤنث غير عاقل «شجرة».

ذات مرّة

ظرف من الظروف غير المتمكنة ، التي لا تأتي إلا ظرفا ، ومثله : «ذات يوم» ، و «ذات ليلة» مثل : «مشى من هنا ذات مرّة» فتكون «ذات» ظرف زمان منصوب على الظرفيّة ، ولا تكون إلا هكذا بدليل أنك لا تقول : «إنّ ذات مرة كان مشى من هنا» كما لا تقول : «إنما لك ذات مرّة» وتكون «ذات» مضافة و «مرّة» مضاف إليه ، وكذلك «يوم» و «ليلة» بعد «ذات».

ذان

اسم إشارة يدل على المثنّى المذكر ، وقد تتصل به «هاء» التنبيه فتصير : «هذان» في حالة الرّفع و «هذين» في حالتي النّصب والجرّ. مثل قوله تعالى : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما)(١) والتقدير : إنه هذان لساحران ، وتعرب «هذان» على الوجه التالي : «الهاء» للتنبيه و «ذان» اسم إشارة مبني على الألف لأنه مثنى عند رأي بعض النحاة ، أو هو مرفوع بالألف لأنه مثّنى على رأي نحاة آخرين ، «لساحران» اللام المزحلقة. ساحران : خبر المبتدأ «هذا» مرفوع بالألف لأنه مثّنى ، والجملة المؤلفة من المبتدأ وخبره «هذان لساحران» في محل رفع خبر «إنّ». وهناك وجوه إعرابيّة أخرى كثيرة.

ذر

هو فعل أمر بمعنى «دع» ترك ماضيهما ولم يستعمل منهما إلا المضارع «يذر» و «يدع» والأمر «ذر» و «دع» واستعمل بدلا من ماضيهما الفعل الماضي «ترك» وبدلا من مصدر هما المصدر «التّرك».

الذّلاقة

لغة : الذّلاقة : هي الفصاحة والخفّة في الكلام.

واصطلاحا : الذّلاقة هي الاعتماد على ذلق اللسان والشفة أي : على طرفيهما. وأحرف الذّلاقة هي : م ، ر ، بـ ، ن ، فـ ، ل. يجمعها قولك «ربّ نفل». ولخفّتها لا يخلو رباعيّ ولا خماسيّ منها إلا نادرا.

ومنهم من يجعل أحرف الذّلق أو الذّلوقيّة ثلاثة هي : «الرّاء ، اللّام ، النّون» التي تخرج من اللّسان وحده ، ومنهم من يجعل أحرف الذّلاقة التي

__________________

(١) من الآية ٦٣ من سورة طه.


تخرج من اللّسان والشفة معا فتصبح ستّة ، ثلاثة منها هي الذّلوقيّة السّابقة ، وثلاثة شفويّة ، هي : الفاء ، الباء ، الميم ، يجمعها قولك : فبم.

الذّمّ

لغة : هو نقيض المدح.

والذّم هو من معاني «اللّام» الجارّة عند بعض النحويين ، راجع : اللّام. ويستعمل للذّمّ فعل «بئس» مثل : «بئس الرجل زيد» وفعل «ساء» مثل : «ساء زيد».

ذه

هي اسم إشارة يدل على المفرد المؤنث العاقل ، وغير العاقل ، وفيها لغات ثلاث : ذه ، وذه مع اختلاس الكسرة وذه مع إشباعها فتقول : «ذه بنت مجتهدة» «ذه» : اشارت إلى مفرد مؤنّث عاقل وهو «ذه بنت» ومثل : «ذه طاولة مستديرة» حيث أشارت ذه الى اسم شيء أي : مؤنث غير عاقل.

راجع : اسم الإشارة.

ذو الأربعة

لغة : كل ما له أربعة أحرف من اسم مثل :«عجلة» أو فعل مثل : «دحرج».

واصطلاحا : هو الفعل الناقص ، أي : الفعل المعتل الآخر الذي إذا اتصل بتاء الضمير يصير على أربعة أحرف ولذلك سمّي : «ذو الأربعة» مثل : «غزوت ، رميت» من الفعلين الناقصين المعتلي الآخر : «غزا» و «رمى».

وربما تكون تسميته بالنّاقص لأنّه في بعض التّصاريف ينقص أي يحذف منه حرف العلّة من آخره فتقول : رمت ، عزت.

ذو الثلاثة

لغة : هو كل ما له ثلاثة أحرف من اسم على ثلاثة أحرف مثل : «قلم» أو فعل ، مثل : «كتب» أو ما فيه «ثلاثة أيام» ويقصد به الثلاثاء بدخول «أل».

واصطلاحا : هو الفعل الأجوف ، أي : الذي عينه حرف علّة مثل : «قال» وسمّي بذلك لأنه عند إسناده إلى تاء الضمير يصير معها على ثلاثة أحرف فتقول : قلت ، وبعت ، من الفعل الأجوف «قال» والفعل الأجوف «باع».

ذو الحال

اصطلاحا : هو صاحب الحال الذي يجب أن يكون معرفة ، وقد يأتي نكرة بمسوّغات. انظر :صاحب الحال.

ذو الزوائد

اصطلاحا : هو ما زاد على أربعة أحرف ، من الأفعال مثل : «استخرج» «تسابق» ، «تقاتل» ، «تدحرج».

ذو الصاحبيّة

اصطلاحا : هي «ذو» بمعنى : صاحب ، وهي واحدة من الأسماء السّتة : أب ، أخ ، حم ، فو ، ذو ، هن ، التي ترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجرّ بالياء فتقول : «سمير ذو مال» ، أي : صاحب مال.

ذو الطائيّة

هي : بلغة قبيلة طيّىء ، اسم موصول يلزم صورة واحدة هي «ذو» في كل حالات الإعراب ، رفعا ، فتقول : «جاء ذو كلمته بالأمس» ، ونصبا ، فتقول : «رأيت ذو كلمته بالأمس» وجرّا ، فتقول :«مررت بذو كلمته بالأمس» ، وتستعمل للعاقل ولغيره وهي في كل الحالات مبنيّة على السّكون


في محل رفع ، أو نصب ، أو جر ، حسب المقتضى ، ومثل :

فإنّ الماء ماء أبي وجدّي

وبئري ذو حفرت وذو طويت

والتقدير : وبئري الذي حفرت والذي طويت وبنيت بالحجارة وقد تثنّى وتجمع وتؤنث عند بعض الطائيّين فتقول في المذكر «ذو» ، وفي المؤنث «ذات» ، وفي مثنّى المذكّر «ذوا» ، وفي مثنى المؤنث «ذواتا» وفى جمع المذكر «ذوو» ، وفي جمع المؤنث «ذوات» وقد تعرب إعراب «ذو» بمعنى : صاحب أي : تعرب بالحروف ، فترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجرّ بالياء ، كقول الشاعر :

فإمّا كرام موسرون لقيتهم

فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا

فتكون «ذي» اسم موصول مجرور بالياء على هذه الرواية ، أما على رواية أخرى وهي الأصليّة :«فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا». فتكون «ذو» اسم موصول مبنيا على السكون في محل جر بحرف الجر «من» ، وهكذا تكون مبنية على السكون في محل نصب في مثل : «رأيت ذو كلمته بالأمس» «ذو» في محل نصب مفعول به لفعل «رأيت» ومثل : «مررت بذو كلمته بالأمس» «ذو» اسم موصول مبني على السّكون في محل جر بحرف الجر «الباء» ، وجملة «كلّمته» لا محل لها من الإعراب لأنّها صلة الموصول.

ذوات الصّدر

لغة : الصّدر ، هو أول كل شيء وأعلى مقدّمه.

واصطلاحا : هو ما له حقّ الصّدارة كأسماء الشرط ، والاستفهام ، وكم الخبرية ، وكم الاستفهامية ، وما التعجبيّة ، والمضاف إلى ما له حق الصّدارة ، كقوله تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ)(١) «من» : اسم شرط له حق الصّدارة ، ومثل : «أين الطريق» «أين» اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم ، «الطريق» : مبتدأ مؤخر ، ومثل : «كم طبيب في المدينة» ومثل : «كم دفترا اشتريت» كم الاستفهاميّة مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدّم. ومثل : «ما أجمل الربيع» «ما» التعجبيّة مبني على السّكون في محل رفع مبتدأ.

ذو العلة

اصطلاحا : هو الفعل الأجوف الذي عينه حرف علة مثل : «قام ، باع ...».

ذو اللّام

اصطلاحا : هو المعرّف بـ «أل».

ذو المزج

اصطلاحا : هو المركّب المزجيّ.

ذو الموصوليّة

اصطلاحا : هي ذو الطائيّة.

ذي

اصطلاحا : هي اسم إشارة للمؤنّث المفرد وكثيرا ما تدخل عليها «هاء» التنبيه فتقول :«هذي» ، كقول الشاعر :

هذي يدي عن بني مصر تصافحكم

فصافحوها تصافح بعضها العرب

ومثل : اصغ إلى هذي الصّرخة البعيدة واهرع لنجدة أصحابها.

ذيت وذيت

قيل : إنها مثلثة الآخر والأشهر أن تكونا

__________________

(١) من الآية ٧ من سورة الزلزلة.


مفتوحتين ، وقد تكونان مكسورتين ، وهي من ألفاظ الكناية وهي بمعنى : «كيت وكيت» والأغلب أن تكون مكرّرة ومعطوفة بالواو وقيل : إنها تختص بالأقوال.

ذيّا

هي تصغير «ذا» اسم الاشارة راجع «ذا» الإشاريّة.

ذيّان

هي تصغير «ذان» للتثنية راجع «ذان».

ذين

هي «ذان» التي ترفع بالألف وتنصب وتجر بالياء فتصير «ذين» راجع : ذان.


باب الراء

ترتيبها بالنسبة للترتيب الألفبائي من حروف الهجاء العاشر ، وهي في الترتيب الأبجديّ العشرون. وقيمتها في حساب الجمّل تساوي مئتين ؛ و «الرّاء» صوت مجهور مكرّر مائع يصدر من طرق طرف اللسان لطرف الحنك الأعلى عدّة مرات ، قال أبو علي الفارسي : إنّ «ألف» «الراء» وأخواتها منقلبة عن «واو». و «الراء» حرف أصل لا يكون زائدا ولا بدلا ، وقال المالقي : زيدت شذوذا في «سبطر» للمبالغة وسبطر : السّبط الممتد ، ولم يأت حرف «الراء» مفردا في كلام العرب. والراء ليس من حروف المعاني.

رأى

لغة : من الرأي ، وهو المذهب تقول : رأيت رأي استاذي ، أي : وافقته ، واعتقدته.

واصطلاحا : «رأى» فعل ماض متعدّ الى مفعولين كقوله تعالى : (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً)(١) والتقدير : يظنونه بعيدا ونعلمه قريبا.

رأى البصريّة

«رأى» بمعنى «أبصر» هي فعل ماض ، تام ، متعدّ إلى مفعول به واحد ، مثل : «رأيت علم بلادي يرفرف فوق السّارية». «رأى» ، بمعنى أبصر بعينه ، «علم» : مفعول به ل «رأيت».

رأى الحلميّة

هي رأي القلبيّة.

رأى العلميّة

اصطلاحا : هي من أفعال القلوب بمعنى «علم» و «اعتقد» تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، كقوله تعالى : (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً).

رأى القلبيّة

اصطلاحا : هي من أفعال القلوب وهي بمعنى حلم أي : رأي في المنام وقد عملت عمل «رأى» التي بمعنى «علم واعتقد» أي : تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ ، وخبر ، لأنها تشبهها من حيث المعنى ، فالرؤيا إدراك بالحسّ الباطن كالعلم ، وتختص رأى العلميّة بأن مفعوليها قد يكونان ضميرين للمتكلم ، كقوله تعالى : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً) «أراني» تتألف من «أرى» العلميّة أو الحلميّة والنون للوقاية والفاعل ضمير مستتر تقديره : أنا و «الياء» ضمير متصل للمتكلم أيضا في محل نصب مفعول به أوّل ، وجملة «أعصر خمرا» في محل نصب مفعول به ثان.

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة المعارج.


الرّابط

الرابط في اللغة اسم فاعل من ربط بمعنى شدّ.

واصطلاحا : يراد به ما يربط بين اسم أو جملة واسم متقدّم ليكتمل بناء الجملة ، ومواضع الرّبط كثيرة ومتنوّعة ، نذكر منها :

أولا : الجملة ، اسمية أو فعليّة ، الواقعة خبرا لمبتدأ تحتاج الى رابط يربطها بالمبتدأ ، وهذا الرّابط يكون :

أـ ضميرا بارزا يعود على المبتدأ ويطابقه في الإفراد والتثنية والجمع ، والتذكير والتأنيث ، مثل :«الإحسان ثوابه عظيم». جملة «ثوابه عظيم» : هي خبر المبتدأ «الإحسان» ومثل : «الإحسان يسعد صاحبه» وجملة «يسعد صاحبه» واقعة خبرا للمبتدأ «الإحسان» وهي جملة فعليّة مرتبطة بالمبتدأ بالضمير البارز المتصل بكلمة «صاحبه».

ب ـ اسم إشارة يدلّ على المبتدأ ، كقوله تعالى : (وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ) «لباس» :مبتدأ مرفوع والجملة المؤلفة من المبتدأ اسم الإشارة «ذلك» وخبره «خير» هي خبر المبتدأ ، والرابط هو اسم الإشارة «ذلك».

ج ـ باعادة المبتدأ نفسه ، كقوله تعالى : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ)(١) «الحاقة» : الأولى مبتدأ أول مرفوع ، «ما» : اسم استفهام مبني على السّكون في محل رفع خبر مبتدأ مقدّم ، «الحاقة» الثانية مبتدأ مؤخّر ، والجملة في المبتدأ وخبره في محل رفع خبر للمبتدأ الأوّل ، والرّابط بين الخبر والمبتدأ هو لفظ المبتدأ الحاقة.

د ـ جملة خبريّة فيها عموم يدخل فيه المبتدأ مثل : «هند نعم الفتاة» «هند» مبتدأ مرفوع. «نعم الفتاة» جملة فعليّة من فعل وفاعل هي خبر المبتدأ والرابط هو العموم.

ثانيا : الجملة الواقعة وصفا لكلمة سابقة عليها ولا يربطها بموصوفها إلا الضمير إمّا مذكورا أو مقدّرا ، كقوله تعالى : (حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ)(٢) فجملة «نقرؤه» في محلّ نصب نعت «كتابا» ومرتبطة بالموصوف بالضمير الظّاهر في الفعل «نقرؤه» وكقوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً)(٣) والتقدير : لا تجزي فيه نفس عن نفس ؛ حيث اتصلت الجملة الواقعة صفة للكلمة «يوما» وهي جملة «لا تجزي» بموصوفها ، برابط مقدّر ، والتقدير : لا تجزي فيه نفس ...

ثالثا : جملة صلة الموصول الاسمي تحتاج الى رابط يربطها بما قبلها ، كقوله تعالى : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)(٤) فالجملة الواقعة صلة الموصول هي جملة «سخروا منهم» تتضمّن ضميرا يعود على ما قبله وهذا الضمير هو الرّابط الموجود في كلمة «منهم».

رابعا : الجملة الواقعة حالا والرّابط يكون إما «الواو» ، كقوله تعالى : (لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ)(٥) جملة «نحن عصبة» تقديرها : نوجد عصبة ، في محل نصب على الحال مرتبطة بصاحبها «بالواو» ، وإمّا أن يكون الرّابط هو «الواو»

__________________

(١) من الآيتين ١ ـ ٢ من سورة الحاقة.

(٢) من الآية ٩٣ من سورة الإسراء.

(٣) من الآية ٤٨ من سورة الكهف.

(٤) من الآية ٤١ من سورة الأنبياء.

(٥) من الآية ١٤ من سورة يوسف.


و «الضمير» معا كقوله تعالى : (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى)(١) جملة «أنتم سكارى» اسميّة مؤلفة من مبتدأ «أنتم» وخبره «سكارى» في محل نصب حال مرتبطة بصاحبها ، أي بـ «واو» الجماعة في الفعل «تقربوا» ، و «الضمير» معا اللذين هما «وأنتم». وإمّا أن يكون الرّابط هو الضّمير فقط ، كقوله تعالى : (تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ)(٢) فالجملة «وجوههم مسودة» جملة اسميّة ، مؤلفة من مبتدأ «وجوههم» وخبره «مسودّة» مرتبطة بصاحبها ، الذي هو «واو» الجماعة في الفعل «كذبوا» ، بالضمير فقط هو الضمير «هم» المتصل بكلمة «وجوههم». وقد تخلو الجملة الحالية من الرّابط وذلك :

أـ إذا كانت واقعة بعد عاطف ، كقوله تعالى : (فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً) أم (هُمْ قائِلُونَ)(٣) جملة «أم هم قائلون» جملة حالية غير مرتبطة بالواو بصاحبها لأنها وقعت بعد عاطف ، انظر : أحكام الحال من حيث ارتباطها بصاحها.

خامسا : الجملة المفسّرة لعامل الاسم المشغول عنه ، كقول الشاعر :

والذئب أخشاه إن مررت به

وحدي وأخشى الرّياح والمطرا

جملة «أخشاه» لا محل لها من الإعراب لأنها مفسرة لعامل الاسم «الذئب» الواقع مفعولا به لفعل محذوف تقديره «وأخشى الذئب أخشاه» ، وهذه الجملة المفسّرة مرتبطة بصاحبها «الذئب» بالضمير المتصل المختص بالغائب.

سادسا : بدل البعض من الكل ، يجب أن يرتبط بالمبدل منه بالضمير الظاهر ، مثل قوله تعالى : (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً)(٤) فكلمة «نصفه» بدل بعض من كل من كلمة «الليل» مقترنة بضمير هو «الهاء» ، أو يرتبط بالضمير المقدّر كقوله تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)(٥) والتقدير من استطاع منهم ... وقد تعوّض ، عن الضمير ، كلمة «أل» فنقول : «قبّل أخاك الوجه» والتقدير :وجهه. فكلمة «الوجه» بدل من «أخاك» بدل من بعض من كل والرّابط هو «أل» المعوّض به عن الضمير.

سابعا : بدل الاشتمال ، ويكون الرابط فيه ، مثل بدل البعض من كل ، ضميرا ظاهرا مثل :«أعجبني زيد خلقه» «خلقه» : بدل اشتمال من كلمة «زيد» والرّابط هو الضمير الظّاهر المتّصل ، أو يكون ضميرا مقدّرا ، كقوله تعالى : (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ)(٦) والتقدير : النار فيه. فكلمة «النار» بدل اشتمال من كلمة «الأخدود».

ثامنا : معمول الصفة المشبهة يكون الرابط فيه إما ضميرا ظاهرا ، مثل : «سمير جميل وجهه» «وجهه» فاعل للصفة المشبّهة «جميل» مرتبطة بضمير ظاهر. أو ضميرا مقدّرا ، مثل : «سمير حسن الوجه» والتقدير : الوجه منه.

تاسعا : جواب الشرط الذي تكون أداته مبتدأ ، ويكون الرّابط إما ضميرا ظاهرا ، كقوله تعالى : (فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ

__________________

(١) من الآية ٤٣ من سورة النّساء.

(٢) من الآية ٦٠ من سورة الزّمر.

(٣) من الآية ٤ من سورة الأعراف.

(٤) من الآيتين ٢ و ٣ من سورة المزّمّل.

(٥) من الآية ٩٧ من سورة آل عمران.

(٦) من الآية ٥ من سورة البروج.


أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ)(١) فجملة «فإني أعذبه» جواب الشرط مرتبطة بضمير يعود الى ما سبق واسم الشرط «من» في محل رفع مبتدأ ، خبره هو فعل الشرط وجوابه. أو يكون ضميرا مقدّرا ، كقوله تعالى : (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ)(٢) أي فلا رفث ولا فسوق فيه.

عاشرا : العاملان في باب التنازع يجب أن يكون الرّابط بينهما إما العاطف ، مثل «درس واجتهد التلميذان» ، أو عمل أحدهما في ثانيهما ، كقوله تعالى : (وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ شَطَطاً ، وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ) لم (يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً)(٣) أو أن ثانيهما جواب للأول إما جوابية الشرط كقوله تعالى : (آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً)(٤) أو جوابية السؤال كقوله تعالى : (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ)(٥).

حادي عشر : ألفاظ التّوكيد المعنويّ يجب أن ترتبط بالمؤكّد بالضمير الظّاهر فقط ، بشرط أن يكون مطابقا لهذا المؤكّد ، مثل : «قابلت الوزير نفسه» ، «سلّمت على المعلمين أنفسهم» و «جاءت المعلمة نفسها» «جاء التلاميذ كلّهم».

رابط الحال

اصطلاحا : الرّابط.

الرّابطة

لغة : الرابطة هي العلاقة والوصلة بين الشيئين.

واصطلاحا : هي الحرف.

الرّاجع

لغة : الرّاجع ، اسم فاعل من رجع ، أي : عاد ، تقول : رجع من سفره أي : عاد من سفره.

واصطلاحا : الرّاجع هو العائد.

راح

فعل ماض ناقص تعمل عمل «كان». انظر :«كان» وأخواتها.

ربّ

لغاتها : لكلمة «ربّ» لغات كثيرة أوصلها بعضهم إلى سبعة عشر لفظا ، وأوصلها آخرون إلى العشرين ، وهي : ربّ ، ربّ ، رب ، رب ، ربّت ، ربت ، ربت ، ربّت ، ربت ، ربت ، ربّت ، رب ، رب ، رب ، ربّ ، ربّتما ، ربت ، وأضاف آخرون :ربّة ، ربما ربما ، فاكتمل العدد إلى العشرين ، فقرأ بعضهم قوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا :) ربما ، وربما ، وقال الشاعر :

رب أمر تتّقيه

جرّ أمرا ترتضيه

خفي المحبوب منه

وبدا المكروه فيه

حكمها :

١ ـ «ربّ» حرف جر شبيه بالزائد ، ولا يدخل إلا على النّكرة ، ولا تعلق له ، مثل :

وربّ أسيلة الخدّين بكر

مهفهفة لها فرع وجيد

حيث جرّ الاسم النكرة «أسيلة» بـ «ربّ» لفظا وهو مرفوع محلّا على أنه مبتدأ. وقد تدخل «ربّ» على ضمير الغائب بلفظ المفرد المذكّر ، كقول الشاعر :

__________________

(١) من الآية ١١٨ من سورة المائدة.

(٢) من الآية ١٩٧ من سورة البقرة.

(٣) من الآيتين ٥ و ٧ من سورة الجن.

(٤) من الآية ٩٦ من سورة الكهف.

(٥) من الآية ١٧٦ من سورة النّساء.


ربّه فتية دعوت إلى ما

يورث المجد دائبا فأجابوا

حيث دخلت «ربّ» على الضمير «الهاء» وهو ضمير الغائب ، وله محلّان من الإعراب : الجر ، والرّفع ، فهو مجرور بـ «ربّ» لفظا ومرفوع محلّا على أنه مبتدأ.

٢ ـ تفيد «ربّ» التقليل أو التكثير ، لقرينة تبيّن المراد ، مثل : «ربّ تجارة نافعة تجلب المال» ومثل : «ربّ جاهل والعلم قد رفعه». وكقول الشاعر :

يا ربّ مولود وليس له أب

وذي ولد لم يلده أبوان

«وربّ» في المثلين تفيد التّكثير وفي البيت تفيد التقليل ، ومثل : «ربّ منيّة في أمنية تحقّقت» و «رب» تفيد القلّة ، والقرينة الدّالة على الكثرة أو القلّة متروكة لأمر المتكلم أو السّامع.

٣ ـ «ربّ» له حق الصّدارة في جملته ويجوز أن يتقدّم عليه «ألا» الاستفتاحيّة ومثله الحرف «لكن» المخفّف من «لكنّ» والذي يفيد الاستفتاح والاستدراك معا ، مثل : «ألا ربّ منظر جميل يخفي وراءه قبحا ذميما» ، وكقول الشاعر :

نعمة الله لا تعاب ولكن

ربّما استقبحت على أقوام

وقد تتقدم على «ربّ» «يا» النداء ، مثل «يا ربّ مخترع رفعه علمه» ، وكقول الشاعر :

فيا ربّ وجه كصافي النمير

تشابه حامله والنّمر

فقد تقدم حرف النداء «يا» على «ربّ» وإذا تقدّم عليه غير ذلك فيكون من الشاذ ، كقول الشاعر :

وقبلك ربّ خصم قد تمالوا

عليّ فما هلعت ولا ذعرت

وفيه تقدمت الكلمة «قبلك» على «ربّ» والتقدير : رب خصوم قد تمالؤا عليّ قبلك.

٤ ـ إن النكرة المجرورة بـ «ربّ» تحتاج لنعت إما مفردا ، أو جملة ، أو شبه جملة وأكثر ما تكون الجملة فعلها ماض لفظا ومعنى ، مثل : «رب طالب ذكيّ صادفته» ومثل : «رب ولد اجتهد عرفته» ، أو معنى فقط كالمضارع المنفي بـ «لم» مثل : «رب طالب لم يتوان عن واجباته عرفته» ، ففي المثل الأول النعت مفرد هو «ذكي» وفي الثاني فعل ماض هو «اجتهد» وفي الثالث فعل ماض معنى أي : مضارع مقرون بـ «لم» وهو الفعل «لم يتوان» وأما في مثل : «ربّ صديق عندك أحببته» و «ربّ صديق في العسرة وجدته» ومثل : «رب ملوم لا ذنب له» فالنعت في المثل الأول هو «عندك» ، شبه جملة ، وفي الثاني هو «في العسرة» شبه جملة ، وفي الثالث النعت هو جملة اسمية هي «لا ذنب له» ، وكقول الشاعر :

ذلّ من يغبط الذّليل بعيش

ربّ عيش أخفّ منه الحمام

وفيه النعت هو الجملة الاسمية «أخفّ منه الحمام» وكقول الشاعر :

ربّ ليل كأنّه الدّهر طولا

قد تناهى فليس فيه مزيد

وفيه جملة النعت ماضوية وهي «قد تناهى».

وتحتاج «ربّ» مع الاسم المجرور إلى اتصال معنويّ ماض يكون متعلّق «ربّ» وهذا الفعل هو غير الجملة الواقعة صفة ، ويكون غالبا محذوفا مع فاعله وتدل عليهما قرينة لفظية ، مثل : «ما أحلى النجاح وما أبغض الفشل ، فربّ نجاح


حسن وربّ فشل ضارّ» أي : ربّ نجاح استحسنته وربّ فشل كرهته. أو قرينة معنويّة ، مثل قولك وأنت تمر على الطلاب المجتهدين : «ربّ اجتهاد نافع» والتقدير : ربّ اجتهاد نافع أحببته ، وكقول الشاعر :

ربّ حلم أضاعه عد

م المال وجهل غطى عليه النّعيم

والتقدير : ربّ حلم أحببته أضاعه عدم المال ، ويعتقد بعضهم أنها لا تتعلق بشيء.

٩ ـ قد تدخل «ما» الزائدة على «ربّ» فتكفها عن عمل الجر ، وتمنعها من الدخول على الأسماء فتدخل على الجملة الفعليّة ، مثل : ربما قدم المحاضر. أو الاسمية ، كقول الشاعر :

ربّما الجامل المؤبّل فيهم

وعناجيج بينهن المهار

ومثل : «ربما المحاضر قادم» ، ولا يتغيّر معناها ، ومن العرب من يبقيها على حالها من العمل ومن الدخول على الأسماء المفردة التي تكون مجرورة بها ، رغم اقترانها بـ «ما» الزائدة الكافّة. ومن دخولها على الجملة الفعليّة وبطلان عملها قول الشاعر :

ربّما أوفيت في علم

ترفعن ثوبي شمالات

فقد دخلت «ربما» على الجملة الفعلية الماضوية.

ومن دخولها على الجملة المضارعيّة ، قوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ) فقد دخلت «ربّما» على الجملة المضارعية لأنه بطل عملها. وقد تدخل عليها «ما» دون أن يبطل عملها ، وعدم بطلان عملها ظاهر في قول الشاعر :

ربّما ضربة بسيف ثقيل

بين بصرى وطعنة نجلاء

٧ ـ قد تحذف «ربّ» لفظا بعد «الواو» أو «الفاء» أو «بل» ويبقى عملها ، مثل :

وجانب من الثّرى يدعى الوطن

ملء العيون والقلوب والفطن

فقد حذفت «ربّ» بعد «الواو» التي تسمّى «واو» ربّ «جانب» اسم مجرور لفظا مرفوع محلّا على أنه مبتدأ. وكقول الشاعر :

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع

فألهيتها عن ذي تمائم محول

إذ حذفت «ربّ» بعد «الفاء» ، «مثلك» : مثل : اسم مجرور لفظا منصوب محلّا على أنه مفعول به لفعل «طرقت» «حبلى» : تمييز.

وكقول الشاعر :

بل بلد ملء الفجاج قتمه

لا يشترى كتّانه وجهرمه

فقد حذفت «ربّ» بعد «بل». «بلد» : اسم مجرور بـ «ربّ» لفظا مرفوع محلّا على أنه مبتدأ.

وقد تحذف بدون أن يأتي بعدها شيء يدل عليها ، كقول الشاعر :

رسم دار وقفت في طلله

كدت أقضي الحياة من جلله

٨ ـ تخالف «رب» حروف الجر في أربعة أشياء :

أـ أنّها لا تقع إلا في صدر الكلام ، لأن معناها التّقليل ، وتقليل الشيء يقارب نفيه ، فأشبهت حرف النفي الذي له صدر الكلام.


ب ـ أنّها لا تعمل إلا في النكرة لأنها تفيد التّقليل ، والنكرة تفيد التّكثير ، فتدخل عليها لتفيد التّقليل.

ج ـ لا تعمل إلّا في نكرة موصوفة لأنّ ذلك يكون عوضا عن الفعل المحذوف الذي تتعلق به ، وقد يظهر ذلك الفعل في الضرورة الشعريّة.

د ـ لا يجوز أن يظهر الفعل الذي تتعلّق به للإيجاز والاختصار ، فإذا قلنا : «ربّ رجل يعلم» كان التقدير : رب رجل يعلم أدركت أو لقيت ، فحذف الفعل لدلالة الحال عليه ، وهذا كثير في كلامهم.

ملاحظة : تسمّى «الواو» و «الفاء» و «بل» العوض عن «ربّ» لأنها تدلّ عليها ، وكل منها مبني على الفتح و «بل» مبنيّة على السكون ، والاسم المجرور بعدها له محلّان من الإعراب : الجرّ ، والرّفع ، على الابتداء كقول الشاعر :

ومستعبد إخوانه بثرائه

ليست له كبرا أبرّ على الكبر

«الواو» هي بدل من «ربّ» مبنيّة على الفتح ، لا محل لها من الإعراب «مستعبد» اسم مجرور بـ «ربّ» لفظا مرفوع محلّا على أنه مبتدأ.

«إخوانه» مفعول به لاسم الفاعل «مستعبد» و «الهاء» في محل جر بالإضافة وخبر المبتدأ هو الجملة المؤلّفة من «ليس» واسمها وخبرها.

ربّ الحال

اصطلاحا : هو صاحب الحال.

الرّباعي

لغة : كل ما له أربعة من اسم ، مثل : «دفتر» ، أو فعل ، مثل : «دحرج».

واصطلاحا : هو الرّباعي المجرّد ، مثل :«جعفر».

الرّباعيّ بالتّكرار

اصطلاحا : هو المضاف الرّباعي ، مثل :«سلسل» ، «زلزل» ، «رقرق».

الرّباعيّ المجرّد

اصطلاحا : هو كل ما له أربعة حروف أصول ليس بينها حرف زائد ، مثل : «جعفر» ، «دفتر» ، «دحرج». «جعفر» و «دفتر» اسمان رباعيّان يتألفان من أربعة أحرف أصول ، و «دحرج» فعل رباعي مجرّد ، والرباعي المجرد قسمان : لازم ، مثل :حشرج ، دربخ ، ومتعدّ ، مثل : دحرج ، بعثر.

الرّباعيّ المزيد

اصطلاحا : هو الفعل الرّباعي المزيد ، مثل :«أكرم» و «أجلس». والرّباعي المزيد على نوعين : الأول ما زيد فيه حرف واحد ، مثل : تدحرج ، والثّاني ، ما زيد فيه حرفان ، مثل : احرنجم ، افرنقع ، اطمأنّ.

ربّة

هي «ربّ» زيدت عليها «التاء» لتأنيث اللفظ فقط ويبقى معناه غير مؤنث ولا تختلف عن «ربّ» معنى ولا إعرابا.

ربّتما

هي «ربّة» دخلت عليها «ما» الزائدة ، فكفتها عن العمل وتدخل عندئذ على الأفعال وعلى المعارف.

ربّما

هي «ربّ» دخلت عليها «ما» الزائدة فكفتها عن العمل ، وقد تخفف الباء ، كقوله تعالى : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ)(١).

__________________

(١) من الآية ٢ من سورة الحجر.


الرّتبة

لغة : رتّب الشيء أي : ثبت فلم يتحرّك ، رتب رتوب الكعب أي : انتصب انتصابه ومنه حديث ابن الزّبير رضي الله عنهما : «كان يصلّي في المسجد الحرام ، وأحجار المنجنيق تمرّ على أذنه وما يتلفت ، كأنه كعب راتب». ويقال : «عيش راتب» : ثابت دائم. والرّتبة هي المنزلة والمكانة ، وفي الاصطلاح : هي الترتيب الإعرابي ، أي :موضع الكلمة في الجملة ومحلّها من الإعراب وفقا لوظيفتها النحويّة في بناء الجملة ، فالمبتدأ رتبته التّقديم ، والخبر رتبته التّأخير ، ورتبة الفعل التّقديم على الفاعل ، ورتبة الفاعل التّقديم على المفعول به ، ورتبة المفعول به التّأخير عن الفعل والفاعل ...

رتبة المعارف

اصطلاحا : قوّة المعارف ، أي : ترتيبها من حيث درجة التّعيين والتّصريف بها. وأقوى درجات التّعيين والتّعريف هي ضمائر المتكلّم : أنا ونحن وضمائر المخاطب والمخاطبة وفروعهما : «أنت ، أنتما ، أنتم ، أنت ، أنتنّ» وبعدها اسم العلم ثم ضمائر الغائب : «هو ، هما ، هم ، هي ، هنّ» ثم اسم الإشارة ثم اسم الموصول ، ثم المضاف إلى معرفة.

الرّجاء

لغة : هو أمل تحقيق غرض ما ، وهو نقيض اليأس وهمزته منقلبة عن «واو» بدليل ظهورها في «يرجوه» و «رجوا» و «رجاوة» ، و «رجا» بالقصر ناحية كل شيء ، وخصّ بعضهم ناحية البئر من أعلاها إلى أسفلها وحافّتيها ، وكل شيء وكل ناحية ، رجا ، والمثّنى منه «رجوان» كعصا وعصوان ، ويقال : «رمي به الرّجوان» أي : استهين به فكأنّه رمي به هنالك ، أرادوا أنه طرح في المهالك ، وكقول الشاعر :

فلا يرمي بي الرّجوان أني

أقلّ القوم من يغني مكاني

ومثل :

لقد هزئت منّي بنجران إذ رأت

مقامي في الكبلين ، أمّ أبان

كأن لم تر قبلي أسيرا مكبّلا

ولا رجلا يرمى به الرّجوان

أي : لا يستطيع أن يستمسك. والجمع «أرجاء» ومنه قوله تعالى : (وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها) أي : على نواحيها. و «الأرجاء» تهمز ولا تهمز. وفي حديث حذيفة لمّا أتي بكفنه قال :«إن يصب أخوكم خيرا فعسى وإلا فليترام بي رجواها الى يوم القيامة» أي : جانبا الحفرة.

وللرجاء حرف واحد هو «لعلّ» وهو حرف مشبّه بالفعل يعمل عمل «إنّ» فيدخل على المبتدأ والخبر فينصب الأول اسما له ويرفع الثاني خبرا له ، مثل : «لعلّ الأب يرأف بابنه المذنب».

رجع

فعل ماض ناقص بمعنى «تحوّل» تعمل عمل «كان» ، مثل : «رجع الثّلج ماء» «الثلج» : اسم «رجع» ماء : خبرها. انظر : «كان» وأخواتها.

واسم الفاعل منه : راجع. والراجع لغة : تقول لراجع من سفره أي : عاد منه.

واصطلاحا : الراجع هو العائد ، أي : الرابط.

رجوع الضمير

اصطلاحا : عود الضّمير.

الرّخاوة

الرّخاوة لغة : الاسترخاء والليونة.


واصطلاحا : الرّخاوة هي انطلاق الصّوت عند النّطق بالحرف لتمام ضعفه ، وحروف الرّخاوة هي :«ث ، ع ، خ ، ذ ، ز ، س ، ش ، ص ، ض ، ظ ، ع ، فـ ، ه ، و، ي ، أ» وبعضهم يجعلها ثلاثة عشر حرفا ، انظر : الرّخوة.

الرّخوة

لغة : الرخوة صفة مؤنّثة ل «الرخو» بمعنى الشيء الذي فيه ليونة ، والحروف الرّخوة ثلاثة عشر حرفا هي : «التاء ، الخاء ، الذال ، الظاء ، الغين ، الشين ، الزّاي ، الحاء ، الغاء ، الصّاد ، الهاء ، الضاد ، السين» يجمعها قولك : «تخذ ، طفش ، زحف ، صه ، ضس» وسميت بالرّخوة لأنه يضعف الاعتماد عليها في موضعها عند النطق بها ، فيكون الصّوت بها ضعيفا عن أصوات الأحرف الشّديدة الثّمانية التي تكون شديدة في موضع خروجها فلا يخرج معها صوت. وهي : الهمزة ، الباء ، التاء ، الجيم ، الدال ، الطاء ، القاف ، الكاف ؛ يجمعها قولك : «أبت جد فقط».

ردّ

فعل ماض من أفعال التحويل تعمل عمل «ظنّ» فتدخل على المبتدأ والخبر فتنصبهما مفعولين ، وهذه الأفعال هي : صيّر ، ردّ ، ترك ، تخذ ، اتّخذ ، جعل ، وهب ، وكلها بمعنى «صيّر» مثل قوله تعالى : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ)(١) ، وكقول الشاعر :

فردّ شعورهنّ السّود بيضا

وردّ وجوههنّ البيض سودا

وتشترك مع «ظنّ» بأحكام. انظر : ظنّ وأخواتها.

وقد تأتي «ردّ» بمعنى : «رجع» فتتعدّى إلى مفعول به واحد ، مثل : «ردّه الله» أي : رجعه.

الرّدع

هو لغة : الكفّ عن الشيء ، ردعه يردعه ردعا فارتدع : كفّه فكفّ ، كقول الشاعر :

أهل الأمانة إن مالوا ومسّهم

طيف العدوّ إذا ما ذوكروا ارتدعوا

وقيل : ركب ردعه أي : خرّ صريعا لوجهه على دمه وعلى رأسه ؛ ومنهم من جعل الرّدع بمعنى العنق فيصير معنى ركب ردعه : ركب ذات ردعه أي : عنقه فحذف المضاف ، أو سمي العنق ردعا على الاتّساع ، كقول الشاعر :

ألست أردّ القرن يركب ردعه

وفيه سنان ذو غرارين نائس؟

وحرف الرّدع هو «كلّا» ويسمّى أيضا حرف جواب.

رعلّ

هي لغة : في «لعلّ» ومثلها رغنّ. راجع في «إنّ» وأخواتها حكم «لعلّ» في اللفظ والعمل والمعنى.

رغنّ

لغة : في لعلّ ، راجع : لعلّ.

الرّفع

لغة : هو نقيض الخفض.

واصطلاحا : هو الواقع الإعرابي الخاص بالمسند والمسند إليه ، كالمبتدأ والخبر والفاعل ونائب الفاعل ، وعلامته الضّمّة ، أو ما ينوب عنها ، وقد يراد به : الضّمّة التي تظهر على آخر

__________________

(١) من الآية ١٠٩ من سورة البقرة.


الكلمات المعربة مثل : «جاء ولد الجيران» و «الولد يحبّ اللّعب» والرّفع في رأي البصريين هو أحد ألقاب الإعراب ، وفي رأي الكوفيين هو عام للإعراب والبناء. قال الزّجّاجي : إنّهم نسبوا الرّفع إلى حركة الرّفع ، لأنّ المتكلّم بالكلمة المضمومة يرفع حنكه الأسفل إلى الأعلى ، ويجمع بين شفتيه ؛ وأراد بعض النحويين بالرّفع رفع الاسم مع تنوينه ، مثل : «جاء ولد» وهذا ما يسمّى عندهم : الرفع بالنّون ، وقد يراد به : الضّمة التي تظهر على آخر الكلمات المبنيّة ، مثل : «لله الأمر من قبل ومن بعد» «قبل» و «بعد» كل منهما ظرف مبنيّ على الضم في محل جرّ بـ «من».

الرفع بالتّبعيّة

يراد به تتابع كلمتين تكون الثانية منهما مرفوعة تبعا للأولى في حالة الرّفع لأنها نعت للأولى ، أو توكيد لها ، أو عطف عليها ، أو بدل منها ، كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ)(١) «عظيم» : الكلمة الثانية مرفوعة لأنها نعت للكلمة الأولى «نبأ» الواقعة خبرا للمبتدأ ، ومثل : «الله ربّ العالمين قادر على إنصاف المظلومين» ؛ «ربّ» : الكلمة الثانية مرفوعة لأنها تدل على الكلمة الأولى اسم الجلالة الواقعة مبتدأ مرفوعا ، وكقوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ)(٢) «شهيق» مرفوعة لأنها معطوفة على «زفير» الواقعة مبتدأ مرفوع وكقول الشاعر :

فداك حيّ خولان

جميعهم وهمدان

فكلمة «جميعهم» توكيد مرفوع لخبر المبتدأ المرفوع «حيّ».

الرّفع بالصّفة

اصطلاحا : رفع المبتدأ بالخبر شبه الجملة ، لأنهم يطلقون على الجار والمجرور والظرف اسم «الصّفة». ولهذا يسمّى الرفع بالصّفة ، كما تسمى الضّمّة ، علامة الرفع ، «الرّفعة» مثل : «الولد في الملعب» «الولد» : مبتدأ مرفوع «في الملعب» شبه جملة جار ومجرور خبر المبتدأ.

الرّفع بالنّون

اصطلاحا : هو رفع الاسم مع تنوينه ، مثل :«أعجبني كتاب». «كتاب» : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمتان الظّاهرتان على آخره.

الرّفع على التّكرير

اصطلاحا : يراد به تقدير مبتدأ للخبر الثّاني عند تعدّد الخبر ، مثل : «الولد عاقل مجتهد» فكلمة «مجتهد» مرفوعة على التكرير أي : على تقدير تكرير المبتدأ ، كأننا نقول : «الولد عاقل الولد مجتهد» و «مجتهد» في الأصل : خبر ثان للمبتدأ «الولد».

الرّفع على المدح

اصطلاحا : يراد به رفع الاسم على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، إذا كان سياق الكلام يقتضي المدح ، كقول الشاعر :

وتضحي فتيت المسك فوق فراشها

نؤوم الضّحى لم تنتطق عن تفضّل

فكلمة «نؤوم» هي خبر لمبتدأ محذوف تقديره : «هي» والمفهوم من سياق الكلام مدح العشيقة التي هي مخدومة منعّمة تخدم ولا تخدم ، ولها من يكفيها أمورها ولها من يخدمها. وكلمة

__________________

(١) من الآية ٦٧ من سورة ص.

(٢) من الآية ١٠٧ من سورة هود.


«نؤوم» وزن «فعول» مما يستوي فيه لفظ صفة المذكّر والمؤنث لأنه بمعنى «فاعل» ، ومثل : «توبة نصوح».

رفع المضارع

اصطلاحا : هو رفع المضارع المجرّد من النواصب والجوازم وكل ما يوجب بناءه ، وتكون علامة رفعه الأصليّة هي الضّمّة الظّاهرة على آخره إذا كان صحيح الآخر ، مثل : «يشرب الطفل» أو المقدّرة إذا كان معتلّ الآخر ، مثل : «يدعو الطفل أمّه ويرمي لعبته» أو ثبوت النون إذا كان من الأفعال الخمسة ، مثل : «الأولاد يلعبون في السّاحة» و «أنتم تشربون» ، و «أنتما تكتبان» و «أنت تشربين» و «هما يلعبان».

الرّفعة

لغة : هي مصدر المرّة من الفعل «رفع» تقول : رفع الشيء : أعلاه.

واصطلاحا : هي : الضّمة ، وهي إحدى علامات الإعراب الأصليّة ، مثل : «التفّاح يلذّ طعمه» ، «التفاح» : مبتدأ مرفوع بالضمة ، «يلذ» مضارع مرفوع بالضمة «طعمه» : فاعل «يلذّ» مرفوع بالضّمّة.

الرّكن الأسمى

اصطلاحا : هو الفاعل.

الرّوم

لغة : رام الشيء يرومه روما ومراما : طلبه ، قال ابن سيده : والمرام : المطلب وقال ابن الأعرابي : روّمت فلانا ، وروّمت بفلان ، إذا جعلته يطلب الشيء.

واصطلاحا : هو روّم الحركة في الوقف على المرفوع والمجرور ، قال سيبويه : أمّا الذين راموا الحركة ، فإنه دعاهم إلى ذلك الحرص على أن يخرجوها من حال ما لزمه إسكان على كل حال ، وأن يعلموا أنّ حالها عندهم ليس كحال ما سكن على كل حال ، وذلك أراد الذين اشمّوا ، إلّا أنّ هؤلاء أشدّ توكيدا. قال الجوهري : روم الحركة الذي ذكره سيبويه حركة مختلسة مختفاة لضرب من التخفيف ، وهي أكثر من الإشمام لأنها تسمع ، وهي بزنة الحركة وإن كانت مختلسة مثل همزة «بين بين» كقول الشاعر :

أأن زمّ أجمال وفارق جيرة

وصاح غراب البين : أنت حزين

فالقول : «أأن زمّ» تقطيعه العروضيّ : فعولن ، ولا يجوز تسكين العين وكقوله تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ)(١) في قراءة من أخفى الحركة في كلمة «شهر» ، إنّما هو بحركة مختلسة ، ولا يجوز أن تكون «الراء» الأولى ساكنة ، لأن «الهاء» قبلها ساكن ، فيؤدي إلى الجمع بين ساكنين في الوصل من غير أن يكون قبلها حرف لين.

رويد

لغة : الرّواد : المهلة في الشيء ، وقالوا :رويدا ، أي : مهلا ، قال ابن سيده : هذه حكاية أهل اللغة ، وقال سيبويه فهو عنده اسم فعل.

وقالوا «رويدا» ، أي : أمهله ولذلك لم يثنّ ، ولم يجمع ، ولم يؤنّث. و «رود» ، تصغيره : «رويد».

والإرواد : الإمهال ، ولذلك قالوا : «رويدا» بدلا من قولهم «إروادا» التي بمعنى «أرود» فكأنّه تصغير الترخيم بطرح جميع الزّوائد ، وهذا حكم

__________________

(١) من الآية ١٨٥ من سورة البقرة.


هذا الضّرب من التحقير ، وسيبويه يجعل «رويد» بدلا من «أرود» غير أن «رويدا» أقرب إلى «إرواد» منها إلى «أرود» لأنها اسم مثل : «إرواد». وقال غيره إن «رويدا» تصغير «رود». وهذا خطأ لأن «رود» لم يوضع موضع الفعل كما وضعت «إرواد» بدليل «أرود» وقالوا : «رويدك زيدا» فالكاف هي حرف للخطاب لا محل لها من الإعراب ، ودليل ذلك قولهم : «أرأيتك زيدا أبو من؟» قال سيبويه :وسمعنا من العرب من يقول : «والله لو أردت الدّراهم لأعطيتك رويد ما الشعر» يريد «أرود الشعر» كقول القائل : «لو أردت الدّراهم لأعطينّك فدع الشعر» وقال الأزهري : فقد تبيّن أن «رويد» في موضع الفعل ومتصرّفه يقول : رويد زيدا ، وإنّما يقول : «أرود زيدا».

وقد تكون «رويد» صفة مثل : «ساروا سيرا رويدا» ثمّ يحذف المصدر «سيرا» فنقول : «ساروا رويدا» فتكون «رويدا» حالا ، ومعنى ذلك أنه إذا ذكر الموصوف فتكون «رويدا» صفة ، وإن لم يذكر كانت حالا ، إذ وقعت بعد المعرفة ، وقد تكون «رويدا» اسم فعل بمعنى أمهل ، فتقول :«رويدا زيدا» أي : أمهله وتكون مصدرا فتقول :«أرود أخاك رويدا» ومثل : «رويد عمرو» وإذا أريد بـ «رويد» الوعيد نصبت بلا تنوين ، كقول الشاعر :

رويد تصاهل بالعراق جيادنا

كأنّك بالضّحّاك قد قام نادبه

وقد تكون «رويدا» للوعيد ، كقول الشاعر :

رويد بني شيبان بعض وعيدكم

تلاقوا غدا خيلي على سفوان

فكلمة «رويد» مضاف و «بني شيبان» مضاف إليه. ومنهم من يجعل «بني شيبان» في موضع نصب مفعول به كأنه أمر غيرهم بإمهالهم ، فيكون «بعض وعيدكم» على تحويل الغيبة إلى الخطاب وقال غيرهم : «بني شيبان» منادى والتقدير : أمهلوا بعض وعيدكم ، ومعنى الأمر ههنا التأخير والتقليل منه ، وقيل : ومن رواه :«رويد بني شيبان بعض وعيدهم» كان على البدل. وقال الأزهري : «إذا أردت «برويد» المهلة والإرواد في الشيء فانصب ونوّن».

تقول : «امش رويدا».

الرّيث

لغة : هو الإبطاء. راث يريث ريثا أبطأ كقول الشاعر :

والرّيث أدنى لنجاح الذي

تروم فيه النّجح من خلسه

وفي المثل يقال : «ربّ عجلة وهبت ريثا» وتقول : ما أرأثك علينا؟ أي : ما أبطأ بك عنا.

وتستعمل «ريث» دون أن يأتي بعدها «ما» ولا «أن» كقول الشاعر :

لا يصعب الأمر إلا ريث يركبه

وكلّ امرىء سوى الفحشاء يأتمر

ومثل :

لا ترعوي الدّهر إلّا ريث أنكرها

أنثوا بذاك عليها ، لا أحاشيها

وفي الحديث : «فلم يلبث إلا ريثما قلت» حيث أتت «ما» بعد «ريث» ، وهي لغة فاشية في الحجاز إذ يلحقون «ريث» بـ «أن» أو بـ «ما» كقولك : «يريد يفعل» ، أي : أن يفعل. ووردت «ريث» في كلام الشّافعي وقد لحقتها «أن» ويقال : «ما قعد فلان إلّا ريث أن حدّثنا بحديث ثم مرّ» أي : ما قعد إلّا قدر ذلك ، وقيل يجوز أن


يكون الفعل «أراث» لغة في «راث» ويجوز أنه أراد «المريث المرء».

وإذا استعمل الريث مصدر «راث» في معنى الزّمان جاز أن يضاف إلى الفعل فتكون ظرفا مضافا ، وعندئذ تأخذ حكم الظروف التي بمعنى «إذ» أو «إذا» التي تكون معربة في أصلها فتبنى حملا عليهما ، أي : إذا تلاها فعل مبني فتبنى على الأغلب ، وإن تلاها فعل معرب فالإعراب أرجح ، ففي قول الشاعر السابق : لا ترعوي الدّهر ...

فقد أضيف الظرف «ريث» الى جملة معربة لأنها مضارعيّة. لذلك فالظرف منصوب على الأرجح ، ومثل ذلك القول : ما قعدت عنده إلّا ريث أعقد شسعي» أضيف الظرف «ريث» الى المضارع المرفوع «أعقد» فهو معرب منصوب وأما مثل :«انتظرنا ريث أكلنا» فقد أضيفت «ريث» الى جملة ماضويّة مبنيّة فالأغلب بناؤها على الفتح.

ريثما

هي كلمة «ريث» دخلت عليها «ما» الزائدة.

ريحانة

تقول : «سبحان الله وريحانة». قال أهل اللغة : معناه : سبحان الله واسترزاقه وهو عند سيبويه من الأسماء الموضوعة موضع المصادر.

وقال الجوهري : سبحان الله وريحانة ، نصبوها على المصدر ، يريدون : تنزيها له واسترزاقا.


باب الزاي

هو الحرف الذي يساوي سبعة في حساب الجمّل وهو يعدّ السّابع في التّرتيب الأبجديّ ، والحادي عشر في التّرتيب الألفبائيّ. يخرج من بين طرف اللسان وفويق الثّنايا العليا ، الزّاي حرف مجهور رخو من حروف الصّفير ، تقول : «زيّيّت زاء» عملتها ، وألفها أصلها ياء وقال بعضهم إن أصلها «واو» أي : منقلبة عن «واو» ، «والزّاي» تكون أصلا لا زائدا ولا بدلا ولم يأت هذا الحرف مفردا في كلام العرب. والزاي ليس من حروف المعاني.

الزّجر

الزّجر لغة : هو المنع والنهي والانتهار ، زجره ، يزجره ، زجرا ، وازدجره فانزجر وازدجر. كقوله تعالى : (فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ)(١). وفيها «ازدجر» مبني للمجهول وهو يوضع موضع الانزجار فيكون لازما. «وازدجر» وزن «افتعل» قلبت «التاء» «دالا».

وقالوا : «هو منّي مزجر الكلب» أي : بتلك المنزلة ، و «مزجر» من الظروف المختصة التي أجريت مجرى غير المختصة ، كقول الشاعر :

من كان يزعم أنّي شاعر

فليدن منّي تنهه المزاجر

واصطلاحا : حرف الزّجر أي : حرف الرّدع وهو : كلّا ويسمّى أيضا : حرف جواب فإذا سئلت عن أمر مثل : «هل تناولت فطورك؟» فتجيب :«كلّا» ، أو كلّا لم أتناول ... و «كلّا» هي بمعنى «حقا» حسب رأي الكسائي ، وبمعنى «نعم» حسب رأي آخرين وهي تساوي «إي» معنى واستعمالا ، وقد تكون بمعنى «ألا» الاستفتاحيّة كقوله تعالى : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى)(٢) وكقوله تعالى : (كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)(٣).

زعم

هي فعل ماض متعدّ إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، هو من أفعال القلوب ومعناه «أعتقد» ، ومن أخوات «ظنّ» ويفيد في الأمر رجحانا مثل :

زعمتني شيخا ولست بشيخ

إنّما الشيخ من يدبّ دبيبا

حيث وردت «زعمتني» بمعنى «اعتقدت أني شيخ» ، لكن لم يأت بعدها «أن» ولا «أنّ» مباشرة بل على تقدير ذلك. وأكثر وقوعها على «أن»

__________________

(١) من الآيتين ٩ و ١٠ من سورة القمر.

(٢) من الآية ٦ من سورة العلق.

(٣) من الآية ١٩ من سورة العلق.


و «أنّ» وصلتهما كقوله تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا)(١) ، وكقول الشاعر :

وقد زعمت أني تغيّرت بعدها

ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغيّر

«فزعمت» هي بمعنى : ظنت ظنّا راجحا.

وتأتي زعم بمعنى : «كفل» كقوله تعالى : (وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ)(٢) أي : كفيل به ، وهي بهذا المعنى لا تتعدّى إلى مفعولين ، وبالتالي ليست من أفعال القلوب ، وتتعدّى بواسطة حرف الجرّ إلى مفعول واحد فقط ، ومثلها «زعم» بمعنى «ترأّس» فتتعدّى أيضا إلى مفعول واحد بواسطة حرف الجر «على» ، مثل : «زعم محمّد على قومه» أي : ترأسهم.

زمان

لغة : الزّمن والزّمان : اسم لقليل من الوقت وكثيره هو «العصر» ، والجمع : أزمان ، وأزمن ، وأزمنة ، والزّمان يقع على الفصل من فصول السّنة ومنه الحديث : «إذا تقارب الزّمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب».

واصطلاحا : هو من الظروف الزّمانيّة المبهمة ، وهو معرب منصوب ويكون على الأغلب مضافا إلى ما بعده ، مثل : «مضى زمان الجهل وأقبل زمان العلم» «زمان» الأولى فاعل مضى مرفوع وهو مضاف «الجهل» مضاف إليه ، و «زمان» الثانية فاعل «أقبل» مرفوع وهو مضاف «العلم» مضاف إليه.

و «زمان» هو من الظروف المتصرّفة التي لا تلازم الظرفيّة أي : تكون أحيانا فاعلا كالمثل السابق ، أو مبتدأ ، مثل : «زمان العلم أقبل وزمان الاختراعات ابتدأ» ... وهو يكون غالبا مضافا راجع : الإضافة.

زمان الفعل

اصطلاحا : هو زمن الفعل.

الزّمن الصّرفيّ

اصطلاحا : هو ما يدل على صيغة الفعل ، هو الذي يختصّ به الفعل ، كدلالة الفعل الماضي على الزّمن الماضي ، مثل : «نام الطّفل» أو الدلالة على الزمن الحاضر ، أو المستقبل للفعل المضارع ، مثل : «ينام الطفل في سرير».

زمن الفعل

اصطلاحا : هو الوقت الذي حصل فيه الحدث ، ويسمى أيضا زمان الفعل وهو نوعان : الزمن النحويّ والزّمن الصرفيّ.

الزّمن النّحويّ

هو الزّمن الذي يكتسب من السّياق ، كقوله تعالى : (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)(٣) وكقوله تعالى : (وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ)(٤) ، والزّمن النحويّ : الماضي ، والحاضر ، والمستقبل.

الزوائد الأربعة

هي أحرف المضارعة التي يتحول بها الفعل من صيغة الماضي الى صيغة المضارع ، مثل :«ذهب» : تقول : «يذهب» ، «أذهب» ، «نذهب» ، «تذهب». فهذه الحروف الأربعة هي : «الألف ، النون ، الياء ، التاء». وهي التي تكون دائما في

__________________

(١) من الآية ٧ من سورة التغابن.

(٢) من الآية ٧٢ من سورة يوسف.

(٣) من الآية ٧٩ من سورة الكهف.

(٤) من الآية ٢٠ من سورة الفتح.


أول المضارع ، ويجمعها قولك : «أنيت». أو «نأتي».

الزّيادة

تعريفها :

لغة : الزيادة هي النموّ وكذلك الزّوادة وهي نقيض النقصان ، تقول : زاد الشيء يزيد زيدا وزيدا وزيادا ومزيدا ومزادا أي : ازداد. وهم زيد على مئة وزيد كقول الشاعر :

وانتم معشر زيد على مئة

فأجمعوا أمركم طرّا فكيدوني

وزيد ويزيد : اسمان مسميان بالفعل المستقبل ليس فيهما ضمير ك «يشكر» و «يعصر».

واصطلاحا : الزيادة هي وجود كلمة لا محل لها من الإعراب بحيث إذا حذفت من الكلام لم يختل المعنى وتسمّى أيضا الإلغاء ، ولا يفهم من الزّيادة أنّ الكلمة الزائدة لا معنى لها ، إنما يؤتى بها لتقوية المعنى ، أو تأكيده ، أو تثبيته ، مثل :«الله هو القادر» فكلمة «هو» زائدة هي ضمير الفصل ، ولا يتأثر المعنى بحذفها فتقول : «الله القادر».

وفي الاصطلاح أيضا : تكون الزيادة في أن يضاف الى أصول الكلمة حرف واحد مثل : أكرم ، أو حرفان ، مثل : انكسر ، أو ثلاثة أحرف ، مثل : استخرج أو أربعة أحرف مثل : اعشوشب.

وفي الاصطلاح أيضا : الزيادة هي إحدى العلل اللفظيّة التي تمنع من الصّرف إذا اقترنت باسم العلم مثل : مروان ، عثمان ، فتكون العلّة معنويّة ، أو إذا اقترنت بالوصف ، مثل : عطشان ، سكران.

والزيادة قد تكون زيادة اسم لتقوية المعنى وتأكيده وتثبيته ، مثل قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) «هو» زائدة لا يختل المعنى بحذفها وأتي بها لتقوية المعنى وتثبيته.

وقد تكون بزيادة فعل ، مثل : «ما كان أجمل منظر الرّياض» «كان» زائدة وزيادة حرف ، مثل :«إنّما الله واحد». «ما» حرف زائد لا محل له من الإعراب ، وزيادة جملة ، مثل : «كان أبي ، رحمه الله ، كريما» فجملة «رحمه الله» جملة اعتراضيّة زائدة لا محل لها من الإعراب.

أغراضها : وللزيادة أغراض كثيرة نذكر منها :

١ ـ المدّ ، مثل : نار ، المد بالألف ، ومثل :عصفور ، بالواو ، قتيل ، بالياء.

٢ ـ العوض ، مثل : «عدة» «التاء» فيها عوض عن «الواو» أصلها «وعدا».

٣ ـ بيان الحركة ، كقوله تعالى : (يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ)(١) بيان الحركة بواسطة هاء السّكت.

٤ ـ التكثير ، بواسطة الألف في «قبعثرى».

٥ ـ الإلحاق ، كقوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) «الواو» في الكوثر هي للإلحاق بوزن «جعفر» ومثل : الألف المقصورة في «أرطى» و «علقى».

٦ ـ زيادة المعنى ، مثل : كاتب ، قاتل ، «كارم» على وزن «فاعل».

٧ ـ إمكان اللفظ وتسهيل النطق ، مثل :«اكتب ، اعلم ، ادرس» بواسطة همزة الوصل.

٨ ـ التوسّع بواسطة الميم ، في مثل : شجعم.

أقسامها : تكون الزيادة إما في التصدير مثل : أكرم ، أو في الحشو ، مثل : «كوكب» ، أو الكسع ، مثل : «رعشن» ، أو في الطرف ، مثل : «تجلبب».

__________________

(١) من الآيات ٢٥ ـ ٢٨ من سورة الحاقة.


زيادة أحرف المباني

اصطلاحا : هي زيادة حرف على بنية الكلمة من أحد حروف المباني. وحروف المباني هي الحروف الهجائيّة التّسعة والعشرون ، وسمّيت بذلك لأنها تبنى عليها الكلمة ، ولها معان عدّة منها : «الاستفهام» ، مثل : «أأكلت؟» و «الاستقبال» مثل : «سأكتب» و «الاستفتاح» ، مثل : «ألا تكتب» ، «والاستعانة» مثل : «كتبت بالقلم» ...

زيادة أحرف المعاني

اصطلاحا : هي الحروف التي تزاد في الكلمة للتأكيد أحيانا كزيادة «الباء» في خبر ليس ، مثل :«ليس الله بظالم للعباد» أو الحصر كزيادة «ما» في «إنّ» فتصير «إنما» ، مثل : «إنما الله إله واحد».

وقد تكون حروف المعاني مبنيّة على حرف واحد مثل : «الباء» في خبر «ليس» في المثل السابق أو على حرفين كحرف الجر «من» مثل : «ما في القاعة من أحد» : «من» : حرف جر زائد أحد :مبتدأ مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.

زيادة الألف

اصطلاحا : تزاد الألف بعد «واو» الجماعة في مثل : «كتبوا» ، «لم يكتبوا» وذلك إذا لم يتصل الفعل بضمير رفع أو بضمير نصب. أما إذا اتصل بشيء من ذلك ، فلا تزاد الألف مثل : «درسوه» ، «لم يدرسوه» ، أو إذا اتصل «بالنّون» التي هي علامة رفع المضارع مثل : «يدرسون» ، «تدرسون» وتزاد الألف في غير ما سبق في القافية ، كقول الشاعر :

قفي يا أخت يوشع خبّرينا

أحاديث القرون الغابرينا

راجع : معاني الألف وأسماءها.

زيادة الألف والنّون

اصطلاحا : هي التي إذا اقترنت بالعلم منع من الصّرف ، مثل : «عثمان» أو بالصفة فتمنعه أيضا من الصّرف ، مثل : «سكران» ، «ولهان» ...

وهي أيضا التي تزاد في المثّنى في حالة الرّفع مثل : «جاء الولدان» فتكون الألف هي علامة الرّفع والنون هي عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

الزّيادة بالتّضعيف

اصطلاحا : هي الزيادة بالتكرير.

الزّيادة بالتّكرير

اصطلاحا : هي زيادة حرف أو أكثر من حروف الكلمة ، مثل : علّم ولا يعبّر عن هذه الزيادة بتكرير لفظ الحرف يعني : لا نقول بزيادة اللّام ، أو بتكرار اللّام ، أو تضعيفها ، إنما نعبّر عنها بتسمية الحرف من حروف الميزان الصّرفي ، فكلمة «علّم» وزن «فعّل» نقول :بتضعيف العين ، ومثل : «كرّم» نقول : بتضعيف العين. ولا نقول بتضعيف الراء.

الزّيادة بغير التّضعيف

اصطلاحا : هي الزيادة بغير التكرير.

الزّيادة بغير التّكرير

اصطلاحا : هي زيادة حرف أو أكثر من حروف الزّيادة لا من الحروف الأصول في الكلمة ، مثل :«كرم» و «أكرم» «جلس» و «أجلس» ويعبّر عن الحرف الزائد بلفظه فتقول في «أكرم» بزيادة الهمزة في أوله ، أما إذا كان الحرف مبدلا من تاء الافتعال فتقول : الإبدال من تاء الافتعال ، مثل :


«اضطرب» فنقول : بابدال تاء الافتعال «طاء» والأصل : «اضترب» وزن «افتعل».

زيادة الواو

هي «الواو» التي تزاد في كلمة «أولو» بمعنى أصحاب ، مثل : «زارني أولو الفضل» وفي كلمة «أولات» بمعنى صاحبات ، مثل : «جاءت أولات الفضل» وفي كلمة «أولي» ، مثل : رأيت أولي الفضل وهي التي تزاد في اسم الإشارة المجرّد من «هاء» التّنبيه ، مثل : «أولاء المعلمون محبوبون».

أما إذا دخلتها «هاء» التنبيه فلا تزاد فيها «الواو» ، وتكون «الواو» الموجودة غير زائدة إنما تكون قاعدة للهمزة ، فتقول : «هؤلاء المعلمون محبوبون».

زيادة الواو والنون

اصطلاحا : هي زيادة تدخل على جمع المذكّر السّالم في حالة الرّفع ، مثل : «جاء المعلمون» وتكون «الواو» هي علامة الرفع في جمع المذكّر السالم. «والنّون» هي عوض عن التّنوين في الاسم المفرد ، ومثل قوله تعالى : (لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ)(١) «مفرطون» : خبر «أن» مرفوع «بالواو» لأنه جمع مذكر سالم.

الزّيادة الشّبيهة لألفي التّأنيث

اصطلاحا : هي زيادة الألف والنون في اسم العلم مثل : عثمان وفي الصفة مثل : عطشان وتكون إحدى العلل التي تمنع من الصّرف.

الزّيادة الطّارئة

اصطلاحا : هي الزّيادة بغير التكرير مثل : «كرم وأكرم».

زيادة الياء والنون

اصطلاحا : هي الزيادة التي تدخل على جمع المذكّر السّالم في حالتي النّصب والجر. مثل :«قابلت المعلمين وسلمت على المخلصين» وأيضا هي الزيادة التي تدخل على المثّنى في حالتي النصب والجرّ ، مثل : «رأيت الولدين وسلمت على المجتهدين» ، وكقوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)(٢) «المؤمنين» : مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، وكقوله تعالى : (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ)(٣) «المؤمنين» اسم مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم.

__________________

(١) من الآية ٦٢ من سورة النحل.

(٢) من الآية ٨٧ من سورة التوبة.

(٣) من الآية ٤١ من سورة ابراهيم.


باب السين

هو الحرف الخامس عشر حسب التّرتيب الأبجديّ ، والثاني عشر من حروف الهجاء حسب الترتيب الألفبائيّ ، ويساوي في حساب الجمّل الرقم ستين ، وهو يخرج فويق الثّنايا العليا وطرف اللّسان ، لذلك فهو مهموس رخو من حروف الصّفير ، قال الأزهري : لا تأتلف السّين مع الصّاد في كلام العرب. وتأتي مفردة ، ولا تأتي بدلا من حرف آخر إلا في قوله تعالى : (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ)(١) حيث تأتي الصّاد بدلا منها في هذه الكلمة فقط ، والأصل : «بمسيطر» ، ولا يوجد في كلام العرب على وزن «مسيطر» إلا كلمة «مبيطر» فقط ، «والسّين» حرف يختصّ بالمضارع ويخلصه للاستقبال وله استعمالات كثيرة ومعان عدة.

السّين حرف استقبال

إذ بواسطتها يخلص زمن المضارع للاستقبال بعد أن كان صالحا للحاضر والمستقبل معا.

السّين الأصليّة

اصطلاحا : هي السّين التي تكون أصلا في بنية الكلمة مثل : «سأل سؤالا».

سين التّنفيس

اصطلاحا : هو الحرف الذي يدخل على المضارع فيخلصه للمستقبل بعد أن كان محتملا الحال والاستقبال ، كقوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(٢) وكقوله تعالى : (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى)(٣) وتسمّى أيضا بمسميات عدّة منها :

أ ـ حرف توسيع ، حسب ما سمّاها ابن هشام ، وذلك لأنها تقلب المضارع من زمن الحاضر الضّيّق الى زمن الاستقبال الواسع.

ب ـ حرف استقبال ، التي تخلص المضارع للمستقبل.

ج ـ حرف تخصيص ، إذ تخص زمن المضارع بالاستقبال ، بعد أن كان للحال والاستقبال معا ، وبدخولها على الفعل لا يصح أن يكون زمنه للحال ، بل يفيد المضارع بها الاستقبال فقط ، أما قول الشاعر :

فاني لست خاذلكم ولكن

سأسعى الآن إذ بلغت أناها

فقد قرّب زمن المستقبل من الحال ، لا أنه يدل على الوقت الحاضر ، بل هو جار مجراه.

__________________

(١) من الآية ٢٢ من سورة الغاشية.

(٢) من الآية ٢٢٧ من سورة الشعراء.

(٣) من الآية ٢٠ من سورة المزّمّل.


السّين الزّائدة

اصطلاحا : هي التي تكون في وزن «استفعل» ، مثل : «استخرج» ، «استقدم».

سين الإدراك

اصطلاحا : هي من معاني السين الزائدة وتسمّى أيضا سين الوجدان مثل : «استحسنت الرأي» : أي : وجدته حسنا.

سين التّكلّف

اصطلاحا : التكلّف من معاني السين الزائدة ، مثل : «استجرأ الجبان» أي : تكلّف الجرأة.

سين الاستعمال

اصطلاحا : من معاني السين الزائدة ، مثل :«استأجرته» أي : استعملته في الأجرة ، في القضاء.

سين الصّيرورة

اصطلاحا : هي أيضا السين الزائدة ، مثل :«استحجر الطّين» أي : صار حجرا.

سين الصّيرورة المجازيّة

اصطلاحا : هي الزّائدة أيضا مثل : «أستأسد الأب لدى الخطر المحيط بابنه» أي : صار كالأسد.

سين المطاوعة

اصطلاحا : من معاني السين الزّائدة ، مثل :«داويت المريض فاستعاد صحّته».

سين المفعوليّة

اصطلاحا : هي السين الزّائدة أيضا ، مثل :«استكبرت الدّرس» ، أي : وجدته كبيرا.

سين الوقف

١ ـ تعريفها :

اصطلاحا : هي السّين التي تعزى إلى بعض القبائل العربيّة ويوقف عليها بعد «كاف» الخطاب فتقول في : «رأيت أمّك» : رأيت أمكس. راجع : الكسكسة.

٢ ـ أصل السين : يقول الكوفيون : إنها مقتطعة من «سوف» كما استعملوا «سو» و «سي» من «سوف» أيضا ، مستشهدين بقول الشاعر :

فإن أهلك فسو تجدون وحدي

وإن أسلم يطب لكم المعاش

فقد وردت «سو» بمعنى «سوف» مما يدل على أنها مقتطعة منها.

أمّا البصريّون فقالوا : إنها أصل بنفسها غير مأخوذة من غيرها بدليل أن لها معنى خاصا بها ، وكل حرف يدلّ على معنى يكون أصلا بنفسه ، وإنّ «سو» في البيت السابق مقتطعة من «سوف» شذوذا ، وأن «السين» و «سوف» مختلفان في المعنى والدّلالة ، وإن «سوف» تفيد التراخي في الزّمن أكثر من السّين ، ثم إنّ التصريف هو من خصائص الأسماء ، والحرف ليس أصلا في نفسه فلا يتصرف تصرفها.

وردّ ابن مالك على قول البصريين ، أن العرب عبّرت عن المعنى الواحد الواقع في الوقت الواحد بـ «سيفعل» و «سوف يفعل» ، كقول الشاعر :

وما حالة إلا سيصرف حالها

إلى حالة أخرى وسوف تزول

ولهذا فإن «السّين» تعتبر من حروف المعاني المختصّة بالفعل.

سأ

اسم من أسماء الأصوات التي يكتفى بها في إدراك الغرض بسماع اللّفظ دون زيادة ، أو لمخاطبة الحيوان ، للزّجر ، بسبب أمر بغيض ،


كالبطء والتأخّر ، مثل : «سأ سأ» في مخاطبة الحمار لزجره. و «سأ» : كلمة مبنيّة على السكون ولا محل لها من الإعراب ؛ وسبب بنائها هو شبهها بالحروف المهملة التي لا تعمل في ما بعدها ولا معمولة لما قبلها ، والأغلب في بنائها ورودها عن العرب مبنيّة.

انظر : أسماء الأصوات.

السّؤال

السؤال في اللّغة والاصطلاح هو الاستفهام ، كقول الشاعر :

أكرّ على الكتيبة لا أبالي

أفيها كان حتفي أم سواها؟

سألتم هواني

هي جملة أو عبارة تجمع اصطلاحا حروف الزّيادة التي قد تزاد إلى حروف الكلمة الأصليّة ؛ ومجموع حروف الزيادة عشرة جمعها بعضهم في عبارة سألتم هواني ، وقد وصلت هذه الحروف بعبارات كثيرة يصل عددها إلى مئة وثلاثين عبارة وجمعها ابن خروف باثنتين وعشرين ، نذكر منها : اليوم تنساه ، أمان وتسهيل ، تسليم وهناء ، هويت السّمان ، (المازني) ، التّناهي سموّ ، (المعرّي) ، تهاوني أسلم ، (المعرّي أيضا) ، تلا يوم أنسه ، نهاية مسؤول ، أتاه سليمان ، الموت ينساه ، أسلمني وتاه ، التمسن هواي ، سألتم هواني ، لا أنسيتموه ، هم يتساءلون ، هو استمالني ، تنمي وسائله.

سألتمونيها

اصطلاحا : هي : الحروف الزيادة في سألتم هواني.

السّاكن

لغة : تقول : سكن الشيء سكونا ، إذا ذهبت حركته ، وأسكنه وهو وسكّنه غيره تسكينا. وسكن الرجل : سكت وكقوله تعالى : (وَلَهُ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ)(١) والسّاكن اسم فاعل من «سكن» بمعنى ذهبت حركته.

واصطلاحا : الحرف السّاكن هو الحرف الذي بلا حركة ، أي : عليه السكون أو حركته السّكون ، ونقيضه المتحرك. والسّاكن بلغة الفرّاء هو المرسل ، والمجزوم مثل : «لم يكتب» فالباء حرف ساكن لأن عليه سكون ، وكذلك الحرف «لم» فإن آخره ساكن. وليس من الضروري أن يكون الحرف الساكن آخرا بل قد يكون في الوسط ، مثل : بيت ، نصر ، كقوله تعالى : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ)(٢).

الساكن الحشو

اصطلاحا : هو الاسم الثلاثي الساكن الوسط ، مثل : قول ، بيع ، بيت.

السّالم

هو أحد أنواع الفعل الصّحيح الثّلاثة : السّالم والمهموز ، والمضعّف. فالسّالم من الأفعال هو ما سلمت حروفه الأصليّة من العلّة والتّضعيف ، مثل : «كتب ، نصر ، فتح» .. كما تسلم أصوله عند اتصاله بضمير رفع متحرك لكن يبنى آخره على السكون مثل : «فهمت الدرس» ويبنى على الفتح إذا اتصلت به «تاء التأنيث» مثل : «فهمت أختي الدرس» كما تسلم الأصول عند اشتقاق اسم الفاعل منه مثل : «فاهم وفاهمة» واسم

__________________

(١) من الآية ١٣ من سورة الأنعام.

(٢) الآية الأولى من سورة النّصر.


المفعول ، مثل : مكتوب ومكتوبة. ويبقى آخره مبنيا على الفتح ، إذا اتصل به ضمير رفع ساكن ، وكان مفتوحا ، مثل : «شربا ، قتلا» ... ويضم آخره إذا اتصل به ضمير الجماعة مثل : «شربوا ، قتلوا» ويكسر آخره إذا اتصلت به ياء المتكلم ، مثل : «اشربي اقتلي» ...

السّبب

لغة : السّبب هو كل ما يتوصّل به إلى غيره ، أو هو كل شيء يتوسّل به إلى شيء غيره ، والجمع أسباب ، وهي المنازل ، وقيل المودّة ، وفي مثل : وتقطّعت أسبابها ورماحها تفيد المعنيين معا. والله عزّ وجل هو «مسبّب الأسباب» ، والسّبب : اعتلاق قرابة ؛ وأسباب السّماء : مراقيها ، ومثل : أسباب السّماء نواحيها ، كقول الشاعر :

ومن هاب أسباب المنيّة يلقها

ولو رام أسباب السماء بسلّم

وكقوله تعالى : (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ أَسْبابَ السَّماواتِ)(١).

واصطلاحا : السّبب هو العلّة المجاوزة.

السّببيّ

لغة : النسبة إلى السّبب هو السّببي أي : الصّلة والعلاقة.

واصطلاحا : السببيّ هو اسم متصل بضمير ، أو له ضمير يعود على اسم سابق ، في نوع من الارتباط به ، مثل : «التلميذ صادق أبوه» فكلمة سببيّ نفيدها من كلمة «أبوه» المتصلة بضمير يعود الى «التلميذ» بنوع من الارتباط. ومثل : «المكافأة عرفت تلميذا استحقها». فكلمة «تلميذا» هي السّببي لأنه لها ضمير يعود على اسم سابق هو «المكافأة» ونقيض السببيّ : الأجنبيّ ، ومنه السّببيّة مصدر صناعي من السبب أي : ما يتوصل به الى غيره وفي الاصطلاح : التعليل ، فاء السببيّة ، ولام التعليل.

السّببيّة

لغة : مصدر صناعي من السّبب الذي يتوصّل به إلى غيره.

واصطلاحا : السببيّة بمعنى التّعليل ، أي :تبيان السّبب في كل حكم في إعراب الكلمة ، أو في بنائها ، أي : إظهار علة الإعراب والبناء.

مثل : «ميقات» كلمة أصلها «موقات» وزن «مفعال» بدليل كلمة وقت. والسبب أي : علة قلب الواو «يا» هو كون «الواو» ساكنة وقبلها كسرة فتقلب «ياء» فتصير : «ميقات» ...

سبحان

لغة : تقول : سبّح سبحانا : سبحان الله ، ويقال : «سبّح تسبيحا» : صلّى وتقول : «سبحان الله» ، و «سبحان الله» : تنزيها لله تعالى وتمجيدا له ، تقول : قضيت سبحتي أي : دعائي.

والسّبحة : خرزات منظومة في سلك إمّا للصّلاة أو للتّسبيح. وسبحان مصدر ، وأكثر استعمالاته بعبارة سبحان الله ومعناه : أبرّىء الله من السوء ، ويقال : سبحان من كذا : تعجبا من الشيء وهو على معنى الإضافة أي : سبحان الله من كذا.

وهو منصوب على أنه مفعول مطلق من فعل محذوف والتقدير : أسبح الله تسبيحا. ويقال :«أنت أعلم بما في سبحانك» أي : بما في نفسك.

السّبك

توضيحه : السّبك هو الإخبار بالذي وفروعه ،

__________________

(١) من الآيتين ٣٦ و ٣٧ من سورة المؤمن.


وبالألف واللّام ، وضعه النحويون للتّدريب في الأحكام النحويّة ، مثل : «الكتاب مفيد» تقول في الإخبار عن الكتاب : «الذي هو مفيد الكتاب» الذي اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. «هو» : ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ ثان. «مفيد» : خبره. والجملة من المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. «الكتاب» : خبر المبتدأ. وللوصول إلى الطريقة المثلى في السبك يجب أن تلجأ إلى حقيقتين :

الحقيقة الأولى : إذا أريد الإخبار عن «العلم» في القول «العلم نافع» بالذي ، يجب أن نقوم بما يلي : أولا : أن نأتي باسم موصول مطابق لكلمة «العلم» في الإفراد والتذكير وهو «الذي» ونبدأ به الجملة. ثانيا : أن نؤخر كلمة العلم إلى آخر الكلام لتكون خبر المبتدأ الذي هو اسم الموصول الذي اخترناه ، ثالثا : أن نجعل له في مكانه ضميرا مطابقا له في معناه واعرابه وهذا الضمير المطابق «هو» وإعرابه في مثله مبتدأ. فيصير الإخبار عن كلمة العلم بالقول : «الذي هو مفيد العلم» وكذلك تقول في مثل : «أوصلت من معلّميك الى الطلاب جوائز» فإذا أردت أن تخبر عن «التاء» بالذي فتقول : «الذي أوصل من معلميك الى الطلاب جوائز أنا».

وإذا أردت الاخبار عن «معلميك» ، تقول :«اللّذان أوصلت منهما الى الطلاب جوائز معلماك» وإذا أردت الإخبار عن «الطلاب» ، تقول : «الذين أوصلت من معلميك إليهم جوائز الطلاب» وإذا أردت الإخبار عن «جوائز» تقول :«التي أوصلتها من معلميك الى الطلاب جوائز» في هذه الحالة الأخيرة اضطررنا الى تقدير الضمير واتصاله بالفعل ، لأنه إذا أمكن وصله بالفعل لا يجوز فيه الفصل ، وحينئذ يجوز حذفه ، لأنه عائد متصل منصوب على أنه مفعول به للفعل ، واسم الموصول المبدوء به يكون هو المخبر عنه.

الحقيقة الثانية : إذا أردت الإخبار «بالذي» أو بأحد فروعه ، يشترط للمخبر عنه أحكام مختلفة منها :

١ ـ أن يكون قابلا للتأخير ، فلا يخبر عن اسم الاستفهام «أيّهم» في قولك : «أيّهم ناجح» ، لأنه لا يجوز القول : الذي هو ناجح أيّهم؟ لأن اسم الاستفهام «أيّهم» له حق الصّدارة. وأجاز بعضهم تصديره قبل اسم الموصول فقالوا : «أيّهم الذي هو ناجح» فجعلوا «أيّهم» خبرا مقدّما ، «الذي» مبتدأ مؤخّرا ومنهم من جعل «أيّهم» مبتدأ و «الذي» خبره. ولا يخبر كذلك عن جميع أسماء الاستفهام ، وأسماء الشرط ، وكم الخبرية ، وما التعجبيّة ، وضمير الشأن.

٢ ـ أن يكون قابلا للتعريف ، فلا يخبر عن الحال أو التمييز ، لأنهما نكرتان فإذا أردنا الإخبار بـ «ضاحكا» من قولك : «أقبل المعلم ضاحكا» لقلنا «الذي أقبل المعلم إيّاه ضاحك» وبذلك يكون اضمير «إياه» في محل نصب حال وهذا لا يجوز لأن الضمير معرفة دائما ، والحال لا يكون إلّا نكرة. وكذلك القول في «اشتريت ساعة ذهبا» فتخبر عن «الذهب» بقولك : «الذي اشتريته ساعة ذهب» فيكون الضمير قد حل محل «ذهبا» في الإعراب أي : منصوب على التمييز وهذا لا يجوز لأن الضمير معرفة والتّمييز لا يكون إلا نكرة.

٣ ـ أن يكون قابلا للاستغناء عنه بالأجنبي ، ففي مثل : «الطعام أكلته» لا نستطيع أن نخبر عن «الهاء» لأنها لا يستغنى عنها بأجنبي ، مثل تفاح.


أو خبر ، لأننا إذا أردنا الإخبار عن «الهاء» قلنا :«الذي الطعام أكلته هو» فالضمير المنفصل «هو» الذي كان متصلا بالفعل قبل الإخبار فوجب أن يتأخر ليكون خبرا للمبتدأ «الذي». والضمير المتصل ، الذي حلّ محل المخبر عنه الذي كان متصلا فانفصل وتأخر ليكون خبرا ، إذا قدّرناه رابطا للخبر بالمبتدأ بقي اسم الموصول بلا عائد ، وإن قدّرناه عائدا على اسم الموصول بقي الخبر بلا رابط يربطه بالمبتدأ.

٤ ـ أن يكون قابلا للاستغناء عنه بالضمير ، فلا يجوز الإخبار عن الاسم المجرور بـ «حتى» أو «مذ» لأنها لا تجر إلا الاسم الظاهر ، والإخبار يستلزم إقامة الضمير في محل المخبر عنه. ففي مثل : «أفرح أبي وصل من أخي الصغير» فيجوز الإخبار عن «ياء» المتكلم فقط دون غيرها فتقول :«الذي أفرح أباه وصل من أخي الصغير أنا». ولا يجوز الاخبار عن «الوصل» لأن الضمير لا يتعلق به جار ومجرور ، أي : لأن الجار والمجرور «من أخي» متعلقان بـ «وصل» وإذا حلّ محلها ضمير وجب تعلق الجار والمجرور بالضمير وهذا لا يجوز ولا يجوز الإخبار عن «أخي الصغير» لأن الضمير لا يوصف ولا يوصف به ، أما إذا أردنا الإخبار عن المضاف والمضاف إليه معا ، لجاز ذلك فنقول : «الذي أفرحه وصل من أخي الصغير أبي» ، أو لو أردت الإخبار عن الموصوف وصفته لجاز أيضا فتقول : «الذي أفرح أبي وصل منه أخي الصغير».

٥ ـ جواز مجيئه في الإثبات فلو أخبرنا عن «أحد» في مثل : «ما نجح أحد» لقلنا : «الذي ما نجح أحد» فكلمة «أحد» معناها الأصلي النفي ، فوقعت في الإيجاب.

٦ ـ يجب أن يقع المخبر عنه في جملة خبريّة فلا نستطيع الإخبار عن الاسم في مثل : «أخبر زيدا» ، لأن الأمر «أخبر» هو من الطلب ، والطّلب لا يقع صلة.

٧ ـ أن لا يكون المخبر عنه واقعا في إحدى جملتين مستقلّتين ، فلا نستطيع الإخبار عن «زيد» ، في مثل : «جاء زيد وذهب سمير» ولكن يجوز الإخبار عن زيد في مثل : «إن جاء زيد ذهب سمير».

الأخبار بالألف واللام : إذا أردنا الإخبار بالألف واللّام يشترط في ذلك عشرة أحكام ، سبعة منها هي التي سبقت مع الإخبار بالذي ، والثلاثة الباقية هي :

١ ـ أن يكون المخبر عنه في جملة فعلية فلا يخبر بـ «أل» في مثل : «أبوك عطوف» عن كلمة «أب» لأنها وقعت في جملة اسميّة.

٢ ـ أن يكون المخبر عنه في جملة فعلها متصرّف ، فلا تخبر عن كلمة «أبوك» في الجملة :«عسى أبوك أن يكون عطوفا». لأن «عسى» فعل جامد.

٣ ـ أن يكون المخبر عنه مقدّما فلا تخبر عن كلمة «أبوك» في الجملة : «ما زال أبوك عطوفا».

لأن كلمة «أبوك» غير متقدّمة أي : لا تقع مبتدأ ويخبر عن الفاعل بـ «أل» في مثل : «أفرح الله المجتهد» فتقول : «المفرح المجتهد الله» ويخبر عن المفعول به بـ «أل» في مثل : «أفرح الله المجتهد» ، فتقول : «المفرحه الله المجتهد» إذ لا يجوز أن نحذف الهاء ؛ لأن العائد الى الألف واللام لا يحذف إلا في الضرورة الشعرية مثل :

ما المستفزّ الهوى محمود عاقبة

ولو أتيح صفو بلا كدر

حيث حذف العائد الى الألف واللام بالرغم


من أن اسم الموصول هو «أل» والصلة صفة متّصلة به والأصل : «ما المستفزّة الهوى محمود عاقبة ...».

ملاحظات :

١ ـ إذا رفعت صلة «أل» ضميرا يعود إلى الموصول يجوز أن يكون الضمير غير ظاهر ، أي :مستترا ، مثل : «أوصلت من معلميك إلى الاصدقاء جوائز» فتقول : «الموصل من معلميك إلى الأصدقاء جوائز أنا» ففي «الموصل» ضمير مستتر يعود الى «أل» لأنه خلف عن ضمير المتكلّم و «أل» دائما للمتكلّم. والخبر «أنا» ضمير المتكلم ، والمبتدأ هو نفس الخبر ، لذلك يجوز أن يكون الضمير العائد إلى «أل» ضميرا مستترا.

٢ ـ إذا رفعت صلة «أل» ضميرا لغير «أل» وجب بروز الضمير وانفصاله ، تقول في مثل : «أوصلت من معلميك إلى الاصدقاء جوائز» في الإخبار عن «المعلمين» «الموصل أنا منهما إلى الأصدقاء جوائز «معلّماك» وفي الإخبار عن الأصدقاء ، يقول : «الموصل أنا من معلميك إليهم جوائز الأصدقاء». وإذا أردت الإخبار عن «جوائز» تقول : «الموصلها من معلّميك الى الأصدقاء جوائز» وذلك لأن «الوصل» حاصل من المتكلم ، و «أل» لغير المتكلم ، وهما نفس الخبر الذي أخرته.

٣ ـ حروف السبك هي التي تجعل ما بعدها في معنى المصدر ، مثل : أن ، ما ، كي ، أنّ.

الستّة الاشياء

اصطلاحا : تشمل هذه التّسمية ستة أشياء هي : الأمر ، النهي ، الاستفهام ، العرض ، التمني ، النّفي.

فالأمر ، كقول الشاعر :

اطلب ولا تضجر من مطلب

فآفة الطّالب أن يضجرا

والنّهي ، كقول الشاعر :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك ، إذا فعلت ، عظيم

والاستفهام ، كقول الشاعر :

أكلّ امرىء تحسبين امرءا

ونار توقّد باللّيل نارا

والعرض ، كقول الشاعر :

ألا يا صاحبيّ قفا لغنّا

نرى العرصات أو أثر الخيام

والتمنّي ، كقول الشاعر :

يا ليتني وأنت يا لميس

في بلدة ليس بها أنيس

والنفي كقول الشاعر :

ولا أرى فاعلا في النّاس يشبهه

وما أحاشي من الأقوام من أحد

سحر

السّحر : هو آخر الليل قبيل الصّبح. والسحر الأعلى : ما قبل انصداع الفجر. والسّحر الآخر عند انصداعه. والجمع أسحار ، تقول :«استيقظت سحر على صوت البلبل». فإذا أردت سحر يوم معيّن فالكلمة معرفة ولا تنوّن وتكون ممنوعة من الصّرف للعلميّة والعدل ، ويقال «سحر» معدولة عن «السّحر». أمّا إذا أردت به سحر يوم ما فيكون غير ممنوع من الصرف. مثل :«أستيقظ كلّ يوم سحرا». وكقوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ)(١)

__________________

(١) من الآية ٣٤ من سورة القمر.


ويقول النحاة : إن كلمة «سحر» معدولة عن السّحر المقرونة بـ «أل» التعريف ، لأنه لمّا أريد بها وقت معيّن ، كان الأصل أن تكون معرّفة بـ «أل» ، فلمّا قصد بها التعريف دون ذكر «أل» معها ، منعت من الصّرف إشارة إلى هذا العدول.

وتقول : «سير على فرسك سحر». فلا تكون «سحر» مرفوعة على النيابة عن الفاعل لأنها ظرف غير متصرّف أي : لا تكون إلّا ظرفا. أمّا إذا لحقه التصغير فلا يكون ممنوعا من الصّرف ، وينوّن ، فتقول : «استيقظت سحيرا» إذا أردت سحر يوم معيّن ، أي : إذا كانت معرفة ، وتكون غير ممنوعة من الصّرف أيضا إذا اقترنت بـ «أل» مثل : «استيقظت بأعلى السّحر» «السّحر منعش» وإنّ السّحر خير من اللّيل.

سحقا

السّحق والسّحق : البعد. يقال : سحقا له : أي : أبعده الله عن رحمته ، وانسحق وزن «انفعل» أي : بعد. تقول : «انسحق الشيء ؛ بعد أو اتّسع وسحقا هو مصدر يقع مفعولا مطلقا من فعل محذوف تقديره : سحقه سحقا كقوله تعالى : (فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ)(١).

وتقول : انسحق الدّلو : ذهب ما فيه صيغة «انفعل» وسحق سحقا القلب انكسر وتذلّل والجمع سحوق. «الثوب البالي» ، يقال : «ثوب سحق» ، و «ثوب سحق» «سحق» الأولى صفة للثوب و «سحق» الثانية مضاف إليه من باب إضافة الموصوف إلى صفته ، وسحق درهم ، أي : درهم زائف ، «سحق» مضاف «درهم» : مضاف إليه من باب إضافة الصفة إلى موصوفها.

سرّا

لغة : يقال : سارّ فلان أخاه : كلّمة بسرّ ، وأسرّ السّرّ ، كتمه. تسرّر وزن تفعّل : اتخذ سرّيّة ويقال : تتسرّى بدلا من تسرّر واستتر وزن افتعل : توارى. واستسرّ الرّجل : ألقى اليه سرّه والجمع أسرار. يقال : «صدور الأحرار قبور الأسرار».

وأسرّ سرا الرجل : ألقى اليه بسرّ. «سرّا» : مفعول مطلق من فعل محذوف تقديره «أسرّ» عند حذف العامل. وعند وجوده فهو مفعول مطلق من الفعل المذكور.

ويقال : «يصنع الرجل الأشياء سرّا» فتكون كلمة «سرّا» حال منصوب.

سعديك

لغة : سعد سعودا : يمن ، سعد ضد شقي فهو سعيد والجمع سعداء ومسعود جمع مساعيد.

تسعّد وزن تفعّل : ضد تشاءم. استسعد بالشيء وزن «استفعل» عدّه سعدا له. ويقال :«سعديك» ، أي : إسعادا لك بعد إسعاد.

واصطلاحا : أكثر ما تأتي «لبّيك وسعديك».

بلفظ التّثنية أي : أسعدك وألبي طلبك تلبية بعد تلبية وإسعادا لك بعد إسعاد ، وكل من الكلمتين هي مصدر منصوب على أنه مفعول مطلق من فعل محذوف على التقدير السابق ، وهو منصوب بالياء لأنه مثنى ، وهو مضاف والكاف في محل جر بالإضافة وهو من المصادر المثنّاة غير المتصرّفة المنصوبة بفعل محذوف وهي ملازمة للإضافة ويجري مجراه المصادر التالية التي تكون مثناة في لفظها دون معناه والتي يراد بها التكرير مثل :«حنانيك» ، تحنّنا بعد تحنّن ، «دواليك» : تداولا بعد تداول ، «هذاذيك» : اسراعا لك بعد إسراع

__________________

(١) من الآية ١١ من سورة الملك.


و «حذاريك» : تحذّرا بعد تحذّر و «حجازيك» :«حجزا بعد حجز».

سف

اصطلاحا : لغة في «سوف». راجع :«سوف».

سقوط الصّفة

يراد به حذف حرف الجرّ ، لأن النحاة من الكوفيين يطلقون على الجار اسم الصفة ، وهو ما يعبّر عنه بالعبارة «نزع الخافض» أو بالإسقاط والحذف ، أي : حذف حرف الجر ، كقول الشاعر :

تمرّون الدّيار ولم تعوجوا

كلامكم عليّ إذا حرام

والأصل تمرّون بالدّيار. فكلمة «الديار» : اسم منصوب على نزع الخافض ، أو هو منصوب على التّشبيه بالمفعول به.

سقيا

اصطلاحا : هو مصدر نائب من فعله تقول :سقيا لك : أي : سقاك الله سقيا ، وأكثر ما تستعمل بالقول : سقيا ورعيا أي : سقاك الله سقيا ورعى إبلك رعيا ... «سقيا» : مفعول مطلق من فعل محذوف تقديره : سقاك سقيا.

السّكون

لغة : السكون : ضدّ الحركة. سكن الشيء يسكن سكونا إذا ذهبت حركته ، و «سكن بالمكان سكنى وسكونا : أقام» ، كقول الشاعر :

وإن كان لا سعدى أطالت سكونه

ولا أهل سعدى آخر الدّهر نازله

واصطلاحا : علامة الجزم في الفعل المضارع كقوله تعالى : (عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ)(١) كما أنه علامة البناء في الاسم مثل : «كم طبيب في المدينة» «كم» مبنيّ على السكون. وفي اسم الموصول «من» ، في مثل : «جاء من أحبّه» واسم الاستفهام «من» في المثل : «من جاء؟» وفي الحرف مثل : «من ملعب المدرسة انطلقت التلاميذ إلى الرّحلة». «من» حرف جر مبني على السكون ومثله «إلى». وفي الفعل ، مثل : «كتبت الفرض» «كتبت» : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالتاء ومثل : «اذهب» فعل أمر مبني على السّكون ، ومثل : «يذهبن» : فعل مضارع مبنيّ على السكون لاتصاله بنون الإناث ، وله مسمّيات عدّة ، منها : الوقف ، التّسكين ، الإسكان ، إحدى علامات البناء الأصليّة.

ملاحظة : من النّحاة من يعتبر الفعل الماضي المتصل بضمير الرّفع قد احتمل سكونا عارضا الذي أتى به لمنع توالي أربع حركات في كلمتين متّصلتين وكأنهما كلمة واحدة. فيقولون في «كتبت» : فعل ماض مبنيّ على الفتح منع من ظهوره السّكون العارض.

السّكون العارض

اصطلاحا : هو السّكون الذي يعرض لآخر الفعل الماضي المبني على الفتح فيكون بناؤه على السكون ، عند اتصاله بضمائر الرّفع ، بناء عارضا مثل : «كتبت ، كتبت ، كتبت ، يكتبن».

السّلب

لغة : تقول : سلبه الشيء يسلبه سلبا وسلبا ، واستلبه إيّاه ، والاستلاب هو الاختلاس.

والسّلب : ما يسلب.

__________________

(١) من الآية ٥ من سورة العلق.


والسلب اصطلاحا : هو النّفي ، وقد يراد به الإزالة في مثل : «قشّر» أي : أزال القشور ومثل :«أعجم» أي : أزال العجمة وسلبها ، وبذلك تفيد كلمة السّلب صيغة «فعّل» وصيغة «أفعل».

سلاما

لغة : سلم سلاما وسلامة من عيب أو آفة كقوله تعالى : (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً)(١) أي : قالوا لهم قولا مبرّءا من الاثم.

اصطلاحا : مصدر يقع مفعولا به لفعل محذوف ، ويجوز أن يكون هذا المصدر مرفوعا فتقول : «سلام» أي : «أمري سلام» فتكون كلمة «سلام» هي خبر لمبتدأ محذوف تقديره : أمري.

وكقوله تعالى : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)(٢) «سلام» خبر مقدم. والمبتدأ هو الضمير المنفصل «هي».

ويجوز أن يتّصل المصدر «سلاما» بـ «أل» فتقول : «السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته» وتكون كلمة «السّلام» مبتدأ وشبه الجملة «عليكم» خبره.

سلّم اللّسان

اصطلاحا : هو همزة الوصل. وسمّيت بذلك لأنه يتوصّل بها إلى الابتداء بالسّاكن ، مثل :«ضرب يضرب اضرب». حتى يتوصّل بالابتداء بالأمر الساكن الأوّل تأتي بهمزة الوصل مما يسمى بسلّم اللّسان.

السّماع

لغة : السّمع : حسّ الأذن. تقول : سمعه سمعا وسمعا ، وسماعا ، وسماعة وسماعية ، كقوله تعالى : (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)(٣) والسّمع : الأذن.

واصطلاحا : السّماع ، هو أخذ اللغة من العرب الذين يوثق بكلامهم ، وعاشوا في منتصف القرن الثّاني للهجرة بالنّسبة لعرب الأمصار ، وفي نهاية القرن الرابع الهجري بالنسبة للأعراب من أهل البادية ، والسماع مما يحتج به في ميدان الصرف والنحو واللغة ، وعكسه : القياس. فتقول : استنوق الجمل ، سماعيّ ، والقياس : استناق الجمل ، و «مبقل» في السّماع و «باقل» في القياس. والسّماع عند الكوفيين غيره عند البصريين. فالبصريون وقفوا عند الشواهد الموثوق بصحتها والكثيرة النظائر ، واستعملوا القياس ، وأهدروا الشواذ وكانوا إذا رأوا لغتين : الأولى تسير مع القياس ، والثانية لا تسير عليه ، فضّلوا التي تسير مع القياس ، وضعّفوا من قيمة غيرها متّبعين إحدى طريقتين : إما أن يهملوا أمرها لقلّتها ، فيحفظوها ، ولا يقيسوا عليها ، جاعليها من الصّنف الذي سمّوه مطّردا في السّماع شاذا في القياس ، وإما أن يتأوّلوها حتى تنطبق عليها القاعدة. أما الكوفيّون فإنهم قد يقيسون على الشاهد الواحد ، واعتدّوا بأقوال المتحضّرين من العرب وأشعارهم ، وبالشّواذ منها ، حتى قال فيهم السّيوطي : «لو سمع الكوفيّون بيتا واحدا فيه جواز شيء مخالف للأصول جعلوه أصلا ، وبوّبوا عليه». والسّماع والقياس والإجماع هي الأسس التي بنى عليها النحاة قواعدهم ، كما بنى عليها الفقهاء أحكامهم ، والمصادر التي يحتجّ بها

__________________

(١) من الآية ٦٣ من سورة الفرقان.

(٢) من الآية ٥ من سورة القدر.

(٣) من الآية ٣٧ من سورة ق.


النحاة والفقهاء هي بالترتيب التالي :

١ ـ القرآن الكريم وهو أهم المصادر وأصحّها ، التي تستمدّ منها اللغة قواعدها على أسس سليمة واضحة المعالم لا ترى فيها عوجا ولا أمتا.

٢ ـ الحديث النّبويّ الشّريف ، إذا صحّ إسناده إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

٣ ـ الشّعر الذي يحتج به من جاهليّ وإسلاميّ فكان أول من لا يثقون به هو بشار بن برد لأنه كان فارسيّ الأصل.

٤ ـ كلام الأعراب في البادية ، إذ كان العلماء يخرجون إلى البادية يقضون فيها الأعوام الطّوال ويدوّنون كلّ ما يطرق سماعهم من أحاديث الأعراب مما يتعلّق بشؤونهم الحياتيّة اليوميّة.

والذين أخذت عنهم اللغة ، وبهم اقتدي ، واحتج بكلامهم قبائل قريش ، وقيس ، وتميم ، وأسد ، ثم هذيل ، وبعض كنانة ، وبعض الطّائيين.

ملاحظة : المسموع من كلام العرب يقسم إلى قسمين : مطّرد وشاذّ. وهذان القسمان يندرجان في أربعة أنواع :

١ ـ مطرد في القياس والاستعمال ، مثل : «جاء ضيف».

٢ ـ مطّرد في القياس شاذ في الاستعمال ، مثل : «حقل مبقل» والقياس «باقل».

٣ ـ مطرّد في الاستعمال شاذ في القياس ، مثل : «استنوق الجمل» فالفعل «استنوق» كثير الاستعمال وقياسه استناق الجمل ، ومثل : استصاب.

٤ ـ شاذ في القياس والاستعمال كقولك :مصوون ، مقوول ، مبيوع.

السّماعيّ

لغة : النّسبة إلى السّماع.

واصطلاحا : هو الكلام العربي الأصيل الذي لم يتمشّ مع قاعدة قياسيّة عامّة ، ولم تذكر له قاعدة كلّيّة ، ولا يقاس عليه. مثل : «استنوق» ، بدلا من «استناق» و «استصوب» بدلا من «استصاب» وله تسميات أخرى منها : النّادر ، الشاذّ ، غير القياسي ، لا يقاس عليه ، ليس بمقيس ، المستعمل ، قالوا : «هكذا يقول سيبويه» ، الغريب ، لغة للعرب ، اللّغة ، غير المطّرد ، القليل ، الأقلّ ، الدّخول في الباب ، ما حمل على القليل ، السّماع ، المحفوظ.

سمعا وطاعة

لغة : تقول : سمع سمعا وسمعا وسماعا وسماعة وسماعية الصّوت أدركه بحاسّة الأذن ، وطاع طوعا لفلان : انقاد له. ويقال : أمره فأطاع وتقول : «طوّع» : جعله يطيع : وزن «فعّل» «طاوع» وزن فاعل : «وافق». وأطاع إطاعة وطاعة : تطوّع : تكلّف الطّاعة وزن «تفعّل» ومنه تطوّع في الجنديّة ، وزن تفعل. «انطاع» وزن «انفعل». استطاع استطاعة الأمر : أطاقه وقوي عليه. وغالبا ما يستعمل المصدران المتلازمان مقترنين معنى الواحد بالآخر ، وكل من هذين المصدرين يعرب مفعولا مطلقا لفعل محذوف تقديره : أسمع نصيحتك سمعا وأطيعك طاعة. ومنه المصدر سقيا لك ورعيا أي : سقى الله أرضك سقيا ورعى إبلك رعيا. فتكون كلمة سقيا مفعولا مطلقا لفعل محذوف ... ومثله «رعيا».

ملاحظة : يجوز أن تقول : «سمع وطاعة» على تقدير مبتدأ محذوف تقديره : أمري سمع وطاعة.


«أمري» مبتدأ مرفوع بالضمة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم ... «والياء» في محل جر بالإضافة «سمع» خبر «وطاعة» معطوف على «سمع» ويجوز أن تكون «سمع» هي المبتدأ والخبر محذوف والتقدير : عندي سمع.

سنن لا تختلف

اصطلاحا : المقيس عليه أي : المنقول مستفيضا بحيث يطمأن الى أنه كثير كي يقاس عليه ويسمّى أيضا : القياسيّ ، المطّرد ، الكثير ...

سنون

لغة : يقال : سنه سنها ؛ مرّت عليه سنون.

وتسنّه عنده : أقام عنده سنة ، السّنهاء من النّخل ، التي تحمل سنة بعد سنة ، يقال : سنة سنهاء ، أي : لا نبات فيها ولا مطر ، وتجمع «سنة» على «سنون» جمعا مشبها بجمع المذكر السّالم أي : تجمع بالواو في حالة الرّفع فتقول «مرّت سنون» «سنون» : فاعل مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكّر السّالم ، ومثل : «أحبّ سني السّلام» «سني» : مفعول به منصوب «بالياء» لأنه ملحق بجمع المذكر السّالم وحذفت منه النون للإضافة وهو مضاف «السّلام» : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

سو

اصطلاحا : هي لغة في «سوف» قال الشاعر :

فإن أهلك فسو تجدون وحدي

وإن أسلم يطب لكم المعاش

حيث وردت «سو» بمعنى «سوف» ويقال حذفت منها الفاء للضرورة الشعريّة.

سواء

السّواء لغة : العدل أو المثل ، يقال : هما في هذا الأمر سواء. أي متساويان والمثّنى : سواءان والجمع على القياس : هم سواء ، أو هم أسواء ، وعلى غير القياس : هم سواس ، أو سواسية ، وسواسوة أي متساويان ومتساوون. كقوله تعالى : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ)(١) وكقوله تعالى : (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ)(٢).

ويقال : «مررت برجل سواء والعدم» أي : مستو وجوده والعدم ، وسواء بمعنى الوسط بين مكانين تقول : لقيته في سواء النهار ، أي : في وسطه.

ويقال : ضرب سواءه ، أي : وسطه والأفصح أن تأتي «سواء» بالألف المقصورة مع كسر السّين : السّوى والسّوى ومعناه : العدل والوسط ، كقوله تعالى : (لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً)(٣) «والسّوى» من الصفات التي جاءت على وزن «فعل» تقول : «مررت برجل سوى والعدم» أي :مستو وجوده والعدم ، كما تقول : «ماء روى» «وقوم عدى» وكما تقول : «مكان سواء» «وثوب سواء» أي ؛ مستو طوله وعرضه. وتأتي «سواء» بمعنى التام ، تقول «هذا درهم سواء» أي تام. وتقول :«سواء السّبيل» أي ما استقام منه ، كقوله تعالى : (فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ)(٤) وتأتي «سواء» بمعنى «غير» تقول :«جاؤوا سواء زيد» ولها عندئذ أحكام «سوى وغير» أداتي الاستثناء.

__________________

(١) من الآية ٦٤ من سورة آل عمران.

(٢) من الآية ١١٣ من سورة آل عمران.

(٣) من الآية ٥٨ من سورة طه.

(٤) من الآية ١٢ من سورة المائدة.


وتقع «سواء» خبرا للناسخ ، كقوله تعالى السابق : (لَيْسُوا سَواءً ...) «سواء» : خبر «ليس» منصوب.

وإذا وقعت بعد «سواء» همزة التّسوية فلا بدّ من «أم» بعدها التي تفصل بين كلمتين ، وتكون الكلمتان اسمين ، مثل : «سواء عليّ أسمير جاء أو زيد» أو فعلين ، مثل : «سواء علي أأكلت أم ذهبت» ، وكقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(١) وتكون همزة التسوية مع ما بعدها مؤوّلة بمصدر يقع مبتدأ وتقديره :«إنذارك وعدمه سواء» وخبره كلمة : «سواء» تقدم على المبتدأ.

وإذا كان بعدها فلان بغير همزة التّسوية عطف الثاني بـ «أو» مثل : «سواء عليّ قمت أو قعدت» وإذا كان بعدها مصدران ، عطف الثاني على الأول «بأو» أو بالواو ، مثل : «سواء عليّ قيامك أو قعودك» أو قيامك وقعودك.

السّوابق

لغة : السّبق : القدمة في الجري وفي كل شيء. تقول : له في كلّ أمر سبقة وسابقة وسبق ، والجمع أسباق وسوابق ، والسّبق : مصدر «سبق» تقول : سبقه يسبقه ويسبقه سبقا : تقدّمه.

واصطلاحا : التصدير : هو الزّيادة في أوّل الكلمة ، والحروف المزيدة في أوّل الكلمة تسمّى «السّوابق» ، مثل : «تكرّم» ، «انكسر» ، «أكرم» ، وقد يكون معنى السّوابق في الاصطلاح الأدوات التي لها حق الصّدارة كأسماء الشرط والاستفهام وكم الخبرية وكم الاستفهاميّة وما التعجبيّة مثل : «من يتّق الله فهو حسبه» «من» اسم شرط. ومثل قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً)(٢) ومثل قوله تعالى : (كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً)(٣) «كم» الخبريّة ، ومثل : «كم كتابا قرأت؟» «كم» الاستفهاميّة. ومثل : «ما أجمل الرّبيع» «ما» التعجّبيّة.

سوى

سوى من الظروف المكانيّة الملازمة للإضافة ، ولا تخرج عن الظرفيّة إلّا في الشعر عند رأي بعض النحويين ، كقول الشاعر :

ولم يبق سوى العدوا

ن دنّاهم كما دانوا

حيث وردت «سوى» فاعل «يبق» وقد خرجت عن الظرفيّة.

و «سوى» مثل «غير» هما أداتان اسمان للاستثناء ، تقول : «جاء سوى زيد» وتكون «سوى» فاعل جاء. وتكون أيضا مفعولا به مثل : «رأيت سواك» كما تقع في محل جرّ ، تقول : «مررت بسواك» «سوى» اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر. وهو مضاف «والكاف» في محل جر بالإضافة. «والسويّة» وجمعها «سوايا» والمؤنّث السّوي ، تقول : هم على سويّة في هذا الأمر ، أي مستويان ، «والسيّ» جمعها أسواء ومعناها : المساوي أو المثل ، يقال : «هما سيّان» : أي : مثلان ، في المؤنّث يقال : ما هي بسيّ لك» وما هنّ لك بأسواء. أي : بمثل.

وقد تقع «سوى» صلة الموصول فتقول : «رأيت

__________________

(١) من الآية ٦ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ١١ من سورة الحديد.

(٣) من الآية ٢٦ من سورة النّجم.


الذي سواك» وهذا دليل على أن «سوى» من الظروف اللّازمة المتصرّفة.

سوف

حرف استقبال يدخل على الفعل المضارع فقط ، وهي مثل «السين» لكنّها أطول زمانا ، ولا تفصل عن المضارع ، فلا تقول : «سوف لا يفعل» بل تقول : «لن يفعل» ويعربه النحاة حرف تسويف مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب فهو لا يعمل بما بعده ولا هو معمول لما قبله.

وقد يفصل بينه وبين المضارع اسم منصوب على أنه مفعول به مقدّم على المضارع الذي يتصل بضمير يعود الى هذا الاسم ، مثل : «سوف زيدا أضربه» فيكون اسم «زيدا» مفعولا به لفعل محذوف يفسره الفعل الظّاهر. وقد انشعل الفعل عنه بضميره ، أي بسببيّ له والتقدير «سوف أضرب زيدا أضربه» ولا يجوز أن تقول : «سوف زيدا أضرب» لأن «سوف» لا تدخل إلا على الأفعال.

وقد يدخل عليها «اللّام» وهذا ما يميّزها من «السّين» ، كقوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)(١) وقد يفصل بينها وبين المضارع فعل ملغى ، مثل :

وما أدري وسوف إخال أدري

أقوم آل حصن أم نساء

ففي الآية الكريمة تعتبر اللام داخلة على الفعل «يعطيك» لا على الحرف «سوف» وفي البيت الفعل «إخال» من أفعال القلوب هو ملغى أي ، لم ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر.

قال ابن جني : «سوف» هو حرف واشتقّوا منه فعلا ، فقالوا : سوّفث الرجل تسويفا ، كقول الشاعر :

لو ساوفتنا بسوف من تجنّبها

سوف العيوف لراح الرّكب قد قنعوا

وفيه كلمة «سوف» الثانية مفعول مطلق محذوف الزيادة والأصل تسويف.

وفي «سوف» لغات كثيرة منها : «سو يكون» بحذف لامها. «وسا يكون» بحذف اللام وإبدال العين «ألفا» للتخفيف ، «وسف يكون» بحذف عينها. والسّوف : الصّبر وإنه لمسوّف أي :صبور. كقول الشاعر :

هذا وربّ مسوّفين صبحتهم

من خمر بابل لذّة للشّارب

وتقول : فلان يقتات السّوف ، أي : يعيش بالأماني ، والتّسويف : المطل.

سيّ

لغة : السيّ : المثل ، والمثّنى ، سيّان. أي :مثلان ، والجمع أسواء تقول : ما هنّ لك بأسواء ، أي : بمثل ولا أمثال ، وتقول : «مكان سيّ» ، أي : مستو.

واصطلاحا : قد يستغنى بالتّثنية عن الإضافة ، واستغنوا بتثنية «سي» عن تثنية «سواء» فلم يقولوا «سواءان» إلا شذوذا ، كما في قول الشاعر :

فيا ربّ إن لم تقسم الحبّ بيننا

سواءين فاجعلني على حبّها جلدا

و «سيّ» جزء من «ولا سيّما».

سيّما

تتألّف «ولا سيما» من «الواو» الاعتراضيّة ، ومن «لا» النافية للجنس ، ومن «سيّ» اسم «لا» ، ومن «ما» التي قد تكون بمعنى اسم الموصول ، أو بمعنى النّكرة التّامّة ، أو زائدة ، وقد تحذف منها

__________________

(١) من الآية ٥ من سورة الضّحى.


«لا» فتقول : ««سيّما» وهي لغة ضعيفة ، وقد تخفّف «ولا سيّما» فيقال : «ولا سيّما».

وللاسم بعدها أوجه إعرابية تختلف إذا كان نكرة أو معرفة. فإذا كان معرفة جاز فيه الرّفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، مثل : «أحبّ العلماء ولا سيّما عالم» وجاز فيه الجر إما على أنه بدل من «ما» التي هي اسم موصول في محل جر بإضافة «سيّ» إليه ، أو التي هي نكرة تامّة بمعنى «انسان» في محل جر بالإضافة.

أو يكون الاسم «عالم» مجرورا بإضافة «سيّ» إليه إذا كانت «ما» زائدة.

أما إذ كان الاسم بعد «ولا سيما» نكرة جاز فيه الرّفع والنّصب والجرّ ، فالنّصب على أنه مشبّه بالمفعول به ، أو منصوب على التمييز ، والرّفع والجر كما سبق الشرح ، انظر : «لا» النافية للجنس.

وتأتي ولا سيما بمعنى خصوصا ، فتقع موقع المفعول المطلق لفعل محذوف تقديره «أخص» ويكون ما بعدها إما حالا ، مثل : «أحبّ الطفل ولا سيّما ضاحكا» ، أو جملة اسميّة في محل نصب حال ، مثل : «أحبّ الطفل ولا سيما وهو ضاحك» ، أو جملة شرطيّة مثل : «أحب الطفل ولا سيما إن ضحك» أو شبه جملة ، مثل : «أحب الطفل ولا سيما في مشيته».

السّينات

هي أنواع السّين ولها تسميات كثيرة منها : سين الاستقبال ، والسّين الأصلية ، وسين الطلب وسين الوجدان والسّين الزائدة.


باب الشين

هو من الحروف الشجريّة ، رخو مهموس يخرج من وسط اللسان بينه وبين وسط الحنك الأعلى ، وهو الحرف الثالث عشر من حروف الهجاء حسب الترتيب الألفبائيّ والحادي والعشرون في الترتيب الأبجديّ ، ويساوي في حساب الجمّل مئتين ، وهو حرف لم يأت مفردا في كلام العرب وانما جاء زائدا ، وقد يبدل من «كاف» التأنيث في لغة بعض القبائل فيقال : «رأيتش» بدلا من «رأيتك». كما يقال «لبّيش» بدلا من «لبّيك» وهذا ما يسمى الشنشنة أو الكشكشة والشين ليس من حروف المعاني.

الشّاذّ

لغة : تقول : شذّ شذّا وشذوذا عن الجماعة :ندر عنهم وانفرد فهو شاذّ ، والجمع شذّاذ ، وشواذّ ، والمصدر شاذّة. تقول شذّذه ، أي : صيّره شاذّا. والشّذّاذ من الناس : الذين يكونون في القوم وليسوا من قبائلهم وشذّاذ الآفاق : الغرباء.

واصطلاحا : شذّ القول : خالف القياس. وشذّ عن الأصول : خالفها. ومن الشاذ ما جاء في قول الشاعر :

وكان لنا أبو حسن عليّ

أبا برّا ونحن له بنين

حيث وردت كلمة «بنين» مرفوعة بالضمة وهذا مخالف للقياس لأن كلمة «ابن» تجمع «بالواو» في حالة الرفع و «بالياء» في حالتي النصب والجر ، حملا على جمع المذكر السّالم ، وكان الأصل :و «نحن له بنون» كما تقول : «جاء المعلمون» والشاذّ في الاصطلاح أيضا هو : السّماعيّ أي :ما سمع عن العرب وكان مخالفا للقاعدة العامّة. فقد روى الكوفيّون المسألة الزّنبوريّة شذوذا ، على هذا النحو : «كنت أظنّ أنّ العقرب أشدّ لسعة من الزّنبار فإذا هو إيّاها» والأصل الذي هو القياس : فإذا هو هي. ومن الشاذّ أيضا الذي سمع عن العرب ولم يعبأ به الجزم بـ «لن» والنصب بـ «لم» مثل : «لن يذهب أبي إلى عمله» ، ومثل : «لم يأكل أخي فطوره».

الشّاذّ في القياس والاستعمال

وهو الكلام الذي يخالف القاعدة العامّة والذي لم تستخدمه العرب كالجزم بـ «لن» والنصب بـ «لم» كالأمثلة السابقة. ومثل : «لم يدرس أخي درسه ولن يدرسه» فهذا من الشاذ الذي لا يعبأ به ولم تستعمله العرب ، ومثل : كلمة «مقوول» على وزن «مفعول» ، فنطقت العرب «مقول» بدلا من «مقوول» ومثله «مبيع» بدلا من «مبيوع» و «مصون» بدلا من : «مصوون».

الشاذ في القياس والسّماع

هو الشاذ في القياس والاستعمال. مثل :


«استنوق الجمل» في السّماع فهو شاذ. «واستناق الجمل» وهو قياسيّ ولكنه لا يستعمل.

الشّاغل

لغة : تقول شغل شغلا وشغلا وأشغله بكذا : جعله مشغولا به وشغل منه بكذا : التهى به عنه.

ويقال : «ما أشغله» وهو شاذ لأنه لا يتعجّب من المجهول.

اصطلاحا : الشاغل هو المشغول به. والشغل هو الإسناد.

الشّاهد

لغة : شهد شهودا عل كذا : أخبر به خبرا قاطعا. وشهد شهادة بكذا : حلف فهو شاهد والجمع شهد وشهود وأشهاد. «اشهد» : قتل في سبيل الله «تشهّد» وزن تفعّل : طلب الشهادة.

«استشهد» ، وزن استفعل ، سأله أن يشهد.

«الشاهد» اسم فاعل : الذي يخبر بما شهده. ومنه قولهم : «ما له رواء ولا شاهد» أي : ما له منظر ولا لسان.

واصطلاحا : هو كلام لمن يوثق بعربيّتهم يؤتى به إثباتا لقاعدة من قواعد النحو ، ويكون هذا الشاهد :

١ ـ من القرآن الكريم أصح المصادر التي تقوم عليها قواعد العربيّة على أسس سليمة إذ تستمد من أصل لا حب واضح المعالم لا ترى فيه عوجا ولا أمتا.

٢ ـ حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم إذا صحّ اسناده إلى النبي.

٣ ـ كلمات الأعراب في البادية ، إذ كان العلماء يخرجون إلى البادية ، ويقضون فيها الأعوام الطوال ، جنبا إلى جنب مع سكانها ، فيسمعون ويدوّنون كل ما يطرق أسماعهم من أحاديث الإبل ، والمرعى ، والزواج ، والطلاق ... وغير ذلك مما يتعلق بشؤونهم الحياتيّة.

٤ ـ قبائل العرب الذين أخذت عنهم اللغة وبهم اقتدي من قبائل العرب مثل : قيس ، وقريش ، وتميم ، وأسد ، ثم هذيل ، وبعض كنانة.

الشّبه

لغة : تقول : شبّهه إيّاه وشبّهه به : مثّله به.

واسم الفاعل منه : «شابه» ، و «أشبه» على وزن «أفعل».

يقال : أشبه فلان أمّه ، أي : صار ضعيفا عاجزا كالمرأة ، ويقال : «ما أشبه اللّيلة بالبارحة» مثل يضرب في تشابه اللّاحق بالسّابق.

شبه الأدوات

هو في لغة الاصطلاح : الأسماء المبنيّة كأدوات الشرط والاستفهام.

شبه الاستثناء

في الاصطلاح : هو استعمال الكلمتين «ولا سيما وبيد» في الاستثناء.

الشبه الاستعماليّ

في الاصطلاح : هو أن ينوب الاسم عن الفعل في المعنى والعمل ويلزم طريقة واحدة من طرائق الحروف فيبنى ، ولا يدخل عليه عامل وهو يكون على نوعين :

الأول : كلمة «هيهات» بمعنى «بعد» هي اسم فعل بمعنى الماضي و «صه» اسم فعل أمر بمعنى : اسكت. مبنيّ على السكون فلا يتأثر بعامل قبله ، ويتضمّنان معنى أتمنى وأترجى فهما شبيهان بـ «ليت» و «لعلّ».


شبه الجزم

هو البناء على السّكون في الأمر الصحيح الآخر ، مثل : اكتب.

شبه الجمع

وهو في الاصطلاح : اسم الجنس الجمعي.

شبه الجملة

وهو على نوعين في رأي أكثر النحاة ثم زيد عليه نوع ثالث. وهذه الأنواع هي :

١ ـ الظّرف ، كقوله تعالى : (فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ)(١) والتقدير : يوم إذ نقر في الناقور ، فتكون «يوم» ، ظرفا اكتسب البناء من اضافته إلى «إذ» و «إذ» بدورها مضافة إلى الجملة الفعليّة المعوّض منها بالتنوين الذي يسمّى تنوين العوض.

٢ ـ الجار والمجرور كقوله تعالى : (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ)(٢) ، «على الله» : جار ومجرور متعلق «ب «توكلت» وهو شبه جملة ، وتسمّى شبه الجملة : الجار والمجرور ، الصّفة ، وشبه المشتقّ ، وشبه الوصف.

٣ ـ يعتبر اسم الفاعل مع مرفوعه أو اسم المفعول مع مرفوعه ، في باب الموصول ، شبه جملة ، مثل الظرف والجار والمجرور ، وذلك حين يقعان صلة «أل» ، كقول الشاعر :

الودّ أنت المستحقّة صفوه

مني وإن لم أرجو منك نوالا

والتقدير : انت التي تستحقّين الودّ ، حيث أتت شبه الجملة ، المؤلّفة من اسم الفاعل «المستحقّة» مع مرفوعه الضمير المستتر ، ومفعوله وهو كلمة «صفوه» ، هي صلة «أل» التي بمعنى اسم الموصول «التي». وتسمى شبه الجملة هذه : الصّلة.

شبه الحال

في الاصطلاح : هو خبر كان واخواتها. وذلك حين يعمل اسم الاشارة عمل «كان» واخواتها ويكون خبره : الحال ، أو شبه الحال ... مثل : هذا الكوكب بدرا.

شبه الصّحيح

اصطلاحا : هو الاسم الذي ينتهي بواو أو بياء متحركة قبلها ساكن مثل : ظبي ، دلو.

شبه الظّرف

هو في الاصطلاح على نوعين :

الأول : الظرف المتصّرف الذي لا يلازم الظرفيّة ، ويفارقها إلى الجرّ فقط ، فيصير جارا ومجرورا كقوله تعالى : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ)(٣) فيكون «من بعد» «جارا ومجرورا» هو شبه ظرف ، فكل جار ومجرور هو شبه ظرف وليس العكس.

الثاني : الجار والمجرور كقوله تعالى : (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً)(٤).

شبه العجمة

ويسمى شبه العلميّة. هو العلم الذي لم تسمّ به العرب أصلا ، ولكن له نظائر في العربيّة ، مثل :«إبليس». أو هو العلم الذي ينتهي بواو ونون ولا يدل على جمع بل على مفرد ، وهذا من خصائص الأسماء الأعجميّة ، مثل : «زيدون».

__________________

(١) من الآية ٩ من سورة المدّثّر.

(٢) من الآية ٥٦ من سورة هود.

(٣) من الآية ٢٧ من سورة البقرة.

(٤) من الآية ٥٥ من سورة الفرقان.


شبه الفاعل

هو في الاصطلاح : اسم «كان واخواتها».

شبه فعالل وفعاليل

هو ما صيغ على هذين الوزنين من كلمات في الحركات والسّكنات دون أن يقابل الحرف الزائد أو الأصلي بمثله في الوزن. مثل : جواهر. تشبه «فعالل» في الوزن ، في الحركات والسّكنات دون اعتبار للحروف الأصلية أو الزائدة ، ومثل :«الأعيب» على وزن «فعاليل». وأصل وزنها «أفاعيل» ، وشبه وزنها فعاليل ، أي : في الحركات والسكنات فقط. وهذان الوزنان «فعالل وفعاليل» هي من صيغ منتهى الجموع التسع عشرة والتي سميت بهذا الاسم لأنه لا يجوز جمعها ثانية بخلاف بعض جموع التكسير الأخرى مثل :شجرة ، شجر ، أشجار ... وهذه الصيغ هي :

١ ـ فعالل وفعاليل ، مثل : دراهم وقناديل.

٢ ـ أفاعل وأفاعيل ، مثل : أنامل وأساليب.

٣ ـ تفاعل وتفاعيل ، مثل : تجارب وتقاسيم.

٤ ـ مفاعل ومفاعيل ، مثل : مساجد ومواثيق.

٥ ـ يفاعل ويفاعيل ، مثل : يحامد وينابيع.

٦ ـ فواعل وفواعيل ، مثل : جوائز وطواحين.

٧ ـ فياعل وفياعيل ، مثل : صيارف ودياجير.

٨ ـ «فعائل» ، مثل : ذبائح ، «فعالى» ، مثل :عذارى ، «فعالى» ، مثل : عطاشى ، «فعال» ، مثل : صحار ، «وفعالى» ، مثل أمانيّ.

وما كان منه على وزن الأخير «فعاليّ» مثل :«كراسيّ» يجوز تخفيفه فتقول : «كراسي» و «كراس».

شبه الفعل

هو اصطلاحا ، الأسماء التي تشبه الأفعال في العمل والدّلالة على الحدث ، مثل : «التلميذ كاتب فرضه» ؛ «كاتب» : اسم فاعل هو خبر المبتدأ مرفوع. «فرضه» : مفعول به لاسم الفاعل «كاتب» «والهاء» في محل جر بالإضافة. وهذه الأسماء المشبهات بالأفعال قد تكون مصدرا ، مثل :«أكل ، درس ، نوم» واسم فاعل ، مثل : «دارس» ، «نائم». واسم مفعول ، مثل : «مأكول» ، «مدروس» وصفة مشبهة ، مثل : «جميل» ، «مشرق» ، وأمثلة مبالغة ، مثل : «جبّار» ، وأفعل التفضيل ، مثل : «أجود» ، «أحلى» ، «أكرم» ، واسم الزّمان ، مثل : «مغرب» ، «مشرق» واسم مكان ، مثل : «مكتب» ، «مدرسة» ، واسم الآلة ، مثل : «مكنسة» ، «منشار».

شبه الفعل المجهول

وهو في الاصطلاح اسم المفعول ، مثل :«التلميذ محبوب اجتهاده». «اجتهاده» نائب فاعل لاسم المفعول «محبوب». والاسم المنسوب مثل : «فؤاد لبنانيّ أصله» ؛ فكلمة «أصله» نائب فاعل «لبنانيّ» الاسم المنسوب إلى «لبنان». ووجه الشبه بينهما وبين الفعل المجهول أن كلّا منهما يرفع نائب فاعل.

شبه المثنّى

هو ما يسمّى اصطلاحا الملحق بالمثّنى ، مثل : اثنان ، واثنتان ، وكلا وكلتا. كقوله تعالى : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما)(١).

شبه المشتقّ

اصطلاحا : هو شبه الجملة. وسمّي بذلك لتعلقه بمحذوف مشتق تقديره : كائن.

شبه المفاعيل

هو كل ما يشبه المفعول به وتشمل هذه

__________________

(١) من الآية ٢٣ من سورة الإسراء.


التّسمية : المفعول المطلق ، المفعول معه ، المفعول لأجله ، والمفعول فيه.

شبه الملك

وهو في الاصطلاح أحد معاني حروف الجر مثل «اللام» التي تفيد الملك أحيانا مثل : «كتاب زيد» أي : كتاب لزيد ، كما تفيد شبه الملك ، مثل :«العقل للإنسان».

شبه منتهى الجموع

هو الاسم الذي على إحدى صيغ منتهى الجموع ولكنّه يدل على واحد ، مثل : «صيارف» ، «سراويل» وهو قد يمنع من الصرف لشبهه بصيغ منتهى الجموع وقد لا يمنع من الصّرف لأنه ليس منها بل يدلّ على واحد.

شبه النفي

وهو في الاصطلاح النّهي ، مثل قول الشاعر :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك ، إذا فعلت ، عظيم

حيث أتت «لا» الناهية وجزمت المضارع «تنه» بحذف حرف العلّة من آخره وهو أيضا : الاستفهام ، الذي يتضمّن معنى النّفي ، كقوله تعالى : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً)(١) والمعنى : ليس أحد أصدق حديثا من الله.

شبه الوصف

هو اصطلاحا ، نوعان : الجار والمجرور ، شبه الجملة ، كقوله تعالى : (إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ)(٢) وحروف الجر التي تسمّى : الصّفة.

الشّبه

لغة : هو بمعنى الشّبه : المثل.

اصطلاحا : الشّبه : هو علّة بناء الاسم إذا أشبه الحرف والاسم إذا أشبه الفعل فهو ممنوع من الصّرف.

الشّبه الاستعماليّ

مثل : «هيهات» بمعنى : «بعد» فلا يدخل عليه عامل ولا يؤثر فيه ولا يتأثر به. ومثل «صه» فهو مبنيّ على السّكون ، بمعنى : «اسكت».

الشّبه الافتقاريّ

هو الذي يكون فيه الاسم مفتقرا افتقارا أصيلا إلى جملة ، كاسم الموصول المفتقر إلى صلة ، وهو بهذا الافتقار يشبه الحرف ويلازم هذا الشبه.

مثل : «الذي يحبّني فهو مخلص». جملة «يحبني» صلة الموصول.

الشّبه الإهمالي

هو الذي يكون فيه الاسم غير عامل في ما بعده وغير معمول لما بعده كفواتح السّور القرآنيّة ، مثل : الم ، المص ، المر ، وتقرأ : «ألف لام ميم» و «ألف لام ميم صاد» ، و «ألف لام ميم راء».

الشّبه الجموديّ

وهو اصطلاحا الاسم الذي يكون جامدا فلا يثنّى ، ولا يجمع ، ولا يصغّر ، كالضمائر ، مثل :«هو الله الذي لا إله إلا هو».

الشّبه اللّفظيّ

هو اصطلاحا لفظ الاسم المطابق تماما للفظ الحرف مثل : «حاشا لله». «حاشا» : مفعول مطلق لفعل محذوف. و «حاشا» الفعليّة مثل : «أحبّ

__________________

(١) من الآية ٨٧ من سورة النّساء.

(٢) من الآية ٥٦ من سورة هود.


العلماء حاشا السّفهاء» حيث تكون «حاشا» فعل ماض جامد أو حرف جر. ويجوز في «السفهاء» النصب على المفعول به إذا اعتبرت «حاشا» فعلا ماضيا. والجر على اعتبار «حاشا» حرف جر.

وذلك لأنها غير مسبوقة بـ «ما» المصدريّة. أمّا إذا تقدمتها «ما» فإنها فعل ماض جامد ، لا غير.

الشّبه المعنويّ

يكون في الاسم الذي يتضمّن معنى من معاني الحروف ، مثل : كلمة «متى» فإنها في مثل : «متى نأتنا نكرمك» شبيهة بـ «إن» الشرطية ، وفي مثل : «متى جئت؟» شبيهة بهمزة الاستفهام.

الشّبه النّيابيّ

هو في الاصطلاح ، الشبه الاستعمالي.

الشّبه الوضعيّ

هو أن يكون الاسم موضوعا على حرف واحد ، أو على حرفين اثنين بحيث يكون شبيها بوضعه لا بمعناه بحرف من الحروف ، مثل : «علّمتنا الصّبر والاجتهاد» ، فالتاء في «علّمتنا» موضوعة على حرف واحد فهي شبيهة «بواو» العطف و «تاء» القسم و «واو» ربّ. و «نا» في علّمتنا موضوعة على حرفين فهي شبيهة بالحرف «قد» الذي يفيد التحقيق أمام الفعل الماضي ، والتقليل أمام الفعل المضارع كما هي شبيهة بالحرف «بل» الذي يفيد الاستدراك.

شبهك

هي من الأسماء المتوغّلة في الإبهام والتي لا تفيد ولا تخصّ واحدا بعينه ، وهي ملازمة للإضافة ، ولا تستفيد منها تعريفا ، وهذه الأسماء هي : «غير» ، «مثل» ، «شبهك» ، «خدنك» ، «ناهيك» ، «حسبك» ، «تربك» ، «ضربك» ، «ندّك» ، «شرعك» ، «نجلك» ، «قطك» ، «قدك» ، «سواك» ، «كفؤك» ، «نهيك» ، «هدك» ، «قيد الأوابد» واحد أمّه ، عبد بطنه ، والظروف كلها سواء أضيفت إلى مفرد أم إلى جملة.

راجع : الأسماء والإضافة.

الشّبيه

لغة : الشّبيه هو المثيل والجمع شباه.

واصطلاحا : تستعمل كلمة الشّبيه استعمالات عديدة منها :

الشّبيه بالصّحيح

هو الاسم الذي ينتهي بواو متحركة أو بياء متحركة قبلها ساكن.

الشبيه بالمشتقّ

هو اصطلاحا : الملحق بالمشتق وهو شبه الجملة.

الشبيه بالمصغّر

هو الاسم الذي في تكوين مادته على صيغة التصغير لكنه غير مصغّر مثل : «كان الرجل مهيمنا على أصحابه ومسيطرا عليهم» فكلمة «مهيمن» وكلمة «مسيطر» على صيغة التصغير في تكوين مادتيهما وليستا مصغّرتين. وكقوله تعالى : (فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ)(١) فكلمة «مصيطر» على صيغة التّصغير وهي غير مصغّرة.

ومن النحاة من لا يقول بتصغيره بل يحذف «الياء» الزائدة للتصغير ويضع مكانها «ياء» أخرى فيبقى اللفظ كما هو ، لكن الفرق بين الصورتين هو أن الكلمة بياء التصغير تجمع على «مهيمنون»

__________________

(١) من الآيتين ٢٠ و ٢١ من سورة الغاشية.


جمع مذكر سالم : «بالواو» في حالة الرّفع و «مهيمنين» : بالياء في حالتي النصب والجر.

وأما إن كانت «الياء» لغير التصغير فتجمع الكلمة جمع تكسير بعد حذف الياء الزائدة فتقول :«مهامن». حتى لا نقع في الالتباس بين جمع الاسم المصغر والمكبّر في الدّلالة على الكثرة أو على التصغير.

الشّبيه بالمضاف

هو الاسم المشتق الذي يعمل في ما بعده الجر على اللفظ ويكون له محل آخر من الإعراب مثل : «يا طالعا جبلا احترس من الانزلاق».

«طالعا» منادى منصوب على أنه مفعول به ...

«جبلا» : مفعول به لاسم الفاعل «طالعا» ويصح أن نقول : «يا طالع الجبل» «الجبل» مضاف إليه مجرور لفظا منصوب محلّا على أنه مفعول به لاسم الفاعل.

الشّبيه بالمعرفة

هو أفعل التفضيل المجرّد من أل والإضافة وبعده «من» ، مثل : «الشمس أكبر من الأرض».

وتشبه المعرفة النكرة المحلّاة بـ «أل» الجنسيّة فتكون في اللفظ معرفة وفي المعنى نكرة ، كقول الشاعر :

ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني

فمضيت ثمّت قلت لا يعنيني

فكلمة «اللئيم» معرفة باللفظ لكنها نكرة في المعنى.

الشّبيه بالمفرد

هو الذي يكون لا مفردا ولا مضافا فهو شبيه بالمضاف لقربه منه وشبيه بالمفرد لتوسطه بينه وبين المضاف.

الشّبيه بالمفعول

وهو الاسم الذي يكون منصوبا لا على أنه مفعول به ، لأن العامل يكون لازما ، فلا يتعدّى إلى المفعول ، مثل الصفة المشبهة التي تنصب ما بعدها ، مثل : «سمير حسن الوجه» «الوجه» منصوب على التشبيه بالمفعول به لأن الصفة المشبّهة «حسن» مأخوذة من اللّازم «حسن».

الشبيهات بالمفعول

اصطلاحا : شبه المفاعيل.

شتّان

هو اسم فعل ماض بمعنى : «بعد» : وهو مبني على الفتح ، وقد يكون مبنيّا على الكسر ولا يدخل على فعل ، مثل : «شتان ما بين الأخوين». «شتان» اسم فعل مبنيّ على الفتح. «ما» زائدة بعد «شتان» «بين» ظرف وهو مضاف «الأخوين» :مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنّى. ومثل : «شتّان ما بينهما» حيث يصح في «بينهما» النصب ، على الظرفيّة على القياس وهو الأصل ، والرّفع على أنه فاعل لاسم الفعل «شتّان». ومثل : «شتّان ما زيد ورفيقه» «ما» زائدة. «زيد» فاعل مرفوع.

الشّدّ

لغة : تقول : شدّ العقدة : قوّاها وأوثقها ، وشدّ على يده : أعانه.

اصطلاحا : الشدّ : هو الإدغام ، أي : إدخال حرف ساكن بحرف آخر من جنسه متحرّك مثل «شدّ» أصلها : شدد و «مدّ» أصلها : مدد. وفي الاصطلاح يعني أيضا : الشّدّة. وهي () الشّين الصغيرة التي ترسم فوق الحرف بعد الإدغام.

شذر مذر

اسمان مركبان تركيب خمسة عشر أي : مبنيّان


على الفتح في محل نصب حال. ومعناهما : التفرقة.

يقال : تشذّر القوم : تفرّقوا وذهبوا في كل وجه وفيها لغات منها :شذر مذر ، شذر مذر ، ويقول : «ذهبوا شذر مذر بذر» أي : ذهبوا في كل وجه. تقول : «ذهبت غنمك شذر مذر».

الشّرط

لغة : الشّرط والشريطة : المعروف. والجمع شروط وشرائط. والشّرط : إلزام الشيء والتزامه في البيع ونحوه. وفي الحديث : لا يجوز شرطان في بيع ، هو كقولك : بعتك هذا الثّوب بدينار ، ونسيئة بدينارين.

اصطلاحا : في النحو هو تعليق حصول أمر بآخر بواسطة إحدى أدوات الشرط. أو هو فعل الشرط ، أو هو الجملة الشرطيّة.

أدوات الشرط : وأدوات الشرط قسمان : قسم يجزم فعلا واحدا وأدواته : «لم ، لمّا ، لام الأمر ، لا الناهية» مثل : لم يكتب التلميذ فرضه ، و «لما يذهب إلى مدرسته» ، «فليلق جزاء إهماله» ، «لا تهمل واجباتك». والقسم الثاني يجزم فعلين يسمى الأول فعل الشرط والثاني جوابه ، كقوله تعالى : (إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ)(١) «ينتهوا» مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وهو فعل الشرط. «يغفر» مضارع مجزوم بالسكون وهو جواب الشرط ويسمى أيضا جزاء الشرط.

وبالنسبة للعمل تقسم أدوات الشرط إلى قسمين : أدوات جازمة كما سبق وأدوات غير جازمة وهي : لو ، لو لا ، إذا ، ... كقول الشاعر :

لو لا اصطبار لأودى كلّ ذي مقة

لمّا استقلّت مطاياهنّ للظّعن

انظر : جزم المضارع.

الشّرط الامتناعيّ

هو الذي يدل على امتناع شيء لوجود غيره وأدواته ، هي : لو ، لو لا ، لو ما. كقول الشاعر السّابق : لو لا اصطبار ... وكقول الشاعر :

لو قلت ما في قومها لم تيثم

يفضلها في حسب وميسم

شرط الأمر

هو الفعل المجزوم بجواب الأمر ، مثل قوله تعالى : (وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي)(٢) انظر «لو» «لو لا» و «لو ما».

الشّرط الجازم

هو ما كانت أدواته جازمة فعلين ، يسمى الأول فعل الشرط ، والثاني جوابه أو جزاؤه ، سواء أكان الجزم ظاهرا لفظا ، أو مقدّرا ، كقوله تعالى : (فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ)(٣) «إن» أداة شرط تجزم فعلين الأول فعل الشرط ، والثاني جوابه أو جزاؤه.

«شهدوا» : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. و «الواو» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. وهو في محل جزم فعل الشرط. «الفاء» : الرابطة لجواب الشرط «لا» الناهية تجزم الفعل المضارع. «تشهد» مضارع

__________________

(١) من الآية ٣٨ من سورة الأنفال.

(٢) من الآية ٥٤ من سورة يوسف.

(٣) من الآية ١٥٠ من سورة الأنعام.


مجزوم بالسكون الظاهرة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت والجملة «فلا تشهد» في محل جزم جواب الشّرط.

الشّرط غير الامتناعيّ

هو الشرط الحقيقيّ الذي يتعلّق فيه حصول أمر بآخر بواسطة إحدى أدوات الشرط. مثل : «من راقب الناس مات همّا». وكقول الشاعر :

إذا هملت عيني لها قال صاحبي

بمثلك هذا لوعة وغرام

الشّرط غير الجازم

هو الذي تكون أدواته غير جازمة ، كقول الشاعر :

إذا أتتك مذمّتي من ناقص

فهي الشّهادة لي بإنّي كامل

«إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط خافض لشرطه منصوب بجوابه مبني على السكون في محل نصب على الظرفيّة.

«أتتك» فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف المحذوفة منعا من التقاء ساكنين و «التاء» الثانية للتأنيث والكاف : ضمير متصل في محل نصب على التشبيه بالمفعول به والأصل : أتت إليك «مذمتي» : فاعل مرفوع بالضمة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم ... و «الياء» في محل جر بالإضافة. «فهي» «الفاء» : الرابطة لجواب الشرط «هي» : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ «الشهادة» خبره ، والجملة الاسميّة في محل جزم جواب الشرط. انظر : أدوات الشرط غير الجازمة.

الشّرط والقسم

لكلّ من الشّرط والقسم جواب خاصّ به ، غير أن جواب الشرط يجب أن يكون مجزوما ، إذا كان مضارعا ، أو مبنيا في محل جزم إذا كان ماضيا أو مضارعا مبنيا ؛ أمّا القسم ، فإذا كان استعطافيّا ، أي : جملة طلبيّة يراد بها توكيد جملة أخرى فلا بدّ أن يكون جوابه جملة طلبيّة. راجع : اجتماع الشرط والقسم واجتماع الشرط والقسم ونسبة الجواب لأحدهما.

شرع

هي من أخوات «كاد» ومن أفعال الشّروع بخاصّة ، هي من النواسخ التي تعمل عمل كان في دخولها على المبتدأ والخبر ، ورفع المبتدأ اسما لها ونصب الخبر خبرا لها. مثل : «شرع الزّوج يبني بيته» «الزوج» : اسم شرع مرفوع وجملة «يبني بيته» في محل نصب خبر «شرع». وقد يكون تاما فيكتفي بمرفوعه فتقول : «شرع زيد» أي : ظهر زيد إذا كنت تترقّب قدومه. أو بدأ زيد إذا كنت تنتظر أن يبدأ. ولأفعال الشروع أحكام كثيرة : انظر أحكام أفعال الشروع.

الشّركة

لغة : شرك شركا وشركة وشركة : صار شريكا.

وتقول : شاركه وتشاركا : وقعت بينهما شركة.

اشترك الأمر : وزن «افتعل» أي : التبس وأشركه في أمره : جعله شريكا له فيه.

واصطلاحا : الشّركة : العطف نظرا لاشتراك المعطوف والمعطوف عليه في حكم إعرابيّ واحد ، مثل : «أقبل المعلمون والمعلمات إلى مدرستهم». «المعلمون» المعطوف عليه فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكّر سالم و «الواو» :حرف عطف. «المعلمات» اسم معطوف على «المعلمون» مرفوع بالضّمّة الظّاهرة على آخره.


شرعك

هي من الأسماء المتوغّلة في الإبهام ، ملازمة للإضافة ولا تستفيد منها تعريفا ومعناها : حسبك.

راجع : الأسماء والإضافة.

شطر

لغة : شطر شطر فلان : قصد قصده. الشّطر يجمع على أشطر وشطور : الجهة والناحية.

ويقال : شطر شطره : قصد قصده.

واصطلاحا : هو ظرف منصوب على الظرفيّة المكانيّة ومعناه الناحية أو الجهة ، كقوله تعالى : (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)(١) أي تلقاءه. أو ناحيته.

شغر بغر

لغة : تقول : الشّغر والشّغر مصدران من شغر وتقول : شغر الناس : تفرقوا والشّغار مصدر أيضا من «شغر» ومعناه : الطّرد والنفي.

واصطلاحا : يقال : شغر بغر أي : تفرّقوا في كلّ وجه. تقول : «تفرّق القوم شغر بغر ، أي : في كلّ وجه و «شغر بغر» اسمان مركبان تركيب خمسة عشر أي : تركيبا مزجيّا ، فهما مبنيّان على الفتح ، ويعربان حالا مبنيّة على الفتح والتقدير : متفرّقين.

الشّك

لغة : تقول : شكّ في الأمر شكّا : ارتاب فيه فهو شاكّ ، والامر مشكوك فيه «شكّك» وزن «فعّل» : ألقاه في الشّكّ. تشكّك ، وزن «تفعّل» ، شكّك وارتاب. والشّكّ يجمع على شكوك وهو خلاف اليقين. وهو اصطلاحا من معاني «أو» العاطفة و «إمّا» كقوله تعالى : (قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ)(٢).

الشّكلة

لغة : شكل الأمر شكلا : التبس. وشكل شكلا : كان أشكل. شكّل الأمر ، وزن فعّل ، التبس. وأشكل الأمر : التبس.

واصطلاحا : شكل الكتاب : قيّده بالحركات كأنّه أزال عنه الإشكال والالتباس. والشّكل ، هو الحركة.

الشّمال

لغة : شملت الريح شمولا : تحوّلت شمالا ؛ وشمل شملا الشّيء : عرّضه للشمال. الشمال : هو ضد اليمين. يقال : «فلان عندي بالشّمال» إذا خسّت منزلته ، و «هو عندي باليمين» أي : بمنزلة حسنة.

واصطلاحا : هو ظرف من أسماء الجهات ، يدل على مكان مبهم ، وله أحكام يشترك فيها مع أوّل ، أمام ، وراء. (انظر أحكام : قبل ، بعد ، أمام ، قدّام ...).

الشّمول

لغة : شمل شملا وشملا وشمولا الأمر القوم :عمّهم. وشمّله تشميلا ، وزن «فعّل» ، لفّه بالشّملة. وأشمل الشاة ، وزن أفعل ، جعل لها شمالا. وأشمل القوم خيرا أو شرّا عمّهم به. تشمّل تشمّلا بالشّملة ، وزن «تفعّل» : تلفّف بها. اشتمل بالثوب ، وزن «افتعل» تلفّف به وأداره على جسمه كلّه.

واصطلاحا : هو الأسلوب الذي يرفع توهّم

__________________

(١) من الآية ١٥٠ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ١١٣ من سورة المؤمنون.


المجاز في ذكر الكلّ ، واراده البعض ، ويكون بالألفاظ الآتية : «كل» ، «كلا» ، «كلتا» ، «أجمع» ، مثل قوله تعالى : (لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(١) وكقوله تعالى : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍ)(٢) وكقوله تعالى : (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها)(٣) وكقوله تعالى : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً)(٤).

الشّنشنة

لغة خاصة بأهل اليمن ومفادها قلب الكاف شينا مطلقا. فقد يسمع بعض أهل اليمن يقول في عرفة : لبّيش اللهمّ لبّيش يقصد : لبّيك اللهم لبّيك.

ويقال : لا تزال هذه اللغة سائدة في لغة حضرموت العاميّة. أما ابن عبد ربّه فقد نسب هذه الظاهرة اللغويّة إلى قبيلة تغلب.

__________________

(١) من الآية الأولى من سورة التغابن.

(٢) من الآية ٢٣ من سورة الإسراء.

(٣) من الآية ٣٣ من سورة الكهف.

(٤) من الآية ٩٩ من سورة يونس.


باب الصاد

حرف الصاد هو حرف مهموس رخو مطبق وبذلك نفرّق بينه وبين السين وهو من حروف الصفير ويأتي الرابع عشر من حروف الهجاء في الترتيب الألفبائي ، والثامن عشر في الترتيب الأبجدي ، ويساوي في حساب الجمّل الرقم تسعين. ولا يأتي مفردا في كلام العرب ولا زائدا ولا بدلا ، و «ص» اسم للسورة الثامنة والثلاثين من سور القرآن الكريم.

صار

فعل ماض ناقص ، من أخوات «كان» ، بمعنى : رجع وتحوّل ، وهو من الأفعال النّاقصة التي تتصرّف تصرّفا كاملا أي : يؤخذ منها مضارع وأمر ومصدر ، ويعمل عمل «كان» فيدخل على المبتدأ والخبر فيرفع الأول اسما له وينصب الثاني خبرا له ، كقول الشاعر :

ولمّا صار ودّ النّاس خبّا

جزيت على ابتسام بابتسام

وتشترك مع «كان» بأحكام كثيرة ، راجع : «كان» وأخواتها.

ويأتي الفعل «صار» تاما أي : غير ناقص فيكتفي بالفاعل ويكون بمعنى : رجع أو انتقل كقوله تعالى : (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ)(١) أي : تؤول الأمور وترجع.

صباح مساء

ظرف مركب تركيبا مزجيّا مبني على فتح الجزءين في محل نصب على الظرفيّة الزمانيّة ، وهو يلازم الظرفيّة تقول : «أزوره صباح مساء» أي : ألازمه في أي وقت صباحا ومساء.

صاحب الحال

هو الاسم الذي يبيّن الحال هيئته ويكون إما فاعلا ، مثل : «جاء الولد راكضا» ، أو مفعولا به ، كقوله تعالى : (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ)(٢) أو فاعلا ومفعولا به مثل : «واجه سمير جميلا ضاحكين» أو نائب فاعل ، مثل : «تؤكل الفاكهة ناضجة» أو مضافا : «تركت أثاث الغرفة نظيفا» أو مضافا إليه ، كقوله تعالى : (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً)(٣). انظر : الحال.

الصّحاح

لغة : جمع صحيح ، أي : السالم من كل عيب.

واصطلاحا : الحروف الصحيحة.

__________________

(١) من الآية ٣٥ من سورة الشورى.

(٢) من الآية ٣٣ من سورة ابراهيم.

(٣) من الآية ٤٨ من سورة المائدة.


الصّحّة

لغة : مصدر صحّ أي : سلم من كل عيب.

واصطلاحا : سلامة الفعل من حروف العلّة وخلوه منها. وهي في الاصطلاح أيضا بمعنى : إبقاء الحرف على وضعه الأصليّ ، مثل : «الواو» في «قول» «والياء» في «بيع» وبعد الإعلال نقول :قال وباع.

الصّحيح

لغة : صفة مشبهة من الفعل صحّ ، والمعنى :سلم من العيب.

واصطلاحا : هو اللفظ الذي ليس في حروفه الأصليّة حرف علّة ، سواء أكان فعلا ، مثل :«درس ، سرق» ، أو اسما ، مثل : «قلم ، دفتر».

نوعاه : الصحيح على نوعين : الاسم الصحيح مثل : «شعر» ، «خدّ» ، والفعل الصحيح ، مثل : «كتب ، رقص» ، وهو في لغة الاصطلاح أيضا : الجمع السّالم ، الحرف الصحيح ، الفعل الصحيح ، الاسم الصحيح.

الصّدارة

لغة : هي بمعنى : التقدم

واصطلاحا : حقّ الصّدارة أي : اختصاص الكلمة بوقوعها في أوّل الكلام. والأسماء التي لها حق الصّدارة هي : أسماء الشرط مثل قوله تعالى : (وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ)(١) «من» اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، وأسماء الاستفهام مثل : «ما رأيك؟» «ما» : اسم استفهام في محل رفع خبر مقدم ، ومثل :«من جاء؟» «من» : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ و «كم» الخبريّة : مثل «كم طبيب في المدينة» «كم» اسم نكرة هو كم الخبرية مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

«وكم» الاستفهامية : مثل : «كم ضيفا زارك؟» «كم» : اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ، و «ما» التّعجّبيّة مثل : «ما أصفى السّماء!» «ما» : التّعجّبيّة مبنيّة على السّكون في محل رفع مبتدأ.

الصّدر

لغة : صدر الشيء أوّله ، واصطلاحا : هو القسم الأول من الكلمة المركبة مثل كلمة «خمسة» من المركب «خمسة عشر» ومثل «حيص» من المركب حيص بيص ، وفي الشّعر صدر البيت أي : الشطر الأول منه والعجز هو الشطر الثاني.

صدر الجملة

اصطلاحا : هو اللفظ الذي تبدأ به الجملة سواء أكان مسندا أو مسندا إليه ، دون اعتبار ما تقدم من حروف ، مثل : «جاء زيد» «الطقس بارد» «جاء» في الجملة الفعليّة هو المسند وهو صدر الجملة. «الطقس» في الجملة الاسميّة هو صدر الجملة وهو المسند إليه ، ومثل : «إنّ الطقس بارد» يبقى الاسم المسند إليه «الطقس» هو صدر الجملة رغم تقدّم الحرف المشبه بالفعل «إنّ» عليه.

صدر الكلام

هو كل ما أتى في أول الكلام ، ولو كان حرفا ، ويغيّر معنى الكلام ويؤثر في مضمونه ؛ فيحتل صدر الكلام كل من : حروف النفي والتّنبيه ، والاستفهام ، والشرط ، والتحضيض ، وإنّ وأخواتها ، أما الأفعال فانها لم تلزم الصّدر ، كأفعال القلوب والأفعال النّاقصة ، أمّا الأسماء التي

__________________

(١) من الآية ١٠٨ من سورة البقرة.


تتضمن معنى فمرتبتها الصّدر وإن لم تكن معرفة لهذا يتقدم اسم الإشارة فنقول : «هذا سمير». لأنّ اسم الإشارة يتضمن معنى الإشارة.

الصّرف

لغة : هو مصدر للفعل صرف ، صرف الشيء أي : ردّه ودفعه.

واصطلاحا : هو التنوين ، تنوين التمكين ، الاشتقاق ، الخلاف ، ويراد بالصّرف في لغة النحو إمّا التّنوين وحده أو التّنوين والجرّ معا ، لذلك فإن الاسم الممنوع من الصرف لا ينوّن ولا يجرّ بالكسرة. انظر : الممنوع من الصرف. ويراد به أيضا ، العلم الذي يبحث عن صيغ الكلمات العربيّة من حيث دراسة بنية الألفاظ لإظهار ما في حروفها من أصالة ، أو زيادة ، أو حذف ، أو إبدال ، أو صحّة ، أو إعلال ، أو قلب ، أو نقل ، أو إدغام ، أو تحويل الكلمة إلى أبنية مختلفة لأداء ضروب من المعاني كالتّصغير ، والتّكسير ، والتّثنية ، والجمع ، وأخذ صيغة اسم الفاعل ، أو اسم المفعول ، أو بناء الفعل للمجهول ... ويرى النحويّون الكوفيّون أن الصّرف هو أحد عوامل نصب المضارع وذلك إذا اجتمع فعلان بينهما أحد أحرف العطف ، ومع الفعل الأول ما لا يحسن إعادته مع حرف العطف فينصب الفعل الثاني الواقع بعد حرف العطف على الصّرف ، لأنه مصروف أي : مبعد عن معنى الفعل الأول ، مثل : «لا أتجنّب شيئا وأدفعك إليه» فلا يحسن إعادة «لا» النافية الموجودة قبل الفعل «أتجنّب» ، مع الفعل الثاني «وأدفعك إليه» لأنك إذا قلت : لا أتجنّب شيئا ولا أدفعك إليه ، كان المعنى عكس المراد ، لذلك شرح الكوفيون أن الفعل «أدفعك» ليس معطوفا على الفعل «أتجنب» فهو مبعد عن هذا العطف ، والمضارع بعد حرف العطف منصوب ، وعامل النصب عندهم هو الصّرف ، ويرى بعضهم أنّ الصّرف هو عامل النصب في المفعول معه مثل : «سرت والجبل» ، والظّرف الواقع خبرا ، مثل : «سمير عندي» ، والمضارع المنصوب بعد «الواو» أو «الفاء» و «أو» المسبوقة بطلب أو نفي ؛ وهذا ما عبّر عنه الكوفيّون بعامل النصب المقصود به الصّرف كقول الشاعر :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

صرف الممنوع من الصرف

اصطلاحا : هو من الجوازات الشعرية المقبولة ، انظر : الجوازات المقبولة.

الصّريح

لغة : هو الصفة المشبّهة من الفعل صرح.

تقول : صرح الشيء صراحة وصروحة : صفا وخلص وبان.

واصطلاحا : هو الخالص من التأويل ، مثل :«أن تصوموا خير لكم» والتقدير : صيامكم خير لكم. فكلمة «صيامكم» خالصة من التأويل وتقع مبتدأ صريحا. وهو في الاصطلاح أيضا : التوكيد اللفظيّ. ويسمّى أيضا : غير المؤوّل.

الصّفات اللّازمة

اصطلاحا : اسماء المبالغة. أي : هي التي تدلّ على ما يدل عليه اسم الفاعل مع زيادة وصف في الموصوف ، مثل : «سميع» ، «عليم» ، «قدير» ، «حذر» ، «كذوب» ...

صفات المبالغة

اصطلاحا : أسماء المبالغة.


الصفة

لغة : تقول : وصف يصف وصفا وصفة الشيء : نعته بما فيه.

واصطلاحا : هو النعت ، الوصفيّة ، المشتقّ العامل ، الظّرف ، التّوكيد ، عطف البيان ، حرف الجر ، الجارّ والمجرور ، شبه الجملة ، ضمير الفصل ، الاسم الصّفة.

الصّفة التّامّة

اصطلاحا : المستقرّ ، أي : شبه الجملة حين يكون متعلّقه كونا عامّا واضحا مفهوما بداهة لذلك وجب حذفه إن وقع صلة أو خبرا أو صفة ، أو حالا ، كقوله تعالى : (ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ)(١).

الصّفة السّببيّة

اصطلاحا : هي النعت السببيّ.

الصّفة الصّريحة

اصطلاحا : هي صلة الموصول التي تتألف إما من اسم الفاعل ومرفوعه ، أو اسم المفعول ومرفوعه إذا كانت الموصولة هي «أل» مثل : «الكذب ينطقه البعيد الملتقى والمرتجى». ومثل :

الودّ أنت المستحقة صفوه

مني وإن لم أرج منك نوالا

وتسمّى الصّفة الصّريحة تسمية أخرى هي : الصّفة المحضة ، والمشتقّ العامل.

ملاحظة : تكون «أل» اسما موصولا مع اسم الفاعل ومرفوعه أو اسم المفعول ومرفوعه إذا فهم من دلالتهما الحدوث ، أما إذا فهم من دلالتهما الدوام فتكون «أل» ليست موصولة ، بل تكون للتعريف.

الصفة غير المشبّهة

اصطلاحا : هي اسم التّفضيل ، أي : ما يدلّ على أنّ شيئين اشتركا أو اختلفا في معنى أو أمر ، وزاد أحدهما على الآخر فيه ، مثل : «القمر أصغر من الأرض» ومثل : «الأب أرحم من الاستاذ».

الصّفة المحضة

اصطلاحا : هي الصّفة الصّريحة ، أي : صلة الموصول «أل» التي تتألف من اسم الفاعل مع مرفوعه ... وسبب هذه التّسمية أنّ اسم الفاعل واسم المفعول يشبهان المضارع في المعنى والعمل والزمن والحركات والسّكنات.

الصّفة المشبّهة

١ ـ تعريفها : هي وصف يؤخذ من الفعل اللازم ليدل على معنى ثابت في الموصوف ، مثل : «سمير حسن الكلام جميل الوجه طويل القامة أسود الشّعر» ومثل :

أولاد جفنة حول قبر أبيهم

قبر ابن مارية الكريم المفضّل

بيض الوجوه كريمة أحسابهم

شمّ الأنوف من الطّراز الأوّل

٢ ـ أنواعها : الصّفة المشبّهة ثلاثة أنواع :

١ ـ الأصيل ، أي : المشتقّ الذي يصاغ من الفعل الثلاثي اللازم ليدل على صفة ثابتة في الموصوف ، مثل : «فؤاد جميل الوجه».

٢ ـ الملحق بالأصيل وهو المشتق الذي يكون على صيغة اسم الفاعل ولكنّه يدل على صفة ثابتة في الموصوف بقرينة تدل على الثبوت ، مثل :

__________________

(١) من الآية ٩٩ من سورة المائدة.


«هذا أب كريم عالي الجبهة ، طاهر القلب ، ذكيّ الفؤاد».

٣ ـ الجامد المؤوّل بالمشتق ، كقول الشاعر :

فراشة الحلم فرعون العذاب وإن

تطلب نداه فكلب دونه كلب

حيث أتت كلمة «فراشة» بمعنى طائش ، «وفرعون» بمعنى أليم ، وكقول الشاعر :

فولا الله والمهر المفدّى

لأبت وأنت غربال الإهاب

٣ ـ صياغته : لا تصاغ الصّفة المشبّهة إلا من الماضي الثّلاثي اللّازم المتصرّف. وأوزان هذا الماضي ثلاثة : وزن «فعل» مثل : «فرح» و «فهم» وزن «فعل» ، مثل : «شرف» و «حسن» وزن «فعل» ، مثل : «ساد» و «مات».

٤ ـ ملاحظة : إذا دلّت الصّفة المشبّهة على الحدوث ، أي : على عدم الثّبات ، لقرينة تدلّ على ذلك ، فتتحوّل إلى اسم فاعل في اسمه ومعناه وحكمه ... ، مثل : «تدلّ تصرّفات صديقنا اليوم على أنّه طاهر قلبه ، صاف ذهنه» ، فكلمة «طاهر» هي اسم فاعل لأنها تدل بالقرينة على عدم الثبوت ، ولأنّه رفع فاعله ، أمّا لو قلنا :«صديقنا طاهر القلب ، صافي الذّهن» لدلّ على الثبوت ، وتحوّل الى صفة مشبّهة ، كقول الشاعر :

وما أنا من رماء وإن جلّ جازع

ولا بسرور بعد موتك فادح

فقد تحولت الصفة الى اسم فاعل لأنها تدلّ على الحدوث.

٥ ـ عمل الصّفة المشبّهة : الصّفة المشبهة تؤخذ من اللّازم فتعمل عمله أي : ترفع فاعلا مثله. ولكنها خالفت هذا القياس وأشبهت اسم الفاعل في تعدّيه الى مفعول به ، فلذلك سمّيت بهذا الاسم ، ولكنّ المنصوب بالصفة المشبهة لا يسمّى مفعولا به ، بل يسمّى المشبّه بالمفعول به ، لئلا تخالف الصفة فعلها اللّازم. وتعمل الصّفة المشبّهة في ما بعدها على النحو التالي :

١ ـ ترفع ما بعدها على أنه فاعل لها إذا كان المعمول معرفة مقترنا بضمير الموصوف مثل :«سمير حسن وجهه» أو مضافا إلى ما فيه ضمير الموصوف ، مثل : «سمير حسن وجه أخته».

٢ ـ تنصب ما بعدها على التّشبيه بالمفعول به بقصد المبالغة إذا كان مقترنا بضمير الموصوف ، مثل : «سمير جميل وجهه».

٣ ـ يجوز جرّه بالإضافة إذا كان معرّفا بـ «أل» ، مثل : «سمير حسن الوجه» أو نصبه على التّشبيه بالمفعول به ، مثل : «سمير حسن الوجه».

٤ ـ ينصب المعمول على التمييز إذا كان نكرة ، مثل : «سمير حسن وجها».

٥ ـ يمتنع جرّ معمول الصّفة المشبّهة إذا كانت الصفة مقترنة بـ «أل» ومعمولها غير مقترن بها ، أو غير مضاف إلى المقرون بـ «أل» ، أو غير مضاف الى المختوم بضمير يعود إلى ما فيه «أل» ، وإذا كان الموصوف مجردا من «أل» فلا تقول : «غرّد طائر الرخيم صوته» لأن الموصوف «طائر» غير مقترن بـ «أل» بل تقول : «غرّد الطائر الرخيم الصوت» فالموصوف «الطائر» مقترن بـ «أل» والصفة «الرخيم» مقرونة بها أيضا ، والمعمول مقرون بها. أو تقول : «غرّد الطائر الحسن صوت تغريده» المعمول مجرور لأنه مضاف إلى ما فيه ضمير الموصوف أو تقول : «غرّد الطائر الحسن صوت التغريد» أو الحسن صوت إنشاد تغريده لمعمول مجرور لأنه مضاف إلى ما فيه «أل» أو


مضافا الى مضاف إلى ما فيه ضمير الموصوف ، وفيما عدا حالات الجر هذه يجوز الرفع على الفاعليّة أو النّصب على التشبيه بالمفعول به كقول الشاعر :

تعيّرنا أنّا قليل عديدنا

قلت لها : إنّ الكرام قليل

حيث رفعت الصفة المشبهة «قليل» فاعلا لأنه اقترن بضمير الموصوف. وكقول الشاعر :

ونأخذ بعده بذناب عيش

أجبّ الظّهر ليس له سنام

أجبّ الظّهر أي : مقطوع الظهر. «أجبّ» صفة مشبهة هي نعت «عيش» مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للوصفية ووزن الفعل «الظهر» يجوز أن يعرب مشبها بالمفعول به أو مضافا إليه :«وأجب» هو المضاف ، ومن النصب أيضا قول الشاعر :

فتاتان أمّا منهما فشبيهة

هلالا وأخرى منهما تشبه الشّمسا

٦ ـ وجه الشبه بين اسم الفاعل والصفة المشبّهة به : يشبه اسم الفاعل الصفة المشبّهة من وجوه :١ ـ الاشتقاق : يجب أن تكون مشتقة في الأصل ، وإلّا فالصّفة جامدة على التّأويل بالمشتق ، مثل : «هذا رجل أسد أخوه» أي :شجاع ، «وهذه فتاة حرير شعرها» أي : ناعم.

٢ ـ كلاهما يدل على المعنى وصاحبه ، مثل :«سمير طاهر القلب». فكلمة طاهر تدل على الطهارة وعلى أن ذاتا موصوفة بهذه الصفة ، وكذلك «جاء كاتب الرسالة» فكلمة «كاتب» تدل على الكتابة وعلى صاحبها.

٣ ـ كلاهما يعمل النّصب في ما بعده ، فاسم الفاعل ينصب مفعولا به إذا كان من المتعدّي ، والصفة تنصب معمولها على التّشبيه بالمفعول به ، وإذا كانت مقترنة بـ «أل» تعمل النّصب مثل اسم الفاعل بشرط الاعتماد على النفي والاستفهام ، وتعمل الصفة المشبهة بدون شرط الاعتماد في رفع فاعلها ، أو جر معمولها.

٤ ـ كلاهما يثنى ويجمع ويذكر ويؤنث. فإن لم تصلح الصفة للتثنية والجمع والتذكير والتأنيث فلا تكون صفة مشبهة مثل : «قنعان» أي : من يقنع غيره و «دلاص» أي : درع لينة وبراقة ، فهاتان الكلمتان ليستا صفتين مشبّهتين لأنهما تكونان بلفظ واحد مع الجميع فتقول : «رجل قنعان» «وامرأة قنعان» «ودرع دلاص» و «درعان دلاص ...» ومثل كلمة «مرضع» فانها لا تستعمل للمذكر وكلمة «خصي» لا تستعمل للمؤنث فليست كل من الكلمتين صفة مشبّهة.

٧ ـ ملاحظات :

١ ـ إذا رفعت الصفة سببيّا للمنعوت أي : اسما له علاقة بالمنعوت وكانت صالحة للمذكر والمؤنث جاز أن تطابق الموصوف أو السببي ، مثل : «هذه طالبة شريفة أختها» ، «هذا طالب شريف أخوه» ، «هذا طالب شريفة معلماته» أو «شريف معلماته» و «هذه طالبة شريف عملها».

٢ ـ إذا كانت الصفة مختصة بلفظها دون معناها بالتذكير أو بالتأنيث وجب أن تطابق منعوتها في التذكير والتأنيث ، فتقول : «هذه امرأة عجزاء أختها» ولا تقول : «هذا فتى عجزاء أخته».

٣ ـ إذا كانت الصّفة مختصّة بمعناها دون لفظها بالتذكير أو بالتأنيث ، فيجب أن تكون نعتا لما يطابق معناها ، فتقول : «جاء مملوك خصيّ خادمه» و «جارية مرضع أختها» ، فلا يصح


القول : «جاءت مملوكة خصي خادمها» ولا تقول :«جاء خادم مرضع أخته».

٨ ـ وجه الاختلاف بين اسم الفاعل والصفة المشبهة به : يختلف اسم الفاعل عن الصفة المشبهة به في :

١ ـ الصفة المشبهة تصاغ من اللازم ، أو من المتعدي الذي هو بمنزلة اللّازم مثل : «الأسد عظيم الصّورة» و «سمير حسن الأخلاق» وكقول الشاعر :

السمح في الناس محبوب خلائقه

والجامد الكفّ ما ينفكّ ممقوتا

فالصفة «السمح» والصفة «الجامد» فعلهما «سمح» و «جمد» لا زمان. ومثل : «هذا رجل عالي الرأس فارع القامة» ؛ فالكلمتان «عالي» «وفارع» إذا أريد بهما الثبوت فهما صفتان مشبّهتان رغم أن فعلهما «فرع» و «علا» متعدّيان وجعلا بمنزلة اللّازم لدلالتهما على عدم الحدوث.

أما اسم الفاعل فيؤخذ من اللّازم ومن المتعدّي على السّواء.

٢ ـ للصفة المشبهة أوزان كثيرة منها قياسيّة ومنها سماعيّة ، أما اسم الفاعل فله صيغة قياسيّة واحدة من الثلاثي وصيغة قياسيّة واحدة مما فوق الثلاثي.

٣ ـ تدل الصّفة المشبّهة على الثّبوت ويشمل معناها الأزمنة الثلاثة مع دوام المعنى. أما اسم الفاعل فيدل على الحدوث والتجدد.

٤ ـ الصفة المشبهة تجاري المضارع أحيانا في الحركات والسّكنات وأحيانا لا تجاريه مثل :«هذا رجل أشأم الطالع» فالصّفة «أشأم» تجاري مضارعها «يشؤم» ومثل : «هذا كتاب رخيص الثمن» فالصفة «رخيص» لا تجاري مضارعها. اما إذا كانت الصفة المشبهة من غير الثلاثي فلا بدّ من مجاراة المضارع ، أما اسم الفاعل فيجب أن يجاري المضارع دائما. مثل : «فاهم ويفهم» ، «سامع ويسمع» ، «مكافح ويكافح» ...

٥ ـ لا يتقدم معمولها عليها إذا كان شبيها بالمفعول به ، أمّا إذا كان شبه جملة أو حالا أو مفعولا لأجله جاز تقديمه عليها. أما اسم الفاعل فيجوز تقديم معموله عليه إذا كان مقترنا بـ «أل» مثل : «الريح أوراقا مبعثرة» وكقوله تعالى : (وَإِنْ يَمْسَسْكَ) بخبر (فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فشبه الجملة «على كل شيء» تتعلق بالصفة المشبهة «قدير» وقد تقدمت عليها.

٦ ـ وجوب جرّ معمول الصّفة السّببيّ أي : ان مجرورها يجب أن يكون سببا وله علاقة بالمنعوت وكذلك إذا كان منصوبا على التّشبيه بالمفعول به ، مثل : «لنا ولد كريم طبعه وسمح خلقه». وكقول الشاعر :

لقد كنت جلدا قبل أن توقد النّوى

على كبدي نارا بطيئا خمودها

حيث أتت الصفة المشبهة «بطيئا» وقد رفعت معمولها السببيّ «خمودها» المتصل بضمير يعود إلى الموصوف ، وكقول الشاعر :

سهل الخليقة لا تخشى بوادره

تزينه الخصلتان : الحلم والكرم

فالمعمول السببي «الخليقة» مقرون بـ «أل» أغنى عن الضمير العائد الى الموصوف. أما اسم الفاعل فإنه يعمل في السببيّ والأجنبي ، مثل :«البلد الحرّ مكرّم ابناءه».

٧ ـ يستحسن إضافة الصفة المشبهة إلى


فاعلها ، مثل : «النّمل سريع المشي» وكقول الشاعر :

أبيض اللّون لذيذ طعمه

طيّب الرّيق إذا الرّيق خدع

فقد أضيفت الصفة المشبهة «أبيض» الى فاعلها «اللّون» وكذلك الصفة المشبهة «طيّب» أضيفت الى فاعلها «الريّق» أما الصفة «لذيذ» فقد رفعت فاعلها «طعمه».

أما اسم الفاعل فلا يضاف الى فاعله إلا إذا أريد به الثبوت فيتحول عند ذلك إلى صفة مشبهة.

٨ ـ الصفة المشبهة لا تكتسب تعريفا بالإضافة ، أما اسم الفاعل فيكتسب تعريفا بالإضافة إذا كان بمعنى الماضي فقط.

٩ ـ «أل» الداخلة على الصّفة المشبهة قد تكون للتعريف فقط ، أمّا الداخلة على اسم الفاعل فتكون موصولة وللتعريف معا.

١٠ ـ الصفة المشبهة تخالف فعلها اللّازم ، فتنصب الاسم على التّشبيه بالمفعول به أما اسم الفاعل فلا يخالف فعله في التعدّي واللّزوم.

١١ ـ معمول الصفة المشبهة المنصوب يكون إما مشبها بالمفعول به إن كان معرفة أو تمييزا إن كان نكرة ، أمّا معمول اسم الفاعل المنصوب فهو مفعول به مباشرة.

١٢ ـ قد تؤنث الصّفة المشبهة على وزن «فعلاء» أي ؛ بزيادة ألف التأنيث وبعدها الهمزة.

أما اسم الفاعل فلا تتصل به الألف والهمزة ، فتقول : «المرأة بيضاء الوجه».

١٣ ـ تابع معمول الصفة المشبهة المجرور بإضافته إليها يكون مجرورا مثله اما تابع معمول اسم الفاعل فيجوز مراعاة اللفظ أو المحلّ.

١٤ ـ إذا حذفت الصفة المشبهة فلا تعمل ، فلا تقول : الطالب حسن الاجتهاد والدرس بل تقول : الطالب حسن الاجتهاد والدرس. أما اسم الفاعل فيجوز أن يعمل محذوفا فتقول : المعلم شارح الدرس والقصة.

١٥ ـ عدم الفصل بينها وبين معمولها المرفوع أو المنصوب بظرف أو جار ومجرور ؛ أما الفصل بينها وبين معمولها المجرور فيجوز وفقا للفاصل بين المتضايفين ؛ بينما يجوز الفصل بين اسم الفاعل ومعموله بالظرف أو بالجار والمجرور.

١٦ ـ يجب أن تتغيّر صيغتها إلى اسم فاعل إذا دلّت على الحدوث ، أمّا اسم الفاعل فلا تتغيّر صيغته إذا دلّ على الثّبوت وقد تتغيّر.

١٧ ـ يجوز أن يتبع معمول اسم الفاعل. أمّا معمول الصفة المشبهة فلا يتبع وقد يتبع.

الصّفة المشبّهة الأصيلة

اصطلاحا : هي المشتقّ الذي يصاغ من الفعل الثلاثيّ اللّازم ليدل على صفة ثابتة في الموصوف ، «سمير مشرق الوجه شريف الطّبع» فالصفة المشبّهة «مشرق» والصفة «شريف» تدلّان على صفتين ثابتتين عند سمير ثبوتا عاما.

الصّفة المشبّهة باسم الفاعل

اصطلاحا : هي الصفة المشبهة.

الصّفة المشبّهة تأويلا

اصطلاحا : هي الاسم الجامد الذي يدل على ما تدل عليه الصفة المشبهة مع إمكان تأويله بالمشتق. ويظلّ على لفظه الجامد ، ويؤدّي معنى الصّفة المشبهة ، ويعمل عملها دون أن تتغيّر


صيغته ، كقول الشاعر :

فراشة الحلم فرعون العذاب وإن

تطلب نداه فكلب دونه كلب

وكلمة «فراشة» تعني : طائش وكلمة «فرعون» بمعنى : أليم ومثل : شربت دواء عسلا طعمه أي :لذيذا ، أو سكّريّا ... وقد تزاد على آخره «ياء» مشدّدة فنقول : شربت دواء عسليا طعمه.

الصّفة المشبّهة الملحقة بالأصلية

اصطلاحا : هي المشتق الذي يكون على وزن اسم الفاعل أو اسم المفعول من غير أن يدل دلالتهما مثل : «سمير طاهر قلبه صاف ذهنه محمودة سيرته».

الصّفة المعدولة

اصطلاحا : راجع العدل.

الصفة النّاقصة

اصطلاحا : هي اللّغو ، وهي الظرف اللّغو ، أي : شبه الجملة التي يكون متعلّقها كونا خاصا مذكورا أو محذوفا لقرينة تدلّ عليه ، كقوله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)(١).

الصّلة

لغة : مصدر وصل ، تقول : وصل يصل وصلا وصلة وصلة الشيء بالشيء : لأمه وجمعه.

واصطلاحا : هي :

١ ـ حرف المعنى الزائد مثل : «ما في القاعة من طلّاب».

٢ ـ الحرف الذي بواسطته يصير الفعل متعدّيا ، مثل : «ذهبت به».

٣ ـ الجملة النعتيّة ، مثل : «جاء ولد يركض».

٤ ـ شبه الجملة ، مثل : «زيد في الدّار».

٥ ـ الحال ، مثل : «جاء الولد راكضا».

٦ ـ صلة الموصول ، مثل قوله تعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى)(٢).

٧ ـ همزة الوصل ، كقوله تعالى : (إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى)(٣).

صلة الموصول

اصطلاحا : هي الصلة ، الحشو ، في رأي سيبويه. وصلة الموصول هي جملة أو شبه جملة تأتي بعد اسم الموصول فتزيل الإبهام عنه ، وتشتمل على ضمير مطابق لها يسمّى العائد.

راجع : اسم الموصول.

صه

هي اسم فعل أمر بمعنى : اسكت. وتلازم صورة واحدة مع المذكّر والمؤنث ، فتقول : «صه يا سمير» ، «وصه يا سميرة» ويكون مبنيا على السكون ، وقد يلحقه تنوين التنكير أي : الذي يلحق بعض الكلمات المبنيّة فيجعلها نكرة بعد أن كانت معرفة مثل : «صه» أي : اسكت عن الكلام مطلقا ، و «صه» : أي : اسكت عن كلام معيّن.

صيّر

فعل متعدّ إلى مفعولين ، هو من أفعال التّصيير التي تنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، مثل صيّرت الثلج ماء. وكقول الشاعر :

ولعبت طير بهم أبابيل

فصيّروا مثل كعصف مأكول

__________________

(١) الآية ٢٥ من سورة الكهف.

(٢) من الآيتين الأولى والثانية من سورة الأعلى.

(٣) الآية ١٨ من سورة الأعلى.


انظر : المتعدي إلى مفعولين.

الصّيرورة

هي من معاني اللّام ، كقول الشاعر :

لدوا للموت وابنوا للخراب

فكلّكم يصير إلى تباب

فاللام في «للموت» تفيد الصّيرورة «واللام» في للخراب مثلها والتقدير : كلّ مصيره الى الموت ، وكل بناء مصيره الخراب.

صيغ المبالغة

١ ـ تعريفها :

تصاغ عند ما يتحوّل اسم الفاعل من صيغة «فاعل» من الفعل المتصرف الثّلاثي إلى صيغة أخرى تفيد المبالغة والتكثير ، فصيغة اسم الفاعل من الفعل المتصرّف «لبس» هي «لابس» وبالتحول الى معنى المبالغة تصير «لبّاس» ، كقول الشاعر :

أخا الحرب لبّاسا إليها جلالها

وليس بولّاج الخوالف أعقلا

«أخا» حال أولى «لبّاسا» صيغة المبالغة حال ثانية. «جلالها» مفعول به ل «لبّاسا».

٢ ـ أحكامها :

١ ـ تعمل صيغ المبالغة عمل اسم الفاعل سواء أكان مقرونا بـ «أل» أو مجرّدا منها ، والاختلاف بينهما يقع في كون صيغ المبالغة تصاغ من اللّازم والمتعدّي ولا تجري على صيغة المضارع.

٢ ـ قد تأتي صيغة المبالغة لمجرّد الدّلالة على المعنى بدون مبالغة ، كقول الشاعر :

وكلّ جمال للزّوال مآله

وكلّ ظلوم سوف يبلى بظالم

«ظلوم» صيغة مبالغة تفيد معنى الإنسان الكثير الظلم.

٣ ـ تؤخذ صيغة «فعّال» من اللازم والمتعدّي خلافا لصيغ المبالغة الأخرى التي تؤخذ من المتعدّي الثلاثي المتصرّف كقوله تعالى : (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ، مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ)(١) وكقول الشاعر :

وإنّي لصبّار على ما ينوبني

وحسبك أنّ الله أثنى على الصّبر

ولست بنظّار إلى جانب الغنى

إذا كانت العلياء في جانب الفقر

صيغ منتهى الجموع

أوزانها تسعة عشر وزنا راجع : الجمع غير الجاري على صيغ الآحاد العربية.

ولها تسمية أخرى : صيغ الجمع الأقصى.

صيغة الفاعل

اصطلاحا : الفعل المعلوم.

صيغة المفعول

اصطلاحا : الفعل المجهول.

صيغة منتهى الجموع

اصطلاحا : منتهى الجموع.

صيغتا التّعجّب

اصطلاحا : فعلا التعجب.

__________________

(١) من الآيات ١٠ ـ ١٢ من سورة القلم.


باب الضاد

هي حرف مجهور من الحروف الشجريّة ، لا يأتي مفردا ولا زائدا ولا بدلا وهو الخامس عشر من الحروف الهجائية حسب الترتيب الألفبائيّ والسّادس والعشرون من الترتيب الأبجديّ ويساوي في حساب الجمّل الرقم ثمانمئة.

وسمّيت اللّغة العربية «لغة الضاد» لأنها اختصت به دون سواها من اللّغات الأخرى.

الضّابط

لغة : ضبط الشيء : حفظه بالحزم ، والرّجل ضابط ، أي : حازم.

واصطلاحا : ما يجمع فروع باب واحد في النحو ، وأكثر النحويين لا يفرق بين الضّابط والقاعدة فالضّابط يجمع فروع باب واحد في النحو ، أمّا القاعدة فتجمع فروع أبواب مختلفة.

الضّبط

الضبط لغة : هو لزوم شيء لا يفارقه في كل شيء.

واصطلاحا : هو التحريك بالفتح ، أو بالضم ، أو بالكسر ، وفق ما يتناسب مع قواعد الصرف والنحو.

الضّحوة الضّحى الضّحاء

لغة : كلّها بمعنى واحد مع اختلاف بسيط.

فالضّحوة ، أوّل النهار ، والضّحى مثله أو فوقه ، والضّحاء إذا امتد النهار وقرب أن ينتصف.

واصطلاحا : كلها تعرب مفعولا فيه ظرف زمان. تقول : «جئتك ضحوة أو ضحى أو ضحاء.

الضّرائر

لغة : جمع ضرورة وهي ما تمس الحاجة إليه.

واصطلاحا : الجوازات الشعريّة. أي : كسر بعض القواعد لإقامة الوزن.

الضّرب

لغة : النوع.

واصطلاحا : وزن الفعل ، أي احدى العلل اللفظيّة التي تمنع الاسم من الصرف مع علة أخرى هي العلميّة مثل : «أحمد» هو اسم علم وعلى وزن الفعل.

الضرورات

لغة : ما تمس الحاجة اليه.

واصطلاحا : الجوازات الشعريّة.

الضعف

لغة : هو مصدر ضعف ، أي : ذهبت قوته.

واصطلاحا : هو النظريّة التي تجعل لبعض الألفاظ في النحو مكانة مغايرة للألفاظ الأخرى.

فالفعل مثلا أقوى مكانة من الاسم في العمل.


والاسم أضعف من الفعل في العمل بما بعده.

الضّمّ

لغة : مصدر ضمّ. ضم الشيء الى الشيء : أضافه إليه.

واصطلاحا : ١ ـ إحدى علامات البناء الأربع : الضم ، الفتح ، الكسر ، السكون ، والضم يدخل على الاسم مثل : «نحن التلاميذ».

«نحن» : ضمير مبني على الضم ، ومثل : «حيث» :ظرف مبني على الضم. ويدخل على الحرف مثل : «منذ» عند من يعتبرها حرف جر فيكون مبنيا على الضم لا محل له من الإعراب ، ويدخل على الفعل الماضي عند اتصاله بواو الجماعة فتقول :«الأولاد ذهبوا» : «ذهبوا» فعل ماض مبنيّ على الضم لاتّصاله بواو الجماعة ، «والواو» : فاعله.

٢ ـ هو إحدى علامات البناء الأصلية ، وتسمى الضمّة في الأسماء المعربة ، مثل : «جاء التّلاميذ» «التلاميذ» فاعل مرفوع بالضمّة الظاهرة على آخره.

٣ ـ الحركة العرضيّة التي تجعل الحرف مضموما مثل : «هم المجتهدون». «هم» أصلها «هم» حركت الميم بالضمة العرضيّة منعا من التقاء ساكنين.

٤ ـ الزّيادة.

ملاحظات :

١ ـ يعتبر الخليل أن كلمة الضم ينحصر معناها في آخر الكلمة غير المنوّنة مثل : «يشرب الولد الدواء» فالفعل «يشرب» هو مضارع مرفوع بالضّمة ، «الولد» : فاعل مرفوع بالضّمّة.

٢ ـ يعتبر بعض النّحاة أنّ الضّمّة التي يبنى عليها الفعل الماضي المتصل بواو الجماعة هي حركة عرضيّة ، أي : إنّ الفعل الماضي يبقى مبنيّا على الفتحة المقدّرة منع من ظهورها الضمّة العارضة لمناسبة «الواو» وبهذا يعتبرون أن الضّم يقتصر دخوله على الاسم وعلى الحرف فقط.

ضمائر الأفعال لذات واحدة

لا يجوز اعتبار أن يكون الفاعل والمفعول به ضميرين لذات واحدة فلا تقول : «أكرمتني» ، بل تقول : «أكرمت ذاتي» أو «أكرمت نفسي» ، فتكون كلمة «ذاتي» أو كلمة نفسي هي المفعول به.

ويصحّ ذلك في أفعال القلوب وحدها ، فيكون فاعلها ومفعولها ضميرين لذات واحدة ، كقوله تعالى : (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً)(١) حيث أنّ «أرى» من أخوات «ظنّ» أي : من أفعال القلوب ، وهي بمعنى : أعتقد فالفاعل هو ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره «أنا» والنون للوقاية «والياء» ضمير المتكلم مبني على السكون في محل نصب مفعول به. ففاعل «أرى» ومفعوله ضميران لذات واحدة هي : المتكلّم.

ضمائر الجرّ

هي التي تقع في محل جرّ بالإضافة ، أو في محل جرّ بحرف الجرّ. وهذه الضمائر لا تكون إلا ضمائر متصلة بالاسم أو بالحرف ، وهذه الضمائر هي :

١ ـ ضميرا المتكلم : «نا» و «ي» مثل : «يا ربّنا بارك لنا» ، ومثل قوله تعالى : (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ)(٢) ، وكقوله تعالى : (رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا) ، (وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا)(٣) وكقوله تعالى : (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ

__________________

(١) من الآية ٣٦ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ٣٦ من سورة سبأ.

(٣) من الآية ٢٨٦ من سورة البقرة.


لِي مُلْكاً)(١).

٢ ـ ضمائر الخطاب : ك ، ك ، كما ، كم ، كنّ ، كقوله تعالى : (فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ)(٢) «كم» في «ربّكم» في محل جر بالإضافة. وكقوله تعالى : (وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى)(٣) وكقوله تعالى : (قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ)(٤) «نا» في «أبانا» في محل جرّ بالإضافة وكقوله تعالى : (قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)(٥).

٣ ـ ضمائر الغيبة : «ه ، ها ، هم» كقوله تعالى : (فَكُلُوا مِنْها)(٦) وكقوله تعالى : (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها)(٧) وكقوله تعالى : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ)(٨) وكقوله تعالى : (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ)(٩) وكقوله تعالى : (فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ)(١٠).

ضمائر الرّفع

هي التي تقع في محل رفع ، فتعرب مبتدأ ، كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(١١) «هو» : ضمير منفصل مبنيّ على الفتح في محل رفع مبتدأ أو اسما ل «كان» وأخواتها. كقوله تعالى : (وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ)(١٢) اسم «كان» ضمير مستتر تقديره : هو ؛ أو فاعلا أو توكيدا للفاعل كقوله تعالى : (وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)(١٣) فاعل «اسكن» ضمير مستتر تقديره «أنت». و «أنت» ضمير يؤكد ضمير الرّفع المستتر حتى يعطف عليه ؛ وكقوله تعالى : (فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ)(١٤) وتكون هذه الضمائر منفصلة أو متّصلة أو مستترة جوازا أو وجوبا كالأمثلة السابقة وكقوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا)(١٥) والضمائر التي تكون دائما في محل رفع هي الضمائر المنفصلة وهي : للغائب والغائبة : هو ، هي ، هما ، هم ، هنّ. للمخاطب والمخاطبة : أنت ، أنت ، أنتما ، أنتم ، أنتنّ. للمتكلم : أنا ، نحن.

أمّا الضمائر المتّصلة فتكون في محل رفع أيضا مثل قمت ، قمت ، أكلتم ، أكلنا.

ضمائر النّصب

هي الضمائر المبدوءة بـ «إيا» وعددها اثنا عشر ضميرا هي :

١ ـ ضمائر الغيبة للمذكر : «إيّاه» للغائب المفرد ، «إيّاهما» : للمثنى ، «إيّاهم» : للجمع.

٢ ـ ضمائر الغيبة للمؤنث : «إيّاها» :للمفرد. «إيّاهما» : للمثنى ، «إيّاهنّ» : للجمع.

٣ ـ ضمائر الخطاب للمذكر : «إيّاك» ، للمفرد ، «إيّاكما» : للمثنى. «إيّاكم» : للجمع.

٤ ـ ضمائر الخطاب للمؤنث : «إيّاك» :للمفرد ، «إيّاكما» للمثنّى ، «إيّاكنّ» : للجمع.

٥ ـ ضمائر المتكلم : «إيّاي» للمفرد «إيّانا» وتكون إمّا للمفرد المعظّم نفسه أو للجمع ، وكلّ

__________________

(١) من الآية ٣٥ من سورة ص.

(٢) من الآية ١٥٧ من سورة الأنعام.

(٣) من الآية ٥٩ من سورة القصص.

(٤) من الآية ١١ من سورة يوسف.

(٥) من الآية ٢٨ من سورة يوسف.

(٦) من الآية ٣٦ من سورة الحج.

(٧) من الآية ٣٣ من سورة الكهف.

(٨) من الآية ٧٣ من سورة ص.

(٩) من الآية ١٥ من سورة يوسف.

(١٠) من الآية ٧٧ من سورة يوسف.

(١١) الآية الأولى من سورة الإخلاص.

(١٢) من الآية ١٣٦ من سورة الأنعام.

(١٣) من الآية ١٨ من سورة الأعراف.

(١٤) من الآية ٢١ من سورة الأعراف.

(١٥) من الآية ٣٥ من سورة الأعراف.


هذه الضّمائر تكون دائما في محل نصب.

ملاحظة : منهم من يعتبر «إيّا» وحدها هي الضمير ومتصل بكاف الخطاب أو «بالهاء» التي تدل على الغائب أو الغائبة ، ويقول آخرون إنّ كلمة «إيّاك» كلمة واحدة فلا يجزّئونها إلى قسمين ، ويعتبر آخرون : أن الكاف والهاء والياء هي الضمائر ، لأنها تدل على الخطاب أو الغيبة أو المتكلّم ، و «إيّا» حرف عماد أتي به لتعتمد عليها «الكاف» ، «والهاء» ، «والياء» التي كانت متصلة ثم انفصلت ، فصارت إيّا بمنزلة الحرف الواحد.

و «إيّا» لا تحول بين العامل والمعمول فيه. والذي يدلّ على ذلك لحاق التثنية والجمع ما بعدها ولزومها لفظا واحدا.

الضّمّة

لغة : مصدر المرّة من ضمّ بمعنى : أضاف ، جمع.

واصطلاحا : علامة الرّفع ، وهي الضّمّة على آخر المضارع مثل : «يدرس» وعلى آخر الاسم مثل : «يدرس الطالب درسه» ومثل : «يشرب الطفل الدّواء». وتسمى أيضا : الرّفعة. القبو.

الواو الصغيرة. الضمّة الإعرابية.

ملاحظة : لا يفرق النحويّون بين قولهم مبنيّ على الضّمّ أو مبنيّ على الضّمّة ، فيتساهلون بالتّسميات ، ويعتبرون الضّمّة إحدى علامات البناء الأصليّة ، مثل : الأولاد درسوا دروسهم».

«درسوا» فعل ماض مبنيّ على الضمّة لاتصاله بواو الجماعة.

ضمّة الإتباع

اصطلاحا : هي ضمة المشاكلة.

الضّمّة الإعرابيّة

اصطلاحا : هي الضّمّة.

الضّمّة البنائيّة

اصطلاحا : الضّمّ.

الضمّة العارضة

اصطلاحا : هي الحركة العارضة على آخر الألفاظ المبنية ، مثل : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)(١) «قبل» ظرف مبنيّ على الضم في محل جر بـ «من» وبناؤه عارض لأن الظرف «قبل» الأصل فيه أن يكون معربا ، أما إذا قطع عن الإضافة لفظا لا معنى بحيث يكون المضاف إليه في النيّة والتقدير فيكون مبنيا ؛ ومثله «بعد» ، وكقوله تعالى : (وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً)(٢) ومثل : «الأولاد كتبوا» كتبوا فعل ماض مبنيّ على الفتحة منع من ظهورها الضمة العارضة لمناسبة «الواو».

ضمّة المشاكلة

اصطلاحا : هي : ضمة الإتباع ، وتظهر على التّابع للمنادى بلفظ «أي» مثل : «يا أيّها الجنديّ» «الجنديّ» نعت «أيّ» والضمة على هذا النعت ليست حركة إعراب انما هي حركة إتباع مراعاة للشكل وكقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ)(٣).

ضمة المماثلة

اصطلاحا : ضمّة المشاكلة.

الضّمير

١ ـ تعريفه :

هو اسم جامد ، يدل على غائب وغائبة ، ومخاطب ومخاطبة ، ومتكلّم. وكلمة

__________________

(١) من الآية ٤ من سورة الروم.

(٢) من الآية ٩ من سورة مريم.

(٣) من الآية الأولى من سورة الأحزاب.


ضمير ومضمر بمعنى واحد ، وقديما كانا يسميان : الكناية والمكنّى ، ولا بدّ في الضمير أن يكون اسما وجامدا معا ، واسميّته تعود الى انطباق بعض علامات الاسم عليه كقبوله الجرّ ، مثل :«إليه» ، «فيه» ، «عنه» ، والإسناد في ضمائر الرّفع مثل : «قمت» ، «قمت» ، «قمتم» ، والمفعوليّة في ضمائر النّصب ، مثل : «دعاني الواجب» «وسرّني النجاح» وهناك كلمات تدل على الغائب والمخاطب والمتكلّم ولا تسمّى ضميرا ، لأنها حرف ، وليست أسماء ، مثل قول العرب : «النّجاءك» ، بمعنى «النجاء لك» أو «النجاة لك».

فالكاف ليست ضميرا رغم أنها تدل على الخطاب ، ومثل : «النّجائي» ، و «النّجاءة» بمعنى : النّجاة لي والنّجاة له. وتكون كلمة «النجاء» إما مفعولا به لفعل محذوف تقديره : «اطلب» أو اسم فعل أمر بمعنى : «أسرع». ويقال هو اسم جامد لأنه لا أصل له ، ولا هو مشتق من مصدر.

وهناك كلمات تدل على ما يدل عليه الضمير ولا تسمّى ضميرا لعدم جمودها مثل : «متكلم» فانها تدل على التكلم ، وكلمة «مخاطب» تدل على التخاطب ، وكلمة «غائب» تدل على غياب ، وكلها لا تسمّى ضميرا لأنها مشتقّة وغير جامدة.

٢ ـ حكم اتصال الضمير بعامله وانفصاله عنه :

إذا احتاج الكلام إلى ضمير متّصل أو منفصل وجب تفضيل المتصل ، ولا يجوز العدول عن ذلك التفضيل إلا بحالات خاصة منها :

١ ـ إذا كان الفعل مما ينصب مفعولين ونصبهما ضميرين الأول أقوى من الثاني يصح أن يكون الثاني متصلا أو منفصلا ، مثل الفعل «ظنّ» الذي ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، فإن كانا ضميرين يقدم الأقوى أي : المتكلم. ثم المخاطب ، ثم الغائب ، كقوله تعالى : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ)(١) وكقوله تعالى : (أَنُلْزِمُكُمُوها)(٢) في الآية الأولى ضميران للنصب فاتصل الثاني «الكاف» ضمير المخاطبة ثم «الهاء» للغائبين وفي الآية الثانية وفيها أيضا ضميران متصلان في محل نصب. وتقدم ضمير المخاطب على ضمير الغائب. وكقول الشاعر :

أخي حسبتك إيّاه وقد ملئت

أرجاء صدرك بالأضغان والإحن

حيث ورد الفعل «حسب» المتعدّي إلى مفعولين ضميرين فاتصل ضمير المخاطبة المفعول الأول «الكاف» وانفصل الثاني «إيّاه» ضمير الغائب. ومثله أيضا : «إن الله ملّككم إيّاهم» ومثل :

بلّغت صنع امرىء برّ إخالكه

إذ لم تزل لاكتساب الحمد مبتور

حيث ورد الفعل «إخالكه» واتّصل بضميرين مفعولين «الكاف» ثم «الهاء» أي ضمير المخاطب ثم ضمير الغائب.

٢ ـ إذا اجتمع ضميران الأول للرفع والثاني للنّصب وجب وصل الثاني ، أي : الأضعف بعامله ، إذا كان فعلا مثل : «الدّرس أحببته» فالفعل «أحببته» اتصل به ضميران الأول للرفع هو «التاء» والثاني للنصب وهو «الهاء». أما إذا كان العامل اسما ، جاز الأمران ، مثل : «عجبت من حبّي إيّاه» فقد انفصل الضمير «إيّاه» الذي محله النصب ، واتصل بالعامل الاسم «حبي» ضمير الفاعل وهو «ياء» المتكلم ، ومثل : «أردت إكراميك» حيث اتصل الاسم «إكراميك» بضميرين الأول هو «ياء»

__________________

(١) من الآية ١٢٧ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٢٨ من سورة هود.


المتكلم «فاعل» للمصدر والثاني هو «كاف» الخطاب في محل نصب مفعول به للمصدر ، والتقدير : إكرامي إيّاك ، ومثل : «أنا المكرمك» أي المكرم إيّاك ، حيث اتصل ضمير المخاطب المنصوب باسم الفاعل «المكرم» لأنه مفعول به لاسم الفاعل لا مضاف إليه ، أما إذا قلنا : «أنا مكرمك» فالكاف في محل جر بالإضافة لأن اسم الفاعل «مكرم» غير مقترن بـ «أل». ويجب الفصل إن نوّن اسم الفاعل فتقول : «أنا مكرم إياه» فالضمير المنفصل «إياه» في محل نصب مفعول به ، وكقول الشاعر :

لئن كان حبّك لي كاذبا

لقد كان حبّيك حقا يقينا

حيث اتصل الضمير الثاني لأن عامله اسم ، فالضمير الأول هو «ياء» المتكلم فاعل «حبّي» والضمير الثاني «كاف» المخاطب مفعول به للمصدر «حبّي».

٣ ـ إذا اجتمع ضميران الأول للنصب والثاني للرفع وجب فصل المرفوع المحصور بـ «إلّا» مثل :«ما احترمك إلا أنا» الضمير المنفصل هو ضمير الرفع «أنا» المحصور بـ «إلا».

٤ ـ إذا كان العامل فعلا ناسخا هو «كان» أو أخواتها ، والضمير الثاني المنصوب خبره فيجوز الوجهان ، مثل : «إن يكنه فلن تسلّط عليه» فقد اتصل الضمير «الهاء» بالفعل «يكن» وهو خبره.

ويجوز أن يفصل عن «كان» ، كقول الشاعر :

لئن كان إيّاه لقد حال بعدنا

عن العهد والانسان قد يتغيّر

حيث ورد الضمير «إياه» في محل نصب خبر «كان» منفصلا.

٥ ـ ويتحتّم الفصل في الضرورة الشعرية ، كقول الشاعر :

وما أصاحب من قوم فأذكرهم

إلّا يزيدهم حبا إليّ هم

ففي هذا البيت رأيان مختلفان : الأول أن يكون فاعل «يزيد» ضميرا مستترا فيه جوازا تقديره «هو» والتقدير : إلا يزيدهم تذكري لهم حبا والضمير البارز المرفوع هو توكيد للضمير المستتر ، والثاني هو أن الضّمير المرفوع «هم» في آخر البيت فصل عن الفعل «يزيد» والقياس والمعنى أن يكون متصلا والتقدير : إلا يزيدونهم حبا إليّ. وذلك الفصل ما هو إلا للضرورة الشعرية.

٦ ـ ويتقدم الضمير المنفصل على عامله بداع بلاغيّ ، أما الضّمير المتصل فلا يتقدّم بنفسه على عامله لذلك يتوجّب أن يحلّ محلّه ضمير منفصل بمعناه وحكمه ، مثل : «يا الله نحن نعبدك ونسبّحك» نقول ، بعد فصل الضمير المنصوب «الكاف» ووضع ضمير منفصل مكانه وحكمه : «يا الله إيّاك نعبد وإياك نسبّح ...» ، وكقوله تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)(١).

٧ ـ وينفصل الضمير ، بداعي الرّغبة ، بكلمة «إلّا» ، كقوله تعالى : (أَمَرَ) أن لا (تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ)(٢) أو بكلمة «إنما» ، كقول الشاعر :

أنا الذّائد الحامي الذّمار وإنّما

يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي

في الآية انفصل الضمير «إياه» لأنه محصور بـ «إلا» وفي البيت لأنه محصور بـ «إنّما».

٨ ـ ويفصل الضمير ، إذا كان عامله اللفظي محذوفا كما في باب التحذير ، مثل : «إياك

__________________

(١) من الآية ٥ من سورة الفاتحة.

(٢) من الآية ٤٠ من سورة يوسف.


والكذب» «إياك» : ضمير منفصل في محل نصب مفعول به لفعل التحذير المحذوف باللّفظ والموجود في المعنى وتقديره : أحذّرك.

٩ ـ ويفصل الضمير إذا كان عامله معنويا ، مثل : «أنت الصديق حقا» «أنت» ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. وعامله المعنوي محذوف وهو الابتداء.

١٠ ـ ويفصل الضمير أيضا إذا كان عامله حرف نفي أي : من أخوات ليس ، مثل : «الخائن مكروه إنّ هو أهلا للمحبّة» : «إن» : حرف نفي من أخوات «ليس». «هو» : ضمير منفصل في محل رفع اسم «إن» المشبهة بـ «ليس» في العمل.

١١ ـ ويفصل الضمير إذا كان تابعا لكلمة تفصل بينه وبين عامله ، مثل : «نحن نطيع آباءنا وإيّاكم» فالضمير «إياكم» منفصل لأنه معطوف «بالواو» على كلمة «آباءنا» التي تفصل بين الضمير وعامله «نطيع» وكقوله تعالى : (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ)(١) ، وكقول الشاعر :

مبرّأ من عيوب النّاس كلّهم

فالله يرعى أبا حفص وإيّانا

حيث ورد الضمير «وإيّاكم» في الآية منفصلا لأنه فصل عن عامله بكلمة «الرسول» والتي عطف عليها بالواو. وفي البيت فصل الفعل «يرعى» عن الضمير «إيّانا» بكلمة «أبا» التي عطف عليها الضمير «بالواو».

١٢ ـ ويفصل الضمير إذا وقع بعد واو المصاحبة ، أي : بعد «واو» المعيّة ، مثل : «قدم المسافر وسأزور وإيّاه بعض المناطق اللبنانيّة».

و «إيّاه» : «الواو» للمعيّة ، «إيّاه» : ضمير منفصل مبنيّ على الضم في محل نصب مفعول معه.

١٣ ـ ويفصل أيضا إذا كان فاعلا لمصدر مضاف إلى مفعوله ، مثل : «بمرافقتكم نحن سعدتم» أي : بمرافقتنا إيّاكم سعدتم ، حيث فصل الضمير «نحن» الواقع فاعلا للمصدر المضاف إلى مفعوله وهو الضمير «كم». أو إذا كان مفعولا به لمصدر مضاف إلى فاعله ، مثل : «سررت من إكرام المعلم إياك» أي : سررت إذ أكرمك المعلم ، حيث فصل ضمير النصب لأن المصدر أضيف الى فاعله.

١٤ ـ ويفصل أيضا إذا وقع بعد «إمّا» الدالّة على التفصيل ، مثل : «انزل الى السّاحة إمّا أنت أو أنتم» حيث فصل الضمير «أنت» و «أنتم» لأنه وقع بعد إمّا التفصيليّة أو إذا وقع بعد «اللام» الفارقة التي تفرق بين «إن» المخفّفة من «إنّ» العاملة وبين المهملة وبين «إن» المشبهة بـ «ليس» كي لا يقع اللّبس ، كقول الشاعر :

إن وجدت الصّديق حقا لإيّا

ك فمرني فلن أزال مطيعا

حيث اقترن ضمير النصب «إياك» باللام الفارقة ، والتقدير : إن وجدتك الصديق حقا.

و «إن» هي المخففة من «إنّ» مهملة ، لذلك دخلت على الفعل «وجدتك».

١٥ ـ يفصل الضمير إذا وقع منادى عند من يجيز نداءه ، كقول الشاعر :

يا أبجر بن أبجر يا أنتا

أنت الذي طلّقت عام جعتا

حيث أتى الضمير «أنت» منفصلا ، لأنه وقع منادى فهو مبنيّ على الفتح في محل نصب.

١٦ ـ ويفصل الضمير المنصوب إذا كان قبله ضمير منصوب ، والنّاصب لهما عامل واحد مع

__________________

(١) من الآية ١ من سورة الممتحنة.


اتحاد الضميرين رتبة ، مثل : «علمتني إياي» حيث أن «الياء» في محل نصب مفعول به. و «إياي» :ضمير منفصل في محل نصب مفعول به والعامل واحد هو «علمت» واتحد الضميران رتبة إذ انهما للمتكلم ، ومثل : «علمتك إياك».

١٧ ـ إذا كان الضمير مرفوعا بوصف جار على غير ما هو له فيفصل الضمير ، مثل : «سمير خليل مكرمه هو» فالضمير «هو» كان مستترا قبل انفصاله. والمستتر نوع من المتصل.

٣ ـ ألفاظه : لكلّ من الغائب والغائبة ، والمخاطب والمخاطبة ، والمتكلم بنوعيه ، ألفاظ خاصة هي :

١ ـ ألفاظ الغائب والغائبة هي : هو ، هما ، هم ، هما ، هنّ ، والهاء ، مثل : الأمّ تضحّي بحياتها.

٢ ـ ألفاظ المخاطب والمخاطبة هي : أنت ، أنتما ، أنتم ، أنت ، أنتما ، أنتنّ ، والكاف ، مثل :«أنت الأم التي تضحّين بحياتك» والهاء ، مثل :«أنت الأب الذي يضحى بحياته».

٣ ـ ألفاظ المتكلّم للجمع «نحن» وللمفرد «أنا» بإثبات الألف في آخره ، وقد يكتبها العرب بدون «ألف» عند الوقف وعند وصل الكلام ، ومنهم من يحذفها في الوقف ويأتي بهاء السّكت فتلفظ «أنه» ، ومنهم من يحذفها في وسط الكلام فقط ، ومن هنا اختلف الرأي حول الكلمة «أنا» أهي ثنائيّة أم ثلاثيّة؟ ومن ألفاظ المتكلم أيضا «التاء» في مثل : «قمت» و «الياء» في «كتابي» ، و «نا» في مثل : «أكلنا» ومثل : «أنا أيّها المعلّم أتمّم واجباتي» ، و «نحن كلّنا نضحّي من أجل وطننا» ، و «نحن أدّينا واجباتنا». وتسمى ضمائر المخاطب والمتكلم «ضمائر الحضور» لأن صاحبها لا بدّ أن يكون حاضرا وقت النطق به ، مثل : «أنت تقولين الصّدق دائما» «فالتّاء» في «أنت» للمخاطبة وليست «تاء» التأنيث ، وكذلك هي في «أنتما» و «أنتم».

٤ ـ أحكام الضمير : للضمير أحكام كثيرة منها :

١ ـ أنه اسم جامد ، مبنيّ دائما.

٢ ـ لا يثّنى ولا يجمع ، أي : لا تدخله علامات التثنية والجمع.

٣ ـ أنه يدل بتكوين صيغته على التّثنية ، أو الجمع ، المذكر منهما أو المؤنث.

٥ ـ أقسامه : للضمير أقسام متعددة لاعتبارات مختلفة منها :

١ ـ باعتبار مدلوله يقسم الضمير الى الغيبة للمذكر ، مثل : هو ، هما ، هم ، وللمؤنّث مثل :هي ، هما ، هنّ ، والمخاطب للمذكر مثل : أنت ، أنتما ، أنتم ، وللمؤنث : أنت ، أنتما ، أنتن ، وللمتكلّم ، مثل : أنا ، نحن ... ومنها ما يصلح للغائب مرة وللمخاطب مرة أخرى مثل : ألف الاثنين ، واو الجماعة ، نون النسوة ، فنقول : «اذهبا يا أبنائي الى المدرسة» و «ابناي ذهبا الى المدرسة» ومثل : «اذهبوا يا أبنائي الى البيت» ، ومثل : «أبنائي ذهبوا الى البيت» ، ومثل : «اذهبن يا فتيات الى المدرسة» ومثل : «الفتيات ذهبن الى المدرسة».

٢ ـ باعتبار وجوده في الكلام وعدم ظهوره يقسم الضمير إلى : بارز ، ومستتر ، فالبارز هو الذي تبرز صورته في الكلام نطقا وكتابة ، مثل :«قمت بواجباتي خير قيام» «فالتاء» في «قمت» ضمير بارز ، ومثل : «أنت الذي أكرمتني» «أنت» :ضمير بارز منفصل ، ومثل : «هو الذي يحيى ويميت» «هو» : ضمير بارز منفصل. وقد يفسّر


النطق به لوقوع ساكن بعده ، فيمتد الصّوت بالحركة قبله للدلالة على وجوده ، مثل : «اكتبا الفرض» ، «ادرسوا الدرس» ، «اكتبي الرسالة».

والمستتر هو ما استتر في النّطق والكتابة ، مثل :«اكتب فرضك» فاعل «اكتب» ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره «أنت». ومثل : «المعلم دخل الى الصف» هو فاعل «دخل» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره «هو».

٣ ـ وباعتبار صورته يقسم الضّمير البارز الى قسمين : متصل ومنفصل ، وقد سبقت الأمثلة.

ضمير الاثنين

اصطلاحا : ألف التثنية.

ضمير الأمر

اصطلاحا : ضمير الشأن.

الضمير البارز المتصل

هو الذي يتّصل بآخر الكلمة ، ولا يمكن أن يكون في صدرها ، ولا في صدر جملتها ، ولا يمكن النّطق به وحده ، ولا يفصل بينه وبين الكلمة المتصل بها فاصل من حرف عطف ، أو أداة استثناء «إلّا» ، وأمّا قول الشاعر :

وما علينا إذا ما كنت جارتنا

ألّا يجاورنا إلّاك ديّار

فقد انفصل الضمير المتصل «الكاف» عمّا اتصل به بواسطة أداة الاستثناء «إلّا» للضرورة الشعرية ، وهذه الضمائر قد تتصل بالأسماء ، كقوله تعالى : (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)(١) «فالكاف» الأولى اتصلت بالفعل والكاف الثانية بالاسم. وقد تتصل أيضا بالحرف ، كقوله تعالى : (قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ)(٢) وكقوله تعالى : (رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا)(٣) فالهاء في «له» اتصل بحرف الجر وفي «صاحبه» اتصلت بالاسم ، وفي «يحاوره» اتصلت بالفعل ، وكذلك «النا» في «ربنا» اتصلت بالاسم وفي «إننا» اتصلت بالحرف وفي «سمعنا» اتصلت بالفعل.

الضمير البارز المنفصل

هو الذي يصح الابتداء به ، فيسبق العامل ، أو يتأخّر عنه مفصولا بفاصل ، مثل : «أنا قائم وما قائم إلا أنا» ، وكقول الشاعر :

أنا الذّائد الحامي الذّمار ، وإنّما

يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي

حيث ورد الضمير المنفصل «أنا» بعد الاستثناء بـ «إنّما» وكقول الشاعر :

وما أصاحب من قوم فأذكرهم

إلّا يزيدهم حبّا إليّ هم

فقد ورد الضمير المرفوع في آخر البيت وقد فصل عن الفعل «يزيد» والقياس والمعنى أن يكون متصلا والتقدير : إلا «يزيدونهم» حبّا إليّ.

وكقول الشاعر :

أصرمت حبل الوصل؟ بل صرموا

يا صاح بل قطع الوصال هم

فقد أتى الشاعر بالضمير «هم» منفصلا لضرورة وزن الشعر رغم أنه من الضمائر المنفصلة ولكن القياس والمعنى يقتضيان أن يكون متصلا والتقدير : بل قطعوا الوصال. ومن المرجّح أنّ الشّاعر أتى به توكيدا للضمير الذي كان من الواجب اتصاله بالفعل وهو «واو» الجماعة والتقدير : «بل قطعوا الوصال هم».

__________________

(١) من الآية ٣ من سورة الضحى.

(٢) من الآية ٣٧ من سورة الكهف.

(٣) من الآية ١٩٣ من سورة آل عمران.


وباعتبار إعرابه يقسم المتصل إلى ثلاثة أنواع :

النوع الأول : هو الذي يجب أن يكون دائما في محل رفع ، ويشتمل على : ألف الاثنين ، مثل : «الطالبان نجحا» ، «فالألف» في «نجحا» في محل رفع فاعل. و «واو» الجماعة ، مثل :«الطلاب نجحوا» ، «الواو» في محل رفع فاعل.

و «نون» النّسوة ، مثل : «الطالبات نجحن» ، «النون» في «نجحن» في محل رفع فاعل. و «ياء» المخاطبة ، مثل : «أيّتها الطالبة ادرسي» «فالياء» في «ادرسي» في محل رفع فاعل ، و «التاء» المتحركة التي للمتكلم المبنيّة على الضّم ، مثل : «نجحت في الامتحان» ، «فالتاء» في «نجحت» في محل رفع فاعل. و «تاء» المخاطبة التي تكون للمفرد والمذكّر والمبنيّة على الفتح ، مثل : «أنت نجحت في الامتحان» ، «التاء» في «نجحت» في محل رفع فاعل. و «تاء» المخاطبة المبنية على الكسر ، مثل : «أنت نجحت في الامتحان» ، «التاء» في «نجحت» في محل رفع فاعل. و «تاء» المخاطبة للمثنّى المذكّر والمؤنّث ، مثل : «أنتما نجحتما» ، «التاء» في «نجحتما» في محل رفع فاعل ، و «تاء» المخاطب المذكّر للجمع ، مثل :«أنتم نجحتم» ، «التاء» في «نجحتم» في محل رفع فاعل. و «تاء» المخاطبة المؤنثة للجمع ، مثل :«انتنّ نجحتنّ» ، وقد تأتي «تاء» المخاطبة مبنيّة دائما على الفتح وذلك في استعمال معيّن حين يطلب معرفة شيء له حالة عجيبة ، ويكون لها اسلوب معيّن أيضا ، وهو الذي يبدأ بهمزة الاستفهام يليها فعل «رأيتك» وبعده اسم منصوب يليه جملة استفهاميّة موضع العجب فتقول :«أرأيتك الفكاهة أتغني عن الجدّ والعمل».

«فالتاء» في الفعل «أرأيتك» هي دائما مبنيّة على الفتح ، في هذا الاسلوب وفي هذه الشروط الأربعة مجتمعة ، والذي يتغيّر هو «الكاف» في «أرأيتك» حسب المخاطبين ، فتقول : أرأيتكما ، «أرأيتك» ، «أرأيتكن» «فالكاف» حرف الخطاب هو وحده الذي يدل على نوع المخاطب. وتكون «أرأيتك» جملة بمعنى : «أبصرت» والاسم المنصوب «الفكاهة» هو مفعول به لفعل «أبصرت» والجملة الاستفهامية بعده لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافيّة ، وقد تكون جملة «أرأيتك» بمعنى «علمت» ويكون الاسم بعدها «الفكاهة» مفعول به أوّل لفعل «علمت» ، والجملة الاستفهاميّة حلّت محل مفعول به ثان. وقد تكون جملة «أرأيتك» بمعنى «أخبرني» ويكون الاسم بعدها «الفكاهة» منصوبا على نزع الخافض والتقدير : أخبرني عن الفكاهة ، والجملة الاستفهاميّة لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافيّة.

والنوع الثاني : هو الذي يشترك فيه محل النصب ومحل الجر وهذه الضمائر ثلاثة : الضمير الأول هو «ياء» المتكلم ، مثل : «أبي علّمني» «فالياء» في «أبي» في محل جر بالإضافة ، وهي في «علمني» في محل نصب مفعول به. وقد تأتي «ياء» المتكلم في محل رفع فاعل ، مثل : «اكتبي يا سميرة» «فالياء» في «اكتبي» في محل رفع فاعل ، وقد يجتمع محل الرفع ومحل النصب في الفعل الذي يكون من الأفعال الخمسة ومتصلا بياء المتكلم ، مثل : «تسألينني عن الروح هي من علم الله» «فالياء» الأولى في محل رفع فاعل والثانية في محل نصب مفعول به ، «والنون» الأولى علامة الرفع «والنون» الثانية للوقاية.

والضمير الثاني هو كاف الخطاب ، مثل :«أدّبك أبوك» «فالكاف» في «أدبك» في محل


نصب مفعول به ، وهي في «أبوك» في محل جر بالإضافة.

والضمير الثالث هو «الهاء» التي تدل على الغائب ، أو على الغائبة ، مثل : «أدّبه أبوه» و «أدّبها أبوها» «فالهاء» في «أدبه» و «أدبها» في محل نصب مفعول به وهي في «أبوه» و «أبوها» في محل جرّ.

وقد تقع «كاف» الخطاب و «هاء» الغائب و «ياء» المخاطبة في محل رفع بعد كلمة «لو لا» التي لا يقع بعدها إلا المبتدأ ، مثل : «لولاك لتأخّرت» و «لولاه لتأخرت» و «لولاي لتأخرت» ومثل : «الاجتهاد نافع ولولاه لفشلت» و «الكواكب مضيئة ولولاها لضاع المهتدون بها» «فالياء» في «لولاي» هي ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ خبره محذوف وجوبا ومثلها «الكاف» في «لولاك» أما «الهاء» في «لولاها» وفي «لولاه» فهي مبنيّة على الضم في محل رفع مبتدأ خبره محذوف وجوبا.

والنوع الثالث من الضمائر المتصلة هو «نا» يكون تارة في محل رفع وتارة في محل نصب ، وتارة في محل جر ، مثل : «ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا» حيث أنّ «نا» في كلمة «ربنا» هو في محل جر ، وهو في الفعل «تؤاخذنا» في محل نصب وهو في «نسينا» وفي «أخطأنا» في محل رفع. وقد تدخل «هاء» التنبيه على الضمير المنفصل «أنا» ، كقول الشاعر :

وعروة مات موتا مستريحا

وهأنا ميّت في كلّ يوم

وكان من الشائع دخول «هاء» التنبيه على ضمير الرّفع المنفصل الذي خبره اسم إشارة ، مثل : «ها أنذا أقوم بواجباتي المنزليّة» ، ومن ذلك ما عرف من الفصل بين «هاء» التنبيه واسم الإشارة بالضمير كالأمثلة السابقة أو بجملة القسم ، مثل :«ها والله ذا ...» أو يفصل بينهما «إن» الشرطية ، «مثل : «ها إن ذي فتاة» ... وقد تعاد «هاء» التنبيه بعد الفاصل لتقوية المعنى ، مثل : «ها أنتم هؤلاء تنجحون».

٦ ـ ملاحظة : قد تقع «كاف» الخطاب متّصلة بكلمات وبصيغ متعدّدة دون أن يكون لها محل من الإعراب ، كاتصالها باسم فعل لا ينصب مفعولا به فتقول في : «حيّهل» بمعنى : «أقبل» :حيّهلك ، فتكون «حيّهل» اسم فعل أمر بمعنى «أقبل» مبني على الفتح ، و «الكاف» للخطاب لا محل لها من الإعراب ، ومن «النجاء» بمعنى : أسرع «النجاءك» أي : النجاء لك «النجاء» اسم فعل أمر بمعنى : أسرع. «والكاف» حرف خطاب لا محل له من الإعراب ، ومن «رويد» بمعنى «تمهّل» «رويدك» «رويد» اسم فعل أمر بمعنى «تمهّل» مبني على الفتح «والكاف» حرف خطاب لا محل له من الإعراب. وكاتصالها ببعض الأفعال المسموعة عن العرب ويجب الاقتصار عليها ، أي : لا يقاس عليها بل نستعملها كما هي لأنّ العرب استعملوها هكذا ، مثل : «أبصر» و «ليس» ، و «نعم» ، «بئس» ، «حسب» ، فتقول : أبصرك سميرا ، «أبصر» : فعل أمر مبني على السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «والكاف» حرف للخطاب لا محل له من الإعراب ، «سميرا» مفعول به منصوب. ولا يمكن أن تكون «الكاف» مفعولا به لأن الفعل «أبصر» لا يأخذ مفعولين. ومثل : «لستك سميرا مسافرا» «لستك» : فعل ماض ناقص «والتاء» : اسمه ، و «الكاف» : حرف للخطاب لا محل له من الإعراب «سميرا» : خبر «ليس». «مسافرا» : نعت


سميرا ، ومثل : «نعمك الفتى زيد» «نعمك» :فعل ماض مبني على الفتح «والكاف» حرف خطاب لا محل له من الإعراب ، «الفتى» : فاعل «نعم» مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الألف للتعذر.

«زيد» : خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. وله وجه آخر من الإعراب : «زيد» : مبتدأ مؤخر وجملة «نعم الفتى» خبره مقدّم. ومثل : «بئسك الفتى سعيد» وإعرابه كالمثل السابق ، ومثل : «ما حسبتك أن تنجح» «ما» : حرف نفي. «حسبتك» :فعل ماض مبني على السكون لاتصاله «بالتاء».

«والتاء» : ضمير متصل مبني على الضّم في محل رفع فاعل ، «والكاف» حرف خطاب لا محل له من الإعراب ، وجملة «أن تنجح» في محل نصب مفعول به. ولا يمكن أن تكون «الكاف» مفعولا به ، لأنه لو كان الأمر كذلك لترتّب أن تكون «الكاف» مع المصدر المؤول مبتدأ وخبره ، وكاتصالها ببعض الحروف التي يجب الاقتصار عليها ، مثل : «كلّا» ، «بلى» ، فتقول : «كلّاك ، أنت لا تهمل واجباتك» ومثل : بلاك ، أي : بلى لك ، جوابا لمن يسألك : «ألست صاحب فضل عليك؟».

أحكام الضمائر البارزة المنفصلة : تنقسم الضمائر المنفصلة بحسب الإعراب الى قسمين ويصح الابتداء بها وتستقل عن غيرها وهي : ضمائر الرفع ، وضمائر النّصب ، ولكلّ منها أيضا ألفاظ خاصة :

١ ـ ألفاظ ضمائر الغائب المرفوعة ، مثل : «هو» ، للمفرد ، «هما» للمثنى ، «هم» للجمع.

٢ ـ ألفاظ ضمائر الغائبة المرفوعة ، مثل :«هي» للمفرد ، «هما» للمثنى ، «هنّ» للجمع.

٣ ـ ألفاظ المخاطب المرفوعة هي : «أنت» للمفرد «أنتما» للمثّنى ، «أنتم» للجمع.

٤ ـ ألفاظ المخاطبة المرفوعة هي : «أنت» للمفرد وللمثنّى «أنتما» ، وللجمع «أنتنّ».

٥ ـ وللمتكلّم ضميران هما : «أنا» للمتكلم المفرد ، و «نحن» للمتكلم المعظم نفسه أو للجمع.

٦ ـ ألفاظ ضمائر الغائب المنصوبة : «إيّاه» للمفرد ، «إيّاهما» للمثنى ، «إياهم» للجمع.

٧ ـ ألفاظ ضمائر الغائبة المنصوبة هي :«إياها» للمفرد ، «إيّاهما» للمثنّى ، «إيّاهنّ» للجمع.

٨ ـ ضمائر المخاطب المنصوبة هي : «إيّاك» للمفرد ، «إيّاكما» للمثّنى ، «إيّاكنّ» للجمع.

٩ ـ ضمائر المخاطبة المنصوبة هي : «إيّاك» للمفرد «إيّاكما» للمثنّى ، «إيّاكنّ» للجمع.

١٠ ـ وللمتكلم ضميران للنصب هما : «إيّاي» للمفرد ، «إيّانا» للمتكلّم المعظّم نفسه أو للجمع.

ملاحظة : لا تكون الضمائر المنفصلة المرفوعة إلا للرّفع أصالة ، ويجوز أن تكون ضميرا للنصب أو للجرّ فتكون بالنيابة عن ضمير النصب أو الجر في بعض الأساليب المسموعة ، مثل : «ما أنا كأنت» فالضمير «أنت» هو ضمير رفع بالأصالة وأتى هنا في محل جر بالنّيابة عن ضمير الجر والتقدير : ما أنا مثلك.

الضّمير البسيط

اصطلاحا : الضمير المفرد أي : الذي يستقل بنفسه ليدلّ على المتكلم ، أو المخاطب ، أو الغائب ، مثل : «كتبت» ، «التاء» ضمير المفرد المتكلّم ، ومثل : «نحن كتبنا» ، «نحن» : ضمير المتكلم في الجمع. «والنا» ، في «كتبنا» ضمير المتكلم أيضا ، ومثل : «كتبت» «التاء» ضمير المخاطب ، ومثل :«الرسالة كتبها صاحبها» «الهاء» في «كتبها» تعود


الى الغائبة ومثلها في «صاحبها».

ضمير التّوكيد

هو ضمير الفصل الذي يؤتى به لمجرّد تقوية الاسم السابق وتأكيده ، ويفصل في الأمر حين الشك ، فيرفع الإبهام بسبب دلالته على أن الاسم بعده هو الخبر لما قبله وليس صفة له ولا تابعا من التّوابع وغالبا ما يكون الاسم السّابق عليه ضميرا كقوله تعالى : (وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ)(١) «نحن» ضمير الفصل مبني على الضم لا محل له من الإعراب.

ملاحظة : كل ضمير توكيد هو ضمير الفصل ولا عكس.

الضمير الجائز الخفاء

يراد به الضمير المستتر جوازا وهو ما يمكن أن يحلّ محلّه الاسم الظّاهر. انظر : الضمير المستتر جوازا.

ضمائر الجرّ

هي الضمائر التي تقع في محل جر بالإضافة مثل : «أخذت كتابها» «الهاء» في «كتابها» : ضمير متصل مبني على السّكون في محل جر بالإضافة ، أو مجرورا بحرف الجرّ ، مثل : «ذهبت إليه».

«الهاء» في «إليه» : ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بـ «إلى» ، وضمائر الجر لا تكون إلا متصلة وهي :

١ ـ للمتكلم «النا» وياء المتكلم فتقول : «هذه أقوالنا» «وهذا الكتاب لي».

٢ ـ للخطاب : ك ، ك ، كما ، كم ، كنّ ، مثل :«هذا الكتاب لك ، لك» ، «وهذه أقوالكم» و «هذه كتبكنّ» «وهذه كتبكما».

٣ ـ للغيبة مثل : ه ، ها ، هم ، هن ، مثل :«هذا الكتاب له ، لها» «وهذه أقوالهم ، أقوالهنّ».

ضمير الجماعة

اصطلاحا : نون النسوة ، أي : ضمير الرّفع الذي يدل على جمع مؤنث كقوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ)(٢) وكقوله تعالى : (وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ)(٣) فالنون في الأفعال : «قرن» و «أقمن» و «آتين» و «أطعن» هي نون النسوة ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل للفعل المتصل به.

ضمير الحديث

اصطلاحا : هو ضمير الشأن.

ضمير الحضور

اصطلاحا : هو ضمير المتكلم ، ضمير المخاطب.

وسمّي ضمير الحضور بهذا الاسم لأن صاحبه يكون حاضرا ، أو في حكم الحاضر عند النّطق به.

ضمير الحكاية

اصطلاحا : ضمير الشّأن.

وسمّي بذلك لأنه يشير إلى الحكاية أي : المسألة التي يراد الحديث عنها.

ضمير الخطاب

اصطلاحا : هو : ضمير المخاطب ، أي : ما يدلّ على المخاطب المذكّر مفردا مثل : «أنت» ومثنى مثل : «أنتما» وجمعا ، مثل : «أنتم» ، وعلى

__________________

(١) من الآية ٥٨ من سورة القصص.

(٢) من الآية ٣٣ من سورة الأحزاب.

(٣) من الآية ٣٣ من سورة الأحزاب.


المخاطبة مفردة مثل : «أنت» ومثناة مثل : «أنتما» ، وجمعا مثل : «أنتنّ».

ضمير الرّفع المتحرّك

اصطلاحا : تاء الضمير. أي : ضمير الرفع المتصل للمتكلم مثل : «قمت» أو للمخاطب ، مثل :«قمت» وللمخاطبة مثل : «قمت».

ضمير الشأن

اصطلاحا : ضمير الغائب المفرد أو الغائبة المفردة.

ويسمّى أيضا ضمير القصة ، أو ضمير الحديث. وهو ضمير يكون في صدر جملة بعده تفسّر دلالته ، وتوضّح المراد منه ، ومعناها معناه.

وسمّي ضمير الشأن بهذا الاسم لأنه يرمز الى الشأن أي : الحال التي يراد الكلام عنها ، وتسميته ضمير الحديث تعود الى إنه يرمز الى الشأن أي : الأمر الهامّ الذي يأتي بعده ، والحديث المتأخّر عنه ، كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(١) «هو» ضمير بارز منفصل هو ضمير الشأن. مبتدأ.

وخبره الجملة الاسميّة بعده «الله أحد».

أحكامه : لضمير الشأن أحكام كثيرة يخالف بها القواعد والأصول العامّة منها :

١ ـ لا بدّ أن يكون مبتدأ ، أو أصله مبتدأ ، ثم دخل عليه ناسخ ، كقول الشاعر :

هو الدّهر ميلاد فشغل فمأتم

فذكر كما أبقى الصّدى ذاهب الصّوت

فالضمير «هو» ضمير الشأن مبنيّ على الفتح في محل رفع مبتدأ. وخبره الجملة الاسميّة :«الدهر ميلاد» المؤلفة من المبتدأ «الدهر» والخبر «ميلاد» ومثل :«إنها الدنيا فانية» ومثل : «انه يستهويني الحنان» «فالهاء» في «إنها» وفي «إنّه» في محل نصب اسم «إنّ». وقد يكون اسما ل «ما» المشبّهة بـ «ليس» ، كقول الشاعر :

وما هو من يأسو الكلوم ويتّقى

به نائبات الدّهر كالدّائم البخل

حيث ورد ضمير الشأن «هو» اسما ل «ما» الحجازية ، ويقع مفعولا به ، كقول الشاعر :

علمته الحق لا يخفى على أحد

فكن محقّا تنل ما شئت من ظفر

«فالهاء» في «علمته» هو ضمير الشأن ، مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

٢ ـ أنه يكون مفردا دائما ، فلا يكون مثنّى ولا جمعا ، وفي الأغلب يكون مفردا مذكّرا يراد به الشّأن ، مثل : «إنّه الصّبر مفتاح الفرج» أو بلفظ المفرد المؤّنث ويراد به القصة أو المسألة ، وبخاصة إذا كانت بعده عمدة في الجملة ، أي :يكون المؤنّث جزءا أساسيا في الجملة لا يمكن الاستغناء عنه كالمبتدأ والخبر ... كقوله تعالى : (فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٢) وكقوله تعالى : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)(٣) «هي» ضمير السأن في الآية الأولى يراد به القصة التي تتكلم عن الأبصار الشاخصة ، وفي الآية الثانية يراد بها المسألة التي فيها لا تعمى الأبصار بل القلوب ... ، ومثل : «هو الفرج قريب» «هو» ضمير الشأن مبتدأ. «الفرج» : مبتدأ ثان.

«قريب» : خبر المبتدأ الثاني ، والمبتدأ الثاني مع خبر هو خبر المبتدأ الأول «هو».

٣ ـ ضمير الشّأن لا بدّ أن تأتي بعده جملة

__________________

(١) الآية الأولى من سورة الإخلاص.

(٢) من الآية ٩٧ من سورة الأنبياء.

(٣) من الآية ٤٦ من سورة الحج.


تفسّره ، توضّح مدلوله وتكون خبرا له ، ولا يصحّ تفسيره بمفرد ، مثل : «هي الرياضة مفيدة» فالجملة الأسميّة «الرياضة مفيدة» تفسر ضمير الشأن وهي خبر له.

٤ ـ ولا بدّ في الجملة المفسّرة لمدلول ضمير الشّأن أن تكون متأخرة ومرجعه يعود إلى مضمون الجملة بعده ، بخلاف الضمائر الأخرى التي تعود على متقدّم قبلها.

٥ ـ ضمير الشأن ليس له تابع أي : لا يقع بعده بدل ، أو عطف ، أو توكيد ، أو نعت ، فلا يكون نعتا ، ولا يكون له نعت.

٦ ـ إذا كان ضمير الشّأن مفعولا به لفعل ناسخ ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر وجب إظهاره واتّصاله بالناسخ ، مثل : «ظننته الصدق خير» «وحسبته الشرّ كفر» «فالهاء» في «ظننته» وفي «حسبته» في محل نصب مفعول به أول والجملة «الصدق خير» المؤلفة من المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول به ثان ومثلها الجملة الاسمية «الشرّ كفر» في محل نصب مفعول به «لحسبته» وإذا كان ضمير الشأن ، في محل رفع ، متصلا بعامله ، فإنه يكون مستترا في عامله ، مثل : «ليس الشجر مثمر» ؛ ففي «ليس» ضمير مستتر هو ضمير الشأن يقع اسما ل «ليس» تقديره «هو» ومثله القول :«كان سمير ناجح» ، وكقول الشاعر :

إذا متّ كان الناس صنفان شامت

وآخر مثن بالذي كنت أصنع

ففي كان ضمير مستتر هو ضمير الشأن يقع اسما لها ، وكقول الشاعر :

هي الشفاء لدائي لو ظفرت بها

وليس منها شفاء الداء مبذول

ففي «ليس» ضمير مستتر للشّأن يقع اسما لها ، تفسّره الجملة بعده : شفاء الداء مبذول.

ضمير الصّلة

اصطلاحا : العائد. أي : الضمير الذي تشتمل عليه صلة الموصول والذي يعود غالبا على الاسم الموصول ، ويطابقه في الإفراد والتّثنية والجمع والتّذكير والتّأنيث. كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا)(١) فالضمير في «يرجون» هو «واو» الجماعة يعود الى اسم الموصول «الذين» ويطابقه في الجمع والتذكير.

الضّمير الظّاهر

اصطلاحا : الضمير البارز.

الضمير العائد

اصطلاحا : العائد.

الضمير العماد

اصطلاحا : ضمير الفصل.

ضمير الغائب

هو ما يدل على الغائب المفرد ، ولفظه «هو» ويسميه الأخفش ضمير الغيبة ، كقوله تعالى : (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ)(٢). انظر : ضمائر الرفع.

ضمير الغائبة

هو الضمير الذي يدل على الغائب المؤنث المفرد ولفظه «هي» وسمي بذلك لأن صاحبه يكون غائبا أو في حكم الغائب عند النّطق به كقول الشاعر :

هي الشفاء لدائي لو ظفرت بها

وليس منها شفاء الدّاء مبذول

__________________

(١) من الآية ٧ من سورة يونس.

(٢) من الآية ٤ من سورة النمل.


«هي» ضمير للمفرد المؤنّث الغائب مبنيّ على الفتح في محل رفع مبتدأ.

ضمير الغيبة

اصطلاحا : ضمير الغائب.

ضمير الفاعلات

اصطلاحا : نون النّسوة.

ضمير الفصل

اصطلاحا : هو الذي يفصل في الأمر حين الشّك ، فيرفع الإبهام بسبب دلالته على أنّ الاسم بعده هو الخبر لما قبله ، وليس صفة له ، ولا تابعا من التّوابع التي ليست أصيلة في الجملة ، كقوله تعالى : (وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ)(١) والغالب أن يكون الاسم السابق ضميرا كالآية السابقة وكقوله تعالى : (إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَ)(٢).

أحكامه :

١ ـ لا بدّ أن يكون ضمير الفصل هو أحد ضمائر الرّفع المنفصلة.

٢ ـ أن يطابق ما قبله في التكلم والخطاب والغائب ، وفي الإفراد والتثنية والجمع ...

والتذكير والتأنيث مثل : الأخلاق هي الحافظة لكرامة الإنسان» ومثل : «الكوكبان هما المتلألئان ليلا» ومثل : «العقلاء هم أصحاب الرأي».

٣ ـ ولا بدّ في الاسم السابق عليه أن يكون مبتدأ ، أو ما أصله كذلك ، مثل : «الأب هو ربّ الأسرة» «والأم هي المشرفة على تربية أولادها» وكقوله تعالى : (وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً)(٣) وذلك لأنه يكثر اللبس بين الخبر والصّفة لتشابههما في المعنى ، فنأتي بضمير الفصل ليزيل اللبس ويجعل ما بعده خبرا لا صفة ، ولأن الصفة والموصوف لا يفصل بينهما إلا نادرا ، وقد يقع اللبس بين الخبر والتوابع الأخرى لكنّه قليل.

٤ ـ ولا بدّ في الاسم السابق على ضمير الفصل أن يكون معرفة ، كالأمثلة السابقة.

٥ ـ لا بدّ للاسم الواقع بعد ضمير الفصل أن يكون خبرا للمبتدأ ، أو لما أصله مبتدأ.

٦ ـ ولا بدّ في الاسم الواقع بعد ضمير الفصل أن يكون معرفة أو ما يقاربها أي : أفعل التفضيل فانه يشبه المعرفة في أنه مع «من» لا تجوز إضافته ولا تدخل عليه «أل» فيشبه بذلك العلم ، هذا فضلا على أن وجود «من» بعده يفيده تخصيصا ويقربه من المعرفة. مثل : «الله هو القادر» «الله» :مبتدأ اسم الجلالة مرفوع «هو» ضمير الفصل لا محل له من الإعراب. «القادر» : خبر المبتدأ.

ومثل : «كان المعلم هو الساهر على مصلحة أبنائه» ؛ «المعلم» : اسم «كان». «هو» ضمير الفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. «الساهر» :خبر المبتدأ. والجملة من المبتدأ وخبره خبر «كان» فضمير الفصل إذن له وجهان من الإعراب :

الأول : اعتباره كاسم مهمل لا محل له من الإعراب ولا يؤثر فيما بعده ، ولا يتأثّر بما قبله.

والثاني : اعتباره مبتدأ وما بعده خبره. والجملة الاسمية التي تتألف منه ومن خبره تكون خبرا للمبتدأ.

الضمير في النّيّة

اصطلاحا : الضمير المستتر.

__________________

(١) من الآية ٥٨ من سورة القصص.

(٢) من الآية ٣٢ من سورة الأنفال.

(٣) من الآية ٢٠ من سورة المزّمّل.


ضمير القصّة

اصطلاحا : ضمير الشأن.

الضّمير المتّصل

اصطلاحا : الضمير البارز المتصل.

ضمير المتكلّم

اصطلاحا : هو الذي يدل على المتكلّم مفردا ومثنّى وجمعا مذكّرا ومؤنثا ويسمى أيضا : ضمير الحضور ، المتكلّم ، ويسميه الأخفش : الحضور.

ضمير المجهول

اصطلاحا : ضمير الشأن ، وسمي بذلك لأنه لم يتقدمه مرجع يعود إليه.

ضمير المخاطب

هو ما يدل على المخاطب مفردا ومثنى وجمعا مذكرا ومؤنثا. ولفظه : أنت وأخواتها ...

ويسمّى أيضا : ضمير الحضور ، ضمير الخطاب ، المخاطب ، الخطاب.

ضمير المخاطبة

هو الذي يدل على المخاطب المؤنّث المفرد ولفظه : أنت وأخواتها ...

الضمير المركّب

هو الذي يدلّ على الغائب ، أو المخاطب ، أو المتكلم بواسطة زيادة في أوله مثل : «إيّاي ، إيّاك ، إيّاه ... أو في آخره مثل : أنتما ، أنتم ... ولا يستقل بنفسه فصيغته مركّبة ، وعكسه الضمير المفرد.

الضمير المستتر

هو الذي لا يظهر في النطق ولا في الكتابة ويسمى أيضا : الاسم المضمر ، الواسطة ، الضمير في النّيّة ، الضمير المستكن.

ملاحظة : عدّه بعض النحاة قسما من الضمير المتّصل ، وعدّه غيرهم قسما من الضمير المنفصل ، وعدّه آخرون قسما مستقلّا بنفسه واسمه «الواسطة».

الضمير المستتر جوازا

اصطلاحا : هو الذي يمكن أن يحل محله اسم ظاهر ، أو ضمير بارز ، مثل : «العلم ينفع». فاعل بنفع ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود الى اسم ظاهر هو العلم» ، ومثل : «الصادق إذا ائتمن وفيّ» فالضّمير المستتر جوازا في الفعل «ائتمن» يقع نائب فاعل له ، تقديره «هو» يعود الى «الصادق» وقد يكون المستتر جوازا اسما لفعل ناسخ ، مثل : «الصّلاة لو لم تكن رأس العبادات لعدّت من صالحات العادات». اسم «كان» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره «هي» ، وقد تكون فاعلا لاسم فعل ، مثل : «الطائرة هيهات» أي : بعدت.

فاعل «هيهات» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : «هي» وقد يكون مرفوعا لأحد المشتقات المحضة ، كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، والصفة المشبّهة ، مثل : «الاستاذ مكرم ضيفه» ففاعل «مكرم» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، ومثل : «الاستاذ محبوب» ، نائب فاعل «محبوب» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ومثل : «سمير مشرق وجهه» فاعل «مشرق» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. «وجهه» مشبه بالمفعول به.

الضمير المستتر وجوبا

هو الذي لا يمكن أن يحل محلّه اسم ظاهر ولا ضمير منفصل ، مثل : «إنّي أفرح حين ننجح جميعا في الامتحان» فاعل «أفرح» ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره «أنا» وفاعل «ننجح» : ضمير


مستتر فيه وجوبا تقديره «نحن» ، ويستتر الضمير وجوبا أيضا عند ما يكون فاعلا لأمر المخاطب المفرد ، لأن ضمائر المخاطب المؤنث أو المثنّى أو الجمع هي ضمائر بارزة ، مثل : اكتبي ، اكتبا ، اكتبوا. مثل : «أسرع أيّها الرياضيّ» ففاعل «أسرع» ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره «أنت». أو عند ما يكون فاعلا للمضارع في مخاطبة المفرد المذكر ، لأن ضمائر المخاطب المؤنث أو المثنى المذكّر والمؤنث ، أو الجمع المذكر والمؤنث ، كلّها بارزة ، مثل : «أنت تحب الرياضة باكرا» أو عند ما يكون مبدوءا بالنون ، مثل : «نحن نحب الخير للجميع» ، أو عند ما يكون فاعلا لأفعال الاستثناء ، «خلا ، وحاشا ، وعدا» فكلّها أفعال ماضية جامدة فاعلها ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل تقديره «هو» مثل : «أتى المسافرون ما عدا أخي» ، أو لأفعال الاستثناء النّاسخة ، أي : التي تدخل على المبتدأ والخبر فتغيّر إعرابه وهي «ليس» ، «ولا يكون» ، مثل : حصدت القمح ليس قمح حقل» ومثل : «انقضى اسبوع لا يكون يوما» ، أو فاعلا «لنعم» و «بئس» مثل : «نعم فتاة هند» ومثل : «بئس ولدا زيد» ، أو فاعلا لفعل التعجّب مثل : «ما أحسن الكتابة» أو فاعلا لاسم فعل مضارع ، واسم فعل أمر ، مثل : «أفّ من الكسل» ، أي : أتضجّر «أفّ» اسم فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. ومثل :«اللهمّ استجب دعاءنا آمين». «آمين» : اسم فعل دعاء بمعنى «استجب» وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. أو فاعلا للمصدر غائب عن فعل الأمر ، مثل : «وقوفا للاستاذ» ، «وقوفا» مفعول مطلق لفعل محذوف وجوبا مع فاعله تقديره «قف» وفاعل «قف» ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.

الضمير المستكنّ

اصطلاحا : هو الضمير المستتر.

الضمير المفرد

هو الضمير الذي يستقل بنفسه في دلالته على الغائب ، أو المخاطب ، أو المتكلّم ، مثل : «التاء» في «قمت» و «قمت» وكقوله تعالى : (وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)(١) أنت هو ضمير مفرد للمخاطب. وكقوله تعالى : (ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آباؤُنا)(٢) «نحن» ضمير للمتكلم في الجمع.

ويسمّى أيضا : الضمير البسيط.

الضمير المنفصل

اصطلاحا : الضمير البارز المنفصل.

الضمير الواجب الخفاء

اصطلاحا : هو الضمير المستتر وجوبا.

ضمير الوصل

اصطلاحا : الموصول الاسميّ.

الضّوابط

لغة : جمع ضابط تقول : ضبط الأمن : حفظه فهو ضابط.

اصطلاحا :

١ ـ الشّدّة ، المدّة ، همزة الوصل ، همزة القطع.

٢ ـ حركات التّشكيل أي : الضمّة ، الفتحة ، الكسرة ، السّكون.

٣ ـ قواعد النحو واللغة.

وتسمّى أيضا : علامات الضّبط.

__________________

(١) من الآية ١٨ من سورة الأعراف.

(٢) من الآية ٣٥ من سورة النّحل.


باب الطاء

حرف الطاء حرف شديد مطبق نطعيّ ، مخرجه من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا ، وصفه القدماء بأنه صوت مجهور ، وهو الحرف السّادس عشر في التّرتيب الألفبائي من بين حروف الهجاء ، وهو التّاسع في التّرتيب الأبجدي ، ويساوي في حساب الجمّل الرقم تسعة.

لم يأت هذا الحرف مفردا في كلام العرب ، وكثيرا ما أتى بدلا من «تاء» «افتعل» ومشتقاته ، وذلك إذا كانت «الطاء» في كلمة فاؤها حرف من حروف الإطباق وهي : الصّاد ، الضّاد ، الطّاء ، الظّاء ، وبعدها تاء ، مثل : «اضطرب» ، والأصل :«اضترب». «اضطرد» أو «اطّرد» والأصل : المترد بقلب التاء «طاء» كما هو مبيّن في «اططرد» ثم بإدغام المثلين إذ أوّلهما ساكن والثاني متحرّك. وكذلك «اظطهر» تقلب الطاء «ظاء» ويدغم المثلان.

وقد حذفت «الطاء» من كلمة «قط» والأصل :قطّ بدليل القول : قطّط النجار الخشبة أي : نحتها وسوّاها كما تقول : «ما فعلت هذا قطّ» أي : فيما مضى من سني عمري.

طالما

كلمة مركبة من فعل ماض هو «طال» بمعنى : امتدّ ، و «ما» الكافة التي تكف الفعل عن طلب الفاعل الظّاهر أو المضمر ، وتكون «ما» عوضا عن الفاعل فتقول : «طالما انتظرت عودة أخي من السّفر».

ملاحظة : تكتب «طالما» كلمة واحدة مثل :«ربّما» و «قلما» إذا كانت «ما» كافّة أمّا إذا اعتبرت «ما» مصدرية فتكتب مفصولة «طال ما».

طرّا

هو مصدر لفعل محذوف من معناه ، فيعرب مفعولا مطلقا منصوبا ، وقد يعرب حالا في رأي بعض النّحويين كسيبويه ، ومعناه : الإحاطة والشمول ، تقول : «مشوا طرّا» أي : جميعا. قال سيبويه : لا تستعمل إلا حالا وهي مما لا ينصرف ، أي : لا تكون إلا حالا.

طرح الخافض

اصطلاحا : نزع الخافض. أي : يكون الاسم بعد نزع الخافض منصوبا مثل : «دخلت بيروت» «نزلت دمشق» «وجئت لبنان» وكقول الشاعر :

تمرون الدّيار ولم تعوجوا

كلامكم عليّ إذا حرام

فكل من الأسماء : بيروت ، دمشق ، لبنان ، الديار ، يسمّى منصوبا على نزع الخافض.


طريق من لا ينتظر

اصطلاحا : لغة من لا ينتظر ، أي : تحريك الحرف الأخير الباقي بعد الترخيم بحركة الحرف المحذوف ، فكأننا لا ننوي المحذوف مثل : «يا جعف» بدلا من : «يا جعفر» فكلمة «جعفر» منادى مبني على الضم ، ففي الترخيم حذفت الرّاء ونقلت حركتها الى الحرف الذي قبلها فصارت الكلمة : يا جعف.

طريق من ينتظر

اصطلاحا : لغة من ينتظر ، أي : ترك الحرف الأخير الباقي بعد الترخيم على حالته الأصليّة كأن المحذوف موجود فتقول : يا جعف. وكقول الشاعر :

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل

وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

طفق طفق

وزن «علم» و «ضرب». فعل ماض ناقص من أفعال الشروع من أخوات «كاد» وتعمل عملها أي تدخل على المبتدأ والخبر فترفع الأول اسما لها وتنصب الثاني خبرا لها. وخبرها يجب أن يكون مضارعا مجرّدا من «أن» ولا يكون خبرها مفردا ، كقوله تعالى : (وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ)(١) وكقوله تعالى : (فَطَفِقَ مَسْحاً)(٢) خبر «طفق» محذوف لدلالة المصدر عليه ، «مسحا» : مفعول مطلق والتقدير : فطفق يمسح مسحا ، وتعمل في صيغة الماضي كالمثل السابق وفي صيغة المضارع مثل : يطفق الحجيج يعود الى بلاده» واشتق منها مصدر ، قال الأخفش : طفق طفوقا بفتح الفاء في الماضي.

ومن كسر الفاء في الماضي قال : «طفق طفوقا».

طق

اصطلاحا : اسم صوت سقوط الحجر ، انظر : أسماء الأصوات.

الطّلب

لغة : مصدر طلب الشيء : أراده.

واصطلاحا : الطّلب هو ما يشمل أمورا سبعة هي : الأمر ، النّهي ، الاستفهام ، العرض ، التّحضيض ، التّمني ، التّرجي ، وهو على نوعين : الطّلب المحض ، والطّلب غير المحض.

وهو في الاصطلاح من معاني الحروف التالية : لام الأمر ، مثل : «ليذهب كلّ إلى عمله» ولا الناهية ، كقوله تعالى : (لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ)(٣) ومن معنى الهمزة وهل الاستفهاميّتين وحرف التحضيض مثل : «هلّا درست درسك» وحروف التّنديم كقوله تعالى : (لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ)(٤) وحروف العرض مثل : «ألا تكتب فرضك». وحروف التمني مثل : «ليتك قمت بواجبك» وحروف التّرجي ، مثل : «لعلك قانع بما قسم الله لك» ومن معاني الفعل المزيد مثل :«استفعل» : «استعلم» ، أو «تفعّل» : «تخبّر».

الطّلب غير المحض

اصطلاحا : هو الطلب غير المباشر الذي يكون تابعا لمعنى آخر يتضمن طلبا ، أو يكون محمولا في ادائه على غيره ويشمل : الاستفهام ، العرض ، التّحضيض ، التّمني ، الترجّي ، كقول الشاعر :

__________________

(١) من الآية ١٢١ من سورة طه.

(٢) من الآية ٣٣ من سورة ص.

(٣) من الآية ١١ من سورة الحجرات.

(٤) من الآية ١٣ من سورة النور.


ألا ليت الشباب يعود يوما

فأخبره بما فعل المشيب

الطّلب المحض

هو الطلب المباشر الذي يفهم من الكلام مباشرة دون أن يكون محمولا على غيره من معنى آخر يتضمنه ، والطلب المحض ينحصر في الأمر والنّهي كقوله تعالى : (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً)(١) وكقوله تعالى : (لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ)(٢).

الطّمطمانيّة

نوع من اللهجات المنسوبة إلى قبيلة طيّىء ، وقد تنسب الى قبائل الازد وحمير في جنوبيّ الجزيرة العربيّة ، وهدفها إبدال «لام» «أل» ، التي تفيد التعريف ، «ميما» مثل : «جزيرة امجحيم» أي : جزيرة الجحيم. وامتصوير سينمائي أي : التصوير السينمائيّ.

ومما يروى عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن أعرابيا سأله :«هل من امبرّ امصيام في امسفر؟» فأجابه النبيّ مجاملا : «ليس من امبرّ امصيام في امسفر» أي :ليس من البرّ الصيام في السفر. ومن الملاحظ أنه قد استوى في هذه الرواية الحرف الشمسي في كلمة «السفر» بالحرف القمري في «البر» في ابدال اللام ميما. ويقال : إنّ هذه اللغة مختصّة بالأسماء التي تظهر معها لام «أل» مثل : «البرّ» ، «الكتاب» ، «اليد» ، بخلاف الكلمات التي تختفي معها لام «أل» مثل : «الشّمس ، الطّاولة ، الصحراء ...». بدليل أنه حكى أحدهم أنه سمع في بلاد اليمن من يقول : «خذ الرّمح واركب امفرس» وربما كان ذلك لغة البعض لا الجميع.

__________________

(١) من الآية ٩ من سورة يوسف.

(٢) من الآية ٨٧ من سورة يوسف.


باب الظاء

هو حرف مجهور مطبق يخرج من طرف اللّسان وأطراف الثّنايا العليا ويأتي السابع عشر من حروف الهجاء على التّرتيب الألفبائي ، وهو السّابع والعشرون في الترتيب الأبجدي ويساوي في حساب الجمّل الرقم تسعمئة. لم يأت هذا الحرف مفردا في كلام العرب ولا بدلا ولا زائدا.

ظبون

لغة : ظبون وظبات وظبى وظبون وأظب جمع ظبة : حد السّيف وظبة أصلها : ظبو حذفت منها «الواو» وعوّض منها بالهاء.

واصطلاحا : من الملحقات بجمع المذكر السّالم أي : ترفع بالواو وتنصب وتجر بالياء ، وهي مثل : «أرضون» ، «عضون» ، «سنون» «عزون». مثل : «سيوف العرب ظبونها ماضية».

الظّرف

١ ـ تعريفه

لغة : الوعاء.

واصطلاحا : هو اسم منصوب يدل على زمان الفعل أو مكانه ويتضمّن معنى «في» باطّراد. وإذا لم يتضمّن معنى «في» فلا يكون ظرفا بل يكون إعرابه كسائر الأسماء المعربة ، حسب ما يقتضيه العامل في الجملة.

فيكون مبتدأ ، مثل : «يومنا مشرق» أو خبرا ، مثل :«يومنا يوم مبارك». أو فاعلا ، مثل : «جاء شهر رمضان» ... ويسمى الظّرف أيضا مفعولا فيه.

وسمّيت الأمكنة والأزمنة ظروفا ، لأن الأفعال تحصل فيها فصارت كالأوعية لها ، مثل : «صمت شهر رمضان» ومثل : «جلست عندك أمام الطّاولة».

٢ ـ نوعاه : الظرف نوعان : ظرف زمان ويدل على زمن حصول الفعل مثل : «مشيت ساعة» وظرف مكان ويدل على مكان حصول الفعل ، مثل : «القلم فوق الطاولة».

٣ ـ أقسامه ١ ـ من حيث الإبهام والتحديد هو قسمان : الظّرف المبهم والظّرف المحدود.

٢ ـ من حيث التصرّف هو قسمان : الظّرف المتصرّف ، والظّرف غير المتصرّف.

٣ ـ من ناحية الإعراب هو أربعة أقسام : الظّرف المعرب ، الظّرف المبنيّ ، الظرف النّحويّ ، الظرف المجازيّ.

٤ ـ من ناحية التعلّق هو قسمان : الظرف اللّغو ، والظرف المستقرّ.

٥ ـ من ناحية الإفادة هو قسمان : الظرف المؤسس ، والظرف المؤكّد وهو في الاصطلاح : الجار والمجرور ، حرف الجر.

٤ ـ ملاحظات : وهناك ظروف عدّة غير متصرّفة


مختلفة في معناها وأحكامها ، منها :

١ ـ «ذا» و «ذات» بشرط إضافتهما إلى زمان ، مثل : «قابلته ذا صباح أو ذات مساء» أو إلى مكان ، مثل : التفتّ ذات اليمين وذات الشّمال.

٢ ـ «حوال» ، «حوالي» ، «حول» ، «حولي» ، «أحوال» ، «أحوالي» وكلها ظروف وليس المقصود منها التّثنية أو الجمع بل الإحاطة ، وقد يستعمل «حواليك» مصدرا ، لأن «الحول» ، «والحوال» بمعنى جانب الشيء المحيط به ، ويكونان بمعنى «القوّة».

٣ ـ «شطر» بمعنى ناحية ، كقوله تعالى : (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)(١) ومنها «زنة الجبل» أي : إزاءه ؛ ومنها : صددك وصقبك ، مثل : «مكتبي صدد بيتك» ، أي : قربه أو قبالته.

٤ ـ الظروف المكانيّة المسموعة ، مثل :«مطرنا السّهل والجبل» ، ومثل : «ضرب العدوّ البطن والظّهر».

٥ ـ قد تنزّل بعض الظروف منزلة أداة الشّرط والجملة بعدها بمنزلة الجواب ، وقد تقترن بالفاء ، كقوله تعالى : (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ) وفيها جملة «فسيقولون» لا محل لها من الإعراب لأنها واقعة جواب الشرط ومقترنة بالفاء.

٥ ـ عامل الظرف : قد يكون عامل الظّرف فعلا مثل : «سألتقي بك غدا» ، أو مصدرا ، مثل :«قدومك غدا يفرحني» ، أو صفة أي : مشتق كاسم الفاعل وغيره ، مثل : «أنا قادم غدا» «وأنت مشكور غدا» ، أو وصفا بالتأويل ، أي : اسما جامدا المقصود منه وصف باحدى الصّفات المعنويّة ، مثل : «أتت الخليفة عند الحكم في أمور النّاس» ، «وأنت معاوية ساعة الغضب» ، فكلمة «عند» ظرف عامله «الخليفة» اسم جامد والمقصود «العادل». وكلمة «ساعة» ظرف عامله «معاوية» اسم جامد والمقصود منه «الحليم ساعة الغضب».

٦ ـ وجود العامل : قد يكون عامل الظّرف مذكورا كالأمثلة السّابقة ، وهذا الأصل ، أو قد يكون محذوفا جوازا ، مثل : «يوم الجمعة» جوابا لمن سألك متى سافرت؟ أو «يومين» جوابا لمن سألك : كم يوما غبت؟ أو يكون محذوفا وجوبا ويكون في مواضع عدّة منها : أن يقع الظّرف صلة ، مثل : «جاء الّذين عندك» والتقدير :موجودون ، أو صفة مثل : «شاهدت حمامة فوق الغصن» ، والتقدير : موجودة ، أو حالا مثل :«رأيت اللّاعبين في الملعب بين رفاقهم» والتقدير واقفين ، أو خبرا مثل : «زيد عندك» أو مشتغلا عنه ، مثل : «يوم الخميس صمت فيه». والتقدير :حصل الصيام يوم الخميس ، أو مسموعا بالحذف مثل : «حينئذ الآن» والتقدير : «فعل ذلك حينئذ» وأعرفه الآن.

٧ ـ ملاحظات ١ ـ عند حذف العامل وجوبا منهم من يعتبر أن الظرف نفسه هو الخبر أو الصفة ، أو الحال ، أو الصلة ، إذ يعتبرون أن معنى العامل والضمير الذي يتضمّنه قد انتقل إلى الظّرف ، فلا مانع إذن أن يكون الظرف هو الخبر.

٢ ـ قد يكون الظرف اسما عرضت دلالته على اسم الزمان أو المكان وهو أربعة أشياء : العدد المميّز بالظرف مثل : «سرت عشرين يوما وأربعين فرسخا» ، وما دلّ على كليّة أو جزئيّة من هذا الظرف ، مثل : «سرت كل اليوم وبعض اللّيل» وما كان صفة لاسم الزمان والمكان ، مثل : «نمت قليلا من الدّهر» ، ومثل : «بيتي شرقيّ الجامعة» ،

__________________

(١) من الآية ١٤٩ من سورة البقرة.


أو ما كان مخفوضا مضافا إلى اسم زمان أو مكان ثم حذف الظّرف وحلّ المضاف إليه مكانه في الإعراب ، مثل : «جئتك قدوم الحج» ، أي : زمن قدوم و «زرتك صلاة العصر» أي : وقت صلاة ومثل : «لا أكلّمه القارظين» أي : «مدة غياب القارظين» ، ومثل : «جلست قرب زيد» أي : في مكان قريب من زيد.

٣ ـ وقد يكون ظرفا ما يجري مجرى الظرف من ألفاظ مسموعة منصوبة على معنى «في» ، مثل : «أفي الحقّ أنت ناجح» ، وكقول الشاعر :

أفي الحقّ أنّي مغرم بك هائم

وأنّك لا خلّ هواك ولا خمر

والتقدير : أحقّا ، وفي كلمة «حقا» اختلاف فمنهم من يعتبر أنها مصدر باق على مصدريّته ومنهم من يعتبره خارجا عن مصدريّته إلى الظّرفية ومنهم من يعتبر أنه منصوب على المفعول المطلق.

٤ ـ ويخرج عن الظّرفية فلا يعد ظرفا مسائل عدّة منها :

أـ ما لا يدلّ على زمان أو مكان ولو كان بمعنى «في» كقوله تعالى : (وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَ)(١) بتقدير : في أن تنكحوهنّ ولكن ليس بظرف.

ب ـ ما ليس على معنى «في» فلا يكون ظرفا ، كقوله تعالى : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ)(٢) وكقوله تعالى : (يَخافُونَ يَوْماً)(٣).

فكلمة «حيث» مفعول به ومثلها كلمة «يوما» هي مفعول به لأنهما ليستا على معنى «في».

ج ـ وقد يكون النّصب على التوسّع باسقاط الخافض لا على الظّرفية ، كقول الشاعر :

تمرّون الدّيار ولم تعوجوا

كلامكم عليّ إذا حرام

«الديار» اسم منصوب على نزع الخافض وليس ظرفا.

٥ ـ قد يكون الظرف اسم إشارة ، مثل :«وقفت تلك الناحية» ومثل : «قضيت ذلك اليوم بنزهة جميلة».

إعراب ظرف الزّمان : كل أسماء الزمان الظّاهرة سواء أكانت مبهمة أم مختصة تكون منصوبة على الظرفيّة ، مثل : «سرت حينا».

فكلمة «حينا» هي ظرف زمان منصوب على الظرفيّة ، ومثل : «سرت يوما». فكلمة «يوما» ظرف مختصّ لأنه يدلّ على وقت محدّد ، وهو منصوب على الظرفيّة وينصب ظرف الزمان سواء أكان مشتقا ، أي : على وزن «مفعل» أو «مفعل» جاريا على صيغة العامل ، مثل : «قعدت مقعد الزّائر» أي : زمن قعود الزائر. أو جامدا ، مثل :«نمت ساعة» و «صمت يوما». أما أسماء الزّمان المضمرة فلا تكون منصوبة بل مجرورة بحرف الجر «في» ، مثل : «يوم الجمعة صمت فيه» فالضمير «الهاء» المتصل بـ «في» في محل جر.

إعراب ظرف المكان : ما يصلح للنّصب من أسماء المكان هو :

أـ المبهم ، أي : الذي ليس له هيئة ولا شكل محسوس ، ولا حدود تحصره وتحدد جوانبه ، مثل : «وقفت أمام الدّار» ، فالظرف «أمام» مبهم منصوب. أمّا المكان المختصّ فلا يكون منصوبا بل مجرورا بالحرف ، مثل : «جلست في البيت» إلا إذا كان عامل الظرف هو الفعل «دخل» أو «سكن» أو «نزل» أو «ذهب» فهو ظرف منصوب ، أو اسم منصوب على نزع الخافض ، ومنهم من

__________________

(١) من الآية ١٢٧ من سورة النساء.

(٢) من الآية ١٢٤ من سورة الأنعام.

(٣) من الآية ٣٧ من سورة النور.


يعربه مفعولا به مثل : «ذهبت الشام» و «توجّهت مكة» و «نزلت بيروت» ، و «دخلت المتحف» و «سكنت الدّار» فكل من «الشام» و «مكة» و «بيروت» و «المتحف» مفعول به للفعل السابق عليه.

ب ـ المقادير ، فلا توجد «في» باطراد معها وإنما تتضمنّها أحيانا قليلة ، لأن ناصبها لا بدّ أن يكون من أفعال السّير ، مثل : «سرت ميلا» ، أو تكون من مادّة فعله وتحوي حروفه ، مثل : «وقفت موقفا» ، و «جلست مجلسا». ومثل : «مشيت غلوة» و «سرت فرسخا». فكلمة «فرسخا» تتضمن معنى «في» لأن فعلها يدل على السّير وكلمة «مجلسا» هي من مادة عاملها جلست وتحوي حروفه.

ج ـ ومنها ما صيغ على وزن «مفعل» أو «مفعل» وعامله مشترك معه في مثل حروفه ومشتملا عليها ، كالأمثلة السّابقة ، ومثل : «صنعت مصنع الزجاج ، وبنيت مبناه» ، فلو كان العامل من غير لفظه لوجب الجر بحرف الجر «في» ، مثل :«جلست في موقف السيّارة» و «لعبت في مرمى الكرة». والجدير بالذكر أن صيغة «مفعل» و «مفعل» تصلح للزمان وللمكان حسب ما تشير إليه القرائن ، كأن تسأل : متى جلست؟ فيجاب :«جلست محضر الطائرة» أي : زمن حضور الطائرة. وإذا سألت : أنى جلست؟ فيجاب :«جلست محضر الأساتذة».

ملاحظات

١ ـ يجوز أن يتعدّد الظّرف لعامل واحد بشرط اختلاف جنسه زمانا ومكانا بدون أن يكون الثّاني تابعا للأوّل أي : نعتا له ، أو توكيدا له ، أو بدلا منه ، أو معطوفا عليه ، مثل : «استرح عندنا ساعة» و «صلّ عندنا ظهرا». أما إذا اتفقت الظّروف في جنسها فتتعدد إذا كان الثّاني بدلا من الأوّل ، مثل :

«أقابلك يوم الامتحان صباحا». فكلمة «صباحا» هي بدل من «يوم» بدل بعض من كل ؛ أو إذا كان العامل اسم تفضيل ، مثل : «الطبيب اليوم أمهر منه الشهر الماضي». فكلمة «اليوم» وكلمة «الشهر» ظرفان عاملهما «أمهر» أفعل التفضيل وقد تقدم عليه ظرف منهما وتأخّر عنه الثاني.

٢ ـ يجوز عطف ظرف الزمان على ظرف المكان وبالعكس ، مثل : «جلست أمامك ويوم العيد» ، ومثل : «قرأت الرسالة هنا وفي يوم الجمعة».

٣ ـ قد يقع الظّرف بنوعيه : الزّمان والمكان خبرا للمبتدأ ، مثل : «الكرسيّ وراء الطاولة».

و «السفر يوم الجمعة». فكلمة «وراء» ظرف مكان هو خبر للمبتدأ أو هو منصوب متعلق بخبر المبتدأ المحذوف تقديره : موجود ؛ ومثله ظرف الزمان «يوم». فهو ظرف منصوب خبر المبتدأ ، أو متعلق بمحذوف هو خبر المبتدأ.

الظرف من ناحية البناء : من الظروف ما تكون مبنيّة على السكون ، مثل : «إذ» و «مذ» و «لدن» ، أو على الضمّ ، مثل : «منذ» ، أو على فتح الجزأين إذا كانت مركّبة تركيبا مزجيا ، مثل :«صباح مساء» ، «يوم يوم» ، «بين بين» ، «صباح صباح» ، فإن فقد الظرف التركيب المزجي ، أو أضيف الأول إلى الثاني يكون معربا ويتغيّر معناه فيصير «كلّ صباح» ، و «كلّ مساء». وكلمة «بين» إذا فقدت التركيب أعربت كقوله تعالى : (مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ)(١). «بين» : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، وهو مضاف و «كم» في محل جر بالإضافة.

الظّرف التّأسيسيّ

اصطلاحا : الظرف المؤسّس.

الظرف التّامّ

وهو في الاصطلاح : الظرف المستقر ، هو

__________________

(١) من الآية ٢٥ من سورة العنكبوت.


شبه الجملة حين يكون متعلّقه كونا عامّا واضحا ومفهوما ، لذلك يجب حذفه إذا وقع خبرا ، كقوله تعالى : (إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ)(١) «عند» ظرف مكان متعلق بخبر المبتدأ المحذوف تقديره :مستقرّ ، أو إذا وقع صفة ، مثل : «وقف لاعب بين الجمهور» ، «بين» : ظرف منصوب متعلق بمحذوف صفة للاسم النكرة «لاعب». أو إذا وقع حالا ، مثل : «وقف اللّاعب بين الحاضرين» «بين» :ظرف مكان منصوب متعلق بمحذوف حال تقديره مستقرا.

ظرف الزّمان

اصطلاحا : هو ما يدلّ على زمان وقوع الفعل ، كقوله تعالى : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ)(٢) ويسمى أيضا : اسم الزمان.

ظرف الغاية

اصطلاحا : الاسم غير المحض. أي : هو الذي يفيد مع الاسمية ظرفيّة زمانيّة أو مكانيّة ويدلّ على ما يسمى الغاية. وهو الجهات الستّ :«أمام ، وراء ، يمين شمال ، فوق تحت» ...

ومثل : «غير» ، «قبل» ، «بعد» ...

الظرف غير المتصرّف

اصطلاحا : هو الظّرف الذي يلازم الظّرفيّة ، مثل : «قطّ» ، «بينما» ، أو يفارقها إلى شبه الظّرف أي : الجر بالحرف مثل : «قبل و «عند» كقوله تعالى : (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ)(٣) وكقوله تعالى : (ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا)(٤). ويسمى أيضا : الظرف غير المتمكّن.

الظرف غير المتمكّن

اصطلاحا : الظرف غير المتصرف.

الظرف غير المختصّ

اصطلاحا : الظرف المبهم.

الظرف اللّغو

اصطلاحا : هو اللّغو ، الظرف الناقص ، الصّفة النّاقصة. وهو الذي يكون متعلّقة كونا خاصا ، أو محذوفا لقرينة ، كقوله تعالى : (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ)(٥).

الظّرف المؤسّس

اصطلاحا : هو الظرف الذي يفيد زمانا أو مكانا لا يفهم من العامل ، مثل : «صفا الطقس سحر».

«سحر» : ظرف منصوب بالفتحة.

الظّرف المؤكّد

اصطلاحا : هو الذي لا يأتي بزمن جديد إنما يؤكّد زمنا مفهوما من متعلّقه كقوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً)(٦).

الظّرف المبنيّ

اصطلاحا : هو الظرف الذي لا يكون إلا مبنيّا وبناؤه إما على السّكون ومنه : «إذ» ، و «مذ» ، و «لدن» ، كقوله تعالى : وإذ (أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ)(٧) «إذ» ظرف لما مضى من الزمان متضمّن معنى الشرط مبنيّ على السكون في محل نصب على الظرفيّة. أو على الضمّ. ومنه :«منذ» و «قطّ» مثل : «ما رأيتك منذ يومين أو يومان» أو على فتح الجزأين إذا كان الظرف مركبا من كلمتين تركيبا مزجيا ، وهو «صباح مساء» و «يوم

__________________

(١) من الآية ١٨٧ من سورة الأعراف.

(٢) من الآية ١٢ من سورة الروم.

(٣) من الآية ١٠ من سورة الأنفال.

(٤) من الآية ٤٩ من سورة هود.

(٥) من الآية ١٠ من سورة الأنفال.

(٦) من الآية الأولى من سورة الإسراء.

(٧) من الآية ٨٣ من سورة الإسراء.


يوم» ، و «بين بين» ، و «صباح صباح» ... مثل : «هو عندي بمنزلة بين بين» ، «بين بين» : ظرف مبني على فتح الجزأين في محل نصب على الظرفيّة. فإن فقد الظرف التّركيب المزجيّ أو أضيف الأول إلى الثاني يكون معربا ويتغيّر معناه فيصير بمعنى كل صباح وكل مساء أو بمعنى : «صباحا لمساء».

وكذلك «بين بين» إذا فقدت التّركيب أعربت ، كقوله تعالى : (وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)(١) «مودة» :مضاف «بينكم» مضاف إليه مجرور بالكسرة وهو مضاف وضمير الغائبين في محل جر بالإضافة ، وكقوله تعالى : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ)(٢) في قراءة من قرأ بالرفع فتكون «بينكم» فاعلا ، ومنه ما يكون مبنيا على الفتح مثل : «أيّان» ، «الآن» ، «ثمّ» ، «كيف» عند من يعتبرها ظرفا.

ملاحظة : من هذه الظروف ما يكون منصوبا في أصله فإذا قطع عن الإضافة لفظا لا معنى يبنى على الضمّ من هذه الظروف : مثل ، بعد ، دون ، فوق ، تحت ، قدّام ، وراء ، خلف ، أسفل ، أعلى ، عل ، يمين ، شمال ... كقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)(٣).

الظّرف المبهم

هو الذي يدل على قدر من الزّمان غير معيّن أو على قدر من المكان غير معيّن ، كقوله تعالى : (وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ)(٤) ويسمى هذا الظرف أيضا : الظرف غير المختص. ويسميه سيبويه : «ما كان وقتا في الأمكنة»

الظّرف المتصرّف

هو الذي لا يلازم الظرفية ، بل يخرج منها الى إعراب حسب ما يقتضيه العمل في الجملة ، فيكون مبتدأ ، كقوله تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ)(٥) أو خبرا ، مثل : «شهر رمضان شهر مبارك» أو فاعلا : «جاء يوم العيد» أو مفعولا به : «أحببت يوم العيد» أو مضافا إليه ، مثل : «سرت نصف نهار».

الظّرف المتمكّن

اصطلاحا : هو الظرف المتصرف.

الظّرف المجازيّ

اصطلاحا : هو الذي لا يتوجب أن يكون منصوبا على الظرفيّة ، فهو كالظرف المتصرّف كقوله تعالى : (وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَيَعْمَلْ صالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ)(٦).

الظّرف المحدود

اصطلاحا : الظرف المختصّ.

الظّرف المختصّ

اصطلاحا : هو الذي يدلّ على زمان أو مكان محدودين ، مثل : «سرت يوما كاملا» وكقوله تعالى : (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)(٧) وظرف المكان المختص لا يكون منصوبا بل مجرورا بحرف من حروف الجر ، مثل : «ذهبت الى البيت وجلست على المقعد» ،

__________________

(١) من الآية ٢٥ من سورة العنكبوت.

(٢) من الآية ٩٤ من سورة الأنعام.

(٣) من الآية ٤ من سورة الروم.

(٤) من الآية ٦ من سورة النحل.

(٥) من الآية ١٨٥ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ١١ من سورة الطلاق.

(٧) من الآية ٦١ من سورة النّحل.


إلّا إذا كان عامل الظّرف هو الفعل «دخل» ، أو «نزل» أو «سكن» أو «ذهب» فيكون اسم المكان منصوبا بعد حذف حرف الجر ، فتقول : «دخلت الدّار» ، «نزلت بيروت» ، «سكنت طرابلس» ، «ذهبت الشام» ، فكل من اسم المكان : «بيروت» «طرابلس» «الشام» «الدار» هو منصوب على نزع الخافض هو «إلى» : والأصل : دخلت الى الدار ، نزلت الى بيروت ، ذهبت الى الشام وهو «في» :في المثل «سكنت في طرابلس».

الظرف المستقرّ

اصطلاحا : هو الظرف التام ، أي الذي يكون متعلّقه المحذوف كونا عاما يفهم من الكلام بدون ذكره ، مثل : «المحاضر في القاعة» أي : موجود ، ومثل : «الكتاب على الطاولة». يراد به ما كان متعلّقه المحذوف عاما أو خاصا واجب الحذف. وسمّي هذا الظرف بهذا الاسم إما لاستقرار الضمير فيه ، وذلك لأن الضمير ينتقل من المتعلّق المحذوف وجوبا ليستقر في الجار والمجرور أو الظرف ، وإما لأنه يتعلق بالاستقرار فهو مستقر فيه ثم حذفت كلمة «فيه» اختصارا ، لذلك فهو الظرف المستقرّ.

الظّرف المعرب

كلّ أسماء الزّمان الظّاهرة سواء أكانت مبهمة أم مختصّة هي منصوبة على الظرفيّة مثل : «سرت حينا» وكذلك أسماء المكان التي تكون على وزن «مفعل» أو «مفعل» جارية على صيغة العامل ، مثل : «قعدت مقعد الزائر» أما أسماء الزمان المضمرة فلا تكون منصوبة بل مجرورة بحرف الجر «في» مثل : «يوم الاثنين صمت فيه» فالضمير «الهاء» المتصل هو في محل جر بـ «في» وما يصلح للنصب من أسماء المكان يكون :

١ ـ مبهما أي : ليس له هيئة ولا شكل محسوس ، ولا حدود تحصره وتحدّد جوانبه ، مثل : «وقفت أمام الجامعة» أما المكان المختص فلا يكون منصوبا بل مجرورا بحرف جر ، مثل :«توجّهت الى مكّة» ويجوز أن يحذف حرف الجر فيكون الاسم بعد الحذف منصوبا على نزع الخافض فتقول : «دخلت مكّة».

٢ ـ ما صيغ منها على وزن «مفعل» ، أو «مفعل» ويشترك مع عامله في مثل حروفه مثل :«صنعت مصنع الزجاج» ، «بنيت مبنى الدار» ولو كان العامل في غير لفظه لوجب الجر بحرف الجر فتقول: «جلست في المقعد» ، «لعبت في مرمى الكرة».

٣ ـ المقادير : فلا تدخل عليها «في» باطّراد وانما تتضمّنها أحيانا ، لأن ناصبها لا بدّ أن يكون من أفعال السّير ، مثل : «سرت ميلا» ، أو تكون من مادة عاملها ، أو تحوي حروفه ، مثل :«مشيت غلوة» ، و «سرت فرسخا» ، و «وقفت موقفا» ، و «جلست مجلسا» ، فكلمة «فرسخا» و «غلوة» تتضمن معنى «في» لأن فعلها يدلّ على السّير. وكلمة «مجلسا» و «موقفا» هي من مادة عاملها وتحوي حروفه.

ملاحظات :

١ ـ ان صيغة «مفعل» و «مفعل» تصلح كل منهما للزمان وللمكان حسب ما تشير إليه القرائن ، كأن تسأل : «متى جلست» ، فيجاب : «جلست محضر الطائرة» أي : زمن حضور الطائرة. وإذا سألت : «أين جلست» فيجاب : «جلست محضر الاساتذة».

٢ ـ يجوز أن يتعدّد الظرف لعامل واحد بشرط اختلاف جنسه زمانا ومكانا دون أن يكون الثاني


تابعا للأول أي : نعتا له أو توكيدا له ، أو بدلا منه ، أو معطوفا عليه. مثل : «استرح عندنا ساعة» «صلّ عندنا ظهرا». أمّا إذا اتفقت الظروف في جنسها ، فتتعدّد إذا كان الثاني بدلا من الأول ، مثل : «أقابلك يوم الامتحان صباحا» «صباحا» :بدل من «يوم» بدل بعض من كل. أو إذا كان العامل اسم تفضيل ، مثل : «الطبيب اليوم أشهر منه الشهر الماضي» فكلمة «اليوم» وكلمة «الشهر» ظرفان عاملهما «أمهر» أي : أفعل التفضيل ، لذلك تقدّم عليه ظرف منهما وتأخر عنه الثاني.

٣ ـ يجوز عطف ظرف الزمان على ظرف المكان ، وبالعكس ، مثل : «جلست أمامك ويوم العيد» ومثل : «قرأت الرّسالة هنا وفي يوم الجمعة».

٤ ـ قد يكون الظرف المنصوب بنوعيه هو الخبر للمبتدأ ، مثل : «الكرسيّ وراء الطاولة» «وراء» ظرف منصوب هو خبر المبتدأ. أو هو متعلق بخبر المبتدأ تقديره : موجود.

ظرف المكان

هو اسم منصوب يدلّ على مكان وقوع العامل كقوله تعالى : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)(١) ويسمّى أيضا : اسم المكان ، المنصوب على المحلّ.

الظّرف المؤقّت

اصطلاحا : هو الظرف المختصّ للزمان ويسميه سيبويه : ما كان وقتا في الأزمنة.

الظّرف النّائب عن الفعل

اصطلاحا : هو الظرف أو الجار والمجرور المتعلّق بمحذوف الصلة ، مثل : «الطالب الذي عندك مجتهد» أي : الطالب الذي يوجد عندك مجتهد. فالظرف «الذي» ناب عن الفعل «يوجد» ، هو صلة الموصول.

الظّرف النّاقص

اصطلاحا : الظّرف اللّغو.

الظّرف النّحويّ

هو الذي يجب أن يكون منصوبا ، مثل : «أبي فوق الشجرة».

الظّرفيّة

لغة : هي مصدر صناعي من الظرف ، أي : الوعاء ، الظرفيّة : الاحتواء.

واصطلاحا : هي من معاني حروف الجر التالية : إلى ، الباء ، على ، عن ، في ، اللام ، مذ ، منذ ، من ، كقوله تعالى : (ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ)(٢) ظلّ فعل ماض ناقص من أخوات «كان» ويعمل عملها ، فيدخل على المبتدأ والخبر فيرفع الأول اسما له ، وينصب الثاني خبرا له ، وهو يفيد اتصاف المبتدأ بالخبر في وقت الظلّ ، كقول الشاعر :

ظللت كأني للرّماح دريّة

«وظلّ» فعل ماضي ثلاثيّ مضعّف العين ، أي :عينه ولامه من جنس واحد مكسور العين فعند اتصاله بضمير رفع متحرّك يأتي على ثلاثة أوجه :

١ ـ بحذف العين فتقول : «ظلت ، ظلت ، ظلتما».

__________________

(١) من الآية ١٧٧ من سورة البقرة.

(٢) من الآية ٤٠ من سورة فاطر.


٢ ـ إبقاء الفعل دون حذف وفكّ الإدغام ، فتقول : «ظللت ، ظللتما ، ظللتم ...».

٣ ـ حذف عينه ونقل حركتها ، الكسرة ، الى «الفاء» فتقول : «ظلت ، ظلتما ، ظلتم». أمّا مضارع هذا الفعل وأمره إذا اتصلت بهما نون النسوة فيجوز فيهما وجهان :

الأول : إبقاؤهما دون تغيير مع فكّ الإدغام ، فتقول : «يظللن أظللن».

الثاني : حذف العين ونقل كسرتها الى الفاء ، فتقول : «يظللن ، ظلن ...»قد تستعمل «ظلّ» تامة فترفع فاعلا إذا كانت بمعنى «بقي» أو دام ، أو استمرّ. مثل : «ظلّ النهار» أي : بقي ظلّه. انظر : «كان» وأخواتها.

ظنّ وأخواتها

١ ـ تعريفها : «ظنّ» هي من النّواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر بعد استيفاء فاعلها فتنصبهما مفعولين ، وهي وأخواتها كلها أفعال ، أو أسماء تعمل عمل الأفعال ، وليس بينها حروف ، مثل : «ظننتك قادما» ، ومثل :

ظننتك إن شبّت لظى الحرب صاليا

فعرّدت فيمن كان عنها معرّدا

ولا بدّ لكلّ منها من فاعل ، ولا يغني عنه وجود المفعولين ، أو وجود أحدهما.

٢ ـ أقسامها : تقسم هذه الأفعال الى قسمين : أفعال القلوب ، وأفعال التحويل. ولكل منها معان خاصّة تميزها عن سواها.

١ ـ سمّيت أفعال القلوب بهذا الاسم لأن معناها قائم بالقلب متّصل به بما يعرف اليوم باسم «المعنى النّفسي» الذي يعنى بالأمور النّفسيّة ، أي : الأمور القلبيّة ، لأنّ مركزها القلب ومنها : الفرح ، الحزن ، الفهم ، الذّكاء ، اليقين ، الإنكار ، وأفعال القلوب قد يكون معناها ، «العلم» ، أي : الدّلالة على اليقين والاعتقاد الجازم الذي لا يعارضه دليل آخر يسلم به المتكلّم ، وتسمّى أفعال اليقين وأشهرها سبعة هي : «علم» ، «رأى» ، «وجد» ، «درى» «ألفى» ، «جعل» ، «تعلّم» التي بمعنى «اعلم» كقول الشاعر :

رأيت الله أكبر كلّ شيء

محاولة وأكثرهم جنودا

وقد يكون معناها الرّجحان ، أو الظنّ ، وتفيد تغلّب أحد الدّليلين المتعارضين في أمر ، بحيث يصير أقرب إلى اليقين ، وتسمّى أفعال الرّجحان وأشهرها ثمانية هي : «ظنّ» ، «خال» ، «حسب» ، «زعم» ، «عدّ» ، «حجا» ، «جعل» ، «هب» ، مثل :

لا تحسبنّ الموت موت البلى

وإنّما الموت سؤال الرّجال

حيث وردت «تحسبنّ» مضارعا مبنيّا على الفتح لاتصاله بنون التّوكيد ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره «أنت». «الموت» : مفعول به أوّل. «موت» المفعول الثاني.

٢ ـ وسمّيت أفعال التّحويل بهذا الاسم ، لأنها تدلّ على انتقال الشيء من حالة إلى أخرى تخالفها ، وتسمّى أيضا أفعال التّصيير ، وهذه الأفعال تنصب مفعولين ليس من الضروري أن يكون أصلهما مبتدأ وخبر ، وأشهرها سبعة هي :«صيّر» ، «جعل» ، «اتّخذ» ، «تخذ» ، «ترك» ، «ودّ» ، «وهب» ، كقول الشاعر :

اجعل شعارك رحمة ومودّة

إنّ القلوب مع المودّة تكسب

حيث ورد الفعل «اجعل» من أفعال التحويل ،


فمفعوله الأول «شعارك» والمفعول الثاني «رحمة».

وأفعال القلوب من حيث المعنى والعمل تقسم الى ثلاثة أنواع : منها ما هو لازم ، مثل : «فكّر» ، «تفكّر» ، «حزن» ، «جبن» ، ومنها ما ينصب مفعولا واحدا ، مثل : «خاف» «أحبّ» ، «كره» ومنها ما ينصب مفعولين كأفعال التصيير.

٣ ـ ملاحظة : إذا كان الفعل «ظنّ» بمعنى «اتّهم» فينصب مفعولا واحدا مثل : «ظننت زيدا» أي اتّهمته.

معاني «ظنّ» الرّجحان واليقين : من أفعال الرّجحان ما يفيد اليقين فينصب مفعولين ، ومنها ما يفيد معاني أخرى فينصب مفعولا واحدا ، وقد لا ينصبه.

١ ـ «ظن» تفيد رجحان الأمر ، كقول الشاعر :

ظننتك إن شبّت لظى الحرب صاليا

فعرّدت فيمن كان فيها معرّدا

حيث أتى الفعل «ظننتك» وهو يفيد الرّجحان.

فالكاف مفعوله الأول «صاليا» : مفعوله الثاني.

وتفيد «ظنّ» معنى «اتّهم» فتقول : «سرق مالي وظننت زيدا» أو «وأظنّ زيدا» أي : أتهم زيدا بالسّرقة. وكقوله تعالى : (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ) بظنين (١) وتفيد «ظنّ» اليقين ، كقوله تعالى : (يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ)(٢) وكقوله تعالى : (وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ) منه (إِلَّا إِلَيْهِ)(٣) وفيها «ظنّ» بمعنى اليقين وكذلك في كل ما جاء عن قوله تعالى فهو يدل على اليقين ، وكقول الشاعر :

حسبت التّقى والجود خير تجارة

رباحا إذا ما المرء أصبح ثاقلا

وفيه «حسبت» بمعنى «ظننت» «التقى» :مفعول به أول. «خير» : مفعوله الثاني. وتأتي «حسب» بمعنى «ظن» في قوله تعالى : (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ)(٤) وكقوله تعالى : (يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ)(٥) وكقوله تعالى : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ)(٦) وكقول الشاعر :

لا تحسبنّ الموت موت البلى

وإنّما الموت سؤال الرّجال

حيث وردت «تحسبنّ» بمعنى : «تظنّنّ» فنصبت مفعولين الأول الموت والثاني «موت» وكقول الشاعر :

وكنّا حسبنا كلّ بيضاء شحمة

عشيّة لاقينا جذام وحميرا

وتأتي «خال» بمعنى «ظن» ومضارعها «إخال» بكسر الهمزة في أوله وهذا مخالف للقياس ، ولكنّه متّبع لكثرة السّماع ، كقول الشاعر :

إخالك إن لم تغضض الطّرف ذا هوى

يسومك ما لا يستطاع من الوجد

حيث ورد الفعل «إخالك» بلفظ المضارع ففاعل ضمير مستتر تقديره : أنا «والكاف» : مفعول به أول «ذا» : مفعول به ثان منصوب بالألف لأنه من الأسماء السّتّة ، ووردت «خال» بلفظ الماضي في قول الشاعر :

إذا القوم قالوا : من فتى؟ خلت أنّني

عنيت فلم أكسل ولم أتبلّد

__________________

(١) من الآية ٢٤ من سورة التكوير.

(٢) من الآية ٤٦ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ١١٨ من سورة التوبة.

(٤) من الآية ٧ من سورة البلد.

(٥) من الآية ٢٧٣ من سورة البقرة.

(٦) من الآية ١٨ من سورة الكهف.


وبنو أسد تفتح همزة المضارع ؛ والمصدر من «خال» هو «خيلا» «مخيلة». ومن أمثالهم : «من يسمع يخل». وتأتي «خال» بمعنى «علم» ، كقول الشاعر :

دعاني الغواني عمّهنّ وخلتني

لي اسم فلا أدعى به وهو أوّل

حيث ورد الفعل «خال» بمعنى «علم» وهذا قليل. ونصب الفعل «خال» مفعولين الأول هو «الياء» والثاني هو الجملة الاسمية «لي اسم» وتأتي «زعم» بمعنى «ظنّ» فتنصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر ، كقول الشاعر :

زعمتني شيخا ولست بشيخ

إنّما الشيخ من يدبّ دبيبا

وفي الغالب يتعدّى الفعل «زعم» إلى «أنّ» ومعموليها ، كقوله تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا)(١) وفيها «زعم» تعدّى إلى «أن» المخففة من «أنّ» فاسمها ضمير الشأن محذوف وخبرها جملة «لن يبعثوا» و «أن» وما دخلت عليه سدّت مسدّ مفعولي «زعم» ، وكقول الشاعر :

وقد زعمت أنّي تغيّرت بعدها

ومن ذا الذي يا عز لا يتغيّر

حيث ورد الفعل «زعمت» بمعنى «ظنّت» ودخل على «أنّ» وما بعدها إذ سدّ مسدّ مفعولي «زعم» ، وكقول الشاعر :

فذق هجرها قد كنت تزعم أنّه

رشاد ألا يا ربّما كذب الزّعم

وقد تأتي «زعم» بمعنى «اعتقد» ، كقوله تعالى : (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا) (٢) والتقدير : اعتقدوا أنهم لن يبعثوا.

وقد تكون «زعم» بمعنى اليقين ، ولكن هذا قليل. من ذلك قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يخاطب الرّسول صلّى الله عليه وسلّم :

ودعوتني وزعمت أنّك ناصح

ولقد صدقت وكنت ثمّ أمينا

وقد تدل «زعم» على الرّجحان ، أو على الشّك وهذا هو الغالب ، وقد تفيد «زعم» المعنى الكاذب ، مثل : «زعم زيد أن الصدق مضرّ» والتقدير : كذب زيد في قوله ... والحقيقة أن القرينة هي التي تدل على المعنى المناسب وقد يكون الفعل «زعم» بمعنى «كفل» ، أو «رأس» ، أي : شرف وساد ، فينصب مفعولا واحدا ، أو يتعدّى إلى مفعول واحد بواسطة حرف الجرّ ، مثل :«زعم سمير القضيّة» أي : كفل سمير ... ومثل :«زعم زيد على رفاقه» أي : ساد.

وقد يكون بمعنى «سمن» أو «هزل» ، مثل :«زعم زيد حتى صار كالفيل» أي : سمن. ومثل :«زعم زيد حتى صار كالغزال» أي : هزل فلم ينصب مفعولا به ، وتأتي «عدّ» بمعنى «ظنّ» ، كقول الشاعر :

فلا تعدد المولى شريكك في الغنى

ولكنّما المولى شريكك في العدم

وقد يكون «عدّ» بمعنى «أحصى» العدد فتنصب مفعولا به واحدا ، مثل : «عددت الكتب» ، أي : أحصيت عددهم.

وتأتي «حجا» بمعنى «ظنّ» فتنصب مفعولين ، مثل : «حجا الطفل الكرة الأرضيّة طابة» أي :ظنّها طابة. «الكرة» المفعول الأول. «طابة» الثاني. وكقول الشاعر :

قد كنت أحجو أبا عمرو أخا ثقة

حتّى ألمّت بنا يوما ملمّات

__________________

(١) من الآية ٧ من سورة التّغابن.


وقد يكون معناها «غلب» أي : غلب في إقامة الحجّة وإظهار البراعة وحدّة الذّكاء في تقديمها ، مثل : «زعم سمير أنّ زيدا غائب فحجّيته وأعلمته أنّه حاضر».

وتأتي «حجا» بمعنى «قصد» ، مثل : «حجوت زيدا» أي : قصدته ، وتأتي أيضا بمعنى «منع» ، مثل : «حجوت الطّفل أن يغرق» أي : منعته وتأتي أيضا بمعنى «ردّ» ، مثل : «حجوت قول زيد الكاذب وقبلت قوله الصّادق» أي : رددت قول زيد الكاذب. وتأتي «حجا» بمعنى «كتم» ، مثل :«حجوت السّرّ» أي : كتمته وبمعنى «ساق» ، مثل : «حاجت الرّيح الأوراق المبعثرة» أي :ساقتها. وفي كل هذه المعاني تنصب «حجا» مفعولا واحدا ما عدا حين يكون معناها «ظن» فإنها تنصب مفعولين. وقد تكون لازمة فلا تنصب مفعولا به ، وتفيد معنى «أقام» ، مثل : «سأزور أخي إذا حجا».

وتأتي «هب» بمعنى «ظنّ» إذا لزمت لفظ الأمر ، كقول الشاعر :

فقلت أجرني أبا خالد

وإلّا فهبني امرءا هالكا

حيث أتى الفعل «هبني» بلفظ الأمر فنصب مفعولين الأول هو «الياء» والثاني هو «امرءا».

وتأتي «هب» أمرا من الفعل «وهب» أي : فعلا متصرّفا فتنصب مفعولا به واحدا ، مثل : «هب المال للمحتاج» أي : امنح ؛ وتأتي أمرا من الهيبة ، مثل : «هب ربّ العباد في عملك» أي : خف ربّ ... وقد تنصب مفعولين بنفسها في أمثلة يجوز محاكاتها ، مثل : «انطلق معي أهبك نبلا» أي : أمنحك نبلا. ومن النحاة من يعديها بواسطة حرف الجر فيقول : «وهبت لك ساعة» فعدي الفعل «وهب» بواسطة حرف الجر ويجوز القول :«وهبتك ساعة».

شروط عمل ظن وأخواتها : تنصب «ظن» وأخواتها المبتدأ والخبر مفعولين بخمسة شروط ، تشترك بواحد منها مع النواسخ الأخرى ، وتنفرد عنها بأربعة شروط.

تشترك «ظنّ» وأخواتها مع باقي النواسخ بأمر واحد هو تنوّع مفعولها الثاني وذلك لأنه خبر في الأصل ، والمفعول الثاني كالخبر ، قد يكون مفردا ، أي : غير جملة ولا شبه جملة ، مثل :«علمت الكذب مرضا عضالا». المفعول للأول «الكذب» والمفعول الثاني «مرضا» وهو من قبيل المفرد ويكون المفعول الثاني جملة اسميّة ، كقول الشاعر :

حذار حذار من جشع فإني

رأيت الناس أجشعها اللّئام

فالجملة الاسميّة «أجشعها اللئام» مفعول ثان لفعل «رأيت» وكقول الشاعر :

فهبك عدوي لا صديقي فربّما

رأيت الأعادي يرحمون الأعاديا

فالمفعول الأول هو «الاعادي» والمفعول الثاني هو جملة «يرحمون الأعاديا» المؤلفة من الفعل والفاعل والمفعول به هي جملة مضارعية وهي المفعول الثاني «لرأيت».

كما يكون أيضا جملة ماضوية ، كقول الشاعر :

وإنّي رأيت النّاس زادت محبّة

إلى النّاس أن لست عليهم بسرمد

حيث أتى المفعول الثاني هو جملة «زادت محبّة» الماضويّة. وقد يكون شبه جملة مثل :


«رأيت عظمة الخالق في مخلوقاته» فالجار والمجرور مفعوله الثاني ومثل :

إني إذا خفي الرّجال وجدتني

كالشّمس لا تخفى بكل مكان

حيث أتى المفعول الثاني شبه جملة «كالشمس» والمفعول الأول هو «الياء».

ومما تنفرد به «ظنّ» وأخواتها عن النّواسخ أربعة أشياء وتكمن في :

أولا : إعمالها كلّها أي : دخولها على المبتدأ والخبر ونصبهما مفعولين ، ولا فرق بين أن يكون الفعل متصرفا ، مثل : «علم» و «رأى» ، أم غير متصرّف مثل : «هب» ، «تعلّم» ، كقول الشاعر :

بأيّ كتاب أم بأيّة سنّة

ترى حبّهم عارا عليّ وتحسب

حيث أتى المفعول الأول لفعل «ترى» هو كلمة «حبّهم». والثاني هو «عارا» ومثل :

أراهم رفقتي حتى إذا ما

تجافى اللّيل وانخزل انخزالا

حيث أتى الفعل «أراهم» وقد نصب مفعولين : الأول : الضمير «هم» والثاني الاسم «رفقتي».

ثانيا : تعليق عملها ، أي : ابطاله لفظا لا محلّا ، وذلك : إذا فصل بينها وبين مفعوليها فاصل مما له حقّ الصّدارة ، وهذا الفاصل قد يكون «لام» الابتداء ففي مثل قولك : «علمت العلم نافعا» ، تقول : «علمت للعلم نافع» «العلم» : مبتدأ. خبره ، «نافع» ، والجملة الاسميّة سدّت مسدّ مفعولي «علمت» وقد علّق عمل «علمت» فلم تنصب المفعولين مباشرة لأنه فصل بينها وبينهما فاصل هو «لام» الابتداء.

وقد يكون الفاصل أداة استفهام ، كالهمزة في قوله تعالى : (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ)(١) فقد فصلت همزة الاستفهام بين «أدري» ومفعوليها فعلّق عملها.

وقد يكون الفاصل كلمة «أي» التي هي عمدة في الجملة ، كقوله تعالى : (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى)(٢) وفيها علق عمل «نعلم» لأنه فصل بينها وبين معموليها «أيّ» وتعرب مبتدأ ، وخبره «أحصى».

وقد يكون الفاصل كلمة «أي» التي هي فضلة ، كقوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)(٣) «أيّ» : مفعول مطلق منصوب. وقد يكون الفاصل «لام» القسم ، كقول الشاعر :

ولقد علمت لتأتينّ منيّتي

إنّ المنايا لا تطيش سهامها

حيث دخلت «لام» القسم بين الفعل «علمت» ومفعوليها ، فلم تنصبهما والجملة «لتأتين منيتي» التي هي جواب القسم سدّت مسدّ مفعولي «علمت» وقد يكون الفاصل إحدى أدوات النفي :«ما ، لا ، إن» فقط كقوله تعالى : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ)(٤) حيث فصل بين علمت ومفعوليها «ما» النافية. ومثل : «علمت إن زيد قائم» حيث دخلت «إن» على الناسخ «علمت» فعلّق عن العمل. ومثل : «ألفيت لا الكسلان محبوب ولا الكذّاب» دخلت «لا» على معمولي «علمت» ففصلت بينهما وكفت الناسخ عن العمل.

ويصح في التّوابع مراعاة الظّاهر ، أي : اللفظ ، أو مراعاة المحل ، كقول الشاعر :

__________________

(١) من الآية ١٠٩ من سورة الأنبياء.

(٢) من الآية ١٢ من سورة الكهف.

(٣) من الآية ٢٢٧ من سورة الشعراء.

(٤) من الآية ٦٥ من سورة الأنبياء.


وما كنت أدري قبل عزّة ما البكا

ولا موجعات القلب حتّى تولّت

«موجعات» مفعول به منصوب بالكسرة عوضا عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم ، وهو معطوف بالواو على محل الجملة الاسميّة «ما البكا» من الإعراب. ومثل : «علمت للمحبّة خير والبغضاء شرا» فقد عطفت كلمة «البغضاء» على محل جملة «للمحبة خير» التي تقع مفعولا به ، ويجوز أن تكون «البغضاء» بالرّفع بالعطف على «المحبة» فترفع مثلها. وقد علّق عمل الناسخ لدخول لام الابتداء بعده. لا يقع التعليق في الأفعال القلبيّة الجامدة مثل : «تعلّم ، هب» ، ولا في «رأى الحلمية».

ملاحظة : إن التّعليق بالاستفهام لا يقتصر على الفعل القلبي الذي ينصب مفعولين إنّما يتعدّاه الى الفعل القلبي الذي ينصب مفعولا واحدا ، مثل : «نسى» و «عرف» مثل :

ومن أنتمو إنا نسينا من أنتمو

وريحكمو! من أيّ ريح الأعاصير

ويتعدّاه أيضا الى الفعل القلبيّ اللّازم ، مثل : «تفكر» ، كقوله تعالى : (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ)(١) فالتعليق هنا عن الجار والمجرور لأنه بمنزلة المفعول به. ويتعدّاه الى الفعل غير القلبيّ ، أي الى أفعال لا حصر لها ، كقوله تعالى : (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ)(٢) وكقوله تعالى : (يَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ)(٣) وكقوله تعالى : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ)(٤).

ثالثا : إلغاء عملها ، أي : تعليق العمل لفظا ومحلّا تعليقا جائزا لا واجبا ، ولا يصح أن يمتنع العمل عن معمول واحد دون الآخر.

ويمتنع العمل إذا توسّط النّاسخ بين المفعولين بغير فاصل آخر بعده ، ويكون للناسخ ثلاث حالات : الأولى : أن يتقدّم عنهما ، فيعمل مطلقا أي :ينصب المبتدأ والخبر مفعولين به مثل : «ظننت زيدا مسافرا» ، وكقول الشاعر :

أرجو وآمل أن تدنو مودّتها

وما إخال لدينا منك تنويل

ففي هذا البيت احتمالات ثلاثة : تقتضي الأولى بإعمال الناسخ «إخال» على تقدير : إخاله لدينا منك تنويل. «فالهاء» ضمير الشأن هو المفعول الأول والجملة الاسميّة «لدينا منك تنويل» هي المفعول الثاني ، وتقتضي الثانية بتعليق العمل بتقدير : لام مقدّرة بعده أي : وما إخال للدينا ... وتقتضي الثالثة إلغاء عمل الناسخ لتوسّطه بين «ما» النافية والمنفيّ بها.

الثانية : الإلغاء لتوسّطه بين مفعوليه ، أو الإعمال ، مثل : «زيد ظننت مسافر» حيث ألغى عمل «ظننت» لتوسطه بين مفعوليه ، ونعرب «زيد» : مبتدأ. «مسافر» : خبره ؛ ومثل :

أبالأراجيز يا بن اللّؤم توعدني

وفي الأراجيز خلت اللّؤم والخور

وفي هذا البيت ألغي عمل «خلت» لتوسطه بين مفعوليه والأصل : خلت اللّؤم والخور في الأراجيز. «اللؤم» : مفعول به أول : والجار والمجرور مفعوله الثاني. ومثل :

شجاك أظنّ ربع الظّاعنين

ولم تعبأ بعذل العاذلينا

__________________

(١) من الآية ١٨٤ من سورة الأعراف.

(٢) من الآيتين ٥ و ٦ من سورة القلم.

(٣) من الآية ١٢ من سورة الذّاريات.

(٤) من الآية ٥٣ من سورة يونس.


حيث ألغي عمل الناسخ «أظن» لتوسطه بين المفعولين ، الأول منهما «ربع» والثاني هو جملة «شجاك».

الثالثة : جواز الإلغاء والإعمال أيضا إذا تأخّر الناسخ عن مفعوليه ، مثل : «زيد مسافر ظننت» ، أو «زيدا مسافرا ظننت» ، وكقول الشاعر :

هما سيّدانا يزعمان وإنّما

يسوداننا إن أيسرت غنماهما

حيث ألغي عمل «يزعمان» لتأخره عن مفعوليه ، لذلك عادا الى أصلهما ونعرب هما :ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. «سيدانا» خبره. ولو أعمل الناسخ لقلنا : «يزعمانهما سيّدينا». وكقول الشاعر :

آت الموت تعلمون فلا ير

هبكم من لظى الحروب اضطرام

حيث ألغي عمل «تعلمون» لتأخره عن مفعوليه وعادا لأصلهما. ونعرب «آت» : خبر مقدم.

«الموت» : مبتدأ مؤخر.

والتعليق والإلغاء يشتركان في أمور عدّة ويختلفان في أمور أخرى منها :

١ ـ أن التّعليق واجب عند وجود السّبب ، أمّا الإلغاء فجائز.

٢ ـ تعليق العمل يجري على كلا المفعولين ، أو على أحدهما ، أما الإلغاء فيجري عليهما معا.

٣ ـ يجري التعليق على اللّفظ الظّاهري دون المحلّ ، أي : يبقى مفعولا به في المحلّ ، والإلغاء لا يكون كذلك ، بل يجري على اللّفظ والمحلّ معا.

٤ ـ يجوز في توابع التّعليق مراعاة اللّفظ ، أو مراعاة الظّاهر فقط.

٥ ـ إن التّعليق لا بدّ فيه من تقدّم النّاسخ ووجود فاصل له حق الصّدارة بينه وبين مفعوليه.

أمّا الإلغاء فلا بدّ من توسّط النّاسخ أو تأخّره عن مفعوليه دون حاجة الى فاصل.

رابعا : الاستغناء عن المفعولين إذا دلّت عليهما قرينة ، أو الاستغناء عنهما بمصدر مؤوّل ، كقوله تعالى : (أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)(١) وفيه حذف المفعولان ، وتقدير هما : تزعمونهم شركائي. وكقول الشاعر :

بأيّ كتاب أم بأيّة سنة

ترى حبّهم عارا عليّ وتحسب

حيث حذف مفعولا الناسخ «تحسب» لأنه دلّت عليهما قرينة. والتقدير : وتحسب حبّهم عارا عليّ. ويجوز حذفهما بدون قرينة تدلّ عليهما ، كقوله تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(٢) وكقوله تعالى : (أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى)(٣) حيث حذف مفعولا الناسخ في الآيتين على تقدير في الأولى : والله يعلم كرهكم للقتال ومصلحتكم في عاقبة أمركم وأنتم لا تعلمون مصلحتكم وعاقبة أمركم ، وفي الثانية : أيرى علم الغيب عنده ، وكقوله تعالى : (وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ)(٤) وفيها حذف المفعولان ، والتقدير : وظننتم هلاك النبيّ وهلاك المؤمنين ، وهذا من ظن السّوء.

ويمتنع حذف أحد المفعولين إلا في الضرورة الشعريّة ، كقول الشاعر :

ولقد نزلت فلا تظنّي غيره

مني بمنزلة المحبّ المكرم

__________________

(١) من الآية ٧٤ من سورة القصص.

(٢) من الآية ٢١٦ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ٣٥ من سورة النجم.

(٤) من الآية ١٢ من سورة الفتح.


حيث حذف المفعول الثاني وحده للضرورة الشعريّة ، والتقدير : تظنّي غيره قائما. ومثل :«علمنا أنّ الصّمت أبلغ من الكلام» أي : علمنا بلاغة الصمت ، فالمصدر المؤوّل المثبت ، سدّ مسدّ مفعولي «علم» وقد يكون المصدر بعد تأويله منفيا على اعتبار المعنى قبل التأويل منفيّا ، كقول الشاعر :

الله يعلم أنّي لم أقل كذبا

والحقّ عند جميع النّاس مقبول

والتقدير : والله يعلم عدم كذب قولي ، ومثال المصدر المثبت قول الشاعر :

تودّ عدوي ثم تزعم أنّني

صديقك إنّ الرأي عنك لعازب

والتقدير : تزعم صداقتي ، وكقول الشاعر :

إذا القوم قالوا : من فتى؟ خلت أنني

عنيت فلم أكسل ولم أتبلّد

والتقدير : خلت دعوتي.

خامسا : وقوع فاعل النواسخ وضميرها الأول ضميرين متصلين متّحدين في المعنى مختلفين في النوع أي : أن يكون صاحب الفاعل هو نفسه صاحب المفعول لكن الأول ضمير رفع والثاني ضمير نصب ، مثل : «علمتني مكبّا في تحصيل العلم» ، حيث أن «التاء» في «علمتني» هي الفاعل ، «والياء» ، مفعول به ، وهما راجعان الى صاحب واحد هو المتكلم ، ومثل : «علمتك زاهدا في الدنيا». حيث أن «التاء» في «علمتك» هي الفاعل. «والكاف» مفعول به وهما يرجعان الى المخاطب نفسه ، وكقول الشاعر :

دعاني الغواني عمّهنّ وخلتني

لي اسم فلا أدعى به وهو أوّل

وفيه «التاء» فاعل «خلتني» «والياء» مفعوله وهما يعودان الى المتكلم نفسه ؛ وهذا الحكم مما تشترك به أفعال أخرى ، مثل : «رأى» الحلميّة والبصريّة و «وجد» بمعنى «لقي» ، و «فقد» و «عدم» ، مثل : «ذهبت الى المدرسة لأوّل مرّة فرأيتني وحيدا» ؛ «رأى» : بمعنى أبصر فاعله «التاء» ومفعوله «الياء» وهما نفس المتكلم ، ومثل :«نمت فرأيتني أسبح في بحر من الفضّة» «رأى» الحلميّة ، وفي «رأيتني» «التاء» «والياء» يعودان الى المتكلم نفسه. ومثل : «وجدتني أخوض في المشكلات» ومثل : «فقدتني إن ندمت على الصّدق» أي : فقدت نفسي ، ومثل : «عدمتني إن غيّرت ثقتي بالأصدقاء» أي : عدمت نفسي.

ويمتنع اتّحاد الفاعل والمفعول به في النواسخ وفي غيرها من الأفعال إذا كان الفاعل ضميرا متصلا مفسّرا بالمفعول به ، فلا يصح القول :«سميرا ظنّ نائما» ، ولا : «عليا نظر» بمعنى :سميرا ظنّ نفسه ، «وعليا ظن نفسه» ، لأن مرجع الضمير هو المفعول به ، أما إن كان الضمير منفصلا صحّ ذلك ، فتقول : «ما ظنّ سميرا نائما إلّا هو» ، «وما نظر عليا إلا هو».

ملاحظات :

١ ـ لا يقع التّعليق في الأفعال الجامدة مثل :«تعلّم» ، و «هب» ، ولا في «رأى» الحلميّة ، ولا في أفعال التحويل ، مثل : «صيّر» ، «ردّ» ، «ترك» ، «اتّخذ» «تخذ» ، «جعل» ، «وهب» ، وذلك لأن ألفاظ التعليق لا تقع بعد الأفعال الجامدة ، ولا بعد أفعال التحويل ، ربّما كان السّبب أن هذه الألفاظ لا تقوى على منعها من العمل الظّاهري فكأنّها غير موجودة.

٢ ـ إذا كان النّاسخ مؤكّدا بمصدر من لفظه ، فلا يجوز الإلغاء ، لأن التوكيد يدلّ على الاهتمام


بالعامل ، بينما يفيد الإلغاء عدم الاهتمام به فيقع التّعارض ، وكذلك إذا أكد الناسخ بضمير يعود الى المصدر المفهوم بقرينة تدلّ عليه ، أو باسم إشارة يعود عليه ، فلا يصح القول : «الكتاب ظننت ظنا مفيدا» ولا القول : «الباخرة ظننته قصرا» فالهاء ضمير يعود على المصدر والتقدير : ظننت الظنّ ؛ ولا القول : «الباخرة زعمت ذاك قصرا» حيث أكد الناسخ باسم الإشارة «ذاك» الذي يعود على المصدر.

٣ ـ يمتنع في النّاسخ «تعلّم» أن يكون فاعله ومفعوله ضميرين صاحبهما واحد ، ويمتنع ذلك أيضا في الأفعال التي ليست من أفعال القلوب ، فلا تقول : «تعلّمتني» ، ولا تقول : «ضربتني» بل تقول : «ضربت نفسي».

٤ ـ قد يكون المصدر المؤوّل من «أنّ» ومعموليها ، مجرورا بباء زائدة ومحله النّصب سادا مسدّ مفعولي النّاسخ ، كقول الشاعر :

زعم الهمام بأنّ فاها بارد

عذب إذا قبّلته قلت ازدد

وفيه «الباء» حرف جر زائد. و «أنّ» مع معموليها في تأويل مصدر منصوب محلّا على أنه قد سدّ مسدّ مفعولي «زعم» والتقدير : زعم الهمام عذب القبلة. ومثل :

زعم الغراب بأن رحلتنا غدا

وبذاك تنعاب الغراب الأسود

فالمصدر المؤوّل من «أنّ رحلتنا غدا» مجرور بالباء الزّائدة ومحله النصب لأنّه سدّ مسدّ مفعولي زعم. والتقدير : زعم الرحلة غدا.

القول بمعنى الظّنّ : قد يأتي القول بمعنى «الظن» أي : الرّجحان ، فيصير هو والظن سواء ، إلا في اختلاف الحروف الهجائية ، فيدخل على المبتدأ والخبر ، وينصبهما مفعولين ، وتجري عليه أحكام «ظنّ» وأخواتها من التعليق والإلغاء ، وحذف المفعولين ، أو أحدهما. ويشترط في إجراء القول مجرى الظن شروط عدّة منها :

١ ـ أن يكون «القول» فعلا مضارعا للمخاطب المفرد والمثنّى والجمع المذكّر والمؤنّث.

٢ ـ أن يكون مسبوقا بأداة استفهام سواء أكانت الأداة حرفا كقول الشاعر :

علام تقول الرمح يثقل عاتقي

إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرّت

وفيه ورد فعل القول بلفظ المضارع وتقدمه حرف الاستفهام «م» وكان أصله «ما» حذفت ألفه لأنه سبقه حرف الجر «على» فالقول هنا بمعنى «ظنّ» ، أو كانت الأداة اسم استفهام ، كقول الشاعر :

متى تقول القلوص الرّواسما

يدنين أمّ قاسم وقاسما

وفيه تقول بمعنى «تظنّ» وهو بلفظ المضارع وموجّه للمخاطب وتقدمه اسم استفهام هو «متى».

ويجب ألّا يفصل بين الاستفهام والقول فاصل ، لكن يجوز أن يفصل بينهما إما الظرف ، مثل :

أبعد بعد تقول الدار جامعة

شملي بهم ، أم تقول البعد محتوما

حيث فصل بين القول بمعنى الظن وهمزة الاستفهام الظرف «بعد».

أو الجار والمجرور مثل : «أفي أعماق البحار تقول صدفة اللؤلؤ قابعة» حيث فصل بينهما الجار والمجرور «في أعماق» أو معمول القول ، كقول الشاعر :


أجهّالا تقول بني لؤيّ

لعمر أبيك أم متجاهلينا

وفيه فصل بين همزة الاستفهام والقول الذي بمعنى الظن معمول القول «أجهالا» والتقدير : أتقول بني لؤيّ جهّالا. أو يكون الفاصل معمول القول إذ لا مانع من الفصل بأكثر من معمول واحد ، مثل : «أللحياة تقول العدل مؤمّنا».

فقد فصل بين همزة الاستفهام والقول الذي بمعنى الظن بمعمول معموله والتقدير : أتقول العدل مؤمنا للحياة.

٣ ـ أن لا يتعدى بحرف الجر اللّام ، لأنه إذا عدّي بلام الجر فلا يكون بمعنى الظن ، وإذا اختلّ شرط من هذه الشروط الثلاثة فلا يكون القول بمعنى الظنّ ، بل يكون بمعنى النّطق ، والجملة بعده في محل نصب مفعول به ، وإذا استوفت شروط القول بمعنى الظن تفتح همزة «إنّ» بعده ، ومنهم من يجري القول مجرى الظن لمجرّد اقتنائه هذا المعنى ، مثل قول الشاعر :

إذا قلت أني آيب أهل بلدة

وضعت بها عنه الوليّة بالهجر

ومثل :

قالت وكنت رجلا فطينا

هذا لعمر الله إسرائينا

ملاحظة : قد يحذف النّاسخ مع مرفوعه لغرض بلاغيّ مثل : ما ذا تظن؟ فالجواب : المعلم منتظرا في المدرسة. والتقدير : أظنّ المعلم منتظرا.

تم الجزء الأول ويليه الجزء الثاني وأوله : باب العين.

المعجم المفصل في النحو العربي - ١

المؤلف:
الصفحات: 619