بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين ، والصلاة
والسلام على محمد وآله الطاهرين أما بعد :
فهذا هو المجلد الحادي والعشرون من كتاب بحار الانوار تأليف المولى العلامة
الفهامة مولانا محمد باقر بن المولى محمد تقي المجلسي قدس الله روحهما ، وهو يشتمل
على كتاب الحج والعمرة ، وشطر من أحوال المدينة ، والجهاد ، والرباط ، والامر
بالمعروف والنهي عن المنكر وأمثال ذلك.
__________________
بسم الله الرحمن الرحيم
أبواب الحج
والعمرة
١
* ( باب ) *
* « ( انه لم سمى
الحج حجا ) » *
١ ـ مع
: أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى
عن أبان بن عثمان ، عمن أخبره قال : قلت لابي جعفر عليهالسلام
: لم سمي الحج
حجا؟ قال : حج فلان أي أفلح فلان .
٢
ـ ع : ابن الوليد : عن الصفار ، عن ابن أبي
الخطاب ، عن حماد ، مثله
٢
* ( باب ) *
* « ( وجوب الحج
وفضله وعقاب تركه ) » *
* « ( وفيه ذكر بعض
أحكام الحج أيضا ) » *
الايات
: البقرة : « وأتموا الحج والعمرة لله »
.
آل
عمران : « ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا
، ومن
__________________
كفرفإن
الله غني عن العالمين » .
الحج
: « وأذن في
الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من
كل فج عميق » .
١
ـ لى : ابن شاذويه ، عن محمد الحميري ، عن
أبيه ، عن الخشاب ، عن جعفر
ابن محمد بن حكيم ، عن زكريا المؤمن ، عن المشعل الاسدي قال : خرجت ذات
سنة حاجا فانصرفت إلى أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام فقال : من أين بك
يا مشمعل؟ فقلت : جعلت فداك كنت حاجا ، فقال : أو تدري ما للحاج من الثواب؟
فقلت : ما أدري حتى تعلمني فقال : إن العبد إذا طاف بهذا البيت اسبوعا وصلى
ركعتيه وسعى بين الصفاف والمروة كتب الله له ستة آلاف حسنة وحط عنه ستة آلاف
سيئة ، ورفع له ستة آلاف درجة ، وقضى له ستة آلاف حاجة : للدنيا كذا وادخر
له للاخرة كذا ، فقلت له : جعلت فداك إن هذا لكثير فقال : أفلا اخبرك بما هو
أكثر من ذلك؟ قال : قلت : بلى فقال عليهالسلام
: لقضاء حاجة امرئ مؤمن أفضل من
حجة وحجة وحجة حتى عد عشر حجج .
٢
ـ ثو : أبي ، عن الحميري ، عن البرقي ، عن
الحسن بن عبدالله بن عمر ،
عن عمرو بن يزيد قا ل : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : الحج أفضل من عتق عشر
رقبات ، حتى عد سبعين رقبة ، والطواف وركعتاه أفضل من عتق رقبة .
٣
ـ لى : الحسين بن علي بن أحمد الصائغ ، عن
أحمد الهمداني ، عن
جعفر بن عبدالله ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر
محمد بن علي الباقر عليهالسلام
قال : صلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
ذات يوم بأصحابه الفجر ثم جلس
معهم يحدثهم حتى طلعت الشمس ، فجعل الرجل يقوم بعد الرجل حتى لم يبق معه
__________________
إلا رجلان : أنصاري
وثقفي ، فقال لهما رسول الله صلىاللهعليهوآله
: قد علمت أن لكما حاجة
تريد ان تسئلاني عنها ، شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسئلاني ، وإن
شئتما فاسئلاني ، قالا : بل تخبرنا أنت يارسول الله فإن ذلك أجلى للعمى وأبعد
من الارتياب وأثبت للايمان ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أما أنت يا أخا الانصار فانك
من قوم يؤثرون على أنفسهم وأنت قروي ، وهذا الثقفي بدوي أفتؤثره بالمسألة؟
فقال : نعم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أما أنت يا أخا ثقيف فان جئت تسألني عن
وضوئك وصلاتك ومالك فيهما من الثواب ، فاعلم أنك إذا ضربت يدك في الماء و
قلت : بسم الله ، تناثرت الذنوب التي اكتسبتها يداك.
فإذا غسلت وجهك تناثرت الذنوب التي
اكتسبتها عيناك بنظرهما وفوك
بلفظه.
فاذا غسلت ذراعيك تناثرت الذنوب عن
يمينك وشمالك.
فاذا مسحت رأسك ، وقدميك تناثرت الذنوب
التي مشيت إليها على قديمك
فهذا لك في وضوئك.
فاذا قمت إلى الصلاة وتوجهت وقرأت
الكتاب وما تيسر لك من السور
ثم ركعت فأتممت ركوعها وسجودها وتشهدت وسلمت ، غفر لك كل ذنب فيما
بينك وبين الصلاة التي قدمتها إلى الصلاة المؤخرة فهذا لك في صلاتك.
وأما أنت يا أخا الانصار فانك جئت
تسألني ، عن حجك وعمرتك ومالك
فيها من الثواب ، فاعلم أنك إذا أنت توجهت إلى سبيل الحج ثم ركبت راحلتك
ومضت بك راحتلتك لم تضع راحلتك خفا ولم ترفع خفا إلا كتب الله لك حسنة و
محاعنك سيئة. فاذا أحرمت ولبيت كتب الله لك بكل تلبية عشر حسنات ومحا
عنك عشر سيئات.
فاذا طفت بالبيت اسبوعا كان لك بذلك
عندالله عزوجل عهدا وذكرا
يستحيي منك ربك أن يعذبك بعده فاذا صليت عند المقام ركعتين كتب الله لك بهما
ألفي ركعة مقبولة.
فاذا سعيت بين الصفا والمروة سبعة أشواط
، كان لك بذلك عندالله عزوجل
مثل أجر من حج ماشيا من بلاده ، ومثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة.
فاذا وقفت بعرفات إلى غروب الشمس فلو
كان عليك من الذنوب قدر رمل عالج
وزبد البحر لغفرها الله لك.
فاذا رميت الجمار كتب الله لك بكل حصاة
عشر حسنات تكتب لك لما
تستقبل من عمرك.
فاذا ذبحت هديك أو نحرت بدنتك كتب الله
لك بكل قطرة من دمها حسنة
فكتب لك لما تستقبل من عمرك.
فاذا طفت بالبيت اسبوعا للزيارة وصليت
عند المقام ركعتين ضرب ملك
كريم على كتفيك ثم قال : أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بينك وبين
عشرين ومائة يوم .
٤
ـ ثو : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن
البرقي ، عن أبيه ، عن خلف
ابن حماد ، عن إسماعيل الجوهري ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لان
أحج حجة أحب إلي من أن أعتق رقبة ، حتى انتهى إلى عشرة ، ومثلها ومثلها حتى
انتهى إلى سبعين ، ولان أعول أهل بيت من المسلمين وأشبع جوعتهم وأكسو
عريهم وأكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن أحج حجة وحجة وحجة
حتى انتهى إلى عشرة ومثلها ومثلها حتى انتهى إلى سبعين .
٥
ـ فس : قال أبوعبدالله عليهالسلام : في قوله تعالى : «
من كان في
هذه أعمى فهو
في الاخرة أعمى وأضل سبيلا » قال : نزلت فيمن يسوف الحج حتى مات ولم
يحج فعمي عن فريضة من فرائض الله .
__________________
٦
ـ فس : أبي : عن ابن أبي عمير ، عن فضالة ،
عن معاوية بن عمار ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سألته عن رجل لم يحج قط وله مال قال : هو ممن قال
الله : « ونحشره يوم
القيامة أعمى » قال : سبحان الله أعمى؟! قال : أعماه
الله عن
طريق الجنة .
٧
ـ فس : « ففروا إلى الله
» أي حجوا .
٨
ـ فس : فيقول « رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق
»
يعني أحج .
٩
ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق
، عن أبيه عليهماالسلام
قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: للحاج والمعتمر إحدى ثلاث خصال إما يقال له : قد غفر
لك ما مضى وما بقي ، وإما أن يقال له : قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل ، وإما
أن يقال له : قد حفظت في أهلك وولدك وهي أحسنهن .
١٠
ـ ل : في موعظة أبي ذر رحمه الله : وحج حجة
لعظائم الامور .
١١ ـ ل
: أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ، عن الحجال ، عن صفوان
ابن يحيى ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : من حج حجتين لم
__________________
يزل في خير حتى يموت
.
١٢
ـ ل : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن
ابن محبوب ، عن عباد بن
صهيب قال : سمعت جعفر بن محمد عليهماالسلام
يحدث إن ضيفان الله عزوجل رجل حج
واعتمر فهو ضيف الله حتى يرجع إلى منزله ، ورجل كان في صلاته فهو في كنف الله
حتى ينصرف ، ورجل زار أخاه المؤمن في الله عزوجل وهو زاير الله في عاجل ثوابه
وخزائن رحمته .
١٣
ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن
البزنطي ، عن أبي جميلة ،
عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: الحج ثلاثة
فأفضلهم نصيبا رجل غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ووقاه الله عذاب النار
وأما الذي يليه فرجل غفرله ما تقدم من ذنبه ويستأنف العمل فيما بقي من عمره ، و
أما الذي يليه فرجل حفظ في أهله وماله .
أقول : قد مضى الامر بالحج والحث عليه
في باب دعائم الاسلام ، و
باب جوامع المكارم ، وباب فضل الصلاة وباب فضل الزكاة ، وأبواب المواعظ
وغيرها.
١٤
ـ ل : فيما أوصى به النبي صلىاللهعليهوآله عليها عليهالسلام يا علي كفر بالله
العظيم
من هذه الامة عشرة ، القتال ، والساحر ، والديوث ، وناكح المرأة حراما في
دبرها ، وناكح البهيمة ، ومن نكح ذات محرم منه ، والساعي في الفتنة ، وبايع
السلاح من أهل الحرب ، ومانع الزكاة ، ومن وجد سعة فمات ولم يحج .
١٥ ـ ل
: الاربع مائة قال أميرالمؤمنين عليهالسلام
: الحج جهاد كل ضعيف
__________________
١٦
ـ وقال عليهالسلام
: نفقة درهم في الحج تعدل ألف درهم .
١٧
ـ وقال عليهالسلام
: الحاج والمعتمر وفدالله وحق على الله تعالى أن يكرم
وفده ويحبوه بالمغفرة .
١٨
ـ سن : يحيى بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن
معاوية بن عمار ، عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : الحاج حملانه وضمانه على الله ، فاذا دخل المسجد الحرام
وكل به ملكان يحفظان عليه طوافه وسعيه ، فاذا كانت عشية عرفة ضربا على منكبه
الايمن ثم يقولان : يا هذا أما ما مضى فقد كفيته ، فانظر كيف تكون فيما
تستقبل .
١٩
ـ سن : بهذا الاسناد ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن العبد
المؤمن إذا
أخذ في جهازه لم يرفع ( قدما ولم يضع ) قدما إلا كتب الله له بها حسنة ، حتى
إذا استقل لم يرفع بعيره خفا ولم يضع خفا إلا كتب الله له بها حسنة ، حتى إذا
قضى حجة مكث ذا الحجة ومحرم وصر يكتب له الحسنات ولا يكتب عليه السيئات
إلا أن يأتي بكبيرة .
٢٠
ـ سن : عمرو بن عثمان ، عن حسين بن عمر ، عن
أبيه ، عن أبي عبدالله
عليهالسلام
قال : لو كان لاحد كم مثل أبي قبيس ذهب ينفقه في سبيل الله ما عدل الحج
ولدرهم ينفقه الحاج يعدل ألفي ألف درهم في سبيل الله .
٢١
ـ سن : الوشا ، عن مثنى بن راشد ، عن أبي
بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : ان المسلم إذا خرج إلى هذا الوجه يحفظ الله عليه نفسه وأهله ، حتى إذا
__________________
انتهى إلى المكان
الذي يحرم فيه وكل ملكان يكتبان له أثره ويضربان على منكبيه
ويقولان له : أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل .
٢٢
ـ سن : أبى ، عن الحسن بن يوسف ، عن زكريا ،
عن علي بن ميمون
الصايغ قال : قدم رجل على أبي الحسن عليهالسلام
فقال له : قدمت حاجا؟ فقال : نعم
فقال : تدري ما للحاج؟ قال : قلت : لا قال : من قدم حاجا وطاف بالبيت وصلى
ركعتين كتب الله له سبعين ألف حسنة ، ومحى عنه سبعين ألف سيئة ، وشفعه في
سبعين ألف حاجة ، وكتب له عتق سبعين رقبة كل رقبة عشرة آلاف درهم .
٢٣
ـ سن : بعض أصحابنا ، عن الحسن بن يوسف ، عن
زكريا بن محمد ، عن
مسعود الطائي ، عن عبدالحميد قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : إذا اجتمع
الناس بمنى نادى مناد : أيها الجمع لو تعلمون بمن حللتم لايقنتم بالمغفرة بعد
الخلف
ثم يقول الله تبارك وتعالى : إن عبدا أوسعت عليه في رزقه لم يفد إلي في كل
أربع لمحروم .
٢٤
ـ سن : محمد بن عبدالحميد ، عن عبدالله بن
جندب ، عن بعض رجاله
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إذا كان الرجل من شأنه الحج في كل سنة ثم تخلف
سنة فلم يخرج ، قالت الملائكة الذين هم على الارض للذين هم على الجبال : لقد
فقدنا صوت فلان ، فيقولون : اطلبوه فيطلبونه فلا يصيبونه فيقولون : اللهم إن كان
حبسه دين فأئه عنه ، أومرض فاشفه ، أو فقر فأغنهم ، أو حبس ففرج عنهم ، أو
فعل بهم فافعل بهم ، والناس يدعون لانفسهم وهم يدعون لمن تخلف
٢٥
ـ سن الحجال ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من أراد الحج
فتهيأله فحرمه فبذنب حرمه .
٢٦
ـ سن : أبويوسف ، عن ابن أبي عمير ، عن حسين
بن عثمان ومحمد بن أبي
__________________
حمزة وغيرهما ، عن
إسحاق بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام
: من اتخذ محملا
للحج كان كمن ارتبط فرسا في سبيل الله .
٢٧
ـ سن : عبدالله الحجال رفعه قال : لايزال
على الحاج نور الحج ما
لم يذنب .
٢٨
ـ يل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن
معروف ، عن عبدالله الاصم
عن حديرة قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
جعلت فداك أيما أفضل الحج أو الصدقة؟
قال : هذه مسألة فيها مسألتان قال : كم المال؟ يكون ما يحمل صاحبه إلى الحج؟
قال : قلت : لا ، قال : إذا كان مالا يحمل إلى الحج فالصدقة لا تعدل الحج الحج
أفضل
وإن كانت لاتكون إلا القليل ، فالصدقة ، قلت : فالجهاد قال : الجهاد أفضل الاشياء
بعد الفرائض في وقت الجهاد ، ولا جهاد إلا مع الامام ، قلت : فالزيارة؟ قلت :
زيارة
النبي صلىاللهعليهوآله
، وزيارة الاوصياء ، وزيارة حمزة ، وبالعراق زيارة الحسين عليهالسلام
قال : فما لمن زار الحسين عليهالسلام؟
قال : يخوض في الرحمة ويستوجب الرضا ويصرف
عنه السوء ، ويدر عليه الرزق وشيعه الملائكة ، ويلبس نورا تعرفه به الحفظة
فلايمر بأحد من الحفظة إلا دعاله .
٢٩
ـ سن : أبي ، عن عمرو بن عثمان ، عن الحسين
بن خالد قا ل : كتبت
لابي الحسن عليهالسلام
: كيف صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر من يوم يحلق
رأسه؟ فقال : إن الله أباح للمشركين الحرم أربعة أشهر إذ يقول : « فسيحوا في
الارض أربعة أشهر » فأباح للمؤمنين
إذا زاروه حلا من الذنوب أربعة أشهر وكانوا
أحق بذلك من المشركين .
٣٠
ـ سن : النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي
عبدالله عليهالسلام
عن آبائه
__________________
عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: سافروا تصحوا وجاهدوا تغنموا و
حجوا تستغنوا .
٣١
ـ ضا : اعلم يرحمك الله أن الحج فريضة من
فرائض الله عزوجل
اللازمة الواجبة من استطاع إليه سبيلا ، وقد وجب في طول العمر مرة واحدة ، و
وعد عليها من الثواب الجنة والعفو من الذنوب ، وسمى تاركه كافرا ، وتوعد على
تاركه بالنار فنعوذ بالله من النار .
٣٢ ـ وروي إن مناديا ينادي بالحاج إذا
قضوا مناسكهم : قد غفرلكم ما مضى
فاستأنفوا العمل .
٣٣ ـ أروي عن العالم عليهالسلام إنه لا يقف أحد من
موافق أو مخالف في الموقف
إلا غفرله ، فقيل له : إنه يقفه الشاري
والناصب وغيرهما فقال : يغفر للجميع
حتى أن أحدهم لو لم يعاود إلى ما كان عليه ماوجد شئ مما قد تقدم وكلهم معاود
قبل الخروج من الموقف .
٣٤ ـ وروي أنه حجة مقبولة خير من الدنيا
وما فيها .
٣٥
ـ شى : جعفر بن احمد ، عن علي بن محمد بن
شجاع قال : روى أصحابنا
قيل لابي عبدالله عليهالسلام
: لم صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر؟ قال : إن
الله جل ذكره أمر المشركين فقال : « فسيحوا في الارض أربعة أشهر
» ولم يكن
يقصر بوفده عن ذلك .
__________________
٣٦
ـ شى : عن الكاهلي قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يذكر الحج فقال :
إن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : هو أحد الجهادين ، هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء ، إنه ليس شئ
أفضل من الحج الا الصلاة ، وفي الحج ههنا صلاة وليس في الصلاة قبلكم حج
لاتدع الحج وأنت تقدر عليه ، ألا ترى أنه يشعث فيه رأسك ، ويقشف فيه جلدك
وتمنع فيه من النظر إلى النساء ، إنا ههنا ونحن قريب ولنا مياه متصلة فما نبلغ
الحج حتى يشق علينا ، فكيف أنتم في بعد البلاد ، ومامن ملك ولا سوقة يصل إلى
الحج إلا بمشقة من تغير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها وذلك
لقول الله « وتحمل
أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الانفس إن ربكم
لرؤف رحيم » .
٣٧
ـ شى : عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : الحاج لا
يملق
أبدا ، قال : قلت : ولما الاملاق؟ قال : الافلاس ثم قال : « ولاتقتلوا أولادكم
من إملاق
نحن نرزقهم وإياكم » .
٣٨
ـ شى : عن أبي بصير قال : سألته عن قول الله
عزوجل « ومن كان
في هذه أعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا
» فقال : ذاك
الذي سوف
الحج يعني حجة الاسلام يقول : العام أحج حتى يجيئه الموت
٣٩
ـ شى : عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليهالسلام مثله
٤٠
ـ شى : عن كليب ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سأله أبوبصير
وأنا
أسمع فقال له : رجل له مائة ألف فقال : العام أحج ، العام أحج فأدر كه الموت
ولم يحج حج الاسلام فقال : يا أبا بصير أوما سمعت قول الله تعالى : « ومن كان
__________________
في
هذه أعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا »
عمي عن فريضة من
فرايض الله .
٤١
ـ شى : عبدالله ، عن معاوية بن عمار ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث
الحديد .
٤٢
ـ شى : وعنه قال : أتى النبي صلىاللهعليهوآله رجلان رجل من ثقيف
ورجل من
الانصار ، فقال الثقفي : يارسول الله حاجتي قال : سبقك أخوك الانصاري فقال :
يارسول الله إني على ظهر سفر وإني عجلان فقال الانصاري : إني قد أذنت فقال
النبي صلىاللهعليهوآله
: إن شئت سألتني وإن شئت بد أتك قال : بل تبدأ يارسول الله ، قال :
جئت تسأل عن الصلاة وعن الركوع وعن السجود وعن الوضوء؟ فقال : إي
والذي بعثك بالحق فقال : أسبغ وضوءك ، واملا يديك من ركبتيك ، وعفر جبينك
في التراب ، وصل صلاة مودع.
فقال الانصاري : يارسول الله حاجتي قال
: إن شئت سألتني وإن شئت
بدأتك؟ فقال : يارسول الله صلىاللهعليهوآله
تبدأني قال : جئت تسأل عن الحج ، وعن الطواف
وعن السعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار وحلق الرأس ويوم عرفة؟ قال
الرجل : إي والذي بعثك بالحق قال : لا ترفع ناقتك خفا إلا كتب الله لك به
حسنة ، ولا تضع خفا إلا حط به عنك سيئة ، وطواف البيت والسعي بين الصفا
والمروة ينقيك كما ولدتك امك من الذنوب ، ورمي الجمار ذخز يوم القيامة ، و
حلق الرأس بكل شعرة نور يوم القيامة ، ويوم عرفة يباهي الله بك الملائكة فلو
__________________
احضرت ذلك اليوم
برمل عالج وقطر السماء وأيام العالم ذنوبا أذابه ذلك اليوم وقال :
إنه ليس من عبد يتوضأ ثم يستلم الحجر ثم يصلي ركعتين عند مقام ابراهيم ثم يرجع
فيضع يده على باب الكعبة فيحمد الله ثم لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه إن شاء الله .
٤٣
ـ مجالس : الحسين بن إبراهيم ، عن محمد بن
وهبان ، عن علي بن حبشي
عن العباس بن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، وجفعر بن عيسى
عن الحسين بن أبي غندر ، عن أبي بصير قال : سمع أبا بصير قال : سمعت أبا
عبدالله عليهالسلام
يقول : عليكم بحج هذا البيت فأدمنوه ، فان في إدمانكم الحج دفع
مكاره الدنيا عنكم وأهوال يوم القيامة .
٤٤
ـ ومنه : بهذا الاسناد عن ابن وهبان ، عن محمد
بن أحمد بن زكريا ، عن
الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبي كهمس عن أبي عبدالله عليهالسلام قال :
قلت له : أي الاعمال هو أفضل بعد المعرفة؟ قال : ما من شئ بعد المعرفة يعدل
هذه الصلاة ، ولا بعد المعرفة والصلاة شئ يعدل الزكاة ، ولا بعد ذلك شئ يعدل
الصوم ، ولا بعد ذلك شئ يعدل الحج ، وفاتحة ذلك كله معرفتنا ، وخاتمته معرفتنا
ولا شئ بعد ذلك كبر الاخوان والمواساة ببذل الدينار والدرهم ، فانهما حجران
ممسوحان ، بهما امتحن الله خلقه بعد الذي عددت لك ، وما رأيت شيئا أسرع
غنى ولا أنفى للفقر من إدمان حج هذا البيت ، وصلاة فريضة تعدل عندالله الف حجة
والف عمرة مبرورات متقبلات ، والحجة عنده خير من بيت مملو ذهبا ، لابل
خير من ملا الدنيا وفضة ينفقه في سبيل الله عزوجل الخبر .
__________________
٤٥ ـ نقل من خط الشهيد ـ رحمه الله ـ
قال الصادق عليهالسلام
: ليحذر أحدكم
أن يعوق أخاه عن الحج فتصيبه فتنة في دنياه مع ما يدخرله في الاخرة (.)
٤٦ ـ وقال عليهالسلام
: من أنفق درهما في الحج كان خيرا له من مائة ألف
درهم ينفقها في حق.
٤٧ ـ وروي درهما في الحج أفضل من ألفي
الف درهم فيما سواه في سبيل
الله ، والحاج على نور الحج مالم يلم بذنب ، وهدية الحج من نفقة الحج.
٤٨ ـ ويروى أن الحاج من حيث يخرج من
منزله حتى يرجع بمنزلة
الطائف في الكعبة.
٤٩ ـ وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله : كل نعيم مسؤول
عنه صاحبه إلا ماكان في غزو
أو حج.
٥٠
ـ دعوات الراوندى : عن كعب إن الله
اختار من الشهور شهر رمضان
فشهر رمضان يكفر مابينه وبين شهر رمضان ، والحج مثل ذلك فيموت البعد وهو
بين حسنتين حسنة ينتظرها وحسنة قد قضاها ، ومامن أيام أحب إلى الله من عشر
ذي الحجة ولا ليالي أفضل منها.
أقول : تمامه في باب فضل ليلة الجمعة.
٥١ ـ وقال أبوجعفر عليهالسلام : ثلاثة مع ثوابهن
في الاخرة : الحج ينفي الفقر
والصدقد تدفع البلية ، والبر يزيد في العمر.
٥٢
ـ نهج : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : الحج جهاد كل
ضعيف .
٥٣ ـ وقال عليهالسلام
: وفرض عليكم حج بيته الحرام الذي جعله قبلة للانام
يردونه ورود الانعام ، ويألهون إليه ولوه الحمام ، جعله سبحانه علامة لتواضعهم
لعظمته ، وإذ عانهم لعزته ، واختار من خلقه سماعا أجابوا إليه دعوته ، وصدقوا
كلمته ، ووقفوا مواقف أنبيائه ، وتشبهوا بملائكته المطيفين بعرشه ، يحرزون
الارباح في متجر عبادته ، ويتبادرون عنده موعد مغفرته ، جعله سبحانه وتعالى
__________________
للاسلام علما ،
وللعائذين حرما ، فرض حجه ، وأوجب حقه ، وكتب عليكم
وفادته فقال سبحانه « ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر
فان الله غنى عن العالمين » .
٥٤ ـ وقال عليهالسلام
: في وصيته عند وفاته : الله الله في بيت ربكم لا تخلوه ما بقيتم
فإنه إن ترك لم تناظروا .
٥٥
ـ عدة : قال الباقر عليهالسلام : الحاج والمعتمر
وفدالله إن سألوه أعطاهم ،
وإن دعوه أجابهم ، وإن شفعوا شفعهم ، وإن سكتوا ابتدأهم ، ويعوضون بالدرهم
ألف ألف درهم .
٥٦
ـ ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أفضل الاعمال عند الله عزوجل إيمان لا شك فيه ، وغزو
لا غلول فيه وحج مبرور .
٥٧ ـ ما : عن أميرالمؤمنين عليهالسلام
قال : أفضل ما توسل به المتوسلون الايمان
بالله ـ إلى أن قال ـ وحج البيت فإنه منفاة للدين ، ومدحضة للذنب .
أقول
: قد مضى بأسانيد.
٥٨
ـ ما : ابن حشيش ، عن محمد بن أحمد بن علي ،
عن المنذر بن محمد ، عن
يوسف بن موسى ، عن الحسن بن علي ، عن عبدالرزاق ، عن مالك بن أبي زياد
عن الاعرج ، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إذا كان يوم عرفة غفر الله
على للحاج الخلص ، وإذا كان ليلة المزدلفة غفر الله للتجار الخلص
__________________
وإذا كان يوم منى
غفر الله تعالى له ، وإذا كان عند جمرة العقبة غفر الله تعالى
للسؤال ، فلا يشهد خلق ذلك الموقف ممن قال لا إله إلا الله إلا غفر الله له .
٥٩
ـ ما : باسناد المجاشعي ، عن الصادق عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال
أميرالمؤمنين عليهالسلام
: لا تتركوا حج بيت ربكم لايخلوا منكم ما بقيتم فإنكم إن
تركتموه لم تنظروا ، وإن أدني مايرجع به من أتاه أن يغفر له ماسلف .
٦٠
ـ ع
ن
: ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ، عن
ابن خالد قال : قلت لابي الحسن عليهالسلام
: لاي شئ صار الحاج لا يكتب عليه ذنب
أربعة أشهر؟ قال : لان الله تبارك وتعالى أباح للمشركين الحرم أربعة أشهر إذ
يقول : « فسيحوا في الارض أربعة أشهر » فمن ثم وهب لمن حج من المؤمنين البيت
الذنوب أربعة أشهر .
٦١
ـ مع : أبي ، عن سعيد ، عن ابن عيسى ، عن
محمد بن سنان ، عن أبي الجارود
عن أبي جعفر عليهالسلام
في قول الله تبارك وتعالى : « ففروا
إلى الله إني لكم منه
نذير مبين » قال : حجوا إلى الله .
٦٢
ـ مع : أبي ، عن الحميري ، عن أحمد بن محمد
، عن علي بن الحكم ، عن
كليب بن معاوية قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: شيعتك تقول : الحاج أهله وماله
في ضمان الله ويخلف في أهله ، وقد أراه يخرج فيحدث على أهله الاحداث؟ فقال
إنما يخلفه فيهم بما كان يقوم به ، فأما ما كان حاضرا لم يستطع دفعه فلا .
__________________
٦٣
ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ،
عن الحجال ، عن صفوان
ابن يحيى ، عن صفوان الجمال ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : من حج ثلاث حجج لم يصبه
فقرأبدا .
٦٤
ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ،
عن السندي بن الربيع
عن محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار ، عن أيمن بن محرز ، ويرويه عنه القاسم
وابن فضال : إن حريزا قال : من حج ثلاث سنين متواليه ثم حج أولم يحج فهو
بمنزله من يدمن الحج .
قال الصدوق : أدام الله تأييده ،
الاسناد مضطرب ولم اغيره لانه كا ن هكذا
في نسختي والحديث صحيح.
٦٥
ـ ع : ابن الوليد : عن ابن أبان ، عن
الحسين بن سعيد ، عن النضر ، عن ابن
سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : لو عطل الناس الحج لوجب على الامام أن يجبر هم
على الحج إن شاؤوا وإن أبوا لان هذا البيت إنما وضع للحج .
٦٦
ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن محمد ، عن
الحسين بن سعيد ، عن حماد
عن ربعي ، عن عبد الرحمن بن أبي عبدالله قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : إن
أناسا من هؤلاء القصاص يقولون : إذا حج رجل حجة ثم تصدق ووصل كان خيرا
له ، فقال : كذبوا لو فعل هذا الناس لعطل هذا البيت ، إن الله عزوجل جعل هذا
البيت قياما للناس
،
٦٧
ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن
الحسين بن سعيد ، عن صفوان
عن سيف التمار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : كان أبي يقول : الحج أفضل من الصلاة
والصيام إنما المصلى يشتغل عن أهله ساعة ، وإن الصائم يشتغل عن أهله بياض
__________________
يوم ، وإن الحاج
يتعب بدنه ، ويضجر نفسه ، وينفق ماله ، ويطيل الغيبة عن
أهله ، لا في مال يرجوه ولا إلى تجارة ، وكان أبي يقول : وما أفضل من رجل
يجئ يقود بأهله والناس وقوف بعرفات يمينا وشمالا يأتي بهم الفج فيسأل
بهم الله تعالى .
٦٨
ـ ع : بهذا الاسناد ، عن صفوان وفضالة ، عن
القاسم بن محمد ، عن الكاهلي
قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يذكر الحج فقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: هو أحد
الجهادين هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء ، أما إنه ليس شئ أفضل من الحج إلا
الصلاة في الحج لان ههنا صلاة وليس في الصلاة حج ، لا تدع الحج وأنت تقدر
عليه ، أما ترى أنه يشعث فيه رأسك ، ويقشف فيه جلدك ، وتمتنع فيه من النظر
إلى النساء ، وأما نحن ههنا ونحن قريب ، ولنا مياه متصلة ما نبلغ الحج حتى
يشق علينا فكيف أنت في بعد البلاد ، وما من ملك ولا سوقة يصل إلى الحج إلا
بمشقة في تغيير مطعم ومشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها وذلك ، قوله عزوجل «وتحمل
أثقالكم إلى بلدكم تكونوا بالغيه إلا بشق الانفس إن ربكم لرؤف رحيم»
.
٦٩
ـ ع : ماجيلويه ، عن عمه ، عن محمد بن علي
، عن البطايني ، عن أبي بصير
قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : أما إن الناس لو تركوا حج هذا البيت لنزل
بهم العذاب وما نوظروا .
٧٠
ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن القداح
، عن الصادق ، عن أبيه
عليهماالسلام
قال : كان في وصية أميرالمؤمنين عليهالسلام
: لا تتركوا حج بيت ربكم
فتهلكوا ، وقال : من ترك الحج لحاجة من حوائح الدنيا لم تقض حتى ينظر
إلى المحلقين .
__________________
٧١
ـ سن : في حديث ابن القداح ، عن أبي عبدالله
عليهالسلام
مثله .
٧٢
ـ ثو : ما جيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن
موسى بن سعدان ، عن
الحسين بن أبي العلا ، عن ذريح ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سمعته يقول : من مات
ولم يحج حجة الاسلام ولم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به ، أومرض لا يطيق الحج
من أجله ، أو سلطان يمنعه ، فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا .
٧٣
ـ سن : محمد بن علي ، عن موسى بن سعدان مثله
.
٧٤
ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ،
عن ابن حازم قال : سألت
أبا عبدالله عليهالسلام
عمن حج أربع حجج ماله من الثواب؟ قال : يا منصور من حج
أربع حجج لم تصبه ضغطة القبر أبدا ، وإذا مات صور الله الحج الذي حج في
صورة حسنة من أحسن مايكون من الصور بين عينيه تصلي في جوف قبه حتى يبعثه
الله من قبره ويكون ثواب تلك الصلوات له واعلم أن الصلاة من تلك الصلوات تعدل
ألف ركعة من صلاة الادميين .
٥٧
ـ كتاب الغايات : عن منصور بن حازم
وذكر مثله .
٧٦
ـ ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري
، عن محمد بن يحيى ، عن
معاذي ، عن الطيالسي ، عن ابن عميرة ، عن الحضرمي قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
مالمن حج خمس حجج؟ قال : من حج خمس حجج لم يعذبه الله أبدا .
٧٧
ـ ل : بهذا الاسناد قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : من حج عشر حجج لم
__________________
يحاسبه الله أبدا .
٧٨
ـ ل : بهذا الاسناد قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : من حج عشرين حجة
لم يرجهنم ولم يسمع شهيقها ولا زفيرها .
٧٩
ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن أبي الخطاب ،
عن علي بن يوسف ، عن
زكريا المؤمن ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سمعته يقول :
من حج خمسين حجة بنى الله له مدينة في جنة عدن فيها مائة ألف قصر في كل
قصر حوراء من حور العين ، وألف زوجة ويجعل من رفقاء محمد صلىاللهعليهوآله في الجنة .
٨٠
ـ ل : ابن الوليد ، عن محمد بن العطار
وأحمد بن ادريس معا ، عن
الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن منصور بن العباس ، عن عمرو بن سعيد
عن عيسى بن حمزة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
أنه قال : أي بعير حج عليه ثلاث سنين
جعل من نعم الجنة ، وروي سبع سنين .
٨١
ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي
، عن السكوني ، عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : إن الله عز وجل ليغفر للحاج ولاهل بيت الحاج ، ولعشيرة
الحاج ولمن يستغفر له الحاج بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول
وعشر من ربيع الاخر .
٨٢
ـ دعائم الاسلام : روينا عن علي عليهالسلام انه سئل عن قول
الله عزوجل
« ولله على
الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا
» الاية قال : هذا فيمن ترك
الحج وهو يقدر عليه .
__________________
٨٣ ـ وروينا عن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : وأما ما
يجب على العباد في
أعمارهم مرة واحدة فهو الحج فرض عليهم مرة واحدة لبعد الامكنة والمشقة
عليهم في الانفس والاموال ، والحج فرض على الناس جميعا ، إلا من كان له عذر
٨٤ ـ وعن علي عليهالسلام انه قال : لما نزلت
« ولله على
الناس حج البيت » الاية قال المؤمنون : يارسول الله صلىاللهعليهوآله
أفي كل عام؟ فسكت فأعادوا عليه مرتين
فقال : لا ، ولو قال : نعم لو جبت ، فأنزل الله « يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن
أشياء إن تبدلكم تسؤكم » .
٨٥ ـ وعن جعفر بن محمد عليهالسلام انه سئل عن الرجل
يسوف الحج لاتمنعه
إلا تجارة تشغله أو دين له قال : لا عذر له ، ليس ينبغي له أن يسوف الحج ، وإن
مات فقد ترك شريعة من شرائع الاسلام .
٨٦ ـ وعنه عليهالسلام
انه قال : من مات ولم يحج حجة الاسلام ولم تمنعه من
ذلك حاجة تجحف به ، أو مرض لا يطيق فيه الحج أو سلطان يمنعه فليمت يهوديا
أو نصرانيا .
٨٧ ـ وعنه صلىاللهعليهوآله
انه سئل عن رجل له مال لم يحج حتى مات قال : هذا
ممن قال الله « ونحشره يوم القيامة أعمى » قيل : أعمى؟ قال : نعم ، أعمى عن طريق
الخير .
٨٨ ـ وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله انه قال : إذا تركت
أمتي هذا البيت أن
تؤمه لم تناظر .
٨٩ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام انه سئل عن قول
الله عزوجل « ولله على
الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا
» ما استطاعة السبيل الذ ي عني الله؟ فقال
__________________
للسائل : ما يقول
الناس في هذا؟ قال : يقولون : الزاد والراحلة ، فقال : أبو
عبدالله عليهالسلام
: قد سئل أبوجعفر عليهالسلام
عن ذلك فقال : هلك الناس إذا لئن كان من
ليس له غير زاد وراحلة وليس لعياله قوت غير ذلك ينطلق به ويدعهم ، لقد هلكوا إذا
قيل له : فما الاستطاعة؟ قال : استطاعة السفر ، والكفاية من النفقة فيه ، ووجود
مايقوت العيال ، والامن ، أليس قد فرض الله الزكاة فلم يجعلها إلاعلى من له
مائتا درهم .
٩٠ ـ وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه سئل عن قول
الله عزوجل : « ولله على
الناس
حج البيت من استطاع إليه سبيلا
» قال : هذا على من يجد ما يحج به ، قيل : فمن
عرض عليه ما يحج به فاستحيى قال : هو ممن يستطيع ، ولم يستحيى؟ يحج ولو
على حمار أبتر .
٩١ ـ وعن علي عليهالسلام أنه قال : في الصبي
يحج به ولم يبلغ قال : لا يجزي
ذلك عنه وعليه الحج إذا بلغ ، وكذلك المرأة إذا حج بها وهي طفلة .
٩٢ ـ وعن جعفر بن محمد عليهالسلام أنه سئل عن رجل لا
يعرف هذا الامر حج
ثم من الله عليه بمعرفته ، قال : يجزيه حجه ، ولو حج كان أحب إلى ، وإذا
كان ناصبا معتقدا للنصب فحج ثم من الله عليه بالمعرفة فعليه الحج .
٩٣ ـ وعن علي عليهالسلام انه قال : إذا اعتق
العبد فعليه الحج إن استطاع
إليه سبيلا .
٩٤ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : اذا حج
المملوك أجز أعنه مادام مملوكا
وإن أعتق فعليه الحج وليس يلزمه الحج وهو مملوك .
٩٥ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام أنه سئل عن ام
الولد يحجها سيدها ثم
يعتق ، أيجزي عنها ذلك؟ قال : لا .
__________________
٩٦ ـ وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله انه قال : على
الرجال أن يحجوا نساءهم ، قال
جعفر بن محمد : إذا كانت النفقة من مال المرأة لا على أن يكلف الزوج نفقة الحج
من أجلها ، ولكن يخرج معها لتؤدي فرضها والنفقة من مالها .
٩٧ ـ وعنه أنه قال : تحج المطلقة إن
شاءت في عدتها .
٩٨ ـ وعنه عليهالسلام
انه قال : إذا كان الرجل معسرا فأحجه رجل ثم أيسر
فعليه الحج .
٩٩ ـ وعنه صلىاللهعليهوآله
انه سئل عن قول الله « ولله
على الناس حج البيت » الاية
يعني به الحج دون العمرة؟ قال : لا ولكن يعني به الحج والعمرة جميعا لانهما
مفروضان وتلاقول الله عزوجل « وأتموا
اللحج والعمرة لله » وقال : تمامهما
أداؤهما .
١٠٠ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام انه قال : العمرة
فريضة بمنزلة الحج
من استطاع .
١٠١
ـ ثو : أبي ، عن علي بن إبراهيم ، عن سهل ،
عن ابن البطائني ، عن
أبيه ، عن أبي بصير قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام
: من حج يريد به الله ولا يريد به
رياء ولا سمعة غفر الله له البتة .
١٠٢
ـ ثو : ابن المتوكل ، عن محمد بن جعفر ، عن
موسى بن عمران ، عن
الحسين بن يزيد ، عن عبدالله بن وضاح ، عن سيف التمار عنه عليهالسلام مثله .
١٠٣
ـ ثو : بهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن صندل
بن هارون بن خارجة
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : الحج حجان حج لله وحج للناس ، فمن حج لله كان
ثوابه على الله الجنة ، ومن حج للناس كان ثوابه على الناس يوم القيامة .
١٠٤
ـ ثو : بهذا الاسناد عن الحسين ، عن ابن
عميرة ، عن ابن حازم قال : قلت
لابي عبدالله عليهالسلام
: ما يصنع الله بالحاج؟ قال : مغفور والله لهم لا أستثني فيه .
__________________
١٠٥
ـ ثو : وبهذا الاسناد ، عن الحسين ، عن
البطائني ، عن أبي الحسن
موسى عليهالسلام
قال : الحج جهاد الضعفاء ، وهم شيعتنا .
١٠٦
ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن أبي
الخطاب ، عن ابن أسباط
رفعه إلى أبي عبدالله عليهالسلام
قال : كان علي بن الحسين عليهالسلام
يقول : حجوا واعتمروا
تصح أجسامكم ، وتتسع أرزاقكم ، ويصلح إيمانكم ، وتكفوا مؤنة الناس و
مؤنة عيالاتكم .
١٠٧
ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن
معروف ، عن ابن مهزيار
عن حماد بن عيسى ، عن يحيى بن عمر ، عن إسحاق بن عمار قال : قلت لابي
عبدالله عليهالسلام
إني قد وطنت نفسي على لزوم الحج كل عام بنفسى أو برجل من
أهلي بمالي فقال : وقد عزمت على ذلك؟ قلت : نعم قال : إن فعلت فأيقن بكثرة
المال أو أبشر بكثرة المال .
١٠٨
ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه
، عن ابن أبي عمير
عن جميل ، عن أبي عبدالله الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
:
إن الحاج إذا أخذ في جهازه لم يرفع شيئا ولم يضعه إلا كتب الله له عشر حسنات
ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات فاذا ركب بعيره لم يرفع خفا ولم يضعه
إلا كتب الله له مثل ذلك ، وإذا طاف بالبيت خرج من ذنوبه ، وإذا سعى بين الصفا
والمروة خرج من ذنوبه ، وإذا وقف بعرفات خرج من ذنوبه ، واذا وقف بالمشعر
الحرام خرج من ذنوبه ، فاذا رمى الجمار خرج من ذنوبه ، فد رسول الله صلىاللهعليهوآله
كذا وكذا موطنا كلها تخرجه من ذنوبه قال : فأنى لك أن تبلغ ما بلغ الحاج .
١٠٩
ـ ثو : ماجيلويه ، عن عمه ، عن أحمد بن محمد
، عن ابن أبي عمير
عن أبي أيوب ، عن الثمالي قال : قال رجل : لعلي بن الحسين عليهالسلام تركت الجهاد
__________________
وخشونة ولزمت الحج
ولينته ، قال : وكان متنكئا فجلس فقال : ويحك ما بلغك
ماقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
في حجة الوداع : إنه لما همت الشمس أن تغيب قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: يا بلال قل للناس فلينصتوا ، فلما أنصتوا قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن
ربكم تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لمحسنكم ، وشفع محسنكم في مسيئكم ،
فأفيضوا مغفورا لكم ، وضمن لاهل التبعات من عنده الرضا .
١١٠
ـ ثو : حمزة العلوى ، عن علي ، عن أبيه ، عن
صفوان وابن أبي عمير
معا ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : لما أفاض رسول الله صلىاللهعليهوآله
تلقاه أعرابي في الابطح فقال : يارسول الله صلىاللهعليهوآله
إني خرجت اريد الحج فعاقني
عائق وأنا رجل ملي ء كثير المال فمرني أن أصنع في مالي ما أبلغ ما بلغ الحاج
قال : فالتفت رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى أبي قبيس فقال : لو أن أبا قبيس لك زنته ذهبة
حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت ما بلغ الحاج .
١١١
ـ ثو : بهذا الاسناد قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : الحاج يصدرون على
ثلاثة أصناف : صنف يعتق من النار ، وصنف يخرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته
أمه ، وصنف يحفظه في أهله وماله ، فذاك أدنى مايرجع به الحاج .
__________________
٣
* باب *
* « ( الدعاء لطلب
الحج ) » *
١
ـ مع : القطان ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول
، عن أبيه ، عن عبدالله
ابن الفضل ، قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
إن علي دينا كثيرا ولي عيال ولا أقدر
على الحج فعلمني دعاء أدعو به فقال : قل في دبر كل صلاة مكتوبة « اللهم صل
على محمد وآل محمد واقض عني دين الدنيا ودين الاخرة » فقلت له : أما دين الدنيا
فقد
عرفته فما دين الاخرة؟ فقال : دين الاخرة الحج .
٢
ـ سن : في رواية قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : من قال : ما شاء
الله ألف مرة
في دفعة واحدة رزق الحج من عامه ، فإن لم يرزق أخره الله حتى يرزقه .
٣
ـ سن : عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من قال : ألف
مرة لا حول ولا قوة
إلا بالله ، رزقه الله تعالى الحج ، فإن كان قد قرب أجله أخره الله في أجله حتى
يرزقه الحج .
من خط الشيخ محمد بن علي الجباعى رحمه
الله دعاء الحج يدعى به أول ليلة
من شهر رمضان ، ذكره الشيخ ابوالفتح محمد بن علي الكراجكى في كتاب روضة
العابدين الذي صنفه لولده موسى رحمه الله « اللهم منك أطلب حاجتي ، ومن طلب
حاجته إلى أحد من الناس فإني لا أطلب حاجتي إلا منك وحد لا شريك لك أسألك
بفضلك ورضوانك أن تصلي على محمد وأهل بيته وأن تجعل لي في عامي هذا إلى
__________________
بيتك الحرام سبيلا
حجة مبرورة متقبلة زاكية خالصة لك تقربها عيني وترفع
بها درجتي وترزقني أن أغض بصري وأن أحفظ فرجي وأن أكف عن جميع
محارمك حتى لايكون عندي شئ آثر من طاعتك وخشيتك والعمل بما أحببت
والترك بما كرهت ونهيت عنه واجعل ذلك في يسر منك وعافية وأوزعني شكر
ما أنعمت به علي وأسألك أن تجعل وفاتي قتلا في سبيلك تحت راية محمد نبيك مع
وليك صلواتك عليهما وأسألك أن تقتل بي أعداءك وأعداء رسولك وأن تكرمني
بهوان من شئت من خلقك ولا تهني بكرامة أحد من أوليائك اللهم اجعل لي مع
الرسول سبيلا حسبي الله ما شاء الله وصلى الله على سيدنا محمد رسوله خاتم النبيين
وآله الطاهرين ».
أقول : رواه السيد في كتاب الاقبال عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : ادع للحج في ليالي شهر رمضان بعد المغرب ، اللهم بك ومنك أطلب حاجتى
ـ إلى قوله ـ مع الرسول سبيلا.
٤
* ( باب ) *
* « ( علل الحج
وافعاله وفيه حج الانبياء ) » *
* « ( وسيأتي حج
الانبياء في الابواب الاتية ايضا ) » *
١
ـ لى : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ،
عن محمد بن زياد ، عن
الفضل بن يونس قال : أتى ابن أبي العوجاء الصادق عليهالسلام
فجلس إليه في جماعة من
نظرائه ، ثم قال : له يا أبا عبدالله إن المجالس أمانات ، ولابد لكل من كان به
سعال أن يسعل فتأذن لي في الكلام؟ فقال الصادق عليهالسلام
: تكلم بما شئت ، فقال ابن
أبي العوجاء : إلى كم تدوسون هذا البيدر ، وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا
__________________
البيت المرفوع
بالطوب والمدر ، وتهرولون حوله هرولة البعير اذا نفر ، من فكر
في هذا أوقدر ، علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم ولاذي نظر ، فقل فانك رأس
هذا الامر وسنامه وأبوك اسه ونظامه؟ فقال الصادق عليهالسلام
: إن من أضله الله و
أعمى قلبه استوخم الحق فلم يستعذبه وصار الشيطان وليه ، يورده مناهل الهلكة
ثم لا يصدره ، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه ، فحثهم على
تعظيمه وزيارته ، وقد جعله محل الانبياء وقبلة للمصلين له ، فهو شعبة من رضوانه
وطريق تؤدي إلى غفرانه ، منصوب على استواء الكمال ومجتمع العظمة والجلال
خلقه الله قبل دحوالارض بألفي عام ، وأحق من أطيع فيما امرو انتهى عما نهى عنه
وزجر الله المنشئ للارواح والصور .
٢
ـ يد : الدقاق ، عن العلوي ، عن البرمكي ،
عن داود بن عبدالله : عن عمرو
ابن محمد ، عن عيسى بن يونس مثله .
٣
ـ كنزل الكراجى : عن محمد بن احمد
بن شاذان ، عن خال أمه جعفر
ابن محمد بن قولويه ، عن الكليني ، عن علي بن ابراهيم ، عن العباس بن عمرو
الفقيمي مثله .
٤
ـ ج : مرسلا مثله . أقول : تمامه في كتاب التوحيد .
٥
ـ ع : أبي عن علي بن سليمان ، عن ابن أبي
الخطاب ، عن محمد بن سنان
عن إسماعيل بن جابر ، وعبدالكريم بن عمر ، عن عبدالحميد بن أبي الديلم ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن الله تبارك وتعالى لما أراد أن يتوب على آدم عليهالسلام أرسل
__________________
إليه جبرئيل فقال له
: السلام عليك يا آدم الصابر على بليته ، التائب عن خطيئته
إن الله تبارك وتعالى بعثني إليك لاعلمك المناسك التى يريد أن يتوب عليك بها ،
وأخذ جبرئيل بيده وانطلق به حتى أتى البيت فنزل عليه غمامة من السماء ،
فقال له : جبرئيل خط برجلك حيث أظلك هذا الغمام.
ثم انطلق به حتى أتى به منى فأراه موضع
منى ، وخطه ، وخط الحرم
بعد ما خط مكان البيت ، ثم انطلق به إلى عرفات فأقامه على المعرف وقال له : إذا
غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرات ، ففعل ذلك آدم ولذلك سمي المعرف
لان آدم عليهالسلام
اعترف عليه بذنبه ، فجعل ذلك سنة في ولده يعترفون بذنوبهم كما
اعترف أبوهم ويسألون الله عزوجل التوبة كما سألها أبوهم آدم ، ثم أمره جبرئيل
فأفاض من عرفات فمر على الجبال السبعة فأمره أن يكبر على كل جبل تكبيرات
ففعل ذلك آدم.
ثم انتهى به إلى جمع ثلث الليل فجمع
فيها بين صلاة المغرب وبين صلاة
العشاء الاخرة فلذلك سميت جمعا لان آدم عليهالسلام
جمع فيها بين الصلاتين فوقت
العتمة تلك الليلة ثلث الليل في ذلك الموضع ، ثم أمره أن ينبطح في بطحاء جمع
فتبطح حتى انفجر الصبح.
ثم أمره أن يصعد على الجبل جبل جمع
وأمره إذا طلعت الشمس أن يعترف
بذنبه سبع مرات ويسأل الله عزوجل التوبة والمغفرة سبع مرات ففعل ذلك آدم
كما أمره جبرئيل ، وإنما جعل اعترافين ليكون سنة في ولده ، فمن لم يدرك عرفات
وأدرك جمعا فقد وفي بحجه ، فأفاض آدم من جمع إلى منى فبلغ منى ضحى
فأمره أن يصلي ركعتين في مسجد منى ثم أمره أن يقرب إلى الله عزوجل قربانا
ليتقبل الله منه ويعلم أن الله قد تاب عليه ويكون سنة في ولده بالقربان فقرب
آدم عليهالسلام
قربانا فتقبل الله منه قربانه ، وأرسل الله عزو جل نارا من السماء
فقبضت قربان آدم ، فقال له جبرئيل : إن الله تبارك وتعالى قد أحسن إليك إذ
علمك المناسك التى تاب عليك بها وقيل قربانك فاحلق رأسك تواضعا لله عزوجل
إذ قبل قربانك ،
فحلق آدم رأسه تواضعا لله تبارك وتعالى.
ثم أخذ جبرئيل عليهالسلام بيد آدم فانطلق به
إلى البيت فعرض له إبليس عند الجمرة
فقال له : يا آدم أين تريد؟ قال جبرئيل : يا آدم ارمه بسبع حصيات وكبر مع
كل حصاة تكبيرة ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل فذهب إبليس.
ثم أخذ جبرئيل بيده في اليوم الثاني
فانطلق به إلى الجمرة فعرض له إبليس فقال له :
جبرئيل : ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل ذلك آدم فذهب إبليس.
ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فقال له :
يا آدم أين تريد؟ فقال له جبرئيل :
ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة ، ففعل ذلك آدم فذهب إبليس
( ثم فعل ذلك به في اليوم الثالث والرابع ) فقال له جبرئيل : إنك لن تراه بعد
مقامك هذا أبدا.
ثم انطلق به إلى البيت فأمره أن يطوف
بالبيت سبع مرات ففعل ذلك آدم فقال
له جبرئيل : إن الله تبارك وتعالى قد غفرلك وقبل توبتك وحلت لك زوجتك .
٦
ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي
بن حديد ، عن ابن أبي عمير
عن بعض أصحابنا ، عن أحدهما عليهالسلام
انه سئل عن ابتداء الطواف فقال : إن الله
تبارك وتعالى لما أراد خلق آدم عليهالسلام
قال للملائكة : « إني جاعل
في الارض
خليفة » فقال ملكان من الملائكة : « أتجعل فيها من يفسد
فيها ويسفك الدماء » فوقعت الحجب فيما بينهما وبين الله عزوجل ، وكان تبارك وتعالى نوره ظاهرا
للملائكة ، فلما وقعت الحجب بينه وبينهما علما أنه سخط قولهما فقالا للملائكة
ما حليتنا ، وما وجه توبتنا؟ فقالوا : ما نعرف لكما من التوبة إلا أن تلوذا بالعرش
قال : فلاذا بالعرش حتى أنزل الله عزوجل توبتهما ورفعت الحجب فيما بينه وبينهما
وأحب الله تبارك وتعالى أن يعبد بتلك العبادة فخلق الله البيت في الارض ، وجعل
على العباد الطواف حوله ، وخلق البيت المعمور في السماء يدخله كل يوم سبعون
ألف ملك لا يعودن إليه إلى يوم القيامة .
__________________
٧
ـ ع : علي بن حبشي بن قوني ، عن حميد بن
زياد ، عن القاسم بن
إسماعيل ، عن محمد بن سلمة ، عن يحيى بن أبي العلا أن رجلا دخل على أبي عبدالله
عليهالسلام
فقال : جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزوجل « ن والقلم وما
يسطرون »؟ وأخبرني عن قول الله عزوجل لا بليس «
فانك من
المنظرين إلى
يوم الوقت المعلوم » وأخبرني عن هذا
البيت كيف صار فريضة على الخلق أن
ياتوه؟ قال : فالتفت أبوعبدالله عليهالسلام
إليه وقال : ما سألني عن مسألتك أحد
قط قبلك ، إن الله عزوجل لما للملائكة إني جاعل في الارض خليفة ضجت
الملائكة من ذلك وقالوا : يارب إن كنت لابد جاعلا في أرضك خليفة فاجعله منا
ممن يعمل في خلقك بطاعتك ، فرد عليهم إني أعلم ما لا تعلمون ، فظنت الملائكة
أن ذلك سخط من الله عزوجل عليهم فلا ذوا بالعرش يطوفون به فأمر الله عزوجل
لهم ببيت من مرمر سقفه ياقوتة حمراء وأساطينه الزبرجد يدخله كل يوم سبعون
الف ملك لا يدخلونه بعد ذلك إلى يوم الوقت المعلوم قال : ويوم الوقت المعلوم
يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة فيموت إبليس مابين النفخة الاولى والثانية .
٨
ـ ع ، ن : في علل ابن سنان ، عن الرضا عليهالسلام علة الحج الوفادة
إلى الله
عزوجل ، وطلب الزيادة ، والخروج من كل ما اقترف ، وليكون تائبا مما
مضى مستأنفا لما يستقبل ، وما فيه من استخراج الاموال وتعب الابدان وحظرها
عن الشهوات واللذات والتقرب في العبادة إلى الله عزوجل ، والخضوع و
الاستكانة والذل ، شاخصا في الحر والبرد والامن والخوف ثابتا في ذلك دائما
وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة والرهبة إلى الله عزوجل ، ومنه
ترك قساوة القلب ، وخساسة الانفس ، ونسيان الذكر ، وانقطاع الرجاء والامل ،
وتجديد الحقوق ، وحظر الانفس عن الفساد ، ومنفعة من في المشرق والمغرب
ومن في البر والبحر ، وممن يحج وممن لا يحج من تاجر وجالب وبايع و
مشتر وكاتب ومسكين ، وقضاء حوائج أهل الاطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع
__________________
فيها كذلك ليشهدوا
منافع لهم.
وعلة فرض الحج مرة واحدة لان الله عزوجل
وضع الفرائض على أدنى
القوم قوة فمن تلك الفرائض الحج المفروض واحد ثم رغب أهل القوة على قدر
طاقتهم .
قال الصدوق رضي الله عنه : جاء هذا
الحديث هكذا والذي أعتمده وأفتي به
أن الحج على أهل الجدة في كل عام فريضة.
أقول
: قد روي في الكتابين عن الفضل مثله .
٩
ـ ع : علي بن أحمد بن محمد الساني والمكتب
جميعا ، عن الاسدي
عن البرمكي ، عن علي بن العباس ، عن عمربن عبدالعزيز ، عن رجل قال : حدثنا
هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
فقلت له : ما العلة التي من أجلها كلف
الله العباد الحج والطواف بالبيت؟ فقال : إن الله عزوجل خلق الخلق لا لعلة إلا
أنه شاء ففعل فخلقهم إلى وقت مؤجل ، وأمرهم ونهاهم مايكون من أمر الطاعة
في الدين ومصلحتهم من أمر دنيا هم فجعل فيه الاجتماع من المشرق والمغرب
ليتعارفوا ، ولينزع كل قوم من التجارات من بلد إلى بلد ، ولينتفع بذلك
المكاري والجمال ، ولتعرف آثار رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وتعرف
أخباره ، ويذكر ولا ينسى ، ولو كان كل قوم إنما يتكلون على بلادهم وما فيها
هلكوا وخربت البلاد ، وسقط الجلب والارباح ، وعميت الاخبار ولم يقفوا على
ذلك فذلك علة الحج .
١٠
ـ ن ع :
في علل ابن سنان ، عن الرضا عليهالسلام
علة الطواف بالبيت
__________________
ان الله تبارك
وتعالى قال : « للملائكة
إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها
من يفسد فيها ويسفك الدماء » فردوا على
الله تبارك وتعالى هذا الجواب فعلموا أنهم
أذنبوا فندموا فلاذوا بالعرش واستغفروا فأحب الله عزوجل أن يتعبة بمثل ذلك
العباد فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش فسمي الضراح.
ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى
المعمور بحذاء الضراح ثم وضع البيت بحذاء البيت المعمور.
ثم أمر آدم عليهالسلام فطاف به ، فتاب
الله عليه ، وجرى ذلك في ولده إلى يوم
القيامة .
١١
ـ ع : علي بن حاتم ، عن حميد بن زياد ، عن
الحسن بن محمد بن سماعة
عن الحسين بن هاشم ، عن ابن مسلكان ، عن الثمالي قال : دخلت على أبي جعفر عليهالسلام
وهو جالس على الباب الذي إلى المسجد وهو ينظر إلى الناس يطوفون ، فقال : يا
أبا حمزة بما أمروا هؤلاء؟ قال : فلم أدر ما أرد عليه قال : إنما أمروا أن يطوفوا
بهذ الاحجار ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم .
١٢
ـ ع : الحسين بن علي بن أحمد الصائغ ، عن
الحسين بن الحجال ، عن
سعد بن عبدالله قال : حدثني محمد بن الحسن الهمداني قال : سألت ذا النون البصري
قلت : يا أبا الفيض لم صير الموقف بالمشعر ولم يصر بالحرم؟ قال : حدثني من
سأل الصادق عليهالسلام
ذلك ، فقال : لان الكعبة بيت الله الحرام وحجابه والمشعر بابه
فلما أن قصده الزائرون وقفهم بالباب حتى أذن لهم بالدخول ، ثم وقفهم بالحجاب
الثاني وهو مزدلفة ، فلما نظر إلى طول تضرعهم أمرهم بتقريب قربانهم ، فلما
قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت لهم حجابا دونه أمرهم
بالزيارة على طهارة.
قال : فقلت : لم كره الصيام في أيام
التشريق؟ فقال : لان القوم زوار
الله وهم في ضيافته ، ولا ينبغي للضيف أن يصوم عند من زاره وأضافه.
__________________
قلت : فالرجل يتعلق بأستار الكعبة ما
يعني بذلك؟ قال : مثل ذلك مثل الرجل يكون بيته وبين الرجل جناية فيتعلق بثوبه يستخذي له رجاء أن يهب
له جرمه .
١٣
ـ كنز الكراجكى : . ومناقب ابن شهر آشوب عن أميرالمؤمنين
عليهالسلام
مثله.
١٤
ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن
عثمان ، عن أبي عبدالله
عليهالسلام
قال : إن آدم عليهالسلام
بقي على الصفا أربعين صباحا ساجدا يبكي على
الجنة وعلى خروجه من جوار الله عزوجل فنزل جبرئيل عليهالسلام
فقال : يا آدم
مالك تبكي؟ قال : ياجبرئيل مالي لا أبكي وقد أخرجني الله من جواره وأهبطني
إلى الدنيا ، قال : يا آدم تب إليه قال : وكيف أتوب؟ فأنزل الله عليه قبة من نور
في موضع البيت فسطع نورها في جبال مكة فهو الحرام ، فأمر الله جبرئيل أن يضع
عليه الاعلام.
قال : قم يا آدم فخرج به يوم التروية
وأمره أن يغتسل ويحرم ، واخرج
من الجنة أول يوم من ذي القعدة ، فلما كان يوم الثامن من ذي الحجة أخرجه
جبرئيل عليهالسلام
إلى منى فبات بها فلما أصبح أخرجه إلى عرفات وقد كان عليمه حين
أخرجه من مكة الاحرام وأمره بالتلبية فلما زالت الشمس يوم عرفة قطع التلبية
وأمره أن يغتسل ، فلما صلى العصر وقفه بعرفات وعلمه الكلمات التي تلقى بها
ربه وهي « سبحانك اللهم وبحمدك لا إليه إلا أنت علمت سوء وظلمت نفسي و
اعترفت بذنبي فاغفرلي إنك أنت الغفور الرحيم ، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله
إلا أنت علمت سوء وظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفرلي إنك خير الغافرين ،
سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت علمت سوء وظلمت نفسي واعترفت بذنبي
__________________
فاغفرلي فانك أنت
التواب الرحيم » فبقي إلى أن غابت الشمس رافعا يديه إلى
السماء يتضرع ويبكي إلى الله فلما غابت الشمس رده إلى المشعر فبات بها فلما
أصبح قام على المشعر الحرام فدعا الله تعالى بكلمات وتاب عليه.
ثم أفضى إلى مني وأمره جبرئيل عليهالسلام أن يحلق الشعر الذي
عليه فحلقه.
ثم رده إلى مكة فأتى به عند الجمرة
الاولى فعرض إبليس له عندها فقال :
يا آدم أين تريد؟ فأمره جبرئيل عليهالسلام
أن يرميه بسبع حصيات وأن يكبر مع كل
حصاة تكبيرة ففعل.
ثم ذهب فعرض له إبليس عند الجمرة
الثانية فأمره أن يرميه بسبع حصيات
فرمى وكبر مع كل حصاة تكبيرة فذهب إبليس.
ثم مضى به فعرض له إبليس عند الجمرة
الثالثة وأمره أن يرميه بسبع حصيات
فرمي وكبر مع كل حصاه تكبيرة فذهب إبليس ، وقال له جبرئيل : إنك
لن تراه بعد هذا أبدا ، فانطلق به إلى البيت الحرام وأمره أن يطوف به سبع مرات
فقال : إن الله قد قبل توبتك وحلت لك زوجتك ، قال : فلما قضى آدم حجة و
لقيته الملائكة بالابطح فقالوا : يا آدم برحجك أما إنا قد حججنا قبلك هذا البيت
بألفي عام .
١٥
ـ فس : أبي ، عن النضر ، عن هشام ، عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : إن
إبراهيم عليهالسلام
كان نازلا في بادية الشام ، فلما ولد له من هاجر إسماعيل اغتمت
سارة من ذلك غما شديدا ، لانه لم يكن له منها ولد ، وكانت تؤذي إبراهيم في
هاجر فتغمه فشكا إبراهيم ذلك إلى الله عزوجل فأوحلى الله إليه إنما مثل المرأة
مثل الضلع العوجاء إن تركتها استمتعت بها وإن أقمتها كسرتها ، ثم أمره أن
يخرج إسماعيل وامه عنها ، فقال : يارب إلى أي مكان؟ فقال : إلى حرمي
وأمني وأول بقعة خلقتها من الارض وهي مكة فأنزل عليه جبرئيل عليهالسلام بالبراق
فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم عليهماالسلام
وكان إبراهيم لايمر بموضع حسن فيه
__________________
شجر ونخل وزرع إلا
وقال : ياجبرئيل إلى ههنا إلى ههنا؟ فيقول جبرئيل : لا
إمض إمض ، حتى وافى مكة فوضعه في موضع البيت ، وقد كان إبراهيم عليهالسلام عاهد
سارة أن لا ينزل حتى يرجع اليها ، فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر ، فألقت
هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها فاستظلوا تحته ، فلما سرحهم إبراهيم و
وضعهم وأراد الانصراف عنهم إلى سارة ، قالت له هاجر : يا إبراهيم لم تدعنا في
موضع ليس فيه أنيس ولا ماء ولا زرع؟ فقال إبراهيم : الله الذي أمرني أن أضعكم
في هذا المكان حاضر عليكم ، ثم انصرف عنهم فلما بلغ كذا ـ وهو جبل بذي
طوى ـ التفت اليهم إبراهيم فقال : « ربي إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي
زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم
وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ».
ثم مضى وبقيت هاجر ، فلما ارتفع النهار
عطش إسماعيل وطلب الماء ،
فقامت هاجر في الوادي في موضع المسعى فنادت : هل في الوادي من أنيس؟ فغاب
إسماعيل عنها فصعدت على الصفا ولمع لها السراب في الوادي وظنت أنه ماء فنزلت
في بطن الوادي وسعت ، فلما بلغت المسعى غاب عنها إسماعيل ، ثم لمع له السراب
في ناحية الصفا فهبطت إلى الوادي تطلب المآء ، فلما غاب عنها إسماعيل عادت حتى
بلغت الصفا فنظرت حتى فعلت ذلك سبع مرات ، فلما كان في الشوط السابع
وهي على المروة فنظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه ، قعدت حتى
جمعت حوله رملا فإنه كان سائلا فزمته بما جعلته حوله فلذلك سميت زمزما
وكانت جرهم نازلة بذي المجاز وعرفات. فلما ظهر الماء بمكة عكفت الطير
والوحوش على الماء فنظرت جرهم إلى تعكف الطير على ذلك المكان واتبعوها
حتى نظروا إلى امرأة وصبى نازلين في ذلك الموضع قد استظلا بشجرة وقد ظهر
الماء لهما ، فقالوا لهاجر : من أنت وما شأنك وشأن هذا الصبي؟ قالت : أنا ام ولد
إبراهيم خليل الرحمن وهذا ابنه أمر الله أن ينزلنا ههنا ، فقالوا لها : فتأذنين
لنا
أن نكون بالقرب منكم؟ فقالت لهم : حتى يأتي إبراهيم ، فلما زارها إبراهيم يوم
الثالث قالت هاجر :
ياخليل الله إن ههنا قوما من جرهم يسألونك أن تأذن لهم حتى
يكونوا بالقرب منا أفتأذن لهم في ذلك؟ فقال إبراهيم : نعم وأذنت هاجر لجرهم
فنزلوا بالقرب منهم فضربوا خيامهم ، فأنست هاجر وإسماعيل بهم ، فلما رآهم
إبراهيم في المرة الثالثة نظر إلى كثرة الناس حولهم فسر بذلك سرورا شديدا ، فلما
تحرك إسماعيل عليهالسلام
وكانت جرهم قد وهبوا لاسماعيل كل واحد منهم شاة و
شاتين وكانت هاجر وإسماعيل بعيشان بها ، فلما بلغ إسماعيل مبلغ الرجال أمر
الله إبراهيم أن يبني البيت فقال : يارب في أي بقعة؟ قال : في البقعة التي أنزلت
على
آدم القبة فأضاء لها الحرم ، فلم تزل القبة التي أنزلها الله على آدم قائمة حتى
كان أيام الطوفان أيام النوح عليهالسلام
فلما غرقت الدنيا رفع الله تلك القبة وغرقت
الدنيا إلا موضع البيت ، فسميت البيت العتيق لانه اعتق من الغرق ، فلما أمر
الله عزوجل إبراهيم عليهالسلام
أن يبني البيت لم يدر في أي مكان يبنيه ، فبعث الله
جبرئيل فخط له موضع البيت فأنزل الله عليه القواعد من الجنة ، وكان الحجر الذي
أنزله الله على آدم أشد بياضا من الثلج ، فلما مسته أيدي الكفار اسود فبنى إبراهيم
البيت ونقل إسماعيل الحجر من ذي طوي ، فرفعه في السماء تسعة أذرع ، ثم دله
على موضع الحجر فاستخرج إبراهيم ووضعه في موضعه الذي هو فيه الان ، وجعل
له بابين بابا إلى المشرق وبابا إلى المغرب ، والباب الذي إلى المغرب يسمى
المستجار ثم ألقى عليه الشجر والاذخر ، وعلقت هاجر على بابه كساء كان معها
وكانوا يكونون تحته ، فلما بناه وفرغ منه حج إبراهيم وإسماعيل ، ونزل عليهما
جبرئيل يوم التروية لثمان من ذي الحجة فقال : يا إبراهيم قم فارتوا من الماء لانه
لم يكن بمنى وعرفات ماء فسميت التروية لذلك ، ثم أخرج إلى منى فبات بها
ففعل به ما فعل بآدم عليهالسلام
فقال إبراهيم لما فرغ من بناء البيت « رب اجعل هذا
البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الاخر » قال : من
ثمرات القلوب أي حببهم إلى الناس لينتابوا إليهم ويعودوا إليه .
__________________
١٦
ـ ب : أبوالبختري ، عن الصادق ، عن أبيه عليهالسلام قال : قال علي عليهالسلام
إن الجمار إنما رميت ان جبرئيل عليهالسلام
حين أرى إبراهيم عليهالسلام
المشاعر برزله
إبليس فأمره جبرئيل أن يرميه فرماه بسبع حصيات ، فدخل عند الجمرد الاولى
تحت الارض فأمسك ، ثم إنه برزله عند الثانية فرماه بسبع حصيات أخر فدخل
تحت الارض في موضع الثانية ، ثم برزله في موضع الثالثة فرمي بسبع حصيات فدخل
في موضعها .
١٧
ـ ب : علي ، عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
استلام الحجر لم يستلم؟
قال : لان الله تبارك وتعالى علوا كبيرا أخذ مواثيق العباد ثم دعا الحجر من الجنة
فأمره فالتقم الميثاق ، فالموافقون شاهدون بيعتهم .
١٨ ـ وسألته عن التروية لم سميت تروية؟
قال : إنه لم يكن بعرفات ماء
وإنما كان يحمل الماء من مكة فكان ينادي بعضهم بعضا يوم التروية حتى يحمل الناس
مايرويهم فسميت التروية لذلك .
١٩ ـ وسألته عن السعي بين الصفا والمروة؟
فقال : جعل لسعي إبراهيم عليهالسلام
٢٠ وسألته عن التلبية لم جعلت؟ قال : لان إبراهيم عليهالسلام
حين قال الله
تبارك وتعالى : « وأذن في
الناس بالحج يأتوك رجالا » نادى
فأسمع فأقبل الناس
من كل وجه يلبون فلذلك جعلت التلبية .
٢١ ـ وسألته عن رمي الجمار لم جعل؟ قال
: لان إبليس كان يتراءى
لابراهيم عليهالسلام
في موضع الجمار فرجمه إبراهيم فجرت به السنة .
٢٢
ـ ع : السنانى والدقاق والمكتب والوراق
والقطان جميعا ، عن
ابن زكريا ، عن ابن حبيب ، عن ابن بهلول ، عن أبيه ، عن أبي الحسن العبدي ،
عن سليمان بن مهران قال : قلت لجعفر بن محمد عليهالسلام
: كم حج رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
__________________
قال : عشرين حجة
مستسرا في كل حجة يمر بالمأزمين
فينزل فيبول ، فقلت :
يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله
ولم كان ينزل هناك فيبول؟ قال : لانه أول موضع عبد
فيه الاصنام ، ومنه أخذ الحجر الذي نحت منه هبل الذي رمى به علي عليهالسلام من
ظهر الكعبة لما علا ظهر رسول الله صلىاللهعليهوآله
فأمر بدفنه عند باب بني شيبة فصار الدخول
إلى المسجد من باب بني شيبة سنة لاجل ذلك ، قال سليمان : فقلت : فكيف صار
التكبير يذهب بالضغاط هناك؟ قال : لان قول العبد : الله أكبر معناه الله أكبر أن
يكون مثل الاصنام المنحوتة والالهة المعبودة دونه ، وإن إبليس في شياطينه يضيق
على الحاج مسلكهم في ذلك الموضع ، فإذا سمع التكبير طار مع شياطينه وتبعهم
الملائكة حتى يقعوا في اللجة الخضراء فقلت : كيف صار الصرورة يستحب له دخول
الكعبة دون من قد حج؟ فقال : لان الصرورة قاضي فرض مدعو إلى حج بيت
الله فيجب أن يدخل البيت الذي دعي إليه ليكرم فيه ، قلت : فكيف صار الحلق
عليه واجبا دون من قد حج؟ فقال : ليصير بذلك موسما بسمة الامنين ألا تسمع
الله عزوجل يقول : « لتدخلن
المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم
ومقصرين لا تخافون » فقلت : كيف صاروا طئ المشعر عليه واجبا؟
قال : ليستوجب
بذلك بحبوحة الجنة .
٢٣
ـ ع : سأل الشامي أميرالمؤمنين عليهالسلام كم حج آدم من حجة؟
فقال
له : سبعين حجة ماشيا على قدميه ، وأول حجة حجها كان معه الصرد يدله على
مواضع الماء .
٢٤
ـ ن : في علل الفضل عن الرضا عليهالسلام : فان قال : فلم
أمر بالحج؟
قيل : لعلة الوفادة إلى الله عزوجل وطلب الزيادة ، والخروج منكل ما اقترف
__________________
العبد ، تائبا مما
مضى مستأنفا لما يستقبل ، مع ما فيه من إخراج الاموال وتعب
الابدان والاشتغال عن الاهل والولد ، وحظر الانفس عن اللذات ، شاخصا في
الحر والبرد ، ثابتا ذلك عليه دائما ، مع الخضوع والاستكانة والتذلل ، مع مافي
ذلك لجميع الخلق من المنافع في شرق الارض وغربها ومن في البر والبحر ممن
بحج وممن لا يحج من بين تاجر وجالب وبائع ومشتر وكاسب ومسكين ومكار
وفقير ، وقضاء حوائج أهل الاطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيها مع
ما فيه من التفقه ونقل أخبار الائمة عليهمالسلام
إلى كل صقع وناحية كما قال الله
عزوجل : « فلولا نفر
من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم
إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون وليشهدوا منافع لهم
» .
فان قال : فلم أمروا بحجة واحدة لا أكثر
من ذلك؟ قيل : لان الله عزوجل
وضع الفرائض على أدنى القوم قوة كما قال عزوجل « فما استيسر من الهدى
»
يعني شاة ليسع له القوي والضعيف ، وكذلك ساير الفرايض إنما وضعت على أدنى
القوم قوة ، وكان من تلك الفرائض الحج المفروض واحدا ، ثم رغب بعد أهل
القوة بقد ر طاقتهم.
فإن قال : فلم أمروا بالتمتع إلى الحج ،
قيل : ذلك تخفيف من ربكم
ورحمة لان يسلم الناس من إحرامهم ولا يطول ذلك عليهم ، فيدخل عليهم الفساد
ولان يكون الحج والعمرة واجبين جميعا فلا تعطل العمرة ولا تبطل ، ولان يكون
الحج مفردا من العمرة ويكون بينهما فصل وتميز.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : دخلت العمرة في
الحج إلى يوم القيامة ، ولو لا أنه صلىاللهعليهوآله
كان ساق الهدي ولم يكن له أن يحل حتى يبلغ الهدي محله لفعل كما أمر الناس
ولذلك قال : لو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتهم ولكني سقت
الهدي وليس لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ الهدي محله ، فقام إليه رجل فقال :
__________________
يارسول الله صلىاللهعليهوآله نخرج حجاجا ورؤوسنا
تقطر من ماء الجنابة « فقال : إنك لن
تؤمن بها أبدا.
فان قال قائل : فلم جعل وقتها عشر ذي
الحجة؟ قيل : لان الله تعالى أحب
أن يعبد بهذه العباد في أيام التشريق ، فكان أول ما حجت إليه الملائكة وطافت
به في هذا الوقت فجعله سنة ووقتا إلى يوم القيامة ، فاما النبيون آدم ونوح و
إبراهيم وعيسى وموسى ومحمد صلوات الله عليهم وغيرهم من الانبياء إنما حجوا
في هذا الوقت فجعلت سنة في أولادهم إلى يوم القيامة ، فإن قال : فلم امروا
بالاحرام؟
قيل : لان يخشعوا قبل دخول حرم الله عزوجل وأمنه ، ولئلا يلهوا ويشتغلوا
بشئ من أمر الدنيا وزينتها ولذاتها ، ويكونوا جادين فيما فيه قاصدين نحوه
مقبلين عليه بكليتهم ، مع ما فيه من التعظيم لله عزوجل ولنبيه صلىاللهعليهوآله والتذلل
لانفسهم عند قصدهم إلى الله عزوجل ووفادتهم إليه ، راجين ثوابه ، راهبين من
عقابه ، ماضين نحوه ، مقبلين إليه بالذل والاستكانة والخضوع لله عزوجل .
أقول
: في كتاب العلل بعد قوله « ويكون بينهما فصل وتميز » هكذا : وأن
لايكون الطواف بالبيت محظورا لان المحرم إذا طاف بالبيت قد أحل إلا لعلة
فلولا التمتع لم يكن للحاج أن يطوف لانه إن طاف أحل وفسد إحرامه يخرج منه
قبل أداء الحج ، ولان يجب على الناس الهدى والكفارة فيذبحون وينحرون و
يتقربون إلى الله جل جلاله فلا تبطل هراقة الدماء والصدقة على المسكين ، فان
قيل فلم جعل وقتها عشر ذي الحجة ولم يقدم ولم يؤخر وساق الحديث إلى آخره
قريبا مما مر .
٢٥
ـ ص : بهذا الاسناد ، عن ابن أبي عمير ، عن
معاوية بن عمار ، عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : لما أفاض آدم عليهالسلام
من عرفات تلقته الملائكة فقالوا له : بر
حجك يا آدم أما إنا قد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام.
__________________
٢٦
ـ ص : بالاسناد عن الصدوق باسناده ، عن
إبراهيم بن محرز ، عن أبي
حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : إن آدم عليهالسلام
نزل بالهند فبنى الله تعالى له البيت
وأمره أن يأتيه فيطوف به اسبوعا فيأتي منى وعرفات ويقضي مناسكه كما أمر الله
ثم خطا من الهند فكان موضع قدميه حيث خطا عمران ومابين القدم والقدم صحار
ليس فيها شئ ، ثم جاء إلى البيت فطاف به اسبوعا وقضى مناسكه فقضاها كما أمره الله
فتقبل الله منه توبته وغفرله. فقال آدم صلوات الله عليه : يارب ولذريتي من بعد
فقال : نعم من آمن بي وبرسلي.
٢٧
ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن
المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى
عن ابن محبوب ، عن عبدالرحمن بن الحجاج ، عن القاسم بن محمد ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : أتى آدم هذا البيت ألف أتية على قدمين ، منها سبع مائة حجة وثلاث مائة عمرة.
٢٨
ـ ص : محمد بن عيسى ورواه لي عن العباس ،
عن بعض أصحابنا ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : حرم الله المسجد لعلة الكعبة ، وحرم الحرم لعلة المسجد
وجب الاحرام لعلة الحرم.
٢٩
ـ سن : أبي ، عن البزنطي ، عن عبدالكريم
الحلبي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قلت : لم جعل استلام الحجر؟ فقال : إن الله حيث أخذ ميثاق بني آدم دعا
الحجر من الجنة فأمره بالتقام الميثاق فالتقمة ، فهو يشهد لمن وافاه بالحق ، قلت :
فلم جعل السعي بين الصفا والمروة ، قال : لان إبليس تراءى لابراهيم عليهالسلام في
الوادي فسعى إبراهيم من عنده كراهة أن يكلمه وكانت منازل الشيطان ، قلت :
فلم جعل التلبية؟ قال : لان الله قال لابراهيم : « وأذن في الناس بالحج
»
فصعد إبراهيم على تل فنادى وأسمع فأجيب من كل وجه ، قلت : فلم سميت
التروية تروية؟ قال : لانه لم يكن بعرفات ماء وإنما كانوا يحملون الماء من مكة
فكان ينادي بعضهم ترويتم؟ فسمي يوم التروية .
__________________
٣٠
ـ سر : البزنطي مثله .
٣١
ـ سن : محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر
وعبدالكريم بن عبدالكريم
ابن عمرو ، عن عبدالحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : الله اصطفى
آدم ونوحا وهبطت حواء على المروة ، وإنما سميت المروة لان المرأة هبطت
عليها ، فقطع للجبل اسم من اسم المرأة ، وسمي النساء لانه لم يكن لادم إنس
غير حواء ، وسمي المعرف لان آدم اعترف عليه بذنبه ، وسميت جمع ، لان
آدم عليهالسلام
جمع بين الصلاتين المغرب والعشاء ، وسمي الابطح لان آدم عليه بالسلام
أمر أن ينبطح في بطحاء جمع فانبطح حتى انفجر الصبح ، ثم امر أن يصعد جبل
جمع وامرإذا طلعت عليه الشمس أن يعترف بذنبه ففعل ذلك آدم عليهالسلام وانما
جعله اعترافا لكيون سنة في ولده ، فقرب قربانا وأرسل الله تبارك وتعالى نارا
من السماء فقبضت قربان آدم عليهالسلام
.
٣٢
ـ سن : عن فضالة وصفوان ، عن معاوية بن عمار
، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سميت التروية لان جبرئيل عليهالسلام
أتى إبراهيم عليهالسلام
يوم التروية فقال :
يا ابراهيم ارتو من الماء لك ولاهلك ولم يكن بين مكة وعرفات ماء ، ثم مضى
به إلى الموقف فقال : اعترف واعرف مناسكك فلذلك سميت عرفة ، ثم قال له :
ازدلف إلى المشعر الحرام فسميت المزدلفة .
٣٣ ـ شى
: عن زارة قال : سئل أبوجعفر عليهالسلام
عن البيت أكان يحج إليه
قبل يبعث النبي صلىاللهعليهوآله
قال : نعم لا يعلمون إن الناس قد كانوا يحجون ونخبركم
أن آدم ونوحا وسليمان قد حجوا البيت بالجن والانس والطير ، وقد حجه موسى
على جمل أحمر يقول : لبيك لبيك فانه كما قال الله تعالى : « إن أول بيت وضع
للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين
» .
__________________
أقول
: روى الكراجكى في كنزل الفوائد كثيرا من العلل عن علي بن حاتم
القزويني مما أورده في كتاب علل الحج.
٣٤
ـ وقال : روي عن الصادق عليهالسلام أنه كان يقول : ما
من بقعة أحب إلى
الله تعالى من المسعى لانه يذل فيه كل جبار .
٣٥ ـ نهج البلاغة
: في الخطبة القاصعة : وكلما كانت البلوى والاختبار أعظم
كانت المثوبة والجزاء أجزل ، ألا ترون أن الله سبحانه اختبر الاولين من لدن آدم
صلوات الله عليه إلى الاخرين من هذا العالم بأحجار لا تضر ولا تنفع ولا تبصر
ولاتسمع
فجعلها بيته الحرام الذي جعله الله للناس قياما ، ثم وضعه بأوعر بقاع الارض حجرا
وأقل نئائق
الدنيا مدرا ، وأضيق بطون الاودية قطرا ، بين جبال خشنة و
رمال دمثة
وعيون وشلة
وقرى منقطعة ، لايزكوبها خف ولا حافر ولا
ظلف ثم
أمرسبحانه آدم وولده أن يثنوا أعطافهم نحوه
فصار مثابة
لمنتجع
أسفارهم ، وغاية لملقى رحالهم ، تهوي إليه ثما الافئدة من مفاوز قفار
سحيقة ، ومهاوي فجاج عميقة ، وجزائر بحار منقطعة ، حتى يهزوا مناكبهم
__________________
ذللا ، يهلون لله
حوله ، ويرملون
على أقدامهم ، شعثا غبرا له ، قد نبذوا السرابيل
وراء ظهورهم ، وشوهوا باعفاء الشعور محاسن خلقهم ، إبتلاء عظيما وامتحانا شديدا
واختبارا مبينا وتمحيصا بليغا جعله الله تعالى سببا لرحمته ، ووصلة لى جنته ، و
لو أراد الله سبحانه أن يضع بيته الحرام ومشاعره العظام ، بين جنات وأنهار وسهل
وقرار ، جم الاشجار ، داني الثمار ملتف البنى
متصل القرى ، بين برة
سمراء وروضة خضراء
، وأرياف محدقة ، وعراص مغدقة ، وزروع ناضرة
وطرق عامرة ، لكان قد صغر قدر الجزاء على حسب ضعف البلاء ، ولو كان الاساس
المحمول عليها ، والاحجار المرفوع بهابين زمردة خضراء وياقوته حمراء ونور
وضياء لخفف ذلك مصارعة الشك في الصدور ، ولو مجاهدة إبليس عن القلوب
ولنفى معتلج
الريب من الناس ولكن الله يختبر عباده بأنواع الشدائد ، ويتعبدهم
بألوان المجاهد ، ويبتليهم بضروب المكاره ، إخراجا للتكبر من قلوبهم ، و
إسكانا للتذلل في نفوسهم ، وليجعل ذلك أبوابا فتحا إلى فضله ، وأسبابا
ذللا لعفوه .
أقول
: قد مر بتمامه مشروحا في كتاب النبوة.
٣٦ ـ دعائم الاسلام
: روينا ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام
أنه قال
في قول الله : « وإذ قال
ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل
__________________
فيها
من يفسد ويفسك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني
أعلم ما لا تعلمون » قال : كان في قولهم هذا منه منهم على
الله بعبادتهم وإنما
قال ذلك بعض الملائكة لما عرفوا من حال من كان في الارض من الجن قبل
آدم فأعرض الله عنهم وخلق آدم وعلمه الاسماء كلها ثم قال للملائكة « أنبئوني
بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت
العليم
الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم أنبأهم
» قال لهم :
اسجدوا لادم
ونحن جيرانه وأقرب الخلق إليه فلما رفعوا رؤوسهم قال الله « إني أعلم غيب
السموات والارض وأعلم ما تبدون وماكنتم تكتمون
» يعني ما
أبدوه بقولهم
« أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن
نسبح بحمدك ونقدس لك »
وما كتموه فقالوا في أنفسهم ما ظننا أن الله يخلق خلقا أكرم عليه منا فعلموا انهم
قد وقعوا في الخطيئة فلا ذوا بالعرش وطافوا حوله يسترضون ربهم فرضي عنهم و
أمر الله الملائكة أن تبني في الارض بيتا ليطوف به من أصاب ذنبا من ولد آدم كما
طافت الملائكة بعرشه فيرضى عنهم كما رضي عن ملائكته فبنوا مكان البيت بيتا رفع
زمن الطوفان فهو في السماء الرابعة يلجه كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون
إليه أبدا وعلى أساسه وضع إبراهيم عليهالسلام
بناء البيت ، فلما أصاب آدم الخطيئة
إليه أبدا وعلى أساسه وضع إبراهيم عليهالسلام
بناء البيت ، فلما أصاب آدم الخطيئة
وأهبطه الله إلى الارض أتى إلى البيت وطاف به كما رأى الملائكة طافت عند
العرش سبعة أشواط ثم وقف عند المستجار ، فنادى رب اغفرلي فنودي يا آدم قد
غفرت لك قال : يارب ولذريتي فنودي يا آدم من باء بذنبه من ذريتك حيث بؤت
__________________
أنت بذنبك ههنا
غفرله .
٣٧ ـ وعن علي عليهالسلام انه قال : أوحى
الله إلى إبراهيم عليهالسلام
أن ابن لي
بيتا في الارض تعبدني فيه فضاق به ذرعا فبعث عليه السكينة وهي ريح لها رأسان
يتبع أحدهما صاحبه ، فدارت على اس البيت الذي بنته الملائكة فوضع إبراهيم البناء
على كل شئ استقرت عليه السكينة ، وكان إبراهيم عليهالسلام
يبني وإسماعيل يناوله
الحجارة ويرفع القواعد ، فلما صار إلى مكان الركن الاسود قال إبراهيم لا سماعيل
عليهماالسلام
: أعطني حجرا لهذا الموضع فلم يجده قال : اذهب فاطلبه فذهب ليأتيه
به ، فأتاه جبرئيل عليهالسلام
بالحجر الاسود فجاء إسماعيل وقد وضعه موضعه فقال :
من جاءك بهذا؟ فقال : من لم يتكل على بنائك ، فمكث البيت حينا فانهدم فبنته
العمالقة ، ثم مكث حينا فانهدم فبنته جرهم ، ثم انهدم فبنته قريش ورسول الله صلىاللهعليهوآله
يومئذ غلام قد نشأ على الطهارة وأخلاق الانبياء ، فكانوا يدعونه الامين ، فلما
انتهوا إلى موضع الحجر أراد كل بطن من قريش أن يلي رفعه ووضعه موضعه
فاختلفوا في ذلك ثم اتفقوا على أن يحكموا في ذلك أول من يطلع عليهم ، وكان
ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقالوا : هذا الامين قد طلع وأخبروه بالخبر ، فانتزع صلىاللهعليهوآله
إزازه
ودعا بثوب فوضع الحجر فيه فقال : يأخذ من كل بطن من قريش رجل بحاشية
الثوب فارفعوه معا ، فأعجبهم ما حكم به وأرضاهم وفعلوا حتى إذا صار إلى موضعه
وضعه فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
٣٨ ـ قال أبوجعفر عليهالسلام والحجر كالميثاق
واستلامه كالبيعة ، وكان اذا
استلمه قال : اللهم أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته ليشهد لي عندك بالبلاغ ونظر عليهالسلام
إلى ناس يطوفون وينصرفون فقال : والله لقد امروا مع هذا بغيره ، قيل : وما
امروابه يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قال : امروا إذا فرغوا من طوافهم أن يعرضوا
علينا أنفسهم .
__________________
٣٩ ـ وعن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : ما سبيل
من سبيل الله
أفضل من الحج إلا رجل يخرج بسيفه فيجاهد في سبيل الله حتى يستشهد .
٤٠ ـ وعنه عليهالسلام
أن رجلا سأله فقال : يا ابن رسول الله أنا رجل مو سر وقد
حججت حجة الاسلام وقد سمعت ما في التطوع بالحج من الرغائب فهل لي إن
تصدقت بمثل نفقة الحج أو أكثرمنها ثواب الحج؟ فنظر أبوعبدالله عليهالسلام إلى أبي
قبيس وقال : لو تصدقت بمثل هذا ذهبا وفضة ما أدركت ثواب الحج .
٤١ ـ وعنه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : من طاف
بهذا البيت اسبوعا وأحسن
صلاة ركعتيه غفرله .
٤٢ ـ وعن علي عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لما حج حجة الوداع
وقف بعرفة وأقبل
على الناس بوجهه وقال : مرحبا بو فدالله ثلاث مرات الذين إن سألوا اعطوا وتخلف
نفقاتهم ويجعل لهم في الاخرة بكل درهم ألف من الحسنات ثم قال : أيها الناس
ألا ابشركم؟ قالوا : بلى يارسول الله! قال : إنه إذا كانت هذه العشية باهى الله
بأهل هذا الموقف الملائكة فيقول : يا ملا ئكتي انظروا إلى عبادي وإمائي أتوني من
أطراف الارض شعثاغبرا هل تعلمون ما يسألون؟ فيقولون : وما يسألون؟ فيقولون :
ربنا يسألونك المغفرة فيقول : اشهدكم أني قد غفرت لهم فانصرفوا من موقفهم مغفورا
لهم ما سلف .
٤٣ ـ وعن جعفر بن محمد صلوات الله
عليهما أنه قال : ضمان الحاج المؤمن
على الله إن مات في سفره أدخله الجنه ، وإن رده إلى أهله لم يكتب عليه ذنب بعد
وصوله إلى منزله بسبعين ليلة .
٤٤ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهالسلام
أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
:
الحاج ثلاثة ، أفضلهم نصيبا رجل قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، والذي
__________________
يليه رجل غفر له ما
تقدم من ذنبه ويستأنف العمل ، والثالث وهو أقلهم حظا رجل
حفظ في أهله وماله .
٤٥ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : الحاج
ثلاثة أثلاث فثلث يعتقون
من النار لايرجع الله في عتقهم ، وثلث يستأنفون العمل وقد غفرت لهم ذنوبهم
الماضية ، وثلث تخلف عليهم نفقاتهم ويعافونه في أنفسهم وأهاليهم .
٤٦ ـ وعن علي عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : العمرة ذ إلى
المعرة
كفارة ما بينهما ، والحجة المتقبلة ثوابها الجنة ، ومن الذنوب ذنوب لا تغفر
إلا بعرفات .
٤٧ ـ وعنه أنه نظر إلى قطار جمال للحجيج
فقال : لا ترفع خفا إلا كتبت
لهم حسنة ، ولا تضع خفا إلا محيت عنهم سيئة ، وإذا قضوا مناسكهم قيل لهم بنيتم
بناء فلا تهدموه ، وكفيتم ما مضى فأحسنوا فيما تستقبلون .
٤٨ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : لما أوحى
الله عزوجل إلى ابراهيم
عليهالسلام
« أن طهرا
بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود
» أهبط إلى الكعبة
مائة وسبعين رحمة ، فجعل منها ستين للطائفين ، وخمسين للعاكفين ، وأربعين للمصلين
وعشرين للناظرين .
٤٩ ـ وعن علي صلوات الله عليه ان رسول
الله صلىاللهعليهوآله
قال : من أراد دنيا وآخرة
فليؤم هذا البيت ما أتاه عبد فسأل الله دنيا إلا أعطاه منها ، أو سأله آخرة إلا
ادخر
له منها ، أيها الناس عليكم بالحج والعمرة فتابعوا بينهما فإنهما يغسلان الذنوب
كما يغسل الماء الدرن وينفيان الفقر كما ينفي النار خبث الحديد .
٥٠ ـ الدر المنثور
للسيوطي نقلا من تاريخ الخطيب
عن يحيى بن اكثم
انه قال في مجلس الواثق : من حلق رأس آدم حين حج؟ فتعايا الفقهاء عن
__________________
الجواب فقال الواثق
: أنا احضر من ينبئكم بالخبر فبعث إلى علي بن محمد بن علي
ابن موسى بن جعفر عليهمالسلام
فسأله فقال : حدثني أبي ، عن جدي عن أبيه ، عن جده
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أمر جبرئيل أن ينزل ياقوته من الجنة فهبط بها
فمسح بها رأس آدم فتناثر الشعر منه ، فحيث بلغ نورها صار حرما .
٥
* ( باب ) *
* « ( الكعبة وكيفية
بنائها وفضلها ) » *
الايات
: البقرة : وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من
مقام
إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين
والركع السجود .
وقال تعالى : وإذ يرفع إبراهيم
القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا
إنك أنت
السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وأرنا
مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
.
آل
عمران : إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى
للعالمين
فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا
.
المائدة
: جعل الله
الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي
والقلائد ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات وما في الارض وان الله بكل
__________________
شئ
عليم .
الحج
: وإذ بوانا
لابراهيم مكان البيت ألاتشرك بي شيئا وطهر بيتي
للطائفين والقائمين والركع السجود
.
الفيل
: ألم تركيف
فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل *
وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل ، فجعلهم كعصف مأكول
.
القريش
: لايلاف
قريش ايلافهم رحلة الشتآء والصيف * فليعبدوا رب هذا البيت
الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف
.
١ ـ ع
: أبي ، عن سعد عن ابن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي علي صاحب
الانماط عن أبان بن تغلب قال : لما هدم الحجاج الكعبة فرق الناس ترابها
فلما صاروا إلى بنائها وأرادوا أن يبنوها خرجت عليهم حية فمنعت الناس البناء
حتى انهزموا ، فأتوا الحجاج فأخبرواه بذلك فخاف أن يكون قد منع من بنائها
فصعد المنبر ثم أنشد الناس فقال : أنشدالله عبدا عنده مما ابتلينا به علم لما
أخبرنا
به؟ قال : فقام اليه شيخ فقال : إن يكن عند أحد علم فعند رجل رأيته جاء إلى الكعبة
فأخذ مقدارها ثم مضى ، فقال الحجاج : من هو؟ فقال : علي بن الحسين فقال :
معدن ذلك ، فبعث إلى علي بن الحسين عليهماالسلام
فأتا ه فأخبره بما كان من منع الله
إياه البناء فقال علي بن الحسين عليهماالسلام
: ياحجاج عمدت إلى بناء إبراهيم وإسماعيل
فألقيته في الطريق وانتهبته كأنك ترى انه تراث لك ، اصعد المنبر فأنشد الناس أن
لا يبقي أحد منهم أخذ منه شيئا إلا رده ، قال : ( ففعل ، فأنشد الناس أن لا يبقي
أحد منهم شيئا إلا دره قال : فردوه ، فلما رأى جميع التراب أتى علي بن الحسين
عليهماالسلام
فوضع الاساس وأمرهم أن يحفروا ، قال : فتغيبت الحية عنهم و
__________________
وحفروا حتى انتهوا
إلى موضع )
القواعد فقال لهم علي بن الحسين عليهالسلام
:
تنحوا فدنامنها فغطاها بثوبة ثم بكي ، ثم غطاها بالتراب بيد نفسه ، ثم دعا الفعلة
فقال : ضعوا بناءكم ، فوضعوا النباء ، فلما ارتفعت حيطانه أمر بالتراب فألقي في
جوفه ، فلذلك صار البيت مرتفعا يصعد إليه بالدرج .
٢
ـ ن : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن
همام ، عن الرضا عليهالسلام
أنه قال لرجل : أي شئ السكينة عندكم؟ فلم يدر القوم ماهي ، فقالوا : جعلنا
الله فداك ماهي؟ قال : ريح تخرج من الجنة طيبة لها صورة كصورة الانسان تكون
مع الانبياء عليهمالسلام
وهي التي انزلت على إبراهيم عليهالسلام
حين بنى الكعبة ، فجعلت
تأخذ كذا وكذا ويبني الاساس عليها .
٣
ـ شى : عن ابن فضال مثله .
٤
ـ ع : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن
أبيه ، عن ابن أبي عمير
عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إنما هدمت قريش الكعبة لان السيل
كان يأتيهم من أعلا مكة فيدخلها فانصدقت .
٥
ـ شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهماالسلام قال : كنت عنده
قاعدا خلف
المقام وهو محتب مستقبل القبلة فقال : النظر إليها عبادة ، وما خلق الله بقعة من
الارض أحب إليه منها ـ ثم أهوى بيده إلى الكعبة ـ ولا أكرم عليه منها ، ولها
حرم الله الاشهر الحرم في كتابه يوم خلق السموات والارض ثلاثة أشهر متوالية
وشهر مفرد للعمرة .
__________________
٦
ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن
معروف ، عن على بن
مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن منصور ، عن كلثوم بن عبدالمؤمن
الحراني ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : أمر الله عزوجل إبراهيم أن يحج ويحج باسماعيل
معه ويسكنه الحرم ، قال : فحجا على جمل أحمر مامعهما إلا جبرئيل ، فلما بلغا
الحرم قال تله جبرئيل : يا إبراهيم انزلا فاغتسلا قبل أن تدخلا الحرم فنزلا
واغتسلا وأراهما حيث يتهيئا للاحرام ففعلا ، ثم أمرهما فأهلا بالحج ، وأمرهما
بالتلبية الاربع والتي لبى بها المرسلون ، ثم ساربهما حتى أتى بهما باب الصفا
فنزلا
عن البعير ، وقام جبرئيل بينهما فاستقبل البيت فكبرو كبرا ، وحمد الله وحمدا
ومجد الله وأثنى عليه ففعلا مثل ما فعل ، وتقدم جبرئيل وتقدما ما يثنون على
الله ويمجدونه حتى انتهى بهما إلى موضع الحجر ، فاستلم جبرئيل عليهالسلام وأمرهما
أن يستلما ، وطاف بهما اسبوعا ، ثم قال بهما في موضع مقام إبراهيم فصلى ركعتين
وصليا ، ثم أراهما المناسك وما يعملانه ، فلما قضيا نسكهما أمرالله عزوجل إبراهيم
بالانصراف ، وأقام إسماعيل وحده ما معه أحد غيره.
فلما كان من قابل أذن الله عزوجل
لابراهيم في الحج وبناء الكعبة وكانت
العرب تحج إليه وكان ردما
الا أن قواعده معروفة ، فلما صدر الناس جمع
إسماعيل الحجارة وطرحها في جوف الكعبة ، فلما أن أذن الله عزوجل في البناء
قدم إبراهيم ، فقال : يابني قد أمرنا الله عزوجل ببنآء الكعبة فكشفا عنها فاذا
هو حجر واحد أحمر ، فأوحى الله عزوجل إليه : ضع بناءها ، وأنزل الله عزوجل
عليه أربعة أملاك ييجمعون له الحجارة ، فصار إبراهيم وإسماعيل يضعان الحجارة
والملائكة تناولهم حتى تمت اثنا عشر ذراعا ، وهيأله ( بابين بابا يدخل منه و )
__________________
بابا يخرج منه ،
ووضع عليه عتبة وشريجا
من حديد على أبوابه.
وكانت الكعبة عريانة فلما ورد عليه
الناس أتى امرأة من حمير أعجبه جمالها
فسأل الله عزو جل أن يزوجها إياه ، وكان لها بعل ، فقضى الله عزوجل على
بعلها الموت ، فأقامت بمكة حزنا على بعلها فأسلى الله عزوجل ذلك عنها وزوجها
إسماعيل ، وقدم إبراهيم عليهالسلام
للحج وكانت امرأة موافقة ، وخرج إسماعيل إلى
الطائف يمتار لاهله طعاما فنظرت إلى شيخ شعث ، فسألها عن حالهم فأخبرته بحسن
حالهم ، وسألها عنه خاصة فأخبرته بحسن حاله ، وسألها منم أنت؟ فقالت : امرأة
من حمير ، فسار إبراهيم ولم يلق اسماعيل عليهالسلام
وقد كتب إبراهيم عليهالسلام
كتابا
فقال : ادفعي الكتاب إلى بعلك إذا أتى ان شاء الله ، فقدم عليها إسماعيل فدفعت
إليه الكتاب فقرأه وقال : أتدرين من ذلك الشيخ؟ فقالت : لقد رأيته جميلا فيه
مشابهة منك ، قال : ذلك أبي ، فقالت : ياسوأتاه منه قال : ولم نظر إلى شئ من
محاسنك؟ قالت : لا ولكن خفت أن أكون قد قصرت ، وقالت له امرأته و
كانت عاقلة : فهلا تعلق على هذين البابين سترين سترا من هاهنا وسترا من هاهنا؟
قال : نعم ، فعملا له سترين طولهما إثنا عشر ذراعا ، فعلقهما على البابين
فأعجبها ذلك ، فقالت : فهلا أحوك للكعبة ثيابا ونسترها كلها ، فإن هذه
الاحجار سمجة؟ فقال لها إسماعيل : بلى ، فأسرعت في ذلك وبعثت إلى قومها
بصوف كثيرة تستغزل بهن قال أبوعبدالله عليهالسلام
: وإنما وقع استغزال بعضهن
من بعض لذلك قال : فأسرعت واستعانت في ذلك فكلما فرغت من شقة علقتها ، فجاء
الموسم وقد بقي وجه من وجوه الكعبة ، فقالت لا سماعيل : كيف تصنع بهذا الوجه
الذي لم ندركه بكسوة ، فكسوة خصفا فجاء الموسم فجاءته العرب على حال ما
كانت تأتيه فنظروا إلى أمر فأعجبهم فقالوا ينبغي لعامر هذا البيت أن يهدى إليه
فمن ثم وقع الهدي ، فأتى كل فخذ من العرب بشئ يحمله من ورق ومن أشياء
غير ذلك حتى اجتمع شئ كثير ، فنزعوا ذلك الخصف وأتموا كسوة البيت و
__________________
علقوا عليها بابين ،
وكانت الكعبة ليست بمسقفة فوضع إسماعيل عليها أعمدة مثل
هذه الاعمدة التي ترون من خشب ، فسقفها إسماعيل بالجرائد وسواها بالطين ،
فجاءت العرب من الحول فدخلوا الكعبة ورأوا عمارتها ، فقالوا : ينبغي لعامر هذا
البيت أن يزاد ، فلما كان من قابل جاءه الهدي فلم يدر إسماعيل كيف يصنع
به؟ فأوحى الله عزوجل إليه أن انحر وأطعمه الحاج.
قال : وشكى إسماعيل قلة الماء إلى
إبراهيم عليهالسلام
فأ وحى الله عزوجل
إلى إبراهيم احتفر بئرا يكون منها شرب الحاج ، فنزل جبرئيل عليهالسلام فاحتفر قليبهم
ـ يعني زمزم ـ حتى ظهر ماؤها ، ثم قال جبرئيل : انزل يا إبراهيم فنزل بعد
جبرئيل فقال : اضرب يا إبراهيم في أربع زوايا البئر وقل بسم الله ، قال : فضرب
إبراهيم عليهالسلام
في الزواية التي تلي البيت وقال : بسم الله فانفجرت عينا ثم ضرب
في الاخرى وقال : بسم الله فانفجرت عينا ، ثم ضرب في الثالثة وقال : بسم الله
فانفجرت
عينا ، ثم ضرب في الرابعة وقال : بسم الله فانفجرت عينا ، فقال جبرئيل عليهالسلام :
اشرب يا ابراهيم وادع لولدك فيها بالبركة ، فخرج إبراهيم وجبرئيل جميعا من
البئر ، فقال : له أفض عليك يا إبراهيم وطف حول البيت فهذه سقيا سقاها الله ولدك
إسماعيل وسار إبراهيم وشيعه إسماعيل حتى خرج من الحرم.
فذهب إبراهيم ورجع إسماعيل إلى الحرم
فرزقه الهل من الحميرية ولدا لم
يكن له عقب.
قال : وتزوج إسماعيل من بعدها أربع نسوة
فولد له من كل واحدة أربعة
غلمان ، وقضى الله على إبراهيم الموت فلم يره إسماعيل ولم يخبر بموته حتى كان
أيام الموسم وتهيأ إسماعيل لابيه إبراهيم فنزل عليه جبرئيل عليهالسلام فعزاه بابراهيم
عليهالسلام
فقال له : يا إسماعيل لا تقول في موت أبيك ما يسخط الرب ، وقال :
إنما كان عبدا د عاه الله فأجابه وأخبره أنه لا حق بأبيه ، وكان لاسماعيل ابن
صغير يحبه وكان هوى يإسماعيل فيه فأبى الله عليه ذلك ، فقال : يا إسماعيل هو
فلان ، قال : فلما قضى الموت على إسماعيل دعا وصيه فقال : يابني إذا حضرك
الموت فافعل كما
فعلت فمن ذلك ليس يموت إمام إلا أخبره الله إلى من يوصى .
٧
ـ ل : ابن الوليد ، عن سعد ، عن الاصبهاني
، عن المنقري ، عن غير واحد ، عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله
: لن يعمل ابن آدم عملا أعظم عندالله تبارك
وتعالى من رجل قتل نبيا أو إماما أو هدم الكعبة التي جعلها الله عزوجل قبلة لعباة
أو أفرغ ماءه في امرأة حراما .
٨
ـ لى
ع
: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فسألوه عن أشياء
فكان فيما سألوه عنه أن قال له أحدهم : لاي شئ سميت الكعبة كعبة؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله
لانها وسط الدنيا .
٩ ـ وروي عن الصادق عليهالسلام أنه سئل لم سميت
الكعبة؟ قال : لانها
مربعة فقيل له : ولم صارت مربعة؟ قال : لانها بحذاء البيت المعمور وهو مربع
فقيل له : ولم صاربيت المعمور مربعا قال : لانه بحذاء العرش وهو مربع ، فقيل
له : ولم صار العرش مربعا؟ قال : لان الكلمات التي بني عليها الاسلام أربع :
سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر .
١٠
ـ ع : أبي عن محمد بن العطار ، ، عن
الاشعري ، عن اللؤلؤي ، عن ابن
فضال ، عن أبي المغرا ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : لايزال الدين
قائما ما قامت الكعبة .
١١ ـ ع
ن
: في علل ابن سنان ، عن الرضا عليهالسلام
: علة وضع البيت وسط
الارض أنه الموضع الذي من تحته دحيت الارض ، وكل ريح تهب في الدنيا
__________________
فانها تخرج من تحت
الركن الشامي ، وهي أول بقعة وضعت في الارض لانها
الوسط ، ليكون الفرض لاهل المشرق ( الشرق ) والمغرب ( الغرب ) في ذلك سواء .
١٢
ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن
الوشا ، عن أحمد بن
عائذ ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قلت له : لم سمي البيت العتيق؟
قال : إن الله عزوجل أنزل الحجر الاسود لآدم من الجنة ، وكان البيت درة
بيضاء فرفعه الله إلى السماء وبقي أسه ، فهو بحيال هذا البيت ، يدخله كل يوم
سبعون ألف ملك لايرجعون إليه أبدا فأمر الله إبراهيم وإسماعيل يبنيان البيت
على القواعد وإنما سمي البيت العتيق لانه أعتق من الغرق .
١٣
ـ ع : ابن الوليد عن محمد العطار وأحمد بن
ادريس معا عن الاشعري عن
الحسن بن علي ، عن مروان بن مسلم ، عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لابي جعفر
عليهالسلام
في المسجد الحرام : لاي شئ سماه الله العتيق؟ قال : ليس من بيت
وضعه الله على وجه الارض إلا له رب وسكان يسكنونه غير هذا البيت يفانه لا يسكنه
أحد ولا رب له إلا الله وهو الحرم ، وقال : ان الله خلقه قبل الخلق ثم خلق الله
الارض من بعده فدحاها من تحته .
١٤
ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن
علي بن الحسن الطويل عن
ابن المغيرة ، عن المحاربي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن الله عزوجل غرق
الارض كلها يوم نوح إلا البيت فيومئذ سمي العتيق لانه اعتق يومئذ من الغرق
فقلت له أصعد إلى السماء؟ فقال : لا لم يصل إليه الماء ودفع عنه .
١٥
ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق ، عن ابن
المغيرة ، عن أبيه ، عن جده ، عن
المحاربي مثله.
١٦ ـ ع :
أبي ، عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه ، عن حماد ، عن
__________________
أبان بن عثمان ، عمن
أخبره ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قلت له : لم سمي البيت العتيق؟
قال : لانه بيت حر عتيق من الناس ولم يملكه أحد .
١٧
ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه
، عن علي بن النعمان ، بن
سعيد الاعرج ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إنما سمي البيت العتيق لانه أعتق من
الغرق وأعتق الحرم معه ، كف عنه الماء .
١٩
ـ سن : أبي ومحمد بن علي ، عن علي بن
النعمان مثله .
٢٠
ـ ع : علي بن حاتم ، عن القاسم بن محمد ،
عن حملان بن الحسين ، عن
الحسين بن الوليد ، عن حنان قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: لم سمي بيت الله
الحرام؟ قال : لانه حرم على المشركين أن يدخلوه .
٢١
ـ ل : الاربع مائة قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : إذا خرجتم حجاجا
إلى
بيت الله عزوجل فأكثروا النظر إلى بيت الله ، فإن لله عزوجل مائة وعشرين
رحمة عند بيته الحرام ، منها ستون للطائفين ، وأربعون للمصلين ، وعشرون
للناظرين .
٢٢
ـ ع
ن
: سأل الشامي أميرالمؤمنين عليهالسلام
عن أول بقعة بسطت من الارض
أيام الطوفان فقال له : موضع الكعبة وكانت زبرجدة خضراء .
__________________
٢٤
ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن
محمد بن معاذ ، عن أحمد بن المنذر
عن الوهاب ، عن أبيه همام بن نافع ، عن همام بن منبه عن حجر ـ يعني المدري ـ ، عن
أبي ذر عن النبي صلىاللهعليهوآله
قال : النظر إلى علي بن أبي طالب عليهالسلام
عبادة ، والنظر إلى
الوالدين برأفة ورحمة عبادة ، والنظر في الصحيفة يعني صحيفة القرآن عبادة
والنظر إلى الكعبة عبادة .
٢٥
ـ ب : أبوالبختري ، عن الصادق عليهالسلام عن أبيه عليهالسلام ان أميرالمؤمنين
عليهالسلام
كان يبعث لكسوة البيت في كل سنة من العراق .
٢٦
ـ ع : أبي ، عن علي بن سليمان ، عن محمد بن
خالد الخراز ، عن العلاء
عن محمد ، عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : لا ينبغي لاحد أن يرفع بناءه فوق الكعبة .
٢٧
ـ ع : أبي عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن
محمد بن يحيى ، عن حماد بن
عثمان قال : رأيت أبا عبدالله عليهالسلام
يكره الاحتباء في الحرم ، قال : ويكره الاحتباء
في المسجد الحرام إعظاما للكعبة .
٢٨
ـ ل
مع
: أبي ، عن الحميري ، عن اليقطيني ، عن يونس ، عن ابن
سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن لله عزوجل حرمات ثلاث ليس مثلهن شئ :
كتابه وهو حكمه ونوره ، وبيته الذي جعله قبلة للناس لايقبل من أحد توجها
إلى عيره ، وعترة نبيكم صلىاللهعليهوآله
.
٢٩
ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن عبدالحميد
، عن ابن أبي نجران ، عن
عاصم بن حميد ، عن الثمالي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مثله .
__________________
٣٠
ـ ثو : ابن المتوكل ، عن السعد ابادي ، عن
البرقي ، عن ابن أبي عمير
عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : لله تبارك وتعالى حول الكعبة عشرون ومائة رحمة ، منها ستون لطائفين ، وأربعون للمصلين ، وعشرون
للناظرين .
٣١
ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق بإسناده إلى وهب
قال : كان مهبط آدم
عليهالسلام
على جبل في شرقي أرض الهند يقال له : باسم ، ثم أمره أن يسير
إلى مكة فطوى له الارض ، فصار على كل مفازة يمر بهاخطوة ، ولم يقع قدمه
في شي من الارض إلا صار عمرانا ، وبكى على الجنة مأتي سنة فعزاه الله بخيمة
من خيام الجنة فوضعها له بمكة في موضع الكعبة ، وتلك الخيمة من ياقوتة حمراء
لها بابان شرقي وغربي من ذهب منظومان ، معلق فيها ثلاث قناديل من تبرا لجنة
تلتهب نورا ، ونزل الركن وهو ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة وكان كرسيا لادم
عليهالسلام
يجلس عليه ، وإن خيمة آدم لم تزل في مكانها حتى قبضه الله تعالى ثم
رفعها الله إليه ، وبنى بنو آدم في موضعها بيتا من الطين والحجارة ولم يزل معمورا
، و
اعتق من الغرق ولم يجر به الماء حتى انبعث الله تعالى إبراهيم صلوات الله عليه.
٣٢ ـ وذكر وهب ان ابن عباس أخبره ان
جبرئيل وقف على النبي صلىاللهعليهوآله
وعليه
عصابة خضراء قد علاها الغبار ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ما هذا الغبار؟ قال : إن الملائكة
أمرت بزيارة البيت فازدحمت فهذا الغبار مما تثير الملائكة بأجنحتها.
٣٣
سن : في رواية السكوني عن الصادق عليهالسلام ، عن أبيه ، عن
النبي
صلىاللهعليهوآله
قال : النظر إلى الكعبة حيالها يهد م الخطايا هدما .
٣٤
ـ سن : علي بن حديد ، عن مرازم ، عن رجل ،
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : من أيسر ما ينظر إلى الكعبة أن يعطيه الله بكل نظرة حسنة ، ويمحي عنه
__________________
سيئة ويرفع له درجة .
٣٥
ـ سن : بعض أصحابنا ، عن الحسن بن يوسف ، عن
زكريا ، عن علي بن
عبدالعزيز قال : قال ابوعبدالله عليهالسلام
: من أتى الكعبة فعرف من حقنا وحرمتنا
مثل الذي عرف من حقها وحرمتها ، لم يخرج من مكة إلا وقد غفر له ذنوبه ، و
كفاه الله ما يهمه من أمردنياه وآخرته .
٣٦
ـ سن : منصور بن عباس ، عن عمرو بن سعيد
المدايني ، عن عبد الوهاب
عن الصباح ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : شكت الكعبة
إلى الله ما تلقى من أنفاس المشركين فأوحى الله تعالى أن قرى كعبة فإني ابدلك
بهم قوما يتخللون بقضبان الشجر ، فلما بعث الله محمدا صلىاللهعليهوآله أوحى إليه مع
جبرئيل
بالسواك والخلال .
٣٧
ـ يج : روي أن الحجاج بن يوسف لما خرب
الكعبة بسبب مقاتلة
عبدالله بن الزبير ، ثم عمروها ، فلما اعيد البيت وأرادوا أن ينصبوا الحجر
الاسود ، فكلما نصبه عالم من علمائهم أوقاض من قضاتهم أو زاهد من زهادهم
يتزلزل ( ويقع ) ويضطرب ولا يستقر الحجر في مكانه ، فجاء ( الامام ) علي بن
الحسين عليهماالسلام
وأخذه من أيديهم وسمى الله ثم نصبه فاستقر في مكانه وكبر الناس
ولقد الهم الفرزدق بقوله :
يكاد يمسكه عرفان راحته
|
|
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
|
٣٨
ـ شى : عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : انه وجد في
حجر من
حجرات البيت مكتوبا : إني أنا الله ذوبكة خلقتها يوم خلقت السموات والارض
__________________
ويوم خلقت الشمس
والقمر وخلقت الجبلين وحففتهما بسبعة أملاك حفيفا ، وفي
حجر آخر : هذا بيت الله الحرام ببكة تكفل الله برزق أهله من ثلاثة سبل ، مبارك
لهم في اللحم والماء ، أول من نخله ابراهيم .
٣٩
ـ شى : عن جابر الجعفي ، عن جعفر بن محمد ،
عن آبائه عليهمالسلام
قال :
إن الله اختار من الارض جميعا مكة ، واختار من مكة بكة ، فأنزل في بكة سرادقا
من نور محفوفا بالدر والياقوت ، ثم أنزل في وسط السرادق عمدا أربعة ، وجعل
بين العمد الاربعة لؤلؤة بيضاء ، وكان طولها سبعة أذرع في ترابيع البيت ، وجعل
فيها نورا من نور السرادق بمنزلة القناديل ، وكانت العمد أصلها في الثرى والرؤس
تحت العرش ، وكان الربع الاول من زمرد أخضر ، والربع الثاني من ياقوت
أحمر ى ، والربع الثالث من لؤ لؤ أبيض ، والربع الرابع من نور ساطع ، وكان
البيت ينزل فيما بينهم مرتفعا من الارض ، وكان نور القناديل يبلغ إلى موضع
الحرم ، وكان أكبر القناديل مقام إبراهيم ، فكان القناديل ثلاث مائة وستين قنديلا
فالركن الاسود باب الرحمة إلى الركن الشامي فهو باب الانابة ، وباب الركن
الشامي باب التوسل ، وباب الركن اليماني باب التوبة وهو باب آل محمد عليهمالسلام
وشيعتهم إلى الحجر ، وهذا البيت حجة الله في أرضه عليب خلقه ، فلما هبط آدم إلى
الارض هبط على الصفا ولذلك اشتق الله له اسماء من اسم آدم لقول الله « إن الله اصطفى
آدم » ونزلت حوا على المروة فاشتق له اسما
من اسم المرأة ، وكان آدم نزل
بمرآة من الجنة ، فلما لم يخلق آدم المراة إلى جنب المقام وكان يركن إليه
سأل ربه أن يهبط البيت إلى الارض فأهبط فصار على وجه الارض وكان آدم
يركن إليه ، وكان ارتفاعها من الارض سبعة أذرع وكانت له أربعة أبواب وكان
__________________
عرضهاخمسة وعشرين
ذراعا في خمسة وعشرين ذراعا ترابيعه وكان السرادق
مأتي ذراع في مأتي ذراع .
٤٠
ـ شى : عن أبي سلمة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام إن الله أنزل الحجر
الاسود
من الجنة لادم وكان البيت درة بيضاء فرفعه الله إلى السماء وبقي أساسه فهو حيال
هذا البيت ، وقال : يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لايرجعون إليه أبدا ، فأمر
الله إبراهيم وإسماعيل أن يبنيا البيت على القواعد .
٤١
ـ شى : قال الحلبي : سئل أبوعبدالله عليهالسلام عن البيت أكان يحج
قبل أن
يبعث النبي صلىاللهعليهوآله؟
قال : نعم وتصديقه في القرآن قول شعيب حين قال لموسى
حيث تزوج : « على أن
تأجرني ثماني حجج » ولم يقل ثماني سنين ، وإن
آدم ونوحا حجا وسليمان بن داود قد حج البيت بالجن والانس والطير والريح
وحج موسى على جمل أحمر يقول : لبيك لبيك وإنه كما قال الله : « أول
بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين
» وقال : « وإذ يرفع إبراهيم
القواعد من البيت وإسماعيل » وقال : « أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين
والركع السجود » وإن الله أنزل الحجر لادم وكان البيت .
٤٢
ـ شى : عن أبي الورقاء قال : قلت لعلي بن
أبي طالب عليهالسلام
: أول
شئ نزل من السماء ماهو؟ قال : أول شئ نزل من السماء إلى الارض فهو البيت
الذي بمكة أنزله الله ياقوته حمراء ففسق قوم نوح فرفعه حيث يقول : « وإذ يرفع
__________________
إبراهيم
القواعد من البيت وإسماعيل » .
٤٣
ـ شى : عن أبان بن تغلب قال : قلت لابي
عبدالله عليهالسلام
: « جعل الله
الكعبة البيت الحرام قياما للناس
» قال : جعلها
الله لدينهم ومعايشهم
٤٤ ـ نقل من خط الشيخ الشهيد عن الباقر عليهالسلام
من نظر إلى الكعبة عارفا
بحقها غفر له ذنبه وكفي ما أهمه.
٤٥ ـ وروي : من نظر إلى الكعبة لم يزل
يكتب له حسنة ويمحى عنه سيئة
حتى يصرف بصره عنها.
٤٦ ـ وروي إن النظر إلى الكعبة عبادة ،
والنظر إلى الوالدين عبادة ، و
النظر في المصحف من غير قراءة عبادة ، والنظر إلى وجه العالم عبادة ، والنظر
إلى آل محمد صلىاللهعليهوآله
عبادة.
٤٧ ـ ومن خطه ـ رحمه الله ـ قال
الراوندي رحمه الله : قال الباقر عليهالسلام
: إن
الله وضع تحت العرش أربعة أساطين وسماه الضراح ، ثم بعث ملائكة فأمرهم ببناء
بيت في الارض بحياله ( بمثاله ) وقدره ، فلما كان الطوفان رفع ، فكانت الانبياء
يحجونه ولايعلمون مكانه ، حتى بوأه الله لابراهيم فأعلمه مكانه فبناه من خمسة
اجبل من من حراء وثبير ولبنان وجبل الطور وجبل الحمر ، قال الطبري : وهو
جبل بدمشق.
٤٨ ـ العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم سأل
رجل من اليهود رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : أخبرني عن الكلمات التي علمها الله إبراهيم عليهالسلام
حيث بني البيت؟ فقال
النبي صلىاللهعليهوآله
: نعم هي سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر.
__________________
٦
* باب *
* « ( من نذر شيئا
للكعبة أو اوصى به وحكم ) » *
* « ( أموال الكعبة
وأثوابها ) » *
١
ـ ع : ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن
حماد ، عن حريز ، عن ياسين
قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام
يقول : إن قوما أقبلوا يمن مصر فمات رجل فأوصى إلى
رجل بألف درهم للكعبة ، فلما قدم مكة سأل عن ذلك فدلوه على بني شيبة فأتاهم
فأخبرهم الخبر ، فقالوا قد برأت ذمتك ادفعها إلينا ، فقام الرجل فسأل الناس
فدلوه على أبي جعفر محمد بن علي عليهالسلام
قال أبوجعفر محمد بن علي : فأتاني فسألني فقلت
له : إن الكعبة غنية عن هذا ، انظر إلى من أم هذا البيت وقطع ، أو ذهبت نفقته أو
ضلت
راحلته ، أو عجز أن يرجع إلى أهله فادفعها إلى هؤلاء الذين سميت لك ، قال :
فأتى الرجل بني شيبة فأخبر هم بقول أبي جعفر عليهالسلام
، فقالوا : هذا ضال مبتدع
ليس يؤخذ عنه ولا علم له ، ونحن نسألك بحق هذا البيت وبحق كذا وكذا لما
أبلغته عنا هذا الكلام ، قال : فأتيت أبا جعفر عليهالسلام
فقلت له : لقيت بني شيبة
فأخبرتهم فزعموا انك كذا وكذا وأنك لا علم لك ثم سألوني بالعظيم لما أبلغك
ماقالوا ، قال : وأنا أسألك ما سألوك لما أتيتهم فقلت لهم : إن من علمي لو وليت
شيئا من امور المسلمين لقطعت أيديهم ثم علقتها في أستار الكعبة ثم أقمتهم على
المصطبة ، ثم أمرت مناديا ينادي ألا إن هؤلاء سراق الله فاعرفوهم .
٢
ـ نى : علي بن الحسين ، عن محمد العطار ، عن
محمد بن الحسن الرازي ، عن
محمد بن علي الصيرفي ، عن محمد بن سنان ، عن محمد بن علي الخثعمي ، عن سدير
الصيرفي
__________________
عن رجل من أهل
الجزيرة مثله بتغييرما
وقد أوردناه في باب سيرة القائم عليهالسلام.
٣
ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن
علي بن الحسن التيملي عن أخويه
محمد وأحمد ، عن علي بن يعقوب الهاشمي ، عن مروان بن مسلم ، عن سعيد بن عمر
الجعفي ، عن رجل من أهل مصر قال : أوصى إلي أخي بجارية كانت له مغنية فارهة
وجعلها هديا لبيت الله الحرام ، فقدمت مكة فسألت فقيل لي : ادفعها إلى بني شيبة
وقيل لي غيرذلك من القول ، فاختلف علي فيه! فقال لي رجل من أهل المسجد :
ألا ارشدك إلى من يرشدك في هذا إلى الحق؟ قلت : بلى فأشار إلى شيخ جالس في
المسجد فقال : هذا جعفر بن محمد عليهماالسلام
فسله ، قال : فأتيته فسألته وقصصت عليه
القصة ، فقال : إن الكعبة لا تأكل ولا تشرب ، وما أهدي لها فهو لزوارها ، بع
الجارية وقم على الحجر فناد هل من منقطع به؟ وهل من محتاج من زوارها؟ فاذا
أتوك فاسئل عنهم وأعطهم واقسم فيهم ثمنها ، قال : فقلت له : إن بعض من سألته
أمرني بدفعها إلى بني شيبة ، فقال : أما إن قائمنا لو قد قام لقد أخذهم وقطع
أيديهم
وطاف بهم وقال : هؤلاء سراق الله .
٤
ـ ع : ابن الوليد ، عن الحسن بن متيل ، عن
ابن أبي الخطاب ، عن ابن
بشير ، عن أبان ، عن ابن الحر ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : جاء رجل إلى أبي جعفر عليهالسلام
فقال : إني أهديت جارية إلى الكعبة فاعطيت بها خمس مائة دينار فما ترى؟ قال :
بعها ثم خذ ثمنها ثم قم على هذا الحايط ـ يعني الحجر ـ ثم ناد وأعط كل منقطع به
وكل محتاج من الحاج .
٥
ـ ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن
هاشم ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني
عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي عليهالسلام
قال : لو كان لي واديان يسيلان ذهبا
__________________
وفضة ما أهديت إلى
الكعبة شيئا لانه إلى الحجبة دون المساكين .
٦
ـ ع : أبي ، عن محمد بن العطار ، عن بنان
بن محمد ، عن موسى بن القاسم
عن علي بن جعفر ، عن أخيه أبي الحسن عليهالسلام
قأل : سألته عن رجل جعل جارية
هديا للكعبة كيف يصنع بها؟ فقال : إن أبي عليهالسلام
أتاه رجل قد جعل جاريته
هديا للكعبة فقال له : قوم الجارية أو بعها ، ثم مرمناديا يقوم على الحجر فينادي
ألا من قصرت نفقته؟ أو قطع به طريقه؟ أو نفد طعامه؟ فليأت فلان بن فلان ، و
مره أن يعطي أولا فأولا حتى ينفذ ثمن الجارية .
٧
ـ ع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن
البرقي ، عن أبيه رفعه
عن بعض أصحابنا قال : دفعت إلى امرأة غزلا فقالت لي : ادفعه بمكة ليخاط به
كسوة الكعبة ، فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة وأنا أعرفهم ، فلما صرت إلى المدينة
دخلت على أبي جعفر عليهالسلام
فقلت له : جعلت فداك إن امرأة أعطتني غزلا وأمرتني أن
أدفعه بمكة ليخاط به كسوة الكعبة فكرهت أن أدفعه إلى الحجبة فقال : اشتربه
عسلا وزغفرانا وخذ طين قبر أبي عبدالله عليهالسلام
واعجنه بماء السماء ، واجعل
فيه شيئا من العسل والزعفران وفرقه على الشيعة ليداووا به مرضاهم .
٨
ـ سن : أبي ، عن بعض أصحابنا مثله .
٩
ـ ب : علي عن أخيه قال : سألته عن رجل جعل
ثمن جاريته هديا للكعبة
فقا له : مرمناديا يقوم على الحجر فينادي : ألا من قصرت به نفقته؟ أو قطع به
أو نفد طعامه؟ فليأت فلان بن فلان وأمره أن يعطي أولا فأولا حتى ينفد ثمن
الجارية ، وسألته عن رجل يقول هو يهدي كذا وكذا ما عليه؟ قال : إذا لم يكن
__________________
نذرا فليس عليه شئ .
١٠
ـ قب : هم عمر أن يأخذ حلي الكعبة فقال علي عليهالسلام : إن القرآن أنزل
على النبي صلىاللهعليهوآله
والاموال أربعة : أموال المسلمين : فقسموها بين الورثة في الفرائض
والفئ : فقسمه على مستحقه ، والخمس : فوضعه الله حيث وضعه ، والصدقات :
فجعلها الله حيث جعلها ، وكان حلي الكعبة يومئذ فتركه على حاله ولم يتركه نسيانا
ولم يخف عليه مكانه ، فأقره حيث أقره الله ورسوله فقال عمر : لولاك لا فتضحنا
وترك الحلي بمكانه .
١١
ـ ضا : عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال في رجل حلف
بيمين
أن لا يكلم ذاقرابة له قال : ليس بشئ فليس بشئ في طلاق أو عتق.
قال الحلبي :
١٢ ـ وسألته عن امرأة جعلت مالها هديا
لبيت الله إن أعارت متاعها فلانة
وفلانة فأعار بعض أهلها بغير أمرها؟ قال : ليس عليها هدي إنما الهدي ما جعله الله
هديا للكعبة فذلك الذي يوفى به اذا جعل لله ، وماكان من أشباه هذا فليس بشئ
ولا هدي لايذكر فيه الله .
١٣ ـ وسئل : عن الرجل يقول : علي ألف
بدنة وهو محرم بألف حجة؟
قال : تلك خطوات الشيطان ، وعن الرجل يقول : هو محرم بحجة؟ قال : ليس
بشئ ، ويقول : أنا أهدي هذا الطعام؟ قال : ليس بشئ إن الطعام لايهدي ، أو
يقول لجزور بعد مانحرت : هو يهديها لبيت الله؟ فقال : إنما تهدى البدن وهي
أحياء وليس تهدى حين صارت لحما .
١٤
ـ نهج البلاغة : وروى انه ذكر عند
عمر بن الخطاب في أيامه حلي
__________________
الكعبة وكثرته ،
فقال قوم : لو أخذته فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم
للاجروما تصنع الكعبة بالحلي ، فهم عمر بذلك وسأل أميرالمؤمنين عليهالسلام فقال :
إن القرآن انزل على النبي صلىاللهعليهوآله
والاموال أربعة : أموال المسلمين : فقسمها
بين الورثة في الفرائض ، والفئ : فقسمه على مستحقيه ، والخمس : فوضعه الله حيث
وضعه ، والصدقات : فجعلها الله حيث جعلها ، وكان حلي الكعبة فيها يومئذ فتركه
الله على حاله ، ولم يتركه نسيانا ولم يخف عليه مكانا ، فأقره حيث أقره الله
ورسوله
فقال عمر : لو لاك لا فتضحنا وترك الحلي بحاله .
٧
( باب )
* « ( علة الحرم
وأعلامه وشرفه واحكامه ) » *
١
ـ ع : ابن المتوكل ، عن الحميرى ، عن ابن
عيسى ، عن ابن محبوب ، عن
محمد بن إسحاق ، عن أبي جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام
إن الله عزوجل أوحى إلى جبرئيل
أنا الله الرحمن الرحيم إني قد رحمت آدم وحوا لما شكيا إلى ما شكيا فاهبط
عليهما بخيمة من خيام الجنة فاني قد رحمتهما لبكائهما ووحشتهما ووحدتهما
فاضرب الخمية على النزعة
التى بين جبال مكة قال : والنزعة مكان البيت و
قواعده التي رفعتها الملائكة قبل آدم فهبط جبرئيل على آدم عليهالسلام بالخيمة على مقدار
مكان البيت وقواعده فنصبها ، وقال : أنزل جبرئيل آدم عليهالسلام
من الصفا وأنزل
__________________
حوا من المروة وجمع
بينهما في الخيمة ، قال : وكان عمود الخيمة قضيبا من ياقوت
أحمر فأضاء نوره وضوؤه جبال مكة وماحولها ، قال : فامتد ضوء العمود فهو
مواضع الحرم اليوم من كل ناحية من حيث بلغ ضوؤه قال : فجعله الله عزوجل
حرما لحرمة الخيمة والعمود لانهما من الجنة ، قال : ولذلك جعل الله عزوجل
الحسنات في الحرم مضاعفات والسيئات مضاعفة ، قال : ومدت أطناب الخيمة
حولها فمنتهى أوتادها ما حول المسجد الحرام ، قال : وكانت أوتادها صخرا من
عقيان الجنة وأطنابها من ضفائر الارجوان
، قال : وأوحى الله عزوجل إلى
جبرئيل عليهالسلام
اهبط على الخيمة بسبعين ألف ملك يحرسونها من مردة الشيطان ،
ويؤنسون آدم ويطوفون حول الخيمة تعظيما للبيت والخيمة ، قال : فهبط بالملائكة
فكانوا بحضرة الخيمة يحرسونها من مردة الشيطان ، ويطوفون حول أركان البيت
والخيمة كل يوم وليلة كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور ، قال :
وأركان البيت الحرام في الارض حيال البيت المعمور الذي في السماء ، قال : ثم إن
الله تبارك وتعالى أوحى إلى جبرئيل عليهالسلام
بعد ذلك أن اهبط إلى آدم وحوا فنحهما عن
موضع قواعد بيتي ارفع قواعد بيتي لملائكتي ولخلقي من ولد آدم ، فهبط جبرئيل عليهالسلام
على آدم وحوا فأخرجهما من الخيمة ونحاهما عن نزعة البيت ونحى الخيمة
عن موضع النزعة ، قال : ووضع آدم على الصفا وحوا على المروة ، فقال آدم عليهالسلام :
ياجبرئيل أبسخط من الله تعالى جل ذكره حولتنا وفرقت بيننا أم برضا تقدير
علينا؟ فقال لهما : لم يكن بسخط من الله تعالى ذكره عليكما ، ولكن الله عزوجل
لايسئل عما يفعل ، يا آدم إن السبعين ألف ملك الذين أنزلهم الله عزوجل إلى
الارض ليؤنسوك ويطوفوا حول أركان البيت والخيمة سألوا الله عزوجل أن يبني
لهم مكان الخيمة بيتا على موضع النزعة المباركة حيال البيت المعمور فيطوفون حوله
كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور فأوحى الله تبارك وتعالى إلي
أن أنحيك وأرفع الخيمة ، فقال آدم عليهالسلام
: رضينا بتقدير الله عزوجل ونافذ أمره
__________________
فينا ، فرفع قواعد
البيت الحرام بحجر من الصفا وحجر من المروة وحجر من
طور سينا وحجر من جبل السلم ـ وهو ظهر الكوفة ـ فأوحى الله عزوجل إلى
جبرئيل عليهالسلام
أن ابنه وأتمه! فاقتلع جبرئيل عليهالسلام
الاحجار الاربعة بأمر الله
عزوجل من مواضعها بجناحه ، فوضعها حيث أمره الله تعالى في أركان البيت على
قواعده التي قدرها الجبار جل جلاله ، ونصب أعلامها ، ثم أوحى الله إلى
جبرئيل ابنه وأتمه من حجارة من أبي قبيس واجعل له بابين بابا شرقا وبابا غربا
قال : فأتمه جبرئيل عليهالسلام
فلما فرغ طافت الملائكة حوله ، فلما نظر آدم وحوا
إلى الملائكة يطوفون حول البيت انطلقا فطافا سبعة أشواط ، ثم خرجا يطلبان ما
يأكلان .
٢
ـ ن
ع
: أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن البزنطي قال : سألت الرضا عليهالسلام
عن الحرم وأعلامه كيف صار بعضها أقرب من بعض؟ وبعضها أبعد من بعض؟
فقال : إن الله عزوجل لما أهبط آدم من الجنة أهبطه على أبي قبيس فشكا
إلى ربه عزوجل الوحشة وأنه لا يسمع ماكان يسمع في الجنة ، فأهبط الله
عزوجل يعليه ياقوتة حمراء فوضعها في موضع البيت ، فكان يطوف بها آدم عليهالسلام
وكان ضوؤها يبلغ موضع الاعلام ، فعلمت الاعلام على ضوئها فجعله الله عزوجل
حرما .
٣
ـ ن
ع :
ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن إسماعيل بن
همام ، عن الرضا عليهالسلام
مثله .
٤
ـ ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف
، عن صفوان ، عن
__________________
الرضا عليهالسلام مثله .
٥
ـ ن
ع
: ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن صفوان بن يحيى
عن أبي الحسن عليهالسلام
مثله .
٦
ـ ب : علي بن عيسى ، عن البزنطي مثله .
٧
ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي قال : سأل
صفوان الرضا عليهالسلام
وأنا حاضر
عن الرجل يؤدب مملوكه في الحرم؟ فقال : كان أبوجعفر عليهالسلام
يضرب فسطاطه
في حد الحرم ، بعض أطنابه في الحرم وبعضها في الحل ، وإذا أراد أن يؤدب بعض
خدمه أخرجه من الحرم فأدبه في الحل .
أقول
: قد مضثى في باب الاغسال وسيأتي الغسل لدخول الحرم.
٨
ـ ل : الاربعة مائة قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : الصلاة في
الحرمين تعدل
ألف صلاة .
وقال عليهالسلام
: لا تخرجوا بالسيوف إلى الحرم .
٩
ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن مهزيار ، عن
أخيه علي ، عن ابن أبي
عمير ، عن حفص بن البختري قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن الرجل يجني الجناية
في غير الحرم ثم يلجأ إلى الحرم يقام عليه الحد؟ قا ل : لا ولا يطعم ولا يسقى و
لايكلم ولايبايع ، فإنه إذا فعل ذلك به يوشك أن يخرج فيقام عليه الحد ، وإذا
__________________
جنى في الحرم جناية
اقيم عليه الحد في الحرم لانه لم يرع للحرم حرمة .
١٠
ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن
البختري مثله .
أقول
: سيأتي بعض الاخبار في باب الصيد.
١١
ـ ضا : إن كان لك على رجل حق فوجدته بمكة
أوفي الحرم فلا تطالبه
ولا تسلم عليه فتفزعه ، إلا أن تكون أعطيته حقك في الحرم فلا بأس أن تطالبه
في الحرم .
١٢
ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن
قوله
تعالى : « ومن دخله
كان آمنا » قال : يأمن فيه كل خائف مالم يكنن
عليه حد
من حدود الله ينبغي أن يؤخذ به ، قلت : فيأمن فيه من حارب الله ورسوله وسعى
في الارض فسادا؟ قال : هو مثل الذي نكر بالطريق فيأخذ الشاة أو الشئ فيصنع به
الامام ماشاء ، قال : وسألته عن خائن يدخل الحرم قال : لا يوخذ ولا يمس لان
الله يقول : « ومن دخله
كان آمنا » .
١٣
ـ شى : عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله
عليهالسلام
قال : قلت : أرأيت
قوله « ومن دخله
كان آمنا » البيت عنى أو الحرم؟ قال : من دخل
الحرم من الناس
مستجيرا به فهو آمن ، ومن دخل البيت من المؤمنين مستجيرا به فهو آمن من
سخط الله ومن دخل الحرم من الوحش والسباع والطير فهو آمن من أن يهاج أو
يؤذي حتى يخرج من الحرم .
١٤
ـ شى : عن المثنى ، عن أبي عبدالله عليهالسلام وسألته عن قوله
الله : « ومن
__________________
دخله
كان آمنا » قال : إذا أحدث السارق في غير الحرم
ثم دخل الحرم لم ينبغ
لاحد أن يأخذه ، ولكن يمنع من السوق ولا يباع ولايكلم فانه إذا فعل ذلك
به أو شك أن يخرج فيؤخذ وإذا اقيم عليه الحد فإن أحدث في الحرم اخذ
واقيم عليه الحد في الحرم لانه من جنى في الحرم اقيم عليه الحد في الحرم .
١٥
ـ شى : عن عمران الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله « ومن دخله
كان آمنا » قال : إذا أحدث العبد في غير الحرم ثم فر إلى الحرم لم ينبغ أن يؤخذ
ولكن يمنع منه السوق ولا يباع ولا يطعم ولا يسقى ولا يكلم فانه إذا فعل ذلك به
يوشك أن يخرج فيؤخذ وإن كانت أحداثه في الحرم أخذ في الحرم .
٨
* ( باب ) *
« ( فضل مكة
وأسمائها وعللها وذكر بعض ) » *
* « ( مواطنها وحكم
المقام بها وحكم دورها ) » *
الايات
: البقرة : « وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلد آمنا وارزق
أهله
من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الاخر
قال : ومن كفر
فامتعه قليلا ثم
اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير »
وقال تعالى «
وصد عن
سبيل الله وكفر
به والمسجد
الحرام وإخراج أهله منه أكبر عندالله »
.
الانفال
: « ومالهم ألا يعذبهم وهم يصدون عن المسجد الحرام
وماكانوا
أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون »
.
ابراهيم
: « وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا »
إلى قوله « ربنا
__________________
إني
أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة
فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون »
.
الحج
: إن الذين
كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي
جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب
أليم » .
النمل
: « إنما امرت
أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها
» .
القصص
: « أولم نمكن
لهم حرما آمنا يجبى اليه ثمرات كل شئ رزقا
من لدنا ولكن أكثرهم لايعلمون
» .
العنكبوت
: « أولم يروا
أنا جعلنا آمنا ويتخطف الناس من حولهم
أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون
» .
حمعسق
: لتنذر ام
القرى ومن حولها » .
البلد
: « لا اقسم
بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد »
.
التين
: « وهذا البلد
الامين » .
١
ـ فس : ام القرى مكة سميت ام القرى لانها
أول بقعة خلقها الله من
الارض لقوله « إن أول بيت
وضع للناس للذي ببكة مباركا » .
__________________
٢
ـ ل : ابن إدريس عن أبيه عن الاشعري عن أبي
عبدالله الرازي عن
ابن أبي عثمان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن الاول عليهالسلام
قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: إن الله اختار من البلدان أربعة فقال عزوجل « والتين والزيتون
وطور سينين وهذا البلد الامين
» والتين المدينة والزيتون البيت المقدس و
طور سينين الكوفة وهذا البلد الامين مكة .
٣
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن مكة
لم سميت بكة؟
قال : لان الناس يبك بعضهم بالايدي ـ يعني يدفع بعضهم بعضا بالايدي ـ
ولايكون ذلك إلا في المسجد حول الكعبة .
٤
ـ شى : لان الناس يبك بعضهم بعضا بالايدي
يعني يدفع بعضهم بعضا
بالايدي في المسجد حول الكعبة .
٥
ـ ل : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن
أيمن بن محرز
عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : أسماء مكة خمسة : ام القرى ومكة
وبكة والبساسة كانوا إذا ظلموا بها بستهم أي أخرجتهم وأهلكتهم وام رحم
كانوا إذا لزموها رحموا .
٦
ـ ن ع :
في علل ابن سنان عن الرضا عليهالسلام
: سميت مكة مكة
لان الناس كانوا يمكون فيهاو كان يقال لمن قصدها : قد مكا وذلك قول الله
عزوجل « وماكان
صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية
» فالمكاء التصفير والتصدية
__________________
صفق اليدين .
٧
ـ ع : أبي عن سعد عن محمد بن الحسين عن
جعفر بن بشير عن
العرزمي عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إنما سميت مكة بكة لان الناس يتباكون
فيها .
٨
ـ ع : ابن المتوكل : عن السعد ابادي عن
البرقي عن ابن محبوب عن
ابن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
لم سميت الكعبة بكة؟ فقال : لبكاء الناس
حولها وفيها .
٩
ـ ع : أبي عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن
الحسين بن سعيد
عن علي بن النعمان عن سعيد بن عبدالله عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : موضع البيت
بكة والقرية مكة .
١٠
ـ شى : عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ان بكة موضع
البيت
وإن مكة الحرم وذلك قوله « فمن
دخله كان آمنا » .
١١
ـ شى : عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ان بكة موضع
البيت وإن مكة جميع ما اكتنفه الحرم .
١٢
ـ شى : عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : مكة جملة
القرية وبكة موضع الحجر الذي يبك الناس بعضهم بعضا .
١٣
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف
عن علي بن مهزيار
عن فضالة عن أبان عن الفضيل عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : إنما سميت مكة
__________________
بكة لانه يبك بها
الرجال والنساء والمرأة تصلي بين يديك وعن يمينك وعن
شمالك وعن يسارك ومعك ولا بأس بذلك إنما يكره في سائر البلدان .
١٤
ـ ع : أبي عن سعد عن أحمد وعبدالله ابني
محمد بن عيسى عن ابن
أبي عميرعن حماد بن عثمان عن الحلبي قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام لم سميت
مكة مكة؟ قال : لان الناس يبك بعضهم بعضا فيها بالايدي .
١٥
ـ سن : أبي عن ابن أبي عمير مثله .
١٦
ـ شى : عن الحلبي مثله .
١٧
ـ ن
ع
: سأل الشامي أميرالمؤمنين عليهالسلام
لم سميت مكة ام القرى
قال : لان الارض دحيت من تحتها .
١٨
ـ ع : أبي عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن
أخيه علي باسناده
قال : قال أبوالحسن عليهالسلام
في الطائف : أتدري لم سمي الطائف؟ قلت : لا فقال :
إن إبراهيم عليهالسلام
دعا ربه أن يرزق أهله من كل الثمرات فقطع لهم قطعة من
الاردن فأقبلت حتى طافت بالبيت سبعا ثم أقرها الله عزوجل في موضعها فانما
سميت الطائف للطواف بالبيت .
١٩
ـ ب : ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا عليهالسلام مثله .
٢٠
ـ سن : البزنطي مثله .
__________________
٢١
ـ شى : عن أحمد بن محمد مثله .
٢٢
ـ ع : علي بن حاتم عن محمد بن جعفر وعلي بن
سليمان معا عن
أحمد بن محمد قال : قال الرضا عليهالسلام
: أتدري لم سميت الطائف الطائف؟ قلت : لا قال :
لان الله عزوجل لما دعاه إبراهيم عليهالسلام
أن يرزق أهله من الثمرات أمر بقطعة
من الاردن فسارت بثمارها حتى طافت بالبيت ثم أمرها أن تنصرف إلى هذا الموضع
الذي سمي الطائف فلذلك سمي الطائف .
٢٣
ـ ع : أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن
محمد بن سنان عن
إسماعيل بن جابر وعبدالكريم بن عمرو عن عبدالحميد بن أبي الديلم عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : سمي الابطح أبطح لان آدم امر أن ينبطح في بطحاء جمع فتبطح
حتى انفجر الصبح ثم امر أن يصعد جبل جمع وامر إذا طلعت الشمس أن
يعترف بذنبه ففعل ذلك آدم فأرسل الله عزوجل نارا من السماء فقبضت قربان
آدم عليهالسلام
.
٢٤
ـ ع : أبي عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن
الحسين بن
سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن
قول الله عزوجل « ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم » فقال كل ظلم يظلم
به الرجل نفسه بمكة من سرقة أو ظلم أحد أو شئ من الظلم فإني أراه إلحادا
ولذلك كان ينهى أن يسكن الحرم .
٢٥
ـ ع : ابن مسرور عن ابن عامر عن أحمد بن
محمد السياري قال :
روى جماعة من أصحابنا رفعوه إلى أبي عبدالله عليهالسلام
أنه كره المقام بمكة وذلك
أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
اخرج عنها والمقيم بها يقسو قلبه حتى يأتي فيها ما يأتي
__________________
في غيرها
٢٦
ـ ع : بالاسناد عن السياري عن محمد بن
جمهور رفعه إلى أبي عبدالله
عليهالسلام
قال : إذا قضى أحدكم نسكه فليركب راحلته وليلحق بأهله فإن
المقام بمكة يقسي القلب .
٢٧
ـ ع : أبي عن علي بن سليمان عن محمد بن
خالد الخزاز عن العلا
عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : لا ينبغي للرجل أن يقيم بمكة سنة
قلت : فكيف يصنع؟ قال : يتحول عنها إلى غيرها ولا ينبغي لاحد أن يرفع
بناءه فوق الكعبة .
٢٨
ـ ب : أبوالبختري عن الصادق عن أبيه عليهماالسلام أن عليا عليهالسلام كره
إجارة بيوت مكة وقرأ « سواء العاكف فيه والباد » .
٢٩
ـ ب : ابن طريف عن ابن علوان عن الصادق عن
أبيه عن
على عليهماالسلام
أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
نهى أهل مكة أن يؤاجروا دورهم وأن يغلقوا
عليها أبوابا وقال « سواء العاكف فيه والباد » قال : وفعل ذلك أبوبكر وعمر
وعثمان وعلي عليهالسلام
حتى كان في زمن معاوية .
٣٠
ـ فس « إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله
والمسجد الحرام
الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد » قال : نزلت في قريش حين صدوا
رسول الله صلىاللهعليهوآله
عن مكة وقوله : « سواء العاكف فيه والباد » قال : أهل مكة
ومن جاء إليه من البلدان فهم فيه سواء لا يمنع النزول ودخول الحرام .
٣١
ـ ع : أبي عن سعد عن أحمد وعبدالله ابني
محمد بن عيسى عن ابن أبي
__________________
عمير عن حماد عن
الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سألته عن قول الله عزوجل :
« سواء
العاكف فيه والباد » قال : فقال : لم
يكن ينبغى أن يصنع على دور مكة أبوابا
لان للحاج أن ينزل معهم في دورهم في ساحخة الدار حتى يقضوا مناسكهم وإن
أول من جعل لدور مكة أبوابا معاوية .
٣٢
ـ ع
ن
: أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن محمد بن
معروف عن أخيه عمر عن جعفر بن عقبة عن أبي الحسن عليهالسلام
قال : إن
عليا عليهالسلام
لم يبت بمكة بعد إذهاجر منها حتى قبضه الله عز وج ـ ل إليه قا ل :
قلت : ولم ذلك؟ قال : يكره أن يبيت بأرض هاجر منها رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان
يصلي العصر ويخرج منها ويبيت بغيرها .
٣٣
ـ سن : عمرو بن عثمان وأبوعلي الكندي عن علي
بن عبدالله بن
جبلة عن رجاله عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : تسبيح بمكة يعدل خراج العراقين
ينفق في سبيل الله .
٣٤
ـ سن : عمروبن عثمان عن علي بن خالد عمن
حدثه عن أبي
جعفر عليهالسلام
قال : الساجد بمكة كالمتشحط بدمه في سبيل الله .
٣٥
ـ سن : عمرو بن عثمان عن علي بن عبدالله عن
خالد القلانسي
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : كان علي بن الحسين عليهالسلام
يقول : النائم بمكة كالمتشحط
في البلدان .
٣٦
ـ سن : عن عمرو بن عثمان عن علي بن عبدالله
عن علي بن خالد
عمن حدثه عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى
ر سول الله صلىاللهعليهوآله
ويرى منزله من الجنة .
__________________
٣٧
ـ ثو : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي
الخطاب عن النضربن
شعيب عن خالد القلانسي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : من ختم
القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة وأقل من ذلك وأكثر وختمه في يوم الجمعة
كتب الله له من الاجر والحسنات من أول جمعة كانت في الدنيا إلى آخر جمعة
تكون فيها وإن ختمه في ساير الايام فكذلك .
٣٨
ـ ص : الصدوق باسناده عن محمد بن سنان عن
محمد بن عطية عن أبي عبدالله
عليهالسلام
قال : صلى تسعمائة نبي .
٣٩
ـ مل : حكيم بن داود عن سلمة عن إبراهيم بن
محمد عن علي بن
المعلى عن إسحاق بن يزداد قال : أتى رجل أبا عبدالله عليهالسلام
فقال : إني قد ضربت
على كل شئ لي ذهبا وفضة وبعت ضياعي فقلت : أنزل مكة فقال : لا تفعل فإن
أهل مكة يكفرون بالله جهرة قال : ففي حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قال : هم شرمنهم
قال : فأين أنزل؟ قال : عليك بالعراق الكوفة فإن البركة منها على اثني عشر
ميلا هكذا وهكذا وإلى جانهبا قبر ما أتاه مكروب قط ولا ملهوف إلا فرج
الله عنه .
٤٠
ـ سن أبي عن حماد بن عيسى وفضالة عن معاوية
بن عمار قال
قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: أقوام تاصلى والمرأة جالسة بين يدي أو مارة؟ فقال : لا
بأس إنما سميت بكة لانه يبك فيه الرجال والنساء .
٤١
ـ شى : عن عبدالصمد بن سعد قال : طلب
أبوجعفر أن يشتري من
أهل مكة بيوتهم أن يزيده في المسجد فأبوا فأرغبهم فامتنعوا فضاق بذلك فأتى
أبا عبدالله عليهالسلام
فقال له : إني سألت هؤلاء شيئا من منازلهم وأفنيتهم لتزيد في المسجد
__________________
وقد منعوني ذلك فقد
غمني غما شديدا فقال أبوعبدالله عليهالسلام
: لم يغمك ذلك و
حجتك عليهم فيه ظاهرة فقال : وبما أحتج عليهم؟ فقال : بكتاب الله فقال : في
أي موضع؟ فقال : قول الله تعالى : « إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا
» قد أخبرك الله إن أول بيت وضع للناس هو الذي ببكة فان كانوا هم تولوا قبل
البيت فلهم أفنيتهم وأن كان البيت قديما قبلهم فله فناؤه فدعاهم أبوجعفر فاحتج
عليهم بهذا فقالوا له : اصنع ما أحببت .
٤٢
ـ شي : عن الحسن بن علي بن النعمان قال :
لما بنى المهدي في المسجد
الحرام بقيت دار في تربيع المسجد فطلبها من أربابها فامتنعوا فسأل عن ذلك الفقهاء
فكل قال له : إنه لا ينبغي أن يدخل شيئا في المسجد الحرام غصبا قال له علي
ابن يقطين : يا أميرالمؤمنين لو كتبت إلى موسى بن جعفر لاخبرك بوجه الامر في
ذلك فكتب إلى والي المدينة أن يسأل موسى بن جعفر عن دار أردنا أن ندخلها في
المسجد الحرام فامتنع علينا صاحبها فكيف المخرج من ذلك؟ فقال ذلك لابي
الحسن عليهالسلام
فقال أبوالحسن : ولابد من الجواب في هذا؟ فقال له : الامر لابد
منه فقال له : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم إن كانت الكعبة هي النازلة بالناس
فالناس أولى بفنائها وإن كان الناس هم النازلون بفناء الكعبة فالكعبة أولى
بفنائها فلما أتى الكتاب المهدي أخذ الكتاب فقبله ثم أمر بهدم الدار فأتى أهل
الدار أبا الحسن عليهالسلام
فسألوه أن يكتب لهم إلى المهدي كتابا في ثمن دارهم فكتب
إليه أن ارضخ لهم شيئا فأرضاهم .
٤٣
ـ شى : عن عبدالله بن غالب عن أبيه عن رجل
عن علي بن الحسين
قول إبراهيم « رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم
بالله » إيانا عنى بذلك وأولياءه وشيعة وصيه؟ قال « ومن كفر فامتعه قليلا ثم
أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير » قال : عنى بذلك من جحد وصيه ولم يتبعه
__________________
من امته وكذلك والله
قال هذه الاية .
٤٤
ـ ين : صفوان عن معاوية بن عمار عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : من
قام بمكة سنة فهو بمنزلة أهل مكة .
٤٥
ـ أقول : روي عن ارشاد القلوب ومشارق الانوار في حديث طويل
أنه سئل أميرالمؤمنين عليهالسلام
فيما سئل أين بكة من مكة؟ فقال : مكة أكناف الحرم
وبكة مكان البيت قال السائل : ولم سميت مكة؟ قال : لان الله مك الارض من
تحتها أي دحاها قال : فلم سميت بكة؟ قال : لانها بكت عيون الجبارين والمذنبين
قال : صدقت .
وفي الارشاد : لانها بكت رقاب الجبارين
وأعناق المذنبين .
٤٦
ـ مجالس الشيخ : أحمد بن عبدون عن
علي بن محمد بن الزبير عن
علي بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني
عن عاصم بن عبدالواحد المدايني قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : مكة حرم
إبراهيم والمدينة حرم محمد صلىاللهعليهوآله
والكوفة حرم علي بن أبي طالب عليهالسلام
إن
عليا حرم من الكوفة ما حرم إبراهيم من مكة وما حرم محمد صلىاللهعليهوآله من المدينة .
٤٧
ـ دعوات الراوندى : قال النبي صلىاللهعليهوآله : من مرض يوما بمكة
كتب الله
له من العمل الصالح الذي كان يعمله عبادة ستين سنة ومن صبر على حر مكة
__________________
ساعة تباعدت عنه
النار مسيرة مائة عام وتقربت منه الجنة مسيرة مائة عام.
٤٨
ـ عدة الداعى : عن خالد بن ماد
القلانسي عن أبي حمزة عن أبي
جعفر عليهالسلام
قال : من ختم القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة أو أقل من ذلك أو
أكثر وختمه في يوم الجمعة كتب الله له من الاجر والحسنات من أول جمعة كانت في
الدنيا إلى آخر جمعة تكون فيها وإن ختمه في ساير الايام فكذلك .
٩
* ( باب ) *
* « ( أنواع الحج
وبيان فرائضها وشرائطها جملة ) » *
الايات
: البقرة : « فاذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما
استيسر
من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة
كاملة ذلك لمن لمن يكن أهله حاضري المسجد الحرام فاتقوا الله
واعلموا أن الله شديد العقاب » .
١
ـ شى : عن حريز عن زرارة قال : سألت أبا
جعفر عليهالسلام
عن قول الله :
« ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام
» قال : هو لاهل مكة ليست لهم
متعة ولا عليهم عمرة قلت : فما حد ذلك؟ قال : ثمانية وأربعين ميلا من نواحي
مكة كل شئ دون عسفان
ودون ذات عرق
فهو من حاضري المسجد
الحرام .
__________________
٢
ـ شى : عن حماد بن عثمان عن أبي عبدالله عليهالسلام في « حاضري المسجد
الحرام
» قال : دون المواقيت إلى مكة فهو من حاضري المسجد الحرام وليس
لهم متعة .
٣
ـ شى : علي بن جعفر عن أخيه موسى عليهالسلام قال : سألته عن أهل
مكة هل يصلح لهم أن يتمتعوا في العمرة إلى الحج؟ قال : لا يصلح لاهل مكة
المتعة وذلك قول الله « ذلك
لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام
» .
٤
ـ شى : عن سعيد الاعرج عنه قال : ليس لاهل
سرف ولا لاهل
مر ولا لاهل
مكة متعة يقول الله : « ذلك
لمن لم يكن أهله حاضري المسجد
الحرام » .
[
عا : ] وعن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهالسلام قال : الحج ثلاثة
أوجه فحج
مفرد وعمرة مفردة أيهما شاء قدم وحج وعمرة مقرونان لافصل بينهما
وذلك لمن ساق الهدي يدخل مكة فيعتمر ويبقى على إحرامه حتى يخرج إلى
الحج من مكة فيحج وعمرة يتمتع بها إلى الحج وذلك أفضل الوجوه ولا
يكون ذلك إلا لمن كان معه هدي لقول الله : « ولا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدي
محله » والمتمتع يدخل محرما فيطوف بالبيت
ويسعى بين الصفا والمروة فاذا فعل
ذلك يحل من إحرامه وأخذ شيئا من شعره وأظفاره وأبقى من ذلك لحجة
وحل ثم يجدد إحراما للحج من مكة ثم يهدي ما استيسر من الهدي كما قال
الله عزوجل .
٥
ـ الهداية : الحاج على ثلاثة أوجه : قارن ومفرد
ومتمتع بالعمرة إلى
الحج ولايجوز لاهل مكة وحاضريها التمتع بالعمرة إلى الحج وليس لهم إلا
__________________
القران والافراد
لقول الله عزوجل : « فمن
تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر
من الهدى » ثم قال : « ذلك لمن لمن يكن أهله
حاضري المسجد الحرام » وحد
حاضري المسجد الحرام أهل مكة وحواليها على ثمانية وأربعين ميلا ومن كان
خارجا من هذا الحد فلا يحج إلا متمتعا بالعمرة إلى الحج ولا يقبل الله غيره.
فإذا أردت الخروج فوفر شعرك شهر ذي
القعدة وعشرا من ذي الحجة و
اجمع أهلك وصل ركعتين وارفع يديك ومجد الله كثيرا وصل على محمد وآله
وقل « اللهم إني أستودعك اليوم ديني ونفسي وأهلي ومالي وولدي وجميع قرابتي
الشاهد منا والغائب وجميع ما أنعمت على ».
فاذا خرجت من منزلك فقال : بسم الله
الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم.
فاذا رفعت رجلك في الركاب فقال : بسم
الله والله أكبر.
فاذا استويت على راحلتك واستوى بك محملك
فقل : الحمدالله الذي هدانا
للاسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمد صلىاللهعليهوآله
سبحان الذي
سخرلنا هذا وماكنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون والحمد الله رب
العالمين .
٦
ـ ع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن أبي
عمير عن حماد عن
الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله
حين حج حجة الوداع
خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتى أتى مسجد الشجرة فصلى بها ثم قاد راحتله
حتى أتى البيداء فأحرم منها وأهل بالحج وساق مائة بدنة وأحرم الناس كلهم
بالحج لايريدون عمرة ولايدرون ما المتعة حتى إذا قدم رسول الله صلىاللهعليهوآله مكة
الحجر ثم أتى زمزم فشرب منها وقال : لولا أن أشق على امتي لا ستقيت منها
__________________
ذنوبا أو ذنوبين ثم قال : أبدأ بما بدأ الله عزوجل
به فأتى الصفا فبدأ به ثم
طاف بين الصفا والمروة سبعا فلما قضى طوافه عند المروة قام فخطب أصحابه
وأمرهم أن يحلوا ويجعلوها عمرة وهو شي ء أمرالله عزوجل فأحل الناس
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم
ـ ولكن لم يكن يستطيع أن يحل من أجل الهدي الذي معه إن الله عزوجل يقول
« ولا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدي محله
» ـ فقام سراقة بن مالك بن جعشم الكناني
فقال : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله
علمنا ديننا كأنما خلقنا لايوم أرأيت هذا الذي أمرتنا
به لعامنا هذا أم لكل عام؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: لابل لاحد لا أبد.
وإن رجلا قام فقال : يارسول الله صلىاللهعليهوآله نخرج حجاجا ورؤوسنا
تقطر؟
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إنك لن تؤمن بهذا أبدا وأقبل علي عليهالسلام
من اليمن حتى
وافى الحج فوجد فاطمة عليهاالسلام
قد أحلت ووجد ريح الطيب فانطلق إلى رسول الله
مستفتيا ومحرشا
على فاطمة عليهاالسلام
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: يا علي بأي شئ
أهللت؟ فقال : أهللت بما أهل النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : لا تحل أنت وأشركه في هديه
وجعل له من الهدي سبعا وثلاثين ونحر رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثلاثا وستين نحرها
بيده ثم أخذ من كل بدنة بضعة فجعلها في قدر واحد ثم أمر به فطبخ فأكلامنها
وحسوا من المرق فقال : قد أكلنا الان منها جمعيا فالمتعة أفضل من القارن السائق
الهدي وخير من الحج المفرد وقال : إذا استمتع الرجل بالعمرة فقد قضى ما
عليه من الفريضة المتمتعة وقال ابن عباس : دخلت العمرة في الحج إلى
يوم القيامة .
٧
ـ ع : وعن الحلبي مثله إلى قوله : بل لابد
الابد .
__________________
٨
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن
ابن أبي عمير و
صفوان معا عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
في حجة الوداع ـ لما فرغ من السعي قام عند المروة فخطب الناس فحمد الله و
أثنى عليه ثم قال : يامعشر الناس هذا جبرئيل وأشار بيده إلى خلفه : يأمرني
أن آمر من لم يسق هديا أن يحل ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لفعلت
مكا أمرتكم ولكني سقت الهدي وليس لسائق الهدي أن يحل حتى يبلغ
الهدي محله فقام إليه سراقة بن مالك بن جعشم الكناني فقال : يارسول الله صلىاللهعليهوآله
علمنا ديننا فكأنا خلقنا اليوم أرأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله :
لابل لابد الابد وإن رجلا قام فقال : يارسول الله صلىاللهعليهوآله
نخرج حجاجا و
رؤوسنا تقطر؟ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إنك لن تؤمن بها أبدا .
٩
ـ ع : أبي وابن الوليد معا عن سعد عن
الاصبهاني عن المنقري
عن فضيل بن عياض قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن اختلاف الناس في الحج
فبعضهم يقول : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله
مهلا بالحج وقال بعضهم : مهلا بالعمرة
وقال بعضهم : خرج قارنا وقال بعضهم : خرج ينتظر أمر الله عزوجل فقال
أبوعبدالله عليهالسلام
: علم الله عزوجل أنها حجة لا يحج رسول الله صلىاللهعليهوآله
بعدها أبدا
فجمع الله عزوجل له ذلك كله في سفرة واحدة ليكون جميع ذلك سنة لامته
فلما طاف بالبيت بالصفا والمروة أمره جبرئيل عليهالسلام
أن يجعلها عمرة إلا من كان معه هدي فهو محبوس على هديه لايحل لقوله عزوجل « حتى يبلغ الهدي
محله » فجمعت له العمرة والحج وكان خرج خروج العرب الاول لان العرب
كانت لاتعرف إلا الحج وهو في ذلك ينتظر أمر الله عزوجل وهو يقول عليهالسلام :
الناس على أمر جاهليتهم إلا ما غيره الاسلام كانوا لايرون العمرة في أشهر الحج
فشق على أصحابه حين قال : اجعلوها عمرة لانهم كانوا لايعرفون العمرة في أشهر
الحج وهذا الكلام من رسول الله صلىاللهعليهوآله
إنما كان في الوقت الذي أمرهم فيه بفسخ
__________________
الحج فقال : أدخلت
العمرة في الحج إلى يوم القيامة ـ وشبك بين أصابعة ـ يعني في
أشهر الحج قلت : أفيعتد بشئ من أمر الجاهلية؟ فقال : إن أهل الجاهلية ضيعوا
كل شئ من دين إبراهيم عليهالسلام
إلا الختان والتزويج والحج فإنهم تمسكوا
بها ولم يضيعوها .
١٠
ـ ع : أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير
عن حماد عن
الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن الحج متصل بالعمرة لان الله عزوجل
يقول : « إذا أمنتم
فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي
» فليس ينبغي
لاحد إلا أن يتمتع لان الله عزوجل أنزل ذلك في كتابه وسنه رسول الله صلىاللهعليهوآله .
١١
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن أهل
مكة هل تجوز
لهم المتعة؟ قال : لا وذلك لقول الله تبارك وتعالى : « ذلك لمن لم يكن أهله حاضري
المسجد
الحرام » .
١٢
ـ ما : ابن حموية عن أبي الحسين عن أبي
خليفة عن مكي بن مروك
عن علي بن بحر عن حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهماالسلام قال :
دخلنا على جابر بن عبدالله فقلت : أخبرني عن حجة رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال بيده فعقد
تسعا وقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة
أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
حاج فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول
الله صلىاللهعليهوآله
ويعمل ما عمله فخرج وخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة فذكر
الحديث وقدم علي من اليمن ببدن النبي صلىاللهعليهوآله
فوجد فاطمة فيمن قد أحل و
لبست ثيابا صبيغا واكتحلت فأنكر علي عليهالسلام
ذلك عليها فقالت : أبي صلىاللهعليهوآله
أمرني
بهذا وكان علي عليهالسلام
يقول بالعراق : فذهبت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
محرشا
__________________
على فاطمة بالذي
صنعت مستفتيا رسول الله صلىاللهعليهوآله
بالذي ذكرت عنه فأنكرت ذلك
قال : صدقت صدقت .
١٣
ـ ل : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي
عن البطائني
عن زرارة وأبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : الحاج على ثلاثة وجوه : رجل
أفرد الحج بسياق الهدي ورجل أفرد الحج ولم يسق ورجل تمنع بالعمرة
إلى الحج .
١٤ ـ ن
: فيما كتب الرضا عليهالسلام
للمأمون : لايجوز الحج إلا تمتعا ولا
يجوز القران والافراد الذي يستعمله العامة إلا لاهل مكة وحاضريها .
١٥
ـ ل : في خبر الاعمش عن الصادق عليهالسلام : لا يجوز الحج إلا
تمتعا
ولا يجوز الاقران والافر اد إلا لمن كان أهله حاضري المسجد الحرام ولايجوز
الاحرام قبل بلوغ الميقات ولايجوز تأخيره عن الميقات إلا لمرض أو تقية وقد
قال الله عزوجل « وأتموا الحج والعمرة لله » وتمامها اجتناب الرفث والفسوق
والجدال في الحج ولايجزي في النسك الخصي لانه ناقص ويجوز الموجوء
إذا لم يوجد غيره وفرائض الحج الاحرام والتلبية الاربع وهي : لبيك اللهم
لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك و
الطواف بالبيت للعمرة فريضة وركعتاه عند مقام إبراهيم عليهالسلام فريضة والسعي
بين الصفا والمروة فريضة وطواف الحج فريضة وطواف النساء فريضة وركعتاه
عند المقام فريضة ولايسعى بعده بين الصفا والمروة والوقوف بالمعشر فريضة و
الهدي للتمتع فريضة وأما الوقوف بعرفة فهو سنة واجبة والحلق سنة ورمي
__________________
الجمار سنة .
١٦
ـ فس : فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فعليه أن
يشترط عند الاحرام
فيقول : » اللهم إني اريد التمتع بالعمرة إلى الحج على كتابك وسنة نبيك فإن
عاقني عائق إو حبسني حابس فحلني حيث حبستني بقدرك الذي قدرت علي ثم يلبي من
الميقات الذي وقته رسول الله صلىاللهعليهوآله
فيلبي فيقول : ( لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك
لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك ) لبيك بحجة وعمرة
تمامها وبلاغها عليك فاذا دخل ونظر إلى أبيات مكة قطع التلبية وطاف بالبيت
سبعة أشواط وصلى عند مقام إبراهيم ركعتين وسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط
ثم يحل ويتمتع بالثياب والنساء والطيب وهو مقيم على الحج إلى يوم التروية
فاذا كان يوم التروية أحرم عند الزوال من عند المقام بالحج ثم خرج ملبيا إلى
منى فلا يزال ملبيا إلى يوم عرفة عند زوال الشمس ( فاذا زالت الشمس يوم عرفة
قطع التلبية ويقف بعرفات في الدعاء والتكبير والتهليل والتحميد فاذا غابت الشمس )
يرجع إلى المزدلفة فبات بها فاذا أصبح قام على المشعر الحرام ودعا وهلل الله وسبحه
وكبره ثم ازدلف منها إلى منى ورمى الجمار وذبح وحلق وإن كان غنيا
فعليه بدنة وإن كان بين ذلك فعليه بقرة وإن كان فقيرا فعليه شاة فمن لم
يجد ذلك فعليه أن يصوم بمكة ثلاثة أيام فإذا رجع إلى منزله صام سبعة أيام
فتقوم هذه العشرة أيام مقام الهدي الذي كان عليه وهو قوله : « فمن لم يجد فصيام
ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة
» وذلك لمن ليس هو مقيم
بمكة ولا من أهل مكة وأما أهل مكة ومن كان حول مكة على ثمانية وأربعين
ميلا فليست لهم متعة إنما يفردون الحج لقوله : « ذلك لمن لم يكن أهله حاضري
المسجد الحرام » .
__________________
١٧
ـ ضا : أدنى مايتم به فرض الحج الاحرام
بشروطه والتلبية و
الطواف والصلاة عند المقام والسعي بين الصفا والمروة والموقفين وأداء
الكفارات والنسك والزيارة وطواف النساء .
الحاج على ثلاثة أوجه : قارون ومفرد
للحج ومتمتع بالعمرة إلى الحج و
لايجوز لاهل مكة وحاضريها التمتع بالعمرة إلى الحج وليس لهما إلا القران
والافراد لقول الله تبارك وتعالى « فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من
الهدي » ثم قال عزوجل : « ذلك لمن لم يكن أهله
حاضري المسجد الحرام » مكة ومن حولها على ثمانية وأربعين ميلا من كان خارجا عن هذا الحد فلا يحج
إلا متمتعا بالعمرة إلى الحج فلا يقبل الله غيره منه .
١٨
ـ سر : معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن رسول الله
صلىاللهعليهوآله
وأهل بيته أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج ثم أنزل الله عليه أن « أذن في الناس
بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق »
فأمر المؤذنين أن
يؤذنوا بأعلى أصواتهم بأن رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأهل بيته يحج من عامه هذا فعلم به حاضروا
المدينة وأهل العوالي والاعراب فاجتمعوا لحج رسول الله صلىاللهعليهوآله وأهل بيته
وإنما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرونه به فيتبعونه أويصنع شيئا فيصنعونه فخرج
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأهل بيته في أربع بقين من ذي القعدة فلما انتهى إلى ذي
الحليفة وزالت الشمس اغتسل وخرج حتى أتى مسجد الشجرة فصلى الظهر عنده
وعزم على الحج مفردا وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الاول فصف
له الناس سماطين فلبى بالحج مفردا ومضى وساق له ستا وستين بدنة حتى
انتهى إلى مكة في السلاح لاربع من ذي الحجة فطاف بالبيت سبعة أشواط ثم
صلى ركعتين عند مقام إبراهيم ثم عاد إلى الحجر فاستلمه وقد كان استلمه في
أول طوافه.
__________________
ثم قال إن الصفا والمروة من شعائر الله
فمن حج البيت أو اعتمر فلا
جناح عليه أن يطوف بهما « ثم أتى الصفا فصنع عليه مثل ما ذكرت لك حتى
فرغ من سبعة أشواط ثم أتاه جبرئيل عليهالسلام
وهو على المروة فأمره أن يأمر الناس
أن يحلوا إلا سائق الهدي فقال رجل : أنحل ولم نفرغ من مناسكنا؟! ـ وهو عمر ـ
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعمر : لو استقبلت من أمري ما استدبرت فعلت كما فعلتم و
لكن سقت الهدي ولايحل السائق الهدي حتى يبلغ الهدي محله فقال له سراقة
ابن مالك بن جعشم : يارسول الله ألعامنا هذا أم للابد؟ فقال : بل لابد الابد ـ
وشبك
بين أصابعه ـ دخلت العمرة في الحج ثلاث مرات .
١٠
* ( باب ) *
* « ( احكام المتمتع
) » *
١ ـ ب
: علي عن أخيه عليهالسلام
قال : سألته عن رجل دخل قبل التروية
بيوم وأراد الاحرام بالحج يوم التروية فأخطأ قبل العمرة ما حاله؟ قال : ليس
عليه شئ فليعد الاحرام بالحج .
٢ ـ قال : وسألته عن رجل اعتمر في رجب
ورجع إلى أهله هل يصلح له إن
هو حج أن يتمتع بالعمرة إلى الحج؟ قال : لا يعدل بذلك .
٣ ـ قال : وسألته عن رجل قدم متمتعا ثم
أحل قبل ذلك أله الخروج؟ قال :
لايخرج حتى يحرم بالحج ولايجاوز الطائف وشبهها .
٤ ـ ب
: ابن أبي الخطاب عن البزنطي قال : قلت للرضا عليهالسلام
جعلت
فداك كيف تصنع بالحج؟ قال : أما نحن فنخرج في وقت ضيق تذهب فيه الايام
__________________
فأقرد له الحج قلت
له : جعلت فداك أرأيت إن أراد المتعة كيف يصنع؟ قال :
ينوي العمرة ويحرم بالحج .
٥
ـ ب : على عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن رجل
قدم مكة متمتعا
فأحل فيه أله أن يرجع؟ قال : لايرجع حتى يحرم بالحج ولايجاوز الطائف وشبهها
مخافة أن يدرك الحج فإن أحب أن يرجع إلى مكة رجع وإن خاف أن يفوته
الحج مضى على وجهه إلى عرفات .
٦
ـ ن : ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن
البزنطي قال : قلت
لابي الحسن عليهالسلام
: كيف صنعت في عامك؟ فقال : اعتمرت في رجب ودخلت متمتعا
وكذلك أفعل إذا اعتمرت .
٧
ـ ن : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الوشا عن
الرضا عليهالسلام
قال : إذا
أهل هلال ذي الحجة ونحن بالمدينة لم يكن لنا أن نحرم إلا بالحج لانا نحرم من
الشجرة وهو الذي وقت رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأنتم إذا قدمتم من العراق فأهل الهلال
فلكم أن تعتمروا لان بين أيديكم ذات عرق
وغيرها مما وقت لكم رسول الله
صلىاللهعليهوآله
فقال له الفضل : فلي الان أن أتمتع وقد طفت بالبيت؟ فقال
له : نعم فذهب بها محمد بن جعفر عليهالسلام
إلى سفيان بن عيينة وأصحاب سفيان فقال
لهم : إن فلانا قال كذا وكذا فشنع على أبي الحسن عليهالسلام
.
٨ ـ ع :
ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن
جميل عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : من أدرك المشعر الحرام يوم النحر قبل زوال الشمس
__________________
فقد أدرك الحج ومن
أدركه يوم عرفة قبل زوال الشمس فقد أدرك المتعة .
٩ ـ ضا
: إن نسي المتمتع النحر صير حتى يهل بالحج كان عليه دم وروي
يستغفر الله وإذا حلق المتمتع رأسه بمكة فليس على شئ إن كان جاهلا وإن
تعمد ذلك في أول شهور الحج بثلاثين يوما منها فليس عليه شئ وإن تعمد بعد
الثلاثين الذي يوفر فيها شعره للحج فان عليه دم فاذا أراد المتمتع الخروج من مكة
إلى بعض المواضع فليس له ذلك لانه مرتبط بالحج حتى يقضيه إلا أن يعلم أنه
لا يفوته الحج فان علم وخرج ثم رجع في الشهر الذي خرج فيه دخل مكة
محلا وإن رجع في غير ذلك الشهر دخلها محرما .
١٠
ـ سر : جميل عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهماالسلام في الرجل
يخرج من الحرم إلى بعض حاجته ويرجع من يومه قال : لا بأس بأن يدخل
بغير إرحام .
١١
ـ شى : عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن العمرة
واجبة بمنزلة
الحج لان الله يقول : « وأتموا
الحج والعمرة لله » هي واجبة مثل
الحج ومن تمتع
أجزاه والعمرة في أشهر الحج متعة .
١٢
ـ شى : عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبدالله عليهالسلام « وأتموا الحج و
العمرة لله » قلت : يكتفي الرجل إذا تمتع بالعمرة إلى الحج مكان ذلك العمرة
المفردة؟ قال : نعم كذلك أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
١٣
ـ كش : حمدويه عن اليقطيني عن يونس عن
عبدالله بن زرارة ومحمد
__________________
ابن قولويه والحسين
بن الحسن معا عن سعد عن هارون عن الحسن بن محبوب
عن محمد بن عبدا لله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين عن عبدالله بن زرارة قال :
قال لي أبوعبدالله عليهالسلام
: اقرأ مني على والدك السلام
وقل له : عليك بالصلاة
الستة والاربعين وعليك بالحج أن تهل بالافراد وتنوي الفسخ إذا قدمت مكة
وطفت وسعيت فسخت ما أهللت به وقلبت الحج عمرة أحللت إلى يوم التروية
ثم استأنف الاهلال بالحج مفردا إلى منى وتشهد المنافع بعرفات والمزدلفة
فكذلك حج رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهكذا أمر أصحابه أن يفعلوا أن يفسخوا ما أهلوا
به ويقلبوا الحج عمرة وإنما أقام رسول الله صلىاللهعليهوآله
على إحرامه ليسوق الذي
ساق معه فإن السائق قارن والقارن لا يحل حتى يبلغ هديه محله ومحله
المنحر بمنى فإذا بلغ أحل فهذا الذي أمرناك به حج المتمتع فالزم ذلك
ولا يضيقن صدرك والذي أتاك به أبوبصير من صلاة إحدى وخمسين والاهلال
بالتمتع بالعمرة إلى الحج وما أمرنا به من أن يهل بالتمتع فلذلك عندنا معان
وتصاريف لذلك ما يسعنا ويسعكم ولايخالف شئ منه الحق ولا يضاده .
١٤
ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن
محمد صلوات الله عليه أنه قال :
من تمتع بالعمرة إلى الحج فأتى مكة فليطف بالبيت وليسع بين الصفا والمروة
ثم يقصر من جوانب الشعر رأسه وشاربه ولحيته ويأخذ شيئا من أظفاره ويبقي
من ذلك لحجه فإن قصر من بعض ذلك وترك بعضا أجزأه وإن حلق رأسه
فعليه دم وإذاكان يوم النحر أمرالموسى على رأسه كما يفعل الاقرع وإن نسي
أن يقصر حتى أحرم بالحج فلا شئ عليه ويستغفر الله .
١٥ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : والمتمتع لايطوف بعد طواف العمرة تطوعا
__________________
حتى يقصر وإذا قصر
المتمتع فله أن يأتي النساء وإن أتى امرأته قبل أن
يقصر فعليه جزور وإن قبلها فعليه دم .
١٦ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : إذ احل المتمتع المحرم طاف بالبيت تطوعا
ماشاء ما بينه وبين أن يحرم بالحج .
١٧ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : ينبغي للمتمتع بالعمرة إلى الحج إذا حل أن لا
يلبس قميصا ويتشبه كالمحرمين وينبغي لاهل مكة أن يكونوا كذلك شعثا غبرا .
١٨ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي صلوات
الله عليهم انه سئل عن المتمتع
يقدم يوم التروية قال : إذا قدم مكة قبل الزوال طاف وحل فاذا صلى الظهر
أحرام وإن قدم آخر النهار فلا بأس أن يتمتع ويلحق الناس بمنى وإن قدم
يوم عرفة فقد فاتته المتعة ويجعلها حجة مفردة .
١٩ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه سئل عن امرأة
تمتعت بالعمرة إلى الحج
فلما حلت خشيت الحيض قال : تحرم بالحج ولابأس
أن تقدم المرأة طوافها وسعيها للحج قبل الحج فاذا حاضت قبل أن تطوف للمتعة
خرجت مع الناس وأخرت طوافها إلى أن تطهر .
٢٠ ـ وعنه أنه قال : في قول الله « ذلك لمن لم يكن أهله
حاضري المسجد
الحرام » قال : ليس لاهل مكة أن يتمتعوا ولا
لمن أقام بمكة مجاورا من غير
أهلها ومن دخل مكة بالعمرة في شهور الحج ثم أقام بها إلى أن يحج فهو متمتع
وإن انصرف فلا شئ عليه فهي عمرة مفردة .
٢١ ـ وعنه أنه قال : ومن تمتع بالعمرة
إلى الحج فعليه ما استيسر من
الهدي كما قال الله شاة فما فوقها فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج يصوم
يوما قبل التروية ويوم التروية ويوم عرفة وسبعة أيام أذا رجع إلى أهله وله
أن يصوم متى شآء إذا دخل في الحج وإن قدم صوم الثلاثة الايام في أول العشر
__________________
فحسن وإن لم يصم في
الحج فليصم في الطريق فان لم يصم وجهل ذلك فليصم
عشرة أيام إذا رجع إلى أهله .
٢٢ ـ وعنه أنه قال : من لم يجد ثمن شاة
فله أن يصوم ومن وجد الثمن ولم
يجد الغنم أولم يجد الثمن حتى يكون آخر النفر فليس عليه إلا الصوم .
٢٣ ـ وعنه أنه قال في المتمتع لايجد
هديا أو يموت قبل أن يصوم قال :
يصوم عنه وليه .
٢٤ ـ وعنه أنه قال : يصل المتمتع صومه
وإن فرقه لعلة أؤ لغير علة أجزأه
إذا أتى بالعدة على ماقال الله عزوجل .
٢٥ ـ وعنه أنه قال : من تمتع بصبي فعليه
أن يذبح عنه .
٢٦ ـ وعنه أنه قال : في المتمتع بالعمرة
إلى الحج إذا كان يوم التروية
اغتسل ولبس ثوبي إحرامه وأتى المسجد الحرام حافيا فطاف أسبوعا تطوعا إن شاء
وصلى ركعتين ثم جلس حتى يصلي الظهر ثم يحرم كما أحرم من الميقات
فاذا صار إلى الرقطاء
دون الردم
أهل بالتلبية وأهل مكة كذلك يحرمون
للحج من مكة وكذلك من أقام بها من غير أهلها .
__________________
١١
* باب *
* « ( أحكام سياق
الهدى ) » *
الايات
: الحج : « ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلبو لكم
فيها
منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق
» .
١
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف
عن ابن مهزيار عن
فضالة عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : إنما استحسنوا الاشعار للبدن لانه أول قطرة تقطر من دمها يغفر الله له
على ذلك .
٢
ـ ع : أبي عن سعد عن أحمد وعبدالله ابني
محمد بن عيسى عن ابن
أبي عميرعن حماد عن الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : أي رجل ساق بدنة
فانسكرت قبل أن تبلغ محلها أو عرض لها موت أو هلاك فلينحرها إن قدر على
ذلك ثم ليلطخ نعلها التي قلدت به بدم حتى يعلم من مربها أنها قد ذكيت فيأكل
من لحمها إن اراد وإن كان الهدي الذي انكسر أو هلك مضمونا فإن عليه أن
يبتاع مكان الذي انكس أو هلك والمضمون : هو الشئ الواجب عليك في نذر أو
غيره وإن لم يكن مضمونا وإنما هو شئ تطوع به فليس عليه أن يبتاع مكانه إلا
أن يشاء أن يتطوع .
٣
ـ ع : أبي عن سعد عن إبراهيم بن هاشم عن
النوفلي عن السكوني
عن جعفر بن محمد عليهماالسلام
أنه سئل ما بال البدنة تقلد النعل وتشعر؟ قال : أما النعل
فتعرف أنها بدنة ويعرفها صاحبها بنعله وأما الاشعار يحرم ظهورها على
__________________
صاحبها من حيث
أشعرها ولا يستطيع الشيطان أن يمسها .
٤
ـ فس : « يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا
الشهر الحرام » هو ذو الحجة وهومن الاشهر الحرم « ولا الهدي » هو الذي يسوقه إذا أحرم
« ولا القلائد » قال : يقلده بالنعل الذي
قد صلى فيها « ولا آمين البيت الحرام » قال الذين يحجون البيت .
أقول : أوردنا بعض الاخبار في باب الهدي.
٥
ـ ضا : إذا كان الرجل حاضري المسجد الحرام
أفرد بالحج وإن شاء
ساق الهدي ويكون على إحرامه حتى يقضي المناسك كلها وليس على المفرد
الهدي ولا على القارن إلا ما ساقه .
٦
ـ شى : إبراهيم بن علي عن عبدالعظيم الحسني
عن ابن محبوب عن
معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام
في قول الله تعالى « الحج أشهر معلومات
فمن فرض فيهن الحج » قال الفريضة التلبية والاشعار والتقليد فاي ذلك فعل فقد
فرض الحج ولا فرض إلا في هذه الشهور التي قال الله « الحج أشهر معلومات » .
٧
ـ شي : عن عبدالله بن فرقد عن أبي جعفر عليهالسلام قال : الهدي من
الابل
والبقرة والغنم ولا يجب حتى تعلق عليه يعني إذا قلده فقد وجب .
٨
ـ ين : ابن أبي عمير وفضالة عن جميل عن محمد
بن مسلم عن أبي
جعفر عليهالسلام
في رجل قال : عليه بدنة. ولم يسم أين ينحرها؟ قال : إنما المنحر بمنى
يقسم بها بين المساكين .
__________________
٩
ـ ين : صفوان هم معاوية بن عمار عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : تشعر
البدنة وهي باركة وتنحر وهي قائمة وتشعر من شق سنامها الايمن .
١٢
* ( باب ) *
* « ( حكم المشى إلى
بيت الله وحكم من نذره ) » *
١ ـ ب
: محمد بن الوليد عن ابن بكير قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : إنا
نريد الخروج إلى مكة مشاة قال : فقال : لا تمشوا اخرجوا ركبانا قال : فقلت : أصلحك
الله إنه بلغنا أن الحسن بن علي عليهماالسلام
حج عشرين حجة ماشيا قال : إن الحسن بن
علي حج وساق معه المحامل والرحال .
٢
ـ ع : علي بن أحمد عن الاسدي عن النخعي عن
الحسن بن سعيد
عن المفضل بن يحيى عن سليمان مثله وفيه : كان يحج وتساق معه الرحال .
٣ ـ ب
: علي بن جعفر قال : خرجنا مع أخي موسى عليهالسلام
في أربع عمر
يمشي فيها إلى مكة بعياله وأهله واحدة منهن مشى فيها ستة وعشرين يوما و
اخرى خمسة وعشرين يوما واخرى أربعة وعشرين يوما واخرى أحدا وعشرين
يوما .
٤
ـ ل : ابن الوليد عن الصفار عن أيوب بن نوح
عن الربيع بن محمد
المسلي عن أبي الربيع الشامي عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : ما عبدالله بشئ أفضل
من الصمت والمشي إلى بيته .
__________________
٥
ـ ل : الاربع مائة قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : ما عبدالله بشئ
أفضل من المشي
إلى بيته اطلبوا الخير في أخفاف الابل وأعناقها صادرة وواردة .
٦
ـ ع : أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن
رفاعة بن موسى
النخاس أنه سأل أبا عبدالله عليهالسلام
عن الحج ماشيا أفضل أم راكبا قال : بل راكبا
فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله
حج راكبا .
٧
ـ ع : علي بن حاتم عن الحسن بن علي بن
مهزيار عن أبيه عن ابن
أبي عمير عن رفاعة وابن بكير عن أبي عبدالله عليهالسلام
مثله .
٨
ـ ع : علي بن حاتم عن محمد بن حملان عن
عبيدالله بن أحمد عن ابن
أبي عمير عن رفاعة مثله .
٩
ـ ع : علي بن حاتم عن محمد بن حملان عن الحسن
بن محمد بن سماعة
عن صفوان بن يحيى عن سيف النجار قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : إنا كنا نحج
مشاة فبلغناه عنك شئ فما ترى؟ قال إن الناس يحجون مشاة ويركبون قلت :
ليس من ذلك أسألك فقال : عن أي شئ تسألني؟ قلت : أيهما أحب إليك أن نصنع؟
قال : تركبون أحب إلي فإن ذلك أقوى لكم على العبادة والدعاء .
١٠
ـ ع : علي بن أحمد عن الاسدي عن سهل عن
البزنطي عن
البطائني عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن المشي أفضل أو الركوب؟
فقال : إذا كان الرجل موسرا فمشى ليكون أقل من نفقته فالركوب أفضل .
١١
ـ ب : محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب قال
: سألت أبا عبدالله عليهالسلام
متى ينقطع مشي الماشي؟ قال : إذا أفضت من عرفات .
__________________
١٢
ـ ثو : أبي عن سعد عن أيوب بن نوح عن الربيع
بن محمد عن رجل
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : ما عبدالله بشئ مثل الصمت والمشي إلى بيت الله .
١٣
ـ سن : محمد بن بكر عن زكريا بن محمد عن
عيسى بن سوادة عن ابن
المنكدر عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قال ابن عباس : ما ندمت على شئ ندمي على
أن لم أحج ماشيا لاني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : من حج بيت الله ماشيا كتب الله
له سبعة آلاف حسنة من حسنات الحرم قيل : يارسول الله وما حسنات الحرم؟ قال :
حسنته ألف ألف حسنة وقال : فضل المشاة في الحج كفضل القمر ليلة البدر وكان
الحسين بن علي عليهماالسلام
يمشي إلى الحج ودابته تقاد وراءه .
١٤
ـ سر : من كتاب البزنطي عن عنبسة بن مصعب
قال : قلت له : اشتكى ابن
لي فجعلت الله علي إن هو برئ أن أخرج إلى مكة ماشيا وخرجت أمشي حتى
انتهيت إلى العقبة فلم أستطع أن أخطوا فركبت تلك الليلة حتى إذا أصبحت مشيت
حتى بلغت فهل علي شئ؟ قال : اذبح فهو أحب إلى قال : فقلت له : أي شئ هولي
لازم أم ليس لي بلازم؟ قال : من جعل لله على نفسه شيئا فبلغ فيه مجهوده فلا شئ
عليه.
قال أبوبصير أيضا : سئل عن ذلك فقال :
من جعل الله على نفسه شيئا فبلغ مجهوده
فلا شئ عليه وكان الله أعذر لعبادة .
١٥
ـ سر : من كتاب البزنطي عن الحلبي قال :
سألت أبا عبدالله عليهالسلام
المشي أفضل أو الركوب؟ فقال : إذا كان الرجل موسرا فمشى ليكون أقل للنفقة
فالركوب أفضل قال : وسألته عن الماشي متى ينقضي مشيه قال : إذا رمى الجمرة
وأراد الرجوع فليرجع راكبا فقد انقضى مشيه وإن مشى فلا بأس .
١٦
ـ ضا : ابن أبي عمير وفضالة عن جميل عن
عبدالرحمن بن أبي
عبدالله قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن رجل حلف أن يمشي إلى مكة في حج فدخل
__________________
في ذي القعدة قال :
لم يوف حجة .
١٧
ـ ضا : عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال :
سألته عن رجل جعل مشيا
إلى بيت الله الحرام فلم يستطع قال : يحج راكبا .
١٨
ـ ضا : عن رفاعة وحفص قالا : سألنا أبا
عبدالله عليهالسلام
عن رجل نذر أن
يمشي إلى بيت الله الحرام حافيا قال : فليمش فاذا تعب فليركب .
١٩
ـ ضا : عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليهالسلام مثل ذلك .
٢٠
ـ ضا : عن عبيدالله الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : أيما رجل
ناذر نذر أن يمشي إلى بيت الله ثم عجز عن المشي فليركب وليسق بدنة إذا عرف
الله منه الجهد .
٢١
ـ ضا : عن رفاعة قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن رجل حج عن غيره
ولم يكن له مال وعليه نذر أن يحج ماشيا يجزي ذلك عنه من نذره؟ قال : نعم .
٢٢
ـ ضا : عن حريز عمن أخبره عن أبي جعفر وأبي
عبدالله عليهماالسلام
قالا :
إذا حلف الرجل ألا يركب أو نذر ألا يركب فاذا بلغ مجهوده ركب قال :
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله
يحمل المشاة على بدنه .
٢٣
ـ ضا : عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر
عليهالسلام
عن رجل عليه المشي
إلى بيت الله فلم يستطع قال : فليحج راكبا .
__________________
١٣
* باب *
* « ( أحكام
الاستطاعة وشرائطها ) » *
أقول
قد مضى بعض أخباره في باب وجوب الحج وفضله.
الايات
: البقرة « وتزودوا فان خير الزاد التقوى
» .
آل
عمران : « من استطاع إليه سبيلا
» .
١
ـ ل : في خبر الاعمش عن الصادق عليهالسلام قال : حج البيت
واجب
لمن استطاع إليه سبيلا وهو الزاد والراحلة مع صحة البدن وأن يكون للانسان
ما يخلفه على عياله وما يرجع إليه من بعد حجه .
٢
ـ ن : فيما كتب الرضا عليهالسلام للمأمون : حج البيت
فريضة على من
استطاع إليه سبيلا والسبيل الزاد والراحلة مع الصحة .
٣
ـ ع : ابن المتوكل عن الحميري عن أحمد بن
محمد عن ابن
محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع قال : سئل أبوعبدالله عليه الصلاة
والسلام عن قول الله عزوجل : « ولله
على الناس حج البيت من استطاع إليه
سبيلا » قال : فما تقول الناس؟ قال : فقيل له
: الزاد والراحلة قال : فقال
أبوعبدالله عليهالسلام
: سئل أبوجعفر عليهالسلام
عن هذا فقال : هلك الناس إذا لئن كان له
زاد وراحلة قدر ما يقوت ويستغني به عن الناس ينطلق إليه فيسلبهم إياه لقد هلكوا
إذا فقيل له : فما السبيل؟ قال : فقال : السعة في المال إذا كان يحج ببعض ويبقي
بعضا يقوت به عياله أليس قد فرض الله الزكاة فلم يجعلها إلا على من يملك
__________________
مأتي درهم .
٤
ـ شى : عن أبي الربيع مثله .
٥
ـ ب : ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن
أبيه عليهماالسلام
أن
عليا عليهالسلام
كان يقول : لابأس أن تحج المرأة الصرورة مع قوم صالحين إذا لم يكن
لها محرم ولا زوج .
٦
ـ يد : أبي وابن الوليد معا عن سعد عن ابن
عيسى عن ابن فضال عن
أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سألته عن رجل مات وترك
مائة ألف درهم ولم يحج حتى مات هل كان يستطيع الحج؟ قال : نعم إنما استغنى
عنه بماله وصحته .
٧
ـ يد : بهذد الاسناد عن ابن عيسى عن علي بن
حديد وابن أبي نجران
عن محمد بن حمران. عن أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قلت له : رجل عرض
عليه الحج فاستحيى أهو ممن يستطيع الحج؟ قال : نعم .
٨
ـ يد : ابن المتوكل عن الحميري وسعد جميعا
عن ابن عيسى عن
ابن محبوب عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام
في قول الله عزوجل :
« ولله على
الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا
» قال : هذا لمن كان عنده
مال وله صحة .
٩
ـ يد : أبي وابن المتوكل معا عن سعد الحميري
معا عن ابن عيسى عن ابن
محبوب عن العلا عن محمد قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن قول الله عزوجل « ولله
على
الناس حج البيت من استطا ع إليه سبيلا »
قال : هذا لمن كان عنده مال وله صحة
__________________
١٠
ـ يد : أبي وابن المتوكل معا عن سعد
والحميري معا عن ابن عيسى
عن ابن محبوب عن العلا عن محمد قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزوجل
« ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه
سبيلا » قال : يكون له ما يحج به قلت :
فمن عرض عليه الحج فاستحيى؟ قال : هو ممن يستطيع .
١١
ـ يد : أبي وابن الوليد معا عن سعد عن ابن
عيسى عن محمد البرقي
عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : من عرض عليه الحج ولو على حمار أجدع مقطوع الذنب فأبى فهو ممن
يستطيع الحج .
١٢
ـ يد : أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير
عن هشام بن
الحكم عن أبي عبدالله عليهالسلام
في قول الله عزوجل : « ولله
على الناس حج البيت
من استطاع إليه سبيلا » ما يعني بذلك؟ قال
: من كان صحيحا في بدنه مخلى سربه
له زاد وراحلة .
١٣
ـ سن : علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي
بصير قال : قلت
لابي عبدالله عليهالسلام
: رجل كان له مال فذهب ثم عرض عليه الحج فاستحيى؟ فقال :
من عرض عليه الحج فاستحى ـ ولو على حمار أجدع مقطوع الذنب ـ فهو ممن
يستطيع الحج .
١٤
ـ سن : أبي عن العباس بن عامر عن محمد بن
يحيى الخثعمي عن
عبدالرحيم القصير عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سأله حفص الاعور وأنا أسمع :
جعلني الله فداك ما تقول في قول الله : « ولله على الناس حج البيت من استطاع
إليه سبيلا » قال : ذلك القوة
في المال واليسار قال : فان كانوا موسرين فهم
ممن يستطيع إليه السبيل؟ قال : نعم فقال له ابن سيابة : بلغنا عن أبي جعفر عليهالسلام
__________________
أنه كان يقول : يكتب
وفد الحاج ـ فقطع كلامه فقال : كان أبي يقول : يكتبون
في الليلة التي قال الله : « فيها
يفرق كل أمر حكيم » قال : فان لم
يكتب في تلك
الليلة يستطيع الحج؟ قال : لا معاذا لله فتكلم حفص فقال : لست من خصومتكم في
شئ هكذا الامر .
١٥
ـ شى : عن إبراهيم بن علي عن عبدالعظيم
الحسني عن ابن محبوب
عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام
في قول الله عزوجل « ولله
على الناس
حج البيت من استطاع إليه سبيلا
» قال : هذا لمن كان عنده مال وصحة فان سوفه
للتجارة فلا يسعه ذلك وإن مات على ذلك فقد ترك شريعة من شرايع الاسلام إذا ترك
الحج وهو يجد ما يحج به وإن دعاه أحد إلى أن يحمله فاستحيى فلا يفعل فانه لايسعه
إلا أن يخرج ولو على حمارا جدع أبتر وهو قول الله « ومن كفر فان الله غني
عن العالمين » قال : ومن ترك.
قلت : كفر؟ قال : ولم لايكفر وقد ترك شريعة
من شرايع الاسلام! يقول الله « الحج
أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا
رفت ولافسوق ولا جدال في الحج
» والفريضة التلبية والاشعار والتقليد فأي
ذلك فعل فقد فرض الحج ولا فرض إلا في هذه الشهور التي قال الله : « الحج
أشهر معلومات » .
١٦
ـ شى : عن عبدالرحمن بن سيابة عن أبي عبدالله
عليهالسلام
في قول الله
« ولله على
الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا
» قال : من كان صحيحا في بدنه
مخلى سربه تله زاد وراحلة فهو مستطيع للحج .
١٧
ـ شى : في حديث الكناني عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن كان يقدر
أن
يمشي بعضا ويركب بعضا فليفعل « ومن كفر » قال : ترك .
١٨
ـ شى : أبواسامة زيد الشحام عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله : « ولله
__________________
على
الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا
» قال : سألته ما السبيل؟ قال : يكون
له ما يحج به قلت : أرأيت إن عرض عليه مال يحج به فاستحيى من ذلك؟ قال :
هو ممن استطاع إليه سبيلا قال : وإن كان يطيق المشي بعضا والركوب بعضا
فليفعل قلت : أرأيت قول الله : « ومن
كفر » أهو في الحج؟ قال : نعم قال : هو كفر
النعم وقال : من ترك. في خبر آخر .
١٩
ـ شى : أبوبصير عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قلت لابي
عبدالله : قول
الله « من استطاع
إليه سبيلا » قال : يخرج إذا
لم يكن عندك تمشي قال : قلت :
لايقدر على ذلك؟ قال : يمشي ويركب أحيانا قلت : لايقدر على ذلك؟ قال :
يخدم قوما ويخرج معهم .
٢٠
ـ شى : عبدالرحمن بن الحجاح قال : سألت أبا
عبدالله عليهالسلام
عن قوله
« ولله على
الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا
» قال : الصحة في بدنه والقدرة
في ماله.
وفي رواية حفص الاعور عنه عليهالسلام قال : القوة في البدن
واليسار في المال .
٢١
ـ ضا : ابن عمير وفضالة عن جميل عن إسحاق بن
عمار عن
أبي إبراهيم قال : قلت : رجل كانت عليه حجة الاسلام فأراد أن يحج فقيل له :
تزوج ثم حج فقال : إن تزوجت قبل أن أحج فغلامي حر فتزوج قبل أن
يحج؟ فقال : أعتق غلامه فقلت : لم يرد بعتقه وجه الله فقال : إنه نذر في طاعة الله
والحج أحق من التزويج وأوجب عليه من التزويج قلت : فان الحج تطوع
ليس بحجة الاسلام؟ قال : وإن كان تطوعا فهي طاعة لله قد أعتق غلامه .
٢٢
ـ ضا : صفوان عن معاوية بن عمار عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : لا طاعة
للزوج في حجة الاسلام ويحج الرجل من الزكاة إذا كانت حجة الاسلام .
__________________
١٤
« ( باب ) »
* « ( شرائط صحة
الحج ) » *
١
ـ ب : عنهما عن حنان قال : سألت أبا
عبدالله عليهالسلام
عن نصراني أسلم وحضر
أيام الحج ولم يكن اختتن أيحج قبل أن يختتن؟ قال : لا يبدأ بالسنة.
اقول
: وأوردنا بعض أخبار هذا الباب في باب حج المملوك والصبي .
١٥
( باب )
* « ( ثواب بذل الحج
) » *
١
ـ ل
ن : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن سلمة بن
الخطاب عن أحمد بن علي عن الحسن بن علي الديلمي مولى الرضا عليهالسلام قال :
سمعته عليهالسلام
يقول : من حج بثلاثة من المؤمنين فقد اشترى نفسه من الله عزوجل
بالثمن ولم يسأله من أين كسب ماله من حلال أو حرام.
قال الصدوق ـ ر حمه الله ـ يعنى بذلك
أنه لم يسأله عما وقع في ماله من الشبهة
ويرضي عنه خصماءه بالعوض .
__________________
١٦
* ( باب ) *
* « ( وجوب الحج في
كل عام ) » *
١
ـ ع : في علل ابن سنان عن الرضا عليهالسلام : علة فرض الحج مرة
واحدة
لان الله عزوجل وضع الفرائض على أدنى القوم قوة فمن تلك الفرائض الحج
المفروض واحد ثم رغب أهل القوة على قدر طاقتهم.
قال الصدوق ـ ر حمه الله : جاء هذا
الحديث هكذا والذي أعتمده وأفتي
به أن الحج على أهل الجدة في كل عام فريضة .
٢
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن
ابن أبي عمير عن
أبي جرير القمي عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : الحج فرض على أهل الجدة في كل
عام .
٣
ـ ع : أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن
أحمد عن السندي بن ربيع
عن محمد بن القاسم عن أسد بن يحيى عن شيخ من أصحابنا قال : الحج واجب على
من وجد السبيل اليه في كل عام .
٤
ـ ع : ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد
بن أحمد عن أحمد
ابن محمد عن علي بن مهزيار عن عبدالله بن الحسين الميثمي رفعه إلى أبي عبدالله
عليهالسلام
قال. إن في كتاب الله عزوجل فيما أنزل « ولله على الناس حج البيت
في كل عام من استطاع إليه سبيلا
» .
__________________
١٧
* ( باب ) *
* « ( حج الصبى
والمملوك ) » *
أقول
: قد مضى بعض أخباره في باب وجوب الحج وفضله.
١
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
المملوك الموسر أذن له مولاه
في الحج هل عليه أن يذبح؟ وهل له أجر؟ قال : نعم فان اعتق أعاد الحج .
٢ ـ قال : وسألته عن تجريد الصبيان في
الاحرام من أين هو؟ قال : كان أبي
يجردهم من فخ .
٣ ـ قال : وسألته عن الصبيان هل عليهم
إحرام؟ وهل يتقون ما يتقي الرجال؟
قال : يحرمون وينهون عن الشي يصنعونه مما لا يصلح للمحرم أن يصنعه وليس
عليهم فيه شئ .
٤
ـ ب : أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الفضل
بن يونس قال : سألت أبا
الحسن موسى عليهالسلام
قلت : تكون معي الجواري وأنا بمكة فآمرهن أن يعقدن بالحج
يوم التروية فأخرج بهن فيشهدن المناسك؟ أو أخلفهن بمكة؟ قال : فقال لي : إن
خرجت بهن فهو أفضل وإن خلفتهن عند ثقة فلا بأس فليس على المملوك حج و
لا عمرة حتى يعتق .
٥
ـ سن : ابن محبوب عن ابن شهاب عن أبي
عبدالله عليهالسلام
في رجل أعتق
عبده عشية عرفة قال : يجزي عن العبد حجة الاسلام ويكتب للسيد أجر ثواب
العتق وثواب الحج .
٦
ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى
بن جعفر عليهماالسلام
قال : قال
__________________
رسول الله صلىاللهعليهوآله : لو أن غلاما حج
عشرة حجج ثم احتلم كانت عليه فريضة الاسلام
إذا استطاع إليه سبيلا .
١٨
* ( باب ) *
* « ( حج النائب أو
المتبرع عن الغير وحكم ) » *
* « ( من مات ولم
يحج او أوصى بالحج ) » *
١
ـ ج : كتب الحميري إلى الناحية المقدسة
يسأل عن رجل اشترى هديا
لرجل غائب عنه وسأله أن ينحر عنه هديا بمنى فلما أراد نحر الهدى نسي اسم
الرجل ونحر الهدي ثم ذكره بعد ذلك أيجزي عن الرجل أم لا؟ فخرج الجواب :
بأس بذلك وقد أجزأ عن صاحبه .
٢ ـ وسأل عن الرجل يحج عن أحد هل يحتاج
أن يذكر الذي حج
عنه عند عقد إحرامه أم لا؟ وهل يجب أن يذبح عمن حج عنه وعن نفسه؟ أم
يجزيه هدي واحد؟ فخرج الجواب : قد يجزيه هدي واحد وإن لم يفعل فلا
بأس .
٣
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن رجل
جعل ثلث حجه لميت
وثلثيها لحي قال : للميت فأما للحي فلا .
٤ ـ قال : وسألته عن الضحية يخطئ الذي
يذبحها ويسمي غير صاحبها تجزي
صاحب الضحية؟ قال : نعم إنما هو ما نوى .
__________________
٥
ـ ب ، ابن رئاب عن أبي عبدالله عليهالسلام في رجل أوصى أن يحج
عنه حجة
الاسلام فلم يبلغ جميع ما ترك إلا خمسين درهما قال : يحج عنه من بعض الاوقات
التي وقت رسول الله صلىاللهعليهوآله
من قرب .
٦
ـ ضا : إن أوصى بحج وكان صرورة حج عنه من
جميع ماله وإن
كان قد حج فمن الثلث فان لم يبلغ ماله ما يحج عنه من بلده حج عنه من حيث
يتهيأ وإن أوصى بثلث ماله في حج وعتق وصدقة تمضي وصيته فان لم يبلغ
ثلث ماله ما يحج عنه ويعتق ويتصدق منه بدئ بالحج فانه فريضة وما يبقى
جعل في عتق أو صدقة إنشاء الله .
٧
ـ سر : البزنطي عن جميل قال : سألت أبا
عبدالله عليهالسلام
عند الضرورة أيحج
الرجل من الزكاة؟ قال : نعم .
٨
ـ سر : من كتاب المسائل أحمد بن محمد قال :
حدثني عدة من أصحابنا
قالوا : قلنا لابي الحسن عليهالسلام
في السنة الثانية من موت أبي جعفر عليهالسلام
: إن رجلا
مات في الطريق أوصى بحجة وما بقي فهو لك فاختلف أصحابنا فقال بعضهم : يحج
من الوقت أو فر للشئ أن يبقى عليه؟ وقال بعضهم : يحج عنه من حيث مات قال عليهالسلام :
يحج عنه من حيث مات .
٩
ـ ب : امرأة أوصت بثلثها يتصدق به عنها
ويحج عنها ويعتق بها فلم
يسع المال ذلك فسئل أبوحنيفة وسفيان الثوري فقال كل واحد منهما : انظر إلى
رجل فقطع به فيقوي ورجل قد سعى في فكاك رقبة فبقى عليه شئ فيعتق ويتصدق
البقية. فسأل معاوية بن عمار أبا عبدالله عليهالسلام
عن ذلك فقال : ابدأ بالحج فان
الحج فريضة وما بقي فضعة في النوافل فبلغ ذلك أبا حنيفة فرجع عن مقالة .
__________________
١٠
ـ نى : القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم من
كتابه عن عيسى بن هشام
عن ابن جبلة عن سلمة بن جناح عن حازم بن حبيب قال : دخلت على أبي عبدالله عليهالسلام
فقلت له : أصلحك الله إن أبواي هلكا ولم يحجا وإن الله قد رزق وأحسن فما ترى
في الحج عنهما؟ فقال : افعل فإنه يبرد لهما .
١١
ـ نى : عبدالواحد بن عبدالله عن أحمد بن
محمد بن رياح الزهري عن
أحمد بن علي الحميري عن الحسين بن أيوب عن عبدالكريم بن عمرو عن أبي
حنيفة السابق عن حازم بن حبيب قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : إن أبي هلك
وهو رجل أعجمي وقد أردت أن أحج عنه وأتصدق فما ترى في ذلك؟ فقال : افعل
فانه يصل إليه .
١٢
ـ كش : وجدت بخط أبي عبدالله الشاذاني في
كتابه سمعت الفضل بن هاشم
الهروي يقول : ذكر لي كثرة ما يحج المحمودي فسألته عن مبلغ حجاته فلم
يخبرني بمبلغها وقال : رزقت خيرا كثيرا والحمد لله فقلت له : فتحج عن نفسك
أوغيرك؟ فقال : عن غيري بعد حجة الاسلام أحج عن رسول الله صلىاللهعليهوآله وأجعل
ما أجازني الله عليه لاوليائه وأهب مما أثاب على ذلك للمؤمنين والمؤمنات قلت :
فما تقول في حجك؟ فقال : أقول : « اللهم إني أهللت لرسولك محمد صلىاللهعليهوآله وجعلت
جزاي منك ومنه لاوليائك الطاهرين ووهبت ثوابي عنهم لعبادك المؤمنين والمؤمنات
بكتابك وسنة نبيك » إلى آخر الدعاء .
١٣ ـ وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي
نقلا من خط الشهيد رحمة الله
عليهما : قال الصادق عليهالسلام
في الرجل يحج عن آخر : له أجر وثواب عشرحجج
ويغفر له ولابيه ولابنه ولابنته ولاخيه ولعمته ولخاله ولخالته إن الله
واسع كريم.
__________________
١٤
ـ كتاب زيد النرسى : عن علي بن مزيد
صاحب السابري قال : أوصى
إلى رجل بتركته وأمرني أن أحج بها عنه فنظرت ذلك فاذا شئ يسير لا يكون
للحج سألت أبا حنيفة وغيره فقالوا : تصدق بها فلما حججت لقيت عبدالله بن
الحسن في الطواف فقلت له ذلك فقال لي : هذا جعفر بن محمد في الحجر فسله
قال : فدخلت الحجر فإذا أبوعبدالله عليهالسلام
تحت الميزاب مقبل بوجهه على البيت
يدعو ثم التفت فرآني فقال : ما حاجتك؟ فقلت : جعلت فداك إني رجل من أهل
الكوفة من مواليكم فقال : دع ذاعنك! حاجتك؟ قال : قلت : رجل مات وأوصى
بتركته إلى وأمرني أن أحج بها عنه ونظرت في ذلك فوجدته يسيرا لايكون للحج
فسألت من قبلنا فقالوا لي : تصدق به فقال لي : ما صنعت؟ فقلت : تصدقت به
قال : ضمنت إلا أن لايكون يبلغ أن يحج به من مكة وإن كان يبلغ أن يحج
به من مكة فأنت ضامن وإن لم يكن يبلغ ذلك فليس عليك ضمان .
١٥
ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن
محمد عليهماالسلام
أن رجلا أتاه فقال
إن أبي شيخ كبير لم يحج فأجهز رجلا يحج عنه؟ قال : نعم أن امرأة من خثعم سألت
رسول الله صلىاللهعليهوآله
أن تحج عن أبيها لانه شيخ كبير فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: نعم فافعلي
إنه لو كان على أبيك دين فقضيته عنه أجزأه ذلك فالشيخ والعجوز إذا صارا
إلى حال الزمانة يحج عنهما بنوهما من أموالهما كما ذكرنا في كتاب الصوم أنهما
إن لم يقدرا على الصوم أفطرا وأطعما كل يوم مسكينا لانهما في حال من لايرجى
له أن يطيق مالم يطقه وكذلك هما في هذه الحال .
١٦ ـ وروينا عن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : فيمن
أوصى أن يحج عنه
بعد موته حجة الاسلام : إن وقت ذ لك من ثلثه أخرج من ثلثه وإن لم يوقته
أخرج من رأس المال فان أوصى أن يحج عنه وكان قد حج حجة السلام فذلك
من ثلثه ويخرج عنه رجل يحج عنه ويعطى أجرته وما فضل من النفقة فهو
__________________
للذي أخرج ولا بأس
أن يخرج لذلك من لم يحج عنه نفسه فإن كان قد حج
فهو أفضل ولا تحج المرأة عن الرجل إلا أن يكون لايوجد غيرها أو تكون أفضل
ماوجد من الرجال وأقومهم بالمناسك .
١٧ ـ وعنه أنه أحج رجلا عن بعض ولده
فشرط عليه جميع ما يصنعه ثم
قال : إنك إن قضيت ماشرطنا عليك كان لمن حججت عنه حجة ولك بما وفيت
من الشرط عليك وأتبعت بدنك أجرا .
١٨ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي صلوات
الله عليهم أنه قال : من حج عن
غيره بأجر فله إذا قضى الحج أن يتطوع لنفسه بماشاء من عمرة أو طواف .
١٩ ـ وعنه صلىاللهعليهوآله
أنه قال : من حج عن غيره فليقل عند إحرامه : « اللهم
إني أحج عن فلان فتقبل منه وأجرني على قضائي عنه » .
١٩
* ( باب ) *
* « ( آداب التهيؤ
للحج وآداب الخروج ) » *
١
ـ ل : الاربع مائة قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : إذا أردتم الحج
فتقدموا
في شراء الحوا ئج ببعض ما يقويكم على السفر فان الله عزوجل يقول : « ولو أرادوا
الخروج لاعدوا له عدة » .
٢
ـ ل : أبي وابن الوليد معا عن محمد العطار
وأحمد بن إدريس معا عن
الاشعري عن اليقطيني رفعه إلى جعفر عليهالسلام
أنه قال : لا يماكس في أربعة أشياء
في الاضحية والكفن وثمن النسمة والكري إلى مكة .
٣
ـ ل : فيما أوصى به النبي صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام مثله .
__________________
٤
ـ لى : ما جيلويه عن أب يه عن البرقي عن ابن
محبوب عن أبي
أيوب ومحمد بن مسلم ومنهال القصاب معا عن الباقر عليهالسلام
قال : من أصاب مالا
من أربع لم يقبل منه في أربع من أصاب مالا من غلول أو ربا أو خيانة أوسرقة
لم يقبل منه في زكاة ولا في صدقة ولافي حج ولا في عمرة وقال أبوجعفر عليهالسلام : لا
يقبل الله عزوجل حجا ولا عمرة من مال حرام .
٥
ـ ل : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن أبي
عمير والبزنطي معا
عن أبان بن عثمان عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : أربع لا يجزن في أربعة : الخيانة و
الغلول والسرقة والربا لاتجوز في حج ولا في عمرة ولاجهاد ولا صدقة .
٦
ـ سن : النوفلي عن السكوني عن أبي عبدالله
عن أبيه عليهماالسلام
أن
النبي صلىاللهعليهوآله
حمل جهازه على راحتله قال : هذه حجة لارئاء فيها ولا سمعة ثم قال :
من تجهز وفي جهازه علم حرام لم يقبل الله منه الحج .
٧
ـ ضا : إذا أردت الخروج إلى الحج فوفر شعرك
شهر ذي القعدة
وعشرة من شهر ذي الحجة واجمع أهلك وصل ركعتين ومجد الله عزوجل
وصل على النبي صلىاللهعليهوآله
وارفع يديك إلى الله وقل « اللهم إني أستودعك اليوم
ديني ونفسي ومالي وأهلي وولدي وجميع جيراني وإخواننا المؤمنين والشاهد
منا والغائب عنا » فاذا خرجت فقلا : « بحول الله وقوته أخرج » فإذا وضعت رجلك
في الركاب فقال : « بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلىاللهعليهوآله : فاذا
استويت على راحلتك واستوى بك محملك فقال : « الحمد الله الذي هدانا إلى الاسلام
ومن عليا بالايمان وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمد صلىاللهعليهوآله
سبحان الذي سخر
لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا ربنا لمنقلبون والحمد الله رب العالمين » وعليك بكثرة الاستغفار والتسبيح والتهليل والتكبير والصلاة على محمد وآله
وحسن الخلق وحسن الصحابة لمن صحبك وكظم الغيظ وقلة الكلام وإياك
والمماراة .
__________________
٢٠
* ( باب ) *
* « ( آداب سفر الحج
في المراكب ) » *
* « ( وغيرها وفيه
آداب مطلق السفر ايضا ) » *
١
ـ مع : ابن المتوكل عن محمد عن ابن أبي
الخطاب عن محمد
ابن سنان عن المفضل عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : من ركب زاملة ثم وقع منها
مات دخل النار.
قال الصدوق ـ رحمه الله ـ معنى ذلك أن
الناس كانوا يركبون الزوامل
فاذا أراد أحدهم النزول وقع من زاملته من غير أن يتعلق بشئ من الرحل فنهوا
عن ذلك لئلا يسقط أحدهم متعمد فيموت فيكون قاتل نفسه ويستوجب بذلك دخول
النار وليس هذا الحديث بنهي عن ركوب الزامول وإنما هو نهي عن الوقوع
منها من غير أن يتعلق بالرحل والحديث الذي روي أن من ركب زاملة فليوص
فليس ذلك ايضا بنهي عن ركوب الزاملة إنما هوالامر بالوصية كما قيل : من خرج
في حج أو جهاد فليوص وليس ذلك بنهي عن الحج والجهاد وماكان الناس
يركبون إلا الزوامل وإنما المحامل محدثة لم تعرف فيما مضى .
أقول
: قد مضى الاخبار في أبواب آداب الركوب وآداب السفر.
٢
ـ ل : أبي عن سعد ابن عيسى عن البزنطي عن
مفضل بن صالح
عن ميسور عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : ما يعبؤ بمن يؤم هذا البيت إذا لم يكن فيه
ثلاث خصال : ورع يحجزه عن معاصي الله وحلم يملك به غضبه وحسن الصحابة
لمن صحبه .
__________________
٣
ـ سن : البزنطي عن صفوان الجمال قال : قلت
لابي عبدالله عليهالسلام
:
إن معي أهلي وأنا اريد الحج أشد نفقتي في حقوي؟ قال : نعم إن أبي كان يقول :
من قوة المسافر حفظ نفقته .
٤
ـ سن : ابن محبوب عن ابن أبي يعفور عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: ما من نفقة أحب إلى الله من نفقة قصد ويبغض الاسراف إلا
في حجة أو عمرة .
٥
ـ سن : ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن عبدالله
بن سنان عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال حج علي بن الحسين عليهالسلام
على راحلة عشر حجج ما قرعها بسوط
ولقد بركت به سنة من سنواته فما قرعها بسوط .
٦
ـ سن : محمد بن علي عن الحكم بن مسكين عن
أيوب بن أعين قال : سمعت
الوليد بن صبيح يقول لابي عبدالله عليهالسلام
: إن أبا حنيفة رأى هلال ذي الحجة بالقادسية
وشهد معنا عرفة فقال : ما لهذا صلاة ما لهذا صلاة .
٧
ـ سن : في جامع البزنطي عن الحسين بن أبي
العلا قال : خرجنا إلى
مكة نيف وعشرون رجلا فكنت أذبح لهم في كل منزل شاة فلما دخلت على
أبي عبدالله عليهالسلام
قال لي : يا حسين وتذل المؤمنين؟ فقلت : أعوذ بالله من ذلك فقال :
بلغني أنك كنت تذبح لهم في كل منزل شاة فقلت : ما أردت إلا الله فقال :
أما كنت ترى أن فيهم من يحب أن يفعل فعلك فلا يبلغ مقدرته ذلك فتقاصر إليه
نفسه فقلت : أستغفر الله ولا أعود .
٨ ـ كش
: محمد بن مسعود عن علي بن الحسن عن عمرو بن عثمان عن
بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : أتى قنبر أميرالمؤمنين عليهالسلام
فقال : هذا
سائق الحج قد أتى وهو في الرحبة فقال : لا قرب الله داره هذا خاسر الحاج
__________________
يتعب البهيمة وينفر
الحاج اخرج إلى فاطروده .
٩
ـ كش : محمد بن الحسن وعثمان بن حامد معا عن
محمد بن يزداد عن
محمد بن الحسين عن المزخرف عن عبدالله بن عثمان قال : ذكر عند أبي عبدالله
عليهالسلام
أبوحنيفة السائق وأنه يسير في أربع عشرة فقال : لا صلاة له .
١٠
ـ أعلام الدين : قال الباقر عليهالسلام لبعض شيعته وقدأراد
سفرا فقال : لاتسيرن
شبرا وأنت حاف ولا تنزلن عن دابتك ليلا إلا ورجلاك في خف ولا تبولن في
نفق ولا تذوقن بقلة ولا تشمها حتى تعلم ما هي ولا تشرب من سقاء حتى تعلم
مافيه ولا تسيرن إلا مع من تعرف واحذر من تعرف.
أقول : قد مضى في أبواب السفر من كتاب
الاداب والسنن كثير من الاخبار
المناسبة لهذا الباب فليراجع إليه.
٢١
* « باب » *
* « ( جوامع آداب
الحج ) » *
الايات
: البقرة : « ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر
من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون
» .
وقال تعالى : « وما تفعلوا من خير
يعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد
التقوى » .
وقال تعالى : « ليس عليكم جناح أن
تبتغوا فضلا من ربكم » .
المائدة
: يا أيها
الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي
__________________
ولا
القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا وإذا حللتم
فاصطادوا ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا
»
الحج
: « ذلك ومن
يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه واحلت لكم الانعام
إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله
غيرمشركين به » إلى قوله تعالى «
ومن يعظم
شعائر الله فانها من تقوى القلوب لكم
فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى البيت العتيق
» .
١
ـ مص : قال الصادق عليهالسلام : إذا أردت الحج
فجرد قلبك لله من قبل
عزمك من كل شاغل وحجاب كل حاجب وفوض امورك كلها إلى خالقك و
توكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك وسكناتك وسلم لقضائه وحكمه و
قدره وودع الدنيا والراحة والخلق واخرج من حقوق تلزمك من جهة المخلوقين
ولا تعتمد على زادك وراحتلتك وأصحابك وقوتك وشبابك ومالك مخافة أن
يصير ذلك عدوا ووبالا قال : من ادعى رضى الله واعتمد على شئ سواه صيره عليه
عدوا ووبالا ليعلم أنه ليس له قوة ولا حيلة ولا لاحد إلا بعصمة الله وتوفيقه
واستعد استعداد من لايرجوا الرجوع وأحسن الصحبة وراع أوقات فرائض الله
وسنن نبيه صلىاللهعليهوآله
وما يجب عليك من الادب والاحتمال والصبر والشكر و
الشفقة والسخاء وإيثار الزاد على دوام الاوقات ثم اغسل بماء التوبة الخالصة
ذنوبك والبس كسوة الصدق والصفاء والخضوع والخشوع وأحرم عن كل
شئ يمنعك من ذكر الله ويحجبك عن طاعته ولب بمعنى إجابة صافية خالصة
زاكية لله عزوجل في دعوتك متمسكا بالعروة الوثقى وطف بقلبك مع الملائكة
حول العرش كطوافك مع المسلمين حول البيت وهرول هربا من هواك
وتبريا من جميع حولك وقوتك واخرج عن غفلتك وزلاتك بخروجك إلى منى ولا
تتمن مالا يحل لك ولا تستحقه واعترف بالخطايا بعرفات وجدد عهدك عندالله
__________________
بوحدانيته وتقرب إلى
الله واتقة بمزدلفة واصعد بروحك إلى الملا الاعلى
بصعودك إلى الجبل واذبح حنجرة الهواء والطمع عند الذبيحة وارم الشهوات
والخساسة والدناءة والافعال الذميمة عند رمي الجمرات واحلق العيوب
الظاهرة والباطنة بحلق شعرك وادخل في أمان الله وكنفه وستره وكلاءته من
متابعة مرادك بدخولك الحرم وزر البيت متحققا لتعظيم صاحبه ومعرفة جلاله
وسلطانه واستلم الحجر رضاء بقسمته وخضوعا لعزته وودع ما سواه بطواف
الوداع واصف روحك وسرك للقاء الله يوم تلقاه بوقوفك على الصفا وكن
ذامروة من الله نقيا أؤصافك عند المروة واستقم على شرط حجتك ووفاء عهدك الذي
عاهدت به مع ربك وأوجبت له إلى يوم القيامة.
واعلم بأن الله تعالى لم يفترض الحج ولم
يخصه من جميع الطاعات بالاضافة
إلى نفسه بقوله عزوجل « ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا » ولا شرع
نبيه صلىاللهعليهوآله
سنة في خلال المناسك على ترتيب ماشرعه إلا للاستعداد والاشارة إلى
الموت والقبر والبعث والقيامة وفصل بيان السابقة من الدخول في الجند أهلها
ودخول النار أهلها بمشاهدة مناسك الحج من أولها إلى آخرها لاولي الالباب
واولي النهى .
٢
ـ مجالس الشيخ : عن الحسين بن
إبراهيم عن محمد بن وهبان عن
محمد بن أحمد بن زكريا عن الحسن بن فضال عن علي بن عقبة عن علي بن
موسى الحناط عن أبيه عن أبي جعفر عليهالسلام
أنه ذكر عنده رجل فقال : إن الرجل
إذا أصاب مالا من حرام لم يقبل منه حج ولا عمرة ولا صلة رحم حتى أنه يفسد
فيه الفرج .
__________________
٢٢
( باب )
* « ( المواقيت وحكم
من أخر الاحرام عن الميقات أو قدمه عليه ) » *
١
ـ ج : كتب الحميري إلى القائم عليهالسلام يسأله عن الرجل
يكون معه بعض
هؤلاء ومتصلا بهم يحج ويأخذ على الجادة ولايحرم هؤلاء من المسلخ فهل
يجوز لهذا الرجل أن يؤخر إحرامه إلى ذات عرق فيحرم معهم لما يخاف من الشهرة؟
أم لا يجوز إلا أن يحرم من المسخ؟ الجواب : يحرم من ميقاته ثم يلبس الثياب
ويلبي في نفسه وإذا بلغ إلى ميقاتهم أظهر .
٢
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
إحرام أهل الكوفة وأهل
خراسان ومن يليهم وأهل السند ومصر من أين هو؟ قال : إحرام أهل العراق من
العقيق ومن ذي الحليفة وأهل الشام من الجحفة وأهل اليمن من قرن المنازل
وأهل السند من البصرة أو مع أهل البصرة .
٣ ـ قال : وسألته عن تجريد الصبيان في
الاحرام من أين هو؟ قال : كان
أبي يجر دهم من فخ .
٤ ـ قال : وسألته عن رجل ترك الاحرام
حتى انتهى الحرم كيف يصنع؟
قال : يرجع إلى ميقات أهل بلده الذي يحرمون منه فيحرم .
٥ ـ قال : وسألته عن رجل ترك الاحرام
حتى انتهى إلى الحرم فأحرم
قبل أن يدخله؟ قال : إن كان فعل ذلك جاهلا فليبين مكانه ليقضى فإن ذلك
يجزيه إن شاء الله وإن رجع إلى الميقات الذي يحرم منه أهل بلده فهو أفضل .
٦ ـ قال : وسألته عن المتعة في الحج من
أين إحرامها وإحرام الحج! فقال :
__________________
وقت رسول الله صلىاللهعليهوآله لاهل العراق من
العقيق ولاهل المدينة ومن يليها من
الشجرة ولاهل الشام ومن يليها من الجحفة ولاهل الطائف من قرن المنازل
ولاهل اليمن من يلملم فليس لاحد أن يعدوا من هذه المواقيت إلى غيرها .
٧
ـ ب : ابن رئاب قال : سألت أبا عبدالله
عليه السلا م عن الاوقات التي وقتها
رسول الله صلىاللهعليهوآله
للناس؟ فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقت لاهل المدينة ذا الحليفة
وهي الشجرة ووقت لاهل الشام الجحفة ووقت لاهل اليمن قرن المنازل و
لاهل نجد العقيق .
٨
ـ ب : محمد بن الوليد عن ابن بكير قال :
حججت في اناس من أهلنا
فأرادوا أن يحرموا قبل أن يبلغوا العقيق فأبيت عليهم وقلت : ليس الاحرام إلا
من الوقت فخشيت أن لانجد الماء فلم أجد بدأ من أن احرم معهم قال : فدخلنا
على أبي عبدالله عليهالسلام
فقال له ضريس بن عبدالملك : إن هذا زعم أنه لا ينبغي الاحرام
إلا من العقيق قال : صدق. ثم قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقت لاهل المدينة
ذا الحليفة ولاهل الشام الجحفة ولاهل اليمن قرن المنازل ولاهل نجد
العقيق .
٩
ـ ل : في خبر الاعمش عن الصادق عليهالسلام قال : لا يجوز
الاحرام قبل
بلوغ الميقات ولا يجوز تأخيره عن الميقات إلا لمرض أو تقية .
١٠
ـ ن : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الوشا عن
الرضا عليهالسلام
قال : إذا أهل
هلال ذي الحجة ونحن بالمدينة لم يكن لنا أن نحرم بالحج لانا نحرم من الشجرة وهو
الذي وقت رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأنتم إذا قدمتم من العراق فأهل الهلال فلكم أن تعتمروالان
بين أيديكم ذات عرق وغيرها مما وقت لكم رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال له الفضل : فلي
الان أن أتمتع وقد طفت بالبيت؟ فقال له : نعم فذهب بها محمد بن جعفر إلى سفيان
ابن عيينة وأصحاب سفيان فقال لهم : إن فلانا قال كذا وكذا فشنع على
__________________
أبي الحسن عليهالسلام .
١١
ـ ن : فيما كتب الرضا عليهالسلام للمأمون : ولايجوز
الاحرام دون
الميقات .
١٢
ـ ع : علي بن حاتم عن القاسم بن محمد عن حمدان
بن الحسين عن
الحسين بن الوليد عمن ذكره قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: لاي علة أحرم
رسول الله صلىاللهعليهوآله
من الشجرة ولم يحرم من موضع دونه؟ قال : لانه لما اسري به إلى
السماء وصار بحذاء الشجرة وكانت الملائكة تأتي إلى البيت المعمور بحذاء المواضع
التي هي مواقيت سوى الشجرة فلما كان في الموضع الذي بحذاء الشجرة نودي يا
محمد! قال صلىاللهعليهوآله
: لبيك قال : « ألم أجدك يتيما فآويت ووجدتك ضالا فهديت؟ » قال
النبي صلىاللهعليهوآله
: إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك فلذلك أحرم من
الشجرة دون المواضع كلها .
١٣
ـ ع : أبي عن سعد عن أيوب بن نوح عن صفوان بن
يحيى عن
معاوية بن عمار قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام
اعلم أن من تمام الحج والعمرة أن
تحرم من الوقت الذي وقته رسول الله صلىاللهعليهوآله
لا تتجاوزه إلا وأنت محرم فانه وقت
لاهل العراق ولم يكن يومئذ عراق بطن العقيق من قبل العراق ووقت لاهل
الطائف قرن المنازل ووقت لاهل المغرب الجحفة وهي عندنا مكتوبة مهيعة ووقت
لاهل المدينة ذا الحليفة ووقت لاهل اليمن يلملم ومن كان منزله بخلف هذه
المواقيت مما يلي مكة فوقته منزله .
١٤
ـ ع : أبي عن علي عن أبيه عن صفوان بن يحيى
عن أبي
__________________
أيوب الخزاز قال :
قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: حدثني عن العقيق وقت وقته رسول الله
صلىاللهعليهوآله
أو شئ صنعه الناس؟ فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
وقت لاهل
المدينة ذا الحليفة ووقت لاهل المعرب الجحفة وهي عندنا مكتوبة مهيعة و
وقت لاهل اليمن يلملم ووقت لاهل الطائف قرن المنازل ووقت لاهل نجد
العقيق وما أنجدت .
١٥
ـ ع : ابن الوليد عن ابن ابان عن الحسين بن
سعيد عن حماد بن
عيسى وفضالة عن معاوية قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: إن معي والدتي وهي
وجعة فقال : قل لها : فلتحرم من آخر الوقت فان رسول الله صلىاللهعليهوآله وقت لاهل
المدينة ذا الحليفة ولاهل المغرب الجحفة قال : فأحرمت من الجحفة .
١٦
ـ ع : ابن المتوكل عن محمد الحميري عن أحمد
بن محمد عن ابن
محبوب عن إبراهيم الكرخي قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن رجل أحرم بحجة
في غير أشهر الحج من دون الوقت الذي وقت رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : ليس إحرامه
بشئ إن أحب أن يرجع إلى منزله فليرجع ولا أرى عليه شيئا وإن أحب
أن يمضي فليمض فاذا انتهى إلى الوقت فليحرم منه ويجعلها عمرة فان ذلك
أفضل من رجوعه لانه أعلن الاحرام بالحج .
١٧
ـ مع : أبي عن سعد عن البرقي عن يحيى بن
إبراهيم بن أبي البلاد
عن أبيه عن عبدالله بن عطاء قال : قلت لابي جعفر عليهالسلام
: إن الناس يقولون
إن علي بن أبي طالب عليهالسلام
قال : إن افضل الاحرام أن تحرم من دويرة أهلك
قال : فأنكر ذلك أبوجعفر فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
كان من أهل المدينة ووقته
من ذي الحليفة وإنما كان بينهما ستة أميال ولو كان فضلا لاحرم رسول الله صلىاللهعليهوآله
من المدينة ولكن عليا صلوات الله عليه كان يقول : تمتعوا من ثيابكم
إلى وقتكم .
__________________
١٨
ـ سن : ابن فضال عن علي بن عقبة عن ميسر قال
: دخلت على
أبي عبدالله عليهالسلام
وأنا متغير اللون فقال : من أين أحرمت؟ قلت : من موضع كذا
وكذا ليس من المواقيت المعروفة قال : رب طالب خير تزل قدمه ثم قال :
أيسرك أنك صليت الظهر في السفر أربعا؟ قلت : لا قال : فهو ذلك .
١٩
ـ ضا : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله وقت لاهل العراق
العقيق وأوله المسلخ
ووسطه غمرة وآخره ذات عرق وأوله أفضل ووقت لاهل الطائف قرن المنازل
ووقت لاهل المدينة ذا الحليفة وهي مسجد الشجرة ووقت لاهل اليمن يلملم و
وقت لاهل الشام المهيعة وهي الجحفة ومن كان منزله دون هذه المواقيت ما بينها
وبين مكة فعليه أن يحرم من منزله ولايجوز الاحرام قبل بلوغ الميقات ولايجوز
تأخيره عن الميقات إلا لعلل أو تقية فاذا كان الرجل عليلا أو اتقى فلا بأس
بأن يؤخر الاحرام إلى ذات عرق .
٢٠
ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن
محمد عليهماالسلام
أنه قال : والاحرام
من مواقيت خمسة وقتها رسول الله صلىاللهعليهوآله
فوقت لاهل المدينة ذا الحليفة وهو مسجد
الشجرة ولاهل الشام الجحفة ولاهل اليمن يلملم ولاهل الطائف قرن المنازل
ولاهل نجد العقيق فهذه المواقيت لاه ل هذه المواضع ولمن جاء من جهاتها
من أهل البلدان .
٢١ ـ وعنه عليهالسلام
إنه قال : من تمام الحج والعمرة أن يحرم من المواقيت التي
وقتها رسول الله صلىاللهعليهوآله
وليس لاحد أن يحرم قبل الوقت ومن أحرم قبل الوقت وأصاب
ما يفسد إحرامه لم يكن عليه شئ حتى يبلغ الميقات ويحرم منه .
٢٢ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : من خاف فوات الشهر في العمرة فله أن يحرم
دون المواقيت : إذا خرج في رجب يريد العمرة فعلم أنه لا يبلغ الميقات حتى
__________________
يهل فلا يدع الاحرام
حتى يبلغ فيصير عمرته شعبانية ولكن يحرم قبل الميقات
فتكون لرجب لان الرجبية أفضل وهو الذي نوى .
٢٣ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : فيمن أخذ من وراء الشجرة قال : يحرم ما
بينه وبين الجحفة .
٢٤ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : من أتى الميقات فنسي أوجهل أن يحرم منه
حتى جاوزه وصاره إلى مكة ثم علم فان كان عليه مهلة وقدر على الرجوع إلى
الميقات رجع وأحرم منه وإن خاف فوات الحج ولم يستطع الرجوع من مكانه فان
كان بمكة فأمكنه أن يخرج من الحرم فيحرم من الحل ويدخل الحرم محرما فليفعل وإلا
أحرم من مكانه .
٢٥ ـ وعنه أنه قال : من كان منزله أقرب
إلى مكة من المواقيت فليحرم
من منزله وليس عليه أن يمضي إلى الميقات .
٢٦ ـ قال علي صلوات الله عليه : من تمام
الحج أن تحرم من دويرة أهلك.
هذا لمن كان دون الميقات إلى مكة .
٧
ـ الهداية : فاذا بلغت أحد المواقيت التي وقتها
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فانه
وقت لاهل الطائف قرن المنازل ولاهل اليمن يلملم ولاهل الشام الجحفة
ولاهل المدينة ذا الحليفة وهي مسجد الشجرة ولاهل العراق العقيق وأول
العقيق المسلخ
ووسطه غمرة وآخره ذات عرق ولا يؤخر الاحرام إلى آخر الوقت
إلا من علة وأوله أفضل .
__________________
٢٣
( باب )
* « ( أشهر الحج
وتوفير الشعر للحج ) » *
الايات
: البقرة : « الحج أشهر معلومات
» .
١
ـ ل : ابن إدريس عن أبيه عن الاشعري عن أبي
عبدالله الرازي
عن ابن أبي عثمان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن الاول عليهالسلام
قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: اختار من الاشهر أربعة : رجب وشوال وذا القعدة وذا الحجة
الخبر .
٢
ـ مع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي
عن المثنى عن
زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام
في قول الله عزوجل « الحج
أشهر معلومات » قال :
شوال وذو القعدة وذو الحجة وفي خبر آخر وشهر مفرد للعمرة رجب .
٣
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : من أراد الحج
فلا يأخذ من شعره إذا
مضت عشرة من شوال .
٤
ـ ضا : إذا أردت الخروج إلى الحج فوفر شعرك
شهر ذي القعدة وعشرة
من شهر ذي الحجة .
__________________
٥
ـ شى : عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله « الحج أشهر
معلومات » قال : شوال وذو القعدة وذو الحجة .
٦
ـ شى : عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « الحج أشهر معلومات
» قال : شوال وذو القعدة وذو الحجة وليس لاحد أن يحرم بالحج فيما سواهن .
٧
ـ شى : عن الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله : « الحج أشهر معلومات
فمن فرض
فيهن الحج » قال : الاهله .
٨
ـ شى : عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : في قول الله
: « الحج
أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج
» والفرض فرض الحج التلبية والاشعار
والتقليد فأي ذلك فعل فقد فرض الحج ولا يفرض الحج إلا في هذه الشهور
التى قال الله : « الحج
أشهر معلومات » وهو شوال وذ
والقعدة وذو الحجة .
٢٤
( باب )
* « ( الاحرام
ومقدماته من الغسل والصلاة وغيرها ) » *
١
ـ ل : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي
عن عبدالله بن سنان عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن الغسل في أربعة عشر موطنا : غسل الميت وغسل الجنب
وغسل من غسل الميت وغسل الجمعة والعيدين ويوم عرفة وغسل الاحرام
ودخول الكعبة ودخول المدينة ودخول الحرم والزيارة وليلة تسع عشرة
وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين من شهر رمضان .
٢
ـ ل : أبي عن علي عن أبيه عن حماد عن حريز عن
محمد بن مسلم
عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : الغسل في سبعة عشر موطنا ـ إلى أن قال ـ : وإذا دخلت
__________________
الحرمين ويوم تحرم
ويوم الزيارة. ويوم تدخل البيت ويوم التروية ويوم
عرفة .
أقول
: تمامه في باب الاغسال من الطهارة.
٣
ـ ل : في خبر الاعمش عن الصادق عليهالسلام والاغسال منها :
غسل الجنابة
والحيض وغسل الميت وغسل دخول مكة وغسل دخول المدينة وغسل الزيارة
وغسل الاحرام وغسل يوم عرفة .
٤
ـ ب : عنهما عن حنان قال : سمعت أبا
عبدالله عليهالسلام
يقول : إذا أتيت
مسجد الشجرة فافرض قال : قلت : وأي شئ الفرض قال؟ تصلي ركعتين ثم
تقول : اللهم إني اريد أن أتمتع بالعمرة إلى الحج فإن أصابني قدرك فحلني حيث
يحبسني قدرك فان أتيت الميل فلب .
أقول
: قد مضى بعض الاخبار في باب أنواع الحج وفرائضها.
٥
ـ ع : أبي عن سعد عن اليقطيني عن ابن معروف
عن بعض أصحابنا
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال حرم المسجد لعلة الكعبة وحرم الحرم لعلة المسجد ووجب
الاحرام لعلة الحرم .
٦
ـ ع : أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن
عثمان بن عيسى عن
أبي المغرا عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : كانت بنو إسرائيل إذا قربت القربان
تخرج نا فتأكل قربان من قبل منه وإن الله تبارك وتعالى جعل الاحرام مكان
القربان .
أقول
: قد مضى بعض ما يتعلق بالاحرام من الاشتراط وغيره في باب أنواع
الحج.
__________________
٧
ـ ضا : إذا بلغت الميقات فاغتسل أو توضأ
والبس ثيابك وصل ست
ركعات تقرأ فيها فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون فان كا ن
وقت صلاة الفريضة فصل هذه الركعات قبل الفريضة ثم صل الفريضة .
٨ ـ وروي أن أفضل ما يحرم الانسان في
دبر الصلاة الفريضة ثم احرم
في دبرها ليكون أفضل وتوجه في الركعة الاولى منها فاذا فرضت فارفع يديك
ومجد الله كثيرا وصل على محمد وآله كثيرا وقل : اللهم إني اريد ما أمرت به
من التمتع بالعمرة إلى الحج على كتابك وسنة نبيك صلىاللهعليهوآله
فان عرض لي
عرض يحبسني فحلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت علي اللهم إن لم يكن حجة
فعمرة ثم تلبي سرا بالتلبيات الاربع وهي المفترضات .
٩
ـ سر : جميل عن حسين الخراساني عن أحدهما عليهالسلام أنه سمعه يقول :
غسل يومك يجزيك لليلتك وغسل ليلتك يجزيك ليومك .
١٠
ـ الهداية : فاذا بلغت فاغتسل والبس ثوبي الاحرام
ولا تقنع رأسك
بعد الغسل ولا تأكل طعاما فيه طيب ولا بأس أن تحرم في أي وقت بلغت الميقات
وإن أحرمت في دبر المتكتوبة فهو أفضل وإن لم يكن وقت صليت ركعتي الاحرام
وقرأت في الاولى الفاتحة وقل هو الله أحد وفي الثانية الفاتحة وقل يا أيها
الكافرون وإن كان وقت صلاة المتكوبة فصل ركعتي الاحرام ثم صل المكتوبة
وأحرم في دبرها فاذا فرغت من صلاتك فاحمد الله وأثن عليه وصل على النبي
صلىاللهعليهوآله
تقول : اللهم إني اريد ما أمرت به من التمتع بالعمرة
إلى الحج على كتابك وسنة نبيك صلواتك عليه وآله فإن عرض لي عارض
يحبسني فحلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت علي اللهم إن لم تكن حجة
فعمرة احرم لك شعري وبشري ولحمي ودمي ومخي وعصبي من النساء و
الثياب والطيب أبتغي بذلك وجهك الكريم والدار الاخرة ويجزئك أن تقول هذا
__________________
مرة واحدة حين تحرم
التلبية.
ثم قم فامض هنيئة فاذا استوت بك الارض
ماشيا كنت أو راكبا فقل :
لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا
شريك لك لبيك ، هذه الاربعة مفروضات تلبي بهن سرا وتقول : « لبيك ذا المعارج
« لبيك لبيك داعيا إلى دار السلام لبيك لبيك غفار الذنوب لبيك لبيك
مرهوبا مرغوبا إليك لبيك لبيك تبدئ والمعاد إليك لبيك لبيك أنت الغني و
نحن الفقراء إليك لبيك لبيك أهل التلبية لبيك لبيك ذا الجلال والاكرام
لبيك لبيك إله الخلق لبيك لبيك ذا النعماء والفضل الحسن الجميل لبيك
لبيك كشاف الكرب العظام لبيك لبيك عبدك وابن عبديك لبيك لبيك يا كريم
لبيك لبيك أتقرب اليك بمحمد وآل محمد صلوات الله عليه وعليهم لبيك لبيك
بحجة وعمرة معا لبيك لبيك هذه متعة عمرة إلى الحج لبيك لبيك تمامها
وبلاغها عليك لبيك ».
تقول هذا في دبركل صلاة مكتوبة أو نافلة
وحين ينهض بك بعيرك أو علوت شرفا
أو هبطت واديا أو لقيت راكبا أؤ استيقظت من منامك أو ركبت أو نزلت وبالاسحار
وأكثرما استطعت منها واجهربها وإن تركت بعض التلبية فلا يضرك غير أنها أفضل.
واعلم أنه لابدلك من التلبية الاربع
التي في أول الكتاب وهي الفريضة
وهي التوحيد وبها لبى المرسلون وأكثر من ذي المعارج فان رسول الله صلىاللهعليهوآله
كان يكثر منها فاذا بلغت الحرم فاغتسل من بئر ميمون أو من فخ وإن اغتسلت من منزلك بمكة فلا بأس.
دخول مكة
اجهد أن تدخلها على غسل فاذا نظرت إلى
بيوت مكة فاقطع التلبية وحدها
__________________
عقبة المدنيين
أوبحذائها ومن أخذ على طريق المدينة قطع التلبية إذا نظر إلى
عريش مكة وهي عقبة ذي طوى .
١١
ـ دعائم الاسلام : عن أبي جعفر محمد
بن علي صلوات الله عليهما أنه
قال في قول الله عزوجل : « الحج
أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث
ولافسوق ولا جدال في الحج » قال : الاشهر المعلومات شوال وذوالقعدة
و
ذو الحجة ولا يفرض الحج في غيرها وفرض الحج التلبية والاشعار والتقليد
فأي ذلك فعله من أراد الحج فقد فرض الحج والرفث : الجماع والفسوق :
السباب والجدال : لا والله وبلى والله والمفاخرة .
١٢
دعائم الاسلام : روينا عن جعفربن
محمد عن أبيه عليهماالسلام
أن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
لما حج حجة الوداع خرج فلما انتهى إلى الشجرة أمر الناس بنتف
البط وحلق العانة وا لغسل والتجرد من الثياب في رداء وإزار أو ثوبين ماكانا يشد
أحدهما على وسطة ويلقي الاخر على ظهره .
١٣ ـ قال جعفر بن محمد عليهماالسلام : ويأخذ من أراد
الاحرام من شاربه ويقلم أظفاره
ولايضر بأي ذلك بدأ وليكن فراغه من ذلك عند زوال الشمس إن أمكنه ذلك
فهو أفضل الاوقات للاحرام ولايضره أي وقت أحرم من ليل أو نهار .
١٤ ـ وعنه عليهالسلام
في الحائض والنفساء : تغتسل وتحرم كما يحرم الناس
ومن اغتسل دون الميقات أجزأ من غسل الاحرام .
١٥ ـ وعنه عليهالسلام
أنه نهى أن يتطيب من أراد الاحرام بطيب تبقى رائحته
عليه بعد الاحرام وأن يمس المحرم طيبا أو يلبس قميصا أو سراويلا أوعمامة أو
__________________
قلنسوة أو خفا
أوجوربا أو قفازا
أو برقعا أو ثوبا مخيطا ماكان ولا يغطي رأسه
والمرأة تلبس الثياب وتغطي رأسها وإحرامها في وجهها وترخي عليها الرداء شيئا
من فوق رأسها ويحرم على المحرم النساء والصيد وأن يحلق شعرا أو يقلم
ظفرا اينفلى .
وسنذكر ما يحرم عليه بتمامه وما يجب
عليه إذا شيئا مما يحرم عليه في
حال إحرامه إنشاء الله.
١٦ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : من أراد الاحرام فليصل ويحرم بعقب صلاته إن
كان في وقت مكتوبة صلاها وتنفل ماشاء بعدها إن كانت صلاة ينتفل بعدها أحرم
وإن لم يكن في وقت صلاة صلى تطوعا وأحرم ولا ينبغي أن يحرم بغير صلاة إلا
أن يجهل ذلك أو يكون له عذر ولا شئ على من أحرم ولم يصل إلا أنه قد ترك الفضل .
١٧ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : وإذا أراد المحرم الاحرام عقد نيته وتكلم
بما يحرم له من حج وعمرة أو حج مفرد أو عمرة مفردة يقول : اللهم إني اريد
أن أتمتع بالعمرة إلى الحج أو يقول : اللهم إني اريد أن أقرن الحج العمرة
إن كان معه هدي أو يقول : إني اريد الحج إن كان يفرد الحج ويقول : اللهم
إنى اريد العمرة إن كان معتمرا ـ على كتابك وسنة نبيك اللهم ومحلي حيث
حبستني لقدرك قدرت علي اللهم فأعني على ذلك ويسره وتقبله مني.
ثم يدعو بما يحب من الدعاء وإن نوى ما يريد أن يفعله من حج أو عمرة
دون أن يلفظ به أجزأه ذلك .
١٨ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : أفضل الحج التمتع بالعمرة إلى الحج وهو الذي
نزل به القرآن وقال بفضله رسول الله صلىاللهعليهوآله
وكان قد ساق الهدي في حجة
__________________
الوداع فلما انتهى
إلى مكة وطاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة نزل عليه
ما ينزل عليه فقال : لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ولجعلتها
عمرة فمن لم يكن معه هدي فليحلل فحل الناس وجعلوها عمرد إلا من كان
معه هدي ثم أحرموا للحج من المسجد الحرام يوم التروية فهذا وجه التمتع
بالعمرة إلى الحج لمن لم يكن من أهل الحرم كما قال الله عزوجل لان
أهل الحرم يقدرون على العمرة متى أحبوا وإنما وسع الله في ذلك لم أتى من
البلدان فجعل لهم في سفرة واحدة حجة وعمرة رحمة من الله بخلقه ومنا عليهم
وإحسانا اليهم .
١٩ ـ وعن جعفر بن محمد صلوات الله
عليهما أنه قال : من تمتع بالعمرة
إلى الحج فطاف بالبيت سبعة أشواط وصلى ركعتين وسعى بين الصفا والمروة سبعة
أشواط يبتدئ بالصفا ويختم بالمروة فقد قضى العمرة فليحلل من إحرامه يأخذ من
أطراف شعره وأظفاره ويبقي من ذلك لما يأخذ يوم يحل من الحج ويقيم
محلا إلا ـ أنه ينبغي أن يكون أشعث شبيها بالمحرم إذا كان بقرب وقت الحج
فاذا كان يوم التروية أحرم من المسجد الحرام كما فعل حين أحرم من الميقات
ومن ساق الهدي وقرن بين العمرة والحج لم يحلل لقول الله عزوجل : « ولا
تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدي محله
» ومن أراد أن يفرد الحج لم يكن عليه
طواف قبل الحج .
٢٠ ـ وروي عن علي بن الحسين عليهماالسلام أنه أفرد الحج فلما
نزل بذي
طوى أخذ طريق
البيت إلى منى ولم يدخل مكة ومن أراد العمرة طاف
وسعى كما ذكرنا وحل وانصرف متى شاء .
__________________
٢١ ـ وروينا عن أبي جعفر محمد بن علي
صلوات الله عليه أنه قال : كان
الناس يقلدون الابل والبقر والغنم وإنما تركوا تقليد البقرو الغنم حديثا و
قال : يقلد بسير أو خيط والبدن تقلد ويعلق في قلادتها نعل خلقة قد صلي فيها
فان ضلت عن صاحبها عرفها بنعله وإن وجدت ضالة عرفت أنها هدي .
٢٢ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه سئل عمن ساق
بدنة كيف يصنع؟ قال :
إذا انصرف من المكان الذي يعقد فيه إحرامه في الميقات فليشعرها يطعن في سنامها
من الجانب الايمن بحديدة حتى يسيل دمها وتقلد وتجلل ويسوقها فاذا صار إلى
البيداء إن أحرم من الشجرة أهل بالتلبية .
٢٣ ـ وكان علي عليهالسلام يجلل بدنه ويتصدق
بجلالها .
٢٤ ـ وعن جعفر بن محمد أنه قال في قول
الله عزوجل : « ذلك ومن
يعظم
شعائر الله فإنها من تقوى القلوب * لكم فيها منافع إلى أجل مسمى ثم محلها
إلى البيت العتيق » قال : هي الهدي
يعظمها فان احتاج إلى ظهرها ركبها من غير
أن يعنف عليها وإن كان لها لبن حلبها حلابا لا ينكي به فيها .
٢٥ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال في الهدي يعطب أو ينكسر قال : ماكان في نذر
أو جزاء فهو مضمون عليه فداؤه وإن كان تطوعا فلا شئ عليه وماكان
مضمونا لم يأكل منه إذا نحره وتصدق به كله وماكان تطوعا أكل منه وأطعم
وتصدق .
٢٦ ـ وعنه عليهالسلام
عن أبيه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
لما أشرف على البيداء أهل بالتلبية
والاهلال رفع الصوت فقال : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن
__________________
الحمد والنعمة لك
والملك لاشريك لك لم يزد على هذا .
٢٧ ـ وقد روينا عن أهل البيت عليهمالسلام أنهم زادوا على هذا
فقال بعضهم بعد ذلك :
لبيك ذا المعارج لبيك داعيا إلى دار السلام لبيك غفار الذنوب لبيك مرهوبا
ومرغوبا إليك لبيك ذا الجلال والاكرام لبيك إله الخلق لبيك كاشف
الكرب .
ومثل هذا من الكلام كثير ولكن لابد من
الاربع وهي السنة ومن زاد
من ذكر الله وعظم الله ولباه بماقدر عليه وذكره بما هوأهله فذلك فضل
وبر وخير .
٢٨ ـ وعن جعفر بن محمد صلوات الله
عليهما أنه قال : وأكثروا من التلبية في دبر
كل صلاة مكتوبة أو نافلة وحين ينهض بك بعيرك وإذا علوت شرفا وإذا هبطت
واديا أو لقيت راكبا أو استيقظت من نومك وبالاسحار على طهر كنت أو على غير
طهر من بعد أن تحرم .
٢٥
( باب )
* « ( ما يجوز
الاحرام فيه من الثياب وما لايجوز ) » *
* « ( وما يجوز
للمحرم لبسه من الثياب ومالا يجوز ) » *
١
ـ يج : روى محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن
يحيى قال : زودتني
جارية لي ثوبين محلمين
وسألتني أن احرم فيهما فأمرت الغلام فوضعهما في
العيبة فلما انتهيت إلى الوقت الذي ينبغي أن أحرم فيه دعوت بالثوبين لالبسهما
ثم اختلج في صدري فقلت : ما أظنه ينبغي لي أن ألبس ملحما وأنا محرم فتركتهما
ولبست غيرهما فلما صرت بمكة كتبت كتابا إلى أبي الحسن عليهالسلام وبعثت إليه
__________________
بأشياء كانت عندي
ونسيت أن أكتب إليه أساله عن المحرم هل يجوز له لبس الملحم
فلم ألبث أن جاء الجواب بكل ما سألته عنه وفي أسفل الكتاب : لا باس بالملحم
أن يلبسه المحرم .
٢
ـ سر : البزنطى عن جميل عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من اضطر إلى
ثوب وهو محرم وليس معه إلا قباء فلينكسه وليجعل أعلاه أسفله ويلبسه وسألته
عن المرأة تلبس الحريرد؟ قال : لا .
٣
ـ شى : عن عبيدالله بن علي الحلبي عن أبي
جعفر وأبي عبدالله عليهماالسلام
قالا : حج عمر أول سنة حج وهو خليفة فحج تلك السنة المهاجرون و
الانصار وكان علي عليهالسلام
قد حج تلك السنة بالحسن والحسين عليهماالسلام
وبعبدالله بن
جعفر قال : فلما أحرم عبدالله لبس إزارا ورداء ممشقين مصبوغين بطين المشق ثم أتى
فنظر إليه عمر وهو يلبي وعليه الازار والرداء وهو يسير إلى جنب علي عليهالسلام فقال
عمر من خلفهم : ماهذه البدعة التي في الحرم؟ فالتفت إليه علي عليهالسلام فقال : يا
عمر لا ينبغي لاحد أن يعلمنا السنة. فقال عمر : صدقت يا أبا الحسن لا والله ما
علمت أنكم هم .
٤
ـ كشف : من دلائل الحميرى عن جعفر بن محمد بن
يونس قال : كتب
رجل إلى الرضا عليهالسلام
يسأله مسائل وأراد أن يسأله عن الثوب الملحم يلبسه
المحرم وعن سلاح رسول الله صلىاللهعليهوآله
فنسي ذلك وتلهف عليه فجاء جواب المسائل
وفيه : لا بأس بالاحرام بالثوب الملحم واعلم أن سلاح رسول الله صلىاللهعليهوآله فينا بمنزلة
التابوت في بني إسرائيل يدور مع كل عالم حيث دار
__________________
٥
ـ كش : علي بن محمد القتيبي عن أبي عبدالله
الشاذاني قال : سألت الريان
ابن الصلت فقلت : أنا محرم وربما احتملت فاغتسلت وليس معي الثياب ما أستد فئ
به إلا الثياب المخاطة فقال لي : سألت هذه المشيخة الذين معنا في القافلة عن هذه
المسألة
يعنى أبا عبدالله الجرجاني ويحيى بن حماد وغيرهما؟ فقلت بلى قد سألت قال :
فما وجدت عندهم؟ قلت : لاشئ قال الريان لابنه محمد : لو شغلوا بطلب العلم كان
خيرا لهم من اشتغالهم بما لا يعنيهم ـ يعني من طريق الغلو ـ ثم قال لابنه : قد
حدث بهذا ما حدث وهم يسلمونه إلى القليل وليس عندهم ما يرشدونه إلى الحق
يا بني إذا أصابك ما ذكرت فالبس ثياب إحرامك فان لم تستدفئه فغير ثيابك
المخيطة وتدثر فقلت : كيف أغير؟ قال : الق ثيابك على نفسك واجعل جلبابه
من ناحية ذيلك وذيله من ناحية وجهك .
٦
ـ ب : عنهما عن حنان قال : كنت جالسا عند
أبي عبدالله عليهالسلام
إذ جاءه
رجل فسأله أيحرم الرجل في ثوب فيه حرير؟ قال : فدعا بثوب قرقبي فقال : أنا
أحرم في هذا وفيه حرير .
٧
ـ ل : القطان عن السكوني عن الجوهري عن ابن
عمارة عن أبيه
عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : يجوز للمرأة لبس الديباج والحرير
في غير صلاة وإحرام .
٨
ـ ج : كتب الحميري إلى القائم عليهالسلام يسأله هل يجوز
للرجل أن يحرم
في كساء خز؟ فخرج الجواب : لا بأس بذلك وقد فعله قوم صالحون .
٩ ـ وسأله عن المحرم يجوز أن يشد الميزر
من خلفه إلى عنقه بالطول و
__________________
يرفع طرفيه إلى
حقويه ويجمعهما في خاصرته ويعقدهما ويخرج الطرفين الاخرين
من بين رجليه ويرفعهما إلى خاصرته ويشد طرفيه إلى وركيه فكيون مثل
السراويل يستر ما هناك فان الميزر الاول كنا نترز به إذا ركب الرجل جمله
يكشف ماهناك وهذا أستر؟ فأجاب عليهالسلام
: جائز أن يتزر الانسان كيف شاء إذا لم
يحدث في الميزر حدثا بمقراض ولا إبرة يخرجه به عن حد المئزر وغرزه غرزا ولم
يعقده ولم يشد بعضه ببعض فاذا غطى سرته وركبتيه كلاهما فإن السند المجمع
عليها بغير خلاف تغطية السرة والركبتين والاحب إلينا والافضل لكل أحد
شده على السبيل المعروفة للناس جميعا إن شاء الل .
١٠ ـ وسأل ـ ره ـ هل يجوز أن يشد عليه
مكان العقد تكة؟ فأجاب عليهالسلام
: لا
يجوز شد المئزر بشئ سواء من تكة ولا غيرها .
١١
ـ ب : على عن أخيه عليهالسلام قال : قال : سألته
عن المحرم أيصلح له أن
يلبس الثوب المشبع بالعصفر؟ قال : إذا لم يكن فيه طيب فلا بأس .
١٢ ـ قال : وقال : المحرم لا يصلح له أن
يعقد إزارة على رقبته ولكن يثنيه
على عنقه ولا يعقده .
١٣
ـ ع : أبي عن سعد عن أحمد وعبدالله ابني
محمد بن عيسى عن ابن أبي
عمير عن حماد بن عثمان عن عبيدالله الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : وجدنا
في كتاب جدي عليهالسلام
: لا يلبس المحرم طيلسانا مزررا فذكرت ذلك لابي عليهالسلام
فقال : إنما فعل ذلك كراهة أن يزره عليه الجاهل فأما الفقيه فلا بأس به أن
يلبسه .
١٤
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف
عن ابن مهزيار عن
الحسين بن سعيد عن النضر عن عاصم عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
__________________
عن المحرم يشد على
بطنه المنطقة التي فيها نفقته؟ قال : يستوثق منها فإنها تمام
الحجة .
١٥
ـ سن : بعض أصحابه عن ابن أسباط عن عمه
يعقوب بن سالم قال :
قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: يكون معي الدراهم فيها تماثيل وأنا محرم فأجعلها في همياني
وأشده في وسطي؟ قال : لابأس أوليس هي نفقتك تعينك بعمل الله .
٢٦
* باب *
* « ( الصيد وأحكامه
) » *
الايات
: المائدة : غير محلي الصيد وأنتم حرم
.
وقال تعالى : « وإذا حللتم فاصطادوا
» وقال تعالى «
يا أيها
الذين
آمنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيدتنا له أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه
بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم * يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد
وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل
منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال
أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام * احل لكم
صيد
البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما واتقوا
الله الذي إليه تحشرون » .
١
ـ ضا : كل شئ أتيته في الحرم بجهالة وأنت
محل أو محرم أو أتيت
في الحل وأنت محرم فليس عليك شئ إلا الصيد فان عليك فداه.
فان تعمدته كان عليك فداؤه وإثمه وإن
علمت أولم تعلم فعليك فداه
__________________
فان كان الصيد نعامة
فعليك بدنة فإن لم تقدر عليها أطعمت ستين مسكينا لكل
مسكين مد فان لم تقدر صمت ثمانية عشر يوما فإن أكلت بيضها فعليك دم
وكذلك إن وطأتها وكان فيها أفراخ تتحرك فعليك أن ترسل فحولة من البدن
على عددها من الاناث بقدر عدد البيض فما نتج منها فهو هدي لبيت الله و
إن كان الصيد بقرة أو حمار وحش فعليك بقرة فان لم تقدر أطعمت ثلاثين مسكينا
فان لم تقدر صمت تسعة أيام وإن كان الصيد ظبيا فعليك دم شاة فان لم تقدر
أطعمت عشرة مساكين فإن لم تقدر صمت ثلاثة أيام فان رميت ظبيا فكسرت يده
أو رجله فذهب على وجهه لا تدري ما صنع فعليك فداه فإن رأيت بعد ذلك ترعى
وتمشي فعليك ربع قيمته فإن كسرت قرنه أو جرحته تصدقت بشئ من الطعام
فإن قتلت جرادة تصدقت بتميرات وتميرات خير من جرادة فان كان الجراد
كثيرا ذبحت الشاة واليعقوب الذكر والحجلة الانثى ففي الذكر شاة وإن قتلت
زنبورا تصدقت بكف طعام والحجلة أو بلبلا أو عصفورا وأصنافه دم شاة وإن
أكلت جرادة واحدة فعليك دم شاة وفي الثعلب والارنب دم شاة وفي القطاة
حمل قد فطم من اللبن ورعى من الشجر وفي بيضه إذا أصبته قيمة فإن
وطأتها وفيها فراخ تتحرك فعليك أن ترسل الذكران من المعز على عددها
من الاناث على قدر عدد البيض فما نتج فهو هدي لبيت الله وفي اليربوع والقنفذ
والضب جدي والجدي خير منه ولا بأس للمحرم أن يقتل الحية والعقرب والفارة
ولا بأس برمي الحدأة وإن كان الصيد أسدا ذبحت كبشا ومتى أصبت شيئا من
الصيد في الحل وأنت محرم فعليك دم على ما وصفناه ومتى ما أصبت في الحرم و
أنت محل فعليك قيمة الصيد فإن أصبته وأنت محرم في الحرم فعليك الفداء والقيمة
فإن كان الصيد طيرا اشتريت بقيمته علفا علفت به حمام الحرم وإن كنت محرما
وأصبته وأنت محرم في الحرم فعليك دم وقيمة الطير درهم فان كان فرخا
فعليك دم ونصف درهم فإن كان أكلت بيضة تصدقت بربع درهم وإن كان بيض
حمام فربع درهم وإن كان الصيد قطاة فعليك حمل قد رضع وفطم من اللبن ورعى
الشجر وإن كان غير
طائر تصدقت بقيمته وإن كان فرخا تصدقت بنصف درهم
فإن أكلت بيضا تصدقت بربع درهم وإن نفرت حمام الحرم فرجعت فعليك في
كلها شاة وإن لم ترها رجعت فعليك لكل طير دم شاة وإذا فرغت من المناسك
كلها وأردت الخروج تصدقت بدرهم تمرا حتى يكون كفارة لما دخل عليك
في إحرامك من الخلل والنقصان وأنت لا تعلم .
٢
ـ ضا : إن أصاب صيدا فعليه الجزاء مثل ما
قتل من النعم يحكم به ذوا
عدل منكم هديا بالغ الكعبة إن كان صيده نعامة فعليه بدنة فمن لم يجد فإطعام
ستين مسكينا فإن لم يجد فصيام ثمانية عشر يوما وإن كان حمار وحش أو بقرة
وحش فعليه بقرة فإن لم يجد فاطعام ثلاثين مسكينا فإن لم يجد فصيام تسعة أيام
فإن كان الصيد من الطير فعليه شاة فان لم يجد فاطعام عشرة مساكين فان لم
يستطع فصيام ثلاثة أيام وإن كان الصيد طائرا فعليه درهم وإن كان فرخا
فعليه نصف درهم وان كانت بيضة أو كسرها أو أكل فعليه ربع ردهم .
٣ ـ والمحرم في الحرم إذا فعل شيئا من
ذلك تضاعف عليه الفداء مرتين أو
عدل الفداء الثاني صياما .
٤
ـ سر : البزنطي عن جميل عن أبي عبدالله عليهالسلام انه سئل عن الدجاج
السندى أيخرج من الحرم؟ قال : نعم إنها لا يستقل بالطيران إنها تدف دفيفا
وسألته عن المحرم يقتل البقة والبراغيث إذا آذته؟ قال : نعم .
٥
ـ قب : في احاديث البصريين عن أحمد قال
معاوية بن قرة عن رجل من
الانصار ان رجلا أوطأ بعيره ادحي نعام فكسر بيضها فانطلق إلى علي عليهالسلام فسأله
عن ذلك فقال له علي عليهالسلام
عليك بكل بيضة جنين ناقة أو ضراب ناقة فانطلق إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فذكر ذلك له فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
قد قال علي بما سمعت ولكن
__________________
هلم إلى الرخصة عليك
بكل بيضة صوم يوم أو إطعام مسكين .
٦
ـ فس : محمد بن الحسن عن محمد بن عون
النصيبي عن أبي جعفر الثاني
عليهالسلام
انه قال : لما أراد المأمون تزويج ابنته إياه وجمع العلماء لذلك :
إن المحرم اذا قتل صيدا في الحل والصيد من ذوات الطير من كبارها فعليه شاة
وإن أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا واذا قتل فرخا في الحل فعليه حمل
قد فطم وليس عليه قيمته لانه ليس في الحرم واذا قتله في الحرم فعليه الحمل و
قيمته لانه في الحرم واذا كان من الوحوش فعليه في حمار وحش بدنة وكذلك
في النعامة فان لم يقدر فاطعام ستين مسكينا فان لم يقدر فصيام ثمانية عشر يوما
وإن كانت بقرة فعليه بقرة فان لم يقدر فعليه إطعام ثلاثين مسكينا فإن لم يقدر
فليصم تسعة ايام وان كان ظبيا فعليه شاة فإن لم يقدر فاطعام عشرة مساكين
فإن لم يقدر فصيام ثلاثة ايام وإن كان في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا هديا بالغ
الكعبة حقا واجبا عليه أن ينحره إن كان في حج بمنى حيث ينحر الناس وإن
كان في عمرة ينحره بمكة ويتصدق بمثل ثمنه حتى يكون مضاعفا وكذلك اذا أصاب
أرنبا فعليه شاة واذا قتل الحمامة تصدق بدرهم أو يشتري به طعاما لحمام الحرم
وفي الفرخ نصف درهم وفي البيضة ربع درهم وكل ما أتى به المحرم بجهالة فلا
__________________
شئ عليه فيه الا
الصيد فإن عليه الفداء بجهالة كان أو بعلم بخطأ كان أو بعمد
وكل ما أتى العبد فكفارته على صاحبه بمثل مايلزم صاحبه وكل ما أتى به الصغير
الذي ليس ببالغ فلا شئ عليه فيه وإن كان ممن عاد فهو ممن ينتقم الله منه ليس
عليه كفارة والنقمة في الاخرة وإن دل على الصيد وهو محرم فقتل فعليه الفداء
والمصر عليه يلزمه بعد الفداء عقوبة في الاخرة والنادم عليه لا شئ عليه بعد
الفداء وإذا أصاب ليلا في وكرها خطاء فلا شئ عليه إلا أن يتعمده فان تعمد
بليل أو نهار فعليه الفداء والمحرم بالحج ينحر الفداء بمنى حيث ينحر الناس
والمحرم للعمرة ينحر بمكة .
٧
ـ ج : عن الريان بن شبيب عن أبي جعفر
الثاني عليهالسلام
قال : إن المحرم
إذا قتل صيدا في الحل وكان الصيد من ذوات الطير وكان من كبارها فعليه شاة
وإن أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا وإذا قتل فرخا في الحل فعليه حمل قد
فطم من اللبن فاذا قتله في الحرم فعليه الحمل وقيمة الفرخ وإذا كان من الوحش
وكان حمار وحش فعليه بقرة وإن كان نعامة فعليه بدنة وإن كان ظبيا فعليه
شاة وإن كان قتل شيئا من ذلك في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا هديا بالغ الكعبة
وإذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه وكان إحرامه للحج نحره بمنى وإن
كان إحرامه بالعمرة نحره بمكة وجزاء الصيد على العالم والجاهل سواء وفي
العمد عليه المأثم وهو موضوع عنه في الخطآء والكفارة على الحر في نفسه وعلى
السيد في عبده والصغير لا كفارة عليه وهي على الكبير واجبة والنادم يسقط
ندمه عنه عقاب الاخرة والمصر يجب عليه العقاب في الاخرة .
أقول
: قد أوردنا الخبرين بطولهما في أبواب أحوال الجواد عليهالسلام
.
__________________
٨
ـ فس : أبي عن القاسم بن محمد عن المنقري عن
سفيان بن عيينة عن
الزهري عن علي بن الحسين عليهماالسلام
قال : صوم جزاء الصيد واجب قال الله :
« ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا
بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما » أو تدري كيف يكون
عدل ذلك صياما يا زهري؟ قلت : لا قال : يقوم الصيد قيمة ثم تفض تلك القيمة
على البر ثم يكال ذلك البر أصواعا فيصوم لكل نصف صاع يوما الخبر .
٩
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
الرجل يكسر بيضة الحمام
والبيض فيه فراخ تتحرك ما عليه؟ قال يتصدق عن كل ما تحرك منه شاة و
يتصدق بلحمها إذا كان محرما وإن لم يتحرك الفرخ فيها يتصدق بقيمة الفرخ
ورقا أو شبهه أو يشتري به علفا ويطرحه لحمام الحرم .
١٠ ـ وسألته عن محرم أصاب بيض نعام فيه
فراخ قد تحرك؟ فقال : لكل
فرخ بعير ينحره بالمنحر .
١١ ـ قال : وسألته عن نساء ورجال محرمين
اشتروا ظبيا فأكلوا منه جميعا
ما عليهم؟ قال : على كل من أكل منه فداء الصيد كل إنسان على حدته فداء
صيد كاملا .
١٢ ـ قال : وسألته عن رجل رمى صيدا وهو
محرم فكسر يده أو رجله
فمضى الصيد على وجهه ولم يدر الرجل ما صنع قال : عليه الفداء كاملا إذا مضى
الصيد على وجهه ولم يدر الرجل ما صنع .
١٣ ـ قال : وسألته عن رجل رمى صيدا وهو
محرم فكسر يده أو رجله
تم تركه يرعى ومضى ما عليه؟ قال : عليه دفع الفداء .
١٤ قال : وسألته عن رجل أخرج طيرا من
مكة حتى ورد به الكوفة
__________________
قال : يرده إلى مكة
فإن مات تصدق بثمنه .
١٥ ـ قال : وسألته عن الرجل هل يصلح له
أن يصيد حمام الحرم في
الحل فيذبحه ويدخله الرحم فيأكله؟ قال : لا يصلح أكل حمام الحرم على حال .
١٦ ـ قال : وسألته عما يؤكل من اللحم في
الحرم؟ قال : كان رسول
الله صلىاللهعليهوآله
لا يحرم الابل والبقر والغنم والدجاج .
١٧
ـ ب : السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب قال
: أرسلت إلى أبي
الحسن موسى عليهالسلام
إن أخي اشترى حماما من المدينة فذهبنا بها معنا إلى مكة
فاعتمرنا وأقمنا ثم أخرجنا الحمام معنا من مكة إلى الكوفة علينا في ذلك شئ؟
فقال للرسول : أظنهن فرط قل له : يذبح مكان كل طيرشاة .
١٨
ـ ب : ابن أبي الخطاب عن البزنطي قال سألت
أبا الحسن الرضا عليهالسلام
عن المتعمد في الصيد والجاهل والخطاء سواء فيه؟ قال : لا فقلت له : الجاهل عليه
شئ؟ فقال : نعم فقلت له : جعلت فداك فالعمد بأي شئ يفضل صاحب الجهالة
قال : بالاثم وهو لاعب بدينه .
١٩
ـ ع : أبي عن محمد العطار عن العمركي عن
علي بن جعفر عن
أخيه موسى عليهالسلام
قال : سألته عن المحرم إذا اضطر إلى أكل صيد وميتة
وقلت : إن الله عزو جل حرم الصيد وأحل الميتة قال : يأكل ويفديه فانما
يأكل ماله .
٢٠
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف
عن ابن مهزيار عن
__________________
فضالة عن أبان عن
أبي أيوب قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن رجل اضطر
وهو محرم إلى صيد وميتة من أيهما يأكل؟ قال : يأكل من الصيد قلت :
فإن الله قد حرمه عليه وأحل له الميتة قال : يأكل ويفدي فإنما يأكل
من ماله .
٢١
ـ ع : أبي عن سعد عن محمد بن عبدالحميد عن
يونس بن يعقوب
عن منصور بن حازم قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: محرم اضطر إلى صيد والى
ميتة من أيهما يأكل؟ قال : يأكل من الصيد قلت : أليس قد أحل الله الميتة
لمن اضطر اليها؟ قال : بلى ولكن ألا ترى إنه إنما يأكل من ماله فيأكل الصيد
وعليه فداؤه وروي أنه يأكل الميتة لانها أحلت له ولم يحل له الصيد .
٢٢
ـ شى : عن ابن حازم مثله .
٢٣
ـ ب : أبوالبختري عن جعفر عن أبيه عن علي عليهمالسلام قال :
يقتل المحرم ما عدا عليه من سبع أو غيره ويقتل الزنبور والعقرب والحية و
النسر والاسد والذئب وما خاف أن يعدو عليه من السباع والكلب العقور .
٢٤
ـ ع : أبي عن سعد عن أيوب بن نوح عن صفوان
بن يحيى عن
معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام
أنه سئل عن طير أهلي أقبل فدخل الحرم
قال : لا يمس لان الله عزوجل يقول : « ومن دخله كان آمنا » .
٢٥
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبان عن
الحسين بن سعيد
عن فضالة وحماد عن معاوية مثله .
٢٦ ـ ع
: ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد
__________________
عن ابن أبي عمير عن
حماد بن عثمان ومعاوية بن حفص عن منصور جميعا عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : كان أبوعبدالله عليهالسلام
في المسجد الحرام فقيل له : إن سبعا
من سباع الطر على الكعبة وليس يمر به شئ من حمام الحرم إلا ضربه فقال :
انصبوا له واقتلوه فان قد ألحد في الحرم .
٢٧
ـ ع : بهذا الاسناد عن ابن أبي عمير وفضالة
قال : قلت لابي
عبدالله عليهالسلام
: شجرة أصلها في الحرم وفرعها في الحل فقال : حرم فرعها لمكان
أصلها .
٢٨
ـ ع : بالاسناد عن الحسين بن سعيد عن صفوان
بن يحيى عن ابن
مسكان عن إبراهيم بن ميمون قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: رجل نتف ريش حمامة من
حمام الحرم قال : يتصدق بصدقه على مسكين ويعطي باليد التي نتف بها فانه قد
أو جعه بها .
٢٩
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف
عن ابن مهزيار عن
الحسين بن سعيد عن صفوان عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : سألت أبا عبدالله
عليهالسلام
عن رجل رمى صيدا في الحل وهو يؤم الحرم فيما بين البريد والمسجد
فأصابه في الحل فمضى برميه حتى دخل الحرم فمات من رميه فهل عليه جزاء؟
فقال : ليس عليه جزاء إنما مثل ذلك مثل رجل نصب شركا في الحل
إلى جانب الحرم فوقع فيه صيد فاضطرب حتى دخل الحرم فمات فليس عليه
جزاء لانه نصب وهو حلال ورمى حيث رمى وهو حلال فليس عليه فيما كان
بعد ذلك شئ فقلت : هذا عند الناس القياس فقال : إنما شبهت لك شيئا بشئ
لتعرفه .
٣٠ ـ ع :
أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن خلاد عن
أبي عبدالله عليهالسلام
في رجل ذبح حمامة من حمام الحرام قال : عليه الفداء قال :
__________________
فيأكله؟ قال : لا
قال : فيطرحه؟ قال : إذن يكون عليه فداء آخر قال : فما
يصنع به؟ قال : فيدفنه .
٣١
ـ ع : أبي عن سعد عن أحمد وعبدالله ابني
محمد بن عيسى عن ابن
أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن قول الله عزوجل
« يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم ورماحكم » قال :
حشر عليهم الصيد من كل مكان حتى دنا منهم ليبلوهم الله .
٣٢
ـ ع : ما جيلويه عن عمه عن الكوفي عن خالد
بن إسماعيل عمن
ذكره عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن محرم رمى ظبيا فأصاب يده
فعرج منها قال : إن كان الظبي مشى عليها ورعى فليس عليه شئ وإن كان
ذهب على وجهه ولم يدر ما يصنع فعليه الفداء لانه لايدري لعله هلك .
٣٣
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبان عن
الحسين بن سعيد وعن
فضالة وحماد وابن أبي عمير عن معاوية عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إذا أحرمت فاتق
قتل الدواب كلها إلا الافعى والعقرب والفارة فأما الفارة فانما توهي السقاء وتحرق
على أهل البيت وأما العقرب فإن نبي الله صلىاللهعليهوآله
مديده إلى الحجر فلسعته عقرب
فقال : لعنك الله لابرا تدعينه ولا فاجرا والحية إذا أرادتك فاقتلها وإن
لم تردك فلا تردها والكلب العقور والسبع إذا أراداك وإن لم يرداك فلا
تردهما والاسود الغدار فاقتله على كل حال. وارم القراد رميا عن ظهر بعيرك
وقال : إن القراد ليس من البعير والحلمة من البعير .
٣٤ ـ ع
: أبي عن سعد عن أيوب بن نوح عن صفوان عن معاوية
بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام
: الصاعقة لا تصيب المؤمن فقال
__________________
له رجل : فإنا قد
رأينا فلانا يصلي في المسجد الحرام فأصابته فقال أبوعبدالله عليهالسلام :
إنه كان يرمي حمام الحرام .
٣٥
ـ ب : ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن
أبيه عليهماالسلام
إن
عليا عليهالسلام
كان يقول في المحرم الذي ينزع عن بعيره القردان والحلم : أن عليه
الفدية .
٣٦
ـ ع : أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير
عن حماد عن
الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سأله رجل فقال : أرأيت إن كان علي قراد أو حملة
أطرحهما عني؟ قال : نعم وصغارا لهما لانهما رقيا في غير مرتقاهما .
٣٧
ـ سن : أبي عن صفوان عن ابن حازم قال : سألت
أبا عبدالله عليهالسلام
عن المضطر إلى الميتة وهو يجد الصيد؟ فقال : الصيد قال : قلت : إن الله قد
أحل الميتة إذا اضطر إليها ولم يحل له الصيد؟ قال : تأكل من مالك أحب إليك
أو ميتة؟ قلت : من مالي قال : هو مالك لان عليك الفدية من مالك قال : قلت :
فان لم يكن عندي مال؟ قال : تقضيه إذا رجعت إلى مالك .
٣٨
ـ شى : قال عبدالله بن سنان : سمعته يقول :
فيما أدخل الحرم مما صيد
في الحل قال : إذا دخل الحرم فلا يذبح إن الله عزوجل يقول : « ومن دخله
كان آمنا » .
٣٩ ـ شى
: عن حريز عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إذا قتل الرجل المحرم
حمامة ففيها شاة فإن قتل فرخا ففيه حمل فان وطئ بيضة فكسرها فعليه درهم
كل هذا يتصدق بمكة وبمنى وهو قول الله في كتابه « ليبونكم الله بشئ من
__________________
الصيد تناله أيديكم »
البيض والفراخ « ورماحكم » الامهات الكبار .
٤٠
ـ شى : عن سماعة عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله : « ليبلونكم الله
بشئ من الصيد » قال : ابتلاهم
الله بالوحش فركبتهم من كل مكان .
٤١
ـ شى : معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله : « ليبلونكم
الله بشئ من الصيد تناله أيديكم ورماحكم
» قال : حشرلرسول الله صلىاللهعليهوآله
الوحوش
حتى نالتها أيديهم ورماحهم في عمرة الحديبية ليبلوهم الله به .
٤٢ ـ وفي رواية الحلبي عنه عليهالسلام : حشر عليهم الصيد
من كل مكان حتى
دنا منهم فنالته أيديهم ورماحهم ليبلونهم الله به .
٤٣
ـ شى : عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « لا تقتلوا الصيد
وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم
» قال : من أصاب
نعامة فبدنة ومن أصاب حمارا أو شبهه فعليه بقرة ومن أصاب ظبيا فعليه شاة
بالغ الكعبة حقا واجبا عليه أن ينحر إن كان في حج فبمنى حيث ينحره الناس
وإن كان في عمرة نحر بمكة وإن شاء تركه حتى يشتريه بعد ما يقدم فينحره
فانه يجزي عنه .
٤٤
ـ شى : عن أبي الصباح الكناني عن أبي
عبدالله عليهالسلام
في قول الله :
« ومن قتله منكم معتمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم » قال : في الظبي شاة وفي
الحمامة وأشبهاهها وإن كانت فراخا فعدتها من الحملان وفي حمار وحش بقرة
وفي النعامة جزور .
٤٥
ـ شى : عن أيوب بن نوح : وفي النعامة بدنة
وفي البقرة بقرة .
٤٦ ـ وفي رواية حريز عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله :
« يحكم به ذوا عدل منكم » قال : العدل رسول الله صلىاللهعليهوآله
والامام من بعده ثم قال :
__________________
وهذا مما أخطأت به
الكتاب .
٤٧
ـ شى : عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله : « يحكم به
ذوا عدل منكم » يعني رجلا واحدا
يعني الامام عليهالسلام
.
٤٧
ـ شى : عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : « يحكم به
ذوا عدل منكم » قال : ذلك رسول
الله صلىاللهعليهوآله
والامام من بعده فاذا حكم به
الامام فحسبك .
٤٩
ـ شى : عن الزهري عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : صوم جزاء
الصيد واجب قال الله تبارك وتعالى « ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل
من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هيدا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل
ذلك صيام » أو تدري كيف يكون عدل ذلك صياما يا زهري؟ فقلت : لا قال :
يقوم الصيد ثم يفض القيمة على البر ثم يكال ذلك البر أصواعا فيصوم لكل نصف
صاع يوما .
٥٠
ـ شى : عن داود بن سرحان عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من قتل من
النعم
وهو محرم نعامة فعليه بدنة ومن حمار وحش بقرة ومن الظبي شاة يحكم به
ذوا عدل منكم وقال : عدله أن يحكم بمارأى من الحكم أو صيام يقول الله تعالى :
« هديا بالغ الكعبة » والصيام لمن لم يجد الهدي فصيام ثلاثة أيام قبل التروية بيوم
ويوم التروية ويوم عرفة .
__________________
٥١
ـ شى : عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته عن
قول الله تعالى فيمن قتل صيدا متعمدا وهو محرم : « فجزاء مثل ما قتل من النعم
يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك
صياما » ما هو؟ فقال : ينظر إلى الذي عليه
بجزاء ما قتل فإما أن يهديه و
أما أن يقوم فيشتري به طعاما فيطعمه المساكين يطعم كل مسكين مدا وإما
أن ينظر كم يبلغ عدد ذلك إلى المساكين فيصوم مكان كل مسكين يوما .
٥٢
ـ شى : عن عبدالله بن بكير عن بعض أصحابه عن
أبي عبدالله عليهالسلام
في قول الله عزوجل : « أو
عدل ذلك صياما » قال : يقوم ثمن
الهدي طعام ثم يصوم
بكل مد يوما فان زادت الامداد على شهرين فليس عليه أكثر من ذلك .
٥٣ ـ وفي رواية محمد بن مسلم عن أحدهما «
أو عدل ذلك صياما » قال : عدل
الهدي ما بلغ يتصدق به فان لم يكن عنده فليصم بقدر ما بلغ لكل طعام
مسكين يوما .
٥٤
ـ شى : عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال :
سألته عن قول الله « ومن
عاد فينتقم الله منه » قال : إن رجلا أخذ ثعلبا وهو محرم فجعل يقدم النار إلى
أنف الثعلب وجعل الثعلب يصيح ويحدث من استه وجعل أصحابه ينهونه عما يصنع
ثم أرسله بعد ذلك فبينا الرجل نائم إذ جائت حبة فدخلت في دبره فجعل
يحدث من استه كما عذب الثعلب ثم خلته بعد فانطلق وفي رواية اخرى ثم
خلت عنه .
٥٥
ـ شى : عن الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : المحرم إذا
قتل الصيد
في الحل فعليه جزاؤه يتصدق بالصيد على مسكين فان عاد وقتل صيدا لم يكن
عليه جزاؤه فينتقم الله منه .
٥٦ ـ وفي رواية اخرى عن الحلبي عنه عليهالسلام
في محرم أصاب صيدا قال : عليه
__________________
الكفارة فإن عاد فهو
ممن قال الله « فينتقم الله منه » وليس عليه كفارة .
٥٧
ـ شى : عن حريز عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « احل لكم صيد البحر
وطعامه متاعا لكم » قال : مليحه الذي
يأكلون وقال : فصل مابينهما كل
طير يكون في الاجام يبيض في البر ويفرخ في البر من صيد البر وماكان
من طير يكون في البر ويبيض في البحر ويفرخ في البر فهو من صيد البر.
وما كان من طيريكون في البر ويبيض في
البحر ويفرخ في البحر فهو من صيد
البحر .
٥٨
ـ شى : عن زيد الشحام عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته عن قول
الله
« احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة » قال : هي الحيتان المالح و
ماتزودت منه أيضا وإن لم يكن مالحا فهو متاع .
٥٩ ـ قب
: أبوالقاسم الكوفي والقاضي النعمان في كتابيهما عن عمربن
حماد باسناده عن عبادة بن الصامت قال : قدم قوم من الشام حجاجا فأصابوا
أدحى نعامة فيه
خمس بيضات وهم محرمون فشووهن وأكلوهن ثم قالوا ما أرانا إلا وقد أخطانا وأصبنا الصيد ونحن
محرمون فأتوا المدينة وقصوا
على عمر القصة فقال : انظروا إلى قوم من أصحاب رسول لاله صلىاللهعليهوآله فاسألوهم عن
ذلك ليحكموا فيه فسألوا جماعة من الصحابة فاختلفوا في الحكم في ذلك فقال
عمر : إذا اختلفتم فههنا رجل كنا امرنا إذا اختلفنا في شئ فيحكم فيه فأرسل إلى
امرأة يقال لها : عطية فاستعار منها أتانا فركبها وانطلق بالقوم معه حتى أتى عليا عليهالسلام
وهو بينبع فخرج إليه علي فتلقاه ثم قال له : هلا أرسلت إلينا فنأتيك؟ فقال
عمر : الحكم يؤتى في بيته فقص عليه القوم فقال علي لعمر : مرهم فليعمدوا إلى
خمس قلايص
من الابل فليطرقوها للفحل فاذا نتجت أهدوا ما نتج منها جزاء
__________________
عما أصابوا فقال عمر
: يا أبا الحسن إن الناقة قد تجهض؟ فقال علي عليهالسلام
:
وكذلك البيضة قد تمرق فقال عمر فلهذا امرنا أن نسألك .
٦٠
ـ منه : أحمد وأبي يعلى روى عبدالله بن
الحارث بن نوفل الهاشمي
أنه اصطاد أهل الماء حجلا فطبخوه وقدموا إلى عثمان وأصحابه فأمسكوا فقال
عثمان صيد لم نصده ولم نأمر بصيده اصطاده قوم حل فأطعموناه فما به بأس
فقال رجل : إن عليا عليهالسلام
يكره هذا فبعث إلى علي عليهالسلام
فجاء وهو غضبان
ملطخ بدنه بالخبط
فقال له : إنك لكثير الخلاف علينا فقال عليهالسلام
اذكر الله
من شهد النبي صلىاللهعليهوآله
أتي بعجز حمار وحشي وهو محرم فقال : إنا محرمون فأطعموه
أهل الحل فشهد اثنا عشر رجلا من الصحابة ثم قال : اذكر الله رجلا شهد
النبي صلىاللهعليهوآله
أتي بخمس بيضات من بيض النعام فقال : إنا محرمون فأطعموه أهل
الحل فشهد اثنا عشر رجلا من الصحابة فقام عثمان ودخل فسطاطه وترك الطعام على
أهل الماء .
٦١
ـ ين : صفوان عن معاوية بن عمار عن أبي
عبدالله عليهالسلام
في قول الله
عزو جل « ليبلونكم الله بشي من الصيد تناله أيديكم ورماحكم » قال : كان ذلك
في عمرة الحديبية .
وقال : المحرم متى قتل جرادة فعليه كف
من طعام وإن كان كبيرا
فعليه شاة .
٦٣
ـ دعائم الاسلام : روينا أن رجلا من
أصحاب أبي عبدالله جعفربن
محمد عليهماالسلام
وقف على أبي حنيفة وهو في حلقته يفتي الناس وحوله أصحابه فقال :
يا أبا حنيفة ما تقول : في محرم أصاب صيدا؟ قال : عليه الكفارة قال : ومن
__________________
يحكم به عليه؟ قال
أبوحنيفة : ذوا عدل كما قال الله قال الرجل : فان اختلفا؟
قال أبوحنيفة : يتوقف عن الحكم حتى يتفقا قال الرجل : فأنت لا ترى أن
تحكم في صيد قيمته درهم وحدك حتى يتفق معك آخر وتحكم في الدماء و
الفروج والاموال برأيك؟ فلم يجد أبوحنيفة جوابا غيرأن نظر إلى أصحابه فقال :
مسألة رافضي.
وفي قوله : يتوقف عن الحكم حتى يتفقا.
إبطال للحكم لانا لم نجدهم
اتفقوا على شئ من الفتيا إلا وقد خالفهم فيه آخرون ولما علم أصحاب أبي
حنيفة بفساد هذا القول : قالوا : يؤخذ بحكم أقلهما قيمة لانهما قد اتفقا على الاقل
وهذا قول يفسد عند الاعتبار وإنما يكون ما قالوه على قياسهم لو كانت القيمة
بدنانير أو بدراهم أو ما هو في معنا هما فيقول أحدهما : قيمته خمسة دراهم ويقول
الاخر عشرة فكأنما اتفقا على خمسة عندهم وليس ذلك باتفاق في الحقيقة
لانه إن جزى بخمسة لم يكن عند من قال بالعشرة قد جزى مع أن جزاء الصيد
بأعيان متفرقة من النعم ويكون باطعام مساكين ويكون بصوم وليس من هذا
شئ يتفق فيه على الاقل ولايكون قد جزى عند كل واحد إلا أن يجزي بما
أمره به وإن اتفق فيه قوم خالفهم آخرون وهذا بين لمن تدبره ووفق
لفهمه .
٦٤ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : في قول
الله : « ومن عاد
فينتقم
الله منه » قال : من قتل صيدا وهو محرم حكم عليه
أن يجزي بمثله وإن عاد فقتل
آخر لم يحكم عليه فينتقم الله منه .
٦٥ ـ وعنه أنه قال في قول الله : « يا أيها الذين آمنوا
لاتقتلوا الصيد
وأنتم حرم » إلى قوله « صياما
» قال : من أصاب صيدا وهو محرم فأصاب جزاء
مثله من النعم أهداه وإن لم يجد هديا كان عليه أن يتصدق بثمنه وأما قوله « أو عدل
__________________
ذلك صياما » يعني
عدل الكفارة إذا لم يجد الفدية ولم يجد الثمن .
٦٦ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : من أصاب الصيد وهو محرم أو متمتع ولم يجد
جزاء فصام ثم أيسر وهو في الصيام لم يفرغ من صيامه فلا شئ عليه وقد تمت
كفارته .
٦٧ ـ وعن أبي جعفر محمد بن على عليهماالسلام أنه قال في المحرم
يصيب نعامة :
عليه بدنة هديا بالغ الكعبة فإن لم يجد بدنة أطعم ستين مسكينا فان لم يقد
على ذلك صام ثمانية عشر يوما .
٦٨ ـ وعنه عليهالسلام
أنه سئل عن فراخ النعامة أصابها قوم محرمون قال : عليهم
مكا ن كل فراخ أكلوه بدنة .
٦٩ ـ وعن علي عليهالسلام أنه قال : في محرم
أصاب بيض النعامة قال : يرسل
الفحل من الابل في أبكار منها بعدة البيض فما نتج مما أصاب منها كان هديا
ومالم ينتج فليس عليه فيه شئ لان البيض كذلك منه ما يصح ومنه ما يفسد
فان أصابوا في البيض فراخا لم تنشأ فيها الارواح فعليهم أن يرسلوا الفحل في الابل
حتى يعلموا أنها لقحت فما نتج منها بعد أن علموا أنها قد لقحت كان هديا وما
أسقطت بعد اللقاح فلا شئ فيه لان الفراخ في البيض كذلك منها ما يتم ومنها
ملا يتم وإن أصابوا فراخا قد انشئت فيها الارواح أرسلوا الفحل في الابل بعد تها
حتى تلقح النوق وتتحرك أجنتها في بطونها فما نتج منها كان هديا وما مات بعد ذلك
فلا شئ فيه لان الفراخ في البيض كذلك منها ما ينشق عنه فيخرج حيا ومنها
مايموت في البيض .
٧٠ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام أنه قال : في محرم
أصاب حمار وحش
قال : يجزي عنه بدنة فإن لم يقدر عليها أطعم ستين مسكينا فإن لم يجد صام ثمانية
عشر يوما .
__________________
٦١ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : في محرم
أصاب بقرة وحشية
قال : عليه بقرة أهلية فإن لم يقدر عليها أطعم ثلاثين مسكينا يفان لم يجد صام
تسعة أيام .
٧٢ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال في المحرم يصيب ظبيا : إن عليه شاة فإن لم يجد
تصدق على عشرة مساكين وإن لم يجد صام ثلاثة أيام .
٧٣ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : في الضبع شاة وفي الارنب شاة وفي الحمامة و
أشباهها من الطير شاة وفي الضب جدي وفي اليربوع جدي وفي القنفذ جدي
وفي الثعلب دم .
٧٤ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : يصنع في بيض الحمام وأشباهه من الطير في الغنم
مثل ما يصنع في بيض النعام في الابل وقد ذكرناه مفسرا .
٧٥ ـ وقال عليهالسلام
: في فراخها في كل فرخ حمل .
٧٦ ـ وعنه أنه قال في الصيد يصيبه
الجماعة : على كل واحد منهم الجزاء
منفردا .
٧٧ ـ وعنه أنه قال : لا ينبغي للمحرم أن
يستحل الصيد في الحل ولا في
الحرم ولا يشير إليه فيستحل من أجله .
٧٨ ـ وعنه أنه سئل عن المحرم يضطر فيجد
الصيد والميتة أيهما يأكل؟
قال : يأكل الصيد ويجزي عنه إذا قدر .
٧٩ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : إذا رمى المحرم الصيد فكسر يده أو رجله فإن
تركه قائما يرعى فعليه ربع الجزاء وإن مضى على وجهه فلم يدر ما فعل فعليه
الجزاء كاملا .
٨٠ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام أنه قال : لا يأكل
المحرم شيئا من
__________________
الصيد رطبا ولايابسا
.
٨١ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : المحرم إذا أصاب الصيد جزى عنه ولم يأكله ولم
يطعمه ولكنه يدفنه .
عن علي عليهالسلام
أنه قال : من حج بصبي فأصاب الصبي صيدا فعلى الذي
أحجه الجزاء .
٨٢ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : إذا أصاب
العبد المحرم صيدا و
كان مولاه الذي أحجه فعليه الجزاء وإن لم يكن العبد محرما ولم يأمره مولاه به
فليس عليه شئ .
٨٣ ـ وعن علي عليهالسلام أنه قال : إذا جزى
المحرم عما أصاب من الصيد لم
يأكل من الجزاء شيئا .
٨٤ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : يحكم على المحرم إذا قتل الصيد كان قتله إياه عن
عمد أو خطا .
٨٥ ـ وعنه عليهالسلامم
أنه سئل عن المحرم يحرم وعنده في منزله صيد؟ قال :
لايضره ذلك .
٨٦ ـ وعن علي عليهالسلام أنه حد في صغار
الطير العصافير والقنابر وأشباه
ذلك إذا أصاب المحرم منها شيئا ففيه مدمن طعام .
٨٧ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه نهى المحرم عن
صيد الجراد وأكله في
حال إحرامه وإن قتله خطاء أو وطئته دابته فليس عليه شئ وما تعمد قتله منه
جزى عنه بكف من طعام .
٨٨ ـ وعنه أنه قال : من قتل عظاية أو
زنبورا وهو محرم فإن لم يتعمد
ذلك فلا شئ عليه وإن تعمده أطعم كفا من طعام وكذلك النمل والذى البعوض
والقراد والقمل .
__________________
٨٩ ـ وعن علي عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أباح قتل الفارة في
الحرم والاحرام .
٩٠ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : لا بأس
بقتل المحرم الذباب
والنسر والحدأة والفارة والحية والعقرب وكل ما يخاف أن يعدو عليه ويخشاه
على نفسه ويؤذيه مثل الكلب العقور والسبع وكل ما يخاف أن يعدو عليه .
٩١ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : صيد البحر كله مباح للمحرم والمحل ويأكل
المحرم ويتزود منه .
٩٢ ـ وعنه عليهالسلام
أنه سئل عن طير الماء فقال : كل طير يكون في الا جام يبيض
في البر ويفرخ فهو من صيد البر وما كان من صيد البر يكون في البر ويبيض و
يفرخ في البحر فهو من صيد البحر .
٩٣ ـ وعنه عليهالسلام
أنه سئل عن الدجاج السندية قال : ليست من الصيد إنما
الصيد من الطير ما استقل بالطيران .
٩٤ ـ وعنه عليهالسلام
أنه من جزى عن الصيد إن كان حاجا نحر الجزاء بمنى
وإن كان معتمرا نحره بمكة .
٩٥
ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن
محمد عن آبائه عن علي عليهمالسلام
أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
نهى أن ينفر صيد مكة وأن يقطع شجرها وأن يختلى
خلاها ورخص في الاذخر
وعصى الراعي : وقال : من أصبتموه اختلى أو
عضد الشجر أو نفر الصيد يعني في الحرم فقد حل لكم سلبه وأوجعوا ظهره بما
استحل في الحرم .
٩٦ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : ويتصدق
من عضد الشجرة أو اختلى
شيئا من الحر بقيمته .
__________________
٩٧ ـ وعنه أنه قال : إذا أصاب الحلال
صيدا في الحرم فعليه قيمته .
٩٨ ـ وعنه أنه قال : من رمى صيدا في
الحل فأصابه فيه فتحامل الصيد
حتى دخل في الحرم فمات فيه من رميه فلا شئ عليه فيه .
٩٩ ـ وعنه أنه قال : من صاد صيدا فدخل
به الحرم وهو حي فقد حرم
عليه إمساكه وعليه أن يرسله فان ذبحه في الحل فدخل به الحرم مذبوحا فلا شئ
عليه .
١٠٠ ـ وعن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال فيمن خرج
بطير من مكة فانتهى إلى
الكوفة : عليه أن يرده إلى الحرم .
١٠١ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه سئل عن رجل دخل
إلى الحرم ومعه.
صيد أله أن يخرج به؟ قال : لا قدحرم
عليه إمساكه إذا دخل به الحرم .
١٠٢ ـ وعنه أنه قال : لا تلتقط لقطه
الحرم وتترك مكانها حتى يأتي من هي له فيأخذها .
١٠٣ ـ وعن علي صلوات الله عليه أنه كان
إذا أراد الدخول في الحرم
اغتسل .
١٠٤ ـ وعن جعفربن محمد عليهماالسلام أنه قال : والمتمتع
بالعمرة إلى الحج إذا
دخل الحرم قطع التلبية وأخذ في التكبير والتهليل
١٠٥ ـ وعنه أنه قال : إذا دخل الحاج أو
المعتمر مكة بدأ بحوطة
رحله ثم قصد المسجد الحرام ويستحب أن يأتي المسجد حافيا وعليه السكينة و
الوقار ويدخل من باب بني شيبة وهو باب العراقيين ويدعو بما قدر عليه
من الدعاء .
__________________
١٠٦ ـ وقد روينا عن أهل البيت عليهمالسلام في ذلك من الدعاء
وجوها يطول ذكرها
وليس منها شئ موقت .
١٠٧ ـ وعن علي عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لما دخل المسجد
الحرام في حجة
الوداع بدأ بالركن الاسود فاستلمه ثم أخذ في الطواف .
٢٧
* ( باب ) *
* * ( الطيب والدهن
والاكتحال والتزين ) » *
* « ( والتختم
والاستحمام وغسل الرأس ) » *
* « ( والبدن والدلك
للمحرم ) » *
١
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
المحرم أيصلح له أن يلبس
الثوب المشبع بالعصفر؟ قال : إذا لم يكن فيه طيب فلا بأس .
٢ ـ قال : وسألته عن الرجل هل يصلح له
أن يغسل رأسه يوم النحر بخطمي
قب أن يحلقه؟ قال : كان أبي ينهى ولده عن ذلك .
٣
ـ ب : محمد بن عبدالحميد عن يونس بن يعقوب
قال : قلت لابي الحسن
موسى عليهالسلام
: جعلت فداك رجل أكل فالوذجا فيه زعفران بعد مارمى الجمرة ولم
يحلق؟ قال : لا بأس .
٤ ـ ع
: أبي عن سعد عن أحمد وعبدالله ابني محمد بن عيسى عن ابن
أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبيدالله الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال :
__________________
لا تدهن حين تريد أن
تحرم بدهن فيه مسك ولا عنبر من أجل أن ريحه يبقى في رأسك
من بعد ما تحرم وادهن بما شئت حين تريد أن تحرم فإذا أحرمت فقد حرم
عليك الدهن حتى تحل .
٥
ـ ع : بهذا الاسناد عن الحلبي قال : سألت
أبا عبدالله عليهالسلام
عن المرأة
تكتحل وهي محرمة؟ قال : لا تكتحل قلت : بسواد ليس فيه طيب؟ قال : فكرهه
من أجل أنه زينة وقال : إذا اضطرت إليه فلتكتحل .
٦
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن ابان عن
الحسين بن سعيد
عن حماد عن حريز عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : لا تكتحل المرأة بالسواد إن
السوا من الزينة .
٧
ـ ع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الحسين بن
سعيد عن حماد
عن حريز عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : لا تنظر في المرآة وأنت محرم لانه
من الزينة .
٨
ـ ج : كتب الحميري إلى القائم عليهالسلام : هل يجوز للمحرم
أن يصير على
إبطه المرتك او التوتيا
لريح العرق أم لا يجوز؟ فكتب عليهالسلام
: يجوز ذلك
وبالله التوفيق .
٩
ـ ن : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن
موسى بن عمر عن
ابن بزيع قال : رأيت على أبي الحسن الرضا عليهالسلام
وهو محرم خاتما .
١٠
ـ ع : أبي عن السعد آبادي عن البرقي رفعه
إلى حريز قال : سألت
أبا عبدالله عليهالسلام
عن المحرم أيشم الريحان؟ قال : لا .
__________________
٢٨
( باب )
* « ( اجتناب النساء
للمحرم وفيه ذكر الفسوق ) » *
* « ( والجدال
وافساد الحج ) » *
الايات
: البقرة : « الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث
ولا فسوق ولا جدال في الحج » .
المائدة
« يا أيها
الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله
» .
١
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
الرفث والفسوق والجدال ماهو؟
وما على من فعله؟ قال : الرفث جماع النساء والفسوق والكذب والمفاخرة و
الجدال قول الرجل لا والله وبلى والله فمن رفث فعليه بدنة ينحرها وإن لم يجد
فشاة وكفارة الجدال والفسوق شئ يتصدق به إذا فعله وهو محرم .
٢ ـ قال : وسألته عن رجل واقع امرأته
قبل أن يطوف طواف النساء متعمدا
ما عليه؟ قال : يطوف وعليه بدنة .
٣
ـ ل : في خبر الاعمش عن الصادق عليهالسلام قال الله عزوجل : «
وأتموا
الحج والعمرة لله » وتمامها اجتناب
الرفث والفسوق والجدال في الحج .
٤
ـ ع : ما جيلويه عن عمه عن الكوفي عن خالد
بن إسماعيل عمن
ذكره عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن محرم نظر إلى ساق امرأة أو
إلى فرجها حتى أمنى؟ قال : عليه بدنة أما إني لم أجعلها عليه لمنية إلا لنظره إلى
ما لا يحل النظر إليه .
__________________
٥
ـ ع : بهذا الاسناد عن أبي بصير قال : سألت
أبا عبدالله عليهالسلام
عن المحرم
يريد أن يعمل العمل فيقول له صاحبه : والله لا تعمله فيقول : والله لاعملنه
فيحالفه
مرارا أيلزم مايلزم صاحب الجدال؟ قال : فقال : لا لانه أراد بهذا إكرام أخيه
إنما ذلك ما كان لله معصية قال : وسألته عن محرم رمى ظبيا فأصاب يده فعرج منها
قال : إن كان الظبي مشى عليها ورعى فليس عليه شئ وإن كان ذهب على وجهه
فلم يدر ما يصنع فعليه الفداء لانه لايدري لعله هلك .
٦
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن ابان عن
الحسين بن سعيد
عن صفوان عن بن عمار عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام :
رجل نظر إلى ساق امرأة فأمنى؟ فقال : إن كان موسرا فعليه بدنة وإن كان وسطا
فعليه بقرة وإن كان فقيرا فشاة ثم قال : ثم قال : إني لم أجعل عليه لانه أمنى و
لكنه إنما أجعله عليه لانه نظر إلى مالايحل له .
٧
ـ سن : أبي عن يونس عن إسحاق مثله .
٨
ـ مع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن فضال
عن أبي فضال عن أبي جميلة
عن الشحام قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن الرفث والفسوق والجدال؟ قال : أما
الرفث فالجماع وأما الفسوق فهو الكذب ألا تسمع قول الله عزوجل : « يا أيها
الذين آمنوا إن جاء كم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة
» والجدال هو
قول الرجل : لا والله وبلى والله وسباب الرجل الرجل .
٩ ـ مع
: أبي عن الحسين بن محمد بن عامر عن عبدالله بن عامر عن ابن
أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عبدالله الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال في
الحج : إن الله اشترط على الناس شرطا وشرط لهم شرطا فمن وفى وفى الله له
قلت : فما الذي اشترط عليهم؟ وما الذي شرط لهم؟ أما الذي اشترط عليهم
__________________
فإنه قال : « فمن فرض فيهن الحج فلا
رفث ولافسوق ولا جدال في الحج
» وأما
الذي شرط لهم قال : « فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه
لمن اتقى »
قال : يرجع ولا ذنب له قلت : أرأيت من ابتلى بالجماع
ما عليه؟ قال : عليه بدنة فان كانت المرأة أعانت بشهوة مع شهوة الرجل فعليهما
بدنتان ينحرانهما وإن كان استكرهها وليس بهوى منها فليس عليها شئ و
يفرق بينهما حتى ينفر الناس وحتى يرجعا إلى المكان الذي أصابا فيه ما أصابا
قلت : أرأيت إن أخذا في غير ذلك الطريق إلى أرض اخرى أيجتمعان؟ قال : نعم
قلت أرأيت إن ابتلي بالفسوق؟ فأعظم ذلك ولم يجعل له حدا قال : يستغفر الله و
يلبي قلت : أرأيت إن ابتلي بالجدال؟ قال : فإذا جادل فوق مرتين فعلى المصيب
دم يهريقه دم شاة وعلى المخطي أيضا دم يهريقه دم بقرة .
١٠
ـ سن : البزنطي عن عبدالكريم عن محمد بن
مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام
مثله .
١١
ـ ع : أبي عن سعد عن ابن يزيد عن حماد عن
حريز عن زرارة
عن أبي جعفر عليهالسلام
في المحرم يأتي أهله ناسيا قال : لا شئ عليه إنما هو بمنزلة
من أكل في شهر رمضان وهو ناس .
١٢ ـ سن
: محمد بن علي أبوسمينة عن محمد بن أسلم عن صباح الحذاء عن
إسحاق بن عمار قال : قلت لابي الحسن عليهالسلام
: ما تقول في رجل محل وقع
على أمته محرمة؟ قال : أخبرني موسر هو أو معسر؟ قلت : أجبني فيهما جميعا
قال : هو عالم أم جاهل؟ قلت : أجبني فيهما جميعا قال : هو أمرها بالاحرام
أم هي أحرمت من قبل نفسها بغير إذنه؟ قلت : أجبني فيهما جميعا قال :
إن كان موسرا وكان عالما فإنه لا ينبغي له أن يفعل فإن كان هو أمرها بالاحرام
__________________
فإن عليه بدنة وإن
شاء بقرة وإن شاء شاة فإن لم يكن أمرها بالاحرام فلا
شئ عليه موسرا كان أو معسرا فان كان معسرا وكان أمرها فعليه شاة أو صيام
أوصدقة .
١٣
ـ ضا : الذي يفسد الحج ويوجب الحج من قابل
الجماع للمحرم في
الحرم وما سوى ذلك ففيه الكفارات .
واتق في إحرامك الكذب واليمين الكاذبة
والصادقة وهو الجدال الذي
نهاه الله واتق الصيد. والجدال : قول الرجل لا والله وبلى والله فان جادلت مرة
أو مرتين وأنت صادق فلا شئ عليك فإن جادلت ثلاثا وأنت صادق فعليك دم
شاة فان جادلت مرة كاذبا فعليك دم شاة وإن جادلت مرتين كاذبا فعليك دم بقرة
وإن جادلت ثلاثا وأنت كاذب فعليك بدنة والفسوق : الكذب فاستغفر الله منه
وتصدق بكف طعيم والرفث الجماع فان جامعت وأنت محرم في الفرج فعليك
بدنة والحج من قابل ويجب أن يفرق بينك وبين أهلك حتى تؤدي المناسك
ثم تجتمعا فاذا حججتما من قابل وبلغتما الموضع الذي واقعتما فرق بينكما حتى
تقضيا المناسك ثم تجتمعا فان أخذتما على غير الطريق الذي كنتما أحدثتما فيه
العالم الاول لم يفرق بينكما ويلزم المرأة بدنة إذا جامعها الرجل فإن أكرهها
لزمه بدنتان ولم يلزم المرأة شي ة فإن كان الرجل جامعها دون الفرج فعليه بدنة
وليس عليه الحج من قابل فان كان الرجل جامعها بعد وقوفه بالمشعر فعليه بدنة
وليس عليه الحج من قابل .
١٤
ـ ضا : أما الكفارة على من واقع جاريته أو
أهله وهو محرم فعليه بدنة
قبل أن يشهد الموقفين وليس عليه الحج من قابل .
__________________
١٥
ـ سر : البزنطي عن عبدالكريم عن محمد بن
مسلم قال : سألت أبا جعفر
عليهالسلام
عن الرجل المحرم يريد أن يعمل العمل فيقول له صاحبه : والله لا
تعمله فيقول : والله لاعملنه. فيحالفه مرارا هل على صاحب الجدال شئ؟ قال :
لا إنما أراد بهذا إكرام أخيه إنما ذلك ما كان لله معصية .
١٦
ـ شى : عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن
أبي جعفر عليهالسلام
و
أبي عبدالله عليهالسلام
قالوا : سألنا هما عن قوله « وأتموا الحج والعمرة لله » قالا : فان
تمام الحج والعمرة ألا يرفث ولا يفسق ولا يجادل .
١٧
ـ شى : عن إبراهيم بن عبدالحميد عن أبي
الحسن الاول عليهالسلام
قال :
من جادل في الحج فعليه إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع إن كان
صادقا أو كاذبا فإن عاد مرتين فعلى الصادق شاة وعلى الكاذب بقرة لان الله
عزوجل يقول : « لا جدال في الحج ولارفث ولا فسوق » والرفث : الجماع
والفسوق : الكذب. والجدال قول الرجل : لا والله وبلى والله والمفاخرة .
١٨
ـ شى : عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قول الله :
« الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج
فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في
الحج » والرفث : الجماع والفسوق الكذب والسباب. والجدوال قول الرجل :
لا والله وبلى والله .
١٩ ـ شى
: عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام
عن قول الله : « فمن
فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولاجدال في الحج » قال : يا محمد إن الله اشترط
على الناس شرطا وشرط لهم شرطا فمن وفى لله وفى الله له قلت : فما الذي اشترط
عليهم؟ وما الذي شرط لهم؟ قال : أما الذي اشترط عليهم فانه قال : « الحج أشهر
معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج » وأما شرط لهم
__________________
فانه قال : « فمن
تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى » قال : يرجع لاذنب له .
٢٠
ـ شى : عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا حلف ثلاث
أيمان متتابعات صادقا فقد جادل فعليه دم وإذا حلف بواحدة كاذبا فقد جادل
فعليه دم .
٢١
ـ شى : عن محمد بن مسلم عن أحدهما عن رجل
محرم قال لرجل :
لا لعمري قال : ليس ذلك بجدال إنما الجدال لا والله وبلى والله .
٢٢
ـ دعائم الاسلام : روينا عن علي بن
أبي طالب ( والحسن والحسين و
علي بن الحسين ) ومحمد بن علي بن الحسين وجعفر بن محمد صلوات الله عليهم أن
المحرم ممنوع من الصيد والجماع والطيب ولبس الثياب المخيطة وحلق الرأس
وتقليم الاظفار وأنه إن جامع متعمدا بعد أن أحرم وقبل أن يقف بعرفة فقد
أفسد حجة فعليه الهدي والحج من قابل وإن كانت المرأة محرمة وطاوعته فعليهما
مثل ذلك وإن استكرهها أوأتاها نائمة أولم تكن محرمة فلا شئ عليها .
٢٣ ـ وعن جعفر بن محما عليهماالسلام أنه قال : من واقع
امرأته في الحج ولم
يعلم أن ذلك لايجوز أو كانا ناسيين فلا شئ عليهما .
٢٤ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : إذا وطئ الرجل المحرم امرأته دون الفرج فعليه
بدنة وليس عليه الحج من قابل
٢٥ ـ وعن علي عليهالسلام
أنه قال : المحرم لا ينكح ولا ينكح فإن نكح
فنكاحه باطل .
٢٦ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : إذا باشر المحرم امرأته فأمنى فعليه دم وإن لم
يتعمد الشهوة فلا شئ عليه وإن قبلها فأمنى فعليه جزور وإن نظر إليها بشهوة
وأدام النظر إليها حتى أمنى فعليه دم .
__________________
٢٧ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : في المحرم يحدث نفسه بالشهوة من النساء
فيمني قال : لا شئ عليه قال : فان عبث بذكره فأنعظ فأمنى قال : عليه مثل ما على
من وطي .
٢٨ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : يرفع المحرم امرأته على الدابة ويعدل عليها
ثيابها ويمسها من فوق الثوب فيما يصلح له من أمرها وإن فعل ذلك من شهوة
فعليه دم .
٢٩ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : الجدال
لاوالله وبلى والله فاذا
جادل المحرم فقال ذلك ثلاثا فعليه دم .
٣٠ ـ وعن جعفربن محمد عليهماالسلام انه قال في قول
الله عزوجل : « ولا تحلقوا
رؤسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام
أوصدقة أو نسك » قال : إذا حلق
المحرم رأسه جزى بأي ذلك شاء هو مخير فالصيام
ثلاثة أيام والصدقة على ستة مساكين : لكل مسكين نصف صاع والنسك
شاة .
٣١ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : إن مسح المحرم رأسه أو لحيته فسقط من ذلك شعر
كثير فلا شئ عليه فيه .
٣٢ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : إذا احتاج المحرم إلى الحجامة فليحجم ولا
يحلق مواضع المحاجم .
٣٣ ـ وعنه أنه قال : إن قلم المحرم ظفرا
واحدا فعليه أن يتصدق بكف
من طعام وإن قلم أظفاره كلها فعليه دم .
٣٤ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : إذا مس المحرم الطيب فعليه أن يتصدق بصدقة .
٣٥ ـ وعنه عليهالسلام
أنه رخص للمحرم في الكحل غير الاسود ومالم يكن
فيه طيب إذا احتاج إليه ورخص له في السواك والتدوي بكل ما يحل له أكله مالم
يكن فيه طيب .
__________________
٣٦ ـ وعنه أنه كره في المحرم أن يستظل
في المحمل إذا سار إلا من علة
ورخص له في الاستظلال إذا نزل .
٣٧ ـ وعن علي عليهالسلام أنه قال في المحرم
تكون له علة يخاف أن يتجرد
قال : يحرم في ثيابه ويفتدي بما قال الله : « من صيام أو صدقة أو نسك » .
٣٨ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهالسلام أنه قال : إذا لبس
المحرم جاهلا
أو ناسيا فلا شئ عليه .
٣٩ ـ وعنه أنه قال : يتجرد المحرم في
ثوبين نقيين أبيضين فان لم يجد
فلا بأس بالصبيغ مالم يكن زعفران أوورس أوطيب وكذلك المحرمة لا تلبس
مثل هذا من الصبيغ ولا بأس أن تلبس الحلي مالم تظهر به للرجال وهي محرمة .
٤٠ ـ قال : وإذا احتاج المحرم إلى لبس
السلاح لبسه .
٤١ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : لا بأس للمحرم إذا لم يجد نعلا واحتاج إلى
الخف أن يلبس خفا دون الكعبين .
٢٩
( باب )
* « ( تغطية الرأس
والوجه والظلال والارتماس للمحرم ) » *
١ ـ شا (٧) ج
: سال محمد بن الحسن أبا الحسن موسى عليهالسلام
بمحضر من
الرشيد وهم بمكة فقال له : أيجوز للمحرم أن يظلل عليه محمله؟ فقال له
موسى عليهالسلام
: لا يجوز له ذلك مع الاختيار فقال له محمد بن الحسن : أفيجوز أن
يمشي تحت الظلال مختارا؟ فقال له : نعم فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك
فقال له أبوالحسن موسى عليهالسلام
: أتعجب من سنة النبي صلىاللهعليهوآله
وتستهزئ بها؟ إن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
كشف ظلاله في إحرامه ومشى تحت الظلال وهو محرم إن
__________________
أحكام الله تعالى يا
محمد لا تقاس فمن قاس بعضها على بعض فقد ضل عن السبيل
فسكت محمد بن الحسن لايرجع جوابا .
٢ ـ وقد جرى لابي يوسف مع أبي الحسن
موسى صلوات الله عليه بحضرة
المهدي ما يقرب من ذلك وهو أن موسى سأل أبا يوسف عن مسألة ليس عنده
فيها شئ فقال لابي الحسن موسى عليهالسلام
: إني اريد أن أسألك عن شئ؟ قال : هات
قال : ما تقول في التظليل للمحرم؟ قال : لا يصلح قال : قال : فيضرب الخباء في
الارض فيدخل فيه؟ قال : نعم قال : فما فرق بين هذا وذلك؟ قال أبوالحسن
موسى عليهالسلام
: ما تقول : في الطامث تقضي الصلاة؟ قال : لا قال : تقضي الصوم
قال : نعم قال : ولم؟ قال : إن هذا كذاجاء قال أبوالحسن عليهالسلام : وكذلك هذا قال
المهدي لابي يوسف : ما أراك صنعت شيئا قل : يا أميرالمؤمنين رماني بحجة .
٣
ـ ج : كتب الحميري إلى الحجة صلوات الله
عليه يسأل عن المحرم يرفع
الظلال هل يرفع خشب العمارية
أو الكنيسة
ويرفع الجناحين أم لا؟ فخرج
الجواب : لا شئ عليه في تركه رفع الخشب وعن المحرم يستظل من المطر بنطع أو
غيره حذرا على ثيابه وما في محمله أن يبتل فهل يجوز ذلك؟ فخرج الجواب : إذا
فعل ذلك في المحمل في طريقه فعليه دم .
٤
ـ ب : محمدبن خالد الطيالسي عن إسماعيل بن
عبدالخالق قال : سألت
أبا عبدالله عليهالسلام
هل يدخل الصائم رأسه في الماء؟ قال : لا ولا المحرم قال : مررت
_________________
ببركة بني فلان
وفيها قوم محرمون يترامسون فوقفت عليهم فقلت لهم : إنكم
تصنعون ما لا يحل لكم قال : وسألته هل يستتر المحرم من الشمس؟ قال : لا إلا أن
يكون شيخا فانيا أو ذا علة .
٥
ـ ب : أبوالبختري عن جعفر عن أبيه عن علي عليهالسلام قال :
المحرم يغطي وجهه عند النوم والغبار إلى طرار شعره .
٦
ـ ب : ابن عيسى عن البزنطي قال : قال الرضا
عليهالسلام
: قال أبوحنيفة
للصادق عليهالسلام
: ايش فرق ما بين ظلال المحرم والخباء؟ فقال عليهالسلام
له : إن السنة
لا تقاس .
٧
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبان عن
الحسين بن سعيد عن
حماد عن ابن المغيرة قال : قلت لابي الحسن الاول عليهالسلام
: اظلل وأنا محرم؟
قال : لا قلت : فاظلل واكفر؟ قال : لا قلت : فإن مرضت؟ قال : ظلل وكفر
ثم قال : أما علمت أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : مال من حاج يضحي ملبيا حتى تغيب
الشمس إلا غابت ذنوبه معها .
٨
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
المحرم هل يصلح له أن
يطرح الثوب على وجهه من الذباب وينام؟ قال : لا بأس .
٩
ـ ب : ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا عليهالسلام قال : إن أبا جعفر
عليهالسلام
مر بامرأة محرمة وقد استترت بمروحة على وجهها فأماط المروحة
بقضيبه عن وجهها .
١٠
ـ ضا : من ظلل على نفسه وهو محرم فعليه شاة
أو عدل ذلك صياما
هو ثلاثة أيام .
__________________
١١
ـ ضا : ابن بزيع عن أبي الحسن عليهالسلام قال : سأله رجل
وأنا حاضر
عن المحرم يظل من علة؟ قال : يظل ويفدي ثم قال موسى : إذا أردنا ذلك ظللنا
وفدينا فقلت : بأي شئ؟ قال : بشاة فقلت : أين نذبحها؟ قال : بمنى .
١٢
ـ ضا : عن أبي بصير قال : سألته عن المرأة
تضرب عليها الظلال وهي
محرمة؟ قال : نعم قلت : فالرجل يضرب عليه الظلال وهو محرم؟ قال : نعم
إذا كانت به شقيقة ويتصدق بمد لكل يوم .
١٣
ـ ضا : صفوان عن معاوية بن عمرا عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : لا
يركب المحرم في القبة وتركب المحرمة .
٣٠
( باب )
* « ( الحجامة
واخراج الدم وازالة ) » *
* « ( الشعر وبط
الجرح والاستياك ) » *
الايات
: البقرة : « فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من
صيام أو صدقة أو نسك » .
١
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
المحرم هل يصلح له أن
يحتجم؟ قال : نعم ولكن لا يحلق مكان المحاجم ولا يجزه .
قال : وسألته عن المحرم تكون به البثرة
تؤذيه هل يصلح له أن يقطع رأسها
__________________
قال : لابأس .
٢
ـ ع : أبي عن سعة عن ابن يزيد عن ابن أبي
عمير عن معاوية عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قلت : المحرم يستاك؟ قال : نعم قلت : فإن أدمى يستاك؟
قال : نعم هومن السنة .
٣
ـ ضا : وإن كان به أذى من رأسه ففدية من
صيام أو صدقة أونسك
والنسك شاة وإطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع أو صوم ثلاثة أيام .
٤
ـ شى : عن حريز عمن رواه عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله » فمن
كان منكم مريضا أوبه أذى من رأسه قال : مر رسول الله صلىاللهعليهوآله
على كعب بن
عجرة والقمل يتناثر من رأسه وهو محرم فقال له : أتؤذيك هو امك؟ قال :
نعم فانزلت هذه الاية « فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام
أو صدقة أو نسك » فأمره رسول الله صلىاللهعليهوآله
أن يحلق رأسه وجعل الصيام ثلاثة
أيام والصدقة على ستة مساكين مدين لكل مسكين والنسك شاة .
٥ ـ قال : وقال أبوعبدالله عليهالسلام : كل شئ في القرآن «
أو » فصاحبه بالخيار
يختار مايشاء وكل شئ في القرآن « فإن لم يجد » فعليه ذلك .
٦
ـ ضا : حماد عن حريز مثله .
٧
ـ مكا : عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لا بأس
بالسواك للمحرم .
_________________
٣١
( باب )
* « ( جمل كفارات
الاحرام ) » *
١
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : لكل شئ خرجت
من حجك فعليك
فيه دم تهريقه حيث شئت .
أقول : قد مضى أحكام الكفارات في باب ما
يجب على المحرم اجتنابه من
الصيد وغيره.
٢
ـ ع : كل شئ أتيته في الحرم بجهالة وأنت
محل أو محرم أوأنت
في الحل وأنت محرم فليس عليك شئ إلا الصيد فان عليك فداؤه فان
تعمدته كان عليه فداؤه وإثمه .
٣٢
* « باب » *
* « ( علة التلبية وآدابها
وأحكامها وفيه ) » *
* « ( فداء ابراهيم عليهالسلام
بالحج ) » *
الايات
: الحج : « وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر
يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على
مارزقهم من بهيمة الانعام » .
١
ـ ع ل
لى : ابن المتوكل عن السعد ابادي عن
البرقي عن
__________________
أبيه عن الازدي قال
: سمعت مالك بن أنس فقيه المدينة يقول : كنت أدخل إلى
الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام
فيقدم لي مخدة ويعرف لي قدرا ويقول : مالك إني
احبك فكنت أسر بذلك وأحمد الله عليه قال : وكان عليهالسلام
: رجلا لا يخلو
من إحدى ثلاث خصال إما صائما وإما قائما وإما ذاكرا وكان من عظماء
العباد وأكابر الزهاد الذين يخشون الله عزوجل وكان كثير الحديث طيب
المجالسة كثير الفوائد فاذا قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: اخضر مرة واصفر مرة
اخرى حتى ينكره من كان يعرفه ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته
عند الاحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكان أن يخر من
راحلته فقلت : قل يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله
ولابد لك من أن تقول فقال : يا ابن
أبي عامر! كيف أجسر أن أقول : لبيك اللهم لبيك وأخشي أن يقول عزوجل
لي : لالبيك ولا سعديك .
٢
ـ فس : وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا
وعلى كل ضامر يأتين
من كل فج عميق « يقول : الابل المهزولة قال : ولما فرغ إبراهيم عليهالسلام
من بناء البيت أمره الله أن يؤذن في الناس بالحج فقال : يارب وما يبلغ صوتي
فقال الله : عليك الاذان وعلي البلاغ وارتفع إلى المقام وهو يومئذ يلصق بالبيت
فارتفع به المقام حتى كان أطول من الجبال فنادى وأدخل أصبعه في أذنيه وأقبل
بوجهه شرقا وغربا يقول : أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فأجيبوا
ربكم فأجابوه من تحت البحور السبع ومن بين المشرق والمغرب إلى منقطع
التراب من أطرافها ـ أي الارض ـ كلها ومن أصاب الرجال وأرحام النساء
بالتلبية « لبيك اللهم لبيك » أولا ترونهم يأتون يلبون فمن حج من يومئذ إلى
يوم القيامة فهم ممن استجاب لله وذلك قوله « فيه آيات بنات مقام إبراهيم » يعني نداء إبراهيم على المقام بالحج .
__________________
٣
ـ فس : « ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم مما
ملكت أيمانكم من
شركاء فيما رزقناكم » فانه كان سبب نزولها أن قريشا والعرب كانوا إذا حجوا
يلبون وكانت تلبيتهم « لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد
والنعمة لك والملك لا شريك لك » وهي تلبية إبراهيم والانبياء عليهمالسلام فجاءهم
إبليس في صورة شيخ فقالت : ليست هذه تلبية أسلافكم قالوا : وماكانت تلبيتهم؟
قال : كانوا يقولون : لبيك اللهم ليك لا شريك لك إلا شريك هو لك فنفرت
قريش من هذا القول فقال لهم إبليس : على رسلكم حتى آتي آخر كلامي فقالوا
ماهو؟ فقال : إلا شريك هو لك تملكه وما يملكك. ألا ترون أنه يملك الشريك
وما ملكه ضرضوا بذلك وكانوا يلبون بهذا قريش خاصة فلما بعث الله رسوله
أنكر ذلك عليهم وقال : هذا شرك فأنزل الله « ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم
مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء » أي ترضون أنتم فيما
تملكون أن يكون لكم فيه شريك وإذا لم ترضوا أنتم أن يكون لكم فيما تملكونه
شريك فكيف ترضون أن تجعلوا لي شريكا فيما أملك
:
٤
ـ ب : عنهما عن حنان قال : سمعت أبا
عبدالله عليهالسلام
يقول : إذا أتيت
مسجد الشجرة فافرض قال : قلت : وأي شئ الفرض؟ قال : تصلي ركعتين ثم
تقول : اللهم إني اريد أن أتمتع بالعمرة إلى الحج فإن أصابني قدرك فحلني
حيث يحبسني قدرك فاذا أتيت الميل فلب .
٥
ـ ب : محمد بن عبدالحميد عن عاصم بن
عبدالحميد قال : سمعت أبا
عبدالله عليهالسلام
يقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
لما انتهى إلى البيداء حيث الميل قربت
له ناقة فركبها فلما انبعثت له لبي بالاربع فقال : « لبيك اللهم لبيك لبيك لا
شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك » ثم قال ههنا يخسف
بالاخابث قال : ثم إن الناس زادوا بعد وهو حسن .
__________________
٦
ـ ب : محمد بن علي بن خلف عن حسان المدايني
قال : سألت جعفربن
محمد عليهماالسلام
عن تلبية النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : هذه التلبيات التي يلبي بها الناس وكان
يكثر من ذي المعارج .
٧
ـ ب : ابن أبي الخطاب عن البزنطي قال :
سألت الرضا عليهالسلام
كيف
أصنع إذا أردت الاحرام؟ قال : فقال : اعقد الاحرام في دبر الفريضة حتى إذا
استوت بك البيداء فلب قلت أرأيت إذا كنت محرما من طريق العراق قال : لب إذا
استوى بك بعيرك .
٨
ـ ل : فيما أوصى به النبي عليا عليهالسلام : لا تجهر النساء بالتلبية
.
٩
ـ ل : في خبر الاعمش عن الصادق عليهالسلام قال : فرائض الحج
الاحرام
والتلبية الاربع وهي : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد و
النعمة لك والملك لاشريك لك .
١٠
ـ ع
ن
: الدقاق عن الاسدي عن سهل عن جعفر بن عثمان
الدارمي عن سليمان بن جعفر قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام
عن التلبية وعلتها؟
فقال : إن الناس إذا أحرموا ناداهم الله تبارك وتعالى فقال : يا عبادي وإمائي
لاحر منكم على النار كما أحرمتم لي فيقولون : لبيك اللهم لبيك إجابة لله عزوجل
على ندائه إياهم .
١١
ـ ع : أبي عن ابن عامر عن عمه عن ابن أبي
عمير عن حماد بن عثمان
عن عبيدالله الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سألته لم جعلت التلبية؟ فقال : إن
الله عزوجل أوحى إلى إبراهيم عليهالسلام
« وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا » فنادى فاجيب من كل فج عميق يلبون .
__________________
١٢
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف
عن ابن مهزيار
عن حماد بن عيسى عن أبان عمن أخبره عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قلت له : لم
سميت التلبية تلبية؟ قال : إجابة أجاب موسى عليهالسلام
ربه .
١٣
ـ ع : أبي عن محمد العطار عن الحسين بن
إسحاق عن ابن مهزيار
عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى وعلي بن الحكم عن المفضل
بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : أحرم موسى عليهالسلام
من رملة مصر
ومر بصفايح الروحاء محرما يقود ناقته بخطام من ليف فلبى تجيبه الجبال .
١٤
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف
عن ابن مهزيار عن
حماد بن عيسى عن الحسين بن مختار عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول :
مر موسى بن عمران في سبعين نبيا على فجاج الروحاء عليهم العباء القطوانية .
يقول : لبيك عبدك وابن عبديك لبيك .
١٥
ـ ع : أبي عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار
عن أخيه علي
عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : مر موسى
النبي صلوات الله عليه بصفايح الروحاء على جمل أحمر خطامه من ليف عليه
عباءتان قطوانيتان وهو يقول : لبيك ياكريم لبيك ومر يونس بن متى عليهالسلام
بصفائح الروحاء وهو يقول : لبيك كشاف الكرب العظام لبيك ومر عيسى بن
مريم عليهالسلام
بصفايح الروحاء وهويقول : لبيك عبدك وابن أمتك لبيك ومر محمد صلىاللهعليهوآله
بصفايح الروحاء وهو يقول : لبيك ذا المعارج لبيك .
١٦
ـ مع ن
ع : المفسر باسناده عن أبي محمد عليهالسلام عن آبائه
__________________
عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: لما بعث الله عزوجل موسى بن عمران
واصطفاه نجيا وفلق له البحر ونجا بني إسرائيل وأعطاه التوراة والالواح
رأى مكانه من ربه عزوجل فقال : يارب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا
قبلي فقال الله جل جلاله : يا موسى أما علمت أن محمدا أفضل عندي من جميع
ملائكتي وجميع خلقي قال موسى : يارب فإن كان محمد أكرم عندك من جميع
خلقك فهل في ال الانبياء أكرم من آلي؟ فقال الله جل جلاله : أما علمت أن
فضل آل محمد عليهمالسلام
على جميع آل النبيين كفضل محمد صلىاللهعليهوآله
على جميع المرسلين
فقال موسى : يارب فان كان آل محمد عليهمالسلام
كذلك فهل في أمم الانبياء أفضل عندك
من امتي : ظللت عليهم الغمام وأنزلت عليهم المن والسلوى وفلقت لهم البحر؟
فقال الله جل جلاله : ياموسى أما علمت أن فضل امة محمد على جميع الامم كفضلي
على جميع خلقي فقال موسى : يارب ليتني كنت أراهم فأوحى الله عزوجل إليه
ياموسى إنك لن تراهم وليس هذا أوان ظهورهم ولكن سوف تراهم في الجنان
جنة عدن والفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون وفي خيراتها يتبحبحون
أفتحب أن اسمعك كلامهم؟ قال : نعم يا إلهي قال الله جل جلاله : قم بين يدي
واشدد متزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ففعل ذلك موسى عليهالسلام فنادى
ربنا عزوجل : يا امة محمد صلىاللهعليهوآله
فأجابوه كلهم في أصلاب آبائهم وأرحام امهاتهم
لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك
لاشريك لك قال : فجعل الله عزوجل تلك الاجابة شعار الحج ثم نادى ربنا
عزوجل : يا امة محمد إن قضائي عليكم أن رحمتي سبقت غضبي وعفوي قبل عقابي
فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني وأعطيتكم من قبل أن تسألوني من لقيني منكم بشهادة
إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صادق في أقواله محق
__________________
في أفعاله وأن علي
بن أبي طالب أخوه ووصيه من بعده ووليه يلتزم طاعته كما يلتزم
طاعة محمد صلىاللهعليهوآله
فإن أولياءه المصطفين المطهرين الميامين بعجائب آيات الله ودلائل
حجج الله من بعد أوليائه أدخله جنتي وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر قال :
فلما بعث الله عزوجل نبينا محمدا صلىاللهعليهوآله
قال : يا محمد « وماكنت بجانب الطور إذ
نادينا » امتك بهذه الكرامة ثم قال عزوجل لمحمد صلىاللهعليهوآله
: يامحمد قل : « الحمد
لله رب العالمين » على ما اختصصتني به من هذه الفضيلة وقال لامته : وقولوا أنتم :
« الحمد الله رب العالمين » على ما
اختصصنا به من هذه الفضائل .
أقول
: قد مضى تمامه في مواضع.
١٧
ـ مع : السناني عن الاسدي عن النخعي عن
النوفلي عن
السكوني عن الصادق عليهالسلام
عن آبائه عن علي عليهمالسلام
قال : نزل جبرئيل على
النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : يا محمد مر أصحابك بالعج والثج فالعج رفع الاصوات بالتلبية
والثج نحر البدن .
١٨
ـ ع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن فضال
عن عبدالله بن
سنان عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : لما أمر الله عزوجل إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام
ببنيان البيت وتم بناؤه أمره أن يصعد ركنا ثم ينادي في الناس : ألا هلم الحج
فلو نادى : هلموا إلى الحج لم يحج إلا من كان يومئذ إنسيا مخلوقا ولكن
نادى هلم الحج فلبى الناس في أصلاب الرجال : لبيك داعي الله لبيك داعي الله
فمن لبى عشرا حج عشرا ومن لبى خمسا حج خمسا ومن لبى أكثر فبعدد ذلك
ومن لبى واحدا حج واحدا ومن لم يلب لم يحج .
١٩
ـ ع : عن سعد عن أحمد وعلي ابني الحسن بن
فضال عن أبيهما
عن غالب بن عثمان عن رجل من أصحابنا عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : إن الله
_________________
جل جلاله لما أمر
إبراهيم عليهالسلام
ينادي في الناس بالحج قام على المقام فارتفع به
حتى صار بازاء أبي قبيس فنادى في الناس بالحج فأسمع من في أصلاب الرجال
وأرحام النساء إلى أن تقوم الساعة .
٢٠
ـ سن ابن يزيد عن ابن أبي عمير وابن فضال عن
رجال شتى عن
أبي جعفر عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: من لبى في إحرامه سبعين مرة احتسابا
أشهد الله له ألف ملك ببراءة من النار وبراءة من النفاق .
٢١
ـ ضا : ثم تلبي سرا بالتلبيات الاربع وهي
المفترضات تقول : « لبيك
اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك
لك » هذه الاربعة المفروضات وتقول : « لبيك ذا المعارج لبيك لبيك تبدئ و
تعيد والمعاد إليك لبيك لبيك داعيا إلى دارالسلام لبيك لبيك كشاف
الكرب العظام لبيك لبيك يا كريم لبيك لبيك عبدك ابن عبديك بين
يديك لبيك لبيك أتقرب إليك بمحمد وآل محمد صلىاللهعليهوآله
لبيك » وأكثر من
ذي المعارج .
٢٢
ـ سر : من كتاب المشيخة لابن محبوب عن ابن
سنان قال : سألت
أبا عبدالله عليهالسلام
عن الاهلال بالحج وعقدته قال : هو التلبية إذا لبى وهو متوجه
فقد وجب عليه ما يجب على المحرم .
٢٣
ـ شى : عن الفضل بن موسى الكاتب عن أبي
الحسن موسى عليهالسلام
قال :
أوحى الله إلى إبراهيم عليهالسلام
أن اصعد أبا قبيس فناد في الناس : يا معشر الخلايق إن
الله يأمركم بحج هذا البيت الذي ببكة محرما من استطاع إليه سبيلا فريضة من الله
قال : فصعد إبراهيم عليهالسلام
أبا قبيس فنادى في الناس بأعلى صوته : يا معشر الخلايق
إن الله يأمركم بحج هذا البيت الذي ببكة محرما من استطاع إليه سبيلا فريضة
__________________
من الله قال : فمد
الله لابراهيم في صوته حتى أسمع به أهل المشرق والمغرب و
ما بينهما من جميع ماقدر الله وقضى في أصلا الرجال من النطف وجميع ما قدر الله
وقضى في أرحام النساء إلى يوم القيامة فهناك يا فضل وجب الحج على جميع
الخلايق فالتلبية من الحاج في أيام الحج هي إجابة لنداء إبراهيم يومئذ بالحج
عن الله .
٢٤ ـ وجدت بخط الشيخ محمد بن علي
الجباعي ـ رحمه الله ـ نقلا من خط
الشهيد قدس الله روحه روى عن الباقر عليهالسلام
: من لبى في إحرامه سبعين مرة إيمانا
واحتسابا أشهد الله له ألف ملك ببراءة من النار وبراءة من النفاق.
٣٣
* باب *
* « ( الاجهار
بالتلبية والوقت الذى يقطع فيه التلبية ) » *
١
ـ ل : القطان عن السكري عن الجوهري عن ابن
عمارة عن أبيه عن
جابر الجعفي عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : ليس على النساء إجهار بالتلبية ولا الهرولة
بين الصفا والمروة ولا استلام الحجر الاسود ولا دخول الكعبة ولا الحلق
إنما يقصرن من شعورهن الخبر .
٢
ـ ب : ابن أبي الخطاب عن البزنطي قال :
سألت الرضا عليهالسلام
عن
الرجل يعتمر عمرة المحرم من أين يقطع التلبية؟ قال : كان أبوالحسن عليهالسلام من
قوله يقطع التلبية إذا نظر إلى بيوت مكة .
أقول
: قد مضى في باب أنواع الحج ما يتعلق به.
٣
ـ ضا : إذا لبيت فارفع صوتك بالتلبية ولب
متى ما صعدت أكمة أو هبطت
__________________
واديا أو لقيت راكبا
أو انتبهت من نومك أو ركبت أو نزلت وبالاسحار فان
أخذت على طريق المدينة لبيت قبل أن تبلغ الميل الذي على يسار الطريق فاذا
بلغت فارفع صوتك بالتلبية ولا تجوز الميل إلا ملبيا فإذا نظرت إلى بيوت مكة
فارفع التلبية وحد بيوت مكة من عقبة المدنينين أو بحذائها ومن أخذ على طريق
المدينة قطع التلبية إذا نظر إلى عريش مكة وهو عقبة ذي طوى .
٤
ـ سر : من كتاب البزنطي عن الحلبي قال :
سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول :
من اعتمر من التنعيم قطع التلبية حيث ينظر إلى المسجد .
٥
ـ الهداية : فإذا أردت أن تدخل المسجد فادخل من
باب بني شيبة
بسكينة ووقار وأنت حاف فإنه من دخله بخشوع غفرله وإذا دخلت المسجد
الحرام فانظر إلى الكعبة وقل : الحمد الله الذي عظمك وشرفك وكرمك و
جعلك مثابة للناس وأمنا مباركا وهدى للعالمين ثم انظر إلى الحجر الاسود
وارفع يديك واحمد الله وأثن عليه وصل على محمد وآل محمد واسئل الله أن يتقبل
منك ثم استلم الحجر وقبله في كل شوط فإن لم تقدر عليه فافتح به واختم به
فان لم تقدر عليه فامسحه بيدك اليمنى وقبلها وقال : اللهم أمانتي أديتها وميثاقي
تعاهدته لتشهد لي بالموافاة آمنت بالله وكفرت بالجبت والطاغوت واللات و
العزى وعبادة الشيطان وعبادة الاوثان وعبادة كل نديد عى من دون الله
فإن لم تستطع أن تقول هذا كله فبعضه ثم طف بالبيت سبعة أشواط فاذا بلغت
باب البيت قلت : سائلك فقيرك مسكينك ببابك فتصدق عليه بالجنة و
تقول في طوافك : اللهم إني أسألك باسمك الذي يمشى به على طلل الماء كما
يمشى به على جدد الارض فأسألك باسمك المخزون المكنون وأسألك باسمك
الاعظم الاعظم الاعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت أن تصلي على
محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا فاذا بلغت مقابل الميزاب فقل : اللهم أعتق
رقبتي من النار ووسع علي من رزقك الحلال وادرء عني شر فسقة العرب والعجم
__________________
وشر فسقة الجن والانس
وتقول وأنت تجوز اللهم إني إليك فقير وأنا
منك خائف مستجير فلا تغير جسمي ولاتبدل اسمي ولا تستبدل بي غيري. وإذا
بلغت الركن اليماني فالتزمه وقبله وصل على محمد وآل محمد في كل شوط وقل
بينه وبين الركن الذي فيه الحجر : ربنا آتنافي الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا
برحمتك عذاب النار.
فاذا كنت في الشوط السابع فقف بالمستجار
وهو مؤخر الكعبة مما يلي
الركن اليماني بحذاء الكعبة فابسط يديك على البيت والزق خدك وبطنك بالبيت
ثم قل : اللهم البيت بيتك والعبد عبدك وهذا مكان العائذ بك من النار وتقول :
اللهم إني قد حللت بفنائك فاجعل قراي مغفرتك وهب لي ما بيني وبينك و
استوهبني من خلقك وادع بما شئت ثم انولديك بما علمت من الذنوب وتقول :
اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي واغفرلي ما اطلعت عليه منى وخفي على
خلقك وتستجير بالله من النار وتكثر لنفسك من الدعاء واستلم الركن الذي
فيه الحجر الاسود واختم به فإن لم تستطع ذلك فلا يضرك ولابد من
أن تفتح بالحجر الاسود وتختم به وتقول : اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي
فيما آتيتني .
٣٤
« ( باب ) »
* « آداب دخول الحرم
ودخول مكة ودخول المسجد الحرام ) » *
* « ( ومقدمات
الطواف من الغسل وغيره ) » *
أقول
: قد مضى الاغسال في باب الاحرام واستحباب الدخول من باب بني
شيبة في باب علل الحج.
١
ـ ثو : ابن المتوكل عن السعد آبادي عن
البرقي عن ابن بشير عن
منصور عن إسحاق بن عمار عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : دخل
__________________
عليه رجال فقال :
قدمت حاجا؟ قال له : نعم قال : وتدري ماللحاج من الثواب؟
قلت : لا أدري جعلت فداك قال : من قدم حاجا حتى إذا دخل مكة دخل متواضعا
فاذا دخل المسجد الحرام قصر خطاه من مخافة الله عزوجل فطاف بالبيت طوافا
وصلى ركعتين كتب الله له سبعين ألف حسنة وحط عنه سبعين ألف سيئة ورفع
له سبعين ألف درجة وشفعه في سبعين ألف حاجة وحسبت له عتق سبعين ألف رقبة
قيمة كل رقبة عشرة آلاف درهم .
٢
ـ سن : محمد بن علي عن أبي جميلة عن أبي
حمزة عن أبي جعفر
عليهماالسلام
قال : من دخل مكة بسكينة غفرله ذنوبه .
٣
ـ سن : أبي عن القاسم بن إسماعيل عن أبان بن
تغلب قال : كنت مع
أبي عبدالله عليهالسلام
من ايله ـ مابين مكة والمدينة ـ فلما انتهى إلى الحرم نزل
فاغتسل وأخذ نعليه بيده ثم دخل الحرم حافيا قال : أبان فصنعت مثل ما صنع فقال :
يا أبان من صنع مثل ما رأيتني صنعت تواضعا لله محا الله عنه مائة ألف سيئة وكتب
له مائة ألف حسنة وقضى له مائة ألف حاجة .
٤
ـ سن : أبي عن النضر عن هشام بن سالم عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال :
انظروا وإذا هبط الرجل منكم وادي مكة فالبسوا خلقان ثيابكم أو سهل ثيابكم فإنه
لم يهبط وادي مكة أحد ليس في قلبه من الكبر إلا غفرله .
٥
ـ أقول : وجدت بخط بعض الافاضل نقلا عن خط
الشيهد قد س الله روحه
عن الباقر عليهالسلام
مثله وزاد فيه وبنى له مائة الف درجة قبل الاخيرة ثم قال : ومن
دخل مكة بسكينة غفر له ذنبه وهو أن يدخلها غير متكبر ولا متجبر ومن دخل
المسجد حافيا على سكينة ووقار وخشوع غفر الله له ذنبه.
٦ ـ ضا
: فاذا بلغت الحرم فاغتسل قبل أن تدخل مكة وامش هنيئة و
عليك السكينة والوقار فاذا دخلت مكة ونظرت إلى البيت فقل : الحمد لله الذي
__________________
عظمك وشرفك وكرمك
وجعلك مثابة للناس وأمنا وهدى للعالمين ثم ادخل
المسجد حافيا وعليك السكينة والوقار وإن كنت مع قوم تحفظ عليهم رحالهم
حتى يطوفوا ويسعوا كنت أعظمهم ثوابا وادخل المسجد من باب بني شيبة
فقل : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلىاللهعليهوآله
ثم تطوف بالبيت تبدأ بركن الحجر
الاسود وقل : أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة آمنت بالله عزوجل
وكفرت بالجبت والطاغوت واللات والعزى والهبل والاصنام وعبادة الاوثان
والشيطان وكل ند يعبد من دون الله جل سبحانه عما يقولون علوا كبيرا .
٧
ـ شى : عن الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته أتغتسل
النساء
إذا أمين البيت؟ قال : نعم إن الله عزوجل يقول « وطهرا بيتي للطائفين و
العاكفين والركع السجود » ينبغي للعبد أن
لايدخل إلا وهو طاهر قد غسل عنه
الرق والاذى وتطهر .
٨
ـ سر : قال ابن محبوب في كتابه : خرج رسول
الله صلىاللهعليهوآله
من المدينة
لاربع بقين من ذي القعدة ودخل لاربع مضين من ذي الحجة ودخل من أعلامكة
من عقبة المدنيين وخرج من أسفلها .
__________________
٣٥
* ( باب ) *
* « ( واجبات الطواف
وآدابه ) » *
١ ـ ب
: محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق معا عن سعدان بن مسلم قال :
رأيت أبا الحسن موسى عليهالسلام
استلم الحجر ثم طاف حتى إذا كان اسبوع التزم
وسط البيت وترك الملتزم الذي يلتزم أصحابنا وبسط يده على الكعبة فمكث ما
شاء الله ثم مضى إلى الحجر فاستلمه وصلى خلف مقام إبراهيم عليهالسلام ثم عاد
إلى الحجر فاستلمه ثم مضى حتى إذا بلغ الملتزم في آخر اسبوع التزم وسط
البيت وبسط يده ثم استلم الحجر وصلى ركعتين خلف مقام إبراهيم عليهالسلام ثم استلم
الحجر وطاف حتى إذا كان في آخر السبوع التزم وسط البيت ثم استلم الحجر
ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم عليهالسلام
ثم عاد إلى الحجر فاستلم مابين الحجر
إلى الباب ثم مكث ماشاء الله ثم أتى الحجر فصلى ثمان ركعات فكان آخر عهده
بالبيت تحت الميزاب وبسط يده ودعا ثم مكث ماشاء الله ثم خرج من باب
الحناطين حتى إذا أتى ذا طوى وكان وجهه إلى المدينة .
أقول
: سيأتي بعض الاداب في باب صلاة الطواف.
٢
ـ ل : فيما أوصى به النبي صلىاللهعليهوآله عليا : ليس على
النساء استلام الحجر .
أقول
: قد مضى في باب الاجهار بالتلبية بسند آخر عن الباقر عليهالسلام مثله.
٣
ـ ل : الاربعمائة قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : أقروا عند
الملتزم بما حفظتم
من ذنوبكم ومالم تحفظوا فقولوا : « وما حفظته علينا حفظتك ونسيناه فاغفره لنا » فانه من أقر بذنبه في ذلك الموضع وعده وذكره واستغفر الله منه كان حقا على
الله عزوجل أن يغفرله .
__________________
٤
ـ ن : أبي عن محمد بن العطار عن الاشعري عن
سهل عن أحمد بن
موسى عن محمد بن سعد عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام
قال : كنت معه في الطواف
فلما صرنا معه بحذاء الركن اليماني قام عليهالسلام
فرفع يده وقال : « يا الله يا ولي
العافية ورازق العافية والمنعم بالعافية والمنان بالعافية والمتفضل بالعافية
علي وعلى جميع خلقك رحمان الدنيا والاخرة ورحيمهما صل على محمد وآل محمد
وارزقنا العافية وتمام العافية في شكر العافية في الدنيا والاخرة يا أرحم
الراحمين » .
٥
ـ ع : أبي عن سعد عن البرقي عن ابن فضال عن
ثعلبة عن
زرارة أو محمد الطيار قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام
عن الطواف أيرمل فيه الرجل؟
فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
لما أن قدم مكة وكان بينه وبين المشركين الكتاب
الذي قد علمتم أمر الناس أن يتجلدوا وقال : أخرجوا أعضادكم وأخرج رسول
الله صلىاللهعليهوآله
عضديه ثم رمل بالبيت ليريهم أنهم لم يصبهم جهد فمن أجل ذلك يرمل
الناس وإني لامشي مشيا وقد كان علي بن الحسين عليهالسلام
يمشي مشيا .
٦
ـ ع : وبهذا الاسناد عن ثعلبة عن يعقوب
الاحمر قال : قال أبوعبدالله
عليهالسلام
: كان في غزوة الحديبية وادع رسول الله صلىاللهعليهوآله
أهل مكة ثلاث سنين
ثم دخل فقضى نسكه فمر رسول الله صلىاللهعليهوآله
بنفر من أصحابه جلوس في فناء الكعبة
فقال : هؤلاء قومكم على رؤوس الجبال لا يرونكم فيروا فيكم ضعفا قال : فقاموا
فشدوا أزرهم وشدوا أيديهم على أوساطهم ثم رملوا .
٧
ـ ك : الهمداني عن جعفر بن أحمد العلوي عن
علي بن أحمد العقيقي
عن أبي نعيم الانصاري عن القائم صلوات الله عليه قال : كان صلوات الله عليه يقول
في سجوده في هذا الموضع وأشار بيديه إلى الحجر تحت الميزاب « عبيدك بفنائك
سائلك بفنائك يسألك مالايقدر عليه غيرك » .
__________________
أقول
: أوردناه بأسانيد في باب من رأى القائم عليهالسلام.
٨
ـ ضا : تطوف أسبوعا وتقارب بين خطاك وتستلم
الحجر في كل شوط
فإن لم تقدر عليه فأشر إليه بيدك وقل عند باب البيت : سائلك مسكينك ببابك
عبيدك بفنائك فقيرك نزل بساحتك تفضل عليه بجنتك فاذا بلغت مقابل الميزاب
فقل : اللهم أعتق رقبتي من النار وادر أعني شر فسقة العرب والعجم وأظلني تحت ظل
عرشك واصرف عني شركل ذي شر وشر فسقة الجن والانس وتقول في طوافك :
اللهم إني أسألك باسمك الذي يمشى به على الماء كما يمشى على جدد الارض
وباسمك المكنون المخزون عندك وباسمك الاعظم الاعظم الذي إذا دعيت به
أجبت وإذا سئلت به أعطيت أن تصلي على محمدو آل محمد أن تغفرلي وترحمني و
تقبل مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك عليهالسلام
وموسى كليمك عليهالسلام
وعيسى
روحك عليهالسلام
ومحمد حبيبك عليهالسلام
فاذا بلغت الركن اليماني فاستلمه فان فيه بابا
من أبواب الجنة لم يغلق منذ فتح وتشير منه إلى زاوية المسجد مقابل هذا الركن
وتقول : اصلي عليك يا رسول الله وتقول بين الركن اليماني وبين ركن الحجر
الاسود : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار فاذا
كنت في الشوط السابع فقف عند المستجار وتعلق بأستار الكعبة وادع الله كثيرا
وألح عليه وسل حوائج الدنيا والاخرة فإنه قريب مجيب .
٩
ـ شى : عن أبان قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام إن علي بن الحسين
إذا
أتى الملتزم قال : اللهم إن عندي أفواجا من ذنوب وأفواجا من خطايا وعندك
أفواج من رحمة وأفواج من مغفرة يامن استجاب لابغض خلقه إليه إذ قال : أنظرني
إلى يوم يبعثون استجب لي وافعل بي كذا وكذا .
١٠ ـ قب
: عن طاوس الفقيه قال : رأيت في الحجر زين العابدين عليهالسلام
يصلي
ويدعو : عبيدك ببابك أسيرك بفنائك مسكينك بفنائك سائلك ببابك يشكو إليك ما
__________________
لايخفى عليك وفي خبر
لا تردني عن بابك .
١١
ـ قب : الاصمعي : كنت أطوف حول الكعبة ليلة
فاذا شاب ظريف الشمائل
وعليه ذوابتان وهو متعلق بأستار الكعبة وهو يقول : نامت العيون وغارت النجوم
وأنت الملك الحي القيوم غلقت الملوك أبوابها وأقامت عليها حراسها وبابك
مفتوح للسائلين جئتك لتنظر إلي برحمتك يا أرحم الراحمين ثم أنشأ يقول :
يامن يجيب دعا المضطر في الظلم
|
|
يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
|
قد نام وفدك حول البيت قاطبة
|
|
وأنت وحدك ياقيوم لم تنم
|
أعوك رب دعاء قد أمرت به
|
|
فارحم بكائي بحق البيت والحرم
|
إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف
|
|
فمن يجود على العاصين بالنعم
|
قال : فاقتفيته فاذا هو زين العابدين عليهالسلام .
١٢
ـ كشف : الحافظ إبراهيم روى عن نضر بن كثير
قال : دخلت أنا و
سفيان الثوري على جعفر بن محمد عليهماالسلام
فقلت : أنا اريد البيت الحرام فتعلمني ما
أدعو بة فقال : إذا بلغت الحرم فضع يدك على الحائط وقل : يا سابق الفوت
ياسامع الصوت يا كاسي العظام لحما بعد الموت ثم ادع بما شئت .
١٣ ـ وقيل
: إن الحسن بن علي بن أبي طالب التزم الركن فقال : إلهى
أنعمت علي فلم تجدني شاكرا وابتليتني فلم تجدني صابرا فلا أنت سلبت النعمة
__________________
بترك الشكر ولا أنت
أدمت الشدة بترك الصبر إلهي ما يكون من الكريم
إلا الكرم .
١٤ ـ أقول : بخط الشيخ محمد بن علي
الجبعي ـ رحمه الله نقلا من خط
الشهيد قدس سره باسناد المعافا إلى نضربن كثير قال : دخلت على جعفر بن
محمد عليهماالسلام
أنا وسفيان الثوري منذ ستين أو سبعين سنة فقلت له : إني اريد البيت
الحرام فعلمني شيئا أدعو به قال : إذا بلغت البيت الحرام فضع يدك على حائط
البيت ثم قال : يا سابق الفوت وياسامع الصوت وياكاسي العظام لحما بعد الموت
ثم ادع بعده بما شئت فقال له سفيان شيئا لم أفهم فقال : ياسفيان أو يا أبا عبدالله
إذا جاءك ما تحب فأكثر من الحمد لله وإذا جاءك ما تكره فأكثر من لا حول ولا
قوة إلا بالله وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار.
١٥ ـ اعلام الدين للديلمى
: روي أن طاووس اليماني قال : رأيت في جوف
الليل رجلا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول :
ألا أيها المأمول في كل حاجتي
|
|
شكوت إليك الضر فاسمع شكايتي
|
ألا يارجائي أنت كاشف كربتي
|
|
فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتى
|
فزادي قليل ما أراه مبلغا
|
|
أللزاد أبكي أم لبعد مسافتي
|
أتيت بأعمال قباح ردية
|
|
فما في الورى خلق جنى كجنايتي
|
أتحرقني بالنار يا غاية المنى
|
|
فأين رجائي منك أين مخافتي
|
قال : فتأملته فاذا هو علي بن الحسين عليهماالسلام فقلت : يا ابن رسول
الله صلىاللهعليهوآله
ما هذا الجزع؟ وأنت ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله
ولك أربع خصال : رحمة الله وشفاعة
جدك رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأنت ابنه وأنت طفل صغير فقال له : يا طاووس إنني
نظرت من كتاب الله فلم أرمن ذلك شيئا فان الله يقول « فلا يشفعون إلا لمن ارتضى
وهم من خشيته مشفقون » وأما كوني ابن رسول الله فان الله تعالى يقول « فاذا
نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون * فمن ثقلت موازينه فاولئك
__________________
هم المفلحون ومن خفت
موازينه فاولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون » وأما كوني طفلا فأنا رأيت الحطب الكبار لا تشتعل إلا بالصغار ثم بكى عليهالسلام
حتى غشي عليه .
١٦
ـ الهداية : المواطن التي ليس فيها دعاء موقت :
الصلاة على الجنازة
والقنوت والمستجار والصفا والمروة والوقوف بعرفات وركعتي
الطواف .
١٧
ـ كتاب زيد النرسى : عن علي بن مزيد
بياع السابري قال : رأيت
أبا عبدالله عليهالسلام
في الحجر تحت الميزاب مقبلا بوجهه على البيت باسطا يديه وهو
يقول : اللهم ارحم ضعفي وقلة حيلتي اللهم أنزل علي كفلين من رحمتك و
أدرر علي من رزقك الواسع وادرأ عني شر فسقة الجن والانس وشر فسقة العرب
والعجم اللهم أوسع على من الرزق ولا تقتر علي اللهم ارحمني ولا تعذبني
ارض عني ولا تسخط علي إنك سميع الدعاء قريب مجيب .
٣٦
* ( باب ) *
* « ( علل الطواف
وفضله وأنواعه ووجوب ما يجب منها ) » *
* « ( وعلة استلام
الاركان وأن الطواف أفضل أم الصلاة ) » *
* « ( وعدد الطواف
المندوب ) » *
الايات
: الحج : « وطهر بيتي للطائفين
» وقال تعالى
: « وليطوفوا
بالبيت العتيق
» .
__________________
١
ـ ب : ابن أبي الخطال عن البزنطي قال :
سألت الرضا عليهالسلام
عن المقيم
بمكة الطواف له أفضل أو الصلاة؟ قال : الصلاة .
٢
ـ ل : فيما أوصى به النبي صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام يا علي إن
عبدالمطلب سن
في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الاسلام ـ وساق الحديث إلى أن قال : ـ
ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن فيهم عبدالمطلب سبعة أشواط فأجرى
الله ذلك في الاسلام .
أقول : قد مر في مواضع ومر مثله أيضا
بسند آخر في تأويل قول النبي صلىاللهعليهوآله
:
أنا ابن الذبيحين.
٣
ـ ل : أبي عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن
أخيه علي عن الحسين بن
سعيد عن صفوان والقاسم عن الكاهلي عن أبي الفرج قال : سأل أبان أبا عبدالله عليهالسلام
أكان لرسول الله صلىاللهعليهوآله
طواف يعرف به؟ قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
يطوف بالليل
والنهار عشرة أسباع : ثلاثة أول الليل وثلاثة آخر الليل واثنين إذا أصبع واثنين
بعد الظهر وكان فيما بين ذلك راحته .
٤
ـ ل : أبي عن سعد عن أحمد بن الحسين بن
سعيد عن الحسين بن
علي بن يقطين عن بكر بن علي بن عبد العزيز عن أبيه قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن السنة كم يوما هي؟ قال : ثلاثمائة وستون يوما منها ستة أيام خلق الله
عزوجل فيها الدنيا فطرحت من أصل السنة فصار السنة ثلاثمائة وأربعة و
خمسين يوما.
يستحب أن يطوف الرجل في مقامه بمكة عدد
أيام السنة ثلاث مائة وستين أسبوعا فان لم يقدر على ذلك طاف ثلاث مائة وستين شوطا .
__________________
٥
ـ ل : ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن
سعيد عن فضالة عن
معاوية بن عمارعن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : يستحب أن تطوف ثلاث مائة وستين
اسبوعا عدد أيام السند فان لم تستطع فما قدرت عليه من الطواف .
٦
ـ ع : علي بن حاتم عن القاسم بن محمد عن
حمدان بن الحسين عن
الحسين بن الوليد عن أبي بكر عن حنان بن سدير عن الثمالي عن علي بن
الحسين عليهماالسلام
قال : قلت : لم صار الطواف سبعة أشواط قال : لان الله تبارك
وتعاللى قال للملائكة : « إني
جاعل في الارض خليفة » فردوا على الله
تبارك
وتعالى وقالوا « أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء » قال الله « إنى أعلم
مالا تعلمون » وكان لا يحجبهم عن نوره فحجبهم عن نوره سبعة آلاف عام فلا ذوا
بالعرش سبعة آلاف سنة فرحمهم وتاب عليهم وجعل لهم البيت المعمور الذي في
السماء الرابعة فجعليه مثابه وأمنا ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور فجعله
مثابه للناس وأمنا فصار الطواف سبعة أشواط واجبا على الطواف لكل ألف سنة
شوطا واحدا .
٧
ـ ع : علي بن حاتم عن القاسم بن محمد عن
حميد بن زياد عن عبيد الله
ابن أحمد عن علي بن الحسين الطاطري عن محمد بن زياد عن أبي خديجة قال :
سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : مر بأبي عليهالسلام
رجل وهو يطوف فضرب بيده على
منكبة ثم قال : أسألك عن ثلاث خصال لا يعرفهن غيرك وغير رجل آخر فسكت
عنه حتى خرج من طوافه ثم دخل الحجر فصلى ركعتين وأنا معه فلما فرغ
نادى أين هذا السائل؟ فجاء وجلس بين يديه فقال له : سل فسأله عن « ن والقلم
وما يسطرون » فأجابه ثم قال : حدثني عن الملائكة حين ردوا على الرب حيث
غضب عليهم وكيف رضي عنهم؟ فقال : إن الملائكة طافوا بالعرش سبع
سنين يدعونه ويستغفرونه ويسألونه أن يرضى عنهم فرضي عنهم بعد سنين فقال :
صدقت.
__________________
ثم قال : حدثني عن رضى الرب عن آدم؟
فقال : إن آدم أنزل فنزل في
الهندو وسأل ربه عزوجل هذا البيت فأمره أن يأتيه فيطوف به أسبوعا ويأتي منى
وعرفات فيقضي مناسكه كلها فجاء من الهند وكان موضع قدميه حيث يطأ عليه
عمران ومابين القدم إلى القدم صحاري ليس فيها شئ ثم جاء إلى البيت طاف
اسبوعا وأتى مناسكه فقضاها كما أمره الله فقبل الله منه التوبة وغفر له قال : فجعل
طواف آدم لما طافت الملائكة بالعرش سبع سنين فقال جبرئيل : هنيئا لك يا آدم قد غفر
لك لقد طفت بهذا البيت قبلك بثلاثة آلاف سنة فقال آدم : يارب اغفرلي ولذريتي
من بعدي فقال : نعم من آمن منهم بي وبرسلى فقال : صدقت ومضى.
فقال أبي عليهالسلام
: هذا جبرئيل أتاكم يعلمكم معالم دينكم .
٨
ـ ل : الاربع مائة قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : إذا اخرجتم حجاجا
إلى بيت الله
عزوجل فأكثروا النظر إلى بيت الله فان لله عزوجل مائة وعشرين رحمة عند بيته
الحرام منها ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين .
٩
ـ ثو : ابن المتوكل عن السعد آبادي عن
البرقي عن ابن أبي عمير عن
معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : لله تبارك وتعالى حول الكعبة عشرون
ومائة رحمة منها ستون للطائفين وأربعون للمصلين وعشرون للناظرين .
١٠ ـ ثو
: ابن المتوكل عن السعد آبادي عن البرقي عن ابن بشير
عن منصور عن إسحاق بن عمار عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
دخل عليه رجل فقال له : قدمت حاجا؟ قال له : نعم قال : وتدري ما للحاج
من الثواب؟ قلت : لا أدري جعلت فداك قال : من قدم حاجا حتى إذا دخل مكة
دخل متواضعا فاذا دخل المسجد الحرام قصر خطاه من مخافة الله عزوجل فطاف
بالبيت طوافا وصلى ركعتين كتب الله له سبعين ألف حسنة وحط عنه سبعين
ألف سيئة ورفع له سبعين ألف درجة وشفعه في سبعين ألف حاجة وحسب له
__________________
عتق سبعين ألف رقبة
قيمة كل رقبة عشرة آلاف درهم .
١١
ـ ثو : ابن المتوكل عن محمد بن جعفر عن سهل
عن محمد بن إسماعيل
عن سعدان عن إسحاق بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام
: يا إسحاق من طاف
بهذا البيت طوافا واحدا كتب الله له ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة ورفع له
ألف درجة وغرس له ألف شجرة في الجنة وكتب له ثواب عتق ألف نسمة حتى
إذا صار إلى الملتزم فتح الله له ثمانية أبواب الجنة يقال له : ادخل من أيها
شئت قال : فقلت : جعلت فداك : هذا كله لمن طاف؟ قال : نعم أفلا اخبرك بما
هو أفضل من هذا؟ قال : فقلت : بلى قال : من قضى لاخيه المؤمن حاجة كتب
الله له طوافا وطوافا حتى بلغ عشرا .
١٢
ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق عن ابن المتوكل
عن الحميري عن
ابن عيسى عن ابن محبوب عن العلا عن محمد عن الباقر عليهالسلام
قال : إن آدم عليهالسلام
لما بنى الكعبة وطاف بها وقال : اللهم إن لكل عامل أجرا اللهم وإني قد
عملت فقيل له : سل يا آدم فقال : اللهم اغفرلي ذنبي فقيل له : قد غفر لك يا
آدم فقال : ولذريتي من بعدي فقيل له : يا آدم من باء منهم بذنبه ههنا كما
بؤت غفرت له.
١٣
ـ ص : بالاسناد عن الصدوق عن علي عن أبيه
عن ابن أبي عمير
عن جميل بن صالح عن أبي عبدالله الصادق عليهالسلام
قال : إن آدم عليهالسلام
لما طاف
بالبيت فانتهى إلى الملتزم فقال جبرئيل عليهالسلام
: أقر لربك بذنوبك في هذا المكان
فوقف آدم عليهالسلام
فقال : يارب إن لكل عامل أجرا ولقد عملت فما أجري؟
فأوحى الله تعالى إليه : يا آدم من جاء من ذريتك هذا المكان فأقر فيه بذنوبه
غفرت له.
١٤ ـ ص
: بالاسناد إلى الصدوق عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد عن
علي بن النعمان عن ابن أبي عمير عن الحضرمي قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : إن
__________________
اسماعيل عليهالسلام دفن امه في الحجر
وجعل له حائطا لئلا يوطأ قبرها.
١٥
ـ ضا : يستحب أن يطوف الرجل بمقامه بمكة
ثلاث مائة وستين اسبوعا
بعدد أيام السنة فان لم يقدر عليه طاف ثلاثمائة وستين شوطا .
١٦ ـ ومتى لم يطف الرجل طواف النساء لم
تحل له النساء حتى يطوف وكذلك
المرأة لايجوز لها أن تجامع حتى تطوف طواف النساء .
١٧
ـ شى : عن محمد بن مروان عن جعفر بن محمد عليهالسلام قال : إني لاطوف
بالبيت
مع أبي عليهالسلام
إذ أقبل رجل طوال جعشم
متعمم بعمامة فقال : السلام عليك يا ابن
رسول الله قال : فرد عليه أبي فقال : أشياء أردت أن أسألك عنها ما بقي أحد يعلمها
إلا
رجل أو رجلان؟ قل : فلما قضى أبي الطواف دخل الحجر فصلى ركعتين ثم قال : هاهنا
يا جعفر ثم أقبل على الرجل فقال له أبي كأنك غريب؟ فقال : أجل فأخبرني
عن هذا الطواف كيف كان؟ ولم كان؟ قال : إن الله لما قال للملائكة : « إني
جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها
» إلى آخر الاية كان ذلك
من يعصي منهم فاحتجب عنهم سبع سنين فلاذوا بالعرش يلوذون يقولون : لبيك
ذوا المعارج لبيك حتى تاب عليهم فلما أصاب آدم الذنب طاف بالبيت حتى قبل الله
منه قال : فقال : صدقت. فعجب أبي عن قوله : صدقت قال : فأخبرني عن « ن والقلم
وما يسطرون » قال : ن نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن قال : فأمر الله القلم فجرى
بما هو كائن وما يكون فهو بين يديه موضوع ما شاء منه زاد فيه وما شاء نقص
منه وما شاء كان وما لا يشاء لايكون قال : صدقت. فعجب أبي من قوله : صدقت
قال : فأخبرني عن قوله « وفي أموالهم حق معلوم » ما هذا الحق المعلوم؟ قال : هو
الشئ يخرجه الرجل من ماله ليس من الزكاة فيكون لنائبة والصلة قال :
صدقت قال : فعجب أبي من قوله : صدقت قال : ثم قام الرجل فقال أبي :
علي بالرجل قال : فطلبته فلم أجده .
__________________
١٨
ـ شى : عن محمد بن مروان قال : سمعت أبا
عبدالله عليهالسلام
يقول : كنت مع أبي في الحجر فبينا هو قائم يصلي إذ أتاه رجل فجلس إليه فلما انصرف
سلم عليه. ثم
قال : إني أسألك عن ثلاثة أشياء لا يعلمها إلا أنت ورجل آخر قال : ما هي؟ قال :
أخبرني أي شئ كان سبب الطواف بهذا البيت؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى لما
أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم ردت الملائكة فقالت « أتجعل فيها من يفسد فيها
ويسفك الدماء ونحن نيبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون » فغضب
عليهم ثم سألوه التوبة فأمرهم أن يطوفوا بالضراح ـ وهو البيت المعمور ـ مكثوا
به يطوفون به سبع سنين يستغفرون الله مما قالوا ثم تاب عليهم من بعد ذلك و
رضي عنهم فكان هذا أصل الطواف ثم جعل الله البيت الحرام حذاء الضراح
توبة لمن أذنب من بني آدم وطهورا لم فقال : صدقت.
ثم ذكر المسألتين نحو الحديث الاول ثم
قام الرجل فقلت : من هذا
الرجل يا أبه؟ فقال : يا بني هذا الخضر عليهالسلام
.
١٩ ـ علي بن الحسين في قوله « وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في
الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء » ردوا على الله فقالوا
« أتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء » وإنما قالوا ذلك بخلق مضى يعني الجان
ابن الجن « ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك » فمنوا على الله بعبادتهم اياه فأعرض
عنهم ثم علم آدم الاسماء كلها ثم قال للملائكة : « أنبئوني بأسماء هؤلاء قالوا لا
علم
لنا قال : يا آدم أنبئهم بأسمائهم فأنبأهم ثم قال لهم : اسجدوا لادم فسجدوا
وقالوا في سجودهم في أنفسهم ما كنا نظن أن يخلق الله خلقا أكرم عليه منا نحن
خزان الله وجيرانه وأقرب الخلق اليه فلما رفعوا رؤوسهم قال : الله يعلم ما تبدون
من ردكم يعلي وما كنتم تكتمون ظننا أن لا يخلق خلقا كريما أكرم عليه منا
فلما عرفت الملائكة أنها وقعت في خطيئة لاذوا بالعرش وإنها كانت عصابة من الملائكة
وهم الذين كانوا حول العرش لم يكن جميع الملائكة الذين قالوا ما ظننا أن
__________________
يخلق خلقا أكرم عليه
مناو هم الذين امروا بالسجود فلا ذوا بالعرش وقالوا
بأيديهم ـ وأشار باصبعه يديرها ـ فهم يلوذون حول العرش إلى يوم القيامة فلما أصاب
آدم الخطيئة جعل الله هذا البيت لمن أصاب من ولده خطيئة أتاه فلا ذبه من ولد آدم
عليهالسلام
كما لا ذ اولئك بالعرش فلما هبط آدم عليهالسلام
إلى الارض طاف بالبيت
فلما كان عند المستجار دنا من البيت فرفع يديه إلى السماء فقال : يارب اغفرلي
فنودي : إني قد غفرت لك قال : يارب ولولدي قال : فنودي يا آدم! من جاءني
من ولدك فباء بذنبه بهذا المكان غفرت له .
٢٠
ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن محمد
بن عبدالله عن محمد بن جعفر الرزاز
عن خاله علي بن محمد عن عمرو بن عثمان الخزاز عن النوفلي عن السكوني
عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: زين الايمان
الاسلام كما أن زين الكعبة الطواف.
٣٧
* ( باب ) *
* « ( أحكام الطواف
) » *
١ ـ ب
: علي عن أخيه عليهالسلام
قال : سألته عن الرجل يطوف بالبيت وهو
جنب فيذكرو هو في طوافه؟ قال : يقطع طوافه ولا يعتد بشئ مما طاف .
٢ ـ قال : وسألته عن رجل طاف بالبيت
وذكر أنه على غير وضوء كيف
يصنع؟ قال : يقطع طوافه ولا يعتد بشئ مما طاف وعليه الوضوء .
٣ ـ قال : وسألته عن رجل ترك طوافا أو
نسي من طواف الفريضة حتى
ورد بلاده وواقع أهله كيف يصنع؟ قال : يبعث بهديه إن كان تركه من حج
فبدنة في حج وإن تركه في عمرة فبدنة في عمرة ووكل من يطوف عنه ما كان
_________________
تركه من طوافه .
٤
ـ ب : الفضل الواسطي قال : قال الرضا عليهالسلام : إذا طاف الرجل
بالبيت
وهو على غير وضوء فلا يعتد بذلك الطواف وهو كمن لم يطف .
٥
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
الرجل هل يصلح له
أن يطوف الطوافين والثلاثة ولا يفرق بينها بالصلاة ثم يصلي لها جميعا؟ قال :
لابأس غير أنه يسلم في كل ركعتين .
٦ ـ قال : ورأيت أخي يطوف السبوعين
والثلاثة يقرنها غير أنه يقف في
المستجار فيدعو في كل اسبوع ويأتي الحجر ويستلمه ثم يطوف .
٧ ـ قال : ورأيت أخي مرة طاف ومعه رجل
من بني العباس فقرن ثلاث
أسابيع لم يقف فيها فلما فرغ من الثالث وفارقه العباسي وقف بين الباب و
الحجر قليلا ثم تقدم فوقف قليلا حتى فعل ذلك ثلاث مرات .
٨
ـ ب : ابن رئاب قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن الرجل يعيى في
الطواف
أله أن يستريح؟ قال : نعم يستريح ثم يقوم فيتم طوافه في فريضة أو غيرها قال :
ويفعل ذلك في سعيه وجميع مناسكه .
٩
ـ ضا : فإن سهوت فطفت طواف الفريضة ثمانية
أشواط فزد عليها ستة
أشواط وصل عند مقام إبراهيم ركعتي الطواف ثم اسع بين الصفا والمروة ثم
تأتي المقام فصل خلفه ركعتي الطواف.
واعلم أن الفريضة هو الطواف الثاني
والركعتين الاوليين لطواف الفريضة
والركعتين الاخيرتين للطواف الاول والطواف الاول تطوع فان شككت فلم
تدر سبعة طفت أو ثمانية وأنت في الطواف فابن على سبعة وأسقط واحدة واقطعه
__________________
وإن لم تدر ستة طفت
أم سبعة فأتمها بواحدة .
ان نسيت شيئا من الطواف فذكرته بعد ما
سعيت بين الصفا والمروة فابن
على ما طفت وتمم طوافك بالبيت وإن كنت قد طفت أربعة أشواط أو طفت أقل
من أربعة أشواط أعدت الطواف.
وإن نسيت الطواف كله ثم ذكرته بعد ما
سعيت فطف اسبوعا وصل ركعتين
وأعد السعي بين الصفا والمروة.
وإن نسيت الركعتين خلف المقام ثم
ذكرتهما وأنت تسعى فافرغ منه ثم صل
ركعتين وليس عليك إعادة السعي .
ومتى حاضت المرأة في الطواف خرجت من
المسجد فان كانت طافت ثلاثة
أشواط فعليها أن تعيدوا إن كانت طافت أربعة أقامت على مكانها فاذا طهرت بنت وقضت
ما بقي عليها ولا تجوز على المسجد حتى تتيم وتخرج منه.
وكذلك الرجل إذا أصابه علة وهو في
الطواف لم يقدر إتمامه خرج وأعاد
بعد ذلك طوافه مالم يجز نصفه فان جاز نصفه فعليه أن يبني على ما طاف .
١٠
ـ سر : البزنطي عن جميل قال : سألت أبا
عبدالله عليهالسلام
عن رجل لم
يدر أسبعا طاف أم ثمانية؟ قال : يصلي الركعتين بعد وسئل عن الركعات كيف
يصليهن أيجمعهن أو ماذا؟ قال : يصلي ركعتين للفريضة ثم يخرج إلى الصفا
والمروة فاذا فرغ من طوافه بينهما رجع فيصلى الركعتين للاسبوع .
١١
ـ سر : في كتاب البزنطي عن عنبسة بن مصعب
قال : سئل أبوعبدالله عليهالسلام
عمن طاف بالبيت من طواف الفريضة ثلاثة أشواط ثم وجد خلوة من البيت فدخله
قال : قد نقض طوافه وخالف السنة فليعده .
١٢
ـ سر : في كتاب البزنطي عن الحلبي قال :
سألته عن رجل أخر
الزيارة إلى يوم النفر؟ قال : لابأس ولا تحل له النساء حتى يزور البيت و
__________________
يطوف طواف النساء .
١٣
ـ سر : من كتاب حريز قال زرارة : قال
أبوجعفر عليهالسلام
: لاقران
بين اسبوعين في فريضة ونافلة ولا قران بين الصومين ولاقران بين فريضة
ونافلة .
١٤
ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن
محمد صلوات الله عليهما انه قال :
ما من عبد مؤمن طاف بهذا البيت اسبوعا وصلى ركعتين وأحسن طوافه وصلاته
إلا غفر الله له .
١٥ ـ وعن أبي عبدالله عليهالسلام جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : الطواف
من أركان الحج
ومن ترك الطواف الواجب متعمدا فلا حج له .
١٦ ـ وعن أبي جعفر محمد بن على صلوات
الله عليهما أنه قال : لما دخل
رسول الله صلىاللهعليهوآله
المسجد الحرام بد أبالركن فاستلمه ثم مضى عن يمينه والبيت عن
يساره فطاف به اسبوعا رمل ثلاثة أشواط ومشى أربعا .
١٧ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : ليس على
النساء رمل في
الطواف .
١٨ ـ وعنه أنه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يستلم الركنين :
الركن الذي فيه
الحجر الاسود والركن اليماني كلما مربهما في الطواف .
١٩ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : لا بأس بالكلام في الطواف والدعاء وقراءة
القرآن أفضل .
٢٠ ـ وروينا عن أهل البيت من وجوه
الدعاء في الطواف كثيرا وليس
منه شئ موقت غير أنهم رغبوا في الدعاء فيه فأفضل ذلك إذا صار الطائف بين الركن
الاسود والباب .
__________________
٢١ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : يطاف بالعليل ومن لا يستطيع المشي محمولا وإن
أمكن أن يمس برجله الارض شيئا وأن يقف بأصل الصفا والمروة فليفعل
وقال : يجزي الطواف للحامل والمحمول .
٢٢ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام أنه رخص لطائف أن
يطوف متنعلا
وقال : طاف رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو راكب على راحلته وبيده محجن له اذا مر
بالركن استلمه به .
٢٣ ـ وعنه أنه قال : لا طواف إلا بطهارة
ومن طاف على غير وضوء لم يعتد
بذلك الطواف وإن طاف تطوعا على غير وضوء ثم توضأ وصلى ركعتين بعد طوافه
فلا بأس بذلك وأما طواف الفريضة فلا يجزي إلا بوضوء .
٢٤ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : من حدث
به أمر قطع طوافه من
رعاف أو وجع أو حدث أو ما أشبه ذلك ثم عاد إلى طوافه فان كان الذي تقدم له
النصف أو أكثر من النصف بنى على ما تقدم وإن كان أقل من النصف وكان طواف
الفريضة ألقى ما مضى وابتدأ الطواف .
٢٥ ـ وعنه أنه قال : الحائض والنفسا
والمستحاضة يقفن بمواقف الحج
كلها ويقضين المناسك كلها إلا الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة
ولا يدخلن المسجد فاذا طهرن قضين ما فاتهن من ذلك .
٢٦ ـ وعنه أنه قال : لا بأس بالاستراحة
في الطواف لمن أعيا
٢٧ ـ وعنه أنه قال : إذا حضرت الصلاة
والناس في الطواف قطعوا طوافهم
وصلوا ثم أتموا ما بقي عليهم .
__________________
٢٨ ـ وعنه أنه رخص في قطع الطواف لابواب
البر وأن يرجع من قطع
لذلك فيبني على ما تقدم إذا كان الطواف تطوعا
٢٩ ـ وعنه أنه قال : فيمن طاف النصف من
طوافه أو أكثر من النصف
ثم اعتل أنه يأمر من يقضي عنه ما بقي عليه وإن كان لم يطف إلا أقل من
النصف إن صح طاف طاف أسبوعا أو طيف به محمولا أو طيف عنه اسبوعا إن لم
يستطع اسبوعا .
٣٠ ـ وعنه أنه قال : إذا حضر وقت الصلاة
المكتوبة بدأبها قبل الطواف .
٣١ ـ وعنه أنه سئل عمن طاف طواف الفريضة
فلم يدرأستة طاف أم سبعة؟
قال : يعيد طوافه قيل : فانه قد خرج من الطواف وفاته ذلك؟ قال : لا شئ عليه
وإن طاف ستة أشواط فظن أنها سبعة ثم تبين له بعد ذلك فليطف شوطا واحدا
فان زاد في طوافه فطاف ثمانية أشواط أضاف إليها ستة ثم صلى أربع ركعات فيكون
له طوفان : طواف فريضة وطواف نافلة .
٣٢ ـ وعنه أنه قال : الطواف من وراء
الحجر ومن دخل الحجر أعاد .
٣٣ ـ وروينا عن أهل البيت صلوات الله
عليهم في الدعاء عند الملتزم وجوها
يطول ذكرها ليس منها شئ موقت والملتزم : ظهر البيت حيال الميزاب يلتزمه
الطائف في الطواف السابع ويدعو بما قدر عليه ويبوء بذنوبه إلى الله عزوجل
ويسأله المغفرة .
٣٤ ـ وروينا عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام أنه كان يفعل ذلك
ويبعد
من يكون معه من مواليه عن نفسه ويناجي الله تعالى ويسأله ويذكر ما يسأل
__________________
المغفرة منه .
واستلام الحجر تقبيله إن وصل إليه أو
لمسه بيده أو الاشارة إليه إن لم
يقدر عليه ويدعو عند ذلك بما أمكنه وليس على النساء استلام ولا يزاحمن
الرجال .
٣٥ ـ وعن جعفر بن محمد صلوات الله
عليهما أنه قال : والطواف سبعة أشواط
حول البيت والشوط من الركن الاسود دائرا بالبيت والحجر إلى الركن
الاسود الذي ابتدأ منه فاذا طاف كذلك سبعة أشواط صلى ركعتين خلف مقام
إبراهيم عليهالسلام
.
ويستحب أن يقرأ فيهما بقل يا أيها
الكافرون وقل هو الله أحد بعد فاتحة
الكتاب ثم يخرج من باب الصفا ويطوف بين الصفا والمروة سبعة أشواط يبدأ
بالصفا ويختم بالمروة ذاهبا وراجعا ومن نسي ركعتي الطواف قضاهما وإن خرج
من مكة صلاهما حيث ذكر .
٣٦ ـ وعنه أنه قال : إن قدرت بعد أن
تصلي ركعتي الطواف أن تأتي
زمزما فتشرب من مائها وتفيض عليك منه فافعل .
٣٧ ـ وعنه صلوات الله عليه أنه قال : لا
تقرن بين أسبوعين إلا أن تسهو فتزيد
في الاول .
٣٨ ـ وعن الحسن والحسين صلوات الله
عليهما أنهما طافا بعد العصر وشربامن
ماء زمزم قائمين .
٣٩ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه سئل عمن قدم
مكة بعد الفجر أو بعد
العصر هل يطوف ويصلي ركعتي طوافه؟ قال : نعم إذا كان فريضة وإن تطوع
بالطواف في هذين الوقتين لم يصل ركعتي طوافه حتى تحل الصلاة .
٤٠ ـ وعنه أنه قال : إن بدأ بالسعي بعد
الطواف وبعد أن يصلي ركعتيه
__________________
فقد أحسن وإن أخر
السعي لعذر وفرق بينه وبين الطواف فلا شئ عليه .
وأنه قال : لا يبدأ بالسعي قبل الطواف
ومن بدأ بالسعي قبل الطواف
طاف ثم سعي .
٤١
ـ كتاب زيد النرسى : قال : سألت أبا
عبدالله عليهالسلام
عن الرجل يحول
خاتمه ليحفظ به طوافه قال : لا بأس إنما يريد به التحفظ .
٣٨
( باب )
* « ( طواف النساء
وأحكامه ) » *
١ ـ سر : من كتاب البزنطي عن الحلبي قال
: سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن رجل
أخر الزيارة إلى يوم النفر قال : لا بأس ولا تحل له النساء حتى يزور البيت ويطوف
طواف النساء .
٢ ـ قال : وسألته عن الرجل نسي طواف
النساء حتى يرجع إلى أهله قال :
يرسل ويطاف عنه فان توفي قبل أن يطاف عنه طاف عنه وليه .
٣٩
* باب *
* « ( أحكام صلاة
الطواف ) » *
١
ـ ب : ابن سعد عن الازدي قال : خرجت أطوف
وأنا إلى جنب إبي
عبدالله عليهالسلام
حتى فرغ من طوافه ثم مال فصلى ركعتين مع ركن البيت والحجر
فسمعته يقول ساجدا : سجدوجهي لك تبعدا ورقا ولا إله إلا أنت حقا حقا الاول
__________________
قبل كل شئ والاخر
بعد كل شئ وها أنا ذا بين يديك ناصيتي بيدك فاغفرلي
إنه لا يغفر الذنب العظيم غيرك فاغفرلي فاني مقر بذنوبي على نفسي ولا
يدفع الذنب العظيم غيرك ثم رفع رأسه ووجهه من الكباء كأنما غمس في الماء .
٢
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
الرجل يطوف بعد الفجر
فيصلي الركعتين خارجا من المسجد؟ قال : يصلي بمكة لا يخرج منها إلا أن ينسى
فيخرج فيصلي إذا رجع إلى المسجد أي ساعة أحب ركعتي ذلك الطواف .
٣ ـ قال : وسألته عن الرجل يطوف السبوع
السبوعين فلا يصلي ركعتيه
حيت يبدوله أن يطوف سبوعا أيصلح ذلك؟ قال : لا حتى يصلي ركعتي السبوع
الاول ثم ليطوف ما أحب .
٤
ـ ل : أبي عن علي عن أبيه عن حماد عن حريز
عن زرارة قال : قال
أبوجعفر عليهالسلام
: أربع صلوات يصليها الرجل في كل ساعة : صلاة فاتتك فمتى ذكرتها
أديتها وصلاة ركعتي طواف الفريضة وصلاة الكسوف والصلاة على الميت
هؤلاء يصليهن الرجل في الساعات كلها .
٥
ـ ل : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن
إبراهيم بن إسحاق
عن ابن بزيع رفعه إلى أبي جعفر عليهالسلام
قال : سبعة مواطن ليس فيها دعاء موقت :
الصلاة على الجنازة والقنوت والمستجار والصفا والمروة والوقوف
بعرفات وركعتا الطواف .
٦
ـ ع : أبي عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن
أخيه عن الحسن بن
سعيد عن علي بن النعمان عن يحيى الازرق قال : قلت لابي الحسن عليهالسلام :
إني طفت أربعة أسباع فأعييت فيها فاصلي ركعاتها وأنا جالس؟ فقال : لا فقلت :
فيكف يصلي لارجل صلاة الليل إذا أعيا أو وجد فترة وهو جالس وهذا لا يصلح؟
__________________
قال : يستقيم أن
تطوف وأنت جالس؟ قلت : لا قال : فصلها وأنت قائم .
٧
ـ ب : الحسن بن ظريف وعلي بن إسماعيل ومحمد
بن عيسى عن حماد
ابن عيسى قال : رأيت أبا الحسن موسى عليهالسلام
صلى الغداة فلما سلم الامام قام
فدخل الطواف فطاف أسبوعين عبد الفجر قبل طلوع الشمس ثم خرج من باب
بني شيبة ومضى ولم يصل .
٨
ـ ضا : وإذا فرغت من أسبوعك فأت مقام
ابراهيم عليهالسلام
وصل ركعتين
للطواف واقرأ فيهما فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ولا يجوز
أن تصلي ركعتي طواف الحج والعمرة إلا خلف المقام حيث هو الساعة ولا بأس
أن تصلي ركعتي طواف النساء وغيره حيث شئت من المسجد الحرام .
٩
ـ شى : عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح قال
: سئل أبوعبدالله عليهالسلام
عن رجل نسي أن يصلي الركعتين عند مقام إبراهيم عليهالسلام
في الطواف في الحج
أو العمرة فقال : إن كان بالبلد صلى ركعتين عند مقام إبراهيم عليهالسلام فان الله يقول :
« واتخذوا من
مقام إبراهيم مصلى » وإن كان ارتحل
وسارفلا آمره أن يرجع
١٠
ـ شى : عن الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته عن رجل
طاف بالبيت طواف الفريضة في حج كان أو عمرة وجهل أن يصلي ركعتين عند
مقام إبراهيم عليهالسلام
قال : يصليها ولو بعد أيام لان الله يقول : « واتخذوا من مقام
إبراهيم مصلى » .
١١
ـ الهداية : قال الصادق عليهالسلام : لا تدع أن تقرأ
قل هو الله أحد وقل
يا أيها الكافرون في سبعة مواطن وعد منها صلاة الطواف وركعتي الاحرام .
__________________
١٢ ـ وقال ـ رحمه الله : الصلاة التي
تصلي في الاوقات كلها إن فاتتك
صلاة فصلها إذا ذكرت وصلاة الكسوف والصلاة على الجنازة وركعتي الاحرام
وركعتى الطواف .
١٣
ـ دلائل الامامة لمحمد بن جرير
الطبري : عن عبدالله بن علي المطلبي
عن محمد بن علي السمري عن أبي الحسن المحمودي عن محمد بن علي بن أحمد
المحمودي عن القائم عليهالسلام
قال : كان يقول زين العابدين عليهالسلام
عند فراقه من
صلاته في سجدة الشكر : ياكريم مسكينك بفنائك ياكريم فقيرك زائرك حقيرك
ببابك ياكريم .
أقول
: لعل هذا الدعاء لسجدة الشكر بعد صلاة الطواف أو لمطلق الصلاة
في هذا المكان لمناسبة لفظ الدعاء ولانه عليهالسلام
قال ذلك لجماعة من الطالبين له بعد
فراغه من الطواف عند الكعبة.
٤٠
( باب )
* « ( فضل الحجر
وعلة استلامه واستلام سائر الاركان ) » *
١ ـ ع :
جماعة عن أبي المفضل عن ليث بن محمد عن أحمد بن عبدالصمد
عن خاله أبي الصلت الهروي عن عبدالعزيز بن عبدالصمد عن أبي هارون العبدي
عن أبي عسيد الخدري قال : حج عمر بن الخطاب في إمرته فلما افتتح الطواف
حاذى الحجر الاسود ومر فاستلمه وقبله وقال : اقبلك وإني لاعلم أنك حجر
لا تضر ولا تنفع ولكن كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
بك حفيا ولولا أني رأيته يقبلك
ما قبلتك.
قال : وكان في القوم الحجيج علي بن أبي
طالب عليهالسلام
فقال : بلي والله إنه
__________________
ليضر وينفع قال :
وبم قلت ذلك يا أبا الحسن؟ قال : بكتاب الله تعالى قال :
أشهد أنك لذو علم بكتاب الله فأين ذلك من الكتاب؟ قال : قول الله عزوجل :
« وإذا أخذ
ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم
قالوا بلى شهدنا » وأخبرك أن الله
سبحانه لما خلق آدم مسح ظهره فاستخرج
ذريته من صلبه نسما في هيئة الذر فألزمهم العقل وقررهم أنه الرب وأنهم العبيد
وأقرواله بالربوبية وشهدوا على أنفسهم بالعبودية والله عزوجل يعلم أنهم في
ذلك في منازل مختلفة فكتب أسماء عبيده في رق وكان لهذا الحجر يومئذ عينان
ولسان وشفتان فقال له : افتح فاك ففتح فاه فألقمه ذلك الرق ثم قال له :
اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة فلما هبط آدم عليهالسلام
هبط والحجر معه فجعل
في موضعه من هذا الركن وكانت الملائكة تحج إلى هذا البيت من قبل أن يخلق
الله تعالى آدم ثم حجة آدم ثم نوح من بعده ثم تهدم البيت ودرست قواعده
فاستودع الحجر من أبي قبيس فلما أعاد إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام بناء البيت وبنيا
قواعده واستخرجا الحجر من أبي قبيس بوحي من الله عزوجل فجعلاه بحيث
هو اليوم من هذا الركن وهو من حجارة الجنة وكان لما أنزل في مثل لون
الدر وبياضه وصفاء الياقوت وضيائه فسودته أيدي الكفار ومن كان
يلتمسه من أهل الشرك بعتايرهم
فقال عمر : لا عشت في أمة لست فيها
يا با الحسن .
٢
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن اليقطيني عن
زياد القندي عن عبدالله بن سنان قال : بينا نحن في الطواف إذ
مر رجل من آل عمر فأخذ بيده
رجل فاستلم الحجر فانتهره وأغلظه وقال له : بطل حجك إن الذي تستلمه
حجر لايضر ولا ينفع فقلت لابي عبدالله عليهالسلام
: جعلت فداك أما سمعت
قول العمري لهذا الذي استلم الحجر؟ قال : فأصابه ما أصابه فقال : وما
__________________
الذي قال؟ قلت : قال
له : يا عبدالله بطل حجك ثم إنما هو حجر لا يضر
ولا ينفع فقال أبوعبدالله عليهالسلام
: كذب ثم كذب ثم كذب إن للحجر لسانا
ذلقا يوم القيامة يشهد لمن وافاه بالموافاة ثم قال : إن الله تبارك وتعالى لما
خلق السموات والارض خلق بحرين بحرا عذبا وبحرا أجاجا فخلق تربة آدم
من البحر العذب وشن عليها من البحر الاجاج ثم جبل آدم فعرك عرك الاديم
فتركه ما شاء الله فلما أراد أن ينفخ فيه الروح أقاممه شبحا فقبض قبضة من كتفه
الايمن فخرجوا كالذر فقال : هؤلاء إلى الجنة وقبض قبضة من كتفه الايسر
فقال : هؤلاء إلى النار فأنطق الله عزوجل أصحاب اليمين وأصحاب اليسار فقال
أهل اليسار : يارب لم خلقت لنا النار ولم تبين لنا ولم تبعث الينا رسولا؟ فقال
الله
عزوجل لهم : ذلك لعلمي بما أنتم صائرون إليه وإنى سائلكم فأمر الله عزوجل
النار فأسعرت ثم قال : لهم تقحموا جميعا في النار فإني أجعلها عليكم بردا
وسلاما فقالوا : يارب إنما سألناك لاي شئ جعلتها لنا هربا منها ولو أمرت أصحاب
اليمين ما دخلوا فأمر الله عزوجل النار فأسعرت ثم قال لاصحاب اليمين : تقحموا
جميعا في النار فتقحموا جميعا فكانت عليهم بردا وسلاما فقال لهم جميعا : ألست
بربكم؟ قال أصحاب اليمين : بلى طوعا وقال أصحاب الشمال : بلى كرها فأخذ
منهم جميعا ميثاقهم وأشهدهم على أنفسهم قال : وكان الحجر في الجنة فأخرجه الله
عزوجل فالتقم الميثاق من الخلق كلهم فذلك قوله عزوجل « وله أسلم من
في السموات والارض طوعا وكرها وإليه ترجعون » فلما أسكن الله عزوجل آدم
الجنة وعصى أهبط الله عزوجل الحجر فجعله في ركن بيته وأهبط آدم على الصفا
فمكث ماشاء الله ثم رآه في البيت فعرفه وعرف ميثاقه وذكره فجاء إليه
مسرعا فأكب عليه وبكى عليه أربعين صباحا تائبا من خطيئته ونادما على
نقضه ميثاقه قال : فمن أجل ذلك امرتم أن تقولوا إذا استلمتم الحجر : أمانتي
أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة .
__________________
٣
ـ ع : بالاسناد إلى وهب عن ابن عباس ( رضي
الله عنه ) أن النبي
صلىاللهعليهوآله
قال لعايشة وهي تطوف معه بالكعبة حين استلما الركن : يا
عايشة لو لا ما طبع الله على هذا الحجر من أرجاس الجاهلية وأنجاسها إذا لا ستشفي
به من كل عاهة وإذا لالفي كهيئة يوم أنزله الله عزوجل وليبعثنه الله على
ما خلق عليه أول مرة وإنه لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة ولكن الله عزوجل
غير حسنه بمعصية العاصين وسترت بنيته عن الائمة والظلمة لانه لا ينبغي لهم أن
ينظروا إلى شئ بدؤه من الجنة لان من نظر إلى شئ منها على جهته وجبت له
الجنة وإن الركن يمين الله عزوجل في الارض وليبعثنه الله يوم القيامة وله
لسان وشفتان وعينان ولينطقنه الله يوم القيامة بلسان طلق ذلق ليشهد لمن استلمه
بحق استلامه اليوم بيعة لمن لم يدرك بيعة رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وذكر وهب أن الركن والمقام ياقوتتان من
ياقوت الجنة أنزلا فوضعا
على الصفا فأضاء نورهما لاهل الارض مابين المشرق والمغرب كما يضئ المصباح
في الليل المظلم يؤمن الروعة ويستأنس إليهما وليبعثن الركن والمقام وهما
في العظم مثل أبي قبيس يشهدان لمن وافاهما بالموافاة فرفع النور عنهما وغير
حسنهما ووضعا حيث هما .
٤
ـ ع : أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير
عن حماد عن
الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سألته لم يستلم الحجر؟ قال : لان مواثيق
الخلايق فيه .
٥ ـ وفي حديث آخر قال : لان الله عزوجل
لما أخذ مواثيق العباد أمر
الحجر فالتقمها فهو يشهد لمن وافاه بالموافاة .
٦ ـ ن
ع : في علل ابن سنان عن الرضا عليهالسلام : علة استلام الحجر
أن
الله تبارك وتعالى لما أخذ مواثيق بني آدم ألقمه الحجر فمن ثم كلف الناس
__________________
بمعاهدة ذلك الميثاق
ومن ثم يقال عند الحجر : أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد
لي بالموافاة .
٧ ـ ومنه قول سلمان ـ رحمه الله ـ :
ليجيئن الحجر يوم القيامة مثل
أبي قبيس له لسان وشفتان يشهد لمن وافاه بالموافاة .
٨
ـ ع : ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد
بن حنان عن الوليد
ابن أبان عن علي بن جعفر عن محمد بن مسلم عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: طوفوا بالبيت واستلموا الركن فإنه يمين الله في أرضه يصافح
بها خلقه .
قال الصدوق ـ رضي الله عنه ـ : معنى
يمين الله طريق الله الذي يأخذ به
المؤمنون إلى الجنة ولهذا قال الصادق عليهالسلام
: إنه بابنا الذي ندخل منه الجنة
ولهذا قال عليهالسلام
: إن فيه بابا من أبواب الجنة لم يغلق منذ فتح وفيه نهر من
الجنة تلقى فيه أعمال العباد وهذا هو الركن اليماني لا ركن الحجر .
٩
ـ ع : أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن
البزنطي عن عبدالكريم
ابن عمرو عن ابن أبي يعفور عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن الارواح جنود مجندة
فما تعارف منها في الميثاق ائتلف ههنا وما تناكر منها في الميثاق اختلف ههنا و
الميثاق هو في هذا الحجر الاسود أما والله إن له لعينين وأذنين وفما ولسانا
ذلقا ولقد كان أشد بياضا من اللبن ولكن المجرمين يستلمونه والمنافقين
فبلغ كمثل ما ترون .
١٠
ـ ع : ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن
سعيد عن ابن فضال
عن يونس عمن ذكره عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سألته عن الملتزم لاي شئ
__________________
يلتزم؟ وأي شئ يذكر
فيه؟ فقال : عنده نهر من الجنة تلقى فيه أعمال العباد
كل خميس .
١١
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف
عن حماد عن حريز
عن أبي بصير وزرارة ومحمد بن مسلم كلهم عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن الله عز
وجل خلق الحجر الاسود ثم أخذ الميثاق على العباد ثم قال للحجر : التقمه
والمؤمنون يتعاقدون ميثاقهم .
١٢
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن علي بن حسان
عن عمه عبد ـ
الرحمان عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : مر عمر بن الخطاب على الحجر الاسود
فقال : والله يا حجر إنا لنعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع إلا أنا رأينا رسول الله صلىاللهعليهوآله
يحبك فنحن نحبك فقال له أميرالمؤمنين عليهالسلام
: كيف يا ابن الخطاب؟! فوالله
ليبعثنه الله يوم القيامة وله لسان وشفتان فيشهد لمن وافاه وهو يمين الله في أرضه
يبايع بها خلقه فقال عمر : لا أبقانا الله في بلد لايكون فيه علي بن أبي طالب .
١٣
ـ ع : علي بن حاتم عن جميل بن زياد عن أحمد
بن الحسين النخاس
عن زكريا المؤمن عن عامر بن معقل عن أبان بن تغلب قال : قال أبوعبدالله
عليهالسلام
: أتدري لاي شئ صار الناس يلثمون الحجر؟ قلت : لا قال : إن آدم
عليهالسلام
شكا إلى ربه عزوجل الوحشة في الارض فنزل جبرئيل عليهالسلام
بياقوتة
من الجنة كان آدم إذا مر عليها في الجنة ضربها برجليه فلما رآها عرفها فبادر
يلثمها فمن ثم صار الناس يلثمون الحجر .
١٤
ـ ع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن أبي
نجران والحسين بن
سعيد معا عن حماد عن حريز عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : كان الحجر الاسود
أشد بياضا من اللبن فلولا ما مسه من أرجاس الجاهلية مامسه ذو عاهة إلا برء .
١٥ ـ ع
: ابن الوليد عن سعد عن اسماعيل بن محمد التغلبي عن أبي طاهر الوراق
عن الحسن بن أيوب عن عبدالكريم بن عمرو عن عبدالله بن أبي يعفور عن أبي عبدالله
__________________
عليهالسلام
أنه ذكر الحجر فقال : أما إن له عينين وأنفا ولسانا ولقد كان أشد
بياضا من اللبن ألا إن المقام كان بتلك المنزلة .
١٦
ـ ع : علي بن حاتم عن علي بن الحسين النحوى
عن ابن عيسى
عن ابن فضال عن ثعلبة وغيره عن بريد العجلي قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام :
كيف صار الناس يستلمون الحجر والركن اليماني ولا يستلمون الركنين الاخرين؟
فقال : قد سألني عن ذلك عباد بن صهيب البصري فقلت له : لان رسول الله صلىاللهعليهوآله
استلم هذين ولم يستلم هذين فإنما على الناس أن يفعلوا ما فعل رسول الله صلىاللهعليهوآله
وسأخبرك بغير ما أخبرت به عبادا إن الحجر الاسود والركن اليماني عن يمين
العرش وإنما أمر الله تبارك وتعالى أن يستلم ما عن يمين عرشه قلت : فكيف صار مقام
إبراهيم
عليهالسلام
عن يساره؟ فقال : لان لابراهيم عليهالسلام
مقاما في القيامة ولمحمد صلىاللهعليهوآله
مقاما فمقام محمد صلىاللهعليهوآله
ع يمين عرش ربنا عزوجل ومقام إبراهيم عليهالسلام
عن شمال عرشه فمقام إبراهيم في مقامه يوم القيامة وعرش ربنا مقبل غير مدبر .
١٧
ـ ع : أبي عن سعد عن ايوب بن نوح عن صفوان
عن معاوية بن
عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : بينا أنا في الطواف إذا رجل يقول : ما بال
هذين الركنين يمسحان يعنى الحجر والركن اليماني وهذين لا يمسحان؟! قال :
فقلت : لان رسول الله صلىاللهعليهوآله
كان يمسح هذين ولم يمسح هذين فلا تتعرض بشئ لم
يتعرض له رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
١٨
ـ ع : أبي عن سعد عن محمد بن عبدالجبار عن
جعفر بن محمد الكوفي
عن رجل من أصحابنا رفعه عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : لما انتهى رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى الركن الغربي قال له الركن : يارسول الله صلىاللهعليهوآله
ألست قعيدا من قواعد
بيت ربك؟ فمالي لا استلم؟ فدنا منه النبي صلىاللهعليهوآله
فقال له : اسكن عليك السلام
غير مهجور .
__________________
١٩
ـ ع : أبي عن محمد العطار وعن الاشعري عن
موسى بن عمر عن ابن سنان
عن أبي سعيد القماط عن بكير بن أعين قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام : لاي علة
وضع الله الحجر في الركن الذي هوفيه؟ ولم يوضع في غيره؟ ولاي علة يقبل
ولاي علة اخرج من الجنة؟ ولاي علة وضع فيه ميثاق العباد والعهد ولم يوضع
في غيره؟ وكيف السبب في ذلك؟ تخبرني جعلت فداك فإن تفكري فيه لعجب قال :
فقال : سألت وأعظت في المسألة واستقصيت فافهم وفرغ قلبك وأصغ سمعك اخبرك
إن شاء الله تعالى إن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الاسود وهو جوهرة أخرجت
من الجنة إلى آدم فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق وذلك إنه لما أخذ من
بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان وفي ذلك
المكان تراءى لهم ربهم ومن ذلك الركن يهبط الطير على القائم فأول من
يبايعه ذلك الطير وهو والله جبرئيل عليهالسلام
وإلى ذلك المقام يسند ظهره وهو
الحجة والدليل على القائم وهو الشاهد لمن وافى ذلك المكان والشاهد لمن
أدى إليه الميثاق والعهد الذي أخذ الله على العباد وأما القبلة والا لتماس فلعلة
العهد تجديدا لذلك العهد والميثاق وتجديدا للبيعة وليؤدوا إليه العهد
الذي أخذ عليهم في الميثاق فيأتونه في كل سنة وليؤدوا إليه ذلك العهد ألا ترى
أنك تقول : أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة والله ما يؤدي ذلك
أحد غير شيعتنا ولا حفظ ذلك العهد والميثاق أحد غير شيعتنا وإنهم ليأتونه
فيعرفهم ويصدقهم ويأتيه غيرهم فينكر هم ويكذبهم وذلك أنه لم يحفظ ذلك
غيركم فلكم والله يشهد وعليهم والله يشهد بالحقد والجحود والكفر وهو
الحجة البالغة من الله عليهم يوم القيامة يجيئ وله لسان ناطق وعينان في صورته
الاولى تعرفه الخلق ولا تنكره يشهد لمن وافاه وجدد العهد والميثاق عنده
بحفظ العهد والميثاق وأداء الامانة ويشهد على كل من أنكر وجحد ونسي
الميثاق بالكفر والانكار.
وأما علة ما أخرجه الله من الجنة فهل
تدري ماكان الحجر؟ قال : قلت :
لا قال : كان ملكا
من عظماء الملائكة عندالله عزوجل فلما أخذ الله من الملائكة
الميثاق كان أول من آمن به وأقر ذلك الملك فاتخذه الله أمينا على جميع
خلقه فألقمه الميثاق وأودعه عنده واستعبد الخلق أن يجددوا عنده في كل
سنة الابرار بالميثاق والعهد الذي أخذه الله عليهم ثم جعله الله مع آدم في الجنة
يذكره الميثاق ويجدد عنده الاقرار في كل سنة فلما عصى آدم فاخرج
من الجنة أنساه الله العهد والميثاق الذي أخذ الله عليه وعلى ولده لمحمد و
وصيه صلىاللهعليهوآله
وجعله باهتا حيرانا فلما تاب على آدم حول ذلك الملك في صورة
درة بيضاء فرماه من الجنة إلى آدم وهو بأرض الهند فلما رآه أنس إليه
وهو لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة فأنطقه الله عزوجل فقال : يا آدم أتعرفني؟
قال : لا قال : أجل استحوذ عليك الشيطان وأنساك ذكر ربك وتحول إلى
الصورة التي كان بها في الجنة مع آدم فقال لادم : أين العهد والميثاق؟ فوثب
إليه آدم وذكر الميثاق وبكى وخضع له وقبله وجدد الاقرار بالعهد و
الميثاق ثم حوله الله عزوجل إلى جوهر الحجر درة بيضاء صافية تضيئ
فحمله آدم على عاتقه إجلالا له وتعظيما فكان إذا أعيا حمله عن جبرئيل حتى
وافى به مكة فمازال يأنس به بمكة ويجدد الاقرار له كل يوم وليلة ثم إن
الله عزوجل لما أهبط جبرئيل إلى أرضه وبنى الكعبة هبط إلى ذلك المكان بين
الركن والباب وفي ذلك الموضع ترائى لادم حين أخذ الميثاق وفي ذلك الموضع
ألقم الملك الميثاق فلتلك العلة وضع في ذلك الركن ونحي آدم من مكان
البيت إلى الصفا وحوا إلى المروة وجعل الحجر في الركن فكبر الله وهلله
ومجده فلذلك جرت السنة بالتكبير في استقبال الركن الذي فيه الحجر من
الصفا وإن الله عزوجل أودعه العهد والميثاق وألقمه إياه دون غيره من
الملائكة لان الله عزوجل لما أخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد صلىاللهعليهوآله بالنبوة
ولعلي عليهالسلام
بالوصية اصطكت فرائض الملائكة وأول من أسرع إلى الاقرار
بذلك ذلك الملك ولم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد منه فلذلك اختاره
الله عزوجل من بينهم
وألقمه الميثاق فهو يجئ يوم القيامة وله لسان ناطق وعين
ناظرة ليشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق .
٢٠
ـ ص : بالاسناد إلى الصدوق عن ما جيلويه عن
عمه عن البرقي
عن البزنطي عن أبان عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن آدم عليهالسلام
لما أهبط هبط
بالهند ثم رمي إليه بالحجر الاسود وكان ياقوته حمراء بفناء العرش فلما رآه
عرفه فأكب عليه وقبله ثم أقبل به فحمله إلى مكة فربما أعيا من ثقله فحمله
جبرئيل عنه وكان إذا لم يأته جبرئيل اغتم وحزن فشكا ذلك إلى جبرئيل فقال :
إذا وجدت شيئا من الحزن فقل : لا حول ولا قوة إلا بالله.
٢١ ـ وفي رواية أن حبل أبي قبيس قال :
يا آدم إن لك عندي وديعة فرفع
إليه الحجر والمقام وهما يومئذ ياقوتتان حمراوان.
٢٢
ـ سن : موسى بن القاسم عن علي بن جعفر عن
محمد بن مسلم عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: استلموا الركن فانه يمين الله في خلقه
يصافح بها خلقه مصافحة العبد أو الرجل ويشهد لمن وافاه .
٢٣
ـ ير : محمد بن الجارود عن جعفر بن محمد
الكوفي عن رجل من أصحابنا
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : لما انتهى رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى الركن الغربي قال :
فجازه فقال له الركن : يارسو ل الله لست بعيدا من بيت ربك فما بالي لا استلم؟!
قال : فدنا منه النبي صلىاللهعليهوآله
فقال : اسكن عليك السلام غير مهجور .
٢٤
ـ سن : أبي عن ابن أبي عمير رفعه عن أحدهما عليهماالسلام أنه سئل عن
تقبيل الحجر فقال : إن الحجر كان درة بيضاء في الجنة وكان آدم يراها فلما
أنزلها الله عزوجل إلى الارض نزل آدم عليهالسلام
فبادر فقبلها فأجرى الله تبارك و
تعالى بذلك السنة .
__________________
٢٥
ـ سن : أبي عن حماد بن عيسى وفضالة وابن أبي
عمير عن معاوية
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن الله تبارك وتعالى لما أخذ مواثيق العباد أمر الحجر
فالتقمها فلذلك يقال : أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة .
٢٦
ـ يج : روي عن أبي القاسم جعفر بن مجحمد بن
قولويه قال : لما وصلت
بغداد في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة للحج وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر
إلى مكانه من البيت كان أكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر لانه يمضي في أثناء
الكتب قصة أخذه وأنه لا يضعه في مكانه إلا الحجة في الزمان كما في زمان
الحجاج وضعه زين العابدين عليهالسلام
في مكانه واستقر ـ فاعتللت علة صعبة خفت منها
على نفسي ولم يتهيا لي ماقصدت له فاستنبت المعروف بابن هشام وأعطيته رقعة
مختومة أسأل فيها عن مدة عمري وهل تكون الموتة في هذة العلة؟ أم لا؟ وقلت :
همي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه ( وأخذ جوابه وإنما أندبك
لهذا قال فقال المعروف بابن هشام : لما حصلت بمكة وعزم على إعادة
الحجر بذلت سدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر
في مكانه ) وأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس فكلما عمد إنسان لوضعه
اضطرب ولم يستقم فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله ووضعه في مكانه فاستقام
كأنه لم يزل عنه وعلت لذلك الاصوات فانصرف خارجا من الباب فنهضت من
مكانى أتبعه وأدفع الناس عني يمينا وشمالا حتى ظن بي الاختلاط في العقل و
الناس يفرجون لي وعيني لا تفارقه حتى انقطع عن الناس فكنت أسرع المشي
خلفه وهو يمشي على تؤده ولا أدركه فلما حصل بحيث لا أحد يراه غيري
وقف والتفت إلى فقال : هات ما معك فناولته الرقعة فقال من غير أن ينظر إليها :
قل له : لا خوف عليك في هذه العلة ويكون مالابد منه بعد ثلاثين سنة قال : فوقع
علي الدمع حتى لم أطق حراكا وتركني وانصرف.
__________________
قال أبوالقاسم : فأعلمني بهذه الجملة
فلما كان سنة سبع وستين اعتل
أبوالقاسم وأخذ ينظر في أمره وتحصيل جهازه إلى قبره فكتب وصيته واستعمل
الجد في ذلك فقيل له : ما هذا الخوف ونرجو أن يتفضل الله بالسلامة فما
علتك بمخوفة؟! فقال : هذه السنة التي خوفت فيها فمات في علته .
٢٧
ـ شى : عن المنذر الثوري عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن
الحجر
فقال : نزلت ثلاثة أحجار من الجنة : الحجر الاسود ـ استودعه إبراهيم ـ ومقام
إبراهيم وحجر بني إسرائيل قال أبوجعفر عليهالسلام
: إن الله استودع إبراهيم
الحجز الابيض وكان أشد بياضا من القراطيس فاسود من خطايا بني آدم .
٢٨
ـ شى : عن الحلبي قال : سألته لم جعل استلام
الحجر؟ قال : إن الله
حيث أخذ الميثاق من بني آدم دعا الحجر من الجنة وأمره فالتقم الميثاق فهو يشهد
لمن وافاه بالموافاة .
٢٩
ـ شى : عن عبيدالله الحلبي عن أبي جعفر وأبي
عبدالله عليهماالسلام
قالا :
حج عمر أول سنة حج وهو خليفة فحج تلك السنة المهاجرون والانصار و
كان علي قد حج تلك السنة بالحسن والحسين عليهماالسلام
وبعبدالله بن جفعر قال :
فلما أحرم عبدالله لبس إزارا ورداء ممشقين مصبوغين بطين المشق ثم أتى فنظر
إليه عمر وهويلبي وعليه الازار والرداء وهو يسير إلى جنب علي عليهالسلام فقال
عمر من خلفهم : ماهذه البدعة التي في الحرم؟
فالتفت إليه علي عليهالسلام فقال له : يا عمر
لا ينبغي لاحد أن يعلمنا السنة فقال
عمر : صدقت يا أبا الحسن لا والله ما علمت أنكم هم قال : فكانت تلك واحدة في
سفرتهم تلك فلما دخلوا مكة طافوا بالبيت فاستلم عمر الحجر وقال : أما والله
إني لاعلم أنك حجر لايضر ولا ينفع ولولا أن رسول الله صلىاللهعليهوآله استلمك
__________________
ما استلمتك.
فقال له علي عليهالسلام : مه يا أبا حفص لا
تفعل فإن رسول الله عليهالسلام
لا يستلم
إلا لامر قد علمه ولو قرأت القرآن فعلمت من تأويله ما علم غيرك لعلمت أنه
يضر وينفع له عينان وشفتان ولسان ذلق يشهد لمن وافاه بالموافاة قال : فقال
له عمر : فأوجدني ذلك من كتاب الله يا أبا الحسن؟ فقال علي عليهالسلام : قوله تبارك
وتعالى « وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم
ألست بربكم قالوا بلى شهدنا » فلما أقروا بالطاعة بأنه الرب وهم العباد أخذ
عليهم الميثاق إلى بيته الحرام ثم خلق الله رقا أرق من الماء وقال للقلم :
اكتب موافاة خلقي بيتي الحرام فكتب القلم موافاة بني آدم في الرق ثم قيل
للحجر : افتح فاك قال : ففتحة فألقمه الرق ثم قال للحجر : احفظ واشهد لعبادي
بالموافاة فهبط الحجر مطعيا لله ياعمر أوليس إذا استلمت الحجر قلت : أمانتي
أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة؟! فقال عمر : اللهم نعم فقال له علي عليهالسلام :
أمن ذلك .
٣٠
ـ الهداية : ثم تأتي الحجر الاسود فتقبله أو
تستلمه أو تومي إليه فانه
لابد من ذلك .
قال صلىاللهعليهوآله
: الحجر يمين الله فمن شاء صافحه لها وهذا القول مجاز و
المراد أن الحجر جهة من جهات القرب إلى الله تعالى فمن استلمه وباشره قرب
من طاعته تعالى فكان كاللاصق بها والمباشر لها فأقام عليهالسلام
اليمين ههنا مقام
الطاعة التي يتقرب بها إلى الله سبحانه على طريق المجاز والاتساع لان من عادة
العرب إذا أراد أحد هما التقرب من صاحبه وفضل الانسة لمخالطته أن يصافحه بكفه
وتعلق يده بيده وقد علمنا في القديم تعالى أن الدنو يستحيل على ذاته فيجب
أن يكون ذلك دنوا من طاعته ومرضاته ولما جاء عليهالسلام
يذكر اليمين أتبعه بذكر
__________________
الصفاح ليوفي
الفصاحة حقها ويبلغ بالبلاغة غايتها .
٤١
« ( باب ) »
* « ( الحطيم وفضله
وساير المواضع المختارة من المسجد ) » *
الايات
: التوبة : « أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن
آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستون عندالله
» .
وقال تعالى : « يا أيها الذين آمنوا
إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد
الحرام بعد عامهم هذا » .
الحج
« والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف
فيه والباد » .
١
ـ ما : المفيد عن الجعابي عن عبدالله بن أحمد
بن مستورد عن عبدالله
ابن يحيى عن علي بن عاصم عن الثمالي قال : قال لنا علي بن الحسين زين
العابدين عليهماالسلام
: أي البقاع أفضل؟ فقلنا : الله ورسوله وابن رسوله أعلم فقال : إن
أفضل البقاع مابين الركن والمقام ولو أن رجلا عمر ما عمر نوح في قومه
ألف سنة إلا خمسين عاما يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك الموضع ثم لقي الله بغير
ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا .
٢
ـ ع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن فضال
عن ثعلبة عن
معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن الحطيم فقال : هو مابين الحجر
الاسود باب البيت قال : وسألته لم سمي الحطيم؟ قال : لان الناس يحطم
__________________
بعضهم بعضا هنالك .
٣
ـ ثو : ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن
محمد عن ابن فضال عن
علي بن عقبة عن خالد عن ميسر قال : كنت عند أبي جعفر عليهالسلام
فقال : أتدرون
أي البقاع أفضل عند الله منزلة؟ فقال : مكة الحرام التي رضيها الله لنفسه
حرما وجعل بيته فيها ثم قال : أتدرون أي البقاع أفضل فيها عندالله حرمة؟ فقال :
ذاك المسجد الحرام ثم قال : أتدرون أي بقعة في المسجد الحرام أفضل عندالله
حرمة؟ فقال : ذاك ما بين الركن والمقام وباب الكعبة وذلك حطيم إسماعيل عليهالسلام
ذاك الذى كان يدور فيه غنيماته ويصلي فيه ووالله لو أن عبدا صف قدميه في
ذلك المكان قام الليل مصليا حتى يجيئه النهار وصام النهار حتى يجيئه الليل و
لم يعرف حقنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئا أبدا
أقول : تمامه مع غيره من الاخبار قد رأوردنا في باب اشتراط قبول الاعمال
بالولاية.
٤
ـ ضا : أكثر الصلاة في الحجر وتعمد تحت
الميزاب وادع عنده
كثيرا وصل في الحجر على ذراعين من طرفه مما يلي البيت فانه موضع شبير و
شبرا بني هارون عليهماالسلام
وإن تهيا لك أن تصلي صلواتك كلها عند الحطيم فافعل
فانه أفضل بقعة على وجه الارض والحطيم مابين الباب والحجر الاسود وهو الموضع
الذي فيه تاب الله على آدم عليهالسلام
وبعده الصلاة في الحجر أفضل وبعده مابين
الركن العراقي والبيت وهو الموضع الذي كان فيه المقام في عهد إبراهيم إلى عهد
رسول الله صلى الله عليهما وعلى آله وبعده خلف المقام الذي هو الساعة وما
قرب من البيت فهو أفضل .
٥
ـ سر : في كتاب البزنطي عن الحلبي قال :
سألته عن الحجر فقال :
__________________
إنكم تسمونه الحطيم
وإنما كان لغنم إسماعيل وإنما دفن فيه امه وكره
أن يوطأ قبرها فحجر عليه وفيه قبور الانبياء .
٦
ـ سر : من كتاب المسائل من مسائل داود
الحضرمي قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام
عن الصلاة بمكة في أي موضع أفضل؟ قال : عند مقام إبراهيم الاول فانه مقام
إبراهيم وإسماعيل ومحمد صلىاللهعليهوآله
.
٧ ـ وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي
نقلا من خط الشيخ قد س الله
روحه عن الصادق عليهالسلام
: إن تهيأ لك أن تصلي صلواتك كلها الفرائض وغيرها
عند الحطيم فانه أفضل بقعة على وجه الارض وهو ما بين باب البيت والحجر الاسود
وهو الموضع الذي تاب الله فيه على آدم. وبعده الصلاة في الحجر أفضل وبعد
الحجر مابين الركن العراقي وباب البيت وهو الموضع الذي كان فيه المقام
وبعد ه خلف المقام حيث هو الساعة وما قرب من البيت فهو أفضل ومن صلى في
المسجد الحرام صلاة واحدة قبل الله منه كل صلاة صلاها وكل صلاة يصليها
إلى أن يموت والصلاة فيه بمائة ألف صلاة وإذا أخذ الناس مواطنهم بمنى نادى
مناد من قبل الله عزوجل : إن أردتم أن أرضي فقد رضيت.
٨
ـ الهداية : ثم ائت مقام إبراهيم عليهالسلام فصل ركعتين واجعله
أمامك
واقرأ في الاولى منهما قل هو الله أحد وفي الثانية قل يا أيها الكافرون ثم تشهد
ثم احمد الله وأثن عليه وصل على النبي صلىاللهعليهوآله
واسأله أن يتقبله منك فهاتان
الركعتان هما الفريضة ليس يكره لك أن تصليها في أي الساعات شئت عند طلوع
الشمس وعند غروبها فانما وقتها عند فراغك من الطواف ما لم يكن وقت صلاة
مكتوبة فان كان وقت صلاة مكتوبة فابدأ بها ثم صل ركعتي الطواف .
__________________
٤٢
* باب *
* « ( علة المقام
ومحله ) » *
١
ـ ع : أبي عن سعد عن أحمد وعلي ابني الحسن
بن فضال عن عمرو
ابن سعيد عن موسى بن قيس ابن أخي عمار عن مصدق بن صدقة عن عمار
الساباطي عن أبي عبدالله عليهالسلام
أو ـ عن عمار عن سليمان بن خالد عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : لما أوحى الله عزوجل إلى إبراهيم عليهالسلام
أن أذن في الناس
بالحج أخذ الحجر الذي فيه أثر قدميه وهو المقام فوضعه بحذاء البيت لا صقا بالبيت
بحيال الموضع الذي هو فيه اليوم ثم قام عليه فنادى بأعلا صوته بما أمره الله
عزوجل به فلما تكلم بالكلام لم يحتمله الحجر فغرقت رجلاه فيه فقلع إبراهيم
عليهالسلام
رجليه من الحجر قلعا فلما كثر الناس وصاروا إلى الشر والبلاء
ازدحموا عليه فرأوا أن يضعوه في هذا الموضع الذي هو فيه اليوم ليخلو المطاف
لمن يطوف بالبيت فلما بعث الله عزوجل محمدا صلىاللهعليهوآله
رده إلى الموضع الذي وضعه
فيه إبراهيم عليهالسلام
فما زال فيه حتى قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله
وفي زمن أبي بكر وأول
ولاية عمر ثم قال عمر : قد ازدحم الناس على هذا المقام فأيكم يعرف موضعه في
الجاهلية؟ فقال له رجل : أنا أخذت قدره بقدر قال : والقدر عندك؟ قال : نعم قال :
فأت به فجاء به فأمر بالمقام فحمل ورد إلى الموضع الذي هو فيه الساعة .
٢
ـ ص : روي أن جبل أبي قبيس قال : يا آدم إن
لك عندى وديعة فرفع
إليه الحجر والمقام وهما يومئذ ياقوتتان حمراوان.
٣
ـ شى : عن ابن سنان قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزوجل
:
« فيه آيات
بينات » فماهذه الايات البينات؟ قال : مقام
إبراهيم حين قام عليه فأثرت
قدماه فيه والحجر ومنزل إسماعيل .
__________________
٤٣
* ( باب ) *
* « ( علل السعى
وأحكامه ) » *
الايات
: البقرة : إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت
أو
اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليهم
.
المائدة
: يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله .
أقول
: قد مضى بعض الاخبار يفي باب صلاة الطواف.
١ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام : ليس على النساء
هرولة بين
الصفا والمروة .
أقول
: أوردنا مثله في باب الاجهار بالتلبية عن الباقر عليهالسلام.
٢
ـ ع : أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن محمد
بن سنان عن
إسماعيل بن جاقر وعبدالكريم بن عمرو عن عبدالحميد بن أبي الديلم عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : سمي الصفا صفا لان المصطفى آدم هبط عليه فقطع للجبل
اسم من اسم آدم عليهالسلام
يقول الله عزوجل « إن
الله اصطفى آدم ونوحا » وهبطت
حوا على المروة وإنما سميت المروة لان المرأة هبطت عليها فقطع للجبل
اسم من اسم المرأة .
٣
ـ ع : أبي عن سعد عن ابن يزيد عن ابن أبي
عمير عن معاوية بن
عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إن إبراهيم عليهالسلام
لما خلف إسماعيل بمكة
عطش الصبي وكان فيما بين الصفا والمروة شجر فخرجت امه حتى قامت على
الصفا فقالت : هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد فمضت حتى انتهيت إلى المروة
فقالت : هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد ثم رجعت إلى الصفا فقالت كذلك
__________________
حتى صنعت ذلك سبعا
فأجرى الله ذلك سنة فأتاها جبرئيل عليهالسلام
فقال لها : من
أنت؟ فقالت : أنا ام ولد إبراهيم فقال : إلى من وكلكم؟ فقالت : أما إذا قلت
ذلك فقد قلت له حيث أراد الذهاب : يا إبراهيم إلى من تكلنا؟ فقال : إلى الله
عزو جل فقال جبرئيل : لقد وكلكم إلى كاف قال : وكان الناس يتجنبون
الممر بمكة لمكان الماء ففحص الصبي برجله فنبعت زمزم ورجعت من المروة
إلى الصبى وقد نبع الماء فأقبلت تجمع التراب حوله مخافة أن يسيح المآء و
لو تركته لكان سيحا قال : فلما رأت الطير حلقت عليه قال : فمر ركب من
اليمن فلما رأوا الطير حلقت عليه قالوا : ما حلقت إلا على ماء فأتوهم فسقوهم
من المآء وأطعمواهم الركب من الطعام وأجرى الله عزوجل لهم بذلك رزقا
فكانت الركب تمر بمكة فيطعمونهم من الطعام ويسقونهم من الماء .
٤
ـ ع : أبي عن سعد عن أيوب بن نوح عن صفوان عن
معاوية بن
عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : صار السعي بين الصفا والمروة لان إبراهيم
عليهالسلام
عرض له إبليس فأمره جبرئيل عليهالسلام
فشد عليه فهرب منه فجرت به
السنة ـ يعني به الهرولة ـ .
٥
ـ ع : أبي عن سعد عن أحمد وعبدالله ابني محمد
بن عيسى عن ابن
أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
لم جعل السعي بين
الصفا والمروة؟ قال : لان الشيطان تراءى لابراهيم عليهالسلام
في الوادي فسعى و
هو منازل الشياطين .
٦
ـ ع : أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن
أبي عمير عن
معاوية بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام
: ما لله عزوجل مسك أحب إلى
الله تبارك وتعالى من موضع السعي وذلك أنه يذل فيه كل جبار عنيد .
٧ ـ ع
: ابن الوليد عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا عن الاشعري
__________________
عن ابن أبي الخطاب
عن محمد بن أسلم عن يونس عن أبى بصير قال : سمعت أبا
عبدالله عليهالسلام
يقول : ما من بقعة أحب إلى الله عزوجل من المسعى لانه يذل فيه
كل جبار .
٨
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف عن
ابن مهزيار عن
الحسن بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن رجل
بدأ بالمروة قبل الصفا قال : يعيد ألا ترى أنه لو بدأ بشماله قبل يمينه في الوضوء
أراه أن يعيد الوضوء .
٩
ـ فس : « إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن
حج البيت أو اعتمر
فلا جناح عليه أن يطوف بهما » فان قريشا كانت وضعت أصنامهم بين الصفا والمروة
ويتمسحون بها إذا سعوا فلما كان من أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله
ماكان من غزوة الحديبية
وصدوه عن البيت وشرطوا له أن يخلوا له البيت في عام قابل حتى يقضي عمرته
ثلاثة أيام ثم يخرج عنها فلما كان عمرة القضاء في سنة سبع من الهجرة دخل
مكة وقال لقريش : ارفعوا أصنامكم من بين الصفا والمروة حتى أسعى فرفعوها
فسعى رسول الله صلىاللهعليهوآله
بين الصفا والمروة وقد رفعت الاصنام وبقي رجل من المسلمين
من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله
لم يطف فلما فرغ رسول الله صلىاللهعليهوآله
من الطواف ردت
قريش الاصنام بين الصفا والمروة فجاء الرجل الذي لم يسع إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : قد ردت قريش الاصنام بين الصفا والمروة ولم أسع فأنزل الله عزوجل
« إن الصفا
والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف
بهما » والاصنام فيهما .
١٠
ـ سن : ابن محبوب عن ابن رئاب عن محمد بن
قيس عن أبي جعفر عليهالسلام
قال :
قال النبي صلىاللهعليهوآله
لرجل من الانصار : إذا سعيت بين الصفا والمروة كان لك عندالله
__________________
أجر من حج ماشيا من
بلاده ومثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة .
١١
ـ ضا : ثم تخرج إلى الصفا مابين إسطوانتين
تحت القناديل فانه
طريق النبي صلىاللهعليهوآله
إلى الصفا فابتدء بالصفا وقف عليه وأنت مستقبل البيت فكبر
سبع تكبيرات واحمد الله وصلى على محمد وعلى آله وادع لنفسك ولوالديك وللمؤمنين
ثم تنحدر إلى المروة وأنت تمشي فاذا بلغت حد السعي ـ وهي الميلين الاخضرين ـ
هرول واسع ملء فروجك وقل : رب اغفرو ارحم وتجاوز عما تعلم فانك أنت
الاعز الاكرم فاذا جزت حد السعي فاقطع الهرولة وامش على السكون و
التؤدة والوقا ر وأكثر من التسبيح والتكبير والتهليل والتمجيد والتحميد لله
والصلاة على رسوله صلىاللهعليهوآله
حتى تبلغ المروة فاصعد عليه وقل ما قلت على الصفا
وأنت مستقبل البيت ثم انحدر منها حتى تأتي الصفا فافعل ذلك سبع مرات يكون
وقوفك على الصفا أربع مرات وعلى المروة أربع مرات والسعي مابينهما سبع
مرات تبتدئ بالصفا وتختم بالمروة ثم تقصر من شعر رأسك من جوانبه موحاجبيك
ومن لحيتك وقد أحللت من كل شئ أحرمت عنه .
١٢ ـ وإن سهوت وسعيت بين الصفا والمروة
أربعة عشر شوطا فليس عليك
شئ وإن سعيت ستة أشواط وقصرت ثم ذكرت بعد ذلك أنك سعيت ستة أشواط
فعليك أن تسعى شوطا آخر وإن جامعت أهلك وقصرت سعيت شوطا آخر وعليك
دم بقرة.
وإن سعيت ثمانية فعليك الاعادة وإن سعيت
تسعة فلا شئ عليك وفقه
ذلك أنك إذا سعيت ثمانية كنت بدأت بالمروة وختمت بها وكان ذلك خلاف
السنة وإذا سعيت تسعة كنت بدأت بالصفا وختمت بالمروة .
١٣
ـ شى : عن أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل «
إن
__________________
الصفا
والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف
بهما » أي لا حرج عليه أن يطوف بهما .
١٤
ـ شى : عن عاصم بن حميد عن أبي عبدالله عليهالسلام إن الصفا والمروة
من شعائر الله يقول لا حرج عليه أن يطوف بهما فنزلت هذه الاية فقلت : هي خاصة
أو عامة؟ قال : هي بمنزلة قوله : «
ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا
» فمن دخل فيهم من الناس كان بمنزلتهم يقول الله : « ومن يطع الله والرسول
فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين و
حسن أولئك رفيقا » .
١٥
ـ شى : عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته عن
السعي
بين الصفا والمروة فريضة هو؟ أو سنة؟ قال : فريضة قال : قلت : أليس الله يقول
« فلا جناح
عليه أن يطوف بهما »؟ قال : كان ذلك
في عمرة القضاء وذلك أن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
كان شرطهم عليه أن يرفعوا الاصنام فتشاغل رجل من أصحابه حتى
اعيدت الاصنام فحاؤا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
فسألوه وقيل له إن فلانا لم يطف وقد
اعيدت الاصنام قال : فأنزل الله عزوجل « إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن
حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما » أي والاصنام عليهما .
١٦
ـ شى : وعن ابن مسكان عن الحلبي قال : سألته
فقلت : ولم جعل
السعي بين الصفا والمروة قال : إن إبليس تراءى لابراهيم عليهالسلام في الوادي وسعى
إبراهيم منه كراهية أن يكلمه وكان منازل الشياطين .
١٧ ـ وقال : قال أبوعبدالله عليهالسلام في خبر حماد بن
عثمان : إنه كان على
الصفا والمروة أصنام فلما أن حج الناس لم يدورا كيف يصنعون؟ فأنزل الله
هذه الاية فكان الناس يسعون والاصنام على حالها فلما حج النبي صلىاللهعليهوآله
__________________
رمى بها .
١٧
ـ الهداية : ثم اخرج إلى الصفا وقم عليه حتى تنظر
إلى البيت وتستقبل
الركن الذي فيه الحجر الاسود واحمد الله تعالى وأثن عليه واذكر من آلائه و
بلائه وحسن ما صنع لايك ما قدرت عليه وتقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك
له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير ثلاث مرات ثم
انحدر عن الصفا وقل وأنت كاشف عن ظهرك : يارب العفو يامن أمر بالعفو
يامن هو إولى بالعفو يامن يحب العفو يامن يثيب على العفو العفو العفو
( ياجواد ياكريم ياقريب يابعيد اردد علي نعمتك واستعملني بطاعتك ومرضاتك )
ثم انحدر ماشيا وعليك السكينة والوقار حتى تأتي المنارة وهي طرف المسعى
فاسع ملء فروجك وقل : بسم الله وبالله والله أكبر وصلى الله على محمد وآل محمد
وقل : اللهم اغفر وارحم واعف عما تعلم وأنت الاعز الاكرم حتى تجوز
زقاق العطارين وتقول إذا جاوزت المسعى : يا ذا المن والكرم والفضل والجود
والنعماء صل على محمد وآل محمد واغفرلي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا
أنت ثم امش وعليك السكينة والوقار حتى تأتي المروة فتصعد عليها حتى
يبدو لك البيت فاصنع عليها كما صنعت على الصفا ثم انحدر منها إلى الصفا
فاذا بلغت قرب زقاق العطارين فاسع ملء فروجك إلى المنارة الاولد التي تلي
الصفا وطف بينهما سبعة أشواط ويكون وقوفك على الصفا أربعا وعلى المروة
أربعا والسعي بينهما سبعاتبدأ بالصفا وتختم بالمروة .
١٧
ـ دعائم الاسلام : عن أبي جعفر محمد
بن على عليهماالسلام
أنه قال : في قول
الله عزوجل : « إن الصفا
والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا
جناح عليه أن يطوف بهما ».
قال أبوجعفر عليهالسلام : الطواف بهما واجب
مفروض وفي قول الله عزوجل
__________________
هذا بيان ذلك ولو
كان في ترك الطواف بهما جناحا وكذلك في ترك الطواف
بهما رخصة لقال : فلا جناح عليه ألا يطوف بهما ولكنه لما قال : فلا جناح
عليه أن يطوف بهما علم أنهم كانوا يرون في التطوف بهما جناحا وكذلك كان
الامر كان الانصار يهلون لمناة وكان مناة حذو قديد فكانوا يتحرجون أن يطوفوا
بين الصفا والمروة فلما جاء الاسلام سألوا رسول الله صلىاللهعليهوآله
عن ذلك فأنزل الله
« إن الصفا
والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن
يطوف بهما » .
٢٠ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه ذكر الطواف بين
الصفا والمروة فقال :
تخرج من باب الصفا فترقى على الصفا وتنزل منه وترقى على المروة ثم
ترجع كذلك إلى الصفا سبع مرات تبدأ بالصفا وتختم بالمروة وتدعو على
الصفا والمروة كلما رقيت عليهما بما قدرت عليه وتدعو بينهما كذلك
كلما سرت .
٢١ ـ وروينا عن أهل البيت عليهمالسلام في ذلك دعاء كثيرا
ليس منه
شئ موقت .
قال : ويسعي في بطن الوادي بين الصفا
والمروة كلما مر عليه وليس على
النساء سعي .
__________________
٤٤
* ( باب ) *
* « ( فضل المسجد
الحرام وأحكامه وفضل الصلاة ) » *
* « فيه وفيما بين
الحرمين ) » *
الايات
: الانفال : « وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء
وتصدية فذوقوا
العذاب بما كنتم تكفرون » .
١
ـ ب : محمد بن خالد الطيالسي عن إسماعيل بن
عبدالخالق قال : سألت
أبا عبدالله عليهالسلام
عن النوم في المسجد الحرام فقال : هل بد للناس من أن يناموا
في المسجد الحرام؟! لا بأس به قلت : الريح تخرج من الانسان قال : لا بأس .
٢
ـ ل : أبي وما جيلويه معا عن محمد العطار
عن الاشعري عن بعض
أصحابنا عن الحسن بن علي وأبي الصخر رفعاه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : لا
تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله و
مسجد الكوفة .
٣
ـ ل : الاربعمائة : قال : أمير المؤمنين عليهالسلام : الصلاة في الحرمين
تعدل
ألف صلاة .
أقول : سيأتي في باب طواف الوداع عن
الرضا عليهالسلام
أن الصلاة في المسجد
الحرام أفضل من الصلاة في غيره ستين سنة وأشهر.
٤
ـ ما : باسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه
عن أميرالمؤمنين عليهمالسلام
أنه
قال : أربعة من قصور الجنة في الدنيا : المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد
بيت المقدس ومسجد الكوفة .
__________________
٥
ـ ثو : أبي عن علي عن أبيه عن ابن معبد عن
ابن خالد عن الرضا
عن آبائه عن الباقر عليهمالسلام
قال : صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة
في غيره من المساجد .
٦
ـ ثو : أبي عن الحميرى عن هارون عن ابن صدقة
عن الصادق
عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: صلاة في مسجدي تعدل عندالله عشرة
آلاف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام فان الصلاة فيه تعدل مائة
ألف صلاة .
٧
ـ ثو : أبي عن سعد عن ابن يزيد عن الوشاء
قال : سألت الرضا عليهالسلام
عن الصلاة في المسجد الحرام وفي مسجد الرسول صلىاللهعليهوآله
في الفضل سواء؟ قال : نعم
الصلاة فيما بينهما تعدل ألف صلاة .
٨
ـ مل : علي بن الحسين عن سعد عن ابن عيسى عن
موسى بن القاسم
عمن حدثه عن مرازم قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن الصلاة في مسجد رسول الله
فقال عليهالسلام
: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: صلاة في مسجدي ثم قال : إن الله فضل مكة
وجعل بعضها أفضل من بعض فقال تعالى : « واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى » وقال : إن الله فضل أقواما وأمر باتباعهم وأمر بمودتهم في الكتاب .
٩
ـ مل : جماعة مشايخي عن الحميري عن إبراهيم
بن مهزيار عن أخيه
علي عن الحسن بن سعيد عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير وفضالة جميعا
عن معاوية بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام
لابن أبي يعفور : أكثر الصلاة في
مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله
فان رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : صلاة في مسجدي هذاكألف
صلاة في مسجد غيره إلا المسجد الحرام فان صلاة في مسجد الحرام تعدل ألف صلاة
في مسجدي .
__________________
١٠
ـ مل : محمد بن الحسن عن أبيه عن جده علي بن
مهزيار عن الحسن
ابن سعيد عن طريف بن ناصح عن خالد القلانسي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال :
مكة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي الصلاة فيها بمائة ألف صلاة والدرهم فيها بمأئة
ألف درهم والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي أميرالمؤمنين الصلاة فيها في
مسجدها بعشرة آلاف صلاة والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم والكوفة حرم
الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين الصلاة في مسجدها
بألف صلاة .
٤٥
( باب )
* « ( فضل زمزم
وعلله وأسمائه وأحكامه وفضل ماء الميزاب ) » *
١
ـ ع : عن سعد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن
حماد عن الحلبي
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى حجة الوداع فلما قدم مكة
طاف بالبيت وصلى ركعتين عند مقام إبراهيم عليهالسلام
واستلم الحجر ثم أتى زمزم
فشرب منها وقال : لو لا أن أشق على امتي لا ستقيت منها ذنوبا أو ذوبين .
أقول
: تمامه في باب أنواع الحج.
٢
ـ ع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن فضال
عن عقبة عمن
رواه عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : كانت زمزم أبيض من اللبن وأحلى من
الشهد وكانت سائحة فبغت على المياه فأغارها الله عزوجل وأجرى إليها عينا
من صبر .
٣
ـ سن : ابن فضال مثله .
__________________
٤
ـ ع : أبي عن محمد العطار عن أحمد بن محمد
عن ابن فضال عن ابن
عقبة عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : ذكر ماء زمزم فقال : تجري إليها
عين من تحت الحجر فاذا غلب ماء العين عذب ماء زمزم .
٥
ـ سن : ابن فضال مثله .
٦
ـ ع : ابن المتوكل عن السعد آبادي عن البرقي
عن عبدالعظيم
الحسني عن الحسن بن الحسين عن شيبان عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله
إلى نفروهم يجرون دلاء زمزم فقال : نعم العمل الذي أنتم
عليه لولا أني أخشى أن تغلبوا عليه لجررت معكم انزعوا دلوا فتناوله فشرب
منه .
٧
ـ ل : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي
عن أيمن بن محرز
عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : أسما زمزم ركضة جبرئيل و
حفيرة إسماعيل وحفيرة عبدالمطلب وزمزم وبرة والمضمونة والرواء وشبعة
وطعام مطعم وشفاء سقم .
٨
ـ ل : الاربعمائة : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام الاطلاع في بئر
زمزم يذهب
الداء فاشربوا من مائها مما يلي الركن الذي فيه الحجر الاسود فان تحت
الحجر أربعة أنهار من الجنة : الفرات والنيل وسيحان وجيحان وهما
نهران .
٩ ـ وقال عليهالسلام
: إنماسمى السقاية لان رسول الله صلىاللهعليهوآله
أمر بزبيب اتي
به من الطائف أن ينبذ ويطرح في حوض زمزم لان ماءها مر فأراد أن يكسر
مرارته فلا تشربوه إذا عتق .
١٠
ـ ل : فيما أوصى به النبي صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام : يا علي إن
عبدالمطلب
__________________
سن في الجاهلية خمس
سنن أجراها الله له في الاسلام : حرم نساء الاباء على
الابناء فأنزل الله عزوجل « ولا
تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء
» ووجد كنزا
فأخرج منه الخمس وتصدق به فأنزل الله عزوجل « واعلموا أنما غنمتم من
شئ فأن الله خمسة » الاية فلما حفر
زمزم سماها سقاية الحاج فأنزل الله عزوجل
« أجعلتم سقاية
الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر
» الاية
وسن في القتل مائة من الابل فأجرى الله عزوجل ذلك في الاسلام ولم يكن للطواف
عدد عند قريش فسن فيهم عبدالمطلب سبعة أشواط فأجرى الله ذلك في الاسلام .
١١
ـ ن : القطان عن أحمد الهمداني عن علي بن
الحسن بن فضال عن
أبيه عن الرضا عليهالسلام
مثله وتمامه في أحوال عبدالمطلب .
١٢
ـ سن : جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي
عبدالله عن أبيه عليهماالسلام
قال : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام
: ماء زمزم خير ماء على وجه الارض وشر ماء
على وجه الارض ماء برهوت التي بحضر موت ترده هام الكفار بالليل .
١٣
ـ سن : ابن القداح عن أبي عبدالله عن أبيه عليهماالسلام قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
:
ماء زمزم دواء لما شرب له .
١٤
ـ سن : أبي عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن
جابر قال : سمعت
أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : زمزم شفاء من كل داء وأظنه قال : كائنا ماكان ـ وعرضت
أنا هذا الحديث عن المبارك .
١٥
ـ سن : جعفر عن ابن القداح عن أبي عبدالله
عن أبيه عليهماالسلام
أن
النبى صلىاللهعليهوآله
كان يستهدي ماء زمزم وهو بالمدينة .
١٦
ـ سن : بعض أصحابنا رفعه يقول : إذا شربت من
ماء زمزم فقل : اللهم
اجعله علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وسقم وكان أبوا لحسن عليهالسلام يقول إذا
__________________
شرب من زمزم : بسم
الله والحمد الله والشكر لله .
١٧
ـ سن : ابن يزيد عن يحيى بن المبارك عن ابن
جبلة قال : اشتكى
رجل من إخواننا بمكة حتى سقط للموت فلقيت أبا عبدالله عليهالسلام في الطريق فقال :
ياصارم ما فعل فلان؟ فقلت : تركته بحال الموت فقال : أما لو كنت مكانك
لاسقيته من ماء الميزاب قال : فطلبناه عندكل أحد فلم نجده فبينا نحن كذلك
إذ ارتفعت سحابة ثم أرعدت وأبرقت وأمطرت فجئت إلى بعض من في المسجد فأعطيته
درهما وأخذت قدحا ثم أخذت من ماء الميزاب فأتيته به فأسقيته فلم أبرح من عنده
حتى شرب سويقا وبرا .
١٨
ـ ضا : أروي عن أبي عبدالله عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ماء
زمزم شفاء لما شرب له .
١٩ ـ وفي حديث آخر : ماء زمزم شفاء لمن
استعمل .
٢٠ ـ وأروي : ماء زمزم شفاء من كل داء
وسقم وأمان من كل خوف
وحزن .
٢١
ـ طب الجارود بن أحمد عن محمد بن جعفر الجعفري
عن محمد بن سنان
عن إسماعيل بن جابر قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : ماء زمزم شفاء من
كل داء وأظنه قال : كائنا ماكان لان رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : ماء زمزم لما
شرب له .
٢٢
ـ الهداية : وإن قدرت أن تشرب من ماء زمزم من قبل
أن تخرج
إلى الصفا فافعل وتقول حين تشرب : اللهم اجعله لي علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء
من كل داء وسقم .
__________________
٤٦
* باب *
* « ( الاحرام بالحج
والذهاب إلى منى ومنها إلى عرفات ) » *
١
ـ ضا : إذا كان يوم التروية فاغتسل والبس
ثوبك اللذين للاحرام
وائت المسجد حافيا عليك السكينة والوقار وصل عند المقام الظهر والعصر
واعقد إحرامك دبر العصر وإن شئت في دبر الظهر بالحج مفردا تقول : اللهم
إني اريد ما أمرت به من الحج على كتابك وسنة نبيك صلوات الله عليه فان عرض
لي عرض حبسني فحلني أنت حيث حبستني لقدرك الذي قدرت على ولب مثل
ما لبيت في العمرة ثم اخرج إلى منى وعليك السكينة والوقار واذكر الله كثيرا
في طريقك فاذا خرجت إلى الابطح فارفع صوتك بالتلبية فاذا أتيت منى فبت
بها وصل بها الغداة واخرج منها إلى عرفات وأكثر من التلبية في طريقك
فاذا زالت الشمس فاغتسل ـ أو قبيل الزوال ـ وصل الظهر والعصر بأذان
وإقامه .
(٢)
ـ الهداية : وقصر من شعر رأسك من جوانبه ولحيتك
وخذ من
شاربك وقلم أظفارك وأبق منها لحجك ثم اغتسل فاذا فعلت ذلك فقد
أحللت من كل شئ أحرمت منه فطف بالبيت تطوعا ما شئت فاذا كان يوم
التروية فاغتسل والبس ثوبك وادخل المسجد الحرام حافيا وعليك السكينة
والوقار فطف بالبيت اسبوعا تطوعا أنى شئت ثم صل ركعتين لطوافك عند
مقام إبراهيم عليهالسلام
أوفي الحجر ثم اقعد حتى تزول الشمس فاذا زالت فصل
المكتوبة وقل مثل ما قلت يوم أحرمت بالعقيق. ثم اخرج وعليك السكينة و
الوقار فاذا انتهيت إلى الرقطاء دون الردم فلب فاذا انتهيت إلى الردم وأشرفت
على الابطح فارفع صوتك بالتلبية حتى تأتي منى وتقول وأنت متوجه إلى منى :
__________________
« اللهم إياك أرجو
وإياك أدعو فبلغني أملي وأصلح لي عملي » فاذا أتيت منى فقل :
« اللهم هذه منى مما مننت به علينا من المناسك فأسئلك أن تمن علي فيها بما
مننت به على أوليائك فانما أنا عبدك وفي قبضتك » ثم صل بها العصر والمغرب
والعشاء الاخرة والفجر .
٣
ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن
محمد عليهماالسلام
أنه قال : يخرج الناس
إلى منى من مكة يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة وأفضل ذلك بعد
صلاة الظهر ولهم أن يخرجوا غدوة أو عشية إلى الليل ولا بأس أن يخرجوا
ليلة يوم التروية والمشي لمن قدر عليه في الحج فيه فضل والركوب لمن
وجد مركبا فيه فضل أيضا وقد ركب رسول الله صلىاللهعليهوآله
.
٤ ـ وعنه أنه قال : ينبغي للامام أن
يصلي الظهر يوم التروية بمنى ( ويوم
التروية اليوم الثامن من ذي الحجة ) ويبيت الناس ليلة عرفة بمنى ويفدون يوم
عرفة إلى عرفة .
٥ ـ وعن علي صلوات الله عليه أن رسول
الله صلىاللهعليهوآله
غدا يوم عرفة من منى
فصلى الظهر بعرفة ولم يخرج من منى حتى طلعت الشمس
٦ ـ وروينا عن علي صلوات الله عليه أنه
كان يغتسل يوم عرفة .
٧ ـ وعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله نزل يوم عرفة بنمرة
ونمرة موضع ضربت
فيه قبة رسول الله صلىاللهعليهوآله
ـ وأقام حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصوى فرحلت
له حتى أتى بطن الوادي فوقف فخطب الناس ثم أذن بلال ثم أقام الصلاة فصلى
الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا ثم ركب حتى أتى الموقف
__________________
قطع التلبية حتى
زالت الشمس .
٨ ـ وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه
أنه قال : عرفة كلها موقف و
أفضل ذلك سفح الجبل ونهى عن النزول والوقوف بالاراك وقال : الجبال
أفضل .
٩ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : يقف الناس بعرفة يدعون ويرغبون ويسألون الله
من كل فضله وبما قدروا عليه حتى تغرب الشمس ومن اغمي عليه من
علة ووقف بذلك الموقف أجزأه ذلك وقال : لا يصلح الوقوف بعرفة على
غير طهارة .
١٠ ـ وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : أعظم أهل
عرفات جرما من انصرف وهو يظن أنه لن يغفر له .
١١ ـ وروينا عن أهل البيت صلوات الله
عليهم في الدعاء يوم عرفة وجوها
كثيرة وليس في ذلك دعاء موقت ولكن ينبغي أن يستكثر من الدعاء فيه ويسأل
الله المرء بما قد رعليه للدنيا والاخرة .
٤٧
( باب )
* « ( الوقوف بعرفات
وفضله وعلله ) » *
* « ( وأحكامه
والافاضة منه ) » *
الايات
: البقرة : « فاذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر
الحرام »
وقال تعالى : « ثم أفيضوا
من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن
الله غفور رحيم » .
__________________
١
ـ لى : ما جيلويه عن عمه عن البرقي عن علي
بن الحسين البرقي
عن عبدالله بن جبلة عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبدالله عن أبيه عن
جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام
قال : جاء نفر من اليهود إلى
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فسأله أعلمهم من مسائل فكان فيما سأله : أخبرني لاي شئ أمر الله
بالوقوف بعرفات بعد العصر؟ قال النبي صلىاللهعليهوآله
: إن العصر هي الساعة التي عصى
فيها آدم ربه وفرض الله عزوجل على امتي الوقوف والتضرع والدعاء في أحب المواضع إليه وتكفل لهم بالجنة والساعة التي ينصرف فيها الناس هي
الساعة التي تلقى فيها آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ثم
قال النبي صلىاللهعليهوآله
: والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن لله بابا في السماء يقال
له : باب الرحمة وباب التوبة وباب الحاجات وباب التفضل وباب الاحسان
وباب الجود وباب الكرم وباب العفو ولا يجتمع بعرفات أحد إلا استأهل
من الله في ذلك الوقت هذه الخصال وإن لله عزوجل مائة ألف ملك مع كل ملك
مائة وعشرون ألف ملك ولله رحمة على أهل عرفات ينزلها على أهل عرفات فاذا
انصرفوا أشهد الله ملائكة بعتق أهل عرفات من النار وأوجب الله عزوجل لهم
الجنة ونادى مناد : انصرفوا مغفورين فقد أرضيتموني ورضيت عنكم قال
اليهودي : صدقت يامحمد .
٢
ـ فس : أبي عن الاصبهاني عن المنقري عن
سفيان بن عيينة عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سأل رجل أبي عليهالسلام
بعد منصرفه من الموقف فقال : أترى
يخيب الله هذا الخلق كله؟ فقال أبي عليهالسلام
: ما وقف بهذا الموقف أحد من الناس
مؤمن ولا كافر إلا غفر الله له إلا أنهم في مغفرتهم على ثلاث منازل : مؤمن غفر
الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأعتقه من النار وذلك قوله « ومنهم من يقول
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار » ومؤمن منهم
__________________
من غفر الله له ما
تقدم من ذنبه وقيل له : أحسن فيما بقي وذلك قوله « ومن تعجل
في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى
» الكبائر
وأما
العامة فانهم يقولون « من تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن
اتقى » الصيد أفترى أن الله تبارك وتعالى حرم الصيد بعد ما أحله؟ لقوله :
« وإذا حللتم
فاصطادوا » وفي تفسير العامة يقول : إذا حللتم
فاتقوا الصيد
وكافر وقف هذا الموقف زينة الحياة الدنيا غفر الله له ما تقدم من ذنبه إن تاب من
الشرك وإن لم يتب وفاه الله أجره في الدنيا ولم يحرمه ثواب هذا الموقف وهو
قوله « من كان
يريد الحيوة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها
لا يبخسون * اولئك الذين ليس لهم في الاخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها
وباطل ماكانوا يعلمون » .
٣ ـ ب : محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى
قال : رأيت أبا عبدالله عليهالسلام
بالموقف
على بغلة رافعا يده إلى السماء عن يساره وإلى الموسم حتى انصرف وكان في
موقف النبي صلىاللهعليهوآله
وظاهر كفيه إلى السماء وهو يلوذ ساعة بعد ساعة
بسبابتيه .
٤ ـ ب : محمد بن عيسى قال : حدثني حفص
بن أبي محمد مؤذن علي بن
يقطين قال : رأيت أبا عبدالله عليهالسلام
وقد حج ووقف الموقف فلما دفع الناس
منصرفين سقط أبوعبدالله عن بغلة كان عليها فعرفه الوالي الذي وقف بالناس تلك
السنة ـ وهي سنة أربعين ومائة ـ فوقف على أبي عبدالله فقال له أبوعبدالله عليهالسلام :
لا تقف فإن الامام إذا دفع بالناس لم يكن له أن يقف وكان الذي وقف بالناس
تلك السنة إسماعيل بن علي بن عبدالله بن عباس .
__________________
٥
ـ ب : محمد بن عيسى عن القداح عن جعفر عن
أبيه عليهماالسلام
قال : دعا
النبي صلىاللهعليهوآله
يوم عرفة حين غابت الشمس فكان آخر كلامه هذا الدعاء وهملت
عيناه بالبكاء ثم قال : اللهم إني أعوذبك من الفقر ومن تشتت الامور ومن
شر ما يحدث بالليل والنهار أصبح ذلي مستجير ابعزك وأصبح وجهي الفاني
مستجيرا بوجهك الباقي ياخير من سئل وأجود من أعطى وأرحم من استرحم
جللني برحمتك والبسني عافيتك واصرف عني شر جميع خلقك
٦
ـ ب : محمد بن عيسى عن حفص بن عمر مؤذن علي
بن يقطين قال :
كنا نروي أنه يقف للناس في سنة أربعين ومائة خير الناس فحججت في تلك
السنة فاذا إسماعيل بن علي بن عبدالله بن العباس واقف قال : فدخلنا من ذلك
غم شديد لما كنا نرويه فلم نلبث إذا أبوعبدالله عليهالسلام
واقف على بغلة له فرجعت
ابشر أصحابنا ورجعت فقلنا هذا خير الناس الذي كنا نرويه فلما أمسينا قال
إسماعيل لابي عبدالله : ما تقول يا أبا عبدالله سقط القرص فدفع أبوعبدالله عليهالسلام
بغلته وقال له : نعم ودفع إسماعيل بن علي دابته على أثره فسارا غير بعيد
حتى سقط أبوعبدالله عليهالسلام
عن بغله أو بغلته فوقف إسماعيل عليه حتى ركب فقال
له أبوعبدالله عليهالسلام
: ورفع رأسه إليه فقال : إن الامام إذا دفع لم يكن له
أن يقف إلا بالمزدلفة فلم يزل إسماعيل يتقصد حتى ركب أبوعبدالله عليهالسلام
ولحق به .
٧
ـ ب : ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا عليهالسلام قال : كان
أبوجعفر عليهالسلام
يقول : ما من بر ولا فاجر يقف بجبال عرفات فيدعو الله إلا
استجاب الله له أما البر ففي حوائج الدنيا والاخرة وأما الفاجر ففي
أمر الدنيا .
أقول
: قد مر في باب صلاة الطواف عن أبي جعفر عليهالسلام
أنه قال : سبعة
__________________
مواطن ليس فيها دعاء
موقت منها الوقوف بعرفات
وقد مر الغسل في باب
الاحرام وبعض الاحكام في باب أنوا ع الحج.
٩
ـ ل : المظفر العلوي عن ابن العياشي عن
أبيه عن عبدالله بن
محمد بن خالد الطيالسي عن أبيه عن الازدي عن حمزة بن حمران عن أبيه
عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : لقد نظر علي بن الحسين عليهماالسلام
يوم عرفة إلى قوم يسألون
الناس فقال : ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم؟! إنه ليرجى في هذا اليوم
لما في بطون الحبالى أن يكون سعيدا .
١٠
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن أحمد
وعبدالله ابني محمد بن عيسى
عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : إذا وقفت
بعرفات فادن من الهضبات وهي الجبال فان رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : أصحاب الاراك
لا حج لهم يعني الذين يقفون عند الاراك .
١١
ـ مع : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري
ومحمد بن علي بن
محبوب عن اليقطيني عن صفوان بن يحيى عن إسماعيل بن جابر عن رجاله
عن أبي عبدالله عليهالسلام
في قول الله عزوجل : « ذلك
يوم مجموع له الناس وذلك يوم
مشهود »
قال : المشهود يوم عرفة والمجموع له الناس يوم القيامة .
١٢
ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن
ابن فضال عن
أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام
في قوله عزوجل :
« وشاهد
ومشهود » قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم
عرفة .
١٣
ـ مع : أبي عن محمد العطار عن أحمد بن محمد عن
عيسى بن القاسم
__________________
عن ابن أبي عمير عن
أبان بن عثمان عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله عن أبي
عبدالله عليهالسلام
أنه قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود
يوم القيامة .
١٤
ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبان عن
الحسين بن سعيد
عن صفوان عن يعقوب بن شعيب قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن قول الله عزوجل
« وشاهد ومشهود » قال : الشاهد يوم عرفة .
١٥
ـ مع : بهذا الاسناد عن الحسين عن النضر عن
محمد بن هاشم عمن
روى عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : سأله الابرش الكلبي عن قول الله عزوجل :
« وشاهد
ومشهود » فقال أبوجعفر عليهالسلام : بما قيل لك؟ فقال
: قالوا الشاهد يوم
الجمعة والمشهود يوم عرفة فقال أبوجعفر عليهالسلام
: ليس كما قيل لك الشاهد
يوم عرفة والمشهود يوم القيامة أما تقرء القرآن قال الله عزوجل : « ذلك يوم
مجموع له الناس وذلك يوم مشهود
» .
١٦
ـ مع : بهذا الاسناد عن الحسين عن فضالة عن
أبان عن أبي الجارود
عن أحدهما عليهماالسلام
في قول الله عزوجل « وشاهد ومشهود » قال : الشاهد يوم
الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة .
١٧
ـ ع : حمزة العلوي عن علي عن أبيه عن ابن
أبي عمير عن
معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن عرفات لم سمي ( سميت ) عرفات؟
فقال : إن جبرئيل عليهالسلام
خرج بابراهيم صلوات الله عليه يوم عرفة فلما زالت
الشمس قال له جبرئيل عليهالسلام
: يا إبراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك فسميت
عرفات لقول جبرئيل عليهالسلام
له : اعترف فاعترف .
١٨
ـ سن : أبي عن ثعلبة عن معاوية بن عمار مثله
.
__________________
١٩
ـ ع : أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير
عن حماد عن
الحلبي قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
لم سمي يوم التروية يوم التروية؟ قال : لانه
لم يكن بعرفات ماء وكانوا يستقون من مكة من الماء ريهم وكان يقول بعضهم
لبعض : ترويتم؟ ترويتم؟ فسمي يوم التروية لذلك .
٢٠
ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير مثله .
٢١ ـ ثو
: ابن المتوكل عن السعد آبادي عن البرقي عن ابن أبي
عمير عن حماد بن عثمان عن عمر بن يزيد قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول :
الحاج إذا دخل مكة وكل الله به ملكين يحفظان عليه طوافه وصلاته وسعيه
فاذا وقف بعرفة ضربا على منكبه الايمن ثم قالا : أماما مضى فقد كفيته فانظر
كيف تكون فيما تستقبل .
٢٢
ـ ثو : ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن
محمد عن أبيه عن
صفوان عن ابن مسكان عن عبدالله بن سليمان قال : كان أبوجعفر عليهالسلام إذا كان
يوم عرفة لم يرد سائلا .
٢٣
ـ سن : يحيى بن إبراهيم عن أبيه عن معاوية
بن عمار عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قا ل : قال علي بن الحسين عليهماالسلام
: أما علمت إذا كان عشية عرفة
ينزل الله في ملائكة إلى سماء الدنيا ثم يقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا
أرسلت إليهم رسولا من وراء وراء فسألوني ودعوني اشهدكم أنه حق علي أن
اجيبهم اليوم قد شفعت محسنهم فئ مسيئهم وقد تقبلت من محسنهم فأفيضوا
مغفورا لكم ثم يأمر ملكين فيقومان بالمأزمين هذا من هذا الجانب وهذا
من هذا الجانب فيقولان : اللهم سلم سلم فما يكاد يرى من صريع ولا كسير .
__________________
٢٤
ـ ين : صفوان عن معاوية بن عمار مثله .
٢٥
ـ سن : ابن فضال عن رجل عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من مر
بالمأزمين
وليس في قلبه كبر غفر الله له قلت : ما الكبر؟ قال : يغمص الناس ويسفه
الحق وقال : وملكان موكلان بالمأزمين يقولان : رب سلم سلم .
٢٩
ـ ضا : اغتسل يوم عرفة قبل الزوال
٢٧
ـ ضا : فإذا أتيت منى فبت بها وصل بها
الغداة واخرج منها إلى
عرفات وأكثر من التلبية في طريقك فاذا زالت الشمس فاغتسل أو قبيل
الزوال وصل الظهر والعصر بأذان وإقامتين ثم ائت الموقف فادع بدعاء
الموقف واجتهد في الدعاء والتضرع وألح قائما وقاعدا إلى أن تغرب الشمس
ثم أفض منها بعد المغيب وتقول : لا إله إلا الله وإياك أن تفيض قبل الغروب
فيلزمك دم ولا تصل المغرب ولا العشاء الاخرة ليلة النحر إلا بالمزدلفة وإن
ذهب ربع الليل .
٢٨
ـ شى : عن زيد الشحام عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته عن قول
الله
عزوجل : « أفيضوا من
حيث أفاض الناس » قال : اولئك قريش
كانوا يقولون :
نحن أولى الناس بالبيت ولا يفيضون إلا من المزدلفة فأمرهم الله أن يفيضوا
من عرفة .
٢٩
ـ شى : عن رفاعة عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته عن قول
الله :
« ثم أفيضوا
من حيث أفاض الناس » إن أهل الحرم كان
يقفون على المشعر
الحرام ويقف الناس بعرفة ولا يفيضون حتى يطلع عليهم أهل عرفة وكان
__________________
رجل يكني أبا سيار
وكان له حمار فاره
وكان يسبق أهل عرفة فاذا طلع
عليهم قالوا : هذا أبوسيار ئم أفاضوا فأمرهم الله أن يقفوا بعرفة وأن
يفيضوا منه .
٣٠
ـ شى : عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله : « ثم
أفيضوا
من حيث أفاض الناس » قال يعني إبراهيم وإسماعيل .
٣١
ـ شى : عن علي قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله : « ثم أفيضوا
من حيث أفاض الناس » قال : كانت قريش
تفيض من المزدلفة في الجاهلية
يقولون : نحن أولى بالبيت من الناس فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض
الناس من عرفه .
٣٢ ـ وفي رواية اخرى عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن قريشا
كانت تفيض
من جمع
ومضر وربيعة من عرفات .
٣٣
ـ شى : عن أبي الصباح عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن إبراهيم
أخرج إسماعيل إلى الموقف فأفاضا منه ثم إن الناس كانوا يفيضون منه حتى إذا
كثرت قريش قالوا : لانفيض من حيث أفاض لا نفيض من حيث أفاض الناس وكانت قريش تفيض
من المزدلفة ومنعوا الناس أن يفيضوا معهم إلا من عرفات فلما بعث الله محمدا عليه الصلاة
والسلام
أمره أن يفيض من حيث أفاض الناس وعنى بذلك إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام .
٣٤
ـ شى : عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله « أفيضوا من حيث أفاض
الناس » قال : هم أهل اليمن .
__________________
٣٥
ـ شى : عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن قول
الله تعالى :
« خذوا زينتكم عند كل مسجد » قال : عشية عرفة .
٣٦
ـ م : قوله عزوجل : « فاذا أفضتم من عرفات
» إلى قوله : « والله سريع
الحساب »
قال الامام عليهالسلام
: قال الله تعالى للحجاج : « فاذا
أفضتم من عرفات » ومضيتم إلى المزدلفة « فاذكروا
الله عند المشعر الحرام » بآلائه
ونعمائه والصلاة
على محمد سيد أنبيائه وعلى علي سيد أصفيائه « واذكروا الله كما هديكم »
لدينه والايمان برسوله « وإن
كنتم من قبله لمن الضالين » عن دينه
قبل أن
يهديكم إلى دينه « ثم
أفيضوا من حيث أفاض الناس » ارجعوا من
المشعر الحرام
من حيث رجع الناس من جمع والناس ههنا في هذا الموضع الحاج غير الحمس
فان الحمس كانوا لا يفيضون من جمع « واستغفروا الله لذنوبكم إن الله غفور رحيم »
للتائبين « فاذا قضيتم مناسككم » التي سنت لكم في حجكم « فاذكروا الله كذكر كم
آبائكم » اذكروا الله بآلائه لديكم وإحسانه
اليكم فيما وفقكم له من الايمان
بنبوة محمد صلىاللهعليهوآله
سيد الانام واعتقاد وصية أخيه على عليهالسلام
دين أهل الاسلام « كذكر
كم
آباءكم » بأفعالهم ومآثرهم التي تذكرونها « أو أشد ذكرا »
خيرهم بين ذلك ولم
يلزمهم أن يكونوا له أشد ذكرا منهم لابائهم وإن كانت نعم الله عليهم أكثر و
أعظم من نعم آبائهم ثم قال عزوجل : « فمن الناس من يقول ربنا آتنا في
الدنيا » أموالهم وخيراتها « وماله في الاخرة
من خلاق » نصيب لانه لا يعمل لها
عملا ولا يطلب فيها خيرا « ومنهم
من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة
» خيراتها
« وفي الاخرة
حسنة » من نعم جناتها « وقنا عذاب النار
» نجنا من عذاب النار وهم
بالله مؤمنون وبطاعته عاملون ولمعاصيه مجانبون اولئك الداعون بهذا الدعاء
__________________
على هذا الوصف « لهم
نصيب مما كسبوا » من ثواب ما كسبوا في الدنيا وفي الاخرة
« والله سريع الحساب » لانه لا يشغله شأن عن شأن ولا محاسبة أحد من محاسبة
آخر فاذا حاسب أحدا فهو في تلك الحال محاسب للكل يتم حساب الكل بتمام
حساب واحد وهو كقوله « ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة » لا يشغله خلق
واحد عن خلق آخر ولا بعث واحد عن بعث آخر .
قال علي بن الحسين عليهماالسلام وهو واقف بعرفات
للزهري : كم تقدر من الناس
ههنا؟ قال : أقدر أربعة الف الف وخمسمائة الف كلهم حجاج قصدوا الله بأموالهم
ويدعونه بضجيج أصواتهم فقال له : يا زهري ما أكثر الضيجيج وأقل الحجيج!
فقال الزهري : كلهم حجاج أفهم قليل؟
فقال : يازهري ادن إلى وجهك فأدناه إليه
فمسح بيده وجهه ثم قال : انظر
فنظر إلى الناس قال الزهري ـ فرأيت أولئك الخلق كلهم قردة لا أرى فيهم انسانا
إلا في كل عشرة ألف واحد من الناس.
ثم قال لي : ادن يازهري فدنوت منه فمسح
بيده وجهي ثم قال : انظر
فنظرت إلى الناس قال الزهري : فرأيت اولئك الخلق كلهم خنازير.
ثم قال لي : ادن إلي وجهك فأدنيت منه
فمسح بيده وجهي فاذا هم كلهم
ديبه إلا تلك الخصايص من الناس النفر اليسير فقلت : بأبي وامي أنت يا ابن
رسول الله قد أدهشتني آياتك وحيرتني عجائبك قال : يازهري ما الحجيج من هؤلاء
إلا النفر اليسير الذين رأيتهم بين هذا الخلق الجم الغفير ثم قال لي : امسح يدك
على وجهك ففعلت فعاد أولئك الخلق في عيني اناسا كما كانوا اولا.
ثم قال لي : من حج ووالى موالينا وهجر
معادينا ووطن نفسه على طاعتنا
ثم حضر هذا الموقف مسلما إلى الحجر الاسود ما قلده الله من أمانتنا ووفيا بما
ألزمه من عهودنا فذلك هو الحاج والباقون هم من قدر أيتهم يازهري حدثني أبي عن
جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
أنه قال : ليس الحاج المنافقون المعاندون لمحمد وعلي
__________________
ومحبيهما الموالون
لشانئيهما وإنما الحاج المؤمنون المخلصون الموالون لمحمد
وعلي ومحبيهما المعادون لشانئيهما إن هؤلاء المؤمنين الموالين لنا المعادين
لاعدائنا
لتسطع أنوارهم في عرصات القيامة على قدر موالاتهم لنا فمنهم من يسطع نوره
مسيرة ثلاث مائة ألف سنة وهو جميع مسافة تلك العرصات ومنهم من تسطع أنواره
إلى مسافاة بين ذلك يزيد بعضها على بعض على قدر مراتبهم في موالاتنا ومعادات
أعدائنا يعرفهم أهل العرصات من المسلمين والكافرين بأنهم الموالون المتولون
المتبرؤن يقال لكل واحد منهم : يا ولي الله انظر في هذه العرصات إلى كل من
أسدى إليك في الدنيا معروفا أو نفس عنك كربا أو أغاثك إذ كنت ملهوفا أو كف
عنك عدوا أو أحسن إليك في معاملة فأنت شفيعة فان كان من المؤمنين المحقين زيد
بشفاعته في نعم الله عليه وإن كان من المقصرين كفي تقصيره بشفاعته وإن كان من
الكافرين خفف من عذابه بقدر إحسانه إليه وكأني بشيعتنا هؤلاء يطيرون في تلك
العرصات كالبزاة والصقور فينقضون على من أحسن في الدنيا إليهم انقضاض البزاة
والصقور على اللحوم تتلقفها وتخطفها فكذلك يلتقطون من شدايد العرصات من كان أحسن
اليهم في الدنيا فيرفعونهم إلى جنات .
٣٧ ـ وقال رجل لعلي بن الحسين عليهماالسلام
: يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله
إنا إذا وقفنا
بعرفات ومنى وذكرنا الله ومجدناه وصلينا على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ذكريا آباءنا أيضا بمآثرهم ومناقبهم وشريف أعمالهم نريد بذلك قضاء حقوقهم فقال
علي بن الحسين عليهالسلام
: أولا أنبئكم بما هو أبلغ في قضاء الحقوق من ذلك؟ قالوا : بلى
يا ابن رسول الله قال : أفضل من ذلك وأولى أن تجددوا على أنفسكم ذكر توحيد الله
والشهادة وذكر محمد رسول الله والشهادة له بأنه سيد النبيين وذكر علي ولي الله
والشهادة له بأنه سيد الوصيين وذكر الائمة الطاهرين من آل محمد الطيبين بانهم
عباد الله المخلصين وبأن الله عزوجل إاكان عشية عرفة وضحوة يوم منى باهى كرام
ملائكة بالواقفين بعرفات ومنى وقال لهم : هؤلاء عبادي وإمائي حضروني ههنا
__________________
من البلاد السحيقة
البعيدة شعثا غبرا قد فارقوا شهواتهم وبلادهم وأوطانهم وأخدانهم
ابتغاء مرضاتي ألا فانظروا إلى قلوبهم وما فيها فقد قويت أبصاركم يا ملائكتي على
الاطلاع عليها قال : فتطلع الملائكة على قوبهم فيقولون : ياربنا اطلعنا عليها و
بعضهم سود مدلهمة يرتفع عنها كدخان جهنم فيقول الله : اولئك الاشقياء الذين
ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم صنعا تلك قلوب خاوية
من الخيرات خالية من الطاعات مصرة على الموذيات المحرمات تعتقد تعظيم من أهناه
وتصغير من فخمناه وبجلناه لئن وافوني كذلك لاشددن عذابهم ولاطيلن حسابهم
تلك قلوب اعتقدت أن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله
كذب على الله أو غلط عن الله في تقليده
أخاه ووصيه إقامة أود عباد الله والقيام بسياساتهم حتى يروا الامن في إقامة الدين
في انقاذ الهالكين ونعيم الجاهلين وتنبيه الغافلين الذين بئس المطايا إلى جهنم
مطاياهم. ثم يقول الله عزوجل يا ملائكتي انظروا فينظرون فيقولون ربنا وقد
اطلعنا على قلوب هؤلاء الاخرين وهي بيض مضيئة يرتفع عنها الانوار إلى السموات
والحجب وتخرقها إلى أن تستقر عند ساق عرشك يارحمن يقول الله عزوجل
اولئك السعداء الذين تقبل الله أعمالهم وشكر سعيهم في الحياة الدنيا فانهم قد
أحسنوا فيها صنعا تلك قلوب حاوية للخيرات مشتملة على الطاعات مدمنة على المنجيات
المشرفات تعتقد تعظيم من عظمناه وإهانة من أزذلناه لئن وافوني كذلك لاثقلن من
جهة الحسنات موازينهم ولاخففن من جهة السيئات موازينهم ولاعظمن أنوارهم
ولاجعلن في دار كرامتي ومستقر رحمتي محلهم وقرارهم تلك قلوب اعتقدت أن
محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله
هو الصادق في كل أقواله المحق في كل أفعاله الشريف في
كل خلاله المبرز بالفضل في جميع خصاله وأنه قد أصاب في نصبه أميرالمؤمنين
عليا اماما وعلما على دين الله واضحا واتخذوا أمير المؤمنين امام هدى وواقيا من
الردى الحق ما دعا إليه والصواب والحكمة ما دل عليه والسعيد من وصل
حبله بحبله والشقي الهالك من خرج من جملة المؤمنين به والمطيعين له نعم
المطايا إلى الجنان مطاياهم سوف ننزلهم منها أشرف غرف الجنان ونسقيهم من
الرحيق المختوم من
أيدي الوصائف والولدان. وسوف نجعلهم في دار السلام من
رفقاء محمد نبيهم زين أهل الاسلام وسوف يضمهم الله ثم إلى جميلة شيعة على
القرم الهام فنجعلهم بذلك من ملوك جنات النعيم خالدين في العيش السليم و
النعيم المقيم هنيئا لهم جزاء بما اعتقدوه وقالوه بفضل الله الكريم الرحيم نالوا
مانالوه .
٣٨
ـ عدة الداعى : روي أن من الذنوب
مالا يغفر إلا بعرفة والمشعر
الحرام قال الله تعالى : « فإذا
أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام
»
٣٩ ـ وروي عن الرضا عليهالسلام
قال : ما وقف أحد بتلك الجبال إلا
استجيب له فأما المؤمنون فيستجاب لهم في آخرتهم وأما الكفار فيستجاب لهم
في دنياهم .
٤٠ ـ ونظر علي بن الحسين عليهماالسلام يوم عرفة إلى رجال
يسألون فقال : هؤلاء
شرار من خلق الله الناس مقبلون على الله وهم مقبلون على الناس .
٤١ ـ الهداية
: ثم امض إلى عرفات وتقول وأنت متوجه إليها : « اللهم
إليك صمدت وإليك اعتمدت وقولك صدقت وأمرك اتبعت ووجهك أردت
أسألك أن تبارك في أجلى وأن تقضي لي حاجتي وأن تجعلني ممن تباهي به اليوم من هو
أفضل مني » ثم تلبي وأنت مار إلى عرفات فاذا أتيت عرفات فاضرب خباك بنمرة
قريبا من المسجد فإن ثم ضرب رسول الله صلىاللهعليهوآله
خباه وقبته فإذا زالت الشمس
يوم عرفة فاقطع التلبية وعليك بالتهليل والتحميد والثناء على ربك ثم اغتسل
وصل الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين وإنما تعجل الصلاة وتجمع بينهما
لتفرغ نفسك للدعاء فانه يوم دعاء ومسألة وادع بما في كتاب دعاء الموقف من
التهليل والتحميد والدعاء إنشاء الله وإياك أن تفيض منها قبل غروب الشمس
__________________
فيلزمك دم فاذا غربت
الشمس فامض .
٤٢
ـ كتاب زيد النرسى : عن علي بن مزيد
قال : سمعت أبا عبدالله
عليهالسلام
يقول : ما أحد ينقلب من الموقف من بر الناس وفاجرهم مؤمنهم
وكافرهم إلا برحمة ومغفرة يغفر للكافر ما عمل في سنته ولا يغفر له ما قبله
ولا ما يفعل بعد ذلك ويغفر للمؤمنين من شيعتنا جميع ما عمل في عمره وجميع
ما يعمله في سنة بعد ما ينصرف إلى أهله من يوم يدخل إلى أهله سنته ويقال له
بعد ذلك : قد غفر لك وطهرت من الدنس فاستقبل واستأنف العمل وحاج
غفرله ما عمل في عمره ولا يكتب عليه سيئة فيما يستأنف وذلك أن تدركه العصمة
من الله فلا يأتي بكبيرة أبدا فما دون الكبائر مغفور له .
٤٣ ـ ومنه عن عبدالله بن سنان قال :
سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : إن الله عزوجل ينظر إلى أهل عرفة من أول الزوال حتى إذا كان عند المغرب
ونفر
الناس وكل الله ملكين بحيال المأزمين يناديان عند المضيق الذي رأيت : يارب
سلم سلم والرب يصعد إلى السماء ويقول جل جلاله : آمين آمين رب العالمين
فلذلك لا تكاد ترى صريعا ولا كسيرا .
__________________
٤٤
ـ كتاب الغايات : عن إدريس بن يوسف
عن أبي عبدالله عليه السلا م قال :
__________________
قلت : أي أهل عرفات
أعظم جرما؟ قال : المنصرف من عرفات وهو يظن أن الله
__________________
لم يغفر له .
__________________
٤٨
* باب *
* « ( الوقوف
بالمشعر الحرام وفضله وعلله ) » *
* « ( وأحكامه
والافاضة منه ) » *
الايات
: البقرة : « فاذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر
الحرام
واذكروه كما هديكم وان كنتم من قبله لمن الضالين
» .
١
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبان عن
الحسين بن سعيد
عن صفوان عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال في حديث إبراهيم
عليهالسلام
: إن جبرئيل عليهالسلام
انتهى به إلى الموقف فأقام به حتى غربت الشمس
ثم أفاض به فقال : يا إبراهيم ازدلف إلى المشعر الحرام فسميت مزدلفة .
٢
ـ ع : أبي عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه
عن فضالة
عن معاوية عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إنما سميت مزدلفة لانهم ازدلفوا
إليها من عرفات .
٣
ـ ع : أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن محمد
بن سنان عن
إسماعيل بن جابر وعبدالكريم بن عمرو عن عبدالحميد بن أبي الديلم عن
أبى عبدالله عليهالسلام
قال : سميت المزدلفة جمعا لان آدم جميع فيها بين الصلاتين
المغرب والعشاء .
__________________
٤ ـ قال الصدوق : قال أبي رضي الله عنه
في رسالته إلى : إنما سميت المزدلفة
جمعا لانه يجمع فيما المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين .
٥
ـ ع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الحسين بن
سعيد عن صفوان
وابن أبي عمير وفضالة عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : كان
أهل الجاهلية يقولون : أشرق ثبير ـ يعنون الشمس ـ كيما نغير وإنما أفاض
رسول الله صلىاللهعليهوآله
من المشعر لانهم كانوا يفيضون بايجاف الخيل وإيضاع الابل فأفاض
رسول الله صلىاللهعليهوآله
بالسكينة والوقار والدعة وأفاض بذكر الله عزوجل والاستغفار
وحركة لسانه .
أقول
: قد مضى في باب علل الحج.
٦ ـ عن سليمان بن مهران قال : قلت
للصادق عليهالسلام
كيف صار وطي المشعر
عليه واجبا؟ قال : ليستوجب بذلك بحبوحة الجنة .
٧
ـ ضا : إذا أتيت المزدلفة ـ وهي الجمع ـ
صليت بها المغرب والعشاء
بأذان واحد وإقامتين ثم تصلي نوافلك للمغرب بعد العشاء وإنما سميت الجمع
المزدلفة لانه يجمع فيها المغرب والعشآء بأذان واحد وإقامتين فاذا أصبحت
فصل الغداة وقف بها كوقوفك بعرفة وادع الله كثيرا فاذا طلعت الشمس على
جبل ثبير فأفض منها إلى منى وإياك أن تفيض منها قبل طلوع الشمس ولا من عرفات
قبل غروبها فيلزمك الدم .
٨ ـ وروي أنه يفيض من المشعر إذا انفجر
الصبح وبان في الارض خفاف
البعير وآثار الحوافر فاذا بلغت طرف وادي محسر
فاسع فيه مقدار مائة خطوة
__________________
فان كنت راكبا فحرك
راحلتك قليلا .
٩
ـ كش : محمد بن مسعود قال : كتب إليه الفضل
يذكر عن ابن أبي عمير
عن إبراهيم بن عبدالحميد عن عيسى بن أبي منصور وأبي اسامة الشحام ويعقوب
الاحمر قالوا : كنا جلوسا عند أبي عبدالله عليهالسلام
فدخل عليه زرارة فقال : إن
الحكم بن عيينة حدث عن أبيك أنه قال : صل المغرب دون المزدلفة فقال له
أبوعبدالله عليهالسلام
: أنا تأملته ما قال : أبي هذا قط كذب الحكم على أبي قال : فخرج
زرارة وهو يقول : ما أرى الحكم كذب على أبيه .
١٠
ـ كش : حمدويه وإبراهيم ابنا نصير عن الحسن
بن موسى الخشاب عن
جعفر بن محمد بن حكيم عن إبراهيم بن عبدالحميد مثله إلى قوله كذب الحكم بن
عتيبة على أبي عليهالسلام
« .
١١
ـ الهداية : فاذا غربت الشمس فامض فإذا انتهيت
إلى الكثيب الاحمر
عن يمين الطريق فقل : اللهم ارحم موقفي وزك عملي : وسلم لي ديني و
تقبل مناسكي فاذا أتيت مزدلفة ـ وهي جمع ـ فصل بها المغرب والعتمة بأذان
واحدو إقامتين ولا تصلهما إلا بهافان ذهب ربع الليل وبت بمزدلفة فاذا
طلع الفجر فصل الغداة ثم قف بها بسفح الجبل إلى أن تطلع الشمس على ثبير
فإن الوقف بها فريضة واحمد الله وهلله وسبحه ومجده وكبره وأثن عليه
بما هو أهله وصلى على النبي صلىاللهعليهوآله
ثم ادع لنفسك ما بينك وبين طلوع الشمس
على ثبير فاذا طلعت الشمس ورأت الابل أخفافها في الحرم فامض حتى تأتي وادي
محسر فارمل
فيه قد رمائة خطوة فقل كما قلت في السعى بمكة .
__________________
١٢
ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن
محمد عليهماالسلام
أنه قال : في قول
الله عزوجل « ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس » قال : كانت قريش تفيض من
المزدلفة في الجاهلية ويقولون : نحن أولى بالبيت من الناس فأمرهم الله أن
يفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفات .
١٣ ـ وعن علي عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله دفع من عرفة حين
غربت
الشمس .
١٤ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه سئل عن وقت
الافاضة من عرفات فقال :
إذا وجبت الشمس فمن أفاض قبل غروب الشمس فعليه بدنة ينحرها .
١٥ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : وإذا أفضت من عرفات فأفض وعليك السكينة
والوقار وأفض بالاستغفار فان الله يقول : « ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس
واستغفروا الله إن الله غفور رحيم » واقصد في السير وعليك بالدعة وترك
الوجيف الذي يصنعه كثير من الناس فان رسول الله صلىاللهعليهوآله
لما دفع من عرفة شنق
القصوى
بالزمام حتى أن رأسها ليصيب رحله وهو يقول ويشير بيده اليمنى :
أيها الناس السكينة السكينة فكلما أتى جبلا من الجبال أرخى لها قليلا حتى تصعد
حتى أتى المزدلفة وسنة صلىاللهعليهوآله
تتبع .
١٦ ـ وعن علي صلوات الله عليه أنه قال :
لما دفع رسول الله صلىاللهعليهوآله
من
عرفات مر حتى أتى المزدلفة فجمع بها بين الصلاتين المغرب والعشاء بأذان واحد
وإقامتين .
__________________
١٧ ـ وعن أبي عبدالله جعفر بن محمد
صلوات الله عليه أنه سئل عن صلاة المغرب
والعشاء ليلة المزدلفة قبل أن يأتي المزدلفة؟ فقال : لا وإن ذهب ثلث الليل و
من فعل ذلك متعمدا فعليه دم
١٨ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : لما صلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
وجمع المغرب
والعشاء اضطجع ولم يصل من الليل شيئا ونام ثم قام حين طلع الفجر .
١٩ ـ وعنه صلوات الله عليه أنه قال :
وانزل بالمزدلفة ببطن الوادي بقرب
المشعر الحرام ولا تجاوز الجبل ولا الحياض .
٢٠ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : حد مابين منى والمزدلفة محسر وحد عرفات
مابين المأزمين إلى أقصى الموقف .
٢١ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : من لم يبت ليلة المزدلفة وهي ليلة النحر بالمزدلفة
ممن حج متعمدا لغير علة فعليه بدنة .
٢٢ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : رخص رسول الله صلىاللهعليهوآله
في تقديم الثقل والنساء
والضعفاء من المزدلفة إلى منى بليل .
٢٣ ـ وعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لما صلى الفجر يوم
النحر ركب القصوى
حتى أتى المشعر الحرام فرقى عليه واستقبل القبلة فكبر الله وهلله و
وحده ولم يزل واقفا حتى أسفر جدا ثم دفع صلىاللهعليهوآله
قبل أن تطلع الشمس .
٢٤ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: كل عرفة موقف وكل مزدلفة
موقف ولك منى منحر .
٢٥ ـ ووقف رسول الله صلىاللهعليهوآله على قزح ـ وهو
الجبل الذي عليه البنا .
٢٦ ـ قال جعفر بن محمد عليهماالسلام : فيستحب لامام
الموسم أن يقف عليه .
٢٧ ـ وعنه صلوات الله عليه أنه قال : من
أفاض من جمع قبل أن يفيض
الناس غير الضعفاء وأصحاب الاثقال والنساء الذين رخص لم في ذلك فعليه دم
__________________
إن هو تعمد ذلك وإن
جهله فلا شئ عليه .
٢٨ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : من جهل فلم يقف بالمزدلفة ومضى من غير
عرفة إلى منى فليرجع فليقف بها .
٢٩ ـ وعنه عليهالسلام
أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
لما أفاض من المزدلفة جعل يسير العنق
ويقول : أيها الناس السكينة السكينة حتى وقف على بطن محسر فقرع ناقته
فخبب حتى خرج ثم
عاد إلى مسيره الاول قال : والسعي واجب ببطن
محسر قال : ثم سار رسول الله صلىاللهعليهوآله
حتى أتى جمرة العقبة فرماها بسبع
حصيات .
٣٠ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : يوم الحج الاكبر يوم النحر .
٤٩
* ( باب ) *
* « ( نزول منى
وعلله وأحكام الرمى وعلله ) » *
١
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبان عن
الحسين بن سعيد
عن فضالة عن معاوية عن أبى عبدالله عليهالسلام
قال : إن جبرئيل عليهالسلام
أتى إبراهيم عليهالسلام
فقال : تمن يا إبراهيم فكانت تسمى منى فسماها الناس منى .
٢
ـ ع : بهذا الاسناد عن الحسين عن صفوان عن
معاوية قال : قلت
لابى عبدالله عليهالسلام
: لم سمي الخيف خيفا؟ قال : إنما سمي الخيف لانه مرتفع
__________________
عن الوادي وكلما
ارتفع عن الوادي سمي خيفا .
٣
ـ سن : أبي عن صفوان مثله .
٣
ـ ع
ن
: في علل ابن سنان عن الرضا عليهالسلام
: العلة التي من أجلها
سميت منى منى أن جبرئيل عليهالسلام
قال هناك : يا إبراهيم تمن على ربك ما شئت فتمنى
إبراهيم في نفسه أن يجعل الله مكان ابنه اسماعيل كبشا يأمره بذبحه فداء عمله له
فاعطي مناه .
أقول
: قد مضى بعض ما يتعلق بالرمي في باب أنواع الحج.
٥
ـ ب : أبوالبختري عن الصادق عن أبيه عن
أميرالمؤمنين صلوات
الله عليهم قال : المريض يرمى عنه والصبي يعطى الحصى فيرمي .
٦
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : إني كنت مع
أبي بمنى فأتى جمرة
العقبة فرأى الناس عندها وقوفا فقال لغلام له يقال له : سعيد : ناد في الناس
إن جعفر بن محمد يقول : ليس هذا موضع وقوف فارموا وامضوا فنادى سعيد .
٧ ـ قال : وسألته عن جمرة العقبة أول
يوم يقف من رماها؟ قال : لا يقف
أول يوم ولكن ليرم ولينصرف .
٨
ـ ب : ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا عليهالسلام قال في رمي الجمار
:
ارمها من بطن الوادي واجعلهن كلهن عن يمينك ولا ترم أعلى الجمرة ولتكن
الحصى مقل أنملة وقال في الحصى : لا تأخذها سوداء ولا بيضاء ولا حمراء خذها
كحلية منقطة تخذفهن تضعها على الابهام وتدفعها بظهر السبابة وقال :
__________________
تقف عند الجمرتين
الاولتين ولا تقف عند جمرة العقبة .
٩
ـ ب : عن الرضا عليهالسلام قال : لا ترم
الجمار إلا وأنت طاهر .
١٠
ـ ع : أبي عن محمد العطار عن العمركي عن
علي بن جعفر عن
أخيه موسى عليهالسلام
قال : سألته عن رمي الجمار لم يجعل؟ قال : لان إبليس اللعين
كان يتراءى لابراهيم عليهالسلام
في موضع الجمار فرجمه إبراهيم عليهالسلام
فجرت
السنة بذلك .
١١
ـ ع : أبي عن سعد عن أيوب بن نوح عن صفوان
عن معاوية بن
عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : أول من رمى الجمار آدم عليهالسلام
وقال : أتى
جبرئيل إبراهيم عليهماالسلام
وقال : إبراهيم فرمى جمرة العقبة وذلك إن الشيطان
تمثل له عندها .
١٢
ـ سن : بعض أصحابنا عن الحسن بن يوسف عن
زكريا بن محمد
عن مسعود الطائي عن عبدالحميد قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : إذا
اجتمع الناس بمنى نادى مناد أيها الجمع لو تعلمون بمن أحللتم لايقنتم بالمغفرة
بعد الخلف ثم يقول الله تبارك وتعالى : إن عبدا أوسعت عليه في رزقه فلم يفد إلي
في كل أربع لمحروم .
١٣
ـ سن : الوشا عن الرضا عليهالسلام قال : قال
أبوعبدالله عليهالسلام
: إذا أفاض
الرجل عن منى وضع ملك يده بين كتفيه ثم قال له : استانف .
١٤
ـ سن : أبي عن حما د عن حريز عن أبي عبدالله
عليهالسلام
في رمي الجمار
قال : له بكل حصاة يرمي بها تحط عنه كبيرة موبقة .
__________________
١٥
ـ ضا : خذ حصيات الجمار من حيث شئت .
١٦ ـ وقد روي أن أفضل ما يؤخذ الجمار من
المزدلفة وتكون منقطة
كحلية مثل رأس الانملة واغسلها غسلا نظيفا ولا تؤخذ من الذي رمي مرة
وارم إلى الجمرة العقبة في يوم النحر بسبع حصيات وتقف في وسط الوادي مستقبل
القبلة يكون بينك وبين الجمرة عشر خطوات لا خمسة عشر خطوة .
وتقول وأنت مستقبل القبلة والحصا في كفك اليسرى : اللهم هذه حصياتي فاحصهن
لي عندك وارفعهن في علمي. ثم تتناول منها واحدة وترمي من قبل وجهها ولا
ترميها من أعلاها وتكبر مع كل حصاة وترمي يوم الثاني والثالث والرابع
في كل يوم باحدى وعشرين حصاة إلى الجمرة الاولى بسبعة وتقف عليها و
تدع إلى الجمرة الوسطى بسبعة وتقف عندها وتدع إلى الجمرة العقبة بسبعة ولا تقف
عندها فان جهلت ورميت مقلوبة فأعد على الجمرة الوسطى وجمرة العقبة وإن
سقطت منك حصاة فخذ من حيث شئت من الحرم ولا تأخذ من الذي قد رمي وإن كان
معك مريض لا يستطيع أن يرمي الجمار فاحمله إلى الجمرة ومره أن يرمي من
كفه إلى الجمرة وإن كان كسيرا أو مبطونا أو ضعيفا لا يعقل ولا يستطيع الخروج
ولا الحملان فارم أنت عنه فان جهلت ورميت إلى الاؤل بسبع وإلى الثانية بستة
وإلى الثالثة بثلاث فارم إلى الثانية بواحدة وأعد الثالثة ومتى لم تجز النصف
فأعد الرمي من أوله ومتى ما جزت النصف فابن على ذلك وإن رميت إلى
الجمرة الاولة دون النصف فعليك أن تعيد الرمي إليها وإلى بعدها من أوله
فاذا رميت يوم الرابع فاخرج منها إلى مكة ومطلق لك رمي الجمار من أول
النهار إلى زوال الشمس .
١٧ ـ وقد روي من أول النهار إلى آخره
وأفضل ذلك ما قرب من
الزوال وجائر للخائف والنساء الرمي بالليل فان رميت ووقعت في محمل و
__________________
انحدرت منه إلى
الارض اجزأت عنك وإن بقيت في المحمل لم تجزعنك وارم
مكانها اخرى
١٨
ـ الهداية : ثم امض إلى منى ترمي الجمار فان
أحببت أن تأخذ حصاك
الذى ترمي بها من مزدلفة فعلت ، وإن أحببت أن تكون من رحلك بمنى فأنت
في سعة فاغسلها واقصد إلى الجمرة القصوى ـ وهي جمرة العقبة ـ فارمها بسبع
حصيات من قبل وجهها ولا ترمها من أعلاها ويكون بينك وبين الجمرة عشرة
أذرع أو خمسة عشر ذراعا وتقول وأنت مستقبل القبلة والحصى في يدك اليسرى :
اللهم هذه حصياتي فأحصهن لي وارفعهن لي في عملي وتقول : مع كل حصاة
الله اكبر اللهم ادحر عني الشيطان الرجيم اللهم تصديقا بكتابك على سنة
نبيك صلىاللهعليهوآله
اللهم اجعله حجا مبرورا وعملا مقبولا وسعيا مشكورا وذنبا
مغفورا ولتكن الحصاة كالانملة منقطة كحلية أو مثل حصى الخذف فاذا أتيت
رحلك ورجعت من رمي الجمار فقل : اللهم بك وثقت وعليك توكلت فنعم
الرب أنت ونعم المولى ونعم النصير .
١٩
ـ دعائم الاسلام : روينا عن أبي
جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه أنه
كان يستحب أن يأخذ حصى الجمار من المزدلفة .
٢٠ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : خذ حصى
الجمار من المزدلفة
وإن أخذتها من منى أجزاك .
٢١ ـ وعنه عليهالسلام
أنه كان يلتقط حصى الجمار التقاطا كل حصاة منها بقدر
الانملة ويستحب أن تكون زرقا أو كحلية منقطة ويكره أن تكسر من الحجارة
كما يفعل كثير من الناس واغسلها وإن لم تغسلها وكانت نقية لم يضرك .
٢٢ ـ وعنه عليهالسلام
أنه استحب الغسل لرمي الجمار .
__________________
٢٣ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : ترمى كل جمرة بسبع حصيات وترمى
من أعلى الوادي وتجعل الجمرة عن يمينك ولاترم من أعلى الجمرة وكبر مع كل
حصاة ترميها وقف بعد الفراغ من الرمي وادع بما قسم لك ثم ارجع إلى
رحلك من منى ولاترم من الحصى بشئ قد رمي به وإن عجز عليك من الحصى
شئ فلا بأس أن تأخذه من قرب الجمرة .
٢٤ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : لما أقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله
من المزدلفة مر على
جمرة العقبة يوم النحر فرماها بسبع حصيات ثم أقام بمنى وكذلك السنة ثم
ترمي أيام التشريق الثلاث الجمرات كل يوم عند زوال الشمس وهو أفضل ولك أن
ترمي من أول النهار إلى آخره ولاترمي الجمار إلا على طهر ومن رمي على غير
طهر فلا شئ عليه .
٢٥ ـ وعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله رخص للرعاء أن
يرموا الجمار ليلا قال :
ومن فاته رميها بالنهار رماها ليلا إن شاء .
٢٦ ـ وعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يرمي الجمار
ماشيا ومن ركب إليها فلا
شئ عليه .
٢٧ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : من ترك رمي الجمار أعاد .
٢٨ ـ وعنه أنه قال : يرمى يوم النحر
الجمرة الكبرى ـ وهي جمرة العقبة ـ
وقت الانصراف من المزدلفة ويرمى في أيام التشريق الثلاث الجمرات كل يوم يبتدئ
بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى .
٢٩ ـ وعنه انه قال : من قدم جمرة على
جمرة أعاد الرمي .
٣٠ ـ وعن علي عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : المريض ترمى
عنه الجمار .
٣١ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : من تعجل
النفر في يومين ترك ما
__________________
يبقى عنده من الجمار
بمنى .
٣٢ ـ وعن علي عليهالسلام ان رسول الله صلىاللهعليهوآله لما رمى جمرة
العقبة يوم النحر
تى إلى المنحر بمنى فقال : هذا المنحر وكل منى منحر ونحر هديه ونحر
الناس في رحالهم .
٥٠
( باب )
* « ( الهدى ووجوبه
على المتمتع وسائر الدماء وحكمها ) » *
الايات
: البقرة : « فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي
ومن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن
لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام »
.
المائدة
: « يا أيها
الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا
الهدي ولا القلائد » .
وقال تعالى : « جعل الله الكعبة البيت
الحرام قياما للناس والشهر الحرام و
الهدي والقلائد » .
الحج
: « ويذكروا
اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام
فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير
» إلى قوله تعالى « ولكل
امة جعلنا منسكا
ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام
».
إلى قوله تعالى « والبدن جعلنا ها لكم
من شعائر الله لكم فيها فاذكروا اسم الله
__________________
عليها
صواف فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها
لكم لعلكم تشكرون * لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك
سخرها لكم لتكبروا الله على ما هديكم وبشر المحسنين
» .
١
ـ شى : عن عبدالله بن فرقد عن أبي جعفر عليهالسلام قال : الهدي من
الابل
والبقر والغنم ولا يجب حتى يعلق عليه يعني إذا قلده فقد وجب ـ وقال : « وما
استيسر من الهدي » شاة .
٢
ـ شى : عن الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله « فان
احصرتم فما استيسر
من الهدى » قال : يجزيه شاة والبدنة والبقرة أفضل .
٣
ـ شى : عن أبي بصير عنه عليهالسلام قال : إن استمتعت
العمرة إلى الحج فان
عليك انهدي ما استيسر من الهدي إما جزور وإما بقرة وإما شاة فان لم تقدر
فعليك الصيام كما قال الله .
٤ ـ وذكر أبوبصير عنه عليهالسلام قال : نزلت على
رسول الله صلىاللهعليهوآله
المتعة وهو
على المروة بعد فراغه من السعي .
٥
ـ شى : عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله تعالى « فمن
تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي » قال : ليكن كبشا سمينا فان لم
يجد فعجلا من البقر والكبش أفضل فان لم يجد فهو جذع من الضان والا
ما استيسر من الهدي .
٦
ـ ين : صفوان عن معاوية بن عمار عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : إذا
وجد الرجل هديا ضالا فليعرفه يوم النحروا اليوم الثاني واليوم الثالث ثم يذبحها
__________________
عن صاحبها عشية
الثالث .
٧
ـ خص : ابن الوليد عن الصفار والحسن بن متيل
عن إبراهيم بن هاشم
عن إبراهيم بن محمد الهمداني عن السياري عن داود الرقي قال : سألني بعض
الخوارج عن قول الله تبارك وتعالى « ومن الضأن اثنين ومن المعزاثنين
» إلى قوله
« ومن الابل
اثنين ومن البقر اثنين » الاية ما الذي
أحل الله من ذلك؟ وما الذي
حرم الله؟ قال : فلم يكن عندي في ذلك شئ فحججت فدخلت على أبي عبدالله عليهالسلام
فقلت : جعلت فداك إن رجلا من الخوارج سألني عن كذا وكذا فقال عليهالسلام :
إن الله عزوجل أحل في الاضحية بمنى الضان والمعز الاهلية وحرم فيها
الجبلية وذلك قوله عزوجل « ومن
الضان اثنين ومن المعز اثنين » وإن الله
عزوجل
احل في الاضحية بمنى الابل العراب وحرم فيها البخاتي وأحل فيها البقر الاهلية
وحرم فيها الجبلية وذلك قوله : « ومن
الابل اثنين ومن البقر اثنين » قال :
فانصرفت
إلى صاحبي فأخبرته بهذا الجواب فقال : هذا شئ حملته الابل من الحجاز .
٨
ـ عدة الداعى : قال : الصادق عليهالسلام : القانع الذي يسأل
والمعتر
صديقك .
٩
ـ الهداية : ثم اشتر منه هديك إن كان من البدن أو
من البقر وإلا فاجعله
كبشا سمينا فحلا فان لم تجد كبشا فحلا فموجؤء من الضان فان لم تجد فتيسا
فحلا فان لم تجد فما تيسر لك وعظم شعائر الله ولا تعط الجزار جلودها ولا قلائدها
ولا جلالها ولكن تصدق بها ولا تعط السلاخ منها شيئا فاذا اشتريت هديك
فاستقبل القبلة وانحره أو اذبحه وقل : وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض
حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب
__________________
العالمين لا شريك له
وبذلك امرت وأنا من المسلمين اللهم منك ولك بسم الله والله
أكبر اللهم تقبل مني ثم اذبح وانحر ولا تنخع حتى يموت ثم كل و
تصدق وأطعم واهد إلى من شئت ثم احلق رأسك .
١٠
ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن
محمد عن أبيه عن آبائه صلوات
الله عليهم أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
نحر هديه بمنى بالمنحر وقال : هذا المنحر ومنى
كلها منحر وأمر الناس فنحروا وذبحوا ذبائحهم في رحالهم بمنى
١١ ـ وعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أشرك عليا في هديه
وكانت مائة بدنة
فنحر رسول الله صلىاللهعليهوآله
بيده ثلاث وستين بدنة وأمر عليا فنحر باقيهن .
١٢ ـ وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه
أنه قال : يستحب للمرة أن يلي
نحر هديه أو ذبح أضحيته بيده إن قدر على ذلك فان لم يقدر فلتكن يده مع يد
الجارز فان لم يستطع فليقم قائما عليها حتى تنحر أو تذبح ويكبر الله عند
ذلك .
١٣ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال في قول الله عزوجل : « والبدن
جعلناها لكم من
شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليه صواف فاذا وجبت جنوبها فكلوا منها
» قال : صواف اصطفافها حين تصف للمنحر تنحر قياما معقولة قائمة على ثلاث
قوائم وقوله : « فاذا وجبت جنوبها » أي سقطت إلى الارض قال : وكذلك نحر
رسول الله صلىاللهعليهوآله
هديه من البدن قياما فأما الغنم والبقر فتضجع وتذبح وقوله
« فاذكروا اسم الله عليها » يعني التسمية
عند النحر والذبح وأقل ذلك أن تقول :
بسم الله ويستحب أن تقول عند ذبح الهدي والضحايا ونحر ما ينحر منها : « وجهت
وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين * إن صلاتي
__________________
ونسكي ومحياي ومماتي
لله رب العالمين * لاشريك له وبذلك امرت وأنا من المسلمين
اللهم منك ولك بسم الله .
١٤ ـ وعنه صلوات الله عليه أنه قال :
لايذبح نسك المسلم إلا مسلم .
١٥ ـ وعنه صلوات الله عليه أنه رخص في
الاشتراك في الهدي لمن لم يجد
هديا ينفرد به يشارك في البدنة والبقرة بما قدر عليه .
١٦ ـ وعنه صلوات الله عليه أنه قال :
أفضل الهدي والاضاحي الاناث
من الابل ثم الذكور منها ثم الاناث من البقر ثم الذكور منها ثم
الذكور من الضأن ثم الذكور من المعز ثم الاناث من الضأن ثم الاناث
من المعز والفحل من الذكور من كل شئ أفضل ثم الموجوء ثم
الخصي .
١٧ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : الذي يجزي في الهدي والضحايا من الابل
الثني ومن البقر المسن ومن المعز الثني ويجزي من الضان الجذع ولا يجزي
الجذع من غير الضان وذلك لان الجذ ع من الضان يلقح ولا يلقح الجذع من
غيره .
١٨ ـ وعنه عليهالسلام
أنه كان يستحب من الضان الكبش الاقرن الذي يمشي
في سواد ويأكل في سواد وينظر في سواد ويبعر في سواد وكذلك كان الكبش
الذي انزل على إبراهيم صلىاللهعليهوآله
وانزل على الجبل الايمن في مسجد منى وكذلك
كان رسول الله عليهالسلام
يضحي بمثل هذه الصفة من الكباش .
١٩ ـ وعن علي عليهالسلام أنه قال : نهى رسول
الله صلىاللهعليهوآله
أن يضحي بالاعضب
والاعضب المكسور القرن كله داخله وخارجه وإن انكسر الخارج وحده
فهو أقصم .
__________________
٢٠ ـ قال علي عليهالسلام : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إستشرفوا العين
والاذن .
٢١ ـ وعن علي عليهالسلام أنه سئل عن العرجاء
قال : إذا بلغت المنسك فلا بأس
إذا لم يكن العرج بينا فاذا كان بينا لم يجز أن يضحي بها ولا بالعجفاء وهي
المهزولة .
٢٢ ـ وعنه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : لا يضحى
بالجداء ولا بالجرباء
والجداء المقطوعة الاطباء وهي حلمات الضرع والجرباء التي بها الجرب .
٢٣ ـ وعن علي عليهالسلام أنه نهى عن الجدعاء
والهرمة ـ فالجدعاء المجدوعة
الاذن أي مقطوعتها .
٢٤ ـ وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه
أن ه كره المقابلة والمدابرة و
الشرقاء والخرقاء فالمقابلة المقطوع من اذنها شئ من مقدمها يترك فيها معلقا
والمدابرة تكون كذلك من مؤخر اذنها والشرقاء المشقوقة الاذن باثنين والخرقاء
التي في اذنها ثقب مستدير .
٢٥ ـ وعنه أنه قال : إذا اشترى الرجل
الهدي سليما وأوجبه ثم أصابه
بعد ذلك عيب أجزأ عنه وإن لم يوجبه أبدله وإيجابه إشعاره أو تقليده .
٢٦ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : من اشترى هديا ولم يعلم به عيبا فلما نقد
الثمن وقبضه رأى العيب قال : يجزي عنه وإن لم يكن نقد ثمنه فليرده
وليستبدل به .
٢٧ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : في الهدي يعطب قبل أن يبلغ محله قال :
ينحر ثم يلطخ النعل الذي قلدبها بدم ثم يترك ليعلم من مربها أنها هدي فيأكل
منها إن أحب فان كانت في نذر أو جزاء فهي مضمونة وعليه أن يشتري مكانها
وإن كانت تطوعا وقد أجزأت عنه ويأكل مما تطوع به ولا يأكل من الواجب
__________________
عليه ولايباع ما عطب
من الهدي واجبا كان أو غير واجب ومن هلك هديه فلم يجد
مايهدي مكانه فالله أولى بالعذر .
٢٨ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : من أضل هديه فاشترى مكانه هديا ثم وجده
فان كان أوجب الثاني نحرهما جميعا وإن لم يوجبه فهو بالخيار وإن وجد
هديه عند أحد قد اشتراه ونحره أخذه إن شاء ولم يجز عن الذي نحره .
٢٩ ـ وعنه صلوات الله عليه أنه قال : من
وجد هديا ضالا عرف به فان لم
يجد له طالبا نحره آخر أيام النحر عن صاحبه .
٣٠ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : من نحر هديه فسرق أجزاء عنه .
٣١ ـ وعن أبي جعفر عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر من ساق الهدي
أن
يعرف به أي يوقفه بعرفة والمناسك كلها .
٣٢ ـ وعن أميرالمؤمنين عليهالسلام أن رسول الله عليهالسلام لما نحر هديه أمر
من
كل بدنة بقطعة فطبخت فأكل منها وأمرني فأكلت وحسا من المرق وأمرني
فحسوت منه وكان أشركني في هديه وقال : من حسا من المرق فقد أكل
من اللحم .
٣٣ ـ قال أبوعبدالله عليهالسلام : وكذلك ينبغي لمن
أهدى هديا تطوعا أوضحى
أن يأكل من هديه وأضحيته ثم يتصدق وليس في ذلك توقيت يأكل ما أحب
ويطعم ويهدي ويتصدق قال الله عزوجل : « فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر
» وقال « فكلوا منها
وأطعموا البائس الفقير » .
٣٤ ـ وعنه صلوات الله عليه أنه قال : من
ضحى أو أهدى هديا فليس له
أن يخرج من منى من لحمه بشئ ولا بأس بإخراج السنام للدواء والجلد
والصوف والشعر والعصب والشئ ينتفع به ويستحب أن يتصدق بالجلد
ولا بأس أن يعطي الجازر من جلود الهدي ولحومنا وجلالها في اجرته .
__________________
٣٥ ـ وعن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنه قال : من اشترى
هديا أو أضحية يرى
أنها سمينة فخرجت عجفاء فقد أجزت عنه وكذلك إن اشتراه وهو يرى أنها
عجفاء فوجدها سمينة فقد أجزت عنه .
٣٦ ـ وعن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : لصاحب
الهدي أن يبيعه ويستبدل
به غيره مالم يوجبه .
٣٧ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال في قول الله عزوجل : « ليشهدوا
منافع لهم ويذكروا
اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام
» قال : الايام المعلومات
أيام التشريق وكذلك الايام المعدودات هي أيام التشريق وأيام التشريق
ثلاثة أيام بعد النحر وقيل : إنما سميت أيام التشريق لان الناس يشرقون
فيها قديد الاضاحي أي ينشرونه للشمس ليجف فيوم النحر هو يوم عيد الاضحى
واليوم الذي يليه هو أول أيام التشريق ويقال له : يوم القر سمي بذلك لان الناس
يستقرون فيه بمنى والعامة تسميه يوم الرؤوس لانهم يأكلونها فيه واليوم الذي
يليه هو يوم النفر الاول واليوم الذي يلي ذلك اليوم يوم النفر الاخر وهو آخر
أيام التشريق .
٣٨
ـ فس : « ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب
» قال :
تعظيم البدن وجودتها قوله : « لكم
فيها منافع إلى أجل مسمى » قال :
البدن يركبها
المحرم من موضعها الذي يحرم فيه غير مضربها ولا معنف عليها وإن كان لها
لبن يشرب من لبنها إلى يوم النحر قوله : « ثم محلها إلى البيت العتيق
» وقوله :
« فله أسلموا
وبشر المخبتين » قال : العابدين
وقوله : « فاذكروا
اسم الله عليها
صواف » قال : تنحر قائمة « فاذا وجبت جنوبها
» أي وقعت على الارض « فكلوا
منها وأطعموا القانع والمعتر » قال :
القانع الذي يسأل فتعطيه والمعتر الذى يعتريك
فلا يسأل وقوله : « لن
ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم
» أي لا يبلغ ما يتقرب به إلى الله وإن نحرها إذا لم يتق الله وإنما يتقبل من
__________________
المتقين .
٣٩ ـ ب : أبوالبختري عن جعفر عن أبيه عن
علي عليهالسلام
قال : لايأكل
المحرم من الفدية ولا الكفارات ولا جزاء الصيد ويأكل مما سوى ذلك .
٤٠ ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
البدنة كيف ينحرها؟
قائمة أو باركة؟ قال : يعقلها إن شاء قائمة وإن شاء باركة .
٤١ ـ قال : وسألته عن الضحية يشتريها
الرجل عوراء لا يعلم بها إلا بعد
شرائها هل تجزي عنه؟ قال : نعم إلا أن تكون هديا فانه لا يجوز في الهدي .
٤٢ ـ ل : في خبر الاعمش عن الصادق عليهالسلام قال : لا يجزي في
النسك
الخصى لانه ناقص ويجوز الموجوء إذا لم يوجد غيره وفيه : والهدي
للمتمتع فريضة .
٤٣ ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن
عيسى عن ابن أبي نجران
عن محمد بن حمران عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : قال : إن النبي
صلىاللهعليهوآله
نهى أن تحبس لحوم الاضاحي فوق ثلاثة أيام من أجل الحاجة
فأما اليوم فلا بأس به .
٤٤ ـ سن : أبي عن ابن أبي عمير عن جميل
عن محمد بن مسلم مثله .
٤٥ ـ ع : العطار عن أبيه عن ابن أبي
الخطاب عن ابن بزيع عن
يونس عن جميل قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن حبس لحوم الاضاحي فوق
ثلاثة أيام بمنى قال : لابأس بذلك اليوم إن رسول الله صلىاللهعليهوآله إنما نهى عن ذلك
أولا
__________________
لان الناس كانوا
يومئذ مجهودين فأما اليوم فلا بأس به .
٤٦ ـ وقال أبوعبدالله عليهالسلام : كنا ننهى الناس
عن إخراج لحوم الاضاحي
بعد ثلاثة لقلة اللحم وكثرة الناس فأما اليوم فقد كثر اللحم وقل الناس فلا
بأس باخراجه .
٤٧
ـ سن : أبي عن يونس مثله إلى قوله : فأما
اليوم فلا بأس .
٤٨
ـ ع : ابن الوليد عن عبدالله بن عباس
العلوي عن محمد بن عبدالله
ابن موسى عن أبيه عن خاله زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
نهيتكم عن ثلاث : نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها
وعن إخراج لحوم الاضاحي من منى بعد ثلاث ألا فكلوا وادخروا ونهيتكم
عن النبيذ ألا فانبذوا وكل مسكر حرام ـ يعني الذي ينبذ بالغداة ويشرب بالعشي
وينبذ بالعشي ويشرب بالغداة فاذا غلا فهو حرام .
٤٩
ـ سر : البزنطي عن جميل قال : سألت أبا
عبدالله عليهالسلام
عن المتمتع
كم يجزيه؟ قال : شاة .
٥٠
ـ مع : السناني عن الاسدي عن النخعي عن
النوفلي عن السكوني
عن الصادق عن أبيه عن جده عن علي عليهمالسلام
قال : نزل جبرئيل على النبي
صلىاللهعليهوآله
فقال : يامحمد مر أصحابك بالعج والثج فالعج رفع الاصوات
بالتلبية والثج نحر البدن .
٥١
ـ ع : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن
ابن أبي الخطاب
عن ابن بزيع عن صالح بن عقبة عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبدالله عليهالسلام
__________________
قال : سألته عن رجل
تمتع عن امه وأهل بحجة عن أبيه قال : إن ذبح فهو خير
له وإن لم يذبح فليس عليه شئ لانه تمتع عن امه وأهل بحجة عن أبيه .
٥٢
ـ ع : ابن المتوكل عن سعد عن ابن عيسى عن
ابن معروف عن
ابن مهزيار عن محمد بن يحيى الخزاز عن حماد بن عثمان قال : قلت لابي عبدالله
عليهالسلام
: أدنى ما يجزى في الهدي من أسنان الغنم؟ قال : فقال : الجذع من
الضان قال : قلت : فالجذع من الماعز؟ قال : فقال : لايجزي قال : فقلت له :
جعلت فداك العلة فيه؟ قال : فقال : لان الجذع من الضأن يلقح والجذع
من المعز لا يلقح .
٥٣
ـ سن : أبي عن محمد بن يحيى مثله .
٥٤
ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف
عن ابن مهزيار عن
فضالة عن أبان بن عثمان عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله عن أبي عبدالله عليهالسلام
في قول الله عزوجل « فاذا وجبت جنوبها » قال : إذا وقعت على الارض فكلوا منها
« وأطعموا
القانع والمعتر » قال : القانع
الذي يرضى بما أعطيته ولايسخط
ولا يكلح ولايزبد شدقه غضبا والمعتر المار بك تطعمه .
٥٥
ـ مع : بهذا الاسناد عن ابن مهزيار عن
الحسين بن سعيد عن
صفوان عن سيف التمار قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام
: إن سعيد بن عبد الملك قدم
حاجا فلقي أبي عليهالسلام
فقال : إني سقت هديا فكيف أصنع؟ فقال : أطعم أهلك ثلثا
وأطعم القانع ثلثا وأطعم المسكين ثلثا قلت : المسكين هو السائل؟ قال. نعم
والقانع يقنع بما أرسلت إليه من البضعة فما فوقها والمعتر يعتر يك لا يسألك .
٥٦ ـ وقال النبي صلىاللهعليهوآله : لايجوز شهادة
خائن ولا خائنة ولا ذي غمر على أخيه
__________________
ولا ظنين في ولاء
ولاقرابة ولا القانع مع أهل البيت لهم أما الخيانة فانها تدخل
في أشياء كثيرة سوى الخيانة في المال منها : أن يؤتمن على فرج فلا يؤدي فيها الا
مانة
ومنها أن يستودع سرا يكون إن أفشى فيه عطب المستودع أوفيه شينه ومنها أن
يؤتمن على حكم بين اثنين أوفوقهما فلا يعدل ومنها أن يغل من المغنم شيئا ومنها
أن يكتم شهادة ومنها أن يستشار فيشير بخلاف الصواب تعمدا وأشباه ذلك.
والغمر الشحناء والعداوة وأما الظنين في الولاء والقرابة فالذي يتهم بالدعاوة
إلى غير أبيه أو المتولي إلى غير مواليه وقد يكون أن يتهم في شهادته لقريبه
والظنين أيضا : المتهم في دينه وأما القانع مع أهل البيت لهم : فالرجل يكون
مع القوم في حاشيتهم كالخادم لهم والتابع والاجير ونحوه وأصل القنوع
الرجل الذي يكون مع الرجل يطلب فضله ويسأله معروفه بقول فهذا يطلب
معاشه من هؤلاء فلا تجوز شهادته لهم قال الله تعالى : « فكلوا منها وأطعموا
القانع
والمعتر » فالقانع الذي يقنع بما تعطيه ويسأل
والمعتر الذي يتعرض ولا يسأل
ويقال من هذا القنوع قنع يقنع قنوعا وأما القانع الراضي بما أعطاه الله عزوجل
فليس من ذلك يقال منه : قنعت أقنع قناعة فهذا بكسر النون وذاك بفتحها وذاك
من القنوع وهذا من القناعة .
٥٧
ـ ب : ابن عيسى عن البزنطي قال : سألت
الرضا عليهالسلام
عن القانع
والمعتر قال : القانع الذي يقنع بما أعطيته والمعتر الذي يعتر بك .
٥٨
ـ سن : حماد عن ربعي عن الفضيل عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : قال
علي بن الحسين عليهالسلام
في حديث له : إذا ذبح الحاج كان فداه من النار .
٥٩
ـ سن : أبي عن القاسم بن إسحاق عن عباد
الدواجني عن جعفر
بن سعيد عن بشير بن زيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
لفاطمة عليهماالسلام
: اشهدي ذبح
ذبيحتك فان أول قطرة منها يكفر الله بها كل ذنب عليك وكل خطيئة عليك
__________________
فسمعه بعض المسلمين
فقال : يارسول الله هذا لاهل بيتك خاصة؟ أم للمسلمين
عامة؟ قال : إن الله وعدني في عترتي أن لا يطعم النار أحدا منهم وهذا للناس
عامة .
٦٠
ـ سن : محمد بن الحسين بن أحمد عن خالد عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال :
إن الله يحب إطعام الطعام وإراقة الدماء بمنى .
٦١
ـ ضا : كلما أتيته من الصيد في عمرة أو متعة
فعليك أن تذبح أو تنحر ما
لزمك من الجزاء بمكة عند الحزورة
قبالة الكعبة موضع المنحر وإن شئت
أخرته إلى أيام التشريق فتنحره بمنى وقد روي ذلك أيضا وإذا وجب عليك في متعة
وما أشبه مما يجب عليك فيه من جزاء الحج فلا تنحره إلا بمنى فان كان عليك
دم واجب قلدته أو جللته أؤ أشعرته فلا تنحره إلا في يوم النحر بمنى وإذا أردت
أن تشعر بدنتك فاضربها بالشفرة على سنامها من جانب الايمن فان كانت البدن
كثيرة فادخل بينها واضربها بالشفرد يمينا وشمالا وإذا أردت نحرها فانحرها وهي
قائمة مستقبل القبلة وتشعرها وهي باركة وكل من أضحيتك وأطعم القانع
والمعتر ـ القانع الذي يقنع بما تعطيه والمعتر الذي يعتريك ـ ولا تعطي الجزار منها
شيئا ولا تأكل من فداء الصيد إن اضطررته فانه من تمام حجك .
٦٢
ـ ضا : فاذا أتيت منى فاشتر هديك واذبحه
فاذا أردت ذبحه أو نحره
فقل « وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين
إن صلاتي ونسكى ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك امرت و
أنا من المسلمين اللهم هذا منك ولك وبك وإليك بسم الله الرحمن الرحيم
الله أكبر اللهم تقبل مني كما تقبلت من إبراهيم خليلك وموسى كليمك ومحمد
__________________
حبيبك صلى الله
عليهم » ثم أمر السكين عليها ولا تنخعها حتى تموت ولايجوز في
الاضاحي من البدن إلا الثني ـ وهو الذي تمت له سنة ودخل في الثاني ـ ومن
الضأن الجذع لسنة وتجزي البقرة عن خمسة .
٦٣ ـ وروي عن سبعة إذا كانوا من أهل بيت
واحد .
٦٤ ـ وروي أنها لا تجزي إلا عن واحدد
فإذا نحرت أضحيتك أكلت
منها وتصدقت بالباقي .
٦٥ ـ وروي أن شاة تجزي عن سبعين إذا لم
يوجد شئ من الهدي .
٥١
( باب )
* « ( من لم يجد
الهدى ) » *
١
ـ ب : حماد بن عيسى عن الصادق عن أبيه عن
أميرالمؤمنين صلوات الله
عليهم في قول الله عزوجل « فصيام ثلثة أيام في الحج » قال : قبل التروية بيوم
ويوم التروية ويوم عرفة فمن فاتته هذه الايام فليتسحر ليلة الحصبة وهي ليلة
النفر .
٢
ـ ب : ابن أبي الخطاب عن البزنطي قال :
سألت الرضا عليهالسلام
عن
المتمتع يكون له فضول من الكسوة بعد الذي يحتاج إليه فلتسوى تلك الفضول
مائة درهم يكون ممن يجد؟ فقال : له بد من كرى ونفقته؟ فقلت له : إن له
كر ونفقة ومايحتاج بعد إليه من هذا الفضول من كسوته فقال : وأي شئ
كسوة بمائة درهم! هذا ممن قال الله تبارك وتعالى « فمن لم يجد فصيام ثلصة أيام
في الحج وسبعة إذا رجعتم » .
__________________
٣
ـ ب : عن الرضا عليهالسلام قال : إذا صام
المتمتع يومين ولم يتابع الصوم اليوم
الثالث فقد فاته صيام ثلاثة أيام في الحج فليصم بمكة ثلاثة أيام متتابعات فان
لم يقدر أولم يقم عليه جماله فليصمها في الطريق الثلاثة أيام فعليه إذا قدم على
أهله عشرة أيام متتابعات .
٤
ـ ضا : إذا عجزت عن الهدي ولم يمكنك صمت قبل
التروية بيوم ويوم
التروية ويوم عرفة وسبعة أيام إذا رجعت إلى أهلك وإن فاتك صوم هذه الثلاثة
أيام صمت صبيحة ليلة الحصبة ويومين يبعدها وإن وجدت ثمن الهدي ولم تجد
الهدي فخلف الثمن عند رجل من أهل مكة يشتري ذلك في ذي الحجة ويذبح
عنك فان مضت ذو الحجة ولم يشتر لك أخرها إلى قابل ذي الحجة فانها أيام
الذبح .
٥
ـ ضا : ومن كان متمتعا فلم يجد هديا فعليه
صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة
إذا رجع إلى أهله تلك عشرة كاملة .
٦
ـ شى : عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : كنت
اصلي قائما وأبوالحسن
موسى بن جعفر عليهالسلام
قاعدا قدامي وأنا لا أعلم قال : فجاء ه عباد البصري فسلم
عليه وجلس قال : يا أبا الحسن ما تقول في رجل تمتع ولم يكن له هدي؟ قال :
يصوم الايام التي قال الله تعالى فجعلت سمي إليهما قال عباد : وأي أيام هي؟
قال : قبل التروية ويوم عرفة قال : فان فاته؟ قال : يصوم صبيحة
الحصبة ويومين بعده قال : أفلا تقول كما قال عبدالله بن الحسن؟! قال : وأي شي
قال؟ قال : يصوم أيام التشريق قال : إن جعفرا صلوات الله عليه كان يقول :
إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
أمر بلالا ينادي إن هذه أيام أكل وشرب فلا يصومن أحد
فقال : يا أبا الحسن إن الله قال : « فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذارجعتم
» قال :
__________________
كان جعفر عليهالسلام يقول : ذو القعدة
وذو الحجة كلتين أشهر الحج .
٧
ـ شى : عن منصور بن حازم عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا تمتع
بالعمرة
إلى الحج ولم يكن معه هدي صام قبل التروية ويوم التروية ويوم عرفة فان لم
يصم هذه الايام صام بمكة فان أعجلوا صام في الطريق وإن أقام بمكة قدر مسيرة
إلى منزله فشاء أن يصوم السبعة الايام فعل .
٨
ـ شى : عن ربعي عن عبدالله بن الجارود عن
أبي الحسن عليهالسلام
قال : سألته
عن قول الله عزوجل : « فصيام
ثلثة أيام في الحج » قال : قبل
التروية يصوم ويوم
التروية ويوم عرفة فمن فاته ذلك فليقض ذلك في بقية ذي الحجة فان الله يقول
في كتابه : « الحج أشهر
معلومات » .
٩
ـ شى : عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله : « فصيام
ثلثة أيام في الحج » قال : قبل
التروية يصوم ويوم التروية ويوم عرفة فمن
فاته ذلك فليقض ذلك في بقية ذي الحجة فان الله يقول في كتابه « الحج أشهر
معلومات
» .
١٠
ـ شى : عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله : « فصيام
ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم
» قال : إذا رجعت إلى أهلك .
١١
ـ شى : عن حفص بن البختري عن أبي عبدالله عليهالسلام فيمن لم يصم
الثلاثة الايام في ذي الحجة حتى يهل الهلال قال : عليه دم لان الله يقول :
« فصيام
ثلاثة أيام في الحج » في ذي الحجة قال
ابن أبي عمير : وسقط عنه
السبعة الايام .
__________________
١٢
ـ شى : عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر
عليهالسلام
قال : سألته عن
صوم ثلاثة أيام في الحج والسبعة أيصومها متوالية؟ أم يفرق بينهما؟ قال : يصوم
الثلاثة لا يفرق بينها ولايجمع الثلاثة والسبعة جمعيا .
١٣
ـ شى : عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر
عليهماالسلام
قال :
سألته عن صوم الثلاثة الايام في الحج والسبعة أيصومنها متواليه؟ أو يفرق بينهما؟
قال : يصوم الثلاثة والسبعة
لايفرق بينها ولايجمع السبعة والثلاثة جميعا .
١٤
ـ شى : عن عبدالرحمان بن محمد العرزمي عن
أبي عبدالله عن أبيه
عن علي عليهمالسلام
في صيام ثلاثة أيام في الحج قال : قبل التروية بيوم ويوم التروية
ويوم عرفة فان فاته ذلك تسحر ليلة الحصبة .
١٥
ـ شى : عن غياث بن إبراهيم عن أبيه عن علي عليهالسلام قال : صيام
ثلاثة أيام في الحج قبل التروية بيوم ويوم التروية ويوم عرفة فان فاته
ذلك تسحر ليلة الحصبة فصيام ثلاثة أيام وسبعة إذا رجع .
١٦ ـ وقال : قال علي عليهالسلام : إذا فات الرجل
الصيام فليبدأ صيامه من ليلة
النفر .
١٧
ـ شى : عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي
عبدالله عن أبيه عن
علي عليهمالسلام
قال : يصوم المتمتع قبل التروية بيوم ويوم التروية ويوم عرفة فان
فاته أن يصوم ثلاثة أيام في الحج ولم يكن عنده دم صام إذا انقضت أيام التشريق
فيتسحر ليلة الحصبة ثم يصبح صائما .
__________________
٥٢
* باب *
* « ( الاضاحى
وأحكامها ) » *
١ ـ ب : محمد
بن الوليد عن ابن بكير قال : كنت عند أبي عبدالله عليهالسلام
قاعدا فسأله حفص بن القاسم فقال له : ماترى أيضحى بالخصي؟ قال : فقال : إن
كنتم إنما تريدون اللحم فدونكم أو عليكم .
٢
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام
قال : سألته عن الضحية يشتريها الرجل
عوراء لا يعلم بها إلا بعد شرائها هل تجزي عنه؟ قال : نعم إلا أن تكون هديا فانه
لايجوز في الهدي .
٣ ـ قال : وسألته عن الضحية يخطي الذي
يذبحها فيسمي غير صاحبها تجزي
صاحب الضحية؟ قال : قال : نعم إنما هو ما نوى
٤ ـ قال : وسألته عن جلود الاضاحى هل تصلح لمن ضحى بها أن يجعلها
جرابا؟ قال : لا يصحلح أن يجعلها جرابا إلا أن يتصدق بثمنه .
٥ ـ قال : وسألته عن الاضحى في غير أيام
منى؟ قال : ثلاثة أيام .
٦ ـ قال : وسألته عن رجل مسافر قدم بعد
الاضحى بيومين أيصلح أن يضحي
في اليوم الثالث؟ قال : نعم .
٧
ـ ل : فيما أوصى به النبي صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام : يا علي لا تماكس
في أربعة
أشياء في شراء الاضحية والكفن والنسمة والكراء إلى مكة .
٨
ـ ل : أبي وابن الوليد معا عن محمد العطار
وأحمد بن إدريس معا عن
الاشعري عن محمد بن عيسى رفعه إلى أبي جعفر عليهالسلام
مثله .
__________________
٩
ـ ل : أبي عن السعد آبادي عن البرقي عن علي
بن معبد عن
الحسين بن خالد عن أبي الحسن عليهالسلام
قال : قلت له : كم تجزي البدنة؟ قال : عن
نفس واحدة قلت : فالبقرة؟ قال : تجزي عن خمسة إذا كانوا يأكلون على مائدة واحدة
قلت : كيف صارت البدنة لا تجزي إلا عن واحدة والبقرة تجزي عن خمسة؟! قال
لان البدنة لم يكن فيها من العلة ماكان في البقرة إن الذين أمروا قوم موسى عليهالسلام
بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس وكانوا أهل بيت يأكلون على خوان واحد وهم
أذينوه وأخوه ميذويه وابن أخيه وابنته وامرأته ( وهم الذين أمروا بعبادة العجل )
وهم الذين ذبحوا البقرة التي أمر الله عزوجل بذبحها .
١٠
ـ سن : أبي عن محمد بن سليمان عن الحسين بن
خالد مثله .
قال الصدوق رحمه الله : جاء هذا الحديث
هكذا فأوردته لما فيه من ذكر
الخمسة والذي افتي به في البدنة أنها تجزي عن سبعة وكذلك البقرة تجزي
عن سبعة متفرقين وليست هذه الاخبار بمختلفة لان ما يجزي عن سبعة يجزي
عن واحد ويجزي عن خمسة أيضا وليس في هذا الحديث أن البدنة لا تجزي إلا عن
واحد ولا فيه أن البقرة لا تجزي إلا عن خمسة .
١١
ـ ن
ع
: أبي عن علي عن أبيه عن ابن معبد مثله .
١٢
ـ ل
ع
: ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن وهيب
ابن حفص عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : البقرة والبدنة تجزيان عن
سبعة إذا اجتمعوا من أهل بيت ومن غيرهم .
__________________
١٣
ـ ل :
ع
: أبي عن سعد عن بنان بن محمد عن الحسن بن أحمد
عن يونس بن يعقوب قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن البقرة يضحى بها؟ قال : فقال :
تجزي عن سبعة متفرقين .
١٤
ـ ن : باسناد التميمي عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله
يضحي بكبشين أقرنين أملحين .
أقول : قد مضى بعض الاخبار في باب الهدي.
١٥
ـ ع : أبي عن سعد عن النوفلي عن السكوني عن
الصادق
عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله عليهالسلام
: إنما جعل الله هذا الاضحى لتتسع
مساكينكم من اللحم فأطعموهم .
١٦
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف
عن أبي جميلة
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سألته عن لحم الاضاحي فقال : كان علي بن الحسين و
ابنه محمد عليهماالسلام
يتصدقان بالثلث على جيرانهما وبثلث على المساكين وثلث
يمسكانه لاهل البيت .
١٧
ـ ع : الدقاق عن الاسدي عن النخعي عن
النوفلي عن البطائني عن
أبي بصير عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قلت له : ما علة الاضحية؟ فقال : إنه يغفر
صاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها على الارض وليعمل الله عزوجل من يتقيه
بالغيب قال الله عزوجل « لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم »
ثم قال : انظر كيف قبل الله قربان هابيل ورد قربان قابيل .
١٨
ـ ع : ابن المتوكل عن محمد العطار عن
الاشعري عن موسى بن
جعفر البغدادي عن عبدالله بن عبدالله عن موسى بن إبراهيم عن أبي الحسن
__________________
موسى عليهالسلام قال : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: استفرهوا ضحاياكم فإنها مطاياكم
على الصراط .
١٩
ـ ع : بهذا الاسناد عنه عليهالسلام قال : قال رسو ل
الله صلىاللهعليهوآله
لام سلمة و
قد قالت له : يارسول الله يحضر الاضحى وليس عندي ما اضحي به فأستقرض
واضحي؟ قال : فاستقرضي فانه دين مقضي .
٢٠
ـ ع : الدقاق عن الاسدي عن سهل عن النوفلي
عن السكوني
عن الصادق عن أبيه عليهماالسلام
أن عليا عليهالسلام
سئل : هل تطعم المساكين في كفارة
اليمين من لحوم الاضاحي؟ قال : لا لانه قربان الله عزوجل .
٢١
ـ ع : أبي وابن الوليد معا عن محمد العطار
عن الاشعري عن علي
ابن إسماعيل عن صفوان بن يحيى الازرق قال : قلت لابي إبراهيم عليهالسلام : الرجل
يعطي الضحية من يسلخها بجلدها قال : لا بأس به إنما قال الله عزوجل : « فكلوا
منها وأطعموا » والجلد لا يؤكل
ولا يطعم .
٢٢
ـ ع : أبي عن سعد عن البرقي عن أحمد بن
يحيى المقري عن
عبدالله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن شريح بن هاني عن علي عليهالسلام
أنه قال : لو علم الناس ما في الاضحية لاستدانوا وضحوا إنه يغفر لصاحب الاضحية
عند أول قطرة تقطر من دمها .
٢٣
ـ مع : أبي عن سعد عن ابن هاشم عن ابن
المغيرة عن السكوني
عن الصادق عن آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: لا يحضي بالعرجاء بين
عرجها ولا بالعوراء بين عورها ولا بالعجفاء ولا بالجرباء ولا بالجدعاء
__________________
ولا بالعضباء وهي
المكسورة القرن والجدعاء المقطوعة الاذن .
٢٤
ـ مع : ابن المتوكل عن محمد العطار عن
الاشعري عن أبي نصر
البغدادي عن أحمد بن يحيى المقري عن عبدالله بن موسى عن إسرائيل عن
أبي إسحاق عن شريح بن هاني عن علي عليهالسلام
قال : أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
في
الاضاحي أن نستشرف العين والاذن ونهانا عن الخرقاء والشرقاء والمقابلة
والمدابرة والخرقاء : أن يكون في الاذن ثقب مستدير والشرقاء في الغنم :
المشقوقة الاذن بإثنين حتى ينفذ إلى الطرف والمقابلة أن يقطع من مقدم
أذنها شي ء ثم يترك معلقا لا يبين كأنه زنمة ويقال : لمثل ذلك من الابل :
المزنم ويسمى ذلك المعلق الرعل والمدابرة : أن يفعل ذلك بمؤخر
أذن الشاة .
٢٥
ـ ثو : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف
عن ابن مهزيار
عن الاهوازي عن فضالة عن السكوني عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إنما جعل الله هذا الاضحى ليشبع مساكينكم من اللحم
فأطعموهم .
٢٦
ـ نوادر الراوندي : باسناده عن موسى بن جعفر عن
آبائه عليهمالسلام
عن
النبي صلىاللهعليهوآله
مثله .
٢٧
ـ سن : ابن فضال عن ثعلبة عن محمد بن قيس
قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام
يقول : إن الله يحب إطعام الطعام وهراقة الدماء .
٢٨
ـ سن : علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن
أبي بصير عن
__________________
أبي جعفر عليهالسلام قال : إن الله يحب
هراقة الدماء وإطعام .
٢٩
ـ سن : أبو سمينة عن الحسن بن علي بن يوسف
عن ابن عميرة
عن عبيدالله بن الوليد الوصافي عن أبي جعفر عليهالسلام
مثله .
٣٠
ـ سن : أحمد بن محمد عن الحكم بن أيمن عن
ميمون اللبان عن
أبي جعفر عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: الايمان : حسن الخلق وإطعام الطعام
وإراقة الدماء .
٣١
ـ شى : عن أحمد بن محمد عن الرضا عليهالسلام قال : لا يضحى
بالليل .
٣٢
ـ شى : عن داود الرقي قال : سألني بعض
الخوارج عن هذه الاية في
كتاب الله « من الضأن اثنين ومن المعز قل آالذكرين حرم أم الانثيين
ومن البقر اثنين » ما الذي أحل الله من ذلك؟ وما الذي حرم الله؟ فلم يكن عندي
فيه شئ فدخلت على أبي عبدالله عليهالسلام
وأنا حاج فأخبرته بماكان فقال : إن الله
تبارك وتعالى أحل في الاضحية من الابل العراب وحرم فيها البخاتي و
أحل البقرة الاهلية أن يضحى بها وحرم الجبلية فانصرفت إلى الرجل
فأخبرته بهذا الجواب فقال لي : هذا شئ حملته الابل من الحجاز عن رجل من
البصريين من الشارية .
٣٣
ـ شى : عن صفوان الجمال قال : متجري إلى مصر
وكان لي بها صديق
من الخوارج فأتاني وقت خروجي إلى الحج فقال لي : هل سمعت من جعفر بن محمد في
قول الله عزوجل « ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل آالذكرين
__________________
حرم ام الانثيين أما
اشتملت عليه أرحام الانثيين ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين » أيا
أحل؟ وأيا حرم؟ قلت : ما سمعت منه في هذا شيئا فقال لي : أنت على الخروج
فأحب أن تسأله عن ذلك قال : فحججت فدخلت على أبي عبدالله عليهالسلام فسألته
عن مسألة الخارجي فقال : حرم من الضان والمعز الجبلية وأحل الاهلية
ـ ينعني في الاضاحي ـ وأحل من الابل العراب ومن البقر الاهلية وحرم
من البقر الجبلية ومن الابل البخاتي ـ يعني في الاضحاحي ـ قال : فلما
انصرفت أخبرته فقال : أما إنه لو لا ما أهرق جده من الدماء ما اتخذت
إماما غيره .
٣٤
ـ نهج : من خطبة له عليهالسلام في ذكر يوم النحر
وصفة الاضحية : ومن
تما الاصحية استشراف أذنها وسلامه عينها فاذا سلمت الاذن والعين سلمت الاضحية
وتمت ولو كانت عضباء القرن تجر رجلها إلى المنسك .
٣٥
ـ الهداية : لايجوز في الاضاحي من البدن إلا
الثني ـ وهو الذي له
خمس سنين أو دخل في السادسة ويجزي من المعز أو البقر الثني ـ وهو الذي تم
له سنة ودخل في الثانية ويجزي من الضان الجذ ع لسنة ويجزي البقرة عن خمسة
نفر إذا كانوا من أه بيت .
٣٦
ـ وروي أنها تجزي عن سبعة والجزور يجزي عن
عشرة متفرقين
والكبش يجزي عن الرجل وعن أهل بيته وإذا عزت الاضاحي أجزأت شاة
عن سبعين .
٣٧
ـ مصباح الانوار : عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال : أقبل رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يوم النحر حتى دخل على فاطمة عليهاالسلام
فقال : يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك
__________________
فان بكل قطرة من
دمها كفارة كل ذنب أما إنها يؤتى بها يوم القيامة فتوضع
في ميزانك مثل ماهي سبعين ضعفا قال : فقال له المقداد بن الاسود : يارسول الله هذا
خاصة؟ أم لكل مؤمن عامة؟ فقال : بل لال محمد وللمؤمنين.
٣٨
ـ كتاب الغايات : عن أبان بن محمد
عن محمد بن علي عليهماالسلام
قال : ما
من عمل أفضل يوم النحر من دم مسفوك ومشي في بر الوالدين أو ذي رحم
قاطع يأخذ عليه بالفضل ويبدأ بالسلام أو رجل أطعم من صالح نسكه ثم دعا إلى
بقيتها جيرانه من اليتامى وأهل المسكنة والمملكوك وتعاهد الاسراء .
٣٩
ـ دعائم الاسلام : عن علي عليهالسلام قا ل : سمعت رسول
الله صلىاللهعليهوآله
يخطب
يوم النحر وهو يقول : هذا يوم الثج والعج فالثج : ما تهريقون فيه من الدماء
فمن صدقت نيته كان أول قطرة له كفارة لكل ذنب والعج : الدعاء فعجوا إلى
الله فو الذي نفس محمد بيده لا ينصرف من هذا الموضع أحد إلا مغفورا له إلا صاحب
كبيرة مصر عليها لا يحدث نفسه بالا قلاع عنها .
٤٠
ـ دعائم الاسلام : روينا عن أبي
عبدالله عليهالسلام
أنه ذكر الدفع من المزدلفة فقال : وإذا صرت إلى منى فانحر هديك واحلق رأسك ولا يضرك بأي
ذلك بدأت وقال : الحلق أفضل من التقصير لان رسول الله صلىاللهعليهوآله حلق رأسه
في حجة الوداع وفي عمرة الحديبية .
٤١ ـ وعن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : الاقرع
يمر الموسى على رأسه .
٤٢ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : إذا حلت المرأة من إحرامها أخذت من أطراف
قرون رأسها .
٤٣ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : يبلغ بالحلق إلى العظمين الشاخصين تحت
الصدغين .
٤٤ ـ وعن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : من نسي
أن يخلق بمنى حلق إذا ذكر
__________________
في الطريق فإن قدر
أن يرسل شعره فيلقيه بمنى فعل .
٤٥ ـ وعن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنه أمر بدفن الشعر
وقال كل ما وقع
من ابن آدم فهو ميتة ويقلم المحرم أظفاره إذا حلق والحلق هو جز الشعر
وسحته بالموسى عن
جلدة الرأس والتقصير ما أخذت منه بالمقصين قليلا
كان أو كثيرا والحلق أفضل من التقصير كما ذكرنا .
٤٦ ـ وقد روينا عن أميرالمؤمنين عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : اللهم ارحم
المحلقين فقيل : يارسول الله والمقصرين؟ فقال : والمقصرين في الرابعة فالحلق
أفضل والتقصر يجزي قال الله عزوجل : « لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن
المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخفون
» فبدأ بالحلق
وهو أفضل .
٥٣
* ( باب ) *
* « ( الحلق
والتقصير وأحكامها ) » *
* « ( وفيه بيان
مواطن التحلل ) » *
أقول
: قد مضى في باب الاجهار بالتلبية روايتان أنه ليس على النساء
حلق وإنما يقصرن من شعورهن.
١
ـ ب : أبوالبختري عن جعفر عن أبيه عليهماالسلام قال : إن الحسن و
الحسين عليهماالسلام
كانا يأمران بدفن شعورهما بمنى .
٢
ـ ل في خبر الاعمش عن الصادق عليهالسلام : الحلق سنة .
أقول
: قد مضى في باب علل الحج :
__________________
٣ ـ عن سليمان بن مهران أنه قال : قلت
للصادق عليهالسلام
: كيف صار الحلق
على الصرورة واجبا دون من قد حج؟ فقال : ليصير بذلك موسما بسمة الامنين
ألا تسمع الله عزوجل يقول : « لتدخلن
المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين
رؤسكم ومقصرين لا تخافون » .
٤
ـ ب : محمد بن خالد الطيالسي عن العلا قال
: قلت لابي عبدالله عليهالسلام
:
إذا حلقت رأسي وأنا متمتع أطلي رأسي بالحناء؟ قال : نعم من غير أن تمس
شيئا من الطيب قلت : وألبس القميص وأتقنع؟ قال : نعم قلت : قبل أن أطوف
بالكعبة؟ قال : نعم
٥
ـ ب : ابن طريف عن ابن علوان عن الصادق عن
أبيه عن علي
عليهمالسلام
أنه كان يقول : إذا رميت جمرة العقبة فقدحل لك كل شئ كان قد
حرم عليك إلا النساء .
٦
ـ ب : الطيالسي عن إسماعيل بن عبدالخالق
قال : قلت لابي عبدالله
عليهالسلام
: ألبس قلنسوة وقميصا إذا ذبحت وحلقت؟ قال : أما المتمتع فلا وأما من أفرد الحج
فنعم .
٧
ـ ب : ابن عيسى عن البزنطي قال : قلت للرضا
عليهالسلام
: جعلت فداك
إنا حين نفرنا من منى أقمنا أياما ثم حلقت رأسي طلبا للتلذذ فدخلني من ذلك
شئ فقال : كان أبوالحسن ـ صلوات الله عليه ـ إذا خرج من مكة فأتي ساية و
حلق رأسه .
٨
ـ ضا : فاذا سعيت تقصر من شعر رأسك من جوانبه
وحاجبيك ومن
__________________
لحيتك وقد أحللت من
كل شئ أحرمت منه .
٥
ـ ضا : ثم احلق شعرك فاذا أردت أن تحلق
فاستقبل القبلة وابدأ
بالناصية واحلق من العظمين النابتين بحذاء الاذنين وقل : اللهم أعطني بكل
شعرة نورا يوم القيامة وادفن شعرك بمنى .
٩٠ ـ واعلم أنك إذا رميت الجمرة العقبة
حل لك كل شئ إلا الطيب
والنساء وإذا طفت طواف الحج حل لك كل شئ إلا النساء فإذا طفت
طواف النساء حل لك كل شئ إلا الصيد فانه حرام على المحل في الحرم و
على المحرم في الحل والحرم .
١١
ـ سر : البزنطي عن جميل قال : سألت أبا
عبدالله عليهالسلام
عن المتمتع ما
يحل له إذا حلق رأسه؟ قال : كل شئ إلا النساء الطيب قلت : المفرد؟
قال : كل شئ إلا النساء قال : ثم قال : وأزعم يقول : الطيب ولا يرى
ذلك شيئا .
١٢
ـ سر : من كتاب البزنطي عن الحلبي قال :
سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : من لبد شعره أو عظمه فليس له التقصير وعليه الحلق ومن لم يلبده فمخير
إن شاء قصر وإن شاء حلق والحلق أفضل .
١٣
ـ الهداية : ثم قصر من شعر رأسك من جوانبه ولحيتك
وخذ من
شاربك وقلم أظفارك وأبق منها لحجك ثم اغتسل فاذا فعلت ذلك فقد
أحللت من كل شئ أحرمت منه .
١٤
ـ ومنه فاذا أردت أن تحلق فاستقبل القبلة
وابدأ بالناصية واحلق إلى
العظمين النابتين من الصدغين قبالة وتد الاذنين فاذا حلقت فقل : اللهم أعطني
بكل شعرة نورا يوم القيامة وادفن شعرك بمنى .
__________________
٥٤
* ( باب ) *
* « ( ساير أحكام
منى من المبيت والتكبير ) » *
* « ( وغيرهما وفيه
تفسير الايام المعدودات ) » *
* « ( والايام
المعلومات وأحكام النفرين ) » *
الايات
: البقرة : « فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكر كم
آباءكم
أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الاخرة من خلاق *
ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار *
أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب * واذكروا الله في أيام معدودات
فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله و
اعلموا أنكم إليه تحشرون » .
الحج
: « ليشهدوا
منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما
رزقهم من بهيمة الانعام » إلى قوله
تعالى : « كذلك سخرها
لكم لتكبروا الله
على ما هداكم » .
١
ـ ب : أبوالبختري عن جعفر عن أبيه عن علي
صلوات الله عليهم في الرجل
أفاض إلى البيت فغلبت عيناه حتى أصبح قال : فقال : لابأس عليه يستغفر الله
ولا يعود .
٢
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن رجل
بات بمكة حتى أصبح
في ليالي منى قال : إن كان أتاها نهارا فبات حتى أصبح فعليه دم شاة يهريقه وإن
كان خرج من منى بعد نصف الليل فأصبح بمكة فليس عليه شئ .
__________________
٣
ـ ع : أبي وابن الوليد معا عن سعد عن النهدي
عن ابن محبوب عن
ابن رئاب عن مالك بن أعين عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : إن العباس استأذن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
أن يلبث بمكة ليالي منى فأذن له رسول الله صلىاللهعليهوآله
من أجل
سقاية الحاج .
٤
ـ ع : أبي وابن الوليد معا عن سعد عن ابن هاشم
عن ابن أبي عمير
عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال لي : أتدري لم جعلت أيام منى
ثلاثا؟ قال : قلت : لاي شئ جعلت فداك ولماذا؟ قال لي : من أدرك شيئا منها
فقد أدرك الحج .
٥
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
التكبير أيام التشريق هل
يرفعه فيه اليدين أم لا؟ قال : يرفع يده شيئا أو يحركها .
٦ ـ قال : وسألته عن الكتبير أيام
التشريق أو اجب هو؟ قال : يستحب
فان نسي فليس عليه شئ .
٧ ـ قال : وسألته عن رجل يدخل مع الامام
وقد سبقه بركعة فيكبر
الامام إذا سلم أيام التشريق كيف يصنع الرجل؟ قال : يقوم فيضي مافاته من
الصلاة فاذا فرغ كبر .
٨ ـ قال : وسألته عن الرجل يصلي وحده
أيام التشريق هل عليه تكبير؟ قال :
نعم وإن نسي فلا بأس .
٩ ـ قال : وسألته عن القول في أيام
التشريق ماهو؟ قال : تقول « الله أكبر
الله أكبر لا إليه إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما
هدانا
الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الانعام » .
١٠ ـ قال : وسألته عن النساء هل عليهن
صلالة العيدين والتكبير؟
قال : نعم .
__________________
١١ ـ قال : وسألته عن النساء هل عليهن
التكبير أيام التشريق؟ قال : نعم
ولا يجهزن به .
١٢
ـ فس : « واذكروا الله في أيام معدودات
» قال : أيام التشريق الثلاثة
والايام المعلومات العشر من ذي الحجة .
١٣
ـ ل : ابن الوليد عن الصفار ع ابن معروف عن
ابن مهزيار عن
حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال : قلت لابي جعفر عليهالسلام
: التكبير في
أيام التشريق في دبر الصلوات قال : التكبير بمنى في دبر خمس عشرة صلاة وبالامصار
في دبر عشر صلوات وأول التكبير في دبر صلاة الظهر يوم النحر تقول : « الله أكبر
الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما
هدانا
والله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الانعام » وإنما جعل في ساير الامصار في دبر
عشر صلوات التكبير إنه إذا نفر الناس في النفر الاول أمسك أهل الامصار عن
التكبير وكبر أهل منى ماداموا بمنى إلى النفر الاخير .
١٤
ـ ل : أبي عن محمد العطار عن الحسين بن
إسحاق عن ابن مهزيار
عن حماد بن عيسى وفضالة عن معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن
التكبير أيام التشريق لاهل الامصار فقال : يوم النحر صلاة الظه ر إلى انقضاء عشر
صلوات ولاهل منى في خمس عشر صلاة فان أقام إلى الظهر والعصر كبر .
١٥
ـ ع : أبي عن سعد عن ابن يزيد ومحمد بن
الحسين وعلي بن إسماعيل
جميعا عن حماد عن حريز عن زرراة قال : قلت لابي جعفر عليهالسلام
: التكبير
في أيام التشريق في دبر الصلوات قال : الكتبيرر بمنى في دبر خمس عشرة صلاة من صلاة
الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة فقال : تقول فيه : الله أكبر الله أكبر لا إله
إلا
الله والله أكبر الله أكبر على ما هدانا والله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الانعام
__________________
والحمد الله على ما
أبلانا وإنما جعل في ساير الامصار في دبر عشر صلوات التكبير
لانه إذا نفر الناس في النفر الاول أمسك أهل الامصار عن التكبير وكبر أهل
منى ما داموا بمنى إلى النفر الاخير .
١٦
ـ ما : الحفار عن أبي القاسم الدعبلي عن أبي
علي بن علي عن أبي علي
ابن رزين عن أبيه رزين بن عثمان عن أبيه عثمان بن عبدالرحمن عن أبيه عبدالرحمن
ابن عبدالله عن أبيه عبدالله بن بديل عن أبيه بديل بن ورقاء الخزاعي قال : قال
لي رسول الله صلىاللهعليهوآله
: اركب جملك هذا الاوراق وناد في الناس : إنها أيام أكل
وشرب وكنت جهيرا فرأيتني بين خيامهم وأنا أقول : أنا رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول لكم : إنها أيام أكل وشرب وهي لغة خزاعة ـ يعني الاجتماع ـ ومن
هنا قرأ أبوعمرو « فشاربون شرب الهيم » .
أقول
: قد أوردنا في باب علل الحج :
١٧ ـ أن ذا النون المصري سأل أبا
عبدالله عليهالسلام
لم كره الصيام في أيام
التشريق؟ فقال : لان القوم زوار الله وهم في ضيافته ولا ينبغي للضيف أن يصوم
عند من زاره وأضافه .
١٨
ـ مع : الوراق عن الاسدي عن النخعي عن
النوفلي عن عمرو
ابن جميع عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهماالسلام
قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله
بديل بن
ورقاء الخزاعي على جمل أوراق فأمره أن ينادي في الناس أيام منى : أن لا تصوموا
هذه الايام فانها أيام أكل وشرب وبعال والبعال النكاح وملاعبة
الرجل أهله .
__________________
١٩
ـ ب : حماد بن عيسى عن الصادق عليهالسلام قال : قال أبي :
قال على
عليهالسلام
في قول الله عزوجل « اذكروا الله في أيام معدودات » قال : أيام
التشريق .
٢٠
ـ شى : عن حماد مثله .
٢١
ـ ب : محمد بن الوليد عن حماد بن عيسى قال
: سمعت أبا عبدالله
عليهالسلام
يقول : قال علي عليهالسلام
الايام المعلومات : أيام العشر. والمعدودات
أيام التشريق .
٢٢
ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبان عن
الحسين بن سعيد عن
حماد بن عيسى عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال علي عليهالسلام
: في قول الله عزوجل « ويذكروا
اسم الله في أيام معلومات » قال : أيام العشر .
٢٣
ـ مع : بهذا الاسناد عن الحسين عن محمد بن
الفضيل عن أبي الصباح
عن أبي عبدالله عليهالسلام
في قول الله عزوجل « ويذكروا اسم الله في أيام معلومات » قال : هي أيام التشريق .
٢٤
ـ مع : أبي عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت
عن عبدالله بن
الصلت عن يونس عن أبي جميلة عن الشحام عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله
تبارك وتعالى : « واذكروا
الله في أيام معدودات » قال : المعلومات
والمعدودات واحدة
وهي أيام التشريق .
٢٥
ـ شى : عن الشحام مثله .
٢٦
ـ شى : عن رفاعة عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سأ لته عن
الايام المعدودات
__________________
قال : هي أيام
التشريق .
٢٧
ـ شى : عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا
عبدالله عليهالسلام
عن قول الله « و
اذكروا الله في أيام معدودات » قال : الكتبير في أيام التشريق في دبر الصلوات .
٢٨
ـ ل : في خبر الاعمش عن الصادق عليهالسلام قال : التكبير في
العيدين
واجب أما في الفطر ففي خمس صلوات يبتدأ به من صلاة المغرب ليلة الفطر إلى صلاة
العصر من يوم الفطر وهو أن يقال : الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله
أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أبلانا » لقوله
عز وجل « ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هديكم » وفي الاضحى بالامصار
في دبر عشر صلوات يبتدأ به من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة يوم الثالث
وبمنى في دبر خمس عشرة صلاة يبتدأ به من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الغداة
يوم الرابع ويزاد في هذا التكبير : الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الانعام .
٢٩
ـ ضا : ثم ترجع إلى منى وتقيم بها إلى يوم
الرابع فاذا رميت الجمار
يوم الرابع ارتفاع النهار فامض منها إلى مكة فاذا دخلت مسجد الحصباء دخلته
فاستلقيت فيه على قفاك بقدر ما تستريح ثم تدخل مكة وعليك السكينة والوقار
فتطوف بالبيت ماشئت تطوعا .
٣٠ ـ ومن بات ليالي منى بمكة فعليه لكل
ليلة دم يهريقه .
٣١
ـ سر : البزنطي عن العلا عن محمد قال : قال
: كبر أيام التشريق
عند كل صلاة قلت له : كم؟ قال : كم شئت إنه ليس بمفروض .
__________________
٣٢
ـ سر : من كتاب البزنطي عن الحلبي قال :
سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن قول الله تعالى « اذكروا الله كذكر كم آباء كم أو أشد ذكرا » قال : كان
المشركون يفتخرون بمنى إذا كان أيام التشريق فيقولون : كان أبونا كذا وكان
أبونا كذا فيذكرون فضلهم فقال : « اذكروا الله كذكركم آباءكم » .
٣٣
ـ شى : عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر
عليهالسلام
في قول الله « واذكروا
الله كذكركم آبائكم أو أشد ذكرا » قال : كان الرجل في الجاهلية يقول :
كان أبي وكان أبي فانزلت هذه الاية في ذلك .
٣٤
ـ شى : عن محمد بن مسلم عن أبي عبدالله عليهالسلام والحسين عن فضالة
ابن أيوب عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام
في قول الله مثله سواء
أي كانوا يفتخرون بآبائهم يقولون أبي الذي حمل الديات والذي قاتل كذا و
كذا إذا قاموا بمنى بعد النحر وكانوا يقولون أيضا ـ يحلفون بآبائهم ـ لا وأبي
لا وأبي .
٣٥
ـ شى : عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن
قوله : « واذكروا
الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا
» قال : إن أهل الجاهلية كان من قولهم :
كلا وأبيك بلى وأبيك فامروا أن يقولوا : لا والله بلى والله .
٣٦
ـ م : قال الامام عليهالسلام « واذكروا الله في أيام
معدودات » وهي الايام
الثلاثة التي هي أيام التشريق بعد يوم النحر وهذا الذكر هو التكبير بعد الصلوات المكتوبات يبتدأ من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الظهر من آخر أيام التشريق
« الله أكبر الله أكبر لا إليه إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
٣٧
ـ الهداية : ثم ارجع إلى منى ولا تبت أيام
التشريق إلا بها فان بت في
__________________
غيرها فعليك دم فان
خرجت أول الليل فلا تنصف الليل إلا وأنت بما ( وإن بت
في غير ها فعليك دم ) وإن خرجت بعد نصف الليل فلا يضرك الصبح في غيرها
وارم الجمار في كل يوم بعد طلوع الشمس إلى الزوال وكلما قربت من الزوال
فهو أفضل وقل كما قلت يوم رميت جمرة العقبة وابدأ بالجمرة الاولى فارمها
بسبع حصيات قبل وجهها ولا ترمها من أعلاها تقوم في بطن الوادي وقل مثل
ماقلت يوم النحر يوم رميت جمرة العقبة ثم قف على يسار الطريق واستقبل البيت
واحمد الله واثن عليه وصل على النبي صلىاللهعليهوآله
ثم تقدم قليلا وادع الله واسأله أن
يتقبل منك ثم تقدم أيضا قليلا فادع الله ثم تقدم أيضا قليلا ثم افعل ذلك
عند الوسطى ترميها بسبع حصيات ثم اصنع كما صنعت بالاولى وتقف وتدعو
الله كما دعوت في الاولى ثم امض إلى الثالثة وعليك السكينة والوقار فارمها
بسبع حصيات ولا تقف عندها فاذا كان يوم النفر الاخير ـ وهو يوم الرابع من
الاضحى ـ فحمل رحلك واخرج وارم الجمار كما رميتها في اليوم الثاني والثالث
تمام سبعين حصيات فاذا فرغت منها فاستقبل منى بوجهك واسأل الله أن يتقبل منك
وادع بما بدالك .
٣٨
ـ دعائم الاسلام : روينا عن أبي
عبدالله عليهالسلام
أنه قال : إذا أفضت
من المزدلفة يوم النحر فارم جمرة العقبة ثم إذا أتيت منى فانحر هديك ثم
احلق رأسك .
٣٩ ـ وعن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنه قال في قول
الله عزوجل : « ثم ليقضوا
تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق »
قال : التفث الرمي والحلق و
النذور من نذ ر أن يمشي والطواف هو طواف الزيارة بعد الذبح والحلق يوم النحر
وهذا الطواف هو طواف واجب .
٤٠ ـ عن أميرالمؤمنين عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أفاض يوم النحر إلى
__________________
البيت فصلى الظهر
بمكة .
٤١ ـ وعن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : ينبغي
تعجيل الزيارة وأن لا تؤخر
أن تزور يوم النحر وإن أخر ذلك إلى غد فلا بأس .
٤٢ ـ وعنه عليهالسلام
أنه كان يستحب أن يغتسل للزيارة .
٤٣ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : إذا زرت يوم النحر فطف طواف الزيارة وهو
طواف الافاضة تطوف بالبيت اسبوعا وتصلي الركعتين خلف مقام إبراهيم وتسعى
بين الصفا والمروة اسبوعا فاذا فعلت ذلك فقد حل لك اللباس والطيب ثم
ارجع إلى البيت فطف به أسبوعا وهو طواف النساء وليس فيه سعي فاذا فعلت ذلك
فقد حل لك كل شئ ( كان حرم على المحرم من النساء وغير ذلك مما ) حرم
في الاحرام على المحرم إلا الصيد فإنه لا يحل إلا بعد النفر من منى .
٤٤ ـ وعن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنه نهى أن يبيت
أحد من الحجيج ليالي
منى إلا بمنى .
٤٥ ـ وعن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قا ل : إذا زرت
البيت فارجع إلى منى
ولا تبيت أيام التشريق إلا بها ومن تعمد المبيت عن منى ليالي بمنى فعليه لكل
ليلة دم وإن جهل أو نسي فلا شئ عليه ويستغفر الله .
٤٦ ـ وعن أميرالمؤمنين عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قصر الصلاة بمنى .
٤٧ ـ وعن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : في قول
الله عزوجل : « فاذا قضيتم
مناسككم فاذكروا الله كذكر كم آباءكم أو أشد ذكرا
» قال : كان المشركون
يفخرون بمنى أيام التشريق بآبائهم ويذكرون أسلافهم وماكان لهم من الشرف
فأمر الله المسلمين أن يذكروه مكان ذلك .
__________________
وروينا عن أهل البيت صلوات الله عليهم
من الدعاء وذكر الله في أيام
التشريق وجوها يطول ذكرها وليس منها شئ موقت وما أكثر المؤمن من
ذلك فهو أفضل ويزور البيت كل يوم إن شاء ويطوف تطوعا ما بداله ويرجع
من يومه إلى منى فيبيت بها إلى أن ينفر منها .
٥٥
( باب )
* « ( الرجوع من منى
إلى مكة للزيارة وفيه أحكام النفرين ) » *
* « ( أيضا وتفسير
قوله تعالى « فمن تعجل في يومين
» ) » *
* « ( ومعنى قضاء التفث
) » *
الايات
: الحج : « ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا
بالبيت
العتيق » .
١
ـ ضا : زر البيت يوم النحر أو من الغد وإن
أخرتها إلى آخر اليوم أجزاك
وتغتسل لزيارة البيت وإن زرت نهارا فدخل عليك الليل في طريقك أو في
طوافك أو في سعيك فلا بأس به مالم تنقض الوضوء وإن نقضت الوضوء أعدت
الغسل وكذلك إذا خرجت من منى ليلا وقد اغتسلت وأصبحت في طريقك أو
في طوافك وسعيك فلا شئ عليك فيما لم ينقض الوضوء فإن نقضت الوضوء أعدت
الغسل وطفت في البيت طواف الزيارة وهو طواف الحج سبعة أشواط وصليت
عند المقام ركعتين وسعيت بين الصفا والمروة كما فعلت عند المتعة سبعة
أشواط ثم تطوف بالبيت اسبوعا وهو طواف النساء ولا تبت بمكة و
يلزمك دم .
__________________
٢
ـ سر : قال معاوية بن عمار في كتابه : فاذا
أردت أن تفر وانتهيت إلى
الحصبة ـ وهي البطحاء ـ فشئت أن تنزل بها قليلا فإن أبا عبدالله عليهالسلام قال : إن
أبي كان ينزلها ثم يرتحل فيدخل مكة من غير أن ينام وقال : إن رسول الله
صلىاللهعليهوآله
وأهل بيته نزلها حيث بعث عايشة مع أخيها عبدالرحمن إلى التنعيم
فاعتمرت لمكان العلة التي أصابتها الخبر .
٣
ـ شى : عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله « فمن تعجل
في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى » منهم الصيد واتقى الرفث
والفسوق والجدال وما حرم الله عليه في إحرامه .
٤
ـ شى : عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله : « فمن
تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه
» قال : يرجع مغفورا له
لاذنب له .
٥
ـ شى : عن أبي أيوب الخزاز قال : قلت لابي
عبدالله عليهالسلام
: إنا نريد
أن نتعجل فقال : لا تنفروا في اليوم الثاني حتى تزول الشمس فأما اليوم الثالث
فاذا انتصف فانفروا فان الله يقول : « فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه
» فلو سكت
لم يبق أحد إلا تعجل ولكنه قال عزوجل « ومن تأخر فلا إثم عليه
» .
٦
ـ شى : عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن العبد
المؤمن حين
يخرج من بيته حاجا لا يخطوخطوة ولا تخطوبه راحلته إلا كتب الله له بها حسنة
ومحاعنه سيئة ورفع له بها درجة فاذا وقف بعرفات فلوكانت له ذنوب عدد
الثرى رجع كما ولدته امه فقال له : استانف العمل يقول الله : « فمن تعجل في يومين
فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى
» .
٧
ـ شى : عن أبي بصير في رواية اخرى نحوه وزاد
فيه : فاذا حلق رأسه
__________________
لم تسقط شعرة إلا
جعل الله له بها نورا يوم القيامة وما أنفق من نفقة كتب له فاذا
طاف بالبيت رجع كما ولدته امه .
٨
ـ شى : عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « فمن تعجل
في يومين فلا إثم عليه » الاية قال : أنتم
والله هم إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : لا يثبت
على ولاية على إلا المتقون .
٩
ـ شى : عن حماد عنه في قوله « لمن اتقى » الصيد
فان ابتلي بشئ
من الصيد ففداه فليس له أن ينفر في يومين .
١٠
ـ م : قوله تعالى « فمن تعجل في يومين » أي
في أيام التشريق فانصرف
من حجة إلى بلاده التي خرج منها « فلا إثم عليه ومن تأخر » إلى تمام اليوم الثالث
« فلا إثم عليه » أي لا إثم عليه من ذنوبه السالفة لانها قد غفرت له كلها بحجته
وهذه المقارنة لندمه عليها وتوقيه منها « لمن اتقى » أن يواقع الموبقات بعدها فانه
إن واقعها كان عليه إثمها ولم يغفر له تلك الذنوب السالفة بتوبة قد أبطلها
بموبقاته
بعدها وإنما يغفرها بتوبة يجددها « واتقوا الله » يا أيها الحجاج المغفور لهم سالف
ذنوبهم بحبهم المقرون بتوبتهم فلا تعاودوا الموبقات فيعود إليكم أثقالها ويثقلكم
احتمالها فلا يغفرلكم إلا بتوبة بعدها « واعلموا أنكم إليه تحشرون » فينظر في
أعمالكم فيجازيكم ربكم عليها .
١١
ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبان عن
الحسين بن سعيد
عن حماد عن ربعى عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام
في قول الله عزوجل
« ثم ليقضوا
تفثهم » قال : قص الشارب والاظفار .
١٢
ـ مع : بهذا الاسناد عن الحسين عن فضالة عن
أبان عن زرارة
__________________
عن حمران عن أبي
جعفر عليهالسلام
في قول الله عزوجل : « ثم
ليقضوا تفثهم » قال :
التفث حفوف الرجل من الطيب فاذا قضى منسكه حل له الطيب .
١٣
ـ مع : أبي عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن
أخيه عن الحسين
عن النضر عن ابن سنان قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: قول الله عزوجل « ثم
ليقضوا تفثهم » قال : هو الحلق وما في جلد الانسان .
١٤
ـ ن
مع
: أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي قال : قال
أبوالحسن عليهالسلام
: في قول الله عزوجل « ثم
ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم » قال :
التفث تقليم الاظفار وطرح الوسخ وطرح الاحرام عنه .
١٥
ـ مع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الحسين عن
القاسم بن
محمد عن أبان بن عثمان عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزوجل
« ثم ليقضوا
تفثهم » فقال : ما يكون من الرجل في حال
إحرامه فاذا دخل مكة
طاف وتكلم بكلام طيب فان ذلك كفارة لذلك الذي كان منه .
١٦
ـ مع : المظفر العلوي عن ابن العياشي عن
أبيه عن حمدويه عن
محمد بن عبدالحميد عن أبي جميلة عن عمر بن حنظلة عن أبي عبدالله عليهالسلام قال :
سألته عن التفث قال : هو حفوف الرأس .
١٧
ـ مع : بالاسناد عن العياشي عن محمد بن نصير
عن محمد بن عيسى
عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال :
سألته عن التفث فقال : هو الحلق ومافي جلد الانسان .
١٨
ـ مع : بالاسناد عن العياشى عن إبراهيم بن
علي عن عبد العظيم
الحسني عن ابن محبوب عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله
__________________
عزوجل « ثم ليقضوا تفثهم
» قال : هو الحفوف والشعث قال : ومن التفث أن
تتكلم في إحرامك بكلام قبيح فاذا دخلت مكة فطفت بالبيت وتكلمت بكلام
طيب كان ذلك كفارته .
١٩
ـ مع : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن
موسى بن عمر
عن ابن بزيع عن إبراهيم بن مهزم عمن يرويه عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا دخلت مكة فاشتر بدرهم تمرا فتصدق به لما كان منك في إحرامك للعمرة فاذا
فرغت من حجك فاشتر بدرهم تمرا فتصدق به فاذا دخلت المدينة فاصنع
مثل ذلك .
٢٠
ـ مع : أبي عن محمد العطار عن سهل عن علي بن
سليمان عن
زياد القندي عن عبدالله بن سنان عن ذريح المحاربي قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام :
إن الله أمرني في كتابه بأمر فاحب أن أعمله قال : وماذاك؟ قلت : قول الله عزوجل
« ثم ليقضوا
تفثهم وليوفوا نذورهم » قال « ليقضوا
تفثهم لقاء الامام وليوفوا نذورهم
تلك المناسك قال عبدالله بن سنان فأتيت أبا عبدالله عليهالسلام
فقلت : جعلني الله فداك قول
الله عزوجل « ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم » قال : أخذ الشارب وقص الاظفار
وما أشبه ذلك قال قلت : جعلت فداك فإن ذريح المحاربى حدثني عنك أنك قلت
له « ثم ليقضوا تفثهم » لقاء الامام « وليوفوا نذورهم » تلك المناسك فقال : صدق
ذريح
وصدقت إن للقرآن ظاهرا وباطنا ومن يحتمل ما يحتمل ذريح؟! .
٢١
ـ ب : ابن عيسى عن البزنطي قال : سألت
الرضا عليهالسلام
عن قول الله تبارك
__________________
وتعالى « ثم ليقضوا تفثهم
وليوفوا نذورهم » قال : تقليم
الاظفاره وطرح الوسخ
عنك والخروج عن الاحرام « وليطوفوا بالبيت العتيق » طواف الفريضة .
٢٢ ـ الهداية : ثم اغتسل يوم النحر ثم
زر البيت يوم النحر فإن اخرته إلى
الغد فلا بأس ولا تؤخر أن تزوره من يومك أو من الغد فإنه ليس للمتمتع أن
يؤخره [ فإن زرت يوم النحر أجزألك غسل الحلق ]
وإن زرت بعد ذلك
اغتسلت للزيارة ـ.
زيارة البيت
فإذا أتيت البيت يوم النحر قمت على باب
المسجد فقلت : اللهم أعني على
نسكي وسلمني له وتسلمه مني أسألك مسألة القليل الذليل المعترف بذنبه أن
تغفر لي ذنوبي وأن ترجعني بحاجتي اللهم إني عبدك والبلد بلدك والبيت
بيتك وجئت أطلب رحمتك وأبتغي طاعتك متبعا لامرك راضيا بعدلك أسألك
مسألة المضطر إليك المطيع لامرك المشفق من عذابك الخائف لعقوبتك أسألك أن
تلقيني عفوك وتجيرني برحمتك من النار.
ومنه : ثم تأتى الحجر الاسود فتستلمه
فإن لم تستطع فاستلمه بيدك و
قبل يدك فإن لم تستطع فاستقبله وأشر إليه بيدك وقبلها وكبر وقل مثل
ماقلت حيث طفت بالبيت يوم قدمت مكة وطف سبعة أشواط كما وصفت لك ثم
تصلي ركعتين عند مقام إبراهيم تقرأ فيهما قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون
ثم ارجع إلى الحجر الاسود وقبله إن استطعت واستلمه وكبر.
الخروج إلى الصفا
ثم اخرج إلى الصفا واصعد إليه واصنع كما
صنعت يوم قدمت مكة
تطوف بينهما سبعة أشواط تبدأ بالصفا وتختم بالمروة فإذا فعلت ذلك فقد أحللت
من كل شئ أحرمت مه إلا النساء ثم ارجع إلى البيت فطف به اسبوعا وهو طواف
النساء ثم صل ركعتين عند مقام إبراهيم أو حيث شئت من المسجد ثم قد حل لك
__________________
النساء وفرغت من حجك
كله إلا رمي الجمار وأحللت من كل شئ أحرمت
منه .
٢٣
ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن
محمد صلوات الله عليه أنه قال : إذا
أردت أن تقيم بمنى أقمت ثلاثة أيام ـ يعني بعد يوم النحر وإن أردت أن تتعجل
النفر في يومين فذلك لك قال الله تعالى « فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن
تأخر فلا إثم عليه » .
٢٤ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : من تعجل النفر في اليوم الثاني من أيام
التشريق ـ وهو اليوم الثالث من يوم النحر ـ لم ينفر حتى يصلى الظهر ويرمي
الجمار ثم ينفر إن شاء مابينه وبين غروب الشمس فإذا غربت بات ومن
أخر النفر إلى اليوم الثالث فله أن ينفر متى شاء من أول النهار بعد أن يصلى الفجر
إلى آخر النهار ولا ينفر حتى يرمي الجمار .
٢٥ ـ وعنه أنه نهى أن يقدم أحد ثقله من
مكة قبل النفر .
٢٦ ـ وعنه انه قال : ويستحب لمن نفر من
منى أن ينزل بالمحصب ـ وهي
البطحاء ـ فيمكث بها قليلا ثم يرتحل إلى مكة فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله كذلك فعل و
كذلك كان أبوجعفر عليهالسلام
يفعله .
٢٧ ـ وعنه عليهالسلام
أنه قال : لا بأس لمن تعجل النفر أن يقيم بمكة حتى
يلحقه الناس .
٢٨ ـ وعنه أنه سئل عن دخول الكعبة فقال
: نعم إن قدرت على ذلك
فافعله وإن خشيت الزحام فلا تغرر بنفسك قال : ويستحب لم أراد دخول الكعبة
أن يغتسل
٢٩ ـ وروينا عن أهل البيت في الدعاء عند
دخول الكعبة وجوها يطول ذكرها
وليس منها شئ موقت ولكن يدعو من دخل ويجتهد في الدعاء .
__________________
٣٠ ـ وعن علي بن الحسين صلوات الله عليه
أنه قال : صلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
في البيت بين العمودين على الرخامة الحمراء واستقبل ظهر البيت وصلى
ركعتين .
٣١ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : ولا تصلي
صلاة مكتوبة في داخل
الكعبة .
٣٢ ـ وعنه أنه قال : ينبغي أن يكون دخول
الكعبة بعد النفر من منى .
٣٣ ـ وعنه أنه قال : ينبغي لم أراد
الخروج من مكة بعد قضاء حجه
أن يكون آخر عهده بالبيت يطوف به طواف الوداع ثم يودعه يضع يده بين الحجر
الاسود والباب ويدعو ويودع وينصرف خارجا .
٣٤ ـ وقد روينا عن أهل البيت صلوات الله
عليهم في ذلك وجوها من الدعاء
كثيرة وليس منها شئ موقت .
٥٦
* ( باب ) *
* « ( معنى الحج
الاكبر ) » *
١
ـ مع : أبي عن سعد عن الاصبهاني عن المنقري
عن فضل بن عياض
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سألته عن الحج الاكبر فقال : أعندك فيه شئ؟ فقلت : نعم
كان ابن عباس يقول : الحج الاكبر يوم عرفة ـ يعني أنه من أدرك يوم عرفة
إلى طلوع الفجر من يوم النحر فقد أدرك الحج ومن فاته ذلك فاته الحج ـ فجعل
ليلة عرفة لما قبلها ولما بعدها والدليل على ذلك أنه من أدرك ليلة النحر إلى
طلوع الفجر فقد أدرك الحج وأجزأ عنه من عرفة. فقال أبوعبدالله عليهالسلام : قال :
__________________
أميرالمؤمنين عليهالسلام : الحج الاكبر يوم
النحر واحتج بقول الله عزوجل « فسيحوا
في الارض أربعة أشهر » فهي عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع
الاول وعشر من شهر ربيع الاخر ولو كان الحج الاكبر يوم عرفة لكان السيح
أربعة أشهر ويوما واحتج بقول الله عزوجل « وأذان من الله ورسوله إلى الناس
يوم الحج الاكبر » وكنت أنا الاذان في الناس فقلت له : فما معنى هذه اللفظة
الحج الاكبر؟ فقال : أمير المؤمنين عليهالسلام
: إنما سمي الاكبر لانها كانت سنة
حج فيها المسلمون والمشركون ولم يحج المشركون بعد تلك السنة .
٢
ـ مع : أبي عن سعد عن ابن يزيد عن صفوان عن
ذريح المحاربي
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال الحج الاكبر يوم النحر .
٣
ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن أيوب بن نوح
عن صفوان بن يحيى
عن معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن يوم الحج الاكبر فقال : هو
يوم النحر والاصغر العمرة .
٤
ـ مع : أبي عن علي عن أبيه عن ابن المغيرة
عن عبدالله بن سنان
عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : الحج الاكبر يوم الاضحى .
٥
ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن اليقطيني عن
النضر عن عبدالله
ابن سنان عنه عليهالسلام
مثله .
٦
ـ مع : أبي عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار
عن أخيه علي عن
الحسين عن حماد بن عيسى عن شعيب عن أبي بصير عن النضر عن ابن
سنان مثله .
٧
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن القاشاني عن
الاصبهاني عن
المنقري عن حفص قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن قول الله عزوجل : « وأذان
__________________
من
الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر
» فقال : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام
: كنت
أنا الاذان في الناس قلت : فما معنى هذه اللفظة ـ الحج الاكبر ـ؟ قال : إنما
سمي الاكبر لانها كانت سنة حج فيها المسلمون والمشركون ولم يحج المشركون
بعد تلك السنة .
٨
ـ سن : القاساني مثله .
٩
ـ ب : أبوالبختري عن الصادق عن أبيه عن علي
عليهمالسلام
قال : الحج
الاكبر يوم النحر .
١٠
ـ شى : عن عبدالرحمن عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : يوم الحج
الاكبر
يوم النحر والحج الاصغر العمرة .
١١ ـ وفي رواية ابن سرحان عنه قال : هو
الحج الاكبر يوم عرفة وجمع
ورمي الجمار بمنى والحج الاصغر العمرة .
١٢ ـ وفي رواية ابن اذينة عن زرارة عنه
قال : الحج الاكبر الوقوف بعرفة
وبجمع ويرمي الجمار بمنى والحج الاصغر العمرة .
١٣ ـ وفي رواية عبدالرحمن عنه قال : يوم
الحج الاكبر يوم النحر و
يوم الحج الاصغر يوم العمرة .
١٤ ـ وفي رواية فضيل بن عياض قال :
سألته عن الحج الاكبر قال : ابن عباس
كان يقول : عرفة وقال أميرالمؤمنين عليهالسلام
: الحج الاكبر يوم النحر ويحتج بقول
الله « فسيحوا في الارض أربعة أشهر » عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر
ربيع الاول وعشر ربيع الآخر ولو كان الحج الاكبر يوم عرفة لكان أربعة
أشهر ويوما .
__________________
٥٧
* باب *
* « ( الوقوف الذى
اذا أدركه الانسان يكون مدركا للحج ) » *
١
ـ ع : أبي وابن الوليد معا عن سعد عن ابن
هاشم عن ابن أبي عمير
عن بعض أصحابه عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال لي : أتدري لم جعلت أيام منى
ثلاثا؟ قال : قلت : لاي شي ء جعلت فداك؟ ولماذا؟ قال لي : من أدرك شيئا
منها فقد أدرك الحج .
قال الصدوق ـ رحمه الله ـ جاء الحديث
هكذا فأوردته في هذا الموضع لما
فيه من ذكر العلة وتفرد بروايته إبراهيم بن هاشم وأخرجه في نوادره والذي
افتي به وأعتمده في هذا المعنى ما حدثنا به :
٢ ـ ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن جميل
ابن دراج عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : من أدرك المشعر الحرام يوم النحر قبل
زوال الشمس فقد أدرك الحج ومن أدركه يوم عرفة قبل زوال الشمس فقد أدرك المتعة .
٣
ـ ب : عن الرضا عليهالسلام قال : من أتى جمعا
والناس في المشعر قبل طلوع
الشمس فقد فاته الحج وهي عمرة مفردة إن شاء أقام وإن شاء رجع وعليه
الحج من قابل .
أقول
: أوردنا في هذا المعنى خبرا في باب الحج الاكبر.
٤
ـ كش : محمد بن مسعود عن محمد بن نصير عن
محمد بن عيسى عن يونس
قال : لم يسمع حريز بن عبدالله عن أبي عبدالله عليهالسلام
إلا حديثا أو حديثين وكذلك
عبدالله بن مسكان لم يسمع إلا حديث : من أدرك المشعر فقد أدرك الحج وكان
__________________
من أروى أصحاب أبي
عبدالله عليهالسلام
وكان أصحابنا يقولون : من أدرك المشعر قبل
طلوع الشمس فقد أدرك الحج فحدثني محمد بن أبي عمير وأحسبه أنه رواه له :
من أدركه قبل الزوال من يوم النحر فقد أدرك الحج .
٥
ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن
محمد صلوات الله عليه أنه قال :
من أدرك الناس بالموقف يوم عرفة فوقف معهم قبل الافاضة شيئاما فقد أدرك الحج
فان أدرك الناس قد أفاضوا من عرفات وأتى عرفات ليلا فوقف فذكر الله ثم أتى جمعا
قبل أن يفيض الناس من المزدلفة فقد أدرك الحج .
٦ ـ وعنه أنه قال : إذا أتى عرفات قبل
طلوع الفجر ثم أتى جمعا فأصاب
الناس قد أفاضوا وقد طلعت الشمس فقد فاته الحج وليجعلها عمرة وإن أدرك
الناس لم يفيضوا فقد أدرك الحج ولايفوت الحج حتى يفيض الناس من
المشعر الحرام .
٧ ـ وعنه صلوات الله عليه أنه قال في
رجل أحرم بالحج فلم يدرك الوقوف
بعرفة وفاته أن يصلى الغداة بالمزدلفة فقد فاته الحج فليجعلها عمرة وعليه
الحج من قابل .
٨ ـ وعن أبي جعفر محمد بن علي ـ صلوات
الله عليهما ـ أنه قال : من أحرم
بحجة أو عمرة تمتع بها إلى الحج فلم يأت مكة إلا يوم النحر فليطف بالبيت
وبين الصفا والمروة ويحل ويجعلها عمرة ( ومن تمتع بالعمرة إلى الحج أو
قرنهما جميعا فلم يصل إلى مكة إلا في وقت يخاف فيه أنه إن طاف وسعى بعمرة
فاته الحج بادرو لحق بالموقف يتم حجة ويجعلها حجة مفردة ويستأنف العمرة
بعد ذلك ) فان كان اشترط أن محله حيث حبس فهي عمرة وليس عليه شئ و
إن لم يشترط فعليه الحج من قابل .
__________________
٥٨
( باب )
* « ( حكم الحائض
والنفساء والمستحاضه في الحج ) » *
١
ـ ضا : إذا حاضت المرأة من قبل أن تحرم
فعليها أن تحتشي إذا بلغت
الميقات وتغتسل وتلبس ثياب إحرامها وتدخل مكة وهي محرمة ولا تقرب المسجد الحرام فان طهرت مابينها وبين يوم التروية قبل الزوال فقد أدركت
متعتها فعليها أن تغتسل وتطوف بالبيت وتسعى بين الصفا والمروة وتقضي ما عليها
من المناسك إن طهرت بعد الزوال يوم التروية فقد بطلت متعتها فتجعلها حجة
مفردة وإن حاضت بعد ماسعت بين الصفا والمروة وفرغت من المناسك كلها
إلا الطواف بالبيت فاذا طهرت قضت الطواف بالبيت وهي متمتعة بالعمرة إلى الحج
وعليها ثلاثة أطواف طواف للمتعة وطواف للحج وطواف للنساء ومتى لم يطف
الرجل طواف النساء لم يحل له النساء يطوف وكذلك المرأة لايجوز لها
أن تجامع حتى تطوف طواف النساء ومتى حاضت المرأة في الطواف خرجت من
المسجد فإن كانت طافت ثلاثة أشواط فعليها أن تعيد وإن كانت طافت أربعة أقامت
على مكانها فاذا طهرت بنت وقضت ما بقي عليها ولا تجوز على المسجد حتى تتيمم
وتخرج منه وكذلك الرجل إذا أصابته علة وهو في الطواف لم يقدر إتمامه
خرج وأعاد بعد ذلك طوافه مالم يجز نصفه فان جاز نصفه فعليه أن يبني على
ماطاف .
٢
ـ سر : قال معاوية بن عمار في كتابة : فاذا
أردت أن تنفر انتهيت إلى
__________________
الحصبة ـ وهي
البطحاء ـ فشئت أن تنزل بها فان أبا عبدالله عليهالسلام
قال : إن أبي
كان ينزلها ثم يرتحل فيدخل مكة من غير أن ينام قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأهل بيته نزلها حين بعث عائشة مع أخيها عبدالرحمن إلى التنعيم فاعتمرت لمكان
العلة التي أصابتها لانها قالت لرسول الله صلىاللهعليهوآله
: ترجع نساؤك بحج وعمرة معا
وأرجع أنا بحجة؟! فأرسل بها عند ذلك فلما دخلت مكة وطافت بالبيت وصلت
عند مقام إبراهيم عليهالسلام
ركعتين ثم سعت بين الصفا والمروة ثم أتت النبي صلىاللهعليهوآله
فارتحل من يومه .
٥٩
* ( باب ) *
* « ( المحصور
والمصدود ) » *
الايات
: البقرة : « فان احصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا
رؤسكم
حتى يبلغ الهدي محله » .
١
ـ مع : أبي عن سعد عن أيوب بن نوح عن ابن أبي
عمير وصفوان
رفعاه إلى أبي عبدالله عليهالسلام
أنه قال : المحصور غير المصدود وقال : المحصور :
هو المريض والمصدود : هو الذي يرده المشركون كما ردوا رسول الله صلىاللهعليهوآله
ليس من مرض والمصدود تحل له النساء والمحصور لا تحل له النساء .
٢
ـ فس : « وأتموا الحج والعمرة لله فان احصرتم فما استيسر
من الهدي
ولا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه
ففدية من صيام أو صدقة أو نسك
» فانه إذا عقد الرجل الاحرام بالتمتع بالعمرة إلى
الحج وأحرم ثم أصابته علة في طريقه قبل أن يبلغ إلى مكة ولا يستطيع أن يمضي
فانه يقيم في مكانه الذي احصر فيه ويبعث من عنده هديا إن كان غنيا فبدنة
__________________
وإن كان بين ذلك
فبقرة وإن كان فقيرا فشاة لابد منها ولايزال مقيما على إحرامه
وإن كان في رأسه وجع أو قروح حلق شعره وأحل ولبس ثيابه ويفدي. فاما
أن يصوم ستة أيام أو يتصدق على عشرة مساكين أو نسك وهو الدم يعني
ذبح شاة .
٣
ـ ضا : إذا قرن الرجل الحج والعمرة فاحصر بعث
هديا مع هدي
أصحابه ولا يحل حتى يبلغ الهدي محله. فاذا بلغ محله أحل وانصرف إلى
منزله وعليه الحج من قابل ولا يقرب النساء حتى يحج من قابل وإن صد
رجل عن الحج وقد أحرم فعليه الحج من قابل ولا بأس بمواقعة النساء لان هذا
مصدود وليس كالمحصور ولو أن رجلا حبسه سلطان جائر بمكة وهو متمتع
بالعمرة إلى الحج ثم أطلق عنه ليلة النحر فعليه أن يلحق الناس بجمع ثم
ينصرف إلى منى ويذبح ويحلق ولاشئ عليه وإن خلي يوم النحر بعدالزوال
فهو مصدود عن الحج إن كان دخل مكة متمتعا بالعمرة إلى الحج فليطف بالبيت
اسبوعا ويسعى اسبوعا ويحلق رأسه ويذبح شاة وإن كان دخل مكة مفردا للحج
فليس عليه ذبح ولا شئ عليه .
__________________
٦٠
* ( باب ) *
* « ( من يبعث هديا
ويحرم في منزله ) » *
١
ـ شى : عن زيد أبي اسامة قال : سئل
أبوعبدالله عليهالسلام
عن رجل بعث بهدي مع قوم يساق فواعدهم يوم يقلدون فيه هديهم ويحرمون فيه قال : يحرم عليه ما يحرم
على المحرم في اليوم الذي واعدهم حتى يبلغ الهدي محله قلت : أرأيت إن اختلفوا
في ميعادهم أو أبطؤا في السير عليه جناح أن يحل في اليوم الذي واعدهم؟
قال : لا .
٢
ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن
محمد عليهماالسلام
أنه قال : خرج رسول الله
صلىاللهعليهوآله
عام الحديبية ومعه من أصحابه أزيد من ألف رجل يريد العمرة
فلما صار بذي الحليفة أحرم وأحرموا وقلد وقلدوا الهدي وأشعروه وذلك قبل فتح
مكة وبلغ قريشا فجمعوا له جموعا فلما كان قريبا من عسفان أتاه خبرهم فقال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
: إنا لم نأت لقتال أحد وإنما جئنا معتمرين فان شاءت قريش
هادنتها مدة وخلت بيني وبين الناس فان أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل
فيه الناس دخلوا وإن أبوا قاتلهم حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين و
مشت الرسل بينه وبين قريش فوادعهم مدة على أن ينصرف من عامه ويعتمر إن شاء
من قابل وقالت قريش : لن ترى العرب أنه دخل علينا قسرا فأجابهم رسول الله
صلىاللهعليهوآله
إلى ذلك ونحر البدن التي ساقها مكانه وقصر وانصرف وانصرف
المسلمون وهذا حكم من صد عن البيت من بعد أن فرض الحج أو العمرة أو فرضهما
جميعا يقصر وينصرف ولايحلق إن كان معه هدي لان الله يقول : « لا تحلقوا رؤسكم
حتى يبلغ الهدي محله » وإنما يكون هذا
ذا صد بعد أن جاوز الميقات وبعد
أن أحرم وأوجب الهدي إن كان معه وأما إن كان ذلك دون الميقات انصرف
__________________
أحرم أو لم يحرم ولم
ينحر الهدي أوجبه أولم يوجبه إن كان معه هدي لاناقد
ذكرنا فيما تقدم النهي عن الاحرام دون المواقيت وأن من أحرم دونها فأفسد
إحرامه لم يكن عليه شئ وأما الاحصار فهو المرض وفيه قول الله « فان احصرتم
فما استيسر من الهدي » .
٣ ـ وروينا عن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه سئل عن رجل
احصر فبعث بالهدي
قال : يواعد أصحابه ميعادا إن كان في الحج فمحل الهدي يوم النحر وان كان
في عمرة فلينظر في مقدار دخول أصحابه مكة والساعة التي يعدهم فيها فيقصر
ويحل وإن مرض في الطريق بعد ما أحرم فأراد الرجوع إلى أهله رجع ونحر
بدنة فإنكان في حج فعليه الحج من قابل وان كان في عمرة فعليه العمرة فان
الحسين بن علي صلوات الله عليه خرج معتمرا فمرض في الطريق فبلغ عليا ذلك
وهو في المدينة فخرج عليهالسلام
في طلبه فأدركه بالسقيا وهو مريض فقال : يا بني ما
تشتكي؟ فقال : أشتكي رأسي فدعا علي عليهالسلام
ببدنة فنحرها وحلق رأسه ودره إلى
المدينة فلما برئ من وجعه اعتمر .
٤ ـ وقيل لجعفر بن محمد عليهماالسلام أرأيت حين برئ من
وجعه حل له النساء؟
قال : لا يحل له النساء حتى يطوف بالبيت والصفا والمروة قيل : فما بال
رسول الله صلىاللهعليهوآله
حين رجع من الحديبية حل له النساء ولم يطف بالبيت!؟ قال :
ليساسواء كان رسول الله صلىاللهعليهوآله
مصدودا والحسين عليهالسلام
محصرا وهذا كله في
المصدود والمحصر كما ذكرنا إنما يكون إذا أحرم من الميقات فأما ما أصابه من
ذلك دون الميقات فليس عليه فيه شئ ينصرف إن شاء ولا شئ عليه وإن كان معه
هدي باعه أو صنع فيه ما أحب لانه لم يوجبه بعد وإيجابه إشعاره وتقليده وإنما
يكون ذلك بعد الاحرام من الميقات .
__________________
٦١
* ( باب ) *
* « ( العمرة
وأحكامها وفضل عمرة رجب ) » *
الايات
: البقرة : « وأتموا الحج والعمرة لله
» .
١
ـ ب : ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا عليهالسلام قال : لكل شهر
عمرة .
٢
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف
عن ابن مهزيار عن
الحسن بن سعيد عن ابن أبي عمير وحماد وصفوان وفضالة جميعا عن معاوية
ابن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحج من
استطاع لان الله عزوجل يقول : « وأتموا الحج والعمرة لله » وإنما نزلت العمرة
بالمدينة وأفضل العمرة عمرة رجب .
٣
ـ ع : أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن
الحسين بن سعيد عن ابن
أبي عمير عن ابن اذينة قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن قول الله عزوجل « ولله
على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا » يعني به الحج دون العمرة؟ فقال :
لا ولكنه يعني الحج والعمرة جميعا لانهما مفروضان .
٤
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
عمرة رجب ما هي؟ قال :
إذا أحرمت في رجب وإن كان في يوم واحد منه فقد أدركت عمرة رجب وإن قدمت
في شعبان فانها عمرة رجب إن تحرم في رجب .
٥
ـ شى : عن عمر بن يزيد قال : قلت لابي
عبدالله عليهالسلام
في قوله : « ولله
__________________
على
الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا
» يعني به الحج دون العمرة؟ قال :
ولكنه الحج والعمرة جميعا لانهما مفروضتان .
٦
ـ شى : عن زرارة عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله « وأتموا الحج والعمرة
لله » قال : إتمامهما إذا أداهما يتقي مايتقي المحرم فيهما .
٧
ـ شى : عن أبي عبيدة عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله « وأتموا الحج
والعمرة لله » قال : الحج جميع
المناسك والعمرة لايجاوز بها مكة .
٨
ـ شى : عن معاوية بن عمار الدهني عن أبي
عبدالله عليهالسلام
قال : إن
العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحج لان الله يقول « وأتموا الحج والعمرة لله
» وإنما نزلت العمرة بالمدينة وأفضل العمرة عمرة رجب .
٩
ـ شى : أبان عن الفضل بن أبي العباس في قول
الله « وأتموا الحج و
العمرة لله » قال : هما مفروضتان .
١٠
ـ شى : عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن العمرة
واجبة
بمنزلة الحج لان الله يقول : « وأتموا
الحج والعمرة لله » هي واجبة
مثل الحج .
١١
ـ دعائم الاسلام : روينا عن أبي
جعفر محمد بن علي عليهماالسلام
أنه قال :
للعمرة فريضة بمنزلة الحج لان الله يقول : « وأتموا الحج والعمرة لله » .
١٢ ـ وعن علي صلوات الله عليه أنه قال :
العمرة واجبة .
وقد ذكرنا في أول ذكر الحج ما يؤيد هذا
وذكرنا كيفية العمرة إذا
تمتع بها إلى الحج واقترانها مع الحج وإفرادها لمن أراد أن يفردها قبل الحج
__________________
وبعده مفردة.
١٣ ـ وروينا عن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : اعتمر في
أي شهر شئت
وأفضل العمرة عمرة في رجب .
١٤ ـ وعنه أنه قال : من اعتمر في أشهر
الحج فان انصرف ولم يحج فهي عمرة
مفردة وإن حج فهو متمتع .
١٥ ـ وعنه أنه سئل عن العمرة بعد الحج
فقال : إذا انقضت أيام التشريق
وأمكن الحلق فاعتمر .
١٦ ـ وعنه أنه قال : العمرة المبتولة
طواف بالبيت وسعي بين الصفا
والمروة ثم إن شاء يحل من ساعته ويقطع التلبية إذا دخل الحرم وإذا
طاف المعتمر وسعى حل من إحرامه وانصرف إن شاء وإن كان معه هدي نحره
بمكة وإن أحب أن يطوف بعد ذلك تطوعا فعل .
٦٢
« ( باب ) »
* « ( سياق مناسك
الحج ) » *
أقول
: وجدت في بعض نسخ الفقه الرضوي صلوات الله عليه فصولا في بيان
أفعال الحج وأحكامه ولم يكن فيما وصل إلينا من النسخة المصححة التي أوردنا
ذكرها في صدر الكتاب فأوردناه في باب مفرد ليتميز عما فرقناه على الابواب .
فصل
: إذا أردت الخروج إلى الحج ودعت أهلك وأوصيت وقضيت ما
__________________
عليك من الدين
وأحسنت الوصية لانك لا تدري كيف يكون؟ عسي أن لا ترجع
من سفرك ثم صل ركعتين وتقول : « اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكابة
الحزن اللهم احفظني في سفري واستخلف لي في أهلي وولدي ( وردني ) في عافية إلى
أهلي ووطني » ثم اركب راحتلك وقل « بسم الله وبالله سبحان من سخر لنا هذا وما
وما كنا له مقرنين الحمد الله الذي سخرلنا هذا وذلل لنا وصلى الله على محمد وعلى
آله
وسلم » فاذا جئت مدينة الرسول صلىاللهعليهوآله
فاغتسل قبل دخولك فيها أو تتوضا ثم ابدأ
بالمسجد وأكثر من الصلاة فيها وفي المسجد الحرام.
١ ـ فقد صح الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : الصلاة
في المسجد
الحرام تعدل مائة ألف صلاة وفي مسجدي هذا تعدل ألف صلاة.
٢ ـ وقد روي خمسين ألف صلاة.
٣ ـ وأروي عن موسى بن جعفر عليهماالسلام أنه قال : يستحب
إذا قدم المرء مدينة
الرسول صلىاللهعليهوآله
أن يصوم ثلاثة أيام فان كان له بها مقام أن يجعل صومها في يوم الاربعاء
والخمسين والجمعة.
٤ ـ وروي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : من رأى (
زار ) قبري حلت له شفاعتي
ومن زارني ميتا فكأنما زارني حيا.
ثم تقف عند رأسه مستقبل القبلة وسلم وقل
« السلام عليك أيها النبي و
رحمة الله وبركاته السلام عليك يا أبا القاسم السلام عيلك يا سيد الاولين والاخرين
السلام عيك يازين القيامة السلام عليك يا شفيع القيامة أشهد أن لا إله إلا الله
وحده
لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغت الرسالة وأديت الامانة ونصحت
امتك وجاهدت في سبيل ربك حتى أتاك اليقين صلى الله عليك وعلى أهل بيتك طبت حيا
وطبت ميتا صلى الله عليك وعلى أخيك ووصيك وابن عمك أميرالمؤمنين وعلى
ابنتك سيدة نساء العالمين وعلى ولديك الحسن والحسين أفضل السلام وأطيب التحية
وأطهر الصلاة وعلينا منكم السلام ورحمة الله وبركاته » وتدعو لنفسك واجتهد في
الدعاء للمؤمنين ولوالديك ثم تصلي عند اسطوانة التوبة وعند الحنانة وفي الروضة
وعند المتبرك وأكثر
ما قدرت من الصلاة فيها وائت مقام جبرئيل وهو عند الميزاب
التي إذا خرجت من الباب الذي يقال له باب فاطمة عليهماالسلام
وهو الباب الذي بحيال
زقاق البقيع فصل هناك ركعتين وقل « ياجواد ياكريم ياقريب غير بعيد أسألك
بأنك أنت الله ليس كمثلك شئ أن تعصمني من المهالك وأن تسلمني من آفات
الدنيا والاخرة ووعثاء السفر وسوء المنقلب وأن تردني سالما إلى وطني
بعد حج مقبول وسعي مشكور وعمل متقبل ولا تجعله آخر العهد مني ومن
حرمك وحرم نبيك صلىاللهعليهوآله
» ثم ائت قبور السادة بالبقيع و
مسجد فاطمة فصل ركعتين وزر قبر حمزة وقبور الشهداء وقبر العروسين
ومسجد الفتح
ومسجد السقيا
ومسجد الفضيح
ومسجد قبا
فان فيها فضلا
كثيرا ومسجد الخلوة وسقيفة بني ساعدة
وبيت علي بن أبي طالب عليهالسلام
ودار جعفر
__________________
ابن محمد عند باب المسجد تصلي فيها ركعتين ثم إذا أردت أن تخرج من المدينة
تودع قبر النبي صلىاللهعليهوآله
تفعل مثل ما فعلت في الاول تسلم وتقول « اللهم لا تجعله
آخر العهد مني من زيارة قبر نبيك وحرمه فإني أشهد إن لا إله إلا الله في حياتي
إن توفيتني ( كذا ) قبل ذلك وأن محمدا عبدك ورسولك عليهالسلام
» ولا تودع القبر
إلا وأنت قد اغتسلت أو أنت متوضئ إن لم يمكنك الغسل والغسل أفضل. فإذا
جئت إلى الميقات وأنت تريد مكة على طريق المدينة فائت الشجرة وهي ذو الحليفة
أحرمت منها وإن أخذت على طريق الجادة أحرمت من ذات عرق فإن النبي
صلىاللهعليهوآله
وقت الميقات لاهل المدينة من ذي الحليفة ولاهل الشام من
الجحفة ولاهل نجد من قربن ولاهل اليمن يلملم.
٥ ـ وفي حديث ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوآله لاهل المشرق العقيق.
__________________
٦ ـ وفي حديث عائشة عنه صلىاللهعليهوآله لاهل العراق ذات
عرق.
٧ ـ وقال النبي صلىاللهعليهوآله في هذه المواقيت :
هن لاهلهن ولمن أتى عليهن من
غير أهلهن لمن أراد الحج والعمرة.
ومن كان منزله دون الميقات فمن حيث ينشئ
ـ كذا ـ حتى أن أهل مكة يهلون
منها وابدأ قبل إحرامك بأخذ شاربك واقلم أظافيرك وانتف إبطيك واحلق عانتك
وخذ شعرك ولايضرك بأيها ابتدأت وإنما هو راحة للمحرم وإن فعلت ذلك كله
بمدينة الرسول فجائز. ثم اغتسل أو توضأ والغسل أفضل والبس ثوبيك للاحرام
أو إزاريك جديد ين كانا أو غسيلين بعد ما يكونان نظيفين طاهرين وكذلك تفعل
المرأة وإن دهنت أو تطيبت قبل أن تحرم يجوز وليكن فراغك من ذلك عند
زوال الشمس لتصلي الظهر أو خلف الصلاة المكتوبة إن قدرت عليها وإلا فلا
يضرك أن تصلي ركعتين أو ستة في مسجد الشجرة فإذا انفتلت من الصلاة حمدت الله
وأثنيت عليه وصليت على محمد وآله ثم إن أردت الحج والعمرة ـ وهوالقران ـ
فقل « اللهم اريد الحج والعمرة فيسر هما وتقبلهما مني » فإذا دخلت بالاقران
وجب عليك أن تسوق معك الهدي من حيث أحرمت بدنة أو بقرة تقلدها و
تشعرها من حيث تحرم فإن النبى صلى بذي الحليفة فأتى ببدنة وأشعر صفحة
سنامها الايمن وسالت الدم عنها ثم قلدها بنعلين وكان ابن عمر يستقبل بدنة القبلة
ثم يؤخر في سنامها وإذا كانت بقرة أو لم يكن لها سنام ففي موضع سنامها و
تقول « بسم الله والله أكبر » وإذا كان يوم التروية جلل بدنه وراح بها إلى منى و
مشعرها وإلى عرفات ويقال : من لم يوقف بدنته بعرفة ليس بهدي إنما هي ضحية
كذا يستحب وتجللها أي ثوب شئت إذا رحت إلى منى أو متى شئت وتنزع الجلة
والنعل إذا ذبحتها وتصدق بذلك أو بشاة ومن العلماء من رخص في القران
بلا سوق فأما الذي اختاره فما وصفت فإن عجزت عن سوق الهدي اخترت
ـ كذا ـ لك أن تعتمر لما كان من قول رسول الله صلىاللهعليهوآله
لو استقبلت من أمري ما
استدبرت ما سبقت الهدى وتحللت مع الناس حين حلوا ولجعلتها عمرة هذا آخر
أمر رسول الله سنة
المتمتع ولم يعش إلى القابل فإذا أردت التمتع فقل « اللهم اني
اريد التمتع بالعمرة إلى الحج على كتابك وسنة نبيك صلىاللهعليهوآله
فيسرهالي وتقبلها
مني » فذلك أجزأ له وإن دخلت لحج مفرد فحسن ولاهدي عليك تقول « اللهم
إني اريد الحج فيسره لي وتقبله مني » وإن أردت الحج عن غيرك فقل « اللهم
إنى اريد الحج عن فلان بن فلان ـ تسميه ـ فيسره لي وتقبله من فلا » وإن
نويت ما تقصد من الحج مفرد أو قران أو تمتع أو حج عن غيرك ولم تنطق بلسانك
أجزأك والذي نختار أن تنطق بما تريد من ذلك ثم قل عند ذلك « اللهم فإن
عرض لي شئ يحبسني فحلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت على اللهم إن لم
يكن حجة فعمرة أحرم لك شعري وبشري ولحمي وعظامي ومخي و
عصبي وشهواتي من النساء والطيب وغيرها من اللباس والزينة أبتغي بذلك وجهك
ومرضاتك والدار الاخرة لا إله إلا أنت اللهم إني أسئلك أن تجعلني ممن
استجاب لك وآمن بودك واتبع أمرك فإني أنا عبدك وابن عبدك وفي قبضتك
لا واق إلا ما واقيت ـ كذا ـ ولا آخذ إلا ما أعطيت فاسئلك أن تعزم لي على كتابك
وسنة نبيك وتقويني على ما ضعفت عليه وتسلم مني مناسكي في يسر منك وعافية
واجعلني من وفدك الذي رضيت وارتضيت وسميت وكتبت اللهم إني خرجت
من شقة بعيدة ومسافة طويلة وإليك وفدت ولك زرت وأنت أخرجتني و
عليك قدمت وأنت أقدمتني أطعتك بإذنك والمنة لك علي وعصيتك بعلمك ولك
الحجة على وأسئلك بانقطاع حجتي ووجوب حجتك علي إلا ما صليت على محمد
وعلى آله وغفرت لي وتقبلت مني اللهم فتمم لي حجتي وعمرتى وتخلف
على فيما أنفقت واجعل البركة فيمابقي وردني إلى أهلي وولدي » ثم اركب في
دبر صلاتك وبعد ما يستوي بك واحلتك ولب إذا علوت شرف البيداء وإذا هبطت
الوادي وإذا رأيت راكبا وتقول في تلبيتك « لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك
لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك » وهي تلبية النبي صلى اله
عليه وآله.
٨ ـ وكان ابن عمر يزيد فيها : لبيك ذا
النعماء والفضل الحسن لبيك مرغوب
ومرهوب إليك لبيك.
٩ ـ ويروي عن النبي صلىاللهعليهوآله أيضا أنه كان من
تلبيته : لبيك إله الحق.
١٠ ـ وكان أنس بن مالك يزيد فيها : لبيك
حقا حقا تعبدا ورقا.
١١ ـ وكان ابن عمر أيضا يزيد فيها :
لبيك وسعديك والخبر في يديك و ـ
الرغبة إليك.
١٢ ـ وكان جعفر بن محمد وموسى بن جعفر عليهمالسلام يزيدان فيها : « لبيك
ذا المعارج
لبيك لبيك داعيا إلى دار السلام لبيك لبيك غفار الذنوب لبيك لبيك مرغوبا
ومرهوبا إليك لبيك لبيك تبدي والمعاد إليك لبيك تستغني ونفتقر إليك
لبيك لبيك إله الحق لبيك لبيك ذا النعماء والفضل الحسن الجميل لبيك
لبيك كاشف الكرب لبيك لبيك عبدك بين يديك ياكريم لبيك ».
وأكثر الصلوة على النبي وعلى آله واسأل
الله المغفرة والرضوان والجنة
والعفو واستعذ من سخطه ومن النار برحمته.
وأكثر من التلبية قائما وقائدا وراكبا ونازلا
وجنبا ومتطهرا وفي اليقظات
وفي الاسحار وعلى كل حال رافعا صوتك.
١٣ ـ قد روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : أتاني
جبرئيل عليهالسلام
فقال : مر
أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالاهلال وبالتلبية فإنه من شعار الحج.
١٤ ـ وسئل النبي صلىاللهعليهوآله فقيل : أي الحج
أفضل؟ قال العج والثج قيل : ما
العج والثج؟ قال : العج ضجيج الصياح ورفع الصوت بالتلبية والثج النحر والنساء
يخفضن أصواتهن بالتلبية تسمع المرأة مثلها وإن أسمعت أنيبنها أجزأها.
واجتنب الرفث والفسوق والجدال في الحج
قال : الرفث غشيان النساء
والفسوق السباب وقيل المعاصي والجدال المراء تماري رفيقك حتى تغضبه.
وعليك بالتواضع والخشوع والسكينة
والخضوع وقال بعض العلماء :
الرفث التعريض بالجماع والقبلة والغمزة وتفسير التعريض ههنا بالجماع أن يقول
الرجل لا مرأته
لوكنا حلالا لا غتسلنا وفعلنا وقال : إذا أحللنا أصبتك ونحو
هذا وقد تمثل في تفسير الجدال بالسباب.
ولا تقتل الصيد واجتنب الصغير والكبير
من الصيد ولا تشر إليه ولا تدل
عليه نعم في الحدأة ولا تأكل ولا تشتري من الصيد أن تأكله إذا أحللت ولا
تفزعه ولا تأمر به.
ولا بأس في قتل الحية والعقرب والفارة
والحدأة والغراب والكلب العقور
وقد رخص عليهالسلام
في قتلهن في الحل والحرم وما سواهن فقد رخص التابعون في
قتلهن الزنبور والوزغ والبق والبراغيث وإن عدا عليك سبع فاقتله ولا كفارة
عليك وإن لم يعدو عليك فلا تقتله.
واجتنب من الثياب ماكان منها مصبوغا إلا
أن لايكون له رائحة.
ولا تلبس قميصا ولاسراويل ولا عمامة ولا
قلنسوة ولا البرنس ولا الخفين
ولا القبا إلا أن يكون مقلوبا إن لم تجد غيره وإذا لم يجد ما يتزر يشق السراويل
يجعلها مثل الثياب يتزر به.
ولا بأس بغسل ثيابك التي أحرمت فيها إذا
اتسخ أو تبدلها غيره أو تبيعها إن
احتجت إلى ثمنها وتبدل غيرها.
ولابأس أن تغتسل وأنت محرم وأن تصب
الماء على رأسك وغط وجهك
ولا تغط رأسك وإن انصدع رأسك لابأس أن تعصب على رأسك خرقة.
ولا بأس للمحرم أن يدخل الحمام وأن
يحتجم مالم يحلق موضع الحجامة
ويتداوى بأي دواء شاء مالم يكن فيه طيب ويكتحل المحرم بأي كحل شاء مالم
يكن فيه طيب ويكره للمرأة الثمد
وإن لم يكن فيه طيب لانه زينة لها ولا
يمس الطيب بعد إحرامه ولا يدهن رأسه ولحيته فإن فعل فعليه فدية.
وإن دهن جسده بأي دهن أراد فلابأس إلا
أن يكون دهنا فيه طيب.
__________________
وإذا حككت من ارفق ـ ولا بأس بأنهما
والخاتم والمنطقة.
ولا باس بأكل الخبيص والسكباج وملح الاصفر إذا لم يكن له
رائحة بينة.
ولابأس بالمظلة للمحرم في مذهبنا ومن
العلماء من يكره هذا.
١٥ ـ وروي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : من يحرم
يضح للشمس حتى يغرب
إلا غربت بذنوبه حتى تعريه كما ولدته امه.
فإذا انتهيت إلى ذي طوى فاغتسل من بئر
ميمونة لدخول مكة أو بعد ما
تدخله وكذلك تغتسل المرأة الحايض لامر رسول الله لاسماء بذلك ولقوله للحائض
افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت.
وكان ابن عمر يغتسل بذي طوى قبل أن يدخل
مكة وكذلك كان يعظمه عامة
العلماء وإن لم يغتسل فلا بأس.
١٦ ـ ويروى عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه بات بذي طوى
ودخل مكة نهارا.
وكان يدخل مكة من الثنية العلياء أو من
الثنية السفلى فيستحب دخولها و
قل عند دخول مكة « اللهم هذا حرمك وأمنك فحرم لحمي ودمي على النار وآمني
يوم القيامة اللهم أجرني من عذابك ومن سخطك ».
وإن قدرت أن تغير ثوبيك اللذين أحرمت
جعلتهما جديدين فافعل فإنه
أفضل وإن لم يتيسر فلا بأس وتدخل مما ترضيت ـ كذا ولا ترفع يدك
وقد روي رفع اليدين ولم يثبت ذلك وأنكر جابر وقل « بسم الله » وابدأ
برجلك اليمنى قبل اليسرى وقل « اللهم اغفرلي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك
وأبواب فضلك وجوائز مغفرتك وأعذنا من الشيطان الرجيم واستعملني بطاعتك
ومرضاتك ».
إذا نظرت إلى البيت فقل « اللهم أنت
السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام
__________________
اللهم إن هذا بيتك
الذي شرفت وعظمت وكرمت اللهم زد له تشريفا وتعظيما
وتكريما وبرا ومهابة ».
وإذا انتهيت إلى الحجر الاسود فارفع
يديك وقل « بسم الله والله أكبر اللهم
إيمانا بك وتصديقا بكتابك واتباعا لسنتك وسنة نبيك ووفاءا بعهدك آمنت
بالله وكفرت بالجبت والطاغوت الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر اللهم لك
حججت وإياك أجبت وإليك وفدت ولك قصدت وبك صمدت وزيارتك
أردت وأنا في فنائك وفي حرمك وضيفك وعلى باب بيتك نزلت ساحتك و
حللت بفنائك اللهم أنت ربي ورب هذا البيت اللهم إن هذا اليوم يكره فيه
الرفث ويقضى فيه التفث ويبر فيه القسم ويعتق فيه النسم قد جعلت هذا البيت
عيدا بجعلك ـ كذا ـ وقربانا لهم إليك ومثابه للناس وأمنا وجعلته فيها بحجة
ويطاف حوله ويجاوره العاكف ويأمن فيه الخائف اللهم وإني ممن حجه
لك رغبة فيك التماسا لمرضاتك ورضوانك وشحا على خطيئتي منك اللهم
إني أسئلك المعافاة في الشكر والعتق من النار إنك أنت أرحم الراحمين ».
ثم تدنو من الحجر فتستلمه وتقول « الحمدالله
الذي هدانا لهذا وما
كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق سبحان الله والحمد
لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك
وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير كله وهو على
كل شئ قدير وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم » ثم اقطع التلبية إن كنت
متمتعا إذا استلمت الحجر.
١٧ ـ لما روى ابن أبي ليلي عن عطا عن
ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوآله
كان
يقطعه في عمرته هناك وكذلك قال ابن عباس وجابر بن عبدالله وكان ابن
عمر وعايشة يريان قطع التلبية للمتمتع إذا رأى بيوت مكة والذي نذهب إليه
ما وصفت فاختيارك بما شئت فاذا انتهيت إلى باب البيت فقل : « اللهم إن البيت
بيتك والحرم حرمك والعبد عبدك هذا مقام العائذ بك من النار « ثم تطوف
فاذا انتهيت إلى ركن
العراق فقل » اللهم إني أعوذبك من الشك والشرك
والشقاق والنفاق ودرك الشقاء ومخافة العداء وسوء المنقلب وأعوذ بك من الفقر
والفاقة والحرمان والمنا والفتق وغلبة الدين آمنت بك وبرسولك ووليك رضيت
بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا وبعلي وليا وإماما وبالمؤمنين إخوانا » فاذا انتهيت إلى تحت الميزاب فقل : « اللهم أظلني تحت عرشك يوم لا ظل إلا
ظلك آمني روعة القيامة وأعتقني من النار وأوسع على رزقي من الحلال و
ادرأ عني شر فسقة الجن والانس وشر فسقة العرب والعجم فاغفرلي وتب علي
إنك أنت التواب الرحيم » فاذا انتهيت إلى الركن الشامي فقل : « اللهم اجعله حجا
مقبولا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا وعملا متقبلا تقبل مني كما تقبلت
من إبراهيم خليلك وموسى كليمك وعيسى روحك ومحمد صلىاللهعليهوآله
حبيبك » فاذا
انتهيت إلى الركن اليماني فقل : « اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة
حسنة وقنا عذاب النار » تطوفة سبعة أشواط ترمل في الثلاثة الاشواط الاولى منهن من
الحجر إلى الحجر ـ والرمل : الخبب لا شدة السعي ـ فان لم يمكنك الرمل من الزحام
فقف فإذا أصبت مسلكا رملت وطف الاربعة ماشيا ( على تمسك مطيعا من رأيك
تجمع طرفي إزارك فعلقتهما على مركبه )
من تحت منكبك الايمن ويكون
منكبك الايمن مكشوفا وأكثر من « سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله و
لا حول ولاقوة إلا بالله لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد يحيي
ويميت وهو حي لايموت بيده الخير كله وهو على كل شئ قدير » ولا
تقرأ القرآن.
وروى عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : من قال
في طوافه عشر مرات : « أشهد
لا إله إلا الله أحدا فردا صمدا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لم يتخذ
صاحبة ولا ولدا » كتب الله له خمسة وأربعين حسنة فاذا كنت في السابع من طوافك
فائت المستجار عند الركن اليماني إلى مؤخر الكعبة بمقدار ذراعين أو ثلاثة وإن
__________________
شئت إلى الملتزم
ألصق بطنك بالبيت وتعلق بأستار الكعبة ووجهك ألصق به
وجسدك كلها ـ كذا ـ بالكعبة وقمت وقلت : « الحمد الله الذي كرمك وعظمك
وشرفك وجعلك مثابه للناس وأمنا اللهم إن البيت بيتك والعبد عبدك و
الامن أمنك والحرم حرمك هذا مقام العائذين بك من النار أستجير بالله من
النار » واجتهد في الدعاء وأكثر الصلاة على رسول الله صلىاللهعليهوآله وادع لنفسك و
للمؤمنين والمؤمنات وادع بما أحببت من الدعاء فاذا فرغت من طوافك فائت
مقام إبراهيم إن وجدت خفة وإن لم تجد فحيث شئت من المسجد فصل ركعتين
واقرأ في الاولى بفاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون والثانية قل هو الله ثم تدعو
وتفزع إلى الله وتصلي أي ساعة شئت من النهار أم الليل ثم عد إلى الحجر
الاسود وإذا صليت فاسلاله وأكثر وارفع يديك وقبل أو تشير إليه ثم ائت
زمزم وتشرب من مائها وتستقي بيدك دلوا مايلى ركن الحجر وقل « اللهم
اجعله علما نافعا ورزقا واسعا وعملا متقبلا وشفاء من كل سقم » ثم اخرج
إلى الصفا من الباب الذي يلي باب بني مخزوم مابين الاسطوانتين تحت القناديل
وإن خرجت من غيره فلا بأس واصعد عليه حذى من البيت ـ كذا ـ وكبر سبعا
أو ثلاثا وقل « لا إله إلا الله والله أكبر لا إله إلا الله وحده لاشريك له له
الملك
وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لايموت بيده الخير كله وهو على كل
شئ قدير لا إله إلا الله ولانعبد إلا إياه مخلصين له الدين وحده لاشريك
له أنجز وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده لاشريك له » وطول الوقوف
عليه ثم تكبر ثلاثا وأعد القول الاول وصل على محمد وآله وقل : « اللهم
اعصمني بدينك وبطواعيتك وطواعية رسولك اللهم جنبني حدودك » وأكثر الدعاء
ما استطعت لنفسك ولجميع المؤمنين ولوالديك ثم تكبر ثلاثا وتعيد لا إله إلا
الله وحده لاشريك له مثل ما قلت وسل الله من فضله واستعذ من النار وتضرع
إليه ثم تكبر ثلاثا حتى سبع مرات كل ذلك ثلاث تكبيرات ويكون قيامك
على الصفا والمروة مقدار ما يقرأ مائة آية من القرآن وأقلها خمسة وعشرين
آية ولابأس بالتلبية
على الصفا والمروة كما فعله ابن مسعود وأمر بها وقا : هي
استجابة استجاب بها موسى ربه ثم ائت متوجها إلى المروة ويكون وقوفك على
الصفا أربع مرار وعلى المروة أربع مرار تفتح بالصفا وتختم بالمروة وليكن
آخر دعائك : « استعملني بسنة نبيك وتوفني على ملته وأعذني من مضلات الفتن » وعلى المروة وليكن آخر دعائك : « اختم لي اللهم بخير واجعل عاقبتي إلى
خير اللهم فقني من الذنوب واعصمني فيما بقي من عمري حتى لا أعود بعدها
أبدا إنك أنت العاصم المانع » وإذا نزلت من الصفا وأنت تريد المروة فامش
على هنيئتك وقل : « اللهم استعملنا بطاعتك وأحينا على سنة نبيك وتوفنا على ملة
رسولك وأعذنا من مضلات الفتن » فاذا بلغت السعي وأنت في بطن الوادي وهناك
ميلين أخضرين فاسع ما بينهما وقل في سعيك « بسم الله والله أكبر وصلى الله على
محمد وعلى آله رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم واهدني الطريق الاقوام إنك
أنت الاعز الاكرم » حتى تقطع وتجاوز الميلين فان النبي صلىاللهعليهوآله كان يمشي حتى
تضرب قدماه في بطن المسيل ثم يسعى ويقول : ولا يقطع الابطح إلا سدا ـ كذا ـ
فتأتي المروة.
وقل في مشيك : « اللهم إني أسئلك من خير
الاخرة والاولى وأعوذ بك
من شر الاخرة والاولى » فاصعد عليها حتى يبدو لك البيت واستقبل وارفع
يديك وقل ما قلت على الصفا وتكبر مثل ما كبرت عليه ثم انحدر من المروة
وامش حتى تأتي بطن الوادي مثل ما سعيت من الصفا إلى المروة سبعة أشواط
كل سعية يعد من الصفا إلى المروة شوط واحد ومن المروة إلى الصفا شوط ثان
يكون ابتداء ذلك من الصفا وخاتمته بالمروة ثم قصر من شعرك إن كنت متمتعا
أو احلق. والحلق أفضل وابدأ بشقك الايمن ثم بالايسر وادفن شعرك فاذا
فعلت ذلك قد مضت عمرتك وحل لك كل شئ من لبس القميص وماسواه
ووطي النساء إلى يوم التروية وإن كنت دخلت بالحج وعمرة وهي القران
أوبحجة مفردة أقمت على إحرامك حتى يتم حجك يوم النحر وطف بالبيت
مابدالك ولاترم فيه
ومن العلماء من يرى أن على القارن طوافين وسعيين
ويأمره بالرجوع إلى البيت بعد فراغه من السعي بين الصفا والمروة سبعا بالطواف
بالبيت سبعا أخر يرمل فيه ويسعى بين الصفا والمروة سبعا أخر في المرة الاولة يجعل
الطواف والسعي الاول لعمرته والطواف والسعي الثاني لحجته إذا كان قد دخل
بحج وعمرة والذي نختاره ونراه بالبيت سعبا وسيعا بين الصفا والمروة سبعا
مجزاء للقارن والمتمتع والداخل بحجة مفردة.
١٨ ـ لقول رسول الله صلىاللهعليهوآله لعائشة وكانت قارنا
: يجزئك طواف لحجك و
عمرتك ذلك حتى ترمي جمرة العقبة ومن كان متمتعا فقد وصفت أنه يقطع التلبية
إذا استلم الحجر ثم يقيم القارن على إحرامه والمتمع يقيم إلى يوم التروية
وانظر أين أنت فانما أنت في حرم الله وساحة بلاد الله وهي دار العبادة فوطن
نفسك على العبادة فان الصلاة والصدقة وأفعال البر مضاعفة والاثم
والمعصية أشد عذابا مضاعفة في غيرها فمن هم لمعصية ولم يعملها كتب له سيئة لقوله
« ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب السعير
» وليس ذلك في
بلد غيره
وإنما أراد أصحاب الفيلة هدم الكعبة فعاقبهم الله بارادتهم قبل فعلهم فوطن نفسك
على الورع واحرز لسانك فلا تنطق إلا بمالك لا عليك وأكثر من التسبيح و
التهليل والصلاة على محمد صلىاللهعليهوآله
وأمر بالمعروف وانه عن المنكر وافعل الخير
وعليك بصلاة الليل وطول القنوت وكثرة الطواف واقلل الخروج من المسجد
فان النظر إلى الكعبة عبادة ولايزال المرء في صلاة مادام ينتظرها كذا.
١٩ ـ ويروى عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : إن
الطواف للغرب
أفضل
من الصلاة ولاهل مكة الصلاة أفضل من الطواف.
ويستحب أن يطوف الرجل مقامه بمكة بعدد
السنة ثلاث مائة وستين اسبوعا
عدد أيام السنة فان لم تستطع فثلاث مائة وستين شوطا فان لم تستطع فأكثر
__________________
من الطواف ما أقمت
بمكة فان قدرت أن لا تخرج من مكة حتى تختم القرآن فافعل فانه يستحب ذلك ويخطب الامام يوم السابع
من ذي الحجة بعد الظهر
بمكة ويأمر بالغدوة من الغد إلى منى ليوافوا الظهر بمنى فيقوم بها مع
الامام فاذا كان يوم التروية يجب على المتمتع أن يأخذ من شاربه وأظفاره و
ينظف جسده من الشعر ويغتسل ويلبس ثوب الاحرام ويدخل البيت ويحرم منه
أو من الحجر فان الحجر من البيت وإن خرج من غير ما وصفت من رحله أومن
المسجد أو من أي موضع شاء يجوز أو من الابطح ثم تطوف بالبيت سبعا لوداعك البيت
عند خروجك إلى منى لا رمل عليك فيها ويصلي ( لافراد ما شاء ستة ركعات
أو يحرم على أي صلاة الفريضة ) .
ولا سعى عليك بين الصفا والمروة قارنا
كنت أو متمتعا أو مفردا ثم تقول
« اللهم إني اريد الحج فيسره لي وتقبله
مني وتحلني حيث حبستني لقدرك الذي
قدرت علي » ثم لب كما لبيت في الاول وإن قلت : لبيك بحجة تمامها و
بلاغها عليك ( أجزأك ـ ظ ) وأخر الطواف لحجك حتى ترجع من منى ثم
تنهض إلى منى وعليك السكينة والوقار وأنت تلبي ترفع صوتك تصلي بها
الظهر والعشا والعتمة وصلاة الفجر بمنى وإن صدك عن الخروج إلى منى شغل
قبل الظهر وخرجت بعد الظهر أوأي وقت إلى وقت الفجر أجزأك وانزل
من منى الجانب الايمن منها إن تيسر لك ذلك وحيث نزلت أجزأك وقل وأنت
متوجه « اللهم إياك أرجو ولك أدعو فبلغني أملي وأصلح عملي اللهم إن هذا
منين وما دللتنا عليه وما مننت به علينا من المقاساة وأسألك أن تمن على فيها بما
مننت به على أوليائك وأهل طاعتك وخيرتك من خلقك وأن توفق لنا ما وفقت
لهم من عبادك الصالحين فانما أنا عبدك وفي قبضتك » وكثر الصلاة على
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فانه يستحب ذلك هناك فان كنت قريبا من مسجد الخيف انه أحب إلى وإن استطعت أن لا
تصلي إلا بمنى ما دمت فيها فافعل فانه قد صلى فيه سبعون
__________________
نبيا أوقيل سبعون
ألف نبي.
٢٠ ـ عن عروة عن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنه قال : إن آدم
بها دفن وهناك
قبره عليهالسلام
وإن قدرت أن لا تبيت وتصلي وتسبح وتستغفر ( إلا بمنى ظ ـ )
فافعل فاذا أصبحت وطلعت الشمس فعد إلى عرفات فكبر وإن شئت فلب وقل
« اللهم وعليك توكلت أسئلك أن تغفر لي
ذنوبي وتعطيني سؤلي وتقضي لي حاجتي
وتبارك لي في جسدي وأن تجعلني ممن تباهي به وهو أفضل منى وتوجهني للخير
أينما توجهت » فاذا أتيت عرفات فانزل بطن نمرة من وراء الاحواض إن
استطعت أوكن قريبا من الامام فان عرفات كلها موقف إلى بطن عرنة فاذا زالت
ـ كذا ـ.
٦٣
* ( باب ) *
* « ( ما يجب في
الحج وما يحدث فيه ) » *
من نسي طوافا حتى رجع إلى أهله لم تحل
له النساء حتى يزور البيت
فان مات فليقض عنه وليه أو غيره ولا يصلح أن يقضى عنه وهو حي وليس رمي
الجمار كالطواف لان الجمار ليس فريضة والطواف فريضة وإن نسي ركعتي
الطواف فليقضهما حيث ذكر هما إن كان قد خرج من مكة وإن كان فيها صلا هما خلف
مقام إبراهيم ولم يبرح إلا بعد قضائهما.
ومن مس طيبا وهو محرم استغفر ربه فقط.
والمرأة تحج من غير ولي متى أبي
أولياؤها الخروج معها وليس لهم منعها
ولالها أن تمتنع لذلك وتحج المطلقة في عدتها.
والسعي بين الصفا والمروة على دابة جائز
والمشي أحب إلى.
__________________
وإن حملت المرأة في محمل من غير علة
لاستلام الحجر من أجل الزحام
لم يكن بذلك بأس إلا أني أكره أن تطوف محمولة متى لم يكن بها علة.
١ ـ وقال أبي : إن أسماء بنت عميس نفست
بمحمد بن أبي بكر بالبيداء
لاربع بقين من ذي القعدة في حجة الوداع فأمرها رسول الله صلىاللهعليهوآله فاغتسلت و
احتشت وأحرمت ولبت مع النبي وأصحابه فلما قدموا مكة لم تطهر حتى
نفروا من منى وقد شهدت المواقف كلها بعرفات وجمع ورمت الجمار و
لكن لم تطف بالبيت ولم تسع بين الصفا والمروة فلما نفروا من منى أمرها
رسول الله صلىاللهعليهوآله
فاغتسلت وطافت بالبيت وبين الصفا
والمروة وكان جلوسها لاربع بقين من ذي القعدة وعشرة من ذي الحجة وثلاثة
أيام التشريق.
قال : وأفضل البدن ذوات الارحام من الابل
والبقر جميعا ويجزي من
الذكورة من البقر والبدن وأفضل الضحايا من الابل الفحولة.
ومتى أصاب الهدي بعد إحرامه مرض أوفقء
عين أو غيره أجزأ صاحبه
أن يضحي به متى ساقه صحيحا وكذلك من ماتت الاضحية ـ كذا ـ بعد شرائها فقد
أجزأت عنه.
ويجوز في الاضاحي الجذع من الضأن ولايجوز
جذع المعز.
وإن سرقت أضحية رجل أجزأته وإن اشترى
بدلها كان أفضل.
والاضحية تجوز في الامصار عن أهل بيت
واحد إذا لم يكن يجدوا غيرها
والبقرة تجزي عن خمسة إذا كانوا أهل خوان واحد وينتفع بجلد الاضحية و
يشتري به المتاع وإن تصدق به فهو أفضل ويذبغ فيجعل منه جراب ومصلى ولا
تأكل الصيد وأنت حرام وإن كان أصابه محل.
واعلم أنه ليس عليك فداء لشئ أتيته وأنت
جاهل وأنت محرم في حجتك
إلا الصيد فان عليك فيه الفداء بجهل كان أو بعمد ومتى أصبته وأنت حرام
( في الحرم فالفداء
عليك مضاعف وإن أصبته وأنت حلال )
في الحرم فقيمة
واحدة وإن أصبته وأنت حرام في الحل فعليك قيمة واحدة.
ومتى اجتمع قوم على صيد وهم محرمون فعلى
كل واحد منهم قيمة وإذا
اضطر المحرم فوجد صيدا أو ميتة أكل من الصيد لان فداءه في ماله قائم فانما
يأكل من ماله وإن أكل الحلال من صيد أصابه الحرام لم يكن به بأس لان الفداء
على المحرم.
ويطوف المفرد ماشاء بعد طواف الفريضة
ويجدد التلبية بعد الركعتين
والقارن بتلك المنزلة ما خلا من الطواف بالتلبية.
ومن أهدي له حمام أهلي في الحرم فأصاب
منه شيأ فليتصدق بثمنه نحو ما
كان يسوى في القيمة.
ومن قرن الحج والعمرة وساق الهدي فأصابه
حصر لم يكن عليه أن يبعث
هدي مع هديه ولا يحل حتى يبلغ الهدي محله فاذا بلغ الهدي محله أحل وعليه
إذا برئ الحج والعمرة.
ومن نسي ركعتي طواف الفريضة حتى دخل في
السعي فليحفظ مكانه
الذي ذكر فيه ثم ليرجع فليصل الركعتين ثم ليرجع فليتم طوافه بين
الصفا والمروة.
وإن امرأة أدركها الحيض بين الصفا
والمروة أتمت مابقي.
وقول الرجل : لا لعمري ليس بجدال إنما
الجدال لا والله وبلى والله.
ومن نظر إلى غير أهله وهو محرم فعليه
جزور أو بقرة فان لم يقدر فشاة
وإن نظر إلى أهله فأمنى لم يكن عليه شئ ويغتسل ويتسغفر ربه وإن حملها
من غير شهوة فأمنى فليس عليه شئ فان حملها من الشهوة أو مس شيئا منها فأمنى أو
أمذى فعليه دم.
ومن طاف طواف الفريضة فلم يدر أستا طاف
أم سبعا أعاد طوافه فان فاته
__________________
طوافه لم يكن عليه
شئ وقول الله عزوجل « واذكروا الله في أيام معلومات » هي أيام التشريق وكانوا إذا قدموا منى تفاخروا فقال الله » فاذا أفضتم من عرفات
الاية فيزور المتمتع البيت يوم النحر ومن غده ولايؤخر ذلك وموسع على القارن
والمفرد أن يزورا متى شاءا وليس الموقف هو الجبل فقط.
وكان أبي يقف حيث يبيت والركعتان بعد طواف
الفريضة لايؤخر عنه.
وتحرم الحائض وإن لم تصل ومتى بلغت
الوقت اغتسلت واحتشت
وأحرمت.
والشجرة متى كان أصلها في الحرم وفرعها
في الحل فهي حرام لمكان أصلها
ومتى كان أصلها في الحل وفرعها في الحرم كان كذلك ومن مسح وجهه بثوبه
وهو محرم لم يكن عليه شئ وكفارة العمرة يعجلها بمكة ولايؤخر ها
إلى منى .
٣ ـ أبي نقل عن الصادق أنه قال أبوجعفر عليهماالسلام : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله قطع
التلبية يوم عرفة عند زوال الشمس قلت له : إنا نروي أن ابن عباس أردف
رسول الله صلىاللهعليهوآله
ـ فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة؟! فقال أبوجعفر : هذا
شئ يقولونه عن ابن عباس أو قرأتموه في الكتب أن رسول الله صلىاللهعليهوآله أردف اسامة
ابن زيد في مصعدة إلى عرفات فلما أفاض أردف الفضل بن عباس وكان فنى
حسن اللمة فاستقبل رسول الله صلىاللهعليهوآله
أعرابي وعنده اخت له أجمل مايكون من
النساء فجعل الاعرابي يسأل النبي وجعل الفضل ينظر إلى اخت الاعرابي وجعل
رسول الله صلىاللهعليهوآله
يضع يده على وجه الفضل يستره من النظر فاذا هو ستره من الجانب
نظر من الجانب الاخر حتى إذا فرغ رسول الله صلىاللهعليهوآله
من حاجة الاعرابي التفت
إليه وأخذ بمنكبه ثم قال : أما علمت أنها الايام المعدودات والمعلومات لايكف
رجل فيهن بصره ولايكف لسانه ويده إلا كتب الله له مثل حج قابل وإنما
قطع رسول الله صلىاللهعليهوآله
التلبية عند زوال الشمس يوم عرفة.
__________________
والحجر ليس هو من البيت ولافيه شئ منه
وإنهم سموه الحطيم وقالوا
إنما هو لغنم إسماعيل ولكن دفن إسماعيل امه فيه فكره أن يوطأ قبرها فحجر
عليه وفيه قبور أنبياء ولابأس أن تقرن أسبوعين من الطواف وتصلي أربع ركعات
إن شئت في المسجد وإن شئت في بيتك وكذلك صلاة النافلة .
ولايصلى لطواف الفريضة ركعتين إلا عند
المقام ولابأس إذا صليت العصر
أن تطوف وتصلي مادامت الشمس بيضاء نقية فاذا تغيرت طفت مابدالك وأحصيت
أسباعك فاذا صليت المغرب صليت لكل أسبوع ركعتين ومن كان معكم من
النساء فليصنعن كما تصنعون ويسدلن الثياب على وجوههن سدلا إن أردن ذلك
إلى النحر.
ومن كان معكم من الصبيان فقدموه إلى
الجحفة أو إلى بطن مر فيصنع
بهم ما يصنع بالمحرم ويطاف بهم يرمى عنهم ومن لم يجد منهم هديا
فليصم عنه.
٤ ـ وكان علي بن الحسين عليهماالسلام يحمل السكين في يد
الصبي ثم يقبض
على يده الرجل فيذبح.
وتشعر البدن من الجانب الايمن ويقوم
الرجل من جانب الايسر ثم يقلدها
بنعل خلق مما صلي فيه.
وإن هلكت البدنة وهي مضمونة فعليك
مكانها وإن كانت غير مضمونة ثم
عطبت أؤ هلكت فليس عليك شئ وعلى من يجدها أن ينحرها.
وأيما امرأة طافت بالبيت ثم حاضت فعليها
طواف بالبيت ولا تخرج من
مكة حتى تقضيه وهو الطواف الواجب وإن خرجت من المسجد فحاضت بين الصفا
والمروة فلتمض في سعيها.
ويستحب للرجل والمرأة أن لايخرجا من مكة
حتى يشتريا بدرهم تمرا
فيتصدقان به لما كان في إحرامها وفي حرم الله.
__________________
٥ ـ قال أبي : فمن أدرك جمعا فقد أدرك
الحج والقارن والمفرد
والمتمتع متى فاته الحج أهل؟؟ وذهب حيث شاء وقضى الحج من قابل
وعلى الامام أن يصلي الظهر يوم التروية في مسجد الخيف ويصلي يوم النفر
بالمسجد الحرام.
ومن أفرد الحج اعتمر إذا أمكن الموسى من
شعره.
ولابأس بأن تكتحل وأنت محرم مالم يكن
فيه طيب تجدريحه وأما
لزينة فلا.
٦ ـ أبي قال : وسئل ابن عباس فقيل له :
إن قوما يزعمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
قد أمر بالرمل حول الكعبة؟ قال : كذبوا وصدقوا فقلت : وكيف ذاك؟ فقال : إن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
دخل مكة في عمرة القضاء وأهلها مشركون وبلغهم أن أصحاب
محمد صلىاللهعليهوآله
مجهودون فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: رحم الله رجلا أراهم من نفسه جلدا
فأمرهم فحسروا عن أعضادهم ورملوا بالبيت ثلاثة أشواط ورسول الله صلىاللهعليهوآله على
ناقته وعبدالله بن رواجة آخذ بز مامها والمشركون بحيال الميزاب ينظرون إليهم
ثم حج رسول الله صلىاللهعليهوآله
بعد ذلك فلم يرمل ولم يأمرهم بذلك فصدقوا في ذلك و
كذبوا في هذا.
٧ ـ أبي عن جدي عن أبيه قال : رأيت علي
بن الحسين عليهماالسلام
يمشي و
لايرمل.
٨ ـ وقال أبوبصير : جلعت فداك إن أهل
مكة أنكروا عليك ثلاثة أشياء
صنعتها قال : وماهي؟ قال : أحرمت من الجحفة وقد علمت أن رسول الله صلىاللهعليهوآله
أحرم من ذي الحليفة فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
جعل ذلك وقتا وهذا وقت انا
أحرمنا ثم ضمنا أنفسنا الله إن المسلم ضمانه على الله لايصيبه نصب ولا تلوحه شمس
إلا كتب له ومالايعلم أكثر قال : وأنكروا عليك أنك ذبحت هديك بمكة في
منزلك قال : إن مكة كلها منحر قال : وأنكروا عليك أنك لم تقبل الحجر الاسود
وقد قبله رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
كان إذا انتهى إليه افرج له وإنهم
لايفرجون لنا.
٩ ـ أبي قال : إن عبدالرحمن مولى الحسن
بن علي بن أبي طالب توفي
بالابواء ومعه الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر وعبدالله بن عباس فصنعوا به كما
يصنع بالميت غيرأنه لم يمسه وخمر وجهه.
والقارن والمفرد والمتمتع إذا حجوا مشاة
ورموا جمرة العقبة يوم النحر
وذبحوا وحلقوا إن شاؤا أن يركبوا وقد أحلوا من كل شئ إلا النساء حتى
يزوروا بالبيت ( إلا أن المتمتع منهم من يقول : قد حل له الطيب ومنهم من يقول
لم يحل له الطيب ولا النساء حتى يزور البيت ) .
ولا بأس بقضاء المناسك كلها على غير
وضوء إلا الطواف بالبيت و
الوضوء أفضل.
١٠ ـ أبي عن أبيه قال : وسأل ابن عباس
الحسين عليهالسلام
فقال : يا ابا عبدالله
أخبرني عن الحصى الذي يرمى به الجمار فانا لم نزل نرميها منذ كذا وكذا فقال
له الحسين : إنه ليس من جمرة إلا وتحته ملك وشيطان فإذا رمى المؤمن التقمه
الملك فرفعه إلى السماء وإذا رمى الكافر قال له الشيطان : بأستك مارميت.
١١ ـ وعنه قال : الركن اليماني باب من
أبواب الجنة لم يمنعه منذ فتحه
وإن مابين هذين الركنين ـ الاسود واليماني ـ مالك يدعى هجير يؤمن على
دعاء المؤمنين.
١٢ ـ قال : وكان علي بن الحسين عليهماالسلام يدفن شعره في
فسطاطه ويستحب أن
يقول : اللهم أعطني بكل شعرة نورا يوم القيامة.
١٣ ـ وكان أبوعبدالله عليهالسلام يكره أن يخرج الشعر
من منى وكان يقول :
على من أخرجه أن يرده.
١٤ ـ أبي عن أبيه قال : لا بأس إذا طليت
رأسك بالحناء أن تمسح رأسك
للوضوء.
__________________
وأيما رجل أخذ واحدة وعشرين حصاة فرمى
به الجمار ورد واحدة فلم
يد أيتهن نقصت قال : فليرجع فليرم كل جمرة بحصاة وإن نقصت حصاة فلم
يدر أين هي فلا بأس أن يأخذ من تحت قدميه فيرمي بها وإن رميت بها فوقعت
في محمل أعد مكانها.
وإن أصاب إنسانا ثم أو جملا ثم وقعت على
الارض أجزاه.
وأي رجل رمى الجمرة الاولة بأربع حصيات
ثم نسي ورمى الجمرتين
بسبع سبع عاد فرمى الثلاث على الولاء بسبع سبع وإن كان رمى الواسطى بثلاث ثم
رمى الاخرتين فليرجع فليرم الوسطى فان كان رمى بثلاث رجع فرمى بأربع ومن
طاف بالبيت ثمانية أشواط أضاف إليها ستا وصلى أربع ركعات وإن طاف بالصفا
والمروة تسعا فليسع كل واحدة وليطرح ثمانية وإن طاف ثمانية فليطرح واحدة
وليعتد بسبعة وإن بدأ بالمروة فليطرح ماشاء ويبدأ بالصفا. والكسير يحمل فيرمي
الجمار والمبطون يرمى عنه ويصلى عنه ويكره أن يبيع ثوبا أحرم فيه ومن
اختصر طوافه من الحجر إلى الحجر الاسود ـ كذا ـ.
١٥ ـ وقال رجل لابي عبدالله عليهالسلام : مابال هذين
الركنين يمسحان؟
وهذان لا يمسحان؟ فقال : لان رسول الله صلىاللهعليهوآله
مسح هذين ولم يمسح هذين
فلا تعرض لشئ لم يعرض له رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ومن اشترى هديا فهلك فليشتر آخر فان
وجده فليذبح الاول ويبيع
الاخير وإن كان من البدن نحرهما جميعا .
وإذا أردت أن تطوف عن أحد من إخوانك
أتيت الحجر الاسود فقلت : بسم
الله اللهم تقبل من فلان.
١٦ ـ أبي قال ـ وكان يهم ـ ظ ـ بالخروج
إلى مكة : إياكم والاطعمة التي
يجعل فيها الزعفران أو تجعلون في جهازي طيبا أعلمه ـ كذا ـ أو آكله .
__________________
١٧ ـ ثم قال : مر رسول الله صلىاللهعليهوآله على كعب بن عجرة
الانصارى وقد أكل
القمل رأسه وحاجبه وعينيه فقال رسولش الله صلىاللهعليهوآله
: ما ظننت أن الامر يبلغ ما أرى
فأمره فنسك عنه وحلق رأسه قال الله عزوجل « فمن كان منكم مريضا أو به أذى من
رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك »
والصيام ثلاثة أيام والصدقة على ستة
مساكين : على كل مسكين مدين والنسك عليه شاة لا يطعم منها أحد شيئا إلا
المساكين.
١٨ ـ قال أبي : رجل قبل امرأته قبل طواف
النساء فعليه جزور سمينة و
إن كان جاهلا فليس عليه شئ.
١٩ ـ ( وقال ظ ) أبي : رجل قبل امرأته
بعد طواف النساء ولم تطف فعليه
دم يهريقه من عنده.
٢٠ ـ و ـ قال ظ ـ أبي : رجل واقع امرأته
وهو محرم فعليه أن يسوق بدنة
والحج من قابل وإن كان جاهلا فليس عليه شئ فاذا أتى الموضع الذي واقعها
فرق بينهما فلم يجتمعا في خباء إلا أن يكون معهما غير هما حتى يبلغ الهدي محله.
٢١ ـ أيضا أبي رجل واقع امرأته فلم يفض
إليها فعليه أن ينحر جزورا وقد
خشيت أن يثلم حجته إن كان عالما وإن كان جاهلا فلا شئ عليه ومن اهدي
إليه حمام أهلي في الحرم فان كان مستويا خلى عنه وإن كان غير مستو أحسن القيام
عليه حتى يستوي ثم يخلي عنه وهذا عن أبي جعفر.
٢٢ ـ و ـ قال : ظ ـ أبي : حمام ذبحت في
الحل وادخلت الحرم فلا بأس
بأكلها وإن كان محرما وإذا دخل الحرم ثم ذبح لم يأكله لانه إنما ذبح بعد أن
دخل مأمنه.
ومن قتل رجلا في الحل ثم دخل الحرم لم
يقتل ولم يطع ولايسقى
ولايؤوى حتى يخرج من الحرم فيقام عليه الحد ومن قتل في الحرم اقيم عليه الحد
في الحرم لانه لم يرع للحرم حرمة قال الله « فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل
__________________
ما
اعتدى عليكم » وقال : « لا عدوان إلا على الظالمين »
.
ودجاج الحبش ليس من الصيد إنما الصيد
ماطاربين السماء والارض وصف
ولابأس أن يضع المحرم ذراعه على رأسه من حر الشمس ولابأس أن يستر جسده
وبعضه ببعض ومن طالت أظافيره وتكسرت لم يقص منها شيئا فان كانت تؤذيه
فيقطعها وليطعم مكان كل ظفر قبضة من طعام ولابأس أن يعصر الدمل ويربط
القرحة ومن لبى بالحج مفردا فقدم مكة وطاف بالبيت وصلى الركعتين عند
مقام إبراهيم وسعى بين الصفا والمروة فجايز أن يحل ويجعلها متعة إلا أن
يكون ساق الهدي فان رسول الله صلىاللهعليهوآله
حين أمر بالحج وانزل عيه « وأذن
في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق
» .
فأمر رسول الله صلى اله عليه واله
المؤذنين أن يؤذنوا بأعلى أصواتهم : يا أيها الناس إن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
حاج من عامه هذا فحج رسول الله صلىاللهعليهوآله
فقضى حجه.
٢٣ ـ أبي عن الصادق عليهالسلام : لا تصلح المكتوبة
في جوف الكبعة فان رسول الله
صلىاللهعليهوآله
لم يدخل الكعبة في عمرة وحجة ولكنه دخلها في الفتح وصلى
ركعتين بين العمودين ومعه اسامة والفضل.
وليس للمحرم أن يأكل الجراد ولا يقتله
ومن قتل جرادة تصدق بتمرة
لان تمرة خير من جرادة وهي من البحر وكل صيد نشأ من البحر فهو في البر
والبحر فلا ينبغي للمحرم أن يقتله فان قتله فعليه فداء كما قال الله تعالى ولابأس
أن يحتجم المحرم إذا خاف على نفسه وقال : « اذكروا اسم الله عليها صواف »
والصواف إذا صفت للنحر « فاذا وجبت جنوبها » قال : إذا كشفت عنها فوقعت جنوبها
يقول الله : « فكلوا منها
أطعموا القانع والمعتر » والقانع الذي يقنع والمعتر
الذي يعتريك والسائل الذي يسألك في يده والبائس هو الفقير والنحر في اللبة و
__________________
الذبح في الحلق
ويكره للمحرم أن يجوز ثوبه فوق أنفه ولابأس أنت يمد ثوبه
حتى يبلغ أنفه.
٢٤ ـ وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا هبط سبح وإذا
صعد كبر.
٢٥ ـ قال لي أبي : رجل أدرك الامام وهو
بجمع فان ظن أنه يأتي عرفات
يقف قليلا ثم يأتي جمعا قبل أن تطلع الشمس فليأته قال : وإن ظن أنه لايأتيها
حتى يفيضوا فلا يأتيها وقد تم حجه.
٢٦ ـ قال أبي : رجل أفاض من عرفات فأتى
منى رجع حتى يفيض من
جمع ويقف به وإن كان الناس قد أفاضوا من جمع.
٢٧ ـ أبي امرأة جهلت رمي الجمار حتى
نفرت إلى مكة رجعت لرمي
الجمار كما كانت ترمي وكذلك الرجل ويرمي الجمار من طلوع الشمس إلى
غروبها ولايطوف المعتمر بالبيت بعد طواف الفريضة حتى يقصر.
٢٨ ـ قال أبي : امرأة ماتت ولم تحج حج
عنها فان ذلك لها ولك.
٢٩ ـ قال أبي : رجل وكان له مال فترك
الحج حتى توفي كان من الذين
قال الله : « ونحشره يوم
القيمة أعمى » قلت : أعمى؟! قال : أعماه الله عن
طريق الخير ويوم الحج الاكبر هو يوم النحر والاصغر العمرة والذي
أذن بالحج الاكبر علي حين برئ من المشركين فيه ونبذ إليهم عهدهم فقرأ
عليهم براءة فقال المشركون : نبرأ منك ومن ابن عمك محمد إلا الطعان والجلاد
وهو قبل حجة الوداع بسنة.
٣٠ ـ وقال : في رجل أحرم بالحج قبل أن
يقصر قال : لابأس.
٣١ ـ وسألته عن رجل لم يكن له مال فحج
به رجل من إخوانه قال :
إنها تجزي عن حجة الاسلام وعمن خرج إلى مكة في تجارة أو كانت له إبل
يكريها فحج فان حجته تامة.
٣٢ ـ وقال أبي في امرأة طمثت فسألت من
حضرها فلم يفتوها بما وجب
__________________
عليها حتى دخلت مكة
غير محرمة فلترجع إلى الميقات إن أمكن ذلك ولم يفت
الحج وإن لم يمكن خرجت إلى أقرب المواقيت وإلا خرجت من الحرم فأحرمت
خارج الحرم لايجزيها غير ذلك ولايأخذ المحرم شيئا من شعره وليستاك قبل
أن يحرم ثم يلبس ثوبي الاحرام ولايتزوج المحرم ولايزوج فان فعل فالنكاح
باطل ولاينظر المحرم في المرآة لزينة فان نظر فليلبي وما وطئت من الدبى
أو وطأه بعيرك فعليك فداؤه ولابأس بقتل البقة في الحرم وغيره.
٣٣ ـ قال أبي : رجل أقام على إحرامه
بمكة قصر الصلاة مادام محرما و
ينبغي للمتمتع بالعمرة إلى الحج إذا أحل أن لايلبس قميصا وليتشبه بالمحرمين
ويبنغي لاهل مكة أن يكونوا كذلك وينبغي للسلطان أن يأخذهم بذلك.
٣٤ ـ أبى العالم أنا سمعته يقول عند
غروب الشمس : « اللهم أعتق رقبتي
من النار » يكررها حتى أقام الناس واعلم أن الصلاة تكره في ثلاث مواضع
من الطريق : في البيداء وهي ذات الجيش وذات السلاسل وضجنان فلا
بأس أن يصلي صلاة بين الظواهر وهي الحرا وجواد الطريق ويكره أن يطأ
في الجواد.
٣٥ ـ وقال أبي : رجل توفي وأوصى أن يحج
عنه اخرج ذلك من جميع
المال لانه بمنزلة الدين الواجب عليه في ماله وإن كان قد حج فمن ثلثه.
٣٦ ـ أبي قال : وسئل رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الشاة الضالة في
الفلاة فقال للسائل :
هي لك أولاخيك أو للذئب وما احب أن أمسكها.
٣٧ ـ وسئل رسول الله صلىاللهعليهوآله عن البعير الضال
فقال للسائل : مالك وله؟
خفه حذاؤه وسقآؤه كرشه خل عنه.
ومن مات ولم يحج حجة الاسلام ولم يخلف
إلا قدر نفقة الحج وله ورثة
فهم أحق بما ترك إن شاؤا أكلوا وإن شاؤا حجوا عنه.
٣٨ ـ وعن رجل عليه دين الحج قال : إن
حجة الاسلام واجبة على كل
__________________
من أطاق المشي من
المسلمين ولقد كان أكثر من حج مع رسول الله صلىاللهعليهوآله
المشاة.
٣٩ ـ ولقد مر رسول الله صلىاللهعليهوآله على المشاة وهم
بكراع الغميم
فشكوا
إليه الجهد والاعياء فقال : شدوا ازركم واستبطنوا ففعلوا فذهب عنهم ولابأس
أن يقارن المحرم بين ثيابه التي أحرم فيها إذا كانت طاهرة وإن أصاب ثوب المحرم
الجنابة لم يكن به بأس لان إحرامه لله يغسله. ويهدي ثمن الصيد من حيث أصابه
ومن أصاب صيدا فكان فداؤه بدنة من الابل فلم يجد فعليه أن يطعم ستين مسكينا
لكل مسكين مدفإن لم يقدر على ذلك صام مكان ذلك ثمانية عشر يوما مكان كل
عشرة مساكين ثلاثة أيام ومن كان عليه من فداء الصيد بقرة فان لم يجد فليطعم
ثلاثين مسكينا فإن لم يجد فليصم تسعة أيام.
ومن كان عليه شاة فلم يجد فاطعام عشرة
مساكين فان لم يجد فصيام
ثلاثة أيام في الحج ولم يعتمر النبي صلىاللهعليهوآله
إلا من المدينة ومن مات ولم يكن
عنده هدي يعقبه فليصم عنه وليه.
والرجل إذا احصر فأرسل بالهدي فواعد
أصحابه ميعادا إن كان في الحج
فمحل الهدي يوم النحر وإذا كان يوم النحر فليقصر من رأسه ولايجب عليه
الحلق حتى يقضي المناسك وإن كان في عمرة فينظر مقدار دخول أصحابه مكة
والساعة التي يعدهم فيهافاذا كان تلك الساعة قصر وأجل وإن كان مريضا
بعد ما أحرم فأراد الرجوع إلى أهله رجع إلى أهله ونحر بدنة أو أقام مكانه حتى
يبرأ إذا كان في عمرة فاذا برئ فعليه العمرة واجبة وإن كان عليه الحج أو أقام
ففاته الحج فان عليه الحج من قابل.
٤٠ ـ قال أبي : إن الحسين بن علي عليهماالسلام خرج معتمرا فمرض
بالطريق
فبلغ عليا عليهالسلام
وهو بالمدينة فخرج في طلبه فأدركه بالسقيا وهو مريض فقال علي :
__________________
يابني ما تشتكي؟ قال
: أشتكي رأسي فدعا علي ببدنة فنحرها فحلق رأسه
ورده إلى المدينة فلما بري ء من وجعه اعتمر قال : ولو لم يخرج إلى العمرة عند
البئر
لما حل له النساء حتى يطوف بالبيت والصفا قلت : فمابال النبي صلىاللهعليهوآله حيث رجع
من الحديبية حلت له النساء؟ قال : إن النبي صلىاللهعليهوآله
كان مصدودا وهذا محصور
وليساسواء.
والرجل إذا أرسل بهدي تطوعا وليس بواجب
إنما يريد أن يتطوع يواعد
أصحابه ساعة يوم كذا وكذا يأمرهم أن يقلدوه في تلك الساعة فاذا كانت بتلك
الساعة اجتنب ما يجتنب المحرم حتى يكون يوم النحر فاذا كان يوم النحر
أجزأ عنه.
٤١ ـ وقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله حين صده المشركون
يوم الحديبية نحر
وأكل ورجع إلى المدينة.
وإذا أهدى الرجل هديا فانكسر في الطريق
فان كان مضمونا ـ والمضمون
ماكان في نذرأوجزاء فليس له أن يأكل منه وعليه فداؤه وله أن يأكل منه إذا
بلغ النحر ومن ساق هديا في عمرة فلينحر قبل أن يحلق.
٤٢ ـ وقال النبي صلىاللهعليهوآله : اجتنبوا الاراك
ولايخرج من لحم الهدي شيئا و
يستحب أن يرمي الجمار على وضوء ويستحب أن تحصي اسبوعك في كل
يوم وليلة.
٤٣ ـ أبوالزبير عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : كان على بدن
رسول الله صلى الله ناجية
ابن جندب الخزاعي الاسلمي والذي حلق رأس رسول الله صلىاللهعليهوآله
يوم الحديبية حراش
ابن امية الخزاعي والذي حلق رأس رسول الله صلىاللهعليهوآله
في حجته معمربن عبدالله بن
حارثة بن نضرة بن عوف بن عدي بن كعب.
٤٤ ـ وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : مكة حرم الله
حرمها إبراهيم والمدينة
حرم مابين لابتيها لايعضد شجرها ومابين لابتيها مابين ظل عير إلى ظل
__________________
وعيرة وليس صيدها كصيد مكة بل يؤكل هذا ولا
يؤكل ذاك.
٤٥ ـ أبي قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : أرأيت العمرة
التي أتى علي بابنة
حمزة أية عمرة؟ قال : هي عمرة الصلح وهي عمرة القضاء.
ومن نسي إفراد الحج فليس عليه شئ وليجدد
التلبية والمحرمين متى
أتيا نساءهما فأتى أحدهما في الفرج والاخر فيما دون الفرج فليسا بسواء فعلى الذي
أتى في الفرج بدنة والحج من قابل.
وإذا جاء الليل بعد النفر الاول فبت
وليس لك أن تخرج فاذا نفرت
في النفر الاول فلك أن تقيم بمكة وتبيت بها والحرم أفضل بالحرم ـ كذا ـ و
الموقف بعرفات ومن تمتع في ذي القعدة ولم يجد الهدي لم يصم حتى يتحول
الشهر فاذا تحول الشهر صام قبل التروية بيو ويوم التروية ويوم عرفة والسبعة
الايام يصومها إذا أراد المقام صامها بعد أيام التشريق.
٤٦ ـ أبي قال : ومن طاف طواف الفريضة
وصلى الركعتين على غير وضوء أعاد
الصلاة ولم يعد الطواف.
٤٧ ـ و ـ قال ظ أبي : رجل ساق هديا
مضمونا فأنتجت في الطريق فهلكت
وهلك ولدها كان عليه بدلها وبدل ولدها.
وإذا أحب الرجل أن يجعل والده ووالدته
في حجته إذا حج فعل لان
الله يأجرهم ويأجره من غير أن ينقص من أجره شيئا لانه قد يدخل على الميت
في قبره الصوم والصلاة والحج والصدقة والعتق.
المعتمر إذا ساق الهدي يحلق قبل الذبح
ومن ترك الطواف متعمدا فلا
حج له ومن زار البيت فكان في طوافه وسعيه حتى طلع الفجر فلا شئ عليه ومن
نفر في النفر الاول فليس له أن يصيد حتى يمضي اليوم الثالث.
والمملوك إذا اعتق يوم عرفة فقد أدرك
الحج لانه قد أدرك أحد الموقفين.
__________________
٤٨ ـ وقال أبي : رجل لبس الثياب قبل
الزيارة فقد أساء ولاشئ عليه و
من طاف بالصفا والمروة وقد لبس الثياب فقد أساء ولاشئ عليه ومن نكس رمي
رمي الجمار فرمى جمرة العقبة ثم الوسطى ثم العظمى عاد في رمي الوسطى والعقبة وإن
كان من الغد.
ولابأس بالغسل بين العشاء والعتمة ليلة
المزدلفة ومن أدركته الصلاة وهو
في السعي قطعه وصلى ثم عاد ويجلس على الصفا والمروة كما يجوز له السعي
على الدواب.
٤٩ ـ قال أبي : أمرأة أوصت بمال في الحج
والصدقة والعتق بدئ بالحج
فانه مفروض فان بقي جعل بعضه في الصدقة وبعضه بالعتق.
٥٠ ـ أبي قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام : أذبح لمتعتي بقرة؟
فقال لي أبي :
يابني كان الصادق
يحدثني أنه أصاب كبشا محبلا أقرن ماهو بدون البقرة
فذبحته قلت : فان لم أجد محبلا قال : فموجوء وتجزيه الشاة في المتعة .
٥١ ـ وقلت : اصلي في مسجد مكة والمرأة
بين يدي جالسة أو مارة؟ قال
لابأس إنما سميت بكة لانها تبك الرجال والنساء.
وقلت إنهم يقولون حجة مكية وعمرة عراقية
فقال : كذبوا لان المعتمر
لايخرج حتي يقضي حجه قلت : المتمتع إذا لم يجد أضحية ففاته الصوم حتى
__________________
يخرج ولم يكن له
مقام فانه يصوم الثلاثة الايام في الطريق والسبعة في أهله.
ومن قتل عظاية فعليه كف من طعام أو قبضة
من تمر.
ومن فاته الحج وقد دخل فيه ولم يكن طاف
فليقم مع الناس بمنى حراما
أيام التشريق فانه لا عمرة فيها فاذا انقضت أيام التشريق طاف وسعى بين الصفا
والمروة وعليه الحج من قابل من حيث أحرم.
وطير مكة الاهلي لايذبح وذبح رسول الله صلىاللهعليهوآله مع كل بدنة كبشا.
والحطيم مابين الباب إلى الحجر الاسود.
ولابأس أن تسدل المرأة المحرمة الثوب
على وجهها حتى يبلغ نحرها إذا
انت راكبة.
ومن قتل زنبورا فعليه شئ من الطعام فان
كان أراده فليس عليه شئ.
ومن اعتمر من التنعيم فلا يقطع التلبية
حتى ينظر إلى المسجد الحرام.
ومن نسي أن يذبح حتى زار فاشترى بمكة
فذبح بها أجزأعنه.
والمحصر إذا لم يسق الهدي يشتري ويرجع
فان لم يجد ثم هديا صام.
ومن اعتمر عمرة مبتولة في أشهر الحج ثم
بداله أن يقيم حتى يحج فلا
هدي عليه.
ومن ساق هديا ولم يقلد ولم يشعرأجزأه.
ومن قصد الحج فصدية الحج فان طاف وسيع لحق بأهله وإن شاء
أقام حلالا وجعلها عمرة وعليه الحج من قابل وإن لم يكن طاف ولاسعى حتى
خرج إلى منى فليقم معهم حتى ينفروا ثم ليطف بالبيت ويسعى فان أيام التشريق
ليس فيها عمرة وعليه الحج من قابل يرحم من حيث أحرم .
فصل
: فاذا أردت الحج بالاقران وجب عليك أن تسوق معك من حيث
أحرمت الهدي بدنة أو بقرة تقلدها وتشعرها من حيث تحرم فان النبي أحرم من
__________________
ذي الحليفة فأتى
ببدنته وأشعر صفحة سنامها الايمن وسال الدم عنها ثم قلدها بنعلين
وكذلك في البقر في موضع سنامها فاذا كان يوم التروية جلل بدنة وراح بها إلى
منى وعرفات.
٥٢ ـ وقد روي : ومن لم توف له بدنة
بعرفة ليس هدي إنما هي أضحية
تجلله بأي ثوب شئت وإذا ذبحت تنزع عنه الجلة والنعلين وتصدق بذلك أو
شاة بدله.
ومن العلماء من رخص في القران بلاسوق.
وأما فنحن اختيارنا السوق فان عجزت عن
سوق الهدي تعتمر عنه لما كان
من قول رسول الله صلىاللهعليهوآله
: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي وتحللت
مع الناس خير من العمرة.
٥٣ ـ وفي بعض الحديث لجعلتها عمرة فهذا
أخذ الامر من رسول الله صلىاللهعليهوآله
سنة التمتع ولم يعش إلى القابل.
٥٤ ـ سئل النبي صلىاللهعليهوآله أي الحج أفضل؟ قال
: العج والثج قال : سئل
عن تفسير ذلك قال : العج رفع الصوت والثج النحر.
إذا دخلت وأنت متمتع فاقطع التلبية إذا
استلمت الحجر.
وقال بعض العلماء : إذا بدت لك بيوت مكة
فاقطع التلبية ثم تطوف بالبيت
وتسعى بين الصفا والمروة سبعا ثم تقص من شعرك والحلق أفضل وابدأ بشقك
الايمن ثم بالايسر وادفن شعرك فاذا فعلت ذلك فقد قضيت عمرتك وحل لك
كل شئ من لبس القميص والخف ومس الطيب ووطي النساء إلى يوم التروية ومن
العلماء من يرى على القارن طوافين وسعيين ويأمره بالرجوع إلى البيت بعد فراغه من
السعي فيأمر بالطواف بالبيت سبعا آخر يرمل فيه ويسعى بين الصفا والمروة سبعا
آخر كفعله في المرة الاولى يجعل الطواف والسعي الاول لعمرة والطواف
السعي الثاني لحجته إذا كان دخل بحج وعمرة مقرن ونحن نرى للاقران وللمتمتع
والمفرد كلهم طوافا بالبيت.
والسعي بين الصفا والمروة مجزي لقول
رسول الله صلىاللهعليهوآله
لعايشة وكانت قارنا :
يجزئك طواف لحجك وعمرتك.
وإذا كنت متمتعا أقمت بمكة إلى يوم
التروية فاذا كان يوم التروية و
أنت متمتع وأردت الخروج إلى منى فخذ من شاربك ومن أظفارك واغتسل والبس
إحرامك إن شئت أحرمت من بيتك أومن الحجر أومن داخل الكعبة أومن المسجد
أومن الابطح أجزأك من أي موضع شئت.
وطف بالبيت سبعا لوداعك البيت عند خروجك
إلى منى لارمل عليك فيها وصل
ركعتين أو ما شئت أو أربع قبل أن تخرج ولاسعي عليك بين الصفا والمروة قارنا
كنت أو مفردا أو متمتعا ثم تلبي « لبيك بحجة تمامها وبلاغها عليك » وإن أخرت
الطواف لحجك إلى رجوعك من منى فحسن.
ثم توجه إلى منى فأتها ملبيا وانزل بمنى
الجانب الايمن منها إن تيسر
ذلك وإلا فحيث نزلت أجزأك وبت بها ثم تغدو إلى عرفات إو شئت فلب وإن
شئت فكبر.
وإذا انتهيت إلى عرفات فانزل بطن عرنة
من حذاء الاحواض إن استطعت
أو حيث نزلت أجزأك فان وراء عرفات كلها موقف إلى بطن عرنة.
فاذا زالت الشمس فاغتسل أو توضأ والغسل
أفضل ثم ائت مصلى الامام فصل
معه الظهر والعصر بأذان وإقامتين وإن لم تدرك الصلاة مع الامام فصل في رحلك
واجمع بين الظهر والعصر ثم ائت الموقف فقف عند الصخرات وأنت مستقبل القبلة
قريب من الامام وإلا حيث شئت فاذا سقطت القرصة فانتفر إلى المزدلفة وعليك
الكسينة والوقار وكثرة الاستغفار والتلبية.
فاذا انتهيت إلى الكثيب الاحمر عن يمنة
الطريق فقل : اللهم ارحم موقفي
وزد في علمي ولاتصل المغرب حتى تأتي الجمع فانزل بطن وادعن يمنى الطريق
ولا تجاوز الجبل ولا الحياض تكون قريبا من المشعر وصل بها المغرب والعتمة
تجمع بينهما بأذان وإقامتين مع الامام إن أدركت أو وحدك ولا تبرح حتى تصلي
بها الصبح ولا تدفع
حتى يدفع الامام وذلك قبل طلوع الشمس حين يسفر الصبح
ويتبين ضوء النهار فان الجاهلية كانوا لا يفيضون من جمع حتى تطلع الشمس
ويقولون أشرق ثبير فخالفهم رسول الله صلىاللهعليهوآله
فدفع قبل طلوع الشمس ثم امس
على هنيئتك حتى تأتي وادي محسر وهو حد مابين المزدلفة ومنى وهو إلى منى
أقرب فاسع فيها إلى منى تجاوزها.
فاذا أتيت منى اغتسل أو توضأ فاذا طلعت
الشمس فائت الجمرة العظمى وهي
جمرة العقبة فارم بسبع حصيات واقطع التلبية ثم اهرق الدم مما معك ـ الجذع من
الضان وهو ابن سبعة أشهر فصاعدا والثني من المعز وهي لاثني عشر شهرا فصاعدا و
من الابل ما كمل خمس سنين ودخل في الستة والثني من البقر إذا استكمل
ثلاث سنين وأول يوم من سنة الرابعة ـ ثم تحلق فقد حل لك كل شئ إلا
الطيب والنساء.
وقال : بعض العلماء يرى الطيب لانه تطيب
رسول الله صلىاللهعليهوآله
قبل أن يطوف
بالبيت ومن العلماء من كره فاذا فرغت من الذبح فائت رحلك وصل ركعتين و
ادع الله وسل حاجتك وليس عليك يوم النحر غير صلاتك المكتوبة فاذا حلقت
فزر البيت من يومك أوليلتك وإن أخرت أجزأك إلى وقت النفر ما لم تمس
الطيب والنساء.
فاذا أتيت مكة طف بالبيت سبعة أشواط فان
ذلك هو الطواف الواجب الذي
قال تعالى : « وليطوفوا
بالبيت العتيق » وصل ركعتين خلف
المقام فان كنت قارنا
أومفردا فقد حل لك كل شئ وليس عليك سعي بالصفا والمروة وإن كنت متمتعا
فان طوافك السبع للزيارة مجزئ لحجك وللزيارة وعليك السعي بين الصفا
والمروة في قول بعض العلماء وبعض العلماء قالوا : مجزى للمتمتع سبعة بالصفا
والمروة لعمرته في أول مقدمه والطواف السبعة مجزي عن الزيارة والحجة
وإنما عندهم على المتمتع طواف الزيارة فقط بلاسعي.
ثم ارجع إلى منى ولا تبيت بمكة أيام
التشريق فاذا كان يوم الثاني مكثت
حتى تطلع الشمس ثم
تغتسل أو تتوضأ وحملت معك واحدا وعشرين حصاة قبل
أن تصلي الظهر ترميها وابدأ بالجمرة الاولى وهي السعي ـ كذا ـ من أقربهن إلى
مسجد منى فارمها واقصد للراس فارمها بسبع حصيات تكبر مع كل حصاة فاذا
رميت فقف واجعل الجمرة عن يسار الطريق وأنت مستقبل القبلة فاحمد الله واثن
عليه وصل على محمد وكبر سبع تكبيرات وقف عندها مقدار ما يقرأ الانسان مائة
آية أو مائة وخمسين آية من القرآن ثم ائت جمرة الوسطى فارمها بسبع حصيات
فافعل كما فعلت فيها ثم تقدم أمامها وقف على يسارها مستقبل القبلة مثل وقوفك
في الاخرى ثم ائت جمرة العقبة فارمها بسبع حصيات ولا تقف عندها ثم انصرف
وصل الظهر وتفعل من الغد مثل ما فعلت في اليوم الاول فان أحببت التعجيل
جاز لك وإن أحببت التأخير تأخرت ولاترمي إلا وقت الزوال قبل الظهر في
كل يوم.
٦٤
* باب *
* « ( دخول الكعبة
وآدابه ) » *
١
ـ ب : هارون عن ابن صدقة قال : خرج
أبوعبدالله عليهالسلام
من الكعبة
وهو يقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللهم لا تجهد بلاءنا ولا تشمت بنا
أعداءنا
فانك أنت الضار النافع ثم هبط من الدرجة فصلى إلى جانبها مما يلي الحجر
الاسود ركعتين ليس بينه وبين الكعبة من أحد ثم خرج إلى منزله .
٢
ـ ب : محمد بن عيسى عن القداح عن الصادق عن
أبيه عليهماالسلام
أنه رأى
علي بن الحسين عليهماالسلام
يصلي في الكعبة ركعتين .
أقول
: قد مضى استحباب الغسل لدخول الكعبة في باب الاحرام بأسانيد وأنه
__________________
ليس على النساء دخول
البيت في باب الاجهار بالتلبية.
٣
ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن أحمد
وعبدالله ابني محمد بن عيسى
عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام أيغتسلن
النساء إذا أتين البيت؟ قال : نعم إن الله عزوجل يقول : « أن طهرا بيتي للطائفين
والعاكفين والركع السجود » فينبغي
للعبد أن لايدخل إلا وهو طاهر قد غسل
عنه العرق والاذى وتطهر .
أقول
: قد مضى في باب علل الحج :
٤ ـ ان سليمان بن مهران سأل الصادق عليهالسلام فقال : كيف صار
الصرورة يستحب
له دخول الكعبة دون من قد حج؟ فقال : لان الصرورة قاضي فرض مدعو إلى
حج بيت الله فيجب أن يدخل البيت الذي دعي إليه ليكرم فيه .
٥
ـ ثو : أبي عن سعد عن البرقي عن محسن بن
أحمد عن أبان
الاحمر عن عبدالسلام بن نعيم قال : قلت لابي عبدالله عليهالسلام
: إني دخلت البيت
فلم يحضرني شئ من الدعاء إلا الصلاة على النبي صلىاللهعليهوآله
فقال عليهالسلام
: لم يخرج
أحد بأفضل مما خرجت .
٦
ـ سن : عمروبن عثمان عن علي بن خالد عمن
حدثه عن أبي جعفر
عليهالسلام
قال : كان يقول : الداخل الكعبة يدخل والله عنه راض ويخرج منها
عطلا من الذنوب .
٧
ـ شى : عن علي بن عبدالعزيز قال : قلت لابي
عبدالله عليهالسلام
: جعلت
فداك قول الله : « آيات
بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا
» وقد يدخله
المرجي والقدري والحروري والزنديق الذي لايؤمن بالله قال : لا ولا كرامة قلت :
فمه جعلت فداك؟ قال : من دخله وهو عارف بحقنا كما هو عارف له خرج من ذنوبه
__________________
وكفي هم الدنيا
والاخرة .
٨ ـ نقل من خط الشيخ قدسر سره قال
الصادق عليهالسلام
: دخول الكعبة دخول
في رحمة الله والخروج منها خروج من الذنوب معصوم فيما بقي من عمره مغفور
له ما سلف من ذنوبه ومن دخل الكعبة بسكينة وهو أن يدخلها غير متكبر و
لا متجبر غفرله.
٩ ـ العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم :
علة فضيلة أميرالمؤمنين عليهالسلام
التي لم تكن لاحد قبله ولابعده أنه ولد في الكعبة وذلك أنه لما أخذ فامطة بنت
أسد الطلق وعسر عليها الولادة أخرجها أبوطالب في جوف الليل فأدخلها الكعبة فولدت
أميرالمؤمنين صلوات الله عليه وما ولد أحد غيره في الكعبة.
٦٥
* ( باب ) *
* « ( وداع البيت
توما يستحب عند الخروج من مكة ) » *
* « ( وساير ما
يستحب من الاعمال في مكة ) » *
١
ـ ن : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن
محمد بن أحمد
عن الحسن بن علي بن كيسان عن موسى بن سلام قال : اعتمر أبوالحسن الرضا
عليهالسلام
فلما ودع البيت وصار إلى باب الحناطين ليخرج منه وقف في صحن
المسجد في ظهر الكعبة ثم رفع يديه فدعا ثم التفت الينا فقال : نعم المطلوب به
الحاجة
إليه الصلاة فيه أفضل من الصلاة في غيره ستين سنة أو شهرا فلما صار عند
الباب قال : اللهم إني خرجت على أن لا إله إلا أنت .
٢
ـ ن : ابن الوليد عن سعد عن ابن هاشم عن
إبراهيم بن محمود
قال : رأيت الرضا عليهالسلام
ودع البيت أراد أن يخرج من باب المسجد خر
__________________
ساجدا ثم قال
فاستقبل الكعبة وقال : اللهم إني أنقلب على أن لا إله إلا الله .
٣
ـ مع : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن
موسى بن عمر
عن ابن بزيع عن إبراهيم بن مهزم عمن يرويه عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : اذا
دخلت مكة فاشتر بدرهم تمرا فتصدق به لما كان منك في إحرامك للعمرة فاذا
فرغت من حجك فاشتر بدرهم تمرا فتصدق به فاذا دخلت المدينة فاصنع
مثل ذلك .
٤
ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي
الخطاب عن النضر بن
شعيب عن خالد القلانسي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : من ختم
القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة وأقل من ذلك وأكثر وختمه في يوم الجمعة
كتب الله له من الاجرو الحسنات من أول جمعة كانت في الدنيا إلى آخر جمعة
تكون فيها وإن ختمه في ساير الايام فكذلك .
٥
ـ ضا : فاذا فرغت من المناسك كلها وأردت
الخروج تصدقت بدرهم
تمرا حتى يكون كفارة لما دخل عليك في إحرامك من الخلل والنقصان وأنت
لا تعلم .
وإذا أردت الخروج من مكة فطف بالبيت
أسبوعا طواف الوداع وتستلم
الحجر والاركان كلها في كل شوط وتسأل الله أن لا يجعله آخر العهد منه فاذا
فرغت من طوافك فقف مستقبل القبلة بحذاء ركن الحجر الاسود وادع الله كثيرا
واجتهد في الدعاء ثم تفيض وتقول : آئبون تائبون لربنا حامدون وإلى الله
راغبون وإليه راجعون واخرج من أسفل مكة فاذا بلغت باب الحناطين تستقبل
__________________
القبلة وجهك وتسجد
وتسأل الله أن يتقبل منك أن لا يجعل آخر العهد منك.
ثم تزور قبر محمد المصطفى صلىاللهعليهوآله فانه قال : صلىاللهعليهوآله من حج ولم يزرني
فقد
جفاني وتزور قبور السادة في المدينة عليهمالسلام
وأنت على غسل انشاء الله وبالله الاعتصام
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
٦
ـ شى : عن عمربن يزيد بياع السابرى عن أبي
عبدالله عليهالسلام
في قول
الله : « ليس عليكم
جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم » يعني
الرزق إذا أحل الرجل
من إحرامه وقضى نسكه فليشتر وليبع في الموسم .
٧
ـ الهداية : الافاضة من منى : ثم امض منها إلى
مكة مهللا ممجدا داعيا
فاذا بلغت مسجد النبي صلىاللهعليهوآله
وهو مسجد الحصبا فاستلق فيه على قفاك واسترح
فيه هنيئة ثم ادخل مكة وعليك السكينة والوقار وقد فرغت من كل شئ
لزمك في حج أو عمرة وابتع بدرهم تمرا وتصدق به يكون كفارة لما دخل عليك
في إحرامك مما لا تعلم وان أحببت أن تدخل الكعبة فاغتسل قبل أن تدخلها ثم تقول :
اللهم إنك قلت : « ومن
دخله كان آمنا » فآمنى من عذاب
النار ثم تصلي بين
الاسطوانتين وعلى الرخامة الحمراء ركعتين تقرأ في الركعة الاولى حم السجدة
وفي الثانية عدد آياتها من القرآن وتصلي في زواياه ثم تقول : اللهم من تهيأ
وتعبأ وأعد واستعد لوفادة مخلوق رجاء رفده ونواله وجايزته وفواضله فاليك
ياسيدي تهيئتي وتعبيتي وإعدادي واستعدادي رجاء رفدك ونوالك وجائزتك
فلا تخيب اليوم رجائي يامن لايخيب عليه سائل ولا ينقصه نائل فاني لم آتك بعمل
صالح قدمته ولا شفاعة مخلوق رجوتها ولكن أتيتك مقرا بالظلم والاساءة على
نفسي مقرا به لا حجة لي ولا عذر فأسألك يامن هو كذلك أن تعطيني مسئلتي و
تقلبني برغبتي ولاتردني محروما ولا خائبا ياعظيم يا عظيم يا عظيم أرجوك للعظيم
__________________
اسألك ياعظيم أن
تغفرلي ولا تدخلها فخرا ولاتبزق فيها ولا تمتخط .
وداع البيت
فاذا أردت وداع البيت فطف به أسبوعا ثم
صل ركعتين حيث أحببت من
المسجد فائت الحطيم ـ والحطيم مابين باب الكعبة والحجر ـ وتعلق بالاستار
وأنت قائم فاحمد الله واثن عليه وصل على النبي صلىاللهعليهوآله
ثم قل : اللهم عبدك و
ابن عبدك وابن أمتك حملته على دابتك وسيرته في بلادك وقد أقدمته المسجد
الحرام اللهم وقد كان في أملي ورجائي أن تغفرلي فان كنت يارب قد فعلت فازدد
عني رضا وقربني إليك زلفى فان لم تكن فعلت يارب فمن الان فاغفرلي قبل
أن تنأى داري عن بيتك غير راغب عنه ولا مستبدل به هذا أوان انصرافي إن كنت
قد أذنت لي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وتحتي ومن فوقي وعن يميني
وعن شمالي حتى تقدمني أهلي صالحا فاذا قدمتني أهلي يارب فلا تحرمني و
اكفني مؤنة عيالي ومؤنة خلقك .
فاذا بلغت الحناطين فانظر إلى الكعبة
وخر ساجدا واسأل الله أن يتقبله
منك ولا يجعله آخر العهد منك ثم تقول وأنت ساجد : آئبون تائبون لربنا حامدون
وإلى الله راغبون وإلى الله راجعون وصلى الله على محمد وآله وسلم.
ثم تزور قبر النبي صلىاللهعليهوآله ثم قبور الائمة عليهمالسلام بالمدينة وأنت على
غسل
فان النبي صلىاللهعليهوآله
قال : من حج بيت ربي ولم يزرني فقد جفاني وقال الصادق
عليهالسلام
: ابدؤا بمكة واختموا بنا.
٨ ـ وروى الحسين بن علي عليهمالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أبتاه ما جزاء
من زارك؟ فقال صلىاللهعليهوآله
: من زارني حيا أو ميتا أوزار أباك أوزار أخاك أوزارك كان
حقا علي أن أزوره يوم القيامة فاخلصه ذنوبه .
__________________
٦٦
* ( باب ) *
* « ( ان من تمام
الحج لقاء الامام ) » *
* « ( وزيارة النبي
والائمة عليهمالسلام
) » *
١
ـ ع
ن
: السناني عن ابن زكريا عن ابن حبيب عن ابن
بهلول عن أبيه عن إسماعيل بن مهران عن الصادق عليهالسلام
قال : إذا حج أحدكم
فليختم حجه بزيارتنا لان ذلك من تمام الحج .
٢
ـ ع
ن
: ما جيلويه عن محمد العطار عن ابن أبي الخطاب عن محمد
ابن سنان عن عمار بن مروان عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام
قال : تمام الحج
لقاء الامام .
٣
ـ ع
ن
: أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة
عن زرارة عن أي جعفر عليهالسلام
قال : إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الاحجار فيطوفوا
بها ثم يأتونا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا عليها نصرهم .
أقول
: قد مضى بعض الاخبار في باب قضاء التفث وسيأتي أخبار فضل الزيارة
في كتاب المزار.
٦٧
* ( باب ) *
* « ( آداب القادم
من مكة وآداب لقائه ) » *
١
ـ سر : من جامع البزنطي عن صدقة الاحدب قال
: قال أبوعبدالله
عليهالسلام
: إذا لقيت أخاك وقدم من الحج فقل : الحمد لله الذي يسر سبيلك
__________________
وهدى دليلك وأقدمك
بحال عافية لقد قضى الحج وأعان على السفر تقبل
الله منك وأخلف عليك نفقتك وجعلها لك حجة مبرورة ولذنوبك طهورا .
( أبواب )
*
« ( ما يتعلق باحوال المدينة وغيرها ) » *
أقول
: قد أوردنا زيارة النبي صلىاللهعليهوآله
وفاطمة والائمة الاربعة وآدابها و
أمثال ذلك في كتاب المزار.
١
* ( باب ) *
* « ( فضل المدينة
وحرمها وآداب دخولها ) » *
١
ـ ب : محمد بن عبدالحميد عن يونس بن يعقوب
قال : سألت أبا الحسن
موسى عليهالسلام
يحرم علي في حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله
ما يحرم في حرم الله عزوجل؟
قال : لا .
٢
ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن معروف
عن ابن مهزيار
عن الحسين بن سعيد عن محمدبن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبدالله
عليهالسلام
قال : حدما حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله
من المدينة من ذباب
إلى واقم
__________________
والعريض والنقب من قبل مكة .
٣ ـ وقال ابن مسكان في حديث آخر : من
الصورين
إلى الثنية .
٤
ـ مع : بهذا الاسناد عن الحسين بن صفوان عن
ابن مسكان عن الحسن
الصيقل قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام
: كنت جالسا عند زياد بن عبيدالله وعنده ربيعة
الرأي فقال له زياد : ياربيعة ما الذي حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله
من المدينة فقال له :
بريد في بريد فقلت لربيعة : فكانت على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله
بريد؟ فسكت ولم
يجبني قال : فأقبل علي زيا د فقال : يا أبا عبدالله فما تقول أنت؟ فقلت : حرم
رسول الله صلىاللهعليهوآله
من المدينة من الصيد بين لابتيها قال : وما لابتيها؟ قلت : ما أحاط
به الحرار قال : فقال لى : ما حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله
من الشجر؟ قلت : من عير
إلى وعيرة .
قال صفوان : قال ابن مسكان : قال الحسن
: فسأله إنسان وأنا جالس فقال له :
ومالابتيها؟ فقال : مابين الصورين إلى الثنية .
٥
ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبان عن
الحسين بن سعيد
عن حماد وفضالة معا عن معاوية بن عمار قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقو ل :
مابين لابتي المدينة ظل عاير إلى ظل وعير حرم يقلت : طائره كطائر مكة؟ قال :
__________________
لا ولا يعضد شجرها .
٦ ـ وروي أنه يحرم من صيد المدينة ماصيد
بين الحرمين .
أقول
: قد مضى في باب الاحرام الغسل لدخول المدينة وحرمها وفي باب
النوادر فضلها.
٧
ـ مع : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن
موسى بن عمر عن
ابن بزيع عن إبراهيم مهزم عمن يرويه عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : إذا دخلت
مكة فاشتر بدرهم تمرا فتصدق به لما كان منك في إحرامك للعمرة فاذا فرغت
من حجك فاشتر بدرهم تمرا وتصدق به فاذا دخلت المدينة فاصنع مثل ذلك .
٨
ـ ير : ابن يزيد ومحمد بن عيسى عن زياد
القندي عن محمد بن عمارة
عن الفضيل قال : قال : حرم الله مكة وحرم رسول الله صلىاللهعليهوآله
المدينة فأجاز الله
ذلك له .
أقول
: تمامه في باب التفويض.
٩
ـ مل : حكيم بن داود عن سلمة عن إبراهيم بن
محمد عن علي بن
المعلى عن إسحاق بن يزداد قال : أتى رجل أبا عبدالله عليهالسلام
فقال : إني قد ضربت
على كل شئ لي ذهبا وفضة وبعت ضياعي فقلت أنزل مكة فقال : لا تفعل فان
أهل مكة يكفرون بالله جهرة قال : ففي حرم رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قال : هم شر
منهم قال : فأين أنزل؟ قال : عليك بالعراق الكوفة فان البركة منها على اثني
عشر ميلا هكذا وهكذا وإلى جانبها قبر ما أتاه مكروب قط ولا ملهوف إلا
فرج الله عنه .
١٠
ـ دعائم الاسلام : روينا عن علي ـ
صلوات الله عليه ـ أنه خطب فقال
__________________
في خطبته : قال رسول
الله صلىاللهعليهوآله
: المدينة حرم مابين عير إلى ثور فمن أحدث فيها
حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا
ولا عدلا .
١١ ـ وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه
أنه قال : مابين لابتي المدينة حرم
فقيل له : طيرها كطير مكة؟ قال : لا ولا يعضد شجرها قيل له ومالا بتاها؟ قال :
ما أحاطت به الحرة حرم ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله
لا يهاج صيدها ولايعضد شجرها .
١٢ ـ وعن علي صلوات الله عليه أنه قال
من خرج من المدينة رغبة عنها أبدله
الله شرا منها .
١٣ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : ينبغي
لمن أراد دخول المدينة زائرا
أن يغتسل وقد ذكرنا أن هذا الغسل وما هو مثله مرغب فيه وليس بفرض كالغسل
من الجنابة.
وينبغي لمن دخل المدينة زائرا أن يبدأ ـ
بعد حوطه رحله ـ بمسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله
وزيارة قبر ه والصلاة في مسجده .
١٤ ـ وقد روينا عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن آبائه صلوات الله عليهم عن
رسول الله صلىاللهعليهوآله
أنه قال : صلاة في مسجد المدينة عشرة آلاف صلاة .
١٥ ـ قال جعفربن محمد عليهماالسلام : وأفضل موضع يصلى
فيه منه ما قرب من القبر
وإذا دخلت المدينة فاغتسل وائت المسج فابدأ بقبر النبي صلىاللهعليهوآله فقف به وسلم على
النبي صلىاللهعليهوآله
واشهد له بالرسالة والبلاغ وأكثر من الصلاة عليه وادع من الدعاء
بما فتح الله لك فيه .
وروينا عن أهل البيت صلوات الله عليهم
من الدعاء عندالقبر وجوها تخرج
__________________
عن حد هذا الكتاب
وليس من ذلك شئ موقت .
١٦ ـ وعن علي عليهالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : من زار قبري
بعد موتي
كان كمن هاجر إلى في حياتي فمن لم يستطع زيارة قبري فليبعث إلى بالسلام
فانه يبلغني .
١٧ ـ وعن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : ومن
المشاهد بالمدينة التي ينبغي
أن يؤتى اليها وتشاهد ويصلى فيها ويتعاهد : مسجد قبا وهو المسجد الذي اسس
على التقوى ومسجد الفتح ومشربة ام إبراهيم
وقبر حمزة وقبور الشهداء .
١٨ ـ وعنه صلوات الله عليه أنه قال :
ينبغي للزائر أن يكون آخر عهده
خارجا من المدينة قبر النبي صلىاللهعليهوآله
يودعه كما يفعل يوم دخوله ويقول كما قال
ويدعو ويودع بما تهيأ له من الوادع وينصرف .
٢
( باب )
* « ( مسجد النبى صلىاللهعليهوآله
بالمدينة ) » *
أقول
: قد مضى بعض الاخبار في باب فضل المسجد الحرام.
١
ـ ب : علي عن أخيه عليهالسلام قال : سألته عن
النوم في مسجد الرسول صلىاللهعليهوآله
قال : لا يصلح .
٢
ـ ل : أبي وما جيلويه عن محمد العطار عن
الاشعري عن بعض أصحابنا
عن الحسن بن علي وأبي الصخر رفعاه إلى أميرالمؤمنين عليهالسلام
أنه قال : لا تشد
الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله
__________________
ومسجد الكوفة .
٣
ـ ل : الاربعمائة قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : الصلاة في
الحرمين تعدل
ألف صلاة .
٤
ـ ما : باسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عليهمالسلام قال : قال
أميرالمؤمنين عليهالسلام
أربعة من قصور الجنة في الدنيا : المسجد الحرام ومسجد
الرسول صلىاللهعليهوآله
ومسجد بيت المقدس ومسجد الكوفة .
٥
ـ مع : أبي عن سعد عن ابن هاشم وابن نوح معا
عن ابن المغيرة
عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : سمعته يقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله
كان بنى مسجده بالسميط ثم إن المسلمين كثروا فقالوا : يارسول الله لو أمرت
بالمسجد فزيد فيه؟ فقال : نعم فأمر به فزيد فيه وبنى بالسعيدة ثم إن المسلمين
كثروا فقالوا : يارسول الله لو أمرت بالمسجد فزيد فيه؟ فقال : نعم فزاد فيه
وبنى جداره بالانثى والذكر ثم اشتد عليهم الحر فقالوا : يا رسول الله لو أمرت
بالمسجد فظلل؟ قال : فأمر به فاقيمت فيه سواري جذوع النخل ثم طرحت عليه
العوارض
والخصف والاذخر فعاشوا فيه حتى أصابتهم الامطار فجعل المسجد
يكف عليهم
فقالوا : يارسول الله لو أمرت به فطين؟ فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله
لا عريش كعريش موسى فلم يزل كذلك حتى قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله
وكان جداره قبل أن يظلل قدرقامة فكان إذا كان الفئ ذراعا وهو قدر مربض
عنز صلى الظهر فاذا كان الفئ ذراعين وهو ضعف ذلك صلى العصر قال :
__________________
وقال : السميط لبنة
لبنة والسعيدة لبنة ونصف والانثى والذكر لبنتان مخالفتان .
٦
ـ ثو : أبي عن الحميري عن هارون عن ابن صدقة
عن الصادق عن
آبائه عليهمالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: صلاة في مسجدي تعدل عندالله عشرة
آلاف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام فان الصلاة فيه تعدل مائة
ألف صلاة .
٧
ـ ثو : أبي عن سعد عن ابن يزيد عن الوشا قال
: سألت الرضا عليهالسلام
عن الصلاة في المسجد الحرام وفي مسجد الرسول صلىاللهعليهوآله
في الفضل سواء؟ قال : نعم
والصلاة فيما بينهما تعدل ألف صلاة .
٨
ـ مل : محمد الحميري عن أبيه عن ابن عيسى عن
علي بن الحكم عن
سيف بن عميرة عن الحضرمي قال : أمرني أبوعبدالله عليهالسلام
أن أكثر الصلاة في
مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله
ما استطعت وقال : إنك لا تقدر عليه كلما شئت .
٩
ـ مل : أبي وابن الوليد عن الصفار عن أحمد
بن الحسن عن عمرو
ابن سعيد عن مصدق بن صدقة عن الساباطي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته
عن الصلاة بالمدينة هي مثل الصلاة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قال : لا إن
الصلاة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله
ألف صلاة والصلاة في المدينة مثل الصلاة في
ساير البلدان .
١٠
ـ مل : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن موسى بن
القاسم عمن حدثه
عن مرازم قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن الصلاة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
فقال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: صلاة في مسجدي تعدل ألف صلاة في غيره وصلاة في مسجد
الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي ثم قال : إن الله فضل مكة وجعل بعضها
__________________
أفضل من بعض فقال
تعالى : « واتخذوا من
مقام إبراهيم مصلى » وقال : إن الله
فضل
أقواما وأمر باتباعهم وأمر بمودتهم في الكتاب
١١
ـ مل : علي بن الحسين عن سعد عن ابن عيسى عن
ابن بزيع عن أبيه
عن ابن مسكان عن أبي الصامت قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام
: صلاة في مسجد
النبي صلىاللهعليهوآله
تعدل عشرة آلاف صلاة .
١٢
ـ مل : جماعة مشايخي عن الحميري عن إبراهيم
بن مهزيار عن
أخيه على عن الحسن بن سعيد عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير وفضالة جميعا
عن معاوية بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام
لابن أبي يعفور : أكثر صلاة
في مسجد رسول الله فان رسول الله قال : صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة في مسجد
غيره إلا المسجد الحرام فان صلاة في مسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي .
١٣
ـ مل : ابن الوليد عن الصفار عن سلمة وحدثني
حكيم بن داود
ابن حكيم عن سلمة بن الخطاب عن علي بن سيف عن أبيه عن جميل بن
دراج قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: صلاة في مسجدي
تعدل ألف صلاة في غيره .
١٤
ـ مل : حكيم بن داود بن حكيم عن سلمة عن علي
بن سيف عن
أبيه عن داود بن فرقد قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول مثله .
١٥
ـ مل : عنه عن سلمة عن إسماعيل بن جعفر عن
بعض أصحابه عن
مزازم عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : صلاة في مسجد المدينة أفضل من ألف صلاة في
غيره من المساجد .
١٦
ـ العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم : العلة في أن
بين قبر النبي صلىاللهعليهوآله
وبين المنبر روضة من رياض الجنة أنه من عبدالله بين القبر والمنبر وعرف حق
رسول الله صلىاللهعليهوآله
وأهل بيته وتبرأ من أعدائهم فله عندالله عزوجل روضة من رياض
الجنة ولايكون له ذلك في غير ذلك الموضع.
__________________
٣
* ( باب ) *
* « ( النوادر وفيه
ذكر بعض آداب القادم من مكة ) » *
* « ( وآداب لقائه
ايضا زائدا على ما تقدم في بابه ) » *
١
ـ ل : أبي عن محمد العطار عن الاشعري عن
أحمد بن محمد رفعه إلى
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: أميران وليسا بأميرين : ليس لمن تبع
جنازة أن يرجع حتى تدفن أو يؤذن له ورجل يحج مع امرأة فليس له أن ينفر
حتى تقضي نسكها .
٢
ـ ل : ابن بندار عن أبي العباس الحمادي عن
أحمد بن محمد الشافعي
عن عمه عن داود بن عبدالرحمن عن عمرو عن عكرمة عن ابن عباس أن
النبي صلىاللهعليهوآله
اعتمر أربع عمر : عمرة الحديبية وعمرة القضاء من قابل والثالثة من
جعرانه والرابعة التي مع حجته .
٣
ـ ل : ابن إدريس عن أبيه عن الاشعري عن
الجاموراني عن ابن
أبي عثمان عن موسى بن بكر عن أبي الحسن الاول عليهالسلام
قال : قال رسول الله
صلىاللهعليهوآله
: إن الله تبارك وتعالى اختار من كل شئ أربعة : اختار من
الملائكة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهمالسلام
واختار من الانبياء أربعة
للسيف إبراهيم وداود وموسى وأنا واختار من البيوتات أربعة فقال عزوجل :
« إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين » و
اختار من البلدان أربعة فقال عزوجل : « والتين والزيتون وطور سنين وهذا
البلد الامين » فالتين المدينة
والزيتون بين المقدس وطور سنين الكوفة و
هذا البلد الامين مكة واختار من النساء أربعا مريم وآسية وخديجة وفاطمة
__________________
واختار من الحج
أربعة الثج والعج والاحرام والطواف فاما الثج النحر والعج ضجيج
الناس بالتلبية واختار من الاشهر أربعة رجب وشوال وذاالقعدة وذا الحجة
واختار من الايام أربعة يوم الجمعة ويوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر .
٤
ـ ل : فيما أوصى به النبي صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام : يا علي إن
عبدالمطلب
سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الاسلام : حرم نساء الاباء على الابناء
فأنزل الله عزوجل « ولا تنحكوا ما نكح آباؤكم من النساء » ووجد كنزا
فأخرج منه الخمس وتصدق به فأنزل الله عزوجل : « واعلموا أنما غنمتم من
شئ فأن لله خمسة » الاية ولما حفر زمزم سماه سقاية الحاج
فأنزل الله عزوجل
« أجعلتم
سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر
» الاية
وسن في القتل مائة من الابل فأجرى الله عزوجل ذلك في الاسلام ولم يكن للطواف
عدد عند قريش فسن فيهم عبدالمطلب سبعة أشواط فأجرى الله ذلك في الاسلام يا
علي إن عبدالمطلب كان لا يستقيم بالازلام ولايعبد الاصنام ولايأكل ما ذبح على
النصب ويقول : أنا على دين أبي إبراهيم عليهالسلام
.
٥
ـ ثو
لى
: ابن المتوكل عن الاسدي عن سهل عن ابن يزيد
عن محمد بن حمزة عمن سمع أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : من لقي حاجا فصافحة كان
كمن استلم الحجر .
٦
ـ ل : ما جيلويه عن عمه عن البرقي عن ابن
أبي عثمان عن موسى
ابن بكر قال : قال أبوالحسن الاول عليهالسلام
: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله
: لا وليمة إلا في
خمس : في عرس أو خرس أو عذار أور كاز أووكار فأما العرس فالتزوج والخرس
النفاس بالولد والعذار الختان والوكار الرجل يشتري الدار والركاز الذي يقدم
__________________
من مكة .
٧
ـ ل : فيما أوصى به النبي صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام مثله .
٨
ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن الاشعري عن
الجاموراني عن
ابن أبي عثمان عن موسى بن بكر مثله .
قال الصدوق رحمه الله : سمعت بعض أهل
اللغة يقول : في معنى الوكار : يقال
للطعام الذي يدعى إليه الناس عند بناء الدار وشرائها : الوكير والوكار منه
والطعام الذي يتخذ للقدوم من السفر يقال له : النقيعة ويقال له الركاز ايضا
والركاز الغنيمة كأنه يريد أن في اتخاذ الطعام للقدوم من مكة غنيمة لصاحبه من
الثواب الجزيل وفيه قول النبي صلىاللهعليهوآله
: الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة
وقال
أهل العراق : الركاز المعادن كلها وقال أهل الحجاز : الركاز المال المدفون
خاصة مما كنزه بنو آدم قبل الاسلام كذلك ذكره أبوعبيد ولا قوة إلا بالله
أخبرنا بذلك أبوالحسين محمد بن هارون الزنجاني فيما كتب إلى عن علي بن
عبدالعزيز عن أبي عبيد القاسم بن سلام .
٩
ـ ل : الاربعمائة قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : إذا قدم أخوك من
مكة فقبل
بين عينية وفاه الذي قبل به الحجز الاسود الذي قبله رسول الله صلىاللهعليهوآله والعين
التي نظر بها إلى بيت الله عزوجل وقبل موضع سجوده ووجهه وإذا هنيتموه
فقولوا : قبل الله نسكك ورحم سعيك وأخلف عليك نفقتك ولا يجعله آخر
عهدك ببيته الحرام .
١٠
ـ ثو : ابن الوليد عن الصفار عن البرقي عن
يونس بن يعقوب
عن الصادق عليهالسلام
قال : قال علي بن الحسين عليهالسلام
لابنه محمد عليهالسلام
حين حضرته
الوفاة : إنني قد حججت على ناقتي هذه عشرين حجة فلم أقرعها بسوط قرعة
__________________
فاذا نفقت فادفنها لا
تأكل لحمها السباع فان رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال : مامن بعير
يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلا جعله الله من نعم الجنة وبارك في نسله فلما
نفقت حفرلها أبوجعفر عليهالسلام
ودفنها .
١١
ـ سن : بعض أصحابنا رفعه عن أبي عبدالله عليهالسلام مثله .
١٢
ـ ثو : ابن الوليد عن الصفار عن أبي يزيد عن
محمد بن مرازم
عن أبيه عن أبي عبدالله عليهالسلامت
قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله:
ما من دابة عرف بها خمس
وقفات إلا كانت من نعم الجنة .
١٣
ـ سن : ابن يزيد مثله ويروي بعضهم وقف ثلاث وقفات .
١٤
ـ سن : عمر بن عثمان عن علي بن عبدالله عن
خالد القلانسي عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : كان علي بن الحسين عليهماالسلام
يقول : يا معشر من لم يحج
استبشروا بالحاج وصافحوهم وعظموهم فان ذلك يجب عليكم تشار كوهم في
الاجر .
١٥
ـ سن : عبدالله الحجال رفعه قال : لا يزال
على الحاج نور الحج ما
لم يذنب .
١٦
ـ سن : أبي رفعه عن أبي عبدالله عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام : إن رسول الله
صلىاللهعليهوآله
كان يقول للقادم من مكة : تقبل الله منك وأخلف عليك نفقتك
وغفر ذنبك .
__________________
٤
( باب )
* « ( ثواب من مات
في الحرم أو بين الحرمين أو الطريق ) » *
١
ـ سن : الحسن بن علي بن يقطين عن أبيه عن
جميل عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال : من مات بين الحرمين بعثه الله في الامنين يو القيامة أما إن عبدالرحمن بن
الحجاج وأبا عبيدة منهم .
٢
ـ سن : ابن بزيع عن عبدالله بن هارون بن
خارجة قال : سمعت أبا
عبدالله عليهالسلام
يقول : من دفن في الحرم أمن من الفزع الاكبر يوم القيامة قلت
من بر الناس وفاجرهم؟ قال : من بر الناس وفاجرهم .
٣
ـ مل : ابن الوليد والكليني معا عن ابن
بندار عن إبراهيم بن إسحاق
عن محمد بن سليمان عن أبي حجر الاسلمي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من مات
في أحد الحرمين مكة أو المدينة لم يعرض إلى الحساب ومات مهاجرا إلى الله
وحشر يوم القيامة مع أصحاب بدر .
٥
( باب )
* « ( من خلف حاجا
في أهله ) » *
١
ـ سن : عمرو بن عثمان عن علي بن عبدالله عن
خالد القلانسي عن
أبي عبدالله عليهالسلام
قال : قال علي بن الحسين عليهماالسلام
: من خلف حاجا في أهله وماله
كان له كأجره حتى كأنه يستلم الاحجار .
٢
ـ عدة الداعى : عيسى بن عبدالله
القمي قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : ثلاثة دعوتهم مستجابة : الحاج والمعتمر فانظروا كيف تخلفونهم والغازي
في سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه .
__________________
بسمه تعالى وله الحمد
هنا تم أبواب كتاب الحج والعمرة وأبواب
ما
يتعلق بأحوال المدينة وغيرها من الجلد الحادي والعشرين
من كتاب بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار
وهو الجزء التاسع والتسعون حسب تجزئئنا ويليه
ـ إن شاء الله تعالى ـ في الجزء ١٠٠ ـ تتمة هذا الكتاب وهي
أبواب الجهاد والمرابطة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر
بحول الله وقوته.
ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه عند الطباعة
ومقابلته
على النسخة المصححة بيد الفاضل الخبير السيد محمد مهدي
الموسوي الخرسان بما فيها من التعليق والتنميق والله ولي
التوفيق وعليه التكلان.
السيد ابراهيم الميانجى
|
محمد الباقر البهبودي
|
كلمة المحقق :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة على
محمد وآله الغر الميامين ، واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين.
لقد طلب الينا سيادة الناشر الكريم
الحاج سيد اسماعيل الكتابجي سلمه
الله ان نساعده على نشر بقية أجزاء الموسوعة الاسلامية الكبرى ( بحار الانوار )
بتحقيق مجلداتها التالية : ٢١ ـ ٢٥ ـ وحيث سبق ان ساعدناه مغتبطين في تحقيق
ثلاثة اجزاء من هذه الموسوعة : ـ ٤٦ ـ ٤٧ ـ ٤٨ ـ فقد اجبنا ملتمسه شاكرين
له هذا الاهتمام البالغ في سرعة انجاز هذا التراث الاسلامي العظيم تحقيقا ونشرا و
تيسيره للقراء الكرام باخراجه وما يناسب واصول الفن.
وعدنا ـ والعود أحمد ـ إلى هذا الكتاب
رغبة منا في مشاركته بهذه الخدمة
الدينية ، لنحقق أجزاءه المطلوبة ، ولما كانت اصول التحقيق تستدعي مقابلة المطبوع
مع اصل خطي ذي بال وحيث كان ذلك متعذرا علينا فكانت أجزاء النسخة المطبوعة
( الكمباني ) هي الاصل ، وقد عانينا في تصحيحها وتحقيقها وتخريج أحاديثها جهدا
بالغا خاصة وانا وجدنا في جملة من رموز مصادرها سهوا كثيرا مما ضاعف جهدنا
وأتعابنا ، فما ادركنا تصحيفه وعثرنا على اصله ذكرناه ونبهنا في الهامش عليه ،
ومالم ندركه أبقيناه على حاله وذكرنا في الهامش انا لم نجده.
وحيث كان العمل في هذا المضمار يحتاج
إلى الاستعانة والاسترشاد وكان
سماحة آية الله سيدي الوالد دام ظله خير معين ومرشد فاني أعترف معتزا بتوجيهاته
وارشاداته وأبتهل إلى الله جل شأنه أن يديم ظله وينفعنا والمسلمين بوجوده المبارك
كما أنا نشكر جهود فضيلة الاخ العلامة السيد محمد رضا الخرسان في سرعة انجاز هذا
الجزء والحمد لله رب العالمين.
النجف الاشرف
٢٠ ذي القعدة الحرام ١٣٨٧
|
محمد مهدي السيد حسن
الموسوي الخرسان
|
فهرس
ما في هذا الجزء من الأبواب
أبواب
الحج والعمرة
١
ـ باب انه لم سمى الحج حجا........................................................ ٢
٢ ـ باب وجوب الحج وفضله
وعقاب تركه وفيه ذكر بعض أحكام الحج أيضا...... ٢٦
ـ ٢
٣ ـ باب الدعاء لطلب الحج................................................. ٢٨
ـ ٢٧
٤ ـ باب علل الحج وافعاله
وفيه حج الانبياء وسيأتي حج الانبياء في الابواب الاتية ايضا
............................................................................ ٥١
ـ ٢٨
٥ ـ باب الكعبة وكيفية
بنائها وفضلها........................................ ٦٥
ـ ٥١
٦ ـ باب من نذر شيئا للكعبة
أو اوصى به وحكم أموال الكعبة وأثوابها........... ٧٠
ـ ٦٦
٧ ـ باب علة الحرم وأعلامه
وشرفه واحكامه.................................. ٧٥
ـ ٧٠
٨ ـ باب فضل مكة وأسمائها
وعللها وذكر بعض مواطنها وحكم المقام بها وحكم دورها
............................................................................ ٨٦
ـ ٧٥
٩ ـ باب أنواع الحج وبيان
فرائضها وشرائطها جملة............................. ٩٥
ـ ٨٦
١٠ ـ باب احكام المتمتع................................................... ١٠٠
ـ ٩٥
١١ ـ باب أحكام سياق الهدى............................................ ١٠٣
ـ ١٠١
١٢ ـ باب حكم المشى إلى
بيت الله وحكم من نذره........................ ١٠٦
ـ ١٠٣
١٣ ـ باب أحكام الاستطاعة
وشرائطها.................................... ١١١
ـ ١٠٧
١٤ ـ باب شرائط صحة الحج..................................................... ١١٢
١٥ ـ باب ثواب بذل الحج........................................................ ١١٢
١٦ ـ باب وجوب الحج في
كل عام................................................ ١١٣
١٧ ـ باب حج الصبى والمملوك........................................... ١١٥
ـ ١١٤
١٨ ـ باب حج النائب أو
المتبرع عن الغير وحكم من مات ولم يحج او أوصى بالحج
........................................................................ ١١٩
ـ ١١٥
١٩ ـ باب آداب التهيؤ للحج
وآداب الخروج.............................. ١٢٠
ـ ١١٩
٢٠ ـ باب آداب سفر الحج
في المراكب وغيرها وفيه آداب مطلق السفر ايضا.. ١٢٣
ـ ١٢١
٢١ ـ باب جوامع آداب الحج............................................. ١٢٥
ـ ١٢٣
٢٢ ـ باب المواقيت وحكم
من أخر الاحرام عن الميقات أو قدمه عليه......... ١٣١
ـ ١٢٦
٢٣ ـ باب أشهر الحج وتوفير
الشعر للحج................................. ١٣٣
ـ ١٣٢
٢٤ ـ باب الاحرام ومقدماته
من الغسل والصلاة وغيرها..................... ١٤١
ـ ١٣٣
٢٥ ـ باب ما يجوز الاحرام
فيه من الثياب وما لايجوز وما يجوز للمحرم لبسه من الثياب ومالا يجوز ١٤٥ ـ ١٤١
٢٦ ـ باب الصيد وأحكامه............................................... ١٦٧
ـ ١٤٥
٢٧ ـ باب الطيب والدهن
والاكتحال والتزين والتختم والاستحمام وغسل الرأس والبدن والدلك للمحرم ١٦٨ ـ ١٦٧
٢٨ ـ باب اجتناب النساء
للمحرم وفيه ذكر الفسوق والجدال وافساد الحج.... ١٧٦
ـ ١٦٩
٢٩ ـ باب تغطية الرأس والوجه
والظلال والارتماس للمحرم.................. ١٧٩
ـ ١٧٦
٣٠ ـ باب الحجامة واخراج
الدم وازالة الشعر وبط الجرح والاستياك.......... ١٨٠
ـ ١٧٩
٣١ ـ باب جمل كفارات الاحرام.................................................. ١٨١
٣٣ ـ باب الاجهار بالتلبية
والوقت الذى يقطع فيه التلبية.................... ١٩١
ـ ١٨٩
٣٤ ـ باب آداب دخول الحرم
ودخول مكة ودخول المسجد الحرام ومقدمات الطواف من الغسل وغيره ١٩٣ ـ ١٩١
٣٥ ـ باب واجبات الطواف
وآدابه........................................ ١٩٩
ـ ١٩٤
٣٦ ـ باب علل الطواف وفضله
وأنواعه ووجوب ما يجب منها وعلة استلام الاركان وأن الطواف أفضل أم الصلاة وعدد الطواف
المندوب.................................................................. ٢٠٦
ـ ١٩٩
٣٧ ـ باب أحكام الطواف............................................... ٢١٣
ـ ٢٠٦
٣٨ ـ باب طواف النساء وأحكامه................................................. ٢١٣
٣٩ ـ باب أحكام صلاة الطواف.......................................... ٢١٦
ـ ٢١٣
٤٠ ـ باب فضل الحجر وعلة
استلامه واستلام سائر الاركان................. ٢٢٨
ـ ٢١٦
٤١ ـ باب الحطيم وفضله
وساير المواضع المختارة من المسجد................. ٢٣١
ـ ٢٢٩
٤٢ ـ باب علة المقام ومحله........................................................ ٢٣٢
٤٣ ـ باب علل السعى وأحكامه.......................................... ٢٣٩
ـ ٢٣٣
٤٤ ـ باب فضل المسجد الحرام
وأحكامه وفضل الصلاة فيه وفيما بين الحرمين. ٢٤٢
ـ ٢٤٠
٤٥ ـ باب فضل زمزم وعلله
وأسمائه وأحكامه وفضل ماء الميزاب............. ٢٤٥
ـ ٢٤٢
٤٦ ـ باب الاحرام بالحج
والذهاب إلى منى ومنها إلى عرفات................. ٢٤٨
ـ ٢٤٦
٤٧ ـ باب الوقوف بعرفات
وفضله وعلله وأحكامه والافاضة منه............. ٢٦٥
ـ ٢٤٨
٤٨ ـ باب الوقوف بالمشعر
الحرام وفضله وعلله وأحكامه والافاضة منه........ ٢٧١
ـ ٢٦٦
٤٩ ـ باب نزول منى وعلله
وأحكام الرمى وعلله............................ ٢٧٧
ـ ٢٧١
٥٠ ـ باب الهدى ووجوبه
على المتمتع وسائر الدماء وحكمها................. ٢٩٠
ـ ٢٧٧
٥١ ـ باب من لم يجد الهدى.............................................. ٢٩٣
ـ ٢٩٠
٥٢ ـ باب الاضاحى وأحكامها........................................... ٣٠٢
ـ ٢٩٤
٥٣ ـ باب الحلق والتقصير
وأحكامها وفيه بيان مواطن التحلل................ ٣٠٤
ـ ٣٠٢
٥٤ ـ باب ساير أحكام منى
من المبيت والتكبير وغيرهما وفيه تفسير الايام المعدودات والايام المعلومات وأحكام
النفرين ٣١٤ ـ ٣٠٥
٥٥ ـ باب الرجوع من منى
إلى مكة للزيارة وفيه أحكام النفرين أيضا وتفسير قوله تعالى فمن تعجل في يومين ومعنى
قضاء التفث........................................................................ ٣٢١
ـ ٣١٤
٥٦ ـ باب معنى الحج الاكبر.............................................. ٣٢٣
ـ ٣٢١
٥٧ ـ باب الوقوف الذى اذا
أدركه الانسان يكون مدركا للحج............. ٣٢٥
ـ ٣٢٤
٥٨ ـ باب حكم الحائض والنفساء
والمستحاضه في الحج..................... ٣٢٧
ـ ٣٢٦
٥٩ ـ باب المحصور والمصدود............................................. ٣٢٨
ـ ٣٢٧
٦٠ ـ باب من يبعث هديا
ويحرم في منزله.................................. ٣٣٠
ـ ٣٢٩
٦١ ـ باب العمرة وأحكامها
وفضل عمرة رجب............................ ٣٣٣
ـ ٣٣١
٦٢ باب سياق مناسك الحج............................................... ٣٤٨
ـ ٣٣٣
٦٣ ـ باب ما يجب في الحج
وما يحدث فيه................................. ٣٦٨
ـ ٣٤٨
٦٤ ـ باب دخول الكعبة وآدابه........................................... ٣٧٠
ـ ٣٦٨
٦٥ ـ باب وداع البيت توما
يستحب عند الخروج من مكة وساير ما يستحب من الاعمال في مكة ٣٧٣ ـ ٣٧٠
٦٦ ـ باب ان من تمام الحج
لقاء الامام وزيارة النبي والائمة عليهمالسلام...................... ٣٧٤
٦٧ ـ باب آداب القادم من
مكة وآداب لقائه............................... ٣٧٥
ـ ٣٧٤
( أبواب )
* « ( ما يتعلق باحوال
المدينة وغيرها ) » *
٦٨ ـ (١) باب فضل المدينة
وحرمها وآداب دخولها......................... ٣٧٩
ـ ٣٧٥
٦٩ ـ (٢) باب مسجد النبى
صلىاللهعليهوآله بالمدينة.................................. ٣٨٢
ـ ٣٧٩
٧٠ ـ (٣) باب النوادر وفيه
ذكر بعض آداب القادم من مكة وآداب لقائه ايضا زائدا على ما تقدم في بابه ٣٨٦ ـ ٣٨٣
٧١ ـ (٤) باب ثواب من مات
في الحرم أو بين الحرمين أو الطريق..................... ٣٨٧
٧٢ ـ (٥) باب من خلف حاجا
في أهله............................................ ٣٨٧
*(رموز الکتاب)*
لد : للبلدين الامين.
|
ع : للعلل الشرائع.
|
ب : لقرب الاسناد.
|
لي : لامالى الصدوق.
|
عا : لدعائم الاسلام.
|
بشا : لبشارة المصطفى.
|
م : لتفسير الامام العسكري
|
عد : للعقائد.
|
تم : لفلاح السائل.
|
ما : لامالى الطوسى.
|
عدة : للعدة.
|
ثو : لثواب الاعمال.
|
محص : للتمحيص.
|
عم : لاعلام الورى
|
ج : للاحتجاج.
|
مد : للعمدة.
|
عين : للعيون والمحاسن.
|
جا : لمجالس المفيد.
|
مص : لمصباح الشريعة.
|
غر : للغرر والدرر.
|
جش : لفهرست النجاشي.
|
مصبا : للمصباحين.
|
غط : لغيبة الشيخ.
|
جع : لجامع الاخبار.
|
مع : لمعاني الاخبار.
|
غو : لغوالي اللئالي.
|
جم : لجماع الاسبوع.
|
مكا : لمكارم الاخلاق.
|
ف : لتحف العقول.
|
جنة : للجنة.
|
مل : لكامل الزيارة.
|
فتح : لفتح الابواب.
|
حة : لفرحة الغرى.
|
منها : للمنهاج.
|
فر : لتفسير فرات بن إبراهيم.
|
ختص : لكتاب الاختصاص.
|
مهج : لمهج الدعوات.
|
فس : لتفسير علي بن إبراهيم.
|
خص : لمنتخب البصائر.
|
ن : لعيون أخبار الرضا (ع).
|
فض: لكتاب الروضة.
|
للعدد : د.
|
نيه : لتنبيه الخاطر.
|
ق : للكتاب العتيق الغروى.
|
سر : للسرائر.
|
نجم : لكتاب النجوم.
|
قب : لمناقب ابن شهر آشوب
|
سن : للمحاسن.
|
نص : للكافية.
|
قبس : لقبس المصباح.
|
شا : للارشاد.
|
نهج : لنهج البلاغة.
|
قضا : لقضاء الحقوق.
|
شف : لكشف اليقين.
|
نى : لغيبة النعماني.
|
قل : لاقبال الاعمال.
|
شى : لتفسير العياشي.
|
هد : للهداية.
|
قية : للدروع.
|
ص : لقصص الانبياء.
|
يب : للتهذيب.
|
ك : لاكمال الدين.
|
صا : للاستبصار.
|
يج : للخرائج.
|
كا : للكافي.
|
صبا : لمصباح الزائر.
|
يد : للتوحيد.
|
كش : لرجال الكشي.
|
صح : لصحيفة الرضا (ع).
|
ير : لبصائر الدرجات.
|
كشف : لكشف الغمة.
|
ضا : لفقه الرضا (ع).
|
يف : للطرائف.
|
كف : لمصباح الكفعمى.
|
ضوء : لضوء الشهاب.
|
يل : للفضائل.
|
كنز : لكنز جامع الفوائد وتأويل
الايات الظاهرة معاً.
|
ضه : لروضة الواعظين.
|
ين : لكتابى الحسين بن سعيد او لكتابه
والنوادر.
|
ل : للخصال.
|
ط : للصراط المستقيم.
|
يه : لمن لايحضره الفقيه.
|
|
طا : لامان الاخطار.
|
|
|
طب : لطب الائمة.
|
|