بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

مقدمة المحقق

منذ أن قامت الجامعة العربية بالعمل فى تحقيق هذا السفر العظيم ، وقرّاء العربية لا سيما المتخصصون منهم يتلقفون أجزاء هذا الكتاب واحداً تلو الآخر ، حتى إذا ما بلغ عدد هذه الأجزاء سبعة ـ وطال بالقراء والدارسين انتظار طويل ، حتى يئسوا أو كادوا من إتمام هذا الكتاب ، واكتمال صرحه العظيم ـ راودنى حلم بإكمال تحقيق هذا السفر الكبير ، ولقد كان هذا الحلم يراودنى ويراود غيرى من الباحثين كذلك ، لا سيما كلما تطلع المرء إلى البحث عن لفظة من غريب العربية ، فيقلب أجزاء المحكم السبعة فلا يجدها فيه.

وشاء العليم القدير أن يتحول هذا الحلم إلى حقيقة حينما عهدت إلىّ دار الكتب العلمية بإتمام تحقيق هذا الكتاب.

وعملت على الفور فى نسخ بقية أجزاء الكتاب وتحقيقه وضبطه.

وقد أشار علىّ قيّم دار الكتب العلمية بالاعتناء بالكتاب كلّه تحقيقاً وضبطاً وتخريجاً لشواهده وشرحاً لغريبه وترجمة لأهم أعلامه وغير ذلك ، حتى يخرج الكتاب كلّه فى ثوب متجانس.

ونظراً لندرة وجود الكتاب بأجزائه الأولى فقد ارتأى صاحب دار الكتب العلمية ضرورة طبع الكتاب كله وإخراجه جملة واحدة لئلا نعوز القارئ إلى البحث والتفتيش عن الأجزاء السبعة الأولى إذا لم تكن لديه ؛ فإن كانت عنده كان بوسعه أن يستكمل بقية أجزاء الكتاب التى لم تصدر بعد ، أو لم يتمكن من الحصول عليها.

وفى أثناء عملنا بهذا الكتاب عاد للجامعة العربية نشاطها فاستأنفت العمل فى استكمال أجزاء الكتاب بعد الجزء السابع.

ومع ذلك فقد أسعفتنا عناية المولى سبحانه فتمكنا من إنهاء تحقيق الكتاب كاملا بجميع أجزائه ، وإخراج ما كان مخطوطا منه حبيسا بمعهد المخطوطات وغيره من الدور ، فانتهيت من تحقيق الكتاب كاملا ودفعته إلى الناشر لطباعته ـ بحمد الله تعالى ـ قبل أن ينتهى معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية من إكمال تحقيق بقية أجزاء الكتاب.

ولكن لا يسعنا فى هذا المقام إلا أن نسجل الشكر والعرفان والتقدير لهذه الهيئة العظيمة المتفانية فى خدمة العربية وسائر العلوم أقصد معهد مخطوطات جامعة الدول العربية ؛ فإن


لهم أكبر الفضل فى إخراج هذا السفر العظيم إلى النور لقراء العربية ودارسيها ؛ وذلك بما لهم من فضل السبق فى إخراج وتحقيق أجزائه الأولى ، وبما لهم من فضل فى تيسير تصوير مخطوطات أجزائه الأخيرة لنا.

أما عن هذا الكتاب ومنهاج ابن سيده فى تصنيفه ، فنقول : إن ابن سيده قد سلك فى تأليف هذا الكتاب طريقة الخليل فى كتاب العين (١) ، تلك الطريقة التى تعتمد على ترتيب الحروف وفقا لمخارجها بدءا من الأبعد وانتهاء بالأقرب ، فكان ترتيبه كالتالى :

(ع ح هـ خ غ ق ك ج ش ض ص س ز ط ت د ظ ذ ث ر ل ن ف ب م ء ى و ا).

ومن ثم بدأ كتابه بكتاب العين ، ويضم كتاب العين كل المواد اللّغوية التى تكون العين من حروفها ، سواء أكانت حرفها الأول أم الأوسط أم الأخير.

ويضم كتاب الحاء جميع المواد اللغوية التى تشتمل على الحاء ، فى أى مكان منها ، بشرط ألا تكون قد وردت فى كتاب العين السابق ، وهكذا فى بقية الكتب.

وصنف بعد الخليل عدد من المعاجم اتبع أصحابها منهج الخليل فى كتابه العين على الجملة مع محاولة التعديل والتغيير بعض الشىء داخل الأبواب التى ضمتها تحت كل كتاب. وقد أفاد صاحب المحكم من هذه المعاجم التى اتبعت ترتيب الخليل وأضافت إليه.

وأهم هؤلاء الذين أفاد منهم ابن سيده فى محكمه :

١ ـ أبو على القالى صاحب كتاب البارع.

٢ ـ أبو منصور الأزهرى صاحب كتاب التهذيب.

٣ ـ الصاحب بن عبّاد صاحب المحيط.

٤ ـ أبو بكر محمد بن الحسن الزّبيدى ، صاحب مختصر العين.

ويهمّنا أن المحكم أفاد من جميع هذه التغييرات والتطوّرات التى حدثت قبله ، والتزم ما رآه أحسنها وأدقها. فقسّم كلّ كتاب إلى الأبواب التالية : الثنائى المضاعف الصحيح ، ثم الثلاثى الصحيح ، ثم الثنائى المضاعف المعتلّ ، ثم الثلاثى المعتلّ ، ثم الثلاثى اللّفيف ، ثم الرباعىّ ، ثم الخماسىّ. وأراد بالثنائىّ المضاعف ما ندعوه اليوم الثلاثى المضاعف ، مثل « شدّ ». وقد أخذ ابن سيده هذا التّقسيم كله من الزّبيدىّ ، الذى اتبعه فى مختصره للعين ، ثم زاد عليه باباً ذكره فى مواضع قليلة نادرة ، ودعاه مرّة السداسىّ ، وأخرى الملحق

__________________

(١) سبق الحديث بالتفصيل عن طريقة الخليل فى ترتيب كتاب العين فى مقدمة تحقيقنا لكتاب العين طبعة دار الكتب العلمية.


بالسداسىّ. ووضع فيه ألفاظاً أعجمية وأسماء أصوات. وذلك أمر لا يوافقه عليه الصرفيون ، إذ يذهبون إلى أنه لا توجد ألفاظ سداسية الأصل ، وأن الألفاظ الأعجمية لا يصحّ وزنها ، لأن الوزن خاصّ بالعربية.

ثم رتّب المؤلّف الموادّ فى داخل الأبواب ، وفقا لما تتألّف منه من حروف ، ووفقا لما تتصرّف إليه ، وتتقلّب فيه من وجوه أو تقاليب. فبدأ كتاب العين مثلاً بباب الثّنائىّ المضاعف ، وبدأ هذا الباب بالعين حين تتّصل بالحاء ، فوجدهما لا يأتيان فى كلمة عربية ثنائية مضاعفة ، فانتقل إلى العين مع الهاء ، فوجد « عه » ومقلوبها « هع » ؛ ثم انتقل إلى العين مع الخاء ، فوجد « خع » ولم يجد مقلوبها « عخ » ؛ ثم انتقل إلى العين مع القاف ، فوجد « عق » ومقلوبها « قع ». وهكذا فرض عليه منهجه أن ينتقل بالعين إلى بقية الحروف ، على الترتيب الذى ذكرناه ، وبحث كل حرف يتركّب معها ، وجميع الصّور التى تقع فى هذا التركيب.

وكذا فعل فى بقية الأبواب. فقد بحث فى باب الثلاثى الصحيح العين ، هل تتألف مع الحرف الذى يليها وهو الحاء ، ومعهما حرف ثالث ، فلم يجد. فانتقل بالعين إلى الحرف الذى يلى الحاء وهو الهاء ، فوجد أنهما اقترنا معا. فسار بهما معاً إلى الحرف الذى يليهما وهو الخاء ، فوجد أنهما لا يأتيان معه. فانتقل إلى الحرف الذى يليه وهو الغين ، فوجد أنهما لا يأتيان معه. فانتقل بهما إلى القاف ، فوجد أن اللغة تشتمل على ألفاظ من هذا الثلاثىّ ، هى « عهق » ، ومقلوبه « هقع » ، فعالجهما ، ولم يجد بقية التقاليب الممكنة ، وهى « عَقَهَ ، هَعَقَ ، قَعَهَ ، قَهَعَ » فأهملها. ثم انتقل بالعين والهاء إلى الحرف الذي يلى القاف ، وهو الكاف ، فوجد اللغة تحتوى على ألفاظ مؤلّفة منها ، وهى « هكع » ، ولكنه لم يجد لها أىّ مقلوب. وهكذا انتقل بالعين والهاء حتى أتى على جميع الحروف الصحيحة ، ثم أهمل الحروف المعتلة ، لأن موضعها فى باب الثلاثىّ المعتلّ. وانتقل إلى العين مع الحرف الذى يلى الهاء ، وهو الخاء ، وبحث عنهما مركَبين مع القاف ، فالكاف ، فالجيم ... إلخ. ثم بحث عن العين مع الغين مقترِنَين بالقاف فالكاف فالجيم ... إلخ. وهلمّ جَرّا فى بقية الحروف ، وبقية الأبواب. وهذا الترتيب كله موجود بجميع تفاصيله فى مختصر العين للزّبيدىّ.

ويجدُر بنا أن نُوجِّهَ النظر إلى أن أبواب الثنائىّ المضاعف : الصحيح منها والمعتلّ ، تختلف عن بقية الأبواب قليلاً ، إذ لم يملأها المؤلِّف بالمقلوبات وحدها ، بل جعل فيها أقساما خاصَّة بالثنائى المخفّف ، مثل مِن وصَه ، وبالمضاعف الفاء واللام ، مثل كَعك وهِيه ،


وبالمضاعف الفاء والعين مثل هَوْهاء ، إلى جانب نثره للمضاعف الرباعىّ فيها. وهذا التقسيم متَّبع أيضاً فى مختصر العين للزبيدىّ.

وإذن فابن سِيدَه ، التقط منهجه المحكم ، الذى يعتبر أدق منهج التزمته المعاجم التى سارت وفق كتاب العين للخليل من مختصر العين للزبيدى وأحسن تطبيقه فى معجمه الكبير بعد أن كان مطبَّقاً على معجم مختصر وتطلَّع ابن سيده إلى جانب الترتيب والتقسيم اللذين سبق توضيحهما ، إلى منهج آخر جدير بالإعجاب كله ، أراد تطبيقه على المواد التى أدخلها فى معجمه. وفصَّل القول فى مقدمته عن هذا المنهج وتفاصيله. وبالرّغم أن ابن سِيده لم يف بجميع تفاصيل هذا المنهج وفاء تامّا ، نحبّ أن نبين هذا المنهج هنا ، لأنه يمثِّل الصورة التى كان يستشرف إليها المؤلف ، لتكون صورة معجمه.

يقوم هذا المنهج على ثلاث شُعَب : حذف أمور ، وتنبيه على أمور ، وتمييز بين أمور متشابهة.

أما الحذف فللمشتقَّات القياسية ، لاطرادها ، والأمور التى تُفهم من سياق العبارة ، قال المؤلف عن كتابه : « ومن طريف اختصاره ، ورائق بديع نظم تِقصاره : أنى إذا ذكرت مِفْعَلا لم أذكر « مِفْعالا » ، لعلمى أن كل مِفْعل مقصور عن مِفْعال ، على ما ذهب إليه الخليل. ولذلك صحَّت العين من مِفْعل إذا كانت واواً أو ياء ، نحو مِجْوب ومِخْيَط ، لأنهما فى نية مِجْواب ومخياط.

ومنه أى لا أذكر ( افعالّ ) إذا ذكرت ( افعلّ ) من الألوان ، لأن كل ( افعلّ ) عند سيبويه من الألوان محذوفة من ( افعالّ ) إيثار التخفيف.

ومنه أى إذا ذكرت فُعَلِلاً أو فَعَلِلاً لم أذكر « فُعالِلا » ولا « فَعالِل » ، نحو عُلَبِط وجَنَدل ، وذلك لأن كل « فُعَلِل » مقصور من « فُعالِل » ، وكل « فَعَلِل » مقصور عن « فَعالِل » ، لأنه ليس من كلامهم التقاء أربع متحرّكات وضعا ، إلا بعد توسُّط الحذف ... (١).

وأما التنبيه على أمور فمن أمثلته :

قوله فى المقدّمة : « ومن أغرب ما تضمنه هذا الكتاب ، أن يكون الاسم يُكسَّر على بناء من أبنية أدنى العدد أو أكثره ، لا يتجاوزه إلى غيره. فإذا جاء مثل هذا ، قلنا : إنه لا يكسَّر على غير ذلك ، وذلك نحو الأفئدة ، والأذرع ، والأكُفّ ، والأقدام ، والأرجُل ، فإنه لا يكسر واحد من هذه عند سيبويه ، على غير هذه الأبنية الدالة على أدنى العدد وإن عُنِى به الكثير.

__________________

(١) انظر مقدمة المحققين لكتاب المحكم ص ( ١٦ ـ ١٨ ) ط. معهد المخطوطات العربية ، بتصرف يسير.


ومنه التنبيه على شاذّ النسب ، والجمع ، والتصغير ، والمصادر ، والأفعال ، والإمالة ، والأبنية ، والتصاريف ، والإدغام ...

ومنه أنى إذا رأيت صيغة مفعول لا فعل له ، أشعرت بذلك ، نحو مُدَرْهَم ، ومَفْئُود ، أعنى الجبان ، لا المصاب الفؤاد ، وماء مَعِين فى قول بعضهم. فإن كان له فعل غير متعدّ أعلمت به ، وقلت : إنه لم يُصَغ لفظ مفعول منه ، نحو ما حكاه الفارسىّ من قول العرب : دَرْهَمَتِ الخُبَّازَى ، أى صارت على شكل الدرهم ...

ومنه أنى إذا رأيت فعلاً لا مصدر له ، أشعرت بمكانه ، وذلك نحو يَذَرُ ويَدَع ، فإنى أقول فى مثل هذا : وليس لهذا مصدر. وكذلك إن لم يكن للفعل ماض أعلمت به أيضا ، وذلك كهذين الفعلين اللذين لا مصدر لهما ، فإنه لا ماضىَ لهما. فإن كان للفعل مصدر قد عُوّض إياه من غير لفظه. قلت : لا مصدر له إلا هذا ، نحو ما حكاه سيبويه من قولهم : هو يَدَعُه تركا ».

وقال المؤلف عن تمييز المشتبهات : « ومن غريب ما تضمنَّه هذا الكتاب ، تمييز أسماء الجموع من الجموع ، والتنبيه على الجمع المركَّب ، وهو الذى يسمِّيه النحويون جمع الجمع ، فإن اللُّغويين جمّا لا يميزون الجمع من اسم الجمع ، ولا ينبهون على جمع الجمع.

ومن طريف ما اشتمل عليه هذا الكتاب ، الفرق بين التخفيف البَدَلىّ ، والتخفيف القياسىّ ، وهو نوعا تخفيف الهمز ، كقولى : إن قول العرب أخْطَيْت ليس بتخفيف قياسىّ ، وإنما هو تخفيف بَدَلىّ محض ، لأن همزة أخطأت همزة ساكنة قبلها فتحة ، وصورة تخفيف الهمزة التى هَذِى نِصْبَتُها ، أن تُخلَص ألفاً محضة ، فيقال : أخْطَات ، كقولهم فى تخفيف كأس : كاس ... وهذا الذى أبَنْتُ لك ، فى أخطيت ونحوه ، باب لطيف قد نبا عنه طبع أبى عبيد وابن السّكِّيت وغيرهما من متأخِّرى اللغويين. فأما قدماؤهم فأضيق باعا ، وأنْبَى طباعا ...

ومما انفرَد به كتابنا ، الفرق بين القلب والبدل ، وعَقْد اسم الفاعل بالفعل إذا كان جارياً عليه ، بالفاء ؛ وعقده إذا لم يك جارياً عليه ، بالواو ، وذلك لسبب دقيق فلسفىّ ، لطيف خفىّ نحوىّ ...

ومن ذلك أن أفرّق بين الفعل المنقلب عن الفعل ، وبين الفعل الذى هو لغة فى الفعل ، وليس بمنقلب عنه ، بوجود المصدر وعدمه ، كجَذَب وجَبَذ ، فإنهما لغتان ، لأن لكلّ واحد منهما مصدرا ، وأما يَئِس وأيِس ، فالأخيرة مقلوبة عن الأولى ، لأنه لا مصدر لأيس ؛ ولا


يُحتجّ بإياس : اسم رجل ، فإنه فِعال من الأَوْس ، وهو العطاء ، كما يسمَّى الرجل عطيَّة ، وهبة الله ، والفضل ... ».

وقد أخذ المصنف على نفسه فى مقدمة كتابه أن يلتزم الاختصار وتنظيم المادة ، وتقريب التأليف ، وتهذيب التصنيف حيث يقول :

« إن كتابنا هذا مشفوع المِثْل بالمثل ، مقترن الشكل بالشكل ، لا يفصل بينهما غريب ، ولا أجنبىّ بعيد ولا قريب ، مهذَّب الفصول ، مرتَّب الفروع بعد الأصول ... هذا إلى ما تحلى به من التهذيب والتقريب ، والإشباع والاتساع ، والإيجاز والاختصار ، مع السَّلامة من التَّكرار ، والمحافظة على جمع المعانى الكثيرة ، فى الألفاظ اليسيرة ...

ومن بديع تلخيصه ، وغريب تخليصه ، أنى أذكر صيغة المذكر ، ثم أقول : والأنثى بالهاء ، فلا أُعيد الصيغة ، وإن خالفت الصيغة ، أعلمت بخلافها إن لم يكن قياسيّا ، نحو بِنْت أو أخت ..

وفى كتابى هذا أشياء من الاختصار وتقريب التأليف وتهذيب التصنيف ، ما لو ذكرته لكان فيه سِفْر جامع ، ولكنى بهذا الذى أرَيْت منه قانع ».

ولكن بمطابقة هذا المذكور بكتاب المصنف نجد أنه لم يستطع التزام ما ألزم به نفسه فى مقدمته.

وكان أعظم سبب عاقه عن تحقيق ذلك ، هو : « اعتماده على المراجع اللغوية السابقة عليه ، واغترافه موادّه منها ، وهى لا تلتزم نظاماً شبيهاً بالنظام الذى كان يضعه نصب عينه » (١).

ولكننا نستطيع أن نقرر أنه قد التزم ذلك ـ فيما تفرد به ولم ينقله عن غيره ـ إلى حدٍّ كبير.

وقد سرد المؤلف فى مقدمته أسماء المعاجم والكتب التى استعان بها فى تأليف محكمه وقد نقل منها بالنص فى أكثر الأحيان ، مما يدل على ما سبق.

بقى أن نقول : إن محكم ابن سيده يعد أحسن المعاجم التى التزمت منهج الخليل فى العين ، من حيث ترتيب مواده ، ووجازة تعبيراته وألفاظه ، ومن حيث ما اشتمل عليه من علوم النحو والصرف والعروض وغير ذلك ؛ حيث ظهرت براعة المؤلف واضحة فى تلك العلوم حتى ليخيل إليك فى بعض الأحيان أنك لست فى معجم لغوى بل فى كتاب من

__________________

(١) من مقدمة محققى المحكم ( ص ٢٢ ).


كتب الصرف أو النحو أو العروض وذلك حينما يستطرد المؤلف فى عرض المسائل النحوية والصرفية خاصة لأدنى ملابسة تعرض له ليفيض علينا من علمه الذى كان يعتز به ، والذى يرى أن علم اللغة والمعجم الذى برع فيه وذاع صيته بسببه أنه إذا ما قورن بعلومه الأخرى فى النحو والصرف والعروض والقافية والمنطق وغيرها لظهر أنه أقل بضائعه ، وأيسر صنائعه ، وذلك حيث يقول فى مقدمته : « إنى أجد علم اللغة أقلّ بضائعى ، وأيسر صنائعى ، إذا أضفته إلى ما أنا به من علم حقيقِ النحو ، وحُوشِىّ العروض ، وخفىّ القافية ، وتصوير الأشكال المنطقية ، والنَّظر فى سائر العلوم الجَدَلية ».

سبب تأليفه لكتاب المحكم :

الذى يظهر من مقدمة ابن سيده للمحكم أن « الموفق » أراد تصنيف كتاب فى اللغة لكن لاشتغاله بأمور السياسة والإدارة أمر ابن سيده بتصنيفه.

صعوبته :

قال ابن سيده فى مقدمة المحكم : « وليست الإحاطة بعلم كتابنا هذا إلا لمن مهر بصناعة الإعراب وتقدم فى علم العروض والقوافى ».

ولصعوبة طريقته ذكر صاحب كشف الظنون (١) أنه رتبه على نسق حروف أوائل كلمات هذه الأبيات :

علقت حبيبا هنت خيفة غدره

قليل كرى جفن شكا ضر صده

سبا زهوه طفلا ديانة تائب

ظلامته ذنب توى ربع لحده

نواظره فتاكة بعميده

ملاحته أجرت ينابيع وجده

ونظم ناصر الدين محمد بن قرناص أيضا فى ترتيب حروفه هذه الأبيات :

عليك حروفاً هن خير غوامض

قيود كتاب جل شأنا ضوابطه

صراط سوى زل طالب دحضه

تزيد ظهوراً إذ تناءت روابطه

لذلكم نلتذ فوزا بمحكم

مصنفه أيضاً يفوز وضابطه

تهذيبه :

هذبه صفى الدين محمود بن محمد الأرموى العراقى المتوفى سنة ٧٢٣.

__________________

(١) كشف الظنون ( ٢ / ١٦١٦ ، ١٦١٧ ).


أيهما كان أولاً؟

مما أثار انتباه بعض الباحثين أن ابن سيده ذكر كتابه المحكم فى كتابه المخصص (١) وذكر كتابه المخصص فى كتابه المحكم فأيهما كان أولاً؟

إذا نظرنا إلى كلامه فى مقدمة المحكم نستشعر أن المخصص كان أولاً إذ يقول : « وألفت كتابى الملخص ، الذى سميته « المخصص » وهو على التبويب فى نهاية التهذيب ... ثم أمرنى بالتأليف على حروف المعجم فصنفت كتابى الموسوم بـ « المحكم ». وقال فى موضع آخر : « وقد ذكرت فساد بنائه فى كتابى الموسوم بالمخصص ».

أما ذكره للمحكم فى المخصص فهو قوله (٢) : « لما وضعت كتابى الموسوم بـ « المحكم » مجنساً ».

فذهب صاحب كشف الظنون (٣) إلى أن ابن سيده صنف المخصص قبل المحكم وقد ذكر فى أوله أنه على ترتيبه.

لكن لعل الذى يترجح ما ذهب إليه الأستاذ محمد الطالبى حيث قال : « نعتقد أن ابن سيده قد شرع فى المصنفين فى آن واحد. والذى يحملنا على هذا الاعتقاد ، هو أن المادة واحدة ، وأن ما أعده الكاتب من جذاذات ومراجع ، فإنه كان يستثمره فى كلا الكتابين على السواء ؛ فإن مصادر الكتابين لا تكاد تختلف ... على أنه إن شرع الكاتب فى الكتابين فى وقت واحد ، واستغل مراجع واحدة بطرق مختلفة ، فلا شك أنه قد انتهى من المخصص وأتمه قبل الانتهاء من معجمه الموسع (٤).

__________________

(١) انظر المخصص ( ١ / ١٠ ).

(١) انظر المخصص ( ١ / ١٠ ).

(٢) كشف الظنون ص ١٦٣٩.

(٣) انظر مقدمة محققى المحكم. ط. معهد المخطوطات العربية. ص ١١ ، نقلاً عن كتاب المخصص لابن سيده دراسة ـ دليل.


منهجنا فى تحقيق الكتاب

١ ـ استكملنا نسخ المخطوط من حيث انتهى معهد المخطوطات.

٢ ـ قمنا بمقابلة المنسوخ على ما تيسر لنا من النسخ الخطية المذكورة.

٣ ـ تخريج الشواهد القرآنية فى جميع الكتاب.

٤ ـ تخريج الشواهد الحديثية فى أهم المصادر مع بيان الحكم ما أمكن.

٥ ـ تخريج الشواهد الشعرية المذكورة فى جميع الكتاب فى دواوينها الأصلية إن وجدت أو فى مصادرها فى كتب الأدب واللغة ، وقد اعتنينا بتتبع ورود تلك الشواهد فى المعاجم اللغوية الأخرى على كثرتها لما فى ذلك من فائدة يعرفها باحث اللغة والمعجم.

٦ ـ قمنا بشرح الغريب فى مقدمة المصنف وفى كلامه ، وفيما تدعو إليه الحاجة من الشواهد الشعرية.

٧ ـ قدمنا بترجمة للمصنف ، ومنهجه فى الكتاب.

٨ ـ الفهارس الشاملة لترتيب مواد الكتاب كله على الترتيب الألفبائى المعهود تيسيراً على الدارسين من المتخصصين وغير المتخصصين.

٩ ـ الفهارس الشاملة لجميع الشواهد الواردة بالكتاب فى القرآن ، والحديث ، والأمثال ، والشعر ، والرجز.

* * *


ترجمة ابن سيده صاحب المحكم

اسمه وكنيته :

هو أبو الحسن على بن إسماعيل بن سيده المرسى الضرير ، المعروف بابن سيده.

وهناك اختلاف فى اسم أبيه فقيل : اسم أبيه إسماعيل ، وقيل : محمد ، وقيل : أحمد.

وأكثر ما وقفت عليه من المراجع أن اسم أبيه إسماعيل ثم يذكر بعضهم الخلاف ، إلا السيوطى فقد ذكر أولاً أحمد ثم ذكر الخلاف إلا أنه لما ترجم لأبيه ترجم له فى إسماعيل.

وقد حرر الحافظ ابن حجر فى لسان الميزان الخلاف فقال بعد أن سماه على بن إسماعيل : « هكذا سمى أباه ابن بشكوال ، وسماه الحميدى : أحمد » (١).

ولقد نص ابن حجر فى تبصير المنتبه على أن « سيده » بالتخفيف ـ أى تخفيف الياء ـ وبالكسر ـ أى كسر السين. وقد نصُّوا كذلك على أن « سيده » بالهاء (٢).

مولده ومحل نشأته :

ولد ابن سيده عام ٣٩٨ هـ / ١٠٠٧ م كما فى الأعلام فى « مُرْسِية » وهى محلة من مملكة « تُدْمير » فى شرق الأندلس ، و « مرسية » من بنيان عبد الرحمن بن الحكم المروانى سلطان الأندلس ، و « مرسية » أخت « إشبيلية » ، هذه بستان شرق الأندلس ، وهذه بستان غربها ، قد قسم الله بينهما النهر الأعظم ، ولمرسية مزية تيسير السقيا منه ، ولمرسية فضل ما يصنع فيها من أصناف الحلل والديباج ، وهى حاضرة عظيمة شريفة المكان كثيرة الإمكان ، قال الحضرمى : كما يتجهز الفارس من تلمسان كذلك تتجهز العروس من مرسية (٣).

صفته :

كان ابن سيده ضرير البصر ، واشتهر بذلك حتى لقب به فصار من يترجم له يقول : ابن سيده الأعمى ـ كما فى المغرب ـ أو الضرير ـ كما فى السير والبغية وغيرهما.

__________________

(١) هذا وقد وقع فى تذكرة الحفاظ : « أبو الحسن على بن إسماعيلى بن سيده ... » ولم يذكر أحد ذلك فلعله تصحيف.

(٢) الذى وقفت عليه فى ترجمته أن « سيده » بالهاء ، إلا فى لسان الميزان فهى بالتاء « سيدة » وهى تصحيف لأنه ذكرها فى تبصير المنتبه بالهاء ، ولم أقف على من ضبط « سيده » بالهاء بالحروف.

(٣) المغرب فى حُلى المغرب ( ٢ / ٢٣٩ ـ ٢٤٦ ).


قال أبو عُمر الطَّلَمَنْكى : « دخلت مرسية فتشبث بى أهلها ليسمعوا على « غريب المصنَّف » فقلت : انظروا من يقرأ لكم ، وأمسك أنا كتابى ، فأتونى بإنسان أعمى يعرف بابن سيده ... » قال الحميدى : كان أعمى بن أعمى.

والده :

ترجم له السيوطى فى البغية (١) قائلا : « إسماعيل بن سيده أبو بكر المرسى. الأديب الضرير ، والد مصنف المحكم ، أخذ عن أبى بكر الزبيدى ، وكان من النحاة ومن أهل المعرفة والذكاء. مات بعد الأربعمائة ».

وقال ابن حجر فى تبصير المنتبه : « لقى أبا بكر الزبيدى ، وأخذ عنه ، وكانت له معرفة ، ذكره ابن بشكوال ».

وكان أعمى أيضاً ، وقال الذهبى : وكان أبوه أيضاً لغويّا.

شيوخه :

أخذ ابن سيده عن أبيه ، وقرأ على الشيخ الإمام المقرئ أبى عمر أحمد بن محمد الطلمنكى (٢) كتاب الغريب لأبى عبيد سرداً من حفظه ، واشتغل على أبى العلاء صاعد بن الحسن البغدادى اللغوى.

وذكرت دائرة المعارف أنه أخذ عن صالح بن الحسن البغدادى ، ودرس على أبى العلاء سعيد البغدادى ، فأخشى أن يكون ذلك فيه تصحيف لما ذكرناه من مشايخه أولاً.

فضله وثناء الناس عليه :

صدر الذهبى ترجمته بقوله : « إمام اللغة » ثم قال : « أحد من يضرب بذكائه المثل ».

قال أبو عمر الطلمنكى : دخلت مرسية ، فتشبث بى أهلها ليسمعوا على « غريب المصنف » ، فقلت : انظروا من يقرأ لكم ، وأمسك أنا كتابى ، فأتونى بإنسان أعمى يعرف بابن سيده ، فقرأه على كله ، فعجبت من حفظه.

قال الحميدى : هو إمام فى اللغة والعربية ، حافظ لهما ، على أنه كان ضريراً ، وقد جمع فى ذلك جموعاً ، وله مع ذلك حظ فى الشعر وتصرف.

وقال فيه الحافظ ابن كثير : كان إماماً حافظاً فى اللغة.

__________________

(١) بغية الوعاة : ( ١ / ٤٤٨ ).

(٢) وقع فى البداية لابن كثير / ط. دار الفكر / ط. دار الكتب العلمية : « الطملكنى » وهو تصحيف انظر ترجمته فى السير ( ١٧ / ٥٦٦ ).


وقال عنه الحافظ ابن حجر : كان من أعلم أهل عصره باللغة ، حافظاً لها. ومدحه السيوطى فقال : كان حافظاً لم يكن فى زمانه أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بها ، متوفراً على علوم الحكمة. وأثنى عليه صاحب المغرب قائلاً : لا يعلم بالأندلس أشد اعتناء من هذا الرجل باللغة ، ولا أعظم تواليف ، تفخر مرسية به أعظم فخر ، طرّزت به برد الدهر ، وهو عندى فوق أن يوصف بحافظ أو عالم.

علومه وتخصصه :

كان ابن سيده فقيهاً (١) لغويّا نحويّا أديباً منطيقاً ، قال فيه السيوطى : لم يكن فى زمانه أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بها متوفراً على علوم الحكمة.

وكان له علم بالقراءات ، ولقد كان شيخه أبو عمر الطلمنكى إماماً مقرئاً ، « ويتبين من المحكم أن مؤلفه كان على جانب كبير من العلم بالقراءات ، ولعله أخذ علمه بها من إقامته بمدينة « دانية » التى اشتهرت بأن أهلها أقرأ أهل الأندلس ؛ لأن أميرها مجاهد العامرى ـ كان يستجلب القراء ، ويتفضل عليهم وينفق عليهم الأموال » (٢).

وإلى جانب دراسته اللغة والنحو والأدب عنى بالمنطق عناية طويلة ، وارتضى فيه مذهب متى بن يونس (٣). ولعل ذلك مما حدى بالسيوطى أن يقول : « متوفراً على علوم الحكمة » على اعتبار أن المشتغلين بالمنطق كانوا يسمونه بهذا الاسم. ولذا قالت عنه دائرة المعارف : منطيق. بل صرح هو باشتغاله به كما سيأتى.

وكان لابن سيده اشتغال بالشعر حتى أنه كانت بينه وبين الأمير الموفق نبوة فبعث إليه بقصيدة يعتذر فيها.

قال فى المغرب : ومن شعره قوله :

لا تضجرن فما سواك مؤمَّلُ

ولديك يحسنُ للكرام تذلُّلُ

وإذا السحاب أتت بواصل درها

فمنِ الذى فى الرِّىِّ عنها يسأل

أنت الذى عودتنا طلب المنى

لا زلت تعلم فى العلا ما يُجْهلُ

لكن أكثر شهرته فى علم اللغة حتى لقب به كما فى لسان الميزان والمغرب ، ولقد عرف

__________________

(١) لم يصفه بذلك إلا دائرة المعارف ، وسيأتى فى اعتذار ابن حجر عن الطعون الموجهة فى ابن سيده وأن ابن حجر قال : لم يكن فقيهاً.

(٢) انظر معجم البلدان لياقوت ( دانية ).

(٣) مقدمة محققى المحكم ص ٥.


ذلك هو من نفسه فقال فى مقدمته للمحكم : « أنا الجواد الخوار العنان ، المخترق للميدان ، فى غير فن من الفنون ، واليقين قاتل لخوالج الظنون ، وذلك أنى أجد علم اللغة أقل بضائعى ، وأيسر صنائعى ، إذا أضفته إلى ما أنا به من علم حقيق النحو ، وحوشى العروض ، وخفى القافية ، وتصوير الأشكال المنطقية ، والنظر فى سائر العلوم الجدلية ».

ولقد كان سيبويه مهتمّا بأن يورد كتبه الجديد ، وأن يصقل معلوماته ـ المعجمية ـ ويرتبها ـ حتى كان أسلوبه ذا طابع جديد فى كتبه (١).

وكان ابن سيده فى موسوعيته فى جمع المادة المعجمية يقف على أخطاء وزلات من سبقه من اللغويين والنحاة فنبه على شىء من ذلك فى كتبه (٢).

انتقادات موجهة إلى ابن سيده :

مع شهرة ابن سيده وفضله وثناء الناس عليه إلا أنه لم يسلم من الطعون والانتقادات.

قال اليسع بن حزم : كان شعوبيّا يفضل العجم على العرب. وحط عليه أبو زيد السهيلى فى « الروض » عند الكلام على نقض الصحيفة فقال : « تعثر فى « المحكم » وغيره عثرات يَدْمى منها الأظل ، ويدحض دحضات تخرجه إلى سبيل من ضل ، حتى إنه قال فى الجمار : هى التى ترمى بعرفة ».

وقال أبو عمرو بن الصلاح : أضرت به ضرارته.

قال الصفدى : كان ابن سيده ثقة فى اللغة حجة ، لكنه عثر فى المحكم عثرات ...

وكذلك يهم فى النسب.

وألف أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن ( أو عبد الرحمن بن عبد السلام ) المعروف بابن برْجان ردّا عليه ، بين فيه أغلاطه فى المحكم ولم يصل إلينا نقد ابن برجان ) (٣).

تفنيد هذه الطعون :

نقل هذه الطعون الذهبى فى السير وابن حجر فى لسان الميزان ، وعقبها ـ الذهبى بقوله : « قلت : هو حجة فى نقل اللغة ».

واعتذر عنه ابن حجر فقال : « والغالط فى هذا يعذر ، لكونه لم يكن فقيهاً ، ولم يحج ، ولا يلزم من ذلك أن يكون غلط فى اللغة التى هى فنه الذى يحقق به من هذا القبيل ».

__________________

(١) انظر كلام ابن سيده نفسه فى مقدمته للمحكم.

(٢) نقلاً عن مقدمة محققى طبعة المحكم ص ٢٣.


قلت : وقد يخفى على الذكى الأمور اليسيرة ، وينسى اللبيب الأشياء القليلة ، وليس هذا مدعاة باتهام الذكى بالغباء ولا الحافظ اللبيب بالنسيان والوهم.

لكن يبقى أن هذا فيه رد على كلام السهيلى وغيره. ولم أر أحداً تعرض لكلام اليسع ابن حزم بالرفض والدفاع عن ابن سيده ، غير أن الحافظ ابن حجر ترجم لليسع فى لسان الميزان فقال : « اليسع بن عيسى بن حزم الغافقى أبو يحيى : قد تكلم فى نقله ، ويظهر على عبارته مجازفة ، وله تآليف وأدب وفنون ... وله تصنيف سماه : المغرب فى محاسن المغرب » (١).

ويحسن بنا ويجمل أن نورد كلام ابن سيده نفسه ، حيث قال بعد ثنائه على كتابه المحكم : .. ولا أنكر فى كل ذلك أن تختل قضية بين خمسة آلاف ، أو حرف بين حروف عديدة أضعاف ».

علاقته بالأمراء وأثر ذلك فى مصنفاته :

ذكر الحميدى : أنه كان فى خدمة الموفق مجاهد العامرى ملك دانية (٢).

وكان الموفق مجاهد بن عبد الله ملك الجزر (٣) جليل القدر ، له غزوات فى النصارى فى البحر مشهورة ، ومن أعظم ما فتحه جزيرة سردانية الكبيرة ، وكان محبّا فى العلماء محسناً لهم ، كثير التولع بالمقرئين للكتاب العزيز ، حتى عرف بذلك بلده ، وقصد من كلّ مكان ، وشكر فى الأقطار بكل لسان.

وقد أثنى عليه ابن حيان فى كتاب المتين بهذا الشأن ، وقد وفد عليه أفراد الشعراء كإدريس بن اليمان وجلة العلماء كابن سيده.

قال ابن حيان : جمع من الكتب ما لم يجمعه أحد من نظرائه وأتت إليه العلماء من كل صقع ، فشاع العلم فى حضرته ، حتى فشا فى جواريه وغلمانه (٤).

ولما توفى هذا الأمير اتصل بخلفه ابنه الأمير إقبال الدولة (٥) ، وهو إقبال الدولة على بن

__________________

(١) لسان الميزان ( ٦ / ٣٦٧ ).

(٢) تصحفت فى لسان الميزان : دابية.

(٣) ترجمته فى المغرب ( ٢ / ٤٠١ ) ، والأعلام ( ٥ / ٢٧٨ ).

(٤) نقله د / شوقى ضيف فى تحقيقه للمغرب فى ترجمة الموفق.

(٥) فى دائرة المعارف : « بخلفه الأمير الموفق » وهو وهم. وانظر مقدمة محققى المحكم ص ٦. ط معهد المخطوطات العربية.


مجاهد (١) وكان قد حذا حذو أبيه فى الإقبال على العلماء إلا أنه كان ذلك تطبعاً لا طبعا ، وكانت همته فى التجارة وجمع الأموال.

وكانت بين ابن سيده وبين موفق الدولة نبوة ؛ ولهذا بعث إليه بقصيدة يعتذر فيها.

ولقد أثرت علاقة ابن سيده بهذين الأميرين فى مصنفاته فنراه يثنى عليهما فى كتبه :

فيقول فى أول مقدمة المحكم : « وكل بيمن « الموفق » محيى المكارم » ويقول فى آخرها : « وفاظت عن أبدانها له فيظاً من صحبة الأمير الجليل « إقبال الدولة » مولاى نثرته ... ونسأله فى أجل « الموفق » الملك الأجل ».

وقال فى مقدمة المخصص (٢) : « وتولى دولة إعمال اللفظ والقلم فى طاعة الله وسبيل المجد ، والنفع بالمال والجاه لاقتناء المجد ، واجتلاب الحمد ، حتى نفذ ما لوى من عنانى إليه ، وعوى من لسانى وجنانى عليه ، وهو المتقبل المطاع ، والمتقيّل غير المضاع ، أمر « الموفق » الأعظم ، والهمام الأكرم ... ».

مصنفاته :

قبل أن نسرد شيئاً من مصنفات ابن سيده نود أن ننوه بأن ابن سيده كان موسوعيّا فى مادة بحثه مكثراً من المصادر التى يصنف منها وليس أدل على ذلك من أنه يسرد أسماء الكتب التى رجع إليها فى صفحات من مقدمات كتبه كما هو الحال فى المخصص والمحكم (٣).

وأما مصنفاته فمنها :

١ ـ المحكم والمحيط الأعظم فى مجلدات عديدة.

٢ ـ المخصص.

٣ ـ شرح مشكل أبيات المتنبى.

٤ ـ الأنيق فى شرح الحماسة فى ستة مجلدات كما قال ابن كثير.

٥ ـ شرح كتاب الأخفش.

٦ ـ العويص فى شرح إصلاح المنطق.

__________________

(١) ترجمته فى المغرب ٢ / ٤٠١ ، ٤٠٢ والأعلام ٤ / ٣٢٢.

(٢) مقدمة المخصص ١ / ٨. ط. دار الكتب العلمية.

(٣) انظر المخصص ( ١ / ١١ ـ ١٤ ). ط. دار الكتب العلمية ، والمحكم ص ١٥ من ط. معهد المخطوطات العربية.


٧ ـ كتاب شواذ اللغة فى خمسة أسفار كما قال الذهبى (١).

٨ ـ كتاب العالم فى اللغة نحو مائة سفر كما قال الذهبى. بدأ بالفلك وختم بالذرة ، ورتبه على الأجناس.

٩ ـ كتاب العالم والمتعلم على المسألة والجواب.

١٠ ـ الوافى فى علم القوافى.

١١ ـ وذكر فى مقدمة كتابه المحكم أنه أفرد بالتذكير والتأنيث كتابا.

والذى وصلنا من هذه المصنفات الثلاثة الأولى منها كما فى دائرة المعارف ومقدمة محققى المحكم.

وفاته :

اختلف فى سنة وفاته ، فقيل : إنه توفى فى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة وقيل : توفى فى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة والثانى هو الذى عليه الأكثر ، قال الذهبى : وأرخ صاعد ابن أحمد القاضى موته فى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، وقال : بلغ الستين أو نحوها.

لكن فى أى شهر كانت وفاته؟

قال ابن كثير : توفى فى ربيع الأول منها ـ أى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ـ وله ستون سنة.

وقال ابن حجر فى لسان الميزان : فى ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، وله ستون سنة أو نحوها ، أرخه صاعد بن أحمد القاضى.

أما عن محل وفاته :

فلقد كانت وفاة أبى الحسن بن سيده بدانية (٢).

ففى يوم جمعة كان صحيحاً سويّا إلى وقت صلاة المغرب ثم دخل المتوضَّأ ، فأخرج منه وقد سقط لسانه ، وانقطع كلامه ، وبقى على تلك الحال يومين. وفى عشية يوم الأحد لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ـ توفى على بن سيده بدانية (٣).

__________________

(١) وسماه ابن حجر وغيره : شاذ اللغة.

(٢) تصحفت فى لسان الميزان إلى : دابية.

(٣) مقدمة محققى المحكم ط. معهد المخطوطات العربية ص ٧.


مصادر الترجمة :

١ ـ الأعلام : خير الدين الزركلى / دار العلم للملايين ( ٤ / ٢٦٣ ).

٢ ـ البداية والنهاية : الحافظ ابن كثير / دار الفكر ( ١٢ / ٩٥ ).

٣ ـ بغية الوعاة : السيوطى / المكتبة العصرية ( ٢ / ١٤٣ ).

٤ ـ تبصير المنتبه بتحرير المشتبه : الحافظ ابن حجر / المؤسسة المصرية العامة ( ٢ / ٧٠٦ ).

٥ ـ تذكرة الحفاظ : الذهبى / دار الكتب العلمية ( ٣ / ١١٣٥ ).

٦ ـ دائرة المعارف الإسلامية : مجموعة / الشعب ( ١ / ٣١٧ ).

٧ ـ سير أعلام النبلاء : الذهبى / الرسالة ( ١٨ / ١٤٤ ـ ١٤٦ ).

٨ ـ لسان الميزان : الحافظ ابن حجر / دار الفكر ( ٤ / ٢٣٧ ).

٩ ـ المحكم مقدمة محققى طبعة معهد المخطوطات بجامعة الدولة العربية.

١٠ ـ المغرب فى حلى المغرب : لابن سعيد المغربى / دار المعارف ( ٢ / ٢٥٩ ).

١١ ـ مفتاح دار السعادة : طاشكبرى زاده / دار الكتب العلمية ( ١ / ١١٣ ).

١٢ ـ هدية العارفين : إسماعيل باشا البغدادى / دار الكتب العلمية ( ١ / ٦٩١ ).











بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة المؤلف

بذكر الله نَفْتَتِح ، وبنوره سُبحانه نَقْتدح ، وبما أفاضه علينا من نُورِيَّة إلهامِه نهتدِى ، وبما سَنَّه لنا نبيُّه المُقْتفَى ، ورسولُه المصطفَى ، من فُروض طاعته نقتدِى. نحمَدُه بآلائه ، ونصلى على عاقب أنبيائه ، ونَسأله خيرَ ما يَخْتِم ، وأفضلَ ما به لهذه النفوس يَحْتِم ؛ ربَّنا لا تُسلِّط ما وكَلْته بنا من النقائص الإنْسانية ، على ما أفضْته علينا من الفضائل الرُّوحانية ، ولا تُغَلِّب ما كَدُر من طباعنا وكَسُف ، على ما رَقَّ من أوضاعنا ، فشرُف ولَطُف بل كن أنتَ الحَفِىَّ بنا ، والوَلِىَّ فى الحَيْطة لنا ، هادِيَنا إلى أفضل ما يُعْتَمد ، ومُسَدِّدَنا إلى أعدل ما يُقتصَد (١) ، إن قَصَّرتْ أعمالُنا عن واجب الطاعة ، بحسَب ما وكَلْته بنا من نُقصان الاستطاعة ، فصِلْ قاصرَها بعَطْفتك ، وكن ناصرَها برأْفتك ، ما دامت نفوسُنا مُعْتَلِقَةً (٢) لأنفاسنا ، وأرواحنا مرتبطة بأشباحنا ؛ فإذا تناهت علائق مُدَدِنا ، وتدانت مَناهى أمَدِنا ، فأردتَ تحْليلَنا ، وأزْمَعْت كما شئت (٣) تَحويلَنا ، من دار الفناء والبُيُود (٤) ، إلى المخصوصة من الدارين بأَبديَّة الخُلود ، عند استحالة الأكوان التى لم تهيئْها للإدامة ، ولا بَنَيْتَ أوضاعَها على السَّلامة ، فأَدْنِ ذَواتِنا إلى ذاتك. وصل حَياتَنا بأبَدِىّ حَياتك (٥) ، وفَرِّحْنا (٦) بجوارك ، وأمِدَّ أرواحنا بسُبُحَات (٧) أنوارك ، وأوْطِئْنا مِهادَ رُحْماك ، وأوْرِفْ علينا سابغاً من جنات نُعماك ، وبَوِّئْنا سطَةَ (٨) دار السلام ، التى وصَلْتَ صفاءَ نعيمها بالدّوام ، واغفر هنالك فادحَ ذنوبنا ، كما تَفَضَّلْتَ (٩) أن تتغَمَّد هُنا قادحَ عُيوبنا ، إنك ذو الرحمة التى لا يُطاوَلُ باعُها ، والنِّعمة التى لا تُحْصَى بعدَدٍ أنواعُها.

__________________

(١) فى بعض النسخ : ما يعتقد.

(٢) اعتلقه : أى أحبه ، وفى بعض النسخ : متعلقة.

(٣) فى بعض النسخ : بقدرتك.

(٤) باد الشىء يبيد بَيْداً وبَيَاداً وبُيوداً وبَيْدودة : انقطع وذهب.

(٥) قوله : « فأدن ذواتنا إلى ذاتك ، وصل حياتنا بأبدى حياتك » ، يوهم الاتحاد : اتحاد المخلوق بالخالق الذى زعمه الصوفية ، فاحذره.

(٦) فى بعض النسخ : وكرمنا.

(٧) سبحات وجه الله ـ بضم السين والباء ـ : أنواره وجلاله وعظمته.

(٨) يقال : وسَطْتُ القوم أسطهم وسطا وسطة ، أى : توسطتهم. والمعنى هنا : أنزلنا وسط دار السلام.

(٩) فى بعض النسخ : أسألك.


أما بعد : أيُّها المُسْهِرُ طلبُ العلم لجفونه ، الكاتبُ لحُور عُيونه ، الراتعُ منه فى أزاهير فُنونه ، فإنى أقول لك هَنيئاً ، فقد أوتِيتَ بَغيَّتك ؛ وشُكرا ، فقد مُلِّكتَ أُمنيَّتك ؛ إنَّ النِّعمة قلوصٌ يُنِدُّها عن صاحبها الكفر (١) ، ويُذَلِّلها لراكبها الشُّكْر ، لَشَدَّ ما وَرَدْتَ مَنهل إرادَتِك صافيا ، وأُلبِستَ ما أعجز رَيعانَ أُمْنيَّتك ضَافيا (٢) ، وكلٌّ بيمن « الموفق » مُحيى المكارم ، ومُروِى الأسنَّة والصوارم ، زينِ الزّمان وتاجِه ، وعينِ الأوان وسِراجه ، سيِّدِ جميع الأملاك ، ومُعيدِ زمن العدْل إليه بعد الهلاك ، مُطْلعِ العلوم لنا نجوما وأهِلَّة ، ومُرْسِلِ المكارم علينا غُيوماً مُسْتَهِلَّة ، قد ملأ البلادَ عدلُه مَقادِم (٣) صَباح ، ومَدَّ على العباد من فضله قَوَادِمَ (٤) جَناح ، حتى بَشَّرتْ لِقاحُ طُعَمِهِم (٥) ، وتَمَشَّرَتْ (٦) خِصبا أدواحُ نِعَمهم ، فلا فقير إلا مجبور ، ولا غنىّ إلا موفور مَحْبورٌ ، ولا شاكرَ إلا مُسْهِب ، ولا ذاكرَ إلا مُجِدٌّ مُطْنِب ، من بين ذى كَفٍّ إلى الله فيه ممدودة ، ولسانٍ بحُسن الثناء عليه مَرْدودة ، تخدُمه أنفسهم بالصفاء ، وألسنتهم بحُسن الثناء له والدعاء ، إن نام باتُوا له هاجدين ، أو قام وَقَعُوا له ساجدين ، أدام الله لهم وارِف ظلِّه ، ولا سَلَبهم عَوارفَ فضله ، وأخذ الجميعَ منهم فِداءَه ، وقدَّم فى ذلك قبلَ أوليائه أعداءَه ، وحفظ مُلكه بصِوان (٧) السَّعادة ، وقَرنَ كلَّ عَزْمة له بمختار الإرادة ، وكَبَتَ عنه بالنُّصرة مُسْتَهْدِفى عُداه (٨) ، وحَكَّم فيهم نوافذ أسنَّته ، ومواضِىَ مُداه ، وجعله وارثاً لجَلْهات (٩) بلادهم ، ومتكفِّلا بعد الصَّيْلم المُوتِمة لترائِك أولادهم (١٠) ؛ شكرا له أيُّها النَّهِيمُ على محاسن العلوم ، الباحث عن نتائج مقدّمات الحُلوم (١١) ، فما أسلمَك للواحق الزّمان ، ولا خَلَّى بينك وبين طوارق الحَدَثان (١٢) ، بل كَفاكَ ما كان يُنازعُك

__________________

(١) القَلوص : الفتية من الإبل ، والقَلوص : أنثى الحبارى ، وندّ البعير ؛ إذا شرد ، وندت الإبل : نفرت ، وذهبت شروداً : والمعنى : إن النعمة كالدابة تذهب عن صاحبها بسبب كفره.

(٢) ضفا يضفو : كثر.

(٣) قادم الإنسان : رأسه ، الجمع : القوادم ، وهى المقادم ، وأكثر ما يتكلم به جمعاً.

(٤) القوادم : أربع ريشات فى مقدم الجناح ، الواحدة : قادمة ، وقيل : قوادم الطير مقاديم ريشه ، وهى عشر فى كل جناح.

(٥) الطَّعَم : جمع الطُّعْمة وهى المأكلة ، وجمع الطُّعْمة وهى شبه الرزق.

(٦) تمشر الشجر إذا أصابه مطر فخرجت ورقته.

(٧) الصِّوان والصُّوان : ما صنت به الشىء.

(٨) العدو : ضد الصديق ، وأما عِدىً وعُدىً فاسمان للجمع.

(٩) الجلْهة : فم الوادى ، وقيل : جانبه.

(١٠) الصيلم : الداهية ؛ والأمر المستأصل ، التريكة : البيضة بعدما يخرج منها الفرخ ؛ والجمع : ترائك.

(١١) الحِلْم بالكسر : الأناة والعقل وجمعه أحلام وحُلوم.

(١٢) حدثان الدهر وحوادثه : مصائبه.


هواك ، ويُمِرّ عليك مستعذَبَ نَواك ، من تصوّر التعب بشدّ الرِّحال ، ومئونة التِّرْحال ، ولفْح السموم ، وعقد الطَّرْف ليلاً بسُموت (١) النجوم ، وتأمُّلِ السَّراب ، شَوْقاً إلى بَرْد الشَّرَاب ، والتمتع بأباطيل الخيال ، بدلاً من لذيذ محصول الوِصال ، وسائر ما يَلْحَقُ جُوَّابَ المَتالِف ، من أنواع التكالِف (٢) ، وربما اقترن بذلك ما أحمدُ الله على كفايتك إياه ، من تَلف المُهْجة التى لا يَعْدلها ثمن ، وعابرُ المفازة بذلك قَمَن (٣) ، فقد قيل : « إن المسافر ومَتاعَه لعَلى قَلَتٍ (٤) إلّا ما وَقى الله (٥) ؛ وقد قيل : إن تعب السفر ، لا يفى به شىء من الظَّفَر ، فيا لها نِعمةً عميمَةً أوردَك صَفْوتَها ، وطُعْمةً جَسيمة مَلَّكك عَفْوتها (٦) ، هكذا تَنْمِى الجُدود ، وتُسْفِر عن مطالعها السُّعود ، عِشْ بجَدٍّ صاعد ، فربَّ ساعٍ لقاعد ، ولله درّ أبى الطَّيِّب رَبِ (٧) الأمثال السَّيَّارَة ، والأقوال المُسْتعارة ، قائلا :

ولَيْسَ الَّذِى يَتَّبَّع الوَبْلَ رَائِداً

كمَنْ جاءَهُ فى دارِهِ رَائدُ الوَبْلِ (٨)

وشَرْح ما أجملتُ لك من ذلك : أن بارئنا جلّ وعزّ ، لمّا أراد الإحسان إليك (٩) ، والامتنان بفضله عليك (١٠) ، ألهمه ، فأنشأ له هِمّة ليست ببدْع من هِممه ، وحكمة ليست ببِكْرٍ من حِكمه ، فإنه ـ وفَّقه الله ـ مَناطُ كلّ عجيبة ، ورِباط كلّ فائدة غريبة ، وما أولاه أن يُنْشَد فى ذاتِه ، ما قاله أبو الطَّيِّب ذاكرا لصفاته ، وهو :

إلىَّ لَعمرِى قَصْدُ كُلِّ غَرِيبَةٍ

كأنى عَجيبٌ فى عُيُونِ العَجائبِ (١١)

وذلك أنه ـ أدام الله مُدّته ، وحفظ على مُلكه طُلاوته وجِدّته ـ لما جَمَع (١٢) العلوم

__________________

(١) السمت : الطريق.

(٢) كلف الأمر وتكلفه تجشمه على مشقة وعسرة وهى الكُلَف والتكالِف.

(٣) قمَن : خليق وجدير.

(٤) القلَت بالتحريك : الهلاك.

(٥) خبر ضعيف جدّا : أخرجه السلفى ، وقد أنكره النووى فى « شرح المهذب » فقال : ليس هذا خبراً عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإنما هو من كلام بعض السلف ، قيل : إنه على بن أبى طالب. انظر الإرواء ( ح ١٥٤٥ ).

(٦) عفوة المال والطعام والشراب : خياره وما صفا منه وكثر.

(٧) فى بعض النسخ : ذى.

(٨) البيت لأبى الطيب المتنبى فى ديوانه ( ٢ / ٢٨٣ ) ؛ يتَّبَّع : يتتبع ، الوبْل : المطر الغزير ، الرائد : الذى يجول فى طلب الكلأ والماء ، والمعنى : ليس من يسعى ويجهد فى طلب الخير كمن يأتيه الخير دون سعى. من تعليق مصطفى سبيتى على الديوان.

(٩) فى بعض النسخ : إلينا.

(١٠) فى بعض النسخ : علينا.

(١١) البيت لأبى الطيب المتنبى فى ديوانه ( ١ / ٢٦٨ ) ؛ وفى بعض النسخ ـ وهى رواية الديوان : كل عجيبة.

(١٢) فى بعض النسخ : وحوى.


النافعة ، من الديانيَّات واللِّسانيَّات ، فسَلك مناهِجَها ، وشَهَر (١) بمُقدّماتها نتائجَها ، وذلَّل من صِعابها ، وأخضع بفهمه من صِيدِ رِقابها ، وعلم مُنتَهَى سِبارها (٢) ، ومَيَّز بالتأمُّل اللطيف طبقاتِ أقدارِها ، وَضَح له فضلُ هذا الكلام العربىِّ ، الذى هو مادة لكتاب الله جَلَّ وعزّ ، وحديثِ النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم [ وشَرَّفَ وكرَّم ](٣) ، فلما وضَحَ له مكانُ الحاجة إلى هذه اللسان الفصيحة ، الزائدة الحُسْن ، على ما أُوتِيَه سائر الأمم من اللُّسْن ، أراد جمع ألفاظها ، فتأمَّلَ لذلك كتب رُوَاتها وحُفَّاظها ، فلم يجد منها كتاباً مستقلاً بنفسه ، مُسْتَغْنِياً (٤) عن مثله ، مما أُلِّف فى جنسه ، بل وَجَد كلّ كتاب منها يشتمل على ما لا يشتمل عليه صاحبه ، وشَلٌ [ لا ](٥) تعانَدُ عليه وُرَّادُه ، وكَلأٌ لا تَحَاقَدُ (٦) فى مثلِه رُوَّادُه (٧) ، لا تشبَع فيه نابٌ ولا فَطيمة (٨) ، ولا تُغْنِى منه خضراءُ ولا هَشيمة.

ثم إنه لَحَظَ مناظر تعبيرهم ، ومَسافِر تحبيرهم (٩) ، فما اطَّبِى (١٠) شىءٌ من ذلك له ناظرا ، ولا سَلك منه جَناناً ولا خاطرا ، وذلك لما أُوتِيَهُ وحُرِموه ، وأُوجِدَه وأُعْدِمُوه ، من ثَقابة النَّظَر ، وإصابة الفِكَر ، وكان أكثرَ ما نَقَمَه ـ سدّده اللهُ ـ عليهم ، عُدُولُهم عن الصواب ، فى جميع ما يُحتاج إليه من الإعراب ، وما أحوجهم من ذلك إلى ما مُنِعُوه ، وإن جَلَّ ما أُوتوه ، من علم اللغة ومُنِحوه ، فإن الكَحَل لا يغنى من الشَّنَب ، وإنّ فى الخمر معنىً ليس فى العِنب.

وأىُّ مُوَاقَفة أخْزَى لواقفها ، من مَقامَة أبى يوسفَ يعقوبَ بن إسحاقَ [ بن ](١١) السِّكِّيت ، مع أبى عثمانَ المازنىّ ، بين يدى أمير المؤمنين جعفرٍ المتوكل؟ وذلك أن أمير المومنين قال : يا مازنىُّ سَلْ يَعْقوبَ عن مسألة من النحو ، فتَلَكَّأ المازنىّ ، عِلْما بتأخر يعقوب فى صناعة الإعراب ، فعزم المتوكلُ عليه ، وقال : لابدّ لك من سُؤاله ، فأقبل المازنىّ يُجْهِد نفسه فى

__________________

(١) فى بعض النسخ : وبرهن.

(٢) السبْر : التجربة ، واستخراج كنه الأمر.

(٣) ما بين [ ] زيادة من بعض النسخ.

(٤) فى بعض النسخ : مغنيا.

(٥) ما بين [ ] زيادة أثبتها المحققان وافقناهم عليها ، والوشل من الأضداد فهو قليل الماء وهو كثير الماء والأنسب هنا أنه كثير الماء.

(٦) قوله تعانَدُ ، وتحاقَدُ ، أى : تتعاند ، وتتحاقد ، فخفف بحذف إحدى التاءين.

(٧) فى بعض النسخ : وكلأ لا تعاقد فيه قلة رواده.

(٨) الفطيمة : الشاة إذا فطمت ، والناب : الناقة المسنة.

(٩) التحبير : حسن الخط.

(١٠) طبيته عن الأمر : صرفته.

(١١) ما بين [ ] ليس فى المطبوع ، وما أثبتناه من ترجمته فى السير ( ١٢ / ١٦ ) ؛ وبغية الوعاة ( ٢ / ٣٤٩ ).


التلخيص ، وتنكُّب السؤال الحُوشىِّ العَويص ، ثم قال : يا أبا يوسف ، ما وزن « نَكْتَلْ » من قوله تعالى : ( فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ )؟ قال له : نَفْعَل ، وكان هنالك قوم قد علموا هذا المقدار ، ولم يُؤْتَوْا من حظّ يعقوبَ فى اللغة المِعشار ، ففاضُوا ضَحِكا ، وأداروا من الهُزْء فَلَكا ، وارتفع المتوكِّل (١) ، فخرج السِّكِّيتىُّ والمازنىّ ، فقال ابن السكِّيت : يا أبا عثمان ، أَسأْتَ عشرتى ، وأذْوَيْتَ مَشْرتىْ (٢). فقال له المازنىّ : والله ما سألتك عن هذه ، حتى تحقَّقتُ أنى لم أجد (٣) أدنى مُحاوَلا ، ولا أقربَ منه مُتناوَلا.

وأىُّ شىء أذهبُ لِزَيْن ، وأجلب لعَبَرِ عَيْن ، من معادلته فى كتابه الموسوم « بالإصلاح » ، الرَّيْم الذى هو القَبر ، والفضل ، بالرِّيم الذى هو الظَّبى؟ ظَنَّ التخفيف فيه وَضعا.

ومن اعتقاده فى هذا الباب أن الغِين ، وهو جمع شجرة غَيناء ، وأن الشِّيْم : جمع أشيم وشَيْماء ، وزنه : « فِعْل » ، وذهب عليه أنه « فُعْل » غُوْن ، وشُوْم ، ثم كُسرت الفاء ، لتسلَم الياء ، كما فُعل ذلك فى بِيض. وهذا باب من التصريف مَورودٌ مَنْهَل ، ومعلومٌ غيرُ مَجْهَل ، إلى غير ذلك من الخطأ الذى لا أحصِى عَدَدَه ، ولا أحْصُر مَدَده ، وقد أفردت فى ذلك كتابًا.

وأىّ شىء أدلُّ على ضعف المُنَّة (٤) ، وسخافة الجُنَّة (٥) ، من قول أبى عُبيدٍ القاسِم بن سَلَّام ، فى كتابه الموسوم « بالمصنَّف » : العِفْرِية : مِثال فِعْلِلَة ، فجعل الياء أصلا ، والياء لا تكون أصلا فى بنات الأربعة.

ومن قضاياه التى نَصَّها فى هذا الكتاب ، فى « باب عيوب الشعر وطوائف قوافيه » فإنه ما كاد يُوَفَّق منها فى قضية ، ولا يُسَدَّد فيها إلى طريقة سَوِيَّة ، وقد أبَنْتُ ذلك عليه ، فى كتابى الموسوم « بالوافى ، فى علم القوافى ». ومِن استشهاده بقولى الهُذَلىّ :

لَحَقُّ بنى شُغارَةَ أنْ يقولُوا

لصخرِ الغَىّ ماذا تَسْتَبِيثُ (٦)

__________________

(١) فى بعض النسخ : ارتفع المتوكل وخرج.

(٢) المشرة : شبه خوصة تخرج فى العضاه وفى كثير من الشجر أيام الخريف.

(٣) فى بعض النسخ : حتى بحثت فلم أجد.

(٤) المُنَّة بالضم : القوة.

(٥) الجنة بالضم : السترة ، أى سخافة المستور.

(٦) البيت لأبى المثلم الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٦٤ ؛ ولسان العرب ( بيث ) ؛ ولصخر الغى الهذلى فى المخصص ( ١ / ٧ ) ؛ وللهذلى ـ بالنسبة دون تسمية ـ فى تهذيب اللغة ( ١٥ / ١٥٩ ) ؛ وتاج العروس ( نبث ) ؛ ولسان العرب ( نبث ).


على النَّبيثة التى هى كُناسة البئر ، وهيهاتَ الأَرْوِىُّ من النعامِ الأرْبد (١) ، وأينَ سُهَيلٌ من الفَرْقَد (٢)؟ النَّبيثة من « ن ب ث » ، وتستبيث من « ب وث » أو « ب ى ث » يقال : بُثْت الشىء بَوْثا ، وَبِثْتُه بَيْثا : إذا استخرجته.

ومن قوله : صدَرْت عن البلاد صَدَرًا : هو الاسم ، فإن أردت المصدر جزمْت الدال ؛ فهل أوحشُ من هذه العبارة ، أو أفحش من هذه الإشارة؟

وهل أدلّ على قلَّة التفصيل ، والبُعد عن التحصيل ، والجهل بالتنتيج والتلقيح ، وجودة الانتقاد والتنقيح ، من قول أبى عبد الله بن الأعرابىِّ ، فى كتابه الموسوم بالنوادر : العدوّ : يكون للذكر والأنثى بغير هاء. والجمع أعداء ، وأعادٍ ، وعُداة ، وعِدًى ، وعُدًى ، فأوهم أن هذا كله جمع لشىء واحد.

وإنما أعدَاء : جمع عدوٌ ، أجروه مُجْرى فعيل صفة ، كشريف وأشراف ، ونصير وأنصار ، لأن فَعولاً وفَعيلا متساويتان فى العِدَّة ، والحَرَكة والسُّكون ، وكون حرف اللين ثالثا فيهما ، إلا بحسب اختلاف حَرْفَى اللِّين ، وذلك لا يوجب اختلافًا فى الحكم هنا ، ألا تراهم سَوَّوْا بين نَوَارٍ وصَبور فى الجمع ، فقالوا : نُوُرٌ وصُبُر؟ وقد كان يجب أن يكَسَّر عَدُوّ على ما كُسِّر عليه صَبور ، لكنهم لو فعلوا ذلك لأجحفوا ، إذ لو كسَّروه على « فُعُل » ، للزمَ عُدُوٌ. ثم لزم إسكان الواو ، كراهية الحركة عليها ، فإذا سكنت وبعدها التنوين ، التقى ساكنان ، فحذفت الواو ، فقيل عُدٌ ، وليس فى الكلام اسم آخره واو قبلها ضمة ، فإن أدّى إلى ذلك قياسٌ رُفِض ، فقلبت الضمة كسرة ، ولزم لذلك انقلاب الواو ياء ، فقيل « عُدٍ » ، فتنكَّبتِ العرب ذلك فى كلّ (٣) معتلّ اللام ، على فَعُول ، أو فَعِيل ، أو فِعال ، أو فَعال ، على ما قد أحكمتْه صناعةُ الإعراب.

وأما أعادٍ فجمع الجمع ، كَسَّروا عَدُوّا على أعداء ، ثم كَسَّروا أعداءً على أعادٍ ، وأصله أعادىُّ ، كأنعام وأناعيم ، لأن حرف اللين إذا ثبت رابعًا فى الواحد ، ثبت فى الجميع ، وكان ياء ، إلا أن يُضْطَرّ إليه شاعر ، كقوله ، أنشده سيبويه :

*والبَكَرَاتِ الفُسَّجَ الْعَطامِسا* (٤)

ولكنهم قالوا : أعادٍ كراهِية الياءين مع الكسرة ، كما حَكى سيبويه فى جمع مِعطاءٍ

__________________

(١) الرُّبْدَة والرُّبْد فى النعام سواد مختلط ظليم أربدُ.

(٢) الفرقدان : نجمان فى السماء لا يغربان ، وربما قالت العرب لهما فرقد.

(٣) فى بعض النسخ : فى كل بناء.

(٤) الرجز لغيلان بن حريث الربعى فى الكتاب ( ٣ / ٤٤٥ ) ؛ وبلا نسبة فى الخصائص ( ظبظب ) ، ( فسج ) ،


مَعاطٍ ، قال : ولا يمتنع أن يجىء على الأصل معاطِىّ ، كأثافىّ ، فكذلك لا يمتنع أن يقال أعادىُّ.

وأما عُداة فجمع عادٍ ، حكَى أبو زيْد عن العرب : أشمت الله عادِيَك ، أى عَدُوّك ، وهذا مُطَّرِد فى باب فاعِل ، مما لامه حَرْفُ علة ، أعنى أن يكَسَّر على فُعَلَة ، كقاضٍ وقُضاة ، ورامٍ ورُماة ، وهو قول سيبويه فى باب تكسير ما كان من الصفة عِدَّتُه أربعةُ أحرف ، وهذا شبيه بلفظ أكثر الناس ، فى توهُّمهم أن كماةً جمع كَمِىّ ، وفَعيل ليس مما يكسر على فُعَلة ، وإنما جَمْع كمىّ أكْماء ، حكاه أبو زيد. فأما كُماة فجمع كامٍ ، من قولهم : كمَى شجاعته وشَهادته : كتمها.

وأما عِدًى وعُدًى فاسمان للجمع ، لأنّ فِعَلاً وفُعَلاً ليسا بصيغتى جمع ، إلا لفِعْلة أو فُعْلة ، وربما كانت لفَعْلة ، وهى قليلة ، وذلك كهَضْبة وهِضَب ، وبَدْرة وبِدَر.

فأينَ عِلْمُ أبى عبد الله بن الأعرابىّ بأسرار هذه الصّيغ من علمى ، أو فَهْمُه لغوامض تأوّلها من فهمى؟ إلى غير ذلك ، مما لو تقصَّيته لأتعبت الخاطر ، وملأت القَماطر (١) ، لكنى آثرت طريق التقليل ، إذ أقلّ من ذلك كافٍ فى التمثيل.

فلما رأى أيَّده الله تلك الكتب المصنَّفة فى هذه اللغة الرئيسة ، الرائقة النفيسة ، لم يرضَها أسلاكا لِتُومِها (٢) ، ولا أفلاكا لطوالع نجومها ، فأزْمَعَ التأليف ، وأجمع بذاته فيها التصنيف ، ليُودِعها صِوَانا يشاكل قدرها ، وإيْوَانا عاديًا يماثل خَطَرَها ، وهذه عادة همته فيما يبتنيه من عَلىِّ المفاخر ، ويقتنيه من سَنِىِّ المآثر ، إنما له من كلّ مجد عُيونُه ، ومن كل فخر عَذَارُاه لا عُونُه (٣) ، وإنما هو كما قال أبو الطَّيِّب :

تَرَفَّعَ عَن عُون المكارمِ قدْرُه

فما يفعَل الفَعْلات إلا عَذَارِيا (٤)

فرُبَّ عَوَانٍ قد أسفَرَتْ إليه منها ، فغَضَّ طَرْفه دُونها تنزّها عنها ، وكم بِكْرٍ منها أتته عَفْوا ، فشرِب بها صَفْوا ؛ وقد لجَّ بغيره فى إثْرها الجِدّ ، وخيرٌ من الجِدّ عندى الجَدّ ، وإن

__________________

( وعع ) ، ( صرف ) ، ( حمم ) ، ( غنم ) ، ( دهده ) ، ( عدا ) ؛ وتاج العروس ( فسج ) ؛ والمخصص ( ٤ / ٤٧ ، ٧ / ٦١ ، ١٣٨ ).

والفسج : جمع فاسج وفاسجة هى التى ضربها الفحل قبل أن تستحق الضراب ، والعيطموس : الناقة الفتية الحسنة الخلق ، وجمع عيطموس على عطامس ضرورة. ( من هامش الكتاب ).

(١) القمَطْر والقِمْطَرة : ما تصان فيه الكتب ، والجمع ، قَماطر.

(٢) التُّومة : اللؤلؤة ؛ والجمع : تُوَمٌ وتُومٌ ، أو هى حبة تعمل من الفضة كالدرة ، والتُّومة : القرط فيه حبة.

(٣) العوان من النساء التى قد كان لها زوج ، وقيل : هى الثيب ، والجمع : عُون.

(٤) البيت لأبى الطيب المتنبى فى ديوانه ( ٢ / ٢٠٤ ).


كانت المطالب الجسيمة ، والمناقب الحُرّة الكريمة ، لا بدّ لها من اغتراق الجَلَد ، واعتراق قُوى المُهْجة والجسد ، ومَنْ طَلَب الروضة الأُنُف (١) ، رَكَضَ إليها الجيادَ الخُنُف (٢) ، ومِن حُكْم الرائد صِدْقُ الأهل.

*صَعْبُ العُلَى فى الصّعب والسَّهلُ فى السَّهل* (٣)

ثم إنه عاقه عن التصنيف فيها ما نِيط به من علائق السِّياسة ، وأعباء الرياسة ، وشغله عن ذلك ما حُبِىَ به من إدارته الممالك ، وتأمينه المسالك ، وخوضه بقَدَاميس (٤) الجيوش المهالك ، أرْوَى الله سِنانَه ، وأطال بَنانَه ، وزاد حَياةً جنانَه ، وأمْهَى (٥) فى مدة البقاء عِنانَه ، فالتمس من يُؤَهِّل لذلك من لُباب عبيده ، وصُيَّاب عَديده (٦) ، فوجد منهم فُضَلاءَ خِيارا ، ونُبَلاءَ أحْبارا ، لكن رآنى أطوَلهم يدا ، وأبعدَهم فى مِضمار العِتاق مَدَى ، فأمرنى بالتجرّد لهذه الإرادة ، وكسانى بذلك ثوب التنويه والإشادة ، وأرانى كيف أملك عِنان الحقيقة ، ومن أىّ المآتى أسلك مِتان الطَّريقة ، فأطعتُ وما أضعت ، وأجَدْتُ كلَّما أردت ، فأعْلَقْتُ وأفْلَقْت (٧) ، وألَّفت كتابى الملخَّص ، الذى سميته « المُخَصَّص » ، وهو على التبويب ، فى نهاية التهذيب ، وقد أرَيْتُ فى صدره : لمَ أردت وضعه على ذلك ، وَهَيْئَتُهُ بكيفيَّته ورتْبَتِه مُودَعَةٌ فى سِرّ خُطْبَتهِ.

ثم أمرنى بالتأليف على حروف المعجَم ، فصنَّفت كتابى « الموسوم بالمحكَم » ، وهو الذى اخْتطابِى نداءٌ عليه ، وخِطابى لك حُداء بك إليه. فَرُدْ (٨) بدائعَ زَهرَه ، ورِدْ (٩) مَشارِعَ نَهَرِه ، وتمشّ فى بساتينه ، وقلِّب طرفَك فى تهاويل (١٠) رياحينه ، ومِلْ إليه عَيْنا وأُذْنا ، تَأْنَقْ به نَعْمَةً

__________________

(١) روضة أُنف بالضم : لم يرعها أحد.

(٢) خنف : جمع خنوف ، وهى الناقة التى إذا سارت قلبت خف يدها إلى وحشيه من خارج.

(٣) عجز بيت للمتنبى فى ديوانه ( ٢ / ٢٨١ ) ، وتمامه :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ)

(٤) جيش قدموس : عظيم.

(٥) أمهى الفرس إمهاء : أجراه ليعرق ، وأمهى الحبل : أرخاه.

(٦) الصُّيَّاب والصُّيَّابة : أصل القوم ، وبتخفيف الباء : الخالص من كل شىء ، والعديد : الذى يعد من أهلك وليس معهم.

(٧) أفلق فلان اليوم وهو يفلق إذا جاء بعجب.

(٨) راد الكلأ يروده رودًا أى طلبه ، ورادت الإبل ترود : اختلفت فى المرعى مقبلة ومدبرة. والأمر منه رُد مثل : قال يقول قُل ، راد يرود رُد.

(٩) ورد الماء وغيره ورْدًا وورودًا وورد عليه : أشرف عليه ، والأمر منه رد مثل : وعد يعد عِد ورد يرد رِد.

(١٠) التهاويل : الألوان المختلفة من الأصفر والأحمر ، ويقال للرياض إذا تزينت بنورها وأزاهيرها من بين أصفر وأحمر وأبيض وأخضر : قد علاها تهويلها.


وحُسْنا ، ولا يرمينَّك الحسد بما يَكْمَدُ منه الروح والجسد ، فإنه لا راحة لحسود ، ولا نِعمةَ دائمةً لكَنُود (١).

وفى تَعَبٍ مَن يَحسُدُ الشَّمسَ نورَها

ويَجْهَدُ أن يأْتِى لها بضريبِ (٢)

فإن كتابنا هذا مَدْعاة للنفوس الشاردة ، مَذكاة للقلوب الهامدة ، مَعْلَقة بفؤاد المتفهِّم ، مَأْنَقَة لعين الناظر المتوسِّم ، رَوْضٌ ما أزهى أزاهيرَه ، وأبهَى فى عيون الأفاهيم أشاهيره (٣)! وإن كنتُ إنما أطفْت الأنوارَ بالعُمْيان ، وزَفَفْت الأبكار إلى الخِصيان ، غير أنه إذا سَعِد برضا الأمير ، أطال الله بقاءه ـ وأدام عِزّته وعَلاءه ـ فقد أغنى عن الوَشَل (٤) البحر ، وإذا الشمس لم تغرُب فلا طلَع البدْر ، ولو كان لكتابى هذا نَفْسٌ مُنْطَقة ، ولِسانٌ مُطْلقَة ، لأنشدَ قول أبى الطَّيِّب :

غَضَبُ الحسودِ إذا لَقيتُكَ رَاضِيا

رُزْءٌ أخَفُّ علىَّ مِنْ أنْ يُوزَنا (٥)

وهذا أوَانُ أُجَلِّى عليك جَمْهَرَة أوصافه ، إن لم يغُرَّك حسدٌ مالكٌ لك عن إنصافه ، وإن أبيت إلا الحَسادة فذلك إليك ؛ لأن الخُسران إنما يثبت فى يديك ، وقد قال الحكيم الذى لا يُدفع فضله : لا يَحْزُنْك دمٌ هَراقه أهلُه.

إن كتابنا هذا مشفوعُ المِثْل بالمثل ، مُقترِنُ الشَّكْل بالشَّكل ، لا يفصِل بينهما غريب ، ولا أجنبىّ بعيد ولا قريب ، مُهذَّب الفصول ، مرتَّب الفروع بعد الأصول ، ومَنْ شافَه (٦) عِلْما من عِلمْ الضرورة ، لم يألُ فى التحفُّظ بتقديم المادة على الصُّورة. هذا إلى ما تحلَّى به من التهذيب والتقريب ، والإشباع والاتساع ، والإيجاز والاختصار ، مع السلامة من التكرار ، والمحافظة على جمع المعانى الكثيرة ، فى الألفاظ اليسيرة ، فكم باب فى كتب أهْل اللغة أطالوه ، بأن أخذوا محموله على أنواع جَمَّة ، وأخذته أنا على الجِنس ، فغَنِيت عن ذكر الفروع بذكر القِنْس (٧) ، فإنه إذا كان المحمول مأخوذًا على الحيوان ، فلا مَحالة أنه مأخوذ على السَّبعُ والفَرَس والإنسان ، وغير ذلك من الأنواع التى نجد الحيوان لها جنْسا ، فربّ

__________________

(١) كند يكْنُد كُنُودًا : كفر النِّعمة.

(٢) البيت لأبى الطيب المتنبى فى ديوانه ( ٢ / ٧٥ ) ؛ والضريب : المثيل.

(٣) فى بعض النسخ : الأفهام ، والأشاهر : بياض النرجس.

(٤) الوَشَل بالتحريك : الماء القليل يتحلب من جبل أو صخرة يقطر منه قليلاً قليلاً ، وقيل والوشل : الماء الكثير ، فهو على هذا من الأضداد.

(٥) البيت لأبى الطيب المتنبى فى ديوانه ( ١ / ١٩٨ ).

(٦) شاف الشىء شوفا : جلاه.

(٧) القَنْس والقِنْس : الأصل.


سَطْر من كتابى يغترف من كتب اللغة فى الخطّ سُطورا ، فإذا حُصِّل جوهر الكلام ، عادت أبوابهم لأبوابى شُطورا ، كقول أبى عُبيد : سمعت الشَّيبانى يقول : الأُنوف : يقال لها المَخاطِم ، واحدها : مَخْطِم. وقلت أنا فى تعبيره : المَخْطِمُ : الأنف. وغَنِيت عما سِوَى ذلك ، لأنه إذا كانت الكلمة مَفْعِلا ، فجمعها مَفاعِل ، ولا يَلْزم إذا كان لفظ الجمع مَفاعل ، أن يكون الواحد مَفْعِلا ، بل قد يكون مَفْعِلا ، ومَفْعَلا ، ومُفْعِلا فى بعض المواضع ، ومَفْعِلة ، ومَفْعَلة ، ومَفْعُلة.

وكقوله : الذآنينُ : نبت ، والطَّراثيث : نبت ، الواحد : ذُؤْنون ، وطُرْثُوث ؛ ويقال : خرج الناس يَتَذَأْنَنُون ويَتَطَرْثَثُون : إذا خرجوا يطلبون ذلك. فغَنِيت أنا عن هذه العبارة الكثيرة العناء ، اليسيرة الغَناء ، بأن قلت فى الذال : الذُّؤْنون : نبْت ، وفى الطاء : الطُّرثوث : نبت ؛ لأن الشىء إذا كان فُعْلولا ، فجمعه لا محالة فَعاليل ، وإذا كان الجمع فعاليل ، لم يلزم أن يكون الواحد فُعْلولا وحْدَه ، بل قد يكون فِعْلالا ، وفِعْليلا ، وفِعْلالة ، وفِعْلِيلة. وكذلك اكتفيت من قوله : خرج الناس يتذأْنَنون ويتطَرْثَثون : إذا خرجوا يطلبون ذلك ، بأن قلت : تذأْنَنُوا وتطَرثَثُوا : طلبوا ذلك. وأقبح ما فى هذه العبارة تقديمه الجميع على الواحد ، وهذا فى كتابه وكُتب غيره من أهل اللغة كثير شائع ، مستطير ذائع. وهل أغربُ من تقديم المركَّبات على البسائط؟

وناظرٌ إلى هذا تقديمُهم أبنية أكثر العدد ، على أبنية أقله ، إذا كان الواحد يَعْتقِب عليه بناء أقلّ العَدَد ، وهو ما بين الثلاثة إلى العشرة ، وهو الذى يدعوه القدماء الآحاد ؛ وبناءُ أكثرِ العدد ، وهو ما زاد على ذلك ، حتى إذا كان للواحد بناءٌ واحد من أدنى العدد ، أو بناء واحد من أكثره ، لم ينبِّهوا على أنه لا بناءَ جمع له إلا ذلك ؛ ولله درّ حُذَّاق النحويِّين ، سيبويهِ فمن دُونه ، فى التحرّز من ذلك ، وأينَ أجسمُ فائدة فى هذه الجموع من قول سيبويه فى الشىء الذى ينفرد ببناء واحد من الجمع ، إنه لا يكسَّر على غير ذلك ، كالأفئدة ، والأكُفّ ، والأقدام ، والأرجل ، وغير ذلك ، مما لا أستطيع وَقْفَك على جميعه ، إلا بقراءة كتاب سيبويه ، الذى هو نُور الآداب ، ومادة أنواع الإعراب.

فإن رأيت قضية من كتابى قد ساوت قضية من كتب أهل اللغة فى اللفظ ، أو قاربتها ، فاقُرن القضية بالقضيَّة ، يلُح لك ما بينهما من المَزِيَّة ، إما بفائدة يَجِلُّ موضِعُها ، وإما بصورة عبارة يَلَذّ موقِعُها ، كقول أبى عُبيد : تَمَأَّى الجلدُ تمَئِّيا ، مثال : تَمَعَّى تمَعِّيا ، تفَعَّل تفعُّلا : إذا اتسع. وصلى الله على نبينا محمد القائل : إن من البيان لسحرا (١). وأين هذا من قولى بَدَل

__________________

(١) أخرجه البخارى ( ح ٥٧٦٧ ).


هذه العبارة : مأَوْتُ الجِلْدَ ومَأَيْتُه ومأَّيْتهُ ، فتَمَأَّى ، ولو لم يك فى ذلك إلا ذكرى البسيط ، والذى هو مَأَوْتُ ومَأَيْتُ ، وحملى عليه الانفعال المتركِّب بالزيادة ، الذى هو تمأَّى ، وإنما أعنى بالانفعال هنا : التفَعُّل ، وآثرته ، لأنها عبارة المنطقيين. وكقوله التَّناوُش : التناوُل ، والنَّوْش منه ، نُشْت أنوش. وقلت أنا مكان ذلك : نُشْتُ الشىءَ نَوْشا تناولته ، والتَّناوُش من النَّوْش : كالتناوُل من النَّوْل ؛ أوَلا ترى إلى اختصار هذه العبارة وإجادتها ، وحملى مُرَكَّبَها على بسيطها؟ إلى غير ذلك ، مما لو تقصيّته لطالت به خطبة كتابى ، وأكثَرَ المتدَرّسون عليه عِتابى ، ولكنى أقتصر من ذلك على التمثيل ، مُغْنِيا به عن التفصيل.

وأما ما فى كِتاب « الإصلاح » و « الألفاظ » ، وكتب ابن الأعرابىّ ، وأبى زيد ، وأبى عُبيدة ، والأصمعىّ وغيرهم ، من أمثال هذا الذى وَصَفت ، فأكثرُ من أن يحصى مَدَدُه ، أو يُحْصَر عَدَده ، وهل يقوم بانتقاد هذا النوع إلا مثلى ، من ذوى الحِفْظ الجليل ، والاضطلاع بعلم النحو وصناعة التحليل ، وإن كنت بين حُثالةٍ جَهِلت فضلى ، وأساء الدهر فى جمعهم بمثلى ، وهل ينفع اليائسَ من الحياة بُكاه ، أحمد الله على كلّ حال ولا أتَشَكَّاه.

ومن غريب ما تَضَمَّنَهُ هَذَا الكتابُ ، تمييز أسماءِ الجموع من الجموع ، والتنبيهُ على الجمع المركَّب ، وهو الذى يسميه النحويُّون جمعَ الجمع ، فإن اللغويِّين جَمّا لا يميزون الجمع من اسم الجمع ، ولا يُنَبِّهون على جمع الجمع. ومن الأبنية ما يجوز أن يكون جمعا ، وأن يكون جمع جمع ، وذلك أدقّ ما فى هذا الجنس المُقتضِى للجمع ، فإذا مَرَرْنا فى كتابنا بمثل هذا النوع من الجمع ، أعْلَمْنا أيُّهما أوْلى به : الجمعُ أم جمع الجمع ، كقوله تعالى : فَرُهُنٌ مَقْبُوضَةٌ. فهذا إما أن يكون رَهْن ، كسَحْل وسُحُل ، وسَقْف وسُقُف ؛ وإما أن يكون رَهْن كُسِّر على رِهان ، ثم كسِّر رِهان على رُهُن ، فيكون على هذا رُهُن جمع جمع ، لأن الجمع إذا كان على شكل الواحد ، ثم كُسِّر ، فحكمه أن يكسَّر على ما كُسِّر عليه الواحدُ المُشاكِلُ له فِى البناء ؛ ألا ترى أن أَفعُلاً نحو أَوْطُب ، لما كُسِّر قيل أَوَاطِب (١) ، كما قيل فى جمع أَبْلُمٍ (٢) ، وهى لغة فى أبْلَمٍ أبالم ؛ لأن أوْطُبا بزنة أَبْلُمٍ ؛ وإذا اتفقت العِدَّتان فى الجمع والواحد ، وإن اختلفت الحركات ، أو اختلف بعضُها ـ فحكمها فى الجمع سواء ، وذلك نحو : أسْقِيةٍ وأساقٍ ، وأَسْوِرَةٍ وأساوِر ، شَبَّهه سيبَوَيه بأَنْمُلَة وأنامِل ، حين لم يجد فى الواحد أَفْعِلة ، فلم يجد شيئًا أقرب إليه من أَفْعُلَة ، فإذَا كان ذلك فيما يختلف بعض حركاته ، كان فيما يتفق نحو أَوْطُبٍ وأَبْلُمٍ أجدرَ أن يتفق فى الجمع ؛ فكذلك رِهان أعنى

__________________

(١) الوَطْب : سقاء اللبن والجمع : أوطب وأوطاب ووطاب.

(٢) الأبْلَم : خوص المُقْل ، والمُقْل : حمل الدوم ، واحدته مقلة والدوم شجرة تشبه النخلة فى حالاتها.


جمعَ رَهْن ، لما تَصَوَّر على شكل كِتاب ومِثال ونحوهما ، وكان هذا الضرب من الأشكال يكَسَّر على فُعُل ، نحو كُتُب ومُثُل ، كُسِّر على مثل ما كُسِّر عليه ذلك الواحد ، فقيل رُهُن ؛ فإذا كان مثل هذا كذا ، جعلناه جمعا وإن كان نادرا ، ولم نحمله على أنه جمع جمع ، لأنّ جمع الجمع قليل فى الكلام الْبتة ، إذ ليس بأصل ؛ ألا ترى أنه إن وَسِعَنا جمعُ الجمع قياسا ، وَسِعَنا جمع جمع الجمع؟ وإنما يحمِل سيبَوَيه صيغة الجمع ، على جمع الجمع ، إذا لم يجد عن ذلك مَوْئِلا مُحْرِزا ، ولا معْقِلا مُحْتَجِزا.

ومن طَريف ما اشتمل عليه هذا الكتاب : الفرق بين التَّخفيف البَدَلىّ ، والتخفيف القياسىّ ، وهما نوعا تخفيف الهمز ، كقولى : إن قول العرب أَخْطَيْت ليس بتخفيف قياسىّ ، وإنما هو تخفيف بَدَلىّ مَحْض ، لأن همزة أخطأت همزة ساكنة قبلها فتحة ، وصورة تخفيف الهمزة التى هذِى نِصْبَتُها : أن تُخْلَص ألفا مَحْضة ، فيقال : أخْطات ، كقولهم فى تخفيف كأس : كاس ، لأن « طَأْت » من أخطأت ، بمنزلة كأس ، كما أن « طَلِقْ » مِنِ انْطَلِقْ ، على زنة فَخِذ ، فلذلك قيل : انْطَلْقْ ، فى انْطَلِقْ ، كما قيل : فَخْذ ؛ وإذا انقطع مِن المركَّب شىء على شكل البسيط ، فهذا حكمه ، أعنى أن يُعامل معاملَته ، وعلى نحو هذا وجَّهَ الفارسىّ قولَ امرئ القَيس :

فاليَوْمَ أشْرَبْ غَيرَ مُسْتَحْقِبٍ

إثما مِنَ اللهِ وَلا وَاغِلِ (١)

قال : إنما أراد : أَشرَبُ غَيْر ، متصوّرا فى أثناء ذلك من الكلمتين « رَبُغَىْ » على شكل عَضُدٍ ، فخفَّف الثانىَ من هذا الشكل ، وهى باء « رَبُغَىْ » ، كتخفيف ثانى عَضُدٍ ، فقال : رَبْغَىْ ، كَعَضْدٍ ، ومثله كثير. فكذلك مَثَّلتُ ما تَصَوَّر من أخَطأْت ، على صورة كأس ، بلفظ كاس ، فلما لم أجد أخْطَيْت مقتضية للتخفيف القياسىّ ، قلت : إنه بَدَلىّ.

وقد أبَنْتُ أشباه هذا فى كتابى الموسوم « بالوافى ، فى أحكام علم القوافى ».

وهذا الذى أبنت لك فى أخْطَيْت ونحوِه ، باب لطيف قد نبا عنه طبع أبى عُبيد وابن السكِّيت وغيرهما من متأخرى اللغويِّين ؛ فأما قدماؤهم فأضيق باعا ، وأنْبَى طباعا ؛ ألا ترى ابن الأعرابىّ يقول فى كتابه الموسوم بالنوادر : ومما يُهمز ويخفف قولُهم : هاوَأْتُهُ (٢) وهاوَيتُه ، وذِئب وذِيب ، فخلط البَدَلىّ وهو هاوَيتُه ، بالقياسىّ وهو ذِيب. وقد نحا أبو عُبيد فى كتابه الموسوم « بالمصَنِّف » هذه المَنحاة التى نحاها ابنُ الأعرابىِّ ؛ وأين أغربُ من اعتداد أبى عُبيد

__________________

(١) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٣٤ ط دار الكتب العلمية. وغير مستحقب : غير حامل ، الواغل هنا بمعنى الآثم. هامش الديوان ؛ ولسان العرب ( حقب ) ، ( دلك ) ، ( وغل ) ؛ وتاج العروس ( وغل ).

(٢) هاوأت الرجل : فاخرته كهاويته ؛ اللسان ( هوأ ).


الميزابَ لغة فى المِئْزاب ، مع أن العرب لم تجمعه إلا على مآزيب ، ولو كان الميزاب لغة وَضْعية ، أو تخفيفًا بَدلِيًا ، لقيل فى جمعه : مَيازيب ، أو مَوَازِيب ، فأَنْ لم يقولوا ميازيب ، دليل على أن ياء ميزاب همزة.

ومن أغرب ما تضمنه هذا الكتاب ، أن يكون الاسم يُكَسَّر على بناء من أبنية أدنى العَدد أو أكثره ، لا يتَجاوز إلى غيره ، فإذا جاء مثل هذا ، قلنا : إنه لا يُكسَّر على غير ذلك ، وذلك نحو الأفئدة ، والأذرُع ، والأكُفّ ، والأقدام ، والأرجُل ، فإنه لا يكسَّر واحد من هذه عند سيبَوَيه على غير هذه الأبنية الدالة على أدنى العدد ، وإن عُنِى به الكثير.

ومما انفرد به كتابنا : الفرق بين القَلْب والبَدل ، وعقدُ اسم الفاعل بالفعل إذا كان جاريا عليه ، بالفاء ، وعَقدُه إذا لم يكُ جاريا عليه ، بالواو ، وذلك لسبب دَقيق فلسفىّ ، لطيف خفىّ نحوىّ.

ومنه التنبيه على شاذّ النَّسَب ، والجمع ، والتَّصغير ، والمصادر ، والأفعال ، والإمالة ، والأبنية ، والتصاريف ، والإدغام ، وتخليص القضية من الحَشو ، حتى لا سبيلَ إلى الزيادة فيها ، ولا النُّقصان منها الْبتة.

ومن طَرِيف اختصاره ، ورائق بديع نظم تِقْصاره (١) أنى إذا ذكرت « مِفْعَلا » ، لم أذكر « مفْعالا » ، لعلمى أن كل « مِفْعل » مقصورٌ عن « مِفْعال » ، على ما ذهب إليه الخليل (٢) ، ولذلك صَحَّت العين من « مِفْعل » إذا كانت واوا أو ياء ، نحو : مِجْوَب ومِخْيَط ، لأنهما فى نِية مِجْواب ومِخْياط.

ومنه : أنى لا أذكر « افْعالَّ » إذا ذكرتُ « افْعَلَّ » من الألوان ، لأن كل « افْعلَّ » عند سيبويه من الألوان ، محذوفة من « افْعالّ » إيثارَ التخفيف.

ومنه : أنى إذا ذكرت « فُعَلِلاً » أو « فَعَلِلاً » لم أذكر « فُعالِلاً » ولا « فَعالِلَ » نحو : عُلَبِطٍ (٣) وجَنَدِلٍ وذلك لأن كلّ « فُعَلِل » مقصور من « فُعالِل » ، وكل « فَعَلِل » مقصور عن « فَعالل » ، لأنه ليس من كلامهم التقاءُ أربعِ متحرّكات وضْعا ، إلا بعد توسط الحذف ، وقد أبَنْت ذلك فى كتابى : « الملخَّص فى العَرُوض ».

ومنه : أنى لا أذكر الجمع المسَلَّم إلا أن يكون تشبيهًا بالمُكَسَّر فى كونه سماعيا ، نحو :

__________________

(١) التقصار والتقصارة : بكسر التاء : القلادة للزومها قصرة العنق ، والجمع : التقاصير.

(٢) فى هامش بعض النسخ : على ما ذهب إليه سيبويه.

(٣) رجل عُلَبِطٌ وعُلابِطٌ : ضخم عظيم ، ولبن عُلَبِطٌ : رائب متكبد خاثر جدًا ، والعُلَبِط والعُلابط : القطيع من الغنَم.


أرَضِين وإحَرِّينَ (١) ، وغير ذلك مما جمع بالواو والنون ، وقد كان حكمه ألا يُسَلَّم إلا بالألف والتاء ، نحو : باب فِرْسِنات (٢) وِسجِلّات وسُرَادِقات ، ونحو ذلك من الجموع التى يُستغنى فيها بالتسليم عن التكسير.

ومنه : أنى لا أذكر تكسير المَزيد من الثلاثىّ ، ولا تكسيرَ بنات الأربعة ، ولا يُعْتَلُّ علىَّ بذكرى مَتَائيم فى جمع مُتْئِمٍ ونحوه ، فإنما أذكر ذلك لأُشعِر أن « مُفْعِلا » فى نية « مِفْعال ». وكذلك لا يُعْتَلُّ علىّ بذكرى قراديد فى جمع قَرْدد (٣) ، لأنه نادر ، لما ستقف عليه فى هذا الكتاب.

ومنه : أنى لا أذكر ما جاء من جمع فاعل المعتلّ العين على « فَعَلَة » إلا أن يصحّ موضع العين منه ، نحو حَوَكَة وحَوَلَة ، فأما ما جاء منه معتلاً كباعة وسادة ، فلا أذكره لاطراده. وكذلك لا أذكر ما جاء من جمع فاعل المعتلّ اللام على « فُعَلَة » نحو : قُضاة ورُماة ، لأن هذا مُطَّرِد أيضا. وكذلك أَدَعُ ما جاء من جمع « فاعلة » على « فوَاعل » لاطِّراده أيضا.

ومنه : أنى لا أذكر اسم المصدر الذى يجِىء من « فَعَل يفعِل » على « مَفْعَل » ، لاطِّراده ، فأمَّا ما جاء منه على « مَفْعِل » كالمرجِع والمَقِيل والمَحيِض ، فلازم ذكره ، لكونه سمَاعيّا. وكذلك لا أذكر ما جاء من أسماء الزمان من « يفعِل » على « مَفْعِل » لاطِّراده. ولا أذكر ما جاء منهما على « مَفْعَل » من « فَعَل يفْعَل » ، أو « فَعَلَ يَفْعُل ». وكذلك أسماء المكان ، إلا أن يشِذّ شىء كمَشْرِق ومَغْرِب ومَسْجِد ومَنْبِت ومَطْلِع.

ومنه : أنى لا أذكر اسم المصدر والزمان والمكان من الأفعال الثلاثية المعتلة العين أو اللام ، لأن بناء ذلك فى جميع هذه الأنواع مُطَّرد ، فإن شذَّ من ذلك شىء ذكرته ، نحو مأوِى الإبل ، وقد ذكرت فساد بنائه فى كتابى الموسوم بالمخصَّص.

ومنه : أنى لا أذكر أفعال التعجب فيه الْبتة ، لاطِّراد صِيَغها ، وأنه إذا كانت صيغةَ فِعْل ، أمكن التعجُّب منه إما بوسيط ، وإما بغير وسيط ، على ما أحْكَمتْه صناعة الإعراب ؛ فأما إن كان فعل التعجب مأخوذا من غير فِعْل ، فإنى أذكر ذلك الفعل الذى للتعجب ، نحو ما حكاه سيبَوَيه من قولهم : هو أحْنَكُ الشاتين ، وآبَل الناس ، فإنهما لا فعل لهما عنده قبل التعجب ؛ فأما إذا كان فعلٌ لا تعجبَ منه ، فإنى أذكر أن ذلك الفعل لا تُبْنى منه صيغة

__________________

(١) الحرة : أرض ذات حجارة سود تحرات كأنها أحرقت بالنار ، والجمع حرَّات وحرار ، قال سيبويه : وزعم يونس أنهم يقولون : حرة وحَرُّون ... قال : وزعم يونس أنهم يقولون حرة وإِحَرُّون.

(٢) الفِرْسِن من البعير : بمنزلة الحافر من الدابة.

(٣) القردد : ما ارتفع من الأرض.


تعجب ، نحو ما حكاه سيبويه من أنهم لم يقولوا ما أجْوَبَه! استغنوا عنه بقولهم : ما أحْسَن جوابه! قال : وكذلك لم يقولوا ما أَقْيَلَه من القائلة ، استغناء عنه بقولهم : ما أنْوَمَه فى وقت كذا. وكذلك أذكر صيغة التعجب إذا كانت للفعل الموضوع للمفعول ، دون الفاعل ، فإنّ هذا سماعىّ غير مُطَّرِد ، نحو ما حكاه سيبويه من قولهم : ما أَمْقَتَها وما أشهاها وما أبغَضها! فكلُّ هذا أحافظ على ذكره ، لكونه سماعيًا غير قياسىّ.

ومنه : أنى إذا رأيت صيغة مفعول لا فعل له ، أَشْعرتُ بذلك ، نحو : مُدَرْهَم ، ومَفئود ، أعنى الجَبان ، لا المصاب الفؤاد ، وماء مَعِين فى قول بعضهم. فإن كان له فعل غيرُ متعدّ أعلمت به ، وقلت إنه لم يُصَغ لفظ مفعول منه ، نحو ما حكاه الفارسىّ من قول العرب : دَرْهَمَتِ الخُبَّازَى (١) ، أى صارت على شكل الدرهم.

ومن بديع تلخيصه ، وغريب تخليصه ، أنى أذكر صيغة المذكَّر ، ثم أقول : والأنثى بالهاء ، فلا أعيد الصيغة ، وإن خالفت الصيغةُ أعلَمتُ بخلافها ، إن لم يكن قياسيَّا ، نحو : بِنْت أو أخت.

ومنه : أنى إذا رأيت فعلا لا مصدَر له ، أشعرت بمكانه ، وذلك نحو : يَذَرُ ويَدَع ، فإنى أقول فى مثل هذا : وليس لهذا مصدر. وكذلك إن لم يكن للفِعل ماض أعلمت به أيضا ، وذلك كهذين الفعلين اللذين لا مصدر لهما ، فإنه لا ماضىَ لهما ، فإن كان للفعل مصدر قد عُوّض إياه من غير لفظه ، قلت : لا مصدر له إلا هذا ، نحو ما حكاه سيبَوَيه من قولهم : هو يَدَعه تَرْكا.

ومنه : أنه إذا جاء البناء يدل على المعنى : إما باللزوم ، وإما بالغَلَبة ، قلت : إن هذا لازم ، إن كان لازمًا ، أو غالب إن كان غالبًا ، نحو ما يحكيه سيبويه فى صِيَغ الأفعال كأَفْعَلْتُ بمعانيها ، واسْتَفْعلتُ ، وافْتَعلْتُ ، وفَعَّلْت ، وافْعَوْعَلت ، وأشباه ذلك. وكذلك إذا جاء المصدر قد كثر فى بعض المعانى أعلمت بكثرته ، نحو القوانين التى حكاها سيبويه فى أوّل باب من المصادر.

ومن ذلك أن أفرِّق بين الفِعل المنقلب عن الفِعْل ، وبين الفعل الذى هو لُغَة فى الفِعْل ، وليس بمنقلب عنه ، بوجود المصدر وعَدَمه ، كجَذَب وجَبَذ ، فإنهما لغتان ، لأن لكل واحد منهما مصدرًا ، وأما يَئِس وأَيِس فالأخيرة مقلوبة عن الأولى ، لأنه لا مصدر لأَيِس ؛ ولا يُحتجّ بإياسٍ : اسم رجل ، فإنه فِعال من الأَوْس ، وهو العَطاء ، كما يُسَمَّى الرجل عَطِية ،

__________________

(١) الخبازى والخباز : نبت بقلة معروفة ، واحدته خبازة.


وهِبة الله ، والفضل.

ومنه : أنه إذا تغَيَّر شكل المقلوب عما انقلب عنه ، أعلَمت أن تحَوُّل شكله لا يبرّئه مِنَ الانقلاب عَمَّا انقلب عنه كما حكاه الفارسىّ من قول العرب : له جاهٌ عند السلطان ، فإن هذا مُنقلب عن وَجْه ، وإن تغَيَّر البناء.

ومن ذلك تنبيهى على كلّ ما يُهْمَز ، مما ليس أصلُه الهمز ، من جهة الاشتقاق ، كقولهم : الذئب يستنشئ الريح ، وإنما هو من النَّشوة ، وكذلك ما زيدت فيه الهمزة ، مما لا أصل له فيها ، ولا هو مُبْدَل من بعض حروفها ، كقولهم : استَلأَمْت الحجر ، وإنما هو من السِّلام. وكذلك نبَّهْت على ما جاء من المهموز نادرا ، مما المستعملُ فيه غيرُ ذلك ، نحو ما حُكِى عن أبى زيد ، من أنه وُجِد فى كتابه بخطه : الشِّئْمة : الطبيعة. وكذلك أُنَبِّه على ما جاء فيه الهمزُ ، والأعرف تركه ، إلا أنه يتجه على طريق الإعراب ، نحو ما حُكِى عن عبد الرحمن بن أخى الأصمعىّ : أنه وَجَد بخط عمه : قَطًا جُؤْنِىّ ، وإنما هى من الجُوْنَة ، التى هى السواد ، إلا أن هذا أمثل حالاً من جميع ما تقدّم من هذا النوع ، لأن أبا حَيَّة النُّمَيْرىّ كان يَهْمز كل واو ساكنة قبلها ضمة ، وعلى هذا قراءة ابن كثير : « فاسْتَغْلَظَ فاسْتَوَى على سُؤْقِهِ » ، وقراءة أبى عمرو « عادًا الأُوْلَى ». وتعليل ذلك : أن الواو إذا انضمت ، فهمزها مطرد عند سيبويه ، كوُجوه وأُجُوه ، فلما سَكَنَت الواوُ قبلها ضمة ، تُوُهِّمَتِ الضمة عليها ، فهمزت لذلك. قال الفارسىّ : وليست بتلك اللغة الفاشية.

ومنه : تنبيهى على البدل اللازم فى حروف العلة ، كعِيد وأعْياد ، وزِيرِ نساء وأزْيار.

ومنه : إشعارى بالكلمة التى تقال بالياء والواو ، عَيْنا كانت أو لاما ، كباب قَنَيْتُ وقَنَوْت ، وإشعارى بالمعاقبة الحجازية فى الياء والواو ، لغير علَّة إلا طلب الخفَّة ، كصُوَّام وصُيَّام.

ومنه : التنبيه على الجموع التى لم تُكَسَّر على واحدها ، كمَلامِح ومَشابه وليالٍ. وإعلامى فى باب النسب إلى المضاف ، إلى أىّ المضافين يكون النسب؟ وإشعارى بالصّيَغ المأخوذة من حروف الأوَّل والثَّانى ، كعبدَرِىّ وعَبْشَمىّ ، وتعريفى بما أُضيف إليه على لفظ الجمع ، وبالعلَّة التى من أجلها كان ذلك ، كأعْرابىّ وأنصارىّ. وبالأسماء التى فيها معنى النسب ، وليست على صيغته ، كلابنٍ ونابلن وطَعِم وكاسٍ : من الكُسْوة ، وبالصيغة التى لا تلحَق المؤنثَ الْبتة ، كمِفْعَل ، وما شذَّ من ذلك مع الهاء ، نحو ما حكاه سيبويه من قولهم : مِصَكّ ومِصَكَّة.


ومنه : تنبيهى على ما تنقلب عنه الألف العَينية واللامية ، وعلى ما جاء من المثَنَّى على غير واحده ، فأحدث ذلك فيه حُكْما من أحكام العربية ، نحو ما حكاه سيبويه من مِذْرَوَيْن وثِنايَيْن (١) ، وعلى ما بقى فيه حرف العلَّة على حاله فى المؤنث ، ولم يُبْنَ على المذكر ، نحو ما حكاه سيبويه من مثل نُقاية ونُقاوة. وتذكيرى بما لا يصغَّر من الأسماء ، نحو ما حكاه سيبويه من البارحَة والثلاثاء والأربعاء.

ومن ذلك : التنبيه على ما لا يُسْتعمل إلا ظرفا ، نحو ذاتَ مَرَّة ، وبُعَيْداتِ بَيْن ، وجميع ما حكاه سيبويه من ذلك.

ومنه : إشعارى باللفظة التى تكون للواحد والجميع ، نحو : ( بادِيَ الرَّأْيِ ) ، ثم يأتى حكم بعد التعقُّب ، فيشعِر أن اللفظة للجميع ، على غير صيغتها فى الواحد ، نحو ما حكاه سيبويه من باب دِلاص وهِجان (٢) ؛ وإعلامِى أنه ليس من باب جُنُب ورِضًى ، بدليل دِلاصَيْن وهِجانين. وتذكيرى بجمع الأسماء الأعلام كزيد وعمرو وهند ودَعْد ، وأن ذلك جارٍ على ما تجْرِى عليه الأنواع والأجناس ، على ما أحكمه سيبويه.

ومنه : تحريزى للمتدرّس من الأسماء الأعلام التى هى صفة فى أوضاعها ، كالحسن والعباس ، وأن اللام فى ذلك أشعار بالصفة ، وحذفَ اللام إشعار بالعَلَمية ، نحو ما أنشده سيبويه من قولهم :

ونابِغَةُ الجَعْدِىُّ بالرَّمْل بَيْتُهُ

علَيهِ تُرابٌ مِن صَفيحٍ مُوَضَّعِ (٣)

وإنما احتجتُ إلى ذلك لما يَنْتُج من الأحكام فى الجموع ، فصار هذا مما يُؤْثَر لغيره لا لنفسه.

ومنه : تذكيرى بالآحاد التى جاءت على « مَفاعِل ومَفاعيل » وما شاكلها ، كحَضَاجِر (٤) ، وناقة مَفاتيح (٥) ؛ وإشعارى بما تدخله الهاء لا لعُجمة ، ولا نسب ، ولا عِوض ، ولا جِنس ، كصياقِلَة (٦) وملائكة. إلى ذكرى ما لا أكاد أُحصيه إلا بعد شَغَب ، وإطالة تعَب ، نحو ما

__________________

(١) المِذْرى : طرف الألية ، وقيل : المذروان أطراف الألْيتين ليس لهما واحد ، والمذروان : الجانبان من كل شىء.

والمثناة : حبل من صوف أو شعر ، وقيل : هو الحبل من أى شىء كان. وفى حديث عمرو بن دينار قال : رأيت ابن عمر ينحر بدنته وهى باركة مثنية بثنايين ، يعنى معقولة بعقالين ويسمى ذلك الحبل الثناية.

(٢) الدِّلاص والدَّلاص : اللَّيِّن البراق الأملس. والهجان من الإبل : البيض الكرام.

(٣) البيت لمسكين الدارمى فى ديوانه ص ٤٩ ، وبلا نسبة فى اللسان ( وسط ) ، ( نبغ ) ، والكتاب ( ٣ / ٢٤٤ ) ؛ ويروى : بضم عين موضع. والصفيح : الحجارة العريضة. جمع صفيحة.

(٤) وحضاجر : اسم للذكر والأنثى من الضباع ، سميت بذلك لسعة بطنها وعظمه.

(٥) ناقة مفاتيح وأينق مفاتيحات : سمان.

(٦) الصيقل : شحاذ السيوف وجلاؤها ، والجمع : صياقل وصياقلة.


استُغْنِى عن تصغيره بلفظ غيره ، وهو دال على التصغير ، وتحقير الأحايين ، وتوجيه ذلك على أية وجه هو ، من أنه مفارق لطريق التصغير فى المعنى.

وأما ما أتركه من الإشعار بالتذكير والتأنيث ، فإنما ذلك لأنى قد أفرَدْت له كتابًا لم يوضع فى معناه ما يوازيه ، فضلاً عما يساويه. وكذلك الممدود والمقصور.

وفى كتابى هذا أشياءُ من الاختصار ، وتقريب التأليف ، وتهذيب التصنيف ، ما لو ذكرته لكان فيه سِفْر جامع ، ولكنى بهذا الذى أرَيْتُ منه قانع.

وأنت أيُّها النَّدْب الفَهِم ، والشَّهمُ النَّهِم ، إذا توغَّلْت فى كتابنا هذا ، بدا لك من أنواع الإجادة ، مثلُ ما ذكرت لك من التمثيل أو ضِعْفُه ، وأىٌّ أقلُّ شِفاءً ، وأكثر عَناءً ، من إتيان أهل اللغة بالفعل الماضى ، ثم إتباعهم له بآتيه ومصدره ، وهما مُطَّردان ، كقولهم : « أفعلَ يُفْعِل إفْعالا » ، و « افتعَلَ يَفْتعِل افْتِعالا » ، و « انفَعَل ينْفَعِل انْفعالا » ، و « افعلَّ يَفْعَلُّ افْعِلالا » ، و « افعالَّ يَفعالُّ افعيلالا » ، و « افعوَّلَ يفْعَوَّل افْعِوَّالا » ، و « استفْعَل يستفعِلُ استِفْعالا » ، و « افعَنْلَى يَفعَنْلِى افعنلاءً » ، ونحو ذلك من الشغَب الذى لا أُحْصى عَدَّه ، ولا أحْصُرُ حَدَّه. وكذلك يفعلون فى أسماء الفاعلين منها والمفعولين. وهل أحد قرأ أدنى باب من أبواب الإعراب ، الذى يَلحق ذاتَ الكلمة أو خارجها ، إلا وقد عَلم أنّ آتِىَ أفعلَ إنما هو يُفْعِل ، وأن مصدره الإفعال ، وأن فاعله مُفْعِل ، ومفعولَه مُفْعَل ، وكذلك أخوات أفعلَ التى ذكرنا ، قد عُلم أَوَاتِيها ومصادرُها ، وأسماء فاعليها ومفعوليها.

ومن أعجب ما اخْتُصَّ به هذا الكتاب : تخليص الياء من الواو ، وتعيين ما انقلبت عنه الألف المنقلبة ، من ياء أو واو ؛ وتحييز (١) الزائد من الأصل ، بتخليص الثلاثىّ والرباعىّ والخُماسىّ ؛ وهذا فصل لا يصل إليه إلا من قَتَل التَّصاريف عِلْما ، وأحاط بعلل ما يجعله زائدًا من حروف الزوائد حُكْما ، فإن المتأمِّل إذا تأمَّل فى كتابى مَأْجَجا ويأَجَجا ، وَيأْجُوجَ وَمأْجُوجَ ، ورأى موضع كل واحد من هذه ، لم يفرِق بين أحكامها إلا أن يكون مُقِيتا على علم التصاريف.

وليست الإحاطة بعلم كتابنا هذا ، إلا لمن مَهَر بصناعة الإعراب ، وتقدّم فى علم العَروض والقوافى ، فإنه إذا رأى يَبْرِينَ فى باب « ب ر ى » لم يعلم لأىّ معنى جُعِل بسيط الكلمة هذه الحروف الثلاثة ، إلا بعدَ علم بالعربية أصيلٍ ، وباعٍ فى أثنائها عَريض طويلٍ.

وكذلك إذا رأى قولى : نُبايِعُ : موضع ، وهو نُفاعِل من المُبايعة ، سُمِّيت به البُقْعة بعد

__________________

(١) فى بعض النسخ : تمييز.


التجريد من الضمير ، فأما قول أبى ذُؤَيْب :

فكأنها بالجِزْعِ جِزْعِ نُبايِعٍ

وأُلاتِ ذِى العَرْجاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ (١)

فإنه صَرَف للضرورة ، ولم يمكنه نُبايعَ ، لأن قوله : « يِعِنْ » من نُبايِعٍ : « عِلِنْ » وهو وَتِد ، والأوتاد لا تُزاحَف إلَّا بالقطع ، لم يفهم قولى هذا إلا أن يكون نحويّا عَرُوضِيّا. وكذلك إذا قلت له فى بيت عبد الرحمن بن حسَّان :

وكنتَ أذلَّ مِنْ وَتِدٍ بقاعٍ

يُشَجِّجُ رأسَهُ بالفِهْرِ وَاجِ (٢)

إن تخفيف « واجِى » بَدَلىّ هنا ؛ لأن الهمزة المخفَّفة تخفيفا قياسيَّا فى حكم المحققة ، والمحققة لا يُوصل بها ، فكذلك المخففة إذا كانت فى نية المحققة ، لم يُوصَل بها ، لم يَلْقَن هذا عنى إلى أن يكون عالما بالنحو والقوافى ، ومَدَارُ كلّ ذلك قراءة النصف الأخير من كتاب سيبويه ، لأن كل ذلك مردود إليه ، ومعوَّل فيه عليه.

وأمَّا ما ضَمَّناه كتابنا هذا من كتب اللغة : فمصنفُ أبى عُبَيد ، والإصلاحُ ، والألفاظ ، والجَمهرة ، وتفاسيرُ القرآن ، وشروحُ الحديث ، والكتابُ الموسوم بالعين ، ما صحّ لدينا منه ، وأخذناه بالوَثيقة عنه ، وكُتُبُ الأصمعىّ ، والفراء ، وأبى زيد ، وابن الأعرابىّ ، وأبى عُبَيدة ، والشَّيبانىّ ، واللِّحيانىّ ، ما سَقَط إلينا من جميع ذلك ، وكُتُبُ أبى العبَّاس أحمد بن يحيى : المجالِسُ ، والفصيحُ ، والنوادرُ ؛ وكتابا أبى حنيفة ، وكُتبُ كُراعٍ ، إلى غير ذلك من المختصرات ، كالزّبرج ، والمُكَنَّى ، والمُبَنَّى ، والمُثَنَّى ، والأضداد والمُبدَل ، والمقلوب ، وجميع ما اشتمل عليه كتاب سيبويه من اللغة المعلَّلة العجيبة ، الملخَّصة الغريبة ، المُؤْثَرَة لفضلها ، والمُسْتَرادِ لمثلها ، وهو حَلْى كتابى هذا وزَينُه ، وجمالُه وعَيْنُه ، مع ما أضفته إليه من الأبنية التى فاتت كتاب سيبويه مُعَلَّلة ، عربية كانت أو دخيلة.

وأما ما نثرت عليه من كتب النحويين المتأخِّرين ، المتضمنة لتعليل اللغة ، فكتب أبى علىّ الفارسىّ : الحَلَبيَّات ، والبَغْداديات ، والأَهْوَازِيَّات ، والتَّذْكِرَة ، والحُجَّة ، والأغفال ، والإيضاح ، وكتاب الشعر. وكُتُب أبى الحسن بن الرُّمَّانىّ ، كالجامع ، والأغراض ، وكُتُب أبى الفتح عثمانَ بن جنى ، كالمغرِب ، والتمَّام ، وشرحه لشعر المتنبى ، والخصائص ، وسرّ

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٧ ؛ ولسان العرب ( بيع ) ، ( جمع ) ، ( نبع ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٣٦٨ ، ٤٨٤ ؛ ومقاييس اللغة ( ١ / ٤٨٠ ، ٤ / ٣٠٣ ) ؛ والمخصص ( ١٦ / ٤٥ ) ؛ ومجمل اللغة ( ١ / ٤٥٩ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٩٧ ، ٣ / ٨ ) ؛ وتاج العروس ( بيع ) ، ( جزع ) ، ( نبع ) ؛ ومعجم البلدان ( نبايع ).

(٢) البيت لعبد الرحمن بن حسان فى ديوانه ص ١٨ ؛ ولسان العرب ( وجأ ) ؛ وفيه « واجى » بدلاً من « واجِ ». إنما أراد واجئ بالهمز ، وأصله وجأت عنقه وجئًا : ضربته.


الصناعة ، والتعاقب ، والمحتَسَب ، إلى أشياء اقتضبتها من الأشعار الفصيحة ، والخطب الغريبة الصحيحة.

هذا جميع ما اشتمل عليه كتابنا « المُحْكَم » ، وهو فى هذه الصناعة « المحيطُ الأعظم » قد دَبَّجْتُ فِتانه (١) ، وأدْمَجْت مِتانَه ، وشَكَّلت آسانَه (٢) ، ووكَّلْت بالإعراب عنه لِسانه ، وأبرزتُه للدَّهر مفتخرا ، وبذلت فيه من مكنون علمى ما كُنْتُ له مُدّخِرا ، حِذارا أن يَطْوِينى ضَرِيحى ، وتَتَلَمَّأ (٣) علىَّ تُرْبتى وصَفيحى ، فرأيتُ تركه شِياعا ، خيرا من أن يذهب فى صدْرِى ضَياعا ، ثم أهديته إلى ذوى الألباب ، مُونِقا لمُقَلِهم ، ومُطْلِقا لعُقَلِهم ، مُنْشِرا لما دَثَر مِن أفهامهم ، وباعثا لما همدَ من نار أوهامهم ، يَرِدُون مُتون أصْواحِه (٤) عَذْبةَ الجِمام (٥) ، ويستظلون غُصون أدْواحه مُطْرِبة الحَمام ، يتعلَّلون منه بخمر وريق ، ويَسْرَحون من مُلَحه فى بُسْتان زاهر وَرِيق ، فإن كافئوا بالحمد ، ولم يُجَلِّلوا النِّعمة بُرودَ الجَحْد ، فقد أنصفوا من نفوسهم ، ولم يَكْسِفوا بذلك من أقمارهم ، ولا شموسهم ؛ وإن تكن الأخرى ، فربّ غامط لنعمة الله التى هى أسبغُ أذيالا ، وأسوغُ أَغْيالا (٦) ، وأمدُّ ظِلّا ، وأذكى من سماء كل نعمة وابلا وطَلَّا (٧) :

ومِنِّى استَفادَ النَّاسُ كلَّ غَريبةٍ

فجازُوا بتركِ الذَّمّ إنْ لم يكنْ حمدُ (٨)

ولينظروا نحوى ، فمن أبصر فقلَّما تخفى ذُكاء ، ومن عَشِىَ فعاذر ألا ترانى مُقْلة عَمْياء ؛ ولله قولُ أبى الطَّيِّب :

ولقَدْ عَلوْتَ فمَا تُبالى بَعْدَ ما

عَرَفُوا أَيحْمَدُ أمْ يَذُمُّ القائِلُ (٩)

وإنْ أَلْوَى بهمُ الأشَر ، وقد سبقت مِنِّى إليهمُ الفِقَر ، فما علىّ أن تفهم البَقَر ؛ وإن تعسَّف منهم جاهل علينا ، أو تَترَّع (١٠) منهم هَدِمُ الجَفْر (١١) إلينا قبل أن يَرُوز (١٢) الخِبرَة ،

__________________

(١) الفَتْن : الضرب واللون والحال والفن.

(٢) آسان الرجل : مذاهبه وأخلاقه ، أى شكلت مذاهبه.

(٣) تلمَّأت به الأرض : اشتملت واستوت.

(٤) الصواح : النجوة من الأرض ، أى المرتفع منها ، وقبل : الصواح : الرخوة من الأرض.

(٥) جَمَّ الشىء واستجم كلاهما : كثر ، وجَمُّ لماء : معظمه إذا ثاب ، وكذلك جمته ، وجمعها جِمام وجُمُوم.

(٦) الغَيْل : الماء الجارى على وجه الأرض ، ومكان من الغيضة فيه ماء معين ، وكل موضع فيه ماء من واد ونحوه.

(٧) الطل : المطر الصغار القطر الدائم ، وهو أرسخ المطر ندى.

(٨) البيت لأبى الطيب المتنبى فى ديوانه ( ١ / ٢٥٣ ).

(٩) البيت لأبى الطيب المتنبى فى ديوانه ( ١ / ٢٢٥ ).

(١٠) تترَّع : تسرّع.

(١١) يقال للرجل الذى لا عقل له : إنه لمنهدم الحال ومنهدم الجفر.

(١٢) رازه يروزه رَوْزًا : جرب ما عنده وخبره.


ويعلم العِذْرَة (١) ، نُبِّه بالبُرْهان من نَشْوَة سِناتِه ، حتى تستقيم قَهْرًا كُعوبُ قَناتِه ، فإنى كما قال زياد الأعجم :

وكنتُ إذا غَمَزْتُ قَناةَ قَوْمٍ

كَسَرْتُ كُعوبَها أوْ تَسْتَقِيما (٢)

ولا أُنكر فى كلّ ذلك أن تختلَّ قضية بين خمسة آلاف ، أو حرف بين حروف عَديدة أضعاف ، لأنى أنا الجَوَاد الخَوَّار العِنان ، المخترق للمَيْدان ، فى غير فنّ من الفنون ، واليقينُ قاتل لخوالج الظُّنون ، وذلك أنى أجدُ علم اللُّغة أقلَّ بضائعى ، وأيسرَ صنائعى ، إذا أضفته إلى ما أنا به من علم حَقيقِ النحو ، وحُوشِىّ العَروض ، وخفىّ القافية ، وتصوير الأشكال المنطقية ، والنظر فى سائر العلوم الجَدَليَّة ، التى يمنعنى من الإخبار بها نُبُوّ طباع أهل الوقت ، وما هم عليه من رَداءة الأوضاع والمَقْت ؛ وإذا كان المنفردون لكتاب اللغة وتَكْميشها ، واحْتطابها وتَقْميشها ، كأبى عُبَيدة والأصمعىّ ، قد غَلِطوا فى بعض ما دَوَّنوا ، فأنا أحْرَى بذلك ، لأن هَؤلاء جاوروُا أهل البادية ، وأطالوا احتلاب الإبِل النادِية ، مع ما كانوا يُتْحفون به فصحاءَ الأعاريب ، من ضروب الأعاجيب ، ويستعملونه معهم من الخِداع ، جَرْيا إلى استدامة الإمتاع ، فكيف بى ولم آلَفْ إلا شُطُوط الأنهار ، ولا أصَخْتُ إلا إلى ناحية التَّيَّار ، بين أُناس لو لا الشكلُ لم تَقْضِ لهم بالإنسانية ، ولو لا الحِسُّ ما حكمتَ عليهم بالحَيَوانية.

ثم إن الأيام عاضَتْنِى من الرَّمْضاء بالنار ، وبدَّلتنى من الصَّدَى شِدةَ الأُوار (٣) ، فأزعجتْنى عن ذلك الوطن الخبيث ، والسَّكن الغَثّ الرَّثيث ، إلى سِباخٍ ذَفِرَة (٤) ، وشُطْآن بحار دَفِرة (٥) ، أوحشِ بلاد الله غُربة ، وأخبثها عنصرين : هواءً وتُرْبة ، ضدّ ما وصفه ذو الرُّمَّة بقوله :

بأرْضٍ هِجان اللَّوْنِ وَسْمِيَّة الثَّرَى

عَذاةٍ نَأَتْ عنها المُئُوجَةُ والبَحْرُ

أرْض خَلَعْتُ اللهْوَ خَلْعِىَ خاتَمِى

فيها ، وطَلَّقتُ السرورَ ثلاثا (٦)

__________________

(١) العِذرة من العُذر.

(٢) البيت لزياد الأعجم فى ديوانه ص ١٠١ ، ولسان العرب ( غمز ).

(٣) الأُوار بالضم : شدة حر الشمس ولفح النار ووهجها والعطش.

(٤) الذَّفَر : النَّتْنُ والصُّنان وخبث الريح.

(٥) الدَّفَر ـ بالدال ـ : النتن أيضًا.

(٦) المأج : الماء الملح ، والبيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٥٧٤ ، ولسان العرب ( مأج ) ، ( عذا ) ، ومقاييس اللغة ( ١ / ٢٠٣ ، ٤ / ٢٥٨ ، ٥ / ٢٩٢ ) ؛ وتاج العروس ( مأج ) ، ( عذو ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ١٤٩ ، ٦ / ٥٨ ) ؛ وكتاب العين ( ٢ / ٢٢٩ ، ٣ / ٣٩٢ ) ؛ وأساس البلاغة ( عذو ) ، ( هجن ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٩ / ١٣٧ ).


سهلُها : نَقل (١) ، وحَزْنُها : جَبَل ، وحُرُّها : وَكَل (٢) ، وعبدُها : أُكَل ، حَشَمُها : سِباع قاطِعة ، وأتباعُها : ضِراء طامعةٌ ، وأحْبارُها : رِباعٌ (٣) ضائعة ، دَرُّهُمْ لَعُوق (٤) ، ورَائمهم عَلُوق (٥) ، لا يُشاهَدُ منهم إلَّا الخُصومةُ والشَّذَىْ (٦) ، ولا يُسْمَع منهم إلا تسعير كذا بكذا ؛ وأشدّ من ذلك ما يَبُسُّونه بينهم من العقارب ، وسِيَّان فى ذلك حال الأباعد وحالُ الأقارب ، يتطارَحون على الدّرهم والدينار ، ولا يَتَوَقَّون قُبح الأُحْدوثة ولا انتشار العار ، مع ما تأثَّفنى (٧) فيها من نَكَد المَعاش ، وقلَّةِ الانِتِعاش ، وعدم المُواسِى ، والصَّبرِ من أحوالها على مثل حُدُود المَواسِى.

وجُدَّ بها قَوْمٌ سِوَاىَ فصادَفُوا

بها الصُّنْعَ أعْشَى والزَّمان مُغَفَّلا

من ذى قَينة (٨) شادِيَة ، وطِرْفة عادِيَة (٩) ، وجَنَّة مُغِلَّة ، وأنجم بالسُّعود عليه مُطِلَّة ، يأوِى القَصْرَ المنيع ، ويتألَّم العَصْبَ (١٠) الصَّنيع ، وأُلاحظ من ذلك الخَطْبَ الشنيع ، فأُنْشِد قول الأوَّلِ :

بكى الخَزُّ مِنْ رَوْحٍ وأنكَرَ جِلْدَهُ

وعَجَّتْ عَجيجا مِن جُذامَ المَطارِفُ (١١)

ولست أقول شيئا من ذلك بَرَما بالمقدُور ، إنما هى أنَّة عليل ، ونفثةُ مَصْدور ، أوَ ليس من كانت هذه حاله ، جديرا أن تلحق ذهنَه الكَهامة (١٢) ، وتُكَلل نفسَهُ السآمَة ؛ ولو تأمَّلتَ ما كان عليه القدماء ، من أهل اللغة والنحو أصحابى ، من الثروة والعِزّة ، وأنواع الجِدَة ، لرأيت أخابيرَ (١٣) ، وإن ظنَّه أهل بلدنا لِنَكادتهم كذبا وأساطير.

__________________

(١) النَّقل : الحجارة كالأثافى والأفهار ، وقيل : هى الحجارة الصغار ، وقيل : هو ما يبقى من الحجر إذا اقتلع ، وقيل : هو ما بقى من الحجارة إذا قلع جبل ونحوه.

(٢) الوكَل والوكِل : البليد والجبان ، ورجل وكَلة : إذا كان يكل أمره إلى الناس.

(٣) الرِّباع بكسر الراء : جمع رُبَع وهو ما ولد من الإبل فى الربيع.

(٤) اللعوق : اسم ما يلعق ، أى يلحس.

(٥) الناقة رؤوم ورائمة ورائم : عاطفة على ولدها ، والعلوق : التى عطفت على ولد غيرها فلم تدر عليه وهى التى ترأم بأنفها وتمنع درتها.

(٦) الشذى ـ مقصور ـ : الأذى والشر.

(٧) يقال : تأثفوه أى تكنفوه ، أى أحاطوا به.

(٨) القينة : الأمة المغنية ، وقيل : القينة : الأمة مغنية كانت أو غير مغنية.

(٩) الطِّرْف بالكسر من الخيل : الكريم العتيق ، والأنثى بالهاء.

(١٠) العصب بسكون الصاد : ضرب من برود اليمن ، والفتل.

(١١) البيت لحميدة بنت النعمان بن بشير فى المخصص ( ١٧ / ٤٠ ) ؛ وسمط اللآلى ص ١٨٠ ؛ ومعجم الأدباء ( ١١ / ٢٠ ) ؛ والمطارف : جمع مطرف وهو ثوب معلم الطرفِ ؛ وعَجَّ عجيجًا : رفع صوته وصاح.

(١٢) كَهُم كهامة : بطؤ عن النصرة والحرب.

(١٣) الخبر : النبأ ، والجمع : أخبار ، وأخابير : جمع الجمع.


غيرَ أن الذى يقطع اعتذارى ، وإن جَدَّ فى الجدل تَحرُّزى وحِذارى ، ما سَقانى به الموفق مولاى ، من رَوِىّ (١) شمائله ، وأوردنيه من وِرْد مناهله ، وبَوَّأَنيه من عَرْش إكرامه ، وأوطَأنيه من فَرْش إنعامِه ، أدام الله سُلْطانه وعِزّته ، ولا سَلَب مُلْكَه رَيعانَه وهِزَّتَه ، ذلك إلى ما مَجَّدَتْنِى به عُقَب الأيام ، وحَسَدنى عليه جميعُ الأنام ، حتى جاشت النُّفوس غيظا ، وفاظت عن أبدانها له فَيْظا (٢) ، من صُحْبة الأمير الجليل ، « إقبال الدولة » مولاى نَثْرتِه (٣) ، نجيب النجباء ، وخير البَنين لأكرم الآباء ، مُحيى الأدب ومُقيم دولة لسان العرب ، فرعٍ من أصل ، ونوع تشكَّل من جنس وفصْل ، « لا تُنْبتُ البَقْلَةَ إلَّا الحَقْلَة » (٤) ، ذى الخِيْم (٥) الوَساع ، والقلب الشُّجاع ، والكرم المُشاع ، والذهْن الصَناع ، والرأى القَطاع ، المتَّشحِ بالمجد ، وهو فى المهد ، والمُتَّزر بالحمد ، قبل فِراق النَّهد ، فما قارب فِطاما ، حتى وضع على كلّ أنف خِطاما ، ولا شد إزارا ، حتى أغْرَقَ فى جوده اليمنَ ونزارا ، بدر طَلَع ، فذلَّت له الكواكب ؛ ووَطِئَ الأرض ، فاهتزّت له منها المناكب ؛ يقول فيُسْمِع ، ويَمْضِى فيُسْرِع ، ويضرب فى ذات الإله فيُوجِع ، فَلْيرْغَمْ أنفُ من رَغَمْ ، فمن أشبه أباه فما ظَلَم (٦). زاد الله عزّه عُلُوّا ، ومُلكه نُمُوّا ، ولا أسأَرَتْ (٧) له الأيامُ عَدُوّا ، ونَسَألَهُ فى أجَل « الموفق » المَلِك الأجَلّ ، قِوامِ الدُّنيا ، ونظام السُّؤْدُد والعَلْيا.

وصلى الله على « محْمَّد » خَاتم النَّبِيِّين ، وأهله الطَّاهِرين ، وأصحابه المُنْتَخَبين ، وأزواجه أُمَّهات المؤمنين ، وسَلَّم تسليما.

تمت الخطبة

__________________

(١) فى بعض النسخ : رضى.

(٢) فاظ الرجل وفاظت نفسه فيظًا : خرجت روحه.

(٣) النثر : الدرع السلسلة الملبس.

(٤) قال ابن منظور فى اللسان ( حقل ): « قال أبو عبيد : الحقل القراح من الأرض ، ومن أمثالهم : لا ينبت البقلة إلا الحقلةُ ، ... قال ابن سيده : وأراهم أنثوا الحقْلة فى هذا المثل لتأنيث البقلة أو عنوا بها الطائفة منه.

(٥) الخِيم : الشمية والطبيعة والخلق والسجية.

(٦) أخَذه من قول رؤبة :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ)

وهو فى ديوانه ص ١٨٢.

(٧) أى لا أفضلت ولا أبقت من أسأر سُؤْرًا.



بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حرف العين

أبواب المضاعف ، وهو الثنائى الصحيح

العين والهاء

عَهْعَهَ بالإبل : قال لها : عَهْ عَهْ ؛ وذلك إذا زَجَرَها لتحتبس.

ومن خفيف هذا الباب :

* عَهْ عَهْ : زَجْرٌ للإبل.

مقلوبه : هعع

* هَعَ يَهِعُ هَعّا : قاءَ.

العين والخاء

* الخُعْخُع : ضرب من النَّبت ؛ حكاه ابن دُريد ؛ قال : وليس بثَبْت.

العين والقاف

* عَقَّهُ يَعُقُّهُ عَقّا ، فهو مَعْقُوق ، وعَقيق : شَقَّه.

* والعَقِيق : واد بالمدينة ؛ كأنه عُقَ : أىْ شُقّ. غَلَبَتِ الصفة عليه غَلَبَة الاسِم ، ولَزمته الألف واللام ، لأنه جُعِل الشَّىءَ بعَيْنه ؛ على ما ذهب إليه الخليلُ فى الأسماء الأَعلام ، التى أصلُها الصّفة ، كالحارِث والعباس.

* والعَقِيقان : بَلدان فى بلاد بنى عامر ، من ناحية اليمن ، فإذا رأيت هذه اللفظة مُثَنَّاة فإنما يُعْنَى بها ذانِكَ البَلدان. وإذا رأيتها مُفردة ، فقد يكون أن يُعْنَى بها العقيق ، الذى هو وادٍ بالحجاز ، وأن يُعْنَى بها أحدُ هذين البَلَدين ؛ لأن مثل هذا قد يُفْرَد ، كأَبانَيْن ، قال امرؤ القَيْس ، فأفرد اللَّفظ به :

كأنَّ أبانًا فى أفانِينِ وَدْقِهِ

كَبِيرُ أُناسٍ فى بِجادٍ مُزَمَّلِ (١)

وإن كانت التثنية فى مثل هذا أكثر من الإفراد ، أعِنى فيما تقع عليه التثنية من أسماء المواضع ؛ لتَساويهما فى النَّبات والخِصْب والقَحْط ، وأنه لا يُشار إلى أحدهما دون الآخَر ؛

__________________

(١) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٢٢ ط. دار الكتب العلمية ؛ ولسان العرب ( عقق ) ، ( زمل ) ، ( خزم ) ، ( أبن ) ؛ وتاج العروس ( خزم ). ويروى صدره : كأن ثبيراً فى عرانين وبله.


ولهذا ثَبَتَ فيه التعريف فى حال تثنيته ، ولم يُجْعَل كزيدَين ، فقالُوا : هذان أبانانِ بَيِّنَيْنِ. ونظير هذا إفرادُهم لفظ عَرَفات.

فأما ثَبات الألف واللام فى العقيقين ، فعلى حَدّ ثباتهما فى العقيق.

* والعَقُ : حَفَرٌ فى الأرض مُستطيل ، سُمّى بالمصدر. والعَقَّة : حُفْرة عميقة فى الأرض.

* وانْعَقَ الوادى : عَمُق.

* والعقائق : النِّهاء والغُدْران فى الأخاديد المُنْعَقَّة ؛ حكاه أبو حنيفة ، وأنشد لكُثِّير :

إذا خرجَتْ من بَيتها راقَ عينَها

مُعَوَّذُهُ وأعجَبتها العَقائِقُ (١)

* وسحابة عَقَّاقة : منشقَّة بالماء ؛ ومنه قول المُعَقِّر بن حمار لبنته وهى تقوده ، وقد كُفَّ ، وسَمِع صوت رَعد : أى بُنَيَّةُ ، ما تَرَيْنَ؟ قالت : أرَى سحابة عَقَّاقة ، كأنَّها حُولاء ناقة ، ذات هَيْدَبٍ دَانٍ ، وسَيْرٍ وَان ، قال : أىْ بُنَيَّة ، وَائِلى إلى قَفَلَة ، فإنَّها لا تنْبُت إلا بمَنْجاة من السَّيل. شَبَّهَتِ السحابة بحُولاء الناقة ، فى تشقُّقها بالماء ، كتشقُّق الحُولاء ، وهو الذى يخرج منهُ الولد. والقَفَلَة : الشجرة اليابسة ؛ كذلك حكاه ابن الأعرابىّ ، بفتح الفاء ، وأسكنها سائر أهل اللغة.

* وعَقَ والدَه يَعُقُّه عَقّا وعُقوقا : شقَّ عصا طاعته ، وقد يُعَمُّ بلفظ العُقوق جميعُ الرَّحِم ، فالفعل كالفعل ، والمصدر كالمصدر.

* ورجل عُقَق ، وعُقُق ، وعَقّ : عاقّ ؛ أنشد ابن الأعرابىّ :

أنا أبو المِقْدامِ عَقّا فَظَّا

لِمَنْ أُعادى مِلْطَسا مِلَظَّا

أكُظُّهُ حتى يَمُوتَ كَظَّا

ثُمَّتَ أُعْلِى رأسَهُ المِلْوَظَّا

صَاعِقَةً مِنْ لَهَبٍ تَلَظَّى (٢)

المِلْوَظُّ : سَوْطٌ أو عصًا يُلْزِمُها رأسَه ؛ كذا حكاه ابن الأعرابىّ. والصحيح : المِلْوَظُ ، وإنما شُدّد ضَرورة.

__________________

(١) البيت لكثير بن عبد الرحمن الخزاعى فى ديوانه ص ٤١٦ ؛ ولسان العرب ( عوذ ) ، ( عقق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٦٢ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ١ / ١٤٨ ، ٤ / ٨ ) ؛ وأساس البلاغة ( عوذ ) ؛ وتاج العروس ( عوذ ) ، ( عقق ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٠ / ١٨١ ، ١٩٦ ).

(٢) الرجز للزفيان عطاء بن أسيد فى ديوانه ص ٩٩ ؛ ولسان العرب ( عقق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٥٧ ) ؛ وتاج العروس ( عقق ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ملظ ) ؛ وتاج العروس ( ملظ ) ، ( عقق ).


* والمَعَقَّة : العقوق ، قال النابغة :

أحْلامُ عادٍ وأجْسامٌ مُطَهّرَةُ

مِنَ المَعَقَّةِ والآفاتِ والإِثِمِ (١)

* وفى المَثَل : « أعَقُ مِنْ ضَبّ ». قال ابن الأعْرابىّ : إنما يريد به الأنثى. وعقوقها أنها تأكل أولادَها. عن غير ابن الأعرابىّ.

* وَعَقَ البرقُ وانْعَقَ : انشقَّ. وعَقِيقتهُ : شُعاعه ، ومنه قيل للسَّيف : كالعَقِيقة. وقيل : العَقيقَة والعُقَقُ : البَرْق ، إذا رأيتَه فى وسط السَّحاب كأنه سيف مسلول.

* وانْعَقَ الغُبار : انشقَّ وسَطَع ، قال :

*إذا العَجاجُ المُسْتَطارُ انْعَقَّا* (٢)

وانْعَقَ الثَّوبُ : انشقَّ عن ثعلب.

* والعَقيقة : الشَّعْر الذى يُولَد به الطفل ، لأنه يَشُقُّ الجلد ، قال امرؤ القيس :

يا هِنْدُ لا تَنْكِحى بُوْهَةً

علَيْهِ عَقِيقَتُه أحْسَبا (٣)

* والعِقَّة : كالعَقيقة ، وقيل : العِقَّة فى الناس والحُمُر خاصَّة ، وجمعها عِقَق ، قال رُؤْبة :

*طَيَّرَ عَنها النَّسْءُ حَوْلِىَ العِقَق* (٤)

* وأعَقَّت الحاملُ : نبتتْ عَقيقةُ ولدها فى بطنها.

* وعَقَ عن ابنه يَعِقُ ويَعُقُ : حلق عَقِيقته ، أو ذبح عنه شاة ، واسم تلك الشاة : العقيقة.

__________________

(١) البيت للنابغة فى ديوانه ص ١٠١ ؛ ولسان العرب ( عقق ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٥ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٦٤ ) ؛ وتاج العروس ( عقق ) ، ( هوى ) ؛ وبلا نسبة فى أساس البلاغة ( عقق ). ويروى : الأثم.

(٢) عجز بيت من الرجز ، وصدره : * لولا شكيم المسحلين اندقا * وهو لرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٨٠ ؛ ولسان العرب ( عقق ) ، ( سحل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٤ / ٣٠٦ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٦٣ ) ( منسوبًا فى بعض النسخ لرؤبة وبعضها للعجاج ) ؛ وللعجاج فى ديوانه ( ١ / ١١٣ ) ( بلفظ : إذا السحاب الرقرقان انعقا ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٦ ) ، وبلا نسبة فى لسان العرب ( طير ) ؛ وتاج العروس ( طير ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ٦٦ ) ؛ وكتاب العين ( ٣ / ١٤١ ).

(٣) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٢٨ ؛ ولسان العرب ( حسب ) ، ( رسع ) ، ( عقق ) ، ( بوه ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٦٢ ) ؛ جمهرة اللغة ص ٢٧٧ ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٤ ) ؛ وديوان الأدب ( ٣ / ٣٢١ ) ؛ ومجمل اللغة ( ١ / ٣٠٥ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٩٢ ، ٤ / ٣٣٤ ، ٦ / ٤٦٢ ) ؛ وكتاب الجيم ( ١ / ٢١٠ ) ؛ وتاج العروس ( حسب ) ، ( رسع ) ، ( عقق ) ، ( بوه ) ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين ( ٣ / ١٥٠ ، ٤ / ٩٨ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ١ / ٣٢٤ ، ٢ / ٦١ ) ؛ والمخصص ( ٨ / ١٦١ ).

(٤) صدر بيت من الرجز ، وعجزه : * فانمار عنهن مورات المزق * وهو لرؤبة فى ديوانه ص ٢٠٥ ، وهو لرؤبة فى ديوانه ص ٢٠٥ ؛ ولسان العرب ( عقق ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٤ ) ؛ وتاج العروس ( عقق ) ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين ( ٨ / ٢٩٢ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٥ / ٢٨٤ ). ويروى « اللّسُّ » بدلاً من « النسء » ووقع فى مطبوعة العين ( النسر ).


* وتِلاعٌ عُقُقٌ : مُنْبتات ، يشبه نباتها العَقيقة من الشَّعَر ، قال كُثَيِّر عَزَّة :

فَآكُمُ النَّعْفِ وَحْشٌ لا أنيسَ بِها

إلَّا القَطا فتِلاعُ النَّبْعَة العُقُقُ

* والعَقوق من البهائم : الحاملُ. وقيل : هى من الحافر خاصَّة ، والجمع : عُقُقٌ وعِقاق ، وقد أعَقَّتْ ، وهى مُعِقّ وعَقُوق ، فمُعِقّ على القياس ، وعَقُوق على غير القياس. وقيل : الإعقاق بَعْد الإقصاص ، فالإقصاص فى الخيل والحُمُر : أوّلُ الحمل ، ثم الإعقاق بعد ذلك.

* ونَوَى العَقوق : نَوًى رِخْو المَمْضَغة ، تأكله العَجوز أو تلُوكه ، وتُعْلَفُه الناقة العَقوق ، إلطافا لها ، فلذلك أُضيف إليها.

* وإذا طلب الإنسانُ فوق ما يَستحقّ ، قالوا : « طَلَبَ الأبْلَقَ العَقُوق » ، فكأنه طلب أمْرًا لا يكون أبدا ، لأنه لا يكون الأبلق عَقُوقا ؛ ويقال إن رجلاً سأل مُعاوية أن يُزوّجه أُمَّه ، فقال : أمرُها إليها ، وقد أبتْ أن تتزوَّج ، قال : فَوَلِّنى مكان كذا ، فقال معاوية مُتمثِّلا :

طَلَبَ الأَبْلَقَ العَقُوقَ فَلَمَّا

لَمْ يَنَلْهُ أرَادَ بَيْضَ الأَنُوقِ (١)

والأَنُوق : طائر يبِيض فى قُنَنِ الجبال ، فبيضه فى حِرْز ، إلا أنه يُطْمَع فيها ؛ فمعناه : أنه طلب ما لا يكون ، فلمَّا لم يجد ذلك ، طلب ما يُطْمَع فى الوصول إليه ، وهو مع ذلك بعيد. وقوله ، أنشد ابن الأعرابىّ :

فلَوْ قَبِلونى بالعَقُوقِ أتَيْتُهُمْ

بأَلْفٍ أُؤَدّيهِ منَ المَالِ أقْرَعا (٢)

يقول : لو أتيتهم بالأبلق العَقُوق ما قبلونى. وقال ثعلب : لو قبلونى بالأبلَق العَقوق ، لأتيتهم بألف.

* وماءٌ عُقّ وعُقاق : شديد المَرارة ، الواحد والجميع فيه سواء ، وأعَقَّتِ الأرض الماءَ : أمَرَّتهُ. وقولُه :

بَحْرُكَ بَحْرُ الجودِ ما أعَقَّهْ

رَبُّك والمحْرومُ مَنْ لمْ يُسْقَهْ (٣)

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( أنق ) ، ( عقق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٦٢ ، ٩ / ٣٢٤ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٣٧١ ؛ ومقاييس اللغة ( ١ / ١٤٩ ) ؛ وتاج العروس ( أنق ) ؛ ويروى : « لم يجده » بدلاً من « لم ينله ».

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قرع ) ، ( ألف ) ، ( عقق ) ، ومقاييس اللغة ( ٤ / ٨ ) ؛ وتاج العروس ( قرع ) ، ( ألف ) ، ( عقق ) ، وتهذيب اللغة ( ١ / ٦٢ ) ؛ ويروى : « القوم » بدلاً من « المال ».

(٣) الرجز للنابغة الجعدى فى ملحق ديوانه ص ٢٤٨ ؛ وللجعدى فى لسان العرب ( عقق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٥٧ ) ؛ ولعويف القوافى فى جمهرة اللغة ص ١٥٦ ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس ( ملح ) ، ( عقق ) ، ومقاييس اللغة ( ٤ / ٩ ).


معناه : ما أمَرَّه. وأما ابن الأعرابىّ فقال : أراد : ما أقَعَّه ، من الماء القُعّ ، وهو المُرّ أو المِلْح ، فقلب. وأراه لم يعرِف ماءً عُقَّا ؛ لأنه لو عَرَفه لحمل الفعل عليه ، ولم يَحْتج إلى القلب.

* والعقيق : خَرَز أحمر ، تُتَّخذ منه الفُصوص ، الواحدة عَقيقة.

* والعُقَّة : التى يلعب بها الصّبْيان.

* وعَقَّةُ : قبيلة من النمِر بن قاسط ، قال الأخطل :

وَمُوَقَّعٍ أثَرُ السِّفارَ بِخَطْمِهِ

مِنْ سودِ عَقَّةَ أوْ بَنى الجَوَّالِ (١)

* وعَقْعَقَ الطائرُ بصوته : جاء وذهب.

* والعَقْعَقُ : طائر معروف ، من ذلك.

مقلوبه : [ ق ع ع ]

* ماء قُعّ وقُعاع : مُرّ. وقيل : هو الذى لا أشدَّ ملوحةً منه ، تحترق منه أجوافُ الإبل ، الواحد والجميع فيه سواء.

* وأقَعَ : أنْبطَ ماء قُعاعا. وأقَعَّتِ البِئْر : جاءت بهذا الضرب من الماء.

* والقَعْقَعةُ : حكاية أصوات التِّرَسَة ، والجلود اليابسة ، والحِجارة ، والرعْد ، والبَكْرة ، والحَلْى ونحوها ، قال النابغة :

يُسَهَّدُ من لَيل التِّمام سَلِيمُها

لِحَلْىِ النِّساء فى يَدَيْهِ قَعاقِعُ (٢)

وذلك أن الملدوغ يوضع فى يديه شىءٌ من الحَلْى ، لئلا ينام ، فيَدِبَّ السُّمُّ فى جسده ، فيقتله.

* وقَعْقَعْتُه وقَعْقَعْتُ به : حَرَّكته. وفى المَثَل : « فُلانٌ لا يُقَعْقَعُ له بالشِّنان » : أى لا يُخْدَع ولا يُرَوَّع ، وأصله من تحريك الجلد اليابِس للبعير ليُفزَّع ؛ أنشد سيبويه :

كأنَّكَ مِنْ جمالِ بنى أُقَيْشٍ

يُقَعقَعُ خَلْفَ رِجْلَيْهِ بِشَنِ (٣)

أراد : كأنك جَمَل ، فحذف الموصوف ، وأبقى الصفة ، كما قال :

__________________

(١) البيت للأخطل فى ديوانه ص ١٤٧ ؛ ولسان العرب ( سفر ) ، ( عقق ) ؛ وتهذيب ( ١ / ٦٢ ) ؛ وتاج العروس ( عقق ).

(٢) البيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٣٣ ؛ ولسان العرب ( سهد ) ، ( قعع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٦٤ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٦ / ١١٥ ) ؛ وتاج العروس ( سهد ) ، ( قعع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٢ / ٤١ ).

(٣) البيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ١٢٦ ؛ ولسان العرب ( وقش ) ، ( قعع ) ، ( شنن ) ؛ والكتاب ( ٢ / ٣٤٥ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( خدر ) ، ( أقش ) ، ( دنا ).


لو قُلْتَ ما فى قوْمها لَمْ تِيَثمِ

يفْضُلُها فى حَسَبٍ ومِيسَمِ (١)

أراد : مَنْ يَفْضُلُها ، فحذف الموصول ، وأبقى الصِّلة.

* وتقَعْقَع الشىءُ : صَوَّت عند التَّحريك ، وقَعْقَعْتُه قَعْقَعَةً وَقِعْقاعا : حرَّكْته ، والاسم القَعْقاع.

* ورجل قَعْقاع وقُعْقُعانِىّ : تسمع لمفاصل رجليه [ إذا مَشَى ] تقَعْقُعا. وحمار قُعْقُعانِىّ : إذا حَمَلَ على العانة صَكّ لَحْيَيْه. والأسد ذو قَعاقِع : أى إذا مَشَى سمِعت لمفاصله قَعْقَعَة.

* ورجل قُعاقع : كثير الصَّوت. حكاه ابن الأعرابىّ ، وأنشد :

وقمْتُ أدْعو خالدًا ورَافِعا

جَلْدَ القُوَى ذا مِرَّة قُعاقِعا (٢)

* والقُعْقُع : طائر فيه سواد وبياض ، ضخم طويل المِنقار ، وهو من طير البرّ. والقَعْقَعَة : صوته.

* وقُعَيْقِعانُ : جَبل بمكة ، كانت فيه حَرْبٌ ، سُمّى بذلك لقَعْقَعَة السلاح الذى كان به ، وقُعَيْقِعان : جَبَل أيضا بالأهواز ، فى حجارته رَخاوة ، تُنحَت منه الأساطين.

* وقَرَب قَعْقاعٌ : شديد ، لا اضطرابَ فيه ، ولا فُتور ، وكذلك خِمْس قَعْقاع ، وسَيْر قَعْقاع.

* والقَعْقاع : طريق من اليَمامة إلى الكُوفة. وقَعْقاعٌ : اسم ، قال :

وكنت جليسَ قَعْقاعِ بن شَوْرٍ

ولا يَشْقَى بقَعْقاعٍ جَليسُ (٣)

العين والكاف

* العَكَّة ، والعُكَّة ، والعَكَك ، والعَكِيك : شدّة الحرّ مع سكون الريح ، والجمع عِكاك.

* ويَوْم عَكٌ وعَكيك : شديد الحرّ بغير ريح ؛ قال ثعلب : يوم عَكٌ أَكٌّ : إذا كان شديد الحرّ ، مع لَثَق واحْتباس ريح ؛ حكاها فى أشياء إتْباعِية ، فلا أدرى : أذهب بأكٍّ إلى الإتباع ،

__________________

(١) الرجز لحكيم بن معية فى خزانة الأدب ( ٥ / ٦٢ ، ٦٣ ) ؛ وله أو لحميد الأرقط فى الدرر ( ٦ / ١٩ ) ؛ ولأبى الأسود الحمانى فى شرح المفصل ( ٣ / ٥٩ ، ٦١ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٤ / ٣٠ ) ؛ وتاج العروس ( أثم ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( قعع ) ؛ وتاج العروس ( قعع ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قعع ) ؛ وتاج العروس ( شور ) ، ( قعع ).


أم ذهب به إلى أنه الشَّديد الحرّ ، وأنه يُفْصَل من عَكّ ، كما حكاه أبو عُبَيد. وليلة عَكَّة أكَّة كذلك.

* وقد عَكَ يومُنا يعُكُ عَكّا. ويوم عَكيك ، وذو عَكِيك : حارّ ، وحَرّ عَكيك : شديد ؛ قال طَرَفة يصف جارية :

تطرُدُ القُرَّ بحَرٍّ صَادِقٍ

وعَكيكَ القَيْظِ إن جاء بقُرّ (١)

* والعَكَّة : الرمْلة الحارّة. والجمع : عِكاك.

* والعَكَّة : عُرَوَاءُ الحُمَّى وقد عُكّ.

* والعَكَّة للسَّمن : كالشَّكوة للَّبن. وقيل : العُكَّة من السمنِ : أصغر من القِرْبة ، وجمعها : عُكَك ، وعِكاك.

* وعَكَّه بشَرٍّ : كرَّره عليه ، هذه عن اللِّحيانىّ. وعَكَ الرجلَ يعُكُّه عَكًا : حدَّثه بحديث ، فاستعاده مرّتين أو ثلاثا.

وعَكَّه يَعُكُّه عَكّا : حبَسه. وعكَّه عن حاجته يَعُكُّه عَكّا : عقَلَه وصَرَفه. وعَكَّهُ بالحُجَّة يعُكُّه عَكّا : قَهَرَه.

* وعَكَّنِى بالأمر عَكّا : إذا ردَّده عليك حتى يُتْعِبَك.

* وعَكَ عليه : عطَف ، كَعَاكَ.

* وفرسٌ مِعَكّ : يجرى قليلا ، ثم يحتاج إلى الضَّرب.

* وعَكٌ : قبيلة ، وقد غَلَب على الحىّ.

* والعَكَوَّك : القصير المُلَزَّز. وقيل : السَّمين. ومكان عَكَوَّك : صُلْب ، وقيل : سَهل ؛ قال :

إذا هَبَطْنَ مَبرَكا عَكَوَّكا

كأنما يَطْحَنَّ فيهِ الدَّرْمَكا (٢)

والهاء : لغة.

* وعَكَوَّك : اسم رجل.

__________________

(١) البيت لطرفة فى ديوانه ص ٥٣ ؛ ولسان العرب ( عكك ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٢٥ ؛ وكتاب العين ( ١ / ٦٦ ) ؛ وتاج العروس ( عكك ).

(٢) الرجز للعنبرى فى تاج العروس ( هكك ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( زنك ) ، ( عكك ) ، ( هكك ) ؛ وتاج العروس ( زنك ) ، ( عكك ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٥ / ٣٤١ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١١٨٨ ، ١٢٨٥. ويروى : « إذا بركن » بدلاً من « إذا هبطن »,


ومما جاء مضاعفا من فائه ولامه :

* العَكَنْكَع : الخبيث من السَّعالِى. وقيل : الذكر. وقال كُراع : هو العَكَيْكَع.

مقلوبه : [ ك ع ع ]

* الكَعُ : الضعيف العاجز ، وزنه فَعِل ؛ حكاه الفارسىّ.

* وكَعَ يكِعُ ويكَع كَعّا ، وكُعُوعًا ، وكَعاعة ، وكَيْعُوعة ، وتكَعْكَع : هاب القوم ، فتركهم وارتدّ عنهم ، بعد ما أرادهم.

* وأكَعَّه الخوف ، وكَعْكَعَه : حبَسه. وكَعْكع فى كلامه كَعْكعة ، وأكَعَ : تحبَّس ، والأولى أكثر. وكَعْكَعَه عن الوِرد : نحَّاه ، عن ثعلب ، قال :

إذا قلتُ قد كَعْكَعتُهُمْ يَرِدُونَنِى

كما يَرِدُ الحوْضَ النِّهالُ الخوَامِسُ

ومما ضوعف من فائه ولامه :

* الكَعْكُ : الخُبزُ اليابس.

العين والجيم

* عَجَ يَعِجّ ويَعُجّ عَجّا وعَجِيجا : رفع صوته وصاح.

وفى الحديث : « أفضلُ الحجِّ : العَجُ والثَّجُّ » (١). العَجّ : رفع الصوت بالتلْبية ، والثَّجّ : صبّ الدم ، يعنى الذبح.

* وعَجَّةُ القوم وعَجيجهم صِياحهم وجَلَبتهم.

* ورجل عَجَّاج : صيَّاح ، والأنثى بالهاء ، قال :

قُلْتُ تَعَلَّقْ فَيْلَقا هَوْجَلَّا

عَجَّاجَةً هَجَّاجَةً تَألَّى

لأُصْبِحَنَّ الأَحْقَرَ الأَذَلَّا (٢)

* والبعير يَعِجُ فى هديره عَجّا ، وعَجيجا : يصوّت ، ويُعَجْعِج : يردّد عَجيجه ؛ قال أبو محمد الحَذْلَمِىّ :

*وعَجْعَجَتْ عَجْعَجَةَ المَوَالِيَهْ*

__________________

(١) « حسن » : انظر صحيح الجامع ( ح ١١٠١ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عجج ) ، ( خلق ) ، ( هجل ) ؛ وتاج العروس ( خلق ) ، ( هجل ) ؛ ويروى : « لتصبحن » بدلاً من « لا صبحن ».


وبعير عَجَّاج : كثير العَجيج شديده ، قال :

وقَرَّبُوا للْبَيْن والتَّقَضِّى

مِنْ كُلّ عَجَّاجٍ تَرَى للغَرْضِ

خلفَ رَحَى حَيْزُومِه كالغَمْضِ (١)

الغَمْضُ : المُطمئن من الأرض.

* وعَجَ الماءُ يعِجُ عَجِيجا. وعَجْعَج : كلاهما صوّت ؛ قال أبو ذُؤَيْب :

لكل مَسيلٍ من تِهامةَ بعدَما

تَقَطَّع أقرانُ السَّحابِ عَجِيجُ (٢)

وقولُه ، أنشده ابنُ الأعرابىّ :

بأوسَعَ من كَفّ المهاجرِ دَفْقَةً

ولا جَعْفَرٌ عَجَّت إليه الجعافِرُ (٣)

عَجَّت إليه : أمدَتَّه ، فللسيل صوت من الماء ، وعَدّى عَجَّتْ بإلى ، لأنها إذا مدّته ، فقد جاءته ، وانضمَّت إليه ، فكأنه قال : جاءت إليه أو انضمَّتْ إليه. والجعفر هنا : النهر.

* ونهر عَجَّاج : تسمع لمائه عَجيجا ، ومنه قول بعض الفَخَرة : « نحن أكثرُ منكم ساجا ، وديباجا ، وخراجا ، ونَهْرا عَجَّاجا » وقال ابن دُرَيد : نهر عَجَّاج : كثير الماء ، وعَجَّت القوسُ تعِجّ عَجِيجا : صوّتت. وكذلك الزَّنْد عند الوَرْى.

* والعَجَاج : الغُبار ، وقيل : هو من الغُبار ما ثَوَّرته الريح ، واحدته عَجاجَة ، وعَجَّجته الريح : ثَوَّرته. وأعَجَّت الرّيحُ وعَجَّت : ساقت العَجَاج. والعَجَّاج : مُثير العَجاج ، وعَجَّجَ البيتَ دُخانا فتعَجَّج : ملأه.

* والعَجَاجة : الكثير من الإبل.

* والعُجَّة : دقيق يُعْجن بسمن ثم يُشْوى ؛ قال ابن دُرَيد : العُجَّة : ضرب من الطعام ، لا أدرى ما حدُّها؟

* وجئتهم فلم أجد إلا العَجاجَ والهَجاجَ ؛ العَجاج : الأحمق ، والهَجاجُ : من لا خير فيه.

* والعَجَّاج : اسم هذا الراجز ، قال ابن دُرَيد : سُمّى بذلك لقوله :

__________________

(١) الرجز لأبى محمد الحذلمى فى لسان العرب ( عجج ) ؛ وبلا نسبة فى كتاب الجيم ( ١ / ١١٢ ) ؛ وتاج العروس ( قضى ) ؛ ولسان العرب ( قضى ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٩١ ؛ ولسان العرب ( عجج ) ؛ وتاج العروس ( عجج ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عجج ).


حتى يَعِجَ ثَخَنا مَنْ عَجْعَجا

ويُودِىَ المُودِى ويَنْجو من نَجا (١)

* وعَجْعَج بالنَّاقة : إذا عَطَفَها إلى شىء ، فقال : عاجِ عاجِ.

مقلوبه : [ ج ع ع ]

* الجَعْجاع : الأرض. وقيل : هو ما غلُظ منها.

* وجَعْجَع بالبعير : نحَره فى ذلك الموضع. والجَعْجاع مِن الأرض : مَعْركة الأبطال.

والجَعْجاع : المَحْبِس. والجَعجاع : مُناخُ السَّوْءِ ، من جَدْب أو غيره. وجَعْجَع الإبلَ وجَعجع بها : حرّكها للإناخة أو النهوض ، قال أوْس :

كأنَّ جلُود النُّمْر جِيبتْ عليهِمُ

إذا جَعْجعوا بين الإناخَة والحَبْسِ (٢)

* والجَعْجَعة : القُعود على غير طُمأنينة.

* وجَعْجَع به : أزعَجه. وكتب ابن زياد إلى ابن سَعْد : « جَعْجِع بالحُسَين » ، أى أزْعِجْه وأخْرِجه.

* ومكان جَعْجَعٌ : ضَيِّقٌ. ومنه قول تأبَّطَ شَرّا :

وبِما أبْرَكَها فى مُناخٍ

جَعْجعٍ يَنْقَبُ فِيهِ الأظَلُ (٣)

أبْركها : جَثَّمها وأجْثاها. وهذا يُقَوّى رواية مَن رَوَى :

مَنْ يَذُقِ الحرْبَ يجدْ طَعْمَها

مُرّا وتُبْرِكْهُ بجَعْجاعِ (٤)

والأعْرَف : وتترُكْه.

__________________

(١) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ٢ / ٨٢ ) ؛ ولسان العرب ( عجج ) ، ( ثخن ) ، وتهذيب اللغة ( ١ / ٦٧ ) ؛ وتاج العروس ( عجج ) ، ( ثخن ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٩٠ ، ١٨٤ ؛ وكتاب العين ( ١ / ٦٧ ).

(٢) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ٥١ ؛ ولسان العرب ( جعع ) ؛ ومجمل اللغة ( ١ / ٣٩٣ ) ؛ وتاج العروس ( جعع ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ١٣٦ ، ١٠٥٧ ؛ والمخصص ( ١ / ٦٨ ).

(٣) البيت من قصيدة تنسب للشنفرى ولتأبط شرّا ولابن أخته ولخلف الأحمر انظر ديوان الشنفرى ص ٨٤ ؛ وهو فى شرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٨٣٥ ؛ وفيه : « وقال تأبط شرّا ؛ وذكر أنه لخلف الأحمر ، وهو الصحيح ، وكذلك الرواية فى شرح ديوان الحماسة للتبريزى ( ٢ / ١٦٣ ) ، ولتأبط شرّا فى لسان العرب ( جعع ) ؛ وتاج العروس ( جعع ).

(٤) البيت لأبى قيس بن الأسلت فى ديوانه ص ٧٨ ؛ ولسان العرب ( حصص ) ، ( هجع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ٤٠٠ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٩٨ ؛ ومجمل اللغة ( ٢ / ١٤ ) ؛ وديوان الأدب ( ٣ / ١٢٦ ) ؛ وتاج العروس ( حضض ) ، ( هجع ) ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين ( ٣ / ١٤ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٢ / ١٢ ) ؛ والمخصص ( ١ / ٧٠ ) ؛ وأساس البلاغة ( هجع ).


* والجَعْجَعة : صوت الرَّحَى ونحوِها ؛ وفى المثَل : « أسمَعُ جَعْجَعةً ولا أَرَى طِحْنا ». يُضرَب للرجل الذى يُكْثر الكلام ولا يَعمل ، وللَّذى يُوعِدُ ولا يفْعَل.

العين والشين

* عُشُ الطَّائر : الذى يَجْمع من حُطام العِيدان وغيرها ، فيبيض فيه ، يكون فى الجبل وغيره. وجمعه : أعْشاش ، وعِشاش ، وعُشوش ، وعِشَشَة ؛ قال رُؤبة فى العُشوش :

لو لا حُباشاتٌ من التَّحبيشِ

لِصِبْيةٍ كأفْرُخ العُشُوشِ (١)

* واعْتَشَ الطائرُ : اتخذ عُشّا ، قال يصف ناقة :

يَتْبَعُها ذُو كِدْنَةٍ جُرَائِضُ

لخَشبِ الطَّلْحِ هَصُورٌ هائضُ

بحيثُ يعْتَشُ الغُرابُ البائِضُ (٢)

قال : البائض ، وهو ذَكَر ، لأن له شِرْكة فى البَيض ، فهو فى مذهب الوالد.

* وعَشَّش الطائرُ : كاعْتَشّ.

* والعَشَّة : الأرض القليلة الشجر. والعَشَّة من الشجر : الدّقيقة القُضْبان. وقيل : هى المُفترِقة الأغصان ، التى لا تُوارِى ما وراءها. والعَشَّة أيضا منَ النخل : الصغيرة الرأس ، القليلة السَّعَف ، والجمع عِشاش. وقد عَششت. وقيل لرجل من العرب : « ما فعل نخل بنى فلان؟ » فقال : « عَشَّش أعلاه ، وصَنْبَرَ أسفلُه ». والاسم العَشَش.

* ورجل عَشّ : دقيق عظام اليد والرّجْل ، وقيل : دقيق عظام الساقين والذراعين.

* والأنثى عَشَّة. قال :

لعَمْرُكَ ما لَيْلَى بورْهاءَ عِنْفِصٍ

ولا عَشَّةٍ خَلْخالُها يتَقَعْقَعُ (٣)

وقيل : العَشَّة : الطويلة القليلة اللحم ، وكذلك الرجل. وأطلق بعضهم العَشَّة من

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٧٨ ؛ ولسان العرب ( حبش ) ، ( عشش ) ، ( هبش ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٦ / ٩٠ ) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة ( ٦ / ٢٩ ). ورواية الديوان :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ)

(٢) الرجز لأبى محمد الفقعسى فى لسان العرب ( بيض ) ، ( جرض ) ؛ وتاج العروس ( عشش ) ، ( جرض ) ؛ وكتاب الجيم ( ١ / ٢٣٩ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عشش ) ؛ وتاج العروس ( بيض ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٦٩ ) ؛ مقاييس اللغة ( ٤ / ٤٦ ) ؛ والمخصص ( ٨ / ١٢٥ ، ١٦ / ١٢٧ ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عشش ) ، ( عنفص ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٤٤ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٦٩ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ٣٣٣ ) ؛ وتاج العروس ( عشش ) ، ( عنقص ).


النِّساء ، فقال : هى القليلة اللحم.

* ورجل عَشّ : مهزول ، أنشد ابن الأعرابىّ :

تَضْحَكُ مِنِّى أنْ رأتْنى عَشَّا

وَقَدْ أرَاها وشَوَاها الحَمْشَا

ومِشْفَرًا إنْ نَطَقَتْ أرَشَّا

كمِشْفَرِ النَّابِ تَلُوكُ الفَرْشَا (١)

الفَرْش : الغَمْض من الأرض ، فيه العُرْفُطُ والسَّلَم ، وإذا أكلَتْه الإبِل أرْخَتْ أفواهَها.

* وعَشّ المعروفَ يَعُشُّه عَشّا : قلَّله.

* وسَقَى سَجْلا عَشّا : أى قليلا نَزْرا.

* وعَشَّش الخُبزُ : يَبِس.

* وأعَشَّه عن حاجته : أعجَلَه. وأعَشّ القومَ ، وأعَشَ بهم : أعجلَهم عن أمرهم ، وكذلك إذا نزل بهم على كُرْه ، حتى يتحوّلوا من أجله. قال يصف القَطاة :

وصَادقةٍ ما خَبَّرَتْ قد بَعَثْتُها

طَرُوقًا وباقى اللَّيل فى الأرْض مُسْدِفُ

ولو تُرِكتْ نامتْ ولكن أعَشَّها

أذىً من قِلاصٍ كالحَنِىِّ المُعَطَّفِ (٢)

ويُروَى : كالحِنِى ، بكسر الحاء.

* وجاءوا مُعاشِّين الصُّبحَ : أى مُبادِرين.

* وأعْشاش : موضع بالبادية ، قال الفرزدق :

عَزَفْتَ بأعْشَاشٍ وما كنتَ تَعْزِفُ

وأنكرْتَ مِن حَدْرَاءَ ما كنتَ تعْرِفُ (٣)

ويُروى : وما كدتَ تعزِف. أراد : عزفت عن أعشاش ، فأبدل الباء مكان « عن ».

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عشش ) ؛ والأول فى تهذيب اللغة ( ١ / ٧٠ ) ؛ وتاج العروس ( عشش ) ؛ والثلاثة الباقية فى لسان العرب ( فرش ) ؛ وتاج العروس ( فرش ).

(٢) البيتان للفرزدق فى لسان العرب ( عشش ) ؛ وتاج العروس ( عشش ) ؛ وليسا فى ديوانه ، والثانى له فى تهذيب اللغة ( ١ / ٧١ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٧٠ ) ؛ والثانى بلا نسبة فى ديوان الأدب ( ٣ / ١٥٩ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٤٧ ). وفى البيتين إقواء أشار بعض محققى اللسان إلى كيفية التخلص منه انظر هامش اللسان ( عشش ) ط. المعارف.

(٣) البيت للفرزدق فى ديوانه ( ٢ / ٢٣ ) ؛ ولسان العرب ( حدر ) ، ( عشش ) ، ( عزف ) ؛ وديوان الأدب ( ٢ / ١٢٠ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٣ / ١٤٣ ، ٤ / ٤٧٠ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٧١ ، ٢ / ١٤٤ ، ٤ / ٤١٠ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٧٠ ، ٣٥٩ ، ٣ / ١٧٨ ) ؛ وتاج العروس ( حدر ) ، ( عشش ) ، ( عزف ) ؛ وأساس البلاغة ( عزف ) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة ( ٤ / ٣٠٦ ). ويروى : « وما كدت » بدلاً من« وما كنت » الأولى.


ويُروَى : بإعْشاش ، أى بِكُرْهٍ ؛ يقول : عزفتَ بكُرهِك عن من كنت تُحبّ ، أى صَرَفتَ نفسَك.

* والإعْشاش : الكِبَر. وقد فَسَّرْتُ هذه الرواية فى الكتاب المخصِّص.

مقلوبه : [ ش ع ع ]

* الشُّعاع : ضَوء الشمس ، الذى تراه كأنه الحِبال مقبلةً عليك ، إذا نظرْتَ إليها. وقيل : هو الذى تراه ممتدّا كالرماح بُعَيْدَ الطُّلوع. وقيل : الشُّعاع : انتشار ضوئها ؛ قال قيس بن الخَطيم :

طعنتُ ابنَ عبدِ القَيْس طعْنَةَ ثائرٍ

لها نَفَذٌ لَو لا الشُّعاعُ أضَاءَها (١)

* وقال أبو يوسف : أنشدنى ابن مَعْن عن الأصمعىّ : « لو لا الشُّعاع » ، بضم الشين ، وقال : هو ضَوْءُ الدم وحُمرته. فلا أدرى أقاله وَضْعا أم على التشبيه؟ ويُروَى : الشَّعاع ، بفتح الشين ، والجمع : أشعَّة ، وشُعُعٌ.

* وأشَعَّت الشمسُ : نشرتْ شُعاعها ، قال :

إذا سَفَرَتْ تَلألأ وَجْنَتاهَا

كإشْعاعِ الغَزَالةِ فى الضَّحاءِ (٢)

* وشَعُ السُّنْبلِ ، وشَعاعه ، وشِعاعه ، وشُعاعه : سَفاه إذا يَبِسَ ما دام على السُّنْبل.

وتَطاير القوم شَعاعا : أى متفرّقين. وطار فؤاده شَعاعا : تفرّقت همومه. ورجل شَعاعُ الفؤاد منه. ونَفْسٌ شَعاع : متفرّقة ، قال قيس بن الذَّرِيح :

فلمْ ألْفِظْكِ مِنْ شِبَعٍ وَلَكِنْ

أُقَضِّى حاجةَ النَّفْسِ الشَّعاعِ (٣)

وتطايرت القَصَبة شَعاعا : إذا ضَرَبْتَ بها على حائط ، فتطايرت قِطَعا.

* وشَعْشَع الشرابَ شَعْشَعَةً : مَزَجه. وقيل : المُشَعْشَعَةُ : الخمر التى قد أُرِقَّ مَزْجُها.

وشَعْشَع الثريدَةَ الزُّرَيْقاء : سَغْبَلَها بالزّيت ، وهو فى الخمر أكثر منه فى الثَّريدة.

* والشَّعْشاع ، والشَّعْشَعانُ ، والشَّعْشَعانىُ ، كلُّه : الطويلُ الخفيف اللحم ؛ شُبِّه بالخمر

__________________

(١) البيت لقيس بن الخطيم فى ديوانه ص ٤٦ ؛ ومقاييس اللغة ( ٣ / ١٦٧ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٤ / ٤٣٦ ) ؛ ومجمل اللغة ( ٣ / ١٤٦ ) ؛ وكتاب العين ( ٨ / ١٨٩ ) ؛ ولسان العرب ( نفذ ) ، ( شعع ) ، ( دمى ) ؛ وتاج العروس ( نفذ ) ، ( شعع ) ؛ وبلا نسبة فى ديوان الأدب ( ١ / ٢١٠ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٧٣ ، ١٥ / ١١٣ ) ؛ ولسان العرب ( ثأر ) ؛ وتاج العروس ( ثأر ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( شعع ) ؛ والمخصص ( ٩ / ٢٢ ) ؛ وتاج العروس ( شعع ).

(٣) البيت لقيس بن ذريح فى ديوانه ص ٦٣ ؛ ولسان العرب ( شعع ) ؛ وتاج العروس ( شعع ) ؛ وبلا نسبة فى مجمل اللغة ( ٣ / ٢٠٩ ).


المشعشَعة لرِقَّتِها ؛ ياء النسب فيه لغير عِلة ، إنما هو من باب أحمر وأحمرىّ ، ودَوّار ودَوّارِىّ ، ووصف به العجَّاجُ المِشْفَر لطوله ورقَّته ، فقال :

تُبادِرُ الحَوْضَ إذا الْحَوْضُ شُغِلْ

بشَعْشَعانِىٍ صُهابِىٍّ هَدِلْ

ومَنْكِباها خَلْفَ أوْرَاكِ الإبِلْ (١)

وقيل : الشَّعْشاع ، والشَّعْشَعانُ ، والشَّعْشَعانىّ : الطويل العُنق من كلّ شىء.

وعُنق شَعْشاع : طويل.

* والشَّعْشَعانة من الإبل : الجسيمة.

* وتشَعْشَع الشهرُ : تَقَضَّى إلا أقلَّه. حكاه أبو عُبيد فى حديث عمر رضى الله عنه : « إن الشهرَ قد تشَعْشَع ، فلو صُمْنا بقيَّته ». والأعْرَفُ فيه تَسَعْسَع. ويروى تَشَعْسَعَ ، من الشُّسوع الذى هو البُعد ؛ بذلك فسره أبو عُبيد. وهذا لا يوجبه التصريف.

* والشَّعْشَع : الظِّلُّ الذى لم يُظِلَّكَ كلُّه ، ففيه فُرَج.

* ورجل شَعْشَع : خفيف فى السفر ، كلاهما عن كُراع. وقال ثعلب : غُلام شَعْشَع : خفيف فى السفر ؛ فقصره على الغلام.

العين والضاد

* العَضّ : الشدّ بالأسنان على الشىء ، وكذلك عَضُ الحَيَّة ، ولا يُقال للعقرب ؛ لأن لدغها إنما هو بِزُناباها وشَوْلتِها. وقد عَضِضْتُه عليه عَضّا ، وعِضَاضا ، وعَضِيضا ؛ وعَضَّضْتُه : تميميَّة ، ولم يُسمَع لها بآتٍ على لغتهم.

والعَضّ باللسان : أن يتناولَه بما لا ينبغى ؛ والفعل كالفعل ، وكذلك المصدر. ودابَّة ذات عَضِيض وعِضاض. قال سيبوَيه : العِضَاض : اسم كالشِّباب ، ليس على « فَعَلَهُ فَعْلاً ».

* وفرس عَضُوض ، وكلب عَضُوض ، وناقة عَضُوض ، بغير هاء.

* وما ذاق عَضَاضا : أى ما يَعُضّ عليه ، قال :

كأنَّ تَحْتِى بازِيا رَكَّاضَا

أخْدَرَ خَمْسا لم يَذُقْ عَضَاضَا (٢)

__________________

(١) الرجز للعجاج فى ملحق ديوانه ( ٢ / ٣١٦ ) ؛ ولسان العرب ( شعع ) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة ( ١ / ٢٢٢ ) ؛ وتاج العروس ( غفل ) ؛ ولسان العرب ( غفل ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( خدر ) ، ( ركض ) ، ( عضض ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٧٤ ) ؛ وتاج العروس


أخْدَرَ : أقام خَمْسا فِى خِدْره.

* وعَضّ الرجلُ بصاحبه عَضّا : لزِمه ولَزِق به. وعَضّ الثِّقافُ بأنابيب الرمح عَضّا ، وعَضَ عليها : لزمها ؛ قال النابغة :

تَدْعُو قُعَيْنا وقدْ عَضّ الحديدُ بها

عَضَ الثِّقافِ على صُمِّ الأَنابِيبِ (١)

وهو مثل ما تقدّم ، لأن حقيقة هذا الباب اللزوم واللزوق.

* وأعضَ الرمحَ الثِّقافَ : ألزمَه إياه. وأعَضّ المِحْجَمَة قَفاه : ألزمها إياه ، عن اللِّحيانىّ.

* ورجل عِضّ : مُصْلِحٌ لمعيشته وماله ، لازم له ، حَسَن القيام عليه.

* وعَضِضْتُ بمالى عُضُوضا ، وعَضَاضة : لزمته.

* والعِضّ : الشديد من الرجال ، وقيل : الداهية قال القُطامىّ :

أحاديثُ مِن عادٍ وجُرْهُمَ جَمَّةٌ

يُثَوِّرُها العِضّانِ : زَيْدٌ ودَغْفَلُ (٢)

يريد : زيد بن الكَيِّس النَّمَرىّ ، ودَغْفَلاً النَّسابة. والعِضُ أيضا : السَّيِّئ الخُلُق ، قال :

*ولم أكُ عِضّا فى النَّدَامَى مُلَوَّمًا* (٣)

والجمع : أعْضَاض.

* والعِضّ : العِضَاه. وأرض مُعِضّةٌ : كثيرة العِضَاه. وقومٌ مُعِضُّون : تَرْعَى إبلُهم العِضّ.

* والعُضّ : النَّوَى المَرْضُوخ ، تُعْلَفُه الإبل.

وهو عَلَف أهل الأمصار ، قال الأعشى :

مِنْ سَرَاةِ الهِجانِ صَلَّبَها العُضْ

ضُ ورَعْىُ الحِمَى وطُولُ الحِيالِ (٤)

__________________

( خدر ) ، ( عضض ) ؛ ومجمل اللغة ( ٢ / ١٦٤ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٢ / ١٦٠ ).

(١) البيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٣٧ ط. دار الكتب العلمية.

(٢) البيت للقطامى فى ديوانه ص ٦٧ ؛ ولسان العرب ( عضض ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٧٤ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٤٦ ؛ وأساس البلاغة ( عضض ) ؛ وتاج العروس ( عضض ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ثور ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٥ / ١١٠ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٤٩ ) ؛ والمخصص ( ٣ / ٢١ ) ؛ ويروى صدره :

(٣) عجز بيت ، وصدره :* وصلت به ركنى ووافق شيمتي * وهو لحسان بن ثابت فى ديوانه ص ١٢٨ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عضض ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٤٩ ) ؛ وتاج العروس ( عضض ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٧٢ ) ؛ وأساس البلاغة ( عضض ).

(٤) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٥٥ ؛ ولسان العرب ( صلب ) ، ( عضض ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٤٦ ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٥٠ ) ؛ وتاج العروس ( صلب ) ، ( عضض ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٧٢ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( حيل ) ، ( هجن ) ، ( حما ) ، ( سرا ) ؛ وتاج العروس ( حمى ).


* وقال أبو حنيفة : العُضّ : العَجين الذى تُعْلَفه الإبل ، وهو أيضًا الشجر الغليظ الذى يبقى فى الأرض.

* والعَضَاض كالعُضّ. والعَضَاض أيضا : ما غلُظ من النَّبْت وعَسَا.

* وأعَضّ القومُ : أكلتْ إبلُهمُ العُضّ أو العَضاض ، وأنشد :

أقولُ وأهْلِى مُؤْرِكُونَ وأهلُها

مُعِضُّونَ إن سارَتْ فكيف أسيرُ؟ (١)

وقال مرّة فى تفسير هذا البيت ، عند ذكر بعض أوصاف العِضاه : إبل مُعِضَّة : ترْعَى العِضاه ، فجعلها ، إذ كان من الشجر لا من العشب ، بمنزلة المَعْلُوفة فى أهلها النَّوَى وشِبْهِه ، وذلك أن العُضّ هو عَلَف الرّيف ، من النوى ، والقَتّ ، وما أشبه ذلك ، ولا يجوز أن يُقال من العِضَاه : مُعِضّ ، إلا على هذا التأويل. والمُعِضّ : الذى تأكل إبله العُضّ. والمُؤْرِك : الذى تأكل إبله الأرَاك والحَمْض. والأراك : من الحَمْض.

قال المُتَعَقِّب : غَلِط أبو حنيفة فى الذى قاله ، وأساء تخريج وجه كلام الشاعر ، لأنه قال : إذا رَعَى القوم العِضاهَ ، قيل : القوم مُعِضُّون ؛ فما لذكره العُضَ وهو عَلَف الأمصار مع قول الرجل العِضَاه ، وأين سُهَيلٌ من الفَرْقد؟ وقولُه : « لا يجوز أن يُقال من العضاه مُعِضّ إلا على هذا التأويل » : شَرْط غير مقبول منه ، لأن ثَمَّ شيئًا غَيَّرَه عليه قبلُ. ونحن نذكره إن شاء الله تعالى.

قال أبو زيد فى أوّل كتاب « الكَلأ والشجر » : العِضَاهُ : اسم يقع على شجر من شجر الشوك ، له أسماء مختلفة ، تجمعها العِضَاهُ ، واحدتها عِضَاهَة ؛ وإنما العِضَاهُ الخالصُ منه : ما عظم منه واشتدّ شوكه ؛ وما صغُر من شجر الشوك فإنه يقال له : العِضّ والشِّرْسُ.

قال ابن السِّكِّيت فى « المَنْطِق » : بعير عاضّ : إذا كان يأكل العِضّ ، وهو فى معنى عَضِهٍ ، والعِضُ : من العِضاه. يُقال : بنو فلان مُعِضّون أى ترعى إبلُهمُ العِضّ. وعلى هذا التفصيل قول من قال : مُعِضُّون ، يكون من العِضّ الذى هو نفس العِضاه ، وتصحّ روايته.

* والعَضُوض من الآبار : الشَّاقَّة على الساقى فى العمل. وقيل : هى البعيدة القعر ؛ أنشد :

أوْرَدَها سَعْدٌ عَلىّ مُخْمِسَا

بِئْرًا عَضُوضًا وَشِنانا يُبَّسَا (٢)

__________________

(١) البيت بل نسبة فى لسان العرب ( عضض ) ، ( أرك ) ؛ وتاج العروس ( عضض ) ، ( أرك ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٥٠ ) ؛ والمخصص ( ٧ / ٨٧ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( يبس ) ، ( عضض ) ؛ وتاج العروس ( يبس ) ، ( عضض ).


* والعُضَاض : ما بين رَوْثَة الأنف إلى أصله ، قال :

*أعْدَمتُه عُضَاضَهُ والكَفَّا* (١)

* والتَّعْضُوض : ضَرْب من التَّمر ، واحدته : تَعْضُوضَة ؛ قال أبو حنيفة : التَّعْضُوضة : تمرة طَحْلاء كبيرة رَطْبة صَقِرة لذيذة ، من جيد التمر وشَهِيِّه.

مقلوبه : [ ض ع ع ]

* الضَّعْضَعَة : الخضوع والتذلُّل.

* وقد ضَعْضَعَه الأمرُ ، فتَضَعْضَع ، قال أبو ذُؤَيب :

وتَجَلُّدِى للشَّامِتِينَ أُرِيهِمُ

أنِّى لِرَيْبِ الدَّهْرِ لا أَتَضَعْضَعُ (٢)

وفى الحديث : « ما تَضَعْضَع امرؤٌ لآخر ، يريد به عَرَض الدنيا ، إلا ذهب ثلُثا دينه » (٣). وتضَعضَع الرجلُ : ضعُف وخفّ جسمُه ، من مرض أو حزن ، وتضعضَع مالُه : قَلّ.

العين والصاد

* عَصّ يَعَصُ عَصّا : صلُب واشتدّ.

* والعُصعُصُ والعُصعُوص : أصلُ الذَّنَب ؛ أنشد ثعلب فى صفة بقر أو آتُن :

يَلْمَعْنَ إذْ وَلَّيْنَ بالعَصَاعِص

لَمْعَ البُرُوقِ فى ذُرَا النَّشائِصِ (٤)

* وجعل أبو حنيفة العَصَاعِصَ للدِّنان ، فقال : والدّنان لها عَصاعص ، فلا تقعُدُ إلا أن يُحْفَر لها.

مقلوبه : [ ص ع ع ]

* الصَّعصَعة : الحرَكة والاضطراب.

* وصَعْصَعْتُ القومَ فتصعصعوا : فرَّقتهم فتفرقوا ، وكلّ ما فرَّقته فقد صَعْصَعْتَه.

وذهَبتِ الإبلُ صَعاصع : أى متفرّقة نادَّة. والصَّعْصعة : الجَلَبة.

__________________

(١) الرجز ثالث ثلاثة بلا نسبة فى لسان العرب ( عضض ) ، ( غضض ) ، ( شرحف ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٧٥ ، ٥ / ٣١٩ ) ؛ وتاج العروس ( عضض ) ، ( غضض ) ، ( شرحف ) ؛ والمخصص ( ١ / ١٢٩ ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٠ ؛ ولسان العرب ( ضعع ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٣ / ٣٥٥ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٧٢ ) ؛ ومجمل اللغة ( ٣ / ٢٧٦ ) ؛ وتاج العروس ( ضعع ).

(٣) ذكره ابن الأثير فى النهاية ( ٣ / ٨٨ ).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عصص ) ، ( نحص ) ، ( نشص ) ؛ وتاج العروس ( عصص ) ، ( نشص ).


* وصَعْصَعة : اسم رجل.

العين والسين

* العَسُ نَفْضُ اللَّيل عن أهل الرّيبة.

* عَسَ يَعُسُ عَسّا ، واعتسّ.

* ورجل عاسّ ، والجمع : عُسَّاس ، وعَسَسَة ، ككافر ، وكُفَّار ، وكَفَرة.

* والعَسَسُ : اسم للجمع ، كرائح ورَوَح ، وخادمٍ وخَدَم ، وليس بتكسير ، لأن « فَعَلاً » ليس مما يُكَسَّر عليه « فاعِل » ، وقيل : العَسَس : جمع عاسّ. وقد قيل : إن العاسّ أيضًا : يقع على الواحد والجميع ، فإن كان كذلك ، فهو اسم للجمع أيضًا ، كقولهم الحاجّ والدَّاجّ ، ونظيره من غير المدغَم : الجامل ، والباقر ، وإن كان على وجه الجنس ، فهو غير معتدّ به ، لأنه مطَّرِد ، كقوله :

إنْ تَهْجُرِى يا هندُ أوْ تَعْتَلِّى

أوْ تُصْبِحى فى الظَّاعِن المُوَلِّى (١)

* واعتسَ الشىءَ : طلبه ليلا ، أو قصده. واعتسَسْنا الإبلَ ، فما وجدنا عَساسا ولا قَساسا : أى أثَرا.

* وذئب عَسْعَسٌ ، وعَسْعاسٌ : طَلُوب للصيد بالليل. وقيل : إن هذا الاسم يقع على كلّ السِّباع ، إذا طَلَب الصَّيد باللَّيل. وقيل : هو الذى لا يتقارُّ ، أنشد ابن الأعرابىّ :

*مُقْلِقَةٍ للمُسْتَنِيحِ العَسْعاسْ* (٢)

يعنى : الذئب يَسْتنيح الذئاب ، أى يَسْتَعْويها. وقد تَعَسْعَس.

وقيل العَسْعاس : الخفيف من كلّ شىء.

* وعَسْعَس اللَّيلُ عَسْعَسَة : أقبل. وقيل : عَسْعَسَتُه قبل السَّحَر.

* وعَسْعَسَتِ السَّحابة : دنت من الأرض ليلا ، لا يُقال ذلك إلا بالليل ، إذا كان فى ظُلمة وبَرْق ، قال :

عَسْعَسَ حتى لو يَشاءُ إدَّنَا

كانَ لنا من نارِه مُقْتَبَسْ (٣)

__________________

(١) الرجز لمنظور بن مرثد الأسدى فى لسان العرب ( عسس ) ، ( عهل ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ظعن ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( نوح ) ، ( عسس ) ؛ وتاج العروس ( نوح ) ؛ ويروى : « العسّاس » بدلاً من « العسعاس ».

(٣) البيت لامرئ القيس فى زيادات ديوانه ص ٤٦٣ ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٧٨ ) ؛ وتاج العروس =


يعنى : سحابا فيه بَرْق ، وقد دنا من الأرض.

* والمَعَسُ : المَطْلب. والمعنيان متقاربان.

وكلب عَسُوس : طلوب لما يأكل ، والفعل كالفعل ؛ وفى المَثَل : « كلبٌ اعْتَسَ خَيرٌ من كلب رَبَض » ، يعنى أن من تصرّف خير ممن عَجَز.

* وجاء بالمال من عَسِّه وبَسِّه. وقيل : من حَسِّه وعَسِّه ، وكلاهما إتباع ، ولا ينفصلان ، وحقيقتهما الطلب. وجِئنى به من عَسِّك وبَسِّك : أى من حيث ما كان ، وقال اللِّحيانىّ : معناه ، من حيث كان ولم يكن.

* وعَسَ علىَ يَعُسّ عَسّا : أبطأ ، وكذلك عَسَ عليهَ خبرُه.

* وإنه لعُسُوس بَيِّنُ العُسُس : أى بطىء ، وفيه عُسُس : أى بطء.

* والعَسُوس من الإبل : التى ترعَى وحدَها ، وقيل : هى التى لا تَدُرُّ حتى تباعَدَ عن الناس. وقيل : هى التى يسوء خُلُقها ، وتتنحى عن الإبل عند الحلْب ، أو فى المَبْرَك. وقيل : هى التى تضرب برجلها وتَصُبّ اللَّبن. وقيل : هى التى إذا أُثيرت للحلْب ، مشت ساعة ، ثم طَوَّفت ، ثم دَرَّت. ووصف أعرابىّ ناقة فقال : إنها لعَسُوسٌ ضَرُوس ، شَموس نَهُوس ؛ فالعَسُوس ما قد تقدم. والضَّروس والنَّهوس : التى تَعَضّ. وقيل : العَسوس : الناقة التى لا تَدُرُّ وإن كانت مُفِيقا ، أى قد اجتمع فُواقُها فى ضَرْعها ، وهو ما بين الحَلْبتين ؛ وقد عَسَّت تَعُسّ فى كل ذلك. والعَسُوس من النساء : التى لا تبالى أن تَدنُوَ من الرجال.

* والعُسُ : القَدَح الضخم ، وقيل : هو أكبر من الغُمَر ، وهو إلى الطول ، يُرْوِى الثلاثة والأربعة ، والجمع : عِساس ، وعِسَسة.

* والعَسْعَسُ والعَسْعاسُ : الخفيف من كلّ شىء ، قال رُؤْبة يصف السَّراب :

وبلدٍ يجرى عليه العَسْعاسْ

منَ السَّراب والقَتامِ المَسْماسْ (١)

أراد السَّمسام ، وهو الخفيف ، فقلبه.

* وعَسْعَسُ غيرَ مصروف : بلدة. وعَسْعَسٌ اسم رجل.

__________________

= ( عسس ) ؛ كتاب العين ( ١ / ٧٤ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٤٢ ) ؛ ( وفى المرجعين الأخيرين : مُتقبَّسُ ) ؛ واللسان ( عسس ) وروايته : مَقْبَسُ ، وفيه : وكان أبو البلاد النحوى ينشد : ... وكانوا يرون أن هذا البيت مصنوع.

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٦٦ ؛ ولسان العرب ( عسس ) ؛ وتاج العروس ( عسس ) ، ( غبس ) ، ( مسس ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٠ / ١١٩ ).


* وعُساعِس : جبل ، أنشد ابن الأعرابىّ :

قد صَبَّحَتْ من ليلِها عُساعِسا

عُساعِسًا ذاك العُلَيمَ الطَّامِسَا

تَتْركُ يرْبوعَ الفَلاةِ فاطِسَا (١)

أى مَيِّتا.

مقلوبه :

* السَّعِيع : الزُّؤَان أو نحوه ، مما يُخْرَج من الطعام ، فُيرْمَى به ، واحدته : سَعيعة.

والسَّعيع : أيضًا : أردأ الطعام. وقيل : هو الردىء من الطعام وغيره.

* وسَعْسَعَ الشيخُ وتسَعْسَع : قارب الخَطو ، واضطرب من الكِبَر ، قال العجَّاج :

قالتْ ولم تَأْلُ به أن يَسْمَعا

يا هِندُ ما أسْرَعَ ما تسَعْسَعَا

مِن بعدِ ما كان فَتىً سَرَعْرَعَا (٢)

أخبرت صاحبتَها عنه أنه قد أدبر وفَنِى إلا أقلَّه. واستعمل عمر رضى الله عنه السَّعْسَعة فى الزمان ، وذلك أنه سافر فى عَقِب شهر رمضان ، فقال : إن الشهرَ قد تسَعْسَع ، فلو صُمْنا بقيته؟

وقد تقدم فى الشين.

* والسَّعْسَع : الذئب. حكاه يعقوب ، وأنشد :

والسَّعْسَعُ الأطلسُ فى حَلْقِهِ

عِكْرِشَةٌ تَنْئِقُ فِى اللِّهْزِمِ (٣)

أراد : تَنْعِق ، فأبْدل.

* والسَّعسعة : زجْرٌ للمِعزَى : إذا قال لها سَعْ سَعْ ؛ وقد سَعْسَعْتُ بها.

* ومن خفيف هذا الباب : سَعْ : زجْر للمعْز.

العين والزاى

* العِزّ والعِزّة : الرّفعة ، والامتناع ، والشدّة ، والغَلَبة. وفى التنزيل : ( مَنْ كانَ يُرِيدُ

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عسس ) ، ( فطس ) ؛ وتاج العروس ( عسس ) ، ( فطس ).

(٢) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٨٨ ؛ ولسان العرب ( سعع ) ، ( نشع ) ؛ وتاج العروس ( سعع ) ، ( نشع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٨٠ ) ؛ وكتاب الجيم ( ٢ / ١٠٩ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٧٥ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٣ / ٥٧ ) ؛ ومجمل اللغة ( ٣ / ٥١ ) ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس ( سرع ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٣٣ ، ٢٠٣.

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( سعع ) ، ( نعق ) ؛ وتاج العروس ( سعع ) ، ( نأق ).


الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ ) [ فاطر : ١٠ ] : أى من كان يريد بعبادته غيرَ الله ، فإنما له العِزّة فى الدنيا ، ولله ( الْعِزَّةُ جَمِيعاً ) : أى يجمعهما فى الدنيا والآخرة ، بأن يَنْصُرَ فى الدنيا ويُغَلِّب.

* عَزَّ يَعِزُّ عِزّا ، وعِزَّة ، وعَزازة.

* ورجل عزيز ، من قوم أعِزّة ، وأعزّاء ، وعِزاز ؛ قال الله تعالى : ( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ) [ المائدة : ٥٤ ] : أى جانبهم غليظ على الكافرين ، لَيِّنٌ على المؤمنين. وقال الشاعر :

بِيضُ الوجوهِ كَرِيمَةٌ أحْسابُهُمْ

فى كلّ نائبَةٍ عِزازُ الآنُفِ (١)

ولا يقال عُزَزَاء ، كَراهية التضعيف ؛ وامتناع هذا مطَّرد فى هذا النحو المضاعَف.

وأعزّ الرجلَ : جعلَه عَزيزا ؛ وقوله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ) [ فصلت : ٤١ ، ٤٢ ] : أى أن الكتب التى تقدمت لا تُبْطله ، ولا يأتى بعده كتاب يُبْطله. وقيل : هو محفوظ من أن يُنْقَصَ منه ، فيأتيه الباطل من خَلْفه. وكلا الوجهين حسن ، أى حُفِظ وعَزّ عن أن يَلْحقَه شىءٌ من هذا.

* ومَلِك أعزُّ : عَزيز ؛ قال الفَرَزْدق :

إنَّ الذى سمَك السَّماءَ بنى لَنا

بيْتا دَعائمهُ أعَزُّ وأطْوَلُ (٢)

أى عزيزة طويلة ، وهو مثل قوله تعالى : ( وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ) [ الروم : ٢٧ ] أى هَيِّن. وإنما وجّهتُ هذا على غير المفاضلة ، لأن اللام ومِنْ مُتعاقبتان ، وليس قولهم « اللهُ أكبرُ » بحجة ، لأنه مسموع ، وقد كثر استعماله. على أن هذا قد وُجِّه على كبير أيضا. وفى التنزيل : ( لَيُخْرِجَنَ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ ) ، وقُرئ ليَخْرجنّ الأعزّ منها الأذلّ [ المنافقون : ٨ ] أى ليَخْرُجَنَ العزيزُ منها ذَليلا. وهذا ليس بقوىّ ، لأن الحال وما وضع موضعَها من المصادر ، لا تكون معرفة. وقول أبى كبير :

حتى انتهيتُ إلى فِراش عَزِيزَةٍ

شَغْوَاءَ رَوْثة أنفها كالمِخْصَفِ (٣)

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عزز ) ، ( أنف ) ؛ وتاج العروس ( عزز ) ، ( أنف ).

(٢) البيت للفرزدق فى ديوانه ( ٢ / ١٥٥ ) ؛ ولسان العرب ( كبر ) ، ( عزز ) ؛ وتاج العروس ( عزز ) ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس ( بنى ).

(٣) البيت لأبى كبير الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٠٨٩ ؛ ولسان العرب ( روث ) ، ( عزز ) ، ( فرش ) ، ( خصف ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٧ / ١٤٧ ) ، ( ١٥ / ١٢٥ ) ؛ وتاج العروس ( روث ) ، ( عزز ) ، ( فرش ) ، ( خصف ) ؛ وللهذلى ( ٨ / ١٤٧ ) ؛ وأساس البلاغة ( خصف ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١١ / ٣٤٧ ). ويروى : « فتخاء » بدلاً من « شغواء ».


عَنى عُقابا ، وجعلها عَزيزة لامتناعها وسكناها أعالىَ الجبال.

* ورجل عزيز : ممتنع لا يُغْلَب ولا يُقهر. وقوله عزوجل : ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) [ الدخان : ٤٩ ] معناه : ذق بما كنت تُعَدُّ فى أهل العزّ والكرَم ، كما قال تعالى فى نقيضه : ( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) [ الطور : ٩ ، المرسلات : ٤٣ ]. ومن الأوّل قول الأعشى :

عَلى أنها إذْ رأتنى أُقا

دُ قالتْ بما قد أراهُ بَصيرَا (١)

وقال الزَّجَّاج : نَزلتْ فى أبى جهل ، وكان يقول : « أنا أعَزّ أهل الوادى وأمنعُهُم » ، فقال الله : ( ذُقْ ) هذا العذاب ، ( إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ).

* وعِزُّ عَزيز : إما أن يكون على المبالغة ، وإما أن يكون بمعنى مُعِزّ ، قال طَرَفة :

ولوْ حَضَرَتْهُ تَغْلِبُ بْنةُ وائِلٍ

لكانوا له عِزا عَزيزًا وناصِرَا (٢)

* واعتزَّ به ، وتعزَّز : تشرّف.

* وعزَّ علىّ يعِزّ عِزّا ، وعِزّة ، وعَزازة : كَرُم.

* وأعززته : أكرمتهُ وأحببته. وأُعْزِزْتُ بما أصابك : عظُمَ علىّ. وأعْزِزْ علىَّ بذاك : أى أعْظِمْ. وكلمة شَنعاء لأهل الشِّحْر ، يقولون : بعِزِّى لقد كان كذا وكذا ، وبعِزّك ، كقولك : لعَمْرى ولعَمْرُك.

* والعِزّة : الشدة.

* وعَزَزْت القومَ ، وأعززتهم ، وعَزَّزتهم : قوّيتهم ؛ وفى التنزيل : ( فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ ) [ يس : ١٤ ] : أىْ قَوَّينا وشَدَدْنا. وقد قُرِئت : « فعَزَزْنا » بالتخفيف. ويقال فى هذا المعنى أيضا : رجل عَزيز ، على لفظ ما تقدم ، والجمع كالجمع. وفى التنزيل : ( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ ) [ المائدة : ٥٤ ] : أى أشدَّاء عليهم ؛ وليس هو من عِزّة النفس.

وقال ثعلب فى الكتاب الفصيح : « إذا عَزَّ أخوكَ فَهُنْ » : معناه : إذا تعظَّم أخوك شامخا عليك ، فالتزمْ له الهَوانَ. قال أبو إسحاق : وهذا خَطأ من ثعلب. وإنما الكلام : إذا عزَّ أخوك فهِنْ بكسر الهاء ، معناه : إذا اشتدّ عليك ، فلِن له وداره. وهذا من مكارم الأخلاق ، كما رُوى عن معاوية رحمه‌الله ، أنه قال : لو أنّ بينى وبين الناس شعرةً يمُدُّونها وأمُدُّها ، ما انقطعت ؛ قيل : وكيف ذلك؟ قال : كنت إذا أرْخَوْها مددتُ ، وإذا مدُّوها أرْخَيتُ.

__________________

(١) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٤٥ ؛ ولسان العرب ( عزز ) ، ( عمم ).

(٢) البيت لطرفة فى ديوانه ص ١٣٧ ؛ ولسان العرب ( عزز ) ؛ وتاج العروس ( عزز ).


فالصحيح فى هذا المثل : فهِن ، بالكسر ، من قولهم هان يَهِين : إذا صار هَيْنا لَيْنا ، كقوله :

هَيْنُونَ لَيْنُونَ أيْسارٌ ذَوو كَرَمٍ

سُوَّاس مَكْرُمَةٍ أَبْناءُ أطْهارِ (١)

وإذا قال : هُنْ ، بضم الهاء ، كما قاله ثعلب ، فهو من الهَوان ، والعرب لا تأمر بذلك ، لأنهم أعِزّة أبَّاءُون للضَّيم.

وعندى أن الذى قاله ثعلب صحيح ، لقول ابن أحمر :

وقارعةٍ من الأيامِ لَوْلا

سَبيلُهُم لزاحَتْ عنك حِينا

دَبَيْتُ لها الضَّراءَ وقلت أبْقى

إذا عزَّ ابن عمكَ أنْ تَهُونا (٢)

* قال سيبويه : وقالوا : عَزَّ ما أنَّك ذاهِب. كقولك : حَقّا أنك ذاهب.

* وعَزَّ الشىءُ يَعِزُّ عِزّا ، وعِزَّة ، وعَزَازَة ، وهو عزيز : قلّ ، فاشتدّ وجوده ، وقول الناس يَعِزّ علىّ أن تفعل ، معناه يشتدّ.

* والعَزَز والعَزاز : المكان الصُّلْب الشديد ، السريع السيل ، وأرض عَزَازٌ وعَزازة :كذلك. أنشد ابن الأعرابىّ :

عَزازةُ كلّ سائلِ نَقْعِ سَوْءٍ

لكلّ عَزَازةٍ سالَتْ قَرَارُ (٣)

وأنشد ثعلب :

قرارة كلّ سائلِ نَقْعِ سَوْءٍ

لكلّ قرارة ......... (٤)

وقال : هو أجود.

وأعْزَزْنا : سرنا هُنالك.

* وعَزَّزَ المطرُ الأرض : لَبَّدها وشدّدها.

* وتعزَّز الشىءُ ، واسْتَعَزّ : اشتدّ. قال المتلمِّس :

أُجُدٌ إذا ضَمَرَتْ تعزَّزَ لحمُها

وإذا تُشَدُّ بنِسْعها لا تَنْبِسُ (٥)

__________________

(١) البيت بلفظه بلا نسبة فى لسان العرب ( عزز ) ؛ وهو لعبيد بن العرندس الكلابى فى الكامل للمبرد ( ١ / ١٠٦ ) ط. الرسالة بلفظ :

هينون لينون أيسار بنوير

وإذا تُشَدُّ بِنسعها لا تنبس (٥)

وقد تكلمنا على فوائد لغوية وبلاغية فى البيت فى تحقيقنا لكتاب الكامل للمبرد ط. دار الكتب العلمية.

(٢) البيتان لابن أحمر فى ديوانه ص ١٦٥ ؛ ولسان العرب ( عزز ) ؛ وتاج العروس ( عزز ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عزز ) ؛ وتاج العروس ( عزز ) ؛ ويروى : « نقع » بدلاً من « نقع ».

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عزز ) بعد ذكر البيت السابق.

(٥) البيت للمتلمس فى ديوانه ص ١٨٠ ؛ ولسان العرب ( عزز ) ؛ وتاج العروس ( عزز ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٣٤١.


وفى الحديث : استَعَزّ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مَرضُه (١).

* واسْتَعَزَّ على المريض : اشتدّ وجَعُه.

* وفرس مُعْتَزَّة : غليظة اللحم شديدته.

وقولهم : تَعَزَّيْتُ عنه ، أى تصَبَّرْت : أصلها من تعزَّزْت ، أى تشدَّدت ، مثل تظَنَّيْتُ من تظنَّنت ، ولها نظائر سيأتى ذكرها إن شاء الله. والاسم منه العَزَاء. وقول النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « من لم يتَعَزَّ بعَزَاءِ الله ، فليسَ منَّا » فسره ثعلب فقال : معناه : مَنْ لم يُسْنِد أمرَه إلى الله.

* والعَزَّاء : السنة الشديدة ، قال :

*ويَعْبِطُ الكُومَ فى العَزَّاءِ إنْ طُرِقا* (٢)

وقيل : هى الشدَّة.

* وشاة عَزُوز : ضيِّقة الأحاليل ، وكذلك الناقة ، والجمع : عُزُز ، وقد عَزَّت تَعُزُّ عُزُوزا ، وعَزُزَتْ عُزُزاً بضمتين ، عن ابن الأعرابىّ. وتعزَّزت. والاسم : العَزَز ، والعَزاز.

ويقال : فلان عَنْز عزوز ، لها دَرٌّ جَمّ ؛ وذلك إذا كان كثير المال شحيحا. وأعزَّت الشاة : استبان حملُها ، وعظُم ضَرْعها.

* وعازَّ الرجلُ إبلَه وغنمه مُعازَّة : إذا كانت مِراضا ، لا تقدر أن ترعَى ، فاحتشَّ لها ولقَّمها ، ولا تكون المُعازَّة إلا فى المال ، ولم يُسْمَع فى مصدره عِزاز.

* وعَزَّه يَعُزُّه عَزّا ؛ قَهَرهُ وغلَبَه ؛ وفى التنزيل : ( وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ ) [ ص : ٢٣ ] ؛ وفى المَثَل : « مَنْ عَزَّ بَزّ » ، أى مَن غلَب سَلَب. وقوله :

*عَزَّ على الرّيح الشَّبوبَ الأعْفَرا* (٣)

أى غلبه ، وحال بينه وبين الريح ، فردَّ وجوهَها. ويعنى بالشَّبوب : الظبى ، لا الثَّور ، لأن الأعفر ليس من صفات البقرة.

* وعازَّنى فعزَزْته : أى غالبنى فغَلَبته. وضمُّ العين فى مثل هذا مُطَّرد ، وليس فى كلّ شىء يقال : فاعلنى ففعَلْتُه.

__________________

(١) « صحيح » : أخرجه أحمد وأبو داود ، وانظر صحيح أبى داود ( ح ٣٨٩٥ ).

(٢) الشطر للعجاج فى كتاب العين ( ١ / ٧٦ ) ؛ وليس فى ديوانه ط. مكتبة أطلس ، دمشق ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عزز ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٤ ) ؛ وتاج العروس ( عزز ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عزز ).


* والعِزّ : المطر الغَزيرُ. وقيل : مطر عِزّ : شديد كثير ، لا يمتنع منه سَهل ولا جبَل إلا أساله. وقال أبو حنيفة : العِزّ : المطر الكثير ، وأرض مَعزوزة : أصابها عِزّ من المطَر.

* والعُزَيزاء من الفَرَس : ما بين عُكْوته وجاعِرته. والعُزَيْزَاوان : عَصَبتان فى أصول الصَّلَوَيْن ، فُصلتا من العَجْب وأطراف الوَركين.

* وعَزْعَز بالغنم : زَجَرَها ، فقال لها : عَزْعَزْ.

* والعُزَّى : شجرة سَمُر كانت لغَطَفان ، تعبدُها من دون الله ، أراه تأنيث الأعَزّ.

* وعبد العُزَّى : اسم أبى لَهَب ، وإنما كَنَّاه الله عزّ وجلّ ، فقال : ( تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ ) [ المسد : ١ ] ، ولم يسمِّه ، لأن اسمه مُحال.

مقلوبه : [ ز ع ع ]

* زَعْزَع الشىء زَعْزَعة : حَرَّكه تحريكاً شديدا يريد إزالته عن مَثْبَته ، ليقلَعَه ، قال :

فو اللهِ لو لا اللهُ لا شَىْءَ غَيرُه

لزُعْزِع من هذا السرير جوانبُهْ (١)

ويُرْوَى : « ... لَوْلا اللهُ أنِّى أُرَاقِبُه ». وقد تَزَعْزَع ، وزَعْزَعتِ الريحُ الشجرة : كذلك وقوله : أنشده ثعلب :

ألا حَبذا رِيحُ الغَضَى حينَ زَعْزَعَتْ

بقُضْبانِهِ بعدَ الظِّلالِ جَنُوبُ (٢)

يجوز أن يكونَ زَعْزَعَتْ به لغة فى زَعْزَعَتْه ، ويجوز أن يكون عَدَّاها بالباء ، حيث كانت فى معنى دَفَعَتْ بها. والاسم من ذلك : الزَّعْزاع ، قال :

إلَّا بزَعْزَاعٍ يُسَلِّى هَمِّى

يسْقُطُ منْهُ فَتخِى فى كُمِّى (٣)

__________________

(١) البيت مروى بروايات عدة ، دون تحديد لقائلته. فهو بلا نسبة فى خزانة الأدب ( ١٠ / ٣٣٣ ) ؛ ولسان العرب ( زعع ) لكن رواية صدره : * فو الله لو لا الله تخشى عوقبه *.

وأخرج مالك فى موطئه ـ كما فى تفسير ابن كثير ( ١ / ٢٧٠ ) ؛ والدر المنثور ( ١ / ٤٨٧ ) ـ عن عبد الله بن دينار قال : خرج عمر بن الخطاب من الليل يسمع امرأة تقول ، وذكر بيتين الثانى لفظه :

فوالله لولا الله أنى اراقبه

لحرك من هذا السرير جوانبه

وأخرج ابن إسحاق وابن أبى الدنيا ـ كما فى الدر المنثور ـ عن السائب بن جبير مولى ابن عباس وكان قد أدرك أصحاب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ما زلت أسمع حديث عمر أنه خرج ذات ليلة يطوف بالمدينة وكان يفعل ذلك كثيراً إذ مرَّ بامرأة من نساء العرب مغلقة بابها وهى تقول ... وذكر أبيات منها هذا البيت وفيه ( لحرك ) بدلاً من ( لزعزع ). وهو فى ابن كثير معزوّا لابن إسحاق وعنده ( لنقض ) بدلاً من ( لزعزع ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( زعع ) ؛ وتاج العروس ( زعع ). ويروى : « ريح الصبا » بدلاً من « ريح الغضى ».

(٣) الرجز للدهناء بنت مسحل فى لسان العرب ( فتخ ) ، ( زعع ) ؛ وتاج العروس ( فتخ ) ، ( زعزع ) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة ( ٤ / ٤٧٠ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٧ / ٣٠٩ ).


وريح زَعْزَع ، وزَعْزَاع ، وزُعْزُوع : شديدة. الأخيرة عن ابن جنى. والزعازع : الشدائد.

العين والطاء

* العَطُّ : شَقُّ الثوب وغيره ، عَرْضا أو طولا ، من غير بَيْنونة.

* عَطَّهُ يَعُطُّه عَطّا ، فهو مَعْطوط ، وعَطيط واعْتَطَّه ، وعَطَّطَه ، وانعطَّ هو ، قال :

كأنَّ تحتَ دِرْعِها المُنْعَطِّ

شَطّا رَمَيْتَ فوقَه بشَطِّ (١)

وقال المُتَنَخِّل :

بضربٍ فى القوانِس ذى فُروغٍ

وطَعْنٍ مثلِ تعْطيطِ الرِّهاطِ (٢)

ويروَى : تَعْطاطِ.

الرَّهْط : جلد يُشَقَّق ، يلبسه الصبيان والنساء.

* والعَطَوَّط : الطويلُ. وقول المتنَخِّل الهُذَلىّ :

وذلك يقتلُ الفِتيان شَفعْا

ويسْلُبُ حُلَّة اللَّيثِ العَطاطِ (٣)

قيل : هو الجسيم الطويل الشجاع. والعَطَوَّط : الانطلاق السريع كالعَطَوَّد. والعَطَوَّد : الشديد من كلّ شىء.

* والعَطْعَطة : تتابع الأصْوات واختلافُها فى الحرب. وهى أيضاً حكاية أصوات المُجّانِ إذا قالوا : عِيطْ عِيطْ ، وذلك إذا غلبوا قومًا. وقد عَطْعَطُوا.

* وعَطْعَطَ بالذئب : قال له : عاطِ عاطِ.

* والعُطْعُط : الجَدْىُ.

__________________

(١) الرجز مع عدة أخر لأبى النجم فى لسان العرب ( شطط ) ، ( عطط ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٧٨ ) ؛ وتاج العروس ( زطط ) ، ( شطط ) ، ( عطط ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٣ / ١٦٦ ) ، ( ٤ / ٥٢ ) ؛ وديوان الأدب ( ٣ / ٨ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( زطط ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٣٧ ؛ ومجمل اللغة ( ٣ / ١٤٥ ) ؛ والمخصص ( ٤ / ١٣٥ ).

(٢) البيت للمتنخل الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٧١ ؛ ولسان العرب ( رهط ) ، ( عطط ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٧٦١ ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٥٢ ) ؛ وتاج العروس ( رهط ) ، ( عطط ) ؛ ولساعدة بن جؤية فى كتاب العين ( ١ / ٧٨ ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٦ / ١٧٥ ) ؛ وكتاب العين ( ٤ / ٢٠ ) ؛ والمخصص ( ٤ / ٣٦ ).

(٣) البيت للمتنخل الهذلى فى زيادات شرح أشعار الهذليين ص ١٣٤٧ ؛ ولسان العرب ( عطط ) ، [ وعقب ابن منظور بعده بقوله : وقال ابن برى : البيت لعمرو بن معديكرب ] ؛ وتاج العروس ( عطط ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٥٢ ) ؛ ولعمرو بن معديكرب فى ديوانه ص ١٣٧ ؛ وبلا نسبة فى مجمل اللغة ( ٣ / ٣٨١ ).


مقلوبه : [ ط ع ع ]

* الطَّعْطَعَة : حكاية صوت اللسان إذا لصق بالغار الأعلى عند اللَّطْع أو التَّمَطُّق من طِيب الشىء تأكله.

العين والدال

* العَدُّ : إحصاء الشىء.

* عَدّه يَعُدُّه عَدّا ، وتَعْدادا ، وعَدَّدَه.

وحَكَى اللِّحيانىّ : عَدَّهُ مَعَدّا ، وأنشد :

لا تَعْدلِينِى بظُرُبٍّ جَعْد

كَزِّ القُصَيْرَى مُقْرِفِ المَعَدِّ (١)

قوله : « مُقْرِفِ المَعَدّ » : أى ما عُدَّ من آبائه. وعندى : أن المَعَدَّ هنا : الجَنْب ، لأنه قد قال : كَزّ القُصَيْرَى ؛ والقُصَيْرَى : عُضْو ، فمقابلةُ العضو بالعضو : خير من مقابلته بالعِدّة.

وقوله تعالى : ( وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) [ البقرة : ١٨٤ ] : أى فأفْطَرَ ، فعليه كذا ، فاكتفى بالمسبَّب ، الذى هو قوله : ( فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) من السَّبب ، الذى هو الإفطار.

وحَكى اللِّحيانىّ أيضاً عن العرب : عَدَدْت الدراهم أفرادا ووحادا ، وأعْدَدت الدراهم أفرادا ووِحادا. ثم قال : لا أدرى : أمِن العدد أم من العُدّة؟ فشكُّه فى ذلك يدلّ على أن أعْددت لغةٌ فى عَدَدْت ، ولا أعرفها. وقول أبى ذُؤيب :

رَدَدْنا إلى مَوْلًى بَنِيها فأصْبَحَتْ

تُعَدُّ بها وَسْطَ النِّساء الأرامِلِ (٢)

إنما أراد : تُعَدُّ ، فعداه بالباء ، لأنه فى معنى احْتُسب بها.

* والعدد : مِقدار ما يُعَدّ ومَبْلَغه. والجمع : أعداد. وقوله تعالى : ( فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً ) [ الكهف : ١١ ] : جعله الزجَّاج مَصدرا ، وقال المعنى : يُعَدُّ عَدَدًا. قال : ويجوز أن يكون نَعْتا للسنين. المعنى : ذَواتِ عَدَد. والفائدة فى قولك « عَدَداً » فى الأشياء المعْدودات : أنك تريد توكيد كثرة الشىء ، لأنه إذا قَلَّ فُهِمَ مِقداره ، ومِقدار عَدَده ،

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( ظرب ) ، ( جعد ) ، ( عدد ) ، ( قصر ) ؛ وتاج العروس ( عدد ) ، ( قصر ).

الظرب : القصير الغليظ اللحيم. الجعد : الكريم من الرجال والبخيل أيضاً ، والبيت ذكره ابن منظور ( جعد ) بعد ذكر معنى البخيل ؛ الكز : الذى لا ينبسط.

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٦٠ ؛ ولسان العرب ( عدد ).


فلم يَحْتَج أن يُعَدّ ، وإذا كَثُر احتاج إلى العدّ ، فالعدد فى قولك أقمت أياما عَدَدًا : تريد به الكثرة ، وجائز أن تؤكِّد بعَدَدٍ معنى الجماعة ، فى أنها خرجت من معنى الواحد. هذا قول الزجَّاج.

* والعِدَّة : كالعَدَد. وقيل : العِدَّة مصدر كالعَدّ. والعِدَّة أيضاً : الجماعة ، قلَّت أو كَثرت.

* والعَديد : الكثرة ، وهذه الدراهمُ عَديدُ هذه : أى مثلها فى العِدَّة ؛ جاءُوا به على هذا المثال ، لأنه مُنصرفٌ إلى جنس العَديل ، فهو من باب الكَميع والنَّزيع.

وبنو فلان عَديدُ الحَصَى والثَّرَى : أى بعَدَد هذين الكثيرين.

* وهمْ يَتَعادُّون ويتعدَّدون على عَدَد كذا : أى يَزيدون عليه.

* والأيام المعْدودات أيام التشريق ، وهى ثلاثة أيام ، بعد يوم النحر. وأما الأيام المعْلومات : فعشر ذى الحِجَّة ، عُرّفت تلك بالتقليل ، لأنها ثلاثة ، وعُرّفت هذه بالشُّهْرة ، لأنها عَشْرة. وإنما قُلِّل بمعدودة ، لأنها نقيض قولك : لا تُحْصَى كثرة. ومنه ( وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ ) [ يوسف : ٢٠ ] : أى قليلة.

* وعَدَدْت : من الأفعال المتعدّية إلى مفعولين ، بعد اعتقاد حذف الوسيط ؛ يقولون : عَدَدتك المالَ ، وعدَدْت لك المالَ. قال الفارسىّ : عَدَدْتكَ وعَدَدْت لك ، ولم يذكر المال.

* وعادَّهُم الشىءُ : تَساهَموه بينهم ، فساواهُم وهم يَتعادُّون : إذا اشتركوا فيما يُعادُّ منه بعضُهم بعضا ، من مكارم أو غير ذلك من الأشياء كلِّها.

* والعَدائد : المال المقتسَم ، والمِيراث. وقول لَبيد :

تَطِيرُ عَدائدُ الأَشْرَاكِ شَفعا

ووِتْرا والزَّعامةُ للْغُلامِ (١)

فسَّره ابن الأعرابىّ فقال : العَدائدُ : المال والمِيراث. والأشراك : الشِّرْكَة ، يعنى ابن الأعرابىّ بالشِّرْكة : جمعَ شريك : أى يقسِّمونها شَفْعا ووِتْرا ، سَهْمين سَهْمين ، وسَهْماً سَهما فيقول : تذهب هذه الأنصباء على الدهر ، وتبقى الرّياسَة للولد. وقول أبى عُبَيد : العَدائد : من يُعادُّه فى المِيراث : خَطأ. وقوله ، أنشده ثعلب :

__________________

(١) البيت للبيد فى ديوانه ص ٢٠٢ ؛ ولسان العرب ( عدد ) ، ( غدد ) ، ( طير ) ، ( شرك ) ، ( زعم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٩٠ ) ، ( ٢ / ١٥٨ ) ، ( ١٠ / ١٧ ) ، ( ١٤ / ٢٠ ) ، ( ١٦ / ٥٢ ) ؛ وتاج العروس ( عدد ) ، ( غدد ) ، ( طير ) ، ( شرك ) ، ( زعم ) ؛ ومجمل اللغة ( ٣ / ١١ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٣ / ١١ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٦٥ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٧٦ ).


وطِمِرَّةٍ كَهِرَاوَةِ الْ

أعْزَابِ لَيْسَ لَهَا عَدَائِدْ (١)

فسَّره فقال : شَبَّهها بعصا المسافر ، لأنها مَلْساء ، فكأنّ العَدائد هنا : العُقَد ، وإن كان هو لم يُفسِّرها.

* وعِدَادُ فُلان فى بنى فلان : أى أنه يُعَد معهم فى ديوانهم.

* والعَديد : الذى يُعَدّ من أهلك وليس منهم.

* وما ألْقاهُ إلا عِدَّةَ الثُّرَيَّا القَمَر ، وإلا عِداد الثريَّا القمرَ ، وإلا عِداد الثريا من القمر : أى إلا مرّة فى السنة. وقيل : هى ليلة فى كل شهر ، تلتقى فيها الثريَّا والقمر.

* وبه مرض عِداد ، وهو أن يدَعَه زمانا ، ثم يعاودَه ، وقد عادَّه مُعادَّة وعِدَادًا ، وكذلك السليم والمجنون ؛ كأن اشتقاقه من الحساب ، من قِبَل عَدد الشهور والأيام ، أى أن الوجَع كأنه يَعُدُّ ما يمضى من السنة ، فإذا تمت عاود الملدوغ. وفى الحديث : « ما زالتْ أكْلة خَيْبَر تُعادُّنِى ، فهذا أوانُ قَطَعَتْ أبْهَرى ». قال :

يُلاقِى مِنْ تَذَكُّر آل سَلْمَى

كما يَلْقَى السَّليمُ مِن العِدادِ (٢)

وقيل : عِداد السَّليم : أن يُعَدَّ له سبعةُ أيام ، فإن مضت رَجَوا له البُرْء ، وما لم تمضِ قيل : هو فى عِداده. وعِدادُ الحُمَّى : وقتُها المعروف ، الذى لا يكاد يخطئه ، وعَمَّ بعضهم بالعِداد ، فقال : هو الشىء يأتيك لوقت ، وأصله من العَدَد ، كما تقدم.

* وعِدّة المرأة : أيام قُرْئِها. وعِدّتُها أيضا : أيام إحْدادها على بَعْلها ، وإمساكها عن الزينة ، وقد اعتدّت ؛ وفى التنزيل : « فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها » ، وهذا فى التى لم يُدْخَل بها ، وأسقط الله تعالى عنها العِدّة ، لأن العِدّة فى الأصل استبراء للولد ، فإذا لم يُدْخَل بها ، فهى بمنزلة الأمَة التى لم يَقْرَبْها مالكها.

فأما قراءة من قرأ « تَعْتَدُونها » فمن باب تظَنَّيْتُ ، وحُذِف الوسيط ، أى تعتدون بها.

* وإعداد الشىء ، واعتداده ، واستعداده ، وتعدُّدُه : إحضاره ؛ قال ثعلب : يقال استعدَدْت للمسائل ، وتعَدَّدْت ، واسم ذلك : العُدَّة ، فأما قراءة من قرأ : ولو أرادوا الخروج لأعدُّوا له عُدَّه فعلى حذف علامة التأنيث ، وإقامة هاء الضمير مُقامَها ، لأنهما مُشتركتان فى أنهما جُزئيتان.

__________________

(١) البيت لأبى دواد الإيادى فى ديوانه ص ٣٠٦ ؛ ولسان العرب ( عدد ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٩١ ) ؛ وتاج العروس ( عدد ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان لعرب ( عدد ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٨٠ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٣٣٢ ؛ والمخصص ( ٥ / ٨٨ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٨٩ ) ؛ وتاج العروس ( عدد ) ، ( أول ).


وأما قوله تعالى : ( وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً ) [ يوسف : ٣١ ] فإنه إن كان كما ذهب إليه قوم ، من أنه غُيِّر بالإبدال ، كراهية المثلين ، كما يُفَرُّ منهما إلى الإدغام ، فهو من هذا الباب ؛ وإن كان من العَتاد ، فظاهر أنه ليس منه. ومذهب الفارسىّ : أنه على الإبدال.

قال ابن دُرَيد : والعُدَّة من السّلاح : ما اعْتَدَدْته ، خَصَّ به السِّلاح لفظاً ، فلا أدرى أخصّه فى المعنى أم لا؟ وقد قال الزَّجاج فى قوله تعالى : ( فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ ) [ الكهف : ٦٣ ] قال : وكانت السَّمكة من عُدَّة غدائهما ، أى مما أعدُّوه للتغدّى.

* والعِدُّ : الماء الذى له مادّة. وقيل : البئر التى تحفر لماء السماء ، من غير أن تكون لها مادّة ، ضد البئر تُحْفَر. وجمعه : أعْداد. قال :

دَعَتْ مَيَّةَ الأعْدادُ واسْتَبْدَلَتْ بِهَا

خَناطيلَ آجالٍ مِنَ العِينِ خُذَّلِ (١)

وهذا استعارة ، كما قال :

ولقدْ هَبَطْتُ الواديَينِ ووادِيا

يدعُو الأنيسَ بها الغَضيضُ الأبْكمُ (٢)

وقيل : العِدُّ : ماء الأرض الغزير. وقيل : العِدُّ ما نبع من الأرض ، والكَرَع : ما نزل من السماء. وقيل : العِدُّ : ماء القديم الذى لا يَنْتَزِح. وحَسَبٌ عِدّ : قديم. قال ابن دُريد : هو مشتقّ مِن العِدّ الذى هو الماء القديم ، الذى لا يَنْتَزِح. هذا الذى جَرَت العادة به فى العبارة عنه. وقال بعض المتحذّقين حَسَبٌ عِدّ : كثير ، تشبيها بالماء الكثير ، وهذا غير قوىّ ، وأن يكون العِدُّ القديمَ أشْبَهُ. قال الحُطَيئة :

أتَتْ آلَ شَمَّاسِ بنَ لأْىٍ وإنما

أَتَتْهُمْ بها الأحلامُ والحَسَبُ العِدُّ (٣)

* وعِدَّان الشباب والمُلك : أولهُما وأفضلهما ، قال العَجَّاج :

*وَلا على عِدَّانِ مُلْكٍ مُحْتَضِرْ* (٤)

__________________

(١) البيت لذى لرمة فى ديوانه ص ١٤٥٥ ؛ ولسان العرب ( عدد ) ، ( خنطل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٨٨ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٢ / ٢٥٢ ) ؛ وتاج العروس ( عدد ) ، ( خنطل ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٧٩ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٨ / ٤٢ ) استبدلت بها : يعنى منازلها التى تركتها ، والأعداد : المياه التى لا تنقطع ، وكذلك الخناطيل من الإبل ، والخناطيل جمع خنطولة وهى قطعان من البقر ، آجال جمع إجل وهو القطيع من بقر الوحش. العين جمع عيناء وهى واسعة العين ، وخذلت الظبية والبقرة وغيرهما من الدواب : تخلفت عن صواحبها وانفردت ، وخذلت الظبية وأخذلت : أقامت على ولدها.

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عدد ) ؛ وتاج العروس ( عدد ) ؛ وكتاب العين ( ٣ / ١٧ ).

(٣) البيت للحطيئة فى ديوانه ص ٤٠ ؛ ولسان العرب ( عدد ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٨٨ ) ؛ وأساس البلاغة ( عدد ) ؛ وتاج العروس ( عدد ).

(٤) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ١ / ٩٢ ) ؛ ولسان العرب ( عدد ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٨٠ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عدن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٤ / ٢٠٢ )


والعِدَّانُ : الزمانُ والعَهْد ؛ قال الفرزدق :

مَدَحْتَ امْرأ مِن آل مَيْسان كافراً

ككِسْرَى على عِدَّانِهِ أو كَقَيْصَرَا (١)

وهو من العُدّة ، كأنه أُعِدَّ له وهُيِّئ. وأتانا على عِدَّان ذلك : أى حينه ورُبَّانه ، عن ابن الأعرابىّ : وجئْتك على عِدَّانِ تَفْعل ذلك ، وعِدَّانَ تفعلَ ذلك ، أى حينه.

* وعِداد القوس : صوتها ، قال صخر الغىّ :

وَسمْحَةٌ من قِسِىّ زارَةَ حَمْرا

ءُ هَتوفٌ عِدادُها غَرِدُ (٢)

* والعُدُّ : بَثْر تكون فى الوجه ، عن ابن جنى.

* وعَدْعَدَ فى المشى وغيره عَدْعَدَة.

مقلوبه : [ د ع ع ]

* دَعَّهُ يَدُعُّهُ دَعّا : دفعه فى جَفْوة. وقال ابن دُرَيد : دَعَّه : دفعهُ دفعا عنيفاً ، وأزعجه إزعاجًا شديداً ؛ وفى التنزيل : ( فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُ الْيَتِيمَ ) [ الماعون : ٢ ] ، وفيه : ( يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ) [ الطور : ١٣ ] وبذلك فسَّره أبو عُبيد ، فقال : يُدْفعون دفعاً عَنيفاً.

* والدُّعَاعَةُ : عُشْبة تُطْحَن وتُخَبز ، وهى ذات قُضُبٍ ووَرَقٍ ، متسطحة النِّبْتة ، ومَنْبِتها السَّهل والصحارِى ، وجَنانُها حَبَّة سوداء ، والجمع دُعاع. قال أبو حنيفة : الدُّعاع : بقلة : تخرجُ ، فيها حبّ ، تَسَطَّحُ على الأرض تَسَطُّحا ، لا تذهب صُعُدا ، فإذا يَبِست جمع الناس يابسها. ثم دَقُّوه ، ثم ذَرُّوه ، ثم استخرجوا منه حَبًا أسود ، يملأون منه الغَرائر.

* والدُّعاعَة : نَمْلَة ذات جَناحين ، شُبِّهت بتلك الحَبَّة.

* ودَعْدع الشىء : حرَّكه حتى اكْتنز ، كالقصعة أو المِكيال ، قال لَبيد :

*المطْعِمُونَ الجَفْنَةَ المُدَعْدعَهْ* (٣)

__________________

(١) البيت للفرزدق فى ديوانه ( ١ / ٢٠١ ) ؛ ولسان العرب ( عدد ) ، ( عدن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٩٠ ، ٢ / ٢١٩ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٣١ ) ؛ وتاج العروس ( عدد ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٩ / ٦٦ ) ؛ ويروى مطلعه : أتبكى امرءاً.

(٢) البيت لصخر الغى الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٥٨ ؛ ولسان العرب ( سمح ) ، ( عدد ) ؛ وتاج العروس ( سمح ) ، ( مسخ ) ، ( عدد ). ويروى :

وسمحة من سى زارة

حمراء هتوف عدادا غرد

 (٣) الرجز للبيد فى ديوانه ص ٣٤٢ ؛ ولسان العرب ( خضع ) ، ( دعع ) ؛ وتاج العروس ( خضع ) ، ( دعع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٩٥ ، ١٥٥ ) ؛ وكتاب الجيم ( ١ / ٢٦٨ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٨١ ) ؛ وديوان الأدب ( ٢ / ٤٤ ، ٣ / ١٩٥ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١١٢ ، ٣٥٣ ، ٦٠٦ ؛ ومقاييس اللغة ( ٢ / ١٩١ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٧٣ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٩٢ ؛ ومجمل اللغة ( ٢ / ١٩٤ ) ؛ وعجزه : الضاربون الهام تحت الحيضعه.


وقيل : دَعدَعها : ملأها ، ودَعدعَ الكأس : مَلأها ، وكذلك دَعدع السيلُ الوادى ، قال لبيد :

فدَعْدَعا سُرَّةَ الرِّكاءِ كما

دعْدَعَ ساقى الأعاجِم الغَرَبا (١)

الرِّكاء : واد معروف. وفى بعض النسخ الموثوق بها فى الجمهرة : سِرَّة الرّكاء بالكسر. ودَعْدَعَتِ الشاةُ الإناء : مَلأته. وكذلك الناقة.

* ودَع دَعْ : كلمة يُدْعَى بها للعاثر فى معنى : اسلَمْ ؛ قال :

لحَا اللهُ قوْما لم يقولُوا لعاثِرٍ

ولا لابن عَمٍّ نالَه الدهرُ دَعْدَعا (٢)

جعله اسماً للكلمة ، وأعربه. ودَعْدَع بالعاثر : قالها له. ودَعْدَعَ بالمعْز دَعْدَعَةً : زجرَها وقيل : الدَّعْدَعة : بالغَنم الصغار خاصة ، وهو أن يقول لها : داعْ داعْ. وإن شئت كسرْتَ ونوَّنْت.

* والدَّعْدعة : قِصَر الخطو فى المشى مع عَجَل.

والدَّعْدَعة : عَدْو بطىء مُلْتو ، وسعىٌ دَعْداع : مثلُه. والدَّعْداع : القصير من الرجال.

ومما ضوعف من فائه ولامه :

دَعْد : اسم امرأة ، والجمع : دَعْدات ، وأدْعُد ، ودُعُود.

العين والتاء

* عَتَّهُ يَعُتُّهُ عَتّا : ردّ عليه الكلام مَرّةً بعد مرة. وعَتَّه بالكلام يَعُتُّهُ عَتّا : وَبَّخَهُ ووَقَمَه ؛ والمعنيان متقاربان ، وقد قيل بالثناء ؛ وما زِلت أُعاتُّه مُعَاتَّةٌ وعِتاتا ، وهى الخُصومة.

* وتَعَتَّتَ فى كلامه : لم يستمرّ فيه.

* والعَتَتُ : شبيه بغِلَظ فى كلام أو غيره.

* وعَتْعَتَ الراعى الجَدْىَ : زجَره.

* والعُتْعُتُ : الطويل التامّ من الرجال ، وقيل : هو الطويلُ المضطرب.

__________________

(١) البيت للبيد بن ربيعة فى ديوانه ص ٤١٣ ط. دار القاموس ؛ ولسان العرب ( غرب ) ، ( دعع ) ، ( ركا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٩٣ ، ٨ / ١١٣ ) ؛ وتاج العروس ( دعع ) ، ( ركا ) ؛ وللأعشى فى تاج العروس ( غرب ) ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين ( ٤ / ٤١٢ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١١٢ ، ١٩٢ ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٤٢١ ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ١٣ ) ؛ مجمل اللغة ( ٤ / ٤٠ ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( دعع ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ١٨٨ ) ؛ وتاج العروس ( دعع )


مقلوبه : [ ت ع ع ]

* تَعَ تَعّا وأتَعَ : قاءَ ، كَثَعَ ، كلاهما عن ابن دُرَيد.

والتَّعْتَعَة : الحركة العَنيفة. وقد تَعْتَعَهُ.

* والتَّعْتعة : أن يَعْيا بكلامه ، من حَصَر أو عِىٍّ ، وقد تَعْتَعَ فى كلامه ، وتَعْتَعَهُ العِىُّ. وتَعْتَعَةُ الدَّابة : ارتطامُها فى الرمْل والخَبار والوَحَل : من ذلك ، قال :

يُتَعْتِعُ فى الخَبارِ إذا عَلاهُ

ويَعْثُرُ فى الطَّريقِ المُسْتقيمِ (١)

العين والظاء

* العَظُّ : الشدّة فى الحرب ، وقد عَظَّتْه الحرب : فى معنى عَضَّته. وقال بعضهم : العظّ من الشدة فى الحرب ، كأنه من عَضِّ الحرب إياه ، ولكن يفرَّق بينهما ، كما يفرّق بين الدَّعْث والدَّعْظِ ، لاختلاف الوضْعَين ، وسيأتى ذكرهما.

* والمُعاظَّة والعِظاظُ جميعاً : العَضُّ ، قال :

*بصَبْرٍ فى الكَرِيهَةِ والعِظاظ* (٢)

أى شدة المكاوَحَة. والعِظاظ : المَشَقَّة. وأفَظَّه اللهُ وأعَظَّه : أى جعله فَظّا ، لا يُحبّ أحدٌ قربَه. وجعله ذا عِظاظ من سُوء خُلقه : أى ذا مَشَقة.

* وعَظعظَ السَّهْمُ عَظْعَظَةً ، وعِظاظا ، وعَظْعاظا ، الأخيرة عن كُراع ، وهى نادرة : الْتَوَى وارْتَعَش ، وقيل : مَرَّ مضطربا ، ولم يقصِد. وعَظْعَظ الرجلُ عَظْعَظةً : حاد عن مُقاتله ، قال العَجَّاج :

*وعَظْعَظَ الجَبانُ والزّئْنِىُّ* (٣)

أراد به الكلب الصِّينىّ. وما يُعَظْعِظه شىء : أى ما يسْتَفِزّه ولا يزيله.

* والعَظاية يُعَظْعِظُ من الحرّ : يَلْوِى عنقه.

__________________

(١) البيت لأعشى همدان فى تاج العروس ( تعع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٨٢ ) ؛ والصبح المنير ص ٣٤١. ط. مكتبة ابن قتيبة وصدره فيه : ويركب راسه في كل وحل. وبلا نسبة فى لسان العرب ( خبر ) ، ( تعع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٩٦ ، ٧ / ٣٦٥ ) ؛ ومجمل اللغة ( ١ / ٣١٨ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ١ / ٣٣٨ ) ؛ وكتاب العين ( ٤ / ٢٥٨ ) ؛ ويروى صدره : « تتعتع ».

(٢) عجز بيت وصدره : أخو ثقة إذا فتشت عنه ، وهو بلا نسبة فى لسان العرب ( عظظ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٥٢ ) ؛ وتاج العروس ( عظظ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٨٣ ) ؛ وروايته فى اللسان : « بصير » بدل « بصير ».

(٣) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ١ / ٥٢٩ ) ؛ ولسان العرب ( عظظ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٨٣ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٥٣ ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٢١٤.


العين والذال

* الذَّعاع والذُّعاع : ما تفرّق من النخل ، قال طَرَفة :

وعَذَارَكُمْ مُقَلِّصةً

فى ذُعاعِ النَّخْل تَجْتَرِمُهْ (١)

* وذَعْذعَ الشىءَ ذَعْذعة ، فتذَعْذَع : حرَّكه وفَرَّقه. وقيل : فَرَّقه وبَذَّرَه. قال عَلقمة بن عَبَدة :

لحَا اللهُ دَهرًا ذَعذَع المالَ كُلَّهُ

وسَوَّدَ أشْباهَ الإماء العَوَارِكِ (٢)

سَوَّد : من السُّودَد. وذَعْذَعَتِ الريحُ الشجر : حرَّكته تحريكاً شديداً.

العين والثاء

* والعُثَّة والعَثَّة : المرأة المحقورة الخاملة ، ضاوِيَّةً كانت أو غير ضاويَّة ، وجمعها عِثاث. وقال بعضهم : امرأة عَثَّة بالفتح : ضئيلة الجسم ، ورجل عَثّ. قال يصفُ امرأة جسيمة :

عَمِيمة ضاحِى الجسمِ ليستْ بعَثَّةٍ

ولا دِفْنِسٍ يَطْبِى الكلابَ خِمارُها (٣)

الدِّفْنس : البلْهاءُ الرَّعْناء. وقوله « ... يَطْبِى الكلابَ خِمارُها » : يريد أنها لا تتَوقى على خمارِها من الدَّسَم ، فهو زَهِم ، فإذا طرحته طَبى الكلبَ برائحته.

* وعَثَّتْه الحية تَعُثُّه عَثّا : نفَخَته ولم تنهَشْه ، فسقَط لذلك شعره.

* وعاثَ فى غِنائه مُعاثَّة وعِثاثا ، وعَثَّث : رَجَّع. وكذلك القوس المُرِنَّة ، قال كُثَيِّر يصف قوسا :

هَتُوفا إذا داقَها النازعونَ

سَمِعتَ لها بعدَ حَبْضٍ عِثاثا (٤)

* وعَثَّه يَعُثُّه عَثّا : ردّ عليه الكلام ، أو وَبَّخه به ، كعَتَّة.

* والعُثَّة : السُّوسة أو الأرَضَة ، والجمع : عُثّ وعُثَث.

__________________

(١) البيت لطرفة فى ديوانه ص ٩٠ ط. دار القلم ؛ ولسان العرب ( دعع ) ، ( ذعع ) ؛ وتاج العروس ( دعع ) ؛ ( ذعذع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٩٣ ) ؛ ورواية صدرة فى الديوان : وعذاريكم مقلصة.

(٢) البيت لعلقمة بن عبدة فى ديوانه ص ١٣٠ ؛ ولسان العرب ( ذعع ) ؛ وتاج العروس ( ذعذع ) ؛ ونساء عوارك ، أى : حيض ، ولحاه الله : أى قبحه ولعنه.

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عثث ) ، ( دفنس ) ، وتاج العروس ( عثث ) ، ( دفنس ) ؛ ومقاييس اللغة ( ١ / ٢٢ ) ؛ والمخصص ( ٤ / ١٠٢ ).

(٤) البيت لكثير عزة فى ديوانه ص ٢١٣ ؛ ولسان العرب ( عثث ) ؛ مقاييس اللغة ( ٤ / ٢٧ ) ؛ ومجمل اللغة ( ٣ / ٣٧٦ ) ؛ وتاج العروس ( عثث ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٩٨ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٤٩ ).


* وعَثَّت الصوفَ والثوبَ تَعُثُّه عَثّا : أكَلَتْه.

* والعُث : دُوَيْبَّة (١) تأكل الجلُود ، وقيل : هى دُويْبَّة تَعْلَق الإهابَ ، فتأكلُه. هذا قول ابن الأعرابىّ ، وأنشد :

تَصَيَّد شُبَّانَ الرجالِ بفاحِمٍ

غُدافٍ وتصْطادينَ عُثّا وجُدْجُدا (٢)

والجُدْجُد أيضاً : دوَيْبَّة تعلَق الإهاب فتأكله.

وقال ابن دُريد : العُثّ بغير هاء : دَوَابُّ تقع فى الصوف. فدلّ على أن العُثَ جمع. وقد يجوز أن يعْنِى بالعُثّ : الواحد ، وعبر عنه بالدوابّ ، لأنه جنس معناه الجمع وإن كان لفظه واحدًا. وسئل أعْرابىّ عن ابنه ، فقال : أُعطيه كلّ يوم من مالى دَانِقا ، وإنه فيه لأسرع من العُثّ فى الصّوف فى الصَّيْف.

* والعَثْعَث : ظهر الكَثِيب ، الذى لا نبات فيه. وقيل : هو الكثيب السهل ، أنبت أو لم يُنْبت. وقيل : هو الذى لا ينبت خاصّة. والصحيح الأوّل ، لقول القُطامىّ :

كأنها بَيْضَةٌ غَرَّاءُ خُدَّ لَهَا

فى عَثْعَثٍ يُنْبتُ الْحَوذانَ والغَذَما (٣)

ورواية أبى حنيفة : خُطَّ لها. وقيل : هو رمل صعْب ، تَوْحَل فيه الرَّجل ، فإن كان حارّا أحرق الخُفّ ، يعنى خُفّ البعير ؛ قال أبو حنيفة : العَثْعَث من مَكارم المنابت.

والعَثعث أيضاً : التراب. وعَثْعَثَهُ : ألقاه فى العَثْعَثِ. وعَثْعَث الرجلُ بالمكان : أقام.

* وعَثْعَث : اسم. وبنو عَثْعَث : بطن من خثعم.

مقلوبه : [ ث ع ع ]

* ثَعِعْتُ ثَعّا وثَعَعا : قِئْت. وفى الحديث : « أن امرأة أتت النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : يا رسول الله إن ابنى هذا به جُنون يُصيبه بالغَداء والعَشاء ، فمسح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صدرَه ، ودعا له ، فثَعَ ثَعَّة ، فخرجَ من جَوْفه جِرْوٌ أسوَد ، فسعى فى الأرض » (٤). وثَعَعْتُ أثِعُ ، بكسر الثاء ، ثَعّا : كثَعِعْتُ. قال ابن الأعرابىّ : قال ابن دُريد : ثَعّ وتَعَ سَواء ؛ وقد تقدمت فى التاء أيضاً.

__________________

(١) التقاء الساكنين من الأحوال العارضة للكلمة ، ثم تارة يكون الساكن أصل الحركة وتارة لا. ويلتقيان فى الوقف مطلقاً سواء كان الأول حرف علة أم لا ، نحو : يعلمون. ولا يلتقيان فى الوصل إلا وأولهما حرف لين ، وثانيهما مدغم متصل ، نحو دابّة ، ودويْبَّة ، والضالين ، بخلاف المنفصل ، فيحذف. انظر همع الهوامع للسيوطى ( ٣ / ٣٧١ ) ، وشرح الشافية ( ٢ / ٢١٠ ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عثث ) ، ( جدد ) ، ( غدف ) ؛ وتاج العروس ( عثث ) ، ( غدف ).

(٣) البيت للقطامى فى ديوانه ص ٩٨ ؛ ولسان العرب ( عثث ) ، ( عذم ) ، ( غذم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٨ / ٨٦ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٨٤ ) ؛ وتاج العروس ( عثث ) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة ( ٤ / ٢٦ ) ؛ ومجمل اللغة ( ٤ / ٣٥ ).

(٤) « ضعيف » : أخرجه أحمد ( ح ٢٢٨٨ ـ ط. الشيخ شاكر ).


* وانثَعَ القىْء من فيه : اندفع ؛ وانثعّ مَنْخِراه : هُرِيقا دَما.

* والثعثعة : حكاية صوت القالِس ، وقد تَثعْثع بقيئه ، وثَعْثَعَه.

* والثَّعْثعة : كلام رجل تغلب عليه الثاء والعين. وقيل : هو الكلام الذى لا نظام له.

العين والراء

* العَرُّ ، والعُرّ ، والعَرَّة : الجَرَب. وقيل : العَرّ بالفتح : الجَرَب ، وبالضمّ : قروح بأعناق الفُصْلان. قال :

*ولانَ جِلْدُ الأرْضِ بعْدَ عَرِّهِ* (١)

أى جَرَبه. ويروى : غَرِّه. وسيأتى ذكره. وقيل : العُرّ : داء يأخذ البعير ، فيتمعَّط عنه وبَرُه ، حتى يبدوَ الجِلد ، ويَبْرُق. وقد عرّت الإبل تعِرُّ وتَعُر ، وعُرَّت.

* واستعرَّهمُ الجَرَب : فشا فيهم. ورجل أعَرُّ بيِّن العَرَرِ والعُرور : أجرب ؛ وقيل : العَرَرُ والعُرُور : الجرَب نفسه ، كالعَرّ ، وقول أبى ذُؤَيب :

خليلى الذى دَلَّى لغَىٍّ خليلتى

جِهاراً فكُلا قد أصابَ عُرورُها (٢)

إنما عنى عارَها ، شبهه بالجَرَب.

* والمِعْرار من النخل : التى يصيبها الجرب. حكاه أبو حنيفة عن التَّوزىّ ، واستعار العُرَّ والجَربَ جميعا للنخل ، وإنما هما فى الإبل. قال : وحكى التَّوزىّ : إذا ابتاع الرجل نخلاً اشترط على البائع ، فقال : ليس لى مِقمار ، ولا مِئخار ، ولا مِبْسار ، ولا مِعْرار ، ولا مِغبار. فالمِقمار : البيضاء البُسْر. والمِبسار : التى يبقى بسرُها لا يُرْطِب. والمِئخار : التى تؤخِّر إلى الشتاء ، والمِغبار : التى يعلوها غُبار. وقد تقدم ذكر المِعْرار.

* وعارّه مُعارّة وعِرارا : قاتله وآذاه.

* والعَرَّة والمَعَرَّة : الشدّة فى الحرب.

* والمَعَرَّة : الإثم. وفى التنزيل : ( فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) [ الفتح : ٢٥ ]. قال ثعلب : هو من الحرب ، أى يصيبَكم منهم أمرٌ تكرهونه فى الدّيات.

* وحمار أعَرُّ : سمين الصدر والعُنق.

__________________

(١) عجز بيت من الرجز ، وصدره : * قد رجع الملك لمستقره * وهو بلا نسبة فى لسان العرب ( عرر ) ، ( غرر ) ، ( بهل ) ؛ وتاج العروس ( غرر ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ١٦٦ ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٠٩ ؛ وتاج العروس ( عرر ) ؛ ولسان العرب ( عرب ) وفيه عرورَها.


* وعَرّ الظليمُ يَعُرُّ عِرارا ، وعارَّ مَعارّة وعِرارًا : صاح. قال لَبيد :

تحملَ أهْلَها إلا عِرارًا

وعَزْفا بَعدَ أحْياءٍ حِلالِ (١)

* والتَّعارُّ : السهر والتقلُّب على الفراش ليلا ، مع كلام ، وهو من ذلك.

* والعَرُّ : الغلام ، والعَرَّة : الجارية. والعَرَار والعَرَارة : المُعْجَلانِ عن وقت الفِطام. والمُعْتَرُّ : الفقير. وقيلك المُتَعرّض للمعروف من غير أن يسأل. عَرَّهُ يَعُرُّهُ عَرّا ، واعْتَرَّه ، واعْتَرَّ به ؛ قال ابن أحمر :

تَرْعَى القَطاةُ البَقْلَ قَفُّورَها

ثم تَعُرُّ الماءَ فيمنْ يَعُرّ (٢)

القَفُّور : ما يوجد فى القَفْر ، ولم يُسْمع القَفُّور فى كلام العرب إلا فى شعر ابن أحمر. وفى التنزيل : ( وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ) [ الحج : ٣٦ ]. وقوله : « عُرَّ فَقْرَهُ بفيه ، لعلَّه يُلْهيه » يقول : دعه ونفسه ، لا تُعِنْه ، لعلّ ذلك يَشْغَلُه عما يصنع. وقال ابن الأعرابىّ : معناه : خَلِّه وغَيَّه ، إذا لم يُطِعْك فى الإرشاد ، فلعلَّه يقع فى هَلَكَةٍ تلهيه عنك وتشْغَلُه.

* والعَرير : الدخيل فى القوم ، والغريب فيهم. وفى حديث حاطب بن أبى بَلْتعة : « كنت عَرِيرًا فيهم ، ولم أكن من صميمهم » (٣) حكاه الهَروىّ فى الغَريبين.

* والمَعْرور : المقرور. وهو أيضاً الذى لا يستقرّ. وأُرَى المعرورَ اسم رجل منه. وهو المَعْرور الكَلْبىّ ، من أصحاب الحديث. وعُرَّا الوادى : شاطئاه.

* والعُرُّ والعُرَّة : ذرق الطير. والعُرَّة أيضاً : عَذِرة الناس ، وعُرَة السَّنام : الشحمة العُلْيا.

* وعَرَّه بمكروه يَعُرُّه عَرّا : أصابه به. والاسم : العُرَّة. وعَرَّهم يَعُرُّهم : شانَهُمْ. وفلان عُرَّة أهله : أى يشينهم. والعُرَّة : الجُرْم ؛ قال عمرو بن قَمِيئة :

على أنَّ قومى أسْلَمونى وعُرَّتِى

وقوْمُ الفَتى أظفارُه ودَعائمُهْ

أرى ذلك ، لأن الجُرْم يشين جارمَه.

* وكلّ شىء باء بشىء ، فهو له عَرَار. وقيل العَرَار : القَوَد.

* والعَرَر : صِغر السَّنام ، وقيل : قِصَره ، وقيل : ذهابه ، جمل أعَرُّ وناقة عَرَّاء ، قال :

__________________

(١) البيت للبيد فى ديوانه ص ٩٦. ط. دار القاموس ؛ ولسان العرب ( عرر ) ؛ وتاج العروس ( عرر ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٨٦ ) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة ( ٤ / ٣٥ ) ؛ والمخصص ( ١٧ / ١٢٤ ).

(٢) البيت لابن أحمر فى ديوانه ص ٦٧ ؛ ولسان العرب ( عرر ) ، ( قفر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٠١ ، ٩ / ١٢٠ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٥ / ١١٤ ) ؛ ومجمل اللغة ( ٤ / ١٨١ ) ؛ وتاج العروس ( عرر ) ، ( قفر ). ويروى : « الخمس » بدلاً من « البقل ».

(٣) أخرجه البخارى (٣٠٠٧) بغير هذا اللفظ.


*تمَعُّكَ الأَعَرِّ لَاقَى العُرَّا* (١)

أى تتَمعك كما يتمعَّك الأعَرُّ ، والأعَرُّ يحبّ التمعُّك ، لذهاب سنامه ، يلتذّ بذلك. وقال أبو ذُؤَيب :

وكانوا السَّنامَ اجْتُثَّ أمْسِ فقوْمُهُمْ

كَعَرَّاءَ بعدَ الِّنىّ راثَ رَبيعُها (٢)

* وقد عَرَّ يَعَرُّ.

* وتزوّج فى عَرَارة نِساء ، أى فى نساء يلدْن الذكور.

* والعَرارة : الشدّة ، قال الأخطل :

إنَ العرارةَ والنُّبُوحَ لِدارِمٍ

والمستخفّ أخوهُم الأثْقالا (٣)

* والعَرارة : الرّفعة والسُّودُد.

* ورجل عُراعِر : شريف ؛ قال مُهَلهِل :

خَلَعَ المُلوكَ وسارَ تحت لوائِهِ

شَجَرُ العُرَا وعُراعِرُ الأقوَامِ (٤)

شجر العُرَا : الذى يبقى على الجَدْب. وقيل : هم سُوقة الناس. والعُراعِر هاهنا : اسم للجمع. وقيل : هو للجنس ، ورُوِى عَراعِر جمع عُراعِر.

* وعُرْعُرة الجبل : غِلَظُه ومعظمه. وفى الحديث : إن فلاناً كتب : إن العَدُوّ بعُرْعرة الجبل ونحن بحضيضه (٥). وقال ثعلب : عُرْعُرة الجبل : رأسه. وفى حديث عمر بن عبد العزيز أنه قال : أجْمِلوا فى الطَّلَب ، فلو أنّ رِزق أحدكم فى عُرْعُرة جبل ، أو حضيض أرض ، لأتاه قبل أن يموت. وعُرْعرة السَّنام : رأسه وأعلاه. وعُرْعُرة الثَّور : كذلك. وقيل : عُرْعُرة كلّ شىء : أعلاه.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عرر ) ؛ وتاج العروس ( عرر ) ؛ ورواية التاج « العراءْ » بالهمز لا التسهيل.

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعر الهذليين ص ٢٢٥ ، ولسان العرب ( عرر ) ؛ وتاج العروس ( عرر ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عوى ) ؛ ويروى عجزه : كعواه بعد النى غاب ربيعها.

(٣) البيت للأخطل فى ديوانه ص ٢٥٠ ؛ ولسان العرب ( عرر ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٢٨٥ ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٠٢ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٣٧ ) ؛ وأساس البلاغة ( نبح ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٨٦ ، ٣ / ٢٥٢ ) ؛ وتاج العروس ( نبح ) ، ( عرر ) ؛ والمخصص ( ١ / ٩٠ ، ٣ / ١٢١ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( نبح ) ؛ وديوان الأدب ( ٣ / ٦٨ ).

(٤) البيت للمهلهل فى ديوانه ص ١٨٠ ؛ ولسان العرب ( عرر ) ، ( عرا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٠٣ ، ٣ / ١٥٩ ) ؛ وتاج العروس ( عرر ) ، ( عرا ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٣٧ ، ٢٩٥ ؛ وجمهرة اللغة ص ١٩٧ ، ٧٧٥ ، ١٢١٣ ؛ وكتاب العين ( ٢ / ١٥ ) ؛ والمخصص ( ٢ / ١٦٤ ، ١٥ / ١٧٧ ) ؛ وللبيد فى أساس البلاغة ( عرى ) وليس فى ديوانه ط. دار القاموس الحديث بيروت.

(٥) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ٢ / ٤٥٦ ) ، وهو كتاب يحيى بن يعمر إلى الحجاج.


* وعَرْعَر عينَه : فَقأها. وقيل : اقتلعها عن اللِّحيانىّ. وعَرْعَرَ صِمام القارورة عَرْعَرَة : استخرجه. والعَرْعَر : شجر عظيم جبلىّ ، لا يزال أخضر ، تسميه الفُرس السَّرْو ، قال أبو حنيفة : للعَرعَر ثمر أمثالُ النَّبِق ، يبدأ أخضر ، ثم يبيضّ ، ثم يسودّ ، حتى يكون كالحُمَم ، ويحلو فيؤكل ، واحدته : عَرْعَرة ، وبه سُمّى الرجل.

* والعَرار : بَهارُ البرّ ، واحدته : عَرارة. قال الأعشى :

بيضاء غُدْوَتَها وصَفْ

رَاءُ العَشِيَّة كالعَرَارَهْ (١)

معناه : أن المرأة الناصعة البياض ، الرقيقة البشرة ، تَبْيضّ بالغَداة ، ببياض الشمس ، وتصفرّ بالعشىّ باصفرارها.

* وعُراعِر ، وعَرْعَر ، والعَرَارة : كلها مواضع.

* وعَرار : اسم رجل ، والعَرَارة : فَرَس الكَلْحبة بن هُبَيْرة.

* ومَعْرُور : فرس علقمة بن شهاب.

* وعَرْعارِ : لُعْبة لصبيان الأعراب. وهذا النحو عند سيبويه من بنات الأربعة ، وهو عنده نادر ، لأن فَعالِ إنما عُدِلَت عن أفْعَلَ فى الثلاثىّ ، ومَكَّن غيرُه عَرْعارِ فى الاسميَّة ، قالوا : سمعت عَرْعارَ الصبيان : أى اختلاط أصواتهم. وأدخل أبو عُبيد عليه الألف واللام ، فقال العَرْعار : لُعبة للصبيان. وقال كُراع : عَرعارُ : لُعبة للصبيان ، فأعربه ، أجراه مجرى زينب وسُعاد.

مقلوبه : [ ر ع ع ]

* رَعاع الناس : سُقَّاطُهم وسِفْلتهم.

* والرَّعرعة : حسن شباب الغلام وتحركُه. وشابّ رُعْرُع ورُعْرُعة ، عن كُراع. ورَعْرَع ، ورَعْراع. الأخيرة : عن ابن جنى : مُراهِق وهو محتلم. وقيل : قد تحرّك وكَبِر ، وقد ترَعْرع ، ورَعْرَعَه الله. والرَّعْرعة : اضطراب الماء الصافى على الأرض : وربما قيل : ترعْرَع السَّراب ، على التشبيه بالماء.

العين واللام

* العَلُ والعَلَل : الشَّرْبة الثانية. وقيل : الشُّرب بعد الشرب تِباعاً ، عَلَ يَعِلُ ويَعُلُ عَلّا وعَلَلاً. واستعمل بعضُ الأغفال العَلَ والنَّهَل فى الدعاء والصلاة ، فقال :

__________________

(١) البيت للأعشى ميمون فى الصبح المنير ص ١١١ ؛ ولسان العرب ( عرر ).


ثم انْثَنى من بعد ذا فصَلَّى

على النبىّ نَهَلاً وعَلَّا (١)

و علَّت الإبل ، والآتى كالآتى ، والمصدر كالمصدر ؛ وإبل عَلَّى : عَوالُ ، حكاه ابن الأعرابىّ ، وأنشد لعاهان بن كعب :

تَبُكُّ الحَوْضَ عَلَّاها ونَهْلاً

وخَلْف ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيمُ (٢)

مُنيم : تسكنُ إليه فينيمُها. ورواه ابن جنى : « عَلَّاها ونَهْلَى » أراد : نهلاها ، فحذف ، واكتفى بإضافة عَلَّاها ، عن إضافة نَهْلاها. وعَلَّها يَعُلُّها ويَعِلُّها عَلّا وعَلَلاً ، وأعَلَّها. وقوله :

قفى تُخبِّرينا أوْ تَعُلِّى تَحِيَّةً

لَنا أو تُثيبى قبل إحدى الصَّوافِقِ (٣)

إنما عنى : أو تَرُدّى تحيةً ، كأن التحيَّة لما كانت مَردودة ، أو مرادا بها أن تُرَدّ ، صارت بمنزلة المَعْلُولة من الإبل.

* واعتلَّه بالشىء كعَلَّه ، قال طُفَيل :

وَرْدٌ أُمِرَّ على عُوجٍ مُلَمْلَمَةٍ

كأنَّ خَيْشومَهُ يُعتلُ بالذَّهَبِ

أى يُطْلَى به مرّة بعد مرّة ، تشبيها بالعَلَل من الشراب. وعَرَض علىّ سَوْمَ عالَّة : بمعنى قول العامَّة : عَرْضِ سابِرىّ.

* وأعلَ القومُ : عَلَّت إبلُهم. واستعمل بعض الشعراء العَلَ فى الإطعام ، وعدَّاه إلى مفعولين ، أنشد ابن الأعرابىّ :

فباتُوا ناعِمِينَ بعَيْشِ صِدْقٍ

يَعُلُّهُمُ السَّديِفُ مع المَحالِ (٤)

وأرى أنه إنما سَوَّغه تعديتَه إلى مفعولين ، أن عَلَلْت هنا فى معنى أطعمت ، فكما أنّ أطعمت متعدية إلى مفعولين ، كذلك عَلَلْت هنا متعدية إلى مفعولين. وقوله :

*وأنْ أُعَلَ الرَّغْمَ عَلّا عَلَّا* (٥)

جعل الرغم بمنزلة الشراب ، وإن كان الرَّغْم عَرَضا كما قالوا : جَرَّعته الذلّ ، عدّاه إلى مفعولين ، وقد يكون هذا بحذف الوسيط ، كأنه قال يَعُلُّهم بالسَّديف ، وأُعَلّ بالرّغْم ، فلما

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( علل ) ، ( نهل ) ؛ وتاج العروس ( علل ) ، ( نهل ).

(٢) البيت لعاهان بن كعب فى لسان العرب ( علل ) ، ( نهل ) ؛ وتاج العروس ( علل ) ، ( نهل ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( نوم ) ؛ ومقاييس اللغة ( ١ / ١٨٦ ).

(٣) البيت لأبى الربيس التغلبى فى لسان العرب ( صفق ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( علل ) ..

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( علل ).

(٥) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( علل ).


حذف الباء أوصلَ الفعل.

* والعَلَل من الطعام : ما أُكل منه ، عن كراع. وطعام قد عُلَ منه : أى أُكل. وقوله ، أنشده أبو حنيفة :

خليلَلىّ هُبَّا عَلِّلانِىَ وانْظُرَا

إلى البرْق ما يَفْرِى السَّنا كيفَ يصْنعُ (١)

فسَّره فقال : عَلِّلانى : حَدِّثانى ، وأراد : انظرا إلى البرق ، وانظرا إلى ما يَفْرِى السَّنا ، وفَرْيُه : عملُه. وكذلك قوله :

خَليلىّ هُبَّا عَلِّلانِىَ وانْظُرَا

إلى البرْقِ ما يَفْرِى سَناً وتَبَسُّما (٢)

* وتعَلَّل بالأمر ، واعتلّ : تشاغل ، قال :

فاسْتَقْبَلتْ ليْلَة خِمْسٍ حَنَّانْ

تعتلّ فيه برَجيعِ العِيدَانْ (٣)

أى أنها تشاغَل بالرجيع ، الذى هو الجِرَّة ، تُخْرجها وتمضَغها.

* وعلَّله بطعام وحديث ونحوِهما : شغلَه بهما ، وعَلَّلتِ المرأة صَبِيَّها بشىء من المَرَق ونحوه ، ليَجْزأ به عن اللَّبن ، قال جرير :

تُعَلِّلُ وهْىَ ساغبةٌ بَنِيها

بأنفاسٍ من الشَّبِمِ القَرَاحِ (٤)

ويُروى أن جريراً لما أنشد عبد الملك بن مَروان هذا البيت ، قال له : لا أرْوَى الله عَيْمَتها.

* والتَّعِلَّة ، والعُلالة : ما يُتعَلَّل به.

* والعُلالة : ما حلَبْتَ قبل الفِيقة الأولى ، وقبل أن تجتمع الفِيقةُ الثانية ، عن ابن الأعرابىّ.

* والعُلالة : بقيَّة اللبن وغيره ، حتى إنهم ليقولُون لبقية جَرْىِ الفرس عُلالة ، ولبقية السير عُلالة. وقيل : العُلالة : اللبن بعد حَلْب الدِّرّة ، تُنزله الناقة ، قال :

أَحْمِلُ أُمِّى وهىَ الحَمَّالَهْ

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( علل ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( علل ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( رجع ) ، ( علل ) ؛ وأساس البلاغة ( حنن ) ، وتاج العروس ( علل ).

(٤) البيت لجرير فى ديوانه ص ٨٨ ؛ ولسان العرب ( قرح ) ، ( نفس ) ، ( علل ) ؛ وأساس البلاغة ( نفس ) ؛ وتاج العروس ( قرح ) ، ( نفس ) ، ( علل ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٥٢٠ ؛ والمخصص ( ١ / ٢٨ ، ٩ / ١٣٥ ).

ساغبة : جائعة ، الشبم : برد الماء ، القراح : الماء الذى لا يخالطه ثُفْل من سويق ولا غيره ، وهو الماء الذى يشرب إثر الطعام.


تُرْضِعُنِى الدِّرَّةَ والعُلالهْ

ولا يُجازَى والدٌ فِعالَهْ (١)

* وقيل : العُلالة : أن تُحْلبَ الناقة أوْل النهار وآخره ووسَطه ، فتلك الوُسْطَى هى العُلالة ، وقد تدعَى كلُّهن عُلالة ، وقد عالَّتِ النَّاقةُ ، والاسم العِلالُ.

* وتعَلَّلْتُ بالمرأة : لهَوتُ بها.

* والعَلُ : الذى يزور النِّساء ، والعَلُ : التيس الضخم العظيم ، قال :

*وعَلْهَباً مِنَ التُّيُوسِ عَلَّا* (٢)

والعَلّ : القُراد الضخم. وقيل : هو الصغير الجسم. ورجل عَلّ : مُسِنّ نحيف ، شُبِّه بالقُراد ، قال المُتنخِّل الهُذَلىّ :

ليسَ بعَلٍ كبيرٍ لا شَبابَ به

لكن أُثَيْلةُ صافى الوجه مُقْتَبَلُ (٣)

أى مستأنَف الشباب. وقيل : العَلُ : المُسِنُّ الدقيق الجِرْم من كلّ شىء. والعَلَّة : الضَّرَّة ، وبنو العَلَّات : بنو الأُمَّهات الشَّتَّى ، قال :

علَيها ابنُ عَلَّاتٍ إذا اجتَسَّ منزلاً

طوَتْهُ نجومُ اللَّيل وهْىَ بلاقِعُ (٤)

إنما عَنَى بابن عَلَّات : أن أُمَّهاتهِ لَسْنَ بقرائب. وجمع العَلَّة : علائل ، قال رُؤبة :

*دَوَّى بها لا يَغْدِرُ العَلائِلا* (٥)

* والعِلَّة : المرض. عَلَ يَعِلُ واعْتَلّ ، وأعلَّه الله ، ورجل عليل.

* وحُروف العِلَّة والاعتلال : الألف ، والياء ، والواو ، سُمِّيت بذلك للينها ومَوتها. واستعمل أبو إسحاق لفظة المَعْلُول فى المُتَقَارِب من العَروض ، فقال : وإذا كان بناء المتقارِب على « فَعُولُنْ » فلا بدّ من أن يبقى فيه سبب غير مَعْلُول. وكذلك استعمله فى المضارع ، فقال : أخِّر المضارع فى الدائرة الرابعة ، لأنه وإن كان فى أوّله وَتِدٌ ، فهو مَعْلول الأوّل ،

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( علل ) ؛ وتاج العروس ( علل ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٨٨ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( علهب ) ، ( علل ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٨٨ ) ؛ وتاج العروس ( علهب ) ، ( علل ).

(٣) البيت للمتنخل الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٨٢ ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٤ ، ٥ / ٥٣ ) ؛ ولسان العرب ( علل ) ؛ وتاج العروس ( علل ) ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين ( ٥ / ١٦٩ ) ؛ ويروى صدره : « بل ليس بعل كبير لا شباب له ». و « طاخ اللون » بدل « صافي الوجه ».

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( علل ) ، ( طوى ). مكان بلقع : خال. احتبس : مسَّ.

(٥) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٢٥ ؛ ولسان العرب ( دوا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٤ / ٢٢٤ ) ؛ وتاج العروس ( دوا ).


وليس فى أوّل الدائرة بيت مَعْلول الأوّل. وأرى هذا إنما هو على طَرْح الزائد ، كأنه جاء على عُلَ ، وإن لم يُلْفظ به ، وإلا فلا وجه له. والمتكلمون يستعملون لفظة المَعْلول فى هذا كثيرا.

وبالجملة فلسْتُ منها على ثِقة ولا ثَلَج ، لأن المعروف إنما هو أعَله الله ، فهو مُعَلّ ، اللهمّ إلا أن يكون على ما ذهب إليه سيبويه ، من قولهم مَجْنون ومَسلول ، من أنه جاء على جَنَنتُه وسَللْته ، وإن لم يُستعملا فى الكلام ، استُغْنِى عنهما بأفْعلْت ، قال : « وإذا قالوا : جُنَّ وسُلَّ ، فإنما يقولون : جُعِل فيه الجنون والسِّلّ ، كما قالوا : حُزِنَ وفُسِل ».

* والعِلَّة أيضا : الحَدَث يَشغلُ صاحبه عن وجْهه ؛ وفى المثَل : « لا تَعْدَمُ خَرْقاء عِلَّة » ، يُقال هذا لكلّ متعذّر وهو يَقدِر ، وقد اعتلَ الرجل ، وهذا عِلَّة لهذا ، أى سبب. ومُعَلِّل : يوم من أيَّام العجوز السبْعة ، التى تكون فى آخر الشتاء ؛ وهى : صِنٌّ ، وصِنَّبْرٌ ، ووبْرٌ ، ومُعَلِّلٌ ، ومُطْفِئُ الجمرِ ، وآمرٌ ، ومُؤْتَمِرٌ. وقيل : إنما هو مُحَلِّل. وقد قال فيه بعض الشعراء ، فقدَّم وأخَّر لإقامة الوزن :

كُسِع الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْرِ

أيَّامِ شَهْلَتِنا مِنَ الشَّهْرِ

فإذا مَضَتْ أيامُ شَهْلَتنا

صِنّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ

وبآمِرٍ وأخيه مُؤْتَمرٍ

ومُعَلِّلٍ وبمُطْفِئ الجَمْرِ

ذَهَبَ الشِّتاءُ مُوَلِّيا هَرَبا

وأتتكَ واقدةٌ مِنَ النَّجْرِ (١)

النَّجْر : الحرُّ.

* وعَلَ : كلمة معناها الطمعُ والإشفاق ، قال الشاعر :

*يا أبتا عَلَّك أو عَساكا* (٢)

* ولَعَلَ : كعَلَ ، لامها زائدة عند بعض النحويين.

__________________

(١) الأبيات مجتمعة لأبى شبل الأعرابى فى لسان العرب ( كسع ) ؛ ولابن أحمر أو أبى شبل الأعرابى فى اللسان ( عجز ) ؛ وتاج العروس ( عجز ) ؛ ولابن أحمر فى ملحق ديوانه ص ١٨٣ ـ ١٨٥ متفرقات ؛ وبلا نسبة ـ مجتمعة ـ فى اللسان ( علل ) والأول والثالث لأبى شبل الأعرابى فى اللسان ( كسأ ) ، ( أمر ) ؛ وتاج العروس ( أمر ). والأول لأبى شبل الأعرابى فى التاج ( كسأ ) ، ( كسع ). والثالث لأبى شبل فى اللسان ( عجز ).

والأول والثالث بلا نسبة فى الجمهرة ص ٣٣١ ؛ والثانى بلا نسبة فى اللسان ( صنبر ) ، ( صنن ) ؛ وتاج العروس ( صنبر ) ، ( صنن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٢ / ١١٥ ، ٢٧١ ). والثالث بلا نسبة فى اللسان ( طفأ ) ؛ وتاج العروس ( طفأ ) ؛ ( كسأ ). والرابع بلا نسبة فى اللسان ( نجر ) ؛ وتاج العروس ( نجر ).

(٢) الرجز لرؤبة فى ملحقات ديوانه ص ١٨١ ؛ والكتاب ( ٢ / ٣٧٥ ) ؛ وللعجاج فى ملحق ديوانه ( ٢ / ٣١٠ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٠٦ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( روى ) ؛ وتاج العروس ( الياء ).


* واليَعْلُول : الغَدير الأبيض المطَّرِد. واليَعْلُول : الحَبابة من الماء. وهو أيضاً السحاب المطَّرد. وقيل : القطعة البيضاء من السحاب. واليعلول : المَطرُ بعد المطر. وصبغ يَعْلُول : عُلّ مرّة بعد أخرى. وتعَلَّلَت المرأة من نفاسِها ، وتعالَّت : خرجت منه وطَهُرت ، وحلَّ وطْؤُها.

* والعُلْعُل ، والْعَلْعَل ، الفتح عن كراع : اسم الذكَر جميعا ، وهو الذى إذا أنْعَظ لم يشتدّ.

والعُلْعُل : رأس الرَّهابة من الفَرَس ، وهو العظم الدقيق الذى كأنه طَرَف لسان الكلب. والعُلْعُل ، والعَلْعَال : الذَّكر من القَنابر. والعُلْعُول : الشَّرُّ.

* وتَعلَّة : اسم رجل. قال :

ألبانُ إبْلِ تَعِلةَ بنِ مُسافِرٍ

ما دام يملكُها علىَّ حَرَامُ (١)

ومن خفيف هذا الباب :

عَلْ عَلْ : زجْر للغنم. عن يعقوب.

مقلوبه : [ ل ع ع ]

* امرأة لَعَّة : مَليحة عَفيفة. وقيل : خفيفة تغازلك ولا تمكنك. وقال اللِّحيانى : هى المليحة التى تُديم بصرَك إليها من جمالها.

* ورجل لَعَّاعة : يتكلَّف الألحان بلا صواب.

* واللُّعاعة ، واللُّعاع : أوّلُ النَّبت. وقال اللِّحيانىّ : أكثر ما يقال ذلك فى البُهْمَى. وقيل : هو بَقْل ناعم فى أوّل ما يبدأ ، رقيق لم يغلُظ. واحدته : لُعاعة ، قال سُوَيد بن كُراع ووصف ثورا وكلابا :

رَعَى غيرَ مَذْعور بهِنّ ورَاقَهُ

لُعاعٌ تَهادَاهُ الدَّكادِكُ واعِدُ (٢)

راقه : أعجبه. واعِد : يُرْجَى منه خير وتمامُ نباتٍ. وقال ابن مُقبل :

كاد اللُّعاع من الحَوْذانِ يَسْحَطُها

ورِجْرِجٌ بينَ لحَيْيَها خَناطِيلُ (٣)

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( علل ) ؛ وتاج العروس ( أبل ) ، ( علل ).

(٢) البيت لسويد بن كراع فى لسان العرب ( وعد ) ، ( لعع ) ؛ وأساس البلاغة ( وعد ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ١٣٥ ) ؛ وتاج العروس ( وعد ) ، ( لعع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٠ / ١٨٣ ).

(٣) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ٣٨٧ ؛ ولسان العرب ( رجج ) ، ( سحط ) ، ( لعع ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٥٧ ، ٥٣١ ؛ ومقاييس اللغة ( ٢ / ٣٨٥ ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ١٨٧ ؛ وتاج العروس ( رجج ) ، ( حوذ ) ، ( سحط ) ، ( لعع ) ، ( خنطل ) ؛ ولجران العود فى ديوانه ص ٨٥ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( خنطل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٠٨ ، ٤ / ٨٠ ) ؛ ومجمل اللغة ( ٢ / ٣٦٨ ).


وفى الحديث : « إنما الدنيا لُعاعَة ». واللُّعاعة أيضاً : بقلة من ثمر الحشيش تُؤكل. وألَعَّتِ الأرض : أنبتت اللُّعاعَ. وتَلَعَّى اللُّعاع : أكله ، وهو من مُحَوّل التضعيف. وفى الأرض لُعاعة من كلأ : للشىء الرقيق منه. واللُّعاعة : ما بقى فى السِّقاء. ولُعاعة الإناء : صِفْوته. وقال اللِّحيانى : بقى فى الإناء لُعاعَة : أى قليل. ولُعاع الشمس : السَّراب. والأكثر : لُعاب الشمس.

* واللَّعْلَع : السراب. واللَّعْلَعَة : بَصيصُه. والتَّلعْلُع : التلأْلُؤ.

* ولَعْلَعَ عظمَه لَعْلَعَة : كسره. وتَلَعْلَع هو : تكسَّر ، قال رُؤْبة :

*ومَنْ هَمَزْنا رأسَهُ تَلْعَلْعَا* (١)

وتلَعْلَع من الجوع والعَطَشِ : تَضَوَّر. وتَلَعْلَع الكلبُ : دَلَع لسانَه عطَشا. وتلَعْلَع الرجل : ضعف.

* واللَّعْلَع : الذئب. عن ابن الأعرابىّ ، وأنشد :

*واللَّعْلَعُ الْمهُتَبِلُ العَسوسُ* (٢)

ولَعْلَع : موضع. قال :

فَصَدَّهُمْ عَنْ لَعْلَعٍ وبَارِقِ

ضَرْبٌ يُشَظِّيهِمْ على الخَنادِق (٣)

ومن خفيفه :

* لَعْ لَعْ : زجْر للغنم. حكاه يعقوب فى المقلوب.

ومما ضوعف من فائه ولامه :

لَعَلَّ ولَعَلِ : طمع وإشفاق ، كعَلَّ. وقال بعض النحويين : اللام زائدة مُؤكِّدة. وإنما هو عَلَّ ، وقد تقدم. وأما سيبويه فجعلها حَرْفا واحدا غير مَزيد ؛ وحَكى أبو زيد أن لغة عُقَيل لَعَلِ زيدٍ مُنطلقٌ ، بكسر اللام الأخيرة من لعلّ ، وجَرِّ زيد ، قال كعبُ بن سَعْدٍ الغَنَوِىّ :

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٩٣ ؛ ولسان العرب ( لعع ) ؛ وتاج العروس ( بركع ) ، ( لعع ) ؛ وللعجاج فى كتاب العين ( ١ / ٨٩ ) ؛ وليس فى ديوانه ط. مكتبة أطلس ، دمشق.

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عسس ) ، ( فعس ) ، ( هرمس ) ، ( لعع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١١٢ ) ؛ وتاج العروس ( عسس ) ؛ ( هرمس ) ، ( لعع ) ؛ والمخصص ( ٨ / ٥٨ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٦ / ٥٢٢ ).

اهتبل الصيد : بغاه وتكسبه والهبال : الكاسب المحتال. العسوس : الطالب للصيد.

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( لعع ) ، ( شظى ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ١٣٤ ) ؛ وأساس البلاغة ( شظى ) ؛ وتاج العروس ( شظى ) ويروى يشيطهم بدلاً من « يشظيهم ».

بارق : موضع قريب من الكوفة ، يشظيهم : أى يفرقهم ويشق جمعهم.


فقلتُ ادْعُ أُخرَى وارْفَعِ الصَّوْتَ ثانيا

لَعَلِ أبى المِغْوَارِ مِنْكَ قَرِيبُ (١)

وقال أبو الحسن الأخفش : ذكر أبو عُبيدة أنه سمع لام لَعَلَ مفتوحة ، فى لغة من يَجُرُّ بها ، فى قول الشاعر :

لَعَلَ الله يُمْكِنُنِى عَلَيها

جِهاراً مِنْ زُهَيْرٍ أوْ أَسِيدِ (٢)

وقوله تعالى : ( لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ). قال سيبويه : والعِلْم قد أتى من وراء ما يكون ، ولكن اذهبا أنتما على رَجائكما وطَمعكما ومَبْلغِكما من العلم ، وليس لهما أكثر من ذا ، ما لم يعْلَما.

وقال ثعلب : معناه : كى يتذكَّر ؛ وقالوا : لَعَلَّتْ ، فأنَّثُوا لعَلَ بالتاء ، ولم يُبدلوها هاء فى الوقف ، كما لم يبدلوها فى رُبَّتْ وثُمَّتْ ، لأنه ليس للحرف قوّة الاسم وتصرُّفه ، وقالوا : لعَنَّك ولَغَنَّك ، ورَعَنَّك ورَغنَّك ؛ كلّ ذلك على البدل. قال يعقوب : قال عيسى بن عمر : سمعت أبا النجم يقول :

*اغْدُ لعَنَّا فى الرِّهانِ نُرْسِلُهْ* (٣)

أراد : لعَلَّنا ، وكذلك لأَننا ، قال يعقوب : وسمعت أبا الصقر ينشد :

أرينى جوَاداً مات هَزْلاً لأنَّنِى

أرَى ما تَرَيْنَ أو بخيلا مُخَلَّدَا (٤)

* ولَعَلّ : كلمة تقال للعاثر كَلَعاً ، قال العَبْدِىّ :

وإذَا يَعْثُر فى تُجْمارِهِ

أقبلتْ تَسعَى وفَدَّتْهُ لَعَلّ (٥)

العين والنون

* عَنّ الشىءُ يَعِنّ ويَعُنُ عَنَناً ، وعُنُونا : ظهر أمامك. والعَنُون من الدوابّ : المتقدمة فى السَّير ، وكذلك من حُمُر الوحش.

__________________

(١) البيت لكعب بن سعد الغنوى فى الأصمعيات ص ٩٦ ؛ ولسان العرب ( جوب ) ، ( علل ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( لمم ). ورواية الأصمعيات « دعوة » بدلاً من « ثانياً ».

(٢) البيت لخالد بن جعفر فى خزانة الأدب ( ١٠ / ٤٢٦ ، ٤٣٨ ، ٤٣٩ ، ٤٤١ ) ؛ والأغانى ( ١١ / ٨٨ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( علل ).

(٣) الرجز لأبى النجم فى لسان العرب ( علل ) ؛ والمخصص ( ١٣ / ٢٧٥ ).

(٤) البيت لحاتم الطائى فى ديوانه ص ٢٨ ط. الأرقم ، ولحطائط بن يعفر فى خزانة الأدب ( ١ / ٤٠٦ ) ؛ ولحاتم أو لحطائط أو لدريد فى لسان العرب ( علل ) ؛ ولحاتم أو لدريد أو لحطائط أو لمعن بن أوس فى لسان العرب ( أنن ) ؛ ولمعن بن أوس فى ديوانه ص ٣٩ ؛ ويروى ـ كما فى ديوان حاتم : « لعلنى » بدلاً من « لأننى ».

تجماره : لعلها من أجمر الرجل والبعير : أسرع وعدا.

(٥) البيت للعبدى فى لسان العرب ( علل ).


* وعَنَ يَعِنّ ويَعُنّ عَنّا وعُنُونا واعْتَنّ : اعترض. والاسم : العَنَنُ والعِنان ، أنشد ثعلب :

وما بَدَلٌ مِنْ أُمّ عُثمانَ سَلْفَعٌ

مِن السُّودِ وَرْهاءُ العِنان عَرُوبُ (١)

معنى قوله : « وَرْهاءُ العِنانِ » : أنها تَعْتَنُ فى كل كلام ، أى تعترض فيه. ولا أفعله ما عَنَ فى السماء نجْم : من ذلك.

* ورجل مِعَنّ : يَعْرِض فى كلّ شىء ، ويدخل فيما لا يعنيه. والأنثى : بالهاء. قال :

مِعَنَّةً مِفَنَّهْ

كالرّيحِ حَوْلَ القُنَّهْ (٢)

مِفَنَّة : تَفْتَنُ عن الشىء. ولقِيَهُ عينَ عُنَّة : أى اعتراضا. وأعطاه ذلك عَينَ عُنَّة : أى خاصَّة من بين أصحابه ، وهو منه.

* والمُعَانَّة : المُعارضة.

* وعُناناك أن تفعل ذاك : من المُعانَّة ، وذلك أن تريد أمرا ، فيعرِض دونه عارض يمنعك منه ، ويحبِسُك عنه.

* والعانُ من السحاب : الذى يعترض فى الأُفق.

* والتَّعنين : الحبْس.

* والعِنِّين : الذى لا يأتى النساء ، بَيِّنُ العُنانة ، والعِنِّينة ، والعِنِّينيَّة. وقد عُنِّن عنها. وهو مما تقدم ، كأنه اعترضه ما يحبسُه عن النساء. وامرأة عِنِّينة : كذلك.

* وعِنان اللِّجام : السَّيرُ الَّذى تُمْسَك به الدابَّة. والجمع : أعِنَّة ؛ وعُنُن : نادر. فأما سيبويه فقال : لم تكسَّر على غير أعِنَّة ، لأنهم إن كَسَّرُوه على بناء الأكثر ، لزمهم التضعيف ، وكانوا فى هذا أحْرَى. يريد : إذ كانوا قد يقتصرون على أبنية أدنى العدد فى

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عرب ) ؛ ( سلفع ) ، ( عنن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٣٦٤ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٣ / ١٦٠ ، ٤ / ٢٠ ، ٣٠١ ) ؛ ومجمل اللغة ( ٣ / ٤٧٩ ) ؛ وتاج العروس ( عرب ) ، ( سلفع ) ، ( عنن ). ويروى صدره : * فما خلف من أم عمران سلفع *.

امرأة سلفع : سليطة جريئة ـ العروب المطيعة لزوجها المتحببة إليه. وقيل : العروب أيضاً العاصية لزوجها الخائنة بفرجها الفاسدة فى نفسها قال ابن سيده : وعندى أن عروب فى هذا البيت الضحاكة ؛ وهم يعيبون النساء بالضحك الكثير.

(٢) الرجز ـ مع عدة أخر ـ بلا نسبة فى لسان العرب ( سمع ) ، ( بقق ) ، ( عنن ) ، ( فنن ) ؛ وتاج العروس ( سمع ) ، ( بقق ) ، ( عنن ) ، ( فنن ) ؛ وجمهرة اللغة ( ١٥٧ / ١٦٤ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٥ / ١٢٣ ) ؛ والمخصص ( ٣ / ٧١ ، ٤ / ١٦ ) ؛ وكتاب الجيم ( ٢ / ٢٥٧ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١١٣ ، ٢ / ١٢٧ ، ١٥ / ٤٦٦ ).

القنة : الجبل الصغير ، ولا تكون القنة إلا سوداء.


غير المعتلّ ، يعنى بالمعتلّ : المدغم ، ولو كَسَّروه على فُعُل ، فلزمهم التضعيف ، لأدغموا كما حَكَى هو ، من أن من العرب من يقول فى جمع ذُباب : ذُبّ.

* وأَعَنَ اللِّجامَ : جعل له عِنانا. وعَنَ الفرَس ، وأعنَّه : حبسه بعِنانه. والعِنان : الحبل ، قال رُؤبة :

*إلى عِنانَىْ ضَامِرٍ لطِيفِ* (١)

عَنَى بالعِنانين هنا : المَتْنَين. والضامر هنا : المَتْن.

* وعَنَّنَتِ المرأة شعرها : شَكَلَت بعضه ببعض.

* وشِرْكة عِنان ، وشِرْك عِنان : شِرْكة فى شىء خاصّ ، كأنه عَنّ لهما ، فاشترياه واشتركا فيه. وقيل : هو أن يُعارِض الرجل الرجلَ عند الشِّراء ، فيقول له : أشرِكنى معك ، وذلك قبل أن يَستوجب العِلْق. وقيل : شِرْكة عِنان : أن يكونا سواءً فى العِلْق ، لأن عِنان الدابَّة : طاقتان.

قال الجَعْدىّ يمدح قومَه ويفتخر :

وشارَكْنا قُرَيْشا فى تُقاها

وفى أنْسابِها شِرْكَ العِنانِ

بما وَلَدَتْ نِساءُ بنى هِلالٍ

وما وَلَدَتْ نِساءُ بنى أبانِ (٢)

أى ساويناهم. ولو كان من الاعتراض لكان هِجاء.

* وفلان قصير العِنان : قليل الخير ، على المَثَل.

* والْعُنَّة : الحَظيرة من الخشب ، تُجْعَل للإبل والغنم ، تُحْبَس فيها. قال ثعلب : العُنَّة : الحظيرة تكون على باب الرجل ، فيكون فيها إبلُه وغنمه. ومن كلامهم : « لا يجتمع اثنان فى عُنَّة » ، وجمعها : عُنَن ، قال الأعشى :

تَرَى اللَّحمَ من ذابلٍ قد ذَوَى

ورَطْبٍ يُرَفَّعُ فوقَ العُنَنْ (٣)

وعُنَّةُ القدر : الدِّقْدان ، قال :

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٠٢ ؛ ولسان العرب ( عنن ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٢٢ ) ؛ وتاج العروس ( عنن ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٥ / ٢٦٥ ) ؛ وتاج العروس ( حبا ) ؛ ولسان العرب ( حبا ).

(٢) البيتان للنابغة الجعدى فى ديوانه ص ١٦٤ ؛ ولسان العرب ( عنن ) ؛ وتاج العروس ( عنن ) ؛ والأول فى لسان العرب ( شرك ) ؛ وتاج العروس ( شرك ) ؛ ويروى « وفي أحسابها » بدل « وفي أنسابها ».

(٣) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٧١ ؛ ولسان العرب ( عنن ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٩٥٥ ؛ وكتاب العين ( ١ / ٩٠ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٢١ ) ؛ وتاج العروس ( عنن ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ١٥٨ ؛ والمخصص ( ٥ / ١٣٦ ).


عَفَتْ غيرَ أنآءٍ وَمَنْصِبِ عُنَّةٍ

وأوْرق من تحتِ الخَصَاصةِ هامِدِ (١)

* والعَنان : السحابُ. وقيل : هى السحاب التى تُمْسِك الماء ، واحدته : عَنانة.

* وأعنان السماء : نواحيها. وعِنانها : ما بدا لك منها إذا نظرت إليها. وأعْنان الشَّجر : أطرافُه ونواحيه. وعِنان الدار : جانبها الذى يَعِنُ لك ، أى يَعرِض.

وأما ما جاء فى الحديث من قوله عليه الصلاة والسلام فى وصف الإبل : « أعنانُ الشَّياطين » (٢) ، فإنه أراد أنها على أخلاق الشياطين. وحقيقة الأعْنان : النواحى.

* وعَنّ الكتابَ يَعُنُّهُ عَنّا ، وعَنَّنه : كعَنْوَنه.

* واعْتَنَ ما عند القوم : أى اعْلَمْ خبرهم.

* وعَنْعَنَة تميم : إبدالهم العين من الهمزة ، كقولهم : ( عَنْ ) يريدون : « أنْ » ، وأنشد يعقوب :

فلا تُلْهِكَ الدُّنْيا عنِ الدينِ واعْتَمِلْ

لآخِرَةٍ لا بُدَّ « عْنَ » سَتَصِيرُها (٣)

ومن خفيف هذا الباب :

* قولهم : ( عَنْ ) ومعناها : ما عدا الشىء. وهى تكون حَرْفاً واسماً ، بدليل قولهم مِن عنه ، قال القُطامىّ :

فقلتُ للرَّكْبِ لَمَّا أنْ عَلا بهِمِ

مِنْ عَنْ يَمِينِ الحُبَيَّا نظرَةٌ قَبَلُ (٤)

قال أبو إسحاق : يجوز حذف النون من عَنْ للشاعر ، كما يجوز له حذف نون مِنْ ؛ وكأنّ حذفه إنما هو لالتقاء الساكنين ، إلا أن حذف نون مِنْ فى الشعر ، أكثر من حذف نون عَنْ ، لأن دخول مِنْ فى الكلام أكثر من دخول عَنْ.

مقلوبه : [ ن ع ع ]

* النُّعاعَةُ : بقلة ناعمة. والنُّعاعَة : موضع ؛ أنشد ابنُ الأعرابىّ :

لا مالَ إلا إبِلٌ جَمَّاعَهْ

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عنن ) ؛ وتاج العروس ( عنن ) ؛ وفى اللسان ( هامدُ ) بضم الدال.

العنة : ما تنصب عليه القدر ، والخصاص : الفُرَج بين الأثافى والأصابع.

(٢) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ١ / ٤٤٩ ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عنن ) ؛ وتاج العروس ( عنن ).

(٤) البيت للقطامى فى ديوانه ص ٢٨ ؛ ولسان العرب ( عنن ) ، ( حبا ) ؛ وتاج العروس ( عنن ).

الحُبيّا : موضع. والقبل فى العين : إقبال إحدى الحدقتين على الأخرى ، وقيل : إقبالها على عرض الأنف ، وقيل : القبل مثل الحول.


مَشْرَبُها الجيَّةُ أوْ نُعاعَهْ (١)

وحَكى يعقوب أنّ نونها بدل من لام لُعاعة ، وهذا قوىّ ، لأنهم قالوا : ألَعَّتِ الأرض ، ولم يقولوا أنَعَّتْ. وقال أبو حنيفة : النُّعاعُ : النبات الغضّ الناعم فى أوّل نباته ، قبل أن يَكتهِل ، وواحدته : بالهاء.

* والنُّعْنُع : الذكَر المسترخى ؛ والنُّعنع : الرجل الطويل المُضطرب الرَّخْو. والتَّنَعْنُعُ : الاضطراب والتمايُل ، قال طُفَيل :

من النِّىّ حتى اسْتَحْقَبَتْ كلَّ مِرْفق

رَوادِفَ أمثالَ الدِّلاءِ تَنَعْنَعُ (٢)

* والنُّعْنُع والنَّعْنَع : بقلة طيبة الريح. قال أبو حنيفة : النُّعْنع : هكذا ذكره بعض الرُّواة بالضم : بقلَة طيِّبة الريح والطَّعْم ، فيها حرارة على اللسان. قال : والعامة تقول : نَعْنَع بالفتح.

* والنَّعْنعة : حكاية صوت يرجع إلى العين والنون.

العين والفاء

* العِفَّة : الكفُّ عما لا يَحلُّ ولا يَجْمُل.

* عَفَ يَعِفّ عِفَّة ، وعَفافا ، وعَفافة ، وتَعَفَّف ، واسْتَعَفَ. وفى التنزيل : ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً ) [ النور : ٣٣ ] ، فسَّره ثعلب فقال : ليضبط نفسه بمثل الصَّوم ، فإنه وِجاء.

* ورجل عَفٌ ، وعَفِيف. والأنثى : بالهاء. وجمع العفيف أعِفة وأعفَّاء ، ولم يُكسِّروا العَفَ. وقيل : العفيفة من النساء : السيدة الخَيِّرة. ورجل عَفيف وعَفٌ عن المسألة والحرص ، والجمعُ كالجمع. قال رجلٌ ووصَف قومًا : أعفَّةُ الفقر ؛ أى إذا افتقروا لم يَغْشَوُا المسألة القبيحة. وقد عَفَ يَعِفّ عِفَّة ، واسْتَعفَ. وفى التنزيل : ( وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ) [ النساء : ٦ ]. وكذلك : تعفَّف.

* وعَفيف : اسم رجل : منه.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( جبب ) ، ( جمع ) ، ( نعع ) ؛ وتاج العروس ( جيأ ) ، ( جبب ) ، ( جمع ) ، ( نعع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١١٥ ) ؛ ويروى : « الجيأة » بدلاً من « الجية ».

الجيأة : مجتمع ماء فى هبطة حوالى الحصون ، وقيل : الموضع الذى يجتمع فيه الماء.

(٢) البيت لطفيل الغنوى فى ديوانه ص ٨٩ ؛ ولسان العرب ( نعع ) ؛ وبلا نسبة فى كتاب الجيم ( ١ / ١٦٢ ).

النِّىّ : الشحم وقيل : اللحم ؛ استحقب : ادّخر ، ردف كل شىء : مؤخره والمعنى ـ كما قال أبو عمرو الشيبانى فى كتاب الجيم ـ : ترى خلف آباطها من السمن كهيئة الدلاء من الشحم.


* والعُفَّة والعُفافة : بقية اللَّبن فى الضَّرْع. وقيل : العُفافة : الرَّمَث يرْضَعُه الفصيلُ.

وقيل : العُفافة أن تُتْرَكَ الناقة على الفصيل ، بعد أن يُنْفَض ما فى ضرعها ، فيجتمع له اللَّبن فُوَاقا خفيفا.

* والعَفْعَف : ثمر الطَّلْح. وقيل : ثمر العِضاهِ كلِّها.

مقلوبه : [ ف ع ع ]

* الفَعْفَعَة ، والفَعْفَع : حكاية بعض الأصوات.

* والفَعْفَعىّ ، والفَعفَعانىّ : الجازِر ، هُذَلِيَّة ، قال أبو ذُؤيب ، أو صخرُ الغَىّ :

فنادَى أخاهُ ثم قامَ بشَفْرَةٍ

إليه فَعالَ الفَعْفَعِىّ المُناهِبِ (١)

* والفَعْفَع والفَعْفَعانىّ : الحلوُ الكلام ، الرَّطب اللِّسان.

وفَعْفَعَ الراعى بالغنم : زجرَها ، فقال لها : فَعْ فَعْ. وقيل : الفَعْفَعَة : زجْر المَعْز خاصة. ورجل فَعْفاع : يفعل ذلك. والفَعْفَع والفَعْفعىُ : السَّريع. ووقع فى فَعْفَعَةِ شرّ : أى اختلاط.

ومن خفيف هذا الباب :

* فَعْ فَعْ : زجْر للمعز ، وقد فَعْفَع بها.

العين والباء

* العَبُ : شُرْب الماء بلا مَصّ. وقيل : هو الجَرْع. وقيل : تتابع الجَرْع. عَبَّهُ يَعُبُّه عَبّا ، وعَبَ فى الماء أو الإناء عَبّا : كَرَع. قال :

يَكْرَع فيها فَيَعُبُ عَبَّا

مُحَبَّبا فى مائها مُنْكَبَّا (٢)

ويقال فى الطائر : عَبَ ، ولا يقال : شَرِب ؛ وفى الحديث : « اشْرَبُوا الماء مَصّا ، ولا تعُبّوه عَبّا ، فإن الكُبادَ من العَبّ » (٣). وعَبَّتِ الدّلْو : صوّتت عند غَرْف الماء. وتَعَبَّب النبيذَ : ألحَّ فى شربه ؛ عن اللِّحيانى. وحكى ابن الأعرابىّ أن العرب تقول : إذا أصابت الظباء الماء فلا عَباب ، وإن لم تصبه فلا أباب. أى إن وجدته لم تَعُبَ فيه ، وإن لم تجدْه لم تأْتبّ له.

__________________

(١) البيت لصخر الغىّ الهذلىّ فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٥٠ ؛ ولسان العرب ( فعفع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٩٦ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١١٦ ) ؛ وتاج العروس ( فعفع ).

فعالَ : لعلها من عال يعول عولاً : أى جار.

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عبب ) ، ( جبى ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٧٣ ؛ وتاج العروس ( عبب ) ، ( جبى ).

(٣) الحديث فى الكنز (٤١٠٧٦) ، والنهاية ( ٣ / ١٦٨ ).


يعنى : لم تتهيأ لطلبه ، ولا لشربه ، من قولك : أبَّ للأمر ، وأبَّب له : تَهَيَّأَ.

* وعُباب كلّ شىء : أوّلُه. والعُباب : الخُوصة. قال :

رَوافِعَ للحِمَى مُتَصَفِّفاتٍ

إذا أمْسَى لصَيِّفِه عُبابُ (١)

وعُباب السيل : معظمه وارتفاعه وكثرته.

وقيل : عُبابه : موجه.

* والعُنْبَبُ : كثرة الماء ، عن ابن الأعرابىّ. وأنشد :

فصبَّحتْ والشمسُ لم تُقَضَّب

عَيْنا بغُضْيانَ ثَجوجَ العُنْبَبِ (٢)

ويُرْوَى : نَجوج.

* والعَنْبَب وعُنْبَب : كلاهما واد ؛ سُمِّى بذلك لأنه يَعُبُ الماء ، وهو ثلاثىّ عند سيبويه ، وسيأتى ذكره.

* والعُبَبُ : ضَرْب من النبات ، زعم أبو حنيفة أنه من الأغْلاث.

* وبنو العَبَّاب : قَوم من العرب سُموا بذلك لأنهم خالطوا فارس ، حتى عَبَّتْ خيلُهم فى الفرات.

* واليَعْبوب : الفرس السريع الطويل. وقيل : الجواد السّهل فى عَدْوه ، وهو أيضاً : البعيد القَدْر فى الجَرْى. واليَعبوب : الجدول الكثير الماء ، الشديد الجِرْية. واليعبوب : السحاب.

* والعَبيبة : ضرب من الطَّعام. والعَبيبة أيضاً : شراب يتخذ من العُرْفُط. وعبيبة اللَّثا :

__________________

(١) البيت للمرار بن سعيد الفقعسى فى ديوانه ص ٤٤٠ ؛ ولسان العرب ( عبب ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١١٩ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٠ / ١٩٠ ) ؛ وكتاب الجيم ( ٢ / ٣٤٧ ) ؛ وتاج العروس ( عبب ).

الصيِّف : المطر الذى يجىء فى الصيف ، والعباب : الخوصة ، والخوصة : ما نبت فى أصل حين يصيبه المطر ، وقيل : الخوصة : من الجنبة وهى من نبات الصيف.

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عبب ) ، ( عنب ) ، ( قضب ) ، ( ثجج ) ، ( قرن ) ، ( غضا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٠٧ ، ٩ / ٨٩ ) ؛ وتاج العروس ( عبب ) ، ( عنب ) ، ( ثجج ) ، ( غضى ).

قضَّبت الشمس وتقضبت : امتد شعاعها مثل القضبان ... ويروى : لم تقضب ، ويروى : ثجوج المشرب. يقول : وردت والشمس لم يبدُ لها شعاع ، إنما طلعت كأنها ترس ، لا شعاع لها. والعنبب كثرة الماء ، وغضيان : موضع اللسان ( قضب ) ؛ وماء ثجوج وثجاج : مصبوب. ونجوج ـ كما فى الرواية الأخرى التى ذكرها ابن سيده ـ من نجت القرحة تنج بالكسر نجّا ونجيجاً : رشحت ، وقيل : سالت بما فيها ؛ وقد تكون من النجنجة : وهى رد الإبل عن الماء وقيل ردها على الحوض ؛ اللسان ( نجج ).


غُسالته ، وهو شىء ينضَحُه الثمُّام ، حُلْو كالناطف ، فإذا سال منه شىء فى الأرض أُخذ ، ثم جُعل فى إناء ، وربما صُبَّ عليه ماء ، فشُرِب حُلْوا. وقيل : هو عَرَق الصَّمغ ، وهو حُلْو ، يُضْرَب بمحِدَج حتى ينضج ، ثم يُشرب. والعَبيبة : الرِّمْث إذا كان فى وِطاء من الأرض.

* والعُبَّى على مثال فُعْلَى ، عن كراع : المرأة التى لا تكاد يموت لها ولد.

* والعُبِّيَّة والعِبِّيَّة : الكبر والفخر. حكى اللِّحيانى : هذه عُبِّيَّة قريش وعِبِّيَّة.

* والعَبْعَب : نَعْمة الشباب. وشباب عَبْعَب : تام. وشابّ عَبْعَب : ممتلئ الشَّباب. والعَبْعب : ثوب واسع. والعَبْعَب : كساء غليظ كثير الغَزْل ناعم ، يُعمل من وَبَر الإبل. والعَبْعَب : صَنم. وقد يقال بالغَين. وربما سُمِّى موضع الصنم : عَبْعَبا.

* والعَبْعابُ : الطويل من الناس.

* وعُباعِب : موضع. قال الأعشى :

صَدَدْتَ عن الأعداءِ يوْمَ عُباعِبٍ

صُدُودَ المَذاكى أقْرَعَتها المَساحِلُ (١)

وعَبْعبَة : اسم رجل.

مقلوبه : [ ب ع ع ]

* ألقَى بَعَعَه وبَعاعَه : أى ثِقَلَه ونفسه. وقيل : بعاعُه : مَتاعُه. والبَعاع : ثِقَل السحاب من الماء. وبَعَ السحابُ يَبُعّ بَعّا وبَعاعًا : ألَحَّ. وبعّ المطرُ من السحابِ : خرَج. والبَعاعُ : ما بَعَ من المطر ؛ قال ابن مقبل يذكر الغيث :

فألْقَى بشَرْجٍ والصَّرِيفِ بَعاعَهُ

ثِقالٌ رَوَاياهُ مِن المُزْنِ دُلَّحُ (٢)

* والبَعْبعة : حكاية بعض الأصوات. وقيل : هو تتابع الكلام فى عَجَلة.

__________________

(١) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٣٢١ ؛ ولسان العرب ( عبب ) ، ( فرع ) ، ( سحل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٣٥٦ ، ٤ / ٣٠٦ ) ؛ والمخصص ( ٦ / ٩٥ ، ١٩٠ ، ٨ / ٤٦ ) ؛ وتاج العروس ( عبب ) ، ( فرع ) ، ( سحل ). والرواية « أفرعتها » فلعل ما فى المحكم تصحيف.

عباعب : موضع ، والمذاكى : الخيل التى أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان ، والمساحل : اللجُم ، واحدها مِسْحَل ، وأفرع اللجام الفرسَ : أدماه ، يعنى أن المساحل أدمتها كما أفرع الحيض المرأةَ بالدم.

(٢) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ٣٣ ؛ ولسان العرب ( بعع ) ؛ وتاج العروس ( بعع ).

الشرج : مجرى الماء من الحرة إلى السهل ، ولعل الصريف ما يصرف الماء فيه ، ودلّح جمع دالح ، وسحابة دلوح ودالحة : مثقلة بالماء كثيرة الماء.


العين والميم

* العَمُ : أخو الأبِ. والجمع أعمام ، وعُموم ، وعُمومة ؛ قال سيبويه : أدخلوا فيه الهاء لتحقيق التأنيث ؛ ونظيره البُعولَة والفُحولة. وحَكى ابن الأعرابىّ فى أدنى العَدد أَعُمّ. وأعْمُمُون ، بإظهار التضعيف ، جمع الجمع. وكان الحكم أعُمُّون ، لكن هكذا حكاه ، وأنشد :

تَرَوَّحُ بالعَشِىّ بكلّ خِرْقٍ

كريم الأعْمُمِينَ وكلّ خالٍ (١)

وقولُ أبى ذُؤَيب :

وقُلْتُ تَجَنَّبَنْ سُخْطَ ابنِ عَمٍ

ومَطْلَبَ شُلَّةٍ وَهىَ الطَّرُوحُ (٢)

أراد : ابنَ عَمِّك ، يريد ابن عمه خالدَ بنَ زهير ، ونكَّره لأن خبرهما قد عُرّف. ورواه الأخفش « ابن عَمْرو » ، وقال : « يعنى ابن عُوَيْمِر » ، وهو الذى يقول فيه خالد :

ألم تتنقذها من ابن عُوَيْمِرٍ

وأنتَ صَفِىُّ نَفْسِه وسَجِيرُها (٣)

والأُنثى عَمَّة. والمصدر العُمومة. وما كنتَ عَمّا ولقد عَمَمْت.

ورجلٌ مُعَمّ ومُعِمّ : كريم الأعمام.

* واستعمّ الرجلَ : اتخذه عَمّا. وتعمَّمه : دعاه عَمّا. وتَعَمَّمته النساء : دعَوْنَه عَمّا ، كما تقول : تأخَّاه ، وتأبَّاه ، وتبَنَّاهُ.

* وهما ابْنا عَمّ ، تُفرد العَمَ ، ولا تثنيه ، لأنك إنما تريد أن كلّ واحد منهما مضاف إلى هذه القرابة ، كما تقول فى حَدّ الكُنية : أبَوا زيد ، إنما تريد : كلّ واحد منهما مضاف إلى هذه الكُنية. هذا قول سيبويه.

* والعِمامة : مَعْروفة. وربما كُنِى بها عن البَيْضة أو المِغْفر. والجمع : عَمائم وعِمام ، الأخيرة عن اللِّحيانىّ. قال : والعربُ تقول لَمَّا وضعوا عمامَهم عَرَفناهم. فإما أن يكون جمعَ عمامة جمعَ التكسير ؛ وإما أن يكون من باب طَلْحةٍ وطَلْح. وقد اعْتَمَ وتعمَّم. وقوله ، أنشده ثعلب :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عمم ) ؛ وتاج العروس : ( عمم ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٧١ ؛ ولسان العرب ( شلل ) ، ( عمم ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٣٩ ؛ ومقاييس اللغة ( ٣ / ١٧٤ ) ، ومجمل اللغة ( ٣ / ١٤٩ ) ، وتاج العروس ( شلل ). ويروى « ونوى طروح ».

(٣) البيت لخالد بن زهير فى شرح أشعار الهذليين ص ٢١٣ ؛ ولسان العرب ( سير ) ، ( عمم ) ؛ ويروى عجزه : وأنت صفى النفس منه وخيرها.


إذا كَشَفَ اليوْمُ العَماسُ عنِ اسْتِهِ

فلا يَرْتَدِى مِثلِى ولا يَتَعَمَّمُ (١)

قيل معناه : ألبسُ ثياب الحرب ، ولا أتجمل. وقيل : معناه : ليس يرتدى أحد بالسيف كارتدائى ، ولا يَعْتَمّ بالبيضة كاعتمامى. وهو حسن العِمَّة : أى التعمُّم. وأرْخى عِمامته : أمِن وتَرَفَّه ، لأن الرجل إنما يرخِى عمامتَهُ عند الرخاء ، أنشدَ ثعلب :

ألْقَى عصاه وأرْخَى من عِمامَتِه

وقال ضيْفٌ فقلتُ الشيبُ؟ قال أجَلْ (٢)

أراد : وقلت آلشيبُ هذا الذى حَلّ؟

* وعُمِّم الرجل : سُوِّد ، لأن تيجان العرب العَمائم ، فكلُّ ما قيل فى العَجم تُوِّج من التاج : قيل فى العرب : عُمِّم. قال العَجَّاج :

*وفِيهمُ إذا عُمِّمَ المُعَمَّمُ* (٣)

* وشاة مُعَمَّمة : بيضاء الرأس. وفَرَس مُعَمَّم : أبيض الهامة دون العُنق. وقيل : هو من الخيل الذى ابيضَّت ناصيته كلُّها ، ثم انحدَر البياضُ إلى مَنْبِت الناصية وما حولهَا من القَوْنَس.

* والعِمامة : عيدان مَشْدودة تُرْكَب فى البحر.

* والعميم : الطويل من الرجال والنبات. وكلُّ ما اجتمع وكَثُر عَميم. والجمع : عُمُم ، قال الجَعدِىّ يصف سفينة نوح صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

يَرْفَع بالنارِ والحديد من ال

جَوْزِ طِوالا جُذُوعُها عُمُما (٤)

والاسم من كلّ ذلك : العَمَم. وجارية عَميمة وعَمَّاء : طويلة ، والذكَر : أعَمّ. ونخلة عَميمة : طويلة. والجمع : عُمّ ، قال سيبويه : ألْزَموه التخفيف ، إذ كانوا يخفِّفون غيرَ المُعْتَلّ ، ونظيره : بُوْن ، وكان يجب : عُمُم ، كَسُرُب ، لأنه لا يشبه الفِعل. ونخلة عُمّ ، عن اللِّحيانىّ ، إما أن تكون فُعْلاً ، وهى أقلّ ، وإما أن تكون فُعُلا ، أصْلُها عُمُم ، فسكنت الميم ، وأدغمت. ونظريها على هذا : ناقةٌ عُلُط وقوس فُرُج ، وهو باب إلى السَّعة.

* ونَبْت يَعْموم : طويل ، قال :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عمس ) ، ( عمم ) ، ( سته ) ، ( ردى ) ؛ وتاج العروس ( عمم ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عمم ) ؛ وتاج العروس ( عمم ).

(٣) الرجز للعجاج برواية ( المعمم ) ؛ فى اللسان ( عمم ) ؛ ويروى : ( المعتم ). وهى رواية الديوان ( ٢ / ١٢٨ ) ؛ والعين ( ١ / ٩٤ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٧ )

(٤) البيت للنابغة الجعدى فى ديوانه ص ١٣٦ ؛ ولسان العرب ( جوز ) ، ( عمم ) ؛ وتاج العروس ( جوز ) ، ( عمم ) ؛ ويروى « بالقار » بدلاً من « بالنار ».


ولقد رَعَيْتُ رِياضَهنَّ يُوَيْفِعا

وعُصير طُرَّ شُويْرِبى يَعْمُومُ (١)

* والعَمَم : عِظَم الخلق ، فى الناس وغيرهم. وجسم عَمَم : تامّ. وأمر عَمَم : تامّ عامّ. وهو من ذلك. قال عَمْرٌو ذو الكلب الهُذَلىّ :

يا لَيْتَ شِعْرى عنكَ والأمْرُ عَمَمْ

ما فَعَلَ اليوْمَ أُوَيْسٌ فى الغَنَمْ؟ (٢)

ومنكِب عَمَم : طويل. واستوى الشاب على عُمُمه : أى تمامه. ومنه

الحديث : « كنَّا أهلَ ثُمِّهِ ورُمِّهِ ، حتى إذا استوَى على عُمُمِه » (٣).

* وَعمَّهمُ الأمرُ يَعُمُّهم : شَمَلَهم.

* والعامَّة : خلاف الخاصة ؛ قال ثعلب : سُمِّيت بذلك ، لأنها تَعُمُ بالشَّرّ.

* والعَمَم : العامَّة ، اسم للجمع. قال رؤبَة :

*وأنتَ رَبيعُ الأقْرَبِينَ والعَمَمْ* (٤)

* ورجل مِعَمّ : يَعُمّ القوم بخيره. وقال كُراع : رجل مُعِمّ : يُعَمّ الناس بمعروفه ، أى يجمعهم. وكذلك : مُلِمّ : يَلُمُّهُم ، أى يجمعهم ، قال : لا يكاد يُوجد فَعَل فهو مُفْعِل غيرهما.

* والعَمّ : الجماعة ، قال مُرَقِّش :

والعَدْوَ بين المجلِسَينِ إذا

آدَ العشىُّ وتَنادَى العَمّ (٥)

تنادَوْا : تجالسوا فى النَّادِى ، وهو المجلس ، أنشد ابن الأعرابىّ :

يُرِيغُ إليه العَمُ حاجَةَ وَاحِدٍ

فأُبْنا بحاجاتٍ وليسَ بذى مالِ (٦)

قال : العَمُ هنا : الخلْق الكثير ، أراد الحَجَر الأسود فى رُكن البيت. يقول : الخَلْق إنما

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عمم ) ؛ وتاج العروس ( عمم ).

يويفعا تصغير يافع أى شاب صغير ، شويربى : تصغير شارب ، وطر شاربه أى نبت.

(٢) الرجز ـ مع عدة أخر ـ لعمرو ذى الكلب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٥٧٥ ؛ ولسان العرب ( لجب ) ، ( مرخ ) ، ( حشك ) ، ( عمم ) ؛ وتاج العروس ( عمم ) ؛ ومواضع أخر ؛ وللهذلى بالنسبة دون تحديد اسمه فى لسان العرب ( أوس ) ؛ وتاج العروس ( أوس ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٢٣٨ ؛ ومقاييس اللغة ( ١ / ١٥٧ ) ؛ والمخصص ( ٨ / ٦٦ ) ؛ وكتاب العين ( ٧ / ٣٣٠ ).

(٣) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ٢ / ٤٠٧ ) عن عروة من قوله.

(٤) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٣٥ ؛ ولسان العرب ( عمم ) ؛ وتاج العروس ( عمم ) لكن الواو وفى « وأنت » مقحمة ليست فى الرجز.

(٥) البيت للمرقش فى ديوانه ص ٥٨٩ ؛ ولسان العرب ( أود ) ، ( عمم ) ، ( ندى ) ؛ وأساس البلاغة ( أود ) ؛ وتاج العروس ( ندى ) ؛ وبلا نسبة فى ديوان الأدب ( ٤ / ١٣٦ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٨ ).

(٦) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عمم ) ؛ وتاج العروس ( عمم ).


حاجتهم أن يَحُجُّوا ، ثم إنهم آبُوا مع ذلك بحاجات ، وذلك معنى قوله : « فأُبنا بحاجاتٍ » ، أى بالحجّ. هذا قول ابن الأعرابىّ. والجمع : العَماعِم. قال الفارسىّ : ليس بجمع له ، ولكنه من باب سِبَطْرٍ وَلأآلٍ.

* والأعَمُ : الجماعة أيضا. حكاه الفارسىّ عن أبى زيد. قال : وليس فى الكلام أفْعَلُ يدله على الجمع غيرُ هذا ، إلا أن يكون اسمَ جنس ، كالأَرْوَى والأمَرّ ، الذى هو الأمعاء ، وأنشد :

ثمَّ رمانِى لا أكوننْ ذَبيحةً

وقد كَثُرَتْ بين الأعَمّ المَضائضُ (١)

والعَمّ : العُشب كلُّه ؛ عن ثعلب. وأنشد :

*يَرُوحُ فى العَمّ ويَجْنِى الأبْلُما* (٢)

والعَمّ : موضع ؛ عن ابن الأعرابىّ ، وأنشد :

أقسمتُ أُشْكِيكِ مِن أيْنٍ ومِنْ وَصَب

حتى تَرَىْ مَعْشَرًا بالعَم أزوالا (٣)

وكذلك : عَمَّان. قال مُلَيح :

ومِن دُون ذكراها التى خَطرَت لَنا

بشَرْقِىّ عَمَّانَ الشَّرَى فالمُعَرَّفُ (٤)

والعَمّ : مُرَّة بن مالك بن حَنْظلة ، وهم العَمِّيُّون ؛ عنه أيضاً.

مقلوبه : [ م ع ع ]

* المَعْمَعة : صوت الحريق ، وصوت الشُّجَعاء فى الحرْب ، وقد مَعْمَعُوا. قال العَجَّاج :

*ومَعْمَعَتْ فى وَعْكَةٍ ومَعْمَعا* (٥)

والمَعْمَعة : شدة الحرّ. قال لَبيد :

__________________

(١) البيت لقيس بن جروة فى شرح شواهد الإيضاح ص ٥٧٥ ؛ نوادر أبى زيد ص ٦٢ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عمم ) ، ( مضض ) ، ( روى ) ؛ وتاج العروس ( مضض ) ، ( عمم ).

قال أبو زيد : كثرت المضائض بين الناس ، أى الشر. اللسان ( مضض ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عمم ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ١٨٩ ) ؛ وتاج العروس ( عمم ). والأبْلُم : الخوصة.

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عمم ) ؛ وتاج العروس ( عمم ). وعزاه محققا طبعة المحكم ، لوداك الطائى ( معجم البكرى : عم ).

الأين : الإعياء والتعب ، الوصب : المرض ، والأزوال جمع الزّول وهو الخفيف الظريف يُعجَب من ظرفه.

(٤) البيت لمليح بن الحكم الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٠٤٢ ؛ ولسان العرب ( عمم ) ؛ وتاج العروس ( عمم ) ؛ ومعجم البلدان ( الشرى ).

الشرى : موضع تنسب إليه الأُسد. وقيل : هو شرى الفرات وناحيته ، والشرى : طريق فى سلمى كثير الأسد.

(٥) الرجز للعجاج فى لسان العرب ( معع ) ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين ( ١ / ٩٥ ) ؛ والوعكة : المعركة.


*إذا الفَلاةُ أوْحَشَتْ فى المَعْمَعَه* (١)

والمَعْمَعانُ : كالمَعْمَعة. وقيل : هو أشدّ الحرّ. وليلَة مَعْمَعانة ، ومَعْمَعانيَّة : شديدة الحرّ.

وكذلك : اليوم.

* ويوم مَعْماع : كمعمانىّ ، قال :

*يَوْمٌ منَ الجَوْزاءِ مَعْماعٌ شَمِس* (٢)

وامرأة مَعْمَع : ذكيَّة متوقِّدة ، وكذلك الرجل.

ومن خفيف هذا الباب :

* مَعَ ، وهو اسم معناه الصُّحْبة. وكذلك مَعْ ، بسكون العين ، غير أن مَعَ المحرّكة العين تكون اسْما وحَرْفا ، ومَعْ المسَكَّنة : حرف لا غير. وأنشد سيبوَيْه :

ورِيشِى منكمُ وهواىَ مَعْكُمْ

وإن كانتْ زِيارَتُكُمْ لِمَاما (٣)

وقال اللِّحيانىّ : وحَكى الكسائىّ ، عن ربيعة وغَنْم ، أنهم يُسَكِّنون العين من مَعَ ، فيقولون مَعْكُم ومَعْنا. قال : فإذا جاءت الألف واللام وألف الوصل ، اختلفوا فيها ، فبعضهم يفتح العين ، وبعضهم يكسِرُها ، فيقولون : مَعَ القَوْم ، ومَعَ ابْنك. وبعضهم يقول : مَعِ القوم ، ومَعِ ابنك. أمَّا من فتح العين مع الألف ، فإنه بناه على قولك : كنا مَعاً ونحن معاً ، فلما جعلها حَرْفا ، وأخْرجا من الاسم ، حذف الألف ، وترك العَين على فتحها ، فقال مَعَ القوم ، ومَعَ ابنك. قال : وهو كلام عامَّة العرب ، يعنى فتح العين مع اللام ، ومع ألف الوصل. قال : وأما من سَكَّن فقال : مَعْكم ، ثم كَسَر عند ألف الوصل ، فإنه أخرجه مُخْرَج الأدوات ، مثل هَلْ وبَلْ وقَدْ وكَمْ ، فقال : مَعِ القوم ، كقولك : كَمِ القَوْم ، وبَلِ القوْم. وقوله :

تغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ فى فُؤَادى

فَبادِيه مَعَ الخافِى يَسيرُ (٤)

أراد : فباديه مضموما إلى خافيه يسيرٌ ، وذلك أنه لما وصف الحبّ بالتغلغل ، فقد اتَّسع

__________________

(١) الرجز للبيد فى ديوانه ص ٣٤٢ ؛ ولسان العرب ( سبع ) ، ( معع ) ؛ وتاج العروس ( سبع ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( معع ) ؛ وتاج العروس ( معع ).

(٣) البيت لجرير فى ديوانه ص ٣٨١ ط دار الكتب العلمية وفيه : « وهواي فيكم » ؛ وللراعى النميرى فى ملحق ديوانه ص ٣٣١ ؛ والكتاب ( ٢ / ٢٨٧ ) ، وجزم عبد السلام هارون أنه لجرير ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( معع ).

(٤) البيت لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة فى لسان العرب ( غلل ) ؛ وتاج العروس ( غلل ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( معع ).


به ؛ ألا ترى أنه يجوز على هذا أن تقول :

شَكَوْتُ إليها حُبَّها المتغَلْغِلا

فمَا زَادنى شَكْوَاىَ إلا تَذَلُّلا

فتصِف بالمتغلغل ما ليس فى أصْل اللغة أن يوصف بالتَّغلغُل ، إنما ذلك وصف يخُصّ الجواهر لا الأحداث ، ألا ترى أن المتغلغل فى الشىء ، لا بد أن يتجاوزَ مكانا إلى آخر ، وذلك تفريغ مكان ، وشَغل مكان ، وهذه أوصاف تخصُّ فى الحقيقة الأعيان لا الأحداث. وأما التشبيه ، فلأنه شَبَّه ما لا يَنْتقِل ولا يزول ، بما يزول ويَنتقل. وأما المبالغة والتوكيد ، فإنه أخرجه عن ضَعْف العرَضية ، إلى قوّة الجَوْهريَّة.

وجئتُ من مَعِهِمْ : أى من عندهم.

* * *

أبواب الثلاثى الصحيح

العين والهاء والقاف

* العَيْهَقة ، والعَيْهَق : النَّشاط والاسْتِنان قال :

*إنَّ لِرَيْعانِ الشَّبابِ عَيْهَقَا* (١)

والعَيْهَقة : السرعة. والعَيْهَق : طائر ؛ وليس بثَبْت.

* والعَوْهَق : الغراب الأسود. وقيل : هو البعير الأسود الجسيم. وقيل : هو الأسود من كلّ شىء. وقيل : هو الثور الذى لونه واحد إلى السَّواد. وقيل : هو الخُطَّاف الأسود الجَبَلىّ. وقيل : العَوْهَق : لون ذلك الخُطَّاف. وقيل : العَوْهق : هو الطائر الذى يُسمَّى الأخْيَل. وقيَل : العَوْهق : لون كلون السماء ، مُشْرَبٌ سَوادا. وعَوْهقَ اللَّون : صار كذلك.

وقيل : هو اللَّازَوَردْ. قال :

*وهْىَ وُرَيْقاءُ كَلَونِ العَوْهَقِ*

والعَوْهَق : شجر. وقوله ، أنشده ابن الأعرابىّ :

يَتْبَعْنَ حَرْفا مثلَ قوْسِ العَوْهَقِ

__________________

(١) الرجز مع آخر لرؤبة فى ديوانه ص ١٠٩ ؛ وتاج العروس ( زمق ) ؛ ( خطل ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عهق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٢٤ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٩٤٥ ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٧٢ ) ؛ والمخصص ( ٣ / ١١٦ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٩٧ ) ؛ ورواية الديوان والتاج فى موضعيه « غيهقا ».


قَوْدَاء فاتَتْ فَضَلَة المُعَلِّقِ (١)

يجوز أن يَعْنِى بالقوس هاهنا : قوس قُزَح ، فيكون العَوْهَق على هذا لونَ السماء ، لأن لونها كلَون اللَّازَوَرْد ؛ واستجاز أن يُضيف القوس إلى اللون ، لتشبُّثه بالمتلَوِّن ، الذى هو السماء ؛ ويجوز أن يَعْنِىَ هذا الشجر ، أنْ كانت تعملُ منه القِسِىّ ؛ وأرى أنه « مثل لون العَوْهَق » ، لأنه قد تقدم أن العَوْهق : الخُطَّاف الأسود الجبلىّ ، وأنه الغراب الأسود ، وأنه الثور الذى لونُه واحد إلى السواد. وقوله :

*قَوْداءَ فاتَتْ فَضْلَةَ المُعَلِّقِ*

أى فاتتْ أن تُنالَ ، فيُعَلَّقَ عليها فَضْلٌ مما يُحتاج إليه ، نحو الْقَعب والقَدح. وأنشده مرّة أخرى :

*يَتْبَعْنَ وَرْقاءَ كَلَوْنِ العَوْهَقِ* (٢)

وفسَّره فقال : يعنى الطائر الذى يُقال له الأخْيَل ، ولونه أخضر أوْرَق.

* والعَوْهَقان : نجمان إلى جنب الفَرْقَدَين ، على نسَق طريقتهما ، مما يلى القُطْب. قال :

*بحيثُ بارَى الفَرْقَدانِ العَوْهَقَا* (٣)

* وناقة عَوْهَق : طويلة العُنُق. والعَوْهَق من النعام : الطويل. والعَوْهَق : فحلٌ كان فى الزمان الأوّل ، تُنْسَب إليه كرامُ النجائب. قال رُؤبة :

*فِيهِنَّ حَرْفٌ مِنْ بناتِ العَوْهَقِ* (٤)

مقلوبه : [ هـ ق ع ]

* الهَقْعَة : دائرة فى وسط زَوْرِ الفَرَسِ ، وهى دائرة الحِزام ، تُستحَبّ. وقيل : هى دائرة تكون بجنب بعض الدوابّ ، يُتشاءم بها. وقد هُقِعَ هَقْعا ، قال :

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عهق ) وروايته : « خرقا ».

قوداء : ناقة طويلة العنق والظهر.

(٢) الرجز مع عدة أخر لسالم بن قحفان فى لسان العرب ( عند ) ؛ وتاج العروس ( عند ) ؛ ولعبد الله بن قحفان أو لسالم بن قحفان فى تاج العروس ( قربق ) وله أو للصقر بن حكيم فى لسان العرب ( قربق ) ؛ وتاج العروس ( قربق ) ؛ ولقحفان العنبرى فى تاج العروس ( رقع ) ، ( دفق ) ؛ ولمعروف بن عبد الرحمن الأسدى فى تاج العروس ( عهق ) ، ( غهق ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عهق ) ، ( غهق ) ، ( جزل ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٧٦٨ ؛ وتهذيب اللغة ( ٥ / ٣٨٧ ) ؛ وتاج العروس ( دفق ) ؛ مقاييس اللغة ( ٤ / ١٧١ ) ؛ وكتاب الجيم ( ١ / ٢٣٤ ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عهق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٢٥ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٧٢ ) ؛ وتاج العروس ( عهق ).

(٤) الرجز مع عدة أخر لرؤبة فى لسان العرب ( عهق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٢٥ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٩٤٥ ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٧١ ) ؛ وتاج العروس ( عهق ). ولم أجده فى ديوانه.


إذا عَرِق المَهْقُوع بالمرْء أنْعَظَتْ

حَلِيلَتُهُ وازْدادَ حَرّا عِجانُها (١)

فأجابه مجيب :

قد يركب المَهْقوعَ مَنْ لسْتَ مِثْلَه

وقد يركبُ المَهْقُوعَ زَوْجُ حَصَانِ (٢)

والهَقْعَة : ثلاثة كواكِبَ فى مَنْكِب الجَوْزاء ، كأنها أثافِىّ ، وهى من منازل القمر.

* والهُقَعَة : الكثير الاتكاء والاضْطجاع بين القَوم.

* والاهْتقاع مُسانَّة الفحل الناقة التى لم تَضْبَع.

* واهْتَقَع الفحلُ الناقة : أبركَها. وَتهَقَّعَتْ هى : برَكَت. وناقة هَقِعة : إذا رمَتْ بنفسها بين يَدَى الفَحْل مِنَ الضَّبَعَة ، كهَكِعَة. وتَهَقَّعَتِ الضأنُ : اسْتَحْرمَت كلُّها. وتَهَقَّعُوا وِرْداً : جاءوا كلُّهم.

والهَيْقَعَة : ضربُ الشىءِ اليابس على مثله ، نحوِ الحديد. وهى أيضاً : حكاية لصوت الضرب والوقع. وقيل : صوت السُّيوف ؛ قال عبد مناف بن رِبْع الهُذَلىّ :

فالطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ والضَّرْبُ هَيْقَعَةٌ

ضَرْب المُعَوِّل تحتَ الدّيمة العَضَدَا (٣)

الشَّغْشَغة : حكاية صوت الطَّعن. والمعَوِّل : الذى يَبنى العالَة ، وهى شجر يقطعه الراعى على شجرتين ، فيستظلّ تحته من المطر. والعَضَد : ما عُضِد من الشجر ، أى قُطِع.

* واهْتُقِع لونه : تغَيَّر من خوف أو فَزَع ؛ لا يجىء إلا على صيغة فِعْلِ ما لم يُسَمَّ فاعله. والهُقاع : غفلة تصيب الإنسان من همّ أو مَرض.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( نعظ ) ، ( هقع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٢٦ ، ٢ / ٣٠١ ) ؛ ومجمل اللغة ( ٦ / ١٤٧ ) ؛ وتاج العروس ( هقع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٩٦ ). ويروى عجزه : حليلته وابتل منها إزارها.

الإنعاظ : الشبق ، وأنعظت المرأة : شبقت واشتهت أن تجامع. والعجان قيل : الاست ، وقيل هو ما بين القُبل والدبر.

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( نعظ ) ، ( هقع ) ؛ وتاج العروس ( نعظ ) ، ( هقع ) ، وكتاب العين ( ١ / ٩٦ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٦ / ٥٩ ).

(٣) البيت لعبد مناف بن ربع الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٦٧٤ ؛ ولسان العرب ( عضد ) ، ( هقع ) ، ( شغغ ) ، ( عول ) [ وفيه : قال ابن برى : الصحيح أن البيت لساعدة بن جؤية الهذلى ] ؛ ولعبد مناف أيضاً فى جمهرة اللغة ص ٩٤٥ ، ١١٧٢ ؛ ومجمل اللغة ( ٣ / ١٤٧ ) ؛ وديوان الأدب ( ٣ / ٤٣٤ ) ؛ وكتاب الجيم ( ٢ / ٢٧٢ ) ؛ وتاج العروس ( هقع ) ، ( شغغ ) ؛ ( عول ) ؛ وللهذلى ـ بالنسبة دون الاسم ـ فى تهذيب اللغة ( ١ / ١٢٧ ، ٣ / ١٩٨ ، ١٦ / ٣٢ ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٢٠٦ ؛ ومقاييس اللغة ( ٣ / ١٦٩ ، ٤ / ٣٥٠ ) ؛ والمخصص ( ٥ / ١٣٥ ، ٦ / ٩٠ ).

الهيقعة : صوت الضرب بالسيف ، الديمة : المطر الذى ليس فيه رعد ولا برق. شبه صوت الضَّرَّاب بالسيوف بضرب العضَّاد الشجر بفأسه لبناء عالة يستكن بها من المطر.


العين والهاء والكاف

* هَكَعَ يَهْكَع هُكُوعاً : سكن. وهَكَعَت البقرُ تحت الشجر ، تَهْكَع ، وهنّ هُكوع : استظلَّت تحته فى شدّة الحرّ. قال الطِّرِمَّاح :

ترَى العِينَ فيها منْ لَدُنْ مَتَعَ الضُّحَى

إلى اللَّيل فى الغَيضات وهْىَ هُكُوع (١)

وهَكِع هَكَعا ، وهو شبيه بالجَزَع والإطراقِ ، من حزن أو غضَب. وهَكَع هَكْعا : نام قاعدا.

* وهَكِعت الناقة هَكَعا فهى هَكِعة : استرخت من شدة الضَّبَعَة. وقيل : هى ألا تستقرّ فى مكان من شدة الضَّبَعة.

* والهُكَعة والهُكْعة : الأحمق الذى إذا جلس لم يكدْ يَبرح.

* وهَكَع البعيرُ والناقةَ يهْكَع هَكْعا ، هُكاعا : سَعَل ؛ قال أبو كبير :

وتَبَوَّءُوا الأبْطالَ بعدَ حَزَاحِزٍ

هَكْع النواجِز فى مُناخ المَوْحِف (٢)

الحَزاحز : الحركات.

* وما أدرى أينَ سَكَعَ وهَكَعَ : أى ذهب.

العين والهاء والجيم

* العَوْهَج : الظَّبية التى فى حَقْويها خُطَّتان سَوْداوان. وقيل : هى التامَّة الخَلْق. وقيل : هى الحسنة اللَّون ، الطويلة العُنق. وقيل : هى الطويلة العُنق فقط. وقد يُوصَف الغزال بكل ذلك. والعَوْهَج : الناقة الطويلة العُنق. وقيل الفَتيَّة. وامرأة عَوْهج : تامَّة الخَلْق حَسَنته. وقيل : طويلة العنق. قال :

هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَج الخَلْق سُرْبِلَتْ

من الحُسْن سِرْبالا عَتيقَ البَنائِقِ (٣)

__________________

(١) البيت للطرماح فى ديوانه ص ٣٠٤ ؛ ولسان العرب ( هكع ) ؛ وكتب العين ( ١ / ٩٨ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٢٧ ) ؛ وتاج العروس ( هكع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( هكع ) ؛ والمخصص ( ٨ / ٤٣ ).

العِين : بقر الوحش ، صفة غالبة له ، متع الضحى : إذا بلغت النهاية ، وذلك أول الضحى ، والغيضة : مغيض ماء يجتمع فينبت فيه الشجر.

(٢) البيت لأبى كبير الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٠٨٨ ؛ ولسان العرب ( حزز ) ، ( هكع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٢٧ ) ، ( ٣ / ٤١٤ ) ، وتاج العروس ( حزز ) ( هكع ) وللهذلى ـ نسبة دون اسمه ـ فى كتاب الجيم ( ٣ / ٣١٢ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٧ / ١٦٩ ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عهج ) ، ( عتق ) ، ( هجن ) ؛ وتاج العروس ( عهج ).


مقلوبه : [ ع ج هـ ]

* تَعَجَّه الرجل : تجاهل. وزعم بعضهم أنه بدل من التاء فى تَعَتَّه ، وإنما هى لغة على حِدتها ؛ إذ لا تُبدل الجيم من التاء.

مقلوبه : [ هـ ج ع ]

* هَجَعَ يَهْجَع هُجُوعاً : نام باللَّيل خاصّة ، وقد يكون الهُجوع بغير نوم ؛ قال زُهير بن أبى سُلْمى :

قَفْرٌ هَجَعْتُ بها ولَسْتُ بنائمٍ

وذِرَاعُ مُلْقيةِ الجِرانِ وسادِى (١)

* وقوم هُجَّع ، وهُجوع ، وهَواجع. وهَوَاجعات : جمع الجمع.

* وَمَرَّ هَجِيعٌ : أى ساعة ؛ حكى عن ثعلب.

* والهَجَع : الحمق. ورجل هَجِع : أحمق غافل ، سريع الاستنامة إلى كلّ أحد.

* ومِهْجع : اسم رَجل.

العين والهاء والضاد

* العِضَهُ والعَضِيهة : الإفك والنميمة. وجمع العِضَه عِضاه ، وعِضُون. وعَضَهَ يَعْضَه عَضْهاً ، وعَضَهاً ، وعَضِيهة ، وأعْضَهَ : جاء بالعَضيهة. وعَضَهَهُ يَعْضَهُهُ عَضْها وعَضِيهَة : قال فيه ما لم يكن.

* والعِضَهُ : السِّحر والكَهانة ، والفعل كالفعل ، والمصدر كالمصدر ، قال :

أعُوذُ بربى مِن النَّافِثات

ومِنْ عِضَهِ العاضِهِ المُعْضِهِ (٢)

وعَضَهَ الرجلَ يَعْضَهُه عَضْها : بَهَتَه.

* وحيَّة عاضِهٌ ، وعاضهة : تقتل مِن ساعتها إذا نَهَشَتْ.

* والعِضَاهُ من الشجر : كلُّ شجر له شَوْك. وقيل : العِضَاهُ أعظم الشجر. وقيل : هى الخَمْط ، والخمط : كلُّ شجرة ذات شوك. وقيل : العضاهُ اسم يقع على ما عظُم من شجر الشوك ، وطال واشتدّ شوكه ، فإن لم تكن طويلة ، فليست من العِضاه. وقيل : عظام الشجر كلُّها عضاه ، وإنما جمع هذا الاسمُ ما يُسْتَظَلّ به فيها كلِّها. وقال بعض الرُّواة : العِضاهُ من شجر الشوك ، كالطلح والعَوْسَج ، مما له أُرومة تبقى على الشتاء. فالعِضاه على هذا القول :

__________________

(١) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ٣٣٠ ؛ ولسان العرب ( هجع ) ؛ وتاج العروس ( هجع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٥ / ١٠٤ ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عضه ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٣ ) ؛ والمخصص ( ٣ / ٨٧ ) ؛ ويروى : « من النافثات في » ورواية العين ( ١ / ٩٩ ) كرواية المحكم ، وفى التهذيب : « في عقد العاضه ».


الشجر ذو الشوك ، مما جَلَّ أو دقّ. والأقاويلُ الأُوَل أشبه. والواحدة عِضاهة ، وعِضَهَة ، وعِضَهٌ ، وأصلها عِضْهَة. وقالوا فى القليل عِضُون ، وعِضَوات ، فأبدلوا مكان الهاء الواو. وقالوا فى الجميع : عِضاه.

هذا تعليل أبى حنيفة ، وليس بذلك القول. فأما الذى ذهب إليه الفارسىّ ، فإنّ عِضَةً المحذوفة ، يصلح أن تكون من الهاء ، وأن تكون من الواو. أما استدلاله على أنها تكون من الهاء ، فبما نراه من تصاريف هذه الكلمة ، كقولهم عِضاهٌ ، وإبل عاضهة. وأما استدلاله على كونها من الواو ، فبقولهم عِضَوات ، قال : وأنشد :

هَذا طريق يأْزِم المآزِما

وعِضَوات تَقْطَعُ اللهازِما (١)

قال : ونظيره سنَة ، تكون مرَّةً من الهاء ، لقولهم سانهت ، ومرّة من الواو ، لقولهم سنوات وأسنتوا ، لأن التاء فى أسنتوا ، وإن كانت بدلاً من الياء ، فأصلها الواو ، وإنما انقلبت ياء للمجاوزة.

وأما عِضاه فتحتمل أن يكون من الجمع الذى يفارِق واحدَه بالهاء ، كقتادة وقتاد ، ويَحتمل أن يكون مكَسَّرا ، كأن واحدته عِضَهَة.

* والنسب إلى عِضَه : عِضَوِىّ وعِضَهِىّ. فأمَّا قولهم عِضاهىّ فإن كان منسوباً إلى عِضَهٍ ، فهو من شاذّ النسب ، وإن كان منسوباً إلى العِضاه ، فهو مردود إلى واحدها ، وواحدها عِضاهة ، ولا يكون منسوباً إلى العِضاه الذى هو الجمع ، لأن هذا الجمع ، وإن أشبه الواحد ، فهو فى معناه جمع ، ألا ترى أن من أضاف إلى تَمْر فقال تَمْرِىّ ، لم ينسب إلى تَمْر ، إنما نَسب إلى تَمْرة ، وحذف الهاء ، لأن ياء النسب وهاء التأنيث يتعاقبان.

* وبعير عاضِه : يَرْعَى العضاه ، وناقة عاضهة ، وعاضِه ، كذلك. وبعير عَضِه : يكون الراعى للعِضاه ، والشَّاكى من أكلها ، قال :

وقَرَّبُوا كلَّ جُمالىٍّ عَضِهْ

قَرِيبةٍ نُدْوَته من مَحْمَضِه (٢)

__________________

(١) الرجز من إنشاد الأصمعى عن أبى مهدية فى لسان العرب ( أزم ) ؛ وتاج العروس ( أزم ) ؛ وبلا نسبة فى اللسان ( عضه ) ؛ والتاج ( عضه ) ؛ والمخصص ( ١٤ / ٧ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٢٨٩.

(٢) الرجز لهميان بن قحافة فى لسان العرب ( حمض ) ، ( ندى ) ؛ وتاج العروس ( عضه ) ، ( ندى ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( نفذ ) ؛ والمخصص ( ٧ / ٥٠ ، ٦٠ ، ٩٩ ، ١١ / ١٧٦ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٤ / ٢٢٢ ، ١٤ / ١٨٩ ) ؛ والعين ( ١ / ٩٩ ).


قوله : « ... كلّ جمالى عَضِه » : أراد كلّ جُمالية ، ولا يعنى به الجمل ، لأن الجمل لا يضاف إلى نفسه ، وإنما يقال فى الناقة جُمالية ، تشبيها لها بالجمل ، كما قال ذو الرُّمَّة :

*جُمالِية حَرْفٌ سِنادٌ يَشُلُّها* (١)

ولكنه ذكره على لفظ « كُلّ » فقال : كلّ جُمالىّ عَضِهْ.

قال الفارسىّ : هذا من معكوس التشبيه ، إنما يقال فى الناقة جُمالِيَّة ، تشبيهاً لها بالجمل ، لشدّته وصلابته وفضله فى ذلك على الناقة ، ولكنهم ربما عكسوا فجعلوا المشبَّهَ به مُشَبَّها ، والمشبَّهَ مُشَبَّها به ، وذلك لما يريدون من استحكام الأمر فى الشَّبَه ، فهم يقولون للناقة جُمالية ، ثم يُشْعِرُون باستحكام الشبه ، فيقولون للذكر جُمالىّ ، ينسبونه إلى الناقة الجُمالِيَّة ، وله نظائر فى كلام العرب ، وكلام سيبويه. أمَّا كلام العرب ، فكقول ذى الرُّمَّة :

ورَمْلٍ كأوْرَاكِ النِّساءِ اعْتَسَفْتُهُ

إذا لَبَّدَتْهُ السَّارِياتُ الرَّكائِكُ (٢)

فشبَّه الرمل بأوراك النساء ، والمعتاد عكسُ ذلك. وأما كلام سيبويه ، فكقوله فى باب اسم الفاعل : « وقالوا : هو الضاربُ الرَّجلَ ، كما قالوا : الحَسَنُ الوجهَ ؛ قال : ثم دار فقال : وقالوا : هو الحسن الوجْهَ ، كما قالوا : الضاربُ الرّجُلَ ».

وقال أبو حنيفة : ناقة عَضِهة تكسِر عِيدان العِضاه ، وقد عَضِهت عَضَها. وأرض عضيهة : كثيرة العِضاه. ومُعْضِهَةٌ : ذات عضاه ، كمُعِضَّة ، وقد تقدمت المُعِضَّة. والتَّعْضيهُ : قطع العِضاه واحتطابه.

العين والهاء والسين

* هُسَعٌ ، وهَيْسُوع : اسمان. وهى لغة قديمة ، لا يُعرف اشتقاقها.

تم الجزء الأول من المحكم (٣) بحمد الله ومنِّه

__________________

(١) صدر بيت وعجزه : وظيف أزج الخطو ظمآن سهوق ؛ وهو لذى الرمة فى ديوانه ص ٤٧١ ؛ ولسان العرب ( سند ) ، ( حرف ) ، ( زجج ) ؛ وكتاب العين ( ٣ / ٢١١ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٥ / ١٤ ، ٣٩١ ؛ وتاج العروس ( سند ) ، ( حرف ) ، ( سهق ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٧ / ٧٣ ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ملحق ديوانه ص ١٨٩٧ ؛ ولسان العرب ( عضه ).

(٣) قال محقق ( ط ) : من تجزئة المؤلف.


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

العين والهاء والزاى

* رجل عِزْهاةٌ ، وعَزْهاة. وعِزْهًى : لئيم وهذه الأخيرة شاذّة ، لأن ألف فِعْلَى لا تكون للإلحاق إلا فى الأسماء ، نحو مِعْزًى ، وإنما يجىء هذا البناء صفة ، وفيه الهاء ؛ ونظيره فى الشذوذ ما حكاه الفارسىّ عن أحمد بن يحيى من قولهم : رجل كِيصىً ؛ كاصَ طعامَه يكيصه أكله وحْدَه. ورجل عِزْهاة وعِزْهىً وعَزِهٌ وعِزْه وعِزْهِىّ وعِزْهاء بالمدّ ـ عن ابن جنى ـ قلبت الياء الزائدة فيه ألفا ، لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة ، ثم قلبت الألف همزة ؛ وعِنْزَهْوَة ، وعِنْزَهْو ـ عن الفارسىّ ـ كله : عازف عن اللهو والنساء. قال : ولا نظير لعِنْزَهْو ، إلا أن تكون العين بدلاً من الهمزة ، على أنه من الزَّهْو ، والذى يجمعهما الانقباض والتَّأبى ، فيكونُ ثانىَ إنْقَحْل ، وإن كان سيبويه لم يعرف لإنْقَحْلٍ ثانيا ، فى اسم ولا صفة.

قال ابن جنى : ويجوز أن تكون همزة إنْزَهْو بدلاً من عين ، فيكونُ الأصل عِنْزَهْو ، فِنْعَلْوٌ من العِزْهاة ، وهو الذى لا يقرُب النساء ، والتقاؤهما أن فيه انقباضاً وإعراضاً ، وذلك طَرَف من أطراف الزّهو. قال :

إذا كُنتَ عِزْهاةً عن اللهْوِ والصِّبا

فكنْ حَجَرًا من يابسِ الصخر جَلْمدا (١)

وإذا حملته على هذا ، لحق بباب أوسع من باب إنْقَحْل ، وهو باب : قِنْدَأوْ ، وسِنْدَأْو ، وحِنْطأْو ، وكِنْتأْو.

* والعِنْزَاهُ والعِنزَهْوةُ : الكِبْر.

مقلوبه : [ هـ ز ع ]

* هَزَعَه يَهْزَعُه هَزْعا ، وهَزَّعه : كسره. وهَزَعه : دق عُنُقه. ورجل مِهْزَع ، وأسد مِهْزَع : من ذلك. وهَزَّعت الشىء : فرَّقته. والهَزيع : صدر من اللَّيل. وقيل ثُلُثُه أو نحوه. والجمع هُزُع. والتَّهَزُّع : شِبه العُبوس والتنكر ، واشتقاقه من هَزيع الليل ، وتلك ساعة وحْشِيَّة.

* والهَزَع والتَّهَزُّع : الاضطراب. تهَزَّع الرمح : اضطرب واهتزّ. وتَهَزَّعت المرأة : اضطربتْ فى مَشيها ؛ قال :

__________________

(١) البيت للأحوص فى ديوانه ص ٩٨ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عزه ) ؛ وكتاب العين ( ٦ / ٢٠٦ ) ؛ والمخصص ( ١٦ / ١٧٥ ) ؛ وتاج العروس ( عزه ).


إذا مَشَتْ سالَتْ ولم تَقَرْصَعِ

هَزَّ القَناةِ لَدْنةِ التَّهَزُّعِ (١)

ومَرَّ يَهْزَع ويَهْتزِع : أى ينتفض ، قال :

*من كُلّ عَرَّاصٍ إذا هُزَّ اهْتَزَعْ* (٢)

* وهَزَع الفرسُ يَهْزَع : أسرع. وكذلك الناقة.

وهَزَعَ الظَّبىُ يَهْزَع هَزْعا : عَدا عَدْواً شديداً. والأهْزَع من السهام : الذى يبقى فى الكنانة وحدَه ، وهو أردؤها ، ويقال له سهم هِزَاعٌ. وقيل : الأهزع : خير السهام وأفضلها ، يدَّخره لشديدة. وقيل : إنما يُتَكلَّم به فى النفى ، فيقال : ما فى جَفيره أهزع. وقد يأتى به الشاعر فى غير النفى للضرورة ، وربما قيل : رُمِيتَ بأهْزَع ؛ قال العَجَّاج :

*لا تكُ كالرَّامى بغير أهْزَعا* (٣)

يعنى : كمن ليس فى كنانته أهزَعُ ولا غيره ، وهو يتكلَّف الرّمى. وما بقىَ فى سَنام بعيرك أهْزع : أى بقية شحم. وظلّ يَهْزَع فى الحشيش : أى يرعى.

* وهُزَيع ومِهْزع : اسمان.

العين والهاء والطاء

* هَطَعَ يَهْطَعُ هُطُوعا ، وأهْطَعَ : أقبل على الشىء ببصره ، فلم يرفعْه عنه. وفى التنزيل : ( مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ ) [ إبراهيم : ٤٣ ] ، وهَطَعَ وأهْطَع : أقبل مسرعاً خائفاً. وقيل : نظر بخضوع عن ثعلب. قال :

بدِجْلَةَ أهلُها ولقد أرَاهم

بدجلَة مُهْطِعينَ إلى السماع (٤)

وقوله : ( مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ) [ القمر : ٨ ] : فسِّر بالوجهين جميعاً.

* وناقة هَطَعَى : سريعة ، وبعير مُهْطِع : فى عنقه تصويب خِلْقة. وطريق هَطيع : واسع.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى اللسان ( قرصع ) ويروى ( تُقَرْصِعِ ) ، وفى ( هزع ) ويروى ( تَقَرْصَعِ ).

(٢) الرجز ـ وعدة أخر ـ لأبى محمد الفقعسى فى لسان العرب ( عرص ) ، ( هزع ) ، ( فحل ) ؛ وتاج العروس ( هزع ) ، ( فحل ) ؛ وله أو لحكيم بن معية فى لسان العرب ( طب ) ولعكاشة السعدى أو لأبى محمد الفقعسى فى ثاج العروس ( عرض ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ١٣٣ ، ٢ / ١٨٧ ، ٥ / ١٧٤ ).

(٣) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٩١ ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٠٠ ) ؛ وللعجاج فى لسان العرب ( هزع ) ؛ وتاج العروس ( هزع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٥٢ ).

(٤) البيت لابن مفرغ فى ديوانه ص ١٦٧ ؛ وتاج العروس ( هطع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( هطع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٣٤ ).


* وهَطَعَى وهَوْطَع : اسمان.

العين والهاء والدال

* العَهْد : الوصيَّة ، يُقال : عَهِدَ إلىَّ فى كذا. وقوله تعالى : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ ) [ يس : ٦٠ ] يعنى الوصيَّة والأمر.

* والعهدُ : التقدّم إلى المرء فى الشىء ، والعَهد : الذى يُكتب للوُلاة ، وهو مشتقّ منه ، والجمع عُهود. وقد عَهِد إليه عَهْدا. والعَهْد : المَوثِق واليمين ، والجمع كالجمع. وقد عاهده.

* وعَهيدُك : المعاهِد لك. قال :

فَلَلتُّرْكُ أوفى مِن نِزَارٍ بعَهْدِها

فلا يأمَننَّ الغَدْرَ يوْماً عَهِيدُها (١)

* والعُهْدة : كتاب الحِلْف والشراء.

* واسْتَعْهَدَ من صاحبه : اشترط عليه ، وهو من باب العَهد والعُهْدة ، لأن الشرط عَهْد فى الحقيقة ، قال جرير :

وما استعهدَ الأقوامُ من زَوْج حُرَّةٍ

من الناس إلا منك أو من محارب (٢)

* والعَهد : الحفاظ ورِعاية الحُرمة. وفى الحديث « حُسنُ العَهْد من الإيمان ». والعَهد : الأمان ، وفى التنزيل : ( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) [ البقرة : ١١٤ ]. وفيه : ( فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ ) [ التوبة : ٤ ] وعاهد الذِّمِّىَّ : أعطاه عَهدا. وقيل : معاهدته : مبايعته لك على إعطاء الجزية ، والكفّ عنه.

وأهل العَهْد : أهل الذمَّة ، فإذا أسلَموا سقط عنهم اسم العَهْد. والعهد : الالتقاء. وعَهِد الشّىء عهدا : عرفه ، يقال : عهدى به فى موضع كذا ، فى حال كذا ، والعَهْد : المنزل المعهود به الشىء ، سمّى بالمصدر. قال ذو الرُّمَّة :

*هل تعرفُ العَهْدَ المحيلَ أرْسُمُهْ* (٣)

* وتَعَهَّد الشىءَ وتعاهَده ، واعتهده : تفقَّده وأحدث العهد به ، قال الطرِمَّاح :

__________________

(١) البيت لنصر بن سيار فى أساس البلاغة ( عهد ) ؛ والعين ( ١ / ١٠٣ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عهد ) ؛ والمخصص ( ١٣ / ١٠٩ ) ؛ وتاج العروس ( عهد ) ؛ ومقاييس اللغة ٤ / ١٦٨ ).

(٢) البيت لجرير فى ديوانه ص ٦٨ ط دار صادر ، ولسان العرب ( عهد ) ، ( ختن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٣٦ ، ٧ / ٣٠٢ ) ؛ وتاج العروس ( عهد ) ، ( ختن ). ويروى : « من ذي حتونة » بدل « من زوج حرة ».

(٣) الرجز لذى الرمة فى ملحق ديوانه ص ١٩١٠ ؛ ولسان العرب ( عهد ) ؛ وتاج العروس ( عهد ) ؛ ويروى « رسمه » مكان « أرسمه ».


ويُضيع الذى قدَ أوْجَبه اللهُ علَيه وليس يَعْتَهِدُهْ (١)

* والعَهْد : أوّلُ مطر الوَسْمِىّ ، عن ابن الأعرابىّ. والعَهْد والعَهْدة والعِهْدة : مطر بعد مطر ، يدرك آخرُه بللَ أوّلِه. وقيل : هو كلّ مطر بعد مطر. وقيل : هى المَطْرة تكون أوّلا لما يأتى بعدها ، وجمعها عِهاد ، وعُهود. قال :

أراقتْ نجومُ الصَّيف فيها سِجالهَا

عِهاداً لنجم المَرْبَع المتقدّمِ (٢)

قال أبو حنيفة : إذا أصاب الأرض مطَر بعد مطر ، وندى الأوّل باق ، فذلك العَهْد ؛ لأن الأوّل عُهِد بالثانى. قال : وقال بعضهم : العِهاد : الحديثة من الأمطار. قال : وأحسبه ذهب فيه إلى قول السَّاجع فى وصف الغيث : أصابتنا ديمة بعد ديمتْ ، على عِهاد غير قديمتْ ـ وقال ثعلب : على عِهاد قديمتْ ـ تشبع منها الناب قبل الفَطيمتْ. وقوله : « تشْبَع منها الناب قبل الفَطيَمتْ » : فَسَّره ثعلب فقال : معناه : هذا النبت قد علا وطال ، فلا تدركه الصغيرة لطوله ، وبقى منه أسافله ، فنالته الصغيرة. وقال ابن الأعرابىّ مرّة : العِهاد : ضعيف مطر الوَسْمىّ ورِكاكه.

* وعُهِدتِ الروضة سقتها العَهْدة.

* والعهد : الزمان. وفيه عُهْدة لم تُحكم : أى عيب.

* وبنو عُهادة : بُطين من العرب.

مقلوبه : [ ع د هـ ]

* العَيْدَهُ من الناس والإبل : السَّيِّئ الخُلُق. وقيل : هو الرجل الجافى العزيزُ النفس.

* وفيه عَيْدَهِيَّة : أى جفاء وعَجْرَفيَّة.

مقلوبه : [ هـ د ع ]

* هِدَعْ ، وهِدْعِ : كلمة تُسَكَّن بها صغار الإبل عند النِّفار ، ولا يقال ذلك لجِلَّتها ، ولا مَسانِّها. وزعموا أن رجلاً سامَ رجلَا ببَكْر ، فقال البائع : هذا جمل أريد بيعَه. فقال المشترى : هذا بَكر ، فقال البائع : هو مُسِنّ ؛ فبينما هما كذلك ، إذ نفرَ البكر ، فقال صاحب البكر يسكِّن نفارَه : هِدَعْ ، هِدَعْ ، فقال المشترى : صَدَقَنِى سِنَّ بكره.

__________________

(١) البيت للطرماح فى ديوانه ص ١٩٧ ؛ ولسان العرب ( عهد ) ؛ والعين ( ١ / ١٠٣ ) ؛ وتاج العروس ( عهد ) ؛ ويروى « يعتمده » و « يعتقده » بدلاً من « يعتهده ».

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عهد ) ؛ والعين ( ١ / ١٠٢ ) ؛ والمخصص ( ٩ / ١٢٢ ) ؛ وتاج العروس ( عهد ).


مقلوبه : [ د هـ ع ]

* دَهاعِ ، ودَهْدَاعِ : من زجر الغنم.

* ودَهَع الراعى بالعُنوق ، ودَهْدَعَ : زجرها بذلك.

العين والهاء والتاء

* التَّعَتُّه : التَّجَنُّن. وقيل : الدَّهَش. وقد عُتِه الرجلُ عَتْها وعُتْها وعُتاها. والعَتاهة ، والعَتاهِية : ضُلَّالُ الناس ، من ذلك. ورجل مَعْتوه بَيِّن العُتْه والعَتَه : لا عقل له. وتَعَتَّه : تجاهل. وتعتَّه : تنَظَّف ، قال :

*فى عُتَهِىّ اللِّبْس والتَّقَيُّن* (١)

بنى منه صيغة على فُعَلِىّ ، كأنه الاسم من ذلك.

* وعَتاهِيَة : اسم.

مقلوبه : [ هـ ت ع ]

* هَتَع الرجلُ : أقبل مسرعاً ، كهطع.

العين والهاء والراء

* عَهَر إليها يَعْهَرُ عَهْرًا ، وعُهوراً ، وعَهارة ، وعُهُورَة ، وعاهَرها عِهاراً : أتاها ليلاً للفجور. وقيل : هو الفجور أىَّ وقت كان ، يكون فى الأمَة والحُرّة.

وامرأة عاهِر بغير هاء ، إلا أن يكون على الفعل. ومُعاهِرة بالهاء. والعَيْهَرة : التى لا تستقرّ بالمكان ، نَزَقا من غير عفَّة. وقال كُراع : امرأة عَيْهرة : نَزِقة خفيفة ، لا تستقرّ فى مكانها. ولم يقل من غير عِفَّة. وقد عَيْهَرت ، وتعَيْهرتْ.

* والعَيْهَرة : الغُول فى بعض اللغات ، والذكر منها العَيْهَران.

* وذو مُعاهر : قَيْل : من أقيال خِمْير.

مقلوبه : [ هـ ع ر ]

* الهَيْعَرة من النساء : التى لا تستقرّ من غير عِفَّة كالعَيْهَرة ، والفعل كالفعل.

مقلوبه : [ هـ ر ع ]

* الهَرَع ، والهُراع ، والإهراع : شدة السَّوق ، وسُرعة العَدْو ، وقد هُرِعوا ، وأُهْرِعوا.

__________________

(١) الرجز ضمن مجموعة أخرى لرؤبة فى ديوانه ص ١٦١ ؛ ولسان العرب ( عته ) ؛ وتاج العروس ( عته ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٤٠٤ ، ٩٨٠.


* واستهرعت الإبل : أسرعت إلى الحوض.

* وأُهْرِع : خفّ وأُرْعِدَ من سرعة ، أو حِرْص ، أو خوف ، أو غضب ، أو حمى. وفى التنزيل : ( وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ ) [ هود : ٧٨ ].

* وتَهَرَّع إليه : عَجِل.

* ورجل هَرِع : سريع المشى والبكاء.

* وهَرِع الشىء هَرَعا فهو هَرِع : سال. وقيل : تتابع فى سَيَلانه ؛ قال الشَّماخ :

عُذَافِرَةٍ كأنّ بذِفْرَيَيْها

كُحَيلا بَضَّ من هَرِعٍ هَمُوعِ (١)

* والهَيْرَع : الذى لا يتماسَك. وهو أيضاً الجبانُ الجَزُوع.

* والهَيْرَعَة : الغُول ، كالعَيْهرة. والهَيْرَعَة : القَصَبة التى يَزْمُر فيها الراعى. وريح هَيْرَعَة : قَصِفة تأتى بالتراب.

* وهَرَّع القومُ الرّماح ، وأهْرَعُوها : أشرعوها ومضَوْا بها. وتَهَرَّعت هى : أقبلت شوارِع.

* والهَرْعَة : القملة الصغيرة ، وقيل : الضخمة. والهُرْنوع أكثر. والهِرْياع : وَرَق سَفير الشجر. والهَرِيعَة : شجيرة دقيقة الأغصان.

* وَيهْرَع : موضع.

العين والهاء واللام

* العَيْهَل ، والعَيْهَلة ، والعَيْهول ، والعَيْهال : النَّاقة السريعة. وقيل : العَيْهل ، والعَيْهَلة : النَّجيبة الشديدة. وقيل : العَيْهَل : الذّكر من الإبل ، والأنثى عَيْهَلة. وقيل : العَيْهل : الطويلة. وقيل : الشديدة. وقوله :

فَسَلِّ وَجْدَ الهائمِ المُعْتَلِ

ببازِلٍ وَجْناءَ أو عَيْهَلِ (٢)

إنما شدّد اللام لتمام البناء ، إذ لو قال : « أو عَيْهَلِ » بالتخفيف ، لكان من كامل السريع.

والأوّل كما تراه من مشطور السريع. وإنما هذا الشدُّ فى الوقف ، فأجراه الشاعر للضرورة حين وصل ، مُجراه إذا وقف. وامرأة عَيْهَلٌ وعَيْهَلة : لا تستقرّ نَزَقا.

__________________

(١) البيت للشماخ فى ديوانه ص ٢٢٥ ؛ ولسان العرب ( هرع ).

(٢) الرجز مع عدة أخر لمنظور بن مرثد الأسدى فى لسان العرب ( كلل ) ، ( فوه ) ؛ وتاج العروس ( ملظ ) ، ( كلل ) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة ( ٤ / ١٧٣ ).


مقلوبه : [ ع ل هـ ]

* العَلَهُ : خُبث النفس وضعفها. والعَلَهُ : أذى الخُمار. والعَلَهُ : الشَّرَه. والعَلَهُ : الحَيْرة. والعَلَهُ : أن يذهب ويَجىء من الفزع. والعَلَهُ : الحُزن. والعَلَهُ : الجِدّ والانهماك. والعَلَه : الجوع.

* والعَلْهان : الجائع ، والجميع عِلاهٌ ، وعَلاهَى. ورجل عَلْهان : تُنازعه نفسه إلى الشىء.

* والفعل من كلّ ذلك : عَلِهَ عَلَها ، فهو عَلِه.

* وامرأة عالِهٌ : طَيَّاشة.

* وعَلِه عَلَها : وقع فى مَلامة.

* والعَلْهان : الظَّليم.

* وعَلْهان : اسم رجل.

* والعَلَهان : فَرس أبى مُلَيْل عبد الله بن الحارث.

مقلوبه : [ هـ ل ع ]

* الهَلَع : الحِرْص. وقيل : الجزَع ، وقِلَّة الصَّبر ؛ وقيل : هو أسوأ الجَزَع. هَلِع هَلَعا وهُلُوعا. ومنه قول هشام بن عبد الملك لشَبَّة بنِ عِقال ، حين أراد أن يُقَبِّل يده : مهلاً يا شَبَّةُ ، فإن العرب لم تفعل هذا إلا هُلُوعا ، وإن العجم لم تفعله إلا خضوعا.

* والهِلاع ، والهُلاع : كالهُلُوع.

* ورجل هَلِع ، وهالِع ، وهَلُوع ، وهِلْواع. وهِلْواعة : جَزُوع حريص.

* والهَلَع : الحزن ؛ تميمية.

* والهَلِع : الحزين.

* وشُحٌ هالِع : مُحْزِن. وفى الحديث : « مِن شرّ ما أُعْطِى المرءُ شُحٌ هالعٌ » (١).

* وهَلِعَ هَلَعا : جاع.

* والهَلَع ، والهُلاع ، والهَلَعان : الجبن عند اللقاء.

* وناقة هِلْواع ، وهِلْواعة : سريعة شهمة الفؤاد. تخاف السَّوْط. وقيل : سريعة شديدة مِذْعان ؛ أنشد ثعلب :

__________________

(١) « صحيح » : بنحوه فى المسند ( ح ٧٩٩٧ ـ ط. الشيخ شاكر ).


قَدْ تَبَطَّنْتُ بِهِلْوَاعَةٍ

غُبْرِ أسْفارٍ كَتُومِ البُغامِ (١)

* ونعامة هالِع وهالِعة : نافرة.

* وهَلْوَعْتُ : مضيت نافرا. وقيل : مضيت فأسْرعت.

* والهُلائع : اللئيم.

* وما له هِلَّع ولا هِلَّعة : أى ما له شىء. وقيل : ما له هِلَّع ولا هِلَّعة : أى ما له جَدْى ولا عَناق.

وقال اللِّحيانى : الهِلَّع : الجدى. والهِلَّعة : العَناق ، ففصَلَها.

مقلوبه : [ ل هـ ع ]

* اللهَع ، واللهِع ، واللهِيع : المسترسلُ إلى كل أحد. وقد لَهِعَ لَهَعاً ، وَلهَاعة. واللهَع أيضاً : التَّفَيْهُق فى الكلام.

* وَلهيعة : اسم منه. وقيل : هى مشتقة من الهَلَع ، مقلوبة منه.

العين والهاء والنون

* العِهْن : الصوف المصبوغ ألواناً. وقيل : المصبوغ أىّ لون كان. وقيل : كلّ صوف عِهن. والقطعة منه عِهْنة. والجميع : عُهُون.

* والعُهْنة : انكسار فى القضيب من غير بَينونة ، إذا نظرتَ إليه حسِبتَه صحيحا ؛ فإذا هززته انثنى. وقد عَهَن.

* والعاهِن : الفقير ، لانكساره.

* وعَهَن الشىء : دام وثبت. وعَهَن أيضاً : حَضَر.

* ومال عاهن : حاضر ثابت ، وكذلك نَقْد عاهن. وحكَى اللِّحيانىّ : إنه لعاهن المال : أى حاضر النقْد. وقول كُثَيِّر :

*وإذْ مَعْرُوُفها لكَ عاهِنُ* (٢)

__________________

(١) البيت للطرماح فى ديوانه ٤٠٧ ؛ ولسان العرب ( هلع ) ؛ وتاج العروس ( هلع ) ؛ ( كتم ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٢٠٧ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٤٤ ) ، ( ١٠ / ١٥٥ ) ؛ والعين ( ١ / ١٠٧ ) ؛ وللشماخ فى أساس البلاغة ( كتم ) ؛ ويروى ( عبر ) بالعين المهملة ويروى « البغامْ » بسكون الميم.

(٢) بعض بيت لكثير عزة وتمامه :

ديار ابنة الضمرى إذ حبل وصلها

متين وإذ معروفها لك عاهن

وهو فى ديوانه ص ٣٧٩ ؛ ولسان العرب ( عهن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٤٥ ) ؛ وتاج العروس ( عهن ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٢ / ١٧٣ ).


يكون الحاضر والثابت. وعَهَن بالمكان : أقام. وأعطاه من عاهِن ماله وآهنِه : مُبْدَل ، أى من تِلاده.

* والعَوَاهِن : جرائد النخل إذا يَبست. وقد عَهَنَتْ تَعْهُنُ بالضم ، عُهُونا ، عن أبى حنيفة. وقيل : العَواهن : السَّعَفات اللواتى يَلين القِلَبَة ، فى لغة أهل الحجاز ، وهى التى تسميها أهل نجد الخوافى. وقال اللِّحيانى : العواهن : السَّعفات اللواتى دون القِلَبة ، مَدَنية. والواحدة من كلّ ذلك عاهِنة.

* والعواهن : عُروق فى رحم الناقة. قال ابن الرِّقاع :

أوْكَتْ عليهِ مَضِيقا من عَواهِنها

كما تضَمَّن كشحُ الحُرّة الحَبَلا (١)

عليه : يعنى الجَنين.

* وألقى الكلام على عَوَاهنه : لم يتدبره. وقيل : هو إذا لم يُبَلْ أصابَ أم أخطأ. وقيل : هو إذا تهاون به. وقيل : هو إذا قاله من قبيحه وحَسنه.

* وعَهَن منه خيرٌ يَعْهنُ عُهونا : خرج. وقيل : كلّ خارج عاهن.

* والعِهْنة : بَقْلة.

* وعُهَينة : قبيلة دَرَجت.

وعاهِن : واد معروف.

* وعاهان بن كعب من شعرائهم ، فيمن أخذه من العهْن ؛ ومن أخذه من العاهة ، فبابه غير هذا.

مقلوبه : [ هـ ن ع ]

* الهَنَع : التواء فى العُنُق والمَنكِب وقِصَر. وقيل : الهَنَع : تطامن العنق من وَسَطها. الذكر أهْنَع ، والأنثى هَنْعاء. وأكمَة هَنعاء : قصيرة. وفيه هَنَع : أى جَنَأ ، عن ابن الأعرابىّ.

* والهَنْعاء من الإبل : التى انحدرت قَصَرتها ، وارتفع رأسها ، وأشرف حارِكُها. وقيل : هى التى فى عُنقها تطامُنٌ خلقةً.

* والهُناع : داء يصيب الإنسان فى عُنقه.

* والهَنْعة والهَنَعَة جميعاً : سِمَة فى منخفض العُنُق. والهَنْعَة : مَنكِب الجَوْزاء الأيسَر ، وهو من منازل القمر. وقال أبو حنيفة : تقول العرب : إذا طلعت الهَنْعة ، أرْطَبَتِ

__________________

(١) البيت لابن الرقاع فى ديوانه ص ٢٨ ؛ ولسان العرب ( ضمن ) ، ( عهن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٤٥ ) ؛ وتاج العروس ( ضمن ) ، ( عهن ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٧ / ٥٣ ).


النخل بالحجاز.

مقلوبه : [ ن هـ ع ]

* نَهَعَ يَنْهَع نُهوعاً : تَهَوَّع من غير قَلْس. حكاه الليث ، وليس عندى بصحيح.

العين والهاء والباء

* العَيْهَب : الضعيف عن طلب وِتْرِه. وقد حُكى بالغين المعجمة ؛ قال :

حَلَلْتُ به وِتْرِى فأدْرَكْتُ ثُؤْرَتى

إذا ما تَناسَى ذَحْلَهُ كُلُ عَيْهَبِ (١)

* وعِهِبَّى المُلكِ وغيره ، وعِهِبَّاؤه : زمنه. وهو على عِهِبَّى خَلْقه ، وعِهِبَّائه : أى أوّله. قال :

عَهْدِى بسَلْمَى وهى لم تَزَوَّجِ

على عِهبَّى خَلْقِها المُخَرْفَجِ (٢)

مقلوبه : [ هـ ب ع ]

* هَبَعَ يَهْبَع هُبوعا : مدّ عنقه. وإبل هُبَّع. قال العَجَّاج :

*عَوْجاً يَبُذُّ الذَّامِلاتِ الهُبَّعا* (٣)

وهَبَع بعنقه هَبْعا ، وهبُوعا ، فهو هابع ، وهَبوع : استعجل واستعان بها. وقوله ، أنشده ابن الأعرابىّ :

وإنى لأَطوِى الكشحَ من دون ما انْطَوَى

وأقْطَعُ بالخَرْقِ الهَبُوعِ المُرَاجِمِ (٤)

إنما أراد : وأقطع الخَرْقَ بالهَبوع ، فأتبعَ الجرَّ الجرّ.

* واسْتهبعه : رام منه ذلك.

* والهُبَع : الفَصيل الذى يُنْتَج فى الصيف. وقيل : هو الذى يُنْتَج فى حَمارَّة القيظ. والأنثى هُبَعة. والرُّبَع : الذى يُنْتَج فى الربيع. قال الأصمعىّ : حدثنى عيسى بن عمر ،

__________________

(١) البيت للشويعر ( محمد بن حمران ) فى لسان العرب ( عهب ) ؛ والعين ( ١ / ١٠٩ ) ؛ وتاج العروس ( عهب ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عهب ) ، ( ثأر ) ؛ وتاج العروس ( غهب ) ، ( ثأر ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٦٦ ). ورواية العين : إذا ما تناس خلّه.

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عهب ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٤٨ ) ؛ وتاج العروس ( عهب ) ؛ والمخصص ( ١ / ٣٨ ، ٣ / ١٦٠ ، ١٥ / ٢٠٦ ) ؛ ويروى « عيشها » بدل « خلقها ».

(٣) الرجز للعجاج فى ملحق ديوانه ص ٣٥٢ ؛ ولسان العرب ( هبع ) ؛ وتاج العروس ( هبع ) ؛ والعين ( ١ / ١٠٩ ) ؛ وهو لرؤبة فى ديوانه ٨٩.

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( هبع ).


قال : سألت جَبر بن حبيب عن الهُبَع ، فقال : تُنْتَج الرباع فى الرِّبْعيَّة ، والهُبَع فى الصّيْفية ، فتقوَى الرِّباع قبله ، فإذا ما شآها أبطرَته ذَرْعا ، أى حملتْه على ما لا يُطيق ، فهَبَع. وجمع الهُبع هِباع. وقيل : لا جمع له.

* وهَبَع الحمارُ يَهْبَع هَبْعا وهُبُوعا : مَشى مشيًا بليدًا. قال :

فأقْبَلَتْ حُمْرُهُمُ هَوَابِعا

فى السِّكَّتَين تحملُ الأَلاكِعا (١)

وكلّ مشى يكون كذلك فهو هَبْع.

* والهُبُوع : أن يُفاجئك القوم من كلّ جانب.

العين والهاء والميم

* العَهَمان : التحَيُّر والتردُّد ، عن كُراع.

* والعَيْهَم : السرعة.

* وجمل عَيْهَم ، وعَيْهام ، وعُياهِم : ماض سريع ؛ وهو مثال لم يذكره سيبويه.

قال ابن جنى : أما عُياهم ، فحاكيه صاحب العين ، وهو مجهول. قال : وذاكرت أبا علىّ رحمه‌الله يوماً بهذا الكتاب. فأساء ثناءه ، فقلت له : إن تصنيفه أصحّ وأمثلُ من تصنيف الجمهرة. فقال : الساعةَ لو صنف إنسان لغة بالتركية تصنيفاً جيداً ، أكانت تُعَدّ عَربية؟ وقال كُراع : ولا نظير لعُياهم.

والأنثى عَيْهَم ، وعَيْهَمة ، وعَيْهوم ، وعَيْهامة ، وعَياهِمة. وقد عَيْهَمت.

وقيل : العَيْهامة ، والعَيْهَمة : الطويلة العُنُق الضخمة الرأس. وجمل عَيْهام كذلك. وقيل : العَيْهم من النُّوق : الشديدة.

* وعَيْهَمان اسم.

* وعَيْهَم : اسم موضع بالغَوْر. قالت امرأة من العرب ضرَبَها أهلُها فى هَوًى لها :

ألا ليْتَ يَحْيَى يومَ عَيْهَمَ زَارَنا

وإنْ نَهِلَت منَّا السِّياط وعَلَّتِ (٢)

مقلوبه : [ ع م هـ ]

* العَمَهُ : التردُّد فى الضّلالة ، والتحَيُّر فى منازعة أو طريق. وقال ثعلب : هو ألا يعرف الحُجة. وقال اللِّحيانىُّ : هو تردُّدُه ، لا يَدرى أين يتَوَجَّه. وقد عَمِه وعَمَهَ يَعْمَه عَمَها ،

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( لكع ) ، ( هبع ) ، وتاج العروس ( لكع ) ، ( هبع ).

(٢) البيت لامرأة فى تاج العروس ( عيهم ) ؛ ولسان العرب ( عهم ).


وعُموها ، وعُموهة ، وعَمَهانا. وفى التنزيل : ( وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) [ الأنعام : ١١٠ ]. ورجل عَمِه ، وعامِه ، والجمع عَمِهُونَ وعُمَّه.

مقلوبه : [ هـ م ع ]

* هَمَع الدمع والماءُ ونحوهما يَهْمَع وَيهْمُع هَمْعا ، وهَمَعا ، وهُمُوعاً ، وهَمَعانا ، وأهمع : سال. قال العجَّاج :

*بادَرَ مِنْ لَيْلٍ وطَلٍ أهْمَعا* (١)

قال اللِّحيانى : وزعموا أن هَمِعَتْ لغة.

* وَتَهَمَّع الرجل : بَكى.

* وعَين هَمِعة : لا تزال تَدْمَع ، بُنيت على صِيغة الداء ، كرَمِدَت فهى رَمِدة. وسحاب هَمِع : ماطر ، بنَوْه على صِيغة هَطِل.

* ولا تلتفت للهِمْيَع بالعَين ، فإنه بالغين وإن كان قد حكاه بالعَين قوم ، وبالعَين والغَين قوم آخرون.

العين والخاء والشين

* خَشَعَ يَخْشَعُ خُشوعاً ، وأخْشع ، وتَخَشَّع : رمى ببصره نحو الأرض ، وخَفَض صوْته.

* وقوم خُشَّع : متخشِّعون.

* وخَشَع بصره : انكسر ، ولا يقال أخشع.

قال ذو الرُّمَّة :

تجلَّى السُّرَى عن كلِّ خِرْق كأنهُ

صفيحةُ سَيْف طَرْفُه غيرُ خاشعِ (٢)

وقيل : الخشوع : قريب من الخُضوع ، إلا أن الخضوعَ فى البدَن ، وهو الإقرار بالاستخذاء ، والخشوع فى الصوت والبصر ، كقوله تعالى : ( خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ ) [ المعارج : ٤٤ ]. ( وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ ) [ طه : ١٠٨ ]. والتَّخَشُّع : نحو التضرُّع.

* والخاشع : الراكع ، فى بعض اللغات.

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٩٠ ؛ ولسان العرب ( همع ) ؛ وتاج العروس ( همع ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ٢٢١ ) ؛ والعين ( ١ / ١١١ ) ؛ وللعجاج فى تهذيب اللغة ( ١ / ١٤٩ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( بها ). ورواية العين : « بادرن من طل وليل ».

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٨١٤ ؛ ولسان العرب ( خشع ) ؛ وتاج العروس ( خشع ).


* والخُشْعَة : قُفٌّ غلبت عليه السُّهولة. وفى الحديث : كانت الكعبة خُشْعة على الماء ، فدُحِيَتْ من تحتها الأرض.

* وأكمَة خاشعة : ملتزقة لاطِئة بالأرض.

* والخاشع من الأرض : الذى تُثيره الرياح لسهولته ، فتمحو آثاره.

وقال الزَّجَّاج فى قوله تعالى : ( وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً ) [ فصلت : ٣٩ ] قال : الخاشعة : المتغيرة المتهشِّمة. وأراد المتهشِّمةَ النَّبات.

* وخَشَعَ خَراشِىَّ صدره : رَمى بُزاقا لَزِجا.

* والخِشْعة : الذى يُنقَر عنه بطنُ أُمِّه.

العين والخاء والضاد

* خَضَعَ يخْضَع خَضْعا ، وخُضُوعًا ، واخْتَضَع : ذلَّ.

* ورجل خَيْضَعٌ وأخْضَعُ ، قال العجَّاج :

وصِرْتُ عَبْدا للبَعوض أخْضَعَا

يَمَصُّنِى مَصَّ الصَّبىِّ المُرْضِعَا (١)

و خضَعَ الرجلُ وأخْضَع : ألان كلامَه للمرأة.

* والخَضَع : تطامُنٌ فى العنق ، ودنوّ من الرأس إلى الأرض. خَضِع خَضَعاً فهو أخضع ، والأنثى خَضْعاء. وكذلك البعيرُ والفرس.

* ومَنْكب خاضع وأخْضَعُ : مطمئنّ. ونعام خَواضع : مُمِيلة رُءوسها إلى الأرض ، إلى مراعيها ، وكذلك الظِّباء ، قال :

تَوَهَّمْتُها يَوْما فقُلْتُ لصُحْبتى

وليس بها إلا الظِّباءُ الخواضِعُ (٢)

* وخَضَعه الكِبَر يخْضَعُه خَضْعا ، وخُضُوعا ، وأخضعه : حَناه. وخَضَع هو ، وأخضع : انحنى.

* ونبات خَضِع : مُتَثَنّ من النَّعمة ، كأنه مُنْحَن. وهو عندى على النسب ؛ لأنه لا فعل له يصلُح أن يكون خَضِع محمولاً عليه. ومنه قول أبى فَقْعَس فى صفة الكَلأ : « خَضِعٌ

__________________

(١) الرجز للعجاج فى ملحق ديوانه ( ٢ / ٣٠٥ ) ؛ ولسان العرب ( خضع ) ؛ وتاج العروس ( خضع ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٢ / ١٩٠ ). ويروى : « تمضى ».

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٢٧٤ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( خضع ) ؛ ويروى : « لصاحبى » مكان « لصحبتى ».


مَضِع ، صافٍ رَتِع ». كذا حكاه ابنُ جنىّ بالعين ، قال : أراد مَضِغ ، فأبدل العين مكان الغين للسجع ، ألا ترى أن قبله خضِع ، وبعده رَتِع.

* والخَضَعَة : السِّياط ، لانصبابها على من تقع به. وقيل : الخَضَعة والخَضْعة : السُّيوف.

* والخَيْضَعة : المَعركة. وقيل : غُبارها. وقيل : اختلاط الأصوات فيها. الأولى : عن كُراع. قال : لأن الكُماة يخْضَع بعضُها لبعض. والخَيْضَعة : البيضة. فأما قوله :

*الضَّاربونَ الهامَ تحتَ الخَيْضَعَهْ* (١)

فقيل : أراد البيضة ، وقيل : أراد التفاف الأصوات ، وقيل : أراد الخَضَعة من السيوف ، فزاد الياء ، هربًا من الطىّ.

* والخَضِيعة : الصوت يُسمَع من بطن الدَّابة ، ولا فعل لها. وقيل : هو صوت قُنْبه. وقال ثعلب : هو صوت قُنْبِ الفَرَس الجواد. قال :

كأنَ خَضِيعةَ بَطْن الجوا

د وَعْوَعَةُ الذّئْب فى الفَدْفَدِ (٢)

وقيل : هو صوت الأجوف منها.

* والاختضاع : سُرعة سَير الفَرَس. عن ابن الأعرابىّ ، وأنشد :

إذا اخْتَلَطَ المَسيحُ بها تَوَلَّتْ

بِسَوْمٍ بينَ جَرْىٍ واخْتِضَاعِ (٣)

* ومَخْضَع وَمخْضَعَة : اسمان.

العين والخاء والزاى

* خَزَع عن أصحابه خَزْعا ، وتَخَزَّع : تخلَّف عنهم فى مَسيرهم.

* وخُزاعة : حَىٌّ ، مشتقّ من ذلك ، لتخلُّفهم عن قومهم.

* وخَزَعْتُ الشىء خَزْعا وخَزَّعْتُه : قَطَّعْته.

* وانخزع الحَبْلُ : انقطع.

* والخوْزَعة : رملة تَنْقَطِع من معظم الرّمل.

* وانخزَع العود : انكسر بقِصْدَتَين. وانخزَع مَتنُ الرجُل : انْحَنى من كِبَر وضعْف.

* وخَزَع منه شيئاً خَزْعا ، واختزعه : أخذ.

__________________

(١) الرجز للبيد فى ديوانه ص ٣٤٢ ؛ ولسان العرب ( خضع ) ، ( دعع ) ؛ وتاج العروس ( خضع ) ؛ ( دعع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٩٥ ، ١٥٥ ) ؛ والعين ( ١ / ٨١ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٧٣ ).

(٢) البيت لامرئ القيس فى ملحق ديوانه ص ٤٥٩ ؛ ولسان العرب ( خضع ) ؛ وتاج العروس ( خضع ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( خضع ) ، وتهذيب اللغة ( ١ / ١٥٥ ) ؛ وتاج العروس ( خضع ).


* ورجل مُخَزَّع : كثير الاختلاف فى أخلاقه.

العين والخاء والدال

* الخَدْع : إظهار خلاف ما تخفيه. خَدَعه يخْدَعُه خَدْعا ، وخِدْعا ، وخَديعة ، وخُدْعة.

* وخادَعهُ مخادعة ، وخِداعا. قال عزوجل : ( يُخادِعُونَ اللهَ ) [ البقرة : ٩ ]. جاز « يفاعِل » لغير اثنين ، لأن هذا المثال يقع كثيراً فى اللغة للواحد ، نحو عاقبت اللِّصّ ، وطارَقْت النَّعل.

* وخَدَّعه واختدعه : كذلك.

وقيل : الخَدْع والخَديعة : المصدر. والخِدْع والخِداع : الاسم.

* وتخادع القوم : خَدَع بعضهم بعضاً ، وتخادع وانخدع : أرَى أنه قد خُدِع.

* والخُدْعة : ما تخدع به.

* ورجل خُدَعَة : يَخْدع كثيرا ، وخُدْعة يُخْدَع كثيرا.

* ورجل خَدّاع ، وخَدِع ، عن اللِّحيانىّ. وخَيْدع وخَدوع : كثير الخِداع. وكذلك المرأة ، بغير هاء.

وقوله :

بِجِزْعٍ من الوَادى قليلٍ أنيسُهُ

عَفا وتخَطَّتْهُ العُيونُ الخوادعُ (١)

يعنى : أنها تَخْدَع بما تَسْترِقه من النَّظر.

قال الفارسىّ : وقُرِئ : « ( يُخادِعُونَ اللهَ ) ، ويَخْدَعون ». قال : والعرب تقول : خادَعْت فلاناً إذا كنتَ تروم خَدْعه ، وخَدَعْتُه : ظفِرت به. وقيل : « يُخادِعُونَ » فى الآية : بمعنى يَخْدَعون ؛ بدلالة ما أنشد أبو زيد :

*وخادَعْتُ المَنِيَّةَ عَنكِ سِرّا* (٢)

ألا ترى أن المنيَّة لا يكون منها خِداع. وكذلك قولُه : وما يخادعون إلا أنفسهم يكون على لفظ فاعَل ، وإن لم يكن الفعل إلا من واحد ، كما كان الأول كذلك. وإذا كانوا قد استجازوا لتشاكل الألفاظ ، أن يُجْرُوا على الثانى ما لا يصحّ فى المعنى ، طلبًا للتشاكُل ، فأن يُلْزَمَ ذاك ويُحافَظَ عليه ، فيما يصحّ به المعنى ، أجدَر ؛ وذلك نحو قوله :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( خدع ).

(٢) صدر بيت ، وعجزه : * فلا جزع تلان ولا رواعا * وهو لمنقذ بن عرفطة فى تاج العروس ( أرب ) ؛ ومعجم البلدان ( إراب ) ..


ألا لا يَجْهَلَنْ أحَدٌ عَلَيْنا

فنَجْهَلَ فوْقَ جَهْلِ الجاهِلينا (١)

وفى التنزيل : ( فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ ) [ البقرة : ١٩٤ ]. والثانى قِصاص ، ليس بعُدْوان.

* وقالوا : الحرب خَدْعَة وخُدْعة وخُدْعة. قال ثعلب : ورويت عن النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : خَدْعة. فمن قال : خَدْعَة ، فمعناه : مَنْ خُدِع فيها خَدْعَة ، فزلَّتْ قَدَمه وعَطِب ، فليس لها إقالَة. ومن قال : خُدْعة ، أراد : وهى تُخْدَع ، كما يقال : رجُل لُعْنَة : يُلْعَن كثيرا ، وإذا خَدَع أحد الفريقين صاحبه فى الحرب ، فكأنما خُدِعت هى. ومن قال : خُدَعة ، أراد أنها تَخدَع أهلَها ، كما قال عمرو بن معدى كَرِبَ :

الحَرْبُ أوَّلُ ما تكونُ فَتِيَّةً

تَسْعَى بِبزَّتِها لكُلِّ جَهُولِ (٢)

* ورجل مُخَدَّع : خُدِع فى الحرب مَرّة بعد مرّة.

* والخَيْدَع : الذى لا يوثق بمودّته. والخَيدع : السَّراب ، لذلك. وغول خَيْدع منه. وطريق خَيدَع ، وخادع : جائر ، مخالف للقصد ، لا يُفْطَن به ، قال الطِّرِمَّاح :

خادِعةُ المَسْلَكِ أرْصادُها

تُمْسِى وُكُونا فَوْق آرَامِها (٣)

* وخَدَعْت الشىء ، واختدعته : كتمته وأخفيته.

* والمُخْدَع : الخِزانة. والمُخْدَع : ما تحت الجائز الذى يوضع على العَرْش ، والعَرْش : الحائط يُبْنى فوق حائطَىِ البيت ، لا يُبْلَغ به أقصاه ، ثم يُوضَع الجائز من طرف العَرْش الداخل إلى أقصى البَيت ، ويُسْقف به. قال سيبويه : لم يأت مُفْعَل اسما إلا المُخْدَع ، وما سواه صفة.

* والمَخدع والمِخدع : لغة فى المُخْدع. حَكى الفتح أبو سليمان الغَنَوىّ ، واختَلَف فى الكسر والفتح القَنانىّ وأبو شَنْبل أخوه ، ففَتح أحدُهما ، وكسَر الآخَر. وبيت الأخطل :

صَهْباء قد كَلفَتْ من طول ما حُبِسَتْ

فى مُخْدَعٍ بينَ جَنَّاتٍ وأنهَارِ (٤)

يُرْوَى بالوجوه الثلاثة.

__________________

(١) البيت لعمرو بن كلثوم فى ديوانه ص ٧٨ ؛ ولسان العرب ( رشد ) ؛ شرح المعلقات السبع ص ١٧٨ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( خدع ) ؛ والمخصص ( ٣ / ٨١ ).

(٢) البيت لعمرو بن معديكرب فى ديوانه ص ١٥٤ ؛ ولسان العرب ( خدع ) ؛ ولامرئ القيس فى ملحق ديوانه ص ٣٥٣ ط. دار الكتاب العربية.

(٣) البيت للطرماح فى ديوانه ص ٤٥٣ ؛ ولسان العرب ( خدع ) ؛ وتاج العروس ( خدع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١١٥ ).

(٤) البيت للأخطل فى ديوانه ص ٢١ ؛ ولسان العرب ( خدع ) ؛ وتاج العروس ( خدع ).


* وخَدَع الضَّب يَخْدَع خَدْعا ، وانخَدَع : استرْوَحَ رِيح الإنسان ، فدخل فى جُحْره لئلا يُحْتَرَش. وكذلك الظَّبْى فى كِناسِه ، والضَّبُع فى وِجارها ، وهو فى الضّبّ أكثر. قال الفارسىّ : قال أبو زيد : وقالوا إنك لأَخْدَع من ضَبّ حَرَشْتَه. ومعنى الحَرْش : أن يَمْسَح الرجل على فم جُحْر الضَّبّ ، يَتَسَمَّعُ الصَّوت ، فربما أقبل وهو يرَى أنَّ ذاك حَيَّة ، وربما أروَحَ ريح الإنسان ، فخَدَع فى جُحْره ولم يخرُج. وأنشَد الفارسىّ :

ومُحتَرِشٍ ضَبَّ العداوةِ مِنْهُمُ

بحُلو الخَلى حَرعشَ الضِّبابِ الخوادعِ (١)

حُلْو الخَلى : حُلْو الكلام.

وخَدَع الشىءُ خَدْعا : فَسَدَ. وخَدَع الرِّيقُ خَدْعا : نَقَص ، وإذا نَقَص خَثُر ، وإذا خَثُر أنْتَنَ. قال سُوَيْد :

أبيضُ اللَّوْن لذيذٌ طَعْمُه

طَيِّب الرِّيق إذا الرِّيقُ خَدَعْ (٢)

وخَدَع الرجلُ : أعطى ، ثم أمسَك. وخَدَع الزمان خَدْعا : قلَّ مطره.

قال الفارسىّ : وأما قوله فى الحديث : « إنَّ قبل الدَّجال سنينَ خَداعةً » (٣) فَيرَوْن أن معناها : ناقصةُ الزَّكاة. وقيل : قليلة المطر ، من قولهم : خَدَع الزمان : قلّ مطره. وأنشد الفارسىّ :

*وأصبح الدَّهرُ ذو العِلَّات قد خَدَعا* (٤)

وهذا التفسير أقرب إلى قول النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى قوله : « سِنين خَدَّاعة » يريد : التى يقِلّ فيها الغَيث ، ويَعُمّ بها المَحْل.

* وخَدَع خيرُ الرجل : قلّ. وخَدَع الرجلُ : قلّ ماله. وخَدَع الرجلُ خَدْعا : تخلَّق بغير خلُقه.

وخُلُق فلان خادع : إذا تخلَّق بغير خُلُقه.

وخَدَعت العينُ خَدْعا : لم تَنمْ. وما خَدَعَتْ بعينه نَعْسَةٌ تَخْدَع : أى ما مرَّت بها. قال

__________________

(١) البيت لكثير عزة فى ديوانه ص ٢٣٩ ؛ ولسان العرب ( خلا ) ؛ وتاج العروس ( حرش ) ، ( خلا ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( خدع ).

(٢) البيت لسويد بن أبى كاهل فى ديوانه ص ٢٤ ؛ ولسان العرب ( خدع ) ؛ وتاج العروس ( خدع ). وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ١٥٩ ).

(٣) أخرجه أحمد ( ٢ / ٢٩١ ) بلفظ : « ستأتى على الناس سنون خداعة ».

(٤) الشطر بلا نسبة فى لسان العرب ( جدع ) ، ( خدع ) ، ( عرن ) ؛ وتاج العروس ( جدع ) ، ( خدع ) ، ( عرن ) ؛ والمخصص ( ٣ / ٨١ ). ويروى : « جدعا » بالجيم ..


المُمَزَّق العَبْدىّ :

أرِقْتُ فلم تَخْدعْ بعَيْنِىَ نَعْسَةٌ

ومَنْ يَلْقَ ما لاقَيْتُ لا بدَّ يأرَقِ (١)

أراد : ومن يَلْق ما لاقيت يأرق لا بُدَّ ، أى لا بد له من الأرق.

وخَدَعَتْ عينُ الرجل : غارت. هذه عن اللِّحيانىّ. وخَدَعتِ السّوقُ خَدْعا ، وانخدعت : كَسَدَت. الأخيرة عن اللِّحيانىّ. وكلّ كاسد خادع. وخادَعتُه : كاسَدْته. وخَدَعَتِ السُّوقُ : قامتْ ، فكأنه ضِدٌّ.

* والخَدْع : حبْس الماشية والدوابّ على غير مَرْعًى ولا عَلَف ؛ عن كُراع.

* ورجل مُخَدَّع : مجَرِّب للأمور ، قال أبو ذُؤَيب :

فَتَنازَلا وتَوَاقَفَتْ خَيْلاهُما

وكلاهما بَطَلُ اللِّقاءِ مُخَدَّعُ (٢)

وقيل فى قول الشاعر :

سَمْحُ اليمين إذا أرَدْت يَمينَهُ

بسِفارة السُّفراء غيرُ مُخَدَّعِ (٣)

إنه أراد : غير مخدوع. وقد رُوِىَ جِدُّ مُخَدَّع : أى أنه مجَرِّب. والأكثر فى مثل هذا أن يكون بعد صفة من لفظ المضاف إليه ، كقولهم : أنت عالم جِدُّ عالم.

* والأخدعان : عِرْقان خَفِيَّان فى موضع الحجامة من العُنق. وقال اللِّحيانىّ : هما عِرْقان فى الرقبة. وقيل : الأخدعان : الوَدَجان.

* ورجل شديد الأخدع : ممتنع أبِىّ ؛ ولَيِّن الأخدع : بخلاف ذلك.

* وخَدع يخدَعُه خَدْعا : قطع أخْدعيه.

* وخَدَع ثوبَه خَدْعا وخُدْعا : ثناه. هذه عن اللِّحيانىّ.

* والخُدَعة : قبيلة من تميم. قال ابن الأعرابىّ : الخُدَعة : رَبيعة بن كعب بن سعْد بن زيد مَناة بن تميم. وأنشد غيرُه فى هذه القبيلة من تميم :

أذُودُ عن حَوْضِه ويدْفَعُنِى

يا قوْمِ مَنْ عاذِرِى مِنَ الخُدَعَهْ (٤)

__________________

(١) البيت للممزق العبدى فى لسان العرب ( خدع ) ؛ وتاج العروس ( خدع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٥ / ١٠٧ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٢ / ١٦١ ). ويروى : « يأرقُ » بالقاف المرفوعة.

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٣٨ ؛ ولسان العرب ( خدع ) ، ( خذع ) ، ( خيل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٦١ ) ؛ وتاج العروس ( خدع ) ، ( خيل ) ؛ والعين ( ١ / ١١٦ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٣ / ٢٣ ، ٨٠ ). ويروى : « مخذع » بالذال المعجمة.

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( خدع ) ؛ وتاج العروس ( خدع ).

(٤) البيت للأضبط بن قريع فى تاج العروس ( خدع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( خدع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١١٥ ) ؛ والمخصص ( ٣ / ٨٠ ).


* وخَدْعة : اسم رجل. وقيل : اسم ناقة كان يُسَبّ بها ذلك الرجل ، عنه أيضاً. وأنشد :

أسِيرُ بشَكْوَتِى وأحُلّ وحْدى

وأرْفع ذكرَ خَدْعةَ فى السَّماع (١)

قال : وإنما سُمِّى الرجل خَدْعة بها. وذلك لإكثاره من ذكرها ، وإشادته بها.

العين والخاء والتاء

* خَتَع الدليل القومِ يَخْتَعُ خَتْعا ، وخُتوعا : سارَ بهم تحت الظُّلمة على القصْد.

* ورجلٌ خُتَعٌ وخَتِع وخَوْتَع : حاذِق بالدَّلالة.

* وانختع فى الأرض : أبعد.

* وخَتَعَ على القوم : هَجَم.

* والخَوْتع : ضرب من الذُّباب كِبار. والخَوْتع : ذُباب الكَلْب. قال أبو حنيفة : الخَوْتع : ذُباب أزرق يكون فى العُشْب. قال الراجز :

للخَوْتَع الأزْرَق فيهِ صاهِلْ

عَزْف كَعَزْف الدُّفِّ والجَلاجلْ (٢)

* والخَتْعة : النَّمِرة الأنثى.

* والخُتَع : من أسماء الضَّبُع ، وليس بثَبْت.

* والخَتِيعة : هَنَة من أديم ، يُغَشَّى بها الإبهامُ لرمىِ السِّهام.

العين والخاء والذال

* خَذَع اللحمَ خَذْعا : شَرَّحه. وقيل : خَذَع اللحمَ والشحمَ يَخْذَعه خَذْعا ، وخَذَّعه : حَزَّز مواضع منه ، فى غير عَظْم ولا صلابة ، كما يُفْعَل بالجَنْب عند الشِّواء ، وكذلك القِثَّاء والقَرْع ونحوُهما. وقد تَخَذَّع.

* والخَذْعة والخُذْعُونة : القِطعة من القَرْع ونحوه. ومَن روى بيت أبى ذُؤَيب :

*وكلاهما بطلُ اللِّقاء مُخَذَّعُ* (٣)

أراد أنه قد قُطع فى مواضع منه ، لطول اعتياده الحرب. وقيل المُخَذَّع : المُقَطَّع بالسيوف.

* والخَذَع : المَيْل. قال أبو حنيفة : المُخَذَّع من النبات : ما أُكِل أعلاه.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( خدع ) ؛ وتاج العروس ( خدع ) ..

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( ختع ) ، ( عزف ) ؛ وتاج العروس ( ختع ) ، ( عزف ) ؛ والمخصص ( ٨ / ١٧٤ ).

(٣) سبق منذ يسير بتمامه وفيه : « مخدع » بالدال.


* والخَذيعة : طعام يتخذ من اللحم بالشام.

العين والخاء والثاء

* رجل خَوْثَع : لئيم ؛ عن ثعلب.

العين والخاء والراء

* الخَيْعَرة : خِفَّة وطيش.

مقلوبه : [ خ ر ع ]

* خَرِع الشىءُ خَرَعا وخَراعَة ، فهو خَرِع ، وخَريع ، وتَخَرَّع وانْخَرَعَ : اسْترْخَى وضعف ولان.

* والخَرِع : الخَوَّار.

* والخَرِيع : المُرِيب ، لأن المُريب خائف ، فكأنه خَوَّار. قال الراعى :

خَرِيعٌ مَتى يَمْشِ الخبيثُ بأرْضه

فإن الحَلال لا محالةَ ذائِقُهْ (١)

* والخَرَع : لِينُ المفاصِل. وشَفَةٌ خريعٌ : لَيِّنة.

* وانخرَعت أعضاء البعير ، وتَخَرَّعت : زالت عن مواضعها ، قال العجَّاج :

*ومَنْ هَمَزْنا عِزَّهُ تَخَرَّعا* (٢)

* وانخرع الرجلُ : ضعُف وانكسر. وانْخرَعْتُ له : لِنْت.

* والخَرِيع : الغُصْن فى بعض اللغات ، لنَعْمته وتثنيه. والخَرِيع من النساء : الناعمة.

والجمع : خُرُع وخَرائع. حكاهما ابن الأعرابىّ. وقيل : الخَريع والخَريعة : المتكَسِّرة ، التى لا تردّ يَدَ لامس ، كأنها تَنْخَرع له. قال يصف راحلته :

تَمْشِى أمامَ العِيسِ وهْى فِيها

مَشْىَ الخَريعِ تَرَكَتْ بَنِيها (٣)

وكلّ سريع الانكسار خريع. وقيل : الخَريع : الناعمة مع فجور. وقيل : الخريع : الماجنة المتبرِّجة.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( خرع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٦ / ٣٤٢ ) ؛ وتاج العروس ( خرع ).

(٢) الرجز للعجاج فى تاج العروس ( خرع ) ؛ ولسان العرب ( خرع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٦٢ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١١٧ ) ؛ والرواية فيه : ومن غمزنا رأسه تخرعا ، ولرؤبة فى ديوانه ص ٩٣ ؛ والرواية فيه : ومن همزنا رأسه تلعلعا ؛ وكتاب الجيم ( ١ / ٢٧٠ ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( خرع ) ؛ وتاج العروس ( خرع ).


* والخَرَاعة : الدَّعارة.

* ورجل مُخَرَّع : ذاهب فى الباطل.

* وخَرَع الجِلْدَ والثوب يَخْرَعُه خَرْعا ، فانْخَرَع : شقه. وخَرَع أذُن الشاة خَرْعا : كذلك. وقيل : هو شَقُّها فى الوسط.

* واخترع الشىءَ : اقتطعَه واختزله. وهو من ذلك ، لأن الشَّقَّ قَطْع. وفى الحديث : « يُنْفَق على المُغِيبة من مال زوجها ، ما لم تَخْتَرع مالَه » (١).

وقال أبو سعيد : الاختراع هاهنا : الخيانة ، وليس بخارج من معنى القَطْع. حَكى ذلك الهَرَوِىّ فى الغريبين. واختَرَع الشىءَ : ارتجله ، والاسم : الخِرْعة.

* والخُراع : داء يصيب البعير ، فيسقُط مَيِّتا ، ولم يَخُصَّ ابنُ الأعرابىّ به بعيرا ولا غيره ، إنما قال : الخُراع : أن يكون صحيحا ، فيقعَ ميتاً. والخُراع : الجُنون. وقد خُرِع فيهما.

* وامرأة خِرْوَعَة : رَخْصَة ، مشتقّ من ذلك.

* والخَريع والخِرِّيع : العُصْفُر. وقيل : شجرة.

* والخِرْوَع : شجر لَيِّن مُسترخٍ ، يحملُ مثلَ بَيض الطير ، يسمى سمْسِما هِنديّا ، مشتقّ من التَّخَرُّع. وقيل : الخِرْوَع : كلّ نبات قَصِف رَيَّان ، من شجر أو عُشْب.

* وابن الخَرِع : أحد فُرْسان العرب وشعرائها.

العين والخاء واللام

* الخَيْعَل : الفَرْو. وقيل : ثوب غير مَخيط الفَرْجَين ، يكون من الجلود ، ومن الثياب. وقيل : هو دِرْع يُخاط أحد شِقَّيه ، ويُترَك الآخَر ، تلْبَسه المرأة كالقميص. قال المُتَنَخِّل الهُذَلىّ :

السالكُ الثَّغْرَةَ الْيَقظانَ كالِئُها

مَشْىَ الهَلُوك عليها الخَيْعلُ الفُضُلُ (٢)

* والخَيْعَل : الخَليع. والخَيْعلُ : من أسماء الذئب.

* وخَياعِل : اسم موضع ، قال رُؤْبة :

*بحَوْزِ مَهْوَاةٍ إلى خَياعِلا* (٣)

__________________

(١) ذكره ابن الأثير فى النهاية ( ٢ / ٢٣ ).

(٢) البيت للمتنخل الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ( ٣ / ١٢٨١ ) ؛ ولسان العرب ( خعل ) ، ( فضل ) ؛ والعين ( ١ / ١٢٠ ).

(٣) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٨٢ ؛ ولسان العرب ( خعل ) ؛ وتاج العروس ( خيعل ) ؛ ويروى : « يجوز مهواةً .... ».


مقلوبه : [ خ ل ع ]

* خَلَع الشىءَ يخلَعُه خَلْعا ، واختلعه : كنزعه ، إلَّا أن فى الخَلْع مُهْلَة ، وسَوَّى بعضهم بين الخَلْع والنَّزْع وخَلَع الثوبَ والرداءَ والنعلَ يخلَعُه خَلْعا : جَرَّده. وفى التنزيل : ( فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ، إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً ) رُوِى أنه أُمِر بخلعهما ، ليطأ بقدَميه الوادىَ المقدَّس. ورُوى « قُدِّس مَرَّتين ». وكل ثوب تَخْلَعه عنك خِلْعةٌ. وخَلَع قائِدَه خَلْعا : أداله. وخَلَع الرِّبْقة عن عُنُقه : نقَض عَهدَه.

* وتخالع القوم : نقضوا العهد بينهم.

* وخَلَع دابَّته يخلَعُها خَلْعا ، وخَلَّعها : أطلقها من قَيْدها. وكذلك خَلَع قيدَه ؛ قال :

وكلُّ أُناسٍ قارَبوا قيدَ فَحْلِهمْ

ونحن خَلَعْنا قَيْدَه فهو سارِبُ (١)

وخَلَع عِذاره : ألقاه عن نفسه ، فعدا بشرّ ، وهو على المثل بذلك. وخلع امرأته خُلْعا وخِلاعا ، فاختلَعَتْ : أزالها عن نفسه ، وطلَّقها ؛ أنشد ابنُ الأعرابىّ :

مُولَعاتٍ بهاتِ هاتِ فإنْ شَفَّ

رَ مالٌ أرَدْنَ منك الخِلاعا (٢)

شَفَّر : قلَّ. وخَلَعه عن النسب : أزاله.

* ورجل خَلِيع : مخلوع عن نسبه ؛ وقيل : هو المخلوع من كلّ شىء ، والجمع خُلَعاء ، كما قالوا : قَتِيْلٌ وقُتَلاء.

* وخَلُع خَلاعة ، فهو خَليع : تباعد. والخليع : الشاطر ، وهو منه. والأنثى بالهاء ، والخليع : الصَّيَّاد لانفراده. والخليع : المُلازِم للقمار. والخَليع : القِدْح الفائِز أوَّلا ؛ وقيل : الذى لا يفوز أوَّلا ؛ عن كُراع. وجمعُه : خِلْعَة.

* والخُلاع ، والخَيْلَع ، والخَوْلَع : كالخَبَل والجُنون يُصيب الإنسان. وقيل : هو فزع يَبقى فى الفُؤاد ، يكاد يعترى منه الوَسواس. وقيل : الضَّعف والفزع. قال جرير :

لا يُعْجِبَنَّكَ أنْ تَرى لمجاشِعِ

جَلَدَ الرجال وفى القلوب الخَوْلَعُ (٣)

* والخَوْلَع : داء يأخذ الفِصال.

__________________

(١) البيت للأخنس بن شهاب التغلبى فى لسان العرب ( سرب ) ؛ وتاج العروس ( سرب ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٢ / ٤١٤ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( خلع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٨٨ ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( شفر ) ، ( خلع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١١ / ٣٥٢ ) ؛ وتاج العروس ( شفر ) ، ( خلع ).

(٣) البيت لجرير فى ديوانه ص ٧٤٠ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( خلع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١١٩ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٦٤ ). ويروى « في الفؤاد » بدل « في القلوب ».


* والمُخَلَّع : الذى كأنَّ به مَسّا. ورجل مُخَلَّع وخَيْلَع : ضعيف ، وفيه خُلْعة : أى ضعف.

* والمُخَلَّع من الشِّعر : « مَفْعُولُن » فى الضَّرب السادس من البَسيط ، مشتقّ منه ، سُمِّى بذلك ، لأنه خُلِعَت أوتادُه ، فى ضربه وعَروضه ، لأن أصله « مُسْتَفْعِلُنْ » فى العَروض والضرب ، فقد حذف منه جُزءان ، لأن أصله ثمانية. وفى الجُزأين وَتِدان ، وقد حُذفت من « مُسْتَفْعِلُنْ » نونه ، فقُطِع هذان الوَتدان ، فذهب من البيت وَتِدان ، وكأن البيت خُلِع ، إلا أن اسم التخليع لَحِقه ، بقطع نون « مُسْتَفْعِلُن » لأنهما للبيت كاليَدين ، فكأنهما يَدان خُلِعَتا منه.

* وتَخَلَّع فى مِشْيته : هَزَّ مَنْكِبَيه ، وأشار بيديه.

* والخَلْع والخَلَع : زوال المَفصِل من اليد أو الرّجل ، من غير بَيْنونة.

* وخَلَّع أوصاله : أزالها.

* وثوبٌ خليع : خَلَق.

* وبعير به خالِع : لا يَقدر أن يَثور إذا جَلَس الرجل على غُراب وَرِكه. وقيل : إنما ذلك لانخلاع عَصَبة عُرْقوبه.

* وخَلَعَ الزَّرعُ خَلاعة : أسْفَى. وأخْلَع : صار فيه الحبّ.

* وبُسْرةٌ خالعٌ وخالِعة : نضيجة. وقيل : الخالع بغير هاء : البُسرة إذا نَضِجت كلُّها.

وخَلع الشِّيحُ خَلْعا : أوْرَق. وكذلك العِضاهُ. وخَلَع : سقط وَرَقه.

* والخَلْعُ : القديد المشْوِىّ. وقيل : القديد يُشْوَى ، واللحمُ يُطْبَخ ، ويُجْعَل فى وعاء بإهالته.

* والخَوْلَع : الهَبيدُ حين يُهْبَد ، حتى يخرج دَسَمه ، وذلك أن يُطْبخ حتى يخرج سَمْنه ، ثم يصفَّى فيُنَحَّى ، ويُجعل عليه رَضيض التَّمر المنزوعِ النَّوَى والدقيق ، ويُساط حتى يخْتَلط ، ثم يُنزل فيوضَعُ ، فإذا بَرَد أعيد عليه سَمْنه.

* وتَخَلَّع القومُ ، تسلَّلوا وذهبوا ، عن ابن الأعرابىّ ؛ وأنشد :

وَداعا بنى خَلَفٍ فباتُوا حَوْلَه

يتخَلَّعُونَ تَخَلُّع الأجْمالِ (١)

* والخالع : الجَدْى.

* والخليعُ : والخَيْلَع : الغُولُ.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( خلع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٤ / ٤٢٦ ، ٤٢٨ ) ؛ وتاج العروس ( خلع ). والذى فى اللسان : « ودعا ».


* والخليع : اسم رجل من العَرَب.

* والخُلعاء : بطن من بنى عامر.

* والخَيْلَع من الثياب والذئاب : لغة فى الخَيْعل.

* والخَيْلَع : الزيت ؛ عن كُراع. والخَيْلَع : القُبة من الأدَم. وقيل : الخَيلع : الأدم عامَّة.

قال رُؤبة :

*نَفْضاً كنَفْضِ الرِّيحِ تُلْقِى الخَيْلَعا* (١)

وقال رجل من كَلْب :

ما زِلتُ أضْرِبُهُ وأدعو مالِكاً

حتى تركْتُ ثِيابَه كالخَيْلَعِ (٢)

* والخَلَعْلَع : من أسماء الضبَّاع ، عنه أيضاً.

مقلوبه : [ ل خ ع ]

* اللَّخَع : استرخاء الجسم ؛ يمانِيَة.

* واللَّخيعة : اسم مُشْتقّ منه.

* ويَلْخَع : موضع.

العين والخاء والنون

* خَنَع له ، وإليه ، يخنَعُ خُنوعا : ضرَعَ ، وطلب إليه وليس بأهل لذلك.

* وأخْنَعَتْه الحاجة إليه : اضطرّته. وفى الحديث : « إنَ أخْنَعَ الأسماء إلى الله تعالى مَنْ تَسَمَّى باسم مَلِك الأملاك » (٣) : أى أذلَّها : أراد : « اسمَ مَنْ ».

* والخُنْعَة والخَناعة : الاسم.

* وخَنَع إليها خَنْعا وخُنُوعا : أتاها للفُجور. وقيل : أصغَى إليها.

* ورجل خانع : فاجر. والجمع خَنَعة ، وكذلك خَنُوع ، والجمع خُنُع. قال الأعْشَى :

هُمُ الخَضَارِمُ إنْ غابوا وإنْ شَهِدُوا

وَلا يُرَوْنَ إلى جارَاتِهِمْ خُنُعَا (٤)

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٩١ ؛ ولسان العرب ( خلع ) ، ( فدع ) ، وبلا نسبة فى كتاب العين ( ٢ / ٤٧ ) ؛ ويروى : « طعنا كنفض ... ».

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( خلع ).

(٣) أخرجه البخارى فى الأدب ( ح ٦٢٠٥ ).

(٤) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٥٧ ؛ ولسان العرب ( خنع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٦٧ ). وكتاب العين ( ١ / ١٢١ ) ؛ وتاج العروس ( خنع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٤ / ٣٤ ).


* ووقع فى خَنْعَة : أى فيما يُسْتَحْيا منه.

* وخَنَع به يخْنَع : غَدَر. قال عَدىّ بن زيد :

غَيرَ أنَّ الأيامَ يَخْنَعْنَ بالمَرْ

ءِ وفِيها العَوْصَاء والمَيْسورُ (١)

والاسم : الخُنْعة.

* وبنو خُناعَة : بَطْن.

مقلوبه : [ ن خ ع ]

* النِّخاع ، والنَّخاع ، والنُّخاع : عِرْق أبيض فى داخل العُنُق ، يَنقاد فى فَقار الصُّلْب ، حتى يبلغ عَجْبَ الذَّنَب ، وهو يَسْقِى العِظام.

* ونَخَع الشَّاةَ نخْعا : قَطعَ نُخاعَها.

* والمَنْخَع : موضع قَطع النُّخاع.

* والنَّخْع : القتل الشديد ، مشتقّ من قَطع النُّخاع.

وفى الحديث : « إن أنخَع الأسماء عند الله ، أن يتَسمَّى الرجلُ باسم ملك الأملاك » (٢). وفى بعض الروايات : « أخْنَع » : أى أذلّ ، وقد تقدّم.

* والنَّاخع : الذى قَتَل الأمرَ عِلْما. وقيل : هو المُبَيِّن للأمور.

* ونَخَع الشاة نَخْعا : ذَبحَها ، حتى جاوزَ المَذْبح : من ذلك ؛ كلاهما عن ابن الأعرابىّ.

* والنُّخاعة : ما تَفَله الإنسان ، كالنُّخامة.

* تَنَخَّع الرجلُ : رَمَى بنُخاعَته.

* ونَخَع بحقِّى ينْخَع نُخُوعاً ، ونَخِع : أقرّ.

* وانْتَخَعَ فلان عن أرضه : بَعُد.

* والنَّخَع : أبو قبيلة ، من ذلك.

* ويَنْخَع : موضع.

العين والخاء والفاء

* خَفَع يَخْفَع خَفْعا ، وخُفوعا : ضعُف من جوع أو مرض. قال جرير :

__________________

(١) البيت لعدى بن زيد فى ديوانه ص ٩٠ ؛ ولسان العرب ( خنع ) ؛ وتاج العروس ( خنع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عوص ) ؛ وتاج العروس ( عوص ). ويروى « المسيور والمعسور » مكان « العوصاء والمنسور ».

(٢) سبق تخريجه فى الصفحة السابقة.


يمْشُون قد نَفَخَ الخَزِيرُ بُطُونَهُمْ

وغَدَوْا وضَيْفُ بنى عِقالٍ يَخْفَعُ (١)

* ورجل خَفُوع : خافِع.

* وانخَفَعَتْ كَبِدُه جوعا : تثَنَّتْ. وانخفَعَتْ رِئَتُه : انشقَّت من داء.

* وخَفَع على فِراشه ، وخُفِع ، وانخَفع : غُشِىَ عليه ، أو كاد يَطْفأ.

* والخَفْعَة : قطعةُ أدَم تُطْرَح على مُؤَخِّرَة الرَّحل.

* والخَيْفَع : اسم.

العين والخاء والباء

* الخَيْعابة : الرَّدِىء ، ولم يُسْمَعْ إلا فى قول تأبَّطَ شَرّا :

ولا خَرِبٍ خَيْعابَةٍ ذى غَوَائِلٍ

هَيامٍ كجَفْر الأبْطَح المُتَهَيِّلِ (٢)

ويُرْوَى : خيعانة.

مقلوبه : [ خ ب ع ]

* خَبَع الصَّبىُ خُبُوعا : انقطع نَفَسُه من البكاء. وخَبَع فى المكان : دخل.

* وأما الخَبْعُ فى الخَبْءِ : فعلى الإبدال ، لا يُعتدّ به من هذا الباب ؛ وعلى هذا قالوا : جارية خُمَعَة طُلَعَة : أى تَخْبأ نفسها مرّة ، وتبديها مرّة.

* والخَبْعة : المَزْعَة من القُطن ؛ عن الهَجَرىّ.

مقلوبه : [ ب خ ع ]

* بخَع نفسَه يَبْخَعُها بَخْعا ، وبُخوعا : قتلَها غيظاً أو غَماً. وفى التنزيل : ( فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ ) [ الكهف : ٦ ]. وبخَع له بحقِّه يبخَع بخُوعًا : أقرّ. وبخَع لى بالطاعة : كذلك.

العين والخاء والميم

* الخَوْعَم : الأحمَق.

* والخَيْعامة : كِناية عن الرجل السَّوْء. وقيل : هو نَعْت سَوْء.

__________________

(١) البيت لجرير فى ديوانه ص ٩١٧ ؛ ولسان العرب ( جفع ) ، ( خفع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٢٣ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٦٨ ، ٣٨٥ ) ؛ وتاج العروس ( جفع ) ؛ ويروى مطلعه : « يمشون » ؛ ونهايته « يجفعه » بالجيم.

(٢) البيت لتأبط شرّا فى ديوانه ص ١٧٤ ؛ ولسان العرب ( خعب ) ؛ وتاج العروس ( خعب ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ١٦٩ ). ويروى « ولا خرع » بدل « ولا خرب ».


مقلوبه : [ خ م ع ]

* خَمَعَت الضَّبُع : تخْمَع خَمْعا ، وخُموعا ، وخُماعا : عَرِجَت. وكذلك كلّ ذى عَرَج.

* والخَمْع : الذئب. وجمعه : أخماع.

* والخِمْع : اللِّصّ ، وهو من ذلك.

* وبنو خُماعة : بطْن.

العين والقاف والشين

* العَقْش : الجمع. والعَقَشىّ : نَبْت يَنْبُت فى الثُّمام والمَرْخ ، يتلوَّى كالعَصَبة على فرع الثُّمام ، وله ثمرة خَمرية إلى الحُمرة.

مقلوبه : [ ع ش ق ]

* العِشْق : عُجْب المُحبّ بالمحبوب ، يكون فى عَفاف الحبّ ودَعارته. عَشِقه عِشْقا ، وعَشَقا ، وتعشَّقه.

* وقيل : العِشْق : الاسم ، والعَشَق : المصدر.

* ورجل عاشِق ، من قوم عُشَّاق. وعِشِّيق : كثير العِشق. وامرأة عاشق وعاشِقة.

* والعَشَقَة : شجرة تخضرّ ثم تدِقّ وتصفرّ ؛ عن الزَّجَّاجىّ ، وزعم أن اشتقاق العاشق من ذلك. وقال كُراع : هى عند المولَّدين اللَّبلاب.

مقلوبه : [ ق ع ش ]

* قَعَشَ الشىء قَعْشا : عَطَفه. وخصّ بعضُهم به العصا من الشجر.

* والقَعْش : من مَراكِب النساء ، والجمع قُعوش ؛ قال رؤبة يصف السنة الجَدْبة :

*جَدْباءُ فَكَّتْ أُسُرَ القُعُوش* (١)

* والقَعُوش : كالقَعْش.

* وتَقَعْوَش الشيخُ : كبر ، وتَقَعْوَش البيتُ تَهَدَّم.

* وقَعْوَشَ البيت : هدمه أو قوَّضه.

* وبعير قَعْوَش : غليظ.

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٧٧ ؛ ولسان العرب ( قعش ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٧١ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٢٤ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١١ / ٢٠ ). ويروى : « حدباء » بالحاء.


مقلوبه : [ ق ش ع ]

* القَشْع : بيت من أدَم ، قال متمِّم :

ولا بَرَماً تُهْدِى النِّساءُ لعِرْسِه

إذا الْقَشْعُ من برْد الشِّتاءِ تقَعْقَعا (١)

وربما اتُّخذ من جُلود الإبل ، صِوانا لما فيه من المتاع. والقَشْع ، والقَشْعة : قطعة نِطْع خَلَق. وقيل : هو النِّطع نفسه. والقَشْع أيضاً : الفَرْوُ الخَلَقُ. وجمع كل ذلك : قُشوع.

* والقَشْعة ، والقِشْعة : القطعة الخَلَق اليابسة من الجلد. وجمع القَشعة : قِشاع ، وجمع القِشْعَة : قِشَع.

* وقَشِع الشىءُ قَشَعا : خَفَّ ، كاللحم الذى يسمَّى الحُساس.

* والقُشاع : داء يُوبِس جلد الإنسان.

* والقِشاعُ : الرُّقعة التى توضع على النِّجاش عند خَرْز الأديم.

* وانقشع عنه الشىءُ وتقشَّع : غشيه ، ثم انجلى عنه ، كالظلام عن الصبح ، والهمّ عن القلب ، والسحاب عن الجوّ.

* والقَشْع : السحاب الذاهب المُتقشِّع عن وجه السماء. والقَشْعة والقِشْعة : قطعة منه تبقى فى أُفُق السماء إذا تَقَشَّع الغيم.

* وقد أقشع الغيم ، وانقَشَع ، وتقشَّع ، وقشَعتْه الريحُ قَشْعا.

قال ابن جنى : جاء هذا معكوساً مخالفاً للمُعتاد ؛ وذلك أنك تجدُ فيهما « فَعَل » متعديا ، و « أفعل » غير متعدّ. ومثله : شَنَق البعيرَ وأشنق هو ، وأجْفَل الظَّليمُ وجَفَلَتْهُ الرِّيحُ ؛ وسيأتى.

* وأقشع القوم ، وتقشَّعوا ، وانقشعوا : ذهبوا وافترقوا. وأقشعوا عن مجلسهم : ارتفعوا. هذه عن ابن الأعرابى.

* والقِشْع والقَشْع : كُناسة الحَمَّام والحَجَّام. والفتح أعلى.

* والقِشْعَة : النُّخامة ، وبه فُسِّر حديث أبى هُريرة رضى الله عنه : لو حَدَّثتكم بكلّ ما رَوَيتُ لرمَيْتمونى بالقِشْع (٢). قال المفسِّر : أى لبصَقتم فى وجهى ، تفنيدا لى. حكاه الهَرَوِىّ فى الغريبين.

__________________

(١) البيت لمتمم بن نويرة فى ديوانه ص ١٠٧ ؛ ولسان العرب ( قشع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٧١ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٦٥ ، ١٢٥ ) ؛ وتاج العروس ( قشع ) ؛ ( قعع ) ، ( برم ).

(٢) أخرجه أحمد بنحوه فى المسند ( ٢ / ٥٣٩ ، ٥٤٠ ).


* والقُشاع : صوت الضَّبُع. وقال أبو مِهْراس :

كأنّ نِداءَهُنَ قُشاعُ ضَبْعٍ

تفَقَّدُ من فَراعِلَةٍ أكِيلا (١)

* وأراكة قَشِعَة : مُلتفة كثيرة الوَرَق.

* والمِقْشَع : الناوُوس ؛ يمانِية.

مقلوبه : [ ش ق ع ]

* شَقَع فى الإناء يَشْقَع شَقْعا : شَرِب. وقيل : شقَع : شَرِب بغير إناء ، ككَرَع.

العين والقاف والضاد

* قَعَض رَأسَ الخشبة قَعْضاً ، فانقعَضَتْ : عطفها.

* وخشبة قَعْضٌ : مَقْعُوضَة ؛ قال رُؤبة :

أما تَرَى دَهْراً حَنانِى حَفْضَا

أطْرَ الصَّناعَين العَريشَ القَعْضَا (٢)

وعندى أن القَعْض فى تأويل « مَفْعول » ، كقولك دِرهم ضَرْب : أى مَضروب.

مقلوبه : [ ق ض ع ]

* القَضْعُ : القَهْر.

* والقَضَع والقُضَاع : تقطيع فى البطن شديد.

* وانْقَضَع القومُ وتقضَّعوا : تفرَّقوا.

* وقُضاعة : أبو قبيلة ، سُمِّىَ بذلك لانقضاعه مع أمِّه. وقيل : هو من القَهْر. وقُضاعة : اسم كلْب الماء.

العين والقاف والصاد

* العَقَصُ : التواء القَرْن على الأُذُنين إلى المؤخَّر وانعطافه.

* عَقِص عَقَصاً ، وهو أعقَص ، والأنثى : عَقْصاء.

* والعَقَص فى زِحاف الوافر : إسكان الخامس من « مُفاعَلَتُنْ » فيصير « مفاعِيلُن » ، ثم

__________________

(١) البيت لأبى مهراس فى لسان العرب ( قشع ) ، ( فرعل ) ؛ وتاج العروس ( قشع ) ، ( فرعل ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٨ / ٧٢ ) ؛ ويروى : فراعله » بالهاء بدل التاء المربوطة.

(٢) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٨٠ ؛ ولسان العرب ( عرش ) ، ( حفض ) ، ( قعض ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٧٣ ، ٤١٥ ، ١١ / ١٣٧ ) ؛ وتاج العروس ( حفض ) ، ( قعض ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٢٦ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١١ / ١٤ ).


حذف النون منه مع الخَرْم ، فيصير الجزء مَفعولُ كقوله :

لوْ لا مَلِكٌ رَءُوفٌ رَحِيمٌ

تَدَارَكَنِى برَحْمَتِه هَلَكْتُ (١)

سُمِّى أعقَص ، لأنه بمنزلة التيس الذى ذهب أحد قَرْنَيه مائلا ، كأنه عُقِص ، أى عُطِف ، وهو على التَّشبيه بالأوّل. والعَقَص أيضاً : دخول الثنايا فى الفَم والتواؤها ، والفعل كالفعل.

* والعَقَصَة من الرَّمْل ، مثل السِّلْسلة. وعَبَّر عنها أبو علىّ فقال : العَقِصَة والعَقَصَة : رمل يَلْتوى بعضُه على بعض وينقاد ، كالعَقِدة والعَقَدة.

* والعَقْص : أن تَلْوِىَ الخُصلة من الشعر ثم تعقدَها ، ثم تُرْسِلَها.

* والعَقيصة : الخُصْلة ، والجمع : عَقائص ، وعِقاص ، وهى العِقْصة ، ولا يقال : للرجل عِقْصَة.

* وذو العَقيصَتين : رجل معروف ، خَصَّل شعره عَقيصتين ، وأرخاهما من جانبيه.

* والعُقُوص : خيوط تُفْتَل من صوف ، وتُصبغ بالسَّواد ، وتصل به المرأة شعرَها ؛ يمانيَة.

* وعَقَصَتْ شَعْرها ، تعْقِصه عَقْصا : شدته فى قفاها.

* والعَقِص ، والعِقِّيص ، والأعْقَص ، والعَيْقَص : كلُّه البخيل الكزّ الضيِّق. وقد عَقِص عَقَصا.

* والعِقاص : الدُّوارة التى فى بطن الشاة.

مقلوبه : [ ق ع ص ]

* القَعْص والقَعَص : القتل المعَجَّل.

* والإقعاص : أن تضرب الشىء أو ترمِيَه ، فيموت مكانه. وأقعصَ الرجلَ : أجهز عليه ، والاسم منهما القِعْصة ؛ عن ابن الأعرابىّ.

وأنشد لابن زُنَيْم :

هذا ابنُ فاطمةَ الذى أفناكُمُ

ذَبْحا ومِيتةَ قِعْصَةٍ لم يَذْبَحِ (٢)

* وقَعَصَه بالرُّمْح وأقْعَصَه : طَعَنه طَعْنا وَحِيّا ، وقيل : حَفَزه.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عقص ) ؛ وتاج العروس ( عقص ).

(٢) البيت لابن زنيم فى لسان العرب ( قعص ) ؛ وتاج العروس ( قعص ). وتروى نهايته : « تُذبح ».


* وشاة قَعُوص : تضرب حالبَها ، وتمنع الدِّرة ، قال :

*قَعُوصُ شَوِىٍّ دَرُّها غيرُ مُنْزَلِ* (١)

وقد قَعِصت قَعَصاً.

* والقُعاص : داء يأخذ فى الصدر ، كأنه يكسِر العُنق. والقُعاص : داء يأخذ الدوابّ ، فيسيل من أُنوفها شىء ، وقد قُعِصَت.

* والقَعْص : المُفكَّك من البيوت ؛ عن كراع.

مقلوبه : [ ص ع ق ]

* صَعِق الإنسان صَعْقا ، وصَعَقا ، فهو صَعِق : غُشِىَ عليه ، وذهب عقله ، من صوتٍ يسمعه كالهَدَّة الشَّديدة. وصَعِقَ صَعْقا وصَعَقا ، فهو صَعِق : مات. وقوله عزوجل : ( فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ) [ البقرة : ٥٥ ] قال أبو إسحاق : الصاعقة ما تَصْعَقونَ منه ، أى تموتون. وفى هذه الآية ذكر البعث بعد موتٍ وقع فى الدنيا ، مثل قوله عزوجل : ( فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ) [ البقرة : ٢٥٩ ].

* وأصعقه : قتله ؛ قال ابن مُقْبل :

تَرَى النُّعَرَاتِ الخُضْرَ تحت لَبانِه

فُرَادَى ومَثْنَى أصْعَقتها صَوَاهِلُهْ (٢)

فأمَّا قوله تعالى : ( وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً ) [ الأعراف : ١٤٣ ] فإنما هو غَشْىٌ لا موت ، لقوله تعالى بعد هذا : ( فَلَمَّا أَفاقَ ) [ الأعراف : ١٤٣ ] ولم يقل : فلما نُشِر. وأمَّا قوله تعالى : ( فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ) [ الزمر : ٦٨ ] فقال ثعلب : الصَّعْق : يكون الموت ، ويكون ذهاب العقل.

* والصَّعِق : الشديد الصوت ؛ بَيِّن الصَّعَق. قال رُؤْبة :

*إذا تَتَلَّاهُنّ صَلْصَالُ الصَّعَقْ* (٣)

* وصَعَق الثَّورُ يَصْعَق صُعاقا : خارَ خُواراً شديداً.

* والصَّاعِقة : العذاب. وقيل : هى قطعة من نار ، تسقط بإثْر الرّعد ، لا تأتى على شىء إلا أحْرَقَتْه. وصَعِق الرجلُ فهو صَعِقٌ ، وصُعِق : أصابته صاعقة. وصَعَقتهمُ السَّماءُ

__________________

(١) الشطر بلا نسبة فى اللسان ( قعص ) ؛ وتاج العروس ( قعص ) ؛ والعين ( ١ / ١٢٨ ).

(٢) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ٢٥٢ ؛ ولسان العرب ( نعر ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( صعق ) ، ( ثنى ) ؛ ويروى : « أحادَ » بدل « فرادى ».

(٣) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٠٦ ؛ ولسان العرب ( ملخ ) ، ( صعق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٧٧ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٢٩ ) ؛ وتاج العروس ( ملق ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٨ / ٥٠ ).


وأصعقتهم : ألْقَتْ عليهم صاعقة.

* والصَّعِق الكِلابىُّ : أحد فُرْسان العرب ، سُمِّى بذلك ، لأنه أصابتْه صاعقة. وقيل : سُمِّى بذلك ، لأن بنى تميم ضربوه ضربة على رأسه ، فأمَّتْه ، فكان إذا سمع الصَّوت الشديد صَعَق ، فذهب عَقلُه.

قال أبو سعيد السِّيرافىّ : كان يُطْعِم الناس فى الجَدْب بِتهامة ، فهبَّت الريح ، فهالت التراب فى قِصاعه ، فسَبَّ الريح ، فأصابته صاعقة فقتلته. واسمه خُوَيْلِد ، وفيه يقول القائل :

بأنَّ خُوَيْلِداً فابْكِى علَيْه

قتيلُ الرّيح فى البَلَد التَّهامِى (١)

قال سيبويه : قالوا : فُلان ابنُ الصَّعِق. والصَّعِق : صفة تقع على كلّ من أصابه الصَّعْق ، ولكنه غَلَب عليه ، حتى صار بمنزلة زيد وعمرو ، عَلَما كالنجم. والنَّسَب إليه صَعَقِىّ على القياس ، وصِعِقىّ على غير القياس ، لأنهم يقولون فيه قبل الإضافة صِعِق ، على ما يطرد فى هذا النحو ، مما ثانيه حرف من حروف الحلق ، فى الاسم والفعل ، والصفة فى لغة قوم.

* وصَعِقَت الرَّكية صَعَقا : انقاضَتْ فانهارَتْ.

* وصُواعق : موضع.

مقلوبه : [ ق ص ع ]

* القَصْعَة : الصَّحْفة تُشْبِع العَشَرة ، والجمع : قِصَاع ، وقِصَع.

* وقَصَع الماءَ قَصْعا : ابتلعه جَرْعا. وقَصَع الماءُ عَطَشَه يَقْصَعُه قَصْعا ، وقَصَّعه : سكَّنه وقتله.

* والقَصْع : قتل الصُّؤَاب والقَمْلة بين الظُّفرين.

* وقَصَع الغلام قَصَعا : ضربه ببُسْط كفِّه على رأسه. قالوا : والذى يُفْعَل به ذلك لا يَشِبّ ولا يزداد.

* وغلام مَقصوع ، وقَصِيع : كادى الشَّباب. وجارية قَصِيعة ، بالهاء ، عن كُراع : كذلك.

* وقَصَع الله شَبابَه : أكداه ، وقصَعَ البعيرُ بِجرَّته قَصْعا : مضَغَها. وقيل : هو بعد الدَّسْع وقَبْل المضْغ. وقيل : هو أنْ يرُدَّها إلى جوفه. وقيل : هو أن يملأ بها فاه. وقَصَع الجُرحُ :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( صعق ).


شَرِق بالدّم.

* والقُصَعة ، والقُصَعاء ، والقاصِعاء : كله جُحْر يحفِره اليربوع ، فإذا فرغ ودخل فيه ، سدَّ فمه بتراب ، لئلا تدخل عليه حَيَّة أو دابَّة. وقيل : هى باب جُحْره ، ينقبه بعد الدَّاماء فى مواضع أخر. وقيل : قاصِعاؤه : تراب يَسُدُّ به باب الجُحْر.

* وقَصَع الضبُّ : سَدَّ باب جُحْره. وقيل : كلُّ سادّ مُقَصِّع. وقَصَع الضَّبُّ أيضا : دخل فى قاصعائه. واستعاره بعضهم للشيطان ، فقال :

إذا الشَّيْطانُ قَصَّعَ فى قَفاها

تَنَفَّقْناهُ بالحبْلِ التُّؤَامِ (١)

وقوله : « تَنَفَّقْناهُ » : أى استخرجناه كاستخراج الضبّ من نافقائه.

مقلوبه : [ ص ق ع ]

* صَقَعَه يَصْقَعُه صَقْعا : ضربه ببُسْط كفِّه. وصَقَع رأسه : عَلاه بأىّ شىء كان ؛ أنشد ابن الأعرابىّ :

وعمرو بن هَمَّامٍ صَقَعْنا جَبِينهُ

بشَنْعاءَ تنهَى نَخْوَةَ المتظلِّمِ (٢)

المتظلم هنا : الظالم. وقد يُسْتعار ذلك للظهر قال فى صفة السُّيوف :

إذا اسْتُعِيرَتْ من جُفون الأغماد

فقأْنَ بالصَّقْع يرابيعَ الصَّادْ (٣)

أراد الصَّيْد. وقيل : الصَّقْع : ضَرْبُ الشىْء اليابس المُصْمَت بمثله ، كالحَجَر بالحجر ونحوه.

* وصُقِع الرجلُ كصُعِق. والصَّاقعة : كالصاعقة حكاه يعقوب ، وأنشد :

يَحْكُون بالمصْقُولةِ القوَاطِع

تَشَقُّقَ البرق عن الصَّواقِعِ (٤)

* والصَّقيع : الجليد ، قال :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قصع ) ، ( نفق ) ؛ وتاج العروس ( قصع ) ، ( نفق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٩ / ١٩٣ ).

(٢) البيت لجابر الثعلبى فى لسان العرب ( ظلم ) ؛ وتاج العروس ( ظلم ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( صقع ) ؛ وتاج العروس ( صقع ).

(٣) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٤٠ ؛ ولسان العرب ( ربع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٤ / ١٤ ) ؛ وتاج العروس ( طير ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( طير ) ، ( صقع ) ويروى « إذا استطيرت » بلد « إذا استعيرت ».

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( صقع ) ؛ وتاج العروس ( صقع ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٨٨٦ ، ١٢٥٤.


*وأدركه حُسام كالصَّقيع* (١)

* وصُقِعت الأرضُ ، وأُصْقِعت : أصابها الصَّقيع.

* والصَّقَع : الضلال والهلاك.

* والصَّقِع : البعيد الذى لا يُدرَى أين هو؟ وقيل : الذى قد ذهب فنزل وحدَه. وقوله أنشده ابن الأعرابىّ :

*صَقِعٌ من الأعداء فى شَوَّال* (٢)

صَقِعٌ : مُتَنَحٍّ بعيد من الأعداء ، وذلك أن الرجل كان إذا اشتدّ عليه الشتاء تنَحَّى لئلا ينزل به ضيف. وقوله « فى شَوّال » : يعنى أن البرد كان فى شوّال ، حين تنحَّى هذا المُتنحِّى. والأعداء : الضِّيفان الغُرَباء.

* وصَوْقَعة الثريد : أُقْنَتُه. وقيل : أعلاه.

* وصَقَع الثريدَ يصقَعه صَقْعا : أكله من صَوْقَعَتِه. وصَنَع رجل لأعرابىّ ثريدة يأكلها ، ثم قال : لا تَصْقَعْها ، ولا تَشْرِمْها ، ولا تَقْعَرْها. قال : فمن أين آكُل؟ لا أبا لك.

تَشْرِمُها : تخرِقها. وتَقْعَرُها : تأكل من أسفلها.

* والصَّوقَعة : ما نتأ من أعلى رأس الإنسان والجبل. والصَّوقَعة : ما يقى الرأس من العِمامة والخِمار والرداء. والصوقعة : خرقة تُعْقد فى رأس الهوْدَج تُصَفِّقُها الرّيح. والصَّوقعة ، والصِّقاع جميعاً : خرقة تكون على رأس المرأة ، تُوَقى بها الخِمارَ من الدّهن.

* والصِّقاع : البُرقع الذى يلى رأس الفرس ، دون البُرْقُع الأكبر. والصِّقاع : ما يُشَدُّ به أنف الناقة ، إذا أرادوا أن تَرأم ولدها أو ولد غيرها. قال القُطامىّ :

إذا رأسٌ رأيتُ به طِماحا

شَدَدتُ له العَمائمَ والصِّقاعا (٣)

* والأصْقَع من الطير : ما كان على رأسه بياض ؛ قال :

كأنّها حينَ فاض الماءُ واحتَفَلتْ

صَقْعاء لاحَ لها بالقَفرةِ الذِّيبُ (٤)

__________________

(١) الشطر بلا نسبة فى لسان العرب ( صقع ).

(٢) عجز بيت وصدره : أأبا دليجة من لحى مفرد. وهو لأوس فى ديوانه ص ١٠٧ ؛ ولسان العرب ( صقع ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٣ / ٢٩٨ ) ؛ وتاج العروس ( صقع ).

(٣) البيت للقطامى فى ديوانه ص ٤٢ ؛ ولسان العرب ( صقع ) ، ( غمم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٧٩ ، ١٦ / ١١٨ ) ؛ وكتاب العين ( ٤ / ٣٥١ ) ؛ وتاج العروس ( صقع ) ، ( غمم ) ، ويروى : « الغمائم ».

(٤) البيت للراعى النميرى فى ملحق ديوانه ص ٢٩٩ ؛ ولسان العرب ( صرح ) ؛ وتاج العروس ( صرح ) ؛ وكتاب العين ( ٣ / ١١٥ ) ؛ ولامرئ القيس فى ديوانه ص ٢٢٦ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( صقع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٤ / ٢٣٩ ). ويروى عجزه : فتخاء لاح لها بالصرحة الذيب.


يعنى العُقاب. ونعامة صَقْعاء : فى وسط رأسها بياض ، وسائرها أسود. وناصية صَقْعاء : فيها بياض على أية حالاتها كانت.

* والأصقع : طائر كالعصفور ، فى ريشه ورأسه بياض. وقيل : هو كالعصفور ، فى ريشه خُضرة ، ورأسه أبيض ، يكون بقرب الماء ، إن شئت كسَّرته تكسير الاسم ، لأنه صفة غالبة ، وإن شئت كسَّرته على الصفة ، لأنها أصله. وفرس أصقع : أبيض أعلى الرأس. والأصقَع من الفرس : ناصيته.

* وصَقَع بصوته يَصْقَع صَقْعا وصُقاعاً : رفعه. وصَقْع الديك : صوته.

* والصُّقْع : ناحية الأرض والبيت. وصُقْع الركِيَّة : ما حولها وتحتها من نواحيها.

والجمع : أصقاع. وقوله :

قُبِّحْتِ من سالفةٍ ومن صُدُغْ

كأنها كُشعيةُ ضَبٍّ فى صُقُعْ (١)

إنما معناه : فى ناحية ، وجمع بين العَين والغين ، لتقارب مخرجيهما. وبعضهم يَرْويه فى صُقُغْ بالغين ، فلا أدرى : أهو هَرب من الإكفاء ، أم الغين فى صقغ وَضْع؟ وزعم يونس أن أبا عمرو بن العلاء رواه كذلك ، وقال ـ أعنى أبا عمرو ـ : لو لا ذلك لم أروهما. قال ابن جنى : فإذا كان الأمر على ما رواه أبو عمرو ، فالحال ناطقة بأن فى صُقُع لغتين : الغين والعَين جميعا ، أو أن يكون أبدل الحرف للحرف.

* وخطيب مِصْقَع : بليغ. قال قيس بن عاصم :

خُطَباءُ حينَ يقومُ قائِلُنا

بيضُ الوُجوه مَصَاقِعٌ لُسْنُ (٢)

قيل : هو من رفع الصَّوْت. وقيل : يذهب فى كلّ صُقْع من الكلام ، أى ناحية ، وهو اختيار الفارسىّ.

* والعرب تقول : « صَهْ صَاقِع » ؛ تقوله للرجل تسمعُه يَكذب ، أى اسكت ، فقد ضَلَلْتَ عن الحقّ.

* وصَقَع فى كلّ النواحى يَصْقَع : ذهب. وقوله ، أنشده ابن الأعرابىّ :

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( صقع ) ، ( سقغ ) ؛ ( صدغ ) ، ( صقغ ) ؛ وتاج العروس ( سقغ ) ، ( صدغ ) ، ( وصقغ ). ويروى « صقغ » بالغين ، و « سقغ » بدلاً من « صقع » بالعين المهملة.

(٢) البيت لقيس بن عاصم فى لسان العرب ( صقع ) ؛ وتاج العروس ( صقع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٢ / ١١٤ ).


وعَلِمْتُ أنى إذ أخَذْتُ بحَبْلِه

بَهَشَتْ يَداىَ إلى وَحًى لم يَصْقَعِ (١)

هو من هذا ، أى لم يذهبْ عن طريق الكلام.

* وصَقِعَتِ الرَّكيةُ صَقَعا : انهارَتْ ، كصَعِقَت.

* وما أدرى أين صَقَع؟ أى توجَّه ، قال :

وللهِ صُعْلُوكٌ تَشَدَّدَ هَمُّه

عليه وفى الأرض العريضة مَصْقَعُ (٢)

أى مُتَوَجَّه.

* والصَّقَع : القَرَع فى الرأس. وقيل : هو ذهاب الشَّعر.

* وكلّ صادٍ وسينٍ تجىء قبل القاف ، فللعرب فيها لغتان : منهم من يجعله سِينا ، ومنهم من يجعله صادا ، لا يبالون ، متصلة كانت بالقاف أو منفصلة ، بعد أن تكون فى كلمة واحدة ؛ إلا أن الصاد فى بعضٍ أحسن ، والسين فى بعض أحسن.

* والصَّقَعِىّ : الذى يُولَد فى الصَّفَرِية :

العين والقاف والسين

* والعَقَس : شُجيرة تَنْبُت فى الثُّمام والمَرْخ والأراك تَلْتَوِى.

* والعَوْقَس : ضرب من النَّبت ؛ وليس بثَبت.

مقلوبه : [ ع س ق ]

* عَسِقَ به عَسَقا : لزِق به ولزمه ، وعَسِقَتِ الناقة بالفحل : أربَّت به. وكذلك الحمارُ بالأتان. قال :

*فعفّ عن أسْرارِها بعدَ العَسَقْ* (٣)

فأمَّا قول سُحَيم :

فلوْ كنتُ وَرْداً لونُه لعَسِقْتِنى

ولكِنَّ ربى شانَنِى بِسَوَادِيا (٤)

فليسَ بشىء ، إنما قلب الشين سينا لسَواده ، وضَعْف عبارته عن الشين. وليس ذلك بلغة ، إنما هو كاللَّثَغ.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( صقع ) ، ( وحى ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٠٤٨ ؛ والمخصص ( ٢ / ١٦٣ ، ١٥ / ٤٤ ) ؛ وتاج العروس ( صقع ) ، ( وحى ) ؛ ويروى « بحيلة » بدل « بحبله ».

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( صقع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٨٠ ) ؛ وتاج العروس ( صقع ).

(٣) الرجز لرؤبة في ديوانه ص ٢٠٤ ؛ وتهذيب اللغة ( ١٢ / ٢٨٤ ) ؛ ولسان العرب ( فرك ) وفيه : « الغسق ».

(٤) البيت لسحيم عبد بنى الحسحاس فى ديوانه ص ٢٦ ؛ ولسان العرب ( عسق ).


* وفى خلقه عَسَقٌ : أى التواء وضيق.

* والعِسْق : العُرْجون الرَّدىء ، أسَدية.

* والعَسَق ، الظلمة كالغَسَق ، عن ثعلب ، وأنشد :

إنَّا لنَسمو للعدو حَنَقا

بالخيل أكداسا تثير عَسَقا (١)

كنى بالعَسَق عن ظلمة الغُبار.

* والعَسيقة : الشراب الردىء الكثير الماء ؛ حكاه أبو حنيفة.

مقلوبه : [ ق ع س ]

* القَعَس : نقيض الحَدَب ، قَعِس قَعَسا ، فهو أقْعَس وقَعِس ، كقولهم أنكد ونَكِد ، وأجرب وجَرِب. وهذا الضرب يعتقب عليه هذان المثالان كثيرا. والقَعَس فى القوس : نتوء باطنها من وَسَطها ، ودخول ظاهرها ، وهى قوسٌ قَعْساء ؛ قال أبو النجم ووصف صائدا :

وفى اليد اليُسْرَى على مَيْسُورِها

نَبْعِيَّةٌ قد شَدَّ منْ تَوْتيرها

كَبْداءُ قَعْسَاءُ على تأطِيرِها (٢)

* ونملة قَعساء : رافعة صدرها وذنبها ، والجمع : قُعْس وقَعْساوات ، على غلَبة الصفة.

* والقُعاس : التواء يأخذ فى العنق من ريح ، كأنما يكسِرُه إلى ما وراءه.

* والقَعَس : الثَّبات. وعِزَّة قعْساء : ثابتة ؛ قال :

*والعِزّة القَعْساء للأعَزِّ* (٣)

* ورجل أقْعس : ثابت عزيز منيع.

* وتَقَعَّسَت الدّابة : ثَبَتَت ، فلم تبرَحْ مكانَها.

وقوله :

صديقٌ لرسم الأشْجَعِيَّين بعد ما

كستنِى السِّنونَ القُعْسُ شيبَ المفارق (٤)

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عسق ) ؛ وتاج العروس ( عسق ).

(٢) الرجز لأبى النجم فى لسان العرب ( أطر ) ، ( قعس ) ؛ وتاج العروس ( أطر ) ، ( قعس ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٤٥ ).

(٣) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٦٤ ؛ وللعجاج فى كتاب العين ( ١ / ١٣٠ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قعس ).

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قعس ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ٨٦ ) ؛ وتاج العروس ( قعس ).


إنما أراد السِّنينَ الثابتة : ومعنى ثباتها : طولها.

* وقَعِس ، وتَقاعَس ، واقْعَنْسَس : تأخر قال أبو علىّ : نون « افعنلل » بابها إذا وقعت فى ذوات الأربعة : أن تكون بين أصلين ، نحو احْرنجم واخْرَنْطَم ، واقْعَنْسس ملحق بذلك ، فيجب أن يُحْتذَى به طريق ما أُلحق بمثاله ، فلتكن السِّين الأولى أصلا ، كما أن الطاء المقابلة لها مِنِ اخْرَنطم أصل ؛ وإذا كانت السين الأولى من اقْعَنْسَس أصلا ، كانت الثانية الزائدة ، فى غير ارتياب ولا شُبهة.

* والمُقْعَنْسِس : الشديد ، وجمل مُقْعَنْسِس : يمتنع أن يُقاد. وعِزّ مقعنسِس : عَزَّ أن يُضام. وكلّ مدخل رأسه فى عُنقه كالممتنع من الشىء : مُقْعَنْسِس.

* والقَعْس : التراب المُنْتِن.

* وقَعَس الشىءَ قَعْساً : عطفه ، كقعشه.

* والقَوْعَس : الغليظ العُنق ، الشديد الظَّهر من كلّ شىء.

* وتَقَعْوس الشيخ : كبر ، كتقعوش. وتقعوس البيت : انهدم.

* والقَعْوَس : الخفيف.

* وقَعْسان : موضع.

* وقُعَيْسِسٌ ، وقُعَيْسٌ : اسمان.

* ومُقاعِس : قَبيلة. وبنو مُقاعِسٍ : بطن من بنى سَعد ، سُمِّى مُقاعِسا ، لأنه تقاعَسَ عن حِلْف كان بين قومه ، واسمه الحارث. وقيل : إنما سُمِّى مُقاعِسا يومَ الكُلاب ، لأنهم لما التقَوا هم وبنو الحارث بن كعب ، تنادَى أولئك : يا للحارث ، وتنادَى هؤلاء : يا للحارث ، فاشتبه الشِّعاران ، فقالوا : يا لَمُقاعِس.

* وعمرو بن قِعاس : من شعرائهم.

مقلوبه : [ س ق ع ]

* كلّ ما تقدّم فى باب صَقَع بالصاد ، فالسين فيه لغة.

* والسُّقع : ما تحت الركيَّة من نواحيها ، والجمع : أسْقاع. والسُّقْع : ناحية من الأرض والبيت.

العين والقاف والزاى

* العَقْزُ : تقارب دبيب النمل.


مقلوبه : [ ع ز ق ]

* العَزْق : عِلاج فى عَسَر.

* ورجل عَزِق ، ومتعَزِّق ، وعَزْوَق : فيه شدّة وبخل وعَسَر فى خُلُقه : من ذلك.

* وعَزَق الأرض يعْزِقها عَزْقا : شقَّها وكَرَبها.

* والمِعْزق والمِعْزقة : المَرُّ من حديد ونحوه ، مما يُخفَر به. قال ذو الرُّمَّة :

نُثِيرُ بِها نَقْعَ الكُلابِ وأنتمُ

تُثِيرُون قِيعانَ القُرَى بالمَعازِقِ (١)

* والعَزْق ، والعَزُوق ، والعَزْوَق : كله حَمْل الفُسْتُق دون لُبّ ، وهو دِباغ. وعُزوقته : تَقَبُّضُهُ. وقيل : العَزْوَق : حَمْل شجر بَشِع الطعم.

* والعَزِيق : مُطمئن من الأرض ؛ يمانيَة.

مقلوبه : [ ق ع ز ]

* قَعَز ما فى الإناء يَقعَزُه قَعْزاً ، شَرِبه عَبّا. وقَعَز الإناءَ قَعْزاً : ملأه.

مقلوبه : [ ز ع ق ]

* ماء زُعاق : مُرٌّ غليظ لا يُطاق شُرْبه. الواحد والجميع فيه سواء.

* وأزْعَق : أنبط ماءً زُعاقا.

* وبئر زَعِقة : مُرّة.

* وطَعام زُعاق : كثير المِلح.

* وزَعَق القدرَ يَزْعقها زَعْقا ، وأَزْعقها : أكثر ملحها.

* وزَعِق زَعَقا ، فهو زَعِق ؛ وانزعق : فَزِع باللَّيل.

* وزَعَقَه ، وزَعَق به ، وأزْعقه ، وهو مَزعوق ، وزَعيق : أفزَعه. الأخيرتان على غير قياس.

قال ابن جنىّ : إنْ قيل : ما بالُ هذا ونحوه من « أفعلته » فهو « مَفْعول » ، خالف فيه الفعل مُسندا إلى الفاعل ، صُورتَه مُسْندا إلى المفعول ، وعادة الاستعمال غيرُ هذا ، وهو أن يجىء الضربان معاً فى عِدَّة واحدة ، نحو ضربته وضُرِب ، وأكرمته وأُكْرم ، وكذلك مَقاد هذا الباب؟

__________________

(١) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٢٥٦ ؛ ولسان العرب ( عزق ) ؛ وتاج العروس ( عزق ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ١٨٣ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٣٠٧ ).


قيل : إن العرب لمَّا قوِىَ فى أنفسها أمر المفعول ، حتى كاد يلحَق عندها برتبة الفاعل ، وحتى قال سيبوَيه فيهما ، وإن كانا جميعا يَهُمَّانهم ويَعْنيانهم ، خَصُّوا المفعول إذا أسند الفعل إليه ، بضربين من الصَّنعة : أحدهما تغيير صيغة المِثال مسنداً إلى المفعول ، عن صورته مُسندا إلى الفاعل ، والعِدَّة واحدة ؛ وذلك نحو ضَرَب زيدٌ وضُرِبَ ، وقَتَل وقُتِل. والآخر : أنهم لم يقنعوا بهذا القدر من التغيير ، حتى تجاوزوه إلى أن غَيروا عِدّة الحروف ، مع ضمّ أوّله ، كما غَيَّروا فى الأوّل الصورة والصِّيغة وحدها ، وذلك قوله : أحببته وحُبَّ ، وأزكمه اللهُ وزُكِم ، وأضَأدَهُ وضُئِد ، وأملأه ومُلِئ.

* والزَّعِق والمزعوق : النشيط الذى يفزع من كلّ شَىء. وهول زَعِق : شديد ، قال :

*من غائلاتِ اللَّيل والهَوْلِ الزَّعِق* (١)

* وزَعَقَ دَوَابَّه : طَرَدَها مُسْرِعا ، قال :

إنَّ عليها فاعلمَنهَ سائِقَا

لا مُتْعِباً ولا عَنِيفا زَاعِقَا (٢)

وقيل : الزاعق : الذى يَسُوق ويصيح بها صِياحا شديدا.

* وزَعْقَةُ المُؤَذِّن : صوته.

* وزَعَقَتْه العقربُ تَزْعَقُهُ زَعْقا : لدغَتْه.

* والزُّعْقُوق : فَرْخ القَبْج ، وهو الحَجَل والكَرَوَان ، والأنثى بالهاء.

مقلوبه : [ ق ز ع ]

* القَزَع : قِطَع من السحاب رِقاق ، كأنها ظِلٌّ إذا مرّت من تحت السحابة الكبيرة. قال :

مَقانِبُ بَعْضُها يَبْرِى لبَعْضٍ

كأنَّ زُهاءَها قَزَعُ الظِّلالِ (٣)

وقيل : القَزَع : السحاب المتفرّق. وأكثر ما يكون ذلك فى الخريف. قال :

تَرَى عُصَبَ القَطا هَمَلاً عليه

كأنَّ رِعالَهُ قَزَع الجَهامِ (٤)

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٠٥ ؛ ومجمل اللغة ( ٣ / ١٠ ) ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس ( زعق ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٣ / ٨ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( لبب ) ، ( زعق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٨٤ ) ؛ وتاج العروس ( لبب ) ، ( زعق ) ؛ والمخصص ( ٧ / ١١٢ ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قزع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٥ / ١٥٥ ) ؛ وتاج العروس ( قزع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٣٢ ).

(٤) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٤٠٢ ؛ ولسان العرب ( قزع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٨٥ ) ؛ وتاج العروس ( قزع ).


وقيل : القَزَع : المتفرّق من كلّ شىء : واحدتهما قَزَعة. وما فى السماء قَزَعة وقِزاع : أى لَطيخة غيم.

* والقَزَع من الصُّوف : ما تناتَف فى الربيع ، فسقط.

* وكبش أقْزَع ، ونعجة قَزْعاء : سَقَط بعض صوفها وبقى بعض. وقد قَزِع قَزَعا.

* وقَزَعُ السَّهم : ما رَقَّ من ريشه. والقَزَع أيضاً أصغر ما يكون من الريش.

* وسهم مُقَزَّع : رِيشَ بريش صِغارٍ.

* والقُزَّعة والقُزْعَة : خُصَلٌ من الشعر ، تترك على رأس الصَّبىّ ، كالذوائب ، متفرّقةً فى نواحى الرأس.

* والقَزَع : بقايا الشَّعْر المُنْتَتِف ، الواحدة : قَزَعَة.

* ورجل مُقَزَّع ومُتَقَزِّع : لا يُرى على رأسه إلا شُعَيرات مُتفرّقة ، تَطايرُ مع الرّيح.

* والقَزَعة : موضع الشَّعْر المتقزّع من الرأس.

* والمُقَزَّع من الخيل : الذى تَنتِتف ناصيته ، حتى تَرِقّ. وقيل : هو الرقيق الناصية خِلقةً.

* وقَزَّع الشارِبَ : قَصَّهُ.

* والقَزَع : أخذ ، بعض الشَّعْر ، وترك بعضه ؛ وفى الحديث : « نَهَى رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن القَزَع » (١) ، يعنى أخذ بعض الشَّعْر وترك بعضه.

* والمُقَزَّع : السريع الخفيف من كلّ شىء.

* وقَزَعَ الفرسُ يقْزَع قَزْعا : مَرَّ مرّا شديدا ، أو سَهْلا. وقيل : عَدا عَدْواً شديداً ؛ وكذلك البعيرُ والظَّبى.

* وقَوْزَعَ الدِّيكُ : فَرَّ من صاحبه.

* وقَوْزَعُ : اسم الخِزْى والعار ؛ عن ثعلب. وقال ابن الأعرابىّ : قَلَّدته قلائد قَوْزَع ، يعنى الفضائح. وأنشد :

أبَتْ أمُّ دينارٍ فأصبحَ فرْجُها

حَصانا وقُلِّدْتُمْ قلائدَ قَوْزَعا (٢)

* وقَزَعَة وقُزَيْع ، ومقزوع : أسماء.

__________________

(١) أخرجه البخارى (٥٩٢١) ، ومسلم ( ح ٢١٢٠ ).

(٢) البيت للكميت بن معروف فى ديوانه ص ١٩٥ ؛ وله أو للكميت بن ثعلبة الفقعسى فى لسان العرب ( قزع ) ؛ وتاج العروس ( قزع ).


وأرى ثعلبا قد حكى فى الأسماء قَزْعة ، بسكون الزاى.

مقلوبه : [ ز ق ع ]

* زَقَع الحمارُ يَزْقَع زَقْعا وزُقاعا : اشتدّ ضَرْطه.

العين والقاف والطاء

* اليَعْقُوطة : دُحْروجة الجُعَل ، يعنى البَعْرة.

مقلوبه : [ ق ع ط ]

* قَعَطَ الشىءَ قَعْطا : ضبطَه. وقَعَطَ الدوابَ يقْعَطُها قَعْطا ، وقَعَّطَها : ساقها سَوقاً شديداً.

* ورجل قِعاط وقَعَّاط : سَوَّاق عَنيف.

* وأقعط فى أثره : اشتدّ.

* والقَعَّاط والمُقَعِّط : المتكبر الكَزُّ.

* وقَعَط عمامته يقْعَطُها قَعْطا ، واقتعَطها : أدارها على رأسه ، ولم يَتَلَحَّ بها ، وقد نُهىَ عنه.

* والمِقعَطة : العِمامة ، منه.

* والقَعِيطةُ : أُنثى الحَجَل.

مقلوبه : [ ق ط ع ]

* القَطْع : إبانة بعض أجزاء الجِرْم من بعضٍ فَصْلا. قطَعَه يقْطعُه قَطْعا ، وقَطيعة ، وقُطوعاً ، قال :

فما بَرِحَتْ حتى استَبانَ سُقاتُها

قُطُوعا لمحبوكٍ من اللِّيفِ حادِرِ (١)

* وقَطَعَه واقتطعهُ ، فانقطع وتقطَّع. وقول أبى ذُؤَيب :

كأنَّ ابنة السَّهْمِىّ دُرَّةُ قامِصٍ

لها بعد تقطيع النُّبُوحِ وَهِيجُ (٢)

أراد بعد انقطاع النبوح.

* وشىء قَطيع : مقطوع.

__________________

(١) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ١٣٨ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( حدر ) ، ( قطع ) ؛ وتاج العروس ( حدر ) ، ( قطع ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٣٣ ؛ ولسان العرب ( وهج ) ، ( قمس ) ، ( قطع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٩٤ ) ؛ وتاج العروس ( وهج ) ، ( قمس ) ، ( قطع ) ؛ ويروى « قامس » بدل « قامص ».


* والقِطْعَة ، والقُطْعَة ، والقُطاعة : ما قطعته منه. وخَصّ اللِّحيانى بالقُطاعة : قُطاعة الأديم والحُوَّارى ، قال : وهو ما قُطع من الحُوَّارَى من النُّخالة.

* وتقاطع الشىء : بان بعضه من بعض.

* وأقطَعه إياه : أذِن له فى قَطْعه.

* والقَطيع : الغُصن تقطعه من الشجرة ، والجمع : أقطِعَة ، وقُطُع ، وقُطُعات ، وأقاطيع ، كحديث وأحاديث.

* والقِطْع من الشجر : كالقطيع ، والجمع : أقطاع. قال أبو ذُؤَيب :

عَفا غَيرَ نُؤْى الدَّارِ ما إن تُبِينُهُ

وأقْطاع طُفْىٍ قد عَفَتْ فى المَعاقِلِ (١)

والقِطْع أيضاً : السهم يُعمل من القَطيع أو القِطعْ ، اللذين هما المقطوعُ من الشجر. وقيل : هو السهم العريض. وقيل : النَّصل القصير ، والجمع أقْطُع ، وقُطوع ، وقِطاع ؛ ومقاطيع ، جاء على غير واحده نادراً ، كأنه إنما جمع مَقاطِعا ، ولم يُسْمع ، كما قالوا : مَلامح ومَشابه ، ولم يقولوا : مَلْمحة ولا مَشْبهة ؛ قال بعض الأغفال يصفُ دِرْعا :

لهَا عُكَنٌ تَرُدّ النَّبلَ خُنْسا

وتَهْزَأُ بالمعابِلِ والقِطاعِ (٢)

وقال ساعدة بنُ جُؤَيَّة :

وشَقَّتْ مَقاطيعُ الرُّماةِ فُؤَادَه

إذَا يسمعُ الصوْتَ المُغَرِّدَ يَصْلِدُ (٣)

* والمِقْطَع والمِقطاع : ما قطعته به.

* وسيف قاطع ، وقَطَّاعٌ ، ومِقْطع.

* وحبل أقطاع : مقطوع ، كأنهم جعلوا كلّ جزءٍ منه قِطْعا ، وإن لم يُتَكَلَّم به. وكذلك ثوب أقطاع ، وقِطْع ؛ عن اللِّحيانىّ.

* وقَطَع النُّخالة من الحُوَّارَى : فصلها منه. عن اللِّحيانى ، وهو من ذلك.

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب فى شرح أشعار الهذليين ص ١٤٠ ؛ ولسان العرب ( قطع ) ، ( طفا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٤ / ٣٢ ) ؛ وتاج العروس ( قطع ) ؛ وللهذلى ـ نسبة لا اسما ـ فى تاج العروس ( طفا ) وفيه « المنازل » بدل « المعاقل ».

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( هزأ ) ؛ ( خنس ) ، ( قطع ). ( عكن ) ؛ وتاج العروس ( هزأ ) ؛ ( خنس ) ، ( قطع ) ، ( عكن ) ..

(٣) البيت لساعدة بن جؤية الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٧٠ ؛ ولسان العرب ( قطع ) ؛ وتاج العروس ( صلد ) ، ( قطع ) ؛ وللهذلى ـ نسبة ـ فى لسان العرب ( صلد ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٥٩ ) ؛ ويروى : « فؤادها » ، « تصلد ».


* وقاطَعَ الرجلان بسيفيهما : نظرا أيُّهُما أقْطَعُ.

* ورجل لَطَّاع قَطَّاع : يقطَعُ نصفَ اللُّقمة ، ويردّ الثانى ، وسيأتى ذكر اللَّطاع.

* وكلام قاطع ، على المَثَل ، كقولهم : نافِذ.

* والأقْطعُ : المقطوع اليد ، والجمعُ : قُطْع ، وقُطْعان. ويد قَطْعاء : مقطوعة. وقد قَطِعَ قَطَعاً ، وقُطِع.

* والقَطَعَة والقَطْعة : موضع القطع من اليد. وقيل : بقيَّة اليد المقطوعة.

* وقَطَع الله عُمْرَه : على المَثَل. وفى التنزيل : ( فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ) [ الأنعام : ٤٥ ]. قال ثعلب : معناه : استؤْصِلوا من آخرهم.

* والمقطوع من المديد ، والكامل ، والرَّجز : الذى حُذِف منه حرفان ، نحو : « فاعلاتُنْ » ، ذهبت منها « تُنْ » فصار محذوفا ، فبقى « فاعِلُنْ » ، ثم ذهب من « فاعِلُنْ » النون ، ثم سُكِّنت اللام ، فنقل فى التقطيع إلى « فَعْلُنْ » ، كقوله فى المديد :

إنّمَا الذَّلْفاءُ ياقُوتَةٌ

أُخْرِجَتْ من كيس دِهْقانِ (١)

فقوله « قانِ » : « فَعْلُنْ » ، وكقوله فى الكامل :

وإذَا دَعَوْنَكَ عَمَّهُن فإنَّهُ

نسبٌ يزيدُك عِندهُنَّ خَبالا (٢)

فقوله « نَ خَبالا » : « فَعِلاتُنْ » ، وهو مقطوع. وكقوله فى الرجَز :

القَلْبُ منها مُسْتَرِيحٌ سالِمٌ

والقلْبُ منى جاهِدٌ مَجْهُودُ (٣)

فقوله : مجهود : « مَفْعُولُنْ ».

* ومَقْطَع كلّ شىء : ومنقطعه : آخره ، كمقاطع الرمال والأودية. وشراب لذيذ المنقَطَع : أى الآخِر والخاتمة.

* وقَطَع الماءَ قَطْعا : شقهُ وجازه.

* وقَطَع به النهرَ ، وأقطَعَه إياه ، وأقطعه به : جاوزه ، وهو من الفصل بين الأجزاء.

* ومُقَطَّعات الشىء : طوائفُه التى يتَحَلَّل إليها ، ويتركَّب عنها. كمُقَطَّعات الكلام.

* ومُقَطَّعات الشىء : طوائفُه التى يتَحَلَّل إليها ، ويتركَّب عنها. كمُقَطَّعات الكلام. ومُقَطَّعات الشِّعْر ، ومقاطيعُه : ما تحلَّل إليه ، وتركَّب عنه ، من أجزائه التى يسميها عروضيو

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( بتر ) ، ( كيس ) ، ( قطع ) ، ( ذلف ) ؛ وتاج العروس ( بتر ) ، ( كيس ).

(٢) البيت للأخطل فى ديوانه ص ٢٤٧ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قطع ) ؛ وتاج العروس ( قطع ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى تاج العروس ( قطع ) ؛ ولسان العرب ( قطع ).


العرب الأسباب والأوتاد.

* والقَطاع والقِطَاع : صِرامُ النخل.

* وقَطَع النخلَ يَقطَعُه قَطْعا ، وقِطاعا ، وقَطاعا عن اللِّحيانىّ : صَرَمه ؛ قال سيبويه : قَطَعْتُه : أوصلت إليه القَطْع ، واستعملته فيه.

* وأقْطَع النخلُ : حان صِرامُه. وأقْطَعته : أذنِت له فى قِطاعه.

* وانقطع الشىء : ذهب وقته ، ومنه قولهم : انقطع البردُ والحرُّ. وانقطع كلامُه : وقف فلم يَمضِ.

* وقَطَع لسانَه : أسكته بإحسانه إليه.

* وانقطع لسانُه : ذهبت سَلاطته.

* وقطعَه قَطْعًا ، وأقْطَعه : بَكَّته. وهو قطيع القول ، وأقْطَعُه. وقد قَطِع ، وقَطُعَ قَطاعة.

* وأقْطَع الشاعرُ : انقطعَ شِعره. وأقْطَعَتِ الدَّجاجة : انقطع بيضُها ؛ قال الفارسىّ : وهذا كما عادَلوا بينهما بأصفى.

* وقُطِع به ، وانْقُطِع ، وأُقْطِع ، وأقْطَع : ضعُفَ عن النكاح.

* وانقُطِع بالرجل والبعير : كَلَّا.

* والقَطْع ، والقَطيعة : ضِدّ الوصل ، والفعل كالفعل ، والمصدر كالمصدر ، وهو على المَثَل.

* وتَقاطَع القومُ : تَصارَموا. وتقاطَعَتْ أرْحامُهم : تَحاصَّتْ.

* وقَطَعَ رَحِمَه قَطْعا ، وقَطَّعها : عَقَّها. وقوله تعالى : ( أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ، وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ) [ محمد : ٢٢ ] : أى تَعُودوا إلى أمر الجاهلية ؛ فتفسدوا فى الأرض ، وتَئِدوا البنات. وقيل : « ( تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ) : تُقُتِّل قُرَيشٌ بنى هاشم ، وبنو هاشم قُرَيْشا ».

* ورجل قُطَعٌ ، ومِقْطَع ، وقَطَّاع : يقْطَعُ رَحِمَه.

* والأُقطوعة : ما تبعثه المرأة إلى صاحبتها ، علامة للمُصارمة.

* والقَطْع : البُهْر ، لقطعه الأنفاس.

* ورجل قَطيع : مَبْهُورٌ ، بَيِّن القَطاعَة. وكذلك الأنثى بغير هاء.

* وامرأة قَطيِع وقَطوع : فاترة القِيام.

* والقُطْع والقُطُع فى الفَرَس وغيره : البُهْر ، وانقطاع بعض عروقه.


* واقْتَطع طائفةً من الشىء : أخذه.

* والقَطِيعة : ما اقتطعه منه.

* وأقْطَعنى إياها : أذِن لى فى اقتطاعها.

* واستقطعه إياها : سأله أن يُقْطِعه إياها.

* وأقطَعَه نهرا : أباحَه له.

* وقَطَعَ الرجلُ بحبْل يَقْطَع قَطْعا : اختنق به. وفى التنزيل : ( ثُمَ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ ) [ الحج : ١٥ ].

* وثوب يَقْطَعُك ، ويُقْطِعُك ، ويُقَطِّع لك : يصلح عليك قميصا ونحوه.

* والقُطْع : وجَع فى البَطْن.

* والتَّقطيع : مَغْسٌ فى الأمعاء.

* والقَطيع : الطائفة من الغنم والنَّعَم ونحوه ، والغالب عليه أنه من عَشْرٍ إلى أربعين. وقيل : ما بين خَمس عَشْرَة إلى خَمس وعشرين. والجمع : أقْطاع ، وأَقْطِعة ، وقُطْعان ، وقِطاع ، وأقاطيع ؛ قال سيبويه. وهو مما جُمع على غير بناء واحده. ونظيره عندك حديث وأحاديث. والقِطْعة كالقطيع. والقَطيع : السوط يُقْطع من جلد سَيْر ، ويُعمل منه. وقيل : هو مشتقّ من القطيع الذى هو المقطوع من الشجر. وقيل : هو المنقطِع الطَّرَف. وعمَّ أبو عُبيد بالقَطيع. وحَكى الفارسىّ : قطعتُه بالقَطيع : أى ضربته به. كما قالوا : سُطْته بالسَّوْط.

* والقُطَّع والقُطَّاع : اللُّصوص يقطعون الأرض.

* ورجل مُقطَّع : مُجَرَّب.

* وإنه لحسن التقطيع : أى القَدّ.

* ومَقْطَع الحق : ما يُقْطَع به الباطل ، وهو أيضاً مَوضِع الْتِقاءِ الحُكْم. قال زُهَير :

وإنّ الحقّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ

يمينٌ ، أو نِفارٌ ، أو جَلاءُ (١)

* والقِطْع ، والقِطْعة ، والقَطيع ، والقَطِع : طائفة من الليل ، تكون من أوّل الليل إلى ثُلُثِه. وقيل للفَزارىّ : ما القِطعُ من اللَّيل؟ فقال جِرْمَة تَهورُها : أى قطعة تَحزُرُها : ولا تدرى كم هى؟

__________________

(١) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ٧٥ ؛ ولسان العرب ( نفر ) ، ( قطع ) ، ( جلا ) ، وكتاب العين ( ١ / ١٣٨ ) ، ( ٨ / ٢٦٨ ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ٢٠٠ ، ١٦ / ٢٩ ) ؛ وتاج العروس ( نفر ) ، ( قطع ) ، ( جلا ).


* والمُقَطَّعات من الثياب : القِصار ، ومن الشِّعْر : الأبيات القِصار.

* وكلّ قصير مُقَطَّع ، ومُتقطِّع ؛ ومنه حديث ابن عباس فى صلاة الضحى : إذا تقَطَّعت الظِّلال ، يعنى قَصُرت ، لأنها تكون ممدودة فى أوّل النهار ، فكلَّما ارتفعت الشمس قَصُرَت الظِّلال. ويُرْوَى أن جرير بن الخَطَفى كان بينه وبين رؤبة اختلاف فى شىء ، فقال : أما والله لئن سَهِرتُ له ليلة ، لأدَعَنَّه وقلَّما تُغْنِى عنه مُقَطَّعاته. يعنى أبياتَ الرَّجَز.

* والمِقْطع : مثالٌ يُقْطَع عليه الأديم وغيره.

* والقاطِع كالمِقْطع : اسم كالكاهل والغارِب.

* والقِطْع : ضرب من الثياب المُوَشَّاة ، والجمع قطوع. والقِطْع : النُّمْرُقَة أيضاً. والقِطْع : الطِّنْفِسة تكون تحت الرَّحْل ، على كَتِفَى البعير ، والجمع كالجمع. قال :

أتَتْكَ العيسُ تَنْفُخ فى بُراها

تَكَشَّفُ عن مناكبها القُطُوع (١)

* وقاطعه على كذا وكذا : من الأجر والعمل ونحوه.

* ويقال للأرنب السريعة مُقَطِّعة النِّياط ، كأنها تَقْطَعُ عِرقا فى بَطْن طالبها ، من شدّة العَدْو ، وهذا كقولهم فيها : مُحَشِّئَةُ الكلاب ، ومن قال النِّياط : بُعد المفازة ، فهى تقطِّعُه أيضاً : أى تجاوزه. قال يصف الأرنب :

كأنى إذْ مَنَنْت عليك خيرى

مَنَنْتُ على مُقَطَّعَة النَّياطِ (٢)

ويقال لها أيضاً : مُقطِّعة القلوب ، أنشد ابن الأعرابىّ :

كأنى إذْ مَنَنْتُ عليك فَضْلِى

مَنَنْتُ على مُقَطِّعَة القُلوبِ

أُرَيِنبِ خُلَّةٍ باتتْ تَغَشَّى

أبارِقَ كُلُّها وَخِمٌ جَدِيبُ (٣)

* وقَطَّع الجوادُ الخيلَ : خَلَّفها ومضَى ؛ قال أبو الخَشْناء :

يُقَطِّعُهُن بتقريبه

ويأوِى إلى حُضُرٍ مُلْهِبِ (٤)

* وفلان مُنْقَطِع القرين : فى الكرم والسخاء ، وكذلك فى الشَّر والخُبث ؛ قال الشَّماخ :

__________________

(١) البيت لعبد الرحمن بن الحكم فى لسان العرب ( ضرح ) ، ( صنع ) ؛ وتاج العروس ( صنع ) ؛ وله أو للأعشى أو لزياد الأعجم فى لسان العرب ( قطع ) ؛ وتاج العروس ( قطع ) ؛ وهو بلا نسبة فى المخصص ( ٧ / ١٤٣ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٨٧ ) ؛ وهو برواية المحكم فى العين ( ١ / ١٣٩ ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قطع ) ، ( منن ) ؛ وتاج العروس ( منن ).

(٣) البيتان بلا نسبة فى لسان العرب ( قطع ) ؛ وتاج العروس ( قطع ).

(٤) البيت للنابغة فى ديوانه ص ١٧ ؛ ولسان العرب ( قطع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٩٣ ) ؛ وتاج العروس ( قطع ) ؛ ولأبى الخشناء فى كتاب العين ( ١ / ١٣٦ ) ؛ وبلا نسبة فى العين ( ٤ / ٥٤ ) ؛ والمخصص ( ٦ / ١٧٨ ).


رأيْتُ عَرابةَ الأَوْسِىّ يَسْمُو

إلى الخيراتِ مُنْقَطِعَ القَرِينِ (١)

* والمُقَطَّع من الذهب : اليسيرُ ، كالحَلْقة والشذْرَة. ومنه الحديث : « أنه نَهَى عن لُبْس الذهب إلا مُقَطَّعاً » (٢).

* وقَطَّع عليه العذابَ : لَوَّنه وجَزَّأه.

* والمُقَطَّعات : الديار.

* والقَطِيع : شَبيه بالنظير.

* وأرض قَطِعة : لا تدرِى أخُضْرتها أكثر ، أم بياضها الذى لا نبات به؟ وقيل : هى التى بها نِقاط من الكَلأ.

* وقَطَعَ الماء قُطوعًا ، وأقعطَع ، عن ابن الأعرابىّ : قلّ وذهب ، فانقطع. والاسم : القُطْعَة. وفى الحديث : « كانت اليهود قوماً لهم ثمارٌ لا تُصيبها قُطْعَة » (٣) : أى لا يَنقطع الماء عنها.

* وقطَعَت الطيرُ قِطاعاً ، وقَطاعاً ، وقُطُوعاً ، واقْطَوْطَعَتْ : انحدَرت من بلاد البرد إلى بلاد الحرّ.

* والقُطَيْعاءُ : الشِّهريزُ. وقال كراع : هو صِنف من التمر ، فلم يُحَلِّه ؛ قال :

باتوا يُعَشُّونَ القُطَيْعاءَ جارَهُمْ

وعندهُمُ البَرْنِىّ فى جُلَلٍ دُسْمِ (٤)

* وبنو قُطَيْعة : قبيلة. والنسبة إليهم : قُطَعِىّ. وبنو قُطْعَة : بطْن أيضاً.

العين والقاف والدال

* العَقْدُ : نقيض الحَلّ. عَقَدَهُ يعقِدُه عَقْداً وتَعْقاداً ، وعَقَّدَه ؛ أنشد ثعلب :

لا يَمَنْعَنَّكَ مِنْ بُغا

ءِ الخَيرِ تَعْقادُ التَّمائمْ (٥)

* واعتقده : كعَقَده ؛ قال جرير :

__________________

(١) البيت للشماخ فى ديوانه ص ٣٣٥ ؛ ولسان العرب ( قطع ) ، ( يمن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٨ / ٢٢١ ، ١٥ / ٥٢٣ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٣٦ ) ؛ وتاج العروس ( قطع ).

(٢) « صحيح » : أخرجه أحمد والنسائى ، وانظر « آداب الزفاف » ( ص ١٤٣ ).

(٣) ذكره ابن الأثير فى النهاية ( ٤ / ٨٣ ).

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قطع ) ، ( وتك ) ، ( جلل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٩٠ ) ؛ والمخصص ( ١١ / ١٣٣ ، ١٦ / ٩١ ).

(٥) البيت للمرقش أو لخزز بن لوذان فى لسان العرب ( حتم ) ، ( يمن ) ؛ وتاج العروس ( حتم ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عقد ) ، ( بغا ) ؛ وتاج العروس ( عقد ) ، ( بغا ).


أسِيلَة مَعْقِدِ السِّمْطَين منها

ورَيَّا حيث تعْتَقِدُ الحْقِابا (١)

وقدِ انعقد وتعقد.

قال سيبويه : وقالوا : هو منى مَعْقِدَ الإزار : أى بتلك المنزلة فى القُرب ، فحذفَ وأوصل ، وهو من الظروف المختصة ، التى أُجريت مُجْرى غير المختصة ، لأنه كالمكان وإن لم يكن مَكاناً ، وإنما هو كالمَثَل.

وقالُوا للرجل إذا لم يكن عنده غَناء : فلان لا يعقد الحبل : أى أنه يعجز عن هذا ، على هَوانه وخِفّته ؛ قال :

فَإنْ تقُلْ يا ظَبْىُ حَلا حَلَّا

تَعْلَقْ وتَعْقِدْ حَبْلَها المُنْحَلَّا (٢)

أىْ تَجِدُّ وتشمِّرُ لإغضابه وإرغامه ، حتى كأنها تعقِد على نفسها الحبل.

* والعُقْدة : حجم العَقد ، والجمع : عُقَد.

* وجَبَر عَظْمُه على عُقْدة : إذا لم يَسْتَوِ.

* والعِقْد : الخيط يُنظَم فيه الخَرز ، والجمع عُقود. وقد اعْتَقَد الدُّرَّ والخرزَ وغيره : إذا اتخذ منه عِقْدا. قال عَدِىُّ بنُ الرِّقاع :

وما حُسَيْنة إذْ قامت تُوَدِّعنا

للبَيْن واعْتقَدت شَذَراً ومَرْجانا (٣)

* والمعْقاد : خيط يُنظم فيه خَرَزَات ، ويُعلَّق فى عُنُق الصَّبِىّ.

وعَقَد التاجَ فوق رأسه ، واعتقده : عصبَّه به. أنشد ثعلب لابن قيس الرُّقَيَّات :

يَعْتَقِدُ التَّاجَ فَوْقَ مَفْرِقِهِ

على جَبين كأنه الذَّهَبُ (٤)

* وعَقَد العهدَ واليمينَ : يَعْقِدُهما عَقْداً ، وعَقَّدهما : أكَّدهما. والعَقْد : العهد ، والجمع : عُقود.

* وعاقده : عاهده. وتعاقد القوم تعاهَدوا.

* والعَقيد : الحليفُ ، قال أبو خِراش الهُذَلىّ :

__________________

(١) البيت لجرير فى ديوانه ص ٨١٤ ؛ ولسان العرب ( عقد ) ؛ وتاج العروس ( عقد ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عقد ) ؛ وتاج العروس ( عقد ).

(٣) البيت لعدى بن الرقاع فى ديوانه ص ١٠٥ ؛ ولسان العرب ( عقد ) ؛ وتاج العروس ( عقد ).

(٤) البيت لابن قيس الرقيات فى ديوانه ص ٥ ؛ ولسان العرب ( عصب ) ، ( عقد ) ؛ وتاج العروس ( عصب ) ، ( عقد ) ؛ وبلا نسبة فى العين ( ١ / ٣١١ ). ويروى مطلعه : « يعتصب ».


كمْ من عَقيدٍ وجارٍ حَلَّ عندهُمُ

ومِنْ مُجارٍ بعَهْد اللهِ قد قَتَلُوا (١)

* وعَقَد البناءَ بالجصّ يَعْقِدُ عَقْدا : ألْزَقه.

* والعَقْد : ما عَقَدت من البناء ، والجمع : أعقاد ، وعُقُود. وعَقَدْتَنِى عَقْدا.

* وعَقَّد السَّحابُ : صار كالْعَقْد المَبْنِى.

* وأعقاده : ما تعقد منه. واحدها : عَقْد.

* والمَعْقِد : المَفْصِل.

* والأعقد من التيوس : الذى فى قرنه عُقْدة. والاسم : العَقَدُ.

وظَبْية عاقد : انعقَد طَرَف ذَنبها. وقيل : هى العاطف. وقيل : هى التى رفعت رأسها ، حَذَراً على نفسها ، وعلى وَلَدها.

* والعَقَدُ : التواء فى ذَنَب الشاة ، يكون فيه كالعُقدة ، شاة أعقد ، وكذلك ذِئب أعقد ، وكلب أعقدُ. قال جرير :

تَبولُ على القتادِ بناتُ تيْمٍ

مع العُقْد النَّوابحِ فى الدّيَارِ (٢)

وليس شىءٌ أحبَّ إلى الكلب ، من أن يبولَ على قتادة أو على شُجيرة صغيرة غيرها.

* وكلّ ملتوى الذنب : أعقد.

* وعُقْدةُ الكلْب : قَضيبه. وسمَّى جرير الفرزدق عُقْدان : إما على التشبيه له بالكلب الأعقد الذنب ، وإما على التشبيه له بالكلْب المنعقِدِ مع الكلبة إذا عاظلَها ، فقال :

وما زِلتَ يا عُقْدانُ صاحبَ سَوْءَةٍ

تناجى بها نَفْسا لئيماً ضَميرُها (٣)

* وناقة عاقد : تعقِد بذنبها عند اللِّقاح ؛ أنشد ابن الأعرابىّ :

جِمالٌ ذات مَعْجَمةٍ وبُزْلٌ

عَواقدُ أمسكَتْ لَقَحا وحُولُ (٤)

وظبىٌ عاقد : واضع عنقَه على عجُزه ، قد عطفها للنوم. قال ساعدة بن جُؤَيَّة :

وكأنما وافاكَ يوْمَ لقِيتَها

من وحْشِ مَكَّةَ عاقدٌ مُترَبِّبُ (٥)

__________________

(١) البيت لأبى خراش الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٣٩ ؛ ولسان العرب ( عقد ) ؛ وتاج العروس ( عقد ).

(٢) البيت لجرير فى ديوانه ص ٢٥٥ ؛ ولسان العرب ( عقد ) ؛ وتاج العروس ( عقد ).

(٣) البيت لجرير فى ديوانه ص ٨٨٣ ؛ ولسان العرب ( عقد ) ؛ وتاج العروس ( عقد ).

(٤) البيت للمرار الفقعسى فى لسان العرب ( عجم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٩٣ ) ؛ وتاج العروس ( عجم ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عقد ) ؛ وتاج العروس ( عقد ). ويروى « ونوق » بدل « وبزل ».

(٥) البيت لساعدة بن جؤية فى شرح أشعار الهذليين ص ١٠٩٩ ؛ ولسان العرب ( عقد ) ؛ وتاج العروس ( عقد ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( وفى ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٥ / ٥٨٧ ) ؛ وتاج العروس ( وفى ).


وجاء عاقدا عُنُقه : أى لاويا لها من الكبر.

* وعَقَد العَسَلُ والرُّب ونحوهما يَعْقِدُ ، وانعقَد ، وأعْقدته ، فهو مُعْقَد وعَقِيد ؛ قال المتلمس فى ناقة له :

أُجُدٌ إذا اسْتَنفرَتها مِن مَبرَكٍ

حُلِبَتْ مَغابنُها برُبٍ مُعْقَدِ (١)

* واليعقيد : عَسَل يُعقد حتى يخُثر.

* وعُقدة اللسان : ما غلُظ منه. وفى لسانه عُقدة. وعَقَد : أى الْتواء. ورجل أعقد : فى لسانه عُقدة.

* وعَقَّد كلامه : أعوصَه وعَمَّاه. وعَقَد قلبُه على الشىء : لزِمه ، وكلاهما على المَثَل. وعُقْدة النكاح والبيع : وجوبُها. قال الفارسىّ : هو من الشدّ والرَّبْط ، ولذلك قالوا : إملاك المرأة ، لأن أصل هذه الكلمة أيضاً : العَقْد ، فقيل إملاك المرأة ، كما قيل عُقدَة النكاح. وعُقْدة كل شىء : إبرامه.

* واعتقد الشىءُ : صَلُب.

* وتَعَقَّد الإخاءُ : استحكم ، مَثَلٌ بذلك. وتعَقَّد الثَّرَى : جَعُد.

* وثرًى عَقِدُ : على النَّسب ، مُتجعد.

* وعَقَد الشحمُ يَعْقِد : انْبَنى وظهر.

* والعَقِدُ : المتراكم من الرمْل ، واحده : عَقِدة. والجمع : أعقاد.

* والعَقَد : لغة فى العَقِد. وجمل عَقِد : أى قوىّ.

* ولئيم أعقد : عَسِر الخُلُق.

* والعَقَد فى الأسْنان : كالقادح.

* والتَّعَقُّد فى البئر : أن يخرج أسفلُ الطَّىِّ ، ويدخل أعلاه إلى جِرابها ، أى مُتَّسَعها.

* والعُقْدة : الضَّيْعة.

* واعتقد أرضاً : اشتراها. والعُقْدة : الأرض الكثير الشجر ، وهى تكون من الرِّمْث والعَرْفج ؛ وأنكرها بعضُهم ، فى العَرْفج. وقيل : العُقدة من الشجر : ما يكفى المال سَنَتَه. وقيل : هى من الشجر ما اجتمع وثَبت أصله ؛ يريد الدوام. وقيل : هى البُقعة الكثيرة الشجر. والعُقْدة : بقيَّة المرعَى ، والجمع عُقَدٌ وعِقاد. والعَقَد والعَقَدان : ضَرب من التَّمْر.

__________________

(١) البيت للمتلمس فى ديوانه ص ١٣٨ ؛ ولسان العرب ( عقد ).


* والعَقِدُ ، وقيل العَقَد : قبيلة من اليمن ، ثم من بنى عبد شمس بن سعْد.

* وبنو عُقَيْدة : قبيلة من قُرَيْش.

* وبنو عَقِدة : قبيلة من العرب.

* والعُقُد : بطون من تميم.

* والعُقَد : من بنى يَرْبوعٍ خاصّة ، حكاه ابن الأعرابىّ.

مقلوبه : [ ع د ق ]

* عَدَقَ يَعْدِقُ وعَدَّق : أدخل يده فى نواحى الحوض ، كأنه يطلب شيئاً.

* وعَدَق الشىءَ يَعْدِقُه عَدْقا : جمعَه.

* والعَوْدَق والعَوْدَقة : حديدة ذات ثلاثِ شُعَب ، يُستخرج بها الدلو. وربما سُمِّيت اللُّبْجةُ عَوْدَقة. واللُّبْجة : حديدة لها خمسة مخالِب ، تُنْصَب للذئب ، يُجْعل فيها اللحم ، فإذا اجتذبه نشِب فى حلقه.

مقلوبه : [ ق ع د ]

* القُعُود : نقيض القيام. قَعَد يقْعُد قُعوداً ، وأقعدته ، وقَعَدْت به.

* والمقْعَد والمِقْعَدة : مكان القعود. وحكى اللِّحيانىّ : ارْزُنْ فى مَقْعَدك ومقْعَدتك. قال سيبويه : وقالوا : هو مِنى مَقْعَدَ القابلة ، وذلك إذا دنا ، فلزق منْ بين يديك ، يريد : بتلك المنزلة ، ولكنه حذف وأوصل ، كما قالوا : دخلت البيت ، أى فى البيت. ومن العرب من يرفعه ، يجعلُه هو الأوَّل ، على قولهم : أنت منى مرأىً ومَسْمَع.

* والقِعدَة بالكسر : الضرب من القُعود. وبالفتح المرّة الواحدة منه. قال اللِّحيانى : ولها نظائر ، وسيأتى ذكرها. وقِعْدة الرجُل : مقدار ما أخذ من الأرض قُعُودُه. وعُمق بئرنا قِعَدة وقَعْدة : أى قدْر ذلك ؛ ومررت بماءٍ قِعْدةَ رجل ، حكاه سيبويه ، قال : والجرُّ : الوجْه. وحكى اللِّحيانىّ : ما حفرت فى الأرض إلَّا قَعْدةً وقِعْدة.

* وأقْعَدَ البئرَ : حفرها قدرَ قَعْدةٍ ، وأقعدها : إذا تركها على وجه الأرض ، ولم يَنْتَهِ بها الماء.

* وذو القَعدة : اسم شهر كانت العرب تقعدُ فيه ، وتحُجّ فى ذى الحجة. وقيل : سُمِّى بذلك لقُعودهم فى رِحالهم عن الغزو والمِيرَة وطلب الكَلأ. والجمع : ذواتُ القَعْدَة.

* وقولهم فى الدعاء : إن كنتَ كاذبًا ، فحلَبْت قاعداً ، معناه : ذَهبَتْ إبلُك ، فصِرت


تحلُب الغَنم ، لأن حالبَ الغنم لا يكون إلا قاعدا.

* والقَعَد : الذين لا ديوان لهم. وقيل : القَعَد : الذين لا يَمْضون إلى القتال ، وهو اسم للجمع ، وبه سُمِّى قَعَدُ الحَروريَّة.

* ورجل قَعَدىّ : منسوب إلى القَعَد ، كعَربىّ وعَرَب ، وعَجَمىّ وعَجَم.

* وقالوا : ضربه ضَرْبة ابنة اقْعَدِى وقومى ، أى ضَرْبَ أَمَةٍ ، وذلك لقعودها وقيامها فى خدْمة مَواليها ، لأنها تُؤْمَر بذلك ، وهو نَص كلام ابن الأعرابىّ.

* وأُقْعِدَ الرجل : لم يقدر على النهوض.

* وبه قُعاد : أى داء يُقْعِد.

* والمُقْعَدات : الضَّفادع ، قال الشَّماخ :

تَوَجَّسْنَ واسْتَيْقَنَّ أنْ ليس حاضِراً

على الماء إلا المُقْعَدَاتُ القَوافِزُ (١)

والمُقْعَدات : فراخ القَطا قبل أن تنهَض ، قال ذو الرُّمَّة :

إلى مُقْعَداتٍ تطرحُ الرّيحُ بالضحى

عليهنّ رَفْضاً من حَصَادِ القُلاقِلِ (٢)

* والمُقْعَد : فَرْخ النَّسْر. وقيل : كل فرخ طائر لم يَسْتَقلَّ : مُقْعَد.

* والمُقَعْدَد : فرخ النسر ؛ عن كُراع.

* وَقَعَدتِ الرَّخَمة : جَثَمت.

* وما قَعَّدك ، واقْتَعَدَك؟ أى : حَبَسَك؟

* وقَعَدَت الفَسيلة ، وهى قاعد : صار لها جِذْع تَقْعُد عليه. وفى أرض فُلانٍ من القاعِد كذا وكذا : ذهبوا به إلى الجنس.

* ورجل قُعْدِىّ وقِعْدىّ : عاجز ، كأنه يؤثِر القُعُود.

* والقُعدة : السَّرْج والرحْل يُقْعَد عليهما. والقُعْدة ، والقَعُودَة ، والقَعود من الإبل : ما اتخذه الراعى للركوب ، وحمْل الزّاد. والجمع : قِعدة ، وقُعَد ، وقِعْدان ، وقعائد.

واقتعدَها : اتخذها قَعُوداً. وقيل : القَعود : القَلُوص. وقيل : القَعود البَكْر إلى أن يُثْنِى ، ثم هو جَمَل. والقَعُود أيضاً : الفَصِيل.

__________________

(١) البيت للشماخ فى لسان العرب ( قعد ) ؛ وأساس البلاغة ( قعد ) ؛ وتاج العروس ( قعد ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٣٤٦ ؛ والمخصص ( ١٠ / ٢٠٨ ) ؛ وتاج العروس ( قعد ) ؛ ولسان العرب ( قعد ) ؛ والعين ( ١ / ١٤٢ ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٢٠٥ ) ؛ وتاج العروس ( حصد ) ؛ ولسان العرب ( حصد ).


* وقاعَدَ الرجلَ : قَعَد معه.

* وقَعيد الرجل : مُقاعدُه. وقَعيداً كلّ امرئ : حافظاه ، عن اليمين وعن الشِّمال. وفى التنزيل : ( عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ) [ ق : ١٧ ]. قال سيبويه : أفرد كما تقول للجماعة : هم فريق. وقيل : القَعيد للواحد ، والاثنين ، والجمع ، والمذكر ، والمؤنث ، بلفظ واحد.

* وقَعيدةُ الرجُل وقَعيدة بيته : امرأته. قال الأسْعَر الجُعْفِىّ :

لكنْ قعيدَةُ بيِتنا مَجْفُوَّةٌ

بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها وَلهَا غَنا (١)

* وتَقَعَّدَته : قامت بأمره ، حكاه ثعلب وابنُ الأعرابىّ.

* والقَعِيد : ما أتاك من ورائك ، من ظَبْىٍ أو طائر ؛ قال عَبيد :

ولقد جَرَى لهُم فَلَمْ يَتَعَيَّفُوا

تَيْسٌ قَعِيدٌ كالوَشِيجَةِ أعْضَبُ (٢)

الوشيجة : عِرق الشجرة ، شَبَّه التيسَ من ضُمْرهِ به.

* وثدىٌ مُقْعَد : ناتئٌ على النحر.

* وقَعَد بنو فلانٍ لبنى فلان يَقعُدُون : أطاقوهم ، وجاءُوهم بأعدادهم. وقَعَد بقِرْنه : أطاقه. وقعد للحرب : هيَّأ لها أقرانها. قال :

لأصْبَحَنْ ظالماً حَرْباً رَباعِيَةً

فاقعُدْ لها ودَعَنْ عنك الأظانينا (٣)

وقوله :

*سَتَقْعُدُ عبدُ اللهِ عَنَّا بنَهْشَلٍ* (٤)

أى : ستُطيقُها وتجيئها بأقرانها ، فتكفينا نحن الحربَ.

* وقعدتِ المرأة عن الحيض والولدِ ، تَقْعُدُ قُعوداً ، وهي قاعِد : انقطع عنها. وفى التنزيل : ( وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ ) [ النور : ٦٠ ]. وقال الزجاج فى تفسير الآية : هُنَّ اللواتى قعَدْنَ عن الأزواج. وقَعَدَت النخلة : حَمَلَتْ سنَةً ولم تحمِل أخرى.

__________________

(١) البيت للأسعر الجعفى فى لسان العرب ( قعد ) ، ( جنن ) ، وكتاب العين ( ١ / ١٤٣ ) ؛ والمخصص ( ٢ / ٢٢ ) ؛ ويروى ( جنى ) بدل « غنى ».

(٢) البيت لعبيد بن الأبرص فى ديوانه ص ٣ ؛ ولسان العرب ( وشج ) ، ( قعد ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٠٢ ) ؛ وتاج العروس ( وشج ) ، ( قعد ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٠ / ٢١٦ ، ١٣ / ٢٤ ).

(٣) البيت للديان الحارثى فى أساس البلاغة ( قعد ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قعد ) ، ( ربع ) ، ( ظنن ) ؛ وتاج العروس ( قعد ) ، ( ظنن ).

(٤) الشطر بلا نسبة فى لسان العرب ( قعد ) ؛ وتاج العروس ( قعد ).


* والقاعدُ والقاعدة أصل الأُسِّ. وفى التنزيل : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ ) [ البقرة : ١٢٧ ] وفيه : ( فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ ) [ النحل : ٢٦ ]. قال الزجاج : القواعدُ : أساطينُ البناء التى تَعْمِدُه. وقواعد الهَوْدَج : خَشَبات أربع ، مُعْترِضة فى أسفله ، قد رُكِّبت فيهنّ.

* والقُعْدُد ، والقُعْدَدُ : الجَبان اللئيم ، القاعد عن الحرب والمكارم. والقُعْدُد : الخامل. والقُعْدُد والقُعْدَد : أمْلَك القرابة فى النَّسب. والقُعْدُد : القُرْبَى. والميراث القُعْدُد : هو أقرب القرابة إلى الميت. سيبويه : قُعْدُد : ملحقٌ بجُعْشُم ، ولذلك ظهر فيه المِثلان.

وفلان أقْعَدُ من فلان : أى أقرب منه إلى جدّه الأكبر. وعبّر عنه ابن الأعرابىّ بمثل هذا المعنى ، فقال : فلان أقعدُ من فلان : أى أقلّ آباء.

* والإقعاد : قلَّة الآباء ، وهو مذموم. والإطراف : كثرتهم ، وهو محمود. وقيل : كلاهما مدح. وقال اللِّحيانىّ : رجل ذو قُعْدُد : إذا كان قريباً من القبيلة والعدد فيه قِلة ، يقال : هو أقعدُهُم : أى أقربهم إلى الجدِّ الأكبر. وأطْرَفُهُمْ وأفسلهم : أى أبعدهم من الجدّ الأكبر.

* والقُعاد والإقعاد : داء يأخذ الإبل فى أوراكها ، وهو شِبه مَيْل العَجُز إلى الأرض. وقد أُقعِد البعير.

* وجمل أقْعَد : فى وظيفى رجليه كالاسترخاء.

* والقَعِيدة : شىء تنسُجُه النساء ، يُشبه العَيبة ، يُجْلَس عليه. وقد اقتعَدَها. قال امرؤ القيس :

رَفَعْنَ حَوَايا واقتعَدْنَ قعائِداً

وحَفَّفْنَ منْ حَوْكِ العِراقِ المنمَّقِ (١)

والقعيدة أيضاً : مثل الغِرارة ، يكون فيها القديدُ والكَعْك. قال أبو ذُؤَيب :

له من كَسْبِهِنَّ مُعَذْلَجاتٌ

قَعائِدُ قدْ مُلِئْنَ مِنَ الوَشِيقِ (٢)

والقعيدة من الرمل : التى لَيست بمستطيلة. وقيل : هى الجبل اللاطئ بالأرض. وقيل : هو ما ارْتكم منه.

* والمُقْعَد من الشِّعر : ما نقصت من عَروضه قوّة ، كقوله :

__________________

(١) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٦٨ ؛ ولسان العرب ( قعد ) ؛ وتاج العروس ( قعد ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب فى شرح أشعار الهذليين ص ١٨٢ ؛ ولسان العرب ( عذلج ) ، ( قعد ) ؛ وتاج العروس ( عذلج ) ، ( قعد ).


أفَبعْدَ مقتَلِ مالكِ بن زُهَيْرٍ

ترْجو النِّساءُ عوَاقِبَ الأطْهارِ (١)

* وقَعِيدَك لا أفعل ذلك ، وقِعْدَك ؛ قال متمم :

قَعِيدَكِ ألَّا تُسمعينى مَلامَةً

ولا تَنْكَئِى قَرْحَ الفُوَاد فَيَيْجَعا (٢)

وقيل : قَعْدَكَ اللهَ ، وقَعيدَكَ اللهَ : أى كأنه قاعد مَعَك ، يحفظ عليك قولَك ؛ وليس بقوىّ. وقال ثعلب : قَعْدَكَ اللهَ ، وقَعِيدَكَ الله : أى نَشَدتكَ اللهَ. وقال : إذا قلتَ قَعِيدَكما اللهَ جاء معه الاستفهام واليمين ، فالاستفهام كقولك : قعيدَكما اللهَ ألم يكن كذا؟ قال الفرَزْدَق :

قُعيدَكما اللهَ الذى أنتما لهُ

ألم تَسْمَعا بالبَيضتين المُنادِيا (٣)

والقسَم : قعيدَك اللهَ لأُكْرِمَنَّك.

* وحكى ابن الأعرابىّ : حَدَّدَ شَفْرَتَه حتى قَعَدت كأنها حَرْبة : أى صارت. وقال : ثوبَك لا تَقْعُدُ تَطِيرُ به الرِّيح : أى لا تصيرُ طائرةً به. ونصبَ ثوبَك بفعل مُضْمَر ، أى احفظ ثوبَك.

وقال : قَعَد لا يسألهُ أحد حاجة إلا قضاها ، وَلمْ يفسِّره ؛ فإن كان عَنى به صارَ ، فقد قدَّم لها هذه النظائر ، واسْتغنى بتفسير تلك النظائر عن تفسير هذه ، وإن كان عَنىَ القُعود فَلا معنى له ، لأن القُعود ليست حال أولى به من حال ؛ ألا ترَى أنك تقول : قَعَد لا يَمُرُّ به أحدٌ إلا يَسُبُّه ، وقعد لا يسأله سائلٌ إلا حَرَمه ، وغيرُ ذلك مما يُخْبَر به من أحوال القاعد ؛ وإنما هو كقولك : قام يفعَلُ.

وعندى أن ابن الأعرابىّ إنما حكاه مُسْتغربا أو مُغْرِبا ، فهى كأختيها ، كأنه قال : صار لا يُسألُ حاجةً إلا قَضَاها.

* والمُقْعَد : رجل كان يَريشُ السِّهام بالمدينة ؛ قال الشاعر :

*أبُو سُلَيمانَ وريشُ المُقْعَدِ* (٤)

__________________

(١) البيت للربيع بن زياد العبسى فى لسان العرب ( مهر ) ، ( قوا ) ؛ وتاج العروس ( قوا ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قعد ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٠٣ ، ٩ / ٣٦٨ ).

(٢) البيت لمتمم بن نويرة فى ديوانه ص ١١٥ ؛ ولسان العرب ( نكأ ) ، ( قعد ) ، ( وجع ) ؛ وتاج العروس ( قعد ).

(٣) البيت للفرزدق فى ديوانه ( ٢ / ٣٦٠ ) ؛ ولسان العرب ( قعد ) ؛ ولجرير فى لسان العرب ( بيض ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( بقق ).

(٤) الرجز ـ ضمن عدة أخر ـ لعاصم بن ثابت الأنصارى فى تهذيب اللغة ( ١ / ٢٠٣ ، ١٢ / ٦٥ ) ؛ وتاج العروس ( عقد ) ، ( قعد ) ، ( ضيل ) ؛ ولسان العرب ( قعد ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٤٤ ).


* وقال أبو حنيفة : المُقْعَدانُ : شجر يَنبُت نبات المَقِر ، ولا مَرارة له ، يخرُج فى وسَطه قضيبٌ يطول قامةً ، وفى رأسه مثلُ ثمرةِ العَرْعَرة ، صُلْبَة حَمْراء ، يترامَى به الصبيان ، ولا يرعاه شىء.

مقلوبه : [ د ع ق ]

* الدَّعْق : شِدّة وَطْءِ الدَّابَّة ، دَعَقتِ الأرْضَ تَدْعَقُها دَعْقا.

وطريق دَعْق : مَدْعوق ؛ قال رُؤبة :

زُوْراً تَجافَى عَنْ أشاءَاتِ العُوَقْ

فى وَسْمِ آثارٍ ومِدْعاسٍ دَعِقْ (١)

* والدَّعْقُ : الدَّقّ.

وقال بعض ضَعَفة أهل اللغة : الدَّعْقُ : الدق ، والعين زائدة ، كأنها بدل من القاف الأُولى ، وليس بصحيح.

ودَعَقَت الإبِلُ الحَوْض : إذا خَبَطَتْه ، حتى تُثَلِّمه من جَوانبه. ودَعَق الماءَ دَعْقا : فَجَّره.

قال رُوْبة :

*يضرِبُ عِبْرَيْهِ ويَغْشَى المَدْعَقا* (٢)

ودَعَقَه يَدْعَقُه دَعْقا : أجْهَزَ عليه. والدَّعْقَة : الدفعة. ودَعَقُوا عليهم الغارةَ دَعْقا : دَفَعُوها ، والاسم : الدَّعْقَة. وقيل : الدَّعْقة : المصبوبُ عليهمُ الغارةُ ، عن ابن الأعرابىّ.

* وخيلٌ مَداعيق : مُتقدّمة فى الغارة.

* وأدْعَق إبلَهُ : أرْسلها.

* وَوَشَلٌ دَعْقٌ : شديد.

مقلوبه : [ ق د ع ]

* القَدْع : الكَفُّ : قَدَعَه يَقْدَعُه قَدْعا ، وأقدَعَه ، فانقدع.

* والقَدوع : القادِع ، والمقْدُوع جميعاً ، ضِدّ. والقَدُوع : الفَحْلُ الذى إذا قرُب من النَّاقة ليقْعُوَ عليها قُدِعَ ، وضُرِب أنفُهُ بالرُّمح أو غيره ، وحُمِل عليها غيرُه. قال الشمَّاخ :

__________________

(١) الرجز ـ مع عدة أخر ـ لرؤبة بن العجاج فى ديوانه ص ١٠٦ ؛ ولسان العرب ( دعس ) ، ( دسق ) ، ( دعق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٨ / ٣٩٥ ) ؛ وتاج العروس ( دعس ) ، ( بعق ) ، ( دعق ) ؛ والعين ( ١ / ٣٢٣ ، ٥ / ٧٤ ).

(٢) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١١٥ ؛ ولسان العرب ( دعق ) ؛ وتاج العروس ( دعق ) ، ( دلق ). وروايته : « يضرب عبديه ... ».


إذا ما اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ مِنهُ

مكانَ الرُّمْح من أنْفِ القَدُوعِ (١)

وفرس قَدُوع : يكُفُّ بعض جَرْيه.

* والمِقْدَعَة : عَصاً يُقْدَع بها.

* ورجل قَدِع على النَّسب : يَنْقَدِع لكل شىء. قال عامر بن الطفيل :

وإنى سوْفَ أحْكُمُ غيرَ عادٍ

ولا قَدِعٍ إذا التُمس الجوابُ (٢)

وامرأة قَدِعة وقَدُوع : كثيرة الحَياء ، قليلة الكلام.

* وأقدَع الرجلَ : شَتَمَه.

* والمَقادِع : عَوَارُ الكلامِ.

* والتَّقادُع : التهافُت فى الشَّرِّ.

* وتقادع الفَرَاش فى النار : تَساقط. وتَقادَع القومُ : هَلك بعضهم فى إثْر بعض ، فى شهر واحد ، أو عام واحد. وقيل : مات بعضهم فى إثْر بعض ، فلم يُخَصَّ يوم ولا شَهْر.

والتقادُع : التراجع. عن ثعلب.

* وقَدِعت عينُه قَدَعا : ضعُفَت من طول النظر إلى الشىء ، وقَدَع الخمسين : جاوزَها. بفتح الدال ، عن ابن الأعرابىّ. وقَدِعَت له الخمسون : دنت. قال :

ما يسألُ النَّاسُ عن سِنِّى وقد قَدِعت

لى أربعونَ وطال الوِرْدُ والصَّدَرُ (٣)

* وقَدْعَة : اسْمُ عَنْز. عن ابن الأعرابىّ. قال :

فتَنازَعا شَطْرًا لقَدْعَةَ واحدا

فَتَدارأ فيه فَكانَ لِطامُ (٤)

مقلوبه : [ د ق ع ]

* الدَّقْعاء : عامَّةُ التراب. وقيل : التراب الدقيق المنثور على وجه الأرض. قال :

وجَرَّتْ به الدَّقْعاءَ هَيْفٌ كأنها

تسُحُّ تُراباً من خَصاصات مُنْخُلِ (٥)

__________________

(١) البيت للشماخ فى ديوانه ص ٢٢٩ ؛ ولسان العرب ( قدع ) ، ( سوف ) ؛ وتاج العروس ( قدع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ١٧٥ ، ١٩٠ ، ١٢ / ١٠٢ ).

(٢) لبيت لعامر بن الطفيل فى ديوانه ص ٢٠ ؛ ولسان العرب ( قدع ) ؛ وتاج العروس ( قدع ).

(٣) البيت للمرار الفقعسى فى ديوانه ص ٤٤٧ ؛ ولسان العرب ( قدع ) ؛ وتاج العروس ( قدع ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٢٠٨ ) ؛ والمخصص ( ١ / ٤١ ).

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( شطر ) ، ( قدع ) ؛ وتاج العروس ( قدع ).

(٥) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٤٥٤ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( خصص ) ، ( دقع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٦ / ٥٥١ ).


* والدَّقْعَمُ : الدَّقْعاء. الميم زائدة. وحكى اللِّحيانى : بفيه الدِّقْعِم ، كما تقول وأنت تدعو عليه : بفيه التراب.

* والمَداقيع : الإبل التى تأكل النَّبْتَ حتى تُلْزِقَه بالدَّقْعاء.

* ودَقِع الرجلُ دَقَعا وأدقع : لصِق بالدَّقْعاء وغيره ، من أىّ شىء كان. ودَقِع وأدْقع : افتقر.

* ودَقِع دَقَعا ، وأدْقع : أسفَّ إلى مَدَاقِّ الكَسْب.

* ودَقَعَ دَقْعاً ودُقُوعاً ، ودَقِع دَقَعاً ، فهو دَقِع : اهْتَمَّ وخَضَع. قال الكُمَيتُ :

ولم يَدْقَعُوا عندَ ما نابَهُمْ

لصَرْفِ الحُرُوبِ ولم يخْجَلوا (١)

* والدَّقَع : سوءُ احتمال الفقر. والفعل كالفعل ، والمصدر كالمصدر ، وفى الحديث : « إذا جُعْتنَ دَقِعْتُنّ ، وإذَا شَبِعتنّ خَجِلتنّ » (٢).

* والدّاقع ، والمِدْقَع : الذى لا يُبالى فى أىّ شىء وَقَع ، فى طعام ، أو شراب ، أو غيره. وقيل : هو المُسِفُّ إلى الأُمور الدَّنية.

* وجُوع دَيَقْوع : شديد.

وقَدِمَ أعرابىّ إلى الحَضَر ، فشبع ، فاتَّخَمَ ، فقال :

أقول للقوْمِ لمَّا ساءنى شِبَعى

ألا سبيلَ إلى أرْض بها الجوعُ؟

ألا سبيلَ إلى أرْضٍ يكون بها

جُوعٌ يُصَدَّع منه الرأسُ دَيْقوع؟ (٣)

* ودَقِع الفصيلُ : بَشِم ، كأنه ضِدّ.

* وأدْقَع إليه وله ، فى الشتم وغيره : بالَغ.

* والدَّوْقَعة : الداهية.

* والدّقْعاء : الذُّرَة. يمانِيَة.

* * *

تم الجزء الثانى من كتاب المحكم ، بحمد الله وعونه

__________________

(١) البيت للكميت فى ديوانه ( ٢ / ٧ ) ؛ ولسان العرب ( دقع ) ، ( خجل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٠٧ ، ٧ / ٥٥ ) ؛ وجمهرة اللغة (١٢٨٦) ؛ ومقاييس اللغة ( ٢ / ٢٤٣ ، ٢٩٠ ) ؛ وتاج العروس ( دقع ) ، ( خجل ).

(٢) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ١ / ٧٨ ).

(٣) البيتان بلا نسبة فى لسان العرب ( دقع ) ؛ وتاج العروس ( دقع ).


الجزء الثالث

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

العين والقاف والتاء

* العِتْق : خلاف الرّقّ.

* عَتَقَ يعْتِق عِتْقاً ، وعَتْقاً ، وعَتاقاً ، وعَتاقةً ؛ فهو عَتيق ، وجمعه : عُتَقَاء.

* وأعتقتُه ، فهو مُعْتَق وعَتِيق. والجمع كالجمع.

* وأمَة عَتيقٌ ، وعَتِيقَة ، فى إماءٍ عَتائق. وحلَف بالعَتاق ، أى الإعتاق.

* وعَتيق : اسم الصّدّيق ، رضى اللهُ عنه ؛ قيل : سُمّى بذلك ، لأن الله تعالى أعتقه من النار.

* وعَتَقَتْ عليه يمين : سَبَقَتْ وتقدّمت. وعَتَقتِ الفَرَسُ تَعْتِق ، وعَتُقَتْ عِتْقا : سَبَقَتِ الخيل.

* وفرسٌ عاتِقٌ : سابِق.

* ورجل مِعْتاقُ الوَسِيقة : إذا طرَد طَرِيدة سبق بها. وقيل : إذا سبق بها وأنجاها.

* والعاتِق : الناهض من فِراخ القَطا ؛ قال أبو عُبيد : ونَرَى أنه من السَّبْق. وقيل : العاتق من الطَّيْر : فوقَ النَّاهض ، وهو فى أوّل ما ينحسِر رِيشه الأوّل ، ويَنبُتُ له رِيش جُلْذِىّ : أى شديد. وقيل : العاتق من الحمام : ما لم يُسِنَّ ويستحكم ، والجمع : عُتُق.

* وجارية عاتِق : شابَّة. وقيل : العاتِق البِكرُ التى لم تَبِن عن أهلها. وقيل : هى بين التى أدركت وبين التى عَنَّسَت. والعاتِق أيضاً : التى لم تُزَوَّج ؛ سُمّيت بذلك لأنها عَتَقَتْ عن خِدمة أبويها ، ولم يملكْها زَوج بَعْدُ ؛ قال الفارسىّ : وليس بَقوىّ. والجمع فى ذلك كلِّه : عواتق. قال زُهَير بن مسعودٍ الضَّبِّىّ :

ولم تَثِقِ العوَاتقُ مِنْ غَيُورٍ

بغيرَته وخَلَّيْنَ الحِجِالا (١)

* وفرس عَتِيقٌ : رائع كريم. وقد عَتُق عَتاقة. والاسم : العِتْق. وامرأة عَتيقة : جميلة كريمة. وقوله :

__________________

(١) البيت لزهير بن مسعود الضبى فى لسان العرب ( عتق ).


هِجانُ المُحَيَّا عَوْهَجُ الخَلْقِ سُرْبِلَتْ

مِنَ الحُسْنِ سِرْبالا عَتيقَ البَنائِقِ (١)

يعنى : حَسَن البَنائق جميلَها.

* والعِتْق : الشجر التى تُتَّخذ منها القِسِىُّ العربية. عن أبى حنيفة. قال : يُراد به كَرَمُ القَوْس ، لا العِتْق الذى هو القِدَم. وقال مرّةً عن أبى زِيادٍ : العِتْق : الشجر التى تُعْمل منها القِسىّ. قال : كذا بلغنى عن أبى زياد. والذى نعرفه العُتُق.

* والعَتيق : فَحل من النخل معروف ، لا تُنْفَض نَخْلُتُه.

* وعَتِيق الطير : البازى ، قال لَبيد :

فانتَضَلْنا وابنُ سَلْمَى قاعد

كعَتيق الطيرِ يُغْضِى ويُجَلّ (٢)

ابن سَلْمى : النُّعمان. وإنما ذكر مَقامته مع الربيع ، بين يَدىِ النعمان.

والعَتيق : القديم من كلّ شىء ، وقد عَتُقَ عِتْقا وعَتاقَة. والبيت العَتيق : مكة ، لقِدَمه ، لأنه أوّل ( بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ ). وقيل : لأنه أُعْتِق من الغرقِ أيام الطُّوفان. وقيل : سُمّىَ عَتيقاً ، لأنه لم يملكْه أحدٌ. والأوّل أولى.

وقال بعض حُذَّاق اللُّغويين : العِتْق : للمَوَاتِ ، كالخمر والتَّمْر. والقِدَم : للمَوَات والحيوان جميعاً. وخمر عَتيقة : قديمة ، حُبِسَت زماناً فى ظَرْفها. فأما قول الأعشى :

وكأنَّ الخمرَ العَتيقَ مِن الإسْ

فِنْط ممزُوجةً بماءٍ زُلالِ (٣)

فإنه قد يُوَجَّه على تذكير الخمر ؛ فإما أن يكون تذكير الخمر معروفاً ، وإما أن يكون وَجَّهها على إرادة الشَّراب ، ومثلُه كثير ، أعنى الحَمْلَ على المعنى. قال أبو حنيفة : وإن شئت جَعَلْت « فَعيلا » هنا فى معنى « مفعول » كما تقول : عَين كَحِيل ، فتكون الخمر مؤنثة ، على اللغة المشهورة. وقد عَتُقَتِ الخمرُ وعَتَّقَها ، قال الأعشى :

وسَبِيئَةٍ ممَّا تُعَتِّق بابِلٌ

كدمِ الذَّبيحِ سَلبْتُها جِرْيالهَا (٤)

والعاتِق كالعَتيقة. وقيل : هى التى لم يُفَضَّ ختامُها ، كالجارية العاتق ، وهى التى لم

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عهج ) ، ( عتق ) ، ( هجن ) ؛ وتاج العروس ( عهج ).

(٢) البيت للبيد فى ديوانه ص ١٩٥ ؛ ولسان العرب ( عتق ) ، ( نضل ) ، ( جلا ) ؛ وتاج العروس ( عتق ) ، ( نضل ) ، ( جلا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢١١ ، ٨ / ١٥٦ ، ١٢ / ٣٩ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٨ / ١٥٠ ).

(٣) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٥٥ ؛ ولسان العرب ( أسفط ) ، ( سفط ) ، ( عتق ) ؛ وتاج العروس ( سنفط ) ، ( عتق ) ؛ والمخصص ( ٢ / ٢٦٠ ).

(٤) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٧٧ ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢١١ ، ١١ / ٢٨ ) ؛ ولسان العرب ( عتق ) ، ( جرل ) ؛ وتاج العروس ( عتق ) ، ( جرل ) ؛ والعين ( ١ / ١٤٦ ) ؛ وفيه « حربا لها » ولا نسبة في المخصص ( ١١ / ٢١٠ ).


تُفْتَضّ ؛ قال لَبيد :

أُغْلِى السِّباءَ بكلّ أدْكَنَ عاتِقٍ

أو جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتامُها (١)

وقال أعرابىّ : لا نَعُدُّ البَكْرَة بَكْرةً حتى تسلَم من القَرْحَة والعُرَّة ، فإذَا بَرِئَتْ منهما فقد عَتُقَت وثَبَتَت. ويُرْوَى : نَبَتَت. وعَتُقَتْ : قَدُمَت. وكلّ ذلك عن ابن الأعرابىّ.

وقال ثعلبُ : فقد عَتَقَتْ بالفتح : أىَ نجَت فسَبَقت.

* وعَتَق السَّمْنُ وعَتُق : يعنى قَدُم. عن اللِّحيانى.

* والعتيق : الماء. وقيل : الطِّلاءُ والخمر. وقيل : اللَّبن.

وعَتَّق بفيه : عَضَّ. وعَتَق المالُ عِتْقاً : صَلحَ.

* وأعْتَقه : أصلحه. وعَتُقَ بعد اسْتعلاج ، فهو عَتيق : رَقَّ. وعَتَق التَّمر وغيرُه ، وعَتُقَ ، فهو عَتيق : رَقَّ جِلدُهُ. وقال أبو حنيفة : العَتيق : اسم للتَّمْر ، عَلَمٌ ، وأنشد قولَ عنترة :

كَذَبَ العَتيقُ وماءُ شَنٍّ بارِدٌ

إن كُنتِ سائلةً غَبوقاً فاذْهَبى (٢)

أىْ عليك بالتَّمْرِ والماءِ ، ودَعى اللَّبن لفَرسى.

* والعاتِق : ما بين المَنكِب والعُنُق ، مذكر ، وقد أُنِّثَ ، وليس بثَبْتٍ. وزعموا أن هذا البيتَ مصنوع ، وهو :

لا صُلْحَ بينى فاعْلَمُوه ولا

بينكمُ ما حَمَلَتْ عاتِقى (٣)

قال اللِّحيانىّ : هو مُذكَّر لا غير ، والجمع : عُتْقٌ ، وعُتُقٌ ، وعَوَاتق. ورجل أميل العاتق : مُعْوَجُّ موضع الرداء. والعاتق : الزّقّ الواسع الجَيِّد ، وبه فسَّر بعضهم قول لَبيد :

*أُغْلِى السِّباءَ بكلّ أدكَنَ عاتقٍ* (٤)

وقد تقدّم. والعاتق أيضاً : المَزادة الواسعة.

* والمُعَتَّقة : ضَرْب من العِطْر.

__________________

(١) البيت للبيد بن ربيعة فى ديوانه ص ٣١٤ ؛ ولسان العرب ( قدح ) ، ( عتق ) ، ( دكن ) ؛ وأساس البلاغة ( سبأ ) ؛ والعين ( ٧ / ٣١٥ ).

(٢) البيت لعنترة فى ديوانه ص ٢٧٣ ؛ ولسان العرب ( كذب ) ، ولخزز بن لوذان فى لسان العرب ( نعم ) ؛ ولعنترة أو لخزز فى لسان العرب ( عتق ).

(٣) البيت لأبى عامر جد العباس بن مرداس فى لسان العرب ( قمر ) ، ( عتق ) ؛ وتاج العروس ( عتق ) ؛ وله أو لأنيس بن عباس فى الدرر ( ٦ / ١٧٧ ) ؛ ولأبى الربيس التغلبى فى لسان العرب ( ودى ) ؛ وتاج العروس ( ودى ).

(٤) سبق منذ قليل.


* وأبو عَتيق : كُنيَة ، ومنه ابن أبى عَتيق ، هذا الماجن المعروف.

مقلوبه : [ ق ت ع ]

* قَتَعَ يَقْتَعُ قُتوعاً : انقمَع وذلّ.

* والقَتَع : دُودٌ حُمْرٌ تأكل الخشب. قال :

غَدَاةَ غادَرْتُهمْ قتْلَى كأنَّهُمُ

خُشْبٌ تَقَصَّفُ ، فى أجوافِها القَتَعُ (١)

الواحد : قَتَعَة.

* وقاتَعَه الله : قاتَلَهُ! وقيل : هو على البَدَل ، وليس بشىء.

العين والقاف والظاء

* أقْعَظَهُ : شَقَّ عليه.

العين والقاف والذال

* العَذْق : كلُّ غصن له شُعَب. والعَذْق أيضاً : النخلة عند أهل الحجاز. والجمع : أعْذُق وعِذاق. الأخيرة عن الهَجَرىّ. وأنشد :

إذا أزَّرُوا بالشَّوْكِ أعجازُ نخْلِهمْ

رأيت عِذاقِى بَينهَا لا تُؤَزَّرُ

* فأمَّا عَذْق بنُ طابٍ ، فإنما سَمَّوُا النخلةَ باسم الجنس ، فجعلوه معرفة ، ووصفوه بمضاف إلى معرفةٍ ، فصار كزيد بن عمرو. وهو تعليل الفارسىّ.

* والعِذْق : القنْوُ من النخل ، والعُنقودُ من العِنَب. وجمعه : أعذاق ، وعُذُوق.

وقال أبو حنيفة : قال أُصَيلٌ للنبىّ صَلى الله عليه وسلّم ، حين سأله عن مكة : « تركتها وقد أحْجَنَ ثُمامُها ، وأعْذَق إذْخِرُها ، وأمْشَرَ سَلَمُها. فقال النبىّ صَلى الله عليه وسلّم : يا أُصَيل ، دَعِ القُلوب تَقِرّ » (٢). ولم يفَسِّر أبو حنيفة معنى قوله : أعْذَق إذْخِرُها. والعَذْقة : العلامة تُجعَل على الشاة ، مخالفةً للونها ، تُعرَف بها. وخَصّ بعضهم به المَعْز. عَذَقَها يَعْذِقها عَذْقا ، وأعْذقها. وعَذَق الرجلَ بشَرّ يَعْذِقُه عَذْقا : وسمَه ، حتى عُرِف به ، وهو من ذلك ؛ كأنه جعله له علامةً.

* والعَذْق : إبداء الرجل إذا أتى أهلَه.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قتع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٤٧ ) ؛ والمخصص ( ٨ / ١٢١ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢١١ ) ؛ وتاج العروس ( قتع ) ؛ وجمهرة اللغة ( ص ٤٠٢ ) ( قتع ) ؛ وروايته فى الجمهرة :

غادرتهم باللوى قتلى كأنهم

خشب تنقب في أجوافها القتع

(٢) ذكره الحافظ فى الإصابة ( ١ / ٥٣ ) ، وعزاه إلى الخطابى فى غريب الحديث ، وفيه إرسال.


* والعَذَق : موضِع.

مقلوبه : [ ذ ع ق ]

* ماء ذُعاق : كزُعاق. قال صاحب العين : سمعنا ذلك من عربىّ ، ولا أدرى : ألُغةٌ أم لَثْغَة.

وذَعَق به ذَعْقا : صاح ، كزَعَق.

مقلوبه : [ ق ذ ع ]

* قَذَعَه يَقْذَعُه قَذْعا ، وأقذعه ، وأقذع له : رماه بالفُحْش ، وأساءَ القول فيه.

وأقذَع القولَ : أساءه. والاسْم : القَذَع.

* ومَنطِق قَذَع ، وقَذِع ، وأقْذَعُ : فاحش. قال زُهَير :

ليأتِينَّك منىِّ مَنْطِقٌ قَذَعٌ

باقٍ كما دَنَّس القُبْطِيَّةَ الوَدَكُ (١)

وقال العَجَّاج :

*يا أيها القائلُ قَوْلاً أقْذَعا* (٢)

* وأقْذَعَهُ : قهرَه بلسانه.

* وقَذَعَه بالعصا يَقْذَعه قَذْعا : ضَرَبه. وقيل : هو بالدال غيرَ معجمة.

* وما عليه قِذاع : أى شىء. عن ابن الأعرابىّ. والأعرف : قِزاع ، بالزاى.

العين والقاف والثاء

* العَثَق : شجر نحوُ القامة ، وورقه شبيه بورق الكَبر ، إلا أنه كثيف غليظ ، ينبُت فى الشواهق ، كما ينبُت الكَتم ، لا يأكلُه شىء ، ويُجَفَّف ورقه ويُدَقّ ، ويُوخَف بالماء كما يوخَف الخَطْمىّ ، فيُطْلَى به فى موضع كَنِينٍ ، فإذا جفّ أُعيد ، فحلق الشَّعْر حَلْق النُّورة.

مقلوبه : [ ق ع ث ]

* القَعْث : الكَثْرَة. والقَعِيث : الكثير من المعروف وغيره.

ومَطَر قَعِيث : وَبْل كثير.

* وأقْعَثَ العَطيَّةَ واقتعثها : أكثرها. وأقعثه : أكثرها له. قال رؤبة :

__________________

(١) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ١٨٣ ؛ ولسان العرب ( قبط ) ، ( قذع ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٥ / ٥١ ) ؛ وتاج العروس ( قبط ) ، ( قذع ).

(٢) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٩١ ؛ وتاج العروس ( قذع ) ؛ والعين ( ١ / ١٤٨ ) ؛ وللعجاج فى لسان العرب ( قذع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢١٣ ).


أقْعَثَنِى مِنْهُ بسَيْب مُقْعَثِ

لَيْس بمَنْزورٍ ولا مُرَيَّثِ (١)

* وقَعَثَ له من الشىءَ يَقْعَث قَعْثا : حَفَن له وأعطاه. وقَعَثَ الشىء يَقْعَثُه قَعْثا : استأصله واسْتوعَبه.

العين والقاف والراء

* العُقْر والعَقْر : العُقْم. وقد عَقُرت المرأةُ عَقارةً وعِقارَة ، وعَقَرَت تَعْقِر عَقْراً وعُقْرا ؛ وعَقِرَت عِقارا ، وهى عاقِر.

قال ابن جنىّ : ومما عَدُّوه شاذّا ما ذكروه من فَعُل فهو فاعِل ، نحو عَقُرَت المرأة ، وهى عاقِر ، وشَعُر فهو شاعر ، وحَمُض فهو حامض ، وطَهُر فهو طاهر. قال : وأكثر ذلك وعامَّته : إنما هو لغات تداخلت فترَكّبت.

قال : هكذا ينبغى أن يُعْتقد ، وهو أشبه بحكمة العرب. وقال مرّة : ليس عاقِر من عَقُرت ، بمنزلة حامِض من حَمُض ، ولا خاثِر من خَثُر ، ولا طاهر من طَهُر ، ولا شاعر من شَعُر ؛ لأن كلَّ واحدٍ من هذه : هو اسم الفاعل ، وهو جارٍ على فَعَل ، فاستُغْنِىَ به عما يجرى على فَعُل ، وهو فَعيل ، على ما قدَّمناه ، لكنه اسم بمعنى النَّسب ، بمنزلةِ امرأةٍ حائض وطالق ، وكذلك الناقة ، وجمعها : عُقَّر. قال :

ولو أنّ ما فى بَطْنه بينَ نِسْوَةٍ

حَبِلْنَ ولو كانَتْ قَوَاعِدَ عُقَّرَا (٢)

* ورجل عاقِر وعَقِير : لا يُولَد له ، ولم نسمع فى المرأة عَقيرا : وقال ابن الأعرابىّ : هو الذى يأتى النساء ، فيحاضِنهنّ ويلامِسُهنّ ، ولا يُولَد له.

* والعُقَرَة : خَرَزَةٌ تشدُّها المرأة على حَقْوَيها ، لئلا تِلد.

وعَقُرَ الأمر عُقْرا : لم يُنتج عاقبة ؛ قال ذو الرُّمَّة :

*ورَدَّ حُروباً قد لَقِحْنَ إلى عُقْر* (٣)

* والعاقر من الرَّمل : ما لا يُنبت ، يُشبَّه بالمرأة. وقيل : هى الرملة التى تنبت جَنَبتاها ، ولا يُنبت وَسَطُها ؛ أنشد ثعلب :

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٧١ ؛ ولسان العرب ( قعث ) ؛ والعين ( ١ / ١٤٩ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢١٤ ، ٤٣٦ ) ؛ وتاج العروس ( قعث ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عقر ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٦٦٢ ، ٧٦٨ ؛ وتاج العروس ( عقر ).

(٣) عجز بيت وصدره : * فشد إصار الدين أيام أذرح * وهو لذى الرمة فى ديوانه ص ٩٧٤ ؛ ولسان العرب ( عقر ) ؛ ( شأى ) ؛ والمخصص ( ١٦ / ١٢٣ ) ؛ وتاج العروس ( عقر ).


ومِن عاقرٍ يَنْفِى الألاءَ سَرَاتُها

عِذارَيْنِ عن جَرْداءَ وَعْثٍ خُصُورُها (١)

وخَصَّ الألاءِ ، لأنه من شجر الرمل.

وقيل : العاقر : رملة معروفة ، لا تنبت شيئاً. قال :

أمَّا الفُؤَادُ فَلا يَزالُ مُوَكَّلا

بهَوَى حَمامَةَ أو بَرَيَّا العاقِرِ (٢)

حَمامةُ : رَملة معروفة أو أكَمة. وقيل : العاقر : العظيم من الرَّمل.

فأما قوله ، أنشده ابن الأعرابىّ :

*صَرَّافةَ القَبّ دَموكا عاقرا* (٣)

فإنه فسَّره ، فقال : العاقر : التى لا مِثل لها ولا شِبْه. والدَّموك هنا : البَكْرة التى يُسْتَقى بها على السَّانية.

* والعَقْر : شبيه بالحزّ. عَقَرَه يَعْقِرُه عَقْراً ، وعَقَّره.

* والعَقِير : المعقور. والجمع : عَقْرَى ، الذكرُ والأنثى فيه سَواء.

* وعَقَر الفرسَ عَقْرا : قطعَ قوائمه. وفَرَس عَقير : مَعْقور. وخيلٌ عَقْرَى. قال :

بِسِلَّى وسِلَّيْرَى مَصَارِعُ فِتْيَةٍ

كِرامٍ وعَقْرَى من كُمَيْتٍ ومِن وَرْدِ (٤)

* وعَقَر الناقة يَعْقِرها ويَعْقُرُها عَقْرا ، وعَقَّرها : إذا فعل بها ذلك ، حتى تسقُط فينحرَها مستمكنا بها. وكذلك كله فعيل مصروف عن مفعوله ، فإنه بغير هاء. قال اللِّحيانىّ : وهو الكلام المجتمَع عليه ، ومنه ما يُقال بالهاءِ ، وسيأتى ذكرها إن شاء الله. وعاقَرَ صاحبه : فاضلَه فى عَقْر الإبل ، كما يقال : كارَمه وفاخَره. وتعاقَرَ الرجلان : عَقَرَا إبلَهما ، لِيُرَى أيُّهما أعْقرُ لها. ولَّما أنشد ابنُ دُرَيد قوله :

فما كان ذنبُ بنى مالكٍ

بأن سُبَّ منهم غلامٌ فَسَبّ

بأبيضَ ذى شُطَبٍ باتِرٍ

يقُطُّ العظامَ ويَبرِى العَصَبْ؟ (٥)

__________________

(١) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٢٣٠ ؛ ولسان العرب (عذر) ؛ وتاج العروس (عذر) ؛ والمخصص (٥ / ١٧).

(٢) البيت لجرير فى ديوانه ص ٣٠٨ ؛ ومعجم البلدان ( حمامة ) ، ( ريا ) ، ( جمانة ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عقد ) ؛ وتاج العروس ( عقر ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عزر ) ، ( عقر ) ، ( دمك ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٣٠ ) ؛ وتاج العروس ( عزر ) ، ( عقر ).

(٤) البيت لأبى المقدام بيهس بن صهيب فى لسان العرب ( سلل ) ؛ وتاج العروس ( سلل ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عقر ) ؛ وتاج العروس ( عقر ) ؛ ويروى : « وسليرى » بالياء.

(٥) البيتان لذى الخرق الطهوى فى لسان العرب ( سبب ) ؛ وتاج العروس ( سبب ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عقر ) ؛ والمخصص ( ١٣ / ٣٤ ، ٣٥ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٦٩ ؛ والأول فى تهذيب اللغة ( ١٢ / ٣١٢ ).


فسَّره فقال : يريد مُعاقرة غالبِ بن صَعْصَعة أبى الفَرَزْدق ، وسُحَيم بن وَثِيل الرّياحىّ ، لمَّا تعاقَرا بصَوْءَرَ ، فعقرَ سُحَيم خَمْسا ، ثم بدا له. وعَقَر غالب أبو الفرَزْدق مِائة.

* والعَقيرة : ما عُقِر من صيدٍ وغيره.

* وعَقيرة الرجل : صَوْته إذا غَنَّى أو بَكى أو قَرأ. وقيل : أصله أن رجلاً عُقِرت رِجْلُه ، فوضع العَقِيرة على الصحيحة ، وبكى عليها بأعلى صَوته ، فقيل رَفع عَقيرته ، ثم كَثُر ذلك ، حتى صُيِّرَ الصوت بالغناء عَقيرة. والعَقيرة : الرجل الشريف يُقتَل. وفى بعض نُسخ « الإصلاح » : ما رأيت كاليومِ عَقيرةً وَسْط قَوْم.

* وعَقَر الرَّحْلُ والقتبُ ظهرَ الناقة ، والسَّرْج ظهرَ الدَّابة ، يَعْقِره عَقْراً : حَزَّه ، وأدْبره.

* واعْتَقرَ الظَّهْرُ وانعَقر : دَبِر.

* وسَرْج مِعْقارٌ ، ومِعْقَر ، ومُعْقِر ، وعُقَرَة ، وعُقَر ، وعاقور : يَعْقِر ظهرَ الدابة. وكذلك الرَّحْل. وقيل : لا يُقال مِعْقَر إلا لما عادته أن يَعْقِر.

* ورجُل عُقَرة ، وعُقَر ، ومِعْقَر : يَعْقِر الإبل من إتعابه إياها ، ولا يقال عَقُور.

* وكلب عَقُور ، والجمع عُقُر. وقيل : العَقور للحيوان ، والعُقَرة للمَوَات. وكَلأ أرض كذا عُقارٌ وعُقَّار : يَعْقر الماشية.

* ويُقال للمرأة : عَقْرَى حَلْقَى : معناه : عَقَرَها اللهُ وحَلَقَها ، أى حَلَق شَعْرها ، أو أصابها بوجَع فى حَلْقها ، ومنه قولُه صَلى الله عليه وسلّم لصفيَّةَ بنت حُيَىّ ، حين قيل له يوم النَّفْر : إنها حائض ، فقال : عَقْرَى حَلْقَى ، ما أراها إلَّا حابستَنَا ؛ فعَقْرى هاهنا : مصدر كدَعْوى فى قول بشير بن النِّكْث ، أنشد سيبويه :

*وَلَّتْ ودَعْوَاها شَديدٌ صَخَبُهْ* (١)

أى ودُعاؤها. وعلى هذا قال : « صخَبُهْ » فذكَّر. وقيل : عَقْرَى حَلْقَى : تعقِر قومَها وتحلِقهم بشؤْمها. وقيل : العَقْرى : الحائض. وقيل : عَقْراً حَلْقا : أى عقَرها اللهُ وحَلَقها. وحكى اللِّحيانىّ : لا تفعَل ذلك ، أمُّكَ عَقْرَى ، ولم يفَسِّره ، غير أنه ذكرَه مع قوله : أمُّك ثاكل ، وأمُّك هابل. وحكى سيبويه فى الدعاء : جَدْعا له وعَقْرا.

وقال : جَدَّعته وعَقَّرتُه : قلتَ له ذلك.

* والعرب تقول : نعوذ بالله من العَواقِر والنَّواقر. حكاه ثعلب. قال : فالعواقِر ما يَعْقِر.

__________________

(١) الرجز لبشير بن النكث فى لسان العرب ( نكث ) ، ( عقر ) ، ( دعا ) ؛ والكتاب ( ٤ / ٤١ ) ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس ( نكث ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ١٢٠ ).


والنواقر : السِّهام التى تُصيب.

* وعَقَر النخلةَ عَقْراً ، وهى عَقِرة : قطع رأسها فيبست.

* وطائر عَقِر وعاقِر : إذا أصاب ريشَه آفة ، فلم يَنْبُتْ.

* والعُقْر : دية الفَرْج المغصوب. وقيل : هو صَدَاق المرأة.

* وبَيضة العُقْر : التى تُمْتَحَن بها المرأة عند الافتضاض. وقيل : هى أوّل بيضةٍ تبيضها الدجاجة ، لأنها تَعْقِرها. وقيل : هى آخر بَيْضة تبيضها إذا هَرِمت. وقيل : هى بيضة الديك ، يبيض فى السنة مَرّة. ويقال للذى لا غَناء عنده : بيضة العُقْر ، على التشبيه بذلك. وبيضة العُقْر : الأبتر الذى لا وَلَد له.

* والعَقيرة : مُنْتهى الصوت. عن يَعقوب.

* واسْتَعقر الذئبُ : رفع صوته بالتطريب فى العُواء. عنه أيضاً. وأنشد :

فلمَّا عَوَى الذّئبُ مُسْتَعْقِراً

أنِسْنا به والدُّجَى أسْدَفُ (١)

وقيل : معناه : يطلُب شيئاً يَفْرِسُه. وهؤلاء قوم لُصوص أمِنوا الطلبَ حين عَوَى الذئب.

* وعُقْر القوم وعَقْرهم : مَحَلَّتهم بين الدار والحَوْض.

* وعُقْر الحَوْض وعُقُره : مُؤَخَّره. وقيل : مَقام الشَّاربة منه. وفى المَثل : « إنما يُهْدَم الحوْض من عُقُره » : أى إنما يُوتى الأمر من وجْهه. والجمع أعقار ؛ قال :

يَلُذْنَ بأعْقارِ الحْيِاضِ كأنها

نساءُ النَّصارَى أصبْحت وهى كُفَّلُ (٢)

* وناقة عَقِرة : تَشْرَب من عُقْر الحَوْض.

* وعُقْر البئر : حيث تقع أيدى الواردة إذا شَرِبت. والجمع : أعقار.

* وعُقْر النار ، وعُقرها : أصلها الذى تأجَّجُ منه. وقيل : مُعظَمها ومُجْتَمَعُها.

* وعُقْر الدار : وعَقْرها : أصلها. وقيل : وَسَطُها. وقالوا : البُهْمَى : عُقْر الكَلأ ، وعُقار الكَلأ : أى خِيار ما يُرْعَى من نبات الأرض ، ويُعْتَمد عليه ، بمنزلة عُقْر الدّار. وهذا البيت عُقر القصيدة : أى أحسن أبياتها. وهذه الأبيات عُقار هذه القصيدة : أى خِيارُها.

* والعَقْر : فَرْجُ ما بين كلّ شيئين. وخَصَّ بعضهم به : ما بين قوائم المائدة.

* والعَقْر والعَقار : المنزِل ، والضَّيْعة. وخَصّ بعضهم بالعَقار : النَّخل.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عقر ) ، ( سدف ) ؛ وتاج العروس ( عقر ) ، ( سدف ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عقر ).


* وعَقارُ البيت : مَتاعه ونَضدُه ، الذى لا يبتُذَل إلا فى الأعياد ، والحقوق الكبار. وقيل : عَقار المتاع : خِياره. وهو نحو ذلك ، لأنه لا يُبْسَط فى الأعياد والحُقوق الكِبار إلا خِيارُه.

وقيل : عَقارُه : مَتاعه ونَضَده إذا كان حَسنَا كثيراً. وقال أبو حنيفة. عن ابن الأعرابىّ : عَقارُ الكَلأ البُهْمَى ، كلّ دار لا تكون فيها بُهْمَى فلا خير فى رَعْيها ، إلا أن تكون فيها طَرِيفة ، وهى النَّصِىُّ والصِّلِّيان.

وقال مرة : العَقار : جمع اليَبِيس.

* وعاقرَ الشىءَ مُعاقرةً وعِقاراً : لزِمه.

* والعُقار : الخمر ، لأنها عاقَرَت الدَّنَّ ، أى لَزِمته. وقيل : لأن أصحابها يعاقِرونها ، أى يُلازِمونها. وقيل : هى التى تَعْقِر شاربها. وقيل : هى التى لا تَلْبَث أن تُسْكِر.

* وعَقِر الرجلُ عَقَراً : فَجِئَة الرَّوْع ، فلم يقدِر أن يتقدّم أو يتأخَّر. وقيل : عَقِر : دهِش ، ومنه قول عُمَر حين سمع خُطْبة أبى بكر ، عند وَفاة النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : فعَقِرتُ حتى ما أقدِرُ على الكلام.

* وظَبْى عَقِير : دَهِش. وروى بعضهم بيتَ المتنخل :

فَلَثِمْتُها فَتَنَفَّسَتْ

كتنفُّس الظَّبْىِ العَقِيرِ (١)

* والعَقْر والعُقْر : القَصْر. الأخيرة : عن كُراع. وقيل : القصرُ المتهدّم بعضُه على بعض. وقيل : البِناءُ المرتفع. والعَقْر غَيم فى عَرْض السَّماء والعَقْر : السَّحابُ الأبيض. وقيل : كلّ أبيضَ : عَقْر.

* والعَقير : البَرْق. عن كُراع.

* والعَقَّار والعِقِّير : ما يُتَداوَى به من النبات والشجر. والعُقَّارُ : عُشبٌ يرْتَفعِ قدرَ نَصْب القامة. وثمره كالبنادق ، وهو مُمِضٌّ الْبَتَّة ، لا يأكله شىء ، حتى إنك ترى الكلبَ إذا لا بسَه يَعْوِى. ويُسَمَّى عُقَّارَ ناعمة ، وناعمة : امرأة طبخته ، رَجاء أن يَذْهَب الطبخ بغائلته ، فأكَلته ، فقتلها.

* والعَقْر ، وعَقاراء ، والعَقاراء : كلُّها مواضع. قال حُمَيد بن ثور :

رَكُود الحُمَيَّا طَلَّةٍ شابَ ماءَها

بها من عَقاراءِ الكرُوم دَبيبُ (٢)

__________________

(١) البيت للمتنخل اليشكرى فى تاج العروس ( عقر ) ؛ والأغانى ( ٢١ / ٨ ).

(٢) البيت لحميد بن ثور فى ديوانه ص ٥٢ ؛ ولسان العرب ( عقر ) ، ( طلل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢١٧ ) ؛ وتاج العروس ( عقر ) ، ( طلل ) ؛ ويروى « ربيب » بالراء.


أراد : من كروم عَقاراء ، فقدَّم وأخَّر.

* والعُقُور : مثل السُّدُوس. والعُقَيْر ، والعَقْر : مواضع أيضاً. قال :

ومنَّا حبيبُ العَقْر حينَ يَلُفُّهُمْ

كما لَفَّ صِرْدانَ الصَّرِيمة أخْطَبُ (١)

* والعواقر : موضع. قال كُثَيِّر عَزّة :

وسَيَّلَ أكْنافَ المَرابدِ غُدْوَةً

وسَيَّلَ منه ضاحكٌ فالمَعاقِرُ

* ومُعَقِّر ، وعَقَّار ، وعُقْران : أسماء.

مقلوبه : [ ع ر ق ]

* العَرَق : ما جَرى من أصول الشَّعْر من ماء الجِلْد ، اسم للجنس لا يُجْمع ، هو فى الحيوان أصل ، وفيما سِواه مستعار.

عَرِق عَرَقا ، ورجل عُرَق : كثير العَرَق.

* فأمَّا فُعَلة ، فبناء مُطَّرد فى كل فعل ثُلاثىّ كضُحَكَة وهُزَأة ، وربما غُلط بمثل هذا ولم يُشْعَر بمكان اطِّراده ، فذُكر كما يُذكر ما يَطَّرد ، فقد قال بعضهم : رجل عُرَق وعُرَقَة : كثير العَرَق ، فسوَّى بين عُرَق وعُرَقة. وعُرَق غير مُطَّرد ، وعُرَقَة مُطَّرد ، كما ذكرناه.

* وأعرقتُ الفرسَ وعَرَّقْته : أجْريتُه ليَعْرَق.

* وعَرِق الحائط عَرَقا : نَدِىَ ، وكذلك الأرض الثَّرِيَّة إذا نَتَحَ فيها النَّدى ، حتى يلتقىَ هو والثَّرَى.

* وعَرَقُ الزُّجاجة : ما يَنتَح من الشراب وغيره مما فيها ، ولَبن عَرِق : فاسد الطَّعْم ، وذلك من أن تُشَدّ قِرْبة اللَّبن على جَنْب البعير بلا وقاية ، فيصيبَها عَرَقه. وقيل : هو الخبيثُ الحَمِض. وقد عَرِق عَرَقا.

والعَرق : الثواب ، وقوله :

ويُخْبِرُهُمْ مَكانَ النُّونِ مِنِّى

وما أُعْطِيتُه عَرقَ الخِلالِ (٢)

أى لم يَعْرَق لى به عن مَودّة ، إنما أخذتُهُ منه غَصْبا. وقيل : هو القليلُ من الثواب ، شُبِّه بالعَرَق.

__________________

(١) البيت لساعدة بن جؤية الهذلى فى زيادات شرح أشعار الهذليين ص ١٣٣٧ ؛ ولسان العرب ( خطب ) ؛ وتاج العروس ( خطب ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عقر ) ؛ وتاج العروس ( عقر ).

(٢) البيت للحارث بن زهير العبسى فى لسان العرب ( عرق ) ، ( نون ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٥٦١ ) ؛ وتاج العروس ( عرق ) ، ( نون ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٢ / ٢٤٤ ).


* ومَعارِق الرمل : ألْعاطُهُ وآباطه ، على التَّشبيه بمَعارق الحيوان.

* والعَرَق : اللَّبن ، سُمّى به لأنه عَرَق يَتَحلَّب فى العُروق ، حتى ينتهَى إلى الضَّرْع ؛ قال الشَّماخ :

تَغْدُو وقد ضَمِنَتْ ضَرّاتُها عَرَقا

من طَيِّب الطَّعْم صافٍ غيرِ مجْهودِ (١)

والرواية المعروفة : غُرَقا ، جمع غُرْقة ، وهى القليل من اللَّبن والشراب. وقيل : هو القليل من اللبن خاصّة. ورواه بعضهم : « تُصْبحُ وقد ضمنت ... » ، وذلك أن قبله :

إنْ تُمْسِ فى عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُهُ

مِنَ الأسالِق عارِى الشَّوْكِ مَجْرودِ (٢)

« تصبحْ وقد ضَمنَت ... » فهذا شرط وجزاء. ورواه بعضهم : « تُضْحِ وقد ضَمِنَت ... » ، على احتمال الطىّ.

* وعَرِق السِّقاءُ عَرَقاً : نَتَحَ منه اللبن.

* وما أكثر عَرَقَ إبِلك وغنمك ، أى لبَنها ونِتاجَها.

* ولَقيتُ منه عَرَق القِرْبة : أى شِدَّة ومَشَقَّة ، ومعناه : أن القِرْبة إذا عَرِقت وهى مدهونة خَبُثَ ريحُها ؛ قال عَمرو بن أحمَر الباهلىّ :

ليْسَتْ بمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وعَفْوُها

عَرَقُ السِّقاءِ على القَعُودِ اللَّاغِبِ (٣)

أراد : عَرَق القِرْبة ، فلم يستقم له الشعر ، كما قال رُؤْبة :

*كالكَرْمِ إذْ نادَى مِن الكافُورِ* (٤)

وإنما يقال : صَاحَ الكَرْم : إذا نَوَّر ، فكُرِهَ احتمالُ الطَّىِّ ، لأن « صاح مِنَ الْ » مُفْتَعِلُن ، فقال : نادى ، فأتمّ الجزء على موضوعه فى بحره ، لأن « نادَى مِنَ الْ » مُسْتَفْعِلُنْ. وقيل

__________________

(١) البيت للشماخ فى ديوانه ص ١١٧ ؛ ولسان العرب ( جهد ) ، ( عرق ) ، ( غرق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٢٨ ، ٦ / ٣٨ ، ١٦ / ١٣٨ ) ؛ وتاج العروس ( جهد ) ، ( صلع ) ، ( عرق ) ، ( غرق ) ؛ والعين ( ١ / ١٥٢ ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ١٨ ) ؛ ويروى مطلعه : « تضحى ».

(٢) البيت للشماخ فى ديوانه ص ١١٧ ؛ ولسان العرب ( صلع ) ، ( سلق ) ، ( صلق ) ، ( عرق ) ، ( غرق ) ؛ والعين ( ١ / ٣٠٣ ) ؛ وتاج العروس ( عرفط ) ، ( صلع ) ، ( عرق ) ؛ والمخصص ( ١١ / ١١ ، ١٩٠ ) ، ( ٦ / ١٣٧ ، ١٢ / ١٨ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٣٢ ، ٨ / ٣٧٠ ) ؛ ويروى « من الأصالق » بالصاد.

(٣) البيت لابن أحمر الباهلى فى ديوانه ص ٤٧ ؛ ولسان العرب ( عرق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٢٦ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( سبد ) ، ( شتم ) ؛ وتاج العروس ( عرق ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ٢٥٠ ).

(٤) الرجز ـ ضمن مجموعة أخرى ـ للعجاج فى ديوانه ( ١ / ٣٣٨ ـ ٣٣٩ ) ؛ ولسان العرب ( كفر ) ؛ تاج العروس ( كفر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٢٠١ ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ٢١٦ ) ؛ ولرؤبة فى لسان العرب ( صيح ) ، ( عرق ) ؛ وتاج العروس ( صيح ) ؛ وبلا نسبة فى العين ( ٥ / ٣٥٨ ).


معناه : جَشِمْتُ إليك النَّصب والتَّعَب ، والغُرْم والمئونة ، حتى جَشِمْت عَرَق القِربة ، أى عِراقها الذى يُخْرز حوَلها. ومَن قال : « عَلَق القرْبة » : أراد السيرَ الذى تُعَلَّق به. وقال ابنُ الأعرابىّ : كَلِفْتُ إليك عَرَق القِربة ، وعَلَق القِرْبة ؛ فأما عَرَقها ، فعَرَقك عنها من جَهْد حَمْلها ، وذلك لأن أشدّ الأعمال عندهم السَّقْى. وأما عَلَقُها : فما شُدَّت به ، ثم عُلِّقت.

وقيل : معنى قولهم : لَقِيت منه عَرَق القِربة ، إنما أرادوا : عَلَق القِرْبة ، هو ما عُلِّقت به ، فأبدلوا الراء من اللام ، كما قالوا : رَعَمْلِى ولعَمْرى (١). وقال أبو عُبَيد : تكَلَّفتُ إليك عَرَق القِرْبة ، معناه : تكلَّفت إليك ما لم يبلغه أحد ، حتى تجشَّمْتُ إليك ما لا يكون ، لأن القِرْبة لا تَعْرَق. يَذْهَب إلى مثل قول الناس : حتى يشيب الغُراب ، وحتى يَبْيَضَّ القار.

* وعَرَق التَّمر : دِبْسُه. وناقة دائمة العَرَق : أى الدِّرة. وقيل : دائمة اللبن. وفى غنمه عَرَق : أى نِتاج كثير ، عن ابن الأعرابىّ.

* وعِرْق كلّ شىء : أصلُه ، والجمع أعْراق ، وعُروق.

* ورجل مُعْرِق فى الحسَب والكَرَم واللُّؤم. وقد عَرّق فيه أعمامُه وأخوالُه ، وأعرقوا.

وأعرَقَ فيه أعراقُ العَبيد والإماء : إذا خالطه ذلك ، وتخلَّق بأخلاقهم ، وعَرَّق فيه اللِّئام.

ويجوز فى الشعر : إنه لمعْرُوقٌ له فى الكَرَم ، على توهم حذف الزائد. وتدارَكَهُ أعراقُ خير ، وأعراق شرّ ، قال :

جرَى طَلَقا حتى إذا قيل سابِقٌ

تدارَكه أعْراقُ سَوْءٍ فَبَلَّدَا (٢)

* ورجل عَريق : كريم. وكذلك الفَرس وغيره. وقد أعْرَق.

* وعُروق كلّ شىء : أطناب تشَعَّب منه واحدها : عِرْق. أعرق الشجرُ وعَرَّق : امتدّت عُروقه.

* والعِرقاة : الأصل الذى يذهب فى الأرض سُفْلا ، وتَشَعَّبُ منه العُروق. وقال بعضهم : عِرْقة وعِرْقات ، فجُمع بالتاء. وعِرقاة كل شىء وعَرْقاته : أصلُه ، وما يقوم عليه ، ويقال : استأصل الله عَرْقَاتهم وعِرْقاتِهِم : أى شأفَتَهم ، فعِرْقاتِهم بالكسْر : جمع عِرْق ، كأنه عِرْق وعِرْقات ، كعِرْس وعِرْسات ، إلا أن عِرْسا أنثى ، فيكون هذا من المذكَّر الذى جُمع بالألف والتاء ، كسِجِلٍّ وسجِلَّات ، وحَمَّام وحَمَّامات. ومَن قال : عِرْقاتَهُمْ ، أجراه مَجرى

__________________

(١) قال محقق ( ط ) : هذا على مقتضى قوله : فأبدلوا الراء باللام. وقد اختلفت النسخ فى تصوير الكلمتين ، ففى ف ، ز : ر عملى ور عمرى. وفى ل ، ت : لعمرى ور عملى.

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( بلد ) ، ( عرق ) ؛ والعين ( ١ / ١٥٣ ، ٥ / ١٠٣ ، ٨ / ٤٣ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٤ / ١٢٨ ) ؛ وتاج العروس ( بلد ) ، ( عرق ).


سِعْلاة ، وقد يكون عِرْقاتَهم جمعَ عِرْق وعِرْقة ، كما قال بعضهم : رأيت بَناتَك ، شبَّهوها بهاء التأنيث التى فى فتاتهم وقناتهم ، لأنها للتأنيث ، كما أن هذه له ، والذى سُمع من العرب الفُصَحاء عِرْقاتِهِم بالكسر.

قال ابن جنىّ : سأل أبو عَمرو أبا خَيْرة ، عن قولهم : استأصَل اللهُ عِرْقاتِهِمْ ، فنصب أبو خيرة التاءَ من عِرْقاتِهِمْ ، فقال له أبو عَمْروٍ : هَيهاتَ أبا خَيْرة ، لان جِلْدُك! وذلك أن أبا عمروٍ استضعف النصبَ بعد ما كان سَمِعها منه بالجرّ ، قال : ثم رواها أبو عَمْرو فيما بعدُ بالنصب والجرّ ؛ فإما أن يكون سَمِع النصب من غير أبى خَيرة ، ممن تُرْضَى عَرَبيَّتُه ؛ وإما أن يكون قوىَ فى نفسه ما سمعه من أبى خَيرة ، من نصبها. ويجوز أيضًا أن يكون أقام الضَّعفَ فى نفسه ، فحكى النصبَ على اعتقاده ضعفَه ، قال : وذلك أن الأعرابىّ ينطق بالكلمة يعتقد أن غيرها أقوى فى نفسه ، ألا ترى أن أبا العبَّاس حَكَى عن عُمارة أنه كان يقرأ « ولا اللَّيلُ سابِقٌ النهارَ » فقال له : ما أردْتَ؟ فقال : أردت ( سابِقُ النَّهارِ ) ، فقال له : فهَّلا قلته؟ فقال : لو قلته لكان أوْزَن ، أى أقْوَى.

* والعِرْق : نبات أصفر يُصْبَغ به ، والجمع عُروق ، عن كُراع.

* وعُروق الأرض : شَحْمتها. وعُرُوقها أيضاً : مَناتِحُ ثراها. وقول امرئ القيس :

*إلى عِرْقِ الثَّرَى وَشَجَتْ عُرُوقى* (١)

قيل : يعنى بعِرْق الثرى : إسماعيلَ بن إبراهيم عليهما‌السلام.

* وفيه عِرْق من حُموضةٍ ومُلُوحةٍ : أى شىء يَسير

* والعِرق : الأرض المِلْح التى لا تُنْبت. وقال أبو حنيفة : العِرْق : سَبِخة تنبِت الشجر.

واسْتَعرَقت إبلُكُم : أتَت ذلك المكان ، وإبل عِراقيَّة منسوبة إلى العِرْق ، على غير قياس.

* والعِراق : بقايا الحَمْض. وإبل عِراقيَّة : ترْعَى بَقايا الحَمْض.

* وفيه عِرْق من ماءٍ : أى قليل. والمُعْرَق من الخمر : الذى يُمْزج قليلاً مثلَ العِرْق. قال :

ونَدْمانٍ يزيدُ الكأسَ طِيباً

سَقَيْتُ إذا تَغَوَّرَتِ النُّجومُ

رَفعتُ برأسهِ وكشَفتُ عنهُ

بمُعْرَقةٍ مَلامةَ مَنْ يَلُومُ (٢)

__________________

(١) صدر بيت وعجزه : * وهذا الموت يسلبني شبابي * وهو لامرئ القيس فى ديوانه ص ٩٨ ؛ ولسان العرب ( وشج ) ، ( عرق ) ؛ والمخصص ( ٤ / ١٣٨ ) ؛ وتاج العروس ( وشج ).

(٢) البيتان للبرج بن مسهر فى لسان العرب ( عرق ) ، والأول له فى لسان العرب ( ندم ) ؛ والثانى له فى تاج العروس ( عرق ).


وعَرَّقْت فى السِّقاء والدلو : جعلت فيهما ماءً قليلاً ، قال :

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرَّق فِيها

ألا ترَى حَبارَ مَنْ يَسْقِيها (١)

حَبار : اسم ناقته. وقيل : الحَبار هنا : الأثر. وقيل : الحَبار : هيئة الرجل فى الحُسْن والقُبح. عن اللِّحيانىّ. والعُراقة : النُّطْفَة من الماء ، والجمع عُرَاق ، وهى العَرْقاة. وَعمِل رجل عَمَلا ، فقال له بعض أصحابه : عَرَّقْت وبَرَّقْت. فمعنى بَرَّقْت : لوّحت بشىء لا مصْداق له. ومعنى عَرَّقْت : قَلَّلْت ، وقد تقَدَّم. وقيل : عَرَّقتُ الكأس : مَزَجتها ، فلم يُعَيِّن بقلَّة ماءٍ ولا كثرة. وقال اللِّحيانىّ : أعْرَقْت الكأسَ : مَلأْتُها. قال : وقال أبو صَفْوان : الإعْراق والتَّعْرِيق جميعاً : دُونَ المَلْء. وبه فَسَّر قوله :

*لا تملإِ الدَّلْوَ وَعَرْق فيها* (٢)

وإنه لخبيث العِرْق : أى الجسد ، وكذلك السِّقاء.

* وفى الحديث : « ليسَ لعِرْقٍ ظالمٍ حَقّ » (٣). وهو الرجل يَغرِس فى أرض غيره. قال أبو علىّ : هذه عبارة اللغويِّين ، وإنما العِرْق : المغْروس ، أو الموضع المغروس فيه ، وما هو عندى بعِرق مَضَنَّة : أى ما له قَدْر ، والمعروف : عِلْق مَضَنَّة. وأرى عِرْق مَضنة إنما تُستعمل فى الجَحْد وحده.

* والعُراق : المطرُ الغزير. والعُراق : العظم بغير لحم ، فإن كان عليه لحم فهو عَرْق. وقيل : العَرْق الذى قد أخِذ أكثر لحمه. والعَرْق : الفِدْرة من اللحم. وجمعها : عُرَاق. وهو من الجمع العَزيز وله نظائر قد أحصيتها فى الكتاب الموسوم بالمخصَّص. وحَكى ابن الأعرابىّ فى جمعه عِراق ، بالكسر ، وهو أقيس ، وأنشد :

يَبِيتُ ضَيْفى فى عُرَاقٍ مُلْسِ

وفى شَمُول عُرّضَتْ للنَّحْسِ (٤)

أى مُلْسٍ من الشحم. والنحس : الريح التى فيها غَبرة.

* وعَرَق العظمَ يَعْرُقُه عَرْقا ، وتَعَرَّقَهُ واعْترَقَه : أكل ما عليه. واستعار بعضهم التَّعَرُّق فى غير الجواهر. أنشد ابن الأعرابىّ فى صفة إبل ورَكْبٍ :

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( حبر ) ، ( عرق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٢٦ ، ٥ / ٣٣ ، ٩ / ١٣٤ ) ؛ وتاج العروس ( حبر ) ، ( عرق ) ؛ والمخصص ( ٩ / ١٣٤ ، ١٠ / ١٤ ، / ١٧ / ١٨ ).

(٢) سبق منذ قليل.

(٣) « صحيح » : أخرجه أبو داود وغيره ، وانظر الإرواء ( ح ١٥٥٠ ).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( نحس ) ، ( عرق ) ؛ وتاج العروس ( عرق ).


يَتَعَرَّقُونَ خِلَالهُنَّ ويَنْثَنِى

مِنها ومِنهُمْ مُقْطَعٌ وجَرِيحُ (١)

يتعَرَّقُون : أى يَسْتديمون ، حتى لا تبقى قوّة ولا صَبْر ، فذلك خِلالُهُنّ أى يسقطُ منها. ومنهم : أى من هذه الإبل.

* وأعْرَقه عَرْقا : أعطاه إياهُ. ورجل مَعْرُوق ومُعْتَرَق ومَعَرَّق : قليل اللحم ، وكذلك الخدّ ، ويستَحبّ من الفرَس أن يكون مَعْرُوق الخَدَّين ، قال :

قدْ أشْهَدُ الغارَةَ الشَّعْوَاءَ تَحْمِلُنِى

جَرْداءُ مَعْرُوقَةُ اللَّحْيَينِ سُرْحوبُ (٢)

ويُرْوى : مَعْروقة الجَنبَين.

* والعَوارق : الأضراس ، صفة غالبة. والعوارق السِّنونَ ، لأنها تَعْرُق الإنسان ، وقد عَرَقَتْه تَعْرُقُه ، وتَعَرَّقَتْهُ.

أنشد سيبويه :

إذا بَعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا

كَفى الأيتامَ فقدَ أبى اليَتيمِ (٣)

أنَّث ، لأنَ بعض السنين سنون ، كما قالوا : ذهبت بعض أصابعه ، ومثلُه كثير.

* وعَرَقَتْه الخُطُوبُ تَعْرُقه : أخذت منه. قال :

أجارَتنا كلُّ امرِئ ستُصيبُه

حوادثُ إلَّا تَبْتُرِ العَظْمَ تَعْرُقِ (٤)

وقوله ، أنشده ثعلب :

*أيَّامَ أعْرَقَ بى عامَ المَعاصِيمِ* (٥)

فسَّره فقال : معناه : ذهب بلحمى. وقوله « عامَ المعاصيمِ » قال : معناه : بلغ الوسَخ إلى معاصِمى. وهذا من الجَدْب. ولا أدرى ما هذا التفسير. وزاد الياءَ فى المعاصيم ضَرورة.

* والعَرَق : كلُّ مَضْفور مُصْطَفّ ، واحدته : عَرَقة. قال أبو كبير :

نَغْدُوا فنترُك فى المَزاحِف مَنْ ثَوَى

ونُمِرُّ فى العَرَقات مَنْ لَمْ يُقْتَلِ (٦)

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عرق ) ؛ وتاج العروس ( عرق ).

(٢) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٢٢٥ ؛ ولامرئ القيس أو لعمران بن إبراهيم الأنصارى فى شرح شواهد المغنى ( ٢ / ٤٩٦ ) ؛ ولإبراهيم بن عمران فى لسان العرب ( قصب ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عرق ).

(٣) البيت لجرير فى ديوانه ص ٢١٩ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( صوت ) ، ( عرق ).

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عرق ) ؛ وتاج العروس ( عرق ).

(٥) الشطر بلا نسبة فى لسان العرب (عصر) ، (عرق) ؛ وتاج العروس (عصر) ، (عرق) ؛ ويروى : «المعاصير» بالراء.

(٦) البيت لأبى كبير الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٠٧٦ ؛ ولسان العرب ( عرق ) ، ( ثوا ) ؛ وتاج العروس ( عرق ) ، ( ثوى ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٥٥ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٢٣ ) ؛ وللهذلى فى مقاييس اللغة ( ٤ / ٢٨٨ ) ؛ ويروى « ونقر » بدل « ونمر ».


ونَقْتُلِ أيضاً. يعنى تأسِرهم ، فتشُدُّهم فى العَرَقات.

* والعَرَق : السَّفيفة المنسوجَة من الخُوص ، قبل أن تجعل زَبيلا. والعَرَق والعَرَقَة : الزَّبيل ، مشتقّ من ذلك. والعَرَق : الطيرُ إذا صَفَّت فى السماء. والعَرَق : السطرُ من الخيل. الواحد منهما : عَرَقة. ورَفَعْت من الحائط عَرَقا أو عَرَقين ، أى صفّا أو صَفَّين. والجمع : أعْراق.

* والعَرَقة : طُرّة تُنْسج وتُخاط على طرف الشُّقَّة. وقيل : هى طُرّة تُنْسَج على جوانب الفُسْطاط. والعَرَقة : خشبة تُعَرَّض على الحائط بين اللَّبن. والعَرَقة : آثار اتباع الإبل بعضِها بعضا. والجمع : عَرَق. قال :

*وقد نَسَجْنَ بالفَلاةِ عَرَقا* (١)

والعَرَقة : النِّسعة.

* وعِراق المَزادة : الخَرْز المَثْنِىُّ فى أسفلها. وقيل : هو الذى يُجْعَل على مُلتقى طَرَفى الجلد ، إذا خُرِز فى أسفل القِربة ، فإذا سُوىّ ثم خُرِزَ غير مَثْنِىّ ، فهو طِباب. وقيل : عِراق القِربة : الخَرْزُ الذى فى وَسَطها. قال :

يَرْبُوعُ ذا القَنازِع الدّقاقِ

والوَدْع والأحْوية الأخلاقِ

بِى بِىَ أرْياقُك منْ أرْياقِ

وحيثُ خُصْياكَ إلى المَرَاقِى

وعارِضٌ كجانب العِرَاقِ (٢)

هذا أعرابىّ ذكَر يونُس أنه رآه يُرَقِّصُ ابنه ، وسمعه يُنشد هذه الأبيات. قوله « وعارضٌ كجانب العِراق » العارض : ما بين الثَّنايا والأضراس ، ومنه قيل للمرأة : « مَصْقولٌ عَوارِضها ». وقوله « ... كجانب العِراق » : شبه أسنانه فى حُسن نِبْتَتِها واصطفافها على نَسَق واحد ، بعِراق المَزَادة ، لأن خَرْزَه مُتَسَرّدٌ مُسْتو. ومثلُه قولُ الشَّماخ ، وذَكر أُتُنا وَرَدْنَ وحَسَسْن بالصائد ، فنَفَرن على تتابع واستقامة ، فقال :

فلمَّا رأيْنَ الماء قد حالَ دُونَهُ

ذُعافٌ على جَنْب الشَّريعةِ كارِز

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عرق ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عرض ) ، ( عرق ) ؛ وتاج العروس ( عرض ) ، ( عرق ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٣٢١ ؛ والمخصص ( ١٠ / ٥ ). ويروى « المآق » بدل « المراقى ».


شَكَكْنَ بأحْساءِ الذِّنابِ على هُدًى

كما شَكَّ فى ثِنْى العِنان الخَوَارِزُ (١)

وأنشد أبو علىّ الفارسىّ فى مثل هذا المعنى :

وشِعْبٍ كشَكّ الثَّوْب شَكْسٍ طرِيقه

مَدارِجُ صُوحَيْهِ عِذابٌ مَخاصرُ (٢)

عَنى : فَماً حَسَنَ نِبْتَةِ الأضراس ، متناسِقَها كتناسُق الخياطة فى الثوب ، لأن الخائط يضع إبرةً إلى أخرى ، شَكَّةً فى إثْر شَكَّة. وقوله : « شكْس طريقُهُ » : عنى صِغره. وقيل : لصعوبة مَرامه ؛ ولما جَعَله شِعْبا لصِغره ، وجَعَل له صُوحَين ، وهما جانبا الوادى ، كما تقدم. والدليل على أنه عَنى فَماً قوله بعد هذا :

تَعَسَّفْتُهُ باللَّيْل لم يَهْدِنى لهُ

دليلٌ ، ولم يشْهَدْ له النَّعتَ خابرُ (٣)

وعِراق السُّفْرة : خَرْزُها المحيط بها. وعَرَقْت المزادةَ والسفرةَ : عَمِلتُ لهما عِراقا. وعِراق الظُّفْر : ما أحاط به من اللَّحم. وعِراق الأُذن : كفِافها. وعِراق الرَّكِيب : حاشيَتُه ، من أدناه إلى مُنْتَهاهُ. والرَّكِيب : النهر الذى يدخل منه الماء الحائط ، وسيأتى ذكره. والجمع من كلّ ذلك : أعْرِقة ، وعُرُق.

* والعِرَاق : شاطئ الماء. وخَصَّ بعضهم به شاطئ البَحر ، والجمع : كالجمع. والعِراق من بلاد فارس : مذكَّر ، سُمّى بذلك ، لأنه على شاطئ دِجلة ؛ وقيل : سُمّىَ عِراقا ، لأنه استكفَّ أرضَ العرب. وقيل : سُمِّىَ به ، لتواشُج عُروق الشَّجر والنخل فيه. كأنه أراد عِرْقا ثم جُمع على عِراق. وقيل : سُمّى به ، لأن العجم سَمَّته : « إيْرَانْ شَهْرَ » ، ومعناها : كثيرة النخل والشجر ، فعرِّبت ، فقيل : عِراق. وقيل : سُمّى بعِراق المزادة ، وهى الجلدة التى تجعلَ على مُلْتَقى طَرَفىِ الجلد ، إذا خُرِز فى أسفلها ؛ لأن العراق بين الرّيف والبرّ. والعِراقان : الكُوفة والبصرة. وقوله :

أزْمانَ سَلْمَى لا يَرَى مِثْلَها الرْ

اءون فى شامٍ ولا فى عِراقْ (٤)

إنما نُكِّر ، لأنه جعل كلّ جزء منه عِرَاقا.

__________________

(١) البيتان للشماخ فى ديوانه ص ١٩٣ ، ١٩٤ ؛ ولسان العرب ( عرق ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ٥ ) ؛ والأول فى لسان العرب ( كرز ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٩٢ ) ؛ وتاج العروس ( كرز ).

(٢) البيت لتأبط شرّا فى ديوانه ص ٩٤ ؛ وأساس البلاغة ( صوح ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( صوح ) ، ( عرق ) ؛ وتاج العروس ( صوح ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ١٠٣ ).

(٣) البيت لتأبط شرّا فى ديوانه ص ٩٥ ؛ وأساس البلاغة ( صوح ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٠ / ١٠٣ ) ؛ ولسان العرب ( صوح ) ، ( عرق ) ؛ وتاج العروس ( صوح ) ؛ ويروى « وجابر » مكان « خابر ».

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عرق ) ، ( شأم ) ؛ وتاج العروس ( شأم ) ، ( زمن ).


* وأعْرَقَ القوْمُ : أَتَوُا العِراق. قال المُمَزَّق العَبْدىّ :

فإنْ تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خِلافاً عليكمُ

وإن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِبى الحربِ أُعْرِق (١)

وحَكى ثعلب : « اعترَقوا » فى هذا المعنى. وأما قوله ، أنشده ابنُ الأعرابىّ :

إذا استنصَل الهَيْفُ السَّفا بَرَّحَتْ به

عِراقيَّةُ الأقْياظِ نُجْدُ المَرَابِعِ (٢)

نُجْد هاهنا : جَمع نجْدىّ كفارسىّ وفُرْس ؛ فسَّره فقال : هى منسوبة إلى العِراق ، الذى هو شاطئ الماء ، وقيل : هى التى تَطْلُب الماء فى القَيْظ. وعِراق الدَّار : فناء بابها. والجمع : أعرِقة ، وعُرُق.

* وجَرَى الفَرَسُ عَرَقاً أو عَرَقَيْن : أى طَلَقا أو طَلَقَتين.

* والعَرَق : الزَّبيب ، نادر.

* والعَرَقة : الدِّرَّة التى يُضْرَب بها.

* والعَرْقُوة : خَشَبة معروضة على الدَّلو ، والجمع : عَرْقٍ. وأصله : عَرْقُوٌ ؛ إلا أنه ليس فى الكلام اسم آخره واو ، قبلها حرف مضموم ، إنما تُخَصّ بهذا الضَّرب الأفعال ، نحو : سَرُوَ ، وَبهُوَ ، ورَهُوَ ؛ هذا مذهَب سيبويه وغيره من النحويِّين. فإذا أدّى قياسٌ إلى مثل هذا رُفض ، فعدلوا إلى إبدال الواو ياءً ، فكأنهم حَوّلوا عَرْقُواً إلى عَرْقِىٍ ، ثم كَرِهوا الكَسرة على الياء ، فأسكنوها ، وبعدها النون ساكنة ، فالتقى ساكنان ، فحذفوا الياء ، وبقيت الكسرة دالة عليها ، وثبتت النون ، إشعاراً بالصَّرف ، فإذا لم يلْتقِ ساكنان ، رَدُّوا الياء ، فقالوا : رأيت عَرْقِيها ، كما يفعلون فى هذا الضرب من التصريف. أنشد سيبويه :

*حتى تَفُضِّى عَرْقِىَ الدِّلِيِّ* (٣)

* والعَرْقاة : العَرْقُوَة. قال :

احْذَرْ على عَينَيكَ والمَشافِرِ

عَرْقاةَ دَلْو كالعُقاب الكاسِرِ (٤)

شَبَّهها بالعُقاب فى ثقلها. وقيل : فى سرعة هُوِيِّها. والكاسر : التى تكسِر من جناحِها

__________________

(١) البيت للممزق العبدى فى لسان العرب ( عرق ) ، ( تهم ) ، ( عمن ) ؛ ومقاييس اللغة ( ١ / ٣٥٦ ، ٥ / ١٣٣ ، ٢٨٩ ) ؛ وتاج العروس ( عرق ) ، ( تهم ) ، ( عمن ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٢ / ٥٠ ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٧٩٥ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( نجد ) ، ( عرق ) ، ( نصل ) ؛ وتاج العروس ( عرق ) ، ( نصل ) ويروى : « المراتع » مكان « المرابع ».

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عرق ) ؛ المخصص ( ٩ / ١٦٥ ) ؛ وتاج العروس ( عرق ).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عرق ) ؛ وتاج العروس ( عرق ).


للانقضاض.

* وعَرْقَيْتُ الدّلوَ عَرْقاةً : جَعَلتُ لها عَرْقوة ، أو شَدَدْتُها عليها.

* وذاتُ العَراقى : الداهية ؛ سُمِّيت بذلك لأن ذات العَراقى : هى الدَّلوُ ، والدّلو من أسماءِ الدّاهية. قال :

لَقِيُتمْ مِن تَدَرُّئِكُمْ عَلَيْنا

وقَتْلِ سَرَاتِنا ذَاتَ العَرِاقى (١)

* والعَرْقُوَتَان من الرَّحْل والقَتَب : خَشَبتان تَضُمَّان ما بين الواسِط والمُؤَخَّرة.

* والعَرْقُوة : كلُ أكمة مُنْقادةٍ فى الأرض ، كأنها جُثْوَة قبر مستطيلة. والعَرْقُوة من الجبال : الغليظُ المنقاد فى الأرض ، ليس يُرْتَقى لصعوبته ، وليس بطويل ، وهى العِرْق أيضاً. وقيل : العِرْق جُبيْلٌ صغير منفرد ؛ وقيل : العِرْق : الجبل ، وجمعه : عُرُوق.

* والعَرَاقِى عند أهل اليمن : التَّراقى.

* وعَرَق فى الأرض يَعْرِق عُروقا : ذهب.

* والمَعْرَقة : طريق كانت تَسْلُك عليه قريش إلى الشام ، وعليه سَلَكَت عِيرُها حين وَقْعة بدْر ومنه حديث عمر رضى الله عنه ، أنه قال لسَلْمان : أين تأخذ إذا صَدَرْت : أعَلى المَعْرَقة ، أم على المدينة؟ حكاها الهَرَوىّ فى الغريبين.

* وصارعَه فتَعَرَّقه : وهو أن تأخذ رأسه ، فتجعلَه تحت إبْطك ، ثم تصرعَه بعدُ.

* وعِرْقٌ ، وذاتُ عِرْق ، والعِرْقان ، والأعراق ، وعُرَيق : كلُّها مواضع.

* وعارِق : اسم شاعر.

* وابن عِرْقان (٢) : رجل من العرب.

مقلوبه : [ ق ع ر ]

* قَعْرُ كلّ شىء : أقصاه. وجمعه : قُعور.

* ونهر قَعِير : بعيد القَعْر. وكذلك بئر قَعيرة ، وقَعُور. وقد قَعُرت قَعارَة. وقَصعة قَعيرة : كذلك.

* وقَعَر البئرَ يَقْعَرُها قَعْرا : انتهى إلى قَعْرها. وكذلك الإناءَ إذا شرِبتَ جميعَ ما فيه ، حتى تنتهىَ إلى قَعْره. وقَعَرَ الثريدة : أكلها من قَعْرها.

__________________

(١) البيت لعوف بن الأحوص فى لسان العرب ( درأ ) ، ( عرق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٢٧ ) ؛ وتاج العروس ( درأ ) ، ( عرق ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٢ / ١٥ ).

(٢) قال محقق ( ط ) : فى الأصول : عرقان ، بفتح العين. وصرح التاج أنه بكسرها.


* وأقْعَرَ البئر : جعل لها قَعْرا. وقال ابن الأعرابىّ : قَعَر البئر يَقْعَرُها : عَمَّقَها. وقَعَرَ الحَفْر : كذلك.

* ورجل بعيد القَعْر : أى الغَوْر ، على المَثَل. وقَعْرُ الفَم : داخله.

* وقَعَّر فى كلامه ، وتَقَعَّر : تشدَّق وتكلَّم بأقصى قعْرِ فمه. وقيل : تكلَّم بأقصى حَلْقه.

* ورجلٌ قَيْعَر ، وقَيْعار : مُتَقَعِّر فى كلامه.

* وإناء قَعْران : فى قَعْرِه شىء. وقَصْعَةٌ قَعْرَى ، وقَعِرة : فيها ما يُغَطى قَعْرَها.

والجمع قَعْرَى. واسم ذلك الشىء القَعْرة ، والقُعْرة.

* وقَعْب مِقْعار : واسع ، بعيد القَعْر.

* والقَعْر : جَوْبَةٌ تنجاب من الأرض وتَنْهَبِط ، يَصْعُب الانحدار فيها.

* والمُقَعِّر : الذى يبلغ قَعْر الشىء.

* وامرأة قَعِرة ، وقَعِيرة : بعيدة الشهوة. وقيل : هى التى تجد الغُلْمة فى قَعْر فرجها. وقيل : هى التى تريد المبالغة.

* والقُعَر من النمل : الذى يَتَّخِذ القُرَيَّات.

* وضربَه فقَعَره : أى صَرَعه. وقَعَر النخلةَ والشَّجرة : قطعَها من أصلها ، فسقطت. وانْقَعَرَتْ هى : انْجَعَفَتْ من أصلها وانصرعت. وفى التنزيل : ( كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ ) [ القمر : ٢٠ ] وقيل : كلُّ ما انصرع : فقد انْقَعَر ، وتَقَعَّر ، قال لَبيد :

وأرْبدُ فارِسُ الهَيْجا إذا ما

تَقَعَّرَتِ المَشاجِرُ بالْفِئامِ (١)

أى انقلبت فانصَرَعَتْ. وذلك فى شدّة القتال ، عند الانهزام.

* وقَعَرَتِ الشاة : ألقَتْ وَلَدها لغير تمام. عن ابن الأعرابىّ : وأنشد :

أبْقَى لَنا اللهُ وتَقْعيرُ المَجَرْ

سُوداً غرابيبَ كأظْلالِ الحَجَرْ (٢)

* القَعْراء : موضع.

* وبنو المِقْعار : بطن من بنى هلال.

__________________

(١) البيت للبيد بن ربيعة فى ديوانه ص ٢٠١ ؛ ولسان العرب ( هيج ) ، ( شجر ) ، ( فأم ) ؛ يروى ؛ « بالخيام » أو « بالقيام » بدل « بالفئام ».

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( قعر ) ، ( مجر ) ؛ وتاج العروس ( قعر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١١ / ٧٨ ، ١٥ / ٢٠٣ ).


مقلوبه : [ ر ع ق ]

* الرُّعاق : صَوْت يُسْمَع من قُنْب الدّابَّة. وقيل : هو صوت بطن المُقْرِف. رَعَق يَرْعَق رُعاقا. وقال اللِّحيانىّ : ليس للرُّعاق ولا لأخَواته كالضَّغِيب والرَّعِيق والأزْمَل ، فِعل.

مقلوبه : [ ق ر ع ]

* القَرَع : ذهاب الشَّعْر من داءٍ. قَرِعَ قَرَعا ، وهو أقرع.

* والقَرَعة : موضع القَرَع من الرأس.

* وقَرِعت النَّعامة قَرَعا : سَقط رِيشُ رأسِها من الكِبَر. والصِّفة كالصّفة.

* وحيَّة أقرَع : مُتَمَعِّط شعر الرأس ، لجمعه السَّمَّ فيه.

* والتَّقريع : قَصّ الشعْر ؛ عن كُراع.

* والقَرَع : بَثرٌ يخْرُج بالفُصْلان ، وحَشْوِ الإبل ، يُسْقِط وَبَرَها. وفى المَثَل : « أحَرُّ منَ القَرَع ». وقد قَرِع الفَصيل ، فهو قَرِع. والجمع : قَرْعى.

* وفى المَثل : « اسْتَنَّتِ الفِصَالُ حتى القَرْعَى » : أى سَمِنت.

* وتَقَرَّع جلدُه : تَقَوَّبَ عن القَرَع.

* وقَرَّع الفصيلَ : نَضَح جلدَه بالماء ، وجَرّد فى الأرض السَّبِخة ، وذلك إذا لم يقدر على المِلح. قال أوْسُ بن حَجَر :

لدَى كلِّ أُخْدُودٍ يُغادرْنَ دارِعاً

يُجَرُّ كما جُرَّ الفَصيلُ المُقَرَّعُ (١)

وهذا على السلْب ، لأنه يَنزِع قَرَعَه عنه بذلك ، كما يقال : قَذَّيْتُ العَينَ : نَزَعْتُ قذاها.

* والقَرَع : الجَرَب ؛ عن ابن الأعرابىّ. أراه : يعنى جَرَب الإبل.

* وقَرِعَتْ كُرُوش الإبل : إذا انجردت فى الحرّ ، حتى لا تَسِقَ الماء ، فيكُثرَ عَرَقها ، وتضعف لذلك.

* وقَرَع الشىءَ يَقْرَعُه قَرْعا : ضربه. قال :

لذى الحلمِ قبلَ اليوْمِ ما تُقْرَع العَصَا

وما عُلِّمَ الإنسانُ إلا لِيَعْلَما (٢)

وقوله :

__________________

(١) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ٥٩ ؛ ولسان العرب ( قرع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٣٠ ) ؛ تاج العروس ( قرع ) ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين ( ١ / ١٥٥ ) ؛ والمخصص ( ٧ / ١٧٤ ).

(٢) البيت للمتلمس فى ديوانه ص ٢٦ ؛ ولسان العرب ( قرع ) ؛ وتاج العروس ( قرع ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٢٣٢ ).


وزَعَمْتُمُ أنْ لا حُلُومَ لَنا

إنّ العَصَا قُرِعَتْ لذِى الحِلْمِ (١)

قال ثعلب : المعنى : إنكم إن زعمتم أنَّا قد أخطأنا ، فقد أخطأ العُلماء قبلَنا.

* وقَرَع للدابة بلجامه يَقْرَع : كَفَّها به. قال سُحَيم بن وَثيل الرِّياحىّ :

إذا البَغْلُ لم يُقْرَع لهُ بلجامه

عدا طَوْرَهُ فى كلِّ ما يَتَعَوَّدُ (٢)

* والمِقْرعَة : خَشَبة تُضْرَبُ بها البغالُ والحمير. وقيل : كلُّ ما قُرِع به : مِقْرَعَة.

* والقِراع ، والمقارَعة : مضاربة القوم فى الحرب.

وقد تقارعوا.

* وقريعُك : الذى يقارعك ، وهو قَرِيع الكتيبة ، وقِرِّيعُها : أى رأسُها ، الذى يُقارِع عنها. قال النَّابغة الجَعْدىّ :

وتبْتَزُّ قِرِّيعَ الكَتيبَة خَيْلُنا

تُطاعِنُ عن أحسابِكمْ وتضارِبُ

* والإقراع : صَكُّ الحمير بعضُها بعْضاً بحوافرها ؛ قال رؤبْة :

حرّا مِن الخَرْدَلِ مَكرُوهَ النَّشَقْ

أو مُقْرَعٌ من رَكضِها دامى الزَّنَقْ (٣)

* والمِقْراع : السَّاقور.

* والقارعة : من شدائد الدهر. قال رُؤبة :

*وخافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُدَّهِ* (٤)

قال يعقوب : القارِعة هنا : كلُّ هَنَةٍ شَديدةٍ القَرْع. وهى القيامة أيضاً. وفى التنزيل : ( وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ )؟ [ القارعة : ١ ] وقوله تعالى : ( وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ ) [ الرعد : ٣١ ] قيل : القارعَة : السَّرِيَّة. وقيل : القارِعة : النازلة الشديدة ، تنزل

__________________

(١) البيت للحارث بن وعلة فى ديوانه ص ٤٠٨ ؛ ولسان العرب ( قرع ) ؛ وتاج العروس ( قرع ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٦٦٧.

(٢) البيت لسحيم بن وثيل الرياحى فى لسان العرب ( قرع ) ؛ وتاج العروس ( قرع ).

(٣) الرجز الأول فى ديوانه ص ١٠٦ ؛ ولسان العرب ( قرع ) ، ( زنق ) ، ( نشق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٨ / ٣٣٠ ) ؛ وتاج العروس ( زنق ) ، ( نشق ) ؛ وكتاب العين ( ٥ / ٤٣ ).

والرجز الثانى له فى الديوان ص ١٠٦ ؛ ولسان العرب ( زنق ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٩ / ٣٤٥ ) ؛ والعين ( ٥ / ٢٢٦ ) ؛ والمخصص ( ١ / ٥٩ ) ؛ وتاج العروس ( فأق ).

(٤) الرجز ـ ضمن عدة أخر ـ لرؤبة فى ديوانه ص ١٦٦ ؛ ولسان العرب ( قرع ) ، ( عده ) ، ( كده ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٠٣ ، ٣ / ٣٧٤ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٦ / ٩ ) ؛ والمخصص ( ١٣ / ٢٧٥ ) ؛ وتاج العروس ( عده ) ، ( كده ) ، ( نجه ) ؛ وللعجاج فى تهذيب اللغة ( ١ / ٦٦ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١ / ١٥٠ ).


بأمر عظيم. وقوله :

وَلا رَمَيْتُ على خَصْم بقارِعَةٍ

إلا مُنِيتُ بخَصْمٍ فُرَّ لِى جَذَعا (١)

يعنى : حُجَّة. وكلُّه من القَرْع ، الذى هو الضَّرب.

* وقَرِعَ ماءُ البئر قَرَعا : نَفِدَ ، فقَرَعَ قَعْرَها الدَّلوُ.

* وبئر قَروع : قليلة الماء ، يَقْرَع قَعْرَها الدَّلوُ ، لِفناء مائها.

* والقَرَّاع : طائر يَقرع يابسَ العِيدان بمنقاره ، فيَدخُل فيه. والجمع قَرَّاعات ، ولم يُكَسَّر.

* وتُرْس قَرَّاع : صُلْب. قال الفارسىّ : سُمِّيَهُ لصبره على القَرْع. قال :

*ومُجْنَإٍ أسْمَرَ قَرَّاعِ* (٢)

* والقَرَّاع من كلّ شىء : الصُّلْب الأسفل ، الضيِّقُ الفَم.

* وقَرَع الفحلُ النَّاقةَ يَقْرَعُها قَرْعا وقِراعا : ضَرَبها.

* وناقة قَرِيعة : يُكْثِرُ الفحلُ ضِرَابها ، ويُبْطئُ لِقاحُها.

* واسْتَقْرَعَت البقر : أرادتِ الفحلَ.

* وقَرَّعَ القوْمَ : أقلَقَهم ؛ قال أوْس بن حَجَر :

يُقَرِّعُ للرّجالِ إذا أتَوْهُ

وللنِّسْوَانِ إنْ جِئْنَ السَّلامُ (٣)

أراد : يُقَرِّع الرجالَ ، فزاد اللام ، كقوله تعالى : ( قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ ) [ النمل : ٧٢ ]. وقد يجوز أن يريد بيُقَرِّع : يَتَقَرَّع.

* والتَّقْريع : التأنيب. وقيل : هو الإيجاع باللوم.

* وبات يتَقَرَّع ، ويُقَرِّع : يتقلَّب.

* والقُرْعَة : السُّهْمَة.

* وقد أقْرَعَ القوْمُ ، وتقارَعوا ، وقارَعَ بينهم. وأقْرَعَ أعلى.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( فرر ) ، ( قرع ) ؛ وتاج العروس ( فرر ) ، ( قرع ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٢٤ ؛ ويروى صدره : * وما ارتقيت على أرجاء مهلكة *.

(٢) عجز بيت وصدره : * صدق حسام وادق حده * وهو لأبى قيس بن الأسلت السلمى فى ديوانه ص ٧٩ ؛ ولسان العرب ( جنأ ) ، ( قرع ) ، ( ودق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٣١ ، ١١ / ١٩٧ ) ؛ وتاج العروس ( جنأ ) ، ( قرع ) ، ( ودق ).

(٣) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ١١٥ ؛ ولسان العرب ( قرع ) ؛ وتاج العروس ( قرع ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٢٣٤ ).


* وقارَعه ، فقَرَعه يَقْرَعه : أى أصابته القُرْعَة دونه.

* وقول خِداش بن زُهَيْر ، أنشده ابن الأعرابىّ :

إذا اصْطادوا بَغاثا شَيَّطُوهُ

فكانَ وَفاءَ شاتِهِمِ القُرُوعُ (١)

فسَّره ، فقال : القُروع : المُقارَعة. وإنما وصف لُؤْمَهم. يقول : إنما يتقارَعون على البَغاث ، لأعلى الجُزُر ، كقوله :

فما يَذبحون الشاةَ إلا بمَيْسِرٍ

طويلاً تَناجَيها ، صِغاراً قُدُورُها (٢)

ولا أدرِى : ما هذا الذى قاله ابن الأعرابىّ فى هذا البيت؟ وكذلك لا أعرف كيف يكون القُرُوع المقارَعَة؟ إلا أن يكون على حذف الزائد. قال : ويُرْوى شاتِهِم القَروعِ. وفسَّره ، فقال : معناه : كان البَغاثُ وَفاءً من شَاتِهِمِ التى يتقارَعون عليها ؛ لأنه لا قُدْرَة لهم أن يتقارَعُوا على جُزُرٍ ، فيكونُ أيضاً كقوله : « فما يَذْبحون إلا بمَيسِر ».

قال : والذى عندى : أن هذا أصحُّ ؛ لقوّة المعنى بذلك ، وقال أيضاً : فإنه يَسْلَمُ بذلك من الإقواء ، لأن القافية مَجْرورة ، وقبل هذا البيت :

لَعَمْرُ أبيكَ لا الحَبْلُ المُوَطَّا

أمامَ القَوْمِ للرخَمِ الوُقُوعِ

أحَقُّ بكمْ وأجْدَرُ أنْ تَصِيدُوا

مِنَ الفُرْسانِ تَرفُلُ فى الدُّرُوعِ (٣)

* واقترَعَ الشىءَ : اختارَه. وأقْرَعُوه خِيارَ مالهِمْ وَنَهْبِهم : أعطَوْه إياه.

* والقَرِيعَة ، والقُرْعة : خيار المال.

* والقَرِيع : الفَحْل ؛ وهو من ذلك. وقيل : سُمِّىَ قَرِيعا ؛ لأنه يَقْرَع النَّاقة. قال الفَرَزْدق :

وجاءَ قَرِيعُ الشَّوْلِ قبلَ إفالِها

يَزِفُّ ، وجاءت خلفَه وهْىَ زُفَّفُ (٤)

وجمعه : أقْرِعَةٌ.

* والمَقْروع : كالقَريع الذى هو المختار ؛ أنشد يَعْقوب :

وَلمَّا يَزَلْ يسْتَسْمِعُ العامَ حولَهُ

نَدَى صَوْتِ مَقْرُوعٍ عن العَدْوِ عازِبِ (٥)

__________________

(١) البيت لخداش بن زهير فى لسان العرب ( قرع ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قرع ).

(٣) البيتان بلا نسبة فى لسان العرب ( قرع ).

(٤) البيت للفرزدق فى ديوانه ( ٢ / ٢٧ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ١ / ١١٩ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٥٦ ) ؛ وتاج العروس ( قرع ) ، ( أفل ) ؛ ولسان العرب ( قرع ).

(٥) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٢٠٩ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قرع ) ؛ وتاج العروس ( قرع ) ؛ ويروى « عاذب » بالذال.


إلا أنى لا أعرف للمَقْروع فِعلا ثانياً بغير زيادة ، أعنِى لا أعرف قَرَعته : إذا اخترته.

* واستقرعه جملا ، فأقْرَعَه إياه : أى أعطاه إياه : أى أعطاه إياه ، ليضرب أيْنُقَه.

* وقَرِعَ قَرَعا فهو قَرِع : ارتدع عن الشىء.

* والقَريع : الجَبان ؛ عن كُراع. قال الفارسىّ : قَرَع الشىءَ قَرْعا : سَكَّنه.

* وقَرَّعَ الخَمْرَ : سَكَّن حِدَّتَها. قال الحارث بن حِلِّزة :

ومُدَامَةٍ قَرَّعْتُها بمُدامةٍ

وظِباءِ مَحْنِيَةٍ ذَعَرْتُ بسَمْحَجِ

وقَرَعَه : صَرَفه.

* وقوارع القُرآن : منه. يعنى مثلَ آيةِ الكُرْسِىّ وياسين ، لأنها تصرف الفَزَع عمَّن قرأها.

* وأَقْرَع الفرسَ : كَبَحَه باللجام. وأقْرَعَ إلى الحقّ : رجع.

* وقَرَعَه بالحقّ : رَماه به.

* وقَرِعَ المكانُ : خَلا. وقَرِع مُرَاحُه قَرَعا ، فهو قَرِع : هلكَتْ ماشيتُه ، فخلا. قال ابن أُذَينة :

إذا آداكَ مالُكَ فامْتَهِنْهُ

لجادِيه وإنْ قَرِعَ المُرَاحُ (١)

ويُرْوى : صَفِر المُرَاحُ. آداك : أعانَك. ومن كلامهم : « نعوذُ بالله من قَرَع الفِناء ، وصَفَر الإناء ». وقيل : قَرَع الفِناءِ : خَلاءُ الدِّيارِ من سُكَّانها ، وانقطاعُ الغاشية عنها. والمَعْنيان مُقترِبان ، أو مُقْتَرِنان. حكَى الأخيرة الهَرَوىّ فى الغَريبين.

* والقُرْعة : سِمَةٌ خفيَّة على وسَط أنف البعير والشاة.

* وقارِعة الدار : ساحتها.

* والقَريعة : عمود البيت الذى يُعْمَد بالزِّرّ ، والزِّرُّ أسفلُ الرُّمَّانة. وقد قَرَّعه به. وقَرِيعة البيت : خيرُ موضع فيه ، إن كان فى حَرّ فخيارُ ظِلِّه ، وإن كان فى قُرٍّ فخيارُ كِنِّه. وقيل : قَريعتُه : سَقْفه. وقَرَعَ فى سِقائه : جمعَ ؛ عن ابن الأعرابىّ.

* والمِقْرَع : السِّقاء يُجْبى فيه السَّمن ، أى يُجمع.

__________________

(١) البيت لعروة بن أذينة فى ديوانه ص ٣١٤ ؛ ولسان العرب ( قرع ) ؛ وتاج العروس ( قرع ) ؛ ولعروة بن الورد فى ديوانه ص ٤٢ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( أدا ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ١٨٢ ) ؛ وتاج العروس ( أدا ). ويروى : « آذاك » بالذال.


* والقَرْع : حَمْل اليَقْطِين. الواحدة : قَرْعة. وقال أبو حنيفة : هو القَرَع. واحدتها : قَرَعة ، فحرَّك ثانيها.

* والمَقْرَعَة : مَنبِتُه ، كالمَبْطَخَة ، والمَقْثأة.

* والقَرْعاء ، بالمدِّ والأقرع : موضعان. قال الراعى :

*لِمَا بينَ نَقْبٍ والحَبِيس وأقْرَعا*

* والأقرعان : الأقرع بن حابس ، وأخوه مَرْثَد. والأقارِعة والأقارِع : آلهُما ، على نحو المهالِبَة والمهالب. والأقرع : هو الأشمّ بن مُعاذ بن سنان ، سُمِّىَ بذلك لبيت قاله ، يهجو به مُعاوية بن قُشَير :

مُعاوِىَ مَنْ يَرْقِيكُمُ إنْ أصَابكمْ

شَباحَيَّةٍ مما غَذا القَفرُ أقْرَعِ (١)

* ومَقْروع ، ومُقارِع ، وقُرَيْع : أسماء : وبنو قُرَيْع : بطن من العرب.

مقلوبه : [ ر ق ع ]

* رَقَع الثوبَ والأديمَ يرقَعُهُ رَقْعا ، ورَقَّعَهُ : ألحمَ خَرْقَهُ.

* وفيه مُتَرَقَّع لمن يُصْلِحُه : أى مَوْضعُ ترقيع كما قالوا : فيه مُتَنَصَّح ، أى موضع خِياطة ، وكلُّ ما سَدَدْتُ من خَلَّة ، فقد رَقَعْتَه ، ورَقَّعْته. قال عمر بنُ أبى ربيعة :

وكنَّ إذا أبْصَرْنَنِى أو سَمِعْنَنِى

خرجن فرَقَّعْنَ الكُوى بالمحاجِرِ (٢)

وأراهُ على المَثَل. وقد تجاوزوا بذلك إلى ما ليس بعَين ، فقالوا لا أجدُ فيك مَرْقَعا للكلام.

* والعرب تقول : خطيب مِصْقَع ، وشاعِرٌ مِرْقَع. مِصْقَع : يذهب فى كل صُقْع من الكلام ومِرْقَع يصِلُ الكلام ، فيرقَعُ بعضَه ببعض.

* والرُّقْعَةُ : ما رُقِع به. وجمعها : رُقَع ورِقاع.

* والأرْقَع ، والرَّقيع : اسمان للسماءِ الدُّنيا.

سُمِّيت بذلك ، لأنها مَرقوعة بالنجوم ، واللهُ أعلم. وقيل : كلّ واحدةٍ من السماوات رَقيع الأخرى. والجمع : أرْقِعَة. وفى الحديث عن النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : « لقد حَكَمْتُ بحُكْم اللهِ مِنْ

__________________

(١) البيت للأشيم بن معاذ بن سنان فى لسان العرب ( قرع ) ؛ وتاج العروس ( قرع ) ـ والرواية : « أقرعُ » بضم العين.

(٢) البيت لعمر بن أبى ربيعة فى ديوانه ص ٤٩٣ ؛ ولسان العرب ( رقع ) ؛ وتاج العروس ( رقع ).


فوْق سَبعة أرْقِعة » (١) ، على التذكير ، ذهب إلى معنى السَّقْف.

* والرَّقيع : الأحمق الذى يتمزَّق عليه عَقْلُه. وقد رَقُعَ رَقاعَةً.

* وهو الأرْقَع والمَرْقَعانُ. والأنثى رَقْعاء ، مولَّدة.

* والرُّقْعة ؛ قطعة من الأرض تَلْتَزِق بالأخرى.

* والرُّقْعة : شجرة عظيمة كالجَوزة ، لها ورق كورق القَرْع ، ولها ثَمَرٌ أمثالُ التِّين العِظام الأبيض ، وفيه أيضاً حَب كحَبّ التِّين ، وهى طَيِّبَةُ القِشْرَة ، وهى حُلْوة طيِّبة ، يأكُلها الناس والمواشِى ؛ وهى كثيرة الثَّمرة ، تُؤْكل رطْبة ، ولا تسمَّى تمرتها تِيناً ، ولكن رُقَعا ، إلا أنْ يُقال : « تِينُ الرُّقَع ».

* وما ارْتَقع بهذا الشىء : ما بالَى به. قال :

ناشدتُها بكتابِ اللهِ حُرْمَتَنا

ولم تكُن بكتابِ اللهِ تَرْتَقِعُ (٢)

وما تَرْتَقع منى برِقاعِ : أى ما تطيعنى ، ولا تقبل مما أنصحك به شيئاً. لا يُتَكَلَّمُ به إلا فى الجحد.

* والرَّقْعاء من النساء : الدقيقة السَّاقَين. والرقْعاء : فَرَسُ عامر بن الطُّفَيل.

* وجُوع يَرْقُوع : شديد ؛ عن السِّيرافىّ.

* والرُّقَيع : اسم رجل من بنى تميم.

* والرُّقْعة : من مساجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بين المدينة وتَبوك.

* والرُّقَيْعىّ : ماء بين مكة والبصرة.

* وقَنْدَة الرِّقاع : ضرب من مكة والبصرة.

* وقَنْدَة الرَّقاع : ضرب من التمر ؛ عن أبى حنيفة.

* وابن الرِّقاع : شاعر معروف.

العين والقاف واللام

* العَقْل : ضد الحُمْق. والجمع : عُقول. عَقَلَ يَعْقِلُ عَقْلاً ؛ وعَقُل ، فهو عاقل ، من قوم عُقَلاء.

* والمَعْقول : العَقْل ، وهو أحد المصادر التى جاءت على « مفعول » كالميسور ، والمعسور ؛ قال سيبويه : كأنه عُقِل له شىء ، أى حُبِس عليه عَقْله.

__________________

(١) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ١ / ٤٣٣ ) ، وهو فى الصحيحين بغير هذا اللفظ.

(٢) البيت لأبى دلامة فى ديوانه ص ٨٠ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( رقع ) ؛ وتاج العروس ( رقع ) ؛ ورواية الديوان « تنتفع » مكان « ترتقع ».


* وعاقَلَه فعَقَله يَعْقُله : كان أعقلَ منه.

* وعَقَلَ الشىءَ يَعْقِله عَقْلا : فَهِمَه.

* وقَلْب عَقُول : فَهِم.

* وتعاقل : أظهر أنه عاقل فَهِم ، وليس بذاك.

* وعَقَلَ الدواءُ بطنَه يَعْقُله ويَعْقِلُه عَقْلا : أمسكَه. واسم الدواء : العَقُول.

* واعْتَقَل لسانُه : امْتَسَك.

* وعَقَله عن حاجته يعْقِله ، وعَقَّلَه ، وتعَقَّله واعْتَقَلَه : حبَسه. وعَقَل البعيرَ يَعْقِله عَقْلا ، وعَقَّله ، واعْتَقَله : شَدَّ وظيفه إلى ذِراعه ، وكذلك النَّاقة. وقد يُعْقَل العُرْقوبان.

* والعِقال : الرّباط الذى يُعْقَل به. وجمعه : عُقُل.

* والعَقْل فى العَروض : إسقاط الياء من : « مَفاعيلن » بعد إسكانها فى « مُفاعَلَتُنْ » فيصير « مَفاعِلُنْ » ، وبيته :

مَنازِلٌ لَفرْتَنى قِفَارٌ

كأنما رُسومُها سُطُورُ (١)

* وعَقَل القتيلَ يعْقِله عَقْلا : وَدَاه. وعَقَل عنه : أدَّى جنايته ، وذلك إذا لزِمتهُ دِية ، فأعطاها عنه. فأما قوله :

فإن كان عَقْلٌ فاعْقِلا عن أخيكما

بناتِ المَخاضِ والفِصَالَ المَقاحِمَا (٢)

فإنما عَدَّاه ، لأن فى قوله : « اعقلوا » معنى أَدُّوا وأعْطُوا حتى كأنه قال : فأدّيا وأعْطيا عن أخيكما.

* والمرأة تُعاقِل الرجل إلى ثلث الدّية : معناه أن مُوضِحَتَه ومُوضِحَتَها سَواء ، فإذا بلغ العقلُ ثلُث الدّية ، صارت دِية المرأة على النصف من دية الرجل. وإنما قيل للدية عَقْل ، لأنهم كانوا يأتون بالإبل فيَعْقِلونها بفناء وَلىّ المقتول ، ثم كَثر ذلك حتى قيل لكلِّ دية : عَقْل ، وإن كانت دنانيرَ أو دراهم.

* ولا يَعْقِلُ حاضر على باد : يعنى أن القتيل إذا كان فى القرية ، فإن أهلها يلتزمون بينهم الدّية ، ولا يُلْزِمون أهلَ الحضرَ منها شيئاً.

* وتَعاقَل القوم دَمَ فلان : عَقَلُوه بينهم. وفى الحديث : « إنَّا لا نتعاقَل المُضَغ » (٣) ، أى لا

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عقل ) ؛ وتاج العروس ( عقل ).

(٢) البيت بلا نسبة أيضاً فى لسان العرب ( عقل ) ؛ وتاج العروس ( عقل ).

(٣) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ٢ / ٨١ ) عن عمر من قوله.


نعقِل بيننا ما سَهُل من الشِّجاج ، بل نُلْزِمُه الجانى.

* ودمه مَعْقُلَة على قومه : أى غُرْم. وبنو فلان على مَعاقلهم الأولى : أىْ على حال الدّيات التى كانت فى الجاهلية. وعلى مَعاقلهم أيضا : أى على مَراتب آبائهم. وأصله من ذلك.

* وفلان عِقال المِئينِ : وهو الرجل الشريف ، إذا أُسِرَ فُدِىَ بمئين من الإبل.

* واعتَقَلَ رُمحَه : جعله بين رِكابه وساقه. واعتَقَل شاتَه : وَضَع رجلها بين ساقه وفخِذه ، فحَلَبها.

* والعَقَل : اصْطِكاك الركبتين. وقيل : التواءٌ فى الرجل. وقيل : هو أن يُفْرِطَ الرَّوَحُ فى الرجلين ، حتى يَصْطَكَّ العُرْقوبان. قال الجَعْدىّ :

*مَفْروشة الرجلِ فَرْشا لم يكنْ عَقَلا* (١)

بعير أعْقَل ، وناقة عَقْلاء ،. وقد عَقِل.

* والعُقَّال : داء فى رجل الدابة ، إذا مَشَى ظَلَعَ ساعة ، ثم انبسط. وأكثر ما يَعترى فى الشتاء. وخَصَّ أبو عُبيد بالعُقَّال الفَرَس.

* وداء ذو عُقَّال : لا يُبْرأُ منه.

* وذو العُقَّال : فحل من خيول العرب يُنسَب إليه. قال جرير :

إنّ الجيادَ يَبِتْنَ حَوْلَ قِبابِنا

مِنْ نَسْلِ أعْوَجَ أو لذِى العُقَّال (٢)

* والعَقِيلة من النِّساء : الكريمة المُخَدَّرَة. واستعاره ابن مُقْبل للبقرة ، فقال :

عَقيلة رَمْلٍ دافعتْ فى حُقُوفِهِ

رَخاخَ الثَّرَى والأُقْحوَانَ المُدَيَّما (٣)

وعَقيلة القوم : سَيِّدهم. وعقيلة كلّ شىءٍ : أكرمه. ومنه عَقائل الكلام. وعقائل البحر : دُرَرُه ، واحدته : عَقِيلة. وعقائل الإنسان : كِرامُ ماله.

* وعاقول البحر : مُعْظمه. وقيل : مَوْجُه. وعاقول النهر : ما اعوجّ منه. وكل مَعْطِف وادٍ : عاقول. وهو أيضاً : ما التبسَ من الأمور. وأرض عاقول : لا يُهْتدى لها.

__________________

(١) عجز بيت ، وصدره : * مطوية الزور طي البئر دوسرة * وهو للنابغة الجعدى فى ديوانه ص ١٩٥ ؛ ولسان العرب ( عقل ) ، ( فرش ) ؛ وتاج العروس ( عقل ) ، ( فرش ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١١ / ٣٤٥ ) ؛ والمخصص ( ٧ / ١٦٠ ).

(٢) البيت لجرير فى ديوانه ص ٩٥٧ ؛ ولسان العرب ( عقل ) ؛ وتاج العروس ( عقل ).

(٣) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ٢٨٤ ؛ ولسان العرب ( رخخ ) ، ( عقل ) ، ( دوم ) ، ( ديم ) ؛ والمخصص ( ٩ / ١١٣ ) ؛ وتاج العروس ( دوم ) ؛ ويروى صدره :ربية حر دافعت في حقوقها.


* والعَقَنْقَل : ما ارْتَكم واتَّسَع من الرَّمل. وقيل : هو الحَبْل منه ، فيه حِقَفَة وجِرَفة وتَعَقُّد. قال سِيبويه : هو من التعقيل. فهو عنده ثُلاثىّ. والعَقَنْقَل : أيضاً من الأودية ما عظُم واتَّسع. قال :

إذا تَلَقَّتْهُ الدِّهاسُ خَطْرَفَا

وإن تلَقَّتْه العَقاقيلُ طَفا (١)

وعَقَنْقَل الضَّبّ : قانصته. وفى المَثَل : « أطعم أخاك من عَقَنْقَل الضَّبّ ». يُضرَب هذا عند حَثِّك الرجلَ على المؤَاساة. وقيل : إن هذا موضوع على الهُزْء.

* والعَقْل : ضربٌ من الوشْى الأحمر. وقيل : هو ثوب أحمر ، يُجَلَّل به الهَوْدج.

* وعَقَلَ الرجلَ يَعْقِله عَقْلا ، واعتَقَلَه : صَرَعَهُ الشَّغْزَبيَّة.

* ولفلان عُقْلة يَعْقِل بها الناس : يعنى أنه إذا صارَعَهم عَقَل أرْجُلَهم.

* والعِقال : زكاة عام من الإبل والغنم. قال :

سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَدًا

فكيفَ لو قد سَعَى عَمْرٌو عِقالَينِ! (٢)

والعِقال : القَلُوص الفَتية.

* وعَقَل إليه يَعْقِل عَقْلاً وعُقُولا : لَحاه.

* والعَقْل : الحصن ، وجمعه عُقُول. قال :

وقد أعْدَدْتُ للحِدْثانِ عَقْلاً

لَوَ انَّ المرْءَ تَنْفَعُهُ العُقُولُ (٣)

* وهو المَعْقِل. وفلان مَعْقِل لقومِه : أى مَلْجأ ، على المَثَل. قال الكُمَيْت :

لقد عَلِم القَوْمُ أنَّا لَهُمْ

إزاءٌ وأنَّا لَهُمْ مَعْقِلُ (٤)

__________________

(١) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ٢ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ) ؛ ولسان العرب ( طفا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٦ / ٦٧٥ ، ١٤ / ٣٢ ) ؛ وكتاب العين ( ٧ / ٤٥٧ ) ؛ وتاج العروس ( عقل ) ، ( سعا ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عقل ) ؛ وتاج العروس ( خنظرف ) ؛ والمخصص ( ٧ / ١١٤ ).

(٢) البيت لعمرو بن العداء فى لسان العرب ( وبد ) ، ( عقل ) ، ( سعا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٣٩ ، ٣ / ٩١ ) ؛ وتاج العروس ( عقل ) ، ( سعا ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٨٤٤ ؛ والعين ( ١ / ١٥٩ ) ؛ والمخصص ( ٧ / ١٣٤ ، ١٧ / ١٠٥ ).

(٣) البيت لأحيحة بن الجلاح فى لسان العرب ( عقل ) ؛ وتاج العروس ( عقل ) ؛ وللنابغة الذبيانى فى كتاب العين ( ١ / ١٦٠ ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٢٤١ ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ٢٩٩ ) ؛ ويروى « ينفعه » بالياء.

(٤) البيت للكميت فى لسان العرب ( عقل ) ، ( أزى ) ، ( أزا ) ، ( وفيها قال ابن برى : البيت لعبد الله بن سليم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٣ / ٢٨٣ ) ؛ وتاج العروس ( عقل ) ؛ ولعبد الله بن سليم الأزدى فى تاج العروس ( أزى ) ، وبلا نسبة فى المخصص ( ١٢ / ١٦٥ ) ؛ ومجمل اللغة ( ١ / ١٨٧ ).


* وعَقَل الظَّبىُ يَعْقِل عَقْلاً وعُقولاً : صَعَّد. وبه سُمّى الظَّبى عاقلا ، على حدّ التَّسمية بالصِّفة. وعَقَلَ الظِّلُّ : إذا قام قائمُ الظَّهيرة.

* وأعْقَل القومُ : عَقَل بهمُ الظِّلُّ.

* وعَقَاقِيلُ الكَرْم : ما غُرِس منه. أنشد ثعلب :

نَجُذُّ رِقابَ الأوْسِ مِنْ كلّ جانبٍ

كجَذّ عَقاقيلِ الكرومِ خَبيرُها (١)

ولم يَذْكُر لها واحدا. وعُقَّال الكَلأ : ثلاث بَقَلات يَبْقين بعد انصرامه ، وهى السَّعْدَانَةُ ، والحُلَّب ، والقُطْبَة.

* وعِقال ، وعَقيل ، وعُقَيل : أسماء.

* وعاقِل : جبل. وثنَّاه الشاعر للضرورة ، فقال :

يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلينِ أيامِناً

وَجَعَلْنَ أمْغَزَ رَامَتَيْنِ شِمالا (٢)

* ومَعْقُلَة : خَبْراء بالدَّهناء ، تُمْسِك الماء ؛ حكاها الفارسىّ عن أبى زَيد.

مقلوبه : [ ع ل ق ]

* عَلِق بالشىء عَلَقا ، وعَلِقَةُ : نَشِب فيه. قال جرير :

إذا عَلِقَتْ مخالبُه بقِرْنٍ

أصاب القلبَ أو هَتَكَ الحجابا (٣)

وقال أبو زُبيد :

إذا عَلِقَتْ قِرْناً خَطاطيفُ كَفِّه

رأى الموْتَ رأىَ العَينِ أسوَدَ أحمَرَا (٤)

وهو عالق به : أى نَشِب فيه. وقال اللِّحيانىّ : العَلَق : النُّشوبُ فى الشىء ، يكون فى جبل أو أرض أو ما أشبهَهُما.

* وأعلق الحابِلُ : عَلِق الصيدُ بحبالته ، أى نَشِب. وقال اللِّحيانىّ : الإعلاق : وقوع الصيد فى الحبْل. ويقال نَصَب له فأعْلَقه.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( خبر ) ، ( عقل ) ؛ وتاج العروس ( خبر ) ، ( عقل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٧ / ٣٦٧ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٧٤ ).

(٢) البيت لجرير فى ديوانه ص ٤٩ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عقل ) ؛ وتاج العروس ( عقل ). ويروى مطلعه : فجعلن.

(٣) البيت لجرير فى ديوانه ص ٨١٩ ؛ ولسان العرب ( علق ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٦٢ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٢٦ ) ؛ وأساس البلاغة ( علق ).

(٤) البيت لأبى زبيد الطائى فى ديوانه ص ٧٤ ؛ ولسان العرب ( حمر ) ، ( خطف ) ، ( علق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٥ / ٥٧ ) ؛ وتاج العروس ( حمر ) ، ( خطف ) ، ( علق ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٣ / ٥٤ ).


* وعَلِق الشىءَ عَلَقا ، وعَلِق به : لَزِمه. وعَلِقت نفسُه الشىءَ ، وهى عَلِقةٌ ، وعَلَاقِيَةٌ ، وعِلَقْنَةٌ : لَهِجت به. قال :

فقلتُ لها والنَّفسُ منى عِلَقْنَةٌ

عَلاقِيَةٌ يَهْوَى هواها المُضَلَّلُ (١)

وفى المَثَل :

*عَلِقَتْ مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْدَبُ* (٢)

يُضرب هذا للشىء تأخذُهُ ، فلا تُريد أن يُفْلِتَك ، وقالوا : « عَلِقَتْ مَرَاسِيها بذِى رَمْرَامِ وبذى الرَّمْرامِ ». وذلك حين اطمأنت الإبل ، وقرَّت عُيونُها بالمرتَع. يُضرب هذا لمن اطمأنّ وقرَّت عينُه بعيشته.

* والعلاقة : الحُبّ اللازم للقلب. وقد عَلِقَها عَلَقا وعَلاقة ، وعَلِق بها ، وتَعلَّقَها ، وتَعَلَّق بها ، وعُلِّقَها ، وعُلِّق بها. وقول أبى ذُؤَيب :

تَعَلَّقَه منها دَلالٌ ومُقْلَةٌ

تَظلُّ لأصحاب الشَّقاءِ تُدِيرها (٣)

أراد : تعلَّق منها دَلالا ومُقْلَةً ، فقلَب.

وقال اللِّحيانىّ : العَلَق : الهوى يكون للرجل فى المرأة. وإنه لذو عَلَق فى فلانة ، كذا عَدَّاهُ بفى. وقالوا فى مَثَل : « نَظْرَة من ذى عَلَق » : أى من ذى حُبّ قد عَلِق بمن يهوى. قال كُثَيِّر :

ولقد أرَدْتُ الصَّبرَ عنكِ فعاقَنِى

عَلَق بقلبى مِنْ هَواكِ قَدِيمُ (٤)

وقال اللِّحيانى ، عن الكسائىّ : لها فى قلبى عِلْقُ حُبّ ، وعَلاقةُ حُبّ ، وعِلاقة حُبّ. قال : ولم يعرف الأصمعىّ : عِلْقَ حُبّ ، ولا عِلاقة حُبّ ، إنما عَرَف عَلاقة حُبّ ، بالفتح ، وعَلَق حُبٍّ ، بفتح العين واللام.

* وعَلَّق الشىءَ بالشىء ، ومنه ، وعليه : نَاطَهُ.

* والعِلاقة : ما عَلَّقته به.

* وتَعلَّق الشىءَ : عَلَّقَه من نَفسه. قال :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( علق ) ؛ وتاج العروس ( علق ). والمخصص ( ١٢ / ٧٦ ).

(٢) الشطر بلا نسبة فى لسان العرب ( علق ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٢٨ ) ؛ ومجمل اللغة ( ٣ / ٤٠٤ ، ٤٠٥ ) ؛ وجمهرة الأمثال ( ٢ / ٦١ ).

(٣) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢١١ ؛ ولسان العرب ( علق ) ؛ وتاج العروس ( علق ).

(٤) البيت لكثير فى ديوانه ص ٢٠٦ ؛ ولسان العرب ( علق ) ؛ ولابن الدثئية فى تاج العروس ( علق ).


تَعَلَّق إبرِيقا وأظْهَرَ جَعْبَةً

لِيُهْلكَ حَيَّا ذَا زُهاءٍ وجامِلِ (١)

وقيل : تَعَلَّق هنا : لزِمه ، والصحيح الأوّل.

* وعِلاقة السوط : ما فى مَقْبِضِه من السَّير. وكذلك عِلاقة القَدَح ، والمُصْحَف ، وما أشبه ذلك.

* وأعْلَق السَّوْط والمُصحف والقَدح : جعل لها عِلاقة.

* وعَلَّقه على الوَتِد ، وعَلَّق الشَّىءَ خَلْفَه كَما تُعَلَّق الحقيبَةُ وغيرُها من وراء الرحْل.

* وتَعَلَّق به وتَعَلَّقَهُ ، على حذف الوَسِيط : سَواء.

* وعَلِق الثوبُ من الشَّجَر عَلَقا وعُلُوقا : بقىَ مُتَعلِّقا به.

* والعَلْق : الجَذْبة فى الثَّوْب وغيره ، وهو منه.

* والعَلَقُ : كلّ ما عُلِّق. وقال اللِّحيانىّ : وهى العُلُوق ، والمَعَالِق ، بغير ياء.

* والمِعْلاق ، والمُعْلُوق : ما عُلِّق من عِنَب ونحوه ، لا نظير له ، إلا مُغْرُود ، لضرب من الكَمأة ، ومُغْفور ، ومُغْثور ، ومُغْبور : لغة فى مُغْثور ، ومُزْمور : لواحد مَزامير داود عليه‌السلام ؛ عن كُراع.

* ومَعاليق العِقْد : الشُّنُوف ، يُجْعل فيها من كلّ ما يَحسُن فيه.

* والْأَعاليق : كالمعاليق ، كلاهما : ما عُلِّق ، ولا واحد للأعاليق.

* وكلُّ شىءٍ عُلِّق منه شىء فهو مِعْلاقُه. ومِعْلاقُ الباب : شىء يُعَلَّق به ، ثم يدفع المِعْلاق فينفتح. وفرق ما بين المِعْلاق والمِغْلاق : أنَّ المِغلاق يفتح بالمفتاح ، والمِعلاق يُعَلَّق به الباب ، ثم يدفع فينفتح ، وقد عَلَّق الباب وأعلقه.

* وتعليق الباب أيضاً : نصْبُه وتركيبه. وعَلَّق يدَه به ، وأعلقها ؛ قال :

وكنت إذا جاورْتُ أعْلَقْتُ فى الذُّرا

يدىَّ فلم يوجَد لجَنْبَىَّ مَصْرَعُ (٢)

* والمَعْلَقة : بعض أداة الراعى ؛ عن اللِّحيانىّ.

* والعُلَّيق : نبات يتعلَّق بالشجر. وقال أبو حنيفة العُلَّيق : شجر من شجر الشَّوك ، لا يعظفم ، وإذا نشِب فيه شىء لم يكد يتخلَّص ، من كثرة شَوْكة. وشوكُه حُجْنٌ حِداد. قال :

__________________

(١) البيت لابن أحمر فى ديوانه ص ١٣٧ ؛ وتاج العروس ( برق ) ؛ ولسان العرب ( برق ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٦ / ٣٧٣ ) ؛ وتاج العروس ( علق ) ، ( زها ) ؛ ولسان العرب ( علق ) ، ( زها ). ويروى : « حامل » مكان « جامل ».

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( علق ) ؛ وتاج العروس ( علق ).


ولذلك سُمِّى عُلَّيقا. قال : وزعموا أنها الشجرة التى آنسَ موسى صَلى الله عليه وسلّم فيها النار. وأكثر مَنابتها الغِياض والأشَب.

* وعَلِق به عَلَقا وعُلُوقاً : تعلَّق.

* والعَلُوق : ما يَعْلَقُ بالإنسان. والعَلُوقُ : المَنيَّة ، صفة غالبة ؛ قال المفضَّل النُّكْرِىّ :

وسائلةٍ بثَعْلَبَةَ بنِ سَيْرٍ

وقد عَلِقَتْ بثَعْلَبَة العَلُوقُ (١)

* وما بينهما عَلاقة : أى شىءٌ يَتَعَلَّق به أحدهما على الآخر.

* ولى فى الأمر عَلُوق ومُتَعَلَّق : أى مُعْتَرَض. فأمَّا قوله :

عَينِ بَكِّى لِسامةَ بن لُؤَىٍ

عَلِقَتْ مِنْ (٢) أُسامةَ العَلَّاقَهْ (٣)

فإنه عَنى الحَيَّة ، لتعلُّقِها ، لأنها عَلِقَتْ زِمام ناقته ، فَلدَغَتْه.

* والعَلَق : الذى تُعَلَّق به البَكْرةُ من القامَة. قال رُؤْبة :

*قَعْقَعَةَ المِحْوَر خُطَّافَ العَلَقْ* (٤)

وقيل : العَلَق : البَكْرة. والجمع : أعلاق. قال :

*عُيُونُها خُزْرٌ لصَوْتِ الأعْلاقْ* (٥)

وقيل : العَلَق : القامة. والجمع كالجمع. وقيل : العَلَق : أداة البَكْرة. وقيل : هو البَكْرة وأداتها. يعنى : الخُطَّاف والرِّشاءَ والدَّلْو. وهى العَلَقَة.

والعَلَقُ : الحبل المعَلَّق بالبَكرة. وأنشد ابنُ الأعرابىّ :

كَلَّا زَعَمْتِ أننى مَكْفِىُ

وفوقَ رأسى عَلَق مَلْوِىّ (٦)

__________________

(١) البيت للمفضل النكرى فى لسان العرب ( سير ) ، ( علق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٤٧ ، ١٣ / ٤٧ ) ؛ وتاج العروس ( سير ) ، ( علق ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٦ / ١٥٠ ).

(٢) قال محقق ( ط ): « من » كذا فى الأصول ، وهى واضحة. وفى اللسان « مل » باللام ، وقال مصححه : وقد ذكره فى مادة « فوق » بلفظ « ساق سامة ». اه. وهذه أحسن.

(٣) البيت للأزدية فى لسان العرب ( فوق ) ؛ وتاج العروس ( فوق ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( علق ) ، ( أسم ) ؛ وتاج العروس ( علق ) ؛ والمخصص ( ١٤ / ١٧ ).

(٤) الرجز ـ مع عدة أخر ـ لرؤبة فى ديوانه ص ١٠٦ ؛ ولسان العرب ( قعع ) ، ( علق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٦٣ ) ؛ وتاج العروس ( قعع ) ، ( سحق ) ، ( علق ) ؛ والعين ( ١ / ١٦٢ ).

(٥) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( علق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٤٢ ) ؛ والمخصص ( ٩ / ١٦٨ ) ؛ وتاج العروس ( علق ).

(٦) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( علق ) ؛ وتاج العروس ( علق ).


وقيل : العَلَق : الحَبْل الذى فى أعلى البَكْرَة. وأنشد ابن الأعرابىّ أيضا :

بئْسَ مُقامُ الشَّيْخِ بالكَرامَهْ

مَحالَةٌ صَرَّارَةٌ وقامَهْ

وعَلَقٌ يَزْقُو زُقاء الهَامَهْ (١)

قال : لما كانت القامة مُعَلَّقة فى الحَبْل ، جعل الزُّقاء لها ، وإنما الزُّقاء للبَكْرة.

* وقال اللِّحيانى : العَلَق : الرِّشاء والغَرْب والمحورُ والبَكْرة. قال : يقولون : أعيرونا العَلَق ، فيُعارون ذلك كُلَّه. وعَلَقُ القِربَة : سَيْر تُعَلَّق به. وقيل : عَلَقُها : ما بقِى فيها من الدُّهن الذى تُدْهن به.

* والعَليق : القَضِيمُ يُعَلَّق على الدابَّة.

* وعَلَّقها : عَلَّق عليها. والعَلِيق : الشراب ، على المَثَل.

* وعَلِق به عَلَقا : خاصمه.

* والعَلاقة : الخُصومة. يقال لفلان فى أرض بنى فلان عَلاقَة : أى خُصومة.

* ورجل مِعْلاق وذو مِعْلاق : خَصِيم ، يتعلق بالحُجَج ويستدركها ، ولهذا قيل فى الخَصِم الجَدِل :

*لا يُرْسِلُ السَّاقَ إلا مُمْسِكا ساقا* (٢)

أى لا يدَع حُجَّة إلا وقد أعدّ أخرى يتعلَّق بها. والمِعْلاق : اللسان البليغ. قال :

*وخَصيما ألدَّ ذا مِعْلاقِ* (٣)

* والعَلاقَى مقصورةً : الألقاب ، واحدتها : عَلاقِية. وهى أيضاً : العلائق ، واحدتها : عِلاقة ، لأنها تُعَلَّق على الناس.

* والعَلَق : الدمُ ما كان. وقيل : هو الجامد قبل أن يَيْبَس. وقيل : هو ما اشتدَّت حُمْرته. والقِطعة منه عَلَقة. وفى التنزيل : ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ) [ المؤمنون : ١٤ ].

والعَلَق : دُودٌ أسود فى الماء معروف : الواحدة : عَلَقة.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( علق ) ، ( زقا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٤٣ ) ؛ وتاج العروس ( علق ).

(٢) عجز بيت ، وصدره : * أني اتيح له حرباء تنضبه * وهو لأبى دؤاد الإيادى فى ديوانه ص ٢٣٦ ؛ ولسان العرب ( حرب ) ؛ وتاج العروس ( سوق ) ؛ وللحارث بن دوس فى المستقصى ( ٢ / ٢٦٩ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( نضب ) ، ( سوق ) ، ( علق ) ؛ والمخصص ( ٤ / ٢٥ ، ٨ / ١٠٣ ) ؛ وتاج العروس ( نضب ) ، ( علق ).

(٣) عجز بيت ، وصدره : * غن تحت الاحجار حرما وجودا * وهو للمهلهل فى لسان العرب ( علق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٦٤ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٦٩ ) ؛ وتاج العروس ( علق ).


* وعَلِق الدّابةُ عَلَقا : تعَلَّقتْ به العَلَقة. وعَلِقَتْ به عَلَقا : لَزِمَتْه.

* والمَعْلُوقُ : الذى أخذ العَلَقُ بحَلْقِه عندَ الشُّرب.

* والعَلُوق : التى لا تُحبّ زَوْجها. ومن النُّوق : التى لا تألف الفحل ، ولا تَرأَم الوَلَد.

وكلاهما على الفأل. وقيل : هى التى تَرأم بأنْفهِا ولا تَدُرّ ، وفى المَثَل : « عامَلَنا معامَلَة العَلُوق : تَرأمُ فَتَشَمُّ ». قال :

وبُدِّلْتُ مِنْ أُمّ عَلىَّ شَفيقَةٍ

عَلُوقا وشَرُّ الأمَّهاتِ عَلُوقُها (١)

وقيل : العَلُوق : التى عُطِفت على وَلَد غيرها ، فلم تَدُرَّ علَيه.

وقال اللِّحيانىّ : هى التى تَرأم بأنْفها ، وتمنعُ دِرَّتَها. قال :

أم كيفَ ينْفَعُ ما تُعْطى العَلوقُ به

رِئمانُ أنْفٍ إذَا ما ضُنَّ باللَّبَنِ (٢)

* والمعالِق من الإبل : كالعَلوق.

* والعِلْق : المال الكريم. يقال : عِلْقُ خَيرٍ. وقد قالوا : عِلْقُ شَرٍّ. والجمع : أعلاق.

وقال اللِّحيانىّ : العِلق : الثَّوبُ الكريم ، أو التُّرْس ، أو السَّيف. قال : وكذا الشىءُ الواحد الكريمُ من غير الرُّوحانِّيين. ويُقال له العَلُوق. والعِلق أيضاً : الخمر ، لنفاستها. وقيل : هى القديمة منها. قال :

إذا ذُقْتَ فاها قُلتَ عِلْقٌ مُدَمِّسٌ

أريدَ به قَيلٌ فغودِرَ فى سَابِ (٣)

أراد : سأْباً ، فخفَّف أو أبدل. وهو الزِّقُّ أو الدَّنّ.

* والعِلْق والعِلْقةُ : الثَّوبُ النَّفيس ، يكون للرجل. والعِلْقة ، قميصٌ بلا كمَّين. وقيل : هو ثوب صغير ، يتخذ للصبيه. وقيل : هو أوّل ثوب يُلْبسه المولود. قال :

وما هىَ إلا فى إزَارٍ وعِلْقَةٍ

مُغارَ بنِ هَمَّامٍ على حَىّ خَثْعَما (٤)

* والعُلْقة : نباتٌ لا يلبث. والعُلْقة : شجر يبقى فى الشتاء تَبَلَّغ به الإبل ، حتى تُدرِك الرَّبيع.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( علق ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٦٢ ).

(٢) البيت لأخنون التغلبى فى لسان العرب ( علق ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( رأم ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٣٢٢.

ويروى : « وكيف ينفع ».

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( سأب ) ، ( دمس ) ، ( علق ) ؛ وكتاب العين ( ٧ / ٢٣٤ ) ؛ والمخصص ( ١١ / ٨١ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٢ / ٣٧٩ ، ١٣ / ١٠٤ ) ؛ وتاج العروس ( سأب ) ، ( دمس ).

(٤) البيت لحميد بن ثور الهلالى فى الكتاب ( ١ / ٢٣٥ ) ؛ وللطماح بن عامر فى حاشية الخصائص ( ٢ / ٢٠٨ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( لحس ) ، ( علق ).


* وعَلَقت الإبل تَعْلق عَلْقا ، وتَعَلَّقَتْ : أكَلَتْ منْ عُلْقة الشَّجَر.

* والعُلْقة ، والعَلاق : ما فيه بُلغة من الطعام إلى وقت الغَداء. وقال اللِّحيانىّ : ما يأكل فُلانٌ إلا عُلْقة : أى ما يُمْسك نفسَه من الطَّعام.

* وعَلَق عَلاقا وعَلُوقا : أكل. وأكثرُ ما يستعمل فى الجَحْد ؛ يقال : ما ذُقت عَلاقا ولا عَلوقا ، وما فى الأرض عَلاق ولا لَماق : أى مَرْتَع. قال الأعشى :

وفَلاةٍ كأنَّها ظَهْرُ تُرْسٍ

ليسَ فيها إلا الرّجيعَ عَلاقُ (١)

* وفى المَثَل : « ليس المتعلِّق كالمتأنِّق » يريد : ليس من عَيْشُه قليل يتعلَّق به ، كمن عَيشه كثير يَختارُ منه.

* والبَهْم تَعْلُق من الوَرَق : تصيب. وكذلك الطّيرُ من الثَّمر. وفى الحديث : « أرْواح الشُّهداء فى حواصل طيرٍ خُضْرٍ ، تَعْلُق مِنْ ثمار الجنَّة » (٢). ورواه الفرّاء عن الدُّبَيرِيِّين : تَعْلَق. وقال اللِّحيانى : العَلْق : أكل البهائم وَرق الشجر. عَلَقتْ تَعْلُق عَلْقاً. والصَّبىُ يعلُق : يَمَص أصابعه.

* والعَلْقى : شجر تدوم خُضرته فى القَيظ ، ولها أفنانٌ طِوال دِقاق ، وورَق لِطاف. بعضهم يجعل ألفها للتأنيث ، وبعضهم يجعلها للإلحاق ، وأنشد سيبويه :

*يَسْتَنُّ فى عَلْقَى وفى مُكُورِ* (٣)

قال : فلم ينونه رُؤْبة. واحدتها : عَلْقاة. قال ابن جنى : الألف فى عَلْقاة ليست للتأنيث ، لمجىء هاء التأنيث بعدها ، وإنما هى للإلحاق ببناء جَعْفر وسَلْهَب ، فإذا حذفوا الهاء من عَلْقَاةٍ ، قالوا : عَلْقَى ، غيرَ منوّن ، لأنها لو كانت للإلحاق لنُوّنت ، كما تُنوّن أرْطَى ؛ ألا ترى أن من ألحقَ الهاء فى عَلْقاةٍ ، اعتقد فيها أن الألف للإلحاق لنُوّنت ، كما تُنوّن أرْطَى ؛ ألا ترى أن من ألحقَ الهاء فى عَلْقاة ، اعتقد فيها أن الألف للإلحاق ، ولغير التأنيث ، فإذا نَزع الهاءَ صار إلى لُغة من اعتقد أن الألف للتأنيث ، فلم ينوّنها ، كما لم ينوّنها ووافقهم بعد نَزعه الهاء من عَلْقاة ، على ما يَذْهَبون إليه ، من أن ألف عَلْقاة للتأنيث.

* وبعير عالِق : يرعى العَلْقَى. والعالِق أيضاً : الذى يَعْلَقُ بالعِضاهِ ، لطولها.

* ورجُل ذو مَعْلَقة : أى مُغِير ، يَعْلَق بكلّ شىء أصابه. قال :

__________________

(١) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٢٦١ ؛ ولسان العرب ( رجع ) ، ( علق ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٦٤ ) ؛ وتاج العروس ( رجع ) ، ( علق ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٢٤٥ ).

(٢) « صحيح » : انظر صحيح الجامع ( ح ٩١٢ ) ، ولفظه : « أرواح المؤمنين ... ».

(٣) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ١ / ٣٦٢ ) ؛ ولسان العرب ( أخر ) ، ( مكر ) ، ( علق ) ؛ والكتاب ( ٣ / ٢١٢ ) ؛ وتاج العروس ( مكر ) ، ( علق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٢٤١ ) ؛ ولرؤبة فى المخصص ( ١٥ / ١٨١ ، ١٦ / ٨٨ ).


*أخافُ أنْ يَعْلَقَها ذو مَعْلَقهْ* (١)

* وجاء بعُلَقَ فُلَقَ : أى الداهية. وقدْ أعْلَقَ وأفْلَق.

* والعَوْلَق : الغُول. وقيل : الكلْبة الحريصة. وحديث طويل العَوْلَق : أى الذَّنَب. وقال كُراع : إنه لطويل العَوْلَق : أى الذَّنَب ، فلم يَخُصَّ به حديثاً ولا غيره.

* والعَليقة : البعير أو النَّاقة يوجِّهه الرجل مع القوم إذا خرجوا مُمْتارِين. ويدفع إليهم دراهمَ يَمْتارُون له عليه. قال :

أرْسَلَها عَلِيقَةً وقد عَلِمْ

أنّ العَلِيقات يُلاقِينَ الرَّقِمْ (٢)

يعنى : أنهم يُوَدِّعون رِكَابهم ، ويركبونها ، ويزيدون فى حِمْلِها ؛ قال :

وقائِلَةٍ لا تَركَبنَ عَلِيقَةً

ومِن لذَّة الدُّنيا ركوبُ العَلائقِ (٣)

وقد قيل : إنه إنما عَنَى به المرأة : أى لا تعرِضَن لامرأة غيرك.

* وعَلَّقها معَه : أرسَلها. وقال ابن الأعرابىّ : العَليقة ، والعَلاقة : البعير أو البعيران يضُمُّه الرجل إلى القوم ، يمتارُون له معهم.

* وقال اللِّحيانىّ : العَلائق : البضائع.

* وعَلِق فلان يَفْعل كذا : ظَلَّ.

* والإعلاق : رَفع اللهاة.

* والمِعْلَق : العُلْبة إذا كانت صغيرة ، ثم الجَنْبَة أكبرُ منها ، تُعْمل من جَنْب النَّاقة. ثم الحَوْءَبة أكبرُهنّ.

* والمِعْلَقة : متاع الراعى ؛ عن اللِّحيانىّ ، أو قال : بعض متاع الراعى.

* وعَلَقَهُ بلسانه : لحَاه ، كسَلَقه ؛ عن اللِّحيانى. وهو معنى قول الأعشى :

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٩٤٠ ؛ ولسان العرب ( علق ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٣١ ) ؛ وتاج العروس ( علق ).

(٢) الرجز لسالم بن دارة الغطفانى فى زيادات الطبعة الأولى من جمهرة اللغة [ عن محقق الجمهرة ص ٧٩٠ ] ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( علق ) ، ( رقم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٤٤ ) ؛ والمخصص ( ٧ / ١٣٣ ، ١٣٧ ) ؛ وتاج العروس ( علق ) ، ( رقم ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( علق ) ؛ ومجمل اللغة ( ٣ / ٤٠٦ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٣١ ) ؛ وتاج العروس ( علق ).


نَهارُ شَراحيلَ بنِ قَيْسٍ يَرِيبنى

وليلُ أبى لَيْلَى أمرُّ وأعْلَق (١)

* ومَعاليق : ضربٌ من النَّخل. قال :

لَئِنْ نَجَوْتُ وَنَجَتْ مَعالِيقْ

مِن الدَّبا إنِّى إذَنْ لَمَرْزُوقْ (٢)

* والعُلَّاق : شجر أو نَبْت.

* وبنو عَلْقة : رَهْط الصّمَّة ، ومنهم العَلَقات. جمَعوه على حدّ الهُبَيْرَات.

* وذو عَلاقٍ : جبل.

* وعَلْقَة : اسم.

مقلوبه : [ ل ع ق ]

* لَعَق الشىءَ لَعَقا : لحِسَه.

* واللَّعْقة : المَرّة الواحدة.

* واللُّعْقة : ما لُعِق. يطرد على هذا باب.

* وألْعَقَه إيَّاه ، ولَعَّقَه ؛ عن السِّيرافىّ.

* واللَّعُوق : اسم ما يُلْعَق.

* والمِلْعَقة : ما لُعِق به.

* واللُّعاق : ما بقى فى الفم من الطعام.

* ولَعِق إصبَعه : مات.

* ولَعِقَت الماشيةُ الأرض : لم تَدَع من نباتها شيئاً.

* ورجلٌ وَعْقَة لَعْقة ؛ فوعْقة : نَكِدٌ لئيم الخُلُق. ولَعْقَة : إتباع.

* واللَّعْوَقة : سُرعة الإنسان فيما أخذ فيه من عمل ، فى خفَّة ونَزَقٍ.

* واللَّعْوَق : المَسْلُوس العقل.

__________________

(١) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٢٧١ ؛ ولسان العرب ( علق ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١١٦٠ ؛ وتاج العروس ( طود ) ، ( علق ).

(٢) الرجز لأخى معمر بن دلجة فى تاج العروس ( علق ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( علق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٤٧ ) ؛ والمخصص ( ١١ / ١٣٥ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٩٤٠ ، ١٢٧١.


مقلوبه : [ ق ع ل ]

* القُعال : ما تناثَر عن نَوْرِ العِنَب وشِبْهه مِن كِمامِه. واحدته : قُعالة.

* وأقْعَل النَّوْرُ : انشقَّت عنه قُعالته.

* والاقْتعال : تنحيةُ القُعال.

* والقاعلة : الجبل الطَّويل.

* وعُقاب قَيْعلة : تأوِى إلى القواعل أو تعلُوها.

أنشد ثعلب لخالد بن قَيْس بن مُنْقذ :

لَيْتَكَ إذْ رُهِنتَ آلَ مَوْءَلَهْ

حَزُّوا بنصْل السَّيْفِ عندَ السَّبَلَهْ

وحَلَّقتْ بك العُقابُ القَيْعَلَهْ (١)

وقيل : عُقابُ قَيْعَلَةٍ وقَوعلةٍ ، بالإضافة ، أى عُقاب موضع يُسَمَّى بهذا.

* والمُقْتَعَل : السَّهم الذى لم يُبْرَ بَرْيا جَيِّدا. قال لَبيد :

فَرَمَيْتُ القَوْمَ رَشْقاً صَائباً

ليسَ بالعُصْل ولا بالمُقْتَعَلْ (٢)

* والقَعْوَلَة : إقبال القدَم كلِّها على الأخرى. وقيل : هو تباعد ما بين الكعبين. وإقبال كلّ واحدةٍ من القَدمين بجماعتها على الأخرى. وقيل : هى مَشْىٌ ضعيف. وقد قَعْوَلَ. وقيل : القَعْوَلَة : أن يَمْشَى كأنه يغرِف التراب بقدميه.

مقلوبه : [ ق ل ع ]

* القَلْع : انتزاع الشىء من أصله. قَلَعه يَقْلَعُه قَلْعا ، وقَلَّعه ، واقتلعه ؛ فانقلَع ، واقْتَلَع ، وتقلَّع.

قال سيبويه : قلَعْتُ الشىءَ : حَوّلته عن موضعه. واقْتَلعْته : اسْتَلَبْتُه.

* والقُلاع ، والقُلاعَة ، والقُلَّاعَة : قِشْر الأرض الذى يرتفع عن الكَمأة ، فيدلّ عليها. والقُلاع أيضاً : الطين الذى يَنْشَقّ إذا نَضَب عنه الماء. فكلّ قطعةٍ منه : قُلاعة. والقُلاع أيضاً : الطِّين اليابس. واحدته : قُلاعة.

__________________

(١) الرجز لخالد بن قيس التيمى فى لسان العرب ( شرط ) ، ( جأل ) ، ( قعل ) ، ( وأل ) ؛ وتاج العروس ( شرط ) ، ( وأل ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٢٥١ ) ؛ وتاج العروس ( فعل ).

(٢) البيت للبيد فى ديوانه ص ١٩٤ ؛ ولسان العرب ( روق ) ، ( عصل ) ، ( فعل ) ، ( رقم ) ؛ وتاج العروس ( عصل ) ، ( قعل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٤٠٦ ).


* والقُلاعة : المَدَرَة المقتلَعة. ورُمِى بقُلاعة : أى بحُجَّةٍ تُسْكِته. وهو على المَثَل.

* والقُلَّاع : صخور عِظام متقلِّعة. واحدته : قُلَّاعة. والقُلاعَة : صخرة عظيمة وسْط فضاء سهل.

* والقَلَعَة : صخرة عظيمة تتقَلَّع عن الجبل. صعبة المُرْتَقى.

* والقَلَعة : حِصن مُمتنع فى جَبل. وجمعها : قِلاع ، وقَلَع.

* وأقلَعوا بهذه البلاد : بَنَوها ، فجعلوها كالقَلَعة.

وقيل : القَلْعة بسكون اللام : حِصْن مُشْرِف. وجمعه : قُلُوع. والقَلْعة بسكون اللام : النخلة التى تُجْتَثُّ مِن أُمِّها ، قَلْعا أو قَطْعا ؛ عن أبى حنيفة.

* وقُلِع الوالى قَلْعا ، وقُلْعَة ، فانْقَلع : عُزِل.

* والدنيا دار قُلْعة : أى انْقلاع. ومنزلنا منزلُ قُلْعَة : أى لا نملكه. والقُلْعة مِن المال : ما لا يدوم. والقُلْعة أيضا : الرجلُ الضَّعيف.

* وقُلِع الرجل قَلْعا ، فهو قَلِع ، وقلْع ، وقُلْعَة ، وقُلَعَة ، وَقَلَّاع : لم يثبُت على السَّرْج.

* والقِلْع والقَلِع : الرجل البَليد ، وشيخ قَلِع يَتَقَلَّع إذا قام. عن ابن الأعرابىّ. وأنشد :

إنّى لأرجو مُحْرِزاً أن يَنْفَعَا

إيَّاىَ لِما صِرْتُ شَيْخا قَلِعَا (١)

* وتَقَلَّع فى مشيته : مشَى كأنه ينحدر.

* والقَلْع والقِلْع : الكِنْف ؛ قال :

ثُمَّ اتَّقَى وأىَّ عَصْرٍ يَتَّقِى

بعُلْبَةٍ وقَلْعِهِ المُعَلَّق (٢)

وجمعه قِلَعَة ، وقِلاع.

* وقيل للذّئب : ما تقول فى غَنم فيها غُلَيِّم؟ قال : شَعْراءُ فى إبْطى ، أخافُ إحْدى حُظَيَّاته. قيل : فما تقول فى غَنم فيها جُوَيْريَة؟ فقال : شَحْمَتِى فى قَلْعى.

الشعراء : ذُباب يلْسَع. وحُظَيَّاته : سِهامه ، تصغير حَظَوات.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( قلع ) ؛ وتاج العروس ( قلع ).

(٢) الرجز ـ ضمن مجموعة أخر ـ لأبى محمد الفقعسى فى لسان العرب ( قلع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قشم ) ؛ وتاج العروس ( قلع ) ؛ والمخصص ( ١ / ١١٨ ).


* والقَلَع : قِطَع من السَّحاب كأنها الجبال. واحدتها : قَلَعة. قال ابن أحمر :

تَفَقَّأَ فوْقَهُ القَلَعُ السَّوَارِى

وجُنَّ الخَازِبازِ به جُنُونا (١)

وقيل : القَلَعة من السَّحاب : التى تأخذ جانب السماء. وقيل : هى السَّحابة الضخمة.

والجمع من كلّ ذلك قَلَع.

* والقِلْع : شِراع السَّفينة. والجمع : قلاع. وقد يكون القِلاع واحدا. وأُرى أن كُراعا حَكى قِلَع السَّفينة ، على مثال قِمَع.

* وأقلع السَّفينة : عمِل لها قِلاعا أو كساها إياه وقيل : المُقْلَعَة من السفن : العظيمة ، تشبَّه بالقِلَع من الجبال ، قال :

مَوَاخِرٌ فى سَواء اليَمّ مُقْلَعَةٌ

إذا عَلَوْا ظهرَ مَوْج ثُمَّتَ انحَدَرُوا (٢)

* وقوس قَلُوع : تنفَلت فى النَّزْع فتنقلب. أنشد ابن الأعرابىّ :

*لا كَزَّةُ السَّهمِ ولا قَلُوعُ* (٣)

* وأقْلَع عن الشىء : نَزَع. وأقلعَ الشىءُ : انجَلى. وأقْلَع المطر : كذلك. وفى التنزيل : ( وَيا سَماءُ أَقْلِعِي ) [ هود : ٤٤ ]. وأقلعتِ الحُمَّى : كذلك.

* والقَلَع : حينُ إقلاعها.

* والقِلْعَة : الشُّقة. وجمعها : قِلَع.

* والقالِع : دائرة بمنسَج الدابَّة ، يُتَشاءمُ بها. وهو اسم.

* والقَلَّاع : النَّبَّاش. والقَلَّاع : الساعى إلى السلطان بالباطل ؛ عن أبى زيد. والقَلَّاع : القَوَّاد. والقَلَّاع : الشُّرْطىّ. والقَلَّاع : الكذّاب. وقوله

فى الحديث : « لا يدخل الجنة قَلَّاع ولا دَيُّوث » (٤) يحتمل تفسيرُه جميعَ هذه الوجوه.

* والقُلاع : داء يصيب الناس فى أفواههم.

* وبعير مَقْلُوع : إذا كان بين يديك قائماً ، فسقَط مَيِّتا. وهو القُلاع ؛ عن ابن الأعرابىّ. وقد انقلع.

__________________

(١) البيت لابن أحمر فى ديوانه ص ١٥٩ ؛ ولسان العرب ( فقأ ) ، ( خوز ) ، ( قلع ) ، ( جنن ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( أين ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قلع ) ؛ وتاج العروس ( قلع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٤٩ ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ٢٤ ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( كزز ) ، ( قلع ) ؛ وتاج العروس ( كزز ) ، ( قلع ) ؛ وأساس البلاغة ( كزز ).

(٤) ذكره ابن الأثير فى النهاية ( ٤ / ١٠٢ ).


* والقَوْلَع : طائر أحمرُ الرِّجْلين ، كأن رأسه شَيْب مصبوغ. ومنها ما يكون أسودَ الرأس ، وسائر خلقه أغبر. وهو يُوَطْوِط. حكاها كُراع فى باب فَوْعل.

* وقَلَعَة ، والقَلَعة ، والقُلَيْعة : كلُّها مواضع. وسيف قَلَعىّ : منسوب إليه.

* والقَلَعىّ : الرَّصاص الجيِّد. وقيل : هو الشديد البياض.

* والقَلْعانِ من بنى نُمَير : صَلاءَة وشُريحٌ ابنا عمرو بن خُوَيْلِفة.

* وقَلَّاع : اسم رجل عن ابن الأعرابىّ. وأنشد :

لبِئْسمَا مارَسْتَ يا قَلَّاعُ

جئتَ به فى صَدرِه اختِضَاعُ (١)

مقلوبه : [ ل ق ع ]

* لَقَعَه بالبَعرة يَلْقَعُه لَقْعا : رماه. ولا يكون اللَّقْع فى غير البعْرة مما يُرْمَى به. ولَقَعه بعينه يلقَعُه لَقْعا : أصابه.

* واللَّقْع : العيب. والفعل كالفعل ، والمصدر كالمصدر.

* ورجل تِلِقَّاع وتِلِقَّاعة : عُيَبَة. وتِلِقَّاعَةٌ أيضا : كثير الكلام. ولا نظير له إلا تِكِلَّامة. وامرأة تِلِقَّاعة : كذلك.

* ورجل لُقَّاعة كتِلِقَّاعة. وقيل : اللُّقَّاعة : الذى يصيب مَواقع الكلام ، وفيه لُقَّاعات. واللُّقَّاعة أيضا : الداهية المتفصِّح. وقيل : هو الظريفُ البَيِّن.

* واللُّقَعَة : الذى يتلقَّع بالكلام ، ولا شىء عنده.

* واللَّقَّاع واللُّقَّاع : الذباب الأخضر ، الذى يَلْسَع الناس. قال شُبيل بن عَزْرَة :

كأنّ تَجاوُبَ اللَّقَّاعِ فيها

وعَنْتَرَهِ وأهْمُجِهِ رِعالُ (٢)

واحدته : لَقَّاعة ، ولُقَّاعة.

العين والقاف والنون

* العُنُق والعُنْق : وُصْلَةُ ما بين الرأس والجَسد ، يُذكَّر ويُؤَنَّث. والتذكير أغلب. وقيل : مَن ثَقَّل أنَّث ، ومن خَفَّف ذَكَّر. قال سيبويه : عُنْق : مخفف من عُنُقٍ. والجمع فيهما : أعناق ، لم يجاوزوا هذا البناء.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( قلع ) ؛ وتاج العروس ( قلع ).

(٢) البيت لشبيل بن عزرة فى لسان العرب ( لقع ).


* والعَنَق : طول العُنُق ، وغِلَظه. عَنِقَ عَنَقا ، فهو أعْنَق ، والأنثى : عَنْقاء. وحَكى اللِّحيانىّ : ما كان أعْنَق ، ولقد عَنِق عَنَقا. يذهب إلى النُّقْلَة.

* ورجل مُعْنِق ، وامرأة مُعْنِقة : طويلا العنق.

* ومَهاة مُتَعَنِّقة : طويلة العُنُق. وبه فسَّر السُّكَّرى قولَ مُلَيح الهُذَلىّ :

تَصَبَّحْنَ مِن بَرْدِ الغَداةِ كما احْتَنَتْ

لأطْفالِهَا أُدمُ المَهَا المُتَعَنِّقِ

* وهَضْبَةٌ مُعْنِقة وعَنْقاء : طويلة. قال أبو كبير :

عَنْقاء مُعْنِقةٌ يكون أنِيسُها

وُرْقَ الحمام ، جَمِيمُها لَمْ يُؤْكَلِ (١)

* وعَنَّقه : أخذ بعُنقه. وفى الحديث : « أنَّ أمَّ سَلَمة رضى الله عنها قالت : كنتُ معه صَلى الله عليه وسلّم ، فدخَلَتْ شاةٌ ، فأخذتْ قُرْصاً تحتَ دَنٍّ لَنا ، فقُمْت إليها ، فأخذته من بين لَحْيَيْها ، فقال صَلى الله عليه وسلّم : ما كان ينبغى لكِ أن تُعَنِّقيها » (٢). التفسير للهرَوىّ فى الغرِيبَين.

* وعانَقَه مُعانَقَة وعِناقاً : التزَمَه ، فأدنى عُنُقَه من عُنُقه. وقيل : المُعانقة فى المودّة ، والاعتناق : فى الحرب. قال :

يَطْعُنُهُمْ ما ارْتَمَوا حتى إذا اطّعَنُوا

ضَارَبَ حتى إذا ما ضَارَبُوا اعْتَنَقا (٣)

وقد يجوز « الافتعال » فى موضع « المُفاعَلة ». فإذا خَصَصْت بالفِعْل واحدا دون الآخر ، لم تَقُل إلا عانَقَهُ فى الحالين.

* والعَنِيق : المُعانِق ، عن أبى حنيفة ، وأنشد :

فَمَا رَاعَنِى إلا زُهاةُ مُعانِقى

فأيُ عَنِيقٍ باتَ لى لا أبَاليَا (٤)

* وكلْب أعنق : فى عُنقه بياض.

* والمِعْنقة : قِلادة توضع فى عُنُق الكَلب ، وأعنقه : قلَّدهُ إياها.

* واعتنقت الدابة : وقعت فى الوحل فأخرجت عُنُقَها.

* والعانِقاء : جُحْر مملوء ترابا رِخْوا ، يكون للأرنب والَيرْبُوع ، يُدْخِل فيه عُنُقَه إذا خاف.

__________________

(١) البيت لأبى كبير الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٠٧٧ ؛ وتاج العروس ( عيط ) ، ( عنق ) ؛ ولسان العرب ( عنق ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٠ / ٧٩ ).

(٢) ذكره ابن الأثير فى النهاية ( ٣ / ٣١١ ).

(٣) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ٥٤ ؛ ولسان العرب ( وصل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٥٣ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٦٨ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عنق ) ؛ ولفظ التهذيب : « إذا ما ضاربوا اعتنوقوا » ويروى « إذا طحنوا ».

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عنق ) ؛ وتاج العروس ( عنق ).


* وتَعَنَّقت الأرنب بالعانِقاء ، وتَعَنَّقَتْها ، كلاهما : دَسَّت عُنُقها فيه. وربما غابت تحته. وكذلك اليربوع.

* وعُنُق كلّ شىء : أوّله. وعُنق الشِّتاء والصَّيف : أوّلهما. ومقدِّمتهما. على المَثَل. وكذلك عُنُق السِّنّ. قال ابن الأعرابىّ : قلت لأعرابىّ : كم أَتى عليك؟ قال : قد أخذْتُ بعُنُق الستِّين ، أى أوّلها ، والجمع : أعْناق. وعُنق الجبل : ما أشرف منه وتقدَّم. والجمع كالجمع.

* والمعْتَنَق : مَخْرَج أعناق الجبال. قال :

*خارِجَةً أعْناقُها من مُعْتَنَقْ* (١)

* وعُنق الرّحِم : ما اسْتَدَقَّ من أدناها ، مما يلى الفَرْج.

* والأعْناق : الرؤساء.

* والعُنُق : الجماعة من الناس ، مذكَّر. والجمع كالجَمع. وفى التنزيل : ( فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ ) [ الشعراء : ٤ ] : أى جماعاتهم. وقيل : أراد الأعناق ، وجاء بالخبر على أصحاب الأعْناق ، لأنه إذا خضَع عُنُقه ، فقد خَضَع هو ، كما يُقال : قُطِعَ فلان : إذا قُطِعَت يدُه. وجاء القوم عُنُقاً عُنُقاً : أى طوائف. وله عُنُقٌ فى الخَير : أى سابقة. وقوله : « المؤذِّنون أطولُ النَّاسِ أعْناقاً يومَ القيامة » (٢) ، قال ثعلب : هو من قولهم : له عُنُق فى الخير : أى سابقة. وقيل : يُغْفَر له مَدَّ صوتِه. وقيل : يُزادون على الناس.

* والعَنَق من السير : المنبسِط. وسَير عَنَق وعَنيق.

* وقد أعنقت الدّابَّة ، وهى مُعْنِق ، ومِعْناق ، وعَنِيق. واستعار أبو ذُؤَيب الإعناق للنجوم. فقال :

بأطيبَ مِنها إذا ما النُّجُو

مُ أعْنَقْنَ مثلَ هَوادِى الصَّدَرْ (٣)

* والمُعْنِق : ما صَلُب وارتفع عن الأرض ، وحوله سَهْل ، وهو مُنْقاد نحوَ ميل ، وأقلَّ من ذلك. والجمع مَعانيق. وتوَهَّموا فيه مِفْعالا ، لكثرة ما يأتيان مَعا ، نحو مُتْئِمٍ ومِتْآمٍ ، ومُذْكِرٍ ومِذْكار.

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٠٤ ؛ ولسان العرب ( عنق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٥٣ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٦٨ ) ؛ وتاج العروس ( عنق ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عنق ).

(٢) أخرجه مسلم ( ح ٣٨٧ ).

(٣) البيت لأبى ذؤيب فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٧ ؛ ولسان العرب ( صدر ) ، ( عنق ) ؛ وتاج العروس ( صدر ).


* وهَضْبة مُعْنِقَةٌ : مُرْتفعة. قال أبو كَبير الهُذَلىّ :

عَيْطاءُ مُعْنِقَةٌ يكُونُ أنِيسُها

وُرْقَ الحَمامِ ، جَمِيمُها لم يُؤْكَلِ (١)

* والعَناق : الحَرَّة. والعَناق : الأنثى من المَعْز.

أنشد ابن الأعرابىّ لقُرْطٍ يَصِف الذّئب :

حَسِبْتُ بُغام رَاحِلَتِى عَناقاً

وما هىَ وَيْبَ غَيرِكَ بالعَناقِ (٢)

فلو أنى رَمَيتُك مِنْ قَرِيبٍ

لعاقَكَ عن دُعاءِ الذّئبِ عاقِ (٣)

والجمع : أعْنُق ، وعُنُق ، وعُنُوق.

سيبويه : أما تكسيرهم إيَّاه على « أفعُل » ، فهو الغالب على هذا البناء من المؤنَّث. وأما تكسيرهم له على « فُعولٍ » ، فلتكسيرهم إيَّاه على « أفْعُل » إذْ كانا يَعْتقبان على باب « فَعْل ».

وفى المَثَل : « العُنُوق بعد النُّوق » يقول : مالُك العُنُوق بعد النُّوق ». يُضرب للذى يكون على حالة حَسَنةٍ ، ثم يركَب القبيحَ من الأمر ، ويدَع حاله الأوّل ، وينحطُّ من عُلْوٍ إلى سُفْل. وأنشد ابن الأعرابىّ :

لا أذبحُ النَّازِىَ الشَّبُوبَ ولا

أسلَخُ يوْمَ المَقامَة الْعُنُقَا

لا آكُلُ الغَثَّ فى الشِّتاءِ وَلا

أنْصَحَ ثَوْبى إذا هو انخَرَقا (٤)

وأنشد ابنُ السِّكِّيت :

أبُوكَ الذى يَكْوِى أُنُوفَ عُنُوقِه

بأَظْفَارِهِ حتى أنَسَّ وأمحَقَا (٥)

* وشاةٌ مِعْناق : تلِد العُنُوق. قال :

لَهْفِى على شاةِ أبى السَّبَّاقِ

عَتِيقَةٍ مِنْ غَنمٍ عِتاقِ

__________________

(١) سبق منذ قليل.

(٢) البيت لذى الخرق الطهوى فى لسان العرب ( نعم ) ، ( عقا ) ؛ وتاج العروس ( بغم ) ؛ ولقريط فى تاج العروس ( عنق ) ؛ ولسان العرب ( عنق ) ، ( ويب ). والرواية : « حسبتُ ».

(٣) البيت لقريط فى لسان العرب ( عنق ) ؛ وتاج العروس ( عنق ) ؛ ولذى الخرق الطهوى فى تاج العروس ( ويب ) ، ( عقا ) ؛ ولسان العرب ( ويب ) ، ( عقا ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عوق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ٢٧ ) ؛ والمخصص ( ٤ / ٧٨ ) ؛ والعين ( ٢ / ٧٣ ) ؛ ويروى « رقيتك » مكان « رميتك ».

(٤) البيتان بلا نسبة فى لسان العرب ( عنق ) ؛ وتاج العروس ( عنق ).

(٥) البيت لسبرة بن عمرو الأسدى فى لسان العرب ( محق ) ؛ وتاج العروس ( محق ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عنق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٤ / ٨٣ ) ؛ والمخصص ( ٦ / ١٢٩ ، ١٢ / ٣٢ ) ؛ وتاج العروس ( عنق ).


مَرْغُوسَةٍ ، مأْمُورَةٍ ، مِعْناقِ (١)

* وعَناق الأرض : دُوَيْبَة أصغر من الفَهد ، طويل الظَّهر ، تصيد كل شىء حتى الطَّير.

* والعَناقُ : الداهية والخَيبة. قال :

أمِنْ تَرْجِيعِ قارِيةٍ ترَكْتُمْ

سَباياكمْ وأُبْتُمْ بالعَناقِ (٢)

القارِية : طير أخضَر ، تُحِبه الأعراب ، يُشبِّهون الرجل السَّخىّ بها ، وذلك لأنه يُنْذر بالمَطَر.

يقول : فَزِعتم لما سَمِعتم ترجيعَ هذا الطائر ، فتركتم سَباياكم ، وأُبتم بالخَيْبة.

* وأُذُنا عَناق : الدَّاهية ، قال :

إذا تَبارَيْنَ على القَياقى

لاقَيْنَ منهُ أُذُنَىْ عَناقِ (٣)

وجاء بأُذنى عَناقِ الأرض : أى بالكَذب الفاحش ، أو بالخَيبة. والعَناق : النجم الأوسط من بَنات نَعْش الكُبَر. والعَناق : اسم ماء. قال الراعى :

تَبَصَّرْ خليلىَّ هلْ تَرَى مِنْ ظَعائِنٍ

تَحَمَّلْنَ مِن وَادى العَناقِ وثَهْمَدِ (٤)

* والعَنْقاءُ : الدّاهية. قال :

يَحْمِلْنَ عَنْقاءَ وعَنْقَفِيرَا

وأُمَّ خَشَّافٍ وخَنْشَفِيرَا

والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا (٥)

وكلُّهنّ دَواهٍ. ونَكَّر عَنْقاءَ وعَنْقَفِيراً ، وإنما هى العَنْقاء والعَنْقَفيرُ. وقد يجوز أن يحذف منهما اللام ، وهما باقيان على تعريفهما.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( رغس ) ، ( عتق ) ؛ وتاج العروس ( رغس ) ، ( عنق ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٦٣ ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عنق ) ، ( قرا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٥٥ ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ١٤٥ ) ؛ وتاج العروس ( عنق ) ، ( قرى ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عنق ) ، ( قيق ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٢٤٥ ، ٩٤٢ ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٦٤ ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ١٤٥ ، ١٦ / ٦٤ ) ؛ وتاج العروس ( عنق ) ، ( قيق ).

(٤) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ٨٦ ؛ ولسان العرب ( عنق ) ؛ وتاج العروس ( عنق ) ؛ ويروى : « فثهمد ».

(٥) الرجز ـ ضمن عدة أخر ـ للكميت بن معروف أو لأبيه أو للميدان الفقعسى فى لسان العرب ( دلم ) ؛ وتاج العروس ( دلم ) ؛ وبلا نسبة فى اللسان ( زفر ) ، ( خشف ) ، ( عنق ) ؛ وتاج العروس ( خشف ) ، ( عنق ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ١٤٥ ).


* والعَنْقاء : طائرٌ ضخْم ليس بالعُقاب. وقيل : العَنقاء المُغْرِب : كَلمة لا أصلَ لها ؛ يقال : إنها طائر عظيم ، لا يُرَى إلا فى الدُّهور ، ثم كَثُر ذلك ، حتى سَمَّوُا الداهيةَ عَنْقاء مُغْرِبا ، ومُغْرِبة. قال :

ولوْ لا سُليمانُ الخَلِيفةُ حَلَّقَتْ

به من يدِ الحجَّاج عَنْقاءُ مُغْرِبُ (١)

وقيل : سُمِّيت عَنقاء : لأنه كان فى عُنُقها بَياض كالطَّوْق. وقال كُراع : العَنقاء ، فيما يزعمون ، طائر يكون عند مَغْرب الشمس. والعَنْقاء : العُقاب ، والعَنقاء : مَلِك.

* وذو العُنُق : فرسُ المِقْداد. شَهِد عليه بَدْرا.

* وأعْنَق : فرس عمر بن أبى ربيعة

* وعَناق : اسم موْضع. قال ذو الرُّمة :

مُراعاتكَ الآجالَ ما بَينَ شارِفٍ

إلى حيثُ حادَتْ من عَناقَ الأواعسُ (٢)

* والتَّعانيق : موْضع. قال زُهَير :

صحَا القلْبُ عن سَلْمَى وقد كادَ لا يَسْلُو

وأقْفَرَ مِنْ سَلْمَى التَّعانِيقُ والثِّقْلُ (٣)

مقلوبه : [ ق ع ن ]

* القَعَن : قِصَرٌ فى الأنف فاحِش.

* وقُعَيْن : حىّ ، مشتقّ منه ، وهما قُعْيَنان : قُعَينٌ فى بنى أسَد ، وقُعَيْنٌ فى قيس. وسُئل بعض العلماء : أىُّ العرب أفصح؟ فقال : نصر قُعَيْن ، أو قُعَيْنُ نصر.

* والقَيْعُون : ما طال من العُشْب. وقَعْوَنٌ : اسم.

مقلوبه : [ ن ع ق ]

* نَعَق بالغنم يَنْعِق نَعْقاً ، ونُعاقاً ونَعِيقاً : صاح. يكون ذلك فى الضأن والمَعْز. ونَعَق الغُراب نَعِيقاً ، ونُعاقاً. الأخيرة عن اللِّحيانىّ. والغين فى الغراب : أحسن. واستعار بعضُهم النَّعيق فى الأرنب. أنشد يعقوب :

__________________

(١) البيت للفرزدق فى ديوانه ( ١ / ٢١ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٣٢١ ، ٩٤٢ ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس ( غرب ) ، ( عرق ) ؛ وتاج العرب ( عنق ). ويروى آخره « مغربِ » بكسر الباء.

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١١٣٤ ؛ ولسان العرب ( عنق ) ؛ وأساس البلاغة ( خوص ) ، ( عنق ) ؛ ويروى صدره : * مراعاتك الأحلال ما بين شارع *.

(٣) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ٩٦.


والسُّعْسُعُ الأطلَسُ فى حَلْقِهِ

عِكْرِشَة تَنْئِقُ فى اللِّهْزِم (١)

* والنَّاعقانِ : كُوَيْكِبان من كواكب الجوزاء : أحدهما : رجلُها اليُسْرى ، والآخر : مَنْكِبُها الأيمن ، وهو الذى يسمَّى الهَقْعَة ، وهما أضوأُ كوكبين فى الجوْزاء.

* والناعِقاء : جُحْر اليربوع ، يقف عليه يستمع الأصوات. عن كُراع. والمعروف : العانِقاء.

مقلوبه : [ ق ن ع ]

* قَنِع بقَسْمِه قَنْعا وقَناعَة : رَضِىَ. ورجل قانع من قوم قُنَّع ، وقَنِعٌ من قوم قَنِعين ، وقَنِيع من قوم قَنيعين وقُنَعاء.

* وامرأة قَنِيع وقَنِيعَة ، من نسوة قنائع. ورجل قُنْعانىّ وقُنْعانٌ ومَقْنَع. وكلاهما : لا يُثَنَّى ، ولا يُجْمَع ، ولا يُؤَنَّث : يُقْنَع به ، ويُرْضَى برأيه وقضائه ، وربما ثُنِّىَ وجُمع. قال الشاعر :

وبايَعْتُ لَيْلى بالخَلاءِ ولم يكُنْ

شُهودٌ على لَيْلى عُدُولٌ مَقانعُ (٢)

وحَكى ثعلب : رجل قُنْعانٌ مَنْهاةٌ ، يُقنع برأيه. ويُنْتَهَى إلى أمره. وفلان قُنْعانٌ لنا من فلان : أى تَقْنَعُ به بدلاً منه ، يكون ذلك فى الدَّم وغيره قال :

فَبُؤْ بامرِئٍ أُلْفِيت لَسْتَ كمِثْلِه

وإن كنتَ قُنْعانا لمن يطْلُبُ الدَّما (٣)

ورجل قُنْعان : يَرْضَى باليَسير.

* وقَنَعَ يقْنَع قُنُوعاً : ذلّ للسؤال. وقيل : سأل. وفى التنزيل : ( وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ) [ الحج : ٣٦ ] فالقانع : الذى يَسأل. والمُعْتَرُّ : الذى يتعَرَّضُ ولا يسألُ. قال الشَّماخ :

لَمَالُ المَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْنِى

مَفاقِرَهُ أعَفُّ مِنَ القُنُوعِ (٤)

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( سعع ) ، ( نعق ) ؛ وتاج العروس ( سعع ) ، ( نأق ).

(٢) البيت لكثير فى لسان العرب ( عدل ) ؛ وتاج العروس ( عدل ) ؛ وللبعيث فى لسان العرب ( قطع ) ؛ ( قنع ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٩٤٢ ؛ ويروى : « في الخلاء ».

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( بوأ ) ، ( قنع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٦١ ، ١٥ / ٥٩٨ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٩٤٣ ؛ وتاج العروس ( بوأ ) ، ( قنع ) ؛ ويروى صدره : فقلت له بُوّ بامرئ لست مثله.

(٤) البيت للشماخ فى ديوانه ص ٢٢١ ؛ ولسان العرب ( ضيع ) ، ( قنع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٥٩ ، ٣ / ٧١ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٧٠ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( فقر ) ، ( ضيع ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ٢٨٧ ) ؛ وتاج العروس ( فقر ) ، ( ضيع ) ، ( كنع ) ، ( خعف ).


ويُرْوَى : مِنَ الكُنُوع ، أى التَّقَبُّض والتصاغر. وقيل : القُنوع : الطَّمع. وقد استُعمِل القُنوع فى الرضا ، وهى قليلة ، حكاها ابن جنى ، وأنشد :

أيذهَبُ مالُ اللهِ فى غَير حَقِّه

ونَعْطَشُ فى أطْلالِكُمْ وَنجُوعُ؟

أنَرْضَى بهذا منكمُ ليسَ غَيرَهُ

ويُقْنِعُنا ما ليسَ فيهِ قُنُوعُ؟ (١)

وأنشد أيضاً :

وقالوا قد زُهِيتَ فقلت كَلَّا

ولكِنَّى أعَزّنى القُنُوعُ (٢)

والقانع : خادم القوْم وأَجِيرُهم. وفى الحديث : « لا تجوزُ شَهادةُ القانعِ » (٣).

* وأقنع الرجلُ يَدَيه فى القُنوت : مدَّهما ، واسْترحم ربَّه. وأقنع الرجلُ رأسَه وعُنُقَه : رَفَعه. وشَخَص ببصره نحوَ الشىءِ ، لا يصرفه عنه. وفى التنزيل : ( مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ ) [ إبراهيم : ٤٣ ]. قال العَجَّاج :

*أشْرَفَ قَرَناه صَلِيفا مُقْنِعا* (٤)

يعنى عُنُق الثَّور ، لأن فيه كالانتصاب أمامه. وأقنع حَلْقَه وَفمَه : رفعه لاستيفاء ما يَشْربه ، من ماء أو لبن أو غيرهما. قال :

يدافِع حَيْزُومَيْه سُخْنُ صَرِيحها

وحَلْقا تراه لِلثُّمالَة مُقْنَعَا (٥)

والإقناع : مَدُّ البعير رأسَه ليشرب.

* والمُقْنِعات منَ الإبل : التى تعظُم غَلاصِمُها مِن الإسْنان ، حتى كأنها ترفع رءُوسها.

قال الراعى :

تَسْرِى بها خُلُجٌ كأنَّ هُوِيَّها

تَحْنانُ مُقْنِعَة الحَناجِرِ خُورِ

والمُقْنِعة من الشَّاء : المرتفعةُ الضَّرْع ، ليس فيه تَصَوُّب. وقد قَنَعت بضرَعِها وأقْنَعَتْ. وهى مُقْنِع. وأقْنَعْتُ الإناءَ فى النهر : استقبلت به جِرْيته ، أو ما انصبَّ من الماء. قال يصف الناقة :

__________________

(١) البيتان بلا نسبة فى لسان العرب ( قنع ) ؛ وتاج العروس ( قنع ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قنع ) ؛ وتاج العروس ( قنع ).

(٣) « صحيح » : أخرجه أحمد ( ح ٦٨٩٩ ـ ط. الشيخ شاكر ).

(٤) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٨٩ ؛ ولسان العرب ( قنع ) ؛ وتاج العروس ( قنع ) ؛ وللعجاج فى تهذيب اللغة ( ١ / ٢٥٩ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١ / ١٢١ ) ؛ ويروى : أشرف روقاه ...

(٥) البيت لابن عناب الطائى فى مجالس ثعلب ص ٦٠٧ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قنع ) ، ( حزم ) ؛ وتاج العروس ( قنع ) ، ( حزم ).


*تُقْنِع للجَدْول منها جَدْولا (١)

شَبَّه حَلْقَها وفاها بالجدْوَل ، تستقبل به جَدولاً إذا شَرِبت.

* والقَنَعة : ما نَتأَ من رأس الجبل والإِنسان.

* وقَنَّعَه بالسَّيف والسَّوط والعَصا : علاه به ، وهو منه.

* والقَنوع : بمنزلة الحَدُور من سفح الجبل ، مؤنث.

* والقِنْع : ما بَقِى من الماء فى قُرْب الجبَل ، والكاف : لغة. والقِنْع مُستدار الرَّمْل. وقيل أسفلُه وأعلاه. وقيل : القِنع : أرض سَهْلة بين رِمال ، تُنبت الشَّجر. وقيل : هو خَفْض من الأرض ، له حواجب يَحْتقِنُ فيه الماءُ ويُعْشِب. قال ذو الرُّمَّة ، ووصف ظُعُنا :

فلمَّا رأيْنَ القِنْعَ أسْفَى وأخلَفَتْ

مِن الْعَقْرَبِيَّات الهُيُوجُ الأواخِرُ (٢)

* والجمع : أقناع. وقال الأصمعىّ : القِنْع : الأرض الصُّلْبة المطمئنَّة الجَوْف ، المرتفعة النواحى.

* والقِنْعَة : من القِيْعان : ما جرى بين القُفِّ والسَّهل من التراب الكثير ، فإذا نَضَب عنه الماءُ صار فَراشا يابسا والجمع : قِنْع ، وقِنَعَة. والأقيس أن يكون قِنَعَة جمع قِنْع.

* والمِقْنَع ، والمِقْنعة : الأُولى عن اللِّحيانىّ : ما تغطى به المرأة رأسَها ، وكذلك كلُّ ما يُستعمَل به ، مكسورَ الأوّل ، يأتى على « مِفَعَلٍ » و « مِفْعَلة ». وقولُهم : الكُشْيتان من الضَّبَّة : شَحمتان على خِلقة لسان الكلب ، صفراوان ، عليهما مِقْنعة سَوداء ، إنما يريدون : مثلَ المِقنعة.

* والقِناع : أوسع من المِقنعة. وقد تَقَنَّعَتْ به ، وقَنَّعَت رأسَها. وألَقى عن وجهه قِناع الحياء ، وهو على المَثل. وربما سَمَّوُا الشَّيْب قِناعا ، لكونه موضِع القِناع من الرأس ؛ أنْشد ثعلب :

حتى اكْتَسَى الرأس قِناعاً أشْهبا

أمْلَحَ ، لا لَذّا ولا مُحَبَّبَا (٣)

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( قنع ) ؛ المخصص ( ٩ / ١٦١ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٧٠ ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٠٢٢ ؛ ولسان العرب ( قنع ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ١٢٩ ) ؛ ويروى « وأخلقت » بالقاف.

(٣) الرجز مع عدة أخر لمعروف بن عبد الرحمن فى لسان العرب ( ثوب ) ؛ ولحميد فى ديوانه ص ١٦ ؛ وله أو لمعروف بن عبد الرحمن فى شرح التصريح ( ٢ / ٣٠١ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ملح ) ؛ وتاج العروس ( ثوب ).


ومن كلام السَّاجع : « إذا طلَعَت الذراع ، حَسَرتِ الشمسُ القِناع. وأشْعَلَت فى الأُفُق الشُّعاع ، وتَرَقرق السَّحابُ بكلِّ قاع ».

* ورجل مُقَنَّع : عليه وبَيْضة مِغْفَر.

* وتَقَنَّع فى السلاح : دخَل. والمُقَنَّع : المُغَطِّى رأسَه. وقول لَبيد :

فى كلِّ يوْمٍ هامَتِى مُقَزَّعَهْ

قانِعَةٌ ولم تَكُنْ مُقَنَّعَه (١)

يجوز أن يكون من هذا ، ومن الذى قبله. وقوله قانعة : يجوز أن يكون على توهُّم طرح الزائد ، حتى كأنه قد قيل قَنَعت ، ويجوز أن يكون على النَّسَب : أى ذات قِناع ، وألحق فيها الهاء لتمكين التأنيث.

* وقَنَّعَه السَّوْطَ وبه : ضربه به. ومنه حديث عُمر : « أن أحَد وُلاته كتب إليه كتاباً لَحَن فيه ، فكتب إليه عمر : أن قَنِّع كاتبكَ سَوْطا ».

* والقِنْعانُ : العظيم من الوُعول.

* والقِنْع ، والقِناع : الطَّبَق يوضع فيه الطعام. والجمع : أقْناع : وأقْنِعة.

* والقُنْع : الشَّبّور ، وهو بُوق اليهود. وفى الحديث : « أنه اهتمّ للصَّلاة ، كيف يجمع لها الناس فذُكِر له القُنْع ، فلم يُعْجبه ». حكاه الهَرَوىُّ فى الغَريبَين.

* والقُنْعَة : الكَوَّة فى الحائط.

* وقَنَعَتِ الإبل والغَنم : رَجَعت إلى مَرْعاها. وأقْنَعَتْ لمأواها ، وأقْنعتُها أنا فيهما.

* وقَنَعة السَّنام : أعلاه ، لغة فى قَمَعَتِه.

* وقُنَيْع : اسم رجُل.

مقلوبه : [ ن ق ع ]

* نَقَعَ الماءُ فى المَسِيلِ ونحوه ، ينْقَع نُقوعاً ، واسْتَنْقَع : اجتمع.

* والنَّقْع : الماء الناقع.

* ونَقْع البئر : الماء المجتمعُ فيها قبل أن يُسْتَقَى. وفى حديث عائشة ، عن النبىّ صَلى الله عليه وسلّم ، أنه قال : « لا يُمْنع نَقْعُ البئرِ ، ولا رَهْوُ الماء » (٢).

__________________

(١) الرجز للبيد فى ديوانه ص ٣٤١ ؛ ولسان العرب ( قنع ) ؛ وتاج العروس ( قزع ) ، ( قنع ) ؛ وبلا نسبة فى ديوان الأدب ( ٢ / ٣٦٥ ).

(٢) أخرجه البيهقى فى الكبرى ( ٦ / ١٥٢ ) ، وبنحوه فى صحيح الجامع ( ح ٧٧٨٥ ).


* والنَّقيع : البئر الكثيرة الماء ، مذكَّر. والجمع : أنْقِعَة وكلُّ مُجْتَمَعِ ماء : نَقعْ. والجمع : نُقْعان.

* والنَّقْع : القاع منه. وقيل : هِىَ الأرض الحُرَّة الطَّيِّبة الطين ، ليس فيها ارتفاع ولا انهباط. وقيل : هو ما ارتفع من الأرض. والجمع : نِقاع.

* ونقَع السَّمُّ فى أنياب الحَيَّة : اجتمع ، وأنْقَعَتْه الحَيَّةُ. قال :

أبَعْد الذى قد لَجَّ تتَّخذينَنِى

عَدُوّا وقد جَرَّعْتنِى السَّمَ مُنْقَعا (١)

وقيل : أنقَعَ السُّمَّ : عَتَّقَه.

* واستنقعَ فى الماء : ثبت فيه يَبْتَرِد.

* والنَّقيعة : المَحْضُ من اللَّبن يُبَرَّدُ ونَقَع الشىءَ فى الماء وغيره يَنْقَعُه نَقْعا ، فهو نقيع.

وأنْقَعَه : نَبَذَهُ.

* والنَّقِيع والنَّقُوع : شىء يُنْقَع فيه الزَّبيب وغيره. ثم يُصَفَّى ماؤه ويُشْرَب.

* والنُّقَاعَة : ما أنقعت من ذلك.

* ونَقَع من الماء ، وبه يَنْقَعُ نقُوعاً : رَوِىَ ، قال جرير :

لو شِئْتِ قد نَقَعَ الفُؤَادُ بشَرْبَةٍ

تَدَعُ الصَّوَادِى لا يَجُدْنَ غَليلا (٢)

* وأنْقَعَنِى الرِّىُّ ، ونَقَعْتُ به ، ونقَع الماءُ العَطَشَ ، ينقَعُه نَقْعا ونُقُوعا : أذهبه. قال حفص الأموىّ :

أكْرَعُ عندَ الوُرُودِ فى سُدُمٍ

تَنْقَع من غُلَّتِى وأجزَؤها (٣)

* وإنه لشَرَّابٌ بأنْقُع : مثَلٌ يُضرَب للإنسان إذا كان معتاداً لفعل الخير والشَّرّ ، وكأنَ أنقُعاً جمعُ نَقْع.

* والمِنْقَعَ ، والمِنْقَعَةُ : إناء يُنْقع فى الشىء ، ومِنْقَع البُرَمِ : قُدَيرة صغيرة من حجارة ، تكون للصبىّ ، يَطرحُون فيه التَّمْر واللَّبن ، يُطْعَمُه ويُسْقاه ؛ قال طرَفَة :

ألْقَوْا إلَيْكَ بكُلِّ أرْمَلَةٍ

شَعْثاءَ تَحْمِلُ مِنْقَعَ البُرَمِ (٤)

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( نقع ) ؛ والمخصص ( ٢ / ١٢ ) ، ( ١٢ / ١٧ ).

(٢) البيت لجرير فى لسان العرب ( نقع ) ؛ وللبيد بن ربيعة فى شرح شافية ابن الحاجب ( ١ / ٣٢ ) ؛ وللبيد أو جرير فى لسان العرب ( وجد ) ؛ ويروى « تدع الحوائم ».

(٣) البيت لحفص الأموى فى لسان العرب ( نقع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٧٢ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ربع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٣٧١ ) ؛ وكتاب العين ( ٤ / ٣٤٧ ).

(٤) البيت لطرفة فى ديوانه ص ٨٨ ؛ ولسان العرب ( نقع ) ، ( برم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٥ / ٢٢٢ ) ؛ وتاج العروس ـ


البُرَم هنا : جمع بُرْمَة.

* ونُقاعة كلّ شىء : الماءُ الذى يُنْقَع فيه.

* والنَّقع : دواء يُنْقَع ويُشْرَب.

* والنَّقيعة : العَبيطة من الإبل. تُوَفَّر أعضاؤها ، فتُنْقَع فى أشياء ، ونَقَع نَقِيعَةً : عَمِلها.

* والنَّقيعة : ما نُحِر من النَّهْب قبل أن يُقْتسم ، قال :

مِيلُ الذُّرَا لُحِبَتْ عَرَائِكُها

لَحْبَ الشِّفارِ نَقِيعةَ النَّهْبِ (١)

* والنَّقيعة : طَعام يُصْنع للقادم من السَّفَر ، قال مُهَلْهل :

إنَّا لنَضْرِب بالسُّيوفِ رُءوسَهُمْ

ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعَة القُدَّامِ (٢)

ويُروى :

*إنَّا لنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُم*

القُدّام : جمع قادم. وقيل : القُدّام : الملك. ورُوى القَدَّام ، بفتح القاف ، وهو الملك.

والقُدَار : الجَزَّار.

* والنَّقِيعَة : طعامُ الرجل ليلة إملاكه.

وقد نَقَع يَنْقَعُ نُقُوعاً ، وأنْقَعَ.

* والنَّقْع : الغُبار الساطع.

وفى التنزيل : ( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ) [ العاديات : ٤ ] ونَقَع الموتُ : كَثُرَ. ونَقَع الصارخ بصوته ، يَنْقَع نُقُوعاً ، وأنقعه ، كلاهما : تابعه. ومنه

قول عمر : وما على نساءِ بنى المُغيرة أن يُهْرِقْنَ من دُموعهنّ على أبى سُليمان ، يعنى خالدَ بن الوليد ، ما لم يكن نَقْعٌ ولا لَقْلَقَة.

يعنى بالنَّقْع : أصوات الخدود إذا ضُرِبت. وقيل : هو وضعُهن على رءوسهنّ النَّقْع ، وهو الغُبار.

وقيل : النَّقع هنا : شَقُّ الجُيوب.

* وما نَقَع بخَبره : أى ما عاج به ، ولا صَدَّقَه.

* والنَّقَّاع : المتكثِّر بما ليس عندَه ، من مدح نفسه بالشَّجاعة والسَّخاء وما أشبهه.

__________________

( نقع ) ، ( برم ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٣٢٩ ، ٩٤٤

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( نقع ) ؛ وتاج العروس ( نقع ) ؛ والمخصص ( ٧ / ١٧٥ ).

(٢) البيت للمهلهل فى ديوانه ص ١٨٠ ؛ ولسان العرب ( قدر ) ؛ ( نقع ) ، ( قدم ) ؛ وتاج العروس ( قدر ) ، ( نقع ) ؛ ( قدم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٦٢ ، ٩ / ٢٣ ، ٤٦ ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٧٢ ) ؛ والمخصص ( ٣ / ١٣٦ ، ٤ / ١٢٠ ) ؛ ويروى صدره : * غنا لنضرب باصوارم هامها *.


* ونَقَعَ له الشرَّ : أدامه.

* ونَقَعَ نَقْعا : ذهب على وجهه ، حتى لا تراه عن أبى نَصْر.

* وانْتُقِع لونُه : تغَيَّر من هَمٍّ أو فزع ، والميم أعرف. وزعم يعقوب أن ميم امْتُقِع : بدل من نونها.

* والنَّقُوع : ضَرْب من الطِّيب.

آخر المجلد الأول

وبه تم الجزء الثالث من تجزئة المصنف ، رحمه‌الله

* * *


الجزء الرابع

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

العين والقاف والفاء

* العَقْفُ : العَطْف والتَّلْوية.

* عَقَفَه يَعْقِفُه عَقْفاً ، وعَقَّفَه ، فانْعَقَفَ وتَعَقَّف.

* والأعقف المُنْحَنى المُعَوَجُّ. وظبىٌ أعْقَفَ : مَعْطوف القَرْن. والعَقْفاء مِن الشِّياه : التى الْتوَى قَرْناها على أُذنيها.

* والعُقَّافَة : خَشَبة فى رأسِها حُجْنَة ، يُمَدّ بها الشىء كالمِحْجَن.

* والعُقَاف : داء يأخذ الشَّاة فى قوائمها فتعوَجّ ، وقد عُقِفَتْ.

* وشاة عاقِف : معقوفة الرّجْل ، وربما اعْترَى كلّ الدوابّ.

* والأعْقَف : الفقير. قال :

يا أيها الأعْقَفُ المُزْجِى مَطِيَّتَهُ

لا نِعْمَةً تبتغى عنْدى ولا نَشَبَا (١)

* والجمع : عُقْفان. وعُقْفان : جنس من النمل. وعُقْفان : حَىّ من خُزاعة.

* والعَقْفاءُ والعَقَف : ضَرْب من النَّبْتِ.

* والعَيْقُفان : نبتٌ كالعَرْفَج ، له سِنْفَة كَسِنْفَة الثُّفَّاء. عن أبى حنيفة.

وقال مَرَّة : العُقَيْفاء : نَبْتةٌ ورقُها مثلُ ورق السَّذَاب ، لها زَهْرة حَمْراء ، وثمَرة عَقْفاء ، كأنها شِصٌّ ، فيها حبّ ، وهى تقتل الشَّاءَ ، ولا تضُرّ الإبل.

مقلوبه : [ ع ف ق ]

* عَفَق الرَّجُلُ يَعْفِق عَفْقا : ركِب رأسه فمضى.

* وعَفَقَتِ الإبلُ تَعْفِق عَفْقاً ، وعُفوقاً : أُرْسِلَت فى المَرْعَى ، فمرَّتْ على وُجوهها.

* وعَفَقَتْ عن المرعَى إلى الماء : رجَعَت. وكلّ ذاهب راجع : عافِق ، وكلّ وارد صادر راجع مختلف : كذلك. عَفَق يَعْفِق عَفْقاً ، وعَفَقانا.

__________________

(١) البيت ليزيد بن معاوية فى كتاب العين ( ١ / ١٧٤ ) ؛ وتاج العروس ( عقف ) ؛ ولسهم بن حنظلة فى الأصمعيات ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عقف ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٦٦ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٩٨ ) ؛ ويروى : « نسبا » بالسين.


* والعَفْق : الإقبال والإدبار.

* والعُفُوق والعِفاق : شبه الخُنُوس. ومنه

قول لُقمان فى حديث فيه طول : « خُذى مِنِّى أخى ذا العِفاق ؛ صَفَّاقٌ أفَّاقْ ؛ يُعْمِل البَكْرة والسَّاق ». يصفه بالسير فى آفاق الأرض ، راكباً وماشياً على ساقه.

* والعَفْقة : الغَيْبة.

* والعَفْق : العَطْف.

* وعَفَق يَعْفِق عَفْقاً : ضَرَط. وقيل : هى الضَّرْطة الخفِيَّة.

* والعَفَّاقة : الاسْتُ. والعَفَّاق : الفرج ، لكثرة لحمه.

* وعَفَق الرجلُ : نام قليلا ، ثم استيقظ ، ثم نام.

* وعَفَقَه عَفَقاتٍ : ضربه ضَرَبات.

* وعَفَقَ الشىءَ يَعْفِقه عَفْقا : جمعه ، أو ضمه إليه.

* وعافَقَه مُعافَقَةً وعِفاقاً : عالجَه وخادعه ؛ قال قُرْط يصف الذئب :

عليكَ الشَّاءَ شاءَ بنى تَمِيمٍ

فعافِقْه فإنَّك ذو عِفاقِ (١)

* وتعَفَّق الوَحْشىُّ بالأكمة : لاذ بها ، من خوف كلْب أو طائر. قال عَلْقمة :

تَعَفَّقَ بالأرْطَى لها وأرَادَها

رِجالٌ فَبَذَّتْ نَبْلَهُم وكَلِيبُ (٢)

أى تَعَوَّذ بالأَرْطَى منَ المطر والبرْد.

* وعَفَقَ الحِمارُ الأتان ، يعْفِقُها عَفْقاً : سَفَدَها.

* وعِفاق ، وعَفَّاق ، ومِعْفَق : أسماء.

مقلوبه : [ ق ع ف ]

* القَعْفُ : شدة الوَطْء ، واجتراف التراب بالقوائم.

* قَعَف يَقْعَفُ قَعْفاً. قال :

يَقْعَفْنَ باعاً كفَراشِ الغِضْرِمِ

مَظلومَةً وضَاحِياً لم يُظْلَمِ (٣)

__________________

(١) البيت لذى الخرق الطهوى فى لسان العرب ( عفق ) ، ( عقا ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٥٥ ) ؛ وتاج العروس ( عفق ).

(٢) البيت لعلقمة الفحل فى ديوانه ص ٣٨ ؛ ولسان العرب ( عفق ) ؛ ( زبى ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( قعف ) ، ( غضرم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٦٧ ، ٨ / ٢٣٠ ) ؛ وتاج العروس ( قعف ) ، ( غضرم ).


الغِضْرِم : الماء. وقَعَفَ ما فى الإناء : أخذ جميعه واشتَفَّه. وقَعَف المطرُ الحجارةَ يَقْعَفُها : أخذها لشدته. وسيل قُعاف : كثير الماء ، يَذهب بما يَمُرّ به.

* وانْقَعَف الشىء : انقلع من أصله.

مقلوبه : [ ق ف ع ]

* قَفِعَ قَفَعاً ، وتَقَفَّع ، وانْقَفَع : تقبَّض ؛ قال :

حَوَّزَها مِن عَقِبٍ إلى ضَبُعْ

فى ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ

وفى رُبُوض كَلإٍ غيرِ قَشِعْ (١)

* والقَفَع : انْزواء أعالى الأذن وأسافِلها ، كأنما أصابتها نار. وكذلك الرِّجْل إذا ارْتدت أصابعها إلى القَدَم ، فَتزَوّت : عِلَّةً أو خِلْقة. ورِجلٌ قَفْعاء.

* وقَفَّع أصابعَه : أيْبَسها وقَبَّضَها. وبذلك سُمِّى « المُقَفَّع ». ونظر أعرابىّ إلى قُنْفُذَة قد تَقَبَّضَتْ ، فقال : أتُرَى البرد قَفَّعَها؟ أى قَبَّضَها.

* والقُفَاع : داء تَشَنَّج منه الأصابع. وقد تَقَفَّعت هى.

* والقُفَّاع : نبات مُتَقَفِّع ، كأنه قُرون صلابةً ، إذا يَبِس.

* والقَفْعاء : حشيشة ضعيفة خَوَّارة ، وهى من أحْرار البُقول. وقيل : هى شجرة تَنْبُتْ فيها حَلَق كحَلَق الخواتيم ، إلا أنها لا تلتقى ، يكون ذلك ما دامت رَطْبة ، فإذا يَبِست سَقط ذلك عنها. قال كعب بن زُهير يصف الدروع :

بِيضٌ سوابغُ قد شُكَّت لهَا حَلَقٌ

كأنه حَلَق القَفْعاءِ مَجْدُولُ (٢)

وقال أبو حنيفة : القَفْعاءُ : شجرة خَضْراء ما دامت رَطْبة ، وهى قُضْبان قِصار ، تخرج من أصل واحدٍ ، لازمة للأرض ، ولها وُرَيْق صغير ، قال زُهَير :

جُونِيَّةٌ كحَصَاة القَسْمِ مَرْتَعُها

بالسِّىِّ ما تُنْبِت القَفْعاءُ والحَسَكُ (٣)

وقال بعض الرُّواة : القَفْعاء من أحْرار البَقْل ، تَنْبُتُ مُسْلَنْطِحة ، ورقُها مِثلُ وَرَق اليَنْبوت ،

__________________

(١) الرجز لعكاشة بن أبى سعدة أو لأبى محمد الفقعسى فى تاج العروس ( عقب ) ، ( قشع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ذنب ) ، ( عقب ) ، ( قشع ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ١٩٩ ).

(٢) البيت لكعب بن زهير فى ديوانه ص ٢٤ ؛ ولسان العرب ( قفع ) ، ( شكك ) ؛ وتاج العروس ( قفع ) ( جدل ).

(٣) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ١٧١ ؛ ولسان العرب ( قفع ) ، ( حسك ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٧٠ ) ؛ وتاج العروس ( قفع ) ، ( حسك ).


وقد تَقَفَّعَتْ هى.

* والقَيْفُوع : نحوُها. وقيل : القَيْفوع : نبْتة ذاتُ ثمرة فى قرون ، وهى ذات وَرَق وغِصَنَةٍ ، تَنْبتُ بكلِّ مكان. والقَفْعاء : الفَيْشَلَة.

* والقَفْع : جُنَنٌ كالمَكابِّ من خشب ، يدخل تحتها الرجال إذا مَشَوْا إلى الحُصون فى الحرب.

* والمِقْفَعَة : خَشَبة تضرب بها الأصابع.

* والقُفَّاعة : مِصيدة للطير. قال ابن دُرَيد : ولا أحْسِبُها عَرَبيَّة.

* والقَفَعاتُ : الدَّرات التى يَجْعل فيها الدَّهانون السِّمْسم المَطحون ، يَضَعون بعضه على بعض ، حتى يسيلَ منه الدهن.

* والقَفَعَة : جماعة الجراد.

* والقَفْعة : هَنَة تُتَّخذ من خوص ، لا عُرَا لها ، يُجْنَى فيها التمر ، ونحوه ، تسمَّى بالعِراق القُفَّة.

* والقَفْع : نَبْت.

مقلوبه : [ ف ق ع ]

* الفَقْعُ والفِقْع : الأبيض من الكَمأة ، وهو أردؤها. قال الراعى :

بلادٌ يَبُزُّ الفَقْعُ فيها قِناعَه

كما ابيضَّ شيخٌ من رِفاعةَ أجْلَحُ (١)

وقال أبو حنيفة : الفَقْع يَطْلُع من الأرض ، فيظهر أبيضَ. وهو ردىء ، والجيِّدُ ما حُفِر عنه واستخرج. والجمع : أفْقُع ، وفُقُوع ، وفِقَع ، وفِقَعَة. قال :

ومِن جَنى الأرضِ ما يأتى الرَّعاءُ بِه

من ابْن أوْبَرَ والمُغْرودِ والفِقَعَهْ (٢)

* والفِقِّيع : جنس من الحمام أبيض ، على التَّشبيه بهذا الجنس من الكمأة ، واحدته : فِقِّيعة.

* والفَقَع : شدّة البياض. وأبيض فُقاعِىّ : خالص ، منه.

* والفاقِع : الخالصُ الصُّفرة النَّاصِعُها ، وقد فَقَعَ يَفْقَعُ فُقُوعا. وفى التنزيل : ( صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها ). وأصفر فاقع وفُقَاعِىّ : شديد الصفرة. عن اللِّحيانىّ. وأحمر فاقعٌ وفُقاعِىّ :

__________________

(١) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ١٦ ؛ ولسان العرب ( فقع ) ؛ وتاج العروس ( فقع ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( فقع ) ؛ والمخصص ( ١٣ / ٢١٦ ) ؛ وتاج العروس ( فقع ) ؛ ويروى :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ)

برائين.


يَخْلِط حُمرتَه بياض. وقيل : هو الخالص الحُمرة. وقيل : الفاقع : الخالص الصَّافى من الألوان ، أىَّ لون كان. عن اللِّحيانىّ.

* والفَقْع : الضُّراط. وقد فَقَعَ به ، وهو يُفَقِّع بِمفْقَع : إذا كان شديد الضُّراط.

* والتَّفْقيع : صوت الأصابع إذا ضُرِبَ بعضُها ببعض. والتَّفقيع أيضاً : أن تأخذ ورقة من الورد ، فتديرها ، ثم تغمزُها بإصبعك ، فتصوِّتُ إذا انشقَّت.

* والفَقاقيع : هَنات كأمثال القوارير ، تتفقع على الماء والشراب عند المزْج. واحدتها : فُقَّاعة.

قال عَدِىّ بن زيد يصف الخمر :

وطَفا فَوقَها فَقاقِيعُ كالْيا

قُوت حُمْرٌ يُثيرها التَّصْفِيق (١)

* والفُقَّاع : شراب يتخذ من الشعير ، سمّى به لما يعلوه من الزَّبَد.

* والفَقَّاع : الخبيث.

* والفاقِع : الغلام الذى قد تَحرَّك. وقد تفقَّع.

قال جرير :

بنى مالكٍ إنَّ الفَرَزْدَقَ لم يَزَلْ

يَجُرُّ المخازِى مِن لَدُنْ أن تفَقَّعا (٢)

* وأفْقَعَ : افْتَقر. وفقير مُفْقِعٌ مُدْقِع : وهو أسوأ ما يكون من الحال. وأصابتْه فاقِعة : أى داهية.

العين والقاف والباء

* عَقِبُ كلِّ شىءٍ ، وعَقْبُه ، وعاقِبته ، وعاقِبُه ، وعُقْبَتُهُ ، وعُقْباه ، وعُقْبانه : آخره ، قال خالد بن زُهير الهُذَلىّ.

فإنْ كنتَ تَشْكُو مِن خَليل مَجَانَةً

فتلك الجَوَازِى عَقْبُها ونُصُورها (٣)

يقول : جَزيتُك بما فعلت بابن عُوَيمر. وفى التنزيل : ( وَلا يَخافُ عُقْباها ) [ الشمس : ١٥ ]. قال ثعلب : معناه : لا يخاف اللهُ عزوجل عاقبةَ ما عمِلَ ، أن يُرْجَعَ عليه فى

__________________

(١) البيت لعدى بن زيد فى ديوانه ص ٧٨ ؛ ولسان العرب ( فقع ) ، ( طرق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٦٩ ) ؛ وتاج العروس ( فقع ) ؛ وكتاب العين بلا نسبة ( ١ / ١٧٧ ).

(٢) البيت لجرير فى ديوانه ص ٩٠٣ ؛ ولسان العرب ( فقع ) ؛ وتاج العروس ( فقع ) ويروى « تبقعا » مكان « تفقعا ».

(٣) البيت لخالد بن زهير الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢١٣ ؛ ولسان العرب ( عقب ) ؛ وتاج العروس ( عقب ) ؛ ولخداش بن زهير فى لسان العرب ( نصر ) ؛ وتاج العروس ( نصر ) ؛ ويروى « مخافة » مكان « مجانة ».


العاقبة ، كما نخاف نحن ، وقالوا : العُقَبَى لك فى الخير : أى العاقبة.

* وجمع العَقِب والعَقْب : أعقاب. لا يُكَسَّر على غير ذلك.

* وعَقِب القَدَمِ وعَقْبها : مؤَخَّرُها ، مؤنثة : منه. وفى الحديث : « نَهَى عَن عَقِب الشيطانِ فى الصلاة وهو أنْ يَضَع إليته على عَقِبيه بين السَّجدتين » (١). وجمعها : أعْقاب ، وأعْقُب ؛ أنشد ابن الأعرابىّ :

*فُرْقَ المَقاديمِ قِصارَ الأعْقُبِ* (٢)

* وعَقَبَهُ يَعْقُبُهُ عَقْباً : ضرب عَقِبَه. وعُقِبَ عَقْباً : شكا عَقِبَه.

* وعَقِبُ النَّعْلِ : مُؤَخَّرُها ، أنثى. ووَطِئوا عَقِبَ فلانٍ : مَشَوْا فى أثَره. ووَلى على عَقِبه وعَقِبَيْه : إذا أخذ فى وجه ثم انثنى.

* والتَّعقيب : أن ينصرِف من أمر أراده.

* وجاء مُعَقِّباً : أى فى آخر النهار.

* وجئتك فى عَقِب الشَّهر ، وعَقْبه ، وعلى عَقِبِه : أى لأيام بقِيت منه : عَشَرةٍ أو أقله.

* وجئت فى عُقْب الشهر ، وعلى عُقْبه ، وعُقُبه ، وعُقْبانه : أى بعد مضيِّه. وحَكى اللِّحيانىّ : جَئتُك عُقُبَ رمضان : أى آخِرَه. وجئتُ فلاناً على عُقْب مَمَرِّه ، وعُقُبِه ، وعَقِبه ، وعَقْبه ، وعُقْبانه : أى بعد مروره. وقال اللِّحيانىّ : أتيتُك على عُقُب ذاكَ ، وعُقْب ذاك ، وعَقِب ذاك ، وعَقْب ذاك ، وعُقْبان ذاك. وجئته عُقْبَ قدومه : أى بعده. وحَكى اللِّحيانىّ أيضاً : صَلَّينا عُقُبَ الظُّهْر ، وصلَّينا أعقابَ الفريضة تَطَوُّعاً : أى بعدها. وعَقَبَ هذا هذا : إذا جاء بعده وقد بَقِىَ من الأوّل شىء. وقيل عَقَب : إذا جاء بعده. وكلُّ شىء جاء بعد شىء وخَلَفه ، فهو عَقْبه ، كماء الركيَّة ، وهُبوب الريح ، وطَيران القَطا ، وعَدْو الفرسِ.

* وفرس ذو عَقِب وعَقْب : أى له جرى بعد جرىٍ ؛ قال امرؤ القَيْس :

على العَقْب جَيَّاشٌ كأنّ اهتزامه

إذا جاشَ فيه حَمْيُهُ غَلْىُ مِرْجَلِ (٣)

* وفرس يعْقوب : ذو عَقْب. وقد عَقَبَ يَعْقِبُ عَقْبا.

* وفرس مُعَقِّبٌ فى عَدْوه : يزداد جَوْدة.

__________________

(١) أخرجه أحمد فى المسند ( ٦ / ٣١ ، ١٩٤ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عقب ) ؛ وتاج العروس ( عقب ).

(٣) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٢٠ ؛ ولسان العرب ( عقب ) ، ( دبل ) ، ( هزم ) ؛ وتاج العروس ( عقب ) ، ( جيش ) ، ( رجل ) ، ( ذبل ) ، ( هزم ).


* وعَقَبَ الشَّيبُ يَعْقِب ويَعْقُب عَقُوبا ، وعَقَّب : جاء بعد السَّواد.

* والعَقِب ، والعَقْب والعاقِبة : وَلَدُ الرَّجُل ، ووَلَدُ ولَدِه ، الباقون بعده. وقول العَرَب : لا عَقِبَ لَه : أى لم يبق له وَلَدٌ ذكَر. وقوله تعالى ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) [ الزخرف : ٢٨ ] : أراد : عَقِب إبراهيمَ عليه‌السلام ، يعنى لا يزال من وَلَده مَنْ يُوَحِّد الله تعالى. والجميع أيضاً : أعْقاب.

* وأعْقَبَ الرجل : إذا ترك عَقِبا ؛ يقال : كان له ثلاثة أولاد ، فأعقب منهم رَجُلان : أى تَرَكا عَقِبا ، ودَرَج واحدٌ. وقول طُفَيل الغَنَوىّ :

كريمةُ حُرّ الوجْهِ لم تَدْعُ هالِكا

مِن القوْم هُلْكاً فى غَدٍ غيرِ مُعْقِبِ (١)

يعنى : أنه إذا هَلَك من قومها سَيِّدٌ ، جاء سَيِّد ، فهى لم تندُب سَيِّدا واحدا لا نظيرَ له. أى له نُظَراء من قَوْمه.

* وعَقَب مكانَ أبيه يَعْقُب عَقْباً ، وعَقَّب : إذا خَلَف ؛ وكذلك عَقَبَه يَعْقُبُهُ عَقْبا. الأوَّلُ لازِمٌ ، والثَّانى مُتَعَدٍّ ، وكُلُّ ما خَلَفَ شيئاً فقد عَقَبه ، وعَقَّبَه.

* وعَقَبوا مِن خلْفنا ، وعَقَّبُونا : أتَوْا ، وأعْقَبَ هذا هذا : إذا ذهب الأوّل ، لم يَبْق منه شىء ، وصار الآخَرُ مَكانَه.

* وأعْقَبَهُ نَدَماً وغَمّا : أوْرَثهُ إيَّاهُ ؛ قال أبو ذُؤيْب :

أوْدَى بَنِىَّ وأعْقَبونِى حَسْرَةً

بعد الرُّقادِ وعَبْرَةً ما تُقْلِعُ (٢)

* وعاقبَ بين الشَّيئين : إذا جاء بأحدهما مرَّة ، وبالآخر مَرَّة.

* والعاقِب : الذى دُون السيِّد. وقيل : الذى يخلُفُه. والعاقِبُ : الآخِرُ. وفى الحديث : « أنا العاقِب » (٣) : أى آخِر الرُّسُل.

* وفلان يَسْتقى على عَقِب آل فُلان : أى فى آثارهم.

* والمُعَقِّب : الذى يَتْبَع عَقِبَ الإنسان فى حق ، قال لَبيد :

حتى تَهَجَّرَ فِى الرَّوَاحِ وَهاجَهُ

طَلبُ المعَقِّبِ حَقَّهُ المظْلومُ (٤)

وعَقَّب عليه : كَرَّ ورجَع ، وفى التنزيل : ( وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ ) [ القصص : ٣١ ].

__________________

(١) البيت لطفيل الغنوى فى ديوانه ص ١٨ ؛ ولسان العرب ( عقب ) ؛ وتاج العروس ( عقب ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب فى لسان العرب ( عقب ). ويروى عجزه : عند الرقاد وعبرة لا تقلع.

(٣) أخرجه البخارى ( ح ٣٥٣٢ ) ، ومسلم ( ح ٢٣٥٤ ).

(٤) البيت للبيد بن ربيعة فى ديوانه ص ١٢٨ ؛ ولسان العرب ( عقب ). ويروى « وحاجها ».


* وأعْقَب عن الشىء : رجَع. وأعْقَب الرجلُ : رجَع إلى خير.

وقول الحارث بن بدر : « كُنتُ مرَّة نُشْبه ، وأنا اليوم عُقْبَه ». فسَّره ابن الأعرابىّ ، فقال : معناه : كنت مرَّة إذا نَشِبْتُ أو عَلِقْتُ بإنسان ، لَقِىَ منىِّ شَرّا ، فقد أعقَبْتُ اليَوْمَ ورجَعتُ. وقالوا : العُقْبَى إلى الله : أى المرجع.

* والمُعَقِّب : المُنتظِر. والمُعَقَّب : الذى يغْزُو غَزْوةً بعد غَزوة ، ويسير سيراً بعد سَيْر ، ولا يقيم فى أهله بعدَ القُفُول.

* وعَقَّب بصَلاة بعدَ صلاة. وغَزاةٍ بعد غَزَاة : والَى. وعَقَّب فى النَّافِلة ، بعد الفريضة : كذلك.

* وعَقَّب وأعْقَب : إذا فعل هذا مرّة ، وهذا مرَّة.

* وإبِلٌ مُعاقِبَة : تَرْعى مرّة فى حَمْضٍ ، ومرّة فى خُلَّة.

* وعَقَبَتِ الإبلُ من مكان إلى مكان : تَعْقُبُ عَقْبا ، وأعْقَبَتْ ، كلاهما : تحوّلَتْ منه إليه تَرْعى.

* والتَّعَاقُب : الوِردُ مَرّةً بعد مَرَّة.

* والمِعْقاب : التى تَلِدُ ذَكَراً ثم أُنثى.

* وعِقبةُ القمر : عَوْدتُه. ابن الأعرابىّ : عُقْبة القمر بالضمّ : نَجْم يُقارِن القمر فى السَّنة مَرَّة. قال :

لا تَطْعَمُ المِسْكَ والكافُورَ لِمَّتُهُ

وَلا الذَّرِيرةَ إلا عُقْبَةَ القَمَرِ (١)

هو لبعض بنى عامر ؛ يقول : يفعَلُ ذلك فى الحولِ مرّة. ورواية اللِّحيانىّ : عِقْبة القَمَر بالكسر.

* والتَّعَاقُبُ والاعْتقابُ : التداوُل.

* والعَقِيب : كلُّ شىء أعقبَ شيئاً. وهما يتعاقبان ، ويَعْتَقِبان : أى إذا جاء هذا ذهب هذا.

* وعَقَبَ اللَّيلُ النهارَ : جاء بعده. وذهب فلان وعَقَب فلان بعدُ واعْتَقَبه ، أى خَلَفَه.

* ومِعْقَب : نجْمٌ يُتَعاقبُ عليه ، عن ثعلب. وأنشد :

كأنها بينَ السُّجُوف مِعْقَبُ

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عقب ) ؛ والمخصص ( ٩ / ٢٨ ، ١٢ / ٣٠٩ ).


أو شادِنٌ ذو بَهْجةٍ مَرَيَّبُ (١)

* وهما يُعَقبانِهِ ، ويَعْتَقِبانِ عليه ، ويتعاقبان : يتعاونان. وقوله تعالى : ( لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ ) [ الرعد : ١١ ] : أى للإنسان ملائكة يَعْتَقِبُونَ ، يأتى بعضُهم بعَقِب بعض ؛ ( يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ ) : أى مما أمرهم اللهُ به ، كما يقول : يحفظونه من أمرِ الله ، وبأمر الله ، لا أنهم يقدِرون أن يدفعوا عنه أمرَ الله.

* واعْتُقِب بخيرٍ ، وتُعُقِّبَ : أتِىَ به مرّة بعد مرّة. وأعْقَبه اللهُ به خَيرا. والاسمُ منه : العُقْبَى ، وهو شبه العِوَض.

* واسْتَعْقَب منه خَيرا أو شَرّا : اعتاضه.

* وتَعَقَّب من أمره : نَدِم.

* وأعْقَبَ الرجلَ : كان عَقِيبَه. وأعقبَ الأمْرُ عَقْبا وعِقْبانا ، وعُقْبى ، حَسَنة أو سيِّئة. وفى الحديث : « ما من جُرْعةٍ أحمدُ عُقبَى من جُرْعة غيظٍ مكْظومةٍ » (٢).

* وأُعْقِب عِزُّه ذُلّا : أُبدِل ؛ قال :

كمْ مِن عَزِيزٍ أُعْقِبَ الذُّلَّ عِزُّه

فأصبَح مَرْحوماً وقد كان يُحْسَدُ (٣)

* وأعْقَبَ طَىَّ البئر بحجارة مِن وَرَائها : نضدَهَا. وكل طريق بعضه خلف بعضٍ : أعْقاب ، كأنها منضودَةٌ عَقْبا على عَقْب. قال الشَّماخ فى وصف طرائق الشحمِ على ظهر النَّاقة :

إذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرّاتُها فَزِعَتْ

أعْقابُ نِىّ على الأثْباج مَنْضُودِ (٤)

والأعْقاب : الخَزَف الذى يُدْخَل بين الآجُرّ فى طَىّ البئر ، لكى يَشْتَدّ. قال كُراع : لا واحدَ له. وقال ابن الأعرابىّ : العِقابُ : الخَزَف بين السَّافات ، وأنشد فى صِفة بئر :

*ذاتَ عِقابٍ هَرِشٍ وذاتَ جَمّ* (٥)

ويُرْوَى : « ... وذاتَ حَمّ » ، أراد : وذات حَمْءٍ ، ثم اعتقدَ إلقاءَ حرَكة الهمزة على ما قَبلَها ،

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عقب ) ؛ وتاج العروس ( عقب ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٨٣ ) ؛ والرواية « مربب » ببائين.

(٢) « صحيح » : بنحوه فى صحيح ابن ماجه ( ح ٣٣٧٧ ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عقب ) ؛ وتاج العروس ( عقب ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٨٠ ).

(٤) البيت للشماخ فى ديوانه ص ١١٦ ؛ ولسان العرب ( عقب ) ، ( خزع ) ؛ والمخصص ( ٩ / ١١٨ ، ١٠ / ٤٣ ، ١٢ / ١٢٢ ) ؛ وتاج العروس ( عقب ) ، ( فزع ) ؛ والعين ( ١ / ١٨٠ ).

(٥) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عقب ) ؛ وتاج العروس ( عقب ).


فقال : وذَاتِ حَمٍ.

* وأكَلَ أكْلَةً أعْقَبَتْه سُقْماً : أى أوْرَثَتْه.

* وعَقَبَ الرجلَ فى أهله : بغاه بشرّ وخَلَفَه. وعَقَب فى أثَر الرجل بما يكره ، يَعْقُبُ عَقْبا : كذلك.

* والعُقْبَةُ : قَدْر فرسخين. والعُقْبة أيضا : قَدْرُ ما تسيره. والجمعُ : عُقَب. قال :

*خَوْدًا ضِناكاً لا تَمُدُّ العُقَبا* (١)

أى أنها لا تسير مع الرجال لأنها لا تحتمل ذلك ، لنَعْمتها وتَرَفها ، كقول ذى الرُّمَّة :

فلم تستَطِع مَىٌّ مُهاوَاتَنا السُّرَى

ولا ليلَ عِيْسٍ فى البُرِينَ خَوَاضعُ (٢)

* والعُقْبَةُ : الدُّولَة. والعُقْبة أيضا : الإبلُ يرعاها الرجل ويسقيها عُقْبته ، أى دُولَته ، كأن الإبلَ ، سمِّيتْ باسم الدُّولة ؛ أنشد ابن الأعرابىّ :

إنَّ عَلىَ عُقْبَةً أقْضِيها

لسْتُ بناسيها ولا مُنْسيها (٣)

أى أنا أسوق عُقْبَتى ، وأُحْسِن رَعْيَها.

وقوله لستُ بناسيها ولا مُنْسيها : يقول : لستُ بتارِكها عَجْزًا ، ولا بمؤخِّرها ؛ فعلى هذا ، إنما أراد : ولا مُنْسِئُها ، فأبدَلَ الهمزة ياءً ، لإقامة الردْف. والعُقْبة : الموضع الذى يُرْكب فيه.

* وتَعاقَبَ المسافران على الدّابَّة : ركب كلّ واحد منهما عُقْبة ، وأعْقَبتُ الرَّجُلَ ، وعاقَبتُهُ : إذَا رَكِبَ عُقْبَةً ، وركبت عُقْبَة.

* والمُعاقَبة : فى الزِّحاف : أن تحذِف حَرْفاً لثباتِ حرفٍ ، كأن تَحْذِف الياء من « مَفاعِيلُنْ » ، وتُبْقِىَ النون ، أو تحذِف النونَ ، وتُبْقِىَ الياء. وهو يقع فى جملة شُطورٍ من شُطُورٍ العروض.

* واعْتَقَبْتُ فلانا من الركوب : أى نزَلت فركب.

* وعاقَبَ : رَاوَح بين رجليه.

* وعُقْبَة الطائر : مسافة ما بين ارتفاعه وانحطاطه. وقوله ، أنشده ابن الأعرابىّ :

وعَرُوبٍ غيرِ فاحِشَةٍ

قَدْ مَلَكْتُ وُدَّها حِقَبَا

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( سبسب ) ، ( ضنك ) ؛ وتاج العروس ( عقب ) ، ( ضنك ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٠٥٩ ؛ ولسان العرب ( عقب ) ، ( هوا ) ؛ وتاج العروس ( هوا ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٧ / ١٠٦ ) ؛ ويروى آخره : « سوام » بدل « خواضع ».

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عقب ) ، ( نسا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٣ / ٨٠ ) ؛ وتاج العروس ( عقب ) ، ( نسى ).


ثُمَّ آلَتْ لا تُكَلِّمُنا

كُلُّ حَىٍ مُعْقَبٌ عُقَبا (١)

معنى قوله : مُعْقَب : أى يصير إلى غير حالته التى كان عليها.

* وتَعَقَّب الخبرَ : تَتَبَّعَهُ. وفى الأمر مُعَقَّب أى تَعَقُّب. قال طُفَيل :

مَغاويرُ من آل الوَجيهِ ولاحِقٍ

عَناجيجُ فيها للأريب مُعَقَّبُ (٢)

* وقوله : ( لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ) [ الرعد : ٤١ ] : أى لا رادّ لقضائه.

* واعْتَقَبَ الرجلَ خَيرا أو شرّا بما صَنَع : كافأه به.

* وعاقبه بذنبه مُعاقبَة وعِقابا : أخذه به. والاسم العُقوبة.

* والعَقْبُ والمُعاقِب ، المُدْرك بالثأْر. وفى التنزيل : ( وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ ) [ النحل : ١٢٦ ]. وأنشد ابن الأعرابىّ :

ونحن قَتلنا بالمُخارِق فارِسا

جزاءَ العُطاسِ لا يموتُ المُعاقِبُ (٣)

أى لا يموت ذِكْر ذلك المعاقِب بعد موته. وقوله : « جَزاءَ العُطاس » : أى عَجَّلنا إدراك الثأر قدرَ ما بين التَّشميت والعُطاس.

* وأعقبهُ على ما صنع : جازاه.

* وعُقْب كلّ شىءٍ وعُقْباه ، وعُقْبانُه ، وعاقبته : خاتمته. والعُقْبَى : المرجِع.

* وعَقَبَ الرجلُ يَعْقُب عَقْبا : طلب مالاً أو غيره.

* وعُقبةُ القِدْر : ما التزق بأسفلها من تابَل وغيره. والعُقبة : مَرَقة تُردُّ فى القِدرِ المُستعارة. وأعْقَب الرجُلَ : ردَّ إليه ذلك ، قال الكُميتُ :

وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ ولم يكُنْ

لعُقْبةِ قِدْرِ المستعيرينَ مُعْقِبُ (٤)

* والمُعَقَّباتُ : الحَفَظَة ، من قوله عزوجل : ( لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ) [ الرعد : ١١ ] وقرأ بعض الأعراب : « لَهُ مَعاقِيبُ ».

* والعَقَبة : طريق فى الجبل وَعْرٌ. والجمع : عَقَبٌ ، وعِقاب.

__________________

(١) البيتان بلا نسبة فى لسان العرب ( عقب ) ؛ والأول فى تاج العروس ( عقب ).

(٢) البيت لطفيل الغنوى فى ديوانه ص ٤٣ ؛ ولسان العرب ( عقب ) ؛ ( صرح ) ، ( غور ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٤ / ٢٣٨ ) ؛ وتاج العروس ( صرح ) ، ( غور ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ١٧٦ ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عقب ) ، ( جزى ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١١ / ١٤٤ ) ؛ وتاج العروس ( عقب ).

(٤) البيت للكميت فى لسان العرب ( عقب ) ، ( جرد ) ، ( نكد ) ؛ وشرح هاشميات الكميت ص ٧٧ ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٧٦ ، ٤ / ٤١٥ ) ؛ وتاج العروس ( عقب ) ، ( جلد ) ، ( نكد ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٥ / ٥٧ ).


* والعُقاب : طائر من العِتاق ، مؤنثة. وقيل : العُقاب : يقع على الذّكر والأنثى ؛ والجمع أعْقُب ، وأعْقِبة. عن كُراع ، وعِقْبان. وعَقابينُ : جمعُ الجمع. قال :

*عَقابِينُ يوْمَ الدَّجْنِ تَعْلو وتَسْفُل* (١)

وقال أبو حنيفة : من العِقبان عِقبانٌ تسمَّى عِقْبانَ الجِرذان ، ليست بسودٍ ، ولكنها كُهْب ، ولا يُنْتَفَعُ بريشها إلا أن يَرْتاشَ به الصّبيان الجَماميحَ. والعُقاب : الحرْب. عن كُراع. والعُقاب : علَمٌ ضخم ، يُشبَّه بالعُقاب من الطَّير ، وهى مؤنثة أيضا. قال أبو ذُؤَيب :

ولا الراحُ راحُ الشام جاءت سَبِيئَة

لها غايةٌ تَهْدِى الكِرامَ عُقابُها (٢)

عُقابها : غايَتُها. وحَسُن تكريره لاختلاف اللَّفظين ، وجمعها : عِقْبان. والعُقاب : فرس مِرداس بن جَعْوَنة. والعُقاب : صخرة ناتئة فى البئر : وربما كانت من الطّى ، وربما قام عليها المُسْقى ، أنثى ، والجمع كالجمع ، وقد عَقَّبها : سوّاها. والعُقاب مَرْقىً فى عُرض الجبل.

والعُقابان : خَشَبَتان يشبَحُ الرجلُ بينهما الجلد. والعُقابُ : خيط صغير يُدْخل فى خُرْتَىْ حَلْقتى القُرْط ، يُشَدُّ به. وعَقَبَ القُرْطَ : شَدَّه به ؛ قال :

كأنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقُوب

عَلى دَباة أوْ عَلى يَعْسُوب (٣)

* والمِعْقَب : القُرْط. عن ثعلب.

* واليَعْقوب : الذّكر من الحَجَل والقطا. وقال اللِّحيانىّ : هو ذكر القَبْج. فلا أدرى ما عَنى بالقَبْج؟ ألحَجَلَ أم القَطا ، أم الكِرْوان؟ والأعرف أن القَبْج : الحَجَل. وقيل : اليَعاقيب من الخيل : سُمِّيت بذلك تشبيها بيعاقيب الحَجَل ، لسرعتها. وقول سلامة :

ولَّى حَثيثا وهذا الشيبُ يتبَعُه

لو كان يُدركه رَكْضُ اليَعاقيبِ (٤)

قيل : يعنى اليعاقيب من الخيل. وقيل : ذكور الحَجَل.

__________________

(١) عجز بيت ، وصدره : * هماهم بالمستلئمين عوابس * وهو للكميت فى شرح هاشميات الكميت ص ١٦٤ ؛ والمخصص ( ١٦ / ١٠ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عقب ) ؛ والمخصص ( ٨ / ١٤٥ ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ( ١ / ٤٤ ) ؛ ولسان العرب ( عقب ) ، ( سبى ).

(٣) الرجز مع عدة لسيار الأبانى فى لسان العرب ( عقب ) ، ( سلفع ) ، ( خوق ) ، وتاج العروس ( عطب ) ( خوق ) ( دبى ) ؛ والمخصص ( ٤ / ٤٤ ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٢٧٤ ).

(٤) البيت لسلامة بن جندل فى ديوانه ص ٨٩ ؛ ولسان العرب ( عقب ) ، ( ركض ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٨١ ) ؛ والمخصص ( ١٦ / ١١٣ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٧٨ ، ١٠ / ٣٩ ) ؛ وتاج العروس ( غقب ) ، ( ركض ).


* واعْتَقَبَ الشىءَ : حبَسه عنده. ومنه قول إبراهيم النَّخَعىّ : « المُعْتَقِب ضامن لما اعْتَقَب » ، يريد : أن البائع إذا باع شيئًا ، ثم منعه المشترىَ حتى يَتْلَفَ عندَ البائع : فقد ضمن.

* وقوله عليه‌السلام : « لَىُّ الوَاجِدِ يُحِلُ عُقوبتَه وعِرْضَه ». عقوبته : حبسه. وعِرْضه : شِكايته. حكاه ابن الأعرابىّ ، وفسَّره بما ذكرناه.

* وعِقبة السَّرْو والجَمال والكَرَم ، وعُقْبَته ، وعُقْبُه ، كلُّه : أثَره وهيئته. وقال اللِّحيانىّ : أى سِيماهُ وعَلامته. قال : والكسر أجود.

* والعِقْبة : الوَشْىُ ، كالعِقْمة. وزعم يعقوب أن الباء بدل من الميم. وقال اللِّحيانىّ : العِقْبة : ضرب من ثياب الهَوْدَج مُوَشّى.

* والعَقَب من كلّ شىء : عَصَب المَتْنَين ، والسَّاقين ، والوَظيفَين. واحدته : عَقَبة. وقد يكون فى جنْبِى البعير. وفرق ما بينَ العَقَب والعَصَب : أن العَصَب يضرب إلى الصُّفْرة ، والعَقَب يضرب إلى البياض ؛ وهو أصلبهما وأمتنهما. وقال أبو حنيفة : قال أبو زياد : العَقَب : عَقَب المتْنَين ، من الشاة والبعير والنَّاقة والبَقرة.

* وعَقَب الشىءَ يَعْقِبُه ويَعْقُبُه عَقْباً ، وعَقَّبه : شَدَّهُ بِعَقَب. وعَقَب الخَوْقَ يَعْقُبه عَقْباً : خاف أن يزيغ ، فشدَّه بعَقَبٍ. قال :

كأنَّ خَوْقَ قُرْطِها المعُقوبِ

عَلى دَباة أو على يَعْسُوبِ (١)

وقد تقدّم أنه من العُقاب. وعَقَب قِدحَهُ يَعْقُبُه عَقْبا : انكسرَ فشدَّه بعقَب. وكذلك كلُّ ما انكسر فشُدَّ بعَقَب.

* وعَقَبَ فلانٌ يَعْقُبُ عَقْباً : إذا طلب مالاً أو شيئاً غيره.

* وقالوا : لو كان له عَقْبٌ لتكَلَّم : أى لو كان له جواب.

* وعَقِبَ النَّبتُ عَقْباً : دقّ عودُه ، واصفرّ ورقه ؛ عن ابن الأعرابىّ.

* والعُقَيب ، مخفَّف الياء : مَوضع.

* وعَقِب : موضع أيضا. أنشد أبو حنيفة :

حَوَّزَها مِن عَقِب إلى ضَبُعْ

فى ذَنَبانٍ ويَبليسِ مُنْقَفِعْ (٢)

__________________

(١) سبق منذ قليل.

(٢) الرجز لعكاشة بن أبى ساعدة أو لأبى محمد الفقعسى فى تاج العروس ( عقب ) ، ( قشع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ذبك ) ، ( عقب ) ، ( قفع ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ١٩٩ ).


* ومُعَقِّب : مَوْضِع. قال :

رَعَتْ بمُعَقِّبٍ فالبُلْقِ نَبْتا

أطارَ نسيلَها عنها فَطارَا (١)

* والعُقَيب : طائر ، لا يُستعمل إلا مُصَغَّرا.

* وكَفر تِعْقاب ، وكَفْر عاقِب : موضعان.

* ورجل عِقَّبَان : غليظ. عن كُراع. قال : والجميع : عِقْبان. قال : ولَسْت من هذا الحرف على ثِقة.

* ويعقوب : اسم إسرائيل أبى يوسف عليهما‌السلام.

* ونِيق العُقاب : موضع بين مكة والمدينة.

* ونَجْد العُقاب : موضع بدمشق. قال الأخطل :

ويا مَنَّ عن نجْد العُقاب وياسَرَتْ

بنا العيسُ عن عَذْرَاءِ دارِ بنى الشَّجْبِ (٢)

مقلوبه : [ ع ب ق ]

* عَبِق به عَبَقا : لَزِمه.

* وعَبِق الرَّدْع بالجسم والثوب : لَزِق. وفى بعض نُسخ كتاب النَّبات : تُعْبَقُ به الثياب. وفى بعضها : تُعَبَّق.

* وعَبِقت الرائحة فى الشىء ، عَبَقا وعَباقة ، وعَباقِية : بقيت. وعَبِق الشىءُ بقلبى : كذلك.

* على المَثل. ورجل عَبِق : يَعْلَق به الطِّيب ، فلا تَذهب عنه ريحه أيَّاماً. قال :

عَبِق العَنبرُ والمِسك بها

فهْىَ صفراء كعُرجُونِ العَمَرْ (٣)

* وامرأة عَبِقة لَبِقة : يُشاكلها كلُّ لِباس وطيب.

* وما بَقِيَت لهم عَبَقة : أى بَقِيَّة من أموالهم. وما فى النِّحْى عَبَقَة وعَبْقَة : أى شىء من سَمْنٍ. وقيل : ما فى النِّحْى عَبَقة وَعمَقة : أى لَطْخ وَضرٍ. وقيل : ما فيه لَطْخ ولا وَضر ولا لَعُوق من رُبٍّ ولا سَمْنٍ.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عقب ) ، ( بلق ) ؛ وتاج العروس ( بلق ).

(٢) البيت للأخطل فى ديوانه ص ٩٤ ؛ ولسان العرب ( شجب ) ، ( عقب ) ، ( عذر ) ؛ وتاج العروس ( شجب ) ، ( نجد ) ، ( عذر ). ويروى « السحب » بالسين والحاء المهملتين.

(٣) البيت للمرار بن منقذ فى تاج العروس ( عمر ) ، ( عبق ) ؛ أو بلا نسبة فى لسان العرب ( عبق ) ؛ والعين ( ١ / ١٨٢ ). ويروى « القمر » مكان « العمر ».


وزعم اللِّحيانىّ أن ميم عَمَقة بدلٌ من باءٍ عَبَقة.

* والعَباقية : الدَّاهية ذُو الشرّ والنُّكْر. وشَيْنٌ عَباقِية : له أثر باقٍ. والعَباقِية : شجَر له شَوْك. قال أبو حنيفة : العَباقية : من العِضاه. وهى شجرة لم تُنْعَت لنا. قال ساعدة بن العَجلان :

غَدَاةَ شُواحِطٍ فنَجوْتَ شَدًا

وثوبُك فى عَباقِيةٍ هَرِيدُ (١)

* وغلام مُعْبَنْقٍ : سيئ الخُلُق.

مقلوبه : [ ق ع ب ]

* القَعْب : القدَح الضَّخم الغليظ الجافى. وقيل : هو قدح إلى الصّغر ، يشبَّه به الحافر ، وهو يُرْوِى الرجل. والجمع القليل : أقعُب ، عن ابن الأعرابىّ وأنشد :

إذا ما أتَتك العِيرُ فانْصَحْ فتُوقَها

وَلا تَسْقِيَنْ جارَيْكَ منها بأقْعبِ (٢)

والكثير : قِعاب ، وقِعَبة.

* والتَّقعِيب : أن يكون الحافرُ مُقَبَّباً كالقعْب. قال العَجَّاج :

*وَرُسُغاً وحافراً مُقَعَّبَا* (٣)

* وأنشد ابن الأعرابىّ :

يترُكُ خَوَّارَ الصَّفا رَكُوبا

بِمُكْرَبات قُعِّبَتْ تَقْعِيبا (٤)

* والقَعْبَة : حُقَّةٌ مُطْبَقة ، يكون فيها السَّوِيق.

* والتَّقْعيب فى الكلام : كالتَّقْعير.

* والقَعِيبُ : العَدَد. قال الأفْوَهُ الأوْدِىّ :

قَتَلنا منهمُ أسْلافَ صِدْقٍ

وأُبْنا بالأسارَى والقَعيبِ (٥)

__________________

(١) البيت لساعدة بن العجلان فى شرح أشعار الهذليين ص ٣٣٥ ؛ ولسان العرب ( أود ) ، ( هرد ) ، ( عبق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٨٦ ، ٦ / ١٨٩ ) ؛ وتاج العروس ( شحط ) ، ( عبق ) ، ( عمق ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قعب ) ؛ وتاج العروس ( قعب ).

(٣) الرجز للعجاج فى ملحق ديوانه ( ٢ / ٢٦٤ ) ؛ ولسان العرب ( قعب ) ؛ وتاج العروس ( قعب ).

(٤) الرجز للخطيم الضبابى فى لسان العرب ( جون ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قعب ) ، ( كرب ) ، ( خور ) ؛ والعين ( ١ / ١٨٣ ) ؛ وتاج العروس ( خبر ).

(٥) البيت للأفوه الأودى فى ديوانه ص ٨ ؛ ولسان العرب ( قعب ).


مقلوبه : [ ق ب ع ]

* قَبَعَ يقبع قَبْعا وقُبُوعاً : نَخَر.

* وقَبَعَ الخِنزيرُ ، يَقْبَع قَبْعاً وقُباعاً : كذلك.

* وقِبِّيعَة الخِنزير ، مكسورة الأوّل ، مُشَدَّدة الثانى : فِنْطِيستُه.

* والقَبْع : صوت يردُّهُ الفرس من مَنْخِرَيْه إلى حَلْقه ، ولا يكاد يكون إلا مِن نِفار أو شىءٍ يتَّقيه ويَكرهُه. قال عَنْترة :

إذا وَقَع الرّماح بمَنْكَبَيْه

تَولى قابِعاً فيه صُدُودُ (١)

وقَبَعَ يَقْبَعُ قُبُوعاً ، وانْقَبَع : أدخل رأسه فى ثوبه. وقَبَعَ رأسَهُ يَقْبَعُه : أدخله هُناك. وجارية قُبَعة طُلَعة : تَطَلَّعُ ثم تقْبع رأسَها : أى تُدْخِلُه. وقيل : تَطلَّع مرّةً ، وتَقْبَع أخرى.

* والقُبَع : القُنْفُذ ؛ لأنه يَقْبَعُ رأسَه بين شوكه. وقيل : لأنه يقبع رأسه ، أى يَرُدُّه إلى داخل. وقولُ ابنِ مُقْبل :

ولا أطْرُق الجارَاتِ باللَّيل قابِعاً

قُبُوعَ القَرَنْبَى أخْطأته مجَاحِرُهْ (٢)

هو من ذلك ، أى يُدخل رأسه فى ثوبه ، كما يُدخل القَرَنْبَى رأسَه فى جِسمه.

* وقَبَع النَّجمُ : ظَهَر ثم خَفِىَ.

* وامرأة قَبْعاءُ : تَنْقَبع إسْكَتاها فى فَرْجها إذا نُكِحَت ، وهو عيب.

* والقُبَعَة : طُوَيْئِر صغيرٌ أبْقَع ، مثلُ العُصفور ، يكون عند جِحَرَة الجِرْذان ، فإذا فزع أو رُمِىَ بحَجر قَبَع.

* وقَبَع السِّقاءَ يقبَعُه قَبْعاً : ثَنى فَمَه ، فجعل بَشَرته هى الداخلة ، ثم صبَّ فيه لَبنا أو غيرَه.

* وقَبَع فى الأرض يَقْبَعُ قُبُوعاً : ذَهَب.

وقَبَع : أعْيا وانبهر. وقَبَع عن أصحابه يَقْبَعُ قُبْعاً ، وقُبوعاً : تخَلَّف.

* وخَيل قَوَابعُ : مسبوقة. قال :

__________________

(١) البيت لعنترة العبسى فى ديوانه ص ٢٨٣ ؛ ولسان العرب ( قبع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٨٤ ) ؛ وتاج العروس ( قبع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ١٥٧ ).

(٢) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ١٥٤ ؛ ولسان العرب ( قبع ) ؛ وتاج العروس ( قبع ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٢٨٣ ) ؛ ويروى « محافره » أو « مجاعره » أو « مجاجره » مكان « مجاحره ».


يُثابِر حتى يترُكَ الخَيلَ خَلْفَهُ

قَوابعَ فى غَمَّى عَجاجٍ وعِثْيَرِ (١)

* والقُباع : الأحمَق. وقُباع بن ضبَّة : رجل كان فى الجاهليَّة أحمقَ أهل زمانه ، يُضرَب به المثل لكلّ أحمق.

* ويُقال للرجل : يا بْن قابِعاءَ ، ويابن قُبَعَةَ : إذا وُصف بالحُمْق.

* ومكيال قُباع : واسع. والقُباع : لَقب والٍ أحْدَث ذلك المكيال ، فسُمِّى به.

* والقُبَعَة : خِرقةٌ تخاط كالبُرْنُس ، يلْبَسها الصِّبيان.

* والقابوعة : المِحْرَضة.

* والقَبيعة : التى على رأس قائم السَّيف ، وهى التى يُدخل فيها القائم ، وربما اتخذت من فضَّةٍ على رأس السكين.

* والقَوْبَعة : دُوَيْبَّة صغيرة.

* وقُبَع : دُوَيْبَة من دوابّ البحر.

وقوله ، أنشده ثعلب :

يَقُودُ بها دَليلَ القَوْمِ نَجْمٌ

كعَين الكلْب فى هُبّى قُباعِ (٢)

لم يفسره. وأنشد غيره : « ... فى هُبّى قِباع ». وفسَّره فقال : هُبّى : جمع هاب ، وهو الداخل فى الهَبْوَة ؛ يعنى بِهُبّى : النجوم فى زمن المحْل. و « قِباع » : جمع قابع ، وهو المستخفى. يريد : استخفاء النجوم فى الغبار. وقوله : « كعين الكلب ... » : شبَّه النجم بعين الكلب ، لكثرة نُعاسه ، يفتح عينه ويغمضها. وكذلك النجم : يظهر فى الغبار ويخفى.

مقلوبه : [ ب ع ق ]

* البُعاق : شِدَّة الصوت ، وقد بَعَق الرجل وغيره ، وانْبَعَق.

* والباعِق : المؤذِّن.

* وانْبَعَق الشىءُ : اندرأ مُفاجأة.

* ومَطَر بُعاق وبِعاق : مُندفع بالماء. وقد انْبَعَق ، وتَبَعَّق.

* وسيلٌ بُعاق وبِعاق : شديد الدُّفْعَة. وقال أبو حنيفة : هو الذى يجْرِف كل شىءٍ.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قبع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٨٤ ) ؛ والمخصص ( ٦ / ١٧٨ ) ؛ وتاج العروس ( قبع ).

(٢) البيت لأبى حية النميرى فى ديوانه ص ١٥٦ ؛ وتاج العروس ( هبا ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( هبب ) ، ( قبع ) ، ( هبا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٦ / ٤٥٦ ) ؛ وتاج العروس ( قبع ).


* وأرض مَبْعُوقة : أصابها البُعاق.

* وبَعَق الناقة : نحَرَها ، وأسالَ دَمها. وفى حديث سَلْمان : أن رجلاً قال له : أين الذين يُبَعِّقونَ لِقاحَنا؟ (١).

* وبَعَّقَتِ الإبلُ بجِرَّتها ، وتَبَعَّقت : أفاضت بها.

* وغُلامٌ مُبْعَنْقٍ : سىءُ الخُلُق ، كمُعْبَنْقٍ.

* ومَبْعوق : موضع. قال أبو صخر :

إنَّ المُنَى بعدَ ما استَيْقَظْتُ وانْصَرَفَتْ

ودارُها بينَ مَبْعُوقٍ وأجْيادِ

مقلوبه : [ ب ق ع ]

* البَقَع ، والبُقْعة : تَخالُفُ اللَّون.

* وغرابٌ أبْقَع : فى صدره بياض. وكلب أبقعُ. وفى حديث أبى هُرَيرة رضى الله عنه : « يُوشِك أن يعمل عليكم بُقْعانُ أهلِ الشَّام » (٢) : أى خَدمهم. شَبَّههم لبياضهم بالشىء الأبقع ، يعنى بذلك الروم. وقال : البقعاء : التى اختلط بياضها وسوادُها ، فلا يُدْرَى أيهما أكثر. وغراب أبْقَع : يُخالط سواده بياض ، وهو أخبثها ، وبه يُضْرَب المثل لكلّ خبيث.

* والأبْقَع : السَّراب لتلوّنه ، قال :

وأبْقَعَ قد أرَغْتُ به لصَحْبِى

مَقِيلاً والمَطايا فى بُرَاها (٣)

* وبَقَّع المطرُ فى مواضع من الأرض : لم يشْمَلها.

* وعام أبْقَع : بقَّع فيه المطر.

* وفى الأرض بُقَع من نبتٍ : أى نُبَذ : حكاه أبو حنيفة.

* وأرض بَقِعة : نَبتها مُتَقطِّع.

* وبُقِع بقبيح : فُحِش عليه.

* والبُقْعة والبَقْعة ، والضمُّ أعلى : قطعة من الأرض على غير هيئة التى إلى جنبها. والجمع بُقَع ، وبِقاع. فبُقَع : جمع بُقْعة ، كظُلمةٍ وظُلَم ؛ وبِقاع : جمع بَقْعَة ، كَقَصْعَة وقِصاع. وقد يكون بِقاع جمع بُقْعة ، كجُفْرة وجِفار.

__________________

(١) الأثر ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ٢ / ٢٣٥ ) عن حذيفة.

(٢) الأثر ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ٢ / ٢٨٦ ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( بقع ) ؛ وتاج العروس ( بقع ).


* والبَقيع : موضع فيه أروم شجر من ضروب شَتَّى. وبه سُمِّى بَقيعُ الغَرْقد بالمدينة. والغَرْقدُ ؛ شجر له شَوْك ، كان ينبُت هناك ، فذهب ، وبقى الاسمُ لازماً للموضع.

* وما أدرى أين بَقَع؟ أى ذَهب ، لا يُستعمل إلا فى الجَحْد.

* وبَقَعَتْهُم الدَّاهية : أصابتهم.

* ورجل باقِعة : ذو دَهْىٍ.

* وجارية بُقَعَة : كقُبَعَة.

* والبَقعْاء من الأرْض : المَعْزاء ذات الحصى الصغار.

* وهارِبَةُ البَقْعاء : بطن من العرب.

* وبَقْعاء : موضعٌ ، معرفةٌ لا تدخلها الألف واللام.

وقالوا : « يَجْرِى بُقَيعٌ ويُذمّ » ؛ عن ابن الأعرابىّ. والأعرف : بُلَيْق. يقال هذا للرجل يُعِينُك بقليل ما يقدر عليه ، وهو على ذلك يُذَمّ.

العين والقاف والميم

* العُقْم : هَزْمَة تقع فى الرَّحم ، فلا تقبل الولد. عَقِمتِ الرّحِمُ عَقْماً ، وعُقِمَت عُقْما وعَقْما وعَقَما ، وعَقَمها الله يَعْقِمها عَقْما.

* ورَحم عَقيم ، وعَقِيمة : مَعْقومة. والجمع عَقائم ، وعُقُم. وحَكَى ابن الأعرابىّ : امرأة عَقيم ، بغير هاءِ ، من نسوَةٍ عَقائم. وزاد اللِّحيانىّ : من نسوةٍ عُقْم. وأنشد غيره :

*إنَّ النِّساء بمثلِه عُقْمُ* (١)

* ورجل عَقيم وعَقام : لا يولَد له. والجمع : عُقَماء ، وعِقام ، وعَقْمى.

* والدُّنيا عَقِيم : أى لا تَرُدّ على صاحبها خيراً. فأما قول النبىّ صَلى الله عليه وسلّم : « العَقْلُ عقلان : فأما عقل صاحبِ الدنيا فعَقِيمٌ ، وأما عقل صاحب الآخرة فمُثْمِرٌ ». فالعقيم هاهنا : الذى لا ينفع ، ولا يَرُدُّ خيرا ، على المَثَل.

* وريح عَقيم : لا تُلْقِح شجرَا ، ولا تُنشِئ سحَابا ، ولا مطَرا ، عادَلوا بها ضِدَّها ، وهو قولهم : ريحٌ لاقِح ، أى أنها تُلْقِح الشَّجر ، وتُنْشِئُ السَّحاب. وجاءوا بها على حذف الزائد. وله نظائر كثيرة. وقالوا : المُلك عَقِيم ، لا ينفع فيه نَسَب ، لأن الأب يَقْتُل ابنَه على

__________________

(١) عجز بيت ، وصدره : * عقم النساء فلن يلدن شبيهه * وهو لأبى دهبل الجمحى فى لسان العرب ( عقم ) ؛ وفيه أنه نسب أيضاً للحزين الليثى. وتاج العروس ( عقم ).


الملك. وقال ثعلب : معناه : أنه يقتل أباه ، وأخاه ، وَعمَّه فى ذلك.

* وحَرْب عَقامٌ ، وعُقامٌ ، وعَقيم : شديدة. ويوم عَقيم ، وعُقام ، وعَقام : كذلك. وقال إياسُ بن جُنْدُب :

تَمَنَّى أن يُلاقِينَا قِرَاعاً

ويوْمُ لِقائِنا المُرُّ العَقامُ

* وداءٌ عَقامٌ وعُقام : لا يبرأ ، والضمُّ أفصح ؛ قالت ليَلى :

شَفاها مِنَ الدَّاء العُقام الذى بها

غُلامٌ إذا هَزَّ القَناةَ سَقاها (١)

* وناقة عَقام : بازل شديدة ؛ أنشد ابن الأعرابىّ :

وإنْ أجْدَى أضَلَّاها ومَرَّتْ

لِمَنهَلِها عَقامٌ خَنْشَلِيلُ (٢)

أجْدَى : من جَدِيَّة الدم.

* والمَعْقِم : المَفْصِل. قال النَّابغة يذكر فرَسا :

يخطو على مُعُجٍ عُوجٍ مَعاقِمُها

يُحْسِبنَ أن تُرابَ الأرْض مُنْتَهَبُ

* والمَعاقِم : فِقَرٌ بين الفريدة والعَجْب ، فى مُؤَخَّر الصُّلْب. قال :

وخَيْلٍ تَنادَى لا هَوَادَة بينها

شَهِدتُ بمدْمُوكِ المَعاقِمِ مُحْنِقِ (٣)

* والاعتقامُ : الدخول فى الأمر. وفى الحديث : « فَتُعْقَم أصلاب المشركين » (٤). أى تُعْقَد ويدخل بعضُها فى بعض ، فلا يستطيعون السُّجود.

والاعتقام : أن يَحْفرِوا البئر ، حتى إذا دَنَوْا من الماء ، حَفَروا بَئرا صغيرة فى وسطها ، حتى يصلوا إلى الماء ، فيذوقوه ، فإن كان عَذْباً وسَّعوها ، وإن لم يكن عذباً ، تركوها ، قال :

*إذا انْتَحَى مُعْتَقِماً أو لَجَّفَا* (٥)

__________________

(١) البيت لليلى الأخيلية فى ديوانها ص ١٢١ ؛ ولسان العرب ( عضل ) ، ( عقم ) ؛ وتاج العروس ( عضل ) ، ( عقم ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عقم ) ، ( جدا ) ؛ وكتاب العين ( ٤ / ٣٢٥ ) ؛ وتاج العروس ( عقم ) ، ( جدا ).

ويروى ( أظلاها ) بالظاء.

(٣) البيت لخفاف بن ندبة فى ديوانه ص ٣٢ ؛ ولسان العرب ( حنق ) ، ( عقم ) ؛ وتاج العروس ( حنق ) ، ( عقم ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ١٤١ ).

(٤) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ٢ / ٢٠٢ ) عن ابن مسعود موقوفاً عليه.

(٥) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ٢ / ٢٣٦ ) ؛ ولسان العرب ( هدب ) ، ( لجف ) ، ( عقم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٨٩ ، ٦ / ٢١٦ ، ١١ / ٨٥ ) ؛ وتاج العروس ( لجف ) ، ( عقم ) ؛ وكتاب العين ( ٦ / ١٩٠ ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ٢١٢ ) ؛ وبلا نسبة فى العين ( ٤ / ٢٩ ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ٤١ ).


* والعَقْم : المِرْط الأحمرُ. وقيل : هو كلّ ثَوب أحمر.

* والعِقْمَةُ : الوَشْىُ. وقال اللِّحيانىّ : العِقْمة ضرب من ثياب الهَوْدَج ، مُوَشّى. قال : وبعضهم يقول : هى ضروب من اللَّبِن : بيضٌ وحُمْر. وقيل : العِقْمة : جمع عَقْمٍ ، كشَيْخ وشِيْخَة. وإنما قيل للوَشْى : عِقْمةٌ ، لأن الصانع كان يعمل ، فإذا أراد أن يَشِىَ بغير ذلك اللَّون ، لواه فأغمضه ، وأظهر ما يريدَ عمَله.

* وكلام عُقْمِىٌ : قديم قد دَرَس ؛ عن ثعلب. وسمع رجل رجلاً يتكلم ، فقال : هذا عُقْمِىّ الكلام : أى قديم الكلام.

* والتَّعاقم : الوِرد مرَّة بعد مرَّة. وقيل : الميم فيه : بدلٌ من باء التَّعاقب.

مقلوبه : [ ع م ق ]

* العُمق والعَمْق : البُعْد إلى أسْفل. بِئرٌ عميقة : بعيدة القعر. وقد عَمُقَتْ وأعْمَقْتُها.

* وفَجٌ عميق : بعيد. وكذلك الطَّريق.

* وأعماق الأرض : نواحيها.

* والعَمْق : البُسْرُ الموضوع فى الشمس لينضَج ؛ عن أبى حنيفة. قال : وأنا فيه شاكّ.

* ورجل عُمْقِىُ الكلام : لكلامه غَوْر.

* والعِمْقَى : نَبْت.

* وإبل عامِقة : تأكل العِمْقَى.

* والعِمْقَى : موضعٌ. قال أبو ذُؤَيب :

لما ذكرْتُ أخا العِمْقَى تأوَّبنى

هَمٌّ وأفْرَد ظَهْرِى الأغْلَبُ الشِّيحُ (١)

* والعُمَق : موضع بمكة. وقول ساعدة بن جُؤَيَّة :

لما رأى عَمْقاً ورَجَّع عُرْضُهُ

هَدْراً كما هَدَرَ الفَنيقُ المُصْعَبُ (٢)

أراد العُمَق ، فغيَّر ، وقد يكون عَمْق بَلَداً بعينه غير هذا.

* وعِماق : موضع.

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٠ ؛ ولسان العرب ( عمق ) ؛ وتاج العروس ( عمق ) ؛ وكتاب العين ( ٢ / ١٨٦ ) ؛ وللهذلى ـ نسبة دون اسمه ـ فى المخصص ( ١٥ / ١٨٧ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( خلل ).

(٢) البيت لساعدة بن جؤية فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٠٤ ؛ ولسان العرب ( عمق ) ؛ والعين ( ١ / ١٨٦ ) ؛ وتاج العروس ( عمق ).


* وعَمْق : أرض لُمزَينَة.

* وأَعامِق : واد. قال الأخطل :

وقد كان منها منزِلاً يسْتَلِذُّهُ

أُعامِق بَرْقا وَاتُه فأجاولُهْ (١)

* وما فى النِّحْى عَمَقَة : كقولك : ما به عَبَقة. اللِّحيانىّ ، أى لَطْخٌ ، ولا وَضرٌ ، وَلا لَعوقٌ مِن رُبٍّ ، وَلا سمْنٍ.

مقلوبه : [ م ع ق ]

* المَعْقُ والمُعْق : كالعُمْق ؛ بئرٌ مَعيقة : كعَميقة. وقد مَعُقَتْ مَعاقَة ، وأمْعَقْتُها.

وفجٌ مَعِيق ، وقَلَّما يقولونه ، إنما المعروف عَمِيق.

* وقد مَعُقَ مَعَقا ومَعاقةً ؛ قال رُؤْبة :

كأنَّها وهْىَ تُهادِى فى الرُّفَقْ

من جَذْبِها شِبْراقُ شَدٍّ ذى مَعَقْ (٢)

أى بُعْد فى الأرض. والشِّبْراق : شِدَّة تَباعُد القوائم.

* والمَعْق : الأرض التى لا نبات فيها.

* والأمْعاق والأماعق : أطراف المَفازة.

* والمَعِيقة : الصَّغيرة الفَرْج. والمَعيقة أيضاً : الدقيقة الوَرِكين ، وقيل : هى المِعْيَقَة كالحِثْيَلة.

* وتَمَعَّق علينا : ساء خُلُقه.

مقلوبه : [ ق ع م ]

* قُعِم الرجلُ وأُقْعِم : أصابه طاعون ، فمات من ساعته.

* وأقْعَمَتْه الحيَّةُ : لَدَغَتْه فمات.

* والقَعَم : رَدَّة مَيَل فى الأنف ، وطمأنينة فى وسَطه. وقيل : هو ضِخَم الأرْنبة ونُتُوءُها ، وانخفاض القَصَبة بالوجْه. وهو أحسن من الفَطَس والخَنَس. قَعِمَ قَعَماً ، فهو أقْعَم ، والأنثى قَعْماء.

__________________

(١) البيت للأخطل فى ديوانه ص ١٢٠ ؛ وتاج العروس ( عمق ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عمق ).

(٢) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٠٨ ؛ ولسان العرب ( معق ) ؛ وتاج العروس ( معق ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٩ / ٣٨١ ). ويروى « بالرفق » مكان « فى الرفق » ، و « عمق » مكان « معق ».


* وخُفٌ أقْعَم ، ومُقْعَم : متطامِن الوسَط ، مرتفع الأنف ؛ قال :

علىَّ خُفَّانِ مُهَدَّمانِ

مُشْتَبِها الآنُفِ مُقْعَمانِ (١)

مقلوبه : [ ق م ع ]

* قَمَع الرَّجلَ يقْمَعُه قَمْعا ، وأقمعه ، وانقَمَع : ذَلَّلَهُ ، فَذَلَّ.

* وقَمَعَ فى بيته ، وانْقَمع : دخله مُستخفيا.

* وقَمَعَةُ بن إلياس : منه ؛ كان اسمهُ عمَيراً ، فأُغِير على إبل أبيه ، فانْقَمع فى البيت فَرَقا ، فسَّماه أبوه : قَمَعَة.

* وقَمَعهُ قَمْعا : رَدَعَه وكَفَّه.

* وأقْمَع الرجلَ : إذا طلع عليه فردَّه.

* وقَمَع البردُ النباتَ : ردَّه وأحْرَقه.

* والقَمَعة : أعلى السِّنام من البعير أو النَّاقة. وجمعها : قَمَعٌ.

* والقِمَع والقِمْع : ما يوضع فى فم السِّقاءِ والزِّقِّ والوَطْب ، ثم يُصَبُّ فيه الماء ، أو الشراب ، أو اللبن. سُمِّى بذلك لدخوله فى الإناء. وقوله ، أنشده ابن الأعرابىّ :

اقْتَرِبُوا قِرْفَ القِمَعْ

إنِّى إذا المَوْت اكْتَنَعْ

لا أتَوَقَّى بالجَزَع (٢)

هو من ذلك. إنما أراد : يا قرفَ القِمَعْ ، أى أنتم كذلك فى الوسَخ. وذلك أن قِمَعَ الوَطْب أبدا وسخٌ ، مما يَلْزَق به من اللَّبنِ. والقِرْفُ : ما يَلْزَق بالقِمَع مِن وَضَرِ اللَّبن. والجمع أقماع.

* وقَمَع الإناء : أدخل فيه القِمَع.

* والاقتماع : إدخال رأس السِّقاء إلى داخل ، مُشْتق من ذلك.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( قعم ) ، ( هدم ).

(٢) الرجز الأول لسيف بن ذى يزن فى لسان العرب ( قمع ) ؛ وتاج العروس ( قمع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قرف ) ؛ تاج العروس ( قرف ) ؛ والثانى والثالث لسيف بن ذى يزن فى لسان العرب ( قمع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٩٢ ) ؛ وتاج العروس ( قمع ) ؛ وبلا نسبة فى اللسان ( كفع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣١٩ ) ؛ وتاج العروس ( كفع ) ؛ ولفظ الأخير يروى « امقمع ».


* والقِمَع والقِمْع : ما التزق بأسفل العنب والتمر ونحوهما ، والجمع كالجمع.

* وقَمَّع البُسْرَة : قَلَع قِمَعها. وقَمَّعَتِ المرأة بَنانَها بالحِناء : خضبَت به أطرافها ، فصار لها كالأقْماع. أنشد ثعلب :

لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها بِبنَانٍ

مِن لُجَيْنٍ قُمِّعْنَ بالعِقْيانِ (١)

شبَّه حمرةَ الحناءِ على البَنان ، بحْمرة العِقيان ، وهو الذهب لا غير.

* والقِمْعانِ : الأُذنان.

* والقَمَعَة : ذُباب أزرق عظيم ، يدخل فى أُنوفِ الدَّوابّ ، ويَقع على الإبل والوحش ، فيلْسَعُها. والجمع : قَمَعٌ ومَقامعُ. الأخيرة على غير قياس ، قال ذو الرُّمَّة :

ويَرْكُلْنَ عن أقْرابهنَّ بأرْجُلٍ

وَأذنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ (٢)

ومِثلُه مَفاقِر ، من الفقّر ، ومحاسِن ونحوُهما.

* وقَمِعَت الظَّبْية قَمَعا ، وتَقَمَّعَتْ. لسَعَتْها القَمَعَة ، أو دخلت فى أنفها ، فحرَّكَت رأسها : من ذلك.

* وتَقَمَّع الحِمارُ : حَكَّ رأسه من القمعَة.

* والقَمَع : داء وغِلَظٌ فى إحدى رُكَبتى الفَرَس. فَرَس قَمِعٌ ، وأقْمَع.

* وقَمَعَة العُرْقوب : رأسه.

* والقَمَع : غِلَظ قَمَعَةِ العُرْقُوب ، وعُرْقوب أقْمَع : غَلُظ رأسُه ولم يُحَدَّ.

* وقَمَعَة الفَرَس : ما فى جوف الثُّنَّة من طرَف العُجايَة ، مما لا يُنْبتِ الشَّعَر.

* والقَمَعَة : قُرْحة تَكون فى العَين.

* والقَمَع : فساد فى مُؤْقِ العَين واحْمِرار. والقَمَعُ كمَد لون لحم المُؤْق وورَمُه. وقد قمِعَتْ عَيْنُه ، فهى قَمِعة. قال الأعشى :

وقَلَّبتْ مُقْلةً ليسَتْ بمُقْرِفَةٍ

إنسانَ عَينٍ ومُؤْقا لم يكن قَمِعَا (٣)

وقيل : القَمِع : الأرمصُ ، الذى لا تراه إلا مُبْتَلَّ العين.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قمع ) ؛ وتاج العروس ( قمع ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٨٠٠ ؛ ولسان العرب ( قمع ) ؛ والمخصص ( ٨ / ١٨٣ ، ١٤ / ١٢٢ ) ؛ تاج العروس ( قمع ).

(٣) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٥٣ ؛ ولسان العرب ( قمع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٩١ ) ؛ وتاج العروس ( قمع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١ / ١٠٨ ).


* والقَمَعُ : بَثْر يخرج فى أصول الأشفار. والقَمَع : قلة نظر العَين من العَمَش.

* وقَمَع الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً : ضَرَب أعلى رأسه.

* والمِقْمَع والمِقْمَعَة ، كلاهما : ما قُمِع به. والمَقامِع : الجِرَزَة وأعمدة الحديد : منه. وقَمَعَة الشىء : خيارُه. وخَصّ كُراعٌ به خيارَ الإبل ، وقد اقْنَمَعه. والاسم القُمْعة. وقَمَعَةُ الذنب : طَرَفه.

* وقَمَع ما فى السِّقاءِ واقْتَمَعه : شَرِبه كلَّه ، أو أخذه.

* والقَمْعُ والإقْماع : أن يَمُرَّ الشرابُ فى الحلق مَرّا بغير جَرْع ؛ أنشدَ ثعلب :

إذا غَمَّ خِرْشاءُ الثمُّالة أنْفَهُ

تقاصَرَ منها للصَّرِيح وأقْمَعَا (١)

ورواية المُصَنِّف : « فأقْنَعا ».

* والقَمَعُ ، والقَمَعة : طَرَفُ الحُلْقوم.

* والأقْماعِىّ : عِنَبٌ أبيض. وإذا انتهى مُنْتَهاه اصفرَّ. فصارَ كالوَرْس ، وهو مُدَحْرَج كبيرٌ مُكْتَنِز العَناقيد ، كثير الماء ، وليس وراءَ عَصيره شىء فى الجوْدَة ، وعلى زَبيبه المُعَوَّل. كلّ ذلك عن أبى حنيفة.

قال : وقيل : الأقْماعىّ : ضَرْبان : فارسىّ ، وعربىّ ، لم يزِد على ذلك.

مقلوبه : [ م ق ع ]

* المَقْع : شِدَّة الشُّرْب.

* ومَقَعَ الفصيلُ أمَّهُ ، يَمْقَعُها مَقْعاً ، وامتَقَعَها : رَضَعها بشدّة. وقيل : هو أن يشْرَب جميعَ ما فى ضرْعها.

* ومُقِعَ بسَوْءَةٍ مَقْعا : رُمِىَ.

* وامْتُقِعَ لونُه ، كانْتُقِع : تغَيَّر. وزعم يعقوبُ أن ميمه بدلٌ من نون انْتُقِعَ. وقد تقدّم.

__________________

(١) البيت لمزرد بن ضرار الغطفانى فى ملحق ديوانه ص ٨٠ ؛ ولسان العرب ( خرش ) ، ( ثمل ) ؛ والمخصص ( ٨ / ١٢٦ ، ١٦ / ٦٤ ) ؛ وتاج العروس ( خرش ) ، ( ثمل ) ؛ ولجيهاء الأشجعى فى ديوانه ص ٣٠ ؛ وأساس البلاغة ( خرش ) ؛ ولابن عناب الطائى فى مجالس ثعلب ص ٦٠٧ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قصر ) ، ( قمع ) ؛ وتاج العروس ( قصر ) ، ( قمع ) ؛ ويروى آخره : « فأقنعا ».


[ أبواب العين مع الكاف ]

العين والكاف والشين

* عَكَشَ عليه : حَمَلَ.

* وعَكِشَ النَّباتُ والشعرُ وتَعَكَّش : كَثُر والْتَفَّ.

* والعَكِشة : شجرة تَلَوَّى بالشجر ، تُؤْكل ، وهى طيبةٌ ، تُباع بمكة وجُدَّة ، دقيقة لا وَرَق لها.

* والعَكْش : جَمْعُك الشَّىء.

* وتَعَكَّش العَنْكبوت : قَبَض قوائمه ، كأنه ينسُج.

* والعَكّاش : ذكر العنكبوت.

* وعُكَيشٌ وعُكَّاشةٌ وعُكَّاش : أسماء.

* وعَكّاشٌ بالفتح : موضعٌ ؛ عن كُراع.

مقلوبه : [ ك ش ع ]

* كَشَعُوا عن قَتيل : تَفَرَّقُوا عنه فى مَعْركةٍ. قال :

*شِلْوُ حمارٍ كَشَعَتْ عنهُ الحُمُرْ* (١)

مقلوبه : [ ش ك ع ]

* شَكِعِ شَكَعاً فهو شاكعٌ ، وشَكِعٌ وشكوعٌ : كُثر أنينُه وضَجَرُه من المرض. وقيل : الشَّكِعُ الشَّديد الجَزَع الضَّجور.

* وشَكِع فهو شَكِع : طال غَضَبه. وقيل : هو الغضبان ، من غير أن يُقَيَّد بطول غضب.

* وأشْكَعه : أغضَبه.

* وشَكِعَ شَكَعاً : غَرِضَ. وشَكِع شَكَعا : مال.

* والشُّكَاعَى : شَجَرة صغيرة ذاتُ شَوْك. وقيل : هى مِثل الحُلاوَى ، لا يُكاد يُفَرَّق بينهما ؛ وزهرتها حَمراءُ : ومَنبِتها مثل منبِت الحُلاوى ، ولهما جميعاً شوْكٌ : يابِسَتَين ورَطبتَين ، وما كثيرَتا الشَّوْك ، وشَوْكُهما ألطف من شوك الخُلَّة ، ولهما وَرَق صِغارٌ مثلُ وَرَق السَّذاب ؛ وهى تقع على الواحد والجميع ، وربما سُلِّمَ جمعها ، وقد يقال : شَكاعَى

__________________

(١) الرجز لعكاشة السعدى فى تاج العروس ( كعع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( كشع ) ؛ ومجمل اللغة ( ٤ / ٢٣١ ) ؛ والمخصص ( ٦ / ٨٠ ).


بالفتح ، ولم أجد ذلك مَعْروفاً. وقال أبو حنيفة : الشُّكاعَى من دِقّ النَّبات ، وهى دَقيقة العِيدان ، ضعيفة الورق ، خضراء ، والناس يتداوَوْن بها. قال ابن أحمرَ وكان سَقَى بطنُه :

شَرِبتُ الشُّكاعَى والْتَدَدْتُ ألِدةً

وأقبلتُ أفْوَاهَ العُرُوق المَكاوِيا (١)

وهى مؤنثة لا تُنَوَّن وألفهما ألفُ تأنيث.

وقد حَكى الأخفش شُكاعاة. فإذا صحّ ذلك ، فألفها لغير التأنيث.

* والشُّكاعة : شَوْكة تَملأ فم البعير ، لا ورق لها ، إنما هى شوك وعِيدان دِقاق ، أطرافُها أيضاً شوك ، وجمعُها شُكاعٌ.

* وما أدرى أين شَكَع؟ أى ذهب. والسِّين أعلى.

العين والكاف والضاد

* رجل ضَوْكَعَة : أحمق ، كثير اللحم مع ثقلٍ.

العين والكاف والصاد

* عَكَص الشىءَ يَعْكِصُه عَكْصاً : رَدَّه. وعَكَصَهُ عن حاجَته : صَرَفه.

* ورجل عَكِص : سيئ الخُلُق.

مقلوبه : [ ك ع ص ]

* الكَعِيصُ : صوت الفأرة والفَرخ.

* وكَعَصَ الطَّعامَ : أكله. وقيل : عينُه بدل من همزة كأَصَه. ومعناهما واحد.

العين والكاف والسين

* عكسَ الشىءَ يعْكِسهُ عَكْساً ، فانعكس : رَدَّ آخره على أوّله. وعَكَسَ البعيرَ يَعْكِسُهُ عَكْساً وعِكاسا : شدَّ عنقَهُ إلى إحدى يديه باركاً.

* والعِكاس ؛ ما شَدَّه به.

* وعَكَس رأس البعير يعكِسه عَكْساً : عَطفَه ؛ قال المُتَلَمِّس :

جاوَزْتُهُ بأمونٍ ذاتِ مَعْجَمَةٍ

تَنْجو بكَلْكَلِها والرأس مَعكوس (٢)

والعَكس أيضاً : أن يَعْكِس رأسَ البعير إلى يَدِه بخطام ، يضَيِّق بذلك عليه.

__________________

(١) البيت لعمرو بن أحمر الباهلى فى ديوانه ص ١٧١ ؛ ولسان العرب ( لدد ) ، ( شكع ) ، ( قبل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٩٥ ، ١٤ / ٦٨ ) ؛ وتاج العروس ( لدد ) ، ( شكع ) ، ( قبل ).

(٢) البيت للمتلمس فى ديوانه ص ١٠٢ ؛ ولسان العرب ( عكس ) ؛ وتاج العروس ( عكس ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٧ / ١٥١ ).


* وعَكَس الشَّىءَ : جذبه إلى الأرض.

* وتَعَكَّس : مَشَى مَشْىَ الإقعاءِ ، كأنَّه قد يَبِسَتْ عُرُوقه ، وربما مَشَى السَّكْران كذلك.

* ودونَ ذلك عِكاسٌ ومِكاس : وهو أن تأخذ بناصيته ، ويأخُذَ بناصيتك.

* ورجل مُتَعَكِّس : مُتَثَنِّى غُضُونِ القَفا. وأنشد ابن الأعرابىّ :

وأنتَ امْرُؤٌ جَعْدُ القَفا مُتَعَكِّسٌ

مِن الأَقِطِ الخَوْلِىّ شَبْعانُ كانِب (١)

* وعَكَسه إلى الأرض : جَذَبه فضغطه ضَغْطا شديدا.

* والعَكيسُ من اللَّبن : الحَليب ، تُصَبُّ عليه الإهالة والمَرَق ، ثم يُشْرَب. وقيل : هو الدقيق يُصَبُّ عليه الماء ، ثم يُشْرَب ؛ قال الراعى :

فلمَّا سَقْيناها العَكِيس تَمَدَّحَتْ

خَوَاصِرُها وازْدادَ رَشْحا وَرِيدُها (٢)

* والعَكْسُ : حَبْسُ الدَّابَّة على غير عَلَف.

* والعُكَاس : ذَكَرُ العَنْكبوت ؛ عن كُراع.

مقلوبه : [ ع س ك ]

* عَسِكَ به عَسَكاً فهو عَسِكٌ : لَصِق. وزعم يعقوب أن كافها بدلٌ من قاف عَسِق.

* وتَعَسَّك الرجل فى مِشْيَته : تَلَوَّى.

مقلوبه : [ ك ع س ]

* الكَعْسُ : عَظْم السُّلَامى. والجمع : كِعاس. وكذلك هى من الشاء وغيرها. وقيل : هى عِظام البراجم من الأصابع.

مقلوبه : [ ك س ع ]

* الكَسْع : أن تضرِب بيدِك أو برجلك على دُبُر شىء.

* وكَسَعَهم بالسَّيف يَكْسَعُهم كَسْعاً : اتَّبَع أدْبارهم ، فضرَبهم به.

* وكَسَعه بما ساءه : تكلم فرماه على أثر قوله بكلمة يسوءه بها.

__________________

(١) البيت لدريد بن الصمة فى ديوانه ص ٤١ ؛ ولسان العرب ( كنب ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٢٨٣ ) ؛ وتاج العروس ( كنب ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عكس ) ؛ وتاج العروس ( عكس ).

(٢) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ٩٣ ؛ ولسان العرب ( مدح ) ، ( مذح ) ، ( ذخر ) ؛ وتاج العروس ( مدح ) ، ( ذخر ) ؛ ولمنظور الأسدى فى تهذيب اللغة ( ١ / ٢٩٧ ) ؛ وتاج العروس ( عكس ) ؛ ولأبى منصور الأسدى فى لسان العرب ( عكس ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٤ / ١٤٥ ) ؛ والعين ( ١ / ١٩١ ) ؛ ويروى « تمذحت » بالذال » ، و « مذاخرها » بدل « خواصرها ».


* وكَسَع النَّاقةَ يكْسَعُها كسعا : ترك فى خِلْفها بقيَّةً من اللَّبن. يريد بذلك تَغْزِيرَهَا ، وهو أشدُّ لها. قال الحارث بن حِلِّزَةَ :

لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأغْبارِها

إنَّكَ لا تَدْرِى مَنِ النَّاتجُ (١)

وقيل : الكَسْع : أن يضرِبَ ضَرْعَها بالماء البارد ، ليَجِفّ لبَنُها ، فيكونَ أقوى لها على الجَدْب. وقيل : الكَسْع : أن يترك لَبنها فيها لا يَحْتَلِبُها. وقيل : هو عِلاجٌ للضَّرْع ، بالمَسْح وغيره ، حتى يذهب اللَّبن ويرتفع. أنشد ابن الأعرابىّ :

أكبرُ ما نعْلَمُه من كُفْرِهِ

أَنْ كلُّها يَكْسَعُها بغُبْرِهِ (٢)

يقول : هذا كُفْرُه وعَيبه. وفى الحديث : « أن الإبل والغنم إذا لم يُعْطِ صاحبُها حَقَّها ، أى زَكاتها وما يجب فيها ، بُطِحَ لها يوم القيامة بقاعٍ قَرْقَر ، فوطِئته » (٣) ، لأنه يمنع حَقَّها ودَرَّها ويَكْسَعُها ، ولا يُبالى أن تطأَهُ بعد موته.

* والكُسْعَة : الريش المجتمع خَلْفَ ذنب العُقابِ. وقيل : الكُسْعَة : الريش الأبيض المجتمع تحت ذنب الطائر.

* والكَسَعُ : بياض فى ذنب الطائر. والصِّفةُ : أكْسَع.

* والكُسْعة : النُّكْتة البيضاءُ جَبهة الدّابَّة وغيرها. والكُسْعَة : الحُمُرُ السائمة. ومنه الحديث : « ليس فى الكُسْعَة صَدَقَةٌ » (٤). وقيل : هى الحُمُرُ كلُّها. وقال ثعلب : هى الحُمُرُ والعَبيد. والكُسْعة : وثَنٌ كان يُعْبَدُ.

* وتَكَسَّعَ فى ضَلاله : ذَهب ، كتَسَكَّع ؛ عن ثعلب.

* والكُسَعُ : حىٌّ من قَيْس عَيْلان. وقيل : هم حىّ من اليمن. ومنهم الكُسَعىّ الذى يُضرَب به المَثَل ؛ قال :

نَدِمْتُ نَدامَةَ الكُسَعىِ لَمَّا

رأتْ عَيْناهُ ما فَعَلَتْ يَداهُ (٥)

وكان من حديثه : أنه كان يرعَى إبلا له ، فى وادٍ فيه حَمْض وشَوْحَط ، فرأى قَضيبَ

__________________

(١) البيت للحارث بن حلزة فى ديوانه ص ٦٥ ؛ ولسان العرب ( علج ) ، ( نتج ) ، ( غبر ) ، ( كسع ) ، ( شول ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٩٨ ، ٨ / ١٢٢ ، ١١ / ٦ ) ؛ وتاج العروس ( علج ) ، ( غبر ) ، ( كسع ) ؛ وكتاب العين ( ٤ / ٤١٣ ) ؛ وبلا نسبة فى العين ( ١ / ١٩٢ ) ؛ والمخصص ( ٧ / ٣٨ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( كسع ).

(٣) أخرجه مسلم فى الزكاة ( ٣ / ١٧ ) ط. الشعب.

(٤) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ١ / ١٦ ) من طريق الضحاك ـ يرفعه.

(٥) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( كسع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٩٢ ) ؛ وتاج العروس ( كسع ).


شَوْحَط نابتاً فى صخرة ، فأعجبه ، وجعل يُقَوِّمهُ ، حتى بلَغ أن يكون قوْساً ، فقَطَعَه ، وقال :

يا رَبِّ سَدِّدْنِى لنَحْتِ قوْسِى

فإنَّها مِن لذَّتى لنَفْسِى

وانْفَعُ بقَوْسِى وَلَدِى وعِرْسِى

أنحِتْ صَفراءَ كلوْن الوَرْسِ

كَبداءَ ليْستْ كالقِسِىِّ النُّكسِ (١)

حتى إذا فرَغ من نحتها ، برى من بقيتها خمسة أسهم ، ثم قال :

هَذِى ورَبِّى أسْهمٌ حِسانُ

يَلَذُّ للرَّمْىِ بِها البَنانُ

كأنَّمَا قَوَّمَها مِيزانُ

فأبْشِرُوا بالخِصْبِ يا صِبْيانُ

إن لم يَعُقْنى الشُّؤْمُ والحِرْمانُ (٢)

ثم خرَج ليلاً إلى قُتْرة له ، على موارد الحُمُر الوَحْش ، فرَمى عَيراً منها فأنفذه ، وأورى السَّهمُ فى الصَّوّانة نارا ، فظنّ أنه أخطأ ، فقال :

أعوذُ بالمُهَيْمِن الرَّحمنِ

مِن نَكَد الجَدِّ مع الحِرْمانِ

ما لى رأيتُ السهْم فى الصَّوَّانِ

يُورِى شرار النَّارِ كالعِقْيانِ

أخْلفَ ظَنِّى وَرَجا الصبْيانِ (٣)

ثم وَرَدت الحُمُر ثانية ، فرَمى عَيْراً منها ، فكان كالذى مَضَى ، فقال :

أعوذُ بالرَّحمن من شَرِّ القَدَرْ

لا بارَكَ الرَّحمنُ فى أُمِّ القُتَرْ

أأُمْغِطُ السَّهْمَ لإِرْهاق الضَّرَرْ

أم ذاك من سوء احْتيالى ونَظَرْ

أم ليسَ يُغْنِى حَذَرٌ عندَ قَدَرْ (٤)

__________________

(١) الرجز لمحارب بن قيس الكسعى فى لسان العرب ( كسع ) ؛ وتاج العروس ( كسع ).


المَغْطُ والإمْغاطُ : سُرعة النَّزع بالسَّهْم. قال : ثم وردت الحُمُر ثالثة ، فكان كما مَضَى من رَمْيه ، فقال :

أيا لِشُؤْمى وشَقائى ونَكَدْ

قد شَفَّ منى ما أرَى حَرُّ الكَبِدْ

أخْلَفَ ما أرْجُو لأهْلِى وَوَلَدْ (١)

ثم وردت الحُمُر رابعة ، فكان كما مضى من رَميه الأوّل ، فقال :

ما بال سَهْمى يُظْهِر الحُباحِبَا

قد كنتُ أرْجو أن يكونَ صَائِبَا

إذ أمْكَنَ العْيرُ وأبْدَى جانِبا

فصار رأيى فيه رأياً كاذِبا (٢)

ثم وردت الحُمُر خامِسة ، فكان كما مضى من رميه ، فقال :

أبعدَ خَمْسٍ قد حَفِظْتُ عَدَّها

أحمِلُ قَوْسِى وأُرِيدُ رَدَّها

أخْزَى إلا هى لِينَها وشَدَّها

واللهِ لا تَسْلَمُ عندِى بَعْدَها

ولا أرجِّى ما حييت رِفْدَها (٣)

ثم خرج من قُتْرته ، حتى جاء بها إلى صخرة ، فضرب بها حتى كسرها ، ثم نام إلى جانبها حتى أصبح ؛ فلما أصبح ونظر إلى نَبْله مُضَرَّجة بالدماء ، وإلى الحُمُر مصَرَّعةً حَوْله ، عَضَّ على إبهامه فقَطَعَها ، ثم أنشأ يقول :

نَدِمْتُ ندامَةً لَوْ أنَّ نَفْسِى

تُطاوِعُنِى إذنْ لَبَترْتُ خَمْسِى

تَبَيَّنَ لى سَفاهُ الرأىِ مِنِّى

لعمرُ اللهِ حينَ كَسَرْتُ قَوْسِى (٤)

__________________

(١) الرجز للكسعى فى لسان العرب ( كسع ) ؛ وتاج العروس ( كسع ). ويروى أوله «‌ إني لشؤمي ».

(٢) الأولان للكسعى فى لسان العرب ( حبب ) ؛ وتاج العروس ( حبب ) ؛ والأرجاز مجتمعة فى لسان العرب ( كسع ) للكسعى.


مقلوبه : [ س ك ع ]

* سَكَع الرجلُ يَسْكَعُ سَكْعاً ، وتسَكَّعَ : مَشَى مُتَعَسِّفا. وما أدرى أين سَكع؟ أى أخذَ ووَقع.

* وتَسَكَّعَ فى أمره : لم يَهْتَد لوِجْهَته.

* ورجل سُكَع : متحَيِّر ؛ مثَّل به سيبويه ، وفسَّره السِّيرافى.

* والمُسَكَّعة : المَضِلَّة من الأرض.

العين والكاف والزاى

* العَكْزُ : الائتمام بالشىء ، والاهتداء به.

* والعُكَّازَة ، والعُكَّاز : عصاً فى أسفلها زُجٌّ ؛ مشتقّ من ذلك.

* وعُكَيْز ، وعاكِز : اسمان.

مقلوبه : [ ك ع ز ]

* كَعَز الشَّىءَ يَكْعَزُهُ كَعْزاً : جمعه بأطراف الأصابع.

مقلوبه : [ ز ع ك ]

* الأزعَكِىُ : القصير اللئيم.

* ورجل زُعْكوك : قصير مُجْتمع الخَلْق.

العين والكاف والدال

* العُكْدَة والعَكَدَة : أصل اللسان والذَّنَب. والجمعُ عُكَدٌ ، وعَكَد.

* وعَكَدة القلب : أصله.

* وعَكِدَ الضَّبُ عَكَداً ، فهو عَكِد ، واستعْكَدَ : سَمِن ، وصَلُب لحمه. واسْتَعْكَد الضَّبُّ والطائرُ : لاذ بالشىءِ ، واستعكد الماءُ اجتمع. ويُروى بيت امرئ القَيْس :

تَرَى الفأرَ فى مُسْتَعْكَد الماءِ لاحِبا

على جَدَدِ الصَّحْراءِ من شَدِّ مُلْهبِ (١)

* وعَكْدُكَ هذا الأمرُ ومَعْكُودُك : أى قُصاراك. أنشد ابنُ الأعرابىّ :

سَنُصْلِى بها القوْمَ الذينَ اصْطَلَوْا بها

وإلا فمَعْكُودٌ لنا أُمُّ جُنْدُبِ (٢)

__________________

(١) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٥١ ؛ ولسان العرب ( عكد ) ، غبا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٨ / ٢٠٨ ) ؛ وتاج العروس ( عكد ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عكد ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١١ / ٢٥٢ ) ؛ وتاج العروس ( عكد ).


ثم فسَّره فقال : مَعْكود : أى قُصَارَى أمرنا وآخِرُه : أن نَظْلِم فَنقْتُلَ غير قاتلنا ، وأمُّ جُندب هنا : الغَدر والداهية.

* وهذا لك مَعْكود : أى عَتيد.

* والمَعْكُود : المحبوس ؛ عن يعقوب.

مقلوبه : [ ع د ك ]

* عَدَكَهُ يَعْدِكُهُ عَدْكاً : ضرَبه بالمِطْرقة ، وهى المِعْدَكَة.

مقلوبه : [ د ع ك ]

* دَعَك الثَّوبَ باللُّبْس دَعْكا : ألان خُشْنَتهُ. ودَعَك الخصمَ دَعْكا : لَيَّنه.

* ورجل مِدْعَكٌ ومُداعِكٌ : شديد الخصومة.

* وتداعَك القوم : اشتدّت الخصومة بينهم.

* ودَعَكه فى التراب : مَرَّغه. ودَعَك الأديمَ دَعْكا : دلَكَه.

* وأرض مَدْعوكة : كَثُر بها الناس ورُعاة الإبل ، حتى أفسدوها ، وكثرَت فيها آثارهم ، وهم يكرهونها ، إلا أن يجمعهم أثر سحَابة لا بدَّ لهم منها.

* والدُّعَك : طائرٌ. والدُّعَك : الضعيف ، على التشبيه به ؛ قال عبد الرحمن بن حسَّان :

*وأنتَ إذا ما حارَبُوا دُعَكُ* (١)

* والدِّعْكاية : الكثير اللَّحم ، طال أو قَصُر.

* والدَّاعِكة : الحمقاء الجريئة. ورجل داعِك : كذلك ؛ أنشد ثعلب :

وطاوَعْتمانى داعِكاً ذا مَعاكةٍ

لعمرِى لقد أوْدَى وما مثلُه يُودِى (٢)

مقلوبه : [ ك د ع ]

* كَدَعَهُ يَكْدَعُه كَدْعا : دفعه.

__________________

(١) بعض بيت ، وتمامه :

هل أنت إلا فتاة الحي إن أمنوا

يوما وأنت إذ ما حاربوا دعك

وهو لعبد الرحمن بن حسان فى لسان العرب ( دعك ) ؛ وتاج العروس ( دعك ) ؛ ولحسان بن ثابت فى ديوانه ص ٣٩٢ ؛ ومقاييس اللغة ( ٢ / ٢٨٢ ).

(٢) البيت لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة المسعودى فى مجالس ثعلب ص ١٧ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( دعك ) ، ( معك ) ويروى « يوزى » بدل « يودى ».


مقلوبه : [ د ك ع ]

* الدُّكاع : داءٌ يأخذ الإبلَ والخيل فى صدورها كالسُّعال ، وهو كالخَبْطة فى الناس.

* ودَكَعَت تدْكَع ، ودُكِعَت دَكْعا : أصابها ذلك.

العين والكاف والتاء

* عَتَكَ يَعْتِكُ عَتْكا : كَرَّ ، وعَتَك الفرَسُ : حملَ للعَضّ ؛ قال :

نُتْبِعُهُمْ خَيْلاً لَنا عَوَاتِكا

فى الحرْبِ جُرْداً تركَبُ المَهالكا (١)

أى مُغتاظة عليهم. ويُرْوَى : « عَوانِكا ». وعَتَك فى الأرض يَعْتِكُ عُتوكا : ذهب وحدَه. وعَتَك عليه يضرِبه : حملَ حملةَ بطشٍ. وعَتك عليه بخير أو شرّ : اعترض. وعَتَك على يمين فاجرة : أقدم. وعَتَكَت المرأة على زوجها : نَشَزَت. وعَتَكَت على أبيها : عَصَته. وقال ثعلَب : إنما هو عَنَكَت بالنون ، والتاء تصحيف. ورجل عاتِك : لَجُوج لا ينتهى. وعَتَكَتِ القوْسُ تَعْتِك عَتْكا وعُتُوكاً. وهى عاتِك : احمرَّت من القِدَم.

* وامرأة عاتِكَة : مُحْمَرَّة من الطِّيب. وقيل بها رَدْعُ طيب. وأحمرُ عاتك : شديد الحُمرة. ولون عاتِك : خالص ، أىَّ لون كان. وعِرْقٌ عاتك : أصفر.

* وعَتَك اللَّبنُ والنَّبيذ يعتِك عُتوكاً : اشتدَّت حُموضته. وعَتَك به الشَّىءُ يَعْتِك عَتْكا. لَزِق.

* وكلُّ كريم عاتِك.

* وأقامَ عِتْكا : أى دهرا ؛ عن اللِّحيانىّ. والمعروف عِنْكا.

* وعاتِكة : اسم امرأة.

* وعَتِيك : أبو قبيلة من اليمن. وقيل : العتيك بالألف واللام : فخِذ من الأَزد ؛ عن كُراع. والنِّسبةُ إليها عَتَكىّ.

* والعَتْكُ : اسم جبل ؛ قال ذو الرُّمَّة :

فلَيْتَ ثَنايا العَتْكِ قبلَ احتمالها

شوَاهِقُ يبلُغْن السَّحابَ صِعابُ (٢)

__________________

(١) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ١ / ١٢٨ ) ؛ وتاج العروس ( عتك ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عتك ) ، ( عنك ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٠٢ ) ؛ وتاج العروس ( عنك ). ويروى « حردا » بالحاء ، و « عوانكا » مكان « عواتكا ».

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٥٦٩ ؛ ولسان العرب ( عتك ) ؛ وتاج العروس ( عتك ).


مقلوبه : [ ك ت ع ]

* الكُتَع : أردأ ولد الثعلب. وجمعه : كِتْعان.

ورجل كَتِع ، ورجال كَتِعون ، ولا يكسَّر.

* وأكتَعُ : رِدْف لأجمع ، لا يُفرد منه ، ولا يُكسَّر. والأنثى كَتْعاء ، وهى تكسَّر على كُتْع ، ولا تُسَلَّم. وقيل : أكْتَعُ كأجمع ، ليس بردف ، وهذا نادر. قال عثمان بن مظعون :

أتَيْمَ بنَ عمْرو للَّذى جاء بغْضَةً

ومِن دُونه الشَّرْمانُ والبِرْكُ أكْتَعُ (١)

ورأيت المال جَمْعا كَتْعا.

* وما بالدار كَتيع : أى أحد.

* والكُتْعَة : طَرَف القارورة. والكُتْعَة : الدّلو الصغيرةُ ؛ عن الزجَّاجىّ.

* والكُتَع : الذَّليل. ورجل كُتَعٌ : مُشَمِّرٌ فى أمره. وقد كَتِع كَتَعا ، وكَتَع. وقيل : كَتَع : تقبَّض وانضمّ ككَنَع.

* وكَاتَعَه اللهُ : كقاتَعه : أى قاتله. وزعم يعقوب أن كاف كاتعه بدلٌ من قاف قاتعه.

وحكى ابن الأعرابىّ : لا والذى أكْتعُ به : أى أحلف.

مقلوبه : [ ك ع ت ]

* الكُعَيت : البُلْبُل ، مَبْنىٌّ على التَّصغير ، والجمع كِعْتانٌ.

* وأبو مُكْعِت على مثال مُلْجِم : شاعر معروف ، ولا أعرف له فعلا.

العين والكاف والظاء

* عَكَظ دابَّتَه يَعْكِظها : حَبَسها. وعَكَظ الشىءَ يَعْكِظه : عَرَكَه. وعَكَظ خَصْمه يَعْكِظُه عَكْظا : عَرَكه وقَهَرَه.

* وتَعاكَظَ القومُ : تعاركوا وتفاخَرُوا.

* وعُكاظ : سُوق للعرب ، كانوا يتعاكظون فيها ؛ قال اللِّحيانىّ : أهل الحجاز يُجْرُونها ، وتميمٌ لا تجْرِيها. قال أبو ذُؤَيب :

إذا بُنِىَ القِبابُ على عُكاظٍ

وقامَ البَيْعُ واجتَمَع الألُوفُ (٢)

أراد بعكاظ : فوضَع « على » موضع « الباء ».

__________________

(١) البيت لعثمان بن مظعون فى لسان العرب ( كتع ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٨٣ ؛ ولسان العرب ( عكظ ) ؛ وتاج العروس ( عكظ ) ..


* وتَعَكَّظَ عليه أمرُهُ : الْتَوَى.

* ورجل عَكِيظ : قصير.

مقلوبه : [ ك ع ظ ]

* الكَعِيظ ، والمُكَعَّظ من الناس : القصير الضَّخم.

العين والكاف والثاء

* العَكْث : اجتماع الشىء والتئامه.

مقلوبه : [ ع ث ك ]

* العَثَك والعُثَك والعُثُك : عِرْق النخل خاصة.

مقلوبه : [ ك ث ع ]

* الكَثَعَة : الطين.

* والكَثَعةُ والكُثْعة : ما على اللَّبن من الدَّسم. والخُثورة. وقد كَثَع.

* وكَثَعَتِ الغنمُ كُثوعا : استرْخَتْ بُطونُها ، فسَلَحَت ، وقيل : استرْخَت بطونُها فقط. وكَثَعَتِ اللِّثة والشَّفَة تَكْثَع كُثوعا ، وكَثَعَتْ : كَثُر دمُها. وقيل : كَثِعَتِ الشَّفة واللِّثة : احْمَرَّتْ.

* وكَثَّعَتِ اللِّحية ، وهى كُثَعَة : طالت. وكَثُفَت.

* والكُثْعَة : الفَرْق الذى فى وسط ظاهر الشَّفة العُليا.

* والكَوْثع : اللئيم من الرجال. والأنثى كَوْثَعَة.

العين والكاف والراء

* عَكَر على الشىء يَعْكِر عَكْراً وعُكورا ، واعْتَكَر : كَرَّ وانصرف.

* ورجل عَكَّار فى الحرب : عَطَّاف كَرَّارٌ.

* واعْتَكَروا فى الحرب : اختلطوا. واعْتَكر العَسكُر : رجعَ بعضُه على بعض ، فلم يُقْدَر على عَدّه. قال رُؤبة :

*إذا أرادوا أن يَعدُّوهُ اعْتَكَرْ* (١)

* واعْتَكَرَ اللَّيلُ : اشتدّ سوادُه والْتَبَس. قال رؤبة :

*وأعْسِفُ اللَّيل إذا اللَّيلُ اعْتَكَرْ* (٢)

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٧٣ ؛ ولسان العرب ( عكر ) ؛ وتاج العروس ( عكر ) ؛ والعين ( ١ / ١٩٧ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ١٩٩ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٠٥ ).


واعتَكَر المطَرُ : اشتدّ. واعْتَكَرَتِ الرّيح : جاءت بالغُبار. واعْتَكرَ الشَّبابُ : دام وثَبَت ؛ عن اللِّحيانىّ.

* وتَعَاكَرَ القوْمُ : تشاجروا فى الخُصومة.

* والعَكَر : دُرْدِىُّ كلّ شىء.

* وعَكِرَ المَاءُ والنَّبيذُ عَكَراً ، وعَكَّرَهُ ، وأعْكَره : جعلَه عَكِراً.

* وعَكَّره وأعْكَرَه : جعلَ فيه العَكَر.

* والعَكَرة ، والعَكْرة : القِطعة من الإبل. وقيل : العَكَرة : السِّتون منها. وقيل : العَكَر : ما فوق خَمْس مئة من الإبل.

وقول ساعدة بن جُؤَيَّة :

لمَّا رأى نَعْمانَ حلَّ بكِرْفىءٍ

عَكِرٍ كما لَبَجَ النزولَ الأرْكُبُ (١)

جعل للسَّحاب عَكَراً كعَكَر الإبل ؛ وإنما عَنى بذلك قِطَع السِّحاب وقَلَعه. والقطعة عَكَرة وعَكْرة.

* ورجل مُعْكِرٌ : عنده عَكَرة.

* واستعار العَجَّاج العَكَر للخَيل ، فقال :

*ألْفا يَجُرُّون من الخيل العَكَرْ*

* والعَكَرة : أصلُ اللِّسان كالعَكَدَة ، وجمعها عَكَرٌ.

* والعِكْرُ : الأصل.

* والعَكَرْكَر : اللَّبَن الغليظ.

* وعاكِر ، وعُكَيْر ، ومِعْكَر ، وعَكَّار : أسماء.

مقلوبه : [ ع ر ك ]

* عَرَك الأديمَ وغيرَه يَعْرُكه عَرْكا : دَلَكَه. وعَرَكَ بجنبه ما كان من صاحبه ، يَعْرُكُه ، كأنه حَكَّه حتى عَفَّاه ، وهو من ذلك. وفى الخبر : أن ابن عباس قال للحُطَيئة : هلا عَرَكت بجنبك ما كان من الزِّبرقان؟ قال :

__________________

(١) البيت لساعدة بن جؤية فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٠٤ ؛ ولسان العرب ( لبج ). ( عكر ) ، ( رأى ) ؛ وتاج العروس ( رأى ).


إذا أنتَ لم تَعْرُك بجَنْبكَ بعضَ ما

يَريبُ مِنَ الأدنى رَماكَ الأباعِدُ (١)

وأنشد ابن الأعرابىّ :

العارِكِينَ مَظالِمِى بجُنُوبِهِمْ

والمُلْبِسِىّ فَثَوْبُهُمْ لىَ أوْسَعُ (٢)

أى خَيرُهم علىّ ضافٍ.

* وعَرَكه الدهرُ : حَنَّكه. وعَرَكَتْهم الحربُ تَعْرُكُهم عَرْكاً : دارتْ عليهم ، وكلاهما على المَثَل ، قال زُهَير :

فَتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحَى بِثفالهَا

وتَلْقَحْ كِشافا ثم تَحْمِلْ فَتُتْئِمِ (٣)

الثِّفال : الجلدة تُجعَل حول الرَّحَى ، تُمْسِك الدقيق.

* والعُراكة : ما حلبْتَ قبل الفِيقَة الأُولى ، وقبل أن تُجْتمعَ الفِيقَةُ الثانية.

* والمَعْرَكة والمَعْرُكة : موضع القتال.

* وعارَكه مُعارَكة وعِراكا : قاتله.

* ومُعْتَركُ المَنايا : ما بين السِّتين إلى السَّبعين.

* واعترَك القومُ فى المَعْركة والخُصومة : اعْتَلَجُوا. واعْتَرَكَتِ الإبلُ فى الوِرْد : ازدَحمت.

* قال سيبويه : وقالوا أرسَلها العِراك ، أدخلوا الألف واللامَ على المصْدر الذى فى موضع الحال ، كأنه قال : اعْتِراكا ، أى مُعْتَرِكَة. وأنشد قول لَبيدٍ :

فأرْسَلَها العِرَاكَ ولم يَذُدْها

ولم يُشْفِقْ على نَغَصِ الدِّخالِ (٤)

والعَرِك : الشديد العِلاج والبطش فى الحرب. وقد عَرِك عَرَكا ، قال جرير :

قد جَرَّبَتْ عَرَكى فى كلِ مُعْتَرَكٍ

غُلْبُ الأُسودِ فما بالُ الضَّغابِيسِ؟ (٥)

__________________

(١) البيت للحطيئة فى لسان العرب ( عرك ) ؛ وتاج العروس ( عرك ) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة ( ١ / ٢٦٨ ) ؛ وأساس البلاغة ( عرك ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( برك ).

(٣) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ١٩ ؛ ولسان العرب ( كشف ) ، ( عرك ) ، ( ثفل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٢٧ ، ١٥ / ٩٠ ) ؛ وتاج العروس ( عرك ) ، ( ثفل ).

(٤) البيت للبيد فى ديوانه ص ٨٦ ؛ وأساس البلاغة ( نغص ) ؛ ولسان العرب ( نغص ) ، ( عرك ) ، ( دخل ) ؛ وتاج العروس ( نغص ) ، ( عرك ) ، ( دخل ).

(٥) البيت لجرير فى ديوانه ص ١٢٩ ؛ ولسان العرب ( ضغبس ) ، ( عرك ) ؛ والعين ( ٤ / ٤٦١ ) ؛ وتاج العروس ( ضغبس ) ، ( عرك ).


والمُعارِك : كالعرِك.

* والعَرْكُ : حَزُّ مِرْفَق البعير جَنْبَه ، حتى يخلُص إلى اللَّحم ، ويقطَع الجِلْد بحَدِّ الكِرْكِرَة. قال :

*ليسَ بذى عَرْكٍ ولا ذى ضَبِّ* (١)

* والعَرَكْرَك كالعَرِك ، وبَعير عَرَكْرَكٌ : إذا كان به ذلك. قال رُؤْبة :

أصْبَرُ من ذى ضاغِطٍ عَرْكْرَكِ

ألْقَى بَوانِى زَوْرِه للمَبْرَكِ (٢)

* فأمَّا ما أنشده ابنُ الأعرابىّ لرجل من عُكْل ، يقوله للَيْلى الأخيليَّة :

حَيَّاكَةٌ تَمْشِى بعُلْطَتينِ

وَقادِمٍ أحمر ذى عَرْكَيْنِ (٣)

فإنما يعنى حِرَها ، واستعارَ له العَرْك ، وأصله فى البعير.

* وعَرِيكة الجمل والناقة : بقيَّةُ سَنامهما. وقيل : هو السَّنام كلُّه. قال ذو الرُّمَّة :

*خِفافُ الخُطا مُطْلَنفِئاتُ العَرائِكِ* (٤)

وقيل : إنما سمى بذلك ، لأن المشترى يَعْرُك ذلك الموضع ، ليَعْرِفِ سمَنَهُ وقُوَّته. ورجل لَيِّن العَرِيكة ، أى لَيِّنَ الخُلُقِ سَلِسُه ، وهو منه. والعريكة : النفس ؛ يقال : إنه لصعب العريكة ، وسَهل العَرِيكة : أى النفس. وقول الأخطل :

مِن اللَّوَاتى إذا لانَتْ عَرِيكَتُها

كانَ لهَا بَعْدَها آلٌ ومَجْلودُ (٥)

قيل فى تفسيره : عَرِيكَتُها : قُوتها وشِدَّتها. ويجوز أن يكون مما تقدَّم ، لأنها إذا جَهَدَتْ وأعْيت ، لانت عَرِيكَتُها وانقادت.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( ضبب ) ، ( عرك ) ، ( أمم ) ؛ ومقاييس اللغة ( ١ / ٢٣ ) ؛ وتاج العروس ( عرك ) ، ( أمم ).

(٢) الرجز لحلحلة بن قيس بن أشيم فى لسان العرب ( ضغط ) ؛ وتاج العروس ( عرك ) ؛ ولسعيد ( أو سعد ) بن أبان الفزارى فى مجمع الأمثال ( ١ / ٤١٠ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عرك ) ؛ تهذيب اللغة ( ١ / ٣٠٨ ).

(٣) الرجز لليلى الأخيلية فى لسان العرب ( عرك ) ؛ ولحبينة بن طريف العكلى فى لسان العرب ( خلج ) ، ( علط ) ؛ وتاج العروس ( عرك ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٢ / ٤٧ ، ٣ / ١٠٤ ، ٤ / ٥٣ ).

(٤) عجز بيت ، وصدره : * إذا قال حادينا : ايا ، عجست بناز * وهو لذى الرمة فى تتمة ديوانه ص ١٧٣٧ ؛ ولسان العرب ( عرك ) ، ( أيا ) ؛ والعين ( ٨ / ٤٤٤ ) ؛ وتاج العروس ( عرك ) ، ( أيا ).

(٥) البيت للأخطل فى ديوانه ص ٣٤ ؛ ولسان العرب ( عرك ) ؛ والعين ( ٦ / ٨٢ ، ٨ / ٣٥٩ ) ؛ وتاج العروس ( برك ) وفيه : مجهود ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( جلد ) ؛ وتاج العروس ( جلد ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٦٥٧ ).


* وعرَكَ ظهرَ النَّاقة وغيرِها يَعْرُكُه عَرْكا : أكَثر جَسَّهُ ، ليعرِفَ سمنَها.

* وناقةٌ عَرُوك : لا يُعْرَف سِمَنُها إلا بذلك. وقيل : هى التى يُشَكُّ فى سَنامِها أنه شَحْم أم لا؟ والجمع : عُرُك.

* ولَقِيَه عَرْكَةً : أى مَرَّة ، لا يستعملُ إلا ظَرْفا.

* وعَرَكَه بشرٍّ : كرّره عليه. وقال اللِّحيانىّ : عَرَكَه يَعْرُكُهُ عَرْكا : إذا حَمَلَ الشَّرَّ عليه.

وعَرَك الإبلَ فى الحَمْضِ : خَلَّاها فيه ، تنالُ منه حاجَتَها. وعَرَكَتِ المَاشيةُ النَّباتَ : أكَلَتْه. قال :

وما زِلتُ مثلَ النَّبْتِ يُعْرَكُ مَرَّةً

فَيُعْلَى ويُوَلى مَرَّةً وَيَثُوبُ (١)

* والعَرْكُ من النَّبات : ما وُطِئَ وأُكِل ، قال رُؤْبة :

*وإنْ رَعاها العَرْكَ أو تأنَّقَا* (٢)

* ورجلٌ مَعْرُوكٌ : أُلِحَّ عليه فى المسألة.

* وعَرَكَتِ المرأةُ تَعْرُكُ عَرْكا وعِرَاكا وعُروكا ، الأُولى عن اللِّحيانىّ. وهى عارِك ، وأعْرَكَتْ ، وهى مُعْرِكٌ : حاضَتْ. وخَصَّ اللِّحيانىّ بالعَرْكِ الجارِية.

* والعَرْك : خُرْءُ السِّباع.

* والعَرَكىّ : صَيَّاد السَّمَك ، وجمعه عَرَكٌ ، كعَرَبىّ وعَرَب ، وإنما قيل للملاحين عَرَكٌ ، لأنهم يَصيدون السَّمَك ، وليس بأنّ العَرَكَ اسم لهم. قال زُهَير :

تَغْشَى الحُدَاةُ بهم حُرَّ الكَثيبِ كما

يُغْشِى السَّفائنَ مَوْجَ اللُّجَّة العَركُ (٣)

وهُم العُروك. قال أُميَّة بن أبى عائذ :

وفى غَمْرِة الآلِ خِلْتَ الصُّوَى

عُرُوكا على رائِس يَقْسِمُونا (٤)

رائس : جبلٌ فى البحر. وقيل : رئيس منهم ورمل عَرِيك ومُعْرَوْرِكٌ : متداخِل

* والعَرَكْرَك : الرَّكَب الضَّخمُ.

* والعَرَكْركة : الكثيرة اللحم ، القبيحة الرَّسحاء.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عرك ) ؛ وتاج العروس ( عرك ).

(٢) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١١١ ؛ ولسان العرب ( عرك ) ؛ وتاج العروس ( عرك ).

(٣) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ١٧٦ ؛ ولسان العرب ( عرك ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٠٧ ) ؛ وتاج العروس ( عرك ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٠ / ٢٩ ).

(٤) البيت لأمية بن أبى عائذ الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٥١٩ ؛ ولسان العرب ( رأس ) ، ( عرك ) ؛ وتاج العروس ( رأس ) ، ( عرك ).


* وعِرَاك ، ومُعارِكٌ ، ومِعْرَك ومِعْراك : أسماء.

* وذو مَعارِك : موضعٌ. أنشد ابن الأعرابىّ :

تُلِيحُ مِن جَنْدَلِ ذى مَعارِكِ

إلاحَة الرُّوم مِنَ النَّيازِكِ (١)

أى تُلِيح مِنْ حَجَر هذا الموضع. ويُرْوَى : « ... مِن جَنْدَلَ ذى مَعارِك ». جعل جَنْدَل اسماً للبقعة ، فلم يصرفه ، وذى مَعارك بدل منها ، كأن الموضع يُسَمَّى بجَنْدل ، وبذى مَعارِك.

مقلوبه : [ ك ع ر ]

* كَعِرَ الصَّبِيُ كَعَراً ، فهو كَعِرٌ وأكْعَرُ : امتلأ بطنهُ وسَمِنَ. وكَعِرَ البطْنُ ونحوه : تَمَلأَ. وقيل : الكَعَر : تَمَلُّؤُ بطن الصبىّ من كثرة الأكل.

* وأكْعَرَ البعيرُ : اكتنزَ سَنامُه. وكَعِر الفصيلُ ، وأكْعَرَ ، وكَعَّر ، وكَوْعَرَ : اعتقد فى سنامه الشَّحم.

* والكَعْرَةُ : عُقْدَة كالغُدَدة.

* والكُعْرُ : شَوْكٌ يَنْبَسط ، له ورق كِبار ، أمثالُ الذّراع ، كثيرةُ الشَّوْكِ ، ثم تخرج له شُعَب ، وتظهرُ فى رُءوس شُعَبه هَناتُ أمثالُ الرّاحِ ، يُطيف بها شوك كثيرٌ طِوال ، وفيها وَرْدة حمراءُ مُشْرِقة ، تَجْرُسُها النحلُ ، وفيها حَبّ أمثالُ حبّ العُصْفُرِ ، إلا أنه شديد السواد.

* وكوعرُ : اسم.

مقلوبه : [ ك ر ع ]

* كَرِعَت المَرْأَةُ كَرَعاً ، فهى كَرِعَةٌ : اغْتَلَمَتْ ، وأحَبَّتِ الجماع.

* والكُرَاعُ من الإنسان : ما دون الرُّكْبَة إلى الكَعْب. ومن الدَّوَابّ : ما دُون الكَعْب. أنثى ، وقال اللِّحيانىّ : هو مما يُؤَنَّث ويُذَكَّر ، قال : ولم يعرف الأصمعىُّ التَّذكير. وقال مرّة أُخرَى : هو مُذَكَّر لا غير. وقال سيبويه : وأمَّا كُراع ، فإنّ الوجهَ فيه تركُ الصَّرف ؛ ومنَ العرب مَن يَصرفُه ، يشَبِّهه بذرَاع ، وهو أخْبَثُ الوَجهين. يعنى أن الوجه إذا سُمّى به : لا يُصْرَف لأنه مؤنَّث ، سُمّى به مُذَكَّر. والجمع أكْرُع. وأكارِع جمع الجمع. وأمَّا سيبويه فإنه جعلَه مما كُسِّر على ما لا يكسَّر عليه مثله ، فِراراً من جمع الجمع ، وقد يكسَّر على كِرْعان.

* والكُرَاع من البَقر والغَنم : بمنزلة الوَظيف من الخَيل ، والإبل ، والبِغال ، والحَمير.

* وكَرَعَه : أصاب كُراعَه. وكَرِعَ كَرَعا : شكا كُرَاعَهُ.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عرك ) ، ( جندل ) ؛ وتاج العروس ( عرك ) ، ( جندل ).


* ويقال للضعيف الوادع : فلان ما يُنْضِجُ الكُرَاع.

* والكَرَع : دِقَّة الأكارِع والأذرع ، طويلةً كانت أو قصيرةً. كَرِعَ كَرَعا ، وهو أكْرَع. والكَرَع أيضاً : دِقَّة السَّاق ، وقيل : دِقَّة مُقَدَّمها ، والفِعلُ كالفعل ، والصّفة كالصّفة.

* وتَكَرَّع للصلاة : غَسَل أكارِعَه. وعَمَّ بعضُهم به الوُضوء.

* وكُرَاعا الجُنْدَب : رِجلاه. وكُراعُ الأرض : ناحيتُها. والكُراع : كلّ أنْف سال ، فتقدَّمَ من جَبَلٍ أو حَرَّةٍ. وكُراع كلّ شىء : طَرَفُه. والجمع فى هذا كله : كِرْعان ، وأكارِع.

والكُرَاع : اسم يَجْمع الخيل. والكُراع : السِّلاح. وقيل : هو اسم يجمع الخيل والسِّلاح.

* والكَرَع ، والكُراع : ماء السَّماء. وقيل : الذى تخوضُه الماشية بأكارعها.

* وكلّ خائض ماء : كارِع ، شرب أو لم يشرب.

* وكَرَع فى الماء يَكْرَع كُرُوعاً وكَرْعا : تناوَلَهُ بفيهِ من غيرِ إناءٍ. وقيل : هو أن يَدْخُل النَّهر ، ثم يَشرب. وقيل : هو أن يُصوّب رأسَه فى الماء وإن لم يشْرَب.

* وأكْرَعُوا : أصابوا الكَرَع فأوردوا.

* والكارِعات والمُكْرَعات : النخل التى على الماء. وقال أبو حنيفة : هى التى لا يفارِق الماءُ أُصُولها ، وأنشد :

أوِ المُكْرَعاتِ من نخيلِ ابنِ يامِنٍ

دُوَيْنَ الصَّفا اللاتى يَلِينَ المُشَقَّرَا (١)

قال : والمُكْرَعاتُ أيضا : النَّخل القريبةُ من المَحَلّ. قال : والمُكْرَعات أيضا : الإبلُ تُدنَى من البُيُوت ، لتدفَأ بالدُّخان. وفى « المُصَنَّف » : المُكْرَبات. وأنشد أبو حنيفة :

فَلا تَنْزِلْ بجَعْدِىٍّ إذَا ما

تَرَدَّى المُكْرَعاتُ من الدُّخان (٢)

* وكَرَعُ النَّاس : سَفِلَتُهم.

* وكُراع الغَميم : موضع.

* وابن كُراع : من فُرْسان العَرب وشُعَرائهم. كُراع : اسم أُمِّه. قال سيبويه : هو من القِسْم الذى يقع فيه النَّسب إلى الثانى ، لأنَّ تَعَرُّفَه إنما هو به ، كابن الزُّبير ، وأبى دَعْلَج.

* وأما الكَرَّاعة التى تلفظ بها العامَّة ، فكلمة مُوَلَّدة.

__________________

(١) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٥٧ ؛ ولسان العرب ( شقر ) ، ( شرق ) ؛ وتاج العروس شرق ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( كرع ) ؛ وتاج العروس ( كرع ).

(٢) البيت للأخطل فى ديوانه ص ٣٥٣ ؛ ولسان العرب ( كرع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٠٩ ) ؛ وتاج العروس ( كرع ).


مقلوبه : [ ر ك ع ]

* الرُّكُوع : الخُضوع ، عن ثعلب.

* رَكَعَ يَرْكَعُ رَكْعا ورُكُوعا : طأطأَ رأسه. وكلُّ قَوْمةٍ فِى الصَّلاةِ ركعة. قال :

وأفْلَتَ حاجِبٌ فَوْتَ العَوَالى

على شَقَّاءَ تَرْكَعُ فى الظِّرَابِ (١)

وجمع الراكع : رُكَّع ورُكُوع. ورَكَع الشَّيخُ انحَنى.

* والرَّكْعَةُ : الهُوَّة فى الأرض ؛ يمانية.

العين والكاف واللام

* عَكَل الشَّىءَ يَعْكِلُه عَكْلاً : جمَعَه. وعَكَل السائقُ الخيلَ والإبلَ يَعْكِلها عَكْلا : حازها وساقها. وعَكَل البعير يَعْكِلُه عَكْلا : شَدَّ رُسغَ يده إلى عَضُده بحبل.

* واسم ذلك الحبلِ : العِكال.

* والمَعْكُول : المحبوس ؛ عن يعقوب.

* والعَكَلُ من الإبل : كالعَكَر.

* والعُكْلُ والعِكْل : اللَّئيم. والجمع : أعْكال.

* وعَكَل فى الأمر ، يَعْكُل عَكْلا : قال فيه برأيه ، وعَكَل برأيه يَعْكُل عَكْلاً : حَدَس. وعكل عليه الأمْرُ ، وأعْكَل ، واعْتَكَل : التَبَس واشتَبه.

* والعَوْكَل : ظَهْر الكثيب. قال :

بكُلّ عَقَنْقَلٍ أو رأسِ بَرْثٍ

وعَوْكَلِ كلّ قَوْزٍ مُسْتَطِيرِ (٢)

وقيل : هو الكَثيبُ المُتراكبُ المُتداخِل. وقيل : عَوْكَلُ كلّ رملة : رأسُها. والعَوْكَلة : العظيمة من الرَّمْل. قال ذو الرُّمَّة :

*وقدْ قابلَتْه عَوْكَلاتٌ عَوَانِكُ* (٣)

* والعَوْكَلُ : المرأة الحمقاء. والعَوْكَل : الرجل القصير الأفحَجُ ؛ قال :

ليسَ يُرَاعَى نَعَجاتِ عَوْكَلِ

__________________

(١) البيت لبشر بن أبى خازم فى ملحق ديوانه ص ٢٢٧ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ركع ) ، ( شوه ) ؛ والمخصص ( ١٣ / ٨٧ ) ؛ وتاج العروس ( ركع ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عكل ) ؛ ويروى « مستطيرُ » بضم الراء فى كتاب العين ( ١ / ٢٠١ ) ؛ ولسان العرب ( عكل ).

(٣) الشطر بلا نسبة فى المخصص ( ١٠ / ١٤٢ ).


أحَلَّ يَمْشِى مِشْيَةَ المُحَجَّلِ (١)

وقلَّدْتُه قلائدَ عَوْكَلٍ : يعنى الفَضائح ؛ عن كُراع. والعَوْكَلان : نَجْمان.

* وعُكْل : قبيلة فيهم غَباوَة. فلذلك يُقال لكلّ مَنْ به غَفْلة : عُكْلِىّ. قال :

جاءتْ به عُجُرٌ مُقابَلَةٌ

ما هُنَّ من جَرْمٍ ولا عُكْلِ (٢)

قال ابن الكَلْبِىّ : هو أبو بطن منهم ، حَضنَتَه أَمَةٌ تسمَّى عُكْل ، فسُمِّى بها.

* وقد سَمَّوْا عَكَّالا ، وعاكلا ، وعُكَيْلا.

* وبنو عَوْكَلان : بطن من العرب. وعَوْكَلان : مَوضع.

* والعَوْكل : القصير.

مقلوبه : [ ع ل ك ]

* عَلَكَتِ الدَّابَّةُ اللِّجامَ تَعْلُكه عَلْكا : حَرَّكته فى فيها. وعَلَك نابَيْهِ : حَرَق أَحدهما بالآخر ، فحدث بينهما صَوْت. قال العُجَيْر السَّلُولىّ :

فجِئْتُ وخَصْمى يَعْلُكون نُيُوبَهُم

كما وَضَعِتْ تحتَ الشِّفارِ جَزُورُ (٣)

وعَلَك الشىء يعلُكه ويَعْلِكُه عَلْكا : مَضَغَه ولَجْلَجَهُ. وطعام عالِك ، وعَلِك : مَتين المَمْضَغَة.

* والعِلك : ضرْبٌ من صَمغ الشَّجر ، كاللُّبان يُمْضغ. والجمعُ عُلُوك ، وبائعه عَلَّاكٌ.

* وما ذُقت عَلاكا : أى ما يُعْلَك.

* وعَلَّك القربةَ « مشدَّد » : أجاد دَبْغَها ؛ عن أبى حنيفة.

* وعَلَّكَ مالَه : أحسَن القِيام عليه. قال :

وكائنْ من فَتًى سَوْءٍ تَرَاهُ

يُعَلِّكُ هَجْمَةً حُمْراً وجُوْنا (٤)

* وعَلَّك يَدَيْه على ماله : شَدَّهما من بُخْله ، فلم يَقْرِ ضَيْفا ، ولا أعطَى سائلا.

* والعَلِكَة : شِقْشِقة الجمل عند الهَدِير.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عكل ) ؛ والمخصص ( ٢ / ٧٦ ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ١٠٠ ) ؛ وتاج العروس ( عكل ).

(٢) البيت بلا نسبة فى شرح المفصل ( ٥ / ٤٧ ) ؛ ولسان العرب ( عكل ).

(٣) البيت للعجير السلولى فى لسان العرب ( علك ) ؛ وتاج العروس ( علك ) ؛ والرواية فيهما : « عزوز » ويروى « الشغار » بالغين بدل الفاء.

(٤) البيت للمرار بن منقذ فى شرح اختيارات المفضل ص ٣٥٣ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( علك ) ؛ والمخصص ( ٧ / ٨٣ ) ؛ وتاج العروس ( علك ).


* والعَلَك والعَلاك : شجر ينبُت بالحجاز. قال أبو حنيفة : هو شجر لم أسمع له بحِلْية.

* والعَوْلَك : عِرْق فى رَحِم الشاة ، وهو أيضاً : عِرْق فى الخيل والحُمُر والغَنم ، يكون غامضا فى البُظارة ، وداخلا فيها. والبُظارة : ما بين الإسْكَتَين ، وهما جانبا الحَياءِ. واستعار بعض الرُّجَّازِ ذلك للنساء ، فقال :

يا صاحِ ما أصْبَرَ ظَهْر غَنَّامْ

خَشِيتُ أن تظهرَ فيه أوْرامْ

مِن عَوْلَكَين غَلَبا بالإبْلام (١)

وذلك أن امرأتين كانتا رَكِبتا هذا البعير الذى يُقال له غَنَّام.

* وشعَرٌ مُعْلَنْكِك : كثير مُتراكب.

مقلوبه : [ ك ع ل ]

* الكَعْل : الرّجيع من كلّ شىء حينَ يضعه ؛ عن ابن الأعرابىّ.

* والكَعْلُ : ما يتعلق بخُصَى الكِباش من الوَذَح.

مقلوبه : [ ك ل ع ]

* كَلِعَتْ رِجلُه كَلَعا وكُلاعا : تشقَّقتْ واتَّسخَتْ ، قال :

تَرَى برِجْلَيْهِ شُقوقا فى كَلَعْ

من بارئٍ حِيصَ ودامٍ مُنْسَلِعْ (٢)

أراد : فيها كَلَع. وأكْلَعْتُها. وكَلِع رأسُه كَلَعا : كذلك.

* وأسْوَدُ كَلِع : سواده كالوَسَخِ.

* وكَلِع البعيرُ كَلَعا ، فهو كَلع : انْشَقَّ فِرْسِنُه واتَّسَخَ.

* وإناءٌ كَلِع ، ومُكْلَع : وَسِخ.

* والكُلْعة والكَلْعة ، الأخيرة عن كُراع : داءٌ يأخذ البعيرَ ، فَيَجْرَدُ شَعْرُه عن مُؤَخَّره ،

__________________

(١) الرجز لعدبس الكنانى فى لسان العرب ( علك ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( غنم ) ؛ والمخصص ( ٢ / ٣٩ ) ؛ وتاج العروس ( علك ) ، ( غنم ).

(٢) الرجز لحكيم بن معية الربعى فى لسان العرب ( سلع ) ، ( كلع ) ؛ وله أو لأبى محمد الفقعسى فى تاج العروس ( سلع ) ؛ ولسان العرب ( طبع ) ؛ ولعكاشة السعدى فى تاج العروس ( كلع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قسس ).


ويَتَشَقَّقُ ويَسْوَدّ ، وربما هَلَك منه.

* والكَلَعة : الغَنم الكثيرة.

* والتَّكَلُّع : التحالف والتجمُّع ؛ يمانِيَة.

* وذو الكَلاع الحِمْيَرِىُّ : مَلِك معروف ، وهو منه.

مقلوبه : [ ل ك ع ]

* اللَّكَع : وَسَخُ الغُلْفَة.

* واللُّكَع : المُهْرُ والجَحْش ، والأنثى بالهاء.

* ولَكِعَ لَكَعا ولَكاعَة : لَؤُم وحَمُق.

* ورجل ألْكَعُ ، ولُكَع ، ولَكِيع ، ولَكاع ، ومَلْكَعان ، ولَكُوع : لئيم دَنىء. قال رُؤبة :

لا أبْتَغِى فضْلَ امْرِئٍ لَكُوعِ

جَعْدِ اليَدَينِ لَحِزٍ مَنُوعِ (١)

وقوله :

فأَقْبَلَتْ حُمْرُهُمُ هَوَابِعَا

فى السِّكَتَينِ تَحْمِلُ الألاكِعا (٢)

كَسَّر ألْكَع تكسير الأسماء حين غَلَبَ ، وإلّا فكان حُكْمه : « تَحْمِلُ اللُّكْعَ » ، وقد يجوز أن يكون هذا على النَّسب ، أو على جمع الجمع. والمرأة لَكاعِ ، ومَلْكَعانَة ، ولَكِيعة ، ولَكْعاء ، قال :

أُطَوّف ما أُطَوّف ثمَّ آوِى

إلى بيت قَعِيدَتُهُ لَكاعِ (٣)

وقالوا فى النداء للرجل : يا لُكَعُ ، وللمرأة : يا لَكاعِ. وزعم سيبويه أنهما لا يستعملان إلا فى النداء.

* ولَكاعِ : الأمَة أيضا.

* واللُّكَعُ : العَبْدُ. واللُّكَع : الذى لا يُبَيِّنُ الكَلام.

* ولَكَعَتْهُ العَقْرب تَلْكَعُه لَكْعا : لَدَغَتْهُ. ولَكَع الرجلَ : أسمعَهُ ما يكرَه ، على المَثَل ؛

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٩٥ ؛ ولسان العرب ( لكع ) ؛ وتاج العروس ( لكع ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( لكع ) ، ( هبع ) ؛ وتاج العروس ( لكع ) ، ( هبع ).

(٣) البيت للحطيئة فى ملحق ديوانه ص ١٥٦ ؛ وجمهرة اللغة ص ٦٦٢ ؛ ولأبى الغريب النصرى فى لسان العرب ( لكع ) ؛ ويروى صدره : * أجول ما أجول ثم آوى *.


عن الهَجَرىّ.

* والمَلاكِيع : ما خرج مع السَّلِى من البَطْن.

* واللُّكَاعَة : شَوْكة تُحْتَطَب ، لها سُوَيْقة قَدْرُ الشِّبْر ، لَيِّنَة كأنها سَيرٌ ، ولها فُروع مملوءة شوْكا. وفى خِلال الشَّوْك وُرَيْقَة لا بال بها تَنْتَفِض ، ثم يبقَى الشَّوْك ، فإذا جفَّت ابْيضَّتْ وجمعها لُكاع.

العين والكاف والنون

* العُكْنة : ما انْطَوَى وتَثَنَّى من لحم البطن.

* وجارية عَكْناء ومُعَكَّنة : ذات عُكَن.

* وعُكَن الدرع : ما تَثَنَّى منها. قال يصف دِرْعا :

لها عُكَنٌ تَرُدُّ النبل خُنْسا

وتهْزأ بالمَعابل والقِطاعِ (١)

أى تستخفها.

* وناقة عَكْناء : غليظة لحم الضَّرة والخِلْفِ ، وكذلك الشاة.

* والعَكْنانُ ، والعَكَنان : الإبل الكثيرة ، قال أبو نُخَيْلة السَّعْدىّ :

هلْ باللِّوَى مِنْ عَكَرٍ عَكْنانِ؟

أَمْ هَلْ ترَى بالخَلّ مِنْ أَظْعانِ؟ (٢)

مقلوبه : [ ع ن ك ]

* عَنَك الرملُ يَعْنُك عُنُوكا ، وتَعَنَّك : تعقَّد وارتفع ، فلم يكن فيه طريق ، ورملة عانك.

* واعْتَنك البعيرُ واسْتَعنك : حَبا فى العانِك ، فلم يقدِر على السَّير.

* وعَنَكَت المرأة على زوجها : نَشَزَت ، وعلى أبيها : عَصَتْه. ورواه ابن الأعرابىّ : عَتَكَتْ ، بالتاء. وعَنَك الفرس : حَمَل وكَرَّ ؛ قال :

*نُتْبِعُهم خَيْلا لنا عَوَانِكا* (٣)

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( هزأ ) ، ( خنس ) ، ( قطع ) ، ( عكن ) ؛ وتاج العروس ( هزأ ) ، ( خنس ) ، ( قطع ) ، ( عكن ) ؛ وأساس البلاغة ( عكن ).

(٢) الرجز لأبى نخيلة السعدى فى لسان العرب ( عكن ) ؛ وتاج العروس ( عكن ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٣١٧ ) ؛ وفيه « عكنانْ » بسكون النون الثانية.

(٣) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ١ / ١٢٨ ) ؛ وتاج العروس ( عنك ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عتك ) ، ( عنك ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٠٢ ) ؛ وتاج العروس ( عنك ) ؛ ويروى « عوانكا ».


ورواه ابن الأعرابىّ بالتاء أيضاً ، وقد تقدّم.

* والعانِك : اللازم. والتاء أعلى.

* والعِنْك والعَنْك : سُدْفة من اللَّيل ، يكون من أوّله إلى ثُلثه. وقيل : قطعة منه مُظلمة ، حكاه ثعلب ، والكسر أفصح ، والجمع : أعْناك ، وقد تقدمت فى التاء. وعِنْك كلّ شىء : ما عَظُم منه. والعِنْك : الباب ؛ يَمانِيَة.

* وعَنَك البابَ وأعْنَكه : أغْلَقَه.

مقلوبه : [ ك ن ع ]

* كَنَع كُنوعا : وتَكَنَّع : تقَبَّض وتشنَّج يُبْسا.

* والكَنَع والكُناع : قِصرُ اليدين من داءٍ ، على هيئة القَطْع والتَّعَقُّف. قال :

*فأصْبحتْ كفُّه اليمنى بها كَنَعُ* (١)

* ورجل مكَنَّع : مُقَفَّع الأصابع ، يابسها ، متقَبِّضها.

* وتَكَنَّعَتْ يداه ورجلاه : تَقَبَّضَتا من جرح ويَبسَتا.

* والأكْنَع والمَكْنُوع : المقطوع اليدين ، منه ، قال :

تركت لُصوصَ المِصْرِ من بينٍ يابسٍ

صَلِيبٍ ومَكْنوع الكرَاسيع بارِكِ (٢)

* وكَنَّعه بالسَّيف : أيبس جِلده.

* وكَنَع يَكْنَع كَنْعا وكُنوعا : تَقَبَّض وتَداخَل.

* وَرَجُلٌ كَنِيعٌ : متقَبضٌ. قال جَحْدرٌ ، وكانَ فى سجن الحجَّاج :

تأوَّبَنِى فَبتُّ لهَا كَنِيعا

هُمُومٌ ما تُفارِقُنِى حَوَانِى (٣)

* وكَنَع الموت يَكْنَع كُنوعا : دنا ؛ قال الأحوص :

*يلوذُ حِذارَ الموْت الموْت كانِعُ* (٤)

* والتَّكَنُّع : التَّحَصُّن.

__________________

(١) عجز بيت ، وصدره : * أنحى أبو لقط حزا بشفرته * وهو بلا نسبة فى لسان العرب ( كنع ) ؛ وتاج العروس ( كنع ) ؛ والعين ( ١ / ٢٠٤ ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٦٦٢ ؛ ولسان العرب ( بكع ) ؛ وتاج العروس ( بكع ) ، ( كبع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( كبع ) ، ( كنع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٢٦ ) ؛ وتاج العروس ( كنع ).

(٣) البيت لجحدر فى لسان العرب ( كنع ) ؛ وتاج العروس ( كنع ).

(٤) عجز بيت ، وصدره : * يحوسهم أهل اليقين فكلهم * وهو للأحوص فى ديوانه ص ١٤٩ ؛ ولسان العرب ( كنع ) ؛ وتاج العروس ( كنع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٢٠٤ ) ؛ ويروى : « يكون » بدل « يلوذ ».


* وكَنَعَتِ العُقاب : جمعت جناحيها للانقضاض. وكَنَع المسكُ بالثوب لزق به. قال النابغة :

*بزَوْرَاءَ فى حافاتها المِسكُ كانِعُ* (١)

* واكْتَنَع الشىءُ : حضَر ، واكْتَنع عليه : عطف.

* ورجل كانِع : نزل بك بنفسه وأهله ، طمعا فى فضلك.

* وكَنَعَ يَكْنَع كُنُوعا ، وأكْنَع : خَضَع. وقيل : دنا من الذلة. وقيل : سأل.

* وكَنِع الشىء كَنَعا : لَزِمَ ودام.

* والكَنِعُ : اللازم. قال سُوَيد بن أبى كاهل :

وتَخَطَّيت إليها مِنْ عِدًى

بزَماع الأمرِ والهَمّ الكَنعْ (٢)

* وكَنَّعه : ضربه على رأسه. قال البَعيث :

لَكَنَّعْتُه بالسَّيف أو لَجَدَعْتهُ

فما عاشَ إلا وهو فى الناس أكْشَمُ (٣)

* والكِنْع : ما بقى قُرْبَ الجبل من الماء.

* وما بالدار كَنِيع : أى أحد ؛ عن ثعلب. والمعروف : كَتِيع.

* وكَنْعانُ بن حامِ بنِ نوح : إليه يُنسب الكَنْعانيون ، وكانوا أمةً يتكلَّمون بلغةٍ تضارع العَربية.

مقلوبه : [ ن ك ع ]

* النَّكِع : الأحمر من كلّ شىء.

* والأنْكَع : المتقشِّر الأنف ، مع حُمرة شديدة ، وقد نَكَع نَكَعا.

* والنَّكِعَة من النِّساء : الحمراء.

* والنَّكِع ، والنَّاكِع ، والنُّكَعَة : الأحمر الأقشر. وأحمر نَكِع : شديد الحُمرة.

* ورجل نُكَع : يخالط حُمرته سواد. والاسم : النَّكَعَة والنُّكَعَة.

* وشَفَة نَكِعَة : اشتدت حُمرتها ، لكثرة دم باطِنها.

__________________

(١) عجز بيت ، وصدره : * وتسقى إذا ماشئت غير مصرد * وهو للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٣٩ ؛ ولسان العرب ( زور ) ، ( كنع ) ؛ تهذيب اللغة ( ١ / ٣١٩ ) ؛ وتاج العروس ( زور ) ؛ ( كنع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٢ / ٧٩ ).

(٢) البيت لسويد بن أبى كاهل فى ديوانه ص ٢٦ ؛ ولسان العرب ( كنع ) ؛ وتاج العروس ( كنع ).

(٣) البيت للبعيث فى لسان العرب ( كنع ).


* ونَكَعَة الأنف : طَرَفُه. ونَكَعَة الطُّرْثوثِ : قشرة حمراء فى أعلاه. وقيل : هى رأسه. وفى الخبر : قَبَح الله نَكَعة أنفه ، كأنها نَكَعَة الطُّرْثوث.

* والنُّكَعة ، بضم النون : جَناة حمراء ، كالنَّبق فى استدارته. وفى حديث : كانت عيناه أشدّ حُمرة من النُّكَعة.

* والنَّكَعة والنُّكَعَة : ثمر شجر أحمر. وقال أبو حنيفة : النَّكَعة والنُّكَعَة ، كلاهما هَنَةٌ حمراء ، تظهر فى رأس الطُّرْثوث.

* ونَكَعه بظهر قدمه نَكْعا : ضربه. وقيل : هو الضرب على الدُّبُر كالكَسْع.

* والنَّكُوع : القصيرة. وجمعها نُكُع. قال ابن مُقبل :

بِيضٌ مَلاويحُ يوْمَ الصَّيْف لا صُبُرٌ

على الهَوَانِ ولا سُودٌ ولا نُكُعُ (١)

* ونَكَعَه حقَّه : حبسه عنه. ونَكعه الوِرْدَ ، ومنه : مَنَعَه إياه ، أنشد سيبويه :

بنى ثُعَل لا تنْكَعوا العَنْزَ شِرْبَها

بنى ثُعَلٍ من يَنْكَعِ العَنْزَ ظالمُ (٢)

وأنكَعَتْه بِغْيتُه : طلبها ففاتَتْه.

* ونَكَعه عن الشىء يَنْكَعُه نَكْعا ، وأنْكَعه : صرفَه.

* وتكلَّم فأنكعه : أسْكَتَه. وشَرِب فأنْكَعه : نَغَّص عليه.

* والنُّكَعَة : الأحمق ، الذى إذا جلس لم يكد يبرح.

العين والكاف والفاء

* عَكَف على الشىءِ يعْكِف ويَعْكُف عَكْفا وعُكُوفا ، وعَكَف به : أقبل عليه ، لا يصرف عنه وَجْهه ، قال العَجَّاج :

فهُنَ يَعْكُفْن به إذا حَجا

عَكْف النَّبِيط يَلْعَبون الفَنْزَجا (٣)

وقومٌ عُكَّفَ وعُكُوف ، وعَكَفت الطَّير بالقَتيل ، فهى عُكُوف كذلك ، أنشد ثعلب :

__________________

(١) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ١٧١ ؛ ولسان العرب ( لوح ) ، ( نكع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٢٠ ) ؛ وتاج العروس ( لوح ) ، ( نكع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٤ / ٨ ).

(٢) البيت للأسدى ـ نسبة دون ذكر اسمه ـ فى الكتاب ( ٣ / ٦٥ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( نكع ).

(٣) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ٢ / ٢٤ ـ ٢٥ ) ؛ ولسان العرب ( فنزج ) ، ( عكف ) ، ( حجا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٢٢ ، ٥ / ١٣٢ ، ١٣٣ ، ١١ / ٢٤١ ، ٢٤٨ ) ؛ وتاج العروس ( سمرج ) ، ( فنزج ) ، ( ربض ) ؛ والعين ( ١ / ٢٠٥ ، ٦ / ٢٠٠ ، ٢٠٤ ) ؛ ولرؤبة فى لسان العرب ( شمرج ) ؛ وتاج العروس ( شمرج ). وبلا نسبة فى المخصص ( ٣ / ١٦ ، ١٢ / ٦٧ ، ١٤ / ٤٢ ، ١٥ / ١٣٥ ).


تَذُبُّ عنهُ كَفٌّ بها رَمَق

طَيْراً عُكُوفا كَزُوَّر العُرُسِ (١)

يعنى بالطَّير هنا : الذِّبان ، فجعلهم طيرا ، وشبَّه اجتماعَهن للأكل ، باجتماع الناس للعُرْس.

* وعَكَفَ يَعْكِف ويَعْكُف عَكْفا وعُكوفا ، واعْتَكَفَ : لزِم المكان.

* والعُكُوف : الإقامة فى المسجد.

* وعَكَفَه عن حاجَته ، يَعْكِفه ويَعْكُفُه عَكْفا : صرَفه وحَبَسه.

* وعُكِّفَ النَّظْمُ : نُضِد فيه الجَوْهر. قال الأعشى :

وكأن السُّموط عَكَّفَها السِّلْ

كُ بعِطْفَىْ جَيداءَ أُمِّ غَزَالِ (٢)

* والمُعَكَّف : المُعَوَّج المُعَطَّف.

* وعُكَيْف : اسم.

مقلوبه : [ ع ف ك ]

* رجل أعْفَكُ : لا يُحْسِن العمل. وقيل : أحمق لا يثبُت على حديث واحد ، ولا يُتِمّ واحدا حتى يأخذ فى آخر. وقيل : هو الأحمق فقط. وقد عَفِك عَفَكا وعَفْكا ، فهو عَفِك.

* وعَفَك الكلامَ يَعْفِكه عَفْكا : لم يُقِمه.

* والأعْفَكُ : الأعْسَر.

* والعَفَّاك : الذى يركَبُ بعضُه بعضا من كلّ شىء ؛ عن كُراع.

مقلوبه : [ ك ع ف ]

* أكْعَفَت النَّخلة : تَقَلَّعَت من أصلها. حكاه أبو حنيفة. وزعم أن عَينها بدل من همزة أكْأفَتْ.

مقلوبه : [ ف ك ع ]

* الفَكْع : كالعَفْك سَواء.

العين والكاف والباء

* العَكَبُ : تدانى أصابع الرِّجْل بعضِها إلى بَعض. والعَكَب : غِلَظٌ فى لَحْى الإنسان وشَفَته.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عكف ) ؛ وتاج العروس ( عكف ).

(٢) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٥٥ ؛ ولسان العرب ( عكف ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٢١ ) ؛ وتاج العروس ( عكف ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٢٠٦ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٤ / ٤٦ ).


* وأمَة عَكْباء : عِلْجَة جافيةُ الخَلْق.

* وعَكَبتِ الطَّيرُ تَعْكُبُ عُكُوبا : عَكَفت.

* والعَكُوب : الغُبار. قال بشر بن أبى خازم :

نقَلْناهُمُ نَقْلَ الكِلابِ جِراءَها

على كُلّ مَلْحوب يَثُور عَكُوبُها (١)

* والعاكوب : لغة فيه ؛ عن الهَجَرىّ. وأنشد :

وإن جاءَ يوماً هاتِفٌ مُتَنَجّدٌ

فللخَيل عاكُوبٌ من الضَّحْلِ سانِدُ (٢)

* والعاكب : كالعَكُوب ، قال :

جاءتْ معَ الرَّكْب لها ظَباظِبُ

فغَشِىَ الذّادَة منها عاكِبُ (٣)

* واعْتَكَب المكانُ : ثار فيه العَكوب. واعْتكبَت الإبل : اجتمعت فى موضع ، فأثارت فيه الغبار. قال :

إنى إذا بَلَّ النَّفىُّ غارِبى

واعْتَكَبتْ أغنَيْتُ عنك جانبى (٤)

* والعِكاب ، والعُكْب ، والأعْكُب ، كله اسم لجمع العَنْكبوت ، وليس بجمع ، لأن العنكبوت رباعىّ.

* والعِكَبُ : الذى لأمه زوج.

* وعِكَبّ وعُكابة : اسمان.

مقلوبه : [ ع ب ك ]

* عَبَك الشَّىْء بالشىءِ يَعْبُكُه عَبْكا : لَبَكَه. وعَبَكَهُ بِهِ أيضاً : خَبَطه.

* والعَبَكَة : القِطعة من الشىء ، يقال : ما ذُقت عَبَكةً. وقيل : العَبَكة : الكفُّ من السَّوِيق ، أو القِطعة من الحَيْس. وقيل : الكِسْرة. وما أغْنَى عَنِّى عَبَكة ، أى ما يتعلق فى السقاءِ من الوَضر.

__________________

(١) البيت لبشر بن أبى خازم فى ديوانه ص ١٧ ؛ ولسان العرب ( عكب ) ، ( علب ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٢٣ ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ٦٥ ) ؛ تاج العروس ( عكب ) ، ( علب ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عكب ) ؛ ( علب ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( ظبظب ) ؛ ( عكب ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٢٣ ) ؛ وتاج العروس ( عكب ) ، ( وغد ).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عكب ) ؛ وتاج العروس ( عكب ).


مقلوبه : [ ك ع ب ]

* الكَعْبُ : كلُّ مَفْصِلٍ للعظام. وكعبُ الإنسان : العَظْم الناشِزُ فوق قَدَمه. وقيل : الكَعْبان من الإنسان : العَظْمان الناشِزان من جانبى القَدْم ، ومن الفَرَس : ما بين الوَظيفين والساقين. وقيل : فيما بين الوَظيفين والساقين. وقيل : ما بين عَظْمِ الوَظيف وعظم السَّاق ، وهو الناتئ من خلفه. والجمع أكْعُبٌ ، وكُعوب ، وكِعابٌ. ورجل عالى الكَعْب : يُوصف بالشرف والظَّفَر ، قال :

*لما على كَعْبُك بى عَلِيْتُ* (١)

أراد : لما أعلانى كَعْبُك.

* وقال اللِّحيانىّ : الكَعْب والكَعْبة : الذى يُلْعَب به. جمع الكَعْب : كِعاب ، وجمع الكَعْبَة : كَعْبٌ ، وكَعَبات. لم يَحْك ذلك غيرُه. كقولك : جَمْرَة وَجمَرَات.

* وكَعَّبْت الشَّىءَ : رَبَّعْتُه.

* والكَعْبة : البيت المربَّع. وجمعه كِعابٌ. والكَعْبة : البيت الحرام ، منه ، لتكعيبها : أى تربيعها. وقالوا : كَعْبة البيتِ ، فأضيف ، لأنهم ذهبوا بكَعْبته إلى تربُّع أعلاه. وكان لربيعة بيت يطوفون به ، يسمونه « الكَعَبات ». وقيل : « ذا الكَعَبات ». والكَعْبة : الغرفة ، أراه لتربعها أيضاً.

* وثوب مُكَعَّب : مَطْوِىّ مرَبَّعا. وقيل : مطوىّ شديد الإدراج فى تربيع. وقال اللِّحيانىّ : بُرْدٌ مُكَعَّب : فيه وَشْىٌ مرَبَّع. والمُكَعَّب : المُوَشَّى.

* والكَعْبُ : عُقْدة ما بين الأُنبوبين ، من القَصَب والقَنا ، وقيل : هو ما بين كل عُقدتين. وقيل : هو طرَف الأُنبوب الناشزُ. وجمعه : كُعوب ، وكِعاب. أنشد ابن الأعرابىّ :

وألْقَى نفسَه وهَوَيْنَ رَهْواً

يُبارِين الأعِنَّة كالكِعابِ (٢)

يعنى أنَّ بعضها يتلو بعضا ككِعاب الرُّمْح. ورمح بكعب واحد : مُسْتوى الكُعوب ، ليس له كعب أغلظ من آخر. قال أوْس بن حَجَر يصف رُمحا :

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٢٥ ؛ ولسان العرب ( علا ) ؛ وكتاب العين ( ٢ / ٢٤٥ ) ؛ وللعجاج فى ديوانه ( ٢ / ١٨٥ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( كعب ) ؛ وتاج العروس ( كعب ) ؛ وتاج العروس ( علو ). ويروى : « لى » مكان « بى ».

(٢) البيت لزيد الخيل فى المعانى الكبير ص ٥٤ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( كعب ) ؛ وتاج العروس ( كعب ).


تَقَاكَ بكَعْب واحدٍ وتَلَذُّهُ

يَداكَ إذا ما هُزَّ بالكَفّ يَعْسِلُ (١)

* وكَعَّب الإناءَ وغيره : ملأه.

* وكَعَبَتِ الجارية تكْعُبُ وتَكْعِبُ ؛ الأخيرة عن ثعلب : كُعُوباً وكُعُوبَة وكَعابَة ، وكَعَّبت : نَهَد ثَدْيُها. وجارية كَعابٌ ، ومُكَعَّب ، وكاعِب. وجمع الكاعِب : كَوَاعب ، وكِعاب ، عن ثعلب. وأنشد :

نَجِيبةُ بَطَّال لَدُنْ شَبَّ هَمُّهُ

لِعابُ الكِعابِ والمدامُ المُشَعْشعُ (٢)

ذَكَّرَ المدامَ ، لأنه عَنى به الشَّراب.

* وكَعَب الثَّدىُ يَكْعُب ، وكَعَّب : نَهَد. وثَدْى مُكَعِّب ومُكَعَّبٌ. الأخيرة نادرة. وقيل : التَّفِليك ، ثم النُّهود ، ثم التَّكعيب.

* والكعَبَ : الكُتلة من السَّمْن. والكَعْب من اللَّبن : قدر صُبَّة.

* وكَعَبه كَعْبا : ضرَبه على يابسٍ ، كالرأس ونحوه.

* أكعَبَ الرجلُ : أسْرع. وقيل : هو إذا انطلق ولم يلتفت إلى شىء.

* وكَعْب : اسم رجل. والكَعْبان : كعب بن كِلاب ، وكَعب بن ربيعة. وقوله :

رأيتُ الشَّعْب من كعْب وكانوا

مِنَ الشَّنآن قد صارُوا كِعابا (٣)

قال الفارسىّ : أراد أن آراءهُمْ تفرّقت وتَضَادَّتْ ، فكانَ كلّ ذى رأىٍ منهم قليلاً على حدته ، فلذلك قال : « صاروا كعاباً ».

* وأبو مُكَعِّب الأسدىّ ، مُشدَّد العين : من شعرائهم. وقد قَدَّمت أنه أبو مُكْعِت ، بتخفيف العين ، وبالتاء ذات النقطتين.

مقلوبه : [ ب ع ك ]

* بَعَكهُ بالسَّيف : ضرب أطرافه.

* والْبَعَك : الغِلَظ والكزازة فى الجسم.

* وبُعْكُوكَة القوم : آثارهم حيث نزلوا. وبُعْكوكة القوم : جماعتهم. وكذلك هى من الإبل ؛ عن ثعلب. وأنشد :

__________________

(١) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ٩٦ ؛ ولسان العرب ( كعب ) ، ( عسل ) ، ( وقى ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٢٥ ، ١٤ / ٤٠٩ ) ؛ وتاج العروس ( كعب ) ، ( عسل ) ، ( وقى ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( لذذ ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( كعب ) ؛ وتاج العروس ( كعب ).

(٣) البيت لمعاوية بن مالك فى شرح أبيات سيبويه ( ٢ / ٢٩٥ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( كعب ).


*يَخْرُجْن من بُعْكوكَة الخِلاط* (١)

* وبُعْكوكة الشرّ : وسَطه. وحَكى اللِّحيانىّ الفتح فى أوائل هذه الحروف ، وجعلها نوادر ، لأن الحكم فى فُعلول أن يكون مضموم الأوّل ، إلا أشياء نوادرَ جاءت بالضمّ والفتح. فمنها بَعكوكة ، قال : شُبِّهت بالمصادر ، نحو سارَ سَيْرُورة ، وحاد حَيْدُودة.

* ووقعنا فى بَعْكُوكاء : أى غُبار وجَلَبة. وهى البُعْكُوك عن السِّيرافىّ.

* والبُعْكوك : شِدّة الحَرّ.

* وبَعْكُوكاء : موضع.

* وبَعْكَك : اسم رجل.

مقلوبه : [ ك ب ع ]

* كَبَع الدراهمَ كَبْعا : وَزَنها ونَقَدها. وكَبَعَه عن الشىء يكبَعُه كَبْعا : مَنَعه.

* والكُبَعَة : من دوابّ البحر.

مقلوبه : [ ب ك ع ]

* البَكْع : الضَّرْب المتتابع ، والقَطْع. وبَكَعه بالسَّيف والعصا وبَكَّعه. وبَكَعَه بَكْعا : استقبله بما يكره.

العين والكاف والميم

* عَكَمَ المَتاعَ يَعْكِمُه عَكْما : شَدَّه بثوب.

* والعِكام : ما عُكِم به. والجمع : عُكُم.

* والعِكْم كالعِكام. والعِكْم : العِدْل ما دام فيه المتاع. والعِكْمان : عِدْلان يُشَدَّان على جانبى الهَوْدَج بثوب. وجمع كل ذلك : أعكام ، لا يكَسَّر إلا عليه. والعِكْم : الكارَة. والجمع : عُكُوم. ووقع المصْطَرِعان عِكْمَىْ عَيْرٍ ، وكعِكْمَى عَيْرٍ : وقعا معا ، لم يَصْرَع أحدهما صاحبَه.

* وأعْكَمَه العِكْمَ : أعانه عليه.

* وعَكَمه إياه : فعل ذلك له. وعَكَم البعيرَ يَعْكِمُهُ عَكْما : شَدَّ عليه العِكْم.

* ورجل مُعَكَّم : صُلْب اللحم ، كثير العَضَل ، شُبِّه بالعِكْم.

__________________

(١) الرجز لجساس فى تاج العروس ( بعك ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( خلط ) ، ( بعك ) ؛ وتاج العروس ( خلط ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٢٧ ).


* وعَكَم البعيرَ يَعْكِمه عَكْما : شَدَّ فاه.

* والعِكام : ما شُدّ به ، والجمع عُكُم.

* والعِكْم : النَّمَط تدَّخر فيه المرأةُ متاعَها. والعِكم : باطن الجنب ، على المَثَل بذلك. قال الحُطَيئة :

نَدِمْتُ على لسانٍ فاتَ مِنى

وَدِدْتُ بأنه فى جَوْفِ عِكْمِ (١)

ويُروى : « فَلَيْتَ بأنه » و «فلَيْتَ بَيانَه ».

* وعَكْمَة البطن : زاويته كالهَزْمة ، وخَصّ بعضهم به الجحدَ ، فقالوا : ما بقى فى بطن الدّابة هَزْمة ولا عَكْمة إلا امتلأتْ. والجمع : عُكُوم. كَمَأْنة ومُئُوون ، وصَخْرة وصُخُور.

* وعَكَمَه عن زيارته يَعْكِمه عَكْما : صرَفه عن زيارته.

* والعَكُوم : المُنصرِف.

* وما عنه عُكُوم : أى مَصْرِف.

* وعَكَم عليه يَعْكِم : كَرّ ، قال لبيد :

*فجال ولم يَعْكِم لوِرْدٍ مُقَلِّصِ* (٢)

* وعَكَم يَعْكِم : انتظَر. وما عَكَم عن شتمى : أى ما تأخَّر.

مقلوبه : [ ك ع م ]

* كَعَم البعيرَ يكْعَمه كَعْما ، فهو مَكْعوم ، وكَعيم : شدّ فاه ، لئلا يَعَضَّ أو يأكل.

* والكِعام : ما كَعَمه به ، والجمع : كُعُم.

* وكَعَمه الخوف : أمسَك فاه ، على المَثَل. قال ذو الرُّمَّة :

بين الرَّجا والرَّجا من جنب وَاصِيَةٍ

يَهْماءَ خابِطُها بالخَوْفِ مَكْعُومُ (٣)

وهذا على المَثَل. وكَعَم المرأة يَكْعَمُها كَعْما وكُعُوماً : قَبَّلَها.

* والكِعْم : وِعاء تُوعَى فيه السِّلاح وغيرُها. والجمع كِعام.

* والمُكاعمة : مُضاجعة الرجل صاحبَه فى الثَّوب الواحد ، وهو منه ، وقد نُهِى عنه.

* وكَيْعُوم : اسم.

__________________

(١) البيت للحطيئة فى ديوانه ص ١٢٢ ؛ ولسان العرب ( عكم ) ، ( لسن ) ويروى «‌ كان منى ».

(٢) الشطر للبيد فى لسان العرب ( عكم ) ؛ وتاج العروس ( عكم ).

(٣) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٤٠٧ [ وفيه معكوم ] ؛ ولسان العرب ( كعم ) ، ( رجا ) ، ( وصى ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٢٩ ، ١١ / ١٨٣ ) ؛ وتاج العروس ( كعم ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٢٠٩ ).


مقلوبه : [ م ع ك ]

* مَعَكه فى التراب يَمْعَكُه مَعْكا : دَلَكه.

* والتَّمَعُّك : التقلُّب فيه.

* ومَعَكه بالحرب والقتال والخصومة : لَواه.

* ورجل مَعِك : شديد الخُصومة.

* ومَعَكه دَيْنَه مَعْكا : لَواهُ.

* ورجل مَعِك ، ومِمْعَك ، ومُماعِك : مَطُول.

* والمَعِك : الأحمق. وقد مَعُك مَعاكة. أنشد ثعلب :

وَطاوَعْتُمانِى دَاعِكا ذا مَعاكَةٍ

لعَمرِى لقد أوْدَى وما مِثلُه يُودِى (١)

* وإبل مَعْكَى : كثيرة.

* ووقَعوا فى مَعْكُوكاء : أى فى غُبار وجَلَبة وشرّ ، حكاه يعقوب فى البدل ، كأن ميم مَعْكوكاءَ بدل من باء بَعْكُوكاء ، أو بضدّ ذلك.

مقلوبه : [ ك م ع ]

* كامَع المرأةَ : ضاجَعَها.

* والكِمع ، والكَمِيع : الضّجيع. وقيل : الزوج.

* وفى الحديث : « نُهِىَ عن المكامَعة والمُكاعمة » (٢) فالمكامعة : أن ينام الرجل مع الرجل ، أو المرأة مع المرأة ، فى إزار واحد ، وتَماسُّ جُلُودُهما ، لا حاجز بينهما. وقد تقدم تفسير المكاعمة.

* والمُكامِع : القريب منك ، الذى لا يخفى عليه شىءٌّ من أمرك ، قال :

دَعَوتُ ابنَ سَلْمى جَحْوشا حين أُحْضرتْ

هُمومى ورامانى العَدوُّ المُكامِعُ (٣)

* وكمَعَ فى الماء : كَرَع.

قال عدىّ بن الرّقاع :

__________________

(١) البيت لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة المسعودى فى مجالس ثعلب ص ١٧ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( دعك ) ، ( معك ) ؛ ويروى « يوزى » مكان « يودى ».

(٢) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ١ / ١٠٦ ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( كمع ) ؛ وتاج العروس ( كمع ).


بَرَّاقة الثَّغْر يشِفى القلبَ لذَّتُها

إذَا مُقَبِّلُها فى ثَغرها كمَعَا (١)

* قال أبو حنيفة : الكِمْع : خَفْض من الأرض لَيِّن. قال :

وكأنّ نخلاً فى مُطيْطَةَ ثاوِيا

والكِمْعُ بين قَرَارِها وحَجاها (٢)

حَجاها : حَرْفُها. والكِمْع : ناحيةُ الوادى ، وبه فُسِّر قول رُؤْبة :

منْ أنْ عَرَفْتَ المَنْزِلاتِ الحُسْبا

بالكِمْع لم تَمْلِك لِعَين غَرْبا (٣)

وقيل : الكِمْع : موضع.

* * *

[ أبواب العين مع الجيم ]

العين والجيم والشين

* الجُعْشُوش : الطويلُ ، وقيل : الدقيق الطويل ، وقيل : الدَّميم القصير. وقيل : هو منسوب إلى قَمْأَةٍ وصِغَر وقِلَّة ؛ عن يعقوب. قال : والسين : لغة. وقال ابن جنى : الشين بدل من السين ؛ لأن السين أعمُّ تصرّفا ، وذلك لدخولها فى الواحد والجمع جميعا ، فضِيْق الشين مع سعة السين ، يُؤذن بأن الشين بدل من السين. وقيل : هو النحيف الضامر ، عن ابن الأعرابىّ. وقيل : هو اللئيم.

مقلوبه : [ ج ش ع ]

* الجَشَعُ : أسوأ الحرص على الأكل وغيره. وقيل : هو أن تأخذ بنصيبك ، وتطمَعَ فى نصيب غيرك ، جَشِع جَشَعا ، فهو جَشِع ، من قوم جَشِعِين ، وجَشاعَى ، وجُشَعاء ، وجِشاع.

* والجَشِع : المتخلِّقُ بالباطل ، وما ليس فيه.

* ومُجَاشِع : اسم رجل.

مقلوبه : [ ش ج ع ]

* شَجُع شَجاعَة : اشتدّ عند البأس. ورجل شُجاع ، وشِجاع ، وشَجاع ، وأشَجَع ، وَشَجِعٌ وشَجِيع ، وشِجَعَة ، على مثال عِنَبة. هذه عن ابن الأعرابىّ ، وهى طَرِيفة. من قوم

__________________

(١) البيت لعدى بن الرقاع فى ديوانه ص ٨٢ ؛ ولسان العرب ( كمع ) ؛ وتاج العروس ( كمع ) ؛ ويروى عجزه : * إذا مقبل في ريقها كرعا *.

(٢) البيت لعدى بن الرقاع فى ديوانه ص ٤٤ ؛ ولسان العرب ( حجا ) ؛ وتاج العروس ( مطط ) ؛ ولساعدة بن جؤية فى المخصص ( ١٠ / ١٣٤ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( كمع ) ؛ وتاج العروس ( كمع ) ، ( حجا ).

(٣) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١١ ؛ ولسان العرب ( كمع ) ؛ وتاج العروس ( كمع ).


شِجاع ، وشُجْعان ، وشِجْعان ـ الأخيرة عن اللِّحيانىّ ـ وشُجَعاء وشَجَعَة ، وشُجْعَة ، وشِجْعَة ، وشَجْعَة. الأربع : اسم للجمع. وامرأة شَجِعة ، وشَجِيعة ، وشُجاعَة ، وشَجْعاء ، من نسوة شَجائع ، وشُجُع ، وشِجاع ؛ الجميع كلُّه عن اللِّحْيانىّ.

* وتَشَجَّع الرجل : أظهر ذلك من نفسه ، وليس به.

* وشَجَّعَه : جعله شُجاعا. وحكى سيبويه : هو يُشَجَّع : أى يُرْمَى بذلك ، ويقال له. وشَجَّعه على الأمر : أقْدَمَه.

* وتشجَّع منه أمراً عظيماً : ركِبه ؛ عن اللحيانى.

* والأشجع من الرجال : الذى كأن به جُنونا ، قال الأعشى :

بأشْجَع أخَّاذٍ على الدَّهر حُكْمَه

فمِنْ أيَّمَا تأتى الحوادثُ أفْرَقُ (١)

* والشَّجِع من الإبل : الذى يَعتريه جُنون. وقيل : هو السَّريع نقْلِ القوائم. وناقة شَجِعَة ، وقوائمُ شَجِعات : سريعة خفيفة.

* والاسم : من كلّ ذلك الشَّجَع. والشَّجَع أيضا : الطُّول.

* ورجل أشْجَع ، وامرأة شَجْعاء ، وقوائمُ شَجِعَةٌ : طويلة. وقد تقدم أنها السَّريعة الخفيفة.

* ورجل شَجْعَة : طويل مُلْتَوٍ.

* وشُجْعَة : جبان ضعيف.

* والأشجعُ فى اليد والرّجْل : العَصَب الذى بين الرُّسْغ إلى أصول الأصابع. وقيل : هو ظاهر عَصَبها.

* والشُّجاع والشِّجاع : الحَيَّة الذَّكَر. وقيل : هو ضرب من الحَيَّات. وقيل : هو ضرب منها صغير. والجمع : أشجِعَة ، وشُجعان ، وشِجْعان. الأخيرة عن اللِّحيانىّ.

* والشَّجْعَم : الضخم منها. وذهب سيبويه إلى أنه رُباعىّ.

* ومَشْجَعَة وشُجاع : اسمان.

* وبنو شَجْع ، بفتح الشين ؛ قال أبو خراش :

غَداة دَعا بنى شَجْع ووَلَّى

يَؤُمُ الخَطْمَ لا يَدْعُو مُجِيبا (٢)

__________________

(١) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٢٦٧ ؛ ولسان العرب ( شجع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٣٢ ) ؛ وتاج العروس ( شجع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٣ / ٥٦ ).

(٢) البيت لأبى خراش الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٠٨ ؛ ولسان العرب ( شجع ) ؛ وتاج العروس ـ


وفى الأزْد بنو شُجاعة.

العين والجيم والضاد

* ضَجَعَ يَضْجَعُ ضُجُوعا ، واضْطَجع : نام وقيل : استلقى. وأما قول الراجز :

لمَّا رأى ألَّا دَعَهْ ولا شِبَعْ

مال إلى أرْطاةِ حِقْفٍ فالْطَجَعْ (١)

فإنه أراد : فاضطجع ، فأبدل الضاد لامًا ، وهو شاذّ وقد رُوِى فاضْطَجع. ويُرْوى أيضا : « ... فاطَّجع » على إبدال الضاد طاء ، ثم إدغامها فى الطاء. ويُروى أيضا : « ... فاضَّجَع » على لغة من قال : مُصَّبِر فى مُصْطَبِر.

* وإنه لحسن الضِّجْعَة.

* وقد أضْجعَه ، وضاجَعه مضاجَعة : اضْطَجَع معه.

* والضَّجيع : المُضاجع. والأنثى ضَجيعٌ ، وضجيعة. قال قَيْس بنُ ذَرِيح :

لعَمْرِى لَمَنْ أمْسَى وأنتِ ضَجِيعُهُ

منَ النَّاسِ ما اخْتِيرَتْ عليه المَضاجعُ (٢)

وأنشد ثعلب :

كلّ النساء على الفِراش ضَجِيعَةٌ

فانْظُرْ لنفسكَ بالنَّهار ضَجيعَها (٣)

وضاجَعَهُ الهَمُّ على المَثَل : يعنون بذلك : ملازمتَه إيَّاه. قال :

فلم أرَ مثلَ الهَمّ ضاجَعَه الفَتى

ولا كَسواد اللَّيل أخْفَقَ صَاحِبُهْ (٤)

ويُرْوَى : « مِثلَ الفَقْر ضاجَعَه الفتى » : أى مثل هَمّ الفقر.

* والضِّجْعَة : هيئة الاضطجاع.

* والضُّجْعَة والضَّجْعَة : الخفض والدّعة. قال الأسدىّ :

وقارَعْتُ البُعُوثَ وَقارَعُونِى

ففاز بضَجْعَة فى الحىّ سَهْمِى (٥)

__________________

( شجع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( خطم ) ؛ وتاج العروس ( خطم ).

(١) الرجز لمنظور بن حبة الأسدى فى شرح التصريح ( ٢ / ٣٦٧ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٨ / ٢٤ ) ؛ وتاج العروس ( أبز ) ، ( أرط ) ، ( ضجع ) ؛ ولسان العرب ( أبز ) ، ( أرط ) ، ( ضجع ) ، ( رطا ).

(٢) البيت لقيس بن ذريح فى ديوانه ص ٥٦ ؛ ولسان العرب ( خير ) ، ( ضجع ) ؛ وتاج العروس ( خير ) ، ( ضجع ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( ضجع ) ؛ وتاج العروس ( ضجع ). والرواية : « ضجيعاً » بدل « ضجيعها ».

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( ضجع ) ؛ وتاج العروس ( ضجع ).

(٥) البيت لفضالة بن شريك فى أساس البلاغة ( ضجع ) ؛ وللأسدى فى لسان العرب ( ضجع ) ؛ وتاج العروس ( ضجع ).


وضجَع فى أمره ، واضطجع. واضَّجَعَ ، وأضْجَعَ : وَهَن.

* والضَّجُوع : الضعيف الرأى.

* ورجل ضُجَعةٌ ، وضاجعٌ ، وضُجْعىّ ، وضِجْعىّ : عاجز مُقيم. وقيل : الضُّجْعَةُ والضُّجْعِىّ : الذى يَلزم البيت ، ولا يكاد يَبرَحُ منزلَه ، ولا ينهض لمكْرُمَة.

* والضَّاجع : الأحمق ، لعجزه ولزومه مكانه. وهو من الدَّوابّ : الذى لا خير فيه. وإبل ضاجعة ، وضواجع : لازمة للحَمْض ، مُقيمة فيه. قال :

أُلاكَ قَبائِلٌ كبناتِ نَعْشٍ

ضواجعُ لا يَغُرْنَ معَ النُّجومِ (١)

أى مُقيمة ، لأنّ بناتِ نَعْش ثَوابت ، فهن لا يَزُلن ولا ينتِقلن.

* وضَجَعت الشَّمسُ ، وضَجَّعت : مالتْ للمغيب. وكذلك النَّجم. قال :

على حينَ ضَمَّ اللَّيلُ من كلّ جانبٍ

جناحَيْه وانصَبَّ النُّجومُ الضَّواجع (٢)

* والضَّجوع من الإبل : التى تَرْعَى ناحية.

* والضَّجْعاء والضَّاجِعة : الغنم الكثيرة. ودلو ضاجِعةٌ : مُمْتلئة ؛ عن ابن الأعرابىّ. وأنشد :

*ضاجِعَة تَعْدِل مَيْلَ الدَّفّ* (٣)

* والضَّجْع : صَمغُ نبت تُغْسَل به الثياب. والضَّجْع أيضا : مثل الضَّغابيس ، وهو فى خِلْقة الهِلْيَوْن ، وهو مربع القُضْبان ، وفيه حُموضة ومَزَازَة ، يُؤْخذ فيُشْدَخ ، ويُعْصَر ماؤه فى اللبن الذى قد رَاب ، فيَطيب ، ويُحْدِث فيه لَذْع اللِّسان قليلا ، ويَمْرُؤ. ويُجْعل ورقه فى اللَّبن الحازِرِ ، كما يُفْعَل بورق الخَرْدَل ، وهو جَيِّد. كل ذلك عن أبى حنيفة ، وأنشد :

ولا تأكُلُ الخَوْشانَ خَوْدٌ كَرِيمةٌ

ولا الضَّجْعَ إلا من أضَرَّ به الهَزْلُ (٤)

* والإضْجاعُ فى القوافى : الإقواء ؛ قال رُؤبة يصف الشعر :

*والأعْرَجُ الضَّاجعُ من إقوائها* (٥)

ويُرْوَى : « ... مِن إكْفائها ».

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( ضجع ) ؛ وتاج العروس ( ضجع ) ؛ وأساس البلاغة ( ضجع ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( ضجع ) ؛ وتاج العروس ( ضجع ).

(٣) الرجز مع أخر بلا نسبة فى لسان العرب ( ضجع ) ، ( لفف ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٣٦ ، ١٥ / ٣٣٤ ) ؛ وتاج العروس ( ضجع ) ، ( لفف ).

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( خوش ) ، ( ضجع ) ؛ وتاج العروس ( خوش ) ، ( ضجع ).

(٥) الرجز لرؤبة فى ملحقات ديوانه ص ١٦٩ ؛ ولسان العرب ( ضجع ) ؛ وتاج العروس ( ضجع ).


* وبنو ضِجْعان : قبيلة.

* والضَّواجع : مواضع.

* والضَّجوع : موضع. قال :

أمِن آلِ لَيلى بالضَّجوعِ وأهْلُنا

بنعْف اللِّوَى أو بالصُّفَيَّة غِيرُ؟ (١)

العين والجيم والصاد

* رجل أعْصَجُ : أصلع. لغه شَنْعاء لقوم من أطراف اليمن ، لا يُؤْخذُ بها.

* * *

تم الجزء الرابع ، بحمد الله وعونه ، وحسن توفيقه

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٦٥ ؛ وتاج العروس ( ضجع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ضجع ).


[ الجزء الخامس ]

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

العين والجيم والسين

* العَجْسُ : شدّة القبض على الشىء.

* وعِجْسِ القوْس ، وعَجْسُها ، وعُجْسُها ، ومَعْجِسُها : مَقْبِضُها. وقيل : هو موضع السهم عليها. وقال أبو حنيفة : عَجْسُ القوسِ : أجَلُّ موضع فيها وأغلَظُه. وكلُّ عَجُز عَجْس. والجمع أعْجاس. قال رُؤبة :

*ومَنْكِبا عِزٍّ لَنا وأَعْجاسْ* (١)

* وعِجْس السَّهم : ما دون رِيشه. والعَجْس : آخِر الشىء.

* وعَجِيساء الليل ، وعَجاساؤُه : ظُلمته.

* وعَجَسَت الدّابة تَعْجِسُ عَجَسانا : ظَلَعت.

* والعَجاساء : الإبل العِظامُ المَسانُّ. وقيل : هى القطعة العظيمة منها. وقيل : هى الناقة العظيمة.

* والعَجِيساء : مِشْيةٌ فيها ثِقَل.

* وعَجَّس : أبطأ.

* ولا آتيك سَجِيسَ عُجَيْسٍ : أى طول الدهر ، وهو منه ، لأنه يَتَعَجَّسُ ، أى يُبْطئ ، فلا يَنْفَدُ أبدا. ولا آتيك عَجِيسَ الدَّهر : أى آخره.

* والعَجاسَى : بالقصر : التَّقاعُس.

* وعَجَسَه عن حاجته يَعْجِسُه ، وتَعَجَّسَه : حَبَسَه.

* وتَعَجَّسَتْنِى أمور : حَبَسِتْنى. وتَعَجَّسَه : أمَر أمراً فغَيَّره عليه.

* وفحل عَجِيس ، وعَجيساء ، وعَجاساء : عاجز عن الضِّراب.

* وعَجِيساء : موضع.

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٦٨ ؛ ولسان العرب ( عجس ) ؛ وتاج العروس ( عجس ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٤٣ ).


* والعَيْجُوس : سَمَك صغار تُمَلَّح.

مقلوبه : [ ع س ج ]

* عَسَجَ يَعْسِجُ عَسْجا ، وعَسَجانا ، وعَسِيجا : مَدَّ عُنقه فى المشى ؛ قال جرير :

عَسجْن بأعناقِ الظِّباء وأعْينِ الْ

جَآذِرِ وارْتَجَّتْ لَهُنَّ الرَّوَادِف (١)

وعَسَجَ الدابَّةُ ، يَعْسِجُ عَسَجانا : ظَلَع.

* والعَوْسج : شجر من شجر الشوك ، وله ثمر أحمر مُدَوَّر ، كأنه خَرز العَقيق. والعَوْسَج : المَحض ، يَقْصُر أُنبوبه ، ويصغُر وَرَقه ، ويصلُب عوده ، ولا يعظمُ شَجَرُه ، فذلك قَلْب العَوْسَج ، وهو أعتقه. هذا قول أبى حنيفة. وقيل : العَوْسَج : شجر شاكٌ نَجْدىّ ، له جَناة حمراء ، قال الشَّماخ :

مُنَعَّمةٌ لم تدرِ ما عَيْشُ شِقْوَةٍ

ولم تَعْتَزِلْ يوما على عُود عَوْسَج (٢)

واحدته : عَوْسَجَة. قال أعرابىّ ، وأراد الأسد أن يأكله ، فلاذ بعوسَجة :

يَعْسِجُنِى بالخَوْتَلَهْ

يُبْصِرنى لا أحِسَبُه

أراد : يختلنى بالعوسَجة ، يحسينى لا أبصرُه.

قال :

يا رُبَّ بَكْرٍ بالرَّدافى وَاسِجِ

اضْطَرَّهُ اللَّيلُ إلى عَوَاسِجِ

عواسجٍ كالعُجُز النَّواسِجِ (٣)

وإنما حملنا هذا على أنه جمع عَوْسَجة ، لا جمع عَوْسَج ، الذى هو جمع عَوْسَجة ؛ لأن جمع الجمع قليلٌ ألبتة ، إذا أضفته إلى جمع الواحد. وقد التزم هذا الراجز فى هذه الشُّطور ، ما لا يلزمه. وهو اعتزامه أن يجعل السين دخيلا فى الأبيات الثلاثة.

* وذو عَوْسَج : موضع. قال أبو الرُّبَيْس الثَّعلبىّ :

__________________

(١) البيت لجرير فى ملحق ديوانه ص ١٠٣٢ ؛ ولسان العرب ( عسج ) ؛ والعين ( ١ / ٢١٤ ) ؛ وتاج العروس ( عسج ) ؛ ولجميع بثينة فى مقاييس اللغة ( ٤ / ٣١٩ ) ؛ والمخصص ( ٧ / ١١٦ ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٣٣٨ ).

(٢) البيت للشماخ فى ديوانه ص ٧٤ ؛ ولسان العرب ( عسج ) ؛ وتاج العروس ( عسج ). ويروى صدره : * منعمة لم تلق بؤس معيشة *.

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عسج ) ؛ وتاج العروس ( سفنج ) ، ( عسج ).


أُحِبّ ترابَ الأرْض أن تنزلى به

وذا عَوْسَجٍ والجِزْعَ جِزعَ الحلائقِ (١)

مقلوبه : [ ج ع س ]

* الجَعْسُ : العَذِرة. جَعَس يَجْعَس جَعْسا. والجَعْسُ : موقِعُها. وأُرَى الجِعْس ، بكسر الجيم : لغةً فيه.

* والجُعْسوس : اللئيم القَبيح ، وكأنه اشتقّ من الجَعْس صفةً على فُعْلُول ، فشُبِّه السَّاقط المَهين من الرجال بالخُرْء ونَتْنه ، والأنثى جُعْسُوس أيضاً. حكاه يعقوب. قال : وقال أعرابىّ لامرأته : إنك لجُعْسوسٌ صَهْصَلِق ، فقالت واللهِ إنك لَهِلْباجة نَئوم ، خَرِق سَئوم ، شُرْبكَ اشْتفاف ، ونومُكَ التحاف ، وأكلك اقتحاف ؛ عليك العَفاصَةْ ، قُبِّحَ منك القَفا.

مقلوبه : [ س ج ع ]

* سَجَعَ يَسْجَعُ سَجْعا : استوى ، واستقام ، وأشبه بعضُه بعضا. قال ذو الرُّمَّة :

قطَعْتُ بِها أرْضاً ترَى وجْهَ رَكْبِها

إذا ما عَلَوْها مُكْفأً غيرَ ساجع (٢)

وسَجَعَ يَسْجَع سَجْعا : تكلَّم بكَلام له فواصل كفواصل الشعر ، من غير وزن ؛ هو من الاستواء والاستقامة والاشتباه ، كأن كلّ كلمة تشبه صاحبتها ، قال ابن جنى : سُمّى سَجْعا لاشتباه أواخره ، وتناسُب فواصله ؛ وكسَّره على سُجُوع ، فلا أدرى أرواه أم ارتجله؟ وحكى أيضاً : سُجع الكلام فهو مسجُوع. وسَجَع بالشىء : نطَق به على هذه الهيئة.

* والأُسْجوعة : ما سَجَع به.

* وسَجَع الحمامُ يَسْجَع سَجْعا : هَدَل على جهة واحدة. وفى المثل : « لا آتيك ما سَجَع الحمام » ، يريدون : الأبد ؛ عن اللِّحيانىّ.

* وحمام سُجُوع : سواجع.

* وحمامة سَجُوع بغير هاء.

* وسَجَعَت الناقة سَجْعا : مدت حنينها على جهة ، وسَجَعت القوس : كذلك. قال يصف قوسا :

وهْىَ إذا أنْبَضْتَ فيها تسْجَعُ

__________________

(١) البيت لأبى الزبير التغلبى فى لسان العرب ( حلق ) ؛ ولأبى الربيس التغلبى فى لسان العرب ( عسج ) ؛ ولأبى الربيس الثعلبى فى تاج العروس ( عسج ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٧٨٩ ؛ ولسان العرب ( كفأ ) ، ( سجع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٣٩ ، ١٠ / ٣٨٦ ، ٣٨٧ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٠٨٧ ؛ والمخصص ( ٦ / ٤٨ ) ؛ وتاج العروس ( كفأ ) ، ( سجع )


تَرَنُّمَ النحْلِ أَبى لا يَهْجَعُ (١)

قوله « تسْجَع » : يعنى حنينَ الوتر لإنباضِه. يقول : كأنها تحِنّ حَنينا متشابها. وكله مِنَ الاستواء والاستقامة والاشتباه.

* وسَجَعَ له سَجْعا : قَصَد.

العين والجيم والزاى

* العَجْز : نقيض الحَزْم. عَجَز عن الأمر يَعْجِز ، وعَجِز عَجِزاً فيهما.

* ورجل عَجُزٌ وعَجِز : عاجز.

* وامرأة عاجِز : عاجزة عن الشىء ؛ عن ابن الأعرابىّ.

* والمَعْجَزة : العَجْز. قال سيبويه : هو المَعْجِز والمَعْجَز ، الكسر على النادر ، والفتح على القياس ، لأنه مصدر.

* وفحل عَجِيز : عاجز عن الضِّراب كعَجيس.

* وأعجزه الشىءُ : عجز عنه.

* وعَجَّز الرجل ، وعاجَزَ : ذهب ، فلم يوصل إليه. وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ ) [ سبأ : ٥ ] ، قال الزجاج : معناه : ظانِّين أنهم يُعْجِزوننا ، لأنهم ظنوا أنهم لا يُبْعَثون ، ولا جَنَّةَ ولا نار. وقيل فى التفسير : ( مُعاجِزِينَ ) : معاندين ، وهو راجع إلى الأوّل. وقُرِئت : مُعَجِّزِين ، وتأويلها : أنهم كانوا يُعَجِّزون من اتبع النبى صَلى الله عليه وسلّم ، ويُثَبِّطونهم عنه.

وقد أعجَزَهم. وفى التنزيل : ( وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ ) [ الشورى : ٣١ ] : قيل معناه : ما أنتم بمُعْجزين فى الأرض ، ولا أهلُ السماء بمعجزين ، وقيل : معناه ـ والله أعلم ـ وما أنتم بمُعجزين فى الأرض ، ولا لو كنتم فى السماء ؛ وليس يُعْجِز اللهَ تعالى خلقٌ فى السماء ولا فى الأرض. ولا مَلْجأ منه إلا إليه. وقال أبو جُنْدُب الهُذَلىّ :

جَعَلْتُ غُرَانَ خَلْفَهُم دَليلاً

وفاتوا فى الحجاز ليُعْجِزُونِى (٢)

وقد يكون ذلك أيضاً من العَجْز.

* وعاجَزَ إلى ثِقَةٍ : مالَ. وعاجَزَ القومُ : تركوا شيئاً وأخذوا فى غيره.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( سجع ) ؛ وتاج العروس ( سجع ).

(٢) البيت لأبى جندب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ( ١ / ٣٥٤ ) ؛ ولسان العرب ( عجز ) ؛ وتاج العروس ( عجز ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( حجز ). ويروى « تخذت » مكن « جعلت » ، و « فروا » مكان « وفاتوا ».


* وعَجُزُ الشىءِ وعَجِزُه ، وعَجْزه ، وعُجُزُه ، وعُجْزه : آخره ، يذكَّر ويؤنَّث ، قال أبو خِراش يصف عُقابا :

بَهيما غير أنَ العَجْزَ منها

تَخالُ سَراتَه لَبَنا حَلِيبَا (١)

وقال اللِّحيانىّ : هى مُؤنَّثة فَقَط. والعَجُز ما بعد الظهر ، منه. وجميع تلك اللُّغات يذكَّر ويُؤَنَّث. والجمع أعجاز ، لا يُكَسَّر على غير ذلك. وحكى اللِّحيانىّ : إنها لعظيمة الأعجاز ، كأنهم جعلوا كلّ جزء منه عَجُزا ، ثم جمعوا على ذلك.

* والعجُز فى العَروض : حذفُك نون « فاعلاتُن » ، لمعاقبتها ألف « فاعِلن ». هكذا عَبَّر الخليلُ عنه ، ففسَّر الجوهَر الذى هو العَجُز ، بالعَرَض الذى هو الحذف. وذلك تقريب منه ، وإنما الحقيقة أن يقول : العَجُز ، النون المحذوفة من « فاعلاتن » لمعاقبة ألف « فاعلن » ، أو يقول : التعجيز ، حذف نون « فاعلاتن » لمعاقبة ألف « فاعلن ». وهذا كله إنما هو فى المديد.

* وعَجُز بيت الشعر : خلاف صدره.

* وعَجَّز الشاعر : جاء بعَجُز البيت. وفى الخبر أن الكميت لما افتتح قصيدته التى أوّلها :

*ألا حُيِّيتِ عَنَّا يا مَدِينَا* (٢)

أقام بُرْهة لا يدرى بِمَ يُعَجِّز على هذا الصدر؟ إلى أن دخل حماما ، وسمع إنساناً دخله ، فسَلَّم على آخر فيه ، فأنكر ذلك عليه ، فانتصر بعض الحاضرين له ، فقال : وهل بأْسٌ بقول المسلمين ، فاهتبلها الكُميت ، فقال :

*وهل بأسٌ بقول المُسْلمِينا* (٣)

* وعَجِيزة المرأة : عَجُزُها ، ولا يقال للرجل إلا على التشبيه. والعَجُز لهما جميعاً.

* ورجل أعْجَز ، وامرأة عَجْزَاء ومُعَجِّزة : عظيما العَجيزة. وقيل : لا يوصف به الرجل.

* وعَجِزَت المرأة عَجَزا : عَظُمت عَجيزتها.

* والعَجْزاء : التى عَرُض قَطَنُها ، وثَقُلَت مأْكمَتُها ، فعَظُم عَجُزها ، قال :

هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً

تَمَّتْ فليسَ يُرَى فِى خَلْقِها أوَدُ (٤)

__________________

(١) البيت لأبى خراش الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٣٤١ ؛ ولسان العرب ( عجز ) ؛ وتاج العروس ( عجز ).

(٢) البيت للكميت فى ديوانه ( ٢ / ١١٤ ) ؛ ولسان العرب ( عجز ) ؛ وخزانة الأدب ( ١ / ١٧٩ ). ويروى «‌ يقول مسلمينا ».

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عجز ) ؛ والمخصص ( ١٦ / ٦٢ ) ؛ وتاج العروس ( عجز ).


* وتَعَجَّز البعيرَ : رَكِبَ عَجُزَه.

* وعُقاب عَجْزاء : بمُؤَخَّرِها بياض ، أو لون مخالف. وقيل : هى التى فى ذنبها مَسَح ، أى نقص وقِصَر ، كما قيل للذئب : أزَلّ. وقيل : هى الشديدة الدابرة. قال الأعشى :

وكأنما تبَع الصُّوار بشخْصِها

عَجْزاءُ تَرْزُق بالسُّلَىّ عِيالَها (١)

* والعَجَز : داء يأخذ الدَّوابّ فى أعجازها ، فتثقل لذلك. الذكر أعجز ، والأنثى عَجْزاء.

* والعِجازة ، والإعجازة ، : شبيه بالوِسادة ، تشُدّه المرأة على عَجُزها ، لتُحْسَب أنها عَجْزاء.

* والعِجْزة ، وابن العِجْزة : آخر ولد الشيخ. وقيل : عِجْزة الرجل : آخر ولد له. قال :

واسْتَنْصَرَتْ فى الحىّ أَحْوَى أمْرَدا

عِجْزَة شَيْخَين يُسَمَّى مَعْبَدَا (٢)

* والعِجازة : دابرة الطائر ، وهى الإصْبع المتأخِّرة.

* وعَجُز هوازن : بنو نصر بن معاوية وبنو جُشَم بن بكر ؛ كأنه آخرهم.

* وعُجْز القوْس وعَجْزُها ومَعْجِزها : مَقْبِضُها. حكاه يعقوب فى المبدَل. ذهب إلى أن زايه بدل من سينه. وقال أبو حنيفة : وهو العَجْز والعِجْز ، ولا يُقال مَعْجز. وقد حَكَيناه نحن عن يعقوب.

* وعَجُز السِّكِّين : جُزْأتُها ؛ عن أبى عبيد.

* والعَجوزُ والعجوزة من النِّساء : الهَرِمة. الأخيرة قليلة. والجمع : عُجُز ، وعُجْز ، وعجائز. وقد عَجَزت تَعْجِز ، وتَعْجُز ، عَجْزا ، وعَجَّزت ، وهى مُعَجِّز. والاسم : العُجْز.

* ونَوَى العجوز : ضرب من النَّوى هَشّ ، تأكله العَجوز للِينه ، كما قالوا : نَوَى العَقوق ؛ وقد تقدّم.

* والعَجوز : الخمر لقِدَمها ، قال الشاعر :

لَيْتَ لى جامَ فِضَّةٍ منْ هَدَايا

هُ سِوَى ما به الأمِيرُ مُجِيزِى

__________________

(١) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٧٩ ؛ ولسان العرب ( عجز ) ، ( رزق ) ، ( عول ) ، ( سلا ) ؛ وتاج العروس ( عجز ) ، ( رزق ) ، ( عول ) ، ( سلا ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٣٤٣ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عجز ) ؛ وتاج العروس ( عجز ) ؛ والعين ( ١ / ٢١٦ ) ؛ والمخصص ( ١ / ٣٠ ).

ويروى : واستبصرت بالباء بدل النون.


إنَّما أبْتَغِيهِ للْعَسَلِ الْمَمْ

زُوجِ بالماء لا لشُرْب العَجُوزِ (١)

والعجوز : نصل السيف. قال أبو المِقْدام :

وعَجُوزٍ رأيتُ فى فَمِ كَلْب

جُعِل الكَلْبُ للأمير جَمالا (٢)

الكَلْبُ : ما فوق النصل من جانبيه ، حديدا كان أو فضة. وقيل : الكلب : مِسْمار فى قائم السَّيف. وقيل : هو ذُؤابته.

* والعَجْزاء : حَبْل من الرمل مُنْبِت. والجمع : عُجْز.

* ورجل مَعْجوز : أُلِحَّ عليه فى المسألة ؛ عن ابن الأعرابىّ.

* والعَجْز : طائر يضرب إلى الصُّفرة ، يشبه صوته نُباح الكلب الصغير ، يأخذ السَّخْلة فيطيرُ بها ، ويحتمل الصَّبىّ الذى له سَبْعُ سِنين. وقيل : هو الزُّمَّج. وجمعه : عِجْزان.

مقلوبه : [ ع ز ج ]

* العَزْج : الدَّفْع ، وربما كُنِى به عن النكاح.

مقلوبه : [ ج ع ز ]

* جَعزَ جَعَزاً ، كجَئِز : غَصّ.

مقلوبه : [ ز ع ج ]

* الإزعاج : نَقِيض القَرار. أزْعَجْته من بلاده فشَخَص ، وانزَعَج قليلة. والاسم : الزَّعَج. وقول عبد الله بن مَسْعود ، رواه ابنُ الأعرابىّ : إن اليَمين تُزْعِج السِّلْعة ، وتَمْحَق البَركة ، فَسَّره فقال : تزعج السِّلْعة تَحُطُّها.

مقلوبه : [ ج ز ع ]

* الجَزَع : نقيض الصَّبْر. جَزِعَ جَزَعا ، فهو جازِع ، وجَزِعٌ ، وجَزُعٌ ، وجَزُوع ، وجُزاع. عن ابن الأعرابى ، وأنشد :

ولَسْتُ بِمِيسَمٍ فى النَّاسِ يَلْحَى

على ما فاتَهُ وَجْمٍ جُزَاع (٣)

والهِجْزَع : الجبان ، هِفْعَل من الجَزَع ، هاؤه بدل من الهمزة ؛ عن ابن جنى. قال : ونظيره هِجْرَع وهِبْلَع ، فيمن أخذه من الجَرْعِ والبَلْع ، ولم يعتبر سيبويه ذلك.

__________________

(١) البيتان بلا نسبة فى لسان العرب ( عجز ) ؛ وتاج العروس ( عجز ).

(٢) البيت لأبى المقدام فى لسان العرب ( عجز ) ؛ وتاج العروس ( عجز ) ؛ والعين ( ١ / ٢١٥ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ١٨ ). ويروى « حمالا » بالحاء.

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( جزع ) ؛ وتاج العروس ( جزع ).


* وأجْزَعه الأمرُ : قال أعشى باهلة :

فإنْ جَزِعْنا فإنَّ الشَّرَّ أجْزَعَنا

وإنْ صَبَرْنا فإنَّا مَعْشَرٌ صُبُرُ (١)

* وجَزَع الموضعَ يجْزَعُه جَزْعا : قطعَه عَرْضا ، قال الأعشى :

جازِعاتٍ بَطْنَ العَقيق كمَا تَمْ

ضِى رِفاقٌ أمامَهنّ رِفاقُ (٢)

* وجزَعَ المَفازة جَزْعا : قطعها ؛ عن كُراع.

* وجِزْع الوادى : حيث تَجْزَعُه ، أى تقطعه. وقيل : هو مُنْقَطَعُه. وقيل : جانبه ومُنْعَطَفُه. وقيل : هو كلّ ما اتسع من مَضايقه ، أنبتَ أو لم يُنبت. وقيل : لا يُسَمَّى جِزْعا حتى تكون له سَعَة ، تُنبت الشَّجر وغيره. واحْتُجَّ بقول لبيد :

حُفِرَتْ وزَايَلها السَّراب كأنَّها

أجزاعُ بيشَة : أثلُها ورُضامُها (٣)

وقيل : هو رمل لا نبات فيه. والجمع : أجزاع. وجِزْع القوم : محَلَّتهم ، قال الكُميت :

وصَادَفْنَ مَشْرَبَه والمَسا

مَ شِرْبا هَنِيئا وجِزْعا شَجِيرا (٤)

* وجِزْعة الوادى : مكان يستدير ويتَّسع ، ويكون فيه شَجَر يُراح فيه المال من القُرّ ، ويُحْبَس فيه إذا كان جائعا ، أو صادرا ، أو مُخْدِرَا والمُخْدر : الذى تحت المطر.

* وانجَزَع الحبل : انقطع بنصفين. وقيل : هو أن ينقطع أيا كان ، إلا أن ينقطع منَ الطَّرَف وانجَزَعتِ العَصَا : انكَسرتْ بنصفين.

* وتَمْرٌ مُجَزَّع : ومُجَزِّع ، ومُتَجَزِّع : بلغ الإِرطابُ نصفَه. وقيل : بلغ الإرطابُ من أسفله إلى نصفه. وقيل : بلغ بعضَه من غير أن يُحَدّ. وكذلك الرُّطَب. ووتَرَ مُجَزَّع : مختلف الوضع ، بعضه رقيق ، وبعضه غليظ.

* والجَزْع والجِزْع ، الأخيرة عن كراع : ضرب من الخرز. وقيل : هو الخرز اليمانى ، قال امرُؤ القَيْس :

__________________

(١) البيت للأعشى فى لسان العرب ( جزع ).

(٢) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٢٥٩ ؛ ولسان العرب ( جزع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٤٤ ) ؛ وتاج العروس ( رفق ) ؛ وبلا نسبة فى العين ( ١ / ٢١٦ ). ويروى « رقاق » مكان « رفاق ».

(٣) البيت للبيد فى ديوانه ص ٣٠١ ؛ ولسان العرب ( جزع ) ، ( رضم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٢ / ٣٢ ) ؛ وتاج العروس ( جزع ) ، ( رضم ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ١٠١ ) ؛ والعين ( ١ / ٢١٦ ). ويروى « بئشة ».

(٤) البيت للكميت فى ديوانه ( ١ / ٢١٦ ) ؛ ولسان العرب ( جزع ) ؛ وتاج العروس ( جزع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٠ / ١٠١ ).


كأنّ عيونَ الوَحْشِ حولَ خِبائنا

وأرْحُلِنا الجَزْعُ الَّذى لم يُثَقَّبِ (١)

واحدته : جَزْعة.

* والجُزْع : المِحور الذى تدور فيه المَحالة ؛ يمانِيَة.

* والجازع : خشَبة معروضة بين شيئين يُحْمل عليها. وقيل : هى التى توضع بين خَشبَتَين منصوبتين عَرْضا ، لتوضَع عليها سُرُوع الكَرْم وعُرُوشها ، لترفعها عن الأرض ، فإن وُصِفت قيل : جازِعة.

* والجِزْعة من الماء واللَّبن : ما كان أقلّ من نصف السِّقاء والإناء والحوض. وقال اللِّحيانى مَرَّة : بقىِ فى السِّقاء جِزْعَة من لَبن أو ماء ، لم يزد على ذلك. وقال أخرى : بقى فى السِّقاء جِزْعة : أى قليل.

* وجَزَّعتُ فى القِربة : جَعَلْتُ فيها جِزْعة.

* والجِزْعة : القطعة من اللَّيْلِ : ماضيَةً أو آتيةً.

* والجُزَيْعة : القُطَيعة من الغَنم.

* والجُزْع : الصِّبغ الأحمر ، الذى يسمَّى العُروق فى بعض اللُّغات.

العين والجيم والطاء

* طَعَجَها يَطْعَجُها طَعْجا : نكحها.

العين والجيم والدال

* العَجَد : الغِرْبان. والواحدة : عَجَدَة. قال صَخر الغَىّ يصف الخيل :

فأرْسَلُوهُنَّ يَهْتَلِكْنَ بِهِمْ

شَطرَ سَوَامٍ كأنها الْعَجَدُ (٢)

* والعُجْدُ : الزبيب.

* والعَجْد والعُنْجُد : حَبُّ العِنَب. وقيل : حَبُّ الزبيب. وقيل : هو أردؤه ، وقيل : هو ثمر يُشبهُه وليس به.

مقلوبه : [ ج ع د ]

* الجَعْد من الشَّعر : خلاف السَّبْط. وقيل : هو القصير ؛ عن كُراع. جَعُد جُعُودة وجَعادة ، وتَجَعَّد ، وجَعَّده صاحبُه. ورجل جَعْد الشعر والأنثى جَعْدة ، وجمعها : جِعاد.

__________________

(١) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٢٥٣ ؛ ولسان العرب ( جزع ) ؛ والعين ( ١ / ٢١٦ ) ؛ وتاج العروس ( جزع ) ؛ وأساس البلاغة ( جزع ).

(٢) البيت لصخر الغى الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٥٩ ؛ ولسان العرب ( عجد ) ؛ وتاج العروس ( عجد ).


قال مَعْقِل بن خُوَيلد :

وسُودٍ جِعادٍ غِلاظِ الرّقا

بِ مِثْلَهُمُ يَرْهَبُ الرَّاهِبُ (١)

عَنى من أسَرَت هُذَيل من الحبشة أصحاب الفيل. وجمع السلامة فيه أكثر.

* وتُراب جَعْدٌ : نَدٍ.

* وجَعُد الثَّرَى ، وتَجَعَّد : تقَبَّض.

* وزَبَد جَعْد : متراكب ، وذلك إذا صار بعضه فوق بعض على خَطْم البعير أو الناقة ، قال ذو الرُّمَّة :

تَنْجُو إذا جَعَلتْ تَدْمَى أخِسَّتُها

واعْتَمَّ بالزَّبَد الجَعْدِ الخراطيمُ (٢)

* وحَيْس جَعْد ، ومُجَعَّد : غليظ غير سَبْط ، أنشد ابن الأعرابى :

خِذامِيَّة أدَّتْ لَها عَجْوةُ القُرَى

وتخلِط بالمأْقُوط حَيْسا مُجَعَّدَا (٣)

رماها بالقبيح. يقول : هى مُخلِّطة ، لا تختار من يُواصلُها.

* وصِلِّيان جَعْد ، وبُهْمَى جَعْدَة : بالغوا بهما.

* والجَعْدة : حشيشة تنبت على شاطئ الأنهار وتجَعَّد. وقيل : هى شجرة خضراء ، تنبُت فى شعاب الجبال بنجد. وقيل : فى القيعان. قال أبو حنيفة : الجَعْدة : خَضْراءُ وغَبراء ، تنبُت فى الجبال ، لها رَعَثة مثل رَعَثة الديك ، طيِّبةُ الريح ، تحشى بها المرافق.

* ورجل جعد اليدين : بخيل. ورجل جَعْدُ الأصابع : قصيرها. قال :

*مِن فائضِ الكفَّينِ غَيرِ جَعْدِ* (٤)

* وقدم جَعْدة : قصيرة من لؤمها. قال العَجَّاج :

*لا عاجِزَ الهَوْءِ ولا جَعْدَ القدم* (٥)

__________________

(١) البيت لمعقل بن خويلد الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٣٩٠ ؛ ولسان العرب ( جعد ) ؛ وتاج العروس ( جعد ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٤٠٥ ؛ ولسان العرب ( جعد ) ، ( عمم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٢١ ، ٣٤٩ ) ؛ وتاج العروس ( جعد ) ؛ والعين ( ١ / ٩٤ ) ؛ وبلا نسبة فى العين ( ١ / ٢١٨ ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( أود ) ، ( جعد ) ، ( خذم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٤ / ٢٢٨ ) ؛ وتاج العروس ( جعد ) ، ( خذم ).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( جعد ).

(٥) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ٢ / ٤٣٠ ) ؛ ولسان العرب ( جعد ) ؛ وتاج العروس ( جعد ) ؛ وليزيد بن معاوية فى جمهرة اللغة ص ١٧٢ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( هوأ ) ؛ وتاج العروس ( هوأ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٦ / ٤٨٦ ).


* وخَدّ جَعْد : غير أسيل. وبعير جَعْد : كثير الوبر.

* وقد كُنِى بأبى الجَعْد. والذئبُ يُكْنى أبا جَعْدة وأبا جُعادة.

* وبنو جَعْدة : حَىّ مِن قيس. ومنهم النابغة الجَعْدىّ.

* وجُعادة : قبيلة. قال جرير :

فوارسُ أبْلَوْا فى جُعادةَ مَصْدَقا

وأبْكَوْا عُيونا بالدُّموع السواجمِ (١)

* وجُعَيد : اسم. وقيل : هو الجُعَيد ، بالألف واللام ، فعاملوا الصفة معاملة الموصوف.

مقلوبه : [ د ع ج ]

* الدَّعَجُ ، والدُّعْجَة : السَّواد. وقيل : شدة السَّواد. وقيل الدَّعَج : شدة سَوادِ سواد العين ، وشدَّة بياض بياضها. دَعِج دَعَجا ، فهو أدعَجُ.

* والدَّعَجُ ، والدُّعْجة : السَّواد. شَفَة دَعْجاء ولِثَةٌ دَعْجاء.

* والدَّعْجاء : ليلة ثمان وعشرين.

* والدَّعْجاء : اسم امرأة. وهى الدَّعْجاء بنت هَيْصَم. قال الشاعر :

ودَعْجاء قد واصلتُ فى بعض مَرّها

بأَبيضَ ماضٍ ليس من نَبْل هَيْصَمِ (٢)

ومعناه : أنها مرّت به ، فاهتوى لها بسهم.

مقلوبه : [ ج د ع ]

* الجَدْعُ : القَطْع. وقيل : القَطْع البائن ، فى الأنف والأُذن ونحوهما ، جَدَعه يَجْدَعه جَدْعاً وجَدَّعه ، قال :

يقولُ الخَنا وأبغض القَوْم ناطقا

إلى رَبِّه صوْت الحمارِ الْيُجدَّعُ (٣)

أراد : الذى يُجَدَّع ، فأدخل اللام على الفعل المضارع ، لمضارعة اللام لِلَّذِى. وهذا كما حكاه الفراء ، من أن رجلاً أقبل ، فقال آخر : ها هو ذا. فقال السامع : نِعْم الها هو ذا. فأدخل اللام على الجملة من المبتدأ والخبر ، تشبيهاً لها بالجملة المركبة من الفعل والفاعل.

* وقد جَدِع جَدَعا ، وهو أجْدع. قال أبو ذُؤيب يصف الكلاب والثَّور :

__________________

(١) البيت لجرير فى ديوانه ص ٩٩٦ ؛ ولسان العرب ( جعد ) ؛ وتاج العروس ( جعد ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( دعج ) ؛ والرواية : « هيضم » بالضاد.

(٣) البيت لذى الخرق الطهوى فى لسان العرب ( جدع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عجم ) ، ( لوم ) ؛ وتاج العروس ( لوم ). ويروى : «‌ وأبعض العجم » ، « إلى ربنا ‌».


فانْصاعَ مِنْ حَذَرٍ وسدّ فُروجَه

غُبْرٌ ضوار : وافيانِ وأجْدَعُ (١)

أى مقطوع الأُذن. وقيل : لا يقال جَدِع ، ولكن جُدِع.

* والجدَعَة : مَوْضِعُ الجَدْعِ.

* والجَدْع : ما انقطع من مقاديم الأنف إلى أقصاه ، سُمّى بالمصدر.

* وناقة جَدْعاء : قطع سدس أذُنها ، أو ربعها ، أو ما زاد على ذلك إلى النصف. والجَدْعاء من المعز : المقطوع ثلُث أذنها فصاعدا. وعَمَّ به ابنُ الأنبارى جميع الشاء المجَدَّع الأُذُن.

* وفى الدّعاء على الإنسان : جَدْعاً له وعَقْراً ، نصبوها فى حدّ الدعاء على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره. وحكى سيبويه : جَدَّعْتُه وعَقَّرته : قلتُ له ذلك ، وقد تقدّم. وأما قوله.

ترَاهُ كأنَّ اللهَ يَجْدَعُ أنْفَهُ

وعَيْنَيْهِ أنْ مَوْلاه ثابَ له وَفْرُ (٢)

فعلى قوله :

يا لَيْتَ بَعْلَكِ قَدْ غَدَا

مُتَقَلِّدًا سَيْفا وَرُمْحا (٣)

إنما أراد : ويَفْقأ عينيه. واستعار بعض الشعراء الجَدْع والعِرْنينَ للدهر ، فقال :

*وأصْبحَ الدَّهُر ذو العِرنين قد جُدِعا* (٤)

والأعرف :

*وأصبَحَ الدَّهرُ ذو العِلَّات قد جُدِعا*

وحُكِى عن ثعلب : عامٌ تَجَدَّعُ أفاعيهِ : أى يأكل بعضُها بعضاً لشدّته.

* وجَدَاعِ : السنة تذهب بكلّ شىء ، كأنها تجْدَعُه ؛ قال الطائىُّ :

لقد آلَيْتُ أغْدِرُ فى جَدَاعِ

وإن مُنِّيتُ أُمَّات الرّباعِ (٥)

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٨ ؛ ولسان العرب ( فرج ) ، ( جدع ) ؛ وتاج العروس ( فرج ) ، ( جدع ).

(٢) البيت لخالد بن الطيفان فى الحيوان ( ٦ / ٤٠ ) ؛ وله أو للزبرقان بن بدر فى الأشباه والنظائر ( ٢ / ١٠٨ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( جدع ). ويروى « إن مولاه ‌».

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( رغب ) ، ( زجج ) ، ( مسح ) ، ( قلد ) ، ( جدع ) ، ( جمع ) ، ( هدى ). ويروى : ياليت زوجك.

(٤) الشطر بلا نسبة فى لسان العرب ( جدع ) ، ( خدع ) ، ( عرن ) ؛ وتاج العروس ( جدع ) ، ( خدع ) ، ( عرن ) ؛ والمخصص ( ٣ / ٨١ ). ويروى « خدعا » بالخاء.

(٥) البيت لأبى حنبل الطائى فى لسان العرب ( جدع ) ؛ وتاج العروس ( جدع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ـ


والجَداعُ أيضاً غيرُ مبنية ، لمكان الألف واللام. والجَدَاع : الموت ، لذلك أيضا.

* وجادَعَه مجادَعَة وجِداعا : شاتمه وشارَّه ، كأنّ كل واحد منهما جَدَع أنف صاحبه. قال النَّابغة :

أَقارِعُ عوفٍ لا أُحاول غَيرَها

وجُوهَ قُرُودٍ تَبْتغى من تُجادعُ (١)

ويقال : اجْدَعْهُم بالأمر حتى يَذِلُّوا. حكاه ابن الأعرابىّ ولم يفسِّره. وعندى أنه على المَثَل ، أى اجْدَع أُنوفَهم بذلك.

* وتركت البلاد تَجَدَّع أفاعيها : أى يأكل بعضها بعضاً. قال : وليس هنالك أكْل ، ولكن يريد : تَقَطَّع.

وقال أبو حنيفة : المُجَدَّع من النَّبات : ما قُطِع من أعلاه ونواحيه.

* وجَدِع الغلام جَدَعا فهو جَدِع : ساء غذاؤه. قال أوس :

وذاتِ هِدْمٍ عارٍ نواشِرُها

تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَبا جَدِعا (٢)

وقد ذكرت تصحيف بعض العلماء لهذه الكلمة فى هذا البيت ، فى الكتاب « المُخصَّص ».

* وأجدَعه وجَدَّعه : أساء غذاءه.

* وجَدِع الفصيلُ : ساء غذاؤه كالغلام. وجَدِع الفصيل أيضا : رُكِب صغيراً فوَهَن.

* وأجْدَع ، وجُدَيع : اسمان.

* وبنو جَدْعاء : بطن من العرب. وكذلك بنو جُداع ، وبنو جُداعة.

العين والجيم والظاء

* الجَعِظُ والجَعْظ : السَّيِّئُ الخُلُقِ ، المُتَسَخِّط عند الطعام. وقد جَعِظَ جَعَظا.

* والجَعظ : العظيم فى نفسه.

* وجَعَظَه عن الشىءِ جَعْظا ، وأجْعَظَه : دَفَعَه.

* وأجْعَظ الرجُل : فَرَّ. قال رُؤْبة :

__________________

(١) البيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٣٤ ، ٣٥ ؛ ولسان العرب ( جدع ).

(٢) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ٥٥ ؛ ولسان العرب ( تلب ) ، ( جدع ) ، ( هدم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٤٦ ) ؛ والمخصص ( ١٤ / ٦٤ ) ؛ وتاج العروس ( تلب ) ، ( هدم ) ؛ ولبشر بن أبى خازم فى ديوانه ص ١٢٧ ؛ ولأوس بن حجر أو لبشر بن أبى خازم فى تاج العروس ( جدع ).


*والجُفْرَتانِ تَرَكُوا إجْعاظا* (١)

* ورجل جِعْظاية : قصيرٌ لَحيم.

* وجِعِظَّان وجِعِظَّانة : قصير.

العين والجيم والذال

* عَذَجَه عَذْجا : شَتَمه ؛ عن ابن الأعرابىّ.

* وعَذْجٌ عاذِجٌ : بُولغ به ، كقولهم : جَهْدٌ جاهِد. قال هِمْيان بن قُحافة :

*تَلْقَى مِن الأعْبُدِ عَذْجا عاذجِا* (٢)

أى تَلْقَى الإبلُ من هؤلاء الأعْبد زَجْراً كالشَّتْم.

* ورجُل مِعْذَج : كثير اللَّوم ؛ عن ابن الأعرابىّ وأنشد :

فعاجَتْ علَيْنا مِن طُوالٍ سَرَعْرَعٍ

على خَوْف زَوْجٍ سَيَّىءِ الظَّنّ مِعْذَجِ (٣)

* وعَذَجَ الماءَ يَعْذِجُه عَذْجا : جَرَعَه. وليس بثَبْت ، والغين أعلى.

مقلوبه : [ ذ ع ج ]

* الذَّعَج : الدفع الشديد ، وربما كُنِى به عن النكاح ، ذَعَجَها يَذْعَجها ذَعْجا.

مقلوبه : [ ج ذ ع ]

* الجَذَع : الصَّغير السِّنّ. وقيل : الجَذَع من الغنم ، تَيسا كان أو كَبْشا : الداخلُ فى السَّنة الثانية. والجَذَع من الإبل : فوق الحِقّ. وقيل : الجَذَع من الإبل : لأربع سِنين ، ومن الخَيْل : لسنتين ، ومن الغنم : لسَنة. وقيل لابنة الخُسّ : « هل يُلْقِحُ الجَذَع؟ قالت : لا ، ولا يَدَعْ ».

والجمعُ جُذْعان ، وجِذْعان ، وجِذَاع. والأنثى : جَذَعة. وقد أجْذَع. والاسم : الجُذُوعة : وقيل : الجُذُوعة فى الدّوابّ والأنعام : قبل أن يُثْنِىَ بسَنة. وهو زمن ، ليس بسنّ تسقط وتعاقبها أُخرى. وقوله أنشده ابن الأعرابىّ :

إذا رأيْتَ بازِلاً صارَ جَذَعْ

__________________

(١) الرجز للعجاج فى ملحق ديوانه ( ٢ / ٣٥٠ ) ؛ ولسان العرب ( جعظ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢١٢ ) ؛ وتاج العروس ( جعظ ) ؛ ولرؤبة فى لسان العرب ( جعظ ) ؛ ولرؤبة أو للعجاج فى تاج العروس ( جعظ ) ، ( غيظ ).

ويروى : « أجعظوا » مكان « تركوا » ، ويروى « إقعاظا » مكان « إجعاظا ».

(٢) الرجز لهميان بن قحافة فى لسان العرب ( عذج ) ؛ وتاج العروس ( عذج ) ؛ وكتاب الجيم ( ٢ / ٢٦٨ ).

(٣) البيت لقعيس بن بريد فى التكملة ( عذج ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عذج ) ؛ وتاج العروس ( عذج ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٥١ ).


فاحْذَرْ وإن لم تَلْق حَتْفا أن يَقَعْ (١)

فسَّره فقال : معناه : إذا رأيت الكبير يَسْفِه سَفَه الصَّغير ، فاحذَر أن يقع البلاء ، وينزلَ الحَتْف. وقال غير ابن الأعرابىّ : معناه : إذا رأيت الكبير قد تحاتَّت أسنانُه ، فذهبت ، فإنه قد فَنِى وقَرُب أجله ، فاحذر وإنْ لم تَلْقَ حَتْفا أن تصير مثلَه ، فاعمَلْ لنفسك قبلَ الموت ما دُمْت شابًا.

* وأعَدْت الأمرَ جَذَعا : أى جَديدا كما بدأ. وفُرَّ الأمرُ جَذَعا. أى بُدِئ. وفُرَّ الأمْرَ جَذَعا : أى ابْدأْهُ.

* وتجاذَعَ الرجلُ : أرى أنه جَذَعٌ ، على المَثل. قال الأسود بن يَعْفُر :

فإنْ أكُ مَدْلُولاً عليهَ فإنَّنِى

أخو الحَرْب لا قَحْم ولا مُتجاذِعُ (٢)

* والجَذَع ، والأزْلَم الجَذَع جميعا : الدهر ، لجِدَّته. قال الأخطل :

يا بشرُ لو لم أكُنْ منكم بمَنزِلةٍ

ألْقَى علىَّ يَدَيْهِ الأزْلَمُ الجَذَعُ (٣)

أى : لولاكم لأهلكنى الدَّهْر. وقال ثعلب : الجَذَع من قولهم : الأَزْلم الجَذَع : كلُّ يوم وليلة. هكذا حَكاه ولا أدرى وجْهَه. وقيل : هو الأسَد ، وهذا القولُ خطأ.

* والجِذْع : ساق النَّخلة. والجمع أجْذاع ، وجُذُوع.

* وجَذَع الشىءَ يَجْذَعُه جَذْعا : عَفَسَهُ ودَلَكَه. وجَذَع الرجلَ يَجْذَعُه جَذْعا : حَبَسَه. وقد تقدّم فى الدَّال.

* والجَذْع : حَبْس الدّابة على غير عَلَف. قال العَجَّاج :

كأنه من طُولِ جَذْع العَفْسِ

ورَمَلانِ الخِمْسِ بعدَ الخِمْسِ

يُنْحَتُ مِنْ أقْطارِه بفأسِ (٤)

* وجِذاعُ الرجل : قومُه ، لا واحدَ لها. قال المُخَبَّل يهجو الزِّبرقان :

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( جذع ) ؛ وتاج العروس ( جذع ). ويروى آخره « أن تقع » بالتاء.

(٢) البيت للأسود بن يعفر النهشلى فى ديوانه ص ٤٦ ؛ ولسان العرب ( جذع ) ؛ وتاج العروس ( جذع ).

(٣) البيت للأخطل فى ديوانه ص ١١٤ ؛ ولسان العرب ( جذع ) ، ( زلم ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٢٢٠ ، ٧ / ٣٧١ ) ؛ وتاج العروس ( جذع ) ، ( زلم ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٩ / ٦٤ ).

(٤) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ٢ / ١٩٧ ) ؛ ولسان العرب ( شرس ) ، ( عفس ) ، ( جذع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٤٦ ، ٣٥١ ، ٢ / ١٠٧ ) ؛ وتاج العروس ( جذع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( جدع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٥١ ) ؛ والمخصص ( ٦ / ١٨٦ ).


تَمَنَّى حُصَينٌ أن يَسُودَ جِذَاعَهُ

فأمْسَى حُصَينٌ قد أذَلَّ وأقْهَرَا (١)

أى قد صار أصحابه أذلاء مَقْهورين. ورواه الأصمعىّ : « ... قد أُذلَّ وأُقْهَرا ». فأُقْهر على هذا : لغة فى قُهر. أو يكونُ أَقهَر وُجِد مَقْهوراً. وخَصّ أبو عُبيد بالجِذاع رَهْط الزِّبرْقان.

* وجذْع ، وجُذَيع : اسمان.

العين والجيم والثاء

* عَثَجَ يَعْثِجُ عَثْجا ، وعَثِج ، كلاهما : أدْمَن الشرب شيئَا بعد شىء.

* والعُثْجة : كالجُرْعة.

* والعِثَج والعَثْج : جماعة الناس فى السفر. وقيل : العَثَج والعَثْج : الجَماعات. وفى تلبية بعض العرب فى الجاهلية :

يا رَبّ لولا أنَّ بَكْراً دُونَكا

يعْبُدُك الناسُ ويَهْجُرُونَكا

ما زالَ مِنَّا عِثَجٌ يأْتُونَكا (٢)

* والعَثَوْجَج ، والعَثَوْثَجُ : البعير السريع الضخْم المجتمع الخَلْق ، وقد اعْثَوْجَجَ ، واعْثَوْثَج.

* ومَرَّ عَثْجٌ منَ الليل وعَثَج : أى قِطعة.

* واثْعَنْجَج الماء والدمع : سالا.

مقلوبه : [ ث ع ج ]

* الثَّعَج : جماعة الناس فى السفر كالعَثَج.

العين والجيم والراء

* عَجِر عَجَرا وهو أعْجَر : غَلُظ وسَمِن. وعَجِر عَجَرا أيضا : ضخُم بطنُه.

* والعُجْرَة : موضع العَجَر.

* وأطلعه على عُجَره وبُجَرِه : أى عُيوبه. وفى حديث علىّ رضى الله عنه : « أشكو عُجَرى وبُجَرِى » : أى همومى وأحزانى. وقيل : أى ما أُبْدِى وأُخْفِى ؛ وكله على المَثَل.

__________________

(١) البيت للمخبل السعدى فى ديوانه ص ٢٩٤ ؛ ولسان العرب ( قهر ) ؛ ( جذع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٥ / ٣٩٥ ) ؛ وتاج العروس ( قهر ) ، ( جذع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٣ / ١٣٠ ، ١٢ / ٢٠٥ ، ٣١٠ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عثج ) ، ( برر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٥٤ ) ؛ وتاج العروس ( ميح ) ، والعين ( ١ / ٢٢١ ). ويروى مطلع الأول «‌ لاهم لولا ». ويروى آخر الثانى : «‌ويفجرونكا» بدل «‌ويهجرونكا».


* والعُجْرة : العُقدة فى الخَشبة ونحوها. والفعل كالفعل ، والصفة كالصفة.

* وسيف ذو مَعْجَر : فى متنه كالتَّعقُّد.

* وعَجَرَ الفرس : صَلُب لحمه.

* ووَظِيف عَجِرٌ ، وعَجُر : شديد ، وكذلك الحافر.

* وعَجَر عُنُقَه يَعْجُرها عَجْراً : ثناها.

* والاعتجار : لَفُّ العمامة دون التَّلَحِّى ، والاعتجار : لِبْسة كالالْتحاف. قال الشاعر :

فمَا لَيْلَى بناشِرَة القُصَيرا

ولا وقصاءَ لِبْسَتها اعتجار (١)

* والمِعْجَر : ثوب تعتجر به المرأة ، أصغرُ من الرداء ، والمِعْجر : ضرب من ثياب اليمن. والمِعْجَر : ما يُنسَج من الليف كالجُوالق.

* وعَجَر يَعْجِرُ عَجْراً ، وعَجَرانا ، وعاجَر : مَرَّ مَرّا سريعا ، من خوف ونحوه. وعَجَرَ الحمارُ يَعْجُرُ عَجْرا : قَمَص. وعَجَر عليه : حَمَل. وعَجَرَ عليه : حَجَر.

* وعُجِر الرجلُ : ألِحَّ عليه فى أخذ ماله.

* ورجل مَعْجور عليه : كَثُرَ سُؤَّالُه ، حتى فَنِىَ مالُه ، كمَثْمود.

* والعَجِيرُ : العِنِّين من الرجال والخيل.

* وعاجِرٌ وعُجَيْر ، والعَجِير ، وعُجْرة : كلها أسماء.

* وبنو عُجْرة : بطن منهم.

* والعُجَيْر : موضع ؛ قال أوس بن حَجَر :

تَلَقَّيْتَنِى يَوْمَ العُجَيْرِ بِمَنْطِقٍ

تَرَوَّحَ أرْطَى سُعْدَ منه وضَالُها (٢)

مقلوبه : [ ع ر ج ]

* العَرَج والعُرْجَة : الظَّلَع. والعُرْجة أيضاً : موضع العَرَج من الرِّجْل. ورجل أعْرَج من قوم عُرْج ، وعُرْجان.

* وعَرَج يَعْرُج ، وعَرِج عَرَجانا : مَشَى مِشْية الأعرج ، لِعَرَض. وعَرِج لا غير : صار أعْرَج.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عجر ) ، ( نشز ) ؛ وتاج العروس ( عجر ) ، ( نشز ). والرواية « بناشزة » بالزاى.

(٢) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ١٠١ ؛ ولسان العرب ( سعد ) ، ( عجر ) ؛ وتاج العروس ( عجر ). ويروى مطلعه : « تلقيننى ».


* وأعْرج الرجلَ : جعله أعْرَج ؛ قال الشَّماخ :

فَبِتُّ كأنّى مُتَّقٍ رأسَ حَيَّةٍ

لِحاجَتها إن تخطئِ النَّفْسَ تُعْرِجِ (١)

وقوله : أنشده ثعلب :

ألم تَرَ أنَّ الغَزْوَ يُعْرِج أهلَه

مِراراً وأحياناً يُفِيدُ ويُورِقُ (٢)

لم يفسِّره. وهو من ذلك ، كأنه كَنى به عن الخَيبة.

* وتَعارَجَ : حَكى مِشْية الأعرج.

* والعَرْجاء : الضَّبُعُ ، خِلقةً فيها. ولا يُقال للذّكر أعرج. ويقال لها عُراجُ ، معرفة ، لعَرَجها. وقول أبى مُكْعب الأسَدىّ :

أفَكانَ أوَّلَ ما أتَيْتَ تَهارَشَتْ

أبْناءُ عُرْجَ عَليكَ عِندَ وِجارِ (٣)

يعنى : أبناء الضِّباع ، وترك صرف عُرْج ، لأنه جعله اسماً للقبيلة. وأما ابن الأعرابىّ فإنه قال : لم يُجْر عُرْجَ ، وهو جمع ، لأنه أراد التوحيدَ والعُرْجَة ، فكأنه قصد إلى اسم واحد ، وهو إذا كان جمعاً غير مسمًى به نكرة.

* وعَرَج البعيرُ عَرَجا ، فهو عَرِج : لم يَسْتَقِم بولُه من الحَقَب.

* وانعَرَج الشىء : مالَ.

* وعَرَّج النَّهْرَ أماله.

* والعَرَج : النهر والوادى ، لانعراجهما.

* وعَرَّج عليه : عَطَف. وعَرَّج الناقة : حَبَسَها.

* وما لى عنك عِرْجة ولا عَرْجَة ولا عَرَجة ، ولا عُرْجة ، ولا تَعريج : أى مُحْتَبَس.

* وعَرَج فى الشىء ، وعليه ، يعرُج ويَعْرِج عُرُوجا : رَقِىَ. وعَرَج الشىءُ ، فهو عَرِيج : ارتفع وعَلا ؛ قال أبو ذُؤَيب :

كما نَوَّرَ المِصْباحُ للْعُجْمِ أمْرَهُمْ

بُعَيْدَ رُقاد النَّائمينَ عَرِيجُ (٤)

__________________

(١) البيت للشماخ فى ديوانه ص ٧٨ ؛ ولسان العرب ( عرج ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عرج ) ، ( ورق ) ؛ وتاج العروس ( ورق ) ؛ ومجالس ثعلب ص ٤٤.

(٣) البيت لأبى مكعب الأسدى فى لسان العرب ( عرج ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٥٦ ) ؛ وتاج العروس ( عرج ) ، وبلا نسبة فى المخصص ( ١٣ / ٢٠٦ ).

(٤) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٣٠ ؛ ولسان العرب ( عرج ) ، وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٥٦ ) ؛ وتاج العروس ( عرج ).


* والمِعْراج : شِبْه سُلَّم ، تعرُجُ عليه الأرواح. وقيل : هو حيثُ تَصْعَد أعمال بنى آدم.

* وعُرِج بالرُّوح والعَمل : صُعِدَ بهما. فأما قول الحُسَين بن مُطَيْر :

زَارَتْكَ شَهْمَةُ والظَّلْماءُ داجِيةٌ

والعَينُ هاجِعَةٌ والرُّوح مَعْرُوجُ (١)

فإنما أراد : مَعْروجٌ به ، فحذف.

* والعَرْج والعِرْج من الإبل : ما بين السَّبْعين إلى الثمانين. وقيل : من الثمانين إلى التِّسعين. وقيل : مِئَة وخمسون ، وفُوَيق ذلك. وقيل : من خمس مِئَة إلى ألف ؛ قال ابن قَيس الرُّقَيَّات :

أنْزَلوا مِنْ حُصُونِهِنَّ بَناتِ التْ

تُرْكِ يَأْتُونَ بَعْدَ عَرْجٍ بَعرْجِ (٢)

والجمع أعراجٌ ، وعُروج. قال :

يوْمَ تُبْدى البِيضُ عن أسْؤُقِها

وتَلُفُّ الخَيلُ أعْراجَ النَّعَمْ (٣)

قال ساعدة بن جُؤَيَّة :

واسْتَدْبَرُوهُمْ يُكْفِئُونَ عُرُوجَهُمْ

مَوْرَ الجَهامِ إذا زَفَتْهُ الأَزْيَبُ (٤)

* والعَرَج : غَيْبوبة الشَّمس ؛ قال :

*حتى إذا ما الشَّمسُ همَّت بعَرَجْ* (٥)

* والعُرْج : ثلاث ليال من أوّل الشهر. حُكى ذلك عن ثعلب.

* والأُعَيْرِج : حَيَّة أصمُّ خَبيثٌ ، والجمع : الأُعَيرِجات.

* والعُرَيجاء : أن تردَ الإبل يوماً نصفَ النهار ، ويوماً نصفَ النهار ، ويوماً غُدْوة. وقيل : هو أن تردَ غُدْوةً ، ثم تصدُرُ عن الماء ، فتكونَ سائرَ يومها فى الكلأ ، وليلَتها ويومَها من غَدِها ، وتَردَ ليلا الماء ، ثم تَصْدُرَ عن الماء ، فتكونَ بقيَّة ليلتها فى الكلأ ، ثم تُصْبَحَ الماء غُدْوة. وهى من صفات الرَّفْه.

__________________

(١) البيت للحسين بن مطير فى ديوانه ص ٣٧ ؛ ولسان العرب ( خرج ) ، ( عرج ) ، ( شهم ) ؛ وتاج العروس ( شهم ).

(٢) البيت لابن قيس الرقيات فى ديوانه ص ١٨١ ؛ ولسان العرب ( عرج ) ؛ وتاج العروس ( عرج ).

(٣) البيت لطرفة بن العبد فى ديوانه ص ٩٠ ؛ والعين ( ١ / ٢٢٣ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عرج ) ؛ وتاج العروس ( عرج ) ؛ ويروى : « أسوقها » بالواو لا الهمز.

(٤) البيت لساعدة بن جؤية الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٢١ ؛ ولسان العرب ( عرج ) ، وتاج العروس ( عرج ).

(٥) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عرج ) ، ( قسطن ) ؛ والمخصص ( ٩ / ٢٥ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٥٦ ، ١٠ / ٤٢٦ ) ؛ وتاج العروس ( عرج ) ، ( قسط ).


* والعُرَيجاء : موضع.

* وبنو الأعرج : قبيلة. وكذلك بنو عُرَيْج.

* والعَرْج : موضع على أربعة أميال من المدينة ، إليه يُنْسَبُ العَرْجىّ الشاعر.

* والعَرَنْجَجُ : اسم حِمْير.

مقلوبه : [ ر ع ج ]

* رَعَجَ البَرْقُ ونحوُه يَرْعَج رَعْجا ورَعَجا ، وأرْعَجَ ، وارْتَعَجَ : اضطرب وتتابع.

* وارْتَعَجَ العدد : كَثُر. وارْتِعاج المال : كثرتُه.

* والرَّعْج : الكثير من الشاء مثل الرَّفِّ.

* ورَعَجنى الأمر وأرْعَجَنِى : أقْلَقَنِى.

مقلوبه : [ ج ع ر ]

* الجَعْر : ما يَبِس فى الدُّبُر من العَذِرة. وخَصَّ ابن الأعرابىّ به جَعْر الإنسان إذا كان يابسا. والجميع : جُعُور. ورجل مِجْعار.

* وجَعَر السَّبُعُ والكلبُ والسِّنورُ يَجْعَرُ جَعْرا : خَرِئ.

* والجَعْراءُ : الاسْت.

* وقال كُراع : هى الجِعرَّى. قال : ولا نَظير لها إلا الجِعِبَى ، وهى الاسْت أيضاً ، والزِّمكَّى والزّمِجَّى ، وكلاهما أصل ذنب الطائر ؛ والقِبِصَّى والقِمِصَّى : الوُثوب ؛ والعِبدَّى : العَبِيدُ ، والجِرِشَّى : النفس.

والجِعِرَّى أيضاً : كلمة يُلام بها الإنسان ، كأنه يُنْسَب إلى الاسْت.

* والجَعْرَاء : حَىّ يُعَيَّرون بذلك ؛ قال :

دَعَتْ كندةُ الجَعْراءُ بالخَرْج مالِكا

وتَدْعُو بعَوْف تحت ظلّ الفَواصِلِ (١)

والجَعْراءُ : دُغَة بنت مِغْنَج ، ولَدَتْ فى بَلْعَنْبَر. وذلك أنها خرجت وقد ضَرَبها المخاض ، فظنَّته غائطا ، فلما جلست للحَدَث وَلَدت ، فأتَتْ أُمَّها فقالت : « يا أُمَّهْ ، هَلْ يفْتَح الجَعْرُ فاهُ ، ففهمت عنها ، فقالت : نَعَم ويَدْعُو أباه ». فتميم تسمى بَلْعَنبر : بنى الجَعْراء ، لذلك.

* والجاعرة : مَنْثَل رَوْث الفَرَس. والجاعرتان : حَرْفا الوَرِك المُشْرِفان على الفخذين ،

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( جعر ) ؛ وتاج العروس ( جعر ) ؛ والعين ( ١ / ٢٢٤ ) ؛ والرواية « القواصل » بالقاف.


وهما الموضعان اللذان يَرْقُمُهُما البَيْطار. وقيل : الجاعِرتان : موضع الرَّقْمَتَين من اسْت الحِمار. وقيل : ما اطمأنّ من الفخِذ والوَرِك فى موضع المَفْصِل. وقيل : رُءُوس أعالى الفَخِذين. وقيل : هما اللَّتان تبتدِئان الذَّنَب ، وهما موضع الرَّقمتين من عَجُزِ الحمار.

* والجِعار : من سِمات الإبل ، واسم فى الجاعِرة ؛ عن ابن حبيب ، من تذكرة أبى علىّ ، وقوله :

*عَشَنْزَرة جَوَاعِرها ثَمَانٍ* (١)

قيل : ذهب إلى تفخيمها ، كما سُمّيَت « حَضَاجِر » وقيل : هى أولادها.

* وجَيْعَر ، وجَعارِ ، وأم جَعارِ ، كله : الضَّبُع. وفى المَثَل : « رُوغى جَعارِ وانظُرى أين المَفَرّ » ، يضرب لمن يروم أن يُفْلِت ولا يقدِرُ على ذلك.

* والجِعارُ : حبل يَشُدّ به المستقِى وسَطَه ، لئلا يقع فى البئر ، وقد تَجَعَّر به ؛ قال :

ليسَ الجِعارُ مانعى مِن القَدَرْ

ولو تَجَعَّرْتُ بمَحْبوكٍ مُمَرّ (٢)

* والجُعْرَة : الأثر الذى يكون فى وَسَط الرجُل من الجِعار. حكاه ثعلب ، وأنشد :

فلو كنتَ سَيْفا كان أثْرُكَ جُعْرَةً

وكُنتَ دَدانا لا يُغَيِّرُكَ الصَّقْلُ (٣)

والجُعْرة : شعير غليظ القَصَب ، عريضٌ ، ضَخْم السَّنابل ، كأن سَنابله جِراءُ الخَشْخاش ، ولسُنْبله حُرُوف عِدَّة ، وحَبُّه عَظيمٌ طويلٌ أبيض ، وكذلك سُنبلُه وسَفاه ، وهو رَقيق خَفيف المُئونة فى الدّياس ، والآفة إليه سريعة ، وهو كثير الرَّيع ، طَيِّب الخُبز. كله عن أبى حنيفة.

* والجَعُوران : خَبْراوان : إحداهما لبنى نَهْشل ، والأُخرى لبنى عبد الله بن دارم ، يملَؤُهما جميعاً الغيث الواحد ، فإذا مُلِئَت الجَعوران ، وثقوا بكَرَع شتائهم ؛ عن ابن الأعرابىّ ، وأنشد :

إذا أردْتَ الحَفْرَ بالجَعُورِ

فاعْمَلْ بكلِّ مارِنٍ صَبُورِ

لا غَرْفَ بالدِّرْحاية القَصِيرِ

__________________

(١) صدر بيت ، عجزه : * فويق زماعها خدم حجول * وهو لحبيب بن عبد الله الأعلم فى شرح أشعار الهذليين ص ٣٢٢ ؛ ولسان العرب ( جعر ) ، ( عشزر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٦٢ ) ؛ وتاج العروس ( جعر ) ، ( عشزر ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( جعر ) ؛ والمخصص ( ٩ / ١٧١ ) ؛ وتاج العروس ( جعر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٦٢ ) ؛ والعين ( ١ / ٢٢٤ ).

(٣) البيت لطفيل الغنوى فى ديوانه ص ١٠٧ ؛ ولسان العرب ( ددن ) ؛ وتاج العروس ( عجر ) ، ( ددن ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( جعر ) ، ( عجر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٥٩ ) ؛ والمخصص ( ٩ / ١٧١ ) ؛ وتاج العروس ( جعر ).


وَلا الَّذى لُوّحَ بالقَتِيرِ (١)

الدّرْحاية : العَريض القَصير. يقول : إذا غَرَف الدّرْحايةُ مع الطويل الضَّخْم ، بالجفنة من الغَدير ، غَدير الخَبْراء ، لم يَلْبَث الدّرْحاية أن يَزْكُتَه الرَّبْو ، فيسقُط. زكَته الربو : ملأ جوفه.

* والجِعْرانة : موضع.

* والجُعْرور : ضرب من التمر صغار ، لا يُنْتَفع به. والجُعْرور : دُوَيْبَة من أحناش الأرض.

* وأبو جُعْران : الجُعَل عامة. وقيل : هو ضرب من الجِعْلان. وأم جُعْران : الرَّخَمَة. كلاهما عن كُرَاع.

مقلوبه : [ ج ر ع ]

* جَرِع الماءَ وجَرَعَه ، يَجْرَعَهُ جَرْعا ، واجْتَرَعَه ، وَتَجَرَّعه : بَلِعه. والاسم : الجُرْعة والجَرْعَة. وقيل : الجَرْعَة : المرّة الواحدة. والجُرْعة : ما اجترعت. الأخِيرة للمُهْلَة على ما أراه سيبويه فى هذا النحو.

وجَرِع الغيظَ : كَظَمَه ، على المَثَل بذلك.

* وأفْلتَ بجُرَيْعَةِ الذَّقَن ، وجُرَيْعَة الذَّقَن ، بغير حرف : أى وقُرْب الموت منه كقُرْب الجُرَيْعَة من الذَّقَن. وقيل : معناه : أفلَت جَرِيضاً ؛ قال مُهلهل :

مِلْنا على وائلٍ وأفْلَتَنا

يَوْماً عَدِىٌ جُرَيْعَةَ الذَّقَنِ (٢)

* والجَرَع ، والجَرَعة ، والجَرْعَة ، والأَجْرَع ، والجَرْعاء : الأرض ذات الحُزونة ، تشاكل الرَّمْل. وقيل : هى الرَّمْلة السَّهْلة. وقيل : هى الدِّعْص لا يُنْبِت. وقيل : الأجرع : كَثِيب ، جانب منه رمل ، وجانب حجارة. وجمع الجَرَع : أجْراع وجِراع. وجمع الجَرْعَة جِراع ، وجمع الجَرَعَة : جَرَع. وجمع الجَرْعاء : جَرْعاوَات. وجمع الأجْرَع : أجارِع.

وحَكى سيبويه مكان جَرِع كأجْرع.

* والجَرَع : الْتِواء فى قُوّة من قُوَى الحَبْل أو الوَتر ، تظهر على سائر القُوَى.

* وأجْرَعَ الحَبْلَ والوَتَر : أغلظ بعضَ قُواه.

* وحبلٌ جَرِع ، ووتَرَ جَرِع ، كلاهما : مستقيم ، إلا أن فى موضع منه نُتُوءاً ، فيُمْسَح ويُمْشَق بقطعة كِساء ، حتى يَذهب ذلك النُّتوء.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( جعر ) ؛ وتاج العروس ( جعر ) ؛ والأولان فى تهذيب اللغة ( ١ / ٣٦٣ ) ؛ ويروى « بالجعرور » مكان « بالجعور ».

(٢) البيت للمهلهل فى لسان العرب ( جرع ) ؛ وتاج العروس ( فلت ). ويروى مطلعه : « منّا ».


مقلوبه : [ ر ج ع ]

* رَجَع يَرْجِع رَجْعا ، ورُجوعاً ، ورُجْعَى ، ورُجْعانا ، ومَرْجِعا ، ومَرْجِعَة : انصرف. وفى التنزيل : ( إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى ) [ العلق : ٨ ]. وفيه : ( إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً ) [ المائدة : ٤٨ ] : أى رُجوعكم. حَكاه سيبويه فيما جاء من المصادر التى من فَعَل يَفْعِل على مَفْعِل ، بالكسر ، ولا يجوز أن يكون هاهنا اسمَ المكان ، لأنه قد تعدَّى بإلى ، وانتصبت عنه الحال ، واسم المكان لا يتعدّى بحرف جَرّ ، ولا تنتصب عنه الحال ، إلا أن جملة الباب فى فَعَل يفعِل أن يكون المصدر على « مَفْعَل » بفتح العين.

* ورَاجَعَ الشىءَ : رَجَع إليه ؛ عن ابن جنىّ. ورَجَعْته أرْجِعُه رَجْعا ، ومَرْجَعا ومَرْجِعا. قال : وحَكى أبو زيد عن الضبِّيِّين ، أنهم قرءُوا أفلا يرون ألّا يُرجِعَ إليهم قولا [ طه : ٨٩ ]. وقوله عزوجل : ( إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ ) [ الطارق : ٨ ]. قيل : على رَجْع الماء إلى الإحليل. وقيل : إلى الصُّلْب. وقيل : « عَلى رَجْعِهِ » : على بَعْث الإنسان. وهذا يقَوَّيه : ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ ) [ الطارق : ٩ ] : أى قادر على بعثه يومَ تُبلى السَّرائر.

* وحَكى سيبويه رَجَّعْتُه.

* وأرْجَعَه ناقته : باعَها منه ، ثم أعطاه إياها ، يَرْجِعُ عليها. هذه عن اللِّحيانى.

* وتراجَع القومُ : رَجَعُوا إلى مَحَلِّهم.

* ورَجَّع الرجلُ ، وتَرَجَّعَ : ردَّد صَوْته فى قراءة ، أو غِناء ، أو زَمْر ، أو غير ذلك مما يُتَرَنَّم به. ورَجَّع البعيرُ فى شِقْشِقَتِه : هَدر. ورَجَّعَت النَّاقةُ فى حَنِينها : قَطَّعَتْه. ورَجَّع الحمام فى غِنائه ، واسترجَع : كذلك. ورَجَّعَتِ القوْسُ : صَوَّتَتْ ؛ عن أبى حنيفة. ورَجَّع النَّقْشَ والوشْمَ والكتابَة : رَدَّدَ خُطوطها ؛ قال :

كَترْجيعِ وَشْمٍ فى يَدَىْ حارِثِيَّةٍ

يَمانِيَةِ الأصْدافِ باقٍ نَئُورُها (١)

* ورجع إليه وارتجع : كرّ ورجع.

* وارْتَجَع عليه : كَرَجَع. وارْتَجَع على الغَريم والمُتَّهم : طالَبَه.

* وارْتَجَع إلىَّ الأمْرَ : رَدَّه إلىَّ ؛ أنشد ثعلب :

أمُرْتَجِعٌ لى مِثْلَ أيَّامِ حَمَّةٍ

وأيَّامِ ذى قارٍ عَلىَ الرَّوَاجعُ (٢)

وارتجَع المرأةَ ، ورَاجَعَها مراجَعَةً ورِجاعا : رَجَعَها إلى نفسه بعد الطَّلاق ، والاسم :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( رجع ) ؛ وتاج العروس ( رجع ). ويروى « الأسداف » بالسين.

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( رجع ) ؛ وتاج العروس ( رجع ).


الرِّجْعَة ، والرَّجْعَة ، والرُّجْعَى.

* والرَّجِيعُ من الدَّوابّ : ما رَجَعْتَه من سَفَر إلى سَفَر. والأنثى : رَجيعٌ ورَجِيعة ، قال جرير :

إذا بَلَّغْتَ رَحْلِى رَجيعٌ أمَلَّها

نزُولىَ بالمَوْماةِ ثُمَّ ارْتحالِيَا (١)

وقال ذو الرُّمَّة :

رَجِيعَةُ أسْفارٍ كأنَّ زِمامَها

شُجاعٌ لَدى يُسْرَى الذّرَاعَين مُطْرِقُ (٢)

وجمعهما معا : رَجائع. قال مَعْن بن أوْس المُزَنىّ :

على حِينَ ما بى من رِياضٍ لصَعْبَةٍ

وَبَرَّحَ بى إنْقاضُهُنَ الرَّجائعُ (٣)

كنى بذلك عن النِّساء ، أى أنَّهُنَّ لا يُواصِلْنه لِكبره.

وسفَرٌ رجيع : مرجوع فيه مراراً ؛ عن ابن الأعرابىّ ، وأنشد :

وأسْقِى فِتيةً ومُنَفَّهاتٍ

أضَرّ بِنقْيِها سَفَرٌ رَجِيعُ (٤)

وفُلانٌ رِجْعَ سَفَر ، ورَجِيع سَفَر.

* وراجَعه الكلامَ مُراجَعَةً ورِجاعا : حاوَرَه إياه.

* وما أرْجَعَ إليه كَلاما : أى ما أجابَه.

* والرَّجيع من الكلام : المردود إلى صاحبه.

* والرَّجْعُ والرَّجِيعُ : النَّجْو والرَّوْث ، لأنه رجع عن حاله التى كان عليها.

* والرَّجِيع : الجِرة ، لرجعه لها إلى الأكل. قال حُميد بن ثور الهلالىّ يَصِف إبلاً تُرَدِّد جِرَّتها :

رَدَدْنَ رَجيعَ الفَرْثِ حتى كأنَّه

حَصَى إثْمِدٍ بين الصَّلاءِ سَحِيقُ (٥)

وبه فسَّر ابن الأعرابىّ قولَ الراجز :

يَمْشينَ بالأحمالِ مَشْىَ الغِيلانْ

__________________

(١) البيت لجرير فى ديوانه ٧٧ ؛ ولسان العرب ( رجع ) ؛ وتاج العروس ( رجع ). ويروى : « أقلها » مكان « أملها ».

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٤٦٨ ؛ ولسان العرب ( رجع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٦٥ ) ؛ والعين ( ١ / ٢٢٦ ) ؛ وتاج العروس ( رجع ).

(٣) البيت لمعن بن أوس المزنى فى لسان العرب ( رجع ) ؛ وتاج العروس ( رجع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( روض ) ؛ والمخصص ( ٦ / ١٨٦ ، ٧ / ٧٥ ، ١٢ / ٢٥٢ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٦٧ ).

(٤) البيت للقحيف فى لسان العرب ( رجع ) ؛ وتاج العروس ( رجع ).

(٥) البيت لحميد بن ثور الهلالى فى ديوانه ص ٤١ ؛ ولسان العرب ( رجع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٢٢٦ ).


فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ

تَعْتَلُّ فيه برَجِيعِ العِيرانْ (١)

والرَّجيع : الشِّواءُ يُسَخَّن ثانية ؛ عن الأصمعىّ. وقيل : كلُّ ما رُدّ فهو رجيع. وحَبْل رَجيع : نُقِض ثم أُعيد فتله. وقيل : كُلُّ ما ثنَّيته : رجيع. ورَجيع القول : المكروه.

* وتَرَجَّعَ الرجلُ عند المصيبة ، واسترجع : قال : ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ) [ البقرة : ١٥٦ ].

* والرَّجْع : رَدُّ الدابة يديها فى السير ونحوه. قال أبو ذُؤَيب :

يَعْدُو به نَهْشُ المُشاشِ كأنه

صَدَعٌ سليمٌ رَجْعُهُ لا يَظْلَعُ (٢)

نَهْش المُشاش : خفيف القوائم ، وَصَفَه بالمصْدر ، وأراد : نَهِش القوائم ، أو مَنْهوش القوائم.

* ورَجْعُ الرَّشْق فى الرَّمْى : ما يُرَدّ عليه.

* والرَّوَاجع : الرياح المختلفة ، لمجيئها وذَهابها.

* والرَّجْعُ ، والرَّجْعَة ، والرُّجْعَى ، والرُّجْعان ، والمَرْجُوعة : جواب الرّسالة ، قال يصف الدار :

سألْتُها عن ذاكَ فاسْتَعْجَمتْ

لم تَدْرِ ما مَرْجُوعَةُ السَّائلِ؟ (٣)

وليس لهذا البيع مَرْجوع : أى لا يُرْجَع فيه. ومتاع مُرْجِع : له مَرْجُوع.

وقال اللِّحيانىّ : ارْتجَع فلان مالاً ، وهو أن يبيعَ إبله المُسِنة والصّغار ، ثم يشترىَ الفَتِيَّة والبِكار. وقيل : هو أن يبيع الذكورَ ويشترى الإناثَ. وعَمَّ مرّةً به ، فقال : هو أن يبيع الشىء ، ثم يشترى مكانَه ما يُخَيَّل إليه أنه أفْتَى وأصلح.

وجاء فلان برِجْعة حَسَنة : أى بشىء صالح ، اشتراه مكان شىء طالح ، أو مكان شىء قد كان دونه.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( رجع ) ، ( علل ) ؛ وأساس البلاغة ( حنن ) ؛ وتاج العروس ( علل ). ورواية الثالث : «‌ يرجيع العيدان ».

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٣٧ ؛ ولسان العرب ( مشش ) ؛ ( نهش ) ، ( رجع ) ، ( ظلع ) ؛ والعين ( ١ / ٢٢٥ ) ؛ وتاج العروس ( مشش ) ، ( نهش ) ، ( رجع ) ، ( ظلع ) ؛ وللهذلى ـ نسبة دون ذكر اسمه ـ فى تهذيب اللغة ( ١ / ٣٦٦ ).

(٣) البيت لحسان بن ثابت فى ديوانه ٢٢٠ ؛ وتاج العروس ( رجع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( رجع ) ؛ وأساس البلاغة ( رجع ) ؛ والعين ( ١ / ٢٢٦ ). والرواية : « ساءلتها ».


* وباع إبَله فارْتجَع منها رَجْعة صالحة ، ورَجْعة. والرِّجْعة : إبل تشتريها الأعراب ، ليست من نِتاجِهم ، وليست عليها سِماتُهُمْ ، وارْتجَعها : اشتراها. أنشد ثعلب :

لا تَرْتجِعْ شارِفا تَبْغى فَوَاضِلَها

بدَفِّها مِنْ عُرَا الأنْساعِ تَنْديِبُ (١)

وقد يجوز أن يكون هذا من قولهم : باع إبله ، فارْتجَع منها رِجْعَة صالحة.

* والرِّجَع : أن يبيع الذكور ، ويشترِىَ الإناث ، كأنه مصدر ، وإلا لم يصحّ تعبيرُه. وقيل : هو أن يبيع الهَرْمَى ، ويشترِىَ الطِّراء.

* وقيل لِحَىّ من العرب : لم كثرَتْ أموالكم؟ فقالوا : أوصانا أبونا بالنُّجَع والرُّجَع.

وقال ثعلب : بالرِّجَع والنِّجَع. وفَسَّره : بأنه بيع الهَرْمَى وشِراءُ الطِّراء. وقد فسِّر بأنه بيع الذكور وشراء الإناث ، وكلاهما مما يَنْمِى عليه المال.

* وأرْجَعَ إبلا : شراها وباعها على هذه الحالة.

* وحكى اللِّحيانىّ : جاءت رِجْعَةُ الضِّياع ، ولم يفسَّره. وعندى أنه ما تَعُود به على صاحبها من غَلَّة.

* وأرْجَع يده إلى سيفه ليستلَّه ، أو إلى كنانته ليأخُذ سهما : أهوى بها إليهما ؛ قال أبو ذُؤَيْب :

فبَدَا لهُ أقْرابُ هذا رَائِغا

عَنْهُ فَعَيَّثَ فى الكِنانَةِ يَرْجِعُ (٢)

وقال اللِّحيانىّ : أرجع الرجلُ يديه : إذا ردَّهما إلى خلفه ، فعَمّ به.

* والراجع من النِّساء : التى مات عنها زوجُها ، ورَجَعَتْ إلى أهلها.

* ومَرْجِعُ الكَتِف : ما يلى الإبْط منها ، من تلقاء منابِض القلب. قال رُؤْبة :

*وَيَطْعُنُ الأعْناقَ وَالمَرَاجِعا* (٣)

* ورَجَع الكلبُ فى قيئه : عاد فيه.

* وهو يُؤمن بالرَّجْعَة : أى بأن الميِّتَ يرجع قبلَ يوم القيامة.

* وراجَع الرجُلُ : رَجَع إلى خير أو إلى شرّ.

* ورَجَعَتِ الطَّير رُجُوعاً ورِجاعاً : قَطَعَتْ من المواضع الحارّة إلى الباردة. ورَجَعَتِ

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( رجع ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٣ ؛ ولسان العرب ( قرب ) ، ( عيث ) ، ( رجع ) ؛ والعين ( ٢ / ٢٣٢ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ١٥٢ ) ؛ وتاج العروس ( قرب ) ، ( عيث ) ، ( رجع ).

(٣) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٩٥ ؛ ولسان العرب ( رجع ) ؛ وتاج العروس ( رجع ).


الناقة ، تَرْجِع رِجاعا ورُجُوعا ، وهى رَاجِع : لَقِحَتْ ، ثم أخْلَفتْ ، لأنها رَجَعَت عما رُجِىَ منها.

وقيل : هو إذا ظُنَّ بها حمل ، ثم لم يكن كذلك ، وقيل : إذا ضَرَبها الفحل فلم تَلْقَح.

وقيل : إذا ألقَت ولدها لغير تَمام. وقيل : إذا بالت ماءَ الفحل. وقيل : هو أن تَطْرَحَه ماء.

* والرَّجْع ، والرَّجِيع ، والرَّاجِعة : الغديرُ يَتردَّد فيه الماء. وقال أبو حنيفة : هى ما ارتدّ فيه السَّيْل. ثم نَفَذ. والجمع رِجْعانٌ ورِجاع. وأنشد ابنُ الأعرابىّ :

ورَاجَعَ أطْرَافَ الصَّبا وكأنه

رِجاعُ غَدير هَزَّه الرّيحُ رَائعُ (١)

قال غيره : الرِّجاع : جمع ، ولكنه نعته بالواحد ، الذى هو رائع ، لأنه على لفظ الواحد ، كما قال الفَرَزدق :

إذا القُنْبُضاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَى

رَقَدْنَ عَلَيْهنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ (٢)

وإنما قال : « رِجاعُ غَدِير » ليفصلَه من الرِّجاع الذى هو غير الغَدير ، إذ الرِّجاع من الأسماء المشتركة ، كما قال الآخر :

ولو أنى أشاءُ لكُنتُ منهُ

مَكانَ الفَرْقَدَيْنِ من النُّجومِ (٣)

فقال : « من النُّجوم » ليُخَلِّص معنى الفَرْقَدين ، لأن الفرقد من الأسماء المشتركة ؛ ألا ترى أن ابن أحمَر لما قال :

يُهِلُّ بالفَرْقَدِ رُكْبانُها

كما يُهلُّ الرَّاكبُ المُعْتَمِرْ (٤)

فلم يُخَلِّص الفرقد هاهنا ، اختلفوا فيه ، فقال قوم : إنه الفَرْقَدُ الفَلَكىّ. وقال آخرون : إنما هو فرقَد البقرة ، وهو ولدُها. وقد يجوز أن يكون الرِّجاع للغدير الواحد ، كما قالوا فيه الإِخاذ. وأضافه إلى نفسه ، ليبينه أيضاً بذلك ، لأن الرِّجاع كان واحداً أو جمعاً ، فهو من الأسماء المشتركة. وقيل : الرَّجْع : مُحْبِس الماء. وأما الغدير فليس بمحْبِس للماء ، إنما هو القطعة من الماء يُغادِرها السيل ، أى يتركها.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( رجع ) ؛ وتاج العروس ( رجع ). ويروى مطلعه : «‌ وعارض أطراف ».

(٢) البيت للفرزدق فى ديوانه ( ٢ / ٢٤ ) ؛ ولسان العرب ( قنبص ) ، ( قبض ) ، ( قنبض ) ، ( رجع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٤ / ١٤٤ ، ٨ / ٣٥٠ ، ٩ / ٣٨٥ ، ١٠ / ٥٩٦ ) ؛ والعين ( ٥ / ٢٤٦ ، ٦ / ٥٧ ) ؛ وتاج العروس ( قنبص ) ، ( قنبض ) ، ( سجف ) ، ويروى « المسدف » مكان « المسجف ».

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( رجع ).

(٤) البيت لابن أحمر فى ديوانه ص ٦٦ ؛ ولسان العرب ( ركب ) ، ( عمر ) ؛ ( رجع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٢١٧ ، ٥ / ٣٦٧ ) ؛ وتاج العروس ( ركب ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( هلل ) ؛ وتاج العروس ( هلل ).


* والرَّجْع : المطر ، لأنه يَرْجع مَرّة بعد مرّة وفى التنزيل : ( وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ) [ الطارق : ١١ ، ١٢ ] ، قال ثعلب : تَرْجِعُ بالمطَر سنةً بعد سنة. وقال اللِّحيانىّ : لأنها تَرْجِع بالغيث ، فلم يذكر « سنةً بعد سنة ».

وقولُه : ( وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ) » قال ثعلب : هى الأرض تنصَدِع بالنَّبات. وقيل : الرَّجْع : عامَّة الماء. وقيل : ماء لهُذَيل ، غلب عليه. والرَّجْع : الغِرْس يكون فى بطن المرأة ، يخرج على رأس الصَّبىّ.

* والرِّجاع : ما وقع على أنف البعير من خِطامه.

* ورَجْع ومَرْجَعة : اسمان.

العين والجيم واللام

* العَجَل ، والعَجَلة : السُّرْعة. ورجل عَجِل ، وعَجُل ، وعَجْلان ، وعاجِل ، وعَجِيل ، من قوم عَجالى ، وعُجالى ، وعِجال. وهذا كله جمع عَجْلان. وأما عَجُل وعَجِل فلا يُكسَّر عند سيبويه ، وعَجِل أقرب إلى حدّ التكسير منه ؛ لأن فَعِلا فى الصفة : أكثر من فَعُل ، على أن السلامة فى فَعِلٍ أكثر أيضا ، لقلَّته ، وإن زاد على فَعُلٍ. ولا يجمع عَجْلان بالواو والنون ، لأن مؤنثه لا تلحقه الهاء. وقد عَجِل عَجَلاً ، وعَجَّل ، وتَعَجَّل.

* واسْتَعْجَل الرجُل : حَثَّه ، وأمره أن يُعَجِّل فى الأمر. ومرَّ يستعجل : أى مَرَّ طالبا ذلك من نفسه ، مُتكلِّفا إياه. حكاه سيبويه ، ووضع فيه الضمير المنفصل مكان المتصل.

* والعَجْلان : شَعْبانُ ، لسُرعة نفاذ أيامه. وهذا القول ليس بقوىّ ، لأن شَعْبان إن كان فى زمن طول الأيام ، فأيَّامه طِوال ، وإن كان فى زمن قِصَر الأيام ، فأيَّامُه قِصار.

* وقَوس عَجْلَى : سريعة السَّهم. حكاه أبو حنيفة.

* والعاجِل : نقيض الآجِل فى كلّ شىء.

* وأعجله : اسْتَعْجَله.

* وعَجِلَه : سَبَقه. وفى التنزيل : ( أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ ) [ الأعراف : ١٥ ].

* وأعْجَلَتِ النَّاقةُ : ألقت ولدها لغير تَمام. وقوله ، أنشده ثعلب :

قِياماً عَجِلْنَ عَلَيْهِ النَّبا

تَ ينْسِفْنَهُ بالظُّلوف انْتِسافا (١)

عَجِلن عليه : على هذا الموضع. يَنْسِفنه : يَنْسِفنَ هذا النَّبات ، يقلعنه بأرجُلِهن. وقوله :

__________________

(١) البيت لسحيم عبد بنى الحسحاس فى ديوانه ص ٤٨ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( نسف ) ، ( عجل ).


*فَوَرَدَتْ تَعْجَلُ عن أحْلامِها* (١)

معناه : تذهب عُقولها. وعَدَّى تَعْجَل بعَنْ ، لأنها فى معنى تَزِيغ ، وتَزِيغ متعدّية بعن.

* والمُعْجِل والمُعَجِّل والمِعْجال من الإبل : التى تُنْتَج قبل أن تَستكمل الحولَ ، فيعيش وَلَدُها ، والوَلَد مُعْجَل. قال الأخطل :

إذا مُعْجَلاً غادَرْنَهُ عند مَنزِلٍ

أُتِيحَ لجَوَّاب الفَلاةِ كَسُوبِ (٢)

يعنى الذئب.

* والمِعْجال أيضا : التى إذا وضع الرجل رجله فى غَرْزِها ، قامت ووَثَبَت. ولقى أبو عمرو بن العلاء ذا الرّمة ، فقال : أنشدنى :

*ما بالُ عَيْنِكَ منها الماء ينسكِبُ* (٣)

فأنشده ، حتى انتهى إلى قوله :

*حتى إذا ما اسْتَوَى فى غَرْزِها تَثِبُ* (٤)

فقال له : عَمُّك الرّاعى أحسن وصفا منك حين يقول :

وهى إذا قامَ فى غَرْزِها

كمِثْلِ السَّفِينَة أوْ أوْقَرُ

ولا تُعْجل المرْءَ قبلَ الوُرُو

كِ وهى برُكْبَتِه أبْصَرُ (٥)

فقال : وصف ذاك ناقة مَلِك ، وأنا أصف ناقة سُوقة.

* ونخلة مِعْجال : مُدْرِكة فى أوّل الحمل.

* والمُعَجِّل من الرَّعاء : الذى يحلُب الإبل حَلْبَةً وهى فى الرَّعْى ، كأنه يُعْجِلها عن إتمام الرَّعْى ، فيأتى بها أهْلَه : وذلك اللَّبَن : الإعجالة ، والعِجالة ، والعُجالة. وقيل : الإعجالة أن يُعَجِّل الراعى بلبن إبله ، إذا صَدرَت عن الماء.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عجل ).

(٢) البيت للأخطل فى ديوانه ص ٦٠ ؛ ولسان العرب ( عجل ).

(٣) صدر بيت ، عجزه : * كأنه من كلى مفرية سرب * وهو لذى الرمة فى ديوانه ص ٩ ؛ ولسان العرب ( سرب ) ، ( غرف ) ، عجل ) ؛ وتاج العروس ( سرب ) ، ( عجل ) ؛ والمخصص ( ٧ / ١٢٨ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( كلا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٢ / ٤١٥ ) ويروى « ما بال عينيك ».

(٤) عجز بيت ، وصدره : * تصغى إذا شدها بالكور جانحة * وهو لذى الرمة فى ديوانه ص ٤٨ ؛ ولسان العرب ( عجل ) ، ( صفا ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٧٠٦ ؛ ولسان العرب ( طبق ).

(٥) البيتان للراعى النميرى فى ديوانه ص ١٠٢ ـ ١٠٣ ؛ ولسان العرب ( عجل ) ؛ والمخصص ( ٧ / ١٢٨ ) ؛ وتاج العروس ( عجل ). والأول فى لسان العرب ( طبق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٩ / ٧ ). والثانى فى لسان العرب ( ورك ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٧٢ ) ؛ وتاج العروس ( ورك ).


* والعُجَّال : جُمَّاع الكفّ من الحَيْس والتمر ، يُسْتعْجَل أكْلُه. والعُجَّالُ والعِجَّوْل : تمْرٌ يُعْجن بسَويق ، فَيُتَعَجَّلُ أكله.

وقال ثعلب : العُجَّال ، والعِجَّوْل : ما اسْتُعْجِل به قبلَ الغَداء ، كاللُّهنة.

* والعُجَالة والعَجَل : ما اسْتُعْجِل به من طَعام. والعُجالة : ما تَزَوَّدَه الراكب ، مِمّا لا يتعبه أكله ، كالتمر والسَّوِيق ، لأنَّه يَسْتَعجله ، أو لأن السَّفَر يُعْجله عما سوى ذلك من الطعام المُعالَج.

* والعُجَيلة ، والعُجَيَلى : ضربان من المشى فى عَجَل.

* والعَجُول : الوالهُ من النِّساء والإبل ، لعَجَلتها فى جَيْئِها وذَهابها جَزَعا ، والجمع : عُجُل ، وعَجائل ، ومَعاجيل. الأخيرة على غير قياس.

* والعَجُول : المَنية ، عن أبى عمرو ، لأنها تُعْجِل من نزلت به عن إدراك أمَله ؛ قال المَرَّار الفَقْعَسىّ :

ونرْجُو أن تَخاطَأكَ المَنايا

ونخْشَى أن تُعَجِّلك العَجولُ (١)

* وقوله تعالى : ( خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ ) : قيل : إن آدم عليه‌السلام ، حين بلغ منه الرُّوح الرُّكْبَتَين ، هَمَّ بالنُّهوض قبل أن يبلُغ القَدمين ، فقال تعالى : ( خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ ) ، وأوْرَثْنا آدمُ صَلى الله عليه وسلّم العَجَلة.

وقال ثعلب : معناه : خُلِقَت العَجَلة من الإنسان. وقيل : العَجَل هاهنا : الطين والحَمأَة. قال ابن جِنِّى : الأحسن أن يكون تقديره : « خُلِقَ الإنسان مِن العَجَلة ». وجاز هذا وإن كان الإنسان جَوْهراً ، والعَجَلة عَرَضاً ، والجَوْهَر لا يكون من العَرَض ، لكثرة فِعله إياه ، واعتياده له. وهذا أقوى معْنىً من أن يكون أراد : خُلِقَ العَجلُ من الإنسان ، لأنه أمرٌ قد اطَّرد واتَّسَع ، فحَمْله على القلب يَبْعد فى الصَّنْعة ، ويُصَغِّر المعنى. وكأنَّ هذا الموضع لما خَفِى على بعضهم ، قال فى تأويله : إن العَجَل هاهنا الطَّين. قال : ولعمرى إنه فى اللُّغة كما ذَكَر ، غير أنه فى هذا الموضع لا يُراد به إلا نَفْسُ العَجَلة والسُّرْعة ؛ ألا تراه عزّ اسمه كيف قال عَقيبَه : ( سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ ) [ الأنبياء : ٢٧ ] فنظيره قولُه تعالى : ( وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً ) [ الإسراء : ١١ ] و ( خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً ) [ النساء : ٢٨ ] لأن العَجَلة ضرب من الضَّعْف ، لما يُؤْذن به من الضرورة والحاجة. فهذا أوجه القول فيه. وهو العَجَلة أيضاً.

* والعَجَلة : كارة الثَّوْب ، والجمع : عِجال ، وأعجال ، على طرح الزائد. والعَجَلة :

__________________

(١) البيت للمرار الفقعسى فى ديوانه ص ٤٧٢ ؛ ولسان العرب ( عجل ) ؛ تاج العروس ( عجل ).


الدَّوْلاب. وقيل : المَحالة. وقيل : الخشبة المعترضة على النَّعامَتَين. والجمع : عَجَل.

* والعِجْلة : الإداوة الصغيرة. وقيل : قِرْبة الماء. والجمع عِجَل. قال الأعشى :

والسَّاحِباتِ ذُيولَ الخَزّ آوِنَةً

والرَّافِلاتِ على أعْجازِها العِجَلُ (١)

قال ثعلب : شَبَّه أعْجازَهنّ بالعِجَل المملوءة ؛ وعِجال.

* والعِجْل : ولد البقَرة. والجمع : عِجَلَة. وهو العِجَّول. والأنثى عِجْلة وعِجَّوْلة.

* وبقرة مُعْجِل : ذات عِجْل.

* والعِجْلة : بقلة تستطيل مع الأرض. قال :

عليكَ سِرْداحا مِنَ السِّرْدَاحِ

ذا عِجْلَة وذا نَصِيٍّ ضَاحِ (٢)

والعِجْلة : شجرة ذات وَرَق وكُعوب وقُضُب ، مُتَسَطِّحَةٌ لَيِّنة ، لها ثمرة مثلُ رِجل الدَّجاجة ، مُتَقَبِّضة ، فإذا يَبست تفتَّحت ؛ وليس لها زهرة. وقيل : العِجْلة : شجرة ذات قُضُب وورق كورق الثُّدَّاء.

* والعَجْلاء ، ممدود : موضع. وكذلك : عَجْلان. أنشد ثعلب :

فهُن يُصَرّفْنَ النَّوَى بينَ عالِجٍ

وعَجْلانَ تَصْرِيفَ الأديبِ المُذلَّلِ (٣)

* وبنو عِجْل : حَىّ. وكذلك : بنو العَجْلان.

* وعَجْلَى : اسم ناقة. قال :

أقَولُ لناقَتِى عَجْلَى وحَنَّتْ

إلى الوَقَبَى ونحن على الثِّمادِ

أتاحَ اللهُ يا عَجْلَى بِلاداً

هَوَاكِ بها مُرِبَّاتِ العِهادِ (٤)

أراد : لبِلادٍ ، فحذف وأوصل.

* وعَجْلَى : فرس دُرَيْد بن الصِّمَّة. وعَجْلَى أيضاً : فرس ثعلبة بن أمّ حَزْنَة.

مقلوبه : [ ع ل ج ]

* العِلْج : كل ذى لِحْية. والجمع : أعلاج ، وعُلُوج.

* ومَعْلُوجاء : اسم للجمع ، يجرى مَجْرى الصفة عند سيبويه.

__________________

(١) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٠٩ ؛ ولسان العرب ( عجل ) ؛ وتاج العروس ( عجل ) ؛ والعين ( ١ / ٢٢٨ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عجل ) ؛ وتاج العروس ( عجل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٤ / ٢١٣ ).

(٣) البيت لمزاحم العقيلى فى ديوانه ص ٧ ؛ ولسان العرب ( أدب ) ؛ وتاج العروس ( أدب ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عجل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٤ / ٢٠٩ ) ؛ وتاج العروس ( عجل ) ؛ ويروى «‌ ونجران » مكان « وعجلان ‌».

(٤) البيتان لذى الرمة فى ملحق ديوانه ص ١٨٦٦ ؛ وتاج العروس ( عجل ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عجل ).


* واسْتَعْلَجَ الرَّجُل : خرجَتْ لِحيته ، وغَلُظ واشتدّ. وعِلْجُ العَجَم منه. والجمع كالجمع ، والأنثى : عِلْجَة.

* والعِلْج : حمار الوحش ، لاسْتِعلاج خَلْقه وغِلَظه. وكلّ صُلْبٍ شديد : عِلْج. والعِلْج : الرغيف ؛ عن أبى العميثَل الأعرابىّ.

* والعِلاج : المِراس والدّفاع.

* واعْتَلَج القومُ : اصْطَرَعُوا وتَقاتَلُوا. واعْتَلجت الوَحْشُ : تضاربت وتمارَسَتْ. والاسم : العِلاج.

قال أبو ذُؤَيب يصف عَيْراً وأتُنا :

فَلَبِثْنَ حينا يَعْتَلِجْن برَوْضَةٍ

فَيَجِدُّ حِينا فِى العِلاج وتشْمَعُ (١)

واعْتَلَج الموْجُ : الْتَطَم ، وهو منه. واعْتَلَجَ الهمُّ فى صدره : كذلك ، على المَثَل.

* والعُلَّج : الشديد من الرّجال قِتالاً ونِطاحا. ورجل عُلَّج : شديد العِلاج.

* وتَعَلَّجَ الرَّمْلُ : اجْتمع.

* وعالِج : رمل بالبادية ، كأنه منه ، بعد طَرْح الزائد ؛ قال الحارث بن حِلِّزة :

قلتُ لعَمْرٍو حينَ أبْصَرْتُهُ

وقَدْ حَبا مِن دُونه عالِجُ

لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأغْبارِها

إنَّكَ لا تَدِرى مَنِ النَّاتِجُ (٢)

* وعالَجَ الشىءَ مُعالجة وعِلاجاً : زَاوله. وعالَج المريضَ مُعالجة وعِلاجاً : عاناه. وعالَجه فَعَلَجه عَلْجا : غَلَبه. وعالَجَ عنه : دافع. وفى حديث علىٍّ رضى الله عنه : « إنكما عِلْجان ، فعالِجا عن دِينكما » (٣).

* وناقة عَلْجَن : غليظة صُلْبة. قال :

*وخَلَّطَتْ كُلُّ دِلاثٍ عَلْجَنِ* (٤)

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب فى شرح أشعار الهذليين ص ١٤ ؛ ولسان العرب ( علج ) ، ( شمع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٥٠ ) ؛ وتاج العروس ( علج ) ، ( شمع ). ويروى آخره : « حينا في المراح وتشمع ‌».

(٢) البيتان للحارث بن حلزة فى ديوانه ص ٦٥ ؛ ولسان العرب ( علج ) ؛ وتاج العروس ( علج ) ؛ والثانى له فى لسان العرب ( نتج ) ؛ ( شول ) ، ( كسع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٢٩٨ ، ٨ / ١٢٢ ، ١١ / ٦ ) ؛ وتاج العروس ( غبر ) ، ( كسع ) ؛ والعين ( ٤ / ٤١٣ ). ويروى الأول : قلت لعمرو حين أرسلته.

(٣) الأثر ذكره ابن الأثير فى النهاية ( ٣ / ٢٨٦ ).

(٤) الرجز لرؤبة بن العجاج فى ديوانه ص ١٦٢ ؛ ولسان العرب ( خلب ) ، ( دلث ) ، ( علج ) ، ( علجن ) ؛ وتاج العروس ( خلب ) ، ( دلث ) ، ( علج ) ؛ وبلا نسبة فى العين ( ٢ / ٣٢٤ ) ؛ والمخصص ( ٤ / ٣٢ ، ١٦ / ١٦٦ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ٣٢٤ ، ٧ / ٤٢١ ).


وامرأة عَلْجَن : ماجنة ، قال :

يا رُبَّ أُمٍّ لصَغير عَلْجَنِ

تَسْرِقُ باللَّيل إذا لم تَبْطَنِ (١)

* والعَلَج : الأَشاء ؛ عن أبى حنيفة. والعَلَج والعَلَجانُ : نبْت. وقيل : شجر أخضر مظلِم الخُضرة ، وليس فيه ورق ، وإنما هو قُضْبان كالإنسان القاعد. ومَنْبِته السَّهْل ، ولا تأكله الإبل إلا مُضْطَرّة. قال أبو حنيفة : العَلَجان ، عند أهل نجد : شجر لا وَرَق له ، إنما هو خِيطان جُرْد ، فى خُضرتها صُفرة ، تأكله الحَمير ، فتصفرُّ أسنانُها ، ولذلك يقال للأقلح : كأن فاه فى حِمار أكل عَلَجانا. واحدته : عَلَجانة. قال عبد بنى الحَسْحاس :

وبِتْنا وِسادَانا إلى عَلَجانَةٍ

وحِقْفٍ تَهادَاهُ الرّياحُ تَهادِيا (٢)

وبعيرٌ عالج : يأكل العَلَجان.

* وتَعَلَّجت الإبل : أصابَتْ من العَلَجان.

* وعَلَّجْتُها أنا : عَلَفْتها العَلَجان.

مقلوبه : [ ج ع ل ]

* جَعَل الشىء يجْعَلُه جَعْلا. واجْتَعَله ، كلاهما : وَضَعه. قال أبو زُبَيد :

وما مُغِبٌّ بِثِنْىِ الْحِنْوِ مُجْتَعِلٌ

فى الغِيلِ فى ناعِمِ البَرْدِىّ مِحْرَابا (٣)

وجَعَلَه يَجْعَله جَعْلا : صَنَعه. قال سيبويه : جعلتُ مَتاعَك بعضَه فوق بعض : ألْقَيتُه. وقال مَرَّة : عَمِلتُه. والرّفع على إقامة الجملة مُقام الحال. وجعلَ الطينَ خَزَفا ، والقَبيح حَسَنا : صَيَّره إياه. وجعل البَصْرة بغداد : ظنها إياها. وجعلَ يفعل كذا : أقبل وأخذ. وأنشد :

وقد جَعَلَتْ نَفسِى تَطيبُ لضَغْمَةٍ

لضَغْمِهماها يَقْرَعُ العَظْمَ نابُها (٤)

وقال الزَّجَّاج : جعلتُ زيداً أخاك : نسَبْتُه إليك. وقوله تعالى : ( إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا )

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( علجن ) ؛ وتاج العروس ( علج ) ؛ والمخصص ( ٤ / ١٥ ، ٣٣ ، ١٦ / ١٦٦ ).

(٢) البيت لعبد بنى الحسحاس فى ديوانه ص ١٩ ؛ ولسان العرب ( علج ) ، ( وسد ) ؛ وتاج العروس ( علج ) ، ( وسد ) ؛ وجمهرة اللغة ( ص ٤٨٣ ، ١٢٣٦ ، ١٢٣٧ ).

(٣) البيت لأبى زبيد الطائى فى ديوانه ص ٤٠ ؛ ولسان العرب ( جعل ) ؛ والمخصص ( ١١ / ٤٥ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( حرب ) ؛ والمخصص ( ١٣ / ١٠٢ ). ويروى « العريس » مكان « البردى ».

(٤) البيت لمغلس بن لقيط فى خزانة الأدب ( ٥ / ٣٠١ ، ٣٠٣ ، ٣٠٥ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ضغم ).

ويروى « بضغمة » مكان « لضغمة ».


[ الزخرف : ٣ ] معناه : إنا بيناه قرآنا عربيا ؛ حكاه الزَّجاج. وقوله تعالى : ( وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً ) [ الزخرف : ١٩ ] قال الزَّجَّاج : الجَعْلُ هاهنا : فى معنى القول والحكم على الشىء ، كما تقول : قد جَعَلْتُ زيداً أعلَمَ الناس ، أى قد وَصَفْتُه بذلك ، وحَكَمْت به.

* وتجاعَلُوا الشَّىء : جعَلوه بينهم. وجَعَلَ له كذا على كذا : شارطه به عليه. وكذلك : جَعَل للعامل كذا.

* والجِعالة ، والجُعالة ، والجَعالة الكسر والضم عن اللِّحيانىّ ، والجَعِيلة ، كلّ ذلك : ما جَعَله له على عمله. والجَعالة بالفتح : الرَّشْوة. عن اللِّحيانىّ أيضا. وخَصَّ مرَّةً بالجُعالة : ما يُجْعَل للغازى. وذلك إذا وجب على الإنسان غَزْو ، فجَعل مكانَه رجُلاً آخر ، بجُعْل يشترطه. وبيت الأسَدىّ :

فَأَعْطَيْتُ الجِعالةَ مُسْتَمِيتا

خَفيفَ الحاذِ مِن فِتْيانِ جَرْمِ (١)

يُرْوَى بكسر الجيم وضمها.

* وأجْعَلَه جُعْلا ، وأجْعلَه له : أعطاه إياه.

* والجِعالة : ما يَتَجاعَلونه عندَ البُعوث أو الأمر يَحْزُبهُمْ منَ السُّلطان. والجِعالُ والجِعالة : ما تُنْزَل به القِدْر ، من خرقة أو غيرها. قال طُفَيل :

فَذُبَّ عَن العَشيرَةِ حيثُ كانتْ

وكُنْ من دُونِ بَيْضَتها جِعالا (٢)

وأجْعَل القِدْر : أنزلها بالجِعال. وأجْعَلَتْ الكَلْبة ، والذّئْبة ، والأسَدَة ، وكلُّ ذات مِخْلَب ، وهى مُجْعِل ، واستَجْعَلَت : أحبَّتِ السِّفاد.

* والجَعْلَة : الفَسيلة. وقيل : الوَدِيَّة. وقيل : النَّخلة القصيرة. وقيل : هى الفائتة لليد. والجمع : جَعْل. قال :

*أو يسْتَوِى جَثيثُها وجَعْلُها* (٣)

* والجَعْل أيضا من النخل : كالبَعْل.

* والجُعَل : دُوَيْبَّة ، قيل : هو أبو جِعْران. وجمعه جِعْلان.

__________________

(١) البيت للساليك بن شقيق الأسدى فى تاج العروس ( جعل ) ؛ وللأسدى ـ نسبة دون ذكر اسمه ـ فى لسان العرب ( جعل ) ؛ وبلا نسبة فى أساس البلاغة ( موت ).

(٢) البيت لطفيل الغنوى فى ديوانه ص ١٠٩ ؛ ولسان العرب ( جعل ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( جثث ) ، ( بعل ) ، ( جعل ) ؛ وتاج العروس ( جثث ) ، ( جعل ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٨١ ، ٤٨٢.


* وماء جَعِل ، ومُجْعِل : ماتت فيه الجِعْلان والخَنافس.

* وأرض مُجْعِلة : كثيرة الجِعْلان.

* ورجل جُعَل : أسود دَميم ، مُشَبَّه بالجُعَل. وقيل : هو اللَّجُوج ، لأن الجُعَل يوصف باللَّجاجة. يقال : رجُلٌ جُعَل. وجُعَل الإنسان : رَقيبه.

وفى المَثَل : « سَدِكَ بامْرِئٍ جُعَله » : يُضرب للرجل يريد الخَلاء لطلب حاجة ، فيلزمه آخر ، يمنعه من ذكرها أو عملها. قال :

إذا أتَيْتُ سُلَيْمَى شُبَّ لى جُعَلٌ

إنّ الشَّقِىَّ الذى يَصْلَى به الجُعَلُ (١)

وكلّ ذلك على التمثيل بالجُعَل.

* والجَعْوَل : ولد النعام ؛ يمانَيِة.

* وجُعَيل : اسم رجل.

* وبنو جِعال : حىّ.

مقلوبه : [ ل ع ج ]

* لَعَجَ الحُزْنُ والحُبّ ، يَلْعَجُ لَعْجا : اسْتَحَرَّ فى القلب. ولَعَجَه لَعْجا : أحْرَقه. وكلّ مُحْرِق : لاعج.

* واللَّعَج : الحُرْقة. قال إياس بن سَهْم الهُذَلىّ :

تَرَكْنَكَ مِنْ عَلاقَتِهِن تشْكُو

بِهِنَّ مِن الجَوَى لَعَجا رَصِينا (٢)

* واللَّعْجُ : ألم الضَّرْب وكلِّ مُحْرِق. والفِعل كالفعل. قال الهُذَلىّ :

*ضَرْباً ألِيما بسِبْتٍ يَلْعَجُ الجِلِدا* (٣)

مقلوبه : [ ج ل ع ]

* جَلِعَت المرأة جَلَعا ، فهى جَلِعة ، وجَلَعَت ، وهى جالِع ، وجالَعَتْ ، وهى مُجالِع ، كلُّه : إذا تَرَكَتِ الحَياءَ ، وتكلَّمتِ القَبيح. والاسم : الجَلاعة. وجَلَعَتْ قِناعَها عن وجهها ، وخِمارَها عن رأسها ، وهى جالِعَ : خَلَعَتْه. قال :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( جعل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٧٤ ) ؛ والمخصص ( ٨ / ١١٦ ).

(٢) البيت لإياس بن سهم الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٥٤٢ ؛ ولسان العرب ( لعج ) ؛ وتاج العروس ( لعج ).

(٣) عجز بيت ، وصدره : * إذا تأوب نوح قامتا معه * وهو لعبد مناف بن ربع الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ( ٢ / ٦٧٢ ) ؛ ولسان العرب ( لعج ) ، ( جلد ) ، ( عجل ).


يا قَوْمِ إنِّى قد أرَى نَوَارَا

جالِعَةً عَن رأسِها الخِمارَا (١)

* والتَّجالُع ، والمُجالَعة : التَّنازُع عند القِسْمة أو الشٌّرْب أو القِمار ، من ذلك. قال :

*ولا فاحِشٌ عند الشَّرابِ مُجَالِعُ* (٢)

* وجَلَعَتِ المرأة : كَشَرت عن أنيابها.

* والجَلَع : انقلاب غِطاء الشفة إلى الشارب ، وشَفَةٌ جَلْعاء.

* وجَلِعَت اللِّثةُ جَلَعا ، وهى جَلْعاء : إذا انقلبتِ الشَّفةُ عنها حتى تَبْدُوَ. وقيل : الجَلَع : ألَّا تنضمّ الشَّفتان عند النطق بالباء والميم ، تَقْلِص العُليا ، فيكون الكلام بالسُّفلى ، وأطراف الثَّنايا العُلَى. رجل أجْلَع ، وامرأة جَلْعاء. وقد جَلِع. فهو جَلِع. والأنثى جَلِعَة.

* وجَلَعُ الغُلْفة : صَيرورتُها خَلْف الحُوق. وغلام أجْلَع.

* والجَلَعْلَع : الجمل الحديد النفس ، الشديدُها.

* والجَلعْلَعُ والجُلُعْلُع ، كلاهما : الجُعَل. والجُلُعْلُعَة : الخُنْفساء. وحكى كُراع فى جميع ذلك : جَلَعْلَع ، بفتح الجيم واللامين. وعندى أنه اسم للجميع.

العين والجيم والنون

* عَجَن الشىءَ يَعْجِنه عَجْنا ، فهو مَعْجون ، وعَجِين ، واعْتَجَنه : اعتمد عليه بجُمْعه يغْمِزُهُ. أنشد ثعلب :

يكْفيكَ من سَوْدَاءَ واعْتِجانِها

وكَرِّكَ الطَّرْفَ إلى بَنانِها

ناتِئَةُ الجَبْهَة فى مَكانِها

صَلْعاءُ لو يُطْرَحُ فى مِيزانها

رَطْلُ حديدٍ شالَ مِن رُجْحانِها (٣)

والعاجن من الرجال : المُعْتمد على الأرض بجُمْعه إذا أراد النهوض ، من كِبَر أو بُدْن.

قال كُثَيِّر :

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( جلع ) ، ( مشق ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٨ / ٣٣٨ ) ؛ وتاج العروس ( جلع ) ، ( مشق ) ؛ ويروى أوله : قولا لسحبان أرى نوارا.

(٢) الشطر بلا نسبة فى لسان العرب ( جلع ) ؛ والعين ( ١ / ٢٣١ ) ؛ ومجمل اللغة ( ١ / ٤٥٤ ) ؛ وتاج العروس ( جلع ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عجن ) ؛ وتاج العروس ( عجن ).


رأتْنِى كأشْلاءِ اللِّجامِ وبَعْلُها

من المَلْءِ أبْزَى عاجِنٌ مُتَباطنُ (١)

ورواه أَبو عُبَيد : « مُنْحَنٍ مُتَباطن ». وناقة عاجِن : تضرب الأرض بيديها فى سَيرها.

* وعَجِنتِ النَّاقةُ عَجَنا ، وهى عَجْناء : كَثُر لحم ضَرْعِها. وقيل : هو إذا صَعَّد نحو حَيائها. وكذلك الشَّاةُ والبقرة.

* والعَجَن أيضاً : ورَم حَياء الناقة من الضَّبَعَة. وقيل هو وَرَمٌ فى حَيائها كالثُّؤْلُول ، يمنعها اللِّقاح. عَجِنَتْ عَجَنا ، فهى عَجِنة ، وعَجْناء.

* والعَجْناء أيضا : القليلة اللَّبن. والعَجْناء والمُعْتَجنة : المنتهية فى السِّمَن.

* والعِجان : الاسِت. وقيل : هو القضيب الممدود مِنَ الخُصْيَة إلى الدُّبُرِ ، قال جرير :

يَمُدُّ الحَبْلَ مُعْتَمِداً عليه

كأنَ عِجانَهُ وَتَرٌ جَدِيدُ (٢)

والجمع : أعْجنِة ، وعُجُن.

* وعَجَنَه عَجْنا : ضرب عِجانَه.

* والعِجَان ، بلغة أهل اليمن : العُنُق. قال شاعرهم يرْثى أُمَّه ، وأكلها الذئب :

فلم يَبْق منها غيرُ نصفِ عِجانِها

وشُنْتُرَةٍ منها وإحدى الذَّوائبِ (٣)

* والعَجَّان : الأحمق. وكذلك العَجِينة.

* وأمّ عَجِينة : الرَخمَة.

مقلوبه : [ ع ن ج ]

* عَنَج الشىءَ يَعْنِجُه : جَذَبه. وعَنَجَ رأسَ البعير والنَّاقة يَعْنُجُه ويَعْنِجُه عَنْجا : جَذبه بخِطامِه ، وكفَّه وهو راكب عليه.

* وأعْنَجَتْ : كفَّت ؛ قال مُلَيح الهُذَلىّ :

وأبْصَرْتُهُمْ حتى إذا ما تَقاذَفَتْ

صُهابِيَّةٌ تُعْطِى مِرَاراً وتُعْنِجُ (٤)

__________________

(١) البيت لكثير فى ديوانه ص ٣٨٠ ؛ ولسان العرب ( عجن ) ، ( بزا ) ، ( شلا ) ، ( نضا ) ؛ والمخصص ( ٢ / ١٨ ، ٥ / ٤ ) ؛ وتاج العروس ( عجن ) ، ( بزا ) ، ( شلا ) ، ( نضا ). ويروى « كأنضاء » مكان « كأشلاء » ، ( عاجز » مكان « عاجن » ، « متطامن » مكان « متباطن ».

(٢) البيت لجرير فى ملحق ديوانه ص ١٠٢٦ ؛ ولسان العرب ( عجن ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٢٤٢ ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٣٧٧ ).

(٣) البيت للحميرى فى تهذيب اللغة ( ٢ / ١٠٨ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( شنتر ) ، ( جحم ) ، ( عجن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١١ / ٤٤٩ ) ؛ وتاج العروس ( شنتر ) ، ( حجم ) ، ( عجن ). ويروى : « شطر » مكان « نصف ».

(٤) البيت لمليح الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٠٣٣ ؛ ولسان العرب ( عنج ) ؛ وتاج العروس ( عنج ).


* والعِناجُ : ما عُنِجَ به.

* وعَنَج البعيرَ والنَّاقة يَعْنِجُها عَنْجا : عَطَفها.

* والعَنْج : الرّياضة. وفى المَثَل : « عَوْدٌ يُعَلَّم العَنْج ».

* وقوُلهم : « شَنَجٌ على عَنَجٍ » : أى شيخ هَرِم ، على جملَ ثَقيل.

* وعَنَجَة الهَوْدَج : عِضادَةٌ عندَ بابه ، يُشَدّ بها الباب.

* والعَنَج ، بلغة هُذَيْل : الرَّجُل. وقيل : هو بالغين مُعجمة. والعَنَج : جماعة الناسِ.

* والعِناج : خَيط أو سير ، يُشَدّ فى أسفل الدلو ، ثم يُشَدّ فى عُرْوتها. وقيل : عِناج الدَّلو : عُرْوة فى أسفل الغَرْب من باطن ، يُشَدّ بوَثاق إلى أعلى الكَرَب ، فإذا انقطع الحبل أمسك العِناج الدلو أن تقع فى البئر. وكلّ ذلك إذا كانت الدلو خفيفة. وهو إذا كانت الدلو ثقيلة : حَبْل أو بِطان يُشَدّ تحتها ، ثم يُشَدّ إلى العَراقِى ، فيكون عَوْنا للْوَذَم. قال الحُطَيْئة :

قَوْمٌ إذا عَقَدُوا عَقْداً لجارِهِمِ

شَدُّوا العِناجَ وشَدُّوا فوْقَهَ الكَرَبا (١)

والجمع : أعْنِجة ، وعُنُج.

* وعَنَج الدَّلْوَ يَعْنُجها : عَمِل لها ذلك.

* ورجل مِعْنَج : يعترض فى الأُمور.

* والعُنْجوج : الرائع من الخيل. وقيل : الجواد. فأما قوله ، أنشده ابن الأعرابىّ :

إنْ مَضَى الْحَوْلُ ولم آتِكمُ

بعَناجٍ تَهتدى أحْوى طِمِرّ (٢)

فإنه يُرْوَى بعَناجٍ ، وبعَناجى ؛ فمن رواه بعناجٍ ، فإنه أراد بعناجِج ، أى بعناجيج ، فحذَف الياء للضرورة ، فقال بعناجِج ، ثم حوّل الجيم الأخيرة ياء ، فصار على وزن جَوارٍ ، فنَون لنُقصان البناء ، وهو من مُحَوَّل التضعيف. ومَن رواه عَناجِى : جعله بمنزلة قوله :

*ولضَفادِى جَمِّهِ نَقانِقُ* (٣)

أراد : « عناجيج » ، كما أراد : « ولضفادع ». وقوله : « تهتدى أحوى » : يجوز أن يريد :

__________________

(١) البيت للحطيئة فى ديوانه ص ١٦ ؛ ولسان العرب ( كرب ) ، ( عنج ) ؛ وتاج العروس ( كرب ) ، ( عنج ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٩٧ ، ٣٧٩ ، ١٠ / ٢٠٧ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عقد ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عنج ) ، ( هدى ) ؛ وتاج العروس ( عنج ) ، ( هدى ).

(٣) الرجز لخلف الأحمر فى الدرر ( ٦ / ٢٢٧ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ضفدع ) ، ( حزق ) ؛ وتاج العروس ( عنج ) ، ( ضفدع ) ، ( الياء ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ٣٢٨ ، ١٥ / ٦٦٩ ).


بأحوى فحذف وأوصل. ويجوز أن يريد بعَناجيجَ حُوٍّ طِمِرَّةٍ تَهْتَدى. فوضع الواحد موضع الجمع. وقد استعملوا العَناجيج فى الإبل ، أنشد ابن الأعرابىّ :

إذا هَجْمَة صُهْبٌ عَناجيجُ زَاحَمَتْ

فَتًى عندَ جُودٍ طاحَ بينَ الطَّوائِحِ

تُسَوِّدُ من أربابها غيرَ سَيِّدٍ

وتُصْلِحُ من أحسابِهم غيرَ صالِحِ (١)

أى يُغْلَب ويُقْهَر ، لأنه ليس له مثلُها ، فينحرَها ويجودَ بها.

* والعُنْجُجُ : الضَّيْمُران. وقيل : هو الشَّاهَسْفَرَم.

مقلوبه : [ ج ع ن ]

* جَعْوَنةُ : اسم رجل.

مقلوبه : [ ن ع ج ]

* النَّعْجة : الأُنثى من الضَّأن ، والظباء ، والبقر الوحشىّ ، والشاء الجَبلىّ. والجمع : نِعاج. وربما كُنِىَ به عن المرأة. وفى التنزيل : ( وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ ) [ ص : ٢٣ ]. وقرأ الحسن : « ولى نِعْجة واحدة ». ونِعاج الرمل : البقَر. قال الفارسىّ : العرب تُجرى الظباءُ مُجْرَى المَعْز ، والبقَرَ مُجْرَى الضَّأن. ويدلّ على ذلك قول أبى ذُؤَيب :

وعادِيَةٍ تُلْقِى الثِّيابَ كأنها

تُيُوسُ ظِباءٍ مَحْصُها وانْبِتارُها (٢)

فلو أجروا الظباءَ مُجْرَى الضأن ، لقال : كِباشُ ظباء. ومما يدلُّ على أنهم يُجْرون البقر مُجْرَى الضأن ، قول ذى الرُّمة :

إذا ما عَلاها راكبُ الصَّيف لم يَزَلْ

يَرَى نَعْجَةً فى مَرْتَعٍ فَيُثيرُها

مُوَلَّعَةً خَنْساءَ ليسَتْ بنَعْجةٍ

يُدَمِّنُ أجْوَافَ المِياهِ وَقِيرُها (٣)

فلم ينْفِ الموصوف بذاته ، الذى هو النَّعْجة ، ولكنه نفاه بالوصف ، وهو قوله : « يُدَمِّنُ أجوافَ المياه وقِيرُها ». يقول : هى نَعْجة وَحْشية لا إنسِيَّة ، تألفُ أجواف المياه أولادُها. وتلك نُصْبَة الضائنة وصِفتُها ، لأنها تألف المياه ، ولا سِيَّما وقد خَصَّها بالوَقِير ، ولا يقع

__________________

(١) البيتان بلا نسبة فى لسان العرب ( عنج ) ؛ والأول فى تاج العروس ( عنج ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٨٦ ؛ ولسان العرب ( نعج ) ، ( محص ) ؛ وتاج العروس ( نعج ) ، ( محص ) ؛ وللهذلى ـ نسبة دون ذكر اسمه ـ فى تاج العروس ( تيس ) ؛ ولسان العرب ( تيس ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٣ / ١٠٥ ، ٧ / ١٨٧ ، ٨ / ٢٨ ). ويروى « انتبارها » مكان « انبتارها ».

(٣) البيتان لذى الرمة فى ديوانه ص ٢٣١ ، ٢٣٢ ؛ ولسان العرب ( نعج ) ؛ ( دمن ) ؛ وتاج العروس ( نعج ) ؛ والثانى فى لسان العرب ( وقر ) ، ( جوف ) ؛ وتاج العروس ( وقر ) ، ( دمن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٩ / ٢٨١ ) ؛ والمخصص ( ٧ / ١٨٨ ) ؛ وبلا نسبة فى العين ( ٥ / ٢٠٨ ) ؛ ويروى الأول : إذا ما رآها.


الوَقِير إلا على الغَنم التى فى السَّواد والحَضَر والأرياف.

* وناقة ناعِجة : يُصاد عليها نِعاج الوَحْش ؛ قال ابن جِنى : وهى من المَهْرِيَّة. واستعاره نافع بن لَقِيطٍ الفَقْعَسِىّ للبقَر الأهلىّ. فقال :

كالثَّوْرِ يُضْرَب أن تَعافَ نِعاجُهُ

وَجَبَ العِيافُ ضَرَبْتَ أو لم تَضْرِبِ (١)

* ونَعِج الرجُل نَعَجا ، فهو نَعِج : أكل لحم ضأن ، فثقُل على قلبه. قال ذو الرُّمَّة :

كأنَّ القَوْمَ عُشُّوا لَحْمَ ضأْنٍ

فهمْ نَعِجونَ قَدْ مالَتْ طُلاهُمْ (٢)

ونَعِجَ اللَّونُ نَعَجا ونُعُوجا ، فهو نَعِج : خَلَص بياضُه. قال العَجَّاج يصف بقر الوحش :

فى نَعِجاتٍ من بياضٍ نَعَجا

كما رأيْتَ فى المُلاء الَبرْدَجا (٣)

* وامرأة ناعِجة : حسنة اللون. وَجمَل ناعِج : حسن اللَّون مُكَرَّم. والأنثى : بالهاء. وقيل : الناعجة : البيضاء من الإبل. وأرض ناعِجَة : مُسْتوية ، مَكْرُمَة للنَّبات.

* ونَعِجَت الإبلُ نَعَجا : سَمِنَتْ.

* وأنْعَج القومُ : نَعِجَت إبلُهم.

* والنَّعْجُ : ضَرْب من سَير الإبل.

* ومَنْعِجٍ : موضع.

مقلوبه : [ ن ج ع ]

* النُّجْعة : طلب الكلأ والعُرْفِ ، ويُسْتَعار فيما سِواهما. فُلانٌ نُجْعَةُ أمَلِى : على المَثَل.

ونَجَعُوا الأرْضَ يَنْجَعونها ، وانْتَجُعوها. وفى المَثَل : « من أجْدَبَ انْتَجَعَ ». وكذلك : نَجَعَت الإبلُ والغنمُ المَرْتَع ، وانْتَجَعته. قال :

أعْطاكَ يا زيدُ الذى يُعْطى النِّعَمْ

بَوَائِكاً لم تَنْتَجِع مِن الغَنم (٤)

__________________

(١) البيت لنافع بن لقيط الفقعسى فى لسان العرب ( نعج ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عيف ) ؛ وتاج العروس ( عيف ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ملحق ديوانه ص ١٠٩٧ ؛ ولسان العرب ( نعج ) ؛ وتاج العروس ( نعج ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٥ / ٨٠ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٨١ ).

(٣) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ٢ / ٢٢ ، ٢٤ ) ؛ ولسان العرب ( نعج ) ، ( هبرج ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٨٢ ، ٦ / ٥١٣ ، ١١ / ٢٥٠ ) ؛ وتاج العروس ( نعج ) ، ( هبرج ) ؛ والعين ( ٤ / ١١٦ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( بردج ) ؛ وتاج العروس ( بردج ).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( بهزر ) ؛ والرواية : أعطاك يا بحر ...


واستعمل عَبيدٌ الانتجاعَ فى الجدْب ، لأنهم إنما يذهبون فى ذلك إلى الإغارة والنَّهْب ، فقال :

وانْتَجَعْنا الحارثَ الأعْرَج فى

جَحْفَلٍ كاللَّيلِ خَطَّارِ العَوَالِى (١)

ونَجَعَ الطَّعامُ فى الإنسان يَنْجَعُ نُجوعا : تَبَيَّنَتْ تَنْمِيتُه. ونَجَع فيه الدَّواء والقولُ : عَمِل فيه.

* والنَّجُوع : المَديد. ونَجَعَه : سَقاهُ إياه.

* وماء ناجع ، وَنجيِع : مَرِىء.

* والنَّجيع : الدم. وقيل : هو دم الجوف. وقيل : هو الطرىّ منه. وقيل : هو ما كان إلى السواد. وقال يعقوب : هو الدم المصبوب. وبه فَسَّر قول طَرَفة :

عالَيْنَ رَقْما فاخِراً لَوْنُه

من عَبْقَرِىٍ كنَجيعِ الذَّبيحْ (٢)

العين والجيم والفاء

* عَجَفَ نفسَه عن الطعام وغيره ، يَعْجِفُها عَجْفا وعُجُوفا ، وعَجَّفَها : حَبَسَها عنه وهو له مُشْتَهٍ ، ليُؤْثِرَ به غَيره ، ولا يكون إلا على الجُوع. قال :

لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ

ولا تُمْيرَاتٌ ولا تَعْجيفُ (٣)

* وعَجَف نفسَه على المريض يَعْجِفُها عَجْفا : صَبَّرها على تَمْريضه. قال :

إنى وإن عَيَّرْتَنِى نُحُولِى

أو ازْدَرَيْتَ عِظَمى وطُولِى

لأَعْجِفُ النفْسَ على خَلِيلى

أعْرِض بالوُدّ وبالتَّنْوِيلِ (٤)

__________________

(١) البيت لعبيد بن الأبرص فى ديوانه ص ١١٧ ؛ وتاج العروس ( نجع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( نجع ) ؛ ومطلعه فى رواية : « فانتجعن ‌».

(٢) البيت لطرفة بن العبد فى ديوانه ص ١٦ ؛ ولسان العرب ( نجع ) ؛ وتاج العروس ( نجع ).

(٣) الرجز لسلمة بن الأكوع فى لسان العرب ( عجف ) ، ( نصف ) ؛ وتاج العروس ( عجف ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( مدد ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٨٤ ، ١٢ / ٢٠٤ ) ؛ وتاج العروس ( مدد ) ؛ والمخصص ( ٤ / ١٢٣ ، ٥ / ٢٤ ).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عجف ) ؛ وتاج العروس ( عجف ) ؛ والعين ( ١ / ٢٣٣ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٤٨٢ ؛ والأولان فى تهذيب اللغة ( ١ / ٣٨٣ ).


أراد : أعْرِض الوُدّ والتَّنْويل ، كقوله : ( تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ ) [ المؤمنون : ٢٠ ].

* وعَجَفَ نفسَه يَعْجِفُها عَجْفا : حَلَّمها.

* والعَجَف : ذَهاب السِّمَن. وقد عَجِف ، وعَجُفَ ، فهو عَجِف وأعْجَف ، والأنثى : عَجْفاء ، وعَجِف بغير هاء. والجمع منهما : عِجاف ، حملُوه على لفظ سِمان. وقيل : هو كما قالوا : أبْطح وبِطاح ، وأجْرب وجِراب. ولا نظير لعَجْفاءَ وعِجاف إلا قولُهم : حَسْناء وحِسان. هذا قول كُراع ، وليس بقوىّ ، لأنهم قد كَسَّروا بَطْحاء على بِطاح ، وبَرْقاء على بِراق.

* ومُنْعَجِف : كعَجِف. قال ساعدة بن جُؤَيَّة :

صِفْرِ المَباءَة ذى هِرْسَينِ مُنْعَجِفٍ

إذا نَظَرْتَ إلَيْهِ قُلْتَ قد فَرجَا (١)

* والتَّعَجُّف : الجَهْدُ وشِدَّةُ الحال. قال مَعْقِل بن خُوَيلد الهُذَلىّ :

إذا ما ظَعَنَّا فانْزِلُوا فِى دِيارِنا

بقيَّةَ من أبْقَى التَّعَجُّفُ من رُهْمِ (٢)

وربما سَمَّوُا الأرَضِين المجدبِةَ عِجافا ، قال الشاعر يصف سحابا :

لَقِحَ العِجافُ له لسابِعِ سَبْعةٍ

فشَرِبْنَ بعدَ تَحَلِّئٍ فرَوِينا (٣)

هكذا أنشده ثعلب ، والصواب : بعد تَحَلُّؤٍ.

يقول : أنْبَتَتْ هذه الأرَضون المُجدبة لسبعة أيَّامٍ بعد المطر.

* ووجْهٌ عَجِف ، وأعْجَفُ : كالظَّمآن.

* ولِثة عَجْفاء : ظَمأى. قال :

تَنْكَلُّ عن أظْمَى اللِّثاتِ صَافِ

أبيضَ ذى مَناصِبٍ عِجافِ (٤)

* وأَعْجَفَ القومُ : حَبَسُوا أموالهم ، من شدّة وتضييق.

* وأرض عَجْفاء : مهزولة ، ومنه قول الرّائد : وَجَدْتُ أرْضا عَجْفاء ، وشجرا أعشم ، أى قد شارف اليُبْسَ والبُيود.

__________________

(١) البيت لساعدة بن جؤية فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٧٢ ؛ ولسان العرب ( فرج ) ، ( هرس ) ، ( عجف ) ؛ وتاج العروس ( فرج ) ، ( هرس ) ؛ ( عجف ).

(٢) البيت لمعقل بن خويلد الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٣٨٤ ؛ ولسان العرب ( عجف ) ؛ وتاج العروس ( عجف ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( لقح ) ، ( عجف ) ؛ وتاج العروس ( لقح ) ، ( عجف ).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عجف ) ؛ وتاج العروس ( عجف ) ؛ والمخصص ( ١ / ١٤٥ ).


* والعُجاف : من أسماء التمر.

* وبنو العُجَيف : بطنٌ من العَرَب.

مقلوبه : [ ع ف ج ]

* العَفِج ، والعَفَج ، والعِفْج : المِعَى. وقيل : ما سَفَل منه. وقيل : هو مَكانُ الكَرِش لما لا كَرِش له. والجمع : أعفاج ، وعِفَجَة.

* وعَفِج عَفَجا ، فهو عَفِج : سَمِنَتْ أعفاجُه. قال :

يا أيُّها العَفِجُ السَّمِينُ وقَوْمُه

هَزْلَى تَجرُّهُمُ بناتُ جَعارِ (١)

* والعَفْجُ : أن يَفَعلَ الرجل بالغلام فعل قوم لُوط عليه‌السلام. وعَفَجه بالعصا يَعْفِجُه عَفْجا : ضربه. وقيل : هو الضَّرب باليد ؛ قال :

وَهَبْتُ لقَوْمى عَفْجَةً فِى عَباءَةٍ

ومَنْ يَغْشَ بالظُّلْمِ العشيرَة يُعْفَجِ (٢)

* والمِعْفاج : الخَشَبة التى تُغْسَل بها الثياب.

* والعَفَنْجَج : الأخْرَق الجافى ، الذى لا يتَّجه لعمل. وقيل : الأحمق فقط. والعَفَنْجَج أيضا : الضَّخم اللهازِم والوَجَنات والألواح ، وهو مع ذلك أكول فَسْل عظيم الجُثَّة ، ضعيف العقل. وقيل : هو الغليظ مع جميع ما تقدَّم فيه.

سيبويه : عَفَنْجَج : مُلْحق بجَحَنْفَل ؛ ولم يكونوا ليغيروه عن بِنائه ، كما لم يكونوا ليغيروا عَفْجَجا عن بناء جَحْفل. أراد بذلك : أنهم يحفظون نظام الإلحاق عن تغيير الإدغام.

* واعْفَنْجَج الرجلُ : خَرُق ؛ عن السِّيرافىّ.

* وناقة عَنْفَجِيج : ضخمة مُسِنَّة ؛ قال تميم بن مُقْبل :

وعَنْفَجيجٍ تصُدُّ الجِنَّ جِرَّتُها

حرفٍ طَليحٍ كرُكْن الرَّعْن من حَضَن (٣)

مقلوبه : [ ج ع ف ]

* جَعَفَه جَعْفا ، فانجَعَف : صرعه فانْصَرَع. وجَعَف الشىءَ جَعْفا : قلَبه. وجَعَف الشجرةَ يَجْعَفُها جَعْفا فانجَعَفَتْ : قلَعها.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عفج ) ، وتاج العروس ( عفج ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عفج ) ؛ وتاج العروس ( عفج ).

(٣) البيت لتميم بن مقبل فى ديوانه ص ٣٠٩ ؛ ولسان العرب ( عفج ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ٣٧٥ ) ؛ وتاج العروس ( عنفج ). ويروى :

وعنفجيج يمد الحر جرتها

حرف طليح كركن خر من حضن


* وسَيْلٌ جُعافٌ : يَجْعَف كلّ شىء ويقلبُه.

* وما عنده من المتاع إلا جَعْف : أى قليل.

* والجُعْفة : موضع.

* وجُعْفِىّ : من هَمْدان.

مقلوبه : [ ج ف ع ]

* جَفَع الشىءَ جَفْعا : قلَبه ؛ عن كراع. ولولا أن له مصدراً لقلنا إنه مقلوب عن جَعَف.

مقلوبه : [ ف ج ع ]

* الفَجِيعة : الرَّزِيَّة بما يَكْرُم. فجَعه به يَفْجَعُه فَجْعا ، فهو مفجوع وفَجيع. وفجَّعه ، وهى الفجيعة.

* والفاجع : الغُراب ، صفة غالبة ، لأنه يَفْجَع لِنَعيبه بالبَين. ورجل فاجع ومُتَفَجِّع : لَهْفانُ متأسِّف. ومَيت فاجع ومُفْجِع : جاء على أفْجَع ولم يُتَكَلَّم به.

العين والجيم والباء

* العُجْب ، والعَجَب : إنكار ما يَرِد عليك لقلَّة اعتياده. وجمع العَجَب أعجاب. قال :

يا عَجَبا للدَّهْرِ ذى الأَعْجابِ

الأحْدَبِ البُرْغوثِ ذى الأنْيابِ (١)

وقد عَجب منه عَجَبا ، وتعَجَّب ، واسْتَعْجَب قال أوس :

ومُسْتَعْجِبٍ ممَّا يُرَى مِنْ أناتِنا

ولو زَبَنَتْه الحرْبُ لم يَترَمْرَمِ (٢)

والاسم : العَجيبة ، والأُعْجوبة.

* والتَّعاجِيبُ : العَجائب ، لا واحد لها.

* وأعجبه الأمرُ : حمَله على العَجَبِ منه. أنشد ثعلب :

يا رُبَّ بَيْضاءَ على مُهَشَّمَهْ

أعْجَبها أكلُ البَعير اليَنَمَهْ (٣)

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عجب ) ؛ وتاج العروس ( عجب ). ويروى : « الإعجاب » بكسر الهمزة.

(٢) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ١٢١ ؛ ولسان العرب ( رمم ) ؛ وتاج العروس ( عجب ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عجب ) ؛ وتاج العروس ( مصع ) ؛ والعين ( ١ / ٣١٨ ، ٧ / ٣٧٤ ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عجب ) ، ( هشم ) ، ( ينم ) ؛ وتاج العروس ( عجب ) ، ( هشم ) ، ( ينم ).


هذه امرأة رأت الإبل تأكلُ ، فأعجبها ذلك ، أى كَسَبها عَجَبا. وكذلك قولُ ابن قيس الرُّقَيَّات :

رأتْ فى الرأسِ مِنِّى شَيْ

بَةً لَسْتُ أُغَيِّبُها

فقالتْ لى ابنُ قَيس ذا

وبَعضُ الشىء يُعْجِبها (١)

أى يَكْسِبُها التَّعَجُّب.

* وأُعْجِب به : عَجِب.

* وعَجَّبه بالشىء : نَبَّهه على التعجُّب منه.

* وأمْر عَجَب ، وعَجِيب ، وعُجاب ، وعُجَّاب ، وعَجَبٌ عاجِب وعُجَّاب ، على المبالغة.

وقال صاحب العَين : بين العجيب والعُجَاب فرق ؛ أما العَجيب فالعَجَب يكون مِثلَه ؛ وأما العُجاب فالذى يُجاوز حدَّ العَجَب.

* وأعجبه الأمر : سَرَّه. وأُعْجِب به : كذلك ، على لفظ ما تقدّم فى العَجَب.

* وأمْرٌ عجيب : مُعْجِب. وقوله ، أنشده ثعلب :

وَما البُخلُ يَنْهانِى ولا الجُودُ قادَنِى

ولكِنَّها ضَرْبٌ إلىَ عَجِيبُ (٢)

أراد : ينهانى ويقُودنى ، أو نهانى وقادنى ، إنما عَلَّق « عَجيب » بإلى ، لأنه فى معنى حَبِيب ، فكأنه قال : حَبيبٌ إلىَّ.

* والعُجْب : الزَّهْوُ.

* ورجل مُعْجَب : مَزْهُوٌّ بما يكون منه ، حَسَنا أو قبيحا.

* والعَجَب والعُجْبُ : ما انضمّ عليه الورِك من الذنَب. وقيل : هو أصل الذَّنَب كُلِّه.

وقال اللِّحيانىّ : هو أصل الذّنب وعَظْمُه. والجمع : أعجاب ، وعُجُوب.

* وناقة عَجْباء : بيِّنة العَجَب ، غليظة عَجْبِ الذَّنَب. وقد عَجِبتْ عَجَبا. والعَجْباء أيضاً : الَّتِى دَقَّ أعْلى مُؤَخِّرها ، وأشرفت جاعِرَتاها.

* وعَجْبُ الكَثيب : آخِره المُسْتَدِقّ. والجمع : عُجُوب. وقيل : عَجْب كلّ شىء : مؤخره.

__________________

(١) البيتان لعبيد الله بن قيس الرقيات فى ديوانه ص ١٢١ ؛ والكامل ص ٨١٠ ط. الرسالة. والأول له فى لسان العرب ( عجب ) ؛ وتاج العروس ( عجب ). ويروى الثانى :

فقالت أبن قيس ذا

وبعض الشيب يعجبها

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عجب ) ؛ وتاج العروس ( عجب ) ؛ ومجمل اللغة ( ١ / ٣٣٤ ).


* وبنو عَجَب ، وقيل : بنو عَجْب : بَطْن.

مقلوبه : [ ج ع ب ]

* الجَعْبة : كِنانة النُّشَّاب. والجمع : جِعابٌ. وجَعَّبَها : صَنَعها. والجَعَّابُ : صانع الجِعاب. والجِعابة : صِناعته.

* وجَعَبَه جَعْبا وجَعَّبَه ، وجَعْباهُ ، فَتَجَعَّبَ ، وَتَجعْبَى ، وانجَعَب. وجَعَب الشىءَ جَعْبا : قَلَبه. وجَعَبَه جَعْبا : جمَعَه ، وأكثرُه فى الشىءِ اليسير.

* والجَعْب : الكثيبة من البَعَر.

* والجُعَبَى : ضرب من النمل. والجمع جُعَبَيات.

* والجِعِبَّى والجِعِبَّاءُ والجعبَّاءة : الاسْت.

* والجُعْبوب : النَّذْل. وقيل : هو الضعيف الذى لا خير فيه ، وهو القصير.

مقلوبه : [ ب ع ج ]

* بَعَج بَطْنَه ، يَبْعَجُه بَعْجا ، فهو مَبْعوجٌ ، وبَعِيج ، وبَعَّجَه : شَقَّه ، فزال ما فيه من مَوْضِعه ، وبدا متعَلِّقا. ورجل بَعيج ، من قوم بَعْجَى. والأُنثى : بَعيج ، بغير هاء ، من نِسوة بَعْجَى. وقد انْبَعَج هو.

* وبطن بَعِج : مُنبَعج ، أُراه على النَّسَب. ورجل بَعِج : ضعيف ؛ كأنه مَبْعوج البطن من ضَعْف مَشيه.

* وتَبَعَّجَ السَّحابُ وانْبَعَج : انفرَج عن الودْق ، وتَبَعَّجتِ السَّماء بالمطر : كذلك. وكلُّ ما اتَّسَع فقد انْبَعَج.

* وبَعَّج المَطَرُ : فحَص الحَصَى لشدّته.

* وباعِجَة الوادى : حيث ينبَعِج فيتَّسع. والباعِجة : أرض سَهْلة ، تُنبت النَّصِىّ. وقيل : الباعِجة : آخر الرَّمْل والسُّهولة إلى القُفّ.

* وبَعَجَه الأمْرُ : حَزَنهُ.

* وباعِجَة القِرْدانِ : موضع معروف. قال أوسُ بن حجر :

وبعدَ لَيالينا بنعْف سُوَيْقَةٍ

فباعِجَةِ القِرْدانِ فالمُتَثَلَّمِ (١)

__________________

(١) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ١١٧ ؛ ولسان العرب ( بعج ) ؛ وتاج العروس ( بعج ) ؛ ومقاييس اللغة ( ١ / ٢٦٨ ).


* وبنو بَعْجة : بطن.

* وابن باعج : رجل. قال الراعى :

كأنَّ بَقايا الجيشِ جَيشِ ابن باعجٍ

أطافَ بِرُكْنٍ من عَمَايَةِ فَاخِرِ (١)

مقلوبه : [ ج ب ع ]

* الجُبَّاعُ : سهم صغير يَلْعَب به الصّبيان ، يجْعَلُون على رأسه تَمرة ، لئلا يَعْقِر ؛ عن كُراع. ولا أحُقُّها. وإنما هو : الجُمَّاعُ ، والجُمَّاع.

* وامرأة جُبَّاعة : قصيرة. قال ابن مُقْبِل :

وطَفْلَةٍ غير جُبّاعٍ ولا نَصَفٍ

من دَلّ أمْثالها بادٍ ومَكْتُومُ (٢)

كذا رواه الأصمعىّ : « غير جُبَّاع ». والأعرف : « غَير جُبَّاءٍ ».

العين والجيم والميم

* العَجَم والعُجْم : خلاف العَرَب. يعتقِب هذان المثالان كثيرا. ورجل أعْجَم ، وقوم أعْجَم. قال :

سَلُّومُ لوْ أصْبَحْتِ وَسْطَ الأعْجَمِ

فى الرُّومِ أو فارسَ أو فى الدَّيْلَمِ

إذَنْ لَزُرْناكِ ولو بِسُلَّمِ (٣)

وقول أبى النَّجم :

وطالَمَا وطالَما وطالَمَا

غَلَبْتُ عادًا وَغَلَبْتُ الأعْجَما (٤)

إنّما أراد العَجَم ، فأفرده ، لمقابلته إياه بعاد ، وعاد لفظ مفرد ، وإن كان معناه الجمع. وقد يجوز أن يريد الأعْجَمِين ، وإنما أراد أبو النجم بهذا الجمع : أى غَلَبت الناسَ كلَّهم ، وإن كان العَجم ليسوا ممن عارض أبا النجم ؛ لأن أبا النجم عربىّ ، والعَجم غيرُ عرب ، ولم يجعل الألف فى قوله : « وطالما » الأخيرة تأسيسا ، لأنه أراد أصل ما كانت عليه « طالَ »

__________________

(١) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ١٣٢ ؛ ولسان العرب ( بعج ) ؛ وأساس البلاغة ( فخر ).

(٢) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ٢٦٨ ؛ ولسان العرب ( جبأ ) ؛ ( جبع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١١ / ٢١٧ ) ؛ وتاج العروس ( جبأ ) ، ( جبع ) ويروى : « جباء » مكان « جباع ».

(٣) الرجز لأبى الأخزر الحمانى فى لسان العرب ( وسط ) ؛ وتاج العروس ( وسط ) ؛ والمخصص ( ٢ / ١٢١ ، ١٦ / ١٠٢ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عجم ) ؛ وتاج العروس ( عجم ).

(٤) الرجز لأبى النجم فى لسان العرب ( عجم ) ؛ وتاج العروس ( عجم ).


و « ما » جميعا ، إذا لم تجعلْ كلمةً واحدة ، وهو قد جعلهما كلمة واحدة. وكان القياس أن يجعلها هاهنا تأسيسا ، لأن « ما » هاهنا ، تصحب الفعل كثيرا.

قال أبو إسحاق : الأعجمُ : الَّذِى لا يُفْصِحُ ، والأنثى : عَجْماء. وكذلك الأَعْجَمىّ. فأما العَجَمىّ : فالذى من جنس العَجَم ، أفصَح أو لم يُفْصِح. والجمع : عَجَم. ونظيره عَرَبىٌّ وعَرَب وعَرَكىٍّ وعَرَك ، ونَبَطىُّ ونَبَط ، وخَزَرِىّ وخَزَر ، وخَوَلِىّ وخَوَل. وقد أنعمتُ شرحَ هذه المسألة ، وأثبتّ ردّ أبى علىّ الفارسىّ على أبى إسحاق فيها ، عند ذكر عُجْمة اللِّسان ، فى الكتاب المخَصَّص.

* وكلام أعْجَمُ وأعْجَمىٌ : بَيِّن العُجْمة. وقوله تعالى : ( ءَ أَعْجَمِيٌ وَعَرَبِيٌ )؟ [ فصلت : ٤٤ ] : إنما أراد : أقرآنٌ أعْجَمىّ ، ونبىّ عَربىّ؟ صَلى الله عليه وسلّم. وأعْجَمْتُ الكلام : ذهَبْت به إلى العُجْمة.

* وقالوا : حروف المُعْجَم ، فأضافوا الحروف إلى المُعْم. « فإن سأل سائل فقال : ما معنى قولنا « حروف المُعْجم »؟ هل المُعْجَم وصفٌ لحروف هذه ، أو غيرُ وصْف لها؟

فالجواب : أن المُعجَم ، من قولنا حروف المُعْجَم ، لا يجوز أن يكون صفة لحروف هذه ، من وجهين : أحدُهما : أن حروفا هذه ، لو كانت غير مضافة إلى المعجم لكانت نكرة والمُعْجَم ، كما ترى ، معرفة ، ومُحال وصف النكرة بالمعْرِفة. والآخر : أن الحروف مضافة ، ومحالٌ إضافة الموصوف إلى صفته ؛ والعلة فى امتناع ذلك : أن الصفة هى الموصوف ، على قول النحويين ، فى المعنى ، وإضافة الشىء إلى نفسه غير جائزة ، وإذا كانت الصفةُ هى الموصوف عندهم فى المعنى ، لم يَجُز إضافة الحروف إلى المُعْجَم ، لأنه غير مستقيم إضافة الشىء إلى نفسه. قال : وإنما امتنع ذلك من قبَل أن الغرض فى الإضافة ، إنما هو التخصيص ، والتعريف ؛ والشىء لا تُعَرّفه نفسُه ، لأنه لو كان معرفة بنفسه ، لما احتيج إلى إضافته ، وإنما يُضاف إلى غيره ليعرفه.

وذهب محمد بن يزيدَ إلى أن المُعْجَم مصدر ، بمنزلة الإعجام ، كما تقول : أدْخَلْته مُدْخَلا ، وأخرجْتُه مُخْرَجا : أى إدخالا وإخراجا. وحَكى الأخفش أن بعضهم قرأ : ومن يهن الله فما له من مكرَم [ الحج : ١٨ ] بفتح الراء ، أى من إكرام ، فكأنهم قالوا : هذه [ حروف ](١) الإعجام.

__________________

(١) قال محقق ( ط ) : زيادة ضرورية عن سر صناعة الإعراب لابن جنى ( ١ / ٤٠ ) ، ومنه نقل المؤلف كل ما قال فى حروف المعجم.


فهذا أسَدُّ وأصْوبُ من أن يُذْهَب إلى أن قولهم « حروف المُعْجَم » : بمنزلة قولهم : « صلاةُ الأُولى ، ومَسْجِد الجامع ، لأن معنى ذلك : صلاةُ السَّاعة الأولى ، أو الفَريضة الأولى ، ومسجد اليومِ الجامع ؛ فالأُولى غير الصلاة فى المعنى ، والجامع غير المسجد فى المعنى ، وإنما هما صفتان حُذِفَ مَوْصُوفهُما ، وأُقِيما مُقامَهُما ، وليس كذلك حروف المُعْجَم ، لأنه ليس معناه حروف الكلام المُعْجَم ، ولا حُروف اللَّفظ المُعْجَم ، إنما المعنى أن الحروف هى المُعْجَمة ، فصار قولنا حروف المُعْجَم ، من باب إضافة المفعول إلى المصدر ، كقولهم : هذه مَطِيَّة رُكوب : أى من شأنها أنْ تُرْكَب ، وهذا سَهْم نِضال : أى من شأنه أن يُناضَل به. وكذلك حروف المُعْجَم : أى من شأنها أن تُعْجَم.

* فإن قيل : إن جميع هذه الحروف ليس مُعْجما ، إنما المُعجم بعضُها ؛ ألا ترَى أن الألف والحاء والدال ونحوَها ليس مُعْجما ، فكيف استجازوا تسمية جميعِ هذه الحروف حُروف المُعْجَم؟ قيل له : إنما سُمّيت بذلك ، لأن الشكل الواحد إذا اختلفت أصواته ، فأعْجَمْتَ بعضها ، وتركتَ بعضها ، فقد عُلِم أن هذا المتروك بغير إعجام ، وهو غير ذلك الذى من عادته أن يُعْجَم ؛ فقد ارتفع أيضاً بما فعلوه الإشكال والاستبهام عنهما جميعا. ولا فَرْق بين أن يزول الاستبهام عن الحرف بإعجامٍ عليه ، أو ما يقوم مَقام الإعجام فى الإيضاح والبيان ، ألا تَرى أنك إذا أعجمت الجيم بواحدة من أسفل ، والخاء بواحدة من فوق ، وتركتَ الحاء غُفْلا ، فقد عُلِم بإغْفالها أنها ليست بواحدة من الحرفين الآخرين ، أعنى الجيم والخاء ، وكذلك الدال والذال ، والصاد والضاد ، وسائر الحروف. فلمَّا استمرّ البيان فى جميعها ، جاز تسميتها « حروف المُعْجَم ».

* والأعْجَم : المُسْتَعْجِم الأخرس.

* والعَجماء : كلّ بهيمة. وفى الحديث : « جُرْحُ العَجْماء جُبار » (١) : أى لا ديَة فيه ولا قَوَد. وصلاة النهار عَجْماء : لإخفاء القراءة فيها.

* واسْتَعْجم الرجلُ : سَكَت. واسْتَعْجمت عليه قراءَته : انقطعت ، فلم يقدر على القراءة ، من نُعاس. ومنه حديث عبد الله : إذا كان أحدكم يُصَلِّى ، فاسْتَعْجمَتْ عليه قراءتُه ، فَلْيَنَمْ (٢). وكذلك اسْتَعْجمت الدارُ عن جواب سائِلِها : قال امرؤ القَيْس :

صَمَّ صَدَاها وَعَفا رَسْمُها

واسْتَعْجَمتْ عَن منْطِقِ السَّائلِ (٣)

__________________

(١) أخرجه بنحوه البخارى ( ح ٦٩١٢ ) وفى غير موضع ، ومسلم ( ح ١٧١٠ ).

(٢) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ١ / ١٧٠ ).

(٣) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٢٥٥ ؛ ولسان العرب ( صمم ) ، ( عجم ) ، ( صدى ) ؛ وتهذيب اللغة ـ


عدَّاه بعَن ، لأن اسْتَعْجَمتْ فى معنى سَكَتتْ.

* وأعْجَم الكِتابَ ، وعَجَّمه : نقطه. قال ابن جنى : أعْجَمْتُ الكتابَ : أزَلت استعجامه. وهو عنده على السَّلْب ، لأن أفْعَلتُ ، وإن كان أصلها الإثْبات ، فقد تجىء للسَّلْب ، كقولهم : أشكيت زيداً : أى زُلت له عما يشكُوه. وكقوله تعالى : ( إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها ) [ طه : ١٥ ] تأويله والله أعلم عند أهل النَّظَر : أكاد أُظْهِرها. وتلخيص هذه اللَّفظة : أكاد أُزيل عنها خَفاءها ، أى سِتْرَها. وقالوا : عَجَّمت الكتاب ، فجاءت فعَّلْت للسَّلْب أيضا ، كما جاءت أفْعَلْت. وله نظائر ، منها ما قدَّمْنا ذكره ، ومنها ما سيأتى فى موضعه. وحروف المعْجَم : منه.

* وعُجْمة الرمل : كَثرَته. وقيل : عُجْمَته وعَجْمَته : ما تَعَقَّد منه.

* ورملة عَجْماء : لا شَجر فيها ؛ عن ابن الأعرابىّ.

* والعَجَم : النَّوَى. الواحدة عَجَمة. وهو العُجام أيضاً. قال رُؤْبة ، ووصف أُتُنا :

*فى أربع مثل عُجامِ القَسْبِ* (١)

وقال أبو حنيفة : العَجَمة : حبَّة العنب حين تَنْبُت. والصحيح هو الأوّل.

* وعَجَمَ الشىءَ يَعْجُمه عَجْما وعُجُوما : عضَّه. وقيل : لاكَهُ للأكل أو الخْبرة. قال أبو ذُؤَيْب :

وكنتُ كعَظْم العاجماتِ اكْتَنَفْنَهُ

بأطْرافِها حتى اسْتَدَقَّ نُحولُهَا (٢)

يقول : رَكِبتنى المصائب وعَجَمَتنى ، كما عَجَمت الإبلُ العِظامَ.

* والعُجامَة : ما عَجَمْته.

* وعَجَم الرجلَ : رَازَه ، على المَثل. وعَجَمْته الأُمور : دَرَّبَتْهُ.

* ورجل صُلْب المَعْجم والمَعْجَمة : عَزيز النَّفس ، إذا عَجَمَتْه الأُمورُ وَجَدَتْه متينا.

* وناقة ذات مَعْجَمة : أى صبَر على الدَّعْك. وما عَجَمَتْك عَيْنىِ مُذْ كذَا : أى ما أخَذتْكَ. ورأيت فُلانا فجعَلَتْ عَيْنى تَعْجُمُه : أى كأنها تعرِفه ولا تمضى على معرفته. هذه عن اللِّحيانى ، وأنشد لأبى حَيَّة النُّمَيرىّ :

__________________

( ١٢ / ١٢٦ ، ٢١٥ ) ؛ والعين ( ٧ / ١٣٩ ) ؛ وتاج العروس ( صمم ) ، ( عجم ) ، ( صدى ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١ / ٨٧ ، ١٣ / ٧ ).

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٨ ؛ ولسان العرب ( عجم ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١١ / ١٣٠ ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٧٥ ؛ ولسان العرب ( نحل ) ، ( عجم ) ؛ وتاج العروس ( نحل ) ، ( عجم ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٣٩٣ ).


كتحبير الكِتاب بكَفِّ يَوْما

يَهودىّ يقارِبُ أوْ يُزِيلُ

على أن البصِيرَ بها إذا ما

أعادَ الطَّرْفَ يَعْجُمُ أوْ يَفِيلُ (١)

أى يعرفُ أو يشُكّ.

* والعَجْم : صِغار الإبل وفتاياها. والجمع : عُجُوم. قال ابن الأعرابىّ : بناتُ اللَّبون والحِقاق والجِذاع : من عُجُوم الإبل ، فإذا أثْنَتْ فهى من جِلَّتها.

* وعَجْمُ الذَّنَب وعُجْمُه جميعا : عَجْبُه. وزعم اللِّحيانىّ أن ميمها بدل من الباء فى عَجْب وعُجْب.

* وبنو أعْجَمَ وبنو عَجْمان : بطنان.

مقلوبه : [ ع م ج ]

* عَمَج فى سَيره يَعْمِجُ ، وتَعَمَّج : تَلَوَّى. وتَعَمَّج السَّيلُ : تعرَّج فى مسيره. وتعَمَّجَت الحيَّة : تلَوَّت. قال :

*تَعَمُّجَ الحَيَّةِ فى انْسِيابِهِ* (٢)

* والعَوْمَج : الحيَّة ، لتلَوّيها ؛ عن كُراع ، حكاها فى باب « فَوْعَل ».

* وناقة عُمْجة ، وعَمْجة : متلَوّية.

* وفرس عَمُوج : لا يستقيم فى سَيره.

مقلوبه : [ ج ع م ]

* الجَعْماء : التى أُنْكِر عقلُها هَرَما. ولا يقال للرجل : أجْعَم. والجَعْماء : الناقة المُسِنَّة. وقيل : هى التى غابت أسنانها فى اللِّثات. والذكر : أجْعَم. وكذلك كلُّ دابة ، ولا يكاد يكون إلا فى الهَرَم. وقيل : الجَعْماء : التى ذهبت أسنانها كلُّها ، وقد جَعِمَتْ جَعَما.

* وأجْعَمَت الأرض : كَثُر الحَنَكُ على نباتها فأكله ، وألْجأه إلى أصوله. وأُجْعِم الشجر : أُكِل ورقه. وآلَ إلى أصوله ؛ قال :

*عَنْسِيَّةٌ لم تَرْعَ طَلْحاً مُجْعَما* (٣)

__________________

(١) البيتان لأبى حية النميرى فى ديوانه ص ١٦٣ ؛ ولسان العرب ( عجم ) ؛ والأول بلا نسبة فى لسان العرب ( حبر ). ويروى مطلعه : « كما خط الكتاب ‌». والثانى لأبى حية النميرى فى تاج العروس ( عجم ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٣٩٣ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عمج ) ؛ وتاج العروس ( عمج ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٤٨٥.

(٣) الرجز لمسافر العبسى فى لسان العرب ( عرفط ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ٣٤٦ ) ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس ( جعم ) ؛ ولسان العرب ( جعم ). ويروى « عبسية » بالباء.


* وجَعِم إلى اللَّحم جَعَما ، فهو جَعِم : قَرِم. وهو مع ذلك أكول. وقول العَجَّاج :

*إذْ جَعِمَ الذُّهْلانِ كُلَ مَجْعَمِ* (١)

معناه : قَرِموا إلى الشَّرّ ، كما يُقْرَم إلى اللَّحم. وجَعِمَتِ الإبل جَعَما : قَضَمَت العظام ، وخُروءَ الكلاب ، لشبه قَرَم يُصيبها.

* ورجل جَيْعَم : لا يرى شيئاً إلا اشتهاه.

* وجَعِم جَعَما ، وجَعَم : لم يشته الطَّعام. وهو من الأضداد. وجَعِم جَعَما ، فهو جَعِم ، وتجَعَّم : طَمِع.

* والجَعَم : غِلَظ الكلام فى سَعة حَلْق. والفعل كالفعل ، والصفة كالصفة.

* وجَعَم البعيرَ : جعل على فيه ما يمنعه من الأكل والعَضّ.

مقلوبه : [ م ع ج ]

* المَعْج : سرعة المَرّ.

* وريح مَعُوج : سريعة المَرّ ، قال أبو ذُؤَيْب :

تُكَرْكِرُه نَجْديةٌ وتَمُدُّه

مُسَفْسِفَةٌ فوقَ التراب مَعُوجُ (٢)

* ومَعَجَ السَّيلُ يَمْعَج : أسرع. وقول ساعدة بن جُؤَيَّة :

مُسْتأْرِضاً بينَ بطْن اللَّيث أيْمَنُهُ

إلى شَمَنْصِيرَ غَيْثا مُرْسَلاً مَعِجا (٣)

إنما هو على النَّسب : أى ذو مَعْجٍ. ومَعَج فى الجَرْى يَمْعَج مَعْجا : تفَنَّن. وقيل : المَعْج : أن يعتمد الفرس على إحدى عِضادتى العِنان ، مَرَّة فى الشقّ الأيمن ، ومرّة فى الشقّ الأيسَر.

* وفرس مِمْعَج : كثير المَعْج.

* وحمار مَعَّاج : يَسْتَنُّ فى عَدْوِه يَمينا وشَمالا.

* ومَعَجَتِ النَّاقة مَعْجا : سارت سَيرا سَهلا ؛ أنشد ثعلب :

__________________

(١) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ١ / ٤٦٩ ، ٤٧٠ ) ؛ ولسان العرب ( جعم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٩٦ ) ؛ والعين ( ١ / ٢٣٩ ) ؛ وتاج العروس ( جعم ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٤ / ١٣٩ ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٣١ ؛ ولسان العرب ( معج ) ، ( كرر ) ؛ وتاج العروس ( معج ) ، ( كرر ).

(٣) البيت لساعدة بن جؤية فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٧٣ ؛ ولسان العرب ( معج ) ، ( شمصر ) ؛ ( أرض ) ؛ والمخصص ( ٩ / ١٩٦ ، ١٠ / ١٥٨ ) ؛ وتاج العروس ( شمصر ) ، ( أرض ) ؛ ويروى « أيسره » مكان « أيمنه ».


من المُنْطِيات المَوْكِبَ المَعْجَ بعدَ ما

يُرَى فى فروع المُقلَتين نُضُوبُ (١)

أى تسير هذا السَّيْر الشَّديدَ بعدَ ما تغورُ عينها من الإعياء والتعب. والمَعْج : هبوب الريح فى لِين.

* والرّيح تَمْعَج فى النبات : تقلِبه يمينا وشمالاً. ومَعَج الفَصيلُ ضَرْع أمه ، يَمْعَجُه : لَهَزه وقلَّبه ، ليتمكن بالرِّضاع.

مقلوبه : [ ج م ع ]

* جَمَع الشىء عن تفرِقةٍ ، يَجْمعه جَمْعا ، وجمَّعه ، وأجمعه ، فاجتمع واجْدَمع ، وهى مضارَعة ، وكذلك تَجَمَّع ، واسْتَجْمَع.

* ومُتَجَمِّع البَيداء : مُعْظَمها ومُحْتَفَلُها ، قال محمد بن شَحَّاذ الضَّبِّىّ :

فى فِتْيَة كلَّما تجَمَّعَتِ الْ

بَيْداء لم يَهْلَعوا ولم يَخِموا (٢)

أراد : ولم يَخِيموا فحذف ، ولم يحفل بالحركة التى من شأنها أن تَرُدَّ المحذوف هاهُنا. وهذا لا يُوجبه القياس ، إنما هو شاذّ.

* ورجل مِجْمَع وجَمَّاع.

* والجَمْع ، وجمعه جُمُوع : المُجْتمعون.

* والجماعة ، والجَميع ، والمَجْمَع ، والمَجْمَعة : كالجمع. وقد استعملوا ذلك فى غير الناس ، حتى قالوا جماعة الشَّجر ، وجماعة النَّبات.

وقرأ عبد الله بن مسلم : « حتى أبلغ مجمِع البحرين [ الكهف : ٦٠ ] ، وهو نادر ، كالمَشرِق والمَغْرب ، أعنى أنه شَذَّ فى باب فَعَل يَفْعَلُ ، كما شَذَّ المَشْرِق والمَغْرِب ونحوُهما من الشَّاذّ ، فى باب فَعَل يَفْعُل.

* وقومٌ جَميع : مُجْتَمِعون.

* وأمر جامع : يجمع الناس. وفى التنزيل : ( وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ) [ النور : ٦٢ ]. قال الزَّجَّاج ، قال بعضُهم : كان ذلك فى الجُمُعة. قال : وهو ـ والله أعلم ـ أن الله تعالى أمَر المُؤْمنين ، إذا كانوا مع نبيه صَلى الله عليه وسلّم ، فيما يَحْتاج إلى الجماعة فيه ، نحو الحرب وشِبْهه ، مما يحتاج إلى الجَمْع فيه ، لم يَذْهبوا حتى يستأذنوه ، وقولُ امرئ القيس :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( نضب ) ، ( معج ) ، ( فرع ) ، ( مقل ) ؛ وتاج العروس ( نضب ) ، ( فرع ) ، ( مقل ).

(٢) البيت لمحمد بن شحاذ الضبى فى لسان العرب ( جمع ) ؛ وتاج العروس ( جمع ).


فلو أنها نفسٌ تموتُ جَميعَةً

ولكنَّها نَفْسٌ تَساقَطُ أنْفُسا (١)

إنما أراد : جَميعا ، فبالغ بإلحاق الهاء ، وحذَف الجواب للعلم به ، كأنه قال : لفنِيَتْ واستراحَتْ.

* وإبِل جَمَّاعة : مُجْتَمعة ؛ قال :

لا مالَ إلا إبِلٌ جَمَّاعَهْ

مَشْرَبُها الجِيَّة أو نُعاعَهْ (٢)

* والمَجْمَعة : مجلس الاجتماع ، قال زُهَير :

وتُوقِدْ نارَكمْ شَرَراً وَيُنْصَبْ

لَكمْ فى كلّ مَجْمَعةٍ لِوَاءُ (٣)

* وجمَعَتِ المرأةُ الثِّيابَ : لَبِستِ الدّرْع. والمِلْحَفة ، والخِمار. يُكْنَى به عن سنّ الاستواء.

* وأجمَعُ : من الألفاظ الدّالة على الإحاطَة ، وليست بصِفة ، ولكن يُعَمُّ بها ما قبله من الأسماء ، ويُجْرَى على إعرابه ، فلذلك قال النحويون : صفة. والدليل على أنه ليس بصفة ، قولهم : أجمَعُون ، فلو كان صِفة لم يُسَلَّم جَمْعُه ، ولكان مُكَسَّرا. والأنثى : جمعاء. وكلاهما مَعرفة لا تُنَكَّر عند سِيبوَيه. وأما ثعلب فحكى فيه التعريف والتنكير جميعا. قال : تقول : أعجبنى القصر أجمَعُ وأجمَعَ ؛ الرفع على التوكيد ، والنصب على الحال. والجمعُ : جُمَع ، معدول عن جَمْعاوَات ، أو جماعَى. ولا يكون معدولا عن جُمْع ، لأنَّ « أجمع » ليس بوصف ، فيكونُ كحمراء وحُمْر. قال أبو علىّ : باب أجمَعَ وَجمْعاء ، وأكْتَعَ وكَتْعاء ، وما يَتْبع ذلك من بِقَيته : إنما هو اتفاق وتوارُد وقَع فى اللُّغة ، على غير ما كان فى وَزْنه منها ، لأن باب « أفعلَ » و « فَعلاء » ، إنما هو للصفات ، وجميعها : تجىء على هذا الموضع نَكِرات ، نحو أحمرَ وحَمْراء ، وأصفرَ وصَفراء ، وهذا ونحوه صفاتٌ ونَكِرات ؛ فأما أجمعُ وجمعاءُ فاسمان مَعْرِفتان ، وليسا بصفتين ، فإنما ذلك اتفاق وقع بين هذه الكلم المؤكَّدِ بها.

* وجاءوا بأجمَعهم وأجمُعِهم : أى جمعهِم.

* والجِماعُ : ما جَمَعَ عَدَدًا. وقال الحسَن رحمه‌الله : اتقوا هذه الأهواء التى جِماعها الضَّلالة ، ومِيعادها النار.

__________________

(١) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٠٧ ؛ ولسان العرب ( جمع ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( جبب ) ، ( جمع ) ؛ ( نعع ) ؛ وتاج العروس ( جيأ ) ، ( جبب ) ، ( جمع ) ، ( نعع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١١٥ ).

(٣) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ٨٥ ؛ ولسان العرب ( جمع ) ؛ وتاج العروس ( جمع ).


* واجْتَمَع الرجلُ : اسْتَوَتْ لِحْيته ، وبلغ غايةَ شَبابه. ولا يقال للنِّساء.

* ورجل جَمِيع : مجْتَمع الخَلْق. ورجل جَميعُ الرأىِ ومُجْتمِعه : شَديده.

* والمَسجِد الجامعُ : الذى يجمع أهلَه ، وقد يضاف ، وأنكره بعضهم. وقد أنعمتُ شَرْح ذلك بحقيقته من الإعراب فى الكتاب « المخصَّص ».

* وجُمَّاع كلّ شىءٍ : مُجْتَمَع خَلْقه. وجُمَّاع جسد الإنسان : رأسُه. وجُمَّاع الثَّمَر : تَجَمُّع براعيمه فى موضع واحد على حَمْلِه. وجُمَّاع الثُّرَيَّا : مُجْتَمِعُها. وقوله أنشده ابن الأعرابىّ :

ونَهْبٍ كجُمَّاع الثُّرَيَّا حَوَيْتُهُ

غِشاشا بمُحْتاتِ الصّفاقَينِ خَيْفِقِ (١)

فقد يكون مُجْتَمِعُ الثُّرَيَّا ، وقد يكون جُمَّاع الثُّرَيَّا ، الذين يجتمعون على مَطَر الثريا ، وهو مطر الوَسْمىّ ، ينتظرون خِصْبَه وكَلأَه. وبهذا القول الأخير فسَّره ابنُ الأعرابىّ.

* والجُمَّاع : أخلاط من الناس. وقيل : همُ الضروبُ المتفرّقون من الناس. قال أبو قَيْس ابن الأسْلَت السُّلَمىّ :

حتى انْتَهَيْنا ولَنا غايَةٌ

مِن بينِ جَمْعٍ غيرِ جُمَّاعِ (٢)

وامرأة جُمَّاع : قَصيرة. وكلّ ما تجمع وانضمّ بعضه إلى بعض : جُمَّاع.

* وضربه بحجرٍ جُمْعِ الكَفّ وَجمْعِها : أى مِلْئِها. وهى منه بجُمْعٍ وجِمْعٍ : أىْ بِكْر. وماتت المرأة بجُمْعٍ وجِمْع : أى وولدُها فى بطنها. وهى بِجُمْعٍ وجِمع : أى مُثْقَلَة. وناقَةٌ جُمْع : فى بطنها ولد ، قال :

وَرَدْناهُ فى مَجْرَى سُهَيْلٍ يَمانِيا

بِصُعْرِ اللِّوَى من بينِ جُمْعٍ وخادجِ (٣)

* وامرأة جامع : فى بطنها ولَد. وكذلك الأَتانُ أوّلَ ما تَحمِل. ودابة جماع : تصلُح للسَّرْج والإكاف.

* والجَمْع : كلّ لَونٍ من التمر ، لا يُعْرَف اسمُه. وقيل : هو التمر الذى يَخرج من النَّوَى.

__________________

(١) البيت لذى الرمة فى ملحق ديوانه ص ١٨٩٤ ؛ وأساس البلاغة ( جمع ) ؛ ولخفاف بن ندبة فى ديوانه ص ٣١ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( جمع ) ، ( حتا ) ؛ والمخصص ( ٦ / ١٦٠ ) ؛ وتاج العروس ( جمع ) ، ( حتى ). ويروى : « بمجتاب ».

(٢) البيت لأبى قيس بن الأسلت السلمى فى ديوانه ص ٨٠ ؛ ولسان العرب ( جمع ) ، ( عمم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٩٩ ) ؛ وتاج العروس ( جمع ) ، ( عمم ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٣ / ١٢٦ ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( جمع ) ؛ والمخصص ( ٧ / ١٤ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٩٩ ) ؛ وتاج العروس ( جمع ). ويروى « بصعر البرى ».


* وجامَعَها مُجامعة وجمِاعا : نَكَحَها. وجامعَه على الأمر : مالأَه ، والمصدر كالمصدر.

* وقِدْرٌ جِماع ، وجامعة : عظيمة. وقيل : هى التى تجمع الجَزُور.

* وجمَع أمرَه ، وأجمَعَه ، وأجمع عليه : عَزَم ، كأنه جمَعَ نفسَه له. وقُرئ : ( فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ) [ يونس : ٧١ ] بالقطع ، والوصل. قال الفارسىّ : مَن قَطَع أراد : فأجمعوا أمرَكم ، وأجمَعُوا شُركاءكم ، كقوله :

يا لَيتَ زَوْجَكِ قد غَدَا

مُتَقَلِّداً سَيفا ورُمْحا (١)

أى : وحاملا رُمْحا. قال : بعض النحويين يُطْرِده ، وبعضهم لا يُطْرِده. وقد أنْعَمت حقيقة هذا فى الكتاب « المخصَّص ».

* وفلاة مُجَمِّعة : يجتمع فيها القومُ خوف الضَّلال ؛ كأنها تُجَمِّعهم.

* والجُمُعَة ، والجُمْعَة ، والجُمَعة : يوم العَرُوبة ، سُمّى به ، لاجتماع الناس فيه. وقيل : الجُمْعة على تخفيف الجُمُعة ، والجُمَعة : التى تجمع الناس كثيرا ، كما قالوا : رجل لُعَنَة ، يُكثرُ لَعْنَ الناس ، ورجل ضُحَكَة : يُكثر الضَّحِك.

وزعم ثعلب أن أوَّلَ من سَماه به كعب بن لُؤَىّ. وكان يقال لها العَرُوبة. وقال الفرّاء : رُوى عن ابن عباس رضوان الله عليه أنه قال : إنما سُمّى يومَ الجُمُعة. لأن الله جمع فيه خلق آدم. وقال قوم : إنما سُمّيت الجُمُعة فى الإسلام ، وذلك لاجتماعهم فى المسجد. وقال ثعلب : إنما سُمّى يومَ الجُمُعَة ، لأن قُريشا كانت تجتمع إلى قُصَىّ فى دار النَّدْوة. قال اللِّحيانىّ : كان أبو زِياد وأبو الجَرَّاح يقولان : مَضَتِ الجُمُعة بما فيها ، فيوحِّدان ويُؤَنِّثان. وكانا يقولان : مضَى السبت بما فيه ، ومضى الأحد بما فيه ، فيُوَحِّدان ويُذَكِّران ، واختلفا فيما بعد هذا : فكان أبو زِياد يقول : مضى الاثِنان بما فيه ، ومضى الثُّلاثاء بما فيه ، وكذلك الأربَعاء والخميس. قال : وكان أبو الجراحِ يقول : مضى الاثنان بما فيهما ، فيُثَنِّى ، ومضَى الثلاثاء بما فيهنّ ، ومضى الأربعاء بما فيهنّ ، ومضى الخميس بما فيهنّ ، فيَجمع ويُؤَنِّث ؛ يُخْرج ذلك مُخْرَجَ العدد.

* وَجمَّع الناسُ : شَهدوا الجُمُعة ، وقَضوُ الصلاة فيها. وحَكى ثعلب عن ابن الأعرابىّ : لا تكُ جُمَعِيّا ، بفتح الميم ، أى ممن يصوم الجُمُعة وحْدَها.

* وجَمْعٌ : المُزْدَلِفة ، معرفةٌ كعَرَفات.

قال أبو ذُؤَيب :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( رغب ) ، ( زجج ) ، ( مسح ) ، ( قلد ) ، ( جدع ) ، ( جمع ) ، ( هدى ).


فَباتَ بِجَمْعٍ ثم آبَ إلى مِنًى

فأصْبحَ رأداً يبتَغى المَزْجَ بالسَّحْلِ (١)

ويُرْوَى : « ثُمَّ تَمَّ إلى مِنًى ».

* ويوم الجُمُعة : يوم القيامة.

* واسْتأجر الأجيرَ مُجَامَعَة ، وجِماعا عن اللِّحيانىّ : أى اسْتأجَرهُ كلَ جمُعَة بشىء. وجامَع الأجيرَ مُجامَعة وجِماعا.

* واسْتَجْمع الفرَسُ جَرْيا : تكَمَّش له. قال :

ومُسْتَجْمِعٍ جَرْيا وليسَ ببارِحٍ

تُبارِيه فى ضاحى المِتان سَوَاعِدُهْ (٢)

يعنى : السَّراب.

* والجامعة : الغُلُّ. قال :

*ولو كُبِلَتْ فِى ساعِدَىَ الجَوامعُ* (٣)

* وأجمَعَ الناقةَ ، وبها : صَرَّ أخلافها ، وحَلَبها.

* وأرض مُجْمِعة : جَدْبٌ ، لا تَفَرَّق فيها الرّكاب لرَعْىٍ.

* والجامع : البطن ؛ يمانِية.

* وجامع ، وَجمَّاع ، ومُجَمِّع : أسماء.

* والجُمَيْعَى : موضع.

مقلوبه : [ م ج ع ]

* المَجْعُ والتَّمجَّع : أكل التمر اليابس.

* ومَجَعَ يَمْجَعُ مَجْعا ، وَتَمَجَّعَ : أكل التمرَ باللَّبن معا. وقيل : هو أنْ يأكل التمر ، ويشرَبَ عليه اللَّبن.

* والمَجيع : اسم ذلك اللَّبن. وقيل : المَجيع : التمر يُعْجَن باللَّبن.

* والمُجَاعَة : فُضالَة المَجيع.

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٩٥ ؛ ولسان العرب ( رود ) ، ( جمع ) ، ( سحل ) ، ( تمم ) ؛ وتاج العروس ( سحل ) ؛ وللهذلى فى تهذيب اللغة ( ٤ / ٣٠٧ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٢ / ١١٥ ، ١٢ / ٢٩ ). ويروى « رادا ».

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( جمع ) ؛ والمخصص ( ٦ / ١٧٠ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٤٠١ ) ؛ وتاج العروس ( جمع ) ؛ والعين ( ١ / ٢٤١ ).

(٣) عجز بيت ، وصدره : * أتاك بقول لم اكن لأقوله * وهو للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٣٥ ؛ وأساس البلاغة ( كبل ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( جمع ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ٩٤ ) ؛ وتاج العروس ( جمع ).


* ورجلٌ مَجَّاع ، ومَجَّاعة ، ومُجَّاعة : كثير التَّمَجُّع.

* والمِجْع والمُجْعَة : الأحمق ، الذى إذا جلس لم يكَدْ يَبرَح من مَكانه. والأنثى مِجْعَة. وأُرَى كُراعَ حَكى فيه المِجَعَة ، وقد مَجُعَ مَجْعا.

* والمَجِعَة : المتكلِّمة بالفُحش ، والاسم المَجاعة.

* والمِجْع والمَجْع : الدّاعر. وهو مِجْع نساء : يجالسُهن ويتحدث إليهن.

* ومَجَّاع : اسم.

* * *

[ أبواب العين مع الشين ]

العين والشين والسين

* شِسْع النَّعْل : قِبالُها. والجمع : شُسُوع لا يكسَّر على غير هذا البناء.

* وشَسَع النعلَ يَشْسَعُها شَسْعا ، وأشْسَعَها. وشَسَّعَها : جعل لها شِسْعا.

* وله شِسْع مالٍ : أى قليل. وقيل : هو قِطْعة من إبل وغنم. وكله إلى القلة ، شُبِّه بشسع النَّعْل.

* وشَسَع يَشْسَع شُسُوعا ، فهو شاسع ، وشَسُوع : بَعُد. وشَسَع بهِ وأشسعه : أبعَده.

* وشَسِعَ الفَرَس شَسَعا : انفرج ما بين ثَنيَّته ورَباعيته ، وهو من البُعد.

العين والشين والزاى

* عَشَزَ الرجلُ يَعْشِزُ عَشَزَانا : مَشَى مِشْية المقطوع الرِّجْل.

* والعَشَوْزَنُ : ما صلب مَسْلكه من الأماكن. قال رُؤْبة :

*أخْذُكَ بالمَيْسُور والعَشَوْزَنِ* (١)

يعنى الشدَّة.

* والعَشَوْزَن : الشَّديد الخَلْق العظيمُ من الناس والإبل. وقناة عَشَوْزَنَةٌ : صُلْبَة.

* والعَشْوَزُ ، والعَشَوَّز : كلاهما الشَّديد الخَلْق الغَليظ.

العين والشين والطاء

* عَشَطَهُ يَعْشِطُه عَشْطا : جَذَبَهُ.

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٦٥ ؛ ولسان العرب ( عشز ) ؛ وتاج العروس ( عشز ) ، ( عشزن ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عشزن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ٣٢٥ ).


مقلوبه : [ ع ط ش ]

* العَطَشُ : ضِدُّ الرَّىِّ. عَطِش عَطَشا ، وهو عَاطِش ، وعَطُش ، وعَطِش ، وعَطْشانُ. والجمع : عَطِشُون ، وعَطُشونَ ، وعِطاش ، والأنثى : عَطِشَة ، وعَطُشَة ، وعَطْشَى. وقال اللِّحيانىّ : هو عَطْشانُ ، يريد الحال ، وما هو بعاطشٍ بعد هذا اليوم.

* ورجل مِعْطاش : كثير العَطَش ؛ عن اللِّحيانىّ.

* وعَطَّش الإبلَ : زاد على ظِمْئها فى حَبْسها عن الماء ، كأنّ نَوْبتها فى اليوم الثالث أو الرابع ، فسقاها فوقَ ذلك بيوم.

* وأعْطَشَها : أمْسَكها أقلَّ من ذلك ؛ قال :

*أعْطَشْتُها لأَقْرَبِ الوَقْتَينِ* (١)

* والمَعاطِش : مواقيت الظِّمْءِ.

* وأعْطَشَ القومُ : عَطِشَتْ إبلُهم ؛ قال الحُطَيئة :

ويحْلِفُ حَلْفَةً لبَنى بَنِيهِ

لأنتمْ مُعْطِشُونَ وهُمْ رِوَاءُ (٢)

* وزرع مُعَطَّش : لم يُسْق.

* ومكان عَطِش ، وعَطُش : قليل الماء.

* والعُطاش : داء يُصيب الصَّبىَّ ، فيَشْرب فلا يَرْوَى.

* وعَطِشَ إلى لِقائه : اشتاق ؛ على المَثَل.

مقلوبه : [ ش ط ع ]

* شَطِعَ شَطَعا : جزع من مرض.

العين والشين والدال

* عَشَدَهُ يَعْشِدُهُ عَشْداً : جمَعَه.

العين والشين والتاء

* عَتَشَهُ يَعْتُشُه عَتْشا : عَطَفَه ؛ وليس بثَبْتٍ.

مقلوبه : [ ش ت ع ]

* شَتِعَ شَتَعا : جَزِع من مرض أو جُوع.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عطش ) ؛ وتاج العروس ( عطش ).

(٢) البيت للحطيئة فى ديوانه ص ٦١ ؛ ولسان العرب ( عطش ) ؛ وتاج العروس ( عطش ).


العين والشين والذال

* الشَّعْوَذَة : خِفَّةٌ فى اليَدِ ، وأخْذٌ كالسِّحر.

* رجل مُشَعْوَذ ومُشَعْوِذ ، وليس من كلام البادية.

* والشَّعْوَذَة : السُّرْعة. وقيل : هو الخِفَّة فى كلّ أمْر.

* والشَّعْوَذِىُ : رَسول الأُمراء فى مُهمَّاتهِم.

* * *

تم الجزء الخامس ، بحمد الله وعونه

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم


أول السادس

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

العين والشين والثاء

* شَعِثَ شَعَثا وشُعُوثة ، فهو شَعِث ، وأشْعَث ، وشَعْثانُ ؛ وتَشَعَّث : تَلَبَّد شَعْره واغْبَرَّ ، وشَعَّثْتُه أنا.

* والشَّعَثَة : موضع الشَّعَر. وقول ذى الرُّمَّة :

ما ظَلَّ مُذْ أوْجَفَتْ فى كلّ ظاهرَةٍ

بالأشْعث الوَرْد إلا وهْو مَهْمُوم (١)

يعنى بالأشْعث الوَرْد : الصُّفار ، وهو شوك البُهْمَى إذا يَبِس ، وإنما اهتمَّ لما رأى البُهْمَى هاجت ، وقد كان رَخِىَّ البال وهى رَطْبة. والحافر كلُّه شديد الحبّ للبُهْمَى ، وهى ناجِعة فيه. وإذا جَفَّت فأسْفَتْ تأذَّت الراعيةُ بسَفاها.

* والشَّعْث ، والشَّعَث : انتشار الأمر وخَلَلُه. قال كعب بن مالك الأنصارىّ :

لَمّ الإلَهُ به شَعْثا ورَمَّ بهِ

أُمورَ أمَّتهِ والأمرُ مُنْتَشِرُ (٢)

وفى الدعاء : لَمَّ الله شَعَثَه.

* وتَشَعَّثَ الشىءُ : تفرَّق. وتَشَعُّث رأس المِسواك والوتِدِ : تفَرُّق أجزائه ؛ وهو منه.

* والأشْعَثُ : الوَتِد ، صفة غالبة غَلَبة الاسم. قال :

وأشْعَثَ فى الدّارِ ذِى لِمَّةٍ

يُطِيلُ الحُفُوف ولا يَقْمَلُ (٣)

* والتَّشْعيث فى عروض الخفيف : ذَهاب عين « فاعِلاتُن » ، فيبقى « فالاتُن » ، فينقل فى التقطيع إلى « مَفْعولن ». وشَبَّهوا حذف العين هنا بالخَرْم ، لأنها أوّل وتد. وقيل : إن اللام هى السَّاقطة ، لأنها أقرب إلى الآخر. وذلك أن الحذف فى الأواخر ، وفيما قربُ منه.

قال أبو إسحاق : وكِلا القَولين جائز حَسَن. قال : إلا أن الأقيس على ما بَلَوْنا فى

__________________

(١) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٤٣٩ ؛ ولسان العرب ( شعث ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٠٧ ) ؛ وتاج العروس ( شعث ). ويروى : « مذ وجفت ».

(٢) البيت لكعب بن مالك فى ديوانه ص ٢٠٨ ؛ ولسان العرب ( شعث ) ؛ وتاج العروس ( شعث ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٤٠٦ ) ؛ والمخصص ( ١ / ٧٤ ) ؛ والعين ( ١ / ٢٤٤ ، ٨ / ٢٦٠ ).

(٣) البيت للكميت فى ديوانه ( ٢ / ٢٨ ) ؛ ولسان العرب ( حفف ) ؛ وتاج العروس ( حفف ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( شعث ) ، ( لمم ) ؛ والمخصص ( ١١ / ١٩ ) ؛ وتاج العروس ( شعث ) ، ( لمم ).


الأوتاد من الخرم ، أن يكون عين « فاعِلاتُنْ » هِىَ المحْذوفَة ، وقياس حذف اللام أضعف ، لأن الأوتاد إنما تُحذف من أوائلها ، أو من أواخرها. قال : وكذلك أكثر الحذف فى العَرَبية ، إنما هو من الأوائل أو من الأواخر. وأما الأوساط ، فإن ذلك قليل فيها. قال : فإن قال قائل : فما تُنْكر من أن تكون الألف الثانية من « فاعلاتن » هى المحذوفة ، حتى يَبقى « فاعِلَتُن » ، ثم تُسَكَّن اللام ، حتى يَبقى « فاعَلْتُنْ » ثم تنقله فى التقطيع إلى « مفْعولن » ، وصار مثل « فَعِلن » فى البسيط ، الذى كان أصله « فاعِلُنْ »؟

قيل له : هذا لا يكون إلا فى الأواخر ، أعنى أواخر الأبيات. قال : وإنما كان ذلك فيها ، لأنها موضع وقف ، أو فى الأعاريض ، لأن الأعاريض كلها تبع الأواخر فى التَّصريع. قال : فهذا لا يجوز ولم يقُله أحد. قال : والذى أعْتَقدُه مُخالَفةُ جميعهم ، وهو الذى لا يجوز عندى غيرُه : أنه حُذفت ألف « فاعِلاتُنْ » ، الأولى ، فبقى « فعِلاتُن » وأسكنتِ العين ، فصارت « فَعْلاتُنْ » ، فنقل إلى « مفعولن ». فإسكان المتحرّك قد رأينا يجوز فى حشو البيت ، ولم نَرَ الوَتِد حُذِفَ أوّله إلا فى أوّل البيت ، ولا آخره إلا فى آخر البيت.

هذا كلُّه قول أبى إسحاق.

* وبيت التَّشعيث :

ليسَ مَن ماتَ فاسترَاحَ بمَيْتٍ

إنَما المَيْتُ مَيِّتُ الأَحْياءِ (١)

وهذا فى الضَّرب الأوّل من عروض الخفيف ؛ فإن عروضه وضربه تامان. ويجوز التَّشعيث فى الضرب ، فيجىء مرّة تاما ، ومرّة مشعثا ، فى قصيدة واحدة ، كما جاء فى قصيدة الأعشى فى قوله :

ما بُكاءُ الكبِيرِ بالأَطْلالِ

وَسُؤَالى وَهَلْ تَرُدُّ سُؤَالى (٢)

فقوله : أطلالى : « مَفْعولن » وقوله : وسُؤالى : « فَعِلاتن ». ثم قال فى البيت الثانى : وَشِمالى : « فَعِلاتن ». ثم قال فى الثالث : أهوال : « مفعولن » ثم مشَى فى القصيدة على هذا النحو ؛ فمرّة يجىء بفاعلاتن تامَّة. ومرّة يجىء بمفعولن مشعثا ، على نحو ما ذكرت لك.

* والأشْعَث : اسم رَجل. والأشاعث ، والأشاعثة : منسوبون إلى الأشعَث ، بدل من الأشْعَثِيِّين.

__________________

(١) البيت لعدى بن الرعلاء فى تاج العروس ( موت ) ؛ ولسان العرب ( موت ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١٤ / ٣٤٣ ) ؛ وتاج العروس ( حيى ).

(٢) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٥٣ ؛ والصبح المنير ص ٣ ؛ وخزانة الأدب ( ٩ / ٥١١ ، ٥١٥ ). ويروى : «‌ ما يرد » مكان «‌ وهل ترد ».


* وشَعْثَاءُ : اسم امرأة. قال جَرير :

ألا طَرَقَتْ شَعْثاءُ واللَّيل دونها

أحَمَّ عِلافِيّا وأبيضَ ماضِيا (١)

قال ابن الأعرابىّ : وشَعْثاء : اسم امرأة حَسَّان بن ثابت.

* وشُعَيْث : اسم ؛ إما أن يكون تصغير شَعِث ، أو شَعَث. أو تصغير أشْعَثَ مُرَخَّما ؛ أنشد سيبويه :

لعَمْرُكَ ما أدْرِى وإن كنتُ دارِيا

شُعَيْثُ ابنُ سَهم أم شُعَيْثُ ابن مِنْقَرِ (٢)

ورواه بعضهم : شُعَيْب ، وهو تصحيف.

العين والشين والراء

* العَشَرة : أوّل العقود. وما كان من العدد من الثلاثة إلى العَشَرة ، فالهاء تلحق فيما واحده مذكَّر ، وتحذف مما واحده مؤنث ، فإذا جاوزتَ العَشَرة فى المذكَّر ، حذفت الهاء فى العشرة ، وألحقتها فى الصَّدر ، فيما بين ثلاثة عشر ، إلى تسعة عشر ، وفتحت الشِّين ، وجعلت الاسمين اسماً واحداً ، مبنيا على الفتح. فإذا صِرت إلى المؤنث ، ألحقت الهاء فى العَجُز ، وحذفتها من الصدر ، وأسكنت الشين من عَشْر ، وإن شئت كسَرْتها. ولا يُنسب إلى اسمين جعلا اسماً واحداً ، لأنك إن نسبت إلى أحدهما ، لم يعلم أنك تريد الآخَر. فمن اضطُرّ إلى ذلك نسبه إلى أحدهما ، ثم نسبه إلى الآخر. ومن قال : أرْبَعَ عَشَرة ، قال أربعىّ عَشَرِىّ ، بفتح الشين. ومن الشَّاذّ قراءة من قرأ : فانفجرت منه اثنتا عشَرة عينا [ البقرة : ٦٠ ] بفتح الشين. ابن جنى : وجْهُ ذلك أن ألفاظ العدد تغَّير كثيرا فى حدّ التركيب ، ألا تراهم قالوا فى البسيط : واحد ، وأحد ، ثم قالوا فى التركيب ، إحدى عَشْرة ، وقالوا : عَشْر وعَشَرة. ثم قالوا فى التركيب : عِشْرون ، ومن ذلك قولهم : ثلاثون ، فما بعدها من العقود إلى التسعين ، فجمعوا بين لفظ المؤنث والمذكر فى التركيب ، الواو للتذكير وكذلك أختها ، وسقوط الهاء للتأنيث.

* وعَشَر القومَ يَعْشِرهم : صار عاشِرَهم ، وعَشَر : أخذ واحداً من عَشَرَة. وعَشَرَه : زاد واحداً على تسعة.

* وثوب عُشارىّ : طوله عَشْر أذْرُع. وغلام عُشارىّ : ابن عَشْر سنين. والأنثى : بالهاء.

__________________

(١) البيت لجرير فى ديوانه ص ٧٨ ؛ ولسان العرب ( شعث ) ؛ وتاج العروس ( شعث ).

(٢) البيت للأسود بن يعفر فى ديوانه ص ٣٧ ؛ والكتاب ( ٣ / ١٧٥ ) ؛ ولأوس بن حجر فى ديوانه ص ٤٩ ؛ وللأسود أو للعين المنقرى فى الدرر ( ٦ / ٩٨ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( شعث ).


* وعاشُوراء وعَشُوراء : اليوم العاشِر من المحرَّم. وقيل : التاسع.

* والعِشْرون : عَشَرة مُضافة إلى مثلها. وُضِعَتْ على لفظ الجمع ، وكُسر أوّلها لعلة قد أبنتها فى الكتاب « المخَصَّص ».

* وعَشْرَنْتُ الشىءَ : جعلته عِشرين ، نادر ، للفرق بينه وبين عَشَرْت عَشَرة.

* والعُشْر والعَشِير : جزء من عَشرة. ويطرد هذان البناءان فى جميع هذه الكسور ، والجمع أعشار ، وعُشور ، وهو المِعْشار. وفى التنزيل : ( وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ ) [ سبأ : ٤٥ ] : أى ما بلغ مُشركو أهل مكة مِعْشارَ الذى أُوتى مَنْ قبلهم من القُدرة والقُوّة.

* وعَشَر القومَ يَعْشُرهُم عَشْراً وعُشُورا ، وعَشّرهم : أخذ عُشْر أموالهم. وعَشَر المالَ نفسَه وعشَّرَه : كذلك.

* والعَشَّار : قابض العُشْر. ومنه قول عيسى بن عُمَر لابن هُبَيرة ، وهو يُضرَب بين يديه بالسِّياط : « تالله إنْ كانت إلا أُثَيَّابا فى أُسَيفاط ، قبضها عَشَّاروك ».

* والعِشْر : وِرْدُ الإبل اليومَ العاشر ، فإذا جاوزوها بمثلها ، فظِمئها عِشْران.

* وعواشرُ القرآن : الآى التى تتمّ بها العَشْر.

* وجاءَ القوم عُشارَ عُشارَ ، ومَعْشَرَ مَعْشَرَ ، وعُشارَ ومَعْشَرَ : أى عَشَرَة عَشَرَة.

* وعَشَّر الحِمار : تابع النَّهيق عَشْرَ نهَقات. قال :

وإنى وإن عَشَّرْت من خشْيةِ الرَّدَى

نُهاقَ حمارٍ إنَّنِى لَجَزوعُ (١)

ومعناه : أنهم يزعمون أن الرجلَ إذا وَرَد أرض وَباء ، فَنَهَق عَشْر نهَقات نهِيقَ الحِمار ، ثم دخلَها ، أمِنَ الوَباء. وأنشَدَنيه بعضُهم : « فى أرض مالكٍ » مكان قوله : « مِن خَشْيةِ الرَّدَى ». وكذلك أنشدنى « نُهاقَ الحِمار ». وعَشَّر الغرابُ : نَعَب عَشْرَ نَعَبات. وقيل : عَشَّر الحِمار : نَهَق ، وعَشَّر الغُراب : نَغَق ، من غير أن يُشتقَّا من العَشَرة.

* والعَشِير : صوت الضَّبُع ، غير مُشْتقّ أيضا. قال :

جاءتْ به أُصُلاً إلى أوْلادِها

تمْشِى به مَعَها لَهم تَعْشِيرُ (٢)

* وحَكى اللِّحيانىّ : اللهمّ عَشِّر خُطاىّ : أى اكْتُبْ لكلّ خُطْوَةٍ عَشْرَ حَسَنات.

* وناقة عُشَراء : مضى لحملها عَشَرة أشْهُرٍ. وقيل : ثمانية. والأوّل أولى ، لمكان لفظه.

__________________

(١) البيت لعروة بن الورد فى ديوانه ص ٩٥ ؛ ولسان العرب ( عشر ) ؛ وتاج العروس ( عشر ) ؛ وبلا نسبة فى العين ( ١ / ٢٤٧ ) ؛ والمخصص ( ٨ / ٤٩ ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عشر ).


وإذا وَضَعتْ فهى عُشَرَاء أيضا ، حملا على ذلك ، كالرائب من اللَّبن. وقيل : العُشَراء من الإبل كالنُّفَساء من النِّساء. والجمع عُشَرَاوَات ، وعِشار. كَسَّرُوه على ذلك كما قالوا : رُبَعة ورُبَعات ورِباع ، أجروا « فُعَلاء » مُجْرَى « فُعَلَة » ، كما أجروا « فُعْلَى » مُجْرَى « فُعْلة » شبَّهوها بها ، لأن البناء واحد ، ولأن آخرَه علامة التأنيث. وقال ثعلب : العِشار من الإبل : التى قد أتى عليها من حَمْلها عَشَرة أشهر ، وبه فُسِّر قوله تعالى : ( وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ ) [ التكوير : ٤ ] ، وقيل : العِشار : اسم يَقع على النُّوق حين يُنْتَج بعضُها ، وبعضها يُنْتظر نِتاجها ، قال الفرزدق :

كم عَمَّةٍ لكَ يا جَرِيرُ وخالَةٍ

فَدْعاءَ قدْ حَلَبَتْ عَلىَ عِشارِى (١)

قال بعضُهم : وليس للعِشار لَبن ، وإنما سَمَّاها عِشارا ، لأنها حديثة العهد بالنِّتاج ، وقد وضعت أولادها.

* وعَشَّرَت النَّاقةُ وأعْشَرَتْ : صارت عُشَراء. وأعْشَرتْ أيضا : أتى عليها من نِتاجها عَشَرة أشهر.

* وامرأة مُعْشِر : مُتِمّ ؛ على الاستعارة.

* وناقة مِعْشار : يغزُر لبنها ليالى تُنْتَج. ونعت أعرابىّ ناقة فقال : « إنها مِعْشار ، مِشْكار ، مِغْبار ». معشار : ما تقدّم. مِشْكار : تَغزُرُ فى أوّل نبت الربيع. مِغْبار : لَبِنة بعد ما تَغْزُرُ اللواتى يُنْتَجْن معها.

* والعِشْر : قطعة تنكسر من القَدَحِ أو البُرْمة ، كأنها قطعة من عَشْر قِطَع. والجمع أعشار.

* وقَدَح أعْشار ، وقِدْر أعْشار. وقُدورٌ أعاشير : مُكَسَّرَة على عَشْرِ قِطَع ، قال امرُؤ القَيْس :

وما ذَرَفَتْ عَيْناك إلا لتَقْدَحى

بسَهْمَيكِ فى أعْشارِ قلبٍ مُقَتَّلِ (٢)

أراد : أن قلبه كُسِر ثم شُعِب كما تُشْعَبُ القِدر. وقيل : أراد أن الجَزُور تُقَسَّم على عَشرة أجزاء. يقول : فقد ضَرَبْتِ بالرَّقِيب ، وله ثلاثة أنصباء ، وبالمُعَلَّى ، وله سبعة أنصباء ، فحوَيت قلبى كُلَّه. ومُقَتَّل : مُذَلَّل. وقيل : قِدْرٌ أعْشار : عظيمة ، كأنه لا يحملها إلا عَشْر

__________________

(١) البيت للفرزدق فى ديوانه ( ١ / ٣٦١ ) ؛ ولسان العرب ( عشر ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( كمم ).

(٢) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٣ ؛ ولسان العرب ( عشر ) ، ( قتل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤١١ ، ٩ / ٥٦ ) ؛ وتاج العروس ( عشر ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٥ / ٥٣ ).


أو عَشَرة. وقيل : قِدرٌ أعشار : مُتَكَسِّرة ؛ فلم تُشْتَقّ من شىء ؛ قال اللِّحيانىّ : قِدْر أعْشار : من الواحد الذى فُرّق ثم جمع ، كأنهم جَعَلوا كلّ جزء منه عُشْرا

* والعِشْرة : المخالطة. عاشَرَه مُعاشَرَة.

* واعْتَشَرُوا وتَعاشَروا : تخالَطوا. قال طَرَفة :

فَلَئنْ شَطَّتْ نَوَاها مَرَّةً

لَعَلى عَهْدِ حَبيبٍ مُعْتَشِرْ (١)

جعل الحبيب جَمْعا كالخَلِيط والفَريق.

* وعشيرة الرجل : بنو أبيه الأدْنَوْن. وقيل : هم القبيلة ، والجمع عشائر. قال أبو علىّ : قال أبو الحَسَن : ولم يُجْمع جمع السَّلامة.

* والعشير : القريب ، والصَّديق. والجمع : عُشَراء. وعَشِير المرأة : زوجها. قال ساعدةُ ابن جُؤَيَّة :

رأتْه على يأْسٍ وقد شاب رأسُها

وحِينَ تَصَدَّى للْهَوَانِ عَشيرُها (٢)

أى لإهانتها. وهى عَشيرته.

* ومَعْشَر الرجل : أهلُه. والمَعْشَرُ أيضاً : الجماعة مُتخالِطين كانوا أو غير ذلك ؛ قال ذو الإصبع العَدْوَانِىّ :

وأنتمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ على مِئَةٍ

فأجمعوا كَيْدَكم طُرّا فَكِيدُونى (٣)

والمَعشر : الجن والإنس. وفى التنزيل : ( يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ) [ الأنعام : ١٣٠ ، الرحمن : ٣٣ ].

* والعُشَر : شجر له صَمْغ ، وفيه حُرَّاق مثلُ القُطْن يُقْتَدَح به. قال أبو حنيفة : العُشَر : من العِضَاه ، وهو عُراض الوَرَق ، يَنْبُت صُعُداً فى السَّماء ، وله سُكر يخرج من شُعَبه ومواضعِ زَهْره ، وفى سُكَّره شىء من مَرارة ، ويخرُج له نُفَّاخ كأنه شَقاشِق الجمال التى تهدِر فيها ، وله نَور مثل نَوْر الدِّفْلى ، مُشْرَب مُشْرِق ، حَسَن المَنْظَر ؛ قال ذو الرُّمَّة يصف الظَّليم :

__________________

(١) البيت لطرفة فى ديوانه ص ٥٢ ؛ ولسان العرب ( عشر ) ؛ وتاج العروس ( عشر ). ويروى « معتكر » مكان « معتشر ».

(٢) البيت لساعدة بن جؤية الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٧٨ ؛ ولسان العرب ( عشر ) ؛ وأساس البلاغة ( فعى ).

(٣) البيت لذى الإصبع العدوانى فى ديوانه ص ٩٥ ؛ ولسان العرب ( زيد ) ، ( عشر ) ؛ وتاج العروس ( زيد ) ، ( جمع ) ؛ وأساس البلاغة ( زيد ). ويروى : « أمركم » بدل « كيدكم ».


كأنَّ رِجْلَيْهِ مِسْما كان مِن عُشَرٍ

صَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ (١)

ولا يُكَسَّر إلا أن يجمع بالتاء ، لقلَّة « فُعَلَة » فى الأسماء.

* وبنو العُشَراء : قوم من العرب.

* وعِشار ، وعَشُوراء ، وتِعْشار ، وذو العُشَيرة : مواضع ؛ قال النَّابغة :

*غَلَبُوا على خَبْتٍ إلى تِعْشارِ* (٢)

وقال عنترة :

صَعْلٍ يَعُودُ بذى العُشَيْرَة بَيْضَه

كالعَبدِ ذى الفَرْوِ الطَّوِيلِ الأصْلَمِ (٣)

شَبَّهه بالأصلم ، وهو المقطوع الأُذُن ، لأن الظَّليم لا أُذُنَين له.

مقلوبه : [ ع ر ش ]

* العَرْش : سرِيرُ الملك. وفى التنزيل : ( وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ ) [ النمل : ٢٣ ]. وقد يُستعار لغيره. وعَرْش البارِى تعالى منه ، ولا يُحَدَّد. والجمع أعراش ، وعِرَشَة. والعَرْش : البيت ، وجمعه عُرُوش. وعرش البيت : سَقْفه ؛ والجمع كالجمع. وقوله تعالى : ( فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها ) [ الحج : ٤٥ ]. قال الزَّجَّاج : المعنى : أنها خَلَت وخَرِبَتْ ، فصارت على سُقُوفها ، كما قال : ( فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها ) [ الحجر : ٧٤ ] والعرش أيضاً : الخَيْمة. والجَمع : أعراش ، وعُرُوش.

* وعَرَش العرْشَ يعرِشُه ، ويعرُشُه عرشاً : عَمِلَهُ.

* وعَرْش الرَّجُل : قِوام أمره. وثُلَ عَرْشُه : هُدِم ما هو عليه من قوَام أمره. والعَرْش : البيتُ والمنزل. والجمع : عُرُش ؛ عن كُراع.

* والعَرْش : كواكب قُدَّام السِّماك الأعْزل ؛ قال :

باتَتْ عليه لَيلةٌ عَرْشِيَّةٌ

شَرِبَتْ وباتَ إلى نَقًا مُتَهَدّلِ (٤)

__________________

(١) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١١٦ ؛ ولسان العرب ( سقب ) ، ( عشر ) ، ( سمك ) ؛ والعين ( ٥ / ٦٨ ، ٦ / ١٥٢ ) ؛ وتاج العروس ( سقب ) ، ( عشر ) ، ( سمك ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٧ ) ؛ ويروى « سقبان » بالسين.

(٢) البيت للنابغة الذبيانى ص ٥٦ ؛ ولسان العرب ( عشر ) ؛ وتاج العروس ( عشر ) ، ( جذم ).

(٣) البيت لعنترة فى ديوانه ص ٢٠١ ؛ ولسان العرب ( عشر ) ؛ وتاج العروس ( عشر ) ، ( قشع ) ؛ والعين ( ٢ / ٢٢٠ ).

(٤) البيت لابن أحمر فى ديوانه ص ٥٨ ، ويروى : « متهددِ » ؛ ولسان العرب ( عرش ) ، ( شرى ) ؛ وتاج العروس ( عرش ) ، ( شرى ).


والعَرْش والعَرِيش : ما يُسْتَظَلّ به. قالت الخَنْساء :

كانَ أبو حَسَّانَ عَرْشًا خَوَى

مِمَّا بناهُ الدَّهْرُ دانٍ ظَلِيلْ (١)

أى كان يُظلُّنا. وجمعه : عُروش ، وعُرُش. وعندى أن عُروشا جمع عَرْش ، وعُرُشا جمع عَرِيش ، وليس جمع عِرْش ، لأن باب رَهْن ورُهُن ، وسَحْل وسُحُل لا يَتَّسِع. والعريش : الأصل تكون فيه أربَعُ نَخَلات أو خَمْس. حكاه أبو حنيفة ، عن أبى عمرو.

* وعَرَشْتُ الرَّكِيةَ أعْرِشُها وأعْرُشها عَرْشا : طَوَيتُها من أسفلِها قَدْر قامة بالحجارة ، ثم طَوَيت سائرَها بالخَشَب ، فأمَّا الطَّىُّ فبالحَجَر خاصَّةً.

* والعَرْش : ما عَرَشَها به من الخَشَب ، وجمعه : عُرُوش.

والعَرْش : الذى يكون على فَمِ البِئْر ، يقومُ عليه السَّاقى ، والجمع كالجمع. قال القُطامىّ :

وما لِمَثاباتِ العُرُوشِ بَقِيَّةٌ

إذا اسْتُلّ من تحتِ العُرُوش الدعائمُ (٢)

وعَرْش الكَرْم : ما دُعم به من الخشب. والجمع كالجمع.

* وعَرَش الكَرْم يَعْرِشه ويَعْرُشُه عَرْشا وعُروشا ، وعَرَّشَه : عمل له عَرْشا.

* وقوله تعالى : ( جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ ) [ الأنعام : ١٤١ ] ، المَعْرُوشات : الكُرُوم.

* والعَرِيشُ : ما عَرَشْتَهُ. والجمع : عُرُش.

والْعَرِيشُ : شِبْه الهَوْدَج ، تَقْعُد فيه المرأةُ على بَعير.

* والعُروش والعُرُش : بُيوت مكَّة. واحدُها : عَرْش وعَرِيش ، وهو منه ، لأنها كانت عيدانًا تُنصَبُ ويُظَلَّل عليها ؛ عن أبى عُبيد. والعَريش والعَرْش : مكةُ نفسُها ، لذلك.

* وناقةٌ عُرْش : ضخمة ، كأنها معروشة الزَّوْر. وقال عَبْدة بن الطَّبيب :

عُرْشٌ : تُشير بقِنْوانٍ إذا زُجِرَتْ

مِن خَصْبة بقِيَتْ فيها شَماليلُ (٣)

وعَرْشُ القَدَم وعُرْشُها : ما بين عَيرِها وأصابعها من ظاهرها. والجمع أعْراش وعِرَشة. وعُرْشا العنق : لحَمتان مُسْتطيلتان ، بينهما الفَقار. وقيل : هما موضعا المِحْجَمَتَين.

__________________

(١) البيت للخنساء فى ديوانها ص ٣١١ ؛ ولسان العرب ( عرش ) ، ( خوا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٧ / ٦١٧ ) ؛ والعين ( ١ / ٢٤٩ ) ؛ وتاج العروس ( عرش ) ، ( خوى ).

(٢) البيت للقطامى فى ديوانه ص ١٣١ ؛ ولسان العرب ( ثوب ) ، ( عرش ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٥ / ١٥٢ ) ؛ وتاج العروس ( ثوب ) ؛ والعين ( ١ / ٢٤٩ ) ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس ( عرش ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ٤٢ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤١٥ ).

(٣) البيت لعبدة بن الطبيب فى ديوانه (٦٠) ؛ ولسان العرب ( عرش ) ؛ وتاج العروس ( عرش ). ويروى : « شعاليل » مكان « شماليل » ، « منها » مكان « فيها ».


قال العَجَّاج :

*يَمْتَدُّ عُرْشا عُنْقِهِ للُقْمَتِهْ* (١)

ويُرْوَى : « وامْتَدَّ عُرْشا ». وعُرْشا الفَرَسِ : مَنْبِت العُرْف ، فوق العِلْباوَيْن.

* وعَرَّشَ الحِمار بعانَته : حَمَل عليها فاتحا فمَه ، رافعًا صَوْته. وقيل : هو إذا شَحا فاه بعد الكَرْف.

* وعَرَشَ بالمكان يَعْرِش عُرُوشا : ثَبَت. وعَرِش بغريمه عَرْشا : لزِمه.

* وعُرْشانُ : اسم.

* والعُرَيْشان : اسم موضع. قال القَتَّال الكلابىّ :

*عفا النَّجْبُ بعدى فالعُرَيشانِ فالبُترُ*

مقلوبه : [ ش ع ر ]

* شَعَرَ به ، وشَعُر يَشْعُر شِعْراً ، وشَعْرًا ، وشِعْرَة ، ومَشْعُورَة ، وشُعُورًا ، وشُعُورَة ، وشُعْرى ، ومَشْعُورَاء ، ومَشْعُورًا ، الأخيرة عن اللِّحيانى ، كلُّه : عَلِمَ. وحَكى اللِّحْيانىّ عن الكسائىّ : ما شَعَرْتُ بمَشْعُورَةٍ حتى جاء فلان. وحُكى عن الكسائىّ أيضاً : اشْعُرْ فلاناً ما عَمَلُهُ ، واشْعُرْ لفلانٍ ما عَمَلُه ، وما شَعَرْت فلاناً ما عَمَلُه ، وما شَعَّرْت لِفلانٍ ما عَمَلُه ، قال : وهو كلام العرب.

* ولَيتَ شعِرى : من ذلك ، أى ليتنى شَعَرْت. قال سيبويه : قالوا : لَيتَ شِعْرِتى! فحذفوا التاء مع الإضافة للكثرة ، كما قالوا : ذهب بعُذْرتها ، وهو أبو عُذْرها ، فحذفوا الهاء مع الأب خاصَّة. وحَكى اللِّحيانىّ عن الكسائىّ : لَيتَ شِعْرِى لفُلانٍ ما صَنع؟ وليتَ شِعْرى عن فُلانٍ ما صَنع؟ وليتَ شِعرِى فُلانا ما صنع؟ وأنشد :

يا لَيتَ شِعْرِى عن حِمارِى ما صَنَعْ

وعن أبى زَيدٍ وكم كان اضْطَجَعْ (٢)

وأنشد أيضاً :

لَيْتَ شِعرى مُسافِرَ بن أبى عَمْ

رٍو وَلَيْتٌ يقولها المَحْزونُ (٣)

__________________

(١) الرجز للعجاج فى ملحق ديوانه ( ٢ / ٢٧٧ ) ؛ ولسان العرب ( عرش ) ؛ تاج العروس ( عرش ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( شعر ) ؛ وتاج العروس ( شعر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٢١ ).

(٣) البيت لأبى طالب فى خزانة الأدب ( ١٠ / ٤٦٣ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( شعر ).


* وأشْعَرَه الأمْرَ وأشْعَرَه به : أعْلَمَهُ إياه. وفى التنزيل : ( وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ ) [ الأنعام : ١٠٩ ]. وشَعَرَ به : عَقَلَه. وحَكى اللِّحيانىّ : أشْعَرْتُ بفُلانٍ : أطْلَعْتُ عليه. وأُشْعِرْتُ به : اطَّلَعْت عليه.

* والشِّعر : منظومُ القولِ ، غلَب عليه لشرَفه بالوزن والقافية ، وإنْ كان كل عِلْم شِعرا ، من حيث غلب الفقهُ على علم الشَّرْع ، والعُودُ على المَنْدَل ، والنَّجْم على الثُّرَيَّا ؛ ومثل ذلك كثير. وربما سَمَّوُا البيت الواحد شِعرًا ؛ حكاه الأخفش.

وهذا ليس بقوىّ إلا أن يكون على تسمية الجزء باسم الكُلّ. كقولك : الماء ، للجزء من الماء ، والهواء ، للطائفة من الهواء ، والأرض ، للقطعة من الأرض. والجمع : أَشْعَار.

* وشَعَر الرجلُ يَشْعُرُ شَعْرًا وشِعْرًا ، وشَعُرَ : قال الشِّعْر. وقيل : شَعَرَ : قال الشِّعْر ، وشَعُر : أجاد الشِّعر. ورجل شاعر ، والجمع شُعَراء. قال سيبويه : شَبَّهوا فاعلا بفَعيل ، كما شَبَّهوه بفَعُول. يعنى أنهم كَسَّرُوه على « فُعُل » حين قالوا : بازِلٌ وبُزُل ، كما قالوا : صَبُورٌ وصُبُر.

* وشاعَرَه فشَعَرَه يَشْعُرُه : أى كان أشْعَرَ منه.

* وشِعْر شاعِر : جَيِّد. قال سيبويه : أرادوا به المبالَغة والإشادة. وقيل : هو بمعنى مَشْعورٍ به. والصحيح قولُ سيبويه. وقد قالوا : كلمةٌ شاعرةٌ : أى قصيدة. والأكثر فى هذا الضرب من المبالغة : أن يكون لفظ الثانى من لفظ الأوّل ، كوَيْل وائل ، وليل لائل.

وأما قولهم : شاعرُ هذا الشِّعْر ، فليس على حدّ قولك : ضارِبُ زَيْد ، تريد المنقولة من ضَرَب ، ولا على حَدّها فى قولك : ضاربٌ زَيدًا ، تريد المنقولة من قولك : يَضْرِب أو سيَضْرِب ، لأن كلّ ذلك منقول من فعل متعدّ. فأما شاعر هذا الشِّعر ، فليس قولنا هذا الشِّعْر ، فى موضع نصب ألْبَتَّة ، لأن فِعْل الفاعل غيرُ متعدّ إلا بحَرْف ، وإنما قولك : « شاعر هذا الشِّعر » : بمنزلة قولك : صاحب هذا الشِّعر ، لأن صاحبًا غيرُ متعدّ عند سيبويه. وإنما هو عنده بمنزلة غُلام ، وإن كان مشتقّا من الفعل ، ألا تراه جعله فى اسم الفاعل بمنزلة دَرّ فى المَصادِرِ ، من قولهم : للهِ دَرُّكَ.

وقال الأخفش : هذا البيت أشْعَرُ من هذا ، أى أحسن منه. وليس هذا على حَدّ قولهم : شِعر شاعِر ، لأن صيغة التعجب إنما تكون من الفعل ، وليس فى شاعِر من قولهم : « شِعْر شاعر » معنى الفعل ، وإنما هو على النَّسب والإجادة كما قلنا اللهم إلا أن يكون الأخفش قد علم أن هنالك فعلاً ، فحَمَل قولَه أشْعرُ منه عليه ، وقد يجوز أن يكون الأخفشُ تَوَهَّم الفعل هنا ، كأنه سَمع « شَعَر البيتُ » : أى جاد فى نوع الشِّعْر ، فحمل أشعر منه عليه.


* والشَّعْر والشَّعَر مذكَّرانِ : نِبْتَةُ الجسْم ، مما ليس بصُوفٍ ولا وَبر. وجمعه أشْعار ، وشُعور.

* والشَّعَرة : الواحدة من الشعَر. وقد يُكنى بالشَّعَرة عن الجمع ، كما يُكنى بالشَّيبة عن الجنس.

* ورجل أشْعَرُ وشَعِر وشَعْرانِىّ : كثيرُ شَعَر الرأس والجسد ، طويلُه.

* وشَعِرَ التَّيْسُ وغيره من ذى الشَّعْر شَعَرا : كُثر شَعْره. وتَيْس شَعِر وأشْعَر ، وعَنْز شعراء.

* والشِّعْراء والشِّعْرة : شَعْرُ العانة. والشِّعْرة : مَنبِت الشَّعْر تحتَ السُّرَّة. وقيل : الشِّعْرة : العانة نفسُها.

* وأشْعَرَ الجنينُ ، وشَعَّر ، واسْتَشْعَر : نبت عليه الشَّعْر. قال الفارسىّ : لم يُسْتعمل إلا مَزِيدا. وأشْعَرَت النَّاقة : ألْقَت جَنينها وعليه شَعْر. حكاها قُطْرُب. وأشْعَرَ الخُفَّ ، وشَعَّره ، وشَعَرَهُ ، خفيفة ، عن اللحيانىّ. كلّ ذلك : بطَّنَه بشَعْر.

* والشَّعِرة من الغنم : التى ينبت الشَّعْر بين ظِلْفَيها ، فيَدْمَيان. وقيل : هى التى تجد أُكالا فى رَكبها.

* وداهية شَعْراء كَزَيَّاء : يذهبون إلى خُشْنَتِها. وجاءَ بها شَعْراءَ : ذاتَ وَبَر ، من ذلك ، يعنى الكلمة المُنْكَرة. والشَّعْراء : الفَرْوَة ، سُمّيَت بذلك لكون الشَّعْر عليها. حُكى ذلك عن ثعلب. وقوله :

فألْقَى ثَوْبَهُ حَوْلا كَرِيتًا

على شَعْراءَ تُنْقِض بالبِهامِ (١)

إنما أراد : أُدْرَة ، وجَعلها شَعْراء لما عليها من الشَّعْر ، وجعلها تُنْقِض بالبِهامِ ، لأنها تُصوّت.

* والشَّعَار : الشَّجر المُلْتَفّ. قال يصف حِمارًا وَحْشِيًا :

وقَرَّبَ جانبَ الغَرْبىّ يأَدُو

مَدَبَّ السَّيْل واجْتَنَبَ الشَّعَارَا (٢)

يقول : اجتنب الشَّجر ، مخافَة أن يُرْمى فيها ، ولزم مَدْرَجَ السَّيْل. وقيل : الشَّعَار : ما كان من شجر فى لِين ووِطاء من الأرض ، يحلُّه الناس ، يسْتَدفِئون به فى الشتاء ، ويستظِلُّون

__________________

(١) البيت للنابغة الجعدى فى ديوانه ص ٢٠٢ ؛ وتاج العروس ( شعر ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( شعر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٢٣ ).

(٢) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ١٤٧ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( دبب ) ، ( شعر ).


به فى القَيْظ.

* والمَشْعَر أيضا : الشَّعَار ، وهو مثل المَشْجَر ، قال ذو الرُّمَّة يصف ثَوْر وَحْش :

يَلُوحُ إذا أفْضَى ويَخْفَى برِيقُه

إذا ما أجَنَّتْه غُيُوبُ المَشاعرِ (١)

يعنى : ما يُغيبه من الشَّجر. قال أبو حنيفة : وإن جَعَلْت المشعَر : الموضع الذى به كَثرةُ الشَّجر ، لم يَمْتنع ، كالمَبْقَل ، والمَحْشَر.

* والشَّعْراء : كثرة الشَّجر. والشَّعراء : الشجر الكثير. والشَّعْراء : الأرض ذات الشَّجر. وقيل : هى الكثيرة الشَّجَر. وقال أبو حَنيفة : الشَّعْراء : الرَّوْضة يغمرُ رأسَها الشَّجَرُ ، وجمعُها شُعْر ، يحافظون فى ذلك على الصفة ، إذ لو حافظوا على الاسم ، لقالوا : شَعْرَاوات أو شَعارٍ. والشَّعْراء أيضا : الأجمة.

* والشَّعْر : النبات والشجَر ، على التشبيه بالشَّعْر.

* وشَعْران : اسم جبل بالموصِل ، سُمّى بذلك لكثرة شَجره.

* والشِّعار : ما وَلِىَ شَعْر جَسَدِ الإنسانِ منَ اللِّباس. والجمعُ : أشْعِرة ، وشُعُر. وفى المَثَل : « هُمُ الشِّعارُ دون الدّثار » ، يصفهم بالمودّة والقُرْب.

* وشاعَرَ المَرأةَ : نام معها فى شِعارٍ واحد.

* واسْتَشْعَر الثَّوْبَ : لَبسه ، قال طُفَيل :

وكُمْتًا مُدَمَّاةً كأنّ نُحُورَها

جَرَى فوْقَها واسْتَشْعرَتْ لوْنَ مُذْهَبِ (٢)

* وأشْعَرَه غيرُه : ألْبَسه إياه. وقال بعضُ الفُصَحاء : أشْعَرْتُ نفسى تقبُّلَ أمْرِه ، وتَقَبُّل طاعَتِه. فاستعملَه فى العَرَض.

* والشَّعار : جُلُّ الفرَس.

* وأشْعَرَ الهَمُّ قَلْبِى : لزق به كلزوق الشِّعار من الثِّياب بالجَسَد. وأشْعَرَ الرجلَ همّا : كذلك ، وكلّ ما ألزَقه بشىء فقد أشْعَره به ، وأشعره سِنانا : خالطه به ، وهو منه. أنشد ابن الأعرابىّ لأبى عارِمٍ الكلابىّ :

فأشْعَرْتُهُ تحتَ الظَّلامِ وبَيْنَنا

من الخَطَر المَنْضُودِ فى العينِ يافعُ (٣)

__________________

(١) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٧٠٦ ؛ ولسان العرب ( شعر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٢٣ ) ؛ وتاج العروس ( شعر ).

(٢) البيت لطفيل الغنوى فى ديوانه ص ٢٣ ؛ ولسان العرب ( كمت ) ، ( شعر ) ، ( دمى ). ويروى « متونها » مكان « نحورها ».

(٣) البيت لابن العارم الكلابى فى لسان العرب ( يفع ).


يريد : أشْعَرْتُ الذّئْب بالسَّهْم.

* وسَمَّى الأخْطَلُ ما وُقِيت به الخَمْر شِعارا ، فقال :

وكَفَّ الرّيحَ والأنْداءَ عنها

مِن الزَّرَجُونِ دُوَنهما شِعارُ (١)

والشِّعار : العلامة فى الحرب وغيرها. وشِعار القوم : عَلامتهم فى السَّفَر.

* وأَشْعَرَ القومُ فى سَفَرِهم : جَعَلُوا لأنفسهم شِعارا. وأشعر القومُ : نادَوْا بشعارهم. كلاهما عن اللِّحيانىّ. وأشعَر البَدَنة : أعلمها ، وهو أن يَشُقّ جِلْدها أو يَطْعُنَها حتى يظهر الدّم. وقالت أم مَعْبد الجُهَنيَّة للحسن : « إنك قد أشْعَرْتَ ابنى فى الناس ». أى جعلته عَلامة فيهم ، لأنه عابه بالقَدَرِيَّة.

* والشَّعِيرة : البَدَنة المُهْداة ، سُمّيت بذلك لأنه يُؤَثَّرُ فيها بالعَلامات. والجمع شَعائر.

* وشِعار الحجّ : مَناسِكُه وعَلاماته. ومنه الحديث « أن جبريل أتى إلى النبىّ صَلى الله عليه وسلّم ، فقال : مُرْ أُمَّتَك أن يَرْفَعُوا أصْوَاتَهُمْ بالتَّلْبية ، فإنها من شِعار الحجّ » (٢).

* والشَّعيرة ، والشِّعارَةُ ، والمَشْعَرُ : كالشِّعار. وقال اللِّحيانىّ : شَعائر الحجّ : مَناسِكُه. واحدتها : شَعِيرَة. قال : ويقولون : هو المَشْعَر الحَرَامُ ، والمِشْعَر الحَرام. قال : ولا يكادون يقولونه بغير الألف واللام.

* والشِّعار : الرعدُ ، قال :

*وقِطارِ سارِيَةٍ بغَيرِ شِعارِ* (٣)

أى مطر بغير رَعْد.

* والأشْعَر : ما استدار بالحافر من مُنتهى الجِلْد. والجمع : أشاعر ، لأنه اسم. وأشاعر الناقة : جَوَانبُ حَيائها. والأشْعَرَان : الإسْكَتان. وقيل : هما مما يلى الشُّفْرَيْن. والأشْعَر : شىء يخرج من ظِلْفَى الشاة ، كأنه ثُؤْلُولُ الحافِر. هَذه عن اللِّحيانى. والأشعر : اللَّحْم تحت الظُّفُر.

* والشعِير : حَبّ معروف. واحدته : شَعيرة. وبائعه شَعِيرىّ. قال سيبويه : وليس مما يُبْنى على « فاعل » ، ولا « فَعَّال » ، كما يغلب فى هذا النحو. والشَّعيرة : هَنَة تُصاغ من فضّة أو حديد ، على شكل الشعيرة ، فتكون مِساكا لنِصاب النَّصل والسِّكِّين. وأَشْعَر السِّكين :

__________________

(١) البيت للأخطل فى لسان العرب ( شعر ) ؛ وتاج العروس ( شعر ) ؛ ويروى « الشعار » مكان « شعار ».

(٢) « صحيح » : انظر صحيح ابن ماجه ( ح ٢٣٦٥ ).

(٣) عجز بيت ، وصدره : * باتت تنفجها جنوب رأدة* وهو بلا نسبة فى لسان العرب ( شعر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤١٩ ) ؛ والمخصص ( ٩ / ١٠٦ ) ؛ وتاج العروس ( شعر ). ويروى « غادية » مكان « سارية ».


جعل لها شَعيرة. والشَّعيرةُ : حلى يُتَّخذ من فضة ، مثل الشَّعير.

* والشَّعْراء : ذُباب. وقيل : الشَّعْراء ، والشُّعَيراء : ذُباب أزرق يصيب الدَّوابّ. قال أبو حنيفة : الشَّعْراء : نوعان ، وللكلب شَعْراءُ معروفة ؛ وَللإبلِ شَعراء ، فأما شَعْراء الكلب ، فإنها إلى الرّقَّة والحُمْرة ، لا تَمَسُّ شَيئًا غير الكلب ؛ وأما شَعْراء الإبل فتضرب إلى الصُّفرة ، وهى أضخم من شَعراء الكلب ، ولها أجنحة ، وهى زَغْباء تحت الأجنحة ، قال : وربما كثرَتْ فى النَّعَم ، حتى لا يقدر أهل الإبل ، على أن يحتَلبوا بالنهار ، ولا أن يركبوا منها شيئًا ، فيتركون ذلك إلى اللَّيل ، وهى تَلْسَعُ الإبلَ فى مَرَاقِّها وما حولَه ، وما تحت الذنب والبطن والإبْطَين. قال : وليس يتَّقونها بشىء ، إذا كان ذلك ، إلّا بالقَطِران. وهى تطير على الإبل ، حتى تسمعَ لصوتها دَوِيّا ، قال الشَّماخ :

تَذُبُّ ضَيْفًا مِن الشَّعْراء مَنزِلُهُ

منها لَبانٌ وأقْرَابٌ زَهالِيلُ (١)

والجمع من ذلك كله : شَعار. والشَّعْراء : الخَوْخ جمعه كواحده. قال أبو حنيفة : الشَّعْراء : شُجَيرة من الحَمْض ، ليس لها وَرَق ، ولا هَدَب ، تَحْرِص عليها الإبل حِرْصًا شديداً ، تخرج عِيدانا شِدَادا.

* والشَّعْرانُ : ضرب من الرِّمْث أخضر. وقيل : ضَرْب من الحَمْض أخضر أغبر.

* والشُّعْرُورة : القِثَّاء الصَّغيرة. وقيل : هو نَبْت.

* وذهبوا شَعارِيرَ بقَذّان وقِذّان : أى متفرّقين. واحدهم شُعْرُور. وكذلك ذَهَبُوا شَعاريرَ بقِرْدَحْمة. وقال اللِّحيانىّ : أصبحتْ شَعاريرَ بقِرْدَحْمة : وقَرْدَحْمة ، وقِنْدَحْرة ، وقِنْذَحْرَة ، وقَدَحْرَة ، وقَذَحْرَة ، معنى كل ذلك : بحيث لا يُقْدَر عليها. يعنى اللِّحيانىّ : أصبحت القبيلة.

* والشِّعْرَى : كوكب ، تقول العرب : « إذا طَلَعَت الشِّعرَى ، جَعل صاحبُ النخلِ يرَى ». وهما شِعْرَيان : العَبُور ، والغُمَيْصاء. وطُلُوع الشِّعْرَى على أثر طلوع الهَنْعَة.

* وبنو الشُّعَيراء : قَبيلة.

* وشَعْر : جبل. قال البُرَيْق :

فحَطَّ العُصْمَ من أكْناف شَعْرٍ

ولم يترُك بذى سَلَعٍ حِمارَا (٢)

__________________

(١) البيت للشماخ فى ديوانه ص ٢٧٦ ؛ ولسان العرب ( شعر ) ؛ والمخصص ( ٨ / ١٧٤ ) ؛ وتاج العروس ( شعر ).

(٢) البيت للبريق الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٧٤٢ ؛ ولسان العرب ( شعر ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٢٥٢ ) ؛ وتاج العروس ( شعر ) ، ( سلع ). ويروى « الشعر » مكان « العصم ».


وقيل : هو شِعِر.

* والأشْعَر : جَبَلٌ بالحجاز.

مقلوبه : [ ر ع ش ]

* الرَّعَش والرُّعاش : الرِّعْدة. رَعَش يَرْعَشُ رَعْشا ، وارتعش.

* ورجل رَعِش : مُرْتَعِش. قال أبو كَبير :

ثم انصرَفْتُ ولا أبُثُّكِ حِيبَتى

رَعِشَ البَنانِ أطِيشُ مَشْىَ الأصْوَرِ (١)

وعندى أنَ رَعِشًا على النَّسَب ، لأنَّا لم نجدْ له فِعْلا. ورُعِش رَعَشا ، وأُرْعِش.

* ورجل رَعِيشٌ : مرتعش.

* ورجل رِعْشيش : يُرْعَشُ فى الحرب جُبْنا.

* والرَّعْشَنُ : المُرْتَعِش. نونُه زائدة. وجمل رَعْشَنٌ : سَريع. وناقة رَعْشَنَةٌ ، ورَعْشاءُ : كذلك. وقيل الرَّعْشاء : الطَّويلةُ العُنُق. والرَّعْشاء من النعام : السَّريعة.

* وظليم رَعِشٌ : كذلك ، بدلٌ من أرْعَش ، خالَفوا بصيغة المذكَّر عن صيغة المؤنَّث ، ومِثْله كثير.

* والرَّعْش : هزُّ الرأس فى السَّير والنَّوم.

* ويَرْعَشُ : مَلِكٌ من ملوك حِمْيَر ، كان به ارتعاش ، فسُمِّى بذلك.

* ومَرْعَش : موضع. قال :

فلو أبْصَرَتْ أُمُّ القُرَيْد طِعانَنا

بمرْعَشَ رَهْطَ الأرْمَنىِّ أرَنَّتِ (٢)

مقلوبه : [ ش ر ع ]

* شَرَع الوَارِدُ يَشْرَعُ شَرْعا وشُرُوعا : تناول الماءَ بفيه.

* ودوابُ شُرُوعٌ : شَرَعَتْ نحوَ الماء.

* والشَّرِيعة ، والشِّراع ، والمَشْرَعَة : المواضع التى يُنْحَدَر إلى الماء منها.

* وشرَع إبلَه ، وشَرَّعَها : أوردَها شريعةَ الماء ، فشَرِبَتْ ، ولم يسْتَقِ لها. وفى المَثَل : « أهْوَنُ السَّقْىِ التَّشْرِيع ». وذلك لأن مُورِدَ الإبلِ إذا وَرَد بها الشَّرِيعة ، لم يتعب فى استقاء

__________________

(١) البيت لأبى كبير الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٠٨٢ ؛ ولسان العرب ( جوب ) ، ( بثث ) ، ( رعش ) ، ( طيش ) ؛ والمخصص ( ١٥ / ٩٤ ) ؛ وتاج العروس ( حدب ) ، ( بثث ) ، ( رعش ) ؛ وللهذلى ـ نسبة دون ذكر اسمه ـ فى تهذيب اللغة ( ٥ / ٢٦٩ ).

(٢) البيت لسيار بن قصير فى لسان العرب ( رمن ) ؛ وتاج العروس ( رمن ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( رعش ).


الماء لها ، كما يَتعَبُ إذا كان الماء بعيدا.

* والشَّرِيعة : موضع على شاطئ البَحْر ، تَشرَع فيه الدَّوابّ. والشَّريعة ، والشِّرْعة : ما سَنَّ الله من الدين ، وأمر به ، كالصلاة والصوم والحجّ ، وسائر أعمال البرّ ، مشتقّ من شاطئ البحر ؛ عن كُراع.

* وشَرَعَ الدِّينَ يَشْرَعُه شَرْعا : سَنَّة. وفى التنزيل : ( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً ) [ الشورى : ١٣ ].

* والشِّرْعة : العادة. وهذا شِرْعَة ذلك : أى مثله.

* وشَرَع البابُ والدارُ شُرُوعا : أفْضَى إلى الطَّرِيق. وأَشْرَعه إليه. وأشْرَع نحوه الرُّمْح والسَّيْف ، وشَرَعَهما : أقْبَلَهُما إيَّاه. وشرَع الرُّمْحُ والسَّيْفُ أنفُسُهما. قال :

غَدَاةَ تَعاوَرَتْهُ ثَمَّ بِيضٌ

شَرَعْنَ إلَيهِ فى الرَّهَجِ المُكِنِ (١)

* والشِّرْعة : الوَتَر الدقيق. وقيل : هو الوَتَر ما دام مشدودا على القَوْس. وقيل : هو الوَتَرُ ، مشدودا كان على القوس أو غير مشدود. وجمعه شِرَع ، على التَّكسير ، وشِرْع على الجمع الذى لا يُفارقُ واحده إلا بالهاء. قال ساعدَة بن جُؤَيَّة :

وعاوَدَنِى دِيْنى فَبِتُّ كأنَّمَا

خِلالَ ضُلوع الصَّدْر شِرْعٌ مُمَدَّدُ (٢)

ذكَّر ، لأن الجمع الذى لا يُفارق واحده إلا بالهاء ، لك تذكيره وتأنيثه. يقول : بتّ كأنّ فى صدرى عُوْدًا ، من الدَّوِىّ الذى فيه من الهُموم. وقيل : شِرْعَةٌ ، وثلاث شِرَع ، والكثير شِرْع. ولا يُعْجبنى ، على أن أبا عُبَيْد قد قاله. والشِّراع : كالشِّرعة. وجمعه شُرُع. قال كُثَيِّر :

إلَّا الظِّباءَ بها كأنَّ تَرِيبَها

ضرْبُ الشِّراعِ نواحىَ الشِّرْيانِ (٣)

يعنى ضربَ الوَتَر سِيَتَىِ القَوْسِ. وقول النابغة :

كقَوْس الماسِخِىّ يُرِنُّ فيها

مِنَ الشِّرْعىّ مَرْبُوعٌ مَتِينُ (٤)

أراد الشِّرْع فأضافه إلى نفسه ، ومثله كثير. هذا قول أهل اللغة. وعندى أنه أراد

__________________

(١) البيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ١٢٨ ؛ والعين ( ١ / ٢٥٣ ، ٥ / ٢٨٢ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( شرع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٢٦ ) ؛ وتاج العروس ( شرع ).

(٢) البيت لساعدة بن جؤية فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٦٥ ؛ ولسان العرب ( شرع ) ؛ وتاج العروس ( شرع ).

(٣) البيت لكثير عزة فى ديوانه ص ٤٢٣ ؛ ولسان العرب ( شرع ) ؛ وتاج العروس ( شرع ) ؛ والعين ( ١ / ٢٥٤ ).

(٤) البيت للنابغة فى ديوانه ص ٢٢١ ؛ ولسان العرب ( شرع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( مسخ ) ؛ والعين ( ٢ / ١٣٢ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٧ / ١٩٧ ). ويروى : « أرن » مكان « يرن ».


الشِّرْعة ، لا الشِّرْع ، لأن العرب إذا أرادت الإضافة إلى الجمع ، فإنما تردّ ذلك إلى الواحد.

* والشِّراع : قِلاع السَّفينة. والجمع أشْرِعَةٌ ، وشُرُع.

* وشَرَّع السفينة : جعل لها شِراعا.

* وأشْرَع الشىء : رَفَعَه جِدَّا ، وقوله تعالى : ( إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً ) [ الأعراف : ١٦٢ ] ، قيل معناه : رافعةً رُءُوسَها. وقيل : خافضة لها ، للشرْب.

* والشِّراعُ : العُنُق.

* ونحن فى هذا شَرَعٌ : سَواء ، وشَرْعٌ : أى لا يفوق بعضُنا بعضا. والجمع والتثنية والمذكر والمؤنث فيه سواء. وشَرْعُك هذا : أىْ حَسْبك. وقولُه ، أنشَدهُ ثعلب :

وكان ابنَ أجمال إذا ما تَقَطَّعَتْ

صُدُور السِّياطِ شَرْعُهُنَ التَّخَوُّفُ (١)

فَسَّره ، فقال : إذا قَطَع الناسُ السِّياطَ على إبِلهِم ، كفَى هذه أن تُخَوَّف. ورجل شَرْعُك من رجل : كافٍ ، يَجْرِى على النَّكرة وصفا ، لأنه فى نية الانفصال. قال سيبويه : مَرَرْت برجل شَرْعِك ، فهو نعتٌ له بكماله وبَذِّه غيره ؛ ولا يُثَنَّى ولا يُجْمَع ولا يُؤَنَّث.

* وأشْرَعَنِى الشَّىءُ : أحْسَبَنِى.

* وشَرَع الإهابَ يَشْرَعُه شَرْعا : شَقَّ ما بين رِجْلَيه وسَلَخَه.

* والشَّرْع : موضع. وكذلك الشَّوارِع.

* وشَرِيعةٌ : ماء بعينه ، قريب من ضَرِيَّة. قال الراعى :

غَدَا قَلِقا تخَلَّى الجُزْء منه

فَيَمَّمَها شَرِيعَةَ أو سَرَارا (٢)

وقوله ، أنشده ابن الأعرابىّ :

وأسْمَرُ عاتِكٌ فيهِ سِنانٌ

شُرَاعىّ كَساطِعَةِ الشُّعاعِ (٣)

قال : شُراعىّ : نَسَبه إلى رجل كان يعمل الأسِنَّة ، كأنّ اسمه كان شُراعا ، فيكون هذا على قياس النَّسَب ، أو كان اسمه غير ذلك من أبنية « شين ، راء ، عين » ، فهو إذن من نادر مَعدول النَّسَب.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( شذر ) ، ( شرع ) ، ( خوف ) ؛ وتاج العروس ( شذر ). ويروى : « تشذرت » مكان « تقطعت » ، و « المخوف » مكان « التخوف ».

(٢) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ١٤٧ ؛ ولسان العرب ( شرع ) ؛ وتاج العروس ( شرع ) ؛ يروى « سوارا » مكان « سرارا ».

(٣) البيت لحبيب بن خالد بن قيس بن المضلل فى تاج العروس ( شرع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( شرع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٢٨ ).


العين والشين واللام

مقلوبه : [ ع ل ش ]

* العِلَّوْش : الذئب ؛ حِمْيَرية. وقيل : ابن آوَى.

مقلوبه : [ ش ع ل ]

* الشَّعَلُ والشُّعْلَة : البياض فى ذَنَب الفرس أو ناصيته. وخَصّ بعضُهم به عُرْضَها ، وقد يكون فى القَذال ، وهو فى الذنب أكثر. شَعِل شَعَلاً وشُعْلَة. الأخيرة شاذّة. وكذلك اشْعالَ. قال :

وبعدَ انتهاضِ الشَّيْبِ من كلّ جانبٍ

على لِمَّتى حتى اشْعأَلَ بَهِيمُها (١)

أراد اشعالَ ، فحرّك الألف لالتقاء السَّاكنين ، فانقلبت همزة ، لأن الألف حرف ضعيف ، واسع المَخْرَج ، لا يتحمَّلُ الحَركة ؛ فإذا اضْطُرُّوا إلى تحريكه ، حَرَّكُوه بأقرب الحرُوف إليه.

* وهو أشْعلُ. والأنثى : شَعْلاء.

* وشَعَل النَّارَ يَشْعَلُها ، وشَعَّلَها ، وأشْعَلها ، فاشْتَعَلَتْ ، وتَشَعَّلَتْ : ألهبَهَا فالْتَهَبَتْ. وقال اللِّحيانىّ : اشْتَعَلت النارُ : تأجَّجَتْ فى الحَطَب. وقال مَرَّةً : نارٌ مُشْعَلة : مُتَّقِدة مُلْتهبة.

* والشُّعْلَة : ما اشْتَعَلَتْ فيه من الحَطَب ، أو أشْعَله فيها. والشُّعْلة والشُّعْول : اللهب.

* والمشْعَلَة : الموضع الذى تُشْعَل فيه النار.

* والشَّعِيلة : النار المُشْتَعْلةُ فى الذُّبال. وقيل : هى الفتيلة فيها نار. ولا يُقال لها كذلك إلا إذا اشْتَعَلَتْ بالنار. وجمعها : شَعِيل.

* والمِشْعَل : القِنديل.

* واشْتَعَل غَضَبا : هاجَ ، على المَثَل. وأشْعَلْتُهُ أنا. واشْتَعَل الشَّيْبُ فى الرأس : اتَّقَد على المَثَل. وفى التنزيل : ( وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ) [ مريم : ٤ ].

* وأشْعَل إبلَه بالقَطِران : كَثَّر عليها مِنه.

* وكتيبة مُشْعَلَة : مَبْثُوثة.

* وأشْعَل الخيلَ فى الغارة : بَثَّها. قال :

والخَيْلُ مُشْعَلَة فى ساطعٍ ضَرِم

كأنهُنَّ جَرَادٌ أو يَعاسِيبُ (٢)

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( شعل ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( شعل ) ؛ والعين ( ١ / ٢٥٧ ) ؛ وتاج العروس ( شعل ).


واشْعَلَتِ الغارةُ : تَفَرَّقَتْ.

* وجَرادٌ مُشْعِل : كثيرٌ متفَرّق.

* وأشْعَل الإبلَ : فَرَّقها ؛ عن اللِّحيانىّ.

* والشُّعْلول : الفِرقة من النَّاس وغيرهم. وذهبوا شَعاليل بقِرْدَحْمة. وقد قدّمنا ما فى قِرْدَحْمَة من اللُّغات.

* وشَعَل فى الشىء يَشْعَلُ شَعْلا : أمْعَن.

* والمِشْعَل : شىء من جُلود. له أربع قوائم ، يُنْبَذُ فيه. قال ذو الرُّمَّة :

أضَعْنَ مَوَاقِتَ الصَّلَوَاتِ عَمْدًا

وحالَفْنَ المَشاعِلَ والجِرَارَا (١)

* وأَشْعَلَ السَّقْىَ : أكْثَرَ الماء ؛ عن ابن الأعرابىّ.

* وشَعْل : لقب تأبَّط شَرّا.

* وبنو شُعَل : بطن.

* وشَعْلان : موضع.

* والشَّعَلَّع : الطويل.

العين والشين والنون

* عَشَنَ ، وَاعْتَشَن : قال برأيه.

* والعُشَانَة : الكَرَبة ؛ عُمانية. وحكاها كُراع بالغين مُعجمة ، ونسبها إلى اليمن.

* وتَعَشَّن النخلةَ : أخذ عُشانتها.

مقلوبه : [ ع ن ش ]

* عَنَشَ العودَ والقضيبَ يَعْنِشه عَنْشا : عَطَفه. وعَنَش النَّاقة : إذا جذبها إليه ، كعَنَجَها بالزّمام. وعَنَش : دخَل.

* وعانَشَه مُعانشة وعِناشا : عانقه وقاتله ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة :

عِناشُ عَدُوٍّ لا يَزالُ مُشَمِّرًا

برِجْلٍ إذا ما الحرْبُ شُبَّ سعيرُها (٢)

* وأسَدٌ عِناش : مُعانِش. وُصِف بالمصدر. وفى حديث عمرو بن معدى كرب : « كُونُوا

__________________

(١) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٣٩١ ؛ ولسان العرب ( وأب ) ، ( شعل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٣٠ ) ؛ وتاج العروس ( شعل ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٤ / ١٠٤ ).

(٢) البيت لساعدة بن جؤية فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٧٨ ؛ ولسان العرب ( عنش ) ؛ وتاج العروس ( عنش ) ، ( حفض ).


أُسْدًا عِناشا » (١). وإفراد الصفة ، والموصوف جمع ، يقَوّى ما قلنا من أنه وُصِف بالمصدر.

* واعْتَنَش النَّاسَ : ظَلَمَهم.

* وعَنَشَهُ عَنْشا : أغضبَه.

* وعُنَيْش وعُنَّيْش : اسمان.

* وما بقى من إبله عُنْشوش : أى شىء.

* والعَنَشْنَش : الطَّويل. وقيل : السَّريع فى شبابه. وفرس عَنَشْنَشَة : سريعة ؛ قال :

عَنَشْنَشٌ تَعْدُو به عَنَشْنَشَهْ

للدّرع فوق ساعِدَيْه خَشْخَشهْ (٢)

مقلوبه : [ ش ع ن ]

* أشْعَنَ الشَّعْرُ : انْتَفَش. قال :

*ولا شَوَعٌ بخَدَّيْها ولا مُشْعَنَّةٌ قَهْرَا* (٣)

مقلوبه : [ ن ع ش ]

* نَعَشَهُ اللهُ يَنْعَشُهُ نَعْشا ، وأنْعَشَهُ : رَفَعَه.

* وانْتَعش : ارتفع. والانتعاش : رفع الرأس.

* والنَّعْش : سريرُ المَيِّت ، منه. والنَّعْشُ : شَبيهٌ بالمِحَفَّة ، كان يُحْمَل عليها الملكُ إذا مَرِض. قال النَّابغة :

ألمْ تَرَ خَيرَ النَّاسِ أصْبَحَ نَعْشُهُ

على فِتْيَةٍ قد جَاوَزَ الحىَّ سائِرَا

ونحنُ لدَيه نسألُ اللهَ خُلْدَهُ

يَرُدُّ لَنا مُلْكا وللأرْضِ عامِرَا (٤)

وهذا يدُلُّ على أنه ليس بمَيِّت. وقيل : هذا هو الأصل ، ثم كَثُرَ فى كلامهم ، حتى سُمّى سَرِيرُ المَيِّت نَعْشا.

* وبنات نَعْش : أربعة كواكب ، وثلاثةٌ تَتْبَعُها. يقال : أربعة منها نَعْش ، وثلاثة بنات ،

__________________

(١) ذكره ابن الأثير فى النهاية ( ٣ / ٣٠٩ ) ، وهو من قول عمرو يوم القادسية.

(٢) الرجز لغيلان فى تاج العروس ( نشش ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عنش ) ، ( نشش ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٣٢ ) ؛ وتاج العروس ( عنش ) ؛ والمخصص ( ٦ / ٨٦ ) ؛ يروى : « نشنشه » مكان « خشخشه ».

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( شوع ) ، ( شعن ) ؛ وتاج العروس ( شوع ) ، ( شعن ). ويروى « قهدا » بالدال المفتوحة.

(٤) البيتان للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٦٨ ؛ ولسان العرب ( نعش ) ؛ والمخصص ( ٦ / ١٣١ ) ؛ وتاج العروس ( نعش ) ؛ ويروى « أر » مكان « تر ».


الواحد ابنُ نَعْش ، لأنه الكوكب مُذَكَّر ، فيذكِّرونه على تَذكِيره ، وإذا قالوا ثلاثٌ أو أربع ذهبوا إلى البنات. وقيل : شُبِّهَتْ بحَمَلة النَّعْش فى تَرْبيعها. وجاء فى الشعر : « ... بَنو نَعْش ... » ، أنشد سيبويه :

*إذا ما بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فتَصَوَّبوا* (١)

وأمَّا قول الهُذَلىّ :

تَؤُمُ النَّوَاعِشَ والفَرْقَدَيْ

نِ تنصِب للقَصْد منها الجَبينا (٢)

فإنه يريد : بنات نَعْش ، إلا أنه جمع المضاف كما يُجمع سامُّ أبرص : الأبارص. فإن قلْتَ : فكيف كَسَّر « فَعْلا » على « فَوَاعل » وليس من بابه؟ قيل : جاز ذلك من حيثُ كان نَعْشٌ فى الأصل مَصْدَرَ نَعَشه نَعْشا ، والمصدر إذا كان « فَعْلا » ، فقد يُكسَّر على ما يُكسَّر عليه « فاعل » ، وذلك لمشابهة المصدر لاسم الفاعل ، من حيث جاز وقوع كلّ واحد منهما موقع صاحبه ، كقوله : « قم قائما » : أى قُمْ قياماً ، وكقوله سبحانه : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً ) [ الملك : ٣٠ ].

* ونَعَش الإنسانَ يَنْعَشُه نَعْشا : تَدَارَكَه من هَلكة. ونَعَشَه الله وأنْعَشَه : سَدَّ فَقْرَه. وقد انْتَعَش هُوَ. والربيعُ يَنْعَش النَّاسَ : يُعَيِّشهم. قال النَّابغة :

وأنْتَ رَبيعٌ يَنْعَشُ النَّاسَ سَيْبُه

وسَيْفٌ أُعِيرَتْهُ المَنِيَّةُ قاطعُ (٣)

مقلوبه : [ ش ن ع ]

* شَنُعَ الأمرُ شَناعَة ، وشَنَعا وشُنْعا وشُنوعا : قَبُح. فأما قول عاتِكة بنت عبدِ المُطَّلب :

سائِلْ بِنا فى قَوْمِنا

ولْيَكْفِ مِنْ شَرٍّ سَماعُهْ

قَيْسا وَما جَمَعُوا لَنا

فى مَجْمَعٍ باقٍ شَناعُهْ (٤)

فقد يجوز أن يكون شَناعٌ من مصادرِ شَنُعَ ، كقولهم سقُم سَقاما ؛ وقد يجوز أن يُريد

__________________

(١) عجز بيت ، وصدره : شرب بها والديك يدعو صباحه. وهو للنابغة الجعدى فى ديوانه ص ٤ ؛ ولسان العرب ( نعش ) ؛ والكتاب ( ٢ / ٤٧ ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( نعش ).

(٣) البيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٣٨ ؛ ولسان العرب ( نعش ) ؛ والعين ( ١ / ٢٥٩ ) ؛ وأساس البلاغة ( نعش ) ، ( عور ) ؛ وتاج العروس ( عور ) ، ( نعش ).

(٤) الرجز لعاتكة بنت عبد المطلب فى لسان العرب ( شنع ) ؛ وتاج العروس ( شنع ).


« شَناعَتُه » فحذف الهاء للضرورة ، كما تأوَّل بعضُهم قول أبى ذُؤَيب :

ألا ليتَ شِعْرِى هل تَنَظَّرَ خالِدٌ

عِيادى على الهِجْران أمْ هُوَ يائسُ (١)

من أنه أراد « عيادتى » فحذف التاء مُضْطَرّا.

* وأمر أشْنَعُ وشَنيعٌ : قَبيح.

* وشَنَّعَ عليه الأمر : قَبَّحَه.

* وشَنِع بالأمر شُنْعا ، واسْتَشْنَعَهُ : رآه شنيعا.

* وتَشَنَّع القَوْمُ : قَبُح أمرُهم ، باختلافهم واضطِرابِ رأيهم. قال جرير :

يَكْفى الأدلةَ بعدَ سُوءِ ظُنُونِهِمْ

مَرُّ المَطِىّ إذَا الحُداةُ تَشَنَّعُوا (٢)

* وتَشَنَّع الرجلُ : هَمَّ بأمرٍ شَنيع. قال الفَرَزْدق :

لعَمْرِى لقد قالتْ أمامَةُ إذْ رأَتْ

جَرِيرًا بذاتِ الرَّقْمَتَينِ تَشَنَّعا (٣)

* وشَنَعَهُ شَنْعا : سَبَّه ، عن ابن الأعرابىّ ؛ وأنشد :

وأسماءُ لا مَشْنُوعَة بمَلامة

لدَيْنا ولا مَعْذُورَةٌ باعْتِلالها (٤)

* واسْتَشْنَعَ به جَهْلُه : خَفَّ.

* وشَنَّع الرَّجلُ : شَمَّر وأسْرَع. وشَنَّعَتِ النَّاقةُ ، وأشْنَعَتْ ، وتَشَنَّعَتْ : شمَّرَتْ فى سَيرِها وأسْرَعَت. والتَّشَنُّعُ : الجِدُّ والانكماش فى الأمر ؛ عن ابن الأعرابىّ.

* والشَّنَعْنَعُ : الرجل الطويل.

مقلوبه : [ ن ش ع ]

* النَّشْع : جُعْل الكاهن. وقد أنْشَعَه. قال العَجَّاجُ :

*قالَ الحَوَازِى واسْتَحَتْ أنْ تُنْشَعا* (٥)

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢١٧ ؛ ولسان العرب ( عود ) ، ( بشر ) ، ( بصر ) ؛ وتاج العروس ( عود ) ؛ والمخصص ( ٥ / ٨٦ ، ١٢ / ٣٠٥ ).

(٢) البيت لجرير فى ديوانه ص ٢٩٧ ؛ ولسان العرب ( شنع ) ؛ وتاج العروس ( شنع ).

(٣) البيت للفرزدق فى ديوانه ص ٥٢٣ ط الصاوى ؛ ولسان العرب ( شنع ) ؛ وتاج العروس ( شنع ).

(٤) البيت لكثير فى ديوانه ص ٩١ ؛ ولسان العرب ( شنع ) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة ( ٤ / ١٩٠ ). ويروى « مقلية » مكان « معذورة ».

(٥) الرجز ـ مع عدة أخر ـ لرؤبة فى ديوانه ص ٩٢ ؛ وتاج العروس ( غضب ) ، ( نشع ) ؛ وللعجاج فى تهذيب اللغة ( ١ / ٤٣٤ ) ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس ( نشع ) ؛ والمخصص ( ١ / ٢٩ ، ٣ / ٩٨ ) ؛ والعين ( ١ / ٢٥٨ ، ٣٦٩ ). ويروى : قال الحوازي وأبي أن ينشعا.


الحَوَازِى : الكوَاهن. واسْتَحَتْ أن تأخذ أجْر الكَهانة.

* والنَّشُوع : الوَجُورُ. وقد نَشَعَهُ نَشْعا ، وأنْشَعَه. وقيل : هو النَّشُوغ ، بالغين معجمة. والنَّشُوعُ : السَّعُوط.

* ونَشَعَ النَّاقةَ يَنْشَعُها نُشُوعا : سَعَّطها. وكذلك الرجل. قال المَرَّار :

إلَيْكمْ يا لِئامَ النَّاسِ إنّى

نُشِعْتُ العِزَّ فى أنْفِى نُشُوعَا (١)

* ونُشِع بالشىء : أُوْلِعَ به.

* وإنه لمَنْشُوعٌ بأكل اللَّحم : أى مُولَع. والغَين : لغة ؛ عن يعقوب.

* والنَّشْع والانْتِشاعُ : انتزاعُك الشىء بعُنْف.

* والنُّشاعةُ : ما انتشعه بيده ثم ألقاه. قال أبو حنيفة : قال الأحمر : نَشَع الطيب : شمَّهُ.

* والنَّشَع من الماء : ما خَبُثَ طعْمُه.

العين والشين والفاء

* عَفَشَه يَعْفِشُه عَفْشا : جمَعَهُ.

مقلوبه : [ ش ع ف ]

* شَعَفَة كل شىء : أعلاه. وشَعَفَة الجَبل : رأسُه. والجمع : شَعَف ، وشِعاف ، وشُعُوف. وقولُ الهُذَلىّ :

من فوْقِهِ شَعَفٌ قَرٌّ وأسْفَلُهُ

جِىٌّ يُعانَقُ بالظَّيَّانِ والعَتَمِ (٢)

قال : قَرٌّ ، لأن الجمعَ الذى لا يُفارق واحده إلا بالهاء ، لك تذكيره وتأنيثه.

* والشَّعَف : شِبْهُ رُءُوس الكَمأَة والأثافىّ ، تستدير فى أعلاها. وشَعَفات الرأس : أعالى شَعْرِه وقيل : قنازِعُه. وقال رجل : ضَرَبنى عُمَر ، فسَقَط البُرْنُس عن رأسِى ، فأغاثنى اللهُ بشُعَيْفَتين ، أو قال : شُعَيْفات. وشَعَفَة القلب : رأسُه ، عندَ مُعَلَّق النِّياط. وشَعَفَنِى حُبُّها : أصاب ذلك مِنِّى.

* والشَّعْف : إحراق الحبّ القلبَ ، معَ لذَّةٍ يَجِدُها ؛ قال امْرُؤ القَيْس :

__________________

(١) البيت للمرار بن سعيد الفقعسى فى ديوانه ص ٤٦٧ ؛ ولسان العرب ( نشع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٣٣ ) ؛ وتاج العروس ( نشع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٧ / ١٦٦ ).

(٢) البيت لساعدة بن جؤية الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٢٥ ؛ ولسان العرب ( شعف ) ، ( عتم ) ، ( جيا ) ؛ وتاج العروس ( عتم ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٢ / ٢٩٠ ، ١١ / ٢٣٣ ). ويروى « تنطَّق » مكان « يعانق ».


أيَقْتُلُنِى وقد شَعَفْتُ فُؤَادَها

كما شَعَفَ المهنُوءَةَ الرَّجلُ الطَّالى؟ (١)

وقُرِئ : « قد شعفها حبّا » [ يوسف : ٣٠ ].

* والشَّعاف : أن يذْهَب الحُبُّ بالقَلْب. وقول أبى ذُؤَيب يصف الكلابَ والثَّوْر :

شَعَفَ الكِلابُ الضارِياتُ فُؤَادَهُ

فإذا يَرَى الصُّبْحَ المُصَدَّقَ يفْزَعُ (٢)

فإنه استَعْمل الشَّعْف فى الفَزَع. يقول : ذهَبَتْ بقلبه الكلابُ ، فإذا نظر إلى الصُّبْح ترقَّبَ الكلابَ أن تأْتِيَهُ.

* والشَّعْفَة : القَطْرة الواحدة من المَطَر.

* والشَّعْف : مَطْرة يَسيرة ؛ عن ابن الأعرابىّ ، وأنشد :

فلا غَرْوَ ألَّا نُرْوِهِمْ مِن نِبالِنا

كما اصْعَنْفَرَتْ مِعْزَى الحِجازِ منَ الشَّعْفِ (٣)

* وشُعَيْف : اسم.

مقلوبه : [ ش ف ع ]

* شَفَع الوِتْرَ من العَدَد يَشْفَعُه شَفْعا : صَيَّرَه زَوْجا. وقوله ، أنشده ابن الأعرابىّ لسُويد ابن كُراع ، وإنما هو لجرير :

وما باتَ قَوْمٌ ضامنينَ لَنا دَمًا

فيَشْفِينَا إلا دِماءٌ شَوَافِعُ (٤)

أى لم نَكُ نُطالب قوْما بدمِ قتيلٍ مِنَّا ، فنَشْتَفِىَ إلا بقتل جماعة ، وذلك لعزَّتِنا ، وقُوَّتِنا على إدراك الثَّأر. وقولُه :

لنفسِى حديثٌ دونَ صحْبِى وأصْبَحتْ

تَزِيدُ لعَيْنَىَّ الشُّخوصُ الشَّوَافِعُ (٥)

لم يُفَسِّره ثعلب. وقوله :

ما كان أبْصَرَنِى بغِرَّاتِ الصِّبا

فالآنَ قد شُفِعَتْ لىَ الأشْباحُ (٦)

__________________

(١) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٣٣ ؛ ولسان العرب ( قطر ) ، ( شعف ) ؛ ويروى : « أتقتلنى » ، « شغفت » ، « شغف » بالغين.

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٦ ؛ ولسان العرب ( شعف ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٤٣٩ ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( صعفر ) ، ( شعف ) ؛ وتاج العروس ( صعفر ) ويروى « السعف » مكان « الشعف ».

(٤) البيت لجرير فى ديوانه ص ٩٢٥ ؛ ولسان العرب ( شفع ).

(٥) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( شفع ).

(٦) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( رفع ) ، ( شفع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٣٦ ) ؛ وتاج العروس ( شفع ). ويروى « فاليوم » مكان « فالآن ».


معناه : أنه يَحْسِب الشَّخْص اثنين ، لضعف بصره.

* والشَّفْع : ما شُفِع ، سُمّى بالمصدر. والشَّفْع : الزَّوْج. والجمع : شِفاع. قال أبو كبير :

وأخو الأباءَةِ إذْ رأى خُلَّانَه

تَلَّى شِفاعًا حَوْلَهُ كالإذْخِرِ (١)

شَبَّهَهم بالإذخِر ، لأنه لا يكاد يَنبُت إلا زَوجا زَوْجا.

* وناقة شافِعٌ : فى بطنها ولد ، أو يَتْبعها ولد يَشْفَعها.

* وشاة شَفُوعٌ ، وشافِع : شَفَعَها ولدُها. وفى الحديث : « أن رسول الله صَلى الله عليه وسلّم أُتِىَ بشاةٍ شافِعٍ ، فلم يَقْبَلْها » (٢).

* وشاةٌ مُشْفِعٌ : تُرْضِعُ كلَّ بَهْمة ؛ عن ابن الأعرابىّ.

* والشَّفُوع منَ الإبل : التى تجمع بين مِحْلَبَين فى حَلْبة.

* وشَفَع لى بالعَداوة : أعان علىَّ. قال النَّابغة :

أتاكَ امرُؤٌ مُسْتَبطِنٌ لىَ بِغْضَةً

له مِن عَدُوّ مثلَ ذلكَ شافِعُ (٣)

و شَفَعَ لى يَشْفَعُ شَفاعَةً ، وتَشَفَّع : طَلَب.

* والشَّفيع : الشافِع. والجمعُ شُفَعاء.

* واسْتَشْفَع بفُلان على فُلان ، وتَشَفَّع له إليه ، فشَفَّعَه فيه. وقال الفارسىّ : اسْتَشْفَعَهُ : طلب منه الشَّفاعة ، أى قال له : كُنْ لى شافِعا.

* والشُّفْعَة فى الشىء : القضاء به لصحابه. والشُّفْعَة : العَينُ.

* وامرأة مَشْفُوعة : مُصابة بالعَين ، ولا يُوصَف به المذَكَّر.

* والأشْفَع : الطَّويل.

* وشافِع ، وشَفيع : اسمان. وبنو شافِع : من بنى عبد المُطَّلب بن عبد مناف ، منهم الشافعىّ الفقيهُ ، رحمه‌الله.

العين والشين والباء

* العُشْبُ : الكَلأ الرَّطْب. واحدته : عُشْبة. وجمع العُشْب : أعشاب. وقال أبو حنيفة : العُشْب : كلّ ما أبادهُ الشِّتاء ، وكان نباته ثانيةً من أَرُومة أو بَذْر.

__________________

(١) البيت لأبى كبير فى شرح أشعار الهذليين ص ١٠٨٣ ؛ ولسان العرب ( ذخر ) ، ( شفع ) ، ( تلل ) ؛ وتاج العروس ( تلل ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١١ / ٤٦ ، ١٩٨ ).

(٢) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ١ / ٢٥٧ ).

(٣) البيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٣٥ ؛ ولسان العرب ( شفع ) ؛ والعين ( ١ / ٢٦١ ) ؛ وتاج العروس ( شفع ).


* وأرض عاشِبة ، وعَشِبَة ، وعَشِيبة : بَيِّنة العَشابة ، كثيرة العُشْب.

* وأرَضُونَ مَعاشِيب : كَرِيمة مَنابيت. فإمَّا أن يكون جمع مِعْشاب ؛ وإما أن يكون من الجمع الذى لا واحد له. وقد عَشِبَتْ ، وأَعْشَبَتْ ، واعْشَوْشَبَتْ. يُذْهَب بالأخيرة إلى الكَثرة والمبالغة والعُموم ، على ما ذهب إليه سيبويه فى هذا النحو.

* والتَّعاشيب : العُشْب النَّبْذُ المُتَفَرّقُ ، لا واحد له. وقال ثعلب فى قول الرائد : « عُشْبا وتَعاشيب ، وكَمْأةً شِيب ، تُثيرُها بأخفافِها النِّيب » : إن العُشْب : ما قد أدرك. والتَّعاشيب : ما لم يُدْرِك. ويعنى بالكَمأةِ الشِّيب : البِيض. وقيل : البِيض الكِبار. والنِّيبُ : الإبل المَسانُّ الإناث. واحدها : ناب ، ونَيُوب. وقال أبو حنيفة : فى الأرض تَعاشِيب ، وهى القِطَع المتفرّقة من النَّبْت. وقال أيضاً : التَّعاشيب : الضُّروب من النَّبْت. وقال فى قول الرائِد : عُشْبٌ وتَعاشيب : العُشب : المتصل ، والتَّعاشيب : المُتَفَرّق.

* وأعْشَب القَوم ، واعْشَوْشَبوا : أصابوا عُشْبا.

* وإبل عاشِبة : ترعى العُشْب.

* وتَعَشَّبَت الإبل : رَعَت العُشْب. قال :

تَعَشَّبَتْ مِن أوَّلِ التَّعَشُّبِ

بين رِماحِ القَيْن وابْنَىْ تَغْلِبِ (١)

وتَعَشَّبَت الإبلُ ، واعْتَشَبَتْ : سَمِنَت من العُشْب.

* وعُشْبَة الدَّار : التى تَنْبتُ فى دِمْنَتها ، وحَوْلها عُشْبٌ فى بياض الأرض والتراب الطَّيِّب ، وعُشْبَة الدَّار : الهَجِينة ، مَثّل بذلك ، كقولهم : خَضْراءُ الدّمَن. وفى بعض الوَصَاة : « يا بُنَىّ ، لا تتَّخذْها حَنَّانة ، ولا مَنَّانة ، ولا عُشْبَة الدار ، ولا كَيَّةَ القَفا ».

* وعَشِبَ الخبزُ : يبس ؛ عن يعقوب.

* ورجل عَشِب : قَصير دَميم. والأُنثى بالهاء. وقد عَشُبَ عَشابة ، وعُشوبة.

ورجل عَشبة : يابس من الهزال. أنشد يعقوب :

جَهِيزَ يا ابْنَةَ الكِرامِ أسْجِحى

وأعْتِقى عَشَبَةً ذَا وَذَحِ (٢)

ورجل عَشَبَة : قد انحَنى وضَمَر وكَبِر. وعجوز عَشَبَةٌ : كذلك ؛ عن اللِّحيانىّ. والعَشَبة

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عشب ) ؛ وتاج العروس ( عشب ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عشب ) ؛ وتاج العروس ( عشب ).


أيضا : الكبيرة المُسِنَّة من النِّعاج.

مقلوبه : [ ع ب ش ]

* العَبْشَة : الغَباوَة. وتَعَبَّشَنِى بدعْوَى باطل : ادّعاها ؛ عن الأصمعىّ. والغين : لغة.

مقلوبه : [ ش ع ب ]

* الشَّعْبُ : الجَمع والتَّفْريق ، والإصلاح والإفساد ؛ ضِدّ. شَعَبَهُ يَشْعَبُه شَعْبا ، فانْشَعَب ، وشَعَّبَه فتَشَعَّب.

* والشَّعَّاب : المُلَئِّمُ. وحرفته الشِّعابة.

* والمِشْعَبُ : المِثْقَبُ المشعوب به.

* والشَّعِيبُ : المَزادة المَشعوبة. وقيل : هى التى من أديمين. وقيل : التى تُفأَّم بجِلد ثالث بين الجلدين ، لتتَّسع. وقيل : هى المَخْروزة من وجهين. وكلّ ذلك من الجمع.

والشَّعيب أيضا : السِّقاء البالى ، لأنه يُشْعَب. وجمع كلّ ذلك : شُعُب.

* والشُّعْبة : القِطْعة يُشْعَب بها الإناء.

* والشَّعْب : الصَّدْع والتَّفَرّق فى الشىء ، والجمع : شُعوب. وشَعْب الرأس : مَوْصِل قَبائله.

* وتَشَعَّبَتْ أغصان الشجرة. وانْشَعَبَتْ انْتَشَرَتْ وتَفَرَّقَتْ.

* وشُعَب الغُصْن : أطرافُه المُتفرّقة. وكله راجع إلى معنى الافتراق. وقيل : ما بين كلّ غُصْنين شُعْبة.

* وانْشَعَب الطريق : تفرَّق وانْشَعَب النَّهر وتَشَعَّب : تفرّقت منه أنهار ، وانْشَعَب به القولُ : أخذ به من مَعنى إلى معنى مُفارقٍ للأوَّل. وقول ساعدة :

هَجَرَتْ غَضُوبُ وجَبَّ مَن يَتَجَنَّبُ

وعَدَتْ عَوَادٍ دونَ وَلْيِكَ تَشْعَبُ (١)

قيل : تَشْعَب : تصرِف وتمنع. وقيل : لا تجىء على القَصْد.

* وشَعَبَ الزَّرعُ ، وتَشَعَّب : صار ذا شُعَب ، أى فِرَق.

* وشُعَبُ الجبال : ما تفَرَّق من رُءُوسِها.

* والشُّعْبة : صَدْع فى الجبل ، يأوى إليه الطَّير ، وهو منه. والشُّعْبة : المَسِيلُ فى ارتفاع

__________________

(١) البيت لساعدة بن جؤية فى لسان العرب ( حبب ) ، ( شعب ) ، ( غضب ) ، ( ولى ) ؛ ولسان العرب ( عدا ). ويروى : « من يتغضب ‌» بدل : « يتجنب ».


قرارة الرمل. والشُّعْبة : ما صَغُر عن التَّلْعَة. وقيل : ما عَظُم من سَواقى الأودية. وقيل : الشُّعْبة : ما انشَعَب من التَّلْعَة والوادى ، أى عَدَل عنه ، وأخذ فى غير طريقه. والجمع : شُعَب ، وشِعاب. والشُّعْبة : الفرقة والطائفة من الشىء ؛ وفى يده شُعْبة خَيْر : مثَلٌ بذلك. وقوله تعالى : ( إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ) [ المرسلات : ٣٠ ] : قال ثعلب : يُقال : إن النار يوم القيامة تتفَرَّق ثلاثَ فِرَق ، فكلَّما ذهبوا أنْ يخرُجُوا إلى موضع ، رَدَّتْهم. ومعنى الظِّلّ هاهنا : أن النارَ أظَلَّتْه ، لأنه ليس هناك ظِلّ. وشُعَب الفَرَسِ : ما أشْرَفَ منه. وقيل : هىَ نواحيه كلُّها. قال :

*أَشَمُّ خِنْذِيذٌ مُنِيفٌ شُعَبُهْ* (١)

* والشَّعْب : أكبر من القَبيلة ، وقيل : الحَىّ العَظيمُ يَتَشَعَّب من القَبيلة. وقيل : هو القبيلة نفسُها. والجمع : شُعوب. وكلّ جِيلٍ : شَعْب. قال ذو الرُّمَّة :

لا أحْسَبُ الدَّهْرَ يُبْلِى جِدَّةً أبَدًا

ولا تَقَسَّمُ شَعْبا وَاحِدًا شُعَبُ (٢)

والجمع كالجمع. وقد غَلَبت الشُّعوبُ بلفظ الجمع ، على جيل العَجم ، حتى قيل لمُحْتَقِر أمر العَرَب : شُعُوبِىّ. أضافوا إلى الجمع ، لغَلَبته على الجيل الواحد ، كقولهم : أنصارىّ. والشُّعَب : القَبائل.

* والشِّعْب : ما انْفَرَج بين جَبَلَين. وقيل : هو الطريق فى الجبل. وقيل : هو مَسيل الماء فى بطن من الأرض ، له جُرْفانِ مُشْرِفان ، وعَرْضُه بَطْحة رجُل.

* وشَعُوب ، والشَّعوب ، كلتاهما : المنية ، لأنها تفرّق. أما قولهم فيها : شَعوبُ ، بغير لام ، والشَّعوب باللام ، فقد يمكن أن يكون فى الأصل صِفة ، لأنه من أمثلة الصّفات ، بمنزلة قَتُولٍ وضَروب ، وإذا كان كذلك ، فاللام فيه بمنزلتها فى العباس والحسن والحارث ؛ ويُؤَكِّد هذا عندَك ، أنهم قالوا فى اشتقاقها : إنما سُمّيَت شَعُوب ، لأنها تَشْعَب ، أى تفرّق. وهذا المعنى يُؤَكِّد الوَصْفية فيها. وهذا أقوى من أن تجْعَل اللام زائدة. ومن قال : شَعُوب ، بلا لام ، خَلَصت عنده اسما صَرِيحًا ، وأعراها فى اللَّفظ من مَذْهب الصّفَة ، فلذلك لم يلزمها اللام ، كما فَعَل ذلك من قال : عباس ، وحارث ، إلا أن رَوَائح الصفة فيه على كلّ حال ، وإن لم يكن فيه لام ؛ ألا تَرَى أن أبا زيد حكى أنهم يُسَمُّون الخبز « جابر بن حَبَّة » ،

__________________

(١) الرجز لدكين بن رجاء فى لسان العرب ( شعب ) ؛ وتاج العروس ( شعب ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قبب ) ، ( قحم ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٣٨ ؛ ولسان العرب ( شعب ) ، ( قسم ) ؛ تهذيب اللغة ( ١ / ٤٤٤ ، ٤٤٥ ) ؛ وتاج العروس ( شعب ).


وإنما سَمَّوْه بذلك ، لأنه يَجْبُرُ الجائعَ ، فقد تَرَى معنى الصّفَة فيه ، وإن لم تدخُلْه اللام. ومن ذلك قولهم : واسط ، قال سيبويه : سَمَّوه واسِطا ، لأنه من « وَسَط بين العراق والبصرة » ، فمعنى الصفة فيه ، وإن لم يكن فى لفظه لام.

* وقد شَعَبَتْه تَشْعَبُهُ ، فشَعَبَ وأشْعَبَ ، وانشعب. قال :

*وكانُوا أُناسا من شَعُوبَ فأشْعَبوا* (١)

أى ممَّن تَلْحَقُه شَعُوبُ. ويُرْوَى : « من شُعوبٍ » أى كانوا من الناس الذين يَهْلَكُون فهلَكوا.

* وشَعَب إليهم فى عَدَد كذا : نَزَع وفارَقَ صَحْبَه.

* ومَشْعَب الحقّ : طَرِيقُه المفَرِّق بينه وبين الباطل. قال الكُمَيت :

وما لىَ إلَّا آلَ أحمَدَ شِيعَةٌ

وما لىَ إلَّا مَشْعَبَ الحَقَ مَشْعَبُ (٢)

* والشُّعْبة : ما بين القَرْنين ، لتفريقها بينهما.

* والشَّعَب : تباعُدُ ما بَينهما. وقد شَعِبَ شَعَبا فهو أشْعَبُ. والشَّعَبُ أيضاً : بُعْد ما بين المَنْكِبَين. والفعل كالفعل.

* والشَّاعِبان : المَنْكِبان ، لتَباعُدِهما. يمانِيَة.

* وماء شَعْب : بعيد. والجمع شُعُوب. قال :

كما شَمَّرَتْ كَدْرَاءُ تَسْقِى فراخَها

بِعَرْدةَ رِفْها والمِياه شُعُوبُ (٣)

* وأشْعَبَ عنى فلان : تَباعَد.

* وشاعَبَ صاحبَه : باعَدَه. قال :

وسِرْتُ وفِى نَجْرانَ قَلْبى مُخَلَّفٌ

وجِسمى ببَغْدادِ العِراقِ مُشاعِبُ (٤)

* وشَعْب الدار : بُعْدُها ، قال قَيس بن ذَرِيح :

__________________

(١) عجز بيت ، وصدره : * أقامت به ما كان في الدار أهلها * وهو للنابغة الجعدى فى ديوانه ص ٦ ؛ ولسان العرب ( شعب ) ؛ وتاج العروس ( شعب ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ١٢١ ).

(٢) البيت للكميت فى شرح هاشميات الكميت ص ٥٠ ؛ ولسان العرب ( شعب ) ؛ ويروى « مشعبُ » الأولى برفع الباء.

(٣) البيت لحميد بن ثور فى ديوانه ص ٥٣ ؛ ولسان العرب ( شمظ ) ؛ وتاج العروس ( شمظ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١١ / ٣٣٣ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( شعب ) ؛ والمخصص ( ٩ / ١٥٤ ).

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( شعب ) ؛ وتاج العروس ( شعب ).


وأعْجَلُ بالإشْفاقِ حتى يَشُفَّنِى

مخافةَ شَعْبِ الدّارِ والشَّمْلُ جامعُ (١)

* وشَعْبان : اسم الشَّهْر ؛ سُمّى بذلك لتشعُّبهمْ فيه ، أى تفرقهم فى طلَب المياه. وقيل : فى الغارات. وقال ثعلب : قال بعضهم : إنما سُمّى شَعْبانا لأنه شَعَبَ ، أى ظهر بين شَهْر رمضان ورجب. والجمع : شَعْباناتٌ وشَعابِينُ. وشَعْبان : بطن من هَمْدان ، تَشَعَّب من اليمن ، إليهم يُنْسب « عامِرٌ الشَّعْبىُ » على طَرْح الزَّائد.

* وشَعَب البعيرُ يَشْعَبُ شَعْبا : اهْتَضَم الشَّجَر من أعلاه. قال ثعلب : قال النَّضْر : سَمِعْت أعرابيًا حِجازِيًا باعَ بعيرًا له يقول : أبيعُك ، هو يَشْبَعُ عَرْضًا وشَعْبا. العَرْضُ : أن يتناول الشَّجَر من أعراضه.

* وما شَعَبَك عنى؟ : أى ما شَغَلَك؟

* والشَّعْب : سِمَةٌ لبنى مِنْقَر ، كهيئة المِحْجن. وجمل مَشْعُوب : مَوْسُومٌ بها.

* والشَّعب : موضع.

* شُعَبَى مقصور : موضع ، قال جَرير :

أعَبْدًا حَلَّ فى شُعَبَى غَرِيبا

ألُؤْمًا لا أبا لَكَ وَاغْتِرَابا (٢)

* وشَعْبان : موضع بالشام.

* والأشْعَب : قرية باليمامة ، قال النَّابغة الجعدىّ :

فلَيْتَ رَسُولاً له حاجَةٌ

إلى الفَلَجِ العَوْدِ فالأشْعَبِ (٣)

* وشَعُوب : قبيلة : قال أبو خِراش :

مَنَعْنا مِنْ عَدِىّ بنى حُنَيْفٍ

صِحابَ مُضَرّسٍ وابنى شَعُوبَا

فأَثْنُوا يا بنى شِجْعٍ عَلَينا

وحَقُّ ابْنىْ شَعُوبٍ أنْ يُثيِبا (٤)

كذا وجَدْنا شَعُوب مَصْروفًا فى البيت الآخر ، ولو لم يُصْرف لاحْتَمل الزّحاف.

* وشُعَيب : اسْمٌ.

__________________

(١) البيت لقيس بن ذريح فى ديوانه ص ٥٥ ؛ ولسان العرب ( شعب ) ؛ وتاج العروس ( شعب ) ؛ ولذى الرمة فى ديوانه ص ١٢٨٦.

(٢) البيت لجرير فى ديوانه ص ٦٥٠ ؛ ولسان العرب ( شعب ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١١٨١ ؛ ومعجم ما استعجم ص ٧٩٩ ، ٨٦١.

(٣) البيت للنابغة الجعدى فى ديوانه ص ١٤ ؛ ولسان العرب ( شعب ) ؛ وتاج العروس ( شعب ).

(٤) البيتان لأبى خراش الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٠٦ ؛ ولسان العرب ( شعب ) ؛ وتاج العروس ( شعب ).


* وغَزالُ شَعْبان : ضَرْبٌ من الجنادب أو الجَخادب.

مقلوبه : [ ش ب ع ]

* الشِّبَعُ : ضدُّ الجوع. شَبِعَ شِبَعا ، وهو شَبْعان. والأنثى : شْبَعَى ، وشَبْعانة ، وجمعها شِباع ، وشَباعَى. أنشد ابن الأعرابىّ لأبى عارِمٍ الكلابىّ :

فبِتنا شَباعَى آمِنينَ من الرَّدَى

وبالأمن قِدْما تَطْمَئِنُّ المَضاجِعُ (١)

وجاء فى الشعر : شابِعٌ على الفعل. وأشْبَعَه الطَّعامُ والرَّعْىُ.

* والشِّبْع : ما أشْبَعك. وقوله :

وكُلُّهُمُ قَدْ نالَ شِبْعًا لِبطْنِهِ

وشِبْعُ الفَتى لُؤْمٌ إذا جاع صاحِبُهْ (٢)

إنما هو على حذف المُضاف ، كأنه قال : ونَيْل شِبع الفَتى لؤمٌ. وذلك لأن الشِّبْع جَوْهر ، وهو الطَّعامُ المُشْبِع ، ولُؤْمٌ عَرَض ، والجَوْهَر لا يكون عَرَضًا ، فإذا قَدَّرت حَذْفَ المُضاف وهو النَّيْل ، كان عَرَضًا كاللُّؤم ، فحسُنَ.

* وامرأة شَبْعَى الخَلْخال : مَلأى سِمَنا. وبَلَد قد شَبِعت غَنَمه : إذا وُصِف بكثرة النبات وتناهى الشِّبَع. وشَبَّعت : إذا وصِفتْ بتوسُّط النبات ، ومقاربة الشبع.

* وبَهْمة شابِع : إذا بلغت الأكل ، لا يزال ذلك وصفًا لها ، حتى يدنُوَ فِطامها.

* وحَبْل شَبيعُ الثَّلَّة : مَتِينُها. وثَلَّتُه : صوفُه وشعره ووبرُه. والجمع : شُبُع. وكذلك الثوب. ورجل شَبيع العَقْل ، ومُشْبَعُه : مَتينه. وشَبُعَ عَقْلُه ، فهو شَبيع : مَتُن.

* وأشْبَعَ الثوبَ وغيرَه : رَوَّاه صِبْغا ، وقد يُسْتعمل فى غير الجواهر على المَثَل ؛ كإشباع النَّفْخ ، والقِراءة ، وسائر اللَّفظ.

* وتَشَبَّع الرجل : تَزَيَّن بما ليس عنده.

* والإشباع فى القوافى : حركة الدَّخِيل ، وهو الحرف الذى بعد التأسيس ، ككسرة الصاد من قوله :

*كِلينى لهم يا أُمَيْمةَ ناصِبِ* (٣)

__________________

(١) البيت لأبى عارم الكلابى فى لسان العرب ( شبع ) ؛ وتاج العروس ( شيع ).

(٢) البيت لبشر بن المغيرة بن المهلب بن أبى صفرة فى لسان العرب ( شيع ) ؛ وتاج العروس ( شبع ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٤٤٧ ) ؛ والعين ( ١ / ٢٦٥ ).

(٣) صدر بيت ، وعجزه : * وليل أقاسيه بطىء الكواكب * وهو للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٤٠ ؛ ولسان العرب ( نصب ) ، ( أسس ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٣٥٠ ، ٩٨٢.


وقيل : إنما ذلك إذا كان الرَّوِىُّ ساكنا ، ككسرة الجيم من قوله :

كَنِعاجِ وَجْرَةَ ساقَهُ

نَ إلى ظِلالِ الصَّيْفِ ناجِرْ (١)

* وقيل : الإشباع : اختلاف تلك الحركة ، إذا كان الروىُّ مقيدا ، كقول الحُطَيئة : فى هذه القصيدة :

الوَاهِبُ المِئَةَ الصَّفا

يا فَوْقَها وَبَرٌ مُظاهَرْ (٢)

بفتح الهاء. وقال الأخفش : الإشباع : حركة الحرف الذى بين التأسيس والرَّوِىّ المُطْلَق ، نحو قوله :

يَزِيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ دونى كأنَّمَا

زَوَى بينَ عَيْنَيه علىَّ المَحاجِمُ (٣)

كسرة الجيم : هى الإشباع. وقد التزَمَتْها العرَب فى كثير من أشعارها ، ولا يجوز أن يُجْمَع فتحٌ مع كسر ولا ضمّ ، ولا مع كسْرٍ ضَمٌّ ، لأن ذلك لم يُقَل إلا قليلا. قال : وقد كان الخليلُ يُجيز هذا ولا يُجيز التَّوْجِيه. والتوجيه قد جمعته العربُ ، وأكثرت من جمعه ، وهذا لم يُقَل إلا شاذّا ، فهذا أحْرَى ألَّا يجوز. قال ابنُ جِنِّى : سُمّى بذلك ، من قِبَل أنه ليس قَبْل الرَّوِىّ حرفٌ مُسَمّى إلا ساكِنا. أعنى التأسيس ، والرِّدْف ؛ فلما جاء الدخيلُ مُحَرّكا ، مخالفًا للتأسيس والرّدف ، صارت الحركة فيه ، كالإشباع له ، وذلك لزيادة المتحرّك على السَّاكن ، لاعتماده بالحركة ، وتمكُّنه بها.

مقلوبه : [ ب ش ع ]

* طَعامٌ بَشِيعٌ ، وبَشِعٌ : بَين البَشَع ، كَريه ، فيه جُفُوف كالإهْلِيلَج ونحوه ، وقد بَشِعَ بَشَعا.

* وكلام بَشِيع : كريه : منه.

* ورجل بَشِع : كريه ريح الفم ، والأنثى بالهاء. وقد بَشِع بَشَعا وبَشاعَة.

* وبَشِع بهذا الطعام بشَعا : لم يُسِغْه. وبَشِع بالأمر بَشَعا وبَشاعة : ضاقَ. وبَشِعَ الوَادى بالماء : ضاق. وبَشِعَ بالشىء بَشَعا : بَطَش به بَطْشا مُنْكَرا.

__________________

(١) البيت للحطيئة فى ديوانه ص ٣١ ؛ ولسان العرب ( نجر ) ، ( شبع ) ؛ وتاج العروس ( نجر ) ؛ ويروى « السدر » مكان « الصيف ».

(٢) البيت للحطيئة فى ديوانه ص ٣٦ ؛ ولسان العرب ( شبع ). ويروى :

الواهب المائة الهجا

ن معاً لها وبر مطاهر

 (٣) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٢٩ ؛ ولسان العرب ( نقض ) ، ( زوى ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٨ / ٣٤٥ ، ١٣ / ٢٧٦ ، ١٤ / ١٨١ ) ؛ والعين ( ٥ / ٥١ ، ٧ / ٣٩٦ ) ؛ وتاج العروس ( نقض ) ، ( زوى ).


العين والشين والميم

* العَشْم والعَشَم : الطَّمَع ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة الهُذَلىّ :

أم هل تَرَى أَصَلاتِ العَيْشِ نافِعَةً

أم فى الخُلُود ولا بالله من عَشَمِ (١)

* وعَشِمَ عَشَما ، وتَعَشَّم : يَبِس.

* ورجل عَشَمَة : يابسٌ من الهُزال. وزعم يعقوب أن مِيمها بدل من باء عَشَبة. وشيخ عَشَمَة : كبير هَرِم يابس. وقيل : هو الذى تقارَبَ خَطْوُه ، وانحَنى ظَهرُه ، كَعَشَبَة.

* وعَشِمَ الخُبْز عَشَما وعُشُوما : يَبِس وخَنز.

* وخبزٌ عَيْشَم : يابسٌ خَنِز. وقيل : العَيْشَم : الخبز الفاسد ، اسم لا صفة.

* وشَجَر أعْشَم : أصابته الهَبْوة فيَبِس. وأرض عَشْماء : بها شُجَير أعْشَم. ونَبْتٌ أعْشَمُ : بالغ. قال :

كأنَّ صَوْتَ شُخْبِها إذا خَمَا

صَوْتُ أفاعٍ فى خَشِىٍ أعْشَما (٢)

ورواه ابن الأعرابىّ : « أغْشَما » ، وسيأتى ذكرُه.

* والعَيْشُوم : ما هاج من النَّبت ، أى يَبِس. والعَيْشوم : ما يَبِس من الحُمَّاض. الواحدة : عَيْشُومة. والعَيْشُوم أيضا : نَبْت دُقاق طُوال يُشْبه الأَسَل ، تُتخذ منه الحُصُر المصَبَّغة الدّقاق.

وقيل : إن مَنْبِتَه الرَّمل. والعَيْشُوم : شَجَر له صوت مع الرّيح ، قال ذو الرُّمَّة :

*كما تَناوَحَ يوْمَ الرّيح عَيْشُومُ* (٣)

والعَيْشومةُ بالهاء : شَجرة ضخمة الأصل ، تَنْبُت نِبْتة السَّخْبَر ، فيها عيدان طِوال ، كأنه السَّعَف الصّغار ، يطيف بأصلها ، ولها حُبْلة ، أى ثمرة فى أطراف عُودها ، تُشبه ثمر السَّخْبر ، ليسَ فيها حبّ. وقال أبو حنيفة : العَيْشُوم : من الرَّبْل ، ومما يُسْتَخْلَف ، وهو شبيه بالثُّدَّاء ، إلا أنه أضخم.

__________________

(١) البيت لساعدة بن جؤية الهذلى فى زيادات شرح أشعار الهذليين ص ١٣٤٠ ؛ ولسان العرب ( عسم ) ، ( غشم ) ؛ تاج العروس ( عشم ). ويروى « عسم » مكان « عشم ».

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( خمم ) ، ( عشم ) ، ( حشا ) ، ( خشى ) ، ( خما ) ؛ وتاج العروس ( غشم ) ، ( حشا ) ، ( خشى ) ، ( خما ). ويروى « هما » مكان « خما » ، « حشى » مكان « خشى ».

(٣) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٤٠٨ ؛ ولسان العرب ( عشم ) ؛ والعين ( ١ / ٢٦٦ ) ؛ وتاج العروس ( عشم ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٤٤٨ ) ؛ والمخصص ( ١١ / ١٧٢ ).


مقلوبه : [ ع م ش ]

* عَمِشَ عمَشا ، فهو أعمشُ. واستعمله قَيس بن ذَرِيح فى الإبل ، فقال :

فأُقْسِم ما عُمْشُ العُيون شَوَارِفٌ

رَوَائمُ بَوٍّ حانِياتٌ على سَقْبِ (١)

* والتَّعامُش والتَّعميش : التغافُل عن الشىء.

* والعَمْش : ما فيه صلاحٌ للبدن وزيادة. والخِتان للغلام عَمْش ، لأنه يُرَى فيه بعد ذلك زيادة. وطعام عَمْش : موافِق.

مقلوبه : [ ش ع م ]

* الشُّعْموم : الطَّويلُ من النَّاس والإبل. وزعم يعقوب أن عَينها بدل من غين شُغْموم.

مقلوبه : [ ش م ع ]

* الشَّمْعُ والشَّمَع : مُومُ العَسَل. الواحدة شَمْعَة وَشمَعَة. قال يعقوب : والمولَّدون يقولون شَمْع ، وقد غَلِط ، لأن الشَّمَع والشَّمْع : لغتان فصيحتان.

* وأشْمَعَ السِّرَاجُ : سَطَع نورُه.

* والشَّمَع ، والشُّموع ، والشِّماع ، والشِّماعة ، والمَشْمَعَة : الطَّرَبُ والضَّحِك والمُزاح. قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلىّ :

سأَبْدَؤُهُمْ بمَشْمَعَةٍ وأَثْنِى

بجُهْدِى من وِسادٍ أو بِساطِ (٢)

أراد : من طعام وبساط.

* والشَّمُوع : الجارية اللَّعُوب الضَّحُوك الآنسة. وقيل : هى المَزَّاحة الطَّيَّبَة الحديث ، التى تُقَبِّلُك ولا تُطاوِعُك على ما سوَى ذلك. وقيل : الشَّموع : اللَّعوبُ الضَّحوكُ فقط. وقد شَمَعَت تَشْمع شَمْعا وشُموعًا. ورجل شَمُوع : لَعوب ضَحوك. والفعل كالفعل ، والمصدر كالمصدر. وقول أبى ذُؤَيب يصف الحِمار :

فَلَبِثْنَ حِينًا يَعْتَلِجْنَ برَوْضَةٍ

فيَجِدُّ حِينًا فى العلاج وَتَشْمَعُ (٣)

قال الأصمعىّ : معناه : يَلْعَب لا يُجادّ.

__________________

(١) البيت لقيس بن ذريح فى ديوانه ص ٣٢ ؛ ولسان العرب ( عمش ) ، ( حنا ) ؛ وتاج العروس ( عمش ) ، ( حنا ).

(٢) البيت للمتنخل الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٦٩ ؛ ولسان العرب ( شمع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٤٩ ) ؛ وتاج العروس ( بسط ) ، ( شمع ). ويروى « من طعام » مكان « من وساد ».

(٣) البيت لأبى ذؤيب فى شرح أشعار الهذليين ص ١٤ ؛ ولسان العرب ( علج ) ، ( شمع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٥٠ ) ؛ وتاج العروس ( علج ) ، ( شمع ). ويروى « فتجد » ، و « تشمع ».


مقلوبه : [ م ش ع ]

* المَشْعُ : ضربٌ من الأكل ، كأكلك القِثَّاء ، وقد مَشَع القِثَّاءَ مَشْعا.

* والتَّمَشُّع : الاستنجاء والتَّمْشيعُ : التَّمْسيح.

* ومَشَعَ القُطْنَ يمْشَعُه مَشْعا : نفشَه بيده. والمِشْعة والمَشِيعَة : القطعة منه. ومَشَعَ يمْشَع مَشْعا ومُشُوعا : كَسَب وجمَعَ.

* ورجل مَشُوع : كَسوب ؛ قال :

وليسَ بخَيْرٍ من أبٍ غَيرَ أنَّهُ

إذا اغْبَرَّ آفاقُ البِلاد مَشُوعُ (١)

وامْتَشَعَ الشىءَ : اختطفَه ؛ عن ابن الأعرابىّ.

* * *

[ أبواب العين مع الضاد ]

العين والضاد والسين

* الضَّعْوَس : النَّهِمُ الحَرِيص.

العين والضاد والزاى

* عَضَزَ يَعْضزُ عَضِزًا : مَضَغ ، فى بعض اللُّغات.

مقلوبه : [ ض ع ز ]

* الضَّعْزُ : الوَطْءُ الشَّديد.

* وضيعَز : موضع ، أُراهُ جَبَلا.

العين والضاد والطاء

* والعِضْيَوْط والعُضْيُوط ، الأخيرة عن ثعلب : الذى يُحدث إذا جامع ، وقد عَضْيَط.

العين والضاد والدال

* العَضُد ، والعَضْد ، والعُضُد ، والعُضْدُ ، والعَضِد ، من الإنسان وغيره : ما بين المرْفق إلى الكَتِف. والكلام الأكثر : العَضُد. وحكى ثعلبٌ العَضَد ، بفتح العين والضاد ، كلّ ذلك يذكَّر ويُؤنَّث. قال اللِّحيانىّ : العَضُد : مؤنثة لا غيرُ ، وجمعها أعضاد ، لا يُكَسَّر على غير ذلك. واستعمل ساعدةُ بن جُؤَيَّة الأعضاد للنحل ، فقال :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( مشع ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ٢٧٠ ) ؛ وتاج العروس ( مشع ).


وكأن ما جَرَسَتْ على أعْضَادِها

حيث اسْتَقَلَّ بها الشَّرائعَ مَحْلَب (١)

شبَّه ما على سُوقها من العسل بالمحْلَب.

* ورجل عُضادِىّ وعَضَادى : عظيم العَضُد.

* وأعْضَدُ : دقيق العَضُد.

* وعَضَدَه يَعْضِدُه عَضْدًا : أصاب عَضُدَه. وعَضِد عَضَدًا : أصابه داءٌ فى عَضُده. وعُضِد عَضْدًا : شكا عَضُده. يَطَّرد على هذا باب فى جميع الأعضاء.

* وأعْضَد المطرُ ، وعَضَّد : بلغ ثَراه العَضُد.

* وعَضُدٌ عَضِدَة : قَصيرة. ويَدٌ عَضِدة : قَصِيرة العَضُد.

* والعِضَاد والمِعْضَد : ما شُدَّ فى العَضُد مِنَ الخَرَز. وقيل : المِعْضَدَةُ : الدُّمْلُج ، لأنه على العَضُد يكون. حكاه اللحيانىّ. والمِعْضَدة أيضًا : التى يَشُدُّ المسافر على عَضِده ، ويجعل فيها نَفَقَته ؛ عنه أيضًا.

* وثَوْب مُعَضَّد : مخَطَّطٌ على شكل العَضُد. وقال اللِّحيانىّ : هو الذى وَشْيُه فى جَوانبه.

* والعَضُد : القُوَّة ، لأن الإنسان إنما يقْوَى بعَضُدِه ، فسُمِّيَتِ القُوَّة به. وفى التنزيل : ( سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ) [ القصص : ٣٥ ]. والعَضُد : المعين. على المَثَل بالعَضُد من الأعضاء. وفى التنزيل : ( وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ) أى أعْضادًا. وإنما أفرد لتعتدل رُءُوس الآى بالإفراد.

* وعَضَدَه يَعْضُدُه عَضْدًا ، وعاضَدَه : أعانَه.

* وعَضُدُ البناء وغيره وعَضَدُهُ : ما شُدَّ من حَوَالَيهِ كالصفائح المنصوبة حول شَفير الحَوْض. وعَضُدُ الحَوْض : من إزائه إلى مُؤَخَّره. وقيل : عَضُداه : جانباه ؛ عن ابن الأعرابىّ. والجمع أعضاد وعُضود. قال الراجز :

فارْقَتَّ عُقْرُ الحَوْضِ والعُضُودُ

مِنْ عَكَرَاتٍ وَطْؤُها وَئِيدُ (٢)

وعَضُد الركائب : ما حَوَاليها.

__________________

(١) البيت لساعدة بن جؤية الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١١١٠ ؛ ولسان العرب ( عضد ) ؛ وتاج العروس ( عضد ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٨ / ١٧٩ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عضد ) ؛ وتاج العروس ( عضد ).


* وعَضَدَ الرَّكائب يَعْضُدها عَضْدًا : أتاها من قِبَل أعْضادِها ، فضَمَّ بعضَها إلى بعض أنشدَ ابنُ الأعرابىّ :

*إذا مَشَى لم يَعْضُدِ الرَّكائِبَا*

* وعَضُدُ الطَّريق وعِضَادته : ناحِيته. وعَضُدُ الإبْطِ وعَضَدُهُ : ناحِيته أيضًا. وقيل : كلّ ناحية عَضُد ، وعَضَد. وعَضُدُ الرَّحْل : خَشَبتان تُلْزَقان بواسِطَته. وعَضُد النَّعْل ، وعِضادتاها : اللذان يقَعان على القَدَم. وعِضادَتا الباب والإبزِيم : ناحِيتاه. والعَضُد من النَّخل : الطَّريقة منه. وفى الحديث : أن سَمُرَةَ كانت له عَضُدٌ من نخل ، فى حائطِ رجل من الأنصار (١). حكاه الهَرَوىّ فى الغَريبين.

* ورجل عَضُد ، وعَضِد ، وعَضْدٌ : قصير. الأخيرة عن كُراع. وامرأة عَضَاد : قصيرة ؛ قال :

ثَنَتْ عُنُقا لم تَثْنَهِ جَيْدَرِيَّة

عَضادٌ ولا مكْنُوزَةُ اللَّحْم ضَمْزَرُ (٢)

الضَّمْزَرُ : الغليظة اللَّئيمة.

* وعَضَدَ الشَّجرَ يَعْضِدُهُ عَضْدًا ، فهو مَعضُود وعَضِيد ، واسْتَعْضَدَه : قَطَعه. الأخيرة عن الهَرَوىّ. قال : ومنه

حديث طَهْفة : « ونسْتعضِد البَرِيرَ ».

* والعَضَد : ما تَكسَّر من الشَّجَر أو قُطِع. قال عبدُ مناف بن ربْع الهُذَلىّ :

الطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ والضَّرْبُ هَيْقَعَةٌ

ضَرْبَ المُعَوِّل تحتَ الدِّيمة العَضَدَا (٣)

* والمِعْضَد والمِعْضاد من السُّيوف : المُمْتَهَن فى قَطْع الشَّجَر. أنشد ثعلب :

*سَيْفا بِرِنْدًا لم يكُنْ مِعْضَادا* (٤)

* وعَضَد الشَّجرَ : نَثرَ ورَقها لإبله ؛ عن ثعلب. واسم ذلك الوَرَق : العَضَد.

* والمِعْضاد : مثل المِنْجل ، ليس لها أُشُر ، يُرْبَط نصابها إلى عَصًا أو قناة ، ثم يَقْصِم

__________________

(١) « ضعيف » : أخرجه أبو داود ( ح ٣٦٣٦ ).

(٢) البيت للعجير السلولى فى تاج العروس ( عضد ) ؛ وللهذلى ـ نسبة دون ذكر اسمه ـ فى لسان العرب ( عضد ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( جدر ) ، ( ضمزر ) ؛ وتاج العروس ( جدر ) ، ( ضمزر ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٦ / ١٥١ ). ويروى « تثنها ».

(٣) البيت لعبد مناف بن ربع الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٦٧٤ ؛ ولسان العرب ( عضد ): ( هقع ) ، ( شغغ ) ؛ وتاج العروس ( هقع ) ، ( شغغ ) ، ( عول ) ؛ وللهذلى ـ نسبة دون ذكر اسمه ـ فى تهذيب اللغة ( ١ / ١٢٧ ، ٣ / ١٩٨ ، ١٦ / ٣٢ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٥ / ١٣٥ ، ٦ / ٩٠ ). وفى اللسان ( عول ) أن ابن برى قال : الصحيح أن البيت لساعدة بن جؤية الهذلى.

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( برند ) ، ( عضد ) ؛ وتاج العروس ( برند ) ، ( عضد ).


الراعى بها على غنمه أو إبله فُروعَ غُصون الشَّجَر. قال :

كأنَّما تُنْحِى عَلى القَتادِ

والشَّوْكِ حَدَّ الفأْسِ والمِعْضَادِ (١)

قال أبو حنيفة : كلُّ ما عُضِد به الشَّجر فهو مِعْضَد. قال : وقال أعرابىّ : المِعْضَد عندنا : حديدة ثقيلة ، فى هيئة المِنْجل ، يُقطَع بها الشَّجر.

* والعَضِيد : النَّخلة التى لها جِذْع يَتناوَلُ منه المُتناوِل. وجمعُه : عِضْدان.

* والعَواضد : ما يَنْبت من النَّخل على جانَبِى النَّهر.

* وبُسْرَة مُعَضَّدة : بدأ الترطيب فى أحد جانبيها.

* واليَعْضِيد : بقلة زَهْرتها أشدُّ صُفرة من الوَرْس. وقيل : هى من الشَّجر. وقال أبو حنيفة : اليَعْضيد : بقلةٌ من الأحرار ، مُرَّة ، لها زهرة صفراء ، تشتهيها الإبلُ والغنمُ ، والخَيلُ أيضًا تُعْجَب بها ، وتُخْصِبُ عليها. قال النَّابغة ، ووصف خَيلا :

يَتَحَلَّبُ اليَعْضِدُ من أشْدَاقِها

صُفْرًا مناخِرُها مِنَ الجَرْجارِ (٢)

العين والضاد والتاء

* الضَّتْع : دُوَيْبَة.

* والضَّوْتَع : دُوَيْبَّة ، أو طائر. وقيل : الضَّوْتَع : الأحْمق. وقيل : هو الضَّوْكَعة. وهذا أقربُ إلى الصَّواب.

العين والضاد والراء

* عَضَر : حَىّ من اليمن. وقيل : هو اسم مَوْضِع.

مقلوبه : [ ع ر ض ]

* العَرْض : خلاف الطُّول. والجمع : أعراض ؛ عن ابن الأعرابىّ. وأنشد :

يَطْوُوْنَ أعْراضَ الفِجاج الغُبْرِ

طَىَّ أخى التَّجْر بُرودَ التَّجْرِ (٣)

وفى الكثير : عُروض ، وعِراض. قال أبو ذُؤَيب :

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عضد ) ؛ وتاج العروس ( عضد ) ؛ وكتاب الجيم ( ٢ / ٣٣١ ).

(٢) البيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٦٠ ؛ ولسان العرب ( عضد ) ، ( جرر ) ؛ وتاج العروس ( عضد ) ، ( جرر ).

(٣) الرجز لجعثنة الربعى فى لسان العرب ( هجر ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( عرض ). ويروى « الثجر » بالثاء فى الموضعين.


أمِنْكِ بَرْقٌ أبيتُ اللَّيلَ أرْقُبُهُ

كأنَّهُ فى عِراضِ الشَّامِ مِصْباحُ (١)

وقد عَرُضَ عِرَضًا ، وعَراضة. قال كُثَيِّر عَزَّة :

إذا ابتَدَرَ النَّاسُ المَكارِمَ بَذَّهُمْ

عَرَاضَةَ أخلاقِ ابنِ لَيَلى وطُولُها (٢)

فهو عَرِيضٌ ، وعُراض. والجمع : عِرْضَان. والأنثى : عَريضة ، وعُرَاضة.

وقول السَّاجع : « إذا طَلَعَتِ الشِّعْرَى سَفَرَا ؛ ولم تَرَ مَطرَا ؛ فلا تَغْذُوَنَّ إمَّرَةً ولا إمَّرَا ؛ وأرسل العُراضَاتِ أثَرَا ؛ يَبْغِينَك فى الأرض مَعْمَرَا ».

السَّفَر : بياضُ النهار. والإمَّرُ : الذَّكر من وَلَد الضَّأْن. والإمَّرة : الأُنْثَى. وإنما خَصّ الذكُور من الضَّأن ، وإن كان أرادَ جميعَ الغَنم ، لأنها أعجز عن الطَّلَب من المَعْز ، والمَعْزُ تُدْرِك ما لا تُدْرِك الضَّأن. والعُراضَات : الإبل. والمَعْمَر : المنزل بدارِ مَعاش.

* وأعْرَضَه ، وعَرَّضَه : جَعَله عَريضًا. وقوله تعالى : ( فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ ) [ فصلت : ٥١ ] : أى واسع ، وإن كان العَرْض إنما يقع فى الأجسام والدعاء ليس بجسم. وأعْرَضتْ بأولادها ولدتهم عِراضا. وأعْرَض : صار ذا عَرْض. وأعرَض فى الشَّىء : تمَكَّن من عَرْضِه. قال ذو الرُّمَّة :

فَعالَ فَتًى بَنىَ وبَنى أبُوهُ

فأعْرَضَ فى المَكارِمِ واسْتَطالا (٣)

جاء به على المَثَل ، لأن المكارم ليس لها طُول ولا عَرْض فى الحقيقة.

* وقَوْس عُراضة : عَرِيضة.

* وقول أسماء بن خارجة ، أنشد : ثعلب :

فَعَرَضْتُه فى ساقِ أسْمَنِها

فاجْتازَ بَينَ الحاذِ والكَعْبِ (٤)

لم يُفسِّره ثعلب. وأُراه أراد : غَيَّبْتُ فيها عَرْض السَّيف.

* والعُراضات : الإبلُ العَرِيضة الآثار.

* ورجل عَرِيض البِطانِ : كثير المال. وقيل فى قوله تعالى : ( فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ ) [ فصلت : ٥١ ] أراد : كثير ، فوضع العَرِيض موضع الكثير ، لأن كلّ واحد منهما مقدار ،

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٦٧ ؛ ولسان العرب ( صبح ) ، ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( صبح ) ، ( عرض ).

(٢) البيت لجرير فى ذيل ديوانه ص ١٠٣٣ ؛ ولسان العرب ( عرض ) ؛ ولكثير عزة فى ديوانه ص ٣٠٤ ؛ ولجرير أو لكثير فى تاج العروس ( عرض ).

(٣) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٥٤٩ ؛ ولسان العرب ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( عرض ).

(٤) البيت لأسماء بن خارجة فى لسان العرب ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( عرض ).


وكذلك لو قال طويل ، لَوُجِّه على هذا ، فافهم. والذى تقدّم أعْرَف. وامرأةٌ عَرِيضة أرِيضة : وَلُودٌ كاملة.

* وهو يمشى بالعَرْضِيَّة ، والعُرْضِيَّة عن اللِّحيانىّ : أى بالعَرْض.

* وعَرَض الشىءَ عليه ، يَعْرِضه عَرْضا : أراه إياه.

* وقول ساعدةَ بن جُؤَيَّة :

وقد كان يوْمُ اللِّيث لو قلتَ أُسْوَةً

ومَعْرَضةً لو كنتَ قلتَ لقائِلِ

علىَّ وكانوا أهْلَ عِزّ مُقَدَّمٍ

ومَجْدٍ إذا ما حَوَّض المجدَ نائِلِ (١)

أراد : لقد كان فى هؤلاء القوم الذين هَلكوا ما آتَسِى به ، ولو عَرَضْتهم علىّ مكانَ مُصيبتى بابْنِى لقَبِلتُ. وأرادَ ومَعْرَضة علىّ ، ففَصَل.

* وعَرَض الكتاب والجُنْدَ وغَيرهم ، يَعْرِضُهُمْ عَرْضًا ، وهو منه. وقد فاتَه العَرْضُ والعَرَض. والأخيرة أعلى.

* واعْتَرَض الجُندُ على قائدهم ، واعترَض الناسَ : عَرَضهم واحدًا واحدًا. واعترض المتاعَ ونحوه ، واعترضه على عَيْنه ؛ عن ثعلب. ونظر إليه عُرْض عَين ؛ عنه أيضًا : أى اعترضه على عَيْنه.

* وعارَض الشىءَ بالشَّىءِ مُعارضة : قابَلَهُ.

* وعَرَض من سِلْعته : عارَض بها ، فأعْطَى سِلْعَةً وأخَذ أُخرَى. وعارَضَه فى البيع ، فعَرَضه يَعْرُضُه عَرْضًا : غَبَنَه. وعَرَض له من حَقِّه ثَوْبًا ، يعرِضه عَرْضًا ، وعَرَض به : أعطاه إيَّاه مكان حَقِّه.

* ويقال : عَرَّضْتُك : أى عَوَّضْتُك. قال :

هل لكِ والعارِضُ منك عائِضُ

فى هَجْمَةٍ يُسْئِرُ منها القابضُ (٢)

هذا رجلٌ يخاطبُ امرأة أراد تَزْوِيجَها فقال لها : هل لك رغبة فى مائة من الإبل أو أكثر

__________________

(١) البيتان لساعدة بن جؤية فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٨٢ ؛ ولسان العرب ( عرض ) ؛ والأول له فى تاج العروس ( ليث ) ، ويروى « لقابلُ » مكان ( لقائلِ ) ؛ والثانى له فى تاج العروس ( حوط ) ، ولسان العرب ( حوط ) ، ويروى « نائلُ » مكان « نائلِ ».

(٢) الرجز لأبى محمد الفقعسى فى لسان العرب ( عرض ) ، ( عوض ) ، ( قبض ) ، ( هجم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٥٦ ، ٣ / ٦٨ ، ٨ / ٦٧ ، ٣٥٠ ) ؛ وتاج العروس ( عرض ) ، ( عوض ) ، ( قبض ) ، ( فضض ) ، ( وقض ) ؛ وبلا نسبة فى العين ( ١ / ٢٧١ ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ٢٥١ ).


من ذلك ، لأن الهَجْمَة أوّلها الأربعون ، إلى ما زادت. يُسْئِر منها القابض : أى يُبْقِى ، لأنه لا يقدر على سَوْقها ، لكثرتها وقُوَّتِها ، لأنها تَفَرَّقُ عليه. والعارِض عليك هذه الإبل عائض منك ، أى مُعْتاض منك التزْويج. ومَن رَوَى يُغْدرِ : أراد يترك ، من قولهم : غادَرْت الشىءَ.

* وعَرَض الفرسُ فى عَدْوه : مَرَّ مُعْتَرِضا. وعرضَ العُود على الإناء ، والسَّيفَ على فخذه ، يَعْرِضه عَرضاً.

* وعَرَض الرُّمْحَ يَعْرِضه عَرْضا ، وعَرَّضَه.

قال النابغة :

لَهُنَّ عليهم عادةٌ قد عَرَفْنَها

إذا عَرَّضوا الخَطِّىَّ فوقَ الكَوَاثِبِ (١)

* وعَرَض الشىءُ يَعْرِض ، واعترَض : انتصبَ كالخشبة المُنتصبة فى النهر ونحوها.

* واعترض الشىءَ : تكلَّفه.

* وأعرض لك الشىءُ من بعيد : ظَهَر. والشَّىءُ مُعرِض لك : موجود ظاهر ، لا يمتنع. وكلُّ مُبْدٍ عُرْضَه : مُعْرِض. قال عمرو بن كُلْثوم :

وأعْرَضَتِ اليمامة واشْمَخَرَّتْ

كأسْيافٍ بأيْدِى مُصْلِتِينَا (٢)

وقال أبو ذُؤَيْب :

بأحْسَنَ منها حينَ قامَتْ فأعْرَضَتْ

تُوَارِى الدُّموعَ حينَ جَدَّ انحِدَارُها (٣)

* واعترَض له بسَهم : أقْبَلَ قِبَلَه فقَتله. واعترَض عُرْضَه : نحا نحْوَه. واعترَض الفَرَسُ فى رَسَنه ، وتَعَرَّض : لم يَسْتَقِم لقائِده ؛ قال الطِّرِمَّاح :

وأرَانى المليكُ رُشْدى وقد كُنْ

تُ أخا عُنْجُهِيَّةٍ واعْتِرَاضِ (٤)

وقال :

تَعَرَّضَتْ لمْ تَأْلُ عن قَتْلٍ لِى

تَعَرُّضَ المُهْرَةِ فى الطِّوَلِ (٥)

__________________

(١) البيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٤٣ ؛ ولسان العرب ( كثب ) ، ( عرض ) ، وتاج العروس ( كثب ) ، ( عرض ).

(٢) البيت لعمرو بن كلثوم فى ديوانه ص ٧٠ ؛ ولسان العرب ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( عرض ). وبلا نسبة فى العين ( ١ / ٢٧٢ ).

(٣) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٧٣ ؛ ولسان العرب ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( عرض ).

(٤) البيت للطرماح فى ديوانه ص ٢٦٣ ؛ ولسان العرب ( عرض ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٦٣ ) ؛ والعين ( ١ / ٢٧٣ ) ؛ وتاج العروس ( عرض ).

(٥) الرجز لمنظور بن مرثد الأسدى فى لسان العرب ( طول ) ، ( قتل ) ؛ وتاج العروس ( عرض ) ، ( طول ) ؛ بلا نسبة فى لسان العرب ( عرض ) ، ( أنن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٤ / ١٧ ). ويروى «‌ عن قتلِلِّي » مكان «‌ عن قتلي لي ».


* والعَرَض والعارِض : الآفةُ تَعْرِض فى الشىء. وجمع العَرَض : أعراض. وعَرَض لك الشَّكُّ ونحوهُ : من ذلك.

* وشُبْهة عارِضة : مُعْتَرِضَة فى الفُؤاد. وفى حديث علىّ رضى الله عنه : « يَقْدح الشَّكُّ فى قَلْبه ، بأوَّل عارِضَةٍ من شُبْهة ». وقد تكون العارِضة هنا مصدرًا ، كالعاقبة والعافية.

* وأصابه سَهْمُ عَرَضٍ ، وحَجَرُ عَرَضٍ ، مضاف. وذلك أن يُرْمَى به غيرُه ، فيصاب هو بتلك الرَّمْية ، ولم يفرَدْ بها.

* والعَرَض فى الفَلْسَفة : ما يُوجد فى حامِله ، ويزول عنه ، من غير فساد حامله ، وما لا يزول عنه ، فالزّائل منه ، كأُدْمَةِ الشُّحُوب ، وصُفْرة اللَّون ، وحَركة المتحرِّك ، وغير الزائل كسواد القارِ والسَّبَج والغُراب.

* وتَعَرَّض الشىءُ : دخله فساد. وتَعَرَّض الحُبُّ : كذلك. قال لبيد :

فاقْطَعْ لُبانةَ مَن تَعَرَّضَ وَصْلُهُ

ولَشَرُّ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها (١)

* والعَرَض : ما نِيل من الدُّنيا. يقال : الدنيا عَرَض حاضِر ، يَأكلُ منها البَرُّ والفاجر.

* ورجل عِرّيض يتَعَرَّض الناسَ بالشَّرّ. قال :

وأحمَق عِرّيضٌ عليه غَضَاضَةٌ

تَمَرَّسَ بى مِنْ حَيْنِه وأنا الرَّقِمْ (٢)

* واستَعْرَضَه : سأله أن يَعْرِض عليه ما عندَه. واسْتَعْرَض : يُعْطِى مَنْ أقْبَل ومَنْ أدْبَرَ.

* وعِرْض الرجُل : حَسَبُه. وقيل : نفسُه. وقيل : خَليقته المحمودة. وقيل : ما يُمْدَح به ويُذَمّ. قال حَسَّان :

فإنَّ أبى ووالِدَه وعِرْضِى

لعِرْضِ مُحَمَّدٍ منكم وِقاءُ (٣)

والجميع : أعراض.

* وعَرَض عِرْضَه يَعْرِضُه ، واعترَضَه : انتقَصَه وشَتَمه ، أو قابَلَه ، أو ساواهُ فى الحسب. أنشد ابن الأعرابىّ :

__________________

(١) البيت للبيد فى ديوانه ص ٣٠٣ ؛ ولسان العرب ( عرض ) ، ( صرم ) ؛ وتاج العروس ( عرض ) ، ( صرم ) ؛ والعين ( ١ / ٢٧٣ ).

(٢) البيت للباهلى فى العين ( ٥ / ١٦٠ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( مرس ) ، ( عرض ) ، ( غضض ) ، ( رقم ) ؛ وتاج العروس ( مرس ) ، ( غضض ) ، ( رقم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٩ / ١٤٢ ، ١٦ / ٣٦ ) ؛ ويروى « من جهله » بدل « من حينه ».

(٣) البيت لحسان بن ثابت ـ رضى الله عنه ـ فى ديوانه ص ٧٦ ؛ ولسان العرب ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( عرض ).


وقَوْمًا آخَرِينَ تَعَرَّضُوا لى

ولا أجْنِى مِنَ النَّاسِ اعْتِراضَا (١)

أى لا أجْتَنِى شَتْمًا منهم.

* وقولُه عليه الصَّلاةُ والسَّلام : « لَىُّ الوَاجِد يُحِلُّ عُقوبَته وعِرْضَه » (٢). عُقوبته : حَبْسه. وعِرْضُه : شِكايتُه. حكاه ابن الأعرابىّ ، وفسَّره بما ذكرناه.

* والعِرْض : ما عَرِق من الجَسد. والعِرْض : الرائحةُ ما كانت. وجمعها : أعْراض. والعِرْض : الجماعةُ من الطَّرْفاءِ والأَثْل والنَّخْل ، ولا يكون فى غَيرهنّ. والعِرْض : جَوُّ البلد وناحيتُه من الأرض. والعِرْض : الوادى. وقيل : جانبه. وقيل : عِرْض كلّ شىء : ناحيتُه. والعِرْض : وادٍ باليمامة. قال :

فهذَا أوَانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُه

زَنابيرُه والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ (٣)

الأَزْرَق : الذُّباب. وقيل : كلّ وادٍ عِرْض. وجمع كل ذلك أعراض لا يُجاوَز.

* وبلد ذو مَعْرِض : أى مَرْعَى يُغْنى الماشِيةَ عن أنْ تُعْلَف. وعَرَّض الماشية : أغناها به عن العَلَف.

* والعَرْض والعارِضُ : السَّحاب. وقيل : العَرْض : ما سَدَّ الأفُق. والجمع : عُرُوض. قال ساعدة بنُ جُؤَيَّة :

أرِقْتُ لهُ حتى إذَا ما عُرُوضُه

تحادَتْ وهاجَتْها بُرُوقٌ تُطيرُها (٤)

* والعارِض : ما سَدَّ الأُفُق من الجراد والنَّحْل. قال ساعدة :

رأى عارِضًا يَهْوِى إلى مُشْمَخِرَّةٍ

قدَ احْجَمَ عنها كلُّ شىءٍ يرُومُها (٥)

* والعَرِيض : الجَدْى إذا نزَا. وقيل : هو إذا أتى عليه نحو من سنَة ، وتناول الشَّجَر والنَّبْت. وقيل : هو الذى رَعَى وقَوِى. وقيل : الذى أجْذَع. والجمع : عِرْضان.

* وعَرِيضٌ عَرُوضٌ : إذا فاته النَّبْت اعترَض الشَّوْكَ بِعُرْض فيه.

* والغَنم تَعْرُض الشَّوكَ : تَناوَلُ منه. والإبلُ تعْرُض عَرْضا ، وتَعترِض : تَعلَّقُ من

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( عرض ).

(٢) سبق تخريجه فى ص ٢٤٥.

(٣) البيت للمتلمس فى ديوانه ص ١٢٣ ؛ ولسان العرب ( لمس ) ، ( عرض ).

(٤) البيت لساعدة بن جؤية فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٧٦ ؛ ولسان العرب ( عرض ) ، ( حدا ) ؛ وتاج العروس ( عرض ) ، ( حدا ).

(٥) البيت لساعدة بن جؤية فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٤٠ ؛ ولسان العرب ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( عرض ).


الشَّجر لتأكله.

* واعترضَ البعيرُ الشَّوك : أكله. وبَعِيرٌ عَرُوض : يأخذه كذلك. وقيل : العَرُوض : الذى إنْ فاته الكَلأُ أكل الشَّوك.

* وعَرَضَ البعيرُ يَعْرُض عَرْضًا : أكلَ الشَّجر من أعراضه. قال ثعلب : قال النَّضْر بن شُمَيْل : سمِعت أعرابيًا حجازيًا وباع بعيرًا له ، فقال : هو يأكُلُ عَرْضًا وشَعْبا. الشَّعْب : أن يهْتَضِم الشَّجَرَ من أعلاه. وقد تقَدَّم.

* ولَقِحَتِ الإبلُ عِرَاضا : إذا عارَضَها فحلٌ من إبِل أخرى. وجاءت المرأة بابن عن مُعارَضَة ، وعِراض : إذا لم يُعْرَف أبوه.

* والعَرْض : خلاف النَّقْد من المال. وجمعه : عُروض. والعَرْض : الجَبَل. والجمع كالجمع. وقيل : العَرْض : صَفْح الجَبل وناحِيتُه. وقيل : هو الموضِع الذى يُعْلَى منه الجَبَل. والعَرْض : الجَيش الضخم ، مُشَبَّه بناحية الجبَل. وجمعه : أعراض.

* والعَرُوض : الطَّريق فى عُرْض الجَبَل. وقيل : هو ما اعترَض فى مَضِيقٍ منه. وقيل : هو الذى يُعْتَلى منه. والجمع : عُرُض. والعَرُوض من الإبل : التى لم تُرَضْ. أنشد ثعلب :

فمَا زَالَ سَوْطى فِى قِرابى ومِحْجَنِى

وَما زِلْتُ منه فى عَرُوضٍ أذُودُها (١)

* واعترَضَها : ركبها ، أو أخذها رَيِّضًا.

* والعرُوض : الناحية. قال التَّغْلَبىّ :

لكُلّ أُناسٍ مِنْ مَعَدّ عِمارَةٌ

عَرُوضٌ إليها يَلْجَئُونَ وَجانِبُ (٢)

وعَرُوض الكلام : فَحْواه ومعناه. وهذه المسألة عَرُوض هذه : أى نظيرُها.

* والمُعْرِض : الذى يَسْتدينُ مِمَّنْ أمْكَنَه منَ النَّاس.

* وعُرْض الشىء : وسَطُه وناحِيتُه. وقيل : نفسُه. وعُرْض الحديث وعُرَاضُه : مُعْظَمه. وعُرْضُ النَّاسِ ، وعَرْضُهُم : كذلك. وعُرْض السَّيْف : صَفْحه. والجمع : أعراض. وعُرْضَا العُنُقِ : جانِباه. وقيل : كلّ جانب عُرْض.

* وأعْرَض لك الظَّبْىُ وغيرُه : أمْكَنك من عُرْضه. ونظرَ إليه مُعارَضَةً ، وعن عُرُض ،

__________________

(١) البيت لحميد بن ثور فى ديوانه ص ٧٢ ؛ ولسان العرب ( عرض ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٦٦ ) ؛ وتاج العروس ( عرض ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٧ / ٤ ).

(٢) البيت للأخنس بن شهاب التغلبى فى لسان العرب ( عرض ) ؛ ومعجم ما استعجم ص ٨٦ ؛ وللتغلبى ـ نسبة دون ذكر اسمه ـ فى لسان العرب ( عمر ).


وهو منه. وخرَجوا يضرِبون النَّاس عنْ عُرْض : أى عن شِقّ وناحِيَة ، لا يُبالون مَنْ ضَرَبوا. واسْتَعرَض الخوارجُ النَّاسَ : لم يُبالُوا مَنْ قَتَلوا. وأكلَ الشَّىءَ عُرْضًا : أى مُعْترِضًا. ومنه الحديث : « كُلِ الجُبْنَ عُرْضا » (١) : أى اعترِضْه. يعنى كُلْه ولا تسأل عنه : أمِن عمل أهلِ الكتاب هو ، أم من عمل غيرهم؟

* والعَرَض : كثرَة المال.

* والعُراضَة : الهَديَّةُ يُهديها الرجل لأهله ، إذا قَدِم من سَفَر. وعَرَّضَهم ، عُراضَةً ، وعَرَّضَها لهم : أى أهْداها أو أطْعمَهم إيَّاها. قال يصفُ ناقة :

يَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيانْ

حَمْراءَ مِنْ مُعَرّضَاتِ الغِرْبانْ (٢)

معناه : أنها تَقدَّم الحادِىَ والإبل ، فتسيرُ وحدَها ، فيسقُط الغُراب على حِملِها ، إن كان تمرًا أو غيره ، فيأكلُه. وقال اللِّحيانىّ : عُراضة القافل من سَفره : هَديَّتُه التى يُهديها لصِبيانه ، إذا قفلَ من سَفَره.

* وتَعَرَّض الرِّفاقَ : سألهم العُراضات.

* والعارضة : الشاةُ أو البعيرُ يصيبه الداء أو السَّبُع أو الكسر. وعَرَضَتِ العارضة تَعْرُض عَرْضا : ماتت من مَرَض.

* وفلان عُرْضة للشرّ : قوِىّ عليه ؛ قال كعب بن زُهَير :

مِن كلّ نَضَّاخة الذِّفْرَى إذا عَرِقَتْ

عُرْضَتُها طامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ (٣)

وكذلك الاثنان والجميع ؛ قال جرير :

*وتُلْقَى حِبالِى عُرْضَةً للمُرَاجِمِ* (٤)

ويُروَى : « جِبالى ». وفلان عُرْضة لكذا : أى معروض له : أنشد ثعلب :

طَلَّقْتُهُنَّ وَما الطَّلاقُ بسُنَّة

إنَّ النساءَ لعُرْضَةُ التَّطْليق (٥)

وفى التنزيل : ( وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ ) [ البقرة : ٢٢٤ ] وفلان عُرْضة للنَّاس :

__________________

(١) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ٢ / ٣٧٤ ) عن محمد ابن الحنفية من قوله.

(٢) الرجز للأجلح بن قاسط فى لسان العرب ( عرض ) [ وفيه : قال ابن برى : وهذان البيتان فى آخر ديوان الشماخ ، وكذلك جاء فى التاج ] ، ( علا ) ؛ وتاج العروس ( عرض ) ؛ وللشماخ فى ديوانه ص ٤١٦ ، ٤١٧ ( وفيه « مذعان » مكان « عليان » ) وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٤٦١ ؛ والمخصص ( ٤ / ١٧ ، ٧ / ١٣٧ ).

(٣) البيت لكعب بن زهير فى ديوانه ص ٩ ؛ ولسان العرب ( نضخ ) ، ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( نضخ ) ، ( عرض ).

(٤) عجز بيت ، وصدره : تشمس يربوع رائي بالقنا. وهو لجرير فى ديوانه ص ٩٩٥ ؛ ولسان العرب ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( عرض ).

(٥) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( عرض ).


لا يزالون يقَعون فيه.

* وعَرَضَ له أشَدَّ العَرْض ، واعترَض : قابَله بنفسه. وعَرَضَتْ له الغُولُ عَرْضًا وعَرَضًا ، وعَرِضَتْ : بدَتْ.

* والعُرْضِيَّة : الصُّعوبة. وقيل : هو أن يركب رأسَه مِن النَّخْوة. ورجل عُرْضِىّ : فيه عُرْضِيَّة. والعُرْضِيَّة فى الفرَس : أن يمشِىَ عَرْضًا. والعُرْضِىّ : الذَّلول الوَسَط ، الصَّعْبُ التَّصَرُّف. وناقة عُرْضِيَّة : لم تذِلَّ كلّ الذُّلّ.

* والمِعْراض : السَّهم دون رِيش يمضى عَرْضًا.

* والمِعْرَض : الثَّوب تُعْرَض فيه الجارِية. والألفاظ معارِيضُ المَعانى : من ذلك ؛ لأنها تُجَمِّلُها.

* والعارِضان : شِقَّا الفَم. وقيل : جانِبا اللِّحْية. قال عَدىّ بن زَيْد :

لا تُؤَاتِيكَ إن صَحَوْتَ وإن أجْ

هَدَ فِى العارِضَينِ مِنْكَ القَتِيرُ (١)

* والعوارِضُ : ما وَلِى الشِّدْقَين مِن الأسنان. وقيل : هى أربَعُ أسنانٍ تَلِى الأنيابَ ، ثم الأضراسُ تَلِى العَوَارِض. قال الأعشى :

غَرَّاء فَرْعاءُ مَصْقولٌ عَوَارِضُها

تمْشِى الهُوَيْنَى كما يمْشِى الوَجِى الوَحِلُ (٢)

وقيل : العَوَارض : ما بين الثَّنايا والأضراس. وقيل : العَوارض : ثمانية ، فى كل شِقّ أربعة فوقُ ، وأربعة أسفلُ.

* والعارِض : الخَدُّ. وعارِضة الوجْه : ما يبدو منه.

* وعُرْضا الأنْفِ : مبتدأ منحدَر قَصبَته.

* وعارضة البابِ : مِسَاك العِضادتين من فَوْق. ورجل شديد العارِضة : منه ، على المَثَل. وإنه لذو عارضة وعارِض : أى ذو جَلَد ، مُفَوَّهٌ ، على المَثَل أيضا. والعارِض : سَقائف المَحْمِل. وعوارضُ البيت : خَشَب سقفه المُعَرَّضَة.

* والعِرَضُ : النَّشاط ، أو النَّشيطُ ؛ عن ابن الأعرابىّ : وأنشد :

__________________

(١) البيت لعدى بن زيد فى ديوانه ص ٨٥ ؛ ولسان العرب ( جهد ) ، ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( جهد ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٦ / ٣٩ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١ / ٧٧ ).

(٢) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٠٥ ؛ ولسان العرب ( عرض ).


إنَّ لهَا لَسانِيا مِهَضَّا

على ثَنايا القَصْدِ أو عِرَضَّا (١)

السَّانى : الذى يَسْنو على البعير بالدّلْو. يقول : يَمُرّ على مَنْحاتِهِ بالغَرْب ، على طريق مُستقيم.

* والعِرَضَّة والعِرْضَنَة : الاعتراض فى السَّير ، من النَّشاط. والفرَس تعْدُو العِرَضْنَى والعِرَضْنَة والعِرَضْناة : أى مُعترِضَةً ، مرّةً من وجه ، ومَرَّة من آخر. وناقة عِرَضْنَةٌ : مُعترِضة فى السَّير ؛ عن ابن الأعرابىّ ، وأنشد :

تَرِدْ بِنا فى سَمَلٍ لم يَنْضُبِ

منها عِرَضْناتٌ عِظامُ الأرْقُبِ (٢)

العِرَضْناتُ هنا : جمع عِرَضْنَة. وقال أبو عُبيد : لا يُقال : ناقة عِرَضْنَة ، إنما العِرَضْنَة الاعتراض. وامرأة عِرَضْنَة : ذهبت عَرْضا من سِمَنِها.

* وأعْرَض عنه : صَدّ.

* وعرَض لك الخَيرُ يَعْرِض عُرُوضا ، وأعْرض : أشرَف.

* وتَعَرَّض معروفَه ، وله : طلبه.

* واستعمل ابن جنىّ التعريض فى قوله : كان حذفه أو التعريض لحذفه ، فسادا فى الصَّنعة.

* وعارضه فى السَّير : سار حِياله. وعارضه بما صنع : كافأه. وعارَض البعيرُ الريحَ : إذا لم يستقبلها ولم يَسْتَدْبرها.

* وأعْرَضَ النَّاقةَ على الحوض ، وعَرَضَها عَرْضًا : سامها أن تشرب. وعَرَض علىَّ سَوْمَ عالَّة : بمعنى قول العامَّة : « عَرْضٌ سابِرِىّ ». وعَرَض الشىءُ يَعْرِض : بَدَا.

* وعُرَضَّى : فُعَلَّى من الاعتراض. حكاه سِيبويه.

* ولَقيهُ عارِضًا : أى باكرا. وقيل : هو بالغين المعجمة.

* وعارِضاتُ الوِرْد : أوّله. قال :

__________________

(١) الرجز لأبى محمد الفقعسى فى لسان العرب ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( عرض ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( رقب ) ، ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( عرض ). ويروى : « الأرنب » مكان « الأرقب ».


كِرام ينالُ الماءَ قَبلَ شِفاهِهمْ

لهمْ عارِضاتُ الوِرْد شُمُّ المَناخِرِ (١)

لهم : أى منهم. يقول : تقعُ أنوفهم فى الماء قبل شِفاهِهم فى أوّل وُرُود الوِرْد ، لأن أوّله لهُم دون الناس.

* وعَرَّض لى بالشىء : لم يُبَيِّنْه.

* وتعرَّض فى الجَبَل : أخذ يمينًا وشِمالاً. قال عبد الله ذو البِجادَيْن المُزَنىّ ، وكان دَليلَ النَّبىّ صَلى الله عليه وسلّم ، يخاطب ناقته ، عليه‌السلام :

تَعَرَّضِى مَدارِجًا وسُومِى

تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ

هُوَ أبو القاسِم فاسْتَقِيمى (٢)

ويُرْوَى : « هذا أبو القاسم ... ». تَعَرَّضِى : خُذى يَمْنةً ويَسْرَةً. تَعَرُّضَ الجَوْزاء : لأن الجوزاء تَمُرّ على جَنْب. والمدارج : الثَّنايا الغِلاظ.

* وعَرَّض لفلان ، وبه : إذا قال فيه قَوْلا وهو يعيبه.

* وأعراض الكلام ، ومَعارِضُه ، ومَعاريضه : كلامٌ يُشْبه بعضه بعضًا فى المعانى ، كالرجل تسأله هل رأيت فلانًا؟ فيكره أن يكذب وقد رآه ، فيقول إن فلانًا لَيُرَى ؛ ولهذا المعنى قال عبد الله بن العباس : ما أُحِبّ بمعارِيض الكلام حُمْرَ النَّعَم. ولهذا قال عبد الله ابن رَوَاحة ، حين اتهمته امرأته فى جارية له ، وقد كان حلف ألا يقرأ القرآن وهو جُنُب ، فألَحَّتْ عليه بأن يقرأ سورة ، فأنشأ يقول :

شَهِدْتُ بأنَّ وَعْدَ اللهِ حَقّ

وأنَّ النَّارَ مَثْوَى الكافِرِينا

وأنَّ العَرْشَ فوْقَ الماءِ طافٍ

وفوْقَ العَرْشِ رَبُّ الْعالَمِينا

وَتَحْمِلُهُ ملائِكَةٌ شِدادٌ

مَلائِكَةُ الإلَهِ مُسَوَّمِينا (٣)

قال : فرَضِيتِ امرأته ، لأنها حَسِبَتْ هذا قُرآنًا ، فجعل ابن روَاحَة كلامه هذا عَرَضا ومِعْرَضا ، فِرارًا من القراءة.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عرض ) ؛ والمخصص ( ٧ / ٩٨ ).

(٢) الرجز لعبد الله ذى البجادين المرنى فى لسان العرب ( درج ) ، ( عرض ) ، ( سوم ) ، ( ثنى ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٣ / ١١١ ، ١٥ / ١٤٠ ) ؛ وتاج العروس ( درج ) ، ( عرض ) ، ( سوم ) ؛ وللمزنى ـ نسبة دون ذكر اسمه ـ فى لسان العرب ( درج ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٦٤٧ ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٤٦٢ ).

(٣) الأبيات لعبد الله بن رواحة ـ رضى الله عنه ـ فى ديوانه ص ١٠٦ ، ولسان العرب ( عرض ) ؛ وسير أعلام النبلاء ( ١ / ٢٣٨ ).


* والعَرُوض : مَكَّة والمدينة واليمن ، مُؤَنَّث ، والعَروض : آخر النصف الأوّل من البيت ، أنثى ، وربما ذُكِّرَت. والجمع : أعاريض ، على غير قِياس. حكاه سيبويه. قال أبو إسحاق : وإنما سُمّى وسَطُ البيت عَرُوضا ، لأن العَرُوض وسطُ البيت من البناء ، والبيت من الشِّعْر مبنى فى اللفظ على بناء البيت المَسْكُون للعرب ، فقِوام البيت من الكلام عَرُوضه ، كما أنّ قوام البيت من الخِرَق ، العارضةُ التى فى وَسَطه ، فهى أقوى ما فى بيت الخِرَق ، فلذلك يجب أن تكون العَروض أقْوى من الضَّرْب ؛ ألا تَرَى أنّ الضُّرُوب النقص فيها أكثرُ منه فى الأعاريض.

* ومَضى عَرْض من اللَّيل : أى ساعة.

* وقد سَمَّوْا عارضا ، وعَرِيضًا ، ومُعْترِضًا ، ومُعَرِّضًا ، ومُعْرِضًا. قال :

لو لا ابنُ حارِثةَ الأميرُ لقَدْ

أغْضَيْتَ مِنْ شَتْمى على رَغْمِ

إلا كمُعْرِضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ

عَمْدًا يُسَبِّبُنِى على الظُّلْمِ (١)

الكاف زائدة. وتقديره : إلا مُعْرِضًا.

* وعُوارِض موضع. قال :

فَلأَبْغِيَنَّكُمُ قَنًا وعُوَارِضًا

وَلأقْبِلَنَّ الخَيْلَ لابَةَ ضَرْغَدِ (٢)

والعَرُوض : جبَل. قال ساعدة بن جُؤَيَّة :

ألمْ نَشْرِهِمْ شَفْعا وتُترَكَ منهُم

بِجَنْبِ العَرُوضِ رِمَّةٌ ومَزَاحِفُ (٣)

مقلوبه : [ ض ر ع ]

* ضَرَع إليه ، يَضْرَع ضَرْعا وضَرَاعَة ، فهو ضارِعٌ ، من قوم ضَرَعَة وضُرُوع ، وتَضَرَّع ، كلاهما : تَذَلَّل وتخَشَّع. وأضرعته إليه الحاجة.

* وخَدٌّ ضارِع ، وجَنْب ضارِع : متخَشِّع ، على المَثَل.

* والضَّرَعُ والضَّارِع : الصغير من كلّ شىء ، وقيل : هو الصغير السِّنّ الضعيف. قال :

أناةً وحِلْما وانتظارًا بهِمْ غَدًا

فما أنا بالوانى ولا الضَّرَعِ الغُمْرِ (٤)

__________________

(١) البيتان للنابغة الجعدى فى ديوانه ص ٢٣٥ ؛ ولسان العرب ( سبب ) ، ( حسر ) ، ( عرض ).

(٢) البيت لعامر بن الطفيل فى ديوانه ص ٥٥ ؛ وتاج العروس ( ضرغد ) ، ( عرض ) ، ( قبل ) ؛ ولسان العرب ( ضرغد ) ، ( عرض ) ، ( قبل ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٥ / ١٦٣ ، ١٧ / ٤٧ ).

(٣) البيت لساعدة بن جؤية فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٥٧ ؛ ولسان العرب ( عرض ) ؛ وتاج العروس ( عرض ).

(٤) البيت لطرفة بن العبد فى كتاب العين ( ١ / ٢٦٩ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ضرع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٧١ ) ؛ والعين ( ٨ / ٤٠١ ).


وقد ضَرُع ضَراعَةً. وأضْرَعه الحُبُّ وغيرُه.

قال أبو صخر :

ولَمَا بَقِيتُ لَيَبْقَيَنَّ جَوًى

بينَ الجوَانح مُضْرِعٌ جِسْمى (١)

* ورجلٌ ضارع ، بَيِّن الضُّرُوع والضَّراعة : ناحل.

* وضَرَعَتِ الشَّمْسُ وضَرَّعَتْ : غابت ، أو دَنَتْ مِنَ المَغِيب. وضَرَّعَتِ القِدرُ : حان أن تُدْرِك.

* وضَرْع الشَّاةِ والنَّاقة : مَدَرُّ لَبنها. والجمع : ضُرُوع.

* وأضْرَعَتِ الشَّاةُ والنَّاقة ، وهى مُضْرِع : نَبَت ضَرْعُها أو عَظُم.

* والضَّرِيعَة ، والضَّرْعاء جميعًا : العظيمة الضَّرْع من الشاء والإبل. وشاة ضَرِيع : حسنَة الضَّرْع.

* وأضْرَعَتِ الناقة ، وهى مُضْرِع : نزل لَبنها من ضَرْعِها قرب النِّتاج.

* وما له زَرْع ولا ضَرْع : يعنى بالضَّرْع : الشاة والناقة. وقول لَبيد :

وخَصْمٍ كَنادى الجنّ أسقَطْتُ شأوَهمْ

بِمُسْتَحْوِذٍ ذِى مِرَّةٍ وضُرُوع (٢)

فسَّره ابن الأعرابىّ ، فقال : معناه : واسعٌ له مخارِج كمخارج اللَّبَن. ورواه أبو عُبَيد : « وصُرُوعِ » ، وهى الضروب من الشىء ، يعنى : « ذى أفانين ».

* والضُّرُوع : عِنب أبيض ، كبير الحَبّ ، قليل الماء ، عظيمُ العَناقيد.

* والمُضارع : المُشْبِه. والمضارع من الأفعال : ما أشْبَه الأسماء ، وهو الفِعل الآتى والحاضِر. والمُضارع فى العَرُوض : « مَفاعِيلُ فاعِلاتُنْ » ، مفاعِيلُ فاعلاتُنْ » ، كقوله :

دعانِى إلى سُعادِ

دواعى هَوَى سُعادِ (٣)

سُمّى بذلك ، لأنه ضارَع المُجْتَثّ.

* والضَّريع : نبات أخضر مُنْتِن خَفيف ، يَرْمى به البحر ، وله جَوْف. وقيل : هو يَبيس العَرْفج والخُلَّة. وقيل : ما دام رَطْبا فهو ضَرِيع ، فإذا يَبِس فهو الشِّبْرِق. قال الزّجَّاج : وهو

__________________

(١) البيت لأبى صخرة فى شرح أشعار الهذليين ص ٩٧٥ ؛ وتاج العروس ( ضرع ) ؛ ولصخر فى لسان العرب ( ضرع ).

(٢) البيت للبيد فى ديوانه ص ٧١ ؛ ولسان العرب ( حصد ) ، ( صرع ) ، ( ضرع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٢٤ ، ٤ / ٢٢٨ ) ؛ وتاج العروس ( صرع ) ، ( ضرع ). يروى « وصروع » بدل « وضروع » ، ويروى « كبادى » بدل « كنادى ».

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( ضرع ) ؛ وتاج العروس ( ضرع ) ، ( كفف ) ؛ وروايته « سعادا » بالمنع من الصرف فى الشطرين.


شَوْك كالعَوْسج. وقال أبو حنيفة : الضَّريع : الشِّبْرِق ، وهو مَرْعَى سَوْءٍ ، لا تَعْقِد عليه السَّائمة شَحْما ولا لَحْما ، وإن لم تفارقه إلى غيره ساءت حالُها. وفى التنزيل : ( لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ) [ الغاشية : ٦ ، ٧ ] وقال ابن عَيْزارَةَ الهُذَلىّ :

وحُبِسْن فى هَزْم الضَّرِيع فكلُّها

حَدْباءُ دَاميةُ اليَدَيْنِ حَرُودُ (١)

وقيل : الضَّريع : طعامُ أهل النار. وهذا لا تعرفه العرب. والضَّرِيعُ : القِشْر الذى على العظم ، تحت اللَّحم. وقيل : هو جِلْد على الضِّلَع.

* وتَضْروع : بَلْدة. قال :

ونِعْمَ أُخو الصُّعْلوكِ أمْسِ تركْتُه

بتَضْرُوعَ يَمْرِى باليَدَيْنِ ويَعْسِفُ (٢)

* وتُضارِعُ : موضع ، أو جبَل. وفى الحديث : « إذا أخْصَبَتْ تُضارِعُ ، أخْصَبَت البلاد ». قال أبو ذُؤَيْب :

كأنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَيْنَ تُضارعٍ

وشابَةَ بَرْكٌ مِن جُذامَ لَبِيجُ (٣)

* وأَضْرُع : موضع.

* وأما قول الراعى :

فأبْصَرْتُهُمْ حتى تَوَارَتْ حُمُولُهُمْ

بأنْقاءِ يَحْمُومٍ وَوَرَّكْنَ أضْرُعا (٤)

فإنَ أضْرُعًا هاهنا جبالٌ أو قارَاتٌ بنَجْد. وقال خالد بن جَبَلة : هى أُكَيْماتٌ صِغار ، ولم يَذْكُرْ لها واحِدًا.

مقلوبه : [ ر ض ع ]

* رَضَعَ الصَّبِىُّ وغيرُه يَرْضَعُ ، ورَضِعَ ، رَضْعا ، ورَضَعا ، ورَضِعا ، ورِضَاعا ، ورَضَاعا ،

__________________

(١) البيت لقيس بن عيزارة الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٥٩٨ ؛ ولسان العرب ( ضرع ) ، ( هزم ) ؛ وتاج العروس ( ضرع ) ، ( هزم ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٠ / ٢٠١ ). ويروى « بادية الضلوع » مكان « دامية اليدين ».

(٢) البيت لعامر بن الطفيل فى ديوانه ص ٨٦ ؛ ولسان العرب ( ضرع ) ، ( عسف ) ؛ تاج العروس ( ضرع ) ، ( عسف ).

(٣) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٣٣ ؛ ولسان العرب ( شيب ) ، ( لبج ) ، ( ضرع ) ، ( برك ) ، ( جذم ) ؛ وتاج العروس ( شيب ) ، ( ضرع ) ، ( برك ) ، ( شيم ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٧ / ١٣٠ ).

(٤) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ١٦٧ ؛ ولسان العرب ( ضرع ) ؛ وتاج العروس ( ضرع ) ؛ ومعجم البلدان ( ضرع ).


ورِضَاعة ورَضَاعَة ، فهو راضع ، والجمع : رُضَّع. ورَضِع ، والجمع : رُضُع. وجمع السلامة فى الأخيرة أكثر على ما ذهب إليه سيبويه فى هذا البناء من الصّفة ؛ وارْتَضَع : كرَضِع. قال ابن أحمر :

إنى رأيْتُ بنى سَهْمٍ وعِزَّهُمُ

كالعَنْزِ تَعْطِفُ رَوْقَيْها فَترْتَضِعُ (١)

يريد : تَرْضَعُ نَفسَها ، والعنز تفعل ذلك ؛ يصِفهم باللُّؤْم. وأرْضَعَتْهُ أُمُّهُ.

* والرَّضِيع : المُرْضَع.

* وراضَعَه مُراضعة ورِضَاعا : رَضَع مَعَهُ.

* والرَّضيعُ : المُرَاضِع. والجمع : رُضَعاء.

* وامرأة مُرْضِع : ذات رَضِيع ، أو لبنِ رَضَاع. قال امرؤ القَيْس :

فمِثْلِكِ حُبْلَى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ

فألْهَيْتُها عَنْ ذى تمائمَ مُغْيِلِ (٢)

والجمع : مَراضع ، على ما ذهب إليه سيبويه ، فى هذا النحو. وقال ثعلب : المُرْضِعة :التى تُرضِع ، إن لم يكن لها ولد ، أو كان لها ولد. والمُرْضِع : التى ليس معها ولد ، وقد يكون معها ولد. وقال مَرّة : إذا أدْخَل الهاء أراد الفِعل ، وجعله نَعْتا ، وإذا لم يدخل الهاء :أراد الاسم. واستعار أبو ذُؤيب المَرَاضيعَ للنحل ، فقال :

تَظَلُّ على الثَّمْراء منها جَوَارِسٌ

مَراضِيعُ صُهْبُ الرّيش زُغْبٌ رِقابُها (٣)

* والرَّضُوعة : التى تُرْضِع ولدَها. وخصّ أبو عُبَيدٍ به الشاةَ.

* ولئيم راضِع : يَرْضَعُ الإبل والغَنم من ضُرُوعها ، بغير إناء من لؤمه. وقيل : هو الذى رَضَع اللُّؤْمَ من ثَدْى أُمِّه. وقيل : هو الذى يأكل خُلالَته شَرَها ؛ وليس هذا القولُ بقَوىّ. وقيل : معنى قولهم : لئيمٌ راضِع : أن رجلاً كان يَرْضَعُ الإبلَ والغَنم ، ولا يَحْلُبُها ، لئلا يُسْمَع صوت الحَلب ، فقيل ذلك لكلّ لئيم ، إذا أرادوا توكيد لؤمه ، والمبالغة فى ذمِّه. وقد رَضُع رَضَاعةً فهو رَضيع ، والاسم : الرَّضِع والرَّضَع.

* والرَّاضِعتان : الثَّنِيَّتان المتقدّمتان ، اللَّتان يُشْرَب عليهما اللبن. وقيل : الرَّواضع : ما

__________________

(١) البيت لابن أحمر فى ديوانه ص ١٢٠ ؛ ولسان العرب ( رضع ) ؛ وتاج العروس ( رضع ).

(٢) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٢ ؛ ولسان العرب ( رضع ) ، ( غيل ) ؛ وتاج العروس ( غيل ) ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس ( باب الألف اللينة « الفاء » وفيه « محولِ » مكان « مغيل » ).

(٣) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٥١ ؛ ولسان العرب ( رقب ) ، ( زغب ) ، ( ثمر ) ، ( جرس ) ؛ والمخصص ( ١١ / ٦ ) ؛ وتاج العروس ( ثمر ) ، ( خرس ) ، ( رضع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٥٧٩ ، ١٥ / ٨٥ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٨ / ١٨١ ، ١٦ / ٤٢ ).


نبت من أسنان الصبىّ ، ثم سَقَط فى عهد الرَّضاع. وقيل : الرَّواضع : ستّ من أعْلى الفَم ، وستّ من أسفله. والرَّاضِعة : كلُّ سنّ تُثْغَر.

* والرَّضُوعة من الغنم : التى تَرْضِع. وقول جَرِير :

ويَرْضَع من لَاقى وإنْ يَرَ مُقْعَدًا

يقود بأعمى فالفَرَزْدَقُ سائله (١)

فسّره ابن الأعرابىّ بأن معناه : يستطيعه ويطلب منه ، أى لو رأى هذا لسأله ، وهذا لا يكون ، لأن المُقْعَد لا يقدر أن يقوم ، فيقُودَ الأعْمَى.

* والرَّضَعُ : سِفادُ الطائر ؛ عن كُراع. والمعروف بالصَّاد.

العين والضاد واللام

* العَضَلة والعَضِيلة : كلّ عَصَبة معها لحم غليظ. عَضِلَ عَضلاً ، فهو عَضِل وعُضُلّ. قال بعض الأغفال :

لو تَنْطِح الكُنادِرَ العُضُلَّا

فَضَّتْ شُئونَ رأسه فافْتَلَّا (٢)

* والعَضِلة من النِّساء : المُكْتَنِزَة السَّمِجة.

* وعَضَلَ المرأةَ يَعْضُلها ويَعْضِلها عَضْلا ، وعَضَّلها : منعها الزوج ظلمًا. وعَضَّل عليه فى أمره : ضيَّق ؛ من ذلك. وعَضَّل بهمُ المكان : ضاق. قال أَوْس بن حَجَر :

ترَى الأرْضَ منَّا بالفضاءِ مَرِيضَةً

مُعَضِّلَة منَّا بجمعٍ عَرَمْرَمِ (٣)

* وعَضَّلَ الشىءُ عن الشىء : ضاق. وعَضَّلَتِ المرأةُ بوَلدها ، وأعْضَلَت ، وهى مُعْضِل ومُعَضِّل : عَسُر عليها ولادُه. وكذلك الدَّجاجة ببيضها ، وكذلك الشاء والطَّير ؛ قال الكميت ، فمَثَّل بذلك :

وإذا الأُمُورُ أهَمَّ غِبُّ نِتاجِها

يَسَّرْتَ كلَ مُعَضّل ومُطَرّق (٤)

* والمُعَضِّلة أيضا : التى يعسُرُ عليها وَلَدُها حتى تموت. هذه عن اللِّحيانى.

* وأعْضَله الأمر : غلبه.

* وداء عُضَال : مُعْىٍ غالب ، قالت ليلى :

__________________

(١) البيت لجرير فى ديوانه ص ٩٧١ ؛ ولسان العرب ( رضع ) ؛ وتاج العروس ( رضع ) ، وأساس البلاغة ( رضع ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عضل ) ، ( فلل ) ؛ وتاج العروس ( عضل ) ، ( فلل ).

(٣) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ١٢ ؛ ولسان العرب ( مرض ) ، ( عضل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٧٥ ، ١٢ / ٣٥ ) ؛ وتاج العروس ( مرض ) ، ( عضل ) ؛ ويروى « بجيش » مكان « بجمع ».

(٤) البيت للكميت فى ديوانه ( ١ / ٢٥٦ ) ؛ ولسان العرب ( عضل ) ؛ وتاج العروس ( عضل ).


شَفاها منَ الدَّاءِ العُضَالِ الَّذى بها

غُلامٌ إذا هَزَّ القَناةَ سَقاها (١)

* وتَعَضَّل الداءُ الأطبَّاءَ وأعْضَلَهم : غَلَبهم.

* وحَلْفَة عُضال : شديدة غير ذات مَثْنَوِيَّة ؛ قال :

*إنى حَلَفْتُ حَلْفَةً عُضَالا* (٢)

وقال ابن الأعرابىّ : عُضَالٌ هنا : داهية عجيبة أى حلَفتُ يمينا داهية.

* وفلان عُضْلَةٌ وعضْل : شديد داهية. الأخيرة عن ابن الأعرابىّ. وشىء عِضْل ، ومُعْضل : شديد القُبْح ؛ عنه أيضًا ، وأنشد :

*ومِنْ حِفافَىْ لِمَّةٍ لى عِضْلِ* (٣)

* وعَضَل بىَ الأمرُ ، وأعْضَل : اشتدّ وغَلُظ. وفى حديث عمر : أعْضَل بى أهل الكوفة : لا يرضون أميرا ، ولا يرضاهم أمِير. وقال الشاعر :

وَاحِدَةٌ أعْضَلَكْم شأنُها

فكيفَ لو قُمْتُ على أرْبَعِ (٤)

وأنشد الأصمعىّ هذا البيت أبا تَوْبة ميمون بن حفص ، مؤدّب عمرَ بن سعيد بن سَلْم ، بحضرة سعيد ، ونهض الأصمعىّ ، فدَارَ على أرْبَع ، يُلْبِس بذلك على أبى تَوْبة ، فأجابه أبو تَوْبة بما يُشاكِل فعَل الأصمعىّ ، فضحك سعيد ، وقال لأبى تَوْبة : ألم أنهَك عن مجَاراته فى المعانى؟ هذه صِناعته.

* واعْضَألَّتِ الشَّجَرة : كثرَت أغصانها ، واشتدّ التفافها. قال :

كأنَّ زِمامَها أيْمٌ شُجاعٌ

تَرَأَّدَ فى غُصُونٍ مُعْضَئِلَّه (٥)

همز على قولهم : دَأَبَّة ، وهى هُذَليَّة شاذّة.

* والعُضَل : الجُرَذ ، والجمع : عِضْلان.

* والعَضَل : موضع. وعَضَل : حَىّ.

__________________

(١) البيت لليلى الأخيلية فى ديوانها ص ١٢١ ؛ ولسان العرب ( عضل ) ، ( عقم ) ؛ وتاج العروس ( عضل ) ، ( عقم ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عضل ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عضل ) ؛ وتاج العروس ( عضل ).

(٤) البيت لذى الإصبع العدوانى فى ديوانه ص ٦٥ ؛ والعين ( ١ / ٢٧٨ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عضل ) ؛ وتاج العروس ( عضل ) ؛ وأساس البلاغة ( دور ) ، ( عضل ). ويروى «‌ أعضلني داؤها » مكان « اعضلكم شأنها ‌».

(٥) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( رأد ) ، ( عضل ) ، ( عطل ) ، ( غضل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٧٦ ، ١٤ / ١٦٢ ) ؛ وتاج العروس ( رأد ) ، ( عضل ) ، ( غضل ) ؛ والعين ( ١ / ٢٧٩ ، ٨ / ٦٢ ، ٤٢٥ ). ويروى « مغضئلة » و « مغطئلة » مكان « معضئلة ».


* وبنو عُضَيْلة : بطن.

مقلوبه : [ ع ل ض ]

* عَلَضَ الشىء يَعْلِضُه عَلْضا : حرّكه لِينتزِعه.

* والعِلَّوض : ابن آوى ؛ حِميرية.

مقلوبه : [ ل ع ض ]

* لَعَضَه بِلسانه : تناوَله.

* واللَّعُوض : ابن آوى ؛ يمانِيَة.

مقلوبه : [ ض ل ع ]

* الضِّلَع والضِّلْع : مَحْنِيَّة الجَنْب ، مؤنثة. والجمع : أضْلُع ، وأضالع ، وأضلاع ، وضُلُوع.

* وتضلَّع الرجل : امتلأ ، قال :

دَفَعْتُ إليه رِسْلَ كَوماءَ جَلْدةٍ

وأغْضَيتُ عنه الطَّرْفَ حتى تَضَلَّعا (١)

* ودابَّة مُضْلِع : لا تقوَى أضلاعها على الحَمْل. وحِمْلٌ مُضْلِع : مُثْقِل للأضلاع. وداهِية مُضْلِعة : تُثْقِل الأضلاع وتكِسرُها.

* والأضْلَع : الشَّديدُ القوىّ الأضْلاع.

* واضْطَلَع بالحِمْل والأمْرِ : احْتَملته أضلاعه.

* وفرَس ضَليع : تامّ الخَلْق ، مُجْفَر الأضلاع ، غليظ الألواح ، كثير العَصَب. والضَّليع : الطويل الأضلاع الواسع الجَنبين العظيم الصدر. وقيل : الضَّليع : الطويل الأضلاع الضَّخْم ، من أىّ الحيوان كان ؛ حتى من الجنّ. وفى الحديث أن عُمَر رضى الله عنه صارع جِنِّيًا ، فصرعه عُمر ، ثم قال له : ما لذراعيك كأنهما ذراعا كلب. يستضعِفه بذلك ، فقال له الجِنِّىّ : أما إنى منهم لضَليع.

* ورجل ضَليع الفَم : واسعه ، عظيم أسنانه ، على التَّشبيه بالضّلْع. وفى صفته صَلى الله عليه وسلّم : ضليع الفم (٢). حكاه الهَرَوىّ فى الغريبين.

* ورجل أضلع : سنه شبيهة بالضِّلَع.

__________________

(١) البيت لابن عناب الطائى فى لسان العرب ( ضلع ) ؛ وتاج العروس ( ضلع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( غضا ) ؛ وأساس البلاغة ( ضلع ).

(٢) أخرجه مسلم فى الفضائل ( ح ٢٣٣٩ ).


* وثيابٌ مُضَلَّعة : مُخَطَّطة على شكل الضِّلَع. قال اللِّحيانىّ : هو المُوَشَّى. وقيل : المُضَلَّع من الثِّياب : المُسَيَّر. وقيل : هو المختلف النَّسْج الرَّقيق.

* والضِّلَع من الجبل : شىء مُسْتَدِقٌّ مُنْقاد. وقيل : هو الجُبَيْل الصغير ، الذى ليس بالطَّويل. وقيل : هو جبل مُسْتَدِقّ طويل. والضِّلَعُ : الحَرَّة الرَّجِيلة. والضِّلَع : الجَزيرة فى البحر. والجمع : أضلاع. وقيل : هى جزيرة بعَينها.

* وضَلَع عن الشىء يَضْلَعُ ضَلْعا : مال.

* وضَلْعُك مع فلان : أى مَيْلك.

* والضَّلَع : خِلْقةٌ فى الشىء من المَيْل ، فإن لم يكن خِلْقَةً فهو الضَّلْع ، بسكون اللام.

* وضَلَع عن الحقّ : مال وجار ، على المَثَل. وضَلَع عليه ضَلْعا : حاف.

* وهُمْ علىّ ضَلْع واحد : أى مجتمعون بالعداوة.

* وضَلِع السَّيفُ والرُّمحُ وغيرُهما ضَلَعا ، فهو ضَلِع : اعْوَجّ. وَلأُقِيمَنّ ضَلْعَك وضَلَعَك : أى عِوَجَك.

* وقوسٌ ضَليعٌ ومَضْلُوعة : فى عُودها عَطْف وتقويم ، وقد شاكلَ سائرُها كَبِدَها. حكاه أبو حنيفة ، وأنشد للمُتَنخِّل الهُذَلىّ :

واسْلُ عن الحُبّ بمَضْلُوعَةٍ

تابَعَها البارِى ولم يَعْجَلِ (١)

العين والضاد والنون

* النُّعْض : شَجر سُهْلِىّ يُسْتاكُ به. واحدته : نُعْضة ؛ قال رؤبة :

فى سَلْوة عِشْنا بذَاكَ أُبْضَا

خِدْنَ اللَّوَاتى يَقْتَضِبْنَ النُّعْضَا (٢)

إمَّا أن يريد بقوله : عِشْنا الجمع ، فيكون المعنى على اللفظ ، ويكون خِدْن اللواتى موضوعًا موضع أخذان اللَّواتى. وإمَّا أن يكون عِشْنا : كقولك : عِشتُ ، إلا أنه اختار عِشْنا ، لأنه أكمل فى الوزن. ويُرْوَى : « جَذْبَ اللَّواتى ... ».

__________________

(١) البيت للمتنخل الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٥٩ ؛ ولسان العرب ( ضلع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٧٩ ) ؛ وتاج العروس ( ضلع ) ؛ والمخصص ( ٦ / ٤٠ ). ويروى : « نوقها » بدل « تابعها ».

(٢) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٨٠ ؛ ولسان العرب ( أبيض ) ، ( نعض ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٢ / ٩٠ ) ؛ وتاج العروس ( قعض ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٩ / ٦٣ ). ويروى « حقبة » بدل « سلوة ».


العين والضاد والفاء

* الضَّعْف والضُّعْف : خلاف القُوّة. وقيل : الضُّعْف فى الجسد ، والضَّعْف فى الرأى والعَقل. وقيل : هما معًا جائزتان فى كلّ وجه. ويروى عن ابن عمر أنه قال : قرأتُ على النبىّ صَلى الله عليه وسلّم ( اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ) [ الروم : ٥٤ ] ، فأقرأنى « مِنْ ضُعْفٍ » (١) بالضم.

والضَّعَف : لغةً فى الضَّعْف ، عن ابن الأعرابىّ ؛ وأنشد :

ومَنْ يَلْقَ خَيرًا يَغْمِزِ الدَّهْرُ عَظْمَه

عَلى ضَعَفٍ مِنْ حالِهِ وفُتُورِ (٢)

فهذا فى الجسم. وأنشد فى الرأى والعقل :

ولا أُشارِك فى رأىٍ أخا ضَعَفٍ

ولا ألِينُ لِمَنْ لا يَبْتغى لِينى (٣)

وقد ضَعُفَ ضَعْفا وضُعْفا ، وضَعَفَ. الفتح عن اللِّحيانى ، فهو ضَعيف ، والجمع : ضُعَفاء ، وضَعْفَى. وضِعاف ، وضَعَفة ، وضَعافَى. الأخيرة عن ابن جنىّ ، وأنشد :

تَرَى الشُّيوخَ الضَّعافَى حول جَفْنَتِه

وتحْتَهُمْ مِنْ مَحانِى دَرْدَقٍ شَرَعَهْ (٤)

ونِسْوةٌ ضَعِيفات ، وضَعائف ، وضِعاف ؛ قال

لقَدْ زادَ الحَياةَ إلىَّ حُبّا

بناتِى إنَّهُنَّ مِنَ الضّعافِ (٥)

* وأضْعَفَه : صَيَّره ضَعيفا.

* واسْتَضعفه ، وتَضَعَّفَه : وجَدَه ضَعِيفًا ، فركِبه بسوء. الأخيرة عن ثعلب ، وأنشد :

علَيكمْ بِرِبْعِىِّ الطِّعانِ فإنَّه

أشَقُّ على ذى الرَّثْيَة المُتَضَعِّفِ (٦)

رِبْعِىُّ الطِّعان : أوّلُه وأحَدّهُ.

* والضَّعْفة : ضَعْفُ الفؤاد ، وقلَّة الفطنة.

* ورجل مَضْعوف : به ضَعْفَة.

__________________

(١) « حسن » : انظر صحيح سنن الترمذى ( ح ٢٣٣٩ ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( ضعف ) ؛ وتاج العروس ( ضعف ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( ضعف ).

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( ضعف ) ؛ والمخصص ( ٢ / ٩٧ ).

(٥) البيت لأبى خالد القنانى فى ديوان الخوارج ص ٢١ ؛ ولسان العرب ( كرم ) ، ولسعيد بن مسحوج الشيبانى فى لسان العرب ( كسا ) ؛ وتاج العروس ( كسا ) ؛ ولسعيد بن مسحوج الشيبانى أو لأبى خالد القنانى أو لرجل من تيم اللات اسمه عيسى فى تاج العروس ( كرم ) ؛ ولعمران بن حطان أو لعيسى الحبطى فى الأغانى ( ١٨ / ١١٢ ) ؛ ولعمران بن حطان الشيبانى أو لمحمد بن عبد الله الأزدى أو لابن العربية اليشكرى فى الحماسة البصرية ( ١ / ٢٧٣ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ضعف ) ؛ وتاج العروس ( ضعف ).

(٦) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( ضعف ).


* والمُضَعَّف : أحَدُ قِداح المَيْسر ، التى لا أنصِباء لها ، كأنه ضُعِّف عن أن يكون له نصيب.

* وشعر ضعيف : عَلِيل ، استعمله أبو الحسن الأخفش فى كتابه الموسوم بالقوافى ، فقال : وإن كانوا قد يُلْزِمون حرف اللِّين الشِّعْر الضَّعيف العَليل ، ليكون أتمَّ وأحسن.

* وضِعْف الشىء : مِثْلاه. وقال الزّجَّاج : ضِعْف الشىء : مثلُه ، الذى يُضَعِّفُه. وقال الأصمعىّ فى قول أبى ذُؤَيْب :

جَزَيْتُكِ ضِعْفَ الوُدّ لَمَّا اسْتَثَبْتِهِ

وَما إن جَزَاكِ الضِّعْف من أحَدٍ قَبْلِى (١)

معناه : أضعفت لك الوُدّ ؛ وكان ينبغى أن يقول : ضِعْفَىِ الوُدّ.

وقوله تعالى : ( فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ ) [ الأعراف : ٣٨ ] : أى عذابًا مُضَاعَفًا ؛ لأن الضِّعف فى كلام العرب على ضربين : أحدهما : المِثْل ، والآخر : أن يكون فى معنى تضعيف الشىء ، قال تعالى : ( لِكُلٍ ضِعْفٌ ) [ الأعراف : ٣٨ ] ، أى للتابع والمتبوع ، لأنهم قد دخلوا فى الكفر جميعًا ، أى لكلٍّ عذابٌ مُضاعَف. وقوله تعالى : ( فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا ) [ سبأ : ٣٧ ] : قال الزّجَّاج : ( جَزاءُ الضِّعْفِ ) هاهنا : عَشْر حَسَنات. تأويله : فأُولئك لهم جزاء الضّعْف ، الذى قد أعْلَمناكم مِقدارَه ، وهو قوله ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) [ الأنعام : ١٦٠ ]. قال : ويجوز فأولئك لهم جزاءً الضِّعْفُ ، أى الضّعْفُ جَزاء ، أى فى حال المجازاة ، ويجوز : فأُولَئك لهمْ جَزاءُ الضّعفِ ، أى أن نُجازِيَهُمُ الضّعْفَ. والجمع : أضعاف ، لا يُكَسَّر على غير ذلك.

* وأضْعَف الشىءَ ، وضاعَفَه ، وضَعَّفَه : جَعَله مِثْلَيه أو أكثر. وقوله تعالى : ( فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ) [ الروم : ٣٩ ] : أى يُضاعَف لهم الثَّواب. وحقيقته : ذَوو الأضعاف.

* وتضَاعيف الشىء : ما ضُعِّفَ منه ، وليس له واحد ؛ ونظيره فى أنه لا واحد له : تباشير الصُّبْح : لمقَدّمات ضِيائه ، وتَعاشِيبُ الأرض : لما يظهر من أعشابها أوّلاً. وتَعاجيب الدَّهْر : لما يأتى من عجائبه.

* والمَضْعوف : ما أُضْعِف من شىء ، جاء على غير قياس ؛ قال لبيد :

وعالَيْن مَضْعُوفًا ودُرّا سُمُوطُه

جُمانٌ ومَرْجانٌ يَشُكُّ المَفاصِلا (٢)

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ( ١ / ٨٨ ) ؛ لسان العرب ( ضعف ). ويروى ( اشتكيته ) مكان ( استثبته ).

(٢) البيت للبيد بن ربيعة فى ديوانه ص ٢٤٣ ؛ ولسان العرب ( ضعف ) ، ( شكك ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٨٢ ،


وإنما هو على طَرْح الزائد ، كأنهم جاءوا به على ضُعِفَ.

* وضَعَّفَ الشىءَ : أطبق بعضه على بعض ، وثناه فصار كأنه ضِعْف. وقد فُسِّر بيت لبيد بذلك أيضًا.

* و « عذاب ضِعْفٌ » : كأنه ضُوعِف بعضُه على بَعْض.

* وضَعَف القومَ يَضْعُفُهمْ ضَعْفا : كَثرَهُمْ ، فصار له ولأصحابه الضِّعْف عليهم.

* وأضْعَفَ الرجلُ : فَشَتْ ضَيْعَتُه وكَثُرَت.

* وبقرة ضَاعِفٌ : فى بطنها حَمْل ، كأنها صارتْ ضِعْفا بولَدِها.

* والمُضَعَّف : الثانى من القِدَاح الغُفْل ، التى لا فُروضَ لها ، ولا غُرْم عليها ، إنما تُثَقَّل بها القِداح ، كراهية التُّهَمة. هذه عن اللِّحيانىّ.

* والأضْعاف : العِظام فوقَها لَحْم. قال رُؤْبة :

*والله بينَ القَلْبِ والأضْعافِ* (١)

مقلوبه : [ ض ف ع ]

* ضَفَع يَضْفَع ضَفْعا : جَعَس.

مقلوبه : [ ف ض ع ]

* فَضَعَ فَضْعا : كضَفَع.

العين والضاد والباء

* عَضَبَهُ يَعْضِبُه عَضْبا : قَطَعَه.

* وسَيف عَضْب : قاطع ، وُصِف بالمصدر. ولسان عَضْبٌ ذَلِيق ، مَثَلٌ بذلك.

* وعَضَبَهُ بلسانه : تَناوَلَه.

* ورجل عَضَّاب : شَتَّام.

* وناقةٌ عَضْباء : مشقوقة الأذُن. وجمل أعْضَب كذلك. والعَضْباء من آذان الخيل : التى يُجاوِز القطع رُبْعَها. وشاة عَضْباء : مكسورة القَرْن ، والذّكر أعْضَب. وقد عَضِبَت عَضَبا ، وأعْضَبَها هو.

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٠٠ ؛ ولسان العرب ( ضعف ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٨٣ ، ٦ / ١٥٧ ) ؛ وتاج العروس ( زهف ) ، ( ضعف ) ؛ وأساس البلاغة ( ضعف ).


* وعَضَبَ القَرْنَ ، فانْعَضَب : قطعه فانقَطع. وقيل : العَضَب : يكون فى أحد القرنين.

* والأعْضَب من الرجال : الذى ليس له أخ ولا أحد ؛ وقيل الأعضَب : الذى مات أخوه.

* والعَضَب : أن يكون البَيْت من الوافر أخرم.

* والأعْضَب : الجزء الذى لَحِقه العَضَب ، وبيته : قولُ الحُطَيئة :

إنْ نَزَلَ الشِّتاءُ بِدارِ قَوْمٍ

تَجَنَّبَ جارَ بَيْتِهِمُ الشِّتاءُ (١)

* والعَضْباء : اسم ناقة النبىّ صَلى الله عليه وسلّم ، اسم لها ، وليس من العَضَب الذى هو الشَّقُّ فى الأذن.

مقلوبه : [ ب ع ض ]

* بَعْضُ الشىء : طائفة منه. والجمع : أبعاض. حكاهُ ابن جنىّ. فلان أدرى : أهو تَسَمُّح ، أم هو شىء رواه. واستعمل الزَّجَّاجىّ بَعضا بالألف واللام ، فقال : وإنما قُلْنا البَعْض والكُلُّ : مجازًا ، وعلى استعمال الجماعة له مُسامَحَةً. وهو فى الحقيقة غير جائز ، يعنى أن هذا الاسم لا ينفصِل من الإضافة.

* وبَعَّضَ الشىءَ فتبعَّض : فرَّقه فتفَرَّق.

* وقيل : بَعْض الشىء : كُلُّه ؛ قال لبيد :

*أوْ يَعْتَلِقْ بعضَ النُّفوسِ حِمامُها* (٢)

وليس هذا عندى على ما ذهب إليه أهل اللُّغة ، من أن البعضَ فى معنى الكُلّ ، هذا نقض ، ولا دليل فى هذا البيت ؛ لأنه إنما عنى ببعض النفوس نفسه.

وقوله تعالى : تلتقطه بعض السّيّارة [ يوسف : ١٠ ] بالتأنيث فى قراءة من قرأ به ، فإنه أنَّث ، لأن بعض السَّيَّارة سَيَّارة ، كقولهم : ذهَبَتْ بعضُ أصابعه ، لأن بعض الأصابِع يكون إصبعا وإصبعين ، وأصابع.

وقوله تعالى : ( يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ) [ غافر : ٢٨ ] إن قال قائل : كيف قال : ( بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ) ، والنبىّ صَلى الله عليه وسلّم إذا وَعَدَ وَعْدًا وَقع الوَعْدُ بأسره ، ولم يقع بعضه؟ وحقّ

__________________

(١) البيت للحطيئة فى ديوانه ص ٥٧ ؛ ولسان العرب ( عضب ) ، ( شتا ) ؛ والمخصص ( ١٦ / ٢٩ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٩ / ٣٢٨ ، ١١ / ٣٩٦ ) ؛ وتاج العروس ( عضب ) ، ( شتا ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قفا ).

(٢) عجز بيت ، وصدره : * تراك أمكنة إذا لم أرضها * وهو للبيد بن ربيعة فى ديوانه ص ٣١٣ ؛ والصاحبى فى فقه اللغة ص ٢٥١ ؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٧٧٢. ويروى «‌ أو يرتبط » مكان «‌ أو يعتلق ».


اللفظ : كلُّ الذى يَعِدُكم. فالجواب : أن هذا باب من النظر ، يذهب فيه المناظر إلى إلزام حُجَّته بأيسر الأمر. وليس فى هذا نفى الكُلّ ، وإنما ذكر البعضُ ليوجب له الكلّ ، لأن البعض هو الكلّ. ومثل هذا قول الشاعر :

قدْ يُدْرِكُ المُتَأنّى بَعْضَ حاجَتِه

وقَدْ يَكُونُ مَعَ المُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ (١)

لأن القائل إذا قال : أقلّ ما يكون للمتأنى إدراك بعض الحاجة ، وأقلّ ما يكون للمُسْتعجل الزّلل ؛ فقد أبان فضل المتأنى على المُستعجل ، بما لا يقدر الخصم أن يدفعه. وكأنّ مؤمن آل فِرعون قال لهم : أقلّ ما يكون فى صدقه أن يصيبَكم بعض الذى يعِدكم ، وفى ذلك هلاككم.

* والبَعُوض : ضَرْب من الذُّباب ، الواحدة : بَعُوضة.

* وبَعَضَه البَعُوضُ يَبْعَضُه بَعْضًا : عَضَّه. ولا يُقال فى غير البَعوض. قال :

لنِعْمَ البَيتُ بَيْتُ أبى دِثارٍ

إذا ما خافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا (٢)

قوله « بَعْضا » : أى عَضّا. وأبو دِثار : الكِلَّة.

والبَعوضة : موضع كان للعرب فيه يومٌ مذكور. وقال متمِّم بن نُوَيرة يَذكرُ قَتلى ذلك اليوم :

على مِثلِ أصحابِ البَعُوضَة فاخْمُشِى

لكِ الوَيْلُ حُرَّ الوجه أويَبْكِ من بَكَى (٣)

مقلوبه : [ ض ب ع ]

* الضَّبْع : وَسَط العَضُد بلحمه ، يكون للإنسان وغيره ؛ وقيل : العَضُد كلُّها. وقيل : الإبْط. وقيل : ما بين الإبْط إلى نصف العَضُد من أعلاه.

* والمَضْبَعَة : اللَّحمة التى تحت الإبط من قُدُم.

* واضْطَبَعَ الشىءَ : أدخله تحت ضَبْعَيه. واضَّطبَعَ بثوبه : أدخله من تحت يده اليُمنى ، فألقاه على مَنْكِبه الأيسَر.

* وضَبَع الفَرَسُ يَضْبَع ضَبْعا : لَوَى حافِرَه إلى ضَبْعه.

__________________

(١) البيت للقطامى فى ديوانه ص ٢٥ ؛ وللأعشى فى خزانة الأدب ( ٥ / ٣٧٧ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( بعض ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( بعض ) ؛ والمخصص ( ٤ / ٧٥ ، ١٣ / ١٧٥ ) ؛ وتاج العروس ( دثر ) ، ( بعض ).

(٣) البيت لمتمم بن نويرة فى ديوانه ص ٨٤ ؛ ولسان العرب ( لوم ) ؛ ومعجم ما استعجم ص ٢٦١ ، ١٠٣٣ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( بعض ).


* والضَّبْع والضِّباع : رفع اليَدَين فى الدّعاء.

* وفلان يَضْبَع على فلان : إذا مدَّ ضَبْعَيه فدَعا. وضَبع يدَه إليه بالسيف يَضْبَعُها : مدَّها به. قال رُؤْبة :

وَماتَنِى أيْدٍ علَيْنا تَضْبَعُ

بما أصَبْناهُ وأُخْرَى تَطْمَعُ (١)

وضَبَعَتِ النَّاقة تَضْبَع ضَبْعا ، وضُبوعًا ، وضَبَعانا : مَدَّتْ ضَبْعَيْها فى سَيرها. وضَبَعَتْ أيضًا : أسْرَعت. وفرس ضَابعٌ : شديد الجَرْى. وضَبَعَتِ الخيلُ : كضَبَحَتْ. وضَبَع القَوْمُ للصُّلْح ضَبْعًا : مالوا إليه وأرادوه. قال :

*لا صُلْحَ حتى تَضْبَعُوا ونَضْبَعا* (٢)

وضَبَعُوا لنا من الشىءِ : أسْهَموا.

* وضَبِعَتِ النَّاقة ضَبْعا وضَبَعَة ، وضَبَعَتْ ، وأضْبَعَتْ ، واسْتَضْبَعَتْ ، وهى ضَبِعة : اشتهت الفَحْل ، والجمع : ضِباع ، وضَباعَى. وقد استُعملت الضَّبَعَةُ فى النِّساء ؛ قال ابنُ الأعرابىّ : قيل لأعرابىّ : أبامرأتك حَمْل؟ قال : ما يُدرينى ، والله ما لها ذَنَب فتَشْوُلَ به ، ولا آتيها إلا على ضَبَعَة.

* والضَّبُع ، والضَّبْعُ : ضرب من السِّباع ، مُؤَنَّثة. والجمع : أضْبُعٌ ، وضِباع ، وضُبُع ، وضُبْع ، والضِّبْعانَة : الضَّبُع. والذّكر : ضِبْعان. والجمع : ضِبْعانات ، وضَباعِين ، وضِباع.

ويقال للذّكر والأنثى إذا اجتمعا : ضَبُعان ؛ يغلِّبون التأنيث لخفته هنا. وقوله :

يا ضَبُعًا أكَلَتْ آيارَ أحْمِرَةٍ

ففى البُطونِ وقد رَاحَتْ قَراقيرُ

هل غيرُ هَمْزٍ ولَمْزٍ للصَّدِيقِ ولا

تُنْكِى عَدُوَّكم مِنكمْ أظافِيرُ (٣)

حمله على الجنس فأفرَده. ورواه أبو زيد : « يا ضُبُعا أكَلَتْ ... » ، حكاه الفارسىّ ، كأنه جمعَ ضَبُعا على ضِباع ، ثم جمع ضِباعًا على ضُبُع.

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٧٧ ؛ ولسان العرب ( ضبع ) ، ( هنع ) ؛ وتاج العروس ( ضبع ) ، ( هنع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٤٦ ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ١ / ٤٨٦ ) ؛ والمخصص ( ١ / ١٦٥ ).

(٢) عجز بيت وتمامه :

تذود الملوك عنك ولذودنا

ولا صلح حتى تضبعوا ونضبعا

وهو لعمرو بن شأس فى ديوانه ص ٣٧ ؛ ولسان العرب ( ضبع ).

(٣) البيتان لجرير الضبى فى لسان العرب ( أير ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ضبع ) ؛ والأول لرجل من بنى ضبة فى الحيوان ( ٦ / ٤٤٧ ) ؛ والثانى فى تاج العروس ( أير ) ، ( ضبع ).


* وجارُّ الضَّبُع : المَطَرُ الشَّديد ، لأنَّ سيله يُخرج الضّباع من وُجُرِها. وقولهم : « ما يخفَى ذلك على الضَّبُع » يذهبون إلى استحماقها.

* والضَّبُع : السَّنة الشديدة المُجدِبة ، مُؤَنَّث ، قال :

أبا خُراشَة ، أمَّا أنتَ ذَا نَفَرٍ

فإنَّ قَوْمىَ لم تأكُلْهُمُ الضَّبُعُ (١)

قال ثعلب : جاء أعرابىّ إلى النبىّ صَلى الله عليه وسلّم ، فقال له : يا رسول الله ، أكَلَتْنا الضَّبُع. فدَعا لهم (٢).

والضَّبُع : الشرّ. قال ابنُ الأعرابىّ : قالت العُقَيْليَّة : كان الرجلُ إذا خِفنا شَرَّه ، فتحَوَّل عنَّا ، أوْقَدْنا نارًا خَلْفَه. قال : فقيل لها : ولِمَ ذلك؟ قالت : لِتَحَوَّلَ ضَبُعه معه ، أى ليذهب شَرُّه معه.

وضَبُعٌ : اسم رجل ، وهو والد الرَّبيع بن ضَبُع الفَزَارِىّ. وضَبُعْ : اسم مكان ؛ أنشد أبو حنيفة :

حَوَّزَها مِنْ عَقِبٍ إلى ضَبُعْ

فى ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِع (٣)

* وضُباعة : اسم امرأة ، قال القُطامىّ :

قِفى قبلَ التَّفَرُّقِ يا ضُباعا

وَلا يَكُ مَوْقِفٌ منكِ الوَدَاعا (٤)

* وضُبَيعَة : قَبيلة.

* والضِّبْعان : موضع.

* وقوله أنشده ثعلب :

كساقِطَةٍ إحْدَى يدَيْهِ فجانِبٌ

يُعاشُ به منهُ وآخَرُ أضْبَعُ (٥)

إما أراد : أعْضَب ، فقلب ، وبهذا فسَّره.

__________________

(١) البيت لعباس بن مرداس فى ديوانه ص ١٢٨ ؛ ولسان العرب ( خرش ) ، ( ضبع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( أما ).

(٢) أخرجه أحمد ( ٥ / ١١٧ ، ١٥٣ ) ، وهو فى غريب الحديث ( ١ / ٣٩٧ ).

(٣) الرجز لعكاشة بن أبى سعدة أو لأبى محمد الفقعسى فى تاج العروس ( عقب ) ، ( قشع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ذنب ) ، ( عقب ) ، ( ضبع ) ، ( قشع ) ، ( قفع ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ١٩٩ ) ؛ وتاج العروس ( ذنب ) ، ( ضبع ) ، ( قفع ).

(٤) البيت للقطامى فى ديوانه ص ٣١ ؛ ولسان العرب ( ضبع ) ، ( ودع ).

(٥) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( ضبع ) ؛ وتاج العروس ( ضبع ).


مقلوبه : [ ب ض ع ]

* بَضَع اللَّحْمَ يَبْضَعُه بَضْعا ، وبَضَّعه : قَطَّعَه. والبَضْعَة : القِطعة منه. والجمع : بَضْع ، وبِضَع ، وبَضِيع. وهو نادر. ونظيره الرَّهينُ : جمع الرَّهْن.

* والبَضِيعُ أيضًا : اللحم. والبَضِيع : ما انمازَ من لحم الفَخِذ : الواحدة : بَضيعة. وقوله :

ولا عَضِلٌ جَثْلٌ كأنَ بَضِيعَه

يَرَابيعُ فوْقَ المَنْكِبَينِ جُثُومُ (١)

يجوز أن يكون جمع بَضْعة ، وهو أحسن ، لقوله : « يرابيع » ، ويجوز أن يكون اللَّحْمَ.

* وفلان بَضْعةٌ من فلان : يُذْهَبُ إلى الشَّبَه.

* وبَضَع الشىءَ يبضَعُه : شَقَّه. وفى حديث عُمرَ رضى الله عنه فى ذكر السِّياط : « كلُّها يَبْضَعُ ويَحْدُرُ » (٢) : أى يَحْدُرُ الدم. وقيل : يَحْدُرُ : يُوَرّم.

* والبَضَعة : السِّياط. وقيل : السُّيوف.

* والباضعة من الشِّجاج : التى تَشُقّ اللَّحم.

* والمِبْضَع : المِشْرَط.

* وبَضَعَ من الماء ، وبه يَبْضَع بُضُوعا ، وبَضْعا : رَوِىَ وامْتلأَ.

* وأبْضعنى : أرْوانِى.

* وماءٌ باضِعٌ وبَضِيع : نَمِير.

* وأبْضَعَه الكلامَ ، وبَضَعَه به : بَيَّنه له.

* وبَضَع هُو يَبْضَع بُضُوعًا : فَهِم. وبَضَع الكلامَ فابْتَضَع : بَيَّنَه فتَبَيَّن. وبَضَع من صاحبه يَبْضَع بُضُوعًا : إذا لم يأْتَمِرْ له ، فسَئِم أن يأْمُرَه. وبَضَع المرأةَ بَضْعا ، وباضَعَها مباضَعَة وبِضاعا : جامَعها. والاسم : البُضْع ، وجمعه : بُضوع ؛ قال عمرو بن مَعْدى كَرِبَ :

وفى كَعْبٍ وإخْوَتِها كِلابٍ

سَوَامِى الطَّرْفِ غاليةُ البُضُوعِ (٣)

سوامِى الطَّرْف : أى مُتأبِّياتٌ مُعْتزّات. وقوله « ... غالِية البُضُوع » : كَنَّى بذلك عن المُهور اللِّواتى يُوصَل بها إليهنّ. والبُضْع : الطلاق. والبُضْعُ : مَهْرُ المرأة.

* والبِضْعُ : مِلْكُ الوَلىّ للمَرأة.

* والبِضَاعة : القِطعة من المال ، وقيل اليَسير منه. والبِضاعة : ما حَمَّلْتَ آخَرَ بَيْعه وإدارته.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( بضع ) ؛ وتاج العروس ( بضع ).

(٢) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ٢ / ٢٣ ) عن عمر من قوله.

(٣) البيت لعمرو بن معديكرب فى ديوانه ص ١٤٩ ؛ ولسان العرب ( بضع ) ؛ وتاج العروس ( بضع ).


* وأَبْضَعَهُ البِضاعة : أعطاه إيَّاها.

* وابْتَضَعَ منه : أخَذَ. والاسْمُ : البِضَاعُ ، كالقِراض.

* واسْتَبْضَعَ الشىءَ : جعله بِضاعَته. وفى مثَل « كمُسْتَبْضعِ التَّمْرِ إلى هَجَرَ ». قال حسَّان :

*كمُسْتَبْضعٍ تمْرًا إلى أهلِ خَيْبَرَا* (١)

وإنما عُدّىَ بإلى ، لأنه فى معنى حَمَل.

* والبِضْعُ والبَضْع : ما بَين الثَّلاث إلى العَشر ، وبالهاء : من الثلاثة إلى العَشَرة ، يُضاف إلى ما تُضاف إليه الآحاد ، كقوله تعالى : ( فِي بِضْعِ سِنِينَ ) [ الروم : ٤ ]. وقوله تعالى : ( فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ) [ يوسف : ٤٢ ]. ويُبْنى مع العَشَرة ، كما يُبنى سائر الآحاد ؛ وذلك ثلاثةٌ إلى تِسْعة ، فيقال : بِضْعَة عَشَرَ رَجُلا ، وبِضْعَ عَشْرَة امرأة. ولم تُسْمَع بَضْعَة عَشَر ، ولا بَضْعَ عَشْرَة ؛ ولا يمتنِع ذلك. وقيل : البِضْع : من الثَّلاث إلى التِّسع. وقيل : هو ما بين الواحد إلى الأربعة. ومَرَّ بِضْعٌ من اللَّيل : أى وقت ؛ عن اللِّحيانىّ.

* والباضِعَة : قطعة من الغنم.

* وتَبَضَّعَ الشىءُ : سال.

* والبَضِيع : البحر. والبَضِيعُ : الجزيرة فى البحر. وقد غلب على بعضها. قال ساعدة :

سادٍ تَجَرَّمَ فى البَضِيعِ ثمانِيًا

يُلْوَى بعَيْقاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ (٢)

والبَضِيع : مكان فى البحر.

* والبُضَيع ، والبَضِيع ، وباضع : مواضع.

العين والضاد والميم

* العَضْم : مَقْبِض القَوْس. والجمع : عِضام. أنشد أبو حنيفة :

زَادَ صَبِيَّاها على التَّمامِ

وعَضْمُها زَادَ على العِضامِ (٣)

__________________

(١) عجز بيت ؛ وصدره : * فإنا ومن يهدي القصائد نحونا * وهو لحسان بن ثابت فى ديوانه ص ٣٠٨ ؛ وتاج العروس ( بضع ).

(٢) البيت لساعدة بن جؤية الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٠٣ ؛ ولسان العرب ( جنب ) ، ( سأد ) ؛ ( عيق ) ، ( جرم ) ؛ وتاج العروس ( جنب ) ، ( عيق ) ، ( لوى ) ، ( سدى ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٨٧ ، ١٢ / ٣١٣ ) ؛ ولأبى خراش الهذلى فى تاج العروس ( بضع ) ؛ وبلا نسبة فى العين ( ١ / ٢٨٦ ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عضم ) ؛ وتاج العروس ( عضم ).


والعَضْم : خشَبة ذات أصابع تُذْرَى بها الحنطة. وعَضْمُ الفَدَّان : لوحه العريض ، الذى فى رأسِه الحديدةُ التى تَشُقّ الأرض. والجمع : أعْضِمَة وعُضُم. كلاهما نادر. وعندى أنهم كَسَّروا العَضْم ، الذى هو الخشبَة ، وعَضْمَ الفَدَّان على عِضام ، كما كسَّرُوا عليه عَضْمَ القَوْس ، ثم كَسَّروا عِضَاما على أعْضِمة ، وعُضُم ، كما كَسَّروا « مِثالا » على « أمْثلة » ، و « مُثُل ». والظَّاء فى كلّ ذلك لغة. حكاه أبو حنيفة بعد أن قَدَّم الضاد. وقال ثعلب : العَضْم : شىء من الفَخّ ، ولم يُبَيِّن : أىُّ شىء هو منه؟ قال : ولم أسمعه عن ابن الأعرابىّ. قال : وقد جاء فى شعر الطِّرِمَّاح ، ولم يُنْشد البيت. والعَضْمُ : عَسيبُ الفَرَس. والعِضَامُ : عسيب البعير ، وهو ذنبه ، العظْمُ لا الهُلْبُ ، والجمع أعضمة وعُضُم.

والعَضْم : خَطّ فى الجَبَل ، يخالف سائر لونه.

* وامرأة عَيْضوم : كثيرة الأكل ؛ عن كُراع. قال :

*أُرْجِدَ رأسُ شَيْخَةٍ عَيْضُوم* (١)

والصاد : أعلى.

مقلوبه : [ م ع ض ]

* مَعِضَ من ذلك مَعَضًا ، وامْتَعَضَ : غضِب ، وشَقَّ عليه ، وأوجَعه. وقال ثعلب : مَعِض مَعَضًا : غضِب. وكلام العرب : امتعض ؛ أراد : كلام العرب المشهور.

* وأمْعَضَه ، ومَعَضَه : أنزل به ذلك ، ومَعَضَنِى الأمْر ، وأمْعَضَنِى : أوْجَعَنِى.

* وبنو ماعِض : قومٌ درجوا فى الدَّهر الأوّل.

مقلوبه : [ م ض ع ]

* مَضَعَه يَمْضَعُه مَضْعا : تناول عِرْضَه.

* والمُمْضَع : المُطْعَم للصَّيْد ، عن ثعلب ، وأنشد :

رَمَتْنِىَ مَىُّ بالهَوَى رَمْىَ مُمْضَعٍ

من الوَحْش لَوْطٍ لم تعُقْه الأوَالِسُ (٢)

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عضم ) ؛ ويروى ( عيصوم ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( رجد ) ، ( عصم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٥٨ ، ١٠ / ٦٤٢ ) ؛ والمخصص ( ٥ / ٢٢ ، ٧١ ) ؛ وتاج العروس ( عصم ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ملحق ديوانه ص ١٨٨١ ؛ ومجالس ثعلب ( ١ / ١٠٣ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( لوط ) ، ( مضع ) ؛ وتاج العروس ( لوط ) ، ( مضع ). ويروى « الأوانس » مكان « الأوالس ».


[ أبواب العين مع الصاد ]

العين والصاد والدال

* عَصَد الشىءَ يَعْصِدُه عَصْدًا ، فهو مَعْصُودٌ وعَصِيدٌ : لَواه. والعَصيدة : منه. والمِعْصَد : ما تَعْصِدهُ به ، وعَصَد البعيرُ عُنَقه يَعْصِدُه عُصودا : لَواه للموت. وكذلك الرجلُ. وعَصَد السَّهْمُ : الْتَوَى فى مَرَّة ولم يقصِد للهَدف.

* والعَصْد والعَزْد : النِّكاح ، لا فعل له. وقال كُراع : عَصَد المرأة يَعْصِدُها عَصْدا : نكحها ، فجاء له بفعل.

* وأعْصِدْنِى عَصْدًا من حِمارك ، وعَزْدا ، على المُضارعة : أى أعِرنى إياه ؛ عن اللِّحيانىّ.

* والعِصْواد والعُصْواد والعَصْواد : الاختلاط والجَلَبة فى حرب أو خصومة. قال :

وتَرَامَى الأبطالُ بالنَّظَر الشَّزْ

رِ وظَلّ الكُماةُ فى عِصْوادِ (١)

* وتَعَصْودَ القوم : جَلَّبوا واختلطوا. وعصَدتهم العَصَاوِيدُ : أصابتهم بذلك.

* وعِصْواد الظِلام : اختلاطه وتراكُبُه. وجاءت الإبل عَصاويدَ : إذا ركِب بعضُها بعْضًا. ومَرَةٌ عِصْواد : كثيرة الشَّرّ. قال :

فَدَتْكَ كُلُّ رَعْبَلٍ عِصْوادِ

نافِيَةٍ للبَعْلِ والأوْلادِ (٢)

* عِصْيَد : لَقَب حِصْن بن حُذَيفة ، أو حُذَيفةَ نفسِه.

مقلوبه : [ ص ع د ]

* صَعِد المكانَ وفيه صُعودًا ، وأصعد ، وصَعَّد : ارتَقى مُشرِفا ، واستعاره بعض الشعراء للعَرَض الذى هو الهَوَى ، فقال :

فأصْبَحَ لا يسألْنه عَن بِما بهِ

أصَعَّد فى عُلْوِ الهَوَى أم تَصوَّبَا (٣)

أراد : عن ما به ، فزاد الباء ، وفَصَل بها بين ( عن ) وما جرّته ، وهذا من غريب مواضعها. وأراد : أصعَّد أم صوّب ؛ فلما لم يمكنه ذلك وضع تَصَوَّب موضع صَوَّب.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عصد ) ؛ وتاج العروس ( عصد ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عصد ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٣ ) ؛ وتاج العروس ( عصد ) ؛ وكتاب الجيم ( ٢ / ٣٠٧ ).

(٣) البيت للأسود بن يعفر فى ديوانه ص ٢١ ؛ ولسان العرب ( صعد ).


* وجبل مُصَعِّد : مُرتفع عال. قال ساعدة بن جؤَيَّة :

يَأْوِى إلى مُشْمَخَّراتٍ مُصَعِّدَةٍ

شُمٍّ بهنّ فروعُ القانِ والنَّشَمِ (١)

* والصَّعود : الطريق صاعدا ، مؤنثة. والجمع : أصْعِدة ، وصُعُد.

* والصَّعُودُ والصَّعُوداء ، ممدود : العَقَبة الشَّاقة. قال تميم بن مُقبل :

وحَدَّثَهُ أن السَّبِيلَ ثَنِيَّةٌ

صَعوداءُ تدعو كلّ كَهْلٍ وأمْرَدا (٢)

* وأكمَة صَعُودٌ ، وذاتُ صَعْداءَ : يشتدّ صُعودُها على الراقى. قال :

وإنَّ سِياسَةَ الأقوَامِ فاعْلَمِ

لهَا صَعْداءُ مَطْلَعُها طَوِيلُ (٣)

والصَّعُود : المَشَقَّة ، على المَثَل. وفى التنزيل : ( سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ) [ المدثر : ١٧ ] أى على مَشَقَّة من العذاب.

وقوله تعالى : ( يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً ) [ الجن : ١٧ ] : معناه ، والله أعلم ، عذابًا شاقّا.

* وصَعَّد فى الجبل ، وعليه ، وعلى الدّرجة : رَقِى.

* وأصْعَد فى الأرضِ أو الوادى ، لا غير : ذهب من حيث يجىء السَّيل ، ولم يذهب إلى أسفلِ الوادى.

فأمَّا ما أنشده سيبويه ، من قوله :

إمَّا تَرَيْنِى اليَوْمَ مُزْجِى مَطِيَّتِى

أُصَعِّدُ سَيْرًا فى البِلادِ وأُفْرِعُ (٤)

فإنما ذهب إلى الصُّعود فى الأماكن العالية. وأُفْرِعُ هاهنا : أنحدر ، لأن الإفراع من الأضداد ، فقابلَ التصَعُّد بالتَّسفُّل. هذا قول أبى زَيْد. وقال ابنُ الأعرابىّ : صَعِد فى الجبل ؛ واستشهد بقوله تعالى : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ) [ فاطر : ١٠ ] وقد رجَع أبو زيد إلى ذلك ، فقال : اسْتَوأَرَتِ الإبلُ : إذا نفَرَت ، فصعِدت الجبال. ذكره فى الهمز.

* ورَكَبٌ مُصَعِّد ومُصَعَّد : مرتفِع فى البطن ، منتصب. قال :

__________________

(١) البيت لساعدة بن جؤية فى شرح أشعار الهذليين ص ١١ ؛ ولسان العرب ( صعد ) ، ( نشم ) ، ( قين ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٩ / ٣٢١ ) ؛ وتاج العروس ( صعد ) ، ( نشم ) ، ( قين ).

(٢) البيت لتميم بن مقبل فى ديوانه ص ٦٤ ؛ ولسان العرب ( صعد ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٠ ) ؛ وتاج العروس ( صعد ) ؛ وللطرماح فى ملحق ديوانه ص ٥٦٨ ؛ والأزمنة والأمكنة ( ٢ / ٣١٤ ).

(٣) البيت للأعلم الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٣٢٣ ؛ وللهذلى فى تهذيب اللغة ( ٢ / ١١ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( صعد ).

(٤) البيت لعبد الله بن همام السلولى فى لسان العرب ( صعد ) ، ( فرع ) ؛ وتاج العروس ( صعد ) ؛ ( فرع ) ؛ ويروى مطلعه « فإما » « ظعينتى » مكان « مطيتى ».


تقولُ ذاتُ الرَّكَبِ المُرَفَّدِ

لا خافِضٍ جِدا ولا مُصَعِّدِ (١)

* وتَصَعَّدنى الأمرُ وتَصاعَدنى : شَقَّ علىَّ. وتَصَعَّد النَّفَسُ : صَعُب مَخْرَجُه. وهو الصُّعَدَاءُ. وقيل : الصُّعَدَاءُ : التَّنَفُّسُ إلى فوق. وقيل : هو التَّنفُّس بتوجُّع. وهو يتنفَّسُ الصُّعَداء ، ويتَنَفَّس صُعُدا.

* قال سيبويه : وقالوا : أخَذْتُه بدرهم فصَاعدًا ، حذفوا الفعل لكثرة استعمالهم إياه ، ولأنهم أمِنوا أن يكون على الباء ، لأنك لو قلت : أخذته بصاعِد كان قبيحًا ، لأنه صفة ، ولا تكون فى موضع الاسم ، كأنه قال : أخَذتُه بدرهم ، فزاد الثمنُ صاعِدا ، أو فذهب صاعِدا ، ولا يجوز أن تقول : وصاعدا ، لأنك لا تريد أن تخبر أن الدرهم مع صاعدٍ ثمن لشىء ، كقولك بدرهم وزيادة ، ولكنك أخبرتَ بأدنى الثَّمن ، فجعلته أولاً ، ثم قَرَوْتَ شيئًا بعد شىء ، لأثمان شَتَّى. قال : ولم يُرَدْ فيها هذا المعنى ، ولم يلزم الواوُ لشَّيئين أن يكون أحدهما بعد الآخر ، وصاعدٌ : بدل من زاد ويزيد. وثُم مِثْلُ الفاء ، إلا أن الفاء أكثر فى كلامهم. قال ابن جنى : وصاعدًا : حال مؤكدة ، ألا ترى أن تقديره : فزاد الثَّمنُ صاعدا ، ومعلوم أنه إذا زاد الثمن ، لم يكن إلا صاعدا. ومثله قولُه :

*كَفى بالنَّأْىِ منْ أسْماءَ كافِ* (٢)

غير أن للحال هنا مَزِيَّةً ، أعنى فى قوله « فصَاعِدا » ، لأن صاعدا ناب فى اللَّفظ عن الفِعْل الذى هو زاد و « كافٍ » ليس نائبا فى اللَّفظ عن شىء ، ألا ترى أن الفعل الناصب له ، الذى هو كفى ، ملفوظ به معه.

* والصَّعيد : المُرْتَفع من الأرض. وقيل : الأرض المُرْتفعة من الأرض المنخفضة. وقيل : ما لم يخالِطْه رَمْل ولا سَبَخَة. وقيل : هو وجه الأرض. وقيل : الأرض الطَّيِّبة. وقيل : هو كلّ تُراب طَيِّب. وفى التنزيل : « فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً ) [ المائدة : ٦ ]. والصعيد : الطريق ، سُمّى بالصعيد من التراب ، والجمع من كلّ ذلك : صُعْدان. قال حُمَيد بن ثَوْر :

وتِيهٍ تَشابَه صُعْدانُهُ

ويفْنَى به الماءُ إلا السَّمَلْ (٣)

وصُعُدٌ كذلك ؛ وصُعُدات : جمع الجمع. وفى حديث علىّ رضى الله عنه : « إياكم

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( صعد ) ؛ وتاج العروس ( صعد ).

(٢) صدر بيت ، وعجزه : * وليس لحبها ما عشت شافي * وهو لبشر بن أبى خازم فى ديوانه ص ١٤٢ ؛ ولأبى حية النميرى فى لسان العرب ( قفا ).

(٣) البيت لحميد بن ثور فى ديوانه ص ١٢٨ ؛ ولسان العرب ( صعد ) ؛ وتاج العروس ( صعد ).


والقُعُودَ بالصُّعُدات ، إلا مَنْ أدَّى حَقَّها » (١).

* وأصْعَد فى العَدْوِ : اشتَدَّ. وأصْعَد فى البلاد : ذهب. قال الأعشى :

فإنْ تَسألَى عَنِّى فيا رُبَّ سائِلٍ

حَفِىٍّ عن الأعْشَى بهِ حيثُ أصْعدا (٢)

* والصَّعْدةُ : القناةُ المُسْتوِية ، تَنْبُت كذلك ، لا تحتاج إلى التَّثقيف. قال :

صَعدَةٌ نابِتةٌ فى حائِرٍ

أينما الرّيحُ تُمَيِّلْها تَمِلْ (٣)

وكذلك القَصَبة. والجمع : صِعاد. وقيل : هى نحو من الأَلَّة ، والأَلَّة : أصغر من الحَرْبة. والصَّعْدة من النِّساء : المستقيمة القامة ، كأنها صَعْدة.

* والصَّعُود من الإبل : التى خَدَجَت لستة أشهر ، فعُطِفت على ولد عامٍ أوَّل. وقيل : الصَّعود : الناقة تُلْقِى ولدَها بعد ما يُشْعِر ، ثم ترأَمُ ولدها الأوّل ، أو وَلَد غيرها ، فتَدِرّ عليه. والجمع : صَعائد ، وصُعُد. فأما سيبويه : فأنكر الصُّعُد.

* وأصْعَدَتِ النَّاقةُ ، وأصْعَدَها ، وصَعَدها : جَعَلها صَعُودا ؛ عن ابن الأعرابىّ.

* والصُّعُدُ : شجر يُذاب منه القار.

* وبنات صَعْدَة : حَمِير الوحش. وقيل : الصَّعْدة : الأتان.

* وصَعْدة : موضع باليمن ، معرفة ، لا تدخلها الألف واللام.

* وصُعادَى وصُعائد : موضعان. قال لَبيد :

عَلِهَتْ تَبَلَّدُ فى نِهاء صُعائِدٍ

سَبْعا تُؤَاما كامِلاً أيَّامُها (٤)

مقلوبه : [ د ع ص ]

* الدِّعْص : قُوزٌ من الرّمل مجتمع. والجمع : أدعاصٌ ودِعَصَة. والطَّائفة منه : دِعْصَة.

قال :

خُلِقْتِ غَيرَ خِلْقَةِ النِّسوَانِ

__________________

(١) ذكره بهذا اللفظ أبو عبيد فى غريب الحديث ( ١ / ٢٧٤ ) ، وأصله فى الصحيحين.

(٢) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٨٥ ؛ ولسان العرب ( صعد ) ، ( حفا ) ؛ والعين ( ٣ / ٣٠٦ ) ؛ وتاج العروس ( صعد ) ، ( حفا ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٥ / ٢٥٩ ).

(٣) البيت لكعب بن جعيل فى تاج العروس ( صعد ) ؛ وله أو لحسام بن ضرار فى المقاصد النحوية ( ٤ / ٤٢٤ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( حير ).

(٤) البيت للبيد فى ديوانه ص ٣١٠ ؛ ولسان العرب ( بلد ) ، ( صعد ) ، ( بله ) ، ( عله ) ؛ وتاج العروس ( بلد ) ، ( صعد ) ، ( عله ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٦ / ٢٣٦ ، ٣١٣ ) ؛ وكتاب العين ( ٨ / ٤٢٤ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٣ / ٥٤ ). ويروى « تواما » بدل « تؤاما ».


إنْ قُمْتِ فالأعلى قضِيبُ بانِ

وإن تَوَلَّيْتِ فَدِعْصَتانِ

وكُلَّ إدٍّ تفعَلُ العَيْنانِ (١)

والدَّعْصاء : أرض سهلة فيها رملة ، تحْمَى عليها الشَّمس ، فتكون رَمضاؤها أشدَّ من غيرها. قال :

والمُسْتَجِيرُ بعَمْرٍو عندَ كُرْبَتِهِ

كالمُسْتَجِيرِ مِنَ الدَّعْصَاءِ بالنَّارِ (٢)

* وتَدَعَّص الرملُ : تَهَرَّأَ من فَساده.

* والمُندعص : الميت إذا تفَسَّخ ، شُبِّه بالدّعص ، لوَرَمه وضَعْفه. قال الأعشى :

فإنْ يَلْق قَوْمى قَوْمَه تَرَ بيْنهُمْ

قِتالاً وأقْصادَ القَنا ومَدَاعِصَا (٣)

* وأدْعَصَه الحرُّ : قتله. ورَماه فأدْعَصَه : كأقْعَصَه. قال جُؤَيَّة بن عائذٍ النَّصْرىّ :

وفِلْقٌ هَتُوفٌ كلَّما شاءَ رَاعَها

بزُرْقِ المَنايا المُدْعِصَاتِ زَجَومُ (٤)

* ودَعَصَه بالرُّمح : طعَنه به.

* والمَداعِصُ : الرّماح.

* ورجل مِدْعَص بالرُّمح : طَعَّان به. قال :

لَتَجِدَنّى بالأمير بَرَّا

وبالقَناةِ مِدْعَصًا مِكَرّا (٥)

مقلوبه : [ ص د ع ]

* الصَّدْع : الشَّقُّ فى الشىء الصُّلْب ، كالزجاجة والحائط وغيرهما. وجمعه : صُدُوع.

قال قَيْس بن ذَرِيح :

أيا كَبِدًا طارَت صُدُوعًا نَوَافِذًا

ويا حَسْرَتا ما ذا تغَلْغَلَ للقلبِ (٦)

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( دعص ) ؛ وتاج العروس ( دعص ) ..

(٢) البيت لابن دريد فى تاج العروس ( دعص ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( دعص ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٦٥٣.

(٣) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٢٠١ ؛ ولسان العرب ( دعص ).

(٤) البيت لجؤية بن عائذ النصرى فى لسان العرب ( دعص ) ؛ وتاج العروس ( دعص ).

(٥) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( هند ) ، ( دعس ) ، ( دعص ) ، ( غطف ) ؛ وتاج العروس ( دعس ) ، ( دعص ) ، ( غطف ) ؛ والمخصص ( ٦ / ٨٩ ).

(٦) البيت لقيس بن ذريح فى ديوانه ص ٣٢ ؛ ولسان العرب ( صدع ) ؛ وتاج العروس ( صدع ). ويروى « نوافذه » مكان « نوافذًا ».


ذهب فيه إلى أن كلّ جزء منها صار صَدْعا.

* وصَدَع الشىءَ يَصْدَعُه صَدْعا ، وصَدَّعه فانْصَدَع ، وتصدَّع : شقَّه بنصفين. وقيل صَدَّعه : شقه ، ولم يَفترق. وقوله تعالى : ( يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ ) [ الروم : ٥٣ ] : قال الزَّجَّاج : معناه : يتفرّقون ، فيصيرون فريقين : ( فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ). وأصلها : يتصَدَّعون. فقُلِبت التَّاءُ صادًا ، وأدغمت فى الصَّاد. وكلّ نصف منه : صِدْعَة ، وصَدِيع ؛ قال ذو الرُّمَّة :

عَشِيَّةَ قَلْبِى فى المُقِيمِ صَدِيعُهُ

ورَاحَ جَنابَ الظَّاعِنينَ صَدِيعُ (١)

وقول قَيْس بن ذَرِيح :

فلمَّا بَدَا مِنها الفِرَاقُ كما بَدَا

بظهْر الصَّفا الصَّلْدِ الشُّقوقُ الصَّوادعُ (٢)

يجوز أن يكون صَدَع : فى معنى تَصَدَّع لغة ، ولا أعرفها. ويجوز أن يكون على النَّسب ، أى ذات انصداع وتَصَدُّع. وصَدَع الفَلاةَ والنهرَ يَصْدعهما صَدْعا ، وصَدَّعهما : شقَّهما. على المَثَل ، قال لَبيد :

فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِىّ وصَدَّعا

مَسْجُورَةً مُتَجاوِرًا قُلَّامُها (٣)

* والصَّدْع : نبات الأرض ، لأنه يصْدعُها : يشقُّها. وفى التنزيل : ( وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ) [ الطارق : ١٢ ].

* وتَصَدَّعَت الأرض بالنَّبات : تشَقَّقت.

* وانْصَدَع الصُّبْح : انشَقَّ عنه اللَّيل.

* والصَّديع : الفَجْر لانشِقاقه ، قال :

تَرَى السِّرْحانَ مُفْتَرِشا يدَيْهِ

كأنَّ بَياضَ لَبَّته صَديِعُ (٤)

والصَّدِيعُ : الرُّقْعَة الجديدة فى الثَّوْب الخَلَق ، كأنَّها صُدِعَتْ ، أى شُقَّت.

* والصِّدْعة : القِطْعة من الثَّوب ، تُشَقّ منه.

__________________

(١) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٠٨١ ؛ ولسان العرب ( صدع ).

(٢) البيت لقيس بن ذريح فى ديوانه ص ٥١ ؛ ولسان العرب ( صدع ) ؛ وتاج العروس ( صدع ). ويروى « الشوائع » مكان « الصوادع ».

(٣) البيت للبيد فى ديوانه ص ٣٠٧ ؛ ولسان العرب ( سجر ) ، ( عرض ) ، ( صدع ) ، ( قلم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٩ / ١٨١ ) ؛ وتاج العروس ( عرض ) ، ( صدع ) ؛ والعين ( ١ / ٢٧٦ ).

(٤) البيت لعمرو بن معديكرب فى ديوانه ص ١٤٦ ؛ ولسان العرب ( صدع ) ؛ وتاج العروس ( صدع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( فرش ) ؛ والعين ( ١ / ٢٩٢ ، ٦ / ٢٥٥ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١١ / ٣٤٥ ) ؛ وتاج العروس ( فرش ).


* وصَدَع الشىءَ فتَصَدَّع : فَرَّقَه فتَفَرَّقَ. وقوله :

فلا يُبْعِدَنْكَ اللهُ خَيرَ أخى امْرِئٍ

إذا جَعَلَتْ نجْوَى النَّدِىِ تَصَدَّعُ (١)

معناه : تَفَرَّقُ ، فتظْهَرُ وتَكَشَّف. وصَدَعتهم النَّوَى ، وصَدَّعَتْهُم : فَرَّقتهم. والتَّصْداع : تَفْعال من ذلك. قال قَيس بن ذَرِيح :

إذا افْتَلَتَتْ منكَ النَّوَى ذا مَوَدَّةٍ

حَبِيبًا بتَصْدَاعٍ منَ البَين ذى شَعْبِ (٢)

* والصُّداع : وجَع الرأس. وقد صُدِّع الرجل. وجاء فى الشِّعر : صُدِعَ.

* عليه صِدْعة من مال : أى قليل. والصِّدْعَةُ والصَّدِيعُ : نحو السِّتين من الإبل ، وما بين العشرة إلى الأربعين من الضَّأن. وقيل : القِطعة من الغَنم إذا بَلَغَتْ ستِّين. وقيل : هو القَطيع من الظباء.

* والصَّدَع والصَّدْع : الفَتِىُّ الشابُّ القَوِىّ من الأوعال ، والظباء ، والإبل. وقيل : هو الشىءُ بين الشَّيئين من أىّ نوع كان ، بين الطويل والقصير ، والفَتِىّ والمُسِنّ ، وبين السّمين والمَهْزُول ، والعَظيم والصَّغير. قال :

يا رُبَّ أبَّازٍ منَ العُفْرِ صَدَعْ

تَقَبَّضَ الذّئْبُ إلَيه واجْتَمَعْ (٣)

* والصَّديِعُ : القميصُ بين القميصين ، لا بالكبير ولا بالصغير.

* ورجل صَدَعٌ : ماضٍ فى أمره.

* وصَدَع بالأمر يَصْدَعُ صَدْعا : أصابَ به موضِعَه ، وجاهَرَ به. وفى التنزيل : ( فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ ) [ الحجر : ٩٤ ].

* ودليل مِصْدَع : ماضٍ لوجْهه. وخَطِيبٌ مِصْدَع : بَليغ جَرِىء على الكلام.

* والناس علينا صَدْع واحدٌ : أى مجتمعون بالعداوة.

* وما صَدَعَك عن الأمر صَدْعا : أى صَرَفك.

* والمَصْدَع : طريق سهلٌ فى غِلَظ من الأرض.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( صدع ) ، ويروى « الرجال » مكان « الندى ».

(٢) البيت لقيس بن ذريح فى ديوانه ص ٣٣ ؛ ولسان العرب ( فلت ) ، ( صدع ) ؛ وتاج العروس ( فلت ) ، ( صدع ).

(٣) الرجز لمنظور الأسدى فى تاج العروس ( صدع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( أبز ) ، ( أرط ) ، ( صدع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٥ ، ١٣ / ٢٧٠ ) ؛ والمخصص ( ٨ / ٢٤ ، ١٥ / ٨٠ ) ؛ وتاج العروس ( أبز ) ، ( قبض ) ، ( ضجع ).


* والمِصْدَع : المِشْقَصُ من السّهام.

العين والصاد والتاء

* تَصَتَّعَ : ترَدَّدَ.

مقلوبه : [ ت ع ص ]

* تَعِصَ تَعَصا : اشتكى عَصَبه من شدّة المشى.

* والتَّعَصُ : شبيه بالمغْص ، وليس بثَبْت.

العين والصاد والراء

* والعَصْرُ ، والعِصْر ، والعُصْر ، والعُصُر ، الأخيرة عن اللِّحيانىّ : الدَّهر. والجمع : أعْصُر ، وأعصار ، وعُصور ، وعُصُر. والعَصْر : الليلة. والعصر : اليوم. قال الشاعر :

ولن يَلْبَثَ العَصْرانِ يوْمٌ وليْلَةٌ

إذا طَلَبا أنْ يُدْرِكا ما تَيَمَّما (١)

وقيل : العَصْران : الغَداة والعَشِىّ. يقال : لا أفعل ذلك ما اختلفَ العَصْران. والعَصْر : العَشِىُّ إلى احمرار الشَّمس. وصلاة العَصْر : مضافة إلى ذلك الوقت. قال :

تَرَوَّحْ بنا يا عَمْرُو قَدْ قَصُرَ العَصْرُ

وفى الرَّوْحَة الأُولى الغَنيمَةُ والأجرُ (٢)

وقالوا : هذه العَصْر ، على سعة الكلام ، يريدون : صَلاة العَصْر.

* وأعْصرْنا : دخلنا فى العَصْر. وأعصرنا أيضًا : كأقْصَرْنا.

* وجاء عَصْرا : أى بطيئًا.

* والمُعْصِر : التى بلَغَتْ عَصْرَ شبابها ، وأدركت. وقيل : هى التى رَاهقت العِشرينَ. وقيل : حتى تدخلَ فى الحيض. وقيل : هى التى تُحْبس فى البيت ساعة تَطْمِث. وقيل : هى التى قد وَلَدت. الأخيرة أَزْدِيّة. والجمع : مَعاصر ، ومَعاصير. وقد عَصَّرَت ، وأعْصَرَت.

* وعَصَر العنب ونحوه مما له دُهن ، أو شراب ، أو عَسَل ، يعْصِره عَصْرًا ، فهو معْصُور وعَصِير ، واعْتَصره : استخرَج ما فيه. وقيل : عَصَره : وَلىَ ذلك بنفسه ، واعْتَصره : عُصِر له خاصَّةً. وقد انْعَصَر ، وتَعَصَّر.

* وعُصارة الشىء ، وعُصارُه ، وعَصِيرُه : ما تحَلَّب منه ، قال :

__________________

(١) البيت لحميد بن ثور فى ديوانه ص ٨ ؛ ولسان العرب ( عصر ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عصر ) ؛ وتاج العروس ( عصر ) ؛ والعين ( ١ / ٢٩٣ ).


فإنَّ العَذَارَى قدْ خَلَطنَ لِلِمَّتى

عُصَارَة حِنَّاءٍ مَعًا وصَبِيبِ (١)

وقال :

حتى إذا ما أنْضَجَتْه شَمْسُه

وأنَى فلَيسَ عُصَارُهُ كَعُصَارِ (٢)

وقيل : العُصار : جمع عَصارة.

* والمَعْصَرَة : موضع العَصْر.

* والمِعْصَارُ : الذى يُجعل فيه الشىء ، ثم يُعْصَرُ حتى يَتَحَلَّبَ ماؤُه.

* والعَوَاصِر : ثلاثة أحجار يَعْصِرُون العِنَب بها : يَجعلون بعضها فوق بعض.

* ولا أفعله ما دام للزيت عاصِر : يُذْهَب إلى الأبَد.

* والمُعْصِراتُ : السَّحابُ فيها المطر. وفى التنزيل ( وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً ) [ النبأ : ١٤ ].

* وأُعْصِرَ النَّاسُ : أُمْطِرُوا. وبذلك قرأ بعضهم : فيه يغاث النّاس وفيه يُعْصَرون [ يوسف : ٤٩ ] ومن قرأ « يَعْصِرُونَ » فهو من عَصْر العِنَب. وقُرِئ : « وفيه تَعْصِرون » من العصر أيضًا. وقيل : المُعْصِر : السَّحابة التى قد آن لها أن تَصُبَّ ، قال ثعلب : وجارية مُعْصِر : منه. وليس بقوىّ. قال أبو حنيفة : وقال قوم : إن المُعْصِرات : الرّياحُ ذوات الأعاصير. وهو الرَّهَجُ والغُبار ، واستشهدوا بقول الشاعر :

وكأنَّ سُهْكَ المُعْصِراتِ كَسَوْنَها

تُرْبَ الفَدافِد والنِّقاعَ بمُنْخُلِ (٣)

وزعموا أن معنى مِن ، من قوله « مِنَ الْمُعْصِراتِ » معنى الباء ، كأنه قال : وأنزلنا بالمُعْصِرات ماءً ثجَّاجا. وقيل : بل الْمُعْصِراتِ : الغُيوم أنفسها. وفُسِّر بيت ذى الرُّمَّة :

وتَبْسِمُ لَمْحَ البَرْقِ عَن مُتَوَضِّحٍ

كنَوْرِ الأَقاحِى شافَ ألوانَها العَصْرُ (٤)

فقيل : العَصْر : المَطر من المُعْصِرات. والأكثر والأعرف : شافَ ألوانَها القَطْرُ.

* وإن الخَيرَ بهذا البلد عَصْرٌ مَصْرٌ : أى يُقَلَّل ويُقَطَّع.

* والإعصار : الريح تثير السَّحاب. وقيل : هى التى فيها نار ، مذكَّر. وفى التنزيل :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عصر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٥ ) ؛ وتاج العروس ( عصر ).

(٢) البيت للأخطل فى ديوانه ص ٣٩ ؛ وأساس البلاغة ( عصر ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عصر ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عصر ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٣٤٣ ) ؛ والمخصص ( ٩ / ٩٦ ) ، ويروى « البقاع » بالباء مكان « النقاع » بالنون.

(٤) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٥٨٠ ؛ ولسان العرب ( عصر ) ؛ تاج العروس ( عصر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٦ ). ويروى « القطر » مكان « العصر ».


( فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ ) [ البقرة : ٢٦٦ ]. وقيل : التى فيها غُبار شديد. وقال الزَّجَّاج : الإعصار : الريح التى تهبّ من الأرض كالعَمود ، إلى نحو السماء ، وهى التى تسميها الناس الزَّوْبَعة. والإعْصارُ والعِصارُ : أنْ تُهَيِّج الريحُ الترابَ فترفعُه. والعِصار : الغُبار الشَّديد. قال الشَّماخ :

إذا ما جَدَّ وَاسْتَذْكَى عَلَيها

أثَرْنَ علَيه مِن رَهَجٍ عِصَارَا (١)

* والعَصَرَة : الغُبار. وفى حديث أبى هريرة : « أنّ امرأة مرّت به مُتطيِّبة ، لذَيلِها عَصَرَة ، فقال : أين تُرِيدينَ يا أمَةَ الجَبَّار؟ فقالت : أُرِيد المسجد » (٢).

ويجوز أن تكون العَصَرة من فَوْح الطِّيب وهَيْجه ، فشبَّهَه بما تُثيرُهُ الرّياح. وبعض أهل الحديث يرويه : عَصْرَة.

* والعَصْرُ : العَطِيَّة.

* عَصَرَه يَعْصِرُه : أعطاه. قال طَرَفَة :

لو كانَ فى أملاكِنا واحِدٌ

يَعْصِر فينا كالَّذى تَعْصِرُ (٣)

* والاعتصار : انتجاع العَطِيَّة. واعْتَصَر من الشىء : أخذ. قال ابن أحمر :

وإنَّما العَيْش برُبَّانِهِ

وأنتَ مِنْ أفْنانِهِ مُعْتَصِرُ (٤)

ورجلٌ كريم المُعْتَصَر والعُصَارة : أى جواد عندَ المسألة.

والاعْتِصار : أن تُخرج من إنسان مالاً بغُرْم ، أو بوجه غيره ، قال :

*فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ* (٥)

وكلّ شىء مَنَعْتَه ، فقد عَصَرْتَه. واعْتَصَر عليه : بَخِل عليه بما عنده ، ومنعه. وفى الحديث : « يَعْتَصِر الوالدُ على وَلَدِه فى مالِه » (٦).

__________________

(١) البيت للشماخ فى ديوانه ص ٤٤٤ ؛ ولسان العرب ( عصر ) ؛ وتاج العروس ( عصر ) ؛ وأساس البلاغة ( ذكى ).

(٢) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ٢ / ٢٨٢ ).

(٣) البيت لطرفة بن العبد فى ديوانه ص ١٥٤ ؛ وتاج العروس ( عصر ) ؛ ولسان العرب ( عصر ) ؛ والعين ( ١ / ٢٩٧ ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٢ / ١٤ ، ١٨ ، ١٩ ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ٢٣٢ ). ويروى « تعصرْ » بسكون الراء.

(٤) البيت لابن أحمر فى ديوانه ص ٦١ ؛ ولسان العرب ( عصر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٨ ) ؛ وتاج العروس ( ربب ) ، ( عصر ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٢ / ٢٣٢ ). ويروى « مقتفر » مكان « معتصر ».

(٥) صدر بيت ، وعجزه : * من فرعه ما لا ولا المكسر * وهو للشويعر فى لسان العرب ( كسر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٥١ ) ؛ والعين ( ٥ / ٣٠٨ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عصر ) ، ( فرع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٣٥٧ ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ٢٨٢ ) ؛ وتاج العروس ( كسر ).

(٦) ذكره أبو عبيد فى غريب الحديث ( ٢ / ٤٣١ ) عن الشعبى من قوله.


* والعَصَرُ ، والعُصْرَة : الملجأ.

* وعَصَر بالشىء ، واعْتَصَر به : لجأ إليه. وقد قيل فى قوله تعالى : ( فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) : إنه من هذا : أى يَنْجُون من البلاء ، ويَعْتصِمون بالخِصْب. وقال عَدِىّ بن زَيد :

لو بغَيْرِ الماءِ حَلْقِى شَرِقٌ

كنتُ كالغَصَّان بالماء اعْتِصَارِى (١)

* وعَصَّر الزَّرعُ : نَبَتَتْ أكمامُ سُنبله ، كأنه مأخوذٌ من العَصَر ، الذى هو المَلْجأ والحِرْز ؛ عن أبى حنيفة.

* والمُعْتَصَر : العُمْرُ والهَرَم. عن ابن الأعرابىّ وأنشد :

أدْرَكْتُ مُعْتَصَرِى وأدْرَكَنِى

حِلْمى ويَسَّرَ قائدى نَعْلِى (٢)

وقيل : معناه : ما كان فى الشَّباب من اللهو : أدرَكْتُه وَلهَوْتُ به. يذهَب إلى الاعْتِصار ، الذى هو الإصابة للشىء ، والأخذُ منه. والأوّل أحْسَن.

* وعَصَرُ الرجلِ : عَصبَته ورَهْطُه.

* وهم مَوَالينا عُصْرَةً : أى دِنْيَةً.

* وقوله ، أنشده ثعلب :

*أيامَ أعْرَقَ بى عامُ المَعاصِيرِ* (٣)

فسَّره فقال : بلَغ الوَسَخُ إلى معاصِمى. وهذا من الجَدْب ، ولا أدرى ما هذا التفسير.

* وبنو عَصَر : حَىٌّ من عبد القَيْس.

* وأعْصُر ويَعْصُرُ : قبيلة. قال سيبويه : وقالوا : باهلة بن أعْصُر ، وإنما سُمّىَ بجَمع عَصْر. وأما يَعْصُر فعلى بدل الياء من الهمزة ؛ يشهدُ بذلك ما ورد به الخبر ، من أنه إنما سُمّى بذلك لقوله :

أبُنَىَّ إنَّ أباكَ غَيَّرَ لَوْنَهُ

كَرُّ اللَّيالى واختِلافُ الأعْصُرِ (٤)

* وعَوْصَرَة : اسم.

__________________

(١) البيت لعدى بن زيد فى ديوانه ص ٩٣ ؛ ولسان العرب ( عصر ) ، ( غصص ) ، ( شرق ) ؛ والعين ( ٤ / ٣٤٢ ) ؛ وأساس البلاغة ( عصر ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عصر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٩ ) ؛ وتاج العروس ( عصر ).

(٣) الشطر بلا نسبة فى لسان العرب ( عصر ) ، ( عرق ) ؛ وتاج العروس ( عصر ) ؛ ( عرق ).

(٤) البيت لباهلة بن أعصر فى لسان العرب ( عصر ) ؛ وتاج العروس ( عصر ) ؛ ولمنبه بن سعد بن قيس عيلان فى أساس البلاغة ( عصر ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٣٣ ) ؛ ولسان العرب ( يبر ).


* وعَصَوْصَر ، وعَصَيْصَر ، وعَصَنْصَر ، كلُّه : موضع.

مقلوبه : [ ع ر ص ]

* العَرْص : خَشَبةٌ توضع على البيت عَرْضًا ، إذا أرادوا تسقيفه. ويُلقَى عليها الخشبُ الصّغار. وقيل : هو الحائط يُجْعَل بين حائطى البيت لا يُبْلغ به أقصاه ، ثم يوضع الجائز من طرف الحائط الداخل ، إلى أقصى البيت ، ويسقَّف البيت كلُّه ، فما كان بين الحائطين فهو سَهْوَة ، وما كان تحت الجائز فهو مُخْدَع. والسِّين : لغة ، وقد عَرَّصَه.

* والعَرَّاص من السَّحاب : ما اضطرب فيه البرق ، وأظلّ من فوق ، فقرُب حتى صار كالسَّقف ، ولا يكون إلا ذا رَعْد وبَرْق. وقال اللِّحيانى : هو الذى لا يسكُن بَرْقُه.

* وعَرِصَ البَرْقُ عَرَصًا ، واعْتَرَص : اضطرب.

* وبَرْق عَرِص وعَرَّاص : شديد الاضطراب. ورُمْح عَرَّاص : كذلك. قال :

*منْ كلّ عَرَّاصٍ إذا هُزَّ عَسَلْ* (١)

وكذلك سَيف عَرَّاص ، والفِعل كالفعل ، والمصدر كالمصدر ، قال الشاعر فى العَرَص :

يُسيل الرُّبا وَاهِى الكُلى عَرِص الذُّرَا

أهِلَّةُ نَضَّاخِ النَّدَى سابِغِ القَطْرِ (٢)

* وعَرِصَ الرجلُ عَرَصًا ، واعْتَرَص : نشِط. وقال اللِّحيانىّ : هو إذا قَفَز ونزا ، والمَعْنيان مُتقارِبان. وعَرِصت الهِرَّة واعترَصَتْ نَشِطَت واسْتَنَّت. حكاه ثعلب ، وأنشد :

إذا اعْتَرَصْتَ كاعْتِراصِ الهرَّهْ

يوشِكُ أن تسقُطَ فى أُفُرَّهْ (٣)

الأُفُرَّة : البَلِيَّة والشَّدّة. وعَرِصَ القومُ عَرَصًا ، لَعِبوا ، وأقبلوا وأدبروا يُحْضِرونَ.

* وعَرْصَة الدار : وَسَطُها. وقيل : هو ما لا بناءَ فيه ، سمّيَت بذلك ، لاعتراصِ الصِّبْيان فيها. والجمع : عَرَصات ، وعِراص.

* ولحم مُعَرَّص : ردىء النُّضْج ، مُرَمَّد.

* وعَرِصَ البيت عَرَصًا : أنْتَن.

مقلوبه : [ ص ع ر ]

* الصَّعَر : مَيَل فى الوجه ، وربما كان خلقة فى الإنسان والظَّليم. وقيل : هو مَيَل إلى أحَد الشِّقَّيْن. وقيل : هو داء ، يأخذُ البعيرَ ، فيَلْوِى منه عُنُقَه ، ويُميله. صَعِرَ صَعَرًا وهو

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عرص ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عرص ) ، ( سبغ ) ، ( هلل ) ، ( كلا ) ؛ وتاج العروس ( سبغ ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عرص ) ؛ وتاج العروس ( عرص ) ؛ ومجالس ثعلب ص ٥٨٤.


أصْعَرُ ، قال أبو دَهْبَل ، أنشده أبو عمرو بن العلاء :

وتَرَى لَهَا دَلّا إذا نَطَقَتْ

تَرَكَتْ بَناتِ فُؤَادِهِ صُعْدَا (١)

وقول أبى ذُؤَيب :

فهُنَ صُعْرٌ إلى هَدْرِ الفَنِيقِ ولم

يُجْفَرْ ولم يُسْلِهِ عنهُنَّ إلْقاحُ (٢)

عَدَّاه بإلى لأنه فى معنى مَوَائِل ، كأنه قال : فهنَّ مَوائلُ إلى هَدْر الفَنيق. وقد صَعَّر خَدَّه ، وصَاعَرَه. وفى التنزيل : ( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ) [ لقمان : ١٨ ]. وقُرئ : « ولا تُصَاعِرْ ». وأصْعَرَه كصَعَّرَه. والتَّصْعيرُ : إمالة الخَدّ عن النظر إلى الناس ، تَهاونًا من كبر ، كأنه مُعْرِض. و « لأُقِيمَنَ صَعَرَك » : أى مَيَلك ، على المَثَل. وقوله ، أنشده ابن الأعرابىّ :

ومَحْشَكِ أمْلِحِيهِ وَلا تخافى

على زُغْبٍ مُصَعَّرَةٍ صِغارِ (٣)

قال : فيها صَعَرٌ من صِغَرها ، يعنى مَيَلاً.

* وقَرَب مُصْعَرُّ : شديد. قال :

وقد قَرَبْنَ قَرَبا مُصْعَرَّا

إذا الهِدَانُ حادَ واسْبَكَرَّا (٤)

* والصَّيْعَرِيَّة : اعتراض فى السَّير. والصَّيْعَرِيَّة سِمَة فى عُنُق النَّاقة خاصَّة. لم تكن يُوسَم بها إلا النوق. قال : قول الشاعر :

وقد أتَناسَى الهَمَّ عند احتضارِه

بناجٍ عليهِ الصَّيْعَرِيَّةُ مِكْدَمِ (٥)

يدلّ على أنه قد يُوسَمُ بها الذُّكور.

* وأحمر صَيْعَرِىّ : قانئ.

* وصَعْرَرَ الشىءَ فتصَعْرَر : دحْرَجَه فتدحرج.

* والصُّعْرور : دُحْرُوجة الجُعَل ، يُجْمعها فيُديرها ، ويَدفعها ، وقد صَعْرَرَها. وكلّ حِمْلِ

__________________

(١) البيت لأبى دهبل فى ديوانه ص ١١٠ ؛ ولسان العرب ( صعر ) ؛ وتاج العروس ( صعر ). والرواية ( صعرا ) بالراء لا بالدال.

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٦٨ ؛ ولسان العرب ( صعر ). ويروى « يجر » بدل « يحفر ».

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( صعر ) ، ويروى «‌ ولا تدافي » بدل «‌ ولا تخافي ».

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( سبكر ) ، ( صعر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٢٧ ) ؛ وتاج العروس ( سبكر ) ، ( صعر ) ؛ والمخصص ( ٧ / ٩٧ ، ١١١ ).

(٥) البيت للمسيب بن علس فى ديوانه ص ٦٣٤ ؛ ولسان العرب ( صعر ) ، ( نوق ) ؛ وتاج العروس ( صعر ) ، ( نوق ) ؛ وللمتلمس فى ملحق ديوانه ص ٣٢٠ ؛ وجمهرة اللغة ص ١٦٩.


شَجَرَة تكون مثلَ الأبْهَل والقِلْقِل والفُلْفُل ونحوه ، مما فيه صَلابة ، فهو صُعْرور. والصُّعْرور : الصَّمْغ الدقيق الطويل المُلْتوى. وقيل : هو الصَّمغ عامَّة. وقيل : الصُّعرُور : القطعة من الصَّمْغ. قال أبو حنيفة : الصُّعرورة بالهاء : الصَّمغة الصغيرة ، وأنشد :

إذا أوْرَقَ العَبْسِىُّ جاعَ عِيالُه

ولم يَجِدُوا إلا الصَّعارِيرَ مَطْعَما (١)

ذَهب بالعَبْسِىّ مذهبَ الجِنْس ، حتى كأنه قال : أورَق العَبْسيون ، ولولا ذلك لقال : ولم يَجدْ ، ولم يقل : ولم يجدوا. وعَنى أنَّ مُعَوَّله فى قوته وقوت بناته على الصَّيْد ، فإذا أوْرَق لم يَجِدْ طَعامًا إلا الصَّمْغ. قال : وهم يقتاتون الصَّمْغ. قال : وقال أبو زيد : الصُّعرور ، بغير هاء : صَمْغة تَطول وتَلْتَوى ، ولا تكون صُعْرورة إلا مُلتوية ، وهى نحو الشِّبر. وقال مَرَّةً عن أبى نَصْر : الصُّعْرور يكون مثلَ القَلَم ، وينعطِف بمنزلة القَرْن.

* وضرَبه فاصْعَنْرَرَ ، واصْعَرَّر : أى استدار من الوجَع مكانه ، وتقَبَّض.

* وأصْعَرُ ، وصُعَيْر ، وصَعْران : أسماء.

مقلوبه : [ ر ع ص ]

* رَعَصَه يَرْعَصُه رَعْصًا : هَزَّه وحرَّكه.

* وارتعَصتِ الشجرة : اهْتَزَّتْ.

* ورَعَصَتْها الرّيحُ ، وأرْعَصَتْها : حرَّكَتْها. ورَعَص الثَّوْرُ الكلبَ رَعْصًا : طعَنه ، فاحتمله على قرنه ، وهزّه وضربه ، حتى ارْتَعَص ، أى الْتَوَى من شدّة الضَّرب.

* وارْتَعَصَتِ الحَيَّة : الْتَوَت ، قال العَجَّاج :

إنِّىَ لا أسْعَى إلى دَاعِيَّهْ

إلا ارْتِعاصًا كارْتِعاصِ الحَيَّهْ (٢)

وارْتَعَص الجَدْىُ : طَفَرَ من النَّشاط. وارْتَعَص الفرَس كذلك. وارْتَعَص البرْقُ : اضطرَب.

مقلوبه : [ ص ر ع ]

* الصَّرْع : الطَّرْحُ بالأرض. صَرَعَه يَصْرَعه صَرْعا ، وصِرْعا ، فهو مَصْروع ، وصَريع. والجمع : صَرْعَى.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( صعر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٢٧ ) ؛ والمخصص ( ١٣ / ٢٦٦ ) ؛ وتاج العروس ( صعر ).

(٢) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ٢ / ١٦٨ ) ؛ ولسان العرب ( رعص ) ، ( دعا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٢٢ ) ؛ وتاج العروس ( رعص ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٨ / ١١٢ ).


* ورجل صَرّاع ، وصَرِيع : بَيِّن الصَّرَاعة ، وصَرُوع : شديد الصَّرْع ، وإن لم يكن مَعْروفًا بذلك.

* وصُرَعَة : كثير الصَّرْع لأقرانه. وصُرْعَة : يُصْرَع كثيرًا ، يَطَّرد على هذين باب.

* وقد تَصَارَع القومُ واصْطَرَعوا. وصارَعه مُصارعة وصِراعًا.

* والصِّرْعانِ : المُصْطَرِعانِ.

* ورجل حسن الصِّرْعة. وفى المَثَل : « سوءُ الاسْتِمساك خَيرٌ من حُسْن الصِّرْعة ». يقول : إذا استمسَك وإن لم يكن حَسَن الرِّكْبَة ، فهو خَيرٌ من الذى يُصْرَع صَرْعَة لا تضُرُّه ، لأن الذى يتماسك قد يَلْحَق ، والذى يُصْرَع لا يبْلُغ. والمَنِيَّة تَصْرعُ الحيوان : على المَثَل.

* والصُّرَعة : الحليم عند الغَضَب ، لأن حلمه يَصْرَع غَضَبه ، على ضدّ معنى قولهم : الغَضَب غُولُ الحِلْم.

* والصَّرْع والصِّرْعُ : الضَّرْب من الشىء ، والجمع : أصْرُع ، وصُروع. ورَوَى أبو عُبَيد بيت لَبيد :

*بمُسْتَحْوِذٍ ذى مِرَّةٍ وصُرُوعِ* (١)

بالصاد ، أى بضُروبٍ من الكلام. وقد قَدَّمْتُ رواية ابن الأعرابىّ له بالضاد. وهذا صِرْع هذا ، وصَرْعُه : أى مِثلُه. قال :

ومَنْجوبٍ له منهُنّ صِرْعٌ

يَمِيلُ إذا عَدَلْتَ به الشِّوَارَا (٢)

هكذا رواه الأصمعىّ ، أى له منهنّ مِثلٌ. قال ابن الأعرابىّ : ويُرْوَى : ضَرْع. وفَسَّره بأنه الحَلْبَة. والصَّرْعان والصِّرْعان : المِثْلان.

* والصَّرْعانِ : الغَداة والعَشِىّ. وزعم بعضُهم أنهم أرادوا العَصْران ، فقُلِب. وقيل : الصَّرْعان نصف النهار الأوّل ، ونصفه الآخر.

ومِصْراعا الباب : بابان منصوبان ، ينضمان جميعًا ، مدخلُهما فى الوسَطِ مِن المِصْراعين. وقول رُؤْبة :

__________________

(١) عجز بيت ، وصدره : * وخصم كبادي الجن أسقطت شأوهم * وهو للبيد فى ديوانه ص ٧١ ؛ ولسان العرب ( حصد ) ، ( صرع ) ، ( ضرع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٢٤ ، ٤ / ٢٢٨ ) ؛ وتاج العروس ( صرع ) ، ( ضرع ) ؛ ويروى « وضروع » مكان « وصروع ».

(٢) البيت لعنترة فى ديوانه ص ٢٣٨ ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٢٦ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( صرع ) ؛ وتاج العروس ( صرع ).


*إذْ حازَ دُونى مِصْرَعَ البابِ المِصَكّ* (١)

يحتملُ أن يكون عندهُم المِصْرَع لغةً فى المِصْراع ، ويحتمل أن يكون محذوفًا منه.

* وصَرَع البابَ : جعل له مِصْرَاعَينِ.

* قال أبو إسحاق : المِصْراعان : بابا القصيدة ، بمنزلة المِصْراعَين اللذين هما بابا البَيت. قال : واشتقاقهما من الصَّرْعَين ، وهما نصفا النهار. قال : فمن غُدْوةٍ إلى انتصاف النهار صَرْع ، ومن انتصاف النهار إلى سقوط القُرْص صَرْع. وإنما وَقَع التَّصْريع فى الشِّعر ، ليدُلَّ على أن صاحبه مُبْتَدِئٌ إمَّا قِصَّةً ، وإمَّا قصيدة ؛ كما أن « إما » إنما ابتُدئ بها فى قولك : ضربت إمَّا زيدًا ، وإمَّا عَمْرًا ، ليُعْلَم أن المتكلم شاكّ.

فمما العَروض فيه أكثر حُروفا من الضَّرْب ، فنقص فى التَّصْريع ، حتى لَحِق بالضَّرْب ، قول امرئ القَيْس :

لِمَنْ طَلَلٌ أبْصَرْتُهُ فَشَجانِى

كخَطّ زَبُورٍ فى عَسِيبِ يَمَانِ (٢)

فقوله : « شجانى » : فَعُولُنْ. وقوله « يمانى » : فَعُولُنْ. والبيت من الطَّويل ، وعروضُه المعروف ، إنما هو « مَفاعِلُنْ ». ومما زِيد فى عَروضه ، حتى ساوَى الضَّرْب ، قول امرئ القيس :

ألا عِمْ صَباحًا أيُّها الطَّلَلُ البالى

وهل يَعِمَنْ مَنْ كانَ فى العُصُر الخالى (٣)

* وصَرَّعَ البيتَ من الشعر : جَعَل عَرُوضه كضَرْبه.

* والصَّرِيع : القضيب من الشجر ، يَنْهَصِر إلى الأرض فيسقُط عليها ، وأصله فى الشجرة ، فيبقَى ساقِطا فى الظلّ ، لا تصيبه الشَّمس ، فيكون ألْيَنَ من الفَرْع ، وأطيَبَ ريحًا ، وهو يُسْتاكُ به. والجمع : صُرُع. وفى الحديث « أن النبىّ صَلَى الله عليه وسلّم كان يُعْجبه أن يَسْتاكَ بالصُّرُع ». والصَّرِيعُ أيضًا : ما يَبِس من الشجر. وقيل : إنما هو الصَّريفُ ، بالفاء.

مقلوبه : [ ر ص ع ]

* الرَّصَعُ : دِقَّة الأَلْية. ورجلٌ أرْصَع ، وامرأة رَصْعاء. وقد رَصِعَ رَصَعا ، وربما وُصِف به الذّئب. وقيل : الرَّصْعاءُ من النِّساء : التى لا إِسْكَتَين لهَا.

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١١٨ ؛ ولسان العرب ( صرع ) ، ( ركك ) ، وتاج العروس ( صرع ) ، ( ركك ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٢٨٦.

(٢) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٨٥ ؛ واللامات ص ٦٣.

(٣) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٢٧ ؛ وجمهرة اللغة ص ١٣١٩ ؛ وتاج العروس ( طول ). ويروى « عم » مكان « انعم ».


* والرَّصَع : تقارُب ما بين الرُّكْبتين. والرَّصَع : أنْ يَكْثر على الزَّرْع الماء وهو صغير ، فيصْفَرَّ ويُحَدِّد ، ولا يفْتَرِشَ منه شىء ، ويصْغُرَ حبه.

* ورَصَعَه يرْصَعُه رَصْعا ، وأرْصَعَه : طَعَنَه طَعْنا شديدًا. قال العَجَّاج :

*وَخْضًا إلى النِّصْفِ وَطَعْنًا أرْصَعا* (١)

ورَصَع الشىءَ : عَقَدهُ عَقْدًا مُثَلَّثا متداخِلا ، كعَقْد التَّميمة ، ونحوها.

* والرَّصِيعة : عُقْدَة فى اللِّجام ، عند المُعَذَّر ، كأنها فَلْس. وقدْ رَصَّعَه. والرَّصِيعة : الحَلْقة المُسْتديرة. والرَّصِيعة : سَير يُضْفر بين حِمالة السَّيف وجَفْنه. والجمع رَصَائع ، ورَصِيع ، كشعيرة وشَعير ؛ أجرَوُا المصنوع مُجْرَى المخْلوق. وهو فى المخلوق أكثر. قال أبو ذُؤَيب :

رَمَيْناهُم حتى إذا ارْبَثَّ جمْعُهُمُ

وصارَ الرَّصِيعُ نُهيَةً للحَمائلِ (٢)

أى انقلبت سُيوفهم ، فصارت أعاليها أسافلَها ، وكانت الحمائل على أعناقهم ، فنُكِسَت ، فصار الرَّصِيعُ فى موضع الحمائل. والنُّهْية : الغاية.

* والرَّصائع : مَشَكُّ أعالى الضُّلوع فى الصُّلْب. واحدُها : رُصْع ، وهو جمع نادر. قال ابن مُقبل :

فأصْبَحَ بالمَوْماةِ رُصْعا سَرِيحُها

فللإنْسِ باقِيهِ وللجِنّ نادِرُهْ (٣)

* ورَصَّع العِقْد بالجوهر. نظَمه فيه ، وضَمَّ بعضَه إلى بعض.

* ورَصَع الحَبَّ : دَقَّه بين حَجَرَين.

* والرَّصِيعة : طعام يُتَّخَذُ منه. قال ابنُ الأعرابىّ الرَّصِيعة : البُرُّ يُدَقُّ بالفِهْر ، ويُبَلُّ ويُطْبخ بشىء من سَمْن.

* ورَصِعَ به الشىءُ يرْصَعُ رُصُوعًا : لَزِق.

* ورَصَع الطَّائرُ الأنثى يَرْصَعُها رَصْعا : سَفَدَها ، وكذلك الكَبْش. واستعارته الخَنْساء فى

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٩١ ؛ ولسان العرب ( رصع ) ؛ وتاج العروس ( رصع ) ؛ وللعجاج فى تهذيب اللغة ( ٢ / ٢٣ ) ؛ والعين ( ١ / ٣٠٠ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٩٠ ). ويروى « وخصا » بالصاد بدل الضاد.

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٦٢ ؛ ولسان العرب ( ربث ) ، ( رصع ) ، ( نهى ) ؛ وتاج العروس ( ربث ) ، ( رسع ) ، ( نهى ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( رسع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٩٣ ) ؛ والمخصص ( ١٦ / ٢٧ ).

(٣) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ١٥٧ ؛ ولسان العرب ( رصع ) ؛ وتاج العروس ( رصع ).


الإنسان ، فقالت حين أراد أخُوها معاويةُ أنْ يُزَوّجَها مِن دُرَيْدِ بن الصِّمَّة :

مَعاذَ اللهِ يَرْصَعُنِى حَبرْكَى

قَصِيرُ الشِّبر مِنْ جُشَمَ بن بَكْرِ (١)

وقد تراصَعت الطَّير والغنم.

* والرَّصَعُ : فِراخُ النَّحْل. الواحدة : رَصَعة.

* والرَّصْعُ : الضَّرْب باليَد.

* والمِرْصَعانُ : صَلاءة عظيمة من الحِجارة ، وفِهْرٌ مُدَوَّرَة تملأ الكفَّ ؛ عن أبى حنيفة.

* ورَصَعَتْ بهما : دَقَّتْ.

* والتَّرَصُّعُ : النَّشاط.

العين والصاد واللام

* العَصَل : المِعَى. والجمع : أعصال ؛ قال الطِّرِمَّاح :

فهوَ خِلْوُ الأعْصالِ إلا مِنَ الما

ءِ ومَلْجُوذِ بارِضٍ ذى انهِياضِ (٢)

والعَصَل : الْتِواء فى عَسِيب ذنَبِ الفَرَس ، حتى يُصيبَ كاذَتَه وفائِلَه.

* وعَصَّل السَّهْمُ : الْتَوَى فى الرَّمْى.

* وعَصِلَ الشىءُ عَصَلا ، فهو أعْصَلُ ، وعَصِلٌ : اعْوَجَّ وصَلُب. قال :

*ضَرُوسٌ تَهُرُّ النَّاسَ أنْيابُها عُصْلُ* (٣)

وقد كُسِّر على عِصَال ، وهو نادر ، والذى عندى أن عِصَالاً جمع عَصِل ، كوجِع ووِجاع. وعَصِلَ نابُه ، وأعْصَل : اشْتَدَّ. ووصف رجل جَمَلا فقال : إذا عَصِل نابُه ، وطال قِرَابُه ، فبِعْه بَيْعًا دَلِيقًا ، ولا تحابِ به صَديِقًا. وقال أبو صخر الهُذَلىّ :

أفحِينَ أحْكَمَنِى المَشيبُ فلا فَتًى

غُمْرٌ ولا قَحْمٌ وأعْصَلَ بازِلى (٤)

* والمِعْصال : مِحْجَن يُتناول به أغصان الشجر لاعوجاجه.

* وامرأة عَصْلاء : لا لَحْم عليها.

__________________

(١) البيت للخنساء فى ديوانها ص ٣٧٢ ؛ ولسان العرب ( شبر ) ، ( زير ) ، ( رصع ) ، ( حبرك ) ؛ وتاج العروس ( شبر ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٢ / ٢٧٠ ). ويروى « ينكحنى » مكان « يرصعنى ».

(٢) البيت للطرماح فى ديوانه ص ٢٧٠ ؛ ولسان العرب ( عصل ) ؛ وتاج العروس ( عصل ).

(٣) الشطر بلا نسبة فى لسان العرب ( عصل ) ؛ وتاج العروس ( عصل ).

(٤) البيت لأبى صخر الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٩٢٨ ؛ ولسان العرب ( عصل ) ؛ وتاج العروس ( عصل ).


* وعَصَل الرجلُ وغيرُه : بال. وفى الحديث : « جاء ثَعْلَبانِ فأكلا الخُبزَ والزُّبْد ، ثم عَصَلا على رأس الصَّنَم » ، (١) حكاه الهَرَوىّ فى الغَريبين.

* والعَصَلة : شجرة تُسَلِّح الإبلَ ؛ وقيل : هو شجَر يُشبه الدِّفْلَى ، تأكله الإبل ، وتشرب عليه الماء كلّ يوم. وقيل : هو حَمْض يَنْبُت على المياه. والجمع : عَصَل. قال لَبيد :

وقَبِيل مِنْ عُقَيْلٍ صَادِقٍ

كلُيوثٍ بين غابٍ وعَصَلْ (٢)

* والعُنْصُل والعُنْصَل ، والعُنْصُلاء ، والعُنْصَلاء ، ممدودان : البصَلُ البَرّىُّ. وقال ابن الأعرابىّ : هو نبت كالبصَل ، وليس به. وقال اللِّحيانىّ : هو نبت فى البرارىّ. وزعموا أن الوَحامَى تشتهيه وتأكله. قال : وزعموا أنه البصل البَرىّ. وقال أبو حنيفة : هو وَرَقٌ مثلُ الكُرَّاث ، يظهرُ منبسطا سَبْطا. وقال مرّة : العُنْصُل : شُجَيرة سُهْلية ، تنْبُت فى مواضع الماء والنَّدَى نباتَ المَوْزَة ، ولهَا نَوْرٌ كنورِ السَّوْسَن الأبيض ، تَجْرِسُه النَّحْل ، والبقر تأكل ورَقَها فى القُحوط ، يُخْلَط لها بالعَلَف. وقال كُراع : العُنْصُل : بقْلة ، ولم يُحَلِّها.

* وطريق العُنْصَلَين ، بفتح الصاد وضمها : موضع. قال الفَرَزدق :

أرَادَ طَرِيقَ العُنْصُلَينِ فَياسَرَتْ

به العِيسُ فى نائى الصُّوَى مُتَشائمِ (٣)

وسَلك طريقَ العُنْصُلَين : يعنى الباطل.

* وعُصْلٌ : موضع ؛ قال أبو صخر :

عَفَتْ ذاتُ عِرْقٍ عُصْلُها فرِئامُها

فضَحْياؤُها وَحْشٌ قَدَ اجْلى سَوامُها (٤)

مقلوبه : [ ع ل ص ]

* العِلَّوْص : التُّخَمة والبَشَم. وقيل : اللَّوَى. وقد يُوصَفُ به ، فيقالُ رَجُلٌ عِلَّوْص ؛ فهو على هذا اسمٌ وصِفَة. وعَلَّصَتِ التُّخَمة فى مَعِدته. والعِلَّوص : الذّئب.

مقلوبه : [ ص ع ل ]

* الصَّعْلَة من النَّخل : التى فيها عَوَج ، وهى جَرْداء أصول السَّعَف. حكاه أبو حنيفة ، عن أبى عمرو ، وأنشد :

__________________

(١) ذكره ابن الأثير فى النهاية ( ٣ / ٢٤٨ ).

(٢) البيت للبيد فى ديوانه ص ١٩٠ ؛ ولسان العرب ( عصل ) ؛ والعين ( ١ / ٣٠١ ) ؛ وتاج العروس ( عصل ).

(٣) البيت للفرزدق فى ديوانه ( ٢ / ٢٩٦ ) ؛ ولسان العرب ( عصل ) ، ( عنصل ) ، وتهذيب اللغة ( ٣ / ٣٣٤ ) ؛ والمخصص ( ١٢ / ٤٧ ) ؛ وتاج العروس ( عصل ) ؛ ويروى « فيامنت » مكان « فياسرت ».

(٤) البيت لأبى صخر الهذلى فى ديوانه ص ٩٥٣ ؛ ولسان العرب ( عصل ) ، ( ضحا ) ؛ وتاج العروس ( عصل ).


لا تَرْجُوَنَّ بذى الآطامِ حامِلَةً

ما لم تكنْ صَعْلَةً صَعْبا مَرَاقِيها (١)

قال : والجمع : صَعْل. والصَّعْل والأُصعَلُ : الدقيق الرأس والعُنُق ، والأنثى : صَعْلَة ، وصَعلاء ، يكون فى الناس ، والنعام ، والنَّخْل. وقد صَعِل صَعلاً ، واصْعالَ ، قال العجَّاج يَصف دَقَل السَّفينة ، وهو الذى يُنْصَب فى وسطه الشِّراع.

ودَقلٌ أجْرَدُ شَوْذَبىّ

صَعْلٌ مِن السَّاجِ ورُبَّانِى (٢)

أراد بالصَّعْل : الطويل. وإنما يَصِف مع طوله اسْتواءَ أعلاه بوَسَطه ، ولم يصفهُ بدقَّة الرأس. والصَّعْلة : النعامة. عن يعقوب ؛ ولم يُعِّين أىّ نعامة هى.

مقلوبه : [ ل ع ص ]

* لَعِص علينا لَعَصًا : تعسَّرَ. ولَعِصَ لَعَصًا وتَلَعَّص : نَهِم فى أكل وشرب.

مقلوبه : [ ص ل ع ]

* الصَّلَعُ : ذهاب الشَّعر من مُقَدَّم الرأس. صَلِعَ صَلَعا ، وهو أصْلَعُ ، وامرأة صَلْعاء.

وأنكرها بعضُهم ؛ قال : إنما هى زَعْراء ، وقَزْعاء.

* والصَّلَعَة والصُّلْعة : موضع الصَّلَع. وقوله : أنشدهُ ابن الأعرابىّ :

*يَلُوحُ فى حافاتِ قَتْلاهُ الصَّلَعْ* (٣)

أى يَتَجنب الأوغادَ ، ولا يقتُل إلا الأشراف ، وذوى الأسنان ، لأن أكثر الأشراف وذوى الأسنان صُلْع ، كقوله :

فقُلتُ لها لا تُنْكرِينى فقلَّما

يَسودُ الفتى حتى يَشِيبَ ويَصْلَعا (٤)

* وأرض صَلْعاء : لا نباتَ فيها.

* وصَلِعَت العُرْفُطَة صَلَعا ، وهى صَلْعاء : إذا سَقَطت رءُوس أغصانها ، أو أكَلَتها الإبل ؛ قال الشَّماخ فى وصف الإبل :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( صعل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٣٣ ) ؛ والمخصص ( ١١ / ١١٤ ، ١١٩ ، ١٣ / ٢٠١ ) ؛ وتاج العروس ( صعل ).

(٢) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ١ / ٥٠٣ ) ؛ ولسان العرب ( جلل ) ، ( صعل ) ، ( سوم ) ، ( صرى ) ؛ وتاج العروس ( ربب ) ، ( صعل ) ، ( سوم ) ؛ تهذيب اللغة ( ٢ / ٣٣ ، ١٣ / ١١٣ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ربب ) ؛ والعين ( ١ / ٣٠٢ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٥ / ١٧٩ ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( صلع ) ؛ وتاج العروس ( صلع ).

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( صلع ) ؛ وتاج العروس ( صلع ).


إنْ تُمْسِ فى عُرْفُطٍ صُلْعٍ جماجمُهُ

من الأُسالِقِ عارِى الشَّوْكِ مَجْرُودِ (١)

* والصَّلْعاء : الدَّاهِية ؛ على المَثَل. أى أنه لا مُتَعَلَّق منها ، كما قيل لها مَرْمَرِيس ، من المَراسة ، أى المَلاسة.

* والأصْلَعُ : رأس الذكر ، مكنىّ عنه. والأصْلَع : حَيَّة دقيقة العُنُق مُدَحْرَجة الرأس ، كأنّ رأسها بُنْدقة. وأراه على التَّشبيه بذلك.

* والصَّلَع والصُّلَّع : الموضع الذى لا نَبْتَ فيه. وقول لُقمان : « إنْ أرَ مَطْمَعى فحِدأٌ وُقَّع ، وإلا أرَ مَطمَعى فوَقَّاعٌ بصُلَّع » : قيل : هو الجَبل الذى لا نَبْت عليه. والصُّلَّع : الحجر.

* والصُّلَّاع : الصُّفَّاح العَريض ؛ الواحدة : صُلَّاعة.

* والتَّصْليع : السُّلاح ، اسم ، كالتنبيت والتمتين. وقد صَلَّعَ : إذا بَسَطه.

* وصُلاع الشمس : حَرُّها. وقد صَلَعَتْ : تَكَّبَدَتْ وَسَطَ السَّماء. وانْصَلَعَتْ : بَدَتْ فى شدّة الحرّ ، ليس دونها شىءٌ يَسْتُرُها.

* ويوْمٌ أصْلَع : شَديدُ الحَرّ.

* وصَيْلَع : موضع.

العين والصاد والنون

* العُنْصُوة والعَنْصُوة والعِنْصِيَة : الخُصْلة من الشَّعر ، قَدْرُ القُنْزُعة. قال :

*إن يُمْسِ رأسِى أشمَطَ العَناصِى* (٢)

والعُنْصُوةُ والعَنْصُوة : القطعة من الكلأ ، والبقيَّة من المال ، من النِّصْفِ إلى الثُّلث ، أقلُّ ذلك. وقال ثعلب : العَناصِى : بقيَّة كل شىءٍ. وقال اللِّحيانى : عُنْصُوَة كل شىء : بقيَّتُه كذلك. وقيل : العُنْصُوَة ، والعَنْصُوَة ، والعِنْصِيَة : قطعة من إبل أو غنم.

مقلوبه : [ ص ع ن ]

* الصِّعْوَنُ : الدقيق العُنُق والرأس ، من أىّ شىء كان. وقد غَلَب على النَّعام. والأنثى : بالهاء.

__________________

(١) البيت للشماخ فى ديوانه ص ١١٧ ؛ ولسان العرب ( صلع ) ، ( سلق ) ، ( صلق ) ، ( عرق ) ؛ والعين ( ١ / ٣٠٣ ) ؛ وتاج العروس ( عرفط ) ، ( صلع ) ، ( عرق ) ؛ والمخصص ( ١١ / ١١ ، ١٩٠ ، ٦ / ١٣٧ ، ١٢ / ١٨ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٣٢ ، ٨ / ٣٧٠ ) ؛ ويروى « الأصالق » مكان « الأسالق ».

(٢) الرجز مع عدة أبيات ، لأبى النجم فى تاج العروس ( عنقص ) ، ( وبص ) ؛ ولسان العرب ( عنص ) ، ( وبص ) ، ( نصا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٢ / ٢٤٤ ) ؛ وكتاب العين ( ٧ / ١٥٩ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١ / ٧١ ، ١٠ / ٢٠٨ ).


* وأُذُنٌ مُصَعَّنة : لطيفة دقيقة. قال عَدِىُّ بن زَيْد :

له عُنُقٌ مثلُ جِذْعِ السَّحُوق

وأذْنٌ مُصَعَّنَةٌ كالقَلَمْ (١)

مقلوبه : [ ن ع ص ]

* نَعَصَ الشىءَ فانتَعص : حرَّكه فتحرَّك.

* والنَّعَص : التمايُل.

* وناعِصَةٌ : اسمُ رجل ، من ذلك.

مقلوبه : [ ص ن ع ]

* صَنَعَه يصْنَعُه صُنْعا ، فهو مصنوع ، وصَنيع : عَمِله.

* واصْطَنَعَه : اتَّخذه. وقوله تعالى : ( وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ) : تأويله : اخترتك لإقامة حجتى ، وجعلتك بينى وبين خلقى ، حتى صِرْتَ فى الخطاب عنى والتبليغ ، بالمنزلة التى أكون أنا بها لو خاطبْتُهم ، واحتججت عليهم.

* واسْتَصْنَعَ الشىءَ : دعا إلى صُنْعه. وقول أبى ذُؤَيْب :

إذا ذَكَرَتْ قَتْلَى بكَوْساءَ أشْعَلَتْ

كَوَاهِية الأخْرَابِ رَثّ صُنُوعها (٢)

صُنوعها : جمع لا أعرف له واحدًا.

* والصّناعة : ما تستصنع من أمْر.

* ورَجُلٌ صَنَع اليد ، وصَناع اليد ، منْ قوم صَنْعَى الأيْدى ، وصُنُع ، وصُنْع. وأما سيبوَيه فقال : لا يُكَسَّر صَنَعٌ الْبَتَّة ؛ اسْتَغْنَوْا عنه بالواو والنون. وصِنْع اليد ، من قوم صِنْعى الأيدى ، وأصْناع الأيدى.

وحَكى سيبوَيه الصِّنْع مُفردا. وامرأة صَناع اليد. وتُفْرد فى المرأة ، من نسوة صُنُعِ الأيْدى. ولا يُفْرد صَناع اليدِ فى المُذَكَّر. وفى المَثَل : « لا تَعْدَمُ صَناعٌ ثَلَّة ». والثَّلَّة : الصُّوف ، والشَّعْر ، والوَبَر.

قال ابن جِنِّى : قولهُم : « رجلٌ صَنَعُ اليَدِ ، وامرأة صَناعُ اليد : دليل على مشابهة حَرْفِ المَدّ قبل الطَّرَف ، لتاء التأنيث ، فأغنَت الألفُ قبل الطَّرَف مُغْنَى التاء التى كانت تجب فى

__________________

(١) البيت لعدىّ بن زيد فى ديوانه ص ١٦٩ ؛ ولسان العرب ( صعن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٣٥ ) ؛ وتاج العروس ( صعن ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١ / ٨٦ ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٢٥ ؛ ولسان العرب ( كوس ) ، ( صنع ) ؛ وتاج العروس ( كوس ) ، ( صنع ) ، لكن البيت به « الأخرات » بدلاً من « الأخراب ».


صَنَعَة لو جاء على حُكم نظيره ، نحو حَسَن وحَسَنة ؛ وقد قيل : امرأة صَنيعَة ، كصَناع. قال حُمَيْد بن ثَوْر :

أطافَ بها النِّسْوانُ بين صَنيعَةٍ

وبينَ التى جاءَتْ لكَيْما تَعَلَّما (١)

* ورَجُلٌ صَنَع اللِّسان ، ولِسانٌ صَنَع ؛ يقال ذلك للشَّاعر ، ولكلِّ بَيِّن ؛ وهو على المَثَل. قال حَسَّان بن ثابت :

أهْدَى لهُمْ مِدَحى قَلْبٌ يُؤَازِرُهُ

فيما أرَادَ لِسانٌ حائكٌ صَنَعُ (٢)

وصَنَع الفرَسَ يَصْنَعُه ، وهو صَنيع : قام عليه. وفرَس صَنيعٌ للأنثى : بغير هاء. وأُرَى اللِّحيانىّ خَصَّ به الأُنثى من الخيل.

* وقوله تعالى : ( وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ) [ طه : ٣٩ ] قيل : معناه : لتُغَذَّى. وصَنَّع الجارية ، لأنّ تصنيعها لا يكون إلا بأشياء كثيرةٍ وعِلاج.

* وقولُ نافعِ بن لَقِيط الفَقْعَسِىّ ، أنشده ابن الأعرابىّ :

مُرُطُ القِذاذ فلَيسَ فيه مَصْنَعٌ

لا الريشُ ينْفَعُه ولا التَّعْقيبُ (٣)

فَسَّره فقال : مَصْنَعٌ : أى ما فيه مُسْتَمْلَح.

* والتَّصَنُّع : تكَلُّف الصَّلاح وليس به. والتَّصَنُّع : حُسْن السَّمْت.

* والصِّنْع : الحَوْض. وقيل : شِبْه الصِّهْرِيج ، يتَّخذ للماء ، وقيل خَشَبةٌ يُحبَسُ بها الماء ؛ والجمع مِنَ ذلك أصناعٌ ، والصَّنَّاعَةُ كالصِّنْعُ الَّتى هى الخشبة ، والمَصنَعَة والمَصْنُعة : كالصِّنع الذى هو الحوض ، أو شبه الصِّهريج. والمَصَانع أيضًا : ما يَصْنَعُه الناس من الآبار والأبنية وغيرهما ؛ قال لَبيد :

بَلِينا وما تَبْلَى النُّجُومُ الطَّوالعُ

وتَبْقَى الدّيارُ بَعْدَنا والمَصَانعُ (٤)

فأما قوله ، أنشده ابن الأعرابىّ :

لا أُحِبُّ المُثَدَّناتِ اللَّوَاتِى

فى المَصَانِيعِ لا يَنِينَ اطِّلاعا (٥)

__________________

(١) البيت لحميد بن ثور فى ديوانه ص ١٤ ؛ ولسان العرب ( ٨ / ٢١٠ ) ( صنع ) ؛ وتاج العروس ( صنع ).

(٢) البيت لحسان بن ثابت فى ديوانه ص ٢٤٠ ؛ ولسان العرب ( صنع ) ؛ وتاج العروس ( صنع ).

(٣) البيت لنافع بن لقيط الأسدى فى لسان العرب ( ربش ) ، ( مرط ) ، ( صنع ) ؛ وتاج العروس ( مرط ) ، ( صنع ) ؛ وللبيد فى تاج العروس ( عقب ) ، ( ريش ) ، ( مرط ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٥٦ ).

(٤) البيت للبيد فى ديوانه ص ١٦٨ ؛ ولسان العرب ( صنع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٠٥ ) ؛ وتهذيب اللغة ؛ وتاج العروس ( صنع ).

(٥) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( صنع ) ، ( ثدن ) ؛ وتاج العروس ( ثدن ).


فقد يجوز أن يَعْنَى بها جَمْعَ مَصْنَعَةٍ. وزاد الياء للضرورة. كما قال :

*نَفْىَ الدَّرَاهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ* (١)

وقد يجوز أن يكون جمع مَصْنوع ، ومَصْنوعة ، كمَشئوم ومَشائيم ، ومكسور ومكاسير. والمصانع : مواضعُ تُعزَل للنَّحْل مُنْتبِذَة عن البيوت ، واحدتها : مَصْنَعة. حكاه أبو حنيفة.

* والصُّنْع : الرِّزْق.

* وصنع إليه عُرْفا صُنْعا ، واصْطَنَعه : كلاهما قَدَّمَه.

* والصَّنيعة : ما اصْطُنِع من خَير.

* واصْطَنَعَه لنفسه : اتخذه.

* وفلان صَنيعة فلان : إذا اصْطَنَعَه وخَرَّجه.

* وصَانَعه : داراه ولايَنه. وصانعه عن الشىء : خادعه عنه.

* والصِّنْع : السَّفُّود. قال المَرار يصف الإبل :

وجاءَتْ ورُكْبانُها كالشُّرُوبِ

وسائِقُها مثلُ صِنْعِ الشِّوَاءِ (٢)

يعنى سُودَ الألوان. وقيل : الصِّنع : الشِّواءُ نفسه. عن ابن الأعرابىّ. والصِّنْع أيضًا : ما صُنِع من سُفْرَة أو غيرها.

* وسَيف صَنيعٌ : مُجَرَّب. وسَهْم صنيع : كذلك. والجمعُ : صُنُع. قال صخْر الغَىّ :

*وارْمُوهُمُ بالصُّنُعِ المحْشورَة* (٣)

* وصَنْعاءُ : بلد. فأما قولُه :

*لا بُدَّ من صَنْعا وإن طالَ السَّفَرْ* (٤)

فإنما قُصِر للضَّرُورة. والإضافة إليه صَنْعانىّ ، على غير قياس. النون فيه بدل من الهمزة فى صَنْعاء. حكاهُ سِيبوَيه. قال ابن جِنِّى : ومن حُذَّاق أصحابنا ، مَن يذهب إلى أن النُّون فى صَنْعانِىّ إنما هى بدل من الواو التى تُبدل من همزة التأنيث فى النَّسب ، وأن الأصل

__________________

(١) البيت للفرزدق فى الإنصاف ؛ وتاج العروس ( درهم ) ؛ ولسان العرب ( صرف ) ؛ وبلا نسبة فى أوضح المسالك ( ٤ / ٣٧٦ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٧٤١ ؛ ولسان العرب ( قطرب ) ، ( سحج ) ، ( نقد ) ، ( صنع ) ، ( درهم ) ، ( نفى ).

(٢) البيت للمرّار الفقعسىّ فى لسان العرب ( صنع ) ؛ وتاج العروس ( صنع ) ؛ وكتاب الجيم ( ٢ / ١٨٩ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٤٠ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٤ / ١٣٠ ).

(٣) الرجز لصخر الغى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٨٣ ؛ لسان العرب ( صنع ) ؛ وتاج العروس ( صنع ).

(٤) الرجز بلا نسبة فى المخصص ( ١٥ / ١١ ، ١٦ / ٤٢ ) ؛ وتاج العروس ( صنع ) ؛ ولسان العرب ( صنع ) ؛ وكتاب العين ( ٢ / ٢١٩ ).


صَنعاوِىّ ، وأن النون هناك بدل من هذه الواو ، كما أُبدلت الواو من النون فى قولك : مِنْ وافِد ، وإن وَّقَفْتَ وقَفْتُ ، ونحو ذلك. قال : وكيف تصرّفَتِ الحالُ ، فالنون بدلٌ من بدلٍ من الهمزة. قال : وإنما ذهب من ذهب إلى هذا ، لأنه لم ير النون أُبدلت من الهمزة فى غير هذا. قال : وكان يَحْتجّ فى قولهم : إن نون فَعْلانَ بدل من همزة فَعْلاء ، فيقول : ليس غرضهم هنا البدلَ الذى هو نحو قولهم فى ذئْب ذيب ، وفى جُؤْنة جُؤْنَة ؛ وإنما يريدون أن النون تعاقِب فى هذا الموضع الهمزة ، كما تعاقب لام المعرفة التَّنوينَ ، أى لا تجتمع معه ، فلما لم تجامعه ، قيل : إنها بدل منه. وكذلك النونُ والهمزة.

* والأصْناع : موضع. قال عمرو بن قَمِيئة :

وضَعَتْ لَدَى الأصْناع ضاحِيةً

فَوْهَى السُّيُوبِ وحُطَّتِ العِجَلُ (١)

مقلوبه : [ ن ص ع ]

* النَّاصع ، والنَّصِيع : البالغ من الألوان ، الصافى منها ، أىَّ لون كان. وأكثر ما يُقال فى البياض. وقد نَصَع لونه نَصاعة ونُصُوعًا. قال سُوَيْد بن أبى كاهِل :

صَقَلَتْهُ بقَضِيبٍ ناعمٍ

مِن أرَاكٍ طَيِّبٍ حتى نَصَعْ (٢)

وأبيضُ ناصع : بالغوا به ، كما قالوا : أسود حالك ، وقيل : لا يُقال أبيض ناصع ، ولكن : أبيضُ يَقَق. وأحْمر ناصِع ونَصَّاع. قال :

بُدِّلْنَ بُؤْسا بعدَ طُولِ تَنَعُّمٍ

ومِنَ الثِّيابِ يُرَيْنَ فى الألْوَانِ

من صُفْرَةٍ تعلُو البَياضَ وحُمْرَةٍ

نَصَّاعَةٍ كشقائقِ النُّعْمانِ (٣)

ونَصَع الشىءُ : خَلَص.

* وحَسَبٌ ناصِع : خالِص ، وحقّ ناصع : واضح ، كلاهما على المَثَل. واستعمل جابر ابن قَبيصَة النَّصَاعَة فى الظَّرْف. وأراه إنما يَعْنى به خُلُوصَ الظَّرْف ، فقال : ما رأيت رجلاً أنصَعَ ظَرْفا ، ولا أحْضَرَ جوَابًا ، ولا أكثر صوابًا من عمرو بن العاصى. وقد يجوز أن يَعْنِىَ به اللَّوْن ، كأن يقول : ما رأيت رجلاً أظْهَرَ ظَرْفا ، لأن اللَّونَ واسطة فى ظهور الأشياء.

وقالوا : « ناصعِ الخبر أخاك ، وكُنْ منهُ على حَذر » ، وهو من الأمر الناصع ، أى البَيِّن أو الخالِص.

__________________

(١) البيت لعمرو بن قميئة فى ديوانه ص ٩٧ ؛ ولسان العرب ( صنع ) ؛ وتاج العروس ( صنع ).

(٢) البيت لسويد بن أبى كامل فى ديوانه ص ٢٥ ؛ وتاج العروس ( قشع ).

(٣) الأول بلا نسبة فى لسان العرب ( نصع ) ؛ وتاج العروس ( نصع ) ، والثانى بلا نسبة فى تاج العروس ( نصع ) ، ( شقق ) ؛ والمخصص ( ٢ / ١٠٩ ).


* ونَصَع الرجلُ : أظهر عَداوته ، وبيَّنَها ؛ قال أبو زُبَيْد :

والدّار إن تُنْبِهِم عنى فإنَّ لهُم

وُدّى ونَصْرى إذا أعْداؤُهمْ نَصَعوا (١)

والناصِع من الجيش والقوم : الذين لا يَخْلِطُهم غيرُهم. عن ابن الأعرابىّ ، وأنشد :

وَلمَّا أنْ دَعَوْتُ بنى طَرِيفٍ

أتَوْنى ناصِعِينَ إلى الصِّياحِ (٢)

وهو مُشتقّ من الحقّ الناصع أيضًا.

* والنِّصْع ، والنَّصْع ، والنُّصْعُ : جلد أبيض. والنِّصْع : ضرب من الثياب شديد البَياض. وعمّ بعضهم به كلّ جلد أبيض ، أو ثوب أبيض. قال يصف بقر الوحش :

*تخالُ نِصْعا فَوْقَها مُقَطَّعا* (٣)

* وأنْصَعَ الرجلُ : تَصَدَّى للشَّرّ.

* والنَّصيعُ : البَحْر. قال :

*أدْلَيْتُ دَلْوِى فى النَّصيعِ الزَّاخِرِ* (٤)

والأعرف البَضيع.

* والمَناصع : المواضع التى يُتَخَلَّى فيها لبولٍ أو غائط. وفى الحديث : « كان مُتبرّزَ النِّساء فى المدينة ، قبل أن تُسَوَّى الكُنُف : المَناصعُ » (٥).

وقيل : هى مواضعُ خارجَ المدينة. حكاه الهَرَوىّ فى الغريبين.

* ونَصَعَتِ الناقة : إذا مَضَغَتْ الجِرَّة. عن ثعلب.

العين والصاد والفاء

* العَصْفُ والعَصْفَةُ ، والعَصِيفة ، والعُصافة عن اللِّحيانىّ : ما كان على ساق الزّرع من الورق اليابس. وقيل : هو ورقه من غير أن يُعَيَّن بيُبْسٍ ولا غيره. وقيل : ورقه وما لا يُؤْكل. وفى التنزيل : ( وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ ) [ الرحمن : ١٢ ] : يعنى بالعصف :

__________________

(١) البيت لأبى زبيد الطائى فى ديوانه ص ١٠٨ ؛ ولسان العرب ( نصع ) ؛ وتاج العروس ( نصع ). ولكن بـ ( تُنْئِهِمْ ) بدلاً من ( تنبهم ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( نصع ) ؛ وتاج العروس ( نصع ).

(٣) الرجز مع عدة أبيات لرؤبة فى ديوانه ص ٨٩ ؛ ولسان العرب ( ختع ) ، ( قطع ) ؛ وتاج العروس ( سفع ) ، ( قطع ) ، ( نصع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٦٠ ، ١٨٩ ، ٢ / ٣٦ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١١٦ ) ؛ وللعجاج فى كتاب العين ( ١ / ٣٠٦ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( نصع ) ؛ والمخصص ( ٤ / ٧٢ ).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( نصع ) ؛ تاج العروس ( نصع ) ؛ تهذيب اللغة ( ٢ / ٣٦ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٠٦ ).

(٥) أخرجه البخارى بنحوه ( ح ٢٦٦١ ) ، ومسلم ( ح ٢٧٧٠ ) ، وهو حديث الإفك.


الورق ، وما لا يُؤْكل منه. وأما الرَّيحان : فالرّزْق ، وما أُكِل منه. وقيل : العَصْف ، والعَصيفة ، والعُصافة : دُقاق التِّبْن. وقوله تعالى : ( كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) [ الفيل : ٥ ] : رُوِى عن الحسن : أنه الزَّرْع الذى أُكِل حَبُّه ، وبقى تِبْنُه.

وأنشد أبو العباس محمدُ بن يزيد :

*فصُيِّرُوا مِثلَ كَعَصْفٍ مأكُولْ* (١)

أراد : مثل عَصْفٍ مأكُول ؛ فزاد الكاف لتأكيد الشَّبَه ، كما أكَّده بزيادة الكاف فى قوله تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) [ الشورى : ١١ ] إلا أنه فى الآية ، أدخل الحرف على الاسم ، وهو سائغ ، وفى البيت أدخل الاسم ، وهو مِثل ، على الحرف ، وهو الكاف.

فإن قال قائل : بماذا جُرَّ عَصْف؟ أبالكاف التى تجاورُه ، أم بإضافة مثْلٍ إليه ، على أنه فَصَل بالكاف ، بين المضاف والمضاف إليه؟

فالجواب : أن العَصْف فى البيت لا يجوز إلا أن يكونَ مجرورًا بالكاف ، وإن كانت زائدة ؛ يدُلُّك على ذلك : أن الكاف فى كل موضع تَقَع فيه زائدة ، لا تكون إلا جارَّة ، كما أن « مِنْ » وجميع حروف الجرّ فى أىّ موضع وَقَعْنَ زوائد ، فلا بد أن يَجْرُرْن ما بعدَهُنّ ، كقولك : ما جاءنى من أحدٍ ، ولست بقائم ؛ فكذلك الكاف فى ( كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ) ، هى الجارّة للعَصْف ، وإن كانت زائدةً ، على ما تقدَّم.

فإن قال قائل : فمن أين جاز للاسم أن يدخل على الحرف ، فى قوله « مِثلَ كعصفٍ مأكولْ »؟

فالجواب أنه إنما جاز ذلك ، لما بين الكاف ومثل من المضارَعة فى المَعنى ، فكما جاز لهم أن يدخلوا الكاف على الكاف ، فى قوله :

*وَصَالِياتٍ كَكما يُؤَثْفَيْنْ* (٢)

لمشابهته لمثل ، حتى كأنه قال : كمثل ما يُؤَثْفَينَ ، كذلك أدخلوا أيضًا مثلاً على الكاف فى قوله : « مِثْلَ كَعَصْف » ، وجعلوا ذلك تنبيهًا على قوّة الشَّبَه بين الكاف ومثل.

* ومكان مُعْصِف : كثير التِّبْن. عن اللِّحيانىّ ، وأنشد :

إذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها

زَانَ جَنابِى عَطَنٌ مُعْصِفُ (٣)

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٨١ ؛ وهو بلا نسبة فى لسان العرب ( عصف ) ؛ تاج العروس ( عصف ). وهو لحميد الأرقط فى الدرر ( ٢ / ٢٥٠ ).

(٢) الرجز فى عدة أبيات لخطامٍ المجاشعى فى لسان العرب ( رنب ) ، ( ثفا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٥ / ١٤٩ ) ؛ تاج العروس ( ثفا ) ، ( غرا ) ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين ( ٨ / ٢٤٥ ) ؛ والمخصص ( ٨ / ٧٦ ، ١٤ / ٤٩ ).

(٣) البيت لأحيحة بن الجلاح فى لسان العرب ( عصف ) ، ( غرف ) ؛ تاج العروس ( شوع ) ، ( عصف ) أو لقيس بن الخطيم فى تاج العروس ( شوع ) ، ( عصف ).


هكذا رَواه. وروايتنا « مُغْضَفُ ».

* واسْتَعْصَف الزَّرعُ : قَصَّبَ.

* وعَصَفَه يَعْصِفه عَصْفا : صَرَمه من أنْصَافِه.

* والعَصْف والعَصِيف : ما قُطِعَ منه. وقيل : هما وَرَق الزّرع ، الذى يَميلُ فى أسفِله فتجزَّه ، ليكون أخفّ له. وقيل : العَصْف : ما جُزَّ من وَرَق الزَّرْع وهُو رَطُب. فأُكِل.

* وأعْصَف الزَّرْع : طال عَصْفُه.

* والعَصيفة : رُءوس سَنْبُل الحِنْطة.

* والعَصْف ، والعَصِيفة : الوَرَق الذى ينفتِحُ عن الثَّمَرَة.

* والعُصَافة : ما سقط من السُّنبُل ، كالتِّبْن ونحوه.

* وعَصَفَت الرّيح ، تعصفُ عَصْفًا وعُصُوفًا ، وهى عاصِف ، وعاصفة ، وأعْصَفَتْ ، وهى مُعْصِف ، من رياح مَعاصِف ، ومَعاصِيف : اشْتَدَّتْ. وفى التنزيل : فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً [ المرسلات : ٢ ] يعنى : الرياح. والرّيح تعصِف ما مَرَّت عليه من جَوَلان الُّتراب : تمضى به. وقد قيل : إن العَصْف الذى هو التِّبن مُشْتقّ منه. لأن الريح تَعْصِف به. وهذا ليس بقوىّ.

* والعُصافة : ما عَصَفَتْ به الرّيح ، على لفظ عُصَافة السُّنْبُل.

* والعَصْف والتَّعَصُّفُ : السُّرْعة ، على التَّشبيه بذلك.

* وأعْصَفَت النَّاقة فى الشَّدّ : أسْرَعت.

* ونعامة عَصُوف : سريعة. وكذلك النَّاقة.

* والحرب تَعْصِف بالقوم : تذهب بهم. قال :

فى فَيْلَقٍ جأْوَاءَ مَلْمُومَةٍ

تَعْصِفُ بالدَّارِع والحاسِرِ (١)

* وأعْصَف الرجلُ : جارَ عن الطَّريق.

* وعَصَفَ يَعْصِفُ عَصْفا ، واعْتَصَف : كسب واحْتال. وقيل : هو كسبه لأهلِه.

مقلوبه : [ ع ف ص ]

* العَفْصُ : معرُوفٌ. يقع على الشجر ، وعلى الثمر.

__________________

(١) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٩٧ ؛ ولسان العرب ( حسر ) ، ( عصف ). وتهذيب اللغة ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٠٧ ، ٣ / ١٣٤ ) ؛ وتاج العروس ( حسر ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص.


* وأعْفَصَ الحِبْرَ : جعل فيه العَفْص.

* وطَعام عَفِص : بَشِع ، يَعْسُر ابتلاعُه.

* والعِفاصُ : صمِام القارُورة.

* عَفَصَها عَفْصًا : جعل فى رأسها العِفاص.

* وأعْفَصَها : جعَل لها عِفاصًا.

* والعِفاص : وِعاءٌ من جلد أو خِرقة أو غير ذلك. وخصّ بعضهم به وعاء نفقة الراعى.

مقلوبه : [ ص ع ف ]

* الصَّعْفُ والصَّعَف : شراب لأهل اليمَن. وصناعته : أن يُشْدَخ العنب ، ثم يُلْقَى فى الأوعية. وقيل : هو شراب العِنَب أوّلَ ما يُدْرِك. وقيل : هو شراب يُتَّخذ من العَسَل.

* والصَّعْف : طائر صغير. وجمعه : صِعاف.

مقلوبه : [ ف ع ص ]

* الفَعْصُ : الانْفِراج.

* وانْفَعَص الشَّىءُ : انْفَتَق ، وانْفَعَصَتْ عُرَا الكلام : انْفَرَجَت.

مقلوبه : [ ص ف ع ]

* صَفَعَهُ يَصْفَعُهُ صَفْعا : إذا ضَرَب بجُمْع كفِّه قفاه. وقيل : هو أن تضربه بكفِّك مبسوطة.

* ورجل مَصْفَعانِيه : يُفعَل به ذلك.

مقلوبه : [ ف ص ع ]

* فَصَع الرُّطَبَة يَفْصَعُها فَصْعا ، وفَصَّعَها : إذا أخَذَها بإصْبَعَيْه ، فعَصَرَها حتى تَنْقَشِر. وكذلك كلُّ ما دَلكته بإصْبَعَيْك لِيَلينَ فيَنْفَتِحَ عَمَّا فيه. ونُهِىَ عن فَصْع الرُّطَبَة. وفَصَّع : بدَت منه رِيحُ سَوْءٍ.

* والفُصْعَةُ فى بعض اللُّغاتِ : قُلْفَة الصَّبِىّ ، إذا اتَّسَعَتْ حتى تخرُج حَشَفته.

* وغلام أفْصَع : إذا كان كذلك. وفى حديث الزِّبْرِقان : « أبغَضُ صِبياننا إلينا الأُفَيْصِعُ الكَمَرَة ، الأُفَيْطِسُ النُّخَرَةِ ، الذى كأنه يَطَّلِعُ فى جِحَره. أى هو غائر العَينين.

* وفَصَعَ العِمامة عن رأسه فَصْعا : حَسَرَها. أنشد ابن الأعرابىّ :


رأيْتُك هَرَّيْتَ العِمامَة بَعْدَما

أرَاكَ زَمانًا فاصِعًا لا تَعَصَّبُ (١)

والفَصْعاء : الفأرة.

العين والصاد والباء

* العَصَب : أطْنابُ المفاصِل ، التى تلائم بينها ، يكون ذلك للإنسان وغيره ، كالإبل ، والبقر ، والغَنم ، والنَّعَم ، والظِّباءِ ، والشَّاءِ. حكاه أبو حنيفة. الواحدة : عَصَبَة. وقد قدَّمتُ الفرق بين العَصَب والعَقَب.

* ولحم عَصِب : صُلْب كثير العَصَب.

* وعَصَب الشىءَ يَعْصِبُه عَصْبا : طواه ولَواه. وقيل : شَدَّه.

* والعِصَابُ والعِصابة : ما عُصِبَ به.

* وعَصَبَ رأسه وعَصَّبَه شَدَّه.

* واسم ما شُدّ به العِصَابة. والعِصَابة : العمامة ، منه. قال الفرَزْدَق :

ورَكْبٍ كأنَّ الرّيحَ تَطْلُبُ مِنْهُمُ

لهَا سَلَبا من جَذْبها بالعَصَائِبِ (٢)

أى تَنْقُضُ لَىَّ عَمائمهم من شِدتها ، فكأنها تَسْلُبُهُمْ إيَّاها. وقد اعْتَصَبَ بها.

* والعِصْبَة : هيئة الاعِتصاب.

* وعَصَبَ الكَبشَ والتَّيْسَ وغيرَهما من البهائم ، يَعْصِبُه عَصْبا : إذا شَدَّ أُنْثَيَيْه ، حتى تَسْقُطا. وعَصَب الشجرةَ يَعْصِبُها عَصْبا : ضمَّ ما تفرّق منها بحَبْل ، ثم خَبَطَها ، ليسقُطَ وَرَقُها. ومن كلام الحجَّاج لأهل العِراق : « لأعْصِبَنَّكم عَصْب السَّلَمَة ».

* وعَصَب النَّاقةَ يَعْصِبُها عَصْبا : شَدَّ فخِذيها أو أدنى مَنْخِرَيها بحبل لِتَدِرّ.

* وناقةٌ عَصُوب : لا تَدِرُّ إلا على ذلك.

* والعِصَابُ : ما عَصَبها به.

* وأعْطى على العَصْبِ : أى القَهْر : مَثل بذلك. قال الحُطَيْئة :

تَدِرُّونَ إن شُدَّ العِصَابُ عليكم

ونأْبَى إذا شُدَّ العِصَابُ فلا نَدِرّ (٣)

* ورجل مَعْصوب الخَلْق : شديد اكتنازِ اللَّحْم ، عُصِبَ عَصْبا. قال حسَّان :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( فصع ) ، ( عمم ) ، ( هرا ) ؛ وتاج العروس ( فصع ) ، ( هرى ).

(٢) البيت للفرزدق فى ديوانه ( ١ / ٢٩ ) ؛ ولسان العرب ( عصب ) ؛ وتاج العروس ( عصب ).

(٣) البيت للحطيئة فى ديوانه ص ١٠٢ ؛ وتاج العروس ( عصب ) ؛ ولسان العرب ( عصب ).


دعوا التَّخاجُؤَ وَامْشُوا مِشْيَةً سُجُحًا

إنَّ الرّجالَ ذَوُو عَصْب وتَذْكِيرِ (١)

* وجاريةٌ حَسَنة العَصب : أى اللَّىّ.

* والعَصُوبُ مِن النِّساءِ : الزَّلَّاءُ. عن كُراع.

* وتَعَصَّب بالشىء واعْتَصَب : تقنَّع به ورَضِىَ.

* والمعْصُوب : الذى كادت أمعاؤه تيْبَس جوعًا. وقد عَصَبَ يَعْصِب عُصُوبًا. وقيل : سُمِّى مَعْصُوبًا ، لأنه عَصَب بطْنَه بحَجَر مِن الجوع.

* وعَصَّبَ القوْمَ : جَوَّعَهُمْ. وعَصَّبَتْهُمُ السِّنونَ : أجاعَتْهم.

* والمُعَصَّب : الذى يَتَعَصَّب بالخِرَق من الجوع.

* وعَصَّبَ الدّهرُ ماله : أهْلَكه.

* ورجل مُعَصَّب : فقير.

* وعَصَّب الرَّجُلَ : دعاه مُعَصَّبا. عن ابن الأعرابىّ. وأنشد :

يُدْعَى المُعَصَّبَ مَنْ قَلَّتْ حَلوبَتُهُ

وهل يُعَصَّب ماضِى الهَمّ مِقْدامُ (٢)

* والعَصِيب مِن أمعاء الشَّاة : ما لُوِى منها. والجمع : أعْصِبة ، وعُصُب.

* والعَصْب : ضرب من بُرُود اليمَن ، يُعْصَبُ غَزْلُه ، أى يُدْرَج ، ثم يُصْبَغ ، ثم يُحاك. وليسَ منْ برُود الرَّقْم. ولا يُجْمَع ، إنما يقال بُرْدُ عَصْبٍ ، وبُرُود عَصْبٍ. وربما اكتفَوْا بأن يقولوا عليه العَصْب. لأن البُرْد عُرف بذلك. قال :

*يبْتذِلْنَ العَصبَ والجَزَّ مَعا والحِبَرَاتِ* (٣)

* والعَصْب : غَيمٌ أحمر ، تراه فى الأُفُق الغربىّ فى الجَدْب. قال الفرَزْدق :

إذا العَصْبُ أمْسَى فى السَّماءِ كأنَّه

شَذَى أرْجُوَانٍ واستقلَّتْ عَبُورُها (٤)

وهو العصابة أيضًا ؛ قال أبو ذُؤَيب :

أعَيْنَىَّ لا يَبْقَى على الدَّهرِ فادِرٌ

بَتيْهُورَةٍ تحتَ الطِّخافِ العَصَائبِ (٥)

__________________

(١) البيت لحسان بن ثابت فى ديوانه ص ١٧٩ ؛ ولسان العرب ( خجأ ) ، ( عصب ) ؛ سجح ؛ وبلا نسبة فى الكتاب ( ٤ / ٢٤٤ ) ؛ والبيت به ( ذَرُوا ) مكان ( دعوا ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عصب ) ؛ وتاج العروس ( عصب ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عصب ) ؛ وتاج العروس ( عصب ) ؛ وبهما كلمة ( الخزر ) بدلاً من الجَزَّ.

(٤) البيت للفرزدق فى ديوانه ( ١ / ٣٦٥ ) ورواية الصدر فيه ( إذا الأنق الغربي أمسى كأنه ) ؛ ولسان العرب ( عصب ) ؛ وتاج العروس ( عصب ). وفيه ( سَدَى ) مكان ( شَذَى ) كما يروى بضم العين وفتحها من ( عَبُورُها ).

(٥) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى لسان العرب ( عصب ) ؛ وتاج العروس ( عصب ) ، وهو لصخر الغى فى لسان ـ العرب ( طخف ) ؛ وتاج العروس ( طخف ).


وقد عَصَب الأفق يَعْصِب.

* والعَصَبَة : الذين يَرثون الرجلَ عن كَلالة ، من غير والد ولا وَلد ، فأما فى الفرائض ، فكل من لم تكن له فَرِيضَةٌ مُسَماة ، فهو عَصَبة ، إن بقى شىء بعد الفَرْض أخذ.

* والعُصْبة والعِصَابة من الرجال : ما بين العشرة إلى الأربعين. وكلُّ جماعة رِجالٍ أو خيلٍ بفُرْسانِها ، أو جماعة طيرٍ أو غيرها : عُصْبَة وعِصَابة.

* واعْتَصَبُوا : صاروا عُصبة. قال أبو ذُؤَيب :

هَبَطْنَ بطْنَ رُهاطٍ واعْتَصَبْنَ كما

يسْقِى الجُذوعَ خِلالَ الدُّورِ نضَّاحُ (١)

* وتَعَصَّبْنا له ، ومعه : نصَرْناه.

* وعَصَبة الرجُل : قومُه الذين يتعصَّبون له ، كأنه على حذف الزائد. وعَصَبُ القومِ : خِيارُهُم.

* وعَصَبوا به : اجتمعوا حوله. قال ساعدة :

ولكنْ رأيْتُ القَوْمَ قد عَصَبوا به

فلا شكَّ أن قد كان ثَمَّ لَحِيمُ (٢)

* واعْصَوْصَبَ القوم : استجمعوا وصاروا عِصَابة وكذلك إذا جَدُّوا فى السَّير. واعصَوْصَبت الإبل ، وأعْصَبت : جدَّتْ فى السَّير. واعصَوْصَبت وعَصِبَتْ وعَصَبَتْ : اجتمعت ، واعصَوْصَبَ الشَّرُّ : اشتدَّ وتَجَمَّع.

* ويوم عَصِيبٌ وعَصَبْصَبٌ : شديد وقيل : هو الشديد الحرّ. وليلة عَصِيب : كذلك ، ولم يقولوا عَصَبْصَبة. قال كُراع : هو مشتقّ من قولك : عَصَبْت الشىءَ : إذا شَدَدْتَهُ ، وليس ذلك بمعروف. أنشد ثعلب فى صفة إبل سُقِيَتْ :

يا رُبَّ يَوْمٍ لكَ من أيَّامِها

عَصَبْصَبِ الشَّمسِ إلى ظَلامها (٣)

وقال أبو العلاء : يوم عَصَبْصَب : بارد ذو سحاب كثير ، لا يظهر فيه من السماء شىء.

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٦٥ ؛ ولسان العرب ( عصب ) ؛ ( نضح ) ، ( رهط ) ؛ وتاج العروس ( عصب ) ، ( نضح ) ، ( رهط ).

(٢) البيت لساعدة بن جؤية فى لسان العرب ( عصب ) ، ( حصر ) ، ( حدق ) ، ( لحم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٤ / ٢٣٤ ، ٥ / ١٠٤ ) ؛ وتاج العروس ( عصب ) ، ( لحم ). وهو للهذلى فى لسان العرب ( حصر ) ؛ والشطر الأول يُرْوى ( وأنبئت أن القوم قد حدقوا به ). وصدر الشطر الثانى ( فلا ريب ) مكان ( فلا شك ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عصب ) ؛ وتاج العروس ( عصب ) ؛ وكتاب الجيم ( ٢ / ٣١٤ ).


* وعَصَب الفَمُ يَعْصِبُ عَصْبا وعُصُوبا : اتَّسخت أسنانه من غُبارٍ أو شدَّة عَطَش أو خوف. وعَصَبَ الرّيقُ بفيه ، يَعْصِبُ عَصْبا ، وعَصِبَ جَفَّ عليه. قال ابن أحمر :

يُصَلى على من ماتَ منَّا عرِيفنا

ويَقرأُ حتى يَعْصِبَ الرّيقُ بالفَمِ (١)

* ورجل عاصِب : عَصَب الرّيقُ بفيه. قال أشرس بن بَشَامة الحَنْظَلِىّ :

وإن لَقِحَتْ أيدى الخُصُومِ وَجدْتنى

نَصُورًا إذا ما اسْتَيْبَس الرّيقَ عاصِبُهْ (٢)

لَقِحَتْ : ارْتَفَعَتْ. شَبَّه الأيدى بأذنابِ اللَّواقِحِ من الإبل. وعَصَب الرّيقُ فاهُ ، يَعْصِبُه عَصْبا : أيْبَسَه. قال :

يَعْصِبُ فاهُ الرّيقُ أىَ عَصْبِ

عَصْبَ الحُبابِ بِشِفاهِ الوَطْبِ (٣)

وعَصَب الماءَ : لَزِمَه ؛ عن ابن الأعرابىّ ، وأنشد :

*وعَصَب الماءَ طِوَالٌ كُبْدُ* (٤)

* والعَصْبة ، والعَصَبة ، والعُصْبَة ، الأخيرة عن أبى حنيفة : كل ذلك شجرة تلتوى على الشَّجر ، وتكونُ بينها ، ولها وَرَق ضَعيفٌ. والجمع : عَصْبٌ وعَصَب. قال :

إنَّ سُلَيْمَى عَلِقَتْ فُؤَادِى

تَنَشُّبَ العَصْبِ فُرُوعَ الوادى (٥)

وقال مرَّة : العَصْبة : ما تعلَّق بالشجر فرَقِىَ فيه ، وعَصَب به. قال : وسمعت بعض العرب يقول : العَصْبة : هى اللَّبْلابُ.

* وعَصَب الغُبار بالجَبَل وغيره : أطاف.

* والعَصَّاب : الغَزَّال. قال رُؤْبة :

*طَىَّ القَسامىِّ بُرُودَ العَصَّابْ* (٦)

__________________

(١) البيت لابن أحمر فى ديوانه ص ١٥٢ ؛ ولسان العرب ( عصب ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٤٥ ) ؛ وتاج العروس ( عصب ).

(٢) البيت لأشرس بن بشامة الحنظلى فى لسان العرب ( عصب ) ؛ وتاج العروس ( عصب ).

(٣) الرجز لأبى محمد الفقعسى فى لسان العرب ( عصب ) ؛ وتاج العروس ( جبب ) ، ( عصب ) ؛ وهو بلا نسبة فى لسان العرب ( جبب ) ؛ وتاج العروس ( جبب ) ، وتهذيب اللغة ( ٢ / ٤٥ ). وفى البيت ( الجباب ) مكان ( الحباب ).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عصب ) ؛ وتاج العروس ( عصب ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٣٤٠ ).

(٥) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عصب ) ؛ وتاج العروس ( عصب ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ٢١٢ ).

(٦) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٦ ؛ ولسان العرب ( عصب ) ، ( قسم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٤٧ ، ٨ / ٤٢٢ ) ؛ وتاج العروس ( قصب ) ، ( قسم ).


* وعُصِبَ الشىءُ : قُبِضَ عليه.

* والعِصَابُ : القَبْض ؛ أنشد ابنُ الأعرابىّ :

وكُنَّا يا قُرَيْشُ إذا عَصَبْنا

تَجِىءُ عِصَابُنا بدَمٍ عَبِيطِ (١)

عِصابنا : قَبْضُنا على مَنْ نُعادى بالسُّيوف.

* والعَصبُ فى عَرُوضِ الوافِر : إسكان لامِ « مُفاعَلَتُنْ » ورَدُّ الجزء بذلك إلى « مفاعِيلُنْ ».

وإنما سُمّىَ عَصْبا لأنه عُصِب أنْ يتحَرَّك ، أى قُبِض.

مقلوبه : [ ص ع ب ]

* الصَّعْب : خلاف السَّهْل. والأنثى : بالهاء ، وجمعُها : صِعابٌ. وصَعُب الأمرُ ، وأصْعَبَ ، عن اللِّحيانىّ ، صُعوبة ، واسْتَصْعَبَ وتَصَعَّبَ ، وصَعَّبَه.

* وأصْعَب الأمْرَ : وافَقه صَعْبا. قال أعْشَى باهِلة :

لا يُصْعِبُ الأمْرَ إلا رَيْثَ يرْكَبُهُ

وكُلَّ أمْرٍ سِوَى الفَحْشاءِ يأْتمِرُ (٢)

* واستصعبه : رآه صَعْبا.

* والصَّاعبُ من الأرَضِين : ذات النَّقَل والحِجارة تُحْرَث.

* والصَّعْب من الدَّوَابّ : نقيض الذَّلول. والأنثى صَعْبَة. والجمع صِعابٌ.

* وأُصعِب الجَمَلُ : لم يُرْكَبْ قَطُّ ، وأصعبه صاحبه : أعفاه من الركوب. أنشد ابن الأعْرابىّ :

سَنامُهُ فى صُوْرَةٍ مِن ضُمْرِهِ

أصْعَبَهُ ذُو حِدَّةٍ فى دِثِرِهِ (٣)

قال ثعلب : معناه : فى صورة حَسَنة من ضُمْره. أى لم يَضَعْه أنْ كان ضامرًا. وقول أبى ذُؤَيب :

كأنَ مَصَاعِيبَ زُبَّ الرُّءُو

س فى دارِ صِرْمٍ تَلَاقى مُرِيحا (٤)

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عصب ) ؛ وتاج العروس ( عصب ).

(٢) البيت لأعشى باهلة فى لسان العرب ( صعب ) ، ( ريث ) ، ( قفر ) ؛ وتاج العروس ( صعب ) ، ( ريث ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٢ / ٣١٠ ) ، ( ١٤ / ٢٥٨ ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( صعب ) ؛ وتاج العروس ( صعب ).

(٤) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٩٨ ؛ ولسان العرب ( صعب ) ، ( روح ) ؛ وتاج العروس ( روح ).


أراد مَصَاعِب : جمع مُصْعَب ، فزاد الياء ، ليكون الجزء « فَعُولُنْ » ولو لم يأت بالياء لكان حَسَنا. وقولُه : « تَلَاقى مُرِيحا » : إنما ذَكَّره على إرادة القَطيع.

* ورجُل مُصْعَب : مُسَوَّد : من ذلك.

* ومُصْعَب : اسم رجل : منه أيضًا

* وصَعْب : اسم رجل ؛ غلب على الحىّ.

* وصَعْبةُ وصُعَيْبَة : اسما امرأتين.

* وبنو صَعْب : بَطْن.

* والمُصْعَبانِ : مُصْعَبُ بنُ الزُّبَير وابنُه. وقيل : مُصْعب بن الزُّبَير ، وأخوه عبد الله.

مقلوبه : [ ب ع ص ]

* البَعْصُ ، والتَّبَعُّص ، والتَّبَعْصُص : الاضطراب.

* وتَبَعْصَصَت الحَيَّةُ : ضُرِبَتْ فلَوَت ذنَبها.

* والبُعْصُوصُ والبَعْصُوص : الضئيل الجسم. والبُعْصُوصَة : دُوَيْبَّة صغيرة كالوزَغَة ، لها بريق من بياضها. ويقال للصبىّ الصغير بُعْصُوصة ، لصِغَر خَلْقه وضَعْفه ، والبُعْصُوصُ من الإنسان : العُظَيْمُ الصَّغير الذى بين ألْيَتيه.

مقلوبه : [ ص ب ع ]

* الإصْبَعُ ، والإصْبِعُ ، والأُصْبَعُ ، والأُصْبُعُ ، والأُصْبِعُ ، والأَصْبَعُ ، والإصْبُع نادر ، والأُصبوعُ : الأُنْملة ، مؤنَّثة فى كل ذلك ، حكى ذلك اللِّحيانىُّ عن يونُس. فأما ما حكاه سيبويه من قولهم : ذَهبت بعضُ أصابِعه ، فإنه أنَّثَ البعض لأنه إصْبعٌ فى المعنى.

وقال أبو حنيفة : أصابعُ الفَتَيات : نَبات يَنْبُت بأرض العرب ، من أطراف اليمن. وهو الذى يسمى « الفَرَنْجَمِشْك ».

قال : وأصابع العَذارَى أيضًا : صنف من العنب أسود طُوال ، كأنه البَلُّوط ، يُشبَّه بأصابع العَذَارَى المُخَضَّبة ، وعُنْقودُه نحوُ الذّراع ، مُتَداخِس الحَبِّ ، وله زَبيب جَيِّد ، ومَنابته السَّرَاة.

* وعليه منك إصْبَع حسنَة : أى أثرٌ حَسَن. قال :

مَنْ يَجْعَل اللهُ عليهِ إصْبَعَا

فى الخَيْرِ أو فى الشَّرّ يَلْقَهُ مَعا (١)

__________________

(١) الرجز للبيد فى ديوانه ٣٣٧ ؛ ورواية البيت الثانى فيه ( بالخير والشر بأي أولعا ) ؛ ولسان العرب ( صبع ) ؛ وتاج العروس ( صبع ) ؛ وفيهما ( يلقاه ) مكان ( يَلْقَه ).


وفى الحديث : « قلوبُ العِباد بين إصْبَعَينِ مِنْ أصابع اللهِ » (١) ، معناه : أن تَقَلُّبَ القلوب بين حُسن آثاره وصنعه ، تبارك وتعالى.

* وعلى الإبل من راعيها أصْبَعٌ : مثلُه. وذلك إذا أحسن القيام عليها ، فتَبَيَّن أثرُه فيها. قال الراعى يصف راعِيًا :

ضَعيفُ العَصَا بادى العُرُوق تَرَى له

عليها إذا ما أجْدَب الناسُ إصْبَعا (٢)

ضعيف العصا : أى حاذق الرِّعْية ، لا يضرِب ضربًا شَديدًا. يصفه بحسن قيامه على إبله فى الجَدْب.

* وصَبَع به ، وعليه يَصْبِعُ صَبْعا : أشار نحوه بإصْبَعه ، واغتابه ، أو أراده بشَرّ ، والآخر غافل لا يَشْعُر. وصَبَعَ الإناءَ يَصْبَعُهُ صَبْعا : قابل بين إصْبَعَيه ، ثم أسال ما فيه فى شىء ضيق الرأس. وقيل : هو إذا قابَل بين إصْبَعَيه ، ثم أرسل ما فيه فى إناءٍ آخر ، أىَّ ضَرْب من الآنية كان. وصَبَعَ على القَوْم يَصْبَعُ صَبْعا : دلَّ عليهم غيرَهم. وما صَبَعَك علينا؟ : أى ما دَلَّك؟ وصَبَعَ على القومِ يَصْبَعُ صَبْعا : طَلَعَ عليهم. وقيل : إنما أصله صَبأَ عليهم صَبْئا ، فأبدلوا العين من الهمزة.

مقلوبه : [ ب ص ع ]

* البَصْعُ : الخَرْق الضَّيِّق ، لا يكاد ينفذ منه الماء.

* وَبَصَعَ الماءُ يبصَع بصاعةً : رشح قليلاً. وبصَعَ العَرَقُ يَبْصَعُ بصَاعةً ، وتَبَصَّع : نَبَع من أصول الشَّعر قليلاً قليلاً.

* والبَصِيعُ : العَرَق إذا رَشَح.

* والبَصْعُ : ما بينَ السَّبَّابة والوُسْطَى.

* وأبْصَعُ : نعتٌ تابعٌ لأكْتَع ، وإنما جاءوا بأبْصَعَ ، وأكْتَعَ ، وأبْتَعَ ، إتباعًا لأجمع ، لأنهم عدَلوا عن إعادة جميع حروف « أجمع » إلى إعادة بعضها ، وهو العَين ، تحاميا من الإطالة بتكرير الحروف كلها ، فإن قيل : فلمَ اقتَصَرُوا على إعادة العين وحدَها دون سائر حروف الكلمة؟ قيل : لأنها أقوى فى السَّجْعة من الحرفين اللذين قَبْلَها ، وذلك لأنها لام ، وهى قافية ، لأنها آخر حروف الأصل ، فجىء بها لأنها مَقْطَعُ الأصُول ، والعملُ فى المبالغة

__________________

(١) « صحيح » : أخرجه ابن أبى عاصم فى السنة (٢٢٤) ، وبألفاظ مختلفة.

(٢) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ١٦٢ ؛ ولسان العرب ( صلب ) ، ( صبع ) ، ( عصا ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣١٢ ) ؛ والمخصص ( ٧ / ٨٢ ، ١٦ / ١٨٧ ) ؛ وتاج العروس ( صلب ) ، ( صبع ) ، ( عصا ) ، وصدر البيت ( صليب ) مكان ( ضعيف ).


والتكرير ، إنما هو على المَقْطَع ، لا على المَبْدأ ، ولا المَحْشَى ؛ ألا ترَى أن العنِاية فى الشعر إنما هى بالقوافى ، لأنها المقاطع. وفى السَّجْع كمثل ذلك. نَعم وآخر السَّجْعة والقافية عندهم أشرف من أوّلها ، والعناية بها أمَسُّ ، ولذلك كلَّما تطرّف الحرف فى القافية ، ازدادوا عناية به ، ومحافظة على حكمه.

العين والصاد والميم

* عَصَمه يَعْصِمُه عَصْما : مَنَعَهُ ووَقاه. وفى التنزيل : ( لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ ) [ هود : ٤٣ ] : أى لا معْصُوم إلا المرحوم. وقيل : هو على النَّسَب : أى ذا عِصْمة. وذو العِصْمَة يكونُ مفعولاً كما يكون فاعِلاً. فمن هنا قيل : إن معناهُ « لا مَعْصُومَ » ، وإذا كان ذلك ، فليس المُستثنى هُنا من غير نوع الأوَّل ، بل هو من نَوْعه. وقيل : « إِلَّا مَنْ رَحِمَ » مُستثنى ليس من نوع الأوَّل ، وهو مَذهب سيبويه ، والاسمُ : العِصْمَة.

* وعَصَمَهُ الطَّعام : منَعَه من الجوع.

* واعْتَصَم به واسْتَعْصَمَ : امتنَعَ.

* وعَصَم إليه : اعتَصَم به.

* وأعْصَمَه : هَيَّأ له شيئًا يَعْتَصِم به. وأعْصَم بالفرس : امْتَسَك بعُرْفُه. وكذلك البعيرُ إذا امْتَسَكْتَ بحَبْل من حِباله. قال طُفَيل :

إذا ما غَزَا لم يُسْقِطِ الرَّوْعُ رُمْحَه

ولم يَشْهَد الهَيْجا بألْوثَ مُعْصِمِ (١)

ويُرْوَى : « إذا ما غَدَا ... ». وأعْصَمَ الرَّجُلُ : لم يَثْبُتْ على الخيل.

* والعِصْمَة : القِلادة. والجمع : عِصَم. وجمع الجمع : أعْصَام. وهى العَصَمَة أيضًا. وجمعها : أعْصَام ؛ عن كُراع. وأُراه على حَذْف الزائد.

* وأعْصَمَ الرجلُ بصاحِبه : لَزِمَه.

* والأعْصَم من الظباءِ والوُعول : الذى فى ذراعه بياض. وقد عَصِم عَصَما. والاسْم : العُصْمَة. والعَصْماء من المَعْز : البيضاء اليَدَين ، أو اليد ، وسائرها أسود أو أحمر. وغُراب أعْصَم : فى إحدى جناحيه ريشة بَيْضاء. وقيل : هو الذى إحدى رجليه بيضاء. وقيل : هو الأبيض. وفى الحديث : « المرأة الصالحة كالغُراب الأعْصَم » (٢). يقول : إنها عَزِيزة لا

__________________

(١) البيت لطفيل الغنوى فى ديوانه ص ٨٠ ؛ ولسان العرب ( لوث ) ؛ وتاج العروس ( لوث ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عصم ).

(٢) ذكره ابن الأثير فى النهاية ( ٣ / ٢٤٩ ).


توجد ، كما لا يُوجَد الغُراب الأعْصَم. قال ابنُ الأعرابىّ : العُصْمة من ذوات الظلف : فى اليَدَين ، ومن الغُراب : فى السَّاقَين. وقد تكون العُصْمَة فى الخَيْل ؛ قال غَيلانُ الرَّبَعىّ :

قَدْ لَحِقَتْ عُصْمَتُها بالأطباءْ

مِن شِدّة الرَّكْضِ وخَلْج الأنساءْ (١)

أراد : موضع عُصْمتها.

* والعَصيم : العَرَق. والعَصيم : وسخٌ وبول ييبَسُ على فخذ البعير أو الناقة. والعَصِيمُ : الوَبَرُ. قال :

رَعَتْ بين ذى سُقْفٍ إلى جُشِّ حِقْفَةٍ

مِن الرَّمْل حتى طارَ عنها عَصِيمُها (٢)

والعَصيم والعُصْم والعُصُم : بقية كلّ شىء وأثرُه من القَطِران والخِضاب وغيرِهما.

وقالت امرأة من العرب لجارتها : أعْطِينى عُصْمَ حِنَّائِك : أى ما سَلَتِّ منه.

* وعِصَام المَحْمِل : شِكالُه. وعصام الدَّلْو والقِرْبة والإداوَة : حَبل تُشَدُّ به.

* وعَصَم القِرْبة : جَعَلَ لها عِصَامَا.

* وأعْصَمها : شدّها بالعِصام.

* وكلُّ شىءٍ عُصِم به شىءٌ : عِصام ، والجمع : أعْصِمَة وعُصُم. وحكى أبو زيد فى جمع العِصام : عِصام ، فهو على هذا ، من باب دِلاص وهِجان. وعِصام الوِعاء : عُرْوَته التى يُعَلَّق بها. وعِصام المَزَادة : طريقةُ طَرَفِها ؛ وعِصام الذّنَب : مُسْتَدَقُّ طَرَفِه.

* والمِعْصَم : مَوضع السِّوار من اليد ؛ قال :

فاليوْمَ عندَك دَلُّها وحَدِيثُها

وغَدًا لغَيْرِكَ كَفُّها والمِعْصَمُ (٣)

وربما جعلوا المِعْصَم : اليد.

* والعَيْصُوم : الكثير الأكل. الذَّكرُ والأنثى فيه سَواء. قال :

*أُرْجِدَ رأسُ شَيْخةٍ عَيْصُومِ* (٤)

ويُرْوَى : « عَيْضُوم » وقد تقدّم.

__________________

(١) الرجز لغيلان الربعى فى لسان العرب ( عصم ) ؛ وتاج العروس ( عصم ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عصم ) ؛ تاج العروس ( عصم ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عصم ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣١٥ ) ؛ وتاج العروس ( عصم ).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( رجد ) ، ( عصم ) ، وتهذيب اللغة ( ٢ / ٥٨ ، ١٠ / ٦٤٢ ) ؛ والمخصص ( ٥ / ٢٢ ، ٧١ ) ؛ وتاج العروس ( عصم ).


* وقد سَمَّوْا عِصْمة ، وعُصَيْمة ، وعاصِما ، وعُصَيْما ، ومَعْصُومًا ، وعِصَامًا. وعِصْمةُ : اسم امرأة ، أنشدَ ثعلب :

ألم تعْلَمى يا عِصْمَ كيفَ حَفِيظَتِى

إذا الشَّرُّ خاضَتْ جانِبَيه المجَادِحُ (١)

مقلوبه : [ ع م ص ]

* العَمْص : ضَرْب من الطَّعام. وَعمَصَه : صَنَعَه. وهى كلمة على أفواه العامَّة ، وليست بَدَوِيَّة ، يُريدون بها الخاميز. وبعض يقول عاميص.

مقلوبه : [ م ع ص ]

* مَعِص مَعَصًا ، فهو مَعِص ، وتمَعَّص. وهو شِبْه الخَجَل. ومَعِصَت قدمُه مَعَصًا : الْتَوَتْ من كثرة المَشْى. وقيل : المَعَص : وجَعٌ يُصِيبُها كالحَفا. ومَعِصَ الرجل : مَعَصًا : شكا رِجليه من كثرة المَشْى. والمَعَصُ فى الإبل : خَدَر فى أرساغ أيديها وأرْجُلها ؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْر :

عَمَلَّسٌ غائرُ العَيْنين عارِيةٌ

منه الظَّنابيبُ لم يَغْمِز بها مَعَصَا (٢)

والمَعَص أيضًا : نُقصانٌ فى الرُّسْغ.

* وبنو مَعِيص : بطن من قُرَيْش.

* وبنو ماعِص : بُطَين من العرب ، ولَيس بثَبْت.

مقلوبه : [ ص م ع ]

* صَمِعَتْ أُذُنه صَمَعا ، وهى صَمْعَاءُ : صَغُرت ولم تُطَرَّف ، كان فيها اضطِمارٌ ولُصُوق بالرأس. وقيل : هو أن تلْصَق بالعِذار من أصلها ، وهى قصيرة غير مُطَرَّفة. وقيل : هى التى ضاق صِماخُها ، وتحَدَّدَتْ. رجل أصْمَع ، وامرأة صَمْعاء. والصَّمْعاءُ مِن المَعْز : التى أذُنها كأذُن الظَّبى ، بين السَّكَّاء والأَذْناء.

* وظَبى مُصَمَّع : أصْمَعُ الأذُن ؛ قال طرَفة :

لعَمْرِى لقد مَرَّتْ عوَاطِسُ جَمَّةٌ

ومَرَّ قُبَيْلَ الصُّبْحِ ظَبىٌ مُصَمَّعُ (٣)

* والأصْمَعُ : الظَّليمُ ، لصِغَر أذُنه. ولُصُوقها برأسه.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( جدح ) ، ( عصم ) ؛ وتاج العروس ( جدح ).

(٢) البيت لحميد بن ثور فى ديوانه ص ١٠١ ؛ ولسان العرب ( معص ) ؛ وتاج العروس ( معص ).

(٣) البيت لطرفة بن العبد فى ملحق ديوانه ص ١٥٦ ؛ ولسان العرب ( عطس ) ، ( صمع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٦٥ ) ؛ وتاج العروس ( عطس ) ، ( صمع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٨ / ٢٦ ).


* وامرأة صَمْعاءُ الكَعْبين : لَطيفتُهما ، مُسْتوِيتُهما. وكَعْبٌ أصْمَع : لطيفٌ مُحَدَّد. قال النَّابغة :

فَبَثَّهُنَّ عليه واستَمَرَّ به

صُمْعُ الكعوبِ بريَّاتٌ من الحَرَدِ (١)

وقَناة صَمْعاء : مُكْتَنِزة صُلْبة ، لطيفة العُقَد. وبقلة صَمْعاء : مُرْتوِية مُكْتَنِزة. وبُهْمَى صَمْعاء : غَضَّة لم تتَشَقَّق. قال :

رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَميما وبُسْرَةً

وصمْعاءَ حتى آنَفَتْها نِصَالُها (٢)

آنَفَتْها : أوْجَعَتْ أنْفَها بسَفاها. قال ابن الأعرابىّ : قالوا بُهْمَى صَمْعاءُ ، فبالغُوا بها ، كما قالوا : صِلِّيانٌ جَعْد ، ونَصِىٌّ أسْحَمُ. قال : وقيل الصَّمْعاء : التى نَبَتَتْ ثمرتها فى أعلاها.

* والصُّمْعانُ : ما رِيش به السَّهْم من الظُّهار ، وهو أفضل الرّيش.

* والمُتَصَمِّعُ : المتلطِّخ بالدم. فأما قول أبى ذُؤَيْب :

فرَمى فأنْفَذَ مِن نَحوصٍ عائطٍ

سَهْمًا فخَرَّ ورِيشُهُ مُتَصَمِّعُ (٣)

والمُتَصَمِّع : المُنضَمّ الريش من الدَّم ، من قولهم : أذُنٌ صَمْعاء. وقد تقدَم. وقيل : هو المُتَلَطِّخ بالدَّم ، وهو من ذلك لأن الريش إذا تلطَّخ بالدّم ، انضمَّ.

* وصَمَعُ الفُؤادِ : حِدَّته. صَمِعَ صَمَعا ، وهو أصْمَع. وقلب أصْمَع : ذكىّ مُتَّقد ، وهو من ذلك. وكذلك الرأى الحازِم ، على المَثَل ، كأنه انضَمَّ وتجَمَّع.

* والأصْمَعان : القلب الذكىّ ، والرأى الحازِم.

* ورجل صَمِع ، بَيِّن الصَّمَع : شُجاع ، لأن الشجاع يوصف بتجمُّع القلب وانضمِامه.

* والصَّوْمعَة : مَنارة الرَّاهب ؛ قال سيبويه : هو من الأصْمَع ، يعنى المحدَّد الطَّرف المنضَمّ. وصومَعَ بناءَه : عَلَّاه ، مشتقّ من ذلك ، مَثَّلَ به سيبويه ، وفسَّره السِّيرافىّ. وصَوْمَعَة الثَّريد : جُثَّته وذِرْوَته ، وقد صَمَّعُه. ويقال للعُقاب : صَوْمَعة ، لأنها أبدًا مُرْتفعة على أشْرف مكان تقدِر عليه ، هكذا حَكاه كُراع : صَوْمَعَةٌ مَنَوَّنا ، ولم يقل : صَوْمَعَة العُقاب.

__________________

(١) البيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ١٨ ؛ ولسان العرب ( صمع ) ؛ وتاج العروس ( صمع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١ / ٨٤ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٦٠ ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٥١٩ ؛ ولسان العرب ( بسر ) ، ( أنف ) ، ( جمم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٥ / ٤٨٢ ) ؛ وتاج العروس ( بسر ) ، ( صمع ) ، ( أنف ) ، ( جمم ) ؛ وكتاب العين ( ٧ / ٢٥٠ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( صمع ) ، ( بهم ) ؛ تهذيب اللغة ( ٢ / ٦٠ ، ٦ / ٣٣٩ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣١٦ ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ١٨٦ ، ١٢ / ١٥ ) ؛ وتاج العروس ( بهم ).

(٣) البيت لأبى ذؤيب فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٢ ؛ ولسان العرب ( نجد ) ، ( صمع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣١٧ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٦٠ ، ١٠ / ٦٦٥ ) ؛ وتاج العروس ( نجد ) ، ( صمع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٩٤ ).


* والصَّوامع : البرانس ؛ عن أبى علىّ. ولم يذكر لها واحدًا. وأنشد :

تَمَشَّى بها الثِّيرَان تَرْدِى كأنَّها

دَهاقِينُ أنباطٍ عليها الصَّوامع (١)

قال : وقيل : الصوامع : العِياب.

* وصَمَع الظَّبىُ : ذهب فى الأرض. قال طرَفة :

لعَمْرِى لقد مَرَّتْ عَوَاطِسُ جَمَّةٌ

ومَرَّ قُبَيْل الصُّبْح ظَبىٌ مُصَمَّعُ (٢)

* والتَّصَمُّع : التَّلَطُّف.

* وأصْمَعُ : قبيلة.

مقلوبه : [ م ص ع ]

* المَصْع : التَّحريك. وقيل : هو عَدْوٌ شديد يُحَرَّك فيه الذَّنَب.

* ومَصَعَتِ الدَّابَّة بذنبها مَصْعا : حَرَّكتْهُ مِن غير عَدْو. ومَصَع الفَرَسُ يَمْصَع مَصْعا : مرَّ مَرّا خفيفًا. ومَصَعَ البعيرُ يَمْصَعُ مَصْعا : أسْرَعَ. ومَصَعَ فى الأرض يَمْصَعُ مَصْعا ، وامْتَصَعَ : ذهب. ومَصَع لَبَنُ النَّاقة يَمْصَعُ مُصوعًا ، الآتى والمصْدرُ جميعًا عن اللِّحيانىّ : ذَهَب.

* وأمْصَعَ القوْمُ : مَصَعَتْ ألْبانُ إبلِهِمْ ، واستعاره بعضُهم للماء ، فقال : أنشده اللحيانىّ :

أصْبَحَ حَوْضَاك لِمَنْ يَراهُما

مُسَمَّلَينِ ماصِعًا قِراهُما (٣)

* والمَصْع : القِلَّة.

* ومَصَع الحَوْضَ بماءٍ قليل : بلَّه ونضَحَه.

* المصْعُ : السَّوْق.

* ومَصَعَه بالسَّوْط : ضَرَبَه ضَرَبَاتٍ قليلة : ثلاثًا أو أربعًا.

* والمَصْعُ : الضَّرب بالسَّيف.

* ومَاصَعَ قِرْنَه مُمَاصَعَةً ومِصَاعًا : جالَدَه بالسَّيف ونحوِه. أنشد سيبويه للزّبرِقان :

__________________

(١) البيت لبشر بن أبى خازم فى ديوانه ص ١١٣ ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٦٢ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( صمع ) ، وتاج العروس ( صمع ).

(٢) البيت لطرفة بن العبد فى ملحق ديوانه ص ١٥٦ ؛ ولسان العرب ( عطس ) ، ( صمع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٦٥ ) ؛ وتاج العروس ( عطس ) ، ( صمع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٨ / ٢٦ ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( مصع ) ، ( سمل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٦٢ ) ؛ وتاج العروس ( مصع ) ، ( سمل ).


يَهْدى الخميسَ نِجادًا فى مَطالِعها

إمَّا المصَاعُ وإمَّا ضَرْبَةٌ رُغُبُ (١)

وقال الأعشى يصف الجوارِى :

إذا هُنَّ نازَلْنَ أقْرَانَهَنَ

وكان المِصَاعُ بما فى الجُؤَنْ (٢)

يعنى قتال النِّساء الرجالَ بما عليهنّ من الطِّيب والزّينة.

* ورَجُلٌ مَصِعٌ : مقاتِل بالسَّيْف. قال :

ووَرَاء الثَّأْرِ منى ابنُ أُخْتٍ

مَصِعٌ عُقْدَتُهُ ما تُحَلُ (٣)

* قال ابن الأعرابىّ : وسئُل أعرابىّ عن البْرق ، فقال : « مَصْعَةُ مَلَك » : أى يضرب السحابة ضَرْبة ، فَترَى النِّيران.

* والماصعُ : البرَّاق. وقيل : المُتَغَيِّر. ومنه قول ابنُ مُقْبِل :

فأفْرَغْنَ مِنْ ماصعٍ لوْنُه

على قُلُصٍ ينْتَهِبْنَ السِّجالا (٤)

هكذا رواه أبو عُبيد. والرّواية : فأفْرَغْتُ مِن ماصعٍ ، لأن قبله :

فأوْرَدْتُها مَنْهَلاً آجِنًا

نُعاجِلُ حَلاً به وارتحالا (٥)

ويُرْوَى : نُعالج.

* ومَصَع بالشىء : رَمى به. ومَصَع الطائرُ بذَرْقِه مَصْعا : رَمى. ومَصَعَتِ الأمّ بالولد مَصْعا : رَمَتْ. وفى الدُّعاء : قَبَحَ الله أمّا مَصَعَتْ به. ومَصَعَ بسَلْحِهِ مَصْعا : رَمى به من فَرَقٍ أو عَجلة. وقيل : كلُّ ما رُمِى به ، فقد مُصِعَ به مَصْعا. وقوله ، أنشده ثعلب :

ترَى أثَرَ الحَيَّاتِ فيها كأنها

مَماصِعُ وِلْدانٍ بقُضْبانِ إسحِلِ (٦)

لم يفسِّره. وعندى أنها المَرامِى أو الملاعب ، أو ما أشبه ذلك.

* والمُصُوع : البُرُوق.

__________________

(١) البيت للزبرقان فى ديوانه ص ٣٥ ؛ ولسان العرب ( مصع ) ؛ وبلا نسبة فى شرح أبيات سيبويه ( ١ / ٣٩٥ ).

(٢) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٦٧ ؛ ولسان العرب ( جون ) ، وتهذيب اللغة ( ١١ / ٢٠٤ ) ؛ كتاب العين ( ٦ / ١٨٦ ) ؛ وتاج العروس ( جون ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( مصع ) ؛ والمخصص ( ١١ / ٢٠٢ ).

(٣) البيت من قصيدة تنسب لتأبط شرًا ، والشنفرى ، وخلف الأحمر ، وابن أخت تأبط شرا انظر ديوان الشنفرى ص ٨٤ ، ٨٥ ؛ وهو بلا نسبة فى لسان العرب ( مصع ) ، ولخلف الأحمر فى تاج العروس ( مصع ).

(٤) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ٢٢٩ ؛ ولسان العرب ( مصغ ) ؛ وتاج العروس ( مصع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص.

(٥) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ٢٢٩ ؛ ولسان العرب ( مصع ).

(٦) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( مصع ).


* والمَصْعُ ، والمُصْعُ ، والمُصَعُ : حَمْل العَوْسَج ، وهو أحمر يُؤْكل. الواحدة : مُصْعَة ومُصَعَة.

* والمُصْعَة والمُصَعَة : طائر أخضر يأخذه الفَخُّ. الأخيرة عن كُراع.

* * *

[ أبواب العين مع السين ]

العين والسين والطاء

* العَيْسَطان : موضع.

مقلوبه : [ ع ط س ]

* عَطَس الرجلُ يَعْطُسُ ويَعْطِسُ ويَعْطِسُ عَطْسا وعُطاسا.

* والمَعْطِس والمَعْطَس : الأنف.

* والعاطُوس : ما يُعْطَس منه. مثَّل به سيبويه ، وفسَّره السِّيرافىّ.

* وعَطَس الصُّبحُ : انفَلَق.

* والعاطِسُ : الصُّبْح لذلك ، صفة غالبة. وظبى عاطِسٌ : إذا استقبَلكَ مِنْ أمامِك.

* وعَطَس الرجلُ : مات.

* والعَطَّاس : اسم فرس لبعض بنى عبد المَدَان. قال :

*يَخُبُّ بىَ العَطَّاسُ رافعَ رأسهِ* (١)

مقلوبه : [ س ع ط ]

* سَعَطَهُ الدَّواءَ يسْعُطُه ويَسْعَطُه سَعْطا ، والضمّ أعلى ، والصاد فى كل ذلك لغة ، عن اللِّحيانىّ. وأُرى هذا إنما هو على المضارعة التى حكاها سيبويه فى هذا وأشباهه. وأسْعَطَه إيَّاه ، كلاهما : أدخله فى أنفه وقد اسْتَعَط.

* والسَّعُوطُ : اسم الدَّواء.

* والسَّعِيط : المُسْعَط.

* والمُسْعُط : ما يُجْعل فيه السَّعوط ، ويُصَبُّ منه فى الأنف. نادر. إنما كان حكمه المِسْعَط.

* واسْتَسْعَط البعيرُ : شَمَّ شيئًا من بَوْل الناقة ، فدخل فى أنفه. وقالوا : إذا اسْتَسْعَط

__________________

(١) بلا نسبة فى لسان العرب ( عطس ) ؛ وتاج العروس ( عطس ).


البعيرُ شيئًا من بول الناقة ، ثم ضربها ، لم يخطئ اللَّقْح ؛ فهذا قد يكون أن يَشَمَّ شيئًا من بولها ، أو يَدخُلَ فى أنفه منه شىء.

* وأسْعَطَه الرُّمحَ : طعنه به فى أنفه.

* والسُّعاط ، والسَّعِيط : الريح الطيبة من الخمر وغيرها. والسَّعِيط : دُهْن الخَرْدَل.

والسَّعيطُ : دُهْن البان. وقال أبو حنيفة : السَّعيطُ : البانُ. وقال مرَّة : السَّعُوط من السَّعْط : كالنَّشُوق من النّشْق. والسَّعيط ، والسُّعاط : ذَكاء الرّيح وحِدَّتها ومبالَغَتها فى الأنف.

مقلوبه : [ ط ع س ]

* الطَّعْسُ : كلمة يُكْنى بها عن النِّكاح.

مقلوبه : [ س ط ع ]

* السَّطْع : كلّ شىء انتشر من بَرْق أو غبارٍ أو نُور أو رِيح. سَطَعَ يَسْطَعُ سَطْعا وسُطوعا. قال لَبيد فى صفة الغُبار المرتفع :

مَشْمولَةٍ غُلِثَتْ بنابِتِ عَرْفَجٍ

كَدُخانِ نارٍ ساطعٍ أسنامُها (١)

غُلِثَتْ : خُلِطَت. والمَشْمولة : النار التى أصابتها الشَّمال.

* فأما قولهم صَاطع ، فى ساطع ، فإنهم أبدلوها مع الطاء ، كما أبدلوها مع القاف ، لأنها فى التَّصَعُّد بمنزِلتها.

* والسَّطيع : الصبح ، لإضاءته وانتشاره.

* وسَطَع لى أمرُكَ : وَضَح ؛ عن اللِّحيانىّ. وسَطَعَت الرّائحة سَطْعا وسُطوعًا : عَلتْ وارتفعت.

* وظَلِيم أسْطَعُ : طويلُ العُنُق. والأنثى : سَطْعاء. وكذلك الرجل ، والمرأة ، والبعير. وقد سَطِعَ سَطَعا.

* وسَطَعَ يَسْطَع سَطْعا : رفع رأسه ، ومدّ عُنُقه. قال ذو الرّمَّة :

فظلَّ مُخْتَضِعا يبدُو فتُنْكِرُهُ

حالا ويَسْطَعُ أحيانًا فيَنْتَسِب (٢)

__________________

(١) البيت للبيد فى ديوانه ص ٣٠٦ ؛ ولسان العرب ( غلث ) ، ( سطع ) ، ( سنم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٨ / ٩١ ) ؛ وتاج العروس ( سطع ) ، ( سنم ) ؛ وكتاب العين ( ٢ / ٣٢٢ ، ٤ / ٤٠١ ، ٦ / ٢٦٥ ، ٧ / ٢٧٣ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١١ / ٣٦ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٢٠ ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١١٨ ؛ ولسان العرب ( خضع ) ، ( سطع ) ؛ وتاج العروس ( خضع ) ، ( سطع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٥٤ ، ٢ / ٦٦ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٨ / ٥٤ ).


* وعُنُق أسْطَعُ : طويل مُنتَصِب.

* والسِّطاع : خشبة تُنصَب وسْطَ الخباء والرِّوَاق. وقيل : هو عمود البيت. قال القُطامىّ :

أليسوا بالألى قَسَطوا قَدِيمًا

على النُّعمان وابْتَدَرُوا السِّطاعا (١)

وذلك أنهم دخلوا على النُّعمان قُبَّته. وجمع السِّطاع أسْطِعَةٌ وسُطُع ؛ أنشد ابنُ الأعرابىّ :

*يَنُشْنَه نَوْشا بأمثال السُّطُعْ* (٢)

والسِّطاعُ : العُنُق ، على التَّشبيه بسِطاع الخِباء.

* وناقة ساطعة : ممتدّة الجِرانِ والعُنُق ، قال ابن قَيْد الراجز :

ما بَرِحَتْ ساطِعة الجِرَانِ

حيثُ الْتَقَتْ أعْظُمُها الثمانِى (٣)

* والسِّطاع : سِمَة فى جَنْب البعيرِ أو عُنُقه بالطول ، وقد سَطَّعَه. فأما ما أنشده ابن الأعرابىّ ، قال : وهو فيما زعموا للَبيد :

دَرَى باليَسارَى جِنَّةً عَبْقَرِيَّةً

مُسَطَّعَةَ الأعناقِ بُلْقَ القَوَادِمِ (٤)

فإنه فسَّره فقال : مُسَطَّعة : من السِّطاع ، وهى السِّمة فى العُنُق ، وهذا الأسبق. وقد تكون المُسَطَّعة : التى على أقدار السُّطُع ، من عَمَد البُيُوت.

* والسَّطْعُ والسَّطَع : أن تضرب شيئًا براحتك أو أصابعك وَقعا بتصويت. وقد سَطَعه.

* وسَطَعَ بيديه سَطْعا : صفَّق.

* وخطيب مِسْطَع : بليغ مُتَكلِّم. هذه عن اللِّحيانىّ.

* والسِّطَاعُ : جبل. قال صَخْر الغَىّ :

فذاكَ السِّطاعُ خلافَ النِّجا

ءِ تَحْسِبُه ذا طلاءٍ نَتِيفا (٥)

__________________

(١) البيت للقطامى فى ديوانه ص ٣٦ ؛ ولسان العرب ( سطع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٦٦ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٢٠ ) ؛ وتاج العروس ( قسط ) ، ( سطع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٧ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( سطع ) ؛ وتاج العروس ( سطع ).

(٣) الرجز لابن فيد فى لسان العرب ( سطع ) ؛ وتاج العروس ( سطع ).

(٤) البيت للبيد وشطره الأول ( دري بالسباري حبة إثر مية ) وهو فى ديوانه ص ٢٩٥ ؛ ولسان العرب ( سبر ) ، ( يسر ) ، ( سطع ) ، ( جنن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٦٦ ) ؛ وتاج العروس ( سبر ) ، ( سطع ) ، ( جنن ) ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس ( يسر ).

(٥) البيت لصخر الغى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٩٧ ؛ لسان العرب ( سطع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٦٧ ) ؛ وتاج العروس ( سطع ) ، ( نتف ).


مقلوبه : [ ط س ع ]

* الطَّسِعُ : الذى لا غَيرة عنده. طَسِعَ طَسَعا.

* والطَّسْعُ : كلمة يُكْنَى بها عن النكاح.

* ومكان طَيْسَع : واسع. والطَّيْسَعُ : الحَرِيص.

العين والسين والدال

* عَسَدَ الحَبْلَ يَعْسِدُه عَسْدًا : أحكم فَتله.

* والعَسْد : لغة فى العَزْد ، وهو الجماع.

* وجمل عِسْوَدّ : قوىّ شديد. وكذلك الرجُل.

* والعِسْوَدَّة : دُوَيْبَّة بيضاء ، كأنها شَحْمة ، يُقال لها بنتُ النَّقا ، يُشَبَّه بها بنانُ الجَوارى.

وقيل : العِسْوَدَّة : تُشْبه الحُكَأَة ، أصغر منها ، وأدقُّ رأسًا ، سوداء غبراء. وقيل : العِسْوَدُّ : دَسَّاسٌ يكون فى الأنقاء.

* وتفرَّق القوم عُسادَيات : أى فى كلّ وجه.

مقلوبه : [ ع د س ]

* العَدْس ، بسكون الدال : شِدّة الوَطْء على الأرض.

* وعَدَسَ الرجلُ يَعْدِس عَدْسا ، وعَدَسانا ، وعُدُوسًا ، وعَدَّس : ذهب فى الأرض.

* ورجل عَدُوس اللَّيْل : قوىّ على السُّرَى. وكذلك الأنثى بغير هاء ، يكون فى الناس والإبل. وقول جرير :

لقد وَلَدَتْ غَسَّانَ ثالثةُ الشَّوَى

عَدوسُ السُّرَى لا يقبَل الكَرْمَ جيدُها (١)

يعنى به ضَبُعا. وثالثة الشَّوَى : يعنى أنها عرجاء ، فكأنها على ثلاث قوائم ، كأنه قال : مَثْلوثة الشَّوَى. ومن رواه : « ... ثالبَةُ الشَّوَى » أراد أنها تأكل شَوَى القَتْلى من الثَّلْب ، وهو العَيْب ، وهو أيضًا فى معنى مَثْلوبَة.

* والعَدَس : من الحُبُوب. واحِدته : عَدَسة. والعَدَسَة : بَثرَة قاتلة كالطاعون. وقد عُدِس.

* وعَدَسْ : زجر للبغال. والعامَّة تقول : « عَدِّ » قال بَيْهَس بن صُرَيم الجَرْمىّ :

__________________

(١) البيت لجرير فى ديوانه ص ٨٤١ ، لكن به ( ثالِبة ) مكان ( ثالثة ) ؛ ولسان العرب ( ثلب ) ، ( عدس ) ، ( كرم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٦٩ ) ؛ وتاج العروس ( ثلب ) ، ( عدس ) ، ( كرم ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٣ / ١١٣ ).


ألا لَيْتَ شِعْرِى هل أقولُ لبَغْلَتِى

عَدَسْ بعدَما طالَ السِّفارُ وكَلَّتِ (١)

وأعربه الشاعر للضرورة فقال : وهو بشر بن سُفيان الراسِبىّ :

فاللهُ بَيْنِى وبَينَ كلّ أخٍ

يقول : اجْدَمْ ، وقائلٍ : عَدَسا (٢)

اجْدَمْ : زجر للفرس. وعَدس : اسم من أسماء البغال. قال :

إذا حَمَلْتُ بِزَّتِى على عَدَسْ

على التى بينَ الحمارِ والفَرَسْ

فما أُبالى من غَزَا أو من جَلسْ (٣)

وأصلُ « عَدَسْ » : فى الزجر ، فلما كثر من كلامهم ، وفُهِم أنه زجر له ، سُمّى به ، كما قيل للحمار : سأْسأ. وهو زجر له ، فسمِّى به. وكما قال الآخر :

ولو ترَى إذ جُبَّتى منْ طاقِ

ولِمَّتِى مثلُ جَناح غاقِ

تَخْفِق عند المَشْىِ والسِّياقِ (٤)

وقيل : عَدَس : رجل كان يَعْنُف على البغال فى أيام سُليمان عليه‌السلام ، فكانت إذا قيل لها عَدس انزَعَجَت.

وهذا ما لا يُعْرَف فى اللغة.

* وعُدَس وعُدُس : قبيلة ؛ ففى تميم بضمّ الدَّال وفى سائر العرب بفتحها.

* وعَدَّاس وعُدَيْس : اسمان.

مقلوبه : [ س ع د ]

* السَّعْد : نقيض النَّحْس : وفى المَثَل : « دُهْدُرَّيْن ، سَعْدُ القَين » : كأنه قال : بَطَلٌ سَعْدُ القَين. فدُهْدُرَّيْن : اسم لبَطَل. وسعد : مرتفِع به. وجمعه : سُعود. وقد سَعِد سَعْدًا وسَعادة ، فهو سَعيد والجمعُ : سُعَداء. والأنثى : بالهاء. وقد سَعَدَهُ اللهُ ، وأسْعَدَهُ.

* وسَعَد جَدَّه ، وأسْعدَه : أنماه.

__________________

(١) البيت لبيهس بن صريم الجرمىّ فى لسان العرب ( عدس ) ؛ وتاج العروس ( عدس ).

(٢) البيت لبشر بن سفيان الراسبىّ فى لسان العرب ( عدس ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( حدس ) ، ( عدس ) ؛ تهذيب اللغة ( ٥ / ٢٦٨ ، ١١ / ٢٨٢ ) ؛ والمخصص ( ٦ / ١٨٣ ، ٧ / ٨ ).

(٤) الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٨٠ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عدس ) ويرويه بكلمة ( السباق ) بدلاً من ( السياق ) ؛ وفى المخصص ( ٨ / ١٥١ ) ؛ وتاج العروس ( غيق ).


* ويوْمٌ سَعْدٌ ، وكوكب سَعْدٌ : وُصِفا بالمصدر. وحكى ابنُ جنى : يومٌ سعدٌ ، وليلة سَعْدَة. وقال : ليسا من باب الأسْعَد والسُّعْدَى ، من قِبَل أن سَعْدا وسَعْدَةً صفتان مَسُوقتان على مِنهاج واستمرار ، فسَعْدٌ من سَعْدة كجَلْدٍ من جَلْدة ، ونَدْب من نَدْبَة ، ألا تراكَ تقول : هذا يوم سَعْدٌ ، وليلة سَعْدَة ، كما تقول : هذا شَعْرٌ جَعْدٌ ، وجُمَّة جَعْدَة.

* والسُّعُدُ والسُّعودُ ، الأخيرة أشهر وأقيس ، كلاهما : الكواكب التى يقال لكلّ واحد منها : سَعْدُ كذا. وهى عَشْرة أنجُم ، كل واحد منها سَعْد ، أربعة ينزِل بها القمر ، وهى سَعْدُ الذّابح وسَعْدُ بُلَعٌ ، وسَعْد الأخبية ، وسَعْدُ السُّعود ؛ وستة لا ينزِل بها القمر ، وهى سَعْد ناشِرَة ، وسَعْدُ المَلِكِ ، وسَعْدُ البِهَامِ ، وسَعْدُ الهُمَام وسَعْدُ البَارع ، وسَعْد مَطَر. وكلّ سعد منها كوكبان ، بين كل كوكبين فى رأىِ العين قدْرُ ذراع. وهى متناسِقة.

* وساعَدَه مُساعَدَة وسِعادًا ، وأسعده : أعانه.

* وسَعْدَيك من قولك : لَبَّيكَ وسَعْدَيْك : أى إسعادًا لك بعد إسعاد.

* وساعِدة السَّاق : شَظِيَّتُها.

* والسَّاعد : مُلْتقى الزَّنْدين من لَدُن المِرْفَق إلى الرُّسْغ. والساعد : الأعلى من الزَّندين فى بعض اللغات ، والذّراع : الأسفلُ منهما. والساعد : مَجْرَى المخّ فى العظام ، وقول الأعلم :

على حَتّ البُرَاية زَمْخَرِىّ السْ

سَواعِدِ ظَلَّ فى شَرْىٍ طِوَالِ (١)

يصف ظليما ؛ وعَنى بالسَّواعد مجرى المخّ من العظام. وزعموا أن النعام والكَرَا لا مُخَّ لها. والسَّاعد : إحليل خِلْف الناقة ، وهو الذى يخرج منه اللَّبن. وقيل : السَّواعد : عُروق فى الضَّرْع يجىء منها اللبن إلى الإحليل. والسَّاعد : مسيل الماء إلى الوادى والبحر. وقيل : هو مَجْرَى البحر إلى الأنهار. وسَوَاعِد البئر : مخارج مائها.

* والسَّعيد : النهر الذى يَسْقىِ الأرض بطَوَارِها ، إذا كان مُفْرَدًا لها ، وقيل : النهر الصغير ، وجمعه : سُعُد ، قال أوسُ بن حَجَر :

وكأنّ ظُعْنَهُمُ مُقَفِّيَةً

نَخلٌ مَوَاقِرُ بَيْنَها السُّعُدُ (٢)

ويُرْوَى : حوله.

__________________

(١) البيت للأعلم الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٣٢٠ ؛ ولسان العرب ( حتت ) ، ( سعد ) ، ( زمخر ) ؛ وتاج العروس ( سعد ) ، ( زمخر ) ، ( برى ) ، ( شرا ) ؛ وهو بلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٢ / ٧٣ ، ٧ / ٣٨ ، ٦٦٩ ).

(٢) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ٢٢ ؛ ولسان العرب ( سعد ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٧٤ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( سعد ) ، ( زور ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ٣١ ) ؛ وتاج العروس ( سعد ) ، ( زور ).


* والسَّعيدة : اللِّبْنَة. والسَّعيدة : بيت كانت تحُجُّه ربيعةُ فى الجاهليَّة.

* والسَّعْدانَة : الحَمامَة. قال :

*إذا سَعْدانَةُ السَّعَفات ناحَتْ* (١)

والسَّعْدانةُ : الثُّنْدُوَةُ. وهو ما اسْتَدار من السَّواد حوْلَ الحلَمة. والسَّعْدانة : كِرْكِرَة البعير.

والسَّعْدانةُ : مَدْخَلُ الجُرْدان من ظَبْية الفَرَس. والسَّعْدانة : الاسْت ، وما تَقَبَّض من حَتارِها.

والسَّعْدانة : الشِّسْع مما يلى الأرض. والسَّعْدانة : العُقْدة فى أسفل الميزان.

* والسَّعْدان : شَوْك النَّخْل ؛ عن أبى حنيفة. والسَّعْدان : نَبْت ذو شَوْك. وقيل : بَقْلَة ، وهو من أفضل المراعى ، واحدته : سَعْدانة. قال أبو حنيفة : من الأحرار السَّعْدان ، وهى غبراء اللَّوْن ، حُلْوَة ، يأكلُها كلُّ شىء ، وليست كبيرة ، ولها إذا يبست شَوكة مُفَلْطَحة ، كأنها دِرْهم ، وهو من أنجَع المرْعَى. ولذلك قيل فى المثل : « مَرْعًى ولا كالسَّعْدان ». قال النابغة :

الوَاهبُ المِئةَ الأبْكارَ زَيَّنَها

سَعْدانُ تُوضِحَ فى أوْبارِها اللِّبَدِ (٢)

قال : وقال أعرابىّ لأعرابىّ : أما تريدُ البادية؟ فقال : أمَّا ما نَبَتَ السَّعْدان مُسْتلقِيا فلا. كأنه قال : لا أُريدُها أبَدًا. وسُئِلَتْ امرأة تزَوَّجت عن زوجها الثَّانى : أينَ هُوَ من الأوّل؟ فقالت : « مَرْعًى ولا كالسَّعْدان ». فذهبت مثلاً.

* وقال أبو حنيفة : السُّعْدة من العُرُوق : الطيِّبة الرّيح ، وهى أرُومَةٌ مُدَحْرَجة ، سَوداءُ صُلْبة ، كأنها عُقْدةٌ ، تَقَع فى العِطْر ، وفى الأدْوِية. والجمع سُعْد. قال : ويقال لنباته السُّعادَى. والجمع : سُعادَيات.

* والسُّعُد : ضرب من التَّمر. قال :

وكأنَّ ظُعْنَ الحَىّ مُدْبِرَةً

نَخْلٌ بِزَارةَ حَمْلُهُ السُّعُدُ (٣)

* وساعِدة : قبيلة. وساعِدة : من أسماء الأسد ، معرفة لا ينصرف.

* وسُعَيد ، وسَعيد ، ومَسْعود ، وساعِدة ، ومُسْعَدة : أسماء رجال.

* وبنو سَعْد ، وبنو سَعيد : بَطْنان. وبنو سَعْد : قبائلُ شَتَّى فى تميم وقيس وغيرهما.

__________________

(١) صدر بيت بلا نسبة فى لسان العرب ( سعد ) ، ( عزهل ) ، ( عرن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ٢٦٧ ) ؛ وكتاب العين ( ٢ / ٢٧٩ ) ؛ وتاج العروس ( عزهل ) ، ( عرن ) ؛ وعجزه ( عزاهلها ، سَمِعْتَ لها عرينا ) وفيه » الشعفات » مكان « السعفات ».

(٢) البيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٢٢ ؛ ولسان العرب ( غرب ) ، ( سعد ) ، ( معك ) ، ( عكا ) ؛ وتاج العروس ( غرب ) ، ( معك ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٨٣ ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ٤٠ ). وفيه ( المَعْكاءَ ) مكان ( الأبكار ).

(٣) البيت فى لسان العرب بلا نسبة ( سعد ).


قال طرفة :

رأيتُ سُعُودًا من شُعُوبٍ كثيرَةٍ

فلم تَرَ عَينى مثلَ سَعْد بنِ مالكِ (١)

قال اللِّحيانىّ : وجمع سَعيد : سَعيدون وأساعِد ، فلا أدرى أعَنَى به الإسْمَ أمِ الصّفة ، غير أن جمع سَعيد على أساعد : شاذّ.

* وسُعاد : اسمُ امرأة. وكذلك سُعْدَى. وأَسْعَد : بطن من العرب. وليس هو من سُعْدَى ، كالأكبر من الكُبرى ، والأصغر من الصُّغْرى ، وذلك أن هذا إنما هو تقاوُد الصّفة ، وأنت لا تقول : مررت بالمرأة السُّعْدَى ، ولا بالرجُل الأسْعَد ، فينبغِى على هذا أن يكونَ أسْعَد مِنْ سُعْدَى كأسْلَم من بُشْرَى ، وذهب بعضُهم إلى أن أسعد تذكير سُعْدَى. قال ابن جنى : ولو كان كذلك ، لكانَ حَرىً أن يجىء به سمَاع ، ولم نسمعهم قَطُّ وَصَفوا بسُعْدَى. وإنما هذا تلاقٍ وقع بين هذين الحرفين المُتَّفقى اللَّفظ ، كما يقع هذان المثالان فى المختلفيه ، نحو أسلَم وبُشْرَى.

* وسَعْد : صنم ، كانت تعبُده هُذَيل فى الجاهلية.

* وسُعْد : موضع بنجد. وقيل : واد. والصحيح الأوّل. وجعله أوس بن حَجَر اسمًا للبُقْعة ، فقال :

تَلَقَّيْتَنِى يوْمَ العُجَيْرِ بمَنْطِقٍ

تَرَوَّحَ أرْطَى سُعْدَ منه وضَالُها (٢)

* والسَّعْديَّة : ماء لعمرو بن سَلَمة. وفى الحديث أن عمرو بن سَلَمة هذا لما وَفَد على النبىّ صَلى الله عليه وسلّم ، استقطعه ما بين السَّعْديَّة والشَّقْراء (٣).

* والسَّعْدان : ماء لبنى فزارة ، قال القَتَّال الكلابىّ :

رَفَعْنَ مِن السَّعْدَين حتى تفاضَلَتْ

قَنابِلُ مِن أولادِ أعْوَجَ قُرَّحُ (٤)

مقلوبه : [ د ع س ]

* دَعَسَه بالرُّمْح يَدْعَسُهُ دَعْسًا : طَعَنَه.

* والمِدْعَس : الرُّمح.

* والمُداعَسَة : المُطاعَنة.

__________________

(١) البيت لطرفة بن العبد فى دياونه ص ٥٧ ؛ لسان العرب ( سعد ) ؛ وهو بلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٣٤٣ ، ٦٤٤ ، وفيه رواية بها «‌ فلم أر سعداً » مكان «‌ فلم ترعيني ».

(٢) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ١٠١ ؛ ولسان العرب ( سعد ) ، ( عجر ) ؛ وتاج العروس ( عجر ).

(٣) ذكره الحافظ فى الإصابة ( ٤ / ٣٠٣ ) من طريق حميد بن مالك عن أبى خالد الكلابى.

(٤) البيت للقتال الكلابى فى ديوانه ص ٣٩ ؛ ولسان العرب ( سعد ) ؛ وتاج العروس ( سعد ).


* ورجل مِدْعَس : طَعَّان ، قال :

لَتَجِدَنّى بالأمِيرِ بَرَّا

وبالقَناةِ مِدْعَسا مِكَرَّا

إذا غُطَيْفُ السُّلَمىّ فَرَّا (١)

وقد تقدَّم فى الصَّاد ، وهو الأعرف. قال سيبويه : وكذلك الأنثى بغير هاء. ولا يُجْمع بالواو والنون ، لأن الهاء لا تدْخُل مؤنَّثَه.

* ورجل دِعِّيس : كمِدْعَس.

* ورجل مُداعِس : مُطاعِن. قال :

إذا هابَ أقوَامٌ تَجَشَّمْتُ هَوْلَ ما

يَهابُ حُمَيَّاهُ الألَدُّ المُداعِسُ (٢)

ويُرْوَى : « ... تَقَحَّمْتُ غَمْرَةً يَهابُ ... ».

* ودَعَسَتِ الإبلُ الطَّريق تَدْعَسُه دَعْسا : وَطِئَتْه وَطْئًا شديدًا.

* والدَّعْسُ : الأثر. وقيل : هو الأثر الحديث البَيِّن. قال ابنُ مُقْبل :

ومَنْهَلٍ دَعْسُ آثارِ المَطىّ به

يَلْقَى المَخارِمَ عِرْنِينا فعِرْنِينا (٣)

* وطريق دَعْسٌ ، ومِدْعاسٌ ، ومَدْعوسٌ : دَعَسَته القوائم ، وكثرت فيه الآثار.

* والمَدْعُوس من الأرَضِين : التى قد كثر به الناس ، ورعاه المالُ حتى أفسده ، وكَثرَت فيه آثاره وأبوالُه ، وهم يكرهونه إلا أن يَجْمَعَهم أثر سحَابة لا يجِدونَ منها بُدّا.

* ومُدَّعَسُ القوم : مُخْتَبرُهُم ومُشْتواهم. قال أبو ذُؤَيب :

ومُدَّعَسٍ فيه الأَنيض اخْتَفَيْتُهُ

بجَرْداءَ يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها (٤)

* وأرض دَعْسة ، ومَدْعوسة : سَهْلة.

* وأدْعَسَهُ الحَرُّ : قَتَلَه.

* والمِدْعاس : اسم فَرَس الأقرع بن سُفيان. قال الفَرَزْدق :

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( هند ) ، ( دعس ) ، ( دعص ) ، غطف ؛ وتاج العروس ( دعس ) ، ( دعص ) ، ( غطف ) ؛ والمخصص ( ٦ / ٨٩ ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( دعس ) ؛ وتاج العروس ( دعس ).

(٣) البيت لابن مقبل فى ديوانه ٣١٩ ؛ ولسان العرب ( دعس ) ؛ وتاج العروس ( دعس ). وفيه ( تلقى المحارم ) مكان (يلقى المخارم ).

(٤) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٨٥ ؛ ولسان العرب ( دعس ) ، ( أنفى ) ، ( ثمل ) ؛ وتاج العروس ( دعس ) ، ( أنض ) ، ( ثمل ).


يُفَدّى عُلالات العَبايَة إذْ دَنا

لهُ فارِسُ المِدْعاسِ غيرُ المُغَمَّرِ (١)

مقلوبه : [ س د ع ]

* السَّدْع : الهِداية للطريق.

* ورجل مِسْدَع : دليل ماضٍ لوجهه.

* والسَّدْع : صَدْم الشىء بالشىء. سَدَعَهُ يَسْدَعُهُ سَدْعا.

* وسُدِعَ الرّجلُ : نُكِب ؛ يمانِيَة.

* وفى كلامهم : « نَقْذًا لكَ من كلّ سَدْعَة » : أى سلامةً لك من كلّ نكبة.

مقلوبه : [ د س ع ]

* دَسَع البعيرُ بجِرَّته يَدْسَعُ دَسْعا ودُسُوعا : أخرَجها إلى فيه ، وأفاضها. وكذلك الناقة.

* والمَدْسَعُ : مَضِيقُ مَوْلِج المَرِئ فى عَظْم ثُغْرَة النَّحْرِ.

* والدَّسيع من الإنسان : العَظْمُ الذى فيه التَّرْقُوَتان. وهو مُرَكَّبُ العُنق فى الكاهل.

وقيل الدَّسيع : الصَّدْر والكاهِل. قال ابن مُقْبل.

شَديدُ الدَّسيع دُقاقُ اللَّبانْ

يناقِلُ بعدَ نِقالٍ نِقالا (٢)

* ودَسِيعا الفَرَس : صَفْحَتا عُنُقه ، من أصلهما. ومن الشاة : موضع التَّرِيبة.

* والدَّسِيعَة : مائدةُ الرجل ، إذا كانت كريمة. وقيل : هى الجَفْنة ، سُمِّيَت بذلك : تشبيهًا بدَسيع البعير ، لأنه لا يخلُو ، كلَّما اجْتَذَب منه جِرَّةً عادت فيه أخرى. وقيل : هى كَرَم فعله. وقيل : هى الطَّبيعة والخُلُق.

* ودَسَع الجُحْرَ دَسْعا : سَدَّة. ودَسَعَ الرَّجُلُ يَدْسَع دَسْعا : قاءَ. ودَسَع يَدْسَعُ دَسْعا : امْتَلأ. قال :

ومُناخِ غَيرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُه

قَمَنٍ مِن الحِدْثانِ نائى المُضْجَعِ

عَرَّسْتُهُ ووِسادُ رأسِى ساعِدٌ

خاظى البَضِيع عُرُوقُه لم تَدْسَعِ (٣)

__________________

(١) البيت للفرزدق فى ديوانه ( ١ / ٣٧٨ ) ؛ ولسان العرب ( دعس ) ؛ وتاج العروس ( دعس ) ؛ وصدره ( يُعَدّى ) وآخر عجزه المغمر ( بالغين ).

(٢) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ٢٣٤ ؛ ولسان العرب ( دسع ).

(٣) البيتان للحادرة فى ديوانه ص ٦٣ ، ٦٤ ؛ والأول فى لسان العرب ( بضع ) ، ( قمن ) ، ( أيا ) ؛ والثانى فى لسان العرب فى ( بضع ) فقط ، وهما بلا نسبة فى لسان العرب فى ( دسع ) ، وهما فى تاج العروس ( بضع ) ؛ والأول فى ( قمن ) ، ( أيا ) منفردًا.


* والدَّسْع : الدَّفْعُ ، كالدَّسْرِ.

العين والسين والتاء

* رجلٌ مِسْتَعٌ : ماضٍ سَرِيعٌ ، كمِسْدَع.

مقلوبه : [ ت ع س ]

* التَّعْسُ : العَثْرُ ، والتَّعْسُ : ألا يَنْتَعِشَ العاثِر من عثرته. وقيل : التَّعْس : الانحطاطُ والعُثور ، قال الأعشى :

بذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ إذا عَثرَتْ

فالتَّعْسُ أدنى لها من أن أقولَ لَعا (١)

والتَّعْس أيضًا : الهَلاك. تَعِس تَعَسا ، وتَعَس يَتْعَس تَعْسا. وقال الهَرَوىُّ فى الغَرِيبين : الفراء : إذا خاطب بالدُّعاء ، قال تَعَسْتَ ، بفتح العين ؛ وإن دعا على غائِب كَسَرَها. وهذا من الغَرابة بحيث تراه. وهو تَعِسٌ وتاعِسٌ. وجَدّ تاعِس : منه. وفى الدعاء : « تَعْسا له ، وتَعَسَه الله ، وأتْعَسَه ». قال مُجَمِّع :

تقولُ وقد أفرَدْتُها مِن حَلِيلها

تَعِسْتَ كما أتْعَسْتَنِى يا مُجَمِّعُ (٢)

والتَّعْسُ : السُّقوط على أىّ وجه كان. وقوله :

الوَقْسُ يُعْدِى فَتَعَدَّ الوَقْسا

مَنْ يدْنُ للوَقْسِ يُلاقِ التَّعْسا (٣)

يتوجَّه على جميع ما تقدم.

مقلوبه : [ ت س ع ]

* التِّسْعة من العَدد : معروف. وقول العرب : تسعة أكثر من ثمانية ، فلا تصرف : إذا أردت قدْرَ العدد ، لا نفس المعدُود. وإنما ذلك لأنها تُصَيِّر هذا اللَّفظ عَلَما لهذا المعنى ، كزَوْبَر من قوله :

*عُدَّتْ عَلىَّ بِزَوْبَرَا* (٤)

__________________

(١) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٥٣ ؛ ولسان العرب ( لوث ) ، ( تعس ) ، ( لعا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٧٩ ، ٣ / ١٩٢ ) ؛ وكتاب العين ( ٨ / ٢٣٩ ) ؛ وتاج العروس ( لوث ) ، ( تعس ) ، ( لعا ).

(٢) البيت لمجمع بن هلال فى لسان العرب ( تعس ) ؛ وتاج العروس ( تعس ) ؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٧١٧.

(٣) الرجز لأبى رزمة الفزارى فى مجالس ثعلب ص ٦٤٥ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( تعس ) ، ( وقس ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٧٩ ، ٩ / ٢٢٧ ) ؛ وتاج العروس ( تعس ) ، ( وقس ).

(٤) البيت لابن أحمر فى ديوانه ص ٨٥ ؛ ولسان العرب ( زبر ) ، وللطرماح فى ملحق ديوانه ص ٥٧٤ ؛ وللفرزدق فى ديوانه ١ / ٢٠٦ ، ٢٩٦ ، ولسان العرب ( حقق ).


وسيأتى. والتِّسْع فى المؤنث : كالتِّسعة فى المُذكَّر.

* وتَسَعَهم يَتْسَعُهُم : صار تاسِعَهم. وتَسَعَهم : كانوا ثمانية فأتمَّهُم تسعة.

* وأتْسَعُوا : كانوا ثمانيةً ، فصاروا تسعة.

* والتَّاسُوعاء : اليوم التاسع من المحرَّم.

* والتَّسْع من أظماء الإبل : أن تَرِد إلى تسعة أيام. والإبل تَواسِعُ.

* والقوم مُتْسِعُونَ : إذا وَرَدَت إبلهم لتِسْعة أيام ، وثمانى ليالٍ.

* وحَبْل مَتْسُوع : على تِسْعِ قُوًى.

* والثَّلاث التُّسَع : اللَّيلة السابعة ، والثَّامنة ، والتَّاسعة من الشهر. وقيل : هى الليالى الثَّلاث من أوّل الشهر. والأوّل أقْيَس.

* والتُّسْع والتَّسيع : جُزْء من تِسْعة ، يَطَّرِد ذلك فى جميع هذه الكسور عند بعضهم.

* وتَسَعَ المال يَتْسَعُهُ : أخذ تُسْعَه.

* وتَسَعَهم : أخذ تُسْع أموالهم.

* وقوله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ ) [ الإسراء : ١٠١ ]. قيل فى التفسير : إنها أخذ آلِ فرعون بالسِّنين ، وهو الجَدْب ، حتى ذهَبَتْ ثمارهم ، وذهب من أهل البوادى مَوَاشيهم. ومنها إخراج موسى عليه‌السلام يَدَه ( بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ ). ومنها إلْقاؤُهُ عَصَاه ، ( فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ ). ومنها إرسالُ اللهِ تعالى ( عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ ). وقيل : إن البحرَ منها. ومن آياته : انفجارُ الحَجَر. هذا قولُ الزَّجَّاج.

العين والسين والراء

* العُسْرُ والعُسُرُ : ضد اليُسْر. وقوله ، أنشده ابن الأعرابىّ :

إنّى يُذَكِّرُنيهِ كلُّ نائِبَةٍ

والخَيْرُ والشَّرُّ والإيسارُ والعُسُرُ (١)

يجوز أن يكون العُسُر لغةً فى العُسْر ، كما قالوا : القُفُل فى القُفْل ، والقُبُل فى القُبْل ؛ ويجوز أن يكون احتاج فثَقَّل ، وحَسَّن له ذلك إتباعُ الضَّمّ الضَّمَّ.

* والعُسْرَة ، والمَعْسَرَة ، والمَعْسُرَةُ ، والعُسْرَى : خلافُ المَيْسَرَة.

* والمَعْسُور : كالعُسْر ، وهو أحد ما جاء من المصادر على مثال مَفْعول.

* وقد عَسِرَ الأمْرُ عَسَرًا ، فهو عَسِر ، وعَسُر عُسْرًا ، وعَسارَة ، فهو عَسير.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عسر ) ، وصدره ( أبى تذكرنيه ) مكان ( إنى يذكرنيه ).


* و ( يَوْمٌ عَسِرٌ ) وعَسيرٌ : شديد. وحاجة عَسِيرٌ وعَسيرَةٌ : مُتَعَسرة. أنشد ثعلب :

قد أنْتَحِى للحاجَةِ العَسِيرِ

إذِ الشَّبابُ لَيِّنُ الكُسُورِ (١)

قال : معناه : للحاجة التى تَعْسُرُ على غيرى. وقوله : إذا الشَّبابُ لَيِّنُ الكُسُور : أى إذ أعضائى تمكِّنُنِى وتُطاوِعُنِى. وأراد : قد انْتَحَيْت ، فوضَع الآتى مَوْضع الماضِى.

* وتَعَسَّر الأمر ، وتَعاسَرَ ، واسْتَعْسَر : اشتَدَّ والْتَوَى.

* والمُعْسِر : نقيض المُوسِر.

* وأعْسَر : صارَ ذا عُسْرَة. وقيل : افتقَرَ. وحَكى كُراع : أعْسَرَ إعْسارًا وعُسْرا. والصَّحيح أن الإعْسار المصْدَر ، وأنَ العُسْرَ الاسم.

* واسْتَعْسَره : طَلَب مَعْسُوره.

* وعَسَر الغرِيمَ يَعْسِرُه ، ويَعْسُرُه وأعْسَرَه : طلب منه على عُسْرَةٍ.

* ورجل عَسِرٌ ، بَيِّن العَسَر : شَكِس ، وقد عاسَرَه ، قال :

بِشْرٌ أبو مَرْوَانَ إنْ عاسَرْتَهُ

عَسِرٌ وعندَ يَسارِهِ مَيْسُورُ (٢)

* وتَعاسَرَ البَيِّعانِ : لم يَتَّفِقا. وكذلك الزَّوْجان ، وفى التنزيل : ( وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى ) [ الطلاق : ٦ ].

* وأعْسَرَتِ المَرأة : عَسُر عليها ولادُها. وإذا دُعِىَ عليها قيل : أعْسَرْتِ وأنَّثْتِ. وإذا دُعِىَ لها قيل : أيْسَرْتِ وأذْكَرْتِ.

* وعَسَرَ الزَّمانُ : اشْتَدَّ علينا.

* وعَسَّرَ عليه : ضَيَّق. حكاها سيبويه.

* وعَسَر عليه ما فى بَطْنه : لم يخْرُج.

* وتَعَسَّر الغَزْل : الْتَبس ، فلم يُقْدَر على تخليصه. والغين لغة.

* وعَسَر عليه عُسْرًا وعَسَّر : خالفه.

* ورجل أعْسَرُ يَسَرٌ : يعْمَل بيديه جميعًا. فإن عمل بيده الشّمال خاصَّة ، فهو أعْسَر ، والمَرأة عَسْراءُ ، وقد عَسَرَتْ عَسَرا. قال :

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عسر ) ، ( كسر ) ؛ وتاج العروس ( عسر ) ، ( كسر ).

(٢) البيت لجرير فى ديوانه ص ٣٦٦ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عسر ) ؛ وتاج العروس ( عسر ).


لهَا مَنْسِمٌ مِثلُ المَحارَةِ خُفُّهُ

كأنَّ الحَصَى من خلْفه خَذْفُ أعْسَرَا (١)

قال أبو نصر : عَسَّرنى فُلانٌ ، وعَسَرنى يَعْسِرُنِى عَسْرًا : إذا جاء عن يَسارِى.

* واعْتَسَرَ النَّاقة : أخذها رَيِّضًا قبل أن تُذَلَّل ، فخَطَمَها ورَكِبها.

* وناقة عَسِيرٌ : اعْتُسِرَتْ من الإبل ، فرُكِبتْ أو حُمِلَ عليها ، ولم تُلَيَّنْ قَبْلُ. وهذا على حذف الزّائد. وكذلك ناقة عَيْسَرٌ ، وعَوْسَرانة ، وعَيْسَرانة. وبعيرٌ عَسِير ، وعَيْسُران ، وعَيْسُرانِىّ.

* والعَسِير : الناقة التى لم تَحْمِل سَنَتَها. وقد أعْسَرَتْ.

* وعَسَرَت النَّاقةُ تَعْسِر عَسْرًا ، وعَسَرانًا ، وهى عاسِرٌ ، وعَسِير : رفعت ذنبها فى عَدْوِها. قال الأعشَى :

بناجِيةٍ كأتانِ الثَّمِيلِ

تُقَضّى السُّرَى بعدَ أيْنٍ عَسيرَا (٢)

* وعَسَرَتْ وهى عاسِرٌ : رَفعت ذَنَبَها بعد اللِّقاح.

* وعُقابٌ عَسْراءُ : فى جَناحها قَوادمُ بِيضٌ. والعَسْراء أيضًا : القادِمةُ البَيْضاءُ. قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّة :

وَعمَّى عليه المَوْتَ يأتى طَرِيقَهُ

سِنانٌ كَعَسْرَاءِ العُقاب ومِنهَبُ (٣)

ويُرْوَى : « يأبَى طرِيقَهُ ... » يعنى عَيْنَيه. ومِنهب : فرَس ينتهب الجرى ، وقيل : هو اسم لهذا الفرس.

* والعَسْرَى والعُسْرَى : بَقْلَة. وقال أبو حنيفة : هى البَقْلَة إذا يَبِسَتْ. قال الشَّاعر :

وما مَنَعاها الماءَ إلَّا ضَنانَةً

بأطرافِ عَسْرَى شَوْكُها قد تخدَّدَ (٤)

* والعَيْسُرانُ : نَبْت.

* والعَسْراءُ : بنت جرير بن سعيد الرّياحىّ.

__________________

(١) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٦٤ ؛ ولسان العرب ( خذف ) ، ( نجل ) ؛ والمقاصد النحوية ( ٤ / ١٦٩ ).

(٢) البيت للأعشى فى ديوانه ص ١٤٧ ؛ ولسان العرب ( عسر ) ، ( ثلل ) ، ( أتن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٤ / ٣٢٦ ، ١٥ / ٩٣ ) ؛ وتاج العروس ( عسر ) ، ( أتن ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٠ / ٩٨ ).

(٣) البيت لساعدة بن جؤية الهذلى فى لسان العرب ( عسر ) ، ( عمى ) ؛ تهذيب اللغة ( ٢ / ٨٤ ) ؛ وتاج العروس ( عسر ) ، وليس له بل لحذيفة بن أنس فى شرح أشعار الهذليين ص ٥٥٩ ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٨ / ١٤٥ ).

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عسر ) ؛ وتاج العروس ( عسر ).


مقلوبه : [ ع ر س ]

عَرِسَ الرَّجُل عَرَسا فهو عَرِس : بَطِرَ. وقيل أعيا ودَهِش. وقول أبى ذُؤَيْب :

حتى إذا أدْرَكَ الرَّامى وقد عَرِسَتْ

عنهُ الكِلابُ فأعطاها الذى يَعِدُ (١)

عَدَّاه بعَنْ ، لأن فيه معنى جَبُنَتْ وتأخَّرَتْ. وأعطاها : أى أعطى الثورُ الكِلابَ ما وَعَدَها من الطَّعْن ، ووَعْدُه إيَّاها أنه كان يَتَهَيَّأ ويتَحَرَّفُ إليها ليطْعُنَها. وعَرِسَ الشىءُ عَرَسا : اشْتَدَّ. وعَرِس به عَرَسا : لزِمَه. وعَرِسَ عَرَسا ، فهو عَرِس : لزِم القتال فلم يَبرَحْه. وعَرِس الصَّبِىّ بأمِّه عَرَسا : ألفها ولَزِمها.

* والعُرْس ، والعُرُس : مِهْنَة الإملاكِ والبناء وقيل : طَعامه خاصَّة ، أنثى وقد تُذكَّر. وتصغيرها : بغير هاء ، وهو نادر ، لأن حَقَّه الهاء إذ هو مُؤَنّث ، على ثلاثة أحْرُف ، والجمع : أعراسٌ ، وعُرُسات ، من قولهم : عَرِس الصَّبىُّ بأمِّه على التَّفَؤُّل.

* والعَرُوس : نعت للرجل والمرأة. رجل عَروس فى رجال أعْراس ، وامرأة عَرُوس ، فى نِسوَة عَرائس.

* وعِرْسُ الرجل : امْرأتُه. قال :

وحَوْقَلٍ قَرَّبَهُ مِن عِرْسِهِ

سَوْقِى وقد غابَ الشِّظاظُ فى اسْتِهِ (٢)

أرادَ أن هذا المُسِنَّ كان على الرَّحْل ، فنام فحَلمَ بأهله ، فذلك معنى قوله : « قَرَّبه مِن عِرْسه » ، لأن هذا المسافر لولا نومه ، لم يَرَ أهلَه ، وهو أيضًا عِرْسُها ، لأنهما اشتركا فى الاسم ، لمواصلة كلّ واحد منهما صاحبَه ، وإلفه إياه. قال العَجَّاج :

*أنجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ* (٣)

أى أنجبُ بَعْل وامرأة. وأراد : أنجَب عِرْسٍ وعِرْس جُبِلا. وهذا يدلُّ على أن ما عُطف بالواو. بمنزلة ما جاء فى لفظ واحد ، فكأنه قال : أنجبُ عِرْسَين جُبِلَا ، لولا إرادة ذلك لم يَجُزْ هذا ، لأن جُبِلا وصف لهما جميعا ، ومُحالٌ تقديم الصفة على الموْصُوف : وكأنه قال : أنجَبُ رَجُلٍ وامرأة. وجمع العِرْس التى هى المرأة ، والذى هو الرجُل : أعراسٌ. واستعارهُ الهُذَلىّ للأسد ، فقال :

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٦٣ ؛ ولسان العرب ( عرس ) ؛ وتاج العروس ( عرس ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عرس ) ، ( شظظ ) ؛ وتاج العروس ( عرس ).

(٣) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ٢ / ٢٠٨ ) ؛ ولسان العرب ( عرس ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٨٥ ) ؛ وتاج العروس ( عرس ).


لَيْثٌ مُدِلٌّ هِزَبْرٌ حَوْل غابِتَه

بالرَّقْمَتين له أجْرٍ وأعراسُ (١)

وهو عِرْسُها أيضًا. واستعاره بعضُهم للظَّليم والنَّعامة ، فقال :

*كبَيْضَة الأُدْحِىّ بينَ العِرْسَينْ* (٢)

* وقد عَرَّسَ وأعْرَسَ : اتخذها عِرْسا ، ودخل بها ، وكذلك عَرَّس بها ، وأعرس.

* والمُعْرِسُ : الذى يغشَى امرأتَه.

* والعِرِّيسَةُ والعِرّيسُ : الشَّجَر المُلْتَفّ. وهو مأْوَى الأسد. قال رُؤْبة :

*أغْيالَهُ والأجَمَ العِرّيسا* (٣)

وصَفَ به ، كأنه قال : والأجَم المُلْتَفّ ، أو أبدَله ، لأنه اسم. وفى المثل : « كمُبتَغِى الصَّيدِ فى عِرّيسَةِ الأسَدِ ».

فأمَّا قولُ جرير :

*مُسْتَحْصِدٌ أجَمِى فيهمْ وعِرّيسىِ* (٤)

فإنه عَنَى مَنْبِت أصْلِه فى قومه.

* والمُعَرِّس : الذى يَسير نهارَه ، ويُعَرِّس : أى ينزل أوّلَ اللَّيل. وقيل : التَّعْرِيس : النزول فى آخرِ اللَّيل : وعَرَّس المُسافِر : نَزَل فى وَجْه السَّحَر. وقيل : التَّعرِيس : النزولُ فى المَعْهَد أىَّ حينٍ كانَ ، من ليل أو نهار. قال زُهَير :

وعَرَّسُوا ساعةً فى كُثْبِ أسْنُمَةٍ

ومنهُمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْترَكُ (٥)

ويُرْوَى :

*ضَحَّوْا قليلاً قَفا كُثْبانِ أسْنُمَةٍ*

* واعْترَسُوا عنه : تفَرَّقوا.

* والعَرْسُ : الحائط يوضَع بين حائطى البيت ، لا يُبْلَغ به أقصاه ، ثم يوضَع الجائزُ من

__________________

(١) البيت لمالك بن خالد ( أو خويلد ) الخناعى فى شرح أشعار الهذليين ( ١ / ٤٤٢ ) ؛ ولسان العرب ( عرس ) ؛ وتاج العروس ( دلل ) ؛ ولمالك بن خالد أو لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ( ١ / ٢٢٦ ) ؛ وصدره ( ليث هؤبر مدل عند خيسته ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عرس ).

(٣) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٦٩ ؛ ولسان العرب ( عرس ) ؛ وتاج العروس ( عرس ).

(٤) البيت لجرير فى ديوانه ص ١٢٩ ؛ ولسان العرب ( عرس ) ؛ وتاج العروس ( عرس ) ؛ وكتاب العين ( عرس ).

(٥) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ١٦٥ ؛ ولسان العرب ( عرس ) ، ( سنم ) ، ( قسم ) ؛ وتاج العروس ( عرس ) ، ( سنم ) ، ( قسم ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٢٩ ).


طَرَف ذلك الحائط الداخِل إلى أقْصَى البيْت ، ويسقَّف البيت كلُّه. والصَّاد فيه لُغة. وقد تقدّم.

* وعَرَّسَ البيت : عمل له عَرْسا.

* وعَرَسَ البَعيرَ يَعْرِسُهُ ، ويَعْرُسُه عَرْسا : شَدَّ عُنقه مع يَدَيْه جميعًا وهو بارك.

* والعِراسُ : ما عُرِسَ به.

* واعْترس الفحْلُ النَّاقةَ : أبْرَكَها للضِّراب.

* والإعْراس : وضع الرَّحَى على الأخْرَى للطَّحْن. قال ذو الرُّمَّة :

كأنَّ على إعْرَاسِهِ وبِنائِهِ

وَئيدَ جِيادٍ قُرَّحٍ ضبَرَتْ ضَبْرَا (١)

أراد : على موضع إعراسه.

* وابن عِرْس : دُوَيْبَّة دون السِّنَّوْر ، أشتر أصَلَمُ أصَكُّ. والجمع : بناتُ عِرْس ، ذكرًا كان أو أنثى.

* والعِرْسِىُ : ضَرْب من الضَّبُع ، سُمّى به للونه ، كأنه يشبه لَوْن ابن عِرْس.

* والعَرُوسِىُ : ضَرْب من النَّخل. حكاهُ أبو حنيفة.

* والعُرَيْساءُ : موضع.

* والمَعْرَسانِيَّاتُ : أرض. قال الأخطل :

وبالمَعْرسانِيَّاتِ حَلَّ وأرْزَمَتْ

برَوْضِ القَطا منهُ مَطافيلُ حُفَّلُ (٢)

مقلوبه : [ س ع ر ]

* السِّعْر : الذى يقومُ عليه الثَّمنُ. والجمع : أسعارٌ.

* وقد أسْعَرُوا وَسَعَّرُوا : اتَّفَقوا على سِعْر.

* وسَعَرَ النارَ والحرْبَ يَسْعَرُهما سَعْرًا ، وسَعَّرَهما ، وأسْعَرهما : أوقدهما. واسْتَعَرَت هى ، وتسَعَّرَتْ ، ونار سَعِيرٌ : مسعورَة ، بغير هاء ؛ عن اللِّحيانىّ.

* والسَّعِيرُ والسَّاعُور : النارُ. وقيل : لَهَبُها.

* والسُّعارُ ، والسُّعْر : حَرُّها.

* والمِسْعَرُ ، والمِسْعار : ما سُعِرَتْ به. ومِسْعَرُ الحَرْب : مُوقِدُها.

__________________

(١) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٤٣٩ ؛ ولسان العرب ( عرس ) ، وتاج العروس ( عرس ).

(٢) البيت للأخطل فى ديوانه ص ١٦١ ؛ ولسان العرب ( عرس ).


* والسَّاعُور : كهيئة التَّنُّور يُحْفَر فى الأرض.

* ورَمْىٌ سَعْرٌ : يُلْهِب المَوْتَ. وقيل : يلقى قطعةً من اللَّحم إذا ضَرَبه.

* وسَعَرَ اللَّيلَ بالمَطىّ سَعْرًا : قَطَعَه. وسَعَرَ القوْمَ شَرّا ، وأسْعَرَهُم ، وسَعَّرَهم : عَمَّهُم به ، على المَثَل.

* واسْتَعَرَ اللصوصُ : اشْتَعَلوا.

* والسُّعْرَة ، والسَّعَرُ : لون يَضرب إلى السَّوَاد فُوَيْق الأُدْمة. ورجل أسْعَر ، وامرأةٌ سَعْراءُ. قال العَجَّاج :

*أسْعَرَ ضَرْبا أو طُوَالا هِجْرَعا* (١)

* وسُعِرَ الرجلُ سُعارًا : ضَرَبَتْه السَّمُوم.

* والسُّعار : الجُوع. أنشد ابن الأعرابىّ :

تُسَمِّنُها بأخْثَرِ حَلْبَتَيْها

ومَوْلاكَ الأحَمُّ لهُ سُعارُ (٢)

* والسُّعْر : شهوة مع جُوع.

* والسُّعْر والسُّعُر : الجُنون. وبه فَسَّرَ الفارسىّ قوله تعالى : ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ ) [ القمر : ٤٧ ] قال : لأنهم إذا كانوا فى النار ، لم يكونوا فى ضلال ، لأنه قد كُشِفَ لهم. وإنما وَصَفَ حالَهم فى الدُّنيا. يذهَبُ إلى أن السُّعُرَ هنا ليس جمعَ سَعير ، الذى هو النار.

* وناقة مَسْعورة : كأنَّ بها جُنونًا من سُرْعتها ، كما قيل لها هَوْجاء.

* ومَساعِر البعير : آباطُهُ وأرفاغُه.

* واسْتَعَرَ فيه الجَرَبُ : ظَهَرَ منه هُناك.

* ومَسْعَر البعير : مُسْتَدَقّ ذَنَبه.

* وسِعْرٌ ، وسُعَيْر ، ومِسْعَر ، وسَعْران : أسماء.

* والسِّعْرارة ، والسُّعْرُورة : شعاع الشَّمْس الداخل من كَوَّة البيت. وهو أيضًا الصُّبْح.

__________________

(١) الرجز للعجاج فى لسان العرب ( سعر ) ، ( مجدع ) ؛ وتاج العروس ( سعر ) ، وتهذيب اللغة ( ٢ / ٨٨ ، ٣ / ٢٦٤ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٢٩ ) ؛ وليس فى ديوانه ، ولرؤبة فى ديوانه ص ٩٠ ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٢ / ١٠٥ ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( سعر ) ؛ وتاج العروس ( سعر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٨٧ ).


مقلوبه : [ ر ع س ]

* الرَّعْس ، والارْتِعاس : الانتفاض.

* ورمح رَعَّاس : شديد الاضطراب.

* وتَرَعَّس : رَجَف واضْطَرَب.

* والرَّعْس : هزّ الرأس فى السَّير.

* وناقة رَاعِسَة : تَهُزُّ رأسها فى سَيرِها.

* وبعير راعِس ورَعِيس : كذلك. قال الأفَوه :

يَمْشِى خِلال الإبْلِ مُسْتَسْلما

فى قَدّهِ مَشْىَ البَعيرِ الرَّعِيسْ (١)

* ورَعَسَ يَرْعَس رَعْسا ، فهو رَاعِسٌ ورَعُوس : هزّ رأسَه فى نومه. قال :

*عَلَوْتُ حينَ يَخْضَعُ الرَّعُوسا* (٢)

* والمَرْعُوسُ والرَّعيس : الذى يُشدّ من رِجله إلى رأسه بحبل ، حتى لا يرفع رأسَه. وقد فُسِّر بيت الأفوَه به.

مقلوبه : [ س ر ع ]

* السُّرْعة : نقيض البُطْء. سَرُع سَراعَة ، وسِرْعا ، وسَرْعا ، وسِرَعا ، وسَرَعا ، وسُرْعةً ، فهو سَرِع ، وسَرِيع ، وسُراع. والأنثى بالهاء ؛ وسَرْعانُ ، والأنثى سَرْعَى. وأسْرَع كسَرُع.

وفرَّق سيبويه بين سَرُعَ وأسرَع ، فقال : أسرع : طلب ذلك من نفسه ، وتكلَّفه ، كأنه أسْرَع المَشْىَ : أى عَجَّلَة ؛ وأما سَرُعَ فكأنها غريزة. واستعمل ابن جنِى أسْرَعَ متعدّيًا ، فقال ـ يعنى العرب : فمنهم من يَخِفّ ويُسْرِع قَبولَ ما يسمعه ، فهذا إمَّا أن يكون على أن أسرَعَ يتعدّى بحرف وبغير حرف ؛ وإمَّا أن يكون أراد إلى قبوله ، فحذف وأوصَل.

* وسَرَّع : كأسْرَع. قال ابن أحمر :

ألا لا أرَى هذا المُسَرِّع سابقًا

ولا أحَدًا يَرْجُو البَقِيَّةَ باقِيا (٣)

وأراد بالبقيَّة : البَقاء.

* وتَسَرَّعَ الأمْرُ : كسَرُعَ. قال الراعى :

__________________

(١) البيت للأفوه الأودىّ فى ديوانه ص ١٧ ؛ وتاج العروس ( غدر ) ؛ ولسان العرب ( غدر ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٢ / ٣٢ ).

(٢) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ١ / ٧١ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( رعس ).

(٣) البيت لابن أحمر فى ديوانه ص ١٦٧ ؛ ولسان العرب ( سرع ). وتاج العروس ( سرع ).


فلوْ أنَّ حَقَّ اليْومِ مِنكم إقامَةٌ

وإنْ كانَ صَرْحٌ قد مضى فتسَرَّعا (١)

* وتَسَرَّع بالأمر : بادر به.

* والمُتَسَرّع : المبادر إلى الشَّرّ.

* وسارَع إلى الأمر : كأسرع.

* وجاء سَرْعا : أى سَريعا.

* وأسْرَع الرجلُ : سَرُعت دابَّته ، كما قالوا : أخَفَّ : إذا كانت دابَّتُه خفيفة.

* وسَرُع ما فعلت ذلك ، وسَرْعَ ، وسُرْع ، وسَرْعانَ ما يكون ذاك. وسِرْعانَ ، وسُرْعان ، كلُّه اسْمٌ للفعل كشَتَّان. وقال بشر :

أتخْطُبُ فيهم بعد قَتلِ رِجالهِمْ

لَسَرْعانَ هذا والدّماءُ تَصَبَّبُ (٢)

* وفى المَثَل : « سَرْعان ذا إهالة ». وأصل هذا المَثَل : أن رجلاً كان يُحَمَّق ، اشترَى شاة عَجْفاء ، يسيل رُغامها هُزَالا ، وسوءَ حال ، فظنّ أنه وَدَك ، فقال : « سَرْعانَ ذا إهالة ».

وسَرَعانُ الناس وسَرْعانهم : أوائلهم المستبقون إلى الأمر ، وسَرَعان الخيل : أوائلها. قال أبو العبَّاس : « إذا كان السَّرَعان وصفًا فى النَّاس ، قيل سَرَعان وسَرْعان. وإذا كان فى غير النَّاس ، فسَرَعان أفْصَح ، ويجوز سَرْعان ». والسَّرَعان : الوَتَر القوىّ. قال :

وعَطَّلْتُ قوْسَ اللهْوِ من سَرَعانِها

وعادَتْ سِهامى بينَ أحْنَى وناصِلِ (٣)

وقال أبو حنيفة : السرَعان : العَقَبُ الذى يجمع أطراف الرّيش ، مما يلى الزَّافِرة. وسَرَعان الفَرَس : خُصَل فى عُنقه. وقيل فى عَقِبه. الواحدة : سَرَعانة.

* والسَّرْع والسَّرَع : القضيب من الكَرْم. والجمع : سُرُوع.

* والسَّرَعْرَع : القضيب ما دام غَضّا طَرِيّا.

قال يصفُ الشَّباب :

أزْمانَ إذْ كنتُ كنعتِ النَّاعِتِ

سَرَعْرَعا خُوطا كغصْنٍ نابِتِ (٤)

__________________

(١) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ١٦٧ ؛ ولسان العرب ( سرح ) ، ( سرع ).

(٢) البيت لبشر بن أبى خازم فى ديوانه ص ١٢ ؛ ولسان العرب ( سرع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٣١ ) ؛ وتاج العروس ( سرع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( وشك ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٣٠٥ ) ؛ وتاج العروس ( وشك ).

(٣) البيت لابن مياده فى ديوانه ص ٢٠٦ ؛ وتاج العروس ( سرع ) ، ( زول ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( سرع ) ؛ ( زول ) ؛ تهذيب اللغة ( ١٣ / ٢٥٢ ) وفيه ( شرعاتها ) ؛ ( زثٍّ ) مكان ( سرعانها ) ، ( أحنى ).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( خوط ) ، ( سرع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٩١ ، ٧ / ٥٠٠ ) ؛ وتاج العروس ( خنط ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٣٠ ).


أى كالخُوط السَّرَعْرَع. والتأنيث على إرادة الشُّعْبة. والسَّرَعْرَعُ : الدقيق الطويل.

* والأسارِيع : التى يتعلَّق بها العِنَب ، وربما أُكِلَتْ ، وهى رَطْبة حامضة ، الواحد : أُسْرُوع. واليَسْرُوع ، واليُسرُوع ، والأَسْرُوع ، والأُسرُوع : دود يكون على الشَّوْك. قال امرؤ القَيس :

وتَعْطُو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنه

أسارِيعُ ظَبْىٍ أو مَساوِيكُ إسحِلِ (١)

ظَبى : واد بتهامَة. وقيل : اليَسْرُوع والأُسْرُوع الدودة التى تَسْلِخُ. فتصير فراشَة. قال أبو حنيفة : الأُسْرُوع : طولُ الشِّبْر أطولَ ما يكون ، وهو مُزَيَّن بأحسن الزّينة ، من صُفْرة ، وخُضْرة. وكل لون لا تراه إلا فى العُشْب ، وله قوائم قِصار. وتأكُلُها الكِلاب ، والذئاب ، والطَّير. وإذا كَثُرَت أفسدت البقل. فخذّعت أطرافه.

وأسارِيع القوس : الطُّرُق التى فى سِيَتِها.

وقول ساعدة بن جُؤَيَّة :

وظَلَّتْ تُعَدَّى مِنْ سَرِيع وسُنْبُكٍ

تَصَدَّى بأجْوَازِ اللُّهْوبِ وتَرْكُدُ (٢)

فسَّره ابن حبيب ، فقال : سَرِيعٌ وسُنْبك : ضربان من السَّير.

* والسَّرْوَعة : الرّابية من الرمل وغيره. وفى الحديث ، « فأخذ به بين سَرْوَعَتَينِ ‌» (٣). حكاه الهَرَوىّ فى الغريبين.

* وسُرَاوع : موضع ، عن الفارسىّ ، وأنشد :

*عفا سَرِفٌ من أهله فسُرَاوِعُ* (٤)

وقال غيره : إنما هو سَرَاوِع. بالفَتح. ولم يَحْك سيبَويه « فُعاوِل ». ويُرْوَى : « فشَوارع » ، وهى رواية العامة.

مقلوبه : [ ر س ع ]

* الرَّسَعُ : فساد العين وتغَيُّرها. وقد رَسَّعَت.

__________________

(١) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٧ ؛ ولسان العرب ( سرع ) ، ( سحل ) ، ( شثن ) ، ( ظبا ) ؛ وتاج العروس ( سحل ) ، ( شثن ) ، ( ظبا ).

(٢) البيت لساعدة بن جؤية الهذلى فى زيادات شرح أشعار الهذليين ص ١٣٣٨ ؛ ولسان العرب ( سرع ) ، ( سنبك ) ؛ وتاج العروس ( سرع ) ، ( سنبك ).

(٣) ذكره ابن الأثير فى النهاية ( ٢ / ٣٦١ ).

(٤) البيت فى لسان العرب لابن ذريح ( سرع ) ؛ وبهامش لسان العرب عجزه ( فؤادي قديد فالتلاع الدوافع ) نقلاً عن شرح القاموس.


* ورَسِع الرجل ، ورسَّع : فسَدَ مُوْق عَيْنه.

* ورَسَع الصبىَّ وغيرَه يَرْسَعُه رَسْعا ورَسَّعَه : شدَّ فى يده أو رجله خَرَزًا ، ليدفع عنه به العين.

* والرَّسَعُ : ما شَدَّه به.

* ورَسِع به الشىءُ : لزِق.

* ورسَّعه : ألْزَقَه.

* والرَّسِيع : المُلْزَق.

* ورَسَّع الرجلُ : أقام ، فلم يَبرَح مِنْ منزِله.

* ورَجُلٌ مُرَسِّعة : لا يَبرح منزلَه ، زادوا الهاء للمبالغة. وبه فسَّر بعضهم بيت امرئ القَيْس :

مُرَسِّعَةٌ بينَ أرساغِه

به عَسَمٌ يَبْتَغى أرْنَبا (١)

* والرَّسِيعُ ، ومُرَيْسِيع : موضعان.

العين والسين واللام

* العَسَل : لُعاب النحل. يذكَّر ويؤنَّث ، قال الشَّماخ :

كأنَّ عُيون النَّاظرِينَ يَشُوقُها

بها عَسل طابتْ يَدا مَن يَشُورُها (٢)

بها : أى بهذه المرأة. كأنه قال : يَشُوقُها بشَوْقِها إيَّاها عسل. الواحدة : عَسَلة ، جاءوا بالهاء لإرادة الطائفة ، كقولهم لَحْمة ولَبَنة. وحكى أبو حنيفة فى جمع العَسَل : أَعْسال ، وعُسُل ، وعُسْل ، وعُسُول ، وعُسْلان. وذلك إذا أردت أنواعَه. وقد عَسَّلَت النحلُ.

* والعَسَّالة : الشُّورة التى تتخذ فيها النحلُ العَسَل.

* والعَسّال ، والعاسِل : الذى يَشْتار العَسَل من موضعه. قال لَبيد :

بأشْهَبَ من أبكارِ مُزْنِ سَحابَةٍ

وأرْىِ دُبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسلُ (٣)

__________________

(١) البيت لأمرئ القيس فى ديوانه ص ١٢٨ ؛ ولسان العرب ( عسم ) ، ( رسع ) ، ( لسع ).

(٢) البيت للشماخ فى ديوانه ص ١٦٣ ؛ ولسان العرب ( ضرب ) ، ( عسل ) ؛ وتاج العروس ( ضرب ) ، ( عسل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٩٤ ) ؛ والمخصص ( ٥ / ١٤ ، ١٧ / ١٩ ).

(٣) البيت للبيد فى ديوانه ص ١٥٨ ؛ ولسان العرب ( دبر ) ، ( عسل ) ، ( أرى ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٩٤ ) ؛ والمخصص ( ٥ / ١٦ ) ؛ وتاج العروس ( دبر ) ، ( عسل ) ، ( أرى ) ؛ ولزيد الخيل فى ملحق ديوانه ص ١٨١ ؛ ولسان العرب ( دبر ).


أراد : شاره من النَّحل ، فعدَّى بحذف الوَسيط. كـ ( اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً ) [ الأعراف : ١٥٥ ]. وقول أبى ذُؤَيب :

تَنَمَّى بها اليَعْسوبُ حتى أقَرَّها

إلى مأْلَفٍ رَحْب المَباءة عاسِلِ (١)

إنما هو على النَّسب ، أى ذى عَسَل. واستعار أبو حنيفة العسل لدِبْس الرُّطب ، فقال : الصَّقْر : عَسَل الرُّطَب.

* وعَسَل الشىءَ يَعْسِله ويَعْسُله عَسْلاً ، وعَسَّلَه : خلطه بالعسل.

* واسْتَعْسَلُوا : استوهبوا العَسَل. وعَسَّلَهم : زَوَّدهم إيَّاه.

* وفى الحديث : « فى الرجل يطلِّق امرأته ثم تنكِح زَوْجا غَيرَه. فإن طلَّقها الثانى. لم تحِلّ للأوّل حتى يذُوق من عُسَيْلَتِها ، وتذُوق من عُسَيْلته » (٢). يعنى : الجماع ، على المَثَل.

* وعَسَل المرأةَ يَعْسِلُها عَسْلاً : نكَحَها فإما أن يكون مشتقّا من ذلك ، وإما أن تكون لفظة مُرْتجلة على حدة ؛ وعندى أنها مُشْتقَّة.

* والمَعْسُلة : الخَلِيَّة. يقال : قطف فلانٌ مَعْسُلَتَه : إذا أخذ ما هُنالك من العَسَل.

* وما أعرف له مَضْرِبَ عَسَلة ، يعنى أعراقه. وما له مَضْرِب عَسَلة : كذلك ، لا يستعملان إلا فى النَّفى.

* وعَسَلُ اللُّبْنَى : شىءٌ يَنْضَح من شجرها ، يشبه العسل ، لا حَلاوة له. وعَسَلُ الرِّمْث : شىء أبيض ، يخرج منه ، كأنه الجُمان.

* وعَسَل الرَّجُلَ : طَيَّب الثَّناءَ عليه ؛ عن ابن الأعرابىّ. وهو من العَسَل ، لأن سامعه يَلَذّ بطيب ذِكره. وفى الحديث : « إذا أراد الله بعبد خيرًا عَسَلَه فى النَّاس » (٣). ورُوِى أنه قيل لرسول الله صَلى الله عليه وسلّم : « ما عَسَلَه »؟ فقال : يفتح له عَمَلاً صالحًا ، حتى يَرْضَى عنه من حَوْله. والمعنيان مُقترِبان. حكاه الهَرَوىّ فى الغريبين. وعَسلَ الرُّمْحُ يَعْسِل عَسْلاً وعُسُولاً وعسَلانا : اشتدّ اهتزازه.

* ورُمح عَسَّال وعَسُول : عاسِل.

* والعَسْلُ والعَسَلانُ : أن يضْطَرِم الفرس فى عَدْوه ، فيَخْفِق برأسه ، ويَطَّرِدَ مَتْنُه.

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب فى شرح أشعار الهذليين ص ١٤٣ ؛ ولسان العرب ( عسل ) ، ( نمى ) ؛ والمخصص ( ٨ / ١٧٩ ) ؛ وتاج العروس ( عسل ) ، ( نمى ).

(٢) أخرجه البخارى ( ح ٥٢٦٥ ) وفى غير موضع.

(٣) « صحيح » : أخرجه ابن أبى عاصم فى السنة ( ح ٤٠٠ ).


* وعَسَل الذئبُ والثعلبُ يَعْسِلُ عَسَلا وعَسلانا : مضَى مُسْرِعًا ، واضْطَرَب فى عَدْوه وهَزَّ رأسَه. قال :

واللهِ لو لا وَجَعٌ فى العُرْقُوبْ

لكُنْتُ أبْقَى عَسَلاً مِنَ الذّيبْ (١)

استعاره للإنسان. وقال لَبيد :

عَسَلانَ الذّئْبِ أمْسَى قارِبًا

بَرَدَ اللَّيلُ عليه فَنَسَلْ (٢)

وقولُ ساعدة :

لَدْنٌ بهزّ الكَفّ يَعْسِلُ مَتْنُهُ

فيه كما عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ (٣)

أراد : عَسَلَ فى الطريق ، فحذَف وأوْصَل. كقولهم : دخلت البيتَ. ويُرْوَى : « لَذٍّ ».

وعَسَل الماءُ عَسَلاً وعَسَلانا : حَرَّكَتْه الرّيح ، فاضْطَرَب. أنشد ثعلب :

قد صَبَّحَتْ والظلُّ غَضٌّ ما زَحَلْ

حَوْضًا كأنّ ماءَه إذا عَسَل

مِن نافِضِ الرّيح رُوَيْزِىٌّ سَمَلْ (٤)

الرُّوَيْزِى : الطَّيْلَسان. والسَّمَلُ : الخَلَق. وإنما شَبَّه الماء فى صفائه بخُضرة الطَّيْلَسان. وجعله سَمَلاً ، لأن الشىء إذا أخْلَق كان لونه أعْتَق. وعَسَل الدليلُ بالمفازة : أسْرَع.

* والعَنْسَل : النَّاقة السَّريعة. ذهب سيبويه إلى أنه من العَسَلان. وقال محمد بن حبيب : قالوا للعَنْس : عَنْسَل. فذهب إلى أن اللام من عَنْسَل زائدة ، وأن وزن الكلمة فَعْلَل ، واللام الأخيرة زائدة. قال ابن جِنِّى : وقد ترك فى هذا القول مذهب سيبويه ، الذى عليه ينبغى أن يكون العَمل. وذلك : أن عَنْسَل فَنْعل ، وهى من العَسَلان ، الذى هو عَدْوُ الذّئب ؛ والذى ذهب إليه سيبويه هو القولُ ، لأن زيادة النون ثانيةً ، أكثر من زيادة اللام ؛ ألا ترى إلى كثرة باب قَنْبَر وعُنْصَل وقِنْفَخْرٍ وقِنْعاس ، وقلة باب ذلك وأُلالك.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى تاج العروس ( عسل ) ؛ ولسان العرب ( عسل ).

(٢) البيت للبيد فى ديوانه ص ٢٠٠ ؛ ولسان العرب ( عسل ) ؛ وتاج العروس ( عسل ) ؛ وللنابغة الجعدى فى ديوانه ص ٩٠ ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٩٦ ، ١٢ / ٤٢٨ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٧ / ١٢٦ ، ٨ / ٦٨ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٣٣ ، ٧ / ٢٥٧ ) ؛ وتاج العروس ( نسل ) ؛ ولسان العرب ( نسل ).

(٣) الرجز لساعدة بن جؤية الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٢٠ ؛ ولسان العرب ( وسط ) ، ( عسل ) ؛ وبلا نسبة فى الخصائص ( ٣ / ٣١٩ ).

(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( غضض ) ، ( عسل ) ؛ وتاج العروس ( غضض ) ؛ وجمهرة اللغة ص ١٢٦٠ ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٣٣ ) ؛ والمخصص ( ٤ / ٩٣ ) ؛ وتاج العروس ( عسل ).


* ورجل عَسِل : شديد الضَّرْب ، سريع رَجْع اليد.

* والعَسِيل : مِكْنَسة شَعْرٍ يكنِس بها العطار بلاطَه من العِطْر. قال :

فَرِشْنِى بخَيْرٍ لا أكونُ ومِدْحَتِى

كَناحِتِ يَوْمًا صَخْرَةٍ بعَسِيلِ (١)

فَصَل بينَ المُضاف والمُضاف إليه بالظَّرْف.

* وإنه لَعِسْلٌ من أعسال المال : أى حَسَنُ الرِّعْية له.

* وابن عَسَلة : من شُعَرائهم. قال ابن الأعرابىّ : هو عبد المسيح بن عَسَلة.

* وعاسل بن غُزَيَّة : من شعراء هُذَيل.

* وبنو عِسْل : قبيلة يزعمون أن أمهم السِّعْلاة.

مقلوبه : [ ع ل س ]

* العَلَس : سواد اللَّيل.

* وعَلَس يَعْلِسُ عَلْسا : شَرِب. وقيل : أكَلَ.

* وما ذاقَ عَلُوسًا : أى ذَوَاقًا.

* وما عَلَس عنده عَلُوسا : أى ما أكل.

* وما عَلَّسُوا ضيفهم بشىء : أى ما أطعموه.

* والعَلَس : شِواء مَسْمون.

* وشواء مَعْلُوس : أُكِل بالسَّمن.

* والعَليس : الشِّواء السَّمين. هكذا حكاه كُراع.

* والعَلَس : حبّ يُؤْكَل. وقيل : هو ضرب من الحِنطة. وقال أبو حنيفة : العَلَس : ضرب من الُبرّ جيِّد ، غير أنه عسير الاسْتِنْقاء.

* والعَلَسِىُ : المَقِر ، وهو نبات الصَّبِر ، وله نَوْر حَسَن مثل نور السَّوْسَن الأخْضَر. قال أبو وَجْزَة :

كأنّ النُّقْد والعَلَسِىَ أجْنَى

ونَعَّم نَبْتَهُ وادٍ مَطِيرُ (٢)

* ورجل مُعَلِّس : مُجَرّب.

* وعَلَسَ يَعْلِسُ عَلْسا ، وعَلَّس : صخِبَ.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى أوضح المسالك ( ٣ / ١٨٤ ) ؛ ولسان العرب ( عسل ) ؛ وتاج العروس ( عسل ).

(٢) البيت لأبى وجزة السعدى فى لسان العرب ( علس ) ؛ وتاج العروس ( علس ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٩٧ ).


قال رُؤْبة :

قد أُعْذِبُ العاذِرَةَ المَئُوسا

بالجِدّ حتى تَخْفِضَ التَّعْلِيسا (١)

* والعَلَس : القُرَاد.

* والعَلَسَة : دُوَيْبَّة شبيهة بالنَّملة أو الحَلَمة.

* وعَلَسٌ وعُلَيْس : اسمان.

* وبنو عَلَس : بطن من بنى سعد. والإبل العَلَسِيَّة : منسوبة إليهم. أنشد ابن الأعرابىّ :

*فى عَلَسِيَّاتٍ طِوَالِ الأعناقْ* (٢)

مقلوبه : [ س ع ل ]

* سَعَل يَسْعُل سُعالاً ، وبه سُعْلَة ، ثم كثر ذلك حتى قالوا : رماه فسَعَل الدّمَ : أى ألقاه من صَدْرِه. قال :

فَتَآيا بطَرِيرٍ مُرْهَفٍ

جُفْرَةَ المَحْزِمِ مِنهُ فسَعَلْ (٣)

* وسُعال ساعِل : على المبالغة. والساعِل : الحَلْق. قال ابن مُقْبل :

سَوَّافِ أبْوَالِ الحَمِيرِ مُحَشْرِجٍ

ماءَ الجَميمِ إلى سَوَاقى الساعِل (٤)

سواقيه : حُلْقومه ومَرِيئُه.

* وسَعَل سَعْلا : نَشِط.

* وأسْعَله الشىءُ : أنشطه. ويُرْوَى بيت أبى ذُؤَيب :

أكل الجَميم وطاوَعَتْه سَمْحَجٌ

مِثلُ القَناةِ وأسْعَلَتْهُ الأمْرعُ (٥)

والأعرف : أزْعَلَتْه.

* والسِّعْلاة ، والسِّعْلَى ، والسِّعْلاء : الغُول. وقيل : هى ساحرة الجِنّ.

* واسْتَسْعَلَتِ المرأة : صارَتْ كالسِّعْلاة.

__________________

(١) البيت لرؤبة فى لسان العرب ( علس ).

(٢) الرجز لابن ميادة فى ديوانه ص ١٧٩ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( علس ) ؛ وتاج العروس ( علس ).

(٣) البيت للنابغة الجعدى فى ديوانه ص ٨٩ ؛ ولسان العرب ( جفر ) ، ( أيا ) ؛ وتاج العروس ( جفر ) ؛ وللبيد فى ديوانه ص ٢٠٠ ؛ وتاج العروس ( أيا ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( سعل ) ؛ والمخصص ( ٥ / ٧٥ ).

(٤) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ٢٢١ ؛ ولسان العرب ( سعل ) ؛ وتاج العروس ( سعل ).

(٥) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٣ ؛ ولسان العرب ( مرع ) ، ( زعل ) ، ( سعل ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٥٥ ) ؛ والمخصص ( ١٣ / ١١٥ ، ١٣ / ٢٧٩ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٣٨ ، ٣٩٥ ) ؛ وتاج العروس ( مرع ) ، ( زعل ) ، ( سعل ).


مقلوبه : [ ل ع س ]

* اللَّعَسُ : سَوَادُ اللَّثَة والشَّفَة. وقيل : اللَّعَسُ واللُّعْسَة : سواد يعلو شَفَة المرأةِ البيضاء ، وقيل : هو سواد فى حُمرة. قال ذو الرُّمَّة :

لَمْياء فى شَفَتيها حُوَّةٌ لَعَسٌ

وفى اللِّثات وفى أنيابها شَنَبُ (١)

أبدَل اللَّعَسَ من الحُوَّة. لَعِسَ لَعَسا ، فهو ألْعَس ، والأنثى لَعْساء. وجَعل العجاج اللُّعْسَة فى الجَسَد كله. فقال :

*وبَشَرٍ معَ البَياض ألْعَسا* (٢)

* والمُتَلَعِّسُ واللَّعْوَسُ : الأكول الحريص. وقيل اللَّغْوَس : بالغين المُعجمة ، وهو من صفات الذّئب.

* وألْعَسُ : موضع. قال :

فلا تُنْكِرُونى إنَّنِى أنا ذَاكُمُ

عَشِيَّةَ حَلَّ الحَىُّ غَوْلا فألْعَسا (٣)

ويُرْوَى : « ليالىَ حَلَّ ... ».

مقلوبه : [ س ل ع ]

* السَّلَعُ : البَرَص.

* والأسْلَعُ : الأبْرَصُ. قال :

هَلْ تَذْكُرُونَ على ثَنِيَّة أقْرُنٍ

أنَسَ الفوَارِسِ يوْمَ يهْوِى الأسْلَعُ؟ (٤)

وكان عمرو بن عُدَس أسْلَع ، قَتَله أنَسُ الفَوَارس بنُ زياد العَبْسِىّ يوْمَ ثَنِيَّة أقْرُن.

* والسَّلَع : أثَر النَّار بالجَسَد.

* ورجلٌ أسْلَع : تصيبه النَّارُ فيحْترِق ، فترى أثَرَها فيه. وسَلَعَ جِلدَه بالنار سَلْعا.

* وتَسَلَّعَ : تَشَقَّق.

* والسَّلْع : الشَّقُّ يكون فى الجِلْد. وجمعه : سُلُوع. والسَّلْعُ أيضًا : شَقّ فى العَقِب. والجمع كالجمع ، والسَّلْع : شَقّ فى الجَبَل كهَيئة الصَّدْع ورواه ابنُ الأعرابىّ واللِّحيانىّ : سِلْع بالكسر ، وأنشد ابنُ الأعرابىّ :

__________________

(١) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٣٢ ؛ ولسان العرب ( شنب ) ، ( لعس ) ، ( حوا ).

(٢) للعجاج فى لسان العرب ( لعس ) مع نصب ( بشرًا ).

(٣) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٠٥ ؛ وتاج العروس ( لعس ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( لعس ).

(٤) البيت لجرير فى ديوانه ص ٩١٨ ؛ وتاج العروس ( سلع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( سلع ).


بسِلْعِ صَفا لم يَبْدُ للشَّمْسِ بَدْوَةً

إذا ما رآهُ رَاكبُ الهَوْلِ أُرْعِدَا (١)

وقولهم سُلُوع يدُل على أنه سَلْع.

* وسَلَع رأسَه يَسْلَعُه سَلْعا ، فانْسَلَعَ : شَقَّهُ. وسَلِعَتْ يدُه ورِجلُه ، وانْسَلَعَتا : تشَقَّقَتا.

* ودليل مِسْلَعٌ : يشُقّ الفَلاة. قالت الخنساء :

سَبَّاقُ عادِيَةٍ ورأسُ سَرِيَّةٍ

ومُقاتِل بَطَلٌ وهادٍ مسلَعُ (٢)

* والمَسْلوعَة : الطَّريق ، لأنها مَشقُوقة. قال مُلَيْح :

وهُنَّ على مَسْلُوعَةٍ زِيَم الْحَصَى

تُنِيرُ وتَغْشاها هَمالِيجُ طُلَّحُ (٣)

* والسَّلْعَة : الشَّجَّة كائنةً ما كانت ، والجمع : سَلَعات وسِلاع.

* والسَّلَع : اسم للجمع. كحَلْقة وحَلَق.

* وسَلَع رأسَه بالعَصَا : ضَرَبه.

* والسِّلْعة : ما تُجِرَ به. والسِّلْعة أيضًا : العِلْق. والسِّلْعة : غُدَّة فى العُنُق تموجُ إذا حرَّكتَها ، وقد تكون لسائر البَدَن.

* ورجل أسْلَعُ : أحْدَب.

* وإنه لكرِيم السّلِيعة : أى الخَليقة.

* وهما سِلْعان وسَلْعان : أى مِثْلان. وأعطاه أسلاعَ إبله : أى أشباهَها ، واحدها : سَلْع وسِلْع. والأسلاع : الأشباه ؛ عن ابن الأعرابىّ ، لم يخُصَّ به شيئًا دون شىء.

* والسَّلَعُ : سَمّ. فأما قول رُؤبة :

*يظَلُّ يَسْقِيها السِّمامَ الأسْلَعا* (٤)

فإنه توَهَّم منه فِعْلا ، ثم اشتقّ منه صِفة ، ثم أفرد لأن لفظ السّمام واحد وإن كان جمعا ، أو حمله على السّمّ. والسَّلَعُ : نباتٌ ، وقيل : شَجرٌ مُر. قال أبو حنيفة : قال أبو زياد : السَّلَع : سُمّ كلُّه. وهو لَفْظ قليلٌ فى الأرض ، وله وَرَقة صُفَيراء شاكة ، كأنّ شَوْكَها

__________________

(١) البيت لعنترة بن شداد فى الحيوان ( ٤ / ٣٠٨ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( سلع ) ومكان ( الهَوْل ) كلمة ( اليَمِّ ).

(٢) البيت لسلمى الجهنية فى لسان العرب ( حضر ) ، ( سلع ) ؛ وتاج العروس ( حضر ) ، ( سلع ) ؛ وللخنساء فى كتاب العين ( ١ / ٣٣٥ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٩٩ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٢ / ٣٦ ).

(٣) البيت لمليح الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٠٤١ ؛ ولسان العرب ( سلع ) ؛ وكتاب الجيم ( ٢ / ١٢٤ ) ؛ وتاج العروس ( سلع ).

(٤) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٩٠ ؛ وللعجاج فى كتاب العين ( ١ / ٣٣٥ ) ؛ وليس فى ديوانه ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( سلع ) ؛ والمخصص ( ٨ / ١١٤ ).


زَغَب. وهو بَقْلة تتفرّش كأنها راحة الكَلْب. قال : وأخبرنى أعرابىّ من أهل السَّرَاة ، أن السَّلَع شَجَرٌ مثل السَّنَعْبَق ، إلا أنه يرتَقى حِبالا خُضْرًا لا وَرَق لها ، ولكن لها قُضْبان تلتفّ على الغُصون وتتَشَبَّك وله ثمَر مثلُ عناقيد العِنَب صِغار ، فإذا أيْنَع اسوَدَّ ، فتأكُله القُرود فقط. أنشدَ غيرُه لأُمَيَّة بن أبى الصَّلت :

سَلَعٌ مَّا ومِثْلُه عُشَرٌ مَّا

عائِلٌ مَّا وعالَتِ البَيْقُورَا (١)

* وسَلْع : موضع. وقيل : جَبل.

مقلوبه : [ ل س ع ]

* اللَّسْعُ : لِمَا ضَرَب بمُؤَخَّره. واللَّدْغُ : لما كان بالفَم. لَسَعَته الهامَّة تلْسَعُه لَسْعا ، ولَسَّعَتْه.

* ورجل لَسِيعٌ : مَلْسوع. وكذلك الأُنثى ؛ والجمع : لَسْعَى ، ولُسَعاء ، كقَتْلَى وقُتَلاء.

* ولَسَعه بلِسانه : عابَه وآذاه.

* ورجل لَسَّاع ، ولُسَعَة : عَيَّابة مُؤْذٍ. وهو من ذلك.

* ولُسِّع الرجل : أقام فى منزله ، فلم يَبرَح.

* والمُلَسَّعة : المقيمُ الذى لا يَبرَح ، زادوا الهاء للمبالغة. قال :

مُلَسَّعَةٌ وَسْطَ أرساغِهِ

به عَسَمٌ يَبْتَغى أرْنَبا (٢)

ويُرْوَى : « مُلَسَّعَةٌ بينَ أرباقِهِ » ، مُلَسَّعة : تلْسَعُه الحَيَّاتُ والعَقارِبُ فلا يُبالى بها ، بل يُقيم بين غَنمه. وهذا غريب ، لأن الهاء إنما تَلْحَق للمُبالغة أسماءَ الفاعلين ، لا أسماء المفعولين. وقوله « بينَ أرْباقِه » أراد : بين بهْمِه ، فلم يستقم له الوَزن ، فأقامَ ما هو من سَبَبها مُقامها ، وهى الأرباق.

* وعَين مُلَسَّعة : كمُرَسَّعة.

* ولَسْعَى : موضع ، تُمَدّ وتُقْصَر.

* واللَّيْسَع : اسم أعجمىّ. وقد توَهَّم بعضهم أنها لغة فى الْيَسَع.

__________________

(١) البيت لأمية بن أبى الصلت فى ديوانه ص ٣٦ ؛ ولسان العرب ( علا ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( بقر ) ، ( سلع ) ، ( عول ).

(٢) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٢٨ ؛ لسان العرب ( عسم ) ، ( رسع ) ، ( لسع ). ويروى ( مُرَسَّعَة ) مكان ( مُلسَّعه ) و ( أرفاغه ) مكان ( أرساغه ).


العين والسين والنون

* عَسِنَت الدَّابَّة عَسَنا : نَجَع فيها العَلَف والرَّعْى. وكذلك الإبل إذا نجَع فيها الكلأ وسَمِنت.

* ودابَّة عَسِنٌ : شَكُور. وكذلك ناقة عَسِنَة.

* وَسمِنَت النَّاقة على عُسُن وعُسْنٍ وعَسْن. الأخيرة : عن يعقوب ، حكاها فى البدَل : أى سِمَن وشَحْمٍ كان قبل ذلك. وقال ثعلب : العُسُن : أن يبقَى الشَّحْم إلى قابِلٍ ويَعْتُق.

والعُسُنُ والعُسْنُ : أثَر يبقى من شَحم النَّاقة ولحمها. والجمع : أعسان ، وكذلك بقيَّة الثَّوب.

قال العُجَير السَّلُولىّ :

يا أخَوَىَّ مِنْ تَمِيمٍ عَرِّجا

نسْتَخْبِرِ الربعَ كأعسانِ الخَلَقْ (١)

* والتَّعْسِين : قلَّة الشَّحم فى الشَّاة. والتعسين أيضًا : قلة المَطَر.

* وكلأٌ مُعَسَّن ومُعَسِّن ، الكسر عن ثعلب : لم يُصِبْه مطر.

* ومكان عاسِن : ضَيِّق. قال :

فإنَّ لكُمْ مآقِطَ عاسِناتٍ

كيوْمَ أضَرَّ بالرُّؤَساءِ إيرُ (٢)

* وهو على أعسانٍ من أبيه : أى طرائق. واحدها عُسْنٌ.

* وتَعَسَّن أباه : نَزَع إليه فى الشَّبَه ، كتأسَّنَهُ.

* والعَسْن : العُرْجون القديم الرَّدىء. وهى لغة رديئة. وقد تقدّم أنه العِسْق ، وهى رديئة أيضًا.

* وعَسْنٌ : موضع. قال :

كأنَّ علَيهِمُ بجُنُوبِ عَسْنٍ

غَماما يسْتَهِلُّ ويَسْتَطِيرُ (٣)

* ورجل عَوْسَن : طويل فيه جَنأ.

__________________

(١) الرجز للعجير السلولى فى لسان العرب ( عسن ) ؛ تاج العروس ( أسن ) ، ( عسن ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( أسن ). وفيه ( كآسان ) مكان كلمة ( كأعسان ).

(٢) البيت بلا نسبة فى تاج العروس ( عسن ) لكن قافيته ( أبرُ ) وليست ( إيرُ ).

(٣) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ٣٣٨ ؛ وتاج العروس ( عسر ) ؛ ولسان العرب ( عسر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٨٣ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عسن ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٣٦ ) ؛ وتاج العروس ( عسن ).


مقلوبه : [ ع ن س ]

* عَنَسَت المَرأةُ تَعْنُسُ عُنُوسًا ، وعِناسا ؛ وهى عانِسٌ ، من نِسوَة عُنَّس ؛ وعَنَّسَت ، وهى مُعَنِّس ، وعَنَّسَها أهْلُها : حَبَسوها عن الأزواج ، حتى جازَت فَتاء السنّ وَلمَّا تَعجُز. ورجل عانِس : كذلك. قال أبو قَيْس بن رفاعة :

مِنَّا الذى هوَ ما إنْ طَرَّ شارِبُهُ

والعانِسُونَ ومِنَّا المُرْدُ والشِّيبُ (١)

* والعُنَّس من الإبل : فوق البَكارَة : أى الصّغار. قال بعض العرب : جَعَل الفحلُ يضرب فى أبكارها وعُنَّسِها. يعنى بالأبكار : جمع بِكْر ، وبالعُنَّس المتوسِّطات التى لَسْنَ بأبْكار.

* والعَنْسُ : الصَّخْرة : والعَنْس : النَّاقة القويَّة ، شُبِّهَتْ بالصَّخرة لصَلابتها. والجمعُ : عُنْس وعُنوس. وقال ابن الأعرابىّ : العَنْس : البازلُ الصُّلْبة من النُّوق ، لا يُقال لغيرها عَنْس. وجمعها : عِناسٌ. وعُنُوس : جمع عِناس. هذا قول ابن الأعرابىّ. وأظنه وَهَما منه ، لأن « فِعالا » لا يُجْمَع على » فُعُول » كان واحدًا أو جميعًا ، بل عُنُوس : جمع عَنْسٍ كعِناس.

والعَنْسُ : العُقابُ.

* وعَنَسَ العُودَ : عَطَفه ، والشِّينُ أفصح.

* واعْنَوْنَسَ ذَنَبُه : تَوَفَّر هُلْبُه وطال : قال الطِّرِمَّاح :

يَمْسَحُ الأرْضَ بمُعْنَوْنِسٍ

مِثلِ مِئْلاةِ النِّياحِ الْفِئامِ (٢)

* وعَنْس : قبيلة ، حكاها سيبوَيه ، وأنشد :

لا مَهْلَ حتى تَلْحِقى بعَنْسِ

أهْلِ الرّياطِ البِيضِ والقَلَنْسِ (٣)

قال : ولم يقل القَلَنْسُ ، لأنه ليس فى الكلام اسم آخره واو قبلها حَرف مَضْموم. ويكفيك من ذلك أنهم قالوا : هذه أَدْلِى زَيْد.

* والعَناس : المرآة. وأنشد الأصمعىّ :

__________________

(١) البيت لأبى قيس بن رفاعة فى لسان العرب ( عنس ) ؛ أو لأبى قيس بن الأسلت فى الدرر ( ١ / ١٣١ ).

(٢) البيت للطرماح فى ديوانه ص ٤٠٢ ؛ وتاج العروس ( عنس ). وفيهما ( القيام ) بدلاً من ( الفئام ) ؛ ديوان الطرماح ص ٤١٠ ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٠٢ ) ؛ ولسان العرب ( عنس ) ؛ وتاج العروس ( عنس ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عنس ) ، ( قلس ) ، ( ريط ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٨ / ٤٠٨ ) ؛ وتاج العروس ( عنس ) ، ( قلس ) ، ( ريط ) ؛ وكتاب العين ( ٥ / ٧٩ ).


حتى رأى الشَّيْبَةَ فى العَناسِ

وعادم الجُلاحِبِ العَوَّاسِ (١)

مقلوبه : [ س ع ن ]

* السَّعْنُ والسُّعْن : شىء يُتَّخَذ من أدَم ، شبه دلو ، وربما جُعِلت له قوائم ، يُنْتَبَذ فيه. وقد يكون بعض الدّلاء على تلك الصنعة.

* والسُّعْن : القِربة البالية المتخَرّقة العُنُق ، يُبرَّد فيها الماء. والسُّعْن : كالعُكَّة ، يكون فيها العسل. والجمع : أسعان وسِعَنَة.

* والمُسَعَّن : غَرْب يُتَّخَذ من أديمَين يُقابَل بينهما ، فيُعْرَقان بعِراقَين.

* والسَّعْن : ظُلَّة ، أو كالظلَّة ، تتَّخذ فوق السُّطوح حَذَرَ النَّدَى. والجمع : سُعُون. وقال بعضهم : هى عُمانِيَّة ، لأن مُتَّخذيها إنما هم أهل عُمان.

* وما عندهم سَعْنٌ ولا تعْنٌ : السَّعْن : الوَدَكُ.

والمَعْن : المعروف. وما له سَعْنة ولا مَعْنَة : أى قليل ولا كثير ، وقيل : السَّعْنة : المَشْئومة. والمَعْنة : المَيْمونة.

* وابن سَعْنة ، بفتح السين : من شُعرائهم.

* وسُعْنة : اسم رجل.

* ويوم السَّعانين : عيد للنَّصَارَى.

مقلوبه : [ ن ع س ]

* النُّعاسُ : النوم. وقيل : مُقارَبَتُه. وقيل : ثَقَلَتُه. نَعَس ينْعُسُ نُعاسا ، وهو ناعِسٌ ونَعْسان. وقيل : لا يُقال نَعْسان. وامرأة ناعسة ، ونَعَّاسَة ، ونَعْسَى ، ونَعُوس.

* وناقة نَعُوس : غزيرةٌ تَنْعُسُ إذا حُلِبت. قال :

نَعوسٌ إذا دَرَّتْ جَرُوزٌ إذا غَدَتْ

بُوَيْزِلُ عام أو سَديسٌ كبازِل (٢)

* والنَّعْسَة : الخَفْقَة.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عنس ) ؛ وتاج العروس ( عنس ).

(٢) البيت للراعى فى ديوانه ص ٢٠٨ ؛ ولسان العرب ( نعس ) ؛ وتاج العروس ( نعس ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٧ / ٤٥ ).


مقلوبه : [ س ن ع ]

* السِّنْع : السُّلامَى التى تصِل ما بين الأصابع والرُّسغ ، فى جوف الكفّ. والجمع : أسناع وسِنَعَة.

* والسَّنَعُ : الجَمال.

* والسَّنِيعُ : الحَسَن الجميل. وامرأة سَنِيعة : جميلة لَيِّنة المفاصل ، لطيفة العِظام فى جمال. وقد سَنُعا سَناعَةَ.

* وسَنِيع الطُّهَوِىّ : أحد الرجال المشهورين بالجمال ، الذين كانوا إذا وَرَدوا المواسِم ، أمرتهم قُرَيش أن يتلَثَّموا ، مخافة فتنة النِّساء بهم.

* وناقة سانعة : حَسَنة. وقالوا : الإبل ثلاثٌ : سانِعة ، ووَسُوط ، وحُرْضان. السَّانعة : ما قد تقدَّم. والوسوط : المتوسطة ، وهى دون السَّانعة. والحُرْضان : السَّاقِطة التى لا تقدر على النهوض.

* وشرف أسْنَع : مُرْتفع عالٍ. والسَّنِيع والأسْنَع : الطَّويل. والأنثى : سَنْعاء. وقد سَنُع سَناعَةً ، وسَنَعَ سنُوعًا. قال رُؤْبة :

أنتَ ابنُ كلِّ مُنْتَضًى قَرِيعِ

تَمَّ تَمامَ البَدْرِ فى سَنِيعِ (١)

أى فى سناعَة ، فأقام الاسمَ مُقام المَصْدَر.

* ومَهْر سَنيع : كثير. وقد أسنعه : إذا كثَّره. عن ثعلب.

مقلوبه : [ ن س ع ]

* النَّسْعُ : سَيْرٌ يُضْفَر على هَيْئة النِّعال ، تُشَدّ به الرّحال. والجمع : أنساع ، ونُسُوع ، ونُسُع. والقطعة منه : نِسْعة.

* وامرأة ناسِعة : طويلة الظَّهْر. وقيل : هى الطَّويلة السِّنّ. وقيل : هى الطَّويلة البَظْر ، وقد نَسَعَتْ نُسُوعًا.

* والمَنْسَعَة : الأرض التى يَطول نَبْتها.

* نَسَعَتْ أسنانُه تَنْسَع نُسُوعا ، ونَسَّعَتْ : إذا طالَت واسترْخَتْ ، حتى تَبْدو أصُولها التى كانت تُوَارِيها اللِّثَة.

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٩٦ ؛ ولسان العرب ( سنع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٢ / ٦٨ ).


* ونِسْعٌ ومِسْع : كلاهما من أسماء الشَّمال. زعم يعقوب أن الميم بدل من النُّون. وقول المتنخِّل الهُذَلىِّ :

قد حالَ دونَ دَرِيسَيْه مُؤَوِّبَةٌ

نِسْع لها بعضاهِ الأرض تَهْزِيزُ (١)

أبدل فيه نِسعًا من مُؤَوّبة. وإنما قلت هذا لأن قومًا من المتأخرين جعلوا نِسْعا من صفات الشَّمال ، واحْتَجُّوا بهذا البيت. ويُرْوَى : مؤَوّيَة. أى تحمله على أن يأوِىَ ، كأنَّها تُؤْوِيهِ.

* ونِسْع : بلد. وقيل : هو جَبَل أسود بين الصَّفْراء ويَنْبُع. قال كُثَيِّر عَزَّة :

فقُلْتُ وأسْرَرْتُ النَّدامَةَ ليتَنِى

وكنتُ امْرأً أغْتَشُّ كلَّ عَدولِ

سَلَكْتُ سَبيلَ الرَّائحاتِ عشِيَّةً

مخارِمَ نِسْعٍ أو سَلَكْنَ سَبيلى (٢)

العين والسين والفاء

* العَسْف : السَّيْر بغير هِداية. والعَسْف : ركوب المَفازَة بغير قَصْد ، ولا هِداية. وقيل : العَسْف : ركوب الأمر بلا تَدْبير. عَسَفَه يَعْسِفُه عَسْفا ، وتعَسَّفَه ، واعْتَسَفه. قال ذُو الرُّمَّة :

قد أعْسِفُ النَّازِحَ المجهولَ مَعْسِفُه

فى ظِلّ أغْضَفَ يدعُو هامَهُ البومُ (٣)

ويُرْوَى : « فى ظلّ أخضر ... ». وأنشد ابن الأعرابىّ :

*وعَسَفَتْ مَعاطِنا لم تَدْثُرِ*

مَدَحَ إبلا ، فقال : إذا ثَبتَت ثَفِناتُها فى الأرض ، بقِيَتْ آثارها فيها ظاهرة لم تَدْثُر. قال : وقيل : تَرِد الظِّمءَ الثانى وأثر ثَفْنها الأوَّل فى الأرض. ومعاطِنُها لم تَدْثُر. وقال ذو الرُّمَّة :

ورَدْتُ اعْتِسافا والثُّرَيَّا كأنَّها

على قِمَّة الرأسِ ابنُ ماءٍ مُحَلِّقُ (٤)

وقال أيضًا :

يَعْتَسِفانِ اللَّيْلَ ذا الحُيُودِ

أمّا بكُلّ كوْكَبٍ حَرِيدِ (٥)

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( خنذ ) ، لكن الشطر الأول فيه هو : (* نسعية ذات خنذيذ يجاوبها *).

(٢) البيتين لكثير عزة فى ديوانه ص ١١٣ ، ص ١٠٨ ؛ ولسان العرب غشش ، ( نسع ). والأول فى تاج العروس بمادة ( غشش ). والثانى فى مادة ( نسع ).

(٣) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٤٠١ ؛ ولسان العرب ( خضر ) ، ( عسف ) ، ( هوم ) ؛ وتاج العروس ( خضر ) ، ( عسف ) ، ( غضف ) ، ( هيم ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٣٩ ، ٤ / ٣٦٨ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( غضف ).

(٤) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٤٩٠ ؛ ولسان العرب ( عسف ) ، ( حلق ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قمم ) ؛ وتاج العروس ( قمم ).

(٥) الرجز لذى الرمة فى ديوانه ( ٣٣٦ ـ ٣٣٧ ) ؛ ولسان العرب ( حرد ) ، ( عسف ) ؛ والمخصص ( ٩ / ٣٤ ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٥٠١.


* وعَسَف فلان فلانًا عَسْفا : ظلمه. وعَسَف السلطانُ يعْسِفُ. واعْتَسَف. وتَعَسَّف : ظَلَم. وهو من ذلك.

* والعَسِيفُ : الأجير المُسْتَهانُ به. وقيل : هو المملوك المُستْهان به. قال :

أطَعْتُ النَّفْسَ فى الشَّهوَاتِ حتى

أعادَتْنِى عَسِيفا عَبْدَ عَبْدِ (١)

وقيل : كلُّ خادم عَسِيف. وفى الحديث : « لا تقتلوا عَسِيفا ولا أسِيفا » (٢). الأسيف : العَبْد. وقيل : الشَّيخُ الفانى. وقيل : هو الذى يَشترِيه بماله. والجمع : عُسَفاء ، على القِياس ، وعِسَفة ، على غير قِياس.

* واعْتَسَفَه : اتخذه عَسِيفًا.

* وعَسَف البعيرُ يَعْسِف عَسْفا وعُسُوفا : أشرَف على الموت من الغُدَّة. وقيل : العَسْف : أن يتنفَّس حتى تَقْمُص حَنْجَرَتُه.

* وناقة عاسِف ، بغير هاء : أصابها ذلك.

* والعُساف للإبل : كالنِّزاع للإنسان.

* والعَسْف : القَدَحُ الضَّخْم.

* وعُسْفان : موضع.

* والعَسَّاف : اسم رجل.

مقلوبه : [ ع ف س ]

* عَفَس الإبلَ يعْفِسُها عَفْسا : ساقَها سَوْقًا شَديدًا. قال :

*يَعْفِسُها السَّوَّاقُ كلَ مَعْفَسِ* (٣)

وعَفَس الدّابَّة والماشية عَفْسا : حَبَسَها على غير مرْعًى ولا عَلَف. قال :

كأنَّه مِن طُول جَذْعِ العَفْسِ

ورَمَلانِ الخِمْسِ بعدَ الخِمْسِ

يُنْحَت مِن أقطارِهِ بفأسِ (٤)

__________________

(١) البيت لنبيه بن الحجاج فى لسان العرب ( عسف ) ؛ وتاج العروس ( عسف ).

(٢) « صحيح » : انظر صحيح ابن ماجه ( ح ٢٢٩٤ ) ، بلفظ : « لا تقتلن ذرية ولا عسيفًا ».

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عفس ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٠٧ ) ؛ وتاج العروس ( عفس ) ؛ والمخصص ( ٧ / ١٠٨ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٣٩ ).

(٤) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ٢ / ١٩٧ ) ؛ ولسان العرب ( شرس ) ، ( عفس ) ، ( جذع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٤٦ ،


وعَفَس الرجلَ عَفْسا ، وهو نحو المسجونِ. وقيل : هو أن يسْجُنَه سَجْنا. وعَفَسَه يَعْفِسُه عَفْسا : جَذَبه إلى الأرض ، وضغطه ضَغْطا شَديدًا ، فضَرَبَ به. وعَفَسَه أيضًا : ألْزَقَه بالتراب. وعَفَسَه عَفْسا : وَطِئَة. قال رُؤبة :

والشَّيْبُ حينَ أدرَكَ التَّقْوِيسا

بَدَّل ثَوْبَ الجِدَّة المَلْبُوسا

والحَبْرَ منهُ خَلَقا مَعْفُوسا (١)

* وعَفَسَ الأديمَ يَعْفِسُهُ عَفْسا : دَلَكَه فى الدّباغ.

* والعَفْسُ : الضَّرْبُ على العَجُز.

* وعَفَسَ الرجلُ المرأة برجله ، يعْفِسُها : ضَرَبها على عَجِيزَتِها.

* وعافَسَ أهلَهُ مُعَافَسَةً وعِفاسا : وهو شبيه بالمُعالجة.

* والمُعَافَسَة : المُداعَبة.

* وتَعافَسَ القَوْمُ : اعْتلَجوا فى صراعٍ ونحوه.

* وانْعَفَس فى الماء : انغَمَس.

* والعَفَّاسُ : طائر يَنْعَفِس فى الماء.

* والعِفاس : اسم ناقة. قال الراعى :

وإنْ بَرَكَتْ منها عَجاساءُ جِلَّةٌ

بمَحْنِيَةٍ أشْلَى العِفاسَ وبَرْوَعا (٢)

مقلوبه : [ س ع ف ]

* السَّعَفُ : أغصان النَّخْلة ، وأكثر ما يُقال إذا يَبست. قال :

إنى على العَهْدِ لَسْتُ أنْقُضُهُ

ما اخْضَرَّ فى رأس نَخْلَةٍ سَعَفُ (٣)

واحدته : سَعَفة. وقيل : السَّعَفَةُ : النَّخلة نفسُها. وشَبَّه امُرُؤ القَيْس ناصيةَ الفَرَس بسَعَفِ النَّخْلِ. فقال :

__________________

٣٥١ ) ( ٢ / ١٠٧ ) ؛ وتاج العروس ( جذع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( جدع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٥١ ) ؛ والمخصص ( ٦ / ١٨٦ ، ١٢ / ٩٦ ).

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٧٠ ؛ ولسان العرب ( عفس ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٠٨ ).

(٢) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ٧٠ ؛ ولسان العرب ( عجس ) ، ( برع ) ، ( برك ) ، ( شلا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٣٧ ، ٢ / ١٠٧ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٢١٣ ) ؛ وتاج العروس ( عجس ) ، ( عفس ) ، ( برع ) ، ( برك ) ، ( شلا ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٧ / ١٣٣ ، ١٥ / ١١٩ ).

(٣) البيت بلا نسبة فى تخليص الشواهد ص ٢٢٦ ؛ ولسان العرب ( سعف ).


وأرْكَبُ فى الرَّوْع خَيْفانَةً

كَسَا وَجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ (١)

والسَّعْفَة والسَّعَفَة : قُروح فى رأس الصَّبِىّ. وقيل : هى قُروح تخرُج بالرأس ، ولم يخصَّ به رأسَ صَبِىّ ولا غيره. وقال كُرَاع : هو داءٌ يخرج فى الرأس ، ولم يُعَيِّنْه. وقد سُعِف.

والسَّعَف : داءٌ فى أفواه الإبل كالجَرَب ، يتَمَعَّط منه أنفُ البَعير ، وشَعْر عَيْنيه. بعير أسْعَف ، وناقة سَعْفَاءُ. وخَصَّ أبو عُبَيد به الإناث. وقد سَعِف سَعَفا.

والسَّعَف والسُّعاف : شُقاقٌ حوْلَ الظُّفر وتَقَشُّر. وقد سَعِفَت يدُه سَعَفا.

* والإسعاف : قضاءُ الحاجة. وقد أسْعَفَه بها. والإسعاف والمُساعَفة : المُساعدة والقرب ، فى حُسن مصافاة ومُعاوَنة. قال :

وإن شِفاء النَّفسِ لوْ تُسْعِفُ النَّوَى

أُولاتُ الثَّنايا الغُرّ والحَدَقِ النُّجْل (٢)

أى لو تقرُب وتُوَاتِى. وقال :

إذِ النَّاسُ ناسٌ والزَّمانُ بغِرَّةٍ

وإذْ أُمُّ عَمَّارٍ صَدِيقٌ مُساعِفُ (٣)

وأسْعَفَهُ على الأمرِ : أعانَه. وأسْعَف بالرجل : دنا منه.

* والسَّعْفاءُ : من نواصى الخيل : التى فيها بَياض على أيَّة حالاتها كانت ، والاسم : السَّعَف وبه فسَّر بعضُهم قولَه :

*كَسَا وَجْهَها سَعَفٌ مُنْتَشِرْ*

* والسُّعُوف : الطبيعة ، لا واحد له. وسُعُوف البَيت : فُرُشُه وأمتِعَته. الواحد : سَعْف.

وإنه لسَعْفُ سَوْء : أى متاع سَوْء ، أو عبد سَوْء. وقيل : كلُّ شىء جاد وبَلَغ ، من عِلْق أو دارٍ أو مَمْلوك مَلَكْتَه ، فهو سَعْف.

* وسَعْفة : اسمُ رجل.

مقلوبه : [ ف ع س ]

* الْفَاعُوسَة : نارٌ أو جَمْرٌ لا دُخان له.

* والفاعُوس : الأفعَى ؛ عن ابن الأعرابىّ. وأنْشَدَ :

__________________

(١) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٦٣ ؛ ولسان العرب ( خيف ) ، ( سعف ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( سعف ) ؛ وتاج العروس ( سعف ).

(٣) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ٧٤ ؛ ولسان العرب ( سعف ) ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس ( سعف ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٤٠ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١١١ ).


قد يَهْلِكُ الأرْقَمُ والفاعُوسُ

والأسَدُ المُذَرَّعُ النَّهُوسُ (١)

وداهيةٌ فاعُوس : شديدة. قال رِياحٌ الجَدِيسِىّ :

جَئتُكَ مِنْ جَدِيسِ

بالمُؤْيِدِ الفاعُوسِ

إحْدَى بناتِ الْحُوْسِ (٢)

مقلوبه : [ س ف ع ]

* السُّفْعة والسَّفَع : السَّوادُ والشُّحوب. وقيل : هو السَّواد المُشْرَبُ حُمْرَة. الذكر أسْفَعُ ، والأُنثى : سَفْعاءُ.

* وحَمامةٌ سَفْعاء : سُفْعَتُها فُوَيْقَ الطَّوْق. ونَعْجة سَفْعاء : اسْوَدَّ خَدَّاها وسائرها أبيض.

* وسُفَع الثَّوْر : نُقَط سُودٌ فى وجهه. ثَوْر أسْفَعُ ومُسَفَّع. وكلُّ صَقْر أسْفَع.

* وظَليمٌ أسْفَع : أرْبَد.

* وسَفَعَتْه النَّارُ والشَّمْسُ والسَّمُوم ، تَسْفَعُه سَفْعا ، فتَسَفَّع : لفحَتْه لَفْحا يَسيرا ، فغَيَّرت لونَ بَشَرَته. ومنه قولُ تلك البَدَويَّة لعُمرَ بن عبد الوَهَّاب الرّياحىّ : ائْتِنِى فى غَداةٍ قَرَّة ، وأنا أتَسَفَّعُ بالنَّار.

* والسُّفْعَة : ما فى دمنة الدار من زِبْل ، أو رَماد ، أو قُمام مُلْتَبد ، تراه مخالفًا للَوْن الأرض. قال ذو الرُّمَّة :

أمْ دِمْنَةٌ نَسَفَتْ عنها الصَّبا سُفَعا

كمَا تُنَشَّرُ بَعدَ الطِّيَّةِ الكُتُبُ (٣)

ويُرْوَى : مِن دِمْنَةٍ.

* وسَفَع الطَّائرُ ضَرِيبتَهُ ، وسافَعَها : لَطَمها.

قال الأعشَى يَصِف الصَّقر :

يُسافِعُ وَرْقاءَ غَوْرِيَّةً

لِيُدْرِكَها فى حَمامٍ تُكَنْ (٤)

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( فعس ) ، ( ذرع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١١٢ ) ؛ وتاج العروس ( فعس ).

(٢) الرجز لرياح الجديسى فى لسان العرب ( فعس ) ؛ وتاج العروس ( فعس ).

(٣) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٥ ؛ ولسان العرب ( سفع ) ، ( طوى ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٠٩ ، ١٤ / ٤٦ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٤١ ، ٧ / ٤٦٥ ) ؛ وتاج العروس ( سفع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٥ / ١٢١ ).

(٤) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٧١ ؛ ولسان العرب ( سفع ) ، ( ثكن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٠٨ ، ١٠ / ١٨٣ ) ؛ ـ وكتاب العين ( ٥ / ٣٥١ ) ؛ والمخصص ( ٨ / ١٤٠ ، ١٤١ ) ؛ وتاج العروس ( سفع ) ، ( ثكن ) ؛ ولكن آخر البيت ( ثكن ) مكان ( تكن ).


وسَفَعَ وَجهَه بيدِه سَفْعا : لَطَمه. وسَفَعَ عُنُقَها : ضَرَبها بكفِّه مبسوطة. وقد تقدّم ذلك فى الصاد. وسَفَعَه بالعَصَا : ضرَبه.

* وسافَعَ قِرْنَه مُسافَعَة وسِفاعًا : قاتَلَه. قال جُنادة بن عامر :

كأنَّ مُحَرَّبا مِن أُسْدِ تَرْجٍ

يُسافِع فارِسَىْ عَبْدٍ سِفاعا (١)

* وسَفَع بناصيته ، ويده ، ورجله ، يَسْفَع سَفْعا : جَذَب وقَبَض. وفى التنزيل : ( لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ) [ العلق : ١٥ ]. وحَكى ابن الأعرابىّ : اسْفَعْ بيَدِه : أى خُذْ بيده.

* والسَّفْعةُ : العَين.

* ومَرأة مَسْفُوعة : بها سَفْعة : أى إصابة عَين. ورَواها أبو عُبَيد : شَفْعَة ، ومَرأة مَشْفوعة ، والصَّحيح ما قُلنا. وفى الحديث : « أن رسول الله صَلى الله عليه وسلّم ، رأى فى بيت أمّ سَلَمة جارِيةً بها سَفْعَة ، فقال : إن بها نَظْرَةً ، فاسْتَرْقُوا لهَا » (٢). وقوله : « سَفْعَة » يعنى : أن الشَّيطان أصابها.

* والسَّفْعُ : الثَّوْبُ. وجَمْعه : سُفُوع. قال الطِّرِمَّاح :

كما بَلَّ مَتْنَىْ طُغْيَةٍ نَضْحُ عائطٍ

يُزَيِّنُها كِنٌّ لهَا وسُفُوعُ (٣)

* واسْتَفَع الرجل : لَبِس ثوبه.

* وبنو السَّفْعاء : قَبيلة.

* وسافِع ، وسُفَيْع ، ومُسافع : أسماء.

العين والسين والباء

* العَسْب : طَرْقُ الفَحْل ، أى ضِرابُه ، وقد يُسْتعار للنَّاس. قال زُهَير فى عبدٍ له يُدْعَى يَسارا ، أسره قوم :

ولَوْلا عَسْبُهُ لرَدَدْتُمُوهُ

وشَرُّ مَنِيحةٍ عَسْبٌ مُعارُ (٤)

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٣٢ ؛ ولجنادة بن عامر أو لأبى ذؤيب فى تاج العروس ( سفع ) ؛ ولخالد بن عامر فى لسان العرب ( سفع ).

(٢) أخرجه البخارى ( ح ٥٧٣٩ ) ، ومسلم فى السلام.

(٣) البيت للطرماح فى ديوانه ص ٣٠٣ ؛ ولسان العرب ( سفع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١١٠ ) ؛ وتاج العروس ( سفع ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٤ / ١٠٠ ).

(٤) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ٣٠١ ؛ ولسان العرب ( عسب ) ؛ وتاج العروس ( عسب ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١١٢ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٤٢ ).


وقيل : العَسْب : ماء الفَحْل ، فرَسا كان أو بعيرًا ، ولا يتَصَرَّفُ منه فِعْلٌ. وقَطَعَ اللهُ عَسْبَهُ وعُسْبَه : أى ماءَه ونَسْلَه. قال كُثَيِّر يَصِفُ خَيْلاً أزْلَقَتْ ما فى بُطونها من أولادها من التَّعب :

يُغادِرْنَ عَسْبَ الوَالِقىّ وناصِحٍ

تَخُصُّ به أُمُّ الطَّرِيقِ عِيالَهَا (١)

يعنى أن هذه الخَيل ترمى بأجِنَّتها من هذين الفَحْلَين ، فتأكُلُها الطَّيرُ والسِّباع. وأُمُّ الطَّرِيق هُنا : الضَّبُع. وأمُّ الطَّريق أيضا : مُعْظَمه.

* وأعْسَبَه جمَلَه : أعارَه إياه ؛ عن اللِّحيانىّ.

* واسْتَعْسَبَهُ إياه : استعاره منه. قال أبو زُبَيْد :

أقْبَلَ يَرْدِى مُغارَ ذى الحِصَانِ إلى

مُسْتَعْسِبٍ أرِبٍ مِنْهُ بتَمْهِينِ (٢)

* وعَسَب الرجلَ يَعْسِبُهُ عَسْبا : أعطاه الكِراء على الضِّرابِ. وفى الحديث : « نهى النبىّ صَلى الله عليه وسلّم ، عن عَسْب الفَحْل » (٣) ،. والكَلْبُ يَعْسُب : يطْرُدُ الكلاب للسِّفادِ.

* والعَسِيبةُ والعَسِيبُ : عَظْم الذَّنَب. وقيل : مَنْبِت الشَّعْر منه. وعَسِيبُ القَدَم : ظاهِرُها طُولا. وعَسِيبُ الرّيشَة : ظاهرها طُولا أيضًا. والعَسيب : جَريدة من النَّخل مُسْتقيمة دَقيقة ، يُكْشَطُ خُوصُها. أنشد أبو حنيفة :

وَقَلَّ لهَا مِنِّى على بُعْدِ دارِها

قَنا النَّخلِ أو يُهْدَى إليكِ عَسِيبُ (٤)

قال : إنما اسْتَهْدَتْه عَسِيبا وهو القَنا ، لتتخذ منه نِيرَةً وحَفَّة. والجمع : أعْسِبَة ، وعُسُب ، وعُسُوب ؛ عن أبى حنيفة ، وعِسْبانٌ ؛ وهى العَسِيبَة أيضًا. وقوله ، أنشدَه ثَعلَب :

*على مَثانى عُسُبٍ مُساطِ* (٥)

فَسَّرَه فقال : عَنى قوائمَهُ.

* والعَسِبة والعَسيبُ : شَقّ يكون فى الجَبَل. قال المُسَيَّب بن عَلَسٍ ، وذكر العاسِل ، وأنه صَبَّ العَسَل فى طَرَف هذا العَسيب إلى صاحب له دُونه ، فتقَبَّلَه منه :

__________________

(١) البيت لكثير عزة فى ديوانه ص ٨٢ ؛ ولسان العرب ( ١ / ٥٩٨ ) ( عسب ) ، ( ولق ) ، ( أمم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١١٤ ) ؛ وتاج العروس ( عسب ) ، ( ولق ) ، ( أمم ) ؛ وللكميت فى لسان العرب ( طرق ) ؛ وليس فى ديوانه وبلا نسبة فى كتاب العين ( ١ / ٣٤٢ ).

(٢) البيت لأبى زبيد فى ديوانه ص ٨١ ؛ ولسان العرب ( عسب ) وفيه ( مستصعب ) مكان ( مستعسب ).

(٣) أخرجه البخارى فى الإجارة ( ح ٢٢٨٤ ).

(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عسب ) ؛ والمخصص ( ١١ / ١٠٦ ) ؛ وتاج العروس ( عسب ).

(٥) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عسب ).


فهَراقَ فى طَرَفِ العَسِيبِ إلى

مُتَقَبِّلٍ لِنواطِفٍ صُفْرِ (١)

وعَسِيبٌ : اسمُ جبَل. قال امرُؤ القَيْس :

أجارَتَنا إنَّ الخُطُوبَ تَنُوبُ

وإنى مُقِيمٌ ما أقامَ عَسيبُ (٢)

* واليَعْسُوب : أميرُ النَّحلِ وذَكَرُها ، ثم كَثر ذلك ، حتى سَمَّوْا كلَّ رئيس يَعْسُوبا. ومنه حديث علىّ رضى الله عنه : « هذا يَعْسُوبُ قُرَيْش » (٣). وَسمَّى فى حديث آخر الذَّهَب يَعْسُوبا على المَثَل ، لأن قوَامَ الأُمور به. واليَعْسُوب أيضًا : ضربٌ من الحِجْلان. وهو أعظَمُها. وقيل اليَعْسوب : طائر أصغر من الجرادة ؛ عن أبى عُبَيد. وقيل : أعظم من الجرادة ، طويل الذَّنَب ، تُشَبَّه به الخيل. واليَعْسوب : غُرَّة فى وَجْه الفَرَس مُسْتطيلة ، تنقَطعُ قبل أن تساوِىَ أعلى المُنْخُرَين فإن ارتفع أيضًا على قَصَبة الأنف وعَرُض واعْتَدل حتى يبلغ أسْفَل الخُلَيقاء ، فهو يَعْسوب أيضًا ، قلّ أو كَثُرَ ما لم يَبْلُغ العَيْنَين. والْيَعْسُوب : دائرةٌ فى مَرْكَض الفَرَس. واليَعْسُوب : اسم فَرَس رسول الله صَلى الله عليه وسلّم. واليَعْسُوبُ أيضًا : اسم فَرَس الزُّبَير ابن العَوَّام.

مقلوبه : [ ع ب س ]

* عَبَس يَعْبِسُ عَبْسا وعُبُوسًا ، وعَبَّس : قَطَّب. ورجل عابِسٌ ، من قوم عُبُوس. ويوم عابسٌ وعَبُوس : شديد.

* وعَنْبَسٌ وعَنْبَسَةُ وعُنابِس ، والعَنْبَسِىُ : من أسماء الأسد ، أُخِذ من العُبُوس ، وبها سُمّى الرَّجل. قال القُطامىّ :

وَما غَرَّ الغُوَاةَ بعَنْبَسِىٍ

يُشَرِّدُ عَن فَرائِسِه السِّباعا (٤)

والعَبَسُ : ما يَبِسَ على هُلْب الذَّنَب من البَوْل والبَعَر. قال أبو النَّجم :

كأنَّ فى أذنابِهِنَّ الشُّوَّل

مِن عَبَس الصَّيْف قُرُونَ الأُيَّلِ (٥)

__________________

(١) البيت للمسيب بن علس فى ديوانه ص ٦١١ ؛ ولسان العرب ( عسب ) ؛ وتاج العروس ( عسب ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٠ / ٧٥ ).

(٢) البيت لامرئ القيس فى ديوانه ص ٣٥٧ ؛ ولسان العرب ( عسب ) ؛ ومجالس ثعلب ٥٤٠.

(٣) رواه الطبرانى والبزار بنحوه ، وفيه عمرو بن سعيد المصرى وهو ضعيف ، كما فى المجمع ( ٩ / ١٠٢ ).

(٤) البيت للقطامى فى ديوانه ص ٤٢ ؛ ولسان العرب ( عبس ).

(٥) الرجز لأبى النجم فى لسان العرب ( عبس ) ، ( شول ) ؛ وتاج العروس ( عبس ) ، ( أول ) ، ( شول ) ؛ والمخصص ( ١٦ / ١٢٥ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( أول ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٤٣ ).


وأنشده بعضهم : « الأُجَّل » على بدل الجيم من الياء المُشَدَّدة. وقد عَبِسَتِ الإبل عَبَسا ، وأعْبَسَتْ : علاها ذاك.

* وعَبِس الوَسَخ عليه عَبَسا : يَبِس. وعَبِس الثَّوبُ عَبَسا : يَبِسَ عليه الوَسَخ. وعَبِسَ الرجلُ : اتَّسَخ. قال الراجز :

*وَقَيِّم الماءِ عليه قد عَبِس* (١)

وقال ثعلب : إنما هو « قد عَبَسْ » من العُبُوس ، الذى هو القُطُوب. وقول الهُذَلىّ :

ولقَدْ شِهِدْتُ الماءَ لم يَشْرَبْ به

زمنَ الرَّبيع إلى شُهُور الصَّيِّفِ

إلَّا عَوَابِسُ كالمِرَاطِ مُعِيدَةٌ

باللَّيْلِ مَوْرِدَ أيمٍ مُتَغَضّفِ (٢)

قال يعقوب : يعنى بالعوَابِس : الذّئاب العاقدة أذنابها. وبالمِراط : السّهام التى قد تمَرَّطَ ريشُها. وقد أعْبَسَه هو.

* والعَبُوس : الجَمْعُ الكثير.

* والعَبْس : ضرب من النَّبات ، يُسَمَّى بالفارسية : « سِيسَنْبر ».

* وعَبْسٌ : قَبيلة.

* وعابِس ، وعَبَّاس ، والعباس : اسم عَلَم. فمن قال عباس فهو يُجريه مُجْرَى زَيْد. ومَن قال العَبَّاس ، فإنما أراد أن يجْعَل الرّجُل هو الشَّىء بعَيْنه ، قال ابن جِنِّى : العَبَّاس وما أشبهَه من الأوصاف الغالبة ، إنما تعَرَّفَتْ بالوَضْع دون اللام ، وإنما أُقِرَّت اللامُ فيها بَعْد النَّقْل ، وكونها أعلامًا مراعاة لمذهب الوَصْف فيها قبلَ النَّقْل.

* [ وعَبْسٌ وعَبَسٌ ] وعُبَيس : أسماءٌ أصلُها الصّفة. وقد يكون عُبَيْس : تصغير عَبْس وعَبَس. وقد يكون تصغير عَبَّاس وعابِس ، تصغير التَّرْخيم.

* والعَبْسان : اسم أرض. قال الرَّاعى :

أشاقَتْكَ بالعَبْسَين دارٌ تنَكَّرَتْ

مَعارفُها إلَّا البِلادَ البَلاقِعا (٣)

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عبس ).

(٢) البيت الأول : لأبى كبير الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٠٨٥ ؛ ولسان العرب ( عبس ) ، ( صيف ) ، ( أيم ) ؛ وتاج العروس ( عبس ) ، ( صيف ) ، وفيه ( وردت ) مكان ( شهدت ).

والبيت الثانى : للشاعر نفسه ، وبالمكان نفسه ؛ ولسان العرب ( عود ) ، ( عبس ) ، ( مرط ) ( صيف ) ، ( غضف ) ، ( أيم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٨٢ ، ٣ / ١٣٠ ، ٨ / ١٦ ، ١٥ / ٥٥١ ) ؛ وتاج العروس ( ٨ / ٤٤٣ ) ( عود ) ، ( مرط ) ، ( غضف ) ، ( أمل ) ، ( عسل ).

(٣) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ١٤٣ ؛ ولسان العرب ( جخف ) ؛ وتاج العروس ( جخف ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٧ / ٦٨ ).


مقلوبه : [ س ع ب ]

* السَّعابيبُ : التى تمْتَدُّ شِبْه الخُيوط مِن العَسَل والخطْمىّ ونحوه ؛ قال ابن مُقْبل :

يَعْلونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ ضَاحِيةً

على سَعابِيب ماء الضَّالَة اللَّجِن (١)

ضاحية : يقول يجعلنه ظاهرًا فوق كلّ شىء ، يعلون به المُشْط. وقوله : « ماء الضَّالَة » : يريد ماء الآس ، شَبَّه خُضْرَتَه بخُضْرَة ماء السِّدْر. واللَّجن : المُتَلَزّج. وسال فمه سَعابيبَ : امتدَّ لُعابه كالخُيوط. وقيل : جرى منه ماءٌ صاف فيه تمَدُّد. واحدها : سُعْبوب.

* وتَسَعَّبَ الشىء : تمَطَّط.

* والسَّعْب : كلُّ ما تَسَعَّب من شَرَاب أو غيره.

مقلوبه : [ س ب ع ]

* السَّبْعُ ، والسَّبْعَة : مِن العَدَد.

* والسُّبُوعُ ، والأسبوع : تمامُ سَبْعةِ أيَّام.

* وسَبَعَ القومَ يسْبَعُهم سَبْعا : صار سابعَهم.

* وأسْبَعُوا : صاروا سَبْعة.

* وهذا سَبيعُ هذا : أى سابِعُه.

* وأسْبَعَ الشىءَ وسَبَّعَهُ : صَيَّره سَبْعَةً. وقول أبى ذُؤَيْب :

كَنَعْتِ التى قامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَها

وقالَتْ حرَامٌ أنْ يُرَحَّل جارُها (٢)

يقول : إنك واعتذارَك بأنك لا تُحِبُّها بمنزلة امرأةٍ قتلت قتيلاً ، وضَمَّت سلاحَهُ ، وتَحَرَّجَتْ مِن ترحيل جارِها ، وظَلَّت تغسلُ إناءَها من سُؤْرِ كَلْبها سَبْعَ مَرَّات.

* وهذه دراهم وَزنُ سَبْعَة : لأنهم جَعَلُوا عَشْرَة درَاهم ، وزن سَبْعَة دَنانير.

* وسُبِعَ المولود : حُلِق رأسُه ، وذُبح عنه لسبْعَة أيام.

* وأسْبَعَت المرأة ، وهى مُسْبِع ، وسَبَّعَتْ : وَلدت لسَبْعة أشْهُر. والولد : مُسْبَع.

* وسَبَّعَ الرجلُ : قَعَد مع امرأته أُسْبوعًا. وسَبَّع الله لكَ : أى رزَقَك سَبْعَة أولاد ، وهو على الدُّعاء. وسَبَّع اللهُ لكَ أيضا : ضَعَّف لكَ ما صَنَعْت سَبْعَة أضعاف. ومنه قولُ

__________________

(١) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ٣٠٧ ؛ ولسان العرب ( سعب ) ، ( مردقش ) ، ( لجن ) ؛ تهذيب اللغة ( ٨ / ١١٩ ، ٩ / ٣٨ ، ٤٤٢ ) ؛ وتاج العروس ( سعب ) ، ( لجن ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص.

(٢) البيت لأبى ذؤيب الإيادى فى ديوانه ص ٣١٨ ؛ ولسان العرب ( بزن ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٣ / ٢٢٧ ) ؛ وتاج العروس ( بزن ).


الأعرابىّ لرجل أعطاه دِرْهمًا : سَبَّع الله لكَ الأجر. وسَبَّع الإناء : غَسَله سَبْعَ مَرَّاتٍ.

* والمُسْبَعُ : الذى له سَبْعة آباء فى العُبُودية ، أو فى اللُّؤْم.

* وسَبَعَ الحَبْلَ : يَسْبَعُهُ سَبْعا : جعله على سَبْع قُوًى.

* وبَعيرٌ مُسَبَّع : إذا زادت فى مُلَيْحائِهِ سَبْعُ محَالاتٍ. والمُسَبَّع من العَرُوض : ما بُنِىَ على سَبْعة أجزاء.

* والسِّبْعُ : الوِرْد لسِتّ ليال وسَبْعة أيام. والإبِل سَوَابعُ ، والقوم مُسْبِعُون. وكذلك فى سائر الأظماء.

* السُّبْعُ : جزءٌ من سَبْعة. والجمع : أسباع.

* وسَبَع القوْمَ يسْبَعُهُم سَبْعا : أخذ سُبْعَ أموَالِهم.

* والسَّبُعُ من البَهائم العادِية : ما كان ذا مِخْلَب. والجمع أسْبُع ، وسِباع. قال سيبَوَيه : لم يُكَسَّر على غير سِباع. وأما قولهم فى جمعه سُبُوع : فمُشْعِرٌ أن السَّبْع لُغَة فى السَّبُع ليس بتخفيف ، كما ذَهب إليه أهلُ اللُّغة ، لأن التَّخفيف لا يوجِبُ حُكْمًا عند النَّحْوِيِّين. على أنَّ تخفيفه لا يمتنع. وقد جاء كثيرًا فى أشعارهم ، قال :

أمِ السَّبْعُ فاسْتَنْجُوْا وأينَ نَجاؤُكم

فهذَا وَرَب الرَّاقِصات المُزَعْفَرُ (١)

وأنشَد ثعلب :

لِسانُ الفَتى سَبْعٌ عليهِ شَذَاتُهُ

فإنْ لم يَزَغْ مِنْ غَرْبهِ فَهْو آكِلُهْ (٢)

* وقولهم : « أخَذَه أخْذَ سَبْعة » : إنما أصله سَبُعة ، فخفَّف. واللَّبُؤَة أنزَق من الأسَد ، فلذلك لم يقولوا : أخْذ سَبْع. وقيل : هو رجل اسمه سَبْعَة بن عَوْف ، وكان شديدا ، فأخَذَهُ بعضُ مُلوك العرب ، فنكَّلَ به. وجاء المَثَل بالتَّخفيف ، لما يُؤْثِرونه من الخِفَّة.

* وأسْبَعَ الرجلَ : أطْعَمَه السَّبُع.

* والمُسْبَع : الذى أغارت السِّباع على غَنَمه ، فهو يَصيح بالسِّباع والكلاب. قال :

*قد أُسْبِعَ الراعى وضَوْضَى أكلُبُه* (٣)

* وأسْبَع القومُ : وَقَع السَّبُع فى غَنَمهم.

__________________

(١) البيت لأبى زبيد الطائى فى ديوانه ص ٦١ ؛ ولسان العرب ( نجا ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( سبع ) ؛ وتاج العروس ( سبع ) ، ( نجا ) ؛ والمخصص ( ١١ / ٢١١ ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( سبع ) ؛ وتاج العروس ( سبع ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( سبع ).


* وسَبَعَت الذّئابُ الغنم : فرَسَتْها فأكلتها.

* وأرض مَسْبَعة : ذات سِباع. قال لَبيد :

*إليْكَ جاوَزْنا بِلادًا مَسْبَعَهْ* (١)

ومَسْبَعة : كثيرة السِّباع. قال سيبويه : باب مَسْبَعَة ومَذْأبَة ونظيرهما مما جاء على مَفْعَلة ، لازمًا له الهاء ، وليس فى كل شىءٍ يقال ، إلا أن تَقيس شيئًا ، وتعلَم مع ذلك أن العربَ لم تَكَلَّم به ، وليس له نظير من بنات الأربعَة عندهم ، وإنما خَصّوا به بناتِ الثَّلاثة لخفَّتها ، مع أنهم يَسْتغنون بقولهم : كَثيرة الثعالب ونحوها.

* وعَبْدٌ مُسْبَع : مُهْمَل جَرِىء ، تُرِك حتى صار كالسَّبُع. قال أبو ذُؤَيْب يصف حمار الوَحشِ :

صَخِبُ الشَّوَاربِ لا يَزالُ كأنَّهُ

عَبْدٌ لآل أبى رَبيعةَ مُسْبَعُ (٢)

والمُسْبَع : الدَّعىّ. والمُسْبَع : المدفوع إلى الظُّئُورَة ، قال العَجَّاج :

إنّ تميما لم يُرَاضِعْ مُسْبَعَا

ولَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ مُقَنَّعا (٣)

وسَبَعَهُ يَسْبَعُه سَبْعا : طعَن عليه وعابَه.

* والسِّباعُ : الفَخْرُ بكثرة الجماع. وفى الحديث : « أنه نَهَى عن السِّباع ». وقيل : السِّباع : الجماع نفسه. وفى الحديث : « إنه صَبَّ على رأسه الماءَ من سِباعٍ » (٤). هذه الأخيرة عن ثعلب ، عن ابن الأعرابىّ ، حكاه الهَروِىُّ فى الغَرِيبَين.

* وبَنو سَبيع : قَبيلة.

* والسِّباعُ ، ووادى السِّباع : موضعان. أنشَد الأخفَش :

أأطلال دارٍ بالسِّباع فحَمَّتِ

سألْتُ فلمَّا اسْتَعْجَمَتْ ثمَّ صَمَّتِ (٥)

__________________

(١) البيت للبيد فى ديوانه ص ٣٤٢ ؛ وهو رجز ، وفى لسان العرب ( سبع ) ، ( معع ) ؛ وتاج العروس ( سبع ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢ ؛ ولسان العرب ( شرب ) ، ( ربع ) ، ( سبع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١١٧ ، ١١ / ٣٥٤ ) ؛ وتاج العروس ( صخب ) ، ( ربع ) ، ( سبع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( صخب ) ، والمخصص ( ٧ / ٨٥ ) ؛ وأساس البلاغة ( شرب ).

(٣) الرجز لرؤبة فى عدة أبيات ، ديوانه ص ٩٢ ؛ وتاج العروس ( غصب ) ، ( نشع ) ؛ وللعجاج فى تهذيب اللغة ( ١ / ٤٣٤ ) ؛ وليس فى ديوانه ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين ( ١ / ٢٥٨ ، ٣٦٩ ).

(٤) ذكره ابن الأثير فى النهاية ( ٢ / ٣٣٧ ).

(٥) البيت لكثير عزة فى ديوانه ص ٣٢٣ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( سبع ) ، ( حمم ) ؛ وتاج العروس ( سبع ). وفيه ( بالنياع ) مكان ( السباع ).


وقال سُحَيم بن وَثِيل الرّياحىّ :

مَررْتُ على وَادى السِّباعِ ولا أرَى

كوَادى السِّباعِ حِينَ يُظْلِمُ وَادِيا (١)

وكذلك السَّبُعان. قال ابن مُقْبل :

ألا يا دِيارَ الحَىّ بالسَّبُعانِ

أمَلَّ علَيها بالبِلَى المَلَوَانِ (٢)

والسُّبَيْعان : جَبلان ، قال الرَّاعى :

كأنىِّ بصَحْراء السُّبَيْعَينِ لم أكُنْ

بأمثالِ هِنْدٍ قبلَ هِنْدٍ مُفَجَّعا (٣)

وسُبَيع ، وسَبيع ، وسِباع : أسماء.

* وأُمُ الأسْبُع : امرأة.

* وسُبَيعة بنُ غزالٍ : رجلٌ من العرب ، له حديث.

* ووزن سَبْعَة : لقب.

العين والسين والميم

* والعَسَمُ : يُبْسٌ فى المَرْفِق والرُّسْغ ، تَعْوَجُّ منه اليد والقدم. قال امرُؤ القَيْس :

*بهِ عَسَمٌ يَبْتَغى أرْنَبا* (٤)

* عَسِمَ عَسَما ، وهو أَعْسَمُ ، والأنثى عَسْماء.

* العَسْم : الخُبز اليابس. والجمع : عُسُوم. قال أميَّة بن أبى الصَّلْت ، فى صفة أهل الجنَّة :

ولا يَتَنازَعُونَ عِنانَ شِرْكٍ

ولا أقْوَاتُ أهْلِهِمُ العُسُومُ (٥)

وقيل : العُسوم : كسَر الخُبز اليابس القاحِل. وقيل : العُسوم : القِلَّة. وما ذاق من الطَّعام إلا عَسْمَةً : أى أكلة.

__________________

(١) البيت لسحيم بن وثيل الرياحى فى ديوانه ص ١٩ ؛ ولسان العرب ( سبع ) ؛ والمخصص ( ١٦ / ٨٥ ) ؛ وتاج العروس ( سبع ).

(٢) لابن أحمر فى ديوانه ص ١٨٨ ؛ ولابن مقبل فى ديوانه ص ٣٣٥ ؛ ولسان العرب ( سبع ) ، ( ملل ) و ( ملا ).

ويروى :

ألا يا ديار الحي بالسبعان

عفت حججا بعدى وهن ثماني

(٣) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ١٧١ ؛ ولسان العرب ( سبع ) ؛ وتاج العروس ( سبع ).

(٤) لامرئ القيس فى ديوانه ص ١٢٨ ؛ ولسان العرب ( عسم ) ، ( رسع ) ، ( لسع ).

(٥) البيت لأمية بن أبى الصلت فى ديوانه ص ٥٥ ؛ ولسان العرب ( عسم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٢٠ ) ؛ وتاج العروس ( عسم ) ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين.


* وعَسَم يَعْسِمُ عَسْما وعُسُوما : كسب.

* وأعْسَمَ غَيرَهُ : أعطاه.

* وعَسَم يَعْسِم عَسْما : طَمِع. قال :

اسْتَسْلَمُوا كَرْها ولم يُسالِمُوا

كالبَحْر لا يَعْسِمُ فيهِ عاسِمُ (١)

أى لا يطمع فيه طامع أن يُغالِبَه ويَقْهَرَه. وقيل : العَسْمُ المَصْدَر ، والعِسْم الاسم.

* وما فى قِدْحِكَ مَعْسِم : أى مَغْمِز.

* وعَسَم الرجلُ يَعْسِمُ عَسْما : رَكِب رأسَه فى الحرب ، واقْتَحَم غيرَ مُكْترِثٍ. وعَسَمَ بنفسه : رَمى بها فى الحرب وَسْط القوم. وعَسَمت عينُه تَعْسِمُ : ذَرَفَتْ. وقيل : انْطَبَقَتْ أجفانُها ، بعضُها على بَعْض.

* وبَنُو عَسامَة : قَبيلة.

* وعاسِم : مَوْضع. وعُسامَة : اسم.

مقلوبه : [ ع م س ]

* حَرْبٌ عَماسٌ : شديدة. وكذلك ليلةٌ عَماسٌ ، ويومٌ عَماسٌ. أنشد ثلعب :

إذا كَشَفَ اليَوْمُ العَماسُ عَنِ اسْتِهِ

فَلا يَرْتَدِى مِثْلِى وَلا يَتَعَمَّمُ (٢)

والجمع : عُمُس. وقد عَمِسَ عَمْسا ، وعَمَسا ، وعُمُوسا ، وعُموسَةً ، وعَماسَةً.

* وأمْرٌ عَمِسٌ وَعماسٌ ومُعَمَّس : شديد مُظْلِم ، لا يُدْرَى من أين يُؤْتَى له.

* والعَمَس كالْحَمَس ، وهى الشِّدة. حكاهُ ابن الأعرابىّ ، وأنشَد :

إنَّ أخْوَالى جميعًا مِنْ شَقِرْ

لَبِسُوا لى عَمَسا جِلْدَ النَّمِرْ (٣)

وَعَمَسَ عليه الأمرَ يَعْمِسُه ، وَعمَّسَه : خَلَّطَه ، ولم يُبَيِّنْه.

* والعَماس : الدَّاهية. وكلُّ ما لا يُهْتَدَى له عَماسٌ.

__________________

(١) الرجز فى عدة أبيات للعجاج فى ملحق ديوانه ( ٢ / ٣٢٥ ـ ٣٢٦ ) ؛ ولسان العرب ( عسم ) ؛ وتاج العروس ( عسم ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٢ / ١٢٠ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٤٦ ) ؛ والمخصص ( ٣ / ٦٩ ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عمس ) ، ( عمم ) ، ( سته ) ، ( ردى ) ؛ وتاج العروس ( عمم ).

(٣) الرجز لضباب بن واقد الطهوى فى لسان العرب ( عفر ) ؛ وتاج العروس ( عفر ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عمس ) ؛ وتاج العروس ( عمس ).


* والعَمُوس : الَّذى يَتَعَسَّفُ الأشياء كالجاهل.

* وتعامَسَ عن الأمر : أرَى أنه لا يعْلَمهُ.

* وتعامَسَ عنه : تغافَل ، وهو به عالم. وتعامَسَ عَلىَّ : تَعامَى ، فتركَنِى فى شُبْهَة من أمره.

* وعُمَيْس : اسم رجل.

مقلوبه : [ س ع م ]

* سَعَم يَسْعَم سَعْما : أسْرَع فى سيره وتمادَى. قال :

قُلْتُ ولَمَّا أدْرِ ما أسْماؤُهُ

سَعْمُ المَهارَى والسُّرَى دَوَاؤُه (١)

وقال :

غَيَّرَ خَلَّيْكِ الأداوَى والنَّجَمْ

وطُولُ تخويدِ المَطِىّ والسَّعَمْ (٢)

حَرَّك العَين من السَّعَم للضَّرورة ، وكذلك فى النَّجَم. ورواه المازنىّ : والنَّجُم ، على النَّقْل للوَقْف ورواه بعضهم : النُّجُم على أنه جمع نَجْم ، كسَحْل وسُحُل. وقرأ بعضُهم : وبالنُّجُم هم يهتدون [ النحل : ١٦ ]. وهى قراءة شاذّة. هذا رجل مُسافر معه إداوَة ، فيها ماء ، فهو ينظر كم بقِىَ معه من الماء ، وينظر إلى النَّجْم ، لئلا يضِلّ.

* وناقة سَعُوم : باقِية على السَّيْر. والجمع : سُعُم.

* وسَعَمه وسَعَّمَه : غذاه.

* وسَعَّم إبِلَهُ : أرعاها.

* والمُسَعَّم : الحَسَنُ الغذاء. والغينُ : لغة.

مقلوبه : [ م ع س ]

* مَعَس فى الحرب : حَمَل.

* ورجل مَعَّاس ، ومُتَمَعِّسٌ : مِقْدام.

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٤ ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٢ / ١٢٢ ) ؛ ولسان العرب ( سعم ) ؛ وتاج العروس ( سعم ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( سعم ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٨٤٢.


* ومَعَس الأديمَ : ليَّنَهُ فى الدّباغ. ومَعَسَه مَعْسا : دَلَكَه. قال فى وصف السَّيْل والمطر :

*يَمْعَسْنَ بالماءِ الجِوَاءَ مَعْسا* (١)

والمَعْس : الحركة. وامْتَعَس : تَحَرَّك. قال :

*وصَاحِبٍ يَمْتَعِسُ امْتِعاسًا* (٢)

أى يتحرّك.

* ومَنِيئَةٌ مَعُوسٌ : إذا حُرّكَت فى الدّباغ ؛ عن ابن الأعرابىّ ، وأنشد :

يُخْرِج بينَ النَّابِ والضُّرُوسِ

حَمْرَاءَ كالمَنِيئة المَعُوس (٣)

يعنى بالحمراء : الشِّقْشِقَة.

* ومَعَس المَرأة مَعْسا : نَكَحَها.

* وامْتَعَس الْعَرْفَجُ : إذا امتلأتْ أجْوَافُه من حُجَنِهِ حتى تَسْوَدّ.

مقلوبه : [ س م ع ]

* السَّمْع : حِسُّ الأُذُن. وفى التنزيل : ( أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) [ ق : ٣٧ ]. وقال ثَعْلَب : مَعْناهُ : خَلا له ، فلم يشْتَغِل بغَيره. وقد سَمِعَهُ سَمْعا ، وسِمْعا وَسَمَاعًا وسَماعة وسَماعِيَة. قال اللِّحْيانىّ : وقال بعضُهم : السَّمْع المَصْدَر ، والسِّمْع الإسْم. والسَّمْع أيضًا : الأُذُن. والجمع : أسماع. فأما قوله تعالى : ( خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ ) [ البقرة : ٧ ] فقد يكونُ على الحَذْف ، أى على مَواضع سَمْعِهم. ويكون على أنه سمَّاها بالمَصْدر فأفرَد ، لأن المصادر لا تُجْمَع. ويجوزُ أن يكون أراد على أسْماعِهِمْ ، فلمَّا أضاف السَّمْعَ إليهم ، دلّ على أسماعهم. وأما قول الهُذَلىّ :

فلمَّا رَدَّ سامِعَهُ إلَيْهِ

وجَلَّى عن عَمايَتِه عَماهُ (٤)

فإنَّهُ عَنى بالسَّامع الأُذُنَ ، وذكَّر لمكان العُضْو. وسَمَّعَه الخبرَ ، وأسمَعَه إيَّاه.

* وقوله تعالى : ( وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ ) [ النساء : ٤٦ ] : فسَّرَه ثَعْلب فقال : اسمَع لا

__________________

(١) الرجز فى عدة أبيات لعمر بن لجأ التيمى فى ديوانه ص ١٥٧ ؛ ولسان العرب ( قلس ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٨ / ٤٠٩ ) ؛ وبلا نسبة فى تاج العروس ( جوا ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ١٠٧ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( معس ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٢٨ ) ؛ وتاج العروس ( معس ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( معس ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٢٨ ) ؛ وتاج العروس ( معس ).

(٤) البيت للهذلى فى لسان العرب ( سمع ).


سَمِعْتَ. وقوله تعالى : ( إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا ) [ الروم : ٥٣ ] : أى ما تُسمع إلا من يُؤْمن بها. وأراد بالإسماع هاهنا : القَبُولَ والعَمل بما يسْمَع ، لأنه إذا لم يَقبَل ولم يعْمَل ، فهو بمنزلة من لم يَسْمَع.

* واسْتَمَع إليه وتَسَمَّعَ : أصْغَى.

* والمِسْمَعَة والمِسْمَع ، والمَسْمَع ، الأخيرة عن ابن جَبَلة : الأُذُن. وقيل : المَسْمَع : خَرْقُها ومَدْخل الكلام فيها. وقالوا : هو مِنِّى مَرأىً ومَسْمَع يُرفع ويُنصب وهو مِنِّى بمرأىً ومَسْمَع.

* وقال ذلك سَمْعَ أُذُنى ، وسِمْعَها ، وسَمَاعها ، وسَمَاعَتَها : أى إسماعَهَا ، قال :

سَماعَ اللهِ والعُلَماءِ إنّى

أعُوذُ بحِقْوِ خالكَ يابنَ عَمْرِو (١)

أوقع الاسم موقع المصْدرَ ، كأنه قال : إسماعًا ، كما قال :

*وبعْدَ عَطائِكَ المِئَة الرّتاعا* (٢)

أى إعطائِك. قال سيبويه : وإنْ شِئْتَ قلْتَ : سَمْعا. قال : ذلك إذا لم تخْتَصِصْ نفسَك. وقال اللِّحيانىّ : سَمْعُ أُذُنى فلانًا يقولُ ذاك ، سِمْعُ أُذُنى ، وسَمْعَةُ أُذُنى وسِمْعَةُ أُذُنى فرفع فى كل ذلك. قال سيبوَيه : وقالوا : أخذت ذلك عنه سَمْعا وسَمَاعا ، جاءوا بالمصْدَر على غير فِعْله. وهذا عندَه غيرُ مُطَّرِد. وقالوا : سَمْعا وطاعَةً ، فنصَبوه على إضمار الفعل غيرِ المستَعْمل إظهارُه. ومنهم من يَرْفعه ، أى أمْرِى ذلك. والَّذى يُرْفَع عليه غيرُ مُسْتعمل إظهارُه ، كما أن الذى يُنْصَب عليه كذلك.

* ورجل سَمِيعٌ : سامِع. وعَدَّوه فقالوا : هو سَمِيعٌ قَوْلَك ، وقولَ غيرك. والسَّميع : من صفاته جلَّ وعزّ. وفى التنزيل : ( وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً ) [ النساء : ١٣٤ ].

* وأُذُنٌ سَمْعَة ، وسَمَعَة ، وسَمِعَة ، وسَمِيعَة ، وسامِعَة ، وسَمَّاعة ، وسَمُوع. ومُنادٍ سَمِيعٌ : مُسْمِع ، كخَبير ومُخْبِر. قال عَمْرُو بن مَعْدى كَرِب :

أمنْ رَيْحانَةَ الدَّاعى السَّمِيعُ

يُؤَرّقُنِى وأصحَابى هُجُوعُ؟ (٣)

والسَّميع : المَسْموع أيضًا.

* والسَّمْع : ما وَقَر فى الأُذُن من شَىء تسمَعُه. والسِّمْع ، والسَّمْع ؛ الأخيرة عن

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( سمع ) ؛ والكتاب ( ١ / ٣٤٠ ).

(٢) عجز بيت للقطامى فى ديوانه ص ٣٧ ؛ ولسان العرب ( رهف ) ، ( عطا ) ، ( سمع ) ، ( غنا ). وصدر البيت : * أكفراً بعد رد الموت عني *.

(٣) البيت لعمرو بن معديكرب فى ( سمع ) بلسان العرب ، وفى ديوانه ص ١٤٠ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( ١٠ / ١٠ ) ( أنق ).


اللِّحيانىّ ، والسَّماع ، كلُّه : الذِّكْر المسموع الحَسَن. قال :

ألا يا أُمَّ فارِعَ لا تَلُومى

على شَىْءٍ رَفَعْتُ بهِ سَماعى (١)

وقال اللِّحيانىّ : هذا أمر ذو سِمْع ، وذو سَماع ، إمَّا حَسَن وإمَّا قَبيح. وكلُّ ما التذَّتْه الأُذُن من صَوْت : سَماع. والسَّماع : الغِناء.

* والمُسْمِعَة : المُغَنِّية. وقولُه ، أنشَدَهُ ثَعْلَب :

ومُسْمِعَتانِ وَزَمَّارَةٌ

وظِلّ مَديدٌ وحِصْنٌ أمَقّ (٢)

فَسَّره فقال : المُسْمِعَتان : القَيْدان ، كأنهُما يُغَنِّيانه. وأنَّث لأن أكثر ذلك للمرأة. والزَّمَّارة : السَّاجُور. وكلّ ذلك على التشبيه.

* وفَعَلْت ذلك تَسْمِعَتَكَ ، وتَسْمِعَةً لكَ : أى لتَسْمَعَه.

* وما فَعَلْت ذاك رياءً ولا سَمْعَة. وقال اللِّحيانىّ : رياء ولا سُمْعَة ، ولا سَمْعَةً.

* وسمَّع به : أسمَعه القَبيح وشتمه.

* وَسمَّع بالرجُل : أذاع عنه عَيْبًا ، فأسمَعَ النَّاسَ إيَّاه. وفى الحديث : « مَنْ سَمَّعَ بعَبْدٍ سَمَّعَ اللهُ به » (٣) ، وفيه أيضًا : « سَمَّع اللهُ بهِ سامعُ خَلْقِهِ وأسامِعَ خَلْقِه » (٤) فَسامعُ خَلْقه بدَل من الله تعالى ، ولا تكونُ صِفة ، لأن فعلَه كلَّه حال. ومن قال : أسامِعَ خَلْقه بالنَّصْب ، كَسَّر سَمْعًا على أسمُع ، ثم كَسَّر أسمُعًا على أسامِع. وذلك أنه جَعَلَ السَّمْعَ اسمًا لا مَصْدرًا ، ولو كان مَصْدرًا لم يجمعه.

* وسَمِّعْ بفُلانٍ : أى ائْتِ إليه أمرًا يُسْمَع به ، ونَوِّه به. هذه عن اللِّحيانىّ.

* والسُّمْعَة : ما سُمّع به من طعام أو غير ذلك ، لِيُسْمَعَ ويُرَى.

* وامرأةٌ سُمْعُنَّة ، وسِمْعَنَّة ، وسِمْعَنَة بالتخفيف ؛ الأخِيرة عن يعقوب : أى مُسْتَمِعة سَمَّاعة. قال :

إنَّ لَكُمْ لَكَنَّهْ

مِعَنَّةً مِفَنَّهْ

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( سمع ) ؛ وتاج العروس ( سمع ).

(٢) البيت لأحد السجناء فى البيان والتبيين ( ٣ / ٦٣ ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٢ / ١٤٢ ، ٨ / ٣٠٥ ، ١٣ / ٢٠٨ ) ؛ وجمهرة اللغة ص ٧١٠ ؛ وتاج العروس ( زمر ) ، ( سمع ) ، ( مقق ) ؛ ولسان العرب ( زمر ) ، ( سمع ) ، ( مقق ).

(٣) أخرجه البخارى بنحوه ( ح ٦٤٩٩ ) ، ومسلم ( ح ٢٩٨٦ ).

(٤) « صحيح » : أخرجه بنحوه أحمد ( ح ٧٠٨٥ ـ ط. الشيخ شاكر ) ، وانظر غريب الحديث ( ١ / ٣٣٠ ).


سِمْعَنَّةً نِظْرَنَّهْ (١)

ويُرْوَى « سُمْعُنَّه نُظْرُنَّه » بالضّم ، وقال اللِّحيانىّ : امرأة سُمْعُنَّة نُظْرنَّة ، وسِمْعَنَّة نِظْرَنَّة ، أى جيَّدة السَّمع والنَّظر.

* ورجل سِمْع : يُسَمَّع. وفى الدعاء : اللهمَ سِمْعٌ لا بِلْغٌ. وسَمْعٌ لا بَلْغ. ويُنصَبان. معناه : يُسْمَع ولا يُبْلَغ. وقيل : معناه : تُسْمَعُ ولا يُحتاج إلى أن تُبَلَّغ.

* وسَمْعُ الأرْضِ وبَصَرُها : طولُها وعَرْضُها. قال أبو عُبَيْد : ولا وجه له ، إنما معناه : الخَلاء. وحكى ابن الأعرابىّ : ألْقَى نفسه بين سَمْع الأرض وبَصَرها : إذا غَرَّر بها ، وألقاها حيثُ لا يُدْرَى أيْن هُوَ؟.

* وسَمِعَ له : أطاعَه. وفى الخَبر : أن عبد الملك بنَ مَرْوان خطَب يومًا فقال : « وَلِيَكُم عُمَر بن الخَطَّاب ، وكان فَظًا غليظًا مُضَيِّقا عَلَيْكُمْ ، فسَمِعْتَمْ له ».

* وسَمَّع به : نَوَّه.

* والمِسْمَع : مَوْضع العُرْوة من المَزَادة. وقيل : هو ما جاوزَ خَرْتَ العُرْوة. وقيل : المِسْمَع : عُروة فى وسط الدّلو والمَزَادة والإداوة.

* وأسمَعَ الدَّلوَ : جعَل لها عُرْوةً فى أسفلِها مِنْ باطِن ، ثم شدّ بها حبلاً إلى العَرْقُوة ، لتخفَّ على حامِلِها. قال :

سألتُ عَمْرًا بعدَ بَكْرٍ خُفَّا

والدَّلْوُ قد تُسْمَع كى تَخِفَّا (٢)

يقول : سألته خُفّا بعدَ ما كنتُ سألتُه بَكْرا ، فلم يُعْطِنِيه.

* والمِسْمَعان : الخَشَبتان اللَّتان تُدْخَلان فى عُرْوَتى الزَّبِيلِ إذ أُخرِج به الترابُ من البئر. وقد أسمَع الزَّبيل. والمِسْمَعان : جَوْرَبان ، يَتَجَوْرَبُ بهما الصَّائد إذا طلبَ الظِّباءَ فى الظَّهيرة.

* والسِّمْع : سَبُعٌ بينَ الذّئب والضَّبُع.

* والسَّمَعْمَعُ : الصغير الرأس والجُثَّة ، الدَّاهية. وقيل : هو الخفيف اللَّحْم ، السَّرِيعُ

__________________

(١) الرجز فى عدة أبيات بلا نسبة فى لسان العرب ( سمع ) ، ( بقق ) ، ( عنن ) ، ( فنن ) ؛ وتاج العروس ( سمع ) ، ( بقق ) ، ( عنن ) ، ( فنن ) ؛ وجمهرة اللغة ( ١٥٧ ، ١٦٤ ) ؛ والمخصص ( ٣ / ٧١ ، ٤ / ١٦ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١١٣ ، ٢ / ١٢٧ ، ١٥ / ٤٦٦ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( سمع ) ، ( خفف ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٢٥ ) ؛ وتاج العروس ( خفف ) ؛ والمخصص ( ٩ / ١٦٦ ، ١٠ / ٤٥ ).


العَمَل ، الخَبيثُ اللَّبِق ، طال أو قَصُر. وقيل : هو المُنْكَمِشُ الماضى. وغُولٌ سَمَعْمَعٌ ، وشَيْطان سَمَعْمَع ، لخُبثه. قال :

وَيْلٌ لأجمال العَجُوزِ مِنِّى

إذا دَنَوْتُ أوْ دَنَوْنَ مِنِّى

كأننى سَمَعْمَعٌ مِنْ جِنّ (١)

لم يقْنَع بقوله سَمَعْمَعٌ ، حتى قال من جِنّ ، لأن سَمَعْمَعَ الجِنّ أنْكَرُ وأخْبَثُ من سَمَعْمَعِ الإنْسِ. قال ابنُ جِنِّى : لا يكونُ رَوِيُّهُ إلا النُّون ، ألا ترَى أن فيها من جِنّ ، والنُّون فى جِنّ لا تكون إلا رَوِيّا ، لأن الياء بعدَها للإطلاق لا مَحَالَة. وامرأة سَمَعْمَعَة : كأنها غُول أو ذِئْبة. والرأسُ السَّمَعْمَعُ : الصَّغير الخَفيفُ.

* ومِسْمع : أبو قَبيلة منهم ، يقال لهم المَسمِعة ، دخلَت فيه الهاء للنَّسب. وقال اللِّحيانىّ : المَسامِعَة من تَيْمِ اللَّاتِ.

* وسُمَيْع ، وسمَاعَة ، وسِمْعان : أسماءٌ.

* وسِمْعان : اسمُ الرجل المؤمن من آل فِرْعَون ، وهو الذى كان يكتم إيمانه. وقيل : كان اسمه حبيبًا.

* ودير سِمْعان : موضع.

مقلوبه : [ م س ع ]

* مِسْعٌ : من أسماء الشَّمال.

***

أبواب العين مع الزاى

العين والزاى والطاء

* العَزْطُ : كأنه مقلوبٌ عن الطَّعْز ، وهو النكاح.

مقلوبه : [ ز ع ط ]

* زَعَطَهُ زَعْطا : خَنَقه.

* وموت زَاعِط : ذابح كذاعِط.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( سمع ) ضمن عدة أبيات ؛ وهو لعلى بن أبى طالب فى تاج العروس ( سمع ) وليس فى ديوانه ؛ وهو بلا نسبة فى وكتاب العين ( ١ / ٣٥٠ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٢٧ ).


* وزَعَط الحِمارُ : ضَرَط. وليس بثَبْت.

مقلوبه : [ ط ع ز ]

* الطَّعْز : كناية عن النِّكاح.

مقلوبه : [ ط ز ع ]

* الطَّزَعُ : النِّكاح.

* وطَزِع طَزَعا ، فهو طَزِع : لم يَغَرْ. وقيل : طَزِعَ طَزَعا : لم يك عندَه غَناء.

العين والزاى والدال

* عَزَدَها يَعْزِدُها عَزْدًا : نَكَحَها.

مقلوبه : [ د ع ز ]

* الدَّعْزُ : الدَّفْعُ. وربما كُنِىَ به عن النِّكاح. دَعَزَها يَدْعَزُها دَعْزاً.

مقلوبه : [ ز ع د ]

* الزَّعْدُ الفَدْمُ العَىُّ.

العين والزاى والراء

* العَزْرُ : اللَّوْمُ.

* وعَزَرَهُ يَعْزِرُهُ عَزْرًا ، وعَزَّرَهُ : رَدَّه.

* والتَّعْزِيرُ : ضَرْب دونَ الحدّ ، لمنعه من المعاودَة ، ورَدْعِه عن المعصِية. قال :

ولَيْس بتَعْزِيرِ الأمِيرِ خَزَايَةٌ

عَلىَّ إذا ما كُنْتُ غَيرَ مُرِيبِ (١)

وقيل : هو أشَدُّ الضَّرْب. وعَزَّرَه : ضَرَبه ذلك الضَّرْب. وعَزَّرَهُ : فخَّمَهُ وعَظَّمَهُ ، فهو نحو الضّدّ.

* وعَزَرَه عَزْرًا ، وعَزَّرَهُ : أعانه وقَوّاه ونَصَره. وقيل : نَصَره بالسَّيف. وعَزَرَ المرأة عَزْرًا : نَكَحَها. وعَزَرَهُ عن الشىء : مَنَعَه.

* والعَزْرُ والعَزِير : ثَمَن الكلأ إذا حُصِدَ وبيعت مَزارِعُه ؛ سَوَاديَّة.

* والعَزائر والعَيازِر : دون العِضاه ، وفوق الدِّقِّ ، كالثُّمام والصَّفْراءِ والسَّخْبَرِ. وقيل : أُصُول ما يَرْعونه مِنْ شَرّ الكلأ ، كالعَرْفَج ، والثُّمام ، والضَّعَة ، والوَشيج ، والسَّخْبَر ، والطَّرِيفَة ، والسَّبَط ، وهو شَرُّ ما يَرْعَوْنه.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عزر ) ؛ ومقاييس اللغة ( ٤ / ٣١١ ) ؛ وتاج العروس ( عزر ).


* والعَيزار : الصُّلْب الشَّديد من كلّ شىء ؛ عن ابن الأعرابىّ ، وأنشد :

*فابْتَغِ ذاتَ عَجَلٍ عَيازِرَا* (١)

والعَيزارُ والعيزارِيَّة : ضربٌ من أقداح الزُّجاج. والعَيازِر : العِيدانُ ؛ عن ابن الأعرابىّ. والعَيزار : ضَرْب من الشَّجَر. الواحدة عَيزارَة.

* والعَوْزَرُ : نَصِىّ الجبل ؛ عن أبى حنيفة.

* وعَيزارة ، وعَيزارُ ، وعَزْرَةُ ، وعازَر ، وعَزْران : أسماء. والكُرْكىّ يُكْنَى : « أبا العَيزَار ».

مقلوبه : [ ع ر ز ]

* العَرَزُ : اشتدادُ الشىءِ وغِلَظه. وقد عَرِزَ ، واسْتَعْرَزَ.

* واسْتَعْرَزَتِ الجِلْدة فى النار : انْزَوَتْ.

* والمُعارَزَة : المُعاندة والمُجانَبَة. قال الشمَّاخ :

وكلُّ خَليلٍ غَيرِ هاضِمِ نَفْسه

لوَصْلِ خليلٍ صارِمٌ أو مُعارِزُ (٢)

وقال ثَعْلب : المُعارز : المُنْقَبض.

* والعارزُ : العاتِب.

* واسْتَعْرَز الرجلُ : تَصَعَّب.

* والتَّعريز : كالتَّعريض فى الخُطْبة والخُصُومة. وقد عَرَّزَه.

* والعَرْزُ : اللُّؤْم.

* والعَرَز : ضَرْب من أصغر الثُّمام. الواحدة : عَرَزَة. وقيل : هو الغَرَز. والعَرَزَة : شَجرة ، وجمعها عَرَز.

* وعَرْزَة : اسم.

مقلوبه : [ ر ع ز ]

* المِرْعِزُّ ، والمِرْعِزَّى ، والمِرْعِزَاء ، والمَرْعِزَّى والمَرْعِزاءُ : معروف ، وجعل سيبويه المِرْعِزَّى صفةً ، عَنَى به اللَّين من الصُّوف. قال كُراعٌ : لا نظير للمِرْعِزَّى ، ولا للمِرْعِزَاء. وثوْب مُمَرْعَز : من باب تَمَدْرَع وتَمَسْكَنَ.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عزر ) ، ( عقر ) ، ( دمك ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٣٠ ) ؛ وتاج العروس ( عزر ) ، ( عقر ).

(٢) البيت للشماخ فى ديوانه ص ١٧٣ ؛ ولسان العرب ( عرز ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٥٢ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٣١ ) ؛ وتاج العروس ( عرز ).


مقلوبه : [ ز ع ر ]

* زَعِر الشَّعَر والرّيش والوَبَر ، زَعَرًا ، وهو زَعِرٌ ، وأزعَر ، وازْعَرّ : قلّ وتفرّق.

* ورجل زَيْعَرٌ : قليلُ المال.

* والزَّعْراء : ضرب من الخَوْخ.

* وزَعَرَها يَزْعَرُها زَعْرًا : نكَحَها.

* وفى خلقه زَعارَّة وزَعارَة ، التَّخفيف عن اللِّحْيانىّ : أى شَراسَة.

والزُّعْرُورُ : السَّيِّئ الخُلُق. والزُّعْرُور : ثمَر شَجَرة. الواحِدة : زُعُرُورَة ، تكون حَمْراء.

وربَّما كانت صَفْراء. قال ابن دُرَيد : لا تعرِفه العرب.

* وزَعْوَر : اسم.

* والزَّعْراء : موضع.

مقلوبه : [ ز ر ع ]

* زَرَع الحَبَ يَزْرَعُه زَرْعا وزِرَاعة : بذَره. والاسم : الزَّرْع. وقد غلب على البُرّ والشَّعير ، وجمعه زُرُوع. وقوله :

إنْ يأبِرُوا زَرْعا لغَيرِهِمِ

والأمر تَحْقِرُهُ وقَدْ يَنْمِى (١)

قال ثَعْلب : المعنى : أنهم قد حالَفوا أعداءَهم ليَستعينوا بهم على قومٍ آخرين. واستعار علىّ رضى اللهُ عنه ذلك للحكمة أو الحجة ، فقال ، وذكَر العلماءَ الأتقياء : « بهم يَحْفَظ الله حُجَجَه ، حتى يُودِعوها نُظَراءَهم ، ويَزْرَعُوها فى قلوب أشباهِهمْ ».

* والزَّرِيعَة ، والزِّرِّيعة : ما بُذِر.

* والله يَزْرَع الزَّرْع : يُنَمِّيه ، على المَثَل. وفى التَّنزيل : ( أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ) [ الواقعة : ٦٣ ، ٦٤ ] : أى أنتم تُنَمُّونَه أم نحنُ المُنَمُّون له.

وقوله تعالى : ( يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ) [ الفتح : ٢٩ ]. قال الزَّجَّاج : الزُّرَّاعُ : محمد صَلى الله عليه وسلّم وأصحابُه ، الدُّعاة إلى الإسلام ، رِضْوانُ الله عليهم.

* وأزْرَع الزَّرْع : نَبَتَ وَرَقُه. قال رُؤْبة :

*أوْ حَصْدُ حَصدٍ بعْدَ زَرْعٍ أزْرَعا* (٢)

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( أبر ) ، ( زرع ).

(٢) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٨٨ ؛ وهو مع عدة أبيات فى تاج العروس ( ردع ) ، ( نشع ).


وقال أبو حنيفة : ما على الأرض زَرْعَة واحدة ، ولا زُرْعَة ولا زِرْعة. أى موضع يُزْرَع فيه.

* والزَّرَّاع : مُعالج الزّرع. وحِرْفَته الزّرَاعَة.

* وازْدَرَع القومُ : اتخذوا زَرْعًا لأنفسهم خُصُوصًا.

* والمَزْرُعَةُ والمَزْرَعَة والزَّرَّاعة : موضع الزَّرْع. قال جرير :

لَقَلَّ غَناءً عنكَ فى حَرْبِ جَعْفَرٍ

تُغَنِّيكَ زَرَّاعاتُها وقُصُورُها (١)

أى قَصِيدتُك التى تقول فيها : « زَرّاعاتُها وقُصُورُها ».

* والزَّرِيعةُ : الأرضُ المَزْرُوعة.

* وزَرْع الرجُل : ولَدُه.

* وزَرْع : اسم. وفى الحديث : « كنتُ لكِ كأبى زَرْعٍ لأُمّ زَرْع ‌» (١).

* وزُرْعة ، وزُرَيع ، وزَرْعان : أسماء.

* وزَارع ، وابن زارع جميعًا : الكلب. أنشد ابن الأعرابىّ :

*وزارِعٌ مِن بعْدِه حتى عَدَلْ* (٣)

العين والزاى واللام

* عَزَلَ الشىءَ يَعْزِله عَزْلاً وعَزَّلَهُ ، فاعْتَزَل وانْعَزَل وتَعَزَّل : نَحَّاه جانبًا فتنحَّى. وقوله تعالى : ( إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ) [ الشعراء : ٢١٢ ] معناه : إنهم لما رُمُوا بالنُّجوم ، مُنِعوا منَ السَّمْع.

* واعْتَزل الشىءَ ، وتَعَزَّلَه ، ويتعدّيان بعَنْ : تنحَّى عنه. وقوله تعالى : ( وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ ) [ الدخان : ٢١ ] أراد : إن لم تؤمنوا لى ، فلا تكونوا علىَّ ولا مَعى. وقول الأحْوَص :

يا بَيْتَ عاتِكَةَ الَّذى أتَعَزَّلُ

حَذَر العِدَى وبه الفؤادُ مُوَكَّلُ (٤)

يكون على الوجهين.

* وتَعازَلَ القوم : انْعَزَل بعضُهُم عن بعض.

__________________

(١) البيت لجرير فى ديوانه ص ٢٦٩ ؛ وفى لسان العرب ( زرع ).

(٢) هو حديث أم زرع ، أخرجه البخارى ( ح ٥١٨٩ ) ، ومسلم ( ح ٢٤٤٨ ).

(٣) الرجز لابن الأعرابى فى لسان العرب ( زرع ).

(٤) البيت للأحوص فى لسان العرب مادة ( عزل ) ؛ وفى ديوانه ص ١٦٦ ؛ وتاج العروس ( عزل ).


* والعُزْلةُ : الاعتزال نفسُه.

* وعَزَل عَن المرأة ، واعتزَلها : لم يُرِدْ ولَدَها.

* والمِعْزَال : الذى يَنزل ناحية من السَّفْر ، والمِعْزال : الراعى المنفرد. قال الأعشَى :

تُخْرِجُ الشَّيْخَ عَنْ بَنِيهِ وتُلْوِى

بلَبُون المِعْزَابَةِ المِعْزَالِ (١)

* والأعْزَلُ : الرملُ المنفرِدُ المُنْقَطع. ودابَّةٌ أعْزَلُ : مائِلُ الذَّنَب عن الدُّبُر ، وعادةً لا خِلْقة. وقيل : هو الذى يَعْزِل ذنَبَه فى شِقّ. وقد عَزِل عَزَلاً. وكلُّه من التَّنَحِّى والتَّنْحية.

* والعُزُلُ والأعْزَلُ : الذى لا سِلاح مَعه ، فهو يَعْتزِل الحَرْب. حكى الأولى الهَرَوِىُّ فى الغَرِيبَين. وربما خُصَّ به الذى لا رُمْحَ معَه. وجَمْعُهُما عُزْلٌ ، وأعزال ، وعُزْلان ، وعُزَّل. قال أبو كبير الهُذَلىّ :

سُجَراءَ نَفْسِى غَيرَ جمْعِ أُشابَةٍ

حُشُدًا ، ولا هُلْكِ المَفارِشِ عُزَّلِ (٢)

ومَعازِيل. الأخيرة عن ابن جنى. والاسْم من ذلك كله العَزَل. فأما قولُ أبى خِراشٍ الهُذَلىّ :

فهَلْ هُوَ إلَّا ثَوْبُه وسِلاحُهُ

فمَا بِكمُ عُرْىٌ إلَيه ولا عَزْلُ (٣)

فإنما أراد : ولا أنتم عَزَل ، فخَفَّف. وإن كان سيبوَيه قد نَفاه. وقد جاءتْ له نظائرُ.

وروى : ولا عُزْلُ : أى ولا أنتم عُزْل. وقد يكون العُزْلُ لُغَة فى العَزَل كالشُّغْل والشَّغَل ، والبُخْل والبَخَل.

* والسِّماك الأعْزَل : كوكَب على المَجَرَّة ، سُمّىَ بذلك لِعَزَلِه مما تَشَكَّل به السَّماك الرامِح من شَكْل الرُّمْح. وقوله :

رأيْتُ الْفِتْيَةَ الأَعْزَا

لَ مِثْلَ الأَيْنُقِ الرُّعْلِ (٤)

إنما الأعزالُ فيه جَمْع الأعْزَل. هكذا روَاه علىّ بن حَمْزة ، بالعَين والزّاى. والمَعْرُوف « الأرعال ».

__________________

(١) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٦٣ ؛ ولسان العرب ( عزل ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٥٤ ) ؛ وتاج العروس ( عزل ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة.

(٢) البيت لأبى كبير فى شرح أشعار الهذليين ص ١٠٧١ ؛ ولسان العرب ( حشد ) ، ( فرش ) ، ( عزل ) ؛ وتاج العروس ( حشد ) ، ( فرش ) ، ( عزل ) ؛ وللهذلى فى أساس البلاغة ( فرش ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٢ / ٢٤٤ ).

(٣) البيت لأبى خراش الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٣٧ ؛ ولسان العرب ( عزل ).

(٤) البيت لشهل بن شيبان ( الفند الزمانى ) فى لسان العرب ( رعل ) ؛ وتاج العروس ( رعل ) ، ( عزل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٣٥ ، ٣٣٧ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٧ / ١٥٦ ).


* والعِزَال : الضَّعْف.

* والعَزْلُ : ما يُورِده بيت المالِ تَقْدِمة غير مَوْزون ولا مُنْتقد ، إلى محلّ النَّجْم.

* والعَزْلاءُ : مَصَبُّ الماء مِنَ الرَّاوية والقِرْبة ، والجمع : عَزَالٍ. وأرْخَت السَّماءُ عَزَالِيَها : كَثُر مَطرها ، على المَثَل.

* والعَزْلُ وعُزَيْلة : موضعان.

* والأعازِل : مواضع فى بنى يَرْبوع. قال جرير :

تُرْوِى الأجارِعَ والأعازِلَ كُلَّها

والنَّعْفَ حيثُ تَقابَلَ الأحجارُ (١)

والأعْزَلان : وادِيان لبنى كُلَيْب ، وبنى العَدَويَّة يقال لأحدِهما : الرَّيَّان ، وللآخر : الظَّمآن.

* وعُزَيْل : اسم.

مقلوبه : [ ع ل ز ]

* العَلزُ : الضَّجَر. والْعَلَز : شِبْه رِعْدةٍ تأخذ المريضَ كأنه لا يستقرُّ فى مكانه من الوجع عَلِزَ عَلَزًا وعَلَزانا ، وهو عَلِز ، وأعْلَزه الوَجَع. والعَلَز أيضا : ما يَتَبَعَّثُ من الوَجَع شيئًا إثْرَ شَىءٍ ، كالحُمَّى يَدْخُل عليها السُّعال والصُّداع ونحوُهما. والْعَلَز : القَلَقُ والكَرْبُ عندَ الموت قالَت أعرابيَّة ترْثِى ابنًا لها :

وإذا لهُ عَلَزٌ وحَشْرَجَةٌ

مِمَّا يَجيشُ لهُ مِنَ الصَّدْرِ (٢)

وقوله :

إنَّكَ مِنِّى لاجئٌ إلى وَشَزْ

إلى قَوَافٍ صَعْبَة فِيها عَلَزْ (٣)

أى فيها ما يُورِثك ضِيقا ، كالضّيق الذى يكون عنه الموت.

* وعَلِزَ عَلَزًا : حَرَص وغَرِض.

* والعَلَزُ : المَيْل والعُدُول ، والفعل كالفعل.

* والعِلَّوْزُ : الوجع الذى يُدْعى اللَّوَى. والعِلَّوْز البَشَمُ.

* وعالِز : موضع.

__________________

(١) البيت لجرير فى ديوانه ص ٦٤٢ ؛ ولسان العرب ( عزل ) ؛ وتاج العروس ( عزل ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( حشرج ) ، ( علز ) ؛ وتاج العروس ( حشرج ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( علز ) ، ( وشز ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١١ / ٣٨٩ ) ؛ وتاج العروس ( وشز ).


مقلوبه : [ ز ع ل ]

* الزَّعَل : كالعَلَز مِنَ المرض. والفِعْل كالفِعل.

* وزَعِلَ زَعَلا ، فهو زَعِل ، وتزعل ، كلاهما : نشط. قال العَجَّاج :

يَنْتُقْنَ بالقَوْمِ مِنَ التَزَعُّلِ

مَيْسَ عُمانَ ورِحالَ الإسْحِلِ (١)

وأزْعَلَهُ الرَّعْى والسِّمَن : نَشَّطَه. قال أبو ذُؤَيْب :

أكلَ الجَمِيمَ وطاوَعَتْهُ سَمْحَجٌ

مثلُ القَناة وأزْعَلَتْهُ الأمْرُعُ (٢)

* وزَعِل الفرَس زَعَلاً : اسْتَنَّ بغَير فارِسه.

* وحِمارٌ إزْعِيلٌ : نشيط مُسْتَنّ.

* ورجل زُعْلُول : خفيف ؛ عن كُراع. وفى المصنَّف » زُغْلُول » بالغين معجمة لا غَير.

* والزَّعْلَة : النَّعامَة : لغة فى الصَّعْلَة. وحَكى يعقوب أنه بَدل.

* والزَّعلة من الحوامل : التى تَلِد سنة ، ولا تلد أخرى.

* وزَعْل وزُعَيْل : اسمان.

* والزَّعْل : موضع.

مقلوبه : [ ل ع ز ]

* لَعَزَتِ النَّاقةُ فَصِيلَها : لَطَعَتْهُ.

* ولَعَزَها يَلْعَزُها لَعْزًا : نَكَحَها ؛ سُوقِيَّة غير عَرَبيَّة.

مقلوبه : [ ز ل ع ]

* زَلَع الشىءَ يَزْلَعُهُ زَلْعا : اسْتَلَبَه فى خَتْل. وزَلَع الماءَ من البِئْرِ زَلْعا : أخْرَجَه.

* وزَلِعَتِ الكفُّ والقدَم زَلَعا ، وتَزَّلَعَتا : تشَقَّقَتا من ظاهِر.

* وشَفَة زَلْعاء : مُتَزَلِّعَة ، لا تزال تَنْسَلِق : وكذلك الجِلْدُ. قال الرّاعى :

وغَمْلَى نَصِىّ بالمِتانِ كأنَّها

ثعالِبُ مَوْتى جِلدُها قد تَزَلَّعا (٣)

__________________

(١) الرجز للعجاج فى ديوانه ( ١ / ٣٠١ ، ٣٠٢ ) ؛ ولسان العرب ( ميس ) ، ( نتق ) ، ( زعل ) ؛ وتاج العروس ( ميس ) ، ( نتق ) ، ( زعل ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٣ ؛ ولسان العرب ( مرع ) ، ( زعل ) ، ( سعل ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٥٥ ) ؛ والمخصص ( ١٣ / ١١٥ ، ١٣ / ٢٧٩ ) ؛ وتاج العروس ( مرع ) ، ( زعل ) ، ( سعل ).

(٣) البيت للراعى النميرى فى ديوانه ص ١٦٥ ؛ ولسان العرب ( زلع ) ، ( غمل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٨ / ١٤٤ ) ؛ وتاج ـ العروس ( زلع ) ، ( غمل ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١١ / ١٧٧ ).


ويروى : تسلعا ، والمعنى واحد.

* وزَلَع جِلده بالنَّار ، يَزْلَعُه زَلْعا : فَتزَلَّعَ : أحْرَقه. وزَلَع رأسَه كَسَلَعَه ؛ عن ابن الأعرابىّ.

* والزَّلَعَة : جراحة فاسِدة. وقد زَلِعت زَلَعا.

* وتَزَلَّعَ ريشه : ذهب. أنشد ثعلب :

كِلا قادِمَيْها يَفْضُلُ الكَفَّ نِصْفُه

كجيدِ الحُبارَى رِيشُه قد تَزَلَّعَا (١)

وأزْلَعَه : أطمعه فى شىء يأخذه.

* والزَّيْلَع : ضرب من الوَدَع صِغار. وقيل : هو خَرَز تلْبَسه النَّساء.

* وزَيْلع : موضع. وقد غَلَب على الجِيلِ ، وأدخلوا اللام فيه على حَدّ اليَهود ، فقالوا : الزَّيْلَع ، إرادة الزّيلَعيِّين.

العين والزاى والنون

* العَنْز : الأُنثى من المِعْزَى ، والأوعال ، والظِّباء. والجمع : أعْنُز ، وعُنُوز ، وعِناز. وخَصَّ بعضُهم بالعِناز جمع عَنز ، الظِّباء. فأما قوُلهم : « قَبَّحَ اللهُ عَنزًا خَيرُها خُطَّة » فإنه أراد جماعة عَنز ، أو أراد أعْنُزا ، فأوْقَع الواحِد موقع الجمع. وحُكى عن ثَعْلب : يومٌ كيوم العَنْز. وذلك إذا قادَ حَتْفا. قال الشاعر :

رأيتُ ابنَ ذُبْيانٍ يَزِيدَ رَمى به

إلى الشامِ يوْمُ العَنْزِ واللهُ شاغِلُهْ (٢)

قال المُفَضَّل : يريد حَتْفا كحَتْف العَنْزِ حينَ بحَثَتْ عن مُدْيَتِها.

* والعَنْز ، وعَنزُ الماء جميعًا : ضَرْب من السَّمَك. وهو أيضا : طائر من طير الماء. والعَنْزُ : الأنثى من الصُّقُور والنُّسور. والعنْزُ : العُقابُ ، والجمعُ عُنُوز. والعَنْزُ : الباطِل. والعَنْزُ : الأكمَة السَّوْداء. قال رُؤْبة :

*وَإرَمٍ أخْرَسَ فَوْقَ عَنْزِ* (٣)

وقولُه :

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( زلع ) ، ( فضل ) ؛ وتاج العروس ( زلع ) ، ( فضل ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عنز ) ؛ وأساس البلاغة ( عنز ) ؛ وتاج العروس ( عنز ).

(٣) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٦٥ ؛ ولسان العرب ( ضمز ) ، ( عنز ) ، ( فرز ) ، ( حرس ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٤٠ ، ٤ / ٢٩٦ ، ٧ / ١٦٤ ، ١١ / ٤٨٩ ، ١٣ / ١٩٠ ) ؛ وتاج العروس ( فرز ) ، ( حرس ) ، ( خرس ) ؛ والمخصص ( ٩ / ٦٣ ، ١٠ / ٨٤ ).


*وكانَتْ بيوْمِ العَنْزِ صَادَتْ فُؤَادَه* (١)

العنز : أكمة نزلُوا علَيها ، فكان لهم بها حديث. والعَنْز : صَخْرَة فى الماءِ. والجمعُ : عُنُوز. والعَنز : أرضٌ ذات حُزُونَةٍ ورَمْلٍ وحِجارَةٍ. وربما سُمّيَت الحُبارَى عَنْزًا ، وهى العَنْزَة أيضا.

* والعَنَز والعَنَزَة أيضًا : ضرب من السِّباع بالبادية ، دقيقُ الخَطْمِ ، يأخذُ البعيرَ من قِبَلِ دُبُرِه. وهى فيها كالسَّلُوقيَّة ، وقَلَّما يُرَى. وقيل هو عَلى قَدّ ابنِ عِرْس ، يَدنُو من النَّاقة. وهى باركة ، ثم يَثِب فيدْخل حَياءَها فيَنْدَمِص فيه حتى يصل إلى الرحم فيجبذها فتسقُطُ النَّاقةُ فتموتُ. ويزعمون أنه شَيْطان. والعَنَزَة : عصًا فى طرفها الأسفل زُجّ ، يتَوكَّأ عليها الشَّيخُ الكبير.

* وتَعَنَّزَ واعْتَنَزَ : تَجَنَّب الناس ، وتنحَّى عنهُم. وقيل : المُعْتَنِز : الذى لا يُساكِنُ النَّاسَ ، لئلا يُرْزأَ شَيْئًا.

* وعَنزَ الرجلُ : عَدَل.

* وعُنِّز وجهُ الرجل : قَلّ لَحْمُه.

* والعَنْزُ وعَنْزٌ جميعًا : أكمَة بعَيْنها. وعَنزُ : اسم امرأة ، يقال لها عَنْز اليمامة. وهى الموصوفة بحِدَّة النظر. وعَنزٌ : اسم رَجَل. وكذلك عَنَّاز.

* وعُنَيْزة : اسم امرأة. وعُنَيْزَة : قبيلة. وعُنَيْزَة : موضع. وبه فَسَّر بعضُهم قَوْلَ امْرِئ القَيْسِ :

*ويوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ* (٢)

* وعُنازة : اسمُ ماء. قال الأخطل :

رَعَى عُنازَةَ حتى صَرَّ جُنْدُبُها

وذَعْذَعَ الماء يومٌ صَاخِدٌ يَقِدُ (٣)

مقلوبه : [ ن ز ع ]

* نَزَعَ الشىء ينزِعُه نَزْعا ، فهو مَنْزُوع ، ونَزيع ، وانتزَعَه : اقْتَلعه. وفرّقَ سيبوَيه بين نَزَع وانتزَع ، فقال : انتزَعَ : اسْتَلَبَ ، ونزَع : حَوَّلَ الشَّىْءَ عن موضعه ، وإن كان على نحو الاسْتِلاب.

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عنز ) ؛ وتاج العروس ( عنز ).

(٢) البيت لامرئ القيس فى معلقته المشهورة ؛ ولسان العرب ( عنز ) ؛ وفى ديوانه ص ١١ ؛ وكتاب العين ( ٦ / ١٠٤ ).

(٣) البيت للأخطل فى لسان العرب ( عنز ) ؛ وتاج العروس ( عنز ) لكن ( تالع يقد ) مكان ( صاخد يقد ).


* وانتزَع الرُّمْحَ : اقْتَلعه ، ثم حمل. وانتزَعَ الشىءُ : انقلع.

* ونَزَع الأميرُ العاملَ عن عمله : أداله. وأراه على المَثَل ، لأنه إذا أداله ، فقد اقتلَعه وأزَاله.

* وقوله تعالى : ( وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً * وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً ) [ النازعات : ١ ، ٢ ] ، قيل فى التفسير : يعنى به الملائكة ، تنزع روح الكافر ، وتَنْشِطُه ، فيشتدّ عليه أمر خروج روحه. وقيل : « النَّازِعاتِ غَرْقاً » : القِسِىّ. « وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً » : الأوهاق. وقيل : النازعات والناشطات : النجوم ، تنزع من مكان إلى مكان وتنشِط.

* والمِنزَعة : خشبة عَرِيضة نحو المِلْعَقة ، تكون مع مُشْتار العَسَل ، ينزِع بها النَّحلَ اللِّوَاصِقَ بالشَّهْد.

* ونَزَع عنه يَنزع نُزُوعًا : كَفَّ.

* ونازَعَتْنِى نَفْسِى إلى هَوَاها نِزَاعا : غالَبَتْنِى.

* ونَزَعْتُها أنا : غَلَبْتُها. ونَزَع الدَّلْو منَ البْئر يَنْزِعُها نَزْعا ، ونَزَعَ بها ، كلاهما : جَذَبها بغَير قامَة. أنشَد ثعلب :

قدْ أنْزِع الدَّلْوَ تَقَطَّى فى المَرَسْ

تُوزِغُ مِن مَلْءٍ كإيزَاغِ الفَرَسْ (١)

تَقَطِّيها : خُروجُها قليلاً قليلاً بغير قامَة.

* وبِئر نَزُوع ، ونَزِيع : تُنزَع دِلاؤُها بالأيدى لِقُرْبها. والجمع : نُزُع. وجمَل نَزُوعٌ : يُنزَع عليه الماء من البِئر وَحْدَه.

* والمَنْزَعَة : رأسُ البِئر الذى يُنزَع عليه. قال :

يا عَينُ بَكِّى عامِرًا يوْمَ النَّهَلْ

عند العَشاءِ والرّشاءِ والعَمَلْ (٢)

قامَ على مَنْزَعَةٍ زَلْجٍ فَزَلّ

قال ابن الأعْرَابىّ : هى صخرة تكون على رأس البِئر. والعُقابان : من جَنْبتيها تَعْضُدانِها. وهى التى تُسَمَّى القَبيلة.

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( نزع ) ، ( وزغ ) ، ( قطا ) ؛ وتاج العروس ( نزع ) ، ( وشغ ) ، ( قطا ).

(٢) الرجز فى عدة أبيات بلا نسبة فى لسان العرب ( زلج ) ، ( نزع ) ؛ وتاج العروس ( زلخ ) ؛ وأساس البلاغة ( نزع ) ، ( زلخ ).


* ونَزَع الإنسانُ والبعيرُ إلى وَطَنِه يَنزِع نِزَاعًا ونُزُوعًا : حَنَّ. وهو نَزُوع ، والجمعُ : نُزُع ؛ ونازِع ، والجمع نُزَّع ، نُزَّاع ؛ ونَزِيع ، وكذلك الأنثى ، والجمع : نُزُع.

وناقة نازِع إلى وطنها بغير هاء. والجمع : نوازع. وهى النزائع ، واحدتها : نزيعة.

* وأنْزَع القومُ : نَزَعت إبلهم إلى أوطانِها. قال :

*فقد أهافُوا زَعَمُوا وأنْزَعُوا* (١)

أهافوا : عَطِشَتْ إبِلُهُمْ.

* والنّزيع : الغريب. وهو أيضًا : البعيد.

* ونَزَع إلى عِرْقِ كَرَمٍ أوْ لُؤْم ، يَنزِع نُزُوعًا. ونَزَعَتْ به أعْراقُه ، ونَزَعَتْهُ ، ونَزَعَها ، ونَزَع إليها.

* والنَّزِيع : الشَّرِيفُ مِن القوم ، الذى نَزَع إلى عِرْق.

والنَّزائع مِن الخَيل : التى نَزَعَتْ إلى أعراق. واحدتُها : نَزِيعَة. وقيل : النزائع مِن الإبِل والخَيل : التى انتُزعَتْ مِن أيدى الغُرَباء ، وجُلِبَتْ إلى غَيرِ بِلادِها. وقيل : هى المُتَنَقَّذة من أيديهم. وهى من النِّساء : التى تُزَوَّج فى غير عَشِيرَتِها فتُنْقَلُ ، والواحد من ذلك كله : نَزِيعَة.

* ونَزَع فى القَوْسِ يَنزِع نَزْعا : مَدَّ. وقيل : جَذَب الوَتَر بالسَّهم. وفى المَثَل : « عادَ السَّهْمُ إلى النَّزَعَة » : أى رجع الحقّ إلى أهله.

* وانتَزَع للصَّيد سَهْمًا : رماه به. واسم السَّهْم : المِنْزَع.

* والمِنْزَع أيضًا : الذى يُرْمَى به أبعدَ ما يُقْدَرُ عليه لِتُقَدَّر به الغَلْوة. قال الأعشَى :

فهْوَ كالمِنْزَعِ المَرِيش مِن الشَّوْ

حَطِ غالَتْ به يمينُ المُغالِى (٢)

وقال أبو حنيفة : المِنْزَع : حَديدة لا سِنْخَ لهَا ، إنما هى أدنى حديدة لا خَيرَ فيها. تؤخذ وتُدخَل فى الرُّعْظ.

* وانتزَعَ بالآية والشعر : تمَثَّل.

* والنُّزاعة ، والنِّزاعَة ، والمِنزَعَة والمَنْزَعةُ : الخُصُومة.

وقد نازَعتُه مُنازَعَة ونِزَاعًا ؛ قال ابن مُقْبِل :

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( نزع ).

(٢) البيت لعبيد بن الأبرص فى ديوانه ص ١٠٩ ؛ وللأعشى فى لسان العرب ( نزع ) ؛ وتاج العروس ( نزع ) ؛ وليس فى ديوانه ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٦٥ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٥٨ ).


نازَعْتُ ألبابَها لُبِّى بمُقْتَصِرٍ

مِن الأحاديثِ حتى زِدْنَنِى لِينَا (١)

أراد : نازَع لُبِّى ألْبابَهُنّ. قال سيبوَيه : ولا يُقال فى العاقبة : فنزَعْتُه ، اسْتَغْنَوْا عنه بغَلَبْتُه.

* وتنازَع القومُ : اختصَموا.

* ولَتَعْرِفَنَّ أيُّنا أضْعَف مِنزَعة ومَنْزَعة : أى رأيًا وتَدْبيرَا.

* ونَزَعَتِ الخَيلُ تَنزَع : جَرَت طَلَقا. ونَزَع المريضُ يَنزِع نَزْعا ، ونازَع نِزاعا : جاد بنفسه.

* ومَنْزَعَة الشراب : طِيب مَقْطَعِهِ.

* والنزَع : انحسار مُقَدَّم شَعْر الرأس عن جانبى الجبهة. وقد نَزِع نزَعا ، وهو أنْزَع ، وامرأة نَزْعاء. والاسم : النَّزَعَة. والنَّزَعَتان : ما ينحسِر عنه الشَّعْر من أعلى الجبينين ، حتى يُصَعِّد فى الرأس.

* والنَّزْعاء من الجِباه : التى أقْبَلَتْ ناصيتُها ، وارتفع أعلى شَعْر صُدْغَيْها.

* نَزَعه بنزِيعةٍ : نخَسَه ؛ عن كُراع.

* وغَنم نُزَّع : حِرَام.

* والنَّزَعة : بقلة كالخَضِرة. قال أبو حنيفة : النَّزَعة : تكون بالرَّوْض ، وليس لها زَهْر ولا ثمَر ، تأكلُها الإبل إذا لم تجدْ غيرَها. فإذا أكلتها امتنعَت ألبانُها خُبْثا.

العين والزاى والفاء

* عَزَفَ يَعْزِفُ عَزْفا : لَهَا.

* والمعازف : المَلاهى. واحدُها مِعْزَف ، ومِعْزَفة. وقيل : واحدها : عَزْف ، على غير قِياس. ونظيره مَلامح ومَشابِه ، فى جمع شَبَهٍ ولَمْحَةٍ. قال الرَّاجز :

لِلْخَوْتَعِ الأَزْرَقِ فيهِ صَاهِلْ

عَزْفٌ كعزْفِ الدُّفّ والجلاجلْ (٢)

وكل لَعِبٍ : عَزْف.

* وعَزَفت الجنُ تَعْزِفُ عَزْفا وعَزِيفا : صَوَّتت ولَعِبَتْ ، قال ذو الرُّمَّة :

*عَزِيفٌ كتَضْراب المُغَنِّينَ بالطَّبْلِ* (٣)

__________________

(١) البيت لابن مقبل فى ديوانه ص ٣٢٩ ؛ ولسان العرب ( قصر ) ، ( نزع ) ؛ وتاج العروس ( قصر ) ، ( نزع ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( ختع ) ، ( عزف ) ؛ وتاج العروس ( ختع ) ، ( عزف ) ؛ والمخصص ( ٨ / ١٧٤ ).

(٣) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٤٨ ؛ وتاج العروس ( عزف ) ؛ ولسان العرب ( عزف ) لكن ( هزيز ) مكان ( عزيف ) ؛ وشطره الأول (* ورمل عزيف الجن في عقداته *).


وقول مُلَيْح :

هِرْكَوْلَةٌ ليسَتْ مِنَ العَسالِقِ

ولا العَزِيفاتِ ولا المَعانِقِ (١)

وعَزَفَتِ القَوْسُ عَزْفا وعَزِيفا : صَوَّتَت. عن أبى حنيفة.

* والعَزْفُ والعَزيفُ : صَوْتٌ فى الرَّمْل لا يُدْرَى ما هُوَ. وقيل : هو وُقوع بعضِه على بعض.

* ورمل عازِف وعَزَّاف : مُصَوِّت. والعَزَّاف : رمل لبنى سعد ، صفة ، غالبة مشتقٌّ من ذلك. ويسمى أبْرقَ العَزَّاف. ومطر عَزَّاف : مُجَلْجِل. ورَوَى الفارِسىُّ هذا البيت :

*لا تَسْقِهِ صَيِّب عَزَّافٍ جُؤَرْ* (٢)

ورواية ابن السِّكِّيت : غَرَّاف.

* وعَزَفَت نفسِى عن الشَّىْءِ تعزِف وتعزُف عَزْفا وعُزُوفا : تركته بعد إعجابها به. وقول أمية بن أبى عائذ الهُذَلىّ :

وقِدْما تَعَلَّقْتُ أمَّ الصَّبىْ

ىِ مِنِّى عَلى عُزُفٍ وَاكْتِهالِ (٣)

أراد « عُزوف » فحذف.

* والعَزُوف : الذى لا يكاد يثبت على خُلَّة ، قال :

ألم تعْلَمى أنى عَزُوف على الهَوَى

إذا صاحبى فى غير شىْءٍ تغَضَّبا (٤)

* واعْزَوْزَفَ للشَّرّ : تَهَيَّأ ؛ عن اللِّحيانى.

مقلوبه : [ ع ف ز ]

* العَفْزُ : الملاعبة. وقد عافَزَها.

مقلوبه : [ ز ع ف ]

* صَوْت زُعاف : شديد.

__________________

(١) الرجز لمليح الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٠٥٤ ؛ ولسان العرب ( عزف ) لكن به ( العشانق ) مكان ( العسالق ).

(٢) الرجز فى عدة أبيات لجندل بن المثنى فى لسان العرب ( جأر ) ، ( عزف ) ؛ والتنبيه والإيضاح ؛ وتاج العروس ( جأر ) ، ( جور ) ، ( عزف ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٩ / ١١٦ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١١ / ١٧٨ ).

(٣) البيت لأمية بن أبى عائذ الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٤٩٦ ؛ ولسان العرب ( عزف ) ؛ وتاج العروس ( عزف ).

(٤) بلا نسبة فى تاج العروس ( عزف ).


* وزَعَفَه يَزْعَفُه زَعْفا : رَماه ، أو ضَرَبَهُ فماتَ مكانَه ، وزَعَفَه يَزْعَفُه زَعْفا : أجْهَزَ عَليه.

* والمُزْعِف : القاتل من السُّمّ. وقوله :

فلا تَتَعَرَّضْ أن تُشاكَ وَلا تَطَأْ

برِجلك من مِزْعافَةِ الرّيقِ مُعْضِلِ (١)

أراد : حية ذات ريق مُزْعِف. وزاد » من » فى الواجب ، كما ذهب إليه أبو الحسن.

* وزَعَف فى الحديث : زاد عَليه ، أو كَذَب فيه.

مقلوبه : [ ف ز ع ]

* الفَزَعُ : الفَرَق من الشَّىْءِ. فزِع منه ، وفَزَع ، فَزَعا وفَزْعا وفِزْعا ، وأفْزَعَهُ وفَزَّعَه. وقوله تعالى : ( حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ) [ سبأ : ٢٣ ] : عَدَّاه بعَن ، لأنه فى معنى : كُشِف الفَزَعُ. ويُقْرأُ : « فَزَّعَ » : أى فَزَّع الله. وتفسير ذلك أن جِبريل لمَّا نزل إلى النبىّ عليهما‌السلام بالوَحْى ، ظنَّت الملائكة أنه نزل بشىءٍ من أمر الساعة ، ففَزِعَت لذلك ، فلما انكَشَف عنها الفَزَع ، قالُوا : « ما ذا قالَ رَبُّكُمْ » : سألتْ لأىّ شىءٍ نزَل جبريل؟ قالُوا : « الْحَقَّ » أى قالوا : قالَ الحقّ. وقرأ الحسن « فُزِع » أى فَزِعت من الفَزَع.

* ورجل فَزِع ، ولا يُكَسَّر ، لقلة فَعِل فى الصّفة ، وإنما جمعه بالواو والنون. وفازِع. والجمع : فَزَعة.

* وفَزَّاعَةٌ : كثير الفَزَع. وفَزَّاعَةٌ أيضًا : يفَزِّع الناس كثيرا.

* وفازَعَه ففَزَعَه يَفْزُعُه : صار أشَدَّ فَزَعا مِنْه.

* وفَزِعَ إلى القوْمِ : اسْتَغاثهم. وفَزِعَ القوْمُ ، وفَزَعَهُمْ فَزْعا وأفْزَعَهُمْ : أغاثهم. قال زُهَير :

إذا فَزِعُوا طارُوا إلى مُسْتغِيثهِمْ

طِوَالَ الرّماحِ لا ضِعافٌ ولا عُزْلُ (٢)

وقال الكَلْحَبَة اليَرْبوعِىُّ :

فقُلْتُ لكأسٍ ألْجِمِيها فإنَّمَا

حَلَلْتُ الكَثِيبَ مِنْ زرودَ لأَفْزَعا (٣)

* وفَزِعَ إليه : لجأ.

__________________

(١) البيت لإياس بن سهم الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٥٢٨ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( زعف ) ؛ وتاج العروس ( زعف ).

(٢) البيت لزهير فى لسان العرب ( فزع ).

(٣) البيت لكلحبة اليربوعى فى ديوانه ص ٢٣ ؛ ولسان العرب ( فزع ) ؛ وتاج العروس ( زرد ) ، ( كأس ) ، ( فزع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٤٦ ) ؛ وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٨١٤ ؛ وهو ( هبيرة بن عبد مناف ).


* والمَفْزَعُ والمَفْزَعَةُ : المَلْجأ. وقيل : المَفْزَع : المُسْتغاث به. والمَفْزَعَة : الذى يُفْزَع من أجْلِه ، فَرّقوا بَيْنَهما.

* وفَزِع الرجلُ : انتصر. وأفْزَعَه هو. وقول الشمَّاخ :

إذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرَّاتُها فَزِعَتْ

أطْباقُ نىٍّ على الأثْباجِ مَنْضُودِ (١)

معناه : أنَّه إذا قلَّ لَبنُ ضَرَّاتِها ، نَصَرَتْها الشُّحومُ التى فى ظُهُورِها ، فأمَدتها باللَّبن.

* وفَزَّع عن الشَّىءِ : كَشَف.

* وفَزْع ، وفَزَّاع ، وفُزَيْع : أسماء.

* وبنو فَزَع : حَىّ.

العين والزاى والباء

* رجل عَزَب ، ومِعْزابَةٌ : لا أهلَ له. ونظيرُه : مِطْرابة ، ومِطْوَاعَة ، ومِجْذَامَة ، ومِقْدامَة. وامْرأة عَزَبة وعَزَب. قال الرّاجز :

يا مَنْ يدُلُ عَزَبا على عَزَبْ

على ابنةِ الحُمارِس الشَّيخِ الأزَبّ (٢)

قوله : « الشَّيخ الأزبّ » : أى الكريه ، الذى لا يُدْنَى من حُرْمَته. والجمع : أعْزَاب.

* وقد عَزَبَ يَعْزُبُ عُزُوبَةً فهو عازِبٌ. وجمعه : عُزَّاب. والعَزَب : اسم للجمع ، كخادم وخَدَم ، ورائح ورَوَح. وكذلك العَزِيب : اسم للجمع ، كالغَزِىّ.

* وتَعَزَّبَ الرَّجُلُ : تركَ النِّكاح. وكذلك المرأة.

* والمِعْزَابة : الذى طالت عُزُوبتُه ، حتى ما لَه فى الأهل من حاجَة.

* وعازِبةُ الرَّجُل ، ومُعزِّبتُه ، ومُعَزَّبتُه : امرأته.

* وعَزَبَتْه تَعْزُبُه ، وعَزَّبَتْه : قامت بأُمُوره. قال ثَعْلب : ولا تكون المُعَزِّبة إلا غرِيبَة.

* وعَزَب عنه حِلْمه يَعْزُب عُزُوبًا : ذهَب. وأعْزَبَهُ اللهُ.

* وكَلأ عازِبٌ : لم يُرْعَ قطُّ ، ولا وُطِئ.

* وأعْزَبَ القَوْمُ : أصابوا كَلأ عازِبا.

__________________

(١) البيت للشماخ فى ديوانه ص ١١٦ ؛ ولسان العرب ( عقب ) ، ( فزع ) ؛ والمخصص ( ٩ / ١١٨ ، ١٠ / ٤٣ ، ١٢ / ١٢٢ ) ؛ وتاج العروس ( عقب ) ، ( فزع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ١٨٠ ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عزب ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٤٧ ) ؛ والمخصص ( ٤ / ٢٣ ) ؛ وتاج العروس ( عزب ) ، ( حمرس ) ، ( حمق ) ؛ وأساس البلاغة ( عزب ).


* وعَزَب يَعْزُبُ عُزُوبًا : غابَ وبَعُد. وعَزَبَتِ الإبلُ : أبْعَدَتْ فى المَرْعَى. وأعْزَبها صاحِبُها.

* وعَزَّب إبلَه ، وأعْزَبها : بَيَّتَها فى المَرْعَى ولم يُرِحْها.

* وتَعَزَّبَ هو : باتَ مَعَها.

* والعَزِيبُ من الإبِل والشَّاء : التى تعْزُبُ عن أهْلِها فى المَرْعَى. قال :

ما أهْلُ العَمُودِ لَنا بأهْلٍ

ولا النَّعَمُ العَزِيبُ لَنا بمالِ (١)

* والمِعْزَابُ مِن الرّجال : الذى تعَزَّب عن أهله فى مالهِ. قال أبو ذُؤَيب :

إذا الهَدَفُ المِعْزَابُ صَوَّبَ رأسَه

وأعجَبَهُ ضَفْو منَ الثَّلَّة الخُطْلِ (٢)

* وهِراوة الأعزَاب : فرَس معروفة فى الجاهليَّة.

مقلوبه : [ ز ع ب ]

* زَعَبَ الإناءَ يَزْعَبُه زَعْبا : مَلأه. وزَعَب السَّيلُ الوادى ، يَزْعَبُه زَعْبا : ملأه. وزَعَب الوادى نفسُه يَزْعَب : تَملأ فدفع بعضُه بعضًا.

* وسَيل زَعُوبٌ : زَاعِب.

* وزَعَب المرأة يَزْعَبُها زَعْبا : جامَعَها فمَلأ فرْجَها ماءً. وقيل : لا يكون الزَّعْب إلا من ضِخَم. وزَعَب القِرْبَة يزْعَبُها زَعْبا : مَلأها. وقيل : احتملَها وهى مُمْتَلِئةٌ. وزَعَب بحِمْله يَزْعَبُ ، وازْدَعَبَ : تدافع. وزَعَبَ البعيرُ بحِمْلِه يَزْعَبُ : مَرَّ به مُثْقَلا.

* والزَّاعِبىّ من الرّماح : الذى إذا هُزّ تَدافَعَ كُلُّه ، كأن آخرَه يَجْرِى فى مُقَدَّمِه. والزَّاعبية : رِماح مَنْسُوبة إلى زَاعِبٍ ، رجلٍ أو بَلَد.

* والزَّاعِب : الهادى السَّيَّاحُ فِى الأرض. قال ابنُ هَرْمة :

*يَكادُ يَهْلِكُ فيها الزَّاعِبُ الهادى* (٣)

* وزَعَب له من المال قليلاً : قَطَع. وفى الحديث : « وأزْعَبُ لكَ من المال زَعْبةً أو زَعْبَتَين » (٤).

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عزب ) ، ( عمد ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٢٥١ ) ؛ وتاج العروس ( عزب ) ، ( عمد ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب فى شرح أشعار الهذليين ص ٩٧ ؛ ولسان العرب ( عزب ) ، ( هدف ) ، ( ضفا ) ؛ وتاج العروس ( هدف ) ، ( خطل ) ، ( ضغا ) ؛ وتاج العروس ( هدف ) ، ( خطل ) ، ( ضغا ) ؛ وكتاب العين ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عزل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٦ / ٢١٣ ، ١٢ / ٧٣ ).

(٣) البيت لابن هَرْمَةَ فى لسان العرب ( زعب ).

(٤) « حسن » : أخرجه أحمد ( ٤ / ١٩٧ ) ، وانظر غريب الحديث ( ١ / ٦٤ ).


* وزَعَب النَّحلُ يَزْعَبُ زَعْبا : صَوّت. وزَعَبَ الشَّرابَ يَزْعَبه زَعْبا : شَرِبه كلَّه.

* ووَتَرٌ أزْعَبُ : غليظ. وذَكَرٌ أزْعَبُ : كذلك. والأَزْعَبُ والزُّعْبوب : القَصير من الرّجال.

* والتَّزَعُّبُ : النَّشاط والسُّرْعة. والتَّزَعُّبُ : التَّغَيُّظ.

* وزُعَيْب : اسم.

* وزُعْبَةُ : اسم حِمار مَعْرُوفٍ. قال جرير :

*زُعْبَةَ والشَّحَّاجَ والقَنابِلا* (١)

مقلوبه : [ ز ب ع ]

* التَّزَبُّع : سُوءُ الخُلْق. والمُتَزَبِّع : الذى يؤذى الناسَ ويُشارّهُم. قال العَجَّاج :

وإنْ مُسىِءٌ بالخَنا تَزَبَّعَا

فالتَّرْكُ يَكْفيكَ اللِّئامَ اللُّكَّعا (٢)

والمُتَزَبِّع : المُعَرْبِد. قال متمم :

وإنْ تَلْقَه فى الشَّرْب لا تَلْقَ مالِكا

على الكأسِ ذَا قاذُورَةٍ مُتَزَبِّعَا (٣)

والتَّزَبُّع : التَّغَيُّظ كالتَّزَعُّب.

* والزَّوَابع : الدَّواهى. والزَّوْبَع والزَّوْبَعَة : ريح تدور فى الأرض ، لا تقصِد وَجْها واحدًا ، تحمل الغُبار. وصبيان الأعراب يكْنُون الإعصار : أبا زَوْبَعَة. وزوْبَعَة : اسمُ شيطان مارِد. وهو أحد النَّفَر التِّسْعة أو السَّبْعة الذين قال الله فيهم : ( وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ) [ الأحقاف : ٢٨ ].

* وزِنْباعٌ : اسم رجُل ، مشتق من ذلك.

مقلوبه : [ ب ز ع ]

* بَزُع الغُلام بَزَاعة فهو بَزِيعٌ وبُزَاع : ظَرُف ومَلُح. وجارية بَزِيعة ، ولا يُقال إلا للأحداث من الرجال والنِّساء.

__________________

(١) الرجز لجرير فى ديوانه ص ٩٧٤ ؛ ولسان العرب ( زعب ) ؛ وتاج العروس ( زعب ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قنبل ) ؛ وتاج العروس ( قنبل ).

(٢) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٨٨ ؛ وفيه ( تربعا ) مكان ( تزبعا ) ؛ وللعجاج فى لسان العرب ( زبع ) ؛ وتاج العروس ( زبع ) ؛ وليس فى ديوانه.

(٣) البيت لمتمم بن نويرة فى ديوانه ص ١٠٨ ؛ ولسان العرب ( قذر ) ، ( زبع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٥١ ، ٩ / ٧٠ ) ؛ وتاج العروس ( قذر ) ، ( زبع ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٦٢ ) ؛ والمخصص ( ١١ / ٩٩ ).


* والبَزِيع : السَّيِّدُ الشَّريف. حكاه الفارسىّ عن الشَّيْبانى.

* وَتَبزَّع الشَّرُّ : هاجَ وأرْعَدَ ولمَّا يَقَعْ. قال العَجَّاج :

*إنى إذا أمْرُ العِدَى تَبزَّعا* (١)

* وبَوْزع : رملة معروفة. وبوزع : اسم امرأة. قال جرير :

هَزِئَتْ بُوَيْزِع أن دَبَبْتُ على العَصَا

هَلَّا هَزِئتِ بغَيْرِنا يا بَوْزَعُ (٢)

العين والزاى والميم

والعَزْم : الجِدُّ. عَزَم على الأمر يَعْزِم عَزْمًا ومَعْزِما ، ومَعْزِما ، وعُزْمانا ، وعَزِيما ، وعَزِيمة. وعَزَمَة ، واعْتَزَمه ، واعتزم عليه. وقول الكُمَيت :

يَرْمى بها فَيُصِيبُ النَّبلُ حاجَتَهُ

طَوْرًا ويُخْطئُ أحيانًا فيَعْتَزِمُ (٣)

قال : يعود فى الرَّمْى ، فيعتزِم على الصَّواب ، فيَحْتَشِد فيه. وإن شئت قلتَ : يعتزِم على الخَطأ ، فَيَلِجُّ فيه ، إن كان هجاه.

* وتَعَزَّم : كعَزَم. قال أبو صخر الهُذَلىّ :

فأعْرَضْنَ لَمَّا شِبْتُ عَنِّى تَعَزُّما

وهلْ لى ذَنْبٌ فى اللَّيالى الذَّوَاهبِ (٤)

وعَزَم الأمرُ : عُزِم عليه. وفى التنزيل : ( فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ ) [ محمد : ٢١ ] وقد يكون أراد عَزَم أرباب الأمر. وعزم عليه لَيَفْعَلَنَّ : أقْسَمَ. وعَزَم الرَّاقى : كأنه أقْسَم على الدَّاء. وعَزَم الحَوَّاء : إذا اسْتَخْرَج الحَيَّة ، كأنه يُقْسِمُ علَيها.

* وعَزَائم القُرآن : الآياتُ التى تُقرأ على ذوى الآفات ، لما يُرْجَى من البُرْءِ بها. والعَزيمة من الرُّقَى : التى يُعْزَم بها على الجِنّ.

* و ( أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) : الذين عَزَمُوا على أمر الله فيما عُهِد إلَيْهِم. وجاء فى التفسير : أن أُولى العَزْم : نُوحٌ وإبراهيمُ ومُوسَى ، عليهم‌السلام ، ومحمد صَلى الله عليه وسلّم من أولى العَزْم أيضًا ، وقوله تعالى ( فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) [ طه : ١١٥ ] قيل : العَزْم والعَزِيمةُ هاهنا : الصَّبْر. أى لم نجد له صَبْرًا.

__________________

(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٩١ ؛ وللعجاج فى لسان العرب ( بزع ) ؛ وتاج العروس ( بزع ) ؛ وليس فى ديوانه ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين ( ١ / ٣٦٣ ). ويُرْوى : * إنا إذا أمر العدا تبزعا *.

(٢) البيت لجرير فى ديوانه ٩١٠ ؛ ولسان العرب ( بزع ) ؛ وتاج العروس ( بزع ).

(٣) البيت للكميت فى ديوانه ( ٢ / ١٠٣ ) ؛ ولسان العرب ( عزم ) ؛ وتاج العروس ( هزم ).

(٤) البيت لأبى صخر الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ٩١٧ ؛ ولسان العرب ( عزم ) ؛ وتاج العروس ( عزم ).


* والعَزِيم : العَدْوُ الشَّديد. قال ربيعة بن مَقْرُوم الضَّبِّىّ :

لو لا أكَفْكِفُه لكادَ إذا جَرَى

منه الَعزِيمُ يَدُقُّ فأْسَ المِسْحَلِ (١)

* والاعتزامُ : لزوم القَصْد فى الحُضْر والمَشْى وغيرهما. واعْتَزَم الفَرَسُ فى الجَرْى : مرّ فيه جامحًا. واعتزَمَ الرجلُ الطَّريقَ : مضى فيه ، ولم يَنْثَنِ. قال حُمَيدٌ الأرقَط :

مُعْتَزِما للطُّرُقِ النَّوَاشِطِ

والنَّظَرِ الباسِطِ بَعْدَ الباسِطِ (٢)

وأُمُ العِزْم ، وأمُ عِزْمَة ، وعَزْمَة : الاسْتُ.

* والعَزُومُ ، والعَوْزَمُ ، والعَوْزَمة : النَّاقة المُسِنَّة ، وفيها بقِية شَباب. أنشد ابن الأعرابىّ للمرّار الأسدىّ :

فأمَّا كُلُ عَوْزَمَةٍ وبَكْرٍ

فمِمَّا يَسْتَعِينُ بهِ السَّبِيلُ (٣)

وقيل : ناقَةٌ عَوْزَم : قد أُكِلَتْ أسنانُها مِنَ الكِبَر.

مقلوبه : [ ز ع م ]

* الزَّعْمُ ، والزُّعْم ، والزِّعْم : القول. وهو الظَّنُّ. وقيل : الكَذِب. زَعَمَه يَزْعُمه. وفى التنزيل : ( زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ) [ التغابن : ٧ ]. وفيه ( فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ ) [ الأنعام : ١٣٦ ] فأمَّا قول النَّابغة :

*زَعَمَ الهُمامُ بأنَّ فاها بارِدٌ* (٤)

وقوله :

*زَعَمَ الغُدَافُ بأنَّ رِحْلَتَنا غَدًا* (٥)

فقد تكون الباء زائدة ، كقوله :

__________________

(١) البيت لربيعة بن مقروم الضبى فى ديوانه ص ٢٦٩ ؛ ولسان العرب ( عزم ) ؛ وتاج العروس ( عزم ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ١٦٧ ).

(٢) الرجز فى عدة أبيات لحميد الأرقط فى لسان العرب ( نشط ) ، ( عزم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٥٣ ، ١١ / ٣١٤ ) ؛ وتاج العروس ( نشط ) ، ( عزم ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٦٤ ، ٦ / ٢٣٧ ) ؛ والمخصص ( ٦ / ١٧٤ ، ١٢ / ٤٧ ).

(٣) البيت للمرّار الأسدى فى ديوانه ص ٤٧٢ ؛ ولسان العرب ( عزم ) ؛ وتاج العروس ( عزم ).

(٤) البيت للنابغة فى لسان العرب ( زعم ) ؛ وهو صدر وعجزه : عذب مقبله شهى المورد ؛ مختار الشعر الجاهلى ص ١٨٥.

(٥) البيت للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ١٥٠ ، ومطلع القصيدة :

أمن آل مية رائح أو مغتد

عجلان ، ذا زاد ، وغير مزود

وفيه ( البوارح ) مكان ( الغُداف ). وهو فى لسان العرب بلا نسبة ( زعم ).


*سُودُ المحَاجِرِ لا يقْرأنَ بالسُّوَرِ* (١)

وقد تكون زعم هاهنا : فى معنى شِهِد. فعدّاها بما تُعَدَّى به « شَهِدَ » ، كقوله : ( وَما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا ) [ يوسف : ٨١ ]. وقالوا : « هذا وَلا زَعْمَتَكَ ، ولا زَعَماتِك » : يذهب إلى ردّ قوله.

* وزَعَمْتَنِى كذا تَزْعُمُنِى زَعْما : ظَنَنْتنى. قال أبو ذُؤَيب :

فإنْ تَزْعُمِينى كنتُ أجْهَلُ فيكُمُ

فإنى شَرَيْتُ الْحِلْمَ بعْدَك بالجهْلِ (٢)

* والتَّزَعُّم : التَّكَذُّب. وفى قوله مَزَاعِم : أى لا يُوثق به.

* والزَّعُوم من الإبل والغَنم : التى يُشَكّ فى سِمَنِها. وقيل : الزَّعُوم : التى يَزْعُمُ النَّاسُ أنَّ بها نِقْيا. قال الراجز :

إنَّ قُصَارَاكَ على رَعُومِ

مُخْلِصَة العِظامِ أو زَعُومِ (٣)

المُخْلِصة : التى قد خَلَص نِقْيُها.

* والزَّعيم : الكَفيلُ. زَعَم به ، يَزْعُمُ زَعْما وزَعامة. قال :

تَقُولُ هَلَكْنا إنْ هَلَكْتَ وإنَّمَا

على اللهِ أرْزَاقُ العِبادِ كمَا زَعَمْ (٤)

وزَعيمُ القومِ : سَيِّدُهم ورئيسهم. وقيل : رئيسهم المتكلِّم عنهُم. والجمع : زُعَماءُ.

* والزَّعامَة : السِّيادة والرّياسة. وقد زَعُمَ زَعامة. والزَّعامَةُ : السِّلاح. وقيل : الدّرع ، أو الدّروع. وزَعامة المال : أفضَله وأكثره ، من المِيراث ونحوه. وقولُ لَبِيد :

تَطِيرُ عَدَائِدُ الأشْرَاكِ شَفْعا

وَوِتْرًا والزَّعامَةُ للغُلامِ (٥)

فسَّره ابن الأعرابىّ ، فقال : الزَّعامة هنا : الدّرْع ، والرّياسة. وفسَّره غيره بأنه أفضل الميراث.

__________________

(١) هو فى لسان العرب بلا نسبة ( زعم ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى الأضداد ( ١٠٧ ، ١٨٦ ) ؛ وشرح أشعار الهذليين ( ١ / ٩٠ ) ؛ ولسان العرب ( زعم ) ؛ وتاج العروس ( زعم ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( زعم ).

(٤) البيت لعمرو بن شأس فى ديوانه ص ١٠٥ ؛ وخزانة الأدب ، ولسان العرب ( زعم ) ؛ وتاج العروس ( زعم ).

(٥) البيت للبيد فى ديوانه ص ٢٠٢ ؛ ولسان العرب ( عدد ) ، ( غدد ) ، ( طير ) ، ( شرك ) ، ( عزم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٩٠ ، ٢ / ١٥٨ ) ؛ وتاج العروس ( عدد ) ، ( غدد ) ، ( طير ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٦٥ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٦ / ٧٦ ).


* وزعِمَ زَعَما وزَعْما : طَمع. قال عَنترة :

عُلِّقْتُها عَرَضًا وأقْتُلُ قَوْمَها

زَعْما ورَبِّ البَيْتِ ليسَ بمَزْعَمِ (١)

وأزْعَمَه.

* وشِوَاءٌ زَعْم ، وزَعِم : مُرِشٌّ كَثيرُ الدَّسَم ، سريعُ السَّيَلان على النَّار.

* وأزْعَمَتِ الأرْضُ : طلَع أوَّل نَبْتِها ؛ عن ابن الأعرابىّ.

* وزَاعِم ، وزُعَيْم : اسمان.

مقلوبه : [ م ع ز ]

* الماعِز من الغَنم : ذو الشَّعَر. والأنثى ماعِزَة ، ومِعْزاة. والجمعُ : مَعْز ، ومَعَز ، ومَعِيز ، ومِعاز. قال القطامىُّ :

تَصَلَّيْنا بهِمْ وسَعَى سِوَانا

إلى البَقَر المُسَيَّب والمِعازِ (٢)

وكذلك مِعْزَى ومِعْزًى ، ألفه مُلْحِقة له ببناء هِجْرَع. وكل ذلك اسم للجمع. قال سيبويه : سألت يونُسَ عن مِعْزًى ، فيمن نوَّن ، فدَلَّ ذلك على أن من العَرَب من لا يُنَوّن. وقال ابن الأعرابىّ : مِعْزًى ، تصرف إذا شُبِّهَتْ بمِفْعَلٍ وهى فِعْلَى ، ولا تُصْرَف إذا حُمِلَتْ على « فِعلى » وهو الوجه عنده. قال :

أغارَ على مِعْزَاىَ لم يَدْر أنَّنِى

وصَفْراءَ مِنها عَبْلَةَ الصَّفَوَاتِ (٣)

أراد : لم يَدْرِ أننى مع صَفْراء. وهذا من باب « كلُّ رجُلٍ وضَيْعَتَه ». و « أنْتَ وشأْنَكَ ». وعَنى بالصَّفْراء : قَوْسًا غليظة جَناها من الصَّفَوَات ، مُصْفرةً من القِدَم. وهذا كما قيل للمُحْمَرَّةِ منها عاتِكة.

* والعَرَب تقول : « لا آتيكَ مِعْزَى الفِزْر » : أى أبدًا. موضع مِعْزَى الفِزْر نصبٌ على الظَّرف ، وأقامَه مُقامَ الدَّهْر ، وهذا منهم اتِّساع. قال اللِّحْيانىّ : قال أبو طَيْبَة : إنما تُذْكَر مِعْزَى الفِزْر بالفُرْقة ، فيُقال : لا يجتمع ذاك حتى تجتمع مِعْزَى الفِزْر. وقال : الفِزْر : رجُلٌ كان له بَنُون يَرْعَون مِعْزَاهُ ، فتواكلوا يومًا : أى أبَوْا أن يُسَرِّحوها. قال : فَساقها فأخْرَجَها ، ثم قال : هىَ النُّهَيْبَى والنُّهَيْبَى : أى لا يحلُّ لأحَد أن يأخذ منها أكثر من وَاحدة.

* ورجل مَعَّاز : صاحب مِعْزَى. قال :

__________________

(١) البيت لعنترة فى ديوانه ص ١٩١ ؛ ولسان العرب ( زعم ).

(٢) البيت للقطامى فى ملحق ديوانه ص ١٧٧ ؛ ولسان العرب ( معز ) ؛ وتاج العروس ( معز ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( معز ) ؛ والخصائص ( ١ / ٢٨٣ ).


*إذ رَضِىَ المَعَّازُ باللَّعُوقِ* (١)

* وأمْعَزَ القومُ : كَثُر مَعْزُهُم.

* والأُمْعُوزُ : جماعة التُّيوس من الظِّباء خاصّة. وقيل : الأُمْعُوز : الثَّلاثون من الظِّباء ، إلى ما بَلَغَت. وقيل : هو القَطيع منها. وقيل : هو ما بين الثَّلاثين إلى الأربعين. وقيل : هى الجماعة من الأوعال.

* والماعِزُ من الظِّباء : خلافُ الضَّائِن ، لأنها نوعان.

* والأمْعَزُ والمَعْزَاءُ : الأرض الحَزْنة الغَليظة ذات الحِجارة. والجمعُ : الأماعز والمُعْز ، فمن قال : أماعز ، فلأنه قد غلب غَلَبة الاسم. ومن قال : مُعْز فعلى توهم الصّفة. قال طَرَفة :

جمادٌ بها البَسْباسُ تُرْهِصُ مَعْزُها

بناتِ المخاضِ والسَّلاقمةَ الحُمْرَا (٢)

* والمَعْزَاءُ : كالأمعز ، وجمعها مَعْزَاوَات. وقال أبو عبيد فى المُصَنَّف : الأمْعَزُ والمَعْزَاء : الكثيرُ الحَصَى. حكى ذلك فى باب الأرض الغليظة. وقال فى باب فَعْلاء : المَعْزَاءُ : الحَصَى الصّغار. فعَبَّر عن الواحد الذى هو المَعْزَاء بالحَصَى ، الذى هو الجمع.

* وأمْعَزَ القوْمُ : صارُوا فى الأمْعَز.

* ورجل مَعِزٌ ، وماعز ، ومُسْتمعز : جادّ فى أمره. ورجل مَعِزٌ وماعز : شديد عَصَب الخَلْق وما أمْعَزَه!

* وماعز : اسم رجل. قال :

وَيْحَكَ يا عَلْقَمَة بْنَ ماعزِ

هَلْ لكَ فى اللَّوَاقِح الحَرَائِز؟ (٣)

وأبو ماعِز : كُنْيةُ رجل.

* وبنو ماعِز : بَطْن.

مقلوبه : [ ز م ع ]

* الزَّمَعةُ : الشَّعْرة التى خَلْف الثُّنَّة أو الرُّسْغ. والزَّمَعة : الزائدة ورَاء ظلْف الشَّاة. وهى

__________________

(١) الرجز لأبى محمد الفقعسى فى لسان العرب ( معز ) ؛ وتاج العروس ( معز ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٧ / ١٧٦ ).

(٢) البيت لطرفة بن العبد فى ديوانه ص ٦٠ ؛ ولسان العرب ( معز ) ؛ ( صلق ) ، ( صلقم ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٣٦٦ ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٢ / ١٦٠ ) ؛ والمخصص ( ١٠ / ٨٥ ).

(٣) الرجز فى عدة أبيات وهو بلا نسبة فى لسان العرب ( لقح ) وفيه « الجوائز » مكان » الحرائز » ؛ وهذا تصحيف ، ( ارز ) ، ( حرز ) ؛ وتاج العروس ( لقح ) ، ( معز ) ، ( ظلل ).


أيضًا الشَّعْرة المُدَلَّاة فى مُؤَخَّرِ رِجْل الشَّاةِ والظَّبْى والأرْنَب. والجمع : زَمَع وزِماع. قال أبو ذُؤَيْب :

فَرَاغَ وقَدْ نَشِبَتْ فى الزِّما

عِ واستحْكمَتْ مثْلَ عَقْدِ الوَتَرْ (١)

وأرْنَبٌ زَموع : تمشى على زَمَعتِها : إذا دَنَت من مَوْضِعها ، لئلا يُقَصَّ أثَرُها. وقيل : الزَّمُوع : السَّريعة.

* وقد زَمَعَت تَزْمَعُ زَمَعانا : أسْرَعَتْ.

* وأزْمَعَتْ : عَدَتْ.

* والزَّمَع : رُذالُ الناس وأتباعُهُم ، بمنزلة الزَّمَعِ من الظِّلْف. والجمع : أزماع.

* والزَّمَع والزَّماع : المَضاء فى الأمر ، والعزْمُ عليه.

* وأزْمَعَ الأمْرَ ، وبه ، وعليه : مَضى فيه.

* والزَّمِيع : الشُّجاعُ الذى يُزْمِع الأمْرَ ، ثم لا يَنْثَنِى. وهو أيضًا الذى إذا هَمَّ بأمرٍ مَضَى فيه. والجمع : زُمَعاء.

* وأزْمَعَ النَّبْتُ : إذا لم يَسْتَقِ ، وكان قِطَعا متفرّقة ، وبعضه أفضلُ من بَعْض.

* والزَّمَعَة : أصغرُ من الرّحاب ، بين كلّ رَحبَتين زَمَعَة ، تقصُر عن الوادِى. وجمعها : زَمَع. والزَّمَعَة ، الطَّلْعة فى نَوامى كَرْم العِنَب ، بعد ما يَصُوف. وقيل : الزَّمَعَة : العُقْدة فى مَخرَج العُنقود. وقيل : هى الحَبَّة إذا كانت مثل رأس الذَّرَّة. والجمع : زَمَع.

* وأزْمعتِ الحَبَلَة : خَرَج زَمْعُها وعَظُمَت.

* وقيل : الزَمَع : العِنب أوّل ما يَطْلُع.

* وزَمِع الرَّجلُ زَمَعا : جَزِع من خَوْف.

* والزَّمَع : القَلَق ؛ عن اللِّحيانىّ.

* وزَمَع يَزْمَع زَمْعا وزَمَعانا : أبطأ فى مَشْيِه.

* والأزامِع : الدَّواهى. واحدها : أزْمَع. قال عبد الله بن سمعان التَّغْلَبىّ :

وعَدْتَ فلم تُنْجِز وقِدْما وَعَدْتنى

فأخْلَفْتنى وتلكَ إحْدَى الأزَامِعِ (٢)

* وزُمَيع ، وزَمَّاع ، وزَمَعَة : أسماء.

__________________

(١) البيت لأبى ذؤيب فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٤ ؛ ولسان العرب ( زمع ) ؛ وتاج العروس ( زمع ).

(٢) البيت لعبد الله بن سمعان التغلبى فى لسان العرب ( زمع ) ؛ وتاج العروس ( زمع ).


مقلوبه : [ م ز ع ]

* مَزَع البعيرُ فى عَدْوِه يَمْزَعُ مَزْعا : أسْرَع. وكذلك الفَرَس والظَّبْىُ. وقيل : هو العَدْوُ الخفيف. وقيل : هُوَ أوَّلُ العَدْو ، وآخِرُ المَشْى.

وفَرَسٌ مِمْزَعٌ ، قال طُفَيل :

وكُلّ طَمُوحِ الطَّرْفَ شَقّاءَ شَطْبَةٍ

مُقَرَّبَةٍ كَبْدَاءَ جَرْدَاءَ مِمْزَعِ (١)

وَ مَزَعَ القُطْنَ يَمْزَعُه مَزْعا : نَفَشَهُ.

* ومَزَّعَتِ المَرأةُ القُطْنَ : قَطَّعته ، ثمَّ ألَّفَتْه ، فجَوَّدَتْهُ بذلك.

* والمِزْعَة : القِطْعَة مِنَ القُطْن والرّيش واللَّحْم ونحوِها. ومَزَّعَ اللَّحمَ ، فتَمَزَّعَ : فَرَّقَه فتفَرَّق.

* والمُزْعَة : بَقِيَّة الدَّسَم.

* وتَمَزَّعَ غَيْظًا : تقَطَّع.

* * *

[ أبواب العين مع الطاء ]

العين والطاء والدال

* العَطْدُ : الشِّدَّة.

* والعَطَوَّدُ : الشَّديد الشَّاقّ من كل شىء. وسَفَر عَطَوَّدٌ : شاقّ ، وقيل : بَعيد. قال :

فَقَدْ لَقِينا سَفَرًا عَطَوَّدًا

يَترُكُ ذا اللَّوْنِ البَصِيصِ أسْوَدَا (٢)

والعَطَوَّدُ : الانطلاق السَّرِيع. قال :

*إليكَ أشْكُو عَنَقا عَطَوَّدَا* (٣)

وقد حُكىَ كلُّ ذلك بالرَّاء مكانَ الوَاوِ ، وستراه فى الرُّباعىّ إن شاء الله. ويوْم عَطَوَّد : تامّ. والعَطَوَّد : الطَّويل. والعَطَوَّد : المُرْتفع.

__________________

(١) البيت لطفيل الغنوى فى ديوانه ص ٥٤ ؛ ولسان العرب ( مزع ) ؛ وتاج العروس ( مزع ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عطد ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٦١ ) ، وتاج العروس ( عطد ) ، وكتاب العين ( ٢ / ٥ ).

(٣) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عطود ) ؛ والمخصص ( ٣ / ١٠٧ ).


العين والطاء والذال

* العِذْيَوْطُ والعُذْيُوطُ : الذى إذا أتى أهلَه أبدَى ، أى سَلَح. وجمعه : عِذْيَوْطُون ، وعَذَايِيط ، وعَذاوِيط. الأخيرة على غير قياس. وقد عَذْيَطَ عَذْيَطَة. والاسِم : العَذْطُ. هذه عن كُرَاع.

مقلوبه : [ ذ ع ط ]

* ذَعَطَهُ يَذْعَطُه ذَعْطا : ذَبحَه ذَبحا وَحِيّا. وقيل : ذبحه أىَّ ذَبْح كان. وذَعَطَتْهُ المَنِيَّةُ على المَثَل.

* ومَوْتٌ ذَعْوَطٌ : ذاعِطٌ.

العين والطاء والثاء

* الثَّعِيطُ : دُقاقُ رَمْلٍ سَيَّال ، تنقُلُه الرّيح.

* والثَّعْطُ : اللَّحمُ المُتغَيِّر ، وقد ثَعِط ثَعَطا.

وكذلك الجلدُ إذا أنْتَنَ وتَقَطَّع.

وثَعِطَتْ شَفَتُهُ : وَرِمَتْ وتَشَقَّقَتْ.

مقلوبه : [ ث ط ع ]

* الثَّطَعُ : الزُّكامُ. وقيل : هو مِثل الزكام. وقد ثُطِع.

* وثَطَعَ الرَّجلُ ثَطْعا : أبْدَى ، وليسَ بثبْت.

العين والطاء والراء

* العِطْرُ : اسمٌ جامعٌ للطِّيب. والجمعُ : عُطور ، والعَطَّار : بائعهُ. وحِرْفَتُه العِطارة.

* ورجل عَطِر ، ومِعْطِير ، ومِعْطار. وامرأة عَطِرَة ، ومِعْطير ، ومُعَطَّرة : تَتَعَهَّد نَفْسَها بالطِّيب. فإذا كان ذلك من عادتها ، فهى مِعْطارٌ ومِعْطارَةٌ. قال :

عُلِّقَ خَوْدًا طَفْلَةً مِعْطارَهْ

إيَّاكِ أعْنِى فاسمَعى يا جارَهْ (١)

قال اللِّحيانىّ : ما كان على « مِفْعال » فإن كلام العَرَب والمُجمَع عليه : بغير هاءٍ فى المذكَّرِ والمُؤَنَّث ، إلَّا أحْرُفا جاءَتْ نَوَادِرَ قيل فيها بالهاءِ ، وسيأتى ذِكْرُها.

__________________

(١) الرجز لسهل بن مالك الفزارى فى مجمع الأمثال ( ١ / ٤٩ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عطر ) ، ( عنا ) ؛ وتاج العروس ( عطر ) ؛ والبيت الثانى من أمثال العرب ، وهو فى تهذيب اللغة ( ٣ / ٢١٢ ).


* وناقة عَطِرَة ، ومِعْطارة : تَبيع نفسها لحُسْنها. قال أبو حنيفة : المُعْطِرات من الإبل : التى كأنَّ على أوبارها صِبغا من حسنها ، وأصله من العِطْرِ. قال المَرَّارُ بنُ مُنْقِذٍ :

هِجانا وحُمْرًا مُعْطِرَاتٍ كأنَّها

حَصَى مَغْرَةٍ ألْوَانُها كالمَجاسِدِ (١)

وناقة مِعْطارٌ ، ومُعْطِر : شديدة ، عن ابن الأعرابىّ. ومِعْطِير : حَمْرَاءُ ، طَيِّبَةُ العَرَق. أنشد أبو حنيفة :

*كَوْماءُ مِعْطِيرٌ كلوْنِ البَهْرَمِ* (٢)

* وعُطَير ، وعُطْران : اسمان.

مقلوبه : [ ع ر ط ]

* اعْتَرَطَ الرَّجلُ : أبْعَد فى الأرض.

* وعِرْيَطٌ ، وأمُ عِرْيَطٍ ، وأمّ العِرْيَط ، كُلُّه : العَقْرَبُ.

مقلوبه : [ ط ع ر ]

* طَعَرَ المرأة طَعْرًا : نكحَها : وقيل هو بالزاى ، والراء : تصحيف.

مقلوبه : [ ر ط ع ]

* رَطَعَها يَرْطَعُها رَطْعا : كَطَعَرَها.

العين والطاء واللام

* عَطِلَتْ المَرأة عَطَلاً وعُطُولاً ، وتَعطَّلَت إذا لم يكن عليها حَلْىٌ. وامرأة عاطِل ، من نِسوَة عَوَاطِل وعُطَّل ؛ وعُطُلٌ منْ نِسْوة أعطال. فإذا كان ذلك عادتها ، فهى مِعْطالٌ. وجِيد مِعْطال : لا حَلْىَ عليه. وقيل الْعَاطِلُ منَ النِّساء : التى ليس فى عُنُقِها حَلْىٌ ، وإن كان فى يدَيها ورِجْليها.

* والأعطالُ من الخيل والإبل : التى لا قلائد عليها ، ولا أرسانَ لها. واحدُها : عُطُل. وناقة عُطُل : بلا سِمَة ؛ عن ثعلب. والجمع كالجمع. وقوله أنشده ابن الأعرابىّ :

*فى جِلَّةٍ منها عَدامِيسُ عُطُلْ* (٣)

يجوز أن يكون جمع عاطِل ، كبازل وبزُل ؛ ويجوز أن يكون العُطُل يقع على الواحد

__________________

(١) البيت للمرار بن منقذ فى لسان العرب ( عطر ) ؛ تاج العروس ( عطر ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عطر ) ، ( بهرم ) ؛ وتاج العروس ( عطر ) ، ( بهرم ) ؛ والمخصص ( ١١ / ٢٠٩ ).

(٣) الرجز فى عدة أبيات بلا نسبة فى لسان العرب ( قطع ) ، ( عطل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ١٩٥ ) ؛ وتاج العروس ( قطع ) ، ( عطل ) ؛ وفيها ( عراميس ) مكان ( عداميس ).


والجميع. وقَوْس عُطُل : لا وَتَر عليها ، وقد عَطَّلَها. ورجل عُطُل : لا سلاح له. وجمعه : أعطال.

* والتَّعْطيل : التَّفريغ. وعَطَّل الدَّارَ : أخلاها. وكلُّ ما تُرِك ضَياعا : مُعَطَّلٌ ومُعْطَل. ومن الشَّاذّ قراءة من قرأ : وبئر مُعْطَلَة [ الحج : ٤٥ ].

* والعَطَل : شخص الإنسان. وعمّ به بعضُهم جميعَ الأشخاص. والجمع : أعطال. والعَطَل أيضا : تمام الجسم وطولُه.

* والعَطِلَة من الإبل : الحَسَنة العَطَل. قال أبو عُبَيد : العَطِلاتُ من الإبل : الحِسان ، فلم يشتقَّهُ. وعندى : أن العَطِلات على هذا ، إنما هو على النَّسَب. والعَطِلَة أيضًا : النَّاقَة الصَّفِىُّ. أنشد أبو حَنِيفَة :

فَلا نَتَجاوَزُ العَطِلاتِ منها

إلى البَكْرِ المُقارِب والكَزُومِ

وَلَكِنَّا نُعِضُّ السَّيفَ مِنْها

بأسْؤُقِ عافياتِ اللَّحمِ كُومِ (١)

والعَطَل : العُنُق. قال رُؤْبة :

*أوْقَصُ يُخْزى الأقْرَبِينَ عَطَلُه* (٢)

* وشاة عَطِلَة : يُعْرف فى عُنُقِها أنها مِغْزار.

* وامرأةٌ عَيْطَل : طويلة. وقيل : طويلة العُنُق فى حُسْنِ جِسْم. وقيل : كلُّ ما طال عُنقه من البهائم : عَيْطل. وهَضْبة عَيْطَلٌ : طويلة. والعَيْطَل والعَطِيل : شِمْرَاخٌ من طَلْع فُحَّال النَّخل.

* وعَطالَة : اسم رجل وجَبَل.

* والمُعَطَّل : من شُعَراء هُذَيْل.

مقلوبه : [ ع ل ط ]

* العِلاط : صَفحة العُنُق من كلّ شىءٍ. والعِلاط : سمة فى عَرْض عُنُق البعيرِ والنَّاقة. وقال أبو علىّ فى التَّذكِرة : من كتاب ابن حبيب : العلاط يكون فى العنق عرضا. وربما كانَ خطّا واحدا ، وربما كان خطَّين ، وربما كان خُطوطا فى كلّ جانب. والجمع : أعْلِطة ، وعُلُط.

__________________

(١) البيتان للبيد فى ديوانه ص ١٠٤ ؛ ولسان العرب ( عطل ) ؛ وتاج العروس ( عطل ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٤ / ١٤٩ ) بالنسبة للأول والثانى فى تهذيب اللغة ( ٣ / ٢٢٩ ).

(٢) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٣٥ ؛ ولسان العرب ( عطل ) ؛ وتاج العروس ( عطل ).


* والإعْلِيطُ : كالعِلاط.

* وعَلَط البعيرَ والنَّاقةَ يَعْلِطُهُما ، ويعْلُطهما عَلْطا وعَلَّطَهما : وَسَمَهُما بالعِلاط. وربما سُمّى الأثر فى سالِفَته : عَلْطا ، كأنَّه سُمّى بالمَصْدَر. قال :

لأَعْلِطَنَ حَرْزَما بعَلْطِ

بِلِيتِه عند بُذوحِ الشَّرْطِ (١)

البُذُوح : الشُّقوق. حَرْزَم : اسم بعير. وعَلَطه بالقول أو بالشَّرّ ، يَعْلُطُه عَلْطا : وَسَمه ، على المَثَل. وقيل : هو أن يَرْمِيَه بعلامة يُعْرَفُ بها ، والمَعْنيان مُقْتَرِبان.

* وناقة عُلُط : بلا سِمَة ، كعُطُل. وقيل : بلا خِطام. وبعير عُلُط : بلا خِطام. وجمعها : أعلاط.

* والعِلاط : الحَبْل الذى فى عُنُق البعير.

* وعَلَّط البعيرَ : نزع عِلاطه من عُنقه. هذه حكاية أبى عُبَيْد. وقال كُراع : عَلَّط البعير : إذا نَزَع عِلاطَه من عنقه ، وهى سِمَةٌ بالعَرْضِ. وقول أبى عُبَيد أصَحُّ.

* وعِلاط الإبْرَة ، خَيْطُها.

وعِلاط الشَّمْس : الذى تراه كالخَيط إذا نظرْتَ إليها.

وعِلاط النُّجوم المُعَلَّق بها. والجمع : أعلاط. قال :

وأعْلاطُ النُّجُومِ مُعَلَّقاتٌ

كحَبلِ الفَرْقِ ليسَ لهُ انْتِصَابُ (٢)

الفَرْق : الكَتَّان. والعِلاطان ، والعُلْطَتان : الرَّقْمَتان اللَّتان فى أعْناق القَمارِىّ. قال حُمَيْد ابنُ ثَوْرٍ :

مِن الوُرْقِ حَمَّاءُ العِلاطَينِ باكَرَتْ

قَضِيبَ أشاءٍ مَطْلِعَ الشَّمْسِ أسحَما (٣)

وقيلَ العُلْطَتان : الرَّقْمتان اللَّتان فى أعناق الطَّير من القَمارِىّ ونحوها. وقال ثَعْلب : العُلْطتان : طَوْقٌ. وقيل : سِمَة ، ولا أدرى كيف هذا؟ والعُلْطَتان : وَدَعَتان تكونان فى أعناق الصّبْيان. قال :

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( بذح ) ، ( علط ) ، ( حرزم ) ؛ وتاج العروس ( بذح ) ، ( علط ) ، ( حرزم ).

(٢) البيت لأمية بن أبى الصلت فى ديوانه ص ١٩ ؛ ولسان العرب ( قرق ) ؛ وتاج العروس ( علط ) ؛ وكتاب العين ( ٢ / ١١ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٩ / ٣٥ ) ؛ وتاج العروس ( فرق ) ، ( قرق ).

(٣) البيت لحميد بن ثور فى ديوانه ص ١٣٢ ؛ ولسان العرب ( علط ) وفيه ( الأُرْق ) مكان ( الوُرْق ) ، و ( قضيب ) مكان ( عسيب ).


جارِيةٌ مِن شِعبِ ذى رُعَيْنِ

حَيَّاكَةٌ تَمْشِى بعُلْطَتَيْنِ (١)

وقيل : عُلْطتاها : قُبُلُها ودُبُرُها ، جعلَهما كالسِّمَتين.

* والعُلْطَة ، والعَلْط : سَواد تخُطُّه المرأة فى وجهها ، تَزَيَّنُ به.

* ونَعْجة عَلْطاء : بعُرْضِ عُنُقها عُلْطَة سَواد ، وسائرُها أبيض.

* والعِلاطُ : الخُصُومة والشَّرّ والمُشاغَبَة. قال المُتَنَخِّل :

فَلا واللهِ نادَى الحَىُّ ضَيْفِى

هُدُوّا بالمَساءَةِ والعِلاطِ (٢)

أى : لا نادَى.

* والإعْلِيط : ما سَقَط وَرَقُه منَ الأغصان والقُضْبان. وقيل : هو وِعاء ثَمَر المَرْخ. قال امُرُؤ القَيْس :

*كإعْلِيطِ مَرْخٍ إذا ما صَفِرْ* (٣)

واحِدَتُه إعْلِيطة.

* والعِلْيَطُ : شَجَر بالسَّرَاة ، تُعْمل منه القِسىّ قال حُمَيد بن ثَوْر :

تكادُ فُرُوعُ العِلْيَطِ الصُّهْبُ فَوْقَنا

بهِ وذُرَا الشِّرْيانِ والنِّيمِ تلتقى (٤)

* واعْلَوَّطَنِى الرَّجلُ : لَزِمنى. واشْتَقَّه ابن الأعرابىّ فقال : كما يلزم العِلاط عُنُق البعير. وليس ذلك بمعروف. وَالإعْلِوَّاط : ركوب العُنُق والتَّقَحُّم على الشَّىْء من فَوْق. واعْلَوَّطَ الجمَلُ النَّاقَة : ركبَ عُنُقَها وتقَحَّم مِنْ فَوْقها. وَالاعْلِوَّاط : الأخذ والحَبْس. والاعْلِوَّاط : ركُوبُ المَرْكوب عُرْيا. قال سيبويه : لا يُتَكَلَّمُ به إلا مَزِيدًا.

* والمَعْلُوط : اسم شاعر.

* وعِلْيط : اسم.

__________________

(١) الرجز فى عدة أبيات لحبينة بن طريف العكى فى لسان العرب ( خلج ) ، ( علط ) ؛ وتاج العروس ( خلج ) ، ( علط ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( رعن ) ؛ وتاج العروس ( نعظ ) ، ( رعن ) ؛ والمخصص ( ٢ / ١٦٧ ، ٧ / ٥٩ ).

(٢) للمتنخّل الهذلى فى خزانة الأدب ( ١٠ / ٩٤ ) ؛ وشرح أشعار الهذليين ( ٣ / ١٢٦٩ ) ؛ ولسان العرب ( علط ).

(٣) للنمر بن تولب فى لسان العرب ( حشر ) ، ( مشر ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٦٨ ، ١١ / ٣٦٧ ) ؛ والمخصص ( ١٧ / ٣٤ ) ؛ وتاج العروس ( حشر ) ؛ ولم أقع عليه فى ديوانه ، وهو لامرئ القيس فى ملحق ديوانه ص ٤٥٩ ؛ ولسان العرب فى ( علط ).

(٤) لحميد بن ثور فى ديوانه ص ١١٣ ؛ ولسان العرب ( علط ) ؛ وتاج العروس ( علط ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص.


مقلوبه : [ ل ع ط ]

* لَعَطَه بسهم لَعْطا : رماه فأصابه به. ولعَطَه بعين لَعْطا : أصابه.

* واللُّعْطَة : خط بسواد أو صُفرة ، تخطُّه المرأة فى خَدّها ، كالعُلطةِ. ولُعْطَة الصَّقْر : سُفْعة فى وجهه. وشاةٌ لَعْطاء : بيضاءُ عُرضِ العُنق. ولُعْط الرَّمْل : إبْطه. والجمع : ألعاط.

* قال أبو حنيفة : لَعَطَت الإبل لَعْطا والْتعَطت : لم تَبْعُد فى مَرْعاها ، ورَعَت حول البيوت.

* والمَلْعَط : ذلك المَرْعَى.

* ولَعْوَط : اسم.

مقلوبه : [ ط ل ع ]

* طَلَعَتِ الشَّمْسُ والقمرُ والنُّجومُ ، تطْلُعُ طُلُوعًا ومَطْلِعا ، وَهو أحَدُ ما جاء من مَصادِر » فَعَل يفْعُل » على مَفعِل ، والفتح فيه لغة ، وهو القياس ، والكسر أشهر. وآتيك كلّ يوم طَلَعَتْه الشَّمْس : أى طَلعت فيه. وفى الدُّعاء : طَلَعَت الشَّمسُ ولا تَطْلُع بنفَس أحدٍ منا. عن اللِّحيانىّ أى لا مات واحد منا مع طُلوعها. أراد : ولا طَلَعَتْ ، فوضع الآتى موضع الماضى. وأطلع : لغة فى ذلك كلِّه. قال رُؤْبة :

*كأنَّهُ كَوكبُ غَيْمٍ أطْلَعا* (١)

* وطِلاع الأرض : ما طَلَعَت عليه الشَّمسُ منها. ومنه حديث عمر رضى الله عنه : « لو أنَّ لى طِلاعَ الأرض ذَهَبا لافْتَدَيْتُ بهِ من هَوْلِ المُطَّلَع ». وقيل : طِلاع الأرض : مِلْؤُها حتى يُطالِعَ أعلاهُ أعلاها ، فيُساويَه. ومنه قول أوس بن حَجَر ، يصف قوسًا وغِلَظ مَعْجِسِها :

كَتُومٌ طِلاعُ الكَفِّ لا دُونَ مِلْئِها

ولا عَجْسُها عن موضع الكَفّ أفْضَلا (٢)

* وطَلَع الرجل على القوم يَطْلَعُ ويطلُع طُلوعًا ، وأطْلَع : هَجَم. الأخيرة عن سيبويه. وطَلَع عليهم : غاب. وهو من الأضداد.

* وطَلْعة الرجل : شَخْصُه وما طَلَع منه.

* وتطَلَّعه : نظر إلى طَلْعَته نظر حُبّ أو بِغْضَةٍ أو غَيرهما. وفى الخبر عن بعضهم : أنه

__________________

(١) الرجز لرؤبة وشطره الثانى : * أو لمعُ برقٍ أو سراجٍ أشمعا* فى ديوانه ص ٩١ ؛ ولسان العرب ( طلع ) ؛ وتاج العروس ( شمع ) ، ( طلع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( شمع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٤٥٠ ) ؛ والمخصص ( ١١ / ٣٩ ) ؛ وكتاب العين ( ١ / ٢٦٧ ).

(٢) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ٨٩ ؛ ولسان العرب ( طلع ) ، ( فضل ) ، ( كتم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٧١ ، ١٠ / ١٥٥ ) ؛ وتاج العروس ( طلع ) ، ( فضل ) ، ( كتم ) ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين ( ٢ / ١٣ ).


كانت تَطَلَّعُه العَين صُورَةً.

* وطَلِع الجَبَلَ ، وطَلَعَه يطْلَعُه طُلُوعًا : رَقِيَهُ. وطَلَعَت سِنّ الصَّبِىّ : بدَت شَباتُها. وكلُّ باد من عُلْو : طالع. وفى الحديث : هذا بُسْرٌ قد طَلَع اليمن. أى قَصدَها من نَجْد.

* وأطلَعَ رأسَه : إذا أشْرَفَ على شىءٍ. وكذلك اطَّلَع ، وأطلعَ غَيرَه ، واطَّلَعَه. والاسم : الطَّلاعُ.

* وأطْلَعَه على الأمر : أعلَمه به. والاسم : الطِّلْعُ.

* وطَلَعَ على الأمر يَطْلُع طُلوعًا ، واطَّلَعَه ، وتَطَلَّعَهُ : عَلِمَه.

* وطالَعَهُ : أتاه فنظَر ما عِنْدَه. قال قَيْسُ بن ذَرِيح :

كأنَّكَ بِدْعٌ لم تَرَ النَّاسَ قَبلَهمْ

ولم يَطَّلِعْكَ الدَّهْرُ فيمن يُطالِعُ (١)

* واسْتَطْلَعَ رأيَهُ : نظر ما هو.

* والطَّلِيعة : القَوْم يُبْعَثون لُمطالعة خبرِ العَدُوّ. الواحد والجميع فيه سَواءٌ. وطَليعة القوم : الذى يَطْلُع من الجيش.

* وامرأة طُلَعَة : تُكثر التَّطَلُّع. ونَفْسٌ طُلَعَة : شَهْمَة مُتَطَلِّعة. على المَثَل. وكذلك الجميع. وفى كلام الحسن : إن هذه النُّفوس طُلَعة ، فافدَعوها بالمواعظ ، وإلا نَرَعَت بكم إلى شرّ غاية.

* ورجل طِلَّاع أنْجُد : غالب للأُمور. قال :

وقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دُونَ هَمِّهِ

وقد كانَ لولا القُلُ طَلاع أنْجُدِ (٢)

* وتَطَلَّع الرجلَ : غلَبَه وأدْرَكَه ؛ أنشد ثعلب :

وأحْفَظُ جارِى أنْ أخُالِطَ عِرْسَهُ

ومَوْلاىَ بالنَّكْرَاءِ لا أتَطَلَّعُ (٣)

* والطَّلْع منَ الأرَضِين : كلّ مطمئِنّ فى كل رَبْو ، إذا طَلَعْتَ رأيْتَ ما فيهِ. وطِلْع الأكمَة : ما إذا عَلَوْتَه منها ، رأيْتَ ما حَوْلَها.

* ونَخْلَة مُطْلِعَة : مُشْرفة على ما حَوْلَها.

* والطَّلْع : نَوْر النَّخْلة ، ما دامَ فى الكافور. الواحدة : طَلْعة.

__________________

(١) البيت لقيس بن ذريح فى ديوانه ص ٥٥ ؛ ولسان العرب ( طلع ) وفيه ( قبلها ) مكان ( قبلهم ).

(٢) البيت لخالد بن علقمة الدارمى فى لسان العرب ( نجد ) ، ( قلل ) ؛ وتاج العروس ( نجد ) ، ( قلل ) ؛ ولراشد بن درواس فى تاج العروس ( طلع ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( طلع ).

(٣) البيت لبرذع بن عدى الأوسى فى مجالس ثعلب ص ٢٥٣ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( طلع ) ؛ وتاج العروس ( طلع ).


* وطَلَع النَّخلُ طُلُوعًا ، وأطْلَعَ وطَلَّع : أخْرَجَ طَلْعَه.

* وأطْلَعَ الشَّجَرُ : أوْرَق. وأطْلَعَ الزرع : بَدَا.

* والطُّلَعاء : القَىْء.

* وأطْلَع الرجلُ : قاء.

* وقَوسٌ طِلاعُ الكَفّ : يَمْلأُ عَجْسُها الكف ، وهذا طِلاع هذا : أى قَدْرُه. وما يَسُرُّنِى به طِلاع الأرض ذَهَبا : أى مِلْؤُها.

* وهو بِطَلْعِ الوادى ، وطِلْعِ الوادى : أى ناحيِته. أُجْرى مُجْرَى وزن الجَبَل.

* والاطِّلاعُ : النجاة عن كُراع.

* وأطْلَعَتِ السَّماء : بمعنى أقْلَعَتْ.

* وطُوَيْلِع : ماء لبنى تميم.

مقلوبه : [ ل ط ع ]

* لَطَعَهُ لَطْعا : لَعِقَه لَعْقا.

* ورجل لَطَّاع : قَطَّاع ، فلطَّاع يَمُص أصابعه إذا أكَل ، ويَلْحَسُ ما عَليها. وقَطَّاع : يأكل نصف اللُّقْمة ، ويردّ النِّصف الثانى.

* واللَّطَع : تَقَشُّر فى الشَّفَة وحُمْرة تَعْلوها. واللَّطَع أيضًا : رِقَّة الشَّفَة ، وقلَّة لحمها. وهى شفة لَطْعاء.

* ولِثَة لَطْعاء : قَليلة اللَّحْم.

* والألْطع : الذى ذَهَبَتْ أسْنانُه من أصُولِها يكون ذلك فى الشابّ والكبير. لَطِع لَطَعا ، وهو ألْطَع. وقيل : اللَّطَع : أن تَحاتَّ الأسنانُ وتَقْصرَ حتى تَلْزَقَ بالحَنَكِ. وقيل : هُوَ أنْ تَرَى أُصُولَ الأسنانِ فى اللَّحْم.

* واللَّطْعاء : اليابسة الفَرْج. وقيل : هى المَهْزُولة وقيل هى الصَّغيرة الجِهاز. والاسْم من كلّ ذلك اللَّطَع.

* ورَجُلٌ لُطَع : لَئِيم ، كَلُكَعٍ.

العين والطاء والنون

* العَطَن للإبِل : كالوطَن للنَّاس. وقد غلب على مَبرَكِها حَوْل الحوض. والجمع : أعطان. وعَطَنَتِ الإبل تَعْطِن وتَعْطُنُ عطونا ، فهى عَوَاطِنُ وعُطُون. ولا يُقال إبِلٌ عُطَّان.


* وأعْطَنَها : حَبَسَها عندَ الماء فَبرَكَتْ بعد الوِرْدِ. قال لبِيد :

عافَتا المَاءَ فَلَمْ يُعْطِنْهُما

إنَّما يُعْطِن أصحَابُ العَلَلْ (١)

والاسم : العَطَنة. وأعْطَن القومُ : عَطَنَتْ إبِلُهُم.

* وقوم عُطَّان ، وعُطُون وعَطَنَةٌ. نزلُوا فى أعْطان الإبِل.

وقول أبى محمدٍ الحَذْلَمِىّ :

*وعَطَّنَ الذِّبَّانُ فى قَمْقامِها* (٢)

لم يفَسِّره ثعلب. وقد يجوز أن يكون عَطَّن : اتَّخذ عَطَنا ، كقولك : عَشَّش الطَّائر : إذا اتَّخذ عُشّا.

* والعُطُون أيضًا : أنْ تُرَاحَ النَّاقةُ بعدَ شُرْبها ، ثم يُعْرَض عليها الماء ثانية. وقيل : هو إذا رَوِيَتْ ثم برَكَت. قال كعب بن زُهَير يصف الحُمُر :

ويَشْرَبْنَ مِنْ باردٍ قَدْ عَلِمْنَ

بألَّا دِخالَ وألَّا عُطُونا (٣)

* ورجل رَحْبُ العَطَن : أى رَحْب الذراع ، كثير المال ، واسع الرَّحْل.

* وعَطِن الجِلْد عَطَنا ، فهو عَطِن ، وانْعَطَن : وُضِع فى الدّباغ ، وتُرِك حتى فَسَد وأنْتَنَ. وقيل : هو أن يُنْضَح عليه الماءُ ، ويُلَفَّ ويُدْفَنَ يَوْمًا ولَيْلَةً ، ليَسْتَرْخىَ صُوفه أو شَعره ، فيُنْتَف ، ويُلْقَى بعد ذلك فى الدّباغ ، وهو حينئذ أنَتنُ ما يكون. وقيل : العَطَنُ فى الجلد : أن تُؤخذ عَلْقَى ، وهو نَبْت أو فَرْث أو مِلْح ، فيُلْقَى الجلد فيه حتى يُنْتِن ، ثم يُلْقَى بعد ذلك فى الدّباغ.

* وقال أبو حنيفة : انْعَطَنَ الجِلْدُ : اسْتَرْخى شعرُه وصوفُه من غير أن يفْسُد. وعَطَنَهُ يَعْطِنُهُ ويعْطُنه عَطْنا ، فهو مَعْطُونٌ وعَطين وعَطَّنه : فعل به ذلك.

* والعِطانُ : فَرْثٌ أو مِلْحٌ يُجْعَل فى الإهاب ، كىْ لا يُنْتِن.

* ورجل عَطِين : مُنْتِن البشرة. ويُقال : إنما هو عَطِينَةٌ : إذا ذُمّ فى أمرٍ ، أى أنه مُنْتِن كالإهاب المَعْطون.

__________________

(١) البيت للبيد فى ديوانه ص ١٨٥ ؛ ولسان العرب ( عطن ) ؛ وتاج العروس ( عطن ) ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين ( ٢ / ١٤ ، ١ / ٨٨ ).

(٢) هو لأبى محمد الحذلمى فى لسان العرب ( عطن ) ؛ وتاج العروس ( عطن ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( قمم ).

(٣) البيت لكعب بن زهير فى ديوانه ص ١٠٥ ؛ ولسان العرب ( دخل ) ، ( عطن ) ؛ وتاج العروس ( عطن ).


مقلوبه : [ ع ن ط ]

* العَنَط : طُولُ العُنُق وحُسْنُه. وقيل : هو الطُّول عامَّة. رجل عَنَطْنَطٌ ، والأنثى : بالهاء. وفرسٌ عَنَطْنَطَةٌ : طويلة. قال :

*عَنَطْنَطٌ تعْدُو به عَنَطْنَطَهْ* (١)

* والعَنَطْنَطُ : الإبريق ، لطول عُنُقه ، أنشدنى بعض من لَقيت :

فقَرَّبَ أكْوَاسا له وعَنَطْنَطا

وجاءَ بتُفَّاحٍ كَثِيرٍ دَوَارِكِ (٢)

مقلوبه : [ ط ع ن ]

* طَعَنَهُ يَطْعُنُه ويَطْعَنُه طَعْنا ، فهو مَطعونٌ وطَعِين ، من قومٍ طُعْن : وخَزَه بحَرْبة ونحوها. الجمع : عن أبى زَيد. ولم يقل طَعْنَى.

* والطَّعْنة : أثَر الطَّعْن. وقول الهُذَلىّ :

فإن ابنَ عَبْسٍ قد عَلِمْتُمْ مَكانَهُ

أذاعَ به ضَرْبٌ وطَعْن جَوَائِفُ (٣)

الطَّعنُ هاهنا : جمع طَعْنَةٍ ، بدليل قوله جَوَائف.

* ورجل مِطْعن ، ومِطْعان : كثير الطَّعْن. قال :

مَطاعِينُ فى الهَيْجا مَكاشيفُ للدُّجى

إذا اغْبَرَّ آفاقُ السَّماءِ من القَرْصِ (٤)

وطاعَنَه مُطاعنة وطِعانا. قال :

كأنَّه وجْهُ تُرْكِيَّينِ قد غَضِبا

مُسْتَهْدِف لطِعانٍ فيه تذْبِيبُ (٥)

وتطاعَن القومُ تطاعُنا وطِعِنَّانًا. الأخيرة : نادرة واطَّعَنُوا ، أبْدَلْتَ تاء » اطْتَعَنَ » طاء ألبتة ، ثم أدغمتها.

* وطَعَنَه بلسانه ، وطعَن عليه يَطْعُن ويطْعَن طَعْنا وطَعَنانا : ثَلَبه. على المَثَل. وقيل : الطَّعْنُ بالرُّمْح ، والطَّعَنان بالقَوْل. قال أبو زُبَيْدٍ الطَّائىّ :

__________________

(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عنط ) ، ( عظم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٨ / ٦٣ ) ؛ وتاج العروس ( عنط ) ؛ والمخصص ( ٦ / ١٦١ ).

(٢) بلا نسبة فى لسان العرب ( عنط ) ؛ وتاج العروس ( عنط ).

(٣) البيت لساعدة بن جؤية فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٥٦ ؛ وللهذلى فى لسان العرب ( طعن ) ؛ وتاج العروس ( طعن ).

(٤) البيت لأوس بن حجر فى ديوانه ص ٥١ ؛ ولسان العرب ( قرس ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( طعن ) ؛ وتاج العروس ( طعن ) ، وفيه ( أبيض ) مكان ( أغبر ).

(٥) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( طعن ) ؛ وتاج العروس ( طعن ).


وأبَى المُظْهِرُ العَداوةِ إلَّا

طَعَنانا وقَوْلَ ما لا يُقالُ (١)

ورجل طَعَّان بالقَول.

* وطَعَن فى المَفازة ونحوِها يَطْعُنُ : مَضَى فيها وأمْعَن. وطَعَن اللَّيلَ : سارَ فيه. كُلُّه على المَثَل.

* والطَّاعُون : داءٌ مَعْروف. وطُعِن الرجلُ والبعيرُ ، فهو مَطْعُون ، وطَعِين : أصابه ذلك.

مقلوبه : [ ن ع ط ]

* ناعِطٌ : جَبَل باليمن. وناعِط : بطن من هَمْدان. وقيل : هو حِصْن فى أرضِهم.

مقلوبه : [ ن ط ع ]

* النَّطْعُ ، والنِّطْع ، والنَّطَع ، والنِّطَع ، من الأدَم : معروف. قال ابنُ جِنِّى : اجتمع أبو عبد الله بن الأعرابىّ وأبو زياد الكلابىّ على الجسرِ ، فسأل أبو زِياد أبا عبد الله عن قول النَّابغة :

*على ظَهْرِ مِبْناةٍ جديدٍ سُيُورُها* (٢)

فقال ابن الأعرابىّ : النَّطْع : بالفتح. وقال أبو زِياد : لا أعرفه. فقال : النِّطْع بالكسر. فقال أبو زياد : نَعَمْ. والجمع : أنْطُع ، وأنطاع ، ونُطُوع.

* والنِّطْع ، والنَّطَعُ ، والنَّطَعُ ، والنَّطَعَة : ما ظَهَرَ من غار الفم الأعلى. وهى الجلدة الملَتزِقة بعظم الخُلَيْقاء ، فيها آثارٌ كالتحزيز. وهناك مَوْقع اللِّسان فى الحَنَك. والجمع : نُطُوع. ويقال لموقعه من أسفله الفَراش.

* والتَّنَطُّعُ فى الكلام : التَّعَمُّق.

* وتَنَطَّع فى شهوته : تأنَّق.

العين والطاء والفاء

* عَطَف يَعْطِف عَطْفا : انصرف.

* ورجل عَطُوف ، وعَطَّاف : يَحْمى المنهزمين.

__________________

(١) البيت لأبى زبيد الطائى فى ديوانه ص ١٣٠ ؛ ولسان العرب ( طعن ) ؛ وتاج العروس ( طعن ) ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٢ / ١٧٧ ) ؛ وكتاب العين ( ٢ / ١٥ ) ؛ والمخصص ( ٦ / ٨٧ ، ١٢ / ١٧٠ ).

(٢) هو للنابغة الذبيانى فى ديوانه ص ٣١ ؛ ولسان العرب ( نطع ) ، ( بنى ) ؛ وكتاب العين ( ٧ / ٤٣٣ ، ٨ / ٣٨٢ ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٣ / ٣٥٧ ، ٥ / ٤٩٤ ) ؛ وتاج العروس ( نطع ) ، ( بنى ) ، وشطره الأخير ( العجز ) [ *يطوفُ بها وسط الطيمة بائعُ* ].


* وعَطَف عليه يعْطِف عَطْفا : رجع عليه بما يَكْرَهُ ، أوْلَه إلى ما يُريد.

* وتَعَطَّف عليه : وَصَلَهُ وبَرَّه ، وتعَطَّف على رَحِمه : رَقَّ لهَا.

* والعاطفة : الرَّحِم ، صفة غالبة.

* ورجل عاطِف ، وعَطُوف : عائد بفضله ، حَسَن الخُلُق. وقول مُزَاحِمٍ العُقَيْلىّ ، أنشده ابنُ الأعرابىّ :

وَجْدى بها وَجْدُ المُضِلّ قَلُوصَه

بنَخْلَة لم تَعْطِفْ عليه العَوَاطِفُ (١)

لم يفَسِّر العواطف. وعندى أنه يُريد الأقدار العَواطِفَ على الإنسان بما يُحِبّ.

* وعَطَف الشىءَ يعْطِفُه عَطْفا وعُطُوفا ، فانْعَطَف ، وعَطَّفَه فتعَطَّف : حناه وأماله.

* وقوْسٌ عَطُوف ومُعَطَّفَة : مَعْطُوفَةُ إحدَى السِّيَتَين على الأُخْرَى.

* والعَطِيفَة والعِطَافة : القَوْس ؛ قال ذو الرُّمَّة :

وأشْقَرَ بَلَّى وَشْيَهُ خَفَقانُهُ

على البِيضِ فى أغمادِها والعَطائفِ (٢)

وقد عَطَفها يَعْطِفها.

* وقوْسٌ عَطْفَى : مَعْطوفة. قال أُسامَةُ الهُذَلىّ :

فَمَدَّ ذِرَاعَيْهِ وأجْنَأَ صُلْبَه

وفَرَّجَها عَطْفَى مَرِيرٌ مُلاكِدُ (٣)

وكل ذلك لتعطُّفِها وانحنائها. وقول ساعدةَ بن جُؤَيَّة :

مِن كُلّ مُعْنِقَةٍ وكلّ عِطافَةٍ

منها يُصَدّقُها ثَوَابٌ يَزْعَبُ (٤)

يعنى بعِطافة هنا : مُنْحَنى. يصِف صخرة طويلة ، فيها نَحْل.

* وشاةٌ عاطِفة : بَيِّنة العُطُوف ، والعَطْف ، تَثْنِى عُنُقها لغَير عِلَّة.

* وظَبْيَةٌ عاطِف : تَعْطِفُ عُنُقَها إذا رَبَضتْ.

* وتَعاطَف فى مَشْيِه : تَثَنَّى.

* والعَطَف : انْثِناءُ الأشفارِ. عن كُراع ، والغَين أعلى.

__________________

(١) البيت لمزاحم العقيلى فى ديوانه ص ٢٩ ؛ ولسان العرب ( عطف ).

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٦٣٤ ؛ ولسان العرب ( عطف ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٨١ ) ؛ وتاج العروس ( ٢٤ / ١٧١ ).

(٣) البيت لأسامة بن الحارث الهذلى فى زيادات شرح أشعار الهذليين ص ١٣٥١ ؛ ولسان العرب ( لكد ) ، ( عطف ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ١٢٠ ) ؛ وتاج العروس ( لكد ) ، ( عطف ).

(٤) البيت لساعدة بن جؤية الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٠٨ ؛ ولسان العرب ( ثوب ) ؛ وتاج العروس ( ثوب ) ، ( عطف ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( عطف ).


* وعَطَف النَّاقةَ على الحُوار والبَوّ : ظأَرَها.

* وناقة عَطُوف : عاطفة. والجمع : عُطُف.

* والعَطُوف : المُحِبَّة لزوجها.

* وامرأة عَطِيف : هَيِّنَةٌ لَيِّنة ، ذَلُول مِطْوَاع ، لا كِبْرَ لَهَا.

* والعَطُوف ، والعاطُوف : مِصْيَدَة فيها خَشَبة مَعْطوفة الرأس.

* والعَطْفَة : خَرَزَة يُعَطَّف بها الرجال. وأرَى اللِّحيانىّ حَكى العِطْفَة بالكسر.

* والعِطْفُ : المَنْكِبُ. وعِطْفا الرَّجُل والدَّابَّة : جانباه ، من لدن رأسِه إلى وَرِكه. والجمع : أعطاف وعِطاف ، وعُطُوف. وثَنى عِطْفَه : أعْرَض. مَرَّ ثانىَ عِطْفِه : أى رَخىَّ البال. وفى التنزيل : ( ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) [ الحج : ٩٥ ] وقال أبو سَهم الهُذَلىّ يَصف حِمارًا :

يُعالج بالعِطْفَين شأْوًا كأنَّهُ

حَرِيقٌ أُشِيعَتْهُ الأَباءَةُ حاصِدُ (١)

أراد : أُشِيعَ فى الأباءَة ؛ فحذَف الحرف وقَلَب. وحاصد : أى يَحْصُد الأباءَة بإحراقه إيَّاها. وَمَرَّ ينْظُر فى عِطْفَيْهِ : إذا مَرَّ مُعْجَبا.

* والعِطاف : الرّداء. والجمع عُطُف. وكذلك المعْطَف. وقيل : المعاطف : الأردية ، لا واحد لها. واعْتطَف به : ارْتَدَى.

* والعِطاف : السَّيْف ، لأن العرَب تُسَمِّيه رِداء. قال :

ولا مالَ لى إلا عِطافٌ وَمِدْرَعٌ

لكُمْ طَرَفٌ منهُ حديدٌ ولى طَرَفْ (٢)

والعِطاف : الإزار. وقد تعَطَّفَ به. واعتطف الرّدّاءَ والسَّيْف والقوسَ ، الأخيرة عن ابن الأعرابىّ. وأنشد :

ومَنْ يعْتَطِفْهُ على مِئزَرٍ

فَنِعْمَ الرّدَاءُ على المِئْزَرِ (٣)

وقوله ، أنشده ابن الأعرابىّ :

لَبِسْتَ عَليكَ عِطافَ الْحَياءْ

وجَلَّلك المَجْدَ بَنْىُ العَلاءْ (٤)

__________________

(١) البيت لأبى سهم الهذلى ( أسامة بن الحارث ) فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٩٨ ؛ ولسان العرب ( عطف ).

(٢) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عطف ) ، ( جبل ) ؛ والمخصص ( ٦ / ١٦ ) ؛ وتاج العروس ( عطف ).

(٣) بلا نسبة فى لسان العرب ( عطف ) ؛ وتاج العروس ( عطف ).

(٤) الرجز لابن الأعرابى فى اللسان ( عطف ).


إنما عَنى به رِداء الحياء أو حُلَّته استعارة.

* والعِطْفَةُ : شَجرَة يُقال لها العَصْبَة. وقد تقدَّمت. قال الشَّاعر :

تَلَبَّسَ حُبُّها بدَمى ولَحْمى

تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بفُروع ضَالِ (١)

وقال مرَّة : العَطَف ، بفتح العين والطاء : نَبْتٌ يَتَلَوَّى على الشَّجَر ، لا وَرَق له ، ولا أفنان ، تَرْعاه البَقَر خاصَّة ، وهو مُضِرٌّ بها. ويزْعُمون أن بعض عروقه يُؤْخَذ ويُلْوَى ويُرْقَى ويُطْرَح على المرأةِ الفارِك ، فَتُحِبَّ زوجَها.

* وعَطَّاف وعُطَيْف : اسمان. والأعرَف غُطَيف ، بالغين المعجمة.

مقلوبه : [ ع ف ط ]

* عَفَطَ يَعْفِطُ عَفْطا ، وعَفَطانا ، فهو عافِطٌ وعَفِطٌ : ضَرَط. قال :

*يا رُبَّ خالٍ لكَ فَعْفاعٍ عَفِط* (٢)

* والمِعْفَطَة : الاسْتُ. وعَفَطَتْ النَّعْجة والماعزة تَعفِطُ عَفيطا : كذلك.

* وما له عافِطَةٌ ولا نافِطَة. العافِطَة : النَّعْجة ، لأنها تعْفِط ، أى تَضْرط. والنَّافِطَة : إتباع وقيل : النَّافِطة : العْنز أو النَّاقة.

* وعفَطت الضأنُ بأنُوْفها ، تَعْفِط عَفْطا وعَفِيطا. وهو صوت ليس بعُطاس. وقيل : العَفْطُ والعَفيط : عُطاس المَعْز. والعافِطةُ : الماعِزَة إذا عَطَسَت.

* وعَفَطَ فى كلامه يَعْفِطُ عَفْطا : تَكَلَّمَ العَرَبيَّة. فلم يُفْصِح. وقيل : تكلَّم بكلام لا يُفْهَم.

* ورجل عَفَّاط وعِفْطِىّ : ألْكَن.

* والعَافِطَةُ : الأمَةُ ، لأنها تعفِطُ فى كلامِها. والعافِطُ : الراعى. ومِن سَبِّهم : يا بن العافِطَة : أى الرّاعية.

العين والطاء والباء

* العَطَبُ : الهَلاك ، يكون فى النَّاس وغيرهم. عَطِبَ عَطَبا ، وأعْطَبَه.

* وعَطِب البَعيرُ والفرسُ : انكسر. واستعمل أبو عبيدٍ العَطَبَ فى الزَّرْع ، فقال : فُنرَى

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( عصب ) ، ( لبس ) ، ( عطف ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ٤٩ ، ١٨٢ ) ؛ وتاج العروس ( عصب ) ، ( لبس ) ، ( عطف ).

(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب ( عفط ) ؛ وتاج العروس ( عفط ) ؛ والمخصص ( ٢ / ١٢٣ ).


أن نهىَ النبىّ صَلى الله عليه وسلّم عن المُزارعة ، إنما كان لهذه الشُّروط ، لأنها مجهولة ، لا يُدْرَى أتَسْلَم أم تَعْطَب.

* والعَوْطب : الدَّاهية. والعَوْطب : لُجَّة البحر. قال الأصمعىّ : هما من العَطَب.

* والعُطْب : القُطْن. واحدته : عُطْبَة.

* وعَطَّبَ الكَرْم : بَدَت زَمَعاته.

* والعُطْبَة : خِرْقة تُؤْخَذ بها النار قال الكُمَيت :

نارًا من الحَرْب لا بالمرخ ثَقَّبَها

قَدْحُ الأكُفّ وَلمْ تُنْفَخْ بها العُطَبُ (١)

مقلوبه : [ ع ب ط ]

* عَبَطَ الذَّبيحَة يَعْبِطُها عَبْطا ، واعْتَبَطها : نَحَرَها ، من غير داء ولا كَسْر ، وهى سَمِينةٌ فَتِيَّة.

* وناقة عَبيطة : مُعْتَبطة ، وكذلك الشَّاة والبقرة. والجمع عُبُطٌ وعِباط ؛ أنشد سيبويه :

أبِيتُ على مَعارِىَ وَاضِحاتٍ

بِهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَم العِباطِ (٢)

ومات عَبْطةً : أى شابَّا. قال :

مَنْ لم يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَما

المَوْتِ كأسٌ والمَرْءُ ذائِقُها (٣)

وأعْبَطَهُ الموتُ ، واعْتَبَطَه ، على المثل.

* ولحم عَبيط ، بيِّن العُبْطَة : طَرِىّ. وكذلك الدَّمُ والزَّعفران.

* وعَبَطَ بنفسه فى الحرب ، وعَبَطَها عَبْطا : ألقاها فيها ، غيرَ مُكْرَه. وعَبَط الأرضَ يعْبِطُها عَبْطا ، واعْتَبَطَها : حفَر منها موضعا لم يُحْفَر قبْلُ ، قال مَرَّار بن مُنْقِد العَدَوىّ :

ظَلَّ فى أعلى يَفاعٍ جاذلاً

يعْبِط الأرْضَ اعْتباطَ المُحْتَفِرْ (٤)

وأما بيت حُمَيد بن ثَوْر :

__________________

(١) البيت للكميت فى ديوانه ( ١ / ١٠٢ ) ؛ ولسان العرب ( عطب ) ؛ وتاج العروس ( عطب ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١١ / ٢٨ ).

(٢) للمتنخل الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ٣ / ١٢٦٨ ) ؛ ولسان العرب ( لوب ) ، ( عرا ) ؛ وللهذلى فى الكتاب ( ٣ / ٣١٣ ) ؛ وتاج العروس ( عرا ).

(٣) البيت لأمية بن أبى الصلت فى ديوانه ص ٤٢ ؛ ولسان العرب ( كأس ) ، ( عبط ) ؛ وكتاب العين ( ٢ / ٢١ ) ؛ ولعمران بن حطان فى ديوانه ص ١٢٣.

(٤) البيت للمرار بن منقد العدوى فى لسان العرب ( عبط ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٨٥ ؛ وكتاب العين ( ٢ / ٢١ ) ؛ وتاج العروس ( عبط ).


إذا سَنابكها أثَرْنَ مُعْتَبَطا

مِنَ التُّراب كَبَتْ فيها الأعاصِيرُ (١)

فإنه يريد التُّراب الذى أثارته ، كأنَّ ذلك فى موضع لم يكن فيه قَبْلُ. وعَبَط الشىءَ يعْبِطُه عَبْطا : شَقَّه صَحِيحًا. وعَبَط الشىءُ نفسُه يعْبِطُ : انشقّ. قال القُطامىّ :

وَظَلَّتْ تَعْبِطُ الأيْدِى كُلُوما

تَمُجُّ عُروقُها عَلَقا مُتاعا (٢)

وعَبَط النَّباتُ الأرض : شَقَّها. وعَبَطَ علىَّ الكذبَ يَعْبِطُه عَبْطا وَاعْتَبَطَه : افْتَعَلَه. واعْتَبَط عِرْضَهُ : شَتَمهُ وتنقَّصَهُ. وعَبَطتْه الدَّواهى : نالته من غير استحقاق ، قال حُمَيْد :

بمنزِلٍ عَفٍّ ولم يُخالِطِ

مُدَنَّساتِ الرِّيَبِ العَوابطِ (٣)

* والعوْبَط : الداهية. والعَوْبَط : لُجَّة البحر ، مقلوب عن العَوطب.

مقلوبه : [ ب ع ط ]

* البَعْطُ ، والإبْعاط : الغُلُّ فى الجهل والأمر القبيح.

* وأبْعَطَ الرجُلُ : قال قَوْلا على غير وجْهِه. قال رُؤْبة :

*وقُلْتُ أقوالَ امْرِئٍ لم يُبْعِطِ* (٤)

* وأبْعَط فى السَّوم : باعَدَ وجاوَز القَدْر. والإبعاط : أن تُكلِّف الإنسانَ ما ليس فى قوّته ؛ أنشد ابن الأعرابىّ :

ناجٍ يُعَنِّيهنّ بالإبعاطِ

إذا اسْتَدَى نَوَّهْنَ بالسِّياطِ (٥)

ورواه ثَعلَب : يُغَنِّيهِنَّ. اسْتَدَى : افتعل من السَّدْو. والإبعاط : الإبعاد. قال : ومَشَى أعرابىّ فى صُلح بين قوم ، فقال : لقد أبْعَطوا إبْعاطًا شديدًا : أى أبعَدُوا ولم يقْرُبوا منَ الصُّلْح. وقال مجنون بنى عامر :

__________________

(١) البيت لحميد بن ثور فى ديوانه ص ٨٣ ؛ ولسان العرب ( عبط ) ؛ وتاج العروس ( عبط ).

(٢) البيت للقطامى فى ديوانه ص ٣٣ ؛ ولسان العرب ( عبط ) ، ( تيع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٨٥ ، ٣ / ١٤٤ ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٥ / ٨٢ ) ؛ وينسب للقطامى أيضًا فى تاج العروس ( عبط ) ، ( تيع ).

(٣) الرجز لحميد الأرقط فى تهذيب اللغة ( ٢ / ١٨٥ ) ؛ وتاج العروس ( عبط ) ؛ وكتاب العين ( ٢ / ٢١ ) ؛ ولسان العرب ( عبط ).

(٤) الرجز فى عدة أبيات لرؤبة فى ديوانه ص ٨٤ ؛ ولسان العرب ( بعط ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٨٩ ) ؛ وتاج العروس ( بعط ) ، ( سلط ) ؛ وكتاب العين ( ٢ / ٢٢ ) ؛ وبلا نسبة فى مقاييس اللغة ( ٤ / ٢٢٥ ).

(٥) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ٨٧ ؛ ولسان العرب ( سدا ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٣ / ٤٠ ) ؛ وتاج العروس ( أبط ) ، ( بعط ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( بعط ) ، ( سدا ) ؛ وتاج العروس ( سدا ).


لا يُبْعِطُ النَّقْدَ من دَينى فيَجْحَدَنِى

وَلا يُحَدّثُنِى أنْ سَوْفَ يَقْضِينى (١)

* والبِعْطُ والمِبْعَطَة : الاسْت.

مقلوبه : [ ط ب ع ]

* الطَّبِيعَةُ : الخليقة.

* والطِّباع : كالطَّبيعة ؛ مؤنث ؛ وقال أبو القاسم الزَّجَّاجىّ : الطِّباع : واحد مذكر كالنِّحاسِ والنِّجار.

وحكى اللِّحيانىُّ : « له طابعٌ حَسَن » بكسر الباء ، أى طبيعة ، وأنشد :

له طابِعٌ يَجرى عليه وإنَّما

تُفاضِلُ ما بينَ الرّجال الطَّبائعُ (٢)

وطبعَه الله على الأمر يَطْبَعُه طَبْعا : فَطَرَه. وطَبَعَ الخَلْقَ يَطْبَعُهُمْ طبْعًا : خَلَقَهُم. وهى طَبيعَتُهُ التى طُبعَ عليها ، وطَبِعَها ، والتى طُبِعَ ؛ عن اللِّحيانىّ. لم يَزِد على ذلك : أراد التى طُبِع صاحبُها عليها. وطَبَعَ الدّرْهَم والسَّيْفَ وغَيرَهما ، يطْبَعُهُ طَبْعا : صَاغَهُ.

* والطَّبَّاع : الَّذى يأخذ الحديدة المستطيلة ، فيطبع منها سيفًا أو سِكِّينًا أو نحو ذلك. وصَنْعته الطِّباعة.

* وطَبَعَ الشَّىءَ وعليه يطْبَعُ طَبْعا : ختم.

* والطَّابَع والطَّابِع : الخاتِم الذى يُخْتَم به. الأخيرة عن اللِّحْيانىّ وأبى حنيفة.

* وطَبَعَ اللهُ على قَلْبِه : خَتمَ ، على المَثَل. وطَبَع الإناءَ والسِّقاء يطْبَعُه طَبْعا ، وطَبَّعَه فتَطَبَّع : مَلأَه. وطِبْعُه : مِلْؤُه.

* وتَطَبَّع النَّهْر بالماء : فاض به من جوانبه.

* والطِّبْع : النَّهْر. قال لَبيد :

فَتَوَلَّوْا فاتِرًا مَشْيُهُمُ

كَرَوَايا الطِّبْع هَمَّتْ بالوَحَلْ (٣)

وقيل : الطِّبع هُنا : الماءُ الذى طُبِعَت به الراوية ، أى مُلِئَتْ. والطبع أيضًا : مَغِيض الماء. وكأنَّه ضِدّ. وجمع ذلك كلِّه : أطباعٌ ، وطِباع.

__________________

(١) البيت لمجنون بنى عامر فى ديوانه ص ٢١٦ ؛ ولسان العرب ( بعط ) ؛ وتاج العروس ( بعط ).

(٢) البيت للرؤاسى فى تهذيب اللغة ( ٢ / ١٨٨ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( طبع ) ؛ وتاج العروس ( طبع ).

(٣) البيت للبيد فى ديوانه ص ١٩٦ ؛ ولسان العرب ( طبع ) ، ( وحل ) ، ( روى ) ؛ وتهذيب اللغة ( ٢ / ١٨٦ ، ١٨٧ ) ؛ وكتاب العين ( ٢ / ٢٣ ) ؛ وتاج العروس ( طبع ) ، ( وحل ) ، ( روى ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ١٠ / ٣٠ ).


* وناقة مُطْبَعَة ، ومُطَبَّعة. مُثْقَلَةٌ بحِمْلِها. على المثل بالماء. قال عُوَيف القوافى :

عَمْدًا تَسَدَّيْناكَ وانْشَجَرَتْ بِنا

طِوَالُ الهَوَادى مُطْبَعاتٌ منَ الوِقْرِ (١)

وقَرية مُطَبَّعَةٌ طعامًا : مملوءة. قال أبو ذُؤَيب :

فقيل تحَمَّلْ فوقَ طَوقِك إنَّها

مُطَبَّعَةٌ مَنْ يأْتِها لا يَضِيرُها (٢)

* وطَبِعَ السَّيْف وغيرُه طَبَعا ، فهو طَبِع : صَدِئَ. قال جرير :

وإذا هُززتَ قَطَعْتَ كلَّ ضَريبةٍ

وخَرَجْت لا طَبِعًا ولا مَبْهُورَا (٣)

وطَبِعَ الثَّوبُ طَبَعا : اتَّسَخ.

* ورَجل طَبِع : طَمِع ، مُتَدَنِّسُ العِرْض ، ذُو خُلُقٍ دنىءٍ ، لا يَسْتَحيى مِن سَوْءَةٍ. وَقَدْ طَبِعَ طَبَعا. قال ثابت قُطْنَة :

لا خَير فى طَمَعٍ يُدْنِى إلى طَبَعٍ

وغُفَّةٌ من قِوَامِ العَيْشِ تكفِينى (٤)

وما أدرِى من أين طَبَع : أى طَلَع.

العين والطاء والميم

* عَمَطَ عِرْضَه عَمْطا ، واعْتَمَطَه : عابَه ، وعَمَطَ نعِمةَ الله ، وعَمِطَها : كغَمِطَها : لم يشكرها.

مقلوبه : [ ط ع م ]

* الطَّعَامُ : اسمٌ جامِعٌ لكلّ ما يُؤْكَلُ. وقوله عَزَّ وَجَلَّ : ( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ ) [ المائدة : ٩٦ ] : اختُلف فى طعام البحر. فقال بعضُهم : هو ما نَضَبَ عنه الماءُ ، فأُخذ بغير صَيْد ، فهو طَعامُه. وقال آخرون : طَعامُهُ : كلّ ما سُقِى بمائه فنَبَت ، لأنه نَبَت عن مائِهِ. كلُّ هذا عن أبى إسحاق الزَّجَّاج. والجمعُ : أطْعِمة. وأطْعِماتٌ : جمع الجمع. وقد طَعِمَه طَعْما وطَعامًا ، وأطْعَمَ غيرَه. وقوله تعالى : ( ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما

__________________

(١) البيت لعويف القوافى فى لسان العرب ( شجر ) ، ( طبع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٠ / ٥٣٣ ) ؛ وتاج العروس ( طبع ) ؛ ولعويف الهذلى فى تاج العروس ( شجر ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٣ / ١٠٦ ).

(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى خزانة الأدب ( ٩ / ٥٢ ) ؛ وشرح أشعار الهذليين ( ١ / ٣٠٨ ) ؛ ولسان العرب ( ضير ) ، ( طبع ).

(٣) البيت لجرير فى ديوانه ص ٢٢٩ ؛ ولسان العرب ( ضرب ) ، ( طبع ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١٢ / ١٩ ) ؛ وكتاب العين ( ٢ / ٢٢ ، ٧ / ٣٣ ) ؛ وتاج العروس ( ظرب ) ، ( طبع ).

(٤) البيت لثابت بن قطنة فى لسان العرب ( طبع ) ؛ وتاج العروس ( غفف ) ؛ وله أو لعروة بن أذينة فى تاج العروس ( طبع ) ؛ وهو فى ديوان عروة بن أذينة ص ٣٨٦ ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( غفف ).


أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ) [ الذاريات : ٥٧ ] معناه : ما أريد أن يَرْزُقوا أحدًا من عِبادى ، ولا يُطْعِمُوهُ ، لأنى أنا الرَّزّاق المُطْعِم.

* ورجُل طاعِمٌ : حسَن الحال فى المَطْعم. قال الحُطَيْئة :

دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِها

واقعدْ فإنكَ أنتَ الطَّاعمُ الكاسى (١)

ورجل طاعمٌ وطَعِم : على النَّسَب عن سيبويه. كما قالوا : نَهِم.

* والطَّعْمُ : الأكل.

* والطُّعْمُ : ما أُكِل. قال أبو خِراش الهُذَلىّ :

أرُدُّ شُجاعَ الجوعِ قد تَعْلَمِينَهُ

وأُوثِرُ غَيرى مِن عِيالكِ بالطُّعْمِ (٢)

وهو أيضًا : الحَبُّ الذى يُلْقَى للطَّير. وأمَّا سيبوَيه فسَوَّى بين الاسم والمصدر. فقالَ : طَعِمَ طُعْمًا ، وأصَابَ طُعْمَة ، كلاهما بضمّ أوّله.

* والطُّعْمَة : المَأْكُلة. والجمع : طُعَم. قال النَّابغة :

مُشمِّرِينَ على خوصٍ مُزَمَّمَةٍ

نَرْجُو الإلهَ ونرجو البِرَّ والطُّعُما (٣)

* والطُّعْمَة : الدعوة إلى الطَّعَامِ والطِّعْمةُ : السِّيرَة فى الأكل ، وهى أيضًا : الكِسْبَة.

وحكى اللِّحْيانىّ : إنَّه لخبيثُ الطِّعْمة : أى السِّيرَة ، ولم يقل : خَبيثُ السِّيرَة فى طَعامٍ ولا غَيره.

* ورجلٌ مِطْعَم : شديد الأكل. وامرأة مِطْعَمَة ، نادر. ولا نظير له إلا مِصَكَّة.

* ورجل مِطْعامٌ : يُطْعِمُ النَّاس.

* وطَعْم الشىء : حلاوَته ومَرارته وما بينهما ، يكون ذلك فى الطَّعام والشَّراب ، والجمع طُعُوم.

* وطَعِمَه طَعْمًا ، وتَطَعَّمَه : ذاقهُ فوجَدَ طَعمَه. وفى التنزيل : ( وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي ) [ البقرة : ٢٤٩ ]. وأنشد بن الأعرابىّ :

فأمَّا بَنُو عامرٍ بالنِّسا

رِ غَداةَ لَقونا فكانوا نَعاما

__________________

(١) البيت للحطيئة فى ديوانه ص ١٠٨ ؛ ولسان العرب ( ذرق ) ، ( طعم ) ، ( كسا ) ؛ وتاج العروس ( طعم ) ، ( كسا ) ؛ وكتاب العين (١٤٣٨) ؛ وبلا نسبة فى كتاب العين ( ٢ / ٢٦ ).

(٢) البيت لأبى خراش الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٠٠ ؛ ولسان العرب ( شجع ) ، ( طعم ) ؛ وتهذيب اللغة ( ١ / ٣٣٢ ، ٢ / ١٩٠ ) ؛ وتاج العروس ( قرر ) ، ( شجع ) ، ( طعم ) ؛ وبلا نسبة فى ديوان الأدب ( ١ / ١٥٩ ).

(٣) البيت للنابغة فى ديوانه ص ٦٢ ؛ ولسان العرب ( ١٢ / ٣٦٥ ) ( طعم ) ؛ وتاج العروس ( طعم ) ؛ وبلا نسبة فى المخصص ( ٤ / ١١٩ ).


نَعامًا بخَطْمَة صُعْرَ الخُدو

دِ لا تَطْعَمُ الماءَ إلا صِياما (١)

يقول : هى صائمة منه ، لا تَطْعَمُه. قال : وذلك لأن النعامَ لا ترِدُ الماءَ وَلا تَطْعَمُه.

* وفى المَثَل : تَطَعَّمْ تَطْعَمْ : أى ذُقْ تَشَهَّ.

* واطَّعَمَ الشىءُ : أخَذَ طَعْما.

* لَبن مُطَّعِم ومُطَعِّم : أخَذ طَعْم السِّقاء.

* واطَّعَمَتِ الشَّجرة : أدركتْ ثمَرتها ، يعنى : أخَذَتْ طَعْمًا وطابَتْ.

* وأطْعَمَتْ : أدْرَكَتْ أن تُثْمِر.

* والمُطْعِمَة : الغَلْصَمَة. والمُطْعِمَة : المِخْلَب الذى تخْطَفُ به الطَّيرُ اللَّحْم ، والمُطْعِمَة : القَوْس ، تُطْعِم الصَّيْد. قال :

وفى الشّمال مِنَ الشِّرْيانِ مُطْعِمَةٌ

كَبْداءُ فى عَجْسِها عَطفٌ وتَقوِيمُ (٢)

* والمُطَعِّمُ والمُطَّعِمُ من الإبل : الذى تَجِد فى لَحْمِه طَعْمَ الشَّحْم ، من سِمَنه. وقيل : هى التى جَرَى فيها المُخ قليلاً.

* وطَعَّمَ العَظْم : أمخ. أنشد ثعلب :

وهم تركوكم لا يطَعِّم عَظْمُكم

هُزَالاً وكان العَظمُ قبلُ قَصِيدَا (٣)

* ومخّ طَعُومٌ : يُوجَد طَعْمُ السِّمَن فيه. وشاة طَعوم وطَعِيم : فيها بَعض الشَّحم. وكذلك النَّاقة. والطَّعُومةُ : الشَّاة تُحْبَس لتُؤكَل.

* وليس بذى طَعْم : أى ليس له عَقل ولا نَفس.

* ومُسْتَطْعَمُ الفَرَس : جَحافِله.

* والطَّعم : الشَّهوة. قال الهُذَلىّ :

وأغْتَبِقُ الماءَ القَرَاحَ فأنْتَهِى

إذا الزادُ أمْسَى للمُزلَّج ذا طَعمِ (٤)

__________________

(١) البيتان لبشر بن أبى خازم فى ديوانه ص ١٩٠ ، ١٩١ ؛ ولسان العرب ( طعم ) ؛ وهو بلا نسبة فيه والأخير فقط فى تاج العروس ( خطم ) ، ( صيام ) ؛ والأول فى لسان العرب ( نعم ) ؛ وبلا نسبة فيه. ويُرْوى البيتان :

وأما بنو عامر بالنار

غداة لقوا القوم كانوا نعاما

نعماً بخطمة صعر الخدود (م)

لا ترد الماء إلا صياما

(٢) البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٤٥١ ؛ ولسان العرب ( شحط ) ، ( طعم ) ، ( شرى ) ؛ وتاج العروس ( طعم ) ؛ ولعلقمة فى صلة ديوانه ص ١٣٦ ؛ وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ( ٢ / ١٩١ ). وفيه ( عودها ) مكان ( عجسها ).

(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( قصد ) ، ( طعم ) ؛ وتاج العروس ( قصد ) ، ( طعم ).

(٤) البيت لأبى خراش الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١١٩٩ ؛ ولسان العرب ( ظعم ) ؛ وتهذيب اللغة


وطُعْمةُ وطِعْمَةُ وطُعَيَمة ومُطْعِم ، كلُّها أسماء. أنشد ابن الأعرابىّ :

كَسانِى ثَوْبَى طُعْمَة الموتُ إنَّما

التُّراثُ وإن عَزَّ الحَبيبُ الغَنائِمُ (١)

مقلوبه : [ م ع ط ]

* مَعَط الشىء يمْعَطُهُ مَعْطا : مَدَّه.

* وطويلٌ مُمَّعِط : منه ؛ كأنه مُدَّ.

* ومَعَطَ السَّيفَ وامْتَعَطَه : سَلَّهُ. وامْتَعطَ رُمحه : انتزَعَه.

* ومَعِط شعرُه وجِلْدُه مَعَطا ، فهو أمْعَطُ ، ومَعِط ، وتَمَعَّطَ وامَّعَطَ : تَمَرَّط ، وسَقَط من داء يَعْرِض له.

* ومَعَطَه يَمْعَطُه مَعْطا : نَتَفَه.

* وتَمَعَّطَتْ أوْبارُ الإبل : تطايَرَتْ وتفرّقت.

* وذِئب أمْعَطُ : قليل الشَّعْر. وقيل : هو الطَّويل على وجه الأرض. ولِصّ أمْعَطُ : على التمثيل بذلك. ورجل أمْعَط : سَنُوط. وأرض مَعْطاء : لا نبت بها.

* وأبو مُعْطَة : الذئب ، لتمعُّطِ شَعْره ، عَلَم معرفة ، عُدّ فى الأعلام وإن لم يخصَّ الواحد من جِنْسه. وكذلك أُسامَةُ ، وذُؤَالَة ، وثعالة ، وأبو جَعْدة.

* ومَعَطَها مَعْطا : نكَحَها. ومَعَطَنِى بحقِّى : مَطَلَنِى

* والتَّمَعُّطُ فى حُضْر الفَرَس : أن يَمُدَّ ضَبْعَيه حتى لا يجدَ مَزِيدًا ، ويحْبِسَ رِجْلَيْه ، حتى لا يجدَ مَزِيدًا لِلَّحاقِ. ويكون ذلك منه فى غير اختلاط ، يَمْلَخُ بيديه ، ويضرح برجْلَيه فى اجتماعهما ، مثل السابح.

* وماعِط ، ومُعَيْط : اسمان.

* وبنو مُعَيْط : حَىّ من قرَيْش. ومُعَيْط : موضع.

* وأمْعَطُ : اسم أرض. قال الرَّاعى :

يخْرُجْنَ باللَّيلِ منْ نَقْعٍ له عُرَفٌ

بقاعِ أمْعَطَ بين السَّهْلِ والصِّيَر (٢)

__________________

( ٢ / ١٩٠ ، ١٠ / ٦٢٩ ) ؛ وتاج العروس ( قرر ) ؛ وكتاب العين ( ٦ / ٧٠ ) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب ( مزج ) ؛ والمخصص ( ٤ / ١١٩ ).

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( طعم ).

(٢) البيت للراعى فى ديوانه ص ١٢٩ ؛ ولسان العرب ( معط ) ؛ وتاج العروس ( معط ).


مقلوبه : [ ط م ع ]

* طَمِعَ فيه ، وبه ، طَمَعا وطَماعَةً وطَماعيَة وطَماعِيَّة : حَرَص عليه ورجاه. وأنكر بعضهم التَّشديد. ورجل طامِع ، وطَمِع ، وطَمُع. ومن قوم طَمِعِينَ ، وطَماعَى ، وأطماع ، وطُمَعاء. وأطمَعَه غيرُه.

* والمَطْمَع : ما طُمِع فيه.

* والمَطْمَعَة : ما طُمِع من أجله. وفى صفة النِّساء : « ابنة عَشْرٍ مَطْمَعَةٌ للنَّاظِرِين ».

* وامرأة مِطْماعٌ : تُطْمِع ولا تُمَكِّن من نَفْسها.

* وتَطْمِيعُ القَطْر : حين يَبْدأ فيجىءُ منه شىءٌ قليل. سُمّى بذلك ، لأنه يُطْمِع بما هو أكثر منه. أنشد ابن الأعرابى :

كأنَّ حَديِثَها تَطْمِيعُ قَطْرٍ

يُجادُ به لأصْدَاءٍ شِحاحٍ (١)

الأصداءُ هاهنا : الأبدان. يقول : أصداؤنا شِحاحٌ على حديثها.

* وأطماع الجندِ : أرزاقُهم. وقيل : أوقات قَبْضِها. واحدها طَمَع.

مقلوبه : [ م ط ع ]

* المَطْع : ضَرْب من الأكل بأدنى الفم ، والتَّناوُل فى الأكل بالثَّنايا وما يليها من مُقَدَّم الأسنان.

* ومَطَعَ فى الأرْضِ مَطْعا ، ومُطُوعا : ذهب فلم يُوجَد.

انتهى الجزء الأول من كتاب « المحكم » لابن سيده

ويليه الجزء الثانى ، وأوله : أبواب العين مع الدال

__________________

(١) البيت بلا نسبة فى لسان العرب ( طمع ) ؛ وتاج العروس ( طمع ).

المحكم والمحيط الأعظم - ١

المؤلف:
الصفحات: 561