
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ
باب الثنائى المضاعف
الظاء والراء
ظ ر ر
* الظِّرُّ ، والظُّرَرَةُ ، والظُّرَرُ : الحَجَر عامَّةً ، وقيل : هو الحَجَرُ المُدَوَّرُ
المُحَدَّد. وقيلَ : قِطعةُ حَجَرٍ له حَدٌّ كحَدِّ السِّكِّين.
والجمعُ : ظُرّانٌ ، وظِرّانٌ. قال ثعلبٌ : ظُررٌ وظِرّان
، كجُرَدٍ وجِرْذانٍ.
وقد تكونُ ظِرّانٌ وظُرّانٌ جَمْعَ ظِرٍّ ، كصِنْوٍ وصِنْوانٍ ، وذِئْبٍ وذُؤْبانٍ.
* وأَرْضٌ مَظِرَّةٌ ، بكسرِ الظّاء : ذاتُ حِجارَةٍ ، عن ثَعْلَبٍ. وحكى
الفارسىُّ : أُرَى أَرْضٌ مَظَرَّةٌ ، بالفتح.
* والظَّرِيرُ : المكانُ الكثيرُ الحِجارةِ ، والجمعُ كالجمعِ.
* والظَّرِيرُ : العَلَمُ الذى يُهْتَدَى به ، والجمعُ : أظِرَّةٌ.
* والظِّرارُ ، والمَظَرَّةُ : الحَجَرُ يُقْطَع به.
* وظَرَّ مَظَرَّةً : قَطَعَها.
* وظَرَّرَ الرّاعِى مَظَرَّةً : كَسَر حَجَرًا ليَقْطَع بحَدِّه ما أَبْلَمَ فى بطنِ
النّاقةِ ، وهو شَىْءٌ كالثُّؤْلُولِ.
وقال بعضُهم ـ فى
هذا المَثَلِ ـ : « أَظِرِّى
فإِنَّكِ ناعِلَةٌ ».
أى ارْكَبِى الظُّرَرَ ، والمَعْرُوف بالطّاءِ. وقد تَقَدَّم.
الظاء واللام
ظ ل ل
* ظَلَ نَهارَه يَفْعَلُ كَذا وكَذَا ، يَظَلُ ظَلّا ، وظُلُولاً. وظَلِلْتُ
أنا ، وظَلْتُ ، وظِلْتُ
ـ لا يُقال ذلك إلا فى
النَّهارِ. إِلَّا أَنَّه قد سُمِع فى بَعْض الشِّعْر « ظَلَ لَيْلَه ».
قال
سِيبَوَيْهِ : أمّا
ظِلْتُ فأَصْلُه ظَلِلْتُ ، إِلا أَنَّهم حَذَفُوا ، فأَلْقَوا الحركةَ عَلى
الفاءِ ، كما قالُوا فى خِفْتُ. وهذا النَّحوُ شاذٌّ. قال : والأَصْلُ فيه
عَرَبىٌّ كثيرٌ.
قال : وأَمَّا ظَلْتُ ، فإنها مُشَبَّهَةٌ بلَسْتُ. وأَمّا ما أَنْشَدَه أبو
زَيْدٍ لرَجُلٍ من بنى عُقَيْلٍ :
أَلَمْ
تَعْلَمِى ما ظِلْتُ بالقَومِ واقِفًا
|
|
على طَلَلٍ
أَضْحَتْ معارِفُه قَفْرَا؟
|
فإنَّ ابنَ
جِنِّى قالَ : كَسَرُوا الظاءَ فى إِنشادِهِمْ ، وليس من لُغَتِهم.
* وظِلُ النَّهارِ : لَوْنُه إذا غَلَبَتْه الشَّمسُ.
* والظِّلُ : نَقيضُ الضِّحِّ. وبعضُهم يَجْعَلُ الظِّلَ : الفَىْءَ.
قال رُؤبةُ :
كُلُّ موضعٍ تكونُ فيه الشَّمْسُ فتَزُولُ عنه ، فهو ظِلٌ وفىْءٌ.
وقيلَ :
الفَىْءُ بالعَشِىِّ ، والظِّلُ
بالغَداةِ. فالظِّلُ : ما كانَ قبل الشمس ، والفَيْءُ : ما فاءَ بعدُ.
وقالوا : ظِلُ الجَنَّةِ ، ولا يُقالُ : فَيْؤُها ؛ لأَن الشمسَ لا
تُعاقِبُ ظِلَّها فيكون هُناكَ فَىْءٌ ، إنما هى أبدًا ظِلٌ. ولذلِك قالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ : (أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها) [الرعد : ٣٥]. أرادَ : وظِلُّها دائِمٌ أَيْضًا.
* وجَمْعُ الظِّلِ : أَظْلالٌ
، وظِلالٌ ، وظُلُولٌ.
وقد جَعَلَ
بعضُهم للجَنَّةِ فَيْئًا : غيرَ أَنَّه قَيَّدَه بالظِّلِ. قالَ ـ يَصِفُ حالَ أَهْل الجَنَّةِ ـ وهو النابِغَةُ
الجَعْدِىُّ ـ :
فسَلامُ
الإِله يَغْدُو عَلَيْهِم
|
|
وفُيُوءُ
الفِرْدَوْسِ ذاتُ الظِّلالِ
|
وقال كُثَيِّرٌ :
لَقَدْ
سِرْتُ شَرْقِىَّ البلادِ وغَرْبَها
|
|
وقَد
ضَرَبَتْنِى شَمْسُها وظُلُولُها
|
ويروى :
*لقد سِرْتُ غَوْرِىَّ البِلادِ وجَلْسَها*
وقولُه تَعالَى
: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ
مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ
وَالْآصالِ) [الرعد : ١٥]. أرادَ : وتَسْجُدُ ظِلالُهُمْ.
وجاءَ فى
التَّفْسِيرِ أَنَّ الكافِرَ يَسْجُدُ لغيرِ اللهِ ، وظِلُّه يَسْجُدُ لله.
__________________
وقِيلَ : (ظِلالُهُمْ) ، أى : أَشْخاصُهُم. وهذا مُخالِفٌ للتَّفْسيرِ.
وقولُه عَزَّ
وجَلَّ : (وَلَا الظِّلُ وَلَا
الْحَرُورُ) [فاطر : ٢١] ، قال ثَعْلبٌ : قِيلَ : الظِّلُ
هنا : الجَنَّةُ ، والْحَرُورُ : النارُ.
قالَ : وأَنا
أقولُ : الظِّلُ : الظِّلُ
بعينهِ ، و (الْحَرُورُ) : الحَرُورُ بعَيْنهِ.
* وأَظَلَ يَومُنا : صارَ ذا
ظِلٍ.
* واسْتَظَلَ بالظِّلِ : مالَ إليه ، وقَعَدَ فيه.
* ومكانٌ ظَلِيلٌ : ذُو
ظِلٍ. وقِيلَ : هو الدّائِمُ الظِّلِ.
وقولُهم : ظِلٌ ظَلِيلٌ ، يكونُ من هذا ، وقد يكونُ عَلَى المُبالَغَةِ ،
كقَوْلِهم : شِعْرٌ شاعِرٌ.
وفى
التَّنْزِيل : (وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا
ظَلِيلاً) [النساء : ٥٧].
وقولُ
أُحَيْحَةَ بنِ الجُلاحِ يصفُ النَّخْلَ :
هِىَ الظِّلُ
فى الحَرِّ حَقُّ الظَّلِي
|
|
(م) ـل والمَنْظَرُ الحَسَنُ الأَجْمَلُ
|
المَعْنَى
عندِى : هى الشَّىْءُ
الظَّلِيلِ ، حَقّ الظَّلِيلِ ، فوَضَعَ المَصْدَرَ موضِعَ الاسمِ.
وقولُه تعالَى
: (وَظَلَّلْنا
عَلَيْكُمُ الْغَمامَ) [البقرة : ٥٧]. قالَ : سَخَّر اللهُ لَهُم السَّحابَ تُظِلُّهم حَتَّى خَرَجُوا إِلى الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ ، وأنزَلَ (عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى).
* والاسمُ : الظَّلالَةُ.
وقولُهم :
مَرَّ بنا كأَنَّه ظِلُ
ذِئْبٍ : أى مَرَّ بنا
سَرِيعًا كسُرْعَةِ الذِّئْبِ.
* وظِلُ الشَّىْءِ : كِنُّه.
* وظِلُ السَّحابِ : ما وارَى الشَّمْسَ منه ، وظِلُّه : سَوادُه.
* وظِلُ اللَّيْلِ : جُنْحُه. وقِيلَ : هو اللَّيْلُ نَفْسُه.
وفى التَّنْزِيلِ : (أَلَمْ تَرَ إِلى
رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) [الفرقان : ٤٥].
* وظِلُ كُلِّ شَىْءٍ : شَخْصُه ، لمكانِ سَوادِه.
* وأَظَلَّنِى الشَّىْءُ : غَشِيَنِى. والاسمُ منه : الظِّلُ. وبه فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قولَه تعالى : (إِلى ظِلٍ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ) [المرسلات : ٣٠]. قال : مَعْناه أنَّ النارَ غَشِيَتْهُم ، ليسَ ظِلُّها كظِلِ الدُّنْيا.
* والظُّلَّةُ : الغاشِيَةُ.
* والظُّلَّةُ : البُرْطُلَّةُ.
__________________
* والظُّلَّةُ : الشَّىْءُ يُسْتَتَرُ به مِنَ الحَرِّ والبَرْدِ ؛
وهى كالصُّفَّةِ. وفى التَّنْزِيل : (فَأَخَذَهُمْ عَذابُ
يَوْمِ الظُّلَّةِ) [الشعراء : ١٨٩].
* والجَمْع : ظُلَلٌ ، وظلالٌ.
وقوله :
وَيْحَكَ يا
عَلْقَمَةُ بنَ ماعِزِ
|
|
هَلْ لَكَ فى
الَّلواقِحِ الحَرائِزِ
|
وفى اتِّباعِ
الظُّلَلِ الأَوارِزِ؟
|
قِيلَ : يعنى
به بُيُوتَ السِّجْنِ.
* والمِظَلَّةُ ، والمَظَلَّةُ : من بُيوتِ الأَخْبِيةِ.
وقيلَ : المِظَلَّةُ لا تكونُ إلا من الثِّيابِ ، وهى كَبِيرةٌ ذاتُ رُواقٍ
، ورُبَّما كانت شُقَّةً ، وشُقَّتَيْنِ ، وثَلاثًا. ورُبَّما كانَ لها كِفاءٌ ،
وهو مُؤَخَّرُها. قال ابنُ الأَعرابِىِّ : وإنَّما جازَ فيها فتحُ الميمِ ؛
لأَنَّها لا تُنْقَل بمَنْزِلةِ البَيْتِ.
وقالَ ثعلبٌ : المظَلَّةُ من الشَّعَرِ خاصَّةً.
وقولُ
أُمَيَّةَ بنِ أَبِى عائذٍ الهُذَلِىِّ :
ولَيْلٍ
كأَنَّ أَفانِينَه
|
|
صَراصِرُ
جُلِّلْنَ دُهْمَ المَظالِى
|
إنَّما أرادَ المَظالَ ، فخَفَّف الّلام ؛ فإِمّا حَذَفَها ، وإِمّا أَبْدَلَها
ياءً ، لاجْتماعِ المِثْلَيْنِ ، لا سِيَّما إِن كان اعْتَقَدَ إِظهارَ
التَّضْعِيفِ ، فإنَّه يَزْدادُ ثِقَلاً ، ويَنكسرُ الأَوَّلُ من المِثْلَيْنِ ،
فتَدعُو الكسرةُ إلى الياءِ ، فيجبُ على هذا القَوْلِ أَنْ تُكْتَبَ « المَظالِى » بالياء.
ومثلُ هذا
سواءً ما أَنْشَدَه أبو عَلِىٍّ لعِمْرانَ بنِ حِطّان :
قد كُنْتُ
عندكَ حَوْلاً لا تُرَوِّعُنِى
|
|
فيهِ روائِعُ
من إِنْسٍ ولا جَانِى
|
وإبْدالُ
الحَرْفِ أَسهلُ من حَذْفِه.
* وكُلُّ ما
أكَنَّكَ فقد أَظَلَّكَ.
* واسْتَظَلَ من الشَّىءِ ، وبه ، وتَظَلَّلَ.
__________________
* وظَلَّلَه عليه ، وفى التَّنْزِيل : (وَظَلَّلْنا
عَلَيْهِمُ الْغَمامَ) [الأعراف : ١٦٠].
* وأظَلَّكَ الشىءُ : دَنا مِنكَ حَتَّى أَلْقَى عليكَ ظِلَّهُ من قُرْبِه.
* والظِّلُ : الخَيالُ مِنْ الجِنِّ وغيرِه يُرَى.
* ومُلاعِبُ ظِلِّه : طائِرٌ.
وقولُهم فى
المَثَلِ : « لأَتْرُكَنَّه تَرْكَ ظَبْىٍ ظِلَّهُ
». معناه : كَما
تَرَكَ ظَبْىٌ ظِلَّه.
* والظِّلُ : العِزُّ والمَنَعَةُ.
* واسْتَظَلَ الكَرْمُ : الْتَفَّتْ نَوامِيهِ.
* وأَظَلُ الإِنْسانِ : بُطونُ أَصابِعِه ، وهو ما يَلى صَدْرَ
القَدَمِ مِنْ أَصْلِ الإِبْهامِ إلى أَصْلِ الخِنْصَرِ. وهو من الإِبِلِ : باطِنُ
المَنْسِمِ ، هكَذا عَبَّرُوا عَنْه ببُطُون. والصَّوابُ عِنْدى أَنَ الأَظَلَ : بَطْنُ الإِصْبَعِ.
وقولُه :
*تَشْكُو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَلِ*
إنما احْتاجَ
ففَكَّ الإِدْغامَ ، كقولِ قَعْنَبِ بنِ أُمِّ صاحِب :
مَهْلاً
أعاذِلَ قد جَرَّبْتِ من خُلُقِى
|
|
أَنِّى
أَجُودُ لأَقْوامٍ وإِنْ ضَنِنُوا
|
والجمع : الظُّلُ. عامَلُوه مُعاملَةَ الوَصْف ، أو جَمَعُوه جمعًا شاذّا
؛ وهذا أَسْبَقُ ؛ لأَنِّى لا أَعرفُ كيفَ يكونُ صِفةً.
* والظَّلِيلَةُ : مُسْتَنْقَعُ الماءِ فى أسْفَلِ مسيلِ الوادِى.
* والظِّلُ : اسمُ فَرَسِ مَسْلَمَةَ بنِ عبدِ المَلِكِ.
* وظَلِيلاءُ : موضعٌ.
مقلوبه : ل ظ ظ
* لَظَّ بالشَّىْءِ : وأَلَظَّ به ، وأَلَظَّ عليهِ : أَلَحَّ.
* وأَلَظَّ بالكَلمةِ : لَزِمَها. ومنه : « أَلِظُّوا بيا ذَا الجَلالِ والإِكْرامِ » .
أَى : الْزَمُوا
هذا.
__________________
قال الراجز :
*بعَزْمَةٍ جَلَّتْ غُشا إِلْظاظِها*
والاسمُ من
كُلِّ ذلك : اللَّظِيظُ.
* والمُلاظَّةُ فى الحَرْبٍ : المُواظَبَةُ ، ولُزُومُ القِتالِ ، من
ذلك. وقد تَلاظُّوا
مُلاظَّةً ولظِاظًا ، كلاهما على المَصْدَرِ على غير بناءِ الفِعْلِ.
* ورجل لَظٌّ كَظٌّ ، ومِلَظٌّ ، ومِلْظَاظٌ : عَسِرٌ ، مُضَيَّقٌ [مُشَدَّدٌ] عليه.
* وأَرَى كَظّا
إِتْباعًا.
* وأَلَظَّ المَطرُ : دام وأَلَحَّ.
* ولَظْلَظَت الحَيَّةُ رَأْسَها : حَرَّكَتْه.
* وتَلَظْلَظَت هى : تَحرَّكَت.
الظاء والنون
ظ ن ن
* الظَّنُ : شَكٌّ ، ويَقِينٌ ، إِلَّا أَنَّه ليسَ بيَقينِ عِيانٍ
، إِنَّما هو يَقِينُ تَدَبُّرٍ. فأَمَّا يَقِينُ العِيانِ فَلا يُقالُ فيهِ إِلا
عَلِمَ.
وهو يكونُ
اسمًا ومَصْدَرًا. وجَمْعُ الظَّنِ
الذى هو الاسمُ : ظُنُونٌ. وأَمّا قِراءَةُ من قَرَأَ : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) [الأحزاب : ١٠] بالوَقْفِ ، وتَرْكِ الوَصْل ، فإنَّما فَعَلُوا ذلك لأَنَّ
رُؤُوسَ الآياتِ عندَهُم فواصِلُ ، ورُؤُوسُ الآىِ ، وفَواصِلُها يَجْرِى فيها ما
يَجْرِى فى أَواخِر الأَبْياتِ والفَواصِل ، لأَنَّه إِنَّما خُوطِبَ العَرَبُ بما
يَعْقِلُونَه فى الكلامِ المُؤَلَّفِ ، فيدل بالوَقْفِ فى هذِه الأَشياءِ ،
وزيادَةِ الحُرُوفِ فيها ـ نحو
الظُّنُونَا ، و (السَّبِيلَا) ، و (الرَّسُولَا) ـ علَى أنَّ ذلِكَ الكلامَ قد تَمَّ وانْقَطَعَ ،
وأَنَّ ما بَعْدَه مُسْتَأنَفٌ ، ويَكْرَهُونَ أن يَصِلُوا ، فيَدْعُوهُمْ ذلكَ
إِلى مُخَالَفَةِ المُصْحَفِ.
* وأَظانِينُ ، على غيرِ القِياسِ. أنشدَ ابنُ الأَعرابِىِّ :
لأُصْبِحَنْ
ظالِمًا حَرْبًا رَباعِيَة
|
|
فاقْعُدْ لها
، ودَعَنْ عنكَ الأَظانِينَا
|
__________________
وقد يَجُوزُ أن
تكون الأَظانِينُ جمعَ أُظْنُونَةٍ ، إِلَّا أَنِّى لا أَعْرِفُها.
* وظَنَنْتُ الشىءَ
أَظُنُّه ظَنّا ، واظَّنَنْتُه ، واظْطَنَنْتُه
، وتَظَنَّنْتُه ، وتَظَنَّيتُه
، عَلَى التَّحْوِيل ،
قالَ:
كالذِّئْبِ
وَسْطَ القُنَّهْ
|
|
إِلا تَرَهْ
تَظَنَّهْ
|
أراد تَظَنَّنَه ، ثم حوَّل إحدى النونين ياءً ، ثم حذف للجزم.
ويُرْوَى : تَظُنَّهْ.
وقولُه : «
تَرَهْ ». أرادَ إِلا تَرَ ، ثم بَيَّنَ الحركةَ فى الوَقْفِ بالهاءِ ، فقالَ :
تَرَه ، ثم أَجْرَى الوَصْلَ مُجْرَى الوَقْفِ.
وحَكَى
اللِّحْيانِىُّ عن بَنِى سُلَيْم : لَقَدْ
ظَنْتُ ذلِك ، أى : ظَنَنْتُ ، فحَذَفُوا ، كما حَذَفُوا فى ظَلْتُ ، ومَسْتُ ، وما
أَحَسْتُ ذاك. وهى سُلَمِيَّة.
قال
سِيبَوَيْهِ : أَمّا قَوْلُهم : ظَنَنْتُ
بِه. فمعناه :
جَعَلْتُه مَوْضِعَ ظَنِّى
، ولَيْسَت الباءُ هنا
بمَنْزِلَتِها فى : (وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً) [الأحزاب : ٣٩] إذ لَوْ كانَ ذلِكَ لم يَجُزِ السَّكْتُ عليه ، كأَنَّك
قُلتَ : ظَنَنْتُ فى الدّارِ. ومثله : شَكَكْتُ فيه. وأَمّا ظَنَنْتُ ذلِكَ ، فعَلَى المَصْدَرِ.
* وظَنَنْتُه ظَنّا ، وَأَظنَنتُه
، واظْطَنَنْتُه : اتَّهَمْتُه.
* وهى الظِّنَّةُ ، والطِّنَّةُ. قَلَبُوا الظّاءَ طاءً هاهُنا قَلْبًا ،
وإن لم يَكُنْ هُناك إدغامٌ ، لاعْتِيادِهِم اطَّنَّ ، ومُطَّنٌّ ، واطِّنانٌ ،
كما حكاه سِيبَوَيْهِ من قولهم : الدِّكْرُ ، حَمْلاً على ادَّكَرَ.
* ورَجُلٌ ظَنِينٌ : مُتَّهَمٌ ، من قومٍ أَظِنّاءُ ، بَيِّنِى الظِّنَّةِ ، والظِّنَانَةِ ، وقولُه تَعالَى : وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ [التكوير : ٢٤]. أى : بمُتَّهَمٍ.
* والمَظِنَّةُ ، والمِظَنَّةُ : حَيْثُ يُظَنُ
الشَّىْءُ.
* وإنه لَمِظنَّةٌ أن يَفْعَلَ كذا : أى خَلِيقٌ من أَنْ يُظَنَ به فِعْلُهُ ، وكذلك الاثْنانِ ، والجميعُ ،
والمُؤَنَّثُ ، عن اللِّحْيانِىِّ.
* ونَظَرْتُ
إلى أَظَنِّهِمْ أن يَفْعَلَ ذلك : أى إلى أَخْلَقِهِم أَنْ أَظُنَ به ذلك.
* وأَظْنَنْتُه الشىءَ : أَوْهَمْتُه إِيّاه.
* وأَظْنَنْتُ به النّاسَ : عَرَّضْتُه للتُّهَمَةِ.
__________________
* والظَّنِينُ : المُعادِى ؛ لسُوءِ ظَنِّه ، وسُوءِ الظَّنِّ به.
* والظَّنُونُ : السَّيِّئُ الظَّنِّ بكُلِّ أحدٍ.
* والظَّنِينُ : القَلِيلُ الخَيْرِ.
وقِيلَ : هو
الذى تسْأَلُه ، وتَظُنُ
بهِ المَنْعَ ، فيكونُ
كما ظَنَنْتَ.
* ورَجُلٌ ظَنُونٌ : لا يُوثَقُ بخَبَرِه. قال زُهَيْرٌ :
أَلا
أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَنِى تَمِيمٍ
|
|
وقد
يَأْتِيكَ بالخَبَرِ الظَّنُونُ
|
* وبِئْرٌ ظَنُونٌ : قَلِيلَةُ الماءِ ، لا يُوثق بمائِها.
* ومَشْرَبٌ ظَنُونٌ : لا يُدْرَى أَبِه ماءٌ ، أَم لا. قال :
*مُقَحّم السَّيْرِ ، ظَنُونُ الشِّرْبِ*
* ودَيْنٌ ظَنُونٌ : لا يَدْرِى صاحِبُه أَيَأْخُذُه أَم لا.
* وكُلُّ ما لا
يُوثَقُ به فهو ظَنُونٌ ، وظَنِينٌ.
* والظَّنُون : التى لها شَرَفٌ ، تُتَزَوَّجُ طَمَعًا فى وَلَدِها ،
وقد أَسَنَّتْ ، سُمِّيَتْ ظَنُونًا ؛ لأَنَّ الولَدَ يُرْتَجَى منها.
وقولُ أَبِى
بِلالِ بنِ مِرْداسِ بنِ أُدَيَّة ـ وحَضَرَ جِنازَةً ، فلما دُفِنَتْ ، جَلَس على
مكانٍ مُرْتَفِعٍ ، ثم تَنَفَّسَ الصُّعَداءَ ، فقالَ ـ : « كُلُّ مَنِيَّةٍ ظَنُونٌ إلا القَتْلَ فى سَبِيلِ الله ».
لم يُفَسِّرِ
ابنُ الأعرابِىِ ظَنُونًا ، هاهُنا. وعندِى أَنَّها القَلِيلَةُ الخَيْرِ
والجَدْوَى.
* وطَلَبَه مَظَانَّةً : أى لَيْلاً ونَهارًا.
الفاء والظاء
ف ظ ظ
* رَجُلٌ فَظٌّ : جافٍ ، غَلِيظٌ ، فى مَنْطِقِه غِلَظٌ وخُشُونَةٌ.
* وإنَّه لفَظٌّ بَظٌّ إتباعٌ. حكاه ثَعْلَبٌ ، ولم يَشْرَح بَظّا ،
فوجَّهْناه على الإِتباعِ.
* والجَمْعُ : أَفْظاظٌ.
قال الراجِزُ ـ
أنشده ابن جِنِّى ـ :
حَتّى ترى الجَوّاظَ من فِظاظِها
__________________
مُذْلَوْلِيًا بعد شَذَا أَفْظاظِها
* وقد فَظِظْتَ تَفَظُّ فَظاظَةً ، وفَظَظاً. والأَوّل أكثرُ ، لثِقَلِ التَّضْعِيفِ.
* والاسمُ : الفَظاظَةُ ، والفِظاظُ. قالَ :
*حَتَّى تَرَى الجَوّاظَ من فِظاظِها*
* والفَظُّ : الماءُ يَخْرُجُ من الكَرِش ، لِغِلَظِ مَشْرَبِه ،
والجمعُ : فُظُوظٌ.
قالَ :
كأَنَّهمْ إذ
يَعْصِرُونَ فُظُوظَها
|
|
بِدَجْلَةَ
أو ماءُ الخُرَيْبَةِ مَوْرِدُ
|
أرادَ : أو
ماءُ الخُرَيْبَةِ مَوْرِدٌ لهم. يقولُ : يَسْتَبِيلُونَ خَيْلَهُم ، ليَشْرَبُوا
بولَها من العَطَشِ ، فإذن الفُظُوظ هى تلك الأَبْوالُ بعَيْنِها.
* وفَظَّهُ ، وافْتَظَّه
: شَقَّ عنه الكَرِشَ
، أو عَصَرَه منها. وذلك فى المفَاوِزِ عند الحاجَةِ إلى الماءِ.
قال الراجز :
*بَجَّكَ كِرْشَ النّابِ لافْتِظاظِها*
* والفَظِيظُ : ماءُ المَرْأَةِ أو الفَحْلِ ، زَعَمُوا ، وليس
بثَبْتٍ.
وأما كُراعٌ
فقالَ : الفَظِيظُ أيضًا : ماءُ الفَحل. قال الشّاعِرُ يَصِفُ القَطَا ،
وأَنَّهُنّ يَحْمِلْنَ الماءَ لفِراخِهِنَّ فى حَواصِلِهِنَّ :
حَمَلْنَ لها
مِياهًا فى الأَدَاوَى
|
|
كما
يَحْمِلْنَ فى البَيْظِ الفَظِيظَا
|
الظاء والباء
ظ ب ب
* ما بِه ظَبْظابٌ : أى ما بِه قَلَبَةٌ. وقِيلَ : ما به شَىْءٌ من
الوَجَعِ.
قالَ :
__________________
*كأَنَّ بِى سُلّا ، وما بِى ظَبْظابْ*
وقيل : ما بِه
عَيْبٌ.
قال :
*بُنَيَّتِى لَيْسَ بها ظَبْظابُ*
* والظَّبْظابُ : البَثْرَةُ فى جَفْنِ العَيْنِ تُدْعَى الجُدْجُدَ. وقيلَ : هو بَثْرٌ يخرُجُ فى أَشْفارِ العينِ ؛ وهو
القَمَعُ ، فيُدَاوَى بالزَّعْفَرانِ.
* والظَّبظابُ : أصواتُ أَجْوافِ الإِبِلِ من شِدَّةِ العَطَشِ. حكاها
ابنُ الأَعْرابِىِّ.
* والظَّبْظابُ : الصِّياحُ والجَلَبَةُ. وقوله :
جاءَتْ مع
الشَّرْبِ لها ظَباظِبُ
|
|
فَغَشِىَ
الذّادَةَ مِنْها عاكِبُ
|
يَجُوزُ أن
يَعْنِىَ بها أَصْواتَ أَجْوافِ الإِبِلِ من العَطَشِ ، ويَجوزُ أن يَعْنِىَ بها
الصِّياحَ والجَلَبَةَ.
وقولُه :
*مُواغِدٌ جاءَ لها ظَباظِبُ*
فَسَّره ثعلبٌ
بالجَلَبَةِ ، وبأَنَ ظَباظِبَ
: جمعُ ظَبْظَبَةٍ.
وقد يَجُوزُ أن
يكونَ جمعَ ظَبْظابٍ ، على حَذْفِ الياء للضَّرُورةِ ، كقوله :
*والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطَامِسَا*
مقلوبه : ب ظ ظ
* بَظَّ الضاربُ أَوْتارَه ، يَبُظُّها
بَظَّا : حَرَّكَها ،
وهَيَّأها للضَّرْبِ. والضّادُ لُغَةٌ.
__________________
* وبَظَّ عَلَى كَذا : ألَحَّ.
* وفَظٌّ بَظٌّ : فَظٌّ ، ما تَقَدَّمَ ، وبَظٌّ إِتْباعٌ.
الظاء والميم
م ظ ظ
* ماظَّهُ مُمَاظَّةً ومِظاظاً : خاصَمَه وشاتَمَهُ ، ولا يكون ذلك إلا مُقابَلَةً.
قال رُؤْبَةُ :
*لأْواءَها والأَزْلَ والمِظاظَا*
* وفيه مَظاظَةٌ : أى شِدَّةُ خُلُقٍ.
* وأمَظَّ العُودَ الرَّطْبَ : إِذا تَوَقَّعَ أن تَذْهَبَ
نُدُوَّتُه ، فعَرَّضَه [لذلك].
* والمَظُّ : رُمّانُ البَرِّ ، أو شَجَرُه ، وهو يُنَوِّرُ ولا
يَعْقِدُ ، وتأكُلُه النَّحْلُ ، فَيجُودُ عَسَلُها عليه.
قالَ أَبُو
حَنِيفَةَ : مَنابِتُ المَظِّ الجِبالُ. وهو يُنَوِّرُ نَوْرًا كِثيرًا ، ولا
يُرَبِّى ، ولكنَّ جُلُّنارَه كثيرُ العَسَل.
انقضى الثنائى
المضاعف
* * *
باب الثلاثى الصحيح
الظاء والراء والنون
ن ظ ر
* النَّظَر : حِسُّ العَيْنِ.
* نَظَرَه يَنْظُرُه نَظَرًا ومَنْظَرًا ، ومَنْظَرَةً ، ونَظَرَ إِليه.
وقولُه عَزَّ
وجَلَّ : (وَأَغْرَقْنا آلَ
فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ) [البقرة : ٥٠].
قال أَبُو
إِسْحاقَ : قِيلَ : مَعْناه : وأَنْتُمْ تَرَوْنَهُم يَغْرَقُونَ.
ويَجوزُ أَن
يكونَ مَعْناه : وأَنْتُمْ مُشاهِدُونَ ، تَعْلَمُونَ ذلك ، وإِنْ شَغَلَهُم عن أن
يَرَوْهُم فِى ذلك الوَقْتِ شاغِلٌ. تقول العرب : دُورُ آلِ فُلان تَنْظُرُ إِلى دُورِ آلِ فُلان ، أى : هى بإِزائِها ،
__________________
ومُقابِلَةٌ لها.
* وتَنَظَّرَ : كنَظَرَ.
* والنّاظِرُ : النُّقْطَةُ السَّوداءُ فى العَيْنِ.
وقِيلَ : هو
البَصَرُ نفسُه.
وقِيلَ : هو
عِرْقٌ فى الأَنْفِ ، وفيه ماءُ البَصَرِ.
* والنّاظِرانِ : عِرْقانِ عَلَى حَرْفَىِ الأَنْفِ يَسِيلانِ من
المُوقَيْنِ.
وقيل : هما
عِرْقانِ فى العَيْنِ يَسْقِيانِ الأَنْفَ.
* وتَناظَرَت النَّخْلَتانِ : نَظَرَت الأُنْثَى مِنْهُما إِلى
الفُحّالِ ، فلم يَنْفَعْها تَلْقِيحٌ حتى تُلْقَحَ منه. حكَى ذلك أَبُو
حَنِيفَةَ.
* والتَّنْظارُ : النَّظَرُ. قال الحُطَيْئَةُ :
فما لَكَ
غيرُ تَنْظارٍ إليها
|
|
كما نَظَرَ
اليَتِيمُ إلَى الوَصِىِ
|
* والمَنْظَرُ ، والمَنْظَرَةُ : ما نَظَرْتَ إليه فأَعْجَبَك ، أو ساءَكَ.
* ورَجُلٌ مَنْظَرِىٌ ، ومَنْظَرانِىٌ
ـ الأَخيرةُ على غيرِ
قياسٍ ـ : حَسَنُ المَنْظَرِ.
* وإنَّه
لسَدِيدُ النّاظِرِ : أَى بَرِىءٌ من التُّهَمَةِ ، يَنْظُرُ بمِلْءِ
عَيْنَيْه.
* وبَنُو نَظَرَى ونَظَّرَى : أَهْلُ النَّظَرِ إلى النِّساءِ ، والتَّغَزُّل بهِنَّ.
* ومنه قولُ
الأَعْرِابيَّةِ لبَعْلِها : « مُرَّ بِى عَلَى بَنِى نَظَرَى ، ولا تَمُرَّ بِى على بَناتِ نَظَرَى ».
أى : مُرَّ بِى
على الرِّجالِ الَّذِين يَنْظُرُونَ إلىَّ فأُعْجِبُهم وأَرُوقُهم ، ولا تَمُرَّ
بِى على النِّساءِ اللّاتِى يَنْظُرْنَنِى فيَعِبْنَنِى حَسَدًا.
* وامرأة سُمْعُنَّةٌ نُظْرُنَّةٌ ، وسِمْعَنَّةٌ
نِظْرَنَّةٌ ، وسِمْعَنَةٌ نِظْرَنَةٌ ـ كلاهُما بالتَّخْفِيف ، حكاهما يَعْقوبُ وَحْدَه ـ :
وهى التى إذا تَسَمَّعَتْ ، أو
تَنَظَّرَتْ ، فلم تَرَ
شيئًا تَظَنَّتْ.
* والنَّظَرُ : الفِكْرُ فى كُلِّ شَىْءِ تُقَدِّرُه وتَقِيسُه ،
مَثَلٌ.
* ونَظَر إِليهِم الدَّهْرُ : أَهْلَكَهُم ، على المَثَلِ. ولستُ
منه على ثِقَةٍ.
* والمَنْظَرَةُ : موضعُ الرَّبِيئَةِ.
* ورَجُلٌ نَظُورٌ ، ونَظُورَةٌ ، وناظُورَةٌ ، ونَظِيرَةٌ : سيِّدٌ يُنْظَرُ إليه ، الواحدُ ، والجميعُ ،
__________________
والمذكر ، والمؤنث فى ذلك سواءٌ.
* والنَّظُورُ : الذى لا يُغْفِلُ النَّظَرَ إلى ما أَهَمَّه.
* والمَناظِرُ : أَشْرافُ الأَرضِ ؛ لأَنّها يُنْظَرُ منها.
* وتَناظَرَت الدّارانِ : تَقابَلَتا.
* ونَظَرَ إليكَ الجَبَلُ : قابَلَك.
وقولُه تعَالَى
: (وَتَراهُمْ
يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) [الأعراف : ١٩٨]. ذَهَبَ أبو عُبَيْد إلى أَنَّه أرادَ الأَصْنامَ ، أى :
تُقابِلُكَ ، وليسَ هنَاك نَظَرٌ ، لكن لمّا كانَ النَّظَرُ لا يكونُ إِلَّا بمُقابَلَةٍ حَسُنَ. وقال : (وَتَراهُمْ) وإن كانَتْ لا تَعْقِلُ ؛ لأَنَّهم يَضَعُونَها موضعَ
من يَعْقِلُ.
* وناظُورُ الزَّرْعِ والنَّخِيلِ ، وغيرِهما : حافِظُه ؛ والطّاءُ
نَبَطِيَّةٌ.
وقالُوا : انْظُرْنِى : أى أَصْغِ إِلىَّ ، ومنه قوله عَزَّ وجَلَّ : (وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا) [البقرة : ١٠٤].
وقوله : (وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) [آل عمران : ٧٧] أى لا يَرْحَمُهُم.
* ونَظَرَ الرَّجُلَ يَنْظُرُه
، وانْتَظَرَه ، وتَنَظَّرَه
: تَأَنَّى عليه.
قالَ عُرْوَةُ
بن الوَرْدِ :
إذا بَعُدُوا
لا يَأْمَنُونَ اقْتِرابَه
|
|
تَشَوُّفَ
أَهْلِ الغائِبِ المُتَنَظَّرِ
|
وقولُه ـ وأَنْشَده
ابنُ الأَعرابِىِّ ـ :
ولا أَجْعَلُ
المَعْرُوفَ حِلَّ أَلِيَّةٍ
|
|
ولا عِدَةً
فى النّاظِرِ المُتَغَيَّبِ
|
فَسَّره فقالَ
: النّاظِرُ هُنا على النَّسَبِ ، أو على وَضْعِ فاعِلٍ موضعَ
مَفْعُولٍ. هذا معنَى قَوْلِه : ومَثَّلَه بسِرٍّ كاتِمٍ. أى : مَكْتُومٍ ، وهكذا
وجَدْتُه بخَطِّ الحامِضِ « المُتَغَيَّبِ » بفتح الياءِ ، كأَنَّه لما جَعَل «
فاعِلاً » فى مَعْنَى « مفعولٍ » اسْتَجاز أَيْضًا أن يَجْعَل مُتَفَعَّلا فى موضع
« مُتَفَعِّل » ، والصحيح المُتَغَيِّب ، بالكسرِ.
* والتَّنَظُّرُ : تَوَقُّعُ ما تَنْتَظِرُه.
* والنَّظِرَةُ : التَّأْخِيرُ فى الأَمْرِ. وفى التَّنْزِيلِ : (فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) [البقرة : ٢٨٠].
وقرأَ بعضُهُم
: فناظِرَةٌ كقَوْلِه تعالى : (لَيْسَ لِوَقْعَتِها
كاذِبَةٌ) [الواقعة : ٢] أى : تَكْذِيبٌ.
__________________
* ونَظَرَ الشىءَ : باعَهُ بنَظِرَةٍ.
* وأَنْظَرَ الرَّجُلَ : باعَ منه الشَّىْءَ بنَظِرَةٍ.
* واسْتَنْظَرَه : طَلَب منه النَّظِرَةَ. يَقُول أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ للآخر : بيْعٌ. فيَقُولُ
: نِظْرٌ. أى : أَنْظِرْنِى
حَتّى أشْتِرَىَ
مِنكَ.
* وأَنْظَرَه : أَخَّرَهُ. وفى التَّنْزِيلِ : (قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [الأعراف : ١٤].
* والتَّناظَرُ : التَّراوضُ فى الأَمْرِ.
* ونَظِيرُك : الَّذى يُناظِرُكَ.
* والنَّظِيرُ : المِثْلُ ، والجمعُ : نُظَراءُ ، والأُنْثَى : نَظِيرَةٌ.
* والنَّظْرَةُ : سُوءُ الهَيْئَةِ.
* ورَجُلٌ فيه نَظْرَةٌ ، أى : شُحُوبٌ.
* والنَّظْرَةُ : الغَشْيَةُ ، أو الطّائِفُ من الجِنِّ. وقد نُظِرَ.
* ورَجُلٌ فيه نَظْرَةٌ : أى عَيْبٌ.
* ومَنْظُورٌ : اسمُ رَجُلٍ.
* ومَنْظُور : اسمُ جِنِّىٍّ. قالَ :
ولو أَنَ
مَنْظُورًا وحَبَّةَ أَسْلَمَا
|
|
لنَزْعِ
القَذَى لم يُبْرِئا لى قَذاكُمَا
|
وقد قَدَّمْتُ
أَنّ حَبَّةَ : اسمُ امْرَأَةٍ عَلِقَها هذا الجِنِّىُّ : فكانت تُطَبِّبُ بما
يُعَلِّمُها.
* وناظِرَة : جَبَلٌ معروفٌ ، أو مَوْضِعٌ.
* ونواظِرُ : اسمُ موضعٍ.
قال ابنُ
أَحْمرَ :
وصَدَّتْ عن
نَواظِرَ واسْتَعَنَّتْ
|
|
قَتامًا هاجَ
صَيْفِيّا وآلا
|
الظاء والراء والفاء
ظ ر ف
* الظَّرْفُ : البَرَاعَةُ وذَكاءُ القَلْبِ ، يُوصَفُ به الفِتْيانُ
الأَزْوالُ ، والفَتَياتُ الزَّوْلاتُ ، ولا يُوصَفُ به الشَّيْخُ ، ولا
السَّيِّدُ.
__________________
وقِيلَ : الظَّرْفُ : حُسْنُ العِبارَةِ.
وقيل : حُسْنُ
الهَيْئَةِ.
وقيل :
الحِذْقُ بالشَّىْءِ.
وقد ظَرُفَ ظَرْفًا ، ويَجُوزُ فى الشِّعر
ظَرافَةً.
* ورَجُلٌ ظَرِيفٌ من قَوْمٍ ظِرافٍ
، وظُرُفٍ ، وظُرُوفٍ
، وظُرَافٍ ، على التَّخفِيفِ ، من قوم ظُرَفاءَ ، هذه عن اللِّحْيانِىِّ. وظُرّافٍ. من قَوْمٍ ظُرّافِينَ.
* وامْرَأَةٌ ظَرِيفَةٌ ، من نِسْوَةٍ
ظَرائِفَ ، وظِرافٍ. قال سِيَبَويْهِ : وافقَ مُذَكَّرَه فى التَّكْسِير ـ يعنى
فى ظِرافٍ.
وحكى
اللِّحْيانِىُّ : اظْرُفْ
إِن كنتَ ظارِفًا.
وقالُوا فى
الحال : إنّه لظَرِيفٌ.
* وأَظْرَفَ بالرَّجُلِ : ذكَرَه بظَرْفٍ.
* وأَظْرَفَ الرَّجُلُ : وُلِدَ له أَولادٌ ظُرَفاءُ.
* وظَرْفُ الشَّىْءِ : وِعاؤُه. والجمعُ : ظُرُوفٌ ، ومنه ظُرُوفُ
الأَزْمنَةِ
والأَمْكِنَة.
وقالُوا :
إِنَّكَ لَغَضِيضُ الطَّرْفِ ، نَقِىُ الظَّرْفِ
، يَعْنِى بالظَّرْفِ وِعاءَهُ. يَقولُ : إِنَّكَ لستَ بخائنٍ.
وقالَ أبو
حَنِيفَةَ : أكِمَّةُ النَّباتِ : كُلُ ظَرْفٍ
فيه حَبَّةٌ. فجَعَلَ الظَّرْفَ للحَبَّةِ.
مقلوبه : ظ ف ر
* الظُّفْرُ ، والظُّفُرُ : معروفٌ ، يكونُ للإِنْسانِ وغيرِه.
وأَمّا
قِراءَةُ من قَرَأ : كُلُّ ذى ظِفْرٍ [الأنعام : ١٤٦] بالكسر ، فشاذٌّ ، غيرُ مَأنُوسٍ به ؛ إذ لا نَعْرِفُ ظِفْرًا ، بالكسرِ.
وقيل : الظُّفْرُ ، لما لا يَصِيدُ من الطَّيْرِ ، والمِخْلَبُ لما
يَصِيدُ ، كُلُّهُ مُذكَّرٌ. صَرَّحَ بذلكَ اللِّحْيانِىُّ. والجَمْعُ : أَظْفارٌ. وهو
الأُظْفُورُ. وعلى هذا
قولُهم : أَظافِيرُ ، لا عَلَى أَنَّه جمعُ أَظْفارٍ ـ الَّذى هو جمعُ ظُفْرٍ ـ لأَنّه ليس كُلُّ جمعٍ يُجْمَع. وبهذا حَمَلَ
الأَخْفَشُ قِراءَةَ من قَرَأَ : فَرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ [البقرة : ٢٨٣] على أَنَّه
جمعُ رَهْنٍ. وتَجُوز قِلَّتُه ؛ لِئَلّا يَضطَرَّه ذلك إلى أَنْ يكونَ جمعَ
رِهانٍ الذى هو جَمْعُ رَهْنٍ.
وأَمّا من لم
يَقُلْ إلا ظُفْرٌ ، فإنَ أَظافِيرَ عندَه إِنَّما هو جَمْعُ الجمعِ ، فجَمَع ظُفْرًا على
أَظْفارٍ ، ثم أَظْفارًا على أَظافِيرَ.
قال بعضُهم :
هَمْزَةُ أُظْفُورٍ مُلْحِقَةٌ له ببابِ دُمْلُوجِ ، بدليلِ ما انْضَافَ
إِليها من زِيادَةِ الواوِ معها. هذا مَذْهَبُ بعضِهم.
* ورجُلٌ أَظْفَرُ : طَوِيلُ الأَظْفارِ عَرِيضُها. ولا فَعْلاءَ لها من جِهة السَّماع.
* ومَنْسِمٌ أَظْفَرُ ، كذلك. قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
بأَظْفَرَ
كالعَمُود إذا اصْمَعَدَّتْ
|
|
عَلَىَ
وَهَلٍ وأصْفَرَ كالعَمُودِ
|
* وظَفَرَه
: غَرَزَ فى وَجْهِه ظُفْرَه.
* وكُلُّ ما
غَرَزْتَ فيه ظُفرَكَ ، فشَدَخْتَه ، أو أَثَّرْتَ فِيه فقد ظَفَّرْتَه. أنشد ثعلب لخَنْدَقِ بن إِيادٍ :
*ولا تَوَقَّ الحَلْقَ أَنْ تَظَفَّرَا*
ورَجُلٌ
مُقَلَّمُ الظُّفْرِ عن الأَذَى ، وكَليلُ الظُّفْرِ عن العِدَا ، وكلاهُما على المَثَلِ.
* والظُّفْرُ : ضربٌ من العِطْرِ أَسْوَدُ ، مُقْتَلَفٌ من أَصْلِه ،
على شكل ظُفْرِ الإِنسانِ ، يُوضعُ فى الدُّخْنَةِ. والجمع : أَظْفارٌ ، وأَظافِيرُ.
قال صاحبُ
العين : لا واحِدَ له.
* وظَفَّرَ ثَوْبَه : طَيَّبَهُ بالظُّفْرِ.
* وظَفَّرَت الأَرْضُ : أَخْرَجَت من النَّباتِ ما يُمْكِنُ
احْتِقَارُه بالظُّفْرِ.
* وظَفَّرَ العَرْفَجُ والأَرْطَى : خَرَجَ منه شِبْهُ الأَظْفارِ ، وذلكَ حينَ يُخَوِّضُ.
* وظَفَّرَ البَقْلُ : خَرَجَ كأَنَّه أَظْفارُ الطائِر.
* وظَفَّرَ النَّصِىُّ ، والوَشِيجُ ، والبَرْدِىُّ ، والثُّمامُ ،
والصِّلِّيانُ ، والعَرَزُ ، والهَدَبُ : إذا خَرَجَ له عُنْقُرٌ أَصْفَرُ كالظُّفْرِ ، وهى خُوصَةٌ تَنْدُر منه ، فيها نَوْرٌ أَغْبَرُ.
* والظُّفْرُ ، والظَّفَرَةُ : داءٌ فى العَيْنِ ، يَتَجَلَّلُها منه غاشِيةٌ
كالظُّفْرِ.
وقيل :
لَحْمَةٌ تَنْبُتُ عند المَأْقِ ، حتى تَبْلُغَ السَّوادَ ، ورُبَّما أَخَذَتْ فيه
، وقد ظَفِرَتْ ظَفَرًا ، فهى ظَفِرَةٌ.
* وأَظْفارُ الجِلْدِ : ما تكَسَّرَ منه ، فصارَت له غَضُونٌ.
__________________
* وظَفَّرْتُ الجِلْدَ : دَلَكْتُه ، لتَمْلاسَ أَظْفارُه.
* والظُّفْرُ : ما وَراءَ مَعْقِدِ الوَتَرِ إلى طَرَفِ القَوْسِ.
وخَصَّ بعضُهم به القَوْسَ العَرَبِيَّةَ.
* وقِيلَ : الظُّفْرُ : طَرَفُ القَوْسِ ، والجَمْعُ : ظِفَرَةٌ.
* والظَّفَرُ : الفَوْزُ بالمَطْلُوبِ. وقد ظَفِرَ به ، وعَلَيْهِ ، وظَفِرَهُ
ظَفَرًا ، وأَظْفَرَه اللهُ به ، وعَلَيْه ، وظَفَّرَه.
* ورَجُلٌ مُظَفَّرٌ ، وظَفِرٌ ، وظَفِيرٌ : لا يُحاوِلُ أَمْرًا إلا ظَفِرَ به.
* وظَفَّرَه : دَعا لَه بالظَّفَرِ.
* وظَفارِ ، مَبْنِيَّةٌ : موضعٌ. وقِيلَ : هى قَرْيَةٌ من قُرَى
حِمْيَرَ ، إليها يُنْسَبُ الجَزْعُ الظَّفارِىُ. وقد جاءَتْ مَرْفُوعَةً ، أُجْرِيَتْ مُجْرَى رَباب إذا
سَمَّيْتَ بِها.
* وظَفْرٌ ، ومُظَفَّرٌ ، ومِظْفارٌ : أَسماءٌ.
* وبَنُو ظَفَر : بَطْنانِ : بَطْنٌ فى الأَنْصارِ ، وبَطْنٌ فى بَنِى
سُلَيْمٍ.
الظاء والراء والباء
ظ ر ب
* الظَّرِبُ : كُلُّ ما نَتَأَ من الحِجارَةِ ، وحُدَّ طَرَفُه.
وقِيلَ : هو
الجَبَلُ المُنْبَسِطُ.
وقِيلَ : هو
الجَبَلُ الصَّغِيرُ.
والجمعُ : ظِرابٌ. وكذلك فُسِّرَ فى الحِديثِ : « الشَّمْس على الظِّرابِ ».
* والظَّرِبُ : اسمُ رَجُلٍ ، منه.
* وأَظْرابُ اللِّجامِ : العُقَدُ الَّتِى فى أَطْرافِ الحَدِيدِ.
قال :
*بادٍ نَواجِذُه عَلَى الأَظْرابِ*
* والظُّرُبُ : القَصِيرُ الغَلِيظُ ، عن اللِّحْيانِىِّ ، وأَنْشَد :
يا أُمَّ
عَبْدِ اللهِ ، أُمَّ العَبْدِ
|
|
يا أَحْسَنَ
النّاسِ مَناطَ عِقْدِ
|
لا تَعْدِلِينِى
بظُرُبٍّ جَعْدِ
|
__________________
* والظَّرِبَانُ ، والظِّرِبّاءُ : دُوَيْبَّةٌ شِبْهُ الكَلْبِ ، أَصْلَمُ الأُذُنَيْنِ
، صِماخاهُ يَهْوِيانِ ، طَوِيلُ الخُرْطُوم ، أسودُ السَّراةِ ، أبيضُ البَطْنِ ،
كَثِيرُ الفَسْوِ ، مُنْتِنُ الرّائحِةِ. يَفْسُو فى جُحْرِ الضَّبِّ ، فيَسْدَرُ
من خُبْثِ رائِحتِه ، فيَأْكُلُه.
وقيلَ : هو
شِبْهُ القِرْدِ. قالَ عبدُ الله بنُ حجّاجٍ الزُّبَيْدِىُّ :
ألا أَبْلغا
قَيْسًا وخِنْدِفَ أَنَّنِى
|
|
ضَرَبْتُ
كَثِيرًا مَضْرِبَ الظَّرِبانِ
|
يَعْنِى
كَثِيرَ بنَ شِهابٍ المذحِجِىَّ.
والجمعُ : ظَرابِينُ ، وظَرابِىُ
، الياءُ الأُولَى
بدَلٌ من الأَلِفِ ، والثانِيةُ بَدَلٌ من النُّون.
والقَوْلُ فيه
كالقَوْلِ فى إِنْسانٍ ، وقد تقَدَّم.
* وظِرْبَى ، وظِرْباءُ : اسمان للجَمْعِ.
ويُشْتَمُ به
الرَّجُلُ ، فيُقال : يا
ظَرِبانُ!
ويُقالُ :
تَشاتَمَا فكأَنَّما جَزَرَا بَيْنَهُما
ظَرِبانًا ، شَبَّهُوا
فُحْشَ تَشاتُمِهما بنَتْنِ الظَّرِبانِ.
وقالُوا : هما
يَتَنازَعانِ جِلْدَ
الظَّرِبانِ : أى
يَتَسابّانِ ، فكأَنَّما بينَهما جِلْدُ
ظَرِبانٍ يَتَناولانِه ،
ويَتَجاذَبانِه.
* وعامِرُ بنُ الظَّرِبِ : من فُرْسانِ قَيْس.
مقلوبه : ب ظ ر
* البَظْرُ : ما بينَ الأَسْكَتَيْنِ من المَرْأَةِ ؛ والجمعُ : بُظُورٌ.
* وهو البَيْظَرُ والبُنْظُرُ ، والبُظارَةُ ، والبَظارَةُ ، الأَخِيرَةُ عن أَبِى غَسّان.
* والبُظارَةُ : طَرَفُ حَياءِ الشّاةِ ـ وجَميعِ المواشِى ـ من
أسْفَلِه.
وقالَ
اللِّحيانِىُّ : هى النّاتِئُ فى أَسْفَلِ حَياءِ الشَّاة.
واسْتَعارَهُ
جَرِيرٌ للمَرْأَةِ ، فقالَ :
تُبَرِّئُهم
من عَقْرِ جِعْثِنَ بَعْدَما
|
|
أَتَتْكَ بمَسْلُوخِ
البُظارَةِ وارِمِ
|
ورواهُ أبو
غسّان « البَظَارَةِ » بالفتحِ.
* وأَمَةٌ بَظْراءُ : طَوِيلَةُ
البَظْرِ.
__________________
* والاسمُ البَظَرُ ، ولا فِعْلَ له.
* والمُبَظِّرُ : الخَتّانُ ، كأَنَّه عَلَى السَّلْبِ.
* ورَجُلٌ أَبْظَرُ : لم يُخْتَن.
* والأَبْظَرُ : النّاتِئُ الشَّفَةِ العُلْيَا ، مع طُولِها ،
ونُتُوءٍ فى وَسَطِها مُحاذٍ للأَنْفِ. ومنه قولُ عَلِىٍّ ـ رَضِىَ اللهُ عنه ـ لشُرَيْحٍ
: ما تَقُولُ أنتَ أَيُّها العَبْدُ
الأَبْظَرُ؟!
* وامْرَأَةٌ بِظْرِيرٌ : طَوِيلَةُ الِّلسانِ ، صَخّابَةٌ. ورَوَى بعضُهم : بِطْرِيرٌ ، بالطاء ، أى : أَنّها بَطِرَت وأَشِرَتْ.
* والبُظْرَةُ ، والبُظارَةُ : الهَنَةُ الناتِئَةُ فى وَسَطِ الشَّفَةِ العُلْيا
إِذا عَظُمَتْ قَلِيلاً.
وفلان يُمِصُّ
فُلانًا ، ويُبَظِّرُه.
* وذَهَبَ
دَمُه بِظْرًا : أى هَدَرًا ، والطّاءُ فيه لُغَةٌ ، وقد تَقَدَّم.
* والبَظْرُ : الخاتَمُ ، حِمْيَرِيَّةٌ ، وجَمْعُه : بُظُورٌ. قال شاعِرُهُم :
*كما سُلَ البُظُورُ من الشَّناتِر*
الشَّناتِرُ :
الأصابعُ.
الظاء واللام والفاء
ظ ل ف
* الظِّلْفُ : ظُفُرُ كُلِّ ما اجْتَرَّ ، والجَمْعُ : أَظْلافٌ.
واسْتَعارَه
الأَخْطَلُ فى الإِنْسانِ ، فقالَ :
*إِلَى مَلِكٍ أَظْلافُه لم تُشَقَّقِ*
وقال عَمْرُو
بنُ مَعْدِى كَرِبَ :
*وخَيْلِى تَطَأْكُمْ بأَظْلافِها*
فاسْتَعارَه
للخَيْلِ.
* وظَلَفَ الصَّيْدَ
يَظْلِفُه ظَلْفًا : أصابَ ظِلْفَه.
__________________
* وأَصابَ
فُلانٌ ظِلْفَه : أى ما يُوافِقُه ويُرِيدُه.
وقد يُقالُ
ذلكِ لكُلِّ دابَّةٍ وافَقَتْ هَواها.
* وبَلَدٌ من ظِلْفِ الغَنَمِ : أَى مما يُوافِقُها.
* وغَنَمُ
فُلانٍ على ظِلْفٍ واحدٍ ، وظَلَفٍ
واحِدٍ : أى قد
وَلَدَتْ كُلُّها.
* والظَّلَفُ ، والظَّلْفُ
من الأَرْضِ :
الغَلِيظُ الّذِى لا يُؤَدِّى أَثَرًا. وقد
ظَلِفَ ظَلَفًا.
* وظَلَفَ أَثَرَه يَظْلُفُه
ويَظْلِفُه ظَلْفًا ، وأَظْلَفَه : إِذا مَشَى فى الحُزُونَةِ ، حَتّى لا يُرَى أَثَرُه
فِيها.
* والظَّلَفُ : الغِلَظُ فى المَعِيشَةِ ، من ذِلك.
* وأَرْضٌ ظَلِفَةٌ ، بَيِّنَةُ
الظَّلَفِ : نابِيَةٌ ،
لا تُبِينُ أَثَرًا.
* وظَلَفَهُم يَظْلِفُهم ظَلْفًا : اتَّبَعَ أَثَرَهُم.
* ومكانٌ ظَلِيفٌ : خَشِنٌ ، فيهِ رَمْلٌ كثيرٌ.
* والأُظْلُوفَةُ : أَرْضٌ صُلْبَة ، حَدِيدَةُ الحِجارةِ ، عَلَى
خِلْقَةِ الجَبَلِ.
* وأَظْلَفَ القَوْمُ : وقَعُوا فى الظَّلَفِ
، أو الأُظْلُوفَةِ.
* وظَلَفَه عن الأَمْرِ ، يَظْلِفُه
ظَلْفًا : مَنَعَه.
قالَ عَوْفُ بن الأَحْوَصِ :
أَلَمْ
أَظْلِفْ عن الشُّعَراءِ عِرْضِى
|
|
كما ظُلِفَ
الوَسِيقَةُ بالكُراعِ
|
* وظَلَفَه
ظَلْفًا : مَنَعَهُ
عمّا لا خَيْرَ فيه.
* وظَلَفَ نفسَهُ عن الشَّىءِ : مَنَعَها عن هَواهَا.
* ورَجُلٌ ظَلِفُ النَّفْسِ ، وظَلِيفُها ، من ذلك.
* وكُلُّ ما
عَسُرَ عليكَ مَطْلَبُه : ظَلِيفٌ.
* والظَّلِيفُ : الذَّلِيلُ ، السَّيِّئُ الحالِ.
* وذهَبَ به ظَلِيفًا : أى باطِلاً بغير حَقٍّ.
* وذَهَبَ
دَمُه ظَلْفًا ، وظَلَفًا ، وظَلِيفًا : أَى هَدَرًا ، لم يُثْأَرْ به.
وقِيلَ : كُلُّ
هَيِّنٍ ظَلَفٌ.
* وأَخَذَ
الشَّىْءَ بظَلِيفَتِه : أى بأَصْلِه وجَميعِه.
__________________
* والظَّلِفَتانِ : ما سَفَلَ من حِنْوَىِ الرَّحْلِ. وهُوَ من حِنْوِ
القَتَبِ : ما سَفَلَ عن العَضُدِ.
* والظَّلِفاتُ : الخَشَباتُ الأَرْبَعُ اللَّواتِى يكُنَّ عَلَى
جَنْبَىِ البَعِير.
مقلوبه : ل ف ظ
* لَفَظَ الشَّىْءَ ، وبالشَّىْءِ ، يَلْفِظُ لَفْظاً ، فهو
مَلْفُوظٌ ، ولَفِيظٌ : رَمَى.
* والدُّنْيا لافِظَةٌ : تَلْفِظُ بَمنْ فيها إلى الآخِرَةِ ، أى : تَرْمِى بِهم.
* والأَرْضُ تَلْفِظُ المَيِّتَ : إِذا لم تَقْبَلْه.
* والبَحْرُ يَلْفِظُ بما فِى جَوْفِه إلى الشُّطُوطِ.
* واللافِظَةُ : البَحْرُ. وفى المَثَلِ : « أَسْخَى من لافِظَةٍ ». يَعْنُون البَحْرَ ؛ لأَنَّه يَلْفِظُ بما فِيه.
وقِيلَ :
يَعْنُون الدِّيكَ ؛ لأَنَّه يَلْفِظُ بما فيه إلى الدَّجاجِ.
وقِيلَ : هى
الشَّاةُ ؛ وذلِكَ أَنّها إِذا أَشْلَوْها تَرَكَت جِرَّتَها ، وأَقْبَلَتْ إِلى
الحَلْبِ لكَرَمِها.
وقِيلَ : هى
الرَّحَى.
* وكُلُّ ما
زَقَّ فَرْخَه : لافِظَةٌ.
* واللُّفاظُ : ما
لُفِظَ بِه ، أى
طُرِحَ. قال :
*والأَزْدُ أَمْسَى جَمْعُهم لُفاظَا*
* ولَفَظَ نَفْسَه يَلْفِظُها
لَفْظًا : كأَنَّه
رَمَى بها.
وكذلك لَفَظَ عَصْبَهُ.
* وجاءَ وقد لفَظَ لجامَهُ : أى جاء وهو مَجْهُودٌ من العَطَش والإِعياء.
* ولَفَظَ الرَّجُلُ ماءَه.
* ولَفَظَ بالشَّىْءِ
يَلْفِظُ لَفْظًا : تَكَلَّمَ.
الظاء واللام والميم
ظ ل م
* الظُّلْمُ : وَضْعُ الشَّىْءِ فى غير مَوْضِعِه.
وقولُه تَعالَى
مُنْبِئًا عن لُقْمان ـ عليهالسلام ـ : (إِنَّ الشِّرْكَ
لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان : ١٣].
__________________
يعنى أنَّ
اللهَ هو المُحْيِى ، المُمِيتُ ، الرَّزّاقُ ، المُنْعِمُ ، وَحْدَه لا شَرِيكَ
له. فإذا أَشْرَكَ به غيرَه ، فذلك أَعْظَمُ الظُّلْم ؛ لأَنَّه جعلَ النِّعْمةَ
لغير رَبِّها.
* ظَلَمَه يَظْلِمُه ظُلْمًا ، فهو
ظالمٌ ، وظَلُومٌ. قال ضَيْغَمٌ الأَسَدِىُّ :
إِذا هُوَ
لَمْ يَخَفْنِى فى ابن عَمِّى
|
|
ـ وإِنْ لَمْ أَلْقَه ـ الرَّجُلُ
الظَّلُومُ
|
وقولُه تَعالَى
: (إِنَّ اللهَ لا
يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) [النساء : ٤٠]. أَرادَ لا
يَظْلِمُهُم مِثْقالَ
ذَرَّةٍ ، عَدّاه إِلى مَفْعُولَيْن ؛ لأَنَّه فى مَعْنَى يَسْلُبُهُم. وقد يكونُ
مِثْقالُ ذَرَّةٍ فى مَوْضِع المَصْدَر ، أى : ظُلْمًا حَقِيرًا كمِثْقالِ الذَّرَّةِ.
وقولُه تَعالَى
: (فَظَلَمُوا بِها) [الإسراء : ٥٩]. أى : بالآياتِ الَّتِى جاءَتْهُم ، وعَدّاهُ بالباءِ ؛
لأَنَّه فى مَعْنَى : كَفَرُوا بِها.
* والظُّلْمُ : الاسم.
* وظَلَمَه حَقَّهُ.
* وتَظَلَّمَه إِيَّاه. قالَ أبو زُبَيْدٍ الطّائِىُّ :
وأُعْطِىَ
فَوْقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ مِنهُمُ
|
|
وأُظْلَمُ
بَعْضًا أو جَمِيعًا مُؤَرِّبَا
|
وقالَ :
تَظَلَّمَنِى
مالِى ، كَذَا ، ولَوَى يَدِى
|
|
لَوَى يَدَه
اللهُ الَّذِى هو غَالِبُهْ
|
* وتَظَلَّمَ
منه : شَكَا من ظُلْمِه.
* وتَظَلَّمَ الرَّجُلُ : أحالَ الظُّلْمَ
على نَفْسِه. حَكاه
ابنُ الأَعْرابِىِّ ، وأَنْشَدَ :
كانَتْ إذا
غَضَبَتْ عَلَىَ تَظَلَّمَتْ
|
|
وإذا
طَلَبْتُ كَلامَها لم تَنْقَلِ
|
هذا قولُ ابنِ
الأَعْرابِىِّ. ولا أَدْرى كيفَ ذلِك ؛ إِنَّما
التَّظَلُّمُ هاهُنا
تَشَكِّى الظُّلْمِ منه ؛ لأَنَّها إذا غَضِبَتْ عليهِ لم يَجُزْ أن
تَنْسُبَ الظلمَ إلى ذاتِها.
* واظَّلَمَ ، وانْظَلَمَ
: احْتَمَل الظُّلْمَ.
__________________
* وظَلَّمَه : نَسَبه إِلى الظُّلْمِ.
قالَ :
أَمْسَتْ
تُظَلِّمُنِى ولَسْتُ بظالِمٍ
|
|
وتُنِيمُنِى
سنهًا. ولَسْتُ بنائِمِ
|
* والظُّلامَةُ : ما
تُظْلَمُه ، وهى المَظْلَمَةُ.
قال
سِيبَوَيْهِ : أَمْا
المَظْلَمَةُ فهى اسمُ ما
أُخِذَ مِنْكَ.
* وأرَدْتُ ظِلامَهُ ومُظالَمَتَه : أى ظُلْمَهُ. قالَ الشاعرُ :
ولَوْ أَنِّى
أَمُوتُ أَصابَ ذُلا
|
|
وسامَتْهُ عَشِيرَتُه
الظِّلامَا
|
وَتَظَالَمَ القومُ : ظَلَمَ
بَعْضُهم بَعضًا
وقولُه تَعالَى : (آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ
تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً) [الكهف : ٣٣]. أى لم تَنْقُصْ منه شَيْئًا.
* وتَظالَمَت المِعْزَى : تَناطَحَتْ مِمّا سَمِنَتْ وأخْصَبَتْ ،
ومنه قَوْلُ السّاجِعِ : «وتظَالَمَتْ
مِعْزاها».
* والظَّلِيمَةُ ، والظَّلِيمُ
: الَّلبَنُ يُشْرَبُ
منه قبلَ أن يَرُوبَ ، ويَخْرُجَ زُبْدُه : قال :
وقائِلَةٍ :
ظَلَمْتُ لكم سِقائِى
|
|
وهل يَخْفَى
عَلَى العَكِدِ الظَّلِيمُ؟
|
وأنشد ثعلب :
وصاحبِ
صِدْقٍ لم تُرِبْنِى شَكاتُه
|
|
ظَلَمْتُ وفى
ظُلْمِى له عامِدًا أَجْرُ
|
قالَ : هذا
سِقاءٌ سُقِىَ منه قَبْلَ أن [يَبْلُغَ و] يَخرُجَ زُبْدُه.
* وظَلَمَ القَوْمَ : سَقاهُم الظَّلِيمَةَ.
وقالُوا :
امْرَأةٌ لَزُومٌ للفِناءِ ، ظَلُومٌ
للسِّقاءِ ،
مُكْرِمَةٌ للأَحْماءِ.
* وظَلَمَ الأَرْضَ : حَفَرَها. ولم تكن حُفِرَتْ [قَبلَ ذلك].
وقيلَ : هو أَن
يَحْفِرَها فى غيرِ مَوْضعِ الحَفْرِ. قال ـ يَصِفُ رَجُلاً قُتِلَ فى مَوْضِعٍ
قَفْرٍ ، فحُفِرَ له فى غيرِ مَوْضِعِ حَفْرٍ ـ :
أَلَا للهِ
من مِرْدَى حُرُوبٍ
|
|
حَواه بينَ
حِضْنَيْهِ الظَّلِيمُ
|
__________________
أَى :
المَوْضعُ المَظْلُومُ.
وقالُوا : لا تَظْلِمْ وَضَحَ الطَّرِيقِ. أى : احْذَرْ أن تَحِيدَ عنه
وتَجُورَ ، فتَظْلِمَه.
* والسَّخِىُ يُظْلَمُ : إذا كُلِّفَ فوقَ ما فِى طَوْقِه.
* وهو يَنْظَلِم ويَظَّلِمُ.
أَنْشَدَ
سِيبَوَيْهِ قولَ زُهَيْرٍ :
هُو الجَوادُ
الَّذِى يُعْطِيكَ نائِلَهُ
|
|
عَفْوًا ويُظْلَمُ
أَحْيانًا فيَظَّلِمُ
|
وهُو عندَه
يَفْتَعِل.
* ويُرْوى «
فَيَظْطَلِمُ » ، ويُرْوَى « فيَطَّلِمُ » ، ورَواه الأَصْمَعِىُّ « فينْظَلِمُ ».
* وظُلِمَتِ النّاقَةُ : نُحِرَتْ عن غيرِ عِلَّةٍ ، أو ضُرِبَتْ
عَلَى غير ضَبَعَةٍ.
* وكُلُّ ما
أَعْجَلْتَه عن أوانِه : فقد
ظَلَمْتَه.
* وبَيْتٌ مُظَلَّمٌ : مُزَوَّقٌ ، كأَنَّ التَّصاوِيرَ وُضِعَتْ فيه فى غيرِ
مَواضِعِها. وفى الحَدِيثِ : « أَنّه دُعِى إِلى طَعامٍ ، فإذا البَيْتُ مُظَلَّمٌ ، فانْصَرَفَ ولم يَدْخُلْ » . حَكاه
الهَرَوِىُّ فى الغَرِيبَيْنِ.
* والظُّلْمَةُ والظُّلُمَةُ : ذَهابُ النُّورِ ، وهى الظَّلْماءُ.
* والظَّلامُ : اسمٌ يَجْمَعُ ذلك ، كالسَّواد.
وقِيل : الظَّلامُ : أَوّلُ اللَّيلِ ، وإن كان مُقْمِرًا.
* يُقالُ :
أَتْيْتُه ظَلامًا ، أى : لَيْلاً. قالَ سيبَوَيْهِ : لا يُسْتَعملُ إلا
ظَرْفًا.
* وأتَيْتُه
مَع الظَّلام : أى عندَ الّليْل.
* ولَيْلةٌ ظَلْمَةٌ ، على طَرْحِ الزائِدِ ، وظَلْماءُ ، كلتاهما : شَدِيدَةُ الظُّلْمَةِ.
وحكى ابنُ
الأَعْرابىِّ : لَيْلٌ ظَلْماءُ ، وهو غَرِيبٌ. وعندى أَنّه وَضَعَ الليلَ موضِعَ
اللَّيْلَةِ.
كما حَكَى :
لَيْلٌ قَمْراءُ ، أى : لَيْلَةٌ. قال : وظَلْماءُ أَسْهَلُ من قَمْراءَ.
* وأَظْلَمَ الَّليلُ : اسْوَدَّ. وفى التَّنْزِيلِ : (وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا) [البقرة : ٢٠].
* وظَلِمَ كَأَظْلَم. حَكاه أَبُو إِسحاقَ.
* والثَّلاثُ الظُّلَمُ : أَوّلُ الشَّهْرِ بعد الَّليالِى الدُّرَعِ.
* وأَظْلَمَ القومُ : دَخَلُوا فى الظَّلامِ. وفى التَّنْزِيل : (فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ) [يس : ٣٧].
__________________
وقولُه تَعالَى
: (يُخْرِجُهُمْ مِنَ
الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) [المائدة : ١٦]. أى : يُخْرِجُهم من ظُلُماتِ
الضَّلالَةِ إِلى
نُورِ الهُدَى ؛ لأَنَّ أمرَ الضَّلالَةِ
مُظْلِمٌ غيرُ بَيِّنٍ.
* ويَوْمٌ مُظْلِمٌ : شديدُ الشَّرِّ. أَنْشَد سِيبَوَيْهِ :
فأُقْسِمُ
أَنْ لَو الْتَقَيْنَا وأَنْتُمُ
|
|
لكانَ لكمْ
يَوْمٌ من الشَّرِّ مُظْلِمُ
|
* ويَوْمٌ مُظْلِمٌ : لا يُدْرَى من أَيْنَ يُؤْتَى له ، عن أَبِى زَيْدٍ.
* وحَكَى اللِّحْيانِىُّ
: يَومٌ مِظْلامٌ ، فى هذا المَعْنَى ، وأَنْشَد :
أَوْلَمْتَ
يا خِنَّوْتُ شَرَّ إِيلامْ
|
|
فى يَوْمِ
نَحْسٍ ذِى عَجاجٍ مِظْلامْ
|
والعَرَبُ
تَقُول لليَوْمِ الَّذِى تَلْقَى فيه شِدَّةً : يَوْمٌ مُظْلِمٌ ـ حَتّى إِنَّهم ليَقُولُونَ : يَوْمٌ ذُو كَواكِبَ ، أى
: اشْتَدَّتْ ظُلْمَته حتى صار كالليل.
قالَ :
بَنِى أَسَدٍ
هَلْ تَعْلَمُونَ بَلاءَنَا
|
|
إذا كانَ
يومٌ ذُو كَواكِبَ أَشْهَبُ
|
* وظُلُماتُ
البَحْرِ : شَدائِدُه.
* وشَعْرٌ مُظْلِمٌ : شَدِيدُ السَّوادِ.
* ونَبْتٌ مُظْلِمٌ : ناضِرٌ ، يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من خُضْرَتِه.
قال :
فصَبَّحَتْ
أَرْعَلَ كالنِّقالِ
|
|
ومُظْلِمًا
ليسَ عَلى دَمالِ
|
* وتَكَلَّمَ فأَظْلَمَ علينَا البَيْتُ : أى أَسْمَعَنا ما نَكْرَهُ.
* ولَقِيتُه
أَدْنَى ذِى ظَلَمٍ : يَعْنِى حينَ اخْتَلَط
الظَّلامُ.
وقيلَ : مَعْناهُ
: أَوّلَ كُلِّ شَىْءٍ.
وقِيلَ :
أَدْنَى ظَلَمٍ : القُرْبُ أو القَرِيبُ.
__________________
وقالَ ثَعْلَبٌ
: هَو [مِنْكَ] أَدْنَى ذِى ظَلَمٍ
، ورَأَيْتُه أَدْنَى
ذِى ظَلَمٍ.
قال
سِيبَوَيْهِ : لَقِيتُه أَدْنَى ذِى ظَلَمٍ
، لا يُسْتَعملُ إِلّا
ظَرْفًا.
وقيل : الظَّلَمُ ـ من قَوْلِه : أَدْنَى ذِى ظَلَمٍ ـ : الشَّخْصُ.
* والظَّلَمُ : الجَبَلُ. وجَمْعُه : ظُلُومٌ. قالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِىُّ :
تَعامَسُ
حَتّى يَعْلَم الناسُ أَنّها
|
|
إذا ما
اسْتُحِقَّتْ بالسُّيُوف ظُلُومُ
|
وقَدِمَ فُلانٌ
واليومُ ظَلَمٌ. عن كُراعٍ ؛ أى : قَدِمَ حَقّا. قالَ :
*إِنَّ الفِراقَ اليَوْمَ واليَوْمُ ظَلَمْ*
وقِيلَ : معناه
: واليَوْمُ ظَلَمَنا.
وقِيل : ظَلَمَ هاهُنا : وَضَعَ الشَّىْءَ فى غيرِ مَوْضِعِه.
* والظَّلْمُ : الثَّلْجُ.
* والظَّلْمُ : الماءُ الَّذِى يَظْهَرُ على الأَسْنانِ من صَفاءِ
الَّلْونِ ، لا مِنَ الرِّيقِ ، تَراه كالفِرِنْدِ ، حتى يُتَخَيَّلَ لك فيه
سَوادٌ من شِدَّةِ البَرِيقِ والصَّفاءِ ـ والجمعُ : ظُلُومٌ. قالَ :
إِذا
ضَحِكَتْ لم تَنْبَهِرْ وتَبَسَّمَتْ
|
|
ثَنايا لَها
كالبَرْقِ غُرٌّ ظُلُومُها
|
* وأَظْلَمَ
: نظرَ إلى الأَسْنانِ
، فرَأَى الظَّلْمَ. قالَ :
إذا ما
اجْتَلَى الرّانِى إِلَيْها بَعْيِنه
|
|
غُرُوبَ
ثَناياها أَنارَ وأَظْلَمَا
|
* والظَّلِيمُ
: الذَّكَرُ من
النَّعام ـ والجمعُ : أَظْلِمَةٌ ، وظِلْمانٌ
، وظُلْمانٌ.
وقِيلَ :
سُمِّىَ به ؛ لأَنَّه يَظْلِمُ الأَرْضَ ، فيُدْحِى فى غيرِ مَوْضِعِ تَدْحِيَةٍ ،
حكاه ابنُ دُرَيْدٍ.
قالَ : وهذا
مِمّا لا يُؤْخَذُ به.
* والظَّلِيمانِ : نَجْمانِ.
* والمُظَلَّمُ من الطَّيْرِ : الرَّخَمُ والغِرْبانُ ، عن ابنِ
الأَعْرابِىِّ ، وأَنْشَدَ :
حَمَتْهُ
عِتاقُ الطَّيْرِ كُلَ مُظَلَّمٍ
|
|
من الطَّيْرِ
حَوّامِ المُقامِ رَمُوقِ
|
* والظِّلامُ
: عُشْبَةٌ تُرْعَى ،
أَنْشَد أبو حَنِيفَةَ :
__________________
رَعَتْ
بقَرارِ الحَزْنِ رَوْضًا مُواصِلاً
|
|
عَمِيمًا من
الظِّلام والهَيْثَمِ الجَعْدِ
|
* وكَهْفُ الظُّلْمِ : رَجُلٌ
مَعْروفٌ من العَرَبِ.
* وظَلِيمٌ ونَعامَةُ : موضعان بنَجْدٍ.
* والظَّلِمُ : مَوضعٌ.
* والظَّلِيمُ : فَرَسُ فَضالَةَ بنِ هِنْدِ [بن شَرِيك] الأَسَدِىِّ.
مقلوبه : ل م ظ
* اللَّمْظُ ، والتَّلَمُّظُ : الأَخْذُ باللِّسانِ ما بَقِىَ فى الفَمِ بعدَ
الأَكْل.
وقيل : هو
تَتَبُّعُ الطُّعَمِ والتَّذَوُّق.
* واسمُ ما
بَقِىَ فى الفَمِ : اللُّماظَةُ.
* وليسَ لَنَا لَماظٌ : أى مَا نَذُوقُه فنَتَلَمَّظُ به.
* ولَمَّظْناهُ : ذَوَّقْناه ، ولَمَّجْناه.
* والْتَمَظَ الشَّىْءَ : أكَلَه.
* ومَلامِظُ الإِنْسانِ. ما حَوْلَ شَفَتَيْه ؛ لأَنَّه يَذُوقُ به.
* وشَرِبَ
الماءَ لَمَاظاً : ذاقَهُ بِطَرَفِ لسانِه.
* وأَلْمَظَه : جَعَلَ الماءَ على شَفَتَيْهِ.
قال الرّاجزُ ،
فاسْتَعارَه للطَّعْنِ :
*يُحْذِيه طَعْنًا لم يَكُنْ إِلْماظَا*
أَى : يُبالِغُ
فى الطَّعْنِ ، لا
يُلْمِظُهُمْ إِيّاه.
* واللَّمَظُ ، واللُّمْظَةُ : بياضٌ فى جَحْفَلَةِ الفَرَسِ السُّفْلَى من غَيْرِ
الغُرَّةِ.
* وكَذلك إِن
سالَتْ غُرَّتُه حتّى تَدْخُلَ فَمَه فيَتَلَمَّظُ بها ، فهى اللُّمْظَةُ.
* واللَّمَظُ : شَىْءٌ من البَياضِ فى جَحْفَلَةِ الدَّوابِّ ، لا
يُجاوِزُ مَضَمَّها.
وقيلَ : اللُّمْظَةُ : البَياضُ على الشَّفَتَيْنِ فقط.
* وفى قَلْبِه لُمْظَةٌ : أى نُكْتَةٌ ، وفى الحَديثِ : « النِّفاقُ فى
القَلْبِ لُمْظَةٌ سَوداءُ ، والإِيمانُ
__________________
لُمْظَةٌ بَيْضاءُ ، كلما ازْدادَ ازْدادَتْ » .
* ولَمَظَه من حَقِّهِ شَيْئًا ، ولَمَّظَهُ
: أَى أَعْطاه.
مقلوبه : م ل ظ
* الْمِلْوَظُّ : عَصًا يُضْرَبُ بها ، أو سَوْطٌ. أَنْشَد ابنُ
الأَعْرابِىِّ :
*ثُمَّتَ أَعْلَى رَأْسَهُ المِلْوَظَّا*
وإِنَّما
حَمَلْتُه على فِعْوَلٍّ دُونَ مِفْعَلٍّ ؛ لأَنَّ فى الكَلام فِعْوَلا ، ولَيْسَ
فيه مِفْعَلٌّ.
وقد يَجُوزُ
أَنْ يكونَ « مِلْوَظٌ » مِفْعَلاً ، ثم يُوقَفُ عليه بالتَّشْدِيد ، فيُقال :
مِلْوَظٌّ ، ثم إِنَّ الشاعِرَ احْتاجَ فأَجْراهُ فى الوَصْل مُجْرَى الوَقْف ،
فقالَ : المِلْوَظَّا ، كقَوْله :
*ببَازِلٍ وَجْناءَ أو عَيْهَلِّ*
أَرادَ « أَو
عَيْهَلِ ». فوقَفَ على لُغةِ من قالَ : خالِدْ ، ثم أَجْراهُ فى الوَصْل مُجراه
فى الوَقْفِ ، وعَلَى أَىِّ الوَجْهَيْن وَجَّهْتَه فإِنّه لا يُعْرَف اشْتِقاقُه.
الظاء والنون والفاء
ن ظ ف
* نَظُفَ الشىءُ
نَظَافَةً ، فهو نَظِيفٌ : حَسُنَ ، وبَهُوَ.
* ونَظَّفَه يُنَظِّفُهُ تَنْظِيفًا : نَقّاه.
* والمِنْظَفَةُ : سُمَّهَةٌ تُتَّخَذُ من الخُوصِ.
* واسْتَنْظَف الوَالِى ما عليه من الخراجِ : استوفاه.
* ونَظَفَ الفَصِيلُ ما فى ضَرْعِ أُمِّه ، وانْتَظَفَه : شَرِبَ جميعَ ما فيهِ.
* وانْتَظَفْتُه أَنا ، كذلك.
الظاء والنون والباء
ظ ن ب
* الظُّنْبَةُ : عَقَبَةٌ تُلَفُّ على أَطْرافِ الرِّيشِ مما يَلِى
الفُوقَ ، عن أَبِى حَنِيفَةَ.
__________________
* والظُّنْبُوبُ : حَرْفُ الساقِ اليابِسُ من قُدُمٍ.
وقيلَ : هو
ظاهرُ السّاقِ.
وقِيلَ : هو
عَظْمُه.
وقيل : حَرْفُ
عَظْمِه.
وقَرَعَ لذلك
الأَمْرِ ظُنْبُوبَه : تَهَيَّأَ لهُ. قالَ سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ :
كُنّا إِذا
ما أَتانَا صارِخٌ فَزِعٌ
|
|
كان
الصُّراخُ له قَرْعَ الظَّنابِيبِ
|
وقَرَعَ ظَنابِيبَ الأَمْرِ : ذَلَّلَه. أنشدَ ابنُ الأَعْرابِىِّ :
قَرَعْتُ
ظَنابِيبَ الهَوَى يومَ عالجٍ
|
|
ويومَ
النَّقا ، حَتَّى قَسَرْتُ الهَوَى قسْرًا
|
فإن خِفْتَ
يومًا أَنْ يَلِجَّ بك الهَوَى
|
|
فإنّ الهَوى
يكفيكَهُ مثلهُ صَبْرا
|
يقول :
ذلَّلْتُ الهوى بقَرْعِى ظُنْبُوبَه
، كما تَقْرَعُ ظُنْبُوبَ البَعِيرِ ليَتَنَوَّخَ لك فتركَبَه. وكلُّ ذلكَ على
المَثَل ؛ لأَنَّ الهَوَى وغيرَه من الأَعْراضِ لا
ظُنْبُوبَ له.
* والظُّنْبُوبُ : مِسمارٌ يكونُ فى جُبَّةِ السِّنانِ ، حيثُ يُرَكَّبُ
فى عالِيَةِ الرُّمْحِ. وقد فُسِّرَ به بيتُ سَلامَةَ.
الظاء والنون والميم
ن ظ م
* النَّظْمُ : التَّألِيفُ.
* نَظَمَه يَنْظِمُه نَظْمًا ، ونِظامًا.
* ونَظَّمَه فانْتَظَمَ ، وتَنَظَّمَ.
* ونَظَمَ الأَمْرَ ، على المَثَلِ بذلِكَ.
* وكُلُّ
شَىْءٍ قَرَنْتَه بآخَرَ ، أو ضَمَمْتَ بعضَه إلى بَعْضٍ ، فقد نَظَمْتَه.
* والنَّظْمُ : المَنْظُومُ
ـ وصفٌ بالمَصْدَرِ.
* والنَّظْمُ : ما
نَظَمْتَه من لُؤْلؤٍ
وخَرَزٍ ، وغيرِهما ، واحِدَتُه نَظْمَةٌ.
* ونَظْمُ الحَنْظَلِ : حَبُّه فى صِيصائِه.
__________________
* والنِّظامُ : ما
نَظَمْتَ فيه الشَّىْءَ
من خَيْطٍ وغيرِه. وكُلُّ شُعْبَةٍ منه وأَصْلٍ : نِظامٌ.
* ونِظامُ كُلِّ أَمْرٍ : مِلاكُه ، والجمع ، أَنْظِمَةٌ ، وأَناظِيمُ
، ونُظُمٌ.
* والنِّظامُ : الهَدْيَةُ ، والسِّيرَةُ.
* وليسَ
لأَمْرِهمْ نِظَامٌ : أى ليسَ له هَدْىٌ ، ولا مُتَعلَّقٌ.
* وما زالَ على
نِظامٍ واحِدٍ : أى عادَةٍ.
* وتَناظَمَت الصُّخُورُ : تَراصَفَتْ.
* ونظِامَا الضَّبَّةِ ، وإنْظامَاها : كُشْيَتاهَا ، وهما خَيْطانِ مُنْتَظِمانِ بَيْضًا ،
يَبْتَدّانِ جانِبَيْها ، من ذَنَبها إلى أُذُنِها. وكذلِك نِظامَا السَّمَكَةِ.
وحُكِىَ عن أَبى
زَيْدٍ : أُنْظُومَتا الضَّبِّ والسَّمَكةِ. وقد نَظَمَتْ ، ونَظَّمَتْ
، وأَنْظَمَتْ ، وهى ناظِمٌ
، ومُنَظِّمٌ ، ومُنْظِمٌ. وكذلِكَ الدَّجَاجَةُ.
* والأَنْظامُ : نَفْسُ البَيْضِ المُنْتَظِم
، كأَنَّه مَنْظُومٌ فى سِلْكٍ.
* ونظِامُ الرَّمْلِ وإنْظامَتُه
: ضَفِرَتُه ، وهى ما
تَعَقَّدَ منه.
* ونَظَمَ الحَبْلَ : شَكَّهُ وعَقَدَه.
* ونَظَمَ الخَوّاصُ المُقْلَ ، يَنْظِمُه
: شَكَّه وضَفَرَه.
* والنَّظائِمُ : شَكائِكُ الحَبْلِ وخَلَلُه.
* وطَعَنَه [بالرُّمْح]
فانْتَظَم ساقَيْهِ وجانِبَيْهِ. ـ كما قالُوا : اخْتَلَّ فُؤادَهَ
ـ أى : ضَمَّهُما بالسِّنانِ.
وقد رُوِىَ :
*لما انْتَظَمْتُ فُؤادَه بالمِطْرَدِ*
والرِّوايَةُ
المَشْهُورةُ : « اخْتَلَلْتُ فُؤادَه ».
قال أبو زَيْدٍ
: الانْتِظامُ للجانِبَيْنِ ، والاخْتِلالُ للفُؤادِ والكَبِدِ.
وقالَ الحَسَنُ
ـ فى بَعْضِ مَواعِظِه : « يا بْنَ آدَمَ! عَلَيْكَ بنَصِيبِكَ من الآخِرَةِ ،
فإنَّه يَأْتِى بكَ على نَصِيبكَ من الدُّنْيا ، فيَنْتَظِمُه
لك انْتِظامًا ، ثم يَزُولُ معكَ حَيْثُما زُلْتَ ».
* وانْتَظَمَ الصَّيْدَ : إِذا طَعَنَه ، أو رَماهُ حتّى يُنْفِذَه.
__________________
وقِيلَ : لا
يُقالُ : انْتَظَمَه حَتَّى يَجْمَعَ بينَ رَمْيَتَيْنِ بسَهْمٍ أو رُمْحٍ.
* والنَّظْمُ : الثُّرَيّا ، على التَّشْبِيه بالنَّظْمِ من اللُّؤْلُؤِ. قال أبو ذُؤَيْبٍ :
فوَرَدْنَ
والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابِىءِ الضْ
|
|
(م) ضُرَباءِ فَوْقَ النَّظْمِ لا يَتَتَلَّعُ
|
* والنَّظْمُ
أَيْضًا : الدَّبَرانُ
الَّذِى يَلِى الثُّرَيّا.
* ونَظْم : مَوْضِعٌ.
* والنَّظْمُ : ماءٌ بنَجْدٍ.
* والنَّظِيمُ : موضِعٌ. قالَ ابنُ هَرْمَةَ :
فإن الغَيْثَ
قد وَهِيَتْ كُلاهُ
|
|
ببَطْحاءِ
السَّيالَةِ فالنَّظِيمِ
|
انقضى الثلاثى
الصحيح
* * *
باب الثنائى المضاعف من المعتل
الظاء والهمزة
ظ أ ظ أ
* ظَأْظَأَ ظَأْظَأَةً : وهى حِكايَةُ بعضِ كَلامِ الأَعْلَمِ الشَّفَةِ ،
والأَهْتَمِ الثَّنايا ، وفيه غُنَّةٌ.
الظاء والياء
ظ ي ى
* الظَّيّانُ : نَبْتٌ باليَمَنِ يُدْبَغُ بوَرَقِه.
وقِيلَ : هو
ياسَمِينُ البَرِّ ، واحِدَتُه ظَيّانَةٌ.
* وأَدِيمٌ مُظَيّا : مَدْبُوغٌ بالظَّيّانِ.
* وأَرْضٌ مُظَيّاةٌ : كَثِيرَةُ
الظَّيّانِ.
* وظَيَّيْتُ ظاءً : عَمِلْتُها.
انتهى الثنائى
__________________
باب الثلاثى المعتل
الظاء والراء والهمزة
ظ أ ر
* الظِّئْرُ : العاطِفَةُ عَلَى وَلدِ غَيْرِها ، المُرْضِعَةُ له ،
من الناسِ والإِبلِ ، الذَّكَرُ والأُنْثَى فى ذلك سَواءٌ.
* والجَمْعُ : أَظْؤُرٌ ، وأَظْآرٌ ، وظُؤُورٌ ، وظُؤُورَةٌ ، وظُؤَارٌ ـ الأَخيرةٌ من الجمعِ العَزِيز ـ وظُؤْرَةٌ ، وهو عند سِيبَوَيْهِ اسمُ للجمع ، كفُرْهَةٍ ؛ لأَنَّ
فِعْلاً ليس مما يُكَسَّرُ على فُعْلَةٍ عنده.
وقِيلَ :
جَمْعُ الظِّئْرِ من الإِبِلِ ظُؤارٌ ، ومن النِّساءِ
ظُؤُورَةٌ.
* وناقَةٌ ظَئُورٌ : لازِمَةٌ للفَصِيلِ ، أو البَوِّ.
وقِيلَ :
مَعْطُوفَةٌ على غيرِ وَلَدِها.
والجمع : ظُؤارٌ.
* وقد ظَأَرَها عليهِ يَظْأَرُها
ظَأْرًا ، وظِئارًا فاظَّأَرَتْ ، وهى الظُّؤُورَةُ.
وقد تكونُ الظُّؤُورَةُ ـ التى هِىَ المَصْدَرُ ـ فى المَرْأَةِ.
وتفسيرُ
يَعْقُوبَ لَقْولِ رُؤْبَةَ :
*إِنَّ تَمِيمًا لم تُراضَعْ مُسْبَعَا*
بأنه لَمْ
يُدْفَعْ إِلى الظُّؤُورَةِ ، يجوزُ أن تكونَ جَمْعَ ظِئْرٍ ، كما قالُوا : الفُحُولَة ، والبُعُولَة.
وقالَ أبو
حَنِيفَةَ : الظَّأْرُ ـ ويُرْوَى بالضّادِ والطّاءِ ، وقد تَقَدَّمَ ـ : أن
تُعْطَفَ النّاقَةُ والنّاقَتانِ ـ وأكثرُ من ذلِك ـ على فَصِيلٍ واحِدٍ ، حَتّى
تَرْأَمَه ، ولا أَوْلادَ لها ، وإنَّما يَفْعَلُون ذلِك ليَسْتَدِرُّوها بهِ ،
وإلّا لم تَدِرَّ.
* وبَيْنَهما مُظاءَرَةٌ : أَى أَنَّ كُلَّ واحِدٍ منهُما ظِئرٌ لصاحِبِه.
* وظاءَرَت المَرْأَةُ : اتَّخَذَت ولدًا تُرْضِعُه.
* واظْطَأَرَ لولَدِه ظِئْرًا : اتَّخَذَها.
__________________
وقالُوا : «
الطَّعْنُ ظِئارُ قَوْمٍ ». مُشْتَقٌّ من النّاقَةِ يُؤْخَذُ عنها
وَلَدُها ، فتَظْأَرُ غيرَه إِذا عَطَفُوها عليهِ ، فتُحبُّه وتَرْأَمُه ـ يقولُ
: فأَخِفْهُم حَتّى يُحِبُّوكَ.
* والظُّؤارُ : الأَثافِىُّ ؛ شُبِّهَتْ بالإِبِلِ لتَعَطُّفِها حولَ
الرَّمادِ.
قال :
سُفْعًا
ظُؤارًا حَوْلَ أَوْرَقَ جاثِمٍ
|
|
لَعِبَ
الرِّياحُ بتُرْبِه أَحْوالا
|
* وظَأَرَنِى
عن الأَمْرِ :
راوَدَنِى.
الظاء والنون والهمزة
أ ظ ن
* إِظان : اسمُ مَوْضِعٍ. قال تَمِيمُ بنُ مُقْبِلٍ :
تأَمَّلْ ،
خَلِيلِى ، هَلْ تَرَى من ظَعائِنٍ
|
|
تحَمَّلْنَ
بالعلْياءِ فوقَ إِظانِ؟
|
الظاء والفاء والهمزة
ظ أ ف
* ظَأَفَه ظَأْفًا : طَرَدَه طَرْدًا مُرْهِقًا [له].
الظاء والباء والهمزة
ظ أ ب
* الظَّأْبُ : الزَّجَلُ.
* والظَّأْبُ : السِّلْفُ.
* وقَدْ ظَأَبَه ، وتَظاءَبا.
* والظَّأْبُ : الكَلامُ والجَلَبَةُ.
* وظَأْبُ التَّيْسِ : صَوْتُه ، ولَبْلَبَتُه.
والأَعْرَفُ
أَنّ الظَّأْب : السِّلْفُ مَهْمُوزٌ ، وأَنَّ الصَّوتَ الجَلَبَة ،
وصِياحَ التَّيْسِ ـ كُلّ ذِلك ـ غيرُ مَهْمُوزٍ.
قال أَوْسُ بنُ
حَجَرٍ :
__________________
يَصُوعُ
عُنُوقَها أَحْوَى زَنيمٌ
|
|
لَهُ ظَأْبٌ
كما صَخِبَ الغَرِيمُ
|
ولَيْسَ أَوْسُ
بنُ حَجَرٍ هذا هو التَّمِيمِىَّ ؛ لأَنَّ هذا لم يَجِئْ فى شِعْرِه.
الظاء والميم والهمزة
ظ م أ
* الظَّمَأُ : العَطَشُ.
وقِيلَ : هو
أَخَفُّه وأَيْسَرُه. وقال الزَّجَّاجُ : هو أَشَدُّه.
* وظَمِئَ ظَمَأً ، وظَماءً ، وظَماءَةً ، فهو
ظَمِئٌ ، وظَمْآن ، والأُنْثَى ظَمْأَى
، وجَمْعُهما ظِماءٌ. قالَ الكُمَيْتُ :
إِلَيْكُم
ذَوِى آلِ النَّبِىِّ تَطَلَّعَتْ
|
|
نوازِعُ من
قَلْبِى ظِماءٌ وأَلْبُبُ
|
اسْتَعارَ الظَّمَأَ للنّوازِع ، وإِنْ لم تَكُنْ أَشخاصًا. ورَجُلٌ مِظْماءٌ : مِعْطاشٌ ، عن اللِّحْيانِىِّ.
* وظَمِئَ إلى لِقائِه : اشْتاقَ ، وأَصْلُه من ذلك.
* والاسمُ من
كُلِّ ذلك : الظِّمْءُ.
* والظِّمْءُ : ما بَيْنَ الشُّرْبَيْنِ ، والجَمْعُ : أَظْماءٌ. قالَ غَيْلانُ الرَّبَعِىُّ :
*مُقْفًى عَلَى الحَىِّ قَصِيرَ الأَظْماء*
* وظِمْءُ الحَياةِ : ما بينَ سُقُوطِ الوَلَدِ إلى وَقْتِ
مَوْتِه.
* والمَظْمَأُ : مَوْضِعُ الظَّمَأ من الأَرْضِ. قالَ الشّاعِرُ :
وخَرْقٍ
مَهارِقَ ذِى لُهْلُهٍ
|
|
أَجَدَّ
الأُوامَ به مَظْمَؤُه
|
أجَدَّ :
جَدَّد.
* ووجْهٌ ظَمْآن : [قَلِيلُ اللَّحْمِ] لَزِقَتْ جِلْدَتُه بعَظْمِه ،
وقَلَّ ماؤُه. وهُوَ خِلافُ الرَّيّانِ.
قالَ
المُخَبَّلُ :
__________________
وتُرِيكَ
وَجْهًا كالصَّحِيفَةِ لا
|
|
ظَمْآنُ
مُخْتَلَجٌ ولا جَهْمُ
|
* وعَيْنٌ ظَمْأَى : رَقِيقَةُ الجَفْنِ.
مقلوبه : ظ أ م
* الظَّأْم : السِّلْفُ ، لغةٌ فى الظَّأبِ.
* وقد تَظاءَمَا. وظاءَمَه.
* وظَأْمُ التَّيْسِ : صَوْتُه ، ولَبْلَبَتُه ، كَظَأْبِه.
الظاء والراء والياء
ظ ر ى
* اظْرَوْرَى الرَّجُلُ : غَلَبَ الدَّسَمُ على قَلْبِه ، فانْتَفَخ
جَوْفُه [فمات].
ورَواهُ
الشَّيْبانىُّ : اطْرَوْرَى. والشَّيْبانِىُّ ثِقَةٌ. وأَبُو زيدٍ أَوْثَقُ منه.
* والظَّرَوْرَى : الكَيِّسُ.
الظاء واللام والياء
ل ظ ى
* اللَّظَى : النّارُ.
وقِيلَ :
اللهَبُ الخالِصُ. قالَ الأَفْوَهُ :
فى مَوْقِفٍ
ذَرِبِ الشَّبَا وكَأَنَّما
|
|
فيه
الرِّجالُ على الأطائمِ واللَّظَى
|
ويروى « فى
مَوْطنٍ ».
* ولَظى : اسمُ جَهَنَّمَ ، غيرُ مَصْرُوفٍ.
سُمِّيَتْ بذلك
؛لأَنَّها أَشَدُّ النِّيرانِ. وفى التَّنْزِيلِ : (كَلَّا إِنَّها لَظى *
نَزَّاعَةً لِلشَّوى)
[المعارج : ١٥ ، ١٦].
* وقد لَظِيَت النّارُ
لَظًى ، والْتَظَتْ. أَنْشَد ابنُ جِنِّى :
وبَيَّنَ
للوُشاةِ غداةَ بانَتْ
|
|
سُلَيْمَى
حَرَّ وَجْدِى والْتِظايَهْ
|
__________________
أراد : والْتِظائِيَهْ ، فقَصَر للضَّرُورَةِ.
* وتَلَظَّتْ كالْتَظَتْ. وفى التَّنْزِيل : (فَأَنْذَرْتُكُمْ
ناراً تَلَظَّى) [الليل : ١٤]. أرادَ : تَتَلَظَّى.
* والْتَظَت الحَرْبُ : اتَّقَدَتْ. على المَثَلِ. أَنْشَدَ ابنُ
الأَعرابِىِّ :
وَهْوَ إِذا
الحَرْبُ هَفَا عُقابُهْ
|
|
كَرْهُ
اللِّقاءِ تَلْتَظِى حِرابُهْ
|
* وتَلَظَّت
المَفازَةُ : اشْتَدَّ
لَهَبُها.
* وتَلَظَّى غَضَبًا ، والْتَظَى
: اتَّقَدَ.
وإنَّما
قَضَيْنا عَلَى أَلِفِها بالياءِ ؛ لأَنَّها لامٌ.
الظاء والنون والياء
ظ ي ن
* أَدِيمٌ مُظَيَّنٌ : مَدْبُوغٌ [بالظّيّانِ] حكاهُ أبو حَنِيفَةَ ـ وقد تَقدَّم.
الظاء والفاء والياء
ف ظ ى
* الفَظَى : ماءُ الرَّحِمِ. قال الشاعِرُ :
تَسَرْبَلَ
حُسْنَ يُوسُفَ فى فَظاهُ
|
|
وأُلْبِسَ
تاجَه طِفْلاً صَغِيرَا
|
حَكاه كُراعٌ.
وإِنّما
قَضَيْنا بأَنّ أَلِفَها مُنْقَلبَةٌ عن ياءٍ ؛ لأَنّها مَجْهُولَةُ الانْقلابِ ،
وهى فى موضِعِ الّلامِ ، وإذا كانَتْ فى موضعِ الّلامِ فانْقِلابُها عن الياءِ
أَكْثَرُ منه عن الواوِ.
مقلوبه : ف ي ظ
* فاظَ فَيْظًا ، وفُيُوظًا ، وفَيْظُوظَةً ، وفَيَظانًا ـ الأخيرةُ عن اللِّحْيانِىِّ ـ : مات. قال رُؤْبَةُ :
*لا يَدْفِنُونَ مِنْهُمُ من فاظَا*
وكَذلكَ : فاظَتْ نَفْسُه تَفِيظُ ، وكَرِهَها بَعْضُهم ، وأَفاظَهُ الله إِيّاها.
وحَكَى
اللِّحْيانِىُّ عن الكِسائِىِّ : تَفَيَّظُوا أَنْفُسَهم.
__________________
قالَ : وقالَ
بَعْضُهُم : لأُفِيظَنَ نَفْسَكَ.
وحُكِىَ له عن
أَبِى عَمْرِو بنِ العَلاءِ أَنَّه لا يُقالُ : فاظَتْ
نَفْسُه. إِنَّما
يُقالُ : فاظَ فُلانٌ.
* وحان فَوْظُه ، أى : فَيْظُه ، على المُعاقَبَةِ. حكاه
اللِّحْيانِىُّ.
* وفاظَ فُلانٌ نَفْسَه : أى قاءَها ، عن اللِّحْيانِىِّ.
الظاء والباء والياء
ظ ب ى
* الظَّبْىُ : الغَزالُ ، والجَمْعُ : أَظْبٍ ، وظِباءٌ ، وظُبِىٌ. والأُنْثى ظَبْيَةٌ ، والجمعُ : ظَبَياتٌ
، وظِباءٌ.
* وأَرْضٌ مَظْبَاةٌ : كَثيرةُ
الظِّباءِ.
* ولكَ عِنْدِى
مِائَةٌ سِنَ الظَّبْىِ : أَى هُنَّ ثُنْيانٌ ؛ لأَنَ الظَّبْىَ لا يَزِيدُ عن الإِثْناءِ. قالَ :
فجاءَتْ
كسِنِ الظَّبْىِ لم أَرَ مِثْلَها
|
|
بَواءَ قَتِيلٍ
أو حَلُوبَةَ جائعِ
|
* والظَّبْيَةُ : الحَياءُ من المَرْأَةِ وكُلِّ ذاتِ حافِرٍ.
وبَعْضُهم
يَجْعَلُ الظَّبْيَةَ للكَلْبَةِ.
وخَصَّ ابنُ
الأَعرابِىِّ به الأَتانَ والشَّاةَ ، والبَقَرَةَ.
* والظَّبْيَةُ من الفَرَسِ : مَشَقُّها ، وهو مَسْلَكُ الجُرْدانِ
فِيها.
* والظَّبْيَةُ : الجِرابُ الصَّغِيرُ خاصّةً.
وقِيلَ : هُوَ
من جِلْدِ الظَّبْيَة.
* والظَّبْيَةُ ، والظَّبْىُ
: اسمُ رَجُلٍ.
* وظَبْىٌ : اسمُ مَوْضعٍ. وقِيلَ : هو كَثِيبُ رَمْلٍ. وبه
فُسِّرَ قولُ امْرئِ القَيْسِ :
*أَسارِيعُ ظَبْىٍ أَو مَساوِيكُ إِسْحِلِ*
* وظَبيَةُ : اسمُ امْرَأَةٍ تَخْرُجُ قبلَ الدَّجّالِ ، تُنْذِرُ
المُسْلِمينَ به.
* والظَّبْيَةُ : مُنْعَرَجُ الوادِى ، والجمع : ظِباءٌ.
__________________
* وكَذلك الظُّبَةُ جمعُها
ظُباءٌ ، وهو من
الجمعِ العَزِيزِ.
وقد رُوِىَ
بيتُ أَبِى ذُؤَيْبٍ بالوَجْهَيْنِ :
عَرَفْتُ
الدِّيارَ لأُمِّ الرَّهِينِ
|
|
(م) بينَ الظُّبِاءِ ، فوادِى عُشَرْ
|
قالَ ابنُ
جِنِّى : يَنْبَغِى أَن تكونَ الهَمْزَةُ فى الظِّباءِ بدلاً من ياءٍ ، ولا تكونُ أَصْلاً. أَمّا ما يَدْفَعُ
كونَها أَصْلاً ، فِلأَنَّهُم قد قالُوا فى واحِدِها : ظُبَة ، وهى مُنْعَرَجُ الوادِى ، واللامُ إِنَّما تُحْذَفُ
إِذا كانَتْ حَرْفَ عِلَّةٍ لا همزةً. ولَوْ خُلِّينَا وقَوْلَهُم فى الواحِدِ
مِنْها : ظُبَةٌ ، لحَكَمْنا بأَنَّها من الواوِ ، إِتْباعًا لما وَصَّى
به أَبُو الحَسَن من أَنَّ اللامَ المَحْذُوفةَ إِذا جُهِلَتْ حُكِمَ بأَنّها واوٌ
، حَمْلاً على الأكْثَرِ. لكنَّ أبا عُبَيْدَةَ وأَبا عَمْرٍ والشَّيْبانِىَّ
رَوَياه « بين الظِّباءِ » بكسرِ الظّاءِ ، وذكَرَا أَنّ الواحِدَةَ ظَبْيَةٌ. فإِذا ظَهَرَت اللامُ ياءً فى ظَبْيَةٍ وَجَب القَطْعُ بها ، ولم يَسُغْ العُدُولُ عنها.
ويَنْبَغِى
أَنْ يكونَ الظُّباءُ ـ المضمومُ الظّاءِ ـ أَحَدَ ما جاءَ من الجُموع على (فُعالٍ)
، وذلِكَ نَحوُ : رُخالٍ ، وظُؤارٍ ، وعُراقٍ ، وثُناءٍ ، وأُناسٍ ، وتُؤامٍ ،
ورُبابٍ.
فإن قُلتَ :
فلَعَلَّه أرادَ ظُبًى جَمْعَ ظُبَةٍ ، ثم مَدَّ ضَرُورةً.
قِيلَ : هذا لو
صَحَّ القَصْرُ ، فأَما ولم يَثْبُت القَصْرُ من جِهةٍ ، فلا وَجْهَ لذلك ؛
لتَركِكَ القِياسَ إِلى الضَّرُورةِ من غيرِ ضَرُورَةٍ.
وقِيلَ : الظِّباءُ ـ فى شِعْرِ أَبى ذُؤَيْبٍ هذا ـ : وادٍ بعَيْنِه.
* وظَبْيَةُ : موضِعٌ. قالَ قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ :
فغَيْقَةُ
فالأَخْيافُ أَخْيافُ ظَبْيَةٍ
|
|
بِها من
لُبَيْنَى مَخْرَفٌ ومَرابِعُ
|
* وعِرْقُ الظُّبْيَةِ ، بالضَّمِّ ، والظُّبْيَةُ : اسمُ موضعٍ ، ذكَره ابنُ هِشامٍ فى سِيرَةِ
النَّبِىِّ صلىاللهعليهوسلم.
* وظَبْيانُ : اسمُ رَجُلٍ.
مقلوبه : ب ي ظ
* البَيْظَةُ : الرَّحِمُ ، عن كُراعٍ. والجَمْعُ : بَيْظٌ. قال الشاعِرُ يَصِفُ القَطَا ، وأَنَّهُنَّ يَحْمِلْنَ
الماءَ لِفراخِهِنَّ فِى حَواصِلِهِنَّ :
__________________
حَمَلْنَ
لَهَا مِياهًا فى الأَدَاوَى
|
|
كما
يَحْمِلْنَ فى البَيْظِ الفَظِيظَا
|
الفَظِيظُ : ماء الفَحْلِ.
الظاء والميم والياء
ظ م ى
* الظَّمَى : ذُبُولُ الشَّفَةِ من العَطَشِ.
* وكُلُّ
ذابِلٍ من الحَرِّ : ظَمٍ
وأَظْمَى.
* والمَظْمِىُ من الأَرْضِ [والزَّرْعِ] : الَّذِى تَسْقِيه السَّماءُ.
* والظَّمَى : قِلَّةُ دَمِ اللِّثَةِ ولَحْمِها ، وهو يَعْتَرِى
الحَبَشَ. رَجُلٌ أَظْمَى
، وامْرَأَةٌ ظَمْياءُ.
* وعَيْنٌ ظَمْياءُ : رَقِيقَةُ الجَفْنِ.
* وساقٌ ظَمْياءُ : مُعْتَرِقَةُ اللَّحْم.
* ورَجُلٌ أَظْمَى : أَسْوَدُ الشَّفَةِ ، والأُنْثَى ظَمْياءُ.
* ورُمْحٌ أَظْمَى : أَسْمَرُ.
وحَكَى اللِّحْيانِىُّ
: رَجُلٌ أَظْمَى : أَسْمَرُ ، وامَرأَةٌ
ظَمْياءُ.
والفِعْلُ من
كُلِّ ذلك : ظَمِىَ ظَمًى.
الظاء والراء والواو
ظ ر و
* رَجُلٌ ظَرَوْرَى : كَيِّسٌ.
* واظْرَوْرَى الرَّجُلُ [اظْرِيراءً] : اتَّخَمَ ، فانْتَفَخَ بَطْنُه. كاطْرَوْرَى ، وقد
تَقَدَّم فى الياءِ.
الظاء والفاء والواو
ظ و ف
* أَخَذَ بظُوفِ رَقَبَتِه ، وبظافِها : أَى بَجميعِها ، أَو بشَعْرِها السّائلِ فى
نُقْرَتِها.
مقلوبه : و ظ ف
* الوَظِيفَةُ ـ من كلِّ شىءٍ ـ ما يُقَدَّرُ له فى كُلِّ يومٍ من
رِزْقٍ ، أو طَعامٍ ، أو عَلَفٍ.
* ووَظَفَ الشَّىْءَ على نَفْسِه ، ووَظَّفَه تَوْظِيفًا : أَلْزَمَها إيّاهُ.
__________________
* والوَظِيفُ ـ لِكُلِّ ذِى أَرْبَعٍ ـ : ما فَوْقَ الرُّسْغ إلى
مَفْصِل السّاقِ.
* ووَظِيفَا يَدَى الفَرَسِ : ما تحتَ رُكْبَتَيْه إلى جَنْبَيْهِ.
وقال ابنُ
الأَعْرابِىِّ : الوَظِيفُ
: من رُسْغَىِ
البَعِيرِ إلى رُكْبَتَيْهِ فى يَدَيْهِ ، وأَمْا فى رجْلَيْه فمن رُسْغَيْهِ إلى
عُرْقُوبَيْه.
والجمعُ من
كُلِّ ذلك : أَوْظِفَةٌ ، ووُظُفٌ.
* وجاءَت
الإِبِلُ على وَظِيفٍ واحِدٍ : إذا تَبِعَ بَعضُها بعضًا ، كأَنَّها قِطارٌ ،
كُلُّ بعَيرٍ رأُسُه عندَ ذَنَبِ صاحِبِه.
* وجاءَ يَظِفُه : أى يَتْبَعُه ، عن ابنِ الأعرابِىِّ. وقوله :
أَبْقَتْ
لَنَا وَقَعاتُ الدَّهْر مَكْرُمَةً
|
|
ما هَبَّتِ
الرِّيحُ والدُّنْيَا لها وُظُفُ
|
أى : دُوَلٌ
مقلوبه : ف و ظ
* فاظَتْ نَفْسُه فَوْظًا ، كفاظَتْ فَيْظًا : وقد تَقَدَّم فى الياءِ.
قالَ ابنُ
جِنِّى : ومما يَجُوزُ فى القِياس ـ وإنْ لَمْ يَرِدْ به اسْتِعمالٌ ـ الأَفْعالُ
التى وَرَدَتْ مَصادِرُها ورُفِضَتْ هى ، كقَوْلِهم : فاظَ المَيِّتُ يَفِيْظُ
فَيْظًا وفَوْظًا ، ولم يَسْتَعْمِلُوا من فَوْظٍ فِعْلاً : قالَ :
ونَظِيرُه : الأَيْنُ ، الذى هو الإعْياءُ ، لم يَسْتَعْمِلُوا منه فِعلاً.
الظاء والباء والواو
ظ ب و
* الظُّبَّةُ : حَدُّ السَّيْفِ والسِّنانِ ، والنَّصْل والخِنْجَر ،
وما أَشْبَه ذلك.
* والجَمْعُ : ظُباتٌ ، وظِبُونَ
، وظُبُونَ ، وظُبًا.
* وإِنَّما
قَضَيْنا عَليهِ بالواوِ لمكانِ الضَّمَّةِ ؛ لأَنّها كأَنَّها دَلِيلٌ على الواوِ
، مع أَنَّ ما حُذِفَتْ لامُه واوًا ـ نحوُ : أَبٍ ، وحَمٍ ، وغَدٍ ، وهَنٍ ،
وسَنَةٍ ، وعِضَةٍ ، فيمَنْ قال : سَنَواتٌ ، وعِضَوَاتٌ ـ أكثر مما حُذِفَتْ لامه
ياءً ، ولا يجوز أن يكون المَحْذُوفُ منها فاءً ، ولا عَيْنًا.
أمّا امْتِناعُ
الفاءِ ، فِلأَنَّ الفاءَ لم يَطَّرِدْ حَذْفُها إلا فى مَصادِرِ بَناتِ الواوِ ،
نحو : عِدَةٍ ، وزِنَةٍ ، وجِدَةٍ. وليست ظُبَةٌ مِن ذلك. وأَوائل تلك المَصادِرِ مَكْسُورَةٌ ، وأَول ظُبَةٍ مَضْمُومٌ.
__________________
ولم تُحْذَف
فاءٌ من « فُعْلَةٍ » إلا فى حَرْفٍ شاذٍّ لا نَظِيرَ له ، وهو قَوْلُهم ـ فى
الصِّلَةِ ـ : صُلَة. ولَوْلا المَعْنَى ، وأَنّا قد وَجَدْناهُم يَقُولُون :
صِلَة ، فى معناها ، وهى مَحْذُوفَة الفاءِ [من وصَلْتُ ؛ لما أجزنا أن تكون
محذوفةَ الفاءِ ، فقد بطل أن تكون ظُبَةٌ محذوفةَ الفاءِ] ولا تكونُ أيضًا محذوفةَ العَيْن ؛ لأَنَّ ذلِك لم
يَأْتِ إلا فى سَه ومَه ، وهما حَرْفان نادِرانِ ، لا يُقاسُ عليهما غيرُهما. والظُّبَةُ : جِنْسٌ من المَزادِ.
مقلوبه : ظ و ب
* ظَابُ التّيْسِ : صِياحُه عندَ الهِياجِ.
وقد
يُسْتَعْمَلُ فى الإنْسانِ. قالَ أَوْسُ بن حَجَرٍ :
يَصُوعُ
عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمٌ
|
|
لَهُ ظابٌ
كما صَخِبَ الغَرِيمُ
|
* والظّابُ
: الكَلامُ
والجَلَبَةُ.
وإِنَّما
حَمَلْناهُ على الواوِ ؛ لأَنّا لا نَعْرِفُ له مادَّةً. فإذا لمْ تُوجَدْ له
مادَّةٌ ، وكان انْقِلابُ الأَلِفِ عن الواوِ عَيْنًا أَكْثَر ، كانَ حَمْلُه على
الواو أَوْلَى.
مقلوبه : و ظ ب
* وَظَبَ عَلَى الشَّئِ ؛ ووَظَبَهُ
وُظُوبًا ، وواظَبَ : لَزِمَه ، وداوَمَه ، وتَعَهَّدَهُ.
* ورَوْضَةٌ مَوْظُوبَةٌ : تُدُووِلَتْ بالرَّعْىِ ، وتُعُهِّدَتْ حَتّى لم
يَبْقَ فِيها كَلأٌ.
* ووادٍ مَوْظُوبٌ : مَعْرُوكٌ.
* والوَظْبَةُ : الحَياءُ من ذَواتِ الحافِرِ.
* ومَوْظَب : أَرْضٌ مَعْرُوفةٌ. وهو شَاذٌّ ، كمَوْرَقٍ ،
وكَقَولِهم : ادْخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ. وإِنّما حَقُّ هذا كُلِّه الكَسْرُ ؛
لأَنَّ آتِى الفِعْلِ منه إنَّما هُوَ عَلَى يَفْعِل ، كيَعِدُ. قالَ خِراشُ بنُ
زُهْيرٍ :
كَذَبْتُ
عَليكُمْ أَوعِدُونِى وعَلِّلُوا
|
|
بِىَ
الأَرْضَ والأَقْوامَ قِرْدانَ مَوْظَبَا
|
__________________
أَى :
عَلَيْكُم بِى وبِهجائِى إذا كُنْتُم فى سَفَرٍ ، فاقْطَعُوا الأَرْضَ بذِكْرِى ،
وأَنْشدُوا القَوْمَ هِجائِى يا قِرْدانَ مَوْظَب.
مقلوبه : ب ظ و
* بَظَا لَحْمُه يَبْظُو : كَثُرَ ، وتَراكَبَ. واكْتَنَزَ.
* ولحمُه خَظَا بَظَا : إتْباع ، وحَظِيَت المَرْأَةُ عندَ زَوْجِها وبَظِيَتْ ، إتْباعٌ ؛ لأَنَّه لَيْسَ فى الكَلامِ (ب ظ ى).
* * *
باب اللفيف
الظاء والواو والياء
ظ و ى
* أَرْضٌ مَظْواةٌ ، ومَظْياةٌ : تُنْبِتُ الظَّيّانَ. فأَمّا مَظْواةٌ ، فقَدْ بَيَّنْتُ أَنَّ الكلمةَ من (ظ وى). وأَمّا مَظْياةٌ ، فإمّا أن يكونَ على المُعاقَبَةِ ، وإمَّا أَنْ تكونَ
مَقْلُوبَةً من مَظْواةٍ ، فهِىَ على هذا مَفْعَلَةٌ.
* وأَدِيمٌ مُظَوّى : مَدْبُوغٌ بالظَّيّانِ. عن أَبى حَنِيفةَ.
* والظّاء : حرفُ هِجاءٍ. وهو حَرْفٌ مَجْهُورٌ ، يكونُ أَصْلاً ،
لا بَدَلاً ، ولا زائِدًا.
قالَ ابنُ
جِنِّى : اعلمْ أَنَ الظاءَ لا تُوجَدُ فى كلامِ النَّبَطِ ؛ فإذا وَقَعَتْ فيه
قَلَبُوها طاءً.
ولِهذا قالوا :
البُرْطُلَّة ، وإنّما هُوَ ابن الظِّلِّ. وقالُوا : ناطُور. وإنَّما هو ناظُورٌ ،
فاعُولٌ ، من نَظَر يَنْظُر. كذا يقولُ أَصحابُنا ، يعنِى البَصْرِيِّينَ.
وأَمّا أحمدُ
بن يَحْيَى فَيقُول : ناطُورٌ ونَواطِيرُ ، مثلُ حاصُودٍ وحَواصِيدَ ، وقد نَطَرَ
يَنْطُرُ.
* * *
حرف الذال
الثنائى المضاعف
الذال والراء
ذ ر ر
* ذَرَّ الشَّىءَ
يَذُرُّه ذَرّا : أَخَذَه بأَطْرافِ أَصابِعِه ، ثُمَّ نَثَرَه على الشىءِ.
واسْتَعارَهُ
بعضُ الشُّعَراءِ للعَرَضِ ، عَلَى التَّشْبِيهِ له بالجَوْهَرِ ، فقالَ :
شَقَقْتِ
القَلْبَ ثُمَ ذَرَرْتِ فيه
|
|
هَواكِ ،
فلِيمَ فالْتَأَمَ الفُطُورُ
|
لِيمَ هُنا
إِمّا أن يَكُونَ مُغَيَّرًا من لُئِمَ ، وإِمّا أن يَكُونَ فُعِلَ من اللَّوْمِ ؛
لأَنَّ القَلْبَ إذا نُهِىَ كانَ حَقِيقًا أَنْ يَنْتَهِىَ.
* والذُّرارَةُ : ما تَناثَرَ من الشَّىْءِ الَمذْرُورِ.
* والذَّرِيرَةُ : ما انْحَتَّ من قَصَبِ الطِّيبِ.
* وذَرَّ عَيْنَه بالذَّرُور
يَذُرُّها ذَرّا : كَحَلَها.
* والذَّرُّ : صِغارُ النَّمْلِ ، واحدتُه ذَرَّةٌ. قالَ ثَعْلَبٌ : إن مِائَةً منها وَزْنُ حَبَّةٍ من
شَعِيرٍ ، فكَأَنَّها جُزْءٌ من مِائَةٍ.
* وذَرَّ اللهُ الخَلْقَ فى الأَرْضِ : نَشَرَهُم.
* والذُّرِّيَّةُ : فُعْلِيَّةٌ منه.
وقِيلَ : هى
مَنْسُوَبةٌ إلى الذَّرِّ الَّذِى هو النَّمْلُ الصِّغارُ. وكانَ قِياسُه ذَرِّيَّةً بفتح الذال ، لكنَّه نَسَبٌ شاذٌّ ، لم يَجِئْ إِلا
مَضْمُومَ الأَوَّل.
وقولُه تَعالى
: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ
مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) [الأعراف : ١٧٢].
قالَ ثَعْلَبٌ
: أَخْرَج الذُّرِّيَّةَ كهَيْئَةِ
الذَّرِّ ، ثم (أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ : أَلَسْتُ
بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى). أَى : شَهِدُوا بذلِكَ.
* وذَرِّىُ السَّيْفِ : فِرِنْدُه وماؤُه ، يُشَبَّهان فى الصَّفاءِ
بمَدَبِّ النَّمْلِ والذَّرِّ. قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَبْرَةَ :
__________________
كُلٌّ
يَنُوءُ بماضِى الحَدِّ ذِى شُطَبٍ
|
|
جَلَّى
الصَّياقِلُ عن ذَرِّيِّة الطَّبَعَا
|
ويُرْوَى :
*عَضْبٍ جَلَا القَيْنُ عن ذَرِّيِّه الطَّبَعَا*
يَعْنِى عن
فِرِنْدِه.
ويُرْوَى :
*.. عن دُرِّيِّه الطَّبَعا*
يَعْنِى
تَلأْلُؤَهُ.
وكذلكَ يُرْوَى
بَيْتُ دُرَيْد بن الصِّمَّةِ على وَجْهَيْنِ :
وتُخْرِجُ
منه ضَرَّةُ القَوْم مَصْدَقًا
|
|
وطُولُ
السُّرَى ذَرِّىَ عَضْبٍ مُهَنَّدِ
|
إنّما عَنَى ما
ذَكَرْناه من الفِرِنْدِ.
ويُرْوَى : «
دُرِّىَّ عَضْبٍ » أى : تَلأْلُؤَه وإشْراقَه ، كأَنَّه مَنْسُوبٌ إلى الدُّرِّ ،
أو إلى الكَوْكَبِ الدُّرِّىِّ.
* وذَرَّت الشَّمْسُ تَذُرُّ
ذُرُورًا : طَلَعَت
وظَهَرَت ، وكذلِك النَّبْتُ. ومنه قولُ السّاجِعِ ـ فى صِفَةِ مَطَرٍ ـ : «
وثَرْد يَذُرُّ بَقْلُه ، ولا يُقَرِّحُ أَصْلُه ». يَعْنِى بالثَّرْدِ
المَطَرَ الضَّعِيفَ.
* والذِّرَارُ : الغَضَبُ والإنْكارُ ، عن ثَعْلَبٍ. وأَنْشَد
لكُثَيِّرٍ :
وفِيها عَلَى
أَنَّ الفُؤادَ يُحِبُّها
|
|
صُدُودٌ إذا
لاقَيْتُها وذِرارُ
|
* وذَرٌّ : اسمٌ.
* والذَّرْذَرَةُ : تَفْرِيقُكَ الشَّىْءَ ، وتَبْدِيدُكَ إِيّاه.
* وذَرْذارٌ : لَقَبُ رَجُلٍ من العَرَبِ.
مقلوبه : ر ذ ذ
* الرَّذاذُ : المَطَرُ الضَّعِيفُ.
وقِيلَ :
السّاكِنُ الدّائِمُ الصِّغارُ القَطْرِ ، كأَنَّه غُبارٌ.
وقِيلَ : هو
بعدَ الطَّلِّ.
__________________
قال الراجز :
كأَنَّ
هَفْتَ القِطْقِطِ المَنْثُورِ
|
|
بعدَ رَذاذِ
الدِّيمَةِ الدِّيمَةِ الدِّيْجُورِ
|
عَلى قَراهُ
فِلَقُ الشُّذُورِ
|
فجَعَلَ الرَّذاذَ للدِّيمَةِ.
واحِدَتُه : رَذاذَةٌ.
فأَمّا قَوْلُ
بَخْدَجٍ يَهْجُو أَبا نُخَيْلَةَ :
لاقَى
النُّخَيْلاتُ حِناذًا مِحْنَذَا
|
|
مِنِّى وشَلا
للأَعادِى مِشْقَذَا
|
وقافِياتٍ
عارِماتٍ شُمَّذَا
|
|
من هاطِلاتٍ
وابِلاً ورَذَذَا
|
فإنَّه أرادَ رَذاذًا ، فحَذَفَ للضَّرُورةِ. كقَوْلِ الآخَرِ :
*مَنازِلَ الحَىِّ تُعَفِّيها الطِّلَلْ*
أراد الطِّلالَ
، فخَفَّف.
وشَبَّه
بَخْدَجٌ شِعْرَه بالرَّذاذِ فى أَنَّه لا يكادُ يَنْقَطِعُ ، لا أَنَّه عَنَى بهِ
الضَّعِيفَ ، بل يَشْتَدُّ مَرَّةً ، فيكونُ كالوابِلِ ، ويَسْكُنُ مَرَّةً ،
فيكونُ كالرَّذاذِ الَّذى هو دائِمٌ ساكِنٌ.
وقَدْ أَرَذَّت السَّماءُ.
* وأَرْضٌ مُرَذٌّ عليها ، ومُرَذَّةٌ ومَرْذُوذَةٌ ، الأَخيرةُ عن ثَعْلَبٍ.
وقالَ أَبُو
عُبَيْدٍ : قالَ الأَصْمَعىُّ : لا يُقالُ : أرْضٌ مُرَذَّةٌ ، ولا
مَرْذُوذَةٌ ، ولكن يقال :
مُرَذٌّ عليها.
__________________
الذال واللام
ذ ل ل
* الذُّلُ : نَقِيضُ العِزِّ.
* ذَلَ يَذِلُ ذُلّا ، وذِلَّةً ، وذَلالَةً ، ومَذَلَّةً ، فهو
ذَلِيلٌ ، من قَوْمٍ أَذِلَّاءَ ، وأذِلَّةٍ ، وذِلالٍ. قالَ عَمْرُو بن قَمِيئَةَ :
وشاعِرِ
قَوْمٍ أُولِى بِغْضَةٍ
|
|
قَمَعْتُ
فصارُوا لِئامًا ذِلَالا
|
وأَذَلَّهُ هوَ.
* وأَذَلَ الرَّجُلُ : صارَ أَصحابُه أَذِلاءَ.
* وأَذْلَلْتَه : وجَدْتَه ذَلِيلاً.
* واسْتَذَلُّوه : رَأَوْه ذَلِيلاً.
* واسْتَذَلَ البَعِيرَ الصَّعْبَ : نَزَعَ القُرادَ عنه ؛
ليَسْتَلِذَّ ، فيَأْنَسَ ويَذِلَ
، وإيّاهُ عَنَى
الحُطَيْئَةُ بقوله :
لَعَمْرُكَ
ما قُرادُ بنى قُرَيْعٍ
|
|
إذا نُزِعَ
القُرادُ بمُسْتطاعِ
|
وقوله ـ أنشده
ابن الأعرابى ـ :
ليَهْنِئْ
تُراثِى لامْرِىءٍ غيرِ ذِلَّةٍ
|
|
صَنابِرُ
أُحْدانٍ لَهُنَّ حَفِيفُ
|
أَرادَ غَيْرَ ذَلِيلٍ ، أو غَيْر ذِى ذِلَّةٍ ، ورَفَع صَنابِرَ على البَدَلِ من تُراث.
وقولُه تَعالى
: (سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ
مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) [الأعراف : ١٥٢].
قِيلَ : الذِّلَّةُ : ما أُمِرُوا به مِن قَتْلِ أَنْفُسِهم.
وقِيلَ : الذِّلَّةُ : أَخْذُ الجِزْيَةِ.
قالَ
الزَّجّاجُ : الجِزيَةُ لم تَقَعْ فى الَّذِينَ عَبَدُوا العِجْلَ ؛ لأَنَّ اللهَ
تابَ عَلَيْهِم بقَتْلِهِم أَنْفُسَهُم.
* وذُلٌ ذَلِيلٌ : إمّا أن يكونَ عَلَى المُبالَغَةِ ، وإمّا أَنْ يكونَ
فى مَعْنَى مُذِلٍ. أَنْشَد سيبَوَيْهِ لكَعْبِ بن مالِكٍ :
__________________
لَقَدْ
لَقِيَتْ قُرَيْظَةُ ما سَآهَا
|
|
وحَلَّ
بِدارِهمْ ذُلٌ ذَليلُ
|
* والذُّلُ
، والذِّلُ : ضِدُّ الصُّعُوبِة.
* ذَلَ يَذِلُ ذِلا ، فهو
ذَلُولٌ ، يكونُ فى
الإِنْسانِ والدّابَّةِ. أَنْشَد ثَعْلَبٌ :
وما يَكُ من
عُسْرِى ويُسْرِى فإِنَّنِى
|
|
ذَلَولٌ
بحاجِ المُعْتَفِينَ أَرِيبُ
|
عَلَّق
ذَلُولاً بالباءِ ؛ لأَنَّ فِيه مَعْنَى رَفِيقٍ ، ورَؤُوفٍ.
* والجَمْعُ ذُلُلٌ ، وأَذِلَّةٌ.
* ودابَّةٌ ذَلُولُ ، الذَّكَرُ والأُنْثَى فى ذلك سواءٌ ، وقد ذَلَّلْتُه.
وقولُه :
ساقَيْتُه
كَأْسَ الرَّدَى بأَسِنَّةٍ
|
|
ذُلُلٍ
مُؤَلَّلَةِ الشِّفارِ حِدادِ
|
إِنَّما أرادَ
أَنَّها مُذَلَّلَةٌ بالإِحْدادِ ، أى : قَد أُدِقَّتْ ، وأُرِقَّتْ. وقولُه
، أَنْشَده ثَعْلَبٌ ـ :
*وذَلَ أَعْلَى الحَوْضِ من لِطامِها*
أرادَ أَنَّ
أَعلاهُ تَثَلَّمَ وتَهَدَّم ، فكأَنَّه ذَلَ
وقَلَّ.
* والذُّلُ ، والذِّلُ
: الرِّفْقُ
والرَّحْمةٍ ، وفى التَّنْزِيل : (وَاخْفِضْ لَهُما
جَناحَ الذُّلِ مِنَ الرَّحْمَةِ) [الإسراء : ٢٤].
* وذِلُ الطَّرِيقِ : ما وُطِئَ منه ، وسَهُلَ.
* وطَرِيقٌ ذَلِيلٌ ، من طُرُقٍ ذُلُلٍ.
وقولُه تَعالَى
: (فَاسْلُكِي سُبُلَ
رَبِّكِ ذُلُلاً) [النحل : ٦٩]. فَسَّره ثعلبٌ ، فقال : يكونُ الطَّريق ذَلِيلاً ، وتكُونُ
هى ذَلِيلَةً.
* وذُلِّلَ الكَرْمُ : دُلِّيَت عَناقِيدُه.
قالَ أَبو
حَنيفةَ : التَّذْلِيلُ : تَسْوِيةُ عَناقِيدِ الكَرْمِ ، وتَدْلِيَتُها.
* والتَّذْلِيلُ أيضًا : أَنْ يُوضَعَ العِذْقُ عَلَى الجَرِيدَةِ
لتَحْمِلَه.
__________________
قالَ امْرُؤُ
القَيْسِ :
وكَشْحٍ
لَطِيفٍ كالجَدِيلِ مُخَصَّرٍ
|
|
وساقٍ
كأُنْبُوبِ السَّقِىِ المُذَلَّلِ
|
* وأُمُورُ اللهِ جارِيَةٌ على أَذْلالِها ، وجارِيَةٌ
أَذْلالَها : أى
مَجارِيها ، واحدُها
ذِلٌ. قالت الخَنْساءُ :
لتَجْرِ
المَنِيَّةُ بَعْدَ الفَتَى الْ
|
|
(م) مُغَادَرِ بالَمحْوِ أَذْلالَها
|
* وَدَعْهُ عَلَى أَذْلالِه : أى [على] حالِه. لا واحِدَ لَهُ.
* والذُّلذُلُ ، والذِّلْذِلُ
والذِّلْذِلَةُ ، والذُّلَذِلُ ، والذُّلَذِلَةُ ، كله : أسافِلُ القَمِيصِ الطَّوِيلِ إِذا ناسَ
فأَخْلَقَ.
* والذَّلَذِلُ ، مَقْصُورٌ عن الذّلاذِلِ
الَّذِى هو جَمْعُ ذلك
كُلِّه.
مقلوبه : ل ذ ذ
* اللَّذَّةُ : نَقِيضُ الأَلَمِ.
* لَذَّه ، ولَذَّ بهِ ، يَلَذُّ
لَذّا ، ولَذاذَةً ولَذَاذًا ، والْتَذَّه
، والْتَذَّ بهِ ، واسْتَلَذَّه.
* ورَجُلٌ لَذٌّ : مُلْتَذٌّ ، وأَنْشَد ابنُ الأَعرابِىِّ لابنِ سَعْنَةَ :
فراحَ
أَصِيلُ الحَزْمِ لَذّا مُرَرَّأً
|
|
وباكَرَ
مَمْلُوءًا من الرَّاح مُتْرَعَا
|
* وشَرابٌ لَذٌّ ، من أَشْرِبَةٍ
لُذٍّ ، ولِذاذٍ ، ولَذِيذٌ من أَشْرِبَةٍ
لِذاذٍ.
* وكَأْسٌ لَذَّةٌ : لَذِيذَةٌ. وفى التَّنْزِيلِ : (بَيْضاءَ لَذَّةٍ
لِلشَّارِبِينَ) [الصافات : ٤٦].
وقد رُوِىَ
بَيْتُ ساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ الهُذَلىِّ :
لَذٌّ بهَزِّ
الكَفِّ يَعْسِلُ مَتْنُهُ
|
|
فِيه كَما
عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ
|
أَراد تَلذُّ به الكَفُّ. وجَعَلَ اللَّذَّةَ للعَرَضِ الَّذِى هُوَ الهَزُّ ؛ لتَشَبُّثِه بالكَفِّ.
وتحرير كُلِّ ذلك : تَلَذُّ به الكَفُّ إِذا هَزَّتْه ، والمَعْرُوفُ « لَدْنٌ » ،
وكَذا رَواه سِيبَوَيْهِ.
__________________
وأَنْشَد
ثَعْلبٌ :
حَتّى
اكْتَسَى الرَّأْسُ قِناعًا أَشْهَبا
|
|
أَمْلَحَ لا
لَذّا ولا مُحَبَّبَا
|
فنَفَى عنه
أَنْ يكونَ لذّا.
وكذلِكَ لو
احتاجَ إلى إِثْباتِه وإِيجابِه لوَصَفَه بأنه لَذٌّ ، كأَن يَقُولَ : « قِناعًا أَشْهَبا أَمْلَحَ لَذّا مُحَبَّبًا ».
* ولَذَّ الشَّىْءُ : صارَ
لَذِيذًا.
* واللَّذْلَذَةُ : السُّرْعةُ والخِفَّةُ.
* ولَذْلاذٌ : الذِّئْبُ ؛ لسُرْعَتِه. هكذا حكى « لَذْلاذ » بغيرِ
الأَلفِ واللامِ ، كأَوْسٍ ونَهْشَلٍ.
الذال والنون
ذ ن ن
* ذَنَ الشىءُ
يَذِنُ ذَنِينًا : سالَ.
* والذَّنِينُ ، والذُّنانُ
: المُخاطُ الرَّقِيقُ
الذى يَسِيلُ من الأَنْفِ.
وقِيلَ : هو
المُخاطُ ما كانَ ، عن اللِّحْيانِىِّ.
وقِيلَ : هو
الماءُ الرَّقِيقُ الذى يَسِيلُ من الأَنْفِ ، عنه أيضًا.
وقالَ مَرَّةً
: هو كُلُّ ما سالَ من الأَنْفِ.
* وقد ذَنِنْتَ ذَنَناً. ورَجُلٌ أَذَنُ
، وامْرَأَةٌ ذَنّاءُ.
* والأَذَنُ أيضًا : الذى يَسِيلُ مَنْخِراهُ جميعًا. والفِعْلُ
كالفِعْلِ ، والمَصْدرُ كالمصدرِ.
* والذُّنانَى : شِبْهُ المُخاطِ يَقَعُ من أُنُوفِ الإِبِل.
وقال كُراعٌ :
إِنّما هُوَ الزُّنَانَى.
وقالَ قومٌ لا
يُوثَقُ بهم : إنَّما هو الزُّنابَى.
* والذَّنَنُ : سَيَلانُ العَيْنِ بالدَّمْعِ.
* وامْرَأَةٌ ذَنّاءُ : لا يَنْقَطِعُ حَيْضُها. ومنه قولُ المَرْأَةِ
للحَجّاجِ تَشفَعُ له فى أَن يُعْفِىَ ابنَها من الغَزْوِ : « إِنَّنِى أَنا الذَّنّاءُ أَو الضَّهْياءُ ».
__________________
* والذَّنينُ : ماءُ الفَحْلِ ، والحِمارِ ، والرَّجُلِ. قالَ
الشَّمّاخُ :
تُوائِل من
مِصَكٍّ أَنْصَبَتْهُ
|
|
حَوالِبُ
أَسْهَرتْهُ بالذَّنِين
|
هكذَا رَواهُ
أبو عُبَيْدٍ ؛ ويُرْوَى : « حَوالِبُ أَسْهَرَيْهِ ». ذَنَ يَذِنُ ذَنِينًا.
وقالَ أَبُو
حَنِيفَةَ : فى الطَّعام ذُنَيْناءُ ، مَمْدُودٌ ، ولم يُفَسِّرْه. إِلا أَنَّهُ عَدَلَه
بالمُرَيْراءِ ، وهو : ما يَخْرُجُ من الطَّعامِ فيُرْمَى به.
* والذُّنْذُن : لُغَةٌ فى الذُّلْذُلِ. وهو أَسْفَلُ القَمِيصِ
الطَّوِيل. وقِيلَ : نُونُها بَدَلٌ من لامِها.
الذال والفاء
ذ ف ف
* ذَفَ الأَمْرُ
يَذِفُ ذَفِيفًا ، واسْتَذَفَ : أَمْكَنَ وتَهَيَّأَ.
* والذَّفِيفُ ، والذُّفافُ
: السَّرِيعُ
الخَفِيفُ. وخَصَّ بَعْضُهم به الخَفِيفَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ.
* ذَفَ يَذِفُ ذَفافَةً.
* والذَّفَفُ : سُرْعَةُ القَتْل.
* وذَفَفْتُ على الجَرِيحِ ، وأَذْفَفْتُ
، وذَفَّفْتُ ، وذَفْذَفْتُه
: أَجْهَزْتُ.
* والاسمُ : الذَّفافُ ـ عن الهَجَرِىِّ ، وأَنْشَدَ :
وهَلْ
أَشْرَبَنْ من ماءِ حَلْيَةَ شَرْبَةً
|
|
تكونُ شِفاءً
أو ذَفافًا لما بِيَا؟
|
وحَكاها كُراعٌ
بالدّالِ ، وقد تَقَدَّم.
وحكَى ابنُ
الأَعْرابِىِّ : ذَفَّفَه
بالسَّيْفِ ، وذَافَّه ، وذَافَ
لَهُ ، وذافَ عليه ـ كُلُّه : تَمَّمَ.
* ومَوْتٌ ذَفِيفٌ : مُجْهِزٌ.
* والذُّفافُ : السُّمُّ القاتِل.
* والذَّفِيفُ : ذكَرُ القَنافِذِ.
* وماءٌ ذُفٌ ، وذَفَفٌ
، وذُفافٌ : قليل. والجمع أَذِفَّةٌ.
* والذُّفاف : البَلَلُ. قالَ أَبْو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ قَبْرًا ، أو
حُفْرَةً :
__________________
يَقُولُون
لَمَّا جُشَّت البِئْرُ أَوْرِدُوا
|
|
ولَيْسَ بها
أَدْنَى ذِفافٍ لوَارِدِ
|
* وما ذُقْتُ ذِفافًا : وهو الشَّىْءُ القَلِيلُ.
* والذَّفُ : الشّاءُ. هذه عن كُراع.
مقلوبه : ف ذ ذ
* الفَذُّ : الفَرْدُ ، والجمعُ : أَفْذاذٌ ، وفُذُوذٌ.
* وأَفَذَّت الشّاةُ ، وهى مُفِذٌّ : وَلَدَتْ واحِدًا ، ولا يُقال ذلك للنّاقَةِ ؛ لأنها
لا تُنْتَجُ إلا واحِدًا.
* والفَذُّ : الأَوّلُ من قِداحِ المَيْسِرِ. قالَ اللِّحْيانِىُّ
: وفيه فَرْضٌ واحِدٌ ، ولَهُ غُنْمُ نَصِيبٍ واحِدٍ إِنْ فازَ ، وعليه غُرْمُ
نَصِيبٍ ، إنْ لَمْ يَفُزْ.
* وتَمْرٌ فَذٌّ : مُتَفَرِّقٌ ، لا يَلْزَقُ بعضُه ببَعْضٍ ـ عن ابنِ
الأَعْرابِىِّ. وقد تَقَدَّم فى الضادِ ؛ لأَنَّهما لُغَتان.
* وكلمةٌ فَذَّةٌ ، وفاذَّةٌ : شاذَّةٌ.
الذال والباء
ذ ب ب
* ذَبَ عَنْهُ يَذُبُ
ذَبّا : دَفَعَ
ومَنَعَ ، وفى حَديثِ عُمَرَ ـ رَضِىَ اللهُ عنه ـ : « إنَّما النِّساءُ لَحْمٌ
على وَضَمٍ ، إلا ما
ذُبَ عنه ». قال :
مَنْ ذَبَ
مِنكُمْ ذَبَ عن حَمِيمِهِ
|
|
أو فَرَّ
مِنْكُم فَرَّ عن حَرِيمِهِ
|
* ورَجُلٌ مِذَبٌ وذَبّابٌ : دَفّاعٌ عن الحَرِيمِ.
* وذَبَ يَذِبُ ذَبّا : اختَلَف ولم يَسْتَقِمْ فى مَكانٍ واحِدٍ.
* وبعِيرٌ ذَبٌ : لا يَتَقارَّ فى مَوْضِعٍ. قالَ :
فكأَنَّنا
فيها جِمالٌ ذَبَّةٌ
|
|
أُدْمٌ
طَلاهُنَّ الكُحَيْلُ وقارُ
|
__________________
فقولُه : « ذَبَّةٌ » بالهاءِ يَدُلُّ على أنه لم يُسَمّ بالمَصْدَرِ ؛ إذ
لو كان مَصْدَرًا لقالَ : جِمالٌ ذَبٌ
، كقَوْلِكَ : رِجالٌ
عَدْلٌ.
* والذَّبُ : الثَّوْرُ الوَحْشِىُّ. ويُقالُ له أيضًا : ذَبُ الرِّيادِ ، وسُمِّىَ بذلِكَ ؛ لأَنَّه يَخْتَلِفُ ولا
يَسْتَقِرُّ فى مكانٍ.
وقيل : لأَنَّه
يَرُودُ ، فيَذْهَبُ ويَجِىءُ. قال ابنُ مُقْبِلٍ :
يُمَشِّى بهِ
ذَبُ الرِّيادِ كأَنَّه
|
|
فَتًى
فارِسِىٌّ ـ فى سَراوِيلَ ـ رامحُ
|
* وفُلانٌ ذَبُ الرِّيادِ : يَذْهَبُ ويَجِىءُ. هذه عن كُراع.
* وذَبَّتْ شَفَتُه تَذِبُ
ذَبّا ، وذَبَبًا ، وذُبُوبًا ، وذَبَّبَتْ
: جَفَّتْ من شِدَّة
العَطَشِ أو الغَيْرَةِ.
* وشَفَةٌ ذَبّابَةٌ : ذابِلَةٌ.
قال :
هُمُ
سَقَوْنِى عَلَلاً بعدَ نَهَلْ
|
|
من بعدِ ما
ذَبَ اللِّسانُ وذَبَلْ
|
* وذَبَ
الغَدِيرُ : جَفَّ فى
آخِر الجُزْءِ ـ عن ابن الأَعْرابِىِّ ، وأنشَدَ :
مَدارِينَ
إِن جاعُوا وأَذْعَرُ مَن مَشَى
|
|
إذا
الرَّوْضَةُ الخَضْراءُ ذَبَ غَدِيرُها
|
ويُرْوَى :
*وأَدْعَرُ من مَشَى إذا الرَّوْضَةُ*
* وصَدَرَت
الإبِلُ وبها ذُبابَةٌ : أَى بَقِيَّةٌ من عَطَشٍ.
* وذُبابَةُ الدَّيْنِ : بَقِيَّتُه.
وقيل : ذُبابَةُ كُلِّ شىءٍ : بَقِيَّتُه.
* والذُّبابُ : الأَسْوَدُ الذى يكونُ فى البُيُوتِ ، يَسْقُطُ فى
الإناء والطَّعامِ.
* والذُّبابُ أيضًا : النَّحْلُ. ولا يُقالُ ذُبابَةٌ فى شىءٍ من ذلكِ. إلا أنَّ أبا عُبَيْدَةَ رَوَى عن
الأَحْمَرِ « ذُبابَة ». هكَذا وَقَع فى كتابِ المُصَنَّف ، رواية أَبى
عَلِىٍّ. وأَمّا فى رِواية علىِّ بن
__________________
حَمْزَةَ ، فحكَى عن الكِسائِىِّ : الشَّذاةُ : ذُبابَةٌ تَعَضُّ الإبِلَ ، وحَكَى عن الأَحْمَرِ أيضًا : النُّغَرَةُ
: ذُبابَةٌ تَسْقُط على الدّوابِّ ـ فأثْبَتَ الهاءَ فِيهما.
والصَّوابُ ذُبابٌ ، وهو واحِدٌ. وفى التَّنْزِيل : (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً) [الحج : ٧٣]. فَسَّرُوهُ للواحد.
والجمعُ : أَذِبَّةٌ وذِبّانٌ.
سِيبَوَيْهِ :
ولم يَقْتَصِرُوا به على أَدْنَى العَدَدِ ؛ لأَنَّهم أَمِنُوا به التَّضْعِيفَ ،
يَعْنِى أَنَّ فُعالاً لا يُكَسَّرُ فى أَدْنَى العَدَدِ على فِعْلان ، ولو كانَ
مما يَدْفَعُ به البناءُ إِلى التَّضْعِيفِ لم يُكَسَّرْ على ذلِك البِناءِ. كما
أَنَّ فِعالاً ونَحْوَه ـ لما كانَ تكسيرُه عَلَى « فُعُلٍ » يُفْضِى به إِلى
التَّضعيفِ ـ كَسَّرُوه على « أَفْعِلَةٍ » ، وقد حَكَى سِيبَوَيْه ـ مع ذلك ـ عن
العَربِ : ذُبٌ فى جمع ذُبابٍ
، فهو مع هذا
الإدْغامِ عَلَى اللُّغَةِ التَّمِيمِيَّةِ ، كما يَرْجِعُونَ إليها فيما كان
ثانيه واوًا ، نحو خُونٍ ، ونُورٍ.
والعَرَبُ
تكْنُو الأَبْخَرَ « أَبا
ذُبابٍ » ، وبَعْضُهم
يَكْنِيهِ « أبا ذِبّانٍ ». وقد غَلَبَ عَلَى عبدِ المَلِكِ ابنِ مَرْوانَ ،
لفَسادٍ كان فى فَمِه. قالَ الشّاعِرُ :
لعَلِّىَ إِن
مالَتْ بِى الرِّيحُ مَيْلَةً
|
|
عَلَى ابنِ
أَبِى الذِّبّانِ أَن يَتَنَدَّمَا
|
يَعْنِى هِشامَ
بنَ عَبْدِ المَلِك.
* وذَبَ الذُّبابَ ، وذَبَّبَه
: نَحّاهُ.
* ورَجُلٌ
مَخْشِىُ الذُّبابِ : أى الجَهْلِ.
* وأَرْضٌ مَذَبَّةٌ : كَثيرةُ
الذُّبابِ.
* وبعيرٌ مَذْبُوبٌ : أَصابَه الذُّبابُ.
* وأَذَبُ كذلك.
وقيل : الأَذَبُ ، والمَذْبُوبُ
جَمِيعًا : الَّذِى
إذا وَقَعَ فى الرِّيفِ ـ والرِّيفُ لا يكونُ إلا فِى الأَمْصارِ ـ اسْتَوْبَأَهُ
، فماتَ مَكانَه.
قال زِيادٌ
الأَعْجَمُ فى ابن حَبْناءَ :
كأَنَّكَ من
جِمالِ بَنِى تَمِيمِ
|
|
أَذَبُ أصابَ
من رِيفٍ ذُبابَا
|
__________________
يقولُ :
كأَنَّكَ جَمَلٌ نَزَلَ رِيفًا ، فأَصابَه الذُّبابُ
، فالْتَوَتْ عُنُقُه
، فماتَ.
* والمِذَبَّةُ : هَنَةٌ
يُذَبُ بها الذُّبابُ.
* وذُبَابُ العَيْنِ : إنْسانُها ـ أُراه على التَّشْبِيهِ بالذُّبابِ.
* والذُّبابُ : نُكْتَةٌ سَوداءُ فى جَوْفِ حَدَقَةِ الفَرَسِ ،
والجمعُ كالجَمْعِ.
* وذُبابُ السَّيْفِ : حَدُّ طَرَفِه الَّذِى بينَ شَفْرَتَيْهِ.
وقيل : طَرَفُه
المُتَطَرِّفُ. وقِيلَ : حَدُّه.
* والذُّبابُ ـ من أُذُنِ الإنسانِ والفَرَسِ ـ : ما حَدَّ من
طَرَفِها.
* وذُبابُ الحِنّاءِ : بادِرَةُ نَوْرِه.
* وجاءَنا
راكبٌ مُذَبِّبٌ : عَجِلٌ ، مُنْفَرِدٌ. قالَ عَنْتَرةُ :
يُذَبِّبُ
وَرْدٌ عَلَى إِثْرِه
|
|
وأَدْرَكَه
وَقْعُ مِرْدًى خَشِبْ
|
إِمّا أن
يَكُونَ على النَّسَبِ ، وإمَّا أن يَكُونَ أرادَ خَشِيبًا ، فحَذَف للضَّرُورِة.
* وظِمْءٌ مُذَبِّبٌ : طَوِيلٌ ، يُسارُ فيه إلى الماءِ من بُعْدٍ.
* وذَبَّبَ : أَسْرَعَ.
وقولُه :
*مَسِيرَة شَهْرٍ للبَعِيرِ المُذَبْذبِ*
أرادَ المُذَبِّبَ.
* والذَّبْذَبَةُ : تَرَدُّدُ الشَّىْءِ المُعَلَّقِ فى الهَواءِ.
* والذَّبْذَبَةُ ، والذَّباذِبُ
: أشياءُ تُعَلَّقُ
بالهَوْدَجِ أَو رَأْسِ البَعِيرِ للزِّينَةِ.
* والذَّبْذَبُ : اللِّسانُ.
وقِيلَ :
الذّكَرُ.
* والذَّباذِبُ : المَذاكِيرُ.
وقِيلَ : الذَّباذِبُ : الخُصَى ، واحِدَتُها
ذَبْذَبَةٌ.
* ورَجُلٌ مُذَبْذَبٌ ، ومُتَذَبْذِبٌ
: مُتَرَدِّدٌ بين
أَمْرَينِ ، وفى التَّنْزِيل : (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ
ذلِكَ) [النساء : ١٤٣].
__________________
* وتَذَبْذَبَ الشَّىْءُ : ناسَ ، واضْطَرَبَ.
* وذَبْذَبَه هُوَ. أنْشَد ثعلبٌ :
وحَوْقَلٍ
ذَبْذَبَهُ الوَجِيفُ
|
|
ظَلَّ
لأَعْلَى رَأْسِه رَجِيفُ
|
وقَوْلُ أَبِى
ذُؤَيْبٍ :
ومِثْلُ
السَّدُوسِيَّيْنِ سادَا وذَبْذَبَا
|
|
رجالَ
الحِجازِ من مَسُودٍ وسائِدِ
|
قِيلَ : ذَبْذَبَا : عَلَّقَا [وتركاهُم مُتَذَبْذِبِينَ].
يقول : تقطع
دونَهما رِجَالُ الحِجازِ.
* وفى
الطَّعامِ ذُبَيْباء مَمْدُودٌ ، حكاه أَبو حَنِيفَةَ فى باب الطَّعامِ الذى
فيه ما لا خَيْرَ فيه ، ولم يُفَسِّرْه ، وقد تَقَدَّم أَنَّه الذُّنَيْناء.
مقلوبه : ب ذ ذ
* بَذِذْتَ تَبَذُّ بَذَذًا ، وبَذاذَةً ، وبُذُوذَةً ، رَثَّتْ هَيْئَتُكَ ، وساءَتْ حالَتُك. وفى الحَدِيث
: « البَذاذَةُ من الإيمانِ ».
* وهَيْئَةٌ بَذَّةٌ ، صِفَة.
* ورَجُلٌ بَذُّ البَخْتِ : سَيِّئُه ، ورَدِيئُه ، عن كُراعٍ.
* وبَذَّ القَوْمَ ، يَبُذُّهُم
بَذّا : سَبَقَهُم ،
وغَلَبَهُم.
* وكُلُّ
غالِبٍ : باذٌّ.
* وتَمْرٌ بَذٌّ : مُتَفَرِّقٌ ، لا يَلْزَقُ بَعْضُه ببَعْضٍ ، كفَذٍّ
، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ.
* والبَذُّ : مَوْضِعُ. أُراهُ أَعْجَمِيّا.
الذال والميم
ذ م م
* الذَّمُ : نَقِيضُ المَدْحِ.
* ذَمَّهُ يَذُمُّه ذَمّا ، ومَذَمَّةً ، فهو
مَذْمُومٌ ، وذَمِيمٌ ، وذَمٌ.
* وأَذَمَّهُ : وَجَدَه ذَمِيمًا.
__________________
* وأَذَمَ بِهِم : تَرَكَهُم مَذْمُومِينَ
فِى النّاسِ. عن ابنِ
الأَعْرابِىِّ.
* وتذَامَ القَوْمُ : ذَمَ
بَعْضُهم بعضًا.
* وقَضَى مَذِمَّتَه ، ومَذَمَّتَه
: أَى أَحْسَن إِليه ؛
لِئَلا يُذَمَ.
* واسْتَذَمَ إليه : فَعَلَ ما
يُذَمُ عليه.
* والذُّمُومُ : العُيُوبُ ، أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ لأُمَيَّةَ بنِ
أَبِى الصَّلْتِ :
سَلامَكَ
رَبَّنا فى كُلِّ فَجْرٍ
|
|
بَرِيئًا ما
تَغَنّثُكَ الذُّمُومُ
|
* وبِئْرٌ ذَمَّةٌ ، وذَمِيمٌ
، وذَمِيمَةٌ : قَلِيلَةُ الماءِ ؛ لأَنّها تُذَمُ.
وقِيلَ : هى
الغَزِيرَةُ ، فهى من الأَضْدادِ.
* والجَمْعُ : ذِمامٌ.
وفِى الحَدِيث
: « أَنَّه صلىاللهعليهوسلم مَرّ بِبِئْرٍ
ذَمَّةٍ » .
فأَمْا قولُ
الشّاعِرِ :
نُرَجِّى
نائِلاً من سَيْبِ رَبٍ
|
|
لَهُ نُعْمَى
، وذَمَّتُه سِجالُ
|
فقَدْ يَجُوزُ
أَنْ يَعْنِىَ به الغَزِيرَة ، والقَلِيلَةَ الماءِ ، أى : قَلِيْلُةُ كَثيرٌ.
* وبه ذَمِيمَةٌ : أَى عِلَّةٌ من زَمانَةٍ ، أَو آفَةٍ تَمْنَعُه
الخُرُوجَ.
* وأَذَمَّت رِكابُ القَوْمِ : أَعْيَتْ ، وتَخَلَّفَتْ. أَنْشَدَنا
أَبُو العَلاءِ :
قَوْمٌ
أَذَمَّتْ بِهِمْ ركائِبُهُمْ
|
|
فاسْتَبْدَلُوا
مُخْلِقَ النِّعالِ بها
|
* ورَجُلٌ ذُو مَذَمَّةٍ ، ومَذِمَّةٍ : أى كَلٌّ عَلَى الناسِ.
* والذِّمامُ ، والمَذَمَّةُ : الحَقُّ ، والحُرْمَةُ.
والجمعُ : أَذِمَّةٌ.
* والذِّمَّةُ : العَهْدُ ، والكَفالَةُ.
* وقَوْمٌ ذِمَّةٌ : مُعاهَدُونَ ، أى : ذَوُو ذِمَّةٍ.
* وهو الذِّمُ : قالَ أُسامَةُ الهُذَلِىُّ :
__________________
يُغَرِّدُ
بالأَسْحارِ فى كُلِّ سُدْفَةٍ
|
|
كما ناشَدَ
الذِّمَ الكفيلَ المُعاهَدُ
|
* وأَذَمَ
لَهُ عَلَيْه : أَخَذَ
له الذِّمَّةَ : قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
تَكُنْ
عَوْجَةً يَجْزِيكُما اللهُ عِنْدَها
|
|
بِها
الأَجْرَ أو تُقْضَى ذِمامَةُ صاحِبِ
|
* والذَّمِيمُ
: شَىءٌ كالبَثْرِ
الأَسْودِ أو الأَحْمَرِ ، شِبْهُ بَيْضِ النَّمْلِ يَعْلُو الوَجْهَ والأُنُوفَ
من حَرٍّ أو جَرَبٍ. قال :
وتَرَى
الذَّمِيمَ على مَراسِنِهِمْ
|
|
غِبِّ
الهِياجِ كمازِنِ النَّمْلِ
|
* والذَّمِيمُ
: ما يَسِيلُ على
أَفْخاذِ الإِبِلِ والغَنَمِ وضُرُوعِها من أَلْبانِها.
* والذَّمِيمُ : النَّدَى.
وقِيلَ : هو
نَدًى يَسْقُطُ باللَّيْلِ عَلَى الشَّجَرِ ، فيُصِيبُه التُّرابُ ، فيَصِيرُ كقِطَعِ
الطِّينِ.
والذَّمِيمُ : البَياضُ الَّذِى يكونُ على أَنْفِ الجَدْى ، عن
كُراعٍ.
* فأمّا قَولُه
ـ أنْشَدنا أَبو العَلاءِ :
تَرَى
لأَخْفافِها مِنْ خَلْفِها نَسَلاً
|
|
مثْلَ
الذَّمِيمِ عَلَى قُزْمِ اليَعامِيرِ
|
فقَدْ يكونُ
البَياضَ الَّذِى عَلَى أَنْفِ الجَدْى.
فأَمّا
أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى فذَهَبَ إِلى أَنَ الذَمِيم
ما يَنْتَضِحُ على
الضُّرُوعِ من الأَلْبانِ.
واليَعامِيرُ عِندَه : الجِداءُ.
وأَمَّ ابنُ
دُرَيْدٍ فذَهَبَ إِلى أَنَ الذَّمِيمَ
هاهُنا : النَّدَى ، واليَعامِير : ضَرْبٌ من الشَّجَرِ.
مقلوبه : م ذ ذ
* رَجُلٌ مَذْماذٌ : صَيّاحٌ ، كَثِيرُ الكَلامِ ـ حكاهُ اللِّحْيانِىُّ
عن أَبِى طَيْبَةَ ، والأنْثَى بالهاءِ.
__________________
الثلاثى الصحيح
الذال والراء واللام
ر ذ ل
* الرَّذْلُ والرَّذِيلُ ، والأَرْذَلُ
: الدُّونُ من
النّاسِ.
وقِيلَ : هو
الرَّدِىءُ من كُلِّ شَىْءٍ.
* والجَمْعُ : أَرْذالٌ ، ورُذَلاءُ ، ورُذُولٌ
، ورُذالٌ ـ الأَخِيرةُ من الجَمْعِ العَزِيز ـ والأَرْذَلُون ، ولا تُفارِقُ هذِه الأَلِفَ واللامَ ؛ لأَنّها
عَقِيبَةُ « مِنْ ».
وقولُه تَعالَى
: (قالُوا أَنُؤْمِنُ
لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) [الشعراء : ١١١].
قالَ
الزَّجّاجُ : نَسَبُوهم إِلى الحِيَاكَةِ والحِجامَةِ ، والصِّناعاتُ لا تَضُرُّ
فى باب الدِّياناتِ ، والأُنْثَى رَذْلَةٌ.
* وقد رَذُلَ رَذالَةً ، ورُذُولَةً.
* ورَذَلَه يَرْذُلُه رَذْلاً : جَعَلَه كذلِك.
وحَكَى
سِيبَوَيْهِ : رُذِلَ. قالَ : كَأَنَّه وُضِعَ ذلِك فيهِ ؛ يَعْنِى أَنّه لم
يَعْرِض لرُذِلَ. ولو عَرَض له لقالَ : رَذَّلَه
، فشَدَّد.
* وثَوْبٌ رَذِيلٌ : وَسِخٌ ، رَدِىءٌ.
* والرُّذالُ ، والرُّذالَةُ : ما انْتُقِىَ جَيِّدُه ، وبَقِىَ رَدِيئُه.
* والرَّذِيلَةُ : ضِدُّ الفَضِيلة.
الذال والراء والنون
ر ذ ن
* راذان : مَوْضِعٌ ـ عن ابنِ الأَعْرابِىِّ ، وأَنْشَد :
وقد عَلِمَتْ
خَيْلٌ بِراذانَ أَنَّنِى
|
|
شَدَدْتُ ولم
يَشْدُدْ من القَوْمِ فارِسُ
|
فإِن قُلْتَ :
كيفَ تكونُ نُونُه أَصْلاً ، وهو فى الشِّعْرِ الذى أَنْشَدْتَه غيرَ مَصْرُوفٍ؟
قيل : قد
يَجُوزُ أَنْ يَعْنِىَ به البُقْعَةَ ، فلا يَصْرِفُه. وقد يجوزُ أن تكونَ نُونُه
زائدةً ، فإن كانَ
__________________
ذلك ، فهو من باب (روذ) أو (ر ى ذ) إمّا فَعَلانًا ، وإمّا فَعْلانًا ،
رَوَذَان أو رَوْذان. ثُمّ اعْتَلّ اعْتِلالاً شاذّا.
مقلوبه : ن ذ ر
* النَّذْرُ : النَّحْبُ.
* وجَمْعُه : نُذُورٌ.
* وقد نَذَرَ على نَفْسِه يَنْذِرُ ، ويَنْذُرُ ، نَذْرًا ، ونُذُورًا.
* والنَّذِيرَةُ : الابنُ يَجْعَلُه أَبَواه قَيِّمًا أو خادِمًا
لِكَنِيسَةٍ. وقَدْ
نَذَرَه. وفى التَّنْزِيلِ : (إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ
ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً) [آل عمران : ٣٥].
* ونَذِرَ بالشَّىْءِ
نَذْرًا : عَلِمه ،
فحَذِرَه.
* وأَنْذَرْتُه بالأَمْرِ
إِنْذارًا ، ونُذْرًا ، عن كُراعٍ ، واللِّحْيانِىِّ : أَعْلَمْتُه.
والصَّحِيحُ
أَنَ النُّذْرَ : الاسمُ ، والإِنْذارَ : المَصْدرُ.
* وأَنْذَرَه أيضًا : خَوَّفَه ، وحَذَّرَه. وفى التَّنْزِيلِ : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ) [غافر : ١٨].
وكذلك حَكَى
الزَّجّاجِىُّ : أَنْذَرْتُه
إِنْذاراً ، ونَذِيراً.
والجَيِّدُ
أَنَ الإِنْذارَ المَصْدَرُ ، والنَّذِيرَ الاسمُ. وفى التَّنْزِيل : (فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) [الملك : ١٧].
* والنَّذِيرَةُ : الإِنْذارُ.
* والنَّذِيرُ : المُنْذِرُ ؛ والجمعُ : نُذُرٌ. وكَذِلكَ النَّذِيرَةُ. قال ساعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ :
فإذَا
تُحُومِىَ جانِبٌ يَرْعَوْنَه
|
|
وإِذا
تَجِىءُ نَذِيرَةٌ لم يَهْرُبُوا
|
وقالَ أَبُو
حَنِيفَةَ : النَّذِيرُ : صَوْتُ القَوْسِ ؛ لأَنَّه يُنْذِرُ الرَّمِيَّةَ. وأَنْشَدَ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ :
وصَفْراءَ من
نَبْعٍ كأَنَ نَذِيرَها
|
|
إِذا لَمْ
تُخَفِّضْه عن الوَحْشِ أَفْكَلُ
|
* وتَناذَرَ القَوْمُ : أَنْذَرَ بعضُهم بَعْضًا.
* والاسمُ : النُّذْرُ.
* والنَّذِيرُ : المُحَذِّرُ ، فَعِيلٌ بمعنى مُفْعِل ، والجَمْعُ : نُذُرٌ.
__________________
وقولُه عَزَّ
وجَلَّ : (وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ) [فاطر : ٣٧]. قال ثَعْلَبٌ : هو الرسول.
وقِيلَ : هو
الشَّيْبُ.
* والنَّذِيرُ العُرْيانُ : رَجُلٌ من خَثْعَمَ.
* ومُنْذِرٌ ، ومُناذِر : اسمان.
* وباتَ
بلَيْلَةِ ابنِ مُنْذِرٍ ، يَعْنِى النُّعْمانَ ، أى : بلَيْلَةٍ شَدِيدةٍ. قالَ
ابن أَحْمَر :
وباتَ بَنُو
أُمِّى بلَيْلَةٍ مُنْذِرٍ
|
|
وأَبْناءُ أَعْمامِى
عُذُوبًا صوادِيَا
|
عُذُوبٌ
: وُقُوفٌ ، لا ماءَ
لَهُم ولا طَعام.
الذال والراء والفاء
ذ ر ف
* ذَرَفَ الدَّمْعُ : سالَ.
* وذَرَفَتْه العَيْنُ تَذْرِفُه
ذَرْفًا ، وذَرَفًا ، وذَرَفانًا ، وذُرُوفًا ، وذَرِيفًا ، وتَذْرافًا.
* وذَرَّفَتْهُ تَذْرِيفًا ، وتَذْرِفَةً : أسالَتْهُ.
وقِيلَ :
رَمَتْ به.
وأُرَى
اللِّحْيانِىَّ حَكَى : ذَرَفَت
العَيْنُ ذُرافًا ـ ولَسْتُ منها على ثِقَةٍ.
* ودَمْعٌ ذَرِيفٌ : مَذْرُوفٌ. قالَ :
*ما بالُ عَيْنِى دَمْعُها ذَرِيفُ*
* واسْتَذْرَفَ الشَّىْءَ : اسْتَقْطَرَه.
* واسْتَذْرَفَ الضَّرْعُ : دعا إِلى أَن يُحْلَبَ ، ويُسْتَقْطَرَ.
قالَ يَصِفُ ضَرْعًا :
*سَمْحٌ إِذا هَيَّجْتَه مُسْتَذْرِفُ*
كأَنَّه يَدْعو
أَن يُسْتَقْطَرَ. وسَمْحٌ ، أى أن هذا الضَّرْعَ سَمْحٌ باللَّبَنِ ، غَزِيرُ
الدَّرِّ.
* والذَّرْفُ من حُضْرِ الخَيْلِ : اجْتِماعُ القَوائِمِ ، وانْبِساطُ
اليَدَيْنِ ، غَيْرَ أَنّ سنابِكَه قَرِيبَةٌ من الأَرْضِ.
* وذَرَّفَ على الخَمْسِينَ ، وغيرِها من العَدَد : زادَ.
__________________
* وذَرَّفَهُ الشىءَ : أَطْلَعَه عليه. حكاهُ ابنُ الأَعْرابِىِّ ،
وأَنْشَدَ :
أُعْطِيكَ
ذِمَّةَ والِدَىَّ كِلَيْهِما
|
|
لأُذَرِّفَنْكَ
المَوْتَ إن لم تَهْرُبِ
|
أَى :
لأُطْلِعَنَّكَ عليه.
* والذَّرّافُ : السَّريعُ ، كالزَّرّافِ.
* والذُّرْفَةُ : نِبْتَةٌ.
مقلوبه : ذ ف ر
* الذَّفَرُ ، والذَّفَرَةُ جَمِيعا : شِدَّةُ ذكاءِ الرِّيحِ من طِيبٍ أو نَتْنٍ.
وخَصَّ
اللِّحْيانِىُّ بهما رائِحَةَ الإِبْطِ المُنْتِنِ.
وقد ذَفِرَ ، فهُوَ
ذَفِرٌ ، وأَذْفَرُ ، والأُنْثى ذَفِرَةٌ ، وذَفْراءُ.
* ومِسْكٌ أَذْفَرُ ، وذَفِرٌ : وهو أَجْوَدُه ، وأَقْرَتُه.
وقالَ ابنُ
الأَعْرابِىِّ : الذَّفَرُ : النَّتْنُ ، ولا يُقالُ فى شَىْءٍ من الطِّيبِ ذَفِرٌ ، إلا فِى المِسْكِ وَحْدَه.
وقد قَدَّمْنا
أَنَّ الدَّفَرَ ـ بالدال ـ فى النَّتْنِ خاصَّةً.
* والذَّفَرُ : الصُّنانُ ، وخُبْثُ الرِّيحِ. رَجُلٌ ذَفِرٌ ، وأَذْفَرُ ، وامْرَأَةٌ
ذَفِرَةٌ ، وذَفْراءُ. قالَ لَبِيدٌ ـ يَصِفُ كَتِيبةً سَهِكَتْ من صَدَأ
الحَدِيدِ ـ :
فَخْمَةٌ ،
ذَفْراءُ ، تُرْتَى بالعُرَا
|
|
قُرْدُمانِيّا
، وتَرْكًا كالبَصَلْ
|
عَدَّى تُرْتَى
إِلى مَفْعُولَيْنِ ؛ لأَنَّ فيهِ مَعْنى تُكْسَى.
[وقالَ
الرّاعِى ـ وذكَر إبِلاً رَعَت العُشْبَ وزَهْرَه ، ووَرَدَتْ ، فصَدَرَت عن
الماءِ ، فكُلَّما صَدَرَت عن الماءِ نَدِيَتْ جُلودُها ، وفاحَتْ منها رائِحةٌ
طَيِّبَةٌ ، فيُقالُ لذلك : فَأْرةُ الإبِلِ ، فقالَ الرّاعِى] :
لَهَا
فَأْرَةٌ ذَفْراءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ
|
|
كما فَتَقَ
الكافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُه
|
__________________
والذِّفْرَى من النّاسِ والدَّوابِّ : من لَدُنِ المَقَذِّ إلى
نِصْفِ القَذالِ.
وقِيلَ : هو
العَظْمُ الشّاخِصُ خَلْفَ الأُذُنِ. بَعْضُهم يُؤَنِّثُها ، وبَعْضُهم
يُنَوِّنُها إِشْعارًا بالإِلْحاقِ. قالَ سِيبَوَيْهِ : وهىَ أَقَلُّهُما.
* والذِّفْرَيانِ : الحَيْدانِ اللَّذانِ عن يَمِينِ النُّقْرَةِ
وشِمالِها.
* والذِّفِرُّ ـ من الإِبِلِ ـ : العَظِيمُ الذِّفْرَى ، والأنْثَى ذِفِرَّةٌ.
وقِيل الذِّفِرَّةُ : النَّجِيبَةُ ، الغَلِيظَةُ الرَّقَبَةِ. وحِمارٌ ذِفِرٌّ ، وذِفَرٌّ : صُلْبٌ شَدِيد ، والكسرُ أَعْلى. والذِّفِرُّ أَيْضًا : العَظِيمُ الخَلْقِ.
* واسْتَذْفَرَ بالأَمْرِ : اشْتَدَّ عَزْمُه عليه ، وصَلُبَ له. قالَ
عَدِىُّ بنُ الرِّقاعِ :
واسْتَذْفَرُوا
بنَوًى حَذّاءَ تَقْذِفُهُم
|
|
إِلى أَقاصِى
نَواهُم ساعةَ انْطَلَقُوا
|
* وذَفِرَ النَّبْتُ : كَثُرَ. عن أَبِى حَنِيفَةَ. وأَنْشَد :
*فى وارِسٍ من النَّجِيلِ قد ذَفَرْ*
* والذَّفْراءُ : بَقْلَةٌ رِبْعِيَّةٌ ، دَشْتِيَّةٌ ، تَبْقَى
خَضْراءَ حَتّى يُصِيبها البَرْدُ.
وقِيلَ : هى
عُشْبَةٌ خَبِيثَةُ الرِّيحِ ، لا يَرْعاها المالُ.
وقِيلَ : هى
شَجَرَةٌ يُقالُ لها : عِطْرُ الأَمَةِ.
وقالَ أَبو
حَنِيفَةَ : هى ضَرْبٌ من الحَمْض.
وقالَ مَرَّةً
: الذَّفْراءُ : عُشْبَةٌ خَضْراءُ ، تَرْتَفعُ مِقْدار الشِّبْرِ ،
مُدَوَّرَةُ الوَرَقِ ، ذاتُ أَغْصانٍ ، ولا زَهْرَةَ لها. ورِيحُها رِيحُ
الفُساءِ ، تُبَخِّرُ الإِبِلَ ، وهِى عَلَيْها حِراصٌ ، ولَا تَتَبَيَّن تلكَ الذفَرَة فى اللَّبَنِ ، وهى مُرَّةٌ ، ومَنابِتُها الغَلْظُ.
وقدَ ذكَرَها أبو النَّجْمِ فى الرِّياضِ ، فقالَ :
تَظَلُّ
حِفْراهُ من التَّهَدُّلِ
|
|
فى رَوْضِ
ذَفْراءَ ورَعْلٍ مُخْجِل
|
* والذَّفِرَةُ : نَبْتَةٌ تَنْبُتُ وَسْطَ العُشْبِ. وهى قَلِيلةٌ ،
ليست بشَىْءٍ ، تَنْبُتُ فى الجَلَدِ على عِرْقٍ واحِدٍ. لَها ثَمَرَةٌ صَفْراءُ ،
تُشاكِلُ الجَعْدَةَ فى رِيحِها.
__________________
الذال والراء والباء
ذ ر ب
* الذَّرِبُ : الحادُّ من كُلِّ شَىْءٍ.
* ذَرِبَ ذَرَبًا ، وذَرابَةً ، فهُوَ
ذَرِبٌ.
* ولسانٌ ذَرِبٌ : حَدِيدُ الطَّرَفِ. وذَرَبُه
: حِدَّتُه.
* وذَرَبُ المَعِدَةِ : حِدَّتُها عن الجُوعِ.
* وذَرَبَ الحَدِيدَةَ ، يَذْرُبُها
ذَرْبًا ، وذَرَّبَها : أَحَدَّها.
* وقَوْمٌ ذَرْبٌ : أَحِدّاءُ.
* وامْرَأَةٌ ذِرْبَةٌ : حَدِيدَةٌ ، سَليطَةُ اللِّسانِ ، وأَنْشَدَ ابنُ
الأَعْرابِىِّ :
*إلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبَةً من الذِّرَبْ*
* وسُمٌ ذَرِبٌ : حَدِيدٌ.
* والذُّرابُ : السُّمُّ ، عن كُراع ـ اسمٌ لا صِفَةٌ.
* وسَيْفٌ ذَرِبٌ ، ومُذَرَّبٌ
: أُنْقِعَ فى
السُّمِّ ثُم شُحِذَ.
* والذَّرَبُ : فَسادُ اللِّسانِ وبَذاؤُه.
* وجَمعُه : أَذْرابٌ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ. وأَنْشَدَ :
ولَقَدْ
طَوَيْتُكُم عَلَى بُلُلَاتِكُم
|
|
وعَرَفْتُ ما
فِيكُمْ من الأَذْرابِ
|
كَيْما
أُعِدَّكُم لأَبْعَدَ مِنْكُم
|
|
ولقد يُجَاء
إلى ذَوِى الألبابِ
|
ورَواهُ
ثَعْلَبٌ : « الأَعْيابِ » جَمْع عَيْبٍ.
* وذَرِبَ الجُرْحُ ذَرَبًا ، فهو
ذَرِبٌ : فسد ،
واتَّسَعَ ، ولم يَقْبَل البُرْءَ.
وقِيلَ : سالَ
صَدِيدًا. والمَعْنَيانِ مُتَقارِبانِ.
* وذَرِبَتْ مَعِدَتُه ذَرَبًا وذَرابَةً ، وذُرُوبَةً ، فهى ذَرِبَةٌ : فسَدَتْ ، وصَلَحَتْ ، فهو من الأَضْدادِ.
__________________
* والذَّرَبُ : المَرَضُ الَّذِى لا يَبْرَأُ.
* وذَرِبَ أَنْفُه ذَرابَةً : قَطَر.
* والذِّرْيَبُ : الأَصْفَرُ من الزَّهَرِ وغيرِه. قال الأَسْوَدُ بنُ
يَعْفر ، ووَصَفَ نَباتًا :
قَفْرٌ
حَمَتْه الخَيْلُ حَتّى كَأَنّ
|
|
(م) زاهِرَه أُغْشِىَ بالذِّرْيَبِ
|
* ولَقِيتُ منه الذِّرْبَةَ والذَّرَبَيَّا ، والذَّرَبِينَ
: أى الدّاهِيَةَ.
مقلوبه : ذ ب ر
* ذَبَرَ الكِتابَ يَذْبُره
، ويَذْبِرُه ذَبْرًا ، وذَبَّرَه
، كِلاهُما : كتَبَه ،
وقِيلَ : نَقَطَه.
وقِيلَ :
قَرَأَه قِراءِةً خَفِيَّةً ، وقِيلَ : خَفِيفَةً ـ كُلُّ ذلِكَ بلُغَةِ هُذَيْلٍ.
وقول صَخْرِ الغَىِّ :
فِيها كِتابٌ
ذَبْرٌ لمُقْتَرِىءٍ
|
|
يَعْرِفُه
أَلْبُهُمْ ومَنْ حَشَدُوا
|
أَرادَ :
كِتابًا مَذْبُورًا ، فوَضَعَ المَصْدرَ موضِعَ المَفْعُولِ.
* وثَوْبٌ مُذَبَّرٌ : مُنَمْنَمٌ ، يمانية.
* والذُّبُورُ : الفِقْه بعِلْمِ الشَّىْءِ.
* وذَبَرَ الخَبرَ : فَهِمَه.
مقلوبه : ب ذ ر
* البَذْرُ ، والبُذْرُ : أَوّلُ ما يَخْرُجُ من الزَّرْعِ ، والبَقْلِ ،
والنَّباتِ ، لا يَزالُ ذلك اسْمَه ما دامَ على وَرَقَتَيْنِ.
وقِيلَ : هُو
ما عُزِلَ من الحُبُوبِ للزِّراعَةِ.
وقِيلَ : هُو
أَنْ يَتَلَوَّنَ بلَوْنٍ أو تُعْرَفَ وُجُوهُه.
* والجَمْعُ : بُذُورٌ ، وبِذارٌ.
* وبَذَرَت الأَرْضُ تَبْذُرُ : خَرَجَ بَذْرُها.
وقالَ
الأَصْمَعِىُّ : هو أَنْ يَظْهَرَ نَبْتُها مُتَفَرِّقًا.
* وبَذَرَهَا بَذْرًا ، وبَذَّرَها ، كلاهُما : زَرَعَها.
* والبَذْرُ ، والبُذَارَةُ : النَّسْلُ.
__________________
* وبَذَرَ الشَّىْءَ
بَذْرًا : فَرَّقَه.
* وبَذَرَ اللهُ الخَلْقَ بَذْرًا : بَثَّهُمْ وفَرَّقَهُم.
* وتَفَرَّق
القَوْمُ شَذَرَ بَذَرَ ، وشِذَرَ
بِذَرَ : أى فى كُلِّ
وَجْهٍ.
* وبُذُرَّى ، فُعُلَّى من ذلِكَ. وقِيلَ : من البَذْرِ الَّذِى هو الزَّرْعُ ، وهو راجِعٌ إلى التَّفْرِيق.
* والبُذُرَّى : الباطِلُ ، عن السِّيرافِىِّ.
* وبَذَّرَ مالَه : أَفْسَدَه ، وأَنْفَقَه فى السَّرَفِ.
* وكُلُّ ما
فَرَّقْتَه ، وأَفْسَدْتَه فقَدْ
بَذَّرْتَه.
* وفيهِ بَذارَّةٌ ، مُشَدَّدَةَ الرّاءِ. وبَذَارَةٌ ، مُخَفَّفَة الرّاءِ : أى تَبْذِيرٌ ، كِلاهما عن اللِّحْيانِىِّ.
* وقَوْلُ
المُتَنَخِّلِ يصفُ سَحابًا :
مُسْتَبْذِرًا
يزْعَبُ قَيْدامُه
|
|
يَرْمِى
بعُمِّ السَّمُرِ الأَطْوَلِ
|
فسَّرَه
السُّكَّرِىُّ فقالَ : مُسْتَبْذِرًا : يُفَرِّقُ الماءَ.
* ورَجُلٌ تِبْذارَةٌ : يُبَذِّرُ مالَه.
* و [ورَجُلٌ] بَذُورٌ ، وبَذِيرٌ : لا يَكْتُم سِرّا. والجمعُ : بُذُرٌ.
* وبُذَارَةُ : الطَّعامِ : نَزَلُه ورَيْعُه. هذِه عن
اللِّحْيانِىِّ.
* ولَوْ بَذَّرْتَ فُلانًا لوَجَدْتَه رَجُلاً : أى لو جَرَّبْتَه ، هذه عن
أَبِى حَنِيفَةَ.
* وكَثِيرٌ
بَثِيرٌ ، وبَذِيرٌ : إِتْباعٌ.
* ورَجُلٌ
هُذَرَةٌ بُذَرَةٌ ، وهَيْذارَةٌ
بَيْذَارَةٌ : كَثِيرُ
الكَلامِ.
* وبَذِرَ بَذَرًا ، فهو
بَذِرٌ : كَثُر
كَلامُه.
* وبَيْذَرٌ : اسمٌ. قال ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْسِبُه من كثرةِ
الكَلامِ.
* وبَذَّرٌ : موضِعٌ. وقِيلَ : ماءٌ مَعْرُوفٌ. قالَ :
سَقَى اللهُ
أَمْواهًا عَرَفْتُ مَكانَها
|
|
جُرابًا
ومَلْكُومًا ، وبَذَّرَ ، والغَمْرَا
|
مقلوبه : ر ب ذ
* الرَّبَذُ : خِفَّةُ اليَدِ والرِّجْلِ فى العَمَلِ والمَشْىِ رَبِذَ رَبَذًا ، فهو
رَبِذٌ.
* والرَّبَذَةُ ، والرِّبْذَةُ : العِهْنَةُ تُعَلَّقُ فى أُذُنِ الشّاةِ أو البَعِيرِ
والنّاقَةِ. الأُولَى عن كُراعٍ.
__________________
قالَ :
وجَمْعُها رَبَذٌ. وعِنْدى أَنَّه اسمٌ للجَمْعِ ، كما حكاهُ سِيبَوَيْهِ
مِن حَلَقٍ فى جَمْعِ حَلَقَةٍ.
* والرَّبَذَةُ : الخِرْقَةُ يُهْنَأُ بها. تميمية.
وقِيلَ : هى
الصُّوفَةُ يُهْنَأُ بها.
* والرِّبْذَةُ : خِرْقَةُ الحائِضِ ، وخِرْقَةُ الصّائِغ التى يَجْلُو
بِها.
* وكُلُّ
شَىْءٍ قَذِرٍ : رِبْذَةٌ.
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : إنّما أَنْتَ رِبْذَةٌ مِن الرِّبَذِ ، أى : مُنْتِنٌ لا خَيْرَ فِيكَ.
وقالَ
بَعْضُهُم : رَجُلٌ رِبْذَةٌ : لا خَيْرَ فِيه ، ولم يَذْكُر النَّتْنَ.
* والرِّبْذَةُ : صِمامَةُ القارُورَة.
* وجمعُ ذلك
كُلِّه : رِبَذٌ ، ورِباذٌ.
* وبَيْنَهُم رَباذِيَةٌ : أى شَرٌّ. قالَ :
وكانَتْ بينَ
آلِ بَنِى أُبَّىٍ
|
|
رَباذِيَةٌ
فأَطْفَأَها زِيادُ
|
* وجاءَ رَبِذَ العِنانِ : أَى مُنْفَرِدًا ، مُنْهَزِمًا ، عن ابنِ
الأَعْرابِىِّ.
وقَوْلُ هِشامٍ
المَرَئىِّ :
تَرَدَّدُ فى
الدِّيارِ تَسُوقُ نابًا
|
|
لَها حَقَبٌ
تَلَبَّسَ بالبِطانِ
|
ولَمْ تَرْمِ
ابنَ دارَةَ عن تَمِيمٍ
|
|
غَداةَ
تَرَكْتَه رَبِذَ العِنانِ
|
فَسَّرَه فقالَ
: تَرَكْتَه خالِيًا مِن الهِجاءِ. يَقُولُ : إنَّما عَمَلُكَ أَنْ تَبْكى فى
الدِّيارِ ، ولا تَذُبَّ عن نَفْسِك.
* والرَّبَذَةُ : موضعٌ. [به قبرُ أبى ذرٍّ الغِفارِىِّ ـ رَضِىَ اللهُ
تعالى عنه ـ].
وقال أبو
حَنِيفَةَ : الرَّبَذِىُ : الوَتَرُ. يُقالُ له ذلكَ ، وإنْ لم يُصْنَعْ بالرَّبَذَةِ قال : والأَصْلُ : ما عُمِلَ بها ، وأَنْشَدَ لعُبَيْدِ
بنِ أَيُّوبَ ، وهو من لُصُوصِ العَرَبِ :
أَلَمْ
تَرَنِى حالَفْتُ صَفْراءَ نَبْعَة
|
|
لَها
رَبَذِىٌ لم تُفَلَّلْ مَعابِلُه؟
|
* والرَّبَذِيَّةُ : الأَصْبَحِيَّةُ من السِّياطِ.
__________________
الذال والراء والميم
ذ م ر
* ذَمَرَه يَذْمُرُه ذَمْرًا : لامَه ، وحَضَّه.
* وتَذَمَّرَ هُو : لامَ نَفْسَه. جاءَ مُطاوِعُه عَلَى غيرِ
الفِعْلِ.
* وسَمِعْتُ له
تَذَمُّرًا : أى تَغَضُّبًا.
* والذِّمارُ : ما يَلْزَمُكَ حِفْظُه ، وحِياطَتُه ، وحِمايَتُه.
* وتَذامَرَ القَوْمُ فى الحَرْبِ : تَحاضُّوا.
* ورَجُلٌ ذَمِرٌ ، وذِمْرٌ ، وَذِمِرٌّ ؛ وذَمِيرٌ : شُجاعٌ.
وقِيلَ :
شُجاعٌ مُنْكَرٌ.
وقِيلَ : هو
الظَّرِيفُ اللَّبِيبُ ، المِعْوانُ.
* فجَمْعُ الذَّمِرِ ، والذِّمْرِ ، والذَّمِير ـ أَذْمارٌ.
* وجمع الذِّمِرِّ : ذِمِرُّونَ.
* والاسمُ : الذَّمارَةُ.
* والمُذَمَّرُ : القَفَا.
وقِيل : هُما
عَظْمانِ فى أَصْلِ القَفَا.
وقِيلَ : هو
الذِّفْرَى.
وقِيلَ :
الكاهِلُ.
* وذَمَرَه يَذْمُرُه ، وذَمَّرَه
: لَمَسَ مُذَمَّرَه.
* والمُذَمِّرُ : الذى يُدْخِلُ يَدَه فى حَياءِ النّاقَةِ ، ليَنْظُرَ
أَذَكَرٌ جَنِينُها أَم أُنْثَى ، سُمِّىَ بذلك لأَنَّه يَلْمِسُ مُذَمَّرَه ، فيعرِفُ ما هُوَ.
قال الكُمَيْتُ
:
وقالَ
المُذَمِّرُ للنّاتِجِين
|
|
(م) مَتَى ذُمِّرَتْ قَبْلِىَ الأَرْجُلُ
|
وهذا مَثَلٌ ؛
لأَنَ التَّذْمِيرَ لا يكُونُ إلا فِى الرَّأْسِ. وذلِكَ أَنَّه يَلْمِسُ
لَحْيَى الجَنِينِ ، فإن كانَا غَلِيظَيْنِ كانَ فَحْلاً ، وإنْ كانَا رَقِيقَيْنِ
كانَ ناقةً. فإذا
ذُمِّرَت الرِّجْلُ
فالأَمْرُ مُنْقَلِبٌ.
__________________
* وذِمار : مَدِينَةٌ باليَمَنِ. ووُجِدَ فى أَساسِها ، لما
هَدَمَتْها قُرَيْشٌ فى الجاهِلِيَّة ، حَجَرٌ مكتوبٌ فيه بالمُسْنَدِ : « لَمنْ
مُلْكُ ذَمار؟ للحَبَشَةِ الأَشْرَار؟ لمن مُلْكُ ذمار؟ لفَارِسِ الأَحْرار. لَمنْ مُلْكُ ذمار؟ لقُرَيْشٍ التُّجار ».
* وذَوْمَرٌ : اسمٌ.
مقلوبه : ر ذ م
* رَذَمَ أَنْفُه يَرْذِمُ
ويَرْذُمُ رَذْمًا ، ورَذَمانًا : قَطَرَ.
قالَ كَعْبُ
بنُ زُهَيْرٍ :
ما لِىَ
مِنها إِذا ما أَزْمَةٌ أَزَمَتْ
|
|
ومن أُوَيْسٍ
إِذا ما أَنْفُه رَذَمَا
|
* وناقَةٌ راذِمٌ : إذا دَفَعَتْ باللَّبَنِ.
* والرَّذُومُ : السائلُ من كُلِّ شَىْءٍ.
* وقَصْعَةٌ رَذُومٌ : مَلأَى ، تَصَبَّبَتْ جَوانِبُها. والجَمْعُ رُذُمٌ.
قالَ أُمَيَّةُ
بن أَبِى الصَّلْتِ يَمْدَحُ عبدَ اللهِ بنَ جُدْعان :
له داعٍ
بمَكَّةَ مُشْمَعِلٌ
|
|
وآخرُ فوقَ
دارَتِه يُنادِى
|
إلى رُذُمٍ
من الشِّيزَى مِلاءٍ
|
|
لُبابَ
البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ
|
* وقد رَذِمَتْ رَذَمًا ، وأَرْذَمَتْ. وقولُه :
أَعْنِى ابنَ
لَيْلَى عَبْدَ العَزِيزِ ببَا
|
|
(م) بِ الْيُونَ تَغْدُو جِفانُه رَذَمَا
|
كَذَا رَواهُ
الأَصْمَعِىّ ، سَمّاها بالمَصْدَرِ ، ورواه غيره « رُذُمًا » جمع رَذُومٍ.
* وكِسْرٌ رَذُومٌ : يسيلُ وَدَكُه. قال :
وعاذِلَةٍ
هَبَّتْ بلَيْلٍ تَلُومُنِى
|
|
وفى كَفِّها
كِسْرٌ أَبَحُ رَذُومُ
|
وقد تَقَدَّم.
* والرَّذْمُ ، والرُّذامُ
: الفَسْلُ.
__________________
مقلوبه : م ذ ر
* مَذِرَت البَيْضَةُ
مَذَرًا ، فهى مَذِرَةٌ : فَسَدَتْ.
* وأَمْذَرَتْها الدَّجاجَةُ.
* وامْرَأَةٌ مَذِرَةٌ : قَذِرَةٌ ، رائِحَتُها كرائِحةِ البَيْضَةِ المَذِرَةِ.
* ومَذِرَتْ نَفْسُه ، ومَعِدَتُه ، مَذَرًا ، وتَمَذَّرَتْ
: خبُثَتْ.
قالَ شَوّالُ
بنُ نُعَيْمٍ :
فتَمَذَّرَتْ
نَفْسِى لذاكَ ولم أَزَلْ
|
|
مَذِلاً
نَهارِى كُلَّه حَتّى الأُصُلْ
|
* وذَهَبَ القَوْمُ شَذَرَ مَذَرَ ، وشِذَرَ
مِذَرَ :
مُتَفَرِّقِين.
* ورَجُلٌ
هَذِرٌ مَذِرٌ : إِتباعٌ.
الذال واللام والنون
ن ذ ل
* النَّذْلُ ، والنَّذِيلُ
من النّاسِ : الخسِيسُ
المُحْتَقَرُ فى جَمِيع أَحْوالِه.
* والجَمْعُ : أَنْذالٌ ، ونُذُولٌ
، ونُذَلاءُ.
* وقد نَذُلَ نَذالَةً ، ونُذُولَةً.
الذال واللام والفاء
ذ ل ف
* الذَّلَفُ : قِصَرُ الأَنْفِ ، وصِغَرُه.
وقِيلَ :
قِصَرُ القَصَبَةِ ، وصِغَرُ الأَرْنَبَةِ.
وقيل : هو
كالخَنَسِ.
وقيل : هو
غِلَظٌ واستواءٌ فى طَرَفِ الأَرْنَبَةِ.
وقِيلَ : هُو
كالهَزْمَةِ فيهِ ، ليس بحَدٍّ غَلِيظٍ. وهو يَعْتَرِى المَلاحَةَ.
وقِيلَ : هُوَ
قِصَرٌ فى الأَرْنَبَةِ ، واسْتِواءٌ فى القَصَبَةِ من غَيْرِ نُتوءٍ.
ذَلِفَ
ذَلَفًا.
* والذَّلَفُ : كالدَّكِّ من الرِّمالِ : وهُو ما سَهُلَ منه
وانْدَكَّ. عن أَبِى حَنِيفَةَ.
__________________
مقلوبه : ذ ف ل
* الذَّفْلُ ، والذِّفْلُ
: القَطِرانُ
الرَّقِيقُ الذى قَبْلَ الخَضْخاضِ.
مقلوبه : ف ل ذ
* فَلَذَ لَه مِنْ مالِه يَفْلِذُ
فَلْذًا : أَعْطاهُ
منه دَفْعَةً.
وقِيلَ : هو
العَطاءُ بلا تأْخِيرٍ ، ولا عِدَةٍ.
وقِيلَ : هو
أَنْ يُكْثِرَ له مِن العَطاءِ.
* والفِلْذُ : كَبِدُ البَعِيرِ.
والجَمْعُ : أَفْلاذٌ.
* والفِلْذَةُ : القِطْعَةُ من الكَبِدِ والذَّهَبِ ، والفِضَّةِ.
والجمعُ : أَفْلاذٌ ، على طَرْحِ الزّائد. وعَسَى أن يكونَ الفِلْذُ لُغَةً فى هذا ، فيكونَ الجَمْعُ على وَجْهِه وفى
الحَديثِ : « تُلْقِى الأَرْضُ بأَفْلاذِها » .
أى بكُنُوزِها
وأَمْوالِها.
* والفِلْذَةُ من اللَّحْم : ما قُطِعَ طُولاً.
* والفُولَاذُ ، والفَالُوذُ : الذُّكْرَةُ من الحَدِيدِ ، تُزادُ فى الحَدِيدَةِ.
* والفالُوذُ : من الحَلْوَى : فارِسِىٌّ.
الذال واللام والباء
ذ ب ل
* ذَبَلَ النَّباتُ والغُصْنُ والإنْسانُ ، يَذْبُلُ ذَبْلاً ، وذُبُولاً : دَقَّ بعد الرِّىِّ.
* وقَنًا ذابلٌ : دَقِيقٌ ، لاصِقُ اللِّيطِ.
* والجَمْعُ : ذُبَّلٌ ، وذُبُلٌ.
* والتَّذَبُّلُ ، من مَشْىِ النِّساءِ : إذا مَشَتْ مِشْيَةَ الرِّجالِ
، وكانَت دَقِيقَةً.
* ومالَه ذَبَلَ ذَبْلُه؟! : أى : أَصْلُه. وهُوَ من ذُبُولِ الشَّىْءِ : أى ذَبَلَ
جِسمُه ، ولَحْمُه.
وقِيلَ :
مَعْناه : بَطَلَ نِكاحُه. قال كثِيرُ بنُ الغُرَيْزَة :
طِعانَ
الكُماةِ ورَكْضَ الجِيا
|
|
دِ وقَوْلَ
الحَواضِنِ ذَبْلاً ذَبِيلَا
|
ويُرْوَى : «
دِبْلا دَبِيلاً » دُعاءٌ عليه.
__________________
* ويُقالُ :
ذَبْلاً ذابِلاً ، كما تَقُول : ثُكْلاً ثاكِلاً.
* والذَّبْلَةُ : البَعْرَةُ ؛ لذُبُولِها.
* والذَّبْلَةُ : الرِّيحُ المُذْبِلَةُ. قال ذُو الرُّمَّةِ :
دِيارٌ
مَحَتْها بَعْدَنَا كُلُ ذَبْلَةٍ
|
|
دَرُوجٍ
وأخرى تُهْذِبُ الماءَ ساجِمُ
|
* والذُّبَالَةُ : الفَتِيلَةُ الَّتِى تُسْرَجُ.
والجمع : ذُبالٌ ؛ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ :
بِتْنَا
بتَدْوِرَةٍ يُضِىءُ وُجُوهَنا
|
|
دَسَمُ
السَّلِيطِ يُضِىءُ فوقَ ذُبالِ
|
* والذَّبْلُ
: جِلْدُ
السُّلَحْفاةِ البَرِّيَّةِ ، وقِيلَ : البَحْرِيَّةِ.
وقيلَ : الذَّبْلُ : عِظامُ ظَهْرِ دابَّةٍ من دَوابِّ البَحْرِ ،
يَتَّخِذُ منه النِّساءُ أَسْوِرَةً. قالَ جَرِيرٌ :
تَرَى
العَبَسَ الحَوْلِىَّ جَوْنًا بكُوعِها
|
|
لَهَا مَسَكٌ
من غَيْرِ عاجٍ ولا ذَبْلِ
|
ويُرْوَى : «
جَوْنًا بسُوقِها ». وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
*تَقُولُ ذاتُ الذَّبَلاتِ جَيْهَلُ*
فجَمَعَ لذَّبْلَ بالأَلِف والتّاءِ.
ورَواهُ ابنُ
الأَعْرابِىِّ : « ذاتُ الرَّبَلاتِ ».
* والذَّبْلُ : جَبَلٌ. حكاهُ أَبو حَنِيفَةَ ، وأَنْشَدَ :
عَقِيلَةُ
إِجْلٍ تَنْتَمِى طَرِفاتُها
|
|
إلى مُؤْنِقٍ
من جَنْبَةِ الذَّبْلِ راهِنِ
|
مقلوبه : ل ذ ب
* لَذَبَ بالمكانِ لُذُوبًا ، ولاذَبَ
: أَقامَ.
قالَ ابنُ
دُرَيْدٍ : ولا أَدْرِى ما صِحَّتُه.
__________________
مقلوبه : ب ذ ل
* البَذْلُ : ضِدُّ المَنْعِ.
* بَذَلَه يَبْذُلُه ، ويَبْذِلُه
بَذْلاً.
* وكُلُّ مَنْ
طابَتْ نَفْسُه بشىءٍ فهُوَ
باذِلٌ لَه.
* والابْتِذالُ : ضِدُّ الصِّيانَةِ.
* والبِذْلَةُ والمِبْذَلَةُ ، من الثِّيابِ : ما لا يُصانُ.
* واسْتَعارَ
ابنُ جِنِّى البِذْلَةَ فى الشِّعْرِ ، فقالَ : الرَّجَزُ إنّما يُسْتعانُ بهِ
فى البِذْلَةِ ، وعِنْدَ الاعْتِمالِ ، والحُداءِ ، والمِهْنَة ، أَلا
تَرَى إلى قَوْلِه :
لو قَدْ
حَداهُنَّ أَبُو الجُودِىِ
|
|
برَجَزٍ
مُسْحَنْفِرِ الرَّوِىِ
|
مُسْتَوِياتٍ كنَوَى
البَرْنِىِ
|
* والمِبْذَلُ
، والمِبْذَلَةُ : الثَّوْبُ الخَلَقُ.
* والمُتَبَذِّلُ : لابِسُه.
* والمُتَبَذِّلُ ، والمُبْتَذِلُ
من الرِّجالِ :
الَّذِى يَلِى عَمَلَ نَفْسِه. قالَ :
وفاءً
للخَلِيفَةِ وابْتِذالا
|
|
لِنَفْسِى
مِن أَخِى ثِقَةٍ كَرِيمِ
|
* وبَذّالٌ
: اسمٌ.
* ومَبْذُولٌ : شاعِرٌ مِن غَنِىٍّ.
الذال واللام والميم
ذ م ل
* الذَّمِيلُ : السَّيْرُ اللَّيِّنُ ما كانَ.
وقِيلَ : هو
فَوْقَ العَنَقِ.
* ذَمَلَ يَذْمُلُ ويَذْمِلُ ذَمْلاً وذُمُولاً ، وذَمِيلاً. وذَمَلانًا.
* وهى ناقَةٌ ذَمُولٌ ، من نُوقٍ ذُمُلٍ.
* وذامِلٌ ، وذَمِيلٌ
: اسْمانِ.
__________________
مقلوبه : ل ذ م
* لَذِمَ بالمكانِ ، وأَلْذَمَ
: ثَبَتَ وأَقامَ.
* ورَجُلٌ لُذَمَةٌ : لازِمٌ للبَيْتِ. يَطَّرِدُ عَلَى هذا بابٌ ، فِيما
زَعَمَ ابنُ دُرَيْدٍ فى كِتابِه المَوْسُوم بالجَمْهَرةِ ؛ وهو عِنْدِى
مَوْقُوفٌ.
ويُقالُ
للأَرْنَبِ : « حُذَمَةٌ
لُذَمَةٌ ، تَسْبِقُ
الجَمْعَ بالأَكَمَة ». فحُذَمَةٌ : حَدِيدَةٌ ، ولُذَمَةٌ : ثابِتَةُ العَدْوِ ، لازِمَةٌ له. وقيلَ : إِتْباعٌ.
* ولَذِمَ بالشَّىء
لَذَمًا : لَهِجَ [به].
* وأَلْذَمَه إيّاه ، وبهِ [أَلْهَجَه به].
* ورَجُلٌ لَذُومٌ ، ولَذِمٌ
، ومِلْذَمٌ : مُولَعٌ بالشَّىْءِ. قالَ :
*قَصْرَ عَزِيزٍ بالأَكالِ مِلْذَمِ*
ويُقالُ
للشُّجاعِ : مِلْذَمٌ ؛ لعَلَثِه بالقِتالِ ، وللذِّئبِ مِلْذَمٌ لعَلَثِه بالفَرْسِ.
* ولَذِمَ به لَذَمًا : عَلِقَهُ. عن ابنِ الأَعْرابِىِّ.
وأمّا ما
أَنْشَدَه من قولِ الشاعِرِ :
زَعَمَ ابنُ
سَيِّئَةِ البَنانِ بأَنَّنى
|
|
لَذِمٌ لآخُذَ
أَرْبعًا بالأَشْقَرِ
|
فقَدْ يَكونُ
العَلِقُ ، وعَلَى العَلِقِ اسْتَشْهَدَ به ابنُ الأَعْرابِىِّ.
وقد يَكُونُ
اللهِجُ الحَرِيصُ. والمَعْنَيانِ مُتَقارِبانِ.
مقلوبه : م ذ ل
* المَذَلُ : الضَّجَرُ والقَلَقُ.
* مَذِلَ مَذَلاً ، فهو
مَذِلٌ. والأُنْثَى مَذِلَةٌ.
* ومَذِلَ بسِرِّه مَذَلاً ، ومِذالاً ، فهو
مَذِلٌ ، ومَذِيلٌ ، ومَذَلَ
يَمْذُل : كِلاهُما :
قَلِقَ بسِرِّه ، فأَفْشاهُ.
* ومَذِلَتْ نَفْسُه بالشىءِ
مَذَلاً ، ومَذُلَتْ مَذالَةً : طابَتْ ، وسَمَحَتْ.
* ورَجُلٌ مَذِلُ النَّفْسِ ، والكَفِّ ، واليَدِ : سَمْحٌ.
* ومَذِلَ بمالِه : سَمَحَ. وكذلك مَذِلَ
بنَفْسِه ، وعِرْضِه.
قال :
__________________
مَذِلٌ
بمُهْجَتِه إِذا ما كَذَّبَتْ
|
|
خَوْفَ
المَنِيَّةِ أَنْفُسُ الأَنْجادِ
|
وقالت
امْرَأَةٌ من عَبْدِ القَيْسِ تَعِظُ ابْنَها :
وعِرْضَكَ لا
تَمْذَلْ بعِرْضِكَ إِنِّنِى
|
|
وَجَدْتُ
مُضِيعَ العِرْضِ تُلْحَى طَبائِعُهْ
|
* ومَذِلَ
على فِراشِه مَذَلاً ،
فهو مَذِلٌ ، ومَذُلَ
مَذالَةً ، فهو مَذِيلٌ كلاهما : لَمْ يَسْتَقِرَّ عليهِ من ضَعْفٍ ، ومَرَضٍ.
* ورِجالٌ مَذْلَى : لا يَطْمَئِنُّونَ. جاءُوا به عَلَى فَعْلَى ، لأَنَّه
قَلَقٌ ، ويَدُلُّ على عامَّةِ ما ذَهَبَ إليه سيبَوَيْهِ فى هذا الضَّرْبِ من
الجَمْعِ.
* والمُذْلَةُ : النُّكْتَةُ فى الصَّخْرةِ ، ونَواةِ التَّمْرَةِ.
* ومَذِلَتْ رِجْلُه مَذَلاً ، وأَمْذَلَت
: خَدِرَتْ.
* وكُلُّ
خَدَرٍ ، أو فَتْرَةٍ : مَذَلٌ
، وامْذِلالٌ.
وقَوْلُه :
وإِنْ
مَذِلَتْ رِجْلِى دَعَوْتُكِ أَشْتَفِى
|
|
بذِكْراكِ من
مَذْلٍ لها فيَهُونُ
|
إِمّا أَنْ
يكونَ أرادَ مَذَلاً ، فسَكَّنَ للضَّرُورَةِ ، وإمّا أن تكونَ لُغةً.
* ورَجُلٌ مِذْلٌ : خَفِىُّ الجِسْمِ ، قَلِيلُ اللَّحْمِ. والدّالُ
لُغَةٌ ، وقد تَقَدَّم. والمَذِيلُ
: الحَدِيدُ
اللَّيِّنُ الَّذِى يُسَمَّى بالفارِسِيَّة نَرْم آهَنْ.
مقلوبه : م ل ذ
* مَلَذَه يَمْلُذُه مَلْذًا : أَرْضاهُ بكَلام لا فِعْلَ مَعَه.
قالَ أَبُو
إِسحاقَ : الذّالُ فِيها بَدَلٌ من الثّاءِ.
* ورَجُلٌ مَلاذٌ ، ومِلْوَذٌ ، ومَلَذانٌ
ومَلَذانِىٌ : مُتَصَنِّعٌ
، كَذُوبٌ ، لا يصِحُّ وُدُّه.
وقِيلَ : هو
الكَذّابُ الَّذِى لا يَصْدُق أَثَرُه ، يَكْذِبُك من أَيْنَ جاءَ.
* ومَلَذَ الفَرَسُ يَمْلُذُ
مَلْذًا : وهو أَنْ
يَمُدَّ ضَبْعَيْهِ حَتَّى لا يَجِدَ مَزِيدًا للّحاقِ فى غيرِ اخْتِلاطٍ.
وقيل : المَلْذُ : السرعة فى المَجِىءِ [والذَّهابِ].
__________________
* وذِئْبٌ
مَلاذٌ : خَفِىٌّ ، خَفِيفٌ.
مقلوبه : ل م ذ
* لَمَذَ : لُغَةٌ فى لَمَجَ.
الذال والنون والفاء
ن ف ذ
* النَّفاذُ : جَوازُ الشَّىْءِ ، والخُلُوصُ منه.
* نَفَذَ يَنْفُذُ نَفاذًا ، ونُفُوذًا.
* ورَجُلٌ نافِذٌ ، ونَفُوذٌ ، ونَفّاذٌ : ماضٍ فى جَميعِ أُمُورِه.
* ونَفَذَ السَّهْمُ الرَّمِيَّةَ ، ونَفَذَ فِيها ، يَنْفُذُها
نَفْذًا ، ونَفَاذًا : خالَطَ جَوْفَها ثُمّ خَرَجَ طَرَفُه من الشِّقِّ
الآخَرِ ، وسائرُهُ فيه.
* وطَعْنَةٌ نافِذَةٌ : مُنْتَظِمَةٌ للشِّقَّيْنِ.
والنَّفاذُ عند الأَخْفَشِ : حَرَكَةُ هاءِ الوَصْلِ الّتِى تكونُ
للإضْمارِ ، ولم يَتَحَرَّكْ مِن حُروفِ الوَصْلِ غيرُها ، نحو فَتْحَةِ الهاءِ من
قَوْلِه :
*رَحَلَتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أَحْمالَهَا*
وكَسْرَةُ هاءِ
:
*تَجَرُّدَ المَجْنُونِ من كِسائِهِ*
وضَمَّةُ هاءِ
:
*وبَلَدٍ عامِيَةٍ أَعْماؤُهُ*
سُمِّى بذلك ؛
لأَنَّهُ أَنْفَذَ حَرَكَةَ هاءِ الوَصْلِ إلى حَرْفِ الخُروجِ. وقد
دَلَّت الدَّلالَةُ على أَنَّ حركَةَ هاءِ الوَصْلِ لَيْسَ لها قُوَةٌ فى القِياس
من قِبَلِ أَنَّ حروفَ الوَصْلِ المُتَمكِّنَةَ فيه ـ الِّتِى هى الهاءُ ـ مَحْمُولَةٌ
فى الوصلِ عليها ، وهى الأَلِفُ ، والياءُ ، والواوُ ، لا يَكُنْ فى الوَصْلِ إِلا
سواكِنَ ، فلما تَحرَّكَت هاءُ الوَصْلِ شابَهت بذلك حَرْفَ الرَّوِىِّ ،
وتَنَزَّلَت حُروفُ الخُرُوجِ
__________________
من هاءِ الوَصْلِ قَبْلَها منزلةَ حُروفِ الوَصْلِ من حَرْفِ الرَّوِىِّ
قَبْلَها ، فكَما سُمِّيَتْ حركةُ الرَّوِىِّ مَجْرى ـ لأَنَّ الصوتَ جَرَى فِيها
حتى اسْتَطالَ بحروفِ الوَصْلِ ، وتمكَّنَ بها اللِّينُ ـ كذلِكَ سُمِّيَت حركةُ
هاءِ الوَصْلِ نَفاذًا ؛ لأَنَّ الصوتَ نَفَذَ فيها إلى الخُرُوج حَتَّى استطالَ بها ، وتمكَّنَ المَدُّ
فيها.
* ونُفُوذُ الشَّىْءِ إلى الشَّىْءِ نحوٌ ـ فى المَعْنَى ـ من
جَرَيانِه نحوه.
فإن قُلْتَ :
فَهَلا سُمِّيَت لذلِك نُفُوذًا ، لا
نَفاذًا؟
قيلَ : أَصْلُه
(ن ف ذ) ومَعْنَى تَصَرُّفِها مَوْجُودٌ فى النَّفاذِ والنُّفُوذِ جَميعًا ، ألا تَرَى أَنَ النَّفاذَ هو الحِدَّةُ والمَضاءُ ، والنُّفُوذَ هو القَطْعُ والسُّلُوك؟ فقد تَرَى المعْنَيين
مُقْتَربَيْنِ ، إِلا أَنَ النَّفاذَ كان هُنا بالاسْتِعْمالِ أَوْلَى ، أَلَا تَرَى أَنَّ
أَبا الحَسَن الأَخْفَشَ سَمَّى ما هُو نَحوُ هذه الحَركةِ تَعَدِّيًا ، وهُو
حَرَكةُ الهاءِ فى نَحْوِ قَوْلِه :
*قَرِيبَةٍ نُدْوَتُه مِنْ مَحْمَضِهى*
والنَّفاذُ ، والحِدَّةُ ، والمَضَاءُ ـ كُلُّه ، أَدْنَى إلى
التَّعَدِّى ، والغُلُوِّ من الجَرَيانِ والسُّلُوكِ ؛ لأَنَّ كُلَّ مُتَعَدٍّ
مُتَجاوِزٌ وسالِكٌ. فهو جارٍ إلى مَدًى مَا ، وليسَ كُلُّ جارٍ إلى مَدًى
مُتَعَدِّيًا. فلمّا لم يَكُنْ فى القِياسِ تَحْريكُ هاءِ الوَصْلِ سُمِّيَتْ
حَرَكَتُها نَفاذًا ؛ لقُرْبِه من مَعْنَى الإفْراطِ والحِدَّةِ. ولما كانَ
القِياسُ فى الرَّوِىِّ أَن يكونَ مُتَحَرِّكًا سُمِّيَت حَرَكَتُه المَجْرَى ؛
لأَنَّ ذلك ـ على ما بَيَّنّا ـ أَخْفَضُ رُتْبَةً من النَّفاذِ المَوْجُودِ فيه مَعْنَى الحِدَّةِ والمَضاءِ المُقاربِ
للتَّعَدِّى ، والإفْراطِ ، فلذلكَ اخْتِيرَ لحَرَكَة الرَّوِىِّ المَجْرَى ،
ولحَرَكَةِ هاءِ الوَصْلِ النَّفاذُ. وكما أَنَّ الوَصْلَ دونَ الخُرُوجِ فى المَعْنَى ـ لأَنَّ
الوَصْلَ معناه المُقارَبةُ والاقتصادُ ، والخُرُوجَ فيه مَعْنَى التَّجاوُزِ
والإفراطِ ـ كذلك الحَرَكَتان المُؤَدِّيَتانِ أيضًا إلى هذين الحَرْفَيْنِ بينهما
من التَّفاوُتِ ما بَيْنَ الحَرْفينِ الحادِثَيْنِ عنهما. أَلا تَرَى
اسْتِعْمالَهم (ن ف ذ) بحيثُ الإفْراطُ والمُبالَغَةُ؟
* وأَنْفَذَ الأَمْرَ : قَضاهُ.
* والنَّفَذُ : اسمُ الإنْفاذِ.
* وأَمَرَ بنَفَذِه : أى بإِنْفاذِه.
* ونَفَذَهُم البَصَرُ ، وأَنْفَذَهم
: جاوَزَهُم.
* وأَنْفَذَ القَوْمَ : صارَ بَيْنَهم.
* ونَفَذَهُم : جاوَزَهُم ، وتَخَلَّفَهُم. لا يُخَصُّ به قومٌ دونَ
قَوْمٍ.
* وطَرِيقٌ نافِذٌ : سالِكٌ.
* وقد نَفَذَ إلى مَوْضِعِ كَذَا
يَنْفُذُ.
* وفِيه مَنْفَذٌ للقومِ ، أَى مَجازٌ.
* وأَمْرٌ نَفِيذٌ : مُوَطَّأٌ.
* والمُنْتَفَذُ : السَّعَةُ.
مقلوبه : ف ن ذ
* الفانِيذُ : ضَرْبٌ من الحَلْواءِ ، فارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ.
الذال والنون والباء
ذ ن ب
* الذَّنْبُ : الإثْمُ ، والجَمْعُ : ذُنُوبٌ.
* وذُنُوباتٌ : جَمْعُ الجَمْعِ.
وقد أَذْنَبَ.
وقولُه تَعالَى
ـ فِى مُناجاةِ مُوسَى له ـ (وَلَهُمْ عَلَيَ
ذَنْبٌ) [الشعراء : ١٤]. عَنَى بالذَّنْبِ
قَتْلَ الرَّجُلِ الَّذِى
وَكَزَه (مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ) ، وكانَ ذَلكَ الرَّجُلُ من آلِ فِرْعَوْنَ.
* والذَّنَبُ : مَعْرُوف ، والجَمْعُ : أَذْنابٌ.
* وذَنَبُ الفَرَسِ : نَجْمٌ على شَكْلِ ذَنَبِ الفَرَسِ.
* وذَنَبُ الثَّعْلَبِ : نَبْتَةٌ على شَكْلِ ذَنَبِ الثَّعْلَبِ.
* والذُّنابَى : الذَّنَبُ.
وقِيلَ : الذُّنابَى : مَنْبِتُ الذَّنَبِ.
* وذُنابَى الطّائِرِ : ذَنَبُه.
* والذُّنُبَّى ، والذِّنِبَّى
: الذَّنَبُ. عن الهَجَرِىِّ ، وأَنْشَدَ :
يُبَشِّرُنِى
بالبَيْنِ من أُمِّ سالِمٍ
|
|
أَحَمُ
الذُّنُبَّى خُطَّ بالنِّقْسِ حاجِبُه
|
ويُرْوَى : « الذِّنِبَّى ».
__________________
* وأَذْنابُ النّاسِ ، وذَنَباتُهم
: أَتْباعُهُم
وسِفْلَتُهم ، على المَثَلِ : قال :
وتَساقَطَ
التّنْوَاطُ والذَّ (م)
|
|
نَباتُ إذْ
جُهِدَ الفِضاحُ
|
* وأَذْنابُ
الأُمُورِ : مآخِيرُها
، عَلَى المَثَلِ أيضًا.
* وأَذْنابُ الخَيْلِ : عُشْبَةٌ تَجْمُدُ عُصارَتُها. على
التَّشْبِيه.
* وذَنَبَه يَذْنُبُه ، ويَذْنِبُه
، واسْتَذْنَبَه : تَلا
ذَنَبَه ، فلم يُفارِقْ
أَثَرَه.
قالَ :
*شَدَّ الأَجِيرِ اسْتَذْنَبَ الرَّواحِلَا*
* والذَّنُوبُ : الفَرَسُ الوافِرُ
الذَّنَبِ.
* ويَوْمٌ ذَنُوبٌ : طَوِيلُ الشَّرِّ ، لا يَنْقَضِى ، كأَنَّه طَوِيلُ الذَّنَبِ.
* ورَجُلٌ
وَقَاحُ الذَّنَبِ : صَبُورٌ على الرُّكُوبِ.
وقَوْلُهم : «
عُقَيْلٌ طَوِيلَةُ
الذَّنَبِ ». لم يُفَسِّرْه
ابنُ الأَعْرابِىِّ. وعِندى أَنَّ مَعْناهُ أَنَّها كَثِيرَةُ ركُوبِ الخَيْلِ.
* وحَدِيثٌ
طَوِيلُ الذَّنَبِ : لا يَكادُ يَنْقَضِى. عَلَى المَثَلِ أيضًا.
* والذِّنابُ : خَيْطٌ يُشَدُّ به ذَنَبُ
البَعيرِ إلى حَقَبِه
؛ لِئَلا يَخْطِرَ
بذَنَبِه ، فيَمْلَأَ
راكِبَه.
* وذِنابُ كُلِّ شَىْءٍ : عَقِبُه ومُؤَخَّرُه قال :
ونَأْخُذْ
بَعْدَه بذِنابِ عَيْشٍ
|
|
أَجَبِّ
الظَّهْرِ ليسَ له سَنامُ
|
* وذَنَبُ
البُسْرَةِ وغيرِها :
مُؤَخَّرُها.
* وذَنَّبَت البُسْرَةُ : وكَّتَتْ من قِبَلِ ذَنَبِها.
* وهُو التَّذْنُوبُ ، واحِدَتُه : تَذْنُوبَةٌ. قال :
فعَلِّقِ
النَّوْطَ أَبا مَحْبُوبِ
|
|
إنَّ الغَضَى
ليسَ بذِى تَذْنُوبِ
|
* وذَنَبَةُ الوادِى ، والنَّهْرِ ، وذُنابَتُه ، وذِنابَتُه
: آخِرُه ، الكَسْرُ
عن ثَعْلَبٍ.
__________________
وقالَ أَبُو
عُبَيْدٍ : الذُّنَابَةُ ، بالضّمِّ : ذَنَبُ
الوادِى ، وغَيْرِه.
* والذِّنابُ : مَسِيلُ ما بَيْنَ كُلِّ تَلْعَتَيْنِ ـ على
التَّشْبِيه بذلِكَ ـ وهى الذَّنائِبُ.
* والمِذْنَبُ : المَسِيلُ فى الحَضِيضِ ، ليسَ بخَدٍّ واسِعٍ.
وقالَ أَبُو
حَنِيفَةَ : المِذْنَبُ : كهَيْئَةِ الجَدْوَلِ ، يُسِيلُ عن الرَّوْضَةِ ماءَها
إلى غَيْرِها. قال امْرُؤُ القَيْس :
وقَدْ
أَغْتَدِى والطَّيْرُ فى وُكُناتِها
|
|
وماءُ
النَّدَى يَجْرِى عَلَى كُلِ مِذْنَبِ
|
وكُلُّه
قَرِيبٌ بعضُه من بَعْضٍ.
* والمِذْنَبَةُ : المِغْرَفَةُ ؛ لأَنَّ لها ذَنَبًا ، أَو شِبْهَ الذَّنَبِ
، قال أَبُو ذُؤْيْبٍ
:
وسُودٌ من
الصَّيْدانِ فِيها مَذَانِبُ الْنُّ
|
|
(م) ضارِ إذا لم نَسْتَفِدْها نُعارُها
|
ويُرْوَى : « مَذانِبٌ نُضَارٌ ».
* وذَنَّبَ الجَرادُ ، والفَراشُ ، والضِّبابُ : إِذا أرادَت
التَّعاظُلَ والبَيْضَ ، فغَرَّزَتْ أَذْنابَها.
* وذَنَّبَ الضَّبُّ : أَخْرَجَ ذَنَبَه
من أَدْنَى الجُحْرِ ،
ورَأْسُه فى داخِلِه ؛ وذلك فى الحَرِّ.
* وكان ذلِكَ
على ذَنَبِ الدَّهْرِ : أى فى آخِرِه.
* وذِنابَةُ العَيْنِ ، وذِنابُها ، وذَنَبُها : مُؤَخَّرُها.
* وذُنابَةُ النَّعْلِ : أَنْفُها.
* ووَلَّى
الخَمْسِين ذَنَبًا : جاوَزَها.
قالَ ابنُ
الأَعْرابِىِّ : قلتُ للكِلابِىِّ : كَمْ أَتَى عليكَ؟ فقالَ : قد وَلَّتْ لى
الخَمْسُون ذَنَبَها.
هذه حِكايةُ
ابنِ الأَعرابِىِّ ، والأُولَى حِكايَةُ يَعْقُوبَ.
* والذَّنُوبُ : لَحْمُ المَتْنِ.
وقِيلَ : هو
مُنْقَطَعُ المَتْنِ ، وأَسْفَلُه.
وقِيلَ :
الأَلْيَةُ أو المَأكَم. قال الأَعْشَى :
*وارْتَجَّ مِنْها ذَنُوبُ المَتْنِ ، والكَفَلُ*
__________________
* والذَّنُوبانِ : المَتْنانِ من هُنا وهُنا.
* والذَّنُوبُ : الحَظُّ ، والنَّصِيبُ. وفى التَّنْزِيلِ : (فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ
ذَنُوبِ أَصْحابِهِمْ) [الذاريات : ٥٩]. قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ :
لَعَمْرُكَ
والمَنايا غالِباتٌ
|
|
لكُلِّ بَنِى
أَبٍ مِنْها ذَنُوبُ
|
والجَمْعُ : أَذْنِبَةٌ ، وذَنائِبُ
، وذِنابٌ.
* والذَّنُوبُ : الدَّلْوُ فِيها ماءٌ.
وقِيلَ : الذَّنُوبُ : الدَّلْوُ الَّتِى يكونُ الماءُ دُونَ مِلْئِها.
وقيلَ : هِىَ
الدَّلْوُ المَلأَى.
وقيلَ : هىَ
الدَّلْوُ ما كانَتْ.
كُلُّ ذلك
مُذَكَّرٌ ، عن اللِّحْيانِىِّ. قالَ : وقَد تُؤَنَّثُ الذَّنُوب.
وقولُ أَبِى
ذُؤَيْبٍ :
فكُنْتُ
ذَنُوبَ البِئْرِ لّما تَبَسَّلَتْ
|
|
وسُرْبِلْتُ
أَكْفانِى ووُسِّدْتُ ساعِدِى
|
اسْتَعارَ الذَّنُوبَ للقَبْرِ ، حينَ جَعَلَه بِئْرًا.
وقد
اسْتَعْمَلَها أُمَيَّةُ بنُ أَبى عائِذٍ الهُذَلِىُّ فى السَّير فقال يَصِفُ
حِمارًا :
إذا ما
انْتَحَيْنَ ذَنُوبَ الحِما
|
|
رِ ، جاسَ
خَسِيفٌ فَرِيغُ السِّجالِ
|
يَقُولُ : إذا
جاءَ هذا الحِمارُ
بذَنُوبٍ من عَدْوٍ ،
جاءَت الأُتُنُ بخَسِيفٍ.
* وذِنابَةُ الطَّرِيقِ : وَجْهُه. حكاهُ ابنُ الأَعْرابِىِّ. قال :
وقالَ أَبُو الجَرّاحِ لرَجُلٍ : إنك لم تُرْشَدْ
ذِنابَةَ الطَّرِيقِ ،
يعنى : وَجْهَه.
* والذَّنَبانُ : نَبْتَةٌ ذاتُ أَفْنانٍ طِوالٍ ، غُبَيْراءُ الوَرَقِ
، تَنْبُت فى السَّهْلِ على الأَرْضِ ، لا تَرْتَفِعُ ، تُحْمَدُ فى المَرْعَى.
ولا تَنْبُتُ إلا فى عامٍ خَصِيبٍ.
وقِيلَ : هِى
عُشْبَةٌ لها سُنْبُلٌ فى أَطْرافِها ، كأَنَّه سُنْبُلُ الذُّرَةِ. ولها قُضُبٌ ،
ووَرَقٌ ، ومَنْبِتُها بكُلِّ مكانٍ ، ما خَلَا حُرَّ الرَّمْلِ. وهو يَنْبُتُ على
ساقٍ وساقَيْنِ ، واحِدَتُه ذَنَبانَةٌ. قالَ أبو
__________________
مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِىُّ :
*فى ذَنَبانٍ يَسْتَظِلُّ راعِيهْ*
وقالَ أبو
حَنِيفَةَ : الذَّنَبانُ : عُشْبٌ ، له جَزَرَةٌ لا تُؤْكَلُ ، وقُضْبانٌ
مُثْمِرَةٌ من أَسْفَلِها إلى أَعْلاهَا. ولَهُ وَرَقٌ مثلُ وَرَقِ الطَّرْخُونِ.
وهو ناجِعٌ فى السّائِمَةِ. وله نُوَيْرَةٌ غَبْراءُ تَجْرُسُها النَّحْلُ ،
وتَسْمُو قدرَ نِصْفِ القامَةِ ، تُشْبِعُ الثِّنْتانِ منه بَعِيرًا ، واحِدَتُها ذَنَبانَةٌ.
قالَ الرّاجِزُ
:
حَوّزَها
مِنْ عَقِبٍ إلى ضَبُعْ
|
|
فى ذَنَبانٍ
ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ
|
وفىِ رُفُوضِ
كَلأٍ غيرِ قَشِعْ
|
* والذُّنَيْباءُ ، مضمُومَةُ الذّالِ ، مَفْتُوحَةُ النُّونِ ،
مَمْدُودة : حَبَّةٌ تكونُ فى البُرِّ ، يُنَقَّى مِنها حتى تَسْقُط.
* والذَّنائِبُ : مَوْضِعٌ بنَجْدٍ.
قالَ
مُهَلْهِلُ بنُ رَبِيعَةَ :
فلَوْ نُبِشَ
المَقابِرُ عن كُلَيْبٍ
|
|
فتُخْبِرَ
بالذَّنائِبِ أَىُّ زِيرِ؟
|
* والمَذانِبُ
: مَوْضِعٌ ، قال
لِبيدٌ :
أَلَمْ
تُلْمِمْ على الدِّمَنِ الخَوالِى
|
|
لسَلْمَى
بالمَذانِبِ فالقُفالِ؟
|
مقلوبه : ن ب ذ
* النَّبْذُ : طَرْحُكَ الشَّىْءَ أمامَك ، أو وَراءَك.
وكُلُّ طَرْحٍ
: نَبْذٌ.
* والنَّبِيذُ : الشَّىْءُ
المَنْبُوذُ.
* والنَّبِيذُ : ما
نُبِذَ من عَصِيرٍ
ونَحْوِه.
وقد نَبَذَ النَّبِيذَ ، وأَنْبَذَه
، ونَبَّذَه. وفى الحَدِيثِ : « نَبَّذُوا ، وانْتَبَذُوا ».
__________________
وحكى
اللِّحيانِىُّ : نَبَذَ تَمْرًا : جَعَلَه نَبِيذًا. قال : وهِى قَلِيلةٌ.
* ونَبَذَ الكِتابَ وراءَ ظَهْرِه : أَلْقاهُ ، وفى التَّنْزِيل :
(فَنَبَذُوهُ وَراءَ
ظُهُورِهِمْ) [آل عمران : ١٨٧].
* وكذلِكَ : نَبَذَ إليه القَوْلَ.
* والمَنْبُوذ : وَلَدُ الزِّنا ؛ لأَنَّه يُنْبَذُ علَىَ الطُّرُقِ.
وهُم المُنابِذَةُ. والأُنْثَى : مَنْبُوذَةٌ ، ونَبِيذَةٌ.
* والنَّبِيذَةُ ، والمَنْبُوذَةُ : التى لا تُؤْكَلُ من الهُزالِ ، شاةً كانَتْ أو
غَيْرَها. وذلك لأَنَّها
تُنْبَذُ.
* وجَلَسَ نَبْذَةً ، ونُبْذَةً : أَى ناحِيةً.
* وانْتَبَذَ عن قَوْمِه : تَنَحَّى.
* والمُنابَذَةُ ، والانْتِباذُ : تَحَيُّزُ كُلِّ واحدٍ من الفَرِيقَيْنِ فى الحَرْبِ.
وقد نابَذَهُم الحربَ.
* ونَبَذْتُ إليهم على سَواءٍ ، أَنْبِذُ : أى نابَذْتُهُم
الحَرْبَ. وفى
التَّنْزِيلِ : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ
عَلى سَواءٍ) [الأنفال : ٥٨].
قالَ
اللِّحْيانِىُّ : (عَلى سَواءٍ) : أَى عَلَى الحَقِّ ، والعَدْلِ.
* والمُنابَذَةُ فى التَّجْرِ : أَن يَقُولَ الرجلُ لصاحِبِه : انْبِذْ إلىَّ الثَّوبَ ، أو غيرَه مِن المَتاعِ ، أَو أَنْبِذُه إليكَ ، فقد وَجَبَ البيعُ بكَذا وكَذا.
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : المُنابَذَةُ : أن تَرْمِىَ إليه بالثَّوْبِ ، ويَرْمِىَ إليكَ
بمِثْلِه.
* والمُنابَذَةُ أَيضًا : أَن تَرْمِىَ إِليهِ بحَصاةٍ ، عنه أَيضًا.
* ونَبِيذَةُ البِئْرِ : نَبِيثَتُها. وزَعَم يعقوبُ أَنَّ الذّالَ
بدلٌ من الثاءِ.
* والنَّبْذُ : الشَّىءُ القَلِيلُ.
* والجَمْع : أَنْباذٌ.
* ورَأَيْتُ فى
العِذْقِ نَبْذًا من خُضْرَةٍ ، وفِى اللِّحْيَة نَبْذًا من شَيْبٍ : أَى قَلِيلاً.
* وكَذلك :
اليَسِيرُ من النّاسِ والكلأِ.
* والمِنْبَذَةُ : الوِسادَةُ المُتَّكَأُ عليها. هذه عن
اللِّحْيانِىِّ.
* ونَبَذَ العِرْقُ ، يَنْبِذُ
نَبْذًا : ضَرَبَ ،
لُغَةٌ فى نَبَض.
الذال والنون والميم
م ن ذ
* مُنْذُ : تَحدِيدُ غايَةٍ زَمانِيَّةٍ ، النُّون فيها
أَصْلِيَّةٌ ، رُفِعَتْ على تَوَهُّمِ الغايَةِ. قالَ بَعْضُهم : وأصلها (مِنْ إذْ).
وقد تُحْذَفُ النُّون فى لُغَةٍ. ولمّا كَثُرتْ فى الكلامِ طُرِحَتْ هَمْزَتُها ،
وجُعِلَت كَلِمةً واحدةً.
* ومُذْ ـ مُحْذُوفٌ منها ـ : تحدِيد غايَةٍ زَمانِيَّةٍ أيضًا.
وقولُه : ما
رَأَيْتُه مُذُ اليَوْمِ. حَرَّكُوها لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ ، ولم
يَكْسِرُوها ، لكنَّهم ضَمُّوها ؛ لأَنَّ أَصْلَها الضَّمُّ فى « مُنْذُ ».
قالَ ابن
جِنِّى : لكنه الأَصْلُ الأَقْرَبُ. أَلا تَرَى أَنَّ أوَّلَ حالِ هذه الذّالِ أن
تكونَ ساكنةً ، وأَنّها إِنَّما ضُمَّتْ لالْتِقاءِ السّاكِنَيْنِ إِتباعًا
لضَمَّةِ الميمِ ، فهذا على الحَقِيقةِ ـ هو الأَصْلُ الأَوَّلُ.
قال : فأَمّا
ضَمُّ ذالِ « مُنْذُ » فإِنّما هُو فى الرُّتْبَةِ بعد سُكُونِها الأَوَّلِ
المُقَدَّرِ. ويَدُلُّكَ على أَنَّ حَرَكَتَها إِنَّما هى لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ
أَنَّه لما زالَ الْتِقاؤُهُما سَكَنَت الذّالُ ، فضَمُّ الذّالِ إِذَنْ فى
قَوْلِهم : « مُذُ اليَوْم ». و « مُذُ اللَّيْلَة » إِنَّما هو رَدٌّ إلى الأَصْلِ الأَقْرَبِ
الذى هو « مُنْذُ » ، دُونَ الأَصلِ الأَبْعَدِ المُقَدَّرِ ، الَّذِى هو
سُكُون الذّالِ فى « مُنْذ » قبلَ أن تُحَرّكَ فيما بَعْدُ.
وقد اخْتَلَفَت
العَرَبُ فى « مذ » و « منذ » : فبَعْضُهُم يَخْفِضُ بمُذْ ما مَضَى وما لَمْ يَمْضِ ، وبَعْضُهُم يَرْفَعُ بمُنْذُ ما مَضَى ، وما لَمْ يَمْضِ.
والكَلامُ :
أَنْ تَخْفِضَ بمُذْ ما لَمْ يَمْضِ ، وتَرْفَعَ ما مَضَى ، وتَخْفِضَ بمُنْذ ما لَمْ يَمْضِ ، وما مَضَى ـ وهو المُجْتَمَعُ عليه.
وقد أَجْمَعَت
العَرَبُ على ضَمِّ الذالِ من « مُنْذُ » إِذا كانَ بعدَها مُتَحَرِّكٌ أَو ساكِنٌ ، وعَلَى
إِسكانِ « مُذْ » إِذا كانَ بعدَها مُتَحَرِّكٌ ، وبتَحْرِيكِها
بالضَّمِّ والكَسْرِ إِذا كانَتْ بعدَها أَلِفُ وَصْلٍ.
قال
اللِّحْيانِىُّ : وبَنُو عُبَيْدٍ من غَنِىٍّ يُحَرِّكُونَ الذّالَ من « مُذ » عند المُتَحَرِّكِ والسّاكنِ ، ويَرْفَعُون ما
بَعْدَها ، فيَقُولونَ : مُذُ اليَوْمُ. وبَعْضُهُم يكسِرُ عند السّاكنِ ، فيَقُول :
« مُذِ اليَوْمُ ».
قالَ بعضُ
النَّحْوِيِّين : ووَجْهُ جَوازِ هذا ـ عَلَى ضَعْفِه ـ أَنَّه شَبَّه ذالَ مُذْ
بدالِ « قَدْ » ولامِ « هَلْ » ـ فكَسَرها حينَ احْتاجَ إلى ذلِك ، كما كَسَر لامَ
« هَلْ » ودال « قد ».
وحُكِىَ عن
بَعْضِ بَنِى سُلَيْم : ما رَأَيْتُه مِنْذ سِتٌّ. بكسر الميمِ ، ورَفْعِ ما بَعْدَها.
وحُكِىَ عن
عُكْل « مِذُ يَومانِ ». بِطَرحِ النُّون ، وكسرِ الميمِ ، وضَمِّ الذال.
وقالَ : بَنُو
ضَبَّةَ والرِّبابُ يخْفِضُونَ بمُذْ كُلَّ شَىْءٍ.
قال
سِيبَوَيْهِ : أَمّا « مُذْ » فتكونُ ابْتِداءَ غايَةِ الأَيّامِ والأَحْيانِ ،
كما كانَتْ « مِنْ » ، فيما ذكرتُ لك. ولا تَدْخُلُ واحِدَةٌ منهُما على
صاحِبَتِها ، وذلِك قَوْلُك : « ما بِعْتُه مُذْ يَوْمِ الجُمُعةِ إلى اليَوْمِ ، ومُذْ غُدْوَة إلى السّاعَةِ ، وما لقِيتُه مُذ اليومِ إِلى ساعَتِك هذِه ». فجعلتَ اليومَ أَوَّلَ
غايَتِكَ ، وأَجْرَيْت فى بابَها كما جَرَتْ « من » حَيْثُ قُلْتَ : « مِنْ مكانِ
كَذا إلى مَكانِ كَذَا ».
وتَقُولُ : «
ما رَأَيْتُه مُذْ يَوْمَيْنِ » فجَعَلْتَه غايَةً ، كما قُلْتَ : «
أَخَذْتُه مِنْ ذلكَ المكَانِ ». فجَعَلْتَه غايَةً. ولم تُرِدْ مُنْتَهًى. هذا
كُلُّه قولُ سِيبَوَيْهِ.
قال ابنُ
جِنِّى : قد تُحْذَفُ النُّونُ من الأَسْماءِ عَيْنًا فى قولهم : « مُذْ » ، وأَصْلُه « مُنْذُ » ، ولو صَغَّرْتَ مُذْ ـ اسمَ رَجُلٍ ـ لقُلْتَ : مُنَيْذٌ ، فرَدَدْتَ النُّونَ المَحْذُوفَةَ ؛ ليَصِحَّ لكَ
وزْنُ « فُعَيْل ».
الذال والباء والميم
ب ذ م
* البُذْمُ : الرَّأْىُ الجَيِّدُ.
* والبُذْمُ : احْتِمالُكَ لما حُمِّلْتَ.
* والبُذْمُ : النَّفْسُ.
* ورَجُلٌ ذو بُذْمٍ : أى كَثافَةٍ وجَلَدٍ.
وكَذلِكَ
الثَّوْبُ.
* والبَذِيمُ : العاقِلُ الغَضَبِ : أَى أَنَّه يَعْلَمُ ما يَأْتِى
عند الغَضَبِ ، كَذا حكاهُ أَهْلُ اللُّغَةِ.
وقد بَذُمَ بَذامَةً.
انتهى الثلاثى
الصحيح
* * *
باب الثنائى المعتل
الذال والهمزة
ذ أ ذ أ
* الذَّأْذَاءُ ، والذَّأْذَأَةُ : الاضْطِرابُ.
* وتَذَأْذَأَ : مَشَى كذلِكَ.
مقلوبه : أ ذ ذ
* أَذَّ يَؤُذُّ أَذّا : قَطَعَ ، مثلُ هَذَّ.
وزَعَمَ ابنُ
دُرَيْدٍ أَنَّ هَمْزَةَ
أَذَّ بَدَلٌ من
هاءِ هَذَّ. قالَ :
يَؤُذُّ
بالشَّفْرَةِ أَىَ أَذِّ
|
|
من قَمَعٍ
ومَأْنَةٍ وفِلْذِ
|
* وشَفْرَةٌ أَذُوذٌ : قاطِعَةٌ ، كهَذُوذ.
ومن خفيف هذا
الباب
إ ذ
[وهى] : ظَرْفٌ
لما مَضَى يَقُولُونَ : إِذْ كانَ كَذَا.
وقَوْلُه
تَعالَى : (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ
لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) [البقرة : ٣٠].
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ
: إِذْ هُنا زائدة.
قال أَبُو
إِسْحاقَ : هذا إِقْدامٌ من أَبِى عُبَيْدَةَ ؛ لأَنَّ القُرآنَ يَنْبَغِى أَلّا
يُتَكَلَّمَ فيهِ إِلَّا بغايَةِ تَحَرِّى الحَقِّ ، وإِذْ : مَعْناهَا الوَقْتُ ، وهى اسمٌ ، فكَيْفَ تكونُ
لَغْوًا ، ومَعْناها الوَقْتُ؟ والحُجَّةُ فى « إِذْ » أَنَّ اللهَ ذكَرَ خَلْقَ النّاسِ وغَيْرِهم ، فكَأَنه
قالَ : ابْتِداءُ خَلْقِكُمْ (إِذْ قالَ رَبُّكَ
لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ، أَى : فى ذلِكَ الوَقْتِ.
وأمّا قَوْلُ
أَبِى ذُؤَيْبٍ :
نَهَيْتُكَ
عن طِلابِكَ أُمَّ عَمْرٍو
|
|
بعاقِبَةٍ
وأَنْتَ إِذٍ صَحِيحُ
|
فإِنَّما أصلُ
هذا أن تكونَ « إِذْ » مضافَةً فيهِ إِلى جُمْلَةٍ ، إِمّا من مُبْتَدأ
وخَبَرٍ ، نحو : جِئْتُكَ
__________________
إِذْ زَيْدٌ أَمِيرٌ ، وإمَّا من فِعْلٍ وفاعِلٍ نحو :
قُمْتُ إِذ قامَ زَيْدٌ ـ فلما حُذِفَ المُضافُ إِليه « إِذْ » عُوِّضَ منه التَّنْوِين ، فدَخَل ، وهو ساكن ، على
الذّالِ ، وهى ساكِنَةٌ ، فكُسِرت الذّالُ لالْتِقاءِ الساكِنَيْنِ ، فَقِيلَ :
يَوْمَئِذٍ ، وليست هذِه الكسرةُ فى الذّال كَسْرةَ إِعْرابٍ ، وإِن كانَتْ إِذْ فى مَوضع جَرٍّ بإِضافَةِ ما قبلَها إِليها ـ وإِنَّما
الكَسْرَةُ فيها لسُكُونِها ، وسُكونِ التَّنْوِين بعدَها ، [كقولك : صَهٍ ـ بكسرتين
فى النكرة] وإِن اختَلَفَت جِهَتا التَّنْوِينِ ، فكانَ فى « إِذْ » عِوضًا من المُضافِ إليهِ ، وفى « صَهٍ » عَلَمًا
للتَّنْكِيرِ.
ويَدُلُّ عَلَى
أَنَّ الكسرةَ فى ذالِ « إِذٍ » إِنَّما هِى حَرَكةُ الْتِقاءِ الساكِنَيْنِ ـ وهُما
هِىَ والتَّنْوِين ـ قولُه : « وأَنْتَ إِذٍ صَحِيحُ ». أَلا تَرَى أَن « إِذٍ » ليسَ قَبْلَها شَىْءٌ مُضافٌ إِليها؟
وأَما قَولُ
الأَخْفَشِ : إِنَّه جُرَّ
إِذٍ ، لأَنَّه
أَرادَ قَبْلَها حينَ ، ثم حَذَفَها ، وبَقِىَ الجَرُّ فِيها ـ وتَقْدِيرُه
حِينَئِذٍ ـ فساقِطٌ غيرُ لازِمٍ ، أَلا تَرَى أَنَّ الجَماعةَ قد اجْتَمَعَتْ
عَلَى أَنَ إِذْ ، وكَمْ ، ومَنْ : من الأَسماءِ المَبْنيَّةِ على
الوَقْفِ؟
وقولُ
الحُصَيْنِ بنِ الحُمامِ :
ما كُنْتُ
أَحْسَبُ أَنَّ أُمِّىَ عَلَّةٌ
|
|
حَتَّى
رَأَيْتُ إِذِى نُحازُ ونُقْتَلُ
|
إِنَّما أرادَ
« إِذ نُحازُ ونُقْتَلُ » إِلا أَنَّه لما كان فى التَّذكِيرِ
« إِذى » ، وهو يَتَذَكَّرُ
إِذْ كانَ كَذا
وكَذا ، أَجْرَى الوَصْلَ مُجْرَى الوَقْفِ ، فأَلْحقَ الياءَ فى الوَصْلِ ، فقالَ
: « إِذِى ».
وقولُه ـ عَزَّ
وجَلَّ ـ (وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ
الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ) [الزخرف : ٣٩]. قالَ ابنُ جِنِّى : طاوَلْتُ أَبا عَلِىٍّ فى هذا ،
وراجَعْتُه عَوْدًا على بَدْءٍ ، فكانَ أَكْثَرَ ما بَرَدَ منه فى اليَدِ ، أَنَّه
إِنَّما كانَت الدّارُ الآخِرَةُ تَلِى الدّارَ الدُّنْيا ، لا فاصِلَ بَيْنَهُما
، إِنّما هِى هذِه فهذِه ، صارَ ما يَقَعُ فى الآخِرَةِ كأَنَّه وَقَعَ فى
الدُّنْيا ، فلذلكَ أُجْرِىَ اليومُ ـ وهو للآخِرَةِ ـ مُجْرَى وَقْتِ الظُّلْمِ ،
وهو قَوْلُه : (إِذْ ظَلَمْتُمْ). ووقتُ الظُّلمِ إِنَّما هو الدُّنْيا. فإِن لَمْ
تَفْعَلْ هذا وتَرْتَكِبْه بقِىَ (إِذْ ظَلَمْتُمْ) غيرَ مُتَعَلِّقٍ بشَىْءٍ ، فيَصِير ما قالَه أَبُو
عَلِىٍّ إِلى أَنَّه كأَنَّه أَبْدَلَ (إِذْ ظَلَمْتُمْ) من (الْيَوْمَ) ، أو كَرَّرَه عليهِ.
وقَوْلُ أَبى
ذُؤَيْبٍ :
تَواعَدْنَا
الرُّبَيْقَ لنَنْزِلَنْه
|
|
ولَمْ
تَشْعُرْ إِذَنْ أَنِّى خَلِيفُ
|
__________________
قال ابنُ
جِنِّى : قال خالد : إِذًا : لُغَةُ هُذَيْلٍ. وغيرهم يقولُ : « إِذٍ ». قالَ : فيَنْبَغِى أن تكونَ فَتْحَةُ ذالِ « إِذًا » فى هذِه اللُّغَةِ لسُكُونِها ، وسُكُونِ
التَّنْوِين. كما أَنَّ من قالَ « إِذٍ » بكَسْرِها ، فقد كَسَرها لسُكُونِها وسُكُونِ
التَّنْوِينِ بعدَها. فشَبَّه ذلِك بمِنْ ، فهَرَبَ إِلى الفَتْحةِ اسْتِنكارًا
لتَوالِى الكَسْرَتَيْن ، كما كَرِه ذلِك فى مِن الرَّجُلِ ، ونحوِه.
الذال والياء
ذ ا
* ذا ـ إِشارَةٌ إِلى المُذَكَّرِ. يُقالُ : ذَا وذاكَ
، وقَدْ تُزادُ
الّلامُ ، فيُقالُ : ذلِكَ.
وقولُه تَعالَى
: (ذلِكَ الْكِتابُ) [البقرة : ٢]. قالَ الزَّجّاجُ : مَعْناهُ : هذا الكِتابُ.
وقد تَدْخُلُ
عَلَى « ذا » ها ، الَّتِى للتَّنْبِيه ، فيُقال : هذا.
قالَ أَبو
عَلِىٍّ : وأَصْلُه ذَىْ
، فأَبْدَلُوا ياءَه
أَلِفًا ، وإِن كانت ساكِنَةً ، ولَمْ يَقُولوا : ذَىْ
، لِئَلا يُشْبِهَ «
كَىْ » و « أَى » ، فأَبْدَلُوا ياءَه أَلِفًا ، ليُلْحَقَ ببابِ « مَتَى » و «
إِذا » ، ويَخْرُجَ من شَبَهِ الحَرْفِ بعضَ الخُروج.
وقولُه تَعالَى
: (قالُوا إِنْ هذانِ
لَساحِرانِ) [طه : ٦٣]. قال الفَرّاءُ : أَرادَ ياءَ النَّصْبِ ، ثم حَذَفَها ؛
لسُكُونِها وسُكونِ الأَلِفِ قَبْلَها ، ولَيْسَ ذلِك بالقَوِىِّ. وذلِكَ أَنَّ
الياءَ هى الطارِئَةُ على الأَلِفِ ، فيجبُ أَن تُحْذَفَ الأَلِفُ لمكانِها.
فأَمَّا ما
أَنْشَدَه اللِّحْيانِىُّ عن الكسائِىِّ لجَمِيلٍ من قَوْلِه :
وأَتَى
صَواحِبُها فقُلْنَ هَذَا الَّذِى
|
|
مَنَح
المَوَدَّةَ غيرَنَا وجَفانَا
|
فإِنَّه أَرادَ
« أَذَا الَّذِى؟ » فأَبْدَلَ الهاءَ من الهَمْزَةِ.
وقد
اسْتُعْمِلَتْ « ذا » مكانَ الَّذِى ، كقَوْلِه تَعالَى : (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ
الْعَفْوَ) [البقرة : ٢١٩]. أَى : مَا الَّذِى يُنْفِقُونَ ، فيمَنْ رَفَع الجَوابَ ؛
فرَفْعُ العَفْو يَدُلُّ عَلَى أَنَّ « ما » مَرْفُوعةٌ بالابْتداءِ ، وذا : خَبَرُها ، ويُنْفِقُونَ : صِلَةُ ذا ، وأَنَّه ليسَ « ما » و « ذا » جميعًا كالشَّىْءِ الواحدِ. هذا الوَجْهُ عند سِيبَوَيْهِ ، وإِن كانَ قد أَجازَ
الوَجْهَ الآخَرَ مع الرَّفْعِ.
* وذِى : للمُؤَنَّثِ ، وفِيه لُغاتٌ : ذِى ، وذِهْ
ـ الهاء بدل من الياء.
الدَّلِيلُ على ذلِكَ قَوْلُهُم ـ فى تَحْقِير « ذَا » : ذَيّا.
* و « ذِى » : إِنَّما هىَ تأنِيثُ « ذا » ومن لَفْظِه. وكما لا تَجِدُ الهاءَ فى المُذَكَّرِ
أَصْلاً ،
__________________
فكذلك هِىَ أَيضًا فى المُؤَنَّثِ بَدَلٌ غيرُ أَصْلٍ.
وليست الهاءُ
فى « هذِه » ، وإِن اسْتُفِيدَ منها التَّأْنِيث بمَنْزِلَة هاءِ «
طَلْحَةَ » و « حَمْزَةَ » ؛ لأَنَّ الهاءَ فى طَلْحَةَ وحَمْزَةَ زائدَةٌ ،
إِنَّما هى بدَلٌ من الياءِ الَّتِى هى عينُ الفِعْلِ فى « هَذِىَ ».
وأَيْضًا فإِن
الهاءَ فى « حَمْزَةَ » تجدُها فى الوَصْلِ تاءً ، والهاءَ فى « هذِه » ثابِتَةٌ فى الوَصْلِ ثَباتَها فى الوَقْفِ.
* ويُقالُ : «
ذِهِى » ، والياءُ لبَيانِ الهاءِ ، شَبَّهَها بهاءِ الإضمارِ فى « بِهِى ». و « هذِى » و « هاذِهِى » و « هاذِهْ » ـ الهاءُ فى الوَصْلِ
والوَقْفِ ساكِنَةٌ إِذا لم يَلْقَها ساكِنٌ ، فإِنْ لَقِيَها لم يَكُنْ بُدٌّ مِن
كَسْرِها ـ و « هَذِ » ـ كُلّها فى مَعْنَى « ذى
» ، عن ابن
الأَعْرابِىِّ ، وأَنشد :
قُلْتُ لَها
يا هَذِ هذا إِثِمْ
|
|
هَلْ لَكِ فى
قاضٍ إِلَيْهِ نَحْتَكِمْ
|
وقد أَبَنْتُ
حَقِيقَةَ تَصْرِيفِ ذلك
فى « الكِتابِ
المُخَصِّصِ ». ويُوصَلُ ذلك
كُلُّه بكافِ
المُخَاطَبةِ.
قال ابنُ
جِنِّى : أَسماءُ الإشارةِ ، نحو : « هذا » و « هذِه
» لا يَصِحُّ
تَثْنِيةُ شىءٍ مِنها ، من قِبَلِ أَنَّ التَّثْنِيَةَ لا تَلْحَقُ إِلا
النّكِرَةَ ؛ فما لا يَجُوزُ تنكِيرُه ، فهُوَ بأَن لا تَصِحَّ تَثْنِيَتُه
أَجْدرُ. فأَسْماءُ الإشارَةِ لا يَجُوزُ أن تُنَكَّرَ ، ولا يَجوزُ أَن يُثَنَّى
شَىْءٌ مِنها ، أَلا تَراها بَعْدَ التَّثْنِيَةِ عَلَى حَدِّ ما كانَتْ عليه قبلَ
التَّثْنِيَةِ؟ وذلِك نحو قَوْلِكَ : هذانِ
الزَّيْدانِ
قائِمَيْنِ ـ فنَصْبُ قائِمَينِ بمَعْنَى الفعلِ الَّذِى دَلَّتْ عليهِ الإشارَةُ
والتَّنْبِيهُ ، كما كنتَ تَقُولُ فى الواحِدِ : « هذا زَيْدٌ قائمًا » ، فتَجِدُ الحالَ واحِدَةً قبلَ
التَّثْنِيَةِ وبعدَها.
وكَذلِكَ
قَوْلُك : ضَرَبْتُ اللَّذَيْنِ قامَا ، إِنَّما يَتَعَرَّفان بالصِّلَةِ ، كما
يَتَعَرَّفُ بها الواحِدُ فى قَوْلِكَ : « ضربت الذى قام ». والأَمْرُ فى هذه الأَشْياءِ بعدَ التَّثْنِيَةِ هو الأَمْرُ فِيها قَبْلَ
التَّثْنِيَةِ ؛ وليسَ كذلك سائِرُ الأَسْماءِ المُثَنّاةِ ، نحو : زَيْدٍ
وعَمْرٍو. أَلا تَرَى أَن تَعْرِيفَ زَيْدٍ وعَمْرٍو إِنّما هو بالوَضْعِ
والعلمِيَّةِ ، فإِذا ثَنَّيْتَهُما تَنَكّرَا ، فقُلْتَ : « عِنْدِى عَمْرانِ
عاقِلانِ ». فإِن آثَرْتَ التَّعْرِيف بالإضافَةِ ، أَو باللامِ ، قلتَ :
الزَّيْدانِ والعَمْرانِ ، وزَيْداكَ ، وعَمْراكَ ـ فقد تَعَرّفا بعد التَّثنِية
من غيرِ وَجْهِ تَعَرُّفِهما قَبْلَها ، ولَحِقَا بالأَجْناسِ ، وفارَقا ما كانَا
عليه من تَعْرِيفِ العَلَمِيَّةِ والوَضْعِ.
__________________
فإِذا صَحَّ
ذلك فيَنْبَغِى أَن تَعْلَمَ أَنّ « هذان
» و « هاتان » إِنَّما
هى أَسماءٌ مَوْضُوعةٌ للتَّثْنِيةِ ، مُخْتَرَعةٌ لها. ولَيْسَت تثْنِيَةً
للواحِدِ ، عَلى حَدِّ « زَيْدٍ وزَيْدانِ » إِلا أَنَّها صِيغَتْ عَلَى صُورَةِ
ما هُوَ مُثَنَّى على الحَقِيقَةِ ، فقِيلَ : « هذان
وهاتانِ » لِئَلّا
تَخْتَلِفَ التَّثْنِيَةُ. وذلك أَنَّهم يحافِظُونَ عليها ما لا يُحافِظُونَ على
الجَمْعِ ، أَلا تَرَى أَنّك تَجِدُ فى الأَسماءِ المُتَمكِّنَةِ أَلْفَاظَ
الجُموعِ مِن غَيْرِ أَلْفاظِ الآحادِ ؛ وذلك نحو : رَجُلٍ ونَفَرٍ ، وامْرَأةٍ
ونِسْوَةٍ ، وبعَيرٍ وإِبِلٍ ، وواحِدٍ وجَماعَة ـ ولا تَجِدُ فى التَّثْنِيةِ
شيئًا من هذا ، إِنَّما هىَ من لَفْظِ الواحد ، نحو زَيْد وزَيْدان ، ورَجُل
ورَجُلان ـ لا يَخْتَلِفُ ذلك. وكَذلك أيضًا كَثِيرٌ من المَبْنِيّاتِ ، عَلَى أَنَّها
أَحقُّ بذلِكَ من المُتَمَكِّنَة ؛ وذلك
نحو « ذا » و « أُلاءِ » و « ذَات
» و « أُولى » و «
أُلات » و « ذُو » و « أُلُو » ـ ولا تَجِدُ ذلك فى تَثْنِيَتها ، نحو « ذَا » و « ذَان
» و « ذُو » و « ذَوان
». فهذا يدُلُّكَ
عَلَى مُحافَظَتِهم على التَّثْنِيَة ، وعِنايَتِهم بها. أَعْنِى أَن تَخْرُجَ على
صُورةٍ واحِدةٍ ، لِئَلا تَخْتَلِف ، وأَنَّهم بها أَشَدُّ عِنايةً منهم
بالجَمْعِ. فلذلِك لمّا صِيْغَتْ للتَّثْنِيَة أسماءٌ مُخْتَرَعَةٌ غيرُ مُثَنّاةٍ
على الحَقِيقة كانَت عَلَى أَلْفاظِ المُثَنّاةِ تَثْنِيَة حَقِيقِيَّة ، وذلك « ذان
» و « تان ».
والقَوْلُ فى «
اللَّذانِ » و « اللَّتانِ » كالقَوْلِ فى « ذان » و « تان ».
قالَ ابنُ
جِنِّى : فأَمَّا قَوْلُهم : هذانِ
، وهاتانِ ، و « فذَانِّك » ـ فإِنَّما ثُقِّلَتْ فى هذه المَواضِع ؛ لأَنَّهُم عَوَّضُوا بتَثْقِيلِها من حَرْفٍ
مَحْذُوف. أما فى « هذانِ
» فهى عِوَضٌ من أَلِف
ذَا ، وهى فى « ذانِّك
» عِوضٌ من لامِ ذلِكَ.
وقد يُحْتَملُ
أيضًا أَن تكونَ عِوَضًا من أَلفِ ذلِكَ.
وقالوا : كانَ
من الأَمْرِ ذَيَّهْ وذَيَّهْ ، بتَشْدِيد الياءِ وبالهاءِ ، وذَيْتَ وذَيْتَ
بتَخْفِيفِ الياءِ وإِبدالِ التّاءِ من الياءِ الثانِية ، ولذلِك كُتِبَتْ فى
التَّخفيفِ بالتاء ؛ لأَنّها كانَتْ حِينَئذٍ مُلْحَقةً بدَعْد ، وإِبدالُ التّاءِ
من الياءِ قَلِيلٌ ، إِنّما جاءَ فى قولهم : كَيْتَ وكَيْتَ ، وفى قَوْلِهم :
ثِنْتانِ.
قالَ : والقولُ
فِيهما كالقَوْلِ فى « كَيْتَ وكَيْتَ » وقد تَقَدَّم.
الذال والواو
ذ و
* ذُو : كَلِمَةٌ صِيغَتْ ليُتَوَصَّلَ بِها إلى الوَصْفِ
بالأجْناسِ ، ومعناها : صاحِب. أَصْلُها
ذَوًى. ولِذلك إِذا سَمَّى بها الخَلِيلُ وسِيبَوَيْهِ قالا :
هذا ذَوًى قد جاءَ. والتَّثْنِيَةُ : ذَوانِ ، والجَمْعُ : ذَوُون.
* والذَّوُونَ : الأَمْلاكُ المُلَقَّبُونَ بذُو كذا ، كقَولكَ : ذُو يَزَنَ ، وذُو رُعَينٍ ، وذُو فائِشٍ.
وأَنْشَدَ
سِيبَوَيْهِ قولَ الكُمَيْتِ :
فلا أَعْنِى
بذلِكَ أَسْفَلِيكُمْ
|
|
ولكِنِّى
أُرِيدُ به الذَّوِينَا
|
والأُنْثَى : ذاتُ ، والتَّثْنِيةُ : ذَواتَا ، والجمعُ : ذَواتُ.
وقولُه تَعالَى
: (فَاتَّقُوا اللهَ
وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ) [الأنفال : ١]. قالَ الزّجّاجُ : مَعناه : أَصْلِحُوا حَقِيقَةَ وَصْلِكُم
، أَى : اتَّقُوا الله ، وكُونوا مُجْتَمِعينَ على أَمْرِ اللهِ ورَسُولِه.
وقولُهم :
اللهُمَّ أَصْلِحْ ذاتَ
البَيْنِ. أَى :
أَصْلِحْ الحالَ الَّتِى بها يَجْتَمِعُ المُسْلمونَ.
* والإضافَةُ
إِليها ذَوَوِىٌّ ، ولا يَجُوز فى ذات
ذاتِىّ ؛ لأَنَّ ياءَ
النَّسَبِ مُعاقِبَةٌ لهاءِ التَّأْنِيث.
قالَ ابنُ
جِنِّى : ورَوَى أَحْمَدُ بنُ إِبراهيمَ ـ أُستاذُ ثَعْلَب ـ عن العَربِ : « هذا ذُو زَيْدٍ » ، ومَعْناه : هذا زَيْدٌ ، أَى هذا صاحِبُ هَذا الاسمِ الَّذِى هو زَيْد. قالَ :
إِلَيْكُمْ
ذَوِى آلِ النَّبِىِّ تَطَلَّعَتْ
|
|
نَوازِعُ من
قَلْبِى ظِماءٌ وأَلْبُبُ
|
أَى : إِليكُم
، يا أَصْحابَ النَّبِىِّ ، هذا الاسم الَّذى هو قَوْلُنا : « ذَوُو آلِ النَّبِىِّ ».
* ولَقِيتُه
أَوَّلَ ذِى يَدَيْنِ ، وذاتِ
يَدَيْنِ ، أَى :
أَوّلَ شىءٍ.
* وكذلك :
افْعَلْه أَوَّلَ ذِى
يَدَيْنِ ، وذاتِ يَدَيْنِ.
وقالوا : أَمّا
أولُ ذاتِ يَدَيْنِ ، فإِنِّى أَحمدُ الله.
وقولُهم :
رَأَيْتُ ذَا مالٍ ، ضارَعَتْ فيهِ الإِضافَةُ التَّأْنِيثَ ، فجاءَ
الاسمُ المُتمكِّنُ على حَرْفينِ ، ثانِيهما حَرْفُ لِينٍ لما أُمِنَ عليه
التَّنْوِين بالإضافَةِ ، كما قالُوا : لَيْتَ شِعْرِى ؛ وإِنَّما الأَصْلُ
شِعْرَتِى. قالُوا : شَعَرْتُ بهِ شِعْرَةً ، فحُذِفَ التاءُ لأَجْلِ الإضافةِ لما
أُمِنَ عليه التَّنْوِين.
* وتكونُ « ذُو » بمعنى الَّذى ، تُصاغُ ليُتَوَصَّلَ بها إلى وَصْفِ
المَعارِفِ بالجُمَلِ. فتكونُ ناقِصَةً لا يَظْهَرُ فيها إعرابٌ كما لا يظهَرُ فى
الَّذِى ، ولا يُثَنَّى ، ولا يُجْمَعُ ؛ فتَقُول : أَتانِى ذُو قالَ ذلِكَ
، وذُو قالا
ذلكَ ، وذُو قالُوا
ذلِكَ.
وقالُوا : لا
أَفْعَلُ ذلِكَ بذِى تَسْلَمُ ، وبذِى
تَسْلَمانِ ، وبذِى تَسْلَمُونَ ، وبذى
تَسْلَمِينَ ، وبذى تَسْلَمْنَ ـ وهو كالمَثَلِ ، أُضِيفَتْ فيه « ذُو » إِلى الجُمْلَةِ ، كما أُضِيفَتْ إِليها أَسماءُ
الزَّمانِ. والمَعْنَى : لا ، وسَلامَتِك ، ولا ، والَّذِى يُسَلِّمُكَ.
__________________
* ويُقالُ :
جاءَ من ذِى نَفْسِه ، ومِن ذاتِ
نَفْسِه : أَى
طَيِّعًا.
مقلوبه : و ذ
و ذ
* الوَذْوَذَةُ : السُّرْعَةُ.
* رَجُلٌ وَذْواذٌ : سَرِيعُ المَشْىِ.
* ومَرَّ
الذِّئْبُ يُوَذْوِذُ : مَرَّ مَرّا سَرِيعًا.
* * *
باب الثلاثى المعتل
الذال والراء والهمزة
ذ ر أ
* ذَرَأَ اللهُ الخَلْقَ يَذْرَؤُهُم
ذَرْءًا : خَلَقَهُم.
وفى التَّنْزِيلِ : (يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ) [الشورى : ١١].
قالَ ثعلبٌ
مَعْناه : يُكَثِّرُكُمْ فيهِ ، أَى : فى الخَلْقِ.
قالَ : والذُّرِّيَّةُ ، والذِّرِّيَّةُ منه. وكان يَنْبَغِى أَنْ تكونَ مَهْمُوزَةً ،
فكَثُرَتْ ، فأُسْقِطَ الهَمْزُ.
* وذَرَأْنَا الأَرْضَ : بَذَرْناها.
* وزَرْعٌ ذَرِىءٌ.
* والذُّرْأَةُ : الشَّمَطُ.
* وقيلَ :
أَوَّلُ بَياضِ الشَّيْبِ.
* ذَرِىءَ ذَرَأَ ، وهو
أَذْرَأُ ، والأُنْثَى
: ذَرْءآءُ.
* وكَبْشٌ أَذْرَأُ ، ونَعْجَةٌ
ذَرْءآءُ : فى
رُؤُوسِهِما بَياضٌ.
* والذَّرْآءُ من المَعزِ : الرَّقْشاءُ الأُذُنَيْن وسائِرُها
أَسْوَدُ.
* ومِلْحٌ ذَرُآنِىٌ : شَدِيدُ البَياضِ.
* وأَذْرَأَه : أَغْضَبَه ، وأَوْلَعَه بالشَّىْءِ.
وحَكَى أَبُو
عُبَيْدٍ : أَذْراهُ ، بغير هَمْزٍ ، فرَدَّ ذلك عليهِ علىُّ بنُ حَمْزةَ ، فقالَ
: إِنَّما هُو أَذْرَأَهُ.
* وأَذْرَأَه ـ أيضًا ـ ذَعَرَه.
* وبَلَغَنى ذَرْءٌ من خَبَرٍ : أَى شَىْءٌ منه.
* وأَذْرَأَت النّاقَةُ ، وهى مُذْرِىءٌ : أَنْزَلَت اللَّبَنَ.
مقلوبه : ذ أ ر
* ذَئِرَ الرَّجُلُ : فَزِعَ.
* وذَئِرَ ذَأَرًا ، فهو
ذَئِرٌ : غَضِبَ.
قالَ :
لمّا أَتانِى
عن تَمِيمٍ أَنَّهُم
|
|
ذَئِرُوا
لقَتْلَى عامِرٍ وتَغَضَّبُوا
|
ويروى : « ولَقَدْ
أَتانِى ».
* وأَذْأَرَهُ عليه : أَغْضَبَه.
وقَلَبَه أَبُو
عُبَيْدٍ ؛ ولَمْ يَكْفِه ذلِكَ حَتّى أَبْدَلَه ، فقالَ : أَذْرَأَنِى ، وهو
خَطَأٌ.
* وأَذْأَرَهُ إِلى الشّىْءِ : أَلْجَأَهُ.
* وأَذْأَرَهُ بصاحِبِه : أَغْراهُ.
* وذَئِرَ بذلكَ الأَمْرِ
ذَأَراً : ضَرِىَ به ،
واعْتادَه.
* وذَئِرَت المَرْأَةُ على بَعْلِها ، وهى ذائِرٌ : نَشَزَتْ ، وتَغَيَّرَ خُلُقُها. وفى الحَدِيثِ : « أَنّ
النَّبِىَّ صلىاللهعليهوسلم لما نَهَى عن ضَرْبِ النِّساءِ ، ذَئِرْنَ على أَزْواجِهِنَّ ، ونَشَزْنَ » .
* وأَذْأَرَه : جَرَّأه ، ومنه قَوْلُ أكْثَمَ بنِ صَيْفِىِ : « سُوءُ
حَمْلِ الفاقَةِ يُحْرِضُ الحَسَبَ ، ويُذْئِرُ العَدُوَّ ». يُحْرِضُه : يُسْقِطُه.
* وذاءَرَت النّاقَةُ ، وهى مُذائِرٌ : ساءَ خُلُقُها.
وقِيلَ : هى
الَّتِى تَرْأَمُ بأَنْفِها ، ولا يَصْدُقُ حُبُّها.
* والذِّئارُ : سِرْقِينٌ مُخْتَلِطٌ بتُرابٍ ، يُطْلَى عَلَى
أَطْباءِ النّاقَةِ ، لِئَلا يَرْضَعَها الفَصِيلُ ، وقد ذَأَرَها.
الذال واللام والهمزة
ذ أ ل
* الذَّأَلانُ : السُّرْعةُ.
* والذَّأَلانُ : مَشْىٌ سَرِيعٌ خَفِيفٌ ، فى مَيَسٍ وسُرْعَةٍ.
__________________
* ذَأَلَ يَذْأَلُ ذَأْلاً ، وذَأَلانًا : وكَذلك النّاقَةُ.
* والذَّأَلانُ أيضًا : مَشْىُ الذِّئْبِ.
قالَ يَعْقُوبُ
: والعَرَبُ تَجْمَعُه عَلَى ذَآلِيلَ
، فيُبْدِلُون
النُّونَ لامًا. ولا أَعْرِفُ كيفَ هذا الجَمْع.
* وذُؤَالَةُ : الذِّئْبُ. اسمٌ له مَعْرفَةٌ. سُمِّىَ بِه لخِفَّتِه
فى عَدْوِه. والجَمْعُ : ذِئْلانٌ
، وذُؤْلانٌ.
* والذَّأْلانُ : الذِّئْبُ أيضًا. قالَ رُؤْبَةُ :
*فارَطَنِى ذَأْلانُه وسَمْسَمُهُ*
* والذُّؤْلانُ : ابنُ آوَى.
الذال والنون والهمزة
ذ أ ن
* الذُّؤْنُون : نَبْتٌ يَنْبُت فى أُصُولِ الأَرْطَى ، والرِّمْثِ ،
والأَلاءِ ، تَنْشَقُّ عنه الأَرْضُ ، فيَخْرُجُ مثلَ سَواعِد الرِّجالِ ، لا
وَرَقَ له. وهو أَسْحَمُ وأَغْبَرُ. وطَرَفُه مُحَدَّدٌ ، كهَيْئَة الكَمَرَةِ.
ولَه أَكْمامٌ
كأَكْمامِ الباقِلَّى ، وثَمَرةٌ صَفْراءُ فى أَعْلاهُ.
وقيل : هو
نَباتٌ يَنْبُتُ أَمثالَ العَراجِينِ ، من نَباتِ الفُطْرِ.
وقالَ أَبو
حَنِيفَةَ : الذَّآنِينُ : هَنَواتٌ من الفُقُوع ، تَخْرجُ من تحتِ الأَرْضِ
كأَنَّها العُمُدُ الضِّخامُ ، ولا يَأْكُلُها شَىْءٌ ، إِلَّا أَنَّها تُعْلَفُها
الإبِلُ فى السَّنَةِ ، وتَأُكُلُها المِعْزَى ، وتَسْمَنُ عليها. ولَهَا
أَرُومَةٌ. وهى تُتَّخَذُ للأَدْوِية ، ولا يَأْكُلُها إِلَّا الجائِعُ ؛
لَمرارَتِها.
وقالَ مَرَّةً
: الذَّآنِينُ تَنْبُتُ فى أُصُولِ الشَّجَرِ ، أَشْبَهَ شَىْءٍ
بالهِلْيَوْنِ ، إِلا أَنَّه أَعْظَمُ منه وأَضْخَمُ ، ليسَ له وَرَقٌ ، وله
بُرْعُومَةٌ تَتَوَرَّدُ ، ثُمّ تَنْقَلِبُ إلى الصُّفْرةِ.
* والذُّؤْنُونُ ماءٌ كُلُّه ، وهو أَبْيَضُ إِلَّا ما ظَهَرَ منه مِنْ
تِلْكَ البُرْعُومَةِ ، ولا يَأْكُلُه شَىْءٌ ، إِلَّا أَنَّه إِذا أَسْنَتَ
النّاسُ ، فلم يَكُنْ بها شَىْءٌ ، أُكِلَ.
* واحِدَتُها ذُؤْنُونَةٌ.
* وذَأْنَنَت الأَرْضُ : أَنْبَتَت الذَّآنِين
، عن ابنِ
الأَعْرابِىِّ.
* وخَرجُوا يَتَذَأْنَنُون : أَى يَطْلُبُون ذلِك ، ويَأْخُذُونَه.
__________________
مقلوبه : أ ذ ن
* أذِنَ بالشَّىْءِ
إِذْنًا ، وأَذَنًا ، وأَذانًا ، وأَذانَةً : عَلِمَ [به]. وفى التَّنْزِيلِ : (فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة : ٢٧٩]. أَى : كُونُوا عَلَى عِلْمٍ.
* وآذَنَهُ الأَمْرَ ، وآذَنَه
بِه : أَعْلَمَه. وقد
قُرِىءَ : فَآذِنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ [البقرة : ٢٧٩] أَى : أَعْلِمُوا
من لَمْ يَتْرُك الرِّبا بأَنَّه حَرْبٌ.
* وأَذَّنْتُ : أكْثَرْتُ الإعْلامَ بالشَّىْءِ.
وبَيْتُ
امْرِئِ القَيْسِ :
وإِنِّى
أَذِينٌ إِنْ رَجَعْتُ مُمَلَّكًا
|
|
بسَيْرٍ
تَرَى منه الفُرانِقَ أَزْوَرَا
|
أَذِينٌ
فيهِ بمَعْنَى : مُؤْذِنٌ ، كما قالُوا : أَلِيمٌ ، ووَجِيعٌ ، بمَعْنَى :
مُؤْلِمٍ ومُوجعٍ.
* وفَعَلَه بإِذْنِى وأَذَنِى : أى بعِلْمِى.
* وأَذِنَ له فِى الشَّىْءِ
إِذْنًا : أَباحَه له.
* واسْتَأْذَنَه : طَلَبَ منه الإذْنَ.
* وأَذِنَ لَهُ عليهِ : أَخَذَ لَه منه الإذْنَ.
* وأَذِنَ إِلَيهِ أَذَنًا : اسْتَمَع.
وقولُه عَزَّ
وجَلَّ : (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها
وَحُقَّتْ) [الانشقاق : ٢] أَى : اسْتَمَعَتْ.
* وأَذِنَ إِليه أَذَنًا : اسْتَمَعَ إِليهِ مُعْجِبًا.
* وآذَنَنِى الشَّىْءُ : أَعْجَبَنِى فاسْتَمَعْتُ له. أَنْشَدَ ابنُ
الأَعْرابِىِّ :
فَلَا
وأَبِيكَ خَيْرٌ مِنْكَ إِنِّى
|
|
ليُؤْذِنُنِى
التَّحَمْحُمُ والصَّهِيلُ
|
* وأَذِنَ
لِلَّهْوِ : اسْتَمَع
ومالَ.
* والأُذْنُ والأُذُنُ : من الحَواسِّ ، أُنْثَى. والَّذِى حكَى سِيبَوَيْهِ أُذْنٌ ، بالضمِّ ، والجَمْعُ : آذانٌ
، لا يُكَسَّرُ على
غير ذلك.
* ورَجُل أُذُنٌ ، وأُذْنٌ
: مُسْتَمِعٌ لما
يُقالُ له ، قابِلٌ له ، وصَفُوا به ، كما قالَ :
*مِئْبَرَة العُرْقُوبِ إِشْفَى المِرْفَقِ*
__________________
فوَصَفَ به ؛
لأَنَّ فى « مِئْبَرة » و « إِشْفَى » مَعْنَى الحِدَّة.
قالَ أَبُو
عَلِىٍّ : قالَ أَبو زَيْدٍ : رَجُلٌ أُذُنٌ
وأُذْنٌ ، ورِجالٌ أُذُنٌ وأُذْنٌ ، الواحِدُ والجميعُ فى ذلِكَ سَواءٌ.
قالَ : وإنّما
سَمَّوه باسْمِ العُضْوِ تَهْوِيلاً وتَشْنِيعًا ، كما قالُوا للمَرْأَةِ : ما
أَنْتِ إلا بُطَيْنٌ.
وقد أَنْعَمْتُ
شَرْحَ هذه المَسْأَلةِ فى الكِتابِ المُخَصّصِ.
وفى
التَّنْزِيلِ : (وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ) [التوبة : ٦١]. ومَعْناهُ ، وتَفْسِيرُ الآية : أَنَّ فى المُنافِقِينَ من
كانَ يَعِيبُ النَّبِىَّ صلىاللهعليهوسلم ـ ويَقُول : إِنْ بَلَغَه عَنِّى شَىْءٌ حَلَفْتُ له ،
فقَبِلَ مِنِّى ؛ لأَنَّه أُذُنٌ
، فأَعْلَمه اللهُ
تعالَى أَنَّه أُذُنُ خَيْرٍ ، لا
أُذُنُ شَرٍّ.
وقولُه : (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ) أَى : مُسْتَمِعُ خَيْرٍ لكُم. ثُمَّ بَيَّنَ مِمَّنْ
يُقْبَلُ ، فقالَ : (يُؤْمِنُ بِاللهِ
وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ). أَى : يَسْمَعُ ما أَنْزَلَه اللهُ عليِه ، ويُصَدِّقُ
المُؤْمِنينَ فِيما يُخْبِرُونَه بهِ.
* ورَجُلٌ أُذانِىٌ ، وآذَنُ
: عَظِيمُ الأُذُنَيْنِ ، طَوِيلُهما. وكذلِكَ هو من الإبِلِ والغَنَمِ.
* وأَذَنَه : أَصَابَ أُذُنَه
، عَلَى ما يَطَّرِدُ
فى الأَعْضاءِ.
* وآذَنَه : كأَذَنه. ومن كَلامِهم : « لكُلِّ جابِهٍ جَوْزَةٌ ثُمَ يُؤَذَّنُ ». الجابِهُ : الوارِدُ. وقيل : هو الَّذِى يَرِدُ
الماءَ ، ولَيْسَت عليه قامَةٌ ولا أَداةٌ ، والجَوْزَةُ : السَّقْيَةُ من الماءِ. يَعْنُونَ : أَنَّ الوارِدَ
إِذا ورَدَهُم ، فسَأَلَهُم أَنْ يَسْقُوه ماءً لأَهْلِه وماشِيَتِه ، سَقَوْهُ
سَقْيَةً واحِدَةً ، ثم ضَرَبُوا أُذُنَه ، إِعلامًا أَنَّه ليسَ لَه عِنْدَهُم
أكثرَ مِن ذلك.
* وأُذِنَ : شَكَا أُذُنَه.
* وأُذُنُ القَلْبِ والسَّهْمِ والنَّصْلِ ، كُلُّه على
التَّشْبِيه. ولذلِكَ قالَ بَعْضُ المُحاجِينَ : « ما ذُو ثَلاثِ آذانْ ، يَسْبِقُ الخَيْلَ بالرَّدَيانْ؟ ». يَعْنِى : السَّهْمَ.
وقال أَبُو
حَنِيفَةَ : إِذا رُكِّبَت القُذَذُ على السَّهْمِ ، فهىَ آذانُه.
* وأُذُنُ كُلِّ شَىْءٍ : مَقْبِضُه ، كأَذُنِ الكُوزِ ، والدَّلْوِ ، على التَّشْبِيه ، وكُلُّه
مُؤَنَّثٌ.
* وأُذُنُ العَرْفَجِ ، والثُّمامِ : ما يُخَدُّ منه ، فيَنْدُرُ
إِذا أَخْوَص ، وذلِك لكَوْنِه على شَكْلِ الأُذُنِ.
* وأُذَيْنَةُ : اسمُ رَجُلٍ ، لَيْسَت مُحَقَّرةً عن أُذُنٍ فى التَّسْمِية ؛ إِذ لو كانَ كذلِك لم تَلْحَقِ الهاءُ.
وإِنَّما سُمِّىَ بها مُحَقَّرَةً من العُضْوِ.
* وبَنُو أُذُن : بَطْنٌ من هَوازِنَ.
* وأُذُنُ النَّعْلِ : ما أَطافَ منها بالقِبالِ.
* وأَذَّنْتُها : جَعَلْتُ لها
أُذُنًا.
* وأُذُنُ الحِمارِ : نَبْتٌ له وَرَقٌ ، عَرْضُه مثلُ الشِّبْرِ ،
وله أَصْلٌ يُؤْكَلُ ، أَعْظَمُ من الجَزَرَةِ ، مثلُ السّاعِدِ ، وفيه حَلاوةٌ ـ عن
أبى حنيفة.
* والأَذانُ ، والأَذِينُ
، والتَّأْذِينُ : النِّداءُ إِلى الصَّلاةِ.
قالَ
سِيبَوَيْهِ : وقالُوا : أَذَّنْتُ
، وآذَنْتُ ، فمن العَرَبِ من يَجْعَلُهمَا بمعنًى ، ومِنْهُم من
يَقُولُ : أَذَّنْتُ للتَّصْوِيتِ بإِعلانٍ ، وآذَنْتُ : أَعْلَمْتُ.
وقولُه تَعالَى
: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ
بِالْحَجِ) [الحج : ٢٧].
رُوِىَ أَنَ أَذانَ إِبْراهِيمَ بالحَجِّ أَنْ « وَقَفَ فى المَقامِ فنادَى
: أَيُّها النّاسِ ، أَجِيبُوا اللهَ. يا عِبادَ اللهِ ، أَطِيعُوا اللهَ. يا
عِبادَ اللهِ ، اتَّقُوا اللهَ ». فوَقَرَتْ فى قَلْبِ كُلِّ مُؤْمِنٍ ،
ومُؤْمِنَةٍ ، وأَسمعَ ما بَيْنَ السَّماءِ والأَرْضِ ، فأَجابَهُ مَنْ فى
الأَصْلابِ مِمَّنْ كُتِبَ له الحَجُّ. فكُلُّ مَنْ حَجَّ فهُو مِمَّنْ أَجابَ
إِبراهِيمَ عليهالسلام.
ويُرْوَى أَنَ أَذانَه بالحَجِّ كان : « يا أَيُّها النّاسُ ، كُتِبَ عَلَيْكُم
الحَجُّ ».
* والأَذِينُ : المُؤَذِّنُ. قالَ الحُصَيْنُ بنُ بُكَيْرٍ الرَّبَعِىُّ ، يصفُ
حِمارَ وَحْشٍ :
شَدَّ على
أَمْرِ الوُرُودِ مِئْزَرَهْ
|
|
سَحْقًا وما
نادَى أَذِينُ المَدَرَهْ
|
السَّحْقُ
: الطَّرْدُ.
* والمِئْذَنَةُ : مَوْضِعُ الأَذانِ.
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : هو المَنارَةُ ، يَعْنِى الصَّوْمَعَةَ.
* والأَذانُ : الإقامَةُ.
* وأَذَّنْتُ الرَّجُلَ : رَدَدْتُه ولم أَسْقِه. أَنْشَدَ ابنُ
الأَعْرابِىِّ :
*أَذَّنَنا شُرابِثٌ رَأْسُ الدِّيرْ*
أَى : رَدَّنا
، فلم يَسْقِنا. هذا هو المَعْرُوفُ.
وقيلَ : أَذَّنَه : نَقَرَ
أُذُنَه. وقد تَقَدَّمَ.
* وتَأَذَّنَ ليَفْعَلَنَّ : أَى أَقْسَمَ.
__________________
* وتَأَذَّنْ : أَى. اعْلَم. قال :
فقُلْتُ
تَعَلَّمْ أَنَّ للصَّيْدِ غِرَّةً
|
|
وإِلا
تُضَيِّعْها فإِنَّك قاتِلُهْ
|
وقولُه تَعالَى
: (وَإِذْ تَأَذَّنَ
رَبُّكَ) [الأعراف : ١٦٧]. قِيلَ : تَأَذَّنَ
: تَأَلَّى.
وقِيلَ : تَأَذَّنَ : أَعْلَمَ ، هذا قَوْلُ الزَّجّاجِ.
* وآذَنَ العُشْبُ : إِذا بَدَأَ يجِفُّ ، فتَرَى بَعْضَه رَطْبًا
، وبَعْضَه قد جَفَّ.
قال الرّاعِى :
وحارَبَت
الهَيْفُ الشَّمالَ وآذَنَتْ
|
|
مَذانِبُ
مِنْها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ
|
* وإِذَنْ
: جَوابٌ وجَزاءٌ.
وتَأْوِيلُها : إِنْ كانَ الأَمرُ كما ذكَرْتَ ، أو كما جَرَى.
وقالُوا : « ذَنْ » لا أَفْعَلُ ، فحَذَفُوا هَمْزَة إِذَن.
وإِذا وَقَفْتَ
على إِذَن أَبْدَلْتَ نُونَه أَلِفًا. وإنَّما أُبْدِلَت الأَلِفُ
من نون « إِذَنْ » هذه فى الوَقْفِ ، ومن نُون التَّوْكِيدِ ؛ لأَنَّ
حالَهُما فى ذلِكَ حالُ النُّونِ التى هى عَلَمُ الصَّرْفِ ، وإِن كانَتْ نُونُ « إِذَن » أصلاً ، وتانِك النُّونانِ زائدَتَيْنِ.
فإِنْ قُلْتَ :
فإِذا كانَت النّونُ فى « إِذَنْ
» أصْلاً ، وقد
أُبْدِلَتْ مِنها الأَلِف ، فهَلْ تُجِيزُه فى نحو حَسَنٍ ورَسَنٍ ـ ونَحوِ ذلِك
مما نُونُه أَصْلٌ ـ فيُقالُ فيه : حَسَا ورَسَا؟.
فالجوابُ :
أَنَّ ذلِكَ لا يَجُوزُ فى غير « إِذَنْ
» مما نُونه أَصْلٌ ،
وإِن كانَ قد جاءَ فى « إِذَنْ
» من قِبَل أَنَّ « إِذَنْ » حرفٌ ، فالنُّونُ فِيها بَعْضُ حَرْفٍ. كما أَنَّ نونَ
التوكيدِ ، والتَّنْوِين ، كُلُّ واحدٍ منهما حَرْفٌ ، فجازَ ذلك فى نُونِ « إذَنْ » لِمُضَارَعَةِ « إذن
» كُلِّها نُونَ
التَّوكيدِ ، ونُونَ الصَّرْفِ.
وأما النُّونُ
فى حَسَنٍ ورَسَنٍ ، ونحوِهما ، فهى أَصْلٌ من اسْمٍ مُتَمكِّن يَجْرِى عليه
الإعْرابُ ، فالنُّونُ فى ذلك كالدّالِ من « زَيْدٍ » والرّاءِ من « بَكْرٍ »
ونونُ « إِذَن » ساكنةٌ ، كما أَنَّ نونَ التَّوكِيدِ ، ونُونَ
الصَّرْف ساكِنتانِ ، فهى لِهذا ـ ولما قَدَّمناهُ من أَنَّ كُلَّ واحدٍ منهُما
حَرْفٌ ، كما أَنَّ النونَ من « إِذن
» بعضُ حَرْفٍ ـ أَشْبَهُ
منها بنُونِ الاسمِ المُتَمكِّنِ.
* والأَذِينُ : الكَفِيلُ.
ورَوَى أَبُو
عُبَيْدةَ بيتَ امْرِئِ القَيْسِ :
__________________
*وإِنِّى أَذِينٌ إِنْ رَجَعْتُ مُمَلَّكًا*
أَى : زَعِيمٌ.
الذال والفاء والهمزة
ذ أ ف
* الذَّأْفُ : سُرْعَةُ المَوْتِ.
* ومَوْتٌ ذُؤافٌ : وَحِىٌّ ، كُذُعافٍ ، وعَدَّه يَعْقُوبُ فى البَدَلِ.
* والذَّأْفُ ، والذَّأَفُ
: الإِجْهازُ على
الجَرِيح.
وقد ذَأَفَه ، وذَأَفَ
عَلَيْه.
* والذِّئْفانُ ، والذِّيفانُ
ـ يُهْمَزُ ولا
يُهْمَزُ ـ : السّمُّ.
* ومَرَّ يَذْأَفُهُم : أَى يَطْرُدُهُم.
الذال والباء والهمزة
ذ أ ب
* الذِّئْبُ : كَلْبُ البَرِّ ، والجَمْعُ : أَذْؤُبٌ ، وذِئابٌ
، وذُؤْبانٌ ، والأُنْثَى ذِئْبَةٌ.
* وأَرْضٌ مَذْأَبَةٌ : كَثِيرةُ
الذِّئابِ.
قالَ أَبُو
عَلِىٍّ فى التَّذكِرَةِ : وناسٌ من قَيْسٍ يَقُولُونَ : مَذْيَبَة ، فلا يَهْمِزُونَ. وتَعْلِيلُ ذلك أَنَّه خَفَّفَ
الذِّيبَ تَخْفِيفًا بَدَلِيَّا صَحِيحًا ، فجاءَت الهمزَةُ ياءً ، فلزم ذلكَ
عِنْدَه فى تَصْرِيفِ الكَلِمةِ.
* ورَجُلٌ مَذْؤُوبٌ : وَقَعَ الذئبُ
فى غَنَمِه.
وقولُه ـ أَنْشَدَه
ثعلبٌ :
هاعٍ
يُمَظِّعُنِى ويُصْبِحُ سادِرًا
|
|
سَدِكًا
بلَحْمِى ذِئْبُه لا يَشْبَعُ
|
عَنَى بذِئْبِه لِسانَهُ ، أَى : أَنَّه يَأْكُلُ عِرْضَه ، كما
يَأْكُلُ الذِّئْبُ اللَّحْمَ.
* وذُؤْبانُ العَرَبِ : لُصُوصُهُم.
* وذِئابُ الغَضَى : بنو كَعْبِ بنِ مالكِ بنِ حَنْظَلَةَ. سُمُّوا
بذلِكَ لخُبْثِهم.
__________________
* وذَؤُبَ الرَّجُلُ ذَآبَةً ، وذَئِبَ
، وتَذَأَّبَ : خَبُثَ ، وصارَ
كالذِّئْبِ خُبثًا
ودَهاءً.
* وتَذَأَّبَ للنّاقَةِ ، وتَذاءَبَ
لها : وهو أَنْ
يَسْتَخْفِىَ لها إِذا عَطَفَها عَلَى وَلَدِ غَيْرِها ، فيَتَشَبَّه لها
بالسَّبُع ؛ ليكونَ أَرْأَمَ لَها عليه. هذا تَعِبيرُ أَبِى عُبَيْدٍ ، وأَحْسنُ
منهُ أَن تَقُولَ : فيَتَشَبَّهُ لها
بالذِّئْبِ ، ليَتَبَيَّن
الاشْتِقاقُ.
* وتَذاءَبَتِ الرِّيحُ ، وتَذَأَّبَتْ
: جاءَتْ من هُنا
وهُنا فى ضَعْفٍ ، شُبِّهَتْ بالذِّئْبِ.
* وتَذَأَّبَتْه ، وتَذاءَبَتْهُ
: تَداوَلَتْهُ.
وأَصْلُه من الذِّئْبِ إِذا حَذِرَ من وَجْهٍ جاءَ من آخَرَ.
* وغَرْبٌ ذأْبٌ : مُخْتَلَفٌ بِه. قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : قالَ
الأَصْمَعِىُّ : ولا أُراهُ أُخِذَ إِلَّا مِنْ تَذَؤُّبِ
الرِّيحِ ، وهو اخْتِلافُها.
فشُبِّه اخْتلافُ البَعيرِ فى المَنْحاةِ بها.
وقيلَ : غَرْبٌ
ذَأْبٌ : كَثِيرُ الحَرَكَةِ بالصُّعُود والنُّزولِ.
* وذُئِبَ الرَّجُلُ : فَزِع من الذِّئْبِ.
* وذَئِبَ الرجل : فَزِع من الذِّئْبِ. وذَأَّبْتُه
: فَزَّعْتُه.
* وذَئِبَ وأَذْأَبَ : فَزِعَ من أَىِّ شىءٍ كانَ ، قال :
*إِنِّى إِذا ما لَيْثُ قَوْمٍ أَذْأَبَا*
وحَقِيقَتُه
عندِى من الذِّئْبِ.
وقالُوا :
رَماهُ اللهُ بداءِ
الذِّئْبِ : يَعْنُون :
الجُوع ؛ لأَنَّهُم يَزْعُمُون أَنَّه لا داءَ لهُ غيرُ ذلك.
* وبَنُو الذِّئْبِ : بطنٌ من الأَزْدِ ، منهم سَطِيحٌ الكاهِنُ : قالَ
الأَعْشَى :
ما نَظَرَتْ
ذاتُ أَشْفارٍ كنَظْرَتِها
|
|
حَقّا كما
صَدَقَ الذِّئْبِىُ إِذْ سَجَعَا
|
* وابنُ الذِّئْبَةِ الثَّقَفِىُّ : من شُعَرائهم.
* ودارَةُ الذِّئْبِ : موضعٌ.
* والذُّؤَابَةُ : النّاصِيَةُ ، لنَوَسانِها.
وقيل : الذَّؤابَةُ : مَنْبِتُ النّاصِيَةِ من الرَّأْس.
* وذُؤابَةُ النَّعْلِ : ما أَصابَ الأَرْضَ من المُرْسَلِ على
القَدَمِ ، لتَحرُّكِه.
* وذُؤابَةُ كُلِّ شَىْءٍ : أَعْلاه ، وجَمْعُهَا : ذُؤابٌ. قالَ أَبُو
ذُؤَيْبٌ :
__________________
بأَرْىِ
الَّتِى تَأْرِى اليَعاسِيبُ أَصْبَحَتْ
|
|
إِلى شاهِقٍ
دُونَ السَّماءِ ذُؤابُها
|
وقد يكونُ « ذُؤابُها » من بابِ سَلٍّ وسَلَّةٍ.
* والذُّؤابَةُ : الجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ على آخِرةِ الرَّحْلِ.
* وذُؤابَةُ العِزِّ ، والشَّرَفِ : أَرْفَعُه ، على المَثَل.
والجَمْعُ من ذلك كُلِّه : ذَوائِبُ.
* وهو فى ذُؤابَةِ قَوْمِه : أى فى أَعْلاهُم ، أُخِذَ من ذُؤابَةِ الرَّأْسِ.
واسْتعارَ بعضُ
الشُّعَراءِ الذَّوائِبَ
للنَّخْلِ. فقالَ :
حُمُ
الذَّوائِبِ تَنْمَى وَهْىَ آوِيَةٌ
|
|
ولا يُخافُ
عَلَى حافاتِها السَّرَقُ
|
* والذِّئْبَةُ ـ من الرَّحْلِ والقَتَبِ ، والإكافِ ، ونَحْوِها ـ :
ما تَحْتَ مُقَدَّم مُلْتَقَى الحِنْوَيْنِ ، وهو الَّذِى يَعَضُّ عَلَى مَنْسِجِ
الدّابَّةِ. قال :
*وقَتَب ذِئْبَتُه كالمِنْجَلِ*
وقِيلَ : الذِّئْبَةُ : فُرْجَةُ ما بَيْنَ دَفَّتَى الرَّحْلِ والسَّرْجِ
والغَبِيطِ ، أَىّ ذلك كانَ.
وقالَ ابنُ
الأَعْرابىِّ : ذِئْبُ الرَّحْلِ : أَحْناؤُه من مُقَدَّمِه وذَأَّبَ الرَّحْلَ : عَمِلَ له ذِئْبَةً ، قال امْرُؤُ القَيْسِ :
لَهُ كَفَلٌ
كالدِّعْصِ لَبَّدَه النَّدَى
|
|
إِلى حارِكٍ
مثلِ الغَبِيطِ المُذَأَّبِ
|
* والذِّئْبَةُ : داءٌ يَأْخذُ الدَّوابَّ فى حُلُوقِها ، يُقالُ :
بِرْذَوْنٌ مَذْؤُوبٌ.
* وذَأَبَ الرَّجُلَ : طَرَدَه ، كذَأَمَه ، حَكاه اللِّحْيانِىُّ.
* وذَأَبَ الإبِلَ يَذْأَبُها
ذَأْبًا : ساقَها.
* وذَأَبَه ذَأْبًا : حَقَّرَه ، وطَرَدَه.
* والذَّأْبُ : الذَّمُّ. هذه عن كُراعٍ.
* والذَّأْبُ : صَوْتٌ شَدِيدٌ ، عنه أَيضًا.
* وذُؤابٌ ، وذُؤَيْبٌ
: اسمانِ.
* وذُؤَيْبَةُ : قَبِيلَةٌ من هُذَيْلٍ.
__________________
مقلوبه : ب ذ أ
* بذَأَتْه عَيْنِى ، تَبْذَؤُه
بَذْءًا ، وبَذاءَةً : ازْدَرَتْهُ : واحْتَقَرَتْه.
* وبَذَأَ الشَّىْءَ : ذَمَّهُ.
* وبَذَأَ الأَرْضَ : ذَمَّ مَرْعاهَا. قالَ :
أَلُزِّىءَ مُسْتَهْنِىءٌ
فى البَدِى
|
|
ءِ فيَرْمَأُ
فِيه ولا يَبْذَؤُهْ
|
ويُرْوَى : «
فى البَدِىّ ».
* وأَرْضٌ بَذِيئَةٌ : لا مَرْعَى بها.
* والبَذِىءُ : الفاحِشُ من الرِّجالِ ، والأُنثى : بَذِيئةٌ.
وقد بَذُؤَ بَذاءً ، وبَذاءَةً.
الذال والميم والهمزة
ذ أ م
* ذَأَمَ الرَّجُلَ يَذْأَمُه
ذَأْمًا : حَقَّرَه ،
وذَمَّه. وقِيلَ : حَقَّرَه وطَرَدَه ، كذَأَبَه.
* وذَأَمَه ذَأْمًا : طَرَدَه.
وقولُه تعالى :
(اخْرُجْ مِنْها
مَذْؤُماً مَدْحُوراً) يكونُ مَعناه : مَذْمُومًا ، ويكونُ مَطْرُودًا.
* وذَأَمَه ذَأْمًا : خَزاهُ.
الذال والراء والياء
ذ ر ى
* ذَرَيْتُ الحَبَّ ونَحْوَه ، وذَرَّيْتُه
: أَطَرْتُه ،
وأَذْهَبْتُه ، والواوُ لُغَةٌ ، وهِىَ أَعْلَى.
* وذَرَت الرِّيحُ الترابَ ، وغيرَه ، تَذْرِيه ، والواوُ لُغَةٌ.
وفى حَرْفِ
ابنِ مَسْعُودٍ وابنِ عَبّاسٍ : (فَأَصْبَحَ هَشِيماً) تَذرِيهِ الرِّياحُ.
* والمِذْراةُ ، والمِذْرَى
: الخَشَبَةُ الَّتِى يُذَرَّى بها.
* والذَّرَى : [اسْمُ] ما
ذَرَّيْتَه.
* والذَّرَى : الكِنُّ.
* وتَذَرَّى بالحائِطِ وغَيْرِه من البَرْدِ والرِّيحِ ، واسْتَذْرَى ـ كلاهما ـ : اكْتَنَّ.
__________________
* وتَذَرَّت الإبِلُ ، واسْتَذْرَتْ
: أَحَسَّت البَرْدَ ،
فاسْتَتَر بَعْضُها ببَعْضٍ ، أَو اسْتَتَرَت بالعِضاهِ.
* والذَّرِيَّةُ : النّاقَةُ الَّتِى يُسْتَتَرُ بها عن الصَّيْدِ ، عن
ثَعْلَبٍ ، والدّالُ أَعْلَى. وقد تَقَدَّمَ.
* والذَّرَى : ما انْصَبَّ من الدَّمْعِ.
وقد أَذْرَت العَيْنُ الدَّمْعَ.
* وأَذْرَى الشَّىْءَ بالسَّيْفِ : إِذا ضَرَبَه حتى يَصْرَعَه.
* والسَّيْفُ يُذْرِى ضَرِيبَتَه : أَى يَرْمِى بِها. وقد يُوصَفُ به
الرَّمْىُ من غير قَطْعٍ.
* وذَرّاهُ بالرُّمْحِ : قَلَعَه ـ هذه عن كُراعٍ.
* وأَذْرَت الدّابَّةُ راكِبَها : صَرَعَتْه.
* وذَرَّى الشَّاةَ ، والنّاقَةَ ، وهو : أَنْ يَجُزَّ صُوفَها
ووَبَرها ، ويَدَعَ فوقَ ظَهْرِها شيئًا تُعْرَفُ به. وذلِكَ فى الإبِلِ
والضَّأْنِ خاصَّةً ، ولا يكونُ فى المِعْزَى.
* والذُّرَةُ : ضَرْبٌ من الحَبِّ.
وإِنَّما
قَضَيْنا عَلَى ما لم تَظْهَرْ ياؤُه من هذا البابِ بالياءِ ، لكَوْنِها لامًا.
مقلوبه : ذ ي ر
* الذِّيارُ : البَعَرُ يُضَمَّدُ به الإحْلِيلُ ، لكَيْلَا
يُؤَثِّرَ فيه الصِّرارُ ، ولكَيْلا يَرْضَعَها الفَصِيلُ ـ حكاه اللِّحْيانِىُّ.
الذال واللام والياء
ذ ل ى
* اذْلَوْلَى : ذَلَّ وانْقادَ. عن ابنِ الأَعْرابِىِّ ، وأَنْشَدَ :
حَتَى تَرَى
الأخْدع مُذْلَوْلِيًا
|
|
يَلْتَمِسُ
الفَضْلَ إِلى الخادِع
|
* واذْلَوْلَى
: انْطَلَق فى
اسْتِخفاءٍ. قالَ : سِيبَوَيْهِ : لا يُسْتَعْمَلُ إِلَّا مَزِيدًا.
وقضَيْنا عليه
بالياءِ ، لكونِها لامًا.
مقلوبه : ذ ي ل
* الذَّيْلُ : آخِرُ كُلِّ شَىْءٍ.
__________________
* وذَيْلُ الثَّوْبِ ، والإزارِ : ما جُرَّ مِنه إذا أُسْبِلَ.
* وذَيْلُ الرِّيحِ : ما تَتْرُكُه فى الرِّمالِ عَلَى هَيْئَة
الرَّسَنِ ونَحْوِه ، كأَنَّ ذلِك إِنَّما هُوَ أَثَرُ ذَيْلٍ جَرَّتْهُ. قال :
*لكُلِّ رِيحٍ فيه ذَيْلٌ مَسْفُورْ*
* وذَيْلُها أيضًا : ما جَرَّتْهُ على الأَرْضِ من التُّرابِ
والقَتامِ.
والجمعُ من
كُلِّ ذلِك : أَذْيالٌ ، وأَذْيُلٌ. الأَخيرَةُ عن الهَجَرِىِّ ، وأنشد لأَبِى البَقَراتِ
النَّخَعِىِّ :
وثَلاثًا
مِثْلَ القَطا ماثِلاتٍ
|
|
لَحَفَتْهُنَ
أَذْيُلُ الرِّيحِ تُرْبَا
|
والكَثِيرُ : ذُيُولٌ. قال النّابِغَةُ :
كأَنَّ
مَجَرَّ الرامِساتِ ذُيُولَها
|
|
عَلَيْه
قَضِيمٌ نَمَّقَتْهُ الصَّوانِعُ
|
وقيلَ : أَذْيالُ الرِّيحِ : مآخِيرُها التى تَكْسَحُ بها ما خَفَّ لَها.
* وذَيْلُ الفَرَسِ ، والبَعِيرِ ، ونَحْوِهما : ما أَسْبَلَ من
ذَنَبِه ، فتَعَلَّقَ. وقيل : ذَيْلُه
: ذَنَبُه.
* وذالَ يَذِيلُ ، وأَذْيَلَ
: صارَ له ذَيْلٌ.
* وذالَ بهِ : شالَ ، وكذلك الوَعِلُ بذَنَبِه.
* وفَرَسٌ ذائِلٌ : ذو ذَيْلٍ.
* وذَيّالٌ : طَوِيلُ الذَّيْلِ.
وقال ابنُ قُتَيْبةَ
: ذائِلٌ : طَوِيلُ الذَّيْل.
* وذَيّالٌ : طَوِيلٌ طَوِيلُ الذَّيْلِ ، وكذلك الثَّوْرُ
الوَحْشِىُّ.
* والذَّيّالُ من الخَيْلِ : المُتَبَخْتِرُ فى مَشْيِه ، واسْتِنانِه
، كأَنَّه يَسْحَبُ ذَيْلَ ذَنَبِه.
* وذالَ الرَّجُلُ يَذِيلُ
ذَيْلاً : تَبَخْتَر ،
فجَرَّ ذَيْلَه.
قالَ طَرَفَةُ
يصفُ ناقَةً :
__________________
فذالَتْ كما
ذَالَتْ وَلِيدَةُ مَجْلِسٍ
|
|
تُرِى
رَبَّها أَذْيالَ سَحْلٍ مُمَدَّدِ
|
يَعْنِى
أَنَّها جَرَّتْ ذَنَبَها كما
ذَالَتْ مَمْلوكَةٌ
تَسْقِى الخَمْرَ فى مَجْلِسٍ.
* وتَذَيَّلَت الدّابَّةُ حَرَّكَت ذَنَبَها من ذلِكَ.
* والتَّذَيُّلُ : التَّبَخْتُر ، منه.
* ودِرْعٌ ذائلٌ ، وذائِلَةٌ ، ومُذالَةٌ : دَقِيقَةٌ ، لَطِيفَةٌ مع طُولٍ.
* والمُذَالُ من البَسِيطِ والكامِلِ : ما زِيدَ عَلَى وَتِدِه من
آخِرِ البَيْتِ حَرْفانِ ، وهُوَ المُسَبَّغُ فى (لرَّمَلِ ، ولا يكونُ المُذالُ فى البَسِيطِ إِلَّا من المُسَدَّسِ ، ولا فى الكامِلِ
إِلا من المُرَبَّع.
مثالُ
الأَوَّلِ قوله :
إِنّا
ذَمَمْنا عَلَى ما خَيَّلَتْ
|
|
سَعْدَ بنَ زَيْدٍ
وعَمْرًا من تَمِيمْ
|
ومثال الثانى
قولُه :
جَدَثٌ
يكُونُ مُقامُه
|
|
أبدًا
بمُخْتَلِفِ الرِّياحْ
|
فقولُه : (رَنْ
مِنْ تَمِيمْ) مُسْتَفْعِلان ، وقوله : (تَلِفِرْ رِياحْ) مُتَفاعلان.
قال الزَّجّاجُ
: إِذا زِيدَ على الجُزْءِ حَرْفٌ واحِدٌ ، وذلك الجُزْءُ مما لا يُزاحَفُ ،
فاسْمُه المُذالُ ، نحو : مُتَفاعِلَان ، أصله مُتَفَاعِلُنْ ، فزِدْتَ
حَرْفًا ، فصار ذلك الحرفُ بمَنْزِلةِ
الذَّيْلِ للقَمِيصِ.
* وذالَ الشَّىْءُ
يَذِيلُ : هانَ.
* وأَذَلْتُه أَنا : أَهَنْتُه ، ولم أُحْسِن القيامَ عليهِ. وفى الحَدِيثِ
: « نَهَى النَّبِىُّ صلىاللهعليهوسلم عن إِذالَةِ الخَيْلِ » .
* وذالَت المَرْأَةُ ، والنّاقَةُ ، تَذِيلُ : هُزِلَتْ ، وفَسَدت.
* وأَذَلْتُها : أَفْسَدْتُها. وهو من ذلِك.
* والمُذَيَّلُ ، والمُتَذَيِّل
: المُتَبَذِّلُ.
* وبَنُو الذَّيّالِ : بَطْنٌ.
__________________
مقلوبه : ل ذ ى
* الَّذِى : من الأَسْماءِ المَوْصُولَة ، صِيغَتْ ليُتَوَصَّلَ
بها إِلى وَصْفِ المَعارِفِ بالجُمَلِ.
* وفيه لُغاتٌ
: الَّذِى ، والَّذِ [بكسر الذال] والَّذْ [بإسكانها] والَّذِىُ
قالَ :
ولَيْسَ
المالُ ـ فاعْلَمْه ـ بمالٍ
|
|
مِن
الأَقْوامِ إِلا لِلَّذِىِ
|
يُرِيدُ به
العَلاءَ ويَمْتَهِنْه
|
|
لأَقْرَبِ
أَقْرَبِيهِ ولِلقَصِىِ
|
والتثنية : اللَّذانِ بتشديد النون ، واللَّذانِ. النُّونُ عِوَضٌ من ياءِ الَّذِى ـ واللَّذا فَعلَا ذلكَ.
قالَ :
أَبَنِى
كُلَيْبٍ إِنَّ عَمَّىَ اللَّذَا
|
|
قَتَلا
المُلُوكَ وفَكَّكا الأَغْلَالا
|
قالَ
سِيبَوَيْهِ : أَرادَ
اللَّذانِ ، فحَذَفَ
النُّون ضَرُورَةً.
قالَ ابنُ
جِنِّى : الأَسماءُ المَوْصُولَةُ نحو : الَّذِى
، والَّتِى ، لا
يَصِحُّ تَثْنِيَةُ شَىْءٍ مِنْها ، من قِبلِ أَنَّ التَّثْنِيَةَ لا تَلحَقُ إِلا
النَّكِرةَ. فما لا يَجُوزُ تَنْكِيرُه ، فهو بأَلا تَصِحَّ تَثْنِيَتُه أَجْدَرُ.
والأَسماءُ
المَوْصُولَةُ لا يَصِحُّ أن تُنَكَّرَ ؛ فلا يَجُوز أن يُثَنَّى شَىْءٌ منها ،
أَلا تَراها بعد التَّثْنِيَةِ على حَدِّ ما كانَتْ عليهِ قَبْلَ التَّثْنِيَةِ؟
وذلِكَ قولُك : ضَرَبْتُ اللَّذَيْنِ
قامَا. إِنما
يَتَعرفانِ بالصِّلَةِ ، كما يَتَعَرَّفُ بها الواحدُ فى قولكَ : ضَربْتُ الَّذِى قامَ. والأمرُ فى هذه الأَشياءِ بعد التَّثْنِيَة هو
الأمرُ فِيها قبلَ التَّثْنِية ، وهذه أَسماءٌ لا تُنَكَّرُ أبدًا ، لأَنَّها
كناياتٌ ، وجارِيَةٌ مَجْرَى المُضْمَرَة ، فإِنَّما هى أَسماءٌ مَوْضُوعَة
للتَّثْنِيةِ ، وليس كذلك سائِرُ الأَسماءِ المُثَنّاةِ ، نحو : زَيْدٍ وعَمْرٍو ،
أَلا تَرَى أن تَعْرِيفَ زَيْدٍ وعَمْرٍو إِنَّما هُو بالوَضْعِ والعَلَمِيَّة ،
فإِذا ثَنَّيْتَهُما تَنَكَّرا. فقُلْتَ : رأيتُ زَيْدَيْن كَرِيمَيْنِ ، وعِنْدِى
عَمْرانِ عاقِلانِ ، فإن آثَرْتَ التَّعْرِيفَ بالإضافَةِ ، أو باللامِ ، قلتَ : الزَّيْدان
، والعَمْرانِ ، وزَيْداكَ وعَمْراكَ؟ فقد تَعَرَّفا بعدَ التَّثْنِيَةِ من غيرِ
وَجْهِ تَعَرُّفِهما قَبْلَها ، ولَحِقا بالأَجْناسِ ، وفارقَا ما كانَا عليه من
تَعْرِيفِ العَلَمِيَّةِ والوَضْعِ.
فإِذا صَحَّ
ذلك فَيَنْبَغِى أَن يُعْلَمَ أَنَ اللَّذانِ
واللَّتانِ ـ وما
أَشْبَهَهُما ـ إِنَّما هِى أَسماءٌ مَوْضوعَةٌ للتَّثْنِيةِ ، مُخْتَرعةٌ لها ،
وليست تَثْنِيَةَ الواحِدِ ، على حَدِّ زَيْدٍ وزيدان ، إِلا أَنَّها صيِغَتْ على
صُورَةِ ما هُوَ مُثَنَّى عَلى الحَقِيقةِ ، فقيل : اللَّذانِ واللَّتانِ ، واللَّذَيْنِ
، واللَّتَيْنِ ،
لئِلا تَخْتَلِفَ التَّثْنِيَةُ. وذلِك أَنَّهم يُحافُظونَ عليها ما لا
يُحافِظُونَ على الجَمْعِ وقد تَقَدَّمَ القَوْلُ
__________________
فى هذا كُلِّه فى الذّالِ والياءِ.
وفى الجَمِيع :
هم الَّذِينَ فَعَلُوا ذاك والَّذُونَ
فَعَلُوا ذاك ،
هُذَلِيَّةٌ ، والذِى فَعَلَ ذاك ، والَّذُو فعلَ ذاك. وأكْثَرُ هذه عن اللِّحْيانِىِّ.
وأَنْشَد فى الَّذِى ، يَعْنِى به الجَمِيعَ ، للأَشْهَبِ بن رُمَيْلَةَ :
وإِنَ
الَّذِى حانَتْ بفَلْجٍ دماؤُهُمْ
|
|
هُمُ
القَوْمُ كُلُّ القَوْمِ يا أُمَّ خالِدِ
|
وقِيلَ :
إِنَّما أرادَ الَّذِين ، فحَذَفَ النُّونَ تَخْفِيفًا.
وتَصْغِيرُها :
اللُّذَيّا ، واللَّذَيّا.
وإِذا
سَمَّيْتَ بِها قُلْتَ : لَذٍ.
ومَنْ قالَ :
الحَارِث والعَبّاس أثْبَتَ الصِّلَةَ فى التَّسْمِيَة مع اللَّام ، فقال : هو الَّذى فَعَلَ.
والأَلِفُ
واللامُ فى الَّذِى زائدةٌ. وكذلكَ فى التَّثْنِيةِ والجَمْعِ. وإِنَّما
هُنَّ مُتَعَرِّفاتٌ بصِلاتِهِنَّ ، وهُما لازِمَتانِ لا يُمْكِنُ حَذْفُهُما ،
فرُبَّ زائدٍ يَلْزَمُ ، فلا يَجُوزُ حَذْفُه. ويَدُلُّ على زِيادَتِهما وجُودُكَ
أَسماءً مَوْصُولَةً مثلَها ، مُعرّاةً من الأَلفِ واللّامِ ، وهى مع ذلكَ
مَعْرِفةٌ ، وتلكَ الأَسْماءُ (مَنْ) و (مَا) و (أَىّ) فى نَحْوِ قولِك : ضَرَبْتُ
مَنْ عِنَدَك ، وأَكَلْتُ ما أَطْعَمْتَنِى ، ولأَضْرِبَنَّ أَيُّهم قامَ ،
فتَعَرُّفُ هذه الأَسماءِ التى هى أَخَواتُ الَّذِى
والَّتِى ، بغير لامٍ
، وحُصُولُ ذلك لَها بما تَبِعَها من صلاتِها دُونَ اللامِ ـ يَدُلُّ علَى أن (الَّذِى) إِنما تَعَرُّفُه بصِلَتِه ، دُونَ اللَّامِ الَّتِى هى
فيه ، وأَنَّ اللامَ فيه زائدة.
الذال والنون والياء
ذ ي ن
* الذَّيْنُ ، والذَّانُ
: العَيْبُ.
* والمُذانُ : لُغَةٌ فى المُذالِ.
الذال والفاء والياء
ذ ي ف
* الذَّيْفان ، الذِّيْفان
، والذَّيَفان : السُّمُّ الناقِعُ. وقِيلَ : القاتِلُ.
* والذُّوفانُ : لُغَةٌ فى الذِّيفان.
وإِنَّما
أَثْبَتُّهُ هُنا ؛ لأَنَّ الواوَ قد تكونُ هُنا مُعاقَبَة.
__________________
وحَكَى
اللِّحْيانِىُّ : سَقاهُ الله كَأْسَ الذَّيْفانِ
ـ بفَتْحِ أَوَّله ـ وهو
المَوْتُ.
الذال والباء والياء
ذ ب ى
* ذَبَتْ شَفَتُه : كَذَبَّتْ.
وإِنَّما
قَضَيْتُ عليها بالياءِ ، لكَوْنِها لامًا.
* وذُبْيان ، وذِبْيانُ
: قَبِيلَةٌ.
والضَّمُّ فيه أكثرُ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وأَحْسَب أن
اشْتِقاق ذُبْيانَ من قَوْلِهم : ذَبَتْ
شَفَتُه. وهَذا أيْضًا
مما يُقَوِّى كَوْنَ ذَبَتْ
من الياءِ ، لَو أَنَّ
ابنَ دُرَيْدٍ لم يُمَرِّضْه.
* والذُّبْيانُ : بَقِيَّةُ الوَبَر ، عن كُراعٍ ، ولَسْتُ منه على
ثِقَةٍ.
والذى حَكاهُ
أَبو عُبَيْدٍ : الذُّوبانُ
: والذِّبيان.
مقلوبه : ذ ي ب
* الأَذْيَبُ : الماءُ الكَثيرُ.
* والأَذْيَبُ : الفَزَع.
* والأَذْيَبُ : النَّشاطُ.
* والذِّيبانُ : الشَّعَرُ الَّذِى يكونُ على عُنُقِ البَعِيرِ.
* والذِّيبانُ أَيضًا : بَقِيَّةُ الوَبَرِ. قال كُثَيِّرٌ :
عَسُوفٌ
لأَجْوازِ الفَلا حِمْيَرِيَّة
|
|
مَرِيشٌ
بذِيبانِ الشَّلِيلِ تَلِيلُها
|
ويروى : «
السَّبِيب ». قالَ أبو عُبَيْدٍ : هو واحِدٌ.
الذال والميم والياء
ذ م ى
* الذَّماءُ : الحَرَكَةُ. وقد
ذَمِىَ.
* والذَّماءُ : بَقِيَّةُ النَّفْسِ.
وقيلَ :
قُوَّةُ القَلْبِ. أَنشد ثَعْلَبٌ :
__________________
وقاتِلَتِى
بعدَ الذَّماءِ وعائدٌ
|
|
عَلَىّ
خَيالٌ منكِ مُذْ أَنا يافِعُ
|
وقَدْ ذَمِىَ يَذْمَى ذَماءً.
* والذّامِى ، والمَذْماةُ كلاهما : الرَّمِيَّةُ تُصابُ ، فيَسُوقُها صاحِبُها ،
فتَنْساقُ معه ، وقَدْ
أَذْماهَا. وذَمَتْه الرِّيح تَذْمِيه
: قَتَلَتْه.
* وذَمَى الرَّجُلُ ذَماءً مَمْدودٌ : طالَ مَرَضُه.
* واسْتَذْمَى الشَّىْءَ : طَلَبَه.
* وذَمَى لِى منه شَىْءٌ : تَهَيَّأَ.
* والذَّمَى : الرّائِحةُ المُنْتِنَةُ ، مَقْصُورٌ.
* وذَمَى يَذْمِى : خَرَجَتْ مِنْه رائحةٌ كَرِيهةٌ.
* وذَمَتْهُ رِيحُ الجِيفَة
تَذْمِيه ذَمْيًا : أَخَذَتْ بنَفْسِه.
* وذَمَتْنِى الرِّيحُ : آذَتْنِى ، عن أَبِى حَنِيفَةَ : وأنشد :
إِنِّى
ذَمَتْنِى ريحُها حِينَ أَقْبَلَت
|
|
فكِدْتُ لما
لا قَيْتُ من ذاكَ أُصْعَقُ
|
* والذَّمَيانُ
: السُّرْعَة. وقد ذَمَى يَذْمِى : أَسْرَعَ. وحَكَى بَعْضُهُم ذَمِىَ يَذْمَى ، ولَسْتُ منه عَلَى ثِقَةٍ.
مقلوبه : ذ ي م
* الذَّيْمُ ، والذّامُ
، العَيْبُ.
* ذامَهُ ذَيْمًا وذامًا.
* وقِيلَ : الذَّيْمُ ، والذّامُ
، الذَّمُّ.
مقلوبه : م ذ ى
* مَذَى الرَّجُلُ ، والفَحْلُ ، وأَمْذَى : وهو أَرَقُّ ما يَكُونُ من النُّطْفَةِ.
* والاسمُ : المَذْىُ ، والمَذِىُ
، والتَّخْفِيفُ
أَعْلَى.
* والمَذْىُ : الماءُ الَّذِى يَخرجُ من صُنْبُور الحَوْضِ.
* والمَذِيَّةُ : أُمُّ بعضِ شُعراءِ العَرَبِ ، يُعَيَّرُ بها.
* وأَمْذَى شَرابَه : زادَ فى مِزاجِه حَتَّى رَقَّ جِدّا.
__________________
* ومَذَيْتُ فَرَسِى ، وأَمْذَيْتُه
، ومَذَّيْتُه : أَرْسَلْتُه يَرْعَى.
* والمِذَاءُ : أَنْ تَجْمَعَ بين نِساءٍ ورِجالٍ ، وتَتْركُهم
يُلاعِبُ بعضُهم بعضًا.
* والماذِىُ : العَسَلُ الأَبْيَضُ.
* والماذِيَّةُ : الخَمْرَةُ السَّهْلَة السَّلِسَةُ ، شُبِّهَتْ
بالعَسَلِ.
* ودِرْعٌ ماذِيَّةٌ : سَهْلَةٌ لَيِّنَةُ.
وقِيلَ :
بَيْضاءُ.
* والماذِىُ : السِّلاحُ كُلُّه من الحَدِيدِ.
وإِنَّما
قَضَيْنا عَلَى ما لم تَظْهَرُ ياؤُه من هذا البابِ بالياءِ ، لكَوْنِها لامًا ،
مع عدم (م ذ و).
مقلوبه : م ي ذ
* المِيذُ : جِيلٌ من الهِنْدِ بمَنْزِلَة الكُرْدِ ، يَغْزُونَ
فى البَحرِ الإسلامَ.
الذال والراء والواو
ذ ر و
* ذَرَت الرِّيحُ التُّرابَ وغَيْرَه ذَرْوًا. وأَذْرَتْهُ
: أَطارَتْه ،
وأَذْهَبَتْه.
وقد ذَرَا هو نَفْسُه.
* وذَرَوْتُ الحِنْطَةَ ، وذَرَّيْتُها : نَقَّيْتُها فى الرِّيحِ.
* وتَذَرَّتْ هى : تَنَقَّت.
* والذُّراوَةُ : ما ارْفَتَّ من النَّبْتِ ويَبِسَ ، وطارَت به
الرِّياحُ.
* والذَّرَا ، والذَّراوَةُ : ما
ذرا من الشَّىْءِ.
* والذُّراوَةُ : ما سَقَطَ من الطَّعامِ عندَ التَّذَرِّى. وخَصَّ
اللِّحْيانِىُّ به الحِنْطَةَ ، قال حُمَيْدُ ابنُ ثَوْرٍ الهِلالَىُّ :
وعادَ
خُبّازٌ يُسَقِّيهِ النَّدَى
|
|
ذُرَاوةً
تَنْسِجُهُ الهُوجُ الدُّرُجْ
|
* وذَرَّى
رَأْسَه : سَرَّحَه ،
كما يُذَرَّى الشىءُ فى الرِّيحِ. والدّالُ أَعلَى وقد تَقَدَّم.
* وهو يَذْرُو ، ذَرْوًا : أَى يَمُرُّ مَرّا سَرِيعًا.
وخَصَّ بَعضُهم
به الظَّبْىَ.
__________________
* وذَرَا نابُه ذَرْوًا : انْكَسَرَ [حَدُّه] وقيلَ : سَقَطَ.
* وذَرَوْتُه أَنا.
* وذِرْوَةُ كُلِّ شَىءٍ ، وذُرْوَتُه
: أَعْلاه.
* وذِرْوَةُ السَّنامِ ، والرَّأْسِ : أَشْرَفُهما.
* وتَذَرَّيْتُ الذِّرْوَةَ : رَكِبْتُها ، وعَلَوْتُها.
* وتَذَرَّيْتُ فِيهم : تَزَوَّجْتُ فى الذِّرْوَةِ مِنْهُم.
* وذَرَّيْتُه : مَدَحْتُه ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ وأَنْشَدَ :
*عَمْدًا أُذَرِّى حَسَبِى أَنْ يُشْتَمَا*
وإِنَّما
أَثْبَتُّ هذا هُنا ؛ لأَنَّ الاشْتِقاقَ يُؤْذِنُ بذلِكَ ، كأَنِّى جَعَلْتُه فى الذِّرْوَة.
* والمِذْرَى : طَرَفُ الأَلْيَةِ.
وقِيلَ : المِذْرَوانِ : أَطْرافُ الأَلْيَتَيْنِ ، ليسَ لهما واحِدٌ. وهو
أَجْوَدُ القَوْلَيْن ؛ لأَنه لو قِيلَ : مِذْرَى
لقِيلَ فى
التَّثْنِيَةِ مِذْرَيان للمُجاوَرَةِ ، [ولَمَا كانت بالواوِ فى التثنيةِ ، و]
لكنه من باب « عَقَلْتُه بثِنْيايَيْنِ » فى أَنَّه لم يُثَنَّ على الواحِدِ.
قالَ أَبُو
عَلىٍّ : الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الأَلِفَ فى التَّثْنِية حَرْفُ إِعْرابٍ صِحَّةُ
الواو فى مِذْرَوانِ.
قالَ : أَلَا
تَرَى أَنَّه لو كانَت الأَلِفُ إِعرابًا ، أَو دَلِيلَ إِعرابٍ ، ولَيْسَت
مَصُوغَةً فى بناءِ الكَلِمةِ ، مُتَّصِلَةً بِها اتّصالَ حَرْف إِعرابٍ بما
بَعْدَه ، لوَجَبَ أَنْ أَنْ تُقْلبَ الواوُ ياءً ، فيُقال : مِذْرَيانِ ؛
لأَنَّها كانَتْ تكونُ عَلَى هذا القَوْلِ طَرَفًا ، كلامِ « مَغْزًى ، ومَدْعًى ،
ومَلْهًى » ، فصِحَّةُ الواوِ فى « مِذْرَوَانِ
» دَلالَةٌ على أَنَّ الأَلِفَ
من جُمْلَةِ الكَلِمةِ ، وأَنَّها لَيستْ فى تَقْديرِ الانْفِصالِ الَّذِى يكونُ
فى الإعْرابِ. قالَ : فجَرَت الأَلِفُ فى « مِذْرَوَانِ
» مَجْرَى الواو فى
عُنْفُوان ، وإِن اخْتَلَفَت النُّونانِ. وهذا حَسَنٌ فى مَعناه.
* والمِذْرَوانِ : ناحِيَتا الرَّأْسِ ، مثلُ الفَوْدَيْنِ. وقالَ أَبو
حَنِيفَةَ : مِذْرَوَا القَوْسِ : المَوْضِعانِ اللَّذانِ يَقَعُ عَلَيهِما
الوَتَرُ من أَسْفَلَ وأَعْلَى. قالَ الهُذَلِىُّ :
عَلَى عِجْسِ
هَتّافَةِ المِذْرَوْين
|
|
(م) صَفْراءَ مُضْجِعَةٍ فى الشِّمالِ
|
__________________
قالَ : وقالَ
أَبُو عَمْرٍو : واحِدُها
مِذْرًى.
* وذَرَا اللهُ الخَلْقَ ذَرْوًا : خَلَقَهُم ، لُغَةٌ فى ذَرَأَ.
* والذَّرْوُ ، والذَّرَى
، والذُّرِّيَّةُ : الخَلْقُ.
وقِيلَ : الذَّرْوُ والذَّرَى
: عَدَدُ الذُّرِّيَّةِ.
وقولُه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ورأَى فى بَعْضِ غَزَواتِه امْرَأَةً مَقْتُولَة ـ فقالَ
: « ها ، ما كانَتْ هذِه لتُقاتِلَ! الْحَقْ خالِدًا ، فقُلْ له : لا تَقْتُلَنَ ذُرِّيَّةً ولا عَسِيفًا ».
فسَمَّى
النِّساءَ ذُرِّيَّةً.
ومنُه حَدِيثُ
عُمَرَ : « حُجُّوا
بالذُّرِّيَّةِ ، لا تَأْكُلُوا أَرْزاقَها ، وتَذَرُوا أَرْباقَها فى أَعْناقِها » .
* وأَتانَا ذَرْوٌ من خَبَرٍ : وهو اليَسِيرُ مِنْهُ ، لُغَةٌ فى ذَرْءٍ.
* وذَرْوَةُ : مَوْضِعٌ.
* وذَرِيّات : مَوْضِعٌ. قال القَتّالُ الكِلابِىُّ :
سَقَى اللهُ
ما بَيْنَ الرِّجامِ وغَمْرَةٍ
|
|
وبَيْنَ
ذَرِيّاتٍ بهِنَّ جَنِينُ
|
نَجاءَ
الثُّرَيّا كُلَّما ناءَ كَوكبٌ
|
|
أَهَلَّ
يَسُحُّ الماءَ فيه دُجُونُ
|
* وذَرْوَةُ بنُ جُحْفَةَ : من شُعَرائِهم.
* وعَوْفُ بنُ ذِرْوَةَ ـ بكسر الذال ـ : من شُعَرائِهم.
* وذَرَا حَبّا : اسمُ رَجُلٍ يكُونُ من الواوِ ومن الياءِ.
مقلوبه : ر ذ و
* الرَّذِىُ : الَّذِى أَثْقَلَه المرضُ.
وقد رَذِىَ ، وأُرْذِىَ.
* والرَّذِىُ ـ من الإِبل ـ : المَهْزُولُ الذى لا يَسْتَطِيعُ
بَراحًا ، ولا يَنْبَعِثُ.
* والأُنثَى رَذِيَّةٌ.
والجمعُ : رَذَايَا ، ورُذاةٌ ؛ الأخِيرَةُ شاذَّةٌ ، وعَسَى أَنْ تكونَ على تَوَهُّم
رَاذٍ.
* وقد رَذِىَ [يَرْذَى]
رَذاوَةً ، وقَدْ
أَرْذَيْتُه. وإِنَّما قَضَيْنا على هذا بالواوِ ، لوُجُودِ رَذاوَةٍ.
مقلوبه : ر و ذ
* رَاذَانُ : مَوْضِعٌ. عن ابنِ الأعْرابِىِّ.
__________________
وإِنَّما
قَضَيْنا عَلَى أَلِفِها أَنَّها واوٌ لا ياء ، لأَنَّها عَيْنٌ ، وانْقِلابُ
الأَلِفِ عن الواوِ عَيْنًا أكثرُ من انْقلابِها عن الياءِ.
* وأَصْلُ راذَانَ رَوَذانُ ، ثُمّ اعْتَلَّتْ اعْتِلال مَاهانَ ودارانَ.
وقد تَقَدَّمَ
ذلك فى الصَّحِيح على قَوْلِ من اعْتَقَدَ نُونَها أصْلاً ، كطاءِ ساباط ، وأَنَّه
إِنَّما تُرِكَ صَرْفُه ؛ لأَنَّه اسمٌ للبُقْعِة.
مقلوبه : و ذ ر
* الوَذْرَةُ ـ من اللَّحْم ـ : القِطْعَةُ الصَّغِيرة.
وقِيلَ : هى
البَضْعَةُ لا عَظْمَ فِيها.
وقِيلَ : هى ما
قُطِعَ من اللَّحْمِ مُجْتَمِعًا ، عَرْضًا بغير طُولٍ.
* والجَمْعُ : وَذْرٌ ، ووَذَرٌ ، عن كُراعٍ. فإن كانَ ذلِك فوَذْرٌ : اسمٌ للجَمْعِ لا جَمْع.
* ووَذَرَهُ وَذْرًا : قَطَعَه.
* والوَذْرَتانِ : الشَّفَتانِ ، عن أَبِى عُبَيْدٍ : قالَ أَبُو حاتمٍ :
وقد غَلِطَ ، إِنَّما
الوَذْرَتانِ : القِطْعَتان
من اللَّحْمِ ، فشُبِّهت الشَّفَتانِ بهما.
* وعَضُدٌ وَذِرَةٌ : كَثِيرَةُ
الوَذْرِ.
* وامْرَأَةٌ وَذِرَةٌ : رائِحَتُها رائحَةُ
الوَذْرِ.
وقِيلَ : هى
الغَلِيظَةُ الشَّفَةِ.
ويُقالُ
للرَّجُلِ : « يا بنَ شامَّةِ
الوَذْرِ » ـ وهو سَبٌّ
يُكْنَى به عن القَذْفِ.
وفى حَدِيثِ
عُثمانَ ـ رضِىَ الله عنه ـ : « أنه رُفِعَ إِليه رَجُلٌ قالَ لرَجُلٍ : يا ابْنَ
شامَّةِ الوَذْرِ ، فحَدَّه ».
وقالُوا : «
هُوَ يَذَرُهُ تَرْكًا » وأماتُوا مَصْدَرَه وماضِيَه ، ولذلِك جاءَ
على لَفْظِ يَفْعَل. ولو كانَ له ماضٍ لجاءَ على (يَفْعُل) أو (يَفْعِل) وهذا
كُلُّه ـ أو جُلُّه ـ قولُ سِيبَوَيْهِ.
وقولُه تعالى :
(فَذَرْنِي وَمَنْ
يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ) [القلم : ٤٤]. مَعْناه : كِلْهُ إِلىَّ ، ولا تَشْغَلْ قَلبَك به ، فإنى
أُجازِيه.
وحُكِى عن
بَعْضهم : لَمْ أَذِرْه ورائِى شَيْئًا ، وهو شاذٌّ.
مقلوبه : و ر ذ
* وَرَذَ فى حاجَتِه : أَبْطَأ.
الذال واللام والواو
ذ ل و
* رَجُلٌ ذَلَوْلَى : مُذْلَوْلٍ.
مقلوبه : ذ و ل
* الذّالُ : حَرْفُ هِجاءٍ. وهو حرفٌ مَجْهُورٌ. يكونُ أَصْلاً لا
بَدَلاً ، ولا زَائدًا.
وإِنَّما حَكمتُ
على أَلِفِها أَنَّها مُنْقَلِبةٌ من واوٍ ، لَما قَدَّمْتُ فى أَخَواتِها ممّا
عَيْنُه أَلِفٌ مَجْهُولَةُ الانقلاب.
* والذَّوِيلُ : اليابِسُ من النَّباتِ وغيرِه. هذِه رِوايَةُ ابنِ
دُرَيْدٍ. والصحيح الدَّوِيلُ ، بالدّال.
مقلوبه : ل ذ و
* اللَّذْوَى : اللَّذَّةُ. وفى حَدِيثِ عائِشَةَ أَنُها ذَكَرَت
الدُّنْيا فقالَتْ : « قد مَضَتْ لَذْواهَا ، وبَقِيَتْ بَلْواهَا ». قالَ ابنُ الأَعْرابِىِّ : اللَّذْوى ، واللَّذَّةُ ، واللَّذاذَةُ ـ كله : الأَكْلُ ، والشُّرْبُ بنَعْمَةٍ ، وكِفايَةٍ ؛
كأَنَّها أَرادَتْ بذَهَابِ لَذْواهَا حياةَ النَّبِىِّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وبالبَلْوَى : ما امْتُحِنَ به أُمَّتُه من الخِلافِ
والقِتالِ على الدُّنْيا ، حَكَى ذلك الهَرَوِىُّ فى الغَرِيبَيْنِ.
وأَقْول : إِنَ
اللَّذْوَى ، وإِن كان مَعْناهُ اللَّذَّةَ واللَّذاذَةَ ، فليسَ من مادَّةِ لَفْظِه ، وإِنَّما هُوَ من بابِ
سِبَطْرٍ ، ولآلٍ ، وما أَشْبَهَهُ ، اللُّهُمَّ إِلّا أَنْ يكونَ من بابِ
تَقَضَّيْتُ ، وتَظَنَّيْتُ ، فالمادَّةُ واحِدَةٌ.
مقلوبه : و ذ ل
* الوَذِيلَةُ ، والوَذِلَةُ ، والوَذَلَةُ ـ من النِّساءِ ـ : النَّشِيطَةُ ، الرَّشِيقَةُ.
* ورَجُلٌ وَذَلٌ ، ووَذِلٌ
: خَفِيفٌ ، سَرِيعُ
فيما أَخَذ فيهِ.
* والوَذِيلَةُ : المِرآةُ (طائية).
* والوَذِيلَةُ : القِطْعَةُ من الفِضَّةِ. وقِيل : من الفِضَّةِ
المَجْلُوَّةِ خاصَّةً.
* والجَمْعُ : وَذِيلٌ ، ووَذَائلُ.
* والوَذِيلَةُ : القِطْعَةُ من شَحْمِ السَّنامِ ، والأَلْيَة ، على
التَّشْبِيهِ. قال :
هَلْ فِى دَجُوبِ الحُرَّةِ المَخِيطِ
وَذِيلَةٌ تَشْفِى من الأَطِيطِ
مقلوبه : ل و ذ
* لاذَ بهِ لَوْذًا ، ولَواذًا ، ولِياذًا.
* ولاوَذَ مُلاوَذَةً ، ولِواذًا ، ولِياذًا : اسْتَتَرَ.
وقالَ ثَعْلَبٌ
: لُذْتُ بهِ لِواذا : احْتَصَنْتُ.
* والمَلاذُ ، والمَلْوذَةُ : الحِصْنُ.
* ولاذَ به ، وأَلَاذَ : امْتَنَع.
* ولاوَذَه لِواذًا : راوَغَهُ.
وقَوْلُه
تعَالى : (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ
الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً) [النور : ٦٣]. قالَ الزَّجّاجُ : مَعْنَى لِواذاً هاهُنا : خِلافًا. قالَ : ودَلِيلُ ذلِكَ قولُه تعالَى
: (فَلْيَحْذَرِ
الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) [النور : ٦٣].
* ولاذَ الطَّرِيقُ بالدّارِ ، وأَلاذَ : أَحاطَ.
* وأَلْواذُ كُلِّ شَىْءٍ : ما حَوْلَه. قالَ :
*أَلْواذُ إِبْطَيْه وفَوْقَ المَرْسِنِ*
* ولاذَ بالقَوْمِ ، وأَلاذَ ، ولاوَذَهُم
: داراهُم.
* واللَّوْذُ : حِضْنُ الجَبَل ، وما يُطِيفُ بهِ ، والجَمْعُ : أَلْواذٌ.
* ولَوْذُ الوادِى : مُنْعَطَفُه ، والجَمْعُ كالجمع.
* وهُو لَوْذُه : أَى قَرِيبٌ منه.
* ولِى من
الإبِلِ ، والدَّراهِم ، وغيرِها مِئَةٌ ، أو
لِواذُها ـ وكَذلك غيرُ
المِئَةِ من العَدَد ـ أَى أَنْقَصُ منها بواحِدٍ ، أَو اثْنَيْنِ ، أَو أَكْثَر
منها بذلِكَ العَدَدِ.
* واللاذُ : ثِيابُ حَرِيرٍ تُنْسَجُ بالصِّين. واحِدَتُه لاذَةٌ. وهُوَ بالعَجَمِيّة سَواءٌ.
* والمَلاوِذُ : المآزِرُ. عن ثَعْلَبٍ.
* ولَوْذانُ : اسمُ أَرْضٍ.
__________________
قال الرّاعى :
فلَبَّثَها
الرّاعِى قَلِيلاً كَلا ، وَلا
|
|
بلَوْذانَ
أَو ما حَلَّلَتْ بالكَراكِرِ
|
مقلوبه : و ل ذ
* وَلَذَ وَلْذًا : أَسْرَعَ المَشْىَ.
* ورَجُلٌ وَلّاذٌ مَلّاذٌ ، والمَعْنَيانِ مُتَقارِبانِ.
الذال والفاء والواو
ذ و ف
* ذافَ يَذُوفُ ذَوْفًا : وهى مِشْيَةٌ فى تَقارُبٍ وتَفَحُّجٍ. قالَ :
رَأَيْتُ
رِجالاً حِينَ يَمْشُونَ فَحَّجُوا
|
|
وذافُوا كما
كانُوا يَذُوفُون من قَبْلُ
|
* وذُفْتُ
: خَلَطْتُ ؛ لُغَةٌ
فى دُفْتُ.
* والذُّوفانُ : السُّمُّ المُنْقَعُ. وقِيلَ : القاتِلُ.
وقد تَقَدَّمَ
ذلِك فى الياءِ ؛ لأَنَ الذِّيفانَ
لُغَةٌ فيه.
مقلوبه : و ذ ف
* الوَذْفُ ، والوَذَفانُ
: مِشْيَةٌ فيها
اهْتِزازٌ ، وتَبَخْتُرٌ. وقد
وَذَفَ ، وتَوَذَّفَ.
* والتَّوَذُّفُ : الإسْراعُ.
* وفَعَلَ ذلك وَذْفانَ كذا : أَى حِدْثانَه. وفى الحَدِيثِ « أَنَّه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نَزَلَ بأُمِّ مَعْبَدٍ وَذْفانَ مَخْرَجِه إِلى المَدِينَةِ » .
* ووَذْفَةُ : موضِعٌ.
الذال والباء والواو
ذ و ب
* الذَّوْبُ : ضِدُّ الجُمُودِ.
* ذابَ ذَوْبًا ، وذَوَبانًا ، وأَذَبْتُه
، وذَوَّبْتُه.
__________________
* واسْتَذَبْتُه : طَلَبْتُ منه ذاك ـ عَلَى عامَّةِ ما يَدُلُّ عليه هذا
البِناء.
* والمِذْوَبُ : ما
ذَوَّبْتَ فيه.
* والذَّوْبُ : ما
ذَوَّبْتَ منه.
* والذَّوْبُ : العَسَلُ عامَّةً.
وقِيل : هو ما
فِى أَبْياتِ النَّحْلِ من العَسَل خاصَّةً.
وقيلَ : هُوَ
ما خُلِّص من شَمعِه ومُومِه. قالَ المُسَيَّبُ بن عَلَسٍ :
شِرْكًا
بماءِ الذَّوْبِ يَجْمَعُه
|
|
فى طَوْدِ
أَيْمنَ من قُرَى قَسْرِ
|
أَيْمَن :
مَوْضِعٌ.
* والإذْوابُ ، والإذْوابَةُ : الزُّبْدُ
يُذابُ فى البُرْمَةِ
للسَّمْنِ ؛ فلا يَزالُ ذلك اسْمَه حَتّى يُحْقَنَ فى السِّقاءِ.
* ويقال ـ فى
المثل ـ : « ما يَدْرِى أَيُخْثِرُ أَمْ يُذِيبُ
» ، وذلِك عند شِدَّةِ
الأَمْرِ ، قالَ بِشْرُ ابنُ أَبى خازمٍ :
وكُنْتُم
كذاتِ القِدْرِ لم تَدْرِ إِذْ غَلَتْ
|
|
أَتُنْزِلُها
مَذْمُومَةً ، أَم تُذِيبُها؟
|
* والمِذْوَبَةُ : المِغْرَفَةُ. عن اللِّحْيانِىِّ.
* وما ذَابَ فى يَدِى مِنْهُ خَيْرٌ : أَى ما حَصَلَ.
* وأَذابَ عَلَيْنا بَنُو فُلانٍ. أَغارُوا.
* والإذابَةُ : النُّهْبَةُ ، اسمٌ لا مَصْدَرٌ.
* وذابَ عليه من الأَمْرِ كَذا
ذَوْبًا : وَجَبَ ،
كما قالُوا : جَمَدَ ، وبَرَدَ.
* والذُّوبانُ : بَقِيَّةُ الوَبَرِ.
وقِيلَ : هو
الشَّعَر عَلَى عُنُقِ البَعِيرِ ومِشْفَرِه ، وقد تَقَدَّم ذلك فى الياءِ ؛ لأَنَ
الذُّوبانَ ، والذِّيبانَ
لُغَتانِ ، وعَسَى
أَنْ تكونَ مُعاقَبَةً ، فتَدْخُلَ كُلُّ واحِدةٍ منهما على صاحِبَتِها.
__________________
مقلوبه : ب ذ و
* بَذُوَ بَذاءً ، فهو
بَذِىٌ وقد تقدم فى
الهمز ، وبَذَوْتُ على القَوْمِ ، وأَبْذَيْتُهم
من البَذاءِ : وهو الكَلامُ القَبِيحُ.
* وبَذْوَةُ : اسمُ فَرَسٍ. عن ابن الأَعْرابِىِّ ، وأَنْشَد :
لا أُسْلِمُ
الدَّهْرَ رَأْسَ بَذْوَةَ أَوْ
|
|
يُلْفَى
رِجالٌ كأَنَّها الخُشُبُ
|
وقالَ غيرُه : بَذْوَةُ : فَرَسُ عَبّادِ بن خَلَفٍ.
مقلوبه : و ذ ب
* الوِذابُ : خُرَبُ المَزادَةِ.
وقِيلَ : هى
الأَكْراشُ الَّتِى يُجْعَلُ فيها اللَّبَنُ ثم تُقْطَعُ ، ولم أَسْمَعْ لَهَا
بواحِدٍ. قالَ الأَفْوَهُ :
ووَلَّوْا
هارِبِينَ بكُلِّ فَجٍ
|
|
كأَنَّ
خُصاهُمُ قِطَعُ الوِذابِ
|
الذال والميم والواو
و ذ م
* أَوْذَمَ الشَّىْءَ : أَوْجَبَه.
* وأَوْذَمَ على نَفْسِه حَجّا ، أَو سَفَرًا : أَوْجَبَه.
* وأَوْذَمَ اليَمِينَ ، ووَذَّمَها : أَوْجَبَها.
* والوَذَمُ : الفَضْلُ ، والزِّيادَةُ. وقد وَذَمَ.
* والوَذَمَةُ : زِيادَةٌ فى حَياءِ النّاقَةِ ، والشَّاةِ ،
كالثُّؤْلُول ، تَمْنَعُها من الوَلَدِ ، والجمعُ : وَذَمٌ ، ووِذامٌ.
* ووَذَّمَها : قَطَعَ ذلك مِنْها ، وعالَجَها مِنْهُ.
* والوَذَمُ : الحُزَّةُ من الكَرِشِ والكَبِدِ ، والمَصارِين
المَقْطُوعَة ، تُعْقَدُ وتُلْوَى ، ثُمّ تُرْمَى فى القِدْرِ ، والجمع : أَوْذُمٌ ، وأَوْذامٌ
، ووُذُومٌ وأَواذِمُ. الأَخِيرَةُ جَمْعُ أَوْذُمٍ
، وليسَ بجَمْعِ أَوْذامٍ ؛ إِذْ لو كانَ ذلِكَ لثَبَتَت الياءُ.
* وهى الوَذَمَةُ ، والجمعُ : وِذامٌ. وفى حَدِيثِ عَلِىِّ بنِ أَبى طالِبٍ ـ رضِىَ اللهُ عنه
ـ
__________________
« لَئِن وَلِيتُ بَنِى أُمَيَّةَ لأَنْفُضَنَّهُم نَفْضَ القَصّابِ الوِذَامَ التَّرِبَةَ » .
* وكُلُّ
سَيْرٍ قَدَدْتَه طَوِيلاً : وَذَمٌ.
* والوَذَمَةُ : السَّيْرُ الذِى بين آذانِ الدَّلْوِ وعَراقِيها ،
تُشَدُّ بها.
وقِيلَ : هُو
السَّيْرُ الَّذِى تُشَدُّ به العَراقِىّ فى العُرَى.
وقِيلَ : هو
الخَيْطُ الَّذِى بَيْنَ العُرَى الَّتِى فى سُعْنَتِها وبَيْن العَراقِى.
والجَمْعُ : وَذَمٌ ، وجَمْعُ الجَمْع : أَوْذامٌ.
* ووَذَّمَها : جَعَلَ لها
أَوْذامًا.
* وأَوْذَمَها : شَدَّ
وَذَمَها.
* ووَذِمَت الدَّلْوُ ، فهى وَذِمَةٌ : انْقَطَع وَذَمُها. قالَ يَصِفُ دَلْوًا :
*أَخَذِمَتْ أَم وَذِمَتْ أَمْ مَالَها!*
وقالَ :
أَرْسَلْتُ
دَلْوِى فأَتانِى مُتْرَعا
|
|
لا وَذِمًا
جاءَ ولا مُقَنَّعا
|
ذَكَّرَ عَلَى
إِرادة السَّجْل أَو السَّلْم أَو الغَرْبِ.
* ووَذِمَ الوَذَمُ نَفْسُه : انْقَطَع.
* ووَذَّمَ على الخَمْسِينَ ، وأَوْذَم
: زادَ.
* ووَذّمَ مالَه : قَطَّعه.
* والوَذِيمَةُ : ما
وَذَّمَه منه ، أَى
قَطَّعَه. قال :
إِنْ لَم
أَكُنْ أَهْواكِ والقَوْمُ بَعْضُهُم
|
|
غِضابٌ على
بَعْضٍ فمالِى وَذائِمُ
|
* والوَذِيمَةُ : الهَدِيَّةُ.
* ووَذِيمَةُ الكَلْبِ : قِطْعَةٌ تكونُ فى عُنُقِه ، عن ثَعْلَبٍ.
__________________
الذال والهمزة والياء
ذ أ ى
* ذَأَى العُودُ ، والبَقْلُ يَذْأَى
ذَأْيًا ، وذَأى : وذُئِيّا ـ الأَخِيرةُ عن ابنِ الأَعْرابِىِّ ـ قالَ يَعْقُوب :
وهى حِجازِيَّةٌ : ذَوَى.
* وذَأَى الفَرَسُ ،. والحِمارُ ، والبَعِيرُ ، يَذْأَى ذَأْيًا : أَسْرَعَ.
* وفَرَسٌ مِذْأَى. قال :
*مِذْأًى مِخَدّا فى الرَّقاقِ مِهْرَجَا*
ويروى :
*بَعِيد نَضْح الماءِ مِذْأًى مِهْرَجَا*
* وقِيلَ : الذَّأْىُ : السَّيْرُ الشَّدِيدُ.
* وذَأَيْتُه ذَأْيًا : طَرَدْتُه.
مقلوبه : ذ ي أ
* تَذَيَّأَ الجُرْحُ : تَقَطَّعَ وفَسَد.
وقِيلَ : هو
انْفِصالُ اللَّحْمِ عن العَظْمِ ، بذَبْحٍ أو فَسادٍ.
* وتَذَيَّأَت القِرْبَةُ : تَقَطَّعَت ، وهُو مِن ذلك.
مقلوبه : أ ذ ى
* أَذِىَ بهِ أَذًى
، وتَأَذَّى. أَنْشَد ثَعْلبٌ :
*تَأَذِّىَ العَوْدِ اشْتَكَى أَنْ يُرْكَبَا*
والاسْمُ : الأَذِيَّةُ ، والأَذاةُ. أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ :
ولا تَشْتُمِ
المَوْلَى وتَبْلُغْ أَذاتَه
|
|
فإِنَّكَ إِن
تَفْعَلْ تُسَفَّهْ وتَجْهَلِ
|
* ورَجُلٌ أَذِىٌ : شَدِيدُ
التَّأَذِّى.
* وبَعِيرٌ أَذٍ : وناقَةٌ
أَذِيَةٌ : لا
تَسْتَقِرُّ فى مَكانٍ ، من غَيْرِ وَجَعٍ ، ولكن خِلْقَةً ، كأَنَّها تَشْكُو الأَذِى.
__________________
* والأَذِىُ ـ من النّاسِ وغَيْرِهم ـ : كالأَذِى ، بالتَّخْفِيفِ ،
قال :
يُصاحِبُ
الشَّيْطانَ مَنْ يُصاحِبُه
|
|
فَهْوَ
أَذِىٌ جَمّةٌ مَصاوِبُه
|
وقد يَكُونُ الأَذِىُ : المُؤْذِىَ.
وقولُه تَعالَى
: (وَدَعْ أَذاهُمْ) [الأعراف : ٤٨]. تَأْوِيلُه : دَع أَذَى
المُنافِقِينَ ، لا
تُجارِهِمْ عليه إِلى أَنْ تُؤْمَر فِيهم بأمْرٍ.
* وقد آذَيْتُه. وآذَى
الرَّجُلُ : فَعَل الأَذَى. وفى حَدِيثَ النَّبِىِّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لِلَّذِى تخَطَّى رِقابَ النّاسِ يومَ الجُمُعَةِ : «
رَأَيْتُك آذَيْتَ ، وآنَيْتَ ».
* والآذِىُ : المَوْجُ. قالَ امْرُؤُ القَيْسِ يَصِفُ مَطَرًا :
ثَجَّ حَتّى
ضاقَ عَنْ آذِيِّه
|
|
عَرْضُ خِيمٍ
فحِفافٌ فيُسُرْ
|
* وإِذَا ، وإِذْ : ظَرْفانِ من الزَّمانِ.
* فإِذَا : لما يَأْتِى.
* وإِذْ : لما مَضَى ، وهى مَحْذُوفَةٌ من إذا.
وإِنَّما
قَضَيْنا عَلَى هذا بالياءِ ؛ لأَنَّها لامٌ ، على ما تَقَدَّم.
الذال والهمزة والواو
ذ أ و
* ذَأَى يَذْأَى ، ويَذْؤُو ،
ذَأْوًا : مَرَّ مَرّا خَفِيفًا سَرِيعًا.
وقِيلَ : سارَ
سَيْرًا شَدِيدًا.
* وذَأَى الإِبِلَ يَذُآها
ذَأْوًا ، وذَاءَها : ساقَها سَوْقًا شَدِيدًا.
* وذَآه يَذُآه ذَأْوًا : طَرَدَه.
* والذَّأْوَةُ : الشّاةُ المَهْزُولة. عن ثَعْلَب.
مقلوبه : و ذ أ
* الوَذْءُ : المَكْرُوه من الكَلامِ ، شَتْمًا كان أو غَيْرَه.
* ووَذَأَه يَذَؤُه وَذْءًا : عابَه ، وزَجَرَه ، وحَقَّرَه.
__________________
وقد اتَّذَأَ. قالَ أَبو عُبَيْدٍ : ومِنْه حَدِيثُ عبدِ اللهِ بنِ
سَلامٍ الحِبْر : « أَنَّ رَجُلاً قامَ فنَالَ من عُثْمانَ ، فَوذَأَه ابنُ سَلامٍ فاتَّذَأَ
»
أَى : زَجَرَه
فانْزَجَر.
قال ساعِدَةُ
بنُ جُؤَيَّةَ :
أَنِدُّ مِن
القِلَى وأصُونُ عِرْضِى
|
|
ولا أَذَأُ
الصَّدِيقَ بما أَقُولُ
|
الذال والياء والواو
ذ و ى
* ذَوَى العُودُ
يَذْوِى ذَيّا ، وذُوِيّا ، وذَوِىَ
ـ كلاهما ـ : ذَبَلَ.
* وأَذْواه العَطَشُ.
* والذَّواةُ : قِشْرَةُ العِنَبَةِ والبِطِّيخَةِ والحَنْظَلَةِ ،
وجَمْعُها : ذَوًى. عن كُراعٍ.
مقلوبه : و ذ ى
* ما بِه وَذْيَةٌ : إِذا بَرَأَ من مَرَضِه ، أَى : ما بِه داءٌ.
* * *
باب الرباعى
الذال والراء
ب ر ذ ن
* البِرْذَوْنُ مَعْرُوفٌ ، والأُنْثَى بِرْذَوْنَةُ. قال :
أَرَيْتُكَ
إِذ جالَتْ بك الخَيْلُ جَوْلَةً
|
|
وأَنْتَ على
بِرْذَوْنَةٍ غير طائلِ
|
* وبَرْذَنَ
الفَرَسُ : مَشَى
مَشْىَ البَراذِينِ.
* وبَرْذَنَ الرَّجُلُ : ثَقُلَ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْسِبُ
أَنَ البِرْذَوْنَ مُشْتَقٌّ من ذلِك ، وهذا لَيْس بشَىْءٍ.
ن م ر ذ
* ونُمْرُوذ : مَلِكٌ مَعْروفٌ ، وقد تَقَدَّمَ فى الدّال.
__________________
الذال واللام
ب ل ذ م
* البَلْذَمُ : ما اضْطَرَبَ من المَرىءِ ، وكذلكَ هُو من الفَرَسِ.
وقِيلَ : هُوَ
الحُلْقُومُ.
* والبَلْذَمُ : البَلِيدُ. عن ثَعْلَبٍ ، وقد تَقَدَّم فى الدّال.
الذال والنون
ب ذ ب ن
* باذَبِينُ : رَسُولٌ كانَ للحَجّاجِ. أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ لرَجُلٍ من
بَنِى كلابٍ :
أَقُولُ
لصاحِبِى ، وجَرَى سَنِيحٌ
|
|
وآخَرُ
بارِحٌ مِن عن يَمِينِى
|
وقَدْ
جَعَلَتْ بوائِقُ من أُمُورٍ
|
|
تُوَقِّعُ
دُونَه وتكُفُّ دُوِنى
|
نَشَدْتُك
هَلْ يَسُرُّكَ أَنَّ سَرْجِى
|
|
وسَرْجَكَ
فوْقَ بَغْلٍ باذَبِيِنى؟
|
قالَ : نَسَبه
إِلى هذا الرَّجُل الَّذِى كانَ رَسُولاً للحَجّاجِ.
__________________
حرف الثاء
باب الثنائى المضاعف
الثاء والراء
ث ر ر
* عَيْنٌ ثَرَّةٌ ، وثَرّارَةٌ ، وثَرْثارَةٌ : غَزِيرَةٌ ، وكَذلِك السَّحابَةُ.
* وعَيْنٌ ثَرَّةٌ : كثيرةُ الدُّمُوعِ ، ولم نَسْمَع فيها ثَرْثارَة ، أَنْشَدَ ابن دُرَيْد :
يا مَنْ
لعَيْنٍ ثَرَّةِ المَدامِعِ
|
|
يَحْفِشُها
الوَجْدُ بدَمْعٍ هامِعِ
|
يَحْفِشُها :
يَسْتَخْرِجُ كلَّ ما فِيها.
* وطَعْنَةٌ ثَرَّةٌ : كَثيرةُ الدَّمِ ، على التَّشْبِيه بالعَيْنِ.
والمَصْدَرُ : الثَّرارَةُ ، والثُّرُورَةُ.
* ومَطَرٌ ثَرٌّ : واسِعُ القَطْرِ ، مُتَدارِكُه.
* وشاةٌ ثَرَّةٌ ، وثَرُورٌ : بَيِّنَةُ
الثَّرارَة ، واسِعَةُ
الإحْلِيلِ ، غَزِيرَةُ اللَّبَنِ إِذا حُلِبَت ، وكذلكَ النّاقَةُ.
والجَمْعُ : ثُرُرٌ ، وثِرارٌ.
وقد ثَرَّتْ تَثُرُّ ، وتَثِرُّ
ثَرّا ، وثُرُورًا ، وثُرُورَةً ، وثَرارَةً.
* وإِحْلِيلٌ ثَرٌّ : واسِعٌ.
* ورَجُلٌ ثَرٌّ ، وثَرْثارٌ : مُتَشَدِّقٌ ، كثيرُ الكَلامِ.
والأُنْثَى ثَرَّةٌ ، وثارَّةٌ ، وثَرْثارَةٌ.
* والثَّرْثارُ ـ أَيْضًا ـ : الصَّيّاحُ ، عن اللِّحْيانِىِّ.
* والثَّرْثارُ : نَهْرٌ بعَيْنِه ، قالَ الأَخْطَلُ :
لعَمْرِى
لَقَدْ لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ
|
|
عَلَى جانِبِ
الثَّرْثارِ راغِيَةَ البَكْرِ
|
__________________
* وثَرَاثِرُ : واد معروف. قالَ الشَّمّاخُ :
وأَحْمَى
عَلَيْها ابْنا زُمَيْعٍ وهَيْثَمٍ
|
|
مُشَاشَ
المَراضِ اعْتادَهَا من ثَراثِرِ
|
* والثَّرْثَرَةُ : كَثرةُ الكَلامِ.
والكَلامُ فى
تَخْلِيطٍ.
* وثَرَّ الشىءَ من يَدِه يَثُرُّه
ثَرّا ، وثَرْثَرَة : بَدَّدَه.
وحَكَى ابنُ
دُرَيْدٍ : ثَرْثَرَه : بَدَّدَه ، ولم يَخُصَّ اليَدَ.
* والإثْرارَةُ : نَبْتٌ يُسَمَّى بالفارِسِيَّة الزّرِيكَ ، عَنْ
أَبِى حَنِيفَةَ ، وجَمْعُها : إِثْرارٌ.
مقلوبه : ر ث ث
* الرَّثُ ، والرِّثَّةُ ، والرَّثِيثُ
: الخَلَقُ ،
الخَسِيسُ من كُلِّ شَىْءٍ ، وأكثرُ ما يُسْتَعْمَلُ فيما يُلْبَسُ ، ويُفْتَرَشُ.
والجمع : رِثاثٌ.
* وقد رَثَ يَرُثُ ، ويَرِثُ
رَثاثَةً ، ورُثُوثَةً.
* وأَرَثَ ، وأَرَثَّهُ
البِلَى ، عن
ثَعْلَبٍ.
قالَ ابنُ
دُرَيْدٍ : أَجازَ أَبُو زَيْدٍ : رَثَ
، وأَرَثَ ، وأَبَى الأَصْمَعِىُّ إِلا رَثَ ، بغير أَلِفٍ.
قالَ أَبو
حاتِمٍ : ثُمَّ رَجَعَ بعد ذلك ، وأَجاز
رَثَ وأَرَثَ.
* وأَرَثَ الرَّجُلُ : رَثَ
حَبْلُه.
* والاسمُ من
كُلِّ ذلك : الرِّثَّةُ.
* ورَجُلٌ رَثُ الهَيْئَةِ : خَلَقُها ، باذُّها ، وقَدْ رَثَ يَرُثُ رَثاثَةً ، ويَرِثُ
رُثُوثَةً.
* والرَّثُ ، والرِّثَّةُ ـ جَميعًا ـ رَدِىءُ المَتاعِ ، وأَسْقاطُ البَيْتِ من
الخُلْقانِ.
* وارْتَثُّوا رِثَّةَ القَوْمِ : جَمَعُوها ، أَو اشْتَرَوْها.
* والرِّثَّةُ : خُشارَةُ النّاسِ ، وضُعفاؤُهُم.
* والمُرْتَثُ : الصَّرِيعُ ، الَّذِى يُثْخَنُ فى الحَرْبِ ،
ويُحْمَلُ حَيّا ، ثُمَّ يَموتُ.
وقالَ ثَعْلَبٌ
: هو الَّذِى يُحْمَلُ من المَعْرَكَةِ وبه رَمَقٌ ، فإِنْ كان قَتِيلاً ، فليس بمُرْتَثٍ.
* وارْتَثَ بَنُو فُلانٍ ناقَةً لَهُم ، أَو شاةً : نَحَرُوها من
الهُزالِ.
__________________
الثاء واللام
ث ل ل
* الثَّلَّةُ : جَماعَةُ الغَنَمِ ، قَلِيلةً كانَتْ أَو كَثِيرةً.
وقِيلَ : الثَّلَّةُ : الكَثِيرُ منها.
وقِيلَ : هى
القَطِيعُ من الضَّأْنِ خاصَّةً.
وقِيلَ : الثَّلَّةُ : الضَّأْنُ ، ما كانَتْ.
ولا يُقالُ
للمِعْزَى الكَثِيرةِ : ثَلَّةٌ ، ولكن حَيْلَةٌ ، إِلَّا أَنْ يُخالِطَها الضَّأْنُ
فيكثرَ ، فيُقالَ لَها : ثَلَّةٌ. والجَمْعُ من كُلِّ ذلك : ثِلَلٌ ، نادِرٌ.
* والثَّلَّة : الصُّوفُ فقط ، عن ابْنِ دُرَيْدٍ. يُقالُ : كِساءٌ
جَيِّدُ الثَّلَّةِ ، أَى : الصُّوف.
وقِيلَ : الثَّلَّةُ : الصُّوفُ والشَّعَرُ والوَبَرُ ، إِذا اجْتَمَعَتْ ؛
ولا يُقالُ لواحِدٍ مِنْها دُونَ الآخَرِ : ثَلَّةٌ.
* ورَجُلٌ مُثِلٌ : كَثِيرُ
الثَّلَّة.
* والثُّلَّةُ : الجَماعَةُ من النّاسِ. وفى التَّنْزِيل : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ
*
وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) [الواقعة : ١٣ ، ١٤].
* والثَّلَّةُ : الكَثِيرُ من الدَّراهِم.
* والثَّلَّةُ : شَىْءٌ من طِينٍ يُجْعَلُ فى الفَلاةِ ، يُسْتَظَلُّ
به.
* والثَّلَّةُ : التُّرابُ [الَّذِى] يُخْرَجُ من البِئْرِ.
* والثَّلَّةُ : ما أَخْرَجْتَ من أَسْفَلِ الرَّكِيَّةِ من الطِّين.
* وقد ثَلَ البِئْرَ ، يَثُلُّها ،
ثَلا.
* والثَّلَلُ : الهَلاكُ.
ثَلَّهُم يَثُلُّهُم ثَلا [وثَلَلاً]. قال لبيد :
فصَلَقْنَا
فى مُرادٍ صَلْقَةً
|
|
وصُداءٍ
أَلْحَقَتْهُم بالثَّلَلْ
|
ويُرْوى : « بالثِّلَل » ؛ أَرادَ
الثِّلال : جَمْع ثَلَّةٍ من الغَنَمِ ، فقَصَر ، والصَّحِيحُ الأَوّلُ.
وقالَ
الرّاجِزُ :
__________________
*إِنْ يَثْقَفُوكُم يُلْحِقُوكُمْ بالثَّلَلْ*
أَى : الهَلاك.
* وثَلَّهُم يَثُلُّهم ثَلا : أَهْلَكَهُم.
* وثَلَ البَيْتَ ، يَثُلُّه
ثَلا : هَدَمَه.
* وتَثَلَّلَ هُو : تَهَدَّمَ ، وتَساقَطَ شَيْئًا بعد شَىْءٍ. قالَ
طُرَيْحٌ :
فيُجْلِبُ من
جَيْشٍ شَآمٍ بغارَةٍ
|
|
كشُؤْبُوب
عَرْضِ الأَبْرَدِ المُتَثَلِّلِ
|
* وثُلَ
عَرْشُ فُلانٍ ثَلا : هُدِمَ ، وزَالَ قِوامُ أَمْرِه.
وقالَ ابنُ
دُرَيْدٍ : ثُلَ عَرْشُه ثَلا : تَضَعْضَعَتْ حالُه. قال زُهَيْرٌ :
تَدارَكْتُما
الأَحْلافَ قَدْ ثُلَ عَرْشُها
|
|
وذُبْيانَ قد
زَلَّتْ بأَقْدامِها النَّعْلُ
|
* وثُلَ
عُرْشُه ، وعُرْشُه :
قُتِلَ. وأَنْشَدَ :
وعَبْدُ
يَغُوثٍ تَحْجُلُ الطَّيْرُ حوله
|
|
وقد ثَلَ
عُرْشَيْه الحُسامُ المُذَكَّرُ
|
العُرْشانِ
، هاهُنا : مُغْرِزُ
العُنُقِ فى الكاهِلِ.
* وكُلُّ ما
انْهَدَّ من نَحْوِ عَرْشِ الكَرْمِ ، والعَرِيشِ الَّذِى يُتَّخَذُ شِبْهَ
الظُّلَّة ، فقد ثُلَ.
* وثَلَ الشَّىْءَ : هَدَمَه ، وكَسَرَه.
* وأَثَلَّه : أَمَرَ بإِصْلاحِه.
* وثَلَ الدَّراهِمَ ، يَثُلُّها
ثَلا : صَبَّها.
* وثَلِيلُ الماءِ : صَوْتُ انْصِبابِه ، عن كُراعٍ.
وقالَ ابنُ
دُرَيْدٍ : الثَّلِيلُ : صَوْتُ الماءِ ؛ ولم يَخُصَّ صَوْتَ الانْصِبابِ.
* وثَلَ [ذو] الحافِرِ : راثَ.
* ومُهْرٌ مِثَلٌ : قال يَصِفُ بِرْذَوْنًا :
__________________
*مِثَلٌ عَلَى آرِيِّه الرَّوْثُ مِنْثَلُ*
ويُرْوَى : «
على آرِيِّه الرَّوْثَ » بنَصْبِه بمثَلٍّ ، ولا يَقْوَى ؛ لأَنَّ « ثَلَ » الَّذِى فى مَعْنَى « راثَ » لا يَتَعَدَّى.
* وثَلْثَلَ التُّرابَ المُجْتَمِعَ : حَرَّكَه بيدِه ، أَو كَسَره
من أَحَدِ جَوانِبِه.
* والثِّلْثِلانُ : يَبِيسُ الكَلأِ ، والضَّمُّ لُغَةٌ.
* والثُّلْثُلانُ : شَجَرَةُ عِنَبِ الثَّعْلَب.
ومما ضوعف من
فائه ولامه
ث ل ث
* الثَّلاثَةُ ـ من العَدَدِ ـ : مَعْرُوفٌ ، والمُؤَنَّثُ ثَلاثٌ.
* وثَلَثَ الاثْنَيْنِ ، يَثْلِثُهما
ثَلْثًا : صارَ لَهُما ثالِثًا. فأَمّا قَوْلُه :
يَفْدِيكِ يا
زُرْعَ أَبِى وخَالِى
|
|
قَدْ مَرَّ
يَومانِ وهذا الثّالِى
|
وأَنْتِ
بالهِجْرانِ لا تُبالِى
|
أَرادَ الثّالثَ ، فأَبْدَل الياءَ من الثّاءِ.
* وأَثْلَثَ القَوْمُ : صارُوا ثَلاثَةً ، عن ثَعْلبٍ.
وقَوْلُهم :
فُلانٌ لا يَثْنِى ولا
يَثْلِثُ : أَى هُوَ
رَجُلٌ كَبِيرٌ ؛ فإِذا أَرادَ النُّهُوضَ لم يَقْدِرْ فى مَرَّةٍ ، ولا فى
مَرَّتَيْن ، ولا فى ثَلاثٍ.
* والثَّلاثُونَ ـ من العَدَد ـ لَيْسَ على تَضْعِيفِ الثَّلاثَةِ ، ولكن
على تَضْعِيفِ العَشَرِة.
ولذلك إِذا
سَمَّيْتَ رَجُلاً ثلاثِين لم تَقُل ـ فى تَحْقِيره ـ ثُلَيِّثُونَ ، ولكِن ثُلَيْثُون. علَّلَ ذلك سِيبَوَيْهِ.
وقالُوا :
كانُوا تِسْعَةً وعِشْرِين فثَلَثْتُهم
أَثْلِثُهُم. أَى : صِرْت لهم تَمامَ الثَّلاثِين.
* وأَثْلَثُوا : صارُوا ثَلاثِين.
كلُّ ذلك على
لَفْظِ الثَّلاثَةِ : وكذلك جميعُ العُقُودِ إِلى المِئَةِ ، تَصْرِيفُ فِعْلِها
كتَصْريف الآحادِ.
__________________
* والثَّلاثاءُ ـ من الأَيّامِ ـ كانَ حَقُّه الثّالِثَ ، ولكِنّه صِيغَ له هذا البِناءُ ، ليَتَفَرَّدَ به ،
كما فُعِلَ ذلك بالدَّبَرانِ ، والسِّماكِ. هذا مَعْنَى قَوْلِ سِيبَوَيْهِ : قال
اللِّحْيانِىُّ : كانَ أَبُو زِيادٍ يَقُول : مَضَى الثَّلاثاءُ بما فِيه ،
فيُفْرِدُ ويُذَكِّر. وحُكِىَ عن ثَعْلَبٍ : « [مَضَت الثَّلاثاءُ] بما فِيها »
فأَنَّثَ.
وكانَ أَبُو
الجَرّاحِ يَقُولُ : مَضَت الثَّلاثاءُ بما فِيهِنَّ ، يُخْرِجُها مُخْرَجَ
العَدد.
والجمعُ :
ثَلاثَاواتٌ ، وأَثالِثُ. حَكَى الأَخِيرَةَ المُطَرِّزِىُّ عن ثَعْلبٍ.
وحَكى ثَعْلَبٌ
عن ابنِ الأَعْرابِىِّ : لا تَكُنْ ثَلاثَاوِيّا ، أَى : ممن يَصُومُ الثَّلاثاءَ وَحْدَه.
* وشىْءٌ مُثَلَّثٌ : مَوْضُوعٌ على ثَلاثِ طاقاتٍ.
* ومَثْلُوثٌ : مَفْتُولٌ على ثَلاثِ قُوًى.
وكذلك فى
جَمِيع ما بَيْنَ الثَّلاثَةِ إِلى العَشَرَةِ ، إِلَّا الثَّمانِيَة والعَشَرَةَ.
* وثَلَّثَ الفَرَسُ : جاءَ بعدَ المُصَلِّى ، ثُمَّ رَبَّعَ ،
ثُمَّ خَمَّسَ.
* والتَّثْلِيثُ : أَنْ يَسْقِىَ الزَّرْعَ سَقْيَةً أُخْرَى بعد
الثُّنْيَا.
* والثُّلاثِىُ : مَنْسُوبٌ إِلى الثَّلاثَةِ ، على غَيْرِ قياسٍ.
* ونَاقَةٌ ثَلُوثٌ : يَبِسَت ثَلاثَةٌ من أَخْلافِها ، وقِيلَ : هِى
الَّتِى صُرِمَ أَحَدُ أخْلَافِها ، وذَلك أَنْ يُكْوَى بنارٍ حَتَّى يَنْقَطِع ،
ويكونَ وَسْمًا لَها. هذه عن ابنِ الأَعْرابِىِّ.
* والثَّلُوثُ ، أَيضًا : التى تَمْلأُ ثَلاثَةَ أَقْداحٍ [إِذا حُلِبت]
، ولا يَكُونُ أكثرَ من ذلك ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ. يَعْنِى ، ولا يكُونُ
المَلْءُ أكثرَ من ثَلاثةٍ.
* وجاؤُوا
ثُلاثَ ثُلاثَ ، ومَثْلَثَ
مَثْلَثَ : أَى ثَلاثَةً
ثَلاثةً.
* والثُّلاثَةُ ، بالضَّمِّ : الثَّلاثَةُ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ ،
وأَنْشَدَ :
فما حَلَبَتْ
إِلَّا الثُّلاثَةَ والثُّنَى
|
|
ولا قُيِّلَت
إِلّا قَرِيبًا مَقالُها
|
هكذا أَنْشَدَه
بضَمِّ الثاء « الثُّلاثَة » وفَسَّرَه بأَنَّه ثَلاثَةُ آنِيَةٍ ـ وكذا رواه «
قُيِّلَتْ » بضمِّ القاف ، ولم يُفَسِّرْهُ. وقالَ ثَعْلَبٌ : إِنَّما هُو
قَيَّلَتْ ، بفتحها ، وفَسَّرَه بأَنَّها الَّتِى تُقَيِّلُ الناسَ ، أَى : تَسْقِيهِمْ
لَبَن القَيْلِ ، وهو شُرْبُ نِصْف النَّهارِ. والمَفْعُولُ عَلَى هذا مَحْذُوفٌ.
* وثِلْثُ النّاقَةِ : وَلَدُها
الثالثُ. وأَطْرَدَه ثَعْلَبٌ فى وَلَدِ كُلِّ أُنْثَى.
__________________
وقد أَثْلَثَتْ ، وهى مُثْلِثٌ.
* ولا يُقالُ :
ناقَةٌ ثِلْثٌ.
* والمُثَلِّثُ : السّاعِى بأَخِيه ؛ لأَنه يُهْلِكُ ثَلاثةً : نَفْسَه
، وأَخاه ، وإِمامَهُ. وفى الحَدِيثِ : « شَرُّ النّاسِ المُثَلِّثُ ». التَّفْسِيرُ للهَرَوِىِّ فى الغَرِيبَيْن.
* والثُّلُثُ ، والثَّلِيثُ
من الأَجْزاءِ ،
مَعْرُوفٌ ، يَطَّرِدُ ذلِكَ عِنْدَ بَعْضِهِم فى هذه الكُسُورِ ، وجَمْعُها : أثلاث.
* وثَلَثَهُمْ يَثْلُثُهُم : أَخَذَ
ثُلُثَ أَمْوالِهم ،
وكذلك جَمِيعُ الكُسُورِ إِلى العُشْر.
* والمَثْلُوثُ : ما أُخِذَ
ثُلُثُه.
* وكُلُ مَثْلُوثٍ مَنْهُوكٌ.
وقِيلَ : المَثْلُوثُ : ما أُخِذَ
ثُلُثُه ، والمَنْهُوكُ
: ما أُخِذَ ثُلُثاه ، وهو رَأْىُ العَرُوضِيِّينَ فى الرَّجَزِ والمَنْسَرِح.
* والمِثْلاثُ من الثُلُثِ
، كالمِرْباعِ من
الرُّبُعِ.
* وأَثْلَثَ الكَرْمُ : فَضَلَ ثُلُثُه
، وأُكِلَ ثُلثاه.
* وثَلَّثَ البُسْرُ : أَرْطَبَ ثُلُثُه.
* وإِناءٌ ثَلْثانٌ : بَلَغَ الكَيْلُ ثُلُثَه
، وكذلك هُوَ فى الشَّرابِ
وغَيْرِه.
* والثَّلِثانُ : شَجَرةُ عِنَبِ الثَّعْلَبِ.
* وتَثْلِيثُ : وادٍ عَظِيمٌ مَشْهُورٌ.
قالَ الأَعْشَى
:
كخَذُولٍ
تَرْعَى النَّواصِفَ من تَثْ
|
|
(م) لِيثَ قَفْرًا خَلَا لها الأَسْلاقُ
|
مقلوبه : ل ث ث
* لُثَ الشَّجَرُ : أَصابَه النَّدَى.
* وأَلَثَ بالمكانِ : أَقامَ.
* وأَلَثَّت السَّحابَةُ : دامَتْ [أَيّامًا] فلم تُقْلِعْ.
__________________
ومما ضوعف من
فائه ولامه
ل ث ل ث
* تَلَثْلَثَ الغيمُ : تَرَدَّدَ ، كُلَّما ظَنَنْتَ أَنَّه ذَهَب
جاءَ.
* وتَلَثْلَثَ بالمكانِ : تَحَبَّس وتَمَكَّثَ.
* وتَلَثْلَثَ فى الأَمْرِ : تَرَدَّدَ. قال الكُمَيْتُ :
*تَلَثْلَثْتُ فِيهَا أَحْسِبُ الجَوْرَ أَقْصَدَا*
هذا قَوْلُ
أَبِى عُبَيْدٍ فى المُصَنَّفِ.
* وتَلَثْلَثَ فى أَمْرِه : أَبْطَأَ.
* وتَلَثْلَثَ فى حاجَتِه ، ولَثْلَثَ
: أَبْطَأَ وتَمكَّثَ.
* ورَجُلٌ لَثْلَثٌ ، ولَثْلاثَةٌ : بَطِىءٌ.
* ولَثْلَثَ الرَّجُلَ : حَبَسَه.
* ولَثْلَثَ فى كلَامِه. لم يُبَيِّنْه.
* ولَثْلَثَةُ : مَوْضِع.
الثاء والنون
ث ن ن
* الثِّنُ : يَبِيسُ الحَلِىِّ ، والبُهْمَى والحَمْضِ إِذا كَثُرَ
، ورَكِبَ بعضُه بعضًا.
وقِيلَ : هو ما
اسْوَدَّ من جَمِيع العِيدانِ ، ولا يكونُ من بَقْلٍ ولا عُشْبٍ.
وقال ابنُ
دُرَيْدٍ : الثِّنُ : حُطامُ اليَبِيسِ ، وأَنْشَدَ :
فظَلْنَ
يَخْبِطْنَ هَشِيمَ الثِّنِ
|
|
بَعْدَ
عَمِيمِ الرَّوْضَةِ المُغِنِ
|
قال ثَعْلَبٌ :
الثِّنُ : الكَلأُ ، وأَنْشَدَ :
يا أَيُّها
الفُصَيِّلُ المُغَنِّى
|
|
إِنَّك
رَيّانُ فصَمِّتْ عَنِّى
|
__________________
تَكْفِى اللَّقُوحَ أَكْلَةٌ من ثِنِ
يقول : إِذا
شَرِبَ الأَضْيافُ لَبَنَها عَلَفْتُها
الثِّنَ ، فعادَ
لَبَنُها.
وصَمِّتْ : أَى
اصْمُتْ.
* والثُّنَّة : مُرَيْطاءُ ما بَيْن السُّرَّةِ والعانِة.
وقيل : هى
أَسْفَلُ السُّرَّةِ إلى العانَةِ.
وقِيلَ : هى
العانَةُ نَفْسُها.
* والثُّنَّةُ ، من الفَرَسِ : مُؤَخَّرُ الرُّسْغِ ، وهى شَعَراتٌ
مُدَلّاةٌ ، مُشْرِفاتٌ من خَلْف. قالَ امْرُؤ القَيْس :
لَهَا ثُنَنٌ
كخَوافِى العُقا
|
|
بِ ، سُودٌ
يَفِينَ إِذا تَزْبَئِر
|
* وثَنَّنَ
الفَرَسُ : رَفَع ثُنَّتَه أن تَمَسَّ الأَرْضَ فى جَرْيِه ، من خِفَّتِه.
* ثُنان : بُقْعَةٌ ، عن ثَعْلَبٍ.
مقلوبه : ن ث ث
* النَّثُ : نَشْرُ الحَدِيثِ.
وقِيلَ : هو
نَشْرُ الحَدِيثِ الَّذِى كَتْمُه أَحَقُّ من نَشْرِه.
* نَثَّه يَنُثُّه ، ويَنِثُّه
، نَثّا.
* ورَجُلٌ نَثّاثٌ ، ومِنَثٌ
، عن ثَعْلَبٍ.
* ونَثَ العَظْمُ نَثّا : سالَ وَدَكُه.
* ونَثَ يَنِثُ نَثِيثًا : عَرِقَ من سِمَنِه ، فرَأَيْتَ على سَحْنَتِه
وجِلْدِه مثلَ الدُّهْنِ. وفى حَدِيث عُمَرَ : « يَنِثُ
نَثَ الحَمِيتِ » .
* والنَّثِيثَةُ : رَشْحُ الزِّقِّ ، أَو السِّقاءِ.
* والنَّثُ : الحائِطُ النَّدِىُّ المُسْتَرْخِى. أَظُنُّه «
فَعِلاً » ، كما ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فى : « طَبٍّ » و « بَرٍّ ».
* وكلامٌ غَثٌ نَثٌ ؛ إِتْباعٌ.
__________________
الثاء والفاء
ف ث ث
* الفَثُ : نَبْتٌ يُخْتَبَزُ حَبُّه ، ويُؤْكَلُ فى الجَدْبِ.
حَكاهُ ابنُ دُرَيْدٍ ، وأَنْشَد لأَبِى دَهْبَلٍ [الجُمَحِىِ] :
حِرْمِيَّةٌ
لم يَخْتَبِزْ أَهْلُها
|
|
فَثّا ، ولم
تَسْتَضْرِم العَرْفَجَا
|
وقيلَ : الفَثُ : من نَجِيلِ السِّباخِ ، وهُوَ من الحُمُوضِ ،
يُخْتَبَزُ ، واحِدَتُه فَثَّةٌ ، عن ثَعْلبٍ.
وقال ابنُ
الأَعْرابِىِّ : هو بَزْرُ بَعْضِ النَّباتِ ، وأَنْشَد :
عَيْشُها
العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالفَثِ
|
|
(م) وإِيضاعُها القَعُودَ الوَساعَا
|
* وتَمْرٌ فَثٌ : مُنْتَثِرٌ ، ليس فى جِرابٍ ولا وِعاءٍ ، كبَثٍّ ، عن
كُراعٍ.
* وفَثَ الماءَ الحارَّ بالبارِدِ ، يَفُثُّه فَثّا : كَسَرَه وسَكَّنَه ، عن يَعْقُوبَ.
الثاء والباء
ب ث ث
* بَثَ الشَّىْءَ ، يَبُثُّه
، ويَبِثُّه ، بَثّا ، وأَبَثَّه
فانْبَثَ : فَرَّقَه
فتَفَرَّقَ وكَذلك بَثَ
الخَيْلَ [فى الغارَةِ]
يَبُثُّها بَثّا ،
فانْبَثَّتْ.
* وانْبَثَ الجَرادُ فى الأَرْضِ : انْتَشَر.
* وتَمْرٌ بَثٌ : إِذا لم يُجَوَّدْ كَنْزُه ، فتَفَرَّقَ.
وقيلَ : هو
المُنْتَثِرُ الَّذى لَيْسَ فى جِرابٍ ، ولا وِعاءٍ كفَثٍّ.
* وبَثْبَثَ التُّرابَ : اسْتَثارَه وكَشَفَه عمّا تَحْتَه. وفى
حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ : « فلمّا حَضَر اليَهُودِىَّ المَوْتُ بَثْبَثُوه » : أَى كَشّفُوه
، حَكاه الهَرَوِىُّ فى الغَرِيبَيْنِ.
* وأَبَثَّه الحَدِيثَ : أَطْلَعَه عليه. قالَ أَبو كَبِيرٍ :
ثُمّ
انْصَرَفْتُ ولا أَبُثُّكَ حِيبَتِى
|
|
رَعِشَ
البَنانِ أَطِيشُ مَشْىَ الأَصْوَرِ
|
__________________
أَرادَ : ولا
أُخْبِرُكَ بكُلِّ سُوءِ حالِى.
* واسْتَبَثَّهُ إِيّاه : طَلَبَ إِلَيْه أَنْ يَبُثَّه إِيّاهُ.
* والبَثُ : الحُزْنُ والغَمُّ.
الثاء والميم
ث م م
* ثَمَ يَثُمُ ثَمّا : أَصْلَحَ.
* وثَمَ الشَّىءَ
يَثُمُّه ثَمّا : جَمَعَه ، وأكثرُ ما يُسْتَعْمَلُ فى الحَشِيشِ.
* والثُّمَّةُ : القَبْضَةُ منه.
* وثَمَ يَدَه بالحَشِيشِ ، أو الأَرْضِ : مَسَحَها.
* وثَمَّت الشَّاةُ الشَّىْءَ
تَثُمُّه ثَمّا ، وهى ثَمُومٌ : قَلَعَتْه بفِيها. وخَصَّ بعضُهم بهِ العَنْزَ.
وقِيلَ : شاةٌ ثَمُومٌ : تَقْلَعُ بفِيها كُلَّ ما مَرَّتْ بهِ.
* وثَمَ الشَّىْءَ
يَثُمُّه ، وثَمَّمَه : وَطِئَه.
* والاسمُ : الثُّمُ.
* وكذلك ثَمَ الوَطْأَةَ.
* وثَمَّمَ الكَسْرَ : لُغَةٌ فى تَمَّمَ.
ويُقالُ : «
لَكَ ذلكَ على الثُّمَّةِ » يُضْرَبُ مَثَلاً فى النَّجاحِ.
* وانْثَمَ الشَّيْخُ [انْثِمامًا] : وَلَّى ، وكَبِرَ.
* وثَمَ الطَّعامَ ثَمّا : أَكَلَ جَيِّدَه ورَدِيئَهُ.
* « وما لَه ثُمٌ ولا رُمٌّ » فالثُّمُ
: الأَساقِى ،
والآنِيَةُ ، والرُّمُّ : مَرَمَّةُ البَيْتِ.
* وما يَمْلِكُ
ثُمّا ولا رُمّا : أَى قَلِيلاً ولا كَثِيرًا. لا
يُسْتَعْمَلُ إِلَّا فى النَّفْىِ.
* والثُّمامُ : شَجَرٌ. واحِدَتُه ثُمامَةٌ ، وثُمَّةٌ ، عن كُراع. ولا أَدْرِى كَيْفَ ذلِكَ ـ وبه فَسَّرَ
قَوْلَهُم : « هو لَكَ على رَأْسِ الثُّمَّةِ » ـ وبها سُمِّىَ الرَّجُلُ.
* والثُّمامُ : ما يَبِسَ من الأَغْصانِ الَّتِى تُوضَعُ تحت
النَّضَدِ.
* وبَيْتٌ مَثْمُومٌ : مُغَطَّى بالثُّمامِ
، وكَذلك الوَطْبُ.
* وهُوَ عَلَى
طَرَفِ الثُّمامِ ؛ أَى : مُمْكِنٌ لَكَ ، لا يُحالُ بَيْنكُما ، عن ابن
الأَعرابىِّ.
* وشاةٌ ثَمُومٌ : تَأْكُلُ الثُّمامَ
، وقد تَقَدَّمَ
أَنَّها الَّتِى تَقْلَعُ الشَّىْءَ بفِيها.
* وثَمَ بمعنى : هُناكَ. قالَ أَبو إِسحاقَ : ثَمَ فى الكَلامِ : إِشارَةٌ بمَنْزِلةِ هُناكَ زَيْدٌ ،
وهُوَ بمَنْزِلَة المكانِ البَعِيدِ مِنْكَ. ومُنِعَت الإعْرابَ لإبْهامِها ،
وبُنِيَتْ على الفَتْحِ ، لالْتِقاء الساكِنَيْنِ.
* وثَمَّةَ أَيْضًا : بمعنى ثَمَ.
* وثُمَ ، وثُمَّتَ
، وثُمَّتْ ، كُلُّها : حَرْفُ نَسَقٍ.
والفاءُ فى
كلِّ ذلك بَدَلٌ من الثّاءِ ، لكَثْرَةِ الاسْتِعمالِ.
ث م ث م
* والثَّمْثَمُ : الكَلْبُ.
* وثَمْثَمَ الرَّجُلُ عن الشَّىْءِ ، وتَثَمْثَمَ : تَوَقَّفَ.
* وكَذلك
الثَّوْرُ والحِمارُ. قالَ الأَعْشَى :
فمَرَّ
نَضِىُّ السَّهْمِ تَحْتَ لَبانِه
|
|
وجالَ عَلَى
وَحْشِيِّه لم يُثَمِثْمِ
|
وتَكَلَّمَ فما تَثَمْثَمَ ولا تَلَعْثَمَ ، بمَعْنًى.
* وثَمْثَمُوا الرَّجُلَ : تَعْتَعُوه ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ.
مقلوبه : م ث ث
* مَثَ العَظْمُ مَثّا : سالَ ما فِيه من الوَدَكِ.
* ومَثَ شارِبُه يَمُثُ
مَثّا : أَصابَه
الدَّسَمُ ، فرَأَيْتَ له وَبِيصًا.
قال ابنُ
دُرَيْدٍ : أَحْسِبُ أَن مَثَ
ونَثَّ بمَعْنًى واحد.
وقد تَقَدَّمَ
نَثَّ فى النُّون.
* ومَثَ السِّقاءُ ، والزِّقُ يَمُثُ
، وتَمَثْمَثَ : رَشَح.
وقِيلَ : نَتَح
، من دَهْنِهِم له.
* ومَثَ الرَّجُلُ يَمُثُ
: عَرِقَ من سِمَنٍ. ورُوِى
فى حَدِيثِ عُمَرَ « يَمُثُ
مَثَ الحَمِيتِ » وقد تقدم «
يَنِثُّ ».
* وهى المَثْمَثَةُ.
* وجاءَ يَمُثُ : إِذا جاءَ سَمِينًا يُرَى عَلَى سَحْنَتِه وجِلْدِه
مِثْلُ الدُّهْنِ. قالَ الفَرَزْدَق :
__________________
تَقُولُ
كُلَيْبٌ حِينَ مَثَّتْ جُلُودُها
|
|
وأَخْصَبَ من
مَرُّوتِها كُلُّ جانِبٍ
|
* ونَبْتٌ مَثّاثٌ : نَدٍ. قالَ :
*أَرْعَلَ مَجّاجَ النَّدَى مَثّاثَا*
* ومَثَ أصابِعَه بالمِنْدِيلِ ، أو بالحَشِيش ونحوِه ، مَثّا : مَسَحَها.
وقِيلَ : كُلُّ
ما مَسَحْتَه فقَد
مَثَثْتَه مَثّا.
قال ابنُ
دُرَيْدٍ : أَحْسِبُه مَقْلُوبًا عن ثَمَمْتَ.
* ومَثْمَثُوه : تَعْتَعُوه. عن ابن الأَعْرابِىِّ.
انقضى الثنائى
* * *
باب الثلاثى الصحيح
الثاء والراء والنون
رثن
* الرَّثانُ : قِطارُ المَطَرِ يَفْصِلُ بَيْنَهُنَّ سُكُونٌ ،
أَقَلّ ما بَيْنَهُنّ ساعَةٌ ، وأَكثرُه يومٌ ولَيْلَةٌ.
وقد رَثَنَت الأَرْضُ. كُلُّ ذلك عن كُراعٍ. والقِياسُ رُثِنَتْ ، كطُلَّتْ ، وبُغِشَتْ ، ورُشَّت ، وطُشَّتْ ، وما
أَشْبَه ذلك.
مقلوبه : ن ث ر
* النَّثْرُ : رَمْيُكَ الشَّىْءَ مُتَفَرِّقًا. نَثَرَه يَنْثُره ، ويَنْثِرُه
نَثْرًا ، ونِثارًا.
* ونَثَّرَه فانْتَثَرَ ، وتَنَثَّرَ ، وتَناثَرَ.
* والنُّثَارَةُ : ما
تَنَاثَرَ مِنْه. وخَصَّ
اللِّحْيانِىُّ به ما
يَنْتَثِرُ من المائِدَةِ
فيُؤْكَلُ ، ويُرْجَى فيه الثَّوابُ.
وقالَ مَرَّةً
: نُثارَةُ الحِنْطَةِ والشَّعِيرِ ، ونَحْوِهما : ما انْتَثَر منه.
* وشَىْءٌ نَثَرٌ : مُنْتَثِرٌ ، وكَذلك الجَمِيعُ. قالَ :
*حَدَّ النَّهارِ تُراعِى ثِيرَةً نَثَرَا*
__________________
وقولُه ـ أَنْشَدَه
ثَعْلَبٌ :
هِذْرِيانٌ
هَذِرٌ هَذّاءَةٌ
|
|
مُوشِكُ
السَّقْطَةِ ذُو لُبٍ نَثِرْ
|
لم يُفَسِّرْ «
نَثِرًا » وعِنْدِى أَنَّه مُتَناثِرٌ ، مُتَساقِطٌ ، لا يَثْبُتُ.
* ووَجَأَه فنَثَرَ أَمْعاءَهُ.
* وتَناثَرَ القَوْمُ : مَرِضُوا ، فماتُوا.
* والنَّثُورُ : الكَثِير الوَلَدِ ، وكَذلك المَرْأَةُ.
* وقد نَثَرَ وَلَدًا ، ونَثَرَ كَلامًا : أَكْثَرَ.
وقيلَ
لامْرَأَةٍ : أَىُّ النِّساء أَبْغَضُ إِليكِ؟ فقالت : الَّتِى إِنْ غَدَتْ
بَكَرَتْ ، وإن حَدَّثَتْ نَثَرَتْ.
* ورَجُلٌ نَثِرٌ ؛ بَيِّنُ النَّثَرِ ، ومِنْثَرٌ ـ كِلاهُما ـ : كَثِيرُ الكَلام ، والأُنْثَى : نَثِرَةٌ فقط.
* والنَّثْرَةُ : الخَيْشُوم وما والاهُ.
* وشاةٌ ناثِرٌ ، ونَثُورٌ : تَطْرَحُ من أَنْفِها كالدُّودِ.
* والنَّثِيرُ للدَّوابِّ والإبِلِ : كالعُطاسِ للنّاسِ. وقد نَثَرَ يَنْثُرُ نَثِيرًا. أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِىِّ :
فما
أَفْجَرَتْ حَتَّى أَهَبَّ بسُدْفَةٍ
|
|
عَلاجِيمُ
عِيرِ ابْنَىْ صُباحٍ نَثِيرُها
|
* واسْتَنْثَر الإنْسانُ : اسْتَنْشَق الماءَ ، ثم اسْتَخْرَجَ ذلِك
بنَفَسِ الأَنْفِ.
* والنَّثْرَةُ : فُرْجَةُ ما بَيْنَ الشارِبَيْنِ حِيالَ وَتَرَةِ
الأَنْفِ. وكَذلِك هى من الأَسَدِ.
وقِيل : هِىَ
أَنْفُ الأَسَدِ.
* والنَّثْرَةُ : نَجْمٌ من نُجُومِ الأَسَدِ ، يَنْزِلُها القمرُ. قال
:
*جادَ السِّماك بها أَو نَثْرَةُ الأَسَدِ*
والعَرَبُ
تَقُول : « إِذا طَلَعَت النَّثْرَةُ ، قَنَأَت البُسْرَةُ ». أَى : داخَلَ حُمْرَتَها
سَوادٌ. وطُلُوعُ النَّثْرَةِ على إِثْرِ طُلُوعِ الشِّعْرَى.
* وطَعَنَه فأَنْثَرَه عن فَرَسِه : أَى أَلْقاهُ عَلَى نَثْرَتِه. قال :
إِنَّ عَلَيْها فارِسًا كعَشَرَهْ
__________________
إِذا رَأَى فارِسَ قَوْمٍ أَنْثَرَهْ
قَالَ ثَعْلبٌ
: مَعْناه : طَعَنَه فأَخْرَجَ نَفَسَه من أَنْفِه.
ويُرْوَى : «
رَئِيسَ قَوْمٍ ... ».
* والنَّثْرَةُ : الدِّرْعُ السَّلِسَةُ المَلْبَسِ.
وقِيلَ : هى
الواسِعَةُ.
* ونَثَرَ دِرْعَه عَلَيه : صَبَّها.
قالَ ابنُ
جِنِّى : يَنْبَغِى أَنْ تكونَ الرّاءُ فى النَّثْرَةِ بَدَلاً من اللّامِ ، لقَوْلِهم : « نَثَلَ عَلَيْه
دِرْعَه » ولم يَقُولُوا : « نَثَرَها » ، واللَّامُ أَعَمُّ تَصَرُّفًا ، وهى
الأَصْلُ ، يَعْنِى أَنَّ بابَ (نَثَلَ) أكثَرُ من بابِ (نَثَرَ).
الثاء والراء والفاء
ث ف ر
* الثَّفَرُ : السَّيْرُ الذى فى مُؤَخَّرِ السَّرْجِ. قالَ امْرُؤُ
القَيْسِ :
لا
حِمْيَرِىٌّ وَفَى ولا عُدَسٌ
|
|
ولا اسْتُ
عَيْرٍ يَحُكُّها الثَّفَرُ
|
* وأَثْفَرَ الدّابَّةَ : عَمِلَ لها
ثَفَرًا ، أَو شَدَّها
بِه.
وقَوْلُه ـ أَنْشَدَه
ابن الأَعرابىِّ ـ :
لا سَلَّمَ
الله عَلَى سَلّامَهْ
|
|
زِنْجِيَّةٌ
كأَنَّها نَعامَهْ
|
مُثْفَرَةٌ
برِيشَتَىْ حَمامَهْ
|
أَى : كأَنَّ
أَسْكَتَيْها قد أُثْفِرَتَا برِيشَتَىْ حَمامَةٍ.
* والمِثْفارُ من الدَّوابِّ : الَّتِى تَرْمِى بسَرْجِها إِلى
مُؤَخَّرِها.
* والاسْتِثْفارُ : أَن يُدْخِلَ الإنْسانُ إِزارَه بينَ فَخِذَيْه
مَلْوِيّا ، ثُمَّ يُخْرِجَه.
* واسْتَثْفَرَ الكَلْبُ : إِذا أَدْخَلَ ذَنَبَه بين فَخِذَيْه ،
حَتَّى يَلْزِقَه ببَطْنِه.
* والثَّفْرُ ، والثُّفْرُ ، لجَمِيع ضُروبِ السِّباعِ : كالحَياءِ للنّاقَةِ.
__________________
وقِيلَ : هو
مَسْلَكُ القَضِيبِ فِيها. واسْتَعارَه الأَخْطَلُ فجَعَلَه للبَقَرِة ، فقالَ :
*وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ*
واسْتَعارَه
الجَعْدِىُّ للبِرْذَوْنَةِ ، فقالَ :
بُرَيْذِينَةٌ
بَلَّ البَراذِينُ ثَفْرَها
|
|
وقَدْ
شَرِبَتْ من آخِرِ الصَّيْفِ أُبَّلَا
|
واسْتَعارَه
آخر ، فجعَلَه للنَّعْجَةِ ، فقال :
وما عَمْرٌو
إِلَّا نَعْجَةٌ ساجِسِيَّةٌ
|
|
تَخَزَّلُ
تحتَ الكَبْشِ والثَّفْرُ وارِمُ
|
ساجِسِيَّةٌ :
ضَأْنٌ منسوبةٌ ، وهى غَنَمٌ شآمِيَّةٌ حُمْرٌ ، صِغارُ الرُّؤُوسِ.
واسْتَعارَه
آخَرُ للمَرْأَةِ ، فقالَ :
نَحْنُ بَنُو
عَمْرَةَ فى انْتِسابِ
|
|
بِنْتِ
سُوَيْدٍ أكْرَمِ الضِّبابِ
|
جاءَت بِنا من
ثَفْرِها المِنْجابِ
|
وقيل : الثَّفْرُ والثُّفْرُ للبَقَرَةِ أَصْلٌ لا مُسْتَعارٌ.
* ورَجُلٌ مِثْفَرٌ ، ومِثْفارٌ : وهو ثَناءٌ قَبِيحٌ [ونَعْتُ سَوْءٍ] ، وهُوَ الذَّى
يُؤْتَى.
مقلوبه : ف ث ر
* الفاثُورُ : الطَّسْتُ ، أو الخِوانُ يُتَّخَذُ من رُخامٍ ، أو
فِضَّةٍ ، أَو ذَهَبٍ.
وقد يُشَبَّه
الصَّدْرُ الواسِعُ بهِ ، فيُسَمَّى فاثُورًا. قال :
لَهَا جِيدُ
رِيمٍ فوقَ فاثُورِ فِضَّةٍ
|
|
وفَوْقَ
مَناطِ الكَرْمِ وَجْهٌ مُصَوَّرُ
|
وعَمَّ به
بَعْضُهُم جميعَ الأَخْوِنَةِ.
* والفاثُورُ : الجَفْنَةُ ، عند رَبِيعَةَ.
وهُمْ على فاثُورٍ واحِدٍ ، أَى : بِساطٍ واحِدٍ ، والكَلِمَةُ لأَهْلِ
الشامِ ، وأَهْلِ الجَزِيرِة.
* وفاثُور : مَوْضِعٌ ، عن كُراعٍ.
__________________
مقلوبه : ر ف ث
* الرَّفَثُ : الجِماعُ وغيرُه مِمّا يَكُونُ بينَ الرَّجُلِ
وامْرَأَتِه ، يعنى التَّقْبِيلَ ، والمُغازَلَةَ ، ونَحْوَهُما مما يَكُونُ فى
حالِ الجِماعِ. وقد
رَفَثَ بِها ، ومعها.
وقولُه تَعالَى
: (أُحِلَّ لَكُمْ
لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) [البقرة : ١٨٧]. فإِنَّه عَدَّاهَا بإِلَى ؛ لأَنَّه فى مَعْنَى الإفْضاءِ.
فلمّا كُنْتَ تُعَدِّى « أَفْضَيْتُ » بإِلى ، كقَولكَ : « أَفْضَيْتُ إِلى
المَرْأَةِ ». جِئْتَ بإِلى مع الرَّفَثِ ، إِيذانًا وإِشْعارًا بأَنَّه
بمَعْناهُ.
* ورَفَثَ فى كَلامِه يَرْفُثُ
رَفْثًا ، ورَفِثَ رَفَثًا ، ورَفُثَ
ـ الضَّمُّ عن
اللِّحْيانِىِّ ـ وأَرْفَثَ
، كُلُّه ـ :
أَفْحَشَ.
وقولُه تَعالَى
: (فَلا رَفَثَ وَلا
فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ) [البقرة : ١٩٧]. يَجُوزُ أن يكونَ الإفْحاشَ. وقال ثَعْلَبٌ : هُو أَلَّا
يَأْخُذَ ما عَلَيْه مِن القَشَفِ ، مثل : تَقْلِيمِ الأَظْفارِ ، ونَتْفِ الإبطِ
، وحَلْقِ العانَةِ ، وما أَشْبَهَه ، فإِن أخَذَ ذلك كُلَّه فليسَ هُناك رَفَثٌ.
* والرَّفَثُ : التَّعْرِيضُ بالنِّكاحِ.
مقلوبه : ف ر ث
* الفَرْثُ : السِّرْقِينُ.
* والفَرْثُ : والفُراثَةُ : سِرْقِينُ الكَرِشِ.
* وفَرَثْتُها عنه ، أَفْرُثُها
فَرْثًا ، وأَفْرَثْتُها ،
فانْفَرَثَتْ : شَقَقْتُها ونَثَرْتُها.
* وفَرَثْتُ الكَبِدَ
أَفْرِثُها فَرْثًا ، وأَفْرَثْتُها ، وفَرَّثْتُها كذلك.
* وفَرَثَ الحُبُّ كَبِدَه ، وفَرَّثَها ، وأَفْرَثَها : فَتَّتَها.
* وفَرَثْتُ الجُلَّةَ
أَفْرِثُها فَرْثًا : إِذا شَقَقْتَها ثم نَثَرْتَ جَميعَ ما فِيها.
وقيلَ : كُلُّ
ما نَثَرْتَه من وعاءٍ : فَرْثٌ.
* وشَرِبَ
عَلَى فَرْثٍ : أَى على شِبَعٍ.
* وأَفْرَثَ الرَّجُلُ : وَقَع فيهِ.
* وأَفْرَثَ أَصْحابَه : عَرَّضَهُم لِلائِمَةِ النّاسِ ، أَو
كَذَّبَهُم عند قَوْمٍ ؛ ليُصَغِّرَهُم عندهم ، أَو فَضَحَ سِرَّهُم.
* وامْرَأَةٌ فَرُوثٌ : تَبْزُقُ ، وتَخْبُثُ نَفْسُها فى أَوَّلِ حَمْلِها ،
وقد انْفُرِثَ بها.
* وجَبَلٌ فَرِيثٌ : ليسَ بضَخْم صُخُورُه ، ولَيْسَ بذِى مَدَرٍ ولا
طِينٍ. وهو أَصْعَبُ
الجِبالِ ، حَتَّى أَنَّه لا يُصْعَدُ فيه لِصُعُوبَتِه وامْتِناعه.
* وثَرِيدٌ فَرِثٌ : غَيْرُ مُدَقَّق الثَّرْدِ ، كأَنَّه شُبِّه بهذا
الصِّنْفِ من الجِبالِ.
وقالَ
اللِّحْيانىُّ : قالَ القَنانِىُّ : « لا خَيْرَ فىِ الثَّرِيدِ إِذا كانَ شَرِثًا فَرِثًا ، كأَنَّه فُلاقَةُ آجُرٍّ » وقد تَقَدَّمَ ذِكْرُ
الشَّرِثِ.
الثاء والراء والباء
ث ر ب
* الثَّرْبُ : شَحْمٌ رَقِيقٌ يُغَشِّى الكَرِشَ والأَمْعاءَ ،
وجَمْعُه : ثُروبٌ.
* والثَّرَباثُ : الأَصابِعُ.
* وثَرَّبَ عليهِ : لامَهُ ، وعَيَّرهُ بذَنْبِه ، وذكَّرَه به. وفى
التَّنْزِيل : (قالَ لا تَثْرِيبَ
عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) [يوسف : ٩٢]. قال ثَعْلَبٌ : مَعْناه : لا تُذْكَرُ ذُنُوبُكُم.
* والمُثَرِّبُ : المُعَيِّرُ.
وقِيلَ :
المُخَلِّطُ المُفْسِد.
* ويَثْرِبُ : مَدِينَةُ النَّبِىِّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ النَّسَبُ إِلَيْها : يَثْرِبِىٌ
، ويَثْرَبِىٌ ، وأَثْرِبِىٌ
، وأَثْرَبِىٌ.
وقولُه :
*وما هُوَ إِلا اليَثْرِبِىُ المُقَطَّعُ*
زَعَمَ بعضُ
الرُّواةِ أَنَّ المُرادَ
باليَثْرِبِىِ السَّهْمُ لا النَّصْلُ ، وأَنَ يَثْرِبَ
لا تُعْمَلُ فيها
النِّصالُ.
قالَ أَبُو
حَنِيفَةَ : وليسَ كَذلكَ ؛ لأَنَّ النِّصالَ تُعْمَلُ بيَثْرِبَ ، وبوادِى القُرَى ، وبالرَّقَمِ ، وبغَيْرِهِنَّ من
أَرْضِ الحِجازِ ، وقد ذَكَر الشُّعَراءُ ذلِك كَثِيرًا.
* وأَثارِبُ : مَوْضِعٌ.
مقلوبه : ث ب ر
* ثَبَرَه يَثْبُرُه ثَبْرًا ، وثَبْرَةً ـ كلاهما : حَبَسَه. قالَ :
*بنَعْمانَ لَمْ يُخْلَقْ ضَعِيفًا مُثَبَّرَا*
* وثَبَرَه عَن الأَمْرِ
يَثْبُرُه : صَرَفَه.
* وثابَر عَلَى الشَّىْءِ : واظَبَ.
__________________
* والثُّبُورُ : الهَلاكُ ، والوَيْلُ.
* وثَبَرَه اللهُ : أَهْلَكَه إِهْلاكًا لا يَنْتَعِشُ بَعْدَه.
فمِنْ هُنالِكَ يَدْعُو أَهْلُ النّارِ : « وا
ثُبُوراه » فيُقالُ
لَهُم : (لا تَدْعُوا الْيَوْمَ
ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً) [الفرقان : ١٤].
* وثَبَرَ البَحْرُ : جَزَرَ.
* وتَثابَرَت الرِّجالُ فى الحَرْب : تَواثَبَتْ.
* والمَثْبِرُ : المَوْضِعُ الذى تَلِدُ فيه المَرْأةُ ، وتَضَعُ
النّاقَةُ من الأَرْض. وليسَ له فِعْلٌ. أُرَى أَنّما هُو من باب المَخْدَعِ. وفى
الحَدِيث : « أَنَّهُم وَجَدُوا الناقَةَ المُنْتَتَجةَ تَفْحَصُ فى مَثْبِرِها ».
* وثَبِرَت القَرْحَةُ : انْفَتَحَتْ. وفى حَدِيثِ مُعاوِيَةَ أَنّ
أَبا بُرْدَةَ قالَ : « نَظَرْتُ إِلى قَرْحَتِه فإِذا هى قد ثَبِرَتْ ». التَّفْسِيرُ للهَرَوِىِّ فى الغَرِيبَيْنِ ، حكاهُ
عن ابنِ قُتَيْبَةَ.
* والثَّبْرَةُ : تُرابٌ شَبِيه بالنُّورَةِ ، يكونُ بين ظَهْرَى
الأَرْضِ ، فإِذا بَلَغَ عِرْقُ النَّخْلةِ إِليه وَقَفَ. يُقال : لَقِيَتْ
عُرُوقُ النَّخْلَةِ
ثَبْرَةً فرَدَّتْها.
وقولُه ـ أَنْشَدَهُ
ابنُ دُرَيْدٍ ـ :
*أَىّ فَتًى غادَرْتُم بثَبْرَرَهْ*
إِنّما أَرادَ بثَبْرَةَ ، فزادَ راءً ثانيةً للوَزْنِ.
* والثَّبْرَةُ : أَرْضٌ رِخْوَةٌ ذاتُ حِجارَةٍ بيضٍ.
وقال أَبو
حَنِيفَة : هى حِجارةٌ بيضٌ تُقَوَّمُ ، ويُبْنَى بِها ، ولم يَقُلْ : إِنَّها
أرضٌ ذاتُ حِجارَةٍ.
* والثَّبْرَةُ : نُقْرَةٌ تكونُ فى الجَبَلِ ، تُمْسِكُ الماءَ ،
يَصْفُو فيها كالصِّهْرِيج ، إِذا دَخَلَها الماءُ خَرَج فِيها عن غُثائِه وصَفَا.
قال أَبُو ذُؤَيْبٍ :
فشَجَّ بِها
ثَبَراتِ الرِّصا
|
|
فِ حَتَّى
تَزَيَّل رَنْقُ الكَدَرْ
|
* وثَبْرَةُ : موضعٌ.
وقولُ أَبِى
ذُؤَيْبٍ :
فأَعْشَيْتُه
من بَعْدِ ما راثَ عِشْيَةً
|
|
بسَهْمٍ
كسَيْرِ الثّابِرِيَّةِ لَهْوَقِ
|
__________________
قِيلَ : هو
مَنْسُوبٌ إِلى أَرْضٍ ، أَو حَىٍّ.
* ورُوِى : «
التّابِرِيَّة » بالتاء.
* وثَبِيرٌ : جَبَلٌ بمَكَّةَ. وهى أَرْبَعَةُ أَثْبِرَةٍ : ثَبِيرُ غَيْناء ، وثَبِيرُ الأَعْرَج ، وثَبِيرُ الأَحْدَبِ ، وثَبِيرُ حِراءَ.
* ويَثْبِرَةُ : اسمُ أَرْضٍ. قالَ الرّاعِى :
أَوْ رَعْلَة
مِنْ قَطَا فَيْحانَ حَلأَها
|
|
عن ماءِ
يَثْبِرَةَ الشُّبّاكُ والرَّصَدُ
|
مقلوبه : ب ث ر
* البَثْرُ ، والبَثَرُ : خُراجٌ صِغارٌ. وخَصّ بَعْضُهُم به الوَجْهَ.
* واحِدَتُه بَثْرَةٌ وبَثَرَةٌ.
* وقد بَثَرَ جِلْدُه ، ووَجْهُه ، يَبْثُرُ
بَثْرًا وبُثُورًا ، وبَثِرَ
بَثَرًا ، فهُو بَثِرٌ.
* وتَبَثَّرَ وَجْهُه : بَثَرَ.
* والبَثْرَةُ : الحَرَّةُ.
* والبَثْرَةُ : أَرضٌ حِجارَتُها كحِجارَةِ الحَرَّةِ ، إِلَّا أَنَّها
بِيضٌ. وعَطاءٌ بَثْرٌ : كَثِيرٌ ، وقَلِيلٌ ، وهُوَ من الأَضدادِ.
* وماءٌ بَثْرٌ : بَقِىَ منه على وَجْهِ الأَرْضِ شَىْءٌ قَليلٌ.
* وكَثِيرٌ بَثِيرٌ : إِتْباعٌ.
* وبَثْرٌ : ماءٌ مَعْروفٌ بذاتِ عِرْقٍ. قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ :
فافْتَنَّهُنَّ
من السَّواءِ وماؤُه
|
|
بَثْرٌ وعانَدَه
طَرِيقٌ مَهْيَعُ
|
مقلوبه : ر ب ث
* رَبَثَه عن أَمْرِه يَرْبُثُه
رَبْثًا ، ورَبَّثَه : حَبَسَه وصَرَفَه.
* وفعل ذلك له رِبِّيثَى ، ورَبِيثَةً ، أَى : خَدِيعَةً وحَبْسًا.
وفى الحَدِيثِ
: « تَعْتَرِضُ الشَّياطِينُ النّاسَ يَوْمَ الجُمُعَةِ بالرَّبائِثِ » : أَى : بِما
يُرَبِّثُهُم عن الصَّلاةِ.
__________________
* ورَبَّثَه : كلَبَّثَه.
* وأَمْرٌ رَبِيثٌ : أَى مَرْبُوثٌ. قالَ :
*جَرْىَ كَرِيثٍ أَمْرُه رَبِيثُ*
* وارْبَثَ أَمْرُ القَومِ : تَفَرَّقَ. قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ :
رَمَيْناهُمُ
حَتّى إِذا ارْبَثَ أَمْرُهُم
|
|
وصارَ
الرَّصِيعُ نُهْيَةً للحَمائِلِ
|
مقلوبه : ب ر ث
* البَرْثُ : جَبَلٌ من رَمْلٍ ، سَهْلُ التُّرابِ لَيِّنُه.
* والبَرْثُ : أَسْهَلُ الأَرْضِ وأَحْسَنُها.
* والبَرْثُ : مكانٌ سَهْلٌ لَيِّنٌ ، يُنْبِت النَّجْمَةَ
والنَّصِىَّ.
والجمعُ من
كُلِّ ذلك : أَبْراثٌ ، وبِراثٌ
، وبُرُوثٌ.
* فأَمّا
قَوْلُ رُؤْبَةَ :
أَقْفَرَت
الوَعْساءُ فالعَثاعِثُ
|
|
من أَهْلِها
فالبُرَقُ البَرارِثُ
|
فإِنّ
الأَصْمَعِىَّ قالَ : جَعَلَ واحِدَتَها
بَرِيثَةً ، ثم جَمَعَ ،
وحَذَف الياء للضَّرُورِة. قالَ أحمدُ ابنُ يَحْيَى : ولا أَدْرِى ما هذا.
وقال أَبو
حَنِيفَةَ : قالَ النَّضْرُ : البَرِثَةُ إِنَّما تكونُ بينَ سُهُولَةِ الرَّمْلِ ، وحُزُونَةِ
القُفِّ.
وقالَ : أَرْضٌ
بَرِثَةٌ ـ على مِثالِ ما تَقَدَّم ـ : مَرِيعَةٌ ، تكونُ فى
مَساقِطِ الجِبالِ.
الثاء والراء والميم
ث ر م
* الثَّرَمُ : انْكِسارُ السِّنِّ من أَصْلِها.
وقيلَ : هو
انْكِسارُ سِنٍّ من الأَسْنانِ المُقَدَّمَةِ ، مِثل : الثَّنايَا والرَّباعِياتِ.
وقِيلَ :
انْكِسارُ الثَّنِيَّةِ خاصَّةً.
__________________
* ثَرِمَ ثَرَمًا ، وهو
أَثْرَمُ ، والأُنْثَى ثَرْماءُ ، وثَرَمَه
يَثْرِمُه ثَرْمًا ، وأَثْرَمَه
فانْثَرَمَ.
* والأَثْرَمُ ـ من أَجْزاءِ العَرُوضِ ـ : ما اجْتَمَعَ فيه القَبْضُ
والخَرْمُ ، يكونُ ذلِك فى الطَّوِيلِ والمُتَقارَبِ ، شُبِّه بالأَثْرَمِ من النّاسِ.
* والأَثْرَمانِ : اللَّيْلُ والنَّهارُ. قالَ :
وهَبْتُ
إِخاءَكَ للأَعْمَيَيْنِ
|
|
ولِلأَثْرَمَيْنِ
ولَمْ أَظْلِمِ
|
الأَعْمَيانِ :
السَّيْلُ والنّارُ ، وقد تَقَدَّمَ.
* والثَّرْمانُ ـ فيما ذَكَر أَبُو حَنِيفَةَ عن بَعْضِ الأَعْرابِ ـ شَجَرٌ
لا وَرَقَ لَه ، يَنْبُتُ نَباتَ الحُرُضِ من غَيْرِ وَرَقٍ ، وإِذا غُمِزَ
انْثمَأَ كما يَنْثَمِىءُ الحَمْضُ. وهو كَثِيرُ الماءِ. وهو حامِضٌ عَفِصٌ ،
تَرْعاهُ الإبِلُ والغَنَمُ ، وهو أَخْضَرُ ، ونَباتُه فى أُرُومَةٍ ، والشِّتاءُ
يُبِيدُه ، ولا خَشَبَ لَهُ ، إِنَّما هو مَرْعًى فقط.
* والثَّرْماءُ : ماءٌ لكِنْدَةَ مَعْرُوفٌ.
* وثَرَمَ : اسم ثَنِيَّةٍ تُقابِلُ مَوْضِعًا يُقالُ له :
الوَشْمُ ـ وقد تَقَدَّم ذِكْرُه ـ قالَ :
والوَشْمَ قد
خَرَجَتْ منهُ وقابَلَها
|
|
من
الثَّنايَا التى لَمْ أَقْلِها ثَرَمُ
|
مقلوبه : ث م ر
* الثَّمَرُ : حَمْلُ الشَّجَرِ ، وأَنْواعِ المالِ ، واحَدَتُه ثَمَرَةٌ.
* وجَمْعُ الثَّمَر : ثِمارٌ ، وثُمُرٌ : جمعُ الجَمْعِ.
وقد يَجُوزُ
أَنْ يكونَ الثُّمُرُ جمعَ ثَمَرَةٍ ، كخَشَبَةٍ وخُشُبٍ ، وأَن لا يكونَ جَمْعَ ثِمارٍ ؛ لأَنَّ بابَ خَشَبَةٍ وخُشُبٍ أَكثرُ من باب رِهانٍ
ورُهُنٍ ، أَعْنِى أَنَّ جمعَ الجَمْعِ قَلِيلٌ فى كَلامِهم.
وحكَى
سِيبَوَيْهِ فى الثَّمَرِ
ثَمُرَةً ، وجَمْعُها :
ثَمُرٌ ، كسَمُرَةٍ وسَمُرٍ. قال : ولا يُكَسَّرُ ؛ لِقِلَّةِ (فَعُلَةٍ)
فى كَلامِهِم. ولم يَحْكِ الثَّمُرَةَ أَحَدٌ غَيْرُه.
* والثَّيْمارُ : كالثَّمَرِ ، قال الطِّرِمّاحُ :
حَتّى
تَركْتَ جَنابَهُم ذا بَهْجَةٍ
|
|
وَرْدَ
الثَّرَى مُتَلَمِّعَ الثَّيْمارِ
|
*
ثَمَرَ الشَّجَرُ ، وأَثْمَرَ : صارَ فيه الثَّمَرُ.
__________________
وقِيلَ : الثّامِرُ : الَّذى بَلَغَ أَوانَ أَن يُثْمِرَ.
* والمُثْمِرُ : الَّذِى فيه ثَمَرٌ.
وقِيلَ : ثَمَرٌ مُثْمِرٌ : لم يَنْضَجْ.
* وثامِرٌ : قد نَضِجَ. وقوله ـ أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرابِىِّ ـ :
والخمرُ
لَيْسَت مِن أَخِيكَ ول (م)
|
|
كِنْ قدْ
تَغُرُّ بثامِرِ الحِلْمِ
|
قالَ : ثامِرُه : تامُّه ، كثامِرِ
الثَّمَرَةِ ، وهو
النَّضِيجُ منه. ويروى : « بآمِنِ الحِلْمِ ».
وقِيلَ : الثّامِرُ : كُلُّ شَىْءٍ خَرَجَ ثَمَرُه.
* والمُثْمِرُ : الَّذى بَلَغَ أَن يُجْنَى ـ هذه عن أَبِى حَنِيفَةَ
، وأَنْشَدَ :
تَجْتَنِى
ثامِرَ جُدّادِه
|
|
بَيْنَ
فُرادَى بَرَمٍ أو تُؤامْ
|
وقد أَخْطَأَ
فى هذه الرِّوايَةِ ؛ لأَنَّه قال « بَيْنَ فُرادَى » فجَعَلَ النِّصْفَ الأَوَّلَ
من المَدِيدِ ، والنِّصْفَ الثّانِى من السَّرِيع ، وإِنَّما الرِّوايَةُ « مِنْ
فُرادَى ». وهى مَعْرُوفَة.
* والثَّمَرَةُ : الشَّجَرَةُ ، عن ثَعْلَبٍ.
وقال أَبو
حَنِيفَةَ : أَرْضٌ ثَمِيرَةٌ : كَثِيرَةُ
الثَّمَرِ.
* وشَجَرَةٌ ثَمِيرَةٌ ، ونَخْلَةٌ
ثَمِيرَةٌ
: مُثْمِرَةٌ.
وقيلَ : هُما
الكَثِيرَا الثَّمَرِ ، والجَمْعُ : ثُمُرٌ.
وقالَ أَبو
حَنِيفَةَ : إِذا كَثُرَ حَمْلُ الشَّجَرةِ ، أَو
ثَمَرُ الأَرْضِ ،
فهى ثَمْراءُ. قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ :
تَظَلُّ
عَلَى الثَّمْراءِ مِنها جَوارِسٌ
|
|
مَراضِيعُ
صُهْبُ الرِّيشِ زُغْبٌ رِقابُها
|
وثَمَّرَ النَّباتُ ، بشَدِّ المِيمِ : نَفَضَ نَوْرُه ، وعَقَدَ ثَمَرُه ، رواه أَبو حَنِيفَةَ.
* والثُّمُرُ : الذَّهَبُ والفِضَّةُ ، حكاهُ الفارِسِىُّ ، يرفَعُه
إِلى مُجاهدٍ فى تَفْسِيرِ قَوْلِه : وَكَانَ لَهُ ثُمُرٌ [الكهف : ٣٤]. فيمن قَرَأَ بِه. قالَ : ولَيْسَ ذلِكَ بمَعْرُوفٍ فى
اللُّغَةِ.
* وثَمَّرَ مالَه : نَمّاه.
__________________
* وأَثْمَرَ الرَّجُلُ : كَثُرَ مالُه.
* والعَقْلُ المُثْمِرُ : عَقْلُ المُسْلِم.
* والعَقْلُ
العَقِيمُ : عَقْلُ الكافِرِ.
* والثّامِرُ : نَوْرُ الحُمّاضِ.
قالَ :
*مِنْ عَلَقٍ كثامِرِ الحُمّاضِ*
* والثّامِرُ : اللُّوبِياءُ ، عن أَبِى حَنِيفَةَ ، وكلاهما اسمٌ.
* والثَّمِيرُ من اللَّبَنِ : ما لَمْ يُخْرَجْ زُبْدُه.
وقِيلَ : الثَّمِيرُ ، والثَّمِيرَةُ : الَّذِى ظَهَر زُبْدُه.
وقِيلَ : الثَّمِيرَةُ : أَنْ يَظْهرَ الزُّبْدُ قَبْلَ أَن يَجْتَمِعَ ، ويَبْلُغَ
إِناهُ من الصُّلُوح.
وقد ثَمَّرَ السّقاءُ
تَثمِيرًا وأَثْمَرَ.
وقيل : المُثْمِرُ من اللَّبَن : ما لم يُخْرَجْ زُبْدُه. وذلِك عندَ
الرّؤُوبِ.
* وابنُ ثَمِيرٍ اللَّيْلُ المُقْمِرُ. قالَ :
وإِنِّى
لَمِنْ عَبْسٍ ـ وإِنْ قالَ قائِلٌ
|
|
عَلَى
زَعْمِهِم ـ ما أَثْمَرَ ابنُ ثَمِيرِ
|
« ـ عَلَى زَعْمِهِم ـ ما أَثْمَرَ ابنُ ثَمِيرِ ». أَراد : وإِنِّى لَمِنْ عَبْسٍ ما أَثْمَرَ ..
* وثامِرٌ ، ومُثْمِرٌ : اسمانِ.
مقلوبه : ر ث م
* الرَّثَمُ ، والرُّثْمَةُ : بياضٌ فى طَرَفِ أَنْفِ الفَرَسِ.
وقيلَ : هُو
كُلُّ بَياضٍ ـ قَلَّ أَو كَثُر ـ إِذا أَصابَ الجَحْفَلَةَ العُلْيا ، إِلى أَنْ
يَبْلُغَ المَرْسِنَ.
وقِيلَ : هو
بَياضٌ فى الأَنْفِ.
* وقد رَثِمَ رَثَمًا ، فهو
رَثِمٌ ، وأَرْثَمُ ، والأُنْثَى رَثْماءُ.
* ونَعْجَةٌ رَثْماءُ : سَوداءُ الأَرْنَبَةِ ، وسائِرُها أبيضُ.
* ورَثَمَ أَنْفَهُ ، أو فاهُ ، يَرْثِمُه
رَثْمًا ، فهو مَرْثُومٌ ، ورَثِيمٌ
: إِذا كَسَرَه حَتّى
يَقْطُرَ منه الدَّمُ.
__________________
* وكُلُّ ما
لُطِخَ بدَمٍ ، أو كُسِرَ ، فهو
رَثِيمٌ.
* ورَثَمَت المرأَةُ أَنْفَها بالطِّيبِ : لَطَخَتْه ؛ وهو عَلَى
التَّشْبِيه.
* والمِرْثَمُ : الأَنْفُ ـ فى بعضِ اللُّغاتِ ـ من ذلِكَ.
* ورَثِم مَنْسِمُ البَعِيرِ : دَمِىَ.
* والرَّثِيمَةُ : الفارَةُ.
مقلوبه : ر م ث
* الرِّمْثُ : شجرٌ يُشْبِه الغَضَى لا يَطُولُ ، ولكنه يَنْبَسِطُ
وَرَقُه. وهو شَبِيهٌ بالأُشْنانِ.
قالَ أبو
حَنِيفَةَ : الرِّمْثُ من الحَمْضِ. وله هُدْبٌ طِوالٌ ، دُقاقٌ ، وهو مَعَ ذلك
كلأٌ تَعِيشُ فيه الإبِلُ والغَنَمُ ، وإِن لم يَكُنْ مَعَها غَيْرُه. ورُبَّما
خَرَجَ فيه عَسَلٌ أَبْيَضُ كأَنَّه الجُمانُ. وهو شَدِيدُ الحَلاوَةِ ، وله
حَطَبٌ وخَشَبٌ ، ووَقُودُه حارٌّ ، ويُنْتَفَعُ بدُخانِه من الزُّكامِ.
وقالَ مَرَّةً
: قالَ بعضُ البَصْرِيِّين : يكونُ الرِّمْثُ
مِثْلَ قِعْدَةِ
الرَّجُلِ ، يَنْبُت نَباتَ الشِّيح.
قالَ :
وأَخْبَرَنِى بعضُ بَنِى أَسَد أَنَ الرِّمْثَ
يَرتَفِعُ دونَ
القامَةِ ، فيُحْتَطَبُ.
* واحِدَتُه رِمْثَةٌ ، وبها سُمِّىَ الرَّجُلُ رِمْثَة ، وكُنِّىَ أبا
رِمثْةَ.
* ورَمِثَت الإبلُ رَمَثًا ، فهى رَمِثَةٌ ورَمْثَى
: اشْتَكَتْ عن الرِّمْثِ.
وقالَ أَبو
حَنِيفَةَ : هو سُلاحٌ يَأْخُذُها إِذا أَكَلَت الرِّمْثَ
وهى جائعَةٌ ، فيُخافُ
عليها حِينَئذٍ.
* وأَرْضٌ مَرْمَثَةٌ : تُنْبِتُ الرِّمْثُ.
* والرَّمَثُ : البَقِيَّةُ من اللَّبَنِ تَبْقَى فى الضَّرْعِ بعدَ
الحَلْبِ.
والجمعُ : أَرْماثٌ.
* والرَّمَثَةُ : كالرَّمَثِ. وقد
أَرْمَثَها ورَمَّثَها.
* ورَمَّثَ على الخَمْسِينَ وغيرِها. زادَ : وإِنَّما
يَسْتَعْمِلُونَ الخَمْسِينَ ـ فى هذا ونحوِه ـ لأَنَّه أَوْسَطُ الأَعمارِ ،
ولذلِكَ اسْتَعْمَلَها أَبو عُبَيْدٍ ـ فى بابِ الأَسْنانِ وزِيادَة النّاسِ فيها
ـ دُونَ ـ سائِر العُقُودِ.
* ورَمَّثَتْ غَنَمُه على المِائَةِ : زادَتْ.
* ورَمَّثَت النّاقَةُ عَلَى مِحْلَبِها كَذلك.
* والرَّمَثُ : خَشَبٌ يُشَدُّ بَعْضُه إِلى بَعْضٍ كالطَّوْفِ ،
ثُمَّ يُرْكَبُ عَلَيْه فى البَحْرِ.
قالَ أَبو
صَخْرٍ الهُذَلِىُّ :
تَمَنَّيْتُ
من حُبِّى عُلَيَّةَ أَنَّنا
|
|
عَلَى رَمَثٍ
فى البَحْرِ ليسَ لنا وَفْرُ
|
والجمعُ : أَرْماثٌ.
* والرَّمَثُ : الحَبْلُ الخَلَقُ.
* وجَمْعُه : أَرْماثٌ ، ورِماثٌ.
* وحَبْلٌ أَرْماثٌ : أَىْ أَرْمامٌ ، كما قالُوا : ثَوْبٌ أَخْلاقٌ.
* والرَّمّاثَةُ : الزَّمّارَةُ.
* والرُّمَيْثَةُ : موضعٌ. قال النابغَةُ :
إِنَ
الرُّمَيْثَةَ مانِعٌ أَرْماحَنَا
|
|
ما كانَ من
سَحَمٍ بها وصَفارِ
|
مقلوبه : م ر ث
* مَرَثَ به الأَرْضَ ، ومَرَّثَها : ضَرَبَها به ، هذه رِوايَةُ أَبِى عُبَيْدٍ. ورِواية
الفَرّاءِ : مَرَنَ ، بالنُّونِ.
* ومَرَثَ الشىءَ فى الماءِ
يَمْرُثُه ، ويَمْرِثُه مَرْثًا : أَنْقَعَه فيه.
* ومَرَثَ الشَّىْءَ
يَمْرُثُه مَرْثًا : لَيَّنَه. حكاهُ يَعْقُوبُ.
* ومَرَثَ الثَّرِيدَ
يَمْرُثُه : فَتَّه ،
وصَبَّ اللَّبَنَ عليه ، ثُمَّ ماثَه حتى صارَ مِثْلَ الحَسَاء ، ثم تَحسّاهُ.
* وكُلُّ
شَىْءٍ مُرِذَ فقَدْ
مُرِثَ.
* ومَرَثَ الشَّىْءَ : نالَهُ بغَمْزٍ ونَحْوِه.
* ومَرَثَ السَّخْلَةَ ، ومَرَّثَها : نالَهَا بسَهَكٍ ، فلم تَرْأَمْها أُمُّها لذلك.
* ومَرَثَ الوَدَعَ يَمْرُثُه
، ويَمْرِثُه مَرْثًا : مَصَّهُ.
وفى المَثَل :
« ما أَنْتَ إِلا
تَمْرُثُنِى الوَدَعَ ،
والوَدْعَ » : إِذا عامَلَكَ فطَمِعَ فِيكَ. يُضْرَبُ مَثَلاً للأَحْمَقِ.
* ورَجُلٌ مِمْرَثٌ : صَبُورٌ على الخِصامِ.
__________________
الثاء واللام والنون
ن ث ل
* نَثَلَ الرَّكِيَّةَ
يَنْثِلُها نَثْلاً : أَخْرَجَ تُرابَها.
واسْمُ
التُّرابِ : النَّثِيلَةُ ، والنُّثالَةُ.
* ونَثَلَ كِنانَتَه نَثْلاً : اسْتَخْرَجَ ما فِيها من النَّبْلِ.
* ونَثَلَ الفَرَسُ يَنْثُلُ
: وهو مِنْثَلٌ : راثَ. قال :
*مِثَلٌّ عَلَى آرِيِّه الرَّوْثُ منْثَل*
وقد تَقَدَّم «
مِثَلٌّ ».
* والنَّثِيلُ : الرَّوْثُ ... ولَعَمْرِى إِنّ هذا لممّا يُقَوِّى
رِوايَةَ من رَوَى « الرَّوْثَ » بالنَّصْبِ.
* ونَثَلَ اللَّحْمَ فى القِدْرِ
يَنْثِلُه : وَضَعَه فيها
مُقَطَّعًا.
* ومَرَةٌ نَثُولٌ : تَفْعَلُ ذلك كَثِيرًا.
أَنْشَدَ ابن
الأَعْرابِىِّ :
إِذْ قالَتِ
النَّثُولُ للجَمُولِ
|
|
يا بْنةَ
شَحْمٍ فى المَرِىءِ بُولِى
|
أَى :
أَبْشِرِى بهذِه الشَّحْمَةِ المَجْمُولَةِ ، الذّائبةِ فى حَلْقِكِ. وهذا
تَفْسِيرٌ ضَعِيفٌ ؛ لأَنَّ الشَّحْمَةَ لا تُسَمَّى جَمُولاً ، إِنّما الجَمُولُ
: المُذِيبَةُ لَها. وأَيْضًا فإِنَّ هذا التَّفْسِيرَ الَّذِى فَسَّر به ابنُ
الأعْرابِىِّ هذا البَيْتَ إِذا تُؤُمِّلَ كانَ مُسْتَحِيلاً.
* والنَّثْلَةُ : الدِّرْعُ عامَّةً.
وقيلَ : هى
الواسِعَةُ منها.
* ونَثَلَ عَليهِ دِرْعَهُ يَنْثُلُها : صَبَّها.
* والنَّثْلَةُ : النُّقْرَةُ التى بَيْنَ السَّبَلَتَيْنِ فى وَسَطِ
ظاهِرِ الشَّفَةِ العُلْيا.
* وناقَةٌ ذاتُ
نَثِيلَةٍ ، بالهاء : أَى ذَاتُ لَحْمٍ.
وقيل : ذاتُ
بَقِيَّةٍ من شَحْمٍ.
__________________
الثاء واللام والفاء
ث ف ل
* ثُفْلُ كُلِّ شَىْءٍ ، وثافِلُه
: ما اسْتَقَرَّ
تَحْتَه من كَدَرِه.
* والثافِل : الرَّجِيعُ. وقِيلَ : هو كِنايَةٌ عنه.
* والثُّفْلُ : الحَبُّ. ووَجَدْتُ بَنِى فُلانٍ مُثافِلِينَ : أَى
يأْكُلُونَ الحَبَّ. وذلِكَ أَشَدُّ من الشَّظَفِ.
* والثُّفْلُ ، والثِّفالُ
: ما وَقِيتَ بهِ
الرَّحَا من الأَرْضِ. وقَدْ
ثَفَّلَها.
* فإِن وُقِىَ الثِّفالُ من الأَرْضِ بشَىْءٍ آخَرَ ، فذلك الوِفاضُ ، وقَدْ
وَفَّضَها.
* وبَعِيرٌ ثَفالٌ : بَطِىءٌ.
* والثَّفْلُ : نَثْرُكَ الشَّىْءَ كُلَّه بمَرَّةٍ.
* والثِّفالَةُ : الإبْرِيقُ. وفِى حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ ـ رضى الله
عَنْهُما ـ « أَنَّه أَكَلَ الدِّجْرَ ، ثم غَسَلَ يَدَه بالثِّفالَةِ » التَّفْسير لابنِ الأَعْرابِىِّ ـ حَكاهُ الهَرَوِىُّ فى
الغَرِيبَيْن.
الثاء واللام والباء
ث ل ب
* ثَلَبَهُ يَثْلِبُه ثَلْبًا : لامَه وعابَه. وفى المَثَل :
*لا يُحْسِنُ التَّعْرِيضَ إِلّا ثَلْبَا*
وهى المَثْلَبَةُ والمَثْلُبَةُ.
* ورَجُلٌ ثِلْبٌ ، وثَلِبٌ
: مَعِيبٌ.
* وثَلَبَ الرَّجُلَ ثَلْبًا : طَرَدَه.
* وثَلَبَ الشَّىْءَ : قَلَبَه.
* وثَلَبَه : كثَلَمَه ، على البَدَل.
* ورُمْحٌ ثَلِبٌ : مُتَثَلِّمٌ. قالَ أَبُو العِيالِ الهُذَلى :
ومُطَّرِدٌ
مِنَ الخَطِّيْ
|
|
(م) ىِ لا عارٍ ولا ثَلِبُ
|
__________________
* وجَمَلٌ ثِلْبٌ : مُنْتَهِى الهَرَمِ ، مُتَكَسِّرُ الأَسْنانِ.
والجَمْعُ : أَثْلابٌ. والأُنْثَى ثِلْبَةٌ.
وأنْكَرها
بَعْضُهم ، وقالَ : إِنَّما هى نابٌ.
وقد ثَلَّب تَثْلِيبًا.
* والثِّلْبُ : الشَّيْخُ ، هُذَلِيَّةٌ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابِىِّ
: هو المُسِنُّ ، ولم يَخُصَّ بهذه اللُّغَةِ قَبِيلَةً من العَرَبِ دُونَ
أُخْرَى.
وأَنْشَدَ :
*إِمّا تَرَيْنِى اليَوْمَ ثِلْبًا شاخِصَا*
الشّاخِصُ :
الَّذِى لا يُغِبُّ الغَزْوَ.
* وبَعِيرٌ ثِلْبٌ : إِذا لم يُلْقِحْ.
* وثَلِبَ جِلْدُه ثَلَبًا ، فهو ثَلِبٌ : دَرِنَ.
* والثَّليب : كَلأُ عامَيْنِ أَسْوَدُ. حكاهُ أَبُو حَنِيفَةَ عن
أَبى عَمْرٍو ، وأَنشد :
رَعَيْنَ
ثَلِيبًا ساعَةً ثُمّ إِنَّنا
|
|
قَطَعْنَا
عَلَيْهِنَّ الفِجاجَ الطّوامِسَا
|
* والإثْلِبُ
، والأَثْلَبُ : التُّرابُ والحِجارَةُ. وفى لُغَةٍ فُتاتُ الحِجارَة.
* وبفِيهِ الإثْلِبُ ، والأَثْلَبُ
: أَى التُّرابُ
والحِجارَةُ ، قالَ :
ولكنَّما
أُهْدِى لقَيْسٍ هَدِيَّةً
|
|
بفِىَّ مِن
اهْداهَا لَهُ الدَّهْرَ إِثْلِبُ
|
بفِىَّ
مُتَّصِلٌ بقوله : « أُهْدِى » ثم اسْتَأْنَفَ فقالَ : « لهُ الدَّهْرَ إِثْلَبُ من إِهْدائِى إِيّاها ».
وحَكَى
اللِّحْيانِىُّ : « الإثْلِبَ
لكَ والتُّرابَ ».
قالَ : نَصَبُوه كأَنَّه دُعاءٌ ، يُرِيد كَأَنَّه مَصْدَرٌ مَدْعُوٌّ به ، وإِن
كانَ اسْمًا ، كما تَقَدَّمَ ذلكَ فى الحِصْحِصِ والتُّراب ، حِينَ قالُوا : «
الحِصْحِصَ لك والتُّرابَ ».
* والثَّلِيبُ : القَدِيمُ من النَّبْت.
* والثَّلِيبُ : نَبْتٌ ، وهو من نَجِيلِ السِّباخ. كِلاهُما عن
كُراعٍ.
__________________
* والثِّلْبُ : لَقَبُ رَجُلٍ.
* والثَّلَبُوتُ : أَرْضٌ. قال لَبِيدٌ :
بأَحِزَّةِ
الثَّلَبُوتِ يَرْبَأُ فوقَها
|
|
قَفْرَ
المَراقبِ خَوْفَها آرامُها
|
وقالَ أَبُو
عُبَيْدٍ : ثَلَبُوتٌ ، فأَسْقَطَ منه الأَلِفَ واللَّامَ ونَوَّنَ ، ثم قالَ
: أَرْضٌ. ولا أَدْرِى كيفَ هذا.
مقلوبه : ل ب ث
* لَبِثَ بالَمكانِ يَلْبَثُ
لَبْثًا ، ولُبْثًا ، ولَبَثانًا ، ولَبَاثَةً ، ولَبِيثَةً ، وتَلَبَّثَ
: أَقامَ. أَنْشَدَ
ابنُ الأَعْرابِىِّ :
غَرَّك
مِنِّى شَعَثِى ولَبَثِى
|
|
ولِمَمٌ
حَوْلَك مِثلُ الحُرْبُثِ
|
مَعْناه :
أَنَّه شَيْخٌ كبيرٌ. فأَخْبَرَ أَنَّه إِذا مَشَى لَمْ يَلْحَقْ من ضَعْفِه ، فهو يَتَلَبَّثُ. وشَبَّهَ لِمَمَ الشُّبّانِ فى سَوادِها بالحُرْبُثِ ،
وهو نَبْتٌ أَسودُ سُهْلِىٌّ.
* وأَلْبَثْتُه أَنا. قال :
لَنْ
يُلْبِثَ الجارَيْنِ أَنْ يَتَفَرَّقا
|
|
ليلٌ يَكُرُّ
عَلَيْهما ونَهارُ
|
قالَ أَبُو
حَنِيفَةَ : « الجَبْهَةُ تَسْقُطُ وقد دَفِئَتِ الأَرْضُ ، فإِذا حاذَتْها فإِنَّ
الدِّفْءَ والرِّىَّ لا
يُلْبِثا أَنْ يُرْعَيا
» هكذا حَكاهُ « يُلْبِثا » كقولك : يُكْرِما ، ولا أَدْرِى لِمَ جَزَمَه؟
ولِي عَلَى هذا
الأَمْرِ لُبْثَةٌ : أَى تَوَقُّفٌ.
* وشَىْءٌ لَبِيثٌ : لابِثٌ.
وقالُوا :
نَجِيثٌ لَبِيثٌ : إِتْباعٌ.
* وما لَبِثَ أَنْ فَعَل كَذَا وكَذا : أَى ما نَكَلَ. وفِى
التَّنْزِيلِ : (فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ
بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) [هود : ٦٩].
* وقَوْسٌ لَباثٌ : بَطِيئَةٌ. حكاهُ أَبو حَنِيفَةَ وأَنْشَدَ :
__________________
يُكَلِّفُنِى
الحَجّاجُ دِرْعًا ومِغْفَرًا
|
|
وطِرْفًا
كَرِيمًا رائِعًا بثَلاثِ
|
وسِتِّين
سَهْمًا صِيغَةً يَثْرِبيَّةً
|
|
وقَوْسًا
طَرُوحَ النَّبْلِ غيرَ لَباثِ
|
وإِنَّ
المَجْلِس ليَجْمَعُ لَبِيثَةً من النّاسِ : إِذا كانُوا من قَبائِلَ شَتَّى.
مقلوبه : ب ل ث
* البَلِيثُ : نَبْتٌ. قالَ :
رَعَيْنَ
بَلِيثًا ساعَةً ثم إِنَّنا
|
|
قَطَعْنا
عَلَيْهِنَّ الفِجاجَ الطَّوامِسَا
|
الثاء واللام والميم
ث ل م
* ثَلَمَ الإناءَ والسَّيْفَ ، ونحوَه يَثْلِمُه ثَلْمًا ، وثَلَّمَه
، فانْثَلَمَ ، وتَثَلَّمَ
: كَسَرَ حَرْفَه.
* والثُّلْمَةُ : فُرْجَةُ الحَرْفِ المَكْسُورِ.
* والثَّلَمُ فى الوادِى : أَنْ يَنْثَلِمَ
جُرْفُه. وكذلِكَ هو
فى النُّؤْىِ ، والحَوْضِ.
* والثَّلْمُ (فى العَرُوضِ) : نَوْعٌ من الخَرْمِ. وهُو يكونُ فى
الطَّوِيلِ والمُتَقارَبِ.
* وثُلِمَ فى مالِه ثَلْمَةً : إِذا ذَهَبَ منه شَىْءٌ.
* والأَثْلَمُ : التُّرابُ والحِجارَةُ كالأَثْلَبِ ، عن الهَجَرِىِّ.
لا أَدْرِى أَلُغَةٌ أَم بَدَلٌ. وأَنشد :
أَحْلِفُ لا
أُعْطِى الخَبِيثَ دِرْهَمَا
|
|
ظُلْمًا ولا
أُعْطِيهِ إِلّا الأَثْلَمَا
|
* ومُثَلَّمٌ
: اسمٌ.
* والثَّلْماءُ : مَوْضِعٌ.
* والثَّلَمُ : مَوْضِعٌ أَيضًا. قالَ جَرِيرٌ :
هَلْ رامَ
أَمْ لَمْ يَرِمْ ذُو الجِزْعِ فالثَّلَمُ
|
|
ذَاكَ
الهَوَى منكِ لا دانٍ ولا أَمَمُ
|
أَرادَ : ذاكَ
المَهْوِىُّ ، فوضَعَ المَصْدَرَ موضِعَ المَفْعُولِ. ويُرْوَى : « فالسَّلَمُ ».
__________________
* والمُتَثَلَّمُ : مَوْضِعٌ. رَواهُ أَهْلُ المَدِينَةِ فى بَيْتِ
زُهَيْرٍ :
*بَحَوْمانَةِ الدَّرّاجِ فالمُتَثَلَّمِ*
ورِوايَةُ
غَيْرِهم من أَهْلِ الحِجازِ« الدَّرّاجِ فالمُتَثَلِّمِ ».
* وأَبُو المُثَلَّمِ : من شُعَرائِهم.
مقلوبه : ث م ل
* الثُّمْلَةُ ، والثَّمِيلَةُ : الحَبُّ ، والسَّوِيقُ والتَّمْرُ يكونُ فى الوِعاءِ
، يكونُ نِصْفه فما دُونَه.
وقِيلَ :
نِصْفَه فصاعِدًا.
* والثُّمْلَةُ ، والثَّمَلَةُ ، والثَّمِيلَةُ ، والثُّمالَةُ : الماءُ القَليلُ يَبْقَى فى أَسفَلِ الحوضِ ، أَو
السِّقاءِ ، أَو فى أَىِّ إِناءٍ كان.
* والمَثْمَلَةُ : مُسْتَنْقَعُ الماءِ.
وقِيلَ : الثُّمالَةُ : الماءُ القَلِيلُ فى أَىِّ شَىْءٍ كان.
* والثَّمِيلَةُ : البَقِيَّةُ من الطَّعامِ والشَّرابِ تَبْقَى فى
البَطْنِ. قال ذُو الرُّمَّةِ :
وأَدْرَكَ
المُتَبَقَّى من ثَمِيلَتِه
|
|
ومن
ثَمائِلِها واسْتُنْشِىءَ الغَرَبُ
|
وأَنْشَدَ
ثَعْلَبٌ فى صِفَة الذِّئْب :
وطَوَى
ثَمِيلَتَه فأَلْحَقَها
|
|
بالصُّلْبِ
بعد لُدُونَةِ الصُّلْبِ
|
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : ثَمِيلَةُ النّاسِ : ما يَكُونُ فيه الطَّعامُ والشَّرابُ.
* والثَّمِيلَةُ أَيضًا : ما يكونُ فيه الشَّرابُ فى جَوْفِ الحمارِ.
* وما ثَمَلَ شَرابَه بشىءٍ من طَعام : أَى ما أَكَلَ شَيْئًا من
الطَّعامِ قبلَ أَنْ يَشْرَبَ.
* والثُّمْلَةُ : ما أُخْرِجَ من أَسْفَلِ الرَّكِيَّةِ من الطِّينِ
والتُّرابِ.
* والثَّمَلُ : السُّكْرُ.
ثَمِلَ ثَمَلاً ، فهو ثَمِلٌ. قال الأَعْشَى :
فقُلْتُ للشَّرْبِ
فى دُرْنَى وقد ثَمِلُوا
|
|
شِيمُوا
وكَيْفَ يَشِيمُ الشّارِبُ الثَّمِلُ؟
|
__________________
وجَعَلَ
ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ
الثَّمَلَ السُّكْرَ من
الجِراحِ ، فقال :
ماذَا
هُنالِكَ من أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ
|
|
وساهِفٍ
ثَمِلٍ فى صَعْدَةٍ حِطَمِ
|
* والثَّمَلُ
: الظِّلُّ.
* والثَّمْلَةُ ، والثَّمَلَةُ : الخِرْقَةُ التى تُغْمَسُ فى القَطِرانِ ، ثم
يُهْنَأُ بها الجَرِبُ ، ويُدْهَنُ بها السِّقاءُ. الأُولى عن كُراعٍ.
قال :
مَمغُوثَةً
أَعْراضُهم مُمَرْطَلَهْ
|
|
كما تُلاثُ
بالهِناءِ الثَّمَلَهْ
|
* والثَّمَلُ
: بَقِيَّةُ الهِناءِ
فى الإناءِ.
* والثُّمُولُ ، والثَّمَلُ
: الإقامَةُ والمُكْثُ
، وحَكَى الفارِسىُّ عن ثَعْلَبٍ : مَكانٌ ثَمْلٌ
: أَى عامِرٌ.
وأَنْشَدَ بيتَ زُهَيْرٍ :
*مَشارِبُها عَذْبٌ وأَعْلامُها ثَمْلُ*
* ودارُ ثَمَلٍ وثَمْلٍ : أَى إِقامَة.
* وسَيْفٌ ثامِلٌ : طالَ عَهْدُه بالصِّقالِ ، فدَرسَ وبَلِىَ. قال ابنُ مُقْبِلٍ
:
لِمَن
الدِّيارُ عَرَفْتُها بالسّاحِلِ
٠
|
|
وكأَنَّها
أَلْواحُ سَيْفٍ ثامِلِ
|
* سُمٌ مُثَمَّلٌ : طالَ إِنْقاعُه وبَقِى.
وقيل : إِنَّه
من المَثْمَلَةِ الَّذِى هو المُسْتَنْقَع. قالَ العَبّاسُ بن مِرْداسٍ
السُّلَمِىُّ :
فلا
تَطْعَمَنْ ما يَعْلِفُونَك إِنَّهُم
|
|
أَتَوْكَ على
قُرْبانِهِم بالمُثَمَّلِ
|
وهو الثُّمالُ.
* والثُّمالَةُ : رَغْوَةُ اللَّبَنِ إِذا حُلِبَ.
__________________
وقِيلَ : هى
الرَّغْوَةُ ما كانَتْ. قال مُزَرِّدٌ :
إِذا مَسَّ
خِرْشاءَ الثُّمالَةِ أَنْفُه
|
|
ثَنَى
مِشْفَرَيْهِ للصَّرِيحِ فأَقْنَعا
|
وجَمْعُها : ثُمالٌ. قالَ :
وأَتَتْهُ
بزَغْرَبٍ وحَتِىٍ
|
|
بعد طِرْمٍ ،
وتامِكٍ وثُمالِ
|
تامِك :
يَعْنِى سَنامًا تامِكًا.
* ولَبَنٌ مُثَمِّلٌ ، ومُثْمِلٌ
: ذُو ثُمالةٍ.
* والثُّمالُ : كهَيْئَةِ زَبَدِ الغَنَمِ.
قالَت
اليَنَمَةُ : « أَنَا اليَنَمَة ، أَغْبُقُ الصَّبِىَّ قَبْلَ العَتَمَة ، وأكُبُ الثُّمالَ فوقَ الأَكَمَة ».
اليَنَمَةُ :
نَبْتٌ لَيِّنٌ تَسْمَنُ عَلَيْه الإبلُ. وقولُها : أَغْبُقُ الصَّبِىَّ قبلَ
العَتَمَة : أَىْ أُعَجِّلُ ، ولا أُبْطِىءُ. وقولُها : وأكُبُ الثُّمالَ فوقَ الأكَمَة. تَقُول : ثُمالُ
لَبَنِها كَثيرٌ.
وزَعَم ثعلبٌ
أَنّ الثُّمال : رَغْوَةُ اللَّبَنِ ، فجَعَلَه واحِدًا لا جَمْعًا. فالثُّمَالُ ، والثُّمالَةُ ـ على هذا ـ من باب كَوْكَبٍ ، وكَوْكَبَةٍ. وأَمّا
أَبُو عُبَيْدٍ فجَعَله جَمْعًا ، كما بَيَّنّا.
* وفُلانٌ ثِمالُ بَنِى فُلانٍ : أَى عِمادُهُم. قال الحُطَيْئَةُ :
فِدًى لابنِ
حِصْنٍ ما أُرِيحُ فإِنَّهُ
|
|
ثِمالُ
اليَتامَى عِصْمَةٌ فى المَهالِكِ
|
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : ثِمالُ
اليَتامَى :
غِياثُهُم.
* وثَمَلَهُم ثَمْلاً : أَطْعَمَهُم ، وسَقاهُم ، وقامَ بأَمْرِهم.
* وثَمَلَت المَرْأَةُ الصِّبْيانَ تَثْمُلُهم
: كانَتْ لَهُم
أَصْلاً ، تُقِيمُ مَعَهُم.
* والثَّمائلُ : الضَّفائرُ الَّتِى تُبْنَى بالحِجارةِ ، لتُمْسِكَ
الماءَ على الحَرْثِ. واحِدَتُها
ثَمِيلَةٌ.
وقِيلَ : الثَّمِيلَةُ : الجَدْرُ نَفْسُه.
وقِيلَ : الثَّمِيلَةُ : البِناءُ الَّذِى فيه الغِراسُ ، والخَفْضُ ،
والوَقائدُ.
* والثَّمِيلَةُ : طائِرٌ صَغِيرٌ يكونُ بالحِجازِ.
__________________
* وبَنُو ثُمالَةَ : بَطْنٌ من الأَزْدِ.
* وثُمالَةُ : لَقَبٌ.
مقلوبه : ل ث م
* اللِّثامُ : رَدُّ المَرْأَةِ قِناعَها على أَنْفِها ، ورَدُّ
الرَّجُلِ عِمامَتَه على أَنْفِه. وقد
لَثَمَتْ تَلْثِمُ.
وقِيلَ : اللِّثامُ على الأَنْفِ ، واللِّفامُ على الأَرْنَبَةِ.
* والمَلْثَمُ : الأَنْفُ وما حَوْلَه.
* وإِنَّها
لحَسَنَةُ اللِّثْمَةِ ، من اللِّثامِ.
وقَوْلُ
الحَذْلِمىِّ :
*وتَكْشِفُ النُّقْبَةَ عن لِثامِها*
لم يُفَسِّر
ثَعْلَبٌ اللِّثامَ ، وعِنْدِى أَنَّه جِلْدُها.
وقولُ
الأَخْطَلِ :
آلَتْ إِلى
النِّصْفِ من كَلْفاءَ أَتْأَقَها
|
|
عِلْجٌ ولَثَّمَها
بالجَفْنِ والغارِ
|
إِنَّما أَرادَ
أَنَّه صَيَّرَ الجَفْنَ والغارَ لهذِه الخَابِيَةِ كاللِّثامِ.
* وخُفٌ مَلْثُومٌ ، ومُلَثَّمٌ
: جَرّحَتْه
الحِجارَةُ. وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِىِّ :
يَرْمِى
الصُّوَى بمُجْمَراتٍ سُمْرِ
|
|
مُلَثَّماتٍ
كمَرادِى الصَّخْرِ
|
مقلوبه : م ث ل
* المِثْلُ : الشِّبْهُ.
قالَ ابنُ
جِنِّى : وقَوْلُه تَعالَى : (فَوَ رَبِّ السَّماءِ
وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) [الذاريات : ٢٣]. جعل « مثل
» و « ما » اسمًا
واحِدًا ، فبَنَى الأَوَّلَ علَى الفَتْحِ ، وهما جَمِيعًا عِنْدَهُم فى موضع
رَفْعٍ ، لكونِهما صِفَةً لحَقّ.
فإِن قُلْتَ :
فما مَوْضِعُ (أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)؟ قيلَ : هو جَرٌّ بإِضافَةِ « مِثْلَ ما » إِليه.
فإِن قُلْتَ :
أَلا تَعْلَمُ أَنَّ « ما » على بِنائِها ؛ لأَنَّها على حَرْفَيْنِ ، الثّانِى
منهُما حَرْفُ لِينٍ ، فكيفَ تَجُوزُ إِضافَةُ المَبْنِى؟
__________________
قيل : ليسَ
المُضافُ « ما » وحدها ، إِنما المُضافُ الاسمُ المَضْمُومُ إِليه « ما » ، فلم
تَعْدُ « ما » هذه أَن تكونَ كتاءِ التَّأْنِيثِ فى نَحْوِ : هذه جارِيةُ زَيْدٍ ،
أَو كالأَلِفِ والنُّون فى سِرْحان عَمْرٍو ، أَو كَياءِ الإضافَةِ فى بَصْرِىِّ
القَوْمِ ، أَو كَأَلِفَىِ التَّأْنِيثِ فى صَحْراءَ زُمٍّ ، أَو كالأَلِفِ
والتّاءِ فى قَوْلِه :
*فى غائلاتِ الحائرِ المُتَوّهِ*
وقَوْلُه
تَعالَى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ) [الشورى : ١١]. أَرادَ لَيْسَ مِثْلَه
، لا يكونُ إِلا ذَلك
؛ لأَنَّه إِن لَمْ يَقُلْ هذا أَثْبَتَ له مثلاً ـ تَعالَى الله عن ذلِك.
* ونَظِيرُه ما
أَنْشَدَه سِيبَوَيْهِ :
*لَواحِقُ الأَقْرابِ فِيها كالمَقَقْ*
أَى : مَقَقٌ.
وقولُه تَعالَى
: (فَإِنْ آمَنُوا
بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا) [البقرة : ١٣٧] قال أَبُو إِسحاقَ : إِنْ قالَ قائلٌ : وهَل للإيمانِ مِثْلٌ هو غيرُ الإيمانِ؟ قِيلَ له : المَعْنَى واضِحٌ بَيِّنٌ
، وتَأْوِيلُه : فإِن أَتَوْا بتَصْدِيقٍ مثلِ
تَصْدِيقِكُم فى
إِيمانِكُمْ بالأَنْبِياءِ ، وتَصْدِيقِكُم بكُلِّ ما أَتَتْ به الأَنْبِياءُ ،
وتَوْحِيدِكُم ، فقَد اهْتَدَوْا ، أَى : فقَدْ صارُوا مُسْلِمِينَ مِثْلَكُم.
* والمَثَلُ ، والمَثِيلُ
: كالمِثْلِ ، والجَمْعُ : أَمْثالٌ.
* وهُما
يَتَماثَلان.
وقولُهم :
فُلانٌ مُسْتَرادٌ
لمِثْلِه ، وفُلانَةٌ
مُسْتَرادَةٌ لمِثْلِها ـ أَى : مِثْلُه
ومثلها يُطْلَبُ ،
ويُشَحُّ بهِ لنَفَاسَتِه.
وقِيلَ
مَعْناهُ : مُسْتَرادٌ
مِثْلُه ، أَو مِثْلُها ، واللامُ زائِدةٌ.
* والمَثَلُ : الحَدِيثُ نَفْسُه.
وقولُه تعالَى
: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ
الْأَعْلى) [النحل : ٦٠]. قالَ الزَّجّاجُ : جاءَ فى التَّفْسِيرِ أَنَّه قولُ : «
لا إِلهَ إِلّا الله ». وتَأْوِيلُه : أَنَّ اللهَ أَمَرَ بالتَّوْحِيدِ ،
ونَفْىِ كُلِّ إِلهٍ سِواهُ ، وهِى الأَمْثالُ.
وقد مَثَّلَ بهِ ، وامْتَثَلَه
، وتَمَثَّلَ به ، وتَمَثَّلَه. قالَ جَرِيرٌ :
__________________
والتَّغْلَبِى
إِذا تَنَحْنَحَ للقِرَى
|
|
حَكَّ اسْتَه
وتَمَثَّلَ الأَمْثالا
|
عَلَى أَنّ هذا
قد يَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ به تَمَثَّلَ
بالأَمْثالِ ، ثم حَذَفَ
وأَوْصَلَ.
* وامْتَثَلَ القَوْمَ ، وعندَ القَوْمِ ، مَثَلاً حَسَنًا ، وتَمَثَّلَ : إِذا أَنْشَدَ بَيْتًا ، ثم آخَر ، ثم آخَرَ.
وهِىَ الأُمْثُولَةُ.
وقَولُه تَعالى
: (مَثَلُ الْجَنَّةِ) [الرعد : ٣٥ ، محمد : ١٥] قال أَبُو إِسحاقَ : معناهُ صِفَةُ الجَنَّةِ.
* ورَدَّ ذلِكَ
أَبُو عَلِىٍّ ، قال : لأَنَ المَثَل
: الصِّفَة ، غيرُ
مَعْروفٍ فى كَلامِ العَرَبِ ، إِنَّما مَعْناه التَّمْثِيل.
* وتَمَثَّلَ بالشَّىْءِ : ضَرَبَه مَثَلاً.
* والمِثالُ : المِقْدارُ. وهو من الشَّبَه.
وقالَ أَبُو
حَنِيفَةَ : المِثالُ : قالَبٌ يُدْخَلُ عَيْن النَّصْلِ فى خَرْقٍ فى وَسَطِه
، ثُمّ يُطْرَقُ غِراراهُ حتى يَنْبَسِطا ، والجمعُ : أَمْثِلَةٌ ، ومُثُلٌ.
* وتَماثَلَ العَلِيلُ : قارَبَ البُرْءَ ، فصارَ أَشْبَه بالصَّحِيح
من العَلِيلِ المَنْهُوك.
* والأَمْثَلُ : الأَفْضَلُ.
* وهو مِنْ أَماثِلِهِمْ ، وذَوِى مَثالَتِهِم. وقد
مَثُلَ.
*
والطَّرِيقَةُ المُثْلَى : التى هى أَشْبَهُ بالحَقِّ.
وقوله تعالى : (إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً) [طه : ١٠٤] مَعْناه أَعْدَلُهُم وأَشْبَهُهُم بأَهْلِ الحَقِّ.
وقال الزَّجاجُ
: (أَمْثَلُهُمْ
طَرِيقَةً) : أَعْلَمُهم عند نَفْسِه بما يَقُول.
* والمَثِيلُ : الفاضِلُ.
وإِذا قِيلَ :
مَنْ أَمْثَلُكُم؟ قيل : كُلُّنا
مَثِيلٌ. حكاه ثَعْلَبٌ. قال : وإِذا قِيلَ : مَنْ أَفْضَلُكُم؟
قلتَ : كُلُّنا
فاضِلٌ ، أَى : إِنَّكَ لا تَقُول : كُلُّنا فَضِيلٌ ، كما تَقُول : كُلُّنا مَثِيلٌ.
* وماثَلَ الشَّىْءَ : شابَهَهُ.
* والتِّمْثالُ : الصُّورَةُ. والجمعُ : التَّماثيلُ.
* ومَثَّلَ له الشَّىْءَ : صَوَّرَهُ حتّى كأَنَّه يَنْظُرُ إِليه.
* وامْتَثَلَه هو : تَصَوَّرَه.
__________________
* وامْتَثَلَ طَرِيقَتَه : تَبِعَها ، فلم يَعْدُها.
* ومَثَلَ الشَّىْءُ
يَمْثُلُ مُثُولاً ، ومَثُلَ : قامَ مُنْتَصِبًا.
* ومَثَلَ : لَطِىءَ بالأَرْضِ.
وقَوْلُ
لَبِيدٍ :
ثُمّ
أَصْدَرْناهُما فى وارِدٍ
|
|
صادِرٍ
وَهْمٍ صُواهُ كالمَثَلْ
|
فَسَّرَه
المُفَسِّرُ فقالَ : المَثَلُ
: الماثِلُ.
ووَجْهُه
عِنْدِى : أَنَّه وَضَع المَثَلَ
مَوْضِعَ المُثُولِ. وأَرادَ كَذِى المَثَلِ
، فحَذَف المُضافَ ،
وأَقامَ المُضافَ إِليه مُقامَه.
ويجوزُ أَن
يَكُونَ المَثَلُ جَمْعَ ماثِلٍ
، كغائبٍ وغَيَبٍ ،
وخادِمٍ وخَدَمٍ. وموضعُ الكافِ الزِّيادَةُ ، كما قالَ رُؤْبَةُ :
*لَواحِقُ الأَقْرابِ فِيها كالمَقَقْ*
أَى : فِيها
مَقَقٌ.
* ومَثَلَ يَمْثُلُ : زالَ عن مَوْضِعِه. قالَ أَبُو خِراشٍ الهُذَلِىُّ :
يُقَرِّبُه
النَّهْضُ النَّجِيحُ لما يَرَى
|
|
فمِنْهُ
بُدُوٌّ مَرَّةً ومُثُولُ
|
ومَثَلَ بالرَّجُلِ يمثُل
مَثْلاً ، ومُثْلَةً ـ الأَخيرةُ عن ابنِ الأَعْرابِىِّ ـ ومَثَّلَ ـ كِلاهُما ـ : نَكَّلَ به. وهى المَثُلَةُ ، والمُثْلَةُ.
وقَوْلُه : (وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ) [الرعد : ٦]. قال الزَّجّاجُ : الضَّمَّةُ فيها عِوَضٌ من الحَذْفِ. ورَدَّ
ذلِكَ أَبُو عَلِىٍّ ، وقالَ : هُو من بابِ شاةٌ لَجِبَةٌ ، وشِياهٌ لَجِباتٌ.
* وأَمْثَلَ الرَّجُلَ : قَتَلَه بقَوَدٍ.
* وامْتَثَلَ منه : اقْتَصَّ. قالَ :
__________________
إِنْ
قَدَرْنا يَوْمًا على عامِرٍ
|
|
نَمْتَثِلْ
مِنْه أَو نَدَعْهُ لَكُمْ
|
* وتَمَثَّلَ
منه : كامْتَثَلَ.
وقالُوا : مِثْلٌ ماثِلٌ : أَى جَهْدٌ جاهِدٌ ، عن ابنِ الأَعْرابِىّ ؛ وأَنْشَدَ
:
مَنْ لا
يَضَعْ بالرَّمْلَةِ المَعاوِلا
|
|
يَلْقَ من
القامَةِ مِثْلاً ماثِلا
|
وإِنْ تَشَكَّى
الأَيْنَ والتَّلاتِلا
|
وعَنَى بالتَّلاتِلِ : الشَّدائِدَ.
* والمِثالُ : الفِراشُ ، وجَمْعُه : مُثُلٌ.
* والمِثالُ : حَجَرٌ قد نُقِرَ فى وَجْهِه نَقْرٌ عَلَى خِلْقَةِ
السِّمَةِ سواءً ، فيُجْعَلُ فيهِ طَرَفُ العَمُودِ. أَو المُلْمُولِ المُضَهَّبِ
، فلا يَزالُونَ يَحْنُون منه بأَرْفَق ما يَكُونُ ، حَتَّى يَدْخُلَ المِثالُ فيه ، فيكونَ مِثْلَهُ.
* والمِثْلُ : مَوْضِعٌ. قالَ مالِكُ بن الرَّيْبِ :
أَلا لَيْتَ
شِعْرِى هَلْ تَغَيَّرَتِ الرَّحَى
|
|
رَحَى
المِثْلِ أَو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كما هِيَا
|
مقلوبه : م ل ث
* مَلَثَه ، يَمْلُثُه
، مَلْثًا : وَعَدَه عِدةً كأَنَّه يَرُدُّه عَنْها ، ولَيْسَ
يَنْوِى له وَفاءً.
* ومَلَثَه بكَلامٍ : طَيَّبَ به نَفْسَه.
* والمَلْثُ : اخْتِلاطُ الظُّلْمَةِ.
وقِيلَ : هُو
بعدَ السَّدَفِ.
* وأَتَيْتُه مَلَثَ الظَّلامِ ، ومَلَسَ الظّلامِ ، وعند مَلَثِه : أَى حِينَ اخْتَلَطَ ، يُسْتَعْمَلُ ظَرْفًا ، واسمًا
غيرَ ظَرْفٍ.
* والمِلاثُ : المُلاعَبَةُ. قالَ :
تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ
__________________
مِنْ عَزَبٍ ليسَ بذِى مِلاثِ
كَذَا
أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِىِّ بكسرِ الميم.
الثاء والنون والفاء
ث ف ن
* الثَّفِنَةُ من البَعيرِ والنّاقَةِ : الرُّكْبَةُ وما مَسَّ
الأَرْضَ من كِرْكِرَتِه ، وسَعْداناتِه ، وأُصُولِ أَفْخاذِه.
وقِيلَ : هُوَ
كُلُّ ما وَلِىَ الأَرْضَ من كُلِّ ذِى أَرْبَعٍ إِذا بَرَكَ ، أَو رَبَضَ. والجَمْعُ
: ثَفِنٌ ، وثَفِناتٌ. قال :
خَوَّى عَلَى
مُسْتَوِياتٍ خَمْسِ
|
|
كِرْكِرَةٍ وثَفِناتٍ
مُلْسِ
|
* والثَّفِنَةُ من الإبِلِ : الَّتِى تَضْرِبُ بثَفِناتِها عند الحَلْبِ. وهى أَيْسَرُ أَمرًا من الضَّجُورِ.
* والثَّفِنَةُ : رُكْبَةُ الإنسانِ.
وقِيلَ لعَبْدِ
اللهِ بنِ وَهْبٍ الرّاسِبِىِّ : « ذُو
الثَّفِناتِ » من كَثْرَةِ
صَلاتِه.
وقِيلَ : الثَّفِنَةُ : مُجْتَمَعُ السّاقِ والفَخِذِ.
وقيل : الثَّفِناتُ من الإبِلِ ؛ ما قد تَقَدَّمَ ، ومن الخَيْلِ : مَوْصِلُ
الفَخِذَيْنِ فى السّاقَيْنِ من باطِنِهما.
وقولُ أُمَيَّةَ
بنِ أَبى عائذ الهُذَلىّ :
فذلِكَ
يَوْمٌ لَنْ تَرَى أُمَّ نافِع
|
|
عَلَى
مُثْفَنٍ من وُلْدِ صَعْدَةَ قَنْدَلِ
|
يَجُوزُ أَنْ
يكونَ أَرادَ بمُثْفَنٍ : عَظِيمَ الثَّفِناتِ
، أَو الشَّدِيدَها ،
يعنِى حِمارًا. فاسْتَعارَ له الثَّفِناتِ
، وإِنَّما هى
للبَعِيرِ.
* وثَفِنَتا الجُلَّةِ : حافَتَا أَسْفَلِها من التَّمْرِ. عن أَبِى
حَنِيفَةَ.
* وثَفَنَه ثَفْنًا : دَفَعَه ، وضَرَبَه.
__________________
* والثَّفِنَةُ : العَدَدُ ، والجَماعَةُ من النّاسِ.
قالَ ابنُ
الأَعْرابِىِّ ـ فى حَدِيثٍ له ـ : « إِنَّ فى الحِرْمازِ اليَوْمَ لَثَفِنَةً أُثْفِيَّةً من أَثافِى النّاسِ صُلْبَة ».
* وثَفِنَتْ يَدُه ثَفَنًا : غَلُظَتْ من العَمَلِ.
* وثَفَنَ الشَّىْءَ
يَثْفِنُه ثَفْنًا : لَزِمَه.
* ورَجُلٌ مِثْفَنٌ لخَصْمِه : مُلازِمٌ له. قالَ رُؤْبَةُ :
*أَلْيَسَ مَلْوِىّ المَلاوِى مِثْفَنِ*
* وثافَنَ
الرَّجُلَ : إِذا
باطَنَهُ ولَزِمَه حَتّى يَعْرِفَ دِخْلَتَه.
* والمُثافِنُ : المُواظِبُ.
* وثافَنَه على الشَّىْءِ : أَعانَهُ.
* وجاء يَثْفِنُ : أَى يَطْرُدُ شَيْئًا من خَلْفِه قد كادَ يَلْحَقُه.
* ومَرَّ يَثْفِنُهم ويَثْفُنُهم ثَفْنًا : أَى يَتْبَعُهم.
مقلوبه : ن ف ث
* النَّفْثُ : أَقَلُّ من التَّفْلِ ، وهو شَبِيهٌ بالنَّفْخِ.
وقِيلَ : هو
التَّفْلُ بعَيْنِه.
* نَفَثَ يَنْفُثُ نَفْثًا ونَفَثانًا.
والحَيَّةُ تَنْفُثُ السُّمَّ حين تَنْكُزُ.
* والجُرْحُ يَنْفُثُ الدَّمَ : إِذا أَظْهَرَهُ.
* وسُمٌ نَفِيثٌ ، ودَمٌ نَفِيثٌ
: مَنْفُوثٌ. قال
صَخْرُ الغَىِّ :
مَتَى ما
تُنْكِرُوها تَعْرِفُوها
|
|
عَلَى
أَقْطارِها عَلَقٌ نَفِيثُ
|
* والنَّوافِثُ
: السَّواحِرُ حينَ يَنْفُثْنَ فى العُقَدِ بلا رِيقٍ.
* والنُّفاثَةُ : الشَّظِيَّةُ من السِّواكِ تَبْقَى فى فَمِ الرَّجُلِ
فيَنْفُثُها.
* وهو يَنْفُثُ علىَّ غَضَبًا : أَى كأَنَّهُ يَنْفُخُ من شِدَّةِ
غَضَبِه.
* والقِدْرُ تَنْفُثُ ، وذلكَ فى أَوَّلِ غَلَيانِها.
* وبَنُو نُفاثَةَ : حَىٌّ.
__________________
الثاء والنون والباء
ث ب ن
* الثُّبْنَةُ ، والثِّبانُ
: المَوْضِعُ الَّذِى
تَحْمِلُ فيه من الثَّوْبِ ، إِذا تَلَحَّفْتَ بالثَّوْبِ ، أَو تَوَشَّحْتَ به ،
ثم ثَنَيْتَ بينَ يَدَيْكَ بعضَه ، فجَعَلْتَ فيهِ شَيْئًا. وقد أَثْبَنْتُ فى ثَوْبِى.
* وثَبَنْتُ أَثْبِن ثَبْنًا وثِبانًا ، وتَثَبَّنْتَ
: إِذا جَعَلْتَ فِى
الوِعاء شَيْئًا وحَمَلْتَه بينَ يَدَيْكَ.
* والثِّبانُ : طَرَفُ الرِّداءِ حينَ تَثْبِنُه.
* والمَثْبَنَةُ : كِيسٌ تَضَعُ فيه المَرْأَةُ مِرُآتَها وأَداتَها (يمانِيَّةٌ).
* وثَبْنَةُ : مَوْضِعٌ.
مقلوبه : ب ث ن
* البَثْنَةُ ، والبِثْنَةُ : الأَرْضُ السَّهْلَةُ. وقِيلَ : الرَّمْلَةُ ؛ والفَتْحُ أَعْلَى. وبِها
سُمِّيَت المَرْأَةُ
بَثْنَةَ.
* والبَثَنِيَّةُ : الزُّبْدَةُ.
* والبَثَنِيَّةُ : ضَربٌ من الحِنْطَةِ.
* والبَثَنِيَّة : بلادٌ بالشَّأمِ.
وقَوْلُ خالِدِ
بنِ الولِيدِ ـ لما عَزَلَهَ عُمَرُ عن الشامِ ـ حينَ خَطَب الناسَ فقال : إنَّ
عُمَرَ اسْتَعْمَلَنِى على الشأمِ ، وهو له مُهمٌّ. فلَمّا أَلْقَى الشَّأْمُ
بَوانِيَه ، وصار
بَثَنِيَّةً وعَسَلاً
عَزَلَنِى ، واسْتَعْمَل غَيْرى ، فيه قولان : قِيلَ : البَثَنِيَّةُ : حِنْطَةٌ مَنْسُوبَةٌ إِلى بلادٍ بالشأم يُقالُ لها :
البَثَنِيَّةُ.
والآخَر :
أَنَّه أَرادَ
بالبَثَنِيَّةِ : اللَّيِّنَةَ ؛ لأَنَّ الرَّمْلَة اللَّيِّنَةَ يُقالُ لها : بَثْنَةٌ.
مقلوبه : ن ب ث
* نَبَثَ التُّرابَ يَنْبُثُه
نَبْثًا ، فهو مَنْبُوثٌ ، ونَبِيثٌ
: اسْتَخْرَجَه من
بِئْرٍ أَو نَهرٍ.
* وهِىَ النَّبِيثَةُ ، والنَّبِيثُ
، والنَّبَثُ.
* وجَمْعُ النَّبَثِ : أَنْباثٌ
، أَنْشَدَ ابنُ
الأَعرابِىِّ :
حَتَّى إِذا
وَقَعْنَ كالأَنْباثِ
|
|
غَيْرَ
خَفِيفاتٍ ولا غِراثِ
|
__________________
وَقَعْنَ :
اطْمَأْنَنَّ بالأَرْضِ بعدَ الرِّىِّ.
* وفُلانٌ يَنْبُثُ عن عُيُوبِ النّاسِ : أَى يُظْهِرُها.
* ونَبَثَت الضَّبُعُ التُّرابَ بقَوائِمها فى مَشْيِها :
اسْتَثارَتْه.
* وخَبِيثٌ نَبِيثٌ : يَنْبُثُ
شَرَّه ؛ أَى : يَسْتَخْرِجُه.
* والأُنْبُوثَةُ : لُعْبَةٌ يَلْعَبُ بها الصِّبْيانُ ؛ يَحْفِرُونَ
حَفِيرًا ، ويَدْفِنُونَ فيه شيْئًا ، فمَن اسْتَخْرَجَه فقد غَلَبَ.
الثاء والنون والميم
ث م ن
* الثُّمُنُ ، والثُّمْنُ
، والثَّمِينُ من الأَجْزاءِ : مَعْروفٌ ، يَطَّرِدُ ذلك عندَ بعضِهم
فى هذِه الكُسُورِ. وهى الأَثْمانُ.
* وثَمَنَهُم يَثْمُنُهم ـ بالضَّمِّ ـ ثَمْنًا : أَخَذَ
ثُمنَ أَمْوالِهِم.
* والثَّمانِيَةُ : من العَدَدِ : مَعْرُوفٌ أَيضًا.
ويُقالُ : ثَمانٍ ، على لَفْظِ « يَمانٍ » وليس بنَسَبٍ ، وقد جاءَ فى
الشِّعْرِ غيرَ مَصْرُوفٍ ، حكاه سِيبَوَيْهِ عن أَبى الخَطّابِ ، وأَنْشَدَ :
يَحْدُو
ثَمانِىَ مُولَعًا بلِقاحِها
|
|
حَتَّى
هَمَمْنَ بزَيْغَةِ الإرْتاجِ
|
ولم يَصْرِفْ ثَمانِىَ لشَبَهِها بجَوارِى لَفْظًا لا مَعْنًى ، أَلا تَرَى
أَنَّ أَبا عُثْمانَ قالَ فى قولِ الآخر :
ولاعَبَ
بالعَشِىِّ بَنِى بَنِيهِ
|
|
كفِعْلِ
الهِرِّ يَحْتَرِشُ العَظَايا
|
فأَبْعَدَه
الإلهُ ولا يُؤَبَّى
|
|
ولا يُشْفَى
من المَرَضِ الشِّفايَا
|
إِنَّه شَبَّه
أَلِفَ النَّصْبِ فى « العَظايَا » و « الشِّفايَا » بهاءِ التّأنِيثِ فى نحو «
عَظَاية » و « صَلايَة » يُرِيدُ أَنَّه صَحِيحُ الياءِ ، وإن كانَتْ طَرَفًا ،
لأَنَّه شَبَّه الأَلِفَ التى تَحْدُثُ عن فَتحةِ النَّصْبِ بهاءِ التَّأنيثِ فى
نحو عَظَايَة وعَبَايَة ، فكَما أَنَّ الهاءَ فِيهما صَحَّحَت الياءَ قبلَها ،
فكذلِكَ أَلِفُ النَّصْبِ التى فى « الشّفايا » و « العَظايَا » صَحَّحت الياءَ
التى قبلَها. هذا قَوْلُ ابن جِنِّى.
__________________
وقالَ أَبو
عَلِىٍّ الفارسِىُّ : أَلِفُ ثمان
للنَّسَبِ.
قالَ ابنُ
جِنِّى : فقُلْتُ له : لم زَعَمْتَ أَنّ ألفَ ثَمانٍ
للنَّسَبِ؟
فقالَ :
لأَنّها لَيْسَت بجمعٍ مُكَسَّرٍ ، فتكون كصَحارٍ.
قلتُ له :
نَعَمْ. ولو لم تكُنْ للنَّسَبِ للَزِمَتْها الهاءُ البَتَّةَ ، نحو عَباقِيَةٍ ،
وكَراهِيَةٍ ، وسَباهِيَةٍ.
فقالَ : نَعَم.
هو كذلك.
وحكَى ثَعْلَبٌ
: ثَمانٌ ، فى حَدِّ الرَّفْع ، قالَ :
لها ثَنايَا
أَرْبَعٌ حِسانُ
|
|
وأَرْبَعٌ
فهذِه ثَمانُ
|
* وثَمَنَهُم
يَثْمِنُهم ثَمْنًا : كانَ لَهُم ثامِنًا.
* والمُثَمَّنُ من العَرُوضِ : ما بُنِى عَلَى ثَمانِيَةِ أَجْزاءٍ.
* والثِّمْنُ : الليلةُ
الثامِنَةُ من أَظْماءِ
الإبِلِ.
* والثَّمانُونَ من العَدَد : مَعْرُوفٌ. وهو من الأَسماءِ التى قد
يُوصَفُ بها. أَنْشَد سِيبَوَيْهِ للأَعْشَى :
لَئِنْ
كُنْتَ فى جُبٍ ثَمانِين قامَةً
|
|
ورُقِّيتَ
أَسْبابَ السَّماءِ بسُلَّمِ
|
وَصَفَ بالثَّمانِينَ ، وإِن كان اسْمًا ؛ لأَنَّه فِى مَعْنَى طَوِيلٍ.
* والثَّمانِى : مَوْضِعٌ به هِضابٌ مَعْروفَةٌ أُراها ثَمانِيَا. قالَ رُؤْبَةُ :
*أَو أَخْدَرِيّا بالثَّمانِى سَهْوَقَا*
* والثَّمَنُ : ما اسْتُحِقَّ به الشَّىْءُ.
وقولُه تَعالَى
: (وَاشْتَرَوْا بِهِ
ثَمَناً قَلِيلاً) [آل عمران : ١٨٧]. قِيلَ : مَعْناه : قَبِلُوا على ذلِكَ الرُّشَا ،
وقامَتْ لهم رِياسةٌ.
والجمعُ : أَثْمانٌ ، وأَثْمُنٌ
، لا يُتَجاوَزُ به
أَدْنَى العَدَدِ. قال :
مَنْ لا
يُذابُ له شَحْمُ السَّدِيفِ إِذا
|
|
جاءَ الشتاءُ
وعَزَّتْ أَثْمُنُ البُدُنِ
|
ومَنْ رَوَى :
« أَثْمَنُ البُدُنِ » أَراد أَكْثَرَها ثَمَنًا ، وأَنَّث على المَعْنَى.
__________________
وقد أَثْمَنَه بسِلْعَتِه ، وأَثْمَنَ
له.
* والمِثْمَنَةُ : المِخلاةُ. حَكاها اللِّحْيانِى عن أَبِى شَنْبَل
العُقَيْلِىِّ.
* والثَّمانِى : نَبْتٌ لم يَحْكِه غيرُ أَبِى عُبَيْدٍ.
* وثَمِينَةُ : مَوْضِعٌ. قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
بأَصْدَقَ
بأْسًا من خَلِيلِ ثَمِينَةٍ
|
|
وأَمْضَى
إِذا ما أَفْلَطَ القائمَ اليَدُ
|
مقلوبه : ن ث م
* الانْتِثامُ : الانْفِجارُ بالقَبِيح ، والسَّبِّ. قال :
قد
انْتَثَمَتْ عَلَىَّ بقَوْلِ سَوْءٍ
|
|
بُهَيْصِلَةٌ
لَها وَجْهٌ دَمِيمُ
|
مقلوبه : م ث ن
* المَثانَةُ : مُسْتَقَرُّ البَوْلِ من الرَّجُلِ والمَرْأَةِ.
* ومَثِنَ مَثَنًا ، فهو
مَثِنٌ ، وأَمْثَنُ ، والأُنْثى : مَثْناءُ : اشْتَكَى مَثانَتَه.
* ومُثِنَ مَثْنًا ، فهو
مَمْثُونٌ ، ومَثِينٌ : كَذلِكَ.
* والمَثَنُ : وَجَعُ المَثانَةِ.
* وهو أَيْضًا
: أَنْ لا يَسْتَمْسكَ البَوْلُ فيها.
* ومَثَنَه يَمْثُنُه مَثْنًا ، ومُثُونًا : أَصابَ مَثانَتَه.
* ومَثَنَه بالأَمْرِ
مَثْنًا : غَتَّه
بذلك.
انتهى الثلاثى
الصحيح
__________________
باب الثنائى المضاعف من المعتل
الثاء والهمزة
ثأثأ
* ثأْثَأَ الشَّىْءَ عن مَوْضِعه : أَزالَه.
* وثَأْثَأَ الرَّجُلَ عن الأَمْرِ : حَبَسَه.
* وثَأْثَأَ عن الشَّىْءِ : إِذا أَرادَه ثُمّ بَدَا لَهُ تَرْكُه ،
أَو المُقَامُ عَلَيْه.
* وثَأْثَأَ عنه غَضَبَه : أَطْفَأَه.
* وثَأْثَأَ الإبلَ : أَرْواهَا من الماءِ.
وقِيلَ : سقاها
فَلَم تَرْوَ.
* وثَأْثَأَتْ هِىَ.
* وثَأْثَأَ بالتَّيْسِ : دَعاهُ ، عن أَبِى زَيْدٍ.
مقلوبه : أ ث ث
* الأَثاثُ ، والأَثاثَةُ ، والأُثُوثَةُ : الكَثْرَةُ والعِظَمُ من كُلِّ شَىْءٍ.
* أَثَ يَأَثُ ، ويَئِثُ
، ويَؤُثُ ، أَثّا ، وأَثاثَةً ، فَهُو
أَثٌ ، مَقْصُور.
وعِنْدِى أَنَّه فَعْلٌ ـ وكذلِك أَثِيثٌ
، والأُنْثَى أَثِيثَةٌ ، والجَمْعُ : إِثاثٌ
، وأثائِث.
* وشَعرٌ أَثِيثٌ : غَزِيرٌ طَوِيلٌ. وكَذلِكَ النَّباتُ ، والفِعْلُ
كالفِعْلِ.
* ولِحْيَةٌ أَثَّة ، كَثَّةٌ : أَثِيثَةٌ.
* وأَثَّت المَرْأَةُ
تَئِثُ أَثّا : عَظُمَتْ
عَجِيزَتُها. قال الطِّرِمّاحُ :
إِذا
أَدْبَرَتْ أَثَّتْ وإِنْ هِىَ أَقْبَلَت
|
|
فرُؤْدُ
الأَعالِى شَخْتَةُ المُتَوَشَّحِ
|
* وامْرَأَةٌ أَثِيثَةٌ : وَثِيرَةٌ ، كَثِيرَةُ اللَّحْمِ.
* والجَمْعُ : إِثاثٌ ، وأَثائِثُ. قالَ :
ومِنْ هَواىَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ
__________________
تُمِيلُها أَعْجازُها الأَواعِثُ
* وأَثَّثَ الشَّىْءَ : وَطَّأَه ، ووَثَّرَه.
* والأَثاثُ : الكَثِيرُ من المالِ.
وقِيلَ :
كَثْرَةُ المالِ.
وقِيلَ :
المالُ كُلُّه. والمَتاعُ ما كانَ ، من لِباسٍ ، أَو حَشْوٍ لفِراشٍ ، أَو دِثارٍ
، واحِدَتُه : أَثاثَةٌ.
واشْتَقَّهُ
ابنُ دُرَيْدٍ من الشَّىْءِ
المُؤَثَّثِ ، أَى :
المُوَثَّرِ.
وفى
التَّنْزِيلِ العَزِيزِ : (أَثاثاً وَرِءْياً) [مريم : ٧٤].
* وتَأَثَّثَ الرَّجُلُ : أَصابَ خَيْرًا.
* وأُثاثَةُ : اسمُ رَجُلٍ. قال ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْسَبُ أَنَّ
اشْتِقاقَه من هذا.
ومما ضوعف من
فائه ولامه
أ ث أ
* جاءَ فلانٌ
فى أُثْئِيَّةٍ من قَوْمِه : أَى جَماعةٍ.
الثاء والواو
ث و و
* الثُّوَّةُ ، كالصُّوَّة : ارْتِفاعٌ وغِلَظٌ ، ورُبّما نُصِبَتْ
فوقَها الحِجارَةُ ، ليُهْتَدَى بها.
* والثُّوّةُ : خِرْقَةٌ تُوضَعُ تحتَ الوَطْبِ إِذا مُخِضَ ،
لتَقِيَهُ الأَرْضَ.
* والثُّوَّةُ ، والثُّوِىُ
، كلتاهما : خِرَقٌ
كهَيْئَةِ الكُبَّةِ على الوَتِد ، يُمْخَضُ عليها السِّقاءُ ، لِئَلّا
يَتَخَرَّقَ.
وإِنّما
جَعَلْنا الثَّوِىّ من (ث وو) لقَوْلِهِم فى مَعْناها : ثُوَّةٌ كقُوَّةٍ.
ونَظِيرُه ـ فى ضَمِّ أَوَّلِه ـ ما حَكاهُ سِيبَوَيْهِ من قَوْلِهم : السُّدُسُ.
ومما ضوعف من
فائه ولامه
ث و ث
* بُرْدٌ ثُوثِيٌ ، كفُوفِىٍّ. وحَكَى يَعْقُوب أَنّ ثاءَه بَدَلٌ.
__________________
مقلوبه : و ث
و ث
* الوَثْوَثَة : الضَّعفُ والعَجْزُ.
* ورَجُلٌ وَثْواثٌ ، منه.
* * *
باب الثلاثى المعتل
الثاء والراء والهمزة
ث أ ر
* الثَّأْرُ : الطَّلَبُ بالدَّمِ.
وقِيلَ :
الدَّمُ نَفْسُه.
* والجَمِيعُ :
أَثْآر ، وآثارٌ على القَلْبٍ. حَكاهُ يَعْقُوب.
وقِيلَ : الثَّأْرُ : قاتِلُ حَمِيمك.
* والاسمُ الثُّؤْرَةُ. قال :
*قَتَلْتُ بهِ ثَأْرِى وَأَدْرَكْتُ ثُؤْرَتِى*
* والثُّؤُورَةُ كالثُّؤْرَةِ ، هذه عن اللِّحّيانِىّ.
* وأَثْأَرَ الرَّجُلُ ، واثَّأَرَ : أَدْرَك ثَأْرَه.
* وثَأَرَ بهِ. وثَأَرَه
: طَلَب دَمَه.
* وثَأَرَ به : قَتَل قاتِلَهُ.
* واسْتَثْأَرَ الرَّجُلُ : اسْتغاثَ. قالَ :
إِذا جاءَهُم
مُسْتَثْئِرٌ كانَ نَصْرُه
|
|
دُعاءَ :
أَلا طِيرُوا بكُلِّ وَأَى نَهْدِ
|
* والثُّؤْرُورُ : الجِلْوازُ ، وقد تَقَدَّمَ أَنَّه التُّؤْرُورُ
بالتاءِ ، عن الفارِسِىِّ.
مقلوبه : ر ث أ
* الرَّثِيئَةُ : اللَّبَنُ الحامِضُ يُحْلَبُ عَلَيْهِ ، فيَخْثُر.
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : الرَّثِيئَةُ : أَنْ تَحْلُبَ حَلِيبًا على حامِضٍ ، فيَرُوبَ
ويَغْلُظَ. أَو تَصُبَّ حَلِيبًا
__________________
على لبنٍ حامِضٍ ، فتَجْدَحَه بالمِجْدَحَةِ حَتّى يَغْلُظَ.
* ورَثَأْتُه أَرْثَؤُه رَثْأَ : خَلَطْتُه.
وقِيل : رَثَأْتُه : صَيَّرْتُه رَثِيئَةً.
* وأَرْثَأَ اللَّبَنُ : خَثُرَ ، فى بعضِ اللُّغاتِ.
* ورَثَأَ القَوْمَ ، ورَثَأَ لَهُم : عَمِلَ لهم رَثِيئَةً.
* ورَثَئُوا رَأْيَهُم رَثْأً : خَلَطُوه.
* وارْتَثَأَ عَلَيْهم أَمْرُهُم : اخْتَلَطَ.
* والرَّثْأَةُ : قِلَّةُ الفِطْنَةِ ، وضَعْفُ الفُؤادِ.
* ورَجُلٌ مَرْثُوءٌ : ضَعِيفُ الفُؤادِ ، قَلِيلُ الفِطْنَةِ. وبه رَثْأَةٌ.
وقال
اللِّحْيانِىُّ : « قِيلَ لأَبِى الجَرّاحِ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ فقالَ :
أَصْبَحْتُ مَرْثُوءًا ، مَوْثُوءًا ».
فجَعَله
اللِّحْيانِىُّ من الاخْتِلاطِ ، وإِنَّما هو من الضَّعْفِ.
* والرَّثِيئَةُ : الحُمْقُ ، عن ثَعْلَبٍ.
* والرُّثْأَةُ : الرُّقْطَةُ ، كَبْشٌ أَرْثَأُ ، ونَعْجَةٌ
رَثْآءُ.
* ورَثَأْتَ الرَّجُلَ رَثْأً : مَدَحْتَه بعدَ مَوْتِه ، لُغَةٌ فى رَثيْتَه.
* ورَثَأَت المَرْأَةُ زَوْجَها ، كذلك.
* وهى المَرْثِئَةُ.
مقلوبه : أ ث ر
* الأَثَرُ : بقِيَّةُ الشَّىْءِ ، والجمعُ : آثارٌ ، وأُثُورٌ.
* وخَرَجْتُ
فِى إِثْرِه ، وفى أَثَرِه
: أَى بَعْدَه.
* وائْتَثَرْتُه ، وتَأَثَّرْتُه
: تَبِعْتُ أَثَرَه ، عن الفارِسىِّ.
* وأَثَّرَ فى الشَّىْءِ : تَرَك فيه أَثَرًا.
* والآثارُ : الأَعْلامُ.
* والأَثِيرَةُ من الدَّوابِّ : العَظِيمَةُ الأَثَرِ فى الأَرْضِ بخُفِّها وحافِرِها ، بَيِّنَةُ الأثارَةِ.
وحكى
اللِّحْيانِىُّ عن الكِسائِىِّ : ما يُدْرَى لَهُ أَيْنَ أَثَرٌ ، وما يُدْرَى لَهُ ما
أَثَرٌ : أَى ما
يُدْرَى أَيْنَ أَصْلُه ، ولا ما أَصْلُه.
* وأَثَرَ خُفَّ البَعيرِ
يَأْثُرُه أَثْرًا ، وأَثَّرَه : حَزَّهُ.
* والأَثَرُ : سِمَةٌ فى باطِنِ خُفِّ البَعِيرِ ، يُقْتَفَى بها أَثَرُه.
والجمعُ : أُثُورٌ.
* والمِئْثَرَةُ ، والتُّؤْثُورُ : حَدِيدَةٌ يُؤْثَرُ بها أَسْفَلُ خُفِّ البَعِيرِ ،
ليُعْرَفَ أَثَرُه فى الأَرْضِ.
وقِيلَ : الأُثْرَةُ ، والثُّؤْثُورُ ، والثَّأْثُورُ ـ كُلُّها ـ عَلامَةٌ تَجْعَلُها الأَعْرابُ فى باطِنِ
خُفِّ البَعِير.
* ورَأَيْتُ أُثْرَتَه ، وثُؤْثُورَه
: أَى مَوْضِعَ أَثَرِه من الأَرْضِ.
* والأَثَرُ : الخَبَرُ ، والجمعُ : آثارٌ.
وقوَلُه
تَعالَى : (وَنَكْتُبُ ما
قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) [يس : ١٢]. أَى : نَكْتُب ما أَسْلَفُوا من أَعْمالِهم ، ونَكْتُبُ آثارَهُم : أَى من سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كُتِبَ له ثَوابُها ،
ومن سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً كُتِبَ عَلَيه عِقابُها.
* وأَثَرَ الحَدِيثَ عن القَوْمِ يَأْثُرُه
، ويَأْثِرُه أَثْرًا ، وأَثارَةً ، وأُثْرَةً ـ الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيانِىِّ ـ أَنْبَأَهُم بما
سُبِقُوا فيهِ من الأَثَرِ.
وقِيلَ :
حَدَّثَ به عَنْهُم فى آثارِهِم.
والصَّحِيحُ
عندِى أَنّ الأُثْرَةَ الاسمُ ، وهى المَأْثَرَةُ ، والمَأْثُرَة.
* وأُثْرَةُ العِلْمِ ، وأَثَرَتُه
، وأَثارَتُه : بَقِيَّةٌ مِنه تُؤْثَرُ ، أَى : تُرْوَى وتُذكَرُ.
وقُرِىءَ : أو أَثْرَةٍ من علم وأو
أَثَرَةٍ من علم و (أَوْ أَثارَةٍ) [الأحقاف : ٤] والأَخيرةُ أَعْلَى. وقالَ الزَّجّاجُ : أَثارَةٌ : فى مَعْنى عَلامَة.
ويَجُوز أَنْ
يكونَ عَلَى مَعْنَى بَقِيَّةٍ.
ويَجُوزُ أَن
يكونَ ما يُؤْثَرُ من العِلْمِ.
* وسَمِنَت
النّاقَةُ على أَثارَةٍ : أَى عَلَى عَتِيقِ شَحْمٍ كانَ قَبْل ذلِكَ. قالَ
الشَّمّاخُ :
وذَاتِ
أَثارَةٍ أَكَلَتْ عَلَيْه
|
|
نَباتًا فى
أَكِمَّتِهِ قَفارَا
|
وغَضِبَ على أَثارَةٍ قَبْلَ ذاك : أَى قَدْ كانَ قَبْلَ ذلك مِنْهُ غَضَبٌ ،
ثم ازْدادَ بعد ذلِك غَضَبًا ، هذه عن اللِّحْيانِىّ.
__________________
* والأُثْرَةُ ، والمَأْثَرَةُ ، والمَأْثُرَةُ : المَكْرُمَةُ المُتَوارَثَةُ.
* وآثَرَه : أَكْرَمَه.
* ورَجُلٌ أَثِيرٌ : مَكِينٌ ، مُكْرَمٌ ، والجَمْعُ : أُثَراء ، والأُنْثَى أَثِيرَةٌ.
* وآثَرَه عَلَيه : فَضَّلَه. وفى التَّنْزِيلِ : (لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا) [يوسف : ٩١].
* وأَثِرَ أَنْ يَفْعَلَ كَذا
أَثَرًا ، وأَثَرَ ، وآثَرَ ـ كُلّه ـ : فَضَّلَ وقَدَّم.
* واسْتَأْثَرَ بالشَّىْءِ على غَيْرِه : خَصَّ به نَفْسَه. قال
الأَعْشَى :
اسْتَأْثَرَ
اللهُ بالوَفاءِ وبالعَدْ
|
|
(م) لِ وَوَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلَا
|
وفى الحَدِيثِ
: « إِذا اسْتَأْثَرَ اللهُ بشَىْءٍ فالْهَ عَنْهُ ».
* ورَجُلٌ أَثُرٌ وأَثِرٌ : يَسْتَأْثِرُ على أَصْحابِه فى القَسْمِ.
وهى الأَثَرَةُ. وكذلِكَ الأُثْرَةُ ، والإثْرَةُ. قالَ :
ما آثَرُوكَ
بها إِذْ قَدَّموكَ لَها
|
|
لكِن بكَ
اسْتَأْثَرُوا إِذْ كانَت الإثَرُ
|
وهى الأُثْرَى. قالَ :
فقُلْتُ لَه
يا ذِئْب هَلْ لكَ فى أَخٍ
|
|
يُواسِى بِلا
أُثْرَى عليكَ ولا بُخْلِ
|
* واسْتَأْثَرَ اللهُ فلانًا وبُفلانٍ : إِذا ماتَ ، وهو مِمَّنْ
تُرْجَى له الجَنَّةُ.
* والأَثْرُ ، والإثْرُ ، والأُثْرُ : فِرِنْدُ السَّيْفِ ورَوْنَقُه. والجَمْعُ : أُثورٌ.
قال عَبِيدُ
بنُ الأَبْرَصِ :
*بِبيضٍ عَلَيْهِنَ الأُثُورُ بَواتِكَا*
فأَمّا ما
أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِىِّ من قولِه :
فإِنِّى إِن
أَقَعْ بكَ لا أُهَلِّل
|
|
كوَقْعِ
السَّيْفِ ذِى الأَثَرِ الفِرِنْدِ
|
فإِنَّ ثَعْلَبًا
قالَ : إِنّما أَرادَ «ذِى الأَثْرِ» فحَرّكَه للضَّرُورَةِ ، ولا ضَرُورَةَ هُنا عِنْدِى ؛
لأَنَّه لو قالَ : «ذِى الأَثْرِ» فسَكَّنَه عَلَى أَصْلِه ، لصارَ بِ «مُفاعَلَتُن»
إِلى «مَفاعِيلُنْ» ، وهذا لا يَكْسِرُ
__________________
البَيْتَ ، لكنَّ الشاعرَ إِنَّما أَرادَ تَوْفِيَةَ الجُزْءِ ، فحَرَّكَ
لذلك. ومِثْلُه كَثِيرٌ ، وأَبْدَل « الفِرِنْدَ » من الأَثَرِ.
* وسَيْفٌ مَأْثُورٌ : فى مَتْنِه أَثْرٌ.
وقيلَ : هُوَ
الَّذِى يُقالَ : إِنَّه تَعْمَلُه الجِنُّ ، ولَيْسَ من الأَثْرِ الَّذِى هو الفِرِنْدُ.
قالَ ابنُ
مُقْبِلٍ :
إِنِّى
أُقَيِّدُ بالمَأْثُورِ راحِلَتِى
|
|
ولا أُبالِى
ولو كُنّا عَلَى سَفَرِ
|
وعِنْدِى أَنَ المَأْثُورَ مَفْعُولٌ لا فِعْلَ لَه ، كما ذَهَبَ إِليه أَبُو
عَلىٍّ فى المَفْؤُودِ الَّذِى هو الجَبانُ.
* وأَثْرُ الوَجْهِ ، وأُثُرُه
: ماؤُه ورَوْنَقُه.
* وأَثَرُ السَّيْفِ : ضَرْبَتُه.
* وأَثْرُ الجُرْحِ : أَثَرُه
يَبْقَى بعدَ ما
يَبْرَأُ.
* والإثْرُ والأُثْرُ : خُلاصَةُ السَّمْنِ إِذا سُلِىءَ.
وقِيلَ : هو
اللَّبَنُ إِذا فارَقَه السَّمْنُ. قالَ :
*والإثْرُ والصَّرْبُ مَعًا كالآصِيَةْ*
الآصِيَةُ :
حَساءٌ يُصْنَعُ بالتَّمْرِ.
* ويُقالُ :
افْعَلْهُ آثِرًا ما ، وأَثِرًا ما : أَى إِن كُنْتَ لا تَفْعَلُ غَيْرَه فافْعَلْه.
وقِيلَ :
افْعَلْه مُؤْثِرًا له على غيرِه. وما زائِدة ، وهى لازِمَةٌ ، لا يَجُوزُ
حَذْفُها ؛ لأَنَّ مَعْناهُ : افْعَلْه آثِرًا مُخْتارًا له ، مَعْنِيّا به. مِن قَوْلِكِ : آثَرْتُ أَنْ أَفْعَلَ كذا وكذا.
* ولَقِيتُه آثِرًا ما ، وأَثِرَ ذاتِ يَدَيْنِ ، وذِى يَدَيْنِ ، وآثِرَ ذِى آثِيرٍ. أَى : أَوَّلَ شَىْءٍ.
* ولَقِيتُه
أَوَّلَ ذِى أَثِيرٍ ، وافْعَلْه أَوَّلَ ذِى آثِيرٍ ، وإِثْرَ ذِى أَثِيرٍ.
وقِيلَ : الأَثِيرُ : الصُّبْحُ.
* وذُو أَثِيرٍ : وَقْتُه.
قال عُرْوَةُ
بنُ الوَرْدِ :
__________________
فقالُوا ما
تُرِيدُ؟ فقُلْتُ أَلْهُو
|
|
إِلى
الإصْباحِ آثِرَ ذِى أَثِيرٍ
|
وحَكَى
اللِّحْيانِىُّ : إِثْرَ ذى أَثِيرَيْنِ
، وإِثَرَ ذِى أَثِيرَيْنِ
، وإِثْرَةً ما.
* والأُثْرَةُ : الجَدْبُ. والحالُ غَيْرُ المَرْضِيَّةِ. قال
الشّاعِرُ :
إِذا خافَ من
أَيْدِى الحَوادِثِ أُثْرَةً
|
|
كَفاهُ
حِمارٌ من غَنِىٍّ مُقَيَّدُ
|
ومنه قَوْلُ
النَّبِىِّ صلىاللهعليهوسلم : « إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بَعْدِى أَثَرَةً ، فاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِى على الحَوْضِ » . وأَثَرَ الفَحْلُ الناقَةَ
يَأْثُرُها أَثْرًا : أَكْثَرَ ضِرابها.
مقلوبه : أ ر ث
* أَرَّثَ بينَ القَوْمِ : أَفْسَد. وأَرَّثَ النارَ : أَوْقَدَهَا. قالَ عَدِىّ بن زَيْدٍ :
ولها ظَبْىٌ
يُؤَرِّثُها
|
|
عاقِدٌ فى
الجِيدِ تِقْصارَا
|
* وتَأَرَّثَت
هِىَ : اتَّقَدَتْ ،
قال :
فإِنَّ
بأَعْلَى ذِى المَجازَةِ سَرْحَةً
|
|
طَوِيلاً على
أهْلِ المَجازَةِ عارُها
|
ولو
ضَرَبُوها بالفُئُوسِ وحَرَّقُوا
|
|
عَلَى
أَصْلِها حَتَّى تَأَرَّثَ نارُها
|
وقِيلَ : هِىَ النّارُ
نَفْسُها. قال :
مُحَجَّلِ
رِجْلَيْنِ طَلْقِ اليَدَيْ
|
|
(م) نِ لَهُ غُرَّةٌ مِثْلُ ضَوْءِ الإراثِ
|
* والإرْثُ
: الرَّمادُ. قالَ
ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةِ :
عَفَا غَيْرَ
إِرْثٍ من رَمادٍ كأَنَّه
|
|
حَمامٌ
بِأَلْبادِ القِطار جُثُومُ
|
قال السُّكَّرِىُّ
: أَلْبادُ القِطار : ما لَبَّدَه القَطْرُ. والإرْثُ
: الأَصْلُ.
__________________
قالَ ابنُ
الأَعْرابِىِّ : الإرْثُ
فى الحَسَبِ ، والوِرْثُ فِى المالِ.
وحَكَى
يَعْقُوبُ : إِنَّه لَفِى إِرْثِ
مَجْدٍ ، وإِرْفِ
مَجْدٍ. على البَدَل.
* والإرْثُ من الشَّىْءِ : البَقِيَّةُ من أَصْلِه. والجمعُ : إِراثٌ. قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
فأَوْرَدَهُنَّ
من الدَّوْنَكَيْ
|
|
(م) نِ حَشارِجَ يَحْفِرْنَ مِنها إِراثَا
|
والأُرْثَةُ : سَوادٌ وبَياضٌ ، كَبْشٌ آرَثُ ، وناقَةٌ
أَرْثاءُ.
* والأُرْثَةُ : الحَدُّ بين الأَرْضَيْن.
* وأَرَّثَ الأَرْضِيْنِ : جَعَلَ بَيْنَهُما أُرْثَةً.
قال أَبو
حَنيفَةَ : الأُرْثَةُ : المَكانُ ذُو الأَراضَةِ السَّهْلُ.
قالَ : والأُرْثُ : شَبِيهٌ بالكُعْرِ ، إِلّا أَنَّ الكُعْرَ أَسْبَطُ
منه. قالَ : وله قَضِيبٌ واحِدٌ فى وَسَطِه وفِى رَأسِه مثلُ الفِهْرِ
المُصَعْنَبِ ، غيرَ أَنَّه لا شَوْكَ فيه. فإِذا جَفَّ تطايَر ، ليسَ فى جَوْفِه
شَىْءٌ. وهو مَرْعًى للإبلِ خاصَّةً ، تَسْمَنُ عليهِ ، غير أَنَّه يُؤرِثُها الجَرَبَ. ومَنابِتُه غَلْظُ الأَرْضِ.
الثاء واللام والهمزة
ث أ ل
* الثُّؤْلُولُ : خُراجٌ.
وقد ثُؤْلِلَ الرَّجُل.
* وتَثأْلَلَ جَسَدُه.
* والثُّؤْلُولُ : حَلَمَةُ الثَّدْىِ ، عن كُراعٍ فى المُنَجَّدِ .
مقلوبه : أ ث ل
* أَثَلَةُ كُلِّ شَىْءٍ : أَصْلُه.
* وأَثَلَ يَأْثِل أُثُولاً ، وتَأثَّلَ
: تَأَصَّلَ.
* وأَثَّلَ مالَه : أَصَّلَه.
* وتَأَثَّلَ مالاً : اكْتَسَبَه ، واتَّخَذَه.
* وأَثَّلَ اللهُ مالَه : زَكّاهُ.
__________________
* وأَثَّلَ مُلْكَه : عَظَّمَه.
* وتَأَثَّلَ هُوَ : عَظُمَ.
* وكُلُّ
شَىْءٍ قَدِيمٍ مُؤَصَّلٍ : أَثِيلٌ
، ومُؤثَّلٌ ، ومُتَأَثّلٌ.
* والأَثالُ : المَجْدُ.
* ومَجْدٌ مُؤَثَّلٌ : قَدِيمٌ ، منه.
* والأَثْلَةُ ، والأَثَلَةُ : مَتاعُ البَيْتِ ، وبِزَّتُه.
* وتَأَثَّلَ فُلانٌ بَعدَ حاجَةٍ : أَى اتَّخَذَ أَثْلَةً.
* والأَثْلَةُ : المِيرَةُ.
* وأَثَّلَ أَهْلَه : كَساهُم أَفْضَلَ الكُسْوَةِ.
وقِيلَ : أَثَّلَهُم : كَساهُم ، وأَحْسَنَ إِليهم.
* وأَثَّلَ : كَثُرَ مالُه. قالَ طُفَيْلٌ :
فأَثَّلَ واسْتَرْخَى
بهِ الخَطْبُ بَعْدَ ما
|
|
أَسافَ ،
ولَوْلا سَعْيُنا لَمْ يُؤَثَّلِ
|
وروايَةُ أَبى
عُبَيْدٍ : « فأَبَّلَ » و « لم يُؤَبِّلِ ».
* وتَأَثَّلَ البِئْرَ : حَفَرَها. قال أَبو ذُؤَيْبٍ ، وشَبَّهَ
القَبْرَ بالبِئْرِ :
وقَدْ
أَرْسَلُوا فُرّاطَهُم فتَأثَّلُوا
|
|
قَلِيبًا
سَفاهَا كالإِماءِ القَواعِدِ
|
وقَوْلُه ـ أَنْشَدَه
ابنُ الأَعْرابِىِّ ـ :
تُؤَثِّلُ
كَعْبٌ علىَّ القَضا
|
|
ءَ فرَبِّى
يُغَيِّرُ أَعْمالَها
|
فَسَّرَه فقالَ
: تُؤَثِّل ، أَى : تُلْزِمُنِى ، ولا أَدْرِى كَيْفَ هذا؟
* والأَثْلُ : شَجَرٌ يُشْبِه الطَّرْفاءَ. إِلّا أَنَّه أَعْظَمُ
منه ، وأَجْوَدُ عُودًا.
قالَ أَبو
حَنِيفَةَ : قال أَبُو زِيادٍ : من العِضاهِ الأَثْلُ
، وهو طُوَالٌ فى
السَّماء ، مُسْتَطِيلُ الخَشَبِ ، وخَشَبُه جَيِّدٌ ، يُحْمَلُ إِلى القُرَى ،
فتُبْنَى عليه بُيوتُ المَدَرِ ، ووَرَقُه هَدَبٌ طُوالٌ دُقاقٌ ، وليسَ له شَوْكٌ
، ومنه تُصْنَعُ القِصاعُ والجِفانُ ، وله ثَمَرةٌ حَمْراءُ كأَنَّها أُبْنَةٌ ،
يَعْنِى
__________________
عُقْدَةَ الرِّشاءِ ، واحِدَتُه : أَثْلَةٌ ، وجَمْعُه : أُثُولٌ
، كتَمْرٍ وتُمُورٍ.
قال طُرَيْحٌ :
ما مُسْبِلٌ
زَجِلُ البَعُوضِ أَنِيسُه
|
|
يَرْمِى
الجِراعَ أُثُولَها وأَراكَهَا
|
قالَ : ولسُمُوِّ الأَثْلَةِ واسْتِوائها ، وحُسْنِ اعْتِدالِها شَبَّهَ الشُّعراءُ
المَرْأَة إِذا تَمَّ قَوامُها ، واسْتَوَى خَلْقُها بها. قال كُثَيِّرٌ :
وإِنْ هِىَ
قامَتْ فما أَثْلَة
|
|
بعَلْيَا
تُناوِحُ رِيحًا أَصِيلَا
|
بأَحْسَنَ
مِنْها ، وإِنْ أَدْبَرَتْ
|
|
فَإِرْخٌ
بجُبَّةَ تَقْرُو خَمِيلَا
|
الأَرْخُ
، والإرْخُ : الفَتِىُّ من البَقَرِ.
* وأُثالُ : بالقَصِيم مِن بِلادِ بَنِى أَسَد. قالَ :
قاظَتْ
أُثالَ إِلى المَلَا وتَرَبَّعَتْ
|
|
بالحَزْنِ
عازِبَةً تُسَنُّ وتُودَعُ
|
* وذُو المَأْثُولِ : وادٍ. قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
فلمّا أَنْ
رَأَيْتُ العِيسَ صَبَّت
|
|
بذِى
المَأْثُولِ مُجْمِعَةَ التَّوالِى
|
الثاء والنون والهمزة
أ ث ن
* الأُثْنَةُ : مَنْبِتُ الطَّلْحِ.
وقِيلَ : هى
القِطْعَةُ من الطَّلْحِ والأَثْلِ ، يُقال : هَبَطْنا أُثْنَةً من طَلْحٍ ، ومِنْ أَثْلٍ.
مقلوبه : نأث
* نَأَثَ يَنْأَثُ نَأْثًا : أَبْطَأَ. وسَيْرٌ
مِنْأَثٌ : بَطِىءٌ ،
قالَ رُؤْبَةُ :
*واعْتَرَفُوا بَعْدَ الفِرارِ المِنْأَثِ*
مقلوبه : أ ن ث
* الأُنْثَى : خِلافُ الذَّكَرِ ، والجمعُ : إِناثٌ.
__________________
* وأُنُثٌ : جَمْع إِناثٍ
، كحِمارٍ وحُمُرٍ.
وقُرِئَ : إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دونِه إِلَّا
أُنُثًا [النساء : ١٧٧]. ومن قرأ : (إِلَّا إِناثاً). قِيل : أَرادَ إِلّا مَوَاتًا. والمَواتُ كُلُّها
يُخْبَرُ عنها كما يُخْبَرُ عن المُؤَنَّثِ.
* والتَّأْنِيثُ : خِلافُ التَّذْكِير. وهى الأَنَاثَةُ.
* والأُنْثَيانِ : الخُصْيَتانِ.
* وهما أَيْضًا
: الأُذُنانِ ، يمانية.
وقولُ
الفَرَزْدَقِ :
وكُنّا إِذا
الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ
|
|
ضَرَبْناهُ
تَحْتَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ
|
يَعْنِى
الأُذُنَيْنِ ؛ لأَنَّ الأُذُنَ أُنْثَى.
وقَوْلُ
العَجّاجِ :
*وكُلُ أُنْثَى حَمَلَتْ أَحْجارَا*
يَعْنِى
المَنْجَنِيق ؛ لأَنّها
أُنْثَى.
[وقولُه] فى صِفَةِ
فَرَسٍ :
تَمَطَّقَتْ
أُنَيْثِياهَا بالعَرَقْ
|
|
تَمَطُّقَ
الشَّيْخِ العَجوزِ بالمَرَقْ
|
عَنَتْ بأُنْثَيَيْها رَبَلَتَى فَخِذَيْها.
* والأُنْثَيانِ من أَحْياءِ العَرَبِ : بَجِيلَةُ ، وقُضاعَةُ ، عن
أَبِى العَمَيْثَلِ الأَعْرابِىِّ ، وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ :
فيا عَجَبا
للأُنْثَيَيْنِ تَهادَتا
|
|
أَذاتِىَ
إِبْراقَ البَغايَا إِلى الشَّرْبِ
|
* وآنَثَت
المَرْأَةُ ، وهى مُؤْنِثٌ : وَلَدَت الإناثَ. فإِن كانَ ذلِكَ لها عادَةً ، فهى مِئْناثٌ.
* وأَرْضٌ مِئْناثٌ ، وأَنِيثَةٌ : سَهْلَةٌ ، مُنْبِتَةٌ.
__________________
* وبَلَدٌ أَنِيثٌ : سَهْلٌ ، حكاهُ ابنُ الأَعْرابِىِّ.
ومِن كلامِهم :
بَلَدٌ أَنِيثٌ دَمِيثٌ : طَيِّبُ الرَّيْعَةِ ، مَرْثُ العُودِ.
وزَعَمَ ابنُ
الأَعْرابِىِّ أَنّ المَرْأَةَ إِنَّما سُمِّيَت أُنْثَى
من البَلَدِ الأَنِيث ، قالَ : لأَنَّ المَرْأَةَ أَلْيَنُ من الرَّجُلِ ،
وسُمِّيتْ أُنثىَ للِينِها. فأَصْلُ هذا البابِ ـ على قَوْلِه ـ إِنَّما
هُو الأَنِيثُ الَّذِى هو اللَّيِّنُ.
* وحَدِيدٌ أَنِيثٌ : غَيْرُ ذَكَرٍ.
* والأَنِيثُ من السُّيُوفِ : الَّذِى من حَدِيدٍ غيرِ ذكَرٍ.
وقِيلَ : هو
نَحْوٌ من الكَهامِ. قال صَخْرُ الغَىِّ :
فيُعْلِمُه
بأَنَّ العَقْلَ عِندِى
|
|
حُسامٌ لا
أَفَلُّ ولا أَنِيثُ
|
والمُؤَنَّثُ : كالأَنِيثِ. أَنْشَد ثَعْلَبٌ :
وما
يَسْتَوِى سَيْفانِ ، سَيْفٌ مُؤَنَّث
|
|
وسَيْفٌ إِذا
ما عَضَّ بالعَظْمِ صَمَّمَا
|
* وسَيْفٌ مِئْناثٌ ، ومِئْناثَةٌ ، عن اللِّحْيانِىِّ : تَأْنِيثُه
على إِرادَةِ
الشَّفْرَةِ ، أَو الحَدِيدَة ، أَو السِّلاح.
الثاء والفاء والهمزة
ث ف أ
* ثَفَأَ القِدْرَ : كَسَر غَلَيانَها.
* والثُّفّاءُ : الخَرْدَلُ ، واحِدَتُه : ثُفّاءَةٌ ، بلُغَةِ أَهْلِ الغَوْرِ.
وقِيلَ : بَلْ
هُو الخَرْدَلُ المُعالَجُ بالصِّباغِ.
وقيل : الثُّفّاءُ : حَبُّ الرَّشادِ.
وقِيلَ :
الحُرْفُ.
واحِدَتُه ثُفّاءَةٌ ، عن أَبِى حَنِيفَةَ ، وهمزَتُه تَحْتَمِلُ أَن تكونَ
وَضْعًا ، وأَنْ تكُونَ مُبْدَلَةً من ياءٍ ، أَو واوٍ ، إِلّا أَنّا عامَلْنَا
اللفْظَ ، إِذ لم نَجِدْ له مادَّةً.
__________________
مقلوبه : ف ث أ
* فَثَأَ غَضَبَه ، يَفْثَؤُه
، فَثْأً : كَسَرَه ، وسَكَّنَه.
* وفَثَأَ الشَّىْءَ
يَفْثَؤُه فَثْأً : سَكَّن بَرْدَه بالتَّسْخِين.
* وفَثَأَت الشَّمْسُ الماءَ
فُثُوءًا : كَسَرَت
بَرْدَه.
* وفَثَأَ القِدْرَ
يَفْثَؤُها فَثْأً ، وفُثُوءًا ـ المَصْدَرانِ عن اللِّحْيانِى ـ : سَكَّنَ غَلَيانَها
، كثَفَأَها.
* وفَثَأَ اللَّبنُ يَفْثَأُ
فَثْأً : إِذا
أُغْلِىَ حَتَّى يَرْتَفِعَ له زَبَدٌ ، ويَتَقَطَّعَ.
* وفَثَأَ الشىءَ عَنْهُ يَفْثَؤُه
فَثْأً : كَفَّهُ.
* وعَدا
الرَّجُلُ حَتَّى أَفْثَأَ : أَى حَتَّى أَعْيَا وفَتَر. قالَت الخَنْساءُ :
أَلَا مَنْ
لِعَيْنٍ لا تَجِفُّ دُمُوعُها
|
|
إِذا قُلْتُ
: أَفْثَتْ ، تَسْتَهِلُّ فتَحْفِلُ
|
أَرادَتْ « أَفْثَأَت » فخَفَّفَت.
مقلوبه : أ ث ف
* الأُثْفِيَّةُ ، والإثْفِيَّةُ : الحَجَرُ الَّذِى تُوضَعُ عليه القِدْرُ. وجَمْعُها :
أَثافِىُ ، وأَثافٍ.
قال الأَخْفَشُ
: اعْتَزَمَت العَرَبُ أَثافِىَ
، أَى : أَنَّهُم لم
يتَكَلَّمُوا بِها إلا مُخَفَّفَةً.
وقَوْلُهُم : «
رَماهُ الله بثَالِثَةِ
الأَثافِى ». قالَ
ثَعْلَبٌ : أَى رَماهُ بالجَبَلِ ، أَى : بداهِيَةٍ مثلِ الجَبَلِ ، والمَعْنَى
أَنَّهُم إِذا لم يَجِدُوا ثالِثَةً من الأَثافِىِ
أَسْنَدُوا قُدُورَهُم
إلى الجَبَلِ.
وقد آثَفَها ، وأَثَّفَها ، وأَثْفاها.
* وقِدْرٌ مُؤَثْفاةٌ. قال :
*وصالِياتٍ ككَمَا يُؤَثْفَيْن*
* وتَأَثَّفْناهُ : صِرْنا حَوَالَيْهِ كالأُثْفِيَّةِ.
* ومَرَةٌ مُؤَثَّفَةٌ : لزَوْجِها امْرَأَتان سِواهَا ، وهى ثالِثَتُهما ،
شُبِّهَتْ بأَثافِى القِدْرِ ، ومِنْهُ قولُ المَخْزُومِيَّةِ : « إِنِّى
أنا المُؤَثَّفَة المكَثَّفَةُ » . حكاهُ ابنُ الأَعْرابِىِّ ، ولم يُفَسِّرْ واحدةً
منهما.
* والإثْفِيَّةُ ـ بالكسرِ ـ : العَدَدُ والجَماعَةُ من الناس.
قال ابن
الأعرابىّ فى حديث له ـ : « إِنَّ فى الحِرْمازِ اليَوْمَ لثَفِنَةً إِثْفِيَّةً من أَثافِى
النّاسِ صُلْبَةً » ،
نَصَبَ إِثْفِيَّةً على البَدَلِ ، ولا تكونُ
__________________
صِفَةً ؛ لأَنّها اسمٌ.
* وتأَشَّفُوا
بالمكان : أقاموا فلم يبرحوا.
* وتَأَثَّفُوا عَلَى الأَمْرِ : تعاوَنُوا.
* وأَثَفْتُه آثِفُه أَثْفًا : تَبِعْتُه.
الثاء والباء والهمزة
ث أ ب
* ثُئِبَ الرَّجُلُ ثَأْبًا ، وتَثَأَّبَ
، وتَثاءَبَ : أَصابَه كَسَلٌ وتَوْصِيمٌ.
* وهى الثُّؤَباءُ.
* والأَثْأَبُ : شَجَرٌ يَنْبُتُ فى بُطونِ الأَوْدِيَةِ بالبادِيَةِ.
وهُوَ على ضَرْبِ التِّينِ ، يَنْبُت ناعِمًا ، كأَنَّهُ على شاطِئ نَهْرٍ ، وهو
بَعِيدٌ من الماءِ ، يَزْعُم الناسُ أَنَّها شجرةٌ سَقِيَّةٌ. واحِدَتُه أَثْأَبَةٌ.
قالَ أَبو
حَنِيفَةَ : الأَثْأَبَةُ : دَوْحَةٌ مِحلالٌ ، واسِعَةٌ ، يَسْتَظِلُّ تحتَها
الأُلُوفُ من النّاسِ ، تَنْبُتُ نَباتَ شَجَرِ الجَوْزِ ، ورَقُها أَيضًا كنَحْوِ
وَرَقِه. ولها ثَمَرٌ مثلُ التِّينِ الأَبْيَضِ يُؤكَلُ ، وفيه كَراهَةٌ. وله
حَبٌّ مثلُ حَبِّ التِّين ، وزِنادُه جَيِّدَةٌ.
وقِيلَ : الأَثْأَبُ : شِبْهُ القَصَبِ ، له رُؤُوسٌ كرُؤُوسِ القَصَبِ ،
وشَكِيرٌ كشَكِيره.
فأَمَّا
قَوْلُه :
*قُلْ لأَبِى قَيْسٍ حَفِيفِ الأَثَبَةْ*
فعَلَى
تَخْفِيف الهَمْزِ ، إِنَّما أَرادَ خَفِيفَ الأَثْأَبَة.
وعندِى أَنَّ
هذا الشَّاعِرَ ليسَ من لُغَتِه الهَمْزُ ؛ لأَنَّه لو هَمَزَ لم ينكَسِر
البَيْتُ. وظَنَّه قومٌ لُغَةً ، وهو خَطَأٌ.
وقالَ أبو
حَنِيفَةَ : قالَ بَعْضُهم : الأَثْبُ ، فاطَّرَح الهَمْزَةَ ، وأَبْقَى الثَّاءَ
على سُكُونِها ، وأَنْشَدَ :
ونَحْنُ من
فَلْجٍ بأَعْلَى شِعْبِ
|
|
مُضْطَرِبِ
البانِ أَثِيثِ الأَثْبِ
|
__________________
مقلوبه : أ ث ب
* المَآثِبُ : مَوْضِعٌ. قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
وهَبَّتْ
رِياحُ الصَّيْفِ يَرْمينَ بالسَّفَا
|
|
تَلِيَّةَ
باقِى قَرْمَلٍ بالمآثِبِ
|
مقلوبه : أ ب ث
* أَبَثَ على الرَّجُلِ يَأْبَثُ
أَبْثًا : سَبَعهُ
عندَ السُّلْطانِ خاصَّةً.
الثاء والميم والهمزة
ث م أ
* ثَمَأَ القَوْمَ ثَمْأ : أَطْعَمَهُم الدَّسَمَ.
* وثَمَأَ الكَمْأَةَ : يَثْمَؤُها
ثَمْأ : طَرَحَها فى
السَّمْنِ.
* وثَمأَ الخُبْزَ
ثَمْأ : ثَرَدَه ،
وقِيلَ : زَرَدَهُ.
* وثَمَأَ رَأْسَهُ ثَمْأً ،
فانْثَمَأَ : شَدَخَه.
* وانْثَمَأَ الشَّجَرُ ، والثَّمَرُ كذلك.
* وثَمَأَ لِحْيَتَه يَثْمَؤُها
ثَمْأ : صَبَغَها
بالحِنَّاءِ.
* وثَمَأَ أَنْفَه : كَسَرَه ، فسالَ دَمًا.
مقلوبه : أ ث م
* الإثْمُ : الذَّنْبُ. وقِيلَ : هو أَنْ يَعْمَلَ ما لا يَحِلُّ
له. وفى التَّنْزِيلِ : (وَالْإِثْمَ
وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِ) [الأعراف : ٣٣].
وقولُه عَزَّ
وجَلَّ : (فَإِنْ عُثِرَ عَلى
أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً) [المائدة : ١٠٧]. أَى : ما
أُثِمَ فيه.
قال
الفارِسِىُّ : سَمّاه بالمَصْدرِ ، كما جَعَل سِيبَوَيْهِ المَظْلَمَةَ اسمَ ما
أُخِذَ منك.
وقد أَثِمَ يَأْثمُ ، قال :
لو قُلتَ ما
فِى قَوْمِها لَمْ تِيثَمِ
|
|
يَفْضُلُها
فى حَسَبٍ ومِيسَمِ
|
أَرادَ ما فِى
قَوْمِها أَحَدٌ يَفْضُلُها.
* وتَأَثَّمَ الرَّجُلُ : تابَ من الإثْمِ
، واسْتَغْفَر منه ،
وهو عَلَى السَّلْبِ ، كأَنَّه سَلَبَ ذاتَه
__________________
الإثْمَ
بالتَّوْبِة
والاسْتِغفارِ ، أو رامَ ذلك بِهما.
وقولُه تَعالَى
: (فِيهِما إِثْمٌ
كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) [البقرة : ٢١٩].
قالَ ثَعْلَبٌ
: كانُوا إِذا قامَرُوا ، فَقَمَرُوا ، أَطْعَمُوا منه ، وتَصَدَّقُوا ؛
فالإطْعامُ ، والصَّدَقَةُ مَنْفَعَةٌ. والإثْمُ
: القِمارُ ، وهو أَنْ
يُهْلِكَ الرَّجُلَ ، ويُذْهِبَ مالَه.
* وجَمْعُ الإثْمِ : آثامٌ
، لا يُكَسَّرُ على
غيرِ ذلك.
* وأَثِمَ : وَقَعَ فى الإثْمِ.
* وأَثَمَه اللهُ يَأْثِمُه
: عاقَبَه بالإثْمِ. قالَ نُصَيْبٌ :
وهَلْ
يَأْثِمَنِّى اللهُ فى أَنْ ذَكَرْتُها
|
|
وعَلَّلْتُ
أَصحابِى بها لَيلَةَ النَّفْرِ؟
|
* وآثَمَه
: أَوْقَعَه فى الإثْمِ ، عن الزَّجّاجِ.
وقالَ
العَجّاجُ :
*بَلْ قُلْتُ بعضَ القَوْلِ غَيْرَ مُؤْثِمِ*
* وتَأَثَّمَ : تَحَرَّجَ من الإثْمِ
، وهو عَلَى السَّلْبِ
، كما أَنَّ تَحَرَّجَ على السَّلْبِ أَيضًا. قالَ عُبَيْدُ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ
بنِ عُتْبَةَ بن مَسْعُودٍ :
تَجَنَّبْتُ
هِجْرانَ الحَبِيبِ تَأَثُّمًا
|
|
أَلا إِن
هِجْرانَ الحَبِيبِ هو الإثْمُ
|
* والأَثامُ
، والإثامُ : عُقُوبَةُ
الإثْمِ ، الأخيرةُ عن
ثَعْلبٍ.
وقالَ
الزَّجّاجُ فى قَوْلِه تَعالى : (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ
يَلْقَ أَثاماً) [الفرقان : ٦٨]. أَرادَ مَجازاةَ
الأَثامِ.
* ورَجُلٌ أَثّامٌ ، من قَوْمٍ أَثّامِينَ
، وأَثِيمٌ من قَوْمِ أُثَماءُ.
وقولُه تعالَى
: (إِنَّ شَجَرَةَ
الزَّقُّومِ * طَعامُ الْأَثِيمِ) [الدخان : ٤٣ ، ٤٤]. قالَ الزَّجّاجُ : عُنِىَ بهِ هاهُنا أَبُو جَهْلِ
ابنُ هِشامٍ ، لَعَنه اللهُ.
* وأَثُومٌ : من قَوْمٍ أُثُمٍ. والأثِيمُ
، والأَثِيمَةُ : كَثْرَةُ رُكُوبِ الإثْمِ.
* والمَأْثَمُ : الأَثامُ.
وقولُه تَعالَى
: (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ
يَلْقَ أَثاماً). قِيلَ : هو وادٍ فى جَهَنَّمَ ، والصَّوابُ عِنْدِى
__________________
أَنّ مَعناهُ : يَلْقَ عِقابَ الأَثامِ.
وقولُه تَعالَى
: (لا لَغْوٌ فِيها وَلا
تَأْثِيمٌ) [الطور : ٢٣]. يَجُوزُ أَنْ يكونَ مَصْدَرَ
أَثَّمَ ، ولم أَسْمَعْ
به ، ويَجُوزُ أَن يكونَ اسْمًا ـ كما ذَهَبَ إِليه سِيبَوَيْهِ فى التَّنْبِيتِ
والتَّمْتِينِ ـ وقالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبِى الصَّلْتِ :
فلا لَغْوٌ
ولا تَأْثِيمَ فِيها
|
|
وما فاهُوا
به لَهُمُ مُقِيمُ
|
والإثْمُ عند بعضِهم : الخَمْرُ ، قالَ الشاعِرُ :
شَرِبْتُ
الإثْمَ حَتّى زالَ عَقْلِى
|
|
كذاكَ
الإثْمُ يَذْهَبُ بالعُقُولِ
|
وعِنْدِى
أَنَّه إِنَّما سَمّاها
إِثْمًا ؛ لأَنَّ
شُرْبَها إِثمٌ.
* وأَثِمَت النّاقةُ المَشْىَ تَأْثَمُه
إِثْمًا : أَبْطَأتْ.
وهو مَعْنَى قولِ الأَعْشَى :
جُمالِيَّةٌ
تَغْتَلِى بالرِّدا
|
|
فِ إِذا
كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا
|
الثاء والراء والياء
ث ر ى
* الثَّرَى : التُّرابُ النَّدِىُّ.
وقِيلَ : هو
التُّرابُ الَّذِى إِذا بُلَّ لَمْ يَصِرْ طِينًا لازِبًا.
وقولُه تعالى :
(وَما تَحْتَ الثَّرى) [طه : ٦] جاءَ فى التَّفْسِير أَنَّه أرادَ وما تَحْتَ الأَرْضِ.
* وتَثْنِيَتُه
ثَرَيانِ وثَرَوانِ ، الأَخيرةُ عن اللِّحيانِىِّ.
* والجَمْعُ : أَثْراءٌ.
* وثَرًى مَثْرِىٌ : بالَغُوا بلَفْظِ المَفْعُولِ ، كما بالَغُوا بلفظِ
الفاعِلِ.
وإِنما قُلْنَا
هذا ؛ لأَنَّه لا فِعْلَ له فيُحْمَلُ مَثْرِىٌ
عليه.
* وثَرِيَت الأَرْضُ ثَرًى
، فهى ثَرِيَّةٌ : نَدِيَتْ ولانَتْ بعد الجُدوبَةِ واليُبْسِ.
* وأَثْرَت : كَثُرَ ثَراهَا.
وقالَ أَبو
حَنِيفَةَ : أَرْضٌ ثَرِيَّةٌ : إِذا اعْتَدَل ثَراها. فإِذا أَرَدْتَ أَنَّها
اعْتَقَدَتْ ثَرًى ، قُلْتَ : أَثْرَتْ.
__________________
* وأَرْضٌ
ثَرِيَّةٌ وثَرْياءُ : ذاتُ ثَرًى.
* وثَرَّى التُّرْبَةَ : بَلَّها.
* وثَرَّى الأَقِطَ ، والسَّوِيقَ : صَبَّ عليهِ ماءً ، ثُمَّ
لَتَّه.
* وكُلُّ ما
نَدَّيْتَه فقَدْ ثَرَّيْتَهُ.
* والثَّرَى : النَّدَى.
و « الْتَقَى
الثَّرَيانِ » : وذلِك أَن يَجِىءَ المَطَرُ فيَرْسَخَ فى الأَرضِ حَتّى
يَلْتَقِىَ هو ونَدَى الأَرْضِ.
وقالَ ابنُ
الأَعْرابِىِّ : لَبِسَ رَجُلٌ فَرْوًا دُونَ قَمِيصٍ ، فقِيلَ : الْتَقَى
الثَّرَيانِ : يَعْنِى شَعْرَ العانَةِ ، ووَبَرَ الفَرْوِ.
* وبَدَا ثَرَى الماءِ من الفَرَسِ : وذلِكَ حِينَ يَنْدَى بالعَرَقِ.
قال طُفيْلٌ :
يَذُدْنَ
ذِيادَ الخامِساتِ وقَد بَدَا
|
|
ثَرَى الماءِ
من أَعْطافِها المُتَحَلِّبِ
|
* وما بَيْنِى وبَيْنَ فُلانٍ مُثْرٍ : أَى لم يَنْقَطِع. وأَصْلُ ذلك أَنْ تَقُولَ : لم
يَيْبَسِ الثَّرَى بَيْنِى وبَيْنَه. قالَ جَرِيرٌ :
فَلا
تُوبِسُوا بَيْنِى وبَيْنَكُمُ الثَّرَى
|
|
فإِن الَّذِى
بَيْنِى وبَيْنَكُمُ مُثْرِى
|
والعَرَبُ
تَقُول : « شَهْرٌ
ثَرَى ، وشَهْرٌ
تَرَى ، وشَهْرٌ مَرْعَى ، وشَهْرٌ اسْتَوى ».
فأما قَوْلُهم
: « ثَرَى » فهو أَوَّلُ ما يَكُونُ المَطَرُ ، فيَرسَخُ فِى
الأَرْضِ ، وتَبْتَلُّ التُّرْبةُ وتَلِينُ ، فهذا مَعْنَى قَوْلِهِم ثَرَى. والمَعْنَى : شَهْرٌ ذُو
ثَرًى ، فحَذَفُوا
المُضافَ.
وقَوْلُهُم : «
وشَهْرٌ تَرَى » فأَرادُوا تَرَى فِيه رُؤُوسَ النَّباتِ ، فحَذَفُوا ؛
أَى : أَنَّ النَّبْتَ يَنْقُفُ فيه ، حَتَّى تَرَى رُؤُوسَه. وهُوَ من بابِ :*
كُلُّه لَمْ أَصْنَع* .
وأَمّا
قَوْلُهم : « مَرْعًى » فهوَ إِذا طالَ بقَدْرِ ما يُمْكِنُ النَّعَمَ أَنْ
تَرعاهُ ، ثم يَسْتَوِى النَّباتُ ، ويَكْتَهِلُ فى الرّابِع ، فذلكَ وَجْهُ
قَوْلِهم اسْتَوَى.
* وفُلانٌ
قَرِيبُ الثَّرَى : أَى الخَيْرِ.
__________________
مقلوبه : ر ث ى
* الرَّثْيَةُ : وَجَعُ المَفاصِلِ واليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ.
وقِيلَ :
وَرَمٌ وظُلاعٌ فى القَوائِم.
وقِيلَ : هُو
كُلُّ ما مَنَعَكَ من الانْبِعاثِ من وَجَعٍ ، أو كِبَرٍ. قال رُؤْبَةُ فشَدَّدَ :
*فإِن تَرَيْنِى اليَوْمَ ذَا رَثِيَّهْ*
وقد رَثِىَ رَثْيًا ، عن ابن الأَعْرابِىِّ ، والقِياس : رَثًى.
وقالَ ثَعْلَبٌ
: الرَّثْيَة والرَّثِيَّةُ : الضَّعْفُ.
وقالَ مَرَّةً
: الرَّثْيَةُ : الحُمْقُ.
* وفى أَمْرِه رَثْيَةٌ : أَى فُتُورٌ. وقالَ أَعْرابِىٌّ :
لَهُمْ
رَثْيَةٌ تَعْلُو صَرِيمَةَ أَمْرِهِمْ
|
|
وللأَمْرِ
يَوْمًا راحَةٌ فقَضاءُ
|
* ورَجُلٌ مَرْثُوءٌ ، من الرَّثْيَةِ ، نادر ، أَعْنِى أَنَّه مما هُمِزَ ، ولا أَصْلَ له فى
الهَمْزِ.
* ورَجُلٌ أَرْثَى : لا يُبْرِمُ أَمْرًا.
* ومَرْثُوٌّ : فى عَقْلِه ضَعْفٌ ، وقِياسُه مَرْثِىٌ ، فأَدْخَلُوا الواوَ على الياءِ ، كما أَدْخَلُوا
الياءَ على الواوِ فى قَوْلِهم : أَرْضٌ مَسْنِيَّةٌ ، وقَوْسٌ مَغْرِيَّةٌ.
* ورَثَيْتُ المَيِّتَ رَثْيًا ، ورِثاءً ، ورِثايَةً ، ومَرْثاةً ، ومَرْثِيَةً ، ورَثَّيْتُه
: مَدَحْتُه بعدَ
المَوْتِ ، وبَكَيْتُه.
* ورَثَت المَرْأَةُ بَعْلَها
تَرْثِيهِ ، ورَثِيَتْهُ تَرْثاهُ ، رِثايَةً فِيهما ، الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيانِىِّ.
* وتَرَثَّتْ : كرَثَتْ ، قال رُؤْبَةُ :
بُكاءَ
ثَكْلَى فَقَدَتْ حَمِيمَا
|
|
فهْى
تُرَثِّى بأَبَا وابْنِيمَا
|
ويُرْوَى : «
وابْنَامَا » على الحِكايَةِ ، ولَمْ يَحْتَشِمْ من الأَلِفِ مع الياءِ ؛ لأَنّها
حِكايَة ، والحِكايَةُ يجوزُ فيها ما لا يَجُوزُ فى غيرِها ، أَلا تَرَى إِلى
قَوْلِهم : مَنْ زَيْدًا؟ فى حِكايَةِ : رَأَيْتُ زَيْدًا.
ومَنْ زَيْدٍ؟
فى حِكايَةِ : مَرَرْتُ بزَيْدٍ.
__________________
وقد أَوْضَحْنا
ذلِكَ فيما تَقَدَّم.
* وامْرَأَةٌ رَثّاءَةٌ ، ورَثّايَةٌ : كَثِيرةُ
الرِّثاءِ لبَعْلِها ،
أو لغَيْرِه مِمَّن يُكْرَمُ عندَها ، وقد تَقَدَّم فى الهَمْزِ.
* ورَثَيْتُ له : رَحِمْتُه.
وحكى
اللِّحْيانِىُّ : رَثَيْتُ
عنه حَدِيثًا : أَى
حَفِظْتُه.
والمَعْرُوفُ
نَثَيْتُ عنه خَبَرًا : أَى حَمَلْتُه.
مقلوبه : ر ي ث
* راثَ رَيْثًا : أَبْطَأَ. قالَ :
والرَّيْثُ
أَدْنَى لنَجاحِ الَّذِى
|
|
تَرُومُ فيهِ
النُّجْحَ من خَلْسِهِ
|
* ورَجُلٌ رَيِّثٌ : بَطِىءٌ ، عن ابن الأَعْرابِىِّ ، وأَنشدَ :
وإِنَّ قِرَى
أَهْلِ النِّباجِ لرَيِّثٌ
|
|
وإِنْ جاءَ
بعد الرَّيْثِ فهو قَلِيلُ
|
وقِيلَ : كُلُّ
بَطِىءٍ : رَيِّثٌ. أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِىِّ :
لِيَهْنِىء
تُراثِى لامْرِىءٍ غيرِ ذِلَّةٍ
|
|
صَنابِرُ
أُحْدانٍ لَهُنَّ حَفِيفُ
|
سَرِيعاتُ
مَوْتٍ رَيِّثاتُ إِفاقةٍ
|
|
إِذا ما
حَمَلْنَ حَمَلْنَ حَمْلُهُنَّ خَفِيفُ
|
* واسْتَراثَهُ
: اسْتَبْطَأَه.
* ورَيَّثَ عَمّا كانَ عَلَيهِ : قَصَّرَ.
* ورَيَّثَ أَمْرَه : كذلك.
ونَظَرَ
القَنانِىُّ إِلى بعضِ أصحابِ الكِسائِىِّ ، فقالَ : « إِنَّه ليُرَيِّثُ النَّظَر » ، وفى بَعْضِ الرِّواياتِ : إِنَّه ليُرَيِّثُ إِلىَّ النَّظَرَ.
وما فَعَل كَذا
إِلا رَيْثَما فَعَلَ كذا.
وقال
اللِّحْيانِىُّ عن الكِسائِىِّ والأَصْمَعِىّ : ما قَعَدْتُ عندَه إِلّا رَيْثَ أَعْقِدُ شِسْعِى ، بغير « أَنْ ».
وأَنْشَد
الأَصْمَعِىُّ لأَعْشَى باهِلَةَ :
__________________
لا يَصْعُبُ
الأَمْرُ إِلّا رَيْثَ يَرْكَبُه
|
|
وكُلَّ
أَمْرٍ سِوَى الفَحْشاءِ يَأْتَمِرُ
|
وقَوْلُ
مَعْقِلِ بن خُوَيْلِدٍ :
لعَمْرُكَ
لَلْيَأْسُ غَيْرُ المُرِيثِ
|
|
(م) خَيْرٌ من الطَّمَعِ الكاذِبِ
|
يَجُوزُ أن
يكونَ أَراثَ : لُغَةً فى راثَ
، ويَجُوزُ أنْ يكونَ
أَرادَ « المُرِيثَ المَرْءَ » ، فحَذَفَ.
الثاء واللام والياء
ث ي ل
* الثِّيْلُ : وِعاءُ قَضِيب البَعِيرِ ، والتَّيْسِ والثَّوْرِ.
وقِيلَ : هو
القَضِيبُ نَفْسُه.
وقد يُقالُ فى
الإنْسانِ ، وأَصْلُه فى البعِيرِ.
* وبَعِيرٌ أَثْيَلُ : عَظِيمُ الثِّيلِ
، واسِعُه.
* والثِّيلُ : نَباتٌ لَهُ أُرُومَةٌ وأصْلٌ ، فإِذا كانَ قَصِيرًا
سُمِّىَ نَجْمًا.
* والثِّيلُ : حَشِيشٌ.
وقِيلَ : نبتٌ
يكونُ على شُطُوطِ الأَنْهارِ فى الرِّياضِ.
وقِيلَ : هو
ضَرْبٌ من الجَنْبَةِ ، يَنْبُتُ ببلادِ تَمِيم ، ويَعْظُمُ حتى تَرِبضَ الغَنَمُ
فى أدْفائِه ، قالَ أبُو حَنِيفَة : وَرَقُه كوَرَقِ البُرِّ ، إِلّا أَنّه
أَقْصَرُ ، ونَباتُه فَرْشٌ على الأَرْضِ ، يَذْهَب ذَهابًا بَعِيدًا ،
ويَشْتَبِكُ حَتّى يصيرَ عَلَى الأَرْضِ كاللُّبْدَةِ. وله عُقْدٌ كَثِيرةٌ ،
وأَنابيبُ قِصارٌ ، ولا يَكادُ يَنْبُتُ إِلا عَلَى ماءٍ ، أو فِى مَوْضِعٍ تحتَه
ماءٌ ، وهُوَ من النَّباتِ الذى يُسْتَدَلُّ بهِ على الماءِ.
* واحِدَتُه ثِيلَةٌ.
مقلوبه : ل ث ى
* اللَّثَى : شَىْءٌ يَسْقُطُ من السَّمُرِ. وهو شَجَرٌ قالَ :
نَحْنُ بَنُو
سُواءَةَ بنِ عامِرِ
|
|
أَهلُ
اللَّثَى والمَغْدِ والمَغافِرِ
|
وقِيلَ : اللَّثَى : شىءٌ تَنْضَحُه ساقُ الشَّجَرةِ ، أَبْيَضُ خاثِرٌ.
__________________
وقالَ أَبو
حَنِيفَةَ : اللَّثَى : ما رَقَّ من العُلُوكِ حَتَّى يَسِيلَ فيَجْرِىَ ،
ويَقْطُرَ.
* ولَثِيَت الشَّجَرَةُ
لَثًى ، فهى لَثِيَةٌ. وأَلْثَتْ
: خَرَجَ منها اللَّثَى.
* وأَلْثَيْتُ الرَّجُلَ : أَطْعَمْتُه اللَّثَى.
* وخَرَجْنا نَلْتَثِى : أَىْ نأْخُذُ
اللَّثَى.
* واللَّثَى أَيْضًا : شَبِيهٌ بالنَّدَى.
وقِيلَ : هو
النَّدَى نَفْسُه.
* ولَثِيَت الشَّجَرةُ : نَدِيَتْ.
* وأَلْثَتْ ما حَوْلَها : نَدَّتْه.
وقَوْلُه ـ أَنْشَدَه
ابنُ الأَعْرابِىِّ ـ :
*عَذْبُ اللَّثَى تَجْرِى عَلَيْه البَرْهَمَا*
يَعْنِى باللَّثَى رِيقَها.
ويُرْوَى « اللِّثَى » : جمع لِثَةٍ ، وقد تَقَدَّمَ.
* وامْرَأَةٌ لَثِيَةٌ ، ولَثْياءُ : يَعْرَقُ قُبُلُها ، وجَسَدُها.
* واللَّثَى : وَطْءُ الأَخْفافِ إِذا كانَ مع ذَلك نَدًى من ماءٍ أو
دَمٍ ، قالَ :
*بهِ من لَثَى أَخْفافِهِنَّ نَجِيعُ*
* ولَثِىَ الوَطْبُ لَثًى
: اتَّسَخَ.
* واللَّثَى : اللَّزِجُ من دَسَم اللَّبَنِ ، عن كُراعٍ.
* اللَّثاةُ : اللهاةُ.
* واللَّثَاةُ ، واللِّثَةُ : شَجرةٌ مثلُ السِّدْرِ.
* واللِّثَةُ : مَغْرِزُ الأَسْنانِ.
* وجمعها : لِثًى ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ.
وإنَّما
قَضَيْنا على هذا البابِ بالياءِ ؛ لأَنَّها لامٌ.
مقلوبه : ل ي ث
* اللَّيْثُ : الشِّدَّةُ ، والقُوَّةُ.
__________________
* ورَجُلٌ مِلْيَثٌ : شَدِيدُ العارِضَةِ.
وقيل : شَدِيدٌ
قَوِىٌّ.
* واللَّيْثُ : الأَسَدُ.
والجمعُ : لُيُوثٌ.
* وإِنّه
لبَيِّنُ اللِّياثَةِ.
* واللَّيْثُ : الشُّجاعُ ، بَيِّنُ اللُّيُوثَةِ ، وأُراهُ على التَّشْبِيه ، وكذلِكَ الأَلْيَثُ.
* وتَلَيَّثَ ، واسْتَلْيَثَ
، ولَيَّثَ : صارَ
كاللَّيْثِ.
* ولايَثَه : زَايَلَه مُزايَلَة
اللَّيْثِ.
* واللَّيْثُ : العَنْكَبُوت.
وقِيلَ :
الَّذِى يَأْخُذُ الذُّبابَ ، وهو أصْغَرُ من العَنْكَبُوتِ.
* وأَلْيَثَ السَّخْبَرُ : اشْتَعَل وَرَقًا.
وقِيلَ :
أَخْرَجَ زَهْرَه.
* واللَّيْثُ : أَنْ يَكُونَ فى الأَرْضِ يَبِيسٌ ، فيُصِيبَه مَطَرٌ
، فيَنْبُتَ ، فيكونَ نِصْفُه أَخْضَرَ ، ونِصْفُه أَبْيَضَ.
* ومَكانٌ مَلِيثٌ ، ومَلُوثٌ.
وكَذلكَ
الرَّأْسُ إِذا كانَ بعضُ شَعْرِه أَسْوَدَ ، وبَعْضُه أَبْيضَ.
* واللَّيْثُ : وادٍ مَعْرُوفٌ بالحِجازِ.
* وبَنُو لَيْثٍ : بَطْنٌ.
* وتَلَيَّثَ فلانٌ ، ولَيَّثَ
، ولُيِّثَ : صارَ
لَيْثِىَ العَصَبِيَّة
والهَوَى.
الثاء والنون والياء
ث ن ى
* ثَنَى الشَّىْءَ
ثَنْيًا : رَدَّ
بَعضَه على بَعْضٍ.
وقد تَثَنَّى ، وانْثَنَى.
* وأَثْناءُه ، ومَثانِيه
: قُواهُ وطاقاتُه.
واحِدُها : ثِنْىٌ ، ومَثْناةٌ ، ومِثْناةٌ ، عن ثَعْلَبٍ.
* وثِنْىُ الحَيَّةِ : انْثِناؤُها. وهُو أَيْضًا : ما تَعَوَّجَ مِنها إِذا تَثَنَّتْ.
* والجَمْعُ : أَثْناءٌ.
واسْتَعارَه
غَيْلانُ الرَّبَعِىُّ لِلَّيْلِ ، فقالَ :
حَتّى إِذا
شَقَّ بَهِيمَ الظَّلْماءْ
|
|
وساقَ
لَيْلاً مُرْجَحِنَ الأَثْناءْ
|
وهُوَ عَلَى
القَوْلِ الآخَرِ اسْمٌ.
* وأَثْناءُ الوادِى : مَعاطِفُه ، وأَجْراعُه.
وقولُه :
فإِنْ عُدَّ
مَجْدٌ أَو قَدِيمٌ لمَعْشَر
|
|
فقَوْمِى بهم
تُثْنَى هُناكَ الأَصابِعُ
|
يعنِى أَنَّهُم
الخِيارُ المَعْدُودُونَ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ ؛ لأَنَّ الخيارَ لا
يَكْثُرُونَ.
* وشاةٌ ثانِيَةٌ ، بَيِّنَةُ
الثِّنْى : تَثْنِى عُنُقَها لِغيرِ عِلَّةٍ.
* وثَنَى رِجْلَه عن دابَّتِه : ضَمَّها إِلى فَخِذِه ، فنَزَل.
* والاثْنانِ : ضِعْفُ الواحِدِ.
فأَمّا قَوْلُه
عَزَّ وجَلّ : (لا تَتَّخِذُوا
إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ) [النحل : ٥١] فمن التَّطَوُّع المُشامِ للتَّوكِيدِ ؛ وذلك لأَنَّه قد
غَنِىَ بقَوْلِه : (إِلهَيْنِ) عن اثْنَيْنِ
فدَلَّنا أَنَّ
فائدَتَه التوكيدُ ، والتَّشْدِيدُ.
ونظيرُه قولُه
تَعالَى : (وَمَناةَ الثَّالِثَةَ
الْأُخْرى) [النجم : ٢٠]. أكَّدَ بقَوْلِه : (الْأُخْرى).
وقولُه تعالَى
: (فَإِذا نُفِخَ فِي
الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) [الحاقة : ١٣]. فأكَّدَ بقولِه « واحِدَةٌ ».
والمُؤَنِّث الثَّنْتانِ ، تاؤُه مُبْدَلَةٌ من ياء ، ويَدُلُّ على أَنَّه من
الياءِ أَنَّه من ثَنَيْتُ
؛ لأَنَّ الاثْنَيْن
قد ثُنِىَ أَحَدُهُما إلى صاحِبِه. وأَصْلُه ثَنَىٌ ، يَدُلُّكَ على ذلك جَمْعُهم إِيّاه على أَثْناءٍ ، بمَنْزِلَة أَبْناءٍ ، وآخاءٍ ، فنَقَلُوه من فَعَلٍ
إلى فِعْلٍ ، كما فَعَلُوا ذلك فى بِنْتٍ.
وليسَ فى
الكَلامِ تاءٌ مُبْدَلَةٌ من الياءِ فى غير افْتَعَلَ إِلّا فِيما حكاهُ
سِيبَوَيْهِ من قَوْلِهم : « أَسْنَتُوا » ، وما حَكاهُ أَبُو عَلىٍّ من قَوْلِهم
: « ثِنْتانِ ».
وقولُه تعالى :
(فَإِنْ كانَتَا
اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ) [النساء : ١٧٦]. إِنَّما الفائِدةُ فى قَوْلِه : اثْنَتَيْنِ بعد قولِه : (كانَتَا). تَجَرُّدُهما من مَعْنَى الصِّغَرِ والكِبَرِ ،
وإِلَّا فقَدْ عُلِمَ أَنَّ الأَلِفَ فى (كانَتَا) وغيرِها من الأَفْعالِ علامَةٌ للتَّثْنِيَةِ.
* وثَنَّى الشَّىْءَ : جَعَلَه اثْنَيْن.
__________________
* واتَّنَى ،
افْتَعَلَ منه ، أصلُه اثْتَنَى ، فقُلِبَت الثّاءُ تاءً ؛ لأَنَّ الثاءَ أُخْتُ
التاءِ فى الهَمْسِ ، ثم أُدْغِمَت فِيها. قال :
بَدَا بأَبِى
ثُمّ اتَّنَى ببَنِى أَبِى
|
|
وثَلَّثَ
بالأَدْنَيْنَ ثَقْف المَحالِبِ
|
هذا هو
المَشْهُورُ فى الاسْتِعمالِ ، والقَوِىُّ فى القِياسِ. ومِنْهُم من يَقْلِب تاءَ
افْتَعَل ثاءً ، فيَجْعَلُها من لَفْظِ الثاء قَبْلَها ، فيَقُول : « اثَّنَى » ، واثَّرَدَ ، واثَّأَرَ ، كما قالَ بعضُهم فى :
اذْدَكَر (ادَّكَرَ)
. وفى « اصْطَلَحُوا » « اصَّلَحُوا ».
وهذا ثانِى هذا : أَى الَّذِى شَفَعَه ، ولا يُقالُ : ثَنَيْتُه. إِلّا أَنَّ أَبا زَيْدٍ قال : هو واحِدٌ فاثْنِه ، أَى
: كُنْ له ثانِيًا.
* وحكَى ابنُ
الأَعْرابِىّ أَيضًا : فلانٌ لا
يَثْنِى ولا يَثْلِثُ ،
أَى : هو رَجُلٌ كَبِيرٌ ، فإِذا أَرادَ النُّهُوضَ لم يَقْدِرْ فى مَرَّةٍ ، ولا
فِى مَرَّتَيْن ، ولا فى الثّالِثَة.
* وشَرِبْتُ أَثْناءَ القَدَحِ ، وشَرِبْتُ اثْنَىْ
هذا القَدَح : أَى اثْنَيْن مِثْلَه. وكذلك : شَرِبْتُ اثْنَىْ مُدِّ البَصْرَةِ ، واثْنَيْنِ
بمُدِّ البَصْرَةِ.
* وثَنَّيْتُ الشىءَ : جَعَلْتُه اثْنَيْن.
* وجاءَ
القَوْمُ مَثْنَى ، وثُناءَ ، وكَذلك النِّسْوَةُ ، وسائرُ الأَنْواعِ : أَى
اثْنَيْنِ اثْنَيْن ، وثِنْتَيْن ثِنْتَيْن.
وقولُه ـ أَنْشَدَه
ابنُ الأَعْرابِىِّ ـ :
فما حَلَبَتْ
إِلا الثُّلاثَةَ والثُّنَى
|
|
ولا
قُيِّلَتْ إِلّا قَرِيبًا مَقَالُها
|
قالَ : أَرادَ
بالثُّلاثَة : الثَّلاثَةَ من الآنِيَةِ ، وبالثُّنَى
: الاثْنَيْنِ.
وقَوْلُ
كُثَيِّرِ عَزَّةَ :
ذكَرْتَ
عَطاياهُ ولَيْسَتْ بحُجَّةٍ
|
|
عليكَ ولكن
حُجَّةٌ لكَ فاثْنِنِ
|
قِيلَ فى
تَفْسِيرِه : أَعْطِنِى مَرَّةً ثانِيَةً ، ولم أَرَهُ فى غيرِ هذِا الشِّعرِ.
* والاثْنانِ : من أَيَّامِ الأُسْبُوع ؛ لأَنَّ الأَوَّلَ عندهم
الأَحَدُ.
والجمع : أَثناء ، وحكى المُطَرِّزُ عن ثَعْلَبٍ أَثانِين.
__________________
وحَكَى
سِيبَوَيْهِ عن بعضِ العَرَبِ : اليوم الثِّنَى. وقال : أَمّا قَوْلُهم : « الاثْنانِ ». فإِنَّما هُو
اسمُ اليَوْمِ ، وإِنَّما أوقَعَتْه العَرَبُ على قَوْلِكَ : « اليومُ يَوْمان » و
« اليَوْمُ خَمْسَةَ عَشَرَ من الشَّهْرِ » ولا
يُثَنَّى ، والَّذِين
قالُوا : « أَثْناء » جاءُوا به عَلَى الإثْنِ ، وإن لم يُتَكَلَّمْ به ،
وهو بمَنْزِلَةِ الثُّلاثاءِ ، والأَرْبعاءِ ، يَعْنِى أَنه صارَ اسْمًا غالبًا.
قالَ
اللِّحْيانِىُّ : وقد قالُوا ـ فى الشِّعِر : « يومُ اثْنَيْنِ » بغير لامٍ. وأَنْشَدَ لأَبِى صَخْرٍ الهُذَلِىِّ :
أَرائِحٌ
أَنْتَ يَوْمَ اثْنَيْنِ أَم غادِى
|
|
ولَمْ
تُسَلِّم عَلَى رَيْحانَةِ الوادِى
|
قالَ : وكانَ
أُبو زِيادٍ يَقُول : « مَضَى الاثْنانِ
بما فِيه » ،
فيُوَحِّدُ ويُذَكِّرُ ، وكَذا يَفْعَلُ فى سائِرِ أَيّامِ الأُسْبُوع كُلِّها ،
وكان يُؤَنِّثُ الجُمُعَةَ.
وكانَ أَبُو
الجَرّاحِ يَقُولُ : « مَضَى السَّبْتُ بما فِيه ، ومَضَى الأَحَدُ بِما فِيه ،
ومَضَى الاثْنانِ بما فِيهِما ، ومَضَى الثُّلاثاءُ بما فِيهِنَّ ، ومَضَى
الأرْبعاءُ بما فِيهِنَّ ، ومَضَى الخَمِيسُ بما فِيهِنَّ ، ومَضَت الجُمُعَةُ بما
فِيها ». كانَ يُخْرِجُها مُخْرَجَ العَدَدِ.
قال ابنُ
جِنِّى : اللّامُ فى « الاثْنَيْن
» غير زائدةٍ ، وإِنْ
لم يَكُنِ « الاثْنانِ » صِفَةً ، قال أَبُو العَبّاسِ : إِنّما جازَ دُخُول
اللّامِ عليهِ ؛ لأَنَّ فيه تَقْدِيرَ الوَصْفِ ، أَلا تَرَى أَنَّ مَعْناهُ
اليَوْمُ الثّانِى؟ وكذلك أَيضًا اللامُ فى الأَحَدِ ، والثُّلاثاءِ ،
والأَرْبعاءِ ، ونحوِها ؛ لأَنَّ تَقْدِيرَها الواحدُ ، والثانِى ، والثالِثُ ،
والرابعُ ، والخامِسُ ، والجامعُ ، والسّابِتُ.
والسَّبْتُ :
القَطْعُ ، وقيل : إِنّما سُمِّىَ بذلك لأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ) ، أَوَّلُها الأحدُ ، وآخِرُها الجُمُعَةُ ،
فأَصْبَحَتْ يومَ السَّبتِ مُنْسَبِتَةً ، أَى : قد تَمَّتْ ، وانْقَطَعَ العَمَلُ
فيها.
وقِيلَ :
سُمِّىَ بذلِك لأَنَّ اليَهُودَ كانُوا يَنْقِطِعُون فيه عن تَصَرُّفِهِم. ففِى
كلا القَوْلَيْنِ مَعْنَى الصِّفَةِ مَوْجُودٌ.
وحَكى ثَعْلَبٌ
عن ابنِ الأَعْرابىِّ : « لا تكُنْ اثْنَوِيّا » أَى : مِمَّنْ يَصُومُ الاثْنَيْن وَحْدَه.
* والمَثانِى ـ من أَوْتَارِ العُودِ ـ : الذى بعد الأَوّل ، واحدها :
مَثْنًى.
* والمثانِى ـ من القُرْآن ـ : ما
ثُنِّىَ مَرَّةً بعدَ
مَرَّةٍ.
وقِيل :
فاتحِةُ الكِتَابِ ، قالَ ثَعْلبٌ : لأَنَّها
تُثَنَّى مع كُلِّ
سُورةٍ.
وقِيلَ : المَثانِى : سُوَرٌ أوَّلُها البَقَرَةُ ، وآخِرُها بَراءَةٌ.
__________________
وقِيلَ : ما
كانَ دُونَ المِئينَ.
وقِيلَ :
القرآنُ كُلُّهُ.
وقول حَسّانَ ـ
أنشده ثَعْلَبٌ ـ :
مَنْ
للقَوافِى بعدَ حَسّانَ وابْنِه
|
|
ومَنْ
للمَثانِى بعدَ زَيْدِ بنِ ثابتِ
|
يَدُلُّ
عَلَيْهِ.
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : التَّثْنِيةُ : أَنْ يفوزَ قِدْحُ رَجُلٍ منهم ، فيَنْجُوَ ويَغْنَمَ
، فيُطْلَبَ إليهم أَنْ يُعِيدُوه عَلَى خطارٍ ، والأَوَّلُ أَقْيَسُ ، وأَقْرَبُ
إِلى الاشْتِقاقِ.
وقِيلَ : هو ما
اسْتُكْتِبَ من غيرِ كِتابِ اللهِ.
* ومَثْنَى الأَيادِى : أَنْ يَأْخُذَ القِسْمَ مَرَّةً بعدَ
مَرَّةٍ.
وقِيلَ : هى
الأَنْصِباءُ التى كانتْ تَفْضُلُ من الجَزُورِ ، فكانَ الرَّجُلُ الجَوادُ
يَشْتَرِيها ، فيُطْعِمُها الأَبْرامَ ، وهم الَّذِينَ لا يَيْسِرُونَ ، هذا قولُ
أَبى عُبَيْدٍ.
* وناقَةٌ ثِنْىٌ : إِذا وَلَدَتِ اثْنَيْنِ.
وقِيلَ : إِذا
وَلَدَتْ بَطْنًا واحِدًا ، والأَوَّلُ أَقْيَسُ.
* وجَمْعُها : ثِناءٌ ، كظِئْرٍ وظُؤارٍ.
* وثِنْيُها : وَلَدُها.
واسْتَعارَهُ
لَبِيدٌ للمَرْأَةِ ، فقالَ :
لَيَالِىَ
تحتَ الخِدْرِ ثِنْىُ مُصِيفَة
|
|
من الأُدْمِ
تَرْتادُ الشُّرُوجَ القَوابِلَا
|
والجمعُ : أَثْناءٌ. قال :
*قامَ إِلى حَمْراءَ من أَثْنائِها*
قالَ أَبُو
رِياشٍ : ولا يُقالُ بعدَ هذا شَىْءٌ مشتقّا.
* والثَّوانِى : القُرونُ الَّتِى بعد الأَوائل.
* والثِّنَى فى الصَّدَقَةِ : أَن تُؤْخَذَ فى العامِ مَرَّتَيْنِ.
__________________
ويُرْوَى عن
النَّبىِّ صلىاللهعليهوسلم أنَّه قالَ : « لا
ثِنَى فى الصَّدَقَةِ
» .
والثِّنَى : هو أَنْ تُؤْخَذَ ناقَتانِ فى الصَّدَقةِ مكانَ
واحِدَةٍ.
* والمَثْناةُ ، والمِثْناةُ : حَبْلٌ من صُوفٍ أَو شَعَرٍ.
وقِيلَ : هو
الحَبْلُ من أَىِّ شىءٍ كانَ.
وقالَ ابنُ
الأَعْرابِىِّ : المَثناةُ بالفَتْحِ : الحَبلُ.
وعقَلْتُ
البَعِيرَ بِثنايَيْن غَيْرَ مَهموزٍ ؛ لأَنَّه لا واحِدَ لَه : إِذا عَقَلْتَ
يَدَيْهِ جَمِيعًا بحَبْلٍ ، أو بطَرَفَىْ حَبْلٍ.
قالَ
سِيبَوَيْهِ : سأَلْتُ الخَلِيلَ عن الثِّنايَيْنِ
، فقالَ : هو
بمَنْزِلَةِ النِّهايَةِ ؛ لأَنَّ الزِّيادَةَ فى آخِرِه لا تُفارِقُه ،
فأَشْبَهَت الهاءَ. قالَ : ومن ثَمَّ قالُوا : مِذْرَوانِ ، فجاءُوا بهِ على
الأَصْلِ ؛ لأَنَّ الزِّيادَةَ لا تُفارِقُه.
قالَ
سِيبَوَيْهِ : وسأَلْتُ الخَلِيلَ ـ رحمهالله ـ عن قَوْلِهم : « عَقَلْتُه بثِنايَيْنِ وهِنايَيْنِ » لِمَ لَمْ يَهْمِزُوا؟ فقالَ : تَركُوا
ذلِكَ حيثُ لم يُفْرَد الواحِدُ.
وقالَ ابنُ
جِنِّى : لو كانَتْ ياءُ التَّثْنِيَةِ إِعْرابًا ، أو دَليلَ إِعرابٍ ؛ لوَجَبَ
أَن تُقْلَبَ الياءُ التى بعدَ الأَلِفِ هَمْزَةً ، فيُقالُ : عَقَلْتُه
بثِناءَيْنِ ، وذلِكَ لأَنَّها ياءٌ وَقَعَتْ طَرَفًا بعدَ أَلِفٍ زائِدة ،
فجَرَتْ مَجْرَى ياءِ رِداءٍ ورِماء ، وظِباء.
* وعَقَلْتُه بثِنْيَيْنِ : إِذا عَقَلْت يَدًا واحِدَةً بعُقْدَتَيْن.
* والثِّنَى من الرِّجالِ : بعدَ السَّيِّدِ ، وهو الثُّنْيانُ قالَ :
تَرَى
ثِنانَا إِذا ما جاءَ بَدْأَهُم
|
|
وبَدْؤُهُمْ
إِن أَتانَا كان ثُنْيانَا
|
* ورَجُلٌ ثُنْيان : لا رَأْىَ لَهُ ولا عَقْل.
* ورَأْىٌ ثُنْيانٌ : غَيْرُ سَدِيدٍ.
* ومَضَى ثِنْىٌ من اللَّيْلِ : أَى وَقْتٌ ، عن اللِّحْيانِى.
* والثَّنِيَّةُ من الأَضْراسِ : أَوَّلُ ما فى الفَمِ. وللإنسان ،
والخُفِّ والسَّبُعِ ثَنِيَّتانِ
من فَوْقُ ، وثَنِيَّتانِ من أَسْفَلَ.
__________________
* والثَّنِىُ من الإبِلِ : الَّذِى يُلْقِى ثَنِيَّتَه ؛ وذلِكَ فى السّادِسَةِ.
ومن الغَنَمِ :
الدّاخِلُ فى السَّنَةِ الثانِية ، تَيْسًا كانَ أو كَبْشًا.
وقِيلَ
لابْنَةِ الخُسِّ : هل يُلْقِحُ الثَّنِىُ؟ قالَتْ : وإِلْقاحُه أَنِىُّ ، أَى : بَطِىءٌ.
* والأُنْثَى ثَنِيَّةٌ.
* والجَمْعُ من
ذلك كُلِّه : ثِناءٌ ، وثُناءٌ ، وثُنْيانٌ. وحكى سِيبَوَيْهِ ثُن.
قال ابنُ
الأَعْرابِىِّ : ليسَ قَبْلَ الثَّنِىِ
اسمٌ يُسَمَّى ، ولا
بَعْدَ البازِلِ اسمٌ يُسَمَّى.
* وأَثْنَى البَعِيرُ : صارَ ثَنِيّا.
وقيلَ : كُلُّ
ما سَقَطَتْ ثَنِيَّتُه من غَيْرِ الإنسانِ : ثَنِىٌ.
* والظَّبْىُ ثَنِىٌ بعدَ الإجْذاع ، ولا يزالُ كذلِكَ حَتَّى يَمُوتَ.
* والثَّنِيَّةُ : الطَّرِيقَةُ فى الجَبَلِ كالنّقْبِ.
وقيلَ :
الطَّريقَةُ إلى الجَبَل.
وقِيلَ : هى
العَقَبَةُ.
وقِيلَ : هى
الجَبَلُ نَفْسُه.
* والثَّناءُ : ما تَصِفُ به الإنْسانَ من مَدْحٍ أو ذَمٍّ ؛ وخَصَّ
بَعْضُهم به المَدْحَ. وقد
أَثْنَيْتَ عليه.
وقَوْلُ أَبِى
المُثَلَّمِ الهُذَلِىِّ :
يا صَخْرُ
إِن كُنْتَ تُثْنِى أَنَّ سَيْفَكَ مَشْ
|
|
(م) قُوقُ الخَشِيبَةِ لا نابٍ ولا عَصِلُ
|
مَعْناهُ :
تَمْتَدِحُ ، وتَفْتَخِرُ ؛ فحَذَف وأَوْصَلَ.
* وثِناءُ الدّارِ : فِناؤُها. قالَ ابنُ جِنِّى : ثِناءُ الدارِ وفِناؤُها أَصْلانِ ؛ لأَنَ الثِّناءَ من : ثَنَى
يَثْنِى ؛ لأَنَّ
هُناكَ تَنْثَنىِ عن الانْبِساطِ ، لمجىءِ آخِرِها ، واسْتِقْصاءِ حُدُودِها ؛
وفِناؤُها من : فَنِىَ يَفْنَى ؛ لأَنَّكَ إِذا تَناهَيْتَ إِلى أَقْصَى حُدُودِها
فَنِيَتْ.
فإِن قُلْتَ :
هَلَّا جَعَلْتَ إِجْماعَهُم على أَفْنِيَةٍ ، بالفاءِ ، دَلالةً علَى أَنَّ
الثاءَ فى ثِناءٍ بَدَلٌ من فاءِ فِناء ، كما زَعَمْتَ أَنَّ فاءَ «
جَدَفٍ » بدلٌ من ثاءِ « جَدَثٍ » لإجْماعِهم عَلَى أَجْداثٍ؟
فالفَرْقُ
بَيْنَهُما وجُودُنا
لثِناءٍ من
الاشْتِقاقِ ما وَجَدناهُ لفِناءٍ ، أَلا تَرَى أَنَّ الفِعْلَ يَتَصَرَّفُ منهما
جَمِيعًا؟ ولَسْنا نَعْلَمُ لجَدَفٍ بالفاءِ تَصَرُّفَ جَدَثٍ. فلذلِك قَضَيْنا
بأَنَّ الفاءَ بدَلٌ من الثّاءِ ،
__________________
وجَعَلَهُ أَبو عُبَيْدَةَ فى المُبْدَلِ.
* واسْتَثْنَيْتُ الشىءَ من الشَّىءِ : حاشَيْتُه.
* والثَّنِيَّةُ : النَّخْلَةُ المُسْتَثْناةُ من المُساوَمَةِ.
* وحِلْفَةٌ
غَيْرُ ذاتِ مَثْنَوِيَّةٍ : أَى غَيْرُ مُحَلَّلَةٍ.
* والثُّنْيا ، والثُّنْوَى
: ما اسْتَثْنَيْتَه ، قُلِبَتْ ياؤُه واوًا للتَّصْرِيف ، وتَعْوِيضِ الواوِ
من كَثْرَةِ دُخُولِ الياءِ عليها ، وللفَرْقِ أَيضًا بين الاسْمِ والصِّفَةِ.
وقولُه ـ أَنْشَدَه
ثَعْلَبٌ ـ :
مُذَكَّرَة
الثُّنْيا مُسانَدَة القَرَى
|
|
جُمالِيَّة
تَخْتَبُّ ثُمّ تُنِيبُ
|
فَسَّرَه فقالَ
: مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا ، يَعْنِى : أن رَأْسَها وقوائمَها تُشْبِهُ خَلْق
الذِّكارَةِ ، لم يَزِدْ عَلَى هذا شَيْئًا.
* والثَّنِيَّةُ : كالثُّنْيَا.
وفى حَدِيثِ
كَعْبٍ : « الشُّهَداءُ
ثَنِيَّةُ اللهِ فى
الأَرْضِ »
إِذا نُفِخَ فى
الصُّورِ فصَعِقَ الناسُ لم يَصْعَقُوا ـ فكأَنَّهُم مُسْتَثْنَوْنَ من
الصَّعْقَيْن. التَّفْسِيرُ للهَرَوِىِّ فى الغَرِيبَيْن.
* ومَضَى ثِنْىٌ من اللَّيْلِ : أَى ساعَةٌ ، حُكِىَ ذَلك عن ثَعْلبٍ.
مقلوبه : ن ث ى
* النَّثَا : ما أَخْبَرْتَ به عن الرَّجُلِ من حَسَنٍ أو قَبِيحٍ.
وتَثْنِيَتُه نَثَيانِ ، ونَثَوانِ.
* والنُّثاءَةُ ، مَمْدُودٌ : مَوْضِعٌ بعَيْنِه.
وإِنَّما
قَضَيْنا بأَنَّها ياءٌ ؛ لأَنَّها لامٌ ، ولَمْ نَجْعَلْه من الهَمْزِ ، لعَدَم (ن
ث أ).
الثاء والفاء والياء
ث ف ى
* ثَفَاهُ يَثْفِيهِ : تَبِعَه.
* والأُثْفِيَّةُ : ما توضَعُ عليهِ القِدْرُ.
__________________
* والجَمْعُ : أَثافِىُ ، وأَثاثِىّ
، الأَخِيرَةُ عن
يَعْقُوب. قالَ : والثّاءُ بَدَلٌ من الفاءِ.
* وثَفَّى القِدْرَ ، وأَثْفَاهَا : جَعَلَها عَلَى الأَثافِىّ.
وقَوْلُ خِطامٍ
المُجاشِعِىِّ :
*وصالِياتٍ ككَما يُؤَثْفَيْنْ*
جاءَ به على
الأَصْلِ ضَرُورَةً ، ولَوْلَا ذلِك لَقالَ : يُثْفَيْن.
* و « رَماهُ
بثَالِثَةِ الأَثافِىّ » : يَعْنِى الجَبَلَ ؛ لأَنَّه يُجْعَلُ صَخْرَتانِ
إِلى جانِبه ، ويُنْصَبُ عليه وعَلَيْهِما القِدْرُ ، فمَعْناه : رَماهُ اللهُ بما
لا يَقُومُ لَه ، وقد تَقَدَّم.
* وثُفِّيَت المَرْأَةُ : إِذا كانَ لزَوْجِها امْرَأَتانِ سِواهَا ،
وهى ثالِثَتُهما ، شُبِّهَت بأَثافِىِّ القِدْرِ.
وقِيلَ : المُثَفّاةُ : التى يَمُوتُ لَها الأَزْواجُ كَثِيرًا.
وكذلِكَ
الرَّجُلُ المُثَفَّى.
وقِيلَ : المُثَفّاةُ : الَّتِى ماتَ لها ثَلاثَةُ أَزْواجٍ.
* والمُثَفِّى : الَّذِى ماتَ له ثَلاثُ نِسْوَةٍ.
* وأُثَيْفِياتٌ : مَوْضِعٌ. قالَ الرّاعِى :
دَعَوْنَ
قُلُوبَنا بأُثَيْفِيات
|
|
فأَلْحَقْنَا
قَلائِصَ يَعْتَلِينَا
|
حَكَى
الفارِسىّ عن أَبِى زَيْدٍ : وَثَفَه : مثل ثَفاهُ ، وبذلِك اسْتَدَلّ على أَن
أَلِفَ ثَفا واوٌ ، وإن كانَت تلك فاءً ، وهذه لامًا ، وهو مما يَفْعَلُ هذا
كثيرًا ، إِذا عَدِمَ الدَّليلَ من ذاتِ الشَّىءِ.
مقلوبه : ي ف ث
* يافِثُ ، من أَبْناءِ نُوحٍ.
* وأَيافِث : مَوْضِعٌ باليَمَنِ ، كأَنَّهُم جَعَلُوا كل جُزْءٍ
منه أَيْفَثَ ، اسمًا لا صِفَةً.
الثاء والباء الياء
ث ب ى
* الثُّبَةُ : العُصْبَةُ من الفُرْسانِ.
والجمعُ : ثُباتٌ ، وثُبُونَ
، وثِبُون ، على حَدِّ ما يَطَّرِدُ فى هذا النَّحْوِ.
__________________
* وتَصْغِيرُها
: ثُبَيَّةٌ.
* والثُّبَةُ ، والأُثْبِيَّةُ : الجَماعَةُ من النّاسِ.
* والجَمْعُ : أَثابِىُ ، وأَثابِيَةٌ ، الهاءُ فِيها بدَلٌ من الياءِ الأَخِيرِة.
* وثَبَّيْتُ الشَّىءَ : جَمَعْتُه ثُبَةً
ثُبَةً. قالَ :
هَلْ
يَصْلُحُ السَّيْفُ بغَيْرِ غِمْدِ
|
|
فثَبِّ ما
سَلَّفْتَهُ من شُكْدِ
|
أَى : فَأَضِفْ
إِليهِ غَيْرَهُ ، واجْمَعْهُ.
وقولُه :
كم لى من ذِى
تُدْرَإٍ مِذَبِ
|
|
أَشْوَسَ
أَبّاءٍ عَلَى المُثَبِّى
|
إِنّما أَرادَ
الَّذِى يَعْذُلُه ، ويُكْثِرُ لَوْمَه ، ويَجْمَعُ له العَذْلَ من هُنا ومن هُنا.
* وثَبَّيْتُ الرَّجُلَ : مَدَحْتُه ، وأَثْنَيْتُ عليه فى حَياتِه.
وهُوَ من ذلك ؛ لأَنَّه جَمْعٌ لمحَاسِنِه ، وحَشْدٌ لَمناقِبهِ.
* والتَّثْبيَةُ : الدَّوامُ عَلَى الشَّىْءِ.
* والتَّثْبِيَةُ : أَنْ تفعلَ مِثْلَ فِعلِ أَبِيكَ. أَنْشَدَ ابن
الأَعرابىِّ :
أُثَبِّى فى
البِلادِ بذِكْرِ قَيْس
|
|
ووَدُّوا لو
تَسُوخُ بى البِلادُ
|
ولا أَدْرِى ما
وَجْهُ هذا؟ وعِنْدِى أَنَ أُثَبِّى
هاهُنا أُثْنِى.
* وتَثَبَّيْتُ المالَ : حَفِظْتُه ، عن كُراع.
وقَوْلُ
الفِنْدِ الزِّمّانِىِّ ـ أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِىِّ :
تَرَكْتُ
الخَيْلَ من آثا
|
|
رِ رُمْحِى
فى الثُّبَى العالِى
|
تَفادَى
كتَفادِى الوَحْ
|
|
(م) شِ من أَغْضَفَ رِئْبالِ
|
__________________
قال : الثُّبَى العالِى : من مَجالِسِ الأَشْرافِ. وهذا غَرِيبٌ نادِرٌ
، لم أَسْمَعْهُ إِلّا فى شِعْر الفِنْدِ.
* والأُثْبِيَةُ : الجَماعَةُ ، كالثُّبَةِ.
وإِنّما
قَضَيْنا على ما لم تَظْهَرْ فيه الياءُ من هذا البابِ بالياءِ ؛ لأَنَّها لامٌ.
وجَعَلَ ابنُ
جِنِّى هذا البابَ كُلَّه من الواوِ ، واحْتَجّ بأَنَّ أكثرَ ما ذَهَبَتْ لامُه
إِنّما هُو من الواوِ ، نحو : أَبٍ ، وغَدٍ ، وأَخٍ ، وهَنٍ ـ وسيَأْتِى فى الواو.
مقلوبه : ث ي ب
* الثَّيِّبُ من النِّساءِ : الَّتِى فارَقَتْ زَوْجَها بأَىِّ وَجْهٍ
كانَ.
قالَ صاحِبُ
العَيْنِ : ولا يُقالُ ذلِكَ للرَّجُلِ ، إِلَّا أَنْ يَقُول : وَلَدُ الثَّيِّبَيْنِ ، ووَلَدُ البِكْرَيْنِ.
وقال
الأَصْمَعِىُّ : امْرَأَةٌ
ثَيِّبٌ ، ورَجُلٌ ثَيِّبٌ : إِذا كانَ قَدْ دُخِلَ بهِ ، أَو دُخِلَ بِها.
* وقد ثُيِّبَتْ هىَ.
* وهِىَ مُثَيَّبٌ.
* وثِيبانُ : اسمُ كُورَة.
مقلوبه : ب ي ث
* باثَ التُّرابَ بَيْثًا ، واسْتَباثَه
: اسْتَخْرَجَه. قالَ
أَبُو المُثَلَّمِ ـ وعَزاهُ أَبو عُبَيْدٍ إِلى صَخْرِ الغَىِّ ، وهُوَ سَهْوٌ ـ :
لَحَقُّ بَنِى
شِعَارَةَ أَن يَقُولُوا
|
|
لصَخْرِ
الغَىِّ ماذَا تَسْتَبِيثُ؟!
|
* وباثَ
المكانَ بَيْثًا : إِذا حَفَرَ فيه ، وخَلَطَ فِيه تُرابًا.
* وحاثِ باثِ ـ مَبْنِىٌّ على الكَسْرِ ـ : قُماشُ النّاسِ.
الثاء والميم والياء
م ي ث
* ماثَ الشَّىْءَ
مَيْثًا : مَرَسَه.
* ومِثْتُ المِلْحَ فى الماءِ : أَذَبْتُه ، وكذلِكَ الطِّين.
وقد انْماثَ.
__________________
* والمَيْثَاءُ : الرَّمْلَةُ السَّهْلَةُ ، والرابِيَةُ الطَّيِّبَةُ.
* والمَيْثَاءُ : التَّلْعَةُ التى تَعْظُمُ حَتَّى تَكُونَ مثلَ
نِصْفِ الوادِى ، أَو ثُلُثَيْه.
* ومَيَّثَ الرَّجُلَ : ذَلَّلَه.
* ومَيَّثهُ : لَيَّنَةُ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ ، وأَنْشَدَ
لمُتَمِّمٍ :
وذُو الهَمِّ
تُعْدِيه صَرِيمَةُ أَمْرِه
|
|
إِذا لَمْ
تُمَيِّثْه الرُّقَى وتُعادِلِ
|
* ومَيَّثَه
الدَّهْرُ : حَنَّكَه
، وذَلَّلَه.
* والامْتِياثُ : الرَّفاهِيَةُ ، ولِينُ العَيْشِ.
* ومَيْثَاءُ : اسمُ امْرَأَةٍ. قالَ الأَعْشَى :
لِمَيْثاءَ
دارٌ قَدْ تَعَفَّتْ طُلُولُها
|
|
عَفَتْها
نَضِيضَاتُ الصَّبَا فمَسِيلُها
|
الثاء والراء والواو
ث ر و
* الثَّرْوَةُ : كَثْرَةُ العَدَدِ من النّاسِ والمالِ. يُقال : ثَرْوَةُ رِجالٍ ، وثَرْوَةُ مالٍ.
* والفَرْوَةُ
: كالثَّرْوَةِ ، فاؤُه بَدَلٌ من الثّاء.
* والثَّراءُ : المالُ الكَثِيرُ. قالَ حاتمٌ :
وقَدْ عَلِمَ
الأَقْوامُ لَوْ أَنَّ حاتِمًا
|
|
أَرادَ
ثَراءَ المالِ كانَ لَهُ وَفْرُ
|
* وثَرَا القَوْمُ ثَراءً : كَثُرُوا ونَمَوْا.
* وثَرَى ، وأَثْرَى
، وأَفْرَى : كَثُرَ
مالُه.
* وثَرَى المالُ نَفْسُه يَثْرُو : كَثُرَ.
* وثَرَوْنَاهُم : كُنّا أكْثَرَ مِنْهُم.
* ومالٌ ثَرِىٌ : كَثِيرٌ.
* ورَجُلٌ ثَرِىٌ ، وأَثْرَى
: كثيرُ المالِ. قالَ
:
فقَدْ كُنْتَ
يَخْشاكَ الثَّرِىُ ويَتَّقِى
|
|
أَذاكَ ،
ويَرْجُو نَفْعَك المُتَضَعْضِعُ
|
__________________
وقال
الكُمَيْتُ :
لكُمْ
مَسْجِدَا اللهِ المَزُورانِ والحَصَا
|
|
لكُم
قِبْصُهُ من بَيْنِ أَثْرَى وأَقْتَرَا
|
* والثَّرْوانُ
: الغَزيرُ ، وبه
سُمِّى الرَّجُلُ ثَرْوانَ
، والمَرْأَةُ ثُرَيَّا ، وهى تَصْغِيرُ
ثَرْوَى.
* والثُّرَيّا : من الكَواكِبِ ، سُمِّيَتْ بذلِك لغَزارَة نُوئِها.
وقِيلَ :
سُمِّيَتْ بذلِك لكَثْرَةِ كَواكِبِها مع صِغَر مَرْآتِها ، فكَأَنَّها كَثيرَةُ
العَدَدِ ، بالإضافَةِ إلى ضِيقِ المَحَلِّ ، لا يُتَكَلَّمُ به إلا مُصَغَّرًا ؛
وهو تَصْغِيرٌ عَلَى جِهَةِ التَّكْبِير.
* والثَّرْوَةُ : لَيْلَة يَلْتَقِى القَمَرُ والثُّرَيّا.
* والثُّرَيّا من السُّرُج : على التَّشْبِيهِ بالثُّرَيّا من النُّجُومِ.
وقالُوا : لا يُثْرِينا العَدُوُّ : أَى لا يَكْثُرُ قولُه فِينَا.
* وثَرِيتُ بفُلانٍ ، فأَنا
ثَرٍ بهِ ، وثَرِىٌ : أَى غَنِىٌّ عن الناسِ بهِ.
* وثَرِيثُ بهِ ثَرًا : فَرِحْتُ ، وسُرِرْتُ ، فى بَعْضِ اللُّغاتِ.
* والثُّرَيّا : ماءٌ مَعْرُوفٌ.
مقلوبه : ث و ر
* ثارَ الشَّىْءُ
ثَوْرًا ، وثُؤُورًا ، وثَوَرَانًا ، وتَثَوَّرَ : هاجَ. قال أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِىُّ :
يَأْوِى إلى
عُظْمِ الغَرِيف ، ونَبْلُه
|
|
كسَوامِ
دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ
|
وأَثَرْتُه ، وهَثَرْتُه على البَدَل ، وثَوَّرْتُه.
* وثَوْرُ الغَضَبِ : حِدَّتُه. ويُقالُ للغَضْبانِ ـ أَهْيَجَ ما
يَكُونُ ـ : قد ثارَ ثائِرُهُ.
* وثارَ إلَيْه ثَوْرًا ، وثُؤُورًا ، وثَوَرانًا : وَثَبَ.
* وثاوَرَهُ مُثاوَرَةً وثِوارًا ، عن اللِّحْيانِىِّ. واثَبَهُ.
* وثارَ الدُّخَانُ ، والغُبارُ ، وغَيرُهما ، ثَوْرًا وثُؤارا ، وثَوَرانًا : ظَهَرَ وسَطَعَ.
* وأثارَهُ هُوَ. قال :
يُثِرْنَ من
أكْدَرها بالدَّقْعاءْ
|
|
مُنْتَصِبًا
مثلَ حَرِيق القَصْباءْ
|
__________________
* وثارَ القَطَا والجَرادُ
ثَوْرًا وثَوَرانًا : نَهَضَ من أَماكِنِه.
* وثار الدَّمُ فى وَجْهِه ثَوْرًا ، وانْثارَ : ظَهَرَ.
* والثَّوْرُ : حُمْرَةُ الشَّفَقِ الثّائِرَةُ فيه.
وقالَ فى
المغرب : « ما لَمْ يَسْقُطْ
ثَوْرُ الشَّفَقِ ».
* وثارَت الحَصْبَةُ بفُلانٍ ثَوْرًا ، وثُؤُورًا ، وثُوارًا ، وثَوَرانًا : انْتَشَرَت ، وكذلك كُلُّ ما ظَهَر.
وحَكَى
اللِّحْيانِىُّ : ثارَ الرَّجُلُ ثَوَرَانًا : ظَهَرَتْ فيه الحَصْبَةُ.
* والثَّوْرُ : ما عَلَا الماءَ من الطُّحْلُبِ ، والعِرْمِضِ ،
والغَلْفَقِ ، ونَحْوِه.
وقد ثارَ الطُّحْلُبُ ثَوْرًا ، وثَوَرانًا ، وثَوَّرْتُه
، وأَثَرْتُه.
* وكُلُّ ما
اسْتَخْرَجْتَه أو هِجْتَه ، فقد
أَثَرْتَه إِثارَةً ، وإِثارًا ـ كِلاهُما عن اللِّحْيانِىِّ ـ وثَوَّرْتَه ، واسْتَثَرْتَه
، كما تَسْتَثِيرُ الأَسَدَ والصَّيْدَ.
* وثَوَّرْتُ الأَمْرَ : بَحَثْتُه.
* وثَوَّرَ القُرْآنَ : بَحَثَ عن معانِيهِ.
* وأَثارَ التُّرابَ بقَوائِمِه : بَحَثَهُ. قالَ :
يُثِيرُ ويُذْرِى
تُرْبَها ويُهِيلُه
|
|
إِثارَةَ
نَبّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ
|
قولُه : «
نَبّاث الهَواجِر » يعنى : الرَّجُلَ الَّذِى إِذا اشْتَدَّ عليه الحَرُّ هالَ
التُّرابَ ليَصِلَ إِلى ثَراهُ
، وكذلك يُفْعَلُ فى
شِدَّةِ الحَرِّ.
وقالُوا : ثَوْرَةُ رِجالٍ : كثَرْوَةِ رِجالٍ. قالَ ابنُ مُقْبِلٍ :
وثَوْرَةٌ
مِن رِجالٍ لو رَأَيْتَهُم
|
|
لقُلْتَ :
إِحْدى حِراجِ الجَرِّ من أُقُرِ
|
ويروى : «
وثَرْوَة ».
ولا يُقالُ : ثَوْرَةُ مالٍ ، إِنَّما هو ثَرْوَةُ مالٍ فَقَط.
* والثَّوْرُ : القِطْعَةُ العَظِيمَةُ من الإقِطِ.
__________________
* والجَمْعُ : أَثْوارٌ ، وثِوَرَةٌ ، على القياسِ.
* والثَّوْرُ : الذَّكَرُ من البَقَرِ.
وقولُه ـ أَنْشَدَه
أبو عَلِىٍّ عن أَبِى عُثْمانَ ـ :
أَثَوْرَ ما
أَصِيدُكُمْ أَمْ ثَوْرَيْنْ
|
|
أَمْ تِيكُمُ
الجَمّاءَ ذاتَ القَرْنَيْن
|
فإن فَتْحَةَ
الرّاءِ منه فَتْحَةُ تَرْكِيبِ « ثَوْرٍ » مع « ما » بَعْدَه ، كفَتْحَةِ راءِ حَضْرَمَوْت. ولو
كانَتْ فَتْحةَ إِعْرابٍ لوَجَبَ التَّنْوِينُ لا مَحالَة ؛ لأنه مَصْرُوفٌ.
وبُنِيَتْ « ما » مع الاسمِ ، وهى مُبَقّاةٌ على حَرْفِيَّتِها ، كما بُنِيَت « لا
» مع النَّكِرَةِ فى نَحوِ : لَا رَجُلَ ، ولو جَعَلْتَ « ما » مع « ثَوْر » اسْمًا ضَمَمْتَ إِليه ثَوْرًا لوَجَبَ مَدُّها ؛ لأَنّها قد صارَت اسما فقلت : أَثَوْرٌ ماء أَصِيدُكُم ، كما أَنَّكَ لو جَعَلْتَ « حامِيم »
فى قوله :
*« يُذَكِّرُنِى » « حامِيمَ » والرُّمْحُ شاجِرٌ*
اسْمَيْنِ
مَضْمُومًا أَحَدُهُما إِلى صاحِبِه لمَدَدْتَ « حا » فقُلْتَ : « حاء ميم »
ليَصِيرَ كحَضْرَ مَوْتَ.
كذا أنْشَدَه «
الجَمّاء » ، جَعَلَها جَمّاءَ ذاتَ قَرْنَيْن ، على الهُزْءِ. وأنشدَهُ بَعْضُهُم
« الحمّاء » ، والقَوْلُ فيهِ كالقَوْلِ فى « وَيْحَمَا » من قوله :
أَلَا
هَيَّما مِمّا لَقِيتُ وهَيَّمَا
|
|
ووَيْحًا
لِمَنْ لم يَلْقَ مِنْهُنَّ وَيْحَمَا
|
* والجَمْعُ : أَثْوارٌ ، وثِيارٌ ، وثِيارَةٌ ، وثِوَرَةٌ ، وثِيَرَةٌ ، وثِيرَانٌ
، وثِيرَةٌ ، عَلَى أَنَّ أَبا عَلِىٍّ قالَ فى « ثِيَرَة » : إِنَّه مَحْذُوفٌ من ثِيارَة ، فتَرَكُوا الإعْلالَ فى العَيْنِ ، أَمارةً لما
نَوَوْا من الأَلِفِ ، كما جَعَلُوا تَصْحِيحَ نحو « اجْتَوَرُوا » و «
اعْتَوَنُوا » دلِيلاً على أَنَّه فِى مَعْنَى ما لابُدَّ من صِحَّتِه ، وهو تَجاوَرُوا
، وتَعاوَنُوا.
وقالَ بعضُهم :
هو شاذٌّ ، وكأَنَّهُم فَرَّقوا بالقَلْبِ بين جَمْع « ثَوْرٍ » من الحَيَوان ، وبين جَمْعِ ثَوْرٍ من الأَقِطِ ؛ لأَنَّهُم يقولُون فى ثَوْرِ الأَقِطِ : ثِوَرَةٌ فقط.
* والأُنْثَى ثَوْرَةٌ. قال الأَخْطَلُ :
__________________
*وفَرْوَةَ ثَفْرَ الثَّوْرَةِ المُتَضاجِمِ*
* وأَرْضٌ مَثْوَرَةٌ : كَثِيرةُ
الثِّيرانِ ، عن ثَعْلَبٍ.
* والثَّوْرُ : من بُرُوجِ السَّماءِ ، على التَّشْبِيه.
* والثَّوْرُ : السَّيِّدُ. وبه كُنِّىَ عَمْرُو بن مَعْدِى كَرِبَ
أَبا ثَوْر.
وقولُ عَلِىٍ :
« إنَّما أُكِلْتُ يَوْمَ أُكِلَ الثَّوْرُ الأَبْيَضُ ». عَنَى به عُثمانَ ؛ لأَنَّه كانَ
سَيِّدًا ، وجَعَلَه أَبْيَضَ ؛ لأَنَّهُ كان أَشْيَبَ ، ويَجُوزُ أَن يَعْنِىَ به
الشُّهْرَةَ.
وقَوْلُه :
إِنِّى
وقَتْلِى سُلَيْكًا ثُمَّ أَعْقِلَه
|
|
كالثَّوْرِ
يُضْرَبُ لمّا عافَتِ البَقَرُ
|
قِيل : عَنَى الثَّوْرَ الَّذِى هو الذَّكرُ من البَقَرِ ؛ لأَنَّ البَقَرَ
تَتْبَعُه ، فإِذا عافَ الماءَ عافَتْه ، فيُضْرَبُ لِيَرِدَ ، فتَرِدَ مَعَهُ.
وقِيلَ : عَنَى
بالثَّوْرِ الطُّحْلُبَ ؛ لأَنَّ البَقّارَ إِذا أَوْرَدِ
القِطْعَةَ من البَقَرِ فعافَت الماءَ ، وصَدَّها عنه الطُّحْلُبُ ، ضَرَبَه ،
ليَفْحَصَ عن الماءِ ، فتَشْرَبَه.
* والثَّوْرُ : البَياضُ الَّذِى فى أَصْلِ ظُفُرِ الإنْسانِ.
* وأَثارَ الأَرْضَ : قَلَبَها عَلَى الحَبِّ ، بعدَما فُتِحَتْ
مَرَّةً.
وحُكِىَ « أَثْوَرَها » على التَّصْحِيح.
* وثَوْرٌ : حَىٌّ من تَمِيم.
* وثَوْرٌ : جَبَلٌ قَرِيبٌ من مَكَّةَ ، يُسَمَّى « ثَوْرَ أَطْحَلَ ».
* وبَنُو ثَوْرٍ : بَطْنٌ من الرِّبابِ.
مقلوبه : ر ث و
* الرَّثْوُ ، والرَّثِيئَةُ : من اللَّبَنِ ؛ ولَيْسَ عَلَى
لَفْظِه فى حُكْمِ التَّصْرِيفِ ؛ لأَنَّ الرَّثِيئَةَ مَهْمُوزَةٌ ، بدَلِيل
قَوْلِهم : رَثَأْتُ اللَّبَنَ : خَلَطْتُه.
فأَمَّا
قَوْلُهُم : رَجُلٌ مَرْثُوٌّ : أى ضَعيفُ العَقْلِ ، فمِنَ الرَّثِيَّةِ.
وكان قِياسُه
عَلَى هذا « مَرْثِىّ » إلّا أَنَّهُم أَدْخَلُوا الواوَ على الياءِ ، كما
أَدْخَلُوا الياءَ على الواوِ.
__________________
وقد بَيَّنا
ذلِكَ فيما تَقَدَّم.
* ورَثَوْتُ الرَّجُلَ : لُغَةٌ فى رَثَأْتُه.
* ورَثَت المَرْأَةُ بَعْلَها ، تَرْثُوه
رِثايَةً.
وأُرَى اللِّحْيانِىّ
حَكَى : رَثَوْتُ عَنْه حَدِيثًا : حَفِظْتُه ، وإنَّما المَعْرُوفُ :
نَثَوْتُ عَنه خَبَرًا.
مقلوبه : و ث ر
* وَثَرَ الشَّىْءَ
وَثْرًا ، ووَثَّرَه : وَطَّأَهُ.
* وقَدْ وَثُرَ وَثَارَةً ، فهو
وَثِيرٌ ، والأُنْثَى وَثِيرَةٌ.
* وشَىْءٌ وَثْرٌ ، ووَثِرٌ ، ووَثِيرٌ.
* والاسمُ الوِثارُ والوَثارُ.
* وامْرَأَةٌ وَثِيرَةُ العَجِيزَةِ : وَطِيئَتُها.
* والجمعُ : وَثَائِرُ ، ووِثارٌ.
وقالَ ابنُ
دُرَيْدٍ : الوَثيرَةُ من النِّساءِ : الكَثِيرَةُ اللَّحْمِ ، والجمعُ
كالجمع.
* والمِثَيَرةُ : الثَّوْبُ الَّذِى تُجَلَّلُ به الثِّيابُ ،
فيَعْلُوها.
* والمِيثَرَةُ : هَنَةٌ كهَيْئَةِ المِرْفَقَةِ تُتَّخَذُ للسَّرْجِ ،
كالصُّفَّةِ. وهى المَواثِرُ ، والمَياثِرُ. الأَخِيرَةُ عَلَى المُعاقَبَةِ.
وقالَ ابنُ
جِنِّى : لَزِمَ البَدَلُ فيهِ ، كما لَزِمَ فى عِيدٍ وأَعْيادٍ.
* والواثِرُ : الَّذِى يَأْثُرُ أَسفَلَ خُفِّ البَعِيرِ ، وأُرَى
الواو فيه بَدَلاً من الهَمْزَةِ فى الآثِرِ.
* والوَثْرُ : ماءُ الفَحْلِ يَجْتَمِعُ فى رَحِمِ النّاقَةِ ، ثم
لا تَلْقَحُ.
* ووَثَرَها الفَحْلُ يَثِرُها
وَثْرًا : أكْثَرَ
ضِرابَها ، فلَمْ تَلْقَحْ.
* والوَثْرُ : جِلْدٌ يُقَدُّ سُيُورًا ، عَرْضُ السَّيْرِ منها
أَرْبَعُ أَصابِعَ ، أو شِبْرٌ ، تَلْبَسُه الجارِيَةُ الصَّغِيرَةُ قَبْلَ أَنْ
تُدْرِكَ ، عن ابن الأَعْرابِىِّ ، وأَنْشَدَ :
*عُلِّقْتُها وَهْىَ عَلَيْها وَثْر*
وقالَ مَرَّةً
: وتَلْبَسُه أَيْضًا وهى حائِضٌ.
وقِيلَ : الوَثْرُ : النُّقْبَةُ التى تُلْبَسُ.
والمَعْنيانِ
مُتَقارِبان.
__________________
مقلوبه : ر و ث
* الرَّوْثُ : رَجِيعُ ذى الحافِرِ.
* والجَمْعُ أَرْواثٌ ، عن أَبِى حَنِيفَةَ.
* راثَ رَوْثَا.
* والمَراثُ ، والمَرْوَثُ
: مَخْرَجُ الرَّوْثِ.
* والرَّوْثَةُ : مُقَدَّمُ الأَنْفِ أَجْمَع.
وقِيلَ :
طَرَفُ الأَنْفِ ، حَيْثُ يَقْطُرُ الرُّعافُ.
* ورَوثَةُ العُقابِ : مِنْقارُها. قالَ أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِىّ
: يَصِفُ عُقابًا :
حَتّى
انْتَهَيْتُ إلى فِراشِ غَرِيرَةٍ
|
|
سَوْداءَ
رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ
|
مقلوبه : و ر ث
* وَرِثَهُ مالَه ، ومَجْدَه ، ووَرِثَهُ
عَنْه ، وِرْثًا ، ورِثَةً ، ووِراثَةً ، وإِراثَةً.
وقَوْلُه
تَعالَى ـ فى قِصَّةِ زَكَرِيّا ـ عليهِ السّلامُ ـ : (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) [مريم : ٦]. إِنَّما أرادَ
يَرِثُنِى ويَرِثُ من آلِ يَعْقُوبَ النُّبُوَّةَ. ولا يَجُوزُ أَنْ يكونَ خافَ أَنْ يَرِثَهُ أَقْرِباؤُه المالَ ، لقَوْلِ النَّبِىِّ صلىاللهعليهوسلم : « إِنّا مَعْشَرَ الأَنْبِياءِ لا نُورَثُ ، ما تَرَكْنا فهُوَ صَدَقَةٌ » .
وقَوْلُه
تَعالَى : (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ
داوُدَ) [النمل : ١٦].
قال الزَّجّاجُ
: جاءَ فى التَّفْسِيرِ أَنّه وَرَّثَه
نُبُوَّتَه ومُلْكَه.
ورُوِىَ أَنَّه
كانَ لدَاوُدَ تِسْعَةَ عَشَرَ وَلَدًا ، فوَرِثَهُ
سُلَيْمانُ من بَيْنِهم
: النُّبُوَّةَ والمُلْكَ.
* والوِرْثُ ، والإِرْثُ
والتُّراثُ والمِيراثُ : ما وُرِثَ.
وقِيلَ : الوِرْثُ ، والمِيراثُ
فى المالِ ، والإرْثُ فى الحَسَبِ.
وقالَ
بَعْضُهُم : وَرِثْتُه
مِيراثًا. وهذا خَطَأٌ
؛ لأنَّ « مِفْعالاً » لَيْسَ من أَبْنِيَةِ المَصادِرِ. ولِذلكَ رَدَّ أَبُو
عَلِىٍّ الفارسىُّ قولَ من عَزَا إِلى ابْنِ عَبّاسٍ أن المِحَالَ من قَوْلِه
تَعالَى : (وَهُوَ شَدِيدُ
الْمِحالِ) [الرعد : ١٣]. من الحَوْلِ. قالَ : لأَنَّه لو كانَ كذلك لكان « مِفْعَلاً
» و « مِفْعَلٌ » ليسَ من أَبْنِيَةِ المَصادِرِ ، فافهم.
__________________
وقولُه تَعالَى
: (وَلِلَّهِ مِيراثُ
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [آل عمران : ١٨٠] ، أى : اللهُ يُفْنِى أَهْلَهُما ، فيَبْقَيانِ بما
فِيهِما ، وَلَيْسَ لأَحَدٍ فِيهما مِلْكٌ ، فخوطِبَ القَوْمُ بما يَعْقِلُونَ ؛
لأَنَّهمُ يَجْعَلُونَ ما رَجَعَ إلى الإنْسانِ مِيراثًا له ، إِذْ كانَ مِلْكًا له.
وقَدْ أَوْرَثَنِيهِ. وفى التَّنْزِيل : (وَأَوْرَثَنَا
الْأَرْضَ) [الزمر : ٧٤]. أى : أَوْرَثَنا أَرْضَ الجَنَّةِ (نَتَبَوَّأُ) مِنْها! مِنَ المَنازِلِ (حَيْثُ نَشاءُ).
* ووَرَّثَ فى مالِه : أَدْخَلَ فِيه ما لَيْسَ من أَهْلِ الوِراثَةِ.
* وأَوْرَثَ وَلَدَه : لم يُدْخِلْ أَحَدًا معه فى مِيراثِه ، هذا عن أَبِى زَيْدٍ.
* واللهُ يَرِثُ الأَرْضَ ؛ أَى : أَنَّه يَبْقَى بعدَ فَناءِ الكُلِّ.
وقَوْلُه
تَعالَى : (أُولئِكَ هُمُ
الْوارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ) [المؤمنون : ١٠ ، ١١].
قالَ ثَعْلَبٌ
: يُقالُ : إِنَّه ليسَ فى الأَرْضِ إِنسانٌ إلا وَلَه مَنْزِلٌ فى الجَنَّة ،
فإِذا لم يَدْخُلْه هو
وَرِثَهُ غيرُه ، وهذا
قَوْلٌ ضَعِيفٌ.
* وتَوارَثْناهُ : وَرِثَهُ
بَعْضُنا عن بَعْضِ
قِدَمًا.
وقَوْلُ بَدْرِ
بنِ عامِرٍ الهُذَلِىِّ :
ولَقَدْ
تَوارَثَنِى الحَوادِثُ واحِدًا
|
|
ضَرَعًا
صَغِيرًا ثُمَّ لا تَعْلُونِى
|
أَرادَ أَنَّ
الحَوادِثَ تَتداوَلُه ، كأنَّها
تَرِثُه هذِه عن هذِه.
* وأوْرَثَه الشَّىْءَ : أَعْقَبَه إِيَّاه.
* وأَوْرَثَه المَرَضُ ضَعْفا ، والحُزْنُ هَمّا ، كذلك.
* وأَوْرَثَ المَطَرُ النَّباتَ نَعْمَةً ، وكُلُّه على
الاسْتِعارَةِ والتَّشْبِيهِ بوِراثَةِ المالِ ، والمَجْدِ.
* ووَرَّثَ النّارَ : لُغَةٌ فى أَرَّثَ
، وهى الوِرْثَةُ.
* وبنُو وِرْثَةَ : يُنْسَبُونَ إِلى أُمِّهِمْ.
* ووَرْثَانُ : مَوْضِعٌ. قالَ الرّاعِى :
فغَدَا من
الأَرْضِ الَّتِى لَمْ يَرْضَها
|
|
واخْتارَ
وَرْثانًا عَلَيْها مَنْزِلا
|
ويُرْوَى «
أَرْثانًا » على البَدَلِ المُطَّرِدِ فى هذا البابِ.
__________________
الثاء واللام والواو
ث و ل
الثَّوْلُ
: جَماعَةُ النَّحْلِ
، لا واحِدَ لها ، وهى أُنْثَى.
وقِيلَ : الثَّوْلُ : ذَكَرُ النَّحْلِ.
* وتَثَوَّلَت النَّحْلُ : اجْتَمَعَت ، والْتَفَّتْ.
* والثَّوّالَةُ : الكَثِيرُ من الجَرادِ ، اسمٌ كالجَمّالَةِ ،
والجَبّانَةِ.
* وتَثَوَّلَ عليه القَوْمُ ، وانْثالُوا : عَلَوْه بالشَّتْمِ ، والقَهْرِ ، والضَّرْبِ.
* وانْثالَ عليه القَوْلُ : تَتابَعَ وكَثُرَ ، فلم يَدْرِ بأَيِّهِ
يَبْدَأُ.
* والثَّوْلُ : شَجَرُ الحَمْضِ.
* والثَّوِيلَةُ : مُجْتَمعُ العُشْبِ ، عن ثَعْلَبٍ.
* والثَّوَلُ : اسْتِرْخاءٌ فى أَعْضاءِ الشّاةِ.
وقيلَ : هُو
كالجُنُونِ يُصِيبُ الشاةَ ، فتَسْتَدِيرُ فى مَرْعاهَا ، ولا تَتْبَعُ الغَنَمَ.
وقد ثَوِلَ ثَوَلاً ، واثْوَلَ
، حَكَى الأَخِيرَةَ
عن سيبَوَيْه.
* وكَبْشٌ أَثْوَلُ ، ونَعْجَةٌ
ثَوْلاءُ ، وقد نُهِىَ
عن التَّضْحِيَةِ بها.
* والأَثْوَلُ : المَجْنُون.
* والأَثْوَلُ : الأَحْمَقُ.
مقلوبه : و ث ل
* وَثَّلَ الشَّىْءَ : أَصَّلَه ، ومَكَّنَه ، لُغَةٌ فى أَثَّلَه.
وبه سُمِّىَ الرَّجُلُ وَثّالاً.
* ووَثَّلَ مالاً : جَمَعَه ، لُغةٌ فى أَثَّلَ.
* والوَثِيلُ : كُلُّ خَلَقٍ من الشَّجَرِ.
* والوَثِيلُ : الخَلَقُ من حِبالِ اللِّيفِ.
* والوَثِيلُ : اللِّيفُ.
* والوَثَلُ : الحَبْلُ منه.
وقِيلَ : الوَثَلُ ، والوَثِيلُ
جَمِيعًا : الحَبْلُ
من اللِّيفِ.
وقيل : الوَثِيلُ : الحَبْلُ من القِنَّبِ.
* ووَثِيلٌ ، ووَثَالَةُ ، ووَثالٌ
: أسماءٌ.
* وواثِلَةُ ، والوَثِيلُ
: مَوْضِعانِ.
مقلوبه : ل و ث
* اللَّوْثُ : البُطْءُ فى الأَمْرِ.
* لَوِثَ لَوَثًا ، والْتاثَ
، وهو أَلْوَثُ.
* ورَجُلٌ ذُو لُوثَةٍ : بَطىءٌ مُتَمَكِّثٌ ، ذُو ضَعْفٍ.
* والأَلْوَثُ : الأَحْمَقُ كالأَثْوَلِ. قال طُفَيْلٌ الغَنَوِىُّ :
إذا ما غَزَا
لم يُسْقِطِ الخَوْفُ رُمْحَه
|
|
ولم يَشْهَدِ
الهَيْجا بأَلْوَثَ مُعْصِمِ
|
* واللُّوثَةُ : كالأَلْوَثِ.
* واللُّوثَةُ ، واللَّوْثَةُ : الحُمْقُ والاسْتِرخاءُ ، والضَّعْفُ ، عن ابنِ
الأَعْرابِىِّ.
وقِيلَ : هى
بالضَّمِّ : الضَّعْفُ ، وبالفَتْح : القُوَّةُ والشِّدَّةُ.
* وناقَةٌ ذاتُ
لَوْثَةٍ ، ولَوْثٍ
: أى قُوَّة.
* واللَّيْثُ : الأَسَدُ. زَعَم كُراع أَنّه مُشْتَقٌّ من اللَّوْثِ ، الَّذِى هو القُوَّة. فإِن كان ذلِك فالياءُ
مُنْقَلِبَةٌ عن الواو ، وليسَ هذا بقَوِىٍّ ؛ لأَنّ الياءَ ثابِتَةٌ فى جَمِيع
تَصارِيفِه ، وقد تَقَدَّم فى الياءِ.
* والأَلْوَثُ : البَطِىءُ الكَلامِ ، الكَلِيلُ اللِّسانِ ؛
والأُنْثَى لَوْثاءُ ؛ والفِعْلُ كالفِعلِ.
* ولاثَ الشَّىْءَ
لَوْثًا : أَدارَهُ
مَرَّتَيْنِ ، كما تُلاثُ العِمامَةُ ، والإزارُ.
* ولاثَ يَلُوثُ لَوْثًا : لَزِمَ ودارَ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ ، وأَنْشَد :
تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ
|
|
من عَزَبٍ
لَيْسَ بذِى مَلاثِ
|
أى : لَيْسَ
بذِى دارٍ يَأْوِى إِلَيْها ، ولا أَهْلٍ.
* ولاثَ الشَّجَرُ ، والنَّباتُ ، فهو لائِثٌ ، ولاثٌ
، ولاثٍ : لَبِسَ بَعْضُه بَعْضًا وتَنَعَّمَ.
وكذلِك الكَلأُ
، فأَمّا لائِثٌ فعَلَى وَجْهِه ، وأَمّا لاثٌ فقَدْ يَكُون « فَعِلاً »
كبَطِرٍ ، وفَرِقٍ ، وقَدْ
__________________
يَكُون « فاعِلاً » ذَهَبَتْ عينُه. وأَمّا
لاثٍ ، فمَقْلُوبٌ
عن لائِثٍ ، ووَزْنُه فالِعٌ. قالَ :
*لاثٍ بهِ الأَشاءُ والعُبْرِىُّ*
* وشَجَرٌ لَيِّثٌ ، كلاثٍ.
* والْتاثَ ، وأَلاثَ
، وأَلْوَث : كلاثَ.
* وقد لاثَهُ المَطَرُ ، ولَوَّثَه.
* وأَلْوَثَ الصِّلِّيانُ : يَبِسَ ، ثم نَبَتَ فيه الرَّطْبُ بعدَ
ذلك. وقد يَكُونُ فى الضَّعَةِ ، والهَلْتَى ، والسَّحَمِ ، ولا يَكادُ يُقال فى
الثُّمامِ ، ولكن يُقالُ فيه : بَقَلَ ، ولا يُقالُ فى العَرْفَجِ أَلْوَثُ ، ولكِن : أَدْبَى ، وامْتَعَسَ زِئْبِرُه.
* ودِيمَةٌ لَوْثاءُ : تَلُوثُ
النَّباتَ بَعْضَه على
بَعْضٍ.
* وكُلُّ ما
خَلَطْتَه ومَرَسْتَه : فقد
لُثْتَه ، ولَوَّثْتَه ، كما
تَلُوثُ الطِّينَ
بالتِّبْنِ ، والجِصَّ بالرَّمْلِ.
* وإنّ
المَجْلِسَ ليَجْمَعُ لَوِيثَةً من النّاسِ : أى أَخْلاطًا ، لَيْسُوا من قَبِيلَةٍ
واحِدَةٍ.
* وناقَةٌ ذاتُ
لَوْثٍ : أى لَحْمٍ وسِمَنٍ قد
لِيثَ بِها.
* والمَلاثُ ، والمِلْوَثُ
: السَّيِّدُ
الشَّرِيفُ ؛ لأنَّ الأُمُورَ
تُلاثُ بِه وتُعْصَبُ.
أَنْشَدَ يَعْقُوب :
هَلّا
بَكَيْتَ مَلاوِثًا
|
|
من آلِ
عَبْدِ مَنافِ
|
فأَمَّا
قَوْلُه :
كانُوا
مَلاوِيثَ فاحْتاجَ الصَّدِيقُ لهم
|
|
فَقْدَ
البِلادِ ـ إِذا ما تُمْحِلُ ـ المَطَرَا
|
إنَّما أَلْحَق
الياءَ لإتْمامِ الجُزْءِ ، ولو تركه لغنى عنه.
* واللِّثَةُ ، مَغْرِزُ الأَسْنانِ ؛ من هذا البابِ فى قَوْلِ
بَعْضِهم ؛ لأَنَّ اللَّحْمَ لِيثَ
بأُصُولِها.
* ولاثَ الوَبَرَ بالفَلْكَةِ : أَدارَه لَها. قال امْرُؤُ القيس
:
إِذا
طَعَنْتُ به مالَتْ عِمامَتُه
|
|
كما يُلاثُ
برَأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ
|
__________________
* ولاثَ به يَلُوثُ
: كَلَاذَ.
* وإِنَّه
لنِعْمَ المَلاثُ للضِّيفانِ : أى المَلاذُ.
وزَعَمَ
يَعْقُوبُ أَنَّ ثاءَ
لاثَ ـ هاهُنا ـ بَدَلٌ
من ذالِ لاذَ.
* واللُّوثُ : فِراخُ النَّحْلِ ، عن أَبِى حَنِيفَةَ.
مقلوبه : و ل ث
* الوَلْثُ : عَقْدُ العَهْدِ بينَ القَوْمِ.
وقِيلَ : هو
ضَعْفُ العُقْدَة.
* يُقالُ : وَلَثَ لى وَلْثًا لم يُحْكِمْه : أى عاهَدَنِى.
* والوَلْثُ : اليَسِيرُ من الضَّرْبِ والوَجَعِ. وقيل : البَقِيَّةُ
منه. وقد وَلَثَ وَلْثًا ، ووَلِثَ
وَلَثًا.
وقِيلَ : الوَلْثُ : كُلُّ يَسِيرٍ من كَثِيرٍ ، عن ابْنِ الأَعْرابِىِّ ،
وبه فُسِّرَ قولُ عُمَرَ لرَأْسِ الجالُوتِ : « لَوْلَا وَلْثٌ لكَ من عَهْدٍ » : أى طَرَفٌ من عَقْدٍ ، أو يَسِيرٌ
منه.
وأَمّا
ثَعْلَبٌ فقالَ : الوَلْثُ
: الضَّعِيفُ من
العُهُودِ.
* ووَلَثَتْنا السَّماءُ
وَلْثًا : بَلَّتْنَا
بمَطَرٍ خَفِيفٍ ، مُشْتَقٌّ منه.
الثاء والنون والواو
ن ث و
* نَثَا الحَدِيثَ نَثْوًا : حَدَّثَ بهِ ، وأَشاعَهُ.
* والنَّثَا : ما أَخْبَرْتَ به عن الرَّجُلِ من حَسَنٍ وسَىِءٍ ،
وتَثْنِيَتُه نَثَوانِ ، ونَثَيانِ
، وقد تَقَدَّم ذلك فى
الياءِ.
* ونَثَا عَلَيْه قَوْلاً : أَخْبَرَ به عنه.
قالَ
سِيبَوَيْهِ : نَثَا
يَنْثُو نَثاءً ، ونَثًا ، كما قالُوا : بَدا يَبْدُو بَداءً ، وبَدًا.
* ونَثَا الشَّىْءَ
يَنْثُوه ، فهو نَثِىٌ ، ومَنْثِىٌ
: أَذاعَه ،
وفَرَّقَه.
* والنَّثِىُ : ما
نَثَاهُ الرِّشاءُ من
الماءِ عند الاسْتِقاءِ ، كالنَّفِىِّ. وليست الفاءُ بَدَلاً من الثاء ، بل هُما
أَصْلانِ ؛ لأَنّا نَجِدُ لكُلِّ واحِدٍ منهما أَصْلاً نرُدُّه إليه ، واشْتقاقًا
نَحْمِلُه عليه.
فأَمّا نَثِىٌ ففَعِيلٌ ، من نَثَا الشَّىْءَ
يَنْثُوه : إذا أَذَاعه
وفَرَّقه ؛ لأنَّ الرِّشاءَ يُفَرِّقُه ، ويَنْشُرُه. ولامُ الفَعِيلِ واوٌ ؛
لأَنَّها لامُ نَثَوْتُ ، بمنزِلَة سَرِىٍّ وقَصِىٍّ.
* والنَّفِىُّ
: فَعِيلٌ من نَفَيْتُ ؛ لأَنَّ الرِّشاءَ ينْفِيه ، ولامُه ياءٌ بمَنْزِلة
رَمِىٍّ ، وعَصِىٍّ.
قال ابنُ
جِنِّى : وقَدْ يَجُوزُ أَن تكونَ الفاءُ بَدَلاً من الثّاء ، قال : ويُؤْنِسُكَ
بجَوازِ ذلك إِجْماعُهم فى بَيْتِ امْرِىء القَيْس :
ومَرَّ على
القَنانِ من نَفَيانِه
|
|
فأَنْزَلَ
منه العُصْمَ مِن كُلِّ مَنْزِلِ
|
على الفاءِ ،
ولم نَسْمَعْهُم قالُوا : « نَثَيانِه
».
مقلوبه : و ث ن
* الوَثَنُ ، والواثِنُ
: المُقِيمُ
الرّاكِدُ. وقد وَثَن.
قالَ ابنُ
دُرَيْدٍ : ولَيْسَ بثَبْتٍ.
والَّذِى
حَكاهُ أَبُو عُبَيْدٍ : الواثِنُ
، وقد حَكَى ابنُ الأَعرابِىِّ
: وَثَنَ بالمَكانِ ؛ فلا أَدْرَى من أَيْنَ أَنَكَرَهُ ابن
دُرَيْدٍ.
* والوَثَنُ : الصَّنَمُ ما كانَ.
وقِيلَ :
الصَّنَمُ الصَّغِيرُ.
* والجَمعُ : أَوْثانٌ. ووُثُنٌ
، ووُثْنٌ ، وأُثُنٌ
، على إِبْدالِ
الهَمْزَةِ مِن الواو. وقد قُرِئَ : (إنْ يَدْعُونَ من دُونِهِ إِلَّا أُثُنًا). حَكاهُ سِيبَوَيْهِ.
* ووُثِنَت الأَرْضُ : مُطِرَتْ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ.
* واسْتَوْثَنَت الإِبِلُ : نَشَأَتْ أَولادُها مَعَها.
* واسْتَوْثَن النَّحْلُ : صارَ فِرْقَتَيْنِ : كِبارًا ، وصِغَارًا.
* واستَوْثَن المالُ : كَثُرَ.
* واستَوْثَن من المالِ : اسْتَكْثَرَ.
الثاء والباء والواو
ث ب و
* الثُّبَةُ : العُصْبَةُ من الفُرْسانِ ، والجَمْعُ ثُباتٌ ، وثُبُون
، وثِبُونَ.
* والثُّبَةُ ، والأُثْبِيَّةُ : الجَماعَةُ من الناسِ.
* والجَمْعُ : أَثابِىُ ، وأَثابِيَةٌ ، الهاءُ فيها بَدَلٌ من الياءِ الأَخِيرةِ.
قال ابنُ
جِنِّى : الذّاهِبُ من ثُبَةٍ واوٌ. واسْتَدَل عَلَى ذَلك بأَنَّ أكثرَ ما حُذِفَتْ
لامُه ، إِنَّما
__________________
هو من الواوِ ، نحو : أَبٍ ، وأخٍ ، وسَنَةٍ ، وعِضَةٍ. فهذا أكثرُ مما
حُذفَتْ لامُه ياءً. وقد تكونُ ياءً على ما تَقَدَّم.
* وثَبَّيْتُ الشَّىءَ : جَمَعْتُه. قال :
هَلْ
يَصْلُحُ السَّيْفُ بغَيْرِ غِمْدِ
|
|
فثَبِ ما
سَلَّفْتَه من شُكْدِ
|
أَى : فأَضِفْ
إِليه غيرَه ، واجْمَعْه.
* وثُبَةُ الحَوْضِ : وَسَطُه ، يَجُوزُ أن يكونَ من ثَبَّيْتُ ، أى : جَمَعْتُ ، وذلِك أَنَّ الماءَ إِنَّما تجَمُّعُه
من الحَوْضِ فى وَسَطِه. وجَعَلها أَبُو إسحاقَ من ثَابَ الماءُ يَثُوبُ ،
واسْتَدَلَّ على ذلِك بقَوْلِه فى تَصْغِيرها : ثُوَيْبَة. وبذلك اسْتَدَلَّ على أَنَّ عَيْنَ ثُبَةٍ واوٌ.
مقلوبه : ث و ب
* ثابَ الشَّىْءُ
ثَوْبًا ، وثُؤُوبًا : رَجَعَ. قال :
وَزَعْتُ
بكَالهِراوَةِ أَعْوَجِيّا
|
|
إِذا وَنَت
الرِّكابُ جَرَى وَثَابَا
|
ويُرْوَى «
وِثابَا » ، وسيأتى ذِكْرُه.
* وثَوَّبَ : كثَابَ
، أَنْشَد ثَعْلَبٌ ـ لرجل
يصف ساقِيَينْ ـ :
*إِذا اسْتَراحَا بعد جَهْدٍ ثَوَّبَا*
* والثَّوابُ : النَّحْلُ ؛ لأَنَّها
تَثُوبُ. قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
من كُلِّ
مُعْنِقَةٍ وكُلِّ عِطافَةٍ
|
|
مِنْها
يُصَدِّقُها ثَوابٌ يَزْعَبُ
|
وثَابَ جِسْمُه ثَوَبانًا ، وأَثابَ
: أَقْبَلَ. الأَخِيرَةُ
عن ابْنِ قُتَيْبَةَ.
* وأَثَابَ الرَّجُلُ : ثابَ
إليه جِسْمُه.
* وثابَ الحَوْضُ ثَوْبًا وثُؤُوبًا : امْتَلأ ، أَو قارَبَ.
* وثُبَةُ الحَوْضِ : وَسَطُه ، حُذِفَتْ عَيْنُه ، وقد تَقَدَّمَ
فيما حُذِفَت لامُه.
* ومَثابُ البِئْرِ : وَسَطُها.
__________________
* ومَثابُها : مَقامُ السّاقِى من عُرُوشِها. قال القُطامِىُّ :
وما
لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ
|
|
إِذا
اسْتُلَّ من تَحْتِ العُرُوشِ الدَّعائِمُ
|
* ومَثَابَتُها : مَبْلَغُ جُمُومِ مائِها.
* ومَثابَتُها : ما أَشْرَفَ من الحِجارَةِ حَوْلَها ، يَقُومُ عليها
الرَّجُلُ أَحْيانًا ؛ كَيْلا تُجاحِفَ الدَّلْوَ أو الغَرْبَ.
* ومَثابَةُ البِئْرِ أيضًا : طَيُّها ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ ، لا
أَدْرِى أَعَنَى بطَيِّها مَوْضِعَ طَيِّها؟ أَم عَنَى الطَّىَّ الَّذِى هُو
بِناؤُها بالحِجارَةِ؟ وقَلَّمَا تكونُ المَفْعَلَةُ مَصْدَرًا.
* وثابَ الماءُ : بَلَغَ إِلى حالِه الأُولَى بعد ما يُسْتَقَى.
* ومَثابَةُ النّاسِ ، ومَثَابُهُم
: مُجْتَمَعُهم بعد
التَّفَرُّقِ. والثُّبَةُ : الجَماعَةُ من هذا.
* وثابَ القَوْمُ : أَتَوْا مُتَواتِرِينَ ، ولا يُقالُ
للواحِدِ.
* وأَعْطَاهُ ثَوابَه ، ومَثُوبَتَهُ
، ومَثْوَبَتَه : أى جَزاءَ ما عَمِلَه.
* وأَثابَهُ الله ثَوابَه
، وأَثْوَبَه ، وثَوَّبَه
مَثُوبَتَه : أَعْطَاهُ
إِيّاهَا. وفى التَّنْزِيلِ : (هَلْ ثُوِّبَ
الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) [المطففين : ٣٦].
وقال
اللِّحْيانِىُّ : أَثابَه
اللهُ مَثُوبَةً حَسَنَةً.
* ومَثْوَبَةٌ ، شاذٌّ. ومنه قِراءَةُ من قَرَأَ : لَمَثْوَبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ [البقرة : ١٠٣].
* وثَوَّبَه من كَذا : عَوَّضَه ، وهو مِن ذلك.
* والثَّوْبُ : اللِّباسُ ، والجَمْعُ : أَثْؤُبٌ ، وأَثْوابٌ
، وثِيابٌ.
* والتَّثْوِيبُ : الدُّعاءُ للصَّلاةِ وغَيْرِها. أَصْلُه أَنَّ
الرَّجُلَ إِذا جاءَ مُسْتَصْرِخًا لَوَّحَ بثَوْبِه
ليُرَى ويشتَهِرَ فكان
ذلكَ كالدُّعاءِ.
وقِيلَ : التَّثْوِيبُ : تَثْنِيَةُ الدُّعاءِ.
* وثَوْبانُ : اسمُ رَجُلٍ.
مقلوبه : ب ث و
* بَثَا بهِ عند السُّلْطانِ ، يَبْثُو : سَبَعَه.
* وأَرْضٌ بَثاءٌ : سَهْلَةٌ. قالَ :
__________________
بأَرْضٍ
بَثاءٍ نَصِيفِيَّةٍ
|
|
تَنَمَّى
بِها الرِّمْثُ والحَيْهَلُ
|
* وبَثاء : مَوْضِعٌ.
وقضَيْنا
عَلَيْه بالواوِ ، لوُجُود (ب ث و) ، وعَدَمِ (ب ث ى).
مقلوبه : و ث ب
* الوَثْبُ : الطَّفْرُ.
* وَثَبَ وَثْبًا ، ووَثَبَانًا ، ووُثُوبًا ، ووِثابًا ، ووَثِيبًا. قال :
وزَعْتُ
بكَالْهِراوَةِ أَعْوَجِيّا
|
|
إذا وَنَت
الرِّكابُ جَرَى وِثابَا
|
ويُروى « وَثَابَا » على أنه فَعَل ، وقد تَقَدَّمَ.
وقالَ :
وما أُمِّى
وأُمُّ الوَحْشِ لَمّا
|
|
تَفَرَّع فى
مَفارِقِىَ المَشِيبُ
|
فما أَرْمِى
فأَقْتُلَها بسَهْمِى
|
|
ولا أَعْدُو
فأُدْرِكَ بالوَثِيبِ
|
* وأَوْثَبَه
المَوْضِعَ : جَعَلَه يَثِبُه.
* والوَثَبَى : من الوَثْبِ.
* ومَرَةٌ وَثَبَى : سَرِيعةُ
الوَثْب.
* والوَثْبُ : القُعُودُ بلغَةِ حِمْيَر ، ودَخَلَ رَجُلٌ من العَرَبِ
على مَلِكٍ من مُلُوكِ حِمْيَرَ ، فقالَ له : ثِبْ
، أَى : اقْعُدْ ، فوَثَبَ فتَكَسَّرَ ، فقالَ المَلِكُ : « لَيْسَ عِنْدنا
عَرَبِيَّتْ ، من دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ » أى : تكَلَّمَ بالحِمْيَرِيَّةِ.
ورَواهُ
بَعْضُهُمْ : « ليس عِنْدَنا عَرَبِيَّةٌ كَعَرَبِيَّتِكم » وهُو الصَّوابُ
عِنْدِى ؛ لأَنَّ المَلِكَ لم يَكُنْ ليُخْرِجَ نَفْسَه من العَرَبِ ، والفِعْل
كالفِعْل.
* والوِثابُ : السَّرِيرُ.
* والمَوْثَبانُ : المَلِكُ الَّذِى يَلْزَمُ السَّرِيرَ ، ولا يَغْزُو.
* والمِيثَبُ : اسمُ مَوْضِعٍ. قالَ النّابِغَةُ الجَعْدِىُّ :
__________________
أَتاهُنَّ
أنَّ مِياهَ الذُّها
|
|
بِ فالأَوْقِ
فالمِلْحِ فالمِيثَبِ
|
مقلوبه : ب و ث
* باثَ الشَّىْءَ
بَوْثًا ، وأَباثَهُ : بَحَثَه.
* وباثَ المَكانَ بَوْثًا : حَفَرَ فيه. وخَلَطَ فيه تُرابًا.
وقد تَقَدَّمَ
ذلِك فى الياءِ ؛ لأَنَّ هذِه الكلمةَ يائِيَّةٌ وواوِيَّةٌ.
* وحاثِ باثِ ، مَبْنِىٌّ على الكَسْرِ : قُماشُ النّاسِ.
وقد
تَقَدَّمَتْ باثَ فى الياءِ.
* وتركهم
حَوْثًا بَوْثًا ، عن اللِّحْيانِىِّ ، ولم يُفَسِّرْه ، وأُراهُ
يَعْنِى : مُتَفَرِّقِين.
* وجِئْ بهِ
مِنْ حَوْثَ بَوْثَ ، ومن حَوْثُ بَوْثُ
: أى من حَيْثُ كانَ
ولم يَكُنْ.
* وجاءَ
بحَوْثَ بَوْثَ : إِذا جاءَ بالشَّىْءِ الكَثيرِ.
الثاء والميم والواو
ث و م
قال أبو
حَنِيفَةَ : الثُّومُ : هذه البَقْلَةُ ، مَعْرُوف ، وهى ببَلَدِ العَرَبِ
كَثِيرةٌ ، مِنْها بَرِّىٌّ ، ومِنْها رِيفِىٌّ ، واحِدَتُه ثُومَةٌ.
* والثُّومَةُ : قَبِيعَةُ السَّيْفِ ، على التَّشْبِيه ؛ لأَنَّها
على شَكْلِها.
* والثُّومُ : لُغَةٌ فى الفُومِ ، وهى الحِنْطَةُ.
* وأُمُ ثُومَةَ : امْرَأَةٌ. أنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِىِّ لأَبى
الجَرّاحِ نفسِه :
فلَوْ أَنَّ
عِنْدِى أُمَ ثُومَةَ لم يَكُنْ
|
|
عَلَىَّ
لمُسْتَنِّ الرِّياحِ طَرِيقُ
|
وقد يَجُوزُ
أَن تكونَ أُمُ ثُومَةَ هُنا السَّيفَ ، لما تَقَدَّم من أَنَ الثُّومَةَ قَبِيعَةُ السَّيْفِ ، وكأَنَّه يَقولُ : لو كانَ
سَيْفِى حاضِرًا لم أُذَلَّ ، ولَمْ أُهَنْ.
* والثِّوَمُ : شَجرٌ طَيِّبُ الرِّيح ، عظامٌ واسعُ الوَرَق ،
أَخْضَر ، أطيَبُ رِيحًا من الآسِ ، يُبْسَطُ فى المَجالِسِ كما يُبْسَطُ
الرَّيْحانُ ، واحِدَتُه ثِوَمَةٌ ، حكاهُ أبو حَنِيفَةَ.
__________________
مقلوبه : و ث م
* وَثَمَ الشَّىْءَ
وَثْمًا : كَسَرَه ،
ودَقَّه.
* وخُفٌ مِيثَمٌ : شَدِيدُ الوَطْءِ ، قالَ عَنْتَرَةُ :
*تَطِسُ الإكامَ بذاتِ خُفٍ مِيثَمِ*
* ووَثَمَ الفَرَسُ الأَرْضَ بحافِرِه وَثْمًا : رَجَمَها ودَقَّها.
وكَذلِكَ وَثْمُ الحِجارَةِ.
* والمُواثَمَةُ ـ فى العَدْوِ ـ : المُضابَرَةُ ، كأَنَّه يَرْمِى
بنَفْسِه.
* والمَطَرُ يَثِمُ الأَرْضَ وَثْمًا : يَضْرِبُها. قالَ طَرَفَة :
جَعَلَتْهُ
حَمَّ كَلْكَلِها
|
|
لرَبِيعٍ
دِيمَةٌ تَثِمُهْ
|
فأما قوله :
فسَقَى
بِلادَكِ ـ غَيْرَ مُفْسِدِها ـ
|
|
صَوْبُ
الرَّبِيعِ ودِيمَةٌ تَثِمُ
|
فإِنَّه على
إِرادَةِ التَّعَدِّى ، أرادَ تَثِمُها ، فَحَذَفَ.
* ووَثَمَت الحِجارَةُ رِجْلَه وَثْمًا ، ووِثامًا : أَدْمَتْها.
* والوَثِيمَةُ : الحِجارَةُ ، تكونُ فى مَعْنَى « فاعِلَةٍ » لأَنَّها تَثِمُ ، وفى مَعْنَى « مَفْعُولَة » لأَنَّها تُوثَمُ. ومنه
قَوْلُه : « لا ، والَّذِى اسْتَخْرَجَ النَّخْلَةَ من الجَرِيمَةِ ، والنّارَ من الوَثِيمَةِ ».
* والوَثِيمَةُ : الجَماعَةُ من الطَّعام والحَشِيشِ. يُقال : ثِمْ لَهَا.
* والوَثِيمُ : المُكْتَنِزُ اللَّحْمِ ، وقَدْ وَثُمَ وَثامَةً.
مقلوبه : م و ث
* ماثَ الشَّىْءَ
مَوْثًا : مَرَسَه.
وقد تَقَدَّمَ
فى الياءِ ؛ لأَنَّ هذه الكلمةَ يائِيَّةٌ وواوِيَّةٌ.
انتهى الثلاثى
المعتل
__________________
باب الثلاثى اللفيف
الثاء والهمزة والياء
ث أ ى
* الثَّأْىُ ، والثَّأَى
ـ جميعًا ـ :
الإفْسادُ كُلُّه.
وقِيلَ : هِى
الجِراحاتُ ، والقَتْلُ ، ونَحْوُه من الإفسادِ.
* وأَثْأَى فِيهم : قَتَلَ وجَرَحَ.
* والثَّأْىُ ، والثَّأَى
: خَرْمُ خُرَزِ
الأَدِيمِ.
وقالَ ابنُ
جِنِّى : هو أَنْ تَغْلُظَ الإشْفَى ، ويَدِقَّ السَّيْرُ.
* وقد ثَئِىَ يَثْأَى ، وثَأَى
يَثْأَى ، وأَثْأَيْتُه أَنَا. قال ذُو الرُّمَّةِ :
وَفْراءَ
غَرْفِيَّةٍ أَثْأَى خَوارِزَها
|
|
مُشَلْشَلٌ
ضَيعَتْهُ بَيْنَها الكُتَبُ
|
مقلوبه : أ ث ى
* أَثَيْتُ عَلَيْه ، وبهِ أَثْيًا وإِثايَةً : وشَيْتُ به ، وسَعَيْتُ به عند السُّلْطان.
وقيل :
وَشَيْتُ به عندَ من كانَ ، من غَيْرِ أَنْ يُخَصَّ بهِ السُّلْطانُ.
الثاء والهمزة والواو
ث أ و
* الثَّأْوَةُ : المَهْزُولَةُ من الغَنَمِ.
* والثَّأْوَةُ : بَقِيَّةُ قَلِيلٍ من كَثِير.
مقلوبه : أ ث و
* أَثَوْتُ الرَّجُلَ ، وأَثَوْتُ
بهِ ، وعَلَيه أَثْوًا ، وإِثاوَةً : وَشَيْتُ به عند السُّلْطانِ.
وقِيلَ :
وشَيْتُ به عندَ من كانَ.
وقد تقَدَّمَ
ذلك فى الياءِ ؛ لأَنَّ هذه الكلمةَ يائِيَّةٌ ، واوِيَّةٌ.
__________________
مقلوبه : و ث أ
* الوَثْءُ ، والوَثاءَةُ : وَصْمٌ يُصِيبُ اللَّحْمَ ، ولا يَبْلُغُ العَظْمَ
فيَرِمُ.
وقِيلَ : هو
تَوَجُّعٌ فى العَظْمِ من غيرِ كَسْرٍ.
وقيل : هُو
الفَكُّ.
* وقد وَثِئَتْ يَدُه تَثَءُ ،
وَثْأً ، ووَثَأً ، فهِىَ وَثِئَةٌ ، مثلُ فَعِلَةٍ.
* ووُثِئَتْ ، على صِيغَةِ ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه ، فَهِى مَوْثُوءَةٌ ، ووَثِيئَةٌ ، مثل فَعِيلَةٍ.
* ووَثَأْتُها أَنَا.
* وأَوْثَأَها اللهُ.
قالَ
اللِّحْيانِىُّ : قِيلَ لأَبِى الجَرّاحِ : كيفَ أَصْبَحْتَ؟ قالَ : أَصْبَحْتُ مَوْثُوءًا ، مَرْثُوءًا.
وفَسَّرَه
فقالَ : كأَنَّما أَصابَه وَثْءٌ ، من قَوْلِهم : وُثِئَتْ
يَدُه.
وقد تقَدَّمَ
ذِكْرُ مَرْثوءٍ.
الثاء والياء والواو
ث و ى
* ثَوَيْتُ بالمكانِ ، وثَوَيْتُه
ثَواءً ، وثُوِيّا ، الأَخِيرةُ عن سِيبَويْهِ.
* وأَثْوَيْتُ به : أَطَلْتُ الإقامَةَ بهِ.
* وأَثْوَيْتُه أَنَا ، وثَوَّيْتُه
، الأَخِيرَةُ عن
كُراعٍ : أَلْزَمْتُه الثَّواءَ فِيه.
* وثَوَى بالمكانِ : نَزَلَ بهِ ؛ وبهِ سُمِّىَ المَنْزِلُ : مَثْوًى. وفى التَّنْزِيلِ : (قالَ النَّارُ
مَثْواكُمْ) [الأنعام : ١٢٨]. قال أبو عَلِىٍّ : المَثْوَى
عِنْدِى فى الآيَةِ
اسمٌ للمَصْدَرِ دونَ المَكانِ. لحُصُولِ الحالِ فى الكلامِ مُعْمَلاً فِيها. أَلا
تَرَى أنَّه لا يَخْلُو من أن يكونَ مَوْضِعًا أو مَصْدَرًا؟ فلا يَجُوزُ أن يكونَ
مَوْضِعًا ؛ لأَنَّ اسمَ المَوْضعِ لا يَعْمَلُ عَمَلَ الفِعْلِ ؛ لأَنَّه لا
مَعْنَى للفِعْلِ فيهِ.
فإذا لم يَكُنْ
مَوْضِعًا ثَبَتَ أَنّه مَصْدَرٌ. والمَعْنَى : النارُ ذاتُ إِقامَتِكُمْ ، أى :
النّارُ ذاتُ إِقامَتِكُمْ فيها. (خالِدِينَ) ، أى : هُمْ أَهْلٌ أَن يُقِيمُوا فيها ، ويَثْوُوا
خالِدِينَ.
قالَ ثَعْلَبٌ
: وفى الحَدِيث : « أَصْلِحُوا
مَثاوِيَكُمْ ، وأَخِيفُوا
الهَوامَّ قَبْلَ أن تُخِيفَكُم ، ولا تُلِثُّوا بدارِ مَعْجَزَةٍ ». قالَ : المَثاوِى هُنا : المَنازِلُ ، والهَوامُ
: الحَيّاتُ
والعَقارِبُ ، ولا
تُلِثُّوا : أى لا
تُقِيمُوا ، والمَعْجَزَةُ. والمَعْجِزَةُ : العَجْزُ.
وقولُه تَعالَى
: (إِنَّهُ رَبِّي
أَحْسَنَ مَثْوايَ) [يوسف : ٢٣] أَى : إِنَّه تَوَلانِى فى طُولِ مُقامِى.
ويُقال
للغَرِيبِ إِذا لَزِمَ بَلْدَةً : هُوَ
ثاوِيها.
* وأَثْوانِى الرَّجُلُ : أَضافَنِى.
* وأَبُو المَثْوَى : رَبُّ البَيْتِ.
* وأُمُ المَثْوَى : رَبَّتُه.
* وأَبُو مَثْواكَ : ضَيْفُك الَّذِى تُضِيفُه.
* والثَّوِىُ : بَيْتٌ فى جَوْفِ بَيْتٍ.
* والثَّوِىُ : البَيْتُ المُهَيَّأُ للضَّيْفِ.
* والثَّوِىُ : الضَّيْفُ نَفْسُه.
* والثَّوِىُ أَيضًا : الأَسِيرُ ، عن ثَعْلَبٍ.
وكُلُّ هذا من الثَّواءِ.
* وثُوِىَ الرَّجُلُ : قُبِرَ ؛ لأَنَّ ذلك ثَواءٌ لا أَطْوَلَ منه.
وقَوْلُ أَبِى
كَبِيرٍ الهُذَلِىِّ :
نَغْدُو
فنَتْرُكُ فى المَزاحِف من ثَوَى
|
|
ونُمِرُّ فى
العَرَقاتِ مَن لَمْ نَقْتُلِ
|
أَرادَ بقولِه
: « مَنْ ثَوَى » أى : مَنْ قُتِلَ ، فأَقامَ هُنالِكَ.
* والثّايَةُ ، والثَّوِيَّةُ : حِجارَةٌ تُرْفَعُ باللَّيلِ ، فتكُونُ عَلامَةً
للرّاعِى إذا رَجَعَ إلى الغَنَمِ لَيْلاً ، يَهْتَدِى بها.
وهى أَيْضًا :
أَخْفَضُ عَلَمٍ ، يكونُ بقَدْرِ قِعْدَةِ الإنْسانِ.
وهذا يَدُلُّ
على أنَّ ألفَ ثايَةٍ مُنْقَلِبَةٌ عن واوٍ ، وإن كانَ صاحِبُ الكِتابِ
يَذْهَبُ إِلى أَنَّها عن ياء.
* والثّايَةُ ، والثَّاوَةُ ، والثَّوِيَّةُ : مَأْوَى الغَنَمِ ، والبَقَرِ. وأُرَى الثّاوَة مَقْلُوبَةً عن الثّايَةِ.
* والثّايَةُ : مَأْوَى الإبِلِ ، وهى عازِبَةٌ ، أو حَوْلَ
البَيْتِ.
* والثّايَةُ أَيْضًا : أَنْ تُجْمَعَ شَجَرتانِ أو ثَلاثٌ ،
فيُلْقَى عَلَيْها ثَوْبٌ ، فيُسْتَظَلَّ بها ، عن ابن الأَعْرابِىِّ.
وجَمْعُ الثَّايَةِ : ثاىٌ
، عن اللِّحْيانىِّ.
__________________
* والثَّوِيّةُ : مَوْضِعٌ قَرِيبٌ من الكُوفَةِ.
* والثّاءُ : حَرْفُ هِجاءٍ.
وإنَّما
قَضَيْنا عَلَى أَلِفِه بأَنَّها واوٌ ؛ لأَنَّها عَيْنٌ.
* وقافِيَةٌ ثاوِيَّةٌ : عَلَى الثّاءِ.
مقلوبه : و ث ى
* وَثَى بهِ إلى السُّلْطانِ : وَشَى ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ ،
وأَنْشَدَ :
يَجْمَعُ
للرِّعاءِ فى ثَلاثِ
|
|
طُولَ
الصَّوَى وقِلَّةَ الإرْغاثِ
|
جَمْعَكَ
للمُخاصِم المُواثِى
|
كأَنَّه جاءَ
على وَاثاهُ ، والمَعْرُوفُ عِنْدَنا أَثَى ، فإِنْ كانَ ابنُ
الأَعْرابِىِّ سَمِعَ من العَرَبِ « وَثَى
» فذاكَ ، وإِلّا
فإنَّ الشاعِرَ إِنَّما أرادَ « مُؤاثِى » بالهَمْزِ ، فخَفَّفَ الهمزةَ ، بأَن
قَلَبَها واوًا للضَّمَّة التى قَبْلَها ، وإِن كانَ ابنُ الأَعْرابِىِّ إِنَّما
اشْتَقَ وَثَى من هذا فهو غَلَطٌ.
* * *
باب الرباعى
الثاء والراء
ث ر م ل
* ثَرْمَلَ القومُ من الطَّعامِ : أكَلُوا.
* والثَّرْمَلَةُ : سُوءُ الأَكْلِ ، وانْتِشارُ الطَّعامِ على
اللِّحْيَةِ والفَم.
* وثَرْمَلَ الطَّعامَ : لم يُحْسِنْ صِناعَتَه.
* وثَرْمَلَ اللَّحْمَ : لم يُنْضِجْهُ.
* وثَرْمَلَ عَمَلَه : لم يَتَنَوَّقْ فيه.
* وثَرْمَلَ : سَلَحَ ، كذَرْمَلَ.
* والثُّرْمُلُ : دابَّةٌ ، عن ثَعْلَبٍ ، لم يُحَلِّها.
* والثُّرْمُلَةُ : من أَسماءِ الثَّعالِبِ.
__________________
* والثُّرْمُلَةُ : الفَرْقُ الَّذِى وَسَطَ ظاهِر الشَّفَةِ العُلْيَا.
* والثُّرْمُلَةُ : البَقِيَّةُ من التَّمْرِ وغيره.
* وثُرْمُلَةُ : اسمُ رَجُلٍ ، قال :
*ذَهِبَ لمّا أَنْ رَآها ثُرْمُلَهْ*
ب ر ث ن
* والبُرْثُنُ : مِخْلَبُ الأَسَدِ.
وقِيلَ : هُوَ
للسَّبُعِ كالإصْبَعِ للإنْسانِ.
وقِيلَ : البُرْثُن : الكَفُّ بكَمالِها مع الأَصابِعِ.
واستَعارهُ
ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ لمُشْتارِ العَسَلِ ، فقال :
حتَّى
أُشِبَّ لَها وطالَ إيابُها
|
|
ذُو رُجْلَةٍ
شَثْنُ البَراثِنِ جَحْنَبُ
|
* والبُرْثُنُ
: لِما كانَ من سِباعِ
الطَّيْرِ ، مِثْلِ الغُرابِ ، والحَمامِ.
وقد يكونُ
للضَّبِّ ، والفَأْرِ ، واليَرْبُوعِ.
* وبُرثُنُ : قَبِيلَةٌ.
* أَنْشَدَ
سِيبَوَيْهِ لقَيْسِ بنِ المُلَوَّحِ :
لَخُطّابُ
لَيْلَى يا لَبُرْثُنَ مِنْكُمُ
|
|
أَدَلُّ
وأَمْضَى من سُلَيْكِ المَقانِبِ
|
__________________
حرف الراء
الثنائى المضاعف
الراء والنون
ر ن ن
* الرَّنَّةُ ، والرَّنِينُ
، والإرْنانُ : الصَّيْحَةُ الشَّدِيدَةُ.
* والصَّوْتُ
الحَزِينُ عندَ الغِناءِ ، أو البُكاءِ.
* رَنَّتْ رَنِينًا ، ورَنَّنَتْ
تَرْنِينًا ، وتَرْنِيَةً ، وأَرَنَّتْ.
وقِيلَ : الرَّنِينُ : الصَّوْتُ الشَّجِىُّ.
* والإرْنانُ : الشَّدِيدُ.
* وأَرَنَّت القَوْسُ فى إِنْباضِها ، والمَرْأَةُ فى نُواحِها ،
والحمامَةُ فى سَجْعِها ، والحِمارُ فى نَهِيقِه ، والسَّحابَةُ فى رَعْدِها ،
والماءُ فى خَرِيرِه.
* وقَوْسٌ مُرِنٌ ، ومِرْنانٌ
، وكذلِكَ السَّحابَةُ
؛ ويُقالُ لَها : المِرْنانُ
، علَى أَنَّها صِفَةٌ
غَلَبَتْ غَلَبَةَ الاسْمِ.
وقالَ أبو
حَنِيفَةَ : أَرَنَّت القَوْسُ ، وهو فَوْقَ الحَنِين.
* والرُّناءُ : الطَّرَبُ ، على بَدَلِ التَّضْعِيفِ ، ومن قالَ : رَنَوْتُ ، فالرُّناءُ عِنْدَه مُعْتَلٌّ.
* ويَوْمٌ أرْوَنانٌ : شَدِيدٌ فى كُلِّ شَىْءٍ. أَفْوَعالٌ من الرَّنِينِ ، فيما ذَهَب إليه ابنُ الأَعْرابِىِّ.
وهُو عندَ
سِيبَوَيْهِ أَفْعَلانٌ ، من قَوْلِكَ : كَشَفَ اللهُ عنكَ رُونَةَ هذا الأَمْرِ ، أى : غُمَّتَه ، وشِدَّتَه.
وسيَأْتِى
ذِكْرُه فى مَوْضِعِه إِنْ شاءَ الله.
الراء والفاء
ر ف ف
* رَفَ لَوْنُه يَرِفُ
رَفّا ورَفِيفًا : بَرَقَ ، وتَلأْلأَ. وكَذلِكَ : رَفَّتْ أَسْنانُه. وفى الحَدِيثِ أَنّ النَّابِغَةَ الجَعْدِىَّ
لمّا أَنْشَدَ النَّبِىَّ صلىاللهعليهوسلم :
ولا خَيْرَ
فِى حِلْمٍ إِذا لَمْ تَكُنْ لَه
|
|
بَوادِرُ
تَحْمِى صَفْوَه أَنْ يُكَدَّرَا
|
ولا خَيْرَ
فِى جَهْلٍ إِذا لَمْ يَكُنْ لَه
|
|
حَلِيمٌ ،
إِذا ما أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرَا
|
فقالَ له
النَّبىُّ صلىاللهعليهوسلم : « لا يَفْضُضِ اللهُ فاكَ ». قالَ : فبَقِيَتْ
أَسْنانُه تَرِفُ حَتّى ماتَ.
* ورَفَ : مَرِحَ ، وتَخَيَّلَ. قالَ :
*وأُمّ عَمّارٍ عَلَى القِدْرِ تَرِفّ*
* ورَفَ النَّباتُ يَرِفُ
رَفِيفًا : إذا
اهْتَزَّ وتَنَعَّمَ. وقالَ أبو حَنِيفَةَ : هو أن يتلألأ ، ويُشْرِقَ ماؤُه.
* ورَفَّتْ عَيْنُه تَرِفُ
، وتَرُفُ رَفّا : اخْتَلَجَتْ ، وكذلِكَ سائِرُ الأَعْضاءِ. قالَ ،
أَنْشَدَنا أَبُو العلاءِ :
لم أَدْرِ
إِلّا الظَّنَّ ظَنَّ الغائِبِ
|
|
أَبِكِ أَمْ
بالغَيْبِ رَفَ حاجِبِى
|
وكَذلِك
البَرْقُ إذا لَمَعَ.
* ورَفُ البَرْقِ : وَمِيضُه.
* ورَفَّتْ عليه النِّعْمَةُ : ضَفَتْ.
* ورَفَ الشَّىْءَ
يَرُفُّه رَفّا ، ورَفِيفًا : مَصَّه. وقيلَ : أَكَلَه. وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ : رَفَّت الإبِلُ تَرُفُ
، وتَرِفُ رَفّا : أَكَلَتْ.
* ورَفَ المَرْأَةَ
يَرُفُّها : قَبَّلَها
بأَطْرافِ شَفَتَيْه. ومنه قَوْلُ أَبِى هُرَيْرَةَ : « إِنِّى لأَرُفُ شَفَتَيْها ، وأَنا صائِمٌ ».
قالَ أبو
عُبَيْدٍ : وهو من شُرْبِ الرِّيقِ ، وتَرَشُّفِه.
وقِيلَ : الرَّفُ : الرِّيقُ نَفْسُه.
* ورَفَ الطائِرُ ، ورَفْرَفَ
: حَرَّكَ جَناحَيْهِ
فى الهَواءِ ، فلم يَبْرَحْ.
* والرَّفْرافُ : الظَّلِيمُ.
* والرَّفْرافُ : الجَناحُ مِنْه ، ومن الطّائِرِ.
* والرَّفْرَفُ : كِسْرُ الخِباءِ.
وهو أيضًا :
خِرْقَةٌ تُخاطُ فى أَسْفَلِ السُّرادِقِ ، والفُسْطاطِ ونَحْوِه. وكَذلكَ الرَّفُ ،
__________________
وجَمْعُه : رُفُوفٌ.
* ورَفَ البَيْتَ : عَمِلَ له رَفّا.
* ورَفِيفُ الفُسْطاطِ : سَقْفُه ، وفى الحَدِيثِ : « وإِذا سَيْفٌ
مُعَلَّقٌ عَلَى رَفِيفِ
الفُسطاطِ ».
التَّفْسِيرُ
لشَمِر. حَكاهُ الهَرَوِىُّ فى الغَرِيبَيْنِ.
* ورَفْرَفُ الدِّرْعِ : زَرَدٌ يُشَدُّ بالبَيْضَةِ ، يَطْرَحُه
الرَّجلُ على ظَهْرِه.
* ورَفَ الثَّوْبُ رَفَفًا : رَقَّ ، ولَيْسَ بثَبْتٍ.
* والرَّفْرَفُ : الرَّقِيقُ من ثِيابِ الدِّيباجِ.
* والرَّفْرَفُ : ثِيابٌ خُضْرٌ تُبْسَطُ ، واحدته : رَفْرَفَةٌ. وفى التَّنْزِيلِ : (مُتَّكِئِينَ عَلى
رَفْرَفٍ خُضْرٍ) [الرحمن : ٧٦].
وقُرِئَ : « رَفارِفَ ».
* والرَّفْرَفُ : الشَّجَرُ النّاعِمُ المُسْتَرْسِلُ. قالَ الهُذَلِىُّ
ـ يَصِفُ الأَسَدَ ـ :
له أَيْكَةٌ
لا يَأْمَنُ النّاسُ غَيْبَها
|
|
حَمَى
رَفْرَفًا مِنها سِباطًا وخِرْوَعَا
|
* والرَّفْرَفُ
: ضَرْبٌ من سَمَكِ
البَحْرِ.
* والرَّفْرَفُ : البَظْرُ ، هذه عن اللِّحْيانِىِّ.
* ورَفْرَفَ على القَوْمِ : تَحَدَّبَ.
* والرُّفَّةُ : التِّبْنُ ، وحُطامُه.
* ورَفَّهُ : عَلَفَه رُفَّةً.
* والرُّفافُ : ما انْحَتَّ من التِّبْنِ ، ويَبِيسِ السَّمُرِ ، عن
ابنِ الأَعْرابِىِّ.
* ورَفَ الرَّجُلَ يَرُفُّه
رَفّا : أَحْسَنَ
إِلَيْهِ ، وأَسْدَى إِليه يَدًا ، وفى المَثَلِ : «من حَفَّنا أَو رَفَّنا فلْيَتَّرِكْ».
* وفُلانٌ
يَحُفُّنا ، ويَرُفُّنا : أى يُعطِينا ويَمِيرُنَا. وأما أَبُو عُبَيْدٍ
فجَعَلَه إِتْباعًا. والأَوَّلُ أَعْرَفُ.
* والرَّفُ : المِيرَةُ.
* والرَّفُ : القِطْعَةُ العَظِيمةُ من الإبلِ ، وعَمَّ
اللِّحْيانِىُّ به الغَنَمَ ، فقالَ : الرَّفُ
: القَطِيعُ
__________________
من الغَنَمِ. لَمْ يَخُصَّ مَعْزًا من ضَأْنٍ ، ولا ضَأْنًا من مَعْزٍ.
* والرَّفُ : الجَماعةُ من الضَّأْنِ.
* والرَّفُ : حَظِيرةُ الشّاءِ.
* ودارَةُ رَفْرَفٍ : مَوْضِعٌ.
مقلوبه : ف ر ر
* الفَرُّ ، والفِرارُ : الرَّوَغانُ ، والهَرَبُ.
* فَرَّ يَفِرُّ فِرارًا : هَرَبَ.
* ورَجُلٌ فَرُورٌ ، وفَرُورَةٌ ، وفَرّارٌ غيرُ كَرّارٍ.
* وفَرٌّ : وصْفٌ بالمَصْدَرِ ، فالواحِدُ والجمعُ فيه سواءٌ.
قال أَبُو ذُؤَيْبٍ :
فَرَمَى
ليُنْقِذَ فَرَّها فهَوَى له
|
|
سَهْمٌ
فأَنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ
|
وقَدْ يكُونُ الفَرُّ : جَمْعَ فارٍّ ، كشارِبٍ وشَرْبٍ. وأرادَ : فأَنْفَذَ طُرَّتَيْهِ
السهمُ ، فلمّا لم يَسْتَقِمْ له قالَ : « المِنْزَعُ ».
* وأَفَرَّهُ : فَعَلَ به فعلاً
يَفِرُّ منه. وفى
الحَدِيثِ أَنّه قالَ لعَدِىِّ بنِ حاتِمٍ : « ما
يُفِرُّكَ عن الإسلامِ
إلا أَنْ يُقالَ : لا إِلهَ إلّا اللهُ ».
* وهو المَفَرُّ ، والمَفِرُّ.
وقَوْلُه
تَعالَى : (أَيْنَ الْمَفَرُّ) [القيامة : ١٠]. أى : أَيْنَ الفِرارُ؟ وقُرِئَ : أيَنْ المَفِرُّ أَى : أَيْنَ مَوْضِعُ الفِرارِ؟ عن الزَّجّاجِ.
وقَدْ أَفْرَرْتُه.
* وفَرَّ الدّابَّةَ
يَفُرُّها فَرّا : كَشَفَ عن أَسْنانِها ، ليَنْظُرَ ما سِنُّها.
ويُقالُ
للفَرَسِ الجَوَادِ : « عَيْنُه فُرارُه
». يَقُولُ : إِذا
رَأَيْتَه تَفَرَّسْتَ فيهِ الجَوْدَةَ ، ولم تَحْتَجْ أن تَفُرَّه عن عَدْوٍ ،
ولا غَيْرِه. كَذا حَكاهُ كُراع بالضَّمِّ ، وحكاهُ غَيْرُه بكسرِ الفاءِ.
* وفَرَّ الأَمْرَ ، وفَرَّ عنه : بَحَثَ.
* وفُرَّ الأَمْرُ جَذَعًا : أى رَجَعَ عَوْدُه عَلَى بَدْئِهِ.
قال :
__________________
وما ارْتَقَيْتُ
عَلَى أَرْجاءِ مَهْلَكَةٍ
|
|
إلا مُنِيتُ
بأَمْرٍ فُرَّ لى جَذَعَا
|
* وأَفَرَّت
الخَيْلُ ، والإبِلُ
للإثْناءِ : سَقَطَتْ رَواضِعُها ، وطَلَع غَيْرُها.
* وافْتَرَّ الإنْسانُ : ضَحِكَ ضَحِكًا حَسَنًا.
* وافْتَرَّ البَرْقُ : تَلأْلأَ ، وهُوَ فوقَ الانْكِلالِ ، فى
الضَّحِكِ ، والبَرْقِ.
واسْتَعارُوا
ذلك للزَّمَنِ ، فقالُوا : إِنَّ الصَّرْفَةَ نابُ الدَّهْرِ الَّذِى يَفْتَرُّ عنه ، وذلكَ أَنَّ الصَّرْفَةَ إِذا طَلَعَتْ خَرَجَ
الزَّهَرُ ، واعْتَمَّ النَّبْتُ.
* وافْتَرَّ الشَّىْءَ : اسْتَنْشَقَه ، قال رُؤْبَةُ :
*كأَنَّما افْتَرَّ نَشُوقًا مَنْشَقَا*
* والفَرِيرُ ، والفُرارُ : وَلَدُ النَّعْجَةِ ، والماعِزَةِ ، والبَقَرَةِ.
والأُنْثَى فُرارَةٌ ، وجَمْعُها : فُرارٌ أَيضًا ، وهُو من أَوْلاد المَعْزِ : ما صَغُرَ
جِسْمُه. وعَمَّ ابنُ الأَعرابِىِ بالفَرِيرِ وَلَدَ الوَحْشِيَّةِ من الظِّباءِ ، والبَقَرِ ،
ونحوِهما.
وقالَ مرَّةً :
هى الخِرْفانُ ، والحُمْلانُ.
وقِيلَ : الفَرِيرُ واحدٌ ، والفُرارُ جَمْعٌ.
وقِيلَ : الفَرِيرُ ، والفُرارُ ، والفُرْفُر ، والفُرْفُورُ ، والفُرافِرُ : الحَمَلُ إذا فُطِمَ ، واسْتَجْفَرَ ، وأَخْصَبَ ،
وسَمِن. وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِىِّ فِى الفُرارِ ـ الذى هُو واحِدٌ ـ قَوْلَ الفَرَزْدَقِ :
لَعَمْرِى
لَقَدْ هانَتْ عَلَيكَ ظَعِينَةٌ
|
|
فَدَيْتَ
برِجْلَيْها الفُرارَ المُرَبَّقَا
|
* والفَرِيرُ : مَوْضِعُ المَجَسَّةِ من مَعْرَفَةِ الفَرَسِ.
* ووَقَع
القومُ فى فُرَّةٍ ، وأُفُرَّةٍ ، وأَفُرَّةٍ : أى اخْتِلاطٍ ، وشِدَّةٍ.
* وفُرَّةُ الحَرِّ ، وأُفُرَّتُه
، وأَفُرَّتُه : شِدَّتُه.
وقِيلَ :
أَوَّلُه.
* والفَرْفَرَةُ : الصِّياحُ. وفَرْفَرَه
: صاحَ بهِ. قالَ
أَوْسُ بنُ مَغْراءَ السَّعْدِىُّ :
*إِذا ما فَرْفَرُوه رَغَا وبالا*
* والفَرْفَرَةُ : الطَّيْشُ ، والخِفَّةُ.
__________________
* ورَجُلٌ فَرْفارٌ ، وامْرَأَةٌ
فَرْفارَةٌ.
* والفَرْفَرَةُ : الكَلامُ.
* والفَرْفارُ : الكَثِيرُ الكَلامِ ، كالثَّرْثارِ.
* وفَرْفَرَ فى كَلامِه : خَلَّطَ وأكْثَرَ.
* والفُرافِرُ : الأَخْرَقُ.
* وفَرْفَرَ الشَّىْءَ : كَسَرَه.
* والفُرافِرُ ، والفَرْفارُ : الَّذِى يُفَرْفِرُ كُلَّ شَىْءٍ ، أى : يَكْسِرُه.
* وفَرْفَرَ الدّابَّةُ اللِّجامَ : حَرَّكَه.
* وفَرَسٌ فُرافِرٌ : يُفَرْفِرُ اللِّجامَ فى فِيه.
* وفَرْفَرَنى فَرْفارًا : نَفَضَنِى ، وحَرَّكَنِى.
* وفَرْفَرَ البَعِيرُ : نَفَضَ جَسَدَه.
* وفَرْفَرَ أَيْضًا : أَسْرَعَ ، وقارَبَ الخَطْوَ. قالَ امْرُؤُ
القَيْسِ :
*مَشَى الهَيْدَبَى فى دَفِّه ثُمَ فَرْفَرَا*
* وفَرْفَرَ الشَّىْءَ : شَقَّه.
* والفَرْفارُ : ضَرْبٌ من الشَّجَرِ تُتَّخَذُ منه العِساسُ ،
والقِصاعُ. قالَ :
*والبَلْطُ يَبْرِى حُبَرَ الفَرْفارِ*
البَلْطُ : المِخْرَطَةُ. والحُبَرُ : العُقَدُ.
* والفُرْفُورُ ، والفُرْافِرُ : سَوِيقٌ يُتَّخَذُ من اليَنْبُوتِ.
* والفُرْفُرُ : العُصْفُورُ.
وقِيلَ : الفُرْفُرُ ، والفُرْفُورُ : العُصْفُورُ الصَّغِيرُ. قالَ :
حِجازِيَّةٌ
لَم تَدْرِ ما طَعْمُ فُرْفُرٍ
|
|
ولم تَأْتِ
يَوْمًا أَهْلَها بتُبَشِّرِ
|
__________________
الراء والباء
ر ب ب
* الرَّبُ : اللهُ عَزَّ وجَلَّ. والاسْمُ : الرِّبابَةُ. قال :
يا هِنْدُ
أَسْقاكِ بلا حِسابَهْ
|
|
سُقْيَا
مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبابَهْ
|
والرُّبُوبِيَّةُ كالرِّبابَةِ.
* وعِلْمٌ رَبُوبِىٌ : مَنْسوبٌ إلى الرَّبِ
، على غيرِ قِياسٍ.
وحَكَى
أَحْمَدُ بن يَحْيى : « لا ، وَرَبْيِكَ
، لا أَفْعَلُ ». قالَ
: يُرِيدُ ، لا ، ورَبِّكَ
، فأَبْدَلَ الباءَ
ياءً لأَجْلِ التَّضْعِيف.
* ورَبُ كُلِّ شَىْءٍ : مالِكُه ، ومُسْتَحِقُّه. وقِيلَ :
صاحِبُه.
وقولُه تعالَى
: (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ
راضِيَةً مَرْضِيَّةً) * فادْخُلى فى عَبْدى [الفجر : ٢٨ ، ٢٩]. فيمَن قَرَأَ بهِ ، فمَعْناه ـ والله
أعلم ـ ارْجِعِى إلى صاحِبِكِ الذى خَرَجْتِ مِنْهُ ، فادْخُلِى فِيه.
والجمعُ : أَرْبابٌ ، ورُبُوبٌ.
وقولُه تَعالَى
: (إِنَّهُ رَبِّي
أَحْسَنَ مَثْوايَ) [يوسف : ٢٣]. قال الزَّجّاجُ : أرادَ إن العَزِيزَ صاحِبِى أَحْسَنَ
مَثْواىَ ، ويَجُوزُ أن يكونَ : اللهُ ، رَبِّى
، أَحْسَنَ مَثْواىَ.
* والرَّبِيبُ : المَلِكُ. قالَ امْرُؤُ القَيْس :
فما قاتَلُوا
عن رَبِّهِمْ ورَبِيبِهم
|
|
ولا آذَنُوا
جارًا فيَظْعَنَ سالِمَا
|
أَى :
مَلِكِهم.
* ورَبَّهُ يَرُبُّه رَبّا : مَلَكَه.
* وطالَتْ مَرَبَّتُهُمُ الناسَ ، ورِبابَتُهُم
: أى مَمْلَكَتُهم.
قالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ :
وكُنْتُ
امْرَاً أَفْضَتْ إِلَيْكَ رِبابَتِى
|
|
وقَبْلَكَ
رَبَّتْنِى ـ فضِعْتُ ـ رُبُوبُ
|
ويُرْوَى « رَبُوبُ ». وعِنْدِى أَنّه اسمٌ للجَمْعِ.
__________________
* وإنَّه لَمَرْبُوبٌ ؛ بَيِّنُ الرُّبُوبِيَّةِ. أى مَمْلُوكٌ.
* والعِبادُ مَرْبُوبُونَ للهِ : أَى مَمْلُوكُونَ.
* وتَرَبَّبَ الرَّجُلَ والأَرْضَ : ادَّعَى أَنَّه رَبُّهما.
* والرَّبَّةُ : كَعْبَةٌ كانت بنَجْرانَ لمَذْحِجٍ ، وبَنُو الحارِثِ
بن كَعْبٍ تُعَظِّمُها.
* ودارٌ رَبَّةٌ : ضَخْمَةٌ. قالَ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ :
وَفِى كُلِّ
دارٍ رَبَّةٍ خَزْرَجِيَّةٍ
|
|
وأَوْسِيَّةٍ
لى فى ذَرَاهُنَّ والِدُ
|
* ورَبَ
الصَّبِىَ يَرُبُّه رَبّا ، ورَبَّبَهُ
تَرْبِيبًا ، وتَرِبَّةً ـ عن اللِّحْيانِىِّ ـ وتَرْبِيَةً ، وارْتَبَّه
، ورَبّاهُ تَرْبِيَةً ـ على تَحْوِيلِ التَّضْعيف ـ وتَرَبّاهُ ـ على تَحْوِيل التَّضْعِيفِ أَيْضًا ـ : أَحْسَنَ
القِيامَ عليه ، ووَلِيَه حتى يُفارِقَ الطُّفُولِيَّةَ ، كانَ ابْنَهُ أَو لم
يَكُنْ. وأَنْشَد اللِّحْيانِىُّ :
تُرَبِّبُه
من آلِ دُودانَ شَلَّة
|
|
تَرِبَّةَ
أُمٍّ لا تُضِيعُ سِخالَها
|
وزَعَمَ ابنُ
دُرَيْدٍ أنَ رَبِبْتُه لُغَةٌ. قال : وكَذلِك كُلُّ طِفْلٍ من الحَيوانِ غيرِ
الإنسانِ. وكانَ يُنْشِدُ هذا البَيْتَ :
*كانَ لَنَا وَهْوَ فَلُوٌّ نِرْبَبُهْ*
كَسَر حَرْفَ
المُضارَعَةِ ليُعْلَمَ أَنّ ثانِى الفعلِ الماضِى مَكْسُورٌ ، كما ذَهَبَ إليه
سِيبَوَيْهِ فى هذا النَّحْوِ ، وهى لُغةُ هُذَيْلٍ فى هذا الضَّرْبِ من الفِعْلِ.
* والصَّبِىُ مَرْبُوبٌ ، ورَبِيبٌ
، وكَذلِك الفَرَسُ.
وقال سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ :
ليسَ
بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ
|
|
يُسْقَى
دَواءَ قَفِىِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ
|
يجوزُ أن
يَكُونَ أرادَ بمَرْبُوبٍ الصَّبِىَّ ، وأَنْ يكونَ أَرادَ به الفَرَسَ. ويُرْوى :
«مَرْبُوبُ» أى هو
مَرْبُوبٌ.
* والرَّبَبُ : ما
رَبَّبَه الطِّينُ ، عن
ثعلب ، وأنشد :
*فى رَبَب الطِّينِ وماءٍ حَائِرِ*
__________________
* وغَنَمٌ رَبائِبُ : تُرْبَطُ قَرِيبًا من البُيُوتِ ، وتُعْلَفُ ، لا
تُسامُ ، وهى الَّتِى ذكَرَ إبراهِيمُ النَّخَعِىُّ أَنَّه لا صَدَقَةَ فِيها.
* والسَّحابُ يَرُبُ المَطَرَ : أى يَجْمَعُه ، ويُنَمِّيهِ.
* والرَّبابُ : السَّحابُ المُتَعَلِّقُ ، الّذِى تَراه كأَنَّه دُونَ
السَّحابِ ، قَدْ يَكُونُ أَبْيَض وقَدْ يكونُ أَسْوَدَ.
* والمَطَرُ يَرُبُ النَّباتَ والثَّرَى ، ويُنَمِّيهِ.
* والمَرَبُ : الأَرْضُ الَّتِى لا يَزالُ بها ثَرًى. قالَ ذُو
الرُّمَّةِ :
خَناطِيلُ
يَسْتَقْرِينَ كُلَّ قَرارَةٍ
|
|
مَرَبٍ
نَفَتْ عَنْها الغُثاءَ الرَّوائِسُ
|
وهى المَرَبَّةُ ، والمِرْبابُ.
وقِيلَ : المِرْبابُ ـ من الأَرَضِينَ ـ : الَّتِى كَثُرَ نَبْتُها وناسُها ،
وكُلُّ ذلِكَ من الجَمْعِ.
* والمَرَبُ : المَحَلُّ.
* ومَكانُ
الإقامَةِ والاجْتِماعِ ، ومَكانٌ مَرَبٌ
: يَجْمَعُ النّاسَ.
* وفُلانٌ مَرَبٌ : أى مَجْمَعٌ ، يَرُبُ
النّاسَ ويَجْمَعُهم.
* ورَبَ بالمكانِ ، وأَرَبَ
: أقامَ بهِ ، قالَ :
*رَبَ بأَرْضٍ لا تَخطّاهَا الحُمُرْ*
* وكُلُّ
لازِمٍ شَيْئًا : مُرِبٌ.
* وأَرَبَ بالمكانِ : لَزِمَهُ.
* وأَرَبَّت السَّحابَةُ : دامَ مَطَرُها.
* وأرَبَّت النّاقَةُ بوَلَدِها : لَزِمَتْهُ وأَحَبَّتْه ، وأَرَبَّت بالفَحْلِ ؛ وهو
مُرِبٌ كذلك ، هذه
رِوايَةُ أبى عُبَيْدٍ عن أَبِى زَيْدٍ.
* ورَوْضاتُ
بَنِى عُقَيْلٍ يُسَمَّيْنَ الرِّبابَ.
* والرِّبِّىُ ، والرَّبّانِىُ
: الحَبْرُ ، ورَبُ العِلْمِ.
وقِيلَ : الرَّبّانِىُ : الَّذِى يَعْبُدُ
الرَّبَ ؛ زِيدَت
الأَلِفُ والنُّون للمُبالَغَةِ فى النَّسَبِ ، كما قالُوا ـ
__________________
للكَبِيرِ اللِّحْيَةِ ـ : لِحْيانِىٌّ ، وللكَبِيرِ الجُمَّةِ :
جُمّانِىٌّ.
* والرُّبَّى : الشّاةُ إذا وَلَدَتْ ؛ وإن ماتَ وَلَدُها فَهِى
أَيْضًا : رُبَّى ، بَيِّنَةُ
الرِّبابِ.
وقِيلَ : رِبابُها : ما بَيْنَها وبين عِشرِينَ يَوْمًا من وِلادَتِها.
وقِيلَ : هى رُبَّى : ما بَيْنَها وبينَ شَهْرَيْنِ من وِلادَتِها.
وقال
اللِّحْيانِىُّ : هى الحَدِيثَةُ النِّتاجِ ، من غَيْرِ أَنْ يَحُدَّ وَقْتًا.
وقِيلَ : هى
الَّتِى يَتْبَعُها وَلَدُها.
وقِيلَ : الرُّبَّى من المَعْزِ ، والرَّغُوثُ من الضَّأْنِ ، والجَمْعُ : رُبابٌ ، نادر.
قالَ
سِيبَوَيْهِ : قالُوا : رُبَّى
ورُبابٌ ، حَذَفُوا
أَلِفَ التَّأْنِيثِ ، وبَنَوْه عَلَى هذا البِناءِ ، كما أَلْقَوُا الهاءَ من
جَفْرَةٍ ، فقالُوا : جِفارٌ ، إِلا أَنَّهُم ضَمُّوا أَوَّلَ هذا ، كما قالُوا :
ظِئْرٌ ، وظُؤارٌ ، ورِخْلٌ ، ورُخالٌ.
وحَكَى
اللِّحْيانِىُّ : غَنَمٌ رِبابٌ. قالَ : وهى قَلِيلةٌ.
وقالَ : رَبَّت الشّاةُ
تَرُبُ رَبّا : إِذا وَضَعَتْ.
وقِيلَ : إِذا
عَلِقَتْ.
وقِيلَ : لا
فِعْلَ للرُّبَّى.
* والمَرْأَةُ تَرْتَبُ الشَّعْرَ .
قال الأعشى :
حُرَّةٌ
طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبُ
|
|
(م) سُخامًا تَكُفُّه بخِلالِ
|
وكُلُّ هذا من
الإصْلاحِ ، والجَمْعِ.
* والرَّبِيبَةُ : الحاضِنَةُ. قال ثَعْلَبٌ : لأَنَّها تُصْلِحُ الشىءَ
، وتَقُومُ به. وتَجْمَعُه.
* والرَّبِيبُ : ابنُ امْرَأَةِ الرَّجُلِ من غَيْرِه. قال :
فإِنَّ بِها
جارَيْنِ لَنْ يَغْدِرا بِها
|
|
رَبِيبَ
النَّبِىِّ وابنَ خَيْرِ الخَلائِفِ
|
يَعْنِى عُمَرَ
بنَ أَبِى سَلَمَةَ ، وعاصِمَ بنَ عُمَر بن الخَطّابِ.
__________________
وعُمَرُ بنُ
أَبِى سَلَمَةَ هو ابنُ أُمِّ سَلَمَةَ ، زَوْجِ النَّبِىِّ صلىاللهعليهوسلم.
* والأُنْثَى :
رَبِيبَةٌ.
* والرَّبِيبُ ، والرّابُ
: زَوْجُ الأُمِّ.
قالَ أبو
عُبَيْدٍ : ويُرْوَى عَن مُجاهِدٍ « أَنَّه كَرِهَ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ
امْرَأَةَ رابِّه ».
* ورَبَ المَعْرُوفَ ، والنِّعْمَةَ يَرُبُّهُما رَبّا ، ورِبابًا ، ورِبابَةً ، حَكاهُ اللِّحْيانِىُّ. ورَبَّبَهُما : نَمّاهُما ، وزادَهُما.
* ورَبَبْتُ قَرابَتَه ـ كذلِكَ.
* ورَبَبْتُ الأَمْرَ ، أَرُبُّه
رَبّا ، ورِبابَةً : أَصْلَحْتُه ، ومَتَّنْتُه.
* ورَبَبْتُ الدُّهْنَ : طَيَّبْتُه ، وأَجَدْتُه.
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : رَبَبْتُ
الدُّهْنَ : غَذَوْتُه
بالياسَمِينِ أو ببَعْضِ الرَّياحِين. قالَ : ويَجُوزُ فِيه رَبَّبْتُه.
* والرُّبُ : دِبْسُ كُلِّ ثَمَرَةٍ ، وهو سُلافَةُ خُثارَتِها بعدَ
الاعْتِصارِ والطَّبْخِ.
وقالَ ابنُ
دُرَيْدٍ : رُبُ السَّمْنِ والزَّيْتِ : ثُفْلُه الأَسْوَدُ ، وأَنْشَدَ
:
*كشائِط الرُّبِ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ*
* وارْتَبَ العِنَبُ : إِذا طُبِخَ حَتّى يَكُونَ رُبّا يُؤْتَدَمُ بِه. عن أَبِى حَنِيفَةَ.
* ورَبَبْتُ الزِّقَ بالرُّبِ
، والحُبَّ بالقِيرِ ،
والقارِ ، أَرُبُّه رَبّا ، ورُبّا ، ورَبَّبْتُه
: مَتَّنْتُه.
وقِيلَ : رَبَبْتُه : دَهَنْتُه ، وأَصْلَحْتُه. قال عَمْرُو بنُ شَأْسٍ
يُخاطِبُ زَوْجَتَهُ ـ وكانَتْ تُؤْذِى ابْنَه عَرارًا ـ :
فإنْ كُنْتِ
مِنِّى أَو تُرِيدِينَ صُحْبَتِى
|
|
فكُونِى لَه
كالسَّمْنِ رُبَ له الأَدَمْ
|
* والإرْبابُ
: الدُّنُوُّ من كُلِّ
شَىْءٍ.
* والرِّبابَةُ : جَماعَةُ السِّهامِ.
وقِيلَ :
خَيْطٌ تُشَدُّ به السِّهامُ.
وقِيلَ : هى
خِرْقَةٌ تُجْمَعُ فِيها.
__________________
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : هى السُّلْفَةُ التى تُجْعَلُ فيها القِداحُ. قالَ أَبُو
ذُؤَيْبٍ :
وكأَنَّهُنَ
رِبابَةٌ وكَأَنَّهُ
|
|
يَسَرٌ
يُفِيضُ عَلَى القِداحِ ويَصْدَعُ
|
وقال مَرَّةً :
الرِّبابَةُ : سُلْفَةٌ يُعْصَبُ بِها عَلَى يَدِ الرَّجُلِ
الحُرْضَةِ ، وهُوَ الرَّجُلُ الَّذِى تُدْفَعُ إليه الأَيْسارُ للقِداحِ ،
وإِنَّما يَفْعَلُونَ ذلك لكَيْلا يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يَكُونُ له فى صاحِبِه
هَوًى.
* والرِّبابُ ، والرِّبابَةُ : العَهْدُ والميثاق.
* والرَّبِيبُ : المُعاهِدُ. وبِه فُسِّر قَوْلُ امْرِئ القَيْسِ :
فما قاتَلُوا
عن رَبِّهِمْ ورَبِيبِهِم
|
|
ولا آذَنُوا
جَارًا فيَظْعَنَ سالِمَا
|
والجَمْعُ : أَرِبَّةٌ. قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ :
كانَتْ
أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ
|
|
عَقْدُ
الجِوارِ وكانُوا مَعْشَرًا غُدُرَا
|
* والرِّبابُ
: العُشُورُ. قال أبو
ذُؤَيْبٍ :
تَوَصَّلُ
بالرُّكْبانِ حِينًا وتُؤْلِفُ ال
|
|
(م) جِوارَ ويُغْشِيها الأَمانَ رِبابُها
|
وقِيلَ : رِبابُها : أَصْحابُها.
* والرُّبَّةُ : الفِرْقَةُ من النّاسِ. قِيلَ : هى عَشْرَةُ آلافٍ ،
أَو نَحْوُها ، والجَمْعُ : رِبابٌ.
قال
سِيبَوَيْهِ : قالَ يُونُسُ : رَبَّةٌ ورِبابٌ
، كجَفْرَةٍ وجِفارٍ.
والرَّبَّةُ
كالرُّبَّةِ.
* والرِّبَابُ : أَحْياءُ ضَبَّةَ ، سُمُّوا بذلِكَ لتَفَرُّقِهمْ ؛
لأَنَ الرُّبَّةَ : الفِرْقَةُ ، ولذِلكِ إِذا نُسِبَ إِلى الرِّبابِ قِيلَ : رُبِّىٌ
، فرُدَّ إِلى
واحِدِه. هذا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ.
* وأما أَبُو
عُبَيْدَةَ فقالَ : سُمُّوا بذلِكَ لتَرَابِّهِمْ
، أى : تَعَاهُدِهِمْ.
وقالَ
الأَصْمَعِىُّ : سُمُّوا بذلِكَ لأَنَّهُم أَدْخَلُوا أَيْدِيَهُم فى رُبٍ ، وتَعاقَدُوا.
وقالَ ثَعْلَبٌ
: سُمُّوا رِبابًا ؛ لأَنَّهُم اجْتَمَعُوا
رِبَّةً رِبَّةً ـ بالكَسْرِ ـ أى : جَماعَةً جَماعةً ، ووَهِمَ ثَعْلَبٌ فى جَمْعِه
فِعْلَةً على فِعالٍ. وإنَّما كان حُكْمُه أن يَقُولَ : « رُبَّةً رُبَّةً ».
* والرَّبَبُ : الماءُ الكَثِيرُ المُجْتَمِع.
__________________
* وأَخَذَ
الشَّىءَ برُبّانِه ، ورَبّانِه
: أى بأَوَّلِه.
وقِيلَ : برُبّانِه : بجَمِيعِه ، وبرُبّانِه
: بحِدْثانِه.
وقالُوا : «
ذَرْهُ برُبّانٍ ». أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
فذَرْهُمْ
برُبّانٍ وإلّا تَذَرْهُمُ
|
|
يُذِيقُوكَ
ما فِيهِمْ وإِن كانَ أكْثَرَا
|
قالَ : وقالُوا
: « إِنْ كُنْتَ بِى تَشُدُّ ظَهْرَك ، فأَرْخ برُبّانٍ
أَزْرَك ». ويُقال : «
إِنْ كُنْتَ بِى تَشُدُّ ظَهْرَك ، فأَرْخِ بِرُبَّى
أَزْرَك ».
* ورُبّانُ ـ غيرُ مَصْرُوفٍ ـ : اسمُ رَجُلٍ ، سُمِّى بذلك.
* والرِّبَّةُ : نِبْتَةٌ صَيْفِيّة.
وقِيلَ : هو
كُلُّ ما اخْضَرَّ فى القَيْظِ مِن جَمِيعِ ضُروبِ النَّباتِ.
وقِيلَ : هو
ضُرُوبٌ من الشَّجَرِ أو النَّبْتِ ، فلم يُحَدّ.
* والرِّبَّةُ : شَجَرَةٌ.
وقِيلَ :
إِنّها شَجَرَةُ الخَرُّوبِ.
* ورُبَ ، ورَبَ
، ورُبَّتَ ، ورَبَّتَ
: كَلِمةُ تَقْلِيلٍ ،
يُجَرُّ بِها. فيُقالُ : رُبَ
رَجُلٍ قائِم ، ورَبَ رَجُلٍ ، ورُبَّتَ
رَجُلٍ ، ورَبَّتَ رَجُلٍ.
ويُخَفَّفُ
كُلُّ ذلكَ ، فيُقالُ : رُبَ
رَجُلٍ ، ورُبَتَ رَجُلٍ ، ورَبَتَ
رَجُلٍ ، وكَذلك رُبَّما.
وبَعْضُهُم
يقولُ : رَبَّما ، بالفَتْح.
وكذلِك رُبَّتَما ، ورَبَّتَما ، ورُبَتَما ، ورَبَتَما ، والتَّثْقِيلُ فى كُلِّ ذلِك أكْثَرُ فى كَلَامِهم ،
ولِذلِكَ إذا حَقَّرَ سِيبَوَيْهِ « رُبَ
» من قَوْلِه تَعالَى
: (رُبَما يَوَدُّ) [الحجر : ٣]. رَدَّه إلى الأَصْلِ ، فقالَ : رُبَيْبٌ.
قال
اللِّحْيانِىُّ : قَرَأَ الكِسائِىُّ ، وأَصحابُ عبدِ الله والحَسَنُ : رُبَّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا.
بالتَّثْقِيلِ.
وقَرَأَ عاصِمٌ ، وأَهْلُ المَدِينَةِ وزِرُّ بنُ حُبَيْشٍ : (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالتَّخْفِيفِ.
قالَ
الزَّجّاجُ : إِن قالَ قائلٌ : فلِمَ جازَتْ « رُبّ
» هاهُنا ، ورُبَ للتَّقْلِيلِ؟
فالجَوابُ فى
هذا : أَنَّ العَرَبَ خُوطِبَتْ بما تَعْقِلُه فى التَّهَدُّدِ. والرَّجُلُ
يَتَهَدَّدُ الرَّجُلَ ، فيَقُولُ له : لعَلَّكَ ستَنْدَمُ عَلَى فِعْلِكَ ، وهو
لا يَشُكُّ فى أَنَّه يَنْدَمُ ، ويَقُول : رُبَّما نَدِم الإنْسانُ مِنْ مثلِ ما صَنَعْتَ ، وهو يَعْلَمُ
أَنّ الإنسانَ يَنْدَمُ.
__________________
قالَ
الكِسائِىُّ : يَلْزَمُ من خَفَّفَ ، فأَلْقَى إِحْدَى الباءَيْنِ أن يَقُول : رُبْ رَجُلٍ ، فيُخْرِجُه مُخْرَجَ الأَدَواتِ ، كما
يَقُولُونَ : لِمَ صَنَعْتَ ، ولِمْ صَنَعْتَ ، وبأَيِّمَ جِئْتَ ، وبأَيِّمْ
جِئْتَ ، وما أَشْبَه ذلَك. وقالَ : أَظُنُّهُم إنَّما امْتَنَعُوا من جَزْمِ
الباءِ ، لكَثْرَةِ دُخولِ التّاءِ فيها ، فى قَوْلِهِم : رُبَّتَ رَجُلٍ ، ورُبَتَ
رَجُلٍ. يريدُ
الكِسائىُّ أَنَّ تاءَ التَّأْنِيثِ لا يَكُونُ ما قَبْلَها إلا مَفْتُوحًا ـ أو
فِى نِيَّةِ الفَتْح ـ فلمّا كانَت تاءُ التَّأْنِيثِ تَدْخُلُها كَثِيرًا
امْتَنَعُوا من إسْكانِ ما قَبْلَ هاءِ التَّأْنِيثِ.
قالَ :
فآثَرُوا النَّصْبَ ، يَعْنِى بالنَّصْبِ الفَتْحَ.
قال
اللِّحْيانِىُّ : وقالَ لِىَ الكِسائِىُّ : إِن سَمِعْتَ بالجَزْمِ يَوْمًا فقَدْ
أَخْبَرْتُكَ. يُرِيد إِن سَمِعْتَ أحَدًا يَقُولُ : رُبْ رَجُلٍ. فلا تُنْكِرْه ؛ فإِنَّه وَجْهُ القِياسِ.
قال
اللِّحْيانِىُّ : ولَمْ يَقْرَأْ أَحَدٌ « رَبَّما » ولا « رَبَما ».
وقَوْلُهم : رُبَّهُ رَجُلاً ، ورُبَّها امْرَأَةً ، أَضْمَرَتْ فِيها العَرَبُ عَلَى غَيْرِ
تَقَدُّمِ ذِكْرٍ ، ثُمّ أَلْزَمَتْه التَّفْسِيرَ ، ولم تَدَعْ أَنْ تُوَضِّحَ ما
أَوْقَعَتْ بهِ الالْتِباسَ. ففَسَّرُوه بذِكْرِ النَّوْعِ الَّذِى هو قَوْلُهم : «
رَجُلاً » أو « امْرَأَةً ».
وقالَ ابنُ
جِنِّى مَرَّةً : أَدْخَلُوا
رُبَ عَلَى
المُضْمَرِ ، وهُوَ على نِهايَةِ الاخْتِصاصِ ، وجازَ دُخُولُها على المَعْرِفَةِ
فى هذا المَوْضِعِ لمُضارَعَتِها النَّكِرَةَ ، بأَنَّها أُضْمِرَتْ عَلَى غيرِ
تَقَدُّمِ ذِكْرٍ ، ومن أَجْلِ ذلكِ احْتاجَتْ إِلى التَّفْسِيرِ بالنَّكِرَةِ
المَنْصُوبَةِ ، نَحْو « رَجُلاً » ، و « امْرَأَةً » ولو كانَ هذا المُضْمَرُ
كسائِرِ المُضْمَراتِ لَمَا احْتاجَتْ إِلى تَفْسِيرٍ.
والعَرَبُ
تُسَمِّى جُمادَى الأُولَى : رُبّا ورُبَّى
، وذَا القَعْدَةِ : رُبَّةَ.
وقال كُراع : رُبَّةُ ، ورُبَّى
جَمِيعًا : جُمادَى
الآخِرَةُ ، وإِنَّما كانُوا يُسَمُّونَها بذلِكَ فى الجاهِلِيَّةِ.
* والرَّبْرَبُ : القَطِيعُ من بَقَرِ الوَحْشِ.
وقِيلَ : من
الظِّباءِ ، ولا واحِدَ لَه ، قالَ :
بأَحْسَنَ من
لَيْلَى ولا أُمُّ شادِنٍ
|
|
غَضِيضَةُ
طَرْفٍ رُعْتَها وَسْطَ رَبْرَبِ
|
وقال كُراع : الرَّبْرَبُ : جَماعَةُ البَقَر ما كانَ دُونَ العَشَرَةِ.
مقلوبه : ب ر ر
* البِرُّ : الصِّدْقُ ، والطّاعَةُ. وفى التَّنْزِيلِ : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ
قِبَلَ الْمَشْرِقِ
__________________
وَالْمَغْرِبِ
وَلكِنَ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ) [البقرة : ١٧٧]. أرادَ ولكِنَ البِرَّ
بِرُّ مَنْ آمَنَ
باللهِ ، وهو قَوْل سِيبَوَيْهِ. وقالَ بَعْضُهم : ولكَنَّ ذا البِرِّ مَنْ آمن بالله.
قالَ ابنُ
جِنِّى : والأوَّلُ أجْوَدُ ؛ لأَنَّ حَذْفَ المُضافِ ضَرْبٌ من الاتِّساعِ ،
والخَبَرُ أَوْلَى بذلِكَ من المُبْتَدَأ ؛ لأَنّ الاتِّساعَ بالأَعْجازِ أَوْلَى
منه بالصُّدُورِ.
وأَمّا ما رُوِىَ
من أَنَّ النَّمِرَ بنَ تَوْلَبٍ. قالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلىاللهعليهوسلم يَقُولُ : « لَيْسَ مِنَ امْبِرِّ امْصِيامُ فِى امْسَفَر » .
يريدُ « ليْسَ
مِنَ البِرِّ الصِّيامُ فِى السَّفَرِ » فإنَّه أَبْدَلَ لامَ
المَعْرِفَةِ مِيمًا ، وهو شاذٌّ لا يَسُوغُ ، حَكاهُ ابنُ جِنِّى عَنْه ، قالَ :
ويُقالُ : إِنَّ النَّمِرَ بنَ تَوْلَبٍ لَمْ يَرْوِ عن النَّبِىِّ صلىاللهعليهوسلم غيرَ هذا الحدِيثِ.
ونَظِيرُه فى
الشُّذُوذِ ما قَرَأْتُه عَلَى أَبِى عَلِىٍّ بإِسْنادِه إِلى الأَصْمَعِىِّ :
قالَ : يُقالُ : بَناتُ مَخْرٍ ، وبَناتُ بَخْرٍ : وهُنَّ سَحائِبُ يَأْتِينَ
قُبُلَ الصَّيْفِ ، بِيضٌ مُنْتَصِباتٌ فى السَّماء.
* وبَرَّةُ : اسمٌ عَلَمٌ لمَعْنَى البِرِّ. فلذلِك لم يُصْرَف ؛ لأَنَّه اجْتَمَعَ فيه
التَّعْرِيفُ ، والتَّأْنِيثُ.
وقد تَقَدَّمَ
فى « فَجارِ ». قالَ النّابِغَةُ :
إِنّا
احْتَمَلْنَا خُطَّتَيْنَا بَيْنَنَا
|
|
فحَمَلْتُ
بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ
|
وقَدْ بَرَّ رَبَّه.
* وبَرَّتْ يَمِينُه تَبَرُّ ، وتَبِرُّ ،
بَرّا ، وبِرّا ، وبُرُورًا : صَدَقَتْ.
* وأَبَرَّها : أَمْضاهَا عَلَى الصِّدْقِ.
* والبَرُّ : الصّادِقُ. وفى التَّنْزِيلِ : (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) [الطور : ٢٨].
* وبُرَّ عَمَلُه ، وبَرَّ ،
بَرّا ، وبُرُورًا. وأَبَرَّ ، وأَبَرَّهُ
اللهُ.
قالَ الفَرّاءُ
: بُرَّ حَجُّه. فإِذا قالُوا : أَبَرَّ اللهُ حَجَّكَ ، قالُوه بالأَلِفِ.
قال : والبِرُّ فى اليَمِينِ مِثْلُه.
وقالُوا فى
الدُّعاءِ : مَبْرُورٌ مَأْجُورٌ ، ومَبْرُورًا مَأْجُورًا ، تَمِيمُ تَرْفَعُ على إِضمارِ أَنْتَ ،
وأَهْلُ الحِجازِ يَنْصِبُون على تقدير اذْهَبْ مَبْرُورًا.
* ورَجُلٌ بَرٌّ ، من قَوْمٍ أَبْرارٍ.
__________________
* وبارٌّ من قَوْمٍ بَرَرَةٍ.
* والبِرُّ : ضِدُّ العُقُوقِ.
* وقَدْ بَرَّ والِدَه يَبَرُّه
، ويَبِرُّه ، بِرّا ،
فيَبَرُّ على بَرِرْتُ
، ويَبِرُّ على بَرَرْتُ
، على حَدِّ ما
تَقَدَّمَ فى اليَمِينِ.
* وهو بَرٌّ به ، وبارٌّ ، عن كُراع. وأنكَرَ بَعْضُهم بارٌّ. وفى الحَدِيثِ : « تَمَسَّحُوا بالأَرْضِ فإِنَّها
بِكم بَرَّةٌ » أَى : تكونُ بُيُوتُكمُ عليها ، وتُدْفَنُون فيها.
* وامْرَأَةٌ بارَّةٌ ، وبَرَّةٌ ، عن اللِّحيانِىِّ.
* واللهُ يَبَرُّ عِبادَه : يَرْحَمُهُم ، وهو البَرُّ.
* وبَرَرْتُه بِرّا : وَصَلْتُه. وفِى التَّنْزِيل : (أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ) [الممتحنة : ٨].
وقَوْلُهُم : «
ما يَعْرِفُ هِرّا مِنْ بِرٍّ ». مَعْناهُ : ما يَعْرِفُ من يَهُرُّه ، أَى يَكْرَهُه
، ممن يَبِرُّه.
وقِيلَ :
الهِرُّ : السِّنَّوْرُ ، والبِرُّ : الفَأْرَةُ ، فى بعضِ اللُّغاتِ ، أَو دُوَيْبَّةٌ
تُشْبهُها. وقَدْ أَنْعَمْنا شَرْحَ هذا فِيما تَقدَّمَ.
* وأَبَرَّ الرَّجُلُ : كثُرَ ولَدُه.
* وأَبَرَّ القَوْمُ : كَثُرُوا.
* وكذلِكَ : «
أَعَرُّوا فأَبَرُّوا. أَبَرُّوا فى الخَيْرِ ، وأَعَرُّوا فى الشَّرِّ.
وقد تَقَدَّم
أَعَرُّوا فى مَوْضِعِه.
* والبَرُّ : خِلافُ البَحْرِ.
* والبَرِّيَّةُ من الأَرْضِينَ ، بفَتْحِ الباءِ : خِلافُ
الرِّيفِيَّةِ.
* والبَرِّيَّةُ : الصَّحْراءُ ، نُسِبَتْ إلى البَرِّ ، كذلِك رَواهُ ابنُ الأَعْرابِىِّ بالفَتْحِ ،
كالَّذِى قَبْلَه.
* وإِنَّه لمُبِرٌّ بذلكِ : أَى ضَابِطٌ له.
* وأَبَرَّ عَلَيْهِم : غَلَبَهُم.
* وأَبَرّ عليهم شَرّا ، حكاهُ ابنُ الأَعْرابِىِّ ، وأَنْشَدَ :
إِذا كنتُ
مِنْ حِمّانَ فى قَعْرِ دارِهِمْ
|
|
فلَسْت
أُبالِى مَنْ أبَرَّ ومَنْ فَجَرْ
|
ثم قالَ : أَبَرَّ ، من قَوْلِهِم : أَبَرَّ علَيْهِم شَرّا. وأَبرَّ ، وفَجَرَ ، واحِدٌ ، فجَمعَ بينَهما.
__________________
* وابْتَرَّ الرَّجُلُ : انْتَصَبَ مُنْفَرِدًا من أَصْحابِه.
* والبَرِيرُ : ثَمَرُ الأَراكِ عامَّةً : فالمَرْدُ : غَضُّه ،
والكَباثُ : نَضِيجُه.
وقِيل : البَرِيرُ : أَوَّلُ ما يَظْهَرُ من ثَمَرِ الأَراكِ ، وهُوَ
حُلْوٌ.
وقالَ أَبو
حَنِيفَةَ : البَرِيرُ : أَعْظَمُ حَبّا من الكَباثِ ، وأَصْغَرُ عُنْقُودًا
منه. وله عَجَمَةٌ مُدَوَّرَةٌ صَغِيرةٌ ، صُلْبَةٌ ، أكبرُ من الحِمَّصِ قَلِيلاً
، وعُنْقُودُه يَمْلأُ الكَفَّ ، الواحِدَةُ من جَمِيع ذلك : بَرِيرَةٌ.
* والبُرُّ : الحِنْطَةُ ، قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِىُّ :
لا دَرَّ
دَرِّىَ إِن أَطْعَمْتُ نازِلكُمْ
|
|
قِرْفَ
الحَتِىِّ وعِنْدِى البُرُّ مَكْنُوزُ
|
ورَواهُ ابنُ
دُرَيْدٍ « رائِدَهُم ».
قالَ ابنُ
دُرَيْدٍ : البُرُّ أَفْصَحُ من قَوْلِهم : القَمْحُ ، والحِنْطَةُ ،
واحِدَتُه : بُرَّةٌ.
قال
سِيبَوَيْهِ : ولا يُقالُ لصاحِبِه : بَرّارٌ ، علَى ما يَغْلِبُ فى هذا النَّحْوِ ؛ لأَنَّ هذا
الضَّرْبَ إِنَّما هو سَماعِىٌّ ، لا اطِّرادِىٌّ.
* والبُرْبُورُ : الجَشِيشُ من البُرِّ.
* والبَرْبَرَةُ : كثرةُ الكَلامِ.
والجَلَبَةُ
باللِّسانِ.
وقِيلَ :
الصِّياحُ.
* رَجُلٌ بَرْبارٌ : وقَدْ
بَرْبَرَ.
* وبَرْبَرٌ : جِيلٌ ، يُقالُ : إِنَّهُم من وَلَدِ بَرِّ بنِ قَيْسِ بنِ عَيْلانَ ، ولا أَدْرِى كَيْفَ هذا؟.
* والبَرابِرَةُ : الجَماعَةُ مِنْهُم ، زادُوا الهاءَ فيه إِمّا
للعُجْمَةِ ، وإِمّا للنَّسَبِ ، وهُوَ الصَّحِيحُ.
* وبَرْبَرَ التَّيْسُ للهِياج : نَبَّ.
* ودَلْوٌ بَرْبارٌ : لَها فى الماءِ
بَرْبَرَةٌ ، أَى :
صَوْتٌ. قالَ رُؤْبَةُ :
*أَرْوِى ببَرْبارَيْنِ فى الغِطْماطِ*
* والبُرَيْراءُ ـ على لَفْظِ التَّصْغِير ـ : مَوْضِعٌ. قال :
__________________
إِنَّ
بأَجْزاعِ البُرَيْراءِ فالحَشَى
|
|
فوَكْزٍ إلى
النَّقْبَيْنِ من وَبِعَانِ
|
* ومَبَرَّةُ : أكَمَةٌ دُونَ الجارِ إلى المَدِينَةِ. قالَ
كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
أَقْوَى
الغَياطِلُ من حِراجِ مَبَرَّةٍ
|
|
فجُنُوبُ
سَهْوَةَ قد عَفَتْ فرِمالُها
|
ومما ضوعف من
فائه وعينه
ب ب ر
* البَبْرُ : ضَرْبٌ من السِّباعِ ، أَعْجَمِىٌّ مُعَرَّبٌ
الراء والميم
ر م م
* رَمَ الشَّىْءَ
يَرُمُّه رَمّا : أَصْلَحَه.
* واسْتَرَمَ : دَعا إلى إصْلاحِه.
* ورَمَ الحَبْلُ : تَقَطَّعَ.
* والرِّمَّةُ ، والرُّمَّةُ : القِطْعَةُ من الحَبْلِ ، وبه سُمِّىَ ذُو الرُّمَّةِ لقَوْلِه :
*أَشْعَثَ باقِى رُمَّةِ التَّقْلِيدِ*
* وحَبْلٌ رِمَمٌ ، ورِمامٌ
، وأَرْمامٌ : بالٍ ، وصَفُوه بالجَمْعِ ، كأَنَّهُم جَعَلُوا كُلَّ
جُزْءٍ منه واحِدًا ، ثُمَّ جَمَعُوه. والرِّمَّةُ : العِظامُ البالِيَةُ.
* وعَظْمٌ رَمِيمٌ ، وأَعْظُمٌ رَمائمُ
، ورَمِيمٌ أَيْضًا. قالَ حاتِمٌ ، أَو غَيْرُه :
أَما
والَّذِى لا يَعْلَمُ السِّرَّ غَيرُه
|
|
ويُحْيِى
العِظامَ البِيضَ وَهْىَ رَمِيمٌ
|
وقَدْ يَجُوزُ
أَن يَعْنِى بالرَّمِيمِ الجِنْسَ ، فيَضَعَ الواحِدَ مَوْضِعَ لَفْظِ الجَمْعِ.
* والرَّمِيمُ : ما بَقِىَ من نَباتِ عام أَوّلَ ، عن اللِّحْيانِىِّ ،
وهو من ذلكَ.
* ورَمَ العَظْمُ يَرِمُ
رَمّا ، ورَمِيمًا ، وأَرَمَ
: صارَ رِمَّةً.
* والرَّمِيمُ : الخَلَقُ البالِى من كُلِّ شَىءٍ.
__________________
* ورَمَّت الشّاةُ الحَشِيشَ تَرُمُّه
رَمّا : أَخَذَتْهُ
بشَفَتِها.
* وشاةٌ رَمُومٌ : تَرُمُ
ما مَرَّتْ به.
* ورَمَّت البَهِيمَةُ ، وارْتَمَّت
: تناوَلَت العِيدانَ.
* والمِرَمَّةُ ، والمَرَمَّةُ : الشَّفَةُ من كلِّ ذاتِ ظِلْفٍ.
* وجاءَ
بالطِّمِّ والرِّمِ : فالطِّمُّ : البَحْرُ ، والرِّمُ : الثَّرَى.
وقِيلَ :
الطِّمُّ : الرَّطْبُ ، والرِّمُ
: اليابسُ.
وقِيلَ :
الطِّمُّ : التُّرْبُ ، والرِّمُ
: الماءُ.
وقِيلَ :
الطِّمُّ : ما حَمَلَه الماءُ ، والرِّمُ
: ما حَمَلَه الريحُ.
وقِيل : الرِّمُ : ما عَلَى وجه الأَرضِ من فُتاتِ الحَشِيشِ.
* والإِرْمامُ : آخرُ ما يَبْقَى من النَّبْتِ. أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
*تَرْعَى سُمَيْراءَ إِلى إِرْمامِها*
* والمَرَمَّةُ : مَتاعُ البَيْتِ.
* وما لَهُ
ثُمٌّ ولا رُمٌ ـ الثُّمُّ : قُماشُ الناسِ ، أَساقِيهم وآنِيَتُهم ، والرُّمُ : مَرَمَّةُ البيتِ.
* وما عَنْ
ذلِك حُمٌّ ولا رُمٌ ، حُمٌّ : مَحالٌ ، ورُمٌ
إِتْباعٌ.
* وما لَهُ رُمٌ غيرُ كَذا ، أَى : هَمٌّ.
* والرِّمُ : المُخُّ. وأَرَمَّت
النّاقَةُ ، وهى مُرِمٌ ، وهو أَوَّلُ السِّمَنِ فى الإقْبالِ ، وآخرُ الشَّحْمِ
فى الهُزالِ.
* وما يُرِمُ من النّاقَةِ أو الشّاةِ مَضْرَبٌ : أَى ما يُنْقِى.
والمَضْرَبُ : العَظْمُ يُضْرَبُ ، فيُنتَقَى ما فِيه.
* ونَعْجَةٌ رَمّاءُ : بَيْضاءُ ، لا شِيَةَ فِيها.
* وأَخَذَه برُمَّتِه : أَى بجَماعَتِه.
* وأَخَذَه برُمَّتِه : أَى اقْتَادَه بحَبْلِه.
* وأَتَيْتُك
بالشَّىءِ برُمَّتِه : أَى كُلِّه.
وقِيلَ :
أَصْلُه أَنْ تَأَتِى بالأَسِيرِ مَشْدُودًا
برُمَّتِه ، ولَيْسَ
بقَوِىٍّ.
__________________
* والرِّمَّةُ : النَّمْلَةُ ذاتُ الجَناحَيْنِ.
* والرِّمَّةُ : الأَرَضَةُ ، فى بعضِ اللُّغاتِ.
* وأَرَمَ إِلى اللهْوِ : مالَ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ.
* وأَرَمَ : سَكَتَ ، عامَّةً.
وقِيلَ :
سَكَتَ من فَرَقٍ.
* وكَلَّمَه
فما تَرَمْرَمَ : أَى ما رَدَّ جَوابًا.
* وتَرَمْرَمَ القَومُ : تَحَرَّكُوا للكَلامِ ولَم يَتَكَلَّمُوا.
* والرَّمْرامُ : حَشِيشُ الرَّبِيعِ ، وهو ضَرْبٌ من الشَّجَرِ ،
طَيِّبُ الرِّيحِ ، واحِدَتُه رَمْرامَةٌ.
وقال أَبو
حَنِيفَةَ : الرَّمْرامُ : عُشْبَةٌ شاكَةُ العِيدانِ والوَرَقِ ، تَمْنَعُ
المَسَّ ، تَرْتَفِعُ ذِراعًا ، ووَرَقُها طَوِيلٌ ، ولها عَرْضٌ. وهى شَدِيدَةُ
الخُضْرَةِ ، لها زَهْرَةٌ صَفْراءُ. والمَواشِى تَحْرِص عليها.
وقالَ أَبو
زِيادٍ : الرَّمْرامُ : نَبْتٌ أَغْبرُ يأْخُذُه النّاسُ ، يُسْقَوْنَ مِنه من
العَقْرَبِ ، وفى بعضِ النُّسَخِ يَشْفُون منه. قال الطِّرِمّاحُ :
هل غير دارٍ
بَكَرَتْ رِيحُها
|
|
تَسْتَنُّ فى
جائِلِ رَمْرامِها
|
* والرُّمةُ ـ بالتَّثْقِيلِ والتَّخْفيف : مَوْضِعٌ.
* والرُّمَّةُ : قاعٌ عَظِيمٌ بنَجْدٍ تَصُبُّ فِيه جماعَةُ أَوْدِيَةٍ.
* والرُّمّانُ : مَعْرُوفٌ « فُعْلانٌ » فى قولِ سِيبَوَيْهِ. قال :
سأَلْتُه عن « رُمّان » فقالَ : لا أَصْرِفُه ، وأَحْمِلُه عَلَى الأَكثرِ
إِذا لم يَكُنْ له مَعْنًى يُعْرَفُ.
وهو عندَ أَبِى
الحَسَن « فُعّالٌ » يَحْمِلُه على ما يَجِىءُ فى النَّباتِ كَثِيرًا ، مثل :
القُلّامِ ، والمُلّاحِ ، والحُمّاضِ.
* الواحِدَةُ :
رُمّانَةٌ.
وقولُ أُمِّ
زَرْعٍ : « فلَقِىَ امْرَأَةً مَعها وَلَدانِ لها كالفَهْدَيْنِ ، يَلْعَبان من
تَحْتِ خصْرِها
برُمّانَتَيْنِ » ، فإِنّما تَعْنِى أَنّها ذاتُ كَفَلٍ عَظِيمٍ ، فإِذا اسْتَلْقَتْ
نَتَأَ الكَفَلُ بِها من الأَرضِ ، حَتّى تَصِيرَ تَحْتَها فَجْوَةٌ يَجْرِى فيها الرُّمّانُ.
قالَ أَبو
عُبَيْدٍ : وبَعْضُ النّاسِ يَذْهَبُ بالرُّمّانَتَيْنِ
إِلى أَنَّهُما
الثَّدْيانِ. وليس هذا بمَوْضِعِه.
__________________
* والرُّمَّانَةُ أَيضًا : التى فيها عَلَفُ الفَرَسِ.
* ورُمّانَتانِ : مَوْضِعٌ. قالَ الرّاعِى :
عَلَى
الدّارِ بالرُّمّانَتَيْنِ تَعُوجُ
|
|
صُدُورُ
مَهارَى سَيْرُهُنَّ وَسِيجُ
|
* ورَمِيم
: من أَسْماءِ
الصَّبَا ، وبهِ سُمِّيَت المَرْأَةُ. قالَ :
رَمَتْنِى
وسِتْرُ اللهِ بَيْنِى وبَيْنَها
|
|
عَشِيَّةَ
أَحجارِ الكِناسِ رَمِيمُ
|
أَرادَ «
بأَحْجارِ الكِناسِ » : رَمْلَ الكِناسِ.
مقلوبه : م ر ر
* مَرَّ يَمُرُّ مَرّا ، ومُرُورًا : جازَ ، وذَهَبَ.
* ومَرَّ بهِ ، ومَرَّه
: جازَ عَلَيْهِ. وهذا
قد يَجُوزُ أَن يكونَ مِمّا يَتَعَدَّى بحَرْفٍ ، وغيرِ حَرْفٍ. ويَجُوزُ أَن
يكونَ مما حُذِفَ فيهِ الحرفُ ، فأُوصِلَ الفِعْلُ ، وعَلَى هذين الوَجْهَيْنِ
يُحْمَلُ بَيْتُ جَرِيرٍ :
تَمُرُّون الدِّيارَ
ولَمْ تَعُوجُوا
|
|
كَلامُكُمُ
عَلَىَّ إِذَنْ حَرامُ
|
وقالَ بَعْضُهم
: إِنَّما الرِّوايَةُ :
*مَرَرْتُم بالدِّيارِ ، ولَمْ تَعُوجُوا*
فدَلَّ هذا على
أَنَّه فَرِقَ من تَعَدِّيهِ بغيرِ حَرْفٍ.
وأَمَّا ابنُ
الأَعْرابِىِّ فقالَ : « مَرَّ زَيدًا » فى مَعْنى « مَرَّ بهِ » لا عَلَى الحَرْفِ ، ولكِن على التَّعَدِّى
الصَّحِيحِ.
أَلا تَرَى
أَنَّ ابنَ جِنِّى قالَ : لا تَقُولُ : « مَرَرْتُ
زَيْدًا » فى لُغَةٍ
مَشْهُورَة ، إِلا فى شَىْءٍ حَكاهُ ابنُ الأَعْرابِىِّ. قالَ : ولَمْ يَرْوِه
أَصْحابُنا.
* وامْتَرَّ بهِ ، وعَلَيه : كمَرَّ. وفى خَبَرِ يَوْمِ غَبِيطِ المَدَرَةِ : « فامْتَرُّوا
عَلَى بَنِى مالِكٍ ».
وقولُه تَعالَى
: (فَلَمَّا تَغَشَّاها
حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ) [الأعراف : ١٨٩]. أَى : اسْتَمَرَّتْ
بهِ ، يَعْنِى
المَنِىَّ. قِيلَ : قَعَدَتْ ، وقامَتْ ، فلم يُثْقِلْها.
* وأَمَرَّهُ على الجِسْرِ : سَلَكَهُ فيه.
__________________
* والاسْمُ
مِنْ كُلِّ ذلِك المَرَّةُ. قالَ الأَعْشَى :
أَلا قُلْ
لِتَيّا قَبْلَ مَرَّتِها اسْلَمِى
|
|
تحِيَّةَ
مُشْتاقٍ إِلَيْها مُتَيَّمِ
|
* وأَمَرَّهُ
به : جَعَلَه يَمُرُّه.
* ومارَّه : مَرَّ مَعَه.
* واسْتَمَرَّ الشَّىْءُ : مَضَى عَلَى طَرِيقَةٍ واحِدَةٍ.
* واسْتَمَرَّ بالشَّىْءِ : قَوِىَ عَلَى حَمْلِه.
وقالَ
الكِلابِيُّونَ : (بهِ) أَى : مَرَّتْ. ولَم يَعْرِفُوا « فَمَرَّتْ بِهِ ».
* والمَرَّةُ : الفَعْلَةُ الواحِدَةُ ، والجَمْعُ : مَرٌّ ، ومِرارٌ ، ومِرَرٌ ، ومُرُورٌ ، عن أَبِى عَلِىٍّ ، ويُصَدِّقُه قَوْلُ أَبِى
ذُؤَيْبٍ :
تَنكَّرْتَ
بَعْدِى أَمْ أَصابَكَ حادِثٌ
|
|
من الدَّهْرِ
أَم مَرَّتْ عَلَيك مُرُورُ
|
وذَهَبَ
السُّكَّرِىُّ إِلى أَنَّ « مُرُورًا » مَصْدَرٌ. قالَ ابنِ جِنِّى : ولا أُبْعِدُ أَن يكونَ
كما ذكَر ، وإِن كانَ قد أَنَّثَ الفِعْلَ. وذلكَ أَنَّ المَصْدَرَ يُفِيدُ
الكَثْرَةَ والجِنْسِيَّة.
وقولُه تَعالَى
: (سَنُعَذِّبُهُمْ
مَرَّتَيْنِ) [التوبة : ١٠١]. قِيلَ : يُعَذَّبُونَ بالإيثاقِ والقَتْلِ.
وقِيلَ :
بالقَتْلِ ، وعَذابِ القَبْرِ.
وقد تَكُونُ
التَّثْنِيَةُ هنا فى مَعْنَى الجَمْعِ ، كقَوْلِه تَعالَى : (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) [الملك : ٤]. أَى : كَرّاتٍ.
وقولُه تَعالَى
: (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ
أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا) [القصص : ٥٤].
جاءَ فى
التَّفْسِيرِ : أَنَّ هؤلاءِ طائفَةٌ من أَهْلِ الكِتابِ كانُوا يَأْخُذُونَ به ،
ويَنْتَهُونَ إِليه ، ويَقِفُونَ عنده ، وكانُوا يَحْكُمُونَ بحُكْمِ اللهِ ،
بالكتابِ الَّذِى أُنْزِلَ قبلَ القُرْآنِ. فلمّا بُعِثَ النَّبىُّ صلىاللهعليهوسلم وتَلَا عَلَيْهِم القُرْآنَ ، قالُوا : (آمَنَّا بِهِ) ، أَى : صَدَّقْنا به ، (إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ
رَبِّنا) [القصص : ٥٣]. وذُكِر أَنَّ النَّبىَّ صلىاللهعليهوسلم كانَ (مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ
فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ) ، فلَمْ يُعانِدُوا ، وآمَنُوا ، وصَدَّقُوا ، فأَثْنَى
اللهُ تَعالَى عليهم خَيْرًا ، ويُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم بالإيمانِ بالكِتابِ قبلَ
مُحمَّدٍ ، وبإيمانهم بمُحَمد صلىاللهعليهوسلم.
* ولَقِيَهُ
ذاتَ مَرَّةٍ ، قالَ سِيبَوَيْهِ : لا تُسْتَعْمَلُ ذاتَ مَرَّةٍ إِلّا ظَرْفًا.
__________________
* ولَقِيتُه
ذاتَ المِرارِ : أَى مِرارًا كَثِيرَةً.
* وجِئْتُه مَرّا ، أَو
مرَّتَيْن : تُرِيدُ مَرَّةً أَو
مَرَّتَيْن.
* والمُرُّ : نَقِيضُ الحُلْوِ : مَرَّ الشَّىْءُ
يَمُرُّ. وقالَ
ثَعْلَبٌ : يَمَرُّ
مَرارَةً. وأَنْشَدَ :
لَئِنْ مَرَّ
فِى كِرْمانَ لَيْلِى لطَالَمَا
|
|
حَلَا بَيْنَ
شَطَّىْ بابِلٍ فالمُضَيِّحِ
|
وأَنْشَدَ
اللِّحْيانِىُّ :
لتَأْكُلَنِى
فمَرَّ لَهُنَّ لَحْمِى
|
|
فأَذْرَقَ
مِنْ حِذارِى أَو أَتاعَا
|
وأَمَرَّ : كمَرَّ. قالَ ثَعْلَبٌ : هى بالأَلِفِ أَكْثَرُ ، وأَنْشَدَ :
تُمِرُّ
علَيْنا الأَرْضَ مِنْ أَنْ نَرَى بِها
|
|
أَنِيسًا
ويَحْلَوْلِى لنَا البَلَدُ القَفْرُ
|
عَدّاه بعَلَى
؛ لأَنَّ فيهِ مَعْنَى تَضِيقُ. قالَ : ولم يَعْرِف الكِسائِىُّ : مَرَّ اللَّحْمُ ، بغَيْرِ أَلِفٍ.
وقَوْلُ خالِدِ
بنِ زُهَيْرٍ الهُذَلِىِّ :
فلَمْ يُغْنِ
عَنْهُ خَدْعُها حِينَ أَزْمَعَتْ
|
|
صَرِيمَتَها
والنَّفْسُ مُرٌّ ضَمِيرُها
|
إِنَّما أَرادَ
ونَفْسُها خَبِيثَةٌ كارِهَةٌ ، فاسْتَعارَ لَها
المَرَارَةَ.
* والمُرَّةُ : شَجَرَةٌ ، أَو بَقْلَةٌ. وجَمْعُها : مُرٌّ ، وأَمْرارٌ.
* وعِنْدِى
أَنّ أَمْرارًا جَمْعُ مُرٍّ.
وقالَ أَبُو
حَنِيفَةَ : المُرَّةُ : بَقْلَةٌ تَتَفَرَّشُ على الأَرْضِ ، لها وَرَقٌ
ناعمٌ مثلُ وَرَقِ الهِنْدِبَا ، أو أعْرَضُ ، ولها نَوْرَةٌ صُفَيْراءُ ،
وأُرُومَةٌ بَيضاءُ ؛ وتُقْلَعُ مع أُرُومَتِها ، فتُغْسَلُ ، ثم تُؤْكَلُ
بالخَلِّ والخُبْزِ ، وفيها عُلَيْقِمَةٌ يَسِيرة ، ولكِنَّها مَصَحَّةٌ ،
والجَمْعُ : أَمْرارٌ. قالَ :
رَعَى
الرَّوْضَ والوَسْمِىَّ حَتَّى كأنَّما
|
|
يَرَى
بيَبِيسِ الدَّوِّ إِمْرارَ عَلْقَمِ
|
يَقُولُ : صارَ
اليَبِيسُ عندَه ـ لكَراهَتِه إِيّاهُ بَعْدَ فِقْدانِه الرَّطْبَ ، وحِينَ عَطِشَ
ـ بمَنْزِلَةِ العَلْقَمِ.
* وفُلانٌ ما يُمِرُّ ، وما يُحْلِى : أَى ما يَضُرُّ ، ولا يَنْفَعُ.
__________________
وقال ابنُ
الأَعْرابِىِّ : ما
أُمِرُّ ، وما أُحْلِى : أَى ما آتِى بكَلِمَةٍ ، ولا فَعْلَةٍ مُرَّةٍ ، ولا حُلْوَةٍ.
* فإِنْ
أَرَدْتَ أَنْ تكُونَ مَرَّةً
مُرّا ، ومَرَّةً حُلْوًا ، قُلْتَ : أَمَرُّ وأَحْلُو ، وأَمُرُّ وأَحْلُو.
* وعَيْشٌ مُرٌّ ، على المَثَلِ ، كما قالُوا : حُلْوٌ.
* ولَقِيتُ منه
الأَمَرَّيْن : أَى الشَّرَّ والأَمْرَ العَظِيمَ.
وقالَ ابنُ
الأَعْرابِىِّ : لَقِيتُ منه المُرَّيَيْنِ
، كأَنَّها تَثْنِيَةُ
الحالَةِ المُرَّى.
* والمُرَارُ : شَجَرٌ
مُرٌّ ، وقِيلَ : هو
حَمْضٌ ، أَو شَجَرٌ إِذا أَكَلَتْهُ الإبِلُ قَلَصَتْ عنه مَشافِرُها ، واحِدَتُها مُرَارَةٌ.
* وآكِلُ المُرارِ ، مَعْرُوفٌ ، قالَ أَبُو عُبَيْدٍ : أَخْبَرنِى
الكَلْبِىُّ أَنَّ حُجْرًا إِنَّما سُمِّى آكِلَ المُرارِ أَنَّ ابْنَةً له كانَتْ سَباهَا مَلِكٌ من مُلُوكِ
سَلِيح يُقالُ له : « ابنُ هَبُولَةَ » ، فقالَتْ له ابْنَةُ حُجْرٍ : كأَنَّكَ
بأَبِى قد جاءَ كأَنَّه جَملٌ آكِلُ مُرارٍ ، تَعْنِى : كاشِرًا عن أَنْيابِه.
وقِيلَ :
إِنَّه كانَ فى نَفَرٍ من أَصْحابِه فى سَفَرٍ ، فأَصابَهُم الجُوعُ : فأَمّا هُوَ
فأَكَلَ من المُرارِ حَتّى شَبِع ونَجَا ، وأَمّا أَصْحابُه فلَمْ يُطِيقُوا
ذلِك ، حَتَّى هَلَكَ أَكْثَرُهم ، ففَضَلَ عليهم بصَبْرِه على أَكْلِه المُرارَ.
* وذُو المُرارِ : أَرْضٌ ، لَعَلَّها كَثِيرَةُ هذا النَّباتِ ،
فسُمِّيَتْ بذلك. قالَ الرّاعِى :
مِنْ ذِى
المُرارِ الَّذِى تُلْقِى حَوالِبُه
|
|
بَطْنَ
الكِلابِ سَنِيحًا حَيْثُ يَنْدَفِقُ
|
* والمَرارَةُ : هَنَةٌ لازِقَةٌ بالكَبِدِ ، وهى الَّتِى تُمْرِىءُ
الطَّعامَ ؛ تكونُ لكُلِّ ذِى رُوحٍ إِلّا النَّعامَ والإبِلَ.
* والمُرَيْراءُ : حَبٌّ أَسْوَدُ يكونُ فى الطَّعامِ يَمَرُّ منه. وهو كالدَّنْقَةِ.
وقِيلَ : هو ما
يُخْرَجُ منه ، فيُرْمَى به.
* وقد أَمَرَّ : صارَ فيه المُرَيْراءُ.
* والمِرَّةُ : مِزاجٌ من أَمْزِجَةِ البَدَنِ. قال اللحيانِى : وقد مُرِرْتُ به ، على صِيغَةِ فِعْلِ المَفْعُولِ ، أُمَرُّ مَرّا ، ومِرَّةً.
وقالَ مَرَّةً : المَرُّ المَصْدَرُ ، والمِرَّةُ الاسم ، كما تقول : حُمِمْتُ حُمَّى ، والحُمّى الاسمُ.
* والمِرَّةُ : قُوَّةُ الخَلْقِ وشِدَّتُه. والجمع : مِرَرٌ.
* وأَمْرارٌ : جَمعُ الجَمْعِ. قالَ :
__________________
قَطَعْتُ
إِلى مَعْرُوفِها مُنْكَراتِها
|
|
بأَمْرارِ
فَتْلاءِ الذِّراعَيْنِ شَوْدَحِ
|
* ومِرَّةُ الحَبْلِ : طاقَتُه. وهى المَرِيرَةُ.
وقِيلَ : المَرِيرَةُ : الحَبْلُ الشَّدِيدُ الفَتْلِ.
وقِيلَ : هو
حَبْلٌ طَوِيلٌ دَقِيقٌ.
وقَدْ أَمْرَرْتُه. وكُلُّ مَفْتُولٍ مُمَرٌّ.
* والمَرُّ : الحَبْلُ. قالَ :
*ثُمَّ شَدَدْنا فَوْقَه بمَرِّ*
* وهو يُمارُّه : أَى يَتَلَوَّى عَلَيْه.
وقَوْلُ أَبِى
ذُؤَيْبٍ :
وذلِكَ
مَشْبُوحُ الذِّرَاعَيْنِ خَلْجَمٌ
|
|
خَشُوفٌ إِذا
ما الحَرْبُ طالَ مِرارُها
|
فَسَّرَه
الأَصْمَعِىُّ ، فقالَ : مِرارُها : مُداوَرَتُها ومُعالَجَتُها.
وسأَلَ أَبُو
الأَسْوَدِ الدُّؤَلِىُّ غُلامًا عن أَبِيه ، فقالَ : ما فَعَلَت امْرَأَةُ
أَبِيكَ الَّتِى كانَت تُسارُّه ، وتُجارُّه ، وتُزارُّه ، وتُهارُّه ، وتُمارُّه.
* وهو يُمارُّ البَعِيرَ : أَى يُدِيرُه ليَصْرَعَه.
* وإِنه لَذُو مِرَّةٍ ، أَى عَقْلٍ وأَصالَةٍ وإِحْكامٍ ؛ وهُو عَلَى
المَثَلِ.
* والمِرَّةُ : القُوَّةُ.
وقولُه تَعالى
: (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى) [النجم : ٦] هُو جِبْرِيلُ ، خَلَقَه اللهُ قَوِيّا ، ذا مِرَّةٍ شَدِيدةٍ.
* والمَرِيرَةُ : عِزَّةُ النَّفْسِ.
* والمَرِيرُ ـ بغَيْرِ هاءٍ ـ : الأَرْضُ الَّتِى لا شَىْءَ فِيها ،
وجَمْعُها مَرائِرُ.
* وقِرْبَةٌ مَمْرُورَةٌ : مَمْلُوءَة.
__________________
* والمَرُّ : المِسْحاةُ.
وقيل :
مَقْبِضُها.
* وكذلِكَ هُو
من المِحْراثِ.
* والأَمَرُّ : المَصارِينُ يَجْتَمِعُ فيها الفَرْثُ. جاءَ اسْمًا
للجَمْع ، كالأَعَمِّ : الَّذِى هو الجَماعَةُ. قال :
ولا تُهْدِى
الأَمَرَّ وما يَلِيهِ
|
|
ولا
تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ العِظامِ
|
* ومَرّانُ
شَنُوءَةَ : مَوْضِعٌ
باليَمَنِ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ :
* ومَرّانُ ، ومَرُّ الظَّهْرانِ ، وبَطْنُ مَرٍّ : مواضِعُ بالحِجازِ ، قال أَبُو ذُؤَيْبٍ :
أَصْبَحَ من
أُمِّ عَمْرٍو بَطْنُ مُرَّ فأك
|
|
(م) نافُ الرَّجيعِ فذُو سِدْرِ فأَمْلاحُ
|
وَحْشًا
سِوَى أَنَّ فُرّادَ السِّباعِ بِها
|
|
كأَنَّها
مِنْ تَبَغِّى النّاسِ أَطْلاحُ
|
ويُرْوَى : «
بَطْنُ مُرٍّ » فوَزْنُ « رَنْ فَأَكْ » عَلَى هذا « فاعِلُنْ »
وقولُه : « رَفَأَكْ » « فَعَلُنْ » وهو فَرْعٌ مُسْتَعْملٌ ، والأَوَّل أَصْلٌ
مَرْفُوضٌ.
* وتَمَرْمَرَ الرَّمْلُ : مارَ.
* والمَرْمَرُ : الرُّخامُ.
* والمَرْمَرُ : ضَرْبٌ من تَقْطِيع ثِيابِ النِّساء.
* وامْرَأَةٌ مَرْمُورَةٌ ، ومَرْمارَةٌ : تَرْتَجُّ عندَ القِيامِ.
* وجِسْمٌ مَرْمارٌ ، ومَرْمُورٌ ، ومُرامِرٌ : ناعِمٌ.
* ومَرْمارٌ : من أَسْماءِ الدّاهِيَةِ. قالَ :
قَدْ
عَلِمَتْ سَلْمَةُ بالغَمِيسِ
|
|
لَيْلَةَ
مَرْمارٍ ومَرْمَرِيسِ
|
* ومَرّارٌ ، ومُرَّةُ : اسْمانِ.
* ومُرَيْرَةُ ، والمُرَيْرَةُ : مَوْضِعٌ. قالَ :
__________________
كأَدْماءَ
هَزَّتْ جِيدَها فى أَراكَةٍ
|
|
تَعاطَى
كَباثًا من مُرَيْرَةَ أَسْوَدَا
|
وقالَ :
وتَشْرَبُ
أَسْآرَ الحِياضِ تَسُوفُها
|
|
ولَو
وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرةِ آجِمَا
|
أرادَ « آجِنَا
» فأَبْدَلَ.
* * *
الثلاثى الصحيح
الراء واللام والفاء
ر ف ل
* رَفَلَ يَرْفُلُ رَفْلاً ، ورَفِلَ
رَفَلاً : خَرُقَ
باللِّباسِ وكُلِّ عَمَلٍ.
* ورَجُلٌ أَرْفَلُ ، ورَفِلٌ
: أَخْرَقُ باللِّباسِ
وغيرِه ، والأُنثى : رَفْلاءُ.
* وامْرَأَةٌ رِفِلَةٌ ، ورَفِلَةٌ : قَبِيحَةٌ ، وكذلك الرَّجُلُ.
* ورَفَلَ يَرْفُلُ رَفْلاً ، ورَفَلانًا ، وأَرْفَلَ
: جَرَّ ذَيْلَهُ ،
وتَبَخْتَرَ.
وقِيلَ :
خَطَرَ بِيَدِه.
* ورَجُلٌ تَرْفِيلٌ : يَرْفُلُ
فى مَشْيِه ، عن
السِّيرافِىِّ.
* وأَرْفَلَ ثَوْبَه : أَرْسَلَه.
* وشَمَّرَ رَفْلَه : أَى ذَيْلَه.
* وامْرَأَةٌ رَفِلَةٌ : تَجُرُّ ذَيْلَها جَرّا حَسَنًا.
* ورَفْلاءُ : لا تُحْسِنُ المَشْىَ فى الثِّيابِ ، فهى تَجُرّ
ثَوْبَها.
* ومِرْفالٌ : كَثِيرَةُ
الرَّفَلانِ.
* والتَّرْفِيلُ فى مُرَبَّعِ الكامِلِ : أَنْ يُزادَ « تُنْ » على «
مُتَفاعِلُنْ » فيجىءَ « مُتَفاعِلاتُنْ ».
وبَيْتُه :
ولقد
سَبَقْتَهُمُ إِلَىْ (م)
|
|
ىَ فِلمْ
نَزَعْتَ وأَنْتَ آخِرْ
|
__________________
وقَوْلُه : «
تَوَأَنْتَ آخر » « متفاعلاتُنْ ».
وإِنَّما
سُمِّىَ مُرَفَّلاً ؛ لأَنَّه وُسِّعَ فصارَ بمَنْزِلَةِ الثَّوْبِ الَّذِى
يُرْفَلُ فيه.
* وشَعْرٌ رِفَلٌ : طَويلٌ.
* وفَرَسٌ رِفَلٌ : طَوِيلُ الذَّنَبِ ، وكذلِكَ البَعِيرُ ، والوَعِلُ ،
ورِفَنٌّ لُغَةٌ ، وقِيلَ : نُونُها بَدَلٌ من لامِ رِفَلٍ. قالَ ابنُ مَيّادَة :
يَتْبَعْنَ
سَدْوَ سَبِطٍ جَعْدٍ رِفَلْ
|
|
كأَنّ حَيْثُ
تَلْتَقِى مِنْهُ المُحُلْ
|
من جانِبَيْهِ
وَعِلانِ ووَعِلْ
|
وقِيلَ : الرِّفَلُ ، والرِّفَنُّ من الخَيْلِ جَمِيعًا : الكَثِيرُ
اللَّحْمِ ، قالَ النّابِغَةُ :
بكُلِّ
مُدَجَّجٍ كاللَّيْثِ يَسْمُو
|
|
إِلى
أَوْصالِ ذَيّالٍ رِفَنِ
|
* وبَعِيرٌ رِفَلٌ : واسِعُ الجِلْدِ ، وقد يكونُ الطَّوِيلَ الذَّنَبِ.
* وثَوْبٌ رِفَلٌ : واسِعٌ.
* ومَعِيشَةٌ رِفَلَّةٌ ـ كذلك.
* والتَّرْفِيلُ : التَّسْوِيدُ ، والتَّعْظِيمُ. قال ذُو الرُّمَّةِ :
إِذا نَحْن
رَفَّلْنا امْرَأ سادَ قَوْمَه
|
|
وإِنْ لَمْ
يكنْ من قَبْلِ ذلك يُذْكَرُ
|
وقِيلَ : رَفَّلْتُ الرَّجُلَ : ذَلَّلْتَه ، ومَلَكْتَه.
* ورَفَّلْتُ الرَّكيَّةَ : أَجْمَمْتُها.
* ورَفَلُ الرَّكِيَّة : مُكْلَتُها.
* ورِفالُ التَّيْسِ : شَىْءٌ يُوضَعُ بينَ يَدَىْ قَضِيبِه ؛
لِئَلّا يَسْفِدَ.
* وناقَةٌ مُرَفَّلَةٌ : تُصَرُّ بخِرْقَةٍ ، ثم تُرْسَلُ عَلَى أَخْلافِها ،
فتُغَطَّى بِها.
* ورَوْفَلٌ : اسمٌ.
__________________
مقلوبه : ف ل ر
* الفَلاوِرَةُ : الصَّيادِلَةُ ، فارِسِىٌّ مُعَرَّب.
الراء واللام والباء
ر ب ل
* الرَّبْلَةُ ، والرَّبَلَةُ : كُلُّ لَحْمَةٍ غَلِيظة.
وقِيلَ : هِى
ما حَوْلَ الضَّرْعِ والحَياءِ من باطِنِ الفَخِذِ.
وقِيل : هى
باطِنُ الفَخِذِ.
وقالَ ثَعْلَبٌ
: الرَّبَلاتُ : أُصُولُ الأَفْخاذِ. قالَ :
كأَنَّ
مَجامِعَ الرَّبَلاتِ مِنْها
|
|
فِئامٌ
يَنْهَضُونَ إِلى فِئامِ
|
* وامْرَأَةٌ رَبِلَةٌ ، ورَبْلاءُ : ضَخْمَةُ الرَّبَلاتِ.
* والرَّبالَةُ : كَثْرَةُ اللَّحْمِ. وامْرَأَةٌ رَبِلَةٌ ، ومُتَرَبِّلَةٌ : كَثِيرةُ اللَّحْمِ والشَّحْمِ.
* والرَّبِيلةُ : السِّمَنُ ، والخَفْضُ ، والنَّعْمَةُ. قالَ أَبو
خِراشٍ الهُذَلى :
ولَمْ يَكُ
مَثْلُوجَ الفُؤادِ مُهَبَّجَا
|
|
أَضاعَ
الشَّبابَ فى الرَّبِيلَةِ والخَفْضِ
|
* ورَبَلَتِ
المَرْأَةُ : كَثُرَ
لَحْمُها.
* ورَبَلَ بَنُو فُلانٍ يَرْبُلُونَ
: كَثُرُوا.
وقالَ ثَعْلَبٌ
: رَبَلَ القَوْمُ : كَثُرُوا ، أو كَثُرَ أَمْوالُهُم
وأَولادُهُم.
* والرَّبْلُ : وَرَقٌ يَتَفَطَّرُ فى آخِرِ القَيْظِ ـ بعدَ الهَيْجِ
ـ ببَرْدِ اللَّيْلِ من غيرِ مَطَرٍ.
* والجَمْعُ : رُبُولٌ.
* ورَبْلٌ أَرْبَلُ : كأَنَّهُم أَرادُوا المُبالَغَةَ ، والإجادَةَ. قال
الراجز :
أُحِبُّ أَنْ
أَصْطادَ ضَبّا سَحْبَلا
|
|
ووَرَلاً
يَرْتَادُ رَبْلاً أَرْبَلَا
|
__________________
وقد تَرَبَّلَ الشَّجرُ. قال ذُو الرُّمَّةِ :
مُكُورًا
ونَدْرًا من رُخامَى وخِطْرَةً
|
|
وما اهْتَزَّ
من ثُدّائِه المُتَرَبِّلِ
|
* وخَرَجُوا يَتَرَبَّلُونَ : يَرْعَوْن الرَّبْلَ.
* ورَبَلَت الأَرْضُ ، وأَرْبَلَتْ
: كَثُرَ رَبْلُها.
* وأَرْضٌ مِرْبالٌ : كَثِيرَةُ الرَّبْلِ.
* والرَّبِيلُ : اللِّصُّ الذى يَغزُو القَوْمَ وَحْدَه. وفى حَدِيث
عمر أَنه قالَ : « انْظُروا لنا رَجُلاً يَتَجَنَّبُ بِنا الطَّرِيقَ ـ فقالُوا :
ما نَعْلَمُ إِلّا فلانًا ، فإِنَّه كانَ رَبِيلاً فى الجاهِلِيَّةِ ».
التَّفْسِيرُ
لطارِقِ ابنِ شِهابٍ ، حَكاهُ الهَرَوىُّ فى الغَرِيبَيْنِ.
* ورَبالٌ : اسمٌ.
* وخَرَجُوا يَتَرَبَّلُونَ : أَى يَتَصَيَّدُونَ.
* والرِّيبالُ. بغَيْر هَمْزٍ ـ الأَسَد ، مُشْتَقٌّ منه.
* وأَمّا الرِّئبالُ ، بالهَمْز ؛ فسَيَأْتِى ذِكْرُه.
* والرِّيبالُ ـ بغَيْرِ هَمْزٍ أَيضًا ـ الشَّيْخُ الضَّعِيفُ.
مقلوبه : ب ل ر
* البِلَّوْرُ ـ على مِثالِ عِجَّوْلٍ ـ : المَهَا من الحَجَرِ ،
واحِدَتُه بِلَّوْرَةٌ.
الراء واللام والميم
ر م ل
* الرَّمْلُ : نَوْعٌ مَعْروفٌ من التُّرابِ ، واحِدَتُه رَمْلَةٌ ، وبه سُمِّيَت المَرْأَةُ.
* وهى الرِّمالُ ، والأَرْمُلُ. قال العَجّاجُ :
يَقْطَعْنَ
عَرْضَ الأَرْضِ بالتَّمَحُّلِ
|
|
جَوْزَ
الفَلَا من أَرْمُلٍ وأَرْمُلِ
|
* ورَمَّلَ
الطَّعامَ : جَعَلَ
فيه الرَّمْلَ.
* ورَمَّلَ الثَّوْبَ ونَحْوَه : لَطَّخَه بالدَّمِ.
* ورَمَلَ النَّسْجَ يَرْمُلُه
رَمْلاً ، ورَمَّلَهُ ، وأَرْمَلَه
: رَقَّقَه.
__________________
* ورَمَلَ السَّرِيرَ ، والحَصِيرَ
يَرْمُلُه رَمْلاً : زَيَّنَه بالجَوْهَرِ ونحوِه.
* ورَمَلَ يَرْمُلُ رَمَلاً ، ورَمَلانًا ، وهو فَوْقَ المَشْىِ ، ودُونَ العَدْوِ.
* والرَّمَلُ : ضَرْبٌ من العَرُوضِ ، مُشْتَقٌّ من الرَّمَلِ ، الَّذِى هُو هذا النَّوْعُ من المَشْىِ.
قالَ
الأَخْفَشُ : والرَّمَلُ من الشِّعْرِ أيضًا : كُلُّ شِعْرٍ مَهْزُولٍ غيرِ مُؤْتَلِفِ
البِناءِ ، وهو ممّا تُسَمِّيه العَرَبُ من غير أَنْ يَحُدُّوا فى ذلِكَ شَيْئًا ،
نحو قَوْله :
أَقْفَرَ من
أَهْلِه مَلْحُوبُ
|
|
فالقَطَبِيّاتُ
فالذَّنُوبُ
|
ونَحُو قَوْلِه
:
أَلا للهِ
قَوْمٌ و
|
|
لَدَتْ
أُخْتُ بَنِى سَهْمِ
|
أَرادَ « وَلَدَتْهُم
».
قال : وعامَّةُ
المَجْزُوءِ يَجْعَلُونَه مُعَلّا ، كذِلك سَمِعْناه من العَرَبِ.
قالَ ابنُ
جِنِّى : « قَوْلُه : وهُو مِمّا تُسَمِّيه العَرَبُ » مَع أنَّ كلَّ لَفْظَةٍ
ولَقَبٍ اسْتَعْمَلَه العَرُوضِيُّونَ فهو مِن كَلامِ العَرَبِ ـ تَأْوِيلُه : أَنّها
اسْتَعْمَلَتْه فى المَوْضِع الذى اسْتَعْمَلَه فيه العَرُوضِيُّونَ ، وليسَ
مَنْقُولاً عن موضِعِه ، لا نَقْلَ العَلَمِ ، ولا نَقْلَ التَّشْبِيهِ ، على ما
تَقَدَّمَ من قَوْلِنا فى ذَيْنِك. أَلَا تَرَى أن العَرُوضَ والمِصْراعَ ،
والقَبْضَ ، والعَقْلَ ، وغَيْرَ ذلك من الأَسْماءِ التى اسْتَعْمَلَها أصحابُ هذه
الصِّناعةِ قد تَعَلَّقَت العَرَبُ بها ، ولكن ليسَ فى المَواضِعِ التى نَقَلَها
أَهْلُ هذا العِلْمِ إليها. إِنَّما العَرُوضُ : الخَشَبَةُ فى وَسَطِ البَيْتِ
المَبْنِىِّ لهم. والمِصْراعُ : أَحَدُ صِفْقَىِ البابِ ، فنُقِلَ ذلك ونَحْوُه
تَشْبِيهًا.
وأَمّا الرَّمَلُ فإِنَّ العربَ وَضَعَتْ فيه اللَّفْظَةَ نَفْسَها
عِبارَةً عندهم عن الشِّعْرِ الَّذِى وَصَفَه باضْطرابِ البِناءِ ، والنُّقْصانِ
عن الأَصْلِ ، فعَلَى هذا وضَعَه أهلُ هذه الصِّناعةِ ، لم يَنْقُلُوه نَقْلاً
عَلَمِيّا ، ولا نَقْلاً تَشْبِيهِيّا.
وبالجُمْلَةِ ،
فإِنَ الرَّمَلَ : كُلُّ ما كانَ غَيْرَ القَصِيدِ من الشِّعْرِ ،
وغَيْرَ الرَّجَزِ.
* وأَرْمَلَ القَوْمُ : نَفِدَ زادُهُم.
* وأَرْمَلُوه : أَنْفَدُوهُ ، قالَ السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ :
__________________
إِذا
أَرْمَلُوا زادًا عَقَرْتُ مَطِيَّةً
|
|
تَجُرُّ
برِجْلَيْها السَّرِيحَ المُخَدَّمَا
|
ورَجُلٌ أَرْمَلُ ، وامْرَأَةٌ
أَرْمَلَةٌ : مُحْتاجَة.
* وهُمُ الأَرْمَلَةُ ، والأَرامِلُ
، والأَرامِلَةُ ؛ كَسَّرُوه تكسيرَ الأَسْماءِ لِقِلَّتِه.
* وكُلُّ
جَماعةٍ من رجالٍ ونِساءٍ ، أو رِجالٍ دُونَ نساءٍ ، أَو نِساءٍ دُونَ رِجالٍ : أَرْمَلَةٌ ، بعد أن يكونُوا مُحتاجِينَ.
ورَجُلٌ أَرْمَلُ : لا زَوْجَةَ له.
قالَ ابنُ
جِنِّى : قَلَّما يُسْتَعْمَلُ الأَرْمَلُ
فى المُذكَّرِ إِلّا
عَلَى التَّشْبِيهِ والمُغالَطَةِ. قالَ جَرِيرٌ :
كُلُ الأَرامِلِ
قَد قَضَّيْتَ حاجَتَها
|
|
فمَنْ
لحاجَةِ هذا الأَرْمَلِ الذَّكَرِ
|
يُرِيدُ بذلك
نَفْسَه.
* وامْرَأَةٌ أَرْمَلَةٌ : لا زَوْجَ لها.
* وعامٌ أَرْمَلُ : قَلِيلُ المَطَرِ والنَّفْعِ ، وسَنَةٌ رَمْلاءُ ، كذلك.
* وأصابَهُم رَمَلٌ من مَطَرٍ : أَى قَلِيلٌ ، والجمعُ : أَرْمالٌ.
* وأَرامِلُ العَرْفَجِ : أُصُولُه. قال :
فجِئْت
كالعَوْدِ النَّزِيعِ الهادِجِ
|
|
قُيِّدَ فى
أَرامِلِ العَرافجِ
|
فى أَرْضِ سَوْءٍ
جَدْبَةٍ هَجاهِج
|
الهَجاهِجُ
: الأَرْضُ التى لا
نَبْتَ فِيها.
* والرَّمَلُ : خُطُوطٌ فى يَدَىِ البَقَرَةِ ورِجْلَيْها تُخالِفُ
سائِرَ لَوْنِها.
وقيل : الرُّمْلَةُ : الخَطُّ الأَسْوَدُ.
* ونَعْجَةٌ رَمْلاءُ : سَوْداءُ القَوائمِ ، وسائرُها أَبْيَضُ.
* وغُلامٌ أُرْمُولَةٌ ، كقَوْلِه بالفارِسِية : « زاذَه ».
* ورامِلٌ ، ورُمَيْلٌ
، ورُمَيْلَةُ ، ويَرْمُول
: كُلُّها أَسْماءٌ.
__________________
الراء والنون والفاء
ر ن ف
* الرَّانِفَةُ : جُلَيْدَةُ طَرَفِ الرَّوْثَةِ.
* وطَرَفُ
غُضْرُوفِ الأُذُنِ.
وقِيلَ : ما
لانَ عن شِدَّةِ الغُضْرُوفِ.
* والرّانِفَةُ : أسفَلُ الأَلْيَةِ.
وقِيلَ : هى
مُنْتَهى أَطْرافِ الأَلْيَتَيْنِ ممّا يَلِى الفَخِذيْنِ.
* ورانِفُ كُلِّ شَىْءٍ : ناحِيَتُه.
* والرّانِفَةُ : أَسْفَلُ اليَدِ.
* والرَّنْفُ : بَهْرامَجُ البَرِّ. وقد تَقَدَّمَتْ حِلْيَةُ
البَهْرامَجِ.
وقالَ أَبو
حَنِيفَةَ : الرَّنْفُ من شَجَرِ الجِبالِ ، يَنْضَمُّ وَرَقُه إِلى قُضْبانِه
إِذا جاءَ اللَّيْلُ ، ويَنْتَشِرُ بالنَّهارِ.
مقلوبه : ر ف ن
* فَرَسٌ رِفَنٌ : كرِفَلٍّ.
* وبَعِيرٌ رِفَنٌ : سابِغُ الذَّيْلِ ، ذَيّالُه. قالَ النّابِغَةُ :
بكُلِّ
مُجَرَّبٍ كاللَّيْثِ يَسْمُو
|
|
إِلى
أَوْصالِ ذَيّالٍ رِفَنِ
|
مقلوبه : ف ر ن
* الفُرْنُ : المَخْبَزُ ، شامِيَّةٌ. والجَمْعُ : أَفْرانٌ.
* والفُرْنِيَّةُ : الخُبْزَةُ المُسْتَدِيرَةُ ، العَظِيمَةُ ،
مَنْسُوبَةٌ إِلى الفُرْنِ.
* والفُرْنِىُ : طَعامٌ يُتَّخَذُ ، وهى خُبْزَةٌ مُصَعْنَبَةٌ ،
مَضْمُومةُ الجَوانِبِ إلى الوَسَطِ ، يُسْلَكُ بعضُها فى بَعْضٍ ، ثُمَّ تُرَوَّى
لَبَنًا ، وسَمْنًا ، وسُكَّرًا. واحِدَتُه : فُرْنِيَّةٌ.
* والفُرْنِىُ : الرَّجُلُ الغَلِيظُ الضَّخْمُ. قالَ العَجّاجُ :
*وطاحَ فى المَعْرَكَةِ الفُرْنِىُ*
__________________
مقلوبه : ن ف ر
* النَّفْرُ : التَّفَرُّقُ. يُقالُ : لَقِيتُه قَبْلَ كُلِّ صَيْحٍ
، ونَفْرٍ. الصَّيْحُ : الصِّياحُ ، والنَّفْرُ : التَّفَرُّقُ.
* نَفَرَت الدَّابَّةُ
تَنْفِرُ ، وتَنْفُر ، نِفارًا ، ونُفُورًا.
* ودابَّةٌ نافِرٌ. قالَ ابنُ الأَعْرابِىِّ : ولا يُقالُ : نافِرَةٌ ، وكذلك دابَّةٌ
نَفُورٌ.
* وكلُّ جازِعٍ
من شَىْءٍ : نَفُورٌ.
* ومن
كَلامِهِمْ : « كُلُّ أَزَبَ نَفُورٌ ».
وقولُ أَبى
ذُؤَيْبٍ :
إِذا
نَهَضَتْ فِيه تَصَعَّدَ نَفْرُها
|
|
كقِتْرِ
الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صِيابُها
|
إِنَّما هو اسمٌ
لجَمْعِ نافِرٍ ، كصاحِبٍ وصَحْبٍ ، وزائرٍ وزَوْرٍ ، ونحوه.
* ونَفَرَ الظَّبْىُ ، وغَيْرُه نَفْرًا ، ونَفَرانًا : شَرَدَ.
* وظَبْىٌ
يَنْفُورٌ : شَدِيدُ
النِّفارِ.
* واسْتَنفَرَ الدّابَّة : كنَفَرَ ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِىِّ :
ارْبُطْ
حِمارَكَ إِنَّهُ مُسْتَنْفِرٌ
|
|
فى إِثْر
أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لغُرَّبِ
|
ونَفَرَ الدَّابَّةَ ، واسْتَنْفَرَها. وفى التَّنْزِيلِ : (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ
مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) [المدثر : ٥٠ ، ٥١].
* واسْتَنْفَرَ القَوْمَ ، فنَفَرُوا مَعَه.
* وأَنْفَرُوه : أَى نَصَرُوهُ ، ومَدُّوه.
* ونَفَرُوا فى الأَمْرِ
يَنْفِرُون نِفارًا ، ونُفُورًا ، ونَفِيرًا ـ هذه عن الزَّجّاجِ ـ وتَنافَرُوا : ذَهَبُوا ؛ وكذلِك فى القِتالِ.
* والنَّفْرَةُ ، والنَّفْرُ ، والنَّفِيرُ : القَوْمُ يَنْفِرُونَ
مَعَك ، ويَتَنافَرُون فى القِتالِ. وكُلُّه اسمٌ للجَمْعِ ، قالَ :
إِنَّ لَها
فَوارِسًا وفَرَطَا
|
|
ونَفْرَةَ
الحَىِّ ومَرْعًى وَسَطَا
|
__________________
يَحْمُونَها من أَنْ تُسامَ الشَّطَطَا
وقد تَقَدَّمَ
شَرْحُ ذلك كُلِّه.
* والنَّفِيرُ : الجَماعَةُ من النّاسِ ، كالنَّفْرِ.
والجمعُ من
كُلِّ ذلك : أَنْفارٌ.
* ونَفِيرُ قُرَيْشٍ : الَّذِينَ كانُوا نَفَرُوا إِلى « بَدْرٍ » ليَمْنَعُوا عِيرَ أَبِى سُفْيانَ.
* ونَفَرَ الناسُ من مِنًى يَنْفِرُونَ
نَفْرًا ، ونَفَرًا.
* وهو يَوْمُ النَّفْرِ ، والنَّفَرِ ، والنُّفُورِ ، والنَّفِيرِ.
* والنَّفَرُ : ما دُونَ العَشَرةِ من الرِّجالِ. والجمعُ : أَنْفارٌ.
قالَ
سِيبَوَيْهِ : والنَّسَبُ إليه نَفَرِىٌ.
وقِيلَ : النَّفَرُ : الناسُ كُلُّهُم ، عن كُراعٍ.
وقولُه تَعالَى
: (وَجَعَلْناكُمْ
أَكْثَرَ نَفِيراً) [الإسراء : ٦]. قالَ الزَّجّاجُ : النَّفِيرُ : جَمْعُ نَفَرٍ ، كالعَبِيدِ ، والكَلِيبِ.
وقِيلَ
مَعْناهُ : وَجَعَلْناكُم أكْثَرَ منهم نُصّارًا.
* وجاءَنا فِى نَفْرَتِه ، ونافِرَتِه
: أَى فى فَصِيلَتِه ،
ومن يَغْضَبُ لغَضَبِه.
* ونافَرَ الرَّجُلَ مُنافَرَةً ، ونِفارًا : حاكَمَه ، واسْتُعْمِلَ منه النُّفُورَةُ ، كالحُكُومَةِ. قالَ ابنُ هَرْمَةَ :
يَبْرُقْنَ
فَوقَ رِواقِ أَبْيَضَ ماجدٍ
|
|
يُدْعَى
ليَوْمِ نُفُورَةٍ ومَعاقِلِ
|
وكأَنَّما
جاءَت المُنَافَرَةُ فى أَوَّلِ ما اسْتُعْمِلَتْ أَنَّهُم كانُوا
يَسْأَلُونَ الحاكِمَ : أَيُّنا أَعَزُّ
نَفَرًا؟ قالَ
زُهَيْرٌ :
فإِنَّ
الحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ
|
|
يَمِينٌ أو
نِفارٌ أَو جَلاءُ
|
* وأَنْفَرَه
عَلَيْه ، ونَفَّرَه ، ونَفَرَه
، يَنْفُرُه ـ بالضَّمِّ ـ كُلّ ذِلك : غَلَبَه ـ الأخيرة عن ابن
__________________
الأَعرابىِّ ، ولم يُعْرَفْ أَنْفُرُ ـ بالضم ـ فى النِّفارِ الَّذِى هو الهَرَبُ والمُجانَبَةُ.
* ونَفَّرَه الشَّىْءَ ، وعَلَى الشَّىءِ ، وبالشَّىْءِ ـ بحَرْفٍ
وبغَيْرِ حَرْفٍ ـ غَلَبَه عَلَيْه، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِىِّ:
نُفِرْتُمُ
المَجْدَ فلا تَرْجُونَهْ
|
|
وَجَدْتُم
القَوْمَ ذَوِى زَبُّونَهْ
|
كَذا أَنْشَدَه
« نُفِرْتُم » بالتَّخْفِيفِ.
* والنُّفارَةُ : ما أَخَذَهُ النّافِرُ من المَنْفُورِ ، وهو الغالِبُ.
وقِيلَ : بَلْ
هُوَ ما أَخَذَه الحاكِمُ.
* وشاةٌ نافِرٌ : وهى الَّتِى تُهْزَلُ ، فإِذا سَعَلَتْ انْتَثَرَ من
أَنْفِها شَىْءٌ ، لُغَةٌ فى النّاثِرِ.
* ونَفَرَت العَيْنُ ـ وغيرُها من الأَعْضاءِ ـ تَنْفِرُ نُفُورًا ـ : هاجَتْ ووَرِمَتْ.
* ورَجُلٌ عِفْرِيَةٌ نِفْرِيَةٌ ، وعِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ
، عن ابن
الأَعْرابِىِّ ، إِتباعٌ أَيضًا.
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : عِفْرِيتَةٌ ، نِفْرِيتَةٌ ، فجاءَ بالهاءِ فيهِما.
* وبَنُو نَفْرٍ : بَطْنٌ.
* وذُو نَفْرٍ : قَيْلٌ مِنْ أَقْيالِ حِمْيَرَ.
الراء والنون والباء
ر ن ب
* الأَرْنَبُ ـ مَعْروفٌ ، يكونُ للذَّكَرِ والأُنْثَى.
وقِيلَ : الأَرْنَبُ : الأُنْثَى ، والخُزَزُ : الذَّكَرُ ، والجَمْعُ : أَرانِبُ ، وأَرانٍ
، عن اللِّحْيانِىِّ.
فأَمّا سِيبَوَيْهِ فَلَم يُجِزْ
أَرانٍ إِلّا فى
الشِّعْرِ ، وأَنْشَدَ لرَجُلٍ من يَشْكُرَ :
لها
أَشارِيرُ من لَحْمٍ تُتَمِّرُه
|
|
من
الثَّعالِى ووَخْزٌ من أَرانِيهَا
|
ووَجَّهَه
فقالَ : إِنّ الشاعِرَ لما اضْطُّرَّ إلى الياءِ أَبْدَلَها مكانَ الباءِ ، كما
يُبْدِلُها مكانَ الهَمْزَة.
* وكِساءٌ مَرْنَبانِىٌ : لَوْنُه لَوْنُ الأَرْنَبِ.
* ومُؤَرْنَبٌ ، ومُرَنَّبٌ
: خُلِطَ فى غَزْلِه
وَبَرُ الأَرانِبِ.
* وأَرْضٌ مَرْنَبَةٌ ، ومُؤَرْنَبَةٌ ، ومُؤَرْنِبَةٌ ـ الأَخِيرةُ عن كُراع ـ : كَثِيرةُ الأَرانِبِ.
__________________
* والأَرْنَبَةُ : طَرَفُ الأَنْفِ.
* واليَرْنَبُ ، والمَرْنَبُ
: جُرَذٌ كاليَرْبُوعِ
، قَصِيرُ الذَّنَبِ.
* والأَرْنَبُ : مَوْضِعٌ. قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِى كَرِبَ :
عَجَّتْ
نِساءُ بَنِى زُبَيْدٍ عَجَّةً
|
|
كعَجِيجِ
نِسْوَتِنا غَداةَ الأَرْنَبِ
|
* والأَرْنَبُ
: ضَرْبٌ من
الحُلِىِّ. قال رُؤْبَةُ :
*وعَلَّقَتْ من أَرْنَبٍ ونَخْلِ*
* والأُرَيْنِبَةُ : عُشْبَةٌ شَبِيهَةٌ بالنَّصِىِّ ، إلّا أَنَّها
أَرَقُّ ، وأَضْعَفُ ، وأَلْيَنُ. وهى ناجِعَةٌ فى المالِ جِدّا ، ولَها ـ إِذا
جَفَّتْ ـ سَفًى ، كُلَّما حُرِّكَ تَطايَرَ فارْتَزَّ فِى العُيُونِ والمَناخِرِ
، عن أَبى حَنِيفَةَ.
* وأَرْنَبُ : اسمُ امْرَأَةٍ. قالَ مَعْنُ بنُ أَوْسٍ :
مَتَى
تَأْتِهِمْ تَرْفَعْ بَناتِى برَنَّةٍ
|
|
وتَصْدَحْ بنَوْحٍ
يَفْرَعُ النَّوْحَ أَرْنَبُ
|
مقلوبه : ر ب ن
* الرَّبُونُ ، والأُرْبُونُ
: العُرْبُون ،
وكَرِهَها بَعْضُهم.
* وأَرْبَنَهُ : أَعْطاهُ الأُرْبُونَ.
وأمّا قَوْلُ
رُؤْبَةَ :
*مُسَرْوَلٍ فى آلِه مُرَبَّنِ*
و « مُرَوْبَنُ » ، فإِنَّما هُو فارِسِىٌّ مُعَرَّبٌ ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ
: أراد الرّانْبان ، وأَحْسِبُه الَّذِى يُسَمّى الرّانَ.
مقلوبه : ن ر ب
* نَيْرَبَ الرَّجُلُ : سَعَى ونَمَّ.
* ونَيْرَبَ الكَلامَ : خَلَطَه.
* ورَجُلٌ نَيْرَبٌ ، وذُو
نَيْرَبٍ : أَى ذُو
شَرٍّ ونَمِيمَةٍ.
* ومَرَةٌ نَيْرَبَةٌ.
__________________
* والرِّيحُ تُنَيْرِبُ التُّرابَ فوقَ الأَرْضِ : أَى تَنْسُجُه.
مقلوبه : ب ر ن
* البَرْنِىُ : ضَرْبٌ من التَّمْرِ ، أَصْفَرُ ، مُدَوَّرٌ. وهو
أَجْوَدُ التَّمْرِ ، واحِدَتُه بَرْنِيَّةٌ.
قالَ أبو
حَنِيفَةَ : أَصْلُه فارِسِىٌّ. قال : إِنَّما هُو « بارِنِىّ ». فالبارُ : الحَمْلُ ، و « نِى » : تَعْظِيم
ومُبالَغَةٌ.
وقولُ
الرّاجِزِ :
خالِى
عُوَيْفٌ وأَبُو عَلِجِ
|
|
المُطْعِمانِ
الشَّحْمَ بالعَشِجِ
|
وبالغَداةِ
كِسَرَ البَرْنِجِ
|
|
يُقْلَعُ
بالوَدِّ وبالصِّيصِجِ
|
فإِنَّه أَرادَ
: « أبو عَلِىِّ » ، و « بالعَشِىِّ » و « البَرْنِىِ
» و « بالصِّيصِىِّ ».
فأبْدَلَ من الياءِ المُشَدَّدَةِ جِيمًا.
* والبَرانِى : الدِّيَكَةُ الصِّغارُ حِينَ تُدْرِكُ ، واحِدَتُها بَرْنِيَّةٌ ، بلُغَةِ أهْلِ العِراقِ.
* والبَرْنِيَّةُ : شِبْهُ فَخّارَةٍ ضَخْمَةٍ خَضْراءَ ، ورُبَّما
كانَتْ من القَوارِيرِ.
مقلوبه : ن ب ر
* نَبَرَ الحَرْفَ يَنْبُره
نَبْرًا : هَمَزَه.
وقالَ رَجُلٌ
للنَّبِىِّ صلىاللهعليهوسلم : يا نَبِىءَ اللهِ : فقالَ : « لا تَنْبُرْ باسْمِى » .
أَى : لا
تَهْمِزْ.
* ورَجُلٌ نَبّارٌ : فَصِيحُ الكَلامِ.
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : رَجُلٌ نَبّارٌ : صَيّاحٌ.
* والنَّبْرَةُ : وَسَط التُّفْرَة.
* وكُلُّ
شَىْءٍ ارْتَفَعَ من شَىْءٍ : نَبْرَةٌ ، لانْتِبارِه.
* والنَّبْرَةُ : الوَرَمُ فى الجَسَدِ. وقد انْتَبَرَ. ومنه حَدِيثُ عُمرَ ـ رَضِى اللهُ عنه ـ « إِيّاكُمْ
والتَّخَلُّلَ بالقَصَبِ ، فإِنَّ الفَمَ يَنْتَبِرُ منه » . حَكَى ذلِكَ الهَرَوِىُّ فى الغَرِيبَيْن.
__________________
* وكُلُّ ما
رَفَعْتَه فقَدْ نَبَرْتَه
تَنْبِرُه نَبْرًا.
* وانْتَبَرَ الجُرْحُ : ارْتَفَعَ.
* والمِنْبَرُ : مِرْقاةُ الخَطِيبِ ، منه ؛ لارْتِفاعِه.
* وانْتَبَرَ الأَمِيرُ : ارْتَفَع فوقَ المِنْبَرِ.
* والنُّبَرُ : اللُّقَمُ الضِّخامُ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ.
وأَنْشَدَ :
*أَخَذْتُ من جَنْبِ الثَّرِيدِ نُبَرَا*
* والنَّبِيرُ : الجُبْنُ ـ فارِسِىٌّ مُعَرّبٌ. ولعَلَّ ذلك لضِخَمِه
، وارْتَفاعِه ، حكاهُ الهَرَوِىُّ فى الغَرِيبَيْنِ.
* ونَبَرَه بلِسانِه يَنْبِرُه
نَبْرًا : نالَ منه.
* ورَجُلٌ نَبْرٌ : قَلِيلُ الحَياءِ ، يَنْبِرُ الناسَ بلِسانِه.
* والنِّبْرُ : القُرادُ.
وقِيلَ : النِّبْرُ : دُوَيْبَّةٌ أَصْغَرُ من القُرادِ ، تَلْسَعُ ، فيَنْتَبِرُ مَوْضعُ لَسْعِها.
وقِيلَ : هو
الحُرْقُوصُ.
* والجَمْعُ : أَنْبارُ. قالَ ـ وذَكَرَ إِبلاً سَمِنَتْ ، وحَمَلَت الشُّحُومَ
ـ :
كأَنَّها
مِنْ بُدُنٍ واستيفارْ
|
|
دَبَّتْ
عَلَيْها عارِماتُ الأَنْبارْ
|
* والنِّبْرُ : ضَرْبٌ من السِّباعِ.
* وأَنْبارُ الطَّعامِ : أكْداسُه.
* والأَنْبارُ : بَيْتُ التّاجِرِ الَّذِى يُنَضِّدُ فِيه مَتاعَه.
* والأَنْبارُ : بَلَدٌ ، ولَيْسَ فى الكَلامِ اسمٌ مُفْرَدٌ عَلَى
مثالِ الجَمْعِ غيرُ
الأَنْبارِ ، والأَبْواءِ
، والأَبْلاءِ ؛ وإِن جاءَ فإِنَّما يَجِىءُ فى أَسْماءِ المَواضِعِ ، لأَنَّ
شَواذَّها كَثِيرَةٌ. وما سِوَى هذه فإِنَّما يَأْتِى جَمْعًا ، أَو صِفَةً ،
كقَوْلِهم : قِدْرٌ أَعْشارٌ ، وثَوْبٌ أَخْلاقٌ ، وأَسْمالٌ ؛ وسَراوِيلُ
أَسْماطٌ ، ونحوُ ذلِكَ.
* والأَنْبارُ : مَواضعُ مَعْرُوفَةٌ ، بينَ الرِّيفِ والبَرِّ.
__________________
الراء والنون والميم
ر ن م
* الرَّنِيمُ ، والتَّرْنِيمُ
: تَطْرِيبُ
الصَّوْتِ.
* ورَنَّمَ الحَمامُ ، والمُكّاءُ ، والجُنْدَبُ.
قالَ ذُو
الرُّمَّةِ :
كأَنَّ
رِجْلَيْهِ رِجْلَا مُقْطِفٍ عَجِلٍ
|
|
إِذا
تَجاوَبَ فى بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ
|
وتَرَنَّمَ ، وكذلِكَ القَوْسُ ، والعُودُ ، وكُلُّ ما اسْتُلِذَّ
صَوْتُه.
* وسَمِعَ منه رَنَمَةً حَسَنَةً ، وسَمِعَ تَرْنُومَه ، هذه الأَخِيرَةُ عن
اللِّحْيانِىِّ ، يريد تَرَنُّمَهُ.
* وقَوْسٌ تَرْنَمُوتٌ : لها حَنِينٌ عندَ الرَّمْىِ.
* والتَّرْنَمُوتُ أيضا : تَرَنُّمُها عِنْدَ الإنْباضِ. قالَ :
*تُجاوِبُ القَوْسَ بتَرْنَمُوتِها*
أَى بتَرَنُّمِها.
مقلوبه : ر م ن
* الرُّمّانُ : حَمْلُ شَجَرَةٍ مَعْرُوفَةٍ ، واحِدَتُه : رُمّانَةٌ.
* ورُمّانَةُ الفَرَسِ : الَّذِى فِيه عَلَفُه.
وإِنَّما
ذكَرْتُه هُنا ؛ لأَنَّه ثُلاثِىٌّ عند الأَخْفشِ. وقد تَقَدَّم فى الثُّنائِىِّ ،
عَلَى ظاهِرِ رَأْىِ الخَلِيلِ وسِيبَوَيْهِ.
مقلوبه : م ر ن
* مَرَنَ يَمْرُنُ مَرانَةً ، ومُرُونَةً : وهُو لِينٌ فى صَلابَةٍ.
* ومَرَّنْتُه أَنا : أَلَنْتُه ، وصَلَّبْتُه.
* ورُمْحٌ مارِنٌ : صُلْبٌ لَيِّنٌ. وكذلك الثَّوْبُ. والمُرّانُ : الرِّماحُ الصُّلْبَةُ اللَّدْنَةُ ، واحِدَتُها : مُرّانَةٌ.
__________________
وقالَ أَبو
عُبَيْدٍ : المُرّانُ : نَباتُ الرِّماحِ ، ولا أَدْرِى ما عَنَى بالنَّباتِ؟
آلمَصْدرَ ، أم الجَوْهَرَ النّابِتَ؟
* ورَجُلٌ مُمَرَّنُ الوَجْهِ : أَسِيلُهُ.
* ومَرَنَ عَلَى كذا
يَمْرُنُ مُرُونًا : دَرَبَ. قال :
قَدْ
أَكْنَبَتْ يَداكَ بعدَ لِينِ
|
|
وبَعْدَ
دُهْنِ البانِ والمَضْنُونِ
|
وهَمَّتا
بالصَّبْرِ والمُرُونِ
|
* ومَرَّنَه
عليه فتَمَرَّنَ : دَرَّبَه فتَدَرَّبَ.
* وما أَدْرِى
أَىُّ مَنْ مَرَّنَ الجِلْدَ هُو؟ أَى : أَىُّ الوَرَى هو.
* والمَرْنُ : الأَدِيمُ المُلَيَّنُ ، المَدْلُوكُ.
* والمَرْنُ : ضَرْبٌ من الثِّيابِ. قالَ ابنُ الأَعْرابِىِّ : هِى
ثِيابٌ قُوهِيَّةٌ ، وأَنْشَدَ للنَّمِر :
خَفِيفاتُ
الشُّخُوص وهُنَّ خُوصٌ
|
|
كأَنَّ
جُلُودَهُنَّ ثِيابُ مَرْنِ
|
* ومَرَنَ
به الأَرْضَ مَرْنًا ، ومَرَّنَها : ضَرَبَها به.
* وما زالَ
ذلِكَ مَرِنَكَ : أَى دَأْبَكَ.
* والقَوْمُ
عَلَى مَرِنٍ واحِدٍ ، أَى : عَلَى خُلُقٍ مُسْتَوٍ. قالَ ابنُ جِنِّى
: المَرِنُ مَصْدَرٌ كالحَلِفِ ، والكَذِبِ. والفِعْلُ منه مَرَنَ على الشَّىْءِ : إِذا أَلِفَهُ ، فدَرِبَ فيه ، ولانَ
لَه.
وإِذا قالَ
الرَّجُلُ : لأَضْرِبَنَّ فُلانًا ، أَو لأَقْتُلَنَّه ، قُلْتَ أَنْتَ : « أَوَ مَرِنًا ما أُخْرَى »؟ أَى : عَسَى أن يَكُونَ غيرَ ما تَقُولُ
، أو يكونَ أَجْرَأَ لَه عَلَيْكَ.
* والمارِنُ : الأَنْفُ. وقِيل : طَرَفُه.
* ومَرْنا الأَنْفِ : جانِباهُ. قالَ رُؤْبَةُ :
*لَمْ يُدْمِ مَرْنَيْهِ خِشاشُ الزَّمِّ*
أَرادَ زَمَّ
الخِشاشِ ، فقَلَبَ. ويَجُوزُ أَن يكونَ أَرادَ خِشاشَ ذِى الزَّمِّ ، فحذَفَ.
__________________
* ومارَنَت النّاقَةُ
مُمارَنَةً ، ومِرانًا ، وهى مُمارِنٌ
: ظَهَرَ لهم أَنَّها
قد لَقِحَتْ ، ولَمْ يكنْ لها لِقاحٌ. وقِيلَ : هىَ الَّتِى يُكْثِرُ الفَحْلُ
ضِرابَها ، ثُمّ لا تَلْقَحُ.
وقيلَ : هِى
الَّتِى لا تَلْقَحُ حَتَّى يُكَرَّرَ عليها الفَحْلُ.
* ومَرَن النّاقَةَ
يَمْرُنُها مَرْنًا : دَهَنَ أَسْفَلَ خُفِّها من حَفًى.
* والمَرَنُ : عَصَبُ باطِنِ العَضُدَيْنِ من البَعِيرِ ، وجَمْعُه :
أَمْرانٌ.
وقولُ ابنِ
مُقْبِلٍ :
يا دارَ
سَلْمَى خَلاءً لا أُكَلِّفُها
|
|
إِلَّا
المَرانَةَ حَتَّى تَعْرِفَ الدِّينَا
|
قال الفارسِىُّ
: المَرانَةُ : اسمُ ناقَتِه ، وهو أَجْوَدُ ما فُسِّرَ به. وقِيلَ :
هى مَوْضِعٌ.
* وبَنُو مَرِينَا ، الَّذِين ذَكَرَهُم امْرُؤُ القَيْسِ ، فقال :
*ولكِن فى دِيارِ بَنِى مَرِينَا*
هُمْ قَوْمٌ من
أَهْلِ الحِيرَةِ. من العِبادِ ، وليس « مَرِينَا » بكَلِمةٍ عَرَبِيَّةٍ.
* وأَبُو مَرِينَا : ضَرْبٌ من السَّمَكِ.
* ومُرَيْنَةُ : اسمُ مَوْضِعٍ. قالَ الرّاعِى :
كأَدْماءَ
هَزَّتْ جِيدَها فى أَراكَةٍ
|
|
تَعاطَى
كَباثًا من مُرَيْنَةَ أَسْوَدَا
|
* والمَرَانَةُ : مَوضعٌ لبَنِى عُقَيْلٍ. قالَ لبِيدٌ :
لمَنْ طَلَلٌ
تَضَمَّنَه أُثالُ
|
|
فشَرْجَةُ
فالمَرانَةُ فالحِبالُ
|
مقلوبه : ن م ر
* النُّمْرَةُ : النُّكْتَةُ من أَىِّ لَوْنٍ كانَ.
* والأَنْمَرُ : الَّذِى فِيه نُمْرَةٌ بَيْضاءُ ، وأُخْرَى سَوْداءُ ، والأُنْثَى : نَمْراءُ.
* والنَّمِرُ ، والنَّمْرُ : ضَرْبٌ من السِّباعِ أخْبَثُ من الأَسَدِ ، سُمِّىَ
بذلِك لنُمْرٍ فيه. وذلكَ أَنَّه من أَلْوانٍ مُخْتَلِفَةٍ.
* والجَمْعُ : أَنْمُرٌ ، وأَنْمارٌ ، ونُمُرٌ ، ونُمْرٌ ، ونِمارٌ. وأكثرُ كلامِ العَرَبِ نُمْرٌ.
__________________
قالَ ثعلَبٌ :
من قالَ نُمْرٌ رَدَّهُ إِلى أَنْمَرَ. ونِمارٌ ـ عندَه ـ : جَمْعُ نِمْرٍ ، كذِئْبٍ وذِئابٍ.
وكَذلك نُمُورٌ ـ عنده ـ جَمْعُ نِمْرٍ ، كسِتْرٍ وسُتُورٍ.
ولم يَحْكِ
سِيبَوَيْهِ نُمُراً فى جَمْعِ نَمِرٍ.
فأَمّا ما
أَنْشَدَه من قَوْلِه :
*فِيها عَيايِيلُ أُسُودٌ ونُمُرْ*
فإِنَّه أَرادَ عَلَى مَذْهَبِه « ونُمْرٌ » ثُمّ وَقَفَ ، على قَوْلِ من يَقُول : البَكُرْ ،
وهُوَ فَعْلٌ.
* والنَّمِرُ ـ من السَّحابِ ـ : الَّذِى فيهِ آثارٌ كآثارِ النَّمِرِ.
وقِيلَ : هى
قِطَعٌ صِغارٌ ، مُتَدانٍ بَعْضُها من بَعْضٍ ، واحِدَتُها نَمِرَةٌ.
ومنه قَوْلُ
العَرَبِ : « أَرِنِيهَا
نَمِرَة ، أُرِكْهَا
مَطِرَهْ ».
* ونَمِرَ الرَّجُلُ ، ونَمَّرَ ، وتَنَمَّرَ : غَضِب. ومنه : « لَبِسَ له جِلْدَ النَّمِرِ ».
* وأَسَدٌ أَنْمَرُ : فِيه غُبْرَةٌ وسَوادٌ.
* والنَّمِرَةُ : شَمْلَةٌ فِيها خُطُوطٌ بِيضٌ وسُودٌ.
* وطَيْرٌ مُنَمَّرٌ : فيه نُقَطٌ سُودٌ ، وقد يُوصَفُ به البُرُودُ.
* والنَّمِرُ ، والنَّمِيرُ كلاهُما : الماءُ الزّاكِى فى الماشِيَةِ ، النّامِى ،
عَذْبًا كانَ أو غَيْرَ عَذْبٍ ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِىِّ :
قَدْ
جَعَلَتْ والحَمْدُ للهِ تَقِرّ
|
|
من ماءِ
عِدٍّ فى جُلُودِها نَمِرْ
|
أَى : شَرِبَتْ
، فعَطَنَتْ.
وقِيلَ :
الماءُ النَّمِيرُ : الكَثِيرُ. حكاهُ ابنُ كَيْسانَ فى تَفْسِير قَوْلِ
امْرِئِ القَيْسِ :
*غَذاهَا نَمِيرُ الماءِ غَيْرَ المُحَلَّلِ*
* وحَسَبٌ نَمِرٌ ، ونَمِيرٌ : زاكٍ ، والجَمْعُ : أَنْمارٌ.
* ونَمَرَ فى الجَبَلِ نَمْرًا : صَعَّدَ.
__________________
* والنّامِرَةُ : مَصْيَدَةٌ تُرْبَطُ فِيها شاةٌ للذِّئْبِ.
* والنامُورُ : الدَّمُ ، كالتّامُور.
* وأَنْمارُ : حَىٌّ من خُزاعَةَ. قالَ سِيبَوَيْهِ : النَّسَبُ
إليه أَنْمارِىٌ ؛ لأَنَّه اسمٌ للواحِدِ.
* ونَمِرٌ ، ونُمَيْرٌ : قَبِيلَتانِ. والإضافَة إِلى نُمَيْرٍ : نُمَيْرِىٌ. قالَ سِيبَوَيْهِ : وقالُوا فى الجَمْعِ : النُّمَيْرُونَ ، اسْتَخَفُّوا بحَذْفِ ياءِ الإضافة ، كما قالُوا :
الأَعْجَمُونَ.
* ونِمْرانُ ، ونُمارَةُ : اسْمانِ.
* والنُّمَيْرَةُ : مَوْضِعٌ. قالَ الرّاعِى :
لَهَا
بحَقِيلٍ فالنُّمَيْرَةِ مَنْزِلٌ
|
|
تَرَى
الوَحْشَ عُوذاتٍ بهِ ومَتالِيَا
|
* ونُمارٌ : جَبَلٌ. قالَ صَخْرُ الغَىِّ :
سَمِعْتُ ـ وقَدْ
هَبَطْنَا من نُمارٍ ـ
|
|
دُعاءَ أَبِى
المُثَلَّمِ يَسْتَغِيثُ
|
الراء والفاء الميم
ف ر م
* الفَرْمُ ، والفِرامُ
: ما تَتَضَيَّقُ بهِ
المَرْأَةُ من دَواءٍ.
* ومَرَةٌ فَرْماءُ ، ومُسْتَفْرِمَةٌ ، وهى الَّتِى تَجْعَلُ الدَّواءَ فى فَرْجِها
ليَضِيقَ.
وكَتَبَ عبدُ
المَلِكِ بنُ مَرْوانَ إِلى الحَجّاجِ : « يا بْنَ المُسْتَفْرِمَةِ بعَجَمِ الزَّبِيبِ » يُرِيدُ أَنَّها تُعالِجُ بها
فَرْجَها ليَضِيقَ ويَسْتَحْصِفَ. وقِيلَ : إِنَّما كَتَبَ إِليه بذلِك ؛ لأَنَّ
فى نِساءِ ثَقِيفٍ سَعَةً ، فهن يَفْعَلْنَ ذلِكَ يَسْتَضِقْنَ بهِ.
* والمَفارِمُ : الخِرَقُ تُتَّخَذُ للحَيْضِ ، لا واحِدَ لَها.
* والمُفْرَمُ : المَمْلُوءُ بالماءِ وغيرِه ، هُذَلِيَّةٌ. قالَ
البُرَيْقُ الهُذَلِىُّ :
وحَىٍّ
حِلالٍ لَهُمْ سامِرٌ
|
|
شَهِدْتُ
وشِعْبِهِمُ مُفَرَمُ
|
أَى :
مَمْلُوءٌ بالنّاسِ.
* والفَرَما : اسمُ مَوْضِعٍ ، حَكاهُ سِيبَوَيْهِ ، ليس بعَرَبِىٍّ
صَحِيحٍ.
__________________
الراء والباء والميم
ب ر م
* البَرَمُ : الَّذِى لا يَدْخُلُ مع القَوْمِ فى المَيْسِرِ ،
والجَمْعُ : أَبْرامٌ.
فأَمَّا ما
أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِىِّ من قَوْلِ أُحَيْحَةَ ، أَو عَمْرِو بنِ الإطْنابَةِ
:
إِنْ تُرِدْ
حَرْبِى تُلاقِ فَتًى
|
|
غيرَ مَمْلُوكٍ
ولا بَرَمَهْ
|
فإِنَّه عَنَى بالبَرَمَةِ البَرَمَ ، والهاءُ مُبالَغَةٌ.
وقد يَجُوزُ
أَنْ يُؤَنَّثَ على مَعْنَى العَيْنِ ، والنَّفْسِ ، والتَّفْسِيرُ لنا نحنُ ؛
إِذْ لا يَتَّجِهُ فِيه غيرُ ذلك.
* والبَرَمَةُ : ثَمَرةُ العِضاهِ. وهى ـ أَوَّلُ وَهْلَةٍ ـ فَتْلَةٌ
، ثم بَلَّةٌ ، ثُمّ بَرَمَةٌ. وقَد أَخْطَأَ أَبُو حَنِيفَةَ فى قَوْلِه : إِنَّ
الفَتْلَةَ فَوْقَ البَرَمَةِ.
وبَرَمُ العِضاهِ كُلُّه أَصْفَرُ ، إِلا بَرَمَةَ العُرْفُطِ ، فإِنَّها بَيْضاءُ ، كأَنَّ هَيادِبَها
قُطْنٌ ، وهى مِثْلُ زِرِّ القَمِيصِ ، أَو أَشَفُّ.
وبَرَمَةُ السَّلَمِ أَطْيَبُ البَرَمِ
رِيحًا ، وهى صَفْراءُ
تُؤكَلُ ، طَيِّبَةً.
وقد تكونُ البَرَمَةُ للأَراكِ.
* والجمعُ : بَرَمٌ ، وبِرامٌ.
* والمُبْرِمُ : مُجْتَنِى البَرَمِ
، وخَصَّ بعضُهم بهِ
مُجْتَنِى بَرَمِ الأَراكِ.
* والبَرَمُ : حَبُّ العِنَبِ إِذا كانَ فَوْقَ رُؤُوسِ الذَّرِّ.
وقَدْ أَبْرَمَ الكَرْمُ ، عن ثَعْلَبٍ.
* وبَرِمَ بالأَمْرِ
بَرَمًا ، فهُوَ بَرِمٌ : ضَجِرَ.
وقَدْ أَبْرَمَه فبَرِمَ ، وتَبَرَّمَ.
* وأَبْرَمَ الأَمْرَ ، وبَرَمَه
: أَحْكَمَه.
* وأَبْرَمَ الحَبْلَ : أَجادَ فَتْلَه.
وقالَ أَبو
حَنِيفَةَ : أَبْرَمَ الحَبْلَ : جَعَلَه طاقَيْنِ ، ثم فَتَلَه.
* والمَبارِمُ : المَغازِلُ الَّتِى يُبْرَمُ
بها.
__________________
* والبَرِيمُ : خَيْطانِ مُخْتَلِفانِ ، أَحْمَرُ وأَصْفَرُ ، وكذلِك
كُلُّ شَىْءٍ فيه لَوْنانِ مُخْتَلِفان.
* والبَرِيمُ : الصُّبْحُ ؛ لما فِيه من سَوادِ اللَّيْلِ ، وبَياضِ
النَّهارِ.
وقِيلَ : بَرِيمُ الصُّبْحِ : خَيْطُه المُخْتَلِطُ بلَوْنَيْنِ.
* وكلُّ
شَيْئَيْنِ اخْتَلَطا ، واجْتَمَعا : بَرِيمٌ.
* والبَرِيمُ : حَبْلٌ فيه لَوْنانِ ، مُزَيَّنٌ بجَوْهَرٍ ، تَشُدُّه
المَرْأَةُ عَلَى وَسَطِها ، وعَضُدِها ، قالَ :
*إِذا المُرْضِعُ العَوْجاءُ جالَ بَرِيمُها*
* والبَرِيمُ : القَطِيعُ من الغَنَمِ ، يكونُ فيه ضَرْبانِ من
الضَّأْنِ ، والمَعْزِ.
* والبَرِيمُ : الدَّمْعُ مع الإثْمِدِ.
* وبَرِيمُ القَوْمِ : لَفِيفُهُم.
* والبَرِيمُ : الجَيْشُ فيه أَخْلاطٌ من الناسِ.
* والبَرِيمُ : العُوذَةُ.
* والبَرَمُ : قِنانٌ من الجِبالِ ، واحِدَتُها بَرَمَةٌ.
* والبُرْمَةُ : قِدْرٌ من حِجارَةٍ ، والجَمْعُ : بُرَمٌ ، وبِرامٌ
، وبُرْمٌ. قال طَرَفَةُ :
جاءُوا
إِلَيْكَ بكُلِّ أَرْمَلَةٍ
|
|
شَعْثاءَ
تَحْمِلُ مِنْقَعَ البُرْمِ
|
* والمُبْرِمُ
: الَّذِى يَقْتَلِعُ
حِجارَةَ البِرامِ من الجَبَلِ.
* ورَجُلٌ مُبْرِمٌ : ثَقِيلٌ ، منه ، كأَنَّه يَقْتَطِعُ من جُلَسائه
شَيْئًا.
وقيلَ :
الغَثُّ الحَدِيثِ ، من المُبْرِمِ
، وهو المُجْتَنِى
ثَمَرَ الأَراكِ.
* والبَيْرَمُ : العَتَلَةُ. وخَصَّ بعضُهم به عَتَلَةَ النَّجّارِ.
وهو بالفارِسِيَّةِ بتَفْخِيمِ الباءِ.
* والبُرَامُ : القُرادُ ، والجميع : أَبْرِمَةٌ ، عن كُراع.
* وبِرْمَةُ : موضِعٌ. قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
رَجَعْتُ بها
عَنِّى عَشِيَّةَ بِرْمَةٍ
|
|
شَماتَةَ
أَعْداءٍ شُهُودٍ وغُيَّبِ
|
* وأَبْرَمُ
: مَوْضِعٌ. وقِيلَ :
نَبْتٌ ، مَثَّلَ بهِ سِيبَوَيْهِ ، وفَسَّره السِّيرافىُّ.
__________________
* وبِرَام : موضع. قال لبيدٌ :
أَقْوَى
فعُرِّىَ واسِطٌ فبِرَامُ
|
|
من أَهْلِه
فصُوائِقٌ فخِزامُ
|
مقلوبه : م ر ب
* مارِبٌ : بِلادُ الأَزْدِ الَّتِى أَخْرَجَهُم منها سَيْلُ
العَرِمِ.
انقضى الثلاثى
الصحيح
* * *
باب الثنائى المضاعف المعتل
الراء والهمزة
ر أ ر أ
* الرَّأْرَأَةُ : تَحْرِيكُ الحَدَقَةِ ، وتَحْدِيدُ النَّظَرِ.
* رَجُلٌ رَأْرَأُ العَيْنِ ، ورَأْراءُ العَيْنِ ، المدُّ عن كُراعٍ : يُكْثِرُ تَقْلِيبَهما.
* ورَأْرَأَت المَرْأَةُ بعَيْنِها : بَرَّقَتْها.
* وامْرَأَةٌ رَأْرَأَةٌ ، ورَأْرَأٌ ، ورَأْراءٌ.
* والرَّأْراءُ : أُخْتُ تَمِيم بنِ مُرٍّ ، سُمِّيَتْ بذلِكَ ،
وأَدْخَلُوا الألفَ واللّامَ ، لأَنَّهُم جَعَلُوها الشَّىْءَ بعَيْنِه ،
كالحارِثِ ، والعَبّاسِ.
* ورَأْرَأَتِ المَرْأَةُ : نَظَرَت فى المِرْآةِ.
* ورَأْرَأَ السَّحابُ ، وهو دُونَ اللَّمْحِ بالبَصَرِ.
* ورَأْرَأَ السَّحابُ : لَمَعَ.
* ورَأْرَأَ بالغَنَمِ : دَعاهَا ، فقالَ لَها : أَرّ أَرّ. وقِيلَ
: إِرّ.
وإِنَّما
قِياسُ هذا أَنْ يُقالَ فيه : أَرْأَرَ ، إِلّا أَنْ يكونَ شاذّا ، أَو
مَقْلُوبًا.
مقلوبه : أ ر ر
* الإرارُ ، والأَرُّ : غُصْنٌ من شَوْكٍ أو قَتادٍ ، تُضْرَبُ بهِ الأَرْضُ
، حَتّى تَلِينَ أَطْرافُه ، ثُمَّ تَبُلُّه ، وتَذُرُّ عليه مِلْحًا ، ثم
تُدْخِلُه فى رَحِم النّاقَةِ.
وقِيلَ : هى
شِبْهُ ظُرَرَة ، يُقْطَعُ بها ما فِى رَحِمِ النّاقَةِ إِذا ما رَنَتْ فلَمْ
تَلْقَحْ ، وقد أَرَّهَا
__________________
يَؤُرُّها
أرّا.
* وأرَّ المَرْأةُ
يَؤُرُّها : نَكَحَها.
* ورَجُل مِئَرٌّ : كَثِيرُ النِّكاحِ. قالَتْ بِنْتُ الحُمارِسِ ، أَو
الأَغْلَبِ :
بَلَّتْ بهِ
عُلابِطًا مِئَرَّا
|
|
ضَخْمَ
الكَرادِيسِ وَأًى زِبِرَّا
|
* واليُؤْرُورُ : الجِلْوازُ ، وهُوَ مِنه عِنْدَ أَبِى عَلِىٍّ.
* والأَرِيرُ : صَوْتُ الماجِنِ عِنْدَ القِمارِ. وقَدْ أَرَّ يَؤُرُّ.
* والإرَةُ : النّارُ.
* وأَرَّ سَلْحَه أَرّا ، وأَرَّ هُو نَفْسُه : إِذا اسْتُطْلِقَ حَتَّى يَمُوتَ.
* وإِرْ إِرْ : من دُعاءِ الغَنَمِ.
الراء والياء
ر ي ى
* الرَّايَةُ : العَلَمُ ، والجَمْعُ : راياتٌ ، وراىٌ.
وحَكَى
سِيبَوَيْهِ عن أَبِى الخَطّابِ راءَةٌ ، بالهَمْزِ ، وشَبَّه أَلِفَ رايَةٍ ، وإن كانَتْ بَدَلاً من العَيْنِ بالأَلِفِ
الزّائِدَةِ ، فهَمَزَ اللّامَ ، كما يَهْمِزُها بعدَ الزّائدَةِ فى نحو سِقاءٍ ،
وشِفاءٍ.
* ورَيَّيْتُها : عَمِلْتُها ، كغَيَّيْتُها ، عن ثَعْلَبٍ.
* وأَرْأَيْتُ
الرّايَةَ : رَكَزْتُها ، عن اللِّحْيانِىِّ. وهَمْزُه عندِى على غَيْرِ قِياسٍ.
إِنَّما حُكْمُه أَرْيَيْتُها.
* والرّايَةُ : الَّتِى تُوضَعُ فى عُنُقِ الغُلامِ الآبِقِ.
* ورايَةُ : بَلَدٌ من بِلادِ هُذَيْلٍ.
* والرَّىُ : بَلَدٌ من بِلادِ فارِس ، النَّسَبُ إِليه رازِىٌ ، عَلَى غيرِ قِياسٍ.
* والرَّاءُ : حَرْفُ هِجاءٍ ، وهو حَرْفٌ مَجْهورٌ ، مُكَرَّرٌ ،
يكونُ أَصْلاً ، لا بَدَلاً ، ولا زائدًا.
قالَ ابنُ
جِنِّى : وأَما قَوْلُه :
تَخُطُّ لامَ أَلِفٍ مَوْصُولِ
__________________
والزَّاىَ والرَّا أَيَّما تَهْلِيلِ
فإِنَّما
أَرادَ : والرَّاءَ ، مَمْدُودَة ، فلَمْ يُمْكِنْه ، وذلِكَ لِئَلّا يَنْكَسِرَ
الوَزْنُ ، فحَذَفَ الهَمْزَة من الرّاءِ ، وكانَ أَصْلُ هذا :
*والزَّاىَ والرّاءَ أَيَّما تَهْلِيلِ*
فلمّا
اتَّفَقَتِ الحَرَكَتانِ حُذِفَتِ الأُولَى من الهَمْزَتَيْنِ.
* ورَيَّيْتُ راءً : عَمِلْتُها.
وأَمّا أَبُو
عَلِىٍّ فقالَ : أَلِفُ الرّاءِ وأَخَواتِها مُنْقَلِبَةٌ عن واوٍ ، والهَمْزَةُ
بعدَها فى حُكْمِ ما انْقَلَبَ عن ياءٍ ، لتَكُونَ الكَلِمَةُ بعدَ التَّكْمِلَة
والصَّنْعَةِ الإعْرابِيَّةِ من بابِ شَوَيْتُ وطَوَيْتُ ، وحَوَيْتُ.
قالَ ابنُ
جِنِّى : فقُلْتُ لَه : أَلَسْنَا قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ الأَلِفَ فى الرّاءِ هى
الأَلِفُ فى « با » و « يا » و « تا » و « ثا » إِذا تُهُجِّيَتْ؟ وأَنْتَ تَقُولُ
: إِنَّ تِلْكَ الأَلِفَ غيرُ مُنْقَلِبَةٍ من ياءٍ أَو واوٍ ؛ لأَنَّها
بمَنْزِلَةِ أَلِف « ما » و « لا ».
فقالَ : لمّا
نُقِلَتْ إِلى الاسْمِيَّةِ دَخَلَها الحُكْمُ الَّذِى يَدْخُلُ الأَسْماءَ من
الانْقِلابِ والتَّصَرُّفِ ، أَلا تَرَى أَنّا إِذا سَمَّيْنا رَجُلاً ب « ضَرَبَ
» أَعْرَبْناهُ ؛ لأَنَّه قَدْ صارَ فِى حَيِّزِ ما يَدْخُلُه الإعْرابُ.
وهو الأَسْماءُ
، وإِنْ كُنّا نَعْلَمُ أَنَّه قَبْلَ أَنْ يُسَمَّى به لا يُعْرَبُ ، لأَنَّه
فِعْلٌ ماضٍ ، ولم تَمْنَعْنَا مَعْرِفَتُنا بذلِكَ من أَنْ نَقْضِىَ عليه بحُكْمِ
ما صارَ منه وإِليه ، فكَذلِكَ أَيضًا لا يَمْنَعُنا عِلْمُنا بأَنَّ أَلِفَ « رَا
، بَا ، تَا ، ثا » غيرُ مُنْقَلِبَةٍ ما دامَتْ حُرُوفَ هِجاءٍ من أَنْ نَقْضِىَ
عَلَيْها إِذا زِدْنا عَلَيْها أَلِفًا أُخْرَى ، ثم هَمَزْنا تِلكَ المَزِيدَةَ
بأَنَّها الآنَ مُنْقَلِبَةٌ عن واوٍ ، وأَنَّ الهَمْزَةَ مُنْقَلِبَةٌ عن الياءِ
إِذا صارَتْ إلى حُكْمِ الاسْمِيَّةِ الَّتِى تَقْضِى عَلَيْها بهذا ونحوِه.
ويُؤَكِّدُ
عندكَ أَنَّه لا يَجُوزُ وَزْنُ رَا ، بَا ، تَا ، ثَا ، حا ، خا ، ونَحْوِها ما
دامَتْ مَقْصُورَةً ، مُتَهَجّاةً. فإِذا قُلْتَ : هذِه راءٌ حَسَنَةٌ ، ونَظَرْتُ
إِلى هاءٍ مَشْقُوقَةٍ ، جازَ أَنْ تُمَثِّلَ ذلِك ، فتَقُولَ : وَزْنُه « فَعَلٌ
» كما تَقُولُ ـ فى داءٍ ، وماءٍ ، وشاءٍ ـ : إِنَّه فَعَلٌ.
قالَ : فقالَ
لأَبِى عَلِىٍّ بعضُ حاضِرِى المَجْلِس : أَفَتَجْمَعُ على الكَلِمَةِ إِعْلالَ
العَيْنِ واللَّامِ؟
فقالَ : قد
جاءَ من ذلِكَ أَحْرُفٌ صالِحةٌ ، فيكونُ هذا منها ، ومَحْمُولاً عليها.
* ورايَةُ : مَكانٌ. قالَ قَيْسُ بنُ عَيْزارَةَ :
__________________
رِجالٌ
ونِسْوانٌ بأكْنافِ رايَةٍ
|
|
إلى حُثُنٍ
تِلْكَ العُيُونُ الدَّوامِعُ
|
أَرادَ :
أُولئِكَ أَصْحابُ العُيُونِ الدَّوامِعِ.
ومما ضوعف من
فائه ولامه
ر ي ر
* مُخٌ رارٌ ، ورَيْرٌ ، ورِيرٌ : ذائِبٌ. قالَ اللِّحْيانِىُّ : الرَّيْرُ : الَّذِى كانَ شحْمًا فى العِظامِ ، ثُمّ صارَ ماءً
أَسْوَدَ رقِيقًا. قالَ الرّاجِزُ :
أَقُولُ
بالسَّبْتِ فُوَيْقَ الدَّيْرِ
|
|
إِذْ أَنَا
مَغْلُوبٌ قَلِيلُ الغَيْرِ
|
والسّاقُ مِنِّى
بادِياتُ الرَّيْرِ
|
وقد رَارَه ، وأَرارَهُ الهُزالُ.
* والرَّيْرُ : الماءُ يَخْرُجُ من فَمِ الصَّبِىِّ.
مقلوبه : ي ر ر
* حَجَرٌ يارٌّ ، وأَيَرُّ : شَدِيدٌ ، صُلْبٌ.
* يَرَّ ، يَيَرُّ ،
يَرّا. وصَخْرَةٌ
يَرّاءُ.
* وحارٌّ يارٌّ : إِتْباعٌ.
* وقد يَرَّ يَرّا ، ويَرَرًا.
* واليَرَّةُ : النّارُ.
الراء والواو
ر و و
* رُواوَةُ : مَوْضِعٌ من قِبْلِىِّ بلادِ مُزَيْنَةَ. قالَ
كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
وغَيَّرَ
آياتٍ بُبرْقِ رُواوَةٍ
|
|
تَنائِى
اللَّيالِى والمَدَى المُتَطاوِلُ
|
مقلوبه : و ر ر
* الوَرَّةُ : الحَفِيرَةُ.
__________________
* ومن
كَلامِهِم : « أَرَّةٌ فى وَرَّةٍ ».
* ووَرْوَرَ نَظَرَه : أَحَدَّه.
* وما كَلامُه
إِلّا وَرْوَرَة : إِذا كانَ يُسْرِعُ فى كَلامِه.
* * *
باب الثلاثى المعتل
الراء واللام والهمزة
ر أ ل
* الرَّأْلُ : وَلَدُ النَّعامِ. وخَصَّ بَعْضُهم به الحَوْلِىَّ
مِنْها. قالَ امْرُؤُ القَيْسِ :
*كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ مِنْهُ عَلَى رالِ*
أَرادَ « عَلَى
رَأْلٍ ». فإِمّا أَنْ يَكُونَ خَفَّفَ تَخْفِيفًا قِياسِيّا ،
وإمّا أَنْ يكونَ أَبْدَلَ إِبدالاً صَحِيحًا عَلَى قولِ أَبِى الحَسَنِ ؛ لأَنّ
ذلك أمْكَنُ للقافِيَةِ ، إِذ المُخَفَّفُ تَخْفِيفًا قِياسِيّا فى حُكْمِ
المُحَقَّقِ.
* والجمعُ : أَرْؤُلٌ ، ورِئْلانٌ
، ورِئالٌ ، ورِئالَةٌ. قالَ طُفَيْلٌ :
أَذُودُهُمُ
عَنْكُمْ وأَنْتُم رِئالَةٌ
|
|
شِلالاً كما
ذِيدَ النِّهالُ الخَوامِسُ
|
وأُرَى الهاءَ
لَحِقَتِ الرِّئالَ لتَأْنِيثِ الجَماعَةِ ، كما لَحِقَتْ فِى الفِحالَةِ.
* والأُنْثَى رَأْلَةٌ. أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
أَبْلِغِ
الحارِثَ عَنِّى أَنَّنِى
|
|
شَرُّ شَيْخٍ
فى إِيادٍ ومُضَر
|
رَأْلَةٌ
مُنْتَتِفٌ بُلْعُومُها
|
|
تَأْكُل
الفَثَّ وخَمّانَ الشَّجَرْ
|
* ونَعامَةٌ مُرْئلَةٌ : ذاتُ رَأْلٍ.
وقَوْلُ بَعْضِ
الأَغْفالِ يَصِفُ امْرَأَةً راوَدَتْهُ :
قامَتْ إِلى
جَنْبِى تَمَسُّ أَيْرِى
|
|
فزَفَ
رَأْلِى واسْتُطِيرَتْ طَيْرِى
|
__________________
إِنَّما أَرادَ
أَنّ فِيه وَحْشِيَّةً كالرَّأْلِ من الفَزَعِ ، وهذا مِثْلُ قَوْلِهم : « شالَتْ
نَعامَتُهم » أَى : فَزِعُوا ، فهَرَبُوا.
* والرُّؤالُ ـ مَهْمُوزٌ ـ : الزِّيادَةُ فى أَسْنانِ الدّابَّةِ.
* والرُّؤَالُ ، والرّاؤُولُ
: لُعابُ الدَّوابِّ ،
عن ابنِ السِّكِّيتِ. ورَوَاه أَبو عُبَيْدٍ بغَيْرِ هَمْزٍ ، وصَرَّحَ بذلك.
* وابنُ رَأْلانَ : رَجُلٌ مِن سِنْبِسِ طَيِّئ. وهو من البابِ الَّذِى
يَكونُ فيه الشَّىْءُ غالِبًا عليه اسمٌ ، يَكونُ لِكُلِّ من كانَ من أُمَّتِه أَو
كانَ فى صِفَتِه.
قال
سِيبَوَيْهِ : وكابْنِ الصَّعِقِ قَوْلُهُم : ابنُ رَأْلانَ ، وابنُ كُراعٍ ، ليسَ
كُلُّ مَنْ كانَ ابْنًا لرَأْلانَ ، وابْنًا لكُراعٍ غَلَبَ عليه الاسمُ ،
والنَّسَبُ إِليه رَأْلانِىٌ
، كما قالُوا فى ابنِ
كُراعٍ : كُراعِىٌّ.
* وذاتُ الرِّئالِ ، وجَوُّ
رِئالٍ : مَوْضِعان ،
قالَ الأَعْشَى :
تَرْتَعِى
السَّفْحَ فالكَثِيبَ فَذَاقا
|
|
(م) رٍ ، فرَوْضَ القَطا ، فذاتَ الرِّئالِ
|
وقالَ الرّاعِى
:
وأَمْسَتْ
بوادِى الرَّقْمَتَيْنِ وأَصْبَحَتْ
|
|
بجَوِّ
رِئالٍ حَيْثُ بَيَّنَ فالِقُه
|
مقلوبه : أ ر ل
* أُرُلٌ : جَبَلٌ مَعْرُوفٌ. قالَ النّابَغَةُ :
وهَبَّت
الرَّيحُ من تِلْقاءِ ذِى أُرُل
|
|
تُزْجِى مع
اللَّيْلِ من صُرّادِها صِرَمَا
|
الراء والنون والهمزة
ر ن أ
* الرُّناءُ : الصَّوْت.
* رَنَأَ يَرْنَأُ ،
رَنْأ. قالَ الكُمَيْتُ يَصِفُ السَّهْمَ :
يُدِيرُ
أَهْزَعَ حَنّانًا يُعَلِّلُه
|
|
عِنْدَ
الإدامَةِ حَتَّى يَرْنَأَ الطَّرِبُ
|
__________________
الأَهْزَع :
السَّهْمُ. وحَنّانٌ : مُصَوِّتٌ ، والطَّرِبُ : السَّهْمُ نَفْسُه. سَمّاهُ
طَرَبًا لتَصْوِيته إذا دُوِّمَ ، أى : فُتِلَ بالأَصابِعِ.
وقالُوا :
الطَّرِبُ : الرَّجُلُ ؛ لأَنَّ السَّهْمَ إِنّما يُصَوِّتُ عندَ الإدامَةِ إذا
كانَ جَيِّدًا ، وصاحِبُه يَطْرَبُ لصَوْتِه ، وتَأْخُذُه له أَرْيَحِيَّةٌ ،
ولِذلِكَ قالَ الكُمَيْتُ أيضا :
هَزِجاتٍ
إِذا أُدِرْنَ عَلَى الكَفِ
|
|
(م) يُطَرِّبْنَ بالغِناءِ المُدِيرَا
|
* واليَرَنَّأُ ، واليُرَنَّأُ ، واليُرَنِّئُ : اسمٌ للحِنّاءِ.
قالَ ابنُ
جِنِّى : وقالُوا : يَرْنَأَ لِحْيَتَه : صَبَغَها باليُرَنَّأ. قالَ : فَهذا «
يَفْعَلَ » فِى الماضِى. قالَ : وما أَغْرَبَه ، وأَطْرَفَه!!
مقلوبه : أ ر ن
* الأَرَنُ : النَّشاطُ.
* أَرِنَ يَأرَنُ أَرَنًا ، وإِرانًا ، وأَرِينًا. أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ للحَذْلَمِىِّ :
*مَتَى يُنازِعْهُنَّ فِى الأَرِينِ*
فهُوَ أَرِنٌ ، وأَرُونٌ. والجمعُ : آرانٌ.
* وآرَنَ الثَّوْرُ البَقَرَة
مُؤارَنَةً ، وإِرانًا : طَلَبَها.
* وشاةُ إِرانٍ : الثَّوْرُ ، لذلِكَ. قالَ لَبِيدٌ :
فكَأَنَّها
هِىَ بعدَ غِبِّ كَلالِها
|
|
أَو أَسْفَعُ
الخَدَّيْنِ شاةُ إِرانِ
|
وقِيلَ : إِرانٌ : مَوْضِعٌ تُنْسَبُ إليه البَقَرُ ، كما قالُوا :
لَيْثُ خَفِيَّةٍ ، وجِنُّ عَبْقَر.
* والإرانُ : سَرِيرُ المَيِّتِ.
وقَوْلُ
الرّاجِزِ :
إِذا ظُبَىُّ
الكُنُساتِ انْغَلَّا
|
|
تَحتَ
الإرانِ سَلَبَتْه الظِّلّا
|
يَجُوزُ أَنْ
يَعْنِىَ به شَجَرَةً شِبْهَ النَّعْشِ ، وأَن يَعْنِىَ به النَّشاطَ ، أى : أَنَّ
هذه المَرْأَةَ سَرِيعَةٌ خَفِيفَةٌ ، وذلِكَ فِيهِنَّ مَذْمُومٌ.
__________________
* والأُرْنَةُ : الجُبْنُ الرَّطْبُ.
وقِيلَ : حَبٌّ
يُلْقَى فى اللَّبَنِ ، فيَنْتَفِخُ ، ويُسَمّى ذلك البَياضُ الأُرْنَةَ. وأَنْشَدَ :
*هِجان كشَحْمِ الأُرْنَةِ المُتَرَجْرِجِ*
وقولُ ابنِ
أَحْمَرَ :
*وتَقَنَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه*
قِيلَ :
يَعْنِى السَّرابَ ، والشَّمْسَ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ.
وقالَ ثَعْلَبٌ
: يَعْنِى شَعرَ رَأْسِه.
وقِيلَ : الأُرْنَةُ : ما لُفَّ عَلَى الرَّأْسِ.
* والأَرُونُ : السُّمُّ.
وقِيلَ : هو
دِماغُ الفِيلِ ، وهو سُمٌّ. أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
وأَنْتَ
الغَيْثُ يَنْفَعُ ما يَلِيهِ
|
|
وأَنْتَ
السُّمُّ خالَطَهُ الأَرُونُ
|
أى خالَطَهُ
دِماغُ الفِيلِ.
* والأُرانَى : أَصُولُ ثَمَرِ الضَّعَةِ.
وقالَ أَبو
حَنِيفَةَ : هى جَناتُها.
* والأُرانِيَةُ : كُلُّ ما يَطُولُ ساقُه من شَجَرِ الحَمْضِ ،
وغَيْرِه.
مقلوبه : ن أ ر
* نَأَرَتْ نائِرَةٌ فى النّاسِ : هاجَتْ هائجَةٌ. ويُقال : نارَتْ ، بغير هَمْزٍ : وأُراهُ بَدَلاً.
* والنَّؤُورُ : دُخانُ الشَّحْمِ.
* والنَّؤُورُ : النَّيْلَجُ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ.
__________________
الراء والفاء والهمزة
ر ف أ
* رَفَأَ السَّفِينَةَ
يَرْفَؤُها رَفْأ : أَدْناهَا من الشَّطِّ. وهُوَ
المَرْفَأُ.
* ورَفَأَ الثَّوْبَ يَرْفَؤُه
رَفْأ : لَاءَمَ
خَرْقَه ، وضَمَّ بَعْضَه إِلى بَعْضٍ ، مُشْتَقٌّ من رَفْءِ السَّفِينَةِ.
* ورَجُلٌ رَفّاءٌ : صَنْعَتُه الرَّفْءُ. قالَ غَيْلانُ الرَّبَعِىُّ :
فهُنَّ
يَعْبِطْنَ جَدِيدَ البَيْداءْ
|
|
ما لَا
يُسَوَّى عَبْطُه بالرَّفّاءْ
|
أَرادَ : برَفْءِ الرَّفّاءِ.
ويُقالُ : « من
اغْتابَ خَرَقَ ، ومن اسْتَغْفَرَ
رَفَأَ ».
خَرَقَ ، أى :
خَرَقَ دِينَه بالاغْتِيابِ ، ورَفَأَه
بالاسْتِغْفارِ ، كُلّ
ذلك عَلَى المَثَل.
* ورَفَأَ الرَّجُلَ يَرْفَؤُه
رَفْأ : سَكَّنَه.
* وفى
الدُّعاءِ للمُمْلِكِ : « بالرِّفاءِ والبَنِين » أى : بالالْتِئامِ ، والاتِّفاقِ.
* ورَفَّأَهُ : قالَ لَه : بالرِّفاءِ والبَنِين.
* ورافَأَ الرَّجُلَ : حاباهُ.
* وأَرْفَأَهُ : دارَاهُ ، هذه عن ابنِ الأَعْرابِىِّ.
* وتَرافَأْنَا عَلَى الأَمْرِ : تَواطَأْنَا.
* ورَفَأَ بَيْنَهُم : أَصْلَحَ ، وقد تَقَدَّم فى القافِ.
* وأَرْفَأَ إِلَيْهِ : لَجَأَ.
* واليَرْفَئِىُ : راعِى الغَنَم.
* واليَرْفَئِىُ : الظَّلِيمُ. قال :
كأَنِّى
ورَحْلِى والقِرابَ ونُمْرُقِى
|
|
عَلَى
يَرْفَئِىٍ ذِى زَوائدَ نِقْنِقِ
|
* واليَرْفَئِىُ
: القَفُوزُ ،
المُولِّى هَرَبًا.
* واليَرْفَئِىُ : الظَّبْىُ ؛ لنَشاطِهِ ، وتَدارُكِ عَدْوِه.
__________________
مقلوبه : ر أ ف
* الرَّأْفَةُ : الرَّحْمَةُ.
* رَأَفَ به يَرْأَفُ
، ورَئِفَ ، ورَؤُفَ
رَأْفَةً ، ورَأَفَةً ، ورَآفَةً ، ورَجُلٌ رَؤُوفٌ
، ورَؤُفٌ ، ورَأْفٌ.
وقوله :
*وكانَ ذُو العَرْشِ بِنا أَرافِىْ*
إنَّما أرادَ أَرْأَفِيّا ، كأَحْمَرِىٍّ ، فأَبْدَلَ ، وسَكَّنَه عَلَى قَوْله :
*وآخُذُ مِنْ كُلِّ حَىٍّ عُصُمْ*
مقلوبه : ف ر أ
* الفَرَاء : حِمارُ الوَحْشِ.
وقِيلَ :
الفَتِىُّ مِنْها. وفى المثل : « كُلُّ الصَّيْدِ فى جَوْفِ الفَرَاءِ » .
والجمعُ : أَفْراءٌ ، وفِراءٌ. قال مالِكُ بنُ زُغْبَةَ الباهِلِىّ :
بضَرْبٍ
كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه
|
|
وطَعْنٍ
كإيزاغِ المَخاضِ تَبُورُها
|
تَبُورُها : أى تَخْتَبِرُها.
وحَضَرَ
الأصْمَعِىُّ وأَبو عَمْرٍو الشَّيْبانِىُّ عند أَبِى السَّمْراء ، فأنْشَدَه
الأَصْمَعِىُّ :
بضَرْبٍ
كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه
|
|
وطَعْنٍ
كتَشْهاقِ العَفَا هَمَّ بالنَّهْقِ
|
ثُمّ ضَرَبَ
بيَدِه إلى فَرْوٍ كان بقُرْبِه ، يُوهِمُ أَنَّ الشاعِرَ أرادَ فَرْوًا. فقال أبو
عَمْرٍو : أرادَ الفَرْوَ؟ فقالَ الأَصْمَعِىُّ : هكَذا راوِيَتُكُم.
فأما قولهم : «
أنْكَحْنا الفَرَا ، فسَنَرَى ». فإنَّما هُوَ على التَّخْفِيفِ
البَدَلِىّ ، مُوافَقَةً لسَنَرَى.
ومَعْناه :
قَدْ طَلَبْنَا عالِىَ الأُمُورِ ، فسَنَرَى أَمْرَنا بعدُ ، قالَ ذلِك ثَعْلَبٌ.
__________________
مقلوبه : أ ر ف
* الأُرْفَةُ : الحَدُّ.
وفَصْلُ ما
بَيْنَ الدُّورِ والضِّياعِ.
وزَعَمَ
يَعْقُوبُ أَنّ فاءَ
أُرْفَةٍ بدلٌ من ثاءِ
أُرْثَةٍ.
* وأَرَّفَ الدّارَ ، والأَرْضَ : قَسَمَها وحَدَّها.
* والأُرْفَةُ : المُسَنّاةُ بينَ قَراحَيْنِ ، عن ثَعْلَبٍ ،
وجَمْعُه : أُرَفٌ ، كدُخْنَةٍ ودُخَنٍ.
قالَ : وقالَت
امْرَأَةٌ من العَرَبِ : جَعَلَ عَلَىَّ زَوْجِى أُرْفَةً لا أَجُوزُها : أى عَلامَةً.
* وإِنَّه
لَفِى إِرْفِ مَجْدٍ ، كإِرْثِ مَجْدٍ ، حكاهُ يَعْقُوبُ فى
المُبْدَلِ.
مقلوبه : ف أ ر
* الفَأْرُ ـ مَعْرُوفٌ ، وجَمْعُه : فِئْرانٌ ، وفِئَرَةٌ ، والأُنْثَى فَأْرَةٌ.
وقِيلَ : الفَأْرَةُ للذَّكَرِ والأُنْثَى ، كما قالُوا للذَّكَرِ
والأُنْثَى من الحَمامِ : حَمامَةٌ.
* وأَرْضٌ فَئِرَةٌ ، ومَفْأَرَةٌ ، من الفِئْرانِ.
* ولَبَنٌ فَئِرٌ : وقَعَتْ فيه الفَأْرَةُ.
* وفَأَرَ الرَّجُلُ : حَفَرَ حَفْرَ الفَأْرِ.
وقِيلَ : فأَرَ : حَفَرَ ودَفَن ، أنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
إِنَّ
صُبَيْحَ ابنَ الزِّنا قد فَأَرَا
|
|
فى الرَّضْمِ
لا يَتْرُكُ مِنه حَجَرَا
|
ورُبَّما
سُمِّىَ المِسْكُ فَأْراً ؛ لأَنَّه من الفَأْرِ يَكُونُ ، فى قَوْلِ بَعْضِهِم.
* وفَأْرَةُ المِسْكِ : نافِجَتُه.
وقَدْ أَبَنْتُ
تَخْفِيفَ ذلِك وهَمْزَه فى الكتابِ المُخَصّصِ.
* والفَأْرَةُ ، والفُؤْرَةُ ـ تُهْمَزُ ولا تُهْمَزُ ـ : رِيحٌ تكونُ فى رُسْغِ
الدّابَّةِ ، تَنْفَشُّ إذا مُسِحَتْ ، وتَجْتَمِعُ إِذا تُرِكَت.
* والفِئْرَةُ ، والفُؤارَةُ ـ كِلاهُما ـ : حُلْبَةٌ وتَمْرٌ يُطْبَخ ، وتُسْقاهُ
النُّفَساءُ.
* والفَأْرُ : ضَرْبٌ من الشَّجَرِ ، يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ.
__________________
مقلوبه : أ ف ر
* أَفَرَ يَأْفُرُ ،
أَفْراً ، وأُفُوراً : عَدَا ، ووَثَبَ.
* وأَفَرَ أَفْرًا ، وأَفِرَ
أَفَرًا : نَشِطَ.
* وأَفَرَت القِدْرُ
تَأْفِرُ أَفْرًا : اشْتَدَّ غَلَيانُها ، حتى كأَنَّها تَنِزُّ.
* والمِئْفَرُ : الَّذِى يَسْعَى بين يَدَى الرَّجُلِ ، ويَخْدِمُه.
* ورَجُلٌ
أَشِرٌ أَفِرٌ ، وأَشْرانُ أَفْرانُ
، أى : بَطِرٌ.
* وأُفُرَّةُ الشَّرِّ ، والحَرِّ ، والشِّتاءِ ، وأَفُرَّتُه : شِدَّتُه ، وقد تَقَدَّم.
* ووَقَعَ فى أُفُرَّةٍ : أى بَلِيَّةٍ ، وشِدَّةٍ.
* والأُفُرَّةُ : الجَماعةُ ذاتُ الجَلَبِ.
* وأَفّارٌ : اسمٌ.
الراء والباء والهمزة
ر ب أ
* رَبَأً القَوْمَ يَرْبُؤُهُم
رَبْأ ، ورَبَأَ لَهُم : اطَّلَعَ على شَرَفٍ.
* والرَّبِيئَةُ : الطَّلِيعَةُ ، وإنَّما أَنَّثُوه ؛ لأَنَّ
الطَّلِيعَةَ يُقالُ لَها : العَيْنُ ، إِذْ بعَيْنِه يَنْظُرُ ؛ والعَيْنُ
مُؤَنَّثَةٌ وقد تَقَدَّمَ أَنَّه إنِّما يُقالُ له : عَيْنٌ ؛ لأَنَّه يَرْعَى
أُمُورَهُم ، ويَحْرُسُهم.
وحَكَى
سِيبَوَيْهِ فى العَيْنِ ـ الَّذِى هو الطَّلِيعَة ـ أَنَّه يُذكَّرَ ويُؤَنَّثُ.
فمن أَنَّثَ فعَلَى الأَصْلِ ، ومن ذَكَّرَ فعَلَى أَنَّه قد نُقِلَ من الجُزْءِ
إِلى الكُلِّ.
* والمَرْبَأُ ، والمَرْبَأَةُ : مَوْضِعُ الرَّبِيئَةِ.
* والمَرْباءُ : المَرْقاةُ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ ، هكَذَا حَكاه
بالمَدِّ ، وفَتْحِ أَوَّله. وأنشد :
*كأَنَّها صَقْعاءُ فىِ مَرْبائِها*
وقالَ ثَعلبٌ :
كَسْرُ « مِرْباء » أَجْوَدُ ، وفَتْحُه لم يأتِ مِثْلُه.
* ورَبَأَ ، وارْتَبَأَ : أَشْرَفَ. قال غَيْلانُ الرَّبَعِىُّ :
قد أَغْتَدِى
والطيرُ فوق الأَصْواءْ
|
|
مُرْتَبِئاتٍ
فَوْقَ أَعْلَى العَلْياءْ
|
__________________
* ومَرْبَأَةُ البازِىِّ : المَوْضعُ الَّذِى يُشْرِفُ عليهِ.
* ورَابَأَهُم : حارَسَهُمْ.
* ورَابَأَ الشَّىْءَ : راقَبَه.
* ورَبَأْتُ بكَ عَنْ كَذا وكَذا ، أَرْبَأُ
رَبْأ : رَفَعْتُك.
* ورَبَأْتُ بكَ أَرْفَعَ الأَمْرِ : رَفَعْتُكَ ، هذه عن ابنِ
جِنِّى.
* ورَابَأَ الرَّجُلَ : اتَّقاهُ.
* ورَبَأَت الأَرْضُ رَباءً : زَكَتْ ، وارْتَفَعَتْ. وقُرِىءَ : (فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ
اهْتَزَّتْ) وَرَبَأَت
[الحج : ٥]. وقالَ
الزَّجّاجُ : ذلك لأنَّ النَّبْتَ إذا هَمَّ أَنْ يَظْهَرَ ارْتَفَعَت له
الأَرْضُ.
* وفَعَلَ به
فِعْلاً ما رَبَأَ رَبْأَه : أى لم يَظُنَّه مِنْه ، ولم يَخَفْه.
وقيل : ما رَبَأ رَبْأَه : أى ما شَعَرَ به ، ولا أَرادَه.
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : ما شَعَرَ به ، ولا تَهَيَّأَ له ، ولا أَخَذَ أُهْبَتَه.
* ورَبَؤُوا لَه : جَمَعُوا له من كُلِّ طعامٍ ؛ لَبَنٍ ، وتَمْرٍ ،
وغيره.
* وجاءَ يَرْبَأُ فى مِشْيَتِه : يَتَثاقَلُ.
مقلوبه : ر أ ب
* رَأَبَ الصَّدْعَ يَرْأَبُه
رَأْبًا : شَعَبَه.
قالَ الشّاعِرُ :
يَرْأَبُ
الصَّدْعَ والثَّأَى برَصِينٍ
|
|
من سَجايَا
آرائِه ويَغِيرُ
|
الثَّأَى
: الفَسادُ ، أى
يُصْلِحُه. ويَغِيرُ : يَمِيرُ.
وقالَ
الفَرَزْدَقُ :
وإِنِّىَ من
قَوْمٍ بهم يُتَّقَى العِدَا
|
|
ورَأْبُ
الثَّأَى والجانِبُ المُتَخَوَّفُ
|
أرادَ :
وبِهِمْ رَأْبُ الثَّأَى. فحَذَفَ الباءَ ، لتَقَدُّمِها فى قَوْله : «
بِهِم يُتَّقَى العِدَا » وإن كانَتْ حالاهُما مُخْتَلِفَتَيْنِ. أَلا تَرَى أَنَّ
الباءَ فى قوله : « بِهِم يُتَّقَى العِدا » مَنْصُوبةُ المَوْضِع ، لتَعَلُّقِها
بالفِعْلِ الظّاهِرِ الَّذِى هو يُتَّقَى ، كقَوْلِك : بالسَّيْفِ يَضْرِبُ زَيْدٌ
، والباءُ فى قوله : وبِهم رَأْبُ
الثَّأَى ،
مَرْفُوعَةُ المَوْضِعِ عند قَوْمٍ. وعَلَى كُلِّ حالٍ فهى مُتَعَلِّقَةٌ
بمَحْذُوفٍ ، ورافِعَةٌ للرَّأْبِ.
* والمِرْأَبُ : المِشْعَبُ.
__________________
* ورَأَبَ بينَ القَوْمِ يَرْأَبُ
رَأْبًا : أصْلَحَ.
* وكُلُّ ما
أَصْلَحْتَه فقَدْ
رَأَبْتَه.
* والرُّؤْبَةُ : القِطْعَةُ تُدْخَل فِى الإناء ليُرْأَبَ.
* والرُّؤْبَةُ : الرُّقْعَةُ التى يُرْقَعُ بها الرَّحْلُ إِذا كُسِر.
* ورُؤْبَةُ : اسمُ رَجُلٍ ، من ذلِك.
مقلوبه : ب ر أ
* بَرَأَ اللهُ الخَلْقَ يَبْرَؤُهُم
بَرْءًا ، وبُرُوءًا : خَلَقَهم ، يكونُ ذلِكَ فى الجَواهِرِ ، والأَعْراضِ
، وفى التَّنْزِيل : (ما أَصابَ مِنْ
مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ
نَبْرَأَها) [الحديد : ٢٢].
* والبارِئُ : من أَسْماءِ اللهِ عَزَّ وجَلّ. وفى التَّنْزِيلِ : (الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ) [الحشر : ٢٤]. وفيهِ : (فَتُوبُوا إِلى
بارِئِكُمْ) [البقرة : ٥].
* والبَرِيَّةُ : الخَلْقُ ، وأَصْلُها الهَمْزُ ، ونَظِيرُه
النَّبِىُّ ، والذُّرِّيَّةُ. وأَهلُ مَكَّةَ يُخالِفُون غَيْرَهُم من العَرَبِ ،
يَهْمِزُون البريئَةَ ، والنَّبِىءَ ، والذُّرِّيئَةَ ، وذلك قَلِيلٌ.
وقال
اللِّحْيانِىُّ : اجْتَمَعَت العَرَبُ على تَرْكِ هَمْزِ هذه الثَّلاثَة ، ولم
يَسْتَثْنِ أهلَ مَكَّةَ.
* وبَرَأَ المَرِيضُ يَبْرُؤُ ، ويَبْرَأُ ، وبَرِئَ
، وبَرُؤَ بُرْءًا ، وبُرُوءًا ، كِلاهُما : نَقِهَ.
قالَ
اللِّحْيانِىُّ : أَهْلُ الحِجازِ يَقُولُونَ : بَرَأْتُ
من المَرَضِ أَبْرُؤُ بُرْءًا ، وبُرُءًا ؛ وأهلُ العالِيَةِ يَقُولُونَ : بَرَأْتُ أَبْرَأُ بَرْءًا ، وبُرُوءًا ، وتَمِيمُ تَقُول : بَرِئْتُ
بُرْءًا ، وبُرُأ.
* وأَصْبَحَ بارِئًا من مَرِضِه ، وبَرِيئًا من قَوْمٍ بِراءٍ ، كقَوْلِكَ : صَحِيحٌ وصِحاحٌ. فدَلَّ ذلك أَنّه
إِنّما ذَهَبَ فى بِراءٍ إِلى أَنَّه جَمْعُ بَرِىءٍ.
وقد يَجُوزُ أن
يكونَ بِراءٌ أيضًا جَمْعَ بارِئٍ
كجائع وجِياعٍ ،
وصاحِبٍ وصِحابٍ. وقد
أَبْرَأَهُ اللهُ.
* والبَراءُ ـ فى المَدِيدِ ـ : الجُزْءُ السالِمُ من زِحافِ
المُعاقَبَةِ.
* وكُلُّ
جُزْءٍ يُمْكِنُ أن يَدْخُلَه الزِّحافُ ـ كالمُعاقَبَةِ ـ فيَسْلَمَ منه ، فهو بَرِىءٌ.
* وبَرِئَ من الأَمْرِ
يَبْرَأُ ، ويَبْرُؤُ ـ الأَخِيرُ نادِرٌ ـ بَراءَةً ، وبَراءً ، الأَخيرةُ عن اللِّحْيانِىِّ.
قال : وكَذلِكَ
فى العُيُوبِ والدَّيْنِ.
* بَرِئَ إِليكَ من حَقِّكَ بَراءَةً ، وبَراءً ، وزاد : وبُرُوءًا ، وتَبَرَّأَ.
* وأَبْرَأَكَ مِنْه ، وبَرَّأَكَ. وفى التَّنْزِيلِ : (فَبَرَّأَهُ اللهُ
مِمَّا قالُوا) [الأحزاب : ٦٩].
* وأنا بَرِىءٌ من ذلِكَ ، وبَرَاءٌ ، والجمع : بِراءٌ ، وبُرَآءُ ، وأَبْرَاءٌ.
وقالَ
الفارِسِىُّ : البُراءُ جَمْعُ بَرِىءٍ ، وهو من باب رَخْل ورِخال.
وحكَى
الفَرّاءُ فى جَمْعِه : بُراءُ ، غيرَ مَصْرُوفٍ ، على حَذْفِ إِحْدَى الهَمْزَتَيْنِ.
قالَ
اللِّحْيانِىُّ : أَهلُ الحِجازِ يَقُولُونَ : أَنَا مِنْكَ بَراءٌ. قالَ : وفى التَّنْزِيلِ : (إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) [الزخرف : ٢٦]. ولُغَةُ تَمِيم وغَيْرِهم من العَرَبِ : أَنا بَرِىءٌ ، وفى غَيْرِ مَوْضِعٍ من القُرْآنِ : (إِنِّي بَرِيءٌ) [الأنعام : ٧٨].
* والأُنْثَى :
بَرِيئَةٌ ، ولا يُقالُ : بَراءَةٌ ، والجَمْعُ بَرِيئاتٌ. وحَكَى اللِّحْيانِىُ بَرِيّاتٌ
وبَرايَا كخَطايَا.
وأنا البَرَاءُ مِنْهُ ، وكَذلك الاثْنانِ والجَمِيع ، والمُؤَنَّثُ.
وفى التَّنْزِيلِ : (إِنَّنِي بَراءٌ
مِمَّا تَعْبُدُونَ).
* ولَيْلَةُ البَراءِ : لَيْلَة
يَتَبَرَّأُ القَمَرُ من
الشَّمْسِ ، وهى أَوَّلُ لَيْلَةٍ من الشَّهْرِ. قالَ :
يا عَيْنُ
بَكِّى مالِكًا وعَبْسَا
|
|
يَوْمًا إذا
كانَ البَرَاءُ نَحْسَا
|
وجَمْعُه أَبْرِئَةٌ. حُكِىَ ذلك عن ثَعْلَبٍ.
* وبارَأْتُ الرَّجُلَ : بَرِئْتُ
إليه ، وبَرِئَ إِلَىَّ.
* وبارَأَ المَرْأَةَ ، والكَرِىَّ ، مُبارَأَةً ، وبِراءً : صالَحَهُما على الفِراقِ.
* واسْتَبْرَأَ المَرْأَةَ : إِذا لَمْ يَطَأْهَا حَتّى تَحِيضَ.
* وكَذلِكَ اسْتَبْرَأَ الرَّحِمَ.
* والاسْتِبْراءُ : اسْتِنْقاءُ الذَّكَرِ عند البَوْلِ.
* والبُرْأَةُ : قُتْرَةُ الصائِدِ. قال الأعشى :
فأَوْرَدَها
عَيْنًا مِن السِّيفِ رَيَّةً
|
|
بَها بُرَأٌ
مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ
|
__________________
مقلوبه : أ ر ب
* الإرْبُ : الحاجَةُ. وفى الحَدِيثِ : « كانَ أَمْلَكَكُمْ لإرْبِه ». أى : أَغْلَبَكُمْ لهَواه وحاجَتِه.
وقالَ
السُّلَمِىُّ : الإرْبُ : الفَرْجُ هاهنا ، وهُو غَيْرُ مَعْرُوفٍ.
* والإرْبَةُ ، والأَرَبُ
، والمَأْرَبُ ـ كُلُّه ـ : كالإرْبِ. تَقُولُ العرب : « مَأْرَبٌ
لا حَفاوَة ».
أى إنَّما بكَ
حاجتُكَ لا تَحَفِّيًا بِى.
* وهى الآرابُ. والإرَبُ.
* والمَأْرُبَةُ ، والمَأْرَبَةُ مثله.
* وأَرِبَ إليهِ أَرَبًا : احْتاجَ.
وقولُهم : « أَرِبَ الدَّهْرُ » : كأَنَّ لَه أَرَبًا يَطْلُبُه عِنْدَنا ، فيُلِحُّ لذلِك ، عن ابنِ
الأَعْرابِىِّ.
وقولُه ـ أَنْشَدَه
ثَعْلَبٌ ـ :
أَلَمْ تَرَ
عُصْمَ رُؤُوسِ الشَّظَى
|
|
إِذَا جاءَ
قانِصُها تُجْلَبُ
|
إِليهِ وما
ذَاك عَنْ إِرْبَةٍ
|
|
يَكونُ بها
قانِصٌ يَأْرَبُ
|
وضَعَ الباءَ
مَوْضِعَ إِلَى.
* والإرْبُ ، والإرْبَةُ ، والأُرْبَةُ ، والأَرْبُ
: الدَّهاءُ ،
والبَصَرُ بالأُمُورِ.
* أَرُبَ أَرابَةً ، فهُوَ
أَرِيبٌ ، من قَوْمٍ أُرَبَاءُ.
* وأَرِبَ بالشَّىْءِ : دَرِبَ بهِ ، وصارَ فيه ماهِرًا بَصِيرًا.
قالَ أَبُو عُبَيْدٍ : ومِنْهُ الأَرِيبُ
أى : ذُو دَهْىٍ
وبَصَرٍ. قالَ قَيْسُ بنُ الخَطِيمِ :
أَرِبْتُ
بدَفْعِ الحَرْبِ لمّا رَأَيْتُها
|
|
عَلَى
الدَّفْعِ لا تَزْدادُ غَيْرَ تَقارُبِ
|
* والأُرَبَى
: الدّاهِيَةُ.
* والمُؤارَبَةُ : المُداهاةُ.
* والإرْبُ : العَقْلُ والدِّينُ ، عن ثَعْلَبٍ.
* وأَرِبَ الرَّجُلُ أَرَبًا : أَيِسَ.
* وأَرِبَ بالشَّىْءِ : ضَنَّ به.
* والإرْبُ : العُضْوُ المُوَفَّرُ الكامِلُ الذى لم يَنْقُصْ منه
شَىْءٌ ، وفى الحَدِيث أَنَّه « أُتِىَ بكَتِفٍ
__________________
مُؤَرَّبَةٍ ، فأَكَلَها ، وصَلّى ولَمْ يَتَوَضَّأْ » والجمعُ آرابٌ.
* والآرابُ : قِطَعُ اللَّحْمِ.
* وأَرِبَ الرَّجُلُ : قُطِعَ إِرْبُه
، وقد غَلَبَ فى
اليَدِ.
فأَمَّا
قَوْلُهم ـ فى الدُّعاءِ ـ : ما لَه! أَرِبَتْ
يَدُه؟ فقِيلَ :
قُطِعَتْ. وقِيلَ : افْتَقَرَ ، فاحْتاجَ إِلى ما فِى أَيْدِى الناسِ.
* وأَرَّبَ العُضْوَ : قَطَعَه مُوَفَّرًا.
وقِيلَ : كُلُّ
ما وُفِّرَ فقد أُرِّبَ.
* والأُرْبِيَّةُ : أَصْلُ الفَخِذِ ، تكونُ « فُعْلِيَّةً » وتكون «
أُفْعُولَةً ». وسيَأْتِى بابُها.
* والأُرْبَةُ : العُقْدَةُ الَّتِى لا تَنْحَلُّ حَتّى تُحَلَّ
حَلّا.
وقال ثَعْلَبٌ
: الأُرْبَةُ : العُقْدَةُ ، ولم يَخُصَّ بها الَّتِى لا تَنْحَلُّ.
* وأَرَّبَها : عَقَدَها. أَنْشَد ثَعْلَبٌ لكِنازِ بنِ نُفَيْعٍ
يقولُه لجَرِيرٍ :
غَضِبْتَ
عَلَيْنا أن عَلاكَ ابنُ غالِبٍ
|
|
فهَلّا عَلَى
جَدَّيْكَ فى ذاكَ تَغْضَبْ
|
هُما حينَ
يَسْعَى المَرْءُ مَسْعاةَ جَدِّهِ
|
|
أَناخَا
فشَدّاكَ العِقالَ المُؤَرَّبْ
|
* واسْتَأْرَبَ
الوَتَرُ : اشْتَدَّ.
* وتَأَرَّبَ فى حاجَتِه : تَشَدَّدَ.
* وتَأَرَّبَ عَلَيْنَا : تَعَسَّرَ.
* والتَّأْرِيبُ : التَّحْرِيشُ ، والتَّفْطِينُ.
* والأُرْبَةُ : آخِيَّةُ الدّابَّةِ.
* والأُرْبَةُ : قِلادَةُ الكَلْبِ الَّتى يُقادُ بها ، وكذلك
الدّابَّة ، فى لُغَةِ طَيِّئ.
* وآرَبَ عَلَى القَوْمِ : فازَ ، وفَلَحَ. قالَ لَبِيدٌ :
*ونَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بقَمْرَةِ مُؤْرِبِ*
* وأَرِبَ عَلَيْهِ : قَوِىَ. قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ :
__________________
ولَقَدْ
أَرِبْتُ على الهُمُومِ بجَسْرَةٍ
|
|
عَيْرانَةٍ
بالرِّدْفِ غَيْرِ لَجُونِ
|
اللَّجُونُ
: مثلُ الحَرُون.
* والأُرْبانُ : لُغَةٌ فى العُرْبانِ.
* وإِراب : مَوْضِعٌ ، أو جَبَلٌ مَعْروفٌ.
وقِيلَ : هو
ماءٌ لبَنِى رِياحِ بنِ يَرْبُوع.
مقلوبه : ب أ ر
* البِئْرُ : القَلِيبُ ، أُنْثَى ، والجَمْعُ : أَبْآرٌ ، وآبارٌ ، مَقْلُوبٌ ، عن يَعْقُوبَ ، وأَبْؤُرٌ ، وبِئارٌ ؛ وهى البِئْرَة ، وحافِرُها
الأَبّارُ ، مَقْلُوبٌ ،
ولم يُسْمَعْ على وَجْهِه.
* وبَأَرَها يَبْأَرُها ، وابْتَأَرَها : حَفَرَها.
* والبُؤْرَةُ : كالزُّبْيَةِ من الأَرْضِ. وقِيلَ : هى مَوْقِدُ
النارِ ، والفِعْلُ كالفِعْلِ.
* وبَأَرَ الشَّىْءَ
يَبْأَرُه بَأْرًا ، وابْتَأَرَه ـ كلاهُما ـ : خَبَأَهُ.
* والبُؤْرَةُ ، والبِئْرَةُ ، والبَئِيرَةُ : ما خُبِّئَ وادُّخِرَ.
* وابْتَأَرَ الخَبَرَ ، وبَأَرَه
: قَدَّمَه. وقِيلَ :
عَمِلَه مَسْتُورًا.
مقلوبه : أ ب ر
* أَبَرَ النَّخْلَ ، والزَّرْعَ يَأْبُرُه
، ويَأْبِرُه أَبْرًا ، وإِبارًا ، وإِبارَةً ، وأَبَّرَه
: أَصْلَحه.
* وائْتَبَرَه : سَأَلَه أَنْ يَأْبُرَ نَخْلَه ، وزَرْعَه. قالَ طَرَفَةُ :
ولِىَ
الأَصْلُ الَّذِى فِى مِثْلِه
|
|
يُصْلِحُ
الآبِرُ زَرْعَ المُؤْتَبِرْ
|
وقوله :
إنْ
يَأْبُرُوا زَرْعًا لغَيْرِهِم
|
|
والأَمْرُ
تَحْقِرُه وقَدْ يَنْمِى
|
قالَ ثَعْلَبٌ
: المَعْنَى : أَنَّهمُ قد خالَفُوا أَعْداءَهُم ، ليَسْتَعِينُوا بِهم على قَوْمٍ
آخَرِينَ.
__________________
* وزَمَنُ الإبارِ : زَمَنُ تَلْقِيحِ النَّخْلِ وإصْلاحِه.
وقالَ أبو
حَنِيفَةَ : كُلُّ إِصْلاحٍ : إِبارَةٌ ، وأنْشَدَ قولَ حُمَيْد بن ثور الهِلالِىّ :
إِنّ
الحِبالَةَ أَلْهَتْنِى إِبارَتُها
|
|
حَتَّى
أَصِيدَ كما فى بَعْضِها قَنَصَا
|
فجَعَلَ إِصْلاحَ
الحِبالَةِ إِبارَةً.
* والإبْرَةُ : عُظَيْمٌ مُسْتَوٍ مَعَ طَرَفِ الزَّنْدِ من
الذِّراعِ إِلى طَرَفِ الإصبْعَ.
وقِيلَ : الإبْرَةُ من الإنسان : طَرَفُ الذِّراعِ الَّذِى يَذْرَعُ منه
الذّارِعُ.
* وإِبْرَةُ الفَرَسِ : شَظِيَّةٌ لاصِقَةٌ بالذِّراعِ ليسَتْ منها.
* والإبْرَةُ : عَظْمُ وَتَرَةِ العُرْقُوبِ. وهو عُظَيْمٌ لاصِقٌ
بالكَعْبِ.
* وإبْرَةُ الفَرَسِ : ما انْحَدَّ مِن عُرْقُوبَيْهِ.
* والإبْرَةُ : مِسَلَّةُ الحَدِيدِ ، والجمعُ : إِبَرٌ ، وإِبارٌ. قال القُطامِىُّ :
وقَوْلُ
المَرْءِ يَنْفُذُ بعدَ حِينٍ
|
|
أماكِنَ لا
تُجاوِزُها الإبارُ
|
وصانِعُها أَبّارٌ.
* وإِبْرَةُ العَقْرَبِ : طَرَفُ ذَنَبِها.
* وأَبَرَتْه تَأْبُرُه ، وتَأْبِرُه
أَبْرًا : لسَعَتْه بإِبْرَتِها.
* والإبْرَةُ ، والمِئْبَرُ ، والمِئْبَرَةُ ـ الأَخِيرةُ عن اللِّحْيانِى ـ : النَّمِيمَةُ. قالَ
النّابِغَةُ :
وذلِكَ من
قَوْلٍ أَتاكَ أَقُولُه
|
|
ومن دَسِّ
أَعْدائِى إِليكَ المَآبِرَا
|
* والإبْرَةُ : فَسِيلُ المُقْلِ ، يَعْنِى صِغارَها ، وجَمْعُها إِبَرٌ ، وإِبَرَاتٌ
، الأَخيرةُ عن كُراعٍ
، وعندى أَنَّهُ جَمْعُ جَمْعٍ ، كجَمَراتٍ ، وطُرُقاتٍ.
* والمِئْبَرُ : ما رَقَّ من الرَّمْلِ. قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
إِلى
المِئْبَرِ الدّانِى من الرَّمْلِ ذِى الغَضَا
|
|
تَراهَا ـ وقَدْ
أَقْوَتْ ـ حَدِيثًا قَدِيمُها
|
* وأَبَّرَ الأَثَرَ : عَفَّى عَلَيْه ، عن الرِّياشِىّ. وفى
حَدِيث الشُّورَى : « ولا
تُؤَبِّرُوا آثارَكُم ».
قالَ : ولَيْسَ
شَىْءٌ من الدَّوابِ يُؤَبِّرُ أَثَرَه ، حَتَّى لا يُعْرَفَ طَرِيقُه إِلّا التُّفَةُ
، وهِىَ عَناقُ
__________________
الأَرْضِ ، حَكَى ذلكَ الهَرَوِىُّ فى الغَرِيبَيْنِ.
الراء والميم والهمزة
ر م أ
* رَمَأت الإبِلُ بالمكانِ تَرْمَأُ
رَمْأ ، ورُمُوءًا : أَقامَتْ.
وخَصَّ
بَعْضُهم به إِقامَتَها فى العُشْبِ.
* ورَمَأَ الرَّجُلُ بالمَكانِ : أقامَ.
* وهَلْ رَمَأَ إِليكَ خَبَرٌ؟ والرَّمْءُ من الأَخْبارِ : ظَنٌّ بلا حَقِيقَةٍ.
* ورَمَأَ الخَبَرَ : ظَنَّه ، وقَدَّرَه. قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ
:
أَجْلَتْ
مُرَمَّأَةُ الأَخْبارِ إِذْ وَلَدَتْ
|
|
عَنْ يَوْمِ
سَوْءٍ لعَبْدِ القَيْسِ مَذْكُورِ
|
مقلوبه : ر أ م
* رَئِمَت النّاقَةُ وَلَدَها
رَأْمًا ، ورِئْمانًا : عَطَفَتْ عليهِ ، ولَزِمَتْهُ. قال :
أَمْ كَيْفَ
يَنْفَعُ ما تُعْطِى العَلُوقُ
|
|
رِئْمانُ
أَنْفٍ إذا ما ضُنَّ باللَّبَنِ
|
ويُرْوَى : رِئْمانَ ، ورئمانُ
، ورِئمانِ. فمَن نَصَبَ فعَلَى المَصْدَرِ ، ومن رَفَع فَعَلَى
البَدَلِ من « ما » ومن جَرَّ فعَلى البَدَلِ من الهاءِ.
* وناقَةٌ رَؤُومٌ ، ورائِمٌ
: عاطِفَةٌ على
وَلَدِها.
* وأَرْأَمَها عَلَيْهِ : عَطَّفَها.
* وتَرَأَّمَتْ هى عَليه : تَعَطَّفَتْ.
* ورَأْمُها : وَلَدُها الَّذِى تُعْطَفُ عليه. قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ
:
*بمَصْدَرَةِ الماءِ رَأْمٌ رَذِىُّ*
وعندِى أَنَّه
سَمّاهُ بالمَصْدَرِ الَّذِى هو فى مَعْنَى مَفْعُول ، كأَنّه قال : « مَرْؤُومٌ رَذِىٌّ ».
* والرَّأْمُ : البَوُّ.
* وكُلُّ مَنْ
لَزِمَ شَيْئًا وأَلَفِه فقَدْ
رَئِمَهُ. قالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْد اللهِ بنِ عُتْبَةَ :
__________________
أَبَى اللهُ
والإسْلامُ أَنْ تَرْأَمَ الخَنَا
|
|
نُفُوسُ
رِجالٍ بالخَنَا لَمْ تُذَلَّلِ
|
* والرَّوائِمُ
: الأَثافِىُّ ، لرِئْمانِها الرَّمادَ.
* ورَئِمَ الجُرْحُ رَأْمًا ، ورِئْمانًا : انْضَمَّ فُوه للبُرْءِ.
* وأَرْأَمَه : عالَجَه ، حَتّى رَئِمَ.
* وأَرْأَمَ الرَّجُلَ عَلَى الشىْءِ أكْرَهَه.
* ورَأَمَ الحَبْلَ يَرْأَمُه
، وأَرْأَمَه : فَتَلَه فَتْلاً شَدِيدًا.
* والرِّئْمُ : الخالِصُ البَياضِ من الظِّباءِ.
وقِيلَ : هُوَ
وَلَدُ الظَّبْىِ ، والجَمْعُ : أَرْآمٌ
، وقَلَبُوا ، فقالُوا
: آرَامٌ.
* والأُنْثَى رِئْمَةٌ. أنْشَدَ ثعلبٌ :
*بمِثْلِ جِيدِ الرِّئْمَةِ العُطْبُلِّ*
شَدَّدَ
للضَّرُورَةِ ، كقَوْلِه بعد هذا :
*ببازِلٍ وَجْناءَ أَو عَيْهَلِّ*
أَرادَ « أَوْ
عَيْهَلِ » فشَدَّدَ.
* ورَأَمَ القَدَحَ رَأْمًا : أَصْلَحَه ، كرَأَبَه.
* والرُّئِمُ : الاسْتُ ، عن كُراعٍ. حَكاها بالأَلِفِ واللّامِ ، ولا
نَظِيرَ لَها إلا الدُّئِلُ. وهى دُوَيْبَّةٌ.
* ورِئام : مَوْضِعٌ.
وقِيلَ : هِى
مَدِينَةٌ من مَدائنِ حِمْيَرَ تَحُلُّها أَوْدُ ، قالَ الأَفْوَهُ الأَوْدِىُّ :
إِنّا بَنُو
أَوْدِ الَّذِى بِلوائِه
|
|
مُنِعَتْ
رِئامُ ، وقَد غَزَاها الأَجْدَعُ
|
مقلوبه : م ر أ
* مَرُؤَ الرَّجُلُ يَمْرُؤُ
مُروءَةً ، فهُوَ مَرِىءٌ ، وتَمَرَّأَ.
* وطَعامٌ مَرِىءٌ : هَنِىءٌ ، حَمِيدُ المَغَبَّةِ بَيِّنُ المَرْأَةِ ، على مِثالِ تَمْرَةٍ. وقد مَرُؤَ مَراءَةً ، ومَرَأَ ، واسْتَمْرَأَه.
__________________
وقالُوا :
هَنَأَنِى ، ومَرَأَنِى ، على الإتْباع ، فإذا أَفْرَدُوه قالُوا : أَمْرَأَنِى.
* وكَلأٌ مَرِىءٌ : غيرُ وَخِيمٍ.
* ومَرُؤَت الأَرْضُ مَراءَةً ، فهى مَرِيئَةٌ : حَسُنَ هواؤُها.
* والمَرِىءُ : مَجْرَى الطَّعامِ والشَّرابِ ، وهُوَ رَأْسُ
المَعِدَةِ والكَرِشِ ، اللازِقُ بالحُلْقُومِ ، والجَمعُ : أمْرِئَة ، ومُرُوءٌ.
* والمَرْءُ : الإنسانُ. تَقُولُ : هذا مَرْءٌ ، وكذلِك فى النَّصْبِ والخَفْضِ بفَتْحِ الميمِ. هذا
هو القِياسُ. ومِنْهُم من يَضُمُّ المِيمَ فى الرَّفْعِ ، ويَفْتَحُها فى
النَّصْبِ ، ويكسِرُها فى الخَفْضِ ، يُتْبِعُها الهَمْزَ ، عَلى حَدّ ما
يُتْبِعُونَ الرّاءَ إيّاهَا إذا أَدْخَلُوا ألفَ الوَصْلِ ، فقالُوا : امْرُؤٌ.
وقَوْلُ أَبِى
خِراشٍ :
جَمَعْتَ
أُمُورًا يُنْفِذُ المِرْءَ بَعْضُها
|
|
من الحِلْمِ
والمَعْرُوفِ والحَسَبِ الضَّخْمِ
|
هكذا رَواهُ
السُّكَّرِىُّ بكسرِ المِيمِ ، وزَعَمَ أن ذلِكَ لُغةُ هُذَيْلٍ.
ولا يُكَسَّرُ
، ولا يُجْمعُ على لفظِه ، ولا يُجْمَعُ جمعَ السَّلامَةِ. لا يُقالُ : أَمْراءٌ ،
ولا أَمْرُؤٌ ، ولا مَرْؤُونَ ، ولا امْرُؤُون ، ولا أَمارِئُ.
* وأَنَّثُوا ،
فقالُوا : مَرْأَةٌ ، وخَفَّفُوا التَّخْفِيفَ القِياسِىَّ ، فقالُوا : مَرَةٌ ، وهذا مُطَّرِدٌ.
قالَ
سِيبَوَيْهِ : وقد قالُوا : مَرَاةٌ ، ثم خُفِّفَ عَلَى هذا اللَّفْظِ.
وأَلْحَقُوا
أَلِفَ الوَصْلِ فى المُؤَنَّثِ أيضًا ، فقالُوا : امْرَأَةٌ ، فإِذا عَرَّفُوا قالُوا : المَرْأَة.
وقد حَكَى
أَبُو عَلِىٍّ : الإمْرَأَة.
وحَكَى ابنُ
الأَعْرابِىِّ أَنَّهُ يُقالُ للمَرْأَة : إِنّها لامْرُؤُ صِدْقٍ ، كالرَّجُلِ. وهذا نادِرٌ.
* وامْرُؤُ القَيْسِ من أَسْمائِهِم. وقَدْ غَلَب على القَبِيلَةِ.
والإضافَةُ إِلَيْه امْرِئِىٌ. وهو من القِسْمِ الَّذِى وَقَعَتْ فِيه الإضافَةُ إِلى
الأَوَّلِ دونَ الثّانى ، لأَنَّ « امْرَأ » لم يُضَفْ إِلى عَلَمٍ فى كَلامِهِم إلّا فى قولهم : امْرُؤُ القَيْسِ.
وأَمّا الَّذين
قالُوا : مَرَئىٌ فكَأَنَّهم أضافُوا إلى مَرْءٍ ، فكانَ قِياسُه عَلَى ذَلِك « مَرْئِىّ » ، ولكنَّه نادِرٌ ، مَعْدُولُ النَّسَبِ. قالَ ذُو
الرُّمَّةِ :
إذا
المَرَئِىُ شَبَّ لَهُ بَناتٌ
|
|
عَقَدْنَ
برَأْسِهِ إِبَةً وعارَا
|
_________________
* ومَرْأَةُ : قَرْيَةٌ. قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
ولَمْا
دَخَلْنا جَوْفَ مَرْأَةَ غُلِّقَتْ
|
|
دَسَاكِرُ
لَمْ تُرْفَعْ لَخَيْرٍ ظِلالُها
|
وقد قِيلَ : هى
قَرْيَةُ هِشامِ المَرَئِىِ.
مقلوبه : أ ر م
* أَرَمَ ما عَلَى المائدَةِ
يَأْرِمُه : أَكَلَه ، عن
ثَعْلَبٍ.
* وأَرَمَت الإبِلُ تَأْرِمُ
أَرْمًا : أَكَلَتْ.
وقالَ أَبُو
حَنِيفَةَ : أَرَمَت السّائِمةُ المَرْعَى تَأْرِمُه
: أَتَتْ عَلَيْه ،
حتى لم تَدَعْ منه شَيْئًا.
* وما فِى فِيه
إِرْمٌ وأَرْمٌ : أَى ضِرْسٌ.
* والأُرَّمُ : الأَضْراسُ.
وقِيلَ :
أَطْرافُ الأَصابِعِ.
وقالُوا : هُوَ
يَعْلُكُ عَلَيْهِ الأُرَّمَ
: أى أَطْرافَ
أَصابِعِه.
* ويَحْرِقُ
عَلَيْهِ الأُرَّمَ : أى يَصْرِفُ بأَنْيابِه عَلَيْه حَنَقًا. قال :
أُنْبِئْتُ
أَحْماءَ سُلَيْمَى إِنَّما
|
|
أَضْحَوْا
غِضابًا يَحْرِقُونَ الأُرَّمَا
|
أَنْ قُلْت أَسْقى
الحَرَّتَيْن الدِّيَمَا
|
* والأَرْمُ
: القَطْعُ.
* وأَرَمَتْهُم السَّنَةُ
أَرْمًا :
قَطَعَتْهُم.
* وأَرَمَ الرَّجُلَ يَأْرِمُه
أَرْمًا : لَيَّنَه ،
عن كُراعٍ.
* وأَرْضٌ أَرْماءُ ، ومَأْرُومَةٌ : لم يُتْرَكْ فيها أَصْلٌ ولا فَرْعٌ.
* والإرَمُ والأَرِم : الحِجارَةُ.
* والآرامُ : الأَعْلامُ. وخَصَّ بَعْضُهُم به أَعْلامَ عادٍ.
واحِدُها إِرَمٌ ، وأَرِمٌ
، وأَيْرَمِىٌ.
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : أَرَمِىٌ
، ويَرَمِىٌّ ، وإِرَمِىٌ.
* والأُرُومُ أيضًا : الأَعْلامُ.
__________________
وقيلَ : هى
قُبُورُ عادٍ ، وعَمَّ به أَبُو عُبَيْدٍ فى تَفْسِيرِ قولِ ذِى الرُّمَّة :
وساجِرَة
العُيُونِ من المَوامِى
|
|
تَرَقَّصُ فى
نَواشِزِها الأُرُومُ
|
فقالَ : هِى
الأَعْلامُ.
وقَوْلُه ـ أنشَدَه
ثَعلَبٌ ـ :
*حَتّى تَعالَى النِّىُّ فى آرامِها*
قالَ : يَعْنِى
فى أَسْنِمَتِها ، فلا أَدْرِى إن كانَت الآرامُ
ـ فى الأَصْلِ ـ الأَسْنِمَةَ
، أَو شَبَّهَها بالآرامِ الَّتِى هِى الأَعْلامُ ، لعِظَمِها وطُولِها؟
* وإِرَمُ : والدُ عادٍ الأُولَى ، ومَنْ تَركَ صَرْفَ « إِرَمَ » جَعَلَه اسمًا للقَبِيلَةِ.
وقِيلَ : إِرَمُ : عادٌ الأَخيرَةُ.
وقِيلَ : إِرَمُ : اسمٌ لبَلْدَتِهم الَّتِى كانُوا فِيها.
وفى
التَّنْزِيلِ : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ
فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ * إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ) [الفجر : ٦ ، ٧].
وقِيلَ فيها
أَيْضًا : إِرام.
* وإِرَمٌ : اسمُ جَبَلٍ. قالَ مُرَقِّشٌ الأكبَرُ :
فاذْهَبْ
فِدًى لَكَ ابنُ عَمِّكَ لا
|
|
يَخْلُدُ إلا
شابَةٌ وإرَمْ
|
والأُرُومَةُ ، والأَرُومَةُ ـ الأخيرةُ تَمِيمِيَّةٌ ـ : الأَصْلُ ، والجمع : أُرُومٌ ، قال زُهَيْرٌ :
لَه فى
الذّاهِبِينَ أُرُومُ صِدْقٍ
|
|
وكانَ
لِكُلِّ ذِى حَسَبٍ أُرُومُ
|
والآرامُ : مُلْتَقَى قَبائلِ الرَّأْسِ.
* ورَأْسٌ مُؤَرَّمٌ : ضَخْمُ القَبائلِ.
* وبَيْضَةٌ مُؤَرَّمَةٌ : واسِعَةُ الأَعْلَى.
* وما بالدّارِ أَرِمٌ ، وأَرِيمٌ
، وإِرَمِىٌ ، وأَيْرَمِىٌ
ـ عن ثَعْلَبٍ ،
وأَبِى عُبَيْدٍ ـ أى : ما بها أَحَدٌ ، لا يُسْتَعْمَلُ إلّا فى الجَحْدِ.
* وأَرَمَ الرَّجُلَ يَأْرِمُه
أَرْمًا : لَيَّنَه.
__________________
* وأَرَمَ الشَّىْءَ
يَأْرِمُه أَرْمًا : شَدَّهُ. قالَ :
*يَمْسُدُ أَعْلَى لَحْمِه ويَأْرِمُهْ*
* وآرام : مَوْضِعٌ. قال :
*مِنْ ذاتِ آرامٍ فجَنْبَىْ أَلْعَسا*
مقلوبه : م أ ر
* المِئْرَةُ : الذَّحْلُ ، والعَداوَةُ.
* ومَئِرَ عَلَيْه ، وامْتَأَرَ : اعْتَقَدَ عَداوَتَه.
* ومَأَرَ بَيْنَهُم يَمْأَرُ
مَأْرًا ، وماءَرَ ، مُماءَرَةً ، ومِئارًا : أَفْسَدَ ، وأَغْرَى.
* ورَجُلٌ مَئِرٌ ، ومِئَرٌ : مُفْسِدٌ بينَ النّاسِ.
* وتماءَرُوا : تَفاخَرُوا.
* وماءَرَه فى فِعْلِه : ساوَاه. قالَ :
دَعَتْ ساقَ
حُرٍّ فانْتَحَى مِثْلَ صَوْتِها
|
|
يُمائِرُها
فى فِعْلِه وتُمائِرُهْ
|
* وتَماءَرَا : تَساوَيَا ، عن ابنِ الأَعْرابِىّ. وأَنْشَدَ :
تَماءَرْتُمُ
فى العِزِّ حَتَّى هَلَكْتُم
|
|
كما أَهْلَكَ
الغارُ النِّساءَ الضَّرَائِرَا
|
* وأَمْرٌ مَئِرٌ ، ومَئِيرٌ : شَدِيدٌ.
* ومَأَرَ السِّقاءَ
مَأْرًا : وَسَّعَه.
مقلوبه : أ م ر
* الأَمْرُ : نَقِيضُ النَّهْىِ.
* أَمَرَهُ به ، وآمَرَهُ
، الأَخِيرةُ عن
كُراعٍ ، وأَمَرَه إِيّاه ، على حَذْفِ الحَرْفِ ، يَأْمُرُه أَمْرًا ، وإِمارًا ،
فائْتَمَرَ : أى قَبِلَ أَمْرَه.
وقولُه :
__________________
ورَبْرَبٍ
خِماصِ
|
|
يَأْمُرْنَ
باقْتِناصِ
|
إنَّما أَرادَ
أَنَّهُنّ يُشَوِّقْنَ مَن رآهُنَّ إِلى تَصَيُّدِها ، واقْتناصِها ، وإلَّا
فلَيْسَ لهم أَمْرٌ.
وقَوْلُه
تَعالى : (وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ
لِرَبِّ الْعالَمِينَ) [الأنعام : ٧١]. العَرَبُ تَقُولُ : أَمَرْتُك
أن تَفْعَلَ ،
ولِتَفْعَلَ ، وبأَنْ تَفْعَلَ ـ فمَنْ قالَ : أَمَرْتُكَ
بأَنْ تَفْعَلَ ،
فالباءُ للإلْصاقِ ، والمَعْنَى : وَقَعَ الأَمْرُ بهذا الفِعْلِ. ومَنْ قالَ : أَمَرْتُكَ أَنْ تَفْعَلَ ، فعَلَى حَذْفِ الباءِ ؛ ومَنْ قالَ : أَمَرْتُكَ لِتَفْعَلَ ، فقد أَخْبَرَنا بالعِلَّةِ التى لها وَقَع الأَمْرُ ، والمَعْنَى : أُمِرْنَا للإسْلامِ.
وقولُه تَعالَى
: (أَتى أَمْرُ اللهِ
فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) [النحل : ١]. قالَ الزَّجّاجُ : (أَمْرُ اللهِ) : ما وَعَدَهُم به من المُجازاةِ عَلَى كُفْرِهم ، ومن
أَصْنافِ العَذابِ ، والدَّلِيلُ على ذلِك قَوْلُه تَعالى : (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ) [هود : ٤٠] أى : جاءَ ما وَعَدْناهُم به.
وكَذلِكَ
قَوْلُه تَعالَى : (أَتاها أَمْرُنا
لَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً) [يونس : ٢٤]. وذلِكَ أَنَّهُم تَعَجَّلُوا العَذابَ ، واسْتَبْطَؤُوا أَمْرَ السَّاعَةِ ، فأَعْلَم اللهُ أَنَّ ذلِكَ فِى قُرْبِه
بمَنْزِلَةِ ما قَدْ أَتَى ، كما قالَ : (اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) [القمر : ١]. وكما قالَ : (وَما أَمْرُنا إِلَّا
واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) [القمر : ٥٠].
* والأَمِيرُ : الآمِرُ. قالَ :
والنَّاسُ
يَلْحَوْنَ الأَمِيرَ إِذا هُمْ
|
|
خَطِئُوا
الصَّوابَ ولا يُلامُ المُرْشِدُ
|
وإِذا أَمَرْتَ مِن « أَمَرَ » قُلتَ : مُرْ ، وأَصْلُه : أُؤْمُر. فلَمّا اجْتَمَعَتْ هَمْزَتان ، وكَثُرَ استِعمالُ
الكَلِمةِ حُذِفَت الهَمْزَةُ الأَصْلِيّةُ ، فزَال السّاكِنُ ، فاسْتُغْنِىَ عن
الهَمْزَة الزّائِدَةِ ، ونَظِيرُه : كُلْ ، وخُذْ ، ولَيْسَ بمُطَّرِدٍ عند
سِيبَوَيْهِ ، وقد جاءَ « أُومُرْهُ
» على الأَصْلِ. وفِى
التَّنْزِيلِ : (وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلاةِ) [طه : ١٣٢]. وفِيه : (خُذِ الْعَفْوَ
وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) [الأعراف : ١٩٩].
* والْأَمْرُ : الحادِثَةُ ، والجَمعُ : أُمُورٌ ، لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلك ، وفى التَّنْزِيل : (أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ) [الشورى : ٥٣].
وقوله تعالى : (وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها) [فصلت : ١٢]. قِيلَ : ما يُصْلِحُها. وقِيلَ : مَلائِكَتُها ـ كِلاهُما عن
الزَّجّاجِ.
__________________
* والآمِرَةُ : الأَمْرُ. وهُو أَحَدُ ما جاءَ من المَصادِرِ على « فاعِلَةٍ »
كالعافِيَةِ ، والعاقِبَةِ ، والجازِيَةِ ، والخاتِمَةِ.
* ورَجُلٌ أَمُورٌ بالمَعْرُوفِ. وقد
ائْتَمَرَ بخَيْرٍ ،
كأَنَّ نَفْسَه أَمَرَتْه به فقَبِلَهُ.
* وتَأَمَّرُوا عَلَى الأَمْرِ به ، وائْتَمَرُوا : تَمالَئُوا ، وأَجْمَعُوا آراءَهُم. وفى التَّنْزِيلِ
: (إِنَّ الْمَلَأَ
يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ) [القصص : ٢٠].
* والمُؤْتَمِرُ : المُسْتَبِدُّ برَأْيِه.
وقِيلَ : هو
الَّذِى يَسْبِقُ إِلَى القَوْلِ. قالَ امْرُؤُ القَيْس فى رِوايَة بَعْضِهم :
أحارُ ابنَ
عَمْرٍو كأَنِّى خَمِرْ
|
|
ويَعْدُو
عَلَى المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ
|
ويُقالُ : بل
أراد أنَّ المَرْءَ
يَأْتَمِرُ لغَيْرِه
بسُوءٍ فِيهِ ، فيَرْجِعُ وَبالُ ذلك عليهِ.
* وآمَرَهُ فى أَمْرِه
، ووَامَرَه ، واسْتَأْمَرَه
: شاوَرَهُ.
* ورَجُلٌ إِمَّرٌ ، وإِمَّرةٌ ، وأَمّارَةٌ : يَسْتَأْمِرُ كُلَّ أَحَدٍ فى أمْرِه.
* والأَمِيرُ : المَلِكُ ؛ لنَفاذِ
أَمْرِه ، بَيِّنُ الإمارَةِ ، والأَمارَةِ ، والجَمْع : أُمَراءُ.
* وأَمَرَ عَلَيْنا
يَأْمُرُ أَمْرًا ، وأَمُرَ ، وأَمِرَ ، كوَلِى. قالَ :
قد أَمِرَ
المُهَلَّبُ
|
|
فكَرْنِبُوا
ودَوْلِبُوا
|
وحَيْثُ شِئْتُم
فاذْهَبُوا
|
وحَكَى
ثَعْلَبٌ عن الفَرّاءِ : كانَ ذلِكَ إِذْ
أَمَرَ عَلَيْنا
الحجّاجُ ، بفَتْحِ المِيمِ. وهى الإمْرَةُ.
وقالوا : عليك أَمْرَةٌ مُطاعَةٌ ، ففَتَحُوا.
* وأَمِيرٌ مُؤَمَّرٌ : مُمَلَّكٌ.
* وأَمِيرُ الأَعْمَى : قائدُه ؛ لأَنَّه يَمْلِكُ أَمْرَه ، ومنه قَوْلُ الأَعْشَى :
إِذا كانَ
هادِى الفَتَى فِى البِلا
|
|
دِ صدرَ
القَناةِ أَطاعَ الأَمِيرَا
|
* وأُولُو الأَمْرِ : الرُّؤَساءُ ، وأَهْلُ العِلْمِ.
__________________
* وأَمِرَ الشَّىْءُ
أَمَرًا ، وأَمَرَةً ، فهو
أَمِرٌ : كَثُرَ
وتَمَّ. قالَ :
*أُمّ العِيالِ ضِنْؤُها غَيْرُ أَمِرْ*
والاسمُ : الإمْرُ.
* وزَرْعٌ أَمِرٌ : كَثِيرٌ ، عن اللِّحْيانِىِّ.
* ورَجُلٌ أَمِرٌ : مُباركٌ ، يُقْبِلُ عَلَيهِ المالُ.
* وامْرَأَةٌ أَمِرَةٌ : مُبارَكَةٌ على بَعْلِها ، وكُلُّه من الكَثْرَةِ.
* وأَمِرَ الرَّجُلُ فهُوَ
أَمِرٌ : كَثُرَت
ماشِيَتُه.
* وآمَرَهُ اللهُ : كَثَّرَ نَسْلَه وماشِيَتَه. ولا يُقالُ : أَمَرَهُ.
فأَمّا قَوْلُه
: « خَيْرُ المالِ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ ، ومُهْرَةٌ
مَأْمُورَةٌ » فعَلَى ما قَدْ
أُنِسَ به من الإتْباعِ ؛ ومثلُه كَثِيرٌ.
وقِيلَ : آمَرَهُ وأَمَرَه لُغَتانِ. وقَرَأ الحَسَنُ : أَمِرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا [الإسراء : ١٦] على مِثالِ
عَلِمْنا ، فعَسَى أن تكونَ لُغَةً ثالِثَةً.
* وآمَرَ بَنُو فُلانٍ إِيمارًا : كَثُرَت أَمْوالُهم.
وقالُوا : فى
وَجْهِ مالِكَ تُعْرَفُ أَمَرَتُه
ـ وكسرُ المِيم
لُغَيَّةٌ ـ وأَمَرَتُه : أى بَرَكَتُه.
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : فى وَجْهِ مالِكَ تَعْرِفُ أَمَرَتَه
، وهو الَّذِى
تَعْرِفُ فى أَوّلِه الخَيْرَ من كُلِّ شَىْءٍ. وأَمَرَتُه
: زِيادَتُه ،
وكَثْرَتُه.
* وما أَحْسَن أَمارَتَهُم : أى ما يَكْثُرُونَ ويَكْثُرُ أَوْلادُهم ، وعَدَدُهُم.
* والإمَّرُ : الصَّغِيرُ من الحُمْلانِ ، والأُنْثَى : إِمَّرَةٌ.
وقِيلَ : هُما
الصَّغِيرانِ من أَوْلادِ المَعْزِ.
* وما لَهُ إِمَّرٌ ولا
إِمَّرَةٌ : أى ما لَهُ
خَرُوفٌ ولا رَخْلٌ.
وقِيلَ : ما
لَه شَىْءٌ.
* ورَجُلٌ إِمَّرٌ ، وإِمَّرَةٌ : أَحْمَقُ ، ضَعِيفٌ لا رَأْىَ لَه. قالَ ثَعْلَبٌ :
يُشَبَّهُ بالجَدْىِ.
* والأَمَرُ : الحِجارَةُ ، واحِدَتُها أَمَرَةٌ.
قالَ أبو
زُبَيْدٍ الطّائِىّ يَرْثِى عُثمانَ بنَ عَفّان رضَى اللهُ عنه :
__________________
إِنْ كانَ
عُثْمانُ أَمْسَى فوقَه أَمَرٌ
|
|
كراقِبِ
العُونِ فوقَ القُنَّةِ المُوفِى
|
* والأَمَرَةُ : العَلامَةُ ، والجمعُ كالجمعِ.
* والأَمَرَةُ : الرّابِيَةُ ، والجَمْعُ : أَمَرٌ.
* والأَمَارَةُ ، والأَمارُ : المَوْعِدُ ، والوَقْتُ المحْدُودُ.
* وهذا أَمارٌ لكَذا : أى عَلَمٌ.
وعَمَّ ابنُ
الأَعْرابِىِ بالأَمارَةِ الوَقْتَ ، فقالَ : الأَمارَةُ : الوَقْتُ ، ولم يُعَيِّنْ أَمَحْدُودٌ أم غَيْرُ
مَحْدُودٍ.
* وأَمْرٌ أَمِرٌ : عَجَبٌ مُنكَرٌ. وفى التَّنْزِيلِ : (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً) [الكهف : ٧١]. وذَهَبَ الكِسائِىُّ إِلَى أَنَّ مَعْناه شَيْئًا داهِيًا ،
مُنْكَرًا ، عَجَبًا. واشْتَقَّه من قَوْلِهِم : أَمِرَ القَوْمُ : إِذا كَثُرُوا.
* وأَمَّرَ القَناةَ : جَعَلَ فِيها سِنانًا.
* والمُؤَمَّرُ : المُحَدَّدُ. وقِيلَ : المَوْسُومُ. قالَ ابنُ
مُقْبِلٍ :
وقَدْ كانَ
فِينَا مَنْ يَحُوطُ ذِمارَنا
|
|
ويُحْذِى
الكَمِىَّ الزّاعِبِىَ المُؤَمَّرَا
|
* والمُؤَمَّرُ أيضًا : المُسَلَّطُ.
* وما بِها أَمَرٌ : أَى ما بِها أَحَدٌ.
* و « أَنْتَ
أَعْلَمُ بتَأْمُورِكَ » تأمُورُه
: وِعاؤُه ، يُرِيدُ
أَنْتَ أَعْلَمُ بما عِنْدَكَ ، وبنَفْسِكَ.
وقيلَ : التَّأمُور ـ أيضًا ـ : دَمُ القَلْبِ ، وحَبَّتُه ، وحَياتُه.
وقيل : هُو
القَلْبُ نَفْسُه. ورُبَّما جُعِلَ خَمْرًا ، ورُبَّما جُعِلَ صِبْغًا ، على
التَّشْبِيه.
* والتَّأْمُورُ : الوَلَدُ.
* والتَّأْمُور : وَزِيرُ المَلِكِ.
* والتَّأْمُور : نامُوسُ الرّاهبِ.
* والتّامُورَةُ : عِرِّيسَةُ الأَسَدِ.
وقِيلَ : أصْلُ
هذه الكلمةِ سريانِيَّة.
__________________
* والتّامُورَةُ : الإبْرِيقُ. قال الأَعْشَى :
وإِذا لَنا
تَأمُورَةٌ
|
|
مَرْفُوعَةٌ
لشَرابِها
|
* والتَّأمُورَةُ : الحُقَّةُ.
* والتّامُورِىُ ، والتَّأْمُرِىُ
، والتُّؤْمُرِىُ : الإنسانُ.
* وما رَأَيْتُ
تَأْمُرِيّا أَحْسَنَ من هذه المَرْأَةِ.
* وما بالدّارِ تَأْمُورٌ : أَى ما بها أَحَدٌ.
* وما
بالرَّكِيَّة تَأمُورٌ : يعنى الماءَ.
قال أبو عُبَيد
: وهو قِياسٌ عَلَى الأول.
وإنَّما
قَضَيْتُ بزِيادَةِ التّاءِ فى هذا كُلِّه لعدم فَعْلُول فى كَلَامِ العَرَبِ.
* واليَأْمُور : من دَوابِّ البَحْرِ. وقِيلَ : هى دُوَيْبَّةٌ.
* واليَأمُورُ : جِنْسٌ من الأَوْعالِ ، أو شَبِيهٌ بها ، له قَرْنٌ
واحِدٌ ، مُتَشَعِّبٌ ، فى وَسَطِ رَأْسِه.
* وآمِرٌ : السادِسُ من أَيّامِ العَجُوزِ.
* ومُؤْتَمِرٌ : السّابِعُ منها ، قال :
وبآمِرٍ وأخِيه
مُؤْتَمِرٍ
|
|
ومُعَلِّلٍ
وبمُطْفِىءِ الجَمْرِ
|
وقد جَمَعْتُ
أَسماءَ أَيّامِ العَجُوزِ فيما تَقَدَّم.
* ومُؤْتَمِرٌ ، والمُؤْتَمِرُ : المُحَرَّمُ. أَنْشَد ابنُ الأَعْرابِىِّ :
نَحْنُ
أَجَرْنا كُلّ ذَيّالٍ قَتِرْ
|
|
فى الحَجِّ
من قَبْلِ دَآدِى المُؤْتَمِرْ
|
أَنْشَده
ثَعْلَبٌ. وقالَ : القَتِرُ : المُتَكَبِّرُ.
* والجَمْعُ مَآمِرُ ومآمِيرُ.
* وإِمَّرَةُ : بَلَدٌ. قال عُرْوَةُ بن الوَرْدِ :
__________________
*وأَهْلُكُ بينَ إِمَّرَةِ وكِيرِ*
* ووادِى الأُمَيِّرِ : مَوْضِعٌ. قالَ الرّاعِى :
وأَفْرَعْنَ
فى وادِى الأُمَيِّرِ بَعْدَما
|
|
كَسَا
البِيدَ سافِى القَيْظَةِ المُتَنَاصِرُ
|
* ويَوْمُ المَأْمُورِ : يَوْمٌ لبَنِى الحارِثِ بن كَعْبٍ عَلَى بَنِى دارِم
، وإِيَّاهُ عَنَى الفَرَزْدَقُ بقولِه :
هَلْ
تَذْكُرُونَ بَلاءَكُمْ يَوْمَ الصَّفا
|
|
أَو
تَذكُرُونَ فوارِسَ المَأْمُورِ
|
الراء والنون والياء
ر ي ن
* الرَّيْنُ : الصَّدَأُ الَّذِى يَعْلُو السَّيْفَ والمِرْآةَ.
* ورانَ الثَّوْبُ رَيْنًا : تَطَبَّعَ.
* ورانَ الذَّنْبُ عَلَى قَلْبِه رَيْنًا ، ورُيُونًا : غَطّاهُ شَرْعِيَّة.
وفى
التَّنْزِيلِ : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى
قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين : ١٤].
* ورِينَ عَلَى قَلْبِه : غُطِّىَ.
وكُلُّ ما
غَطَّى شَيْئًا فقَدْ
رانَ عَلَيه.
* ورانَتْ عَلَيْه الخَمْرُ : غَلَبَتْه ، وغَشِيَتْه. وكَذلك
النُّعاسُ ، والهَمُّ ، وهو مَثَلٌ بذلِكَ.
وقِيلَ : كُلُّ
غَلَبَةٍ : رَيْنٌ.
* ورانَتْ نَفْسُه : غَثَتْ.
* ورِينَ بهِ : ماتَ.
* ورِينَ بهِ رَيْنًا : وَقَعَ فى غَمٍّ.
وقِيلَ : رِينَ بهِ : انْقَطَعَ. وهو نَحْوُ ذلكِ. أَنْشَدَ ابنُ
الأَعْرابِىِّ :
ضَحَّيْتُ
حَتَّى أَظْهَرَتْ ورِينَ بِى
|
|
ورِينَ
بالسّاقِى الَّذِى كانَ مَعِى
|
* ورانَ
عَلَيْه الموتُ ، ورانَ بهِ : ذَهَبَ.
__________________
* وأَرانَ القَوْمُ : هَلَكَتْ مَواشِيهم ، أو هُزِلَتْ.
مقلوبه : ي ر ن
* اليَرُونُ : دِماغُ الفِيلِ.
وقِيلَ : هو
المَنِىُّ.
وقِيلَ : هُوَ
كُلُّ سُمٍّ. قالَ :
وأَنْتَ
الغَيْثُ يَنْفَعُ ما يَلِيه
|
|
وأَنْتَ
السُّمُّ خالَطَه اليَرُونُ
|
وقد تَقَدَّم
فى الهَمْزِ.
وقِيلَ : كُلُّ
سُمٍّ : يَرُون.
* واليَرَنَّى ، واليُرَنَّى
: الحِنّاءُ. وقد
تَقَدَّم فى الهَمْزِ.
* ويَرْنَى : اسمُ رَمْلَةٍ.
مقلوبه : ن ي ر
* النِّيرُ : القَصَبُ ، والخُيُوطَة إِذا اجْتَمَعَتْ.
* ونِيرُ الثَّوْبِ : عَلَمُه ، والجمع : أَنْيارٌ.
* ونِرْتُ الثَّوْبَ نَيْرًا. قالَ بَعْضُ الأَغْفالِ :
تَقْسِمُ
إِسْتِيّا لَها بنَيْرِ
|
|
وتَضْرِبُ
النّاقُوسَ وَسْطَ الدَّيْرِ
|
وقد يَجُوزُ
أَن يَكُونَ أَرادَ « بنِيرِ » فغَيَّرَ للضَّرُورة. وعَسَى أَنْ يكونَ النَّيْرُ لُغَةً فى النِّيرِ.
* ونَيَّرْتُه ، وأَنَرْتُه
، وهَنَرْتُه ، أُهَنِيرُه
إِهْنارَةً ، وهُوَ مُهَنارٌ ـ عَلَى البَدَلِ ـ حَكَى الفِعْلَ ، والمَصْدَرَ
جَمِيعًا اللِّحْيانِىُّ عن الكِسائِىِّ : جَعَلْتُ لَهُ نِيرًا.
* وثَوْبٌ مُنَيَّرٌ : مَنْسُوجٌ عَلَى نِيرَيْنِ
، عن اللِّحْيانِىِّ
أيضا.
* ونِيرُ الثَّوْبِ : هُدْبُه ، عن ابنِ كَيْسان ، وأَنْشَدَ
بَيْتَ امْرِئ القَيْسِ :
فقُمْتُ بِها
نَمْشِى تَجُرُّ وراءَنا
|
|
على
أَثَرَيْنا نِيرَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
|
__________________
* وناقَةٌ ذاتُ
نِيرَيْنِ : إذا أَسَنَّتْ ، وفيها بَقِيَّةٌ ، ورُبَّما
اسْتُعْمِلَ فى المَرْأَةِ.
* والنِّيرُ : الخَشَبَةُ الَّتِى تكونُ عَلى عُنُقِ الثَّوْرِ
بأَداتِها. قالَ :
دَنا
نِيرُنَا من قَرْنِ ثَوْرٍ ، ولم يَكُنْ
|
|
من الذَّهَبِ
المَضْرُوبِ عندَ القَساطِرِ
|
ويُرْوَى « من
التّابَلِ المَضْرُوبِ ».
جَعَلَ
الذَّهَبَ تابَلاً ، على التَّشْبِيه.
* والجَمْعُ : أَنْيارٌ ، ونِيرانٌ
، شامِيّة.
الراء والفاء والياء
ر ف ى
* الأُرْفِىُ : لَبَنُ الظَّبْيَةِ.
وقِيلَ : هُو
اللَّبَنُ المَحْضُ الطَّيِّب.
وقد يَكونُ «
أُفْعُولا » ، وقد يَكُونُ فُعْلِيّا. وقد تكونُ من الواوِ ، لوُجُودِ رَفَوْتُ ،
وعَدَمِ رَفَيْت.
* والرُّفَّة : دُوَيْبَّةٌ تَصِيدُ ، تُسَمَّى عَناقَ الأَرْضِ.
وإِنّما
قَضَيْنا عَلَى لامِها بالياءِ ، لأَنّها لامٌ. وقد يَجُوزُ أن تكونَ واوًا ،
بدَلِيلِ الضَّمَّةِ.
مقلوبه : ر ي ف
* الرِّيفُ : الخِصْبُ ، والسَّعَةُ فى المَأْكَلِ ، والجَمْعُ : أَرْيافٌ فقط.
* والرِّيفُ : ما قارَبَ الماءَ من أَرْضِ العَرَبِ وغيرِها ، والجمع
: أَرْيافٌ ، ورُيُوفٌ.
* وتَرَيَّفَ القَوْمُ ، وأَرْيَفُوا : سارُوا إِلى الرِّيفِ.
* وأَرافَت الأَرْضُ إِرافَةً ، ورِيفًا ، كما قالُوا : أَخْصَبَت إِخْصابًا وخِصْبًا ، سواءٌ
فى المَعْنَى والوَزْنِ.
وعِنْدَنا أَنّ
الإرافَةَ المَصْدَر ، والرِّيفُ
: الاسمُ. وكَذلِكَ
القَوْلُ فى الإخْصابِ ، والخِصْبِ ، وقد تقدم.
مقلوبه : ف ر ى
* فرَى الشَّىْءَ
فَرْيًا ، وفَرّاهُ ، كِلاهُما : شَقَّه وأفْسَدَه.
* وأَفْراهُ : أَصْلَحَه.
__________________
وقِيلَ :
أَمَرَ بإصْلاحِه ، كأَنَّه رَفَعَ عنه ما لَحِقَه من آفَةِ الفَرْىِ ، وخَلَلِه.
* وتَفَرَّى جِلْدُه ، وانْفَرَى
: انْشَقَّ.
* وأَفْرَى أَوْداجَه بالسَّيْفِ : شَقَّها.
* وكُلُّ ما
شَقَّه فقَدْ أَفْراهُ ، وفَرّاهُ.
قالَ عَدِىُّ
بنُ زَيْدٍ العِبادِىُّ :
فصَاف
يُفَرِّى جِلْدَه عن سَراتِه
|
|
يَبُذُّ
الجِيادَ فارِهًا مُتَتايِعَا
|
أى : صافَ هَذا
الفَرَسُ يكادُ يُشَقُّ جِلْدُه عَمّا تَحْتَه من السِّمَنِ.
وحكَى ابنُ
الأَعْرابِىِّ وَحْدَه : فَرَى
أَوْدَاجَه وأَفْراهَا.
والمُتْقِنُونَ
من أَهْلِ اللُّغَةِ يَقُولُونَ : فَرَى
للإفْسادِ ، وأَفْرَى للإصْلاحِ ، ومَعْناهُما : الشَّقّ.
وقِيلَ : أَفْراهُ : شَقَّه وأَفْسَدَه ، فإِذا أَرَدْتَ أنّه قَدَّرَه ،
وقَطَعَه للإصْلاحِ. قُلت : فَراهُ
فَرْيًا.
* وجِلْدٌ فَرِىٌ : مَشْقُوقٌ ، وكذلِك الفَرِيَّةُ.
وقيلَ : الفَرِيَّةُ من القِرَبِ : الواسِعَةُ.
* ودَلْوٌ فَرِىٌ : كَبِيرَةٌ ، واسِعَةٌ ، كأَنَّها شُقَّتْ.
وقَوْلُه :
ولأَنْتَ
تَفْرِى ما خَلَقْتَ وبَعْ (م)
|
|
ضُ القَوْمِ
يَخْلُقُ ثُمَّ لا يَفْرِى
|
مَعْناه :
تُنْفِذُ ما تَعْزِمُ عَلَيْهِ ، وتُقَدِّرُه. وهو مَثَلٌ.
ويُقالُ
للشُّجاعِ : ما يَفْرِى
فَرِيَّه أَحَدٌ ،
بالتَّشْدِيدِ ، هذِه رِوايَةُ أَبِى عُبَيْدٍ ، وقالَ غيرُه : لا يَفْرِى فَرْيَه ، بالتَّخْفِيفِ ، ومن شَدَّدَ فهو غَلَطٌ.
* وتَفَرَّتِ الأَرْضُ بالعُيُون : تَبَجَّسَتْ.
* وأَفْرَى الرَّجُلَ : لامَه.
* والفِرْيَةُ : الكَذِبُ ، فَرَى
كَذِبًا فَرْيًا ، وافْتَراهُ
: اخْتَلَقَه.
* ورَجُلٌ فَرِىٌ ، ومِفْرًى.
__________________
* وإِنَّهُ
لقَبِيحُ الفِرْيَةِ ، عن اللِّحْيانِىِّ.
* والفَرِىُ : الأَمْرُ العَظِيمُ.
* وفَرِيتُ : دَهِشْتُ. قالَ الأَعْلَمُ الهُذَلِىُّ :
وفَرِيتُ
مِنْ جَزَعٍ فَلا
|
|
أَرْمِى ولا
وَدَّعْتُ صاحِبْ
|
* والفَرْيَةُ : الجَلَبَةُ.
مقلوبه : ي ر ف
* يَرْفَى : حَىٌّ من العَرَبِ.
* ويَرْفَى أَيْضًا : غُلامٌ لعُمَرَ رَضىَ الله عنه.
الراء والباء والياء
ر ب ى
* الرُّبْيَةُ : دُوَيْبَّةٌ. بينَ الفَأْر وأُمِّ حُبَيْنٍ.
* والرُّبْيَةُ : مِن الرِّبا ، وفى الحَدِيث : « لَيْسَ عَلَيْهِم رُبْيَةٌ ، ولا دَمٌ ».
* والإرْبِيانُ : ضَرْبٌ من السَّمَكِ. وقِيلَ : هو نَبْتٌ ، عن
السِّيرافِىِّ.
مقلوبه : ر ي ب
* الرَّيْبُ : صَرْفُ الدَّهْرِ.
* والرَّيْبُ ، والرِّيبَةُ : الظِّنَّةُ ، والتُّهَمَةُ.
وقد رابَنِى الأَمْرُ ، وأَرابَنِى.
* وأَرَبْتُ الرَّجُلَ : جَعَلْتُ فيه رِيبَةً.
* ورِبْتُه : أَوْصَلْتُ إِليه الرِّيبَةَ.
وقِيلَ : رابَنِى : عَلِمْتُ منه الرِّيبَةَ.
* وأَرابَنِى : ظَنَنْتُ ذلكَ به.
* وأَرابَ الرَّجُلُ : صارَ ذا
رِيبَةٍ.
* وأَرابَنِى : جَعَل فِىَ رِيبَةً ، حَكاهُما سِيبَوَيْه.
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : يُقالُ : قد
رابَنِى أَمْرُه يَرِيبُنِى رَيْبًا ، ورِيبَةً ـ هذا كَلامُ العَرَبِ ، إذا كَنَوْا
__________________
أَلْحَقُوا الأَلِفَ ، وإذا لم يَكْنُوا أَلْقَوْا الأَلِفَ. قالَ : وقد
يَجُوزُ فيما يُوقَعُ أَنْ تُدْخِلَ الأَلِفَ ، فتَقُولَ : « أرابَنِى الأَمْرُ ». قالَ الشّاعِرُ :
*كأَنَّمَا أَرَبْتُه برَيْبِ*
قال
الأَصْمَعِىُّ : أَخْبَرَنِى عِيسَى بنُ عُمَرَ أَنَّه سَمِعَ هُذَيْلاً تَقُولُ :
أَرابَنِى أَمْرُه.
* وأَرابَ الأَمْرُ : صارَ ذا رَيْبٍ. وفى التَّنْزِيلِ : (إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍ مُرِيبٍ) [سبأ :٥٤]. أى : ذا رَيْبٍ.
* وأَمْرٌ رَيّابٌ : مُفْزِعٌ.
* وارْتابَ بهِ : اتَّهَمَه.
* والرَّيْبُ : اسمُ رَجُلٍ.
* والرَّيْبُ : اسمُ مَوْضِعٍ. قالَ ابنُ أَحْمَر :
فسارَ به
حَتّى أَتَى بَيْتَ أُمِّه
|
|
مُقِيمًا
بأَعْلَى الرَّيْبِ عندَ الأَفاكِلِ
|
مقلوبه : ب ر ى
* بَرَى العُودَ ، والقَلَمَ ، والقِدْحَ ، وغَيْرَها بَرْيًا : نَحَتَه.
* وابْتَرَاه : كبَرَاه. قالَ طَرَفَةُ :
مِنْ خُطوبٍ
حَدَثَتْ أَمْثالُها
|
|
تَبْتَرِى
عُوَدَ القَوِىِّ المُسْتَمِرّ
|
وقد انْبَرَى. وسَهْمٌ بَرِىٌ
: مَبْرِىٌ.
وقِيلَ : هو
الكامِلُ البَرْىِ.
* والبَرّاءَةُ ، والمِبْراةُ : السِّكِّينُ يُبْرَى
بها القَوْسُ ، عن
أَبِى حَنِيفَةَ.
* والبُراءُ : النُّحاتَةُ. قالَ أبو كَبِيرٍ :
ذَهَبَتْ
بشَاشَتُه وأَصْبَحَ واضِحًا
|
|
حَرِقَ
المَفارِق كالبُراءِ الأَعْفَرِ
|
__________________
والبُرايَةُ : كالبُراءِ.
قالَ ابنُ جِنِّى
: هَمْزَةُ البُراءِ مِن الياءِ ؛ لقَوْلِهم فى تَأْنِيثِه : البُرايَةُ. وقَد كانَ قِياسُه ، إِذْ كانَ لَهُ مُذكَّرٌ ، أن
يُهْمَزَ فى حالِ تأنِيثِه ، فيُقالُ : بُراءَةٌ. أَلا تَراهُم لما جاءُوا بواحِدِ العَظَاءِ ،
والعَباءِ ، عَلَى تذكِيرِه قالُوا : عَظَاءَةٌ ، وعَباءَةٌ ، فهَمَزُوا ، لما
بَنَوُا المُؤَنَّثَ على مُذَكَّرِه. وقد جاءَ نَحْوَ البُراءِ ، والبُرايَةِ غَيْرُ شىءٍ ، قالوا : الشَّقاءُ والشَّقاوَةُ. ولم
يَقُولُوا : الشَّقاءَةُ ، وقالُوا : ناوِيَةٌ بَيِّنَةَ النَّواءِ والنَّوايَة.
ولم يَقُولوا : النَّواءَة. وكَذلك الرَّجاءُ ، والرَّجاوَةُ. وفى هَذا ونَحْوِه
دَلالَةٌ على أَنَّ ضَرْبًا من المُؤَنَّثِ قد يُرْتَجَلُ غَيْرَ مُحْتَذًى به
نَظِيرُه من المُذكَّرِ ، فجَرَت البُرايَةُ مَجْرَى التَّرْقُوَةِ ، وما لا نَظِيرَ له من
المُذَكَّرِ فى لَفْظٍ ولا وَزْنٍ.
* وهُوَ مَن بُرايَتِهِم : أى خُشارَتِهم.
* وناقَةٌ ذاتُ
بُرايَةٍ : أى شَحْمٍ ولَحْمٍ.
وقِيلَ : ذاتُ بُرايَةٍ : أى بَقاءٍ على السَّيْرِ.
* وبَعِيرٌ ذُو بُرايَةٍ : أى باقٍ على السَّيْرِ فقَط.
قالَ
اللِّحْيانِىُّ : وقالَ بَعْضُهم : بُرايَتُهُما : بَقِيَّةُ بُدْنِهِما ، وقُوَّتِهما.
* وبَراهُ السَّفَرُ
يَبْرِيه بَرْيًا : هَزَلَه ، عنه أيضا. قالَ الأَعْشَى :
بأَدْماءَ
حُرْجُوجٍ بَرَيْتُ سَنامَها
|
|
بسَيْرِى
عَلَيْها بعدَ ما كانَ تامِكَا
|
* والبَرَى
: التُّرابُ. يُقالُ
فى الدُّعاء على الإنْسانِ : « بِفيِه البَرَى
». كما يُقالُ : بفِيه
التُّرابُ. وفى الدعاء : « بِفيهِ البَرَى
وحُمَّى خَيْبَرَا ،
وشَرُّ ما يُرَى ، فإِنَّه خَيْسَرَى » ـ لما يُؤْثِرُونَه من السَّجْعِ. وقد
تَقَدَّم.
* وبَرَى له بَرْيًا ، وانْبَرَى
: عَرَضَ.
* وبارَاهُ : عارَضَهُ.
* وتَبَرَّى مَعْرُوفَه ، وبمَعْرُوفِه : اعْتَرَض لَه ، قال خَوّاتُ
بنُ جُبَيْرٍ :
وأَهْلَةِ
وُدٍّ قَدْ تَبَرَّيْتُ وُدَّهُم
|
|
وأَبْلَيْتُهُم
فى الحَمْدِ جُهْدِى ونائِلِى
|
* والبارِى
، والبارِياءُ : الحَصِيرُ المَنْسُوج.
وقِيلَ :
الطَّرِيقُ ، فارسِىٌّ مُعَرّب.
__________________
* وبَرَى : اسمُ مَوْضِع. قال تأَبَّطَ شَرّا :
ولما
سَمِعْتُ العُوص تَرْغُو تَنَفَّرَتْ
|
|
عَصافِيرُ
رَأْسِى من بَرًى فعَوائِنَا
|
مقلوبه : ي ب ر
* يَبْرِينُ : اسمُ مَوْضِعٍ. وفِيه لُغَتانِ.
يَبْرِينُ
فى الرَّفْعِ ، وفى
الجَرِّ والنَّصْبِ يَبْرِينَ
، لا يَنْصَرِفُ
للتَّعْرِيف والتَّأْنِيثِ.
واللُّغَةُ
الأُخْرى : يَبْرُونَ فى الرَّفْعِ ، وفى الجَرِّ والنَّصْبِ يَبْرِينَ ؛ لأَنَ يَبْرُون
أَشْبَه فِى بِنْيَتِه
« مُسْلِمُون » ، فجَرَى إِعرابِه كإِعْرابِه. ولَيْسَت يَبْرِينُ ـ هذه العلمية ـ مَنْقُولَةً من قَوْلِكَ : هُنَ يَبْرِينَ لِفُلانٍ ، أى : يُعارِضْنَه ، كقَوْلِ أَبِى النَّجْمِ
:
*يَبْرِى لَها من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ*
ويَدُلُّ على
أَنّه ليسَ مَنْقُولاً مِنُه قَوْله فيه : يَبْرُونَ.
وليسَ لَكَ
أَنْ تَقُولَ : إِنَ يَبْرِينَ
من بَرَيْتُ القَلَمَ
، ويَبْرُونَ من بَرَوْتُه ، ويكون العلَمُ مَنْقُولاً مِنْهما ، فقد
حَكَى أَبُو زيْدٍ : بَرَيْتُ القَلَمَ ، وبَرَوْتُه.
ولِهذا
نَظائِرُ : كقَنَيْتُ وقَنَوْتُ ، وكَنَيْتُ وكَنَوْتُ ، فيَكُونُ يَبْرُونَ ـ على هذا ـ كيَكْنُونَ ، من قَوْلِكَ : هُنَّ يَكْنُونَ
، ويَبْرِينَ ، كيَكْنِينَ ، من قولِكَ : هُنَّ يَكْنِينَ.
* وإنَّما
مَنَعَكُ أن تَحْمِلَ « يَبْرِينَ
» ،
« يَبْرُونَ » عَلَى بَرَيْتُ وبَرَوْتُ ، أَنَّ العَرَبَ قالَتْ :
هذِى يَبْرِينُ ، فلو كانَتْ يَبْرُونَ
من بَرَوْتُ لقالُوا :
هذِه يَبْرُونَ. ولم يَقُلْهُ أَحدٌ من العَرَبِ. أَلَا تَرَى أَنَّك لو
سَمَّيْتَ رَجُلاً بيَغْزُونَ ـ فيمَن جَعَلَ النُّونَ علامَة الجَمْعِ ـ لقُلْتَ
: هذا يَغْزُون. فدَلَّ ما ذكَرْناهُ على أَنَّ الياءَ والواوَ فى يَبْرِينَ ، ويَبْرُونَ
لَيْسَتا لامَيْنِ.
وإنما هُوَ كهَيْئَةِ الجَمْعِ ، كفَلَسْطِينَ وفَلَسْطُونَ ، وإِذا كانَتْ واوَ
جَمْعٍ كانَتْ زائدةً ، وبعدَها النُّونُ زائدة أيضًا ، فحُروفُ الاسْمِ على ذلِك
ثَلاثَةٌ ، كأَنَّهُ « يَبْرِ » و « يَبْرُ ». وإِذا كانَتْ ثَلاثَةً فالياءُ فيها
أَصْلٌ لا زائِدةٌ ؛ لأَنّ الياءَ إِذا طَرَحْتَها من الاسْمِ ، فبَقِىَ منه
أَقَلُّ من الثَّلاثةِ لم يُحْكَمْ عليها بالزِّيادَةِ البَتَّةَ ، على ما
أحْكَمَه سِيبَوَيْهِ فى باب (علل ما تَجْعَلُه زائدًا من حُرُوفِ الزَّوائد).
ويَدُلُّكَ على
أن يَبْرِينَ لَيْسَت للمُضارَعَةِ أَنَّهُم قالُوا : أَبْرِين ، فلو
كانَتْ حَرْفَ مُضارَعَةٍ لم يُبْدِلُوا مكانَه غَيْرَه ، ولَمْ نَجِدْ ذلِكَ فى
كَلامِهِم البَتَّةَ.
__________________
فأَمَّا
قَوْلُهُم : « أَعْصُرُ » و « يَعْصُر » : اسمُ رَجُلٍ ، فلَيْسَ مُسَمّى
بالفِعْلِ ، وإِنَّما سُمِّىَ به لقَوْلِه ـ أَنْشَدَهُ أبو زَيْدٍ ـ :
أَخُلَيْدُ
إنَّ أَباكَ غَيَّرَ لَوْنَه
|
|
مَرُّ
اللَّيالِى واخْتِلافُ الأَعْصُرِ
|
وسَهُل ذلِك فى
الجَمْعِ ؛ لأَنَّ هَمْزَتَه لَيْسَت للمُضارَعَةِ ، وإنَّما هِىَ لصِيغَةِ
الجَمْعِ.
الراء والميم والياء
ر م ى
* رَمَى الشَّىْءَ
رَمْيًا ، ورَمَى بهِ.
* ورَمَى عن القَوْسِ ، ورَمَى
عَلَيْها ، ولا يُقالُ
: رَمَى بِها فى هذا المَعْنَى. قالَ :
*أَرْمِى عَلَيْها وهى فَرْعٌ أَجْمَعُ*
ورَمَى القَنَصَ رَمْيًا ، لا غَيْرُ.
* وخَرَجَ يَرْتَمِى : إِذا خَرَجَ يَرْمِى
القَنَصَ.
* وخَرَجَ يَتَرَمَّى : إذا خَرَج يَرْمِى
فى الأَغْراضِ ،
وأُصُولِ الشَّجَرِ.
* وتَيْسٌ رَمِىٌ : مَرْمِىٌ
، وكذلِكَ الأُنْثَى ،
وجَمْعُهما : رَمايَا. وإذا لَمْ يَعْرِفُوا ذَكَرًا من أُنْثَى ، فهى
بالهاءِ فيهما.
وقالَ اللِّحْيانِىُّ
: عَنْزٌ رَمِىٌ ، ورَمِيَّةٌ ، والأُولى أَعْلَى.
قال
سِيبَوَيْهِ : وقالُوا : بِئْسَ الرَّمِيَّةُ الأَرْنَبُ ، يُرِيدُونَ بئْسَ الشَّىْءُ ممّا يُرْمَى ، يَذْهَبُ إِلى أَنّ الهاءَ فى غالِبِ الأَمْرِ إنَّما
تَكُونُ للإشْعارِ بأَنَّ الفِعْلَ لم يَقَعْ بعدُ بالمَفْعُولِ. وكذلِكَ
يَقُولُونَ : هذه ذَبِيحَتُكَ ، للشّاةِ التى لم تُذْبَحْ بعدُ ، كالضَّحِيَّةِ ،
فإذا وَقَعَ بها الفِعْلُ فهى ذَبِيحٌ.
* وبَيْنَهُمْ رِمِّيّا : أَى رَمْىٌ.
* والمِرْماةُ : سَهْمٌ يُتَعَلَّمُ به الرَّمْىُ.
وقالَ أبو
حَنِيفَةَ : هو سَهْمٌ صَغِيرٌ ضَعِيفٌ.
قال : وقالَ
أَبُو زِيادٍ : مَثَلٌ للعَرَبِ إذا رَأَوْا كَثْرَةَ المَرامِى فى جَفِيرِ الرَّجُلِ. قالُوا :
__________________
*ونَبْلُ العَبْدِ أكْثَرُها المَرامِى*
وقِيلَ :
مَعْناه : أَنَّ الحُرَّ يُغالِى بالسِّهامِ ، فيَشْتَرِى المِعْبَلَةَ والنَّصْلَ
؛ لأَنَّهُ صاحِبُ حَرْبٍ وصَيْدٍ ، والعَبْدُ إِنّما يكونُ راعِيًا ، فتُقْنِعُه المَرامِى ؛ لأَنَّها أَرْخَصُ أثْمانًا إِنِ اشْتَراها ، وإِنِ
اسْتَوْهَبَها لَمْ يَجُدْ له أَحَدٌ إلا
بمِرْماةٍ.
ومِنْهُ قولُ
النَّبِىِّ صلىاللهعليهوسلم : « يَدَعُ أحَدُكُم الصَّلاةَ ، وهُو يُدْعَى إِلَيْها
، فلا يُجِيبُ ، ولو دُعِىَ إِلى مِرْماتَيْنِ
لأَجابَ » .
* والمِرْماةُ ، والمَرْماةُ : هَنَةٌ بَيْنَ ظِلْفَى الشّاةِ.
* وأَرْمَى الشَّىْءَ من يَدِه : أَلْقاهُ.
* ورَمَى اللهُ فى يَدِه ، وأَنْفِه ـ وغَيْرِ ذلِك من أَعْضائِه
ـ رَمْيًا : إِذا دُعِىَ عليه بذلِك. قالَ النّابِغَةُ :
قُعُودًا
لَدَى أَبْياتِهم يثْمِدُونَها
|
|
رَمَى اللهُ
فى تِلكَ الأُنُوفِ الكَوانِعِ
|
*
رَمَى اللهُ لفُلانٍ
: نَصَرَه ، ومَنَع له ـ عن أَبِى عَلِىٍّ ـ قالَ : وهُو مَعْنَى قَوْلِه تَعالَى
: (وَما رَمَيْتَ إِذْ
رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) [الأنفال : ١٧]. وهذا كُلُّه من الرَّمْىِ
؛ لأَنَّه إِذا
نَصَرَه رَمَى عَدُوَّه.
* والرَّمِىُ : قِطَعٌ صِغارٌ من السَّحابِ. وقِيلَ : هى سَحابَةٌ
عَظِيمَةُ القَطْرِ شَدِيدَةُ الوَقْعِ.
والجمع : أَرْماءٌ ، وأَرْمِيَةٌ ، ورَمايَا.
* والسَّحابُ يَتَرامَى : أَى يَنْضَمُّ بعضُه إلى بعضٍ. وكذلِكَ يَرْمِى. قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِىُّ :
أَنْشَأَ فى
العَيْقَةِ يَرْمى لها
|
|
جُوفُ رَبابٍ
وَرِهٍ مُثْقَلِ
|
* ورَمَى
بالقَوْمِ من بَلَدٍ
إِلَى بَلَدٍ : أَخْرَجَهُم مِنها.
وقد ارْتَمَتْ بهِ البلادُ ، وتَرامَتْ
بهِ. قال الأَخْطَلُ :
ولكن قَذَاها
زائِرٌ لا تُحِبُّه
|
|
ترامَتْ بهِ
الغيطانُ من حَيْثُ لا نَدْرِى
|
__________________
* والرَّمْىُ : الزِّيادَةُ فى العُمُرِ ، عن ابن الأَعْرابِىِّ ،
وأَنْشَدَ :
وعَلَّمَنا
الصَّبْرَ آباؤُنا
|
|
وخُطَّ لَنَا
الرَّمْىُ فى الوافِرَة
|
الوافِرَةُ :
الدُّنْيا.
وقالَ ثَعْلَبٌ
: الرَّمْىُ هاهنا : الخُرُوجُ من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ.
* ورَمَىَ علَى الخَمْسِين رَمْيًا ، وأَرْمَى
: زادَ.
* وكُلُّ ما
زادَ عَلَى شَىْءٍ فقَدْ
أَرْمَى عليهِ.
وقَوْلُ أَبِى
ذُؤَيْبٍ :
فلَمّا
تَرامَاهُ الشَّبابُ وغَيُّهُ
|
|
وفى
النَّفْسِ مِنهُ فِتْنَةٌ وفُجُورُها
|
قال
السُّكَّرِى : تَرامَاهُ الشَّبابُ : أى تَمَّ شَبابُه.
* والرِّماءُ : الرِّبَا.
* ورُمَىّ ، ورِمِيّان
: مَوْضِعان.
* وأَرْمِياء : اسمُ نَبِىٍّ ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْسِبُه
مُعَرَّبًا.
مقلوبه : ر ي م
* الرَّيْمُ : البَراحُ. يُقالُ : ما
رِمْتُ أَفْعَلُه ،
وما رِمْتُ المَكانَ ، وما
رِمْتُ منه.
* ورَيَّمَ بالمَكانِ : أَقامَ.
* والرَّيْمُ : الفَضْلُ.
* والرَّيْمُ : الدَّرَجَةُ ، والدُّكّانُ.
* والرَّيْمُ : النَّصِيبُ يَبْقَى من الجَزُورِ.
وقِيلَ : هو
عَظْمٌ يَفْضُل ، لا يَبْلُغُهم جَمِيعا ، فيُعطاهُ الجَزّارُ.
قال
اللِّحْيانِىُّ : يُؤْتَى بالجَزُورِ ، فيَنْحَرُها صاحِبُها ، ثم يَجْعَلُها
عَلَى وَضَمٍ ، وقد جَزَّأَها عَشْرةَ أَجْزاءٍ على الوَرِكَيْنِ ، والفَخِذَيْنِ
، والعَجُزِ ، والكاهِلِ ، والزَّوْرِ ، والمَلْحاءِ ، والكَتِفَيْنِ ـ وفِيهما
العَضُدانِ ـ ثُمَّ يَعْمِدُ إلى الطَّفاطِفِ ، وخَرَزِ الرَّقَبَةِ ،
فيُقَسِّمُها صاحِبُها عَلَى تِلْكَ الأَجْزاءِ بالسَّوِيَّةِ ، فإِن بَقِىَ
عَظْمٌ ، أو بَضْعَةٌ ، فذلِكَ الرَّيْمُ
، ثُمَّ يَنْتَظِرُ به
الجازِرُ من أَرادَه ، فمَنْ فازَ قِدْحُه فأَخَذه يَثْبُت به ، وإِلا فهو
للجازِرِ. قالَ شاعِرٌ من حَضْرَمَوْتَ :
__________________
وكُنْتُم
كعَظْمِ الرَّيْمِ لم يَدْرِ جازِرٌ
|
|
عَلَى أَىِّ
بَدْأَىْ مُقْسِمِ اللَّحْمِ يَجْعَلُ
|
هكذا أَنْشَدَه
اللِّحيانِىُّ. ورَواه يَعْقُوبُ « يُوضَعُ » ، والمَعروفُ ما أَنْشَدَه
اللِّحيانِىُّ ، ولم يَرْو : « يُوضَعُ » أحَدٌ غيرُ يَعْقوبَ.
* والرَّيْمُ : القَبْرُ. وقِيلَ : وَسَطُه.
* والرَّيْمُ : آخِرُ النَّهارِ إلى اخْتِلاطِ الظُّلْمَةِ.
* ورَيْمانُ : مَوْضِعٌ.
مقلوبه : م ر ى
* مَرَى النّاقَةَ
مَرْيًا : مَسَحَ
ضَرْعَها للدِّرَّةِ ، والاسْمُ المِرْيَةُ.
* وأَمْرَتْ
هِىَ : دَرَّ لَبَنُها. وهى المِرْيَةُ ، والمُرْيَةُ ، والضَّمُّ أَعْلَى.
سِيبَوَيْهِ.
وقالُوا : حَلَبْتُها
مِرْيَةً ، لا تُرِيدُ
فِعْلاً ، ولكنّك تُرِيدُ نَحْوًا من الدِّرَّةِ.
* ومَرَى الشَّىْءَ ، وامْتَراه : اسْتَخْرَجَه.
* والرِّيحُ تَمْرِى السَّحابَ ، وتَمْتَرِيه : تَسْتَخْرِجُه.
* وناقَةٌ مَرِيَّةٌ : غَزِيرَةُ اللَّبَنِ ، حَكاهُ سِيبَوَيْهِ ، وهى
عِنْدَه بمَعْنى فاعِلَةٍ ، ولا فِعْلَ لَها.
وقِيلَ : هِى
الَّتِى ليسَ لها وَلَدٌ ، فهِىَ تَدُرُّ بالمَرْىِ على يَدِ الحالِبِ.
وقد أَمْرَتْ ،
وهى مُمْرٍ.
* والمُمْرِى : التى جَمَعَتْ ماءَ الفَحْلِ فى رَحِمِها.
* ومِرْيَةُ الفَرَسِ : ما اسْتُخْرِجَ من جَرْيِه ، فدَرَّ لذلِكَ
عَرَقُه. وقَدْ مَراهُ
مَرْيًا.
* ومَرَى الفَرَسُ مَرْيًا : إذا جَعَل يَمْسَحُ الأَرْضَ بيَدِه أو رِجْلِه ،
ويَجُرُّها من كَسْرٍ أو ظَلَعٍ.
* والمِرْيَةُ ، والمُرْيَةُ : الشَّكُّ والجَدَلُ.
وقد مارَاهُ مُمَاراةً ، ومِراءً.
* وامْتَرَى فِيه ، وتَمارَى
: شَكَّ. قالَ
سِيبَوَيْهِ : وهذا من الأَفْعالِ الَّتِى تكونُ للواحِدِ.
وقولُه فى
صِفَةِ النَّبِىِّ صلىاللهعليهوسلم : « لا يُشارِى ، ولا
يُمارِى ».
يُشارِى
: يَسْتَشْرِى
بالشَّرِّ ، ـ وقد تَقَدَّمَ ـ ولا
يُمارِى : لا يُدافعُ
عن الحَقِّ ، ولا يُرَدِّدُ الكَلامَ.
__________________
وقَوْلُه
تَعالَى : (أَفَتُمارُونَهُ عَلى
ما يَرى) [النجم : ١٢]. وقُرِئَ : أَفَتَمْرُونَهُ
عَلَى مَا يَرَى.
فمَنْ قَرَأَ : أَفَتَمْرُونَهُ
عَلَى مَا يَرَى.
فمَعْناه : أفَتُجادِلُونَه فى أَنَّه رَأَى اللهَ بقَلْبِه ، وأَنَّه رَأَى
الكُبْرَى من آياتِه؟ ومَنْ قَرَأَ : (أَفَتُمارُونَهُ عَلى
ما يَرى)؟ فمعَنْاه : أفتَجْحَدُونَه؟
* والمارِيَّةُ من القَطَا : المَلْساءُ. وامْرَأَةٌ مارِيَة : بَيْضاءُ ، بَرّاقَةٌ. قال الأصمعى : لا أعلم أَحَدًا
أَتَى بهذه اللَّفْظَةِ إِلا ابْنَ أَحمَرَ ، ولَها أَخَواتٌ ، وقد تَقَدَّمَتْ. والمارِىُ : وَلَدُ البَقَرَةِ الأَبْيَضُ الأَمْلَسُ.
* والمُمْرِيَةُ من البَقَرِ : التى لَها وَلَدٌ مارِىٌ.
* والمارِيَّةُ : البَقَرَةُ الوَحْشِيَّة. أَنْشَد أبو زَيْدٍ :
مارِيَّةٌ
لُؤْلُؤانُ اللَّوْنِ أَوَّدَها
|
|
طَلٌّ
وبَنَّسَ عَنْها فَرْقَدٌ خَصِرُ
|
* ومارِيَةُ : اسمُ امْرَأَةٍ ، وفى المَثَلِ : « خُذْهُ ، ولو
بقُرْطَىْ مارِيَةَ ». يُضْرَبُ ذلك مَثَلاً فى الشَّىءِ يُؤْمَرُ بأَخْذِه
عَلَى كُلِّ حالٍ. وكانَ فى قُرْطَيْها مائِتا دِينارٍ.
* والمُرِىُ ـ مَعْرُوفٌ. واشْتَقَّه أبو عَلِىٍّ من المَرِىءِ. فإِذا كان ذلك ، فليسَ من هذا الباب.
مقلوبه : م ي ر
* المِيرَةُ : جَلَبُ الطَّعامِ.
وقد مارَ عِيالَهُ مَيْرًا ، وامْتَارَ لهم.
* والمَيّارُ : جالِبُ المِيرَة.
* والمُيّارُ : جُلّابُهُ ، ليسَ بجَمْعِ مَيّارٍ ، إنَّما هو جَمْعُ مائرٍ.
* وتَمايَرَ ما بَيْنَهم : فَسَدَ ، كتَماءَر.
* وأَمارَ أَوْداجَهُ : قَطَعَها ، عَلَى أَنَّ ألفَ أَمارَ قد يَجُوزُ أَن تكونَ مُنْقَلِبةً من واوٍ ، لأَنّها
عَيْنٌ.
* وأَمارَ الشَّىْءَ : أَذابَه.
* وأَمارَ الزَّعْفَرانَ : صَبَّ فِيه الماءَ ثُمَّ دافَهُ. قالَ
الشَّمّاخُ يَصِفُ قَوْسًا :
كأَنَّ
عَلَيْها زَعْفَرانًا تُمِيرُه
|
|
خَوازِنُ
عَطّارٍ يَمانٍ كَوانِزُ
|
__________________
ويروى : «
ثَمانٍ » عَلَى الصِّفَةِ للخَوازِنِ.
* ومِرْتُ الدّواءَ : دُفْتُه.
* ومِرْتُ الصُّوفَ مَيْرًا : نَفَشْتُه.
* والمُوارَةُ : ما سَقَطَ مِنْه ، واوُه مُنْقَلِبَةٌ عن ياءٍ ،
للضَّمَّةِ التى قَبْلَها.
* ومَيّارٌ : فَرَسُ قُرْطِ بنِ التَّوْأَمِ.
مقلوبه : ي م ر
* اليَامُورُ ـ بغير هَمْزٍ ـ : الذَّكَرُ من الإيَّلِ.
الراء واللام والواو
ر و ل
* الرُّوَالُ ، والرَّاوُولُ
: لُعابُ الدَّوابِّ.
وقِيلَ : الرُّوالُ : زَبَدُ الفَرَسِ خاصَّةً.
* ورُوَالٌ رائلٌ ، كما قالُوا : شِعْرٌ شاعِرٌ. قالَ :
*مِنْ مَجِّ شِدْقَيْهِ الرُّوَالَ الرّائِلَا*
والرّائِلُ ، والرّاوُولُ
: كُلُّ سِنٍّ زائِدةٍ
لا تَنْبُتُ عَلَى نِبْتَةِ الأَضْراسِ. قالَ الرّاجِزُ :
تُرِيكَ
أَشْغَى قَلِحًا أَفَلَّا
|
|
مُرَكَّبًا
راوُولُه مُثْعَلّا
|
* ورَوَّلَ
الخُبْزَةَ : أَدَمَها
بالإهالَةِ ، والسَّمْنِ.
وقِيلَ : رَوَّلَ الخُبْزَةَ بالسَّمْنِ والوَدَكِ : دَلَكَها بهِ.
وقِيلَ : رَوَّلَ طَعامَه : أكْثَرَ دَسَمَه.
* ورَوَّلَ الفَرَسُ : أَدْلَى لِيَبُولَ.
وقِيلَ : إِذا
أَخْرَجَ قَضِيبَه ليَبُولَ.
* والتَّرْوِيلُ : إِنْعاظٌ فِيه اسْتِرْخاءٌ ، وهو أَنْ يَمْتَدَّ ، ولا
يَشْتَدَّ.
* والمِرْوَل ـ بكسرِ المِيمِ ، وفتحِ الواوِ ـ : القِطْعَةُ من
الحَبْلِ الَّذِى لا يُنْتَفَعُ به.
* والمِرْوَلُ ـ أيضا ـ : قِطْعَةُ الحَبْلِ الضَّعِيف ، كِلاهُما عن
أَبِى حَنِيفَةَ.
__________________
مقلوبه : و ر ل
* الوَرَلُ : دابَّةٌ عَلَى خِلقَةِ الضَّبِّ ، إلا أَنَّه أَعْظَمُ
منه.
والجمعُ : أَوْرالٌ ، ووِرْلانٌ
، والأُنْثَى : وَرَلَة.
* وأُرُل : مَوْضِعٌ. يجوزُ أَنْ تكونَ هَمْزَتُه مُبْدَلَةً من
واوٍ ، وأن تكونَ وَضْعًا ، وأَنْ تكونَ وَضْعًا أَوْلَى ؛ لأَنّا لم نَسْمع
وُرُلاً البَتَّةَ.
الراء والنون والواو
ر ن و
* الرُّنُوُّ : إِدامَةُ النَّظَرِ ، مع سُكونِ الطَّرْفِ.
* رَنَوْتُه ، ورَنَوْتُ
إليه رُنُوّا ، ورَنًا.
* والرَّنَا : الَّذِى يُرْنَى
إِليه من حُسْنِه ،
سَمّاهُ بالمَصْدَرِ ، قالَ جَرِيرُ بنُ الخَطَفَى :
وقَدْ كانَ
من شَأْنِ الغَوِىِّ ظَعائِنٌ
|
|
رَفَعْنَ
الرَّنَا والعَبْقَرِىَّ المُرَقَّمَا
|
وأَرْنانِى حُسْنُ المَنْظَرِ ، ورَنّانِى.
* والرُّنُّوُّ ـ أَيْضًا ـ : اللهوُ مَع شُغْلِ القَلْبِ ، والبَصَرِ
، وغَلَبَة الهَوَى له.
* وفُلانٌ رَنُوُّ فُلانَة : أى يَرْنُو إِلى حَدِيثِها ، ويُعْجَبُ به.
* وإِنَّه لرنُوُّ الأَمانِى : أَى صاحِبُ أُمْنِيَةٍ.
* وكأْسٌ رَنَوْناةٌ : دائمةٌ. قالَ ابنُ أَحْمَرَ :
بَنَّتْ
عليهِ المُلْكَ أَطْنابَها
|
|
كَأْسٌ
رَنَوْناةٌ وطِرْفٌ طِمِرّ
|
ولم نَسْمَعْ بالرَّنَوْناةِ إلّا فى شِعْرِ ابنِ أَحْمَرَ.
وقولُهم فى
الفاجِرَةِ : تُرْنَى ، هى « تُفْعَلُ » من الرُّنُوِّ ، أى : يُدامُ النَّظَرُ إليها ؛ لأَنَّها تُزَنُّ
بالرِّيبَةِ.
* وتُرْنَى. وتَرْنَى
: اسمُ رَمْلَةٍ.
وإنّما
قَضَيْنا عَلَى أَلِفِها بالواو ، وإن كانَتْ لامًا ، لوُجُودِنا « رَنَوْتُ » وعَدَمِنا « رَنَيْت ».
* والرُّناءُ : الصَّوْتُ والطَّرَبُ.
__________________
* وقد رَنَوْتُ : أى طَرِبْتُ.
* ورَنَّيْتُ غَيْرِى : طَرَّبْتُه.
مقلوبه : ر و ن
* رُونَةُ الشَّىْءِ : شِدَّتُه ، ومُعْظَمُه.
* وكَشَفَ
اللهُ عَنْكَ رُونَةَ هذا الأَمْرِ : أى شِدَّتَه ، وغُمَّتَه.
* ويَوْمٌ أَرْوَنانٌ ، وأَرْوَنانِىٌ
: بَلَغَ الغايةَ فى
فَرَحٍ ، أو حُزْنٍ ، أو حَرٍّ.
وقِيلَ : هو
الشَّدِيدُ فى كُلِّ شىءٍ ، من حَرٍّ ، أو بَرْدٍ ، أو جَلَبَةٍ ، أو صِياحٍ. قالَ
النّابِغَةُ الجَعْدِىُّ :
فظَلَّ
لِنسْوَةِ النُّعْمانِ مِنّا
|
|
على
سَفَوَانَ يوم أَرْوَنان
|
هكَذا
أَنْشَدَه سِيبَوَيْهِ. والرِّوايَةُ المَعْرُوفةُ « أَرْوَنانِى » لأَنَّ القَوافِى مَجْرُورَة ، وقد تَقَدَّم أَن أَرْوَنَانًا « أَفْوَعالٌ » من الرَّنِينِ.
* ولَيْلَةٌ أَرْوَنانَةٌ ، وأَرْوَنانِيَّةٌ.
وحكَى ثَعْلَبٌ
: رانَتْ لَيْلَتُنا : اشْتَدَّ غَمُّها وحَرُّها.
وإنّما
حَمَلْناه على « أَفْعَلان » ـ كما ذَهَب إِليه سِيبَوَيْهِ ـ دونَ أنْ يكونَ «
أَفْوَعالاً » من الرَّنَّةِ الَّتِى هى الصَّوتُ ، أو « فَعْوَلانًا » من الأَرَنِ الذى هو النَّشاطُ ؛ لأن « أَفْوَعالا » عَدَمٌ ، وأنَّ
« فَعْوَلانًا » قليلٌ ؛ لأَنّ مثلَ جَحْوَشٍ لا تَلْحَقُه مثلُ هذه الزِّيادَةِ ،
فلما عُدِم الأولُ ، وقَلَّ هذا الثانى ، وصَحَّ الاشْتِقاقُ حَمَلْناهُ على «
أَفْعَلان ».
مقلوبه : و ر ن
* وَرْنَةُ : ذُو القَعْدةِ. أُرَى ذلك فى الجاهِلِيَّةِ.
وقال ثَعْلَبٌ
: هو جُمادَى الآخِرَةُ. وأَنْشَدُوا :
فأَعْدَدْتُ
مَصْقُولا لأَيّامِ وَرْنَةٍ
|
|
إِذا لم
يَكُنْ للطَّعْنِ والرَّمْىِ مَسْلَكُ
|
قال ثَعْلَبٌ :
ويُقالُ له أيضًا : رِنَةُ ، غيرَ مَصْرُوفٍ.
مقلوبه : ن و ر
* النُّورُ : الضَّوْءُ ، أَيّا كانَ.
__________________
وقِيلَ : هو
شُعاعُه ، وسُطُوعُه ، والجمعُ : أَنْوارٌ ، ونِيرانٌ
، عن ثَعْلَبٍ.
* وقد نارَ نَوْرًا ، وأَنارَ ، واسْتَنارَ ، ونَوَّرَ ، الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيانِىِّ.
* واسْتَنارَ به : اسْتَمَدَّ شُعاعَه.
* ونَوَّرَ الصُّبْحُ : ظَهَرَ
نُورُه. قالَ :
وحَتّى
يَبِيتَ القَوْمُ فى الصَّيْفِ لَيْلَةً
|
|
يَقُولُونَ :
نَوِّرْ صُبْحُ ، واللَّيْلُ عاتِمُ
|
* وأَنارَ المَكانَ : وَضَعَ فيه النُّورَ.
وقولُه تَعالَى
: (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ
اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) [النور :
٤٠]. قالَ الزَّجّاجُ : مَعْناهُ
: مَنْ لَمْ يَهْدِه اللهُ للإسْلامِ لَمْ يَهْتَدِ.
* والمَنَارُ ، والمَنَارَةُ : مَوْضِعُ النُّورِ.
* والمَنارَةُ : الّتى يُوضَعُ عَلَيْها السِّراجُ. قالَ أَبُو
ذُؤَيْبٍ :
وكِلاهُما
فِى كَفِّه يَزَنيَّةٌ
|
|
فِيها سِنانٌ
كالمَنارَةِ أَصْلَعُ
|
أرادَ أَن
يُشَبِّه السِّنانَ بالمِصْباحِ ، فلم يَسْتَقِمْ لَه ، فأَوْقَع اللَّفْظَ على المَنارةِ ، وقَوْلُه : « أَصْلَعُ » يُرِيد أَنَّه لا صَدَأَ
عليهِ ، فهو يَبْرُقُ.
والجمعُ : مَناوِرُ ، على القِياسِ ، ومَنائِرُ ، مَهْمُوزٌ ، على غيرِ قِياسٍ. قالَ ثَعلبٌ : إنَّما
ذلكَ ؛ لأَنَّ العَرَبَ تُشَبِّهُ الحرفَ بالحَرْفِ. فشَبَّهُوا مَنارَة ، وهى « مَفْعَلَةٌ » من النُّورِ ، ب « فَعَالَةً ». فكَسَّرُوها تكسِيرَها ، كما قالُوا
: أمْكِنَة فيمَنْ جَعَلَ مَكانًا من الكَوْنِ. فعامَلَ الحَرْفَ الزّائِدَ
مُعامَلَةَ الأصْلِىِّ ، فصارِت الميمُ عندَهُم فى « مِكانٍ » كالقافِ مِن «
قَذالٍ » ومثله فى كلامِ العَرَبِ كثيرٌ.
وأَمّا
سِيبَوَيْهِ فيَحْمِلُ ما هُمِزَ من هذا عَلَى الغَلَطِ.
* والمَنارُ : العَلَمُ.
وما يُوضَعُ
بينَ الشَّيْئَيْنِ من الحُدُودِ.
* والمَنارُ : مَحَجَّةُ الطَّرِيقِ.
وقولُه تَعالَى
: (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ
اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ) [المائدة : ١٥]. قِيلَ : النُّورُ هاهُنا :
__________________
مُحَمَّدٌ صلىاللهعليهوسلم ، أى : جاءَكُم نَبِىٌّ وكِتابٌ.
وقِيلَ : إِنّ
مُوسَى ـ عليهالسلامُ ـ قالَ ـ وقد سُئِلَ عن شَىْء ـ : سَيَأْتِيكُم النُّور.
وقولُه تعالَى
: (وَاتَّبَعُوا النُّورَ
الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ) [الأعراف : ١٥٧]. أى اتَّبَعُوا الحَقَّ الَّذِى بَيانُه فى القُلُوبِ
كبَيانِ النُّورِ فى العُيُونِ.
* والنّارُ : مَعْرُوفَةٌ أُنْثَى.
وفى
التَّنْزِيل : (أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي
النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها) [النمل : ٨].
قالَ
الزَّجّاجُ : جاءَ فى التَّفْسِير أنَ (مَنْ فِي النَّارِ) هاهُنا : نُورُ اللهِ ، و (مَنْ حَوْلَها) قِيلَ : المَلائِكَة ، وقيلَ : نُورُ الله أيْضًا.
وقد تُذكَّرُ
عن أَبِى حَنِيفَة ، وأَنْشَدَ فى ذلِك :
فمَنْ
يَأْتِنا يُلْمِمْ بِنا فى دِيارنا
|
|
يَجِدْ
أَثَرًا دَعْسًا ونارًا تَأَجَّجَا
|
ورواية
سِيبَوَيْهِ :
*يَجِدْ حَطَبًا جَزْلاً ونارًا تَأَجَّجَا*
* والجَمعُ : أَنْورٌ ، ونِيرانٌ
، ونِيْرَةٌ ، ونُورٌ ، ونِيارٌ ، الأَخِيرَةُ عن أَبِى حَنِيفَةَ.
* وتَنَوَّرَها : نَظَرَ إليها ، أو أَتاهَا.
* وتَنَوَّرَ الرَّجُلَ : نَظَرَ إليهِ عندَ النّارِ من حَيْثُ لا يَراهُ.
* والنّارُ : السِّمَةُ. والجَمْعُ كالجَمْعِ. وهى النُّورَةُ.
* ونُرْتُ البَعِيرَ : جَعَلْتُ عليه نارًا.
* وما بهِ نُورَةٌ : أى وَسْمٌ.
* والنَّوْرَةُ ، والنَّوْرُ ـ جَمِيعا ـ : الزَّهْرُ.
وقِيلَ : النَّوْرُ : الأَبْيَضُ ، والزَّهْرُ : الأَصْفَرُ ، وذلك أَنَّه يَبْيَضُّ ثم يَصْفَرُّ.
* وجَمْعُ النَّوْرِ أَنْوارٌ.
* والنُّوَّارُ كالنَّوْرِ ، واحِدَتُه نُوّارَةٌ. وقد
نَوّرَ الشَّجَرُ ،
والنَّباتُ.
* وسَمَّى
خِنْدفُ بنُ زِيادٍ إدْراكَ الزَّرْعِ تَنْوِيرًا ، فقال :
*سامَى طَعامَ الحَىِّ حَتَّى نَوَّرَا*
__________________
وجَمَعَه
عَدِىُّ بنُ زَيْدٍ ، فقالَ :
وذِى
تَناوِيرَ مَمْعُونٍ له صَبَحٌ
|
|
يَغْدُو
أَوابِدَ قد أَفْلَيْنَ أَمْهارَا
|
* وأَنارَ النَّبْتُ ، وأَنْوَرَ : حَسُنَ ، وظَهَرَ.
* والأَنْوَرُ : الحَسَنُ ، الظّاهِرُ الحُسْنِ ، وفى صِفَةِ رَسُول
الله صلىاللهعليهوسلم : « كانَ أَنْوَرَ المُتَجَرَّدِ ».
حكاهُ
الهَرَوِىُّ فى الغَرِيبَيْنِ.
* والنُّورَةُ : الهِناءُ.
* وقد انْتارَ الرَّجُلُ ، وتَنَوَّرَ : تَطَلَّى بالنُّورَةِ. حُكِىَ الأَوَّلُ عن ثَعْلَبٍ. وقالَ الشاعِرُ :
أَجِدَّكُما
لم تَعْلَمَا أَنَّ جارَنَا
|
|
أَبا
الحِسْلِ بالصَّحْراءِ لا يَتَنَوَّرُ
|
* والنَّؤُورُ : دُخانُ الشَّحْمِ الَّذِى يُحْشَى بهِ الوَشْمُ.
* والنَّؤُورُ : حَصاةٌ مِثْلُ الإثْمِدِ تُدَقُّ ، فتُسَفُّها
اللِّثَةُ ، أى : تُقْمَحُها. من قَوْلِكَ : سَفِفْتُ الدَّواءَ.
* والنَّؤُورُ ، والنَّوارُ : المَرْأَةُ النَّفُورُ من الرِّيبَةِ. والجَمْعُ : نُورٌ. وقد
نارَتْ نَوْرًا ، ونَوارًا ، ونِوارًا.
وقيل : النِّوارُ المَصْدَرُ ، والنَّوارُ الاسم.
وقيل : النِّوارُ : النِّفارُ من أَىِّ شَىْءٍ كانَ.
وقد نارَهَا ، ونَوَّرَها ، واسْتَنارَها. قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ يَصِفُ ظَبْيَةً :
بِوادٍ
حَرامٍ لَمْ تَرُعْها حِبالَةٌ
|
|
ولا قانِصٌ
ذُو أَسْهُمٍ يَسْتَنِيرُها
|
وبَقَرَةٌ نَوارٌ : تَنْفِرُ من الفَحْلِ.
* ونُرْتُ الرَّجُلَ : أَفْزَعْتُه. قال :
إِذا هُمُ
نارُوا وإِنْ هُمْ أَقْبَلُوا
|
|
أَقْبَلَ
مِسْماحٌ أَرِيبٌ مِصْقَلُ
|
* ونارَ القَوْمُ ، وتَنَوَّرُوا : انْهَزَمُوا.
__________________
* واسْتَنارَ عَلَيْهِ : ظَفِرَ بهِ ، وغَلَبَه. ومنه قَوْلُ
الأَعْشَى :
فأَدْرَكُوا
بَعْضَ ما أَضاعُوا
|
|
وقاتَلَ
القَوْمُ فاسْتَنارُوا
|
* ونورة : اسم امرأة سَحّارَةٌ. ومِنْه قِيلَ : هُوَ يُنَوِّرُ عَلَيهِ؟ أى يُخَيِّلُ ، وليسَ بعَرَبِىٍّ.
وأَمّا قولُ
سِيبَوَيْهِ ـ فى بابِ الإمالَةِ ـ : مِنْ قولهم : هذا ابنُ نُور ، فقد يَجُوزُ أَنْ يَكونَ اسمَ رَجُلٍ مُسَمّى بالنُّورِ الَّذِى هو الضَّوْءُ ، أو بالنُّورِ الَّتِى هى جَمْعُ نَوار.
وقد يَجُوزُ أن
يكونَ اسْمًا صاغَه لِتَسُوغَ فيهِ الإمالَةُ ، فإِنّه قد يَصُوغُ أَشْياءَ
لِتَسُوغَ فِيها الإمالَةُ ، ويَصُوغُ أَشْياءَ أُخَرَ لتَمْتَنِعَ فيها
الإمالَةُ.
وحَكاهُ ابنُ
جِنِّى : ابنُ بُور ، بالباءِ ، كأَنَّه من قَوْلِه تَعالى : (وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) [الفتح : ١٢] ، وسيأتى ذكره.
* ومَنْوَرٌ : اسمُ موضِعٍ. صَحَّتْ الواوُ فيه صِحَّتَها فى
مَكْوَرَةَ للعَلَمِيَّة. قال بِشْرُ بنُ أَبِى خازِمٍ :
أَلَيْلَى
عَلَى شَحْطِ المَزارِ تَذَكَّرُ
|
|
ومِنْ دُونِ
لَيْلَى ذُو بِحَارٍ ومَنْوَرُ
|
الراء والفاء والواو
ر ف و
* رَفَوْتُه : سَكَّنْتُه من الرُّعْبِ. قالَ أبو خِراشٍ :
رَفَوْنِى وقالُوا
: يا خُوَيْلِدُ لا تُرَعْ
|
|
فقلتُ ـ وأَنْكَرْتُ
الوُجُوهَ ـ : هُمُ هُمُ
|
يَقُول :
سَكَّنُونِى ، اعْتَبَرَ بمُشاهَدَةِ الوُجُوهِ ، وجَعَلَها دَلِيلاً عَلَى ما فِى
النُّفُوسِ ، وقد تَقَدَّم فى الهَمْزِ.
* ورَفَوْتُ الثَّوْبَ رَفْوًا : لُغَةٌ فى رَفَأْتُه ، والهَمْزُ أَعْلَى.
* والمُرافاةُ ـ بلا هَمْزٍ ـ : المُوافَقَةُ.
* والرُّفَة ـ بالتَّخْفِيفِ ـ : التِّبْنُ ، عن أبى حَنِيفَةَ ،
تَقُول العَرَبُ : « اسْتَغْنَت التُّفَةُ عن الرُّفَةِ » والتشديدُ فيها لُغَةٌ.
__________________
مقلوبه : ر و ف
* رَافَ رَوْفًا : سَكَنَ ، والهمزُ فيه لُغةٌ.
وليسَ من
قَوْلِهم : رَؤُوفٌ رَحيمٌ ، ذلِك من الرَّأْفَةِ والرَّحْمَةِ.
مقلوبه : ف ر و
* الفَرْوُ ، والفَرْوَةُ : مَعْروف ، الذى يُلبَسُ ، والجمعُ : فِراءٌ.
* وافْتَرَيْتُ فَرْوًا : لَبِسْتُه ، قال العَجّاج :
*قَلْبَ الخُراسانِىِ فَرْوَ المُفْتَرِى*
* وفَرْوَةُ الرأسِ : أَعْلاه.
وقِيلَ : هُو
جِلْدَتُه بما عَلَيْهِ من الشَّعرِ ، يكونُ للإنْسانِ وغَيْرِهِ ، قالَ الرّاعِى
:
دَنِسُ
الثِّيابِ كأَنَ فَرْوَةَ رَأْسِه
|
|
غُرِسَتْ
فأَنْبَتَ جانِباهَا فُلْفُلَا
|
والفَرْوَةُ : كالثَّرْوَةِ ، فى بعضِ اللُّغاتِ.
وزَعَمَ
يَعْقُوبُ أنّ فاءَها بَدَلٌ.
* وفَرْوَةُ ، وفَرْوانُ
: اسمانِ.
مقلوبه : و ر ف
* وَرَفَ النَّبْتُ وَرْفًا ، ووَرَفًا ، ووَرِيفًا ، ووُرُوفًا : تَنَعَّمَ واهْتَزَّ.
* ووَرَفَ الظِّلُّ : اتَّسَعَ.
مقلوبه : و ف ر
* الوَفْرُ ـ من المالِ ، والمَتاعِ ـ : الكَثِيرُ الواسِعُ.
وقيل : هو العامُّ
من كلِّ شىءٍ.
والجمعُ : وُفُورٌ.
* وقد وَفَرَ المالُ ، والنَّباتُ ، وَفْرًا ووُفُورًا ، وفِرَةً.
* وأَرْضٌ وَفْراءُ : فى نَباتِها.
* ووَفَرَ الشىءَ
وَفْرًا ، وفِرَةً ، ووَفَّرَه
: كَثَّرَه.
__________________
* وكذلكَ وَفَرَ لَه مالَه وَفْرًا ، وفِرَةً.
* ووَفَّرَهُ : جَعَلَه وافرًا.
* ووَفَرَه عِرْضَه ، ووَفَّرَه
له : لم يَشْتُمه ،
كأَنَّه أَبْقاهُ له كَثِيرًا طَيِّبًا ، لم يَنْقُصْه بشَتْمٍ ، قال :
ألِكْنِى وفِرْ
لابْنِ الغَرِيرَةِ عِرْضَه
|
|
إلى خالِدٍ
مِن آلِ سَلْمَى بن جَنْدَلِ
|
ووَفَرَ عِرْضُه ، ووَفِرَ
وُفُورًا ـ كِلاهما ـ :
كَرُمَ ولم يُبْتَذَلْ ، وهو من الأَوَّل.
* ووَفَرَ الشىْءَ : أكْمَلَه.
* ووَفَّرَ الثَّوبَ : قَطَعَه وافرًا.
وكَذلك
السِّقاءُ إذا لم يُقْطَعْ من أَدِيمه فَضْلٌ.
* ومَزادَةٌ وَفْراءُ : وافِرةُ الجِلْدِ.
* والوَفْراءُ أيضا : المَلأَى المُوَفَّرَةُ المَلْء.
* والمَوْفُور ـ فى العروض ـ : كلُّ جُزْءٍ يَجوزُ فيه الزِّحاف ،
فيَسْلَمُ ، هذا قول أَبِى إسحاقَ.
وقال مَرَّةً :
المَوْفُورُ : ما جاز أن يُخْرَمَ فلم يُخْرَمْ ، وهو « فَعُولُنْ
مَفاعِيلُنْ » و « مُفاعَلَتُنْ ».
وإن كانَ فيها
زِحافٌ غيرُ الخَرْمِ لم تَخْلُ مِن أن تكونَ مَوْفُورَةً ، قال : إنما سُمِّيَت مَوْفُورة ؛ لأَنّ أوتادَها
تَوَفَّرتْ.
* وأُذُنٌ وَفْراءُ : ضَخْمَةُ الشَّحْمَة ، عَظِيمةٌ.
وقولُه :
وابْعث
يسارًا إلى وَفْرٍ مُذَمَّمَةٍ
|
|
واحْدِجْ
إِليها بذِى عَرْضَين قِنْعاسِ
|
معناه : إنه لم
يُعْطُوا منها الدِّياتِ ، فهى مُوَفَّرةٌ ، يَقولُ له : أنتَ راعٍ.
* ووَفَرَه عَطاءَه : إذا رَدَّه عَلَيه وهُو راضٍ ، أو مُسْتَقِلٌّ
له.
* والوَفْرَةُ : الشَّعرُ المُجْتَمِعُ علَى الرأسِ.
وقيل : ما سال
على الأُذُنَيْن من الشَّعرِ.
* والجَمْعُ : وِفارٌ.
قال كُثَيِّرُ
عَزَّةَ :
__________________
كأَنَ وِفارَ
القَوْمِ فوقَ رِحالِها
|
|
إِذا حُسِرَت
عنها العَمائِمُ عُنْصُلُ
|
وقيل : الوَفْرَةُ : أَعْظَمُ من الجُمَّةِ ، وهذا غَلَطٌ ، إنما هى وَفْرَةٌ ، ثم جُمَّةٌ ، ثم لِمَّةٌ.
* والوَفْرَةُ : ما جاوَزَ شَحْمَةَ الأُذُنِ. والجُمَّةُ : ما جاوَزَ الأُذُنَيْنِ.
واللِّمَّةُ : ما أَلَمَّ بالمَنْكِبَيْن.
* والوافِرَةُ : أَلْيَةُ الكَبْشِ إذا عَظُمَتْ.
وقيل : هِى
كُلُّ شَحْمَةٍ مُسْتَطِيلَةٍ.
وقولُه ـ أنشدَه
ابن الأعرابى ـ :
وعَلَّمَنا
الصَّبْرَ آباؤُنا
|
|
وخُطَّ لنا
الرَّمْىُ فى الوافِرَةْ
|
* والوافِرَةُ : الدُّنْيا ، وقِيلَ : الحَياةُ.
* والوافِرُ : ضَرْبٌ من العَرُوضِ ، وهو : مُفَاعَلَتُنْ
مُفاعَلَتُنْ فَعُولُنْ .. مَرَّتَيْنِ.
سُمِّىَ هذا
الشّطرُ وافِرًا ؛ لأَنَّ أَجْزاءَه مُوَفَّرَةٌ له وُفُورَ أَجْزاءِ الكامِلِ ، غيرَ أَنّه حُذِف من حُرُوفِه ،
فلم يُكَمَّلْ.
مقلوبه : ف و ر
* فارَ الشَّىءُ
فَوْرًا ، وفُؤُورًا ، وفُوارًا ، وفَوَرَانًا : جاشَ.
* وأَفَرْتُه ، وفُرْتُه
ـ المُتَعَدِّيان ـ عن
ابن الأعرابى ـ وأَنْشَد :
فلا
تَسْأَلِينِى واسْأَلِى عن خَلِيقَتِى
|
|
إِذا رَدَّ
عافِى القدرِ من يَسْتَعِيرُها
|
وكانُوا
قُعُودًا حَوْلَها يَرْقُبُونَها
|
|
وكانَتْ
فتاةُ الحَىِّ مِمَّنْ يُفِيرُها
|
يُفِيرُها : يُوقِدُ تَحْتَها ، ويُرْوى : « يَفُورُها » على فُرْتُها.
ورَواهُ غيرُه
« يُغِيرُها » ، أَى : يَشُدُّ وَقُودَها.
* وفارَ العِرْقُ فَوَرانًا : هاج ونَبَعَ.
* وضَرْبٌ فَوّارٌ : رَغِيبٌ واسِعٌ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ ، وأَنْشَدَ
:
بضَرْبٍ
يُخَفِّتُ فَوّارُه
|
|
وطَعْنٍ
تَرَى الدَّمَ مِنه رَشِيشَا
|
__________________
إذا قَتَلُوا
منكُمُ فارِسًا
|
|
ضَمِنّا له
خَلْفَهُ أَنْ يَعِيشَا
|
يُخَفِّتُ فَوَّارُه ، أَى : أَنَّها واسِعَةٌ ، فدَمُها يَسِيلُ ولا صَوْتَ
له ، وقَوْلُه :
« ضَمِنّا لَه خَلْفَه أن يَعِيشَا »
يَعْنِى أَنَّه
يُدْرَكُ بثَأْرِه ، فكَأَنَّه لم يُقْتَلْ.
* وفارَ المِسْكُ يَفُورُ
فُوارًا ، وفَوَرانًا : انْتَشَرَ.
* وفارَةُ المِسْكِ : رائحِتُه. وقِيلَ : فارَتُه : وِعاؤُه.
* وأَمّا فَأْرَةُ المِسْك ، بالهَمْزِ ؛ فقد تَقَدَّمَ ذِكرُها.
* وفارَةُ الإِبِلِ : فَوْحُ جُلُودِها إِذا نَدِيَتْ بعدَ
الوِرْدِ ، قال :
لها فارَةٌ
ذَفْراءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ
|
|
كما فَتَقَ
الكافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُهْ
|
* وجاءُوا مِنْ فَوْرِهِمْ : أى مِن وَجْهِهِمْ.
* والفائِرُ : المُنْتَشِرُ الغَضَبِ. من الدَّوَابِّ وغَيْرِها.
* وفارَ فائِرُه : انْتَشَرَ غَضَبُه.
وقولُه تعالَى
: (وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ
هذا) [آل عمران : ١٢٥] قالَ الزَّجّاجُ : أَىْ من وَجْهِهِمْ هذا.
* والفِيرَةُ : الحُلْبَةُ تُخْلَطُ للنُّفَساءِ ، وقد فَوَّرَ لها ، وقد تَقَدَّم ذلك فى الهَمْز.
* والفارُ : عَضَلُ الإِنْسانِ.
ومن كَلامِهِم
: « ابْرِزْ نارَك ، وإِنْ هَزَلْتَ فارَك
» أى : أَطْعِم
الطَّعامَ وإنْ أَضْرَرْتَ ببَدِنِكَ ، وحَكاه كُراعٌ بالهَمْزِ. والفَوّارتانِ : سِكَّتانِ بينَ الوَرِكَيْنِ والقُحْقُحِ إِلى عُرْضِ
الوَرِكِ ، لا يَحُولانِ دُونَ الجَوْفِ ، وهُما اللَّتانِ تَفُورانِ فتَتَحرّكانِ إِذا مَشَى.
وقِيلَ : الفَوّارَةُ : حَرْقٌ فى الوَرِكِ إلى الجَوْفِ ، لا يَحْجُبُه
عَظْمٌ.
* وفَوّارَةُ الماءِ : مَنْبَعُه.
* والفُورُ : الظِّباءُ ، لا واحِدَ لها ، هذا قَوْلُ يَعْقُوبَ ،
وقال كُراعٌ : واحِدُها
فائِرٌ.
* والفُورَةُ : الكُوفَةُ ، عنه أَيْضًا.
__________________
* وفَوْرَةُ الجَبَلِ : سَراتُه ، ومَتْنُه ، قال الرّاعِى :
فأَطْلَعَتْ
فَوْرَةَ الآجامِ جافِلَةً
|
|
لم تَدْرِ
أَنَّى أتاهَا أَوّلُ الذُّعُرِ
|
* والفِيارَانِ
: حَدِيدَتانِ
تكْتَنِفانِ لِسانَ المِيزانِ ، وقد
فُرْتُه ، عن ثَعْلَبٍ.
ولو لَم نَجِد
الفِعْلَ لقَضَيْنَا عليهِ بالواوِ ، لَعَدَمِنا (ف ى ر) مُتناسِقَةً.
الراء والباء والواو
ر ب و
* رَبَا الشىءُ
يَرْبُو رُبُوّا ، ورِباءً : زادَ ونَمَا.
* وأَرْبَيْتُه : نَمَّيْتُه ، وفِى التَّنْزِيلِ : (وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) [البقرة : ٢٧٦].
* وأَرْبَى عَلَى الخَمْسِينَ ونَحْوِها : زادَ.
* ورَبَا السَّوِيقُ ، ونحوُه رُبُوّا : صُبَّ عليهِ الماءُ فانْتَفَخَ.
وقولُه تَعالَى
ـ فى وَصْفِ الأَرْضِ ـ : (اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ) [الحج : ٥] قِيلَ : مَعْناهُ : عَظُمَتْ وانْتَفَخَتْ.
وقولُه تَعالَى
: (فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً
رابِيَةً) [الحاقة : ١٠] أى : أَخْذَةً تَزِيدُ عَلَى الأَخَذاتِ.
* والرَّبْوُ ، والرَّبْوَةُ : البُهْرُ ، وانْتِفاخُ الجَوْفِ ، أَنْشَدَ ابنُ
الأَعرابِىّ :
ودُونَ
جُذُوٍّ وانْتِهاضٍ ورَبْوَةٍ
|
|
كأَنَّكُما
بالرِّيقِ مُخْتَنِقانِ
|
أى : لَسْتَ
تَقْدِرُ عَلَيْها إِلّا بعدَ جُذُوٍّ على أَطْرافِ الأَصابِعِ ، وبَعْدَ رَبْوٍ يَأْخُذُكَ.
* ورَبَا : أَخَذَه الرَّبْوُ.
* وطَلَبْنَا
الصَّيْدَ حَتّى تَرَبَّيْنَا ، أى : بُهِرْنا.
* والرِّبَا : العِينَةُ ، وهو الرِّمَا أيْضًا ، على البَدَلِ ، عن
اللِّحْيانِىِّ. وتَثْنِيَتُه : رِبَوَانِ
، ورِبَيانِ ، وأصْلُه من الواوِ ، وإنَّما يُثَنَّى بالياءِ
للإِمالَةِ السائِغَةِ فيهِ من أَجْلِ الكَسْرَةِ.
* ورَبَا المالُ : زادَ بالرِّبا.
* والمُرْبِى : الَّذِى يَأْتِى الرِّبا.
* والرَّبْوُ ، والرَّبْوَة ، والرُّبْوَة ، والرِّبْوةُ ، والرِّباوَةُ ، والرَّباوَةُ ، والرّابِيَةُ ، والرَّباةُ ـ كُلُّهَا ـ : ما ارْتَفَعَ من الأَرْضِ ، أَنْشَدَ
ابنُ الأَعْرابِىِّ :
__________________
يَفُوتُ
العَشَنَّقَ إِلْجامُها
|
|
وإِنْ هُوَ
وافَى الرّباةَ المَدِيدَا
|
المَدِيدَ :
صِفَةٌ للعَشَنَّقِ ، وقد يَجُوزُ أَنْ يكونَ صِفَةً للرَّباةِ عَلَى أن يكونَ
«فَعِيلَةً» فى معنى «مَفْعُولَة» ، وقد يَجُوزُ أن يكونَ على المَعْنَى ، كأَنَّه
قالَ : «الرَّبْوَ المَدِيدَ» فيكون حِينَئِذٍ فاعِلاً ومَفْعُولاً.
* وأرضٌ مُرْبِيَةٌ : طَيِّبَةٌ.
وقَدْ رَبَوْتُ فى حِجْرِه رُبُوّا ، ورَبْوًا ـ الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيانِىِّ ـ ورَبِيتُ رَباءً ، ورُبِيّا ـ كِلاهُما : نَشَأْتُ ، أَنْشَدَ اللِّحْيانِىُّ :
ثَلاثَةُ
أَمْلاكٍ رَبَوْا فى حُجُورِنا
|
|
فهَل قائِلٌ
حَقّا كمَنْ هُوَ كاذِبُ؟
|
هكَذَا رَواه «
رَبَوْا » على مِثالِ « غَزَوْا » ، وأَنْشَدَ فى الكَسْرِ
للسَّمَوْأَلِ بنِ عادِياءَ :
نُطْفَةٌ
مَّا خُلِقَتْ يَوْمَ بُرِيتُ
|
|
أمِرَتْ
أَمْرَها وفِيها رَبِيتُ
|
كَنَّها
اللهُ تَحْتَ سِرٍّ خَفِىٍ
|
|
فتَخافَيْتُ
تَحْتَها ، فخَفِيتُ
|
وَلِكُلٍّ
مِنْ رِزْقِهِ ما قَضَى اللهُ ،
|
|
وإِن حَكَّ
أَنْفَه المُسْتَمِيتُ
|
ورَبَّيْتُه أَنَا.
* والأُرْبِيَّةُ : ما بَيْنَ أَعْلَى الفَخِذِ وأَسْفَلِ البَطْنِ.
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : هى أَصْلُ الفَخِذِ مما يَلِى البَطْنَ ، وقد تقدَّم أَنّها «
فُعْلِيَّةٌ ».
* وأُرْبِيَّةُ الرَّجُلِ : أَهْلُ بَيْتِه ، وبَنُو عَمِّه ، لا تكونُ
الأُرْبِيَّةُ من غَيْرِهم.
* والرِّبْوَةُ : الجَماعَةُ ، قِيلَ : هُمْ عَشَرةُ آلافٍ ،
كالرُّبَّةِ.
وإنَّما قَضَيْنَا
بالواوِ عَلَى ما لم تَظْهَرْ فيه الواوُ من هذا البابِ ، لوُجُودِنا « رَبَوْتُ » وعَدَمِنا « رَبَيْتُ
» على مِثالِ «
رَمَيْت ».
مقلوبه : ر و ب
* رابَ الَّلبَنُ رَوْبًا ، ورُؤُوبًا : خَثُرَ.
وقِيلَ : الرّائِبُ : الَّذِى يُمْخَضُ فَيُخْرَجُ زُبْدُه.
* ولَبَنٌ رَوْبٌ : رائِبٌ.
__________________
تقَوُلُ
العَرَبُ : « ما عِنْدِى شَوْبٌ ولا
رَوْبٌ » ،
فالرَّوْبُ ما تَقَدَّمَ ذِكْرُه ، والشَّوْبُ
: العَسَل المشُوبُ.
وقِيلَ : الرَّوْبُ : اللَّبَنُ ، والشَّوْبُ
: العَسَل ، من غَيْرِ
أَنْ يُحَدَّ.
وقالُوا : « لا
شَوْبَ ولَا رَوْبَ » فى البَيْعِ والشِّراءِ ، تَقُولُ ذلِكَ فى
السِّلْعَةِ تَبِيعها ، أى : إِنِّى بَرِىءٌ من عَيْبِها ، وهو مَثَلٌ بذَلِكَ.
* ورَوَّبَ اللَّبَنَ ، وأَرابَهُ
: جَعَلَهُ رائِبًا.
وقِيلَ : المُرَوَّبُ : قَبْلَ أَنْ يُمْخَضَ.
* والرّائِب : بعد المَخْضِ وإِخْراجِ الزُّبْدِ.
قال أبو زَيْدٍ
: « التَّرْويبُ : أَنْ تَعْمدَ إِلى اللَّبَنِ إذا جَعَلْتَه فى
السِّقاءِ ، فتَقْلِبَه ليُدْرِكَه المَخْضُ ، ثم تَمْخُضَهُ ولم يَرُبْ حَسَنًا ». هذا نَصُّ قَوْلِه ، وأرادَ بقَوْلِه : «
حَسَنًا » نِعِمَّا.
* والمِرْوَبُ : السِّقاءُ الَّذِى يُرَوَّبُ
فيهِ ، قالَ :
عُجَيِّزٌ من
عامِرِ بنِ جُنْدَبِ
|
|
تُبْغِضُ
أَنْ تَظْلِمَ ما فِى المِرْوَبِ
|
* وسقاءٌ مُرَوّبٌ : رُوِّبَ
فيه اللَّبَنُ.
وفى المَثَلِ :
« أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقاءٌ
مُرَوَّبٌ ». والرَّوْبَةُ : بَقِيَّةُ اللَّبَنِ المُرَوَّبِ.
* والرُّوبَة ، والرَّوْبَةُ : خَمِيرَةُ اللَّبَنِ ، الفَتْحُ عن كُراعٍ.
* والرُّوبَةُ ، والرَّوْبَةُ ـ الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيانِىِّ ـ : جِمامُ ماءِ
الفَحْلِ.
وقيل : هو
اجْتِماعُه.
وقِيلَ : هو
ماؤُه فى رَحِمِ الناقَةِ ، وهو أَغْلَظُ من المُهاةِ ، وأَبْعَدُ مَطْرَحًا.
* وما يَقَومُ برُوبَةِ أَمْرِه : أى بجِماعِ أَمْرِه ، كأَنَّه من رُوبَةِ الفَحْلِ.
* والرُّوبَةُ : الحاجَةُ ، وما يَقُومُ برُوبَةِ أَهْلِهِ ، أى : بما أَسْنَدُوا إِليه من حَوائِجِهم ،
وقِيلَ : لا يَقُومُ بقُوتِهِم ومَؤُونَتِهم.
* والرُّوبَةُ : قِوامُ العَيْشِ.
* والرُّوبَة : الطائِفَةُ من اللَّيْلِ.
* ورُوبَةُ بن العَجّاج مُشْتَقٌّ منه ، فِيمَنْ لم يَهْمِزْ ؛
لأَنَّهُ وُلِدَ بعد طائِفَةٍ من اللَّيْلِ.
__________________
وقِيلَ :
مَضَتْ رُوبَةٌ من اللَّيْلِ ، أى : ساعَةٌ ، وبَقِيَتْ رُوبَةٌ من اللَّيْلِ ، كذلك.
وقَطَّعَ
اللَّحْمَ رُوبَةً رُوبَةً ، أى : قِطْعَةً قِطْعَةً.
* ورابَ الرَّجُلُ رَوْبًا ، ورُؤُوبًا تَحيَّرَ ، وفَتَرَتْ نَفْسُه من شِبَعٍ أو نُعاسٍ.
وقِيلَ :
سَكِرَ من النَّوْمِ.
وقِيلَ : إذا
قامَ من النَّوْمِ خاثِرَ البَدَنِ والنَّفْسِ.
* ورَجُلٌ رائِبٌ ، وأَرْوَبُ
ورَوْبانُ ، والأُنْثَى رائِبَةٌ ، عن اللِّحْيانِىِّ ، لم يَزِدْ على ذلكَ ، من قَوْمٍ رَوْبَى ، قالَ سِيبَوَيْهِ : هُمُ الَّذِين أَثْخَنَهُم
السَّفَرُ والوَجَعُ ، فاسْتَثْقَلُوا نَوْمًا ، شُبِّهَ فى الجَمْعِ بهَلْكَى ،
وسَكْرَى.
* ورابَ الرَّجُلُ ، ورَوَّبَ
: أَعْيَا ، عن
ثَعْلَبٍ.
* ورابَ دَمُه رَوْبًا : إذا حانَ هَلاكُه.
* والرُّوبَةُ : مَكْرَمَةٌ من الأَرْضِ. كَثِيرةُ النَّباتِ
والشَّجَرِ.
* والرُّوبَةُ : كَلُّوبٌ يُخْرَجُ به الصَّيْدُ من الجُحْرِ ، وهو
المِحْرَشُ ، عن أَبِى العَمَيْثَلِ الأَعْرابِىِّ.
* ورُوَيْبَةُ : أَبُو بَطْنٍ.
مقلوبه : ب ر و
* البُرَةُ : الخَلْخالُ ، وتُجْمَعُ : بُراتٍ ، وبُرًى
، وبُرِينَ ، وبِرِينَ.
* والبُرَةُ : الحَلْقَةُ فى أَنْفِ البَعِيرِ.
وقالَ
اللِّحْيانِىُّ : هى الحَلْقَةُ من صُفْرٍ ـ أو غَيْرِه ـ تُجْعَلُ فى لَحْمِ
أَنْفِ البَعِيرِ ، والجمعُ كالجَمْعِ ، على ما يَطَّرِدُ فى هذا النَّحْوِ.
وحَكَى أَبُو
عَلِىٍّ الفارِسِىُّ ـ فى الإِيضاح ـ بَرْوَةٌ وبُرًى
، وفَسَّرها بنَحْوِ
ذلِك ، وهذا نادِرٌ.
* وبُرَةٌ مَبْرُوَّةٌ : أَى مَعْمُولَةٌ.
* وبَرَوْتُ الناقَةَ ، وأَبْرَيْتُها : جَعَلْتُ فى أَنْفِها
بُرَةً ، حَكَى
الأُولَى ابنُ جِنِّى.
* وبَرَوْتُ العُودَ والقَلَمَ بَرْوًا : لُغَةٌ فى بَرَيْتُ ، والياءُ أَعْلَى.
مقلوبه : و ر ب
* الوَرْبُ : وِجارُ الوَحْشِىِّ.
* والوَرْبُ : العُضْوُ. وقِيلَ : هُوَ ما بَيْنَ الأَضالِع.
* والوَرْبُ : الفِتْرُ ، والجَمْعُ : أَوْرابٌ.
* والوَرْبَةُ : الحُفْرَةُ التى فى أَسْفَلِ الجَنْبِ ، يَعْنِى
الخاصِرَة.
* والوَرْبَةُ : الاسْتُ.
* ووَرِبَ جَوْفُه وَرَبًا : فَسَدَ.
* وعِرْقٌ وَرِبٌ : فاسِدٌ ، قال أبو ذَرَّةَ الهُذَلِىُّ :
إِنْ
يَنْتَسِبْ يُنْسَبْ إِلى عِرْقٍ وَرِبْ
|
|
أَهْلِ
خَزُوماتٍ وشَحّاجٍ صَخِبْ
|
مقلوبه : ب و ر
* البَوارُ : الهَلاكُ.
* بارَ بَوْرًا ، وبَوارًا. وأبارَهُمْ
اللهُ.
* ورَجُلٌ بُورٌ. قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ الزِّبَعْرَى :
يا رَسُولَ
المَلِيكِ إِنَّ لِسانِى
|
|
راتِقٌ ما
فَتَقْتُ إِذْ أَنَا بُورُ
|
وكَذلِكَ
الاثْنانِ ، والجَمِيعُ ، والمُؤَنَّثُ.
وفى
التَّنْزِيلِ : (وَكُنْتُمْ قَوْماً
بُوراً) [الفتح : ١٢] ، وقد يَكُونُ « بُورٌ » جمعَ بائِرٍ.
وقِيلَ :
رَجُلٌ بائِرٌ ، وقَوْمٌ بَوْرٌ ـ بفَتْحِ الباءِ ـ فهو عَلَى هذا اسْمٌ للجَمْعِ ،
كنائِمٍ ونَوْمٍ ، وصائِمٍ وصَوْمٍ.
* ودَارُ البَوَارِ : دارُ الهَلَاكِ.
ونَزَلَتْ بَوارِ عَلَى الناسِ ، قالَ أَبُو مُكْعِتٍ الأَسَدِىُّ :
قُتِلَتْ
فكانَ تَباغيًا وتَظالُمًا
|
|
إِنَّ
المَظالِمَ فى الصَّدِيقِ بَوارِ
|
وبارَت السُّوقُ : كَسَدَتْ.
* وبُورُ الأَرْضِ ـ بالضَّمِّ ـ : ما بارَ مِنها فلم يُعْمَرْ بالزَّرْعِ.
وقال
الزَّجّاجُ : البائِرُ ـ فى اللُّغَةِ ـ : الفاسِدُ ، الَّذِى لا خَيْرَ فيه ،
قال : وكَذلِك أَرْضٌ بائِرَةٌ : مَتْرُوكَةٌ من أَنْ يُزْرَعَ فيها.
__________________
وقال أبو
حَنِيفَةَ : البَوْرُ ـ بفتح الباءِ وسَكُونِ الواوِ ـ : الأَرْضُ كُلُّها
قبلَ أنْ تُسْتَخْرَجَ حَتَّى تُصْلَحَ للزَّرْعِ أو الغَرْسِ.
* ورَجُلٌ
حائِرٌ بائِرٌ ، يَكونُ من الكَسَلِ ، ويكونُ من الهَلاكِ.
* وبارَهُ بَوْرًا ، وابْتارَهُ
ـ كِلاهُما ـ :
اخْتَبَرَهُ ، قالَ مالِكُ بنُ زُغْبَةَ :
بضَرْبٍ
كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه
|
|
وطَعْنٍ
كإِيزاغِ المَخاضِ تَبُورُها
|
* والفَحْلُ يَبُورُ الناقَةَ ، ويَبْتارُها : يَنْظُرُ أَلاقِحٌ هى أَمْ حائِلٌ؟
* وفَحْلٌ مِبْوَرٌ : عارِفٌ بالحالَيْنِ.
* وابنُ بُورٍ : حكاهُ ابنُ جِنِّى فى الإِمالَةِ ، والَّذِى ثَبَتَ
فى كتابِ سِيبَوَيْهِ ابنُ نُورٍ ، بالنُّون ، وقد تَقَدَّمَ.
* والبُورِىّ ، والبُورِيَّةُ ، والبُورِياءُ ، والبارِىُ
، والبارِياءُ ، والبارِيَّةُ ـ فارسىٌّ مُعَرَّبٌ ـ قِيلَ : هو الطَّرِيقُ. وقِيلَ :
الحَصِيرُ المَنْسُوجُ.
مقلوبه : و ب ر
* الوَبَرُ : صُوفُ الإِبِلِ ، والأرَانِبِ ، ونَحْوها ، والجَمعُ
: أَوْبارٌ. وحاجَى به ثَعْلَبَةُ بنُ عُبَيْدٍ ، فاسْتَعْمَلَه
للنخل ، فقالَ :
شَتَتْ
كَثَّةَ الأَوْبارِ لا القُرَّ تَتَّقِى
|
|
ولا الذِّئبَ
تَخْشَى وَهْىَ بالبَلَدِ المُفْضِى
|
يُقال : جَمَلٌ
وَبِرٌ ، وأَوْبَرُ ، وناقَةٌ
وَبِرَةٌ ، ووَبْراءُ.
* وبَناتُ أَوْبَرَ : ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ مُزْغِبٌ. قال أَبُو حَنِيفَةَ
: بَناتُ أَوْبَرَ : كمأةٌ كأَمْثالِ الخُصَى صِغارٌ ، يكُنَّ فى
النِّقْضِ ، من واحِدَةٍ إلى عَشْرٍ ، وهى رَدِيئَةُ الطَّعْمِ ، وهى أَوَّلُ
الكَمْأَةِ.
وقالَ مَرّةً :
هِىَ مثلُ الكَمْأَةِ ولَيْسَتْ بكَمْأَةٍ ، وهى صِغارٌ.
* فأمّا قولُ
الشاعِرِ :
ولَقَدْ
جَنَيْتُكَ أَكْمُؤًا وعَساقِلاً
|
|
ولَقَدْ
نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ
|
__________________
فإنَّه زادَ
الأَلِفَ والّلامَ للضَّرُورَةِ ، كقَولِ الراجِزِ :
*باعَدَ أُمَّ العَمْرِ مِنْ أَسِيرِها*
وقَوْلِ
الآخَرِ :
*يا لَيْتَ أُمَّ العَمْرِ كانَتْ صاحِبِى*
يُرِيدُ «
أَمَّ عَمْرٍو » فيمَنْ رَواهُ هكذا ، وإِلّا فالأَعْرَفُ : « يا لَيْتَ أُمَّ
الغَمْر ».
وقد يجوزُ أَن
يكونَ « أَوْبَرُ » نِكَرَةً ، فعَرَّفَه بالّلامِ ، كما حَكَى
سِيبَوَيْهِ أنَّ « عِرْسًا » من « ابنِ عِرْسٍ » قد نَكَّرَه بعضُهم ، فقالَ :
هذا ابنُ عِرْسٍ مقْبِلٌ.
وقال أَبو
حَنِيفَةَ : يُقالُ : إِنَّ بَنِى فُلانٍ مِثْلُ بَناتِ أَوْبَرَ ، يُظَنُّ أَنَّ فِيهم خَيْرًا.
* ووَبَّرَت الأَرْنَبُ والثَّعْلبُ : إذا مَشَى فى الحُزُونَةِ ليُخْفِىَ
أَثَرَه فلا يَتَبَيَّن.
* والوَبْرُ : دُوَيْبَّةٌ على قَدْرِ السِّنَّوْرِ غَبْراءُ أو
بَيْضاءُ من دَوابِّ الصَّحْراءِ ، والأُنْثُى وَبْرَةٌ ، والجمعُ : وَبْرٌ ، ووُبُورٌ ، ووِبارٌ ، ووِبارَةٌ ، وإِبارَةٌ.
* ووَبَّرَ الرَّجُلُ : تَشَرَّدَ ، فصارَ مع الوَبْرِ ، أو مِثْلَ الوَبْرِ فى التَّوَحُّشِ.
قال جَرِيرٌ :
فما فارَقْتَ
كِنْدَةَ عن تَراضٍ
|
|
وما
وَبَّرْتَ فى شُعَبَى ارْتغابَا
|
* وأُمُ الوَبْرِ : اسمُ امْرأةٍ ، قالَ الرّاعِى :
بأَعْلامِ
مَرْكُوزٍ فعَنْزٍ فغُرَّبٍ
|
|
مَغَانِىَ
أُمِ الوَبْرِ إِذْ هِىَ ما هِيَا
|
* ومَا بالدّارِ وابِرٌ : أى ما بِها أَحَدٌ ، لا يُسْتَعْمَلُ إلّا فى
النَّفْىِ.
* والوَبْراءُ : نَباتٌ.
* ووَبارِ : أَرْضٌ كانَتْ لِعادٍ ، وغَلَبَتْ عَلَيها الجِنُّ ،
فمِن العَرَبِ من يُجْرِيها مُجْرَى « نَزالِ » ومِنْهُم من يُجْرِيها مُجْرَى «
سُعادَ » ، وأنْشَدَ سِيبَوَيْهِ للأَعْشَى :
ومَرَّ
دَهْرٌ عَلَى وَبارِ
|
|
فهَلَكَتْ
جَهْرَةً وَبارُ
|
__________________
قالَ :
والقوافِى مَرْفُوعَةٌ.
* والوَبْرُ : من أيّامِ العَجُوز السَّبْعَةِ ، التى تكونُ فى
آخِرِ الشِّتاءِ.
وقِيلَ :
إنَّما هُو « وَبْرٌ » بغَيْر ألفٍ ولامٍ ، تَقولُ العَرَبُ : « صِنٌّ
وصِنَّبْرٌ ، وأُخَيُّهُما
وَبْرٌ » ، وقد
يَجُوزُ أن يَكُونُوا قالُوا ذَلك للسَّجْعِ ، لأَنّهُم قد يَتْرُكُونَ للسَّجْعِ
أشياءَ يُوجِبُها القِياسُ.
* ووَبْرٌ ، ووَبْرَةُ : اسْمان.
* ووَبْرَةُ : لِصٌّ مَعْروفٌ ، عن ابنِ الأَعْرابِىِّ.
الراء والميم والواو
ر م و
* الرِّمَا : الرِّبَا. وقالَ اللِّحْيانِىُّ : هو عَلَى البَدَلِ.
مقلوبه : ر و م
* رامَ الشَّىْءَ
رَوْمًا : طَلَبَه ،
ومِنْه رَوْمُ الحَرَكَةِ فى الوَقْفِ على المَرْفُوعِ والمَجْرورِ.
قالَ
سِيبَوَيْهِ : أَمّا الَّذِين رامُوا الحَرَكَةَ ، فإِنَّهُم دَعاهُمْ إِلى ذلِكَ الحِرْصُ
عَلَى أَنْ يُخْرِجُوها من حالِ ما لَزِمَهُ إِسْكانٌ عَلَى كُلِّ حالٍ ، وأَنْ
يُعْلِمُوا أَنَّ حالَها عِنْدَهُم ليسَ كحالِ ما سَكَنَ عَلَى كُلِّ حالٍ ،
وذَلِك أرادَ الّذِين أَشَمُّوا ، إِلا أَنَّ هؤلاءِ أَشَدُّ توكِيدًا.
* والمَرَامُ : المَطْلَبُ.
* والرُّوْمُ : شَحْمَةُ الأُذُنِ ، وفى حَدِيثِ أَبِى بَكْرٍ ـ رَضِىَ
اللهُ عنه ـ أَنَّه أَوْصَى رَجُلاً فى طَهارَتِه ، فقالَ : « تَعَهَّدِ
المَنْشَلَةَ والرُّومَ ». حكاهُ الهَرَوِىُّ فى الغَرِيبَيْنِ.
* والرُّومُ : جِيلٌ مَعْروفٌ ، واحِدُهُم : رُومِىٌ.
قال
الفارِسِىُّ : هو من بابِ زِنْجِىٍّ وزِنْجٍ. قالَ : ومِثْلُه ـ عِنْدِى ـ فارِسِىٌّ
وفُرْسٌ.
* والرُّومَةُ : الغِراءُ الَّذِى يُلْصَقُ به رِيشُ السَّهْمِ ، قالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : هِىَ بغَيْرِ هَمْزٍ ، وحَكاها ثَعْلَبٌ مهْمُوزَةً.
* ورُومَةُ : بِئْرٌ بالمَدِينةِ.
* ورُومَةُ : مَوْضِعٌ بالسُّرْيانِيَّة.
وقد سَمَّت
العَرَبُ رُوَيْمًا ، ورُومانَ
، وهو أَبُو
قَبِيلَةٍ.
* ورُوام : مَوْضِعٌ. وكذلِكَ رامَةُ ، قالَ زُهَيْرٌ :
لِمَنْ
طَلَلٌ بِرَامَةَ لا يَرِيمُ
|
|
عَفَا وخَلَا
له حُقُبٌ قَدِيمُ
|
فأَمّا
إكثارُهُم من تَثْنِيَة « رامَةَ » فى الشِّعْرِ فعَلَى قَوْلِهم للبَعِيرِ : ذُو
عَثانِينَ ، كأَنَّه قَسَمَها جُزْأَيْنِ ، كما قُسِمَتْ تلكَ أَجْزاءً.
وإِنَّما
قَضَيْنَا على « رَامَتَيْنِ
» أنها تَثْنِيَةٌ
للضَّرُورةِ ، لأَنَّها لو كانَتْ أَرْضَيْنِ لقِيلَ : الرّامَتَيْنِ ، بالألف واللّامِ ، كقَوْلِهم : الزَّيْدانِ. وقد جاءَ
« الرّامَتانِ » باللّامِ ، قالَ كُثَيِّرٌ :
خَلِيلَىَّ
حُثّا العِيسَ نُصْبِحْ وقد بَدَا
|
|
لَنا من
جِبالِ الرّامَتَيْنِ مَناكِبُ
|
* ورَامَهُرْمُزَ : مَوضِعٌ ، وقد تقَدَّمَ ما فِيه من اللُّغاتِ.
مقلوبه : و ر م
* الوَرَمُ : النُّبُوُّ ، والانْتِفاخُ ، وقد وَرِمَ يَرِمُ ، نادِرٌ ، وقياسُه يَوْرَمُ
، ولم نَسْمَعْ به.
* وأَوْرَمَت النّاقَةُ : وَرِمَ
ضَرْعُها. والمَوْرِمُ : مَنْبِتُ الأَضْراسِ.
* وأَوْرَمَ بالرجلِ ، وأَوْرَمَه
: أَسْمَعَه ما
يَغْضَبُ لَه ، وهُوَ من ذلِك.
* وفَعَلَ به
ما أَوْرَمَه ، أى : ما ساءَه وأَغْضَبَه. والمُوَرَّمُ : الضَّخْمُ من الرِّجالِ ، قالَ طَرَفَةُ :
لَه
شَرْبَتانِ بالعَشِىِّ وأَرْبَعٌ
|
|
من اللَّيْلِ
حَتّى عادَ صُخْدًا مُوَرَّمَا
|
وقد يكونُ «
المُنَفَّخَ » أى : « صُخْدًا مُنَفَّخَا ».
* ووَرِمَ النَّبْتُ وَرَمًا ، فهو
وارِمٌ : سَمَقَ وطالَ
، قالَ الجَعْدِىُّ :
فَتَمطَّى
زَمْخَرِىٌ وارِمٌ
|
|
من رَبيعٍ
كُلَّما خَفَّ هَطَلْ
|
* والأَوْرَمُ
: الجَماعَةُ ، قالَ
البُرَيْقُ :
بأَلْبٍ
أَلُوبٍ وحَرّابَةٍ
|
|
لَدَى مَتْنِ
وازِعِها الأَوْرَمُ
|
يقالُ : ما
أَدْرِى أىُ الأوْرَمِ هُوَ؟! وخَصَّ يَعْقُوبُ به الجَحْدَ.
__________________
مقلوبه : م ر و
* المَرْوُ : حِجارَةٌ بِيضٌ بَرّاقَةٌ ، تكونُ فيها النّارُ ،
قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ :
الواهِبُ
الأُدْمَ كالمَرْوِ الصِّلابِ إِذا
|
|
ما حارَدَ
الخُورُ واجْتُثَّ المَجالِيحُ
|
واحِدَتُها مَرْوَةٌ.
قال أَبو حَنِيفَةَ
: المَرْوُ : أَصْلَبُ الحِجارَةِ ، وزَعَمَ أَنَّ النَّعامَ
تَبْتَلِعُه ، وذَكَرَ أَنَّ بعضَ المُلُوكِ عَجِبَ من ذلِكَ ، ودَفَعَه ، حَتّى
أَشْهَدَه إيّاهُ المُدَّعِى.
* والمَرْوَةُ : جَبَلٌ بمَكَّةَ ، وفى التَّنْزِيلِ : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ
اللهِ) [البقرة : ١٥٨].
* والمَرْوُ : شَجَرٌ طَيِّبُ الرِّيحِ.
* ومَرْوُ : مَدِينَةٌ بفارِسَ ، النَّسَبُ إِليها مَرْوِىٌ ومَرَوِىٌ ، ومَرْوَزِىٌ
، الأَخيرتانِ من
نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ.
* ومَرْوانُ : اسمُ رَجُلٍ.
* ومَرْوانُ : اسمُ جَبَلٍ ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : أَحْسَبُ ذلك.
* والمَرْوُ : شَجَرٌ.
* والمَرَوْراةُ : الأَرْضُ الَّتِى لا شَىْءَ فيها. والجَمعُ : مَرَوْرًى.
قال
سِيبَوَيْهِ : هُو بمَنْزِلةِ « صَمَحْمَحٍ » ، وليسَ بمنزِلَة « عَثَوْثَل » ؛
لأَنّ بابَ « صَمَحْمَحٍ » أكثرُ من بابِ « عَثَوْثَلٍ ».
* ومَرَوْراةُ : اسمُ أَرضٍ بعَيْنِها ، قالَ أبو حَيَّة
النُّمَيْرِىّ :
وما مُغْزِلٌ
تَحْنُو لأَكْحَلَ أَيْنَعَتْ
|
|
لها
بمَرَوْرَاةَ الشُّرُوجُ الدَّوافِعُ
|
مقلوبه : م و ر
* مارَ الشَّىءُ
يَمُورُ مَوْرًا : ترَدَّدَ فى عُرْضٍ.
* والمَوْرُ : الطَّرِيقُ المَوْطُوءُ المُسْتَوِى.
* والمَوْرُ : المَوْجُ.
* ومارَت النّاقَةُ فى سَيْرِها
مَوْرًا : ماجَت
وتَرَدَّدَت.
__________________
* وناقَةٌ مَوّارَةٌ : سَهْلَةُ السَّيْرِ سَرِيعَةٌ ، قالَ عَنْتَرَةُ :
خَطّارَةٌ
غِبَّ السُّرَى مَوّارَة
|
|
تَطِسُ
الإِكامَ بذاتِ خُفٍّ مِيثَم
|
وكذلِكَ
الفَرَسُ.
* ومارَ الشَّىءُ
مَوْرًا : اضْطربَ
وتَحرَّكَ ، هذه عن ابن الأعرابىِّ.
* وسهم مَائِرٌ : خفيفٌ نافذٌ دَاخِلٌ للأَجْسامِ ، قالَ أبو عارِمٍ
الكِلابِىُّ :
لقَدْ عَلِمَ
الذِّئْبُ الَّذِى كان عادِيًا
|
|
عَلَى الناسِ
أَنِّى مائِرُ السَّهْمِ نازِعُ
|
* ومَشْىٌ مَوْرٌ : لَيِّنٌ.
* والمُورُ : الغُبارُ المُتَرَدِّدُ.
وقِيلَ :
التُّرابُ تُثِيرُه الرِّيحُ.
* وريحٌ مَوّارَةٌ ، ورِياحٌ مُورٌ ، نادِرٌ.
والعَرَبُ
تَقولُ : « ما أَدْرِى أَغَارَ ، أَم مارَ » حكاهُ ابنُ الأَعْرابِىِّ ، وفَسَّرَه ، فقالَ : غارَ : أَتَى الغَوْرَ ، ومارَ : أَتَى نَجْدًا.
* وقَطاةٌ مارِيَّةٌ : مَلْساءُ.
* وامْرَأَةٌ مارِيَّةٌ : بَيْضَاءُ بَرّاقَةٌ ، كأَنَّ اليدَ تَمُورُ عَلَيْها ، أَى : تَذْهَبُ وتَجِىءُ.
وقد تكونُ المارِيَّة « فاعُولَةٌ » من المَرْىِ ، وقد تَقَدَّمَ.
* ومُرْتُ الوَبَرَ
فانْمارَ : نَتَفْتُه
فانْتَتَفَ.
* والمُوَرةُ ، والمُوارَةُ : ما نَسَلَ من عَقِيقَةِ الجَحْشِ ، وصُوفِ الشّاةِ ،
حَيَّةً كانَتْ أو مَيْتَةً ، قالَ :
أَوَيْتُ
لعَشْوَةٍ فى رَأْسِ نِيقٍ
|
|
ومُورَةِ
نَعْجَةٍ ماتَتْ هُزالا
|
قالَ :
وكَذلِكَ الشَّىْءُ يَسْقُطُ من الشىْءِ. والشَّىْءُ يَفْنَى فيَبْقَى منه
الشَّىْءُ.
* ومارَ الدَّمُ ، والدَّمْعُ : سالَ.
* ومارَسَرْجِسُ : مَوْضِعٌ ، وقد تَقَدَّمَ.
__________________
باب الثلاثى اللفيف
(الراء والهمزة والياء)
ر أ ى
* الرؤية : النظر بالعين والقلب.
وحكى ابن
الأعرابى : « الحمد لله على رِيَّتِك
» أى : رؤيتك. وفيه صنعة ، وحقيقتها : أنه أراد : رؤيتك ، فأبدل الهمزة واوًا إبدالاً صحيحًا فقال : رُويتك ، ثم أدغم لأن هذه الواو قد صارت حرف علّة بما سُلّط
عليها من البدل فقال : « رُيَّتِك
ثم كسر الراء لمجاورة
الياء فقال : رِيَّتك.
وقد رأيتُه رَأْيَةً ورُؤْيةً ، وليست الهاء فى رَأْيَةٍ هنا للمرّة الواحدة ، إنما هو مصدر كرؤية إلا أن تريد
المرّة الواحدة فيكون : رأيته
رَأْيَةً كقولك : ضربته
ضربةً ، فأمّا إذا لم ترد هذا
فرَأْيَةٌ كرؤيةٍ ليست
الهاء فيها للواحد.
ورأيته رِيانًا كرؤية. هذه عن اللحيانى.
وَرَيْتُه على
الحذف ، أنشد ثعلب :
وَجْنَاءُ
مُقْوَرَّةُ الأَقْراب يَحْسِبُهَا
|
|
مَنْ لَمْ
يَكُنْ قَبْلَ رَاها رَأْيَةً جَمَلاً
|
حَتَّى
يَدُلَّ عَلَيْهَا خَلْقُ أَرْبَعَةٍ
|
|
فى لازِقٍ
لاحِقِ الأَقْرَابِ فانْشَمَلَا
|
خلق أربعة :
يعنى ضمور أخلافِها ، وانْشَملَ : ارتفع كانْشَمَرَ ، يقول : من لم يرها قبلُ ظنها جملاً لعظمها ، حتى يدل عليها ضمورُ أخلافها
؛ فيعلم حينئذ أنها ناقة ؛ لأن الجمل ليس له خِلْفٌ. وأنشد ابن جِنّى :
حتى يقولَ
كلُّ مَن راهِ اذْ رَاهْ
|
|
يا وَيْحَهُ
من جَمَلٍ ما أَشْقَاهْ!
|
__________________
أراد : كلُّ من
راهُ إذ
راهْ فسكَّن الهاء
وألقى حركة الهمزة عليها.
وقوله :
مَنْ را
مِثْلَ مَعْدان بنِ يَحْيى
|
|
إذا ما
النِّسْعُ طالَ على المَطِيَّةْ
|
مَنْ را مِثْلَ
مَعْدان بنِ يَحْيى
|
|
إذا هَبَّتْ
شآمِيَّةٌ عَرِيَّهْ
|
أصل هذا : رأى
، فأبدل الهمزة ياء
كما يقال فى ساءَلت : سايَلْتُ ، وفى قرأت : قَريْتُ ، وفى أخطأت : أخطيت.
فلما أبدلت
الهمزة التى هى عينٌ ياءً أبدلوا الياء ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، ثم حذف
الألف المنقلبة عن الياء التى هى لام الفعل لسكونها وسكون الألف التى هى عين
الفعل.
قال : وسألت
أبا علىّ فقلت له : من قال : من را مثل معدان بن يحيى ، فكيف ينبغى له أن يقول : فَعِلْتُ
منه؟
فقال : (رَئيتُ) ويجعله من باب (حَيِيت) و (عَيِيتُ).
قال : لأن
الهمزة فى هذا الموضع إذا أبدلت عن الياء تُقلب.
وذهب أبو على
فى بعض مسائله إلى أنه أراد
رأى فحذف الهمزة
كما حذفها من أَرَيْت ونحوه.
وكيف كان الأمر
فقد حُذفت الهمزة وقُلبت الياء ألفًا ، وهذا إعلالان تواليا فى العين واللام.
ومثله ما حكاه سيبويه من قول بعضهم (جا ـ يجى) فهذا إبدال العين التى هى ياءٌ ألفا
، وحذف الهمزة تخفيفًا ، فأعلّ اللام والعين جميعًا.
وأنا أراه : والأصل أرآه حذفوا الهمزة وألقوا حركتها على ما قبلها.
قال سيبويه :
كلّ شىء كانت أوّله زائدة سوى ألف الوصل من : رأيت
فقد اجتمعت العرب على
تخفيف همزه ، وذلك لكثرة استعمالهم إياه. جعلوا الهمزة تعاقب. يعنى أن كل شىء كان
أوّله زائدة من الزوائد الأربع نحو
أرى ، ويرى ، ونرى
، وترى فإن العرب لا تقول ذلك بالهمز أى إنها لا تقول : (أرْأى) ولا (يرْأى) ولا (نرْأَى) ولا (تَرْأى) ؛ وذلك لأنهم جعلوا همزة المتكلم فى أرى تعاقب الهمزة التى هى عين الفعل ، وهى همزة أرأى حيث كانتا همزتين. وإن كانت الأولى زائدة ، والثانية
أصلية. وكأنهم إنما فرّوا من التقاء
__________________
همزتين ، وإن كان بينهما حرف ساكن وهى الراء ، ثم أتبعوها سائر حروف
المضارعة ، فقالوا : يرى
ونرى كما قالوا : أرى.
قال سيبويه :
وحكى أبو الخطاب (قد
أرآهم) يجىء به على الأصل ، وذلك قليل ، قال :
أَحِنُّ
إِذَا رَأَيْتُ جِبَالَ نَجْدٍ
|
|
وَلَا
أَرْأَى إِلى نَجْدٍ سَبِيلَا
|
وقال بعضهم : (ولا أرى) على احتمال الزحاف.
وقال سراقة
البارقىّ :
أُرى عيَنىَّ
ما لم تَرْأياه
|
|
كِلانا عالمٌ
بالتُّرَّهاتِ
|
وقد رواه
الأخفش ما لم ترياه على التخفيف الشائع عن العرب فى هذا الحرف.
* وارتأيت واسترأيت كرأيت أعنى من رؤية العين.
قال اللحيانى :
قال الكسائى : اجتمعت العرب على همز ما كان من رأيت
واسترأيت وارتأيت فى رؤية العين ، وبعضهم يترك الهمز وهو قليل ، والكلام العالى :
الهمز ، فإذا جئت إلى الأفعال المستَقْبَلةِ أجمعت العرب الذين يهمزون والذين لا
يهمزون على ترك الهمز.
قال : وبه نزل
القرآن نحو : (فَتَرَى الَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) [المائدة : ٥٢] ، فَتَرَى
(الْقَوْمَ فِيها
صَرْعى) [الحاقة : ٧] ، و (إِنِّي أَرى فِي
الْمَنامِ) [الصافات : ١٠٢] ، (وَيَرَى الَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ) [سبأ : ٦] إلا تيمَ الربابِ فإنهم يهمزون مع حروف المضارعة ، وهو الأصل ،
قال شاعرهم :
أَلَمْ
تَرْءَ ما لاقَيْتُ والدهرُ أعصُرٌ
|
|
ومن
يَتَّمَلَّ الدهرَ يَرْءَ وَيَسْمَعِ
|
فإذا جئت إلى
الأمر فإن أهل الحجاز يقولون : رَ ذلك ، وللاثنين : رَيا ذاك ، وللجميع : رَوْا ذاك ، وللاثنين كالرجلين ، وللجمع رَيْن ذاكُنَّ ، وبنو تميم يهمزون جميع ذلك.
قال : فإذا
قالوا : أرَأيت فلانا ، أفرأيتَكم
فلانا ، فإن أهل
الحجاز يهمزون ، وإن لم يكن من كلامهم الهمز. فإذا عدَوتَ أهلَ الحجاز فإن عامّة
العرب على ترك الهمز ، نحو
أَرَيْتَ
__________________
الذى يُكَذّبُ ، وقالوا : ولو
تر ما أهل مكة.
قال أبو على :
أرادوا : (ولو ترى ما) فحذفوا لكثرة الاستعمال.
* ورجل رَأَّاء
: كثير الرؤية.
قال غيلان
الرَّبَعِىّ :
*كأنها وقد رآها الرَّأَّاءْ*
* والرِّءْىُ الرُّؤاء والمرآة : المنظر.
* وقيل : الرِّءْىُ والرُّؤاء : حُسن المنظر.
* والمَرآة : عامة المنظر ، حسنًا كان أو قبيحًا.
* وما له رُؤاءٌ ، ولا شاهد ، عن اللحيانى ، لم يزد على ذلك شيئًا.
* والترْئِيَة : البهاء وحُسن المنظر : اسم لا مصدر. قال ابن مُقبل :
أمَّا
الرُّؤاءُ فَفينَا حَدُّ تَرْئِيَة
|
|
مثلُ الجبالِ
الذى بالجِزع منِ إِضَمِ
|
* واستَرْأَى
الشىء : استدعى رؤيته.
وأرَيتُه إياه إراءةً وإرآءً. المصدران عن سيبويه.
قال : الهاء
للتعويض وتركُها على ألا يُعوّض ، وَهُم مما يعوّضون بعد الحذف ولا يعوّضون.
* وراءَيت الرجل مُراءَاةً ورياءً : أَريْته
أنّى على خلاف ما أنا
عليه. وفى التنزيل (بَطَراً وَرِئاءَ
النَّاسِ) [الأنفال : ٤٧] وفيه (الَّذِينَ هُمْ
يُراؤُنَ) [الماعون : ٦] يعنى : المنافقين أى : إذا صلى المؤمنون صلَّوا معهم يُرونهم أنهم على ما هُم عليه.
* وراءَيْتُه مُراءاةً ورِياءً : قابلته فرأيته ، وكذلك تراءَيته
، قال أبو ذؤيب :
أَبَى اللهُ
إلَّا أَنْ يُقِيدَكَ بعد ما
|
|
تَراءَيتُمُونى
من قَرِيبٍ وَمَوْدِقِ
|
يقولُ : أقادَ
اللهُ منك علانيةً ، ولم يُقِدْ غِيلَةً.
* والمِرآة : ما
ترأَّيْت فيه.
* وقد أرَيْتُه إياها ورأَّيْتُهُ
ترئِيَةً : عرضتُها عليه
، أو حبستُها له ينظر نفسَه.
وترأَّيت فيها ، وتراءَيت.
__________________
وجاء فى الحديث
: « لا يَتَمَرْأَ أحدُكم فى الماء » أى لا ينظر وجهه فيه. وزنه (يَتَمَفْعَل). حكاه سيبويه ،
من قول العرب : تمَسْكن من المسكين ، وتمَدْرَع من المِدْرَعة.
وكما حكاه أبو
عبيد من قولهم : تمَندَلْتُ بالمِنديل.
* والرُّؤيا : ما
رأيته فى منامك.
وحكى الفارسى
عن أبى الحسن رُيَّا. قال : وهذا على الإدغام بعد التخفيف البدلىّ ، شبّهوا
واو رُوْيا التى هى فى الأصل همزة مخففةٌ بالواو الأصلية غير المقدر فيها الهمز
نحو لويتُ ليّا ، وشويت شيّا.
وكذلك حكى
أيضًا رَيّا ، أتبع الياء الكسرة كما يفعل ذلك فى الواو الوضعية.
وقال ابن جنِّى
: قال بعضهم فى تخفيف رؤيا : رِيَّا بكسر الراء ، وذلك أنه لما كان التخفيف يُصيرُها إلى رُوْيا ثم شُبِّهَتْ الهمزة المخففة بالواو المُخْلَصَة نحو
قولهم : قَرنٌ ألْوى ، وقُرونٌ لِىٌّ وأصلها لُوْىٌّ ، فقلبت الواء للياء بعدها ،
ولم يكن أقيسَ القولين قلبُها كذلك أيضًا كُسرت الراء فقيل : رِيَّا ، كما قيل قرون لِىٌّ فنظير قلب واو رُوْيا إلحاق التنوين ما فيه اللام ، ونظير كسر الراء إبدال
الألف فى الوقف على المنوّن المنصوب مما فيه اللام نحو (العتابا). وهى الرُّؤى ، ورأيت
عنك رؤًى حسنَةً : حملتُها.
* والرَّئِىُ والرِّئِىُ : الجنِّىّ يراه
الإنسان.
وقال اللحيانى
: له رَئِىٌ من الجن ورِئىٌ
إذا كان يحبه ويألفه.
* والرَّئىّ والرِّئىّ : الثوب ينشر للبيع عن أبى على.
* وقالوا : رأْىَ عينى زيدًا فَعَلَ ذاك. وهو من نادر المصادر عند سيبويه
، ونظيره : سمع أُذْنى ، ولا نظير لهما فى المُتَعَدِّيَات.
* والتَّرْئِيَةُ والترِئَة والتَّرِيَّة ـ الأخيرة نادرة : ما
تراه المرأة من
صُفرة أو بياضٍ أو دمٍ قليل عند الحيضِ. وقد راءت. وقيل : التَّرِيّةُ : الخِرْقَةُ التى تعرِفُ بها المرأة حَيْضتَها من
طُهرها ، وهو من الرُّؤية.
* وتراءَى القوم : رأى
بعضهم بعضًا.
* وتراءى لى وترأَّى
عن ثعلب : تصدَّى لأراه.
* ورأَى المكانُ المكانَ : قابله حتى كأنَّه يراه ، قال ساعدة :
__________________
لمَّا رَأَى
نَعْمانَ حَلَّ بِكِرْفىءٍ
|
|
عَكَرٍ كما
لَبَجَ النُّزولَ الأرْكُبُ
|
وقرأ أبو عمرٍو
وأَرْنَا مَنَاسِكَنَا [البقرة : ١٢٨] وهو نادر لما يلحق الفِعل
من الإجحاف.
* وأرْأَتِ الناقة والشاة وهى مُرْءٍ ومُرئِيَةٌ : رُئى
فى ضرعها الحملُ
واستُبين ، وكذلك المرأة ، وجميع الحوامل إلا فى الحافر والسَّبُع.
* وأرْأَتِ العنز : ورِم حَياؤها عن ابن
الأعرابى وتُبين فيها ذلك.
* وترأَّى النّخل : ظهرت ألوان بُسْره عن أبى حنيفة. وكُلّه من رؤية العين.
* ودورُ القوم
منا [رِئاءٌ]
: أى منتهى البصر حيث تراهم. وهو منّى مرأًى
ومَسْمَعٌ.
وإن شئت نصبت ،
وهو من الظروف المخصوصة التى أجريت مُجرَى غير المخصوصة عند سيبويه.
قال : هو مثل
مَناطَ الثُريّا ، ودرَجَ السيولِ ، ومعناه : هو منى بحيث أراه وأسمعه.
* وهم رِئاءُ ألْفٍ : أى زِهاءُ ألْفٍ فيما ترى العين. ورأيت
زيدًا حليمًا :
علمتُهُ. وهو على المثل برؤية العين.
وقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً
مِنَ الْكِتابِ) [آل عمران : ٢٣] قيل : معناه : ألم تعلم ، ألم ينته علمه إلى هؤلاء ،
ومعناه : اعرِفهم. يعنى علماء أهل الكتاب ، أعطاهم الله علم نبوة النبى صلىاللهعليهوسلم بأنه عندهم مكتوب فى التوراة والإنجيل ، يأمرهم
بالمعروف ، وينهاهم عن المنكر.
وقال بعضهم :
معنى : ألم تر : ألم تُخبر ؛ وتأويله : سؤال فيه إعلام ، وتأويله : أى
اعلم قصتهم.
* وأتاهم حين
جَنَ رُؤْىٌ رُؤْيا ، ورَأْىٌ
رَأْيًا : أى حين
اختلط الظلام فلم يتراءَوا.
* وارْتَأَينا فى الأمر وتراءَيناه
: نظرناه.
* والرأى : الاعتقاد ، اسم لا مصدرٌ ، والجمع آراء. قال سيبويه : لم يُكَسَّر على غير ذلك. وحكى اللحيانى
فى جمعه : أرْءٍ مثلُ أرْعٍ ، ورُئِىٌ
ورِئِىٌ.
وأما ما أنشده
خلف الأحمر من قول الشاعر :
__________________
أما ترانى
رجُلا كما ترى
|
|
أحمِلُ فوقى
بِزَّتى كما ترى
|
على قَلوصٍ
صَعْبةٍ كما ترى
|
|
أخافُ أن
تَطْرحَنى كما ترى
|
فما ترى فيما ترى
كما ترى
|
فالقول عندى فى
هذه الأبيات أنها لو كانت عدَّتُها ثلاثة لكان الخطب فيها أيسر ؛ وذلك لأنك كنت
تجعل واحدًا منها من رؤية العين كقولك : كما تُبصر ، والآخر من رؤية القلب التى فى
معنى العلم ؛ فيصير كقولك : كما تعلم. والثالثُ من : رأيتُ ، التى بمعنى الرأْىِ والاعتقادِ ، كقولك : فلانٌ يرى رأى أهل العدل ، وفلان يرى
رأى الشُّراة أى :
يعتقد اعتقادهم. ومنه قول الله سبحانه (لِتَحْكُمَ بَيْنَ
النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ) [النساء : ١٠٥] فحاسة البصر هنا لا تتوجَّهُ ، ولا يجوز أن يكون بما أعلمك
الله ؛ لأنه لو كان كذلك لوجب تعدّيه إلى ثلاثة مَفْعولين ، وليس هناك
إلا مفعولان : أحدهما : الكاف فى أراك
، والآخر : الضمير
المحذوف للغائب أى أراكه
، وإذا تعدت أرى هذه إلى مفعولين : لم يكن من الثالث بدٌّ ، أو لا تراك تقول : فلان يرى
رأى الخوارج ، ولا
تعنى أنه يعلم ما يدَّعون هم علمه ، وإنما تقول : إنه يعتقد ما يعتقدون ، وإن كان
هو وهم عندك غير عالمين بأنهم على الحق ، فهذا قسمٌ ثالث لرأيت ؛ فلذلك قلنا : لو كانت الأبيات ثلاثة لجاز أن لا يكون
فيها إيطاء لاختلاف المعانى ، وإن اتفقت الألفاظ ، وإذ هى خمسة فظاهِرُ أمرِها أن
تكون إيطاءً لاتفاق الألفاظ والمعانى جميعًا.
ولو قال قائل :
إنه لا إيطاء هناك لرأيت
له وجهًا من القياس
مستقيمًا ليس به بأس ؛ وذلك أن العرب قد أجرت الموصول والصلّة مُجْرَى الشىء
الواحد ، ونزلتهما منزلة الجزء المنفرد ، وذلك نحو قول الله عزوجل : (وَالَّذِي هُوَ
يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي
يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي
يَوْمَ الدِّينِ) [الشعراء : ٧٩ ـ ٨٢]. إنما معناه : الذى هو يطعمنى ويسقين ، وإذا مرضت فهو
يشفين ، ويميتنى ويحيين وأطمع أن يغفر لى خطيئتى يوم الدين ؛ لأنه ـ سبحانه ـ هو
الفاعل لهذه الأشياء كلّها وحده ، والشىء لا يعطف على نفسه ، ولكن لما كانت الصلّة
والموصول كالجزء
__________________
الواحد ، وأراد عطف الصلة جاء معها بالموصول لأنهما كأنهما كلاهما شىءٌ
واحد مفرد ، وعلى ذلك قول الشاعر :
أيا بنةَ
عبدِ اللهِ وابنةَ مَالكٍ
|
|
ويا بنَة ذى
الجَدَّيْنِ والفَرَسِ الوَرْد
|
إذا ما
صَنَعتِ الزادَ فالتمسى لَهُ
|
|
أكيلاً
فإنِّى لَسْتُ آكِلَهُ وَحدى
|
فإنما أراد :
يا بنة عبد الله ومالكِ وذى الجدَّينِ لأنّها واحدةٌ ، ألا تراه يقول : صنعتِ ،
ولم يقل : صنعتُنَّ ، فإذا جاز هذا فى المضاف والمضاف إليه كان فى الصلّة والموصول
أسوغَ ؛ لأن اتصال الصلّة بالموصول أشدُّ من اتصال المضاف إليه بالمضاف ، وعلى هذا
قول الأعرابى ، وقد سأله أبو الحسن الأخفش عن قول الشاعر :
*بناتُ وِطاءٍ على خَدِّ اللَّيْلْ*
فقال له : أين
القافية؟
فقال : خدّ
الليل.
قال أبو الحسن
الأخفش : كأنه يريد الكلام الذى فى آخر البيت قلّ أو كثر ، فكذلك أيضًا تجعل ما ترى ، ما
ترى (ما وترى)
جميعًا القافية ، وتجعل (ما) مرة مصدرا وأخرى بمنزلة الذى ، فلا يكون فى الأبيات
إيطاء.
وتلخيص ذلك :
أن يكون تقديرها : أما ترانى رجلاً كرؤيتك أحمل فوقى بزتى كمرئيِّك على قلوصٍ صعبة
، كعلمك. أخاف أن تطرحنى ، كمعلومك ، فما
ترى فيما ترى.
كمعتقدك ،
فيكون ما ترى مرّة رؤية العين ، ومرّة مرئيّا ومرة علمًا ، ومرَّة
معلومًا ، ومرّة معتقدًا ، فلما اختلفت المعانى التى وقعت عليها (ما) واتصلت ترى (بما) فكانت جُزءًا منها لاحقًا بها صارت القافية (ما) و
(ترى) جميعًا. كما صارت فى قوله : [خذ الليل] هى (خدّ الليل)
جميعًا لا الليل وحده. فهذا قياسٌ من القوّة بحيث تراه.
فإن قلت : فما
رَوِىّ هذه الأبيات؟
قيل : يجوز أن
يكون رَوِيُّها الألف ، فتكون مقصورة يجوز معها سعى وأى ؛ لأن الألف لام الفعل
كألف سعا وسلا ، والوجه عندى أن تكون رائيَّةً لأمرين :
أحدهما : أنها
قد التُزِمت. ومن غالب عادة العرب ألا تلتزم أمرًا إلا مع وجوبه ، وإن
__________________
كانت فى بعض المواضع قد تتطوع بالتزام ما لا يجب عليها ، وذلك أقل الأمرين
وأدونُهما.
والآخر : أن
الشعر المطلق أضعاف الشعر المقيّد ، وإذا جعلتها رائية فهى مطلقة ، وإذا جعلتها
ألِفيّةً فهى مقيّدة ، ألا ترى أن جميع ما جاء عنهم من الشعر المقصور لا نجد العرب
تلتزم فيه ما قبل الألف ، بل تخالفه ليعلم بذلك أنه ليس رويّا ، وأنها قد اعتزمت
القصر كما تعتزم غيره من إطلاق حرف الروى ، ولو التزمت ما قبل الألف لكان ذلك
داعيًا إلى إلباس الأمر الذى قصدوا لإيضاحه أعنى : القصر الذى اعتمدوه ، وعلى هذا
عندى قصيدة يزيد بن الحكم التى فيها : مُنهَوِى ومُدَّوِى ومُرْعوِى ومُستوِى هى
واوية عندنا ؛ لالتزامه الواو فى جميعها ، والياءات بعدها وصولٌ لما ذكرنا.
* وأَرِنى الشىء : عاطِنيه ، وكذلك الاثنان والجميع والمؤنث.
وحكى اللحيانى
: هو مَرْأَةٌ أن يفعل كذا أى : مَخْلَقَةٌ ، وكذلك الاثنان والجميع والمؤنث.
وقال : هو أرآهم لأن يفعل ذاك : أى أخلقُهم.
وحكى ابن
الأعرابى : لو تَرَما ، وأَوْ
تَرَما ، ولَمْ تَرَما ، ومعناه كلّه عنده : ولا سيّما.
* والرِّئة : موضع النفس والريح من الإنسان وغيره ، والجمع : رِئات ورِئون على ما يطرد فى هذا النحو ، قال :
فَعِظْنَاهُم
حَتَّى أتى الغيظ منهم
|
|
قُلُوبًا
وَأَكْبَادًا لَهُمْ وَرِئِينَا
|
وإنما جاز جمع
هذا ونحوه بالواو والنون لأنهما أسماء مَجْهُودة مُنتَقَصة ، ولا يكسَّر هذا الضرب
فى أوّليّته ولا فى حد التسميةِ ، ورَأَيْته
: أصبتُ رِئَته.
* ورُئِىَ رَأْيا : اشتكى رِئته.
* ورأَى الزَّنْدَ : وَقَد ، عن كُراع. ورأَيتُه أنا.
وقول ذى
الرّمّة :
وجَدتُّ
البُرَا أمراسَ نَجْرانَ رُكِّبَتْ
|
|
أَوَاخِيُّها
بالمُرْأَياتِ الرَّواجِفِ
|
قيل فى تفسيره
: رأسٌ مُرْأًى : طويل الخَطْم فيه تصويبٌ.
وقال نُصيْرٌ :
رءُوسٌ مُرْأياتٌ كأنها قراقير.
__________________
وهذا لا أعرف
له فعلاً ولا مادّة.
* ورُؤَيَّةُ : اسم أرض ، ويروى بيت الفرزدق :
هل
تَعلَمُونَ غَداةَ يُطرَدُ سَبْيُكُمْ
|
|
بالسَّفْحِ ،
بينَ رُؤَيَّةٍ وطِحال؟
|
مقلوبه : ر ي أ
* راءَ : لغة فى رأى ، والاسم الرِّىْءُ.
* ورَيّأَه تَرْئِيَةً : فسَح عنه من خِناقه.
* ورايأَ فلانًا : اتقاه ، عن أبى زيد.
مقلوبه : أ ر ى
* أَرَّتِ القِدْر
أَرْيًا : لزِق
بأسفلها شبهُ الجُلْبَة السوداء ، وذلك إذا لم يُسَطْ ما فيها ، أو لم يُصبّ عليها
ماءٌ.
* والأَرْىُ : ما لزِق بأسفلها وبقى فيه من ذلك ، المصدر والاسم فيه
سواء.
* والأَرْىُ : العسل.
* وقد أرَتِ النحلُ تَأْرِى
أَرْيًا وتأَرَّتْ وائْتَرت : عمِلتْه. قال الشاعر :
إذا ما
تأرَّت بالخِلىِّ بَنَتْ به
|
|
شَريجَيْنِ
ممَّا تَأْتَرِى وَتُتيعُ
|
شريجين : ضربين
يعنى : من الشُهدِ والعَسل.
وقيل : الأَرْى : ما تجمعه من العسل فى أجوافها ، ثم تلفِظُه.
وقيل : الأَرْىُ : عمل النحل ، وهو أيضًا ما التزَق من العسل فى جوانب
العسَّالَة ، وقيل : عسلُها حين ترمى به من أفواهها.
وقوله : أنشده
ابن الأعرابى :
*إذا الصُّدور أظهرت أرىَ المِئَرْ*
إنما هو مستعار
من ذلك ، يعنى : ما جمعت فى أجوافها من الغيظ كما تفعل النحل إذا جمعت فى أفواهها
العسل ثم مجّته.
__________________
* وأَرَتِ الريحُ الماءَ : صبّته شيئًا بعد شىء.
* وأَرْىُ السماءِ : ما
أرَتْهُ الريحُ فصبّته
شيئًا بعد شىء.
* وقيل : أَرْىُ الريح : عملُها. وسَوْقُها السحاب قال :
يَشِمْنَ
بُروقَها ويُرِشُ أَرْىَ الْ
|
|
جنوب على
حواجبها العماءُ
|
قال أبو حنيفة
: أصل الأَرْىِ : العمل.
* وأرْىُ الندى : ما وقع منه على الشجر والعشب ، والتزَق وكثُر.
* والأَرْىُ : لُطاخَةُ ما تأكُله. وتأَرَّى
عنه : تَخلَّفَ. وتأرَّى بالمكان وائْتَرى
: احتبس.
* وأرَّتِ الدابّة مَرْبِطَها ومَعْلِفَها أرْيا : لزمته.
* والأَرْىُ والأَرِىُ : الآخِيَّةُ.
* وأرَّيْتُها وأرَّيْت
لها : عمِلت لها أَرِيّا.
وقول الراعى :
لها بدنٌ
عاسٍ ونارٌ كريمةٌ
|
|
بمعتلَجِ
الآرِىِ بين الصرائمِ
|
قيل فى تفسيره
: الآرِىُ : ما كان بين السهل والحَزْنِ.
وقيل :
مُعْتلَجُ الآرِىِ : اسم أرض.
* وتَأَرَّى لك ، وأرَّى
الشىءَ : أثبتَهُ
ومَكَّنه.
وفى الحديث «
اللهم
أَرِّ ما بينهم » أى
: ثَبِّت الودَّ ومكِّنْه ـ يدعو لرجل وامرأته.
* وأرَّى صدْرَه علىَ أَرْيا ، وأَرِىَ
: اغتاظ.
* وأرَّيْتُه : استرشدنى فغششْتُه.
* وأرَّى النار : عظَّمها ورفعها.
وقال أبو
حنيفةَ : أرَّاها : جعل لها
إِرَّةً. وهذا لا يصح
إلا أن يكون مقلوبًا من وَأَرْتُ ؛ إما مُستَعمَلةً وإما متوهَّمَةً.
* وأَرَّيْتُ عن الشىء ، ووَرَّيْتُ
عنه.
__________________
مقلوبه : أ ي ر
* إِيْرٌ ، ولغةٌ أخرى مفتوحةُ الألفِ.
* وأَيِّرٌ : كلُّ ذلك من أسماء الصَّبَا وقيل : الشَّمالُ ، وقيل
: التى بين الصَّبا والشَّمال ، وهى أخبثُ النُّكْبِ.
* والأَيْرُ : معروف وجمعه : آيَارٌ وآيُرٌ.
قال : أنشد
سيبويه :
يا ضَبُعًا
أَكَلَتْ آيَارَ أَحْمِرةٍ
|
|
ففى البطونِ
وقَد راحَتْ قَراقيرُ
|
وأنشد أيضًا :
أَنْعَتُ
أَعْيارًا رَعَيْنَ الخَنْزَرا
|
|
أنْعَتُهُنَ
آيُرًا وَكَمَرَا
|
* ورجلٌ أُيَارِىٌ : عظيم الذَّكَرِ.
* وإِيرٌ : مَوْضِعٌ بالبادية.
* والأَيارُ : الصُّفْرُ. قال عدىُّ بن الرِّقاعِ :
تَلكَ
التجارةُ لا تُجيبُ لمثلها
|
|
ذَهبٌ يُباع
بآنُكٍ وأَيارِ
|
الراء والهمزة والواو
ر أ و
* رَأْوَةُ الشىء : دَلالتُه. وعلى فلان رَأْوَةُ الحمقِ أى : دِلالته.
مقلوبه : ر و أ
* رَوَّأَ فى الأمر : نظر فيه وتعقَّبهُ ، وهى الرَّويئَةُ ، وقيل : إنما هى الرَّوِيَّةُ بغير همز. ثم قالوا : رَوَّأَ فهمزوه على غير قياس ؛ كما قالوا : حَلأْتُ السَّوِيقَ
، وإنما هو من الحَلاوةِ.
ورَوَّى : لغة.
* والرَّاءُ : شَجَرٌ سُهْلِىٌّ له ثمرٌ أبيضُ ، وقيل : هو شجر
أغْبَرُ له ثمرٌ أحمرُ واحدتُه رَاءَةٌ ،
__________________
وتصغيرها : رُوَيأَةٌ.
وقال أبو حنيفة
: الرَّاءَةُ لا تكونُ أطولَ ولا أعرضَ من قَدْرِ الإنسان جالسًا.
قال : وعن بعض أعراب عُمَانَ أنه قال : الرَّاءَةُ شجَيْرةٌ ترتفع على ساق ، ثم تتفرَّعُ ، لها ورقٌ
مُدَوَّرٌ أَجْرَشُ. قال : وقال غيره : هى شُجيرة جبليَّةٌ كأنها عِظلِمَةٌ ، ولها
زَهَرَةٌ بيضاءُ ليِّنةٌ كأنها قُطْنٌ.
* وأَرْوَأَتِ الأرضُ : كثُر رَاءُها ؛ عن أبى زيدٍ حكى ذلك الفارسى.
مقلوبه : و ر أ
* وَرَاءُ ، والوَرَاءُ : جميعًا يكون خَلْفَ وقُدَّامَ. وقال ثعلب : الوراءُ : الخلفُ ، ولكن إذا كان مما تمرُّ عليه فهو قُدَّامُ ،
هكذا حكاه : الوَرَاءُ بالألف واللام ، ومن كلامه أخذته. وفى التنزيل : (مِنْ وَرائِهِ جَهَنَّمُ) [إبراهيم : ١٦] أى بين يديه. وقال الزَّجَّاجُ : وراءَ تكون كخلفَ وقدَّامَ ، ومعناها : ما توارى عنك أى ما
استتر عنك. قال : وليس من الأضداد كما زعم بعض أهل اللغة ، وأما أمامُ فلا يكون
إلا قدَّامَ أبدا. وقول ساعِدةَ بن جُؤَيَّةَ.
حَتَّى
يُقَالَ وراءَ الدَّارِ مُنْتَبِذًا
|
|
قُمْ لا أبا
لكَ سَارَ الناسُ فَاحْتَزِمِ
|
قال الأصمعى :
قال : وراء الدار لأنه مُلقًى لا يُحتاج إليه مُتَنَحٍّ مع النساء
من الكِبَرِ والهَرَمِ. وتصغير
وراء : وُرَيْئَةٌ.
قال
اللِّحْيانىُّ : وراءَ مؤنَّثةٌ وإن ذكرتَ جاز. قال سيبويه : وقالوا : وراءكَ إذا قلت : انظر لما خَلْفَكَ.
* والوراءُ : ولدُ الولِد.
* وَوَرَأْتُ الرجل : دفعتُه.
* وورَأ من الطعام : امتلأ.
* والوَرَأُ : الضَّخمُ الغليظ الألواح ، عن الفارسى.
* وما أورِيت بالشىء : أى لم أشعر به. قال :
*مِنْ حَيْثُ زَارَتْنِى وَلَمْ أُورَا بِها*
اضْطُرَّ
فأَبْدَلَ.
__________________
مقلوبه : أ و ر
* الأُوَارُ : حَرُّ الشمس والنار والعطش وقيل : الدخان واللهب.
قال أبو حنيفة
: الأُوَارُ أرقُّ من الدخان وألطف. قال الكِسَائىُّ : الأُوَارُ مقلوبٌ أصلُه الوُآرُ ثم خُفِّفت الهمزة فأُبدلت فى اللفط واوًا فصارت
وُوَارٌ ؛ فلما التقت فى أول الكلمة واوان وأُجرى غير اللازم مُجْرى اللازم أُبدلت
الأولى همزة فصارت أُوَارًا ، والجمع : أُورٌ.
* وأرض أَوِرَةٌ وَوَئِرةٌ مقلوبٌ : شديدة الأُوارِ.
* وريح إيرٌ وأَوْرٌ : باردة.
* والأُوارُ أيضًا : الجَنُوبُ.
* والْمستَأْوِرُ : الفَزِعُ.
* واسْتأْوَرَتِ الإبلُ : نَفَرت فى السَّهْلِ وكذلك الوحش.
* وآرَةُ ، وأُوَارَةُ : موضعانِ. قال :
عُدَاويَّةٌ
هيهاتَ منكَ مَحَلُّها
|
|
إذا ما هىَ
احَتلَّتْ بقُدْسَ وآرَتِ
|
ويروى : بقدسِ
أُوَارَتِ.عُداويَّةٌ : منسوبة إلى عدىٍّ على غير قياس.
* وأُورِيَا : رجل من بنى إسرائيل ، وهو زوج المرأة التى فتن بها
داود عليهالسلام .
مقلوبه : و أ ر
* وَأَرَ الرجلَ وَأْرًا : فَزَّعَهُ.
* وَوَأَّرَهُ : أَلْفَاه على شر.
* واسْتَوْأَرتِ الإبل : تتابعت على نِفَارٍ. وقيل : هو نِفارها فى
السَّهْلِ ، وكذلك الغَنَمُ والوحش ، وقد تقدم.
* والإِرَةُ : موقد النار وقيل : هى النار نفسها.
والجمع إِراتٌ وإِرونَ ، على ما يطَّرِد فى هذا النحو ولا يُكَسَّر.
* وَوَأَرها وَوَأَرَ لها
وَأْراً وإِرَةً : عمِل لها إِرَةً.
__________________
قال أبو حنيفة
: الوُءْرَةُ فى وزن الوُعْرَة : حُفْرَةُ المَلَّةِ والجمع وُءَرٌ مثلُ وُعَرٍ. ومنهم من يقول : أُوَرٌ مثل صُوَرٍ ؛
صَيَّروا الواو لمَّا انضمَّت همزة ، وصَيَّروا الهمزة التى بعدها واوًا.
* والإِرَةُ : شَحمةُ السَّنام.
* والإِرَةُ أيضًا : لحم يُطبخُ فى كَرِشٍ. وفى الحديث « أُهدِىَ
لهم إِرَةٌ » أى لحم فى كَرِشٍ.
الراء والياء والواو
ر و ى
* رَوِىَ من الماء ومن اللبن رِيّا ورِوًى
وتَروَّى وارْتَوى. والاسم الرِّىُ
أيضًا. وقد أَرْوانى. ويُقالُ للناقةِ الغَزيرةِ : هى تُرْوِى الصَّبىَّ ؛ لأنه ينام أول الليل ، فأراد أن دِرَّتَها
تَعَجلُ قبل نومه.
* ورجل رَيَّانُ ، وامرأة
رَيَّا : من قوم رِواءٍ.
وأمَّا (رَيَّا) التى يُظَنَّ بها أنها من أسماء النساء ، فإنه صفة على
نحو الحارِثِ ، وإن لم يكن فيها اللام ، اتخذوا صِحَّةَ الياء بدلاً من اللام ،
ولو كانت على نحو زيدٍ من العَلميَّة ، لكانت رَوَّى
من رَوِيتُ ، وكان أصلها : رَوْيَا ، فقلبت الياء واوًا ؛ لأن فُعْلَى إذا كانت اسمًا
ولامها ياءً قلبت إلى الواو كَتَقْوى وشَرْوى. وإن كانت صفةً صَحَّتِ الياءُ فيها
: كَصَدْيَا وخَزْيَا ؛ هذا كلام سيبويه ، وزدتُه أنا بيانًا.
* وَرَوِىَ النبات ، وتَرَوَّى
: تَنَعَّم.
* ونبتٌ رَيَّانُ ، وشجر
رِواءٌ ، قال الأعشى
:
طريقٌ
وجَبَّارٌ رِوَاءٌ أُصولُه
|
|
عليه أَبابِيلٌ
مِنَ الطّيْرِ تَنْعَبُ
|
* وماءٌ رَوِىٌ ، ورِوًى
، ورِواءٌ : كثيرٌ
مُرْوٍ. قال :
تَبَشَّرِى
بالرِّفْهِ والماءِ الرِّوَى
|
|
وفَرَجٍ منكِ
قريبٍ قد أَتَى
|
وقال
الحُطَيْئَةُ :
__________________
أرى إِبلى
بِجَوْفِ الماءِ حَنَّتْ
|
|
وأَعْوَزَها
به الماءُ الرَّوَاءُ
|
* والرَّاوِيةُ : المَزَادَةُ فيها الماءُ. ويُسَمَّى البعيرُ : رَاوِيةً على تسميةِ الشىء باسم غيره لقربه منه قال لبيد :
فَتَولَّوا
فاتِرا مَشْيُهُمُ
|
|
كَرَوايَا
الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ
|
ويقال للضعيف
الوادِع : ما يَرُدُّ
الرَّاوِيَةَ ، أى أنه
يَضْعُفُ عن ردها على ثِقَلها بما عليها من الماء.
* وتَرَوَّى القوم ورَوَّوا : تزوَّدوا بالماء.
* ويومُ التَّرْويَةِ : يومٌ قبل يوم عرفةَ يتزوَّدُ فيه الناس من الماء.
* ورَوَّيْتُ على أهلى ، ولهم رَيّا : أتيتُهم بالماء.
* ورَوَيْتُ على البعير
رَيّا : استَقَيْتُ.
وقوله :
ولنا رَوايَا
يَحْمِلون لنا
|
|
أثقالَنا إذ
يُكْرَهُ الحَمْلُ
|
إنما يعنى به
الرجال الذين يحملون لهم الدِّياتِ ، فجعلهم كَرَوايا الماء.
* وتَرَوَّتْ مفاصلُه : اعتدلت وغَلُظَتْ.
* والرِّىُ : المنظرُ الحسنُ ، فيمن لم يعتقد الهمز. قال الفارسىُّ
: وهو حسنٌ لمكان النَّعْمةِ ، وأنه خلاف أثر الجَهْدِ والعطشِ والذُّبولِ.
* وَرَوَى الحْبلَ رَيّا
فَارْتَوى : فَتَلَهُ ،
وقيل : أنْعَمَ فَتْلَهُ.
* والرِّواءُ : حَبْلٌ من حِبَالِ الخِباءِ ، وقد يَشُّد به الحِمْلُ
على البعير. وقال أبو حنيفة : الرواءُ أغلظُ الأرْشِيَةِ. وقد
رَوَّى عليه رَيّا وأَرْوَى
ورَوَى على الرجُلِ :
شددته بالرِّواء لِئَلَّا يسقط عن البعير من النوم.
* ورَوَيْتُ الحديث والشِّعرَ
رِوايَةً وتَروَّيْتُه. وفى حديث عائشة ـ رضى الله عنها ـ أنها قالت : « تَرَوَّوْا شِعْر حُجَيَّةَ بن المُضَرِّبْ فإنه يُعينُ على البرِّ
».
__________________
وقد رَوَّانى إياه ، ورجلٌ رَاوٍ. قال الفرزدق :
أما كان فى
مَعْدانَ والفِيلِ شاغلٌ
|
|
لعَنْبَسَةَ
الرَّاوى علىَّ القصائِدا
|
ورَاويةٌ كذلك ، ألحقوا الهاء للمبالغةِ.
* والرَّوِىُ : حرف القافيةِ. قال الشاعر :
لَوْ قَدْ
حَدَاهُنَّ أبو الجُودِىِ
|
|
بِرَجَزٍ
مُسْحَنْفِرِ الرَّوِىِ
|
مُسْتَوِياتٍ
كَنَوى البَرْنِىِ
|
قال الأخْفَش :
الرَّوِىُ : الحرف الذى تُبنى عليه القصيدة ، ويلزم فى كل بيت منها
فى موضع واحد ، نحو قول الشاعر :
إذا قَلَّ
مالُ المرءِ قَلَّ صديقُه
|
|
وأَوْمَتْ
إليه بالعُيوبِ الأصابعُ
|
قال : فالعين
حرف الرَّوِىّ وهو لازم فى كل بيت. قال : المتأمِّلُ لقوله هذا غير
مُقْنِعٍ فى معرفة
الرَّوِىِ ، ألا ترى أن
قول الأعشى :
رَحلتْ
سُمَيَّةُ غُدْوَةً أجْمَالَها
|
|
غَضْبَى
عليكَ فما تقولُ بَدَا لَها
|
تجد فيه أربعة
أحرفٍ لوازمَ غير مختلفة المواضع ، وهى الألف قبل اللام ، ثم اللام والهاء والألف
فيما بعد. قال : فليت شعرى إذا أخذ المبتدئُ ـ فى معرفة الرَّوِىِ ـ بقول الأخفش هكذا مجرَّدًا كيف يصح له. قال الأخفش :
وجميع حروف المعجم [تكون] رَويّا إلا الألفَ والياءَ والواوَ اللواتى يكنّ للإطلاق ،
وهاءَ التأنيث وهاء الإضمارِ إذا تحرك ما قبلهما ، وألفَ الاثنين وواو الجميع إذا
انضم ما قبلها. قال ابن جِنىٍّ : قوله : اللواتى يكنَّ للإطلاق ، فيه أيضًا
مُسامَحةٌ فى التحديد ، وذلك أنه إنما يُعْلمُ أن الألف والياء والواو للإطلاق إذا
علم أن ما قبلها هو
الرَّوِىُ ، وإذا علم أنه
الرَّوِىُ ، فقد اسْتُغْنِىَ بمعرفته إياه عن تعريفه بشىء آخر ،
ولم يَبْق بعد معرفته غرض هاهنا مطلوب ؛ لأن هذا موضعُ تحديده ليُعرَفَ ، فإذا
عُرف وعلم
__________________
أن ما بعده
إنما هو للإطلاق ، فما الذى يلتمس فيما بعدُ. قال : ولكنْ أحْوَطُ ما يقال فى حرف الرَّوِىِ : أن جميع حروف المعجم يكنَ رَوِيّا إلا الألف والياء والواو الزوائد فى أواخر الكلم فى بعض
الأحوال غير مَبْنِيَّات فى أنفُسِ الكلم بِنَاءَ الأصول نحو ألف « الجَرَعَا » من
قوله :
*يا دارَ عَفْراءَ من مُحْتَلِّها الجَرَعَا*
وياء الأيامى
من قوله :
هيهاتَ
منزِلُنا بنَعْفِ سُوَيْقَةٍ
|
|
كانت
مُباركةً من الأيَّامى
|
وواوِ
الخِيامُو من قوله :
متى كان
الخيامُ بِذى طُلوحٍ
|
|
سُقيتِ
الغيثَ أيتها الخيامُ
|
وإلَّا هاءَىِ
التأنيث والإضمار ، إذا تحرك ما قبلهما ، نحو طَلْحةُ وضَرَبهُ ، وكذلك الهاء التى
تُبَيَّنُ بها الحركة نحو : ارْمِهْ واغْزُهْ وفيمَهْ ولِمَهْ ، وكذلك التنوين
اللاحق آخر الكلم للصرف كان أو لغيره نحو : زيدًا وصَهٍ وغَاقٍ ويَوْمَئذٍ.
وقوله :
*أَقِلِّى اللومَ عاذل والعِتابَنْ*
وقول الآخر :
*دَايَنْتُ أَرْوَى والديونُ تُقْضَنْ*
وقول الآخر :
*يا أبتا عَلَّكَ أو عَسَاكَنْ*
وقول الآخر :
*يَحْسِبُهُ الجاهل ما لم يَعْلَمَنْ*
وقول الأعشى :
__________________
*ولا تَعْبُدِ الشيطانَ واللهَ فاعَبُدَنْ*
وكذلك
الأَلِفَاتُ التى تُبْدَلُ من هذه النوناتِ نحو قوله :
*قد رابنى حَفْصٌ فَحَرِّكْ حَفْصَا*
وكذلك قول
الآخر :
*يَحْسِبُهُ الجاهلُ ما لم يَعْلَما*
وكذلك الهمزة
التى يُبْدِلُها قومٌ من الألف فى الوقف نحو : رأيتُ رجُلأْ وهذه حُبْلأْ
وتريد أن تَضْرِبَهأْ؟ وكذلك الألف والياء والواو اللواتى يَلْحقْنَ الضمير نحو :
رأيتُها ، ومررت بِهِىْ ، وَضَرَبْتُهُوْ ، وهذا غلامُهُو ، ومررتُ بهما ، ومررت
بِهِمُو ، وكَلَّمْتُهُمُو.
وقد تَقصَّينا
جميع ذلك وما بقى منه فى كتابنا الموسُوم بالوافى فى أحكام علم القوافى ، والجميع رَوِيَّاتٌ ؛ حكاه ابن جنى ، وأظن ذلك تَسَمُّحًا منه ، ولم
يسْمَعْه من العرب.
* والرَّوِيَّةُ فى الأمر : أن تنظر ولا تعجلَ ، * ورَوَّيْتُ فى الأمر : لغة فى رَوَّأْتُ.
* والرَّاوى : الذى يقوم على الخيلِ.
* والرَّيَّا : الريحُ الطيِّبةُ ، قال :
*تَطَلَّعُ رَيَّاها مِنَ الكَفِراتِ*
الكَفِراتُ :
الجبال العالية العظام.
* وَرَيَّا : موضع.
* وبنو رُوَيَّةَ : بَطْنٌ.
* والأُرْوِيَّةُ والإِرْوِيَّةُ ـ الكسرُ عن اللحيانى : الأنثى من الوعولِ ، وثلاث أَراوِىّ إلى العشر ، فإذا كَثُرتْ فهى الأَرْوى. وذهب أبو العباس إلى أنها فَعْلَى والصحيح أنها
أَفْعَلُ لكوْنِ أُرْوِيَّةٍ : أُفْعُولةً. والذى حكيتُه من أن أَراوِىَ لأدنى العدد وأَرْوَى
للكثير قول أهل
__________________
اللغة ، والصحيح عندى أن أَراوِىَ
تكسير أُرْوِيَّةٍ كأُرْجُوحَةٍ وأَراجيحَ ، والأَرْوَى : اسم للجمع ، ونظيره ما حكاه الفارسىُّ من أن الأعمَّ :
الجماعةُ. وأنشد عن أبى زيدٍ :
ثُمَّ رمانى
لأكونَنْ ذبيحةً
|
|
وقد كَثُرتْ
بين الأَعَمِّ المَضَائِضُ
|
قال ابن جنى :
ذكرها محمد بن الحسن ـ يعنى ابن دريد ـ فى باب (ء ر و) قال : فقلت
لأبى علىٍّ : من أين له أن اللام واو وما يُؤمِنه أن تكون ياءً فتكونَ من باب
التَّقوى والرَّعْوى ، قال : فجنح إلى الأخذ بالظاهر. قال : وهو القولُ ، يعنى أنه
الصواب.
* والمَرْوَى : موضع بالبادية.
مقلوبه : و ر ى
* الوَرْىُ : قَيْحٌ يكون فى الجوف : وقيل الوَرْىُ : قَرْحٌ شديد يُقاءُ منه القيحُ والدم.
* وحكى
اللحيانى عن العرب : ما له وَراه
الله. أى : رماه بذلك
الداء. قال : والعرب تقول للبغيض إذا سَعَلَ : وَرْيًا وقُحابًا ، وللحبيب إذا عطس : عَمْرًا وشَبابًا.
* ووَرَيْتُه وَرْيًا : أصبت رِئَتَهُ.
* والوارِيَةُ : شائِصَةُ داءٍ تأخذ
الرئَةَ ، وليسا من
لفظ الرِّئَةِ.
* ووَرَاه الداءُ : أصابه. وقولهم : به الوَرى ، وحُمَّى خَيْبرَا ، وشَرُّ ما يُرى ، فإنه خَيْسَرَى .
إنما قالوا الوَرَى على الإِتْباعِ.
* وقيل : إنما
هو بِفيهِ البَرَا : أى التراب ، وأنشد ابن الأعرابى :
هَلُمَّ إلى
أُمَيَّةَ إن فيها
|
|
شفاءَ
الوَارِياتِ من الغَليلِ
|
وعمَّ بها فقال
: هى الأَدْواءُ.
* وورَتْ الإبل وَرْيًا : سمِنت فكثر شحمها ونِقْيُها ، وأُورَاها : السِّمَنُ ، وأنشد أبو حنيفة :
__________________
وكانت كِنازُ
اللحم أوْرَى عِظامَها
|
|
بوَهْبِينَ
آثارُ العِهادِ البواكر
|
* والوَارِى
: الشَّحْمُ السَّمِينُ ،
صفةٌ غالبةٌ ، وهو
الوَرِىُ.
* ووَرَتِ النارُ
تَرِى وَرْيًا ورِيَةً حَسَنَةً.
* وَوَرَى الزَّنْدُ ، وَوَرِىَ
يَرِى ، وَيَوْرَى وَرْيًا ووُرِيّا ورِيَةً ، وهو
وَارٍ وَوَرِىٌ : اتَّقَدَ ؛ قال الشاعر :
وَجَدْنا
زَنْدَ جَدِّهِمُ وَرِيّا
|
|
وزَنْدَ بنى
هَوازِنَ غيرَ وَارِى
|
* وقالوا : هو أَوْرَاهُم زَنْدًا : يُضْرَبُ مثلاً لنجاحه وَظَفَرِهِ.
* وأورَيْتُه أنا : أثقَبْتُه.
* وقال أبو
حنيفة : وَرَتِ الزِّنادُ إذا خرجت نارها. وَوَرِيَتْ : صارت وارِيَةً. وقال مَرَّةً : الرِّيَّةُ : كل ما
أوْرَيْتَ به النار من
خِرْقَةٍ أو عُطْبَةٍ أو قِشْرَةٍ. وحكى : أَبْغِنى رِيَّةً أَرِى بها نارى ، وهذا كلُّه على القَلْبِ عن وِرْيَةٍ ، وإن لم نسمع بوِرْيةٍ.
* وأوْرَيْتُ صدره عليه : أوقَدْتُه وأَحقدتُه.
* وَوَرِيَةُ النار ـ مُخَفَّفَةٌ : ما تُوَرِّى به عودا كان أو غيره.
* والتَّوْرَيَةُ عند أبى العباس : تَفْعَلَةٌ ، وعند الفارسى :
فَوْعَلَةٌ. قال : لقلةِ تَفْعَلَةٍ فى الأسماء وكثرة فَوْعَلٍ.
* ووَرَّيْتُ الشىء ، وأورَيْتُه
: أخفْفَيْتُه. وقيل :
وَرَّيْتُ الخبر : جعلته ورائى وسترتُه ، عن كُراعَ ، وليس من لفظ وراء ؛ لأن لام وراء همزة.
* وفلان وَرِىُ فلان : أى جارُه الذى تُواريه
بيوته وتَسْتُره.
قال الأعشى :
ونَشُدُّ
عَقْدَ وَرِيِّنا
|
|
عَقْدَ
الحِبَجْرِ على الغِفَارَهْ
|
* وَوَرَّيْتُ عنه : أردتُه وأظهرتُ غيره ، وأرَّيْتُ : لغةٌ وقد
تَقدَّم.
__________________
* والتَّرِيَّةُ : اسم ما تراه الحائض عند الاغتسال وهو الشىء الخفىُّ
اليسير ، وهو أقلُّ من الصُّفْرِة والكُدْرَةِ ، وهو عند أبى على : فَعِيلَةٌ من
هذا ، لأنها كأن الحيض وَارَى
بها عن مَنْظَرِه
العين. قال : ويجوز أن يكون من وَرَى
الزَّنْدُ إذا أخرج
النارَ ، كأن الطُّهرَ أخرجها وأظهرها بعد ما كان أخفاها الحيض.
* وَوَرَّى عنه بصرَه : دفع عنه ؛ أنشد ابن الأعرابى :
وكنتم كأمٍّ
بَرَّةٍ طَعَنَ ابنُها
|
|
إليها فما
وَرَّتْ عليه بِسَاعد
|
* ومِسْكٌ وارٍ : جيِّدٌ رفيعٌ ؛ أنشد ابن الأعرابى :
*تُعَلُّ بالجَادِىِّ والمسكِ الوارْ*
* وَالوَرَى : الخلْقُ ؛ تقول العرب : ما أدرى أىُ الوَرَى هو أىْ : أَىُّ الخلق هو.
انقضى الثلاثى
* * *
باب الرباعى
الراء واللام
* الفُرافِلُ : سَويقُ مَنْبوتِ عُمانَ.
* والرِّئبال : من أسماء الأسدِ والذِّئْبِ ، يهمز ولا يهمز.
وإنما قَضَيْتُ
على رِئْبالٍ المهموز أنه رباعى على كثرة زيادة الهمزة من جهة قولهم
فى هذا المعنى : رِيبالٌ
بغير همز ؛ وذلك أن
ريبالا بغير همز لا يخلو من أن يكون فِيعَالا أو فِعْلالاً ، فلا يكون فِيعالا ؛
لأن فِيعالا من أبنية المصادر ، ولا يكون فِعْلالا وياؤه أصل ؛ لأن الياء لا تكون
أصلاً فى بنات الأربعة ؛ فثبت من ذلك أن رِئْبالاً فِعْلالٌ همزتُه أصلٌ بدليل
قولهم : خرجوا
يَتَرَأْبَلونَ ، وأن (ريبالا) مُخَفَّفٌ عنه تخفيفًا بَدَلِيّا.
وإنما قضينا
على تخفيف همزة رِئْبالٍ أنه بَدَلِىٌّ لقول بعض العرب ـ يصف رجلاً : هو لَيْثٌ
أبو رَيابِلَ. وإنما قال : ريابلَ ولم يقل : رَيَابيلُ ؛ لأن بعده عَسَّافُ مَجَاهِلَ.
__________________
وحكى أبو علىٍّ
: رَيابيلُ العرب لِلُصوصهم ، فإن قلت : فإن رئبالا فِئْعالٌ لكثرة زيادة
الهمزة ، وقد قالوا : تَرَبَّلَ لحمُه ؛ قلنا : إن فِئْعالاً فى الأسماء عَدَمٌ ،
ولا يسوغ الحَمْلُ على باب انْقَحَلَ ما وُجِدَ عنه مندوحَةٌ. وأما تَربَّلَ لحمُه مع قولهم
: رِئْبالٌ فمن باب سِبَطْرٍ ، إنما هو فى معنى سَبِطٍ وليس من لفظه.
وكذلك لأّال للذى يبيع اللُّؤْلوَ فيه بعض حروفه وليس منه ولا يجب أن يُحْملَ
قولُه : يَتَرأْبَلون على باب تَمسْكَنَ وتَمَدْرَعَ وخرجوا يَتَمغْفَرونَ
لقلة ذلك. وقال بعضهم : همزةُ
رِئْبالٍ بَدَلٌ من
ياءٍ. ولِصٌ رِئْبالٌ وهو من الجُرْأَةِ.
* وتَرَأْبَلوا : تَلَصَّصوا.
* وخرجوا يَتَرَأْبَلونَ : إذا غَزَوْا على أرجلهم وحدهم بلا والٍ عليهم.
* وقيل الرِّئْبالُ : الذى تلده أمُّه وحدَه.
* وفَعَلَ ذلك
من رَأْبَلَتِهِ وخُبْثِهِ.
* والرَّأْبَلةُ : أن يمشى الرجل مُتَكَفِّئًا فى جانبَيْه كأنه
يَتَوجَّا .
* والبُرَائِل : ما استدار من ريش الطائر حول عنقه ، وهو البُرْؤلَةُ.
* وخصَّ
اللحيانىُّ به عُرْفَ الحُبارَى ، فإذا نَفَشَه للقتال قيل : بَرْأَل وتَبَرْأَلَ ريشُه وعُنُقُه.
وجعله غير
سيبويه ثلاثيّا ؛ قياسًا على حُطائطٍ . وحكى الأصمعى : جاء فلان مُبْرَئِلّا للشر ، أى : نافِشًا عُرْفَهُ. فدل ذلك من قوله على أن البُرَائِلَ يكون للإنسان.
* وابْرَألَ : تهيَّأ للشرِّ ، وهو من ذلك.
الراء والنون
الفِرْنِبُ
: الفأرة.
* والفَرْنَبُ : ولد الفأرة من اليربوع.
* والمُرْفَئِنُ : الساكن بعد النِّفارِ.
انقضى الرباعى
بحمد الله
__________________
حرف اللام
باب الثنائى المضاعف
اللام والنون
من خفيفه : ل ن
* لن : حرف ناصب للأفعال ، وهو نفىٌ لقولك : سيفعل ، وأصلها
عند الخليل (لا) أن ، فكثر استعمالها فحذفت الهمزة تخفيفًا ، فالتقت ألف (لا) ونون
(أن) وهما ساكنان ، فحذفت الألف من (لا) لسكونها وسكون النون بعدها فصارت (لن) ، فخُلطَت اللامُ بالنون وصار لهما بالامتزاج والتركيب
الذى وقع فيهما حكم آخر ، يدلك على ذلك قول العرب : لن أضرب. فلو كان حكم لن
المحذوفةِ الهمزةِ
مُبَقّى بعد حذفها وتركيب النون مع لام (لا) قبلها كما كان قبل الحذف والتركيب ؛
لما جاز لزيدٍ أن يتقدم على لن
؛ لأنه كان يكون فى
التقدير من صلة أن المحذوفة ، ولو كان من صلتها لما جاز تقدُّمه عليها على وجهٍ.
فهذا يدلك أن الشيئين إذا خُلطا حدث لهما حكمٌ ومعنًى لم يكن لهما قبل أن يمتزجا ؛
ألا ترى أن (لولا) مركبة من (لو) و (لا) ، ومعنى لو : امتناع الشىء لامتناع غيره ،
ومعنى (لا) النفى والنهى ؛ فلما رُكِّبا حدث معنًى آخر وهو امتناع الشىء لوقوع
غيره ؛ فهذا فى (أَنْ) بمنزلة قولنا : كأنَّ ومُصَحِّحٌ له ومُؤْنِسٌ به ورادٌّ
على سيبويه ما ألزمه الخليل من أنه لو كان الأصل (لا) (أنْ) لما جاز زيدًا لن أضرب لامتناع جواز تقدم الصلة على الموصول وحجاجُ الخليل
فى هذا ما قَدَّمنا ذكره ؛ لأن الحرفين حدث لهما بالتركيب نحوٌ لم يكن لهما مع
الإفراد.
اللام والفاء
ل ف ف
* اللَّفَفَ : كثرة لحم الفخذين.
* لَفَ لَفًا وَلَففًا وهو
أَلَفُ ، ولفَ الشىء
يلُفُّهُ لفّا : جمعه. وقد الْتَفَ.
* وجمعٌ لَفِيفٌ : مجتمعٌ مُلْتَفٌ
من كل مكان. قال
ساعدِةُ بن جُؤَيَّةَ :
فالدهرُ لا
يُبْقى على حَدَثانِه
|
|
أَنسٌ لَفيفٌ
ذو طَوائفَ حَوْشَبُ
|
__________________
* واللُّفُوفُ : الجماعاتُ. قال أبو قِلابَةَ :
إذ عارت
النَّبْلُ والتَفَ اللُّفوفُ وَإِذْ
|
|
سَلُّوا
السيوف عُراةً بعدَ إِشْحانِ
|
* وجاء القومُ بِلَفِّهم ولَفَّتهم ولفِيفهم ، أى : بجماعتهم.
* وجاءوا لِفُّهُم ولَفُّهم ولَفِيفُهم كذلك.
* واللَّفيفُ : القوم يجتمعون من قَبائل شتى.
* وجاءوا ألْفافًا ، أى : لَفيفًا.
* والْتَفَ الشىء : تَجمَّعَ وتكاثف.
* ومكانٌ أَلَفُ : مُلْتَفٌ. قال ساعدةُ بن جُؤَيةَ :
ومَقامِهنَّ
إذا حُبِسْنَ بِمَأْزِمٍ
|
|
ضَيْقٍ
أَلَفَ وصَدَّهُنَّ الأخْشَبُ
|
* واللَّفيفُ
: الكثير من الشجر.
* وجَنَّةٌ لَفَّةٌ ولِفٌ
: مُلْتَفَّةٌ ، وجناتٌ ألْفافٌ
، وفى التنزيل : (وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) [النبأ : ١٦] وقد يجوز أن تكون أَلْفافٌ
جمع لُفٍ فيكونَ جمعَ الجمعِ.
قال أبو إسحاق
: هو جمعُ لفيفٍ كَنَصيرٍ وأنصارٍ.
وقال أبو حنيفة
: الْتَفَ الشجر بالمكان : كثُرَ وتضايقَ.
وهى حديقةٌ لَفَّةٌ وشَجرٌ
لَفٌ كلاهما بالفتح.
* وقد لَفَ يَلَفُ لفّا ولَففًا ، واللَّفيفُ
: ضُروبٌ الشَّجرِ إذا التفَ واجتمع.
* وجاء بنو
فلانٍ ومَنْ لفَ
لِفَّهُمْ ولَفَّهُمْ ، وإن شئت رَفَعْتَ ، والقولُ فيه كالقولِ فى : ومن أَخَذَ أَخْذَهُمْ
وإِخْذَهم.
* واللَّفَفُ فى الأكل : إكثارٌ وتخليطٌ ، وفى الكلامِ : ثِقَلٌ
وَعِىٌّ مع ضَعْفٍ.
* لَفَ لَفَفًا وهو
ألَفُ ، وكذلك اللَّفْلَفُ واللَّفْلافُ.
* وقد لَفْلَفَ وأَلَفَ الطائرُ رأسَهُ : جعله تحت جَنَاحهِ.
* والأَلَفَّانِ : عِرْقانِ يَسْتَبْطِنانِ العَضُدين ويُفْرَدُ
أَحَدُهُما من الآخر. قال :
__________________
إن أنا لم
أُرْوِ فَشَلَّتْ كَفِّى
|
|
وانقطعَ
العِرْقُ من الأَلَفِ
|
* واللَّفيفُ
: حَىٌّ من اليَمنِ.
* ولَفْلَفٌ : اسم مَوْضِعٍ ، قال القَتَّالُ الكِلابِىُّ :
عفا لَفْلَفٌ
من أهله فالْمُضَيَّحُ
|
|
فليس به
إلَّا الثَّعالِبُ تَضْبَحُ
|
مقلوبه : ف ل ل
* الفَلُ : الثَّلْمُ فى أى شىء كان.
* فَلَّهُ يَفُلُّه فَلّا ، وفَلَّلَهُ
فَتَفَلَّلَ ، وانْفَلَ وافْتَلَ.
قال بعض
الأَغْفَالِ :
لو تَنْطَحُ
الكُنَادِرَ العُضُلَّا
|
|
فَضَّتْ
شؤونَ رأْسِهِ فافْتَلَّا
|
* وسيفٌ فَلِيلٌ مَفْلولٌ وأَفَلُ ، أى : مُنْفَلٌ. قال عنترةُ :
وسيفى
كالعَقِيقَةِ وهو كُمِعْىِ
|
|
سلاحى لا
أفَلَ ولا فُطَارا
|
* وفُلُولُه
: ثُلَمُه ، واحدها فَلٌ ، وقد قيل : الفُلُولُ
مصدرٌ ، والأول
أصَحُّ.
* والفَلِيلُ : نابُ البعير المُتَكَسِّرُ.
* وفَلَ القومَ يَفُلُّهم
فلّا : هَزَمهم فانْفَلُّوا وتَفَلَّلوا.
* وقوم فَلٌ : مُنهزِمون ، والجمع فُلولٌ
وفُلَّالٌ.
أبو الحَسَنِ :
لا يَخْلو من أن يكون اسمَ جمعٍ أو مصدرًا ؛ فإن كان اسمَ جمعٍ فقياسُ واحِدِه أن
يكون فالّا كشارِبٍ وَشَرْبٍ ، ويكون فالٌ
فاعِلاً بمعنى
مَفْعولٍ ؛ لأنه هو الذى فُلَ
، ولا يَلْزمُ أن يكون
فُلولٌ جَمْعَ فَلٍ
بل هو جمعُ فَالٍ ؛ لأن جمعَ اسم الجمعِ نادِرٌ كجمعِ الجمعِ ، وأما فُلَّالٌ فجمعُ فالٍ
لا مَحَالَةَ ؛ لأن
فَعْلاً ليس مما يُكَسَّرُ على فُعَّالٍ ، وإن كان مصدرًا فهو من بابِ نَسْجِ
اليَمَنِ أى : أنه فى معنى مفعولٍ ، هذا تفسيرُ ما أجْملَهُ أهلُ اللُّغَةِ.
__________________
* والفَلُ : الجماعةُ ؛ والجمع كالجمعِ وهو الفَليلُ .
* والفَلُ : ما نَدَرَ من الشىء كَسُحَالةِ الذَّهبِ وبرادة الحديد
وشَرَرِ النار ، والجمعُ كالجمعِ.
* وأَرْضٌ فِلٌ وفَلٌ : جَدْبَةٌ ، وقيل : هى التى أخْطَأَها المطر أعوامًا ،
وقيل : هى الأرضُ التى لَمْ تُمْطَر بين أَرْضَيْنِ مَمْطوَرَتْينِ.
أبو عبيدةَ :
هى الخَطِيطَةُ ، فأمَّا
الفِلُ فالَّتِى
تُمْطَرُ ولا تُنْبِتُ. قال أبو حنيفةَ : أَفَلَّتِ
الأرض صارت فِلّا ، وأنشدَ :
وكمْ
عَسَفَتْ من مَنْهَلٍ مُتَخَاطِئٍ
|
|
أَفَلَ
وأَقْوى فالجِمامُ طَوامِ
|
* وقيل الفلُ : الأرض القفرة والجمع كالواحد ، وقد تكسر على أفلال.
* وأفْلَلْنا : وَطِئْنا أرضًا
فِلّا.
* وأفَلَ الرجلُ : ذهب مَالُه ؛ مأخوذٌ من الأرضِ الفِلِ.
* واسْتَفَلَ الشَّىءَ : أخَذَ منه أدنى جزءٍ لِعُسْرِهِ.
* والفَلِيلَةُ والفَليلُ
: الشَّعَرُ
المجتَمِعُ ، فإما أن يكون من باب سَلَّةٍ وسَلٍّ ، وإما أن يكون من الجمعِ الذى
لا يفارِق واحِدَهُ إلا بالهاءِ ؛ قال الكُمَيْتُ :
ومُطَّرَدُ
الدِّماءِ وحيث يُلْقَى
|
|
من الشَّعَرِ
المُضَفَّرِ كالفَلِيلِ
|
* والفَلِيلُ
: اللِّيفُ هُذَلِيَّةٌ.
* وفَلَ عنه عَقْلُه يَفِلُ
: ذهب ثم عاد.
* والفُلْفُلُ : معروفٌ ، ولا يَنْبُتُ بأرض العرب ، وقد كَثُر مَجيئه
فى كلامِهم ، وأصلُ الكَلِمةِ فارسيةٌ ؛ قال أبو حنيفةَ : أخبرنى من رأى شَجَرَهُ
فقال : شَجَرَةٌ مِثلُ شجر الرُّمانِ سَواءً وبين الورقَتَيْن منه شِمْراخانِ
مَنْظومانِ ، والشِّمْراخُ فى طول الإِصْبَعِ وهو أخْضَرُ فَيُجْتَنى ثم يُشَرُّ
فى الظِّلِّ فَيَسْودُّ ويَتَكَمَّشُ وله شوكٌ كشوكِ الرُّمانِ ، وإذا كان رَطْبًا
رُبِّبَ بالماء والمِلْحِ حتى يُدْرِكَ ثم يُؤكلُ كما تُؤكلُ البُقولُ
المُرَبَّبَةُ على الموائدِ فيكون هاضُومًا ، واحدَتُه
__________________
فُلْفُلَةٌ ، وقد
فَلْفَلَ الطَّعامَ
والشَّرابَ ؛ قال :
كأن
مَكَاكِىَّ الجِوَاءِ غُدَيَّةً
|
|
صُبِحْنَ
سُلَافًا مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَلِ
|
ذَكَّرَ على
إرادة الشراب.
* والمُفَلْفَلُ : ضرب من الوَشْى عليه كَصَعاريرِ الفُلْفُلِ.
* وتَفَلْفَلَ شَعَرُ الأسْودِ : اشْتدَّت جُعودَتُه.
* وربما سُمىَ
ثَمَرُ البَرْوَقِ فُلْفُلاً تَشْبيها بهذا
الفُلْفُلِ المتقدمِ ؛ قال
:
*وانْتَقَضَ البَرْوَقُ سُودًا فُلْفُلُهْ*
ومَنْ رَوَى فِلْفِلُه
فقد أخطأ ؛ لأن الفِلْفِلَ ثَمرُ شجرٍ من العِضاهِ ، وأهل اليمنِ يُسَمُّون ثمرَ
الغَافِ : فِلْفِلا.
* وأَديمٌ مُفَلْفَلٌ : نَهَكَهُ الدِّباغُ.
ومما ضوعف من
فائه وعينه
ف ف ل
قال أبو حنيفةَ
: الفُوْفَلُ ثمرُ نَخْلَةٍ وهو صُلبٌ كأنه عودُ خَشَبٍ. وقال مَرَّةً
: شَجَرُ الفُوفَلِ : نخلةٌ مثلُ نَخْلةِ النَّارجِيلِ تَحمِلُ كَبائِسَ
فيها الفُوفَلُ كأمثالِ التمرِ.
ومما ضوعف من
فائه ولامه
ف ل ف
* حديقَةٌ فَوْلَفٌ : مُلْتَفَّةٌ.
* والفَوْلَفُ : بِطانُ الهَوْدَجِ ، وقيل : هو ثَوْبٌ تُغَطَّى به
الثِّيابُ ، وقيل : ثَوْبٌ رَقِيقٌ.
ومن خفيف هذا
الباب
ف ل
* قولُهم
للرَّجُلِ يا فُلُ ؛ قال الكُمَيْتُ :
وجاءَتْ
حوادثُ فى مِثْلِها
|
|
يقال
لمِثْلِى : وَيْهًا فُلُ
|
__________________
وللمرأة يا فُلَةُ ؛ قال سيبويه : وأما قول العرب : يا فُلُ ، فإنهم لم يجعلوه اسمًا حُذِفَ منه شىءٌ يَثْبُتُ فيه
فى غير النداءِ ، ولكنهم بَنَوْا الاسمَ على حرفينِ وجعلوه بِمَنْزِلةِ دَمٍ ؛ قال
: والدليل على أنه ليس بترخيم فلانٍ
أَنَّه ليس أَحَدٌ
يقول : يا فُلَ ، وهذا اسمٌ اخْتُصَّ به النداءُ ، وإنما بُنِىَ على
حَرْفينِ لأن النِّداءَ مَوْضِعٌ يُحْذَفُ ولَمْ يُجْرَ فى غير النداءِ لأنه
جُعِلَ اسما لا يكونَ إلا كِنايةً لمُنَادَى ؛ نحو : يا هَناه ويا هنا ، ومعناه يا
رجلُ ، وقد اضْطُرَّ الشاعرُ فاستَعْمَله فى غير النداءِ ؛ قال أبو النَّجْمِ :
*فى لَجَّةٍ أمْسِكْ فُلانًا عن فُلِ*
اللام والباء
ل ب ب
* لُبُ كلِّ شىءٍ ولُبَابُهُ
: خالِصُهُ
وَخِيارُهُ.
وقد غَلَبَ اللُّبُ على ما يُؤْكلُ دَاخِلُه ويُرْمَى خارجُه من الثَّمرِ.
* وشىءٌ لُبَابٌ : خالصٌ.
ابنُ جِنِّى :
هو لُبابُ قَومِهِ وهُم لُبابُ
قومِهم وهى لُبابُ قومِها ؛ قال جرير :
تُدَرِّى
فوقَ مَتْنَيْها قُرونًا
|
|
على بَشَرٍ
وآنِسَةٍ لُبابُ
|
قال ذو
الرُّمَّةِ :
سِبَحْلاً
أبا شرخَيْنِ أحْيا بَناتِهِ
|
|
مَقَالِيتُها
فهى اللُّبابُ الحَبَائِسُ
|
* واللُّبابُ
: طَحِينٌ مُرَقَّقٌ.
* ولَبَبَ الحَبُّ : جرى فيه الدَّقيقُ.
* ولُبُ كلِّ شىءٍ : نَفْسُهُ وحَقِيقَتُهُ ، وربما سُمِّىَ
سُمُّ الحيَّةِ لُبّا.
* واللُّبُ : العَقْلُ ، والجمع أَلْبابٌ
وألْبُبٌ ؛ قال
الكُمَيْتُ :
__________________
إِلَيْكُمْ
ذَوِى آلِ النَّبىِّ تَطَلَّعَتْ
|
|
نَوازِعُ من
قَلْبى ظِمَاءٌ وألْبُبُ
|
* وقد لَبُبْتُ أَلُبُ ، ولَبِبْتُ
لُبّا وَلَبّا ولَبَابَةً. وقيل لصَفِيَّةَ بِنْتِ عبد المطَّلِبِ ـ وَضَرَبَتِ
الزُّبَيْرَ ـ لِمَ تَضْرِبينَهُ؟ فقالت : لِيَلَبْ
ويَقودَ الجَيْشَ ذا
الجَلَبْ ، ورواه بعضهم : أضْرِبُه لكى يَلَبْ
ويَقودَ الجيشَ ذا
اللَّجَبْ.
* ورجُلٌ مَلْبوبٌ : مَوْصوفٌ باللَّبابَةِ.
* ولَبِيبٌ ذو
لُبٍ من قوم أَلِبَّاءَ ؛ قال سيبويه : لا يُكَسَّرُ على غير ذلك. والأنثى لَبيبَةٌ.
واسْتَلَبَّهُ : امْتَحَنَ لُبَّهُ.
* وقد عَلِمَتْ
ذاكَ بَناتُ ألْبَبِهِ يَعْنون لُبَّهُ
، وهو أَحَدُ ما شَذَّ
من المُضَاعَفِ فَجاءَ على الأصْلِ ؛ هذا مَذْهبُ سيبويه ، قال : يَعنونَ لُبَّهُ.
* واللَّبُ : اللَّطيفُ القَريبُ من النَّاسِ ، والأنثى لَبَّةٌ وجَمْعُهَا
لِبَابٌ.
* واللَّبُ : الحَادِى اللَّازِمُ لِسَوْقِ الإبلِ لا يَفْتُرُ عنها
ولا يُفارِقُها.
* ورَجُلٌ لَبٌ : لازِمٌ لِضَيْعَتِهِ ولا يُفارقُها.
* ولَبَ بالمكانِ لَبّا وأَلَبَ
: أَقامَ.
* وألَبَ على الأمْرِ : لَزِمَهُ فلم يُفارِقْهُ.
* وقَولُهم : لَبَّيْكَ وَلَبَّيْهِ ، منه ، أى : لُزومًا لِطاعَتِكَ ؛ قال :
إنك لو
دَعَوْتَنِى ودُونى
|
|
زَوْراءُ
ذَاتُ مَنْزَعٍ بَيُونِ
|
لَقُلْتُ : لَبَّيْهِ
لمَنْ يَدْعونِى
|
أصلُه : لَبَّبْتُ فَعَّلْتُ ، من : أَلَبَ
بالمكانِ ،
فأُبْدِلَتِ الباءُ ياءً لأَجْلِ التَّضْعيفِ ؛ قال سيبويه : انْتَصَبَ لبَّيْكَ على الفِعْلِ ، كما انْتَصَبَ (سُبْحانَ اللهِ) ، قال : وزعم يُونُسُ أن لَبَّيْكَ اسم مُفْرَدٌ بِمَنْزِلةِ عَلَيْكَ ولكنه جاء على هذا
اللَّفْظِ فى حَدِّ الإضافَةِ ، وزعم الخليلُ أنَّها تَثِنيَةٌ كأنهُ قال : كُلَّما
أجَبْتُكَ فى شىءٍ فأنا فى الآخَرِ لكَ مُجيبٌ. قال سيبويه : ويَدُلُّكَ على
صِحَّةِ قولِ
__________________
الخليل قول بعضِ العربِ : لَبِ
، يُجْرِيه مُجْرَى
أَمْسِ وَغاقِ ، قال : ويَدُلُّكَ على أن لَبَّيْكَ
ليْسَتْ بِمَنْزِلَةِ
عَلَيْكَ أنك إذا أظْهَرْتَ الاسمَ قُلْتَ : لَبَّىْ
زَيْدٍ ؛ وأنْشَدَ :
دَعَوْتُ لما
نَابَنِى مِسْوَرًا
|
|
فَلَبَّى
فَلَبَّىْ يَدَىْ مِسْوَرِ
|
فلو كان
بِمَنْزِلةِ على لَقُلْتَ فَلَبَّى
يَدَىْ لأنك تقول على
زيدٍ إذا أظهرت الاسمَ ؛ قال ابن جِنِّى : الألِفُ فى لَبَّى عند بَعْضِهم هى ياءُ التَّثْنِيَةِ فى لبَّيْكَ ، لأنه اشْتَقَّ من الاسمِ المثَنَّى الذى هو
الصوتُ مع حرف التَّثْنِيَةِ فِعْلاً ، فجموعه من حُروفِهِ كما قالوا مِنْ لا إِله
إِلّا اللهُ : هَلَّلْتُ ، ونَحوُ ذلكَ ؛ فاشْتَقُّوا لَبَّيْتُ من لفظِ
لَبَّيْكَ ، فجاءوا فى
لفظِ لَبَّيْتُ بالياءِ التى للتَّثْنِيَةِ فى لَبَّيْكَ ، وهذا قول سيبويه.
وأمَّا يونسُ
فَزَعَمَ أن لَبَّيْكَ اسمٌ مُفْرَدٌ ، وأصلُه عِنْدَه لَبَّبٌ وَزْنُه فَعْلَلٌ ، قال : ولا يجوز أن تَحْمِلَهُ على
فَعَّلٍ لِقلَّةِ فَعَّلٍ فى الكلام وكثرِة فَعْلَلٍ ، فقَلَبَ الباءَ التى هى اللَّامُ الثانيةُ من لَبَّبٍ ، ياءً ، هربا من التَّضْعيفِ ، فصار لَبَّىْ ؛ ثُمَّ أبْدَلَ الياءَ ألفًا لِتَحرُّكها وانفتاحِ ما
قبلها فصار لَبَّىْ ، ثمَّ إنَّه لمَّا وُصِلَتْ بالكافِ فى لَبَّيْكَ وبالهاء فى لَبَّيْهِ
قلبتِ الألفُ ياءً كما
قُلِبَتْ فى : [إِلَى] وَعَلَى وَلَدَى ، إذا وَصَلْتَها بالضَّميرِ ، فقلتَ :
إِلَيكَ وعليكَ ولدَيْكَ ، واحْتجَّ سيبويه على يونسَ فقال : لو كانت ياءُ لبيكَ بمنزلة ياءِ عليكَ ولَدَيْكَ لَوَجَبَ متى أَضَفْتَها
إلى المُظْهَرِ أن تُقِرَّها أَلِفًا ، كما أنَّك إذا أَضَفْتَ (عليك) وأُخْتَيْها
إلى المُظْهَرِ أَقْرَرْتَ أَلِفَها بِحالِها ، ولَكُنْتَ تقولُ : على هذا لَبَّا زَيْدٍ ولَبَّا جَعْفَرٍ ، كما تقولُ : إلى زَيْدٍ وعلى عمرو وَلَدَى
خالدٍ ، وأنشدَ قولُه :
*فَلَبَّىْ يَدَىْ مِسْوَرٍ*
قال : فقوْلُه
: لَبَّىْ ـ بالياء ـ مع إضافَتِهِ إلى المُظْهَرِ يَدُلُّ على أنه
اسمٌ مُثَنّى بِمَنْزِلَةِ غُلامَىْ زَيْدٍ.
* وَلبَّاهُ قال : لَبَّيْكَ
، ولَبَّى بالحَجِّ كذلك ، وقول المُضَرِّبِ بنِ كَعْبٍ :
فقُلْتُ لها
: بَيْئِى إليكِ فإننى
|
|
حرامٌ وإنِّى
بعدَ ذاكِ لَبِيبُ
|
__________________
إنما أراد مُلَبٍ بالحَجِّ ، وقولُه : بعد ذاكِ ، أى : مع ذاكِ.
وحكى ثَعْلَبٌ
: لَبَّأْتُ بالحَجِّ ؛ قال : وكان يَنْبَغِى أن يكون : لَبَّيْتُ بالحَجِّ ، ولكنَّ العربَ قد قالَتْه بالهَمْزِ ، وهو
على غير القياسِ.
* ولَبابِ لَبَابِ ، يراد به : لا بأس ، بِلُغَةِ حِمْيَر ، وهو عندى مما
تَقَدَّم ، كأنَّه إذا نَفَى البَأْسَ عنه اسْتَحَبَّ مُلازَمَتَه.
* واللّبَبُ : مَعْروفٌ ، يكونُ للرَّحْلِ والسَّرْج [يَمْنَعُهما
منَ الاسْتِئْخارِ] ، والجَمْعُ : ألْبَابٌ
؛ قال سيبويه : لم
يُجاوِزُوا به هذا البِناءَ.
* وأَلْبَبْتُ السَّرْجَ : عَمِلْتُ له لَبَبًا.
* وألْبَبْتُ الفَرَسَ ، فهو
مُلْبَبٌ ـ جاء على
الأصل وهو نادِرٌ : جَعَلْتُ له لَبَبًا ، ولَبَبْتُه
مُخَفَّفٌ كذلك عن ابن
الأعرابى.
* واللَّبَبُ : الْبَالُ ، يُقالُ : إنه لَرَخِىُ اللَّبَبِ.
* واللَّبَبُ منَ الرَّمْلِ : ما اسْتَرَقَّ وانحدَرَ مِنْ مُعْظَمِهِ
، فصار بَيْنَ الجَلَدِ وغِلَظِ الأرْضِ.
* وقيل : لَبَبُ الكَثِيبِ : مُقَدَّمُه ؛ قال :
*كأنَّها ظَبْيَةٌ أفْضَى بها لَبَبُ*
* واللَّبَّةُ : وَسطُ الصَّدْرِ ، والجمعُ : لَبَّاتٌ ولِبَابٌ ، عن ثعلبٍ.
وحَكَى
اللِّحيانىُّ : إنها لحَسَنَةُ
اللَّبَّاتِ ؛ كأنهم جعلوا
كلَّ جُزءٍ منه لَبَّةً ، ثم جمعوا على هذا. واللَّبَبُ
كاللَّبَّةِ ؛ وأمَّا ما
جاءَ فى الحديثِ : « إن الله مَنَعَ مِنِّى بَنى مُدْلِجٍ لِصِلَتِهمُ الرَّحِمَ ،
وطَعْنِهم فى ألْبابِ الإِبِلِ » .
* قيل : ألْبَابٌ : جمعُ اللُّبِ
الذى هو الخالصُ من
كلِّ شَىءٍ. وقيلَ : هو جمعُ اللَّبَبِ
من الصَّدْرِ.
* ورُوِىَ فى لَبَّاتِها ـ جَمْعِ لَبَّةٍ ـ من الصدرِ أيضًا ، وهو الصَّحيحُ عندى.
* ولَبَّهُ يَلُبُّهُ لَبّا : ضَرَبَ لَبَّتَهُ.
* ولَبَّةُ القِلادَةِ : واسِطَتُها.
__________________
* والمُتَلَبِّبُ : المُتَحَزِّمُ بالسِّلاحِ وغَيْرِه.
* وكلُّ
مُجَمِّعٍ لِثِيابِهِ مُتَلَبِّبٌ
؛ قال عَنتَرةُ :
إِنِّى
أُحاذِرُ أنْ تَقولَ حَلِيلَتى
|
|
هذا غُبارٌ
ساطعٌ فَتَلَبَّبِ
|
* واسم ما يُتَلَبَّبُ به : اللَّبَابَةُ ؛ قال :
وَلَقد
شَهِدتُ الخَيْلَ يوم طِرادِها
|
|
فَطَعَنْتُ
تحتَ لَبابَةِ المُتَمَطِّرِ
|
* وتَلَبُّبُ
المرأةِ بِمِنْطَقَتِها
: أن تَضَعَ أَحَدَ طَرَفَيْها على مَنْكِبها الأَيْمَنِ وتُخْرِجُ وَسَطَها من
تحتِ يدِها اليُمْنَى فَتُغَطِّى بها صدَرها وتَرُدّ الطَّرفَ الآخَرَ على
مَنْكِبِها الأَيْسَرِ.
* والتَّلْبيبُ من الإنسانِ : ما فى مَوْضِع اللَّبَبِ مِنْ ثيابه.
* ولَبَّبَ الرَّجُلَ : جَمعَ ثيابَه فى عُنُقِهِ ثم قَبَضَهُ ،
وأَخَذَ بِتَلْبيِبِه كذلك ، وهو اسم كالتَمْتِينِ.
* وتَلَيَّبَ الرَّجُلانِ : أخذ كلُّ واحدٍ منهما بِلَبَّةِ صاحبِه.
* والتَّلْبيبُ : التَّرَدُّدُ ، هكذا يُحْكى ولا أَدْرِى ما هُوَ.
* ودَارُه تُلِبُ دَارى ، أى : تَمْتَدُّ معها.
* وأَلَبَ لك الشَّىءُ : عَرَضَ ؛ قال رُؤْبَةُ :
*وإِنْ قَرًا أو مَنْكِبًا أَلَبَّا*
* واللّبْلَبَةُ : لَحْسُ الشَّاةِ ولَدَها.
وقِيلَ : هو أن
تُخْرِجَ الشَّاةُ لِسَانَها كأنَّها تَلْحَسُ وَلَدَها ، ويكونَ مِنْها صَوْتٌ
كأنها تقولُ : لَبْ لَبْ.
* واللَّبْلَبَةُ : عَطْفُكَ على الإنْسَانِ ومَعُونَتُه ، وقد لَبْلَبْتُ عليه ؛ قال الكُمَيْتُ :
ومِنَّا إذا
حَزَبَتْكَ الأُمورُ
|
|
عليكَ
المُلَبْلِبُ والمُشْبِلُ
|
* واللَّبْلَبُ
: النَّحْرُ.
* ولَبْلَبَ التَّيْسُ عند السِّفادِ : نَبَّ ، وقد يقال ذلك
للظَّبْىِ.
__________________
* واللَّبَابَةُ من النَّباتِ : الشَّىءُ القليلُ غَيرُ الواسِعِ ؛ حكاه
أبو حنيفة.
* واللَّبْلابُ : حَشِيشَةٌ.
* ولُبَابَةُ : اسمُ امْرأَةٍ.
* ولَبَّى ولِبَّى ولُبَّى : مَوْضِعٌ ؛ قال :
أَسِيرُ ومَا
أَدْرِى لَعَلَّ مَنِيتَّى
|
|
بِلَبَّى
إِلى أَعْراقِها قَدْ تَدَلَّتِ
|
مقلوبه : ب ل ل
* البَلَلُ والبِلَّةُ : النُّدُوَّةُ ؛ قال بَعْضُ الأَغْفالِ :
*وقِطْقِطُ البِلَّةِ فى شُعَيْرِ*
أَرادَ : وبِلَّةُ القِطْقِطِ ، فَقَلَبَ.
* والْبِلالُ كالبِلَّةِ.
* وبَلَّهُ بالماءِ وغَيْرِه يَبُلُّهُ
بَلّا وبِلَّةً ، وبَلَّلَهُ
فابْتَلَ وتَبَلَّلَ ؛ قال ذو الرُّمَّةِ :
وما شَنَّتَا
خَرْقَاءَ واهيتا الكُلَى
|
|
سقى بِهما
ساقٍ ولَمَّا تَبَلَّلا
|
* والبِلالُ
: المَاءُ.
* والبُلَالَةُ : البَلَلُ.
* والبِلَالُ : جَمْعُ بِلَّةٍ ، نادرٌ.
* واسْقِهِ على
بُلَّتِهِ ، أى : ابْتِلالِهِ.
* وبُلَّةُ الشبابِ وَبلَّتُه
: طَراؤُهُ ،
والفَتْحُ أعلى.
* والبَلِيلُ : رِيحٌ بارِدَةٌ مَعَ ندًى ، ولا تُجْمَعُ.
قال أبو حنيفة
: إذا جاءت الريحُ مع بَرْدٍ ويُبْسٍ ونَدًى فَهْىَ بَلِيلٌ ، وقد
بَلَّتْ تَبِلُ بُلُولاً ؛ فأمَّا قولُ زيادٍ الأَعْجَمِ :
__________________
إِنِّى
رَأَيْتُ عِداتَكُمْ
|
|
كالغَيْثِ
لَيْسَ لَه بَليلُ
|
فَمَعْناهُ :
أنَّهُ لَيْسَ لها مَطْلٌ فَيُكَرِّرَها ، كما أن الغَيْثَ إذا كانَتْ معه رِيحٌ بَلِيلٌ كَدَّرَتْهُ.
* وبَلَ رَحِمَهُ يَبُلُّها
بَلّا وبِلالاً : وَصَلَها ، و « بُلُّوا أَرْحامَكُم وَلَوْ بالسَّلامِ » : صِلُوها.
وقَوْلُه :
والرِّحْمَ
فابْلُلْها بخَيْر البُلَّانْ
|
|
فإنَّها
اشتُقَّتْ مِنَ اسمِ الرَّحْمانْ
|
يجوز أن يكونَ
البُلَّانُ اسمًا واحدًا كالغُفْرانِ والرُّجْحانِ ، وأَنْ يكونَ جَمْعَ بَلَلٍ الذى هو الاسمُ لا المَصْدَرُ ، وإن شِئْتَ جَعَلْتَه
المَصْدَرَ ؛ لأن بَعْضَ المصادِرِ قد تُجْمَعُ كالشُّغْلِ والعَقْلِ والمَرَضِ.
* وبَلَّكَ الله ابْنًا وبَلَّكَ
به بَلّا ، أَىْ : رَزَقَكَ إِيَّاهُ.
* والبِلَّةُ. الخَيْرُ والرِّزْقُ.
* والبِلُ : الشِّفاءُ.
ويُقالُ : ما
قَدِمَ بِهِلَّةٍ ولا
بلَّةٍ ، وقد
تَقَدَّمَ شَرْحُهُ.
* وَمَا
أحْسَنَ بِلَّةَ لسانِهِ ، أَىْ : طَوْعَهُ بالعبارَةِ وإِسْماحَهُ
وسَلاسَتُهُ وَوُقُوعَهُ على مَوْضِعِ الحُروفِ واسْتِمرارَهُ على المَنْطِقِ.
* وَبلَ يَبِلُ بُلُولاً وأَبَلَ
: نَجَا ، حَكَاهُ
ثَعْلَبٌ ، وَأنشد :
*مِنْ صَقْعِ بَانٍ لَا تَبِلُ لُحَمُهْ*
لُحْمَةُ البَازِى : الطَّائِرُ يُطْرَحُ لَهُ ، أَوْ
يَصِيْدُهُ.
* وَبَلَ مِن مَرَضِهِ يَبِلُ
بَلّا وَبَلَلاً وَبُلُولاً واستَبَلَ
وَأَبَلَ : بَرَأَ.
* وَابتَلَ وَتَبلَّلَ : حَسُنَتْ حَالُهُ بَعْدَ الهُزالِ ، وقَالوا : هُو
لَكَ حِلٌّ ، وَبِلٌ فَبِلٌ : شِفَاءٌ ، مِن قَولِهم : بَلَ من مَرَضِهِ إذا بَرَأَ.
* ويُقَالُ : بِلٌ مُبَاحٌ مُطْلَقٌ : يَمَانِيةٌ حِمْيَرِيَّةٌ. ويقالُ : بِلٌ إِتْبَاعٌ لِحِلٍّ ، وكذلكَ يقالُ للمُؤَنَّث : هِى لكَ
حِلٌّ ، وَبِلٌ على لَفْظِ المُذكَّرِ ، ومنه قول عبد المُطَّلب فى
زمْزَمَ : لَا أُحِلُّها
__________________
لمُغْتسلٍ وهى لشارِبٍ حِلٌّ وَبِلٌ.
قال الأصمعى :
كنتُ أُرَى أَنَّ بِلّا إِتبَاعٌ لحِلٍّ حتَّى زَعَمَ المعُتَمرُ بنُ سليْمَانَ
أَنَّ بِلّا مُبَاحٌ ، وَذَهَبَتْ بُلَّةُ الإِبِلِ ؛ أَى : ذَهَبَ ابْتلالُ الرُّطْبِ عَنهَا.
* وَطَوَيتُ
الثَّوبَ على بُلَلَتِهِ وبَلَّتِهِ
وَبِلالِهِ ؛ أَى : على
رُطُوبَتِهِ.
* وانْصَرفَ
القَومُ بِبُلُلَتِهم وَبُلَلَتِهم
وَبُلُوْلَتِهم ؛ أَى : وفيْهم بَقِيَّةٌ.
* وَطَوَاهُ
على بُلُلَتِهِ وَبُلُوْلَتِهِ
وَبلَّتِهِ ؛ أَى : عَلَى
ما فيه منَ العَيْبِ ، وقيلَ : عَلَى بَقِيَّةِ وُدِّه ، وهو الصَّحيحُ.
* واطوِ
سِقَاءَكَ عَلَى بُلَلَتِهِ
؛ أَى : وفيهِ بَلَلٌ لا يتكسَّرُ.
* وَبَلِلْتُ بِه بَلَلاً : ظَفِرْتُ.
* وبَلِلْتُ به بَلَلاً : صَلِيتُ وشَقِيتُ.
* وَبَلِلْتُ به بَلَلاً وَبَلالَةً وبُلُوْلَةً ، وَبَلَلْتُ
: مُنِيْتُ به
وعَلِقْتُهُ.
* وَبَلِلْتُهُ : لَزِمْتُهُ ، قال :
دَلْوٌ
تَمَأَّىْ دُبِغَتْ بالحُلَّبِ
|
|
بَلَّتْ
بَكَفَّىْ عَزَبٍ مُشَذَّبِ
|
فَلَا تُقَعْسِرهَا
ولكن صَوِّبِ
|
تُقَعْسِرْهَا
؛ أَى : تُعَازّهَا.
* وَرَجلٌ بَلٌ بالشىءِ : لَهِجٌ قالَ :
وَإِنِّى
لَبَلٌ بالقَرِيْنَةِ ما ارعَوَتْ
|
|
وَإِنِّى
إِذا صَرَّمتُهَا لَصَرُومُ
|
* وَلَا تبُلُّكَ عندى بَالَّةٌ وبَلَالِ
؛ قالَتْ لَيْلَى
الأَخيلِيّة :
فَلَا
وَأَبِيكَ يا بنَ أَبى عَقِيلٍ
|
|
تَبُلُّكَ
بَعدَها فِينَا بَلَالِ
|
* وَأَبَلَ الرّجُلُ : ذَهَبَ فى الأَرضِ.
__________________
* وَأَبَلَ : أَعْيَا فَسَادًا وَخُبْثًا.
* وَالأَبَلُ : الشَّدِيدُ الخُصُومَةِ الجَدِلُ ، وقيلَ : هو الَّذِى
لَا يَسْتَحْيى ، وَقيلَ : هوَ الشَّدِيدُ اللُّؤْمِ الَّذِى لا يُدْرَكُ ما
عِندَهُ. وقيلَ : هُوَ المَطُولُ ، وقيلَ : الفَاجِرُ ، والأُنْثَى بَلَّاءُ.
* وقد بَلَ بَلَلاً ، فى كُلِّ ذلكَ عَن ثَعلَبٍ ، وَأَبَلَ عَلَيهِ : غَلَبَهُ.
قال سَاعِدَةُ
:
أَلا يَا
فتًى ما عَبدُ شَمْسٍ بِمِثْلِهِ
|
|
يُبَلُ عَلَى
العادِى وَتُؤْبَى المخاسِفُ
|
البَاءُ فِى (بمِثْلِهِ)
مُتَعَلِّقَةُ بَقَولِهِ : يُبَلُ
، وقولُهُ : ما عَبدُ
شَمْسٍ : تَعِظيمٌ ، كقولك : سُبْحَانَ اللهِ مَا هُو ومَنْ هو ، لَا تُريدُ
الاستِفَهامَ عَنْ ذاتِهِ ـ تعالى ـ إِنَّما هُو تَعظيمٌ وَتَفْخِيمٌ.
* وخَصْمٌ مِبَلٌ : ثَبْتٌ.
* وَرَجُلٌ بَلٌ وَأَبَلُ : مَطُولٌ ، عنِ ابنِ الأَعْرَابىِّ ، وَأَنْشَدَ :
*جِدَالَكَ مَالاً وبَلّا حَلُوفا*
* والبلَّةُ : نَوْرُ السَّمُرِ والعُرفُطِ.
* وبِلَالٌ : اسمُ رَجُلٍ.
* وَبِلَالُ أَبَاذَ : مَوْضِعٌ.
* والبُلْبُلُ : طَائِرٌ حَسَنُ الصَّوْتِ ، ويَدْعُوهُ أَهْلُ الحجازِ
النُّغَرَ.
* والبُلْبُلُ : قَنَاةُ الكُوْزِ الَّتى تَصبُّ الماءَ.
* والبُلْبُلَةُ : الكُوْزُ الَّذِى فيه بُلْبُلٌ
إِلى جَنْبِ رَأْسِهِ.
* والبَلْبَلَةُ : اختلَاطُ الألْسِنَةِ.
* والبَلْبَلَةُ والبَلَابِلُ
والبَلْبَالُ : شِدَّةُ
الهَمِّ والوَسَاوِسُ وحَدِيْثُ النَّفْسِ ، فَأَمَّا البِلْبَالُ ـ بالكسر ـ فَمَصْدَرٌ.
* وبَلْبَلَ القَومَ بَلْبَلَةً وبِلْبَالاً : حَرَّكَهُم وهَيَّجَهُم ، والاسمُ البَلْبَالُ.
* والبَلْبَالُ : البُرَحَاءُ فى الصَّدْرِ ، وَكَذَلِكَ البَلْبَالَةُ ، عن ابن جِنّىٍّ ، وَأَنْشَدَ :
__________________
فَبَاتَ
مِنْهُ القَلْبُ فِى بَلْبَالَهْ
|
|
ينْزُوْ
كَنَزْوِ الظَّبْىِ فى الحِبَالَهْ
|
* ورَجُلٌ بُلْبُلٌ وبُلَابِلٌ : خَفِيفٌ فى السَّفَرِ مِعْوَانٌ.
وقالَ ثَعْلَبٌ
: غُلَامٌ بُلْبُلٌ : خَفِيفٌ فى السَّفَرِ. فَقَصَرهُ عَلَى الغُلَامِ.
* وبُلْبُولٌ : اسمُ بَلَدٍ.
ومن خفيف هذا
الباب
ب ل
* بَلْ : كَلِمَةُ استدرَاكٍ وَإِعْلَامٍ بِالإِضْرَابِ عنِ
الأَوَّلِ.
وقَولُهُم :
قامَ زَيدٌ بَلْ عَمْرٌو ، و « بَنْ » عَمْروٌ ، فَإِنَّ النُّونَ بَدَلٌ
منَ اللَّامِ ، أَلا تَرَى إِلى كَثْرَةِ استِعمالِ بَلْ ، وقلة استعمالِ بَنْ ، والحُكْمُ على الأكثَرِ لَا
الأَقَلِّ ، هذا هو الظَّاهرُ مِن أَمْرِه.
قال ابنُ
جِنّىٍّ : وَلَستُ أَدفَعُ مَعَ هذا أَنْ يكونَ (بَنْ) لُغَةً قَائِمةً
بنَفْسِهَا.
ومما ضوعف من
فائه وعينه
ب ب ل
* بَابِلُ : مَوْضِعٌ ، إليه يُنْسبُ السِّحْرُ ، قال تعالى : (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ) [البقرة : ١٠٢] وتُنْسَبُ إِليه الخَمرُ كَثيرًا ، قال الأَعشى :
بِبَابِلَ لم
تُعْصَرْ فَجَاءَتْ سُلَافَةً
|
|
تُخَالطُ
قِنْدِيدًا ومِسْكًا مُخَتَّمَا
|
وَقَولُ أَبى
كَبِيرٍ الهُذَلىِّ يَصِفُ سهَامًا :
يَكوِى بِها
مُهَجَ النُّفُوسِ كأَ
|
|
نّما
يَكوِيهم بالبَابِلىِ المُمْقِرِ
|
قال
السُّكَرىُّ : عَنَى بالبَابِلىِ
هُنَا سُمّا.
اللام والميم
ل م م
* لمَ الشَّىءَ
يَلُمُّهُ لَمّا : جَمَعَهُ ، وفِى الدُّعاءِ : لمَ
اللهُ شَعْثَكَ ؛ أَى
: جَمَعَ مُتَفَرِّقَكَ وَقَارب بين شَتِيتِ أَمْرِكَ.
__________________
* وَرَجُلٌ مِلَمٌ : يَلُمُ
القَومَ ؛ أَى
يَجْمَعُهُم ، وقيلَ : هو الّذى يَلُمُ
أَهلَ بَيِتِه
وعَشِيرَتِهِ ، وقوله تعالى : (وَتَأْكُلُونَ
التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا) [الفجر : ١٩].
قالَ ابنُ
عَرَفَةَ : أَكْلاً شَدِيدًا. وهُوَ عندِى من هذا البَابِ ، كأَنَّهُ أَكْلٌ
يَجْمَعُ التُّراثَ ويَسْتَأصِلُهُ.
* والإِلْمَامُ واللَّمَمُ : مُقَارَفَةُ الذَّنْبِ ، وقيلَ : الَّلمَمُ ، ما دُونَ الكَبَائِر مِنَ الذُّنُوبِ ، وفى التَّنزيلِ
: (الَّذِينَ
يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) [النجم : ٣٢].
* ولَمَ به ، وَأَلَمَ
والتَمَ : نَزَلَ.
* وَأَلَمَ به : زَارَهُ غِبّا.
* وَغُلَامٌ مُلِمٌ : قَارَبَ الاحتِلَامَ.
* ونَخْلَةٌ مُلِمٌ ومُلِمَّةٌ : قارَبَتِ الإرطَابَ ، وَقَال أَبُو حَنِيفَةَ : هى
الّتى قارَبَتْ أَنْ تُثْمِرَ.
* والمُلِمَّةُ : الشَّدِيدَةُ مِن شدائِدِ الدَّهر.
* وَجَمَلٌ مَلْمُومٌ وَمُلَمْلَمٌ : مُجْتَمِعٌ ، وكذلكَ الرَّجُلُ.
* وَحَجَرٌ مُلَمْلَمٌ : مُدَمْلَكٌ صُلْبٌ مُسْتَدِيْرٌ.
* وَقد لَمْلَمَهُ : إِذَا أَدَاره.
وحُكِىَ عَنْ
أَعْرَابىٍّ : جَعَلْنَا
نُلَمْلِمُ مِثْلَ القَطَا
الكُدْرِىِّ منَ الثَّرِيدِ ، وكذلكَ الطِّينُ ، وهى اللمْلَمَةُ.
* وكَتِيْبَةٌ مَلْمُومَةٌ ومُلَمْلَمةٌ : مُجْتَمِعَةٌ.
* وقِدْحٌ مَلْمُومٌ : مُسْتَدِيْرٌ ، عَنْ أَبى حَنيفَةَ.
* والِلّمَّةُ : الوَفْرَةُ ، وَقِيلَ : فَوْقَهَا.
وقيلَ : إِذَا أَلَمَ الشَّعرُ بالمَنْكِبِ فَهُو لِمَّةٌ ، وقيلَ : إِذا جَاوَزَ شَحْمَةَ الأُذُنِ ، وقيلَ : هى
دُونَ الجُمَّةِ ، وقيلَ : أَكْثَرُ مِنْهَا.
والجمع : لِمَمٌ وَلِمَامٌ.
* وَذُوْ اللُّمَّةِ : فَرَسُ رسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوسلم.
* وَذُوْ اللِّمَّةِ ـ أَيضًا ـ فَرَسُ عُكاشَةَ بنِ محْصَنٍ.
* وَلِمَّةُ الوَتِدِ : مَا تَشَعَّثَ مِنْهُ ، قال :
وَأَشْعَثَ
فى الدَّارِ ذِى لِمَّةٍ
|
|
يُطيلُ
الحُفُوفَ ولَا يَقْمَلُ
|
* وشَعْرٌ مُلَمَّمٌ ومُلَمْلَمٌ : مَدهُونٌ ، قالَ :
وما
التَّصَابى للعُيُونِ الحُلَّمِ
|
|
بَعدَ
ابِيضَاضِ الشَّعَرِ المُلَمْلَمِ
|
العُيُونُ ـ هنا
ـ سادَةُ القَومِ ؛ ولذلكَ قال : الحُلَّمِ ، ولمْ
يَقُلْ : الحَالِمَةِ.
* واللُّمَّةُ : الشَّىءُ المُجْتَمِعُ.
* واللَّمَّةُ واللَّمَمُ
، كلاهما : الطَّائِفُ
منَ الجِنِّ.
* وَرَجُلٌ مَلْمُومٌ : به لَمَمٌ.
* واللامَّةُ : مَا تَخَافُهُ مِن مَسٍّ أُو فَزَعٍ.
* واللَّامَّةُ : العَيْنُ المُصِيْبَةُ ، وَلَيْسَ لَهَا فِعْلٌ ، هو
من بَابِ دَارِعٍ.
* وقَالَ
ثَعْلَبٌ : اللَّامَّةُ : مَا
أَلَمَ بِكَ وَنَظَر
إِلَيكَ ، وهذا لَيْسَ بِشَىءٍ.
* ولَمَّا بِمَعْنَى حِيْنَ.
* ولَمَّا كَ (لَمْ) الجَازِمَةِ. وتَكُونُ بِمَعْنَى (إِلَّا) ،
كَقَولهِ تعالى : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ
لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ) [الطارق : ٤] فيمَن قَرَأَ به ؛ أَى : إِلَّا عليها حافِظٌ ، وتكونُ بمعنى
إِلَّا ـ أَيضًا ـ فى باب القَسَمِ ، تقولُ : سأَلْتُكَ لَمَّا فَعَلْتَ ؛ بمعنى : إِلَّا فَعَلْتَ.
* وَأَلَمْلَمٌ وَيَلَمْلَمٌ : جَبَلٌ ، وقيلَ : مَوْضِعٌ ، وقالَ ابن جِنّىٍّ : هُوَ
مِيقَاتٌ. ولَا أَدْرِى ما عَنَى بهذا ، اللهُمَّ إِلَّا أَن يكونَ الميقاتُ ـ هنا
ـ مَعْلَمًا من مَعَالِمِ الحَجِّ.
ومما ضوعف من
فائه ولامه
ل م ل
* اللَّمَالُ : الكُحْلُ ، حكاه أَبُو رِيّاشٍ ، وَأَنشد :
لَهَا
زَفَراتٌ مِن بَوَادِر عَبْرَةٍ
|
|
يَسُوقُ
اللَّمَالَ المَعْدِنىَّ انِسجَالُهَا
|
وقيلَ :
إِنَّما هو اللُّمَالُ ـ بالضّم ـ وكذلكُ حكاه كُرَاعُ.
* والتَّلَمُّلُ بالفَم كالتَّلَمُّظِ ؛ قال كعبُ بنُ زُهيرٍ :
__________________
ويكونُ
شكْوَاها إِذا هى أَنْجَدتْ
|
|
بعد
الكَلَالِ تَلَمُّلٌ وَصَرِيْفُ
|
ومن خفيف هذا
الباب
ل م
* لمْ : حَرفٌ جَازمٌ يُنْفَى بِهِ ما قد مَضَى ، وَإِنْ لَمْ يقع بَعَدهُ إِلَّا لَفْظُ الآتِى.
مقلوبه : م ل ل
* مَلِلْتُ الشَّىءَ
مَلَّةً وملَلاً وملَالاً وملَالَةً : بَرِمْتُ به.
* واستَمْلَلْتُهُ كَمَلِلْتُهُ ؛ قالَ ابنُ هَرْمَةَ :
قِفَا
فَهَرِيقَا الدَّمْعَ بالمنزِلِ الدَّرسِ
|
|
وَلَا
تَسْتَمِلَّا أَنْ يطولَ بهِ حَبْسِى
|
وهذا كَما
قالُوا : خَلَتِ الدَّارُ واسْتَخْلَتْ ، وَعَلا قِرْنَهُ واسْتَعْلَاهُ.
وَأَمَلّنى وَأَمَلَ عَلَىَّ : أَبْرَمَنِى ، وقالُوا : لَا أَمْلَاهُ ، وهذا
عَلَى تحويل التَّضْعِيفِ ؛ أَى : لَا
أَمَلُّهُ. والّذى فَعَلُوه فى هذا ونَحْوِه من قولِهِمْ : لَا
وَرَبِيْكَ لَا أَفْشَبُ.
*وَأَنْشَبُ من مَآشِير حِدَاءِ*
لَمْ يَكُن وَاجِبًا فَيَجبُ هذا ، وَإِنَّما غُيِّرَ
استِحْسَانًا فَسَاغَ ذَلكَ فيه.
* وَرَجُلٌ مَلُوْلٌ ومَلُولَةٌ وَمَلالَةٌ وذو
مَلَّةٍ ؛ قالَ :
إِنَّكَ
واللهِ لَذُو مَلَّةٍ
|
|
يَطْرفُكَ
الأَدنى عَنِ الأَبعَدِ
|
* وَالأُنثى مَلُولٌ ومَلُولَةٌ ،
فمَلُولٌ عَلَى القياسِ ، ومَلُولَةٌ على الفِعْلِ.
* والمَلَّةُ : الرَّمَادُ الحَارُّ والجَمْرُ.
* وَمَلَ الشَّىءَ فى الجَمْرِ
يَمُلُّهُ مَلّا فهو مَمْلُولٌ ومَلِيْلٌ
: أَدْخَلَهُ.
* والمَلِيْلُ : المِحْضَأُ.
* ومَلَ القوسَ والسَّهْمَ والرُّمْحَ فى النَّارِ : عَالَجَها
بها ، عن أَبى حَنِيفةَ.
* والمَلِيْلَةُ والمُلَالُ
: الحَرُّ الكامِنُ.
* ورجلٌ مَمْلُولٌ ومَلِيْلٌ به : مَلِيْلَةٌ.
__________________
* والمَلَّةُ والمُلَالُ
: عَرَقُ الحُمَّى.
* وقال
اللحيانىُّ : مَلِلْتُ
مَلّا والاسمُ المَلِيلَةُ ، كحُمِمْتُ حَمّا ، والاسم الحُمَّى.
* والمُلَالُ : وَجَعُ الظَّهرِ ، أَنشد ثَعْلَبٌ :
دَاوِ بها
ظَهْرَكَ من مُلَالِهِ
|
|
مِنْ
خُزَرَاتٍ فيه وانْخِزَالِهِ
|
كما يُدَاوَى
العَرُّ مِنْ أَكَالِهِ
|
* والمُلَالُ
: التَّقَلُّبُ مِنَ
المرضِ أَو الغَمِّ ، قالَ :
وَهَمٍّ
تَأْخُذُ النُّجْوَاءُ مِنْهُ
|
|
يُعَدُّ
بِصَالبٍ أَو بالمُلَالِ
|
والفِعْلُ منْ
كُلِّ ذلكَ مَلَ ومَلَّلَ.
* وتَمَلَّلَ الرَّجُلُ وتَمَلْمَلَ
: تَقَلَّبَ ،
أَصْلُهُ : تَمَلَّلَ فَفُكَّ بالتَّضْعِيفِ.
* ومَلْمَلْتُهُ أَنا : قَلَبْتُهُ.
* وتَمَلْمَلَ اللَّحْمُ عَلَى النَّارِ : اضطَرَبَ.
* وطَرِيقٌ مَلِيْلٌ وَمُمِلٌ : قد سُلِكَ فيه حتَّى صَارَ مَعْلَمًا.
* وَأَمَلَ الشَّىءَ : قَالَهُ فَكُتِبَ عَنْهُ.
* وَأَمْلَاهُ كأَمَلَّهُ على تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ ، وفى التنزِيلِ (فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ) [البقرة : ٢٨٢] ، وفيه : (فَهِيَ تُمْلى
عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الفرقان : ٥] وحَكَى أَبُو زَيدٍ : أَنَا
أُمْلِلُ عليه الكِتَابَ
ـ بإظهَار التَّضْعِيفِ.
* وَمَلَ الثَّوْبَ مَلّا : دَرَّزَهُ ، عن كُرَاعَ.
* والْمِلَّةُ : الشريعَةُ.
* وتَمَلَّلَ وامْتَلَ : دَخَلَ فى المِلَّةِ.
* وَمَلَ يَمُلَ مَلّا وامْتَلَ
وتَمَلَّلَ : أَسْرَعَ.
* وحِمَارٌ مُلَامِلٌ : سَرِيعٌ.
* وهِى المَلْمَلَةُ والمُلْمُولُ
: المِكْحَالُ.
* ومَلْمُولُ البَعِيرِ والثَّعْلَبِ : قَضِيبُهُ.
__________________
وحَكَى سيبويه
: مَالٌ وجَمْعُهُ مُلَّانُ
، ولَمْ يُفَسِّرْهُ.
* ومَلَلٌ : مَوْضِعٌ فى طريقِ البَادِيَةِ.
* ومُلَالٌ : مُوْضِعٌ ، قال الشاعرُ :
رَمَى
قَلْبَهُ البَرْقُ المُلَالِىُّ رَمْيَةً
|
|
بِذِكْرِ
الحِمَى وَهْنًا فَبَاتَ يَهِيْمُ
|
* * *
باب الثلاثى الصحيح
اللام والنون والفاء
ن ف ل
* النَّفَلُ : الغَنِيمَةُ والهِبَةُ.
والجَمْعُ : أَنْفَالٌ ، ونِفَالٌ
، قالتْ جَنُوبُ
أُخْتُ عَمْرٍو ذى الكَلْب.
وقد عَلِمَتْ
فَهْمُ عند اللِّقاءِ
|
|
بَأَنَّهُم
لَكَ كانوا نِفَالا
|
*
نَفَّلَهُ نَفْلاً وَأَنْفَلَهُ إِيَّاهُ وَنَفَلَهُ
ـ بالتخفيفِ ، وَنَفَّلَ الإِمَامُ الجُنْدَ : جَعَلَ لَهُم ما غَنِمُوا.
* وَالنَّافِلَةُ : الغَنِيمَةُ ؛ قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ :
فَإِنْ تَكُ
أُنْثَى من مَعَدٍّ كريمَةً
|
|
علينا فقد
أُعْطِيْتِ نَافِلةَ الفَضْلِ
|
* والنَّافِلةُ : العَطِيَّةُ عن يَدٍ.
* والنَّفْلُ والنَّافِلَةُ : مَا يَفْعَلُهُ الإنسانُ مِمَّا لا يَجِبُ عليه ، وفى
التنزيلِ : (وَمِنَ اللَّيْلِ
فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ) [الإسراء : ٧٩].
* وَالنَّافِلَةُ : وَلَدُ الوَلَدِ ، وهو مِن ذَلكَ.
* والنَّوْفَلُ : العَطِيَّةُ.
* والنَّوْفَلُ : السَّيِّدُ المِعْطَاءُ ، يُشَبَّهَانِ بالبحرِ ،
فَدَلَّ هذا على أَنَ النَّوْفَلَ
البَحْرُ ، ولَا نَصَّ
لَهُم على ذَلكَ ، أَعْنِى أَنَّهُم لَمْ يُصَرِّحُوا بذلكَ ، كَأَنْ يقولوا : النَّوْفَلُ : البَحْرُ.
* والنَّوْفَلَةُ : المِمْلَحَةُ.
__________________
* وانْتَفَلَ مِنَ الشَّىء : انْتَفَى وَتَبَرَّأَ.
* وَأَتَيْتُ أَنْتَفِلُهُ ؛ أَىْ : أَطْلُبهُ ، عن ثَعْلَبٍ.
* وَأَنْفَلَ لَهُ : حَلَفَ.
* والنَّفَلُ : ضَربٌ مِنْ دِقِّ النَّبَاتِ ، وهى مِنْ أَحْرَارِ
البَقْلِ تُنْبَتُ مُتَسَطِّحَةً ولَهَا حَسَكٌ يَرْعاهُ القَطَا ، وهى مِثلُ
الفَثِّ ، لَهَا نَوْرَةٌ صَفْرَاءُ طَيِّبَةُ الرِّيْحِ ، وَاحِدَتُهُ نَفَلَةٌ ، قال : وبالنَّفَلِ
سُمِّى الرَّجُلُ نُفَيْلاً.
* واللّيَالى النُّفَلُ : اللَّيلةُ الرَّابِعةُ ، والخَامِسَةُ مِنَ الشَّهْرِ.
* والنَّوْفَلِيَّةُ : ضَرْبٌ مِنَ الامْتِشَاطِ ، حَكَاهُ ابنُ جِنّىٍّ
عَنْ الفارسِىِّ ، وَأَنْشَدَ لجرانِ العَوْدِ :
أَلَا لَا
يَغُرَّنَّ امْرَءًا نَوْفَلِيَّةٌ
|
|
عَلَى
الرَّأْسِ بَعْدِى أَو تَرَائِبُ وُضَّحُ
|
وكذلكَ رَوَى :
يَغُرَّنَّ بلَفْظِ التَّذْكيرِ وهو أَعْذرُ من قَوْلِهم : حَضَرَ القَاضِىَ
امْرَأَةٌ. لأَنَّ تَأْنِيثَ المِشْطَةِ غَيرُ حَقِيْقَةٍ.
* وَنَوْفَلٌ ونُفَيلٌ : اسْمَانِ.
مقلوبه : ف ل ن
* فُلَانٌ وَفُلَانَةُ : كنايَةُ عن أَسماءِ الآدَمِيينَ.
* والفُلَانُ والفُلَانَةُ ، كنايةٌ عن غيرِ الآدَمِيينَ.
تقولُ العَرَبُ
: رَكِبْتُ الفُلَانَ ، وحَلَبْتُ الفُلانَةَ.
وقولُهُ تعالى
: (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي
لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) [الفرقان : ٢٨] قال الزَّجَّاجُ :
معناهُ : (لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً) الشَّيْطَانَ (خَلِيلاً) ، قال : وتَصْدِيقُهُ : (وَكانَ الشَّيْطانُ
لِلْإِنْسانِ خَذُولاً) [الفرقان : ٢٩] قال : ويُرْوى أَنَّ عُقْبَةَ بنَ أَبِى مُعَيطٍ : هُو
الظَّالمُ ـ هاهنا ـ وَأَنَّهُ يَأكُلُ يَدَيْهِ نَدَمًا ، وَأَنَّهُ كَانَ عَزَمَ
على الإِسلام فَبَلَغَ أُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ فقال له أُمَيَّةُ : وَجْهِىْ من
وجْهِكَ حَرَامٌ إِنْ أَسْلَمْتَ وَإنْ كَلَّمْتكَ أَبَدًا ، فامْتَنَعَ عُقْبَةُ
مِنَ الإِسلامِ . فإذا كانَ يومُ القِيَامَةِ أَكَلَ يَدَيْهِ نَدَمًا ،
وتَمَنَّى أَنَّهُ آمَنَ واتَّخَذَ مَعَ الرَّسُولِ إِلى الجَنَّةِ سَبِيلاً ،
ولَمْ يَتَّخِذْ أُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ خَلِيلاً.
ولا يَمْتَنِعُ
أَنْ يكونَ قَبُولُهُ مِنْ أُمَيَّةَ منْ عَملِ الشَّيْطَانِ وَأَعْوَانِهِ.
__________________
* وَفُلْ بنُ فُلٍ
: مَحْذُوفٍ ، فَأَمَّا
سيبويه ، فقالَ : لا يقالُ : فُلٌ
يُعْنَى به فُلانٌ
إِلَّا فى الشِّعْرِ ، كقولِهِ :
*فى لَجَّةٍ أَمْسِكْ فُلَانًا عنْ فُلِ*
وَأَمَّا (يَا فُلُ) الَّتى لم تُحْذَفْ مِن فُلَانٍ فَلَا يُسْتَعْمَلُ
إِلَّا فى النِّدَاءِ ، قال : وَإِنَّما هو كقولك : يَا هَنَاه ؛ ومعناهُ : يا
رَجُلُ. وفُلَانٌ : اسمُ رَجُلٍ.
* وَبَنُو فُلَانٍ : بَطْنٌ نُسِبُوا إليه ، وقالوا فى النَّسَبِ : الفُلَانِىُ ، كما قالُوا : الهَنِىُّ ، يَكْنُونَ به عن كُلِّ
إِضَافَةٍ.
اللام والنون والباء
ل ب ن
* اللَّبَنُ : مَعْرُوفٌ ، والجَمْعُ : أَلبَانٌ.
* والطَّائفَةُ لَبَنَةٌ ، ولَبَنُ
كُلِّ شَجَرَةٍ
مَاؤُها ، أُرَاهُ على التَّشْبِيهِ.
* وَشَاةٌ لَبُوْنٌ ولَبِنَةٌ ومُلْبِنَةٌ ومُلْبِنٌ
: ذَاتُ لَبَنٍ ، وكذلكَ الناقَةُ إذا كانَتْ ذَاتَ لَبَنٍ ، أَو نَزَلَ اللَّبَنُ
فى ضَرْعها. وقيلَ : اللَّبُونُ : ذَاتُ اللَّبَنِ
، غَزِيرةً كانَتْ أَو
بَكِيَّةً ، والجمعُ لِبَانٌ
وَلِبْنٌ ، فأَمَّا لِبْنٌ فاسمٌ للجمعِ ، فإِذَا قَصَدُوا قَصْدَ الغَزِيرةِ ،
قالوا : لَبِنَةٌ ، وجَمْعُهَا
لَبِنٌ ، وَلِبَانٌ ، الأَخيرَةُ عَنْ أَبى زَيْدٍ. وقدْ لَبِنَتْ لَبْنًا ، قال اللحيانِىُّ : اللَّبُونُ
واللَّبُونَةُ : مَا كانَ
بِهَا لَبَنٌ. فَلَم يَخُصَّ شاةً ولا ناقةً ، قال : والجمعُ : لُبُنٌ وَلَبَائنُ. وعندى أَنّ لُبُنًا جَمعُ لَبُونٍ
، ولَبَائِنَ جَمْعُ لَبُونَةٍ ، وإنْ كانَ الأوَّلُ لا يَمْتَنِعُ أَن يُجْمَعَ هذا
الجمعَ ، وقولُهُ :
مَنْ كانَ
أشرَكَ فى تَفَرُّقِ فَالجٍ
|
|
فَلَبُونُهُ
جَرِبَتْ مَعًا وَأَغَدَّتِ
|
عِندِى أَنَّهُ
وَضَعَ اللَّبُوْنَ ـ هاهنا ـ مَوْضِعَ اللُّبُنِ
، ولا تكُونُ ـ هُنَا
ـ وَاحِدًا ، لأَنَّهُ قد قالَ : جَرِبَتْ مَعًا ، و (مَعًا) إِنَّما يَقَعُ على
الجَمِيعِ.
* وَعُشْبٌ مَلْبَنَةٌ : تَغْزُرُ عنهُ أَلبَانُ
الماشِيَةِ ، وكذلكَ
بَقْلٌ مَلْبَنَةٌ.
* وَلَبَنَ القومَ يَلْبِنُهُم
لَبْنًا : سَقَاهُم اللَّبَنَ.
__________________
* وَقَومٌ مَلْبُونونَ : أَصَابَهُم مِنَ اللَّبَنِ
سَفَهٌ وسُكْرٌ كما
يُصِيبُهمْ منَ النَّبِيْذِ.
* وَفَرَسٌ مَلْبُونٌ : يُغَذَى باللَّبَنِ
، قال :
لا يَحْمِلُ
الفَارِسَ إِلَّا المَلْبُونْ
|
|
المَحْضَ
مِنْ أَمَامِهِ وَمِنْ دُونْ
|
قالَ
الفَارِسِىُّ : فَعدَّى المَلْبُونَ
لأَنَّهُ فى مَعْنَى
المَسْقِىّ.
* ورَجُلٌ لَبِنٌ : شَرِبَ اللَّبَنَ.
* وَأَلْبَنَ القَومُ فَهُم لَابِنُونَ ، عن اللحْيَانىِّ ، كَثُرَ لَبَنُهُم. وعندى أَنَ لابِنًا عَلَى النَّسَبِ ، كما تقُولُ : تَامِرٌ ونَاعِلٌ.
* وَجَاءوُا يَسْتَلْبِنُونَ : يَطْلُبُونَ اللَّبَنَ.
* ورَجُلٌ لابِنٌ : ذُو
لَبَنٍ.
* وَبنَاتُ لَبَنٍ : الأَمْعَاءُ الَّتى يَكونُ فيهَا اللَّبَنُ.
* وَالمِلْبَنُ : شَىءٌ يُصَفَّى فيه اللَّبَنُ
أَوْ يُحْقَنُ.
* والتَّلْبِينُ : حَسَاءٌ يُتَّخَذُ من ماءِ النُّخَالَةِ فيه اللَّبَنُ ، وهو اسمٌ كالتَّمْتِينِ.
* واللَّوَابِنُ : الضُّرُوع ، عن ثَعْلَبٍ.
* والالْتِبَانُ : الارْتِضاعُ ، عنه أَيضًا ، وهُوَ أَخُوهُ بِلِبَانِ
أُمِّهِ ، ولا يقالُ : بِلَبَنِ أُمِّهِ ، قال :
وَأُرْضِعُ
حَاجةً بِلِبَانِ أُخْرَى
|
|
كذاكَ
الحَاجُ تُرْضَعُ باللِّبَانِ
|
* وَابْنُ لَبُونٍ : وَلَدُ النَّاقَةِ ، إِذا كانَ فى العامِ الثّانِى ،
وصَارَ لَها لَبَنٌ.
* وبَنَاتُ لَبُونٍ : صِغَارُ العُرْفُطِ ، تُشَبَّهُ بِبَنَاتِ لَبُونٍ منَ الإِبلِ.
قال ثَعْلَبٌ :
وُلِدَ لعَبْد الملكِ بنِ مَرَوانَ ابنٌ ، فَقِيلَ لَهُ : أَسْقِهِ لَبَنَ اللَّبَنِ. وهُو أَنْ تُسْقَى ظِئْرُهُ اللَّبَنَ فَيَكُونَ مَا يَشْرَبُ لَبَنَ
اللَّبَنِ ، فَقُصِرَتْ
عليه نَاقَةٌ فقال لحالِبِهَا : كيفَ تَحْلُبُهَا أَخَنْفًا ، أَم مَصْرًا ، أَم
فَطْرًا؟
فَالْخَنْف
: الحَلَبُ بِأَرَبعِ
أَصَابِعَ ، يَسْتَعِيْنُ مَعَهَا بالإبهَامِ ، والمَصْرُ بِثَلاثٍ ، والفَطرُ بالإصبَعَيْنِ وَطَرَفِ الإِبهَامِ.
* وَلَبَّنَ الشَّىءَ : رَبَّعَهُ.
* واللَّبِنَةُ واللِّبْنَةُ : الّتى يُبْنى بِهَا ، والجَمْعُ : لَبِنٌ ولِبَنٌ ، قال :
__________________
إِذ لا
يَزالُ قَائِلاً أَبِنْ أَبِنْ
|
|
هَوْ ذَلَةَ
المِشْآتِ عَنْ ضَرْسِ اللَّبِنْ
|
قَوْلُهُ : أَبِنْ أَبِنْ ؛ أَى : نَحِّهَا. والمِشْآةُ : زَبِيْلٌ يُخْرَجُ بِه الطِّينُ والحَمْأَةُ مِنَ
البِئْرِ ، وَرُبَّمَا كانَ مِنْ أَدَمٍ. والضَّرْسُ
: تَضْرِيسُ طَىِّ
البِئْرِ بالحجارَة ، وَإِنَّما أَرَادَ الحجارَةَ ، فاضْطرَّ وسَمَّاهَا لَبِنًا احْتِياجًا إِلى الرَّوِىِّ.
* وَلَبَّنَ اللَّبِنَ : عَمِلَهُ.
قالَ
الزَّجَّاجُ : قوله تعالى : (قالُوا أُوذِينا مِنْ
قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا)
[الأعراف : ١٢٩]. فيُقال
: إِنَّهُم كانُوا يَسْتَعْمِلُونَ بَنى إسرائِيل فى تَلْبِيْنِ اللَّبِنِ ، فَلمَّا بُعثَ مُوسَى ـ عليهالسلامُ ـ أَعْطَوْهُم اللَّبِنَ
يُلَبِّنُونَهُ ، ومَنَعُوهم التِّبْنَ ؛ ليكونَ ذلكَ أَشقَّ عَلَيهم.
* والمِلْبَنُ : الَّذى يُضْرَبُ به اللَّبِنُ.
* والمِلْبَنُ ، شِبْهُ المِحْمَلِ : ينقلُ فيه اللَّبِنُ. وَلَبِنَةُ القَمِيْصِ ولِبْنَتُهُ
: بَنِيْقَتُهُ.
وَقَالَ أَبُو
زَيدٍ : لَبِنُ القَمِيْصِ وَلَبِنَتُهُ
، لَيسَ لَبِنٌ ـ عنَدهُ ـ جَمْعًا كَنَبِقَةٍ وَنَبِقٍ ، ولَكِنَّهُ
منْ بابِ : سَلٍّ وسَلَّةٍ وَبَياضٍ وَبَيَاضَةٍ.
* واللَّبَانُ : الصَّدْرُ ، وقيلَ : وسَطُهُ ، وقيلَ : مَا بَيْنَ
الثَّدْيَيْنِ ، يكُونُ للإِنسَانِ وغيرِه. أنشد ثَعْلَبٌ فى صفة رَجُلٍ :
فَلمَّا
وَضَعْنَاهَا أَمَامَ لَبَانِهِ
|
|
تَبَسَّمَ
عَنْ مَكرُوهَةِ الرِّيقِ عَاصِبِ
|
وَأَنشَدَ
أَيضًا :
يَحُكُّ كُدُوحَ
القَمْلِ تَحْتَ لَبَانِهِ
|
|
وَدَفَّيْهِ
مِنْهَا دَامِيَاتٌ وجَالِبُ
|
* وقيلَ : اللَّبَانُ : الصَّدْرُ من ذى الحَافِرِ خَاصَّةً.
* وَلَبَنَهُ يَلْبُنُهُ لَبْنًا : ضَرَبَ لَبَانَهُ. واللِّبْنُ
: وَجَعُ العُنُقِ
حَتَّى لَا يقدر أَنْ يَلْتَفِتَ ، وَقَدْ
لَبِنَ لَبَنًا. وَلَبَنَ مِنَ الطَّعَامِ صالحًا : أَكْثَرَ ، وقولُهُ أَنْشَدَهُ
ثَعْلَبٌ :
وَنَحنُ
أَثَافِى القِدْرِ والأَكْلُ سِتَّةٌ
|
|
جَرَاضِمَةٌ
جُوْفٌ وَأَكْلَتُنَا اللَّبْنُ
|
__________________
يقولُ : نحن
ثَلَثَةٌ ونَأكُلُ أَكْلَ سِتَّةٍ.
* واللَّبْنُ : اللاسْتِلَابُ. هذا تَفْسِيْرُهُ ، ويَجُوزُ أَنْ
يكونَ مما تَقَدَّمَ.
* واللُّبْنَى : المِيْعَةُ.
* واللَّبْنُ : شَجَرٌ.
* واللَّبَانُ : ضَرْبٌ منَ الصَّمْغ ، قال أَبْو حَنِيفَةَ : اللُّبَانُ : شُجَيْرَةٌ شَوِكةٌ وَلَا تَسْمُوْ أَكْثَر من
ذِرَاعَيْنِ ، ولَهَا وَرَقَةٌ مِثْلُ وَرَقَةِ الآسِ وثَمَرَةٌ مِثْلُ ثَمَرَتِهِ
لَهُ جَرَّارةٌ فِى الفَمِ.
* واللُّبَانُ : الصَّنَوْبَرُ (حكاه السُّكَّرِىُّ وابنُ
الأَعْرَابِىّ) وبه فَسَّرَ السُّكَّرِىُّ قولَ امرِئِ القَيْسِ :
*لَهَا عُنُقٌ كَسَحُوقِ اللُّبَانِ*
فِيمَنْ
رَوَاهُ كذلكَ ، ولَا يَتَّجِهُ عَلَى غَيرِه ؛ لأَنَّ شَجَرةَ اللُّبَانِ من الصَّمْغِ إِنَّمَا هِى قَدْرُ قِعْدَةِ إِنسانٍ
وعُنُقُ الفَرَسِ أَطْوَلُ مِن ذلكَ.
* واللُّبَانَةُ : الحاجَةُ مِن غَيْرِ فَاقَةٍ ، ولكِن مِن همَّةٍ ،
والجَمْعُ : لُبَانٌ كَحَاجَةٍ وَحَاجٍ ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
غَدَاةَ امْتَرَّتْ
مَاءَ العُيُونِ ونَغَّصَتْ
|
|
لُبَانًا
مِنَ الحَاجِ الخُدُودُ الرَّوَافِعُ
|
* وَمَجْلِسٌ لَبِنٌ : تُقْضَى فيه اللُّبَانَةُ ، وهُو على النَّسَبِ ، قالَ الحَارِثُ بنُ خَالِدِ بنِ
العَاصِى :
إِذَا
اجْتَمَعْنَا هَجَرْنَا كُلَّ فَاحشَةٍ
|
|
عندَ اللِّقاءِ
وذاكُمْ مَجْلِسٌ لَبِنُ
|
وَتَلَبَّنَ : تَمَكَّثَ. وَلُبْنٌ
وَلُبْنَى ولُبْنَانٌ : جِبالٌ ، وقَولُهُ :
سَيَكفِيْكَ
الإِلَهُ ومُسْنَمَاتٌ
|
|
كَجَنْدَلِ
لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلَالا
|
يجوز أن يكون
ترخيم لبنان فى غير النداء اضطرارًا ، وأن تكون لُبْنُ أرضا بعينها ؛ فترك صرفها لذلك ، وأراد تطَّردُ إلى
الصِّلالِ فحذف وأوْصَلَ الفعل فأعمَله.
__________________
* وألْبانٌ : موضع ، قال أبو قِلابة الهُذلىّ :
يا دارُ
أعرِفها وحشًا مَنَازِلُها
|
|
بين القوائِمِ
من رَهْطٍ فأَلْبانِ
|
* ولُبْنى
: اسم امرأة.
* ولُبَيْنَى : بنت إبليس ، وبها كُنِى أبا لُبَيْنَى.
* وأبو لُبَيْنٍ : الذكر.
مقلوبه : ن ب ل
* النُّبْل : الذَّكاء والنجابة.
* نَبُل نُبْلاً ونَبَالةً وتَنَبَّلَ
، وهو نَبيلٌ ونَبَلٌ.
* والأُنْثى : نَبَلة ، والجمع : نِبَال
ونَبَل ونَبَلة.
* ومَرْأَةٌ نبيلةٌ فى الحسن : بيِّنة
النَّبالة. وأنشد ابن
الأعرابى فى صفة امرأة :
ولم
تنطَّقْها على غِلالهْ
|
|
إلا بحسن
الخَلقِ والنَّبَالهْ
|
وكذلك الناقة
فى حسن الخَلْق.
* وفرس نبيل المَحْزِمِ : حَسَنُهُ مع غِلَظٍ. قال عنترة :
وَحَشِيَّتِى
سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى
|
|
نَهْدٍ
مَرَاكِلَهُ نبيلُ المَحْزِمِ
|
وكذلك الرجل.
أنشد ثعلب فى صفة رجل :
فقام وثّابٌ
نبيلٌ مَحْزِمُهْ
|
|
لم يَلْقَ
بُؤْسًا لحمُهُ ولا دمُهْ
|
* ويقال : ما انتَبَل نبْلَهُ إلا بآخَرَة ونُبْلَه
ونَبالَه ونَبالَتُه كذلك ، أى : لم يَنْتَبِهْ له.
* وأتانى هذا
الأمر وما نَبَلْتُ نَبْلَه
أَنْبُلُ ، أى : ما
شَعَرْتُ له ولا أرَدتُه.
__________________
وقال اللحيانى
: أتانى ذلك وما انتَبَلْتُ
نَبْله ونُبْلَتَه ، قال : وهى لغة القنانىّ. ونَبَالَه
ونَبَالَته ، أى : ما
علِمتُ به ، قال : وقال بعضهم : معناه : ما شَعَرْتُ به ، ولا تهيَّأْتُ له ولا
أخذت أُهْبَته.
* والنَّبَل : عِظَام الحجارة والمَدَرِ ونحوِهما وصغارُهما ، ضِدٌّ
، واحدتُها نَبَلَةٌ ، وقيل : النَبَل
: العِظام والصِّغار
من الحجارة والإبل والناس وغيرهم.
* والنَبَل : الحجارة التى يُستنجى بها.
ومنه الحديث :
« وأَعِدُّوا النَّبَل »
.
قال أبو عبيدٍ
: وبعضهم يقول : النُّبَل.
* ونبَّله نَبَلاً : أعْطاه إياها يَستنجى بها .
* وتنبَّل بها : استنْجى.
* واستَنْبَل المالَ : أخذ خِيارَه.
وقوله أنشده
ابن الأعرابى :
*مُقَدِّمًا سَطِيحَةً أو أنْبَلا*
لم يفسره إلا
أنّى أظنُّه : أو أصغر من ذلك ؛ لما قدمت من أن النَّبَل
الصغار ، أو أكبر ،
لما قدمت من أن النَّبَل الكبار. وإن كان ذلك ليس له فعل.
* والتِّنْبَال والتِّنْبَالَةُ : القصير بيِّن التِّنْبَالة ، ذهب ثعلب إلى أنه من النَّبَل
، وجعله سيبويه
رباعيّا.
* والنَّبْل : السهام ، لا واحد له من لفظه.
وقال أبو حنيفة
: وقال بعضهم : واحدتها
نَبْلة ، والصحيح أنه
لا واحد له إلا السَّهْمُ ، وحكى نَبْل
ونَبْلان وأنْبال ونِبال.
وقال الفراء : النَّبْل بمنزلة الذَّوْدِ ، يقال : هذه النَّبْل ، ويصغَّر بطرح الهاء .
* ورجل نابِل : ذو
نَبْلٍ.
وفى المثل : «
ثار حابلهم على نابِلهم » : أى : أوقدوا بينهم الشر.
* ونبَّال : صانع للنَّبْل ، ويقال أيضًا لصاحب النَّبْل : نبَّال. قال امرؤ القيس :
__________________
وليس بذى
رُمْحٍ فيقْتُلَنى به
|
|
وليس بذى
سيفٍ وليس بِنَبَّالِ
|
* وحِرْفَتُه النِّبَالة. ومُتَنَبِّل
: حامل نَبْلٍ ، ونَبَله
ينبله نَبْلا : رماه بالنَّبْل.
* وقوم نُبَل : رُماة ، عن أبى حنيفة. ونَبَله يَنْبُله نَبْلا وأَنْبَله
: كلاهما أعطاه النَّبْلَ.
* واسْتَنْبله : سأله النَّبْل.
* ونبل على القوم ينبُل
: لَقَطَ لهم النَّبْل ثم دفعها إليهم ليرموا بها.
وفى حديث النبى
صلىاللهعليهوسلم : « كنت أيام الفِجَار
أنْبُل على عمومتى » .
* ونَبَل بِسَهْمٍ واحد : رمى به.
* ورجل نابِل : حاذِق بالنَّبْل
، روى بعض أهل العلم
عن رؤبة قال : سألناه عن قول امرئ القيس:
نطعُنُهُم
سُلْكَى وَمَخْلُوجَةً
|
|
لَفْتَكَ
لامَيْنِ على نابِلِ
|
فقال : حدثنى
أبى عن أبيه قال : حدثتنى عمتى ـ وكانت فى بنى دَارِمٍ ـ فقالت : سألتُ امرأ القيس
وهو يشرب طِلاءً مع علقمةَ بن عَبدَة : ما معنى قولك :
*كرَّكَ لامينِ على نابِلِ*
فقال : مررتُ بنابِلٍ وصاحِبُهُ يُناوِلُهُ الرِّيشَ لُؤَامًا وظُهَارًا ،فما
رأيت أسرع منه ولا أحسن فشبهتُ به.
* وهو من أنْبَلِ الناسِ : أى أعلمهم بالنَّبْلِ. قال :
ترَّس
أفْوَاقَهَا وقوَّمها
|
|
أنْبَلُ
عَدْوانَ كُلِّها صَنَعَا
|
* وكل حاذق نابِل. قال أبو ذُؤَيْبٍ يصف عاسِلا :
تَدَلَّى
عليها بين سِتٍّ وخَيْطةٍ
|
|
شديدُ
الوَصاةِ نابِلٌ وابنُ نابِلِ
|
__________________
جعله ابن نابِل لأنه أحذَقُ له.
* وأنْبَل قِداحَه : جاء بها غِلاظًا جافيةً ، حكاه أبو حنيفة.
* وأصابتنى
خُطُوب تنبَّلَتْ ما عِنْدى ، أى : أَخَذَتْ ، قال أوسُ بن حَجَرٍ :
لما رأيتُ
العُدْمَ قَيَّد نائِلى
|
|
وأمْلَقَ ما
عِندى خُطُوبٌ تَنَبَّلُ
|
* ونبل
الرجل بالطعام يَنْبُلُه نَبْلا : علَّله به الشىءَ بعد الشىءِ.
* ونَبَل به يَنْبُلُ
: رَفَقَ.
* ولأنْبُلَنَّكَ بنَبَالَتِكَ ، أى : لأجْزِينَّك جزاءك.
* والنَبْل : السَّيْرُ الشديدُ ، وقيل : حُسْنُ السُّوْق للإبل ، نبلَها ينبُلُها نَبْلاً فيهما. قال :
*لا تَأْوِيا لِلعِيسِ وانْبُلاها*
* والنابل : المحسِنُ للسَّوْقِ ، وتَنَبّل
الرجل والبعيرُ : مات.
* والنَّبِيلة : المَيْتَة.
* وأنْبَله عُرفًا : أعطاه إياه.
اللام والنون والميم
ن م ل
* النَّمْلُ : واحدته نَمْلَةٌ ونَمُلَةٌ وقد قرئ به ؛ فعلَّلَه الفارسىُّ بأن أصل نَمْلَةٍ نَمُلَةٌ ثم وقع التخفيفُ وغَلَبَ.
وقوله تعالى : (قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ
ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) [النمل : ١٨]. جاء لفظ
ادخلوا فى النَّمْل وهى لا تعقل كلفظ ما يعقل ؛ لأنه قال : (قالَتْ) ، والقول لا يكون إلا للحىّ الناطق فأُجْرِيتْ مُجراهُ.
والجمع : نِمَال.
* وأرض نَمِلَةٌ : كثيرةُ
النَّمْل.
* وطعامٌ مَنْمُول : أصابه النَّمْل.
* والنَّمْلَةُ والنُّمْلَةُ والنِّمْلَةُ والنَّمِيلَةُ كل ذلك النَّمِيمَةُ.
* ورجل نَمِل ونامِل ومُنْمِلٌ ومِنْمَلٌ ونَمَّالٌ
كله نَمَّام.
__________________
* وقد نَمِلَ ونَمَلَ يَنْمُلُ نَمْلاً وأَنْمَلَ. قال الكُمَيْتُ :
ولا أُزْعِجُ
الكَلِمَ المُحْفِظا
|
|
تِ
للأَقْرَبينَ ولا أُنْمِلُ
|
* وفيه نَمْلَةٌ : أى كَذِبٌ.
* وامرأة مُنَمَّلَةٌ ونَمْلى
: لا تستقر فى مكان.
* وفرس نَمِل كذلك ، وهو أيضًا من نَعْتِ الغِلَظِ.
* ورجل نَمِلٌ : خفيف الأصابع لا يرى شيئًا إلا عَمِلَه.
* وتَنَمَّلَ القوم : تحركوا ودخل بعضهم فى بعض.
* ونَمِلَتْ يدَه : خَدِرَتْ.
* والنُّمْلَةُ : البقية من الماء تبقى فى الحوض ، حكاه كُرَاعُ فى باب
النُّون.
* والأَنْمَلَةُ : التى فيها الظُّفْرُ ، والجمع : أنامِلُ وأَنْمَلاتٌ ، وهو أحد ما كُسِّرَ وسُلِّمَ بالتاء ، وإنما قلت هذا
هاهنا لأنهم قد يستغنون بالتَّكْسير عن جمع السَّلامة ، وبجمع السلامة عن التكسير
، وربما جُمعَ الشىء بالوجهين جميعًا كنحو : بُوَانٍ وبُونٍ وبُوَانَاتٍ ، هذا كله
قول سيبويه.
* والنَّمْلَةُ : شَقٌّ فى حافر الدابة.
* والنَّمْلَةُ : شىء فى الجسد كالقَرْح.
وقيل : النَّمْلَة والنَّمْلُ
: قُرُوح فى الجنب ،
ودواؤه أن يُرْقَى بِرِيقِ ابنِ المجوسىّ من أخته.
قال :
ولا عيبَ
فينا غيَرُ نَسْلٍ لمَعْشَرٍ
|
|
كرامٍ وأنَّا
لا نَخُطُّ على النَّمْلِ
|
أى لسنا بمجوسٍ
ننكحُ الأخواتِ.
وقيل : النَّمْلَةُ : بَثْرٌ يخرُجُ بجَسَدِ الإِنْسَانِ.
* وكتابٌ مُنَمَّلٌ : مُتَقَاربُ الخطِّ ، قال أبو العِيال :
والمَرْءَ
عَمْرًا فأْتِهِ بنصيحةٍ
|
|
منِّى يلوحُ
بها كتابٌ مُنْمَلُ
|
__________________
* ومُنَمَّل كَمُنْمَلٍ. ونَمَلَى
: موضِع.
اللام والفاء والميم
ل ف م
* اللِّفامُ : النِّقاب على طَرَفِ الأنف.
* وقد لَفَمَ وتَلَفَّمَ ولَفَمَتْ فاها بِلفامِها : نقَّبَتْهُ.
مقلوبه :ف ل م
* الفَيْلَمُ : العظيم الضَّخْم من الرِّجال.
* والفَيْلَم : المُشْطُ الكبير.
* والفَيْلَم : الجُمَّةُ العظيمة.
* والفَيْلَم : المرأة الواسعة الجَهاز.
* وبئر فَيْلم : واسعة ، عن كُرَاع. وكلُّ واسع فَيْلَم ، عن ابن الأعرابى.
اللام والباء والميم
ب ل م
* الْبَلَمَةُ : بَرَمَةُ العِضاهِ ، عن أبى حنيفةَ.
* والبَيْلَم : قُطْنُ القَصَبِ ، وقيل : قُطْنُ البَرْدِىّ ، وقيل :
جَوْزُ القُطْن.
* والإِبْلِمُ والأَبْلَمُ والأُبْلُمُ والإِبْلِمَةُ والأُبْلُمَةُ كلُّ ذلك الخُوصة ، يقال : « المال بيننا شَقَ الأُبْلُمَة » ، وبعضهم يقول : « شَقُ الأُبْلُمَةِ » ؛ وذلك لأنها تُؤْخَذُ فتُشَقُّ طُولاً على السواء.
* ونَخْل مُبَلَّمٌ : حوله الأُبْلُمُ
، قال :
خَوْدٌ
تُريكَ الجَسَدَ المُنعَّما
|
|
كما رأيتَ
الكَثْرَ المُبَلَّما
|
قال أبو زياد :
الأَبْلَمُ بالفتح : بَقْلَةٌ تخرج لها قُرون كالباقِلىّ ، وليس لها
أَرُومَةٌ ، ولها وُرَيْقَةٌ مُنْتَشِرة الأطراف كأنها ورق الجَزر ، حكى ذلك أبو
حنيفة.
* والبَلَمُ والبَلَمَةُ : داءٌ يأخذ الناقة فى رحِمِها ؛ فيضيق لذلك.
* وأَبْلَمَتْ : أخذَها ذلك.
* والبَلَمَةُ : الضَّبَعَةُ ، وقيل : هى وَرَمُ الحياءِ من شدة
الضَّبَعَة.
__________________
* والمُبْلِمُ والمِبْلامُ : التى لا تَرْغُو من شدة الضَّبَعَة.
* وخص ثعلب بها
البَكْرَةَ من الإبلِ.
* والمُبْلِم من الإبل أيضًا : البِكْرُ التى لم تُنْتَجْ ولا
ضَرَبَهَا الفحل.
* وأَبْلَمَت شَفَتُهُ : وَرِمَتْ ، والاسمُ : البَلَمَةُ.
* ورجل أَبْلَمُ أى : غَليظُ الشَّفَتَيْن ، وكذلك بعيرٌ أَبْلَمُ.
* ولا تُبَلِّمْ عليه : أى لا تُقَبِّح ، مأخوذ من ذلك.
* والبَلْمَاءُ : ليلة البدر لعِظمِ القمرِ فيها ؛ لأنه يكون تامَّا.
انتهى الثلاثى
الصحيح
* * *
باب الثنائى المضاعف من المعتل
اللام والهمزة
ل أ ل أ
* اللُّؤْلُؤُ : معروف ، واحِدَتُه لؤلؤة ، وبائعه : لأآءٌ ولأآلٌ
ولأْلاءٌ. قال أبو
عبيدٍ : قال الفرّاء : سمعتُ العربَ تقول لصاحب اللؤلوء : لأآءٌ على مثال لَعَّاءٍ ، وكره قول الناس : لأآلٌ ، قال الفارسى : هو من باب سِبَطْرٍ ، قال على بن حمزة :
خالف الفرّاء فى هذا كلام العرب والقياس ؛ لأن المسموع لأآلٌ والقياس لُؤْلُئِىٌّ ؛ لأنه لا يبنى من الرباعى فعَّالٌ
، ولأآلٌ شاذ.
* وَتَلأْلأَ النَّجْمُ والقمر والبرق والنار ولأْلأَ : أضاء ، وقيل : هو اضطرابُ بَرِيقِهِ.
* ولألأتِ المرأةُ بعينها : بَرَّقَتْهَا ، وقال ابنُ أحمرَ :
مارِيَّةٌ
لُؤْلُوَانُ اللونِ أَوَّدَهَا
|
|
طلٌّ
وبَنَّسَ عَنْها فَرْقَدٌ خَصِرُ
|
فإنه أراد لُؤْلُئِيَّتَهُ : برَّاقَتَه.
* وَلألأَ الثور بذنبه : حركه ، وكذلك الظبى ، وفى المثل : « لا
آتيكَ ما لأْلأَتِ الفُورُ بأذنابِها » أى : بَصْبَصَتْ بأذنابها ، ورواه
اللِّحيانى : « ما
لأْلأَتِ الفُورُ
بأذنابها » ، والفُورُ : الظباء ، لا واحد لها من لفظها.
__________________
مقلوبه : أ ل ل
* أَلَ فى سيره ومشيه يَؤُلُ
ويَئِلُ ألّا : أسرع واهتز
، فأما قوله ـ أنشده ابن جنى :
*وإذ أَؤُلُ المَشْىَ ألّا ألَّا*
فإما أن يكون
أراد أَؤُلُ فى المشى فحذف وأوصل ، وإما أن يكون أَؤُلُ متعديًا فى موضوعه بغير حرف جر.
* وفرس مِئَلٌ : سريع ، قال :
مُهْرَ أبى
الحبحابِ لا تشلِّى
|
|
بارك فيك
الله من ذى أَلِ
|
* وأَلَ
الفرس يَئِلُ ألّا اضطرب فى مَشْيِه.
* وألَ لَوْنُه يَؤُلُ
أَلّا وأَلِيلاً : صفا.
* وألَ الشىء
يَؤُلُ وَيئِلُ ـ الأخيرة عن ابن دريد ـ ألّا : بَرَقَ.
* وألَّتْ فرائصه تَئِلُ
: لمعت فى عَدْوٍ ،
قال :
حتى رميتُ
بها يَئِلُ فَرِيصُها
|
|
وكأنَّ
صَهْوَتَها مَداكُ رُخَامِ
|
* والألَّةُ : الحَرْبَةُ العريضَةُ النَصْلِ ، سميت بذلك لبريقها
ولمعانها ، والجمع : أَلٌ
وإِلالٌ.
* وأَلِيلُها : لمعانُها.
* وأَلَّهُ يَؤُلُّه ألّا طعنه بالألَّة.
* والأَلَّةُ : السلاح وجميع أداة الحرب.
* والمِئَلُ : القرن الذى يُطعن به ، وكانوا فى الجاهلية يتخذون أسنة
من قرون البقر الوحشى.
* والتَّأْلِيلُ : التحديد والتحريف.
* وأُذُنٌ مُؤَلَّلَةٌ : محدَّدة منصوبة ملطَّفة.
* وإنه لَمُؤَلَّلُ الوجه أى : حَسَنُه سَهْلُه ـ عن اللِّحْيَانىّ ـ كأنه
قد أُلِّلَ.
__________________
* وأَلَلَا السِّكِّينِ والكَتِفِ وكُلِّ شىءٍ عريضٍ : وَجْهاهُ ،
وقيل : أَلَلَا الكتف : اللَّحمتان المطابَقَتان بينهما فجوة على وجه
الكتف ، فإذا قُشِرَتْ إحداهما عن الأخرى سال من بينهما ماء.
* والأَلَلُ والأَلِيلُ والأَلِيلَةُ والأَلَلَانُ
كلُّه الأَنِينُ ،
وقيل : عَلَزُ الحُمَّى.
* وقد أَلَ يَئِلُ وألَ يَؤُلُ ألّا وأَلَلاً وأَلِيلاً : رفع صوته بالدعاء.
* والأَلِيلُ والأَلِيلَةُ : الثُّكْلُ.
* والأَلِيلُ : صليلُ الحصا ، وقيل : هو صليل الحجر أيّا كان ،
الأُولى عن ثعلب.
* والأَلِيلُ : خريرُ الماء.
* والإِلُ : الحِلْفُ والعهد ، وبه فسَّر أبو عبيدة قوله تعالى : (لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا
ذِمَّةً) [التوبة : ١٠] قال ابن دُرَيْدٍ : وقد خَفَّفتِ العربُ الإِلَ ، قال الأعشى :
أبيضُ لا
يرهبُ الهُزالَ ولا
|
|
يقطعُ رحْمًا
ولا يخونُ إِلًّا
|
قال أبو سعيد
السيرافى : فى هذا البيت وجه آخر ، وهو أن يكون إلَا فى معنى نِعْمة ، وهو واحد
آلاءِ الله ، فإذا كان ذلك فليس من هذا الباب.
* والإِلُ : القرابة.
* والإِلُ : الله ـ جلَّ وعزَّ ـ وفى حديث أبى بكرٍ لما تُلى عليه
سَجْع مسيلمةَ : « إنَّ هذا لشىء ما جاء من إِلٍ
ولا بِرٍّ ، فأين
ذُهِبَ بكم؟ » .
قال ابن الكلبى
: كل اسم فى العرب آخره إلٌ
أو إِيلٌ ـ فهو مضاف
إلى الله ـ جلَّ وعزَّ ـ كشُرَحْبيلَ وشَراحِيلَ وشِهْمِيلَ ، وهذا ليس بقوى ؛ إذ
لو كان ذلك لصرِف جبريلُ وما أشبهه.
* والإِلُ : الربوبية.
* والأُلُ : الأَوَّلُ فى بعض اللغات ، وليس من لفظ الأول ، قال :
ينادى الآخرَ
الأُلُ :
|
|
ألا حُلُّوا
ألا حُلُّوا
|
وإن شئت قلت :
إنما أراد الأول فبنى من الكلمة على مثال فُعْلٍ فقال : وُلٌّ ، ثم همز الواو
لأنها مضمومة غير أنَّا لم نسمعْهم قالوا : وُلٌّ ، وهو الضَّلالُ بن الأَلالِ
والتَّلالِ.
__________________
* وإلالٌ : جبل
بمكة ، قال النابغة :
بمُصْطَحِباتٍ
من لَصَاف وتَبْرَةٍ
|
|
يَزُرْنَ
إِلالاً سَيْرُهُنَّ التَّدَافُعُ
|
* وإلَّا : حرف استثناء ، وهى
الناصبة فى قولك : جاءنى القوم إلا زيدًا ؛ لأنها نائبة عن أستثنى وعن لا أعنى ،
هذا قول أبى العباس المبرَّد ، فقال ابن جنى : هذا مردود عندنا ؛ لما فى ذلك من
تدافع الأمرين : الإعمال المُبقى حكمَ الفعل ، والانصراف عنه إلى الحرف المختصر به
القول.
ومن خفيف هذا
الباب
* أُولُو بمعنى ذَوُو ، لا يُفردُ له واحدٌ ، ولا يُتكلَّم به
إلا مُضافًا كقولِكَ : أُولُو بَأْسٍ ، وأولو كَرَمٍ ، كأن واحِدَه أُلٌ
والواو للجمع ، ألا
تَرى أنها تكون فى الرفع واوًا وفى الجر والنصبِ ياءً.
وقولُه تعالى :
(وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ) [النساء : ٥٩] قال أبو إِسْحاقَ : هم أصحابُ النبى صلىاللهعليهوسلم ومن اتَّبَعَهُم من أهلِ العلمِ ، وقد قيل : إنهم
الأمراءُ ، والأمراءُ إذا كانوا
أُولى عِلمٍ ودينٍ
وآخذينَ بما يقولُه أهلُ العلمِ ـ فطاعَتُهم فريضَةٌ ، وجملةُ أولى الأمرِ من المسلمينَ مَنْ يقوم بشأنِهِم فى أمر دينِهم
وجميعِ ما أَدَّى إلى إصلاحِهم.
ومما ضوعف من
فائه ولامه
أ ل أ
* الأَلأُ : شجرٌ يُمَدُّ ويُقْصَرُ ، وهو حَسَنُ المَنْظَرِ
مُرُّ المَطْعَمِ ، واحِدَتُه : أَلأَةٌ.
* وأرضٌ مَأْلأَةٌ : كثيرةُ الأَلاءِ.
* وأديمٌ مَأْلُوءٌ : مدبوغٌ بالأَلاءِ.
اللام والياء
ل ل ى
* اللِّيَّةُ : العُودُ الذى يُتَبَخَّرُ به ، فارسىٌّ مُعَرَّبٌ.
* و (لا) :
حرفُ جَحْدٍ ، أصلُ أَلِفِهَا ياءٌ عند قُطْرُبٍ حِكايَةً عن بعضِهم لأنه قال : لا
أفعل فأمَالَ (لا) وسَيَأْتى ذِكْرُهَا.
__________________
ومما ضوعف من
فائه ولامه
ل ي ل
* اللَّيْلُ : عَقيبُ النَّهَارِ ، ومَبْدَؤُهُ من غُروبِ الشَّمْسِ
، فأَمَّا مَا حكاه سيبويه من قولهم : « سِيرَ عليه لَيْلٌ » وهم يُريدُونَ لَيْلٌ
طَويلٌ ؛ فإنما حَذَفَ
الصِّفَةَ لما دَلَّ من الحَالِ على مَوْضِعِهَا.
واحدتُه : لَيْلَةٌ ، والجَمْعُ : لَيَالٍ
على غَيْرِ قياسٍ
تَوَهَّمُوا واحِدَتَهُ لَيْلاةً ، وَنَظِيرُه مَلامِحُ ونَحْوُها مِمَّا حَكَاهُ
سِيبَوَيْهِ ، وَتَصْغِيرُها
لُيَيْلِيَةٌ ، شذَّ
التَّحْقِيرُ كما شَذَّ التَّكْسِيرُ ، هَذَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ فى كل ذلك ،
وقد حكى ابن الأَعْرابى لَيْلاةً ، وأنشد :
فى كُلِّ
يَوْمٍ ما وكُلِّ لَيْلاهْ
|
|
حتَّى يقولَ
كُلُّ رَاءٍ إِذْ رَاهْ
|
يا وَيْحَهُ مِنْ
جَمَلٍ ما أشْقَاهْ
|
وحكى الكسائى لَيَايِلَ جَمْعَ لَيْلَةٍ ، وهذا شاذ.
* واللَّيْنُ : اللَّيْلُ على البَدَلِ حَكَاهُ يَعْقُوبُ ، وأَنْشَدَ
:
بَناتُ وَطَّاءٍ
على خَدِّ اللَّيْنْ
|
|
لا
يَشْتَكِينَ عَمَلاً ما أَنْقَيْنْ
|
مَادامَ مُخٌّ فى
سُلامَى أَو عَيْنْ
|
هكذا أنْشَدَهُ
يَعقوبُ فى البَدَلِ ورَواهُ غيرُهُ :
بَناتُ
وَطَّاءٍ على خَدِّ اللَّيْلْ
|
|
لأُمِّ مَنْ
لم يَتَّخِذْهُنَّ الوَيْلْ
|
* وَلَيْلَةٌ لَيْلَاءُ ولَيْلَى
: طَوِيلَةٌ شَدِيدَةٌ
صَعْبَةٌ ، وقيل : هى أَشَدُّ
لَيَالى الشَّهْرِ
ظُلْمَةً ، وبه سُمِّيَتِ المَرْأَةُ
لَيْلَى ، وقِيلَ : اللَّيْلَى : لَيْلَةُ ثَلاثِينَ.
* وَلَيْلٌ أَلْيَلُ ولَائِلٌ ومُلَيَّلٌ كذلك ، وأظنُّهم أَرَادُوا بِمُلَيَّلٍ : الكثِيرَ كأنَّهم تَوَهَّموا لُيِّلَ أى ضُعِّفَ لَيَالىَ. قال عَمْرُو بنُ شأسٍ :
__________________
وهُنَّ هُجُودٌ
كالجَلَامِيدِ بَعْدَ مَا
|
|
مَضَى نِصْفُ
لَيْلٍ بعد لَيْلٍ مُلَيَّلِ
|
* وَأَلالَ القَومُ وَأَلْيَلُوا : دخلوا فى اللَّيْلِ.
* وَلايَلْتُهُ مُلايَلَةً وَلِيَالاً : اسْتَأجرتُه لِلَيْلَةٍ ، عن اللحْيَانِىّ.
* وَعَامَلَهُ مُلَايلَةً : من اللَّيلِ.
* واللَّيْلُ : الذَّكَرُ والأُنْثَى جَمِيعًا مِنَ الحُبَارَى ،
ويُقَالُ : هُوَ فَرْخُهُمَا ، وكذلك فَرْخُ الكَرَوَانِ ، وقَوْلُ الفَرَزْدَقِ :
والشَّيْبُ
يَنْهَضُ فى السَّوادِ كأنَّهُ
|
|
لَيْلٌ
يَصيحُ بجَانِبَيْهِ نَهَارُ
|
قيل : عَنَى باللَّيْلِ فَرْخَ الكَرَوَانِ أوِ الحُبَارَى ؛ وبالنَّهَارِ
فَرْخَ القَطَاةِ ، فحُكِى ذَلِكَ لِيُونُسَ فقال : اللَّيْلُ لَيلُكُم هذا ، والنَّهَارُ نَهَارُكُم هذا.
* وأمُ لَيْلى : الخَمْرُ السَوداءُ ، عن أبى حَنِيفَةَ.
* ولَيْلٌ ولَيْلَى : مَوْضِعَانِ. وقَوْلُ النَّابِغَةِ :
اضْطَرَّكَ
الحِرْزُ من لَيْلَى إلى بَرَدٍ
|
|
تختارُهُ
مَعْقِلاً عن جُشِّ أَعْيَارِ
|
يُرْوى : من لَيْلٍ ، ومِنْ لَيْلَى.
مقلوبه : ي ل ل
* اليَلَلُ : قِصَرُ الأَسْنَانِ والْتِزَاقُها وإِقْبَالُها على
غَارِ الفَمِ واختلافُ نِبْتَتِها.
وقال سيبويه :
هو انْثِنَاؤُها إلى داخل الفَمِ ، وقال ابن الأعرابى : اليَلَلُ : أشدُّ من الكَسَسِ ، والأَلَلُ
لُغَةٌ على البَدَلِ ،
وقد يَلَ ويَلِلَ يَلّا ويَلِلاً ، ولم نَسْمَعْ من الأَلَلِ فِعْلاً ، فَدَلَّ ذلك على أن همزة أَلَلٍ بدلٌ من ياءِ
يَلَلٍ.
* ورَجُلٌ أَيَلُ والأُنْثَى يَلَّاءُ ، وصفاةٌ
يَلَّاءُ بَيِّنَةُ اليَلَلِ مَلْسَاءُ مُسْتَوِيَةٌ.
* ويقال : ما
شَىءٌ أعذَبُ من ماء سَحَابَةٍ غرَّاءَ فى صفاةٍ
يَلَّاءَ.
* وعَبْدُ يالِيلَ : اسمُ رجلٍ جاهلىٍّ.
__________________
وزعمَ ابنُ
الكَلبى أن كلَّ اسمٍ من كلامِ العَرَبِ آخِرُه إِلٌّ وإيْلٌ كجِبريلَ وشِهمِيلَ وعَبْدِ يالِيلَ مُضافٌ إلى إِلٍّ أو
إيلٍ ، وهما من
أسماءِ اللهِ ـ عزوجل ـ ، وقد بيَّنَّا أنَّ هذا خطأٌ ؛ لأنه لو كان ذلك لكان
الآخِرُ مَجْرُورًا فقُلْتَ جِبْرِيلٍ ، وقد بيَّناه فيما تقدَّمَ.
* ويَليْلٌ : مَوْضِعٌ.
اللام والواو
ل ل و
* اللُّوَّةُ : العُودُ الذى يُتَبَخَّرُ به ، لُغَةٌ فى الأَلُوَّةِ ، فارسىٌّ مُعَرَّبٌ كاللِّيَّةِ.
* ولا يَعْرفُ
الجَوَّ من اللَّوِّ ، أَىْ : لا يَعْرِفُ الكلامَ البيِّنَ من الخَفِىِّ ،
عن ثعلبٍ.
ومما ضوعف من
فائه ولامه
ل و ل
* اللَّوْلاءُ : الشِّدَّةُ والضُّرُّ كاللأْوَاءِ.
ومن خفيف هذا
الباب
ل و
* لَوْ : حَرْفٌ يَدُلُّ على امْتِناعِ الشىءِ لامتِناعِ
غَيرِه ، فإن سَمَّيتَ به الكَلمةَ شَدَّدْتَ ، قال :
وَقِدْمًا
أَهْلَكَتْ لَوٌّ كَثِيرًا
|
|
وَقَبْلَ
اليَومِ عالَجَها قُدارُ
|
وأما الخَليلُ
فإنه يَهْمِزُ هذا النَّحْوَ إذا سَمَّى به كما يَهْمِزُ النَّؤُورَ.
* وَلَا : حَرْفُ نَفْىٍ.
وحكى ابنُ
جِنِّى عن الفَارِسى : سَأَلْتُكَ حاجَةً فلا لَيْتَ لِى ، أى : قُلْتَ لى : لا ،
اشْتَقُّوا من الحَرْفِ فِعْلا ، وكذلك أيضًا اشْتَقُّوا منه المصدَرَ ـ وهو اسمٌ
ـ فقالوا : الَّلالاةُ. وحكى أيضًا عن قُطْرُبٍ أنَّ بَعْضَهم قال : لا أفْعَلُ ،
فأمال (لا) ؛ قال : وإنما أمالها لمَّا كانت جَوَابًا قائمةً بنَفْسِها وقَوِيَتْ
بذلك فَلَحِقَتْ بالقُوَّةِ بالأَسْماءِ والأفعالِ فأُمِيلَتْ كما أُمِيلَتْ ،
فهذا وَجْه إِمَالَتِهَا.
وحكى أبو بكرٍ
فى (لا) و (ما) من بينِ أخواتِها : لَوَّيْتُ لاءً حَسَنَةً ، وَمَوَّيْتُ ماءً
حَسَنَةً
__________________
بالمد ؛ لمكانِ الفتحةِ من لا وما. قال ابنُ جِنِّى : القولُ عِنْدى فى ذلك
أنَّهُم لَمَّا أرادُوا اشْتِقَاقَ فَعَّلْتُ مِنْ لا وَمَا لمْ يُمْكِنْ ذلك
فيهما وهُما على حَرْفَيْنِ ، فَزَادُوا على الألفِ ألِفًا أُخْرى ثم هَمَزُوا
الثانيةَ كما تقدَّمَ فصارَتْ لاءً ومَاءً فَجَرَتْ بَعْد ذلكَ مَجْرَى (بَا) و (حَا)
بعد المد ، وعلى هذا قالوا فى النَّسَبِ إلى (ما) لمَّا احتاجوا إلى تَكمِيلِهَا
اسمًا مُحْتَمِلا للإِعْرابِ : قدْ عرفتُ مائِيَّةَ الشَّىءِ ، فالهمزةُ الآنَ
إنما هى بدلٌ من ألفٍ أُلحِقَتْ ألِفَ ما ، وقَضَوا بأنَّ ألِفَ ما ولا مُبْدَلَةٌ
من واوٍ كما قَدَّمْناهُ من قولِ أبى علىٍّ ومَذْهَبِهِ فى باب الرَّاءِ ، وأنَّ
اللامَ منها ياءٌ حَمْلاً على طَوَيْتُ ورَوَيْتُ ـ قال : وقولُ أبى بكرٍ
لِمَكَانِ الفَتْحَةِ فيهما أى لأَنَّكَ لا تُمِيلُ مَا ولَا فتقولَ ما ولا
مُمَالَتَيْنِ ، فذهب إلى أن الألِفَ فيهما من واوٍ وتكونُ زائدةً كقوله : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) [الحديد : ٢٩] وقالوا : نَا بَلْ ، يُريُدونَ : لا بَلْ ، وهذا على
البَدَلِ.
* ولَوْلَا : كَلمةٌ مُرَكَّبَةٌ من لَوْ ولا.
ومَعْناها :
امتناعُ الشىءِ لوُجُودِ غَيْرِه ، كقَولِكَ : لَوْلا زيدٌ لَفَعَلْتُ ، وَسَأَلْتُكَ حاجَةً فَلَوْلَيْتَ لى
، أى قُلْتَ : لَولا كَذَا ، كأنَّه أرادَ : لَوْ لَوْتَ فَقَلَبَ الوَاوَ الأخِيرَةَ ياءً
لِلمُجَاوَرَةِ ، واشتَقُّوا أيضًا من الحرفِ مصدرًا كما اشتَقُّوا منه فِعْلا
فقالوا : اللَّوْلاةُ ، وإنما ذكَرْنَا هُنا لا لَيْتَ ولَوْ لَيْتَ لأنّ هاتَيْنِ الكَلمتينِ المغيَّرَتَيْنِ
بالتركيبِ هُنا إنَّما مَادَّتُهُمَا لا ولَوْ ، ولَوْ لا أن الفارِسِىَّ برىءٌ من التُّهَمَةِ لقلتُ :
إنَّهُما غيرُ عَرَبِيَّتَيْنِ ، فأمَّا قولُ الشاعرِ :
لَلَوْلَا
حُصَيْنٌ عَيْبُهُ أنْ أَسُوءَهُ
|
|
وأنَّ بنى
سَعْدٍ صديقٌ ووالِدُ
|
فإنّه أكَّدَ
الحرفَ باللامِ.
مقلوبه : و ل و
* الوَلْوَالُ : البَلْبَالُ.
* وَوَلْوَلَتِ المَرْأَةُ : دَعَتْ بالوَيْلِ ، والاسمُ الوَلْوَالُ.
* وَوَلْوَلَتِ القَوْسُ : صَوَّتَتْ.
* والوَلْوَلُ : الهَامُ الذَّكَرُ.
* وَوَلْوَلٌ : اسمُ سَيْفِ عبدِ الرحمنِ بنِ عَتَّابِ بنِ أَسِيدٍ ،
وافْتَخَرَ يومَ الجَمَلِ فقال :
أنا ابنُ عَتَّابٍ وسَيْفِى وَلْوَلْ
__________________
والمَوْتُ دُونَ الجَمَلِ المُجَلَّلْ
ومما ضوعف من
فائه وعينه
و و ل
* الأَوَّلُ : المُتَقَدِّمُ ، وهو نَقيضُ الآخرِ ، وقولُ أبى
ذُؤَيْبٍ :
أَدَانَ
وأَنْبَأَهُ الأَوَّلُونَ
|
|
بأنَّ
المُدَانَ مَلِىٌّ وَفىُ
|
*
الأوَّلُونَ : الناسُ
الأوَّلُونَ والمَشْيَخَةُ ، [يقول : قالوا له] إن الذى بايعْتَهُ مَلِىٌّ وَفِىٌّ فَاطْمَئِنَّ ،
والأُنْثَى : الأُوْلَى ، ومنه الصَّلَاةُ
الأُوْلَى ، ومَن قالَ :
صلاةُ الأُولَى فهو من إضافةِ الشىءِ إلى نفسِهِ أو عَلَى أنَّهُ أرادَ
صلاةَ الساعةِ الأُوْلَى من الزَّوَالِ.
وقولُهُ تعالى
: (تَبَرُّجَ
الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) [الأحزاب : ٣٣] قال الزَّجَّاجُ : قيل : الجاهِليَّةُ الأُوْلَى مَنْ كَانَ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إلى زَمَنِ نُوْحٍ ، وقيل
: مُنْذُ زَمَنِ نوحٍ إلى زَمَنِ إِدْريسَ ، وقيل : مُنْذُ زَمَنِ عيسى إلى زَمَنِ
النبى صلىاللهعليهوسلم أَجْمَعِينَ ، وهذا أجْوَدُ الأقْوالِ لأنهم
الجاهِليَّةُ المعروفُونَ ، وهم أوَّلُ من أمَّةِ محمَّد صلىاللهعليهوسلم ، وكانُوا يَتَّخِذُونَ البَغَايا يُغْلِلْنَ لهم ،
وأمَّا قولُ عبيدِ بنِ الأَبْرَصِ :
فاتَّبعْنَا
ذاتَ أُولانا الأُوْلَى الْ
|
|
مُوقِدى
الحربَ ومُوفٍ بالحِبالِ
|
فإنه أرادَ
الأُوَلَ فَقَلَبَ ، وأرادَ : ومنهم مُوفٍ بالحِبالِ أى العُهودِ ، فأمَّا ما
أَنْشَدَهُ ابنُ جِنّى من قولِ الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ :
*فَأَلْحَقتُ أُخْرَاهُم طَرِيقَ أُلاهُمُ*
فإنه أرادَ
أُولاهُم فَحَذَفَ استِخْفَافًا كما تُحْذَفُ الحَرَكَةُ لذلكَ فى قولِه :
*وَقَدْ بَدا هَنْكِ مِنَ المِئْزَرِ*
ونحوِه ، وهمُ
الأوائلُ أَجْرَوهُ مُجْرَى الأسماءِ. قال بعضُ النحويينَ : أمَّا قولُهم : أوائلُ
__________________
بالهَمْزِ ـ فأصلُهُ أَوَاوِلُ ، ولكن لمَّا اكتنَفتِ الألِفَ وَاوَانِ
وَوَلِيَتِ الآخِرَةُ منهما الطَرَفَ فَضَعُفَتْ ، وَكَانَتِ الكلمةُ جَمْعًا ـ والجمعُ
مُسْتَثْقَلٌ ـ قُلِبَتِ الأخِيرةُ مِنهُمَا همزةً ، وقَلَبُوهُ فقالوُا :
الأَوَالِى ، أنشَدَ يَعْقُوبُ لِذِى الرُّمَّةِ :
تَكَادُ
أَوَالِيها تُفَرِّى جُلُودَهَا
|
|
وَيَكْتَحِلُ
التَّالى بمُورٍ وَحَاصِبِ
|
أرادَ
أَوَائِلَها ، والجمعُ الأُوَلُ.
ولَقِيتُه
عامًا أَوَّلَ : جَرَى مَجْرَى الاسمِ فجاءَ بغَيْرِ أَلِفٍ وَلامٍ ،
وحكى ابنُ الأَعْرابىِّ : لَقِيتُه عامَ الأَوَّلِ بإضافَةِ العامِ إلى الأَوَّلِ
، ومنه قولُ أبى العارِمِ الكِلابِىِّ يذْكُرُ بَنيهِ وامرَأَتَهُ : فأبْكُلُ لهم
بَكِيلَةً فَأَكَلُوا ورَمَوا بأنفسِهم فكأنَّما ماتُوا عامَ الأَوَّلِ. وحكى
اللِّحْيانىُّ : أَتَيْتُكَ عامَ الأَوَّلِ ، والعامَ الأَوَّلَ ، ومَضَى عامُ
الأَوَّلِ ؛ على إِضافةِ الشىءِ إلى نفسه ، والعامُ الأَوَّلُ ، وعامٌ أَوَّلٌ ـ مَصْرُوفٌ ـ وعامُ أوَّلَ ؛ وهو من إضافةِ الشىءِ إلى
نفسهِ أيضًا. وحَكَى سيْبَوَيهِ : ما لَقِيتُهُ مُذْ عامٌ أَوَّلَ ، نَصَبَهُ على الظَّرْفِ أرادَ : مُذْ عامٌ وقعَ أوَّلَ
، وقولُه :
يا لَيْتَها
كانَتْ لأَهْلى إِبِلَا
|
|
أَوْ
هُزِلَتْ فى جَدْبِ عامٍ أَوَّلا
|
يكُونُ على
الوَصْفِ وعلى الظَّرْفِ كما قال تعالى : (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ
مِنْكُمْ) [الأنفال : ٤٢] قالَ سيبَوَيْهِ : وإذا قُلتَ : عامٌ أوَّلُ ، فإنما جازَ هذا الكلامُ لأنَّكَ تَعْلَمُ أنكَ تعنى
العامَ الذى يليهِ عامُك ؛ كما أنَّك إذا قُلْتَ : أوَّلَ من أَمْسِ وبَعْدَ غدٍ ،
فإنما تَعْنِى به الذى يليهِ أمسِ والذى يليهِ غَدٌ ، وأمَّا قولُهم : ابدَأْ بهِ
أَوَّلُ ـ فإنما يريدون أوَّلَ من كذا ، ولكنه حُذِفَ لكَثرته فى كَلَامِهم ،
وبُنِىَ على الحَرَكَةِ لأنه من المُتَمَكِّنِ الذى جُعِلَ فى موضِعٍ بمنزلةِ غيرِ
المُتَمَكِّنِ ، قال : وقالوا : ادخُلُوا
الأوَّلَ فالأَوَّلَ ،
وهى من المَعَارفِ الموضُوعَةِ موضِعَ الحالِ ، وهو شاذٌّ ، والرَّفْعُ جائزٌ على
المعنى ، أى : ليَدخُلِ الأوَّلُ فالأوَّلُ ، وحكى عن الخليلِ : ما تَرَكَ لهُ أوَّلاً ولا آخِرًا ، أى : قَدِيمًا ولا حَديثًا ؛ جعلَهُ اسمًا
فنكَّرَ وصَرَّفَ.
وحكى ثَعْلَبٌ
: هُنَّ الأَوَّلاتُ دُخُولاً والآخِراتُ خُرُوجًا ، واحدتُها الأَوَّلَةُ
والآخِرَةُ ، ثم قال : لَيْسَ هذا أَصْلَ البابِ ، وإنَّما أصلُ البابِ : الأوَّلُ
والأُوْلَى كالأَطْوَلِ والطُّوْلَى ، وحكى اللِّحيَانىُّ : أمّا أُوْلَى بأُوْلَى
فإنى أَحمَدُ اللهَ لم يَزِدْ على ذلِكَ ، وأَوَّلُ مَعْرِفَةٌ : الأَحَدُ فى
__________________
التَّسمِيَةِ الأُوْلَى ، قال :
أُرَجِّى أنْ
أَعِيشَ وإنَّ يَوْمى
|
|
بَأوَّلَ أَو
بأَهْوَنَ أَوْ جُبَارِ
|
أَهْوَنُ
وجُبَارُ : الاثنَانِ والثلاثَاءُ ،
وَقَد تقدَّمَا.
* * *
باب الثلاثى المعتل
اللام والنون والهمزة
ن أ ل
* نَأَلَ يَنأَلُ نَألاً ونَئِيْلاً ونَأَلَانًا : مَشَى وَنَهضَ برأسِه يُحرِّكُه إلى فَوْق مثلَ الذى
يَعْدُو وعليه حِمْلٌ يَنْهَضُ به.
* ونأَلَ الفرسُ يَنْأَلُ
نَأَلاً فهو نَئُولٌ : اهتزَّ فى مِشْيَتهِ.
* وَضبُعٌ نَئُولٌ كذلك ، قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
لها خُفَّانِ
قد تَلِبَا ورأسٌ
|
|
كَرَأْسِ
العَوْدِ شَهْرَبَةٌ نَئُولُ
|
* وَنَأْلَ لَكَ أن تَفْعَلَ : أى ينْبَغِى.
مقلوبه : أ ل ن
* فَرَسٌ أَلِنٌ : مُجتَمِعٌ بعضُه إلى بعْضٍ ، قال المَرَّارُ
الفَقْعَسِىُّ :
أَلِنٌ إذْ
خَرَجَتْ سَلَّتُهُ
|
|
وَهِلاً
تَمْسَحُهُ ما يَسْتَقِرْ
|
اللام والفاء والهمزة
ل ف أ
* لَفَأَتِ الريحُ السَّحَابَ عن السَّماءِ والتُّرابَ عن وجهِ
الأَرْضِ تَلْفَؤُهُ لَفْئًا : فَرَّقَتْهُ وسَفَرتْه.
__________________
* ولَفَا اللَّحْمَ عن العِظَامِ يَلْفَؤُهُ
لَفْئًا وَلَفَأً والتَفَأَهُ
كلاهما قَشَرَهُ
والقِطْعَةُ منه لَفِيْئَةٌ.
* وكُلُّ
بَضْعَةٍ لا عَظْمَ فيها
لَفِيْئَةٌ ، والجمع : لَفِىْءٌ.
* ولَفَأَ العُودَ
يَلْفَؤُهُ لَفْئًا : قَشَرَهُ.
* وَلَفأَهُ بالعَصَا
لَفْئًا : ضربه بها.
* ولَفَأَهُ : رَدَّهُ.
* واللِّفاءُ : التُّرابُ والقُماشُ على وَجْهِ الأَرْضِ.
* واللَّفَاءُ : الشَّىءُ القَليلُ.
* واللَّفَاءُ : دُونَ الحقِّ ، يقالُ : ارْضَ منَ الوَفَاءِ باللَّفاء ، أى : بدونِ الحقِّ. قال أبو زُبَيْدٍ :
فما أنا
بالضَّعِيفِ فَتَزْدَرِيِنى
|
|
ولا حَظِّى
اللَّفَاءُ ولا الخَسِيسُ
|
مقلوبه : أ ل ف
* الأَلْفُ من العدَدِ معروفٌ ، والجمعُ : آلُفٌ ، قال بُكَيْرٌ أَصَمُّ بنى الحَارثِ بن عُبَادٍ :
عَرَبًا
ثَلاثَةُ آلُفٍ وَكتيبَةً
|
|
أَلْفَيْنِ
أَعْجَمَ مِن بَنى القُدَّامِ
|
وآلافٌ وأُلُوفٌ ، فأما قولُ الشَّاعِرِ :
وكانَ
حامِلُكم منَّا ورَافِدُكُم
|
|
وحامِلُ
المِينَ بعد المِينَ والأَفِ
|
إنما أرادَ
الآلاف فحذفَ اللامَ ضَرُورَةً ، وكذلكَ أراد المِئينَ فحذفَ الهَمْزَةَ.
* وأَلَّفَ العَدَدَ وآلَفَهُ
: جَعَلَهُ أَلْفًا.
* وآلَفُوا : صَارُوا
أَلْفًا.
وفى الحديثِ :
« أَوَّلُ حَىٍ آلَفَ مع رسولِ اللهِ صلىاللهعليهوسلم بنُو فُلانٍ ».
* وشَارَطَهُ مُؤَالَفَةً ، أى : على أَلْفٍ
، عن ابن الأَعْرابىّ.
* وأَلِفَ الشىءَ
إِلْفًا وإِلافًا وَوِلافًا ـ الأخيرَةُ شاذَّةٌ ـ وأَلَفَانًا وآلَفَه
: لَزِمَهُ.
* وآلَفَهُ إيَّاهُ : أَلْزَمهُ إيَّاهُ. وفى التَّنْزِيلِ : (إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) [قريش : ٢]
__________________
فِيمَنْ جَعَلَ الهاءَ مفعولاً ورحلَةَ مفعولاً ثانيًا ، وقد يجوزُ أن
يكونَ المفعولُ هنا واحدًا على قولِكَ : آلَفْتُ
الشىءَ كأَلِفْتُه ،
وتكونَ الهاءُ والميمُ فى موضعِ الفاعلِ كما تقولُ : عجبتُ من ضربِ زيدٍ عَمْرًا ،
وهى الأُلْفَةُ.
* وائْتَلَفَ الشَىءُ : أَلِفَ بعضُهُ بَعْضًا.
* وألَّفَهُ : جَمَعَ بَعْضَهُ إلى بَعْضٍ.
* وتألَّفَ : تَنَظَّمَ.
* والإِلْفُ : الذى تَأْلَفُهُ ، وجَمُعُه : آلافٌ ، وحكى بعضُهُم فى جَمْعِ إِلْفٍ : أُلُوفٌ
، وعِنْدى أَنَّهُ
جَمعُ آلِفٍ كشَاهِدٍ وشُهُودٍ ، وهو
الأَلِيْفُ ، وَجَمعُه أُلَفَاءُ ، والأُنثَى : إِلْفَةٌ وَإِلْفٌ
، قال :
*وَحَوْرَاءِ المَدَامِعِ إِلْفِ صَخْرِ*
وقال :
قَفْرٌ
فَيَافٍ تَرَى ثَوْرَ النِّعاجِ بها
|
|
يَرُوحُ
فَرْدًا وَيَلْقَى إِلْفَهُ طاوِيَهْ
|
وهذا من شاذِّ
البسيطِ ؛ لأنَّ قولَهُ : طاوِيَهْ ـ فاعِلُنْ ، وَضَرْبُ البسيِطِ لا يأتى علَى
فَاعِلُنْ ، والذى حَكَاهُ أبو إِسحاقَ وعزاهُ إِلَى الأَخْفَشِ أنَّ أَعْرَابيًا
سُئِلَ أنْ يَصْنَعَ بَيْتًا تامًا من البسيطِ فَصَنعَ هذا البَيْتَ ، وهذا ليسَ بحُجَّةٍ
فيُعْتَدَّ بفاعِلُنْ ضَرْبًا فى البسيطِ ؛ إنما هو فى مَوْضُوعِ الدَّائِرَةِ ،
فأما المُسْتَعْمَلُ فَفَعِلُنْ وَفَعْلُنْ.
* وآلَفَ الرَّجُلُ : تَجَرَ.
* وأَلَّفَ القومُ إلى كَذا وتَأَلَّفوا : اسْتَجَارُوا.
* والأَلِفُ والأَلِيفُ : حَرْفُ هِجَاءٍ.
قال
اللِّحْيَانىُّ : قال الكِسائِىُّ : الأَلِفُ
من حروفِ المُعْجَمِ
مُؤَنَّثَةٌ ، وكذلك سائِرُ الحروفِ ، هذا كلامُ العربِ ، وإن ذَكَّرْتَ جَازَ ،
قال سِيبَوَيْهِ : حُروفُ المُعْجَمِ كلُّها تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ كما أن
اللِّسانَ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ.
وقولُه تعالى :
(الم * ذلِكَ الْكِتابُ) [البقرة : ١ ، ٢] ، و (المص) [الأعراف : ١] ، و (المر) [الرعد : ١] قال الزَّجَّاجُ : الذى اخترْنا فى تفسيرِها قولُ ابن عباسٍ :
إن (الم) أنا
__________________
اللهُ أعلمُ ، و (المص) أنا اللهُ أعلمُ وأفَصِلُ ، و (المر) أنا اللهُ أعلمُ وأَرى.
قال بعضُ
النحوِيِّينَ : موضِعُ هذه الحروفِ رَفْعٌ بما بعدَها ، قال : (المص * كِتابٌ) فكِتابٌ مُرْتَفِعٌ ب (المص) وكأنّ معناه : (المص) حُروفُ كتابٍ أُنزِلَ إليك ، قال : وهذا لو كانَ كما
وَصَفَ لكانَ بعد هذه الحروفِ أبدًا ذِكْرُ الكتابِ ، فقولُه : (الم * اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) [آل عمران : ١ ، ٢]. يدلُّ على أن الأمرَ مُدافِعٌ لها على قوله ، وكذلك (يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) [يس : ١ ، ٢] وكذلك (حم * عسق * كَذلِكَ
يُوحِي إِلَيْكَ) [الشورى : ١ ـ ٣] ، وقوله : (حم * وَالْكِتابِ
الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْناهُ) [الدخان : ١ ـ ٣] فهذِه الأشياءُ تَدُلُّ على أن الأمرَ على غيرِ ما ذَكَرَ
، ولو كانَ كذلك أَيْضًا لما كانَ (الم) و (حم) مكرَّرَينِ ، وقد أجمعَ النَّحْوِيُّونَ على أن قولَهُ
: (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ
إِلَيْكَ) [إبراهيم : ١] بغير هذه الحروفِ ، والمعنى : هذا كتابٌ أُنزِلَ إليكَ.
مقلوبه : ف أ ل
* الفَأْلُ : ضِدُّ الطَّيَرَةِ ، والجَمعُ : فُئُولٌ ، وقد
تَفَأَّلَ به.
مقلوبه : أ ف ل
* أَفَلَتِ الشَّمْسُ تَأفِلُ
وتَأْفُلُ أَفْلاً وأُفُولاً غَرَبَتْ ، وكذلك سائرُ الكواكبِ.
* والأَفِيلُ : ابنُ المخَاضِ فما فَوْقَهُ.
* والأَفِيلُ : الفَصِيلُ.
* والجَمْعُ : إفالٌ ؛ لأنَّ حَقيقَتَهُ الوَصْفُ ، هذا هُو القِيَاسُ ، وأما
سِيبَوَيْهِ فقال : أَفِيلٌ
وأَفَائِلُ شَبَّهُوهُ
بذَنُوبٍ وذَنائِبَ ، يعنى أنه ليس بَيْنَهُمَا إلا الياءُ والواوُ واختلافُ ما
قَبْلَهُما بهما ، والواو والياءُ أُخْتانِ ، وكذلك الكَسْرَةُ والضَّمَّةُ.
* وأفلَ الحَمْل فى الرَّحِم : استقرَّ.
* وسَبُعَةٌ آفِلٌ وآفِلَةٌ : حامِلٌ.
اللام والباء والهمزة
ل ب أ
* اللِّبَأُ : أَوَّلُ اللَّبَنِ.
* ولَبَأَ الشَّاةَ
يَلْبَؤُهَا والْتَبَأَهَا : احتَلَبَ لِبَأَهَا.
* والْتَبَأَهَا وَلدُها.
* واسْتَلْبَأَهَا : رَضِعَهَا.
* وأَلْبَأَهُ : شَدَّهُ إلى رأسِ الخِلْفِ لِيَرْضَعَ اللِّبَأَ.
* وَلبَأَتْهُ أُمُّهُ وأَلْبَأَتْهُ
: أَرْضَعَتْهُ اللِّبَأَ.
* ولَبَأَ القومَ يَلْبَؤُهُم
لَبْئًا وأَلْبَأَهُم : أَطْعَمَهُم اللِّبَأَ ، وقيل : لَبَأَهُم
: أَطْعَمَهُم اللِّبَأَ ، وأَلْبَأَهُم
: زوَّدَهُم إِيَّاه.
وقال
اللِّحْيَانىُّ : لَبَأْتُهُم
لَبْئًا ولِبَأً وهو الاسم ، ولا أدرى ما حاصِلُ كلام اللِّحْيَانى هنا
، اللهم إلا أن يريدَ أن اللِّبَأَ يكونُ مَصْدَرًا واسْمًا ، وهذا لا يُعْرَفُ.
* وأَلْبَئُوا : كَثُرَ
لِبَؤُهُم.
* وأَلْبَأَتِ الشَّاةُ : أنْزَلَتِ اللِّبَأَ ، وقولُ ذى الرُّمَّةِ :
وَمَرْبُوعَةٍ
رِبْعِيَّةٍ قَدْ لَبَأْتُهَا
|
|
بكفَّىَّ من
دَوِيَّةٍ سَفَرًا سَفْرًا
|
فسَّرَهُ
الفارسىُّ وحْدَهُ فقالَ : يعنى الكَمْأَةَ. مَرْبُوعَةٍ : أَصَابَهَا الرَّبيعُ ،
ورِبْعِيَّةٍ : مُتَرَوِّيَةٌ بمطَرِ الربيعِ.
* ولَبَأْتُها : أطعَمْتُها أوَّلَ ما بَدَتْ ، وهى استعارَةٌ كما
يُطْعَمُ اللِّبَأُ ، يعنى أن الكَمْأَةَ جَنَاها فَبَاكَرَهُم بها
طَرِيَّةً ، وَسَفرًا منصوبٌ على الظَّرفِ أى غُدْوَةً ، وسَفْرًا مفعولٌ ثانٍ لِلَبَأْتُها ، وعَدَّاهُ إلى مفعولينِ لأنه فى معنى أَطْعَمْتُ.
* ولَبَأَ اللِّبَأَ يَلْبَؤُهُ لَبْئًا وأَلْبَأَهُ
: طَبَخَهُ ، الأخيرةُ
عنِ ابنِ الأَعْرابىّ.
* ولَبَّأتِ الناقةُ وهى مُلَبِّئٌ
: وقعَ اللِّبأُ فى ضَرْعِها.
* واللَّبُؤَةُ : الأنثى من الأُسُودِ ، والجمع : لَبُوْءٌ ، واللَّبْأَةُ ،
كاللَّبُؤَةِ فإن كان مخفَّفًا منه فجمْعُه كجمْعِه ، وإن كان لغةً
فجمْعُه : لَبَآتٌ.
* واللَّبُؤُ : الأسَدُ وقد أُمِيتَ ، أعْنِى أنَّهم قَلَّ
استِعْمالُهمْ إيَّاهُ البتَّةَ.
* واللَّبُؤُ : رجلٌ معروفٌ ، هو
اللَّبُؤُ بنُ عبدِ
القيسِ.
* واللَّبْءُ : حَىٌّ.
__________________
مقلوبه : أ ل ب
* أَلَبَ إليكَ القَوْمُ : أَتَوْكَ من كُلِّ جانبٍ.
* وأَلَبَ الإِبلَ يَأْلِبُها ويَأْلُبُها
أَلْبًا : سَاقَها
سَوْقًا شَدِيدًا.
* وَأَلَبَتْ هى : انْسَاقَتْ وانضَمَّ بعضُها إلى بَعْضٍ ، أنشَدَ ابنُ الأَعْرابى :
أَلَمْ
تَعْلَمِى أنَّ الأحادِيثَ فى غَدٍ
|
|
وبَعْد غَدٍ
يأْلِبْنَ أَلْبَ الطَّرَائِدِ
|
أى ينضمُّ
بعضُها إلى بعضٍ.
* وأَلَبَ الحمارُ طَرِيدَتَهُ يَأْلِبُها وأَلَّبَهَا كِلاهُمَا : طَرَدَهَا طَرْدًا شَدِيدًا.
* والتَّأْلَبُ : الشَّديدُ الغليظُ المُجْتَمِعُ من حُمُرِ الوَحْشِ.
* والتَّأْلَبُ : الوَعِلُ.
* والأنثى تَأْلَبَةٌ تاؤُهُ زائدةٌ ؛ لقولهم : أَلَبَ الحِمَارُ آتُنَهُ.
* وألَبَ الشَىءُ
يَأْلُبُ ويَأْلِبُ : تجمَّعَ.
وقولُهُ :
وَحَلَّ
بِقَلْبى مِنْ جَوَى الحُبِّ مِيتَةٌ
|
|
كما ماتَ
مَسْقِىُّ الضَّيَاحِ على أَلْبِ
|
لم يُفَسِّرْهُ
ثعلبٌ إلا بقوله : أَلَبَ
يَأْلِبُ إذا اجتَمَعَ.
* وتَأَلَّبَ القوُم : تجمَّعُوا.
* وأَلَّبَهُم : جَمَعَهُم.
* وهم عليه أَلْبٌ واحِدٌ وإِلْبٌ
والأُولَى أعرفُ :
مُتَجَمِّعُونَ عليه بالظُّلْمِ والعَداوِة.
* وأَلْبٌ أَلُوبٌ : مُتَجمِّعٌ كَثِيرٌ.
قال البُرَيْقُ
الهُذَلِىُّ :
بأَلْبٍ
أَلُوبٍ وَحَرَّابَةٍ
|
|
لَدَى مَتْنِ
وازِعِها الأَوْرَمُ
|
* وأَلَّبَ
بَيْنَهُم : أَفْسَدَ.
__________________
* ورِيحٌ أَلُوبٌ : بارِدَةٌ تَسْفِى التُّرَابَ.
* وأَلَبَتِ السَّماءُ
تأْلِبُ وهى أَلُوبٌ : دام مَطَرُها.
* ورَجلٌ ألُوبٌ : سَرِيعُ إخراجِ الدَّلْوِ ، عن ابنِ الأعرابىّ ،
وأَنْشَدَ :
تَبَشَّرى
بماتِحٍ ألُوبِ
|
|
مُطَرِّحٍ
لِدَلْوِه غَضُوبِ
|
* وأَلِبَ
الرَّجُلُ : حامَ حولَ
الماءِ ولم يقْدِرْ أنْ يصِل إليه ، عن الفارسى.
* وأَلِبَ الجُرْحُ أَلَبًا ، وأَلَبَ
يَأْلِبُ أَلْبًا كلاهما : بَرِئَ أَعْلاه وأسْفَلُه نَغِلٌ ؛ فانْتَقَضَ.
* وأَوالِبُ الزَّرعِ والنَّخْلِ : فِراخُهُ ، وقد أَلَبَتْ تَأْلِبُ.
* والأَلَبُ : لُغَةٌ فى اليَلَبِ.
* والإِلْبُ : الفِتْرُ عن ابن جنّى ـ ما بَيْنَ الإِبْهامِ
والسَّبَابَةِ.
* والإِلْبُ : شَجَرةٌ شَاكَةٌ كأنَّها شَجَرةُ الأُتْرُجِّ ،
ومَنَابِتُها ذُرَى الجِبَالِ ، وهى خَبِيثَةٌ يُؤْخَذُ خَضْبُها وأَطْرَافُ
أفْنَانِها ، فَيُدَقُّ رَطْبًا ويُقْشَبُ به اللَّحْمُ ويُطْرَحُ للسِّبَاعِ
كُلِّها ، فلا يُلْبِثُها إذا أَكَلَتْهُ ، فإِن هى شَمَّتْهُ ولم تَأْكُلْهُ
عَمِيَتْ عنه ، وصمَّتْ منه.
مقلوبه : ب أ ل
* البَئيلُ : الصَّغِيرُ الضَّعِيفُ.
* بَؤُلَ
بَآلَةً وبُئُولَةً ، وقالوا : ضَئِيلٌ بَئِيلٌ
، فذهَبَ ابنُ
الأعرابى إلى أنه إِتْبَاعٌ ، وهذا لا يَقْوَى ؛ لأنه إذا وُجِدَ للشَّىءِ معْنًى
غيرُ الإِتباع لم يُقْضَ عليه بالإِتْباع.
مقلوبه : أ ب ل
* الإِبِلُ والأَبِلُ ـ الأخيرة عن
كُرَاعَ ـ : معروفٌ ، لا واحِدَ له من لفظِه.
والجمعُ : آبالٌ ، وحكى سيبَوَيْهِ : إِبِلانِ
؛ قال : لأنَّ إِبِلاً
اسمٌ لم يُكسَّر عليه ، وإنَّما يُريدُونَ قَطِيعَينِ ، أبو الحَسَنِ : وَإِنَّمَا
ذَهَبَ سِيْبَوَيْهِ إِلَى الإِيْنَاسِ بِتَثْنِيَةِ الأَسماءِ الدَّالَّةِ على
الجَمْعِ ، فهو يُوَجّهُهَا إِلى الألْفَاظِ الآحَادِ ؛ ولذَلكَ قال : وَإِنّمَا
يُرِيْدُونَ قَطِيعَيْنِ. وقولُهُ : لم يُكَسَّر عَلَيْهِ لَمْ يُضْمِرْ فى
يُكَسَّرْ.
__________________
* وَتَأَبَّلَ إِبِلاً : اتَّخَذَهَا.
* وَأَبَّلَ الرَّجُلُ وَآبَلَ
: كَثُرَتْ إِبِلُهُ.
* وَرَجُلٌ أَبِلٌ وَآبِلٌ وَإِبِلِىٌ : ذو إِبِلٍ.
* وَأَبَّالٌ : يَرْعى الإِبِلَ.
* وَأَبَلَ يَابُلُ أَبَالَةً ، وَأَبِلَ
أَبَلاً فَهُو آبِلٌ وَأَبِلٌ : حَذَقَ مَصْلَحَةَ
الإِبِلِ والشَّاءِ.
* وَحَكَى
سِيْبَوَيْهِ : هو منْ آبَلِ
النَّاسِ ، قالَ : ولا
فِعْلَ لَهُ.
* وَإِنَّهُ لا يَأْتَبِلُ ؛ أَى : لا يَثْبُتُ عَلَى رِعْيَةِ الإِبلِ ، ولا يُحْسِنُ مِهْنَتَهَا ، وقيلَ : لا يَثْبُتُ
عَلَيْها رَاكِبًا.
* وَتَأْبِيْلُ الإِبِلِ : صَنْعَتُهَا وتَسْمِينُهَا ، حكاهُ عن أَبى زيادٍ
أَبُو حَنِيفةَ.
* وَأَبَلَتِ الإِبِلُ والوَحْشُ تَأْبِلُ
وتَأْبُلُ أَبْلاً وَأُبُولاً وَأَبِلَتْ
وَتَأَبَّلَتْ : جَزَأَتْ عَلَى الماءِ بالرَّطْبِ ، ومنه قَوْلُ لَبِيدٍ :
وَإِذَا
حَرَّكْتُ غَرْزِىْ أَجْمَرَتْ
|
|
أَو قَرابِى
عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ
|
* وَأَبَلَ الرَّجُلُ عَنِ امرأَتِهِ وَتَأَبَّلَ : اجْتَزَأَ عنها.
وفى الحَدِيثِ
: « أَبَلَ آدَمُ عَلَى ابْنِهِ المَقْتُولِ كَذَا وَكَذَا عَامًا
لا يُصِيْبُ حَوَّاءَ » ؛ أى : امتَنَعَ مِنْ غِشْيَانِها. وَيُرْوَى تَأَبَّلَ.
* وَأَبَلَتِ الإِبلُ بالمَكَانِ أُبُولاً أَقامَتْ ؛ قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ :
بِهَا
أَبَلَتْ شَهْرَىْ رَبيعٍ كِلَيْهِمَا
|
|
فَقَدْ مَارَ
فِيهَا نَسْؤُهَا واقْتِرَارُهَا
|
اسْتَعَارَهُ ـ
هنا ـ لِلظَّبْيَةِ.
* وَإِبلٌ أَوَابِلُ وَأُبَّلٌ وَأُبَّالٌ
وَمُؤَبَّلَةٌ : كَثِيْرَةٌ.
وقيلَ : هى الَّتى جُعِلَتْ قَطِيعًا قَطِيعًا. وقيلَ : هِى المُتَّخَذَةُ للقِنيَةِ ،
فَأَمَّا قَوْلُ الحُطَيْئَةِ :
__________________
*عَفَتْ بَعْدَ المُؤَبَّلِ فالشَّوِىِّ*
فَإنَّهُ ذَكَّرَ
حَمْلاً عَلَى القَطِيْعِ ، أَو الجمعِ ، أَو النَّعَمِ ؛ لأَنَّ النَّعَمَ
يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثْ ؛ أَنشدَ سيِبَوَيْهِ :
*أَكُلَّ عَامٍ نَعَمٌ تَحْوُونَهُ*
وقد يكوُنُ
أَنَّهُ أَرَادَ الوَاحِدَ وَلَكنِ الجَمْعُ أَوْلَى ؛ لقولِهِ : فَالشَّوِىِّ ،
والشَّوِىُّ اسمُ جَمْعٍ.
وَالإِبلُ الأُبَّلُ : المُهْمَلَةُ ؛ قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
*وَرَاحَتْ فى عَوَازِبَ أُبَّلِ*
* وَأَبَلَ يَأْبِلُ أَبْلاً : غَلَبَ وامْتَنَعَ ، عَنْ كُرَاعَ ، والمَعْرُوفُ أَبَّلَ.
* والإِبِّيْلُ والإِبَّوْلُ وَالإِبَّالَةُ : القِطْعَةُ مِنَ الطَّيرِ والخَيْلِ. والإِبلِ ؛ قال :
*أَبَابِيلَ هَطْلَى مِنْ مُرَاحٍ ومُهْمَلِ*
وقيلَ : الأَبَابِيلُ : جَمَاعَةٌ فِى تَفْرِقَةٍ. واحِدُهَا إِبِّيْلٌ وَإِبَّوْلٌ.
وَذَهَبَ أَبُو
عُبَيْدَةَ إِلَى أَنَ الأَبَابِيْلَ
جَمْعٌ لا وَاحِدَ
لَهُ بِمَنْزِلَةِ عَبَادِيدَ وشَعَالِيْلَ.
* وَأَبَّلَ الرَّجُلَ ، كَأَبَّنَهُ.
* والأَبِيْلُ : العَصَا.
* وَالأَبِيْلَةُ والإِبَالَةُ : الحُزْمَةُ مِنَ الحَشِيشِ.
* وَالأَبِيلُ : رَئِيسُ النَّصَارَى.
وقيلَ : هو
الرَّاهِبُ. وقيلَ : صَاحِبُ النَّاقُوسِ ؛ قالَ ابنُ عَبْدِ الجِنِّ :
أَمَا
وَدِمَاء مَائِرَاتٍ تُخَالُهَا
|
|
عَلَى
قُنَّةِ العُزَّى أَو النَّسْرِ عنْدَمَا
|
وَمَا
قَدَّسَ الرُّهْبَانُ فِى كُلِّ هَيْكَلٍ
|
|
أَبِيْلَ
الأَبِيْلِينَ المَسِيحَ بنَ مَرْيَمَا
|
أَضَافَهُ
إِلَيْهِم عَلَى التَّشْنِيع لِقَدْرِه والتَّعْظِيمِ لخَطَرِه ، وَقِيلَ هُوَ
الشَّيخُ.
والجمعُ آبَالٌ.
__________________
* والأَيْبُلِىُ : الرَّاهِبُ ، فَإِمَّا أَنْ يكُونَ أَعجَمِيّا ،
وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ قَد غَيَّرَتْهُ يَاءُ الإِضَافَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ
مِنْ بَابِ انْقَحَلَ ، فَقَدْ قالَ سيبويه : لَيْسَ فى الكَلَامِ فَيْعُلٌ ،
وَأَنْشَدَ الفَارِسِىُّ بَيْتَ الأَعْشَى :
وَمَا
أَيْبُلِىٌ عَلَى هَيْكَلٍ
|
|
بَنَاهُ
وَصَلَّبَ فيه وصَارَا
|
وَفى الحَدِيثِ
: « كُلُّ مَالٍ زُكِّىَ فَقَدْ ذَهَبَتْ عَنْهُ أَبَلَتُهُ
» ؛ أَى : ثِقْلُهُ وَوَخَامَتُهُ.
والإِبْلَةُ : العَدَاوَةُ ، عَنْ كُرَاعَ.
* وَالأُبُلَّةُ : تَمْرٌ يُرَضُّ بَيْنَ حَجَرَينِ ، وَيُحْلَبُ
عَلَيْهِ لَبَنٌ. وقيلَ : هِى الفِدْرَةُ مِنَ التَّمْرِ ؛ قالَ :
فَيَأْكُلُ
مَا رُضَّ مِنْ زَادِنَا
|
|
وَيَأْبَى
الأُبُلَّةَ لَمْ تُرْضَضِ
|
* وَالأُبُلَّةُ : مَكَانٌ بِالبَصْرَة.
وَأُبْلَى : مَوْضِعٌ ؛ قالَ أَنْشَدَهُ أَبُو مُحَمدُ بن السَّرى
السَّرَّاج :
سَرَىْ مِثلَ
نَبْضِ العِرْقِ واللَّيْلُ دُوَنهُ
|
|
وَأَعْلَامُ
أُبْلَى كُلُّهَا فَالأَصَالِقُ
|
وَيُرْوَى : وَأَعْلَامُ
أُبْلٍ. وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ : رِجْلَةُ
أُبْلِىٍ مَشْهُورَةٌ ؛
وَأَنشَدَ :
دَعَا
لُبَّهَا عَمْرٌو وَكَأَنْ قَدْ وَرَدْنَهُ
|
|
بِرِجْلَةِ
أُبْلِىٍ وَإِنْ كَانَ نَائيَا
|
* وَأُبَيْلَى : اسمُ امْرَأَةٍ ؛ قالَ رُؤْبَةُ :
قَالتْ
أُبَيْلَى لى وَلَم أُسَبَّهِ
|
|
مَا السِّنُّ
إِلَّا غَفْلَةُ المُدَلَّهِ
|
__________________
اللام والميم والهمزة
ل م أ
* تَلَمَّأَتْ بِهِ الأرضُ وعَلَيه اشَتمَلَتْ واسْتَوَتْ.
* وَأَلْمَأَ اللِّصُّ عَلَى الشَّىْءِ : ذَهَبَ بِهِ خُفْيَةً.
* وَأَلْمَأَ عَلَى حَقِّى : جَحَدَهُ.
* وَذَهب ثَوبى
فَمَا أَدْرِى مَنْ أَلْمَأَ عَلَيهِ ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ فى الجَحْدِ ، قالَ :
وَقَدْ يُتَكَلَّمُ بِهَذَا بَغَيْرِ جَحْدٍ.
* وحَكَى
يعْقُوبُ ـ أيضًا ـ كَانَ بالأرضِ مَرْعًى أَو زَرْعٌ ، فَهَاجَتْ بِهِ دَوَابُّ ،
فَأَلْمَأَتْهُ ؛ أَى : تَرَكَتْهُ صَعِيْدًا لَيْسَ بِهِ شَىءٌ.
* وَمَا
أَدْرِى أَيْنَ أَلْمَأَ مِن بِلَادِ اللهِ؟ أَى : ذَهَبَ.
* وَلَمأَ الشَّىءَ
يَلْمَؤُهُ : أَخَذَهُ
بِأَجْمَعِهِ.
* وَأَلْمَأَ بِمَا فى الجَفْنَةِ وتَلَمَّأَ بِهِ وَالتَمَأَهُ
: اسْتَأْثَرَ بِهِ
وَغَلَبَ عَلَيه.
* والتُمِئَ لَوْنُه : كالتُمِعَ ؛ وحَكى بَعْضُهُم : التَمأَ : كالتَمَعَ.
* وَلَمأَ الشَّىءَ : أَبْصَرَهُ كَلَمَحَهُ ، وفى الحَدِيثِ ، « فَلَمَأْتُهَا تَضِىءُ نُورًا كإضَاءَةِ البَدْرِ » حَكَاهُ
الهَرَوِىُّ فى الغريبين.
مقلوبه : ل أ م
* اللُّؤْمُ : ضِدُّ العِتْقِ والكَرَمِ.
* وَقَدْ لَؤُمَ لُؤْمًا فَهُو
لَئِيمٌ مِن قَوْمٍ لِئَامٍ وَلُؤَمَاءَ وَمَلأَمَانٌ
، والأُنْثَى : مَلأَمَانَةٌ.
وَقَالُوا فِى
النِّدَاءِ : يا لأْمَانُ ، ويَا
مَلأَمُ ، ويَا مَلأَمَانُ.
* وَأَلأَمَ : أَظْهَرَ خِصَالَ اللُّؤْمِ.
* وَأَلأَمَ : وَلَدَ
اللِّئَامَ ، هذه عن ابنِ
الأَعرابىّ.
* وَاستَلأَمَ أَصْهَارًا : اتَّخَذَ أَصْهَارًا لِئَامًا.
* وَاستَلأمَ أَبًا : كَانَ لَهُ أَبٌ لَئِيْمٌ.
* وَلأَمَهُ : نَسَبَهُ إِلَى اللُّؤْمِ
؛ وَأَنشَدَ ابنُ
الأَعرابِىِّ :
__________________
يَرُومُ
أَذَى الأَحرار كُلُ مُلأَّمٍ
|
|
وَيَنْطِقُ
بالعَوْرَاءِ مَنْ كانَ مُعْوِرَا
|
* وَالمِلأَمُ وَالمِلآمُ : الَّذِى يَعْذِرُ
اللِّئَامَ.
* وَقَدْ تلاءَمَ القَومُ وَالتَأَمُوا : اجْتَمَعُوا وَاتَّفَقُوا.
* وَلأَمَ الشىءَ
لأْمًا وَلاءَمَهُ وَلأَّمَهُ وَأَلأَمَهُ : أَصْلَحَهُ فَالتَأَمَ. وَتَلأَّمَ
وَتَلاءَمَ.
* وَلاءَمَنِى الأَمَرُ : وَافَقَنِى.
* وَرِيْشٌ لُؤَامٌ : يُلائِمُ بَعْضُهُ بَعْضًا ، وهُو ما كانَ بَطْنُ
القُذَّةِ مِنهُ يَلِى ظَهْرَ الأُخْرى ، وهُو أَجْوَدُ مَا يكونُ.
* وسَهْمٌ لأُمٌ : عليهِ رِيشٌ لُؤَامٌ.
* وَلأَمَ السَّهْمَ لأْمًا : جَعَلَ عليه ريشًا
لُؤَامًا.
* وَفُلانٌ لِئْمُ فُلانٍ ولِئَامُهُ
، أى : مِثْلُهُ
وَشِبْهُهُ ، والجَمْعُ أَلآمٌ
ولِئَامٌ ، عن ابنِ
الأَعرابىّ ، وَأَنشد :
أَتَقْعُدُ
العَامَ لا تَجْنِى على أَحدٍ
|
|
مُجَنَّبِينَ
وهذا النّاسُ ألآمُ
|
وقالوا : لو لا اللُّؤَامُ هَلَكَ اللِّئَامُ
، قيلَ : معنَاهُ
الأمْثَالُ ، وقيلَ : المُتَلائِمُون.
* واللِّئْمُ : السيف ؛ قال :
*وَلِئْمُكَ ذُو زِرَّين مَصقُولُ*
* واللأْمُ : الشَّديدُ من كُلِّ شَىءٍ.
* واللأْمَةُ واللُّؤْمَةُ : مَتَاعُ الرَّحْلِ مِنَ الأَشِلَّةِ والوَلايا ؛ قالَ
عَدِىُّ بنُ زَيْدٍ :
حَتَّى
تَعَاوَنَ مُسْتَكٌّ لَهُ زَهَرٌ
|
|
منَ
التَّنَاوِيرِ شَكْلُ العَينِ فى اللُّؤَمِ
|
* واللأْمَةُ : الدِّرْعُ ، وَجَمْعُهَا لُؤَمٌ ـ على غير قياسٍ.
* واستَلأَمَ لأْمَتَهُ وَتَلأَّمَهَا ، الأَخيرَةُ عَن أَبِى عُبَيدَةَ : لَبِسَهَا.
وَجَاءَ مُلأَّمًا : عَلَيْهِ لأْمَةٌ ؛ قال :
__________________
وَعَنْتَرةُ
الفَلْحَاءُ جَاءَ مُلأَّمًا
|
|
كأَنَّكَ
فِنْدٌ مِن عَمايَةَ أَسْوَدُ
|
قال :
الفَلْحَاءُ ، فَأَنَّثَ حَمْلاً لَهُ عَلَى لَفْظِ عَنْتَرةَ لمكانِ الهَاءِ ،
أَلا تَرَى أَنَّهُ لَمَّا استَغْنَى عَن ذَلكَ رَدَّهُ إِلى التذكِيرِ فقالَ :
كَأَنَّكَ.
* واللأْمَةُ : السِّلَاحُ (كُلُّها عن ابن الأَعرابىّ).
* وقَدْ استَلأَمَ بِهَا واستَلأَمَ
الحَجَرَ : منَ
المُلاءَمَةِ (عَنْهُ أَيضًا).
وَأَمَّا
يَعقُوبُ فقالَ : هُو مِنَ التَّلَامِ ، وقد تَقَدَّمَ.
* واللُّؤْمَةُ : جَمَاعَةُ أَدَاةِ الفَدَّانِ (قاله أَبُو حَنِيفةَ)
، وقال مَرَّةً : هِى جِمَاعُ آلَةِ الفَدَّانِ ، حَدِيْدُهَا وَعِيْدَانُهَا.
مقلوبه : م ل أ
* مَلأَ الشَّىءَ
يَمْلَؤُهُ مَلأَ وَمَلأَهُ فَامْتَلأَ وَتَمَلأَ.
* وَإِنَّهُ
لَحَسَنُ المِلأَةِ ؛ أَى : المَلْءِ لا التَّمَلُّؤِ.
* وَإِنَاءٌ مَلآنُ والأُنثَى مَلأَى
وَمَلآنَةٌ ، والجمع أَمْلاءٌ.
* والمُلأَةُ والمُلاءَةُ والمُلاءُ : الزُّكَامُ ، يُصِيبُ مِن امتِلاءِ المَعِدَةِ.
* وقد مَلؤَ فَهُو
مَلِىْءٌ ، وَمُلِئَ وَأَمْلأَهُ اللهُ.
* والمِلأَةُ : الكَظَّةُ مِن كَثْرةِ الأَكل ، وقد تَمَلأَ مِن الطَّعَامِ والشَّرابِ.
* والمُلأَةُ : رَهَلٌ يُصِيْبُ البَعِيرَ مِن طُولِ الحَبْسِ بَعْدَ
السَّيرِ.
* ومَلأَ فِى قَوسِهِ : غَرَّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ.
* وَرَجُلٌ مَلِىءٌ : كَثِيرُ المَالِ ، والجَمْعُ مِلاءٌ ، وَأَمْلِئَاءُ (بِهمزَتينِ) وَمُلآءُ (كلاهما عن اللحيانى وَحْدَهُ) ؛ ولذلِكَ أَخَّرْتُهُمَا.
* وَقَدْ مَلُؤَ مَلاءَةً واسْتَمْلأَ فى الدَّيْنِ : جَعَلَ دَيْنَهُ فِى مُلآءَ.
* وَهَذَا
الأَمْرُ أَمْلأُ بِكَ ؛ أَى : أَمْلَكُ. والمَلأُ : الجَمَاعَةُ ، وقيلَ : أَشْرَافُ النَّاسِ وَوُجُوهُهم.
وَيُرْوَى : « أَنَّ النبى صلىاللهعليهوسلم سَمِعَ رَجُلاً مِن الأَنصارِ وقَد رجعوا مِن بَدْرٍ
يَقُولُ : مَا قَتَلْنَا إِلَّا عَجَائِزَ صُلْعًا ، فقال صلىاللهعليهوسلم : « أُولئِك المَلأُ من قُرَيْشٍ لَوْ حَضَرْتَ فِئَالَهُم لاحْتَقَرْتَ
__________________
فِعْلَكَ » ، والجمعُ أَمْلاءٌ. أَبُو الحَسَن : لَيْسَ المَلأُ من بابِ رَهْطٍ ، وإنْ كانَا اسمين للجَمْعِ ؛ لأَنَّ
رَهْطًا لا وَاحِدَ لَهُ مِن لَفظِه.
* والمَلأُ (وَإِن كانَ لم يُكَسَّرْ) مَالِئٌ
عَلَيهِ ، فَإنَ مَالِئًا من لَفْظِهِ ، حَكَى أَحَمَدُ بنُ يَحْيَى : رَجُلٌ مَالِئٌ : جَلِيْلٌ يَمْلأُ العينَ بجُهْرَتِه فهو كَعَرَبٍ وَرَوَحٍ. وَحَكَى : مَلأْتُهُ عَلَى الأَمْرِ ، أَمْلَؤُهُ
ومَالأْتُهُ ، وكذلكَ المَلأُ ، إِنَّما هُم القومُ ذَوُوْ الشَّارَةِ والتَّجمُّعِ
للإِدارَةِ ، ففارَقَ (بَابَ رَهْطٍ) لِذَلِكَ ، والمَلأُ عَلَى هذَا صِفَةٌ غَالِبَةٌ.
* وَقَدْ مَالأْتُهُ عَلَى الأَمَرِ ، وتَمَالأْنَا عليهِ.
* ومَا
أَحْسَنَ مَلأَ بنى فُلانٍ ؛ أَى : أَخْلاقَهُم ، قال :
تَنَادَوْا
يَا لبُهْثَة إِذ رَأَوْنَا
|
|
فَقُلْنَا
أَحْسِنِى مَلأً جُهَيْنَا
|
أَى :
أَخْلاقًا ، والجمعُ أَمْلاءُ ، وفى الحديث : « أَحسنوا أَمْلاءَكُمْ »
.
وقيل : المَلأُ : الخُلُقُ. فهو على هذَا واحِدٌ.
* والمَلأُ : العِلْيَةُ ، والجمع أَمْلاءٌ أَيضًا.
* ومَا كانَ
هذا الأَمْرُ عن مَلاءٍ مِنَّا ، أَى : عن تَشَاوُرٍ واجتِماعٍ.
* والمَلأُ : الطَّمَعُ والظَّنُّ (عن ابن الأَعرابىّ).
وَبِه فَسَّرَ قَوْلَهُ
: « وتَحَدَّثُوا
مَلأً لِتُصْبِحَ
أُمُّنَا عَذْرَاءَ لا كَهْلٌ وَلا مَوْلُودُ ».
وَبِهٍ فَسَّرَ
ـ أَيضًا ـ قولَهُ : فَقُلْنَا أَحْسِنِى مَلأً ؛ أى : أَحسِنِى ظَنّا.
* والمُلاءَةُ : الرَّيْطَةُ ، والجمع مُلاءٌ.
وقولُ أَبى
خِرَاشٍ :
كَأَنَ
المُلاءَ المَحْضَ خَلْفَ ذِرَاعِهِ
|
|
صُرَاحِيَّةٌ
والآخنِىُّ المُتَحَّمُ
|
عَنَى بالمُلاءِ المَحْضِ ـ هنا ـ الغُبَارَ الخَالِصَ ، شَبَّهَهُ بالمُلاءِ منَ الثيَابِ.
__________________
مقلوبه : أ ل م
* الأَلَمُ : الوَجَعُ.
والجَمعُ آلامٌ. أَلِمَ أَلَمًا فَهُو
آلِمٌ. وَتَألَّمَ
وَآلَمْتُهُ.
* والأَلِيْمُ : المُؤْلِمُ.
* والعَذَابُ الأَلِيمُ : الَّذِى يَبْلُغُ إِيْجَاعُهُ غَايَةَ البُلُوغِ.
* وَأَلِمَ بَطْنَهُ ، من بابِ سَفِهَ رَأيَهُ.
* وَالأَيلَمَةُ : الأَلَمُ.
* وَأَلُوْمَةُ : مَوضِعٌ ؛ قال صَخْرُ الغَىِّ :
القَائدو
الخَيْلَ مِن أَلُوْمَةَ
|
|
أَوْ من
بَطْنِ وَادٍ كَأَنَّها العَجَدُ
|
مقلوبه : أ م ل
* الأَمَلُ ، والإِمْلُ
: الرَّجَاءُ (الأَخِيرَةُ
عن ابنِ جِنِّىٍّ).
والجمعُ آمَالٌ. وَقَد
أَمَلْتُهُ آمُلُهُ أَمَلاً (المَصْدَرُ عن
ابن جِنِّىٍّ).
* وَأَمَّلتُهُ ومَا أَطْوَلَ إِمْلتُه
؛ أَى : أَمَلَهُ.
* وَإِنَّهُ
لَطَوِيْلُ الإِمْلَةِ ؛ أَى : التأْمِيْلِ
(عن اللحْيَانِىّ).
* وَتَأَمَّلَ الرَّجُلُ : تَثَبَّتَ فى الأَمْرِ والنَّظَرِ.
* والأَمِيْلُ : حَبْلٌ مِن الرَّمْلِ يكون عَرْضُهُ نَحْوًا من مِيْلٍ
، وقِيلَ : يَكُونُ عَرْضُهُ مِيْلاً وطُوْلُهُ مَسِيرةَ يَوْمٍ.
وقيلَ : الأَمِيلُ : مَا ارْتَفَعَ مِن الرَّمْلِ مِن غَيرِ أَن يُحَدَّ ،
وقيلَ : مَسِيرةَ يَوْمَينِ ، وقيلَ : عَرْضُهُ نِصْف يَوْمٍ ، والجَمْعُ أُمُلٌ. قالَ سيبويه : لا يُكَسَّرُ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ.
* وَأَمُوْلُ : مَوْضِعٌ. قالَ الهُذَلِىُّ :
رِجَالُ
بَنِى زُبَيْدٍ غَيَّبَتْهم
|
|
جِبَالُ
أَمُوْلَ لا سُقِيَتْ أَمُوْلُ
|
مقلوبه : م أ ل
* رَجُلٌ مَأْلٌ ، وَمَئِلٌ
: ضَخْمٌ كَثِيرُ
اللَّحْمِ. والأُنْثَى مَأْلَهٌ
ومَئِلَةٌ.
__________________
* وَمَأَلَ يَمْؤُلُ وَمَئِلَ : تَمَلأَ وَضَخُمَ.
* وجَاءَهُ
أَمَرٌ مَا مَأَلَ لَهُ مَأْلاً ، وَمَا
مَأَلَ مَأْلَهُ (الأَخِيرَةُ عنِ ابن الأَعْرَابىّ) ؛ أَى : لَمْ يَسْتَعِدَّ لَهُ ، ولم
يَشْعُر بِه ، وقالَ يعقوبُ : معناه : مَا تَهَيَّأَ لَهُ.
* وَمَوْءَلَةُ : اسمُ رَجُلٍ فيمَن جَعَلَهُ مِن هذا البَابِ ، وَهُوَ
عند سيبويهِ مَفْعَلٌ شَاذٌّ ، وسَيَأْتى تَعْلِيْلُهُ ـ إِن شاءَ اللهُ.
اللام والنون والباء
ل ي ن
* لانَ
الشَّىءُ لِينًا ولَيَانًا وتَلَيَّنَ
، وهُو لَيِّنٌ وَلَيْنٌ ، وَألانَهُ
هو ، ولَيَّنَهُ : صَيَّرَهُ لَيِّنًا.
* واستَلانَهُ : رَآهُ لَيِّنًا ، وقيلَ : وَجَدَهُ لَيِّنًا على مَا
يَغْلِبُ علَيهِ فى هذا النَّحْوِ.
وفى حديث
عَلِىٍّ ـ رضى الله عنه ـ فى ذكرِ العلماءِ الأَتقياءِ : « فَبَاشَرُوا رُوحَ
اليَقِينِ ، واستَلانُوا مَا استَخْشَنَ المُتْرَفُونَ ، واستَوحَشُوا مِمَّا
أَنِسَ به الجَاهِلُونَ ».
* وحُرُوفُ اللِّينِ : الأَلِفُ وَاليَاءُ وَالوَاوُ ، كانَتْ حَرَكَةُ مَا
قَبْلَهَا منها أَو لَمْ تَكُنْ ، فالَّذِى حركَةُ ما قبلَهُ مِنْهُ : كَنارٍ ،
ودارٍ ، وفِيْلٍ ، وقِيْلٍ ، وَجُوْلٍ ، وَغُوْلٍ ، والَّذِى لَيْسَ حركَةُ مَا
قَبْلَهُ مِنْهُ إِنَّما هو فى اليَاءِ وَالوَاوِ ، كَبَيْتٍ وَثَوْبٍ ، فَأَمَّا
الأَلِفُ فَلَا تَكُونُ حَرَكَةُ مَا قَبْلَهَا إِلا مِنْهَا.
* وهُو فى لَيَانٍ منَ العَيْشِ ؛ أَى : رَخَاءٍ.
* وَإِنَّهُ
لَذُوْ مَلْيَنَةٍ ؛ أَى : لَيِّنُ الجَانِبِ.
* وَرَجُلٌ
هَيْنٌ لَيْنٌ ، وَهَيِّنٌ لَيِّنٌ
، وَحَكَى
اللِّحْيَانِىُّ : إِنَّهُم قَوْمٌ أَلْيِنَاءُ ، وَهُو شَاذٌّ.
* وَلَاينَ الرَّجُلَ مُلايَنَةً وَلِيَانًا : لانَ لَهُ.
* وَاللَّيْنَةِ كالمِسْوَرَةِ ، يُتَوَسَّدُ بِهَا ، أَرَى ذَلِكَ لِلِيْنِهَا وَوَثَارِتَهَا ، وَفى الحدِيثِ « كانَ إِذَا عَرَّسَ
بِلَيْلٍ تَوَسَّدَ
لِيْنَةً » (حَكَاهُ
الهَرَوى فى الغَرِيْبَينِ).
* وَلِيْنَةُ : مَاءٌ لِبَنِى أَسَدٍ ، احْتَفَرَهُ سُلَيْمَانُ بنُ
داوُدَ ، وذلِكَ أَنَّهُ كانَ فى بَعضِ أَسْفَارِه فَشَكَا جُنْدُهُ العَطَشَ
فَنَظَرَ إِلَى سِبَطْر جُحْرَةَ يَضْحَكُ ، فقالَ : مَا أَضْحَكَكَ؟ فَقَالَ :
أَضْحَكَنِى أَنَّ العَطَشَ قَدْ أَضَرَّ بِكُمْ والماءُ تَحْتَ أَقْدَامِكُم!
فاحْتَفَرَ لِيْنَةَ (حَكَاهُ ثَعْلَبٌ عنِ ابنِ الأَعْرَابىّ) أَىْ :
مُضَرَ. وَقَدْ يُقَالُ لَهَا : اللِّيْنَةُ.
مقلوبه : ن ي ل
* نِلْتُ الشَّىءَ
نَيْلاً ، ونَالاً ، ونَالَةً ، وَأَنَلْتُهُ
إِيَّاهُ ، وأَنَلْتُ لَهُ ، وَنِلْتُهُ
، وقَوْلُهُ تعالَى : (وَهَمُّوا
بِما
لَمْ يَنالُوا) [التوبة : ٧٤] قَالَ ثَعْلَبٌ : مَعْنَاهُ : هَمُّوا بِمَا لَمْ
يُدْرِكُوهُ.
* والنَّيْلُ ، والنَّايِلُ
: مَا نِلْتَهُ.
* وَمَا
أَصَابَ مِنْهُ نَيْلاً. وَلا
نِيْلَةً ، وَلا نُولَةً.
* وَقَوْلُهُ
تَعَالَى : (لَنْ يَنالَ اللهَ
لُحُومُها وَلا دِماؤُها) [الحج : ٣٧] أَرَادَ لَنْ تَصِلَ إِلَيْهِ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا ،
إِنَّمَا يَصِلُ إِلَيْهِ التَّقْوَى. وَذَكَّرَ لأنَّ مَعْنَاهُ : لَنْ يَنَالَ اللهَ شَىءٌ مِن لُحُومِهَا وَلا دِمَائِهَا ،
ونَظِيْرُه قَوْلُهُ تعالى : (لا يَحِلُّ لَكَ
النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) [الأحزاب : ٥٢]
أَىْ : شَىْءٌ
مِنَ النِّسَاءِ ، وقد تَقَدَّمَ.
* وَنَالَةُ الدَّارِ : قَاعَتُهَا ؛ لأَنَّهَا تُنَالُ.
* والنِّيْلُ : نَهْرُ مِصْرَ ، وَنِيْلٌ
: نَهْرٌ بالكُوْفَةِ.
وَجَعَلَ أُمَيَّةُ بن أَبى عَائِذٍ لِلسَّحَابِ نِيْلاً فَقَالَ :
أَنَاخَ
بِأَعْجَازٍ وجاشَتْ بِحَارُهُ
|
|
وَمَدَّ لَهُ
نِيْلُ السَّمَاءِ المُنَزَّلُ
|
* وَنُيَالٌ : مَوْضِعٌ ؛ قَالَ السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ :
أَلَمَّ
خَيَالٌ مِن أُمَيْمَةَ بالرَّكْبِ
|
|
وَهُنَّ
عِجَالٌ عَن نُيَالَ وَعَنْ نَقْبِ
|
اللام والفاء والياء
ل ف ى
* أَلْفَى الشَّىءَ : وَجَدَهُ.
* وتَلافَاهُ : افْتَقَدَهُ ، وقَوْلُهُ أَنْشَدَهُ ابن الأَعرابىّ :
يُخَبِّرُنِى
أَنِّى بِه ذُو قَرَابَةٍ
|
|
وَأنْبَأْتُهُ
أَنِّى به مُتَلافِى
|
فَسَّرَهُ
فَقَالَ : مَعْنَاهُ : أَنِّى بِه أُدْرِكُ ثَأْرِى.
* واللَّفَى الشَّىءُ المَطْرُوحُ كَأَنَّهُ مِنْ أَلْفَيْتُ أَو
تَلافَيْتُ ، والجمَعُ أَلفَاءٌ ، وإِنَّما قَضَيْنَا عَلَيهِ باليَاءِ لأَنَّها لامٌ.
مقلوبه : ل ي ف
* اللِّيْفُ : مِنَ النَّخْلِ مَعْرُوفٌ ، القِطْعَةُ مِنهُ لِيْفَةٌ.
__________________
* وَلَيَّفَتِ الفَسِيْلَةُ : غَلُظَتْ وَكَثُرَ لِيْفُهَا.
مقلوبه : ف ل ى
* فَلَى رَأْسَهُ بالسَّيفِ فَلْيًا : ضَرَبَهُ وقَطعَهُ ، واستَفْلاهُ
: تَعَرَّضَ لِذَلِكَ
مِنهُ ؛ قال :
*أَفْلِيهِ بالسَّيْفِ إِذَا استَفْلانِى*
* وَفَلَى رَأْسَهُ فَلْيًا ، وَفَلاهُ
: بَحَثَهُ عن القمْلِ
؛ قال :
قَدْ
وَعَدَتْنِى أُمُّ عَمْروٍ أَنْ تَاْ
|
|
تَمْسَحَ
رَأْسِى وَتُفَلِّيْنِى وَاْ
|
وَتَمْسَحَ
القَنْفَاءَ حَتَّى تَنْتَاْ
|
أَرَادَ
تَنْتَاءَ ، فَأَبْدَلَ الهَمْزَةَ إِبْدَالاً صَحِيحًا ، وَهِى الفِلَايَةُ.
* والتَّفَلِّى : التَّكَلُّفُ لِذَلِكَ ، قَالَ :
إِذَا أَتَتْ
جَارَاتِهَا تَفَلَّا
|
|
تُرِيْكَ
أَشْغَى قَلِحًا أَفَلَّا
|
* وَتَفَالَتِ الحُمْرُ : احْتَكَّتْ ، كَأَنَّ بَعْضَها يَفْلِى بَعْضًا ؛ قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
ظَلَّتْ
تَفَالَى وَظَلَّ الجَوْنُ مُصْطَخِمًا
|
|
كَأَنَّهُ
عَنْ تَنَاهِى الرَّوْضِ مَحْجُومُ
|
* وَفَلاهُ فى عَقْلِهِ فَلْيًا : رَازَهُ.
* وَفَالِيَةُ الأَفَاعِى : خُنْفَسَاءُ رَقْطَاءُ ضَخْمَةٌ تَكُونُ
عِنْدَ الجِحَرَةِ ، وهى سَيِّدَةُ الخَنَافِسِ.
وقيلَ : فالِيَةُ الأَفَاعِى : دَوَابُّ تَكُونُ عِندَ جِحَرَةِ
الضِّبَابِ فإِذَا خَرَجَتْ تِلكَ عُلِمَ أَنَّ الضَّبَ
__________________
خَارجٌ لا مَحَالَةَ ، فَيُقَالُ : أَتَتْكُم فَالِيَةُ الأَفَاعِى ، فَدَلَّ هذا عَلَى أَنَ فَالِيَةَ الأَفَاعِى جَمْعٌ عَلَى أَنَّهُ قَد يُخْبَرُ فى مِثلِ
هذا عنِ الجَمعِ بالوَاحِدِ.
مقلوبه : ف ي ل
* الفِيْلُ : مَعْرُوفٌ.
والجمعُ أَفيَالٌ ، وَفُيُولٌ
، وَفِيَلَةٌ ، والأُنْثَى فِيْلَةٌ ، وصَاحِبُهَا
فَيَّالٌ.
قالَ سيبويه :
يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِيْلٌ
فِعْلاً وَفُعْلاً ،
فَتَكُونُ أَفْيَالٌ إِذَا كانَ فُعْلاً بِمَنْزِلَةِ الأجْنَادِ والأجْحَارِ
، ويَكُونُ الفُيُولُ بِمَنْزِلَةِ البُرُوْجِ ، وَيَكُونُ الفِيَلَةُ بِمَنْزِلَةِ الخِرَجَةِ يَعْنِى جَمْعَ خُرْجٍ.
* ولَيْلَةٌ
مِثْلُ لَونِ الفِيلِ ؛ أَىْ : سَوْدَاءُ غَبْرَاءُ لا يُهْتَدَى لَهَا ،
وَأَلْوَانُ الفِيَلَةِ كذلكَ.
* واسْتَفْيَلَ الجَمَلُ : صَارَ كالفِيْلِ (حَكَاهُ ابنُ جِنِّىٍّ فى
بَابِ اسْتَحْوَذَ وَأَخَوَاتِهِ) وَأَنْشَدَ لأَبى النَّجْمِ:
*يُدِيْرُ عَيْنَى مُصْعَبٍ مُسْتَفْيِلِ*
* والتَّفَيُّلُ : زِيَادَةُ الشَّبَابِ.
* وتَفَيَّلَ النَّبَاتُ : اكْتَهَلَ (عن ثَعْلَبٍ)
* وَفَالَ رَأْيُهُ يَفِيْلُ
فَيْلُولَةَ : أَخْطَأَ
وَضَعُفَ ؛ قال الكُميْتُ :
بَنِى رَبِّ
الجَوادِ فَلا تَفِيلُوا
|
|
فَمَا
أَنْتُم فَنَعْذِرَكُمْ لِفِيْلِ
|
وَتَفَيَّلَ كَفَالَ.
* وَفَيَّلَ رَأْيَهُ : قَبَّحَهُ وخَطَّأَهُ ؛ وقَوْلُ أُمَيَّةَ بن
أَبى عَائِذٍ :
فَلَو
غَيْرَهَا مِن وُلْدِ كَعْبِ بنِ كاهِلٍ
|
|
مَدَحْتَ
بِقَولٍ صَادِقٍ لَمْ تَفَيَّلِ
|
فَإِنَّهُ
أَرَادَ لَمْ يُفَيَّلْ رَأْيُكَ. وَفى هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ المُضَافَ
إِذَا حُذِفَ رُفِضَ حُكْمُهُ ، وصَارَتِ المُعَامَلَةُ لما صِرْتَ إِلَيهِ
وَحَصَلْتَ عليه ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ تَرَكَ حَرْفَ المُضَارَعةِ المُؤذِنَ
بالغَيْبَةِ ـ وهُو اليَاءُ ـ وعَدَلَ إِلَى الخِطَابِ البَتَّةَ ؛ فَقَالَ : تُفَيَّلْ (بالتَّاءِ) ؛ أَىْ : لَمْ تُفَيَّلْ أَنْتَ ،
__________________
وَمِثْلُهُ بَيْتُ الكتاب :
أُولئِكَ
أَوْلَى من يَهُودَ بمدْحَةٍ
|
|
إِذَا أَنْتَ
يَومًا قُلْتَهَا لَمْ تُفَنَّدِ
|
أَى :
يُفَنَّدْ رَأيُكَ.
* وَرَجُلٌ فِيْلُ الرَّأْىِ والفِرَاسَةِ ، وَفَالُهُ ، وفَايِلُهُ
، وَفَيِّلُهُ ، وَفَيْلُهُ
، والجَمْعُ أَفْيَالٌ.
* وفى رَأْيِهِ
فَيَالَةٌ ، وَفُيُولَةٌ. والمُفَايَلَةُ ، والفِيَالُ
، والفَيَالُ : لُعْبَةٌ لِفِتْيَانِ الأَعْرَابِ ، يَخْبَئُونَ
الشَّىءَ فى التُّرَابِ ثُمَّ يَقْسِمُونَهُ فَإِذَا أَخْطَأَ المُخْطِئُ قِيلَ
لَهُ : فَالَ رَأْيُكَ ؛ قالَ طَرَفَةُ :
يَشُقُّ
حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا
|
|
كَمَا قَسَمَ
التُّرْبَ المُفَايِلُ باليَدِ
|
وقَوْلُهُ
أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرَابىّ :
مِنَ
النَّاسِ أَقْوَامٌ إِذَا صَادَفُوا الغِنَى
|
|
تَوَلَّوا وفَالُوا
للصَّدِيقِ وَفَخَّمُوا
|
يَجُوزُ أَنْ
يَكُونَ فَالُوا : تَعَظَّمُوا وتَفَخَّمُوا ، فَصَارُوا كالفِيَلَةِ ،
أَو تَجَهَّمُوا للصَّدِيقِ ؛ لأنَ الفِيْلَ
جَهْمٌ ، أَو فَالَتْ آراؤُهُم فى إِكرامِهِ وتَقْرِيِبِهِ وَمَعُونَتِهِ
عَلَى الدَّهْرِ فَلَم يُكْرِمُوهُ وَلا أَعَانُوهُ.
* والفَائِلُ : اللَّحْمُ الَّذِى عَلَى خُرْبِ الوَرِكِ ، وَقِيلَ :
هُو عِرْقٌ.
* وقيلَ : الفَائِلَان : مَضِيْغَتَانِ مِن لَحْمٍ أَسْفَلُهُمَا عَلَى
الصَّلَوَيْنِ مِن لَدُنْ أَدنَى الحَجَبَتَينِ إِلى العَجْبِ مُكْتَنِفَتَا
العُصْعُصِ ، مُنْحَدِرتَانِ فى جَانِبَى الفَخِذَيْنِ ، وَهُمَا من الفَرَسِ كذلك
، وقيل : الفائِلانِ عِرْقَانِ مُسْتَبْطِنَانِ حَاذَى الفَخِذَيْنِ ،
واحْتَجُّوا بقول الأَعْشَى :
قَد نَخْضِبُ
العَيْرَ مِن مَكْنُونِ فَائِلِه
|
|
وَقَد
يَشِيطُ عَلَى أَرْمَاحِنَا البَطَلُ
|
قَالُوا :
فَلَمْ يَجْعَلْهُ مَكْنُونًا إِلا وهُو عِرْقٌ ؛ قالَ الأَوَّلُونَ : بَلْ
أَغَابَ السِّنَانَ فى أَقْصَى اللَّحْمِ وَلَوْ كانَ عِرْقًا مَا قالَ :
أَشْرَفَتِ الحَجَبَاتُ عليه. ويقالُ : المَكْنُونُ ـ هاهنا ـ الدَّمُ ، وأَرَادَ
أَنَّا حُذَّاقٌ بالطَّعْنِ فِى الفَايلِ.
* والفَالُ : لُغَةٌ فى الفَائِلِ
؛ قالَ امرُؤُ
القَيْسِ :
__________________
*لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلَى الفَالِ*
اللام والباء والياء
ل ب ى
* اللُّبَايَةُ : البَقِيَّةُ مِنَ النَّبْتِ عَامَّةً ، وقيلَ :
البَقِيَّةُ مِنَ الحَمْضِ ، وقيلَ : هُو رَقِيقُ الحَمْضِ ، والمَعْنَيَانِ
مُتَقَارِبَانِ.
* وَحَكَى
أَبُو لَيْلَى : لَبَيْتُ
الخُبْزَةَ فى
النَّارِ : أَنْضَجْتُهَا.
مقلوبه : ل ي ب
* اللَّيَابُ : أَقَلُّ مِنْ مِلْءِ الفَمِ مِنَ الطَّعَامِ. يقالُ :
مَا وَجَدْنَا لَيابًا ؛ أَى : قَدْرَ لُعْقَةٍ من الطَّعَامِ نَلُوْكُهَا.
مقلوبه : ب ل ى
* بَلِىَ الثَّوْبُ بِلىً
وَبَلاءً ، وَأَبْلاهُ هُو ؛ قالَ :
*والمرءُ يُبْلِيهِ بَلَاءَ السِّربَالْ*
أَرَادَ إِبْلاءَ
السِّرْبَالِ ، أَو أَرَادَ فَيَبْلَى بَلاءَ السِّرْبَالِ. وَبَلاهُ كأَبْلاهُ ؛ قالَ العُجَيْرُ السَّلُولِىُّ :
وَقَائِلَةٍ
هذا العُجَيْرُ تَقَلَّبَتْ
|
|
بِهِ
أَبْطُنٌ بَلَّيْنَهُ وظُهُورُ
|
رَأَتْنِى
تَحَادَبْتُ الغَدَاةَ وَمنْ يَكُنْ
|
|
فَتىً عَامَ
عَامَ الماءِ فهو كَبِيرُ
|
وقالَ ابنُ
أَحْمَرَ :
لَبِسْتُ
أَبِى حَتَّى تَمَلَّيْتُ عُمْرَهُ
|
|
وَبَلَّيْتُ
أَعْمَامِىْ وَبَلَّيْتُ خَالِيَا
|
يُرِيدُ أَنِّى
عِشْتُ المُدَّةَ الَّتِى عَاشَهَا أَبِى ، وقِيلَ : عَامَرْتُهُ طُوْلَ
حَيَاتِهِ.
__________________
* وَبَلَّاهُ السَّفَرُ وَبَلَّى
عَلَيْهِ ، أَنشدَ ابن
الأَعْرَابِىّ :
قَلُوْصَانِ
عَوْجَاوَانِ بَلَّى عَلَيْهِمَا
|
|
دُءُوْبُ
السُّرَى ثُمَّ اقْتِرَاحُ الهَوَاجِر
|
* وَأَبْلاهُ كذلِكَ.
* وَفُلانٌ بِلْىُ أَسْفَارٍ : إِذَا كانَ قَدْ بَلَّاه السَّفَرُ والهَمُّ وَنَحْوُهُمَا.
وَجَعَلَ ابنُ
جِنِّىٍّ اليَاءَ فى هَذَا بَدَلاً مِنَ الوَاوِ ، وَلِضَعْفِ حَجْرِ اللامِ كَمَا
تَقَدَّمَ فى قَوْلِهِم : فُلانٌ مِنْ عِلْيَةِ النَّاسِ.
* وَهُوَ بِذِى
بَلَّىْ وبِلَّىْ ، وَبَلِىٍ
وَبِلِىٍ ، وَبِلِّيَانٍ وَبَلَيَانٍ (بِفَتْحِ البَاءِ واللامِ) إِذَا بَعُدَ عَنْكَ حَتَّى
لا تَعْرِفَ مَوْضِعَهُ ، وَقَالَ ابنُ جِنِّىٍّ : قَوْلُهُم : أَتَى عَلَى ذِى بِلِّيَانَ ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ ، هُوَ عَلَمٌ للبُعْدِ ، وَقَوْلُه
:
يَنَامُ
وَيَذْهَبُ الأَقْوَامُ حَتَّى
|
|
يُقَالَ :
أَتَوا عَلَى ذِى بِلّيَانِ
|
فَإِنَّهُ
صَرَفَهُ عَلَى مَذْهَبِهِ للضَّرُورَةِ ، وفى حَدِيثِ خَالِدِ بن الوَلِيد : «
إِذَا كانَ النَّاسُ بِذِى بَلِىٍ
» ، أَرَادَ
تَفَرُّقَهُمْ ، وَأَنْ يَكُونُوا طَوَائِفَ.
* والبَلِيَّةُ : النَّاقَةُ يَمُوتُ رَبُّهَا فَتُشَدُّ عند قَبْرِه
حَتَّى تَمُوتَ وَتَبْلى.
* وبَلِىٌ : اسمُ قَبِيْلَةٍ.
مقلوبه : ي ل ب
* اليَلَبُ : التِّرَسَةُ ، وقيلَ : الدَّرَقُ ، وقِيلَ : هى
البَيْضُ تُصْنَعُ مِن جُلُودِ الإِبِل ، وقِيلَ : هى نُسُوعٌ كانَتْ تُتَّخَذُ
وَتُنْسَجُ وَتُجْعَلُ عَلَى الرُّءُوسِ مكانَ البَيْضِ ، وقيلَ : جُلُودٌ
يُخْرَزُ بَعْضُهَا إِلى بَعْضٍ تُلْبَسُ عَلَى الرُّءُوس خَاصَّةً وَلَيْسَتْ
عَلَى الأَجسَادِ. وقيلَ : هى جُلُودٌ تُلْبَسُ مِثْلَ الدُّرُوعِ ، وقيلَ : هى
جُلُودٌ يُعْمَلُ مِنْهَا دُرُوعٌ ، الوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلكَ يَلَبَةٌ.
* واليَلَبُ : الفُولاذُ مِنَ الحَدِيْدِ ، قالَ :
*وَمِحْوَرٍ أُخْلِصَ مِن مَاءِ اليَلبْ*
__________________
والوَاحِدُ
كالوَاحِدِ. وَأَمَّا ابن دُرَيْدٍ فَحَمَلَهُ عَلَى الغَلَطِ ؛ لأَنَ اليَلَبَ لَيْسَ عندَهُ الحَدِيْدَ.
مقلوبه : ب ي ل
* بَيْلٌ : نَهْرٌ.
اللام والميم والياء
ل م ى
* اللَّمَى : سُمْرَةُ الشَّفَتَينِ.
وقيلَ :
شِدَّةُ سَوَادٍ فِيهمَا ، لَمِىَ
لَمًى.
وحَكَى سيبويه
: لَمَى يَلْمِى
لُمِيًا : إِذا
اسْوَدَّتْ شَفَتُهُ.
واللُّمَى (بالضَمِّ) لُغَةٌ فى اللَّمَى
(عن الهَجْرِىِّ)
وَزَعَمَ أَنَّهَا لُغَةُ أَهْلِ الحِجَازِ.
وَرَجُلٌ أَلْمَى ، وامْرَأَةٌ
لَمياءُ.
* وقيلَ : اللَّمْيَاءُ مِنَ الشِّفاهِ اللَّطِيْفَةُ القَلِيلَةُ الدَّمِ ،
وكذلِكَ اللِّثَةُ
اللَّمْيَاءُ ، وَشَجَرَةُ
الظِّلِّ سَوْدَاءُ كَثِيفَةُ الوَرَقِ ، قال :
إِلَى شَجَرٍ
أَلْمَى الظِّلالِ كأَنَّهُ
|
|
رَوَاهِبُ
أَحْرَمْنَ الشَّرابَ عُذُوبُ
|
قالَ أَبُو
حَنِيفَةَ : اخْتَارَ الرَّوَاهِبَ فى التَّشْبِيهِ لِسَوَادِ ثِيَابِهِنَّ.
* وَرُمْحٌ أَلْمَى : شَدِيدُ سُمْرَةِ اللِّيْطِ صَلِيْبٌ.
مقلوبه : ي ل م
* مَا سَمِعْتُ
لَهُ أُيْلَمَةً ؛ أَى : حَرَكَةً ؛ قالَ أَبُو عَلِىٍّ : وهى
أَفْعَلَةٌ دُونَ فَيْعَلةٍ ، وذلكَ لأنَّ زِيَادَةَ الهَمْزَةِ أَوَّلاً كَثِيرٌ
، وَلأنَّ أَفْعَلَةً أكْثَرُ مِن فَيْعَلَةٍ.
مقلوبه : م ي ل
* المَيْلُ : العُدُولُ إلى الشَّىءِ والإِقبَالُ عَلَيهِ ، مَالَ مَيْلاً ومَمَالاً ومَمِيلاً وَتَمْيَالاً (الأَخِيرَةُ عن ابن الأَعرابىّ) ؛ وَأَنْشَدَ :
لَمَّا
رَأَيتُ أَنَّنِى رَاعِى مَالْ
|
|
حَلَقْتُ
رَأْسِى وَتَرَكْتُ التَّمْيَالْ
|
__________________
وَهَذِه
الصِّيغَةُ مَوْضُوعَةٌ بالأَغْلَبِ لِتَكْثِيرِ المَصْدَرِ كَمَا أَنَّ فَعَّلْتُ
بالأَغلَب مَوْضُوعَةٌ لِتَكْثِيرِ الفِعْلِ.
* وَرَجُلٌ مَائِلٌ : من قَومٍ مُيَّلٍ
وَمَالَةٍ يقالُ :
إِنَّهُم لَمَالَةٌ إِلى الحقِّ ، وقولُ سَاعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ :
عذَاهٍ
ظَهرُهُ نَجُدٌ عَلَيهِ
|
|
ضَبَابٌ
تَنْتَحِيْهِ الرِّيْحُ مِيْلُ
|
قيلَ : ضَبَابٌ
مِيْلٌ مَعَ الرِّيْحِ يَتَكَفَّأُ ، قالَ ابن جِنِّىٍّ :
القولُ فى مِيْلٍ أنَّهُ وَإِنْ كانَ جَمْعًا فَإِنَّهُ أَجْرَاهُ عَلَى
الضَّبَابِ ، وَإِنْ كانَ وَاحِدًا مِن حَيْثُ كانَ كَثِيرًا ، فَذَهبَ بالجمعِ
إِلى الكَثْرَةِ كَمَا قالَ الحُطَيْئَةُ :
*فَنُوَّارُهُ مِيْلٌ إِلى الشَّمْسِ زَاهِرُهْ*
وَقَدْ
يَجَوُزُ أَنْ يَكُونَ مِيْلٌ
وَاحِدًا كَنِقْضٍ
وَنِضْوٍ وَهِرْطٍ ، وَقَدْ
أَمَالَهُ إِلَيهِ ، وَمَيَّلَهُ واسْتَمَالَ الرَّجُلَ مِنَ المَيْلِ
إِلَى الشَّىءِ.
* والمَيْلاءُ : ضَرْبٌ مِنَ الاعتِمَامِ. حَكَى ثَعْلَبٌ : هُوَ
يَعْتَمُ المَيْلاءَ ؛ أَى : يُمِيْلُ
العِمَامَةَ.
* ومَالَتِ الشَّمْسُ مُيُولاً صَغَتْ للغُروبِ ، وَقِيلَ : مَالَتْ : زَلَّتْ عَنِ الكَبِدِ.
* والمَيْلُ فى الحَادِثِ ، والمَيْلُ
فى الخِلْقَةِ
والبِنَاءِ ، تَقُولُ : فى الحائِطِ
مَيْلٌ ، وكذلِكَ السَّنَامُ.
وَقَدْ مَيِلَ مَيَلاً ، وهُو
أَمْيَلُ.
* والمَيْلَاءُ مِنَ الإِبل : المَائِلَةُ السَّنَامِ.
ولأُقِيْمَنَ مَيَلَكَ ، وفيهِ مَيْلٌ
عَلَيْنَا.
* والأَمْيَلُ : الَّذِى يَمِيْلُ
عَلَى السَّرْجِ فى
جَانِبٍ ، وقيلَ : هُو الَّذِى لا سَيْفَ مَعَهُ ، وقيلَ : الَّذِى لا رُمْحَ
مَعَهُ ، وقيلَ : الَّذِى لا تُرْسَ مَعَهُ ، وقيلَ : هُو الجَبَانُ.
* والمَيْلاءُ : عقَدَةٌ مِنَ الرَّمْلِ ضَخْمَةٌ. قال ذو الرُّمَّةِ
:
مَيْلاءُ
مِنْ مَعْدِنِ الصِّيْرَانِ قَاصِيَةٍ
|
|
أَيْعَارُهُنَّ
عَلَى أَهْدَافِهَا كُثُبُ
|
__________________
وَأَلِفُ الإِمَالَةِ هى الَّتِى تَجِدُهَا بَيْنَ الأَلِفِ واليَاءِ ، نَحْو
قَوْلِكَ فى عَالِمٍ وَحَاتِمٍ : عالِمٍ وَحاتِمٍ.
* وَمَالَ بِنَا الطَّرِيقُ : قَصَدَ.
* وَمَايَلَنَا المَلِكُ فَمَايَلْنَاهُ
؛ أَى : أَغَارَ
عَلَيْنَا فَأَغَرْنَا عَلَيهِ.
* والمِيْلُ مِنَ الأَرْضِ : قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ ، والجَمْعُ أَمْيَالٌ وَمُيُوْلٌ ؛ قالَ كُثَيّرُ عَزَّة :
سَيَأْتى
أَمِيْرَ المُؤْمِنِينَ وَدُونَهُ
|
|
صِمَادٌ مِنَ
الصَّوَانِ مَرْتٌ مُيُولُهَا
|
ثَنَائِىَ
تَنْمِيهِ إِلَيكَ وَمِدْحَتِى
|
|
صُهَابِيَّةُ
الأَلْوَانِ بَاقٍ ذَمِيْلُهَا
|
* والمِيْلُ
: مَنَارٌ يُبْنَى
للمُسَافِر ، وقيلَ : مَسَافَةٌ مِنَ الأرْضِ مُتَرَاخِيَةٌ لَيْسَ لَهَا حَدٌّ
مَعْلُومٌ.
* والمِيْلُ المُلْمُولُ والجمَعُ كالجمَعِ.
* وَأَمَالَ الرَّجُلُ : رَعَى الخُلَّةَ ؛ قالَ لَبِيدٌ :
وَمَا
يَدْرِى عُبَيْدُ بَنِى أُقَيْشٍ
|
|
أَيُوْضِعُ
بالحَمَائِلِ أَمْ يُمِيْلُ؟
|
وَأَوْضَعَ : حَوَّلَ
إِبلَهُ إِلى الحَمْضِ.
* واستَمَالَ الرَّجُلُ : كالَ باليَدَيْنِ وبالذِّرَاعَيْنِ ، قال
الرَّاجِزُ :
قَالتْ لَهُ
سَوْدَاءُ مِثْلُ الغُوْلِ
|
|
مَا لَكَ لا
تَعْدُوْ فَتَسْتَمِيْلُ
|
اللام والنون والواو
ل و ن
* لَوْنُ كُلِّ شَىءٍ : ما فَصَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ.
والجمعُ أَلْوَانٌ. وقَدْ
تَلَوَّنَ وَلَوَّنَ وَلَوَّنَهُ.
* وَالأَلْوَانُ : الضُّرُوبُ ، والأَلْوَانُ
: الدَّقَلُ ،
وَاحِدُهَا لَوْنٌ.
* وَاللِّيْنَةُ واللُّوْنَةُ : كُلُّ ضَرْبٍ مِنَ النَّخْلِ ما لم تكن عَجْوَةً
وَبَرْنِيّا ، وفى التَّنْزِيلِ (ما قَطَعْتُمْ مِنْ
لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها) [الحشر : ٥] والجَمْعُ لِيْنٌ
وَلُوْنٌ ، وَلِيَانٌ ؛ قالَ امرُؤُ القَيْسِ :
وَسَالِفَةٍ
كَسَحُوقِ اللِّيَا
|
|
نِ أَضْرَمَ
فِيْهَا الغَوِىُّ السُّعُرْ
|
__________________
وَيُرْوَى :
كَسحُوقِ اللُّبَانِ.
* وَلُوَيْنٌ : اسمٌ.
مقلوبه : ن و ل
النَّالُ
، والنَّوَالُ ، المَعْرُوفُ.
* وَنُلْتُهُ ، وَنُلْتُ
لَهُ ، وَنُلْتُهُ بِهِ ، أَنُولُهُ
بهِ نَوْلاً ؛ قالَ العُجَيرُ السَّلُولىُّ :
فَعَضَّ
يَدَيْهِ إِصْبَعًا ثمَّ إِصْبَعًا
|
|
وقالَ :
لَعَلَّ اللهَ سَوْفَ يَنُولُ
|
أَى بخَيْرٍ ،
فَحَذَفَ.
* وَأَنَلْتُهُ بهِ ، وَأَنَلْتُهُ
إِيَّاهُ ، وَنَوَّلْتُهُ ، وَنَوَّلْتُ
عَلَيهِ بِقَلِيْلٍ ؛
كُلُّهُ : أَعْطَيْتُهُ.
* وَإِنَّهُ لَيَتَنَوَّلُ بالخَيْرِ ، وهو قبلَ ذَلِكَ لا خَيْرَ فيه.
* وَرَجُلٌ نَالٌ : جَوَادٌ ، يَجُوزُ أَنْ يكونَ فَعْلاً ، وأَنْ يكونَ
فَاعِلاً ذَهَبَتْ عَيْنُهُ ، وقيلَ : كَثِيْرُ
النَّائِلِ.
* وَنَالَ يَنَالُ نَائِلاً ونَيْلاً : صَارَ
نَالاً.
* وَمَا أَنْوَلَهُ ؛ أَى : مَا أَكْثر
نَائِلَهُ.
* وَمَا
أَصَبْتُ مِنْهُ نَوْلَةً ؛ أَى : نَيْلاً.
* وَغارٌ مَنُولٌ ، وَمَنِيلٌ
(عن سيبويه).
* وَنَالَتِ المَرْأَةُ بالحَدِيْثِ والحَاجَةِ نَوْلاً : أَسْمَحَتْ أَو هَمَّتْ ؛ قال :
تَنُولُ
بِمَعْرُوفِ الحَدِيْثِ وَإِنْ تُرِدْ
|
|
سِوَى ذَاكَ
تُذْعَرْ مِنكَ وَهِىَ ذَعُورُ
|
* وقيلَ : النَّوْلَةُ : القُبْلَةُ.
* وَتَنَاوَلَ الأَمْرَ : أَخَذَهُ.
قالَ
سِيْبَوَيْهِ : « أَمَّا
نَوْلُ ، فَتَقُولُ : نَوْلُكَ أَنْ تَفْعَلَ كذا ؛ أَى : يَنبَغِى لَكَ فِعْلُ كذا
وَكَذا ، وَأَصْلُهُ مِنَ التَّنَاوُلِ
، كَأَنَّهُ يَقُولُ :
تَنَاوُلُكَ كذا وكذا ، وَإِذَا قالَ : لا نُولُكَ ، فكَأَنَّهُ يَقُولُ :
__________________
أَقْصِرْ ، ولَكنَّهُ صَارَ فيهِ مَعْنَى يَنْبَغِى لَكَ ».
وَقالَ فى
مَوْضِعٍ آخَرَ : « لَا
نُوْلُكَ أَنْ تفعل ،
جَعَلُوهُ بَدَلاً مِن يَنْبَغِى مُعَاقِبًا لَهُ ».
قالَ أبُو
الحَسَنِ : « ولِذَلِكَ وقَعَتِ المعْرِفَةُ هُنَا غير مُكرَّرَةٍ » وقالوا : مَا نَوْلُكَ أَنْ تَفْعَلَ ؛ أَى : مَا يَنْبَغِى لَكَ أَنْ تَنَالَهُ.
* والنَّوْلُ : الوَادِى السَّائِلُ خَثْعَمِيَّةٌ (عَنْ كُرَاعَ).
* والنَّوْلُ : خَشَبَةُ الحَائِكِ.
والجَمْعُ أَنْوَالٌ. والمِنْوَلُ
، والمِنْوَالُ كالنَّوْلِ.
* وَإِذا
اسْتَوَتْ أَخْلَاقُ القَوْمِ ، قيلَ : هم على مِنْوالٍ
وَاحِدٍ.
* وكذَلِكَ
رَمَوا عَلَى مِنْوَالٍ ؛ أَى : عَلَى رِشْقٍ.
* والنَّالَةُ : مَا حَوْلَ الحَرَمِ.
وَإِنَّمَا
قَضَيْنَا عَلَى أَلِفها أَنَّهَا واوٌ ؛ لأَنَّ انقِلَابَ الألِفِ عنِ الوَاوِ
أَعْرَفُ مِن انْقِلَابِهَا عنِ اليَاءِ. وقالَ ابنُ جِنِّىٍّ : أَلِفُهَا ياءٌ
لأَنَّها منَ النَّيْلِ ؛ أَى : مَنْ كانَ فيها لَم تَنَلْهُ اليَدُ. وَلا يُعْجِبُنِى.
* وَأَنَالَ باللهِ : حَلَفَ به ؛ قال سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
يُنِيلان
باللهِ المَجِيدِ لَقَدْ ثَوى
|
|
لَدَى حَيْثُ
لاقَى زَيْنُهَا وَنَصِيْرُهَا
|
* وَنَوَّالٌ وَمُنَوِّلٌ : اسمانِ.
اللام والفاء والواو
ل ف و
* لَفَا اللَّحْمَ عَنِ العَظْمِ لَفْوًا : قَشَرَهُ ، كَلَفَأَهُ.
* واللَّفَاةُ : الأَحْمَقُ فَعَلَةٌ مِن قَوْلِهم : لَفَوْتُ اللَّحْمَ ، والهَاءُ للمُبَالَغَةِ زَعَمُوا ، وَقَدْ
تَقَدَّمَ مِثْلُ هَذَا فِى هَفَاهٍ.
مقلوبه : ل و ف
* اللُّوْفُ : نَبَاتٌ تَخْرُجُ لَهُ وَرَقَاتٌ خُضْرٌ رِوَاءٌ
طِوَالٌ جَعْدَةٌ ، تَنْبَسِطُ عَلَى الأرْضِ وَتَخْرُجُ لَهُ قَصَبَةٌ مِن
وَسَطِهَا ، وَفى رَأْسِهَا ثَمَرَةٌ ، وَلَهُ بَصَلٌ شَبِيْهٌ بِبَصَلِ العُنْصُل
وَالنَّاسُ يَتَدَاوَوْنَ بِهِ ،
__________________
وَاحِدَتُهُ لَوْفَةٌ (حَكَاهُ أَبُو حَنِيفَةَ) قالَ : وسَمِعْتُهَا مِنْ عَرَبِ الجزِيرَةِ.
ونَبَاتُهُ يَبْدأُ فِى الرَّبيْعِ ، قالَ : وَرَأَيْتُ أَكْثَر مَنَابِتهُ مَا
قَارَبَ الجِبَالَ.
مقلوبه : ف ل و
* فَلا
الصَّبِىَّ والمُهْرَ والجَحْشَ فَلْوًا وَفِلاءً ، وَأَفْلاهُ
وافْتَلاهُ : عَزَلَهُ
عَنِ الرَّضَاعِ. وقيلَ : فَلَوْتُهُ
: فَطَمْتُهُ. وافْتَلَيْتُهُ : اتَّخَذْتُهُ.
* وَالفَلُوُّ وَالفُلُوُّ والفِلْوُ : الجَحْشُ والمُهْرُ إِذَا فُطِمَا.
* والفَلُوُّ أَيْضًا : المُهْرُ إِذَا بَلَغَ السَّنَةَ ، والجَمْعُ
أَفْلاءٌ.
قالَ سيبويه :
لَمْ يُكَسِّرُوهُ عَلَى فُعُلٍ كَرَاهِيَةَ الإِخْلَال ، وَلا كَسَّرُوهُ عَلَى
فِعْلَانٍ كَرَاهِيَةَ الكَسْرَة قَبْلَ الوَاوِ ـ وَإِن كان بَيْنَهُمَا حَاجِزٌ
ـ لأَنَّ السَّاكِنَ لَيْسَ بِحَاجِزٍ حَصِيْنٍ ، وَحَكَى الفَرَّاءُ فى جَمْعِهِ فُلْوٌ ، وَأَنْشَدَ:
فُلْوٌ تَرَى
فِيْهِنَّ سِرَّ العِتْقِ
|
|
بَيْنَ
كَمَاتِىٍّ وَحُوٍّ بُلْقِ
|
* وَأَفْلَتِ الفَرَسُ وَالأَتَانُ : بَلَغَ وَلَدُهَا أَنْ يُفْلَى.
وَقَولُ
عَدِىِّ بنِ زَيْدٍ :
وَذِى
تَنَاوِيْرَ مَمْعُونٍ لَهُ صَبَحٌ
|
|
يَغْذُوْ
أَوابر قَدْ أَفْلَيْنَ أَمْهَارا
|
فَسَّرَ أَبُو
حَنِيْفَةَ « أَفْلَيْنَ » فقالَ : معناه : صِرْنَ إِلى أَنْ كَبِرَ
أَوْلادُهُنَّ واسْتَغْنَتْ عن أُمَّهاتِهِنَّ ، قالَ : وَلَوْ أَرَادَ الفِعْلَ
لقَالَ : فَلَوْنَ.
* وَالْفَلَاةُ : القَفْرُ مِنَ الأَرض ؛ لأَنَّها فُلِيَتْ عَنْ كُلِّ خَيْرٍ ؛ أَى : فُطِمَتْ وَعُزِلَتْ.
وقيلَ : هِىَ
الَّتِى لا مَاءَ فِيْهَا فَأَقَلُّهَا للإِبِلِ وَأَقَلُّهَا
للحَمِيرِ والغَنَمِ غِبٌّ ، وَأَكْثَرُهَا مَا بَلَغَتْ مِمَّا لا مَاءَ فِيهِ.
وقيلَ : هى الصَّحَرَاءُ الوَاسِعَةُ.
والجَمْعُ فَلَوَاتٌ وَفُلِىٌ وَفِلِىٌ وَفَلاً ؛ قالَ حُمَيدُ بنُ ثور :
وَيَأْوِى
إِلى زُغْبٍ مَرَاضِيْعَ دُوْنَهَا
|
|
فَلاً لا
تَخَطَّاهُ الرِّفَاقُ مَهُوبُ
|
__________________
وقولُ
الحَارِثِ بنِ حِلِّزَةَ :
مِثْلُهَا
يُخْرِجُ النَّصِيْحَةَ للقَوْ
|
|
مِ فَلاةٌ
مِن دُونِهَا أَفْلاءُ
|
فَلَيْسَ أَفْلاءٌ جَمْعَ فَلاةٍ ؛ لأَنَّ فَعَلةً لا تُكَسَّرُ عَلَى أَفعَالٍ ،
إِنَّمَا أَفْلاءٌ جَمْعُ فَلاً الَّذِى هُوَ جَمْعُ فَلاةٍ.
* وَأَفْلَيْنَا : صِرْنَا إِلى الفَلاةِ.
* وَفَلَوْتُهُ بالسَّيْفِ فَلْوًا : ضَرَبْتُ رأْسَهُ ، وقد تَقَدَّمَ ذلك فى اليَاءِ ،
لأَنَّ هَذِه الكَلِمةَ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ.
مقلوبه : و ل ف
* وَلَفَ الفَرَسُ وَلَفًا وَوَلِيفًا : وهُو ضَرْبٌ مِن عَدْوِهِ.
* وَبَرْقٌ وِلَافٌ وَإِلافٌ : إِذا بَرَقَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ ، وهُو الَّذِى
يَخْطِفُ خَطْفَتَيْنِ فى وَاحِدَةٍ وَلا يَكَادُ يُخْلِفُ. وَزَعَمُوا أَنَّهُ
أَصْدَقُ للِمَخِيْلَةِ ، وَإيَّاهُ عَنَى يَعْقُوبُ بِقَولِهِ : الوِلَافُ والإِلَافُ ، قالَ : وهُوَ مِمَّا يقالُ بالوَاوِ والهَمْزَةِ.
* وَبَرْقٌ وَلِيْفٌ ؛ كَوِلَافٍ ؛ قالَ صَخْرُ الغَىِّ :
*وَقَدْ بِتُّ أَخْيَلْتُ بَرْقًا وَلِيفًا*
* وَتَوَالَفَ الشَّىءُ
مُوَالَفَةً وَوِلَافًا (نَادِرٌ) : ائْتَلَفَ بَعْضُهُ إِلى بَعْضٍ ، وَلَيْسَ من لَفْظِهِ.
مقلوبه : ف و ل
* الفُوْلُ : حَبٌّ كالحمّصِ ، وَأَهْلُ الشَّامِ يُسَمُّونَ
البَاقِلَّى الفُوْلَ ، الوَاحِدَةُ
فُوْلَةٌ (حَكَاهُ سيبويه) وَخَصَّ بَعْضُهُم به اليَابِسَ.
مقلوبه : و ف ل
* الوَفَلُ : الشَّىءُ القَلِيلُ.
اللام والباء والواو
ل ب و
* اللَّبْوُ : قَبِيْلَةٌ مِن العَرَبِ ، النَّسَبُ إِلَيْهِم لَبَوِىٌ (عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ) وَقَدْ تَقَدَّمَ فى الهَمْزِ.
__________________
مقلوبه : ل و ب
* اللَّوْبُ وَاللُّوْبُ واللُّؤُوبُ واللُّوَابُ
: العَطَشُ. وَقيلَ :
هُوَ اسْتِدَارَةُ الحَائِمِ حَوْلَ المَاءِ وهُو عَطْشَانُ لا يَصِلُ إِلَيهِ ،
وَقَدْ لابَ لُوَابًا وَلَوَبَانًا.
* وَإِبلٌ لُوْبٌ ، ونَخْلٌ لَوَائِبُ
، وَلُوْبٌ عِطَاشٌ : بَعِيْدَةٌ مِن المَاءِ.
* اللُّوْبَةُ : القَوْمُ يَكُونُونَ مَعَ القَوْمِ فَلا
يُسْتَشَارُونَ فِى خَيْرٍ ولا شَرٍّ.
* واللابَةُ واللُّوبَةُ : الحَرَّةُ ، والجَمْع لابٌ
وَلُوْبٌ. فَأَمَّا سِيْبَوَيه فَجَعَلَ اللُّوْبَ جَمْعَ لابَةٍ ، كَقَارَةٍ وقُورٍ.
* وقالوا :
أَسْوَدُ لُوبِىٌ وَنُوبِىٌّ مَنْسُوبٌ إِلى اللُّوبَةِ والنُّوبَةِ وَهُمَا الحَرَّةُ.
* واللَّابَةُ : الإِبلُ المُجْتَمِعَةُ السُّودُ.
* واللُّوْبُ : النَّخْلُ كالنُّوْبِ (عَنْ كُرَاعَ). وَفى الحَدِيثِ
: « لَمْ تَتَقَيَّأْهُ لُوبٌ
وَلَا مَجَّتْهُ نُوبٌ
».
* واللُّوبَاءُ (مَمْدُودٌ) : نَبْتٌ ، قيل : هُوَ
اللُّوبِيَاءُ.
* والمَلَابُ : ضَرْبٌ مِنَ الطِّيبِ فَارِسىٌّ.
* وَلَوَّبَ الشَّىءَ : خَلَطَهُ بالمَلابِ
؛ قالَ المُتَنَخِّلُ
الهُذَلىُّ :
أَبِيْتُ
عَلَى مَعَارِىَ وَاضِحَاتٍ
|
|
بِهِنَ
مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِبَاطِ
|
* والمَلابُ
: الزَّعْفَرَانُ (عن
بَعْضِهم).
* والحَدِيدُ المُلَوَّبُ : المَلْوِىُّ ، يُوصَفُ بِهِ الدِّرْعُ.
مقلوبه : ب ل و
* بَلَوْتُ الرَّجُلَ بَلْوًا وَبَلاءً وابْتَلَيْتُهُ
: اخْتَبَرْتُهُ.
* وَأَبْلَيْتُهُ : أَخْبَرْتُهُ.
وفى حَدِيثِ
حُذَيْفَةَ : « لا
أُبْلِى أَحَدًا
بَعْدَكَ أَبَدًا » .
* وَقَدْ ابْتَلَيْتُهُ فَأَبْلانِى ؛ أَى : اسْتَخْبَرْتُهُ فَأَخْبَرَنِى.
__________________
* وابْتَلَاهُ
اللهُ : امْتَحَنَهُ.
والاسْمُ البَلْوَى. والبِلْوَةُ والبَلِيَّةُ ، وَبُلِىَ
بالشَّىءِ بَلاءً وابْتُلِىَ
، والبَلاءُ يَكُونُ
فى الخَيْرِ والشَّرِّ ، يقالُ : أَبْلَيْتُهُ
بَلاءً حَسَنًا
وَبَلاءً سَيِّئًا ، وَنَزَلَتْ بَلاءِ عَلى الكُفَّارِ ، يَعْنِى البَلاءَ.
* وَأَبْلاهُ عُذْرًا : أَدَّاهُ إِلَيْهِ فَقَبِلَهُ ، وَكذَلِكَ أَبْلاهُ جُهْدَهُ ، وَنَائِلَهُ.
* وَرَجُلٌ بِلْوُ شَرٍّ وَبِلْىُ
شَرٍّ أَىْ : قَوِىٌّ
عَلَيهِ مُبتلى بِهِ. وَإِنَّهُ لَبِلْوٌ وَبِلْىٌ
؛ من أَبْلَاءِ المَالِ ؛ أَى : قَيِّمٌ عَلَيْهِ ؛ قالَ :
فَصَادَفَتْ
أَعْصَلَ مِن أَبْلَائِهَا
|
|
يُعْجِلُهَا
النَّزْعَ عَلَى ظِمائِها
|
قُلِبَتِ
الوَاوُ فى كُلِّ ذَلِكَ يَاءً للِكَسْرَةِ وَضُعْفِ الحَاجِزِ فَصَارتِ
الكَسْرَةُ كَأَنَّهَا بَاشَرَتِ الوَاوَ.
* وَبَلِىَ الثَّوْبُ بِلًى
وَبَلاءً ، وَأَبْلاهُ هُوَ ، وَبَلَّاهُ
؛ قال ابنُ أحْمرَ :
لَبِسْتُ
أَبِى حَتَّى تَمَلَّيْتُ عُمْرَهُ
|
|
وَبَلَّيْتُ
أَعْمَامِى وَبَلَّيْتُ خَالِيَا
|
يُريْدُ إنِّى
عِشْتُ المُدَّةَ الَّتِى عَاشَهَا أَبِى. وقيلَ : عَامَرْتُهُ طُولَ حَيَاتِهِ.
* وبَلاهُ السَّفَرُ ، وَبَلَّى
عَلَيهِ ، وَأَبْلَاهُ ، وَأَنْشَد ابن الأَعْرَابِىّ :
قَلُوصَانِ
عَوْجَاوَانِ بَلَّى عَلَيْهِمَا
|
|
دُءُوْبُ
السُّرَى ثُمَّ اقْتِرَاحُ الهَوَاجِرِ
|
* وَنَاقَةٌ بِلْوُ سَفَرٍ : قَدْ
بَلاهَا السَّفَرُ ،
وكذلكَ الرَّجُلُ والبَعِيْرُ ، والجمَعُ أَبْلاءٌ.
وَقَدْ
تَقَدَّمَ ذَلِكَ فى اليَاءِ ؛ لأَنَّهَا يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ.
* والبَلِيَّةُ : النَّاقَةُ أَو الدَّابَّةُ تُشَدُّ عِندَ قَبْرِ
صَاحِبِهَا لا تُعْلَفُ وَلا تُسْقَى حَتَّى تَمُوتَ ، كانوا يَقُولُونَ : إِنَّ
صَاحِبَها يُحْشَرُ عَلَيْهَا ؛ قالَ غَيْلانُ الرَّبَعِىُّ :
بَاتَتْ
وَبَاتُوا كَبَلايَا الأَبْلاءْ
|
|
مُطْلَنْفِئِينَ
عِندَهَا كالأَطلاءْ
|
__________________
يَصِفُ
حَلْبَةً قَادَهَا أَصحابُها إِلى الغَايَةِ ، وقَدْ بُلِيَتْ.
* وَأَبْلَيْتُ الرَّجُلَ : أَحْلَفْتُهُ.
* وابتَلَى هُوَ : استَحْلَفَ واسْتَعْرَفَ ؛ قالَ :
تَبَغَّى
أَبَاهَا فِى الرِّفَاقِ وَتَبْتَلِى
|
|
وَأَوْدَى
بِهِ فِى لُجَّةِ البَحْرِ تِمْسَحُ
|
أَى : تَقَولُ
لَهُم : نَاشَدْتُكُم اللهَ هَلْ تعْرِفُونَ لأَبِى خَبَرًا؟
* وَأَبْلَى الرَّجُلَ : حَلَفَ لَهُ ، قال :
وَإِنِّى
لأُبْلِى النَّاسَ فى حُبِّ غَيْرِهَا
|
|
فَأَمَّا
عَلَى جُمْلٍ فَإِنِّى لا أُبْلِى
|
أَى : أَحْلِفُ
للنَّاسِ إِذَا قَالُوا : هَلْ تُحِبُّ غَيْرَهَا؟ أَنِّى لا أُحِبُّ غَيْرَهَا ،
فَأَمَّا عَلَيْهَا فَإِنِّى لا أَحْلِفُ.
وَقَوْلُ
أَوْسٍ :
*كَأَنَّ جَدِيْدَ الأَرْضِ يُبْلِيكَ عَنْهُمُ*
أَى : يَحْلِفُ
لَكَ.
ويُقَالُ : مَا أُبَالِيهِ بَالَةً وَبَالاً ؛ قَالَ ابنُ أَحْمَرَ :
أَغَدْوًا
وَاعَدَ الحَىُّ الزِّئَالا
|
|
وَشَوْقًا لا
تُبَالِى العَيْنُ بَالا
|
* وَبِلاءً ، وَمُبَالاةً ، وَلَمْ أُبَالِ
، وَلَمْ أُبَلْ ، قالَ سيبويه : وَسأَلْتُ الخَلِيْلَ عَنْ قَوْلِهم :
لَمْ أُبَلْ ، فقالَ : هِىَ مِنْ بَالَيْتُ
، ولَكِنَّهُم لَمَّا
أَسْكَنُوا اللامَ حَذَفُوا الأَلِفَ لِئَلا يَلْتَقِى سَاكنَانِ ، وَإِنَّمَا
فَعَلُوا ذَلِكَ بالجَزْمِ لأَنَّهُ مَوْضِعُ حَذْفٍ ؛ فَلَمَّا حَذَفُوا اليَاءَ
الَّتى هِىَ مِن نَفْسِ الحَرفِ بَعْدَ اللامِ صَارَتْ عِنْدَهُم بِمَنْزِلَةِ
نُونِ « يَكُنْ » حَيْثُ أُسْكِنَتْ ، فإِسْكَانُ اللامِ هنا ـ بِمَنْزِلَةِ
حَذْفِ النُّونِ من « يَكُنْ » وَإِنَّمَا فَعَلُوا هذا بَهَذَيْنِ حَيْثُ كَثُرَ
فى كَلامهم حَذْفُ النُّونِ والحَرَكَاتِ ، وذلك نَحْو : مُذْ ، وَلَدُ ، وَقَدْ
عَلْمَ ، وَإِنَّمَا الأَصْلُ : لَدُنْ ، وَمُنْذُ ، وَقَدْ عَلِمَ ، وهذا مِنَ
الشَّوَاذِّ وَلَيْسَ مِمَّا يُقَاسُ عَلَيْهِ وَيُطرَدُ ، وَزَعَمَ أَنَّ نَاسًا
مِنَ العَربِ يَقُوْلُونَ : لَمْ أُبَلِهْ
، لَا يَزِيْدُونَ على
حَذْفِ الأَلِفِ ، حَيْثُ كَثُرَ الحَذْفُ فى كَلَامِهِم كما حَذَفُوا أَلِفَ
احْمَرَّ ، وَأَلِفَ عُلَبِطٍ ، وَوَاوَ غَدٍ ، وَكَذلكَ فَعَلُوا بِقَوْلِهم : بَالَةً ، كَأَنَّهَا
بَالِيَةٌ بِمَنْزِلَةِ
العَافِيَةِ ، وَلَمْ يَحْذفُوا لا
أُبَالِى ؛ لأَنَ
__________________
الحَذْفَ لا يَقْوَى هنا وَلا يَلْزَمُهُ حَذْفٌ ، كَمَا أَنَّهُم إِذَا
قالوُا : لَمْ يَكُنِ الرَّجُلُ ، فَكَانَتْ فى مَوْضِعِ تَحَرُّكٍ لَمْ تُحْذَفْ
، وَجَعَلُوا الأَلِفَ تَثْبُتُ مَعَ الحَرَكَةِ ، أَلا تَرَى أَنَّهَا لا
تُحْذَفُ فى لا أُبَالِى فى غَيْرِ مَوْضِعِ الجَزْمِ ، وَإِنَّمَا تُحْذَفُ فى
المَوْضِعِ الَّذِى تُحْذَفُ مِنْهُ الحَرَكَةُ.
* وَالأَبْلاءُ : مَوْضِعٌ. وقدْ قَدَّمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِى
الكَلامِ اسمٌ عَلَى أَفْعَالٍ إِلا الأَبْوَاءُ والأَنْبَارُ والأَبْلاءُ.
* وَبَلَى : جَوَابُ اسْتِفْهَامٍ مَعْقُودٍ بالجَحْدِ ،
كَقَوْلِهِ تعالى : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ
قالُوا بَلى) [الأعراف : ١٧٢] وَقَوْلُهُ تعالى : (بَلى قَدْ جاءَتْكَ
آياتِي) [الزمر : ٥٩] جَاءَ
بِبَلى الَّتِى هِىَ
مَعْقُودَةٌ بالجَحْدِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فى الكَلامِ لَفْظُ جَحْدٍ ؛ لأَنَّ
قَوْلَهُ : (لَوْ أَنَّ اللهَ
هَدانِي) [الزمر : ٥٧] فى قُوَّةِ الجَحْدِ كَأنَّهُ قَالَ : مَا هُدِيْتُ ،
فَقِيْلَ : (بَلى قَدْ جاءَتْكَ
آياتِي) [الزمر : ٥٩] وَإِنَّمَا حَمَلْتُ هذا كُلَّهُ عَلَى الوَاوِ ؛ لأَنَّ
الوَاوَ أَظْهَرُ ـ هنا ـ مِنَ اليَاءِ ، فَحَمَلْتُ مَا لَمْ تَظْهَرْ فيه عَلَى
مَا ظَهَرَتْ فِيهِ ، وقَدْ قِيلَ : إنَّ الإِمَالَةَ جَائِزَةٌ فى بَلَى ، فَإِذا كانَ ذلكَ فَهُوَ منَ الياءِ. قالَ بَعْضُ
النَّحْوِيّينَ : إِنَّمَا دَخَلَتِ الإِمَالَةُ فِى بَلَى ؛ لأَنَّهَا شابَهَتْ بِتَمامِ الكَلامِ واسْتِقْلالِهِ
بِهَا ، وَغَنَائِهَا عَمَّا بَعْدَهَا الأَسْمَاءَ المُسْتَقِلَّةَ بِأَنْفُسِهَا
، فَمِنْ حَيْثُ جَازتْ إِمَالَةُ الأَسْمَاءِ كَذَلِكَ أيْضًا جَازَتْ إِمَالَةُ بَلَى ؛ أَلا تَرَى أَنَّكَ تَقُولُ فى جَوَابِ مَنْ قالَ لَكَ
: أَلَمْ تَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا؟ بَلَى؟ فَلَا يحْتَاجُ لِكَوْنِهَا جَوَابًا مُسْتَقِلّا إِلى
شَىءٍ بَعْدَهَا ، فَلَمَّا قَامَتْ بِنَفْسِهَا وَقَوِيَتْ لَحِقَتْ فِى
القُوَّةِ بالأَسْمَاءِ فى جَوَازِ إِمَالَتِهَا كَمَا أُمِيْلَ نَحْوُ : أَنَّى
وَمَتَى.
مقلوبه : و ل ب
* وَلَبَ فِى البَيْتِ وَالْوَجْهِ : دَخَلَ.
* والْوَالِبةُ : فِرَاخُ الزَّرْعِ ؛ لأَنَّهَا تَلِبُ فِى أُصُوْلِ أُمَّهَاتِهِ ، وقيلَ : الْوَالِبَةُ : الزَّرْعَةُ الَّتِى تَنْبُتُ مِن عِرْقِ الزَّرْعَةِ
الأُولَى تَخْرُجُ الوُسْطَى فَهىَ الأُمُّ ، وَتَخْرُجُ الأَوَالِبُ بَعْدَ ذَلِكَ فَتَلاحَقُ.
* وَوَالِبَةُ القَوْمِ : أَوْلادُهُم ، ونَسْلُهُم.
* وَوَلَبَ إِلَيْهِ الشَّىءُ
وُلُوبًا : وَوَصَلَ إلَيه
كَائِنًا مَا كانَ.
* وَوَالِبَةُ : اسْمُ مَوْضِعٍ ؛ قالت خِرْنِقُ :
*مَنَتْ لَهُمْ بِوَالِبَةِ المَنَايَا*
__________________
مقلوبه : ب و ل
* بَالَ الإِنْسَانُ وَغَيْرُهُ يَبُولُ
بَوْلاً ،
واستَعَارَهُ بَعْضُ الشُّعَراءِ ، فَقَالَ :
*بَالَ نُهَيْلٌ فى الفَضيْخِ فَفَسدْ*
والاسْمُ البِيْلَةُ.
* والبُوَال : داءٌ يَكثُر مِنه البَولُ.
* ورَجُلٌ بُولَةٌ : كَثِيْرُ
البَوْلِ ، يَطَّرِدُ
عَلَى هَذَا بَابٌ.
* وَإِنَّهُ
لَحَسَنُ البِيلَةِ ، منَ البَوْلِ.
* والبَوْلُ : الوَلَدُ.
* والبَالُ : الحَالُ.
* والبَالُ : الخَاطِرُ.
* والبَالُ : المَرُّ الَّذِى يُعْتَمَدُ بِهِ فى أَرْضِ الزَّرْع.
* والبَالُ : سَمَكَةٌ غَلِيْظَةٌ تُدْعَى جَمَلَ البَحْرِ.
* وَالبَالُ : رَخَاءُ العَيْشِ ، وَقَوْلُهُ تَعَالى : (سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ) [محمد : ٥] ؛ أَىْ : يُصْلِحُ أَمْرَ مَعَاشِهِم فى الدُّنْيَا مَعَ مَا
يُجَازِيهم بِه فى الآخِرَةِ ، وَإِنَّمَا قَضَيْنَا على هَذِه الأَلفِ بالوَاوِ
لأَنَّهَا عَيْنٌ مَعَ كثرَةِ ب ول ، وَقِلَّةِ ب ى ل.
* وَالبَالَةُ : القَارُورَةُ والجِرَابُ ، وَقِيلَ : وِعَاءُ
الطِّيْبِ ، فارسىٌّ أَصْلُهَا
بَالَهْ ؛ قالَ أَبُو
ذُؤَيْبٍ :
كَأَنَّ
عَلَيْهَا بَالَةً لَطَمِيَّةً
|
|
لَهَا مِن
خِلَالِ الدَّأْيَتَينِ أَرِيْجُ
|
وَقَالَ أَيضًا
:
وَأُقْسِمُ
مَا إِن بَالَةٌ لَطَمِيَّةٌ
|
|
يَفُوحُ
بِبَابِ الفَارِسِيّيِنَ بَابُهَا
|
أَرَادَ بَابَ
هَذِه اللَّطَمِيَّةِ. وَقِيلَ : هِىَ بِالفَارِسِيَّةِ يَيْلَهْ ، فَأَلِفُ بَالَةٍ على هَذَا يَاءٌ.
__________________
مقلوبه : و ب ل
* الوَبْلُ : المَطَرُ الشَّدِيدُ الضَّخْمُ القَطْرِ. وَبَلَتِ السَّمَاءُ
وَبْلاً وَوَبَلَتِ السَّمَاءُ الأَرْضَ وَبْلاً ، فَأَمَّا قَوْلُهُ :
وَأَصْبَحَتِ
المَذَاهِبُ قَدْ أَذَاعَتْ
|
|
بِهَا
الإِعْصَارُ بَعدَ الوَابِلِينَا
|
فَإِن شِئْتَ
جَعَلْتَ الوَابِلِينَ الرِّجَالَ المَمْدُوحِينَ يَصِفُهُم بِالْوَبْلِ لِسَعَةِ عَطَائِهم ؛ وَإِن شِئْتَ جَعَلْتَهُ وَبْلاً بَعْدَ
وَبْلٍ ، فكَانَ
جَمْعًا لَمْ يُقصَدْ بِهِ قَصْدَ كَثْرَةٍ وَلا قِلَّةٍ.
* وَالوَبِيلُ : المَرْعَى الوَخِيمُ.
وَبُلَ وَبَالَةً وَوَبَالاً وَوُبُلاً.
* وَأَرْضٌ وَبِيلَةٌ : وَخِيمَةُ المَرْتَعِ ، وَجَمْعُهَا وُبُلٌ ، وَهذَا نَادِرٌ ؛ لأَنَّ حُكْمهُ أَنْ يَكونَ وَبَائِلُ.
* وَوَبُلَتْ عَلَيْهِم الأَرْضُ وُبُولاً : صَارَتْ وَبِيْلَةً.
* وَاستَوْبَلَ الأَرْض : إذَا لَمْ تُوَافِقْهُ ، وإِنْ كَانَ مُحِبّا
لَهَا.
* وَوَبَلَةُ الطَّعَامِ : تُخَمَتُهُ ، وكذلِكَ أَبَلَتُهُ ـ عَلَى الإِبْدَالِ.
* وَالوَبَالُ : الشِّدَّةُ والثِّقْلُ ، وَفِى التَّنْزِيلِ : (فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها) [الطلاق : ٩] وَأَخَذَهُ أَخْذًا
وَبِيْلاً ؛ أَى :
شَدِيدًا.
* وَوَبَلَ الصَّيْدَ
وَبْلاً ، وَهُو
الغَثُّ وَشِدَّةُ الطَّرْدِ.
* وَعَذَابٌ وَبِيْلٌ ، كَذَلِكَ.
* وَالْوَبِيلَةُ : العَصَا مَا كانَتْ (عَنِ ابنِ الأَعْرَابِىِّ).
* وَالْوَبِيلُ ، وَالمِبْيَلُ
: العَصَا
الغَلِيْظَةُ ؛ قَالَ أَبُو خِرَاشٍ :
يَظَلُّ
عَلَى البَرْزِ اليَفَاعِ كَأَنَّهُ
|
|
مِنَ الغَارِ
والخَوْفِ المُخِمِ وَبِيْلُ
|
يقولُ : ضَمَر
مِنَ الغَيرَةِ وَالخَوْفِ حَتَّى صَارَ كَالعَصَا ، وَقَالَ سَاعِدَةُ بنُ
جُؤَيَّةَ :
فَقَامَ تُرْعَدُ
كَفَّاهُ بِمِبْيَلَةٍ
|
|
قد عَادَ
رَهَبًا رَذِيّا طَائِشَ القَدَمِ
|
__________________
قَالَ ابنُ
جِنِّىٍّ : مِبْيَلٌ مِفْعَلٌ ، مِنَ الوَبِيلِ
؛ تَقُولُ العَرَبُ :
رَأَيْتُ أَبِيْلاً عَلَى وَبِيْلٍ
؛ أَى : شَيْخًا عَلَى
عَصَا.
وَجَمْعُ المِيْبَلِ : مَوَابِلُ
، عَادَتِ الوَاوُ
لِزَوَالِ الكَسْرَةِ.
* وَالوَبِيلُ : القَضِيبُ الَّذِى فِيهِ لِينٌ ، وَبِهِ فَسَّرَ
ثَعْلَبٌ قَوْلَ الرَّاجِزِ :
*إِمَّا تَرَيْنِى كَالوَبِيْلِ الأَعْصَلِ*
* وَالوَبِيلُ : خَشَبَةُ القَصَّارِ.
* وَالوَبِيلُ : خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِهَا النَّاقُوسُ.
* وَوَبَلَهُ بالعَصَا والسَّوْطِ : ضَرَبَهُ ، وَقِيلَ : تَابَعَ
عَلَيْهِ الضَّرْبَ.
* وَالوَبِيلُ وَالوَبِيلَةُ والإِيبَالَةُ : الحُزْمَةُ مِنَ الحَطَبِ.
* وَالوَابِلَةُ : طَرَفُ رَأْسِ العَضُدِ والفَخِذِ ، وَقِيْلَ : هُوَ
طَرَفُ الكَتِفِ ، وقيلَ : هِىَ عَظْمٌ فِى مَفْصِلِ الرُّكْبَةِ.
* وَقيلَ : الوَابِلَتَانِ : مَا الْتَفَّ مِن لَحْمِ الفَخِذَيْنِ فى
الْوَرِكَيْنِ.
* وَالوَابِلَةُ : نَسْلُ الإِبِلِ والغَنَمِ.
* وَوَبَالُ : فَرَسُ ضَمْرَةَ بْنِ جَابِرٍ.
اللام والميم والواو
ل م و
* لَمَا لَمْوًا : أَخَذَ الشَّىءَ بِأَجْمَعِهِ.
* واللُّمَةُ : الجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ.
* واللُّمَةُ : الإِسْوَةُ.
* واللُّمَةُ : المِثْلُ ، يَكُونُ فى الرِّجَالِ والنِّسَاءِ ؛
أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِىّ :
فَإِنْ
نَعْبُرْ فَإِنَّ لَنَا لُمَاتٍ
|
|
وَإِنْ
نَعْبُرْ فَنَحْنُ عَلَى نُذُورِ
|
يَقُوْلُ :
إِنْ نَعْبُرْ ؛ أَى : نَمْضِى وَنَمُتْ فَإِنَّ لَنَا أَشْبَاهًا وَأَمْثَالاً ،
وَإِنْ نَعْبُرْ ؛ أَى : نَبْقَى ، فَنَحْنُ عَلَى نُذُورِ ، نُذُورٌ جَمْعُ
نَذْرٍ ؛ أَى : كَأَنَّا قَدْ نَذَرْنَا أَنْ سَنَمُوت لا بُدَّ من ذلِكَ. وَخَصَ
__________________
أَبُو عُبَيْدٍ
باللُّمَةِ المرْأَةَ ،
فَقَال : تَزَوَّجَ فُلانٌ لُمَتَهُ
مِنَ النِّسَاءِ ؛ أَى
: مِثْلَهُ.
* واللُّمَةُ : الشَّكْلُ ، وَحَكَى ثَعْلَبٌ : لا تُسَافِرَنَّ
حَتَّى تُصِيبَ لُمَةً ؛ أَى : شَكْلاً.
مقلوبه : ل و م
* اللَّوْمُ واللَّوْمَاءُ واللَّوْمَى
واللائِمَةُ : العَذْلُ.
لامَهُ
لَوْمًا وَمَلامًا ومَلامَةً ، وهُوَ
مَلُومٌ وَمَلِيْمٌ (حَكَاهُا سيبَوَيْهِ) قالَ : وَإِنَّمَا عَدَلُوا إِلى اليَاءِ والكَسْرةِ
اسْتِثْقَالاً لِلْوَاوِ مَعَ الضَّمَّةِ.
* وَألامَهُ وَلَؤَمَهُ ؛ قالَ
مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلِدٍ :
حَمِدْتُ
اللهَ إِذْ أَمْسَى رُبَيْعٌ
|
|
بِدَارِ
الهَوْنِ مَلْحِيّا مُلامَا
|
وَقَالَ
عَنْتَرَةُ :
رَبِذٍ يَدَاهُ
بِالقِدَاحِ إِذَا شَتَا
|
|
هَنَّاكِ
غَايَاتِ التِّجَارِ مُلَوَّمِ
|
أَى : يَكْرُمُ
كَرَمًا يُلامُ مِنْ أَجْلِهِ.
* وَقَوْمٌ لُوَّامٌ وَلُوَّمٌ وَلُيَّمٌ ، غُيِّرَتِ الوَاوُ لِقُرْبِهَا منَ الطَّرَفِ.
* وَأَلامَ الرَّجُلُ : أَتَى مَا يُلامُ عَلَيهِ.
* قَالَ
سيبويهِ : أُلَامُ : صَارَ ذَا لائِمَةٍ.
* وَلامَهُ : أَخْبَرَ بَأَمْرِه.
* وَاسْتَلامَ إِليهِم : أَتَى إِليهِم مَا يَلُومُونَهُ ؛ قَالَ
القُطَامِىُّ :
فَمَنْ يَكنِ
اسْتَلَامَ إِلَى ثَوِىٍ
|
|
فَقَدْ
أَكْرَمْتَ يَا زُفَرُ المَتَاعَا
|
* وَرَجُلٌ لَوَمَةٌ : لَوَّامٌ
، يَطَّرِدُ عَلَيهِ
بَابٌ.
* وَتَلاوَمَ الرَّجُلَانِ ، وَلَاوَمْتُهُ
: لُمْتُهُ وَلامَنِى.
* وَجَاءَ بِلَوْمَةٍ ؛ أَى : مَا يُلَامُ عَلَيْهِ.
__________________
* وَتَلَوَّمَ فِى الأَمْرِ : تَمَكَّثَ وَانْتَظَر.
* وَلِىَ فِيهِ
لُوْمَةٌ ؛ أَى : تَلَوُّمٌ.
* وَلِيمَ بِالرَّجُلِ : قُطِعَ.
* واللَّوْمَةُ : الشُّهْدَةُ.
* واللامَةُ ، واللامُ
، واللَّوْمُ : الهَوْلُ.
* واللامُ : الشَّدِيدُ مِن كُلِّ شَىءٍ.
وَأُرَاهُ قَدْ
تَقَدَّمَ فى الهَمْزِ. واللامُ
: حَرْفُ هِجَاءٍ ،
وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ يَكُونُ أَصْلاً وَبَدَلاً وزائدًا ، وَإِنَّمَا قَضَيْتُ
عَلَى أَنَّ عَيْنَهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ كَمَا قَدَّمْتُهُ فِى
أَخَوَاتِهَا مِمَّا عَيْنُهُ أَلِفٌ.
مقلوبه : م ل و
* المِلاوَةُ ، والمُلاوَةُ ، والمَلاوَةُ ، وَالمَلِىُ
: كُلُّهُ مُدَّةُ
العَيْشِ.
* وَقَدْ تَمَلَّى العَيْشَ وَمُلِيَهُ
، وَأَمْلَاهُ
اللهُ إِيَّاهُ ، وَمَلاهُ ، وَأَمْلَى
لَهُ : أَمْهَلَهُ.
* وَتَمَلَّى إِخْوَانَهُ : مُتِّعَ بِهم.
* وَأَمْلَى للبَعِيرِ فى القَيْدِ : أَرْخَى وَوَسَّعَ.
* وَأَمْلَى لَهُ فى غَيِّه : أَطَالَ.
* وَمَرَّ مَلِىٌ مِنَ اللَّيْلِ وَمَلاً ، وهُوَ مَا بَيْنَ أَوَّلِه إلى ثُلُثِهِ ، وَقِيلَ :
هُوَ قِطْعَةٌ مِنهُ لَمْ تُحَدَّ ، والجَمْعُ أَمْلاءُ.
* وَمَرَّ
عَلَيهِ مَلاً مِنَ الدَّهْرِ ؛ أَى : قِطْعَةٌ.
* وَالمَلَوَانِ : اللَّيْلُ والنَّهَارُ ، وقيلَ : طَرَفَا النَّهَارِ ؛
قالَ ابنُ مُقْبِلٍ :
أَلا يَا
دِيَارَ الحَىِّ بالسَّبُعَانِ
|
|
أَمَلَ عَلَيْهَا
بِالبِلَى المَلَوَانِ
|
وَاحِدُهَا مَلاً.
* وَأَقَامَ
عِنْدَهُ مَلْوَةٌ منَ الدَّهْرِ ، وَمُلْوَةً ، وَمِلْوَةً ، وَمَلاوَةً ، وَمُلاوَةً ، وَمِلاوَةً ؛ أَى : حِينًا مِنَ الدَّهْرِ.
__________________
* والمَلاةُ : فَلاةٌ ذَاتُ حَرٍّ وَسَرَابٍ ، وَالجَمْعُ مَلاً ؛ قَالَ تَأَبَّطَ شَرّا :
*وانضُوا الملا بالشَّاحِبِ المُتَشَلْشِلِ*
وَهُوَ الَّذِى
تَخَدَّدَ لَحْمُهُ وَقَلَّ ، وَقِيلَ : المَلَا وَاحِدٌ ، وَهُوَ الفَلاةُ.
* والمَلا : مَوْضِعٌ ، وبِهِ فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قَوْلَ قَيْسِ بنِ
ذُرَيْحٍ :
تُبَكِّى
عَلَى لُبْنَى وَأَنْتَ تَرَكْتَهَا
|
|
وَكُنْتَ
عَلَيْهَا بالمَلا أَنْتَ أَقْدَرُ
|
* وَمَلا الرَّجُلُ يَمْلُو : عَدَا ، وَمنهُ حِكَايَةُ الهُذَلِىّ : فَرَأَيْتُ
الَّذِى ذَمَا يَمْلُو ؛ أَى : الَّذِى نَجَا بِذمَائِهِ ؛ وإنَّمَا قَضَيْنَا
عَلَى مَجْهُولِ هَذَا البَابِ بِالوَاوِ لِوُجُودِ م ل و، وَعَدَمِ م ل ى.
مقلوبه : و ل م
* الوَلَمُ وَالوَلْمُ : حِزَامُ السَّرْجِ والرَّحْلِ.
* وَالوَلِيْمَةُ : طَعَامُ العُرْسِ والإِمْلَاكِ ، وَقِيلَ : هِىَ
كُلُّ طَعَامٍ صُنِعَ لِعُرْسٍ وَغَيْرِه ، وَقَدْ
أَوْلَمَ.
مقلوبه : م و ل
* المَالُ : مَا مَلَكْتَهُ مِن جَمِيعِ الأَشْيَاءِ ، قَالَ
سيبويه : مِن شَاذِّ
الإِمَالَةِ قَوْلُهُم : مالٌ.
أَمَالُوهَا لِشَبَهِ أَلِفهَا بِأَلِفِ غَزَا ، والأَعْرَفُ أَلا يُمَالَ ؛ لأَنَّهُ لا عِلَّةَ هُنَالِكَ تُوجِبُ الإِمَالَةَ ، والجَمْعُ : أَمْوَالٌ.
* وَمِلْتَ بَعْدَنَا ، تَمَالُ
، وَمُلْتَ ، وَتَمَوَّلْتَ
: كُلُّهُ كَثُرَ مَالُكَ.
* وَرَجُلٌ مَالٌ : ذُو مَالٍ ، وَقيلَ : كَثِيرُ المَالِ ؛ قالَ سيبويه :
مَالٌ إِمَّا أَنْ يَكُونَ فَاعِلاً ذَهَبَتْ عَينُهُ ،
وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ فَعِلاً مِن قَوْمٍ مَالَةٍ ، وَمَالِينَ.
* وَامْرَأَةٌ مَالَةٌ مِن نِسْوَةٍ
مَالَةٍ وَمَالاتٍ.
* قَالَ ابنُ
جِنِّىٍّ : وَحَكَى الفَرَّاءُ عن العَرَبِ : رَجُلٌ مَئِلٌ : إِذَا كانَ كثِيرَ
المَالِ ، وَأَصْلُهَا مَوِلٌ بِوَزْنِ فَرِقٍ وَجَذِرٍ ، ثُمَّ انْقَلَبَتِ الوَاوُ
أَلِفًا لِتَحرُّكِهَا وانفتَاحِ مَا قَبْلَهَا ، فَصَارَتْ مَالٌ ، ثُمَّ إِنَّهُم أَتَوا بِالكَسْرَةِ الَّتِى كانَتْ فى
وَاوِ مَوِلٍ فَحَرّكُوا بِهَا الأَلِفَ فى مَالٍ ، فانقَلَبَتْ هَمْزَةً
__________________
فَقَالُوا : مَئِلٌ.
* وَمُلْتُهُ : أَعْطَيْتُهُ المَالَ.
* وَالمُوْلَةُ : العَنْكَبُوتُ.
* وَمُوَيْلٌ من أَسْمَاءِ رَجَبٍ ، أُرَاهَا عَادِيَّةً.
انتهى الثلاثى
المعتل
* * *
باب الثلاثى اللفيف
اللام والهمزة والياء
ل أ ى
* اللأْىُ : الإِبْطَاءُ والاحْتِبَاسُ.
وَهُوَ مِنَ
المَصَادِرِ الَّتِى يَعْمَلُ فِيْهَا مَا لَيْسَ مِن لَفْظِهَا ، كَقَوْلِكَ :
لَقِيْتُهُ الْتِقَاطًا ، وَقَتَلْتُهُ صَبْرًا ، وَرَأَيْتُهُ عِيَانًا.
وَقَالَ
اللِّحْيَانِىُّ : اللأْىُ
: اللَّيْثُ ، وَقد لأَيْتُ أَلأَى لأْيًا.
وَقَالَ
غَيْرُهُ : لأَّيْتُ فى حَاجَتِى (مُشَدَّدٌ) أَبْطَأْتُ ، وَالْتَأَتْ هِىَ : أَبْطَأَتْ.
* واللأَى : الجَهْدُ والشِّدَّةُ والحَاجَةُ إِلى النَّاسِ ؛
قَالَ :
وَلَيْسَ
يُغَيِّرُ خِيْمَ الكَرِيْمِ
|
|
خُلُوقَةُ
أَثْوَابِهِ واللأَى
|
* واللأَى
: الثَّوْرُ
الوَحْشىُّ.
وَقَالَ
اللّحْيَانِىُّ : وَتَثْنِيَتُهُ لأَيَانِ
، والجَمْعُ : أَلآءٌ كأَلْعَاعٍ ، وَالأُنْثَى لآةٌ. ولأًى
(بِغَيرِ هَاءٍ) هَذِه
عن اللّحْيَانِىِّ ، وقَالَ : إِنَّهَا البَقَرَةُ مِنَ الوَحْشِ خَاصَّةً.
* وَلأْىٌ ، وَلُؤَىٌ
: اسْمَانِ.
* وَلأْىٌ : نَهْرٌ مِنْ بِلَادِ مُزَيْنَةَ يَدْفَعُ فى
العَقِيْقِ ؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
عَرَفْتُ
الدَّارَ قَدْ أَقْوَتْ بِرِيمِ
|
|
إِلى لأْىٍ
فَمَدْفَعِ ذِىْ يَدُوْمِ
|
__________________
* وَاللائِى بِمَعْنَى اللَّوَاتِى بِوَزْنِ القَاضِى والرَّاعِى ،
وَفى التَّنْزِيْلِ : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ
مِنَ الْمَحِيضِ) [الطلاق : ٤] قَالَ ابنُ جِنّىٍّ : وَحُكِىَ عَنْهُم : اللّاءُوا ، فَعَلُوا ذَلِكَ يُرِيْدُ اللّاءُونَ ، فَحَذَفَ النُّونَ تَخْفِيفًا.
مقلوبه : ل ي أ
* اللِّيَاءُ : حَبٌّ أَبْيَضُ مِثْلَ الحِمَّصِ شَدِيْدُ
البَيَاضِ يُؤكَلُ .
قَالَ أَبُو
حَنِيْفَةَ : وَلا أَدْرِى أَلَهُ قِطْنِيَّةٌ أَمْ لا.
مقلوبه : أ ل ى
* الأَلْيَةُ : العَجِيْزَةُ ، للنَّاسِ وَغَيْرِهِم ، وَقِيْلَ :
هُوَ مَا رَكِبَ العَجُزَ مِنَ اللَّحمِ والشَّحْمِ.
والجَمْعُ : أَلْيَاتٌ ، وَأَلايَا (والأَخِيْرَةُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ).
وَحَكَى
اللّحْيَانِىُّ : إِنَّهُ لَذُو
أَلْيَاتٍ ، كَأَنَّهُ
جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِنْهَا
أَلْيَةً ، ثُمَّ
جَمَعَ عَلَى هَذَا.
وَكَبْشٌ أَلْيَانٌ ، وَأَلْيَانُ
، وَآلَى ، وَآلٍ.
وَقَالُوا فى
جَمْعِ آلٍ أُلْىٌ ؛ فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ جُمِعَ عَلَى أَصْلِهِ
الغَالِبِ عَلَيْهِ ؛ لأَنَّ هَذَا الضَّرْبَ يَأْتِى عَلَى أَفْعَلَ كَأَعْجَزَ
وَأَسْتَهَ ، فَجَمَعُوا فَاعِلاً عَلَى فُعْلٍ ؛ لِيُعْلَمَ أَنَّ المُرَادَ بِهِ
أَفْعَلُ ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ جَمْعَ نَفْسِ آلٍ لا يُذْهَبُ بهِ إِلَى
الدِّلَالَةِ عَلَى آلَى
، وَلَكِنَّهُ يَكُونُ
كَبَازِلٍ وَبُزْلٍ ، وَعَائِذٍ وَعُوْذٍ.
ونَعْجَةٌ أَلْيَانَةٌ ، وَأَلْيَاءُ ، وَكذلِكَ الرَّجُلُ والمَرْأَةُ مِنْ رِجَالٍ أُلْىٍ وَنِسَاءٍ
أُلْىٍ ، وَأَلْياناتٍ ، وَإِلاءٍ.
قَالَ أَبُو
إِسْحَاقَ : رَجُلٌ آلَى
، وَامْرَأَةٌ
عَجْزَاءُ ، ولَا يُقَالُ : أَلْيَاءُ ، قَالَ : وَقَدْ غَلِطَ أَبُو عُبَيدٍ فى ذلِكَ.
* وَأَلْيَةُ الحَافِرِ : مُؤَخَّرُهُ.
* وَأَلْيَةُ القَدَمِ : مَا وَقَعَ عَلَيهِ الوَطءُ مِنَ البَخصَةِ
الَّتِى تَحْتَ الخِنْصَرِ.
* وَأَلْيَةُ الإِبْهَامِ : ضَرَّتُهَا ، وَهِىَ اللَّحْمَةُ الَّتِى
فِى أَصْلِها.
* وَأَلْيَةُ السَّاقِ : حَمَاتُهَا (هذا قَوْلُ الفَارسِىِّ).
* وَالأَلْيَةُ : الشَّحْمَةُ.
* وَرَجُلٌ أَلّاءٌ : يَبِيْعُ الأَلْيَةَ ؛ يَعْنِى الشَّحْمَ.
__________________
* وَالأَلْيَةُ : المَجَاعَةُ (عن كُرَاعَ).
* والآلَاءُ : النِّعَمُ ، وَاحِدُهَا أُلْىٌ وَإِلْىٌ وَإِلىً وَأَلىً ، وَقَوْلُ الأَعْشَى :
أَبْيَضُ لا
يَرْهَبُ الهُزَالَ وَلا
|
|
يَقْطَعُ
رِحْمًا وَلا يَخُونُ إِلَى
|
يَجُوزُ أَنْ
يَكُونَ إِلَى ـ هنا ـ وَاحِدَ
آلاءِ اللهِ ،
وَيَخُونُ : يَكْفُرُ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُخَفَّفًا مِنَ الإلِ ، الَّذِى هَوَ العَهْدُ ، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ.
* والأَلاءُ : شَجَرٌ مِنْ شَجَرِ الرَّمْلِ دَائِمُ الخُضْرَةِ
أَبَدًا يُؤْكَلُ مَا دَامَ رَطْبًا فَإِذَا عَسَى امْتَنَعَ وَدُبِغَ بِهِ ،
وَاحِدَتُهُ أَلاءَةٌ (حَكَى ذَلِكَ أَبُو حَنِيْفَةَ) قَالَ : وَتُجْمَعُ أَيْضًا أَلاءَاتٍ ، وَرُبَّمَا قُصِرَ
الأَلاءُ ؛ قَالَ
رُؤْبَةُ :
*يَخْضَرُّ مَا اخْضَرَّ الأَلا وَالآسُ*
وَعِندِى
أَنَّهُ إِنَّمَا قَصَرَ ضَرُورَةً ، وَقَدْ تَكُونُ الأَلاءَةُ جَمْعًا (حَكَاهُ
أَبُو حَنِيْفَة) وَقَدْ تَقَدَّم فى الهَمْزَةِ.
* وَسِقَاءٌ مأْلِىٌ ومَأْلُوٌّ : دُبِغَ بِالألاءِ (عَنْهُ أَيْضًا).
* وَإِلْيَاءُ : مَدِيْنَةُ بَيْتِ المَقْدِسِ.
* وَألِيَاءُ : اسمُ رَجُلٍ.
* وَالمِئْلاةُ : خِرْقَةٌ تُمْسِكُهَا المَرأَةُ عِندَ النَّوْحِ ؛
قَالَ لَبِيدٌ :
كَأَنَّ
مُصَفِّحَاتٍ فى ذُرَاهُ
|
|
وَأَنْوَاحًا
عَلَيْهِنَ المَآلِى
|
* وَإِلَى : مُنْتَهًى لابْتِدَاءِ الغَايَةِ ، قَالَ سيبويه :
تقولُ : خَرَجْتُ مِنْ كَذَا
إِلَى كَذَا. وَهِىَ
مِثْلُ حَتَّى ؛ إلا أَنَّ لِحَتَّى فِعْلاً لَيْسَ لإِلَى.
ويَقُولُ
الرَّجُلُ : إِنَّمَا أَنَا
إلَيْكَ ؛ أَى : أَنْتَ
غَايَتِى ، وَلا تَكُونُ حَتَّى ـ هُنَا ـ فَهذَا أَمْرُ إِلَى ، وَأَصْلُهُ ـ وَإِنْ
اتَّسَعَتْ ـ وَهِىَ أَعَمُّ فِى الكَلامِ مِن « حَتَّى » تَقُولُ : قُمْتُ إِلَيْهِ. فَتَجْعَلُهُ مُنْتَهَاكَ مِن مَكَانِكَ ، وَلا تَقُولُ
: حَتَّاهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى
اللهِ) [الصف : ١٤] وَأَنْتَ
__________________
لا تَقُولُ : سِرْتُ إِلَى
زَيْدٍ ، تُرِيدُ
مَعَهُ ، فَإِنَّمَا جَازَ (مَنْ أَنْصارِي إِلَى
اللهِ) لَمَّا كَانَ مَعْنَاهُ مَنْ يَنْضَافُ فِى نُصْرَتِى إِلَى اللهِ ، فَجَازَ لِذَلِكَ أَنْ تَأْتِى ـ هنا ـ بِإلَى ،
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالى : (هَلْ لَكَ إِلى أَنْ
تَزَكَّى) [النازعات : ١٨] وَأَنْتَ إِنَّمَا تَقُولُ : هَلْ لَكَ فِى كَذَا ،
لَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ دُعَاءً مِنْهُ عَلَيهِ السَّلامُ صَارَ تَقْدِيرُهُ :
أَدْعُوكَ وَأُرْشِدُكَ إِلَى
أَنْ تَزَكَّى ،
وَتَكُونُ « إِلى » بِمَعْنَى « عِنْدَ » ؛ قَالَ الرَّاعِى :
*صَنَاعٌ ، فَقَدْ سَادَتْ إِلَىَ الغَوَانِيَا*
أَى : عِندِى.
وَتَكُونُ
بِمَعْنَى « مَعَ » ؛ كَقَوْلِكَ : فُلانٌ حَكِيْمٌ إِلَى أَدَبٍ وفِقْهٍ.
وَتَكُونُ
بِمَعْنَى « فى » ؛ كَقَوْلِ النَّابِغَةِ :
فَلا
تَتْرُكنى بِالوَعِيْدِ كَأَنَّنِى
|
|
إِلى
النَّاسِ مَطْلِىٌّ بِهِ القَارُ أَجْرَبُ
|
قَالَ سيبويه :
وَقَالُوا : إِلَيْكَ إِذَا قُلْتَ : تَنَحَّ ، قَالَ : وَسَمِعْنَا مِنَ
العَرَبِ مَنْ يُقَالُ لَهُ : إِلَيْكَ
، فَيَقُولُ : إِلَىَ كَأَنَّهُ قِيْلَ لَهُ : تَنَحَّ. فَقَالَ : أتَنَحَّى.
وَلَمْ
يُسْتَعْمَل الخَبَرُ فى شَىءٍ مِن أَسْمَاءِ الفِعْلِ إِلا فى قَوْلِ هَذَا
الأَعْرَابِىِّ. وَأَمَّا قَوْلُ أَبِى فِرْعَوْنَ يَهْجُو نَبَطِيَّةً
اسْتَسْقَاهَا مَاءً :
إِذَا
طَلَبْتُ المَاءَ قَالَتْ : لَيْكَا
|
|
كَأَنَّ
شُفْرَيْهَا ، إِذَا مَا احْتَكَّا
|
حَرْفَا بِرَامٍ
كُسِرَا فاصْطَكَّا
|
فَإِنَّمَا
أَرَادَتْ إِلَيْكَ ؛ أَى : تَنَحَّ فَحذَفَتِ الأَلِفَ عُجْمَةً. قَالَ
ابنُ جِنِّىٍّ : ظَاهِرُ هَذَا أَنَّ لَيْكَا مُرْدَفَةٌ ، واحْتَكَّا واصْطَكَّا
غَيْرُ مُرْدَفَتَيْنِ ، قَالَ : وَظَاهِرُ الكَلَامِ ـ عِندِى ـ أَنْ تَكُونَ
أَلِفُ لَيْكَا رَوِيّا ، وَكذلِكَ الأَلِفُ مِن احْتَكَّا واصْطَكَّا رَوِىٌّ ،
وَإِنْ كانَتْ ضَمِير الاثْنَيْنِ.
* وَأُلا وَأُلاءِ : اسمٌ يُشَارُ بِهِ إِلَى الجَمْعِ ، وَيَدْخُلُ
عَلَيْهَا حَرْفُ التَّنْبِيهِ يَكُون لِمَا يَعْقِلُ وَلمَا لا يَعْقِلُ ،
وَالتَّصْغِيرُ أُلَيَا وَأُلَيَّاءُ ؛ قَالَ :
__________________
يَا مَا
أُمَيْلِحَ غِزْلانًا بَرَزْنَ لَنَا
|
|
مِن
هَؤُلَيَّاءِ بَيْنَ الضَّالِّ والسَّمُرِ
|
قَالَ ابنُ
جِنِّىٍّ : اعْلَمْ أَنَ أُلاءِ إِذَا مُثِّلَ فُعَالٌ كَغُرَابٍ ، وَكانَ حُكْمُهُ
إِذَا حَقَّرْتَهُ عَلَى تَحْقِيرِ الأَسْمَاءِ المُتَمَكِّنَةِ أَنْ تَقُولَ :
هَذَا أُلَيِّئٌ ، وَرَأَيْتُ أُلَيِّئًا ، وَمَرَرْتُ بِأُلَيِّئٍ
، فَلَمَّا صَارَ
تَقْدِيرُهُ أُلَيِّئًا أَرَادُوا أَنْ يَزِيدُوا فِى آخِرِهِ الأَلِفَ الَّتِى
تَكُونُ عِوَضًا عَنْ ضَمَّةِ أَوَّلِهِ كَمَا قَالُوا فى « ذا » « ذَيَّا » وفى «
تَا » « تَيَّا » ، وَلَوْ فَعَلُوا ذَلِكَ لَوَجَبَ أَنْ يَقُولُوا : أُلَيِّأَاْ فَيَصِيْرُ بَعْدَ التَّحقِيْرِ مَقْصُورًا وَقَدْ
كَانَ قَبْلَ التَّحْقِيْرِ مَمْدُودًا ، أَرَادُوا أَنْ يُقِرُّوهُ بَعْدَ
التَّحْقِيرِ عَلَى مَا كَانَ عَلَيهِ قَبْلَ التَّحْقِيْرِ مِنْ مَدِّهِ
فَزَادُوا الأَلِفَ قَبْلَ الهَمْزَةِ ، فَالأَلِفُ الَّتىِ قَبْلَ الهَمْزةِ فى أَلَيِّئَاءِ لَيْسَتْ بِتِلْكَ الَّتِى كَانَتْ قَبْلَهَا فى أُلاءِ ، إِنَّمَا هِىَ الأَلِفُ الَّتِى كانَ سَبِيْلُهَا
أَنْ تلْحَقَ آخِرًا فَقُدِّمَتْ لِمَا ذَكَرْنَاهُ. وَأَمَّا أَلِفُ أُلاءِ فَقَدْ قُلِبَتْ يَاءً كَمَا تُقْلَبُ أَلِفُ غُلامٍ
إِذَا قُلْتَ : غُليِّمٌ ، وَهِىَ اليَاءُ الثَانِيَةُ ، واليَاءُ الأُوْلَى هِىَ
يَاءُ التَّحْقِيرِ ، وَيُقَالُ : أُلالِكَ
؛ أَنْشَدَ يَعْقُوبُ
:
أُولالِك
قَوْمِى لَمْ يَكُونُوا أُشَابَةً
|
|
وَمَنْ
يَعِظُ الضِّلِّيْلَ إِلا أُولالِكَا
|
وَاللامُ فِيهِ
زَائِدةٌ ، ولا يُقَالُ : هَؤُلالِكَ. وَزَعَمَ سيْبَوَيهِ أَنَّ اللامَ لَمْ
تُزَدْ إِلا فِى عَبْدَلٍ ، وَفى ذَلِكَ. وَلَمْ يَذْكُرْ أُلالِكَ إِلَّا أَنْ
يَكُونَ اسْتَغْنَى عَنْهَا بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ ، إِذْ أُلالِكَ فِى التَّقْدِيرِ كَأَنَّهُ جَمَعُ ذَلِكَ ، وَإِنَّمَا
ذَكَرْتُ أُلَى فى اللامِ والهَمْزَةِ وَاليَاءِ لأنَّ سيبَوَيْهِ قَالَ
: أُلَى بِمَنْزِلَةِ هُدَى ، فَمَثَّلَهُ بِمَا هُوَ مِنَ
اليَاءِ ، وَإِنْ كانَ سيبويهِ رُبَّمَا عَامَلَ اللَّفْظَ. قَالَ ابنُ جِنِّىٍّ :
وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ : هَؤُلاء قَوْمُكَ ، وَرَأَيْتُ هَؤُلاء ، قَالَ :
فَنَوَّنُوا وَكَسَّرُوا وَهِىَ لُغَةُ بَنِى عُقَيْلٍ. وألَا : حَرْفُ اسْتِفْتَاحٍ واسْتِفْهَامٍ وَتَنْبِيهٍ ،
نَحْوَ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : (أَلا إِنَّهُمْ مِنْ
إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ) [الصافات : ١٥١] ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ
الْمُفْسِدُونَ) [البقرة : ١٢] قَالَ الفَارِسىُّ : فَإِذَا دَخَلَتْ عَلَى حَرْفِ
تَنبِيْهٍ خَلَصَتْ للاسْتِفْتَاحِ ، كَقَوْلِهِ :
*أَلا يَا اسلَمِى يَا دارَمَىٍّ عَلَى البِلَى*
__________________
فَخَلَصَتْ ـ هُنَا
ـ للاسْتِفْتَاحِ. وَخُصَّ التَّنْبِيهُ بِهَا. وَأَمَّا أَلا الَّتِى للعَرْضِ
فَمُرَكَّبَهٌ مِن لا وَأَلِفِ الاسْتِفْهَامِ.
مقلوبه : أ ي ل
* أَيْلَةُ : اسْمُ بَلَدٍ ، وَأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِىِّ :
فَإِنَّكُمُ
وَالمُلْكَ يَا أَهْلَ أيْلَةٍ
|
|
لَكَالمُتَأَبِّى
وَهُوَ لَيْسَ لَهُ أَبُ
|
أَرَادَ
لَكَالمُتَأَبِّى أَبًا.
* وَإِيْلٌ : مِن أَسمَاءِ اللهِ ـ تَعَالَى ـ قَالَ ابنُ
الكَلْبِىّ :
وَقَوْلُهُم : جِبْرِيْلُ وَمِيْكَائِيلُ وَشُرَاحِيلُ وَأَشْبَاهُهَا إِنَّمَا يُنْسَبُ إِلَى
الرُّبُوبِيَّةِ ؛ لأَنَ إِيْلاً لُغَةٌ فِى إِلٍّ وَهُوَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ،
كَقَوْلِكَ : عَبْدُ اللهِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمنِ ، فَجبْرٌ عَبْدٌ مُضَافٌ إِلَى إِيْلٍ.
* وَإِلْيَاءُ : مَدِيْنَةُ بَيْتِ المَقْدِسِ.
* وَأَيَّلُ : اسمُ جَبَلٍ ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ :
تَرَبَّعَ
أَكْنَافَ القَنَانِ فَصَارَةً
|
|
فَأيَّلَ
فَالمَاوَانِ فَهُوَ زَهُومُ
|
وَهَذَا
بِنَاءٌ نادِرٌ كَيْفَ وَزَنْتَهُ؟ لأَنَّهُ فَعَّلٌ أَو فَيْعَلٌ أَو فَعْيَلٌ ،
فَالأَوَّلُ لَمْ يَجِئْ مِنْهُ إِلَّا بَقَّمٌ أَو شَلَّمٌ ، وَهُوَ أَعْجَمِىٌّ
، والثَانِى لَمْ يَجِئْ مِنهُ إِلا قَوْلُهُ :
*مَا بَالُ عَيْنِى كالشَّعِيبِ العَيَّنِ*
وَالثَالِثُ
مَعْدُومٌ.
* وَأَيْلُولُ : شَهْرٌ مِن شُهُورِ الرُّومِ.
اللام والهمزة والواو
ل أ و
* اللأْواءُ : المَشَقَّةُ وَالشِّدَّةُ. وَقِيْلَ : القَحْطُ.
__________________
مقلوبه : أ ل و
* أَلا أَلْوًا وَأُلُوّا وَأُلُوًا وَأُلِيّا ، وَأَلَّى
وَائْتَلَى : قَصَّرَ
وَأَبْطأَ ؛ قَالَ :
وَإِنَّ
كَنَائنِى لنِسَاءُ صِدْقٍ
|
|
فَمَا أَلَّى
بَنِىَّ وَلا أَسَاءُوا
|
وَقَالَ
الجَعْدِىُّ :
وَأَشْمَطَ
عُرْيَانٍ يُشَدُّ كِتَافُهُ
|
|
يُلَامُ
عَلَى جَهْدِ القِتَالِ وَمَا ائْتَلَى
|
وَقَوْلُ
طُفَيْلٍ :
فَنَحْنُ
مَنَعْنَا يَوْمَ حَرْسٍ نِسَاءَكُم
|
|
غَدَاةَ
دَعَانَا عَامِرٌ غَيْرَ مُعْتَلِى
|
إنمَا أَرَادَ
غَيْرَ مُؤْتَلِى ، فَأَبْدَلَ العَيْنَ مِنَ الهَمْزَةِ.
وَقَوْلُ أَبى
سَهْمٍ الهُذَلِىّ :
القَوْمُ
أَعْلَم لَوْ ثَقِفْنَا مَالِكاً
|
|
لاصْطَافَ
نِسْوَتُهُ وَهُنَ أَوَالِى
|
أَرَادَ
لأَقمْنَ صَيْفَهُنَّ مُقَصِّرَاتٍ لا يَجْهَدْنَ كُلَّ الجَهْدِ فِى الحُزْنِ
عَلَيْهِ لِيَأْسِهِنَّ عَنْهُ.
وَحَكَى
اللّحْيَانِىُّ عَنِ الكِسَائِىّ : أَقْبَلَ يَضْرِبُه لا يَأْلُ (مَضْمُومَةَ اللامِ دُوْنَ وَاوٍ) ، وَنَظِيْرُهُ مَا
حَكَاهُ سيبَوَيْهِ مِن قَوْلِهم : لا أَدْرِ. والاسْمُ الأَلِيَّةُ ، ومِنْهُ المَثَلُ : إلا حَظِيَّةً فَلَا أَلِيَّةٌ ؛ أَى : إِنْ لَمْ أَحْظَ فَلا أَزَالُ أَطْلُبُ ذَاكَ
وَأَتَعَمَّلُ لَهُ ، وَأُجْهِدُ نَفْسِى فِيه.
* وَمَا أَلَوْتُ ذَلِكَ ؛ أَى : مَا اسْتَطَعْتُهُ.
* وَمَا أَلَوْتُ أَنْ أَفْعَلَهُ أَلْوًا وَأُلُوّا ؛ أَى : مَا تَرَكْتُ.
* وَفُلانٌ لا يَأْلُوا خَيْرًا ، أَى : لا يَدَعُهُ وَلا يَزَالُ يَفْعَلُهُ.
* وَالأَلْوَةُ والإِلْوَةُ ، وَالأُلْوَةُ ، وَالأَلِيَّةُ ، وَالأَلِيَّاءُ ، كُلُّهُ اليَمِينُ.
* وَقَدْ تَأَلَّيْتُ ، وَائْتَلَيتُ
، وَآلَيْتُ عَلَى الشَىءِ ، وَآلَيْتُهُ
(عَلَى حَذْفِ
الحَرْفِ) : أَقْسَمْتُ.
وَقَالُوا : لا
دَرَيْتَ ، وَلا ائْتَلَيْتَ. وَبَعْضُهُم يَقُولُ : وَلا أَلَيْتَ إِتْبَاعٌ ، وَبَعْضُهُم يَقُولُ : وَلا أَتْلَيْتَ ، أَى : لا أَتْلَتْ إِبِلُكَ.
__________________
* وَالأَلْوَةُ : الغَلْوَةُ ، والسَّبْقَةُ.
* والأَلُوَّةُ ، والأُلُوَّةُ : العُودُ الَّذِى يُتَبَخَّرُ بِهِ (فَارِسىٌّ)
والجَمِيعُ أَلاوِيَةٌ ، دَخَلَتِ الهَاءُ للإِشْعَارِ بالعُجْمَةِ ، أَنْشَدَ
اللِّحْيَانِىُّ :
بِسَاقَيْنِ
سَاقَىْ ذِى قِضِيْنَ تَحُشُّهَا
|
|
بِأَعْوَادِ
زَنْدٍ أَو أَلاوِيَةً شُقْرَا
|
* وَلا آتِيْكَ أَلْوَةَ أَبِى هُبَيْرَةَ : أَبُو هُبَيْرَةَ هَذا هُوَ سَعْدُ
بنُ زَيدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ ، وَقَالَ ثَعلَبٌ : لا آتِيكَ أَلْوَةً ابنِ هُبَيْرَةَ (نَصَبَ أَلْوَةَ نَصْبَ الظُّروفِ) وَهَذَا مِن اتِّسَاعِهِم ؛
لأَنَّهُم أَقَامُوا اسمَ الرَّجُلِ مُقَامَ الدَّهْرِ.
مقلوبه : أ و ل
* آلَ إِلى الشَّىء
أَوْلاً ، وَمَآلاً : رَجَعَ.
* وَأَوَّلَ إِلَيْهِ الشَّىءَ : رَجَعَهُ.
* وَأُلْتُ عنِ الشَّىءِ : ارْتَدَدْتُ.
* وَالإِيَّلُ وَالأُيَّلُ : مِنَ الوَحْشِ ، وَقِيْلَ : هُوَ الوَعِلُ ، قَالَ
الفَارِسىُّ : سُمِّىَ بِذَلِكَ لِمَآلِهِ إِلى الجَبَلِ. فَإِيَّلٌ وَأُيَّلٌ عَلَى هَذَا فِعْيَلٌ وَفُعَيْلٌ. وَحَكَى الطُّوسِىُّ
عنِ ابنِ الأَعْرَابِىّ : أَيِّلٌ
كَسَيِّدٍ ، مِنْ
تَذْكِرَةِ أَبِى عَلِىٍّ.
* وَأَوَّلَ الكَلامَ وَتَأَوَّلَهُ
: دَبَّرَهُ
وَقَدَّرَهُ.
* وَأَوَّلَهُ وَتَأَوَّلَهُ : فَسَّرَهُ.
* وَالتَّأْوِيلُ : عِبَارَةُ الرُّؤْيَا ، وَفى التَّنْزِيلِ : (هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ) [يوسف : ١٠٠]
وَقَوْلُهُ
تَعَالَى : (هَلْ يَنْظُرُونَ
إِلَّا تَأْوِيلَهُ) [الأعراف : ٥٣] مَعْنَاهُ : هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا ما يَئُولُ إِلَيْهِ أَمْرُهُمْ مِنَ البَعْثِ ، وَكذَلِكَ قَوْلُهُ
ـ واللهُ أَعْلَمُ ـ : (وَما يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ) [آل عمران : ٧] أَى : مَا يَعْلَمُ مَتَى يَكُونُ البَعْثُ
وَمَا يَئُولُ إِلَيْهِ الأَمْرُ إِلا اللهُ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) [يونس : ٣٩] أَى : لَمْ يَكُنْ مَعَهُم عِلْمُ تَأْوِيلهِ ، وَهَذَا دَلِيلٌ علَى أَنَّ عِلْمَ التَّأْوِيلِ يَنْبَغى أَنْ يُنْظَرَ فِيهِ ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ :
لَمْ يَأْتِهِم مَا
يَئُولُ إِلَيْهِ
أَمْرهم فى التَّكْذِيْبِ به مِنَ العُقُوبَةِ ، وَدَلِيْلُ هَذَا قَوْلُهُ (كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) [يونس : ٣٩].
__________________
وَقَوْلُ
لَبِيْدٍ :
*بِمُوَتَّرٍ تَأْتالُهُ إِبْهَامُهَا*
قِيلَ
مَعْنَاهُ : تُصْلِحُهُ ، وقيل معناه : تَرْجِعُ إِلَيْهِ وَتَعْطِفُ عَلَيْهِ ،
وَمَنْ رَوَى تَأْتَالَهُ فَإِنَّهُ أَرادَ تَأْتَوِى مِن قَوْلِكَ : أَوَيْتُ إِلَى الشَّىءِ : رَجَعْتُ إِلَيْهِ ، فكَانَ يَنْبَغِى
أَنْ تَصِحَّ الوَاوُ ولكنَّهُم أَعَلُّوهُ بِحَذْفِ اللامِ ، وَوَقَعَتِ العَيْنُ
مَوْقِعَ اللامِ فَلَحِقَهَا مِنَ الإِعْلَالِ مَا كَانَ يَلحَقُ اللامَ.
* وَآلَ الدُّهْنُ والقَطِرَانُ ، والبَوْلُ يَئُولُ أَوْلاً وَإِيَالاً : خَثَرَ ؛ قَالَ الرَّاجِزُ :
*كَأَنَّ صَابًا آلَ حَتَّى امْطَلَّا*
أَى : خَثَرَ
حَتَّى امْتَدَّ.
* وَآلَ اللَّبَنُ إِيَالاً تَخَثَّرَ وَاجْتَمَعَ بَعْضُهُ إِلى
بَعْضٍ. وَأُلْتُهُ أَنَا. وَأَلْبَانٌ أُيَّلٌ
(عنِ ابنِ جِنىٍّ)
وَهَذَا عَزِيزٌ مِن وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا ـ أَنْ تُجْمَعَ صِفَةُ غَيْرِ
الحَيَوَانِ عَلَى فُعَّلٍ ، وَإِنْ كَانَ قَدْ جاءَ مِنْهُ ؛ نحو : عِيْدَانٍ
يُبَّسٍ ، وَلَكِنَّهُ نَادرٌ. وَالآخَرُ ـ أَنَّهُ يَلْزَمُ فِى جَمْعِهِ أُوَّلٌ لأَنَّهُ مِنَ الوَاوِ بِدَلِيلِ آلَ أَوْلاً ؛ لكِنَّ الوَاوَ لَمَّا قَرُبَتْ مِنَ الطَّرفِ
احْتَمَلَتِ الإِعْلالَ كَمَا قَالُوا نُيَّمٌ وَصُيَّمٌ.
* والإِيَالُ : وِعَاءُ اللَّبَنِ الآيِلِ.
* وَالإِيَّلُ : بَقِيَّةُ اللَّبَنِ الخَاثِرِ.
وقيل : الماءُ
فى الرَّحِمِ ، فأما ما أنشد ابن حَبِيبٍ من قول النابغة الجعدىّ يهجو ليلى
الأخيَلِيَّةَ :
بِبِرْذَوْنَةٍ
بَلَّ البَرَاذِيْنُ ثَفْرَها
|
|
وقَدْ
شَرِبَتْ مِنْ آخِرِ الصَّيْفِ إِيَّلا
|
فَزَعَمَ ابن
حبيب أنه أراد لبن إيَّلٍ
، وزعموا أنه يُغْلِمُ
ويُسْمِنُ.
قال : ويروى أُيَّلا بالضم ، قال : وهو خطأ ؛ لأنه يلزم من هذا أُوَّلاً.
قال أبو الحسن
: وقد أخطأ ابن حبيب ؛ لأن سيبويه يرى البدل فى مثل هذا مُطَّرِدا ، ولعمرى! إن
التصحيح عنده أقوى من البدل. وقد وهم ابن حبيب أيضًا فى قوله : إن الرواية
__________________
مردودة من وجه آخر ؛ لأن أُيَّلا فى هذه الرواية مثلها فى إيَّلا ، فيريد لبن أُيَّلٍ كما ذهب إليه فى إِيَّل
؛ وذلك لأن الأُيَّلَ لغة فى الإِيَّل
، فإيَّلٌ كحِثْيَلٍ ، وأُيَّلٌ
كعُلْيَبٍ ، فلم يعرف
ابن حبيب هذه اللغة.
وذهب بعضهم إلى
أن أُيَّلا فى هذا البيت جمع إيَّلٍ
، وقد أخطأ من ظن ذلك
؛ لأن سيبويه لا يرى تكسير فِعَّلٍ على فُعَّلِ ولا حكاه أحد ؛ لكنه قد يجوز أن
يكون اسمًا للجمع ، وعلى هذا وجهت أنا قولَ المتنبى :
وَقِيدَتِ
الأُيَّلُ فى الحِبَال
|
|
طَوْعَ
وُهُونِ الخَيْلِ والرِّجالِ
|
* وآل
الشىءُ مآلاً نَقَصَ ، كقولهم : جاز مجازًا.
* وأُلْتُ الشىءَ
أَوْلاً وإِيَالاً : أصلحتُه وسُسْتُهُ.
* وإنه لآيِلُ مالٍ وأيِّلُ
مالٍ ، أى حَسَنُ
القيام عليه.
* وآلَ عليهم أَوْلاً وإيالاً وإِيالَةً : وَلِىَ ، وفى المثل : قد أُلْنا وإِيلَ
علينا ، يقول :
وَلِينا ووُلِىَ علينا.
* وآل الملِكُ رعيته إيالا : ساسَهُم ووَلِىَ عليهم.
* وأُلت الإبل أَوْلاً وإيالاً : سُقْتَها.
* والآلُ : ما أَشرفَ من البعير.
* والآلُ : السَّرابُ.
وقيل الآلُ : هو الذى يكون ضُحّى كالماء بين السماء والأرض يرفع
الشُّخُوصَ ويَزْهاها ، فأما السَّراب : فهو الذى يكون نصفَ النهار لاطِئًا بالأرض
كأنه ماءٌ جارٍ ، وقال ثعلب : الآلُ
فى أول النهار ، وأنشد :
*إذ يرفَعُ الآلُ رَأْسَ الكَلْبِ فارتَفعَا*
وقال اللحيانىُّ : الآلُ
: السَّراب ، يذكَّر
ويؤنَّث ، وقول النابغة :
__________________
حَتَّى
لَحِقْنَا بِهِم تُعْدِى فَوارِسُنَا
|
|
كأنَّها
رَعْنُ قُفٍّ يَرْفَعُ الآلَا
|
وجهُ كون
الفاعل فيه مرفوعًا والمفعول منصوبًا قائمٌ صحيحٌ مَقُولٌ به ، وذلك أن رَعْنَ هذا
القُفّ لما رفعه الآل
فرئى فيه ظهر به الآل إلى مرآة العين ظهورًا ، لولا هذا الرعن لم يبن للعين به
بيانَه إذا كان فيه. ألا ترى أن الآلَ
إذا بَرَقَ للبصر
رافعًا شخصه كان أبدى للناظر إليه منه لو لم يلاق شخصًا يزهاه
فيزداد بالصورة التى حملها سُفُورًا ، وفى مسرح الطَّرْفِ تجلّيًا وظهورًا ، فإن
قلت : فقد قال الأعشى.
*إِذْ يَرْفَعُ الآلُ رَأْسَ الكَلْبِ فَارْتَفَعا*
فجعل الآلَ هو الفاعل والشخص هو المفعولَ! قيل : ليس فى هذا أكثر من
أن هذا جائز وليس فيه دليل على أن غيره غير جائز ؛ ألا ترى أنك إذا قلت : ما
جاءَنى غير زيد ؛ فإنما فى هذا دليل على أن الذى هو غيره لم يأتِكَ ، فأما زيد
نفسه فلم تَعْرِضْ للإخبار بإثبات مَجِىءٍ له أو نفيه عنه ، فقد يجوز أن يكون قد
جاء ، وأن يكون أيضًا لم يجئ ، وقول أبى ذؤيب :
وأشْعَثَ فى
الدَّارِ ذِى لِمَّةٍ
|
|
لَدَى آلِ
خَيْمٍ نَفَاهُ الأَتِىُ
|
قيل : الآلُ هنا الخشب. وآلُ
الجبل : أطرافُه
ونواحيه.
* وآلُ الرجل : أهلُه ، فإما أن تكون الألف منقلبة عن واو ،
وإما أن تكون بدلاً من الهاء ، وقد تقدم فى الهاء ، وتصغيره أُوَيْلٌ وأُهَيْلٌ وقد يكون ذلك لما لا يعقل ، قال الفرزدق :
نَجَوْتَ
وَلَمْ يَمْنُنْ عَلَيْكَ طَلَاقَةً
|
|
سِوَى رَبِذِ
التَّقْرِيبِ من آلِ أَعْوَجَا
|
* والآلُ
: الشخص ، وهو معنى
قول أبى ذؤيب :
يَمَانِيَةً
أحيَالهَا مَظَّ مَابِدٍ
|
|
وَآلَ
قَرَاسٍ صَوْبُ أَرمِيَةٍ كُحْلِ
|
__________________
يعنى ما حول
هذا الموضع من النبات ، وقد يجوز أن يكون الآل
الذى هو الأهل.
* وآلُ الخَيْمَةِ : عَمَدُها ، والآلَةُ : الشِّدَّةُ.
* والآلةُ : ما اعتملْتَ به من الأداة ، تكون واحدًا وجمعًا ،
وقيل : هو جمع لا واحد له من لفظه ، وقول على رضى الله عنه : « نَسْتَعْمِلُ آلةَ الدِّينِ فى طَلَبِ الدُّنْيَا ». إنما يعنى به : العلم
؛ لأن الدين إنما يقوم بالعلم.
* والآلةُ : الحالَةُ.
* والآلةُ : سَرِيرُ المَيِّتِ ـ هذه الأخيرة عن أبى العَمَيْثَلِ
الأعرابىّ ، وبها فَسَّرَ قول كعب ابن زهير :
كُلُّ ابن
أُنْثَى وإِنْ طَالَتْ سَلَامتُهُ
|
|
يَوْمًا
عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْموُلُ
|
* والتَّأْوِيلُ
: بَقْلَةٌ ثمرتها فى
قُرونٍ كقرون الكِباشِ ، وهى شبيهة بالقَفْعاءِ ، ذاتُ غِصَنَةٍ وورقٍ ، وثمرتها
يكرهها المال ، وورقها يشبه ورق الآسِ ، وهى طيبة الريح ، وهو من باب التَّنْبِيتِ
واحدُته تَأْوِيلَةٌ.
* وأَوْلٌ : مَوْضِعٌ ، أنشد ابن الأعرابىّ :
أَيَا
نَخْلَتَى أَوْلٍ سَقَى الأَصْلَ مِنْكُمَا
|
|
مُفِيضُ
الرُّبَا والمُدْجِنَاتُ ذُرَاكُما
|
* وأَوالُ
: قريةٌ ، قال : أنشده
سيبويه :
مَلَكَ
الخَوَرْنَقَ والسَّدِيرَ ودَانَهُ
|
|
ما بَيْنَ
حِمْيَرَ أَهْلِهَا وأَوَالِ
|
صرفه للضرورة
مقلوبه : و أ ل
* وَأَلَ إِلَيه وَأْلاً وَوُءُولاً ووئِيلاً ، وَوَاءَلَ
مُوَاءَلَةً ووِئَالاً : لَجَأَ.
* والْوَأْلُ والمَوْئِلُ : المَلْجَأُ ، ووَاءَلَ
إلى المكان مُواءَلةً ووِئَالاً : بادَرَ.
* والوَأْلَةُ : أَبْعار الغنم والإبل جميعًا ، تجتمع وتَلْتَبِدُ ،
وقيل : هى أبوال الإبل وأبعارها فقط ، وقد
أَوْأَلَ المكانُ وأَوْأَلَهُ هُوَ ، قال فى صفة ماءٍ :
__________________
*أَجْنٍ ومُصْفَرِّ الجِمَامِ مُوأَلِ*
* والمَوْئِلُ : الموضع الذى يَسْتَقِرُّ فيه السَّيْلُ.
* ووائِلٌ : اسم رجل غلب على حى معروف ، وقد يُجعل اسمًا للقبيلة
فلا يصرف.
* ومَوْأَلَةٌ : اسمٌ أيضًا ، قال سيبويه : جاء على مَفْعَلٍ ؛ لأنه
ليس على الفِعْل ، إذ لو كان على الفعل لكان مَفْعِلا ، وأيضًا فإن الأسماء
الأعلام قد يكون فيها ما لا يكون فى غيرها ، وقال ابن جنِّى : إنما ذلك فيمن أخذه
من وَأَلَ ، فأما من أخذه من قولهم : ما مأَلْتُ مَأْلَهُ فإنما هو
حينئذٍ فَوْعَلَةٌ ، وقد تقدم.
* وبَنُو مَوْأَلَةَ : بَطْنٌ منهم ، قال خالد بن قيس بن منقذ بن طريف
لمَلِكِ بن بُجْرَةَ ـ ورَهَنَتْهُ بنو
مَوْأَلَةَ بَنِ مَالِك
فى دِيَةٍ ، ورجوا أن يقبلوه فلم يفعلوا ، وكان مَلِك يحمَقُ ـ فقال خالد :
لَيْتَكَ
إِذْ رُهِنْتَ آلَ مَوْأَلَهْ
|
|
حَزُّوا
بِنَصْلِ السَّيْفِ عند السَّبَلَهْ
|
قال ابن جنى :
إن كان مَوْأَلَةُ من وَأَلَ
فهو مُغَيَّرٌ عن مَوْئِلَةَ للعَلَمية ؛ لأن ما فاؤه واوٌ إنما يجىء أبدا على
مَفْعِلٍ بكسر العين ، نحو : موضِع وموقِع ، وقد تقدم ذلك فى اللام والميم
والهمزة.
اللام والياء والواو
ل و ى
* اللَّىُ : الجَدَلُ ، والشىءُ
لواه لَيّا ، والمرةُ منه
: لَيَّةٌ ، وجمعها : لِوًى
، ككَوَّةٍ وكِوًى ـ عن
أبى علىٍّ.
* ولَوَاه فالتَوَى وتَلَوَّى ، ولَوَى
يده لَيَّا ولَوْيًا ، نادرٌ على الأصل : ثناها. ولم يَحْكِ سيبويه : لَوْيًا ، فيما شذَّ.
* ولَوَى الغلامُ : بلغ عشرين ، وقَوِيَتْ يدُه فَلَوَى يدَ غيره.
* ولَوِىَ القِدْحُ لَوًى
فهو لَوٍ ، والتَوَى
كلاهما : اعْوَجَّ ،
عن أبى حنيفة.
__________________
* واللِّوَى : ما
التَوَى من الرمْلِ ،
وقيل : هو مُسْتَرَقُّه ، والجمع ألْواءٌ ، وكسَّره يعقوب على أَلْوِيَةٍ فقال يصف الظِّمَخَ : (يَنبُتُ فى أَلْوِيَةٍ الرَّمْلِ ودَكادِكِه) ، وفِعَلٌ لا يجمع على
أَفْعِلَةٍ.
* وأَلْوَيْنا : صِرْنا إلى لِوَى
الرَّمْل.
* وقيل : لَوِىَ الرملُ لَوًى
فهو لَوٍ : التوى.
أنشد ابن
الأعرابى :
*يَا ثُجْرَةَ الثَّوْرِ وظِرْبَانَ اللَّوِى*
والاسم : اللِّوَى.
* ولِوَى الحيَّةِ : حِواها ، وهو انطواؤها ـ عن ثعلب ـ.
* ولاوَتِ
الحيةُ الحيةَ لِواءً : التَوَتْ
عليها.
* والتَوَى الماءُ فى مَجْرَاهُ وتَلَوَّى
: انعَطَفَ ولم يَجْرِ
على الاستقامة.
* وتلوَّت الحيَّةُ كذلك.
* وتلوَّى البرقُ فى السَّحابِ : اضْطَرَبَ على غير جهة.
* وقَرْنٌ أَلْوَى : مُعْوَجٌّ.
والجمعُ : لُىٌ ، بضم اللام ـ حكاها سيبويه ـ قال : وكذلك سمعناها من
العرب ، قال : ولم يُكسِّروا ، وإن كان ذلك القياسَ ، وخالفوا بابَ بِيضٍ ؛ لأنه
لما وقع الإدغامُ فى الحرف ذهب المدُّ وصار كأنه حرفٌ متحرك إلا أنه لو جاء مع
عُمْىٍ فى قافية جاز ، فهذا دليل على أن المدغم بمنزلة الصحيح ، والأقيس الكسر
لمجاورتها الياء.
* ولَواهُ دَيْنَهُ وبدَيْنِه لَيّا ولِيّا ولَيَّانًا ولِيّانًا : مطله.
* وأَلْوَى بِحَقِّى ولَوَانِى
: جَحَدَنِى إِيّاه.
* وأَلْوَى بالشىء : ذهب به.
* وأَلْوَى بما فى الإناء من الشراب : استأثَرَ به ، وغلب عليه غيره
، وقد يقال ذلك فى الطعام.
وقول ساعدة :
__________________
سادٍ
تَجرَّمَ فى البَضِيع ثَمانِيًا
|
|
يُلوِى
بِعَيْقَاتِ البِحَارِ ويُجْنَبُ
|
يلوى
بعيقات البحار : أى
يشرب ماءها فيذهب به.
* وأَلْوَتْ به العُقابُ : أخذته فطارت به.
* وأَلْوَى بهم الدهرُ : أهلكهم ، قال :
أَصْبَحَ
الدَّهْرُ وَقَدْ أَلْوَى بهِم
|
|
غَيْرَ
تَقْوَاْلِكَ مِنْ قِيْلٍ وَقَالِ
|
* وأَلْوَى
بثوبه : لمَعَ ، وألوى بالكلام : خالف به عن جهته.
* ولَوَى عن الأمر والْتَوَى
: تثاقل.
* ولَوَيْتُ أمرى عنه ليّا ولَيانا : طَوَيْتُه.
* ولَوَيْتُ عنه الخَبَرَ : أخبرته به على وجهه.
* ولَوَيْتُ عليه : عطفْتُ.
* ولَوَيْتُ عليه : انتظرتُ.
* واللَّوِىُ يَبِيسُ الكلأ والبقْل ، وقيل : هو ما كان منه بين الرطب
واليابس.
* وقد لَوِىَ لَوًى وأَلْوَى : صار
لَوِيّا.
* وأَلْوَتِ الأرض صار بقلها
لويّا.
* والأَلْوَى ، واللُّوَىُ
على لفظ التصغير :
شجرة تنبتُ حِبالاً تعلق بالشجر وتتلوى
عليها ، ولها فى
أطرافها ورق مدور فى طرفه تحديد.
* والأَلْوَى : الشديد الخصومة الجَدِلُ السليط ، وهو أيضًا
المُتفرِّد المعتزل ، والأنثى : ليَّاءُ ، وقد
لَوِىَ لَوًى.
* وطريق أَلْوَى : بعيدٌ مجهول.
* واللَّوِيَّةُ : ما خَبَأْتَه عن غيرك وأخفيته ، قال :
الآكِلونَ
اللَّوايا دُونَ ضَيْفِهم
|
|
والقِدْرُ
مخبوءَةٌ مِنْها أَثَافِيْها
|
__________________
وقيل : هى
الشىء يُخبأ للضيف ، وقيل : هى ما أتحفت به المرأة زائرَها أو ضيفها.
* وقد لَوَى لَوِيَّةً ، والتواها ، والوَلِيَّةُ لغة فى اللَّوِيَّةِ مقلوبة عنه ـ حكاها كُراعُ ـ قال : والجمع : الوَلايا ،
كاللَّوَايا ، يثبتُ القلب فى الجمع.
* واللَّوَى : وجع فى المعدة ، لَوِىَ
لَوًى فهو لَوٍ.
* واللَّوَى : اعوجاج فى ظهر الفرس ، وقد لَوِىَ لَوًى.
* وعود لَوٍ : مُلتَوٍ.
* واللِّوَاءُ : العَلَمُ ، والجمع أَلْوِيَةٌ وأَلْوِياتٌ
، الأخيرة : جمع الجمع
، قال :
*جُنْحَ النَّوَاصِى نحوَ أَلْوِيَاتِها*
* وأَلْوَى اللِّواءَ : عَمِلَه أو رفعه ـ عن ابن الأعرابىّ ـ ولا يقال لَوَّاهُ.
* واللَّوَّاءُ : طائر.
* واللاوِيَاءُ : ضربٌ من النبت.
* واللاوِيَاءُ : مِيْسَمٌ يُكْوَى به.
* ولِيَّةُ : مكان بوادى عُمانَ.
* واللَّوَى : فى معنى اللائى الذى هو جمع التى ـ عن اللحيانى ـ يقال
: هن اللَّوى فعلن ، وأنشد :
جَميعُها
مِنْ أَينُقٍ غَزارِ
|
|
هُنَ
اللَّوَى شُرِّفن بالصِّرارِ
|
* واللاتُ
: صنمٌ لثقيف كانوا
يعبدونه ، هى عند أبى علىٍّ فَعَلةٌ من لَوَيْتُ عليه : أى عطفت وأقمت ، يدلك على
ذلك قوله تعالى : (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ
مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ) [ص : ٦] ، قال سيبويه : أما الإضافة إلى لاتٍ من اللاتِ والعُزَّى فإنك
تَمُدُّها كما تَمُدُّ إذا كانت اسمًا ، وكما تُثَقِّلُ : لو ، وكى إذا كان كل
واحد منهما اسمًا ، فهذه الحروف وأشباهها التى ليس دليل بتحقير ولا جمع ولا فعل
تثنية ؛ إنما يُجعل ما ذهب منه مثل ما هو فيه ويضاعف ، فالحرف الأوسط ساكن على ذلك
يُبنى ، إلا أن يُستدل على حركته بشىء ، قال : وصار الإسكان
__________________
أولى ؛ لأن الحركة زائدة فلم يكونوا ليحركوا إلا بِثَبْتٍ ، كما أنهم لم
يكونوا ليجعلوا الذاهب من « لو » غيرَ « الواو » إلا بثَبْتٍ فجرتْ هذه الحروف على
فَعْلٍ أو فُعْلٍ أو فِعْلٍ. انتهى كلام سيبويه.
قال ابن جنى :
أما اللاتُ والعُزَّى فقد قال أبو الحسن : إن اللام فيهما زائدة ، والذى يدل على
صحة مذهبه أنَّ اللات والعزى عَلَمَان بمنزلة يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْرٍ ومَناةَ ،
وغير ذلك من أسماء الأصنام ، فهذه كلها أعلام ، وغير محتاجة فى تعريفها إلى الألف
واللام ، وليست من باب الحَرِثِ والعباس وغيرهما من الصفات التى تغلب غلبةَ
الأسماء ، فصارت أعلامًا وأُقِرَّت فيها لام التعريف على ضرب من توسم روائح الصفة
فيها فتحمل على ذلك فوجب أن تكون اللام فيها زائدة ، ويؤكد زيادتها فيها أيضًا
لزومها إياها كلزوم لام الذى والآن وبابه ، فإن قلت : فقد حكى أبو زيد : لقيته
فَيْنَةً ، والفَيْنَةَ ، وإلاهَةَ والإلاهَةَ ، وليست فيه فَيْنَةٌ وإلاهة بصفتين
، فيجوز تعريفهما وفيهما اللام كالعباس والحَرِثِ فالجواب : أن فينة والفينة
وإلاهة والإلاهة مما اعتقب عليه تعريفان ، أحدهما : بالألف واللام ، والآخر : بالوضع
والعلمية ، ولم نسمعهم يقولون لاتٌ ولا عُزَّى بغير لام ، فدل لزومُ اللام على
زيادتها ، وأن ما هى فيه ليس مما اعتقب عليه تعريفان ، وأنشدَنا أبو علىٍّ :
أَمَا
وَدِمَاءٍ لا تَزَالُ كَأَنَّها
|
|
عَلَى
قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنَدْمَا
|
هكذا أنشده أبو
على بنصب عَنْدَما وهو كما قال ؛ لأن نسرا بمنزلة عمروٍ ، وقيل أصلها لاهَةٌ ،
سميت باللاهة التى هى الحية ، وقد تقدم.
وحكى ثعلب : لَوَيْتُ لاءً حَسَنةً : عملتُها ، ومدَّ « لا » ، لأنه قد صيرها
اسمًا ، والاسم لا يكون على حرفين وضعًا ، واختار الألف من بين حروف المد واللين
لمكان الفتحة ، قال : وإذا نسبت إليها ، قلت : لَوَوِىُ
، وقصيدةٌ لَوَوِيَّةٌ : قافيتها ، « لَا ».
* ولَاوَى : اسم رجل عجمىّ ، قيل : هو من ولد يعقوب ـ عليهالسلام ـ وموسى ـ عليهالسلام ـ ، من سِبْطِهِ.
مقلوبه : و ل ى
* وَلِىَ الشىء ووَلِىَ
عليه وِلَايةً ووَلايةً ، وقيل : الوِلاية : الخُطَّةِ ، كالإمارة ، والوَلاية المصدر.
__________________
* وقد أَوْلَيْتُه الأمرَ ، ووَلَّيْتُه
إياه.
* وولَّتْه الخمسون ذَنَبَها ـ عن ابن الأعرابىّ ـ أى جعلت ذنبها يَلِيهِ ، وولاها ذَنَبًا كذلك.
* وتَوَلَّى الشىء : لزمه.
* والوَلِيَّةُ : البَرْذَعَةُ ، وإنما تسمى بذلك إذا كانت على ظهر
البعير ؛ لأنها حينئذ
تَلِيهِ ، وقيل : الوَلِيَّةُ التى تحت البَرْذَعَةِ ، وقيل كل ما ولى الظهر من كساء أو غيره فهو وَلِيَّةٌ.
* والوَلِىُ : الصديق والنصير ، وقوله (فَتَكُونَ
لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا) [مريم : ٤٥] قال ثعلب : كل من عبد شيئًا من دون الله فقد اتخذه وليّا ، وقوله تعالى : (اللهُ وَلِيُ
الَّذِينَ آمَنُوا) [البقرة : ٢٥٧] قال أبو إسحاق : الله وليهم
فى حِجاجِهم وهدايتهم
وإقامة البرهان لهم ، لأنه يزيدهم بإيمانهم هداية ، كما قال تعالى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً) [محمد : ١٧].
* ووليُّهم أيضًا فى نصرهم على عدوهم وإظهار دينهم على دين
مخالفيهم.
* وقيل وَلِيُّهم : أى يتولى
ثوابهم ومجازاتهم بحسن
أعمالهم.
* والوَلاءُ : المِلْكُ.
* والمَوْلَى : المالك والعبد ، والأنثى بالهاء ، وفيه مَوْلَوِيَّةٌ إذا كان شبيها
بالمَوالِى.
* وهو يَتَمَوْلَى علينا : أى يتشبه بالسادة ، وما كنت مَوْلًى ، وقد
تَمَوْلَيْتُ.
والاسم : الوَلاءُ.
* والمَوْلَى : الصاحب والقريب كابن العم ونحوه ، قال ابن الأعرابى : المولى : الجار والحليف والشريك وابن الأخت ، والولِىُ والمَوْلَى ، وتَوَلاه
: اتخذه وَلِيّا.
* وإنه
لَبيِّنُ الوَلاةِ ، والوَلِيَّةِ والتَّوَلِّى
والوَلاءِ والوَلايةِ والوِلايةِ ، والوَلْىُ
: القُرب.
* ودارٌ وَلْيَةٌ : قريبة.
وقوله تعالى : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) [القيامة : ٣٤] معناه : التوعُّد والتهدُّد أى : الشر أقرب إليك ، وقال
ثعلب : معناه : دَنَوْتَ من الهَلَكَةِ ، وكذلك قوله : (فَأَوْلى لَهُمْ) [محمد : ٢٠] أى : وليهم
المكروه ، وهو اسمٌ
لِدَنَوْتَ ، أو قَارَبْتَ.
وحكى ابن جنى :
أَوْلاةُ الآن ، فأنث أَوْلَى
، قال : وهذا يدل على
أنه اسم لا فعل ، وقول أبى صخر الهذلى :
أَذُمُّ لكِ
الأَيَّامَ فِيمَا وَلَتْ لَنَا
|
|
وما
لِلَّيَالِى فى الذِى بيننا عُذْرُ
|
__________________
أُراه أراد
فيما قربتْ إلينا من بَيْنٍ وتعذُّرِ قُرْبٍ.
* والقومُ
عَلىَ وَلايَةٌ واحدةٌ ووِلايَةٌ إذا كانوا يدًا عليك بخير أو شر.
* ودارُه وَلِىُ دارِى : أى قريبةٌ منها.
* وأَوْلَى على اليتيم : أوصى.
* ووَالَى بين الأمرين مُوالاةً وَوِلاءً : تابَعَ.
* وتَوالَى الشىء : تتابع.
* والوَلِىُ : المطرُ يأتى بعد الوَسْمِىّ ، وحكى كُراعُ فيه
التخفيف.
وجمع الوَلِىِ : أَوْلِيَةٌ.
* وَوُلِيَتِ الأرضُ وَلْيًا : سُقِيَتِ الوَلِىَ
، فأما ما أنشده ابن
الأعرابى من قول الشاعر :
*نَشْرُ خُزَامَى وُلِىَ الرَّكِيْكا*
فإنما عدَّى وُلِىَ إلى مفعولين ؛ لأنه فى معنى سُقِىَ ، وسُقِىَ متعديةٌ
إلى مفعولين ، فكذلك هذا الذى فى معناها ، وقد يكون الركيكُ مصدرًا ؛ لأنه ضربٌ من
الوَلِىِ ، فكأنه وُلِىَ
وَلْيًا ، كقولك : قعد
القُرْفُصَاءَ ، وأحسن من ذلك أن وُلِىَ
فى معنى : أُرِكَ عليه
، أو رُكَّ ، فيكون قوله : ركيكًا مصدرًا لهذا الفعل المقدر أو اسمًا موضوعًا موضع
المصدر.
* واستولى على الشىء : إذا صار فى يده.
* ووَلَّى الشىءُ وتَوَلَّى
: أدبر.
* وولَّى عنه : أعرض عنه ، أو نأى عنه ، وقوله :
إِذَا ما
امْرُءٌ وَلَّى عَلَىَّ بِوُدِّهِ
|
|
وَأَدْبَرَ
لَمْ يَصْدُرْ بإِدْبَارِه وُدِّى
|
فإنه أراد : وَلَّى عنى ، ووجه تعدَيِتِه ولَّى
بعلى أنه لما كان إذا وَلَّى عنه بوده فقد تغير عليه ، جعل ولَّى بمعنى : تغيَّر ، فعدَّاه بعلى ، وجاز أن يستعمل هنا على
؛ لأنه أمر عليه لا له ، وقول الأعشى.
إذا حَاجَةٌ
وَلَّتْكَ لا تَسْتَطِيعُها
|
|
فَخُذْ
طَرَفًا مِن غَيرها حين تُسْبقُ
|
فإنه أراد وَلَّتْ عنك ، فحذف وأوصل ، وقد يكون ولَّيْتُ الشىء ، وولَّيْتُ
عنه بمعنًى ،
__________________
وقوله تعالى : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ
مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها) [البقرة : ٤٢] يعنى : قولَ اليهود : ما عدلهم عنها ، يعنى : قبلة بيت
المقدس ، وقوله تعالى : (وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ
هُوَ مُوَلِّيها) [البقرة : ١٤٨] قيل : فيه قولان ، قال بعض أهل اللغة ـ وهو أكثرهم ـ : هو (لِكُلٍ) والمعنى : هو
موليها وجهَهُ أى :
كل أهل وجهةٍ هم الذين ولَّوا وجوههم إلى تلك الجهة ، وقد قُرِئَ هو مُوَلّاها ، قال
: وهو حسن ، وقال قوم (هُوَ مُوَلِّيها) : أى : الله تعالى يولَّى أهل كل مِلَّةٍ القبلة التى
يريد ، وكلا القولين جائز.
وقالوا : لو
طلبتَ وَلاءَ ضَبَّةَ من تميم لَشَقَّ عليك ، أى : تمييز هؤلاء من هؤلاء ـ حكاه
اللحيانى ، فروى الطُّوسِىُّ : وَلاءً بالفتح ، وروى ثابتٌ : وِلاءً بالكسر.
* ووَالَى غنمَه : عَزَلَ بعضها من بعض وميَّزها ، قال ذو
الرُّمَّةِ :
يُوالِى
إِذَا اصْطكَّ الخُصُومُ أَمَامَهُ
|
|
وُجُوهَ
القَضَابَا مِنْ وُجُوه المَظَالِم
|
* والوَلِيَّةُ : ما تخبَؤُه المرأة من زادٍ لضيف يحلُّ ـ عن كُراع ـ.
قال : والأصلُ لَوِيَّةٌ فقلب ، والجمع : وَلايَا ، ثَبَتَ القلبُ فى الجمع.
مقلوبه : و ي ل
* الوَيْلُ : حُلُولُ الشَّرِّ.
* والوَيْلَةُ : الفضيحة ، وقيل : هو تَفَجُّعٌ.
* وَوَيَّلَه وَوَيَّلَ له : أكثر له من ذكر
الويل.
* وتويَّل هو : دعا
بالويل لما نزل به ،
قال النابغة الجعدى :
على مَوْطِنٍ
أَغشِى هُوَازِنَ كُلَّها
|
|
أَخَا
المَوْتِ كَظا رَهْبَةً وتَوَيُّلا
|
* وقالوا : له وَيْلٌ وَيِيلٌ ، ووَيْلٌ
وئِيْلٌ ، همزوه على
غير قياس وأُراها ليست بصحيحة.
ووَيلٌ وائِلٌ على النسب والمبالغة ؛ لأنه لم يُستعمل منه فعل ، قال
ابن جنى : امتنعوا من استعمال أفعالِ الوَيْلِ
والوَيْسِ والويحِ
والوَيْبِ ؛ لأن القياس نفاه ، ومنع منه ؛ وذلك لأنه [لو] صُرف الفعل ،
من ذلك لوجب اعتلال فائه وعينه كوعد وباع ، فتحاموا استعماله لما كان يعقب من
اجتماع إعلالين.
قال سيبويه :
وقالوا وَيْلٌ له وَيْلاً له ، أى : قُبْحًا ، الرفع على الاسم ، والنصب على
__________________
المصدر ، ولا فعل له ، وحكى ثعلب وَيْلٍ
له ، وأنشد :
وَيْلٍ
بزَيْدٍ فتىً شَيْخٍ! أَلُوذُ به
|
|
فلا أُعَشِّى
لَدَى زَيْدٍ وَلا أَرِدُ
|
أراد فلا أعشى
إبلى ، وقيل أراد فلا أتعشى.
* ووَيْلٌ : كلمة عذاب.
* ووَيْلٌ : وادٍ فى جهنم ، وقيل : باب من أبوابها.
* ورجل وَيْلِمَّةٌ ، وويْلُمَّةٌ : دَاهٍ ، لِقَولهم فى المُسْتَجَادِ : ويلُمَّهِ ، يريدون وَيْلَ
أُمِّهِ ، كما يقولون
: لابَ لك ، يريدون لا أَبَ لك ، فركّبوه وجعلوه كالشىء الواحد ؛ ابن جنى : هذا
خارج على الحكاية ، أى : يقال له من دهائه ويلُمَّهِ ، ثم ألحقت الهاء للمبالغة
كداهية.
انتهى الثلاثى
* * *
باب الرباعى
اللام والنون
[نأمل]
* النَأمَلَةُ : مَشْىُ المُقَيَّدِ ، وقد نَأْمَلَ.
تم حرف اللام
__________________
حرف النون
باب الثنائى المضاعف
النون والفاء
ن ف ن ف
* النَّفْنَفُ : الهواء ، وكل شىء بينه وبين الأرض مَهْوًى نَفْنَفٌ.
* والنَّفْنَفُ : المفارة.
* والنَّفْنافُ : البعيد (عن كُراعٍ).
مقلوبه : ف ن ن
* الفَنُ : الحالُ.
* والفَنُ : الضرب من الشىء.
والجمع : أفنانٌ ، وفُنُونٌ
، وهو الأُفْنُونُ.
* وافتنَ : أخذ فى فنون
من القول.
* والفنون : الأَخْلاط من الناس.
* وإن المجلس
ليجمع فنونًا من الناس ، أى : ناسًا ليسوا من قبيلة واحدة.
* وفَنَّنَ الناس : جعلهم فنونًا.
* وَفَنَّهُ يَفُنُّه فَنَّا : طرده.
* وفَنَّه يَفُنُّه فَنّا : عَنَّاهُ ، قال :
لأَجْعَلَنْ
لابنَة عَمْرٍو فَنَّا
|
|
حَتّى يكُونَ
مَهْرُها دُهْدُنَّا
|
* والفَنُ
: الغَبْنُ ، والفعل
كالفعل ، والمصدر كالمصدر ، وامرأة
مِفَنَّةٌ تكون من
الغَبْنِ ، ويكون من الطرد والتَّعْنِيَةِ.
* وأُفْنُون الشباب : أَوَّلُهُ ، وكذلك أُفْنُون السحاب.
__________________
* والفَنَنُ : الغصن ، وقيل : الغصن القضيب ، يعنى المَقْضُوبُ.
* والفَنَنُ : ما تشعَّب منه ، والجمع : أَفْنانٌ ، قال سيبويه : لم يجاوزوا به هذا البناء ، وقول الشاعر
:
مِنَّا أَنْ
ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ حتّى
|
|
أَغَاثَ
شَريِدَهُم فَنَنُ الظَّلامِ
|
فإنه استعار
للظلام أفنانا ؛ لأنه يستر الناس بأستارها وأرواقها ، كما تَستر
الغصونُ بأفنانها وأوراقها.
* وشجرة فَنْوَاءُ : طويلة
الأفنان ، على غير
قياس.
* والفَنَنُ : الفرع من الشجر ، والجمع كالجمع.
* وامرأة
فَنْوَاءُ : كثيرة الشعر ، والقياس فى كل ذلك فنَّاءُ ، وشَعَرٌ
فينَانٌ.
قال سيبويه :
معناه أن له فنونا كأفنان
الشجر ؛ ولذلك صرف ،
ورجل فينَانٌ ، وامرأة
فينَانَةٌ ، وهذا هو
القياس ؛ لأن المذكر
فينَانٌ مصروفٌ مشتق من
أَفْنانِ الشجر.
وحكى ابن
الأعرابىّ : امرأة فَيْنَا : كثيرة الشعر ـ مقصور ـ فإن كان هذا كما حكاه ، فحكم فينان : ألا يصرف ـ وأُرَى ذلك ـ وهما من ابن الأعرابىّ.
* وتَفَنَّنَ : اضْطَرَبَ كالفَنَنِ
، وقال بعضهم تفنن : اضطرب ولم يشتقّه من الفنن
، والأول أولى قال :
لو أَنَّ
عُوْدًا سَمْهَريا مِنْ قَنَا
|
|
أَو مِنْ
جِيَادِ الأَرْزَنَاتِ الأَرْزَنَا
|
لاقَى الَّذِى
لاقَيتُه تَفَنَّنَا
|
* والأُفْنُون
: الحيَّةُ ، وقيل :
العجوز ، وقيل : الداهية.
* وأُفنونُ : اسم امرأةٍ ، وهو أيضًا اسم شاعر سُمِّيَا بأحد هذه
الأشياء.
* والمُفَنَّنَةُ من النساء : الكبيرة السيئة الخلق.
ورجل مُفَنَّنٌ كذلك.
* والتَّفْنِينُ : تَفَزُّرُ الثوب إذا بَلِىَ من غير تَشَقُّقٍ شديد ،
وقيل : هو اختلاف عَمَلِه برِقَّةٍ فى مكان ، وكثافةٍ فى آخر ؛ وبه فسر ابن
الأعرابىّ قول أَبان بن عثمان : اللحن فى الرجُلِ
__________________
ذى الهيئة
كالتفنين فى الثوب
الجيّد.
* وثوب مُفَنَّنٌ : مختلف.
* والفَنِينُ : ورم فى الإبط ووجع ، أنشد ابن الأعرابى :
فلا تنْكِحِى
يَا أَسْمَ إِنْ كُنْتِ حُرَّةً
|
|
عُتَيْبَة
نَابًا نُجَّ عَنْهَا فَنِينُها
|
نصب نابا على
الذم أو على البدل من عتيبة ، أى هو فى الضعف كهذه الناب التى هذه صفتها ، وهكذا
وجدناه بضبط الحامض : نُجَّ بضم النون ، والمعروف نَجَّ.
* وبعير فَنِينٌ ومَفْنُونٌ : به وَرَمٌ فى إبطه.
* والفَيْنانُ : فرسُ قُرانَةَ بن عُوَيَّةَ الضَّبِّىِّ.
النون والباء
ن ب ب
* نَبَ التْيسُ يَنِبُ
نبّا ونَبِيبًا ونِبَابًا. ونَبْنَبَ
: صاح عند الهِياجِ.
* ونَبَ عَتُودُ فلان : إذا تكبَّر ، قال الفرزدق :
وَكُنَّا
إِذَا الجَبَّارُ نَبَ عَتُودُه
|
|
ضَرَبْنَاه
تَحْتَ الأُنْثَيَيْنِ عَلَى الكُرْدِ
|
* وأُنْبُوبُ
القَصَبَةِ والرُّمْحِ
وأنبوبتهما : كعبهما.
* ونبَّبَتِ العِجْلَةُ ـ وهى بقْلَة مستطيلة مع الأرض ـ : صارت لها أنابيب أى : كُعُوبٌ ، وأنبوب
النبات كذلك.
* وأنابيب الرِّئَةِ : مخارج النَّفَس منها على التشبيه بذلك ،
وقوله : أنشده ابن الأعرابى :
أَصْهَبُ
هدَّارٌ لكُلِّ أَرْكُبِ
|
|
بِغَيْلَةٍ
تَنْسَلُّ بَيْنَ الأَنْبُبِ
|
يجوز أن يعنى بالأَنْبُبِ : أنابيب
الرئة ، كأنه حذف
زوائد أنبوب فقال نَبٌ
ثم كسَّره على أَنُبٍ ثم أظهر التضعيف ، وكل ذلك للضرورة ولو قال : بين الأُنبُبِ فضم الهمزة لكان جائزًا ، ولو جهناه على أنه أراد الأُنبوب فحذف ، ولساغ له أن يقول : بين الأُنبب ، وإن كانت بَيْنَ تقتضى أكثر من واحد ؛ لأنه أراد الجنس
، فكأنه قال : بين الأنابيب.
__________________
* والأُنْبُوبُ : السَّطْرُ من الشجر ، وأنبوب
الجبل : طَرِيقَةٌ فيه
، هُذَلِيَّةٌ ؛ قال الهُذَلِىُّ :
*فى رَأسِ شَاهِقَةٍ أُنْبُوبُها خَصِرُ*
مقلوبه : ب ن ن
* البنَّةُ : الريح الطيبة ؛ كرائحة التفاح ونحوه ، قال سيبويه :
جعلوه اسمًا للرائحة كالخَطْمَةِ.
* والبنَّةُ : ريحُ مرابض الغنم والظباء والبقر ، وربما سميت مرابض
الغنم بَنَّةً ، قال :
وَعِيدٌ
تَحْدُجُ الأَرْآمُ مِنْهُ
|
|
وتكرَهُ
بَنَّةَ الغَنَم الذِّئابُ
|
ورواه ابن دريد
تَخْدِجُ أى : تطرَحُ أولادها نُقَّصًا.
* والبنَّة أيضًا : الرائحة المنتنة ، ومنه قول على ـ رضى الله عنه
ـ لبعض الحَاكَة وخطب إليه بنته : « واللهِ إِنِّى لَكَأَنِّى أَجِدُ مِنْكَ بَنَّةَ الغَزْل » ، والجمع من كل ذلك : بِنَانٌ.
* وبَنَ بالمكان يَبِنُ
بَنّا وأَبَنَ : أقام ، قال :
أَبَنَ بها
عَوْدُ المَبَاءَةِ طَيِّبٌ
|
|
نَسِيمَ
البِنانِ فى الكِنَاسِ المُظَلُلِ
|
وأَبَى
الأصمعىُّ إلا أبَنَ.
* وأَبَنَّتِ السحابةُ : دامت ولزمت ، وقوله :
*بَلَّ الذُّنَابا عَبَسا مُبِنَّا*
يجوز أن يكون
اللازمَ اللازِقَ ، ويجوز أن يكون من البنَّةِ التى هى الرائحة المنتنة ، فإما أن يكون على الفعل وإما
أن يكون على النسب.
* والبَنَانُ : الأصابع ، وقيل : أطرافها ، واحدته : بَنَانَةٌ.
* والبنان فى قوله تعالى : (بَلى قادِرِينَ عَلى
أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) [القيامة : ٤] يعنى :
__________________
شَوَاهُ ، قال الفارسى : نجعلها كخف البعير فلا ينتفع بها فى صناعة ، فأما
ما أنشده سيبويه من قوله :
قَدْ
جَعَلَتْ مَىٌّ على الطِّرارِ
|
|
خَمْسَ
بَنانٍ قَانِىَ الأَظْفَارِ
|
فإنه أضاف إلى
المفرد بحسب إضافة الجنس ، يعنى بالمفرد : أنه لم يُكسَّر عليه واحد للجمع ؛ إنما
هو كسِدْرَةٍ وسِدْرٍ ، وقوله تعالى : (فَاضْرِبُوا فَوْقَ
الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَ بَنانٍ) [الأنفال : ١٢]. قال أبو إسحاق : البنانُ
هنا جميع أعضاء البدن.
* والبَنَانَةُ والبُنَانَةُ : الرَّوْضَةُ المُعْشِبَةُ.
* وبنانَةُ : حىٌّ.
ومن خفيف هذا
الباب
ب ن
* بَنْ وَلا
بَنْ : لغةٌ فى بَلْ
ولا بَلْ ، وقيل : هو على البدل.
ومما ضوعف من
فائه ولامه
ب ن ب
* بَنْبَانُ : غير مصروف ، موضعٌ (عن ثعلب).
النون والميم
ن م م
النَمُ
: التَّوْرِيشُ
والإغراء ، ورَفْعُ الحديث على وجه الإشاعة والإفساد ، وقيل : تزيين الكلام
بالكذب.
* نَمَ يَنَمُ وينُمُ ، ونَمَ
به وعليه نَمّا ونَمِيمَةً ونَمِيمًا ، وقيل النميم
: جمع نَمِيمَةٍ بعد أن يكون اسمًا ، أنشد ثعلب فى تَعْدِيَةِ نَمَ بِعَلَى :
وَنَمَ
عَليْكَ الكاشِحُونَ وَقبلَ ذا
|
|
عَليْكَ
الهَوَى قَدْ نَمَ لو نَفَعَ النَّمُ
|
__________________
* ورجل نَمُومٌ ونَمَّامٌ وَمِنَمٌ ونَمٌ من قوم نَمِّينَ
وأَنِمَّاءَ ونُمٍ.
وصرح
اللحيانىُّ بأن نُمّا جمع نَمومٍ
، وهو القياس ، وامرأة نَمَّةٌ.
* والنميمة : صوت الكِنَانَةِ والكِتابةِ ، وقيل : هو وَسْوَاسُ
همس الكلام.
* والنَامَّة : حياةُ النفس ، وفى الحديث : « لا تُمِّثِلُوا بِنَامَّة الله » .
أى : بخلق الله
، ونامِيَةِ اللهِ أيضًا ـ هذه الأخيرة على البدل.
* وأسْكَتَ
اللهُ نامَّتَهُ أى : جِرْسَهُ.
* وسمعت نامَّتَه ، وَنَمَّتَهُ
أى : حِسَّهُ ،
والأعرف فى كل ذلك : نَأْمَتَهُ.
* ونَمَ الشىء : سطعت رائحته.
* والنَّمَّامُ : نَبْتٌ طيب الريح ، صفة غالبة.
* ونَمْنَمَتِ الريحُ الترابَ : خَطَّتْهُ وتركت عليه أثرا شِبْهَ
الكتابة ، وهو النِّمْنِمُ
والنِّمنِيمُ ، قال ذو الرمة
:
*فِيفٌ عليها لِذَيْلِ الرِّيحِ نِمْنِيمُ*
* والنَّمْنَمَةُ : خطوطٌ قصارٌ ، شبه ما تُنمنم الريح.
* وثوب مُنَمْنَمٌ : مَرْقُومٌ.
* والنُّمْنُمُ : البَيَاضُ الذى على أظفار الأحداث ، واحدته : نَمْنَمةٌ ، ونُمْنُمَة.
* والنَّمَّةُ : النَّمْلَةُ فى بعض اللغات.
* والنُّمِّيُ : فُلُوسُ الرَّصاصِ ، رومية ؛ قال أوس بن حجر :
وقَارَفَتْ
وَهْىَ لَمْ تَجْرَبْ وبَاعَ لها
|
|
مِنْ
الفَصافِصِ بالنُّمِّيِ سِفْسِيرُ
|
واحدته : نُمِّيَّةٌ. والنُّمِّىُ
: الصَّنْجَةُ.
* والنُّمِّىُ : العيب (عن ثعلب) ، وأنشد :
ولو شِئْتُ
أَبْدَيْتُ نُمِّيَّهُمْ
|
|
وأَدْخلْتُ
تَحْتَ الثِّيَابِ الإِبَرْ
|
__________________
* وما بها نُمِّيٌ أى : ما بها أحد.
* والنُّمِّيَّةُ : الطبيعة ، قال الطرماح :
بِلا خَدَبٍ
ولا خَوَرٍ إذا ما
|
|
بَدَتْ
نُمِّيَّةُ الخَدَبِ النُّفاتِ
|
مقلوبه : م ن ن
* مَنَّهُ يَمُنُّهُ مَنّا : قطعه.
* وحَبْلٌ مَنينٌ : مقطوع ، والجمع : أَمِنَّةٌ ومُنُنٌ.
* وكل حبل نزع
به أو مُنِخَ : مَنِينٌ. ولا يقال للرِّشَاءِ مِنَ الجلدِ مَنِينٌ ، والمَنِينُ
: الغُبَارُ المتقطع.
* والمَنُ : الإعياء والفَتْرة.
* ومَنَ الناقةَ
يمنُّها مَنّا ومَنَّنَها ومَنَّنَ
بها : هَزَلَها من
السفر ، وقد يكون ذلك فى الإنسان ، وفى الخبر : أن أبا كبير غزا مع تأبط شرّا فمنَّنَ به ثلاثَ ليالٍ ، أى : أجهده وأتعبه.
* والمُنَّةُ : القوة ، وخص به قوة القلب.
* والمَنيِنُ : القَوِىُّ.
* والمَنَينُ : الضعيف (عن ابن الأعرابى) وأنشد :
يا رِيِّها
إِنْ سَلِمَتْ يَمِينى
|
|
وسَلِمَ
الساقِى الذىَ يلينى
|
ولم تَخُنِّى
عُقَدُ المَنِينِ
|
* ومنَّهُ
السيرُ يمُنُّه منّا : أضعفه.
* ومَنَّه يَمُنُّهُ مَنّا : نقصه.
* والمَنُونُ : الموت ؛ لأنه يَمُنُ
كلَّ شىء ؛ يضعفه ،
وينقصه ، ويقطعه ، وقيل المنون
: الدهر ، وجعله عدى
بن زيد جمعا فقال :
مَنْ
رَأَيْتَ المَنُونَ عَرَّيْنَ أَمَّنْ
|
|
ذَا عَلَيه
مِنْ أَنْ يُضَامَ خَفِيرُ
|
__________________
وهو يذكر ويؤنث
، فمن أنث حمل على المَنِيَّةِ ، ومن ذكَّر حمل على الموت ، قال أبو ذؤيب :
أَمِنَ
المَنُونِ وَرَيْبِهِ تتوجَّعُ
|
|
والدَّهْرُ
ليس بمُعْتِبٍ مَنْ يجزَعُ
|
وقد روى :
ورَيْبِها ، حملا على المنية ، ويحتمل أن يكون التأنيث راجعا إلى معنى الجنسية
والكثرة؟ وذلك لأن الداهية توصف بالعموم والكثرة والانتشار ، قال الفارسىُّ : إنما
ذكَّره ؛ لأنه ذهب به إلى معنى الجنس.
* ومَنَ عليه يمُنُ
مَنّا : أحسن وأنعم
، والاسم : المِنَّةُ.
* ومنَ عليه وامْتَنَ
وتَمَنَّنَ : قَرَعَهُ بِمِنَّةٍ ، أنشد ثعلب :
أعطاكَ يا
زيدُ الذى يُعطى النِّعمْ
|
|
مِنْ غَيْرِ
لا تَمَنُّنٍ ولا عَدَمْ
|
بَوَائكا لَمْ
تَنْتَجِعْ مَعَ الغَنَمْ
|
وفى المثل : كَمنِ الغَيثِ على العَرْفَجَةِ : أصابها يابسةً فاخضرتْ ،
يقول : أَتَمُنُ عَلىَ كَمَنِ
الغَيْثِ على
العَرْفَجَة؟ قالوا : ومَنَ
عليه خَيْرَه ، يَمُنُّه مَنّا ، فَعدوه ، قال :
كأنِّى إِذْ
مَنَنْتُ عَلَيْكَ خَيِرى
|
|
مَنْنتُ
عَلَى مُقَطَّعَةِ النِّياطِ
|
* ومَنَ
يَمُنُ مَنّا : اعتقد عليه مَنّا وحَسِبَهُ عليه ، وقوله تعالى : (وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ) [القلم : ٣] جاء فى التفسير غير محسُوبٍ ، وقيل : غير مقطوع.
* والمِنِّينَا مِن المنِ
الذى هو اعتقاد المنِ على الرجل ، وقال أبو عبيد فى بعض النسخ : المِنيْنَا
مِن المنِ والامْتِنَانِ.
* ورجُلٌ مَنُونَةٌ ومَنُونٌ
: كثير الامتنان ، (الأخيرة
عن اللحيانى).
* والمَنُونُ من النساء : التى تُزَوَّجُ لمالها فهى تَمُنُّ على
زوجها.
* والمنَّانَةُ كالَمُون.
* والمَنُ : طَلٌّ ينزل من السماء ، وقيل : هو شِبْهُ العسل كان
ينزل على بنى إسرائيل.
* والمَنُ : كيل أو ميزان ، والجمع : أَمْنَانٌ.
__________________
* والمُمَنُ : الذى لم يَدَّعِهِ أَبٌ.
* والمِنَنَةُ : القُنْفُذُ.
ومن خفيفه
م ن
* مَنْ : اسم بمعنى الذى ، وتكون للشرط ، وهو اسم مُغْنٍ عن
الكلام الكثير المتناهى فى البِعادِ والطول ، وذلك أنك إذا قلت مَنْ يَقُمْ أَقُمْ معه ، كفاك ذلك من ذكر جميع الناس ، ولو
لا هو لاحْتَجْتَ إلى أَنْ تقول : إِنْ يَقُمْ زَيْدٌ أو عمرو أو جعفر أو قاسم
ونحو ذلك ، ثم تَقِفُ حَسِيرًا مبْهورًا ولما تجد إلى غرضك سبيلاً.
وتكون
للاستفهام المحض ، وتُثنَّى وتجمع فى الحكاية كقولك : مَنَانِ ومَنُونَ ومَنْتَانِ ومَنَاتٍ ، فإذا وصلوا فهو فى جميع ذلك مفرد مذكر ، وأما قول
الشاعر :
أَتَوْا
نَارِى فقلت : مَنُونَ؟ قالوا :
|
|
سَرَاةُ
الجِنِّ! قُلْتُ عِمُوا ظلاما
|
فمن رواه هكذا
فإنه أجرى الوصل مُجْرَى الوقف ، فإن قلت : فإنه فى الوقف إنما يكون مَنُونْ ساكنَ
النون ، وأنت فى البيت قد حركته ، فهذا إذًا ليس على نية الوصل ولا على نية الوقف
؛ فالجواب أنه لما أجراه فى الوصل على حَدِّه فى الوقف فأثبت الواو والنون ،
التقتا ساكنتين ، فاضطر حينئذ إلى أنْ حرك النون لالتقاء الساكنين لإقامة الوزن ،
فهذه الحركة إذًا إنما هى حركة مستحدثة لم تكن فى الوقف ، وإنما اضطر إليها الوصلُ
، فأما مَنْ رواه مَنُونَ أنْتُم فأمره مُشْكِلٌ ؛ وذلك أنه شبه « مَنْ » بأىٍّ فقال : منون
أنتم على قوله :
أَيُّونَ أنتم ، وكما جُعل أحدهما على الآخر هنا ، كذلك جُمِعَ بينهما فى أن
جُرِّدَ من الاستفهام كل منهما ، ألا ترى إلى حكاية يونس عنهم ضرب مَنٌ مَنًا كقولك : ضرب رجل رجلاً ، فنظير هذا فى التجريد له
من معنى الاستفهام ما أنشدناه من قول الآخر :
وأسماءُ ما
أسماءُ لَيْلَةَ أَدْلَجَتْ
|
|
إِلىَّ
وأصْحَابِى بأَىَّ وأَيْنَمَا
|
فجعل أَيّا
اسمًا للجهة ، فلما اجتمعت فيها التعريف والتأنيث منعها الصرفَ ، وإن شئت
__________________
قلتَ : كان تقديره مَنُونَ
كالقول الأول ، ثم قال
: أنتم ، أى : أنتم المقصودون بهذا الاستثبات ، كقول عَدِىٍّ :
أَرَوَاحٌ
مُوَدِعٌ أَمْ بُكُورٌ
|
|
أَنْتَ
فَانْظُرْ لأَىِّ ذَاكَ تَصيِرُ
|
إذا أردت :
أنْتَ الهالِكُ ، وكذلك أراد لأَىِّ ذَيْنِكَ ، وقولهم فى جواب مَنْ قال : رأيت
زيدًا المَنِىَّ يا هذا ، فالَمِنىُّ : صفة غير مفيدة ؛ وإنما معناه الإضافة إلى
مَنْ لا يخص بذلك قبيلة معروفة ، كما أن مَنْ
لا تخص عَيْنًا ،
وكذلك تقول المَنِيَّانِ
والمَنِيُّونَ والمَنِيَّةُ والمَنِيَّتَانِ والمَنِيَّاتُ
، فإذا وَصَلْتَ
أفردْتَ على ما بينه سيبويه.
وتكون
للاستفهام الذى فيه معنى التعجب ، نحو ما حكاه سيبويه من قول العرب : سبحان الله مَنْ هو وما هو ، وأما قوله :
*جَادَتْ بِكفَّىْ كَانَ مَنْ أَرْمَى الْبَشَرْ*
فقد رُوى مَنْ أَرْمَى البَشَرْ ، بفتح ميم مَنْ ، أى : بكفىَ مَنْ
هو أرمى البشر ، «
وكان » على هذا زائدة ، ولو لم تكن فيه هذه الرواية لما جاز القياس عليه لفروده
وشذوذه عمّا عليه عَقْدُ هذا الموضع ، ألا ترى أنك لا تقول مررت بوَجْهُهُ حَسَنٌ
، ولا نَظَرْتُ إلى غُلامُهُ سَعِيدٌ؟
هذا قول ابن
جنى. وروايتنا : كان مِنْ
أرْمَى البَشَر ؛ أى
بكَفَّىْ رجُلٍ كان مِنْ. وهو أيضًا اسم مُغْنٍ عن التكثير ، وذلك أنك إذا قلت : مَنْ عندك ، أغناك ذلك عن ذكر الناس.
* ومِنْ : تكون لابتداء الغاية فى الأماكن ، وذلك قوله : مِنْ مكان كذا وكذا إلى مكان كذا وكذا ، وتقول إذا كتبت
كتابًا : من فلان إلى فلان ، فهذه الأسماء التى هى سوى الأماكن بمنزلتها. وتكون
أيضًا للتبعيض ، تقول : هذا
من الثوب ، وهذا
منهم ، كأنك قلت : بعضه أو بعضهم ؛ وتكون للجنس ، وقوله تعالى : (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ
نَفْساً) [النساء : ٤] إن قال قائل كيف يجوز أن يقبل الرجل المهر كله ؛ وإنما قال
منه؟ فالجواب فى ذلك ؛ أن مِنْ
هاهنا للجنس كما قال :
(فَاجْتَنِبُوا
الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) [الحج : ٣٠] ولم نؤمر باجتناب بعض الأوثان ؛ ولكن المعنى : اجتنبوا
الرِّجْسَ الذى هو وثن ، وكلوا الشىءَ الذى هو مهرٌ ، وكذلك قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً
__________________
وَأَجْراً
عَظِيماً) [الفتح : ٢٩]. وقد تدخل فى موضعٍ لو لم تدخل فيه كان الكلامُ مستقيمًا ،
ولكنها توكيد بمنزلة ما ، إلا أنها تجرُّ ؛ لأنها حرف إضافة ، وذلك قولك : ما
أتانى مِنْ رَجُلٍ ، وما رأيت من
أحد ، لو أخرجتَ (مِنْ) كان الكلام حسنا ؛ ولكنه أكد بِمِنْ ؛ لأن هذا موضع
تبعيض فأراد أنه لم يأته بعض الرجال والناس ، وكذلك وَيْحَهُ مِنْ رجل ، إنما أراد أن يجعل التعجب مِنْ بعض الرجال ، وكذلك لِى مِلْؤُه من عسل ، وهو أفضل مِنْ
زيد ، إنما أراد أن
يفضله على بعض ولا يعم ، وكذلك إذا قلت : أخزى اللهُ الكاذبَ مِنِّى ومِنْك ، إلا
أن هذا وقولك أفضل منك لا يستغنى عن من
فيهما ؛ لأنها توصل
الأمر إلى ما بعدها.
قال سيبويه :
وأما قولك : رأيته من
ذلك الموضع فإنك جعلته
غاية رؤيتك ، كما جعلته غايةً حيث أردت الابتداء والمنتهى.
قال اللحيانى :
فإذا لقيت النون ألِفَ الوصل فبعضهم يخفض النون فيقول : مِنِ القوم ومِنِ
ابنِك.
وحكى عن
طَيِّئٍ وكَلْبٍ : اطلبوا
مِنِ الرحمن ،
وبعضهم يفتح النون عند اللام وألف الوصل ، فيقول مِنَ
القوم ومِنَ ابنك ، قال : وأُرَاهُمْ إنما ذهبوا فى فتحها إلى الأصل
؛ لأن أصلها إنما هو مِنَا.
قال : فلما
جُعِلَتْ أداةً حُذِفَتْ الألف وبقيت النون مفتوحة ، قال : وهى فى قُضَاعَةَ ،
وأنشد الكسائى عن بعض قضاعة :
بَذلْنا
مَارِنَ الخَطِىِّ فيهم
|
|
وكُلَّ
مُهَنَّدٍ ذَكَرٍ حُسَامِ
|
مِنَا أَنْ
ذَرَّ قَرْنُ الشَّمسِ حَتَّى
|
|
أَغَاثَ
شَرِيَدهُمْ فَنَنُ الظَّلَامِ
|
قال ابن جنى :
قال الكسائى : أراد
مِنْ ؛ وأصلها عندهم
مِنَا ، واحتاج إليها فأظهرها على الصحة هنا.
قال ابن جنى :
يحتمل عندى أن يكون مِنَا فِعَلا من مَنَى
يَمْنِي إذا قَدَّرَ
كقوله :
*حَتَّى تُلاقِى الذى يَمْنِى لَكَ المانِى*
أى : يُقَدِّرُ
لك المُقدِّرُ ، فكأنه تقدير ذلك الوقت ومُوَازَنَتُه ، أى : من أول النهار لا
يزيد ولا ينقص.
__________________
قال سيبويه :
قالوا مِنَ الله ومِنَ
الرسول ومِنَ المؤمنين فتحوا ؛ لأنها لما كثرت فى كلامهم ولم تكن
فعلاً وكان الفتح أخف عليهم فتحوا وشبهوها بِأَيْنَ وكَيْفَ ، يعنى : أنه قد كان
حكمها أن تُكسَّر ؛ لالتقاء الساكنين ، قال : لكن فتحوا لما ذُكِرَ ، قال : وزعموا
أن ناسًا من العرب يقولون مِنِ
الله فيكسرونه
ويُجرونه على القياس يعنى أن الأصل : [ ] كل ذلك أن يُكسَّر لالتقاء الساكنين ،
قال : وقد اختلفت العرب فى مِنْ
إذا كان بعدها ألف وصل
غير ألف اللام فكسره قوم على القياس ، وهى أكثر فى كلامهم ، وهى الجيدة ، ولم
يكسِّروا فى ألف اللام ؛ لأنها مع ألف اللام أكثر ؛ إذ الألف واللام كثيرة فى
الكلام ، وتدخل فى كل اسم نكرة ففتحوا استخفافًا فصار مِنَ الله بمنزلة الشاذ ، وذلك قولك : مِنِ ابنك ومِنِ
امرئٍ ، قال : وقد فتح
قوم فصحاءُ فقالوا : مِنَ
ابنكَ فأجروها مُجرى
قولك : مِنَ المسلمين ، قال أبو إسحاق : ويجوز حذف النون من « مِنْ » ، و « عَنْ » لالتقاء الساكنين وحذفها من « مِنْ »
أكثر من حذفها من « عن » ؛ لأن دخول « مِنْ » فى الكلام أكثر من دخول « عن » وأنشد
:
أَخِبرْ
أَبَا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكَةً
|
|
غَيْرَ
الَّذْىِ قَدْ يُقَالُ مِ الْكَذِبِ
|
* * *
باب الثلاثى الصحيح
النون والباء والميم
ب ن م
* البَنَامُ : لغة فى البَنَانِ ، قال عمر بن أبى ربيعَة :
*فَقَالَتْ وعَضَّتْ بالبَنَامِ فَضَحْتَنِى*
* * *
الثنانى المضاعف من المعتل
النون والهمزة
ن أ ن أ
* النَأْنَأَةُ : العَجْزُ.
__________________
* وقد تَنَأْنَأَ ونَأْنَأَ فى رأيه نَأْنَأَةً ومُنَأْنَاةً : ضَعُفَ فيه ولم يُبْرِمْهُ.
* ورجل نَأْنَأٌ ونَأْنَاءٌ : عاجزٌ جَبانٌ.
* ونَأْنَأَه : كَفَّه.
وفى كتاب العين
: رجل نَأْنَأٌ يُكثِرُ تقليب حَدَقَتَيْهِ ، والمعروف : رَأْرَأٌ.
مقلوبه : أ ن ن
* أَنَ يَئِنُ أَنّا وأَنِينًا وأُنَانًا : تأوَّه.
* ورجلٌ أنَّانٌ. وأُنَّانٌ
وأُنَنَةٌ : كثيرُ
الأَنِينِ ، وقيل الأُنَنَةُ : الكثير النَّثِ للشكوى.
* وامرأة أنَّانة كذلك ، وفى بعض وصايا العرب : لا تتخذها حنَّانَةً ولا
مَنَّانَةً ولا أنَّانَةً.
* ومَا لَه
حانَّةٌ ولا آنَّةٌ : أى ناقةٌ ولا شاةٌ ، وقيل : الحانَّةُ : الناقة ، والآنَّةُ : الأَمَةُ
تَئِنُ من التعب.
* وأنَّتِ القوس تَئِنُ
أَنِينًا : أَلانَتْ
صوتَها ومدَّتْهُ (حكاه أبو حنيفة) وأنشد قول رؤبة :
تَئِنُ
حِيْنَ يَجْذِبُ المَخْطُومَا
|
|
أَنِيْنَ
عَبْرَى أَسْلَمَتْ حَمِيْمَا
|
* والأُنَنُ
: طائر يضرب إلى السواد
له طَوْقٌ كهيئة طَوْقِ الدُّبْسِىّ أحمر الرجلين والمنقار ، وقيل : هو
الوَرَشَانُ ، وقيل : هو مثل الحمام إلا أنه أسود ، وصوتُه أنين : أُوْهْ أُوْهْ.
* وإِنَّهُ لَمِئَنَّةٌ أن يفعل ذاك ، أى : خَلِيقٌ ، وقيل : مَخْلَقَةٌ من
ذاك.
وكذلك الاثنان
والجميع والمؤنث ؛ وقد يجوز أن تكون مَئِنَّةٌ فَعِلَّةً ، فهو على هذا ثلاثى.
وأتاه على مَئِنَّة ذاك أى : حينه ورُبَّانه.
وفى الحديث : «
مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْه الرجل » .
أى : بَيانٌ
منه ، وأنَّ الماءَ
يؤُنُّه أنّا : صبَّه.
وفى كلام
الأوائل : أُنَ ماءً ثم اغْلِهِ ـ حكاه ابن دريد ـ قال : وكان ابن
الكلبى يرويه : أُنَ ماءً ، ويزعم أن « أُنَ
» تصحيف.
* وإِنَ : حرف تأكيد ، وقوله عزوجل : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) [طه : ٦٣] أخبر أبو على
__________________
أن أبا إسحاق ذهب فيه إلى أن « إنَ
» هنا بمعنى : نعم ،
وهذان مرفوع بالابتداء ، وأن اللام فى لساحران داخلة على غير ضرورة ، وأن تقديره :
نعم هذان لهما ساحران ، وحكى عن أبى إسحاق أنه قال : هذا الذى عندى فيه ، والله
أعلم. وقد بين أبو علىٍّ فساد ذلك فغنِينا نحن عن إيضاحه هنا.
فأما قوله عزوجل : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ
خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) [القمر : ٤٩] ، (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي
وَنُمِيتُ) [ق : ٤٣] ونحو ذلك فأصله : إنَّنَا ولكن حذفت إحدى النونين من « إِنَ » تخفيفًا ، وينبغى أن تكون الثانية منهما ؛ لأنها طرف ،
وهى أضعف ، ومن العرب من يبدل همزتها هاءً مع اللام ، كما أبدلوها فى هَرَقْتُ ،
فيقول : لَهِنَّكَ لرجُلُ صدقٍ ، قال سيبويه : وليس كل العرب تتكلم بها ،
قال الشاعر :
أَلا يَا
سَنَا بَرْقٍ عَلَى قُلَلِ الحِمَى
|
|
لَهِنَّكَ
مِنْ بَرْقٍ عَلَىَّ كَرِيمُ
|
وحكى ابن
الأعرابى : هِنَّك وواهِنَّكَ ، وذلك على البدل أيضًا.
* وأنَ كإنَ فى التأكيد ؛ إلا أنها تقع موقع الأسماء ولا تبدل همزتها
هاءً ، ولذلك قال سيبويه : وليس إِنَ
كأنَ ، إنَ كالفعل وأنَ
كالاسم ، ولا تدخل
اللام مع المفتوحة ، فأما قراءة سعيد بن جبير إِلا
أَنَّهم لَيَأْكُلُونَ
الطَّعَامَ [الفرقان : ٢٠] بالفتح ، فإن
اللام زائدة كزيادتها
فى قوله :
*لَهِنَّكِ فى الدُّنَيا لَبَاقِيةُ العُمْرِ*
ولا أفعل كذا
ما أنَ فى السماء نجما ـ حكاه يعقوب ـ ولا أعرف ما وجه فتح أنَ هنا إلا أن يكون على توهم الفعل كأنه قال : ما ثبت أنَ
فى السماء نجمًا ، أو
ما وجد أنَ فى السماء نجمًا ، وحكى اللحيانى : ما أنَ ذلك الجبل مكانه وما
أنَ حراءً مكانه ،
ولم يُفسره.
* وكأنَ : حرف تشبيه ، إِنَّمَا هو « أَنَّ » دخلت عليها الكاف ، قال ابن جنى : إن سأل
سائل فقال : ما وجه دخول الكاف هاهنا؟ وكيف أصل وضعها وترتيبها؟ فالجواب : أن أصل
قولنا : كأنَ زيدًا عمروٌ
إنما هو إِنَ زيدًا كعمرو ، فالكاف هنا تشبيه صريح وهى متعلقة بمحذوف
، وكأنك قلت : إن زيدًا كائنٌ كعمرو ، وإنهم أرادوا الاهتمام بالتشبيه الذى عليه عقدوا الجملة
فأزالوا الكاف من وسط الجملة ، وقدموها إلى أَوَّلِها لإفراط عنايتهم بالتشبيه ،
__________________
فلما أدخلوها على إنَّ من قبلها وجب فتح إنَ
؛ لأنَّ المكسورة لا
يتقدمها حرف الجر ، ولا تقع إلا أوَّلاً أبدا ، وبقى معنى التشبيه الذى كان فيها
وهى متوسطةٌ بحالِهِ فيها وهى متقدمة ، وذلك قولهم : كأنَ زيدًا عمروٌ ؛ إلا أنَّ الكاف الآن لما تقدمت بطل أن
تكون معلقة بفعل ولا بشىء فى معنى الفعل ؛ لأنها فارقت الموضع الذى يمكن أن تتعلق
فيها بمحذوف ، وتقدمت إلى أوَّل الجملة وزالت عن الموضع الذى كانت فيه متعلقة بخبر
إنَّ المحذوف ، فزال ما كان لها من التعلق بمعانى الأفعال ، وليست هاهنا زائدة ؛
لأن معنى التشبيه موجود فيها ، وإن كانت قد تقدمت وأزيلت عن مكانها.
فإن قلت إنَّ
الكاف فى كأنَ الآن ليست متعلقة بفعل ، وليس ذلك بمانع من الجر فيها!
ألا ترى أن الكاف فى قوله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ) [الشورى : ١١] ليست متعلقة بفعل ، وهى مع ذلك جارَّةٌ؟ ويؤكد عندك أيضًا
هنا أنها جارة فتحهم الهمزة بعدها ، كما يفتحونها بعد العوامل الجارة وغيرها ؛
وذلك قولك : عجبت من أنك
قائم ، وأظن أنك منطلق
، وبلغنى أنك كريم ، فكما فَتَحْتَ أنَ
لوقوعها بعد العوامل
قبلها موقع الأسماء كذلك فتحت أيضًا فى كأنك قائم ؛ لأن قبلها عاملاً قد جرَّها ؛
وأما قول الراجز :
فَبَادَ
حَتَّى لَكَأنْ لَمْ يَسْكُنِ
|
|
فَالْيَومَ
أَبْكِى وَمَتَى لَمْ يُبْكِنى
|
فإنه أكد الحرف
باللام ، وقوله :
كَأَنَ
دَريِئَةً لَمَّا الْتَقَيْنَا
|
|
لِنَصْلِ
السَّيْفِ مُجْتَمَعُ الصُّدَاعِ
|
أَعْمَلَ معنى
التشبية فى « كأنَّ » فى الظرف الزمانى الذى هو « لما التقينا » وجاز ذلك فى كأنَّ
لما فيها من معنى التشبيه.
وقد تخفف أَنْ ويرفع ما بعدها ، قال الشاعر :
أَنْ
تَقْرَآنِ على أَسْماءَ وَيْحَكُما
|
|
مِنِّى
السَّلامَ وأَنْ لْا تُعْلِما أحَدا
|
قال ابن جنى :
سألت أبا علىٍّ فقلت : لم رفع تقرآن؟ فقال : أراد النون الثقيلة ، أى : أنكما
تقرآنِ ، قال أبو علىٍّ : وأولى « أَنْ
» المخففة من الثقيلة
الفعلَ بلا عوض ضرورة.
وهذا على كل
حال وإن كان فيه بعض الصنعة فهو أسهل مما ارتكبه الكوفيون.
__________________
قال : وقرأت
على محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى فى تفسير « أن تقرآن » ، قال : شبه أنْ بما ،
فلم يُعملها فى صلتها ، وهذا مذهب البغداديّين ، قال : وفى هذا بُعْدٌ ؛ وذلك أنَّ
(أنْ) لا تقع ـ إذا وصلت ـ حالاً أبدًا ؛ إنما هى للمضى أو
الاستقبال ؛ نحو : سرنى أنْ
قام زيد ، ويسرنى أنْ يقوم ، ولا تقول : يسرنى أن يقوم وهو فى حال قيام. و «
ما » إذا وصلت بالفعل فكانت مصدرًا فهى للحال أبدًا ، نحو قولك : ما تقوم حسن ، أى
: قيامك الذى أنت عليه حسن ؛ فيبعد تشبيه واحدة منهما بالأخرى ، وكل واحدة منها
موقع صاحبتها ، ومن العرب من ينصب بها مخففة ، وتكون إنَ فى موضع « أَجَلْ ».
وحكى سيبويه :
ائْتِ السوقَ أنَّك تشترى لنا شيئًا ؛ أى : لَعَلَّكَ ، وعليه وجه قوله
تعالى : (وَما يُشْعِرُكُمْ
أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ) [الأنعام : ١٠٩] إذ لو كانت مفتوحةً عَنْهَا لكان ذلك عذرًا له ، قال الفارسى
: فسألت عنه ـ أَوَانَ القراءة ـ أبا بكر فقال : هو كقول الإنسان إنَ فلانًا يقرأ ولا يفهم ؛ فتقول أنت : وما يدريك أنه لا يفهم ، وتبدل من همزة
أنَ مفتوحةً عَيْنٌ
فيقال : علمت عَنَّك منطلق.
وقالوا : لا
أَفْعَلُهُ ما أَنَ فى السماء نجم ، وما
أَنَ فى الفرات قطرة
؛ أى : ما كان ، وحكى اللحيانى : ما
أنَ فى فراتٍ قطرةٌ
، وقد ينصب ؛ ولا أفعَلَهُ ما
أنَ السماءَ سماءٌ
، قال اللحيانى : ما كان ، وإنما فسره على المعنى.
* وأَنَّى : كلمة معناها : كيف ، ومِنْ أَيْنَ.
ومن خفيف هذا
الباب
أ ن
* إنْ : بمعنى ما فى النفى ، وتُوصَلُ بها ما زائدة ، قال
زُهَيْرٌ :
مَا إِنْ
يَكَادُ يُخَلِّيهم لِوِجْهَتِهمْ
|
|
تَخالُجُ
الأَمْرِ إِنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَكُ
|
وقوله أنشده
سيبويه :
وَرَجِّ
الفَتَى للخَيْرِ مَا إِنْ رَأَيْتَهُ
|
|
عَلَى
السِّنِّ خَيْرًا لا يزالُ يَزيدُ
|
فإنما دخلت « إنْ » على « ما » وإن
كانت « ما » هنا
مصدرية لشبهها لفظا بما النافية التى تُؤَكَّدُ
__________________
بإنْ ، وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّرُ ما المصدرية إلى أنها كأنَّها « ما
» التى معناها النفى ، أفلا ترى أنك لو لم تجذب إحداهما إلى أنها كأنها بمعنى
الأخرى لم يَجُزْ لك إلحاق إِنْ
بها؟
قال سيبويه :
وقولهم : افعل كذا وكذا إمَّا لا ، ألزموها « ما » عوضًا ، وهذا أحرى إذ كانوا
يقولون آثِرًا ما ، فيُلزمون ما ، شبهوها بما يَلْزَمُ من النونات فى لأفعلنَّ ،
واللامِ فى إن كان ليفعل ، وإن كان ليس مثلَه ؛ وإنما هو شاذ.
وتكون للشرط
نحو : إِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ.
وحكى ابن جنى
عن قُطْرُبٍ : أن طَيِّئًا تقول : هِنْ فَعَلْتَ فَعَلْتُ ، يريدون : إنْ ،
فيبدلون.
وتكون زائدة مع
ما النافية ، وحكى ثعلب : أعْطهِ إنْ
شاء ؛ أى : إذا شاء ،
ولا تُعْطِهِ إنْ شاء ، معناه : إذا شاء فلا تعطه.
وأَنْ تنصب الأفعال المضارعة ما لم تكن فى معنى أَنَّ.
قال سيبويه :
وقولهم أمَّا أنت منطلقًا انطلقت معك ؛ إنما هى أَنْ ضُمَّتْ إليها (ما) وهى « ما
» التوكيد ، ولزمت كراهيةَ أن يجحفوا بها ؛ لتكونَ عِوَضًا من ذهاب الفعل كما كانت
الهاء والألف عوضًا فى الزنادقة ، واليمانى من الياء.
فأما قول
الشاعر :
تَعَرَّضَتْ
لِى بمكانٍ حِلِ
|
|
تَعَرُّضَ
المُهْرَةِ فى الطِّوَلِ
|
تَعَرُّضًا لَمْ
يأْلُ عَنْ قَتْلاً لِى
|
فإنه أراد « لم
يألُ أنْ قتلاً لى » أى : أن قتلنى قتلاً ؛ فأبدل العين مكان
الهمزة ، وهذه عَنْعَنَةُ تميم ، وقد تقدمت ، ويجوز أن يكون أراد الحكاية ، كأنه
حكى النصب الذى كان معتادًا من قولها فى بابه ، أى : كانت تقول قتلاً قتلاً ، أى
أنا أقتله قتلاً ، ثم حكى ما كانت تَلْفِظُ به.
وقوله :
إنِّى
زَعِيمٌ يا نُويْ
|
|
قَةُ إِنْ
نَجوْتِ مِنَ الرَّوَاحِ
|
أَنْ
تَهْبِطيِنَ بِلادَ قَوْ
|
|
مٍ
يُرْتِعُونَ مَعَ الطِّلَاحِ
|
__________________
قال ثعلب : قال
الفراء : هذه (أنْ) الدائرةُ ، يَليها الماضى والدائم فتبطل عنهما ؛ فلما
وليها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضى والدائم.
وتكون زائدة مع
« لمَّا » التى بمعنى حين ، وتكون بمعنى (أَىْ) نحو قوله تعالى : (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا) [ص : ٦] قال بعضهم : لا يجوز الوقوف عليها ؛ لأنها تأتى ليعبر بها وبما
بعدها عن معنى الفعل الذى قبلها ، فالكلام شديد الحاجة إلى ما بعدها ليُفَسَّر به
ما قبلها ؛ فبحسب ذلك امتنع الوقوف عليها. وحكى ثعلب أيضًا : أعْطِهِ إلا أَنْ يشاءَ ؛ أى : لا تعطه إذا شاء ؛ ولا تعطه إلا أن يشاء ،
معناه : إذا شاء فأعطه.
* وأَنَ : اسم المتكلم ، فإذا وقفت ألحقت ألفًا للسكوت ورُوِىَ
عن قطرب أنه قال : فى « أَنَ
» خمس لغات : أَنَ فَعَلْتُ ، وأَنَا فَعَلْتُ ، وَآاْنَ
فَعَلْتُ ، وأَنْ فَعَلْتُ ، وأَنَهْ
فَعَلْتُ.
حكى كل ذلك عنه
ابن جنى وفيه ضعف كما ترى ، قال ابن جنى : يجوز أن تكون الهاء فى أَنَهْ بدلاً من الألف فى أَنَا ؛ لأن الأكثر فى الاستعمال إنما
هو أنا بالألف ، والهاء قليلة ، فهى بدل من الألف ، ويجوز أن
تكون الهاء أُلحقت لبيان الحركة كما أُلحقت الألف ولا تكون بدلاً منها بل قائمة
بنفسها كالتى فى كِتَابِيَهْ وحِسَابِيَهْ.
وأنت ضمير المخاطب ، الاسم أَنْ والتاءُ علامة المخاطب ،
والأنثى : أَنْتِ ، وتقول فى التثنية أنتما وليس بتثنية أنْتَ إذ لو كان
تثنيةً لوجب أن تقول فى أَنْتَ أنتان ، إنما هو اسم مصوغ يدل على التثنية كما صيغ
هذان وهاتان ، و (كُما) مِنْ ضَرَبْتُكُما و (هما) ، يدل على التثنية ؛ وهو غير
مُثنّى على حَدِّ زيد وزيدان.
النون والياء
ن ي ن
* نَيَّانُ : مَوْضِعٌ ، قال : أنشده يعقوب فى الألفاظ :
قَرَّبَهَا
ولَمْ تكَدْ تَقْرَّبُ
|
|
مِنْ أَهْلِ
نَيَّانَ وَسِيقٌ أَحْدَبُ
|
وأما قول
عطَّافِ بن أبى شَعْفَرَة الكلبى :
فمَا ذَرَّ
قَرْنُ الشَّمسِ حَتَّى كأنَّهُم
|
|
بِذِى
الرِّمثِ مِنْ نَيَّاْ نَعامٌ نَوافِرُ
|
فإنما أراد من نَيَّانَ ، فحذف.
__________________
مقلوبه : ي ي ن
* يَيْنٌ : اسم بلد ـ عن كُراع ـ قال : ليس فى الكلام اسم وقعت فى
أوله ياءان غيره ، وقال ابن جنى : إنما هو
يَيَنٌ وقَرَنَه
بِدَدَنٍ.
النون والواو
ومما ضوعف من
فائه ولامه
ن و ن
* النُّونُ : الحوت ، والجمع نِيْنَانٌ.
* والنُّونُ : حرف هجاء ، وهو حرف مجهور أَغَنُّ ، يكون أصلاً وبدلاً
وزائدًا.
فالأصل نحو :
نون نُعْمٍ ، ونون جَنْبٍ ، ونون حِصْنٍ.
وأما البدل :
فذهب بعضهم إلى أنَّ النُونَ فى فَعْلانَ فَعْلَى بدلٌ من همزة فَعْلاءَ ، وإنما
دعاهم إلى القول بذلك أشياء ، منها : أن الوزن فى الحركة والسكون فى فعلان وفعلاء
واحدٌ ، وأن فى آخر فعلان زائدتين زيدتا معا ، والألفُ منها ألفٌ ساكنة ؛ كما أن
فعلاء كذلك ، ومنها أن مؤنث فعلان على غير بنائها ؛ كما أن مذكر فعلاء على غير
بنائها ، ومنها : أن آخر فعلاء همزة التأنيث كما أن فى آخر فعلان نونًا تكون فى
فَعَلْنَ نحو : قُمْنَ وقَعَدْنَ علامةَ تأنيثٍ ؛ فلما أشبهت الهمزةُ النونَ هذا
الإشباه وتقاربتا هذا التقارب لم تَخْلُوَا أن تكونا أصلين ، كل واحدة منهما قائمة
بنفسها غير مبدلة من صاحبتها ، أو تكون إحداهما منقلبة عن الأخرى ، فالذى يدل على
أنهما ليستا بأصلين ـ بل النون بدل من الهمزة ـ قولهم فى صنعاء وبَهْراء صنعانِىُّ
وبَهْرَانِىُّ ، لما أرادوا الإضافة إليهما ؛ فإبدالهم النون من الهمزة فى صنعاء
وبهراء يدل على أنها فى باب فَعْلان فَعْلى بدلٌ من همزة فعلاء ، وقد ينضاف إليه مقويا
له قولهم فى جمع إنسان : أناسىُّ ، وفى ظَرِبَانٍ : ظَرَابِىُّ ، فجرى هذا مَجْرَى
قولهم صلفاءُ وصلافِىُّ ، وخَبْرَاءُ وخَبارِىُّ ؛ فردُّهم النونَ فى إنسانٍ
وظَرِبَانٍ ياءً فى ظرابىّ وأناسىّ ؛ وردُّهم همزة خبراء وصلفاء ياءً ـ يدل على أن
الموضع للهمزة ؛ وأن النون داخلة عليها.
* والتنوين ، والتنوينة : معروف.
* ونوَّنَ الاسم : ألحقه التنوينَ.
* والنُّونَةُ : الثُّقْبَةُ فى ذقن الصبى الصغير ، وفى حديث عثمان
رضى الله عنه : أنه رأى
صبيّا مليحًا فقال : « دَسِّمُوا
نُونَتَهُ » أى : سَوِّدُوها ؛ لئلا تُصيبها العين ، حكاه الهروى فى
الغريبين.
مقلوبه : و ن ن
* الوَنُ : الصَنْجُ ، وهو الوَنْجُ ؛ كلاهما دخيل.
انقضى الثنائى
* * *
باب الثلاثى المعتل
النون والفاء والهمزة
ن ف أ
* النُّفَأُ : القِطَعُ من النَبْت المتفرقة هنا وهنا ، وقيل هى
رِياضٌ مجتمعة تَنْقَطِعُ من معظم الكلأ وتُرْبِى عليه ، قال الأسود بن يَعْفُرَ :
جَادَتْ
سَوَارِيه وآزَرَ نَبْتَهُ
|
|
نُفَأٌ مِن
الصَّفْرَاءِ والزُّبَّادِ
|
واحدتها
نُفَأَةٌ ، وقوله :
وآزر نبته يُقَوِّى أنَ نُفَأَةً ونُفَأً من باب عُشَرَةٍ وعُشَرٍ ، إذ لو كان مكسّرًا لاحتال
حتى يقول آزرت.
مقلوبه : ن أ ف
* نَئِفَ : الشىء
نَأَفًا.
* ونَأَفًا : أكله ، وقيل : هو أَكْلُ خيارِ الشىء وأوله.
* ونَئِفَتِ الراعيةُ المَرْعَى : أكلته ، وزعم أبو حنيفة أنه على
تأخير الهمزة ، وليس هذا بقوى.
* ونَئِفَ من الشراب نَأَفًا ونَأْفًا : رَوِىَ.
مقلوبه : ف ن أ
* مَالٌ ذُو فَنأٍ ، أى : كثرةٍ ، كفنع. وأُرَى الهمزة بدلاً من العين ،
وأنشدنى أبو العلاء بيت أبى محجن الثقفى :
__________________
وَقَدْ
أَجُودُ وَما مَالى بِذى فَنأٍ
|
|
وأَكْتُمُ
السِّرَّ فيه ضَرْبَةُ العُنُقِ
|
ورواية يعقوب
فى الألفاظ :بذى فَنَعٍ.
مقلوبه : أ ن ف
* الأَنْفُ : المَنْخِرُ ، والجمع : آنُفٌ
وآنَافٌ وأُنُوفٌ.
أنشد ابن
الأعرابى :
بِيضُ
الوُجوه كريمةٌ أَحْسَابُهُم
|
|
فى كُلِّ
نَائِبَةٍ عِزازُ الآنُفِ
|
وقال الأعشى :
إذا رَوَّحَ
الرَّاعِى اللِّقَاحَ مُغرِّبًا
|
|
وأَمْسَتْ
على آنافِها غَبَراتُها
|
وقال حسان بن
ثابت :
بيضُ الوجُوه
كَرِيمةٌ أَحْسَابُهُم
|
|
شُمُ
الأُنُوفِ منَ الطِّرازِ الأوَّلِ
|
* وأَنَفَهُ
يأنِفُهُ أَنْفًا : أصاب أنْفَه.
* ورجل أُنافِىٌ : عظيم الأَنْفِ.
* وامرأة أَنُوفٌ : طيبة ريح الأنف.
وقال ابن
الأعرابى : هى التى يُعجبك شَمُّك لها ، قال : وقيل لأعرابى تزوَّجَ امرأةً : كيف
وجدتها؟ فقال : وجدتُها رَصُوفا رَشُوفا
أَنُوفا ، وكل ذلك قد
تقدم تفسيره.
* وبعيرٌ مَأْنُوفٌ : يساق بأنفه.
* وأَنِفَ أَنَفًا فهو
أَنِفٌ وآنِفٌ : شكى أَنفه منِ البُرَّةِ.
وفى الحديث : «
إِنَّ الْمؤْمِنَ كَالْبَعِيِرِ
الأَنِف » الآنِف : أى أنه لا يَرِيمُ التشكى ، وقيل : الأَنِفُ الذى عقره الخِطَامُ وإن كان من خِشاشٍ أو بُرَةٍ فى أَنْفِه ، فمعناه أنه ليس يمتنع على قائده فى شىء للوجع الذى به
، وكان الأصل فى هذا أن يقال : مأنُوفٌ
كما يقال : مصدور
ونحوه.
__________________
* وأَنَفَهُ : جعله يشتكى أَنْفَه.
* وأضاع مطلبَ أَنْفِه ، وموضعَ أنفه
: أى الرَّحِمَ التى
خرج منها « عن ثعلب » وأنشد :
وإذا الكَريمُ
أَضَاعَ مَوْضِعَ أَنْفِهِ
|
|
أَوْ
عِرْضَهُ لِكَرِيهَةٍ لم يَغْضَبِ
|
* وأَنْفَا القوس : الحَدَّان اللذان فى بواطن السِّيَتَيْن.
* وأَنْفُ النَعْلِ : أَسَلَتُها.
* وأَنْفُ كل شىء : طرفه وأوله ، ويكون فى الأزمنة ، واستعمله أبو
خِراشٍ فى اللحْيَةِ فقال :
تُخَاصِمُ
قَومًا لا تُلقَّى جَوابَهُمْ
|
|
وقد أَخَذَتْ
مِنْ أَنْفِ لِحْيَتِكَ اليَدُ
|
سمى مقدَّمها أَنْفا ، يقول : فطالت لحيتُكَ حتى قَبَضْت عليها ولا عَقْلَ
لك ؛ مَثَلٌ.
* وأَنْفُ النَّابِ : طرفه حين يطلع.
* وأنف النَّابِ : حَرْفُه.
* وأنف البَرْدِ : أشدُّه.
* وجاء يعدو أَنْفَ الشدِّ والعَدْو أى : أشدَّه.
* وأَنْفُ الجبل : نادِرٌ يَنْدُرُ منه.
* والمؤنَّفُ : المحدَّدُ من كل شىء.
* والمؤنَّفُ : المُسَوَّى.
* وسَيْرٌ مُؤَنَّفٌ : مَقْدُودٌ على قدرٍ واستواءٍ ، ومنه قول الأعرابى يصف
فرسًا : (لُهِزَ لَهْزَ العَيْر ، وأنِّفَ
تأنيف السَّيْر) أى :
قُدَّ حتى استوى كما يستوى السير المقدود.
* ورَوْضَةٌ أُنُفٌ : لم تُوطأ واحتاج أبو النجم إليه فسكَّنه فقال :
*أُنْفٌ تَرَى ذِبَّانَها تُعَلِّلُهْ*
* وكلأٌ أُنُفٌ : إذا كان بحاله لم يَرْعَه أحدٌ.
* وكأس أُنُف : مَلأَى ، وكذلك المَنْهَلُ.
__________________
* والأُنُفُ : الخَمْرُ التى لم يُستخرج من دَنِّها شىء قبلها ، قال
عبدة بن الطبيب :
ثُمَّ
اصْطَبَحْنَا كُمَيْتًا قَرْقَفًا أُنُفًا
|
|
مِن طَيِّبِ
الرَّاحِ واللَّذاتُ تَعْلِيلُ
|
* وأرضُ أُنُفٌ وأَنِيفَةٌ : مُنْبِتَةٌ ، وهى آنَفُ
بلاد الله.
* وآنَفَ وَطِئَ كلأً
أُنُفًا ، واستأْنَفَ الشىء ، وائْتَنَفَهُ
: أخذ أوَّله وابتدأه
، وقيل : استقبله.
* واستأنفه بوعدٍ ابتدأه به من غير أن يسأله إياه ، أنشد ثعلب :
وأَنْتِ
المُنَى لو كُنْتِ تَسْتَأْنِفِيْنَنا
|
|
بِوَعْدٍ
ولكنْ مُعْتَفَاكِ جَدِيْبُ
|
أى : لو كنت
تَعِدِيننا الوصلَ.
* وأُنْفُ الشىء : أوَّلُه ، ومستأنفُهُ.
* والمُؤْنَفَةُ والمُؤَنَّفَةُ من الإبل : التى يَتَتَبَّعُ بها أُنُفَ المَرْعَى ؛ أى أوله. وفى كتاب على بن حمزة : أَنْفُ المرعى.
* ورجل مِئْنافٌ : يستأنف
المرعى والمنازل.
* والمونَّفةُ من النساء : التى استُؤْنِفَتْ
بالنكاح أوّلاً ، يقال
: امرأة مُؤَنَّفَةٌ مكثَّفة ، وقد تقدم ذكر المكثفة.
* وجاء آنِفًا : أى قُبَيلُ.
* وفَعَلَهُ بآنِفَةٍ وآنِفًا ـ عن ابن الأعرابى ـ ولم يفسره ، وعندى أنه مثل قولهم
فَعَلَهُ أَنِفًا ، وقال الزجاج فى قوله تعالى (ما ذا قالَ آنِفاً) [محمد : ١٦] أى ماذا قال الساعة فى أوَّل وقت يقرب منا.
* ومعنى آنِفاً : من قولك استأنفت
الشىء إذا ابتدأته.
* وأَنِفَ من الشىء
أَنَفًا وأَنَفَةً : حَمِىَ.
* وأَنِفَ الطعامَ وغيره أَنَفًا : كَرِهَه.
* ورجلٌ أَنُوفٌ : شديد
الأَنَفَةِ ، والجمع : أُنُفٌ وآنفَهُ : جعله يَأْنَفُ.
وقول ذى الرمة
:
رَعَتْ
بارِضَ البُهْمَى جَمِيمًا وبُسْرَةً
|
|
وَصَنْعَاءَ
حَتَّى آنَفَتْهَا فِصَالُهَا
|
__________________
يجوز أن يكون آنفتها : جعلتها تشتكى أُنُوفها ، وإن شئت قلت : إنه فاعَلَتْها من الأَنْف ، وقال عُمارة : آنَفَتْها : جعلتها
تأنَفُ منها كما يأنف الإنسان فقيل له : إن الأصمعى يقول كذا ، وإن أبا عمرو
يقول كذا ، فقال : الأصمعى عاضٌّ كذا من أُمِّهِ ، وأبو عمرو ماصٌّ كذا من أُمّهِ
، أَأَقُول ويقولان ، فأَخْبَرَ الراوِيَةُ ابنَ الأعرابى بهذا فقال : صدق ، وأنت
عرضتهما له.
* وأَنْفٌ : بلدة ، قال عَبْدُ مناف بن رِبْعٍ الهذلى :
مِنَ الأَسَى
أَهْلُ أَنْفٍ يَوْمَ جَاءَهُم
|
|
جَيْشُ
الحِمَارِ فَكَانُوا عَارِضًا بَرِدَا
|
مقلوبه : أ ف ن
* أَفَنَ الناقةَ والشاةَ
يأْفِنُهَا أفْنًا : حَلَبَها فى غير حِينها ، وقيل : هو استخراجُ جميع ما فى ضَرْعِها ، قال
المُخَبَّلُ :
إذا أُفِنَتْ
أَرْوَى عِيَالَك أَفْنُهَا
|
|
وإِنْ
حُيِّنَتْ أَرْبَى على الوَطْبِ حِينُهَا
|
وقيل : هو أن
يحتلبها فى كل وقت ، وقيل : الأَفْنُ
: أن تُحلب الشاةُ
والناقةُ فى غير وقت حلبها فيُفسدها ذلك.
* ورجل مَأْفُونٌ : ضعيف العقل والرأى ، وقيل : هو المتمدح بما ليس عنده ،
والأولُ أصح.
* وقد أُفِنَ أَفْنًا وَأَفَنًا والأفِينُ
كالمَأْفُونِ ، ومنه قولهم :
كثرة الرّقينِ تُعَفِّى على أَفَنِ
الأفين.
* وأخذ الشىءَ بإفَّانِه : أى بزَمَانِه وأوله ، وقد يكون فِعْلانا.
* وجاءه على إفَّانِ ذاك : أى إبَّانه.
* والأفانِى : نَبْتٌ ، وقال ابن الأعرابى : هو شجرٌ بِيضٌ ، وأنشد :
كَأنَ
الأَفَانِى شَيْبٌ لها
|
|
إذا التفَّ
تَحْتَ عَنَاصِى الوَبَرْ
|
وقال أبو حنيفة
: الأفانِى : من العشب ، وهى غبراء لها زهرة حمراء ، وهى طيبة تكثر
ولها كلأ يابس.
__________________
وقيل : الأفانى شىء ينبت كأنه حَمْصَةٌ يُشَبَّهُ بفراخ القطا حين
يُشَوِّكُ ، تبدأُ بقلة ثم تصير شجرة خضراء غبراء ، قال النابغة فى وصف حَمِيرٍ :
تَوَالِبُ
يَرْفَعُ الأذناب عَنْها
|
|
شَرَى
أَسْتَاهِهِنَّ مِنَ الأَفَانِى
|
وزاد أبو
المكارم أن الصبيان يجعلونها كالخواتم فى أيديهم وأنها إذا يبست وابيضت شوَّكتْ ،
وشوكُها الحَماطُ ، وهو لا يقع فى شراب إلا رِيْحَ من يشربه ، وقال أبو السَّمْحِ
: هى من الجنْبَةِ شجيرة صغيرة مجتمع ورقها كالكُبَّة ، وغُبَيْراء مَليسٌ ورقها
وعيدانها شبه الزَّغَبِ ، لها شُوَيك لا تكاد تَستَبِينُهُ ، فإذا وقع على جلد
الإنسان وجده كأنه حريق نار ، وربما شَرِىَ منه الجلدُ ، وسال منه الدمُ.
النون والباء والهمزة
ن ب أ
* النَّبَأُ : الخبر ، والجمع أنباءٌ ، وقوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ *
عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) [النبأ : ١ ، ٢] قيل : عن القرآن ، وقيل : عن البعث ، وقيل :
عن أمره صلىاللهعليهوسلم.
وقد أنبأه إياه ، وبه ، وكذلك نَبَّأَه
متعدّية بحرف وغير
حرف.
وحكى سيبويه :
أنا أُنْبُؤُكَ على الإتْباع. وقوله :
*إلى هِنْدٍ مَتَى مَا تُسْأَلِىْ تُنْبَىْ*
أبدل همزةَ « تُنْبَى » إبدالاً صحيحًا حتى صارت الهمزة حرف علة ؛ فقوله (تُنْبَى) كقوله : تُقْضَى ، وهكذا رأيت هذا البيت وهو لا محالة
ناقص.
* واستنبأَ النبأَ : بحث عنه ، ونابأْتُ
الرجلَ أنبأْتُه وأنبأَنِى ؛ قال ذو الرمة :
زُرْقُ
العُيُونِ إذَا جَاوَرْتَهُم سَرَقُوا
|
|
مَا يَسْرِقُ
العَبْدُ أَوْ نَابَأْتَهُم كَذَبُوا
|
* والنَّبِىْءُ : المُخْبِرُ عن الله ـ عزوجل ـ مكية ، قال سيبويه : الهمز فيه لغة رديئة ؛ يعنى : لقلة
استعمالها ؛ لأن القياس يمنع من ذلك ، ألا ترى إلى قول رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد قيل له يا
نَبِىْءَ الله فقال : «
لستُ بِنَبِىْءِ الله ولكن نَبِىُ
الله » .
وذلك أنه صلىاللهعليهوسلم أنكر الهمز فى اسمه فرده على قائله ؛ لأنه لم يدر بم
سماه ، فأشفق أن
__________________
يُمسك على ذاك وفيه شىء يتعلق بالشرع فيكون بالإمساك عنه مُبيِحَ محظورٍ أو
حاظرَ مباحٍ ، والجمع : أَنْبِئَاءُ ونُبآءُ ، وقوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ
النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ) [الأحزاب : ٧] فقدمه صلىاللهعليهوسلم على نوح فى أخذ الميثاق ؛ فإنما ذلك لأن الواو معناها
الاجتماعُ ، وليس فيها دليل أن المذكور أولاً ؛ لا يستقيم أن يكون معناه التأخير ،
فالمعنى على مذهب أهل اللغة ، ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ومنك ، وجاء
فى التفسير : « إِنَّنِى خُلِقْتُ قَبْلَ الأنْبِيَاءِ وبُعِثْتُ بَعْدَهُمْ » ، فعلى هذا لا
تقديم فى الكلام ولا تأخير ، هو على نَسَقِه ، وأَخْذُ الميثاق حيث أُخرجوا من صلب
آدم كالذَّرِّ ، وهى النُّبوءَةُ.
* وتنبأَ الرجلُ : ادَّعَى النُّبُوءَةَ ، وقد أنعمت شرح هذه الكلمة وأَبَنْتُ اشتقاقها فى
الكتاب المخصِّص.
* ونبأَ من بلد كذا
ينبأُ نَبْأً ونُبُوءًا : طَرَأَ.
* والنَّابِئُ : الثَّوْرُ الذى يَنْبَأُ من أرضٍ إلى أرضٍ ؛ أى يخرج.
* ونَبَأَ عليهم يَنْبَأُ
نَبْأً : هَجَمَ وطلع
، وكذلك نَبَهَ وطلع كلاهما على البدل.
* ونَبَأَ نَبْأً ونُبُوءًا : ارتفع.
* والنَّبْأَةُ : النَّشْزُ.
* والنَّبِئُ : الطريق الواضح.
* والنَّبْأَةُ : صوت الكلاب ، وقيل : هو الجِرْسُ أيّا كان ، وقد نَبَأَ نَبْأً.
مقلوبه : أ ن ب
* أنَّبَ الرجلَ : لامه ووبَّخه ، وقيل : بَكَّته ، وأَنَّبَهُ أيضًا : سأله فَجبَهَهُ.
* والأَنَبُ : الباذنجان ، واحدته : أَنَبَةٌ عن أبى حنيفة.
مقلوبه : أ ب ن
* أَبَنَ الرجلَ يأْبِنُهُ
ويأبُنُهُ أبْنًا : اتَّهمه وعابه.
وقال اللحيانى
: أَبَنْتُهُ بخير وشرٍّ
آبُنُهُ وآبِنُهُ أبنًا.
وهو مأبُونٌ بخير أو بشر ، فإذا أضربْتَ عن الخير والشَّرِّ فقلْتَ :
هو مأبونٌ ، لم يكن إلا الشَّرِّ ، وكل ذلك ظنٌّ تظنه وأَبَّنَ الرجلَ كأبَنَهُ.
* وأَبَنَ الرجُلَ وأَبَّنَهُ
: كلاهما عابه فى وجهه
وعيَّره.
__________________
* والأُبْنَةُ : العُقْدَة فى العُودِ ، وهو أيضًا مُخْرَجُ الغُصْنِ
فى القَوْسِ.
* والأُبْنَةُ : العَيْبُ ، وأصله من ذلك.
* والأُبْنَةُ : العيب فى الكلام ، وقد تقدم قول خالد بن صفوان فى الأُبْنَة والوصْمَة.
* وأُبْنَةُ البعير : غَلْصَمَتُهُ.
* وإبَّانُ كل شىء : وقته وحينه الذى يكون فيه ، يقال : جئته على إبَّان ذاك أى على زمنه.
* وأخذ الشىء بإبَّانه أى : بزمانه ، وقيل بأوله ، ومن كلام سيبويه فى قولهم :
يا للعجب أى : يا عَجَبُ تعالَ فإنه من إبَّانك
وأحيانك.
* وأَبَّنَ الرجلَ وأَبَّلَهُ
ـ على البدل ـ : مدحه
بعد موته ، قال مُتَمِّمٌ :
لَعَمْرِى
وَمَا دَهْرِى بِتَأْبِينِ هالكٍ
|
|
ولا جَزَعٍ
مِمَّا أَصَابَ فَأَوْجَعَا
|
وقال ثعلب : هو
إذا ذكرْتَه بعد موته بخير.
وقال مَرَّةً :
هو إذا ذكرتَهُ بعد الموت ، وقد جاء فى الشعر مدحًا للحى وهو قول الرَّاعِى :
فَرَفَّعَ
أَصْحَابِى المَطِىَّ وَأَبَّنُوا
|
|
هُنَيْدَةَ
فَاشْتَاقَ العُيُونُ اللَّوامِحُ
|
قال : مدحها
فاشتاقوا أن ينظروا إليها ، فأسرعوا السير إليها شوقًا منهم أن ينظروا منها.
* وأَبَّنَ الأَثَرَ وهو أن يَقْتَفِرَهُ فلا يَضِحُ له ولا ينفلت
منه.
* والتَّأْبِينُ : أن يُفْصَدَ العِرْقُ ويؤخذ دمه فيشوى ويؤكل ـ عن
كراع.
* وأُبَنُ الأرضِ : نَبْتٌ يخرج فى رُءُوسِ الإِكامِ له أصلٌ ولا يطول
، وكأنه شَعَرٌ يؤكل وهو سريع الخروج سريع الهَيْج ، عن أبى حنيفة.
* وأَبَانَانِ : جبلان أحدهما أسود والآخر أبيض ، بينهما نهر ـ يقال
الرُّمَةُ ـ وبينهما نحوٌ من ثلاثة أميال ، وهو اسمٌ علمٌ لهما.
وأما قولهم
للجبلين المتقابلين : أبانان
؛ فإن أَبَانَيْن اسم علم لهما بمنزلة زيد وخالد ، فإن قلت : فكيف جاز أن
يكون بعض التثنية علمًا ؛ وإنما عامَّتُها نكرات ، ألا ترى أن رجلان وغلامان كل
واحد منهما نكرة غير علم فما بال « أبَانَيْن
» صار علمًا؟ فالجواب
: أن زيدين
__________________
ليسا فى كل وقت مُصْطَحِبَينِ مقترنين ؛ بل كل واحد منهما يُجامِعُ صاحبه
ويفارقه ، فلما اصطحبا مرة وافترقا أخرى لم يمكن أن يُخَصَّا باسم علم يفيدهما من
غيرهما ؛ لأنهما شيئان كلُّ واحد بائنٌ من صاحبه ، وأما أبَانان فجبلان متقابلان لا يفارق واحد منهما صاحبه فجريا لاتصال
بعضهما ببعض مجرى المسمى الواحد ، نحو : بكرٍ وقاسم ، فكما خُصَّ كلُّ واحد من
الأعلام باسم يفيده من أُمّتِه ، كذلك خُصَّ هذان الجبلان باسم يفيدهما من سائر
الجبال ؛ لأنهما قد جريا مجرى الجبل الواحد ؛ فكما أن ثَبِيرًا ويَذْبُلَ لما كان
كل واحد منهما جبلاً واحدًا متصلة أجزاؤه خص باسم لا يُشارَك فيه ؛ فكذلك أبَانَانِ لما لم يَفْتَرِقْ بعضهما من بعض وكانا لذلك كالجبل
الواحد خُصَّا باسم علم كما خص يَذْبُل ويَرَمْرَمُ وشَمامُ ، كل واحد منهما باسم
علم ، قال مهلهل :
أَنْكَحَها
فَقْدُها الأَرَاقِمَ فى
|
|
جَنْبٍ
وَكَانَ الخِبَاءُ من أدَمِ
|
لو
بِأَبَانَيْنِ جاء يَخْطُبُها
|
|
رُمِّلَ ما
أَنْفُ خَاطِبٍ بِدَمِ
|
قال سيبويه :
وتقول هذان أبانان بَيِّنَيْنِ ؛ وإنما فرَّقوا بين أبانَيْنِ وعرفات ، وبين زيدينِ وزيدينَ من قِبَلِ أنهما لم يجعلوا
التثنية والجمع علمًا لرجلين ، ولا لرجال بأعيانهم ؛ وجعلوا الاسم الواحد علمًا
لشىء بعينه ، كأنهم قالوا إذا قلنا : ائت بزيد ، إنما نريد هذا الشخص الذى نشير
إليه ، ولم يقولوا إذا قلنا : جاء زيدان ، فإنما نعنى شخصين بأعيانهما قد عُرفا
قبل ذلك وأُثْبِتَا ؛ ولكنهم قالوا : إذا قلنا : جاء زيدُ فلانٍ ، وزيد بن فلان ،
فإنما نعنى شيئين بأعيانهما فكأنهم قالوا : إذا قلنا : ائت أبانينِ فإنما نعنى هذين الجبلين بأعيانهما اللذين نشير إليهما ،
ألا ترى أنهم لم يقولوا : امْرُرْ
بأبَانِ كذا وأبانِ كذا ـ لم يفرقوا بينهما ؛ لأنهم جعلوا أبانين اسمًا لهما يُعرفان به بأعيانهما ؛ وليس هذا فى الأناسىّ
ولا فى الدوابّ ، إنما يكون هذا فى الأماكن والجبال وما أشبه ذلك ، من قِبَلِ أن
الأماكن لا تزول فيصير كل واحد من الجبلين داخلاً عندهم فى مثل ما دخل فيه صاحبه
من الحال ، فى الثبات والخِصْب والقحط ، ولا يشار إلى واحد منهما بتعريف دون الآخر
فصار كالواحد الذى لا يزايله منه شىء ، حيث كان فى الأناسى والدواب والإنسانان
والدابتان لا يثبتان أبدا ، يزولان ويتصرفان ويشار إلى أحدهما والآخر عنه غائب ،
وقد يُفرد فيقال : أَبَانُ
، قال امرؤ القيس :
__________________
كَأَنَ
أَبَانًا فى أَفَانِينِ وَدْقِهِ
|
|
كَبِيرُ
أُنَاسٍ فى بِجَادٍ مُزَمَّلِ
|
* وأَبانُ
: اسم رجل.
النون والهمزة والميم
ن أ م
* نَأَمَ الرجلُ يَنْئِمُ
ويَنْأَمُ نَئِيمًا : وهو كالأنين ، وقيل : هو كالزَّحِيرِ ، وقيل : هو الصوتُ الضعيف الخفى
أيّا كان.
* ونأم الأسدُ
يَنْئِمُ نَئِيمًا : وهو دون الزئير ، قال ابن الأعرابىّ : نأم
الظبىُ يَنئِمُ ، وأصله فى الأسد ، وأنشد :
أَلا إِنَّ
سَلْمَى مُغْزِلٌ بِثَيَالَةٍ
|
|
تُرَاعِى
غَزالا بالضُّحَى غَيْرَ تَوْأَمِ
|
مَتَى
تَسْتَثِرْهُ مِنْ مَنَامٍ يَنامُهُ
|
|
لِتُرْضِعَهُ
يَنْئِمْ إِلَيْها وَيَبْغُمِ
|
* والنئيم
: صوت البوم.
* ويقال : أسكت
الله نأمته ، يُدعى بذلك على الإنسان.
* والنَّأْمَةُ والنَئِيمُ
: صوت القوس ، قال أوس
:
إِذَا مَا
تَعَاطَوهَا سَمِعْتَ لِصَوْتِها
|
|
إذا
أَنْبَضُوا فِيها نَئِيمًا وأَزْمَلا
|
وقوله :
وسَمَاعِ
مُدْجِنَةٍ تُعَلِّلُنا
|
|
حَتَّى
نَئُوْبَ تَنَؤُّمَ العُجْمِ
|
رواه ابن
الأعرابى : تنؤم مهموز على أنه من النئيم
، وقال : يريد صياح
الديكة كأنه قال وقت تنؤم
العجم ، وإنما سمى
الديكة عُجما ، لأن كل حيوان غير الإنسان عجم ، ورواه غيره : تناوم العجم ،
فالعُجْمُ على هذه الرواية مُلُوك العَجَمِ. والتناوم من النوم ، وذلك أن ملوك
العَجَمِ كانت تنام على اللهو ، وجاء بالمصدر على هذه الرواية فى البيت على غير
الفعل.
* والنَّأْمَةُ : الحركة.
__________________
مقلوبه : م ن أ
* المَنِيئَةُ : الجِلْدُ أول ما يُدبغ ، مَنَأَهُ
يَمْنَؤُهُ مَنْئًا.
* والمِنيْئَةُ ، عند الفارسى مَفْعَلَةٌ من اللحم النِّىْءِ ، أنبأنى
بذلك عنه أبو العلاء ، ومَنَأ تَأْبَى ذلك.
* والمنيئة : المَدبغة.
* والمَمْنَأَةُ : الأرض السوداء (تُهمز ولا تُهمز).
مقلوبه : أ ن م
* الأَنَامُ
: الخَلْقُ ، ويجوز الأَنِيمُ فى الشِّعر.
مقلوبه : م أ ن
* المَأْنَةُ : الطَّفْطَفَةُ.
وقيل : هى شحمة
لازقة بالصِّفَاق من باطنه مُطبِّقَتُه كله ، وقيل : هى السُّرَّةُ وما حولها ،
وقيل : هى لحمة تحت السرة إلى العانة ، وقيل : المَأْنَةُ من الفرس : السرة وما حولها ، ومن البعير الطَفْطَفَةُ.
* والمأنة : شحمة قَصِّ الصدر ، وقيل هى باطن الكِرْكَرَة.
قال سيبويه : المأنة تحت الكِركرة ، كذا قال : تحت الكِرْكِرَة ، ولم يقل ما
تحت ، والجمع : مَأْنَاتٌ ومُئُونٌ.
* ومَأنَه يَمْأَنه مَأْنًا : أصاب مَأْنَتَه.
* وجاءه أمرٌ
ما مَأَنَ له أى : لم يشعر به.
* وما مَأَنَ مَأْنَه ـ عن ابن الأعرابى ـ أى : ما شعر به.
* وأتانى أمر
ما مَأَنْتُ مأنَه ، وما مَأَلْتُ مَأْله أى : ما تهيأت له ـ عن يعقوب ـ وزعم
أن اللام مبدلة من النون ، وقال اللحيانى : أتانى ذلك. وما مأَنْتُ مأْنه أى : ما علمت به ، قال : وقال بعضهم معناه ما شَعَرْتُ
به ولا تهيأت له ولا أخذت أهبته.
* والمُؤْنَةُ : القُوتُ.
* مأن القومَ ، ومَأَّنَهُم
: قام عليهم.
وقول الهذلى :
رُوْيَدَ
عَلِيّا جُدَّ مَا ثَدْىُ أُمِّهم
|
|
إِلَيْنَا
ولَكِنْ بُغْضُهُم مُتَمَائِنُ
|
معناه : قديم ،
وهو من قولهم : جاءنى الأمر وما
مأنْتُ فيه مأنَةً أى : ما طلبته ولا أطلت التعب فيه ، والتقاؤهما إذًا فى
معنى الطول والبعد ، وهذا معنى القِدَمِ.
وقد روى متماين بغير همز فهو ؛ حينئذ من المَيْنِ ، وهو الكذب.
* وإنه لَمَئِنَّةٌ من كذا أى : خَلِيقٌ ، وقوله أنشده أبو عبيد :
فَتَهامَسُوا
سِرّا فَقَالوا : عَرِّسُوا
|
|
مِنْ غَيْر
تَمْئِنَةٍ لغَيْر مُعَرَّسِ
|
يجوز أن يكون
تَفْعِلةً من المَئِنَّةِ التى هى الموضع المُخْلَقُ للنزول فى غير موضع تعريس
ولا علامة تدلهم عليه.
وقال ابن
الأعرابى : هو تفعلة من المَؤُنَةِ التى هى القُوتُ ، وعلى ذلك استشهد بالبيت ، وقد تقدم
أنه مَفْعِلَةٌ فهو على هذا ثنائى ، وقد تقدم.
مقلوبه : أ م ن
* الأَمْنُ : نقيض الخوف ، أَمِنَ
أمْنًا وإمْنًا ـ حكى هذه الزجاج ـ وأَمَنًا وأَمَنَةً وأمَانًا ، وقوله تعالى : (وَإِذْ جَعَلْنَا
الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً) [البقرة : ١٢٥] قال أبو إسحاق : أراد ذا أَمْنٍ فهو آمِنٌ وأَمِنٌ وأَمِينٌ ـ عن اللحيانى.
وفى التنزيل : (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) [التين : ٣] أى : الآمِنِ
، يعنى : مكة ، وقوله
:
أَلَمْ
تَعْلَمِى يَا أَسْمَ وَيْحَكِ أَنَّنى
|
|
حَلَفْتُ
يَمِيْنًا لا أَخُونُ أَمِيْنِى
|
إنما يريد آمِنِى ، وقوله تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ
فِي مَقامٍ أَمِينٍ) [الدخان : ٥١] أى : قد
أَمِنُوا فيه الغِيَرَ.
* وأنت فى آمِنٍ أى : فى أَمْنٍ ، اسم كالفَالِج.
* ورجل أُمَنَةٌ وأَمَنَةٌ أى يأمَنُ كُلَّ أحدٍ ، وقيل : يأمنه الناس ولا يخافون
غائلته.
* وأُمَنَةٌ أيضًا : موثوق به مأمون ، وكان قياسه أُمْنَةٌ ، ألا ترى أنه لم يعبر عنه إلا بمفعول؟.
__________________
وقد آمنه وأَمَّنَهُ وقرأ بعضهم لَسْتَ مُؤَمَّنًا [النساء : ٩٤] أى لا
نُؤَمّنُكَ.
* والمأمن : موضع الأمْنِ ، والآمِنُ
: المستجير ليأمن على
نفسه ، عن ابن الأعرابى ، وأنشد :
فَأَحسِبُوا
لا أَمْنَ مِنْ صِدْقٍ وَبِرْ
|
|
وسَحِ
أَيْمانٍ قَليلاتِ الأَشرُ
|
أى : لا إجارة
، أَحْسِبُوه : أعطوه ما يكفيه.
* والأمانة والأَمَنَة : نقيض الخيانة ؛ لأنه يؤمن أذاه.
وقد أَمِنَه وأَمَّنَه وائتمنه ، واتّمنَه
، عن ثعلب وهى نادرة.
وعذر من قال
ذلك ؛ أن لفظ هذا إذا لم يدغم يصير إلى صورة ما أصله حرف لين ، وذلك قولهم فى
افتعل من الأكل ائتكل ومن الإزرة ائتزر فأشبه حينئذ ايتعد فى لغة من لم يبدل الفاء
تاء فقال : اتَّمَنَ ، لقول غيره : ايتمن
، وأجود اللغتين إقرار
الهمز كأن يقول : ائتمن
، وقد تقدم مثل هذا فى
قولهم : اتَّهل ، واستأمنه
كذلك. وقد أَمُن أمانَةً.
ورجل أمين وأُمَّانٌ : مأمون به ثقة ، قال الأعشى :
ولقد شَهِدتُ
التَّاجِرَ الْ
|
|
أُمَّانَ
مَوْرُودًا شَرَابُهْ
|
وقيل : هو ذو
الدين والفضل.
* وما أحسن أَمَنَك وأَمْنَكَ أى : دينك وخُلُقك.
* وآمن بالشىء : صدَّق ، وأَمِنَ
: كَذِبَ مَنْ أخبره.
وحدَّ الزجاج الإيمان فقال : الإيمان
إظهار الخضوع والقبول
للشريعة ولما أتى به النبى صلىاللهعليهوسلم ، واعتقاده وتصديقه بالقلب ، ومن كان على هذه الصفة فهو مؤمن مسلم غير مرتاب ولا شاكٍّ ، وهو الذى يرى أن أداء
الفرائض واجب عليه لا يدخله فى ذلك ريب ، وفى التنزيل : (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا) [يوسف : ١٧] أى : بمصدق. وقوله : (فَأَخْرَجْنا مَنْ
كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات : ٣٥] قال ثعلب : المؤمن
بالقلب والمسلم
باللسان ، وقال الزجاج : صفة
المؤمن بالله أن يكون
راجيًا ثوابه خاشيًا عقابه ، وقوله : (وَيُؤْمِنُ
لِلْمُؤْمِنِينَ) [التوبة : ٦١] قال ثعلب : يُصَدّق المؤمنين
، وأدخل اللام للإضافة
، فأما قول بعضهم : لا
__________________
تجده مؤمنا حتى تجده مؤمِن
الرضى مؤمِن الغضب ، أى : مؤمنا عند رضاه مؤمنًا عند غضبه ، وقوله تعالى فى قصة موسى عليهالسلام : (وَأَنَا أَوَّلُ
الْمُؤْمِنِينَ) [الأعراف : ١٤٣] أراد أنا أول المؤمنين بأنك لا تُرى فى الدنيا. والأمين : القوى ؛ لأنه يوثق بقوته ويؤمَن ضعفه.
* وناقة أَمُون : وثيقة الخلق قد
أمنت أن تكون ضعيفة
، وهى أيضًا التى أمنت العِثار والإعياء ، والجَمْع : أُمُنٌ.
* وآمِنُ المال : ما قد أُمِنَ لنفاسته أن يُنحر ، أعنى بالمال :
الإبل. وقيل : هو الشريف من أى مالٍ كان ، كأنه لو عَقَلَ لأمِن أن يُبْذَلَ ، قال الحُويدِرة :
ونَقِى
بِآمِنِ مَالِنَا أَحْسَابَنَا
|
|
وَنُجِرُّ فى
الهَيْجَا الرِّماحَ ونَدَّعِى
|
ندّعى : ندعو
بأسمائنا فنجعلها شعارا لنا فى الحرب.
* وآمِنُ الحِلْمِ : وثيقه الذى قد أُمِن اختلاله وانحلاله ، قال
:
والخَمْرُ
لَيْسَتْ مِنْ أَخِيكَ وَلَ
|
|
كِنْ قَدْ تَغُرُّ
بآمِنِ الحِلْمِ
|
ويروى : قد
تخون بثامر الحلم أى : بتامِّه.
* والْمُؤْمِنُ : الله عزوجل ، يؤمِن
عباده من عذابه وهو (الْمُهَيْمِنُ) ؛ قال الفارسى : الهاء بدل من الهمزة ، والياء ملحِقة
له ببناء مُدَحْرِجٍ ، وقال ثعلب : هو
الْمُؤْمِنُ المصدِّق لعباده.
والْمُهَيْمِنُ : الشاهد على الشىء القائم عليه.
* والإيمان : الثقة.
* وما آمن أن يجد صَحَابَةً أى : ما وثق ، وقيل : معناه : ما كاد.
* والمأمونة من النساء المُسْترادُ لمثلها. قال ثعلب فى الحديث الذى
جاء : « مَا آمَنَ بِى مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُه جَائِعٌ » .
معنى ما آمن بى : تشديدٌ أى : ينبغى له أن يواسيه.
* وآمين وأَمِين : كلمة تقال فى إثر الدعاء. قال الفارسى : هى جملة مركبة
من فعل واسمٍ ، معناه : استجب لى ، قال : ودليل ذلك أن موسى ـ عليهالسلام ـ لما دعا على فرعون وأتباعه فقال : (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ
عَلى قُلُوبِهِمْ) [يونس : ٨٨] قال هارون أَمِيْنَ
، فطبَّق الجملة
بالجملة ، وقيل : معنى أَمِين
: كذلك يكون ، قال :
__________________
يَا رَبِّ لا
تَسْلُبَنِّى حُبَّها أبدًا
|
|
ويَرْحَمُ
اللهُ عَبْدًا قَالَ : آمِينَا
|
وقال :
تَبَاعَدَ
مِنِّى فُطْحُلٌ إِذْ سَأَلْتُهُ
|
|
أَمِيْنَ ،
فَزَادَ اللهُ مَا بَيْنَنَا بُعْدَا
|
قال ابن جنى :
قال أحمد بن يحيى : قولهم : « آمين
» هو على إشباع فتحة
الهمزة فنشأت بعدها ألف ، قال : فأما قول أبى العباس : إن آمين بمنزلة عاصين ، فإنما يريد أن الميم خفيفة كصادِ عاصين ،
لا يريد به حقيقة الجمع ، وكيف ذلك وقد حكى عن الحسن رحمهالله أنه قال : أمين
اسم من أسماء الله عزوجل فأين بك فى اعتقاد معنى الجمع مع هذا التفسير.
مقلوبه : ن م أ
* النَّمْءُ أو
النَّمو : القمل
الصغار ، عن كراع.
النون والفاء والياء
ن ف ى
* نفى الشىء
نفيًا : تنحَّى ، ونفيته أنا
نَفْيًا.
* والسيل ينفى الغُثَاء : يحمله ويدفعه ، قال أبو ذؤيب يصف يَرَاعًا :
سَبِىٌّ مِنْ
أَبَاءَتِه نَفَاهُ
|
|
أَتىٌّ
مَدَّه سُحَرٌ وَلُوْبُ
|
ونفى الرجلُ عن الأرض ونفيته
عنها ، قال القُطامى :
فَأصْبَحَ
جَارَاكُمْ قَتِيْلاً وَنَافيًا
|
|
أَصَمَّ ،
فَزَادُوا فى مَسَامِعِهِ وَقْرَا
|
* وانتفى
منه : تبرأ. ونفى الشىء
نفيًا : جحده.
* ونفى ابنه : جحده ، وهو
نفىٌ منه فَعْيلٌ
بمعنى مفعول.
* ونفت الريح التراب نفيًا ونفيانا : أطارته.
* والنفى : ما
نفته.
__________________
* ونفىُ القدرِ : ما جَفَأَتْ به عند الغَلْى.
* ونفت السحابة الماء : مجَّته ، وهو النَفَيَانُ.
قال سيبويه :
هو السحاب ينفى أول شىء رشًا أو بَرَدًا ، وقال : إنما دعاهم إلى
التحريك أن بعدها ساكنًا ، فحركوا كما قالوا : رَمَيَا وغزوَا ، وكرهوا الحذف ؛
مخافة الالتباس ، فيصير كأنه فَعَالٌ من غير بنات الياء والواو ، وهذا مطرد إلا ما
شذ.
* والطائر يَنفى بجناحيه نَفيانا ، كما
تنفى السحابة
الرَّشَّ والبَرَدَ.
* والنَّفَيَانُ والنَّفِىُ والنَّثِىُ : ما وقع عند الرِّشاء من الماء على ظهر المستقِى ؛ لأن
الرشاء ينفيه ، وقيل : هو تطاير الماء عن الرشاء عند الاستقاء ، وكذلك هو من الطين
قال الراجز :
كَأَنَّ
مَتْنَيْهِ منَ النَّفِىِ
|
|
مَوَاقِعُ
الطيرِ على الصُّفِىّ
|
كذا أنشده أبو
على : كأن متنيه ، وأنشده ابن دريد ـ فى الجمهرة ـ كأن مَتْنَىَّ ، وهو الصحيح
لقوله بعده :
*مِنْ طُولِ إِشْرَافِى على الطَّوِىّ*
وفسره ثعلب ،
فقال : شبه الماء وقد وقع على متنى المستقِى بذَرْق الطائر على الصُّفِىّ.
* والنفِىُ : ما نفته الحوافر من الحصا وغيره فى السير.
* وأتانى نَفِيُّكُم أى : وعيدكم.
* ونُفاية الشىء : بقيته ورَدِيئه ، وكذلك نُفَاوَتُه ونَفاتُه ونَفايتُه ونَفْوتُه
ونِفيتهُ ونَفِيُّه.
وخص ابن
الأعرابى به ردىء الطعام. وإنما ذكَرْنا
النِّفْوَة والنُّفاوة هاهنا ؛ لأنها معاقَبة ؛ إذ ليس فى الكلام (ن ف و)
وضعا.
* والنفيَّة : شبه طبقٍ من خُوص يُنقَّى به الطعام.
* والنفيَّة والنُّفْيَةُ : سُفْرَة مدورة تُتخذ من خوص ، الأخيرة عن الهروى.
* والنفِىُ بغير هاء : تُرسٌ يعمل من خوص ، وكلما رددته فقد نفيته.
* ونَفيتُ الدراهم : أثَرتُها للانتقاد ، قال :
__________________
تَنْفى
يَدَاهَا الحَصَا فِى كُلِّ هَاجِرَةٍ
|
|
نَفْىَ
الدَّراهِيمِ تَنْفادُ الصيارِيفُ
|
* وما جربت عليه نَفْيَةً فى كلامه : أى سقطة وفضيحة.
مقلوبه : ف ن ى
* الفَنَاءُ : نقيض البقاء ، وقد
فنِى يفنَى ، وفنَى يفنَى ـ نادر ، عن كراع ـ فَنَاءً ، وقال : هى بلغة بَلْحَارِثِ بن كعب.
* وأفناه ، وتفانى
القوم قتلاً : أفنى بعضهم بعضًا.
* وفنِى يفنى فناء : هَرم ، وبذلك فسر أبو عبيد حديث عُمر ؛ أنه قال : «
حَجَّةً هَاهُنَا ثُمَّ احْدِجْ هَاهُنَا حَتَّى تَفْنَى
» يعنى الغزو ، وقال
لبيد :
حَبَائِلُه
مَبْثوثَةٌ بِسَبيِله
|
|
وَيَفْنَى
إذا ما أَخْطَأَتْهُ الحَبائِلُ
|
يقول : إذا
أخطأه الموت فإنه يهرم. ويقال للشيخ الكبير : فانٍ.
* والفِناء : سَعة أمام الدار ، يعنى بالسَّعة : الاسم لا المصدر ،
والجمع : أفنِيةٌ ، وتبدل الفاء من الفاء ، وقد تقدم.
وقال ابن جنى :
هما أصلان وليس أحدهما بدلاً من صاحبه ؛ لأن الفِناء من فنِىَ
يفنَى ، وذلك لأن
الدار هناك تفنى ؛ لأنك إذا تناهيت إلى أقصى حدودها فنيت ، وأما ثِنَاؤها فمن ثَنَى ؛ يَثْنِى لأن هناك أيضًا
تنثنى عن الانبساط لمجىء آخرها واستقصاء حدودها ، وقد تقدم.
وإنما قضينا
على همزتها أنها بدل من هاء ؛ لأن إبدال الهمزة من الياء إذا كانت لامًا أكثر من
إبدالها من الواو ، وإن كان بعض البغداذيين قد قال : يجوز أن تكون ألفه واوًا ،
لقولهم : شجرة فنواءُ أى : واسعة
فِناء الظل. وهذا
القول ليس بقوى ؛ لأنا لم نسمع أحدًا يقول : إن الفنواء من الفِناء ، إنما قالوا : إنها ذات الأفنان أو الطويلة الأفنان.
* ورجل من أفناء القبائل أى : لا يُدرى من أى قبيلة هو ، وقيل : إنما
يقال : قوم من أفناء القبائل ولا يقال : رجل ، وليس للأفناء واحد.
* وفَانَيْتُ الرجل : داريته وسكَّنته ، قال الكميت يذكُر همومًا
اعترته :
__________________
تُقِيمُه
تارةً وتُقْعِدُه
|
|
كَما
يُفَانِى الشَّموسَ قَائِدُها
|
* والفَنا : عنب الثعلب ، قال زهير :
كَأنَّ
فُتَاتَ العِهْنِ فى كُلِّ مَنْزِلٍ
|
|
نَزَلْنَ بِه
حَبُ الفَنَا لَمْ يُحَطَّمِ
|
وقيل : هو شجرٌ
ذو حب أحمر ما لم يكسَّر تتخذ منه قراريط يوزن بها كل حَبَّةٍ قيراط ، وقيل : هى
حشيشة تنبت فى الغلظ ترتفع عن الأرضِ قِيسَ الإِصْبَعِ وأقلّ ، يرعاها المال ،
وإنما قضينا على هذه الألفات بالياء ؛ لأنها لام.
مقلوبه : ف ي ن
* الفَيْنَة : الحِين.
حكى الفارسى عن
أبى زيد ، لَقيتُه فينةً ، والفينةَ بعد
الْفَيْنَةِ ، وفى الفيْنة ، قال : فهذا مما اعتقب عليه تعريفان : العلمية والألف
واللام ، كقولك : شَعُوبُ ، والشَّعُوبُ للمَنِية.
مقلوبه : ي ف ن
* اليَفَنُ : الشيخ.
واستعاره بعض
العرب للثور المسن ، فقال :
يَا لَيْتَ
شِعْرِى هَلْ أَتَى الحِسَانَا
|
|
أَنِّى
اتَّخَذتُ اليَفَنَيْنِ شَانَا
|
السِّلْبَ
واللُّوْمَةَ والعِيانَا
|
حمل السِّلب
على المعنى ، وإن شئت كان بدلاً كأنه قال : اتخذت أداة اليفنين أو شَوَار
اليفنين.
* واليَفَن : ما بين مياه بنى نمير بن عامر.
* ويَفَن : موضع.
النون والباء والياء
ب ن ى
* البَنْىُ : نقيض الهدم.
__________________
بَنَاهُ
بَنْيًا وبِنَاءً وبُنْيَانًا وبِنْيَةً وبِنَايَةً وابْتَنَاهُ
وبَنَّاهُ ، قال :
وَأَصْغَرَ
مِنْ قَعْبِ الوَليد تَرَى به
|
|
بُيوتًا
مُبَنَّاةً وَأَوْدِيةً خُضْرَا
|
يعنى : العين ،
وقول الأعور الشنِّى فى صفة بعير أكراه :
لَمَّا
رَأَيْتُ مَحْمَليه أَنَّا
|
|
مُخَدَّرَيْنِ
كِدْتُ أَنْ أُجَنَّا
|
قَرَّبْتُ مِثْلَ
العَلَم المُبَنَّا
|
شبه البعير
بالعَلَم لعظمه وضِخَمِه ، وعَنَى بالعلم : القَصْرَ ، يعنى : أنه شبهه بالقصر المبنى المشيد كما قال الآخر :
*كَرَأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ*
* والبناء : المبنىُ.
والجمع : أَبنية ، وأَبنِيات
جمع الجمع.
واستعمل أبو
حنيفة البناء فى السفن فقال يصف لوحًا : يجعله أصحاب المراكب فى بناء السفن. وإنما أصل البناء فيما لا يَنمِى كالحجر والطين ونحوه.
* والبنّاءُ : مُدَبِّرُ
البُنْيَانِ وصانعه ، فأما
قولهم فى المثل : أبناؤها أجناؤها ، فزعم أبو عُبيدٍ أن أبناءً جمع بان
كشاهد وأشهاد ، وكذلك
أجناؤها جمع جان.
* والبِنية والبُنْية ما
بنيتَه وهو البُنَى والبِنَى. وأنشد الفارسى عن أبى الحسن :
*أُولئك قَومٌ إِنْ بَنَوا أَحْسَنُوا البِنَى*
* والبُنى : قال أبو إسحاق : إنما أراد بالبِنى جَمْعَ بِنية ، وإن أراد
البناء الذى هو ممدود
جاز قصرُه فى الشعر ، وقد تكون البنايَة فى الشرف ، والفعلُ كالفعل ، قال يزيد بن الحكم :
__________________
والنَّاسُ
مُبْتَنَيانِ مح
|
|
مودُ
البِنَايَةِ أَوْ ذَمِيمُ
|
وقال لبيد :
فَبَنَى
لَنَا بَيْتًا رَفِيعًا سَمْكُهُ
|
|
فَسَما
إِلَيه كَهْلُها وغُلامُهَا
|
* وأَبنيت
الرجل : أعطيته بناء أو ما
يبنى به داره.
* والبناء : يكون من الخباء ، والجمع : أبنيَة.
* والبناء : لزوم آخر الكلمة ضربًا واحدًا من السكون أو الحركة لا
لشىء أحدث ذلك من العوامل ، وكأنهم إنما سموه بناءً ؛ لأنه لما لزم ضربًا واحدًا ، فلم يتغير تغير الإعراب
، سمى بناء ، من حيث كان البناء لازمًا موضعًا لا يزول من مكان إلى غيره ، وليس كذلك
سائر الآلات المنقولة المبتذَلة ، كالخيمة والمِظلة والفسطاط والسُّرادق ونحو ذلك
، وعلى أنه قد أوقع على هذا الضرب من المستعمَلات من مكان إلى مكان لفظ البناء تشبيهًا بذلك ، من حيث كان مسكونا وحاجزا ومظِلّا بالبناء من الآجر والطين والجِصِّ. والبَنِيَّة : الكعبة لشرفها إذ هى أرفع مبنٍّى.
* وبنى الرجلَ : اصطنعه ، قال بعض المولدين :
يبنى الرجال
وغيره يَبْنِى القرى
|
|
شتان بين
قُرًى وبين رجال
|
وكذلك ابتناه. وبنَى
الطعام لحمَه بِنَاءً : أنبته ، أنشد ثعلب :
مُظَاهِرَةً
شَحْمًا عَتيقًا وعُوطَطًا
|
|
فَقْد
بَنَيَا لحمًا لها مُتَبَانِيَا
|
ورواه سيبويه :
أَنْبتا.
* وتَبَنَّى السَنَام : سَمِنَ ، قال : يزيدُ بن الأعور الشَّنِّىُّ
:
*مُسْتَحملاً أَعْرَفَ قَدْ تَبَنَّى*
وقول الأخفش فى
كتاب القوافى : أما غلامى إذا أردت الإضافة مع غلامِ فى غير الإضافة فليس بإيطاء ؛
لأن هذه الياء ألزمت الميم كسرةً وصيرته إلى أن يُبنى
عليه ، وقولك : لرجلٍ
، ليس هذا الكسر الذى فيه ببناء ، قال ابن جنى : المعتبر الآن فى باب غلامى مع
__________________
غلامِ هو ثلاثة أشياء ، وهو أن غلامِ نكرةٌ ، وغلامى معرفةٌ ، وأيضًا فإن
فى غلامى ياء ثابتةً وليس غلامِ بلا ياء كذلك ، والثالث : أن كسرة غلامى بناءٌ عنده ـ كما ذُكر ـ وكسرة ميم مررت بغلامٍ ، إعراب لا بناء ، وإذا جاز رجلٌ مع رجلٍ ، وأحدهما معرفة والآخر نكرة ،
ليس بينهما أكثر من هذا ، فما اجتمع فيه ثلاثة أشياء من الخلاف أجدرُ بالجواز ،
قال : وعلى أن أبا الحسن الأخفش قد يمكن أن يكون أراد بقوله : إن حركة ميم غلامى بناء ؛ أنه قد اقتُصر بالميم على الكسرة ، ومُنعت اختلاف
الحركات التى تكون مع غير الياء نحو : غلامه وغلامكم ولا يريد به البناء الذى يعاقب الإعراب نحوَ : حيثُ وأينَ وأمس.
* والمِبْنَاةُ والمَبْنَاةُ : كهيئة الستر والنَّطَع.
* والمِبْنَاةُ أيضًا : العَيْبَةُ ، قال النابغة :
عَلى ظَهْرِ
مِبْنَاةٍ جَديدٍ سَيُوْرُهَا
|
|
يَطُوْفُ
بِهَا وَسْطَ اللَّطِيْمَةِ بِائِعُ
|
* والبَانِية من القِسِىّ : التى لصِق وترها بكبِدها حتى كاد ينقطع ،
وهو عيب ، وهى البَانَاةُ ـ طائية ـ.
* ورجل باناةٌ : مُنحنٍ على وتره عند الرمى ، قال امرؤ القيس :
عَارِضٍ
زَوْرَاءَ مِنْ نَشَمٍ
|
|
غَيْرِ
بَانَاةٍ عَلَى وَتَرِهْ
|
* والبَوَانِى
: أضلاع الزَّور.
* والبوانى : قوائم الناقة.
* وألقى بوانيه : أقام بالمكان وثبت ، كألقى عصاه.
* وبَنَيْتُ عن حال الرَّكِيّة : نَحّيتُ الرشاء عنه لئلا يقع التراب
على الحافر.
* وبنى فلان على أَهْله ، ولا يقال بأهله ، هذا قول أهل اللغة ،
وحكى ابن جنى بَنَى فُلانٌ بأهْلِه ، وابتنى
بها ، عَدَّاهما
جميعًا بالباء.
* والابَن : الوَلَدُ ، فَعَلٌ محذوفة اللام مُجَتلَب لها ألف
الوصل ، وإنما قضِى أنه من الياء ؛ لأن (بَنَى
يَبْنى) أكثر فى كلامهم من (يَبْنُو) والجمع : أبناء ، وحكى اللحيانى : هؤلاء
أبنا أبنائهم.
* والأبناء : قوم من أبناء فارسَ ، ارتهنتهم العرب ، وغلب عليهم هذا الاسم كغلبة
__________________
الأنصار ، والنسب إليه على ذلك أَبْنَاوِىٌ
ـ فى لغة بنى سعد ـ كذلك
حكاه سيبويه عنهم قال : وحدثنى أبو الخطاب أن ناسًا من العرب يقولون فى الإضافة
إليهم بَنَوِىٌ ، يردونه إلى الواحد ، فهذا على أن لا يكون اسمًا للحى ،
والاسم البُنُوة للضمة ، قال سيبويه : وألحقوا ابنًا الهاء ، فقالوا : ابنة وأما
بنت فليس على ابن
وإنما هى صيغة على حِدَةٍ ألحقوها الياء للإلحاق ثم أبدلوا التاء منها. وقيل :
إنها مبدلة من واو ، وسيأتى ذكره ، قال سيبويه : وإنما بِنْتٌ كعِدْلٍ وإذا نسبْتَ إليها قلت : بَنَوِىٌ ، وقال يونس بِنْتِىٌ.
ولابنٍ وبنتٍ أسماءٌ تضاف إليها ، قد أبنتُها فى الكتاب المخصص.
مقلوبه : ن ي ب
* النَّابُ : السِّنُّ التى خَلْفَ الرَّباعية ، وهى أنثى ، قال
سيبويه : أمالوا نابًا فى حدِّ الرفع تشبيهًا له بألف رمى ؛ لأنها منقلبة عن
ياء ـ وهو نادر ـ يعنى أن الألف المنقلبة عن الياء والواو إنما تُمال إذا كانت
لامًا ، وذلك فى الأفعال خاصة ، وما جاء من هذا فى الاسم ، كالمكَا ـ نادر ـ وأشذ
منه ما كانت ألفه منقلبة عن ياء عينا ، والجمع : أَنْيُبٌ
ـ عن اللحيانى ـ وأَنْيَابٌ ونُيُوبٌ وأَنَايِيْبُ ـ الأخيرة عن سيبويه ـ جمع الجمع كأَبْيَاتٍ
وأَبَايِيْتَ.
* ورجل أَنْيَبُ : غليظ
الناب ، لا يَضْغَمُ
شيئًا إلا كسره ـ عن ثعلب ـ وأنشد :
فَقُلْتُ :
تَعَلَّم أَنَّنِى غَيْرُ نَائِمٍ
|
|
إلى
مُسْتَقِلٍّ بالخِيَانَةِ أَنْيَبَا
|
* ونُيُوبٌ
نُيَّبٌ : على المبالغة
، قال :
مَجُوبَةٌ
جَوْبَ الرَّحَا لَمْ يُثْقَبِ
|
|
يَعَضُّ
مِنْهَا بالنُّيُوبِ النُّيَّبِ
|
* ونِبْتُه
: أصبت نَابَه ، واستعار بعضهم الأنياب
للشر ، أنشد ثعلب :
أَفِرُّ
حِذَارِ الشَّرِّ والشَّرُّ تَارِكى
|
|
وأَطْعَنُ فى
أنْيَابِه وهو كَالِحُ
|
* والناب
: الناقة المسنة ،
سمَّوها بذلك حين طال نابها وعظُم ، مؤنثةٌ أيضًا ، وهو مما سُمى فيه الكل باسم
الجزء ، وتصغير الناب من الإبل نُيَيْبٌ
، بغير هاء ، وهذا على
نحو قولهم للمرأة : ما أنت إلا بُطَيْنٌ ، وللمهزولة : إبرةُ الكعبِ ، وإشفَى
المِرفق.
* والنَّيوب كالناب ، وجمعهما معا
أنيابٌ ونُيوبٌ ونِيْبٌ ، فذهب سيبويه إلى أن نِيْبًا جمع
__________________
ناب
، وقال : بنَوها على
فُعْلٍ ، كما بَنَوا الدار على فُعْلٍ ، كراهية
نُيُوب ؛ لأنها ضمةٌ
فى ياء ، وقبلها ضمة وبعدها واو ، فكرهوا ذلك. وقالوا فيها أيضًا : أنياب كقدَم وأقدام ، هذا قوله.
والذى عندى :
أن أنيابًا جمع نابٍ
، على ما فعلتُ فى هذا
النحو ، كقدَم وأقدام ، وأن نِيْبًا جمع نَيوبٍ
، كما حكى هو عن يونسَ
أن من العرب من يقول : صِيْدٌ وبِيْضٌ ، فى جمع صَيْودٍ وبَيوضٍ ، على من قال :
رُسْلٌ ، وهى التميميّةُ ، ويُقَوىّ مذهب سيبويه أن نِيْبًا لو كانت جمع نَيوب
لكانت خليقة بِنُيُبٍ
، كما قالوا فى صَيُوْدٍ : صُيُدٌ وفى بَيُوضٍ : بُيُضٌ ؛ لأنهم لا يكرهون فى
الياء من هذا الضرب ما يكرهون فى الواو ولخِفّتها ، وثقل الواو ، فأن لم يقولوا : نُيُبٌ ، دليل على أن نِيْبًا جمع ناب
، كما ذهب إليه سيبويه
، وكلا المذهبين قياس إذا صحت نَيُوب
، وإلا فَنِيْبٌ جمع ناب
كما ذهب إليه سيبويه ،
قياسًا على دُورٍ ، وقال اللحيانى : الناب
من الإبل : مؤنثة لا
غير ، وقد نَيَّبَتْ ، وهى مُنَيِّبٌ.
* وناب القوم : سيدهم ، * ونَيَّبَ
النَّبْت ، وتَنَيَّبَ : خرجت أرومته ، وكذلك الشَّيْبُ ، وأُراه على التشبيه بالناب ، قال مُضَرِّسٌ :
فَقَالَتْ :
أَمَا يَنْهَاكَ عَنْ تَبَعِ الصِّبَى
|
|
مَعَالِيْكَ
، وَالشَيْبُ الذى قد تَنَيَّبَا
|
مقلوبه : ب ي ن
* البَيْنُ : الفرقة والوصل ، وهو يكون اسمًا وظرفا متمكنًا ، وفى
التنزيل (لَقَدْ تَقَطَّعَ
بَيْنَكُمْ) [الأنعام : ٩٤] أى وصلكم ومن قرأ (بَيْنَكُمْ) بالنصب ؛ احتمل أمرين ، أحدهما : أن يكون الفاعلُ مضمرا
، أى لقد تقطع الأمر أو العقد أو الود
بينكم. والآخر : ما كان يراه الأخفش ـ من أن يكون (بَيْنَكُم) وإن كان منصوب اللفظ مرفوع الموضع بفعله ، غير أنه
أقِرَّت عليه نصبه الظرف ، وإن كان مرفوع الموضع لاطراد استعمالهم إياه ظرفًا ؛
إلا أن استعمال الجملة التى هى صفة للمبتدأ مكانه أسهلُ من استعمالها فاعلة ؛ لأنه
ليس يلزم أن يكون المبتدأ اسمًا محضًا كلزوم ذلك فى الفاعل ، ألا ترى إلى قولهم :
تسمع بالمُعَيْدِىِّ خيرٌ من أن تراه ، أى : سماعك به خير من رؤيتك إياه ، وقد بان الحىُ بَيْنًا وبَيْنُونَةً ، أنشد ثعلب :
فَهَاجَ
جَوًى فى القَلْبِ ضُمِّنَهُ الهوى
|
|
بِبَيْنُونَةٍ
يَنْأى بِهَا مَنْ يُوادِعُ
|
__________________
* وبان الشىء
بَيْنَا وبُيُونًا وبَيْنُونَةً : انقطع.
* وأَبَنْتُهُ أنا ، وأبان
الرجل ابْنَهُ بمال فبانَ بَيْنًا وَبُيونًا وبَيْنُونَةً ، وحكى الفارسىُ عن أبى زيدٍ : طلب إلى أبويه البايِنة ؛ أى : أن يُبِيناهُ
بمال ، ولا تكون البايِنَةُ إلا من الأبوين أو أحدهما. وحكى عنه : بان عنه ، وبانه
، وأنشد :
كأنَّ
عَيْنَىَّ وقد بانونى
|
|
غَرْبَانِ فى
جدولٍ مَنْجَنونِ
|
* وتباين
الرجلان : بان كل واحد منهما عن صاحبه ، وكذلك فى الشركة ، إذا انفصلا.
* وبَانَتِ المرأة عن الرجلِ ، وهى باين
: انفصلت عنه بطلاق.
وتطليقةٌ باينةٌ ، بالهاء لا غيرُ.
* وبِئْرٌ بَيُونٌ : واسعةٌ ما بين الجالَيْن ، وأنشد أبو على الفارسى :
إنكَ لو
دعَوْتنى ودونى
|
|
زوراءُ ذاتُ
منزعٍ بَيُونِ
|
لقلتُ : لبيكَ إذا
تدعونى
|
* وأبان
الدلو عن طى البِئْرِ
: حاد بها عنه لئلا يصيبَها فتنخرقَ ، قال :
دَلْوُ عراكٍ
لجَّ بى مَنِينُها
|
|
لم تر قبلى
ماتحًا يُبِينُها
|
ويقال : هو بينى وبينه ، ولا يعطف عليه إلا بالواو ؛ لأنه لا يكون إلا من
اثنين.
وقالوا : بَيْنَا نحن كذلك إذ حدث كذا ، قال : أنشده سيبويه :
بَيْنَا نحنُ
نرقبُه أتانا
|
|
مُعَلِّقَ
وَفْضَةٍ وزنادِ راعى
|
إنما أراد :
بينَ نحن نرقبه أتانا ، فأشبع الفتحة ، فحدثت بعدها الألف ، فإن قيل : فلمَ أضاف
الظرفَ الذى هو « بَيْنَ
» وقد علمنا أن هذا
الظرفَ لا يضاف من الأسماء إلا إلى ما
__________________
يدل على أكثر من الواحد ، أو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائرِ حروف
العطف ، نحوُ : المال بَيْنَ
القوم ، والمال بَيْنَ زيدٍ وعمرو ، وقوله : « نحن نرقبه » جملة ، والجملة لا
مذهب لها بعد هذا الظرف؟!
فالجواب : أن
هاهنا واسطةً محذوفًا ، وتقدير الكلام : بَيْنَ
أوقاتِ نحن نرقبه
أتانا ، أى أتانا
بين أوقات
رِقْبَتنَا إياه ، والجمل مما يضاف إليها أسماء الزمان ، نحوَ : أتيتُكَ زمنَ
الحجّاجُ أَمِيرٌ ، وأوانَ الخليفة عبد الملكِ ، ثم إنه حذف المضاف الذى هو «
أوقات » وأَوْلَى الظرفَ الذى كان مضافًا إلى المحذوف الجملةَ التى أقيمت مُقام
المضافِ إليها ، كقوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) [يوسف : ٨٢] ؛ أى : أهلها.
* وبَيْنَا وبينما : من حروف الابتداء ، وليست الألف فى « بينا » بصلةٍ.
* وقالوا : بَيْنَ بَيْنَ : يريدون التوسط ، قال عَبيد :
نَحْمى
حَقيقَتنا وبع
|
|
ضُ القومِ
يَسْقطُ بَيْنَ بَيْنَا
|
وكما يقولون :
همزةُ بَيْنَ بَيْنَ ؛ أى : أنها بين الهمزة وبين الحرف الذى عنه حركتها ، إن
كانت مفتوحة فهى بين الهمزة والألف ، وإن كانت مكسورة فهى بين الهمزة والياء ، وإن كانت مضمومة فهى بين الهمزة والواو
، إلا أنها ليس لها تَمَكُّنُ الهمزة المحققة ، وهى مع ما ذكرنا من أمرها فى
ضُعفها وقلة تمكنها بزنة المحققة ، ولا تقع الهمزة المخففة أولاً أبدًا ؛ لقربها
بالضُّعف من الساكن ، فالمفتوحة ، نحو قولِكَ فى سألَ : سالَ ، والمكسورةُ ، نحو
قولك فى سئِمَ : سَيِمَ ، والمضمومةُ ، نحو قولك فى لَؤُمَ : لَوُمَ ، وهو معنى
قول سيبويه : بين بين ؛ أى : أنها ضعيفة ليس لها تَمكُّنُ المحققة ، ولا خلوص
الحرف الذى منه حركتها.
* ولقيتُهُ
بُعَيْدَاتِ بَيْنٍ : إذا لقيتَهُ بعد حينٍ ، ثم أمسكتَ عنه ، ثم أتيتَهُ ،
وقوله :
وما خِفْتُ
حتى بَيَّنَ الشِّربُ والأذى
|
|
بقانِئِةٍ
أنّى من الحىِ أَبْيَنُ
|
أى : بائِنُ.
* وقالوا : بانَ الشىءٌ واستَبانَ
وتَبَيّنَ ، وأبان ، وبَيَّنَ
، وفى المثل : « قد
أفصح الصبح لذى عينين » أى : تبين
، وقال ابن ذَريحٍ :
__________________
وللحبِّ
آياتٌ تُبَيِّنُ بالفتى
|
|
شحوبا
وتَعْرَى من يديه الأشاجِعُ
|
هكذا أنشده ثعلَبٌ ، ويُروى : «
تَبَيَّنَ بالفتى شحوبٌ ، وقوله تعالى : (وَهُوَ فِي الْخِصامِ
غَيْرُ مُبِينٍ) [الزخرف : ١٨] يريد النساءَ ؛ أى : الأنثى لا تكاد تستوى فى الحجة ، ولا تُبِينُ.
وقيل فى
التفسير : « إن المرأة لا تكاد تَحتج بحجة إلا عليها ، وقد قيل : إنه يُعْنَى به
الأصنام ، والأول أجود ، وقوله تعالى : (وَالْكِتابِ
الْمُبِينِ) [الدخان : ٢] ، [الزخرف : ٢] مَعْنَى المُبِينِ
: الذى أبان طرق الهدى من طُرُق الضلالة ، وأبان كل ما تحتاجُ إليه الأُمَّةُ ، وقوله جلَّ وعزَّ : (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا
يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) [الطلاق : ١] ؛ أى : ظاهرةٍ
مُتَبَيِّنَةٍ.
قال ثعلبٌ : «يقول
: إذا طلقها لم يحل لها أن تخرج من بيته ، ولا أن يخرجها هو ، إلا بَحَد يقام
عليها ، ولا تَبِيْنُ عن الموضع الذى طلقت فِيه حتى تنقضى العِدّة ، ثم تخرج
حيث شاءت.
* وبنتُهُ أنا ، وأَبَنْتُهُ
، واستبنتُهُ ، وبينتُهُ
، كل ذلك : تبينتُهُ ، ورُوى بيت ذى الرمة :
تُبَيِّنُ
نِسبةَ المَرْئىِّ لُؤمًا
|
|
كما
بَيَّنْتَ فى الأَدَمِ العَوَارَا
|
أى : تتبينها
كما تَبَيَّنْتَ ، ورواه على بن حمزة
تُبَيِّنُ نسبةُ ـ بالرفع
ـ على قوله : قد بَيَّن الصبحُ لذى عينين ، قال سيبويه : وهو التبيانُ ، وليس على الفعل ، إنما هو بناءٌ على حِدَةٍ ، ولو كان
مصدرًا لَفَتَحْتَ كالتَّقْتَال ، فإنما هو من بَيَّنْتُ
كالغارة من أَغَرْتُ ،
وقال كُرَاعُ : التبيان مصدر ولا نظير له إلا التلقاءُ ، وقد تقدم.
* وبيَنهُمَا بَيْنٌ ؛ أى : بُعدٌ ، لغة فى بَوْنٍ ، والواو أعلى. وقد بانه بيْنًا ، والبيان
: الإفصاح مع ذكاء.
* ورجلٌ بَيِّنٌ : فصيح.
والجمع : أَبْيِنَاءُ ، صحت الياء بسكون ما قبلها ، وحكى اللحيانى فى جمْعه :
أَبْيَانٌ وبُيَنَاء ، فأما
أبيان فكمَيتٍ وأموات
، قال سيبويه : « شبهوا فَيْعِلاً بفاعِل حين قالوا : شاهد ، وأشهاد » قال : «
ومثلُهُ ـ يعنى مَيْتًا وأمواتًا ـ قَيْلٌ وأقوالٌ ، وكَيْسٌ وأكْيَاسٌ ، وأما بُيَنَاءُ فنادِرٌ
__________________
والأقيس فى كل ذلك جمعه بالواو والنون ، وهو قول سيبويه.
* ونخلة بايِنَةٌ : فارقت كَبَايِسَها الكوافيرَ ، وامتدت عراجينُها
وطالت ، حكاه أبو حنيفة ، وأنشد لِخُبَيبٍ القشيرى :
من كل
بائِنَةٍ تُبِينُ عُذُوقَها
|
|
عَنْها
وَحَاضِنةٍ لها ميقارِ
|
قوله : « تُبِينُ عُذُوقها » يعنى أنها
تُبِينُ عُذُوقها عن
نفِسها.
* والباينُ والباينةُ من القِسىِّ : التى بانت
من وترِهَا ، وهو
ضِدُّ البانِيَة ، إِلا أنهُمَا عيبٌ.
* والبَانَاةُ : مقلوبٌ عن الباينة ، والباناةُ : النَّبْلُ الصغارُ ، حكاه السُّكَرىُّ عن أبى
الخطّابِ.
وللناقة
حالبانِ : أحدهما ـ يُمسِكُ العُلْبَةَ من الجانب الأيمنِ ، والآخر يَحْلُبُ من
الجانب الأيسر ، والذى يَحْلُبُ يسمى المُستَعْلِى ، والذى يُمسِكُ يُسمَّى البايِنَ.
* والبِينُ من الأرضِ : قدرُ مدِّ البصر ، وقيل : هو ارتفاع فى
غِلَظٍ ، وقيل : هو الفصلُ بينَ
الأرْضَيْنِ. والبِينُ ـ أيضًا ـ : الناحية.
* وبَيْنٌ : موضعٌ قريب من الحِيرَة.
* ومُبينٌ : موضعٌ ـ أيضًا ـ قال :
يا رِيَّها
اليومَ على مُبِينِ
|
|
على مُبينٍ
جَرَدِ القَصيمِ
|
جمع بين النون
والميم ، وهذا هو الإكفاءُ.
* وبَيْنونَةُ : موضعٌ ، قال :
يا ريحَ
بينُونةَ لا تَذْمِينَا
|
|
جئتِ بألوانِ
المُصَفَّرِينا
|
* وهُمَا بَيْنونَتانِ بَينُونةُ القُصْوَى ، وبينونة الدنيا ، وكلتاهما فى شِقِّ بَنى سعد بَيْنَ عُمَانَ ويَبْرِينَ.
__________________
* وَعَدَنُ أبْيَنَ وَيَبْينَ : موضع ، وحَكى السيرافىُّ عَدَنُ إِبْيَنَ ، وقال : إبْيَنُ
موضع ، ومثَّلَ سيبويه
بإبينَ ولم يُفسِّره.
* والبَان : شجرٌ يسمُو ويطول فى استواءٍ مثلَ نباتِ الأَثلِ ،
وورقهُ أيضًا ـ هدب كهَدَبِ الأثل ، وليس لخشبه صلابةٌ واحَدِتُهُ : بَانَةٌ.
قال أبو زيادٍ
: من العضَاهِ « البانُ
» وله هدبٌ طِوَالٌ
شديد الخضرة ، ينبُتُ فى الهَضْبِ ، وثمرته تشبه قرونَ اللوبياءِ إلا أن خضرتها
شديدةٌ ، وفيها حَبٌّ ، ومن ذلك الحبِّ يُستخرج دهن البَانِ ، ولاستواء نباتها ، ونبات أفنانِها وطُولها ونَعْمَتِها
شبه الشعراءُ الجارية الناعمةَ ذاتَ الشَّطاطِ بها ، فقيل : كأنها بانةٌ ، وكأنها غُصْنُ بانٍ
، قال قيس بن الخَطِيم
:
حَوْراءُ
جَيْداءُ يُستضاءُ بها
|
|
كأنها خُوطُ
بانةٍ قَصِفُ
|
وإنما
قَضَيْنَا على ألفِ البانِ
بالياءِ وإن كانَتْ
عينًا لغلبَة « ب ى ن » على « ب ون » النون ، والميم ، والياءُ.
النون والميم والياء
ن م ى
* النماءُ : الزيادة ، نمى
يَنْمِى نمْيًا ، ونُمِيًا وَنَماءً ، قال أبو عُبَيْدٍ : قال الكِسَائِىُّ : ولم أسمع ينمو بالواو ـ إلا من أخوينِ من بنى سُلَيمٍ ، قال : ثم
سألتُ عنهُ جماعةَ بنى سُلَيمٍ فلم يعرفوه بالواو ، هذا قول أَبِى عبيدٍ ، وَأمَّا
يعقوبُ ، فقال : يَنمِى
، ويَنمُو ، فسوى بينهما.
* وأنْمَيتُ الشىءَ ونَمَّيتُه
: جعلتُهُ نامِيًا.
* ونَمِى الحديثُ يَنمِى
: ارتفعَ.
* ونمَيتُهُ : رفعتُهُ.
* وأنميتُهُ : أذعتُهُ على وجه النميمة.
* وقيلَ : نَمّيتُهُ مُشددٌ : أَسْنَدتُهُ ورفعته.
* ونمَّيتُهُ مشددٌ أيضًا : بَلَّغْتُهُ على جهة النميمة والإشاعة.
والصحيح أن نميْتُهُ : رفعتُهُ علَى وجه الإصلاح.
* ونمَّيتُهُ بالتشديد : رفعته على وجه الإشاعة أو النميْمَة ، وقول
ساعدةَ بن جُؤَيَّةَ :
__________________
فَبَيْنَا
هُمُ يَتَّايَعُونَ لِيَنْتَمُوا
|
|
بِقَذْفٍ
نِيافٍ مُسْتَقِلٍّ صُخُورُهَا
|
أراد ليصعَدُوا
إلى ذلك القذف.
* ونَمَيتُهُ إلى أبيه نَمْيًا ، وَنُمِيّا ، وأَنْمَيْته
: عزوتُهُ.
* وانْتَمَى إليه : انتَسَبَ ، وهى النميمة.
* وفلان ينمِى إلى حَسَبٍ وَينْتَمِى
: يرتفع إِلَيه.
* ونمَّيتُ النار : رفعتُها ، وأشبَعتُ وقُودَهَا.
* والنماءُ : الرَّيْعُ.
* ونَمَى الإنسانُ : سَمِنَ.
* وناقَةٌ نامية : سمينةٌ ، وقد
أنماها الكلأُ.
* وَنَمَى الماءُ : طما.
* وانتَمى البازِىُّ والصقرُ وغيرهما.
* وتَنمَّى : ارتفع من مكانٍ إلى آخَرَ ، قال أبو ذؤيبٍ :
تَنَمَّى بها
اليَعْسُوبُ حتَّى أَقَرَّها
|
|
إلى مالَفٍ
رَحْبِ المَباءةِ عَاسلِ
|
أى : ذُو
عَسَلٍ. والنَّاميةُ : القضيبُ الذى عليه العناقِيدُ ، وقيل : هى عَينُ
الكَرْم الذى يتَشَقَّقُ عن وَرَقِه وحبّه ، وقد
أَنْمَى الكرْمُ.
* والنامِيةُ : خَلْقُ اللهِ ، وقال عُمر « لا تمثلوا بناميِة الله » أى بخلْق الله.
* وأنميت الصيد : وذلك أن ترميَهُ فتصيبهُ ، ويذهبَ عنك فيموتَ
بَعد ما يغيبُ ، وَنَمَى
هو ، قال امرؤُ القيس
:
فهوَ لا
تَنْمِى رميّتُهُ
|
|
ماله لا
عُدَّ من نَفَرِهْ
|
مقلوبه : م ن ى
* المَنَى : القدَرُ.
__________________
* مناهُ اللهُ يَمنِيه
: قَدَّرَهُ.
* والمَنَى ، والمنِيَّة : المَوتُ ؛ لأنّهُ قُدِّر علينا ؛ قال أبو قلابةَ
الهُذَلىُّ :
ولا تقولنْ
لشىءٍ سَوْفَ أَفْعَلُهُ
|
|
حتَّى
تلاقِىَ ما يَمْنِى لك المانى
|
* وامتنَيتُ
الشىءَ : اختلَقتُهُ.
ومُنِيْتُ بكذا وكذا : ابتُليتُ به.
* ومُنِيْنَا له : وُفِّقْنَا.
* ودارى مَنَى داركَ : أى إزاءها وقُبَالَتَها.
* والمَنَى : القصد ، وقول الأخطلِ :
أمستْ
منَاهَا بأرضٍ ما يُبَلِّغُهَا
|
|
بصاحِبِ
الهَمِّ إلا الجَسْرةُ الأُجُدُ
|
قيل : أراد
قَصْدَهَا ، وأنَّثَ على قولك : ذهبتْ بعض أصابعه ، وإن شئت أضمرتَ فى « أمستْ » كما
أنشده سيبويه من قوله :
إذا ما
المرءُ كان أبوه عَبْسٌ
|
|
فحسبُك ما
تريدُ إلى الكَلَامِ
|
وقد قيل : إنه
أراد : منَانِ لَها فحذف ، وقَد تقدم.
* والمَنِىُ : ماءُ الرجلِ ، وجمعه : مُنْىٌ. حكاه ابن جنى ، وأنشد :
أسْلَمْتُمُوهَا
فباتَتْ غيرَ طاهِرةٍ
|
|
مُنْىُ
الرِّجالِ على الفَخِذَيْن كالمُومِ
|
وقَدْ مَنَيْتُ منْيًا ، وأَمْنَيْتُ.
* وَمِنًى بمكة يُصْرَف ولا تُصْرَف ، سُمِّيتْ بذلك ؛ لما يُمْنَى فيها من الدماءِ ؛ أى : يُراقُ ، وقال ثعلبٌ : هو من
قولهم : مَنَى الله عليه المَوتَ ؛ أى : قَدَّره ؛ لأن الهَدْىَ
يُنْحَرُ هنالِكَ.
* وامتَنَى القومُ وأَمْنَوا : أَتوا
مِنًى.
* وَمِنًى : موضعٌ آخَرُ بِنَجدٍ ، قيل : إياه عَنَى لَبِيْدٌ
بقَوله :
__________________
عَفَتِ
الديارُ مَحلُّها فَمُقامُها
|
|
بِمِنًى
تأبَّدَ غَوْلُهَا فَرِجامُهَا
|
* وتَمنَّى
الشىءَ : أَرَادَهُ وَمَنَّاهُ إياهُ وبه وهِىَ المُنْيَةُ ، والمِنْيَةُ ، وَالأُمنِيَّةُ. وتَمَنّى
الكتاب : قرَأَهُ
وكتبه ، وفى التنزيل : (إِلَّا إِذا تَمَنَّى
أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) أى قرأ وتلا ، وقال الشاعر :
تمنّى كِتابَ
اللهِ أوّل ليلةٍ
|
|
وآخِرَه لاقى
حِمامَ المقادرِ
|
وقال آخر :
تَمَنَّى
كِتابَ اللهِ آخِرَ لَيْلهِ
|
|
تَمَنِّىَ
داودَ الزَّبُورَ على رِسْلِ
|
أى : تلا كتاب
الله مُتَرسلاً فيه كما تلا داودُ الزبورَ مترسلاً فيه.
* وتَمنَّى : كَذَبَ. وتَمَنَّى
الحديث : اخترعهُ. وَالمُنْيَةُ والمِنْيَةُ : أيام الناقة التى لم يُسْتَبَنْ فيهَا لقاحُهَا مِنْ
حِيالِها ، فمُنيةُ البِكْرِ التى لم تَحمِلْ قبل ذلك عَشْرُ ليالٍ.
* ومُنْيَةُ الثِّنْىِ : وهو البطنُ الثانى خَمْسَ عَشْرة ليلةً ،
فإذا مَضتْ عُرِفَ ألاقِحٌ هِىَ أم لا غيرُ لاقحٍ ، وقد استَمْنَيتُهَا ، والمُنوةُ كالمُنية ، قُلِبت الياءُ واوًا للضمَّة ، أنشد أبو
حنيفةَ لثعلبَةَ ابن عُبَيْدٍ يصف النخْلَ :
تنادَوا
بجدٍّ واشمَعلّتْ رِعَاؤُهَا
|
|
لعشرين يومًا
من مُنُوَّتها تَمْضى
|
فجعل المنوَّة للنخل ذَهَابا إلى التشبيه لَهَا بالإبل ، وأراد
العشرين يومًا مِنْ مُنُوَّتِها مضَتْ ، فوضع « يفْعلُ » موضع « فَعَلْت » ، وهو واسع ،
حكاه سيبويه ، فقال : اعلمْ أن أفْعَلُ قد تقع موقع فَعَلْتُ ، وأنشد :
ولقد أمرُّ
على اللَّئيمِ يَسُبُّنى
|
|
فمضيتُ
ثُمَّتَ قُلْتُ : لا يَعْنِينِى
|
أراد : ولقد
مَرَرْتُ.
__________________
* ومَنَيْتُ الرجل مَنْيًا اختَبَرتُه.
* ومُنِيْتُ به مَنْيًا : بُلِيتُ.
* ومَانَيْتُهُ : جازيتُهُ.
* ومَانَيْتُهُ : لَزِمْتُهُ.
* ومانَيتُهُ : انتظرتُهُ وطاولتُهُ ، وأنشد يَعْقُوبُ :
*من أجلِها بِفتْيَةٍ مانَوْنى*
وأنشد لغيلان
بن حُريثٍ :
إِلَّا يَكُن
فيها هُرَارٌ فإننى
|
|
بسلٍ
يُمَانيها إلى الحَوْل خَائفُ
|
* وتَمَنٍ
: بَلَدٌ بين مكة
والمدينة ، قال كُثَيِّر عزة :
كأن دموعَ
العينِ لما تخلَّلَتْ
|
|
مخارِمَ
بِيضًا من تمنٍ جِمالُها
|
قُلِبْنَ
غُرُوبًا من سُمَيْحَةَ أُنْزِعَتْ
|
|
بِهِنّ
السَّوَانى فَاستدارَ مَحالُها
|
مقلوبه : ي ن م
* اليَنَمةُ : نِبْتَةٌ من أحْرارِ البقول تَنبُتُ فى السهل
وَدَكَادِكِ الأرض ، لها ورق طوال لِطَافٌ مُحدَّبُ الأطرافِ عليه وَبَرٌ أَغْبَرُ
كأنه قِطَعُ الفِرَاء ، وزهرتُها مثل سُنْبُلَة الشعير وحَبُّهَا صغيرٌ.
وقالَ أبو
حنيفَةَ : اليَنَمَةُ لَيْسَ لها زَهْرٌ ، وفيهَا حَبٌّ كثير تُسْمنُ عليها
الإبلُ ولا تغزُرُ ، قال : ومن كلامِ العرب : قالت اليَنَمةُ : أَنَا
اليَنَمَهْ أَغْبُقُ
الصَبِىَّ بعد العَتَمهْ ، وأَكُبُّ الثُّمالَ فوق الأَكَمَهْ ، تقول : درِّى
يُعَجَّل للصبِى ، وذلك أنّ الصبِىَّ لا يَصبِرُ ، والجَمْعُ : يَنَمٌ ، قال مُرَقَّشٌ ، وَوَصَفَ ثَوْرَ وَحْشٍ :
بَاتَ بغَيبٍ
مُعْشبٍ نَبْتُهُ
|
|
مُخْتَلِطٍ
حُرْبُثُهُ واليَنَمْ
|
مقلوبه : م ي ن
* مَانَ مَيْناً : كَذَبَ.
__________________
* ورجل مَيُونٌ وميَّانٌ : كذّاب.
مقلوبه : ي م ن
* اليُمْنُ : خلاف الشُّؤْم.
* وقد يَمِنَ الرجل يَمْنًا ، ويُمِنَ
، وتَيَمَّنَ به ، واستَيْمَنَ
، وإنهُ لميْمُونٌ عَلَيهم.
* ورجلٌ أيْمنُ ، ومَيمُونٌ
، والجمع أيامِنُ ، والأيامِنُ
، خلافُ الأشَائِم ،
ويقال : قَدمِ فُلان على أَيمَنِ
اليمين : أى على اليُمْنِ.
* والمَيْمَنةُ : اليُمْنُ ، وقوله تعالى : (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ)
[الواقعة : ٨]
أَى أصحاب اليُمْنِ على أَنْفُسِهم ، أى كانوا
مَيَامينَ على أَنفسهم
غَيرَ مَشَائِيمَ.
* واليَمِينُ : نقيضُ اليَسَارِ ، والجمع : أيمُنٌ ، وأيْمَانٌ
، ويَمايِيْنُ ، فأمّا
قوله :
قد جَرَت
الطيرُ أَيَامنِيْنَا
|
|
قالت : وكنت
رَجلاً فَطيْنَا
|
هذا لَعَمْرو الله
إسرائِيْنَا
|
فعندى أنه
جَمَعَ يَمينًا على أَيمُنٍ
، ثم جَمَعَ أيْمُنًا على أَيامِنَ
، ثم أراد وراءَ ذلكَ
جمعًا آخَرَ فلم يجد جَمْعًا من جُموعِ التكسِير أكثرَ مِنْ هذا لأن باب أَفَاعِلَ
وفَوَاعِلَ وفعائِلَ ونحوها ، نهايَةُ الجمعِ ، فرجعَ إلى الجمع بالواو والنونِ ،
كقول الآخَرِ :
*فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدَائِداتُها*
بلغَ نهايةَ
الجمعِ التى هى حَدَائِدُ ، فلم يجد بعدَ ذلك بناءً من أبْنِيَةِ الجمع المُكَسَّرِ
فجمعَهُ بالألف والتاءِ ، وكقولِ الآخرِ :
*جَذْبَ الصراريِّينَ بالكُرُور*
جَمَعَ صارِيًا
على صُرَّاءٍ ، ثم جمع صُرَّاءً على صَرَارِىٍّ ثم جمع صَرارِىَّ ـ بالياء والنونِ
ـ وقد كان يجب لهذا الراجزِ أن يقولَ : أيامِينِينا ؛ لأن جمعَ أَفْعَالٍ كجمع إفْعَالٍ ، لكن لمَّا أزمع
أن يقول فى النصفِ الثانى ، أو البيت الثانى : « فطينَا » ، ووزنُهُ فَعُولنْ ،
أرادَ أن يَبنى قولَهُ :
__________________
« أيامِنينا » على فَعُولُنْ أيضًا ؛ ليُسوِّىَ الضَّرْبينِ ، أو
العَرُوضين ، ونظير هذه التسوية قولُه :
قد رَوِيَتْ
غَيرَ الدُّهَيْدِهِيْنا
|
|
قُلَيِّصَاتٍ
وأُبَيْكريْنَا
|
كان حُكمُه أن
يقولَ : غَيرَ الدُّهَيْدِهينا ؛ لأن الألِفَ فى دَهْدَاهٍ رابعَةٌ ، وحُكْمُ حرف
اللينِ إذَا ثَبتَ فى الواحدِ رابعًا أن يثبُتَ فى الجمع ياءً ، كقولك : سرداحٌ
وسَراديحُ ، وقِندِيلٌ وقناديل ، وبُهْلُولٌ وبهاليلُ ، ولكن أرادَ أن يسوّى بين
دُهَيْدِهينا ، وبين أُبَيْكرينا ، فجعل الضربين جميعًا ، أو العروضين فَعُولُنْ ،
وقد يجوز أن يكون « أيامِنيْنَا » جمع أيامِنَ
الذى هو جمع أَيْمُنٍ ، فلا يكون هنالك حذُفٌ ، وأَمَّا قوله :
*هذا لعمرُو الله إِسرائِينَا*
فإنّ « قالت » هنا بمعنى ظنّتْ ، فعدتْهُ إلى مفعولينِ
، كما تعدَّى « قال » إلى مفعولينِ ، وذلك فى لغة بنى سُلَيْمٍ حكاه سيبويه عن أبى
الخطّاب ، ولو أراد « قال » التى ليست فى مَعْنَى الظنّ لرفعَ ، وليس أحدٌ منَ
العرب يَنْصِبُ « بقال » التى فى معنى ظنّ إلا بَنى سُلَيم.
* وهى اليُمْنَى : لا تُكَسَّرُ ، قال أبو عُبَيْدٍ : وأما قول عُمَر ـ رضى
الله عنه ـ « وَزَوّدتْنَا
يُمَينَتَيْهَا » فقياسه « يُمَيّنَيْهَا » ؛ لأنه تصغير « يَمينٍ
» لكن قال : « يُمَيْنَتَيْهَا » على تصغير الترخيم ، وإنما قال : « يُمَيْنَتَيْهَا » ولم يقل يَدَيها ، ولا كَفَّيْها ؛ لأنه لم يُرد أنها
جمعت كفيها ثم أَعطَتْهُما بجميع الكفينِ ، ولكنه أراد أنها أعطَتْ كُلَّ واحدٍ
كفّا واحِدةً بيَمينها.
* وَأَيْمَنَ : أَخَذَ يَمِيْنًا.
* وَيَمنَ به ، ويَامَنَ
، وتيامَنَ : ذَهَبَ به ذات اليَمينِ.
وحكى سيبويه : يَمَنَ يَيْمِنُ : يعنى أخذ ذاتَ اليمينِ
، قال : وسَلّمُوا
لأنّ الياءَ أخفُّ عليهم من الواوِ ، وقوله تعالى : (إِنَّكُمْ كُنْتُمْ
تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ) [الصافات : ٢٨] قال الزجّاجُ : هذا قول الكفّارِ للذين أضلوهم : كنتم تخدعونَنَا
بأقوى الأسباب ، فكنتم تأتوننا مِنْ قِبَلِ الدّين فَتُرُونَنَا أنّ الدين والحقَّ
ما تضلوننا به ، وقيل : معناه : كنتم تأتوننا من قِبَلِ الشهوة ؛ لأن اليَمِينَ مَوضِعُ الْكِبدِ ، والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإرادة ،
ألا ترى أنّ القلبَ لا
__________________
شىءَ له من ذلكَ ؛ لأنه من ناحية الشمال.
* والتيَمُّنُ : أنْ يوضعَ الرجلُ على جنبِه الأيْمَنِ فى القبر ، قال :
إذَا الشيخُ
عَلْبا ثُمّ أصبح جِلْدُهُ
|
|
كَرَحْضِ
غَسِيلٍ فالتيَمُّنُ أَرْوَحُ
|
* وأخذ يَمْنَةً وَيمَنًا ، وَيسْرَةً ويَسَرًا : أى ناحية يَمِين ، ويسارٍ.
* واليَمَنُ : ما كانَ عَنْ يمين
القِبَلة مِنْ بلادِ
الغَور ، النسبُ إليه « يَمَنِىٌ
» و « يَمَانٍ » على نادِر النسب ، وألفُهُ عِوَضٌ من الياءِ ، ولا
تدلُّ على ما تدل عليه الياءُ ، إِذْ ليس حكمُ العَقِيبِ أنْ يدلّ على ما يدل
عَلَيه عَقيبُهُ دائمًا ، فإن سَمَّيتَ رجُلاً
بِيَمَنٍ ، ثم أضفتَ
إليه فعلى القياس ، وكذلك جميعُ هذا الضربِ ، وقد خَصُّوا باليَمَنِ موضعًا مَا ، أو غلَّبُوه عليه ، وعلى هذا لا يجوزُ :
ذهبتُ اليَمَنَ ، وإنّما يجوزُ على اعتقِاد العموم ، ونظيرهُ : الشأمُ ،
ويدُلُّك على أنّ اليَمَنَ
جنسِىٌّ غيرُ عَلَمىٍّ
أنّهم قد قالوا فيه : اليَمْنَةُ ، واليُمْنَةُ.
* وأَيْمَنَ القَومُ ويَمّنُوا : أتَوا
اليَمَنَ ، وقولُ أبِى
كَبِيرٍ الهُذَلىّ :
تَعْوِى
الذِّئَابُ من المخافَةِ حَوْلَهُ
|
|
إهلاكَ
رَكْبِ اليامِنِ المُتَطوِّفِ
|
إمّا أنْ يكون
على النسبِ ، وإمّا أنْ يكونَ على الفعلِ ، ولا أعْرِف له فِعْلاً.
* ورجلٌ أيْمَنُ : يَصْنَعُ بِيُمْنَاه.
* وقال أبو
حَنيفَةَ : يَمِنَنى وَيَمنَنى : جاء عن يمينى.
* واليَمِينُ : الحلِفُ أُنثى ، والجمعُ أَيْمُنٌ ، وأَيْمَانٌ.
وقالوا : أَيْمُنُ الله ، وأَيْمُ الله ، وإيمُنُ
الله ، وإيمُ الله ، ومُ الله ، فحذفوا ، و « مِ
الله » أُجرِى مُجْرَى
« مُ اللهِ » ، قال سيبويه : وقالوا
لايْمُ الله ، واستدل
بذلك على أنّ أَلفَها ألِفُ وصْلٍ.
قال ابن جِنّى
: أمّا أيَمُنٌ فى القسم فحذفت الهمزةُ منها ، وهى اسمٌ مِنْ قِبَلِ أنَّ
هذا اسمٌ غَيرُ متمكِّنٍ ولم يستعمل إلا فى القسم وحْدَهُ ، فلما ضارعَ الحرفَ
بقلة تمكُّنِه فُتِحَ تشبيهًا بالهمزةِ اللاحقة لحرف التعريفِ ، وليس هذا فيه إلا
دون بناء الاسم لمضارعته الحرفَ ، وأيضًا فقد حكى يونس : إيمُ الله ـ بالكسر ـ فقد جاءَ فيه الكسرُ أيضًا ـ كما ترى ـ ويؤكِّدُ
عندك ـ أيضًا ـ حالَ هذا الاسم فى مضارعته الحرفَ أنّهم قد تلاعبُوا به وأضعَفوهُ
، فقالوا مرّة : أيمُنُ
الله ، ومرّةً : أيْمُ الله ، ومرّة : إيْمُ
الله ، ومرّة : مِ الله ، ومرّة : مُ
الله ، فلما حذفوه
__________________
هذا الحذف المُفْرِطَ وأصارُوهُ من كونه عَلَى حَرْفٍ إلى لفظِ الحروفِ ،
قوِىَ شبَهُ الحرفِ عليه ففتحوا هَمْزتَهُ تشبيهًا بهمزة لامِ التعريف ، وقالَ
مَرّةً : ومما يجيزُهُ القياسُ غَيْرَ أَنْ لم يَرِدْ به الاستعمالُ خَبَرُ الأيْمُنِ مِن قولهم : لايمُنُ اللهِ لأنطلقنّ. فهذا مبتدأٌ
محذُوفُ الخبر ، وصارَ طولُ الكلامِ بجوابِ القسم عِوَضًا منِ الخبر.
* واستَيْمَنْتُ الرجلَ : استخلفتهُ عن اللحيانِى.
* واليَمِينُ : القوة والقدرة ، وبه فُسِّرَ قوله تعالى : (لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ) [الحاقة : ٤٥] ، وقيل : أراد باليد
اليُمْنَى ، وقولُ
الشَّمَّاخ :
إذا ما رايةٌ
رُفِعَتْ لمَجْدٍ
|
|
تَلَقّاها
عَرابةُ باليَمِينِ
|
قيلَ : أرادَ
القوّة ، وقيل : أراد اليد
اليُمْنَى ، وأمّا قوله :
(فَراغَ عَلَيْهِمْ
ضَرْباً بِالْيَمِينِ) [الصافات : ٩٣] فقيل : معناه : بالحَلِف ؛ لقوله : (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ) [الأنبياء : ٥٧].
* واليَمِينُ : المنزلةُ ، يقال : هو عندنا باليَمِيْنِ : أى بمنزلةٍ حَسَنَةٍ.
* واليَمْنَةُ ، واليُمْنَةُ : ضربٌ من بُرُود
اليَمَنِ.
* وأَيمُنُ : اسم رجلٍ.
* وأيمُنُ : موضع ؛ قال المُسّيَبُ أو غَيرُهُ :
شَرِكَا
بِمَاءِ الذَّوْبِ تجمعُهُ
|
|
فى طوْد
أيْمَنَ مِنْ قُرى قَسْرِ
|
النون والفاء والواو
ن ف و
* نِفْوَةُ الشَّىءِ ونُفَاوتُه
: بَقِيّتُهُ
وأرداؤُهُ.
* ونَفَوتُه : لُغَةٌ فى نَفَيتُهُ.
* والنَّيِّفُ : الفضل عن اللحيانى وحكى عن الأصمعى : ضع النَّيِّفَ فى
موضعه ؛ أى : الفَضْلَ.
* ونَافَ الشىءُ
نَوْفًا : ارتفَعَ.
* وأَنَافَ الشىءُ على غيرِه : ارتفع وأشرفَ ، قال طرفةُ :
__________________
وأَنَافَتْ
بِهَوادٍ تُلُعٍ
|
|
كجذوعٍ
شُذِّبَتْ عنها القُشُرْ
|
* والنَّيِّفُ
والنَّيْفُ : كَميِّت
ومَيْتٍ : الزيادة ، والنَّيِّفُ
والنَّيِّفَةُ : ما بين
العَقْدَين ؛ لأنها زيادةٌ ، يقال : لها عَشَرةٌ ونَيِّفٌ
، وكذلك سائرُ
العُقُودِ ، قال اللحيانى : يقال : عشرون ونَيِّفٌ
، ومِائَةٌ ، ونَيّفٌ وألفٌ ، ونَيِّفٌ
، ولا يقال : نَيِّفٌ إلا بعد عَقدٍ ، قال : وإنما قيل : نَيِّفٌ ، لأنه زائدٌ
على العددِ الذى حواهُ ذلك العَقْدُ.
* وأنَافَتِ الدراهمُ كذا : زادتْ.
وقال ابن جنى
فى كتابه الموسومِ بالمُعرِبِ : وأنتَ تراهم قدِ استحدثوا فى خَبْلَهُ من قوله :
*لمَّا رأيتُ الدَّهْرَ جَمّا خَبْلهو*
حرف مَدٍّ
أنافوه على وزنِ البَيْت فَعدَّى أنافوهُ ، وليس هذا بِمَعْروفٍ ، وإنّما عَدَّاهُ
لأنّه فى مَعْنَى زادُوا ، ونَيَّفَ
على الخمسينَ وغيرِها
: زاد.
* ونَيَّفَ العددَ على ما تقول : زادَ.
* وأمرأَةٌ مُنِيفَةٌ ونِيَافٌ
: تامة الطُّوْل
والحُسْنِ.
* وجَمَلٌ نِيَاف ، وناقة
نِيَافٌ : طَوِيْلا
السَّنَام.
قال ابنُ جنى :
ياءُ كُلِّ ذلك منقلبةٌ عَنْ واوٍ ؛ لأنه من النَّوفِ الّذى هُوَ العُلُوُّ
والارتفاعُ ، قُلبَتْ فيه الواوُ تخفيفًا لا وجوبًا ، ألا ترى إلى صِحّة صِوَانٍ ،
وَخِوَانٍ ، وَصِوارٍ ، على أَنه قد حُكى : حِلوَانٌ ، وَصِيَارٌ ، وذلك تخفيف لا
عن صنعةٍ ووجوب ، وقد تجوز أن يكون نيَافٌ مصدرًا جاريًا على فِعلٍ معتل مقدرٍ ،
فيجرى حينئذٍ مجرى قيامٍ وَصيَامٍ ، وَوُصِفَ به كما يوصف بالمصادر.
* وفَلاة نياف : طويلة عريضة ، قال :
إذَا اعتَلَى
عَرْضَ نِيافٍ فِلِ
|
|
أَذْرَى
أَساهِيكَ عَتيْقٍ أَلِ
|
بعَطْفِ ضَبْعَىْ
مَرِحٍ شِمِلِ
|
ويُروى ،
بأَوبِ.
__________________
* والنَّوْفُ : أسفلُ الذَّيلِ لزيادته وطوله عَنْ كُرَاع.
* والنَّوْفُ : السَّنَامُ ، وخص بعضهم به سَنَامَ البعير.
* والنَّوْفُ : البَظْرُ ، وكُلُّ ذلك فى معنى الزيادة والارتفاع.
* ونَوْفٌ : اسم رجلٍ.
* وَينُوفُ : عَقَبَةٌ معروفةٌ ، سميت بذلك لارتفاعها ، وأنشد أحمد
بنُ يحيى :
*عُقَابُ يَنوفٍ لا عُقَابُ القَواعِلِ*
ورواهُ ابن جنى
: « تَنُوفٍ » وقال : هو تَفْعَلُ منِ النَّوْفِ وهو الارتفاعُ ،
سُميت بذلك لعلُوّها.
* وعبدُ منافٍ بَطْنٌ من قُرَيشٍ ، قال سيبويه : « الإضافة إليه مَنَافِيٌ » وهو مما وقَعَتْ فيه الإضافةُ إلى الثانى دُونَ الأول
؛ لأنه لو أضيفَ إلى الأول لالتبس.
مقلوبه : ف ن و
* الفناة : البقرةُ ، والجمعُ : فنواتٌ
، وشَعرٌ أَفْنَى ، فى مَعنَى فَيْنَانٍ ، وليس من لَفْظه.
* وامرأَةٌ فَنْوَاءُ : أَثِيثَةُ الشعَرِ ، منه ، رَوَى ذلك ابن الأعرابى ،
وأمّا جُمْهُور أهلِ اللغةِ فقالوا : امرأَةٌ
فَنْوَاءُ : أى إِنّ
لشَعَرِها فُنُونًا كَأفنانِ الشَّجَرِ.
* وكَذلكَ
شَجَرةٌ فَنْوَاءُ : إنّما هى ذَاتُ الأَفْنَانِ ، فقياسها فَناءُ أيضًا.
مقلوبه : و ف ن
* جِئْتُ عَلَى
وَفَنِه : أَى أَثرهِ ، قال ابن دُرَيدٍ : وليس بِثَبْتٍ.
النون والباء والواو
ن ب و
* نَبَا بَصُره عنه نُبُوّا وَنُبِيّا ، قال أَبو نُخَيْلَةَ :
*لمَّا نَبَانى صَاحبى نُبِيّا*
* ونَبْوَةً ، ونَبَا السيفُ عن الضَّرِيْبَةِ
نَبْوًا ونَبْوَةً ، لا يراد
بالنَّبْوِة المرَّةُ
الواحدِةُ : كَلَ .
* ونَبَتْ صُورتُهُ : قَبُحَتْ فَلَم تَقْبَلها العينُ.
* ونَبَا به مَنْزِلُهُ : لم يُوَافِقْهُ.
__________________
* ونَبَا فُلانٌ عَلَى فُلانٍ : لمْ يَنْقَدْ لَهُ.
* ونَبَا جَنْبِى عن الفراشِ : لم يَطْمئِنّ عليه.
* ونَبَا السَّهْمُ عن الهَدَفِ نَبْوًا : قَصَّرَ.
* ونَبَا عن الشىءِ
نَبْوًا ونَبْوَةً : زَايَلَهُ.
* والنَّبْو : العُلُوُّ والارتفاعُ. وَقَدْ نَبَا.
* والنَّبْوةُ والنَّبِىُ
: ما ارتفع من الأرض.
* والنَّبِىُ : العلمُ من أَعْلَامِ الأرضِ الَّتى يُهتدى بِهَا.
قال بعضُهم :
ومنه اشتقاق النَّبِىِ ؛ لأنه أَرْفَعُ خَلْقِ اللهِ ؛ وذلك لأنه يُهتدَى به.
وقد تقدم ذكرُ النبِىِ فى الهَمزِ وهُم أَهْلُ بَيتِ النُّبوَّة.
* والنَّباوَ [ةُ] ، والنَّبِىُ
: الرَّمْلُ.
* ونَبَاةُ ، مَقصُورٌ : مَوْضعٌ ، عن الأخفش ، قالَ سَاعِدَةُ بنُ
جُؤَيةَ :
فالسِّدْرُ
مُخْتَلَجٌ وَغُوْدرَ طافيًا
|
|
ما بَينَ
عَيْنَ إلى نَبَاةَ الأَثْأَبُ
|
وَرُوَى
نَبَاتَا ، وقَدْ تقدّمَ.
* ونُبَىٌ : مكانٌ بالشأْمِ دون البِشْرِ ، قال القُطَامِىُّ :
لمَّا
وَرَدْنَ نُبَيّا واسْتَتَبَّ بنا
|
|
مُسْحنفِرٌ
كخطُوطِ السِّيحِ مُنْسحِلُ
|
* والنَّبِىُ
: موضِعٌ بِعَيْنه.
* والنَّبَوَانُ : ماءٌ بعينه ، قال :
شَرْحٌ
رَوَاءٌ لكُمَا وَزُنْقُبُ
|
|
والنَّبَوَانُ
قَصَبٌ مُثَقَّبُ
|
يَعْنى
بالقَصَبِ : مَخَارِجَ مَاءِ العُيُون. ومُثَقَّبٌ : مفتُوحٌ بالماءِ ،
مقلوبه : ن و ب
* نَابَ الأَمْرُ
نَوْبًا ونَوْبَةً : نزل.
__________________
* والنَّائِبَةُ : النازلة ، وَهىَ النَّوَائِبُ. والنُّوَبُ. الأخَيْرَةُ : نَادِرةُ.
قال ابن جنىٍّ
: مَجِىءُ فَعْلَةٍ عَلَى فُعَلٍ يُرِيكَ أَنّها كَأَنّها إنّما جاءَتْ عندهم مِنْ
فُعْلَةٍ فكأنّ نَوْبَةً
نُوْبَةٌ ، وإنّما ذلك
لأَنّ الواوَ مِمَّا سبيلُهُ أن يأتى تابعًا للضمة ، قال : وهذا يُؤَكدُ عندك
ضَعفَ حُرُوف اللينِ الثَّلاثَة ، وكذلكَ القولُ فى دَولةٍ وجَوْبَةٍ ، وقد تقدم.
* والنَّوْبُ : اسمٌ لجِمَعِ نائِبٍ
، مثلُ : زائرٍ
وزَوْرٍ ، وقيل : هُوَ جَمْعٌ.
* والنَّوْبَةُ : الجَماعَةُ منَ الناس ، وقولُهُ ، أنشده ثَعلَبٌ :
انقطَعَ
الرشاءُ وانحلّ النَّوْبُ
|
|
وجَاءَ مِن
بَنَاتِ وَطَّاءٍ نَوْبُ
|
يجوز أن يكون النوبُ فيه من الجمع الذى لا يفارق واحدَهُ إلا بالهَاءِ ، وأن
يكون جَمْعَ نائبٍ كَزَائرٍ وَزَوْرٍ ، على ما تقدّمَ.
* والنَّوْبُ : ما كان منك مسيرةَ يَومٍ ولَيْلَةٍ ، قال لَبِيدٌ :
إحْدَى بَنى
جَعْفَرٍ كَلِفْتُ بِهَا
|
|
لَم تُمْسِ
نَوْبًا مِنى ولا قَرَبَا
|
وقيل : ما كان
على ثَلاثَة أَيّامٍ ، وقيل : ما كان على فَرْسَخينِ أو ثَلاثَةٍ ، وقيل : النَّوْبُ : القُرْبُ ، قال أبو ذُؤَيبٍ :
أَرِقْتُ
لذكرِه من غَيْرِ نَوبٍ
|
|
كما
يَهْتَاجُ مَوْشىٌّ نَقِيْبُ
|
* ونُبْتُهُ
نَوْبًا ، وانتبْتُهُ : أَتيتُهُ على نَوْبٍ.
* والنَّوَبةُ : الفُرصَةُ والدّولَةُ ، والجمع نُوَبٌ : نادِرٌ.
* وتَنَاوَبَ القومُ الماءَ : تقاسمُوهُ على المَقلَة ، وهى حَصَاةُ القَسْمِ.
* ونابَ الشىءُ عن الشىءِ
يَنُوبُ : قامَ
مَقَامَهُ.
* وأَنَبْتُهُ أَنا عَنهُ ، ونَاوَبَهُ
: عَاقَبَهُ.
__________________
* ونابَ إلى الله وأنابَ
إليه : تابَ ورَجَعَ ،
وفى التنزيل : (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) [الروم : ٣١] ، أَى : رَاجعينَ إلى كُلِّ ما أمَرَ به ، غَيرَ خارجينَ عن
شىءٍ من أَمرِه ، وقَولُهُ تعالى : (وَأَنِيبُوا إِلى
رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ) [الزمر : ٥٤] ؛ أى : توبوا إليه وارجعوا. وقيلَ : إنها نزلَتْ فى قَومٍ
فُتِنوا فى دينهم وعُذِّبُوا بمكَّةَ فرجعوا عن الإسلامِ ، فقيل : إِنّ هؤلاءِ لا
يُغْفَرُ لهم بعدَ رجوعِهم عن الإسلامِ ، فأَعلَمَ اللهُ أنّهم إن تابوا وأسلموا ،
غُفِرَ لهم.
* والنُّوْبُ : جيل من السودانِ.
* والنُّوْبُ : النَّحْلُ ، قال أبُو ذُؤَيبٍ :
إذَا
لَسَعَتْهُ النّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَهَا
|
|
وحالفها فى
بيت نُوبٍ عوابلِ
|
قال أبُو
عُبَيدَةَ : سُمِّيَتْ نُوْبًا ؛ لأنها تَضْرِب إلى السَّوَاد ، وقال أبو عُبَيدٍ : سُمِّيتْ
به ؛ لأنها ترعى ثم تنُوبُ
إلى موضِعها فَمَنْ
جَعَلَها مُشبّهةً بالنوبِ ، لأنّها تَضربُ إلى السوادِ فَلا واحِدَ لَهَا ، ومَنْ
سَمَّاها بذلك ، لأنّها تَرْعَى ثمّ تنُوبُ
، فواحِدُها نائِبٌ.
* والمَنابُ : الطريقُ إلى الماءِ.
* ونائبٌ : اسمُ رجلٍ.
مقلوبه : و ن ب
* وَنَّبَهُ ، لُغَةٌ فى أَنَّبَهُ.
مقلوبه : ب ن و
* بَنَا فى الشَّرَفِ يَبْنُو ، وعلى هذا تُؤُوِّل قولُ الحُطَيئَة :
*أولئِك قومُ إنْ بَنَوْا أحسَنوا البُنَا*
قالوا : إِنَهُ جَمعُ بُنْوَةٍ أو
بِنْوَةٍ ، قال
الأصمعِىُّ : أنشدت أعرابيّا هذا البيتَ :
*...... أحسنوا البنا*
فقال لى : أَىْ
بُنَا ، أَحسَنُوا البُنَا ، أرادَ بالأَوّل : أَىْ بُنَىَ.
* والابن : الوَلَدُ ، ولامُهُ فى الأصل مُنقَلبةٌ عَنْ واوٍ عند
بعضهم كأَنّهُ مِن هذا.
والأُنثى ابنَةٌ وبِنْتٌ
، الأَخيَرةُ على غيرِ
بناءِ مُذَكّرِهَا ، ولامُ بِنْتٍ
وَاوٌ ، والتاءُ بَدلٌ
منها.
__________________
قال ابنُ جنىٍّ
: أصلُهَا بَنَوَةٌ ، وَوَزْنُها فَعَلٌ ، فألحَقَتها التاءُ المبدلةُ مِن لامها
بِوَزن حِلْسٍ ، فقالوا : بِنْتٌ
، وليست التاءُ فيها
بعلامَةِ تأنيثٍ كما ظَنَّ مَنْ لا خِبْرَةَ لَهُ بهذا الشأن ، وذلك لسكون مَا
قَبلَها ، وهذا مَذهبُ سيبويهِ ، وهو الصحيحُ ، وقد نصّ عليه فى باب ما لا ينصرفُ
، فقال : لو سَمَّيتَ بها رجلاً لصرْفتَها معرفةً ، ولو كانت للتأنيثِ لمَا انصرف
الاسمُ.
على أن سيبويه
قد تسمَّح فى بعض ألفاظِه فى الكتاب ، فقال فى بِنْتٍ
: هى علامة تأنيثٍ ،
وإنّما ذلك تَجوُّز منه فى اللفظ ؛ لأنّه أرسلَهُ غُفْلاً ، وقد قَيَّدهُ
وعَلَّلَهُ فى باب ما لا ينصرفُ ، والأخذ بقوله المعلَّلِ أَقْوَى منَ الأخذ بقوله
الغُفْلِ المُرْسَلِ ، ووجْهُ تَجَوُّزه أنَّهُ لمَّا كانتْ التاءُ لا تبدلُ من
الواو فيها إلا مع المُؤَنَّث صارَتْ كأنها علامَةُ تأنيثٍ ، وأَعنى بالصيغَة فيها
بِناءَهَا على فِعْلٍ ، وأصلُهَا فَعَلٌ بدلالة تكسيرِهم إِيّاه على أفْعَالٍ ،
وإبدالُ الواوِ فيها لازمٌ ؛ لأنّه عَمَلٌ اختُصّ بهِ المُؤَنثُ ، ويدلُّ أيضًا
على ذلك إقامَتهُم إياهُ مُقامَ العلامة الصريحة ، وتَعَاقُبُهَا فيها على الكلمة
الواحدَةِ ، وذلك نحو : ابنَةٍ وبنتٍ
فالصيغة فى بِنْتٍ قائِمَةٌ مَقَامَ الهاءِ فى ابَنةٍ فكما أنّ الهاءَ علامةُ تأنيثٍ ، فكذلك صيغةُ بِنْتٍ علامةُ تأنيثها ، وليس بنتٌ
مِن ابنَةٍ كَصَعْبٍ مِن صَعْبةٍ ، إنّما نظيرُ صَعْبَةٍ مِن
صَعْبٍ ابنةُ مِن ابنٍ ، ولا دِلالة لك فى البُنُوَّةِ على أنّ الذاهبَ من بنتٍ
واوٌ ، لكِنْ إبدالُ
التاءِ من حرف العلةِ يدل على أَنّهُ منَ الواو ؛ لأنّ إبدالَ التاءِ مِنَ الواوِ
أضعَافُ إبدالِهَا منَ الياءِ ، والنسبُ إلى بنتٍ
بَنَوِىٌ ، فأَمّا قولُ
يُونُسَ : بِنْتِىٌ ، وأُخْتِىٌّ ، فمردودٌ عند سيبويه ، وقد أُنعمَ
تَعْلِيلُهُ فى غيرِ مَوضعٍ ، وقوله تعالى : (هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ
أَطْهَرُ لَكُمْ) [هود : ٧٨] كَنَّى ببناتِهِ عن نسائِهم ، ونِسَاءُ أُمَّة كُلِّ نَبِىٍّ
بمَنزِلَةِ بناتِه ، وأزوَاجُهُ بمنزلةِ أمهاتهم ، هذا قول الزجّاج. قال سيبويه :
وقالوا : ابنَمٌ فزادوا الميمَ ، كما زِيدتْ فى فُسْحُمٍ ودِلقِمٍ ، وكأَنّها فى
ابنَمٍ أَمْثَلُ قليلاً ؛ لأنّ الاسمَ محذُوفُ اللامِ ، فكأنها عِوضٌ منها ، وليس
فى فُسحُمٍ ونحوِه حَذْفٌ ، فأمّا قول رُؤبة :
بُكَاءَ
ثَكْلَى فَقَدَتْ حَميمَا
|
|
فَهْىَ
تُرَثِّى بأَبَا وابنَامَا
|
فإنّما أَرادَ
وابنىْ ما ، لكن حَكَى نُدْبَتَها ، واحتمل الجمع بينَ الياءِ
والألف هاهُنَا ؛ لأنه أرادَ الحكاية كأنّ النادبَةَ آثَرتْ (وابنا) على (ابنِى) لأَنّ الألفَ هَاهُنَا أَمْتَعُ نَدْبًا وأَمَدُّ
لِلصَّوتِ ؛ إذْ فى الألف من ذلك ما ليس فى الياءِ ؛ ولذلك قالَتْ : بأَبَا ولَمْ
تقُلُ : بأَبِى ، والحكايَةُ قد
__________________
يُحتَملُ فيها مَا لا يُحتَملُ فى غيرهِا ، ألا ترى أنّهُم قد قالوا : مَنْ
زيدًا ، فى جواب مَنْ قال : رأيتُ زَيْدًا ، ومَنْ زيْدٍ فى جواب مَنْ قال :
مَرَرْتُ بزيدٍ. ويُرْوى : « فَهْىَ تنادى بأبى وابنى ما » ، فإذا كان ذلك فَهُو
على وَجْهه ، وما فى كلِّ ذلكَ زائدةٌ ، وَجَمْعُ الابنِ
أبناءٌ ، وقالوا فى
تصغيرِه : أُبَيْنُونَ ، وجَمْعُ البنت
: بَنَاتٌ.
* وبناتُ الليلِ : الهمُومُ ، أنشد ثعلَبٌ :
تَظلُ بناتُ
الليلِ حَوْلىَ عُكَّفًا
|
|
عُكُوفَ
البواكى بَيْنَهُنَّ قَتيلُ
|
وقول أميَّةَ
بن أبى عائذٍ الهُذَلِىِّ :
فَسَبَتْ
بناتِ القلبِ فَهْىَ دَهائِنٌ
|
|
بحِبالِها
كالطيرِ فى الأقفاصِ
|
إنّما عنى ببناتِه : طوَائِفَهُ.
* وأبناءُ فارسَ : قومٌ مِن أولادِهم ارتُهنُوا باليَمن ، والنسبُ
إليهم أبْنَاوِىٌ ، والاسم من كل ذلك البُنُوّةُ.
وللأَبِ والابن
والبنْت أَشْيَاءُ كثيرةٌ يُضَافُ إليها قد جمعتها وتقصَّيْتُها فى الكتابِ المُخَصّصِ.
* وتَبَنّاهُ : اتخذه ابنًا ، وقال الزجّاجُ : تَبَنَّى به ، يريد تَبنَّاهُ ، وقولُه : أنشده ابنُ الأعرابِى :
*يَا سَعْدُ يا بنَ عَمَلى يا سَعْدُ*
أرادَ يا مَنْ
يَعمَلُ عَمَلى ، أو مثلَ عَمَلى ، قال : والعرب تقول : الرفق بُنَىُ الحِلم أى مثلُهُ ، وقد تقدّمَ جميعُ ذلكَ فى الياءِ.
مقلوبه : ب و ن
* البَوْنُ ، والبُوْنُ
: مسافةُ ما بين
الشيئَينِ ، قال كُثيرُ عزةَ :
إذَا جاوزُوا
مَعروفَهُ أسْلَمتهمُ
|
|
إلى غَمْرَةٍ
لا يُنظِرُ القومَ بوْنُهَا
|
* وقد بَانَ صاحبَهُ بَوْنًا ، والبُوانُ
: من أعمدة الخِبَاءِ
، والجمع أبْوِنَةٌ ، وبُوْنٌ
، وبُوَنٌ ، وأَبَاها سيبويه.
__________________
* والبُوْنُ : مَوضعٌ ، قال ابن دُريدٍ : لا أدرى ما صحَّتُهُ.
* والبُوَيْنُ : موضعٌ ، قال مَعْقَلُ بن خُوَيْلدٍ :
لعَمْرى لقد
نادى المُنَادَى فَراعَنى
|
|
غَدَاةَ
البُوَيْنِ مِنْ قَريبٍ فَأَسْمَعَا
|
* وبُوَاناتٌ
: موضعٌ ؛ قال مَعْنُ
بنُ أَوسٍ :
سَرَتْ مِنْ
بُوَانَاتٍ فَبُونٍ فأصْبَحتْ
|
|
بِقَوْرَانَ
قَوْرَانِ الرِّصَافِ تُرَاكِلُه
|
النون والميم والواو
ن م و
* نَمَا الشىءُ
يَنْمُوْ نُمُوّا : زادَ وَكَثُرَ ، قال أَبُو عُبَيْدٍ : قال الكسائىُّ : لم أسْمَعْهُ إلا
من أخوينِ من بَنى سُلَيْمٍ ، ثم سَأَلْتُ عَنهُ جَمَاعَةَ بَنى سُلَيمٍ ، فلم
يَعرِفُوهُ بالواوِ ، وَهىَ النِّمْوَةُ.
* ونَمَا الخِضَابُ : ازدادَ حُمرةً وسَوَادًا ، وقد تقدمَ كلُّ
ذلكَ فى الياءِ ، وقال اللحيانىُّ : وزعمَ الكسائىُّ أَنّ أَبَا زيادٍ أنشدَهُ :
يا حُبَّ
لَيْلَى لا تَغَيَّرْ وازْدَد
|
|
وانْمُ كَمَا
يَنْمُو الخِضَابُ فى اليَدِ
|
والروايةُ
المشهورةُ : وانمِ كَمَا
ينمِى.
مقلوبه : ن و م
* النَّومُ : النُّعَاسُ ، نامَ
يَنَامُ نَوْمًا
ونِيامًا ، عن سيبويه ، والاسم : النِّيمةُ ، وقولُهُ :
تاللهِ ما
زيدٌ بِنامَ صاحبُهْ
|
|
ولا مخالِطُ
اللَّيانِ جَانبُهْ
|
قيل : إنّ « نام صاحبُه » عَلَمٌ اسمُ رجلٍ ، وإذا كانَ كذلك جَرَى
مَجْرَى : بَنِى شابَ قَرْنَاهَا ، فإن قلتَ : فإنّ قولَهُ : « وَلا مُخَالطِ
اللَّيانِ جانبُهْ » ، ليس علمًا وإِنّما هُوَ صِفَةٌ ، وهو
__________________
معطوفٌ على « نامَ
صاحبُهْ » فيجب أنْ
يكونَ « نامَ صاحبُهْ » صِفَةً أيضًا. قيل : قد يكون فى الجملِ إذا
سُمِّىَ بها مَعَانى الأفْعَالِ ، أَلا ترى أن : « شابَ قَرْنَاهَا تَصُرُّ
وتَحلُبُ » ، هُوَ اسمٌ عَلَمٌ ، وفيه مع ذلك مَعْنَى الذمّ ، وإذا كان كذلك جاز
أن يكون قوله : « ولا مخالطِ اللَّيانِ جانِبهْ » معطوفًا على ما فى قوله : نام صاحبُهْ » من معنى الفعْلِ.
* وما لَهُ
نِيْمَةُ لَيْلَةٍ ، عن اللحيانىِّ : أَرَاهُ يعنى : ما ينام عليه لَيْلَةً واحِدَةً.
* ورجلٌ نائمٌ ، ونَؤُومٌ
ونُوْمةٌ ، ونُوَمٌ ، الأخيرة عن سيبويه ، مِن قوْمٍ نيَامٍ ونُوَّمٍ وَنُيَّمٍ.
قلبُوا الواوَ
ياءً لقربها مِنَ الطرَف. ونِيَّمٍ
: عن سيبويه ،
كَسَّرُوا لمكَانِ الياءِ ، ونُوَّامٍ
ونُيَّامٍ ، الأخيرة
نادرةٌ لبُعدها مِنَ الطرفِ ، قال :
أَلا
طَرَقَتْنَا مَيَّةُ بْنَةُ مُنْذِرٍ
|
|
فَمَا
أَرَّقَ النُّيَّامَ إِلَّا سَلَامُهَا
|
كذا سُمِعَ مِن
أبى الغَمْرِ.
* ونَوْمٌ : اسم للجَمْعِ عندَ سيَبوَيْه ، وجَمْعٌ عند غَيرِهِ ،
وقد يَكُونُ النَّومُ للوَاحِد.
* وامْرَأةٌ نائِمةٌ مِنْ نِسَوةٍ
نُوَّمٍ ، عن سيبويه ،
وأكثَرُ هذا الجَمْعِ فى فاعلٍ دون فاعِلَةٍ.
* وامرأةٌ نَؤُوْمُ الضُّحَى : نَائِمتُهَا ، وإِنّما حَقيقَتُه نَؤُمٌ بالضُّحَى ، أوْ فى الضُّحَى.
* واستنَامَ ، وتَنَاوَمَ
: طَلَبَ النَّومَ.
* وإنّهُ
لَحَسَنُ النِّيمَة ؛ أى : النَّومِ.
* والمنَامُ والمنَامَةُ : موضعُ النومِ
، الأَخيرةُ عن
اللحيانى ، وفى التنزيل (إِذْ يُرِيكَهُمُ
اللهُ فِي مَنامِكَ قَلِيلاً) [الأنفال : ٤٣].
وقيل : هو هنا
العَينُ ؛ لأنّ النومَ هُنَالكَ يَكُونُ ، وقد يَكُونُ النومُ يُعْنَى به المَنَامُ
؛ لأنّهُ قد جاءَ فى
التفسير أنّ النبىَّ صلىاللهعليهوسلم رآهم فى النَّومِ
قليلاً ، وقَصَّ
الرُّؤْيَا على أَصحابه ، فقالوا : « صَدَقَتْ رُؤياك يا رسولَ اللهِ ».
وقد أَنامَهُ ونوَّمهُ. ويقالُ فى النداءِ خاصّةً : يا نَوْمانُ : أى كثيرَ
النوم ، قال ابنُ
جنىٍّ : وفى المَثَلِ «أَصْبِحْ نَومَانُ» فَأَصْبِحْ على هذا من قولك : أَصْبَحَ الرَّجُلُ ،
إذا دخل فى الصبْحِ ، ورَوايةُ سيبَويهِ : «أصبِحْ لَيلُ» ؛ أى : لِتَزُلْ حتى
يُعَاقبك الإصْبَاحُ ، قال الأَعْشَى :
*يقولونَ : أَصْبِحْ لَيْلُ ، والليلُ عاتمُ*
__________________
ورُبَّما قالوا
: يا نَومُ ، يُسَّمُونَ بالمَصْدَر.
* وأصابَ
الثأرَ المُنيمَ : أى الثَأرَ الّذى فيه وفَاءُ طَلِبَتِه.
* وفُلانٌ لا ينامُ ولا
يُنيْمُ : أى لا يَدَعُ
أحدًا ينامُ ، قالت الخَنْسَاءُ :
كما مِنْ
هاشمٍ أَقْرَرْتُ عَيْنى
|
|
وكانَتْ لا
تَنَامُ ولا تُنِيْمُ
|
وقولهُ :
يَبُكُّ
الحَوضَ عَلَّاها وَنَهْلا
|
|
وَخَلْفَ
ذِيَادِهَا عَطَنٌ مُنِيْمُ
|
مَعْنَاهُ :
تَسْكُنُ إِلَيه فَيُنْيمُهَا.
* ونَاوَمَنى فَنُمْتُهُ : أى كُنْتُ أشَدَّ نَوْمًا مِنْهُ.
* ونَامَ الخَلْخَالُ : إذا انقَطَعَ صَوْتُهُ من امتِلاءِ
السَّاقِ ، تَشْبِيْهًا بالنَّائمِ من الإنسَانِ وغَيرِه ، كما يُقَالُ :
اسَتْيقَظَ إِذَا صَوَّتَ ، قالَ طُرَيْحٌ :
نَامَتْ
خَلاخِلُهَا وجَالُ وِشاحُهَا
|
|
وجَرى
الإزارُ علَى كَثيبٍ أَهْيَلِ
|
فاستَيْقَظَتْ
منها قَلائِدُهَا الّتى
|
|
عَقدَتْ على
جِيدِ الغزالِ الأكْحَلِ
|
* وَقَولُهُم : نامَ هَمُّهُ ، معناه : لم يكن لَهُ هَمٌّ ، حكاهُ ثَعْلَبٌ.
* ورجلٌ نُوَمَةٌ ونَوِيْمٌ
: مُغَفَّلٌ.
* ونُوْمَةٌ : خامِلٌ. وكله مِنَ النَّومِ
كأَنَّهُ نائِمٌ لِغَفْلَتِه وخُموله.
* وما نَامَتِ السّماءُ الليْلَةَ مَطرًا ، وهو مَثَلٌ بذلك ، وكذلك
البَرْقُ ، قالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيةَ :
حَتّى شآها
كَلِيْلٌ مَوهِنًا عَمِلٌ
|
|
بَاتَتْ
طِرَابًا وبَاتَ اللَّيْلُ لَمْ يَنَمِ
|
* ومُستَنَامُ
الماءِ : حيث ينقعُ ثم
ينشفُ ، هكذا قال أبو حنيفة : « ينقع » ، والمعروف : « يستنقعُ » ، كأنّ الماءَ يَنَامُ هنالك. والمَنَامَةُ : القَطِيْفَةُ ، وهى النِّيمُ
، وقولُ تأبَّط شرّا :
نيافُ
القُرطِ غَرَّاءُ الثَّنَايَا
|
|
تَعَرَّضُ
للشباب ونعْمَ نِيْمُ
|
__________________
قيل : عنى بالنِّيْمِ : القَطِيفَةَ ، وقيل : عنى به الضجيعَ ، وحكى
المُفَسِّرُ أَنَّ العَرَبَ تَقُولُ : هوَ
نِيْمُ المرأةِ ، وهى نِيْمتُهُ.
* والمَنَامَةُ : الدُّكَّان ، وحَدِيثُ عَلِىٍ « دخَلَ عَلَىَّ رسُولُ
الله صلىاللهعليهوسلم وأنا على المَنَامَةِ » يَحتَمِلُ أن يكونَ الدُّكّانَ ، وأن تكونَ
القَطِيْفَةَ.
* ونَامَ الثَّوبُ يَنَامُ
نَوْمًا : أَخْلَقَ
وانقطع.
* ونَامَتِ السُّوقُ : كَسَدَتْ.
* ونَامَتِ الريحُ : سَكَنَتْ ، كما قالوا : ماتَتْ.
* ونَامَ البَحْرُ : هَدَأَ ، حَكَاهُ الفَارِسىُّ.
* ونَامَتِ النارُ : هَمَدَتْ.
كُلُّه من النوم الذى هو ضِدُّ اليَقَظَة.
* واستَنَامَ إلى الشىءِ : استَأْنسَ به.
* والنَّامَةُ : قاعَةُ الفَرْجِ.
* والنِّيْمُ : الفَرْو القَصِيرُ.
* والنِّيمُ : كُلُّ لَيِّنٍ من ثَوْبٍ أَو عَيْشٍ.
* والنِّيْمُ : الدَّرَجُ الذى فى الرِّمَالِ ، إذا جَرَتْ عَلَيه
الرّيحُ ، قال ذُو الرّمة :
حتّى انجلى
الليلُ عَنَّا فى مُلَمَّعةٍ
|
|
مثلِ
الأَديمِ ، لها مِن هَبْوَةٍ نِيمُ
|
* والنيْمُ
: شَجرٌ تُعمَلُ منه
القِدَاحُ.
قال أبو حنيفةَ
: النِّيْمُ : شَجَرٌ لَهُ شوك لَيِّنٌ ، وورقٌ صِغَارٌ ، وله حَبٌّ
كثيرٌ متفَرِّقٌ أمثالُ الحِمِّص حامِضٌ ، فإذا أينع اسوَدَّ وحَلا ، وهو يُؤكَلُ
، ومنابتُهُ الجبالُ. قال ساعدةُ ، ووصَفَ وَعِلا فى شاهقٍ :
ثمّ ينُوشُ
إذا آدَ النهارُ له
|
|
بعدَ
الترقُّبِ من نِيمٍ ومن كَتَمِ
|
* والنِّيْمُ
ـ بالفارسية ـ : نِصفُ
الشىءِ.
ومنه قَولهُمْ
للقُبَّةِ الصغيرةِ : نيمٌ
خَائجِهْ ؛ أى :
نِصْفُ بَيْضَةٍ. والبَيْضَةُ عندهم : خاياه ،
__________________
فأُعرِبَتْ ، فقيل : خائِجهْ.
* ونَوْمَانُ : نَبْتٌ عن السِّيرافىّ.
وإنّما قَضَيْنَا
على ياءِ النِّيِم فى وجُوهِهَا كُلِّها بالواوِ لوجودِ : « ن وم » ،
وَعَدمِ « ن ى م ».
مقلوبه : م ن و
* المَنَا : الكيلُ والميزانُ.
وَتَثْنِيَتُهُ
، مَنَوَانِ ومَنَيانِ
، والأُوْلَى أَعْلَى
، وأَرى الياءَ معاقِبةٌ لِطَلَبِ الخفَّةِ ، والجَمْعُ ، أَمْنَاءٌ.
* ومَنَوْتُ الرجلَ مَنْوًا : أختَبَرْتُهُ.
* ومَنَاهُ اللهُ بِحُبِّهَا
مَنْوًا : ابتَلاهُ.
* ومُنِيْتُ به مَنْوًا : بُليْتُ.
* وَمَنَاةُ : صَخْرَةٌ كانتْ لهُذَيْلٍ وخُزَاعةَ تَعبُدُهَا من
دونِ اللهِ تعالى . من قولكَ : مَنَوْتُ
الشىءَ : ابتلَيْتُهُ.
وقد تقدّم عامة ذلك فى الياء.
* والمَنْوَةُ : الأُمْنيَّةُ فى بعض اللّغات. وأَرَاهم غَيَّرُوا
الآخِر بالإبْدَالِ ، كما غَيَّرَوا الأولَ بالفَتْحِ.
مقلوبه : و ن م
* الوَنِيْمُ : خَرْءُ الذبابِ.
وَنَمَ وَنْمًا وَوَنيْمًا.
مقلوبه : م و ن
* مَانَ الرجلُ أَهْلَهُ يَمُوْنُهُم
مَوْنًا ومَؤُنَةً : كفاهم ، وأَنْفَقَ عليهم. والاسْمُ ، المَايِنَةُ والمَوُوْنَةُ ـ بغيرِ همزٍ ـ على الأصل ، وَمَنْ قال : نَؤُرٌ ، قال
: مَؤُوْنَةٌ.
* والمَانُ : الكَلُّ ، وهُوَ السِّنُّ الذى يُحْرَثُ به ، أُرَاهُ
فارسيّا ، وكذلِكَ تَفسيرُهُ فَارِسِىٌّ أيضًا. كُلُّهُ عن أبى حَنِيفَةَ. وإِنّما
قضينا على ألِفِه بالواوِ ؛ لأنّها عينٌ.
* ومَاوَانُ ، وذُو
مَاوَانَ : مَوْضِعٌ.
وقد قيلَ : مَاوَانُ : مِنَ المَاءِ. ولا أدرى كيفَ هذانِ.
انقضى
الثلاثى المعتل
__________________
باب الثلاثى اللفيف
النون والهمزة والياء
ن أ ى
* النأْىُ : البُعْدُ.
* والنأْىُ : المُفارقَةُ ، وقول الحُطَيئةَ :
*وهندٌ أَتَى من دونها النَّأْىُ والبُعْدُ*
إِنّما أراد :
المفارقَةَ ، ولو أرادَ البُعَد ، لما جَمَعَ بينهما.
* نَأَى عنه ونآهُ
يَنأْى نَأْيًا وانتَأَى وأَنأَيْتُهُ
: أبْعَدتُهُ.
* والنُّؤىُ والنِّئْىُ والنَّأْىُ والنُّؤَى
ـ على مِثالِ التُّقَى
ـ الأَخيرَةُ عن ثعْلَبٍ ـ : الحَفِيْرُ حول الخِبَاءِ أو الخَيْمَة يدفعُ عنها
السيل يَمِيْنًا وشمالاً ويُبْعِدُهُ. قال :
*عَلَيْها مُوقِدٌ ونُؤَى رمادِ*
والجمعُ ، أَنْأآءٌ ، وأَنآءٌ. حكاهُ يَعقُوبُ فى المقلوبِ. ونُئِىٌ ونِئِىٌ.
* وأَنْأيْتُ الخِباءَ : عَمِلْتُ له نُؤْيًا.
* وَنَأَيْتُ النُّؤْىَ أنْأآهُ وأنْأَيتُهُ
: عَمِلْتُهُ.
* وَانتَأَى نُؤْيًا : اتخذَهُ.
مقلوبه : ن ي أ
* نآءَ الشىءُ كَنَأَى مَقْلُوبٌ مِنْهُ ، أنشد يعقُوبُ :
أقولُ وقد
ناءَتْ بِهمْ غَرْبَةُ النَّوَى
|
|
نَوًى
خَيْتَعُورٌ لا تَشِطَّ دِيارُكِ
|
وَنَاءَ الشىءُ
نَيْئًا ، وهو نَىْءٌ بَيِّنُ النُّيُوْءِ والنُّيُوْءَة : لم يَنْضَجْ.
* وَلَحْمٌ نَىْءٌ : لم تَمْسَسْهُ نارٌ. قال أَبُو ذُؤَيْبٍ :
__________________
عُقَارٌ
كَمَاءِ النِّىءِ لَيستْ بِخَمْطَةٍ
|
|
ولا خَلَّةٍ
يَكْوِى الشَّرُوبَ شِهابُهَا
|
شهابُها :
نارُهَا وَحِدَّتُها.
* وأَنَأْتُهُ أَنَا.
مقلوبه : أ ن ى
* أَنَى الشىءُ
أَنْيًا ، وَإِنًى ، وأَنآءً ، وهُوَ
أَنِىٌ : حَانَ
وأدْرَكَ ، وخَصَّ بَعْضُهم به النبَاتَ.
* والإناءُ : الَّذى يُرْتَفَقُ به ، وهو مشتقٌ مِن ذلكَ ؛ لأنه قد
بَلَغَ أَنْ يُعْتَملَ بما يُعَانَى به من طَبْخٍ ، أَوْ خَرْزٍ ، أَو نِجَارةٍ ،
والجمعُ ، آنيَةٌ وأَوَانٍ
، الأخِيرَةُ جَمعُ
الجمعِ ، مثلُ : أَسْقِيَةٍ وأَسَاقٍ ، والألفُ فى آنيَةٍ مُبَدلَةٌ مِنَ الهمزةٍ ، وليستْ بمُخَفَّفَةٍ عنها ،
لانقلابِها فى التكسيرِ واوًا ؛ ولولا ذلكَ لحُكمَ عليه بالقلْبِ دُوْنَ البَدَل ؛
لأنّ القلْبَ قياسىٌّ والبدلَ مَوقُوفٌ.
* وَأَنَى الماءُ : سَخَنَ وبَلَغَ فى الحرارةِ. وفى التنزيلِ : (وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ) [الرحمن : ٤٤] وفيه : (تُسْقى مِنْ عَيْنٍ
آنِيَةٍ) [الغاشية : ٥] أى : متناهيةٍ فى شدة الحرِّ ، وكذلك سائر الجواهر.
* وبلغ الشىءُ إناه وأناءَهُ : أى غايتُهُ ، وفى التنزيلِ : (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) [الأحزاب : ٥٣] أى : نُضْجَهُ وإدْرَاكَهُ.
* والأَنَاةُ والأَنَى
: الحِلمُ والوَقَارُ.
* وأَنَى ، وتَأَنَّى
، واستأْنَى : تَثَبَّتَ.
* وأَنَى أُنِيّا فهو
أَنِىٌ : تأَخَّرَ
وأبْطَأَ. وَآنَى كأَنَى ، وفى الحديث فى صَلاة الجُمْعَة : «آنَيْتَ وآذَيْتَ».
* وآنَيْتُ الشىءَ : أَخَّرْتُهُ ، قال الحُطَيْئةُ :
وآنَيْتُ
العَشَاءَ إلى سُهَيلٍ
|
|
أَوِ
الشِّعْرَى فطال بى الأَنَاءُ
|
* وَالإنْىُ والأَنَى : الوَهْنُ أو السَّاعَةُ مِنَ اللَّيلِ ، وقيلَ :
السَّاعَةُ منهُ ؛ أَىَّ سَاعةٍ كانَتْ.
وحكى الفارسىُّ
عن ثَعْلَبٍ : « إِنْوٌ » فى هذا المَعْنَى قال : وهو من باب أَشَاوَى.
* وقيلَ : الإنَى : النّهارُ كُلُّهُ ، والجمعُ آنَاءٌ ، وَأُنِىٌ
، وَإِنىٌ ، قال :
يا ليتَ لِى مِثْلَ شَرِيبِى مِنْ غَنِى
__________________
وهوَ شَريبُ الصِّدْقِ ضَحّاكُ الأُنِىْ
يَقُولُ : فى
أَىّ ساعةٍ منَ الليلِ جِئْتُهُ وجَدْتُهُ يَضْحَكُ.
وحكى الفارسىُّ
: أَتَيْتُهُ آنِيَةً بعدَ
آنِيةٍ ؛ أى :
تَارَةً بعدَ تَارَةٍ. هكذا حكاهُ ، وأُرَاهُ بَنَى مِنَ الإنَى فَاعِلَةً. وَرَوَى :
*وَآنِيةً يَخْرُجْنَ مِن غَامرٍ ضَحْل*
والمعروفُ
آوِنَةً. وقال عُروَةُ فى وَصِيَّتِهِ لبَنِيْهِ : « يا بَنىَّ إذَا رأَيتُم
خَلَّةً رَائِعَةً مِن رجلٍ فَلا تَقْطَعُوا
أنَاتكُم مِنهُ ، وإن
كان عند الناسِ رجُلَ سَوْءٍ » ؛ أى : رجَاءَكُم. وقولُ السُّلَمِيَّة أنشدُهُ
يعقُوبُ :
عنِ الأمرِ
الّذِى يُؤْنيكَ عنهُ
|
|
وعن أهلِ
النصيحَةِ وَالوِدَادِ
|
قالَ : أرادَ :
يُنْئِيكَ ، مِنَ النأْىِ ، وهو البُعدُ ، فَقُدِّمَتِ الهمزةُ قبلَ النونِ.
مقلوبه : أ ي ن
* آنَ الشىءُ
أَيْنًا : حانَ ،
لُغَةٌ فى أَنَى ، وليس بمَقلُوبٍ عَنهُ ؛ لوجود المصدَر. وقالَ :
ألَمَّا
يَئِنْ لى أَنْ تُجَلَّى عَمَايَتى
|
|
وأُقْصِرُ عن
لَيْلَى؟ بَلَى قد أَنَى لِيَا
|
فجاءَ
باللغتينِ جميعًا. وقالوا : آنَ
أَيْنُكَ وإِينُكَ ؛ أى : حيْنُكَ. وقالوا : الآنَ
، فجعلُوهُ اسْمًا
لزمان الحَالِ ، ثم وضَعُوهُ على التوسُّعِ ، فقالوا : أَنَا الآنَ أَفْعَلُ كذا وكذا ، والألف واللامُ فيه زايِدَةٌ ؛
لأَنّ الاسم مَعْرِفَةٌ بِغَيرهما ، وَإِنّما هو مَعْرِفَةٌ بلامٍ أُخرَى مقدَّرةٍ
غَيْرَ هذه الظاهرة. قال ابن جنىٍّ : قولُهُ عَزّ اسمُهُ : (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ) [البقرة : ٧١] ، الذى يَدُلُّ على أَنّ اللامَ فى الآنَ زَائِدَةٌ ، أَنَّهَا لا تَخْلُو مِن أن تكون للتعريفِ
كَمَا يَظُنُّ مخالفُنا ، أو تكون زائدَةً لغيرِ التعريف ، كَمَا نقولُ نحنُ ،
فالذى يَدُلُّ على أنَّها لغَيرِ التعريف أَنَّا اعتبرنا جميع ما لامُهُ للتعريفِ
، فإذَا إسقاطُ لامِهِ جائزٌ فيه ، وذلكَ نَحْوُ : رَجُلٍ والرجلِ ، وغُلَامٍ
والغلامِ ، ولم يقولوا : افعَلْهُ آنَ
كَمَا قالوا :
افْعَلْهُ الآنَ ، فدل هذا على أَنَّ اللامَ فيهِ ليستْ للتعريف ، بل هى
زائدَةٌ كما تُزَادُ غَيرُهُ من الحُروف ، فإذا ثَبَتَ أَنَّها زائدةٌ ، فقد
وَجَبَ
__________________
النظرُ فيما تَعَرَّفَ به الآنَ
، فَلَنْ يخلُو من
أحَدِ وجوه التعريف الخمسة ، إِمّا لأنّه من الأسماء المضمَرة ، أو من الأسماءِ
الأعلامِ ، أو من الأسماء المُبهَمة ، أو مِنَ الأسماء المُضَافةِ ، أو من
الأَسماءِ المُعرَّفَة باللام ، فمحالٌ أن يكونَ مِنَ الأسماءِ المُضْمرة ؛ لأنّها
معروفةٌ محدودةٌ ، وليستِ « الآن » كذلكَ ، ومُحَالٌ أَنْ تكونَ من الأسماءِ
الأعلام ؛ لأن تلكَ تَخُصُّ الواحِدَ بعينه ، والآنَ
يَقَعُ عَلَى كُلِّ
وقتٍ حاضرٍ ، لا يَخُصُّ بعضَ ذلكَ دونَ بعضٍ ، ولم يَقُلْ أحدٌ أَنَ الآنَ من الأسماءِ الأعلامِ ، ومُحَالٌ أيضًا أَنْ تكونَ من
أسماءِ الإشارَةِ ؛ لأَنَّ جميعَ أسماءِ الإشارة لا تَجدُ فى واحدٍ منها لامَ
التَّعْرِيفِ ، وذلك نَحوُ : هذا ، وهذه ، وذاكَ وتلكَ ، وهَؤُلاءِ وما أشبَهَ
ذلكَ. وذهبَ أبُو إسحاقَ إلى أَنَ الآنَ
إنّما تَعَرُّفُهُ
بالإشارة ، وَأَنّه إِنَّما بُنىَ لما كانت الألف واللام فيه لغير عهدٍ متقدم ،
إنما تقول : الآن كان كذا وكذا ، لمن لم يتقدم لك معه ذكر الوقت الحاضر ،
فأما فساد كونه من أسماء الإشارة ، فقد تقدم ، وأما ما اعتلَّ به من أنه إنما
بُنِىَ لأَنَّ الألفَ واللامَ فيه لغير عَهْدٍ متقدِّمٍ ، ففاسدٌ أيضًا ؛ لأَنّا
قد نجدُ الألفَ واللامَ فى كَثِيرٍ من الأسماءِ على غير تقدُّمِ عَهْدٍ ، وتلك
الأسماءُ مَعَ كونِ اللامِ فيها مَعَارِفُ ، وذلك قولكَ : يأيُّها الرجلُ ،
ونَظَرْتُ إلى هذا الغلامِ ، فقد بطل بِمَا ذكرْنَا ، أَنْ تكونَ « الآنَ » مِنَ
الأسماءِ المشارِ بها ، ومحالٌ أيضًا أَنْ يكونَ منَ الأسماءِ المُتَعَرِّفة بالإضافَة
؛ لأَنَّا لا نجدُ بعده اسمًا هو مُضافٌ إِليهِ ، فإذا بطلتْ واستحالتِ الأوجُهُ
الأَربعَةُ المقَدَّمُ ذِكرُهَا ، لم يبقَ إِلا أَنْ يكونَ مُعَرَّفًا باللامِ
نَحوُ : الرجلِ والغلامِ ، وقد دلتْ الدلالَةُ عَلَى أَنّ « الآنَ » لَيْسَ
مُعَرَّفًا باللامِ الظاهرةِ الّتى فيهِ لأنّهُ لَو كانَ مُعَرَّفًا بها لَجَاز
سقوطُهَا منه ، فلزومُ هذهِ اللامِ للآنِ
دَليلٌ عَلَى أَنّها
ليستْ للتَعرِيف ، وإِذا كان معرّفًا باللامِ لا محالةَ ، واستحالَ أَنْ تكونَ
اللامُ فيه هى التى عرّفتْه وَجَبَ أَنْ يكونَ معرّفًا بلامٍ أُخرى مَحذوفةٍ غيرِ
هذه الظاهرة الّتى فيه ، بمنزِلَة أَمْسِ فى أَنّهُ تَعرّفَ بلامٍ مُرَادةٍ
والقولُ فيهما واحِدٌ ؛ ولذلك بُنِيَا لتضمُّنِهمَا معنى حرفِ التَّعرِيف. قال
ابنُ جنىٍّ : وهذا رَأْىُ أبى علىٍّ ، رَحمَهُ اللهُ ، وعنه أَخَذْتُهُ ، وهو
الصوابُ. قال سيبويه : وقالوا : الآنَ
آنُكَ. كذا قرأْناهُ فى كتابِ سيبويه بنصبِ الآنَ. ورفع آنُكَ
، وكذلكَ : الآنَ حَدُّ الزمَانَينِ. هكذا قرأْناهُ أيضًا بالنصب. وقال
ابنُ جنىٍّ : اللامُ فى قَولهم : الآنَ
حَدُّ الزمَانَينِ
بمنزلَتها فى قولك : الرجلُ أَفضلُ مِنَ المرأَةِ ؛ أى : هذا الجنسُ أَفضلُ مِنْ
هذا الجنس ، فكذلكَ الآنَ
إذا رَفَعَهُ جَعَلَهُ
جِنسَ هذا المستعملِ فى قولهم : كنتُ الآنَ
عنده ؛ فمعنى هذا :
كنتُ فى هذا الوقت الحاضرِ بعضُهُ ، وقد تَصَرّمتْ أَجزاءٌ منه عندهُ ، وبُنِيَتِ الآنَ لتضمُّنِها معنى الحرف.
* وَآنَ أَيْنًا : أَعْيَا. وقال أبو عُبَيْدٍ : لا فِعْلَ للأَيْنِ الّذى هو الإعْيَاءُ.
* والأَيْنُ : الحَيَّةُ. نُوْنُهُ بدلٌ منَ الميمِ. قال اللحيانىُّ
: والأيْنُ ، والأَيْمُ
أيضًا : الرجُلُ
والجَمَلُ.
* وأَيْنَ : سؤَالٌ عن مكانٍ ، وهى مُغْنيَةٌ عن الكلامِ الكثير ،
وذلكَ أَنَّكَ إذا قُلتَ : أيْنَ
بيتُكَ ، أغناك ذلك عن
ذكرِ الأماكنِ كلِّهَا ، وهو اسمٌ ؛ لأنَّكَ تقولُ : من أَيْنَ. قال اللحيانىُّ : وهِىَ مُؤَنثَّةُ ، قال : وإِنْ
شِئْتَ ذكَّرْتَ وكذلكَ كلُّ مَا جَعَلَهُ الكُتَّابُ اسما مِنَ الأدَوَاتِ
والصفاتِ التأنيثُ فيه أَعْرَفُ ، والتذكيرُ جائزٌ ، فأَمَّا قولُ حُمَيد بنِ
ثَورٍ الهلالى :
وأَسمَاءُ
مَا أَسماءُ لَيْلةَ أَدْلَجَتْ
|
|
إلىَّ
وأصحابِى بأىَّ وَأَيْنَما
|
فإِنّهُ جعلَ أَيْنَ عَلمًا للبُقْعَة مجردًا من معنى الاستفهامِ ،
فَمَنَعَها الصرفَ للتعريفِ والتأْنيث كَأَىَّ ، فتكُونُ الفتحةُ فى آخرِ أَيْنَ علَى هذا ، فتحةَ الجرِّ وإِعرابًا ، مثلَهَا فى : مررتُ
بأحمَد ، وتكونُ (مَا) على هذا زائدةً ، وأَيْنَ
وحْدَهَا هِىَ الاسمُ
، كما كانَتْ (أَىَّ) وحْدَها هى الاسمَ ، فهذا وَجْهٌ ، ويجوز أَنْ يكونَ رَكَّبَ
(أَيْنَ) مع (مَا) فلمّا فعلَ ذلكَ ، فتحَ الأولَ منهمَا كفتحةِ
الياءِ منْ حَىَّ هَلْ لمَّا ضَمَّ حَىَّ إلى هَلْ ، والفتحةُ فى النون على هذا
حادثَةٌ للتركيبِ ، وليستْ بالّتى كانتْ فى أَيْنَ
وهىَ استفهامٌ ؛ لأنَّ
حركةَ التركيبِ خَلفَتْهَا ونابت عنها ، وإذا كانتْ فتحةُ التركيبِ تؤثرُ فى حركةِ
الإعرابِ فَتُزِيلُهَا إليها ، نحو قولكَ : هذهِ خمسَةٌ ، فتُعرِبُ ثم تقولُ فى
التركيبِ : هذه خمسةَ عَشَرَ فَتَخْلُفُ فتحةُ التركيب ضَمّةَ الإعراب على قُوَّةِ
حركة الإعرابِ كانَ إِبدالُ حركة البناءِ من حركة البناءِ أَحْرَى بالجوازِ وأَقربَ
فى القياس.
* وأيّانَ بمعنى مَتَى. قالَ اللحيانىُّ : هى مُؤَنثةٌ وإِنْ
ذَكَّرتَ جاز.
قال ابن جِنىٍّ
: إِذَا كانتْ بمعنى (مَتَى) ، فينبغى أَنْ تكونَ شرْطًا ، ولم يذكُرهَا أصحابُنَا
فى الظروف المشروط بها ، نحوُ : مَتَى وأَيْنَ
وأَىَّ حينٍ ، هذا هو
الوَجْهُ ، وقد يُمكنُ أن يكونَ فيها معنى الشرط ، وإن لم يكن شرطًا صريحًا ، كإذا
فى غالبِ الأمر ، قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ :
نُفَاثِيَّةٌ
أَيّانَ مَا شاءَ أَهلُها
|
|
رَأَوا
فُوقَهَا فى الخُصِّ لم يَتَغَيَّبِ
|
يَهْجُو
امرأَةً شبَّهَ حِرَها بفُوقِ السهمِ ، وحكى الزجاجُ فيه إِيَّانَ ، وفى التنزيل : (أَيَّانَ
__________________
يُبْعَثُونَ) [النمل : ٦٥] ، وَإِيَّانَ
يبعثون.
* والأوَاينُ : بلَدٌ.
قال مَالِكُ
بنُ خَالِدٍ الهُذَلىُّ :
فَهيهاتَ
ناسٌ من أُناسٍ دِيَارُهُم
|
|
دُفَاقٌ
وَدَارُ الآخرينَ الأوايِنُ
|
وقد يجوزُ أَنْ
تكونَ وَاوًا.
النون والهمزة والواو
ن أ و
* نَأَوْتُ : بَعُدْتُ ، لُغَةٌ فى نَأَيْتُ.
مقلوبه : ن و أ
* ناءَ بحمْله يَنُوءُ
نَوْءًا وتَنْوَاءً : نهض ، وقيل : أَثقلَ فَسَقط ، فهو من الأضداد.
* وناءَ به الحِمْلُ وَأَناءَهُ. وقالوا : له عندى مَا ساءَهُ ونَاءَهُ ، فإذَا أَفْردُوا قالوا : أَناءَهُ ؛ لأَنَّهم إِنّما قالوا : ناءَهُ لمَكَانٍ ساءَهُ كما قالوا : مَرَأَهُ لمكانٍ هَنَأهُ ،
وإنّما هو أَمْرَأهُ.
* والنَّوْءُ : النّجمُ إذا مالَ للمَغِيْبِ ، والجمعُ : أَنْوَاءٌ ونُوْءَانٌ. قال حسانُ :
وَيَثْرِبُ
تَعْلَمُ أَنَّا بِهَا
|
|
إِذَا قَحَط
الغَيْثُ نُوْآنُهَا
|
وقد ناءَ نَوْءًا واستَنَاءَ واستنْأَى
، الأخيرةُ على
القَلب. قال :
يَجُرُّ وَيسْتَنْئِىْ
نَشاصًا كأَنّهُ
|
|
بِغَيْقَةَ
لمَّا جَلْجَلَ الصوتَ جالِبُ
|
قال أبُو
حَنيفةَ : استَنْأَوا الوَسْمِىَّ : نظروا إليه ، وأَصلُهُ مِنَ النَّوْءِ فقدّمَ الهمزة. وقيلَ : مَعْنَى النَّوْءِ : سُقُوطُ النَّجْمِ فى المغربِ مع الفجر ، وطُلُوعُ
آخرَ يقابلُهُ من ساعتِهِ فى المشرقِ ، وإنّما سُمى نَوْءًا ، لأَنّهُ إذا سَقَطَ الغَارِبُ ناءَ الطالِعُ ، وذلكَ النُّهوضُ هُو النّوْءُ. وبَعضُهُم يجعَلُ النّوْءَ : السقُوطَ كأنّهُ منَ الأضداد.
قالَ أبو
حَنِيْفَةَ : نَوْءُ النّجْمِ ، هو أَوّل سُقُوطٍ يُدْركُهُ بالغَداة ، إذا
همَّتِ الكواكبُ بالمُصُوحِ ، وذلك فى بَيَاضِ الفجرِ المُستطيرِ ، وفى بعض نُسَخِ
الإِصْلاحِ :
__________________
* ما
بالباديَّة أَنْوَأُ مِن فُلانٍ ؛ أى : أَعْلمُ بَأنْوَاءِ النّجُوم منهُ ، ولا فِعْلَ له ، وهذا أَحَدُ مَا جاء
من هذا الضربِ ، من غير أَنْ يكونَ له فِعلٌ ، وإِنّما هو من باب أَحْنَكِ
الشاتَينِ ، وأَحْنَكِ البعيرَيْنِ فَافْهَمْ.
* ونَاوَأْتُ الرجل مُنَاوَأَةً : فاخرتُهُ وعاديتُهُ.
مقلوبه : أ ن و
* مَضَى إِنْوٌ منَ اللّيل ؛ أى : وقتٌ ، لُغةٌ فى إِنْىٍ.
قال أبو على :
وهذا كقَولهم : جَبَوْتُ الخَراجَ جِبَاوَةً ، أبْدَلْتَ الواوَ من الياءِ.
مقلوبه : أ و ن
* أُنتُ بالشىءِ
أَوْنًا وَأُنتُ عليهِ ، كِلاهُمَا : رَفَقْتُ.
* وأُنْتُ فى السّيرِ
أَوْنًا : إِذَا
اتَّدَعْتَ ولم تَعْجَلْ.
* وأُنْتُ أَوْنًا : تَرَفَّهْتُ وتَوَدَّعْتُ.
* وبَيْنى
وبَينَ مَكّةَ عَشْرُ لَيالٍ آئِنَاتٍ
؛ أى : وادِعَاتٍ.
* وتَأوَّنَ فى الأَمرِ : تَلَبَّثَ. والأَوْنُ الإِعياءُ والتَّعَبُ كَالأَيْن.
* والأَوْنُ : الحمْلُ.
* والأَونَانِ : الخاصِرَتانِ والعِدْلانِ وجَانِبَا الخُرْجِ. وقال
ابنُ الأعرابِىّ : الأَوْنُ
: العِدْلُ والخُرْجُ
يُجعل فيه الزَّادُ ، وأنشَدَ :
ولا
أتَحَرَّى وُدَّ مَنْ لا يَودُّنِى
|
|
ولا
أَقْتَفِى بالأَوْنِ دُونَ زَمِيْلى
|
وفسّرَ ثعلَبٌ
بأنّهُ الدّعَةُ هُنَاه وَخُرْجٌ ذُوْ
أَوْنَينِ : إِذَا احتشا
جَنْبَاهُ بالمتَاعِ.
* والإِوَانَانِ : العِدْلانِ ، كالأَوْنَيْنِ.
قال الرّاعى :
تَبيْتُ
ورِجْلاهَا إِوَانَانِ لاسْتهَا
|
|
عَصَاهَا
اسْتُهَا حَتَّى تَكلَّ قَعُودُهَا
|
* وَأَوَّنَ الرجُلُ وتَأَوَّنَ
: أَكَلَ وشَرِبَ
حَتَّى صَارَتْ خَاصِرَتاهُ كالأَوْنَيْنِ.
وَأَوَّنَت الأَتَانُ : أَقْرَبَتْ. قال رُؤْبَةُ :
__________________
*سِرًا وقد أَوَّنَ تَأوِيْنَ العُقُقْ*
* وَالأَوْنُ : التّكَلُّف للنّفَقَة.
* والأَوَانُ والإِوَانُ : الحِينُ. ولمْ يُعَلّ الإوَانُ
؛ لأَنّهُ ليس بمصدَرٍ
، فأَمَّا قولُهُ :
طَلبُوا
صُلْحَنَا ولاتَ أَوَانٍ
|
|
فَأَجَبْنَا
أَنْ لَيْسَ حيْنَ بَقَاءُ
|
فَإِنّ أبا
العبّاسِ ذَهبَ إلى أَنّ كَسْرَةَ
أَوَانٍ لَيْس إِعرابًا
ولا عَلَما للجرِّ ، ولا أَنّ التَّنْوينَ الّذى بعدهَا هو التّابعُ لحركاتِ
الإعراب ، وإِنّما تقْدِيرُهُ أَنّ (أَوَان) بمنزلَة (إِذ) فى أَنّ حُكمَهُ أَنْ يُضافَ إلى
الجُمْلة ، نحوَ قولكَ : جِئْتُ أَوَانَ
قامَ زَيدٌ ، وأَوَانَ الحجَّاجُ أَمِيْر ؛ أى : إذْ ذاكَ كَذَلكَ ، فلمّا
حُذِفَ المضافُ إليه (أَوَانَ) عُوّضَ مِنَ المضافِ إليه تَنْوِينًا ، والنّونُ عنده
كانت فى التقدير ساكنةً كَسُكُونِ ذالِ (إِذْ) فلما لَقِيَهَا التَّنْوينُ ساكنًا
كُسِرتِ النونُ لالتقاءِ السّاكنينِ ، كما كُسِرَتِ الذالُ من (إِذْ) لالتقاءِ
الساكِنَيْنِ.
وجَمْعُ الأَوَانِ ، آوِنَةٌ ، وأَمَّا سيبويه فقالَ : أَوَانٌ وَأَوَاناتٌ ، جَمَعُوهُ بالتّاءِ حِينَ لم يُكَسَّرْ هذا على شُهْرة آوِنَةٍ. وقَد
آنَ يَئِينُ ، قال سيبويهِ
: هو فَعَلَ يَفْعِلُ ، يحْملُهُ على الأَوَانِ.
* والأَوْنُ : الأَوَانُ
، يقالُ : قد آنَ أَوْنُكَ ؛ أَى : أَوَانُكَ.
* والأَوَانُ : السّلاحفُ. عن كُرَاعَ. قالَ : وَلم أسْمَعْ لها
بِوَاحِدٍ. قال الرّاجِزُ :
*وَبيّنوا الأَوانَ فى الطِّيّاتِ*
الطياتُ :
المَنازلُ.
* والإوَانُ والإِيْوَانُ : شِبْهُ أَزَجٍ مسْدُودِ الوَجه ، وهُوَ أَعْجَمِىٌّ.
* والأَوانَةُ : رَكيَّةٌ معرُوفَةٌ ، عَن الهَجرِىّ قالَ : هى
بالعُرْفِ قُرْبَ وَشَحَىْ والوَرْكَاءِ والدَّخُول، وأنشد:
فَإِنّ على
الأوَانَةِ مِنْ عُقَيلٍ
|
|
فَتًى كلْتَا
اليَدَينِ له يَمينُ
|
__________________
مقلوبه : و أ ن
* رجُلٌ وَأْنٌ : أَحْمَقُ كثير اللّحمِ ثَقيلٌ.
* وامرَأَةٌ وَأْنَةٌ : غلَيظَةٌ.
النون والياء والواو
ن و ى
* نَوى الشىءَ
نِيَّةً ونِيَةً بالتخفيف عن اللحيانِى وَحْدَهُ ، وهو نادِرٌ ، إِلا
أَنْ يَكونَ على الحذفِ ، وانْتَوَاهُ
: كلاهما قصدهُ
واعتقَدهُ.
* وَنَوَى المنزِلَ وانْتَواهُ
كذلكَ.
* والنِّيَّةُ : الوَجْهُ تَذهبُ فيه.
وقولُ
النَّابغة الجعدى :
إِنَّكَ
أَنتَ المحزونُ فى أَثَرِ ال
|
|
حَىِّ فإن
تَنْوِ نِيَّهُمُ تَقُم
|
قِيلَ فى تفسيره
: نِىٌ جَمْعُ نِيَّةٍ ، وهذا نادِرٌ ، ويجوزُ أَنْ يكونَ نِىٌ كَنِيَّةٍ.
* والنِّيَّةُ ، والنَّوَى
جميعًا : البُعْدُ.
* والنَّوَى : الدّارُ.
* والنَّوَى : التّحوُّلُ من مكانٍ إلى آخَرَ ، كُلُّ ذلكَ أُنْثَى.
* والنَّوِىُ : الرَّفيقُ ، وقيل : الرفيقُ فى السّفَرِ خاصّةً.
* ونَوَاهُ اللهُ : حَفِظَهُ ، ولستُ منها على ثِقَةٍ.
* والنَّواةُ : عَجَمَةُ التمرِ والزَّبيْب وغَيرهِمَا.
* والنَّوَاةُ : ما نَبَتَ عن النَّوَى
كالجَثيثَة النَّابتَة
عن نَوَاهَا ، رَوَاها أبو حَنيفَةَ عن أبى زيادٍ الكلابى ، والجمعُ
من كُلِّ ذلكَ نَوًى ونُوِىٌ
ونِوِىٌ وأَنْوَاءٌ جَمْعُ نَوًى ؛ قال مُلَيحٌ الهُذَلىُّ :
مُنيرٍ تجوز
العيسُ مِن بَطِنَاتِه
|
|
حَصًى مِثْلَ
أَنْواءِ الرّضِيح المُفَلَّقِ
|
* وَنَوَيْتُ النَّوَى وأَنْوَيتُهُ : رمَيْتُهُ.
__________________
* وَنَوَّتِ البُسْرَةُ وَأَنْوَتْ
: عَقَدَ نَواهَا.
* ونَوَتِ النَّاقَةُ
نَيّا ونِوَايَةً ونَوايَةً فهىَ نَاوَيةٌ مِنْ نُوْقٍ نِوَاءٍ : سَمِنَتْ ، وكذلكَ الجَمَلُ والرجلُ وَالمرأَةُ
والفرسُ ؛ قال أَبو النَّجم.
أَوْ
كالمُكَسَّرِ لا تَئُوْبُ جِيادُهُ
|
|
إلا غوانِمَ
وهى غير نِوَاءِ
|
وقد أَنْوَاهَا السِّمَنُ ، والاسمُ مِن ذلكَ كُلِّه النِّىُ.
* والنَّوَاةُ منَ العدَد عِشْرونَ ، وقيلَ : عَشَرةٌ ، وقيلَ : هى
الأُوْقيَّةُ من الذّهب ، وقيلَ : أربعة دنانيرَ.
* والنَّوَى : مَا يَبْقَى من المَخْفِض بعد الخِتَانِ ، وهو
البَظْرُ.
* وَنِوَاءٌ : أَخُو مُعاويَةَ بنِ عَمْرو بن مَالِكٍ وَهُنَاه
وفَرَاهِيدَ وجَذيمَةَ الأَبْرَشِ.
وإنَّما
حَمَلْنَا نِوَاءً على باب « ن و ى » لعدم « ن و » ثُنَائِيَّةً.
* ونَوًى : اسم مَوْضعٍ ؛ قال الأَفوَهُ :
وسعدٌ لو
دعوتُهمُ لثابُوا
|
|
إلىَّ
حَفِيفَ غابِ نوًى بِأُسْدِ
|
مقلوبه : ي و ن
* اليُوْنُ : اسمُ مَوْضعٍ ؛ قال الهُذْلىُّ :
جَلَوْا مِن
تِهامِى أَرضِنَا وتَبَدَّلُوا
|
|
بمكَّةَ بابَ
الْيُوْنِ والرَّبْطَ بالعَصْبِ
|
مقلوبه : و ن ى
* الوَنَى : التَّعَبُ والفَتْرَةُ ، ضِدٌّ يُمدُّ ويُقْصَرُ.
* وقَدْ وَنَى وَنْيًا ، وَوُنْيًا ، وَوَنَّى
، الأخيرةُ عن كُرَاعَ
، وتَوَانَى وَأَوْنَى : غَيْرَه.
* ونَاقَةُ وانِيَةٌ : فاتِرةٌ طَلِيْحٌ.
* وامْرَأَةٌ وَنَاةٌ وَأَناةٌ وَأَنِيَّةٌ : حَلِيمةٌ بطيئَةُ القيامِ ، الهمزةُ فيه بدلٌ من
الواوِ ، وقال سيبويه : لأَنّ المرأَةَ تُجْعَلُ كَسُولاً ، وقيلَ : هِىَ التى
فيها فتورٌ عند القيامِ والقُعُود والمشىِ ، وقولُهُ تعالى : (وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي) [طه : ٤٢] معناه : تَفْتُرَا.
* والميْنَا : مَرْفأُ السُّفُنِ يُمَدُّ ويُقْصَرُ ، سُمىَ بذلكَ ؛
لأَنَّ السُّفُنَ تَنِى
فيه ؛ أى : تَفْتُرُ
عَن
__________________
جَرْيِهَا ؛ قال كُثَيّرٌ :
تَأَطَّرْنَ
بالميناءِ ثمّ جَزَعْنَهُ
|
|
وقد لَجَّ من
أحْمَالهنَّ شُجُونُ
|
* والمِيْنَى
: جَوْهرُ الزُّجَاجِ.
* والوَنِيَّةُ : اللُّؤلُؤَةُ ، والجمعُ : وَنِىٌ ، أنشد ابن الأعرابىّ :
فَحَطَّتْ
كما حَطَّتْ وَنِيَّةُ تَاجرٍ
|
|
وَهَى
نَظْمُهَا فارْفَضَّ منها الطَّوَائفُ
|
شَبَّههَا فى
سُرعَتها بالدُّرةِ الَّتى انحطَّتْ من نظامها ، ويُرْوى : وَهيَّةُ تاجرٍ ، وقد
تقدّم.
وقيلَ : الوَنِيَّةُ : العِقْدُ من الدُّرِّ ، وَقيلَ : الوَنِيَّةُ : الجُوَالقُ.
مقلوبه : و ي ن
* الوَيْنُ : العَيْبُ ، عن كُرَاعَ ، وقد حكى ابنُ الأعرابى :
أَنَّه العِنَبُ الأَسودُ ، فهوَ على قولِ كُرَاعَ عَرَضٌ ، وعلى قول ابن
الأَعرابى جَوْهَرٌ.
* والوَانَةُ : المرأَةُ القصيرةُ ، وكذلكَ الرجلُ ، وإنَّما
قَضَيْنَا على ألفِ الوانَة أَنَّها ياءٌ ـ وإن كانت عينًا ـ لوُجُودِ الوَيْن وَعَدَم الوَوْنِ.
انقضى الثلاثى
بتمام حرف النون
__________________
حرف الفاء
ف م م
* فُمَ : لُغَةٌ فى ثُمَّ ، وقيلَ : فَاءُ فُمَ بدلٌ من ثَاءِ ثُمَّ.
باب الثنائى المضاعف من المعتل
الفاء والهمزة
ف أ ف أ
* الفأْفَاءُ : الّذى يُكْثِرُ تَردَادَ الفَاءِ إذَا تكلّمَ.
* والفأْفأةُ : حُبْسَةٌ فى اللّسانِ وغلَبةُ الفاءِ على الكلامِ.
وقد فأْفَأَ ، ورجلٌ فَأفأٌ ، وفَأْفاءٌ.
مقلوبه : أ ف ف
* الأُفُ : الوَسَخُ الّذى حَوْلَ الظُّفُرِ والتُّفُّ الّذى فيه
، وقيلَ : الأُفُ : وَسَخُ الأُذُنِ ، والتُّفُ
: وَسَخُ الأَظْفَارِ
، ثم استُعْمِلَ ذلكَ عند كُلِّ شَىءٍ يُضْجَرُ منه ، وقيلَ : الأُفُ والأَفَفُ : القِلَّةُ ، وَالتُّفُّ مَنْسُوقٌ عَلَى أُفٍ ، ومعناهُ كمعناه ، وقد تقدّمَ فى بابِ التاءِ.
* وَأُفُ : كَلمَةُ تَضَجُّرٍ ، وفيها عَشَرَةُ أَوْجُهٍ : أُفَ لَهُ ، وَأُفِ
، وَأُفُ ، وَأُفّا ، وَأُفٍ
، وأُفٌ ، وفى التنزِيل : (فَلا تَقُلْ لَهُما
أُفٍ) [الإسراء : ٢٣] وَأُفّى
: مُمَالٌ ، وإِفَ ، وأُفَّةً ، وأُفْ
خَفِيْفَةٌ مَحْذوفةٌ
من أُفَ المشدَّدَة. ابنُ جِنىٍّ : أَمَّا أُفِ ونَحْوُهُ من أَسمَاءِ الفعل كهَيْهَاتَ فى الخَبَرِ ،
فمَحُمولٌ فى ذلكَ على أفعَالِ الأَمْرِ ، وكأنّ الموضعَ فى ذلك إنّما هو لِصَهْ
ومَهْ ورُوَيدَ ، ونَحوِ ذلكَ ، ثم حُمِلَ علَيه بَابُ أُفٍ ونَحْوِهَا ، ومن حيثُ كانَ اسمَا سُمِّى بهِ الفِعْلُ ،
وكانَ كُلُّ واحدٍ من لَفظ الأَمرِ والخَبَرِ قد يَقَعُ مَوقعَ صاحبه ، صَارَ
كُلُّ واحدٍ منهما هُو صاحُبهُ ، فكأنْ لا خِلافَ هُنالِكَ فى لَفظٍ وَلا مَعْنًى.
* وَأَفَّفَهُ وَأَفَّفَ به : قال لَهُ : أُفَ.
* وتَأَفّفَ الرجُلُ : قالَ أُفَّهَ
، وليس بِفعْلٍ
مَوضُوعٍ عَلَى أُفَ عِنَد سيبويهِ ، ولكنَّهُ من باب سبَّحَ وهَلَّلَ إِذَا
قال : سُبْحَانَ اللهِ ولا إِلَهَ إلا اللهُ ؛ ولذلكَ إِذَا مَثَّلَ نَصَبَ أُفَّةً وَتُفَّةً ، ولم يُمثَلْهُ بفعلٍ مِن لَفْظِهِ كما يُفْعَلُ ذلكَ
بِسَقْيًا وَرَعْيًا ونَحْوِهما ، ولكنَّهُ مَثّلُهُ بقوله : نَتْنًا ، إذْ لم
يَجِد
له فِعلاً من لَفظِه.
* وتأَفَّفَ به كَأَفَّفَهُ
، وفى حَديث عَائِشَةَ
ـ رضى الله عنها ـ أَنَّهُ لمَّا قُتلَ أَخُوها مُحمدُ بن أَبى بَكرٍ أَرسلتْ عبَد
الرحمنِ أَخَاهَا فجاءَ بابنه القَاسمِ وبنتِه من مصرَ ، فلمَّا جاءَ بهما
أَخذتْهُمَا عَائِشَةُ فربَّتْهُمَا إِلى أَنِ استَقَلا ، ثم دعَتْ عبدَ الرحمنِ ،
فقالَت : يا عبدَ الرحمنِ ، لا تَجِدْ فى نفسكَ من أَخْذِى بَنى أَخِيكَ دُونكَ ؛
لأَنّهم كانوا صِبْيانًا فخشيتُ أَنْ يتَأَفَّفَ
بهم نِسَاؤُكَ ، فكنتُ
أَلْطَفَ بِهم وأَصْبَر عليهم ، فَخُذْهم إليكَ وكُنْ لهم كما قال حُجَيَّةُ بنُ
المُضَرِّب لِبَنى أَخِيه مَعْدَانَ ، وأنشدتهُ الأَبياتَ التى أَوّلُهَا :
*لَجَجْنا ولَجَّتْ هَذِه فى التَّغَضُّبِ*
* ورجلٌ أَفَّافٌ : كَثيرُ
التَّأَفُّف.
* وقد أَفَ يَئِفُ ويَؤُفُ أَفّا ؛ قال ابن دُرَيْدٍ : هو أن يقول : أُفَ ، من كَرْبٍ أو ضَجَرٍ.
* ورجلٌ أَفَّافٌ : كثير
التَّأَفُّف.
* وأتانا على إِفِ ذَاكَ وإِفَّتِهِ
، وأَفَفِهِ ، وإِفَّانِه
، وتَئِفَّتِهِ ؛ أى : على إِبَّانِه وَوَقْتِه. وسيبويه يَجْعَلُ تَئِفَّةً : فَعِلَّةً. والفارسىُّ يرد عليه ذلكَ بالاشتقاقِ ،
ويَحْتجُّ بما تقدَّمَ.
* واليَأْفُوفُ : الخَفِيفُ السرِيعُ ، وقيل : الضعيفُ الأحْمَقُ.
* واليَأْفُوفَةُ : الفَراشةُ.
الفاء والياء
ف ي ى
* فَىَ : كلمةٌ معناها التَّعجبُ ، يقولون : يا فَىَ مَا لِى أَفْعَلُ كذا. وقيل : معناها : الأسَفُ على
الشىءِ يَفُوتُ.
وقال
اللحيانىُّ : قال الكسائى : لا يُهمَزُ ، وقال : معناهُ ، يا عَجَبى مَا لى. قال :
وكذلكَ ، يا فَىَ مَا أصْحَابُكَ. قال : و (مَا) مِن كُلِّ ذلكَ فى
مَوْضعِ رَفْعٍ.
* والفاءُ : حُرفُ هجاءٍ ، وهو حَرفٌ مَهمُوسٌ يَكُونُ أَصْلاً
وبَدَلاً ، ولا يَكُونُ زَائدًا مَصُوغًا فى الكلام ، إنّما يزادُ فى أَوَّلهَا
للعطفِ ، ونحوِ ذلكَ.
* وَفَيَّيْتُهَا : عَمِلْتُهَا.
__________________
ومن خفيفه
* فِى : حَرْفُ جَرٍّ ، قال سيبويه : أَمَّا (فِى) ، فهى للوِعَاءِ ، تَقُولُ : هو فى الجِرَابِ ، وفى
الكيس ، وهو فى بَطْنِ أُمِّه ، وكذلكَ ، هُوَ فى الغُلِّ ؛ لأَنّهُ جَعَلَهُ إِذَا أَدخَلَهُ فيه كالوِعَاءِ ، وكذلك ، هُوَ فى القُبَّةِ وفى
الدّارِ ، وإنِ
اتَّسَعْتَ فى الكلامِ فَهى على هذا ، وإِنَّما تكونُ كالمَثَلِ يُجاءُ بها لَما
يُقاربُ الشىءَ وليسَ مثلَهُ ، وقول عَنْتَرَة :
بَطَلٌ
كَأَنَّ ثِيَابَهُ فى سَرْحَةٍ
|
|
يُحْذَى نِعَالَ
السِّبْتِ لَيْسَ بِتَوْأَمِ
|
أى : على
سَرْحَةٍ ، وجاز ذلكَ مِن حَيثُ كانَ معلُومًا أَنَّ ثيابَهُ لا تكونُ فى داخلِ
سَرْحَةٍ ؛ لأَنّ السَّرْحَةَ لا تُشَقُّ فَتُسْتَودَعَ الثيَابَ ولا غَيرها ، وهى
بِحَالِهَا سَرْحَةٌ ، ولَيْسَ كذلكَ قَوْلكَ : فُلانٌ فى الجبل. لأَنَّهُ قد يَكُونُ فى غَارٍ من أَغْوَارِه ،
أَو لِصْبٍ من لِصَابِه ، فَلا يَلزم على هذا أَنْ يَكُونَ عليه ؛ أَى : عَاليًا فيه ؛ أى الجبل وقال :
وخَضْخَضْنَ
فِيْنَا البَحْرَ حَتَّى قَطَعنَهُ
|
|
على كُلِّ
حَالٍ مِن غِمَارٍ ومن وَحْلِ
|
قالوا : أرَادَ
: بِنَا ، وقَدْ يكُوْنُ على حَذفِ المُضَافِ ؛ أى : فى سَيْرِنَا ، ومعناهُ : فى سَيْرهِنَّ بِنَا ، ومثْلُ
قوله : كَأَنَّ ثيابَهُ فى
سَرْحَةٍ ، قَولُ
امرأَةٍ من العَرَبِ :
هُمُ صَلبُوا
العَبْدِىَ فى جِذْعِ نَخْلَةٍ
|
|
فَلا
عَطَسَتْ شيبانُ إِلا بأَجْدَعَا
|
أَى : على
جِذْعِ نَخْلَةٍ. وأَمَّا قَولُهُ :
وهَلْ
يَنْعَمَنْ مَنْ كَانَ أَقْرَبُ عَهْدِه
|
|
ثَلاثينَ
شَهْرًا فى ثلاثةِ أَحْوَالِ
|
فقالوا :
أَرَادَ : مع ثَلاثَةِ أَحْوَالٍ. قالَ ابنُ جِنّىٍّ : وطريقُهُ عندى أَنَّهُ على
حذفِ المُضَافِ يُرِيدُونَ : ثَلاثِين شهْرًا
فى عُقْبَةِ
ثَلاثَةِ أَحْوَالٍ قَبْلَها ، وتَفْسِيرُهُ : بَعْدَ ثَلاثَةِ أَحْوَالٍ. فأمَّا
قولُهُ :
يَعْثُرْنَ
فى حَدِّ الظُّبَاةِ كأَنّما
|
|
كُسِيَتْ
بُرُودَ بَنى تَزِيدَ الأَذْرُعُ
|
__________________
فَإنّهُ أرادَ
: يَعْثُرْنَ بالأَرضِ فى حَدِّ الظُّبَاةِ ؛ أَى : وهُنَّ فى حَدِّ الظُّبَاةِ ،
كقولكَ : خَرَّجَ بثيابِه ؛ أى : وثيابُهُ عَلَيه. وصَلَّى فى خُفَّيْهِ ؛ أى : وخُفَّاهُ عَلَيه ، وقَوْله تعالى : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) [القصص : ٧٩] فالظَّرفُ إِذًا مُتعَلِّقٌ بمحذُوفٍ ؛ لأَنَّهُ حالٌ من
الضَّميرِ ؛ أَى : يعثُرنَ كَائِناتٍ فى
حَدِّ الظُّبَاتِ ،
وقولُ بَعضِ الأَعرابِ :
نلُوذُ فى
أُمٍّ لنا مَا تُغْتَصَبْ
|
|
مِن
الغَمَامِ تَرتَدِى وتَنْتَقِبْ
|
فإنّهُ يريدُ
بالأُمِّ هُنَا سَلْمَى أَحَدَ جَبَلَىْ طَيِّئٍ ، وسَمَّاهَا أُمًا لإِعصَامهم
بها وَأُوِيِّهم إِلَيْهَا ، واستَعْملَ فى مَوْضِع البَاءِ ، أَى : نلُوذُ بها ؛
لأَنّهم إِذَا لاذوا بها فَهُم فيها لا مَحَالَةَ ، أَلا ترى أَنّهم لا يَلُوذونَ
ويُعْصِمُونَ بها إلا وهُمْ فيها ؛ لأنّهم إِنْ كانوا بُعَدَاءَ عَنْهَا
فَلَيْسُوا لائِذِينَ بها ، فَكأَنّهُ قال : نَسْمُكُ فيها أَو نَتَوقَّلُ فيها ،
فلذلك استعمل فى مكان البَاءِ ، وقولُهُ تعالى : (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي
جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ) [النمل : ١٢] قالَ الزَّجَّاجُ : « فى
» من صِلَة قولهِ : (وَأَلْقِ عَصاكَ) [النمل : ١٠] ، (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي
جَيْبِكَ) وَتأْويلُهُ : وَأَظهِرْ هاتين الآيتين (فِي تِسْعِ آياتٍ) ؛ أَى : من تِسْعِ آياتٍ ، وَمِثلُهُ قَوْلُهُم : خُذ
لىّ عَشْرًا من الإبلِ فيها فَحْلانِ ؛ أَى : منهَا فَحْلانِ.
ومما ضوعف من
فائه ولامه :
ف ي ف
* الفَيْفُ ، والفَيْفَاةُ ، والفَيْفَاءُ : المَفَارَةُ ، ولا ماءَ فيها. الأخيرَةُ عن ابن
جِنّىٍّ. وبالفَيفِ استدَلَّ سيبويه عَلَى أَنّ أَلِفَ فَيْفَاةٍ زائِدَةٌ. وجَمْعُ الفَيفِ
: أَفْيَافٌ ، وفُيُوفٌ. وجَمْعُ الفَيْفَاءِ : فَيَافٍ.
* والفَيْفَاءُ : الصَّحْراءُ المَلْسَاءُ. وهُنَ الفَيَافِى ، والفِيْفُ.
* وفَيْفُ الرِّيح : مَوْضِعٌ بالبَادِيَة.
* وفَيْفَانُ : اسمُ مَوْضِعٍ ؛ قالَ تأَبط شرّا :
فَحَثْحَثْتُ
مَشْعُوفَ النجاءِ وراعنى
|
|
أُناسٌ
بِفَيْفَانٍ فَمِزْتُ القَرَائِنَا
|
__________________
الفاء والواو
ف و و
الفُوَّةُ : عُرُوقُ نَبَاتٍ تُسْتَخْرجُ من الأَرْضِ يُصْبَغُ
بِها ، وقالَ أَبُو حَنيفَةَ : الفُوَّةُ : عُرُوقٌ حُمْرٌ ولها نباتٌ يَسْمُو دَقيقًا ، فى رأسه
حَبٌّ أَحْمَرُ شديدُ الحُمْرَة كَثُير الماءِ ، يُكتبُ بمائِه ويُنْقَشُ ؛ قالَ
الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ :
جَرَّتْ بها
الرِّيحُ أَذْيَالاً مُظاهَرَةً
|
|
كَما تَجُرُّ
ثيابَ الفُوَّةِ العُرُسُ
|
* وَأَدِيمٌ مُفَوّى : مَصْبُوغٌ بها ، وكذلكَ الثَّوْبُ.
* وَأَرْضٌ مَفْوَاةٌ : ذَاتُ فُوَّةٍ. وقالَ أبو حَنيفَةَ : كَثيرَةُ الفُوَّة.
ومما ضوعف من
فائه ولامه :
ف و ف
* الفَوْفُ : البَياضُ الّذى فى أَظْفَارِ الأحْدَاث. وكذلك ، الفُوْفُ واحِدَتُهُ فُوْفَةٌ ، يعنى بِوَاحدِه الطَّائِفَةَ مِنْه.
* والفُوْفَةُ والفُوْفُ
: القِشْرَةُ الّتِى
على حَبَّة القَلْبِ والنَّوَاةِ دُونَ لُحْمَة التّمرَةِ. وكُلُّ قشْرَةٍ فُوْفٌ.
* وما أَغنى
عَنْهُ فُوْفًا ؛ أَى : قَدْرَ
فُوْفٍ. أنشد يَعقُوب :
*وأَنْتِ لا تُغْنِينَ عَنِّى فُوْفَا*
* والفُوْفُ : ضَرْبٌ من بُرُود اليَمَنِ. وبُردٌ فُوْفِىٌ ، وثُوْثِىٌّ ـ على البدل ـ حكاهُ يَعْقُوبُ ـ وَبُرْدٌ أَفْوَافٌ ومُفَوَّفٌ : فيه بَيَاضٌ وخُطوْطٌ بِيْضٌ.
* وَمَا فَافَ بخَيرٍ
فَوْفًا ، والاسم ، الفُوفَةُ ، وهُوَ أَنْ يقولَ بِظُفرِ إبْهَامه على ظُفْرِ
سبّابَتِه : و « لا مثلَ ذا ». وقَوْلُ ابنِ أَحْمرَ :
__________________
والفُوْفُ
تَنْسِجُهُ الدَّبُورُ وَأت
|
|
لالٌ
مُلَمَّعَةُ القَرَا شُقْرُ
|
*
الفُوْفُ : الزَّهَرُ ،
شَبَّهَهُ بالفُوْفِ مِنَ الثيابِ تَنْسِجُهُ الدَّبُورُ إِذا مَرَّتْ به. وَأَتْلالٌ : جمعُ ، تَلٍّ ، والمُلَمَّعَةُ : منَ النَّورِ
والزّهَرِ.
* وَمَا ذَاقَ فُوْفًا ؛ أى : مَا ذَاقَ شَيئًا.
* * *
باب الثلاثى المعتل
الفاء والميم والهمزة
ف أ م
* الفِئَامُ : وِطَاءٌ يكونُ للمشاجرِ ، وقيل : هو الهَودَجُ الّذى
وُسِّعَ أَسفَلُهُ بشىءٍ زِيْدَ فيه ، وقيل : هو عِكْمٌ مثل الجَوَالقِ صَغِيْرُ
الفَمِ ، يُغَطَّى به مَرْكبُ المرْأَةِ ، يُجعَلُ واحِدٌ من هذا الجانب وآخَرُ من
هذا الجانبِ ؛ قال لَبِيدٌ :
وَأَرْبَدُ
فارسُ الْهَيْجا إِذا مَا
|
|
تَقَعَّرَتِ
المَشَاجرُ بالفِئَامِ
|
والجمْعُ فُؤُمٌ.
* وَفَأَمَ الهَوْدجَ وَأَفْأَمَهُ
: وَسَّعَ أَسْفَلَهُ
؛ قالَ زُهَيرٌ :
*عَلَى كُلِّ قَيْنىٍّ قَشِيْبٍ مُفَأَّمِ*
ويُرْوى : ومُفْأَمِ.
* والمُفَأَّمَةُ من المَزَادِ : الَّتى تُوَسَّعُ بِجلْدٍ ثالثٍ بينَ
الجِلْدَين كالرَّاوِيَةِ والشَّعِيبِ. وكذلكَ الدَّلْوُ [المُفَأَّمَةُ].
* والأفْآمُ : فُرُوعُ الدَّلْوِ الأَربَعَةُ الّتى بين أَطْرَافِ
العَراقى ، حكاه ثَعْلبٌ ، وَأَنشد فى صِفَةِ دَلْوٍ :
كَأَنَّ تحت
الكَبْلِ من أَفْآمِها
|
|
شَقْرَاءَ
خَيْلٍ شُدَّ من حِزَامِها
|
__________________
وبَعِيرٌ مُفْأَمٌ ومُفَأَّمٌ : سَمينٌ وَاسِعُ الجَوفِ.
* والفِئَامُ : الجمَاعَةُ من النّاسِ ؛ قالَ :
كَأَنّ
مجامِعَ الرَّبَلاتِ منها
|
|
فِئَامٌ
يَنْهضُونَ إِلى فِئَامِ
|
الفاء والميم والياء
ف ي م
* الفِئَامُ والفَيئَمُ : الجماعَةُ منَ النّاسِ وغيرِهم.
ولو لا الفَئَامُ لقُلتُ : إِنَ الفئَامَ
مُخَفَّفٌ منَ الفِئَامِ.
الفاء والميم والواو
ف و م
* الفُوْمُ : الزَّرْعُ والحِنْطَةُ ؛ وَأَزْدُ السَّراةِ
يُسَمُّونَ السُّنْبُلَ فُومًا ، الواحِدَةُ
فُوْمَة ؛ قال :
وقالَ
رَبِيْئُهُمْ لمَّا أَتانا
|
|
بِكَفِّهِ
فُوْمَةٌ أَو فُومتانِ
|
وقيلَ : الفُومُ لغَةٌ فى الثُّومِ. أَراهُ على البَدلِ. قال ابنُ
جِنّىٍّ : ذهبَ بعضُ أَهلِ التفسيرِ فى قوله عَزّ وجلَّ : (وَفُومِها)
إِلى أَنَّهُ أَرَادَ الثُّومَ ؛ فالفاءُ على هذا عندهُ بَدَلٌ من
الثَّاءِ ، قال : والصَّوَابُ عندنا أَنَ الفُومَ
: الحِنْطَةُ وَمَا
يُخْتَبَزُ من الحبوبِ ؛ يقال : فَوَّمْتُ
الخُبْزَ : إِذَا
خَبَزْتُهُ.
وليستِ الفاءُ
على هذا بدلاً منَ الثاءِ. وجَمَعُوا الجمعَ فقالوا : فُوْمانٌ. حكاهُ ابن جِنّىٍّ ـ والضَّمَةُ فى فُومٍ غير الضمة فى فُوْمانٍ
، كما أَنَّ الكسرةَ
الَّتى فى « دِلاصٍ » و « هِجَانٍ » للجَمْعِ غَيرُ الكسرة فيهما للواحِدِ ،
والألفُ غير الألِف.
* وقَطَعُوا
الشاة فُومًا فُوْمًا ؛ أَى : قِطعًا قِطعًا.
__________________
باب الثلاثى اللفيف
الفاء والهمزة والياء
ف أ ى
* فَأَيْتُ رَأْسَهُ بالسيف فَأْيًا : فَلقْتُهُ.
* والانفيَاءُ : الانفِرَاجُ.
* وفَأيتُ القَدَحَ فَانْفَأَى
، وفَأَّيتُهُ فَتَفَأَّ : صدَّعْتُهُ فَتَصَدَّعَ.
* والْفِئَةُ : الجماعَةُ من النَّاسِ ، من ذلك. والجمعُ فِئَاتٌ وفِئُونَ. على ما يطَّردُ فى هذا النحو.
مقلوبه : ف ي أ
* الفَىءُ : ما كانَ شمسًا فَنَسَخَهُ الظِّلُّ. والجمعُ : أَفْيَاءٌ وفُيُوْءٌ.
* وفَاءَ الفَىءُ فَيْئًا : تَحوَّلَ.
* وتَفَيَّأَ فيه : تَظَلَّلَ.
* وتَفَيّأَتِ الشجرةُ وفَاءَتْ
: كَثُرَ فيْؤُهَا.
* والمَفْيُوءَة : موضِعُ الفَىءِ ، جَاءَتْ على الأَصلِ. وحَكى الفَارسىُّ عن ثَعْلَبٍ :
المَفِيئَةُ فيها.
* والمفيُوءُ : هو المعتُوهُ. لَزِمه هذا الاسم مِن طُولِ لُزُومه
الظِّلَّ.
* وفَيَّأَت المرْأَةُ شعرها : حَرَّكَتْهُ منَ الخُيَلاءِ.
* والرِّيحُ تُفَىّءُ الزرعَ والشجرَ : تحرِّكُهُمَا. وفى الحديثِ : « مَثَلُ
المُؤمنِ كَخَامَةِ الزَّرعِ تُفَيّئُهَا الرّيحُ مَرَّةً هُنَا وَمَرَّةً هنا » وقالَ نافعُ بنُ
لَقِيْطٍ الفَقْعَسىُّ :
فَلَئِنْ
بَليتُ فقدْ عَمِرْتُ كَأَنَّنى
|
|
غُصْنٌ
تُفَيِّئُهُ الرِّياحُ رَطيبُ
|
* وَفَاءَ إِلى الأمرِ ، وَفَاءَهُ
فَيْئًا وفُيُوْءًا : رجع إِليه.
* وأَفَاءَ واستَفَاءَ
كَفَاءَ. قالَ كُثَيّر
عَزّة :
__________________
فَأَقَلعَ من
عَشرٍ وأَصْبَحَ مُزْنُهُ
|
|
أَفَاءَ وآفاقُ
السماءِ حَواسِرُ
|
قال
المتَنَخِّل الهُذَلىُّ :
عَقُّوا
بِسَهْمٍ فلم يَشْعُرْ به أَحَدٌ
|
|
ثم استفاءوا
وقالوا : حبذا الوَضَحُ
|
أى : رجعُوا عن
طلَبِ الثِّرَة إلى قَبُولِ الدِّيَةِ.
* وفاءَ من غَضَبِهِ : رَجعَ.
* وَإِنَّهُ
لسريعُ الفَىءِ والفَيئةِ والفِيْئَةِ ؛ أَى : الرُّجوع ، الأَخيرتان عن اللحيانى.
* وفَاءَ المُؤْلِى من امْرَأَتِهِ : كفَّر يَمِيْنَهُ ورجعَ
إليها.
* والفَىءُ : الغَنيَمةُ. وقد
فِئْتُ فَيئًا واستَفَأْتُ وَأَفَاءَهُ الله عليه.
* وَالفىءُ : القِطعَةُ مِنَ الطَّيرِ.
* والفَيْئةُ طَائِر يُشْبِهُ العُقَابَ ، فَإذَا خافَ البَرْدَ
انْحَدَرَ إِلى اليَمَنِ.
* وجَاءَهُ
بَعْدَ فَيْئَةٍ ؛ أَى : بَعْدَ حينٍ.
والعربُ تقولُ
: يا فَىْءَ مَالى ، تتأَسفُ بذلك. قال :
يا فَيْئَ
مَالِى ، مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِه
|
|
مَرُّ
الزمَانِ علَيه والتَّقلِيبُ
|
وقَدْ تقدَّم
اختيارُ اللحيانِى يا فَىَّ مَالى ، وتقدمت أَيضًا روايةُ مَنْ رَوى يا هَىْءَ.
قال أبو عُبيدٍ : وزادَ الأَحْمَرُ : يا شىءَ ، وهى كُلُّهَا بمَعْنًى ، وقيلَ :
معناها [كُلُّها] التَّعجُبُ.
الفاء والهمزة والواو
ف أ و
* فَأَوتُهُ بالعَصَا : ضَرَبْتُهُ ، عن ابن الأعْرَابى. والفأْوُ : الشَّقُّ.
* فَأَوْتُ رَأْسَهُ فَأْوًا وفَأَّيْتُهُ
فَانفَأَى وتَفَأَّى. وقد تقدَّمَ ذلكَ فى الياءِ.
__________________
* والفَأْوُ : الصَّدْعُ فى الجَبَل ، عن اللحيانى.
* والفَأْوُ : مَا بينَ الجَبَلَينِ ، وهو أيضًا الوَطءُ بينَ
الحَزْنَينِ ، وقيل : هى الدَّارَةُ منَ الرِّمَال ؛ قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ :
لمْ
يَرْعَهَا أَحَدٌ واكْتَمَّ رَوْضَتَهَا
|
|
فَأْوٌ مِنَ
الأَرضِ ، مَجْفُوفٌ بأعلامِ
|
وكله من
الانشِقَاق والانفِرَاجِ.
وقالَ
الأَصْمَعىُّ : الفَأوُ : بطنٌ منَ الأرضِ طيِّبُ الرِّيْحِ تُطِيفُ به
الجِبَالُ ، يكُونُ مُستَطيلاً وغَيرَ مُسَتطيلٍ ، وإِنّما سُمِّىَ فَأْوًا لانفرَاجِ الجبالِ عنهُ ؛ لأنَ الانفِئَاءَ : الانفتاحُ والانفراجُ ، وقَولُ ذى الرُّمَّةِ :
رَاحَتْ منَ
الخَرجِ تَهْجِيرًا فَمَا وَقَعَتْ
|
|
حَتَّى
انْفَأَى الفَأْوُ عن أَعناقِهَا سَحَرَا
|
يعنى أَنّها
قَطَعَت الفأْوَ وخَرَجَتْ منه.
وقيلَ فى
تفسيره : الفَأْوُ : الليلُ ، حكاهُ أبُو لَيْلَى ، ولا أَدْرِى مَا
صحَّتُهُ.
* والفَأْوَى مَقْصُورَةٌ : الفَيْشَةُ ؛ قالَ :
وكُنْتُ
أَقُولُ : جُمْجُمَةٌ فَأَضْحَوْا
|
|
هُمُ
الفَأْوَى ، وأَسفَلُهَا قَفَاهَا
|
مقلوبه : أ و ف
* الآفَةُ : عَرَضٌ مُفْسِدٌ.
* وطعَامٌ مَؤُوْفٌ : أَصَابتهُ آفَةٌ.
* وأَأَفَ القَوْمُ : دَخَلَتْ عليهم آفَةٌ.
* وَآفَتِ البلادَ
تَؤُوْفُ ، أَوْفًا ، وَآفَةً ، وأُوُفًا ، كقولكَ : عُوفًا : صَارَتْ فِيهَا آفَةٌ.
الفاء والياء والواو
و ف ى
* وَفَى بالعَهْدِ
وَفَاءً ، فَأَمَّا
قولُ الهُذَلىّ :
إذْ قدَّمُوا
مائَةً واستَأْخَرَتْ مائَةٌ
|
|
وَفْيًا ،
وزادُوا على كِلْتَيْهما عدَدَا
|
فقد يكُونُ
مصْدَرَ (وَفَى) مسْمُوعًا ، وقد يجوزُ أَنْ يكونَ قياسًا غيرَ
مَسْمُوعٍ ، فإنَّ أبا علىٍ
__________________
قد حَكَى أَنّ للشاعر أَنْ يأْتى لكُلِّ (فَعَلَ) (بفَعْلٍ) وإِنْ لم
يُسْمَعْ ، وكذلكَ (أَوْفى).
* ورَجُلٌ وفِىٌ ومِيْفَاءٌ ، وقدْ
وَفَى بنذْرِه ، وأَوْفَاهُ وأَوْفَى به ، وفى التنزِيلِ : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) [الإنسان : ٧] وحكى أَبُو زَيدٍ
وَفَّى نَذْرَهُ وأَوْفَاهُ ؛ أَى : أَبْلَغَهُ ، وفى التَّنزِيلِ : (وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) [النجم : ٣٧].
* وتَوَافَيْنَا فى الميعادِ وَوَافَيْتُهُ
فيه وتَوَفَّى المُدَّةَ : بَلَغَها واستكْمَلَهَا ، وهو من ذلك.
* وأَوْفَيْتُ المكانَ : أَتَيْتُهُ ؛ قال أبُو ذُؤَيبٍ :
أُنَادى إذا
أُوْفَى مِنَ الأَرضِ مَرْ
|
|
باءً لأَنى
سميعٌ لَو أُجابُ بَصِيرُ
|
أُوْفى
: أُشِرفُ وآتى.
وقولُهُ : أُنَادِى ؛ أَى : كُلَّمَا أَشْرَفْتُ عَلَى مَرْباءٍ منَ الأرض
نادَيْتُ : يا دَارُ أَينَ أَهْلُكِ.
* وكذلكَ أَوْفَيْتُ علَيْهِ ، وَأَوْفَيْتُ
فيه ، وَوَافَيْتُ فُلانًا بِمَكَانِ كذا ، وَوَفَى الشىءُ : كَثُرَ.
* وَوَفَى الدِّرْهمُ المِثْقَالَ : عَادَلَهُ.
* والوَافِى : دِرْهَمٌ وَأَربَعةُ دَوَانِيقَ.
* وكُلُّ مَا
تمَّ مِن كَلامٍ وغَيرهِ فقد
وَفَى ، وأَوْفَيتُهُ أَنَا ؛ قالَ غَيْلانُ الرَّبَعِىُّ :
*أُوْفِيَتِ الزَّرْعَ وفَوْقَ الإِيفَاءْ*
وعَدَّاهُ إِلى
مفعُولينِ ، وهذا كما تقُولُ : أُعْطِيَتِ الزَّرعَ ومُنِحَتْهُ. وقد تقدّمَ
الفَرْقُ بين التَّمَامِ والوَفاءِ.
* والوافِى منَ الشِّعْرِ : ما
استَوفَى فى الاستعمالِ
عِدَّةَ أَجزائِهِ فى دائِرَتِهِ ، وقيلَ : هو كُلُّ جزءٍ يمكنُ أَنْ يدْخُلَهُ
الزِّحَافُ فيَسْلَمُ منه.
* والوَفَاءُ : الطُّولُ ؛ يقالُ فى الدعاءِ : مَاتَ فُلانٌ وأَنتَ بِوَفَاءٍ ؛ أَى : بطولِ عُمْرٍ ، يدعُو له بذلكَ ، عن ابن
الأَعْرابى.
* وأَوْفَى الرجُلَ حقَّهُ وَوَفَّاهُ
إياهُ : أكْمَلُهُ
لَهُ ، وفى التنزيل : (وَوَجَدَ اللهَ
عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ) [النور : ٣٩].
* وتَوَفّاهُ هو منه واسْتَوفَاهُ
: لم يَدَع منه شيئًا.
__________________
* وَوَفَى الكَيلَ وَأَوْفَاهُ
: أَتَمَّهُ.
* وَأَوْفَى على الشىءِ وَفيهِ : أَشرَفَ.
* وإِنَّهُ لَميْفَاءٌ عَلَى الأشرافِ ؛ أى : لا يزالُ يُوْفِى عليها ، وكذلكَ الحِمَارُ.
* والوَفْىُ من الأَرضِ : الشَّرَفُ يُوْفَى
عليه ؛ قالَ كُثَيِّرٌ
:
وإِنِ
انطوَتْ من دونه الأَرضُ وانبرَى
|
|
لِنُكْبِ
الرِّياحِ وَفْيُهَا وحَفيرُهَا
|
* والمِيْفَى
والمِيْفَاةُ ، مقصورانِ ،
كذلك.
* وأَوْفَى على الخمسينَ : زَادَ. وكانَ الأَصْمَعِىُّ يُنْكرُهُ ثم
عَرَفَهُ.
* والوَفَاةُ : الموْتُ ، وقد
تَوَفّاهُ اللهُ ،
وقَوْلُهُ تعالى : (حَتَّى إِذا
جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ) [الأعراف : ٣٧] ؛ قالَ الزَّجَّاجُ : فيه ـ والله أعلم ـ وجهَانِ : يكونُ :
حتّى إِذا جَاءتْهُمْ مَلائكةُ الموتِ يتوفَّوْنَهُم
سأَلوهم عند
المعايَنَةِ ، فيعترفونَ عند مَوْتهم أَنَّهم كانُوا كافرينَ ؛ لأَنَّهم قالوا لهم
: (أَيْنَ ما كُنْتُمْ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا : ضَلُّوا عَنَّا) [الأعراف : ٣٧] ؛ أَى : بَطَلُوا وذَهَبُوا. ويجوز أَنْ يكُونَ ـ واللهُ
أعلم ـ حتى إذا جَاءتْهُم مَلائِكةُ العذابِ يَتَوَفَّوْنَهُم
؛ فيكُونُ يَتَوَفَّونَهُم فى هذا الموضعِ على ضَرْبين : أَحدهما ـ يَتَوَفَّونَهُمْ عَذابًا ، وهذا كما تقولُ : قدْ قَتَلْتُ فلانًا
بالعَذَابِ ، وإِنْ لم يَمُتْ ، ودَلِيلُ هَذَا القَولِ قَولُهُ : (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما
هُوَ بِمَيِّتٍ) [إبراهيم : ١٧] قال : وجائزٌ أَنْ يكونَ يتوَفَّونَ
عِدَّتَهُم ، وهو
أضْعَفُ الوَجْهَينِ. والله أعلم.
* وقد وافَاهُ حِمَامُهُ ، وقَوْلُهُ : أَنشدَهُ ابن جِنِّىٍّ :
ليتَ القيامةَ يومَ تُوْفِىَ مُصْعَبُ
|
|
قامَتْ على
مُضَرٍ ، وَحُقَّ قيامُهَا
|
أَرَادَ
وُوْفِىَ ، فَأبدَلَ الواو تاءً ، كقولهم : تاللهِ ، وَتَوْلج ، وتَوْرية ،
فِيمَنْ جَعَلَها فَوْعَلَةً.
* والوَفَاءُ : مَوْضِعٌ ؛ قال ابن حِلِّزَةَ :
*فَعَاذِبٌ فالوَفاءُ*
انقضى الثلاثى
اللفيف
__________________
حرف الباء
باب الثنائى المضاعف
ومما ضوعفت حروفه
ب ب
* بَبَّهْ : حكَايَةُ صَوْتُ صَبِىٍّ ؛ قالتْ هندُ بنت أَبى سفيان
تُرَقِّصُ ابنَها عبدَ اللهِ بنَ الحَارْثِ :
لأُنْكحَنَ
بَبَّهْ
|
|
جَارِيَةً
خِدَبَّهْ
|
مُكْرَمَةً
مُحَبَّهْ
|
|
[تَجُبُ] أَهلَ الكَعْبَةْ
|
أَى : تغلِبُ نساءَ
قُرَيشٍ فى حُسْنِهَا.
* وَبَبَّةُ : لَقَبٌ لِرَجُلٍ مِن قُرَيشٍ ، ويوصفُ به الأَحْمَقُ.
* وهُم على بَبَانٍ واحِدٍ ، وبَبَّانٍ
: أَى على طَرِيقَةٍ.
وأَرى بَبَانًا محذوفًا مِن بَبَّانٍ
؛ لأَنَّ فَعْلانَ
أَكْثَرُ مِن فَعَّالٍ.
* وهُمْ بَبَّانٌ واحدٌ ؛ أى : سَواءٌ. وحكى ثعلَبٌ : النَّاسُ بَبَّانٌ واحدٌ : لا رأْسَ لَهُم. قال أبُو علىٍّ : هذا فَعَّالٌ
من بابِ كَوْكبٍ ، ولا يكُونُ فَعْلانًا ؛ لأَنَّ الثلاثَة لا تكونُ من مَوْضعٍ
واحدٍ. وَببَّه يَرُدُّ قولَ أبى علىٍّ.
الباء والميم
ب م م
* البَمُ من العود : معَرُوفٌ أَعْجَمىُّ.
* وبَمُ غيرُ مَصْرُوفٍ : أَرضٌ من كَرْمَانَ ؛ قال
الطِّرِمَّاحُ :
ألَا أَيُّها
الليلُ الّذى طالَ أصْبحِ
|
|
بِبَمَ ،
وَمَا الإِصْبَاحُ فِيكَ بَأَرْوَحِ
|
ومما ضوعف من
فائه وعينه
ب م ب
* أَبَنْبَمٌ ويَبَنْبَمٌ : مَوضِعٌ.
__________________
الثنائى المضاعف من المعتل
الباء والهمزة
ب أ ب أ
* بَأْبَأْتُ الرَّجُلَ وَبَأْبَأْت
بِه : قُلْتُ له :
بِأَبىْ ، أَو بأَبَاْ. وقالوا : بأْبَأَ الصبىَّ أبوهُ ، إذا قال له : بِأَبى. وبَأْبَأَهُ الصبىُّ ، إذا قال له : بَأْبا. وقالَ الفَراءُ : بَأْبَأْتُ بالصَّبِىِ بِئْبَاءً : إِذا قُلْتَ : بأَبى.
قال ابنُ جنىٍّ
: سأَلتُ أَبا علىٍّ فَقُلتُ : قالوا : بَأْبَأْتُ
الصبِىَ بَأْبَأَةً : إذا قُلْتَ له : بِأَبَاْ ، فما مِثَالُ البَأْبأَةِ عندكَ الآنَ؟ أَتَزِنُهَا على لَفْظِها فى الأصْلِ
فَتَقُولُ : مِثَالُهَا البَقْبَقَةُ ، أَمْ تَزِنُهَا على ما هى الآنَ فتقولُ :
الفَعْلَلَةُ بمنزِلَةِ الصَّلصَلَة والقَلْقَلَةِ؟ فقال : بل أَزِنُهَا على ما
صَارَت إِلَيه ، وأَتْرُكُ ما كانَتْ قَبْلُ عَلِيه ، فأَقُولُ : الفَعْلَلَةُ.
قالَ : وهو كما ذَكَرَ ، وبه انعقادُ هذا البَابِ ، وقالَ أيضًا : إِذا قُلْتَ :
بأَبى أَنتَ ، فالباءُ فى أَوَّلِ الاسم حَرفُ جَرٍّ بمنزلةِ اللام فى قولكَ :
للهِ أَنْتَ.
فإذا
اشتَقَقْتَ منه فعْلاً اشتقاقًا صوتيّا استحالَ ذلكَ التقدِيرُ ، فقلتَ : بَأْبَأتُ به بئْباءً ، وقد أكْثَرتَ منَ البَأْبَأَةِ ، فالبَاءُ الآنَ فى لفظِ الأصلِ ، وإِنْ كُنَّا قد
أَحَطْنَا علمًا بأَنَّها فيما اشتُقَّتْ منهُ زائدةٌ للجَرِّ ، وعلى هذا
اشْتَقُّوا مِنها
البِأَبَ فَصارَ فِعَلاً
مِن بَابِ سَلِسَ وقَلِقَ ؛ قال :
*يَا بِأَبِى أَنتَ وَيَا فَوقَ البِأَبْ*
فَالبِأبُ
الآنَ بمَنزِلَةِ
الضِّلَعِ والعنَبِ وَبأْبَؤُوه
: أَظهَرُوا إِلطَافَهُ
، قال :
إِذا مَا
القبائِلُ بَأْبَأْنَنَا
|
|
فمَاذَا
تُرَجِّى بِبِئْبَائِهَا
|
* وكذلكَ تَبَأْبَؤُا عَلَيه.
* وبَأْبَأَ الفَحْلُ : وهو تَرجيعُ الباءِ فى هَدِيرِهِ.
* والبُؤْبُؤُ : السَّيِّدُ الظَّرِيفُ الخَفِيفُ.
* والبُؤْبُؤُ : الأصْلُ.
ومما ضوعف من
فائه ولامه
ب أ ب
* فَرَسٌ بُؤَبٌ : قَصِيرٌ غَلِيظُ اللحمِ فَسِيحُ الخَطوِ بَعِيْدُ
القَدْرِ.
__________________
مقلوبه : أ ب ب
* الأَبُ : الكَلأُ. وَعبَّر بعضُهم عنه بأَنَّهُ المرعَى.
وقالَ
الزَّجَّاجُ : الأَبُ : جَمِيعُ الكَلاءِ الّذى تَعتَلِفُهُ الماشِيَةُ ، وفى
التنزيل : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا) [عبس : ٣١] قال :
جِذْمُنَا
قَيْسٌ ، ونَجْدٌ دَارِنَا
|
|
ولنا الأَبُ
به والمَكْرَعُ
|
قال أبو
حَنيفَةَ : قد سَمَّى اللهُ ـ تعالى ـ المرعى كُلَّهُ أَبّا ، فقال تعالى : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا) وقالَ ثعْلَبٌ : الأَبُ
: مَا أَخْرَجَتِ
الأَرضُ من النباتِ.
* وَأَبَ للسَّيْرِ
يَئِبُ ويَؤُبُ أَبّا وَأَبِيْبًا وَإِبَابَةً : تَهَيأَ ، قال الأَعشى :
صَرَمْتُ
وَلَمْ أَصْرِمْكُمُ وكَصَارِمٍ
|
|
أَخٌ قد
طَوَى كِشْحًا وَأَبَ لِيَذْهَبَا
|
* وكذلكَ ائْتَبَ ، وهو فى إِبَابِهِ
وإِبَابَتِهِ وَأَبَابَتِه ؛ أَى : جَهَازه.
* وَأَبَ إلى وَطَنِهِ أَبّا وَأَبَابَةً وَإِبَابَةً : نَزَعَ ، والمعْرُوفُ عندَ ابن دُريدٍ الكَسْرُ ،
وَأَنشد لهشامٍ أَخِى ذى الرُّمَّةِ :
وَأَبَ ذُو
المحْضَرِ البادِى إِبَابَتَهُ
|
|
وَقَوَّضَتْ
نِيَّةٌ أَطْنَابَ تَخْيِيمِى
|
* وَأَبَ يَدَهُ إِلى سَيْفِهِ : رَدَّهَا إِلَيه ليَسُلَّهُ.
* وَأَبَّتْ أَبَابَةُ الشىء وَإبَابَتُهُ
: استَقَامَتْ
طَرِيَقتُهُ. وقالوا ، إِذا لم تُصِب الظِّبَاءُ الماءَ فلا أَبَابَ ؛ أَى : لا تَهيَّأُ لِطَلَبِه. وقد تقدَّم.
* والأَبَابُ : الماءُ والسّرَابُ عَنِ ابنِ الأَعْرابِى ، وَأَنْشَدَ
:
قَوَّمْنَ
سَاجًا مُسْتَخفَّ الحِمْلِ
|
|
تَشُقُّ
أَعْرَافَ الأُبَابِ الحَفْلِ
|
أَخْبَرَ
أَنَّها سُفُنُ البَرِّ.
* وَأُبَابُ الماءِ : عُبَابُهُ ، قالَ :
*أُبَابُ بَحْرٍ ضَاحِكٍ هَزُوْقِ*
__________________
قالَ ابنُ
جنىٍّ : لَيْستِ الهمزَةُ فِيهِ بَدَلاً من عَينِ عُبَابٍ ، وإِنْ كُنَّا
سمِعنَاهُ.
وَإِنَّما هُوَ
فُعَالٌ مِنْ أَبَ : إِذَا تَهيَّأ.
* واسْتَئِبَ أَبّا : اتَّخِذْهُ ، نادرٌ عن ابن الأعرابى ، وَإِنّما
قياسُهُ استَأْبِ.
الباء والياء
ب ي ى
* تَبَيَّيْتُ الشىءَ : تَعَمَّدتُهُ ، قال :
بَاتَتْ
تَبَيَّا حَوْضها عُكُوْفا
|
|
مِثلَ الصُّفوفِ
لَاقتِ الصُّفُوفا
|
* وَقَوْلُهُم : حَيَّاكَ اللهُ وَبيَّاكَ ، قيلَ : حَيَّاكَ
: مَلّكَكَ ، وقيل :
أَبْقَاكَ. وقد تقدَّمَ. وبَيَّاكَ
: اعتَمَدكَ بالمُلْكِ
، وقيلَ : أَضْحَكَكَ ، وقيلَ : قَرَّبَكَ ، الأخِيرَةُ حكاها الأصمعىُّ عن
الأحْمَرِ ، وهُو هَىُّ بنُ بَىٍ
، وهَيَّانُ بنُ
بَيَّانَ ؛ أَى : لا يُعْرَفُ أَصْلُهُ ولا فَصْلُهُ.
ومما ضوعف من
فائه ولامه
ب ي ب
* البِيْبُ : مَجْرى الماء إلى الحوض. وحكى ابنُ جنىٍّ فيه : البِيْبَه.
الباء والواو
ب و و
* البَوُّ : جِلْدٌ يُحشَى تبْنًا أَوْ ثُمَامًا أو حشيشًا ،
ثُمَّ يُقَرَّبُ إِلى أُمِّ الفَصِيل لِتَرْأَمَهُ فَتَدُرَّ عليه.
* والبَوُّ أَيضًا : وَلَدُ الناقَةِ ، قالَ :
فَمَا أُمُ
بَوٍّ هَالكٍ بِتَنُوفَةٍ
|
|
إِذا
ذَكَرَتْهُ آخِرَ الليَّلِ حَنَّتِ
|
* والرَّمَادُ بَوُّ الأَثَافِى : على التَّمثِيلِ.
* وَبَوَّى : مَوْضِعٌ ؛ قال أبُو بَكْرٍ : أَحْسِبُهُ غَيْرَ
مَمْدُودٍ ، يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَعَّلاً كَبَقَّمٍ ، ويَجُوزُ أَنْ يكونَ
فَعْلَى ، فإذا كانَتْ كذلكَ جَازَ أَنْ يكُونَ من بَابِ تَقْوى ، أَعنى أَنَّ
الواوَ قُلِبَتْ فيها
__________________
عن الياءِ ، ويَجُوزُ أَنْ يكُونَ من بَابِ قُوَّةٍ.
* والأَبْوَاءُ : مَوْضِعٌ. ليس فى الكلامِ اسمٌ مفردٌ عَلَى مثالِ [الْجمعِ] غَيْرُهُ
وغَيْرُ ما تقدَّمَ ، مِنَ الأنْبَارِ والأَبْلاءِ ، وإِنْ جَاءَ فإنّما يَجىءُ فى
أَسماءِ المواضِعِ ؛ لأَنَّ شَوَاذَّهَا كَثيرَةٌ ، وما سِوَى هذه فإِنَّما يأتى
جَمْعًا أَوْ صِفَةً كقولهم : قِدْرٌ أَعشارٌ ، وثَوْبٌ أَخْلاقٌ ، وأَسْمَالٌ ،
وسراوِيلُ أَسماطٌ ونَحو ذلكَ.
ومما ضوعف من
فائه ولامه
ب و ب
* البَوْبَاةُ : الفَلاةُ ، عن ابنِ جِنّىٍّ.
* وقالَ أَبُو
حَنيفةَ : البَوْبَاةُ : عَقَبَةٌ كَئُودٌ على طريقِ مَن أَنجَدَ مِن حَاجِّ
اليَمَنِ.
* والبَابُ معروفٌ ، والجمعُ أَبْوَابٌ
وبِيْبَانٌ. فأَمَّا قولُهُ :
هتَّاكُ
أَخْبِيَةٍ ولاجُ أَبْوِبَةٍ
|
|
يخْلِطُ
بالجِدِّ منهُ البِرَّ واللِّيْنَا
|
فإنّما قالَ : أَبْوِبَةٍ لمكَانِ أَخْبِيَةٍ. وزَعمَ ابنُ الأعرابى واللحيانىُّ
، أَنَ أَبْوِبَةً جَمْعُ بَابٍ
مِن غَير أَنْ يكونَ
إتْبَاعًا. وهذا نادِرٌ ؛ لأَنَ بَابًا فَعَلٌ ، وفَعَلٌ لا يُكَسَّرُ على أَفْعِلَةٍ.
واستَعارَ سُوَيدُ بن كُرَاعَ الأَبْوَابَ
للقوافى ، فقالَ :
أَبِيْتُ
بِأَبْوَابِ القوافى كَأَنَّما
|
|
أَذُودُ بها
سِرْبًا مِنَ الوَحْش نُزَّعَا
|
* ورَجُلٌ بَوَّابٌ : لازمٌ للبابِ وحِرفَتُهُ البِوَابَةُ.
* وبَابَ للسُّلْطَانِ يَبُوبُ
: صَارَ لَهُ بَوَّابًا.
* وتَبَوَّبَ بَوَّابًا : اتَّخَذَهُ ، وقال بِشْرُ بن أَبى خازِمٍ :
فَمَن يَكُ
سائِلاً عن بَيْتِ بِشْرٍ
|
|
فَإِنَّ له
بجَنْبِ الرَّدْهِ بَابَا
|
إِنّما عَنَى
بالبَيْتِ القَبْرَ ، ولما جَعَلَهُ بَيْتًا وكانت البُيُوتُ ذَوَات أَبَوابٍ ، استَجازَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ بابًا.
* والبابَةُ والبابُ
فى الحُدُودِ
والحِسَابِ ونَحْوِه : الغايَةُ.
__________________
وحكى سيبويه :
بَيَّنْتُ لَهُ حِسَابَهُ بَابًا.
* وبَابَاتُ الكِتابِ : سُطُورُهُ. ولم أَسمعْ لها بَواحدٍ ؛ قال
تَمِيمُ بنُ مُقْبِلٍ :
بَنى عامرٍ!
مَا تأْمُرُونَ بشاعرٍ
|
|
تَخَيَّرَ
بَابَاتِ الكتابِ هِجَائِيَا
|
وَيَجُوزُ أَنْ
يريد بَبَابَاتِ الكتابِ : أبوابَهُ.
* وهذا بَابَةُ هذا ؛ أَى : شَرْطُهُ.
* والبَابِيَّةُ : الأُعْجُوْبَةُ ، قال النابغةُ :
فَذَرْ ذا ،
ولَكِنَ بَابِيَّةً
|
|
وعِيْدُ
قُشَيْرٍ وأَقْوَالُهَا
|
* وبَابٌ
: مَوضِعٌ ، عن ابن
الأعرابى ، وَأَنْشدَ :
وإِنَّ ابن
مُوسَى بَائعَ البَقْلِ بالنَّوى
|
|
له بين بَابٍ
والجَريبِ حَظِيرُ
|
* والبُوَيبُ
: مَوْضِعٌ تلقاءَ
مِصْرَ إذا بَرَقَ البَرْقُ من قِبَلِه لم يَكَدْ يُخْلِفُ ، قالَ : أَنشدنيه
أَبُو العلاءِ :
ألا إِنَّما
كانَ البُوَيبُ وَأَهْلُهُ
|
|
ذُنُوبًا
جَرَتْ منى وهذا عِقَابُهَا
|
* والبَابَةُ : ثَغْرٌ مِنْ ثُغُورِ الرّومِ. والأَبوابُ مِنْ ثُغُور الخَزَر.
* * *
باب الثلاثى المعتل
الباء والميم والياء
م ي ب
* المِيْبَةُ : شىءٌ مِنَ الأدْوِيَةِ ، فارسيَّةٌ.
الباء والميم والواو
ب و م
* البُوْمُ : ذُكُوْرُ الهَامِ ، واحِدَتُهُ بُوْمَةٌ.
انقضى
الثلاثى المعتل
__________________
باب الثلاثى اللفيف
الباء والهمزة والياء
ب أ ى
* بَأَيْتُ عَليه : فَخَرْتُ ، لُغَة فى بَأَوتُ ، حكاه اللحيانى فى بَابِ : مَحَيْتُ ومَحَوْتُ
وَأَخَوَاتِهَا.
* وَبَأَيْتُ الشىءَ : جَمَعْتُهُ وَأَصْلَحتُهُ ، قال :
*فَهْىَ تُبَيِّئْ زادَهُم وَتَبْكُلُ*
* وَأَبْأَيْتُ
الأَدِيْمَ وَأَبْأَيْتُ فيه : جَعَلتُ فيه الدِّبَاغَ ، عن أَبى حنيفةَ.
مقلوبه : أ ب ى
* أَبَى الشَّىءَ
يَأْبَاهُ إِباءً وإِباءَةً : كَرِهَهُ ؛ قال يعقوبُ : أَبَى يَأْبَى نادِرٌ. وقال سيبويه : شَبَّهُوا الأَلِفَ بالهمزة فى
قَرَأَ يَقْرَأُ ، وقال مَرَّةً : أَبَى
يَأبَى ضَارَعُوا به
حَسِبَ يَحْسِبُ فَتحُوا كما كسَرُوا ، قال : وقالوا : يِئْبَى ، وهو شاذٌّ منْ وجْهَينِ : أَحَدُهما ـ أَنَّهُ (فَعَل)
(يَفْعَلُ) ، وما كانَ على فَعَلَ لم يُكْسَر أَوَّلُهُ فى المُضَارع ، فَكُسِرَ
هذا لأنّ مضَارِعُهُ مشاكِلٌ لمُضَارِعِ فَعِلَ ، فلما كُسِرَ أَوَّلُ مضَارِع (فَعِل)
فى جميع اللُّغَاتِ إلَّا فى لُغَةِ أَهلِ الحجاز ، كذلِكَ كَسَرُوا (يَفْعَلُ)
هُنَا. والوَجْهُ الثانى ، مِنَ الشُّذُوذِ ، أَنَّهُم تَجَوَّزُوا الكَسْر فى
الياءِ مِنْ يِئَبى ، ولا يُكْسَرُ البتَّةَ إِلا فى نَحوِ يِيْجَلُ ،
واستجازُوا هذا الشُّذُوذَ فى يَاءِ
يِئبَى ؛ لأنَّ
الشُّذُوذَ قد كَثُرَ فى هذه الكَلِمةِ ، قال ابنُ جِنّىٍّ : وقد قالُوا : أَبَى يَأْبِىْ ، أَنشدَ أَبُو زَيْدٍ :
يَا إِبِلى
مَا ذامُهُ فَتَأْبِيَهْ
|
|
مَاءٌ
رَوَاءٌ ونَصِىٌّ حَوْلِيَهْ
|
جاءَ به على
وَجْهِ القِيَاسِ كَأَتَى يَأتِى.
وقال الفارسىُّ
: أَبَى زيدٌ مِنْ شُرْبِ الماءِ وآبَيْتُهُ إِيَّاهُ ، قال سَاعدةُ بن جُؤَيَّةَ :
قد أُوبِيَتْ
كُلَّ مَاءٍ فَهْىَ طَاوِيَةٌ
|
|
مَهْمَا
تُصِبْ أُفُقًا مِنْ بَارقٍ تَشِمِ
|
__________________
* والآبِيَةُ : الّتى تَعَافُ الماءَ ، وهى أَيْضًا الَّتى لا تُريدُ
العَشَاءَ ، وفى المَثَلِ : العَاشِيَةُ تَهِيجُ الآبِيَة ؛ أَى : إِذا رَأَتِ الآبِيَةُ الإبِلَ العَوَاشِىَ تَبِعَتْهَا فَرَعَتْ مَعَهَا.
وَمَاءٌ مَأباةٌ : تأْبَاةٌ : تأْبَاهُ
الإبلُ.
وَأَخَذَهُ أُباءٌ من الطَّعَامِ ، أى : كَرَاهيَةٌ لَهُ ، جَاءُوا به على
فُعَالٍ ؛ لأَنَّهُ كالدَّاءِ ، والأَدْواءُ مِمَّا تغْلِبُ عَليها فُعَالٌ.
* ورجُلٌ آبٍ : مِن قومٍ آبِينَ
وأُبَاةٍ وَأُبِىٍ وأُبَّاءٍ.
* ورجلٌ أَبِىٌ : مِنْ قوْم أَبِيِّينَ
؛ قال ذُو الإِصْبَع
العَدْوَانىُّ :
إِنِّى
أَبِىٌ أَبِىٌ ذو مُحافَظَةٍ
|
|
وَابنُ
أَبِىٍ أَبىٍ مِنْ أَبِيِّينِ
|
شَبَّهَ نُونَ
الجَمعِ بِنُونِ الأَصْلِ فَجَرَّهَا.
* والآبِيَةُ منَ الإِبِل : الَّتى ضُرِبَتْ فَلَمْ تَلْقَحْ
كَأَنَّها أَبَتِ اللِّقَاحَ.
* وَأَبَيْتَ اللَّعْنَ : مِن تَحِيَّاتِ المُلُوكِ فى الجاهليَّةِ ،
مَعْنَاهُ : أَبَيْتَ أَنْ تَأْتِىَ مَا تُلْعَنُ عَليه.
* وَأَبِيْتُ مِنَ الطَّعَامِ والَّلبَنِ أَبًى : انْتَهَيْتُ عَنْهُ من غيَرِ شِبَعٍ.
* ورجُلٌ أَبيَانُ : يَأْبَى
الطَّعَامَ ، وقيل :
هُوَ الَّذِى يأْبَى الدَّنِيئَةَ ، والجمع إِبيَانٌ
، عن كُرَاعَ.
* وَأَبِىَ الفَصِيلُ أَبًى
وَأُبِىَ : سَنِقَ من
اللبَنِ.
* وَأَخَذَهُ أُبَاءٌ والْأَبَاءَةُ : البَرْدِيَةُ ، وقيلَ : الأَجمَةُ ، وقيلَ : هى منَ الحَلْفَاءِ
خَاصَّةً.
قال ابنُ
جِنِّىٍّ : كانَ أَبُو بَكْرٍ يشتَقُ الأَبَاءَةَ من (أَبَيْتُ) ، وذلكَ أَنَّ الأَجَمَةَ تَمْتَنِعُ وَتَأْبى على سَالِكها ، فَأَصْلُها عِندَهُ أَبَايَةٌ ، ثُمَّ عُمِلَ فيها مَا عُمِلَ فى عَبَايَةٍ
وصَلَايَةٍ وعَظَايَةٍ ، حتَّى صِرْنَ عَبَاءَةً وصَلاءَةً وعَظَاءَةً فى قولِ
مَنْ هَمَزَ ومنْ لم يَهْمِزْ ، أَخرَجَهُنَّ على أُصُولِهِنَّ وهو القِيَاسُ
القَوِىُّ أَبُو الحَسَنِ ، وهذا كما قِيلَ لَها : أَجَمَةٌ مِنْ قَولِهم : أَجِمَ
الطَّعَامَ كَرِهَهُ.
* والأَبَاءُ : القَصَبُ ؛ قال كعبُ بنُ مالك :
مَنْ سَرَّهُ
ضَرْبٌ يُرَعْبِلُ بَعْضُهُ
|
|
بَعضًا
كمَعْمَعَةِ الأَبَاءِ المُحْرَقِ
|
واحِدَتُهُ أَبَاءَةٌ. والأَبَاءَةُ : القِطْعَةُ مِنَ القَصَبِ.
* وقَلِيْبٌ
لَا يُؤْبِى ، عَنِ ابنِ الأَعرابِىّ ؛ أَى : لا يُنْزَحُ. ولا يقالُ
: يُوْبَى.
* وقال
اللحيانىُّ : مَاءٌ
مُؤْبٍ : قَليلٌ. وحكى
عندنا مَاءٌ مَا يُؤْبِى ؛ أَى : مَا يَقِلُّ ، وقال مَرَّةً : مُؤْبٍ ، ولَمْ يُفَسِّرْهُ ، فَلا أَدْرِى أَعَنَى به
القَلِيلَ ، أَمْ هُوَ مُفْعِلٌ من قَولِكَ : أَبَيْتُ
الماءَ؟
__________________
* وَأَبَى المَاءُ : امْتَنَع ، فَلَم يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ
يُنْزِلَهُ إِلا بِتَغْرِيرٍ.
* وكَفْرُ آبِيَا : مَوْضِعٌ.
الباء والهمزة والواو
ب أ و
* بَأَىْ عليهم يَبْأَى
بَأْوًا : فَخَر.
* وبَأَى نَفْسَهُ : رَفَعَهَا وفَخَرَ بِهَا. وفى حَدِيثِ ابنِ
عبَّاسٍ « فَبَأَوتُ نَفْسِى ولم أَرضَ بالهوانِ ».
* وفيه بَأْوٌ ، قال يعقُوبُ : ولا يُقَالُ : بَأْواءٌ ، قال : وقد رَوَى الفُقَهاءُ فى طَلْحَةَ بَأْواءٌ.
* وقال
الأَخفشُ : البَأْوُ فى القَوَافِى : كُلُّ قَافِيةٍ تَامَّةِ البِنَاءِ
سَلِيمةٍ من الفَسَادِ ، فإِذا جَاءَ ذلك فى الشِّعرِ المَجْزُوءِ لم يُسَمُّوه بَأْوًا ، وإِنْ كانَتْ قافِيَتُهُ فد تَمَّتْ. كُلُّ هذا قولُ
الأَخْفَشِ ، قالَ : سمعناهُ منَ العَربِ وليس مِمَّا سماهُ الخَلِيلُ ، قال :
وَإِنّما تُؤْخذُ الأَسماءُ عن العربِ.
قال ابن
جِنّىٍّ : لمَّا كانَ البَأْو : الفَخْرَ نحوَ قَولِهِ :
فَإِنْ
تَبْأَ ببيْتِكَ مِن مَعَدٍّ
|
|
يَقُلْ
تَصْدِيقَكَ العلماءُ جَيْرِ
|
لم يُوقَع على
ما كانَ منَ الشِّعْرِ مَجْزُوءًا ؛ لأَنَّ جَزْأَهُ عِلَّةٌ وعَيْبٌ لَحِقَهُ ،
وذَلكَ ضِدُّ الفَخْرِ والتَّطَاوُلِ وقولُهُ : فَإِنْ تَبْأَ : مَفاعِيلُ.
* والنَّاقَةُ تَبْأى : تَجْهَدُ فى عَدْوِهَا ، وقولُهُ أَنشدَهُ ابن
الأَعرابىّ :
*أَقُولُ والعِيْسُ تَبَا بِوَهدِ*
فَسَّرَهُ فقال
: أَرَادَ تَبْأَى ؛ أَى : تَجْهَدُ فى عَدْوِهَا ، وقيلَ : تَتَسَامَى
وتَتَغَالَى ، فَأَلقى حَرَكَةَ الهَمزةِ على الساكن الذى قبلها.
مقلوبه : ب و أ
* باءَ إلى الشىءِ ، يَبُوءُ ،
بَوْءًا : رجَع. وبُؤْتُ
به إليه.
* وأَبَأْتُهُ ؛ عن ثَعْلَبٍ ، وَبُؤْتُهُ
؛ عن الكِسَائىِّ ، كَأَبَأَتُهُ ، وهى قَلِيْلَةٌ.
* والبَاءَةُ وَالبَاءُ : النِّكَاحُ.
* وبَوَّأَ الرَّجُلُ : نَكَحَ ؛ قال جَريرٌ :
__________________
تُبَوِّئُهَا
بِمَحْنَيةٍ وَحِينًا
|
|
تُبَادِرُ
حَدَّ دِرَّتها السِّقَابَا
|
* وللبِئْرِ ، مَبَاءَتَانِ : إِحْدَاهُما ـ مَرْجِعُ الماءِ إِلى جَمِّها ، والأخرى
ـ مَوْضِعُ وقُوفِ سَائِقِ السَّانِيَةِ.
* وبَاءَ بذَنْبِهِ يَبُوءُ
بَوْءًا وَبوَاءً : احْتَمَلَهُ ، وقِيلَ : اعْتَرَفَ بِهِ ، وقَوْلُهُ
تعالى : (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ
تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ) [المائدة : ٢٩].
قال ثَعْلَبٌ ،
مَعْناهُ : إِنْ عَزَمْتَ على قَتْلِى كَانَ الإثْمُ بكَ لا بِى.
* وبَاءَ بِدَمِ فُلانٍ : أَقَرَّ.
* وَأَبَأْتُهُ : قَرَّرْتُهُ.
* وبَاءَ دَمُهُ بِدَمِهِ بَوْءًا وبَوَاءً عَدَلَهُ.
* وبَاءَ فُلانٌ بِفُلانٍ بَوَاءً ، مَمْدُودٌ ، وَأَباءَهُ
وَبَاوَأَهُ : إِذَا قُتِلَ
بِه فَقَاوَمهُ ، قال عبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ :
قَضَى اللهُ
أَنَّ النَّفْسَ بالنفس بَيْنَنَا
|
|
ولم نكُ
نَرْضَى أَنْ نُبَاوِئكُم قَبْلُ
|
* وفُلانٌ بَوَاءُ فُلانٍ ؛ أَى : كُفْؤُهُ إِنْ قُتِلَ بِه ، وكذلكَ
الاثْنَانِ والجمَيْعُ.
* وَبَاءَهُ : قَتَلَهُ بِه.
* واسْتَبَأْتُ الحَكَمَ واستَبَأْتُ
بِه ، كِلاهُمَا :
استَقَدتُهُ.
* وتَبَاوَأَ القَتِيلانِ : تَعَادَلا.
* وَبَوَّأَ الرُّمْحَ نَحْوَهُ : قَابَلَهُ به.
* وَبَوَّأَهُمْ مَنْزِلاً : نَزَلَ بِهم إلى سَنَدِ جَبَلٍ.
* وأَبَاءَهُ مَنْزِلاً وبَوَّأَهُ
إِيَّاهُ وبَوَّأَهُ فِيهِ ، أَنْزَلَهُ ، قال :
وَبُوِّئَتْ
فى صَمِيمِ مَعْشَرِهَا
|
|
فَتَمَّ فى
قَوْمِهَا مُبَوَّؤُهَا
|
أَى :
أُنْزِلَتْ مِنَ الكَرَمِ فى صميمِ النَّسَبِ.
والاسمُ : البِيْئَةُ ، وقولُهُ ـ تعالى ـ : (وَالَّذِينَ
تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ) [الحشر : ٩] جَعَلَ الإِيمانَ مَحَلّا لَهُمْ عَلَى المَثَلِ ، وقَدْ
يَكُونُ أَرَادَ تَبَوَّءُوا مَكانَ الإِيمانِ وبَلَدَ الإِيمانِ فَحَذفَ.
__________________
* وتَبَوَّأَ المكانَ : حَلَّهُ.
* وَإِنَّهُ
لحَسَنُ البِيْئَةِ ، أَى : هَيْئَةِ
التَّبَوُّءِ.
* والبِيْئَةُ والبَاءَةُ والمُباءَةُ : المنزِلُ.
* ومَبَاءَةُ الإِبلِ : مَعْطِنُهَا.
* وَأَبَأْتُ الإِبلَ : أَنختُ بَعْضَهَا إِلى بَعْضٍ.
* ومَبَاءَةُ النَّحْلِ : بَيْتُهَا فى الجبلِ.
* والمَبَاءَةُ مِنَ الرَّحِمِ : حَيثُ يَتَبَوَّأُ الوَلَدُ ؛ قال الأَعْلَمُ :
وَلعَمْرُ
مَحْبِلِكِ الهَجِيْنِ عَلَى
|
|
رَحْبِ
المَبَاءَةِ مُنْتِنِ الجِرْمِ
|
* وبَاتَ بِبِيْئَةِ سَوْءٍ ؛ أَى : بَحَالِ سَوْءٍ ، وعَمَّ بَعْضُهُم به
جميعَ الحالِ.
* وَأَبَاءَ عَلَيهِ مَالَهُ : أَرَاجَهُ.
* وَأَبَاءَ مِنهُ : فَرَّ.
*
وَأَجَابُونَا على بَوَاءٍ وَاحِدٍ : أَى : جَوابٍ وَاحِدٍ.
مقلوبه : أ ب و
* الأَبَا : داءٌ يَأَخُذُ المَعزَ فى رُءُوسِهَا مِن أَنْ
تَشَمَّ أَبْوَالَ الأَرْوىَ ، أَو تَشْرَبَهَا ، أو تَطَأَهَا فتَرِمُ
رُءُوسَهَا.
قال أَبُو
حَنِيفَةَ : الأبَا : عَرَضٌ يَعْرض للعُشُب من أَبْوَالِ الأَرْوَى ،
فإِذَا رَعَتْهُ المَعزُ خَاصَّةً قَتَلَها ، وَكذلكَ إِن بَالَتْ فى الماءِ
فَشَرِبَتْ مِنْهُ المَعزُ هَلَكَتْ ، قال :
فقُلْتُ
لِكنَّازٍ ، تَوَكَّل فإِنَّهُ
|
|
أَبًا ، لا
أَظُنُّ الضَّأْنَ مِنْهُ نواجِيَا
|
أَى : من شِدَّتِه
، وذلكَ أَنَّ الضَّأْنَ لا يَضُرُّهَا
الأَبا ، فَيَقُولُ :
لا أَظُنُّ الضَّأْنَ نَاجِيَةً مِن هَذَا
الأبَا لشِدَّتِه
وَعُمُومِه ، فَكَيْفَ المَعْزُ الّتى مِن شَأْنِ الأَبَا أَنْ يَقْتُلَهَا.
* تَيْسٌ أَبٍ وآبَى ، وَعَنْزٌ
أَبِيَةٌ وَأَبْوَاءُ وَقَد
أَبِىَ أَبًى.
* والأَبُ : الوَالِدُ ، والجمْعُ : أَبُونَ وآباءٌ وَأُبُوٌّ وَأُبُوَّةٌ ، عنِ اللحيانى ، وَأَنشد للقنَانِىّ يَمْدَحُ
الكِسَائِىَّ :
__________________
أَبَى
الذَمَّ أَخْلاقَ الكِسائِىِّ وانتَمى
|
|
لَهُ
الذِّرْوَةَ العُلْيَا الأُبُوُّ السَّوَابِقُ
|
* وَالأَبَا : لغةٌ فى الأَبِ
، وُفِّرَتْ حُرُوفُهُ
وَلَمْ تُحذَفْ لامُهُ كما حُذِفَتْ فى الأَبِ
، يُقَالُ : هذا أَبًا ، وَرَأَيت أَبًا ، ومَرَرْتُ بِأَبًا ، كما تقُولُ : هَذَا قَفًا ، وَرَأَيْتُ قَفًا ،
ومَرَرْتُ بِقَفًا ، ورُوِىَ عن محمد بن الحَسَنِ عن أَحمد بنِ يَحْيىَ قالَ :
يُقَالُ : هَذَا أَبُوكَ ، وهَذَا
أَبَاكَ ، وهَذَا أَبُكَ ، قالَ الشاعر :
سِوَى أَبِكَ
الأَدْنَى وَأَنَّ مُحمَّدًا
|
|
عَلا كُلَّ
عَالٍ يا بْنَ عَمِّ مُحَمَّدِ
|
فَمَنْ قالَ :
هَذَا أَبُوكَ ، أَو
أَبَاكَ ،
فَتَثْنِيَتُهُ أَبَوَانِ ، ومَنْ قالَ : هَذَا
أَبُكَ فَتَثْنِيتُهُ أَبَانِ على اللّفظِ وَأَبَوَانِ
على الأَصْلِ ،
وقَوْلُهُ أنشدَهُ أَبُو عَلىٍّ عن أَبِى الحَسَنِ :
تَقُولُ
ابْنَتِى لمّا رَأَتْنِىَ شَاحِبًا
|
|
كَأَنَّكَ
فِيْنَا يا أَبَاتِ غَرِيبُ
|
* قالَ ابنُ جِنِّىٍّ : فَهَذَا
تَأْنِيثُ الأَبَا. وسَمَّى اللهُ ـ تعالى ـ العَمَ أَبًا فِى قَوْله : (قالُوا نَعْبُدُ
إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ) [البقرة : ١٣٣].
* وَأَبَوْتَ وأبِيْتَ : صِرْتَ أَبًا.
* وَأَبَوْتُهُ إِبَاوَةً : صِرْتَ لَهُ أَبًا ، قالَ بَخْذَجٌ :
[اطْلُبْ] أَبا نَخْلةَ مَنْ يَأَبُوكا
|
|
فقد سأَلْنَا
عَنْكَ مَنْ يَعْزُوكَا
|
فَكُلُّهُم إِلَى
أَبٍ يَنْفِيْكَا
|
وَالاسمُ الأُبُوَّة.
* وَتَأَبَّاهُ : اتَّخَذَهُ أَبًا.
* وقَالوا فى
النِّدَاءِ : يا أَبتِ ، فَلَزِمُوا الحَذْفَ والعِوَضَ ، قال سِيبَويْهِ :
وسَأَلتُ الخليلَ ـ رحِمَهُ اللهُ ـ عَنْ قَوْلِهِم : يَا أَبَهْ ، ويا
أَبَتِ لا تَفْعَل ،
ويَا أَبتاهْ ، ويا أُمَّتاهْ ، فَزَعَمَ أَنّ هَذِه الهَاءَ مِثْلُ
الهاءِ فى عَمَّةٍ ، وخَالَةٍ ، قالَ : ويَدُلُّكَ على أَنَّ الهَاءَ بمَنزِلَة
الهاءِ فى عَمَّةٍ وخَالةٍ أَنَّكَ
__________________
تقُولُ فى الوَقْفِ : يا
أَبَهْ ، كما تقولُ :
يا خالَهْ ، وتَقُولُ : يا
أَبَتَاهْ كما تقُولُ :
يا خَالتَاهْ ، قال : وإِنّمَا يَلْزَمُونَ هذه الهَاءَ فى النِّدَاءِ إِذا
أَضَفْتَ إِلى نَفْسِكَ خَاصَّةً ، كَأَنَّهُمْ جَعَلُوهَا عِوَضًا مِنْ حذفِ
الياءِ ، قال : وأرادوا أن لا يخلِّوا بالاسم حين اجتمع فيه حذف الياء ، وأنهم لا
يكادون يقولون : يا
أباهْ ، وصار هذا
محتمِلاً عندهم لما دخل النداء من الحذف والتغيير ، فأرادوا أن يعرضوا هذين
الحرفين ، كما قالوا : أيْنُقٌ ، لما حذفوا العين جعلوا الياء عوضًا ، فلما ألحقوا
الهاء صيروها بمنزلة الفاء التى تلزم الاسم فى كل موضع ، واختُص النداء بذلك
لكثرته فى كلامهم ، كما اختص بيأيها الرجل.
وذهب أبو عثمان
المازنى فى قراءة من قرأ يا
أبتَ [مريم : ٤٢] بفتح التاء ،
إلى أنه أراد : يا
أبتاهْ ، فحذف الألف ،
وقوله أنشده يعقوب :
تقولُ ابنتِى
لما رأتْ وَشْكَ رِحْلَتى
|
|
كأنَّك فينا
يا أَباتِ غَرِيبُ
|
أراد : يا أبتا ، فقدم الألف وأخّر التاء ، وقد تقدم أنه تأنيث الأبا.
وقوله أنشده
ثعلب :
فقامَ أبو
ضَيْفٍ كِريمٌ كأنَّه
|
|
وقَدْ جَدَّ
مِنْ حُسْنِ الفُكاهَةِ مازِحُ
|
فسره ، فقال :
إنما قال : أبو ضيف ؛ لأنه يَقْرى الضيفان.
وقال العُجَير
السَّلولىّ :
تركنا أبا الأضيافِ
فى ليلة الصَّبا
|
|
بمَرْوَ
ومِرْدَى ، كُلَّ خَصْمٍ يُجادِلُهْ
|
وحكى اللحيانى
عن الكسائى : ما يَدرِى له : مَنْ أَبٌ
وما أَبٌ ، أى : لا يَدْرى مَن أبوه ، وما أبوه ، وقالوا : لابَ
لك ، يريدون : لا أبَ لك ، فحذفوا الهمزة البتة ، ونظيرُه قولهم : ويْلَمِّه ،
يريدون : ويل أُمِّه. وقالوا : لا
أبا لك.
قال أبو على :
فيه تقديران مختلفان ، لمعنيين مختلفين ، وذلك أن ثبات الألف فى (أبا) من (لا
أبا لك) دليلُ
الإضافة ، فهذا وجهٌ.
ووجهٌ آخرُ :
أن ثباتَ اللامِ ، وعملَ (لا) فى هذا الاسْمِ يُوجبُ التنكيرَ والفصلَ ، فثباتُ
__________________
الألفِ دليلُ الإضافةِ والتعريفِ ، ووجودُ اللامِ دليلُ الفصلِ والتنكيرِ ،
وهذانِ ـ كما تراهما ـ متدافعانِ ، والفرقُ بينهما أن قولَهم : (لا أبا لك) كلامٌ جرى مجرى المثلِ ، وذلك أنك إذا قلتَ هذا ؛
فإنك لا تنفى فى الحقيقةِ
أباه ، وإنما
تُخْرِجه مَخْرجَ الدعاءِ عليه ، أى أنت عندى ممن يستحقُّ أن يُدعى عليه بفقد أبيه
، وأنشد توكيدا لما رآه من هذا المعنى قوله :
*وتُترَكُ أُخرى فَرْدةً لا أخا لها*
ولم يقل : لا
أخت لها. ولكن لما جرى هذا الكلام على أفواههم : لا
أبا لك ، ولا أخا
لك ؛ قيل مع المؤنث على حدّ ما يكون عليه مع المذكر ، فجرى هذا نحوًا من قولهم لكل
أحدٍ من ذكر وأنثى أو اثنين أو جماعة : الصيفَ ضيعتِ اللبنَ ، على التأنيث ؛ لأنه
كذا جرى أوّلُه ، وإذا كان الأمر كذلك ؛ عُلم أن قولَهم : لا أبا لك ، إنما فيه تعادِى ظاهرِه من اجتماع صورتَىِ الفصْلِ
والوصْلِ والتعريف والتنكير لفظًا لا معنًى ، ويؤكد عندك خروجَ هذا الكلامِ مخرجَ
المثلِ كثرتُه فى الشعر ، وأنه يقال لمن له أبٌ
، ولمن لا أبَ له ، وهذا الكلام دعاء فى المعنى لا محالة ، وإن كان فى
اللفظ خبرا ، ولو كان دعاء مصرَّحا ؛ لما جاز أن يقال لمن لا أب له ؛ لأنه إذا كان
لا أب له ، لم يجُز أن يُدعَى عليه بما هو فيه لا محالة ، ألا ترى أنك لا تقول
للفقير : أفقره الله ، فكما لا تقول لمن لا أب له : أفقدك اللهُ أباك ، كذلك تعلم
أن قولهم ـ لمن لا أب له ـ لا
أبا لك ، لا
حقيقةَ لمعناه مطابقة للفظه ، وإنما هى خارجةٌ مخرجَ المثلِ ، على ما فسّره أبو
علىّ. قال عنترة :
فاقْنَىْ
حياكِ ، لا أبا لكِ ، واعْلَمِى
|
|
أنّى امرؤٌ
سأموتُ ، إنْ لَمْ أُقْتلِ
|
وقال المتلمس :
ألقِ
الصحيفةَ ، لا أبا لكَ ، إنه
|
|
يُخْشَى عليك
من الحِباءِ النِّقْرِسُ
|
ويدلك على أن
هذا ليس بحقيقة ، قول جرير :
يا تيمَ تيمَ
عَدِىٍّ لا أبا لكم
|
|
لا
يُلْقِينّكم فى سوْءةٍ عُمَرُ
|
__________________
فهذا أقوى دليل
على أن هذا القول مثلٌ لا حقيقة ، ألا ترى أنه لا يجوز أن يكون للتيم كلها أبٌ
واحدٌ ، ولكن : كُلُّكُمْ أهلٌ للدعاء عليه والإغلاظِ له.
* وأبو المرأةِ : زوجُها ، عن ابن حبيبٍ.
مقلوبه : و ب أ
الوَباءُ : الطاعون ، وقيل : هو كلُّ مرضٍ عامٍّ.
وقد وَبِئَتِ الأرضُ وَبَأ ، وَوَبُؤَتْ
وِبَأ وَوِباءَةً وَإِباءً وَإِباءَةً ، على البدل ، وأَوْبَأَتْ
وَوُبِئَتْ وَباءً ، وأرضٌ وَبِئَةٌ وَوبِيئَةٌ : كثيرةُ
الوباءِ. والاسمُ : البِيئَةُ.
* واستوبَأ الأرضَ : استَوْخَمها ، ووَبَّأَ إليه.
* وأَوْبَأ : أوْمَأَ. وقيل : الإِيماءُ أن يكونَ أمامَك ، فتشير إليه بيدكَ ، وتُقْبلَ
بأصابِعك نحو راحَتِكَ ، تأمُره بالإقبالِ إليك.
* والإيباءُ : أن يكونَ خلفَك ، فتفتح أصابعَك إلى ظهر يدِك ،
تأمرُه بالتأخُّرِ عنك.
قال الفرزدق :
تَرى الناسَ
، إِنْ سِرْنا يسيرونَ خَلْفَنا
|
|
وإنْ نَحْنُ
وَبَّأْنا إلى الناسِ ، وقَّفُوا
|
وأرى ثعلبًا
حكى (وبَأْتُ) بالتخفيف ، ولستُ منه على ثقة.
* وماءٌ لا يوبِئُ مثلُ : لا
يُؤْبِى ، وكذلك
المرْعَى.
مقلوبه : أ و ب
* الأَوْبُ : الرجوعُ ، آبَ
إلى الشىء يَؤُبُ أَوْبا وَإِيابا ، وأَوْبةً ، وأَيْبةً ، على المعاقبة ، وَإِيْبَةً ـ بالكسر ـ عن اللحيانى.
* وأَوَّب وتَأوَّبَ وأيَّبَ : كلُّه رجع ، وقُرئ : (إِنَّ إِلَيْنا
إِيابَهُمْ) [الغاشية : ٢٥] (وإِيَّابَهُمْ) أى : رجوعَهم ، وهو فِيْعالٌ ، مِنْ : أَيَّبَ ، فَيْعَلَ ، وقولُه تعالى : (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ) [سبأ : ١٠] ويُقرأ : (أُوبِى
مَعَهُ) فمَنْ قرأ : (أَوِّبِي مَعَهُ) فمعناه : قلنا : يا جبال ، سبحى معه ورجّعى التسبيح ،
ومَن قرأَ (أُوبى معه) فمعناه : عودى معه فى التسبيح كلما عاد فيه.
وقولُ ساعدة
بنِ العَجْلان :
__________________
فلو أنّى
عَرَّفتُك حين أَرْمى
|
|
لآبَكَ
مُرْهَفٌ منها حَديدُ
|
يجوز أن يكون (آبَ) متعديا بنفسه ، ويجوز أن يكون أراد : آب إليك ، فحذف وأَوْصلَ.
* ورجُلٌ آيِبٌ من قومٍ أُوّابٍ
وأُيّابٍ ، وأَوْبٍ ، الأخيرةُ اسمٌ للجمع ، وقيل : جمعُ آيِبٍ ، وأوّبَهُ
إليه ، وآبَ به ، وقيل : لا يكون إلا الرجوعَ إلى أهله ليلا.
* ورجلٌ آيبٌ من قومٍ أَوْبٍ
، وأوَّابٌ : كثير الرجوع إلى اللهِ ـ عزوجل ـ من ذنبه.
* والأَوْبَةُ : الرُّجوعُ ، كالتوبة.
* وآبتِ الشمسُ تؤُوبُ
إِيابا وأُيوبا الأخيرةُ عن سيبويه : غابتْ كأنها رجعتَ إلى
مَبْدَئِها.
* وأوَّبَه وتأيّبَه ـ على المعاقبة ـ أتاه ليلا ، وهو المتأوَّبُ ، والمتأَيَّبُ.
* وأُبتُ الماءَ وتأَوَّبْتُه
وأَتَبْتُهُ : ورَدتُه
ليلا.
قال الهُذَلىُّ
:
أَقبَّ
رَباعٍ بِنُزْه الفلاة
|
|
لا يرِدُ
الماءَ إلا ائْتبابا
|
ومَنْ رواه :
انتيابا ، فقد صَحَّفه.
* والآيِبَةُ : أن تَرِدَ الإبلُ الماءَ كلَّ ليلةٍ ، أنشدَ ابنُ
الأعرابىِّ :
لا تِرِدَنّ
الماءَ إلا آيِبَهْ
|
|
أخشَى عليكَ
معشَرًا قَراضِبَهْ
|
سوُدَ الوجوهِ
يأكلونَ الآهِبَهْ
|
الآهِبَةُ : جمعُ إهابٍ ، والتأويبُ
فى السير نهارًا نظيرُ
الإِسآدِ فى السير لِيلا ، وقيلَ : هو تبارى الركابِ فى السيرِ.
* وَرِيحٌ مُؤَوِّبَةٌ : تَهُبُّ النهارَ كلَّه.
* والأَوْبُ : رَجْعُ القَوائِمِ فى السَّيرِ.
* والأوبُ : السرعَةُ.
* وجاءوا من كل
أَوْبٍ ، أى : من كلِّ طريقٍ ووَجْهٍ.
__________________
* ورمى أوْبًا أو
أوْبَيْن ، أى : وجْهًا
أو وجْهَين.
* والأوبُ : القصدُ والاستقامةُ.
* وما زالَ
ذلكَ أوْبَهُ ، أى : عادتَهُ وهَجِيراه ، عن اللحْيانى.
* والأَوْبُ : النحلُ ، وهو اسمُ جمعٍ ، كأنّ الواحدَ آيِبٌ.
قال الهُذَلىُّ
:
ربَّاء ،
شَمَّاءَ ، لا يأْوِى لِقُنَّتِها
|
|
إلا الرياحُ
، وإلا الأَوْبُ والسَّبَلُ
|
وقَال أبو
حنيفةَ : سُميتْ أَوْبًا
لإيابِها المبَاءةَ.
قال : وهى لا تزال فى مسارحِها ذاهبةً وراجعةً ، حتى إذا جنَحَ الليلُ آبتْ كلُّها ، حتى لا يتخلفَ منها شىءٌ.
* ومآبةُ البئرِ : مثلُ مَباءَتِها.
* وآبَهُ اللهُ : أبعدَهُ. ويقالُ لمن تنصحُه ولا يقبَلُ ، ثم يقع
فيما [حذَّرْتهُ] منه : آبَكَ
، مثلُ ويْلَك ،
وأنشدَ سيَبَويْهِ :
آبَك أيِّهْ
بِىَ ، أوْ مُصَدّرِ
|
|
مِنْ حُمُرِ
الجِلَّةِ جَأْبٍ حَشْورِ
|
* وكذلك آبَ لك ، وأَوَّبَ
الأَديمَ ، قَوَّره ،
عن ثعْلَبٍ.
* وَآبُ : من أَسماءِ الشُّهورِ ، عَجَمىٌّ مُعَرَّبٌ ، عن ابنِ
الأعرابىّ.
* ومَآبُ : اسمُ مَوْضعٍ مِنْ أرضِ البلقاءِ.
قال عبدُ اللهِ
بنُ رَواحَةَ :
فَلا وأَبِى
مآبَ لَتأْتِيَنْها
|
|
وَإنْ كانتْ
بِها عَرَبٌ وَرُومُ
|
مقلوبه : و أ ب
* حافِرٌ وَأْبٌ : شديدٌ منضَمُّ السّنابِكِ ، خفيفٌ. وقيلَ : هو الجيّدُ
القَدْرِ. وقيلَ : هو المُقَعَّبُ الكثيرُ الأَخْذِ منَ الأَرضِ.
* وقدْ وأَبَ وَأْبًا ، وَقَدَحٌ وَأْبٌ
: ضَخْمٌ مُقَعَّبٌ
واسِعٌ.
__________________
* وإناءٌ وَأْبٌ : واسعٌ. والجَمْعُ : أَوْآبٌ. وقِدْرٌ
وَأْبَةٌ كذلك.
* وبِئْرٌ وَأْبَهٌ : واسعة بعيدةٌ. وقيلَ : بعيدةُ الْقعْرِ فقطْ.
* وناقةٌ وأْبَةٌ : قصِيرةٌ عريضَةٌ ، وكذلك المرأَةُ.
* والْوَئِيبُ : الرَّغيبُ.
* والإِبَةُ والتُّؤَبَةُ ـ على البدلِ ـ والموْئِبَةُ : كلُّه الخزىُ والحياءُ والانقِباضُ.
* وآبَ منْهُ واتَّأَبَ : خَزِىَ واستحيا.
* وأوأَبَهُ وَأَتْأَبَهُ : ردَّه بخِزْىٍ وعارٍ. والتاءُ فى كلِّ ذلك بدلٌ من
الواوِ.
* ووَئِبَ : غَضِبَ. وأوْأَبْتُه
أنا.
الباء والياء والواو
ب ي و
* الباءُ : حَرْفُ هِجاءٍ ، وتأتى للإلْزاقِ ، كقولِكَ :
أَمسكْتُ بِزَيْدٍ. وتكون للاستعانةِ ، كقَوْلِك : ضربتُ بالسيْفِ. وتكونُ
للإضافةِ ، كقولك : مررتُ بزَيِدٍ. قال ابنُ جِنّىٍّ : فأما ما يحكيه أصحابُ
الشافِعىِّ : من أنَّ الباءَ للتبعيضِ ، فَشَىءٌ لا يعرفُهُ أَصْحابُنا ، ولا
ورَدَ بهِ ثبْتٌ. وتكونُ للقسم كقولِكَ : باللهِ لأفْعَلنّ. وقوله ـ عزوجل ـ : (أَوَلَمْ يَرَوْا
أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ
بِقادِرٍ) [الأحقاف : ٣٢] إنما جاءَ بالباءِ فى خَبرِ (لم) لأنَّها فى مَعْنى (ما) و
(ليس). والنسبُ إلى الباءِ
بَيَوِىٌ.
* وقَصِيدَةٌ بَيوِيَّةٌ : رَوِيُّها الباءُ.
وقال سيبوَيْهِ
: الباءُ وأخواتُها مِن الثُّنائِىِّ : كالتاءِ والحاءِ والطاءِ
والياءِ ، إذا تُهُجِّيَتْ مَقْصُورَةٌ ؛ لأَنها لَيْست بأسماءٍ ، وإنّما جاءتْ فى
التهجِّى على الوقْفِ ، ويدُلُّكَ على ذلكَ : أنّ الدالَ والقاف والصادَ موقُوفَةُ
الأَواخِرِ ، فلولا أَنّها على الوقْفِ لحُرِّكتْ أواخِرُهُنَّ ، ونَظِيرُ
الوَقْفِ هُنا الحذْفُ فى الباءِ وأخَواتِها ، وإذا أرَدْت أنْ تلْفِظَ بحُروفِ
المعْجَمِ قصَرْتَ وأَسْكَنْتَ ، لأنكَ لَسْتَ تُرِيدُ أَنْ تجْعَلَها أسماءً ،
ولكنَّك أَرَدْتَ أَنْ تُقَطِّعَ حُروفَ الاسمِ ، فجاءتْ كأنّها أصواتٌ تُصَوِّتُ
بِها ، إلّا أَنَّك تقِفُ عندها ؛ لأنها بمنزِلَةِ (عِهْ) ، وقد تقدّم هذا كلُّه
فى الهاءِ.
مقلوبه : و ي ب
* وَيْبًا لهذا الأَمْرِ : أىْ : عجبًا لَهُ. وَويْبَهُ ، كَوَيْلَهُ.
وحكى ابن
الأعرابىِّ : وَيْبِ فلانٌ ، بكَسْرِ الباء ورفْعِ فُلانٍ ، إلَّا بنى أَسَدٍ
لم يَزِدْ على
ذلكَ ، ولا فسَّرَهُ. وحكى ثعْلَبٌ : وَيْبِ
فلانٍ ، ولم يَزِدْ.
قالَ ابْنُ
جِنىٍّ : لم يَسْتعملوا منَ الْوَيْبِ
فِعْلاً ، لما كان
يُعْقِبُ منِ اجْتماعِ إِعْلالِ فائِه ، كوعد ، وعَيْنِه ، كباعَ ، وقَدْ
تَقَدَّمَ ذَلِكَ فى الوَيْحِ والْوَيْسِ والْوَيْلِ.
* والْوَيْبَةُ : مِكْيالٌ مَعْروفٌ.
* * *
حرف الميم
باب الثنائى المضاعف من المعتل
الميم والهمزة
م أ م أ
* المَأْمَأَةُ : حِكايَةُ صَوْتِ الشَّاةِ أو الظَّبْىِ إذا وصَلَتْ
صَوْتَها.
مقلوبه : أ م م
* الأَمُ : الْقَصْدُ.
أَمَّهُ يَؤُمُّهُ أَمّا ، وأَتَمَّهُ وتَأَمَّمَهُ
وَيَمَّهُ وتَيَمَّمَه ، الأخيرتانِ على البدَلِ ، قال :
فَلَمْ
أجْبُنْ وَلَمْ أَنْكُلْ وَلكِنْ
|
|
يَمَمْتُ
بِها أبا صَخْرِ بنَ عَمْرِو
|
وفى التنزيل : (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً) [النساء : ٤٣] ، [المائدة : ٦].
* والتَّيَمُّمُ : التَّوَضُّؤُ بالتُّرْبِ على البَدلِ أَيضًا. وأصْلُه
من ذلك ؛ لأنهُ يقْصِدُ التّرابَ فَيتَمَسَّحُ بهِ.
* وجملٌ مِئَمٌ : دَلِيلٌ هادٍ. وناقةٌ
مِئَمّةٌ كذلِكَ.
وكلُّه من الْقَصْدِ ؛ لأَنّ الدَّلِيلَ الهادِى قاصِدٌ.
* والإِمَّةُ : الحالَةُ.
* والإِمَّةُ وَالأُمَّةُ : الشِّرْعَةُ والدِّينُ. وفى التنزِيلِ : (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ) [الزخرف : ٢٣] قالَ اللِّحْيانِىُّ : وَرُوِىَ عَنْ مُجاهِدٍ وعُمَر بْنِ
عَبْدِ الْعَزيزِ عَلى إِمَّةٍ والإِمَّةُ : النِّعْمَةُ.
قال الأعْشى :
ولَقَدْ
جَرَرْتَ إلى الغِنَى ذا فاقَةٍ
|
|
وَأَصابَ
غَزْوُكَ إِمَّةً فأَزالها
|
* والإِمَّةُ : الهَيْئَةُ ، عنِ اللحْيانىِّ.
__________________
* والإمّةُ أيضًا الشَّأْنُ والحالُ. وقَالَ ابنُ الأَعْرابىِّ : الإِمَّةُ : غَضارَةُ العَيْشِ والنَّعْمةُ. وبه فَسَّرَ قولَ
عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ :
فَهلْ لَكُمُ
فِيكُمْ وَأَنتُمْ بإِمَّةٍ
|
|
عَلَيْكُمْ
غِطاءُ الأَمْنِ مَوْطِئُكُم سَهْلُ
|
* والإِمَّةُ والأُمَّةُ : السُّنَّةُ.
* وتَأَمَّم بِه وَأْتَمّ
: جَعلَهُ إِمَّةً.
* وأَمَ الْقَومَ ، وأَمَ
بِهم : تَقدَّمَهُم ،
وهى الإمامةُ.
* والإمامُ : ما
ائْتُمَ به مِنْ رئِيسٍ
وغَيْرِه ، والجمعُ أَيمّةٌ ، وفى التنزيل فَقَاتِلُوا أَيمَّةَ الْكُفْرِ [التوبة : ١٢] أى : رُؤَساءَ الكُفْرِ
وقادَتَهُم ، وكذلك قولُهُ : وَجَعَلْنَاهُم أيمَّةً يَدْعُونَ إلى النَّارِ [القصص : ٤١] أى : من تَبِعَهُم فهو فى النارِ يومَ القيامةِ ، قُلِبَتِ الهَمْزَةُ ياءً لِثِقَلِهَا ؛
لأنَّها حَرْفٌ سَفَلَ فى الحَلْقِ وبَعُدَ عنِ الحُروفِ ، وحَصَلَ طَرَفًا فكان
النُّطْقُ به تَكَلُّفًا ، فإذا كُرِهَتِ الهمزةُ الواحِدَةُ فهم باسْتِكْراهِ
الثِّنتَينِ ورفضِهما لا سيما إذا كانتَا مُصْطَحِبتَينِ غيرَ مُفْتَرِقَتينِ فاءً
وعَيْنًا أو عَيْنًا ولامًا ـ أَحْرَى ؛ فلهذا لم تأتِ فى الكلام لَفْظَةٌ توالَتْ
فيها هَمْزَتانِ أصلان البتَّةَ ، فأما ما حكاه أبو زيدٍ من قولهِم : دَرِيْئَةٌ
ودَرَائِئٌ وخَطِيئَةٌ وخطائِئٌ ـ فشاذٌّ لا يُقَاسُ عليهِ ، وليستِ
الهَمْزَتانِ أَصْلَيْنِ ، بل الأُولَى مِنهما زائِدةٌ ، وكذلك قِراءَةُ أهلِ
الكُوفةِ : (أَئِمَّةً)
بهمزتَيْنِ ـ شاذٌّ لا يقاسُ عليه.
* وإمَامُ كُلِّ شَىءٍ : قَيِّمهُ والمُصْلِحُ له ، والقُرآنُ إمامُ المُسلِمينَ ، والنبىُّ صلىاللهعليهوسلم إمامُ
الأُمَّةِ ، والخلِيفَةُ
: إمامُ الرَّعيَّةِ ، وإمامُ
الجُنْدِ قائدُهُم.
* وهذا أَيَمُ من هَذا وأَوَمُ
من هذا ، أى : أحْسَنُ
إمامَةً منه ، قَلَبُوها إلى الياءِ مرَّةً وإلى الواوِ أُخرى كَرَاهةَ التقاءِ
الهَمْزتَينِ ، فمن قَلَبَها واوًا حَمَلَه على جَمْعِ آدَمَ على أوَادِمَ ، ومن
قلبها ياءً قال : قد صارتِ الياءُ فى أيمّة بدلاً لازِمًا.
* وإِمامُ الغُلامِ : ما يتعَلَّمُ كُلَّ يَوْمٍ.
* وإمَامُ المِثالِ : ما امتُثِلَ عَلَيهِ.
* والإمَامُ : الخَيْطُ الذى يُمَدُّ على البناءِ فيُبْنَى عَلَيهِ ،
وهوَ من ذلِكَ قالَ :
__________________
خلَّقْتُهُ
حتّى إذا تَمَّ واسْتَوَى
|
|
كمُخَّةِ
ساقٍ أو كَمَتْنِ إِمامٍ
|
أَىْ : كَهَذَا
الخَيْطِ المَمْدُودِ على البناءِ فى الإمِّلاسِ والاستِواءِ ، يصِفُ سَهْمًا ،
يدلُّ على ذلِكَ قولُهُ :
قَرَنْتُ
بحَقْوَيْهِ ثَلاثًا فلم يَزِغْ
|
|
عنِ القَصْدِ
حتَّى بُصِّرَتْ بدِمَامِ
|
* وإِمَامُ
القِبْلَةِ :
تِلْقَاؤُهَا.
* والحَادِى : إمام الإِبلِ وإن كَانَ وراءَها لأنه الهادِى لها.
* والإمامُ : الطريقُ ، وقولُهُ ـ عزوجل ـ : (وَإِنَّهُما
لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) [الحجر : ٧٩] أَىْ : لَبِطَرِيقٍ يُؤَمُ
أى : يُقْصَدُ فَيَتَبيَّنُ
، يعنى قومَ لُوطٍ وأَصْحابَ الأَيْكَةِ.
* والدليلُ : إمامُ السَّفرِ.
وقولُهُ
تَعَالَى : (وَاجْعَلْنا
لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) [الفرقان : ٧٤] قال أبو عُبَيْدَةَ : هو واحِدٌ يدلُّ على الجَمْع ،
كقولِهِ :
*فى حَلْقِكُم عَظْمٌ وقَدْ شَجِينَا*
و (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ) [القمر : ٥٤] وقيل : الإمامُ
جَمْعُ أَمٍ كصاحبٍ وصِحابٍ ، وقيلَ : هُوَ جَمْعُ إمامٍ ليس على حدِّ عَدْلٍ ورِضًى ؛ لأنهم قد قالوا : إمامَانِ ، وإنما هو جَمْعٌ مُكسَّرٌ ، أَنْبَأَنى بذلكَ أبو
العَلاء عن أبى علىٍّ الفارسِىّ ، وقد استعملَ سِيْبَوَيهِ هذا القياسَ كثيرًا.
* والأمُّةُ : الإِمامُ
، وقد ائْتَمَ بالشىءِ وأْتَمَى به على البَدَلِ كراهِيةَ التَّضْعِيفِ
، أنشَدَ يَعْقُوبُ :
تَزُورُ
امْرَأ أمَّا الإِلَهَ فَيَتَّقِى
|
|
وأمَّا
بِفْعلِ الصالِحينَ فَيَأْتَمِى
|
* وأُمَّةُ كلِّ نبىٍّ : من أُرسِلَ إليهم من كافرٍ ومُؤْمِنٍ.
__________________
* والأُمَّةُ : الجِيلُ والجِنْسُ من كُلِّ حَىٍّ ، وفى التنزيلِ : (إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ) [الأنعام : ٣٨] ، وفى الحديثِ : « لَوْلا أنَّها أُمَّةٌ تُسَبِّح لأَمَرْتُ بِقَتْلِها ، ولكن اقتُلُوا منها كُلَّ
أَسْوَدَ بَهِيمٍ » ، يَعْنى بالأُمَّةِ هُنا الكِلابَ.
* والأُمُ : كالأُمَّةِ ، وفى الحديثِ : « إِنْ أطاعُوهُما ـ يعنى أبا بكرٍ
وعُمَرَ ـ رَشِدُوا ورَشِدتْ أُمُّهُم
» حكَى ذلكَ الهَروىُّ فى الغَرِيبَينِ.
وكلُّ من كانَ
على دِينِ الحقِّ مُخَالِفًا لِسائرِ الأدْيانِ فهو
أُمَّةٌ وَحْدَه ،
وكان إبراهيمُ خليلُ الرحمنِ ـ عليهالسلام ـ أُمَّةً ، ويُرْوى عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه قالَ : « يُبْعَثُ يَومَ
القِيامةِ زَيْدُ ابنُ
عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ أُمَّةً على حِدَةٍ » وذلك أنه كان تبرَّأَ من أَدْيانِ المُشرِكينَ ، وآمَنَ
بالله قَبْلَ مَبْعَثِ النبىِّ صلىاللهعليهوسلم.
* وقيلَ : الأُمَّةُ : الرَّجُلُ الجامِعُ للخَيْرِ.
* والأُمَّةُ : الحِينُ.
* والأُمَّةُ : القَامَةُ والوَجْهُ ، قال الأعْشَى :
وإِنَّ
مُعاوِيَةَ الأكْرَمي
|
|
نَ بِيضُ
الوُجُوهِ طِوَالُ الأُمَمْ
|
* ويُقال : إنه لحَسَنُ الأُمَّةِ ، أى : الشَّطَاطِ.
* وأُمَّةُ الوَجْهِ سُنَّتُهُ ، وهى مُعْظَمُه ومَعْلَمُ الحُسْنِ
مِنهُ.
* والأُمَّةُ : الطاعَةُ.
* والأُمَّةُ : العَالِمُ.
* وأُمَّةُ الرجُلِ : قَومُهُ.
* وأُمَّةُ اللهِ : خَلْقُهُ ، يقالُ : ما رأيتُ من أُمَّةِ اللهِ أحسَنَ منه ، وقَولُهُ تعالَى : (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى
أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) [هود : ٨] مَعْناه : إلى أجَلٍ مُسَمّى وحينٍ مَعْلُوم ، كما قال تعالى : (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ) [يوسف : ٤٥] أى : بعد حِينٍ.
__________________
* وأُمَّةُ الطريقِ وأمُّهُ
: مُعْظَمُه.
* والأَمَمُ : القَصْدُ الذى هُوَ الوَسَطُ.
* والأَمَمُ : القُرْبُ.
* والأَمَمُ : اليَسيرُ ، يقال : دارُهُم أَمَمٌ ، وهو
أَمَمٌ منك ، وكذلك
الاثنانِ والجَميعُ ، وأمْرُ بنى فُلانٍ أَمَمٌ
ومُؤَامٌ أى : بَيِّنٌ
لم يُجاوِزِ القَدْرَ.
* والمُؤَامُ : المُقارِبُ والمُوافِقُ من الأَمَمِ وقد
أمَّهُ. وقولُ الطِّرِمّاحِ :
مِثْلَ ما
كَافَحْتَ مَخْرُوفَةً
|
|
نَصَّها
ذاعِرُ رَوْعٍ مُؤَامْ
|
يجوزُ أن يكونَ
أرادَ : مُؤَامٍ فحذف إِحدى المِيمَينِ لالتقاءِ الساكنَيْنِ ، ويجوزُ أن
يكونَ أرادَ مُؤَامٍ فأبدلَ من الميمِ الآخرَةِ ياءً فقالَ : مُؤَامِى ، ثم
وَقَفَ للقافيَةِ فَحَذَفَ الياءَ فقال : مُؤَامْ
، وقولُه : نَصَّهَا ،
أى : نَصَبَها ، قال ثعلَبٌ : قال أبو نَصْرٍ : أحْسَنُ ما تكونُ الظَّبْيَةُ إذا
مدَّتْ عُنُقَها من رَوْعٍ يَسِيرٍ ، ولِذلكَ قالَ : مُؤَامْ ؛ لأنه المقارِبُ اليَسِيرُ.
* والأُمُ والأُمَّةُ : الوالِدةُ ، قال سِيبُوَيهِ : وقالوا : لإِمِّكَ ، وقال أيضًا :
*اضرِبِ السَّاقَينِ إِمِّكَ هَابِل*
قال :
فكسرَهُما جميعًا كما ضَمَّ هُنالِكَ ، يعنى أُنْبُؤُكَ ومُنْحُدُرٌ ، وجعلَها
بعضُهُم لُغَةً ، والجَمْعُ : أمَّاتٌ
وأُمَّهاتٌ ، زادوا الهاءَ.
وقال بعضُهُم :
الأُمَّهاتُ ـ بالهاءِ ـ فيمنْ يَعْقِلُ ، والأمَّاتُ ـ بغيرِ هاءٍ ـ فيما لا يَعْقِلُ ، وقد تقدَّمَ ذكرُ الأمَّهاتِ فى الهاءِ ، وقولُهُ :
ما أُمَّكَ
اجْتَاحَتِ المَنَايَا
|
|
كُلُّ فُؤادٍ
عَليكَ أُمُ
|
فإنه عَلَّقَ
الفُؤَادَ بعَلى لأَنه فى مَعْنى حزينٍ ، فكأنَّهُ قال : عَلَيكَ حَزِينٌ.
وَأَمَّتْ تَؤُمُ أُمُومَةً : صَارَتْ أُمّا. وقولُ ابنِ الأعرابى فى امْرأَةٍ ذَكَرَها : كانت لها
عَمَّةٌ تَؤُمُّهَا ، أى : تكونُ لها
كالأُمِ.
* وتَأَمَّمَها واستَأَمَّها وتَأَمَّمَهَا : اتَّخذَها
أُمّا.
* وما كُنْتِ أُمّا ولقد
أَمِمْتِ أُمُومَةً ، والأُمَّهَةُ
كالأُمِ ، الهاءُ
زائِدةٌ ؛ لأنه بمَعْنَى الأُمِ
،
__________________
وقولُهم : أُمَّةٌ بيِّنَةُ
الأُمُومَةِ ـ يُصَحِّحُ
لنا أن الهَمْزَةَ فيه فاءُ الفِعْلِ ، والميمَ الأُولَى عينُ الفِعْلِ ، والميمَ
الأُخْرى لامُ الفعلِ ، فأُمٌ
بمنزِلَةِ دُرٍّ
وجُلٍّ ونَحْوِهما مما جاءَ على فُعْلٍ ، وعينُهُ ولامُهُ من مَوضِعٍ واحدٍ ،
وجَعَلَ صاحِبُ العَيْنِ الهاءَ أَصْلاً ، وقد تقدَّمَ.
* والأُمُ يكُونُ للحيوانِ الناطِقِ وغيرِ الناطِقِ وللمَوَاتِ
النَّامِى ، كَأُمِ النَّخْلَةِ والشَّجَرة والمَوْزَةِ وما أشبَهَ ذلك ،
ومنه قولُ ابنِ الأَصْمَعِى له : أنا كَالمَوْزَة التى إنَّما صَلاحُهَا بموتِ أُمِّها.
* وأُمُ كُلِّ شَىءٍ : أَصْلُهُ وعِمادُهُ ، قال ابنُ دُرَيدٍ :
كُلُّ شَىءٍ انْضَمَّتْ إليه أشْيَاءُ فهو
أُمٌ لها.
* وأُمُ القَوم : رَئيسُهم ، قال الشَّنْفَرى :
*وأُمُ عِيالٍ قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُم*
يعنى تأبَّطَ
شَرّا.
* وأُمُ الكتابِ : فاتِحَتُهُ ؛ لأنه يُبْتَدَأُ بها فى كُلِّ
صلاةٍ ، وقالَ الزَّجَّاجُ : أُمُ
الكتابِ : أَصْلُ
الكِتابِ ، وقيل : اللَّوْحُ المَحْفُوظُ.
* وأُمُ النُّجومِ : المَجرَّةُ ؛ لأنها مُجْتَمَعُ النُّجومِ.
* وأُمُ مَثْوَى الرَّجُلِ : صاحِبَةُ مَنْزِلهِ الذى يَنْزِلُهُ
، قال :
*وأُمُ مَثْواىَ تُدَرِّى لِمَّتِى*
* وأُمُ الرُّمْحِ : اللِّوَاءُ وما لُفَّ عَلَيهِ.
* وأُمُ القُرى : مَكَّةُ ؛ لأَنَّها توسَّطَتِ الأَرْضَ ، فيما
زَعَمُوا ، وَقِيلَ : لأنها قِبْلَةُ جميعِ النَّاسِ يؤُمُّونَها ، سُمِّيَتْ بذلك لأنَّها كانَتْ أعظَم القُرَى شَأْنًا
، وفى التنزِيلِ : (وَما كانَ رَبُّكَ
مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولاً) [القصص : ٥٩].
* وأُمُ الرَّأسِ : الدِّمَاغُ ، قال ابنُ دُرَيْدٍ : هى
الجِلْدَةُ الرقيقَةُ التى عَلَيها ، وهى مُجتَمعُه.
وقالوا : ما
أَنتَ وأُمَ الباطِلِ ، أَىْ : ما أَنتَ والباطِلَ ، ولأُمّ أشيَاءٌ كثيرةٌ تُضافُ إليها قد أَبَنْتُها فى « الكتابِ
المُخَصِّصِ ».
* وأَمَّهُ يَؤُمُّهُ أَمّا فَهْوَ
مَأْمُومٌ وأَميمٌ : أصابَ أمَ رَأْسِهِ.
__________________
* وَشَجَّةٌ آمَّةٌ ومَأْمُومَةٌ : بَلَغَتْ أُمَ
الرأسِ ، وقد
يُسْتَعارُ ذلك فى غيرِ الرأسِ ، قال :
قَلْبِى من
الزَفَرَاتِ صَدَّعَهُ الهَوَى
|
|
وحَشَاىَ مِن
حَرِّ الفِراقِ أَمِيمُ
|
وقولُهُ ـ أنشَدَهُ
ثَعْلَبٌ ـ :
فَلَوْلَا
سِلاحِى عِنْدَ ذَاكَ وغِلْمَتى
|
|
لرُحْتُ وفى
رَأْسِى مَآيِمُ تُسْبَرُ
|
فسَّرَهُ فقال
: جَمَعَ آمَّةً على مَآيِمَ
، وليسَ لهُ واحِدٌ من
لفظِه ، وهذا كقولهم : الخَيْلُ تَجْرى على مَسَاوِيها ، وعِندى زيادةٌ وهو أنه
أَرادَ مَآمُ ثم كَرِهَ التضعيفَ فأبْدَلَ المِيمَ الأخيرةَ ياءً فقال
: مَآمٍ ثم قَلَبَ اللامَ وهى الياءُ المُبْدَلةُ إلى موضِع
العَينِ فقال : مَآيِمُ.
* والأَمِيمَةُ : الحِجارَةُ تُشْدَخُ بها الرُّءُوسُ.
* والمَأْمُومُ مِنَ الإِبلِ : الذى [ذهبَ] من ظهرِه عن
ضَرْبٍ أو دَبَرٍ ، قال الراجِزُ :
ليسَ بذى
عَرْكٍ ولا ذى ضَبِ
|
|
ولا بخوَّارٍ
ولا أزَبِ
|
ولا بِمَأْمُومٍ ولا
أَجَبِ
|
* والأُمِّىُ
: الذى لا يَكْتُبُ ،
قال الزجَّاجُ : الأُمِّىُ
: الذى على خِلْقَةِ الأُمَّةِ ، لم يَتَعَلَّمِ الكتابَ فهو على جبلتِه ، وفى
التَّنزيلِ : (وَمِنْهُمْ
أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ) [البقرة : ٧٨].
* والأُمِّىُ : العَيِىُّ الجِلفُ الجَافى القَليلُ الكَلامِ ، قالَ :
وَلَا
أَعُودُ بَعْدَهَا كَرِيَّا
|
|
أُمارِسُ
الكَهْلَةَ والصَّبِيَّا
|
والعَزَبَ
المُنَفَّهَ الأُمِّيَّا
|
* والأَمَامُ
: نَقِيضُ الوَرَاءِ ،
وهى فى مَعْنى قُدَّامَ ، يكونُ اسمًا وظَرفًا ، قال اللِّحيانىُّ : وقال
الكِسَائِىُّ : أَمَامَ مُؤَنَّثَةٌ وإن ذَكَّرْتَ جَازَ.
قال سِيبَوَيهِ
: وقالوا : أمَامَكَ ، إذا كُنْتَ تُحذِّرُهُ أو تُبَصِّرُهُ شَيْئًا.
__________________
* والأَئمَّةُ : كِنَانَةُ ، عن ابنِ الأعرابى.
* وأُمَيْمَةُ وأُمَامَةُ : اسمُ امْرَأَةٍ ، قال أبو ذُؤَيْبٍ :
قالَتْ
أُمَيْمَةُ : ما لِجسْمِكَ شاحِبًا
|
|
مُنْذُ
ابْتُذِلْتَ ومِثلُ مالِكَ يَنْفَعُ
|
ورَوَى
الأصمَعِىُّ : أُمَامَةُ بالألِفِ ، فمَنْ رَوَاهُ أُمَيْمَةُ فهو تصغِيرُ
أُمٍ ، ويَجوزُ أن
يَكونَ تصغيرَ أُمَامَةُ على التَّرخيمِ.
* وأُمَامَةُ : ثَلَثمائَةٍ من الإِبلِ ، قالَ :
أَأَبْثُرُهُ
مالِى ويُحْتِرُ رِفْدَهُ؟
|
|
تَبيَّنْ
رُوَيْدًا مَا أُمَامَةُ مِنْ هِنْدِ
|
أرادَ بأُمَامَةَ ما تقدَّم ، وأَرَادَ بهنْدٍ هُنَيْدَةَ ، وهى
المِائَةُ من الإِبِلِ ، هكذا فسَّرَهُ أبُو العلاءِ ، ورِوَايَةُ الحماسَةِ :
أَيُوعِدُنى
والرَّمْلُ بَيْنى وبَيْنَهُ؟
|
|
تَبيَّنْ
رُوَيدًا ..........
|
* وأَمَّا : مِن حُروفِ الابتداءِ ، ومَعْنَاهَا الإخبَارُ.
* وإمَّا : فى الجَزَاءِ ، مُركَّبَةٌ مِنْ (إنْ) و (مَا). وإمَّا : فى الشَّكِ ، عَكْسُ (أوْ) فى الوَضْعِ.
ومن خفيفه
أ م
* أَمْ : حَرْفُ عَطْفٍ ، ومعناه الاسْتِفْهامُ ، وتكونُ بمَعْنَى
بَلْ ، وفى التنزيلِ : (أَمْ يَقُولُونَ
افْتَراهُ) [يونس : ٣٨] قال الزجَّاجُ : المَعْنَى : بَلْ أَيَقولُونَ افْتَراهُ؟
الميم والياء
م ي ى
* مَيَّةُ : مِنْ أسماءِ القِرَدَةِ ، وبه سُمِّيَتِ المَرْأَةُ مَيَّةَ ، فأما قَوْلُهم : مَىٌ
فَفى الشِّعْرِ خاصَةً
، فإمَّا أن يَكونَ اللَّفْظُ فى أصلِهِ هكذا ، وإمَّا أن يكونَ من بابِ :
*أَمَالِ بن حَنْظَلِ*
* والمايِيَّةُ : حِنْطَةٌ بَيْضَاءُ إلى الصُّفْرَةِ ، وحَبُّها دُونَ
حَبِّ البُرُنْجَانِيَّةِ ، حكاه أبو حَنِيفَةَ.
__________________
مقلوبه : ي م م
* اليَمُ : البَحْرُ الذى لا يُدْرَكُ قَعْرُهُ.
وقالَ
الزجَّاجُ : اليَمُ : البَحْرُ ، وكذلك هو فى الكُتبِ الأُوَلِ ، ولا
يُكَسَّرُ ولا يُجْمعُ جَمْعَ السَّلَامَةِ ، وزَعَم بعضُهُم أنَّها لُغَةٌ
سُرْيَانِيَّةٌ.
* ويُمَ الرَّجُلُ : غَرِقَ فى اليَمِ.
* ويُمَ الساحِلُ يَمّا : غَطَّاهُ اليَمُ.
* واليَمَامُ : طائِرٌ ، قِيلَ : هُوَ أَعَمُّ من الحمامِ ، وقِيلَ :
هُوَ ضَرْبٌ منه ، وقيلَ : اليمامُ
: الذى يُسْتَفْرَخُ ،
والحمامُ هو البَرِّىُّ الذى لا يَأْلَفُ البُيُوتَ ، وقِيلَ : اليَمَامُ : البَرِّىُّ من الحمامِ الذى لا طَوْقَ لَهُ ،
والحَمَامُ كُلُّ مُطَوَّقٍ كالقُمْرِىِّ والدُّبْسِىِّ والفَاخِتَةِ ، ولما
فَسَّرَ ابنُ دُرَيْدٍ قولَهُ :
صُبَّةٌ
كاليَمَامِ تَهْوِى سِرَاعًا
|
|
وعَدىٌّ
كمِثلِ سَيْلِ الطَّرِيقِ
|
قال : اليَمَامُ : طائرٌ ، فلا أدْرِى أَعَنَى هذا النَّوْعَ مِنَ
الطَّيْرِ أَمْ نَوْعًا آخَرَ.
* واليَامُومُ : فَرْخُ الحَمَامَة كأنَّهُ مِنَ اليَمَامَةِ ، وقيلَ :
هو فَرْخُ النَّعَامَةِ.
وأَمَّا التَّيَمُّمُ الذى هو التَّوخِّى فاليَاءُ فيهِ بَدَلٌ من الهَمْزَةِ
، وقد تَقَدَّمَ.
* واليَمَامَةُ : مَوَضِعٌ كان اسْمُهُ جَوّا ، وإِنَّما سُمِّى اليَمَامَةَ باسمِ امرَأَةٍ كَانَتْ فيهِ صُلِبَتْ على بابهِ ،
وقولُ العَرَبِ : اجْتمعَتْ أَهلُ اليَمَامَةِ ، أَصْلُهُ : اجتَمَع أَهْلُ اليَمَامَةِ ، ثم حُذِفَ المُضَافُ فَأُنِّثَ الفِعْلُ فصارَ : اجتَمَعتِ اليَمَامَةُ ، ثم أُعِيدَ المَحْذُوفُ فَأُقِرَّ التَّأنِيثُ الذى
هو الفَرْعُ بحالِهِ فقيلَ : اجتَمَعتْ أهلُ اليَمَامَةِ ، وقالُوا : هُوَ
يَمَامَتِى ويَمَامِى ، كأَمَامِى.
الميم والواو
م و م
* ما : حَرْفُ نَفْىٍ ، ويكونُ بمَعْنَى الذى ، ويكونُ
بمَعْنَى الشَّرْطِ ، وتَكُونُ عِبارَةً عن جَمِيعِ أنواعِ النَّكِرَةِ موضُوْعَةً
مَوْضِعَ (مَنْ) ، وتَكونُ بمَعْنَى الاسْتِفهامِ ، وتُبْدَلُ مِنَ الأَلِفِ
الهَاءُ فيُقَالُ : مَهْ
، قالَ الرَّاجِزُ :
قد وَرَدَتْ
مِن أَمْكِنَهْ
|
|
مِنْ هاهُنَا
ومِنْ هُنَهْ
|
__________________
إِنْ لَمْ أُرَوِّهَا فَمَهْ
قال ابنُ
جِنِّى : يَحْتَمِلُ مَهْ
هُنا وَجْهَيْنِ :
أحدُهُما أن يكونَ أرادَ (فما) أَىْ : فَمَا أَصْنَعُ أو فما أَدْرِى ونحوَ ذلِكَ ،
والآخَرُ أن يكونَ (فَمَهْ) زجْرًا مِنه ، أىْ : فاكفُفْ عَنِّى فَلَسْتَ أَهْلاً
للعتَابِ ، أو فَمَهْ يا إِنْسَانُ ، يُخَاطِبُ نَفْسَهُ ويَزْجُرُها ، وتكونُ
للتعَجُّبِ ، وتكونُ زَائدةً كافَّةً وغير كافَّةٍ ، فالكافَّةُ قولُهم : إنما
زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ ، وغَيرُ الكافَّةِ : إنَّما زَيْدًا مُنْطَلِقٌ ، تُريدُ : إن
زَيْدًا مُنْطَلِقٌ ، وفى التَّنزِيلِ : (فَبِما نَقْضِهِمْ
مِيثاقَهُمْ) [النساء : ١٥٥] ، و (عَمَّا قَلِيلٍ
لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) [المؤمنون : ٤٠] ، و (مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ
أُغْرِقُوا) [نوح : ٢٥].
قالَ
اللحيَانىُّ : (ما) مُؤَنَّثَةٌ ، وإنْ ذَكَّرْتَ جاز ، فأما قولُ أبى
النَّجْمِ :
[اللهُ]نجَّاكَ بِكَفَّى مَسْلَمَتْ
|
|
مِن بَعدِ (مَا)
وبَعْدِ (مَا) وبَعْدِ مَتْ
|
صَارَتْ
نُفُوسُ القَومِ عِندَ الغَلْصَمَتْ
|
|
وكَادَتِ
الحُرَّةُ أن تُدْعَى أَمَتْ
|
فإِنَّهُ أرادَ
: وبَعْدِ (ما) ، فأَبْدَلَ الألِفَ هاءً ، كما قال الآخَرُ :
*مِنْ هاهُنا ومِن هُنَهْ*
فلمَّا صارَتْ
فى التقديرِ : وبَعْدِ
مَهْ ، أَشبَهَتِ
الهاءُ هُنا هاءَ التَّأنيثِ فى نحوِ : مَسْلَمَهْ وَطَلْحَهْ ، وأَصْلُ
تِلْكَ إنَّما هو التَّاءُ فَشَبَّهَ الهاءَ فى (وَبعْدِمَهْ) بهاءِ التَّأنِيثِ ،
فَوقَفَ عليها بالتَّاءِ كما يقِفُ على ما أَصْلُهُ التَّاءُ بالتَّاءِ فى :
مَسْلَمَتْ والغَلْصَمَتْ ، فهذا قِياسُهُ ، كما قالَ أبو وَجْزَةَ :
العَاطِفُونَتْ
حِينَ ما مِن عَاطِفٍ
|
|
والمُفْضِلُونَ
يَدًا إذا ما أَنْعَمُوا
|
أرادَ :
العاطِفُونَهْ ، ثم شبَّهَ هاءَ الوَقْفِ بهاءِ التَّأنِيثِ التى أَصْلُهَا
التَّاءُ ، فوَقَفَ بالتاءِ كما يقِفُ على هاءِ التَّأنيثِ بالتَّاءِ.
وقال بعضُهُم
فى (ما) : مَوَّيْتُ ماءً حَسَنَةً ، بالمَدِّ لمكانِ الفَتْحَةِ مِنْ (مَا) ،
وكذلك (لا) وقد تقدَّمَ.
* والمَوْمَاةُ : المَفَازَةُ الواسِعَةُ الملساءُ ، قال سِيبَوَيهِ :
هى فَعْلَلَةٌ ، ولا تَجْعَلْها بمنزِلَةِ تَمَسْكَنَ ؛ لأنَّ ما جاءَ هكذا
والأَوَّلُ من نَفْسِ الحَرْفِ هو الكَلَامُ الكثيرُ ، يعنى نحوَ : الشَّوْشَاةِ
__________________
والدَّودَاةِ ، والجمعُ مَوَامٍ
، وحكى ابنُ جِنِّى : مَيَامٍ ، والذى عندى فى ذلكَ أنها مُعاقَبَةٌ لغيرِ عِلَّةٍ إلا
طَلَبَ الخِفَّةِ.
* والمُومُ : الحُمَّى مع البِرْسَامِ ، ورَجُلٌ مَمُومٌ وقد
مِيمَ مُومًا ومَوْمًا.
* والمُوْمُ : الشَّمَعُ ، واحدتُه : مُومَةٌ ، عن ثَعْلَبٍ.
* والمُومُ ـ بالفارِسِيَّةِ ـ : الجُدَرِىُّ الذى يكونُ كُلُّهُ
قَرْحَةً واحِدةً ، وقيلَ : هُوَ بالعربيَّةِ.
* والمِيمُ : حَرْفُ هِجَاءٍ ، وهوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ يكُونُ
أَصْلاً وبَدَلاً وزَائدًا ، وقولُ ذِى الرُّمَّةِ :
كأنَّما
عَيْنُهَا مِنْها وقَدْ ضَمَرَتْ
|
|
وضَمَّها
السَّيْرُ فى بعضِ الأَضامِيمُ
|
قِيلَ لَهُ
فيهِ : مِن أَينَ تَعْرِفُ المِيمَ؟ فقالَ : واللهِ ، ما أَعرِفُها ، إلا أنَّنِى خَرَجْتُ
إلى البادِيَةِ فرَأَيتُ بِها مُعَلِّمًا فَكَتَبَ حَرْفًا فَسَأَلْتُه عنهُ فقال
: هَذا المِيمُ ، فَشَبَّهْتُ به عَيْنَ الناقَةِ ، وقد مَوَّمَها : عَمِلَها.
* ومامَةُ : اسْمٌ ، قالَ :
أَرْضٌ تَخَيَّرَهَا
لِطِيبِ مَقِيلِها
|
|
كَعْبُ بنُ
مامَةَ وابنُ أُمِّ دُوادِ
|
قَضَيْنَا على
أَلِفِ مَامَةَ أنها وَاوٌ لِكَونِها عَيْنًا ، وَحَكَى أَبُو عَلىٍّ
فى التَّذكرةِ عن أبى العَبَّاسِ : مامَةُ من قَوْلهم : أَمْرٌ
مُوامٌ ، كذا حَكَاهُ
بالتَّخفِيفِ ، وهو عِنده فُعَالٌ ، فإِذا صَحَّتْ هذه الحِكَايَةُ لَم نَحْتَجْ
إلى الاسْتِدلالِ علَى مادَّةِ الكَلِمَةِ.
* * *
باب الثلاثى اللفيف
الميم والهمزة
والياء
م أ ى
* مَأَيْتُ فى الشَّىءِ
أَمْأَى مَأْيًا : بالَغْتُ وتَعَمَّقْتُ.
* ومَأَى الشَّجَرُ
مَأْيًا : طَلَعَ ،
وقيلَ : أَوْرَقَ ، ومَأَيتُ
السِّقاءَ مَأْيًا : إذا مَدَدْتَهُ حتى يَتَّسِعَ.
* وتَمَأَّى : توسَّع ، وتَمأَّتِ
الدَّلْوُ كذلك ،
وقيلَ : تَمَئِّيها : امتِدادُها.
__________________
* ومَأَى بَيْنَ القَومِ مَأْيًا : أفسَدَ ونَمَّ.
* وامرَأَةٌ ماءَةٌ ـ على مِثالِ ماعَةٍ ـ : نَمَّامَةٌ ، مَقْلُوبٌ
وقياسُه : مَآةٌ على مِثالِ : مَعَاةٍ.
* والمِائَةُ : عَدَدٌ مَعْرُوفٌ ، وهى من الأسماءِ المَوْصُوفِ بها
، حَكَى سِيبَوَيْهِ : مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مِائَةٍ إِبلُهُ ، قال : والرَّفْعُ الوَجْهُ ، والجَمعُ : مِئاتٌ ومِئُونَ ومِئٌ ، وأنكَرَ سِيبوَيهِ هذه الأخِيرَةَ ؛ قال : لأنَّ بناتِ
الحرفينِ لا يُفْعَلُ بها ذلكَ ، يعنى أنّهم لا يَجْمَعُونَ عَلَيها مَا قد ذَهَبَ
منها فى الإِفْرادِ ثم حَذْفَ الهاءِ فى الجَمْع ؛ لأنَّ ذلِكَ إجْحَافٌ فى الاسمِ
، وإنَّما هُو عندَ أبى علىٍّ : المِئِىُ. وقَولُهُ :
*وحَاتِمُ الطَّائِىُّ وهَّابُ المِئِىْ*
إنَّما أراد المِئِىّ فخَفَّفَ ، كما قالَ :
أَلَم تَكُنْ
تَحْلِفُ باللهِ العَلِىْ
|
|
إِنَّ
مَطَايَاكَ لَمِنْ خَيْرِ المَطِىْ
|
ومَثلُهُ قَولُ
الآخَر :
وَمَا
زَوَّدُونى غَيْرَ سَحْقِ عَبَاءَةٍ
|
|
وخَمْسِمِىءٍ
منها قَسِىٌّ وزَائِفُ
|
أراد : مِئِىٍ ، فُعُولٌ ، كحِلْيَةٍ وحُلِىٍّ فَحَذفَ ، ولا يجوزُ أن
يريدَ : مِئِينَ فيَحْذِفَ النَّونَ ، لو أرادَ ذلكَ لكانَ مِئِىْ بياءٍ ، وأَمَّا فى غَيْرِ مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ فَمِئ مِنْ : خَمْسِمِيئٍ جَمْعُ مائَةٍ ، كسِدْرَةٍ وسِدْرٍ ، وهذا ليسَ بقَوىٍّ ؛ لأنه لا
يُقالُ : خَمْسُ تَمْرٍ يُرادُ به خَمْسُ تَمراتٍ ، وأيْضًا فإنَّ بناتِ
الحَرْفَينِ لا تُجْمَعُ هذا الجَمْعَ ، أَعْنِى الجَمْعَ الذى لا يُفَارِقُ
واحِدَهُ إلّا بالهاءِ ، وقولُهُ :
وكانَ
حامِلُكُم مِنَّا ورافِدُكُم
|
|
وَحَامِلُ
المِينَ بَعْدَ المِينَ والآفِ
|
__________________
إنما أرادَ المِئِينَ فَحَذَفَ الهَمْزَةَ ، وأرادَ الآلافَ فحذفَ اللامَ
ضرورَةً.
وحكى أبو
الحَسنِ : رأيتُ مِئْيًا ، فى معنى مائَةٍ ، حكاه عنهُ ابن جِنِّى ، قال : وهذِه دِلالَةٌ
قاطِعَةٌ على كَوْنِ اللامِ ياءً ، قالَ : ورَأَيْتُ ابنَ الأَعْرابِى قد ذَهَبَ
إلى ذلك ، فقال فى بَعْضِ أمَاليهِ : إنَّ أَصْلَ مائَةٍ
مِئْيَةٌ ، فذكرتُ ذلك
لأبِى عَلىٍّ فَعَجِبَ منه أن يكونَ ابنُ الأَعْرابِىّ يَنْظُرُ من هذِه
الصِّنَاعَةِ فى مثلِهِ ، وقالُوا : ثَلَثُمِائَةٍ ، فأَضافوا أَدْنَى العَدَدِ
إلى الواحِدِ لدِلالَتِهِ على الجَمعِ ، كما قالَ :
*فى حَلْقِكُم عَظْمٌ ...*
وقد يُقالُ :
ثَلاثُ مِئَاتٍ وَمِئِينَ ، والإفرادُ أَكْثَرُ على شُذُوذِه ، والإِضافَةُ إلى مائَةٍ فى قولِ سِيبَوَيهِ ويُونُسَ جَمِيعًا فِيمَنْ رَدَّ
اللامَ : مِئَوِىٌ كَمِعَوِىٍّ ، ووجْهُ ذلك أنّ مِائَةً أصْلُها عند الجماعة : مِئْيَةٌ ساكِنَةُ العَيْنِ ،
فلما حُذِفَتِ اللامُ تَخْفِيفًا جاوَرَتِ العَيْنُ تَاءَ التَّأنِيثِ ،
فانفَتَحَتْ على العادَةِ والعُرْفِ فقِيل : مِائَةٌ ، فإذا رَدَدْتَ اللامَ ، فَمَذْهَبُ سِيبَوَيهِ أن
تُقَرَّ العَيْنُ بحَالِها مُتَحرِّكَةً ، وقد كانَتْ قَبْلَ الرَّدِّ مَفْتُوحَةً
، فَتَنْقلِبُ لها اللامُ ألِفًا فيَصِيرُ تَقْدِيرُها : مِئًى كَثِنًى ، فإذا أَضَفْتَ إليها أَبْدَلْتَ الأَلِفَ
واوًا فَقُلْتَ : مِئَوِىٌ
كثِنَوِىٍّ ، وأما
مَذْهَبُ يُونُسَ فإنه كانَ إذا نَسَبَ إلى فَعْلَةٍ أو فِعْلَةٍ ممَّا لامُهُ
ياءٌ ، أَجْرَاهُ مُجْرَى ما أَصْلُهُ (فَعِلَةٌ) أو (فِعِلَةٌ) فيقولُ فى
الإِضافَةِ إلى ظَبْيَةٍ : ظَبْوِىٌّ ، ويَحْتَجُّ بقَولِ العَرَبِ فى النَّسَبِ
إلى بِطْيَةٍ : بِطَوِىٌّ وإلى زِنْيَةٍ : زِنَوِىٌّ ، فقياسُ هذا أن يُجْرِى مِائَةً ـ وإن كانَتْ فِعْلَةً ـ مُجْرَى فِعِلَةٍ ، فيقولُ
فيها : مِئَوِىٌ ، فيتَّفِقُ اللَّفْظَانِ من أصْلَينِ مُخْتَلِفَينِ.
* وأَمْأَتِ الدَّرَاهِمُ والإِبلُ وسائرُ الأَنْواعِ : صارَتْ مِائَةً.
* وأَمْأيْتُها : جَعَلْتُها
مِائَةً. وشَارَطْتُه مماءاةً أى : على مِائَةٍ ، عن ابنِ الأَعْرابى ، كقولِكَ : شَارَطْتُه
مُؤَالَفَةً.
مقلوبه : أ م ى
* أَمَا : كَلِمةٌ معناها الاسْتِفْتاحُ بمنزلَةِ (ألا) ،
ومَعْنَاهُمَا حَقّا ، ولذلك أجازَ سيبوَيَهِ : أَمَا إِنَّه مُنْطَلِقٌ وأَمَا أَنَّهُ ، قالَ : فالكَسْرُ
عَلَى أَلا إِنَّهُ والفَتْحُ على حَقّا أَنَّهُ ، وحَكَى بَعْضُهُم : هَمَا
واللهِ ، لَقَدْ كانَ كذا ، أىْ : أَمَا واللهِ ، فالهاءُ بَدَلٌ من الهمزةِ.
وأَمَّا (أَمَا) التى لِلاستِفهَامِ فَمُرَكَّبَةٌ من ما النافِيَةِ
وألِفِ الاسْتِفْهامِ.
__________________
مقلوبه : أ ي م
* الأَيِّمُ مِنَ النِّساءِ : التى لا زَوْجَ لها بِكْرًا كانَتْ أو
ثَيِّبًا.
ومن الرِّجَالِ
: الذى لا امْرَأَةَ لَهُ ، وجَمْعُ الأَيِّمِ
من النِّسَاءِ : أَيَائِمُ وأَيَامَى ، فأمَّا
أَيَائِمُ فعلى بَابِه ،
وأمَّا أَيَامَى فقيلَ : هُوَ منِ بَابِ [الوَضْعِ] فَلذِلَكَ
وُضِعَ على هَذهِ الصِّيغَة ، قالَ الفارِسِىُّ : هُوَ مَقْلُوبُ مَوْضِعِ
العَيْنِ إِلى اللامِ.
* وقد آمَتْ أَيْمًا وأُيُومًا وأَيْمَةً وإِيمَةً ، وتأَيَّمَتْ
وأْتامَتْ وأْتَمْتُها : تَزَوَّجْتُها
أَيِّمًا.
* ورَجُلٌ أَيْمَانُ عَيْمَانُ ، وامرَأَةٌ
أَيْمَى عَيْمَى.
* وقالُوا :
الحَرْبُ مَأْيَمَةٌ لِلنِّسَاءِ ، أَىْ : يُقْتَلُ فيها الرِّجَالُ فَيَئِمْنَ.
* والأَيْمُ والأَيِّمُ : الحَيَّةُ الأَبْيَضُ اللَّطِيفُ ، وعَمَّ بهِ بعضُهم
جميعَ ضُرُوبِ الحيَّاتِ ، والجَمَعُ : أُيُومٌ
، وأَصْلُهُ
التَّثقِيلُ ، فَكُسِّرَ على لَفْظِه كما قالُوا : قُيُولٌ فى جَمْع قَيْلٍ ،
وأَصْلُهُ فَيْعِلٌ ، وقد جاءَ مُشَدَّدًا فى الشِّعْرِ ، قال الهُذَلِىُّ :
إِلا
عَواسِرَ كالمِرَاطِ مُعِيدَةً
|
|
باللَّيْلِ
مَورِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ
|
يَعْنى : أنّ
هذا المَكَانَ من مَوَارِدِ الحَيَّاتِ وأَماكِنِها ، ومُعِيدَةً : تُعاوِدُ
الوِرْدَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ، قال ابنُ جِنِّى : عَينُ أَيِّمٍ ياءٌ ، يَدُلُّ على ذلكَ قولُهُم : أَيْمٌ ، فظاهِرُ هذا أن يكونَ (فَعْلاً) والعَيْنُ منهُ ياءٌ ،
وقد يُمْكِنُ أَنْ يكونَ مُخَفَّفًا مِن أَيّمٍ
فلا يكونَ فيه دَلِيلٌ
؛ لأنَّ القَبِيلَينِ معًا يَصِيرَانِ مع التَّخْفِيفِ إلى لَفْظِ الياءِ ، وذلك
نَحْوُ : لَيْنٍ وهَيْنٍ.
* والإِيَامُ : الدُّخَانُ ، قال الهُذَلِىُّ :
فَلمَّا
جَلاها بالإِيَامِ تَحيَّرَتْ
|
|
ثُباتٍ عليها
ذُلُّها واكتِئابُها
|
وَجَمعُهُ : أُيُمٌ.
* وآمَ يَئِيمُ إِيامًا : دَخَّنَ.
* والآمَةُ : العَيْبُ ، قالَ :
__________________
مَهْلاً
أَبيْتَ اللَّعْنَ مَهْ
|
|
لا إنَّ فيما
قُلْتَ آمَهْ
|
* وفى ذلِكَ آمَةٌ عَلَيْنَا : أَىْ نَقْصٌ وغَضَاضَةٌ ، عن ابنِ
الأَعْرابى. وبَنُو
أُيَامٍ : بَطْنٌ من
هَمْدَانَ.
الميم والهمزة
والواو
م أ و
* مَأَوْتُ السِّقَاءَ والدَّلْوَ
مَأْوًا : إِذَا
مَدَدْتَهُ حتى يَتَّسِعَ.
* وتَمَأَّى هو : اتَّسَعَ ، وقد تقدَّمَ ذلك فى اليَاءِ.
* وتَمَأَّى فيهِم الشَّرُّ : فَشَا واتَّسَعَ.
* والمَأْوَةُ : أَرضٌ مُنْخَفِضَةٌ. والجَمْعُ : مَأْوٌ. ومَأَى
السِّنَّوْرُ يَمْئُو مُؤَاءً.
مقلوبه : م و أ
* ماءَ السِّنَّورُ
يَمُوءُ مُوَاءً كَمَأَى.
مقلوبه : أ م و
* الأَمَةُ : المَملُوكَةُ ، تَقولُ العَربُ فى الدُّعَاءِ على
الإِنسانِ : رماهُ اللهُ من كُلِ أَمَةٍ بحَجَرٍ ، حَكَاهُ ابنُ الأَعْرابى ، وأُرَاهُ : من
كلِّ أَمْتٍ بحَجَرٍ.
وجَمْعُ الأَمَةِ : أَمَوَاتٌ
وإِماءٌ وآمٍ وإِمْوَانٌ وأُمْوَانٌ ، كِلاهُما على طَرْحِ الزَّائدِ ، ونَظِيرُهُ عند
سِيبَوَيهِ : أَخٌ وإِخْوانٌ ، قالَ القَتَّالُ الكِلابِىُّ :
أمَّا
الإِماءُ ، فَلا يَدْعُونَنِى وَلَدًا
|
|
إذا تَرَامَى
بَنُو الإِمْوَانِ بالعَارِ
|
ويُرْوَى :
بَنُو الأُمْوَانِ ، رواهُ اللِّحْيَانىُّ ، وحَمَل سِيبَوَيهِ أَمَةً على أنَّها فَعَلَةٌ ؛ لِقولِهم فى تَكسيرِها : آمٍ كقولهم : أَكَمَةٌ وآكُمُ ، قال ابنُ جِنِّى : القولُ
فيه عِندى أنّ حَرَكَةَ [العين] قد عَاقَبَتْ فى بَعْضِ المَوَاضِعِ تاءَ التَّأنيثِ ،
وذلِكَ فى الأَدْوَاءِ نَحْو : رَمِثَ رَمَثًا ، وحَبِطَ حَبَطًا ،
__________________
فإِذا أَلْحَقُوا التَّاءَ أَسْكَنُوا العَيْنَ فَقَالُوا : حَقِلَ
حَقْلَةً ، ومَغِلَ مَغْلَةً ، فقد تَرَى إلى مُعاقَبَة حَرَكَةِ العَيْنِ تَاءَ
التأنيثِ ، ومن ذلك قَولُهُم : جَفْنَةٌ وجَفَنَاتٌ ، وقَصْعةٌ وقَصَعَاتٌ ، لما
حَذَفُوا التَّاءَ حَرَّكُوا العَيْنَ ، فلمَّا تَعَاقَبَتِ التَّاءُ وحَركَةُ
العَيْنِ جَرَتَا فى ذلِكَ مَجْرَى الضِّدَّينِ المُتَعاقِبينِ ، فلمَّا اجتَمَعا
فى (فَعَلَةٍ) ترافَعَا أحْكامَهُما ، فَأَسْقَطَتِ التَّاءُ حُكْمَ الحَرَكَةِ ،
وأَسْقَطَتِ الحَرَكَةُ حُكْمَ التَّاءِ ؛ فآلَ الأَمرُ بالمثالِ إِلى أَنْ صارَ
كأنَّهُ (فَعْلٌ) ، وفَعْلٌ بابُ تكسِيرِه أَفْعُلٌ.
* وتأَمَّى أَمَةً : اتَّخَذَها ، وأَمَّاها : جَعَلَها
أَمَةً.
* وأَمَتِ المَرْأَةُ وأَمِيَتْ
وأَمُوَتْ ـ الأَخيرَةُ
عن اللِّحْيانى ـ أُمُوَّةً : صَارَتْ أَمَةً ، وقالَ مَرَّةً : ما كَانَتْ أَمَةً ، ولقد
أَمُوَتْ أُمُوَّةً.
* وبنو أُمَيَّةَ : بَطْنٌ من قُرَيْشٍ ، النَّسَبُ إليهم أُمَوِىٌ على القياسِ ، وعلى غيرِ القِياسِ أَمَوِىٌ ، وحكى سِيبَوَيهِ : أُمَيىٌ
على الأصلِ ،
أَجْرَوْهُ مُجْرَى نُمَيْرِىٍّ وعُقَيْلِىٍّ ، ولَيْسَ أُمَيِّىٌّ بأكثر فى
كلامِهم ، إنما يَقُولُها بعضُهُم. وبَنُو
أَمَةَ : بَطنٌ من
بنى نَصْرِ بنِ مُعاوِيَة.
مقلوبه : و م أ
* وَمأَ إليه وَمْئًا : أشارَ ، قالَ :
فَقُلْنَا :
السَّلَامُ ، فاتَّقَتْ من أَمِيرِهَا
|
|
فَمَا كَانَ
إِلا وَمْؤُهَا بالحواجِبِ
|
* وأَوْمَأَ : كَوَمَأَ ، وقولُهُ ـ أنشَدَهُ الأَخفَشُ فى كِتابِه المَوسُومِ
بالقَوَافِى :
إِذا قَلَّ
مَالُ المَرْءِ قَلَّ صَدِيقُهُ
|
|
وأَوْمَت
إليه بالعُيُوبِ الأَصَابِعُ
|
إنما أرادَ : أَوْمَأَتْ ، فاحتاجَ فخَفَّفَ تَخْفِيفَ إِبْدالٍ ، ولم يَجعَلْها
بَيْنَ بَيْنَ ؛ إِذْ لَوْ فَعَلَ ذلكَ لانكسَرَ البَيْتُ ؛ لأنَّ المُخَفَّفَة
تَخفِيفَ بَيْنَ بَينَ فى حُكْمِ المُحَقَّقَةِ.
* ووقعَ فى وامِئَةٍ : أىْ دَاهِيَةٍ ، أُراهُ اسْمًا ، لأنى لم أَسْمَعْ
لهُ فِعْلاً.
* وذهب ثَوْبى
فما أدْرِى ما كانَتْ وامِئَتُهُ
، كذا حكاهُ يَعْقُوبُ
فى الجَحْدِ ، ولم يُفَسِّرْهُ ، وعِندى أَنَّ مَعْناهُ : ما كانَتْ داهِيَتُهُ
التى ذَهَبَتْ به.
مقلوبه : أ و م
* الأُوامُ : العَطَشُ ، وقِيلَ : حَرُّهُ وأن يَضِجَّ العَطْشَانُ
، وقد آمَ يَئُومُ
أَوْمًا.
__________________
* والإِيَامُ : الدُّخَانُ ، والجَمْعُ : أُيُمٌ ، أُلْزِمَتْ عَيْنُهُ البَدَلَ لغيرِ عِلَّةٍ ، وإلا
فَحُكْمُه أن يَصِحَّ لأنه ليسَ بمَصْدَرٍ فَيَعْتَلَّ باعتِلالِ فِعْلِهِ.
* وقَد آمَ عَلَيْها وآمَهَا
يَئُومُها أَوْمًا وإِيَامًا : دخَّنَ ، قال ساعِدُهُ بنُ جُؤَيَّةَ :
فما بَرِحَ
الأسْبَابُ حتى وضَعْنَهُ
|
|
لَدَى الثَّوْلِ
يَنْفى حَثَّها ويَئُومُها
|
وقد تَقَدَّمتِ
هذه الكَلِمَةُ فى الياءِ لأنها من الياءِ ، بدِلالَةِ قولهم : آمَ يَئِيمُ ، وذَكَرْناهَا هُنَا لأنها من الواوِ بدليلِ قولِهم : يَئُومُ أَوْمًا ، فَحَصَلَ بمجموع ذلك أنَّ الكَلِمَةَ يَائِيَّةٌ
وواوِيَّةٌ ، غَيْرَ أنهم لم يَقُولُوا فى الدُّخَانِ : إِوَامٌ ، إنما قالُوا : إيَامٌ
فَقَط ، وإنما
تَدَاوَلَتِ الياءُ والوَاوُ فِعْلَهُ ومَصْدَرَهُ ، فإن قُلْتَ : فَلِم ذكرتَ الإِيَامَ الذى هو الدُّخَانُ هُنا ، وإنما مَوْضِعُهُ اليَاءُ؟ ـ قلنا
: إنَّ اليَاءَ فى الإِيَامِ
الذى هو الدُّخَانُ قد
تكون مَقلُوبَةً عن واوٍ فى لُغَةِ مَنْ قالَ : آمَهَا
يَئُومُها أَوْمًا ، فكأنَّا إنَّما قُلْنَا : الإِوَامُ
ـ وإن كان حُكْمُها أن
لا تَنقَلِبَ هنا ـ لأنه اسمُ لا مَصْدَرٌ ، لكنها قُلِبَتْ هنا قَلْبًا لِغَيرِ
عِلَّةٍ ، كما قلْنَا ، إِلا طَلَبَ الخِفَّةِ ، وقَدْ تَقَدَّمَ الإِيامُ فى الياءِ.
* والمُؤَوَّم : العَظِيمُ الرَّأسِ ، وقِيلَ : المُشَوَّهُ
كالمُوَأَّمِ ، وأرَى المُوَأَّمَ مَقْلُوبًا عن المُؤَوَّمِ ، وأنشَدَ ابنُ الأَعْرابى :
وكأنَّما
يَنْأَى بجَانِبِ دَفِّهَا الْ
|
|
وَحْشِىِّ
مِن هَزِجِ العَشِىِ مُؤَوَّمِ
|
فسَّره بأنه
المُشَوَّهُ الخَلْقِ.
* والأُوَامُ : دُوارٌ فى الرَّأسِ.
مقلوبه : و أ م
* وَاءَمَهُ وِئَامًا ومُوَاءَمَةً : وافَقَهُ ، وقال أبو زَيدٍ : هُوَ إذا اتَّبَع
أَثَرهُ ، وفَعلَ فِعْلَهُ ، قالَ :
*لَوْلا الوِئَامُ هلَكَ الإِنْسَانُ*
ويُرْوَى :
هَلَكَ اللِّئَامُ ، أى : لَوْلا أنهُ يَجِدُ شَكْلا يَتَأَسَّى به وَيَفْعَلُ
فِعْلَهُ لَهَلَكَ.
* والمُوَأَّمُ : الضَّخْمُ الرَّأْسِ ، أُراه مَقْلُوبًا عن المُؤَوَّمِ ، وقد تقدَّم.
__________________
* ويَوْءَمُ : قَبيلَةٌ من الحَبَشِ أو جِنْسٌ منه ، عن ابن الأعرابى
، وأنشَدَ :
وأنتُمْ
قَبِيلَةٌ من يَوْأَمْ
|
|
جَاءَتْ بكم
سَفِينَةٌ من اليَمِ
|
أرادَ : من يَوْءَمّ واليَمّ ، فخَفَّفَ.
الميم والياء والواو
م و ى
* المَاوِيَّةُ : المِرآةُ ، وقيل : حَجَرُ البِلَّوْرِ ، والجَمْعُ : مآوٍ ، نادِرٌ ، حُكمُه مَوَاءٍ ، وحكى ابنُ الأَعْرابى فى جَمْعِه : ماوِىٌ ، وأنْشَدَ :
تَرَى فى
سَنَا المَاوِىِ بالعَصْرِ والضُّحَى
|
|
على غَفَلات
الزَّينِ والمُتَجمَّلِ
|
وجوهًا لَوَ
انَّ المُدِلجينَ اعْتَشَوْا بِها
|
|
صَدَعْنَ
الدُّجَى حتى تَرَى اللَّيْلَ يَنْجلِى
|
وقد يكونُ الماوِىُ لُغَةً فى الماوِيَّةِ.
* وماوِيَّةُ : اسمُ امرَأَةٍ.
* وما : حَرْفُ
نَفىٍ ، وحكى ثَعْلَبٌ : مَوَّيْتُ
ماءً حَسَنَةً ، أى :
عَمِلْتُها ، وزاد الأَلِفَ فى مَاءٍ لأنه قد جَعَلَها اسْمًا ؛ والاسْمُ لا يكونُ
على حَرْفَينِ وَضْعًا ، واختَارَ الأَلِفَ بَيْنَ حُرُوفِ المَدِّ واللِّيْنِ لمَكَانِ
الفَتْحَةِ ، قال : وإذا نَسَبْتَ إلى (ما) قُلْتَ : مَوَوِىٌ ، وقَصيَدةٌ
ماوِيَّةٌ ومَوَوِيَّةٌ : قَافِيتُها مَا.
مقلوبه : و م ى
* مَا أَدْرِى
أىُ الوَمَى هُوَ ، أَىْ : أَىُّ النَّاسِ هو.
* وأَوْمَيْتُ : لُغَةٌ فى أَوْمَأْتُ عن ابنِ قُتَيْبَةَ.
مقلوبه : ي و م
* اليَومُ : مَعْروفٌ ، والجَمعُ : أَيَّامٌ
، لا يُكَسَّرُ إلا
على ذلكَ ، ولم يَسْتَعمِلوا فيه جَمْعَ الكثرةِ. وقولُه تعالَى : (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) [إبراهيم : ٥] المَعْنَى : ذَكِّرْهُم بِنعَمِ أيَّامِ اللهِ التى أَنْعَمَ
فيها عَلَيهِم ، وبِنقَمِ أَيَّامِ
اللهِ التى انتَقَم
فيها من قَومِ نُوحٍ وعَادٍ وثَمُودَ ، وقالُوا : أَنَا اليَوْمَ
__________________
أَفْعَلُ كذا ، لا يُرِيدُونَ يَومًا بعَيْنهِ ، ولكنَّهُم يُرِيدُونَ الوَقْتَ الحاضِرَ ،
حكاه سِيبَوَيهِ ، ومنه قولُ اللهِ تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ) [المائدة : ٣] وقِيلَ : مَعْنى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ) أى : فرض ما تَحْتاجُونَ إليه فى دِينكم ، وذلك حَسَنٌ
جائِزٌ ، وأما أن يَكُونَ دينُ الله فى وَقْتٍ من الأَوقَاتِ غيرَ كامِلٍ فلا ،
وقالُوا : اليَومُ يَومُكَ ، يُرِيدُونَ التَّشنِيعَ وتَعظِيمَ الأَمرِ ، واليَوْمُ الأَيْوَمُ : آخِرُ يَوْمٍ فى الشَّهْرِ ، ويَوْمٌ أَيْوَمُ ويَوِمٌ ووَوِمٌ. الأَخيرَةُ نادِرَةٌ ؛ لأن القِياسَ لا يُوجِبُ
قَلْبَ الياءِ واوًا ـ كُلُّه طَوِيلٌ شَدِيدٌ هائِلٌ ، ويَوْمٌ ذُو
أَيَاوِيمَ كذلِكَ ،
وقولُهُ :
*مَرْوَانُ يا مَرْوَانُ للِيَومِ اليَمِى*
ورواهُ ابنُ
جِنِّى :
*مَرْوَانُ مَرْوَانُ أَخُو اليَومِ اليَمِى*
وقال : أرادَ
أخو اليومِ السَّهْلِ اليَومُ
الصَعْبُ ، يقال : يَومٌ أَيْوَمُ ويَوِمٌ ، كَأَشعَثَ وشَعِثٍ ، فَقَلَبَ فصار يَمِوْ ،
فانقَلَبَتِ العَيْن لانكسارِ ما قَبْلها طَرفًا ، والآخَرُ أنه أرادَ أَخُو اليومِ اليَومُ ، كما يُقالُ عند الشِّدِّةِ والأَمْرِ العَظيمِ : اليَومُ اليَومُ ، فُقِلبَ فصارَ اليَمْوُ ثم نَقَلَهُ من فَعْلٍ إلى
فَعِلٍ ، كما أنشَدَهُ أبو زَيدٍ مِن قولهِ :
عَلامَ
قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَبَّدَا
|
|
مُذْ
خَمْسَةٌ وخَمِسُونَ عَدَدَا
|
[يُرِيدُ :] خَمْسُونَ ،
فلما انكسَرَ ما قبل الواوِ قُلِبَتْ ياءً فصارَ : اليَمِىْ
، قال ابنُ جِنّى : ويجوزُ
عندى فيه وَجْهٌ ثَالِثٌ لم يُقَلْ به وهو : أن يكونَ أَصْلُهُ على ما قِيلَ فى
المَذْهَبِ الثَّانى : أَخُو
اليَوْمِ اليَوْمُ ، ثم قُلِبَ فصارَ اليَمْوُ ، ثم نُقِلَتِ الضمَّةُ إلى المِيمِ على حَدِّ
قولِكَ : هذا بَكُرْ ، فصارت اليَمُوْ ، فلما وقعت الواوُ طَرَفًا بَعْدَ ضَمَّةٍ
فى الاسمِ أَبْدَلُوا من الضَّمَّةِ كَسْرَةً ، ثم من الوَاوِ ياءً فصارَتِ اليَمِىْ كأَحْقِى وأَدْلِى ، وقالَ غَيْرُهُ : هو فَعِلٌ ، أى الشَّدِيدُ ،
__________________
وقيل : أرادَ
للِيَومِ اليَومُ ، كقولِه :
*إنَّ مَعَ اليَوْمِ أخَاهُ غَدْوَا*
فاليَمِى
على القَوْلِ
الأَوَّلِ نَعْتٌ ، وعلى القَولِ الثانى اسمٌ مَرْفُوعٌ بالابتدِاءِ وكِلاهُما
مَقْلُوبٌ.
* وَيَاوَمْتُ الرَّجُلَ مُيَاوَمَةً ويِوامًا ، أى : عامَلْتُهُ أو اسْتَأْجَرتُه للِيَومِ ،
الأخِيرَةُ عن اللِّحيَانىّ.
* ولَقِيَهُ يَوْمَ يَوْمَ يَعْنى القُرْبَ ، حكاهُ سِيبَوَيهِ وقالَ : من العَرَبِ
من يَبْنِيهِ ، ومنهم من يُضِيفُهُ إلا فى حَدِّ الحَالِ أو الظَّرْفِ.
* ويامٌ : حَىٌّ من هَمْدَانَ.
* ويامٌ : اسمُ وَلَدِ نُوحٍ الذى غَرِقَ بالطُّوفَانِ ، وإنما
قَضَيْنَا على أَلِفِهِ بالواوِ ؛ لأنها عَيْنٌ مع وُجُودِ « ى وم ».
تم الثلاثى
اللفيف بتمام حرف الميم ، والحمد لله
__________________
حرف الهمزة
باب الثنائى المضاعف
الهمزة والياء
أ ي ى
* أَيٌ : حَرْفُ استِفْهامٍ عمَّا يَعْقِلُ وما لا يَعْقِلُ ،
وقولُه :
وأَسْمَاءُ
ما أَسْمَاءُ لَيْلَةَ أَدْلَجَتْ
|
|
إِلَىَّ
وأَصْحَابِى بأَيَ وأَيْنَمَا
|
فإنه جَعَلَ (أَيّ) اسْمًا للجِهَةِ ، فلما اجْتَمَع فيه التَّعرِيفُ
والتَّأنِيثُ مَنَعَهُ الصَرْفَ ، وأمَّا (أَيْنَما) فَقَد تَقَدَّم ، وقولُ
الفَرَزْدَقِ :
تَنَظَّرْتُ
نَصْرًا والسِّماكَيْنِ أَيْهُما
|
|
عَلَىَّ من
الغَيْثِ استَهَلَّتْ مَوَاطِرُهْ
|
إنما أراد : أيُّهُما ، فاضْطُرَّ فحذَفَ كما حذَفَ الآخَرُ فى قَولِه :
بَكِّى
بعَيْنكِ واكِفَ القَطْرِ
|
|
ابنَ
الحَوَارِى العَالِىَ الذِّكْرِ
|
إنما أراد ابنَ
الحَوَارِىِّ فحذف الأخيرَةَ من ياءَىِ النَّسَب اضْطِرَارًا.
وقالُوا :
لأَضْرِبَنَ أَيُّهُم أَفْضَلُ وأَىٌ
أَفْضَلُ ، (أَىّ) مَبْنِيَّةٌ عِندَ سِيبَوَيهِ ، فَلذِلِكَ لم يَعْمَلْ
فيها الفِعْلُ ، قال سِيبَوَيهِ : وسَأَلْتُ الخَلِيلَ ـ رحمَهُ اللهُ ـ عن أيِّي وأَيُّكَ كان شَرّا فأَخْزَاهُ اللهُ فقال : هذا كقولِكَ :
أَخْزَى اللهُ الكاذِبَ مِنِّى ومِنْكَ ، إنما تريدُ مِنَّا ، فإنما أَرادَ أَيُّنا كانَ شَرّا ، إلا أنهما لم يَشتَرِكَا فى أَيٍ ولكنَّهُما أَخْلَصَاهُ لِكُلِّ واحدٍ منهما ، قال
سِيبَويْهِ : وقالوا : كَأيِّنْ
رَجُلاً قد رَأَيْتُ ،
زَعَمَ ذلك يُونُسُ ، وكَأَيِّنْ
قد أَتَانى رَجُلاً ،
إلَّا أنَّ أكْثَرَ العَرَبِ إنما يَتَكَلَّمُونَ بها مع (مِنْ) ، قال اللهُ ـ عزوجل ـ : (وَكَأَيِّنْ مِنْ
قَرْيَةٍ) [الحج : ٤٨] قال : ومَعْنَى (كَأَيِّنْ) مَعْنَى (رُبَّ) ، قال : وإن حَذَفْتَ (مِنْ) فَهْوَ
عَرَبِىٌّ ، وقال الخليلُ : إن جَرَّ بِها أَحَدٌ من [العرب]
__________________
فعسى أن يَجُرَّ بِها بإِضمارِ (مِنْ) كما جازَ ذلِكَ فيما ذَكَرْنا فى (كَمْ)
، قالَ : وقالَ الخَلِيلُ : (كَأيِّنْ) عَمِلَتْ فيما بعدَها كَعَمَلِ أَفضَلِهم فى رَجُلٍ ،
فصارَ (أيّ) بمَنْزِلَةِ التَّنْوينِ ، كما كانَ (هُم) مِن قَولهم :
أَفضَلهم بمنزلةِ التَّنوينِ ، قال : وإنما تَجِىءُ الكافُ للتَّشبِيهِ فَتَصِيرُ
هى وما بَعْدَها بمَنْزِلَةِ شىءٍ واحدٍ.
و (كاءٍ)
بمَنْزِلَةِ (كاعٍ) مُغَيَّرٌ مِنْ قَولِهم : كَأَيِّنْ
، قالَ ابنُ جِنّى :
إن سَأَلَ سَائِلٌ فقالَ : ما تقولُ فى (كائنْ) هَذِه؟ وكيفَ حالُها؟ وهَلْ هِىَ
مُرَكَّبَةٌ أو بَسِيطَةٌ؟ فالجَوَابُ أنها مُرَكَّبةٌ ، قالَ : والذى عَلَّقْتُهُ
عن أبى عَلىٍّ أن أصْلَهَا
كَأَىٍ ، كقولِه
تعالىَ : (وَكَأَيِّنْ مِنْ
قَرْيَةٍ) [الحج : ٤٨] ثم إنَّ العربَ تصرَّفَتْ فى هذه الكَلِمَةِ لكثرةِ
استعمالِهَا إيَّاها ، فقُدِّمَتِ اليَاءُ المُشَدَّدَةُ وأُخِّرَتِ الهمزةُ ، كما
فَعَلَتْ ذلكَ فى عدَّةِ مواضعَ نحوَ : قِسِىٍّ وأَشْيَاءَ ـ فى قولِ الخليلِ ـ وشَاكٍ
ولاثٍ ونحوِهما ـ فى قولِ الجَمَاعَةِ ـ وجاءٍ وبَابهِ ـ فى قولِ الخليلِ أيضًا ـ وغيرِ
ذلك ، فصارَ التَّقدِيرُ فيما بعدُ كَيَّاءٍ ثم إنهم حذَفُوا ـ الياءَ الثَّانِيَةَ تخفِيفًا كما
حَذَفُوها فى نَحْوِ : مَيِّتٍ وهَيِّنٍ ولَيّنٍ فصارَ التقديرُ : كَىْءٍ ، ثم
إنهم قَلَبوا الياءَ ألفًا لانفِتاحِ ما قَبْلَها كما قَلَبُوها فى طَائِىٍّ
وحارِىٍّ وآيَةٍ ، فى قولِ الخليلِ فصارَتْ : كَاءٍ .
وفى كَأَيٍ لُغَاتٌ ،
يقالُ : كَأَيٍ وكائِنْ
وكَأْيٌ ـ بوَزْنِ رَمْىٍ ـ وَكَإٍ بوَزْنِ عَمٍ ـ ، حكى ذلك
أحمدُ بنُ يَحْيَى ، فمن قالَ : كَأَيٍ
فهى (أَىٌّ) دَخَلَتْ عليها الكافُ ، ومن قالَ : كاءٍ فقد شَرَحْنَا
أمرَهَا ، ومن قالَ : كَأْيٌ ـ بَوزْنِ رَمْىٍ ـ فأشبَهُ ما فيه أنه لما أصارَهُ
التَّغيِيرُ على ما ذكرنا إلى كَىْءٍ قدم الهمزةَ وأخَّرَ الياءَ ولم يقلبِ الياءَ
ألفًا ، وحسَّن ذلك له ضَعْفُ هذه الكلمةِ وما اعْتَوَرَهَا من الحَذْفِ
والتَّغيِيرِ ، ومن قال : كَإٍ ـ بَوَزْنِ عَمٍ ـ فإنه حَذَفَ الياءَ من كَىْءٍ
تخفِيفَا أيْضًا ، فإن قلتَ : إن هذا إجْحافٌ بالكلمة ؛ لأنه حَذْفٌ بعد حَذْفٍ
فليس ذلك بأكثرَ من مصيرِهِم بِأَيْمُنِ اللهِ إلى مِ اللهِ ومُ اللهِ ،
فإذا كُثُرَ استعمالُ الحَرْفِ حَسُنَ فيه ما لا يَحْسُنُ فى غيره من التَّغيِيرِ
والحَذْفِ.
وتكون (أَيٌ) جزاءً ، وتكونُ بمَعْنَى (الذِى) ، وقولُهُ ـ عزوجل ـ : (وَكَأَيِّنْ)
(مِنْ قَرْيَةٍ)
__________________
فالكافُ زائدِةٌ كزِيَادَتِهَا فى (كذا وكذا) ، فإذا كانَتْ زَائِدةً
فليسَتْ مُتَعَلِّقةً بفِعْلٍ ولا بمِعْنَى فِعْل ، والأُنْثَى من كلِّ ذلكَ (أَيَّةٌ) ، وربما قيل : (أيُّهنَ) مُنْطَلِقَةٌ تريدُ : أيَّتهُنَ.
* وأيٌ : اسْتِفهامٌ فيه مَعْنَى التعَجُّبِ ، فتكونُ حينئِذٍ
صِفَةً للنَّكِرَةِ وحالاً للمِعْرِفَةِ ، نَحْوَ ما أَنشَدَهُ سِيبَويهِ من قولِ
الرَّاعى :
فَأَوْمَأْتُ
إيماءً خَفِيّا لحَبْتَرٍ
|
|
وللهِ عَيْنا
حَبْتَرٍ أَيُّمَا فَتَى
|
أى : أَيُّمَا فتًى هُوَ ، يَتَعَجَّبُ من اكتفائِهِ وشِدَّةِ
غَنَائِهِ.
* وأَيٌ : اسمٌ صِيغَ لِيُتَوصَّلَ بها إلى نداءِ ما دَخَلَتْه
الألِفُ واللامُ كقولِكَ : يَأَيُّها الرَّجُلُ ، ويَأَيُّها الرَجُلانِ ، ويَأَيُّها الرِّجَالُ ، ويَأَيَّتُها المَرْأَةُ ، ويَأَيَّتُها المَرْأَتَانِ ، ويَأَيَّتُها النِّسْوَةُ ، ويَأَيُّها المَرْأَةُ ، ويَأَيُّها المَرْأَتَانِ ، ويَأَيُّها النِّسْوَةُ. وأَمَّا قَولُهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ : (يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ
لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ) [النمل : ١٨] فقد يكونُ على قولِكَ : يَأيُّها المَرْأَةُ ويَأَيُّها
النِّسْوَةُ ، وأما ثَعْلَبٌ فقال : إنَّما خَاطَبَ النَّمْلَ بِيَأَيُّها لأنه
جَعَلَهُم كالنَّاسِ فقالَ : يأَيُّها النَّمْلُ ، كما تقولُ للنَّاسِ : يَأَيُّها
النَّاسُ ، ولم يَقُلِ : ادخُلِى لأنَّها كالناسِ فى المخاطَبَةِ. وأَيّ : نِداءٌ مُفْرَدٌ مُبْهَمٌ ، (والذين) : فى مَوْضِعِ
رَفْعٍ صِفَةٌ لأَيُّها ، هذا مذهَبُ الخَلِيلِ وسِيبَوَيهِ ، وأما مَذْهَبُ
الأَخْفَشِ : فالَّذِينَ : صِلَةٌ لأَيٍّ ، ومَوْضِعُ الذينَ رَفْعٌ بإِضْمَارِ
الذِّكْرِ العَائدِ على أَيٍّ ، كأنَّهُ على مَذْهَبِ الأَخْفَشِ بمنزلَةِ قولِكَ
: يا مَنِ الَّذِينَ ، أى : يا مَنْ هُمُ الَّذِينَ ، و (ها) لازِمَةٌ لأَىٍّ
عِوضًا مما حُذِفَ منها لِلإِضافَةِ وزيادَةً فى التَّنبيهِ ، (وأيٌ) فى غَيرِ النِّداءِ لا يَكُونُ فيها (ها) ، ويُحْذَفُ
معها الذِّكْرُ العائِدُ عليها تقولُ : اضرِبْ أَيُّهُم
أَفْضَلُ وأيَّهُم
أَفْضَلُ ، تريدُ : اضرِبْ أيَّهمُ هو أَفْضلُ ، وأجازَ المازِنىُّ نَصْبَ صِفَةِ
أَيّ ، يأيُّها الرَّجُلَ أَقبِلْ ، وهذا غيرُ معروفٍ.
* والآيَةُ : العَلامَةُ والشَّخْصُ ، وزنُها (فَعَلَةٌ) فى قولِ
الخَليلِ ، وذهَبَ غيرُهُ إلى أن أصْلَهَا
أَيَّةٌ (فَعْلَةٌ) فَقُلِبَتِ الياءُ أَلِفًا لانفِتاحِ ما
قَبْلَها ، وهذا قَلْبٌ شاذٌّ كما قَلَبُوها فى حَارِىٍّ وطائِىٍّ إلا أن ذلك
قليلٌ غيرُ مَقِيسٍ عليه ، والجمعُ : آياتٌ
وآيٌ ، وآياءٌ جَمْعُ الجَمْعِ نادِرٌ ، قال :
لم يُبْقِ
هذا الدَّهْرُ من آيائِه
|
|
غَيْرَ
أثافيهِ وأَرْمِدائِهِ
|
__________________
وقولُه تعالىَ
: (سَنُرِيهِمْ آياتِنا
فِي الْآفاقِ) [فصلت : ٥٣] قال الزَّجَّاجُ : معناه : نُرِيهِم الأَعْلامَ التى تَدُلُّ
على التَّوحيدِ فى الآفاقِ ، أىْ آثارَ مَنْ مَضَى قَبْلهم من خَلْقِ اللهِ فى
كُلِّ البلادِ وفى أَنفُسِهِم ، من أنهم كانوا نُطَفًا ثم عَلَقًا ثم مُضَغًا ثم
عِظامًا كُسِيَتْ لَحْمًا ، ثم نُقِلُوا إلى التَّمْيِيزِ والعَقْلِ ، وذلك كُلُّهُ
دَليلٌ على أن الذى فَعَلَهُ واحِدٌ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ).
* وتَآيَا : تَعمَّدَ آيَتَهُ ، أى : شَخْصَهُ.
* وأَيّأَ آيَةً : وضَعَ علامَةً.
* وخَرَجَ
القَومُ بآيَتهم ، أَىْ : بجَمَاعَتِهم لم يَدَعُوا وراءَهُم شيئًا ،
قالَ :
خَرَجْنَا من
الْقُفَّيْنِ لا حىَّ مِثلُنَا
|
|
بآيَتِنا
نُزْجِى اللِّقَاحَ المَطَافِلَا
|
* والآيَةُ : من التَّنزِيلِ.
* والآيَةُ : العِبْرَةُ ، وجمعها : آيٌ ، وقولُهُ تعالىَ : (وَجَعَلْنَا ابْنَ
مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) [المؤمنون : ٥٠] ولم يَقُلْ آيَتَيْنِ
؛ لأن المَعْنَى فيهما
مَعْنَى آيَةٍ واحِدةٍ ، ولو قيلَ : آيَتَيْنِ
لجازَ ؛ لأنه قد كانَ
فى كُلِّ واحِدٍ منهما ما لم يَكُن فى ذَكَرٍ ولا أُنْثَى : من أنَّها وَلَدَتْ من
غيرِ فَحْلٍ ، ولأنّ عِيسَى ـ عليهالسلامُ ـ رُوحٌ من اللهِ أَلقَاهُ إِلى مَرْيَمَ ، ولم يَكُنْ
هذا فى ولدٍ قَطُّ.
وقالُوا :
افْعَلْهُ بآيةِ كَذا ، كما تقولُ : بعَلامَةِ كَذا وأَمَارَتِه ، وهى
من الأسماءِ المُضَافَةِ إلى الأفعالِ كَقَوْلِه :
بآيَةِ
تُقْدِمُونَ الخَيْلَ شُعْثًا
|
|
كَأَنَّ
عَلَى سَنَابِكِها مُدَامَا
|
وعَيْنُ الآيةِ ياءٌ لِقولِ الشاعرِ :
لَمْ يُبْقِ
هذا الدَّهْرُ مِنْ آيائِه
|
|
غَيْرَ
أثَافِيهِ وأرْمِدَائِه
|
فظُهورُ
العَيْنِ فى آيائِهِ يَدُلُّ على كونِ العَيْنِ ياءً ، وذلك أنَّ وَزْنَ آياءٍ : أفعَالٌ ، ولو كانتِ
__________________
العَيْنُ واوًا لقال : آوائِه ، إذْ لا مانِعَ من ظُهُورِ الواو فى هذا
المَوْضِعِ.
* وتَأيَّا بالمكانِ : تَلَبَّثَ وتَمَكَّثَ ، وتَأَيَّا عليه : انْصَرَفَ فى تُؤَدَةٍ.
* ومَوْضِعٌ مُأْيِيّ الكَلاء : وخِيمُهُ.
* وإِيَا الشَّمْسِ وأَيَاؤُها : نُورُها وحُسْنُها وكذلك إِيَاتُها وأَيَاتُها ، وجَمْعُها : أَيًا وإِيَاءٌ كَأَكَمَةٍ وأَكَمٍ وإِكَامٍ.
* وإِيَا النَّبَاتِ وأَيَاؤُهُ
: حُسْنُهُ وزَهرُهُ
على التَّشْبِيهِ.
* وأَيَايا وأَيَايَهْ
ـ الأخيرةُ على حذفِ
الفاءِ ـ : زَجْرُ الإِبلِ ، وقد
أَيَّا بِها.
* وإِيَّا : من عَلاماتِ المُضْمَرِ ، تقولُ : إِيَّاكَ وإِيَّاهُ ، وإِيَّاكَ
أن تَفْعَلَ ذاكَ
وهِيَّاكَ على البَدَلِ ، قالَ :
فَهِيَّاكَ
والأَمْرَ الذى إِنْ تَوَسَّعَتْ
|
|
موارِدُهُ
ضَاقَتْ عَلَيْكَ المَصَادِرُ
|
وقال الآخَرُ :
يا خَالِ هلا
قُلْتَ إذْ أَعْطَيْتَنِى
|
|
هِيَّاكَ
هِيَّاكَ وحنَوْاءَ العُنُقْ
|
قال ابنُ جِنّى
: ورَوَيْنَا عن قُطْرُبٍ أنَّ بَعْضَهُم يقولُ : أَيَّاكَ
بِفَتْحِ الهَمْزَةِ ،
ثمَّ يُبْدِلُ الهاءَ منها مَفْتُوحَةً أيْضًا فيقولُ : هَيَّاكَ.
واختلفَ
النَّحْوِيّونَ فى إِيَّاكَ
، فذَهَبَ الخَليلُ
إلى أن إيَّا اسمٌ مُضْمَرٌ مضافٌ إلى الكافِ ، وحُكِى عن المازِنِى مِثْلُ قولِ
الخَلِيلِ.
قالَ أبو
عَلىٍّ : وحَكَى أبو بَكرٍ عن أبى العَبَّاسِ عن أبى الحَسَنِ الأَخْفَشِ وأبو
إِسحَاقَ عن أبى العباسِ عن مَنْسُوبٍ إلى الأَخْفَشِ أنه اسمٌ مُفْرَدٌ مُضْمَرٌ
يَتَغَيَّرُ آخِرُه كما يَتَغيَّرُ أواخِرُ المُضمَرَاتِ لاختلاف أعدادِ
المُضْمَرِينَ ، وأنَّ الكافَ فى (إِيَّاكَ) كالتى فى (ذلك) فى أنه دِلَالةٌ على الخِطَابِ فَقَطْ
مُجَرَّدَةٌ من كَوْنِها علامةً لِلضَّمِيرِ ، ولا يُجِيزُ الأَخْفَشُ فيما حُكِى
عنه إِيَّاكَ وإيَّا زَيدٍ وإيَّاىَ
وإيَّا الباطِلِ ،
قال سِيبَوَيهِ : حدَّثِنى مَنْ لا أتَّهِمُ عن الخليلِ أنه سَمِعَ أعَرْابيّا
يقولُ : إذا بلغَ الرجُلُ السِّتِّينَ فإِيَّاهُ
وإِيَّا الشَّوَابِّ ،
وحكى سِيبوَيَهِ أيضًا عن الخليلِ أنه قال :
__________________
لَوْ أَنَّ قائلاً قال : إيَّاكَ
نَفْسِكَ ـ لَمْ
أُعنِّفْهُ لأنَّ هذه الكافَ مجرورَةٌ. وحكى ابنُ كَيْسَانَ قالَ : قالَ بعضُ
النَّحْوِيينَ : إِيَّاك
بكمالِها اسمٌ ، قال :
وقالَ بعضُهُم : الياءُ والكافُ والهاءُ هى أسماءٌ وإِيَّا عِمادٌ لها ؛ لأنَّها لا تَقُومُ بأنفُسِها ، قال :
وقالَ بعضُهُم : إِيَّا : اسمٌ مُبْهَمٌ يُكْنَى به عن المَنصُوبِ ، وجُعِلَتِ
الكافُ والهاءُ والياءُ بَيَانًا عن المَقْصُودِ ؛ لِيُعْلَمَ المُخَاطَبُ من
الغائِبِ ، ولا مَوْضِعَ لها من الإعرابِ كالكافِ فى ذلكَ وأَرَأَيتَكَ ، وهذا هو
مَذْهَبُ أبى الحَسَنِ الأَخْفَشِ ، وقال أبو إِسْحاقَ الزَّجَّاجُ : الكافُ فى إِيَّاكَ فى موَضِع جَرٍّ بإضافَةِ
إِيَّا إِلَيْها ،
إلا أنه ظاهِرٌ يُضافُ إلى سائِر المُضْمَراتِ ، ولو قُلْتَ : إِيَّا زَيْدٍ حَدَّثْتُ ـ لكانَ قبيحًا ؛ لأنه خُصَّ به
المُضْمَرُ ، وحكى ما رواهُ الخَليلُ مِنْ : إِيَّاهُ
وإِيَّا الشَّوابِّ ،
قال ابنُ جِنِّى : وتأمَّلْنَا هذه الأقوالَ على اختِلافِها والاعتِلالِ لِكُلِّ
قولٍ منها ـ فلم نَجِدْ فيها ما يَصِحُّ مع الفَحْصِ والتَّنقِيرِ غيرَ قولِ أبى
الحَسَنِ الأَخْفَشِ ، أما قولُ الخَليلِ : إِنَ إِيَّا اسمٌ مُضمَرٌ مضافٌ فظاهِرُ الفسادِ ؛ وذلك أنه إذا
ثَبَتَ أنه مُضْمَرٌ لم تَجُزْ إضافَتُه على وَجْهٍ من الوُجُوهِ ؛ لأنَّ الغَرَضَ
فى الإضافةِ إنما هو التَّعِريفُ والتَّخْصِيصُ ، والمُضْمَرُ على نهايَةِ
الاختِصاصِ ، فلا حاجةَ بهِ إلى الإضافةِ ، وأما قولُ من قالَ : إن (إيَّا) بِكَمَالِهَا اسمٌ ـ فليسَ بِقَوِىٍّ ؛ وذلك أن إِيَّاكَ فى أنَّ فَتْحَةَ الكافِ تُفيدُ الخطابَ المُذَكَّرَ ،
وكَسْرَةَ الكافِ تُفيدُ الخطابَ المُؤَنَّثَ بمنزلَةِ أَنْتَ فى أن الاسمَ هو
الهَمْزَةُ والنُّونُ ، والتَّاءُ المفتوحَةُ تُفيدُ الخِطابَ المُذَكَّرَ ،
والتَّاءُ المكسورَةُ تفيدُ الخطابَ المؤنَّثَ ، فكما أن ما قَبْلَ التاءِ فى
أَنتَ هو الاسمُ ، والتاءُ حَرْفُ الخطابِ ، فكذلك إِيَّا اسمٌ والكافُ بعدها حَرْفُ خِطابٍ ، وأما مَنْ قالَ :
إن الكافَ والهاءَ والياءَ فى إيَّاكَ
وإِيَّاهُ وإِيَّاىَ هى الأسماءُ ، وإِنَّ (إِيَّا) إنما عَمَدت بها هذهِ الأسماءُ لقلَّتها ـ فغيرُ مَرْضِىٍّ أَيْضًا
؛ وذلك أن إِيَّا فى أنها ضميرٌ مُنْفَصِلٌ بمنزلَةِ : أَنَا ، وأَنْتَ ،
ونَحْنُ ، وهوَ ، وهىَ ، فى أن هذهِ مُضْمَراتٌ مُنْفَصِلَةٌ ، وكما أن : أَنَا
وأَنتَ ونَحْوَهُما تخالِفُ لَفْظَ المَرْفُوعِ المُتَّصِلِ ، نَحْوَ : التَّاءِ
فى : قُمْتُ ، والنُّونِ والأَلِفِ فى : قُمْنَا ، والأَلِفِ فى : قَامَا ،
والوَاوِ فى : قَامُوا ، بِلْ هى ألفاظٌ أُخَرُ غيرُ أَلْفَاظِ الضَّمِيرِ
المُتَّصِلِ ، وليس شَىءٌ منها مَعْمُودًا به غيرُهُ ، وكما أن التاءَ فى : أَنْتَ
، وإِن كانَتْ بِلَفْظِ التاءِ فى قُمْتَ ، ولَيْسَتِ اسمًا مِثلَها ، بل الاسمُ
قبلها هو أَنْ والتاءُ بعده للخطابِ ، وليست (أنا) عِمَادًا للتاءِ ـ فكذلك (إِيَّا) هى الاسمُ ، وما بعدَها يُفيدُ الخِطابَ تارةً
والغَيْبَةً أُخْرَى ، والمُتَكَلِّمَ أُخْرَى ، وهو حَرْفُ خِطابٍ ، كما أن
التاءَ فى (أَنْتَ)
__________________
حَرْفٌ غَيرُ مَعْمُودٍ بالهَمْزَةِ والنُّونِ من قَبْلها بل ما قَبْلَها
هو الاسمُ ، وهى حَرْفُ خطابٍ ، فكذلك ما قَبْلَ الكاف فى إِيَّاكَ اسمٌ ، والكافُ حَرْفُ خِطابٍ ، فهذا هو مَحْضُ القِياسِ
، وأما قولُ أبى إِسحَاقَ : إِن (إِيَّا) اسمٌ مُظْهَرٌ خُصَّ بالإضافةِ إلى المُضْمَرِ ـ ففاسِدٌ
أيضًا ، وليس (إِيَّا) بمُظْهَرٍ كما زَعَمَ ، والدليلُ على أن (إِيَّا) ليس باسمٍ مُظهَرٍ اقتصارُهُم بهِ على ضَرْبٍ واحدٍ من
الإِعرابِ وهو النَّصْبُ ، كما اقْتَصَرُوا بأنَا وأَنتَ ونَحْوِهما على ضَرْبٍ
واحدٍ من الإِعرابِ وهو الرفعُ ، فكما أنَّ : أَنَا ، وأَنْتَ ، وهو ، ونَحْنُ ،
وما أَشْبَهَ ذلك أسماءٌ مُضْمَرةٌ ، فكذلك (إِيَّا) اسمٌ مُضْمَرٌ ؛ لاقتصارِهِم به على ضَرْبٍ واحدٍ من
الإِعرابِ وهو النَّصْبُ ، ولم نَعْلَمِ اسْمًا مُظْهَرًا اقتُصِرَ به على
النَّصْبِ البتَّةَ ، إلا ما اقتُصِرَ به من الأسماءِ على الظَّرفيَّةِ ، وذلك نحو
: ذاتَ مَرَّةٍ ، وبُعَيْدَاتِ بَيْنٍ ، وذا صَبَاحٍ ، وما جَرَى مَجْرَاهُنَّ ،
وشَيئًا من المصادِرِ نَحْوَ : (سُبْحانَ اللهِ) ، و (مَعاذَ اللهِ) ، ولَبَّيْكَ ، ولَيْسَ (إِيَّا) ظَرْفًا ولا مَصْدَرًا فَيَلْحَقَ بهذه الأسماءِ ، فقد
صَحَّ إِذَنْ بما أَوْرَدْناهُ سُقُوطُ هذِه الأقوالِ ، ولم يَبْقَ هنا قولٌ يجِبُ
اعتِقَادُهُ ويَلْزَمُ الدُخُولُ تَحْتَهُ إلا قولُ أبى الحَسَنِ : من أَنَّ (إِيَّا) اسمٌ مُضْمَرٌ ، وأن الكافَ بعده لَيْسَتْ باسمٍ ،
وإنما هى للخِطابِ بمنزِلَةِ كافِ (ذَلِكَ) وأَرَأَيتَكَ وأُبْصِرْكَ زَيْدًا
ولَيْسَكَ عَمْرًا والنجاك .
قال ابنُ
جِنِّى : وسُئِل أبو إِسحَاقَ عن مَعْنى قولِه ـ عَزَّ وجَلَّ ـ : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) [الفاتحة : ٥] ما تَأْوِيلُهُ؟ فقال : تَأْوِيلُهُ : حَقِيقَتَكَ نَعْبُدُ
، قالَ : واشتِقَاقُهُ مِنَ الآيَةِ التى هى العَلامةُ ، قال ابنُ جِنّى : وهذا القولُ من
أبى إِسحَاقَ عِندى غَيرُ مَرْضِىٍّ ؛ وذلك أنَّ جميعَ الأسماءِ المُضْمَرة
مَبْنِىٌّ غيرُ مُشْتَقٍّ نحو : أَنَا وهىَ وهوَ ، وقد قامَتِ الدِّلَالَةُ على
كوْنِه اسْمًا مُضْمرًا فيجبُ أن لا يكونَ مُشْتَقّا.
* وأَيَا : حَرْفُ نِداءٍ ، وتُبْدَلُ الهاءُ من الهَمْزَةِ
فيقالُ : هَيَا ، قال :
فَانصَرفَتْ
وَهىَ حَصَانٌ مُغْضَبَهْ
|
|
وَرَفَّعَتْ
بِصَوْتِها هَيَا أَبَهْ
|
قال ابنُ
السِّكِّيتِ : يُريُد
أَيَا أَبَهْ ، ثم
أَبْدَلَ الهَمْزَةَ هاءً ، وهذا صَحِيحٌ ؛ لأن أَيَا فى النِّدَاءِ أَكْثَرُ من هَيَا.
__________________
ومن خفيفه
أ ى
* أَىْ : حَرْفُ نداءٍ ، مَعْناهُ العِبَارَةُ ، وتكونُ حَرْفَ
نِداءٍ.
* وإِىْ : بَمَعْنَى نَعم ، وتُوصَلُ باليَمِينِ فيقالُ : إِى واللهِ ، ويُبْدَلُ منها فيقالُ : هِى.
مقلوبه : ي أ ى
* يَأْيَأْتُ الرَّجُلَ يَأْيَأَةً ويَأْيَاءً : أَظهَرْتَ إِلْطَافَهُ ، وقيلَ : إنما هُوَ بَأْبَأَ
، وهو الصحيحُ ، وقد تَقَدَّمَ.
* ويَأْيَأَ بإِلابلِ : إِذا قالَ لها : أَىْ ، لِيُسَكِّنَهَا ،
مَقْلوبٌ منه.
* وَيَأْيأَ بالقومِ : دَعَاهم.
* واليُؤْيُؤُ : طَائِرٌ شِبْهُ البَاشِقِ.
الهمزة والواو
أ و و
* أَوَّهَ لَهُ كَقَوْلِكَ : أَوْلَى لَهُ ، ويُقالُ : أوَّ مِنْ كذا ، على مَعْنَى التَّحَزُّنِ ؛ على مِثالِ :
قَوِّ ، وَهُوَ مِنْ مَضَاعَفِ الوَاوِ قال :
فَأَوِّ
لِذِكْراهَا إِذا مَا ذَكَرْتُها
|
|
وَمِنْ
بُعْدِ أَرْضٍ دُونَها وسَمَاءِ
|
ولا يكونُ : فَأَوِّ ، كقولك : سَوِّ زَيْدًا ، وَلَوِّ عَمْرًا ، وَحَوِّ
حُمْلاً.
ومن خفيفه
أ و
* أَوْ ، حَرْفُ عَطْفٍ ، وهو يكونُ للشَّكِّ والتَّخْيِيرِ ،
ويكونُ بمعنى : بَلْ. وقَوْلُه تعالى : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى
مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) [الصافات : ١٤٧] ، قالَ ثَعْلَبٌ : قالَ الفَرَّاءُ : مَعْنَاهُ : بَلْ
يَزيدُونَ.
وقال غَيْرُهُ
: أَوْ يزيدونَ عِنْدكُمْ ، وقِيلَ مَعْناه : [أَرْسَلْناهُ] إِلَى جَمْعٍ
، لو رَأَيْتُموهُم لَقُلْتُم أَنْتُم : هُمْ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزيدُونَ. فهذا الشَّكُّ إِنَّما دَخَلَ الكَلامَ على
حِكَايَةِ قَوْلِ المخْلوقِينَ ؛
__________________
لأَنَّ الخَالِقَ ـ جَلَّ جَلَالُهُ ـ لا يَعْتَرِضُهُ الشَّكُّ فى شَىءٍ
مِنْ خَبَرِهِ ، وهذا أَلْطَفُ مِمَّا تَقَدَّمَ فِيهِ.
وَتكونُ بِمَعْنَى
: حَتَّى ، تَقُولُ : لأَضْرِبَنَّكَ أَوْ تَقُومَ. وَبِمَعْنَى : أَنْ تَقُولُ : لأَضْرِبَنَّكَ أَوْ تَسْبِقَنِى ؛ أى : إِلا أَنْ تَسْبِقَنى.
ومما ضوعف من
فائه ولامه
أ و أ
* الآأُ : شَجَرٌ ، وَاحِدَتُهُ : آأَةٌ ، ليس فى الكلامِ اسْمٌ وَقَعَتْ فيهِ أَلِفٌ بين
هَمْزَتَيْنِ إِلا هَذَا ؛ هذا قَوْلُ كُرَاعَ ، وَتَصْغِيرُهَا : أُوَيْأَةٌ.
* وَأَرْضٌ مأآأَةٌ : تُنْبِتُ الآأَ ، ولَيْسَتْ بِثَبْتٍ.
* وآأٌ : مِنْ زَجْرِ الإِبِلِ.
تم الثنائي
المضاعف
* * *
باب الثلاثى اللفيف
الهمزة والياء والواو
أ و ى
* أَوَيْتُ مَنْزِلى ، وإِلَى مَنْزِلى أُوِيّا وَإِوِيّا ، وَآوَيْتُ
وتَأَوَّيْتُ وائتويت ، كُلُّه : عُدْتُ ؛ وقَوْلُ لَبيدٍ :
بِصَبُوحِ
صَافِيَةٍ وَجَذْبِ كَرِينَةٍ
|
|
بِمُؤَتَّرٍ
تَأْتَى له إِبْهامُها
|
إِنَّما أرادَ
: تَأْتَوِى لَهُ أَىْ : تَفْتَعِلُ ، مِنْ أَوَيْتُ
له ، أى : عُدْتُ ؛
إِلا أَنَّه قَلَبَ الواوَ أَلِفًا وحَذَفَ الأَلِفَ التى هى لامُ الفِعْلِ ؛
وقَوْلُ أَبِى كَبِيرٍ :
وَعُراضَةُ
السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها
|
|
تَأْوِى
طَوَائِفُها لِعَجْسٍ عَبْهَرِ
|
اسْتَعارَ الأُوِىَ للقِسِىِّ ، وإِنَّما ذَلكَ للحَيَوانِ. وَأَوَيْتُ الرَّجُلَ إِلىَّ وَآوَيْتُهُ
، فَأَمَّا أَبو
عُبَيْدٍ فقالَ : أَوَيْتُهُ
وَآوَيْتُهُ وَأَوَيْتُ إِلَيْهِ ، مَقْصورٌ لا غَيْرُ. وقَوْلُهُ تعالى : (عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى)
__________________
[النجم : ١٥] ، جاءَ فى التَّفْسِيرِ : أَنَّها جَنَّةٌ تَصِيرُ إليها
أَرْوَاحُ الشُّهَدَاءِ.
* وَأَوَّيْتُ الرَّجُل كآوَيْتُه
؛ قال الهُذَلَىُّ :
قَدْ حَالَ
دُونَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّيَةٌ
|
|
مِسْعٌ لها
بِعِضَاهِ الأَرْضِ تَهْزِيزُ
|
هكذا رَواهُ
يعقوبُ ، والصَّحيحُ مُؤَوِّبَةٌ ، وقَدْ روى يَعقوبُ : مُؤَوِّبَةٌ أَيْضًا ، ثُمَّ قالَ : إِنَّها رِوَايةٌ أخرى.
* والمَأْوَى والمَأْوَاةُ : المكانُ ، وهو
المأْوِى ، ولَيْسَ لَهُ
نَظِيرٌ مِنْ بَنَاتِ اليَاءِ إِلا مَأْقِى العَيْنِ.
* وتَأَوَّتِ الطَّيْرُ : تَجَمَّعَتْ ، واسْتَعْمَلهُ الحارِثُ بن
حِلِّزَةَ فى غَيْرِ الطَّيْرِ فقالَ :
فَتَأَوَّتْ
لَهُمْ قَراضِبَةٌ مِنْ
|
|
كلِّ حَىٍّ
كأَنَّهُمْ أَلْقَاءُ
|
* وَطَيْرٌ أُوِىٌ مُتَأَوِّياتٌ : كأنَّهُ على حَذْفِ الزَّائِدِ.
* وَأَوَى لَهُ أَيَّةً وَمَأْوِيَةً ومَأْواةً : رَقَّ ؛ قال زُهَيْرٌ :
*بَانَ الخَلِيطُ وَلَمْ يَأْوُوا لِمَنْ تَرَكُوا*
وقَوْلُهُ :
أَرَانِى
وَلا كُفْرانَ للهِ أَيَّةً
|
|
لِنَفْسِى
لَقَدْ طالَبْتُ غيرَ مَنِيلِ
|
فإنه أراد : أَوَيْتُ لنفسى أَيَّةً ، أى : رَحِمْتُها وَرَقَّقْتُ لَها ، وهو اعْتِرَاضٌ ،
وكذلِكَ قولُهُ : ولا كُفْرانَ للهِ.
* وابْنُ آوَى : مَعْرِفَةٌ ، دُوَيْبَّةٌ ، ولا يُفْصَلُ آوَى مِن ابْنٍ.
مقلوبه : و أ ى
* وَأَى وَأْيًا : وَعَدَ.
* وَوَأَيْتُ له على نَفْسِى وَأْيًا : ضَمِنْتُ له عِدَةً.
__________________
* والوَأْىُ من الدَّوابِّ : السَّرِيعُ المُشَدَّدُ الخَلْقِ ؛ قالَ
الأَسْعَرُ الجُعْفِىُّ :
رَاحُوا
بَصَائِرُهُمْ على أكْتَافِهِمْ
|
|
وبَصِيرَتِى
يَعْدُو بِهَا عَتَدٌ وَأَىْ
|
والأُنْثَى : وَأةٌ.
* والوَأَىُ : الحِمارُ الوَحْشِىُّ ؛ قال ذو الرُّمَّةِ :
إذا
انْجَابَتِ الظَّلْماءُ أَضحَتْ كَأَنَّها
|
|
وَأىً
مُنْطَوٍ بَاقِى الثَّمِيلَةِ قَارِحُ
|
والأُنْثَى : وَأةٌ أَيْضًا.
* وَقِدْرٌ وَئِيَّةٌ وَوِأَيَّةٌ : واسِعَةٌ.
وكذلك القَدَحُ
والقَصْعَةُ ، إذا كانت قَعِيرَةً. وقِيلَ : قِدْرٌ
وَئِيَّةٌ : تَضُمُّ
الجَزُورَ.
* وناقَةٌ وَئِيَّةٌ : ضَخْمَةُ البَطْنِ.
* وقالوا : هو يَئِى ، وَيَعِى ، أَىْ : يَحْفَظُ. ولَمْ يَقولوا : وَأَيْتُ ، كما قالوا : وَعَيْتُ ؛ إِنَّما هُوَ آتٍ لا مَاضِىَ
لَهُ.
* وَامْرَأَةٌ وَئِيَّةٌ : حَافِظَةٌ لِبَيْتِها مُصْلِحَةٌ لَهُ.
__________________
حرف الياء
الياء والألف
ي ا
* يَا : حَرْفُ نِدَاءٍ ، وهى عَامِلَةٌ فى الاسْمِ الصَّريحِ
وإِنْ كانَتْ حَرْفًا ؛ والقولُ فى ذلك أن : لِـ (يَا) فِى قِيامِها مَقَامَ الفِعْلِ خَاصَّةً لَيْسَتْ
للحُروفِ ، وذلكَ أَنَّ الحَروفَ قَدْ تَنوبُ عَنِ الأَفْعَالِ ، كَ (هَلْ) فإنَّها
تَنوبُ عَنِ أَسْتَفْهِمُ ، و (كما) و (لا) فإنَّهما يَنُوبانِ عن أَنْفِى ، وكَ (إِلا)
تَنُوبُ عَنْ أَسْتَثْنِى ، وتلكَ الأَفْعالُ النَّائِبةُ عنها هذه الحروفُ هِىَ
الناصبةُ فى الأَصْلِ ، فَلَمَّا انْصَرَفَتْ عنها إلى الحرفِ ـ طَلبًا للإِيجَازِ
وَرَغْبَةً عَنِ الإِكْثَارِ ـ أَسْقَطَتْ عمَلَ تِلكَ الأفَعْالِ لِيَتِمَّ لكَ
ما انْتَحَيْتَهُ مِنَ الاخْتِصارِ ، وليس كذلك (يا) ، وذلكَ أَنَّ (يا) نَفْسَها هِىَ العاملُ الواقِعُ على زَيْدٍ ،
وَحَالُها فى ذلكَ حالُ : أَدْعُو وأُنادِى ، فى كَوْنِ كُلِّ واحدٍ مِنْهما هُو
العامِلُ فى المفْعُولِ. وليسَ كذلِكَ : ضَرَبْتُ وقَتَلْتُ ونحوُهُ ، وذلك أَنَّ
قَوْلَكَ : ضَرَبْتُ زَيْدًا ، وقَتَلْتُ بِشْرًا ؛ الفِعْلُ الواصِلُ إِلَيْها
المُعَبَّرُ بِقَوْلِكَ : ضَرَبْتُ عنه لَيْسَ هُوَ نَفْسَ (ض ر ب ت) إِنَّما
ثَمَّ أحَدْاثٌ هذه الحروفُ دِلالَةٌ عَلَيْها ، وكذلِكَ القَتْلُ والشَّتْمُ
والإِكْرَامُ ونَحْوُ ذلِكَ. وقَوْلُكَ : أُنادِى عبدَ اللهِ ، وأَدْعو عبدَ اللهِ
، ليس هنا فِعْلٌ واقِعٌ عَلَى عبدِ اللهِ غَيْرُ هذا اللَّفْظِ.
و (يا) نَفْسُها فى المعْنَى كَ (أَدْعُو) ، أَلَا تَرى أَنَّكَ
إِنَّما تَذْكُرُ بَعْدَ (يا) اسْمًا واحدًا كمَا تَذْكُرُه بَعْدَ الفِعْلِ
المُسْتَقِلِّ بِفَاعِلِه ، إذا كانَ مُتَعَدِّيًا إلى مفعولٍ واحدٍ كَضَرَبْتُ
زَيْدًا.
وليسَ كذلِكَ
حرفُ الاسْتِفْهامِ وحَرْفُ النَّفْىِ ، وإِنَّما تُدْخِلُها على الجُمَلِ المُسْتَقِلّةِ
فَتَقولُ : ما قام زَيْدٌ ، وهل زيدٌ أخوكَ؟
فَلمَّا
قَوِيَتْ (يا) فى نَفْسِها وأَوْغَلَتْ فى شَبَهِ الفِعْلِ تَوَلَّتْ
بِنَفْسِها العَمَلَ ، وقولُه أَنْشَدَه أَبو زَيْدٍ :
فَخَيْرٌ
نَحْنُ عِنْدَ النَّاسِ مِنْكُمْ
|
|
إذا
الدَّاعِى المُثَوِّبُ قالَ يَالا
|
قالَ ابْنُ
جِنىٍّ : سَأَلَنى أبو عَلِىٍّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ عن ألف (يا) مِنْ قَوْلِهِ فى قَافِيَةِ هذا البَيْتِ ـ يَالا ـ فقالَ : أَمُنْقَلِبَةٌ هىَ؟ قُلْتُ : لا ؛ لأَنَّها
فى حَرْفٍ ـ أعنى (يا) ـ فقالَ : بل هى مُنْقَلِبَةٌ ،
__________________
فاسْتَدْلَلْتُهُ على ذلكَ ، فاعْتَصَمَ بأنَّها خُلِطَتْ باللَّامِ
بَعْدَها وَوُقِفَ عليها ، فصارت اللامُ كأنَّها جزءٌ منها ، فَصَارَتْ (يَالَ) بِمَنزِلَةِ (قَالَ) ، والألِفُ فى مَوْضِعِ العَيْنِ
وهِىَ مَجْهولَةٌ ، فَيَنْبَغِى أَنْ يُحْكَمَ عَلَيْها بالانْقِلابِ عَنِ الواوِ
، وأَرَادَ : يَا لَبَنِى فلانٍ ونَحْوَهِ.
الياء والواو
و ى
* وَىْ : حَرْفٌ معناه التَّعَجُّبُ ، ويُقالُ : وَيْكَأَنَّه ، ويُقالُ : وَىْ
بِكَ ، وَوَىْ بعبدِ اللهِ. وأَمَّا قَوْلُه تَعالَى : (وَيْكَأَنَ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ) [القصص : ٨٢] فَزَعَمَ سيبَوَيْهِ أَنَّها
وَىْ مَفْصُولَةٌ
مِنْ كأنَّ ؛ قالَ : والمَعْنَى وقَعَ على أَنَّ القَوْمَ انْتَبَهُوا
فَتَكَلَّموا عَلَى قَدْرِ عِلْمِهِمْ ، أَوْ نُبِّهوا فَقِيلَ لَهُمْ : أَمَا
يُشْبِهُ أنْ يكونَ عندكُمْ هذا كَهَذَا ، والله تعالى أعلم. قالَ : وأَمَّا
المُفَسِّرونَ فقالوا : أَلَمْ تَرَ ، وأنْشَدَ :
وَيْكَأَنْ
مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبٌ يُحْ
|
|
بَبْ ومَنْ
يفتقر يَعِشْ عَيْشَ ضُرِّ
|
وقال ثَعْلبٌ : بَعْضُهم يقول : معناه : اعْلَمْ ،
وبَعْضُهم يقولُ : معناه : وَيْلَكَ
، وحكى أبو زَيْدٍ
عَنِ العَربِ : وَيْكَ بمعنى وَيْلَكَ
، فهذا يُقَوِّى ما
رواهُ ثَعْلَبٌ.
ومما ضوعف من
فائه ولامه
ي و ى
* اليَاءُ ، حَرْفُ هِجاءٍ ، وهو حَرْفٌ مَجْهورٌ يكونُ أَصْلاً
وبَدَلاً وَتَصْغِيرُها : يُوَيَّةٌ.
* وقَصِيدَةٌ يَاوِيَّةٌ : على اليَاءِ . وقال ثَعْلَبٌ : يَاوِيَّةٌ ويَائِيَّةٌ جميعًا ، وكذلك أَخَواتُها ، فأَمَّا قولُهم : يَيَّيْتُ ياءً فكانَ حُكْمُهُ يَوَّيْتُ
، ولَكِنَّه شَذَّ.
__________________
حرف الواو
الواو والألف
و ا
* (وا) : حَرْفُ نُدْبَةٍ.
* * *
الثنائى الخفيف
و و
* (وَوْ) :
حَرْفُ هِجَاءٍ.
* * *
الثلاثى اللفيف
و ي و
* وَاوٌ : حَرْفُ هِجاءٍ ، وهِىَ مُؤَلَّفَةٌ مِنْ وَاوٍ
وَيَاءٍ وَوَاوٍ ، وهِىَ حَرْفٌ مَجْهورٌ ، يكُونُ أَصْلاً وزَائِدًا وبَدَلاً ؛
فالأَصْلُ نَحْوُ : وَرَلٍ وسَوْطٍ وَدَلْوٍ ، وتُبْدَلُ من ثَلاثَةِ أحرفٍ ، وهى
: الهَمْزَةُ والأَلِفُ والياءُ ؛ فَأَمَّا إبْدالُها من الهَمْزةِ فَعَلى
ثَلاثَةِ أَضْرُبٍ ، أَحَدُها : أَنْ تكونَ الهَمْزةُ أَصْلاً ، والآخَرُ : أَنْ
تكونَ بَدلاً ، والآخَرُ : أَنْ تكونَ زائِدةً ؛ أَمَّا إِبْدَالُها مِنْها وهِىَ
أَصْلٌ ، فَأَنْ تكونَ الهَمْزَةُ مَفْتُوحةً وقَبْلَها ضَمَّةٌ ، فمتى آثَرْتَ
تَخْفِيفَ الهَمْزةِ قَلَبْتَها واوًا ، وذلكَ قَوْلُكَ فى جُؤَنٍ : جُوَنٌ ، وفى
تَخْفِيفِ هُوَ يَضْرِبُ أَباكَ : هُوَ يَضْرِبُ وَبَاكَ ؛ فَالوَاوُ هنا
مُخْلَصَةٌ وليسَ فيها شَىءٌ من بَقِيَّةِ الهَمْزةِ.
وأَمَّا
إبْدالُ الواوِ مِنَ الهَمْزةِ المُبْدَلَةِ فَقَوْلُهمْ فى : يَمْلِكُ أَحَدَ
عَشَرَ : هو يَمْلِكُ وَحَدَ عَشَرَ ، وَفِى : يَضْرِبُ أَنَاةً : يَضْرِبُ
وَنَاةً ؛ وذلك أَنَّ الهَمْزَةَ فى أَحَدٍ وأَناةٍ بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ ، وقَدْ
أُبْدِلَتْ الوَاوُ مِنْ هَمْزَةِ التَّأْنيثِ المُبْدَلَةِ من الأَلِفِ فى نَحْوِ
: حَمْراوانِ وصَحْراواتٍ وصَفْراوِىٍّ ، وأما إِبْدَالُها من الهمزةِ
الزَّائِدَةِ فَقَوْلُكَ فى تَخْفيفِ : هذا غُلامُ أَحْمَدَ : هذا غُلامُ وَحْمَدَ
، وهُوَ يُكْرِمُ أَصَرْمَ : وهُوَ يُكْرِمُ وَصْرَمَ.
وأَمَّا
إبْدالُ الواوِ مِنَ الأَلِفِ الأَصْلِيَّةِ فَقَوْلُكَ فى تَثْنِيَةِ (إلى) و (لَدَى)
و (إِذَا) ـ أسماءِ
رجالٍ : (إِلَوَانِ) و (لَدَوانِ) و (إِذَوانِ).
وتَحْقِيرُها :
(وُوَيَّةٌ) ، ويُقالُ : واوٌ
مُوَأْوَأَةٌ ، هَمَزُوها
كَراهَةَ اتِّصالِ الوَاوَاتِ والياءات ، وقد قالوا : مُوَأْوَأةٌ ؛ هذا قَوْلُ
صاحبِ العَيْنِ ، وقَدْ خَرَجَتْ وَاوٌ بدليلِ التَّصْرِيفِ إلى أن فى الكلام
مِثْلَ : وَعَوْتُ ، الذى نفاه سيبويه ؛ لأَنَّ أَلِفَ وَاوٍ لا تكونُ إِلا
مُنْقَلِبَةً ، كما أَنَّ كُلَّ أَلِفٍ على هذه الصُّورَةِ لا تَكُونُ إِلا
كَذلِكَ ، وإذا كانت مُنقَلِبَةً فلا تخلو من أَنْ تكونَ عَنِ الواوِ أوْ عَنِ
الياءِ ، إِذْ لا هَمْزَ هُنَا فلا تَكونُ عَن الواوِ ، لأَنَّهُ إِنْ كانَ كذلكَ
كانتْ حُروفُ الكَلِمَةِ واحِدَةً ، ولا نَعْلمُ ذلكَ فى الكلامِ البَتَّةَ إِلا
بَبَّهْ ، وما عُرِّبَ كالكَكِّ ، فإذا بَطَلَ انقِلابُها عَنِ الوَاوِ ثَبَتَ
أَنَّهُ عَنِ الياءِ ، فَخَرجَ إلى بابِ وَعَوْتُ عَلى الشُّذُوذِ.
وحكى ثَعْلَبٌ
: وَوَّيْتُ وَاوًا حَسَنَةً عَمِلْتُها ، فإنّ صَحَّ هذا جاز أَنْ
تكونَ الكَلِمةُ من : (وَاوْ ، وَاوْ ، يَا) وجازَ أَنْ تكونَ من : (واوْ ، واوْ ،
واوْ) فكانَ الحكمُ على هذا : وَوَّوْتُ
، غَيْرَ أَنَّ
مُجاورَةَ الثَّلاثَةِ قَلَبَتِ الوَاوَ الأَخيرَةَ ياءًا ، وحَمَلَها أَبو
الحَسنِ الأَخْفَشُ على أَنَّها مُنْقَلِبَةٌ مِنْ واوٍ واسْتَدَلَّ على ذلكَ
بِتَفْخِيمِ العربِ إيَّاها ، وأَنَّهُ لَمْ يَسْمَعِ الإِمَالَةَ فيها ، فَقَضى
لِذلكَ بأنَّها مِنَ الواوِ ، وجَعَلَ حُروفَ الكَلِمَةِ كلَّها واواتٍ.
قال ابْنُ
جنىٍّ : ورَأَيْتُ أبا عَلِىٍّ يُنْكِرُ هذا القَوْلَ ، ويَذهبُ إلى أَنَّ
الأَلِفَ فيها مُنْقَلِبَةٌ عَنْ ياءٍ ، واعْتَمَدَ فى ذَلِكَ على أَنَّهُ إِنْ
جَعَلَها مِنَ الواوِ ؛ كانت العَيْنُ والفاءُ واللامُ كُلُّها لَفْظًا واحدًا ؛
قالَ أبو علىٍّ : وهو غَيْرُ مَوْجودٍ. قالَ ابنُ جِنىٍّ : فَعَدَلَ إلى القَضَاءِ
بِأَنَّها مِنْ ياءٍ ولَسْتُ أرى بما أنكره أبو عَلِىٍّ عَلَى أبى الحسنِ بَأْسًا
، وذلِكَ أَنَّ أبا عَلِىٍّ ، وإِنْ كانَ كَرِهَ ذلِكَ لِئَلَّا تَصيرَ حُروفُها
كُلُّها واواتٍ ، فإنَّه إذا قَضَى بأَنَّ الأَلِفَ مِنْ ياءٍ لِتَخْتَلِفَ
الحروفُ فَقَد حَصَلَ بعدَ ذلكَ معه لَفْظٌ لا نَظِيرَ لَهُ ؛ أَلا تَرى أَنَّهُ
ليْسَ فى الكَلامِ حَرْفٌ فاؤُهُ وَاوٌ ولامُهُ وَاوٌ إِلا قَوْلُنا : وَاوٌ؟
فإِذا كانَ قَضاؤُه بأَنَّ الأَلِفَ مِنْ ياءٍ لا يُخْرجُهُ مِنْ أَنْ يكونَ
الحرفُ فَذّا نادرًا لا نَظِيرَ لَهُ ، فَقَضَاؤُه بأَنَّ العينَ وَاوٌ أيضًا
ليْسَ بِمُنْكَرٍ ، ويُعَضِّدُ ذلكَ أَيْضًا شَيْئَانِ ؛ أَحَدُهُما : ما وَصَّى
به سيَبَويْه ، مِنْ أَنَّ الأَلِفَ إذا كانتْ فى مَوْضِعِ العَيْنِ فَأَنْ تكونَ
مُنْقَلِبَةً عَنِ الواوِ أكْثَرُ مِنْ أَنْ تكونَ مُنْقَلِبَةً عنِ الياءِ.
والآخر : ما
حكاه أبو الحَسَنِ من أَنَّه لم يَسْمَعْ عَنْهم فيها الإِمَالةَ ، وهذا أيْضًا
يؤكِّدُ أنها مِنَ الواوِ ؛ قالَ : ولأبى عَلِىٍّ أَنْ يقولَ ـ مُنْتَصِرًا لكون
الألفِ مُنْقَلِبَةً عن ياء ـ إِنَّ الذى ذَهَبْتُ أنا إليهِ أَسْوَغُ وأَقَلُّ
فُحْشًا مِمَّا ذَهَبَ إِلَيْه أبو الحَسَنِ ، وذلِكَ أَنِّى وإِنْ قَضَيْتُ
بأَنَّ الفَاءَ واللامَ وَاوَانِ ، وكان هذا مِمَّا لا نَظِير له ، فإنِّى قَدْ
رَأَيْتُ العرب جَعَلتِ الفاءَ واللامَ مِنْ لَفْظٍ واحِدٍ
كثيرًا ؛ وذلِكَ نَحْوُ : سَلِسَ وقَلِقَ وجَرِجَ ودَعْدٍ وفَيْفٍ ، فَهَذا
وإِنْ لم يَكُنْ فيهِ واوٌ فإنَّا وَجَدْنا ياءَهُ ولامَهُ مِنْ لَفْظٍ واحدٍ.
وقالوا أيضًا
فى الياءِ ـ التى هى أخت الواو : يَدَيْتُ إِلَيهِ يَدًا ولَمْ نَرَهُمْ جَعلُوا
الفاءَ والعَيْنَ واللامَ جَميعًا مِنْ مَوْضِعٍ واحِدٍ ، لا مِنْ وَاوٍ ولا مِنْ
غيرها ؛ قال : فَقَدْ دَخَل أبو الحَسنِ مَعِى فى أَنِ اعْتَرفَ بأَنَّ الفاء
واللامَ وَاوانِ ، إذ لم يَجِدْ بُدّا مِنَ الاعْترافِ بذلكَ ، كما أَجِدُهُ أنا ،
ثُمَّ إِنَّهُ زادَ عَلى مَا ذَهَبْنا إليهِ جَميعًا شيئًا لا نَظِيرَ له فى
حَرْفٍ مِنَ الكلامِ الْبَتَّةَ ، وهو جَعْلُه الفاءَ والعَيْنَ واللامَ مِنْ
مَوْضِعٍ واحدٍ ، فأمَّا مَا أَنْشَدَهُ أبو عَلىٍّ مِنْ قولِ هندٍ بنْتِ أبى
سفيانَ ـ تُرَقِّصُ ابنها عبد اللهِ بنَ الحارثِ :
لأُنْكِحَنَّ
بَبَّهْ
|
|
جَارِيَةً
خِدَبَّهْ
|
فإنَّما بَبَّهْ حِكايَةُ الصَّوْتِ الذى كانت تُرَقِّصُه عليهِ ، وليسَ
باسمٍ ، وإنَّما هَوَ كَقَبْ لصَوْتِ وَقْعِ السَّيْفِ ، وطِيخْ للضَّحِكِ ،
وَدَدِدْ لصَوْتِ الشَّىءِ يَتَدَحْرَجُ ؛ فإنَّما هذه أصْوَاتٌ ليْسَتْ تُوزَنُ
ولا تُمَثَّلُ بالفِعْلِ بِمَنْزِلَةِ صَهْ ومَهْ ونَحْوِهما ؛ قال ابنُ جِنىٍّ :
فَلأَجْلِ مَا ذَكَرْناهُ من الاحْتِجَاجِ لمذْهَبِ أبى علىٍّ تَعَادَل عندنا
المَذْهَبانِ أَوْ قَرُبا مِنَ التَّعادُلِ ، ولو جَمَعْتَ واوًا عَلَى أَفْعالٍ
لقُلْتَ ـ فى قَوْلِ مَنْ جَعَلَ أَلِفَها مُنقَلِبَةً من واوٍ ـ أَوَّاءٌ ،
وأَصْلُها : أَوَّاوٌ ، فلمَّا وَقَعَتِ الوَاوُ طَرَفًا بَعْدَ أَلفٍ زائِدَةٍ
قُلِبَتْ أَلِفًا ثُمَّ قُلِبَتْ تِلكَ الأَلِفُ هَمْزَةً ، كما قُلْنا فى
أَبْنَاءٍ وأَسْماءٍ وأَعْداءٍ وإنْ جَمَعَها عَلَى أَفْعُلٍ قال فى جَمْعِها : أَوٍّ ، وأصْلُها : أَوُّوٌ ، فلمَّا وَقَعَتِ الواوُ طَرَفًا
مَضْمومًا مَا قَبْلَها أَبْدَل مِنَ الضَّمَّةِ كَسْرَةً ومِنَ الواوِ ياءًا ،
وقالَ : أَوٍّ كَأَدْلٍ وَأَحْقٍ ، ومَنْ كانَتْ أَلِفُ وَاوٍ عنَدهُ
من ياءٍ ، قال ـ إذا جَمَعَها على أَفْعَالٍ : أيَّاءٌ ، وأَصْلُها عِنْدَه :
أَوْيَاوٌ ، فلمَّا اجْتَمَعَتِ الواوُ والياءُ وسَبَقَتِ الواوُ بالسُّكونِ
قُلِبَتْ الواوُ ياءًا وأُدْغِمَتْ فى الياءِ التى بَعْدَها ، فَصَارَتْ : أيَّاءٌ
كما ترى. وإِنْ جَمَعَها على أَفْعُلٍ قال : أَىٍّ ، وأَصْلُها : أَوْيُوٌ ،
فلمَّا اجتَمَعَتِ الواوُ والياءُ وسَبَقَتِ الواوُ بالسُّكونِ قُلِبَتِ الواوُ
ياءًا وأُدْغِمَتِ الأُولى فى الثَّانيةِ ، فصارَتْ : أيُّوْ ، فلَمَّا وَقَعَتِ
الواوُ طَرَفًا مَضْمُومًا ما قَبْلَها أُبْدِلَتْ من الضَّمَّةِ كسْرَةٌ ، ومن
الواوِ ياءٌ ، على ما ذَكَرْناهُ الآنَ ، فصار التَّقْدِيرُ : أَيِّىْ ، فَلمَّا
اجْتَمَعتْ ثَلاثُ ياءاتٍ ، والوُسْطَى مِنْهُنَ
__________________
مَكْسورَةٌ ، حُذِفَتِ الياءُ الأخِيرَةُ ، كما حُذِفَتْ فى تَحْقِيرِ
أَحْوَى أُحَىٍّ ، وأَعْيا أُعَىٍّ ، فكذلك قُلْتَ أنتَ أَيْضًا : أَىٍّ كأدْلٍ.
وحكى ثَعْلَبٌ أَيْضًا أَنَّ بَعْضَهُمْ يَقولُ : أَوَّيْتُ
واوًا حَسَنَةً ،
يَجْعَلُ الواوَ الأُولَى هَمْزَةً لاجْتِماعِ الواواتِ.
قال ابن جنىٍّ
: وتُبْدَلُ الواوُ مِنَ الباءِ فى القَسَمِ لأَمْرَيْنِ ، أَحَدُهما :
مُضَارَعَتُها إِيَّاها لَفْظًا ، والآخَرُ : مُضَارَعَتُها إيَّاها مَعْنًى ؛
أَمَّا اللَّفْظُ فَلأنَّ البَاءَ مِنَ الشَّفَةِ كما أَنَّ الواوَ كذلكَ ،
وأَمَّا المعنى فَلأَنَّ الباءَ للإِلْصاقِ والواوَ للاجْتِمَاعِ ، والشَّىءُ إذا
لاصَقَ الشَّىءَ فَقَدِ اجْتَمَعَ مَعَهُ.
* * *
تم جميع
الديوان بحمد الله ومنّه
وافقَ الفَراغُ من نَسْخِهِ يومَ
الأربعاء حَادِىَ عشر ذِى الحَجَّةِ
سنةَ خَمْسٍ
وسَبْعينَ وسِتِّمائَةٍ على يدِ محمد بن زيد عفا اللهُ عنه
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وصَلوَاتُه على سيِّدِ المرسَلينَ محمدٍ خاتمِ
النَّبيينَ
وعلى آلِهِ
وصحبِهِ أجمعينَ وسلامُه
* * *
|