الجزء
الرابع من كتاب الجامع لمفردات الادوية والاغذية
تأليف
الشيخ الفاضل ضياء الدين أبي محمد عبد الله
ابن
احمد الاندلسي المالقي العشاب
المعروف
بابن البيطار تغمده الله
برحمته
واسكنه فسيح
جنته
م
بِسْمِ
اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ
حرف القاف
قاقلة
: الغافقي : هو من الأفاويه العطرية وهو
صنفان كبير وصغير والكبير يسمى الهبل ويسمى الذكر وهو حب أكبر من النبق بقليل له
أقماع وقشر وفي داخله حب صغير مربع طيب الرائحة ذو دسم أغبر يؤتى به من أرض اليمن
والهند وهو حريف يحذي اللسان كالكبابة مع قبض وعطرية وقشره وأقماعه أشد قبضا وقوّته
حارة في آخر الدرجة الثانية وهو أذكى رائحة وألذ عند الطباع من الصغير وفيه تحليل
وقبض وتقوية ويعين على الهضم وينفع من غثيان المعدة والقيء ، وخاصة إن شرب بأقماعه
وقشره مع ماء الرمانين وينفع من أوجاع الكبد الباردة وسددها إذا شرب منه وزن درهم
بسكنجبين ثلاثة أيام وينفع من ذلك ومن الحصا الكائن في الكليتين إذا خلط ببزر
القثاء والخيار أجزاء متساوية ويشرب منه وزن درهمين في كل يوم بسكنجبين ، وينفع من
الصرع والإغماء وإذا نفخ في الأنف حتى يعطس وينفع من الصداع إذا كان عن ريح غليظة
، وأما الهبل وهو القاقلة الصغيرة وهو الأنثى وهو يشبه القاقلة إلا أنه ليس له
أقماع ولا قشر وطعمه أكثر حرافة وأقل قبضا وهو ألطف من الكبير وينشف الرطوبة من
الصدر والحلق والمعدة ويعين على الهضم أكثر.
قاقاليا
: ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق
أبيض مالح العظم وساق خارجة من وسط الورق قائمة وعليه زهر شبيه بزهر النبات الذي
يقال له بروانيا وينبت في الجبال فإذا أنقع أصل هذا النبات بالشراب مثل ما ينفع
الكثيراء ويصير منه لعوق أو مضغ أبرأ السعال وخشونة الحلق ، وأما الحب الذي يظهر
بعد
الزهر فإنه إذا دق
ناعما وخلط بقيروطي ولطخ به الوجه مدده ونفع من التشنج. جالينوس في ٧ : أصل هذا الدواء
قوّته تجذب قليلا من غير لذع وجوهره غليظ فهو لذلك إذا أنقع في الشراب كما ينقع الكثيراء
ولعق منه أبرأ الخشونة الحادثة في قصبة الرئة وفي المريء ، وإذا مضغه الإنسان فعل
مثل ذلك لأن العصارة التي تخرج منه إذا مضغ تنفع قصبة الرئة كما ينفعها رب السوس.
قاطانيقي
: هذا الإسم معناه كف العقاب. ديسقوريدوس
في الرابعة : هو نبات منه صنف له ورق صغير شبيه بورق النبات الذي يقال له قوروقوس
وأصل دقيق مثل أصل الإذخر وستة أو سبعة رؤوس فيها ثمر شبيه بحب الكرسنة فإذا جف
هذا النبات إنحنت الرؤوس إلى أسفل وكان شكلها شبيها بشكل مخالب الحدأة الميتة ، ومنه
صنف آخر له رؤوس مثل التفاح الصغير وأصل مثل حب الزيتون وورق شبيهة في شكلها ولونها
بورق الزيتون إلا أنه أكبر منه ، وله ثمر صغير مثقب في مواضع كثيرة كأنها حمص
أحمر. وقد زعم قوم أن كلا الصنفين يوافقان في التحبب ، ويقال إن نساء البلاد التي
يقال لها أنطاليا يستعملنها في التحبب.
قاقلي
: أبو حنيفة : القلام تسميه الأنباط قاقلي
، وهو من الحمص والناس يأكلونه مع اللبن وهو مثل الأشنان إلا أن القلام أعظم منه وورقه
شبيه بورق الحرف وهو أشد من الحمص رطوبة وأكثر مائية. إسحاق بن عمران : القاقلي
يشبه الكشوث في الفعل وهو حارّ يابس في الدرجة الأولى وخاصته تطييب الجشاء وماؤه
يسهل الماء الأصفر وينفع الرهل وضعف الكبد إذا كان بغير حمى وهو جيد الكيموس وله
أيضا في المعدة ثقل لما فيه من اللزوجة اليسيرة. حبيش بن الحسن : القاقلي شبيهة
بنبات الأشنان وليس هو منه في شيء وفيها بعض الحرارة لموضع ملوحتها ، وإذا تطعمتها
ذكرتك ملوحتها ملوحة البورق وينبت في السباخ والخرائب ولها خاصة في إسهال الماء
الأصفر إن سقي من مائها من به الماء الأصفر أسهله أياما ونقصه من ورمه ونفعه جدا ،
وليس ينبغي أن يغلى على النار فتذهب قوّته ولكن يسقى عصيرها من غير أن يغلى على
النار ومقدار الشربة منه من ثلثي رطل إلى رطل مع وزن عشرة دراهم من سكر أحمر شديد
الحمرة فإن الأحمر مع القاقلي واللبلاب والشاهترج أقوى فعلا من الأبيض. ابن سينا :
يدر البول ويولد المنيّ وهو يسهل الصفراء والمائية بالرفق. المنصوري : يدر اللبن.
قانصة
: جالينوس في ١١ : قانصة دجاج الماء قد حدها
قوم أنها دواء ينضج متى أكلت مطبوخة أو شويت يابسة ولكنا نحن لما جربناها وجدنا
هذا الضمان عنها باطلا وكذا الطبقة الداخلة من قانصة الدجاج قد يجففها قوم ويزعمون
أنها تنفع إذا شربت من علل المعدة. وقال في كتاب أغذيته : قوانص الطير تغذو غذاء
كبيرا ومنها ما هو لذيذ جدا بمنزلة قوانص البط وبعد قوانص البط قوانص الدجاج
المسمن. المنهاج : القوانص من أغذية أصحاب الكبد وإذا انهضمت ولدت دما محمودا والذي
من الدجاج لا ينهضم بسرعة ويولد القولنج إذا أكثر منها ، وكذلك ينبغي أن ينضج جيدا
ويضاف إليها الملح والمري.
ديسقوريدوس في الثانية : إذا شق الديك وأخذ
الحجاب الذي في باطن حوصلته وهو الذي يطرح عند الطبخ وجفف وسحق وشرب بشراب وافق من
كانت معدته وجعة. سفيان الأندلسي : الطبقة الداخلة منها إذا جففت وسحقت وشربت نفعت
من استطلاق البطن وزلق الأمعاء ومهما جفف مراح الحيوان الذي تكون فيه كانت أبلغ.
قاوند
: أبو العباس الحافظ : هو دهن معروف لونه
مثل لون السمن وقوامه
في الجمود كذلك هو
معروف بالحجاز يؤتى به من اليمن ومن بلاد الحبشة ويأتيهم من الهند مختبر عندهم في
النفع من الأوجاع الباردة وقد يأكله بعضهم فيما ذكر لي ، ويقال إنه يستخرج من ثمرة
شجرة لم تنعت لي والثمر كله شكله شكل الجلوز ويطحن في المعاصير ويخرج منه دهن لونه
أبيض خاثر ثم يجمد ويصير في القوام الذي ذكرت له حسبما رأيته ويدهنون به كثيرا
الأوجاع الباردة وأمراض الأعصاب. غيره : يسقى منه درهم في بعض الأحساء للسعال
القديم البارد وسائر الأوجاع في الظهر والخاصرة مجرّب.
قاتل
النمر : هو خانق النمر ، وقد ذكرته في حرف الخاء
المعجمة وكذا قاتل الذئب وقاتل الكلب أيضا ذكرتهما هناك.
قاتل
أبيه : هو القطلب وسمي بذلك لأن القطلب ثمر لا
يجف حتى يطلع من الأرض مثله ، وسنذكر القطلب فيما بعد.
قاتل
النحل : قيل أنه النيلوفر وسيأتي ذكره في النون.
قاتل
العلق : هو النوع الأنثى الأزرق الزهر من أناغلس
وقد ذكرته في الألف.
قارة
: بالقاف هي النبت المسمى باليونانية
سطاخينس وقد ذكرته في حرف السين المهملة.
قاتل
أخيه : هو خصي الكلب وقد ذكرته في الخاء
المعجمة وسمي هذا الدواء بهذا الإسم لأن له أصلين كأنهما زيتونتان تكون في هذه
السنة إحداهما ممتلئة والأخرى متشنجة فإذا كان في السنة الأخرى تعود الممتلئة
متشنجة والمتشنجة ممتلئة.
قاتل
نفسه : هو ضرب من الأشق.
قاقيا
: هو رب القرظ والقرظ ثمرة الشوكة المصرية
المعروفة بالسنط وسنذكر القرظ فيما بعد.
قبج
: هو الحجل وقد ذكرته في حرف الحاء.
قتاد
: هو شوك شجر الكثيراء وهو كثير الشوك
حديده وسيأتي ذكر الكثيراء في حرف الكاف.
قت
: هو يابس الرطبة والرطبة هي الفصفصة وقد
ذكرتها في الفاء.
قثاء
: قد تكلمنا على القثاء وبزره في ذكر
البطيخ في حرف الباء فتأمله هناك ونقول فيه ههنا على الإنفراد ما ذكرته المحدثون
من الأطباء. قال الرازي : في كتاب دفع مضار الأغذية : فأما القثاء فأخف من الخيار
وأسرع نزولا وهو أيضا يبرد ويرطب في ذلك وليس يسخن البدن بل كثيرا ما يبرد أصحاب
الأمزجة الحارة ولا تحتاج المحرورون إلى إصلاحه إلا أن يكثروا منه ، وقد يصلح ما
تولد منه من الثقل والنفخ في البطن الجوارشن الكموني أو السفرجلي ونحوهما ، وهو
أعني القثاء والخيار والقرع من طعام المحرورين ويضر المبرودين. وينبغي أن لا
يكثروا منه ويتلاحقوا أضراره بالشراب القوي الصرف والجوارشنات الحارة.
قثاء
الحمار : هو القثاء البري وهو العلقم عند عامّتنا
بالأندلس. ديسقوريدوس في الرابعة : هذا النبات مخالف للقثاء البستاني في ثمره فقط
إلا أنها أصغر منه كثيرا من القثاء البستاني شبيهة بالبلوط المستطيل وله أصل أبيض
كبير وهذا النبات ينبت في خرابات ومواضع رملية وهو في كليته صغير. جالينوس في ٨ : عصارة
بزر هذا النبات وهي المسماة باليونانية الأطريون وعصارة أصله أيضا وورقه فهي التي ينتفع
بها في الطب والعصارة الأولى المسماة الأطريون شأنها أن تحدث الطمث وتفسد الأجنة
إذا احتملت من أسفل كما قد يفعل ذلك جميع الأشياء الأخر التي لها مرارة ولطافة معا
، ولا سيما إذا كانت فيها حرارة ما بمنزلة ما في عصارة قثاء الحمار فإن هذه
العصارة مرة غاية المرارة وهي حارة حرارة يسيرة كأنها في الحرارة من الدرجة ٢ : وما
كان كذلك فقوته قوة محللة ولذلك صار بعض الناس يطلي من هذه العصارة على أورام الحنجرة
مع العسل أو مع الزيت
العتيق منه ، وهي أيضا
نافعة من اليرقان الأسود إذا استعط بها مع اللبن ومن استعملها على هذا الوجه فيمن به
الصداع المعروف بوجع البيضة شفاها فهذه حال عصارة نفس الثمرة ولكنها أضعف منها وأصل
قثاء الحمار أيضا قوته مثل هذه القوة وذلك أنه يجلو ويلين ويحلل وهذا الأصل يجفف
أكثر منه. ديسقوريدوس : وعصارة هذا النبات إذا قطرت في الأذن وافقت أوجاعها ، وأصله
إذا تمضمض به مع سويق الشعير حلل كل ورم بلغمي عتيق ، وإذا وضع على الخراجات مع
صمغ البطم فجرها ، وإذا طبخ بالخل وتضمد به نفع من النقرس وطبيخه حقنة نافعة من
عرق النسا ويتمضمض به لوجع الأسنان ، وإذا استعمل يابسا مسحوقا نقى البهق والجرب
المتقرّح والقوابي والآثار السود العارضة من اندمال القروح والأوساخ العارضة في
الوجه ، وإذا أخذ من عصارة هذا الأصل مقدار أوثولوسين ونصف على أقله وأخذ من أصله
مقدار أكسويافن أسهل كل منهما بلغما ومرة صفراء وخاصة من أبدان الناس الذين عرض
لهم الإستسقاء من غير أن يضر بالمعدة ، وينبغي أن يؤخذ من الأصل نصف رطل يسحق معه
قسطين من شراب وخاصة من الشراب المصري ويعطى منه المستسقي ثلاث قوانوسات على الريق
كل ثلاثة أيام إلى أن يضمر الورم ضمورا شديدا ، وأما الذي يسمى الأطريون فإنه يعمل
من ثمرة قثاء الحمار على هذه الجهة. اعمد إلى القثاء الذي يندرس موضعه حين يمس فأجمعه
ودعه ليلة واحدة ثم خذ في القابلة إجانة وضع عليها منخلا ليس بصفيق وانصب سكينا
نصبا يكون فيه الجانب الحادّ من السكين إلى فوق وخذ واحدة واحدة من القثاء فأمرها
على السكين وأعصر ما فيها من الرطوبة في الإجانة وما تساقط من لحمه على المنخل
فأعصره أيضا لينفذ من خلله وما بقي فصيره أيضا في إجانة أخرى ، فإذا فرغت فردّه
إلى المنخل وصب عليه ماء عذبا وأعصره ثم ارم به وحرّك ما في الإجانة من العصارة وغطه
بثوب ، وإذا انفصل الرقيق من الثخين فصب الماء وما يطفو عليه وافعل ذلك من الآخرة
إلى أن لا يصفو الماء الذي يطفو عليه ثم استقص صب الماء الذي يطفو عليه عنه وألق
العصارة الراسبة في الإجانة في صلاية واسحقها ثم صيرها أقراصا ، وبعض الناس يعمدون
في ذلك إلى رماد منخول فيفرشونه على الأرض ويعمقونه في الوسط ويأخذون ثوبا فيطوونه
ثلاث طيات ويضعونه على الرماد ويصبون العصارة بما فيها من الماء على الثوب ويعلقون
ذلك ليمصل ما فيها من الماء سريعا ، وإذا مصل سحقوا العصارة في صلاية كما قلت. ومن
الناس من يصب على القثاء ماء بحريا مكان الماء العذب ويغسله به ومنهم من يغسله في
آخر غسله بالشراب المسمى ماء القراطن وأجوده ما كان منه ليس بمفرط البياض وكان
لدنا خفيفا أملس مفرط المرارة وإذا قرب من سراج كان سهل الإحتراق ، وأما الكرّاثي
الخشن الكدر اللون المملوء كرسنة ورمادا قد غش بهما فإنه رزين رديء. ومن الناس من
يغش هذه العصارة بأن يخلط بها عصارة القثاء البستاني. ومن الناس من يغشها مع عصارة
القثاء البستاني النشاشتج الحنطة يشبه المغشوش بالخالص في البياض والخفة وأما ما
أتى عليه سنون كثيرة إلى عشر سنين من هذه العصارة فإنه موافق للإسهال والشربة
التامة منه مقدار أوثولوسين وأقل ما يشرب منه مقدار نصف أوثولوس ، وأما الصبيان
فينبغي أن يعطوا منها مقدار فلفوسين فإنهم إن أعطوا أكثر من ذلك أكسبهم
مضار وهذه العصارة
تخرج بالقيء والإسهال بلغما كثيرا ومرة والإسهال بها نافع جدا للذين بهم رداءة
التنفس فإن أحببت أن تسهل بها فاخلط بها ضعفها من الملح ومن الإثمد مقدار ما يغير
لونها تغييرا صالحا واعمل منها حبا أمثال الكرسنة واسقه بالماء والملح وليتجرّع
بعده من الماء الفاتر مقدار أوثولوسين فإن أحببت أن تقيىء بها فدفها بالماء ثم خذ
منها بريشة والطخ الموضع الذي يلي أصل اللسان من داخل ، فإن كان الإنسان عسر القيء
فدفها بزيت أو بدهن السوسن وامنع الذي تريد أن يتقيأ من النوم ، وينبغي أن يسقى
الذين حمل عليهم القيء ولم يسكن شرابا مخلوطا بزيت فإنهم يهدؤون ويسكن عنهم القيء
فإن هو لم يسكن فينبغي أن يسقوا سويق الشعير بالماء البارد والخل الممزوج بالماء ويطعم
بعض الفواكه وسائر ما يستطيع أن يشدّ المعدة وهذه العصارة تدر الطمث وتقتل الجنين
إذا احتملت ، وإذا استعط بها مع اللبن نقت اليرقان وذهبت بالصداع المزمن ، وإذا
تحنك بها مع الزيت العتيق أو مع العسل أو مرارة ثور نفعت منفعة قوية من الخناق.
حبيش : وينبغي أن يجتني من شجره في آخر الصيف ويؤخذ منه ما قدر اصفرّ والذي أصابه
الندى يقلع سريعا ويخرج حبه منه وأجوده ما كثرت ثمرته في شجرته وكثر ماؤه وهو يسهل
الخام الغليظ والمرة السوداء والماء الأصفر والذي يوافقه من الأدوية التي يخلط بها
الصبر والقنطوريون الصغير والسورنجان والبوزيدان والكمافيطوس والقسط والمر والزعفران
وسنبل الطيب والدارصيني والسلنجة والزراوند المدحرج والأنيسون وبزر الكرفس الجبلي
والبستاني والجاوشير والسكبينج والمقل والزبد والملح الهندي وحب البلسان ، فإذا
خلط ببعض هذه الأدوية نفع من أدواء كثيرة ومن أوجاع المفاصل والنقرس والقولنج واللقوة
وخدر اليدين والرجلين وأوجاع المرة السوداء ولا يخلط معه من الأدوية المسهلة
الحادة مثل السقمونيا وشحم الحنظل إذا صير حبا ويخلط معه إذا صير معجونا لأن الحب
يشرب في مدّة يسيرة فربما حمل على الطبيعة واستضر بحدّته والمعجون يبقى مدّة طويلة
فيصح أن يخلط معه غيره من الأدوية الحادّة ومقدار الشربة من العصارة وزن دانق فإن
أردت أن تكسر من حدته إذا جعلته في الحبوب فاسحق معه مقدار وزنه من الصمغ العربي ونصف
وزنه من الطين الأرمني وليس يحتاج معه في المعجونات إلى كسر حدته ، واعلم أن عصارة
قثاء الحمار إذا طال مكثها نقصت حدتها وقل فعلها وربما يكسر حدته صمغ اللوز الحلو
والمر ومن طبخ قثاء الحمار بدهن الخل ثم طلي به البواسير الظاهرة حول المقعدة أو
جعل مكان دهن الخل بزر الكتان نفعها وجففها. إسحاق بن عمران : ودهن قثاء الحمار
يتخذ من عصارته مع الزيت تؤخذ عصارة قثاء الحمار فتنقع في زيت مقدار ما يغمره
مرتين ويسد رأس الإناء ويترك في شمس حارة ، وقد يستعمل بعد أن يصفى ومنه ما يطبخ بالزيت
والماء حتى يذهب الماء ويبقى الزيت وهو نافع من برد الجسد إذا مرخ به ويجلب الفضول
من العضل وينفع من الكلف والعدسيات التي تخرج في الوجه وينفع من الدوي والطنين
الذي يسمع في الأذن ويذهب بثقل السمع الحادث عن الرياح الغليظة. غيره : وقد يتخذ
عصارة قثاء الحمار في الحقن فينفع من وجع الظهر إلا أنها تسحج وتنزل الدم وتلقى في
الحقن من وزن درهم إلى مثقال واستعماله وحده في الحقن خطر إلا مع غيره من الحجب ،
وإذا طبخ القثاء بدهن اللوز والخل نفع
من وجع الأسنان وإن
أصل قثاء الحمار يسهل البلغم وإن عصارة قثاء الحمار نفسها تسهل الصفراء. الشريف : إذا
شرب من طبيخ ورقه أو أصوله نفع من الجذام جدّا. التجربتين : إذا سحق أصله ووضع على
أورام خلف الأذنين والأورام البلغمية في العنق حللها ويطبخ هذا الأصل بالميبختج وما
هو في قوّته ، وإذا ضمد به مطبوخا بهذه الصفة أوجاع المفاصل والنقرس البارد ووجع
الظهر وتمودي عليه أبرأها كلها مع التمادي عليها ، وإذا ضمد به جوف المحبون حبنا
لحميا أضمره ودهنه ينفع من وجع المفاصل المزمنة والحديثة دهنا ومشروبا والشربة منه
للقوي درهمان ملتوتا بدقيق الشعير وهو يحدر الخام والأخلاط اللزجة وينفع من الربو
ونفس الانتصاب وإذا لم يحدر من مرة أعيد أخذه معه حتى يرضى فعله.
قثاء
النعام : هو الحنظل وقد ذكر في حرف الحاء.
قثاء
هندي : هو الخيارشنبر وقد ذكرته في حرف الخاء
المعجمة.
قثد
: هو الخيار المأكول واحدها قثدة وقد
ذكرته في الخاء المعجمة.
قثاء
الحية : هو الزراوند الطويل وقد ذكرته في حرف
الزاي المعجمة.
قدميا
: هي الإقليميا باليونانية وسنذكرها فيما
بعد.
قدح
مريم : هو النبات المسمى باليونانية قوطوليون وسنذكره
فيما بعد.
قردمانا
: أبو العباس النباتي : هو عندنا كثير
بالأندلس وخاصة بجبل شلير من غرناطة ولم نره إلا ثمرا وتسميه الشجارون بالكرويا
الجبلية لشبهه به في منبته بالكرويا وورقها وزهرها وثمرتها ، إلا أن ثمر القردمانا
أطول وأصلب من ورقها أيضا وأعظم وأشدّ خضرة وساقها أطول وأخشن ، ومنبتها على مجاري
المياه من الجبل المذكور وهي نوعان دقيقة وجليلة كما ذكرنا ، والدقيقة الثمرة هي
النابتة في الجبال وبين الصخور وهي المعروفة عندنا بالجبلية. إسحاق بن عمران : هي
حشيشة تشبه حشيشة البابونج في خلقتها ولها ورق أخضر وقشر وقضبان مدوّرة معوجة
صفراء إلى البياض. ديسقوريدوس في ١ : الجيد منه ما يؤتى بها من البلاد التي يقال لها
بسوقورس وقد تكون أيضا ببلاد الهند وبلاد العرب فاختر منه ما كان عسر الرض والكسر.
قوكامومن
: وهو القردمانا المصمت الطرفين الجيد منه
ما يؤتى به من البلاد التي يقال لها باغيثا وأرمينية والبلاد التي يقال لها
بسيفورمس. ديسقوريدوس : وقد يكون أيضا ببلاد الهند وبلاد العرب فاختر منه ما كان
عسر الرض والكسر ممتلئ العود منضما فإن الذي منه على غير هذه الصفة مرذول ، وأجوده
ما كان من أرمينية وكان ساطع الرائحة طعمه حرّيف مع شيء من مرارة. جالينوس في ٧ : قوّة
هذا يسخن إسخانا شديدا إلا أنه ليس في قوّة الإسخان مثل الحرف ولكن بحسب فضل طيب رائحته
على الحرف كذلك نقصان في حرارته عن الحرف إلا أن هذا أيضا إن وضع على ظاهر البدن
أنكأه حتى يجرحه ، وفيه أيضا مرارة يسيرة بسببها صار يقتل الديدان ويجلو ويقطع
الجرب قطعا قويا إذا طلي عليه بالخل.
ديسقوريدوس : قوّته مسخنة وإذا شرب بماء
نفع من الصرع ومن السعال وعرق النسا والذين بهم الفالج ومن الاسترخاء ومن وجع
الكلى والذين بهم استرخاء رض العضل والمغص ويخرج حب القرع ، وإذا شرب بخمر وافق
الذين بهم عسر البول ومن لسعة العقرب ، وبالجملة لكل من لسعة شيء من ذوات السموم ،
وإذا شرب منه شيء من وزن درخمي مع قشر أصل الغار فإنه يفتت الحصاة ، وإذا دخن به
الحوامل قتل أجنتها ، وإذا خلط بالخل ولطخ به الجرب قلعه وقد يعفص به بعض الأدهان
الطيبة.
قرنفل
: إسحاق بن عمران : هو
ثمر وعيدان يستعملان
جميعا يؤتى به من أرض الهند وفيه العيدان وفيه الرؤوس ذوات الشعب وهو أجوده وأجوده
أصهبه ومنه دقاق وجلال وجلاله هو المقطوع يقطع سلس البول والتقطر إذا كانا عن برد
ويسخن أرحام النساء ، وإن أرادت أن تحبل المرأة شربت في كل ظهر وزن درهم قرنفل ، فإذا
أرادت أيضا أن لا تحبل فتأخذ في كل يوم حبة قرنفل ذكر فتزدردها ، وإن شربت من
القرنفل نصف درهم مسحوقا يؤخذ مع شيء من لبن حليب على الريق فإنه مقو على الجماع.
غيره : رائحته عطرية وطعمه حرّيف مع شيء من مرارة وقوّته حارة يابسة في الثالثة ،
ويستعمل كثيرا في أنواع الأدوية وفي الطبيخ وينفع أصحاب السوداء ويطيب النفس ويفرحها
وينفع من القيء والغثيان. حكيم بن حنين : يستعمل في الإكحال التي تحد البصر وتذهب
الغشاوة وتنفع السبل جدا.
الإسرائيلي : مشجع للقلب بعطريته وذكاء
رائحته ومقوّ للمعدة والكبد وسائر الأعضاء الباطنة ومنق للعلل العارضة فيها ويعين
على الهضم طرادا للرياح المتولدة عن فضول الغذاء في المعدة وفي سائر البطن ومقو
للثة ومطيب للنكهة. التجربتين : يسخن المعدة والكبد ويزيل فزع المتملخن وينفع من
زلق الأمعاء عن رطوبات باردة تنصب إليها وينفع من الإستسقاء اللحمي منفعة بالغة ،
وربما يسخن الكبد الباردة ويقويها ويقوي الدماغ ويسخنه إذا برد وينفع من توالي
النزلات ، وبالجملة هو من أدوية الأعضاء الرئيسة كلها مقوّ لها وهو بذلك يزيد في
الجماع كيفما استعمل.
قراصيا
: وأهل صقلية يقولون جراشيا وهو حب الملوك
عند أهل الغرب والأندلس ويعرف بدمشق قراصيا بعلبكي وهي شجرة مشهورة ورقها وأغصانها
سبطة مشوبة بحمرة وورق شبيه بورق المشمش ولها ثمر شبيه بالعنب مدور يتدلى من شيء
شبيه بالخيوط الخضر إثنان إثنان ولونه يكون أولا أحمر ثم يكون مسكيا ومنه ما يكون
أسود ومنه حلو ومر.
بعض علمائنا : هو أنواع فمنه حلو ومنه
الحامض ومنه عفص والحلو منه حار رطب في الدرجة الثانية ينحدر عن المعدة سريعا ويثير
التخم ويرخي المعدة ويستحيل مع كل طبع غالب ، وإذا أكل أسهل البطن ولين الطبيعة ولا
سيما إن ابتلع بنواه وهو مع ذلك يزيد في الإنعاظ. إسحاق بن عمران : إن خلطه غليظ
مزلق فاسد الغذاء يولد السوداء وحامضه الذي لم يطب قاطع للعطش عاقل للبطن. جالينوس
في ٧ : هذه شجرة تحمل ثمرا فيه قبض ولكن ليس قبض هذه الثمرة في جميع هذه الشجرة سواء
بل الحال فيها كالحال في التفاح والرمان فإن بعضها نوع فبعضه يقبض قبضا شديدا وبعضها
حامض كما يعرض ذلك في التوت إلا أن التوت ما كان منه لم ينضج فنوع الحموضة فيه
أكثر من نوع القبض ، فأما ثمرة هذه الشجرة وهي القراصيا فليست في كل وقت على هذا
الحال وما كان منها حلوا فهو ينحدر عن المعدة بسهولة وينفعها نفعا يسيرا وما كان
منها عفصا فهو ضد ذلك ، وأما الحامض منها فهو نافع للمعدة البلغمية المملوءة فضولا
لأن هذا الخامض منه يجفف أكثر تجفيف مما هو منها عفص وفيه مع هذا شيء قطاع ، فأما
صمغ هذه الشجرة ففيه من القوّة العامية الموجودة في جميع الأدوية اللزجة التي لا
لذع معها فهو لذلك نافع من الخشونة الكائنة في قصبة الرئة ولهذه الصمغة شيء تنفرد
به وإن كان ما حكاه عنها قوم في كتبهم حقا وهي أنها إذا شربت بشراب نفعت من الحصا
وإن كانت تفعل هذا فالأمر فيها بين أن فيها قوّة
لطيفة.
ديسقوريدوس في ١ : القراصيا إذا استعمل
رطبا لين البطن وإن استعمل يابسا أمسكها وصمغ القراصيا إذا خلط بشراب ممزوج بماء
أبرأت السعال المزمن وتحسن اللون وتحد البصر وتنهض الشهوة وإذا شربت بشراب وحده
نفعت من به حصاة.
قرتمن
: يعرف بمالقة من بلاد الأندلس بقرن
الأيل. ديسقوريدوس في الثانية : هو نبات لا حق بالصنف من الشجر المسمى بهنش وهو
نبات طوله نحو من ذراع ينبت فيما بين الصخور في سواحل البحر وورقه حسن الإجتماع
غير متفرّق وفيه لزوجة ولونه إلى البياض ما هو شبيه بورق البقلة الحمقاء إلا أنه
أكبر منه وأطول وأعرض وطعمه إلى الملوحة وله زهر أبيض وحمل شبيه ببزر النبات
المسمى لينابوطس ، وهو رخو طيب الرائحة مستدير إذا جف يقلع ويظهر في جوفه بزر شبيه
بحب الحنطة أحمر وأبيض وله في أصله ثلاثة عروق أو أربعة غلظها مثل غلظ أصبع طيب
الرائحة والطعم. الفلاحة : ومنه صنف ثان أكثر إرتفاعا من الأوّل وأغصانه أكثر من
أغصانه وله ورق شبيه بورق الباذروج إلا أنه أصغر بكثير وكلاهما مجتمع الورق كثير
الأغصان وأغصانهما مجوّفة تتشظى كالقضيب إذا جفت ، وثمره كثمر الأول إلا أنه
مستطيل وبزرهما وزهرهما واحد. جالينوس : هذا مالح طعمه وفيه مع الملوحة شيء يسير
من المرارة ولذلك صارت قوّته تجفف وتجلو إلا أنه في الأمرين كليهما ضعيف.
ديسقوريدوس : وإذا طبخ الورق والثمر والأصل بشراب وشرب ذلك نفع من عسر البول واليرقان
ويدر الطمث وقد يؤكل هذا النبات مطبوخا وغير مطبوخ وقد يعمل بالماء والملح.
قرة
العين : هو كرفس الماء. ديسقوريدوس في ١ : هي شجرة
تنبت في المياه القائمة غليظة
الساق والأغصان عليها رطوبة لزجة يلزق باليد ولها ورق شبيه بورق الكرفس الذي يقال له
أفوسالينوس غير أنه أضعف منه
وهو طيب الرائحة. جالينوس في ٨ : بحسب ما في هذا النبات من فضل العطرية في رائحته
وفي طعمه كذلك فيه من القوة المسخنة وهو مع هذا يحلل ويدر البول ويفتت الحصاة التي
تكون في الكليتين ويحدر الطمث. ديسقوريدوس : وإذا أكل مطبوخا وغير مطبوخ فتت
الحصاة التي تكون في الكليتين وأخرجها بالبول ويدر الطمث والبول ويخرج الجنين ، وإذا
أكل نفع من قرحة الأمعاء.
وقال قراطوس : أنها نبات يشبه شجرة
صغيرة كثيرة الورق وورقها مستدير أكبر من ورق النعنع أسود رطب دسم أملس قريب الشبه
من ورق الجرجير. التجربتين : تسخن المزاج حتى إنها تحمر الوجه والبدن إذا أكثر
منها وتحسن لون المريض
إذا أدمنها كثيرا وتنفع من أوجاع الجنبين. الغافقي : يحلل ويفتح السدد ويسخن
المعدة وإذا طبخ واغتسل بمائه سكن النافض والإقشعرار وأكثر الناس عندنا يغلطون في
قرة العين فيظنون أنه النبات المسمى بالعجمية قرنوشن وأقرنون وقرة العين يسميها
بعض الناس بالعجمية قتالة وهي تميل إلى الكرفس وتشبهه في ورقها وطعمها ورائحتها والأقرنون
طعمه كطعم الحرف وورقه قريب في الشبه من ورق الجرجير. لي : الأقرنون هو حرف الماء
وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة.
قرع
: جالينوس في ٧ : مزاجه بارد رطب وهو منهما
في الدرجة الثانية
ولذلك صار عصر جرادته نافعا من وجع الآذان الحادث عن ورم حار متى استعمله الإنسان مع
دهن ورد ولذلك أيضا جملة جرم القرع إذا عمل منه ضماد برد الأورام الحارة بطفيه ويبرد
بالإعتدال.
وإذا أكل
__________________
القرع ولّد بلة
المعدة وقطع العطش. وقال في أغذيته : القرع ما دام نيئا فطعمه كريه ومضرته للمعدة
عظيمة وقد رأيت إنسانا أقدم على أكله نيئا فأحس في معدته بثقل وبرد وأصابه عليه
غثيان وقيء ولا دواء لهذه الأعراض التي تعرض منه إلا القيء فإذا هو سلق فيغذو غذاء
رطبا وكذا غذاؤه يسير مثل غذاء جميع الأطعمة التي تولد خليطا نيئا رقيقا وانحداره
عن المعدة سريع لما ذكرنا من رطوبته ولما فيه من الملاسة والزلق ، وإذا انهضم فليس
خلطه برديء متى لم يسبق إليه الفساد قبل انهضامه والفساد يعرض له أما من الصنعة وإما
من خلط رديء في المعدة وأما من قبل إبطائه في المعدة كما يعرض لجميع الفواكه
الرطبة الفساد إذا أبطأت في المعدة ولم يسرع الإنحدار لها ، وإن أكل وحده تولد منه
خلط تفه فإن أكل مع غيره تولد منه خلط طعمه طعم ذلك الشيء الذي معه لأنه ينقلب ويتشبه
به فإن كان مع خردل تولد منه خلط حريف مع حرارة قليلة وإن أكل مع مالح تولد منه خلط مالح وإن
أكل مع الأشياء القابضة قبض وقال في ذكر التوت إن القرع مع ما هو عليه من أنه أقل الثمار
الصيفية كلها مضرة متى لم ينحدر عن المعدة سريعا فسد فساد سوء غريب لم ينطق به أبدا.
ديسقوريدوس في ٢ : إذا تضمد به نيئا سكن وجع الأورام البلغمية ووجع الأورام الحارة
، فإذا ضمدت به يافوخات الصبيان نفعهم من الأورام الحارة والعارضة في أدمغتهم وكذا
أيضا ينفع إذا تضمد به الأورام الحارة العارضة في العين وفي النقرس وعصارته إذا خلطت
بدهن ورد نفعت من وجع الأذن وماء قشر الأصل
إذا استعط به وحده أو مع دهن ورد نفع من وجع الأسنان ، وإذا طبخ كما هو وعصر وشرب
ماؤه بعسل وشيء يسير من نطرون أسهل البطن إسهالا خفيفا ، وإن جوفت قرعة نيئة وصب
في تجويفها شراب ونجمت وشرب ذلك الشراب أسهل البطن إسهالا خفيفا. وقال الرازي في
كتاب دفع مضار الأغذية : القرع ارد مولد للبلغم وهو من طعام المحرورين يطفئ ويبرد
ويسكن اللهيب والعطش وينفع من الحميات ، وإذا طبخ بالخل نقص من غلظه وبطء هضمه وكان
أشدّ تطفئة للصفراء والدم إلا أنه في هذا الحال لا يصلح لأصحاب خشونة الصدر وللسعال
وهو لأصحاب الأكباد الحارة أصلح ، وأما من به سعال وحمى فليطبخه مع كشك الشعير ومع
الماش المقشر ودهن اللوز الحلو وليجتنبه المبرودون والمبلغمون لأنه يولد فيهم
القولنج الغليظ ، وإن أكلوه فليأكلوه مطجنا بالزيت ومطيبا بفلفل وليشربوا عليه
الشراب الصرف وليأخذوا عليه الجوارشنات. وقد يصلح منه أيضا الخردل والمري فإذا هو
وضع مع اللبن والماست أصلح منه الخردل وإذا طجن أصلح منه المري والخل أيضا فإنه
يصلح غلظه ، لكن لمن لا يصلح برودته فليستعمل بحسب الحاجة ويصلحه الأكل له بما هو
موافق له فيمن احتاج إلى تبريده وكثرة تبريده بالخل أوفق وما يصلحه وكثرة غلظه ولم
يحتج إلى تبريده فالمري يصلحه منه ، ومن خشي برده وغلظه جميعا فليطبخه بعد ما
يسلقه بالزيت ويأكله بالتوابل والأبازير. ابن ماسويه : إنه يغذي غذاء بلغميا نيئا
نافع لمن به حرارة ويبس سريع الاستحالة ضار لأصحاب السوداء والبلغم جيد لأصحاب
الصفراء إذا سلق واتخذ بعد بماء الحصرم وماء الرمان وخل خمر ودهن لوز وزيت الأنفاق
، وهو بهذه الصفة يولد خلطا سليما وإن آثر أخذه أحد من المبرودين فليطبخه بالزيت
الركابي ثم يصنعه بالخردل والفلفل والسذاب والكرفس والنعناع ، وسويقه نافع من
__________________
السعال ووجع الصدر
العارض من الحرارة قاطع للعطش نافع من الكرب الحادث من الصفراء. قالت الحور : إنه
نافع من وجع الحلق. عيسى بن ماسه : يورث القولنج البارد. إسحاق بن سليمان : إلا
أنه لقلة إزلاقه وتليينه البطن يطفو في أعلى البطن ويستحيل سريعا ويفعل فعل حسو
الشعير في أصحاب القولنج ، وإذا لطخ بعجين وشوي في الفرن أو التنور واستخرج ماؤه وشرب
ببعض الأشربة اللطيفة سكن حرارة الحمى الملهبة وقطع العطش وغذي غذاء حسنا ، وإذا
شرب بعد أن تمرس فيه فلوس خيارشنبر وترنجبين وبنفسج مربى أحدر صفراء محضة. حبيش بن
الحسن : ويشرب من مائه المستخرج بالشيّ مع وزن عشرين درهما من الجلاب أو عشرة
دراهم من السكر الأبيض ومقدار ما يشرب من ماء القرع أربع أواقي إلى نصف رطل.
الرازي : يسقط الشهوة ويطفئ لهيب المعدة والكبد الحارتين قال : ودهن القرع في نحو
دهن البنفسج أو دهن النيلوفر جيد للحر والسهر.
إسحاق بن عمران : ماؤه يذهب الصداع إذا
شرب أو غسل به الرأس وقد ينوم به من يبس دماغه في مرض الموم والمبرسمون إذا قطر
منه في الأنف وهو يلين البطن كيف استعمل ولم يداو المبرسمون والمحرورون بمثله ولا
أعجل نفعا منه. الشريف : صغيره أول عقده إذا لف بعجين وشوي وإذا اكتحل بمائها أذهب
صفرة العين الكائنة من اليرقان وإذا اكتحل بماء زهره أذهب الرمد الحار وشفاه وقشر
القرع اليابس إذا أحرق وذر على الدم المنبعث قطعه وإذا أحرق وسحق وعجن بخل وطلي به
على البرص نفعه ، وإذا قشر حبه ودق واستخرج دهنه انتفع به من وجع الأذن ووجع
الأمعاء الحارة ، وإذا قصد القرع عند انتهائه وفتح في جوفه فتحا وحشي خبث الحديد
حتى يمتلئ ورد طابقه عليه ثم يترك بعد ذلك أربعين يوما ثم يقطف ويستخرج ما في
جوفها من الحشو ويعصر فإنه يخرج منه ماء أسود يؤخذ فيملأ منه زجاجة وترفع ، فإذا
عجن بهذا الماء الحناء وخضب به الرأس سود شيبه وحسنه وهو خضاب عجيب. التجربتين : وجرادة
القرع إذا ضمدت بها العين من الرمد الحار في ابتدائه نفعت منه وسكنت أوجاعه ولا
سيما إذا عجنت بدقيق الشعير ، وكذلك يسكن الصداع الحار إذا لطخ على مقدم الدماغ ومكان
الوجع منه كان من الحميات أو غيرها من سائر أسبابه ، وإذا ضمدت به الحمرة ردع
مادتها وسكن وجعها وحرافة قشر القرع اليابس صالحة من قروح الدبر وتجففها وكذلك تنفع من قروح الأعضاء
اليابسة المزاج وهي جيدة لتطهير الصبيان ولحرق النار معجونة بسمن ، ولب بزره ينفع
من السعال الحار السبب ويرطب الصدر ويقطع العطش ممروسا في الماء وينفع من حرقة
المثانة المتولدة عن خلط حاد ، ودهنه من أجود الأدوية لتنويم المحمومين والمسلولين
كيف استعملوه ، ومرقة الفروخ المطبوخة بالقرع منعشة للمغشى عليه من حدة الأخلاط
الصفراوية ومن الحميات.
قرانيا
: الغافقي : شجرة تنبت في الجبال الباردة
ورقه كورق الزادرخت. ديسقوريدوس في ١ : هي شجرة عظيمة لها ثمر شبيه بالزيتون طويل
أخضر في حين غضاضته فإذا نضج كان لونه شبيها بلون الدم وهو يؤكل وهو قابض ويوافق
إسهال البطن وقرحة الأمعاء إذا جعل في الطبيخ وأكل وقد يملح مثل ما يملح الزيتون والرطوبة
السائلة من الورق إذا كان رطبا إن أخذت ولطخت بها القوابي وافقتها. جالينوس في ٧ :
ثمرة هذا فيها عفوصة بليغة وهو مع هذا يؤكل ، وإذا كان كذلك فليس يجب أن يكون يحبس
__________________
البطن حبسا شديدا كما
يفعل الزعرور وورقها وقضبانها عفصة الطعم تجفف تجفيفا قويا ولذلك صارت تدمل الجراحات
الكبار ولا سيما ما يكون منها في الأبدان الصلبة ، فأما الجراحات الصغار والجراحات
التي تكون في الأبدان اللينة فهي مضادّة لها ولذلك إنها تهيج هذه وتثيرها لأنها
تجففها أكثر مما ينبغي.
قرصعنة
: عامتنا بالأندلس تسميه بشويكة إبراهيم وهي
أنواع كثيرة وكلها مشهورة عند الأطباء والشجارين أيضا ببلاد العرب والأندلس. أبو
العباس النباتي في كتاب الرحلة : رأيت منها بجبال القدس آمنه اللّه تعالى نوعا
ورقه يشبه الصغير من ورق الخامالاون ملتصقا بالأرض يخرج سوقا كثيرة في دقة المغازل
معقدة مشوّكة حول العقد ثم يزهر زهرا أبيض كزهر النوع الذي عندنا إلا أن ورقها
أصغر وأصولها ضخام طوال ممتلئة من اللحم ، طعمها حلو بيسير حرافة وهي معروفة عندهم
، ومن القرصعنة بأفريقية أنواع متعدّدة منها ما يكون ورقها كورق القرصعنة البيضاء
أوّل خروجها من الأرض قبل أن يحسن ويشوك أملس شديد الحضرة كثيرة مجتمعة فما على
الأصل يخرج ساقا من نحو الذراع ودون ذلك ويتشعب من نصفه شعبا كثيرة تشبه شعب
القرصعنة الزرقاء تكون خضراء ثم تتلوّن كالذي عندنا إلا أن هذه أشدّ طبعا وهم
يعلقونه على الأبواب لمنع الذئاب ، وأصل هذا النوع طويل سبط لونه كلون أصل السوسن
البري ، ومنها نوع آخر ورقه إلى الإستدارة مقطع وأصله كأصل تلك وساقه أبيض وزهره
كذلك ، ومنها ما يكون ورقه ملتصقا بالأرض في استدارة وهو مستدير على شكل الدنانير
يخرج ساقا واحدة طولها ذراع وأكثر معقدة مشوّكة لونها إلى الزرقة وأصل هذا النوع
على شكل الفاونيا ظاهره أسود وباطنه أبيض ، وبهذا النوع يغش البهمن الأبيض عريض
الورق جدّا ويسمونه تفاح
الحمل ورأيت بجبال قبر لوط عليه السلام قرصعنة بيضاء خشنة السوق كثيرة الورق حادّة
الشوك جمتها أضخم وأكبر من جمة النوع الذي عندنا بكثير حتى كأنها خرشفة متوسطة
طويلة تشبه النوع الجبلي من القرصعنة المحدب الورق المفرد الساق القوي الحرارة وهو
مجرب بالقدس وأعماله لوجع الظهر ، والقرصعنة التي تكون بساحل البحر وهو نوع من
القرصعنة البيضاء إلا أن الساحلية أعرض ورقا وأشدّ بياضا وأصولها أشد حلاوة رخصة
قليلة الخشونة بل هي إلى الأملاس أقرب وأصولها حلوة بيسير من حلاوة وحرارة ، ونذكر
قول المجرب في القرصعنة في عسل وجها في تقوية الإنعاظ حتى اتخذ منه معجون قريب
كالجوز فجاء أفضل منه بكثير ، وجربت أنا عساليج النوع الساحلي منه في تهييج
الإنعاظ فألفيته عجيبا جدا ورأيت نوعا من القرصعنة البيضاء حوالي البيت المقدس في
الأرض الحجرية كبير الأصل نحو العظيم من أصل القرصعنة البيضاء عندنا وأعظم ورقه
صغير يشبه ما صغر من ورق الخامالاون الأبيض إلا أنه أقصر وأدق وله أغصان كثير تخرج
من الأصل على دقة المغازل التي يغزل بها القطن معقدة وحول العقد الورق في تضاعيف
ذلك وعلى الأطراف الزهر كزهر القرصعنة الزرقاء سواء إلا أنها أصغر رؤوسا من تلك ،
وطعم الأصول فيها يسير مرارة وهم يسمونها بالقدس قرصعنة. الشريف : القرصعنة هي
البقلة اليهودية أيضا وهو نبات شوكي يقوم على ساق طوله شبر ونصف إلا أنه مدرج وله
أوراق مستديرة فيها انكماش مزوي وعلى حافاتها شوك خارج كالسلي دقيق وهي تستدير حول الساق وعلى
عقد ولون الجسد والقضبان والورق
__________________
أبيض ما هو ، وعلى أطرافها
رؤوس مستديرة كأنها كواكب يستدير بها شوك شارع كالألسن عدد كل واحد ستة ، ولهذا
النبات أصل مستطيل في غلظ الأصبع السبابة ويكون طوله ثلاثة أذرع ونصفا وكأنه أصول
الهليون في الشبه إلا أنه إلى السواد مائل خارجه إذا ذقته وجدت فيه بعض الحلاوة ويبدو
منه مع وجه الأرض ليف دقيق ليس بالطويل وينبت في الرمال وبمقربة من البحر ، ومنه
نوع آخر يشبه نباته الأول في القدر والهيئة إلا أن لون الورق أخضر فستقيا ما دامت
غضة فإذا تهشمت كانت بيضاء ويعرف بشرق الأندلس وأحواز داتبه فرفلة ولها أصل طويل
كثير العقد وهي أيضا نوع من القرصعنة لا شك فيها. ديسقوريدوس في الثالثة : أترنجي
هو صنف من الشوك يتخذ ورقه مملوحا في أول نباته ورقه عراض خشنة الأطراف عطرة إذا
تطعم بها فإذا كبر صار له أغصان كثيرة على أطرافها رؤوس مستديرة كأنها كواكب
حواليها شوك حاد صلب ولون الرؤوس أبيض وربما كان كحليا وله عرق مستطيل أسود الظاهر
وداخله أبيض في غلظ أصبع الإبهام طيب الرائحة وينبت في الصحاري والمواضع الخشنة.
جالينوس في ٧ : وفي هذه البقلة من الحرارة ما يفوق الإعتدال قليلا ويكون مثلها وفيها
من اليبوسة اللطيفة مقدار ليس باليسير. ديسقوريدوس : وله قوّة مسخنة وإذا شرب أدر
الطمث وحلل المغص
وإذا شرب بالشراب وافق وجع الكبد ونهش الهوام والسموم القاتلة ويشرب منه وزن درخمي
مع بزر الجزر لأكثر ما يشرب له. وقد زعم بعض الناس أنه إذا علق على الأورام الخراجية
أو ضمدت به حللها. الغافقي : هي ملطفة سريعة الإنحدار مولدة الخلط المحمود ويحلل
البلغم الرقيق من المعدة ويزيله من الأمعاء ويدر البول وطعمها طعم الجزر وأصله
نافع من الأوجاع الحادثة في الجنب والصدر ونهش الهوام والعقارب ، وقد يطبخ ماؤه
فيسكن الأورام والبثور ويحلل الخراجات الرديئة والدبيلات وينفع الأخلاط المحترقة والفاسدة
من البدن. ابن رشد : القرصعنة زعموا أن شرب ماء طبيخها أمان من أورام الجوف.
الشريف : قوّتها حارة يابسة في آخر الدرجة الأولى وتحلل تحليلا يسيرا وفي الأصل
بعض التسخين ، وإذا طبخ وشرب ماء طبيخها حلل النفخ ، وإذا أكلت أصول القرصعنة غضة
أو مربية بالعسل طيبت الأحشاء وذهبت بذفر البدن ، وإذا أخذ منه جزء ومن دقيق
الشعير جزء وعجنا بماء هندبا وطليت به الأورام التي تكون في الساقين التي يسيل
منها الماء نفع منها ، وينفع من ابتداء داء الفيل ، وإذا طبخ عروقها مع مثلها ورق
السذاب وسقي من ماء طبيخها مقدار أربع أواق نفع من أوجاع الشراسيف مجرّب.
قراطاوغوين
: ديسقوريدوس في الثالثة : له ورق شبيه
بورق الحنطة وأغصان كثيرة ذات عقد نابتة من أصل واحد وبزر شبيه بالجاورس وينبت
أكثر ذلك في مواضع ظليلة وسياجات وهو حرّيف جدّا. جالينوس في ٧ : ثمرة هذا النبات يجد
لها من ذاقها حدّة وحرافة ويجدها من استعملها قوية. ديسقوريدوس : وزعم قوم أنه إذا
شربته المرأة صيرها تلد ذكرا متى شربته أربعين يوما على الريق بعد الظهر وقبل أن
يدنو منها الرجل ويكون مقدار ما تشرب منه في كل يوم ثلاث أوثولوسات بقواثوسين من
ماء وكذا فليشرب الرجل بعدّة الأيام التي شربت فيها المرأة ويدنو منها.
قرمز
: الشريف : القرمز إسم حيوان واقع على شجر
الإمارة وهو نوع من نبات البلوط
__________________
سواء ويسمى
باللطينية الإمارة ويثمر بلوطا مرّا لا يحلو البتة وهو على الورق يسقط مر أحمر
كأنه العدس محبب صادق الحمرة يكون ذلك في شهر مايو فإن غفل عنه ولم يجمع تكون منه
حيوان طائر فلا يبقى منه هناك شيء ، وهذا الحب الأحمر منه شيء يسمى قرمزا وخاصته
صبغ ما كان من حيوان مثل الصوف والحرير فقط ولا يأخذ في الكتان ولا في القطن. بعض
علمائنا : هو حيوان يتكوّن على الشوك وعلى نبات يستعمل في وقود النار يكون بين
الشجر والعشب في الوسط وقضبانه كثيرة دقاق ويتكوّن هذا الحيوان عليه كأنه العدس وهو
في أوّل تكوّنه صغير ثم لا يزال يكبر حتى يكون في قدر الحمص وفي داخله دمية وعند
رؤوس حبه حيوان كبير دقيق فإذا كمل نضجه انفتح وخرج منه ذلك الحيوان يسعى حوالي
الشجرة التي يتكوّن فيها وعلى الحب ، والذي يبقى منه إلى سنة أخرى يتولد منه ذلك
الحب وهو بمنزلة زريعة الحرير ، ويكون في ابتدائه في شهر مارس وهو آذار ولا يزال
يعظم حتى إلى شهر مايو فحينئذ ينفرون الذين يتجرون به يكسرونه ويختلط مائيته ودمه
بأجزائه ، والذي يبقى صحيحا يخرج في شهر العنصرة حيوانا أحمر كأنه الصيبان ويدور
حول الجف حتى يموت في تلك الأيام ، وهو أيضا في النقصان من رتبته إلى آخر شهر
العنصرة فيبقى على حاله ويعتق كلما قدم كان أجود للصبغ وقد يتولد على شجر البلوط ويجمعه
الرجال والنساء ويسمونه نفيض. ديسقوريدوس في الرابعة : هو تمنش يستعمل في وقود
النار عليه حب كأنه العدس وقضبانه كبيرة دقاق يؤخذ ويجمع ويخزن وأجوده ما كان من
البلاد التي يقال لها آسيا والبلاد التي يقال لها قيليقيا وأحسنها كلها ما كان من
بلاد الأسنان ، وقوة هذا الحب قابضة يوافق إذا دق ناعما وخلط بالخل أبرأ جراحات الأعصاب وسائر الأعضاء. جالينوس
في ٧ : قوة هذا الدواء لها قبض ومرارة معا وهو يجفف بها تجفيفا لا لذع معه بين ولذلك
صار يصلح للجراحات الكبار وجراحات العصب إذا عولجت به وقوم يسحقونه بالخل ويعالجون
به وقوم يسحقونه بالخل والعسل. الشريف : حار يابس في الثالثة ، ومن خاصته أنه إذا
شربته المرأة سبعة أيام ولاء في كل يوم درهمين بعسل قطع الطمث مجرّب ، وإذا استعمل
بالخل قطع الولد ، وإذا نظم في خيط حرير أحمر وعلق على المحموم أبرأه.
قرقمان
: هو الخشب الحجازي الذي في جوف المقل
الحجازي والصعيدي بارد يابس يدخل في السفوفات فيقوي لحم اللثة والأسنان وينقيها ويبيضها.
قرظ
: أوّله قاف مفتوحة ثم راء مهملة مفتوحة
أيضا بعدها ظاء مشالة معجمة إسم لثمرة الشوكة المصرية المعروفة بالسنط من هذه
الثمرة تعتصر الأقاقيا وهي رب القرظ.
ديسقوريدوس في ١ : تنبت بمصر وهي شوكة لاحقة
في عظمها بالشجر وأغصانها وشعبها ليست بقائمة. أبو حنيفة : ولها سوق غلاظ ، وخشب صلب
إذا تقادم أسود كالأبنوس وقبل ذلك يكون أبيض ويسمى بمصر السنط ومنه أجود حطبهم وهو
ذكي الوقود قليل الرماد ورقه أصغر من ورق التفاح وله حلبة مثل قرون اللوبيا وحب
يوضع في الموازين يدبغ بورقه وثمره. ديسقوريدوس : وله زهر أبيض وثمر مثل الترمس
أبيض في غلف منه تعمل العصارة وتجفف في ظل وإذا كان الثمر نضيجا كان لون عصارته
أسود وإذا كان فجا كان لون عصارته إلى لون الياقوت ما هو فاختر منها ما كان كذلك وكانت
إذا أضيفت إلى سائر الأقاقيا طيبة الرائحة وقوم يجمعون ورق الأقاقيا مع ثمره
__________________
ويخرجون عصارتهما والصمغ
العربي إنما يكون من هذه الشجيرة. جالينوس في ٧ : وهذا الدواء شجرته شجيرة قابضة جدّا
وكذا ثمرته وعصارته لذاعة وهذه العصارة إن هي غسلت نقصت حرارتها وصارت غير لذاعة لأنها
ترمي بما فيها من الحدّة في الغسل وإن مسح بهذه العصارة عضو صحيح رأيتها على المكان
تجففه وتمدّده وليس يحدث فيه حرارة بل يحدث فيه برودة ليست بالشديدة وهذا مما يعلم
به أنه بارد أرضي ويخالط هذا شيء من الجوهر المائي وإني لأحدس أن أجزاءه ليست
بمتشابهة بل فيه أجزاء لطيفة حارة مفارقة إذا هو غسل فليوضع إذا في الدرجة الثالثة
من درجات الأشياء المجففة وفي الثانية من درجات التبريد إذا غسل فأمّا إذا لم يغسل
فليوضع في الدرجة ١. ديسقوريدوس : وقوّة الأقاقيا قابضة مبردة وعصارة الأقاقيا توافق
إذا وقعت في أخلاط أدوية العين وتوافق الحمرة والنزف والسعال العارض من البرد والداحس وقروح
الفم وتصلح لنتو العينين وتقطع سيلان الرطوبات السائلة من الرحم سيلانا مزمنا وترد
نتوء المقعدة والرحم إذا برزت إلى خارج وإذا شرب أو احتقن به عقل البطن وسود الشعر
وقد يغسل الأقاقيا ليستعمل في أدوية العين بأن يسحق بالماء ويصب على الذي يطفو
عليه ولا يزال يفعل به ذلك حتى يظهر الماء نقيا ثم أنه تعمل منه أقراص وقد يحرق
الأقاقيا في قدر من طين يصير في أتون مع ماء يراد به أنه يصير في فخار وقد يشوى
على جمر وينفخ عليه وطبيخ شوكة الأقاقيا إذا صب على المفاصل المسترخية شدها. غيره
: الأقاقيا تحد البصر وتنفع من البثور في العين. التجربيين : الأقاقيا يردّ سرر
الصبيان الصغار ويشد شؤون رؤوس الصبيان إذا طليت به محلولة في إحدى العصارات
النافعة من ذلك ، وينفع إنصباب الموادّ إلى أي الأعضاء كانت ولا سيما العينان إذا
طليت به على الجبهة والأصداغ ويقع في الأدوية النافعة من الكسر والوثي وينفع من
سلس البول ضمادا على العانة والفضاء وأصل القضيب وتكون الموادّ التي يحل فيها بحسب
الأخلاط المنصبة. ديسقوريدوس : وقد تنبت في البلاد التي يقال لها نيطس أقاقيا أخرى
شبيهة بالأقاقيا التي تنبت بمصر غير أنها أصغر منها وهو أغض وهو فمي ممتلئ شوكا
كأنه السلي وله ورق شبيه بورق السذاب وتبزر في الخريف بزرا في غلف مزدوجة كل غلاف
ثلاثة أقسام أو أربعة وبزره أصغر من العدس وهذه الأقاقيا أضعف قوة من الأقاقيا
التي تنبت بمصر وليست تصلح أن تستعمل في أدوية العين.
قرط
: بضم القاف وإسكان الراء المهملة بعدها
طاء مهملة. أبو حنيفة : هو شبيه بالرطبة وهو أجل منها وأعظم ورقا ويسمى بالفارسية
الشبدار. ابن رضوان : هو نبات يزرع بمصر فتسمن الدواب عليه وهو حار رطب يلين البطن
إذا كان رطبا ويعقله إذا كان يابسا وينفع من السعال وخشونة الصدر وثمره المسمى
برسيم أقوى منه وفيه قبض ويحبس البطن.
قرط
: بكسر القاف وإسكان الراء المهملة والطاء
المهملة أيضا. إسم لنوع من الكراث ويعرف بكراث المائدة وكراث البقل وسيأتي ذكره مع
أنواع الكراث في الكاف.
قرطم
: هو العصفر. ديسقوريدوس في الرابعة : هو
نبات له ورق طوال مشرف خشن مشوك وله ساق طولها نحو الذراعين بلا شوكة عليها رؤوس
في مقدار حب الزيتون الكبار وله زهر شبيه بالزعفران ونوار أبيض وأحمر مستطيل مزوّي
وقد يستعمل زهره في الطعام وقد يدق بزره ويخرج ماؤه ويخلط بالشراب الذي يقال له
__________________
أدرومالي أو بمرق
بعض الطيور فيسهل البطن وهو رديء للمعدة وقد يعمل منه وهو مقشر مخلوط بلوز ونطرون
وأنيسون وعسل مطبوخ ناطف ملين للبطن ، وينبغي أن يؤخذ منه مرّتين أو ثلاثة في كل
مرّة أربع قطع في كل قطعة مقدار جوزة قبل العشاء وعمل الناطف على هذه الصفة يكون
يؤخذ من القرطم الأبيض قسط واحد ومن اللوز المقلو المقشر الحلو ثلاث قواثوسات ومن الأنيسون درخمي ومن النطرون در
لحمي ومن داخل التين اليابس ثلاثين تينة عددا وأما القرطم فيجمد اللبن ويصيره أشدّ
إسهالا. جالينوس في ٧ : الذي نستعمله نحن في هذا النبات إنما هو بزره فقط ليسهل به
البطن وهو في الدرجة الثانية من الإسخان متى أراد إنسان استعماله من خارج. التجربتين
: حب القرطم إذا مرست منه خمسة دراهم في اللبن وشرب أسهل أخلاطا محرقة وماء اللبن المجمد
بلب القرطم إذا شرب أسهل أخلاطا محترقة ونفع من الجرب ومن أنواعه كلها وإن لم يسهل
من مرة واحدة أعيد أخذه أياما وهذا الماء بعينه إذا شرب مع الأفتيمون نفع من
الماليخوليا والجذام وإذا مرس فيه فلوس خيارشنبر نفع من الحمى البلغمية عند النضج
ويكون من اللبن مقدار رطلان ومن حب القرطم عشرون درهما مدروسا ممروسا في ماء.
ماسرجويه : حب القرطم يدفع الرياح ويزيد في المنيّ. ابن ماسه : يحسن الصوت ويسهل الكيموسات المحترقة الغليظة.
الدمشقي : يحلل اللبن الجامد ويجمد الذائب. ابن سينا : ينقي الصدر ويصفي الصوت وينفع
من القولنج ويسهل البلغم المحترق ويزيد في الباه إذا خلط بلبن أو بعسل أو تين. ابن
ماسويه : خاصة القرطم ولبابه إسهال البلغم والشربة منه من عشرة دراهم ويشرب إلى
عشرين درهما بعد أن يصب عليه نصف رطل من ماء مغلي ثم يمرس ويصفى ويصير فيه من
الفانيد الأحمر وزن عشرة دراهم ويشرب. أبو الصلت : وهكذا أيضا ينفع أصحاب
الإستسقاء الزقي واللحمي. ابن سرانيون : الشربة منه مقشرا خمسة مثاقيل مع شيء من
الملح لإسهال البلغم.
قرطم
بري : ديسقوريدوس في الثالثة : أرطوقطولوس . ومن الناس من [ يسميه ] فيتغراغريون وهو
القرطم البري وهو شوكة تشبه شوكة القرطم البستاني إلا أنها أطول ورقا من ورق
القرطم وبكثير وورقها إنما ينبت في ظرف القضيب وأما باقي القضيب فإنه معرى من
الورق ويستعمله النساء مكان المغزل وعلى طرف القضيب حمة مشوّكة وزهر أصفر وله أصل
دقيق لا ينتفع به. جالينوس في ٧ : قوته مجففة يسخن باعتدال. ديسقوريدوس : وإذا سحق
ورقها أو حمتها أو ثمرتها وشرب بفلفل وشراب نفع من لدغ العقرب ومن الناس من زعم
أنه مها أمسكه الملسوع معه لا يجد وجعا فإذا هو طرحها معه عاد إليه الوجع.
قرون
: قرن الأيل قد ذكرنا ما قال فيه
ديسقوريدوس ، فنعود في ذكر الأيل وقرن الثور مع ذكر البقر.
قرون
السنبل : بعض الأطباء قيل أنه نوع من السنبل أبيض
قتال يوجد مع السنبل وقيل إنه أصل النبات المسمى خانق النمر. وفي كتاب المنهاج وهو
دواء قتال يقارب البيش من سقي منه بال الدم واسودّ لسانه واختلط ذهنه ، ويداوي
بالقيء ويسقى مثقالين من الكافور مع ماء الرمان وماء الورد وماء بزر البقلة
الحمقاء مبردا بالثلج مع الحلاب أو مخيض البقر مع قرص الكافور ويسقى اللبن الحليب
ويسقى من سويق التفاح الحامض أو سويق الشعير بماء الثلج والحلاب والبطيخ الرقي وماء
الشعير وتبرد كبده وقلبه بالأضمدة المبردة كالصندل والكافور وماء الورد ونحو ذلك.
__________________
قرفا
: زعم الغافقي أنه العرق وقد ذكرته في حرف
العين المهملة.
قراص
: قال أبو قتيبة القراص هو البابونج وقال
غيره هو الأقحوان وقد ذكرته فيما تقدم.
قرن
البحر : هو الكهرباء وسيأتي ذكرها في حرف الكاف.
قرول
: وقرو
النون وهو البسد وقد ذكرته في الباء. قرمومغما
: هو ثفل دهن الزعفران باليونانية.
قرنيا
: هو الحيوان المعروف بالهندية وسيأتي
ذكره في حرف الهاء وقيل أن القرنيا هو الخنفساء وقد ذكرتها في الخاء المعجمة وقد
يقال القرنيا أيضا لبعض النبات وهو الحامض الصغير الدقيق المسمى الحمضيض. وقد
ذكرته في الحاء المهملة.
قرنباذ
: هو الكراويا وسيأتي ذكرها في حرف الكاف.
قريض
: هو الأنجرة ، وقد ذكرتها في الألف.
قرنفاد
: هو الكراويا أيضا.
قرنوة
: الغافقي : قال قوم أنها الهرنوة والقرنوة
أيضا حشيشة. قال أبو حنيفة : هي عشبة يضرب ورقها إلى الحمرة وهي مرة يدبغ بها. وقال
أيضا عن بعضهم : هي خضراء غبراء على ساق لها ثمرة كالسنبلة ومنابتها السهول وهي
مرعى. وقال آخر : القرنوة عشبة يطول ورقها كورق الحندقوقا عفصة تستعمل في دباغة
الجلود وقيل أنها هذه الحشيشة المعروفة بالأنجبار.
قردامن
: هو الحرف باليونانية وقد ذكرته في حرف
الحاء المهملة.
قردمامومن
: هو القردمانا باليونانية وقد تقدم ذكرها
فيما سلف.
قرطاس
: متى قيل يراد به القرطاس المحرق الذي
كان يصنع قديما بمصر من البردي وقد ذكرته مع البردي في حرف الباء.
قرطم
هندي : قيل أنه حب النيل وقيل أنه حب آخر وغيره
يسبه القرطم البستاني أبيض اللون أزغب لا قشر عليه دهن فيه قبض مع يسير مرارة يؤتى
به من بلاد الهند ويستعملونه بدل الفلفل الأبيض.
قرطمان
: هو الخرطان ١ وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.
قرم
: قال أبو حنيفة : هو شجرة تنبت في أخوان
في بحر عمان في جوف ماء البحر يشبه شجر الدلب في غلظ سوقه وبياض قشره وخشبه أيضا
أبيض وورقه مثل ورق اللوز ولا شوك له وله ثمر مثل ثمر الضومران وهو مرعى الإبل والبقر
تخوض إليه الماء حتى تأكل ورقه وأطرافه الرطبة ويحمل حطبه في السفن إلى المدن والقرى
فيستوقد به لطيب رائحته ومنفعته وماء البحر عدوّ للشجر كله إلا القرم والكندلا.
غيره : ورق القرم والكندلا إذا شرب من سحيقهما درخميان أسهلت البطن سريعا.
قرقسيون
: ومرقسيا هي الكبابة باليونانية وقد ظن
قوم أنها البسباسة وذلك خطأ. الغافقي : هذا قول جل المفسرين ، وكذا سمى حنين هذا
الدواء في كتاب جالينوس بالكبابة فأما في كتابه في الأدوية المقابلة للأدواء فإنه
ترك إسمه هكذا ولم يفسره وأظنه فعل ذلك لما رأى صفته التي وصفها مخالفة للكبابة وذلك
أن جالينوس يقول في هذا الكتاب إن العارقشيتا هي عيدان دقاق تشبه عيدان الدارصيني
والكبابة إنما هو حب فإن كان هذا الدواء هو الكبابة فهو عودها وأصلها. وقد ذكر قوم
أن الكبابة إنما هو أصل نبات وإنما حبها حب العروس وهي الكبابة المعروفة لكن أصل
الكبابة قل من ذكره وكذلك ذكره جميع المترجمين في العرقشيتا أنها الكبابة ولا أعلم
من خالفهم في ذلك إلا قوم من المتأخرين عن المترجمين زعموا أنها البسباسة ولا
يلتفت إلى قولهم فإنه غلط ورأيت في بعض التفاسير العرقشيتا هي الفراسيول.
قرف
: إسم للقشر كله ومنه قرفة الطيب وقد ذكرت
مع الدارصيني في حرف الدال.
قرطمانا
: هو القردمانا وقد ذكرته.
قزاح
: كتاب الرحلة : يقال بالقاف المضمومة والزاي
المفتوحة المشددة بعدها ألف ثم حاء مهملة إسم
__________________
معروف بالقيروان
لنوع من الرازيانج ترعاه الإبل إلا أنه أدق ورقا من الرازيانج وأصغر أغصانا وهو
متشعب الأغصان وتتداخل بعضها في بعض مزوّاة على أطرافها زهر أصفر وثمر دقيق يشبه
الأنيسون وطعمه طعم الرازيانج إلا أنه متشعب متباعد الشعب وكله عطر الرائحة طيب
ثمره وورقه وأغصانه تحرك الجشاء كثيرا وتستعملها أهل تلك الجهة في التوابل في ماء
الشراب الطيب الرائحة وأهل البوادي بالقيروان وأعمال المهدية وما هنالك يسمونه
بالقزاح أيضا وبعضهم يسميه العلجان وهو بصحراء برقة كثير أكثر من الذي بأفريقية
يكون نحو قعدة الإنسان. لي : هو أيضا كثير بديار مصر وهو حار يابس في الثالثة يدر
البول ويسكن الأوجاع الباردة من الجوف ويحلل الرياح أيضا وهو قوي في ذلك إذا طبخ وشرب
ماء طبيخه بسكر مجرّب.
قسطس
: هو القسط. ديسقوريدوس في الأولى : أجوده
ما كان من بلاد العرب وكان أبيض خفيفا وكانت رائحته قوية طيبة وبعد هذا الصنف الذي
من بلاد الهند وهو غليظ أسود خفيف مثل القثاء وبعد هذا صنف ثالث وهو من البلاد
التي يقال لها سوريا وهو ثقيل لونه لون الخشب الذي يقال له البقس وهو الشمشاد
تتبين رائحته ساطعة وأجوده ما كان حديثا ممتلئا كله كثيفا يابسا لا متآكلا ولا
زهما يلذع اللسان ويحذوه ، وكان حديثا وقوّته مسخنة مدرة للبول والطمث نافعة من
أوجاع الأرحام وإذا استعمل في الفرزجات والتكميد والتبطيل وإذا شرب نفع من سم
الأفاعي وإذا شرب بخمر وأفسنتين بوزن درخمي نفع من أوجاع الصدر وشدخ العضل وهتكه وخرقه
والنفخ ويحرّك شهوة الجماع إذا شرب بخمر وعسل لما فيه من الرطوبة النافخة ويخرج حب
القرع إذا شرب بالماء ويعمل لطوخا بالزيت لمن به نافض قبل أخذ الحمى ولمن به فالج
باسترخاء وينقي الكلف ويقلعه إذا لطخ بماء أو بعسل ويقع في أخلاط بعض المراهم والأدوية
المعجونة وقد يغش به قوم بأخلاطهم به أصول الراسن الصلبة التي هي من البلاد التي
يقال لها مماعينا والمعرفة به هينة لأن الراسن لا يحذي اللسان وليست له رائحة قوية
ولا ساطعة. جالينوس في السابعة : في القسط كيفية من مرارة كثيرة جدا وكيفية حرافة
وحرارة حتى أنه يقرح ولذلك صار يدلك به جميع بدنه من أخذه النافض بأدوار قبل وقت
النوبة وكذا يستعمل أيضا في أبدان أصحاب الإسترخاء وأصحاب العلة المعروفة بالنساء
، وبالجملة متى أرادوا أن يسخنوا عضوا من الأعضاء ويجذبون من عمق البدن إلى ظاهره
خلطا من الأخلاط استعملوا القسط وبهذا السبب صار يدر البول ويحدر الطمث وينفع من
الهتك والفسخ الحادث في العضل ومن وجع الجنبين وبمكان ما فيه من المرارة شأنه أن
يقتل حب القرع ومن قبل هذا صاروا يستعملونه في مداوة الكلف فيطلونه عليه بالماء والعسل
وفي مزاج جميع القسط مع ما وصفت رطوبة نافخة بسببها صار ينفع ويعين على الجماع إذا
شرب بالشراب. الرازي في المنصوري : القسط جيد للزكام البارد إذا بخر به الأنف ودهنه
ينفع العصب وينفع من الخدر والرعشة. البصري : إذا سحق بالعسل أو بالماء نفع من
التشنج الظاهر في الوجه والسعفة والجراحات. مسيّح : وإن سحق وذر على القروح الرطبة
جففها. الطبري : القسط مفتح للسدد الحادثة في الكبد شرب. إسحاق بن عمران : القسط
ضربان أحدهما الأبيض المسمى البحري والآخر الهندي وهو غليظ أسود خفيف مر المذاق وهما
حاران يابسان
في الدرجة الثالثة والهندي
أشد حرّا في الجزء الثالث وهما منشفان للبلغم الرديء الذي في الرأس قاطعان للزكام
وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة وبردهما والقسط الأبيض فيه منفعة عجيبة من
الأوجاع العتيقة التي تكون في الرأس من الأبردة ويطرد الرياح المخدّرة للدماغ إذا
إستعط به بماء المطر أو طبخ في سمن عربي وهو سمن العز أو سمن البقر.
القلهمان : أن يدخن به في قمع قتل الولد
وأدر الحيض. التجربتين : إذا نثر على مقدم الرأس نفع من النزلات الباردة ويسخن
الدماغ وإذا تبخر به نفع من النزلات أيضا ومن الوباء الحادث عن التعفن وإذا ضمدت
به الأوجاع الباردة سكنها في العضل والمفاصل وكذا دهنه وإن قطر من دهنه في الأذن
سكن أوجاعها الباردة وفتح سددها وإذا سحق وعجن بالعسل وشرب نفع من أوجاع المعدة والمغص
ومن أوجاع الكلى وفتت الحصاة المتولدة منها ، وإذا شرب بالسكنجبين نفع من حمى
الربع المتقادمة وإذا لعق بالعسل نفع من البهر وإذا طلي به البهق والنمش والكلف
أزالها معجونا بالعسل أو بالخلّ أو بالقطران حسبما توجبه العلة وينبت الشعر في داء
الثعلب ونفعه في تقطع الأخلاط اللزجة وفي النفع من الأدواء المتولدة عنها قوي جدا.
قسوس
: هو المعروف بحبل المساكين وهو اللبلاب
الكبير الذي يعرش على الأشجار وغيرها وفي المنازل. ديسقوريدوس في الثانية : هو
نبات شبه اللبلاب غير أنه أصلب منه وهو أصناف كثيرة وأجناسه ثلاثة أحدها يقال له
الأبيض ، والثاني يقال له الأسود ، والثالث يقال له القس والذي يقال له الأبيض
ثمره أبيض والذي يقال له الأسود ثمره أسود وفي بعضه مع السواد شبه في لونه
بالزعفران ويسميه بعض الناس تريوسيون وأما الذي يقال له القس وهو المشتبك فلا ثمرة
له وهو دقيق الأغصان وورقه دقاق مزوّاة ١ حمر وكل أصناف قسوس فهو حريف قابض ضار للعصب
وإذا أخذ من زهره مقدار ما تحمله ثلاث أصابع وشرب بشراب كان صالحا لقرحة الأمعاء وينبغي
إذا احتيج إلى شربه أن يشرب منه مرتين في النهار وإذا دق وسحق وخلط بموم مذاب بزيت
وافق حرق النار والطري من ورقه إذا طبخ بالخل ودق كما هو نيئا أبرأ من وجع الطحال
وقد يدق ورقه ورؤوسه ويخرج ماؤها ويخلط بدهن السوسن البري الذي يقال له أرسا وعسل
ونطرون ويسعط به لأوجاع في الرأس مزمنة وقد يخلط بالخل ودهن الورد ويبل به الرأس
لذلك أيضا وإذا خلط بالزيت فيبرئ من وجع الأذن ويفتحها وسيلان القيح منها والقسوس
الأسود إذا أخرج ماؤه وشرب الأكثر منه أضعف البدن وشوّش الذهن وإذا أخذت من رؤوسه
خمسة ودقت ناعما وسحقت في قشر رمانة مع دهن الورد وقطر في الأذن المخالفة للسن
الألم فيسكن الوجع وهي تسود الشعر وإذا طبخ ورقه بشراب وعمل منه ضماد كان موافقا
لكثير من القروح الخبيثة العارضة من حرق النار ويجلو الكلف وثمره الذي يقال له
القس ورؤوسه إذا شربت أدرت الطمث وإذا أخذ منها درخميين وبخرت به المرأة بعد طهرها
منعت من الحبل ، وإذا أخذ قضبانه بورقه وغمست بالعسل واحتملته المرأة أدرت الطمث وإذا
احتمل يعين في سهولة إخراج الجنين وإذا دق وأخرج ماؤه وقطر في الأنف نقى نتنه والعفونة
العارضة فيه ودمعته إذا لطخ بها الشعر حلقته وقتلت القمل والأصول إذا دقت وأخرج
ماؤه وخلط بخل وشرب نفع من نهشة الرتيلا. جالينوس في السابعة : هذا مركب من قوى
متضادة وذلك أن فيه جوهرا قابضا وهو بارد أرضى وفيه
__________________
أيضا قوّة جاذبة
حريفة وهي حارة وطعمه شاهد على ذلك وفيه مع هذا جوهر ثالث وهو الجوهر الموجود فيه
وما دام رطبا حتى إذا جف ولا بد ضرورة أن يتحلل أولا هذا الجوهر ويبقى فيه ذانك
الجوهران الآخران أعني الجوهر البارد الذي يقبض والجوهر الحار الذي له الحدة والحرافة
وورق هذا اللبلاب إذا طبخ بالشراب ما دام طريا أدمل الجراحات الخبيثة وألحم
الجراحات الخبيثة ويحتم القروح الحادثة من حرق النار وإن طبخ ورق هذا بالخل نفع
الطحال وأما زهره فهو أقوى وبهذا السبب صار إذا سحقت مع القيروطي كانت من أبلغ شيء
لحرق النار وأما عصارة هذا النبات فهو دواء يسعط به ويشفي أيضا المادّة المتحلبة إلى
الآذان إذا هي عتقت والقروح العفنة التي تكون في الأنف ، وإذا كانت عصارته في بعض
الأوقات حارة فينبغي أن يخلط بها دهن ورد ودهن آخر عذب وأما صمغة هذا النبات فإنها
تقتل القمل وتحلق الشعر لأن قوتها تحرق إحراقا خفيفا وذلك أنه بمنزلة صمغ مائي وكذا
صمغ كل شجرة أخرى أي الصموغ كانت مما تسمى دمعة الشجر.
قسطرن
: ديسقوريدوس في الرابعة : وقد يقال له
قسحروطروقون أي المغتذي بالبارد وإنما سمي بهذا الإسم لأنه إنما ينبت في أماكن
باردة ، وأهل رومية يسمون هذا النبات ناطرفيقي ، ويسمونه أيضا رسوارنيا وهو من
النبات المستأنف كونه في كل سنة وله ساق دقيقة طولها نحو من ذراع أو أكبر مربع وورق
طوال لينة شبيهة في شكلها بورق شجر البلوط مشرفة طيبة الرائحة وما يلي الأرض من
الورق هو أعظم من سائر الورق وعلى طرف الساق زر مجتمع قريب من اجتماع السنبلة شبهه
بالسعتر الذي يقال له نميرا وورق هذا النبات ينبغي أن يجتمع وأن يجفف وإن أكثر شيء
منهما يستعمل من هذا النبات ورقه وله عروق دقاق مثل عروق الحريق. وهذه العروق إذا
شربت بالشراب الذي يقال له أدرومالي قيأت البلغم وقد يسقى من الورق مقدار درخمي
بالشراب الذي يقال له أدرومالي بالماء لشدخ العضل ووجع الأرحام الذي يعرض معه
الإختناق وغيره من أوجاعها وقد يسقى أيضا من الورق ثلاث درخميات مع قوطولوس من
الشراب لنهش الهوام ذوات السموم وإذا تضمد أيضا بهذا النبات نفع أيضا من نهشها وإذا
شرب منه مقدار درخمي بالشراب وافق ضرر الأدوية القتالة وإذا تقدم إنسان في شربة وشرب
من بعد شربه إياه شرابا قتّالا لم يحك فيه وقد يدر البول ويسهل البطن وإذا شرب منه
مقدار بالماء أبرأ من الصرع والجنون ووجع الكبد وإذا شرب منه مقدار درخمي بخل وعسل
أبرأ من وجع الطحال وإذا أخذ منه بعد الطعام مقدار باقلاة بعسل منزوع الرغوة هضم
الطعام وقد يسقى منه أيضا من يعرض له جشاء حامض وقد يعطي منه من كان فاسد المعدة
ليمضغه ويبتلعه ويتحسى بعده شرابا ممزوجا فينتفع به وقد يسقى منه من به نفث الدم
من الصدر مقدار ثلاث أوثولوسات بقوانوس من الشراب الممزوج قريبا من الفاتر فينتفع
به ، وقد يسقى منه بالماء من به حبن إن كان محموما مقدار درخمين بالشراب الذي يقال
له أدرومالي وإن كان ليس بمحموم فبالشراب الذي يقال له أونومالي ، وإذا شرب منه
مقدار درخمي بالشراب أبرأ من اليرقان وأدر الطمث وإذا شرب منه مقدار أربع درخميات
بعشر قوانوسات من الشراب الذي يقال له أدرومالي أسهل الطبيعة وإذا استعمل بالعسل
كان صالحا لقرحة الرئة المزمنة والقيح الكائن في الصدر والرئة ويجب لمن يخزن ورق
هذا النبات أن يجففه أولا
ثم يدقه ناعما ثم
يجعله في إناء من فخار.
جالينوس في السابعة : هذا دواء يقطع
الأخلاط وطعمه دليل على ذلك إذا كان مرا وكان مع هذا حريفا وتجربته أيضا تدل على
ذلك إذ كان يفتت الحصاة المتولدة في الكليتين وينقي ويجلو الرئة والكبد والصدر ويحدر
الطمث وينفع أصحاب الصرع ويشفي من الهتك والفسخ العارض في العضل وإذا وضع كالضماد
على نهش بعض الهوام الخبيثة نفع وإذا شرب نفع من عرق النسا ومن الجشاء الحامض.
الغافقي : إذا غسل بطبيخه الوجه نفع من الرمد والكمنة وإذا قطرت في الأذن عصارته
نفعت من وجع الأسنان وإذا أخذ من وشائعه ثلاث وطبخت في الماء وشربت قطعت القيء
الذريع.
قسط
هندي : هو الأسود الحلو.
قسط
بحري : هو الأبيض المر.
قسط
شامي : هو الراسن وقد ذكر في الراء.
قسطوره
: هو الجندبادستر وقد ذكرته في حرف الجيم.
قثمش
: هو
الكشمش وهو زبيب صغير لا نوى له وسيأتي ذكره في الكاف.
قسطانيقي
: هو البقلة اليمانية بلغة أهل السواد وقد
ذكرته في حرف الباء.
قسطريون
: هو الجندبادستر وقد ذكرته في الجيم.
قستوس
: بالتاء المنقوطة باثنين من فوقها وهي
بين السين والواو وهو إسم لنوع من الحطب وهو حطب شعراوي ويحرق عندنا أنواعه
بالأفران ويسميه عامتنا بالسكوس وهو أيضا يسمى السقواص وهو الذي ترجمه حنين في
كتاب ديسقوريدوس بلحية التيس وقد ذكرته في اللام.
قسب
: إسم لنوع من التمر يكون بالعراق جليلا
على هيئة التمر المسمى بالمغرب بالمقلقل الذي يجلب من بلاد فزان إلا أن القسب صغير
النوى أطيب منه طعما جدا لونه أحمر إلى البياض.
قشور
: جالينوس في ٩ : من القشور ما هي قشور
النحاس وهي نافعة لأشياء كثيرة ومنها قشور الحديد وقشور الشابرقان وههنا قشور أخر
يقال لها قشور المسامير وجميع القشور يجفف تجفيفا شديدا والفرق والخلاف بين بعضها
وبعض في أنها تجفف أكثر أو أقل وفي أنها أيضا من جوهر غليظ أو من جوهر لطيف بعض
أكثر من بعض وفي أن فيها قبضا أكثر وأقل فالقشور التي يقال لها قشور المسامير تجفف
أكثر من الجميع لأنها ألطف من الغير من أنواع القشور وذلك لأن فيها مع هذا زنجارا.
وأما قشور الحديد فالقبض فيها أكثر وهو في قشور الشابرقان أكثر منه في قشور الحديد
أعني بالشابرقان الحديد الذي هو صلب جدا ولذلك صار هذان النوعان من القشور أنفع في
الجراحات الخبيثة من قشور النحاس.
وأما قشور النحاس فهي تنقص اللحم وتذيبه
أكثر من قشور الحديد وقشور الشابرقان ، وأما قشور المسامير فهي في ذلك أكثر من
قشور النحاس وجميع أنواع القشور يلذع بالذوق وهي مما يدل على أن قوام جوهرها ليس
بكثير اللطافة بل الأحرى أن يكون أغلظ وذلك أن الألطف دائما من الأشياء التي في
قوتها قوّة واحدة بعينها هو أقل تلذيعا.
قشر
ترجيه : الرازي : هو عقار فارسي معروف بهذا
الإسم يؤكل مثل الباقلا الرطب ينفع جدّا للباه.
قشبة
: كتاب الرحلة : إسم حجازي لقشور تجلب إلى
مكة يشبه ما غلظ من قشر السليخة الحمراء يشوبه خشونة يسيرة طعمه فيه قبوضة وعفوصة يسيرة يستعملونه
في بخورات الشراب
يؤتى به من اليمن أوّل الإسم قاف مكسورة ثم شين معجمة ساكنة ثم باء بواحدة من تحتها
مفتوحة بعدها هاء ساكنة.
قصب
: ديسقوريدوس في ١ : منه ما يقال له بسطرس
وهو المصمت وهو الذي يعمل منه
__________________
النشاب ومنه ما يقال
له شلس وهو الأنثى وهو الذي يعمل منه ألسن النايات ، ومنه ما يقال له سورلعبات وهو
الكباي وهو كثير العقد غليظ الجرم ويصلح لأن يكتب به ومنه ما هو غليظ مجوف ينبت
على شواطىء الأنهار يقال له دوهس ومن الناس من يسميه وقورباس ومنه ما يسميه فرعنطس
وهو الساحلي إلى الرقة ما هو لونه أبيض وجل الناس يعرفون أصله. إذا تضمد به وحده
أو مع بصل الزير جذب من عمق البدن واللحم أزجة النشاب وشظابا الخشب والقصب والسلاء وما أشبه ذلك وإذا تضمد به مع
الخل سكن انفتال العصب ووجع الصلب وإذا دق ورقه وهو طري ووضع على الحمرة وعلى
الأورام الحارة أبرأها وقشره إذا أحرق وتضمد به مع الخل أبرأ داء الثعلب وزهر
القصب إذا وقع في الأذن أحدث صمما وقد يقع بفعل القصب الذي يقال له فريوربوس مثل
ما يفعل الأموغثطس. جالينوس في ٧ : أصل القصب قد ذكر قوم أنه إذا خلط مع بصل الزير
اجتذب من عمق البدن السلاء والإبر لأن فيه قوّة جاذبة وفيه من قوّة الجلاء شيء
يسير من غير حدة ولا حرافة. وأما ورق القصب فما دام طريا فهو يبرد تبريدا يسيرا ،
وفيه مع هذا شيء من قوّة الجلاء ، وأما قشور القصب إذا أحرقت فقوتها لطيفة في غاية
اللطافة محللة وفيها أيضا شيء يجلو ، وإسخانها أكثر من تجفيفها وينبغي أن يحذر
القطن الذي في أطراف القصب فإنه إن دخل في الأذن منه شيء لحج بها وتعلق فيها جدا
فأضر بالسمع حتى إنه مرارا كثيرة يحدث صمما. غيره : والندى الذي ينزل على القصب
ينفع من بياض العين. الشريف : وإذا افترش ورقه في بيوت المحمومين غضا ورش عليه
الماء البارد برد وكسر حدة حرّ الهواء القوي ونفع ذلك بمعونته في تبرد الهواء
الواصل إلى العليل وإذا أحرق الأصل وسحق وديف بمثله حناء وخضب به الرأس شد أجزاءه
وغلق مسامه وأعان على إنبات الشعر.
قصب
الذريرة : ديسقوريدوس في
الأولى : مالاحش الذراماطيطس ينبت ببلاد الهند وأجوده ما كان لونه ياقوتيا متقارب
العقد إذا هشم ينهشم إلى شظايا كثيرة أنبوبية طولية لونها إلى البياض ما هو ، ملا
من شي لونه إلى البياض ما هو شبيه بنسج العنكبوت لزج إذا مضغ فهو قابض فيه حرفة.
جالينوس في ٧ : في هذا القصب قبض قليل وفيه أيضا حدة وحرافة يسيرة وأما أكثر جوهره
فهو من طبيعة أرضية وطبيعة هوائية متمازجين تمازجا حسنا على توسط من الحرارة والبرودة
فهو لذلك يدر البول إدرارا يسيرا ويخلط في الأضمدة التي تتخذ في المعدة والكبد وفي
الأدوية التي يكمد بها الرحم بسبب أورام تحدث فيه وبسبب إدرار الطمث وإذا خلط في
هذه الأدوية نفع منفعة كثيرة جدا وإذا كان الأمر فيه على هذا فليوضع من الدرجة
الثانية من الإسخان والتجفيف وخاصة من درجات الأدوية التي تجفيفها أكثر من إسخانها
وفيه مع هذا شيء لطيف كما في الأفاويه الأخر إلا أن اللطيف موجود في كثير من
الأشياء الطيبة الروائح بمقدار قبض جدا وأما في قصب الذريرة فليس هو بكثير.
ديسقوريدوس : وإذا شرب أدر البول وكذلك
إذا طبخ مع الثيل أو مع زر الكرفس وشرب وافق من به حرق ومن كانت بكلاه علة والذين
بهم تقطير البول وشدخ العضل وإذا شرب أو احتمل أدر الطمث ويبرئ من السعال إذا تدخن
به وحده أو مع صمغ البطن واجتذب رائحة دخانه في أنبوبة في الفم وقد يطبخ فينفع من
أوجاع الأرحام إذا جلس النساء في مائه وقد
__________________
يقع في أخلاط بعض
المراهم وفي أخلاط بعض الدخن لطيب رائحته.
قصب
السكر : أبو حنيفة : هو أنواع فمنه أبيض ومنه
أصفر ومنه أسود والأسود لا يعصر وهو يغلظ ويعبل حتى لا تحيط به الكفان وإنما يعتصر
الأبيض والأصفر ويقال لعصارته عسل القصب وأجوده ما يجاء به من أرض الزنج أصفر مثل
الأترج والقند ما يجمد من عصر قصب السكر ثم يتخذ منه السكر ويقال لما جعل فيه
القند من السويق وغيره مقنود ومقند كما يقال معسول ومعسل. الدمشقي : وقصب السكر
لطيف ملائم للبدن نافع من الخشونة التي تعرض في الصدر والرئة والحلق ويجلو الرطوبة
اللطيفة المتولدة فيها ويدر البول ويولد نفخا ولا سيما إذا أخذ بعد الطعام وقصب
السكر ملين للطبيعة واستعماله لتهييج القيء صالح إذا شرب على أثره ماء فاتر وتهوع
بريشة طويلة وغمست في دهن الشيرج. المنصوري : هو حار باعتدال يدر البول ويذهب
بالحرقة الكائنة عند خروجه وينفع من السعال جدا.
إسحاق بن عمران : يقطع الإلتهاب العارض
في المعدة برطوبته ولطافته وينقي المثانة جدا.
قصاص
: هو النحلي. ديسقوريدوس في الرابعة : قرطس
هو تمنش كله أبيض وله قضبان طولها نحو من ذراع أو أكثر عليها ورق شبيه بورق الحلبة
أو الحندقوقا التي يقال لها طريقلن إلا أنها أصغر منه وفي وسط الورق شيء شبيه
بالصلب من ظهر الإنسان وإذا فرك فاحت منه رائحة المر وطعمه شبيه بطعم الحمص الطري.
جالينوس في ٧ : وورق هذا النبات قوته محللة مخالطة كقوّة مائية ورق الملوكية. ديسقوريدوس
: ولورق هذا النبات قوّة مبردة وإذا دق ناعما وخلط بالخبز وضمدت به الأورام البلغمية
في ابتداء كونها حللها وطبيخ الورق إذا شرب أدر البول ، ومن الناس من يزرع هذا
النبات بالقرب من مواضع النحل لأن عندهم يجتمع إليه النحل.
قصد
: هو العوسج وقد ذكرته في العين.
قضم
: هو القطن العتيق وسنذكره فيما بعد إن
شاء اللّه.
قضاب
مصري : كتاب الرحلة : إسم عربي أوله قاف مضمومة
ثم ضاد معجمة مفتوحة مشددة ثم ألف ثم باء بواحدة إسم لنوع كبير من عصا الراعي بأرض
مصر وهو من الجنبة قضبانها طوال ويحمر إذا جفت وهو أكثر حطب الأفران بمصر والقاهرة.
لي : القضاب بالديار المصرية خاصة وليس هو عصا الراعي الذكر كما زعم بعض الناس بل
هو النبات المذكور في أول المقالة الرابعة من ديسقوريدوس المسمى باليونانية
قلياطيس.
ديسقوريدوس : ومن الناس من يسميه
مرسنويداس ١ ومعناه الشبيه بالآس ومنهم من يسميه قولوغونداس ومعناه الشبيه بعصا
الراعي وهو نبات ينبت على وجه الأرض وله قضبان طوال رقاق شبيهة بقضبان الإذخر وورق
صغار شبيه في شكله بورق الغار غير أنه أصغر منه بكثير وإذا شرب ورق هذا النبات مع
قضبانه بالشراب قطع الإسهال ونفع من قرحة الأمعاء وإذا خلط باللبن ودهن الورد أو
اللبن ودهن الحناء واحتملته المرأة في فرزجة أبرأ أوجاع الرحم وإذا مضغ سكن وجع
الأسنان وإذا وضع على نهشه شيء من ذوات السموم نفع منها. وقد يقال أنه إذا شرب
بالخل نفع من نهشة الثعبان وينبت في أرضين معطلة من العمارة. جالينوس في ٧ : وأما الدواء
المسمى قلياطيس ويسمى أيضا الشبيه بالغار ويسمونه قوم أخر الشبيه بالآس وقوم أخر
يسمونه الشبيه بالبطباط وليس بحاد ولا حريف ولا هو محرق بل هو نافع من استطلاق
البطن وقروح الأمعاء ، وإذا شرب
__________________
بالشراب أو مضغ سكن
وجع الأسنان وإذا احتمل من أسفل نفع من وجع الأرحام.
قضب
: هي الرطبة والفصفصة وقد ذكرتها في حرف
الفاء.
قضم
قريش : ويقال فم قريش وهو حب الصنوبر الصغار وقد
ذكرته في حرف الصاد.
قطلب
: القطلب عند أهل الشام هو الشجر المسمى
أيضا قاتل أبيه وبعجمية الأندلس مطرونية وثمره هو الحناء الأحمر وعامتنا بالأندلس
يسميه عصير الدب. ديسقوريدوس في ١ : هي شجيرة تشبه شجرة السفرجل وهو أدق ورقا وثمرها
مساو للإجاص في عظمه وليس له نوى ، ويقال لثمره ما قولا وإذا نضج يصير لونه مائلا
إلى لون الزعفران أو الياقوت الأحمر وإذا أكل بقي منه في الفم ثفل كالتبن وكان
ردئا للمعدة ويسدد سريعا ويصدع. جالينوس في ٧ : هذه الشجرة ورقها وثمرتها يقبضان وثمرها
رديء للمعدة. الغافقي : ثمره ينفع من السموم القتالة وإذا حمل مدقوقا على العين أنضح
الماء النازل فيها وهيأ للتقرح ، وورقه إذا طبخ وشرب طبيخه سكن ثوران الدماميل والإبنات
وإذا جفف وذر على الجراحات ألزقها ويجفف القروح الرطبة وينفع حرق النار.
قطن
: ابن سمحون : أخبرني بعض أعراب حلب أن
القطن يعظم عندهم شجره حتى يكون مثل شجر المشمش ويبقى عشرين سنة قال وأجوده الحديث
وما زرع من عامه ، ويسمى حديثه القور وعتيقه القضم ، وهو خشن كله جدا قال أبو مسحل
هو القطن والبرس والخرفع والعطب والكرفس والطوط وزعم بعض الرواة أنه يقال لحب
القطن الخيشفوج.
البصري : القطن حار رطب اللباس وهو شديد
الإسخان ناعمه ما دام فيه طراوة لأنه يتلبد ودهن حبه نافع للكلف والنمش والجراحات
الحارة الحادثة في الوجه. مسيح : حب القطن مسخن للصدر نافع للسعال. الرازي : حب
القطن يلين ويسخن ويزيد في الباه ، وعصارة ورقه تنفع إسهال الصبيان. الشريف : وإذا
أحرق القطن البالي وحشي بحراقته الجراح قطع دمها وحيا ، وإذا ألصق على الدماميل
قلع ما فيها وقتلها لأن من خاصيته اجتذاب المواد من عمق البدن وإذا عمل منه فتل وأوقد
طرفها ثم كوي به الثآليل المسمارية ثلاثا قطعها وحيا ، وإذا اشتم دخانه المزكوم
نفعه. وذكر صعترين في الفلاحة النبطية أنه إذا أخذ من ورق القطن الصغار الغض شيئا
صالحا وطرح في قدر وغمر بالماء وطبخ مع شيء من أصول القطن حتى يخرج قوّته وجلس فيه
النساء نفع من اختناق الرحم وأوجاعها لما فيه من الخصوصية فلذلك إذا ضمد به مع ورق
الرطبة
نفع من وجع المفاصل الحارة والباردة وله خاصية في تسكين النقرس والضربان الدائم الحادث
منه لا سيما إن خلط بشيء من دهن ورد. غيره : وثياب القطن أدفأ من ثياب الكتان تربي
اللحم حارة لينة معتدلة في الحرارة واللين وهي أفضل شيء لمن كان مزاجه مائلا إلى
البرد ، وبالجملة فإن القطن شديد الإسخان ناعم ما دام فيه طراوة حتى يتلبد فيذهب
ذلك منه والقطن البالي العتيق يذهب اللحم الميت ويأكله من الجرح إذا وضع عليه.
قطرات
كوثي : الشريف : إسم فارسي ذكره إبن وحشية في
كتابه المنتخب وسماه قطرات كوثي يطلع من الأرض حوله ثلاث أو أربع قضبان هن أقصر
منه وله أصل متمكن قوي جدا ذو عروق كثيرة ويعلو مقدار شبر ونصف وأشف في لونه أدنى
حمرة مقنع بها له في رأسه فيقلة شبيهة بالفستقة فيها نوار أغبر له رائحة الطين إذا
فرك وأكثر نباته بناحية حلوان وهو يؤكل كما تؤكل البقول مع اللحم في القلايا والمطحنات
التي فيها حموضة لأن طعمه كطعم الماء يشوبه
__________________
أدنى ملوحة مع رطوبة
وهو بذلك يطيب مع الأشياء اليابسة من المأكولات والأشياء الحامضة ، وقد يجفف ويرفع
فيزداد ملوحة فإذا احتيج إليه في شيء من الطبيخ قطع وأنفع في ماء ثم يطبخ باللحم وقد
يسلق ويؤكل بالخل والزيت والمري وخاصيته إصلاح الأحشاء ويطيب الجشاء جدا.
قطف
: هو السرمق بالفارسية. ديسقوريدوس في
الثانية : هو بقلة معروفة وهي صنفان منها بريّ ومنها بستاني. جالينوس في السادسة :
مزاج القطف مزاج رطب بارد إلا أنه رطب في الدرجة الثانية بارد في الأولى وليس في
القطف قبض بل هو مائي وليس بأرضي منه كالملوكية ونفوذه في البطن سريع لأن فيه
لزوجة كلزوجة الملوكية وفيه مع هذا من التحليل شيء يسير جدا ، وأما القطف والملوكية
المزروعان في البساتين يرطبان ويبردان أكثر من الذي يخرج منهما في البر ولذلك صار
النافع منهما للأورام الحارة والعلل المعروفة بالجمرة ما دام كل واحد منهما في
ابتدائه أو في تزيده ، وما كان لينا بعد كان يغلي ويفور ، وما كان منهما بستانيا
فهو الأنفع والأوفق لها وفي وقت منتهاها وفيما بعد المنتهى وإذا هي صلبت وبردت فما
هو بري منها فهو الأنفع والأوفق لها وأما بزر القطف فقوّته تجلو فهو لذلك نافع لمن
يحدث به اليرقان بسبب سدد في الكبد. ديسقوريدوس : وقد يطبخ قليلا ويؤكل فيلين
البطن وإذا تضمد بها مطبوخة أو غير مطبوخة حللت الأورام التي يقال لها فوحثلا والجمرة
وإذا شرب بزرها بماء القراطن أبرأ من اليرقان. الرازي في المنصوري : جيد الغذاء
نافع لأصحاب الأكباد الحارة وقال في دفع مضار الأغذية : يغذو غذاء باردا رطبا لزجا
وهو صالح للمحمومين والمحرورين وهو مع ذلك سريع النزول ولا يحتاج أصحاب الأمزجة
الحارة إلى إصلاحه فإنه لهم موافق ولا سيما إذا طبخ بالزيت فأما أصحاب الأمزاج
الباردة فليأكلوه بعد السلق مقلوّا بالزيت مطيبا بالأفاويه والأبازير. غيره : رديء
للمعدة ويولد رياحا غليظة نافخة. إسحاق بن عمران : بزر القطف صالح للأمزاج الحارة
إلا أنه من السمائم القاتلة إذا أخذ منه بغير تقدير وهو متى استعمل مع الملح والعسل
ينقي المعدة وأخذه غرر ويجلو وإن شرب منه قدر درهمين بعسل وماء حار قيأ مرة صفراء.
الشريف : إذا غمست الأيدي الجربة الصفراوية في ماء طبيخه وهو حار نفع منها وإذا اكتحل
ببزره مع مثله سكرا مسحوقين نفع من جرب العين وخاصيته تحليل الأورام في الحلق وتليين
الصدر أكثر وأما بزره فإنه في نهاية ما يكون من شفاء الأورام الباطنة والظاهرة بأن
يدق ويبل بماء القطف ويطلى عليها وفي الباطنة أن تنعم سحقه ثم يشرب بأي الأشربة
أمكن مثل السكنجبين والجلاب والماورد أو بالماء وحده وهو دواء جيد للإستسقاء إن
شرب منه ثلاثة أسابيع في كل يوم درهمين ، وإذا تلطخ بورقه في الحمام مرضوضا نفع من
الحكة وإذا غسلت ثياب الخز والحرير الوسخة بماء طبيخه أزال وضرها من غير أن يضر
بالألوان وأما النوع البري منه فإن بزره إذا طبخ منه نصف أوقية في مقدار رطل ماء
إلى أن ينقص النصف ثم يصفى ويسقى المرأة لإمتساك المشيمة أسقطتها وإن كان لها بها
أيام فإنه بليغ في ذلك مجرب.
قطف
بحري : هو الملوخ وسيأتي ذكره في الميم.
قطران
: قد ذكر في حرف الشين المعجمة في رسم
شربين.
قطيفة
: هو النبات المسمى باليونانية عيافيلون
من الحاوي ، وقد ذكرته في حرف الفاء في رسم فضة.
قطاة
: قالت الحوران : لحمه يابس ليس بحار نافع
لمن به سدد وضعف في الكبد وفساد المزاج والإستسقاء ويولد السودا.
المنهاج : هي عسرة الإنهضام رديئة
الغذاء ويقلل ضررها الدهن الكثيرة. الرازي : وأما القطاة وما أشبهه من الطيور
الحمر اللحم جدّا فإن الخل يصلحها وأكثر ما تؤكل مصوصا. خواص ابن زهر : عظام
القطاة إن حرق وأخذ رماده وغلي بزيت انقاق وطلي به على رأس الأقرع وموضع داء
الثعلب أبنت فيه الشعر مجرب.
قطانف
: الرازي في دفع مضار الأغذية : القطائف
المحشوة بالجوز ودهنه مسخن مبثر للفم إلا أن يقشر جوزه وهو كثير الأغذاء ولذلك
ينبغي أن يعتني بعد أكله بغسل الفم وبتنقيته ويشرب عليه المحرورون السكنجبين
الحامض ويأخذ بعض ما يفتح سدد الكبد لأن خبزه خبز فطير والقطائف المتخذة بالجوز
أسرع نفوذا ونزولا وأوفق للمشايخ والمبرودين من المتخذة باللوز واللوزي أوفق
للمحرورين. المنهاج : القطائف المحشوة أجوده الرباعي المحتمر النضيج والمعمول منه
بالجوز أشد حرارة وهو ينضج صالح لمدمني الرياضة ولذات الصدر وإذا عمل بلوز وسكر
غذى كثيرا ويبطئ هضمه ويحدث الحصا في المثانة ويصلحه الرمان المز والسكنجبين.
قصبل
: ديسقوريدوس في الثانية : سفراطيون ومن
الناس من يسميه سقلاريون وهو نبات له أصل شبيه ببلبوش كثيرا لونه إلى الحمرة مرّ
الطعم يحذي اللسان وله ورق شبيه بورق السوسن إلا أنه أطول منه. جالينوس في ٨ : أصل
هذا النبات شبيه ببصل الفار وفي قوّته وفي طعمه ومن أجل ذلك قد يستعمله قوم مكان
بصل الفار إذا لم يقدروا على البصل لأنه يفعل جميع ما يفعله من الأفعال الغليظة
إلا أنه في فعله أضعف منه جدا.
ديسقوريدوس : وقوّته مثل قوّة الأسقيل ولذلك
إذا خرج ماؤه وعجن بدقيق الكرسنة وعملت منه أقراص وسقي منها المطحولون والمجنونون
بالشراب المسمى أدر ومالي انتفعوا بها جدا.
قعنب
: الغافقي : يسمى بعجمية الأندلس طرنبة وهي
شجرة تنبت على ساق ولها ورق قريب من ورق الأسفاناخ ولونها إلى الصفرة ولها رؤوس
صفر تؤكل عساليبها كما يؤكل الرازيانج وهي نافعة حلوة فإذا انتهت صار فيها مرارة ويعرفها
بعض أهل البادية باللعاس والقعنب أيضا هو الثعلب.
قفر
اليهود : ويقال كف اليهود.
التميمي في المرشد : وأما القفر اليهودي فيختص به أحد النوعين من القفر المستخرجين
من بحيرة يهودا وهي البحيرة المنتنة التي من أعمال فلسطين بالقرب من البيت المقدس
التي هي ما بين الغورين غور زغر وغور أريحا وهي القفر المحتفر عليه المستخرج من
تربة ساحل هذه البحيرة وهو أفضل نوعي قفر اليهود وهذا الصنف هو الذي يدخل في أخلاط
الترياق الأكبر المسمى الفاروق والمعول عليه وذلك أن القفر اليهودي يسمى بتلك
الناحية الخمر من أجل أن أهل تلك الضياع الشامية كلهم يخمرون به كرومهم. ومعنى
التخمير أن يحل أحد نوعي هذا القفر المستخرج من هذه البحيرة بالزيت فإذا هم زبروا
كرومهم أي قلّموها عند نفش الكرم وبرزت عيونه أخذوا هذا القفر المحلول بالزيت ثم
جاؤوا إلى كل عين من عيون الكرم فيغمسوا في ذلك القفر المحلول عودا في غلظ الخنصر
، ثم حكوا به تحت العين بالقرب منها خطة دائرة على ساق الغصن أو القضيب أو ساق
الكرم ليمنع الدود من الرقي إلى عيون الكرم ومن أكلها فإذا فعلوا ذلك سلمت لهم
كرومهم من فساد الدود ، وإن هم أغفلوا ذلك الفعل صعد الدود إلى عيون الكرم فرعاها
وأفسد الثمر والورق جميعا فمن القفر اليهودي هذا الصنف المحتفر عليه المسمى بالشام
أبو طامون ، ومنه صنف آخر يرمى به بالحيرة في الأيام الشاتية إلى
ساحلها وهو في منظره
أحسن لونا من أبو طامون وأشد بصيصا وبريقا وأشد رائحة وذلك أن رائحة هذا الصنف
الذي ترمى به البحيرة رائحة النفط الشديد الرائحة وذلك أنه ينبع من قرار هذه
البحيرة ويخرج من عيون الصخور التي في قرارها كمثل ما ينبع العنبر في قرار البحر ويركب
بعضه بعضا فإذا كان في أيام الشتاء واشتدّت الرياح وكثرت الأمواج وكثر البحر واشتدت
حركة مائه انقلع ذلك القفر الجامد اللاصق بالصخور فيطفو فوق وجه الماء الذي فيه من
جوهر الدهنية وخفتها فترمي به الريح إلى ساحل البحيرة وليس للقفر اليهودي في جميع
بلدان الأرض معدن غير هذه البحيرة ، وأما الصنف منه المسمى أبو طامون وهو القفر
اليهودي بالحقيقة فإنه يحتفر عليه في ساحل البحيرة المنتنة بالقرب من الماء ومن
تكسر أمواجها نحوا من الذراع أو الذراعين من الأرض فيجدونه مجتمعا في بطن الأرض
متولدا في نفس تلك التربة قطعا مختلطا بالملح والحصا والتربة فيجمعون منه شيئا
كثيرا ويصفونه مما فيه من الحصا والتراب بالنار والماء الحار كمثل ما يصفون الموم
ثم يخرجوه بعد التصفية فيأتي لونه مطفيا كمدا ليس له شدّة البصيص كالقفر الذي ترمي
به البحيرة ولا روائح النفط الموجود فيما ترمي به بل تكون رائحة هذا النوع الذي
يحتفرون عليه ويضفونه ويسمونه أبو طامون تضرب إلى رائحة القبر العراقي وإذا كسرت
القطعة منه لم يكن لها من البصيص ما للقفر الذي ترمي به البحيرة. ديسقوريدوس في
الأولى : القفر اليهودي بعضه أجود من البعض والجيد من القفر ما كان لونه شبيها
بلون الفرفير
براقا قوي الرائحة رزينا.
وأما الأسود منه الوسخ فرديء لأنه يغش
بزفت ويخلط فيه وقد يكون بالبلاد التي يقال لها قوتيقيا والمدينة التي يقال لها
صيدون والمكان الذي يقال له باقلون والمدينة التي يقال لها صاراقبيس وقد يكون في
بلاد القوم الذين يقال لهم أمر عسطو سوى الذي من صقلية رطوبة تطفو على مياه العيون
يستعملها الناس في السرج بدل الزيت ويسمونها دهنا صقليا ، ويغلطون لأنه إنما هو
نوع من القفر اليهودي الرطب ويدعى بطالاطالس. جالينوس في ١١ : القفر اليهودي هذا أيضا
واحد من الأنواع التي تتولد في ماء البحر وفي غيره من المياه الشبيهة به ولذلك صار
يؤخذ هذا الدواء طافيا على مياه الحمامات في أوبولوقيا وفي أسوس من المواضع وفي
غير ذلك من البلدان بمنزلة الزبد وما دام يسيح فوق الماء فهو رطب سيال ثم أنه يجف
بعد ذلك حتى يصير أصلب من الزفت اليابس وقد يتولد من هذا القفر مقدار كثير جدا في
البحيرة المعروفة بالمنتنة وهي بحيرة مالحة في بلاد غور الشام. وقوّة هذا الدواء
تجفف وتسخن نحوا من الدرجة الثانية ولذلك صار يستعمل في إلزاق الجراحات الطرية
بدمها وفي سائر ما يحتاج إلى التجفيف مع الإسخان اليسير. حبيش : في شقشما هي كقفر
يهودا وهو الخمر وهو أرفع ما يكون من الموميا إذا أصبته خالصا ينفع بإذن اللّه
تعالى من إرضاض اللحم ومن الكسر إذا ضمدت به من خارج ويغلى بالزيت الخالص ويسقى
للمرضوض اللحم ويؤخذ المشاقة وشيء منه وتوضع عليه من خارج فيبرأ بإذن اللّه.
ديسقوريدوس : ولكل قفر قوّة مانعة من
تورم الجراحات ملزقة للشعر النابت في الجفون محللة ملينة ، وإذا احتمل أو اشتم أو
تدخن به كان صالحا للأوجاع العارضة للنساء التي يعرض منها الإختناق ولخروج الرحم وإذا
تدخن به نفع صرع من به صرع كما يفعل الحجر الذي
__________________
يقال له ماغناطيس ،
وإذا شرب بجندبادستر وخمر أدر الطمث ونفع من السعال المزمن وعسر النفس ونهش الهوام
وعرق النسا وأوجاع الجنب وقد يحبب ويعطى منه من كان به إسهال مزمن وإذا شرب بخل
ذوب الدم المنعقد وقد يذوب ويحتقن به مع ماء الشعير لقرحة الأمعاء وإذا استنشق
دخانه نفع من النزلات وإذا وضع على السن الوجعة سكن وجعها.
واليابس من القفر إذا استعمل مسحوقا
بميل ألزق الشعر النابت في العين وإذا تضمد به مع دقيق الشعير ونطرون وموم نفع
المنفرسين ومن كان به إسهال ووجع المفاصل. التميمي : يحلل الأورام الحاسية الباردة
ويدمل القروح ويلين ويمدد ويجلو البياض من العين ويجفف رطوبات القروح الرطبة
تجفيفا شديدا ويدملها مع فضل حرارة فيه قوية ويبس ويقتل الديدان في الشجر ويمنعها
من أكل عيون الكرم أوّل ما تعين ويقتل ما في الآبار والصهاريج من الديدان الصغار
الحمر وقد يدخل في كثير من المراهم المنبتة للحم المرملة المجففة للقروح وهو طراد
للرياح الغليظة الكائنة في المعدة والشراسيف حتى إنها تخرجها بالجشاء وقد يدخل في
سفوفات الأطفال وفي وجوراتهم وفي سفوفات النساء والرجال المعينة على هضم الأغذية
المحللة للنفخ والقراقر ، وقوم يدخلونه في الدخن وإذا دخن به في المنزل والمكان
لشيء طرد منه الهوام وطرد الحبات والعقارب وسائر الهوام وقد يسميه الصيادلة
الأشبرطم. قال ابن سينا : يقوي الأعصاب وينفع من بياض الأظفار لطوخا وينضج ويفتح
الخنازير ويطلى على القوابي وينفع من قروح الرئة ويعين على النفث ويخرج المدة من
الصدر وينفع من أمراض اللوزتين ومن الخناق وينفع من صلابة الرحم.
قفوز
: أبو حنيفة : هو نبات ترعاه القطاة. ابن
ماسويه : بزره حار يابس في الثالثة يجفف رطوبات الرأس ويحللها.
قفلوط
: هو ضرب من الكراث الشامي وسيأتي ذكر
الكراث في حرف الكاف.
قلقاس
: بعض علمائنا هو شيء ينبت على المياه وله
ورق كبير أملس يشبه ورق الموز إلا أنه ليس بطوله وهو مجفف يشبه الطرغة أو يشبه ورق
القرع ولكل ورقة من ورقه قضيب منفرد غلظه كالأصبع وأكبر ونبات القضيب من الأصل
الذي من الأرض ، وليس لهذا النبات ساق ولا ثمر وأصله شبيه بالأترجة إلا أن ظاهره
مائل إلى الحمرة وداخله أبيض وكثيف مكتنز مشاكل للموز وطعمه فيه قبض مع حرافة قوية
تدل على حرارته ويبسه وهو يابس في الأولى إذا سلق بالماء زالت حرافته جملة واكتسبت
مع ما فيه من القبض اليسير لزوجة مغرية كانت فيه بالقوّة إلا أن حرافته كانت
تسترها وتخفيها ولذلك صار غذاء غليظا بطيء الإنهضام ثقيلا في المعدة لكثافة جسمه ولزوجته
إلا أنه لما فيه من القبض والعفوصة صارت فيه قوّة مقوية للمعدة معينة على حبس
البطن إذا أخذ منه مقدار لا يثقل على المعدة فتحيله ضرورة لثقله وبعد انهضامه ولما
فيه من اللزوجة والتغرية صار نافعا من سحوج الأمعاء وقشره أقوى على حبس البطن من
لحمه لأن القبض فيه أغلب. غيره : يزيد في الباه ويسمن وإدمانه يولد السوداء.
قلقل
: أبو حنيفة : هو شجرة خضراء تنهض على ساق
ونباتها الآكام دون الرياض ولها حب كحب اللوبيا حلو طيب يؤكل والسائمة حريصة على
أكله ، ومنابته الغليظ والجلد من الأرض وحب القلقل مهيج على النكاح يأكله الناس
لذلك ويقال القلقل وقلقلان وقلاقل.
وقال أبو عمر : والقلقلان أحمر بطون
الورق أحمر ظهورها
والقلقل من النبات
الذي إذا جف ثم هبت عليه الريح كان له جرس وزجل. كتاب الرحلة : هو معروف بالعراق
مزدرع على السواقي في مزارع القطن وغيره فيعظم شجره حتى يكون في قدر شجر الشهدانج
المتوسط ويتخذ منه الأرشية كما يتخذ من العنب وهو عندهم أنجب في الماء من ذلك وورقه
ثلاث ثلاث سمسمية الشكل وشهدانية الشكل ويكون أيضا حبه في كل معلاق ، إلا أنه أقل
تشريفا وأصلب وأقصر وخضرتها مائلة إلى الدهمة وساق شجرتها إلى الحمرة فيها قليل
زغب وطعم الورق مر وزهره قطني الشكل ، إلا أنه أميل إلى البياض وثمره في أوعية
خشنة على شكل بزر الشوكة الطويلة إلا أنه أكبر نحو من نوى القرطم في القدر ولونه
أغبر وطعمه حلو وفيه لزوجة وقد إزدرعته في بلادنا فانجب. ابن ماسويه : حار رطب
زائد في الجماع وخاصة إذا خلط بالسمسم وعجن بعسل الطبرزد وفانيذ وليس يكون جيدا ولا
هو رديء الخلط وإن قلي فهو أحمد والإكثار منه يتخم ويورث هيضة. ماسرحويه : حار رطب
في الثانية زائد في الباه وإن تنقل به على الشراب صدع وليس خلطه برديء وخاصة إذا
قلي.
مسيح والرازي : مثله.
قلب
: أوّله قاف مضمومة بعدها لام ساكنة ثم
باء واحدة. سليمان بن حسان : إنما سمي هذا النبات بهذا الإسم وهو من أسماء الفضة
لأن له بزرا صلبا شبيها بالفضة في بياضها وصلابتها وينبت في بلاد الأندلس كثيرا وهو
معروف بها ولم أره بموضع من المواضع التي سلكتها من بلاد الشام ورأيته بديار بكر
بظاهر مدينة آمد قبالة برج الزاوية المعروف ببرج الصالح عند الطاحون التي هناك في
فصل الخريف ولا يتوهم أنه حب القلب الذي ذكرته في الحاء المهملة بل هو غيره ، ويسمى
هذا النبت بعجمية الأندلس سحس إقراعيه ومعناه كاسر الحجر وباليونانية لبيس قزمن ومعناه
البزر الحجري.
ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات له ورق
شبيه بورق الزيتون إلا أنه أطول منه وألين وأعرض وما كان منه مما يلي الأرض فإنه
مفترش عليها وله أغصان قائمة دقاق في رقة عيدان الإذخر صلبة وعلى أطراف الأغصان
شيء كأنه ساق ينقسم نصفين وفيه ورق صغار وعند الورق بزر صلب كأنه الحجر مستدير
أبيض في عظم الكرسنة الصغيرة وينبت في أماكن خشنة ومواضع غالية وقوّة البزر إذا
شرب بشراب أبيض أنه يفتت الحصاة ويدر البول.
الغافقي : وقد يدر الطمث ويذهب الربو والفواق
وهو جيد لإستطلاق البطن والبواسير مجفف للمني والشربة منه وزن درهمين.
قلانش
: كتاب الرحلة : إسم لنوع من النبات
المسمى عندنا بخوخ المروج في صفاتها كلها من لون أغصانه ولون ورقه إلا أن ورق هذا
أقصر وأعرض بقليل وقصبه متقاربة العقد رخصة خوارة وتنبسط على الأرض بخلاف ذلك وهو
بضفتي نيل مصر كثيرا ويسمونه كما ذكرت وطعمه تفه بيسير لزوجة فيه ويستعملونه في
الأصبغة مكان الحشيشة والحشيشة عندهم إسم لليردن. أوّل الإسم قاف مفتوحة ثم لام ثم
ألف ثم نون مشدّدة بعدها شين معجمة. غيره : عصارته إذا شربت نفعت من نفث الدم من
الصدر مجرب ويقطع نزف الدم أيضا حمولا وفعله في ذلك قريب من فعل الدواء المسمى
باليونانية لرسيماحيوس المذكور في حرف اللام وكأنه نوع منه ولم أره بغير مصر.
قلشونوذيون
: ديسقوريدوس في الثالثة : هو شجيرة صغيرة
تستعمل في وقود النار طوله نحو من شبر ينبت بين الصخور ولها ورق شبيه بورق صنف من
النمام الذي يقال له أرقلس وزهر شبيه بأرجل
السرير متفرق بعضه
من بعض مثل زهر قراسيون. جالينوس في السابعة : قوة هذا قوّة حارة لم تبلغ بعد إلى
أن تحرق وهو مع هذا لطيف الجوهر فيمكن الإنسان من هذا أن يضعه في الدرجة الثالثة
من الإسخان واليبس. ديسقوريدوس : وقد يشرب هذا النبات وطبيخه لنهش الهوام وشدخ
العضل ويقطر البول وقد يدر الطمث ويحدر الجنين ويطرح الثآليل إذا أدمن شربه عدة
أيام أعني الثآليل التي تسمى أفروحودونس.
قليميا
: جالينوس في التاسعة : هذا يكون من
الأتاتين التي يذاب فيها النحاس إذا ما ألقيت المرية فيها كلها التي تكوّن منها
النحاس في الأتون وارتفع وقد تكون القليميا في المعادن التي تخرج منها الفضة عند
ما تخلص هذا التخليص وإذا أذيب أيضا الحجر المعروف بالمرقشيثا صار منه قليميا ، وقد
يوجد القليميا أيضا من غير أتون في جزيرة في قبرس في الماء أو في مجارية وهذا
النوع من القليميا أفضل وأجود من سائر أنواعها وهو القليميا الحجري. وأما القليميا
الذي يكون في الأتون فمنه نوع يقال له العنقودي ومنه نوع يقال له الصفائحي والعنقودي
هو النوع الذي يجمع في أعلى بيوت الأتاتين إذا سجرت وأما النوع الصفائحي فهو الذي
يجتمع في صفائح أسافل البيوت. ديسقوريدوس في الخامسة : أجود القليميا القبرسي وهو
الذي يتعارفه اليونانيون فيما بينهم نيطرونطش وهو العنقودي وهو أسود كثيف وسط في
الخفة والثقل بل هو مائل إلى الخفة وشكله شبيه بشكل العنقود ولونه شبيه بلون الصنف
من التوتيا الذي يقال له سنودس ، وإذا كسر كان لون باطنه إلى لون الرماد ولون
الزنجار وبعد هذا الصنف من القليميا في الجودة الصنف الذي لون ظاهره شبيه بلون
السماء ولون باطنه أبيض وفيه عروق شبيهة بالحجر الذي يقال له أبو خيطس وهو الظفري
والذي يستخرج من المعادن القديمة من القليميا شبيه بالقليميا الظّفري. وقد يكون
صنف آخر من القليميا يسمونه سقطرانيس ومعناه الخزفي وهو كثير رقيق أكثر ذلك يكون
أسود اللون وظاهره ربما كان شبيها بالخزف وربما كان شبيها بالطين اليابس وقد يكون
أيضا من القليميا صنف آخر أبيض اللون وهو رديء ، وأما الصنف من القليميا الذي يقال
له العنقودي والصنف الذي يقال له الظفري فإنهما يصلحان ليستعملا في أدوية العين
فأما سائر الأصناف فإنها تصلح للمراهم والذرورات التي تدمل القروح والجراحات وقد
تصلح لذلك أيضا القليميا القبرسي فأما القليميا الذي يجلب من البلاد التي يقال لها
ماقدونيا وأسبانيا وبرقة فإنه لا يصلح لشيء. جالينوس : الأمر في أن النوع
العناقيدي ألطف والنوع الصفائحي أغلظ أمر معلوم وكلاهما قوته مجففة مثل قوّة جميع
الأدوية الأخر المحتقرة والحجارية الأرضية والأقليميا مع تجفيفه يجلو جلاء معتدلا
إلا أن الذي يكون منه في الأتاتين فيه شيء يسير من قوّة النار وبهذا السبب صار متى
غسل اتخذ منه دواء يجفف ويجلو باعتدال من غير أن يلذع نافع من القروح المحتاجة إلى
دواء يملأ قروح العين وقروح جميع البدن فأما القروح الخبيثة الرطبة رطوبة كثيرة أو
المتعفنة فإنها إذا كانت في الأبدان اللينة الرخصة نفعها هذا القليميا وقوّته
بالجملة تجفف وتجلو جلاء قليلا وأما في الحرارة أو البرودة فهو معتدل. ديسقوريدوس
: وقوّة القليميا قابضة وهو يملأ الجراحات المتعفنة وينقي أوساخها وقد يغرى ويجفف
وينقص اللحم الزائد ويدمل القروح الخبيثة وقد يكون القليميا من النحاس إذا أدخل في
الأتون وقد
حمي فيحلل البخار
منه والتزاقه بجوانب الأتون ورأسه وهذه الأتاتين التي يجمع فيها الأقليميا هي
معمولة من حديد وأعلاها مجتمع مقبب ليجتمع فيه ما يرتفع من بخار النحاس. ومن أجوده
ما كانت حجارته كبارا ويسخنون الرماد من أفطر اسمول الذي يطبخه دائما يعقد على
الأتون قليلا واحدا من فوق واحد وربما يكون من هذا البخار صنف واحد من القليميا وربما
يكون صنفان وربما كانت تكوّنت الأصناف كلها ، وقد يستخرج القليميا أيضا من معادن
في الجبل الشامخ الذي يقال له صولاون وقد يعمل بأن يحرق الحجر الذي يقال له نوريطس
وهو المرقشيثا وقد يوجد أيضا في هذا الجبل عروق فيها قلقطار وعروق فيها زاج وعروق
فيها سوري وهو إلزاج الأحمر وعروق فيها ماليطرانا وهو الأسود وعروق فيها حصى
قرانيص لزاق وهو نوع من الزنجفر وعروق فيها حر وسوقلا وهو لون الذهب وعروق فيها
قيلقيت وعروق فيها وبقر وحش وهو فيما زعم قوم أسفيذاج الجص. ومن الناس من زعم أنه
قد يوجد قليميا في بعض معادن الحجارة وإنما غلطوا لأنهم رأوا حجارة شديدة الشبه
بالقليميا مثل الحجر الموجود بالبلاد التي يقال لها فوهي وهذه الحجارة ليست من
قوّة الإقليميا قليلا ولا كثيرا ويمكننا أن نعرفها من أنها أخف من القليميا ومن
أنها إذا مضغت لم تتفتت وكانت مؤذية للسان لصلابتها ولم يكن لها سهولة مضغ القليميا
، ومن أن القليميا إذا سحق بالخل وجفف في الشمس اجتمع بعضه إلى بعض ولا يعرف ذلك
في الحجر ومن أن الحجر إذا سحق وألقي على النار نبا عنها وكان الدخان المتولد عنه
شبيها بسائر الدخان ، والقليميا إذا سحق وألقي على النار لم ينب عنها وكان الدخان
المتولد عنها أصفر شبيها بلون النحاس كأنه العسل ومن أن الحجر إذا دخل في النار وأخرج
لم يتغير إلا أن يترك في النار ساعات كثيرة وقد يتكون أيضا من الفضة إقليميا أشدّ
بياضا وأخف وأضعف قوّة من الذي وصفناه وقد يحرق القليميا على هذه الصفة يؤخذ فيصير
في الجمر ويترك إلى أن يحمى ويبرق ويلمع ويظهر فيه نفاخات مثل ما تكون من خبث
الحديد ثم يطفأ في الخمر الذي يقال له اقيناون وإن احتيج إليه في أدوية جرب العين
أطفئ في الخل. ومن الناس من يأخذ القليميا المحرق على هذه الصفة فيسحقه بالخل ثم
يصيره في قدر معمولة من طين ثم يحرقه ثانية إلى أن يتفتت مثل القيشور ثم يؤخذ أيضا
فيسحق ويحرق ثالثة إلى أن يصير رمادا ولا يكون فيه شيء خشن ويستعمل مكان التوتيا وقد
يغسل بأن يسحق بالماء ويصب الماء إلى أن لا يطفو على الماء شيء من الوسخ ثم يجمع
باليد ويرفع.
قلقونيا
: الغافقي : هو صمغ الصنوبر الذي يسمى
باليونانية قوفا من كتاب ديسقوريدوس. وقال جالينوس في فاطاحانس فالامالاون وهو
العلك الرطب السائل من تلقاء نفسه من علك قوفا وإذا طبخ كان منه القلقونيا وقال
حنين : هو الراتينج بعينه وقد غلط قوم فقالوا إن القلقونيا هو الرتبنج وإنه هو
العلك كله وهذا خطأ لأن حنينا إنما خص واحدا من أصناف العلك وهو القلقونيا بإسم
الراتينج فسماه خاصة راتينجا وسائر أصنافه يسميها علوكا وصموغا وقد ذكرت العلوك في
حرف العين.
قلى
: هو شب العصفر. قال أبو حنيفة : القلى هو
يتخذ من الحمض وأجوده ما اتخذ من الحرض وهو قلى الصباغين وسائر ذلك للزجاجين. مسيح
: حار في الدرجة الرابعة ومنافعه كمنافع الملح إلا أنه أحدّ من الملح ينفع من
البهق والقروح وينفع من الجرب ويأكل اللحم الزائد.
قلوماين
: لم يذكره جالينوس في بسائطه البتة وذكره
ديسقوريدوس في
المقالة الرابعة وسماه بما ذكرناه وقال هو نبات له ساق مربع شبيه بساق نبات
الباقلا وورق شبيه بورق النبات الذي يقال له لسان الحمل وعلى الساق غلف أطرافها
مائلة بعضها إلى بعض شبيهة بورق السوسن الذي يقال له أرسا أو أرجل الحيوان الذي
يقال له أم أربعة وأربعين وأجوده ما كان جبليا. وقد تخرج عصارة هذا النبات كما هو
بأصوله لقبضها وتبريدها لنفث الدم من الصدر والإسهال المزمن ونزف الدم من الرحم وقد
يقطع الرعاف وورقه إذا دق ناعما ووضع على الجراحات في ابتداء ما يعرض ألزقها وأدملها.
عبد اللّه بن صالح : يعرف بالأندلس بالستيرة باللطينية ، ويعرف بالمغرب بأبي مالك
، قال : وهو صنفان بري ونهري ويسمى البري منه ببطرقاس أناغياله ويسمى النهري أعني
النابت على المياه أبا مالك وهو ينفع من الجذام وقد جربته في ذلك فوجدته نافعا وكذلك
من الحزاز الرديء ، وبالجملة من القروح الرديئة كلها ويقطع نزف الدم من النفساء
خصوصا البري منه فهو الذي يفعل ما ذكرت وكانت امرأة بفارس يتشقق لحمها ويسيل منها
ماء رديء فلم تزل تعمل ذلك في طعامها على مائه أياما فبرئت برءا تاما وإنما سمي
هذا النبات ستيرة لأنه إذا دق ناعما كانت له رغوة كثيرة وهو ينفع من الخنازير أيضا
ولا سيما البري منه.
قلنسدناردين
: تأويله بلسان أهل الشام السرياني عود
السنبل وإنما يقصدون بهذا الإسم الدارشيشعان وليس هو عيدان السنبل على الحقيقة.
قللجه
: كتاب الرحلة : هي المعروفة بأبي قانس وهي
نبتة لها زهر فيه شبه من وجه إنسان على رأسه قانس مفرج أعلاه لونه أبيض يخالطه
صفرة وموضع اللحي من الوجه إلى الطول وزهره متراصف على الساق من النصف الأعلى ويخلف
ثمرا على قدر ما صغر من عجم الزبيب تحويه غلف صغار ويزعمون بأفريقية أن هذا البزر
نافع للتحبيب وهو عندهم على ضربين في لون الزهر منه أبيض بصفرة كما ذكرت وبنفسجي
اللون بحمرة وصفرة ويكون هذا النبات في المروج ، وفيه أيضا شبه من ورق عصا الراعي
أنه أمتن ولونه إلى البياض وكثيرا ما ينبت في الزرع والطرق وفي جبل الشرق بإشبيلية
ومنه كثير وزمره مختلط بحمرة وصفرة وورقه دقيق جدّا وأصله دقيق وبزر هذا النوع
دقيق فيه شبه من الشونيز البري ويسميه بعضهم بالحباحب وفي تلك الأنواع ما له ساق
واحدة وأكثر من ذلك اه.
قلجونه
: كتاب الرحلة : إسم لنبتة معروفة
بأفريقية وبعض عربان القيروان يسمونها كرنجونه ورقها يشبه ورق الشطرونيون إلا أنها
أضخم وأكثف وأطراف الورق إلى العرض ما هي فيها بعض المشابهة من ورق الرجلة
البستانية إلا أنها أضخم مدوحة في منابتها أغصانها كثيرة غير معقدة ترتفع عن الأرض
نحو الشبر في أطرافها رؤوس مستديرة على قدر الزيتون تنفتح عن زهر أصفر مثل زهر
الأقحوان الأصفر ، وأصل هذه النبتة صغير طيب وطعم هذه النبتة كله بيسير حرافة ومرارة
وقبض لطيف والنساء يستعملنه في علاجات عللهن كثيرا وقد ينبت أيضا بالسواحل البحرية
وغيرها.
قلب
: الرازي : في دفع مضار الأغذية : وأما
القلب فصلب بطيء الهضم ليس بجيد الغذاء ولا لذيذه والأجود أن لا يؤكل وإن أكل
فليؤكل مع شحم الكبش يطجن بالمري والزيت ويكبب تكبيبا رقيقا مقلوّا في دهن الخل أو
دهن اللوز. المنهاج : القلوب الجيد منها ما كان من حيوان صغير السن وهي حارة
يابسة صلبة صالحة
لأصحاب الكبد وإذا استحكم إنهضامها غذت غذاء كبيرا جدّا ويضر بآلات الهضم لعسر
إنهضامها ولذلك ينبغي أن يعمل بخل وأنجدان أو بالمري والفلفل والكمون والسعتر ويستعمل
بعدها مربى زنجبيل.
قمل
: الشريف : إذا أخذت قملة رأس ووضعت في
ثقب فولة وسقيت صاحب حمى الربع نفعت منها مجرب.
قمر
قريس : ويقال قمر قريش وهو حب الصنوبر الصغار وقد
مضى ذكره فيما تقدّم.
قماشير
: هو الكماشير وسأذكره في حرف الكاف وذكر
الكندي في كتاب السموم أن الكماشير ضرب من الكماة.
قمحة
: هي الذريرة وأيضا القمحة السفوف الذي
يقتمح أي الذي يستفّ ويقال قمحة أيضا لقصب الذريرة وقد تقدم ذكرها.
قنابري
: هو القملول والنملول ويسمى بالنبطية
القنابري وبالفارسية برعشت وهي بقلة شتوية تبكر في أوّل الربيع تأكلها الناس.
الفلاحة : هو صنف من البقول البرية ذوات الشوك ينبت في الأرض الطينية للشوك والعوسج
في البساتين وشطوط الأشجار وله ورق أصغر من ورق الطرخشقوق وزهر رقيق أبيض وبزر
دقيق. ابن سينا : حار في الأولى لطيف جلاء مقطع يولد السوداء وخاصة ما كبس منه
بالملح ويقلع الكلف والبهق وبالحقيقة هو أنفع للوضح أكلا وضمادا يذهبه في أيام
يسيرة وهذا مما تعرفه العرب وهي تنقي الصدر والرئة من الكيموسات الغليظة وسدد
الكبد والطحال وماؤه يطلق الطبيعة وهو ضماد للبواسير. الرازي : القنابري هو مطلق
صالح للمعدة والكبد يلائم المحرورين والمبرودين لإطلاقه الطبيعة ولأنه ليس بشديد
الميل إلى حر أو برد.
قنطوريون
كبير : ديسقوريدوس في الثالثة : له ورق شبيه
بورق الجوز أخضر مثل ورق الكرنب وأطرافه مشرفة مثل تشريف المنشار وله ساق شبيهة
بساق الحماض طولها ذراعان أو ثلاثة أذرع وله شعب كثيرة من أصل واحد عليها رؤوس
شبيهة بالخشخاش مستديرة إلى الطول ما هو استدارة وزهر لونه شبيه بلون الكحل وثمر
شبيه بالقرطم في جوف الزهر والزهر شبيه بالصوف وأصل غليظ صلب ثقيل طوله ذراعان
ملآن من رطوبة حريف مع قبض يسير وفيه حلاوة يسيرة لونه إلى الحمرة الدموية وإن
عصارته مثل لون الدم وقد ينبت في أرض سهلة يطول مكث الشمس عليها وفي جبال ذوات شجر
ملتف وفي تلال ، وينبت كثيرا في المواضع التي يقال لها لوقيا والمواضع التي يقال
لها نيطش والتي يقال لها أرداقاديا والتي يقال لها ماسيا والتي يقال لها قولون والتي
يقال لها سمريا. جالينوس في ٧ : أصل هذا الدواء في طعمه مذاقات مختلفة متضادّة وبحسب
ذلك إذا استعمل فعل أفعالا متضادّة وطعمه عند الذوق فيه حدّة وحرافة وقبض مع شيء
من حلاوة يسيرة ، وأما فعله بالحدة والحرافة يفعل في البدن فعل الحرارة فيدر الطمث
ويخرج الأجنة الميتة ويفسد الأجنة الأحياء ويخرجها والقبض يفعل منه أفعال البرودة
الغليظة الأرضية وذلك أنه يدمل الجراحات وينفع من نفث الدم ومقدار الشربة منه
مثقالان وإن كان الشارب محموما شربه بماء وإن لم يكن محموما شربه بشراب. وهو ينفع
بفعله الذي يفعله بكيفياته هذه كلها من الهتك والفسخ الحادث في العضل وضيق النفس والسعال
والعتيق وذلك لأن هذا علل ليس يحتاج فيها إلى إخراج ما هو في الأعضاء على غير
المجرى الطبيعي فقط بل ينبغي مع ذلك أن تقوّي الأعضاء بسببها الذي يستخرج ذلك منها
واستفراغ ما استفرغ ينتفع فيه بالحدة والحرافة إذا لم تكن مفردة وحدها خالصة
ولكن يخالطها شيء من
الحلاوة ، وإذا لم تكن حلاوة شيء فيخالطها على حال شيء من المرارة وذلك لأن الحدة
والحرافة إذا كان يخالطها شيء من الجواهر المعتدلة المزاج لم يكن لها حينئذ شدّة وعنف
والشيء الحلو هو معتدل المزاج ، فأما شدّ الأعضاء وتقويتها عند الإستفراغ فيحتاج وينتفع
فيه بالقبض وهذه الأشياء التي يفعلها أصل القنطوريون الجليل فقد يفعلها بأعيانها
عصارته ومن الناس قوم يستعملون عصارة القنطوريون الجليل مكان الحضض. ديسقوريدوس :
والأصل إذا أعطي منه من ليست به حمى مقدار درخميين بشراب ومن به حمى بالماء وافق
الوهن ووجع الجنب والربو والسعال المزمن ونفث الدم من الصدر والمغص وأوجاع الأرحام
وإذا حلّ وصرّ في شكل فرزجة واحتمل في الرحم أدرّ الطمث وأخرج الجنين وعصارته تفعل
ذلك وإذا كان رطبا دق واستعمل بعد ذلك أيضا للجراحات لأنه يضمر ويلوّن وإن أخذه
أحد فدقه وطبخه مع اللحم جمعه والذين في البلاد التي يقال لها لوقيا يخزنون عصارته
ويستعملونه مكان الحضض.
قنطوريون
صغير : ديسقوريدوس في الثالثة : ينبت عند
المياه وهو شبيه بالعشب الذي يقال له هيوفاريقون والفودنج الجبلي وله ساق طولها
أكثر من شبر مزوّاة وزهر أحمر إلى لون الفرفير شبيه بزهر النبات الذي يقال له
تحنيس وورق صغار إلى الطول شبيهة بورق السذاب وثمر شبيه بالحنطة وأصل صغير لا
ينتفع به وطعم هذا النبات مر جدّا. جالينوس في ٧ : أصل هذا النبات لا ينتفع به أصلا
وإنما قضبانه وورقه وزهره الذي يكون له فينفع منفعة كثيرة جدّا ونوع آخر المرارة فيه
أكثر من غيرها وفيها أيضا قبض يسير ، ولهذا المزاج صار يجفف تجفيفا لا لذع معه وأمثال
هذه الأدوية تنفع منفعة كثيرة جدّا فإنه يدمل الجراحات الكبار العتيقة العسرة
الإنضمام إذا وضع عليها كالضماد وهو طري ويختم الجراحات الكبار العتيقة العسرة
الإنضمام إذا استعمل على ما وصفنا وإذا يبس خلط في المراهم الداملة والمجففة التي
يمكن فيها أن تندمل والبواسير والقروح الغائرة وأن يلين الأورام الصلبة العتيقة وأن
يشفي الجراحات الرديئة الخبيثة وقد يخلط أيضا مع الأضمدة التي تشفي من العلل
الحادثة عن المواد المنصبة إلى الأعضاء ، وأفضل هذه الأدوية ما كان يجفف تجفيفا
قويا مع شيء من القبض من غير أن يكون فيه من اللذع شيء ألبتة ، ومن الناس قوم
يطبخون القنطوريون ويأخذون ماءه فيحقنون به من أصابه عرق النسا فيخرجون خلطا
مراريا لأنه دواء يسهل ويخرج من البدن أمثال هذه الأخلاط وإذا أسهل أيضا كثيرا حتى
يخرج خلطا دمويا كان أكثر لنفعه وعصارة هذا القنطوريون أيضا قوتها مثل هذه القوّة
أعني قوّة تجفف وتجلو فهي تفعل جميع ما وصفنا فعلا جيدا ويكحل بها العين مع العسل
، وإذا احتملت أحدرت الأجنة والطمث وقوم آخرون يسقون منه من به علة في عصبه من
طريق أنه يجفف وينقص الأخلاط اللاحجة فيها تجفيفا ونقصانا لا أذى معه وهو من أفاضل
الأدوية لسدد الكبد نافع جدّا من صلابة الطحال إذا وضع عليه من خارج وكذا يفعل إن
أحب إنسان أن يجمعه ويشربه. ديسقوريدوس : وإذا دق وهو رطب ويضمد به ألزق الجراحات
ونقى القروح المزمنة وأدملها وإذا طبخ وشرب طبيخه أسهل مرّة صفراء وكيموسا غليظا وقد
يهيأ منه حقنة لعرق النسا لتسهل دما ويخفف الوجع ، وعصارته إذا خلطت بالعسل جلت
ظلمة البصر ، وإذا احتمل
منه فرزجه أدرت
الطمث وأخرجت الجنين وإذا شربت وافقت أوجاع العصب خاصة وقد تستخرج عصارة هذا
النبات وبزره فيه بعد أن ينقع خمسة أيام ويطبخ ثانية إلى أن يصير في قوام العسل ،
ومن الناس من يأخذ هذا النبات وهو طري وبزره فيه فيدقه ويخرج عصارته ويجعلها في
إناء خزف غير مقير ويضعه في الشمس ويحركه بعود وما يجف منه في أعلاه يخلطه بالرطب
ويغطيه بالليل ويستقصى تغطيته فإن الندى يمنع العصارة من أن تثخن وكلما احتاج إلى
استخراج عصارتها من الأصول اليابسة أو النبات اليابس ودق اليابس فإنه يطبخ ويعمل
به كما يعمل بالدواء الذي يقال له الجنطيانا وكلما احتيج إلى أن يستخرج عصارته من
القشور الرطبة والأصول الرطبة والنبات الطري فإنه يعصر فإن عصارته تصير في الشمس ويفعل
بها كما ذكرنا آنفا وعلى هذه الجهة تستخرج عصارة الدواء الذي يقال له يافسيا واليبروح
والحصرم وما أشبه ذلك ، وأما شجرة الحضض والأفسنتين وهيوفاقسطيداس وما أشبه ذلك
فإنها تطبخ حتى يثخن ماؤها كما ذكرنا بالطبخ على ما وصفنا أيضا. ابن سرانيون : القنطوريون
الدقيق إذا كان طريا أسهل المرّة الصفراء اللزجة الغليظة المخاطية ونفع من عرق
النسا ويجب أن يطبخ منه مثقالان مع ثلاثة أرباع رطل ماء حتى يذهب النصف ويشرب
طبيخه. المجوسي : خاصته إسهال المرّة الصفراء المخالطة للبلغم المخاطي وينفع من
أوجاع المفاصل وعرق النسا ووجع القولنج إذا شرب طبيخه وإذا احتقن به والشربة منه
وزن مثقالين وإذا طبخ للحقنة فوزن خمسة دراهم. المنصوري : يسهلالحام. ابن ماسويه :
يحتقن بماء طبيخه مع دهن شيرج. الطبري : نافع من القولنج الذي سببه البلغم ويخرج
الجنين الميت من الكزاز. غيره : ينقي الأعصاب والدماغ تنقية بليغة وينفع من الصرع
نفعا عجيبا. الحور : يسهل الماء الأصفر إسهالا قويا. التجربتين : القنطوريون
الدقيق إذا تضمد بطريه القروح الخبيثة نقاها وأدملها وإذا درس بالشحم ووضع على
انتفاخ الخراجات الطرية والعتيقة حللها وأدملها وإذا ضمد به أوجاع العضل وأوجاع
المفاصل الباردة بدقيق الترمس والحارة بدقيق الشعير سكنها وإذا طبخ بالماء نقى
الأبرية من الرأس وإذا كمد به الأوجاع سكنها وإذا احتقن به نفع من أوجاع المعدة وأحدر
خلطا لزجا وإذا شرب طبيخه بشراب الأصول وما أشبهه نفع من أوجاع المعدة والظهر ومن
أوجاع المفاصل كلها وأسهل الطبيعة بأخلاط لزجة وإذا شرب زهره نفع من لسعة العقرب والأفعى
وكذلك إذا ضمد به وعصارته تنفع من جميع ما ذكرنا ودهنه يسخن العصب ويقوّيه وينفع
من أوجاعه وبحب أن يكرّر زهره على الزيت من أوّله مرارا وإذا احتقنت به المخابي والنواصير
بمائه معصورا أو مطبوخا نقاها وأدملها ويدر الطمث وينفع من أوجاع الأرحام ويفتح
سدد الكبد والطحال وينفع أوجاعه وكذا إذا تضمد به. محمد بن أحمد اليمني في كتابه
المرشد قال : وأما عصارة القنطوريون الدقيق فإنها تنفع من وجع الرأس الكائن من
حرارة الشمس أو من شرب الشراب الصرف بأن يذاب بالخل ويضمد به الصدغان والجبهة والجبين
وقد يبرئ من قروح الرأس بعد أن يحلق الرأس بالنورة وينعم غسله ثم تداف هذه العصارة
بالخل وتطلى عليه وقد تحرك العرق وتبعثه إذا خلطت بالشراب ولطخ به الرأس من غير أن
يحلق وتنقي الرأس من الأبرية إذا ديفت بالخل وطليت عليه في الحمام وإن ديفت بالماء
وخلطت بيسير من
العسل وجعلت في الشعر قتلت القمل والصئبان وإن حكت هذه العصارة بالماء على مسنّ
أخضر ولطخت على الجبين قطعت الدمعة عن العين التي تدمع وإن ديفت بلبن أم جارية وطليت
على أجفان العين نفعت من أورامها ووجعها. وقد تحل الغلظ الكائن في أجفان العين وفي
أماقيها إذا جربت العينان بها محلولة في ماء الكاكنج وينفع من البياض الكائن في
الطبقة القرنية من آثار القروح وتجلوه وتنفع من كل وجع عتيق يعرض للعين إذا ديفت
بماء المطر واكتحل بها وتنفع من الورم الحادث في جفن العين المسمى شعيرة ، وإذا
حكت على المسن بماء وطليت عليه فإن حكت هذه العصارة بماء الرمان الحامض وقلبت
أجفان العين الجربة ولطخت بها وترك الجفن مقلوبا ساعة زمانية ثم غسلت عنه فإن لها
عند ذلك سلطانا قويا على قلع الجرب الحادث في الأجفان وقد ينفع في القرحات الكائنة
في الطبقة القرنية إذا حكت على المسن بلبن أم جارية وقطرت فيها وتنفع من استرخاء
الجفون وغلظها ومن ريح السبل إذا خلطت بماء المرزنجوش الرطب وكحلت به العين وتنفع
من ضربان الأذن ووجعها إذا ديف منها بدهن حسيري أو دهن سوسن قد فتر وقطر في الأذن
فإن كان الوجع من حرارة فليدف بدهن ورد فارسي ويقطر فيها ، وتنفع من القروح
الكائنة في الأذن فإن كان في الأذن دود متولد من قروحها فلتحك بماء ورق الخوخ
الأخضر ويقطر فيها ومع ذلك فإنها إذا قطرت في الأذن لعلة من هذه العلل أزالت الدوي
والطنين الكائنين فيها وإن ديفت بعصارة الفجل أو بدهن بزره وقطرت في الأذن الثقيلة
السمع فتحت السمع وأزالت ثقله ومن شأنها أن تحلل الورم الكائن في عصبة السمع إذا
ديفت بدهن السوسن أو بدهن النرجس أو بدهن الخردل أو بخل خمر ولطخت به فتيلة فأدخلت
في الأذن إلى أن تصل إلى الصماخ وترك بعضها خارجا ليجتذب عند إخراجها به فإنها عند
ذلك تحل الورم الكائن في عصبة الصماخ وتزيل الصمم. وقد تنفع من القروح الكائنة في
الأنف وتبرئها وتحبس الرعاف المنبعث إذا ديفت بخل وقد يسحق فيه شيء من الزاج أو من
القلقطار في المنخر الذي يجري منه الرعاف وإن اعتصر ماء البلح الأخضر وحلت فيه ثم
سعط المرعوف بها قطعت رعافه وخاصة إذا سحق بماء البلح مع نحو من نصف حبة كافور رياحي.
وتنفع من تغير رائحة الفم إذا حلت بماء ورد فارسي ثم يمضمض بها وأمسك في الفم
طويلا وقد تنفع من القروح الكائنة في الفم المنتن الرائحة التي يسيل منها القيح
إذا حكت بالشراب العتيق القابض ويتمضمض بها من شقاق الشفتين إذا حك منها على مسنّ
بالماء وطلي عليها وقد يرفع اللهاة الساقطة وورم اللوزتين والخوانيق إذا حكت بماء
ورق العوسج أو بماء لسان الحمل أو بماء عنب الثعلب وتغرغر بها ، وقد تشد الأسنان
المتحركة إذا حكت بماء قد طبخ فيه ورق السرو أو جوزه أو ثمر الأثل المسمى العذبة ويتمضمض
به وأديم إمساكه في الفم وإن حكت في ماء طبيخ الحلبة مع العسل ودهن اللوز وشربت
نفعت أصحاب البشيمة وعلة الإنتصاب. ونفع من لسع الزنابير والنحل إذا حكت على مسنّ
بشراب ولطخ بها على موضع اللسعة وإن حكت ببول كلبة وطليت على الثآليل ثم طلي منها
على خرقة وضمد بها عليها قلعتها وأبرأتها وتنفع من عرق النسا ووجع الوركين إذا حكت
في طبيخ الأصول وسقيت ، ومقدار ما يحل منها في الشراب وزن درهم في ثلاث أواقي من
ماء طبيخ الأصول
المحكم الصنعة وقد ينفع من نهش الأفاعي والهوام ذوات السموم ولسعهما إذا حك منه
وزن درهم بماء قد أغلي فيه أوقيتان من الباذورد اليابس ويشرب.
قنة
: هو البارزذ بالفارسية وباليونانية
خلباني. ديسقوريدوس في الثالثة : هو صمغ نبات يشبه القنا في شكله وينبت في البلاد
التي يقال لها سورية وتسميه بعض الناس ماطونيون وأجوده ما كان منه شبيها بالكندر وكان
مقطعا نقيا مندبقا باليد ليس فيه كثير من الخشب ولكن فيه شيء يسير من بزر نباته وخشبه
ثقيل الرائحة ليس بمفرط الرطوبة ولا مفرط اليبس وقد يغش براتينج يخلط به ودقيق
باقلا واشق. جالينوس في ٨ : قوّتها ملينة محللة وهي من الإسخان في مبدأ الدرجة الثالثة
وفي الثانية عند منتهاها. وقال في الأدوية المقابلة للأدواء : إن القنة نوعان : أحدهما
زبدي خفيف الوزن وهو أشدّ بياضا ، والآخر أكثف وأشد تلززا وهو أجودهما ، وإياه
ينبغي أن يستعمل. ديسقوريدوس : وله قوّة مسخنة ملينة جاذبة ومحللة وإذا احتملته
المرأة أو تدخنت به أدر الطمث وأحدر الجنين وإذا تضمد به مع الخل والنطرون قلع
البثور اللبنية وقد يؤخذ للسعال المزمن وعسر النفس والربو وخضد العضل وأطرافها وإذا
شرب بالشراب والمرّ كان بادزهر للسم الذي يقال له طقسيقيون وإذا شرب أيضا على هذا
المثال أخرج الأجنة الميتة وقد يتضمد به لوجع الجنب والدماميل وإذا استنشقت رائحته
أنعشت المصروعين والنساء اللواتي عرض لهن اختناق من وجع الأرحام والذين يعرض لهم
سدد وإذا خلط بالدواء الذي يقال له سقندولون وزيت وقرب من الهوام قتلها وإذا وضع
على السن الوجعة المتآكلة سكن وجعها ، وقد يظنّ به قوم أنه يسكن عسر البول وإن
أريد به أن يشرب حلّ بلوز مرّ وماء سذاب أو ماء القراطن أو خبز حار ليماع وإن أريد
به شيء آخر دق مع أفيون أو نحاس محرق أو مع الرطوبة التي تكون في المرارة ، وإذا
أردت أن تنقيه من وسخه فافعل به هكذا أعمد إليه وصيره في ماء مغلي فإنه يذوب وما
كان فيه من وسخ فإنه يطفو على الماء ثم تأخذ ما طفا وتشدّه في خرقة نظيفة رقيقة وتعلقه
في إناء من نحاس أو فخار ولا يماس الصرّة أسفل الإناء وتسد فمه وتصيره في ماء مغلي
فإن ما كان في الصرة من القنة ذاب وتصفى وصار في الإناء وما كان فيها من الخشب وما
أشبه ذلك بقي في الخرقة. حبيش : القنة تدفع مضرة سموم الحيات والعقارب ومن أجل ذلك
تصير في الترياقات وتنفع الجراحات إذا صرّت مع المراهم وتنفع من الخنازير إذا ضمدت
به وتقع في المعجونات الكبار. مسيح : القنة تنفع من الأعياء والكزاز وتجلو الكلف.
ابن سينا : القنة تفسد اللحم وتقلع العدسيات وتنفع من الصداع والأوجاع الباردة في
الأذان وتحلل أورامها وأوجاعها بلا أذى وذلك إذا حل في دهن السوسن وفتر وقطر فيها
وهو يقاوم كل سم دون مقاومة السكبينج. غيره : القنة يسقى منها وزن درهمين بالماء
للبواسير فإنه يبرئه فإن سقي منه ثلاث مرّات لم تعد البتة. قال الرازي في الحاوي :
أصبت هذا صحيحا في اختبارات حنين والكندي ولا يصلح أن تستعمل في محرور فليتوقف فيه.
التجربتين : القنة إذا حلت بعسل ولعقت فتحت السدد الكائنة في الكلى وفتت الحصاة
المتولدة فيها وتسهل الولادة وتسقط المشيمة
بالتدخين في قمع والشربة منه مثل الشربة من السكبينج. الرازي في المنصوري : القنة
تحلل الرياح وتنبت اللحم.
إسحاق
__________________
بن عمران : وبدل
القنة وزنها من السكبينج ونصف وزنها من صمغ الجاوشير.
قنبيل
: عيسى بن ماسه : القنبيل يشبه الرمل ويعلوه
صفرة وفيه قبض شديد وهو يسهل حب القرع. التميمي في كتابه الموسوم بالمرشد : والأغلب
عند كثير من الناس أن القنبيل أحد الأمنان الساقطة من السماء وسقوطه يكون بأودية
اليمن وهو حار يابس في أوّل الدرجة الثانية وقد يجفف تجفيفا قويا وينشف رطوبات
القروح الرطبة والبثور التي تطلع في رؤوس الأطفال ووجوههم التي تسميها النساء
الراية وهي عند الأطباء السعفة إذا إذا دهنت بدهن الورد ونثر القنبيل عليها جففها
وأنشف رطوباتها. ابن واقد : وفي الجامع للرازي القنبيل يقع على أرض بيضاء لا تزرع
ويجمع بإخثاء البقر وهو أحد الأشياء التي تنزل من السماء. وقال غيره : تربة حمراء
يشوبها صفرة تشعب بها قدور البرام إذا انكسرت ويقال أنها توجد على وجه الأرض
بخراسان تحت المطر فتجمع من هناك وإذا شربت مسحوقة أخرجت الدود القرع من البطن وأسهلت
الطبيعة.
قنا
: هو المعروف عند عامة المغرب بالكلخ وباليونانية
يريقس. ديسقوريدوس في الثالثة : لبه إذا كان رطبا وشرب نفع من نفث الدم والإسهال
المزمن ويسقى منه بالشراب لنهشة الأفعى وإذا جعل في المنخرين قطع الرعاف وبزره إذا
شرب نفع من المغص وإذا تمسح به مع الزيت أدر العرق وإذا أكل ساقه صدع وقد يعمل
بالملح ويؤكل. جالينوس في ٨ : بزر هذا النبات يلطف ويسخن وحبه ما دام طريا فيه شيء
من قوّة القبض وهو نافع لذلك من نفث الدم واستطلاق البطن ويستعمل في البخورات لأهل
الأعمال.
قنفذ
: جالينوس في ١١ : القنفذان كلاهما
أعني البحري والبري إذا أحرق بدن كل واحد منهما جملة وصير منهما رماد يجلو ويحلل ويفني
اللحم الزائد وقد استعمله قوم في مداواة الجراح الوسخة والجراحات التي ينبت فيها
لحم زائد ، وقالوا إن لحم القنفذ البري
إذا جفف وشرب نفع المجذومين ومن به سوء مزاج قد تمكن وينفع أيضا من الفسخ وعلل
الكليتين ومن به استسقاء فإن كان هذا اللحم من شأنه أن يفعل هذه الأشياء التي
وصفوا بقوّته تحلل وتجفف تحليلا وتجفيفا شديدا جدّا. ديسقوريدوس في الثانية : القنفذ
البحري هو جيد للمعدة طيب الطعم ملين للبطن مدر للبول وقد يخلط جلده وهو في غير
محرق بالأدوية
المبرئة للجرب ، وإذا أحرق جلده وخلط بالأدوية التي تصلح لغسل الرأس الذي فيه
القروح جذب المادّة وينقي القروح الوسخة وينقص اللحم الزائد وقنفذ البر إذا أحرق
جلده وخلط بزفت رطب ولطخ به داء الثعلب وافقه ولحمه إذا عمل نمكسود او جفف وشرب
بماء وسكنجبين نفع من وجع الكلى ومن الحبن اللحمي والفالج وداء الفيل وابتداء
الحبن جملة ويقطع سيلان الموادّ إلى الأحشاء وكبد القنفذ البري إذا أخذت وجففت على
خرقة في الشمس الحارة وافقت الحبن اللحمي وسائر ما يوافقه لحمه. غيره : ومرارة
القنفذ تنفع من انتشار القروح في البدن وتنفع المجذومين وإن سقيت امرأة في بطنها
ولد ميت مرارة قنفذ معجونة بشمع خرج الولد الميت وإن اكتحل بمرارته أيضا أبرأ
البياض من العين. ابن سينا : لحم القنفذ البري نافع جدّا من الخنازير والعقد
الصلبة وينفع من أمراض العصب كلها والسل ولمن يبول في الفراش من الصبيان حتى إن
إدمان أكله ربما عسر البول وهو نافع من الحميات المزمنة ونهش
__________________
الهوام. الغافقي : لحم
البري منه إدمان أكله يفسد المزاج للمعدة والكبد.
قنب
: ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات ينتفع
به في أن يعمل منه حبال قوية وله ورق شبيه بورق الشجرة التي يقال لها أماليا وهي
شجرة الران منتن الرائحة وقضبان طوال فارغة وبزره مستدير ويؤكل وإذا أكثر منه قطع
المني وإذا كان البزر طريا وأخرج ماؤه وقطر في الأذن وافقها. جالينوس في ٧ : بزر هذا
النبات يطرد الرياح ويحلل النفخ ويجفف تجفيفا يبلغ من قوّته أن الإنسان إذا أكثر منه
جفف المني وقوم آخرون يعصرون ذلك وهو طري ويستعملونه في مداواة وجع الأذن وأحسبهم يداوون
به الوجع الحادث عن شدّة. ابن سينا : رديء الخلط قليل الأذى والغذاء. الدمشقي : حار
في الدرجة الثانية يابس في الأولى منشف لرطوبة المعدة قاتل للديدان منق للدماغ إذا
استعط بملائه. إسحاق بن عمران : هو عسر الإنهضام رديء للمعدة مصدّع والدم المتولد
منه راجع إلى الصفراء ويصير له بخار يورث الصداع ويعقل البطن ويدر البول. إسحاق بن
سليمان : والمقلوّ من حبه أقلّ ضررا ، وربما يدفع ضرره أن شرب بعده السكنجبين
السكريّ ، وأما ورقه فإنه إذا دق وغسل بمائه الرأس نقى الأبرية من أصول الشعر.
الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : يصدع ويظلم البصر ويمنع ذلك منه شرب الماء
البارد وقضم الثلج عليه أو الأخذ من الفواكه الحامضة ، وأما القنب البري فإن
ديسقوريدوس قال : له قضبان شبيهة بقضبان الثآا وهو الخطمي إلا أنها أشدّ سوادا وأصغر
طولها نحو من ذراع وورق شبيه بورق القنب البستاني إلا أنه أخشن منه وأقل سوادا وزهره
إلى الحمرة شبيه بزهر النبات الذي يقال له أنجشا وهو حشيش الحمار وأصوله وبزره
يشبهان بزر وأصول النبات الذي يقال له الثاآ
وأصوله إذا طبخت وضمد بها الأورام الحارة والأعضاء التي قد تحجرت فيها الكيموسات المتحجرة
وقشر هذا النبات أيضا ينتفع به في أن يعمل منه حبال. لي : ومن القنب نوع ثالث يقال
له القنب الهندي ولم أره بغير مصر ويزرع في البساتين ويسمى بالحشيشة عندهم أيضا وهو
يسكر جدّا إذا تناول منه إنسان يسيرا قدر درهم أو درهمين حتى أن من أكثر منه يخرجه
إلى حد الروعنة ، وقد استعمله قوم فاختلت عقولهم وأدى بهم الحال إلى الجنون وربما
قتل ورأيت الفقراء يستعملونها على أنحاء شتى فمنهم من يطبخ الورق طبخا بليغا ويدعكه
باليد دعكا جيدا حتى يتعجن ويعمله أقراصا ، ومنهم من يجففه قليلا ثم يحمصه ويفكره
باليد ويخلط به قليل سمسم مقشور وسكر ويستفه ويطيل مضغه فإنهم يطربون عليه ويفرحون
كثيرا وربما يسكرهم ويخرجون به إلى الجنون أو قريبا منه كما قدّمنا وهذا ما شاهدته
من فعلها وإذا خيف من الإكثار منه فليبادر بالقيء بسمن وماء سخن حتى تنقى منه
المعدة وشراب الحماض لهم في غاية النفع.
قنبرة
: ديسقوريدوس في الثانية : هو طير صغير له
على رأسه قنزعة شبيهة بما للطاوس ، إذا شوي وأكل نفع من وجع القولنج. قال جالينوس
في ١١ : القنابر إذا طبخت اسفيذياجا نفعت من القولنج وينبغي لمن يعالج بها أن يدمن
أكلها مرارا كثيرة مع مرقتها وذلك أنها شبيهة بالعصفور من العصافير التي يقال لها
الجوسقية ، وإنما الفرق بينها وبين هذه العصافير بقنزعتها وبأنها أكبر من العصفور
بقليل. الرازي : مرقتها تطلق البطن ولحمها يحبسه وكذا غيرها من العصافير
__________________
إلا أن هذه لها فضل
قوّة في الأمرين جميعا.
قند
: أبو حنيفة : هو ما يجمد من عصير قصب
السكر ثم يتخذ منه السكر.
قنبيط
: هو مذكور مع الكرنب.
قندس
: هو الكندس عن ابن الجرار وسأذكره في حرف
الكاف والقندس أيضا حيوان معروف.
قوقالس
: هو البقلة المسماة بعجمية الأندلس
أقحالة. ديسقوريدوس في الثانية : ومن الناس من يسميه ذوقواعريا أي ذوقوانريا هو
قضيب صغير طوله شبر عليه زغب يسير ، وله ورق شبيه بورق الرازيانج دقاق مزغبة وفي
أطرافه إكليل أبيض طيب الرائحة يؤكل نيئا ومطبوخا ويدر البول وهو نبات يكبس ويحفظ.
الغافقي : يفتح ويحلل ويعين على خروج العرق من البدن ويطرد الريح وينفع من علل
السفل ويسكن المغص ويلين البطن ويعصر ماؤه ويستعمل لعلل اللثة بأن يدلك بالأصبع
دائما.
قومن
: هو المزر وسيأتي ذكره في حرف الميم التي
بعدها زاي معجمة. الغافقي : قال الرازي هي حشيشة تنبت بين الحنطة وغيرها تسمى
المثلث. الفلاحة : هو قضيب ينبت قصيرا وربما يطلع عليه ورق دقاق طوال كما يكون من
الحشيش شديد الخضرة ، وربما كان بغير عروق وله عرق طويل غليظ أغبر عليه قشر غليظ ويحمل
في رأسه شبيها بجوز القطن فيه بزر وهو مأكول مستلذ طيب وأصله حلو صالح الحلاوة
يؤكل الأصل مع القضيب وهو نافع من كثرة الدموع في العين يطيب النكهة. ديسقوريدوس
في ٢ : طولقونوعن ومن الناس من يسميه قومن وهو قضيب صغير له ورق شبيه بورق النبات الذي
يحمل الزعفران وأصل طويل وللقضيب رأس كبير في طرفه ثمر أسود وهذا النبات يؤكل
أيضا.
قوطوليدون
: هو المسافق وأذن العسيس ودلائف الملوك
عند أهل المغرب.
ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق
شبيه بالمكيال الذي يسمى أكسويافن وهو مستدير معمق تعميقا خفيا وساق قصيرة عليها بزر وأصل شبيه بحبة
زيتون مستديرة.
جالينوس في ٧ : هذا دواء قوّته مركبة من
جوهر رطب يميل إلى البرودة ومن جوهر يقبض قبضا ضعيفا ومن جوهر قليل المرارة ولذلك صار
يبرد ويردع ويجلو ويحلل فهو بهذا السبب يشفي الأورام الحارة التي تضرب فيها الحمرة
والحمرة التي تضرب فيها الأورام الحارة وغايته ونفعه أكثر من كل شيء للهيب المعدة
إذا ضمدت بورقه وأصله وقد وثق الناس منهما أنهما إذا أكلا فتتا الحصاة وأدرا
للبول. ديسقوريدوس : وعصارة الأصل والورق إذا خلطت بالشراب ولطخت على القلقة
الضيقة الثقب من ورم أو حقنت به حللت الورم فاتسع الثقب وإذا تضمد بهذا النبات نفع
من الأورام الحارة والحمرة والشقاق العارض من البرد ومن الخنازير والمعدة الملتهبة
وإذا أكل الورق مع الأصل فتت الحصاة وأدر البول وقد يسقى بالشراب الذي يقال له
أونومالي للحبن وقد يستعمل بعض الناس هذا النبات في التحبيب وقد يكون صنف آخر من
قوطوليدون ورقه أعرض من الصنف الأوّل وفيه رطوبة تدبق باليد وشكله شكل الألسن وهو
متراصف ومنه حوالي القضبان ، حتى كأن الشكل الملتئم منه فيما يلي أصول الورق شكل
عين على نحو نبات ورق حي العالم الكبير وهذا الورق يقبض اللسان ولهذا النبات قضيب
صغير رقيق عليه ورق وزهر وبزر شبيه بماء النبات الذي يقال له أوفاريقون وأصل أكبر
ويصلح هذا لما يصح له حي العالم.
قوطاما
: ديسقوريدوس
__________________
في الرابعة : هو
نبات له ورق شبيه بورق شطرونيون إلا أنه أصغر منه وله ثمر كثيف مثقب وله أصل صغير
دقيق مع وجه الأرض وقد زعم قوم أن الأصل من هذا النبات صالح التحبيب.
قوفس
البحري : ديسقوريدوس في الرابعة : هو عدّة أصناف
فمنه ما هو إلى العرض ومنه ما هو إلى الطول ولونه إلى الحمرة ومنه جعد وينبت عند
الأرض في الجزيرة التي يقال لها اقريطي ، وهو حسن الزهر جدّا وليس بعفن وقوّة هذا
الأصناف كلها قابضة وتصلح ليضمد بها النقرس وسائر الأورام الحارة وينبغي أن تستعمل
هذه الأصناف وهي رطبة قبل أن تجف ، وزعم نيقدوس أن الصنف الذي لونه إلى الحمرة
يصلح لضرر ذوات السموم ومن الناس من ظنّ أن هذا الصنف هو الذي يستعمله النساء وإنما
هو أصل صغير يشارك هذه الأصناف في الإسم فقط.
قوبيا
: هو ماء الرماد باليونانية.
قوثيرا
: هو الطباق وقد ذكرته في حرف الطاء وزعم
البطريق أن قوثيرا هو هذا الينبوت وذلك خطأ.
قوفي
: تأويله باليونانية البخور ومنه سمي
معجون القوفي لأنه كان يستعمل في بخور إلهيا كل قديما ويسمون بهذا الإسم شجر
الأرزقي طيب رائحته أيضا.
قيصوم
: ديسقوريدوس في الثالثة : منه أنثى وهو
التمنش إلا أنها تشاكل الشجر إلى البياض ما هي مليء ورقا على الأغصان متشققا دقيق
التشقق مثل ورق ساريقون وعلى أطرافها زهر إلى الاستدارة يكون ذهبيّ اللون في الصيف
وهو طيب الرائحة مع ثقل قليل حرّ الطعم ، وقد يظن أن الذي يصقل به منه على هذه
الصفة والصنف الآخر يسمى ذكر أو له أغصان دقاق صغير الثمر مثل الأفسنتين وقد يكون
كثيرا في البلاد التي يقال لها قيادوقيا وفي عالاطيا التي بآسيا وفي منبج. جالينوس
في ٦ : قوّته
حارة يابسة في الدرجة الثالثة وطعمه في غاية المرارة فإن جرّدت أطرافه وزهره فإن
سائر عوده إنما هو خشب لا ينتفع به وإذا سحقتها وأنقعتها في الزيت وصببت ذلك الزيت
على الرأس أو على المعدة وجدته يسخن إسخانا بينا وكذا إذا دلكت به أبدان أصحاب
النافض الكائنة بأدوار أو دهنتها به قبل الوقت الذي يبتدئ فيه النافض خف النافض
حتى لا يقشعر صاحبها إلا شيئا يسيرا جدا وبسبب مرارته يقتل الديدان ويقطع ويحلل
أكثر من الأفسنتين ويضر المعدة مضرة شديدة لمرارته والقيصوم المحرق نافع من داء
الثعلب إذا طلي عليه مع بعض الأدهان اللطيفة كدهن الخروع أو دهن الفجل وينبت
اللحية إذا أبطأت في الخروج إذا أنقع في دهن الإذخر أو أحد هذه الأدهان المذكورة.
ديسقوريدوس : وثمره إذا طبخ بالماء وشرب أو شرب مسحوقا نيئا غير مطبوخ نفع من عسر
النفس الذي يحتاج معه إلى الإنتصاب ومن خضد لحم العضل وخضد أطرافها وعرق النسا وعسر
البول واحتباس الطمث ، وإذا شرب بشراب كان دواء للعقاقير القتالة ويهيأ منه مع
الزيت مطبوخ يتمسح به للناقض وإذا فرش أو تدخن به طرد الهوام وإذا شرب بالشرب نفع
من نهشها ووافق خاصة سم الرتيلا وسم العقرب وإذا تضمد به مع سفرجل مطبوخ نفع أو
خبر نفع من أورام العين الحارة وإذا طبخ مسحوقا مع دقيق الشعير حلل الأورام
الخراجية ونفع في خلط دهن الأرسا.
قينا
: هو
نوع من البقلة الحمقاء تكون كثيرا بظاهر القاهرة أيضا وقد مضى ذكره في رسم جوز
الأنهار في حرف الجيم.
قيقيهن
: ديسقوريدوس في ١ : هو قطع صمغ شجر يكون في
بلاد الغرب فيها شبه يسير من المر وهو كريه
__________________
الطعم وقد يتدخن به
الناس ويدخن به النبات مع المر والميعة ويقال إن له قوة مهزلة للسمان إذا شرب منه
وزن أربع دوانق ونصف بماء أو سكنجبين
أياما كثيرة وقد يسقى منه المطحولون والذين يصرعون والذين بهم الربو ، وإذا شرب بماء
العسل أدر الطمث وقد يجلو آثار العين جليا سريعا ويبرئ من ضعف البصر إذا ديف بشراب
واكتحل به وليس يعد له شيء في منفعته من وجع الأسنان وتساقط اللثة. لي : وزعم قوم
أنه السندروس وزعم آخرون أنه اللك ، وليس بواحد منهما كما زعموا لأن هذه الصمغة
كريهة الرائحة واللك والسندروس ليسا كذلك وإن كانا يشتركان معه في التهزيل.
قيمص
: ديسقوريدوس في الرابعة : هي عشبة طولها
أصبعان لها ورق صغار دقاق صلبة طولها ثلاثة أصابع أو أربعة وعليه زغب وما يلي
الأصل فإن رائحته إلى الطيب ما هي ولونه إلى البياض وعلى أطراف القضبان رؤوس فيها
ثمر مثقبة بعسر النظر إليها للشيء الذي عليه الشبيه بالغبار وله أصل صغير ويقال أن
الأصل صالح للتحبيب.
قيشور
: مر
الفنيل وهو الحجر الخفاف. ديسقوريدوس في : ينبغي أن يختار منه ما كان خفيفا جدا
كثيرا التحريف متشققا ليس له كثافة ولا صلابة الحجارة هش أبيض وينبغي أن يحرق على
هذه الصفة يؤخذ منه أي مقدار كان ويدفن في جمر وإذا حمي أخذ وطفئ في خمر ريحاني ثم
يدفن في الجمر ثانية ويطفأ أيضا بما أطفئ به أولا ثم يدفن ثالثة ، فإذا حمي أخرج
عن النار وترك حتى يبرد من تلقاء نفسه بلا أن يطفأ بشيء ثم يرفع ويستعمل في وقت
الحاجة إليه وله قوّة تقبض اللثة وتجلو غشاوة البصر والآثار مع إسخان وتملأ القروح
الغائرة وتدملها وتقلع اللحم الزائد فيها ، وإذا سحق ودلكت به الأسنان جلاها وقد
يستعمل في حلق الشعر وزعم ثاوقرسطس أنه إن ألقي في خابية فيها خمر تغسلي سكن
غليانها على المكان. جالينوس في ٩ : قد يقع في الأدوية التي تبني اللحم وفي الأدوية
التي تحلو الأسنان إذا كان غير محرق وإذا أحرق أيضا فإنه في ذلك الوقت يكون ألطف
على مثال الأدوية الأخر التي تحرق ولكنه يكتسب من الإحراق شيئا حارا حادّا يخرج
منه إذا هو غسل وهو عند الناس يجلو الأسنان ويجعلها برّاقة لا بقوّته فقط بل بحسب
خشونته أيضا كالسنباذج والحرف وغير ذلك مما أشبهه إذا سحق جلا الأسنان وعساه ينفع
في ذلك للخلتين جميعا أعني لأن فيه شيئا من الجلاء والخشونة على هذا النحو صارت
القرون إذا أحرقت صار منها دواء يجلو الأسنان.
قيموليا
: إبن حسان هو الطفل الطليطلي وقد ذكر
قيموليا مع الأطيان في حرف الطاء.
قيرس
: هو الشمع باليونانية وأهل المغرب يسمون
الشمع قيرا وأصله رومي والقير أيضا هو القاروقيل هو الزفت الرطب وقد كرت كل واحد
منهما في بابه.
حرف الكاف
كافور
: ابن واقد : قال المسعودي رحمه اللّه
ببلاد فنصورا جزيرة سرنديب وإليها يضاف الكافور الفنصوري والسنة التي تكون كثير
الصواعق والرجف والقذف والزلازل يكثر فيها الكافور وإذا قل ذلك نقص وجوده وقال في
جبال بحر الهند والصين يكون شجر الكافور. ابن سينا : الكافور أصناف الفنصوري والرباحي
ثم التاردف الأزاد والأسفرل والأزرق وهو المختلط بخشبه والمتصاعد عن خشبه. وقد قال
بعضهم أن شجرته تظلل خلقا وتألفه النمورة
__________________
فلا تصل إليها إلا
في مدّة معلومة من السنة وهي سفحية
بحرية على ما زعم بعضهم وأما خشبه فقد رأيناه كثيرا وهو خشب أبيض هش جدا خفيف وربما
اختبأ في خلله شيء من أثر الكافور. إسحاق بن عمران : الكافور يجلب من سفالة ومن
بلاد كلاه والزانج وهريج وأعظمه من هريج وهي الصين الصغرى وهو صمغ شجر يكون هناك ولونه
أحمر ملمع وخشبه أبيض رخو يضرب إلى السواد وإنما يوجد في أجواف قلب الخشب في خروق
فيها ممتدّة مع طولها فأوّلها الرباحي وهو المخلوق ولونه ملمع ثم يصعد هناك فيكون
منه الكافور الأبيض وإنما سمي رباحيا لأن أول من وقع عليه ملك يقال له رباح وإسم
الموضع الذي يوجد فيه فتصور فسمي الفنصوري ، وهو أجوده وأرقه وأبقاه وأشده بياضا وأجله
جلالا وأجل ما يكون فيه مثل الدرهم ونحوه وبعده كافور يدعى الفرفون وهو غليظ كمد
اللون ليس له صفاء الرباحي وهو ما كان دون الجلال وقيمته أقل من قيمة الرباحي وبعده
كافور يقال له الكوكثيبت وهو أسمر وثمنه دون ثمن الرباحي وبعده اليالوس وهو مختلط
فيه شظايا من خشب الكافور مرسم مصمع على قدر اللوز والحمص والفول والعدس وتصفى هذه
الكوافير كلها بالتصعيد فيخرج منها كافور أبيض صفائح يشبه في شكله صفائح الزجاج
التي تصعد فيها ويدعى المعمول ، وقد يكون في الياولس وفي الكوكسيبت ما يخرج من
المن رطل مصعد ورطل ونصف وهو أوسط الكوافير ثمنا وقد يدخل الكافور في الطيب كله ما
خلا الغالية والعنبر والذرائر الممسكة وهو بارد يابس في الدرجة الثالثة نافع
للمحرورين وأصحاب الصداع الصفراوي إذا استنشقوا رائحته مفردا أو مع ماء الورد والصندل
معجونا بالماء ورد نفعهم أعضاءهم وحواسهم وإذا أديم شمه قطع شهوة الجماع وإذا شرب
كان فعله في ذلك أقوى وإذا استعط منه بوزن شعيرتين مع ماء الخس كل يوم قطع حرارة
الدماغ ونوّم وذهب بالصداع وقطع الرعاف وحبس الدم المفرط.
ماسرحويه : أخذ رجل من معار في ستة
مثاقيل كافورا في ثلاث مرات ففسدت معدته حتى لم يعد يهضم البتة وانقطع عنه الباه
بواحدة ولم يعرض مرض غير هذا فقط. مسيح : يقطع الرعاف إذا استعط به مع عصير البسر
الأخضر. الرازي : بارد لطيف ينفع من الصداع والأورام الحارة في الرأس ولجميع البدن
والإكثار منه ومن شمه يسهر وإن شرب برّد الكلى والمثانة والأنثيين وأجمد المني وجلب
أمراضا باردة في هذه النواحي. قال في الحاوي :
قيل في الطب القديم إنه يعقل البطن ويسرع
بالشيب. البصري : فيه أحداد يسير وينفع المحرورين إذا أصابهم ألم من حرارة مفرطة وإذا
خلط منه كمية يسيرة مع أدوية كثيرة يعقل البطن المستطلق من الصفراء ونفع من
إسهالها. التجربتين : الكافور ينفع من سوء المزاج الحار في العين كيفما استعمل وإذا
خالط الأدوية الحارة المكتحل بها كف غائلتها عن العين وسكن حدتها عن العين ، وإذا
قطر في الأنف محكوكا بماء الكزبرة الرطبة قطع الرعاف الدماغي وإذا حل في دهن الورد
وقطر في الأنف نفع من سوء المزاج الحار دون المادّة المتولدة في الأصداغ والعين وعلامته
أنه يأخذ عند طلوع الشمس ويزيد مع ارتفاعها وينحط بانحطاطها ويرتفع بالليل وسببه
المشي الكثير في الزمن الحار ثم كشف الرأس في هواء بارد فتنسد المسام ويبقى سوء
المزاج محتقنا وإذا خلط بدهن الورد والخل وطلي به مقدّم الرأس نفع من الصداع الحار
ولا سيما للنفساء. ابن سينا : ينفع
__________________
الأورام الحارة طلاء
ويمنع من القلاع نفعا شديدا ويولد الحصاة في الكلى والمثانة شربا ويقع في أدوية
الرمد الحار. وقال في الأدوية القلبية له خاصية قوية في ملاءمة جوهر الروح يغلب
برده إذا اعتدل مقداره وربما أعانها تبريده في الأمزجة الحارة وإذا كان سوء المزاج
بسبب ضعف جوهر الروح وتحلله وأما عطريته فهي معينة بالخاصية مقوية ملطفة بحسب مزاج
دون مزاج ، وقد يعدّل تبريده بالمسك والعنبر وتجفيفه بالأدهان المحللة العطرية
الرطبة مثل دهن الخيري والبنفسج وهو ترياق وخصوصا للسموم الحارة وتستفيد منه الروح
لطافة ونورانية شديدة وبذلك تقوى وتفرح والكهرباء يشاركه في هذا المعنى مشاركة مّا
إلا أن الكافور أقوى خاصية واستيلاء.
غيره : يمنع إن تتسع مواضع التآكل في
الأسنان إذا تحسى به وهو عجيب في ذلك.
كاشم
رومي : ديسقوريدوس في الثالثة : ليسطيقون ينبت
كثيرا في البلاد التي يقال لها ليفوريا في الجبل الذي يقال له أمانيس وهو جبل
مجاور البلاد التي يقال لها ألكيس وأهل تلك البلاد يسمونه قاياقس لأن أصله وساقه
يشبه الدواء الذي يقال له قاياقس بن فلاطيفون وقوّته شبيهة بقوّته وينبت في الجبال
الشاهقة الخشنة المظللة بالأشجار وخاصة في المواضع المجوّفة الشبيهة بالحفر وله
ساق صغير دقيق يشبه ساق الشبت ذو عقد عليه ورق شبيه بورق إكليل الملك إلا أنه أنعم
منه طيب الرائحة والورق الذي عند أعلى الساق أدق من سائر الورق وأكثر تشققا وعلى
طرف الساق إكليل فيه ثمر أسود مصممت إلى الطول ما هو شبيه ببزر الرازيانج حريف
المذاق فيه عطرية ، وله أصل أبيض فيه شبه بأصل النبات الذي يقال له قاياقس بن
فلاطيفون طيب الرائحة. جالينوس في ٧ : أصل هذا النبات وبزره يبلغ من إسخانهما أنهما
يحدران الطمث ويدران البول وهما مع هذا يطردان الرياح ويحللان التشنج. ديسقوريدوس
: وقوّة بزر هذا النبات وأصله مسخنان هاضمان للغذاء يوافق أوجاع الجوف والأورام البلغمية
والنفخ وخاصة العارضة في المعدة ولسع الهوام وإذا شربا أدرا البول والطمث وإذا
احتملت المرأة أصله فعل ذلك أيضا وقد ينتفع بالبزر والأصل في أخلاط الأدوية
المسرعة في إحداره والهاضمة للطعام وبزره طيب جدّا ولذلك أهل البلاد التي ينبت
فيها يستعملونه بدل الفلفل ويبتلون به الطبيخ وقد يغش ببزر آخر شبيه به فيعرف
بالمذاق لأنه مر ومن الناس من يغشه بأن يخلط معه بزر النبات الذي يقال له مارانون
وبزر النبات الذي يقال له ساساليون. ابن ماسويه : حار يابس في الثالثة مذهب
للقراقير نافع من النفخ والسدد العارضة في الكبد والرطوبة. الحور : يسقى منه درهم
بشراب ممزوج للحيات في البطن والمستسقين درهمين بماء حار. الرازي في كتاب دفع مضار
الأغذية الكاشم حار لطيف يعين على تلطيف اللحوم الغليظة إذا وقع مع الخل ولذلك
يستعمل في البهرية كثيرا وليس بتولد عنه كثير إسخان إذا وقع مع الخل وخاصة إذا
بردت مرقته وانحل عنه بخاره ، وأما وهو حار فمسخن بحرارته وكثيرا ما يصدع أصحاب
الرؤوس الحارة وليس ذلك بصداع دائم بل يسكن سريعا ثم الماء ورد والكافور. لي : زعم
بعض المتأخرين إن الكاشم مطلقا هو النوع الرابع من ساساليوس المسمى باليونانية
طرديلن وقد ذكرته في ذكر الساساليوس.
وهذا الدواء تعرفه عامتنا بقول السعال
لأنه يوجد في ثمرته نار الزناد وليس هو بالكاشم أصلا ولا من أنواعه فاعلم ذلك. إبن
ماسه :
إذا صيره مع الأطعمة
طيبها وخاصته تقليل رطوبة المعدة إذا شرب. وقال ساذوق : وبدل الكاشم البستاني إذا
عدم وزنه وربع وزنه من الكمون الأبيض. إسحاق بن عمران : إن الكاشم شبيه القوّة
بالكمون وربما جعل بدله إذا عدم. غيره : بدله وزنه من بزر الجزر البري.
كادي
: هو كثير بأرض اليمن معروف بها نباته
مشهور فيما أخبرني الثقة عنه. أبو حنيفة : نبات الكادي ببلاد العرب بنواحي عمان وهو
الذي يطيب الدهن الذي يقال له دهن الكادي وأخبرني من رآه قال : إنه نخلة ولها طلع
فإذا أطلعت قطع ذلك الطلع قبل أن ينشق فألقي في الدهن وترك حتى يأخذ الدهن من
رائحته ويطيب والخرّاطون يملسون أصابعهم ويخلصونها بخوص الكادي وهو صلب وله مثانة
ولين. ابن سمحون : قال عليّ بن محمد : كثر ما يكون الكادي بأرمايل من أرض الهند وهي
نخلة في جميع صفتها إلا أنها لا تطول طول النخلة وطلعه مثل طلعه فإذا أطلع أخذ من
قشره فتائل قبل أن ينشق قشره عما في جوفه وأنقع في الدهن وربب فيه يوما فيوما حتى
يطيب ريحه ويأخذ قوّته ، وإن ترك طلعه حتى ينشق قشره عنه صار بلحا وتناثر ولم يوجد
له رائحة طيبة. الرازي في الحاوي : قيل في كتاب الأسماء الهندية إن الكادي يستأصل
الجذام ويقطعه وقال في كتاب الجدي والحصبة إن الهند تقول : متى شرب من شراب الكادي
من قد خرج عليه تسع جدريات لم تصر عشرة.
التميمي في المرشد : وأما شراب الكادي
فإنه المعروف بشراب الكدر وقد أثبت نسخته في كتابي الموسوم بمادّة البقاء في
المقالة التاسعة من مقالات الكتاب المفردة للأشربة فمن أحب الوقوف عليه فلينظره
هناك. قال المؤلف : وقد أثبت أيضا منه أمين الدولة بن التلميذ نسخته في أقراباذينه
وهي مختارة.
كاوزاون
: ابن سينا : إسم حشيشة أظنه كازوان أي
لسان الثور بالفارسية خاصيته التفريح وإزالة الغم.
كاوجشم
: هو إسم البهار بالفارسية وقد ذكرت
البهار في حرف الباء.
كاسر
الحجر : هو بزر القلت وقد ذكرت القلت في القاف.
كاكنج
: تعرفه عامة المغرب بحب اللهو وقد ذكرت
الكاكنج مع عنب الثعلب في حرف العين.
كاول
: هو كراث الكرم وسيأتي ذكر الكراث فيما
بعد.
كاربا
: هو الكهرباء ومعنى الكارباء بالفارسية
سالب التين وسنذكره فيما بعد.
كبر
: ديسقوريدوس في الثانية : هو شجيرة
مشوّكة منبسطة على الأرض باستدارة وشوكتها معففة مثل الشصوص على شكل شوك العليق ولها
ورق شكله مثل شكل السفرجل وثمر شبيه بالزيتون في شكله إذا انفتح ظهر منه زهر أبيض
، وإذا سقط منه الزهر كان شبيها بالبلوط مستطيلا إذا فتح ظهر من جوفه شبيه بحب
الرمان صغار حمر وأصوله كبار في حدّ الخشب كثيرة وينبت في أماكن خشنة وأرض نباتها
قليل لغلبة الحجر عليه وجزائر وخرابات. جالينوس في ٧ : قشر أصل الكبر الغالب عليه الطعم
المرّ وبعده الطعم الحرّيف وبعدهما الطعم القابض وهذا مما يدل على أنه مركب من قوى
مختلفة متضادّة وذلك أنه يقدر أن يجلو وينقي ويفتح ويقطع لمكان مرارته ، وأن يسخن
ويحلل لمكان حرافته وأن يجمع ويشدّ ويكنز لمكان قبضه ولذلك صار قشر هذا الأصل أنفع
من كل دواء آخر يعالج به الطحال الصلب إذا ورد إلى داخل البدن أيضا بأن يشرب بالخل
أو بالخل والعسل وبغير ذلك مما أشبهه أو بأن يجفف ويسحق ويخلط بهذه وذلك أنه يقطع
الأخلاط الغليظة اللزجة إذا شرب على هذه الصفة تقطيعا بينا
ويخرجها في البول وفي
الغائط ومرارا كثيرة قد يخرج من الغائط شيئا دمويا فيسكن الطحال ويخفف أمره على
المكان وكذا يفعل في وجع الورك وهو مع هذا يدر الطمث ويحدر البلغم إذا تغرغر به
الإنسان ، وإذا مضغه وينفع من الهتك الذي يقع في رأس العضلة وفي وسطها ، وإذا وضع
أيضا قشر هذا الأصل على الجراحات الخبيثة كما يوضع الضماد نفعها أعظم المنفعة من
طريق أنه يقدر أن يجففها ويجلوها جلاء وتجفيفا قويا وكذا ينفع من وجع الأسنان
فمرّة إذا استعمل بالخل ومرة إذا استعمل مطبوخا بالشراب ومرارا كثيرة يستعمل أيضا
وحده بأن يعض عليه الإنسان ويمضغه وقد يجلو البهق إذا طلي عليه بالخل ويحلل
الخنازير والأورام الصلبة إذا خلط مع الأدوية النافعة لذلك ، وأما ثمرة هذا النبات
فقوّتها على مثال قوّة قشر الأصل منه إلا أنها أضعف من القشر وأما ورقه وقضبانه
فقوّتها أيضا تلك القوّة وإني لأعلم أني حللت في بعض الأوقات صلابة الخنازير في
أيام يسيرة بورق الكبر وحده وقد يخلط مع الورق بعض الأشياء التي يمكن فيها أن تكسر
من شدّة قوّته وإذا كان هذا الورق كذلك فليس من العجب أن تكون عصارته تقتل الدود
في الأذن لمكان مرارتها ، فأما الكبر الذي يكون في البلد الكثير الحرارة بمنزلة
الكبر الذي في بلاد تهامة فهو أشدّ حدة وحرافة من الذي يكون عندنا بمقدار كثير جدا
ففيه بهذا السبب من القوّة المحرّقة مقدار ليس باليسير وقال في كتاب أغذيته ثمرته
المملحة قبل الغسل تطلق البطن ولا تغذو البتة وأما إذا غسلت ونقعت حتى تذهب عنها
قوّة الملح بتة صارت على مذهب الطعام تغذو غذاء يسيرا جدا وأما على مذهب الأدام
التي يتأدم بها فتؤكل مع الخبز ليطيب بها أكله ، وأما على مذهب الدواء فإنها تكون
حينئذ موافقة لتحريك الشهوة المقصرة ولجلاء ما في المعدة والبطن من البلغم وإخراجه
بالبراز ولتفتيح ما في الكبد والطحال من السدد وتنقيتهما ومتى استعملت هذه الثمرة
في هذا الوجه فينبغي أن تستعمل مع خل وعسل أو مع خل وزيت قبل سائر الطعام كله وقضبان
الكير أيضا تؤكل طريها كما يؤكل قضاب البطم ويكبس أيضا كما تكبس تلك أما في الخل والملح
وأما في الخل وحده.
ديسقوريدوس : وقد تعمل قضبانه وثمره
بالملح وإذا أكل لين البطن وهو رديء للمعدة معطش وإذا أكل مطبوخا كان طيب الطعم وإذا
شرب من ثمره ثلاثين يوما في كل يوم وزن درهمين بشراب حلل ورم الطحال ويدر البول ويسهل
الدم ، وإذا شرب نفع من عرق النسا ومن الداء المسمى قوالوسيس ومن وهن العضل ، وإذا
شرب أدر الطمث وإذا مضغ قلع البلغم وثمره إذا طبخ بالخل وتمضمض بطبيخه سكن وجع
الأسنان وقشر أصل الكبر حار يوافق الأمراض التي ذكرناها ويوافق القروح المزمنة الوسخة الجاسية وقد يخلط
بدقيق الشعير ويتضمد به للورم في الطحال ومن كان بسنه ألم فعض على أصل الكبر بسنه الألم
نفعه من ألمه وإذا دق ناعما وخلط بالخل ولطخ على البهق الأبيض جلاه ، وإذا دق ورقه
وأصله واستعمل للخنازير والأورام الصلبة حللها وإذا دق وأخرج ماؤه وقطر في الأذن
قتل الدود المتولد فيها والكبر النابت بالبلاد التي يقال لها مرماريطا ينفخ نفخا
مفرطا والكبر الثابت في البلاد التي يقال لها اقوليا يحرّك القيء والكبر الذي من
بحر القلزم والذي من نينوى حريف جدا ينفط الفم ويأكل اللثة حتى تتغير منه الأسنان
فلذلك لا يصلح هذا
__________________
الصنف من الكير
للمطعم. ابن ماسويه : والكبر النابت في البلاد وفي المروج والآجام كثير النفخ
فلذلك ينبغي أن لا يتعرض لما ينبت منه في هذين الموضعين. البصري : ورق الكبر وثمره
متساويان في القوّة إلا أن في الثمر ببعض الزيادة على الورق وأقوى منهما أصله واليبس
في أصله أغلب من الحر والكبر حار يابس في الدرجة الثالثة رديء للمعدة ، وإن نقع
بخل ذهب الخل بضرره للمعدة. الفارسي : الكبر ترياق يطيب الفم ويطرد الريح ويزيد في
الباه. الجون : يشفي النواصير التي تكون في الآماق وأصله جيد للبواسير إذا دخن به.
الطبري : أصله ينفع من القروح الرطبة
إذا وضع عليها من خارج وإذا طبخ وصب ماؤه على الرأس الذي فيه قروح رطبة نفعه وإذا
أكل مع الفلفل والسذاب نفع من السدة التي تكون في الكبد من البرد. إسحاق بن عمران
: حبه رديء الغذاء يتعفن فيصير مرة سوداوية وقضبانه أجمد منه. ابن سمحون : قال ابن
ماسه : الكبر وفقاحه وقضبانه نافعة للطحال فإذا أريد اتخاذه فينبغي أن ينقع بماء وملح
أياما ثم يغسل بماء عذب مرتين أو ثلاثا ثم يخلل فإذا عزم على أكله لذلك يكون بعد
أربعين يوما بعد أن يصب عليه زيت مغسول ، قال وكامخ الكبر من صالحي الكوامخ
المسخنة للمعدة وأقلها ضررا وينبغي أن يؤكل بالزيت قبل الطعام لسرعة انهضامه وأنه
لا يبطئ في المعدة وهو يصدع الرأس إذا أكثر منه وكامخ حب الكبر أيضا مثله في كل
أحواله إذا صير معه صعتر رطب أو افرنجمشك أو مر ماخور وكامخ الكبر جيد للمعدة والطحال.
التجربيين : ورقه ولحاء أصله إذا جفف وسحق وأضيف أحدهما إلى الزفت وضمد به قروح
الرأس الشهدية اليابسة العتيقة أبرأها إذا تمودي عليه وكذا يفعل في القروح الخبيثة
الغليظة الموادّ ولا سيما إذا كانت في الأعضاء الجافة وتستعمل في المرطوبي المزاج
في قروحهم الخبيثة مدروسا بالشحم ، وإذا درس ورقه مع الشحم ووضع على أورام العنق
البلغمية والخنازير والغدد ألحمها وحللها كلها وكذا يحلل الأورام البلغمية في سائر
الجسم إلا أنه في أورام العنق والأبط والأربية أقوى وكذا يوضع أيضا على فسوخ العضل
ولا سيما في الأعضاء الصلبة فينفعها ، وإذا سحق أصله وخلط بأحد الأدوية العطرية
المقوية كالسنبل والأسطوخودوس والإذخر وعجن بعسل ولعق وافق وحلل ما في الصدر من
البلغم اللزج وأخرجه بالنفث ونفع من أوجاعه الحادثة عنه وسهل نفثه وينفع من أوجاع
المعدة والمائدة ويفتح بهذه الصفة سدد الكلى ويضمر الطحال وينفع من أوجاعه منفعة
بالغة ، وإذا تغرغر به وبطبيخ سائر أجزائه كلها نقى الدماغ وأحدر منه بلغما لزجا وماء
ورقه إذا شرب قتل أصناف الحيوان المتولدة في الجوف وشربته من أربعة دراهم إلى ما
حولها.
الرازي في كتاب الحاوي : أدام صديق لي
أكل كامخ الكبر فسحجه وأرى إن حقن بعصير الكبر من به عرق النسا كان بليغا جدا. وقال
في موضع آخر : كامخ الكبر حار يابس مهزل للبدن والكبر المخلل أقل حرارة من المكبوس
بالملح ، وقال في كتاب دفع مضار الأغذية كامخ الكبر رديء للمعدة معطش ملهب ليست
منفعته للطحال كالكبر المخلل بل دون ذلك بكثير وذلك أنه يعطش ويسقى الماء بملوحته
والماء يربي الطحال ويعظمه ولا سيما إن كان حارا أو ماء بطيء النزول ولكنه يقطع ويجلو
ويشهي الطعام ويدفع فضوله إلى أسفل وهكذا تفعل الكوامخ المالحة فإنها كلها معطشة
ملهبة ضارة للعين إذا
أدمنت فأما ما ينقع
في الخل وتعتريه حموضته فأقل إعطاشا وإلهابا للبدنه وأوفق للمحروريين وقال : والكبر
المخلل يلطف الطحال ولا يسخن ولا يعطش إلا قليلا ويضر من به سعال أو إسحاج وخلفه
ضررا شديدا فإن أخذ منه فليتلاحق بصفرة البيض النميرشت بعد التغرغر بماء حار
مرّات.
كبيكج
: هو كف السبع عند بعض سحاري الأندلس وتعرفه
أهل مصر بالبار عللت وهذا إسم بربري. ديسقوريدوس في الثانية : بطراحيون. ومن الناس
من يسميه شالبين أغريون وهو أصناف كثيرة وقوته حادة مقرحة جدا ومنه صنف ورقه شبيه
بورق الكزبرة إلا أنه أعرض منه ولونه إلى البياض فيه رطوبة لزجة وزهر أصفر وربما
كان لونه لون الفرفير وله ساق ليس بغليظ طوله نحو من الذراع وله أصل صغير أبيض مر
الطعم وتتشعب منه شعب مثل شعب الخربق وينبت بالقرب من المياه الجارية ، ومنه صنف
فخر كثير بالبلاد التي يقال لها سردونيا وهو حريف جدا ومن الناس من يسميه سالبين
أغريون ومنه صنف ثالث صغير جدا رديء الرائحة ولون زهره شبيه بالذهب ومنه صنف رابع
شبيه بالثالث إلا أن لون زهره مثل لون اللبن. جالينوس في ٦ : أنواع هذا النبات
أربعة وكلها قوية حادّة حريفة شديدة حتى أنها إن وضعت من خارج أحدثت قروحا مع وجع
وأما إن استعملها إنسان بعذر فإنها تقلع الجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد
الأظفار التي يظهر فيها البياض ويحلل الآثار وينثر الثآليل المعلقة والمركوزة التي
يحدث بها إذا لقيها برد الهواء وجع شبيه بقرص السمك ١. وينفع من داء الثعلب إذا
وضعت عليه مدة يسيرة وذلك أنها إن أبطأت وطال مكثها قشطت الجلد وأحدثت في الموضع
قرحة وهذه الأفعال كلها أفعال ورق هذه الأنواع وقضبانها ما دامت طرية ، وإن هي
وضعت من خارج كالضماد فأما أصلها إن هو جفف وحفظ صار دواء نافعا لتحريك العطاس
كمثل جميع الأدوية التي تسخن إسخانا قويا ويجفف وينفع أيضا من وجع الأسنان مع أنها
تفتتها لأنه يجفف تجفيفا قويا وبالجملة فأنواع الكبيكج كلها مع أصولها وقضبانها وورقها
تسخن وتجفف إسخانا وتجفيفا قويا.
ديسقوريدوس : وإذا تضمد بورقه وأغصانه
طرية أقرحت بالسم ، ولذلك تقلع تشقق الأظفار وتقشرها والجرب والنمش والثآليل التي
يقال لها أقروخوذونس وإذا تضمد به وقتا يسيرا لداء الثعلب قلعه وإذا طبخ وصب طبيخه
وهو فاتر على الشقاق العارض من البرد نفع منه وأصله إذا جفف ودق ناعما وقرب من
للمنخرين حرك العطاس وإذا علق في الرقبة خفف من وجع الأسنان ولكنه يفتتها.
كبابة
: إسحاق بن عمران : هو حب العروس ونعتها
مثل نعت الفلفل ولها أذناب وأطرافها ولونها أصهب. ابن الهيثم : هي صنفان كبيرة وصغيرة
والكبيرة هي حب العروس والصغيرة هي الفلنجة. الغافقي : قال حنين والبطريق وغيرهما
من التراجمة قالوا : إن الكبابة في ترجمة البطريق تسمى باليونانية قرقيسون والدواء
الذي سماه جالينوس في كتابه في ترجمة البطريق قرقيسون سماه حنين الكبابة وقد قال
جالينوس في كتاب الأدوية المقابلة للأدواء : إن القرقيسون عيدان دقاق تشبه قضبان
الدارصيني والكبابة عندنا إنما هي حب ولم نر هذه العيدان ولكن قد يمكن أن تكون هذه
العيدان عيدان النبات الذي هذا حبه. وقال
__________________
جالينوس في ٧ : هذا دواء
يشبه الفو في طعمه وفي قوته إلا أنه ألطف منه جدا ، ولذلك صار أشدّ تفتيحا منه للسدد
العارضة في الأحشاء وهو مدرّ للبول منق للكليتين من الحصا المتولد فيها ولكن ليس
له من اللطافة ما يمكن بها الإنسان أن يستعمله بدل الدارصيني كما كان يفعل قرانيطس
، والجيد منها ليس يداني الدارصيني في قوّته بل هو دون السليخة الجيدة فضلا عن
الدارصيني. وقال في الأدوية المقابلة للأدواء : كان قرانيطس يلقي ، من هذا الدواء
المسمى قارقاسيون في الترياق بدل الدارصيني إذا لم يجده ، وهو شبيه بالفو إلا أنه
أقوى منه ولذلك له مع ذلك رائحة عطرية وأكثر نباته بالجبل المسمى شندي من بلاد
مقوليا ولذلك صار يمنيا وهو عيدان دقاق يشبه قضبان الدارصيني. مسيح بن الحكم : في
الكبابة قوّتان متضادّتان من الحرارة والبرودة والحرارة فيها أغلب وهي جيدة للوجع
في الحلق ولحبس البطن. الرازي : ينقي مجاري الكلى والبول ويصفي الحلق. ابن سينا : جيد
للقروح العفنة في اللثة والقلاع في الفم وريق ماضغه يلذذ المنكوحة. غيره : يقوي
المعدة والأعضاء الباطنة شربا. الشريف : إذا أمسكت في الفم حسنت اللثات وتطيب
النكهة وتعطر الأنفاس وتتصرف في كثير من الطيوب ويخرج الحصاة من الكلى والمثانة.
كبريت
: ابن سمحون : قال الخليل بن أحمد : الكبريت
عين تجري فإذا جمد ماؤها صار كبريتا أصفر وأبيض وأكدر ويقال : إن الكبريت الأحمر
هو من الجواهر ومعدته خلف ثنية في وادي النمل الذي مر به سليمان بن داود وأن تلك
النمل أمثال الدواب تحفر أسرابا فيأتيها الكبريت الأحمر. قال أرسطوطاليس : الكبريت
ألوان كثيرة فمنه الأحمر الجيد الحمرة الذي ليس بصاف ، ومنه الأصفر الشديد الصفرة
الصافي اللون ، ومنه الأبيض القليل البياض الحادّ الريح ، ومنه المختلط بألوان
كثيرة والكبريت يكون كامنا في عيون يجري منها ماء حار ويصاب في ذلك الماء رائحة
الكبريت والأحمر يسرج بالليل في معدنه كما تسرج النار حتى يضيء ما حوله على فراسخ
وإذا أخذ من معدنه لم يصب فيه هذه الخصوصية ويدخل في أعمال الذهب كثيرا ويحمر
البياض جدا ويصبغه جيدا. ماسرحويه : والكبريت ثلاثة ضروب أحمر وأبيض وأصفر وكلها
حارة يابسة لطيفة. إسحاق بن عمران : الكبريت أربعة أضرب فمنه أحمر وأسود وأصفر وأبيض
، وهو حجر رخو من جواهر الأرض والمطبوخ منه أغبر إلى السواد والمحرق منه أسود.
الرازي : هو حار يتولد من البخار اليابس الحار الدخاني إذا ماس شيئا رطبا من
البخار الرطب لأن البخار بخاران بخار رطب وبخار حار لطيف يابس فيطبخ البخار الرطب
كطبخ حرارة الشمس لرطوبة الماء حتى تحيله في سبخة دهنا وكطبخ حر الأرض والبخار
الرطب الغليظ حتى تحيله قارا أو نفطا أو ما أشبه ذلك والكبريت من البخار الدخاني والبخار
الرطب امتزجا وطبخهما حر الشمس حتى صار ما فيه من الرطوبة دهنا لطيفا حارا خفيفا ،
ولذلك أسرع اتقاده لأنه شديد الحرّ فتسرع إليه النار بمرّة لأن النار تطلب من
الرطوبة أحرها لقربها منها بطرف واحد والدليل على ذلك أن الأشياء الرطبة الباردة
لا تحترق بمضادتها للنار بطرفيها والأشياء الباردة اليابسة لا تحرق لأنها لا رطوبة
فيها وإنما غذاء النار الرطوبة لأنها صاعدة وليست تقيم في أسفل إلا معلقة بما
يجذبها إلى أسفل كما لا يقيم الحجر في الجوّ إلا بما يعمده. جالينوس في كتاب
الأدوية الموجودة بكل مكان : الكبريت النهري هو كبريت القصارين وقال مرة أخرى : كبريت
القصارين هو كبريت الماء. وقال في المقالة ٧ من مفرداته : كل كبريت فقوّته قوّة
جلاءة لأن مزاجه وجوهره
لطيف ولذلك صار يقاوم ويضادّ جل السموم من ذوات السموم من الهوام واستعماله يكون
بأن يسحق وينثر على موضع اللسعة أو يعجن بالريق ويوضع عليه ويعجن بالبول أو بزبل
عتيق أو عسل أو علك البطم ، وقد يشفى به الجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد والقوابي
إذا عولجت به مع علك البطم يبرثها برءا تاما مرارا كثيرة لأنه يجلو ويقلع هذه
العلل كلها من غير أن يدفع شيئا منها إلى عمق البدن. ديسقوريدوس في : يعلم أنّ أجوده ما
لم يقرب إلى النار وكان صافي اللوم صقيلا ليس بمتحجر ، فأما ما قرب منه من النار
فينبغي أن يختار منه الأحمر الذي فيه دهنية وقد يكون كثيرا في المواضع التي يقال
لها قيبلص والمواضع التي يقال لها البيارا ، والصنف الأوّل يسخن ويحلل وينضج
السعال ويخرج القيح الذي في الصدر سريعا ، وإذا صير في بيضة أو شرب أو تدخن به نفع
من الربو وإذا دخنت به المرأة طرحت الجنين ، وإذا خلط بصمغ البطم قلع الجرب والقوابي
وقلع البهق ، وإذا خلط بالراتينج أبرأ من لسعة العقرب ، وإذا خلط بالخل نفع من
مضرة سم التنين البحري ومن لسعة العقرب ، وإذا خلط بالنطرون وغسل به البدن سكن
الحكة العارضة فيه وإذا أخذ منه معدا فلجماريوس وشرب بالماء أو ببيضة حسوا نفع من
اليرقان وقد يصلح للزكام والنزلة ، وإذا ذر على البدن قطع العرق وإذا لطخ على
النقرس مع النطرون والماء نفع منه وقد ينفع إذا تدخن به من الطرش وقد يقطع النزف ،
وإذا خلط بالعسل والخمر ولطخ على سدح الآذان أبرأه. أرسطو : والكبريت الأحمر ينفع
من داء الصرع والسكتات والشقيقة والكلف إذا استعط به. الدمشقي : وقوّة الكبريت في
الحرارة واليبوسة من الدرجة الرابعة يذهب بالبرص ويجلو الكلف ويذهب بطنين الأذن وضربانها.
التجربتين : الكبريت إذا خلط بأدوية قروح الرأس العتيقة جلاها وأدملها ، وإذا حل
في زيت قد غلي فيه أشقيل وخلط بشيء من الشمع نفع من نوعي الجرب الرطب واليابس ومن
الحكة منفعة بالغة ، وإذا خلط بالفلفل وحل بخل أو بحماض الأترج أو بحماض النارنج وطلي
على السعفة العتيقة جلاها وأدملها إذا تمودي عليه ، وإذا عجن بالحناء وسائر أدوية
القوابي جلاها وأذهبها وكذا بعصارة ورق الدثم الغض فعل في ذلك فعلا قويا ، وإذا
خلط بالنطرون ١نفع من القروح الوسخة جدا والمترهلة والأواكل ، وإذا خلط بالعاقر
قرحا وعجنا بعسل ثم حل بالخل وطليت به القروح المتولدة في أجسام تدب ٢ فيها العلة الكبرى
وفي قروح تشبه القوابي خشنة يتشوّه بها الجلد ويذهب حسنه نفع منها منفعة عجيبة.
كبسون
: زعم بعضهم أنه الكشوث وليس بصحيح إنما
الكبسون نبات حبشي ومنها يجلب إلينا بالديار المصرية وهو حب مدوّر أسود في صفة
الكزبرة الشامية فيه حرافة ، وقوم يقولون : إنه الأبرنج وليس به أيضا إلا أنه
يشبهه في الفعل والحبشة كثيرا ما يستعملون الكبسون بالشراب بأن يأخذوه ويدقوه وينخلوه
ويلعقوه بعسل أو يشربوه في لبن حليب فيسهلهم بلا مشقة ويخرج من بطونهم الدود وحب
القرع وهو مجرب عندهم في ذلك وهو حار يابس في الأولى فيما زعم بعض أطباء مصر.
كباث
: قيل أنها ثمر الأراك إذا نضج واسودّ ، وقيل
الكباث منه ما لم ينضج ، وقيل الكباث من ثمر الأراك صنف منه ليس له عجم كبير
العنقود صغير الحب فويق حب الكزبرة ، وفي الفلاحة أنه ينبت بقرب الأراك ويشبهه في
اللون والطعم وله حب يعقده في رأسه
__________________
كحب الكزبرة ويسحق
منه خمسة دراهم ويستف منه مع مثله سكرا ويتجرع عليه ماء بارد عذب فيسهل البطن. وفي
كتاب إبدال الأدوية خاصته النفع من الدود وحب القرع في البطن وبدله وزنه أبرنج ونصف
وزنه قسط أبيض وثلث وزنه قنبيل. لي : غلب على ظني أنه الكبسون المقدم ذكره.
فتأمله.
كبد
: ذكرت كثيرا من الكبود مع حيواناته وإنما
نتكلم في هذا الموضع بحسب الغذاء. التجربتين : والأكباد كلها إذا شرحت وذر عليها
ملح وصمغ عربي وشويت نفعت من قروح الأمعاء واستطلاق البطن لمن قويت معدته على
هضمها. جالينوس في كتاب أغذيته : أكباد المواشي والحيوانات المألوفة الأكل تولد
خلطا غليظا عسر الهضم بطيء الإنحدار عن المعدة والنفوذ في المعي وأفضل الكبود في
جميع الأحوال الكبود المسماة التبنية من أجل أن حيواناتها تعتلف التبن اليابس حتى
يصير كبدها في هذه الحال. ابن ماسه : أكباد جميع الحيوانات حارة رطبة بطيئة الهضم
تولد دما غليظا كالذي يتولد من الطحال والخصي. كتاب الكيموسين : إن الكبد غليظ
الخلط لكنه ليس برديء الخلط.
الرازي في دفع مضار الأغذية : وأما
الكبد فجيد الغذاء غليظه كثيره ولا سيما كبود الحيوان المختار كأكباد الجدا والحملان
وخير منها أكباد الدجاج المسمنة والديوك إلا أن لها ثقلا وعسر إنهضام ، ولذلك لا
ينبغي أن يكثر منه ولا ينفرد به وليؤكل مطجنا بالمري والزيت ويكبب على الجمر
تكبيبا رقيقا بالملح والدارصيني أيضا ، وقد يصلح أن يتخذ للمحرورين باردة بالخل والكراويا
والكزبرة اليابسة بعد أن يجاد شيّها وإن لم يكثر منها ولم بدّ من لم يخش منها
مكروه لأن الدم المتولد منها صحيح جيد.
كبست
: هو شحم الحنظل فيما زعموا.
كتان
: كلامنا ههنا على الكتان نفسه وأما بزره
فقد ذكرته في حرف الباء في رسم بزر الكتان. أبو حنيفة : الكتان مفتوح الكاف شديد
التاء وهو معروف. بولس : إذا أحرق الكتان نفسه يكون له دخان لطيف يفتح سدد الزكام
ويصلح الرحم التي تتقلص وتصير إلى فوق.
ماسرحويه : والثياب تختلف قواها بقدر
الأصل الذي يصنع منه وثياب الكتان معتدلة في الحر والبرد والرطوبة واليبس وهي أجدر
أن تستعمل في الدواء وخاصة في القروح فإنه يجففها ويأكل غشها وينشف البلة والعرق
في الجسد. عيسى بن ماسه : الكتان بارد من لباس الصيف والدليل على برده أنه يقتصر
كل قوم على لبسه. الرازي : هو أبرد الملابس على البدن وأقلها لزوقا به وتعلقا ولذلك
هو أقلها إقمالا. مسيح : ومن أردنا أن يضمر بدنه أمرناه أن يستشعر من ثياب الكتان
في الشتاء الجديد الناعم وفي الصيف الغسيل الناعم ، ومن أردنا أن يتنشف لحمه
أمرناه أن يستشعر منها في الشتاء الغسيل الناعم وفي الصيف الجديد الناعم لأنه ليس
يلتصق ببدنه جدا فيحميه وهو أفضل الملابس للأبدان من ثياب القطن وينشف البلة والعرق
من الجسد.
كتم
: أبو حنيفة : الكتم هو من شجر الجبال وهو
يعد شيّا بالحناء يجفف ورقه ويدق ويخلط بالحناء ويخضب به الشعر فيسود لونه ويقويه
قال وقال بعض أعراب الشراة الكتم لا يسمو صعدا وينبت في أصعب ما يكون من الصخور وأمنعه
فيتدلى تدليا خيطانا لطافا وهو أخضر وورقه كورق الآس وأصفر ومجتناه صعب. الغافقي :
الكتم معروف عندنا بالأندلس نبات ينبت في السهول ويسمو ورقه قريبا من ورق الزيتون
أو ورق الميتان ويعلو فوق القامة وله ثمر في قدر حب الفلفل في داخله نوى ، وإذا
نضج اسودّ وقد
يستعصر منه دهن يتسمرج
به في بعض البوادي ويدق ورقه وتستخرج عصارته ويشرب منها قدر أوقية فتقيئ قيئا
بليغا وتنفع من عضة الكلب الكلب ، ومنه نوع آخر وهو الغتم وسنذكره في موضعه وأما
الذي ذكره الكندي أن من بزر الكتم ماء إذا اكتحل به حلل الماء النازل في العين وأبرأه
وأظنه أراد به هذا الكتم الذي نعرفه وقد يمكن أن يكون نوعا آخر منه ويمكن أن يكون
حب الميتان فإنه يشبه الميتان ويستعمل كما يستعمل الكتم في خضاب الشعر وأصل الكبر
إذا طبخ بالماء كان منه مداد يكتب به.
كتبينية
: الغافقي : هي عشبة لها ورق طولها نحو
نصف أصبع مفترشة على الأرض فيها متانة وملاسة وخضرتها تميل إلى الدهمة وهي مشرفة ولها
ساق رقيقة تعلو نحوا من نصف ذراع فيها صلابة وهي كساق ونبات الكتان وعليها ورق
كورقه ومن نصف الساق إلى أعلاها زهر دقيق يشبه زهر الكتان أزرق اللون فيه بياض إلا
أنه أصغر منه بكثير يخلفه بزر كبزر الشاهترج وطعم هذا النبات مر ، وكذا بزره وتشربه
الناس لإخراج الخام والبلغم ووجع الورك فينتفعون به والشربة القوية منه درهمان ، وإذا
طبخ هذا النبات في الزيت وجعل على القوابي أبرأها وقد يكون نبات آخر يعرف بالكتبن
أيضا له قضبان رقاق تتشعب من نبات ساق رقيق وهي مجتمعة حول الساق معقدة حرش بلا
ورق ونباته في أرض رقيقة جبلية وهو من نبات الصيف وهو أقوى من الصنف الأول في
إخراج البلغم وإنزال الحصاة والشربة منه القوية درهم ونصف. أبو العباس النباتي : هي
مجرّبة في قطع الحبل حمولا وهذا يقبض مزاجها.
كتيلة
: أول الإسم كاف مضمومة بعدها تاء منقوطة
باثنتين من فوقها ثم ياء ساكنة منقوطة باثنين من تحتها بعدها لام مفتوحا ثم هاء.
إسم بأرض الشام خصوصا بجبال البيت المقدس والخليل وجبل نابلس لنبات من التمنش دقيق
الأغصان ذو أغصان كثيرة مخرجها من أصل واحد طولها نحو من شبر إلى ذراع وهي صلبة والورق
عليها متراصف أزغب حديد الرائحة طيبها يشبه ورق الآس وأدق منه ويميل في لونه إلى
البياض حار يابس إذا وضع منه اليسير في الخوابي الممتلئة خمرا قبل أن تغلي حفظها
من الفساد وطيب رائحتها وقوى طعمها ، وأهل مصر يعرفون هذا النوع من الشراب الذي
يلقى فيه هذا الدواء بشراب الحشيشة وفيه تسخين قوي.
كثيراء
: يكون منه كثيراء بجبل بيروت ولبنان من
أرض الشام. ديسقوريدوس في الثالثة : طراعاقينا : وهو شجرة الكثيراء هو أصل عريض
خشبي يظهر منها شيء على وجه الأرض يخرج منه أغصان صلبة تنتشر على وجه الأرض كثيرا
لها ورق صغار رقاق كثيرة فيما بينها شوك مستتر بالورق أبيض مستوي القيام صلب والأطراعاقينا
هو الكثيراء والرطوبة التي تظهر عن هذا الأصل إذا ما قطع في موضع القطع فأجوده ما
كان منه صافيا أملس رقيقا نقيا إلى الحلاوة ما هو. جالينوس في ٨ : قوّة الكثيراء شبيهة
بقوّة الصمغ وهي قوّة تلزق وتلحج وتغري وتكسر حدّة الأشياء الحادّة وهي أيضا تجفف
كما يجفف الصمغ. ديسقوريدوس : وقوّته مغرية شبيهة بقوّة الصمغ وتستعمل في الأكحال
والسعال وخشونة قصبة الرئة وانقطاع الصوت بأن يهيأ منه معجون بالعسل ويوضع تحت
اللسان ويبتلع ما يذوب وينحل منه أوّلا فأوّلا وقد يشرب منه وزن درهمين إذا أنقع
في ميبختج وخلط به شيء من قرن إيل محرق مغسول أو شيء يسير من شب يماني لوجع الكلى
وحرقة
__________________
المثانة. مسيح بن
الحكم : قوّة الكثيراء باردة في الدرجة الثانية مانعة للرطوبات المتحلبة من الرأس.
إسحاق بن عمران : الكثيراء هو ثلاثة ضروب بيضاء وحمراء وصفراء. حبيش : فيه شيء
يسير من حرارة ورطوبة تسهل الطبيعة وتنفع من قروح الرئة وتقوي الأمعاء إلا أنه
يزيد في الخلفة وينفع من قروح العين والبثر والرمد إذا أنقع واكتحل به وبمائه أو
جعل مع بعض الذرورات وتصلح للأدوية المسهلة الحادّة إذا خلطت بها وتدفع مضارها وتمنعها
من أن تحمل على الطبيعة حملا شديدا. غيره : يطرح في الأدوية المسهلة ويصلح أن
يستعمل في أدوية الإسهال بدل الصمغ ، وأصل شجرة الكثيراء إذا دق ناعما وخلط بخل
نقى الكلف والبهق. التجربتين : الكثيراء تغلظ الموادّ الرقيقة المنصة إلى الصدر وتعدل
الخلط المالح المنصب إليها فيسكن بذلك السعال وتقطع الدم المنبعث لرقته بتغليظها
الدم إذا تمودي عليها وتسكن حرقة الأجفان وتلين خشونتها وتنفع من الرمد تقطيرا وتعدل
الخلط الصفراوي ، وإذا حلت في الماء أو في أحد الألعبة وطلي بها الشعر نفعت من
تشققه فإن تمودي عليها سبطت الجعد منه. إيلا ونظره قالت : وبدله عند عدمه لب حب
القرع. تيادوق : وبدلها إذا عدمت وزنها من الصمغ العربي.
كتاه
: هو بزر الجرجير وقد ذكرته في الجيم.
كثير
الأرجل : هو البسبايج وقد ذكرته في حرف الباء.
كثير
الأضلاع : هو لسان الحل وسنذكره
في اللام.
كثير
الورق : هو المريافلن وسنذكره في الميم.
كثير
الرؤوس : هو النبات المسمى باليونانية بولوفتيمن
وقد ذكرته في الباء ومنهم من يسمي القرصعنة بهذا الإسم.
كثير
الركب : وكثير العقد أيضا وهو النبات المسمى
باليونانية بولوغاباطن وقد ذكرته في الباء.
كحيلا
: عامة الأندلس والمغرب يسمون بهذا الإسم
لسان الثور وسنذكره في اللام.
كحلا
: هو يقال على لسان الثور أيضا وهو يقال
أيضا على نبات آخر يشبهه في الصورة والقوّة وليس به يسمى لسانا مطلقا وسنذكره في
اللام ويقال أيضا على أنواع الشنجار وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة ، وقد يقال
أيضا على النبات الذي تسميه عامتنا بالأندلس بالعنيون وقد ذكرته في العين المهملة.
كحل
: إذا قيل مطلقا فإنما يراد به الكحل
الأسود وهو الأثمد وقد ذكرته في الألف وهو كحل سليم أيضا وكحل الجلاء.
كحل
السودان : هو الحبة السوداء
المعروفة بالبسمة وبالشيمرح
أيضا وقد مضى ذكرها في حرف التاء هناك.
كحل
فارس : هو الأنزروت وقد ذكرته في الألف.
كحل
خولاون : هو الحضض اليماني وقد ذكرته في حرف الحاء
المهملة.
كرفس
: منه البستاني والآجامي والجبلي والصخري
والمشرقي والقبرسي فالبستاني معروف. جالينوس في ٨ : يبلغ من إسخان الكرفس أنه يدر البول
والطمث ويحلل الرياح والنفخ وخاصة بزره. وقال في كتاب أغذيته : الكرفس البستاني أنفع
للمعدة من سائر أنواع الكرفس لأنه ألذ منها وأكثر اعتيادا. ديسقوريدوس في الثالثة
: هذا النبات يوافق كل ما توافقه الكزبرة وإذا تضمد به مع الخبز والسويق سكن أورام
العين الحارة والتهاب المعدة ، ويسكن ورم الثدي الحار ، وإذا أكل نيئا ومطبوخا أدر
البول وإذا شرب طبيخه مع أصوله نفع من الأدوية القتالة ويحرك القيء ويعقل البطن ،
وبزره أشد إدرارا للبول منه وينفع من نهش الهوام وشرب المرداسنج ويحلل النفخ وينتفع
به في أخلاط الأدوية المسكنة للأوجاع والأدوية المركبة لضرر سموم الهوام
__________________
وأدوية السعال والنبات
الذي يقال له الأوسالس هو الكرفس النابت في المروج وهو أعظم من الكرفس البستاني وقوّته
مثل قوّته. ابن ماسويه : الكرفس حار في أوّل الثالثة يابس في وسط الثانية. حكيم بن
حنين : إن حذاق الأطباء من المحدثين يضعون الكرفس في أوّل الدرجة الثانية من
الحرارة واليبوسة. قسطس في كتاب الفلاحة قال : الكرفس يفتق شهوة الباه من الرجال والنساء
ولذلك تمنع المرضعة منه لأنه يهيج الباه ويقل اللبن والكرفس يطيب النكهة. روفس : يملأ
الأرحام رطوبة حريفة. أبو جريج : نافع للكبد الباردة وإن طلي على الأورام المفتحة
الحارة ألهبها. مسيح : مفتح لسدد الكبد والطحال. الطبري : ينفع ورقه رطبا المعدة والكبد
الباردتين ويذيب الحصاة وينفع عصيره وورقه من حمى النافض التي تكون من البلغم إذا
شرب وحده أو مع عصير ورق الرازيانج الرطب وحبه أقوى من ورقه. الرازي : ينبغي أن
يجتنب أكله إذا خيف من لذع العقارب ، وقال في دفع مضار الأغذية : يغزر اللبن وإذا
أكثرت المرضعة من أكله أورث المرضع منه صرعا والمربى منه صالح للمعدة مسكن للغثي ونفخته
قليلة لطيفة تنحل سريعا ولا تحتاج أصحاب الأمزجة الباردة إلى إصلاحه إلا أن يكثروا
منه جدا فيحتاجون حينئذ إلى ما يحل النفخ ويكفي أصحاب الأمزجة الحارة من إصلاحه أن
يصطنعوا معه الخل. ابن سمحون : حكى عن جالينوس أنه قال : إن المرأة الحامل إذا
أكثرت في وقت حملها من أكله تولد في بدن الجنين بعد خروجه من البطن بثور رديئة وقروح
عفنة ولهذا كره جميع الأطباء أن تطعم الحامل كرفسا لئلا يخرج الجنين أحمق ضعيف العقل
وهذا من فعل الكرفس بتصعيده فضول البدن إلى أعاليه وفعل ورقه أقوى من بزره وأصله وعروقه
أكثر إطلاقا للبطن من ورقه لأن أصله يفعل على سبيل الدواء وورقه على ما فيه من
الحرافة والتلطيف بعد الإنهضام والإنحدار بجذبه الرطوبة إلى المعدة وجب أن لا
يقدّم أكله على الطعام لأن أكله بعده أرفق يسيرا. الإسرائيلي : وإذا أكل مع الخس
أكسبه ذلك إعتدالا ولذاذة وصيره قريبا من الكرفس المربى لما في الخس من البرودة والرطوبة
ومن خاصية بزر الكرفس الإضرار بمن به الصرع. عيسى بن ماسه : ينقي الكبد والكلى والمثانة
ويفتح سددها ويحلل الرياح والنفخ التي تحتوي في المعدة ويضر بصاحب الصرع.
إسحاق بن عمران : موسع للنفس يهضم
الطعام ويصلح المعدة ومن خاصيته أنه بتفتيحه طرق الفضول يجذب إلى المعدة والرأس والأرحام
رطوبات حادّة فضلية ولذلك صار مضرا لأصحاب الأيليمسا وللأجنة التي في الأرحام من
قبل أن المفضول إذا انحدرت إلى الأرحام واختلطت بغذاء الجنين ولدت في بدنه رطوبات
حارة عفنة من جنس الطواعين. الشريف : الكرفس بخاصية فيه إذا دق وخلط بعسل وأكل نفع
من الورشكين نفعا لا يعدله في ذلك دواء وأنفع من ذلك إذا أكل رعيا وإذا دق بزره
بمثله سكر أو لتّ بسمن بقري وشرب ثلاثة أيام فإنه يزيد في الجماع أمرا كثيرا وليكن
الطعام عليه لحوم الديوك وأخصيتها ، وإذا خلط عصيره مع دهن ورد وخل وتدلك به في
الحمام ستة أيام متوالية نفع من الحكة والجرب ومن ابتداء الحصبة ، وإذا أخذ من ماء
عصيره أوقية ونصف أوقية سكر ومثله ماء رمان حلو وشرب أياما متوالية فإنه بالغ في
التسكين. وعروق الكرفس تلين البطن أكثر من ورقه وفعل أصله أقوى من فعل الورق والبزر.
__________________
إسحاق بن سليمان : زعم بعض الأوائل أن
الكرفس المشرقي والجبلي جميع يضران بكل السموم لأنهما يطرقان للسم ويوصلانه إلى
القلب بسرعة ، وبرهان هذا القول ظاهر في فعل الكرفس وبخاصة إذا تقدّم الكرفس قبل
الدواء المسموم أو كان بعده بيسير لأن الكرفس يفتح المجاري ويطرق للسموم ويوصلها
إلى القلب إلا إذا أخذ بعد أن تضعف قوّة السم وتخلق وكانت له قوّة تنشفه وتغثيه وتدفع
ضرره. التجربتين : إذا شربت عصارته بعد التغلية والتصفية مضافا إليه السكر نفعت من
العطش المتولد عن بلغم مالح في المعدة والمعا ويسكن أوجاعها ويوصل قوى الأدوية إلى
المثانة ويزيل غائلة الأدوية المسهلة وينفع من الجفوف والتهاب المعدة المتولد عنها
، وبزره يحل نفخ المعدة ويقل ما تولده الأوجاع من السحج والكرب وهو في ذلك قوي
المنفعة جدا ولذلك يخلط مع الأدوية المذكورة ومتى حدث عنها شيء من الإفراطات
استعمل في تداركها مفردا ومع غيره. الغافقي : إذا دق ورق الكرفس وتدلك به في
الحمام نفع من الحكة منفعة عظيمة ، ومن الكرفس نوع آخر يسمى أوراسالينون ومعناه
كرفس جبلي. ديسقوريدوس : هو نبات له ساق طولها نحو من شبر مخرجة من أصل واحد دقيق
وعلى الساق أغصان صغار وورقه مثل الفربيون إلا أنها أدق بكثير فيها الثمر مستطيل
حريف طيب الرائحة شبيه بالكمون وينبت في صخور وفي أماكن جبلية. جالينوس : هو أقوى
من الكرفس المستعمل. ديسقوريدوس : وقوّة ثمره وأصله إذا شربا بشراب أدرّ البول وقد
يدران الطمث ويقعان في أدوية مركبة وأدوية مسخنة وليس ينبغي أن يظن أن أوراسالينون
لا ينبت إلا في الصخر. ومن الكرفس ضرب آخر يسمى باليونانية بطراسالينون وتأويله
الكرفس الصخري وهو الكرفس الماقدونوي وقد ينبت في البلاد التي يقال لها ماقدونيا وينبت
في أماكن صخرية قائمة وله بزر شبيه بالنانخواة غير أنه أطيب رائحة منه وأشدّ حرافة
وهو عطر الرائحة. جالينوس في ٨ : أنفع ما في هذا بزره خاصة وجملة النبات مع ورقه وقضبانه
شبيهة بالبزر كما أن طعمه حريف مر كذا هو في قوّته حار قطاع وبهذا السبب صار يحدر الطمث
والبول إدرارا كثيرا ويحل النفخ ويذهبه وإذا كان كذلك فهو إذا في الدرجة الثالثة
من درجات الإسخان والأشياء المسخنة المجففة.
ديسقوريدوس : مدر للبول والطمث يوافق
نفخ المعدة والمعا الذي يقال له قولون والمغص وإذا شرب أيضا وافق وجع الجنب والكلى
والمثانة وقد يقع في أخلاط الأدوية المدرة للبول والأدوية المركبة ومن الكرفس صنف
آخر يقال له باليونانية أقوسالينون ومعناه الكرفس العظيم وهو الكرفس النبطي والكرفس
المشرقي والكرفس الشتوي وهو الكرفس العريض ويسمى بالبربرية تجصيص. ديسقوريدوس : وهو
أعظم من الكرفس البستاني ولونه إلى البياض ما هو وله ساق أجوف طويل ناعم كأن فيه
خطا وورق أوسع من ورق الكرفس البستاني وفي لون ورقه ميل يسير إلى الحمرة القانية وله
حمة شبيهة بحمة النبات الذي يسمى كينابوطس بلا رؤوس تنفتح ويظهر منها زهر وبزر
شبيه بلونه أسود مستطيل مصمّت حريف فيه رائحة عطرية وأصل أبيض طيب الرائحة والطعم
ليس بغليظ وينبت في المواضع المظللة بالشجر وعند الآجام ويستعمل أكله كاستعمال
الكرفس البستاني وقد يؤكل أصله مطبوخا ونيئا وقد يطبخ الورق والقضبان
ويؤكل وربما طبخ مع السمك
وأكل وقد يعمل بالملح. جالينوس : هو أضعف من الكرفس المستعمل. ديسقوريدوس : وبزره
إذا شرب بالشراب الذي يقال له أوتومالي أحدر الطمث ، وإذا شرب بالشراب أو تلطخ به
أسخن المبرودين وينفع من تقطير البول وأصله يفعل ذلك أيضا ، ومن الكرفس البري صنف
آخر أيضا يقال له باليونانية سمريتون وهو الكرفس البري. ديسقوريدوس : ينبت كثيرا
بالجبل الذي يقال له أماتس له ساق شبيهة بساق الكرفس فيه شعب كثيرة وورق أوسع من
ورق الكرفس وما يلي الأرض من ورقه فهو منحن إلى خارج وفي الورق رطوبة يسيرة تدبق
باليد وهو صلب طيب الرائحة مع حدّة وطعم ورقه مثل طعم الأدوية ولونه إلى الصفرة ما
هو وعلى الساق إكليل كإكليل الشبت وله بزر مستدير مثل بزر الكرنب لونه أسود حريف
رائحته كأنها رائحة المرّ بعينها وله أصل حريف طيب الرائحة ليس بكثير الماء يلذع
الحنك عليه وله قشر خارجه أسود وداخله أصفر وهو إلى البياض ما هو ينبت في أماكن
صخرية وعلى تلول.
جالينوس : هذا نبات من جنس الكرفس
البستاني والجبلي وهو أقوى من البستاني وأضعف من الجبلي ولذلك صار يحدر الطمث والبول
ويسخن ويجفف في الدرجة الثالثة فأما الذي من البلاد التي يقال لها قيليقيا وتسميه
أهل تلك البلاد كرفسا جبليا فهو هذا النبات إلا أنه أقل حدّة من هذا وهو يحلل
الموضع الذي تحدث فيه الصلابة وأما غير ذلك من جميع قوّته فهو مثل قوّة الكرفس
البستاني والجبلي ولذلك صرنا نستعمل بزره في إدرار الطمث والبول وفي مداواة النزل.
ديسقوريدوس : وقوّة أصله وفروعه وثمره مسخنة وقد يعمل ورقه بالملح ويؤكل ويعقل
البطن ، وإذا شرب أصله وافق نهش الهوام وسكن السعال وأبرأ عسر النفس الذي يحتاج
فيه إلى الانتصاب وعسر البول ، وإذا تضمد به حلل الأورام البلغمية في حدثان قوّتها
والأورام الحارة والأورام الصلبة ويصلح لعلاج الجراحات في جميع حالاتها إلى أن
تنختم ، وإذا خلط واحتملته المرأة أسقطت الجنين وبزره يوافق وجع الكلى والمثانة والطحال
ويخرج المشيمة ويدر الطمث ، وإذا شرب وافق عرق النسا ، ويسكن النفخ العارضة في
المعدة ويحرك الجشاء ويدر العرق ويشرب خاصة للحبن وأدوار الحمى. ديسقوريدوس في
الخامسة : وأما الشراب المتخذ ببزر الكرفس فهذه صفته يؤخذ من بزر الكرفس الحديث
مسحوقا منخولا سبعون درخميا ويصر في خرقة ويلقى في جرة من عصير ويترك ثلاثة أشهر
ثم يروّق ويوعى في إناء آخر وهذا الشراب يفتق الشهوة وينفع المعدة ويوافق من به
عسر البول وهو سريع التحليل من البدن وكذا يصنع من الشراب المتخذ من البطراساليون
وقوّته كقوّته.
كرم
بستاني : ديسقوريدوس في : الكرم الذي يعتصر
منه الشراب ورقها وخيوطها إذا سحقا وتضمد بهما سكنا الصداع والورق إذا كان باردا
قابضا فإنه إذا تضمد به وحده أو مع سويق الشعير سكن الورم الحار العارض للمعدة والإلتهاب
العارض لها وعصارة الورق تنفع الذين بهم قرحة الأمعاء والذين يتقيؤون الدم ويشكون
معدتهم والحوامل من النساء وخيوط الكرم إذا أنقعت بالماء وشربت فعلت ذلك ، ودمعة
الكم وهي شبيهة بالشمع تحمل على القضبان وإذا شربت مع الشراب أخرجت الحصا ، وإذا
تلطخ بها أبرأت القوابي والجرب المتقرّح والذي ليس بمتقرّح
وينبغي إذا احتيج
إلى التلطخ بها أن يتقدم بغسل العضو بالنطرون ، وإذا تمسح بها مع الزيت دائما حلقت
الشعر وخاصة الدمعة المجموعة من قضبان الكرم الطرية ، وإذا أحرقت ورشحت منها
الدمعة كما رشح العرق وهي التي إذا لطخت على الثآليل المسماة مرمعا ذهبت بها ، ورماد
قضبان الكرم ورماد شجير العنب إذا تضمد به مع الخل أبرأ المقعدة التي قد قلع منها
البواسير وأبرأ من التواء العصب وقد ينفع من نهشة الأفعى ، وإذا تضمد به مع دهن
ورد وسذاب وخل خمر نفع من الورم الحار العارض في الطحال. جالينوس في السادسة : والكرم
الذي يفلح قوّته قوّة الكرم البري إلا أنها أضعف.
كرم
بري : ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات يخرج
أغصانا طوالا شبيهة بأغصان الكرم الذي يقتصر منه الشراب خشبه خشنة متعلقة القشور وورقه
شبيه بورق عنب الثعلب البستاني إلا أنه أعرض منه وأصفر وزهره شبيه بحب الطحلب وثمره
شبيه بالعناقيد الصغار لونها إلى الحمرة إذا نضجت وشكل الحب مستدير ، وأصل هذا
النبات إذا طبخ بالماء وشرب بقوانوسين من الشراب المعمول من ماء البحر أسهل البطن
رطوبة مائية وقد يعطى منه المحبونون فأما العناقيد فإنها تنقي الكلف وما أشبهه من
الآثار وقد يتخذ بالملح وورق هذا النبات في أوّل ما ينبت يصلح للأكل. جالينوس في
السادسة : هذا أيضا نبات عناقيده لها قوّة تذهب بالكلف والنمش وجميع ما في سبيله
مما يحدث في ظاهر البدن وفيها مع هذا دباغة وكذا أيضا في أطرافه التي تكبس وتحفظ.
ديسقوريدوس في الرابعة : قال : أنيالس أغريا ومعناه الكرمة البرية أيضا هي صنفان وذلك
أن منها ما لا يعقد عنبا وإنما يحمل زهرا وهو المسمى أوتيني ، ومنها ما يعقد حبا
صغارا ويسودّ أخيرا وفيه قبض وقوّة ورق هذا الكرم وخيوطه وقضبانه شبيهة بقوّة ورق
وخيوط وقضبان الكرم الذي يعتصر منها الشراب وزهرة هذه الكرمة البرية إذا كانت
مزهرة ينبغي أن ترفع في إناء من خزف غير مقير بعد أن تجمع وتوضع على ثوب وتجفف في
ظل وقد يكون منه شيء جيد ببلاد سوريا وقيليقيا وقونيقي وقوّة هذا الزهر قابضة ولذلك
إذا شرب كان جيدا للمعدة ويدر البول بإمساكه البطن ويقطع نفث الدم وهو صالح للمعدة
التي يعرض فيها الكرب ويحمض فيها الطعام ، وقد يخلط بالخل ودهن الورد ويبل الرأس
بهما للصداع وقد يتضمد به رطبا ويابسا ويمنع الأورام من الخراجات ، وإذا خلط وهو
مسحوق بالعسل والزعفران ودهن الورد والمرّ وتضمد به فينفع من الجرب المتقرّح في
ابتدائه وينفع اللثة والقروح الخبيثة العارضة في القروح وقد يقع في أخلاط الشيافات
التي يتحمل بها لقطع الدم ويتضمد به مع السويق والشراب لسيلان الفضول إلى العين ولإلتهاب
المعدة ، وإذا أحرق في خزفة موضوعة على جمر كان صالحا لأوجاع العين ويبرئ مع العسل
الداحس والظفرة واللثة المسترخية التي يسيل منها الدم وأما الشراب الذي يتخذ من
عنب الكرم البري أسود قابض فينفع من يسيل إلى معدته وأمعائه فضول ولا سيما سائر
العلل التي يحتاج فيها إلى القبض والجمع.
كرمة
بيضاء : هو الفاشرا وقد ذكرته في الفاء.
كرمة
سوداء : هو الفاشرشين ، وقد ذكر في الفاء.
كرمة
شائكة : هي الفشغ وقد ذكر في الفاء التي بعدها
شين معجمة.
كرنب
: الإسرائيلي : الكرنب النبطي هو الكرنب على الحقيقة وهو شبيه بالسلق صغير القلوب.
علي بن محمد : الكرنب النبطي هو الكرنب الأندلسي وهو صنفان جعد وسبط وكلاهما يؤكل
ساقه وورقه
والجعد أطيب طعما وأصدق
حلاوة وأشدّ رخوصة من القنبيط بكثير. الفلاحة : الكرنب صنفان منه نبطي وهو الكرنب
المعروف ومنه كرنب خوزي وهو غليظ الورق جدا شديد الخشونة. جالينوس في السابعة : الكرنب
الذي يؤكل قوته قوة تجفف إذا أكل وإذا وضع من خارج ولكن ليس بظاهر الحدّة والحرافة
بل قوته تبلغ به إلى إدمال الجراحات وإشفاء القروح الخبيثة والأورام التي قد صلبت
وصارت في حد ما يعسر انحلاله والحمرة التي تصيبها مثل هذه الصفة وبهذه القوّة
بعينها تشفي النملة والشري وفيه مع هذا جلاء به صار يشفي العلة التي يتقشر معها
الجلد ، وبزر الكرنب يقتل الدود إذا شرب وخاصة بزر الكرنب المصري من طريق أنه أيبس
مزاجا ومن البيّن أن طعمه أيضا مرّ فإن مرارة الطعم شيء موجود في جميع الأدوية
النافعة من الديدان وبهذه القوة صار ينفع من النمش والكلف والديدان والكلف الكائن
في الوجه ، ومن سائر العلل التي يحتاج فيها إلى اليسير من الجلي ، وأما قضبان
الكرنب إذا أحرقت فيصير منها رماد يجفف تجفيفا شديدا حتى أنّ قوّته تكون قوّة
محرقة ومن أجل ذلك صاروا يخلطون معه شحما عتيقا ويستعملونه في مداواة وجع الجنين
إذا عتق وسائر العلل الأخر الشبيهة بهذا النوع من الوجع إلا أن هذا يجفف تجفيفا ويحلل
تحليلا قويا. ديسقوريدوس في الثانية : إن سلق سلقة خفيفة وأكل أسهل البطن ، وإن
سلق سلقا جيدا ولا سيما إن سلق سلقتين بماء بعد ماء أمسك البطن.
والكرنب الذي ينبت في الصيف رديء للمعدة
وأشد حرافة من سائر الكرنب البستاني ، والكرنب الذي ينبت بمصر لا يؤكل لمرارته وإذا
أكل الكرنب نفع من ضعف البصر والإرتعاش وإذا أكله المخمور سكن خماره ، وقلب الكرنب
أجود للمعدة وأدر للبول من سائره وإن عمل بالملح والماء صار رديئا للمعدة ملينا
للبطن ، وعصارة الكرنب إذا خلط بها أصل السوسن البري الذي يقال له إيرسا وثطرون وشرب
أسهل البطن ، وإذا خلط بالشراب وشرب نفع من لسعة الأفعى ، وإذا خلط بدقيق الحلبة والخل
وتضمد به نفع من النقرس ووجع المفاصل والقروح الوسخة العميقة ، وإذا استعط بعصارته
نقى الرأس وإذا احتملته المرأة مع دقيق الشيلم أدر الطمث ، وورق الكرنب إذا دق
ناعما وتضمد به وحده أو مع سويق نفع من كل ورم من أورام البدن ومن الأورام
البلغمية ومن الحمرة ويبرئ الشري والجرب المتقرح ، وإذا خلط بالملح قلع النار
الفارسية وتمسك الشعر المتساقط ، وإذا أكل الورق نيئا مع الخل نفع المطحولين ، وإذا
مضغ ومص ماؤه أصلح الصوت المنقطع وطبيخه إذا شرب أسهل البطن وأدر الطمث وزهره إذا
عمل منه فرزجة واحتملتها المرأة بعد الحبل قتل ما في بطنها ، وبزر الكرنب الذي
ينبت بمصر خاصة إذا شرب قتل الدود وقد نفع في أخلاط الترياقات وينقي الوجه والبثور
اللبنية وقضبان الكرنب الطرية إذا أحرقت مع الأصول وخلط رمادها بشحم خنزير سكن
أوجاع الجنب المزمنة. مسيح : قوته في الحرارة من الدرجة الأولى وفي اليبوسة من
الدرجة الثانية. أرصحانس : الكرنب حار يابس وبزره أحر منه.
قسطس في كتاب الفلاحة الرومية : الكرنب
ينفع السعال القديم والنقرس إذا صب طبيخه على المفاصل وإن أطعم الصبيان نشؤوا
سريعا وعصيره إن شرب بالنبيذ أياما أذهب وجع الطحال ورماده يبرئ حرق النار ويبرئ
عصيره الجرب والحكة ، وإن خلط بالراح والخل وطلي به على البرص والجرب نفع وإن خلط
رماده ببياض البيض
أبرأ حرق النار ويجلب النوم إذا أكل وينقي الصوت وينفع من عضة الكلب ويضمد به
للطحال. الرازي : مرق الكرنب ينفع من السعال ومن وجع الظهر العتيق ووجع الركبة.
روفس : الكرنب يحسن اللون أكلا. مشاوس : إن سلق الكرنب مرتين ثم طيب بكمون وزيت وملح
وفلفل وأغلي عليه نفع أصحاب العقر في الأمعاء. وقال مرة أخرى : والماء الذي يغسل
به الكرنب أو يطبخ فيه ينقي البدن ويجفف الصداع وينقي العينين الذي يجد فيهما
صاحبهما ظلمة من رطوبة أو بخار غليظ وينفع الحجاب والأحشاء ولا سيما الطحال الغليظ
والذين غلب عليهم السوداء لأنه ينقي العروق. ابن ماسويه : هو مولد للمرّة السوداء
والدم العكر وإن طبخ باللحم السمين قلت غائلته. جالينوس : وأغذية الكرنب تحدث في
البصر الظلمة كما يحدث العدس وذلك ليبسه إلا أن يكون مجاوز الاعتدال في الرطوبة. والكرنب
والعدس يجففان جميعا على مثال واحد إلا أن العدس يغذو غذاء كثيرا وغذاؤه غليظ قريب
من السوداء ، والكرنب يغذو غذاء يسيرا وغذاؤه أرق وأرطب من غذاء العدس لأنه ليس من
الذي هو يابس الجرم ولكنه ليس يولد الكرنب دما محمودا كما يولد الخبز لكنه ما يؤكل
منه كثيرا وهو رديء كريه الرائحة ليس له عمل لا في جودة ولا في رداءة وهو من
الأشياء التي تلطف.
الرازي في دفع مضار الأغذية : الكرنب
يسخن البدن ومرقه يطلق البطن ولا سيما إن سلق بماء وإدمانه يولد دما أسود ولذلك
يجب أن يجتنبه المستعدون لأمراض السوداء والذين قد بدت بهم أشياء كالماليخوليا والسرطان
وداء الفيل والدوالي والبواسير وليس هو موافقا بالجملة للمحرورين فإن أكلوه
فليشربوا عليه شرابا كثير المزاج ، وأما المبرودون فليأكلوه بالخردل والثوم وليتجنبوا
عليه مرقته وذلك يسرع إخراج جرمه من البدن. الطبري : محلل من داخل إذا طبخ وأكل وإذا
وضع على الورم من ظاهر حلله وذهب به وفيه قوة منقية وأصله وجسمه أقوى وأشدّ تنقية
من حبه وورقه. الرازي : الكرنب النبطي حار يابس مولد للسوداء ويفسد الأحلام غير
أنه يلين الحلق والصدر ويطلق البطن ويخفف السكر. علي بن محمد : والكرنب الشامي صنف
آخر يسمى الموصلي أيضا وله ورق أخضر جعد مثل ورق الكرنب الأندلسي غير أنه منبسط
على وجه الأرض وله عسلوج طويل مرتفع من وسطه ويسمو قدر ذراع وفيه ورق صغير منظوم
من أسفله إلى أعلاه وما تحت الأرض من أسفله غليظ مدوّر كأنه اللفت الكبير ويؤكل
مطبوخا كما يؤكل اللفت ولا يؤكل منه غير أصله. الرازي : وأما الكرنب الموصلي والهمذاني
فإنه أبرد ويجري قريبا من مجرى اللفت ويزيد في المنيّ.
ابن ماسويه : وأما الكرنب المدعو
بالقنبيط فهو أغلظ وأقوى وأبطأ في المعدة من الكرنب وورقه الناشئ حواليه أقل
إضرارا وأصلح من جمارته الناشئة في وسطه للمائية الغالبة عليه واجتنابه كله أحمد
لتوليده الدم العكر والإكثار منه يضعف البصر وهو مطلق للبطن كثير البخار يورث
أحلاما رديئة وسددا ومرة سوداء وأصلح ما يؤكل مطبوخا باللحم أو بدهن اللوز مع زيت
الأنفاق وبيضه الذي يسمى جماره يهيج القراقر والنفخ ويزيد في المني ويعين على
المباضعة. الطبري : القنبيط بارد يابس غليظ عسر الإنهضام رديء الغذاء وإذا طبخ
بيضه الذي هو ثمره وصب ماؤه ثم أكل بالخل والزيت والمري زاد في المني لأن في بيضه
نفخا.
الرازي : القنبيط مثل الكرنب النبطي إلا
أنه أقل
حدّة وحرافة منه. وقال
في كتاب دفع مضار الأغذية : القنبيط مثل الكرنب النبطي وهو أكثر في توليد السوداء
من الكرنب وينبغي أن يجتنبه البتة من به ابتداء أمراض سوداوية وهو مستعد لذلك. وقد
يصلح مضرته الدهن واللحم السمين ويصلح خلطه ويكون توليده للسوداء أقل فأما ما اتخذ
منه بالخل والمري فهو أحرى أن لا يسخن المحرورين لكنه أسرع إلى توليد الدم الأسود
إن أدمن وإن الأغذية التي تولد خلطا من الأخلاط لا يتبين ذلك في مرة أو مرتين وما
لم يكثر منها أو يدمن.
إسحاق بن عمران : القنبيط أكثر خلطا وأبطأ
في المعدة من الكرنب وهو أفضل في إدرار البول وإطلاق البطن منه ولمائيته خاصية في
منفعة السكر. ابن ماسويه : وخاصة بزر القنبيط إفساد المني إذا احتملته المرأة بعد
الطهر من الطمث. الإسرائيلي : وإذا شرب قبل الشراب منع من السكر وإذا شربه المخمور
حلل خماره. التجربتين : إذا أحرق ورق الكرنب كما هو في قدر فخار جديدة ثم أخذ وأضيف
إلى بعض الشحوم قد يبرئ من الأورام الصلبة التي في العنق التي منها الخنازير ، وحراقة
غساليجه إذا استاك بها لحفر الأسنان وورقه مطبوخا إذا أضيف إليه السمن أو بعض
الشحوم حلل الأورام البلغمية الصلبة منها وعيونه إذا طبخت بدجاجة سمينة كانت غذاء
صالحا نافعا للنزلات في الصدر والسعال وطبيخ ورقه إذا عجنت به أدوية الإستسقاء وطلي
به الجوف قويت منفعتها وإذا طبخت في مائه أدوية الأدهان الحارة كالقسط والعلقم وهو
قثاء الحمار تقوت منفعتها وبزره ضمادا يفعل في الأورام ما يفعل الورق. ديسقوريدوس
في الثانية : قرنبي أغريا وهو الكرنب البري أكثر ذلك ينبت في سواحل البحر في مواضع
عالية نواحيها التي ينبت فيها من تلك المواضع قائمة وهو شبيه بالكرنب البستاني غير
أنه أبيض منه وأكبر زغبا وهو مر. جالينوس : هذا أحدّ مزاجا من الكرنب البستاني وأيبس
كما أن سائر البقول البرية هي أقوى في هاتين القوتين من البقول البستانية المجانسة
لها ولذلك صار هذا الكرنب إن ورد إلى داخل البدن لم يسلم الإنسان من أذاه لكثرة
بعده عن مزاج الناس ، وبهذا السبب صار يجده من يذوقه أمز طعما من الكرنب البستاني
وذلك أن في الكرنب البستاني أيضا شيئا من المرارة والحرارة إلا أن هذين الطعمين
جميعا في الكرنب البري أقوى فلذلك صار يحلل ويجلو أكبر من الكرنب البستاني.
ديسقوريدوس : وإذا سلق قلبه بماء الرماد لم يكن رديء الطعم وإذا تضمد بورقه ألزق
الجراحات وحلل الأورام البلغمية والحارة. لي : أخبرني من أثق به وهو تاج الدين
البلغاري رحمه اللّه تعالى أنه كان بظاهر مدينة الرها بضيعة منها تعرف بالقنيطرة
قس من النصارى يسقي دواء لنهشة الأفعى فيتخلص منها وشاع بذلك خبره في جميع الجزيرة
وكان الناس يقصدونه في هذا الشأن من جميع البلاد القريبة ، وأخبرني أنه بذل له
جملة على أن يعرفه هذا الدواء فلم يفعل فبذل لزوجته فعرفته وأعطته من عين الدواء وكان
عروق الكرنب البري كان يقتلعها من جبل الرها فيجففها ويسحقها ويسقي منها وزن
درهمين بشراب فيتخلص من نهشة الأفعى مجرّب. وهذا الدواء أعني الكرنب البري كثير
أيضا بأرض حماة وحمص ينبت في مقاثئ العجور وفي بعض بساتين دمشق منها أيضا شيء كثير
وثمره مدوّر أبيض اللون على هيئة الفلفل الأبيض المعروف بالصيني وخلقته وهو أيضا
ينفع من نهشة الأفعى فيما ذكر بعض القدماء. ديسقوريدوس : وأما الكرنب الذي يقال له
البحري فهو بعيد الشبه من البستاني
وورقه طوال شبيه
بورق الزراوند الذي يقال له المدحرج وأصول الورق التي بها أنصاله هي قضبان حمر
صغار وموضعها من ساق الكرنب على مثال ما يظهر ورق النبات الذي يقال له قسوس وله
لبن ليس بكثير طعمه مائل إلى الملوحة مع يسير من مرارة. جالينوس : هذا مع ما هو
عليه من الأنته للبطن من قبل أن طعمه مائل إلى الملوحة والمرارة وقد يجوز أن
يستعمل أيضا خارج البدن في الوجوه التي يحتاج فيها إلى تلك الكيفيات التي ذكرناها.
ديسقوريدوس : إذا أكل مطبوخا أسهل البطن ومن الناس من يطبخه بلحم سمين. إسحاق بن
عمران : بزر الكرنب البحري يفعل في قتل الدود وإخراج حب القرع أكثر من فعل
البستاني.
كراث
: منه الشامي ومنه النبطي ومنه كراث
الكرم. حنين بن إسحاق : الكراث الشامي هو الذي له رؤوس. الفلاحة : الكراث الشامي
هو مما يؤكل أصله دون فرعه.
ديسقوريدوس في الثانية : الكراث الشامي
نافخ رديء الكيموس وتعرض منه أحلام رديئة ويدر البول ويلين البطن ويحدث غشاوة
العين ويدر الطمث ويضر بالمثانة المتقرحة والكلى وإذا طبخ بماء الشعير أخرج الفضول
التي في الصدر وورقه إذا طبخ بماء البحر والخل وجلس النساء فيه نفعهن من انضمام فم
الرحم والصلابة العارضة له وقد يحلى بأن يسلق سلقتين بماء بعد ماء ثم ينقع في ماء
بارد وإذا فعل به ذلك حلا طعمه وقلت نفخته. الغافقي : قال علي بن محمد : الكراث
الشامي صنفان منه صنف أعناقه كبيرة طويلة ورؤوسه صغار وصنف منه أعناقه قصيرة ورؤوسه
كبار أطيب طعما من الأوّل وأكبر رأسا ورؤوسه أمثال رؤوس البصل يملأ الكف ، والصنف
الأول هو الأندلسي وزعموا أن هذا الصنف هو القفلوط والأشبه أن القفلوط هو الأندلسي
وكذلك في الفلاحة فإنه قال فيها : الكراث الشامي أصوله بيض مدوّرة كبار وربما كبر
حتى يصير في قدر السلجم ثم قال : ومن الكراث الشامي صنف يقال له القفلوط لطيف
الأصل أصغر من الشامي مدوّر أبيض وهو أشدّ حرافة من الثاني رديء للمعدة مضر بالبصر
جدا ، وإذا أدمن أكله أحدث الغشاء في العين وهو أقوى من الشامي في إدرار البول.
الرازي في دفع مضار الأغذية : الكراث الشامي هو القفلوط يسخن وينفخ ويهيج الباه والإنعاظ
وهو أسكن وأقل في الحدة والأعطاش من البصل وأغلظ جرما وأبطأ نزولا وانهضاما ويصلح
منه الخل والمري إذا اتخذ به وقال في موضع آخر والمخلل منه قريب من الكراث يلين
البطن ويفتح سدد الكبد والطحال. ابن ماسه : خاصة أصله النفع من القولنج وإذا أكل
الكراث أو شرب طبيخه نفع من البواسير الباردة وورق الكراث الشامي خاصته النفع
للرحم التي فيها رطوبة يزلق الولد. أبقراط : يسكن الجشاء الحامض وينبغي أن يؤكل
آخر الطعام. ابن سمحون : قال علي بن محمد : الكراث النبطي هو كراث المائدة ويخرج
من تحت الأرض ورقا ثلاثا لابسا ذو أعناق
في لون ورق الكراث الأندلسي وشكله إلا أنه دقيق جدا وما تحت الأرض مر أصله قدر عقدين
أو ثلاثة أبيض مستطيل غير مستدير. ديسقوريدوس : والكراث النبطي هو أشد حرافة من
الكراث الشامي وفيه شيء من قبض ولذلك ماؤه إذا خلط بالخل ودقاق الكندر قطع الدم وخاصة
الرعاف ويحرّك شهوة الجماع ، وإذا خلط بالعسل ولعق كان صالحا لكل وجع يعرض في
الصدر وقرحة الرئة ، وإذا أكل نقى قصبة الرئة وإذا أدمن أكله أظلم البصر وهو رديء
للمعدة
__________________
وماؤه إذا خلط بماء
القراطن نفع من نهش الهوام ، وإذا تضمد بالكراث أيضا فعل ذلك وماؤه إذا خلط بالخل
والكندر واللبن أو دهن الورد وقطر في الأذن نفع من وجعها ومن الدويّ العارض لها ،
وإذا تضمد به مع السماق قطع الثآليل التي يقال لها أنصفون ويبرئ الشري وإذا تضمد
به مع الملح قلع خبث القروح ، وإذا شرب من بزره وزن درخميين مع مثله من حب الآس
قطع نفث الدم من الصدر ونفعه. ابن ماسويه : الكراث النبطي حار في الدرجة الثالثة
يابس في الثانية مصدّع يولد خلطا رديئا ويرى أحلاما رديئة ، وإن سلق وطحن وأكل وضمد
به البواسير العارضة من الرطوبة نفع منها وينفع من السدد العارضة في الكبد
المتولدة من البلغم. الرازي : مفتق لشهوة الطعام معين على استكثار الباه ولا يصلح
لأصحاب الأمزجة الحارة ومن يسرع إليه الرمد والإمتلاء إلى رأسه. اليهودي : خاصته
إفساد الأسنان واللثة. إسحاق بن عمران : نافع من سدد الكبد والطحال إذا وجد في
المعدة أو المعي بلغما أساله وألان الطبيعة وإذا وجد فيها مرّة عقلها وهو على سبيل
الغذاء يحدث ظلمة في البصر وأحلاما كثيرة مفزعة ومن كان محرورا أو كان به هوس أو
كان في رأسه شدّة فليحذره أصلا ، وإذا دق وعمل منه ضماد وضمد به على لسعة الأفعى نفع
منها. بولس : بزر الكراث يخلط مع الأدوية التي تصلح للعلل التي في الكلى والمثانة.
ماسرحويه : وإذا دخنت المقعدة ببزر الكراث أذهب البواسير. ابن ماسويه : إن سحق بزر
الكراث وعجن بقطران وبخرت به الأضراس التي فيها ديدان نثرها وأخرجها وسكن الوجع
العارض فيها وإن قلي مع الحرف نفع من البواسير وعقل الطبيعة وحلل الرياح التي في
الأمعاء. الرازي في الحاوي : بزر الكراث إذا شربت منه ملعقة أحدث انتشارا صحيحا.
بليناس في كتاب الطبيعيات : من أحب أن يجامع ولا يؤذيه فليشرب من بزر الكراث مع
شراب. الرازي في كتاب خواصه : وجدت في كتاب ينسب إلى هرمس أنك إن ألقيت بزر الكراث
في الخل أذهب حموضته. وأما كراث الكرم فهو الكراث البري. ديسقوريدوس في الثانية :
وكراث الكرم أردأ للمعدة من الكراث وأسخن وأدر للبول وقد يدر الطمث وإذا أكل وافق
نهش الهوام. جالينوس في ٦ : إن
أنت توسطت شيئا متوسطا فيما بين الكراث والثوم وجدت قوة هذا النبات وكذا أعني
الكراث البري ولذلك صار أشد حرافة وأكثر تجفيفا من الكراث كما أن أكثر حشيش
الصحراء أقوى مما يزرع منه في البساتين ، ومن أجل ذلك صار الكراث البري أردأ
للمعدة وهو حريف. وتقطيعه وتفتيحه أكثر من تقطيع الكراث البستاني وتفتيحه للسدد ولذلك
صار يدر البول والطمث إدرارا كثيرا إن كان كل واحد قد احتبس بسبب خلط غليظ بارد ومعه
من الإسخان ما يحدث بسببه قروحا متى وضع على البدن من خارج وقد قلت قبل أن جميع
الأدوية التي تسخن مثل هذا الإسخان فهي في أقصى الدرجات.
الغافقي : وقال في الفلاحة الكراث أربعة
أصناف فمنها الكراث النبطي المعروف ومنها الكوهيان والكليكان وهما أغلظ ورقا وينبت
الكوهيان بخراسان وأكثر منابتة ببلاد الصعيد والكليكان ينبت بالري وخراسان ومنها
السلابس وهو ينبت ببابل وبزره أسود غير مدور وكل هذه الأصناف مسخنة مصدعة مضرة بالدماغ
والمعدة والكبد والقلب والسلابس خاصة خاصيته أنه ينفع من البواسير إذا أكل أو
اعتصر ماؤه فيجرع منه مع عسل أو سكر أو استفّ من بزره مدقوقا مع
السكر كل يوم وزن
درهم وتخالط حرافتها مرارة وقبض والقبض أقلها والحرافة أكثرها ، وإن أخذ دقاق
الكندر فسحق وخلط بماء الكراث وسقي منه عشرة دراهم نفع من سيلان الدم من السفل وكذا
يقطع الرعاف إذا شربت منه فتيلة وألصقت بالأنف ، وإذا قطر ماؤه مع الكندر نفع من
الدوي في الأذنين ويحرك شهوة الجماع ويرى أحلاما رديئة ويلين البطن ، وأما
الكوهيان فهو مصلح للمزاج إذا أدمن أكله مطبوخا وهو يصلح المعدة ويهضم الطعام ويقوي
الظهر ويزيد في الباه ويزيل الكسل والضعف وعسر النفس ويسخن الأحشاء باعتدال ويقوي
الكبد والطحال ويصلح المزاج. والكليكان خشن الجسم غليظ قريب من عمل الكوهيان ، وأما
السلابس فهو ألطفها وأسرعها هضما وهو يلين الطبع جدا ويفعل في إصلاح المزاج والتقوية
مثل فعل الكوهيان وقد قيل أنه يشفي العنين ويردّه إلى الحال الطبيعية ، وأما
الخضراويا فهي بقلة تشبه الكراث إلا أنها أدق ورقا منه تنبت ببلاد الترك في الجبال
دون السهل وورقها طوال مع رقة وهو حرّيف أشد حرافة من الكراث ويشوب حرافتها حموضة بينة
ولونها أشد خضرة من الكراث وتسكن أوجاع المثانة والورك والجوف والرياح الغليظة وتقطع
الحمار وهي بليغة في ذلك وتشهي الطعام وتنقي الأمعاء وتؤكل نيئة ومطبوخة. ابن سينا
: طبيخ أصول الكراث النبطي أسفندياجه بدهن اللوز وشيرح نافع من القولنج وعصارته
يابسة تسهل الدم. الفلاحة : وأما المسمى فروصانمي وهو كراث الثوم والكراث فهو نبات له
ورق فيها مشابهة من ورق الكراث ومشابهة من ورق الثوم وله أصل قريب من أصل الكراث
الشامي بثلاثة أصناف
أو أربعة كانفصال الثوم إلا أنه ليس له قشور كالقشور التي بين أسنان الثوم بل تراه
كله شيئا واحدا وفي طعمه شبه من الكراث وشبه من الثوم وكذا قوته مركبة تفعل كل ما
يفعله الكراث والثوم إلا أن فعله أضعف ، وقد يطبخ ليعذب ويؤكل مثل ما يؤكل الكراث
الشامي. جالينوس في ٨ : سقردافراس كما أن هذا النبات المسمى بهذا الإسم وتفسيره
الثوم الكراثي إذا تفقدت طعمه ورائحته وجدت فيه كيفية مركبة من ثوم وكراث كذا قوته
على هذا المثال. الفلاحة : وأما سومكراث فهو نبات له ورق مثل الكراث الشامي وأقل
عرضا ولونها في الخضرة مثل لون ورق الكراث وله أصل كأصول الكراث ينبت أصولا
متلاصقة ، وإذا عتق احمرّ قشره كما يحمرّ قشر البصل ، وهو رديء للمعدة شديد
الإسخان إذا مكث في المعدة جدّا وإذا اتفق أن ينحدر عنها في زمان يسير لم يحس له
بمثل ذلك الإسخان وقد يغير رائحة البول والبراز إلى النتن تغييرا شديدا ، وقد يدر
البول والطمث إدرارا شديدا ويحلل تحليلا شديدا ويأخذ بالحلق وإذا استف بزره شهى
الطعام ونفع من نهش الهوام كلها.
كرسنة
: ديسقوريدوس في الثالثة : هو شجيرة صغيرة
دقيقة الورق والأغصان لها ثمر في غلف. جالينوس في ٨ : هذا دواء يجفف في الدرجة الثانية
ممتدا أو يسخن في الدرجة الأولى وبحسب ما فيه من المرارة كذلك يقطع ويجلو ويفتح
السدد وإن أكثر من أخذه بوّل الدم. ديسقوريدوس : يطحن منه دقيق نافع في الطب وإن
أكلت الكرسنة صدّعت وأطلقت البطن وبوّلت الدم وإذا اعتلفتها البقر مطبوخة أسمنتها
والدقيق الذي يطحن منه على هذه الصفة فليطحن خذ من الكرسنة ما كانت سمينة بيضاء وصب
عليها ماء وحركها ودعها أوقاتا كثيرة لتشرب الماء وحرّكها ثم
__________________
أخرجها من الماء ثم
أقلها إلى أن ينقشر قشرها ثم أطحنها وأخرج دقيقها بمنخل صفيق وأخزنه وهذا الدقيق
مسهل للبطن مدر للبول محسن للون وإذا أكثر من أكله أو من شربه أسهل الدم بمغص وبوّل
الدم ، وإذا خلط بالعسل نقى القروح والبثور اللبنية والكلف والآثار الظاهرة في
الجلد من الكيموسات وينقي سائر البشرة ويمنع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن ويلين
الأورام الخبيثة التي تسمى غنغرايا ويلين الأورام الصلبة العارضة في الثدي وغيره
من الأعضاء ويقلع النار الفارسية والقروح التي يقال لها الشهدية ، وإذا عجن بشراب
وتضمد به أبرأ من عضة الكلب ونهشة الأفعى وعضة الإنسان ، وإذا استعمل بالخل نفع من
عسر البول وسكن الزحير والمغص وإذا قليت الكرسنة ثم دقت ناعما ثم خلطت بعسل وأخذ
منها مقدار جوزة وافقت المهازيل وأما طبيخ الكرسنة إذا صب على الشقاق العارض من
البرد والحكة العارضين للبدن أبرأ منها. الحور : الكرسنة نافعة للسعال. التجربتين
: إذا اعتلفتها الدجاج نفع لحمها المخدورين وأصحاب الأمزجة الباردة ، وإذا عجنت
بالخل مع الأفسنتين وضمد بها للسع العقارب نفعت منه وتنبت اللحم في الجراحات
الغائرة مفردة ومعجونة بالعسل ومع الزراوند المدحرج وتنبت لحم اللثة المتآكلة. ابن
ماسه : وقد استعملها الأطباء إذا ما هي حلت بالماء وخلط معها العسل لتنشيفها
الرطوبات الغليظة في الصدر والرئة.
كراويا
: هي القرنباد والقرنقار أيضا فيما زعموا.
ديسقوريدوس في الثالثة : هو بزر صغير الحبة معروف عند الناس. جالينوس في ٧ : تسخن
وتجفف في الدرجة الثالثة وفيها حرافة معتدلة فهو لذلك يطرد الرياح ويدر البول لا
بزره فقط بل جميعه.
ديسقوريدوس : يدر البول وهو طيب الرائحة
مسخن جيد للمعدة يهضم الطعام ويقع في أخلاط الأدوية المعجونة التي تسرع في إحدار
الطعام وقوته شبيهة بقوة الأنيسون وأصله يطبخ ويؤكل كالجزر. جالينوس في أغذيته : أصله
إذا أكل رديء الخلط. ابن ماسويه : هو أغلظ من الكمون يخرج حب القرع من البطن مقو
للمعدة عاقل للبطن أقل من الكمون.
الطبري : ينفع من الريح الذي يهيج في
الأمعاء إذا عمل في الطعام أو خلط في الدواء وهو شبيه في القوة بالكمون والكاشم ولكن
ليس فيه حدة الكمون وهو أهضم للطعام من الكمون والكاشم. الرازي في كتاب دفع مضار
الأغذية : الكراويا حار لطيف طارد للرياح مجشئ جيد للمعدة الباردة يلطف الأغذية
الغليظة ، وإذا وقع مع الخل قل إسخانه وعقل الطبيعة ولم ينقص تلطيفه للأطعمة
الغليظة ، وإن وقع مع المري لم يعقل الطبيعة وأعان على الهضم وحلل النفخ ويصلح
أكثر الأغذية النافخة ولذلك يعالج به بالخل وبالمري كالهليون والحرشف والباقلا والجزر
والقنبيط أو نحوها فيصلح منه ويقل نفخها ويسرع هضمها.
إسحاق بن عمران : الكراويا صالحة في
الأمراض الباردة مذهبة للتخم وتنفع المعدة التي أضرت بها الرطوبة. التجربتين : إذا
أخذ منها كل يوم على الريق مقدار درهمين كما هي حبا أمسكت في الفم حتى تلين ومضغت
وبلعت نفعت من ضيق النفس منفعة عظيمة وحللت نفخ المعدة ونفعت من أوجاعها وبالتمادي
عليها تذيب البلغم المتولد في المعدة وتنفع من الخفقان المتولد عن أخلاط لزجة في
المعدة ولذلك تنفع من البهر المتولد من ضعف فم المعدة كما يفعل الأنيسون ، وإذا
عجنت بالعسل نفعت مما ذكرناه وإذا طبخت بالماء وشرب ماؤها كان فعلها أضعف وإن
طبخت بطبيخ دقيق
عتيق كانت أقوى فعلا في جميع هذه الوجوه وكذلك الكمون إذا طبخ فيه أيضا وإذا تمادى
عليها معجونة بالعسل مع بزر الكرفس نفعت من التنمل الذي يجده المبرودون بعد سكون
وجع لسعة العقرب.
كراويا
: فارسية وشامية وكراويا رومية وكراويا
جبلية زعموا أنها القردمانا وقد ذكرته في القاف.
كراث
: بفتح الكاف وتخفيف الراء. قال أبو حنيفة
: هي شجرة جبلية لها ورق طوال دقاق وأغصان ناعمة إذا فرغت اهراقت لبنا والناس
يستمشون بلبنها. قال ويؤتى بالمجذوم حتى يتوسط به منبت الكراث فيقيم به ويخلط به
طعامه وشرابه ولا يلبث إلى أن يبرأ من جذامه. قال : وهو مما يتخذ أرشية أي حبالا
من قشره ولا نعلمه إلا بري كسا وهو جبل الزهران ، وببلاد هذيل واد يقال له عروان
به الكراث. الغافقي : أظنه نباتا رأيت بعض الناس تسميه في بعض بوادي بلاد الأندلس
عشبة السباع وفيها مشابهة من نبات الميتان إلا أنها أنعم منه بكثير وأطول ورقا ولها
قشر صلب متين قوي كقشر الميتان يصلح أن يتخذ منه حبال وهو شديد المرارة وله لبن
كثير إلا أنه ليس بأبيض ولا غليظ كلبن اليتوع ، ورأيت أهل تلك الناحية التي ينبت
فيها يزعمون أنه إن أخذ من عصارته أو لبنه شيء يسير فيخلط بزيت كثير أو مرقة دسمة
كثيرة وشرب قيأ بقوّة وأسهل أيضا ونفع بذلك من الجذام والماليخوليا وعضة الكلب
الكلب.
كرمدانه
: ابن سمحون : قال علي بن محمد : الكرمدانه
بالفارسية حبة معروفة ومعناه دود الكرم لأن الكرم بالفارسية هو الدود ، ودانه هو
الحب. وزعم الغافقي وغيره أنها ثمرة شجرة الميتان وسيأتي ذكره في الميم.
كركم
: الغافقي : قيل أنه أصل النبات الذي سماه
ديسقوريدوس خاليدونيون طوماغا وهو الصنف الكبير من عروق الصباغين وهي العروق الصفر
ونباتها هو المسمى بقلة الخطاطيف وقد ذكرت في حرف العين. والكركم المعروف عندنا
عروق يؤتى بها من الهند ويسمى القرد بالفارسية وليس لها من القوّة ما ذكر. جالينوس
: وليس هي عروق الصباغين قال ابن حسان : يسمى بالفارسية الهرد وأهل البصرة يسمونها
الكركم والكركم هو الزعفران شبهوه بالزعفران لأنه يصبغ به صبغ أصفر كما يصبغ
بالزعفران يؤتى به من جزائر الهند واليمن. وزعم قوم أنه أصول الورس وقيل أن الورس
صنف آخر منه وهي أصول غلاظ صلبة كالزنجبيل إلا أن فيها دعاثير تدخل في المراهم
النافعة من الجرب وتنشف القروح وتحد البصر وتذهب البياض من العين.
كرشف
: هو القطن وقد ذكر في القاف.
كركر
: هو الصنوبر الصغير الذي يعرف بقمل قريش
من كناش ابن إسحاق.
كركمان
: هو الحندقوق وقد ذكر في الحاء المهملة.
كرديلن
: زعم بعضهم أنه الكاشم وليس به وإنما هو
نوع من أنواع الساساليون ، وصوابه بالطاء المهملة طرديلن وقد ذكر مع ساساليوس في
حرف السين.
كركند
: الغافقي قيل أنه حجر يشبه الياقوت
الأحمر غير أنه ليس في نضارته ولا جنسه وإذا نفخ عليه النار انكسر والمبرد يعمل
فيه عملا خفيفا.
كركرهن
: قيل هو العاقرقرحا وقد ذكر في حرف
العين.
كروش
: الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : وأما
الكروش والأمعاء فقليلة الإغذاء بالإضافة إلى اللحم وباردة أيضا وما كان من
الأمعاء أدسم وأكثر شحما كان أسخن وأكثر غذاء كالقبة وسائر الأمعاء الغلاظ وقد
يلطفها ويسرع هضمها الخل الثقيف إذا طبخت به مع السذاب والكرفس والبقول والأفاويه
والأبازير
الملطفة الطيبة
الرائحة ولا بد أن يتولد من إدمانها بلاغم كثيرة يعسر خروجها من البطن ولذلك ينبغي
أن يتعاهد بعدها الجوارشنات المسهلة. قال : وقد يتخذ من الكروش أسفيذباجة وأما
الأمعاء فلا تصلح لذلك ، وإذا اتخذت أسفيذباجات فلتكن كروش الحملان وثنيّ الضأن
فإنها أجود من كروش المعز في هذا الموضع وألذ ولتطبخ بالماء والملح حتى تتهرّى ثم
يصب عليها الزيت أو دهن الجوز والأبازير ويصب فيها من الكراث والكزبرة وتطيب به وتصلح.
المنهاج : الكروش باردة عصبية صالحة لمن يتدخن غذاؤه وهي عسرة الهضم قليلة الغذاء
رديئة الكيموس بلغمية تحدث الدوالي في الساقين ، وينبغي أن تعمل بسكباج بخولنجان وفلفل.
كركي
: جالينوس في أغذيته : لحمه عضلي ليفي ولذلك
يؤكل بعد أن يذبح بأيام.
الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : وأما
لحوم الكراكي فيصلحها الطبخ بالخل مرة وبالماء والملح أخرى على نحو ما ذكرنا قبل
فإن كانت تشوى فتلقى بسرعة إخراجها من البطن بما يسهل خروج الأثفال بما ذكرناه أو
تأخذ عليها فانيذ أو حلواء متخذة بفانيذ وكذلك على شواء الأوز وما عظم من البط.
الشريف : أنه إن أخذ من دماغه ومرارته فخلط بدهن زنبق وسعط بهما إنسان كثير
النسيان ذهب ذلك عنه ولم يعد ينسى شيئا بعد البتة ومن اكتحل بدماغه ومخه نفع من
العشاء وامتناع النظر بالليل ، وإذا خلطت مرارة كركي مع ماء ورق السلق ويستعط به
صاحب اللقوة ثلاثة أيام على الولاء فيذهبها عنه البتة ، ودماغ الكركي إذا أديف
بماء الحلبة وطلي به على الورم الذي في اليدين حلله وكذا الذي في الرجلين الكائن
من التخمة فينفعه ، وإذا ملحت خصيتاه وجففت وخلط بها خرء ضب وزبد البحر أو سكر
أجزاء متساوية وكحل بها بياض العين الكائن عن جدريّ وطرفة أذهبه البتة وإذا ديف
شحمه وخلط مع خل عنصل وسقي منه أياما المطحول نفعته نفعا بينا وإن ديفت مرارته مع
عصارة مرزنجوش وسعط بها صاحب اللقوة مخالفا للجنب الذي فيه اللقوة سبعة أيام ويدهن
اللقوة بدهن جوز ويمتنع العليل أن يرى الضوء سبعة أيام فإنه عجيب. غيره : مرارة
الكركي تنفع من الجرب المتقرح والأتربة والرض لطوخا.
كزبرة
: جالينوس في السابعة : قد سماه
ديسقوريدوس فوريون وهو يزعم أنها باردة وهو في ذلك غير مصيب لأنها مركبة من قوّة
متضادّة والأكثر فيها الجوهر المرّ ، وقد بينا أن هذا الجوهر أرضي قد يلطف وفيها
أيضا رطوبة مائية فاترة القوّة ليست يسيرة المقدار وفيها مع هذا قبض يسير وهي بسبب
هذا القوّة تفعل جميع تلك الأفعال المتفننة المختلفة التي وصفها ديسقوريدوس في
كتابه إلا أنها ليست تفعل هذه الأفعال من طريق أنها تبرد بل أصف لك السبب في فعلها
واحدا واحدا من الأفعال الجزئية على أني قد كنت عازما على أني لا أذكر في كتابي
هذا إلا ما أراه أنا من الرأي فقط ولكن ما أحسب أنا ههنا شيئا يبلغ من أن يفعل هذا
أيضا بل رأينا أن نقول الحق فيه فإنه أوجب علينا. قلنا إن ما يجري من القول على
هذا الوجه في الدواء بعد الدواء نافع من بعض الوجوه وفيه إذا كان بالعرائض والقوانين
التي ذكرناها وأوّل ما أقول أن ديسقوريدوس ليس هو فقط بل وغيره من الأطباء أيضا
كثيرا ما قد حكموا في الأدوية التي تصلح للأمراض أحكاما مهملة لا حدّ معها ولا
تبصير ولذلك تجد في وقتنا هذا أيضا كثيرا من الأطباء المشهورين الموصوفين بالبصر
بأشياء أخر قد يخطئون في هذا الباب
خطأ عظيما وذلك أنه
قد نبهنا مرارا كثيرة أن يكون عضو قد كانت حدثت فيه العلة المعروفة بالحمرة ثم
أخضر واسودّ وبرد فهو في ذلك الوقت ليس يحتاج إلى أدوية تستفرغ وتحلل منه الخلط
الذي قد سحج ورسخ ولحج في العضو ، والأطباء بعد مقيمون على تبريده ، وربما انتقلوا
مرارا كثيرة إلى الأدوية المحللة. ومنهم من يزعم أنهم إنما يداوون الحمرة ويصفون
في كتبهم للحمرة التي هي في الابتداء وفي التزيد أدوية غير الأدوية التي يصفونها
للحمرة التي هي في الأدبار والإنحطاط وليس الأمر كذلك لأن الورم إذا سكن ما هو
عليه من اللهيب والغليان وإفراط المرار فليس ينبغي أن يسمى في هذا الوقت حمرة ولا
ينبغي أيضا أن يظن أن الأدوية التي تشفي مثل هذه العلة أدوية باردة ، بل كما أنا
متى رأينا إنسانا قد أصيب على عضو من أعضائه وأصابه شيء آخر حتى ورم ذلك العضو ، ورأينا
ورمه اخضر أو اسودّ لم نشك أن العلة علة باردة وأنها تحتاج إلى أدوية محللة لذلك
أرى من الرأي أنه متى تغيرت علة حارة في وقت من الأوقات إلى علة باردة فينبغي أن
تسمى تلك العلة بالعلة الأولى ، وتسمى هذه بالعلة الثانية أو إسم آخر فإن لم تحب
أن تغير الإسم وأحببت أن تصف في كتابك لهذه العلة أدوية ما ولانحطاطها أدوية غيرها
فافعل ، ولكن لا تظن أن أدوية الانحطاط هي أدوية باردة فإنك إن سميت هذه العلة في
وقت انحطاطها حمرة تسامحت في ذلك ، وإن أحببت أن تلقبها بهذا اللقب فأما أن تسميها
علة حارة بعد أن بردت فليس ينبغي أن يقبل ذلك منك ، وإذا كان هذا ليس بجائز
فالدواء أيضا الذي ينفع لهذه العلة في هذا الوقت ليس ينبغي أن يظن أنه بارد كما ظن
ديسقوريدوس بالكزبرة بأنها باردة من قبل أنها إن اتخذت منها ضمادا مع خبز أو سويق
الشعير ووضع على الحمرة شفاها فإن الكزبرة مع الخبز لم تشف ولا تشفي في وقت من
الأوقات حمرة خالصة وهي أيضا متى يكون منها لهيب ويكون لون الورم أحمر بل إنما
تشفي الحمرة التي قد جمدت وبردت.
ولمكان هذا أشرنا نحن على من يريد أن
يعرف قوى الأدوية في المواضع التي أمرنا فيها بأن يكون اختبار قوّة كل واحد من
الأدوية واعتبارها بالتجارب التي يجري أمرها على تحديد وتحصيل فنعتبر أن نختار
لتجربة مرض أبسط ما يمكن أن يكون الدواء ونجربه عليه ، وجل الأطباء لا يعلمون هذه
الخصلة فضلا عن غيرها أعني أن يكون أكثر الأمراض منذ أول أمرها وفي ابتدائها مركبة
ولأن الحمرة الخالصة هي مرض غير هذا المرض التي قد جرت عادتنا معشر اليونانيين أن
نسميه فلغموني وهو الورم الحادث عن الدم على أن القدماء لم يكونوا يعنون بقولهم
فلغموني هذه العلة ، ولا يعلمون أيضا أن فيما بين هاتين العلتين عللا أخرى كثيرة
بعضها في المثل حمرة فلغمونية وبعضها فلغموني حمرته ، وربما وجدت في بعض الأوقات
هاتين العلتين لا تغلب واحدة منهما صاحبتها بل هما على غاية التكافؤ والمساواة ، وكذا
أيضا قد نجد عيانا أنه يكون مرارا كثيرة حمرة يخالطها ورم بلغمي وحمرة يخالطها ورم
صلب سوداوي ، وإذا كان الأمر على هذه العلل في كتاب حيلة البرء وفي كتاب آخر فأما
ههنا فيجب ضرورة أن نقول فيها أن الضماد الذي وصفه ديسقوريدوس وهو الذي ذكره قبل
ليس يشفي في وقت من الأوقات الحمرة الخالصة. أعني بقولي حمرة خالصة الحمرة التي
تكون عند ما يمتلئ العضو مادّة من جنس المرار وأنت تقدر أن تعلم أن الكزبرة بعيدة
عن أن تبرد من
أسباب قالها
ديسقوريدوس نفسه بينها في كتابه ، وذلك أنه زعم أنها تحلل وتذهب الخنازير إذا
استعملت مع دقيق الباقلا ، ولا أحسب ديسقوريدوس شك في أن الأدوية الباردة ليس شيء
منها يفي بحل الخنازير وإذهابها إذ كان قد وصف في كتابه من الأدوية التي تشفي هذه
العلة المعروفة بالخنازير أدوية كثيرة كلها موافقة ومزاجها حار وفعلها التحليل.
ديسقوريدوس في الثالثة : فوريون وباللطيني
فابيرة له قوّة مبردة وكذا إذا تضمد به مع الخبز أو السويق أبرأ الحمرة والنملة ،
وإذا تضمد به مع السعل والزبيب أبرأ الشرى وورم البيضتين الحار والنار الفارسي ، وإذا
تضمد به مع دقيق الباقلا حلل الخنازير والجراحات وبزره إذا شرب منه شيء يسير
بالمتبجيح أخرج الدود الطوال وولد المني. وإذا شرب منه شيء كثير خلط الذهن ولذلك
ينبغي أن يتحرز من كثرة شربه وإدمانه ، وماء الكزبرة إذا خلط بأسفيذاج أو الخل ودهن
الورد أو المرداسنج ولطخ على الأورام الحارة الملتهبة الظاهرة في الجلد نفع منها.
ابن سينا : في الثاني من القانون عندي أنّ المائية فيها برودة غير فاترة البتة
اللهم إلا أن يكون بسبب جوهر لطيف حار يخالطها يسرع مفارقته لها ، وقد قال حنين
أيضا أن جالينوس نفى البرد عن الكزبرة معاندة لديسقوريدوس. أقول : وقد شهد ببردها
روقس وأركاغانيس وغيرهما وهي باردة في آخر الأولى إلى الثانية يابسة في الثانية. وعند
أبي جريج في الثالثة وعندي أن اليابسة مائلة إلى تسخين يسير. جالينوس : إذا كانت
تحلل الخنازير فكيف تكون باردة وقد يمكن أن يقال له أن تحليل الكزبرة للخنازير
لخاصية فيها أو لأنّ فيها جوهرا لطيفا غواصا ينفذ ويغوص ولا يغوص الجوهر البارد
لكنه إذا شرب يحلل الحمار بسرعة وينقي البارد والألم يكن. يجب أن يكون الإكثار من
عصارتها مائلا إلى التبريد والكزبرة تنفع من الدوار الكائن عن بخار مراري أو بلغمي
كائن من ذلك وتولد ظلمة البصر أكلا وتنفع الخفقان شربا وقال في مقالته في الهندبا
: ومنها أن يكون لكل واحد من المنفصلين خاصية بوجه نحو عضو خاص مثل الكزبرة فإنّ
فيها جوهرا حارا لطيفا مقويا للقلب وهذا الجوهر يبادر إلى القلب وجوهرا آخر كثيفا
باردا أرضيا ينحدر إلى الأعضاء السفلية فينفع من السحج وحمرة الأحشاء ، وقد علم
أهل التجربة وشهد به ديسقوريدوس أن الكزبرة الرطبة بالسويق تحلل الخنازير وذلك
بسبب أن الحار الغريزي يحلل منه الجوهر الحار اللطيف ويغوص في داخل الجلد حتى يأتي
المادّة الغليظة التي هي سبب الخنزير ويبقى الجوهر الغليظ خارجا لا يزاحم الجوهر
المحلل بتكثيفه بل بأن يتقدّمه شيء بقوّة يسيرة من البرد ويعين الحار الغريزي على
الخارج عن الاعتدال بسبب عفونة أن كانت في الخنازير ، ومنها أن يكون الفصل والتفريق
بتدبير الطبيعة المسخرة لمثل ذلك بإذن خالقها ، وقال في كتابه في الأدوية القلبية
: الكزبرة اليابسة لها خاصية في تقوية القلب وتفريحه وخصوصا في المزاج الحار وتعينها
عطريتها وقبضها. ابن ماسه : قاطعة للدم إذا شرب منها مثقالان بثلاث أواقي ماء لسان
الحمل مقصورا غير مقلي ، والطربة منها إذا مضغت نفعت السلاق الكائن في الفم. يوحنا
بن ماسويه : الكائنة منها رطبة نافعة من هيجان المرّة الصفراء إذا أكلت ومن كان
يجد في معدته إلتهابا فأكلها رطبة بالخل أو بماء الرمان المرّ الحامض كانت نافعة
له وخاصيتها نفع الشرا الظاهر في الفم واللسان
إذا تمضمض بمائها أو
دلكت به واليابسة إن قليت عقلت البطن وقطعت الدم شربا وذرورا على موضع النزف قال
الإسكندران : الكزبرة تمنع البخار أن يصعد إلى الرأس فلذلك يخلط في طعام صاحب
الصرع الذي من بخار يرتفع من المعدة. الخوز : إذا أنقعت اليابسة وشرب ماؤها بسكر
قطع الإنعاط الشديد ويبس المني. الرازي : وكذلك إذا استف مع سكر. حبيش : في كتاب
الأغذية قال أبقراط : الكزبرة الرطبة حارة تعقل البطن وتسكن الجشاء الحامض إن أكلت
في آخر الطعام وتجلب النوم. الرازي في الحاوي : حكى حكيم بن حنين عن جالينوس أن
عصارة الكزبرة إذا قطرت في العين مع لبن امرأة سكنت الضربان الشديد ، وأما ورق
الكزبرة فإذا ضمدت به العين قطع انصباب المواد إليها. وقال الرازي : أيضا قيل في
بعض الكتب أن الكزبرة تمنع البخار أن يصعد إلى الرأس فلذلك تدفع الصداع والسكر وتمنع
نفث الدم وتنفع إذا شربت مع السكر من وجع الرأس والظهر الحار وقال مرة أخرى : الكزبرة
الرطبة تمنع الرعاف إذا قطرت في الأنف ونشق ماؤها. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية
: الكزبرة الرطبة تمنع الطعام من النزول في المعدة وتوقفه زمانا طويلا فتنفع لذلك
أصحاب زلق الأمعاء والإسهال ومن لا تحتوي معدته على الطعام ، وخاصة إذا أكلت مع
الخل والسماق ، وأما الكزبرة اليابسة فإنها تطيل لبث الطعام في المعدة حتى تجيد
هضيمه ولذلك ينبغي أن تكثر في طعام من يقيء طعامه ويطرح معها الأفاويه المسخنة
المطلقة ولا سيما الفلفل ، وليقلل منها في طعام من به ربو ويحتاج إلى أن ينفث من
صدره شيئا ومن تعتريه البلادة والمرض البارد في الدماغ فلا يكثرون منها بل يطرحون
معها التوابل الملطفة المسخنة. التجربتين : ماء الكزبرة الرطبة إذا طبخت به الدجاج
المسمنة كانت أمراقها نافعة من حرقة المثانة وبزرها اليابس ينفع من الوسواس لحار
السبب شربا وماؤها يقطع الرعاف تقطيرا في الأنف إذا حل فيه شيء من الكافور وهو
حبتان في مقدار درهم من الماء. أبو جريج : الكزبرة باردة في آخر الدرجة الثالثة
مخدرة تورث الغمر والغشي وهي سم مجمد. الغافقي : أما المحدثون من الأطباء فقالوا
في الكزبرة ووصفوا أنها في حد الشوكران والأفيون من الأدوية المخدّرة فكل ذلك منهم
كذب وجهل بعد أن بين جالينوس أنه ليس يمكن أن يقع الشك في شيء من الأدوية المفرطة
كما لا يشك أحد في برد الشوكران والأفيون ولا في حرارة الفلفل والعاقرقرحا ، وإنما
يقع الشك في الأدوية التي هي قريب من الوسط فلو كانت الكزبرة تفعله بإفراط بردها
فليس قولهم بخجة وذلك أن كثيرا من الأدوية الحارة يفعل نحو ما تفعله الكزبرة
كالزعفران ، والذي يظهر من الكزبرة لمن شرب عصارتها إنما هو جنون وفساد فكر وتنويم
كثير وقد يمكن بما يصعد عنها إلى الرأس من بخارات رديئة ، وأما من يزعم أنها تمنع
صعود البخار فكذب وزور ، والحس والتجربة يشهد أن يكذب قولهم وأظنهم إنما قالوه
قياسا على اعتقادهم الفاسد بأنها في غاية البرودة غالبة عليها فليست منها في
الغاية وفيها لا محالة كيفية رديئة سمية ، وإن جربت الكزبرة في مرض حار دون مادّة
وهي التجربة التي يتبين منها فعل الدواء المبرد لم تجد لها في التبريد فعلا بينا
البتة وقد يكون كزبرة برية وهي شبيهة بالبستانية وهي أدق ورقا ورائحتها وبزره
كبزرها إلا أنه ملتصق مزدوج اثنتان وهي أقوى من البستانية
في أفعالها وأردأ
كيفية وأكثر سمية ، وإن خلط ماؤها بعسل وزيت نفع من الشري الكائن من الدم الغليظ.
علي بن رزين : الكزبرة الرطبة تعلق على فخذ المرأة العسرة الولادة فإنها تلد بسرعة
وتسهل ولادتها ، وينبغي أن ترفع عنها بعد الولادة بسرعة وقال وهو مجرب أصل الكزبرة
يقلع قلعا رقيقا وتعلق عروقها على فخذ المرأة العسرة الولادة فيسهل ولادها. كتاب
السموم : الكزبرة الرطبة إن شرب من عصيرها أربعة إواق قتلت سريعا.
ديسقوريدوس في مداواة أجناس السموم : هذا
النبات لا يخفى شربه لرائحته إذا شرب ويغلظ الصوت ويعرض منه جنون وخدر شبيه بخدر
الكاري
وكلامهم سفه وخنى. ورائحة الكزبرة تفوح من جميع أبدانهم فلتقيئ بدهن السوسن الصرف ساذجا
أو مع ماء أفسنتين وينفعهم أيضا البيض يفقص في إناء ويصب عليه ماء الملح ويتحسى أو
يطعم مرق الدجاج أو البط الغالب عليه الملوحة. الرازي : وبعد أن يطعموا ذلك يسقوا عليه
شرابا صرفا قليلا قليلا فإن كفاهم وإلا سقوا الشراب بالدارصيني وأعطوا الفلفل
بالشراب. الطبري : وأفضل ما عولج به شاربها القيء بماء الشبث المطبوخ ودهن الخل وشرب
السمن والطلاء.
حبيش بن الحسن : الكزبرة اليابسة إن أكثر مكثر من مائها كانت سما
وإن صير ماؤها مع غيره من البقول منعه أن ينفش في البدن ووقفه فإن سقي معصورا نيئا
أو مغلى أورث كربا وغما وغثيا وقبضا على فم المعدة وهي بقل من البقول وسم مع
السموم.
كزبرة
الثعلب : الغافقي : هو نبات له خيطان دقاق مزوّاة
منبسطة على الأرض لونها إلى الحمرة الدموية كثيرا وعليها ورق صغير مرصف من جانبين
مشرف الجوانب تشريفا متقاربا لونه إلى الحمرة والسواد ، وله ساق دقيقة قائمة
مدوّرة على طرفها رأس في قدر الأنملة من الإبهام صنوبرية الشكل فيه زهر دقيق إلى
الحمرة وبزره دقيق ونباته الجبال ، وهذا النبات إذا نقع في الماء وشرب ماؤه عرض
عنه حالة شبيهة بالسكر مع اختناق وخشونة في الحلق والصدر ، والعلاج لمن عرض له ذلك
بالقيء بماء الشبث المطبوخ ودهن الخل والزيت ويسقى بعد ذلك دهنا ، ورب العنب وعصارته
يكتحل بها مع السكر فيشفي من الغشاء في العين ويحد البصر ويذهب غشاوته ، وإذا دق
ورقه يابسا وشوي كبد التيس ولت في سحيقه وأكل سخنا وفعل ذلك مرارا أبرأ الغشاء ويقال
أن هذا النبات يشفي الخنازير.
كزوان
: الغافقي : قيل أنه الباذرنجويه وقيل أنه
نبات يسمى الباذرنبويه. الفلاحة : البقلة الأريحية قد تسمى الباذرنجويه ويسمى أيضا
القليقلة لحرافتها وهي بقلة طيبة الريح والطعم ورقها يخرج من الأرض بلا ساق ويشبه
ورق الجرجير في رأسه تدوير وفي أسفله تشريف قليل لونه ناقص الخضرة فستقيّ ورائحته
وطعمه كرائحة وطعم قشر الأترج مع عطرية عجيبة ، وهذه البقلة تؤكل وهي حادّة جيدة
لفم المعدة والقلب مطيبة للنفس مسخنة للبدن تسخينا شديدا ملهبة له مضادة للسموم وخاصة
سم العقرب وتنفع من الخفقان البارد منفعة بليغة يحدث إدمانها حرقة البول وصداعا في
الرأس. بديغورس : الحشيشة المسماة بالفارسية كزوان خاصيتها نفع الفؤاد ودفع الهم.
كزمازك
: الكزمازك بالفارسية هو حب الأثل
بالعربية ومعناه عفص الطرفاء وقد ذكرت حب الأثل مع الأثل في الألف.
كسمويا
: الغافقي : قال المسعودي في كتاب السموم
، هي حشيشة تنبت منبسطة على الأرض مدوّرة قطرها قدر قطر ورقها وهي شبيهة بورق
__________________
المرزنجوش وطعمها
لزج كطعم النبق الصفار الغض ويجفف ويخزن ويداف ويشرب بماء للسع العقارب فيسكن على
المكان.
كسيلي
: عيسى بن ماسه : هي عيدان يعلوها سواد
يشبه عيدان الفوة سواء. ابن عبدون : هي حب كحب الحرف وعوده كعود الفوة وكلاهما يقع
في دواء السمنة.
المجوسي : أجوده ما كان دقيقا مائلا إلى
الحمرة وهو حار يابس جيد للمعدة مقوّ للأجسام ١ وينفع أصحاب البلغم والرطوبة.
الحور : معتدل في الحرارة والرطوبة يقوي المعدة ويسمن ويستعمله النساء لذلك.
التميمي في المرشد : خاصيتها أنها تفتح ما يعرض في الأرحام وفي الكلى من السدد وإحدار
الطمث الممتنع المتعذر وتدر البول وتجلو الكلى والمثانة. غيره : والمستعمل منه
ثلاثة دراهم. لي : الدواء المعروف اليوم بالكسيلي في عصرنا هذا بالديار المصرية
قشور شبيهة بقشور السليخة ولكن ليست في طعمها ولا حرافتها.
وقد تكلم ابن سينا فيه ونسب إليه بعض
أفعال الكثيراء وتابعه في ذلك جماعة من أصحاب الكنانيش ولم يصب واحد منهم في هذا
القول.
كسيفيون
: هو نوع من السوسن بريّ يعرف بالدلبوث وبسيف
الغراب ويسمى دور حولي أيضا وقد ذكرته في حرف الدال المهملة في رسم دلبوث.
كسبرة
: يقال بالسين وبالزاي وقد تقدم ذكره من
قبل.
كسبرة
البير : هو البرشاوشان وهو مذكور في الباء.
كسبرة
الحمام : هو صنف من الشاهترج وقد ذكرته في ترجمة
شاهترج في فاتحة الشير المعجمة.
كسبرة
الثعلب : يقال على نبات قد تقدم ذكره وعلى نبات
آخر يسمى باليونانية بالثبطون وقد ذكرته في حرف الثاء المنقوطة بثلاث من فوقها والمعروف
اليوم عند شجارينا بالأندلس بكزبرة الثعلب هو صنف من سنديريطس وقد ذكرته في السين
المهملة.
كسبرة
: أيضا هو الزفت اليابس باليونانية وقد
ذكرته في الزاي.
كشنج
: الرازي في الحاوي : هو بقلة معروفة.
ماسرحويه : وتقرب قوّتها من قوّة البقلة اليمانية. ابن ماسه البصري : أنه من جنس
الفطر وهو جنس من القرشية في الطبع وهو بارد إلا أن برده ليس بقوي. ابن سينا : هو
شيء جنس من الكماة ملوّن ملزز مجتمع في عظم الكلية إلا أنه محزز جدّا غائر
التحازيز ينبت في الرمال نبات الكماة والفطر لذيذ جدّا يكثر في بلاد ما وراء النهر
وخراسان أيضا ولم يبلغنا قط أنه ضر أحدا مضرة الفطر والكماة وإذا قيس طعمه إلى طعم
الكماءة والفطر كان أقرب يسيرا إلى الحلاوة وهو بارد دون برد سائر الكمآت والفطر ،
ولا يخلو من رطوبة غريبة مع يبوسة جوهره وهو بطيء غليظ. الرازي في دفع مضار
الأغذية : إصلاح أكلها بالزيت والمري والتوابل والملح والصعتر.
كشت
بركشت : تأويله بالفارسية زرع على زرع. ومنهم من
يسميه سوار السند والهند مجهول يسمى سوار الأكراد له ورق مثل ذنب العقرب ولها أفرع
أربع إذا جفت انفتلت كالحبل المفتول والسوار المفتول وهو مفتح للسدد ويدخل في
الأدوية الكبار. ابن رضوان : هي عيدان دقاق مفتولة منعطفة يمينا وشمالا لونه أغبر
وطوله عقد ، وأجوده الهندي وهو حار يابس في الأولى يجلو القوابي والجرب ويؤثر فيها
أثرا حسنا. ابن سينا : هو شبه خيوط ملتف بعضها على بعض أكثر عددها في الأكثر خمسة
ويلتف على أصل واحد لونه إلى السواد والصفرة وليس لها كبير طعم. وقال بعضهم : أنه
البرشكان وقال بعضهم : قوّته قوّة البرشكان وهذا أصح. بديغورس : خاصيته قطع شهوة
الجماع.
كشوث
: هو على الحقيقة الموجود بالشام
والعراق وهو
المستعمل أيضا عند أطبائها وأما النبت الذي يسمى بالمغرب وأفريقية ومصر الأكشوث
فليس به وهو نبت يتخلق على الكتان ويعرف بمصر بحامول الكتان أيضا ، وبالأندلس
بقريعة الكتان وقد ذكرته في القاف.
ابن سمحون : قال الخليل بن أحمد : هو من
كلام أهل السواد غير عربية ويقولون كشوثار وهو نبات محبب مقطوع الأصل أصفر اللون
يتعلق بأطراف الشوك ويجعل في النبيذ. وقال أحمد بن داود : يقال كشوث والكشوث وكشوثا
وهو شيء يتعلق بالنبات مثل الخيوط يشرب من ماء النبات الذي يتعلق به ولا أصل له في
الأرض ولا ورق لكن في أطراف فروعه ثمر لطاف وهو يسمو في الشجر وتشتبك فروعه ويكثر
في الكروم والرطاب وكثيرا ما يفسد النبات ويتداوى به الناس وفيه مرارة ويجعل في
الشراب فيشده ويجعل به السكر. وقال سابور بن سهل : ومقدار حرارة الحار من الكشوث وبرودة
البارد بمقدار الشجر الذي يتخلق عليه يسخنه إن كان سخنا ويبرده إن كان باردا. ابن
ماسويه في أغذيته : والكشوث مؤلف من قوى مختلفة ومرارة وعفوصة فمرارته صيرته حارا
وعفوصته صيرته باردا أرضيا والغالب عليه الحرارة في الدرجة الأولى وهو يابس في آخر
الثانية دابغ للمعدة لمرارته وعفوصته مقو للكبد مفتح للسدد العارضة فيها وفي
الطحال مخرج للفضول العفنة من العروق والأوردة نافع من الحميات المتقادمة ملين
للطبيعة ، ولا سيما ماؤه وهو صالح للحميات العارضة للصبيان إذا شرب مع السكنجبين وإن
أكثر من أكله ثقل في المعدة لعفوصته وجوهر أرضيته التي فيها. وقال في كتاب إصلاح
الأدوية المسهلة : خاصيته إسهال المرّة الصفراء وقوّته دون قوّة الأفسنتين فإن
أراد مريد أخذه فليأخذ من مائه نصف رطل مغلي وغير مغلي بوزن عشرة دراهم سكرا سليمانيا.
الطبري : الكشوث إذا شرب عصيره رطبا مع سكر طبرزد نفع من اليرقان. مسيح : ينقي
البدن ويجلو الكبد والمعدة. ابن سينا : يقوي المعدة خصوصا المغلي منه. وإذا شرب
بالخل سكن الفواق وعصارة الرطب منه أو إذا هو سحق وذر على الشراب قوى المعدة
الضعيفة والكشوث ينقي الأوساخ من بطن الجنين لتنقيته العروق ويدر البول والطمث وينفع
من المغص ويحتمل فينقص نزف الدم والمغلي منه يعقل البطن ويقبض سيلان الرحم.
الغافقي : إن نقع من غير أن يطبخ كان أعون على الإسهال وإن طبخ كان أكثر تفتيحا
للسدد ، ومن شرب عصارته أو بزره فيفعل ما يفعله نقيعه وطبيخه وهو غير موافق
للمحرورين ، وإذا غسل بطبيخه أو بعصارته اليد والرجل نفع من النقرس وأوجاع
المفاصل. التجربتين : إذا وضع مع أدوية الجرب قوى فعلها. إسحاق بن عمران : قد ينفع
ماؤه من الحميات المركبة من البلغم والمرّة الصفراء وغذاؤه ليس بالرديء. ابن ماسه
: كامخ الكشوث جيد للمعدة ولا سيما إذا صير معه الأنيسون وبزر الكرفس أو بزر قلبا
وهو الرازيانج. ابن سمحون : قال بعض علمائنا : وبدله إذا عدم ثلثا وزنه من
الأفسنتين.
كشني
: هو الكرسنة وقد تقدّم ذكرها.
كشوث
رومي : قال أبو جريج : هو الأفسنتين الرومي.
كشط
: محمد بن حسن : هو القسط بالكاف والقاف وقد
ذكرته في حرف القاف.
كشة
: هو إسم للأسطوخودس الأوقص بتونس وما
والاها من أعمال أفريقية أوّله كاف مكسورة بعدها شين معجمة مشدّدة مفتوحة.
كشمش
: هو زبيب صغير لا نوى له.
أبو حنيفة : أخبرني
جماعة من أهل الأعراب أن بالسراة منه كثيرا وعناقيده بيض مثل أذناب الثعالب ، وإذا
زبب فمنه ما زبيبه أحمر ومنه ما يجيء زبيبه أصفر ومنه أخضر قالوا : وكل ذلك كشمش ولكن
اختلاف ألوانه من جهة اختلاف أجناسه ، وقد أخبرني رجال من أهل هراة عن كشمشهم أنه
ما زبب منه في الشمس جاء أحمر وما علق تعليقا حتى يزبب يجيء أصغره مثل الفلفل وأكبره
كالحمص لونه أخضر وما نشر في البيوت في الظل يجيء أخضر. علي بن محمد : الكشمش
بالعربية هو القشمش بالفارسية وهو زبيب صغير لا نوى له أصغره كالفلفل وأكبره
كالحمص ولونه أخضر وأحمر يكون ببلاد فارس وخراسان حلوا شديد الحلاوة والخراساني
أجود من الفارسي لأنه أشد حمرة وأصدق حلاوة وعنبه حلو جدا وعناقيد طوال دقاق مثل
قدر الذراع ، ورأيت منه بدرعة وسجلماسة شيئا كثيرا حلوا شبيها بالخراساني غير أن
لونه أسود. الرازي : في كتاب دفع مضار الأغذية : والقشمش يشبه الزبيب إلا أنه أقل
قبضا وألين وأسهل خروجا. ابن سرانيون : أما القشمش فينفع السعال والصدر وصفته أن
يطبخ بالماء وحده ويؤخذ منه جزء ومن الفانيذ نصف جزء ويطبخ حتى يصير له قوام.
كصيبون
: هو الباذنجان البري عند عامة الأندلس ويسمونه
بالمرماعوي
لأنه يلتزق بثياب لامسه ورأيته بالديار المصرية بظاهر قلبوب في البركة التي قبل
الضيعة التي قبل مناقع الكتان من الجانب القبلي. ديسقوريدوس في الرابعة : ومن
الناس من سماه أفاريين وقصعاين وخصعان وحولاه وليرن وهو نبات ينبت في أرضين وغدران
قد جفت ، وله ساق طوله نحو من ذراع عليه رطوبة تدبق باليد مزوّاة ويتشعب منه شعب
كثيرة وله ورق شبيهة بورق السرمج منقسم ، ورائحة هذا النبات شبيهة برائحة الحرف وله
ثمر مستدير في قدر الزيتون العظيم مشوكة شبيهة بجوز الدلب تتعلق بالثياب إذا
ماستها. جالينوس في السابعة : بزر هذا النبات قوّته قوّة محللة جدا. ديسقوريدوس :
وثمر هذا النبات إذا جنى قبل أن يستحكم جفافه ودق ورفع في إناء من خزف ثم أخذ منه
مقدار طروبلون وديف بماء فاتر وضمد به الشعر وقد تقدم غسله بالنطرون شقره ، ومن
الناس من يدقه ثم يخلطه بشراب ثم يرفعه وقد يتضمد بالثمر للأورام البلغمية. الشريف
: زعم قوم أن ورقه إذا جفف وسحق واكتحل به لبياض العين ينفعه بإذن اللّه تعالى. لي
كحلت به ناسا كثيرين فرأيته يحد البصر ويحدر الدموع نهاية.
كف
الضبع : الغافقي : قد يسمى بهذا الإسم الكبيكج
المقدم ذكره وهذا الدواء الذي نريد ذكره ههنا من أنواعه إلا أنه ليس في قوّته وهو
نبات له ورقات متشققة ومن ورق الكرفس تسطح على الأرض عليها زغب وهي في شكل كف
الكلب والسبع إذا بسطها على الأرض وهي على أذرع شبيهة بأذرع الكرفس إلا أنها أصغر
، وله زهر أصفر ذهبيّ على قضبان دقاق خوارة ورؤوس صغار ، وله عروق كثيرة مخرجها من
أصل واحد مثل أصل الخربق وينبت بقرب المياه وفي مواضع رطبة ، وأصل هذا النبات ينفع
من القروح ويأكل اللحم الغث منها وينبت اللحم الصحيح وينقيها ويقلع الثآليل.
كف
الهر : الغافقي : هو نبات يلحق بالنوع المذكور
قبله وهو نبات دقيق له ورق مستدير مشرف لاصق بالأرض عوده نحو ثلاث أو أربع وله
سويقة دقيقة مدوّرة تعلو قريبا من شبر وفي طرفها زهر أصفر براق طيب الرائحة وله
أصل في قدر
__________________
زيتونة فيه شعب
كثيرة وينبت في أوّل مطر الخريف ويعرفه العامة بالمدلوكة لتربعه وملامسته زهره ويسمونه
الصغير أيضا ويسميه بعضهم الحوذان ، وأصل هذا النبات أيضا ينفع من القروح الخبيثة
العفنة ويمنع الثآليل وإذا احتمل في فرزجة أعان على الحبل.
كف
آدم : الغافقي : هو نبات له ساق يعلو نحوا من
ذراع وورق في قدر ورق الآس أطرافها إلى التدوير ما هي وأصول خشبية لونها ما بين
السواد والصفرة وداخلها إلى الحمرة ويستعملها بعض شجارينا بالأندلس على أنها
البهمن الأحمر وليست به.
كف
أجذم : والكف الجذماء أيضا زعم بعض علمائنا أنه
شجر البنجنكشت ، ومنهم من قال أنه أصول السنبل الرومي ، ومنهم من قال أنه نبات له
أصل كالشلجمة لونه أغبر إلى الحمرة هش خفيف رخو ينشأ منها شبه الأصابع إثنان أو
ثلاثة ، ولهذا النبات ساق مربعة لونها فرفيري عليها زهر فرفيري كزهر النبات المسمى
خصي الكلب وكأنه صنف واحد وينبت في رمال قريبة من البحر ويستعمل أصله بدل البهمن
الأحمر وقوّته كقوته سواء.
كف
الأسد : هو النبات المسمى باليونانية
لأورطوطالون وهو العرطنيثا على الحقيقة وقد مضى ذكره في حرف العين.
كف
الذنب : هو الجنطيانا فيما زعمت التراجمة.
كف
مريم : قيل أنها الأصابع الصفر وأما أهل غرب
الأندلس فيوقعون هذا الإسم على نبات النيطافلن ، ومنهم من يوقعه على البنجبنكشت ،
وأما أهل الديار المصرية فيوقعونه على نبات آخر ذكره أبو العباس الحافظ في كتاب
الرحلة المشرقية له. قال : وأما النبتة المسماة بكف مريم الحجازية وهي نبتة منبسطة
على الأرض رجلية الورق إلى الإستدارة ما هي صلبة الأغصان في ورقها جعودة ويسير قبض
مزغبة ما هي شديدة الخضرة تتكون على الأرض في إستدارة على قدر الشبر تخرج فيما بين
تضاعيف الورق على الأغصان زهرة دقيقة إلى الصفرة ما هي على شكل زهر الرجلة ثم يسقط
فيخلفه بزر أصفر من الحلبة صلب ويسقط وتورق وتنقبض الأغصان وترتفع على الأرض حتى
ترجع على الشكل الذي يتعارفه الناس على حسب ما تجلب إليهم وقل من يعرفها على الصفة
التي وصفت أيضا ولم يحللها أيضا أحد قبلي فيما علمت ، وقد رأيتها بصحراء مصر وهو
أيضا بالمغرب بصحراء سجلماسة ونهرها ، ورأيت منه نوعا بجبال بيت المقدس صغيرا أبيض
اللون دقيق العيدان مدحرج الخلقة دقيق البزر وهذا النوع هو موجود أيضا بطريق
عسقلان في الصحاري.
كف
الكلب : هو البدشكان من كتاب المنهاج وفي كتاب
الرحلة لأبي العباس كف الكلب أسمر عند العرب يتخذ للنبتة المسماة بكف مريم
الحجازية وهذا النبات قد تقدم ذكره تحت ترجمة كف مريم.
كف
: غير مضاف إلى شيء هو الرجلة وقد ذكرت.
كفري
: ابن سمحون : قال الخليل بن أحمد : الكفري
وعاء الطلع واحد مذكر والجمع الكوافر وإذا ثني قالوا كفريان ومنهم من يقول كفر . قال الأصمعي : هو وعاء طلع النخل ويقال
له أيضا فقور. قال أبو حنيفة : الكفري والكافور قشر طلع النخل ويسمى بذلك لأنه
يكفر الوليع أي يغطيه والكفر التغطية. سليمان بن حسان : فينقس باليونانية هو قشر
الكفري والنخل ذكر وأنثى والذكر منه هو الذي له الكافورة وهو الفحال من النخل والكافورة
هي القشرة التي تتعلق عن قشرة الفحال ، ولذلك قيل لها الكفري وهي عفصة قابضة تعفص
بها الأدهان. ديسقوريدوس في الأولى : فينقس ومن الناس من يسميه الاطي
__________________
وهو طلع النخل ويسمونه
أيضا سعارين وهو قشر الكفري يستعمله العطارون في تعفيص الأدهان وأقوى الكفري ما
كان منه طيب الرائحة عفصا رديئا كثيفا داخله دسم وقوّته قابضة مانعة للقروح
الخبيثة بما ينبغي أن يخلط به من الضمادات نفع البطن والمعدة الضعيفة وينفع من
أوجاع الكبد ، وإذا غسل الشعر بطبيخه كثيرا سوّده وإذا شرب طبيخه وافق من كان به
وجع العصب أو وجع الكلى أو المثانة أو الأحشاء ويبرئ سيلان الفضول إلى البطن والرحم
، وإذا طبخ وهو غض براتينج وموم ووضع لينا على الجرب وترك عليه عشرين يوما أبرأ
منه ، والثمر الذي في جوفه هذا القشر يقال له ألاطي ، ومن الناس من يسميه بوارسيس
، وهو الحفري وهو أيضا عفص وقوّته مثل قوّة قشره في جميع الأشياء ما خلا المنفعة
في الأدهان. جالينوس في الثامنة : في قشور الطلع كيفية قابضة إلا أنها تجفف أكثر
من جميع ما وصفنا من طريق أن قوام جوهر هذا الققشر أيضا في نفسه أشد يبسا ولا
رطوبة فيه أصلا ولذلك صار الناس باستعمالهم إياه في مداواة الجراحات المتعفنة
مصيبون وقد يخلطونه في الأدوية التي تشد المفاصل الرخوة وفي الأدوية النافعة للكبد
ولفم المعدة ولما يوضع من خارج ويشرب.
كفر
اليهود : هو القفر أيضا بالفارسية وقد ذكرته في
حرف القاف وهو الحمار وقيل له كفر اليهود وهو منسوب إلى موضع بغور أريحا يقال له
في القديم كفر يهوذا من بلاد فلسطين وتولده في البحيرة المنتنة وهي بحيرة لوط.
كلن
: ابن سينا : هو خشب هندي يكثر جلبه إلى
بلادنا ولا يبعد أن يكون المقل الهندي عظيم النفع في أمر الكسر والوثي والخلع. لي
: بهذا وصف الرازي في الحاوي هذا الدواء. وزعم الغافقي أنه خشب الكادي والصحيح أنه
ليس بخشب الكادي بل هو غيره.
كلية
: جالينوس في أغذيته : الخلط المتولد من
هذه زهم رديء ظاهر الرداء وهضمها عسر شاق. حبيش بن إسحاق : لا تحمد في الهضم
لبشاعتها وغلظ جوهرها ولا في الغذاء لرداءة الكيموس المتولد عنها ولا في إطلاق
البطن لغلظ جوهرها وبطء انحدارها. ابن ماسويه : الكلى باردة يابسة غير محمودة وفيها
أيضا زهومة يسيرة من قبل مائية البول وكلى الحملان أحمد وخاصة إن أكلت حارة.
الرازي في دفع مضار الأغذية : وأما الكلى فرديئة الغذاء عسرة الإنهضام ولا ينبغي
أن يؤكل كلى الحيوانات العظام وأما كلى الجسدي فينبغي أن تؤكل بلحومها وشحومها مع
الملح والفلفل والدارصيني وكذا كلى الحملان سواء.
كلب
: ديسقوريدوس في الثانية : كبده القول فيه
مستفيض أنه إذا أكل مشويا نفع الذي عرض له الفزع من الماء. جالينوس في الحادية
عشرة : وأما كبد الكلب فقد ذكر قوم من أصحاب الكتب أنها إن شويت وأكلت نفعت من
نهشة الكلب الكلب وقد رأيت منهم قوما أكلوا منها فعاشوا لكنهم لم يقتصروا عليها
وحدها وبلغني أن قوما اقتصروا على كبد الكلب الكلب وحدها وبقوا عليها فماتوا في
آخر الأمر بل استعملوا معها أدوية أخر وقد جربناها نحن في نهشات الكلب الكلب
وحدها. ديسقوريدوس : ودم الكلاب إذا شرب وافق عضة الكلب الكلب ومن شرب السم الذي
يقال له طقسقيون وهو سم السهام الأرمنية.
وقال في مواضع أخر : وخرء الكلب إذا أخذ
في الصيف بعد غروب نجم الكلب
وجفف في ظل وشرب
بشراب أو بماء عقل البطن. وقال في موضع آخر : وقد زعم قوم أن لبن الكلبة في أول
بطن تضع يحلق الشعر إذا لطخ عليه ، وإذا شرب كان بادزهرا للأدوية القتالة ويخرج
الأجنة الميتة. جالينوس : وأما ألبان الكلاب فقد ذكروا أن لها منافع لم يصح شيء
منها سوى قولهم إذا لطخ به الشعر على موضع العانة من الصبيان وخصاهم لم ينبت فيها
الشعر وقولهم أنه يمنع من نبات الشعر الذي ينبت في باطن الأجفان بعد أن ينتف منه
الشعر ويلطخ بهذا اللبن في موضعه ، وقولهم أنه إذا شربته المرأة أخرج الجنين الميت
من البطن. وقال في موضع آخر : وكان من معلمينا من يأخذ زبل الكلاب التي قد اعتلفت
العظام فإنه عند ذلك يكون أبيض جافا غير متين فيجففه ويخزنه فإذا أراد استعماله
سحقه سحقا ناعما وعالج به الخوانيق وأورام الحلق وخلطه مع غيره من الأدوية النافعة
لذلك ، وإذا أراد استعمالها للدوسنطاريا خلطها باللبن الذي قد طبخ بالحجارة أو
الحديد المحمى ، وقد جربت هذا أنا وتوليته بنفسي بأن سقيت منه أناسا كثيرة فنفعهم
ذلك منفعة عجيبة ، وكذا ينفع من القروح المتقادمة ، وإذا خلط مع غيره من الأدوية
النافعة لتلك الأعراض والقروح وكان هذا الرجل يخلطه أيضا بالأدوية المحللة للأورام
فيجد له منفعة عظيمة. الرازي في الحاوي : إن سقي المعضوض من الكلب الكلب أنفحة جرو
صغير برأ. ابن سينا : وبول الكلبة من أخذه وتركه حتى ينعقد وغسل به الشعر سوّده
كأحسن ما يكون من الخضاب. الخواص : وشعر الكلب الأسود البهيم زعموا أنه إذا علق
على المصروع نفعه وإن أطعم كلب عجينا فيه دارصيني مدقوق رقص وطرب ، ورأس الكلب إذا
أحرق وسحق وعجن بخل وضمد به عضة الكلب الكلب نفع ذلك ، وزعموا أن الكلب إذا أكل
لحم كلب مثله كلب. ديسقوريدوس : وقد يأخذ قوم ناب الكلب إذا عض إنسانا فيجعلونه في
قطعة من جلد ويشدونه في عضد ليحفظ من علق عليه من الكلاب. خواص ابن زهر : ناب
الكلب إن علق على من يتكلم في نومه أزاله وإن علقت أنيابه على صبي خرجت أسنانه بلا
وجع وبغير تعب وتفرقت وإن علق نابه على من به يرقان نفعه وإن حمله معه أحد لم
تنبحه الكلاب.
كلس
: هو النورة والجير أيضا. ديسقوريدوس في
الخامسة : قد يعمل على هذه الصفة يؤخذ صدف الحيوان الذي يقال له فروقس البحري
فيصير في نار أو في تنور محمى ويترك فيه ليلة فإذا كان من غد نظر إليه فإن كان
مفرطا في البياض يخرج من النار والتنور وإلا فليرد ثانية ويترك حتى يشتد بياضه ثم
يؤخذ فيغمس في ماء بارد في فخار جديد ويستوثق من تغطيته ويحرق ويترك في الفخار
ليلة ثم يخرج منها غدا وقد تفتت غاية التفتيت ويرفع ، وقد يعمل أيضا من الحجارة
التي يقال لها فوحلافس وهي فيما زعم قوم حجارة مستديرة بالطبع مثل الفهور ، وقد
يعمل أيضا من رديء الرخام والذي يعمل من الرخام يقدم على سائر الكلس وقوّة كل كلس
ملهبة ملذعة محرقة تكوي ، وإذا خلط بمثل الشحم والزيت كان منضجا محللا ملينا مدملا
وينبغي أن يعلم أن الكلس الحديث الذي لم يصبه ماء أقوى من الحديث الذي أصابه ماء.
جالينوس : أما النورة التي لم يصبها ماء فتحرق إحراقا شديدا حتى إنها تحدث في
المواضع قشرة محرقة ، وأما النورة المطفأة فهي في ساعة تطفأ تحدث قشرة ثم من بعد
يوم أو يومين يقل إحراقها ويقل إحداثها القشرة المحترقة ، وإذا مرت عليها
فإن غسلت النورة
مرارا زال تلذيعها في الماء فصار ماؤها المعروف بماء الرماد وصارت تجفف تجفيفا
شديدا من غير أن تلذع. ابن سينا : النورة تقطع نزف الدم من الجراحة وإذا غسلت
بالماء مرات كثيرة نفعت من حرق النار.
كلخ
: هو عند عامتنا بالأندلس القنة وقد ذكرته
في القاف التي بعدها نون والكلخ أيضا عند أهل مصر هو الأشق وقد ذكرته في الألف.
كماشير
: ماسرحويه : صمغ يشبه الجاوشير قوّته
حارة في الدرجة الرابعة فينزل الحيض ويطرح الولد ويخرج الجنين. قالت الخوز : لا
مثل له في طرح الولد وإسهال الماء.
الرازي في الحاوي : خاصيته الإذابة والتحليل
وينزل البول جدّا.
كمثري
: جالينوس في السادسة : ورق هذه الشجرة وأطرافها
قابضة فأما ثمرتها ففيها مع قبضها حلاوة ومائية وهذا مما يعلم به أن أجزاء هذه
الثمرة ليست بمتساوية المزاج وأن منها ما هو أرضي ومنها ما هو مائي ، وإن شئت قلت
من وجه آخر أن بعضها بارد وبعضها معتدل المزاج ومن أجل ذلك متى أكل الكمثري قوى
المعدة وسكن العطش ومتى وضع كالضماد جفف وجلا جلاء يسيرا ، وبهذا السبب إعلم أني
قد أدملت به الجراحات عند ما لم أكن أقدر على دواء آخر ، والكمثري البري أكثر قبضا
وتجفيفا من سائر الكمثري فهو لذلك يدمل الجراحات العظيمة ويمنع المواد من التحلب.
ديسقوريدوس في الأولى : آقيوس وهو الكمثري هو أصناف كثيرة وكلها قابضة ولذلك
يستعمل في الضمادات المانعة من مصير الموادّ إلى الأعضاء ، وإذا أكل وشرب طبيخه
بعد أن يجفف عقل البطن وإذا أكل الكمثري والمعدة خالية أضر آكله ، وورق الكمثري
إذا شرب نفع من لذع العقارب والأفاعي وإذا تضمد به نفع من ذلك أيضا ، والكمثري
بطيء النضج وبريه أقل قبضا من بستانيه ولذلك يوافق من يوافقه البستاني وورقه أيضا
قابض ورماد خشبه قوي المنفعة للذين يعرض لهم خنق من أكل الفطر. وقال قوم : إنه إذا
طبخ الكمثري البري مع الفطر لم يضر آكله وورق شجر الكمثري البري وأطرافه قابضة.
إسحاق بن عمران : قال ديسقوريدوس : وإن أكل الكمثري على الريق فهو مضر بآكله ولم
يخبر بالسبب في ذلك ولا أيّ الكمثري يفعل ذلك فنقول أنه ذم الكمثري على الريق إذا
أخذ على سبيل اللذة والغذاء لا على سبيل الحاجة والدواء وخاصة إذا كان عفصا أو
قابضا وإن كان العفص أخص بذلك لأن من خاصيته أن الإكثار منه يولد النفخ ، وإن أخذ
على خلاء المعدة تمكن من جرمها وقام فعله فيها ولم يؤمن على صاحبه مع الإدمان عليه
أو يورثه قولنجا بعسر انحلاله فأما على سبيل الدواء فإن استعماله على الريق لا
محالة أفضل لأن استعماله بعد الطعام مطلق وزائد في ضعف المعدة لأن بإفراط قبضه
يجمع أعلى المعدة ويقبض ويقهر القوّة الممسكة التي في أسفلها. وقال في موضع آخر : الكمثري
يختلف في فعله وانفعاله على حسب اختلاف طعمه ومزاجه وذلك أن منه العفص الأرضي
الغليظ ومنه القابض ومنه الحامض المركب من جوهر هوائي وأرضية يسيرة ومنه الحلو
المعتدل في مزاجه المائل إلى الحرارة قليلا ومنه التفه المائي ، وأما العفص فهو
أقل غذاء وأقطعها للإسهال والقيء المراري وأشدها مؤنة للمعدة والأمعاء لأنه لإفراط
خشونته وغلظ جسمه وبعد انقياده مضر بعصب المعدة جدا والأمعاء ولذلك وجب أن يتلطف
له بما يرخي جسمه ويزيل غلظه ويلين خشونته مثل سلقه في الماء أو تعليقه على
بخار الماء الحار
حتى ينضج أو يلبس بعجين ويشوى ويربى بسكر الطبرزد أو عسل على حسب مزاج المستعمل له
، وأما القابض فلأنه مركب من جوهر أرضي وجوهر مائيّ صار أعدل وألطف وأكثر غذاء لأن
رطوبته أرق وأزيد وجسمه ألين ولذلك صار إضراره بالمعدة أقل واستغنى عما يلطفه ويلينه
ويعين على هضمه لأنه يقوم مقام العفص المدبر ولذلك صار أحمد في قطع القيء والإسهال
جدا. ابن سينا : ومن الكمثري في بلادنا نوع يقال له شاه أمرود كبير الحجم شديد
الإستدارة رقيق القشر حسن اللون كأنه مشف وكأنه ماء سكر منعقد جامد يتكسر للجمود
لا لغلظ الجوهر طيب الرائحة جدا إذا سقط عن شجرته إلى الأرض اضمحل وهذا مما لا
مضرة فيه من أصناف الكمثري وهو معتدل رطب ، وأما المعروف بشاه أمرود في بلاد
خراسان دون غيرها فهو ملين للطبيعة خشن الكيموس. وقال في الأدوية القلبية : الكمثري
فيه عطرية وقبض ومتانة جوهر وهو أميل إلى البرودة وفيه خاصية تقوية القلب ويعينها
ما ذكرناه من طبيعته والتفاح الحلو خير منه في ذلك.
البصري : الكمثري الحلو بارد في الدرجة
الأولى يابس في الثانية ، والصيني منه بارد في الدرجة الثانية رطب في الأولى.
إسحاق بن عمران : الحامض منه دابغ للمعدة مدر للبول منبه للأكل. أبقراط : ما كان
منه صلبا فهو يبرد ويجفف ويعقل البطن وما كان منه لينا نضيجا حلوا فهو يسخن ويرطب
ويطلق البطن. وقال في كتاب التدبير : الكمثري ليس بدون التفاح في اللذاذة وما
يتولد منه في البدن أحمد مما يتولد من التفاح وهو أسرع إنهضاما.
الرازي في كتاب الحاوي : الخالص الحلاوة
من الكمثري لا يبرد وكله يعقل البطن إلا أن يؤكل بعد الطعام فيسرع بإحدار الثفل ثم
تكون عاقبته تعقل البطن والصيني أقل ماء وأقوى فعلا وأشدها عقلا وأكثرها تسكينا
للعطش. وقال في دفع مضار الأغذية : الكمثري كثير النفخ بطيء الإنهضام وينبغي أن
يحترزه من يعتريه القولنج ولا يشرب عليه ماء باردا ولا يؤكل بعده طعام غليظ ، وإذا
أخذ منه فليكن على جوع صادق وليطل النوم بعده بعد أن يشرب شرابا عتيقا صرفا أو
يأخذ عليه زنجبيلا مربى ثم يجعل أدامه في ذلك اليوم مرقة أسفيذباجة أو مرقة مطجنة
ويدع لحمها وخاصة المهزول ولا يتعرض للشواء ولا للزوباجة وإن أكل مع السمين المهري
بالطبخ لعقا لم يضره ذلك. والكمثري مقوّ للمعدة ضار للمبرودين ومن يعتريه القولنج
لما ذكرنا وشره أفجه وأقله حلاوة وكذا سبيل جميع هذه الفواكه الرطبة وبالضد فأحلاه
وأنضجه أسرعه نزولا وأقله بردا إلا أنه ليس يخلو على حال وإن كان في غاية الحلاوة
والنضج من الإنفاخ وطول الوقوف ولذلك ينبغي أن يتلاحقه المبرودون بما ذكرنا فأما
من كان شديد حرارة المعدة ملتهبا فليس يحتاج مع النضج إلى إصلاح وربما انتفع به.
ابن ماسويه : رب الكمثري عاقل للطبيعة دابغ للمعدة قاطع للإسهال العارض من المرة
الصفراء. ابن سرانيون : شراب الكمثري نافع من انحلال الطبيعة ويشد المعدة وخاصة
إذا عمل من الكمثري الذي فيه بعض الفجاجة.
كمأة
: ديسقوريدوس في الثانية : وهو أدي ودي وهو
أصل مستدير لا ورق له ولا ساق لونها إلى الحمرة ما هو ويوجد في الربيع ويؤكل نيئه
ومطبوخه. جالينوس في الثامنة : قوام جرم الكمأة من جوهر أرضي كثير المقدار يخالطه
شيء يسير من الجوهر اللطيف. الرازي :
قال جالينوس في كتاب
الغذاء إنما يعمه من جميع الأطعمة المائية التفهة أن الخلط الغليظ المتولد عنها لا
طعم له إلا أنه أميل إلى البرودة والغذاء المتولد من الكمأة أغلظ من المتولد من
القرع. وقال في كتاب الكيموس أن الكمأة غليظة الكيموس قليلة الغذاء إلا أنه ليس
برديء الكيموس. وقال : وجدت في كتاب مقالة تنسب إلى جالينوس في السموم أن الكمأة
تورث عسر البول والقولنج وكذا الفطر وقال : وجدت في كتاب التدبير الملطف لجالينوس
من نقل قديم أن الكمأة أقل غلظا من الفطر وأجودها ما كان من موضع فيه رمل قليل. وقال
في موضع آخر : أن الكمأة تجيء
منها الذبحة فقيئهم بطبيخ الشبث وأعطهم رماد الكرم بسكنجبين أو أعطه قدر مثقالين ذرق
الدجاج بالسكنجبين ليقيء به. القلهمان : الكمأة الحمراء قاتلة. سفيان الأندلسي : أجودها
أشدها تلززا وأملاسا وأميلها إلى البياض وأما المتخلخل الرطب والرخو فرديء جدّا وهو
أجود في المعدة الحارة وهو غذاء جيد لها وإذا لم ينهضم للإكثار منه أو لضعف المعدة
فخلطه رديء جدّا غليظ مولد للأوجاع في الأسفل من الظهر والصدر. عيسى بن ماسه : الكمأة
باردة رطبة في الثانية تورق ثقلا في المعدة.
المسيح : تولد السدد أكلا وماؤها يجلو
البصر كحلا. ابن ماسويه : بطيئة الإنهضام وخاصتها إيراث السكتة والفالج ووجع
المعدة وينبغي لآكلها أن يقشرها وينقيها تنقية كثيرة ليصل إليها الماء ويخرج غلظها
ويسلقها بالماء والملح والفودنج والسذاب سلقا بليغا ثم يؤكل بالزيت الركابيّ والمري
والصعتر والفلفل والحلتيت ، واليابس منها أبطأ في المعدة وأكثر أضرارها فينبغي أن
يجاد إنقاعها وتدفن في الطين الحر يوما وليلة ثم تستعمل بعد الغسل لتعمل الرطوبة
فيها من الماء وتكون شبيهة بالطرية وتقل غائلتها ويشرب بعد أكلها النبيذ المعسل
الصرف الشديد ويؤخذ الترياق والزنجبيل المربى والمسحوق. وقال الرازي في كتاب دفع
مضار الأغذية : الكمأة باردة تولد دما غليظا وليس يحتاج المحرورون فيها إلى كثير
إصلاح اللهم إلا أن يكثروا منها ويدمنوها فيولد الإكثار منها أدواء البلغم والبهق
الأبيض خاصة وثقل اللسان كثيرا وضعف المعدة ولذلك ينبغي أن تؤكل بالمري فإنه
يقطعها تقطيعا بليغا ولا يتولد منها لزوجة البتة وإن سلقت بالماء ثم طبخت بالزيت وطيبت
بالأبازير الحارة كالفلفل والدارصيني أذهب عنها أيضا توليدها للبلاغم اللزجة ، وإن
سلقت بالماء والملح والصعتر والمري قل ذلك منها أيضا وإن كببت فلتؤكل بالمري والفلفل
والمشوي منها أيضا في بطون الجداء والحملان اكتسب من شحومها ما يصلح به بعض الصلاح
، لكن الأجود أن تؤكل بالفلفل والملح ويشرح منها مواضع بالسكين ويجعل فيها من
الزيت والفلفل قبل ذلك ، وأما اختلاطها باللحم فليس بصالح وليس شيء في الجملة يبلغ
في إصلاح الكمأة ما يبلغ المري والخردل وكذلك من الفطر وما أشبهه. الغافقي : ينبغي
أن لا تؤكل نيئة وليجتنب شرب الماء القراح بعدها ومن خواصها أن من أكلها أيّ شيء
من ذوات السموم لدغه والكمأة في معدته مات ولم يخلصه دواء آخر البتة ، وماء الكمأة
من أصلح الأدوية للعين إذا ربي به الأثمد واكتحل به فإن ذلك يقوّي الأجفان ويزيد
في الروح الباصر وفيه قوّة وحدّة ويدفع عنها نزول الماء. التجربتين : الكمأة
اليابسة إذا سحقت وعجنت بماء وخضب بها الرأس نفعت من الصداع العارض قبل وقته مجرب.
الشريف : الكمأة إذا جففت
__________________
وسحقت وعجنت بغراء
السمك محلولا في خل نفعت من قيلة الصبيان المعائية ومن نتوء سررهم ومن الفتوق
المتولدة عليهم مجرب.
كمافيطوس
: أصله باليونانية حامانيطس ومعناه صنوبر
الأرض ومنهم من زعم أن معناه المفترشة على الأرض والأوّل أصح. ديسقوريدوس في ٢ : حامانيطس
هذا من النبات المستأنف كونه في كل سنة وقد يسعى في الأرض في نباته إلى الإنحناء ما
هو له ورق شبيه بورق الصغير من حي العالم إلا أنه أدق منه وفيه رطوبة تدبق باليد وعليه
زغب وورقه كثيف على أغصانه ورائحته شبيهة برائحة شجر الصنوبر ، وله زهر دقيق أصفر
وأصوله شبيهة بأصول النبات الذي يقال له فيحوريون. جالينوس في الثامنة : الطعم
المر الذي هو في هذا النبات أكثر وأقوى من الطعم الحاد الحريف الذي في ذوقه وفعله
أن ينقي ويفتح ويجلو الأعضاء الباطنة أكثر مما يسخنها ولذلك صار من أنفع الأدوية
لمن به يرقان ، وبالجملة لمن يحدث به في كبده السدد بسهولة وهو مع هذا يحدر الطمث
إذا شرب مع العسل وإذا احتمل من أسفل ، وينفع أيضا في إدرار البول وبعض الناس من
يسقي منه لمن به وجع الورك بعد أن يطبخ بماء العسل وما دام طريا فهو يقدر أن يلزق
ويدمل الجراحات الكبار وأن يشفي الجراحات المتعفنة وأن يحلل الصلابة التي تكون في
البدن لأنه في التجفيف في الدرجة الثالثة وفي التسخين من الدرجة الثانية.
ديسقوريدوس : وإذا شرب من ورقه مع الشراب سبعة أيام متوالية أبرأ اليرقان ، وإذا
شرب مع الشراب الذي يقال له أدرومالي أربعين يوما متوالية أبرأ عرق النسا وقد يسقى
منه أيضا لعلة الكبد ووجع الكلى والمغص ويسقى طبيخه لضرر السم الذي يقال له
أفونيطن وهو خانق النمر وقد يهيأ لهذه العلل التي ذكرناها ضماد يتخذ من طبيخه وقد
خلط به سويق فينتفع به ، وإذا سحق وخلط بالتين وهيئ منه حب وأخذ حل الطبيعة وإذا
طبخ بتوبال النحاس والراتينج وشرب أسهل الفضول ، وإذا خلط بالعسل واحتمل نقى
الفضول من الرحم ، وإذا وضع على الثدي الجاسية حلل جساءها وإذا تضمد به مع العسل
ألزق الجراحات ويمنع النملة من أن تسعى في البدن وقد يكون صنف آخر من الكمافيطوس
له أغصان طولها نحو من ذراع في خلفة الإذخر دقيقة الشعب وورق وزهر شبيهان بزهر وورق
الصنف الأول من الكمافيطوس ، وله بزر أسود ورائحته شبيهة برائحة الصنوبر ، وقد
يكون صنف آخر من الكمافيطوس ثالث يقال له الذكر وهو نبات له ورق صغار دقاق بيض
عليها زغب وساق خشنة بيضاء وزهر صغير أصفر وبزر صغير على أغصانه ورائحة هذا الصنف
شبيهة برائحة الصنوبر أيضا وقوّة الصنفين كليهما قوّة شبيهة بقوّة الصنف الأوّل
غير أن قوّة الصنف الأول أشد من قوتيهما. ابن سرانيون : الكمافيطوس يسهل بلغما
غليظا والشربة منه مثقال ونصف. إسحاق بن عمران : إذا شرب منه مثقالان بماء التين
المطبوخ نقى الأمعاء العليا. بديغورس : وبدله إذا عدم وزنه من الساساليوس وربع
وزنه من السليخة. ابن ماسويه : وبدله إذا عدم وزنه من الكمون الكرماني.
كمادريوس
: أصله باليونانية خامادريوس ومعناه بلوط
الأرض. ديسقوريدوس في الثالثة : ومن الناس من يسميه طوفوريوس أيضا لأن فيه شبها
يسيرا من طوفوريوس وقد ينبت في أماكن خشنة صخرية وهو شجرة صغيرة طولها نحو من شبر
ولها ورق صغار شبيهة في شكلها وتشريفها بورق البلوط من الطعم وزهر شبيه لونه
بلون الفرفير صغار ،
وينبغي أن تجمع هذه العشبة وثمرها فيها بعد. جالينوس في الثامنة : الأكثر في هذا
الدواء الكيفية المرّة وفيه مع هذا حدّة وذلك مما يدل على أنه دواء حقيق بتذويب
الطحال وإدرار الطمث والبول ويقطع الأخلاط الغليظة وينقي السدد الحادثة في الأعضاء
الباطنة فليوضع في الدرجة الثانية من درجات التجفيف والإسخان على أن إسخانه أكثر من
تجفيفه.
ديسقوريدوس : وإذا شرب طريا أو مطبوخا
بالماء نفع من تشنج أطراف العضل وجسو الطحال والسعال وعسر البول وابتداء الإستسقاء
وقد يدر الطمث ويحدر الجنين ، وإذا شرب بالخل حلل ورم الطحال وإذا شرب بشراب أو
تضمد به كان صالحا لنهش الهوام ويمكن أيضا أن يسخن ويعجن ويحبب ويستعمل للعلل التي
ذكرناها ، وإذا خلط بالعسل نقى القروح المزمنة وإذا سحق وخلط بالشراب واكتحل به
أبرأ قرحة العين التي يقال لها حالوس وهو الناصور وإذا تمسح به أسخن البدن.
ماسرحويه : الكمادريوس إذا دق ووضع على الطحال من ظاهر أضمر. الرازي : مذهب لليرقان
شربا. الشريف : خاصيته إذا طبخ مع ماء قليل وزيت وشرب منه ثلاثة أيام متوالية على
الريق في كل يوم وزن ثلاثة أواق فاتر أنفع من الحصا نفعا عجيبا. مجهول : ينفع من
الأوجاع المزمنة العارضة في نواحي الصدر والرئة إذا سحق وشرب منه ثلاثة أيام
معجونا بجلاب أو بعسل ومقدار الشربة منه كذلك وزن ثلاثة دراهم والكمافيطوس يفعل
ذلك أيضا. ديسقوريدوس : وشرابه مسخن محلل ينفع من التشنج واليرقان والنفخ التي
يكون في الرحم وبطء الهضم وابتداء الإستسقاء.
بديغورس : بدله إذا عدم وزنه من
السقوفندريون. بنادوق : وبدله وزنه من السليخة.
كمون
: جالينوس في السابعة : أكثر ما يستعمل من
هذا النبات إنما هو بزره كما يستعمل الأنيسون وبزر الكاشم الرومي وبزر الكراويا وبزر
الكرفس الجبلي وقوّة الكمون حارّة مثل قوّة كل واحد من هذه البزور التي ذكرناها وشأنه
إدرار البول وطرد الرياح وإذهاب النفخ وهو في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء
المسخنة. ديسقوريدوس في الثالثة : منه طيب الطعم خاصة الكرماني الذي سماه بقراطيس
بأسليقون وتفسيره الملوكي وبعده المصري وبعده سائر الكمون وقوّته مسخنة مجففة
قابضة ، وإذا طبخ بالزيت أو احتقن أو تضمد به مع دقيق الشعير وافق المغص والنفخ وقد
يسقى بخل ممزوج بالماء لعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الإنتصاب وقد يسقى بالشراب
لنهش الهوام وينفع من ورم الأنثيين إذا خلط بالزيت ودقيق الباقلا أو قيروطي ووضع
عليها وقد يقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم وقد يقطع الرعاف إذا قرّب من
الأنف وهو مسحوق وخلط بالخل ويصفر البدن إذا شرب أو تلطخ به. ابن سينا : الكمون
منه كرماني ومنه فارسي ومنه شامي ومنه نبطي والكرماني أسود اللون والفارسي أصفر
اللون والفارسي أقوى من الشامي والنبطي هو الموجود في سائر المواضع ومن الجميع بري
وبستاني ، والكرماني أقوى من الفارسي والفارسي أقوى من غيره ، وإذا مضغ مع الملح وقطر
ريقه على الجرب والسبل المكشوطة والطفرة منع اللصق. بولس : والكمون الكرماني يعقل
البطن والنبطي يسهله. ابن ماسويه :
إن قلي الكمون وأنقع في الخل عقل
الطبيعة المستطلقة من الرطوبة وهو نافع من الريح الغليظة يجفف المعدة وهو
صالح للكبد ، وإذا
احتملته المرأة مع زيت عتيق قطع كثرة الحيض. إسحاق بن عمران : الكمون الكرماني
شبيه في خلقته بالكراويا وهو أصغر منه إلا أنه على لونه ورائحته وطعمه طعم الكمون
الأبيض. التجربتين : إذا أنقع في الخل وجفف وسحق وتمودي عليه وعلى أخذه سفوفا قطع
شهوة الطين وما أشبهه ، وإذا مضغ بالملح وابتلع قطع سيلان اللعاب. الرازي في كتاب
دفع مضار الأغذية : الكمون طارد للرياح مجش هاضم للطعام إلا أنه لا يلزم الخل
ملازمة الكراويا بل يلازم الأسفيذياجات وماء الحمص والشبث والمري والدارصيني ونحوه
، وإذا وقع في هذه لطف اللحم الغليظ وجشي وهضم الطعام وأطلق البطن وأدر البول وحلل
النفخ الغليظ ويكسر من إسخانه وإضراره بالمحرورين ما ذكرنا من قبل. ديسقوريدوس في
الثالثة : الكمون البري ينبت كثيرا في البلاد التي يقال لها حلقيدون التي من
البلاد التي يقال لها أسبانيا وهو نبات له ساق طويل نحو من شبر دقيق عليه أربع
ورقات أو خمس مشققة مثل ورق الشاهترج وعلى طرفه رؤوس صغار خمسة أو ستة مستديرة
ناعمة فيها ثمرة وفي الثمرة شيء كالتبن أو النخالة يحيط بالبزر وبزره أشد حرافة من
الكمون البستاني وينبت على تلال ويشرب بزره بالماء للمغص والنفخ ، وإذا شرب بالخل
سكن الفواق وإذا شرب بالشراب وافق ضرر ذوات السموم من الهوام والبلة العارضة في
المعدة ، وإذا مضغ بزيت وعسل وتضمد به قطع أثر لون الدم العارض تحت العين ، وإذا
تضمد به مع ما وصفنا أبرأ أورام الأنثيين الحارة. عبد اللّه بن الهيثم : الكمون
الأسود هو البري الشبيه بالشونيز. ديسقوريدوس : وقد يكون جنس آخر من الكمون الذي
ليس ببستاني بل شبيه بالبستاني ، ويخرج منه من جانبين غلف صغار شبيهة بالقرون
عاليه فيها البزر شبيه بالشونيز وبزره إذا شرب كان نافعا جدا من نهش الهوام وقد
ينتفع به الذين بهم تقطير البول والحصا والذين يبولون دما منعقدا ، وينبغي أن يشرب
بعده ماء بزر الكرفس. بيادوق : وبدل الكمون الكرماني إذا عدم وزنه من الكمون. غيره
: وبدله إذا عدم وزنه من الكراويا.
كمون
حلو : هو الأنيسون وقد ذكرته في الألف.
كمون
حبشي : هو الكمون البري الذي له بزر أسود شبيه
بالشونيز وقد تقدم ذكره.
كمون
أرمني : هو الكراويا وقد تقدم ذكرها.
كمون
بري : أورد الرازي في الحاوي تحت هذه الترجمة
جميع ما هذا نصه. قال جالينوس في المقالة السابعة في سادس دواء منها وهو الدواء
المسمى باليونانية فانيوس وتفسيره الدخاني وهو الشاهترج الفرفيري الزهر على أنه
كمون بري ، ثم إن الرازي ذكر أيضا في موضع آخر بجدول من هذا الكتاب المذكور هذا
الدواء وقال ما هذا نصه : فانيوس هو كمون بري في الأكثر وفي الأصل أنه شاهترج. لي
: أقول أعلم أن ديسقوريدوس لم يسم فانيوس كمونا بريا بل ذكر الكمون البري في
المقالة الثامنة منه بإسمه وقسمه نوعين لكل نوع منهما ماهية وكيفية لا مدخل لها في
ماهية وكيفية فانيوس ، ثم إن الفاضل جالينوس من بعده لم يذكر الكمون البري في
مفرداته البتة لا بإسم ولا بماهية ولا بكيفية فقول الرازي قال جالينوس في الكمون
البري أن هذا الدواء حريف ، ثم أورد كلامه على فانيوس الذي هو الشاهترج تقوّل عليه
ما لم يقل لكنه ركب إسم الكمون البري على الشاهترج وجالينوس إنما قال فانيوس كما
قال ديسقوريدوس ، وفانيوس في كلامهما هو الدواء المعروف عند علمائنا
وأئمة صناعتنا
بالشاهترج وهي على الحقيقة ماهية وفعل وإسم وهذا يدل دلالة ظاهرة على أن فانيوس لم
يرد به ديسقوريدوس الكمون البري مع إعطائه الماهية والكيفية المخالفتين لماهية وكيفية
فانيوس الذي هو الشاهترج فقد تقوّل الرازي على جالينوس وقوّله في الموضعين من
كتابه ما لم يقله إذ كان يقول : قال جالينوس في الكمون البري ثم يورد كلامه في
فانيوس الذي هو الشاهترج عنده وعند ديسقوريدوس ، وأعجب من ذلك أن الرازي ذكر في
كتابه بعينه الكمون البري وأورد فيه نص كلام ديسقوريدوس بعينه وإنما توهم على
جالينوس أن فانيوس عنده هو الكمون البري وذلك باطل بل لم يذكر ديسقوريدوس الكمون
البري البتة لا بالإسم ولا بالماهية ولا بالكيفية كما بيناه ، وما وهمه الرازي
عليه في ذلك باطل وما قاله زور وما نسب إليه محال.
كمون
أسود : هو الكمون البري على الحقيقة وقد يقال
أيضا على الحبة السوداء بالعربية وهو الشونيز وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة.
كمكام
: قيل أنه صمغ الضرو وقيل قشره وقد ذكرت
الضرو في الضاد المعجمة.
كندر
: ابن سمحون : الكندر هو بالفارسية اللبان
بالعربية. الأصمعي : ثلاثة أشياء لا تكون إلا باليمن وقد ملأت الأرض الورس واللبان
والعصب يعني برود اليمن. قال أبو حنيفة : أخبرني أعرابي من أهل عمان أنه قال : اللبان
لا يكون إلا بالشجر شجر عمان وهي شجرة مشوّكة لا تسمو أكثر من ذراعين ولا تنبت إلا
بالجبال ليس في السهل منها شيء ولها ورق مثل الآس وثمر مثل ثمره له مرارة في الفم
وعلكه الذي يمضغ ويسمى الكندر ويظهر في أماكن تعفر بالفؤوس وتترك فيظهر في آثار
الفؤوس هذا اللبان فيجتنى. ديسقوريدوس في الأولى : ليبانوا وهو الكندر وقد يكون في
بلاد الغرب المعروفة عندنا باليونانيين بمنبته الكندر وأجود ما يكون منه هبال هو
الذكر الذي يقال له سطاعونيس وهو مستدير الحبة وما كان منه على هذه الصفة فهو صلب
لا ينكسر سريعا وهو أبيض ، وإذا كسر كان ما في داخله يلزق إذا مس وإذا دخن به
احترق سريعا وقد يكون الكندر أيضا ببلاد الهند إلى اللون الياقوتي وإلى لون
الباذنجان ، وقد يحتال له حتى يصير مستديرا بأن يأخذوه ويقطعوه قطعا مربعة ويخلونه
في جرّة ويدحرجونها حتى يستدير وهو بعد زمان يصير لونه إلى الشقرة ويقال له : سنغورس
والكندر الذي من بلاد الغرب هو الثاني من بعده في الجودة مع الكندر المسمى
السميلوطس ويسميه بعض الناس بوقسيس وهو أصغرها حصا وأميلها إلى لون الياقوت ، ومن
الكندر نوع يسمى أمريسطن وهو أبيض وإذا فرك فاحت منه رائحة المصطكي ، وقد يغش
الكندر بصمغ الصنوبر وصمغ عربي والمعرفة له إذا غش هينة وذلك أن الصمغ العربي لا
يلتهب بالنار وصمغ الصنوبر يدخن به. والكندر يلتهب وقد يستدل أيضا على المغشوش من
الرائحة. جالينوس في السابعة : هذا يسخن في الدرجة الثالثة ويجفف في الدرجة الأولى
وفيه مع هذا قبض يسير إلا أن الكندر الأبيض ليس يتبين فيه قبض البتة. وقال في
الثامنة : الكندر ينضج ويحلل من غير أن يقبض. ديسقوريدوس : والكندر يقبض ويسخن ويجلو
ظلمة البصر ويملأ القروح العميقة ويدملها ويلزق الجراحات الطرية بدمها ويقطع نزف
الدم من أي موضع كان ونزف الدم من حجب الدماغ الذي يقال له سسعس وهو نوع من الرعاف ويسكنه ويمنع القروح
الخبيثة
__________________
التي في المقعدة وفي
سائر الأعضاء من الإنتشار إذا خلط بلبن وعمل منه فتيلة وجعلت فيها ، وإذا خلط
بالخل والزيت ولطخ به في ابتداء الوجع الذي يقال له مرميقيا قلعه وقلع القوابي ، وإذا
خلط بشحم البط أو شحم الخنزير أبرأ القروح العارضة من إحراق النار والشقاق العارض
من البرد ، وإذا خلط بالنطرون وغسل به الرأس أبرأ قروحه الرطبة ، وإذا خلط بالعسل
أبرأ حرق النار والداحس ، وإذا خلط بالزفت أبرأ شدخ صدف الآذان ، وإذا خلط بالخمر
الحلو وقطر في الأذان نفع من سائر أوجاعها وإذا خلط بالطين المسمى قيموليا ودهن
الورد ولطخ به نفع الأورام الحارة العارضة في الثدي في النفاس وقد يخلط بالأدوية
النافعة لقصبة الرئة والضمادات المحللة لأورام الأحشاء ، وإذا شرب نفع من نفث الدم
وإذا شربه الأصحاء نفعهم وشجعهم ، وإذا شرب منه شيء كثير بخمر قتل. أبو جريج : يحرق
الدم والبلغم وينشف رطوبات الصدر ويقوي المعدة الضعيفة ويسخنها والكبد والمعي إذا
بردتا وإن أنقع منه مثقال في ماء وشرب كل يوم نفع المبلغمين وزاد في الحفظ وجلا
الذهن وذهب بكثرة النسيان غير أنه يحدث لشاربه إذا أكثر منه صداعا. الفارسي : الكندر
يهضم الطعام ويطرد الريح وهو جيد اللحمي. حكيم بن حنين : قال جالينوس : إذا كحلت
به العين التي فيها دم محتقن نفع من ذلك وحلله.
الرازي : الكندر يقطع الخلفة والقيء وربما
أحدث وسواسا وينفع الخفقان. الدمشقي : ينفع من قذف الدم ونزفه ووجع المعدة واستطلاق
البطن واختلاف الأعراس ويجلو القروح الكائنة في العينين. البصري : الكندر يأكل
البلغم ويذهب بحديث النفس ويزيد في الذهن ويذكيه. ابن سينا : في الثاني من القانون
أجودها الذكر الأبيض المدحرج الدبقي الباطن والذهبي المكسور والأحمر أحلى من
الأبيض وماء نقيعه يغسل به الرأس وربما خلط بالنطرون فينقي الحرارة ويجفف قروحه وقشوره
وينقي المعدة ويقويها ويشدّها.
المجوسي : الكندر إذا مضغ جذب الرطوبات
والبلغم من الرأس ، وإذا سقي أصحاب الزحير مع شيء من النانخواء نفعهم. إسحاق بن
عمران : وإذا مضغ الكندر مع صعتر فارسي أو زبيب الخل جلب البلغم وينفع من اعتقال
اللسان. ابن سينا في الأدوية القلبية : الكندر مقو للروح الذي في القلب والذي في
الدماغ فهو لذلك نافع من البلادة والنسيان وحاله مناسب لحال البهمن إلا أنه أضعف
منه في تقوية القلب وأقوى عطرية وبالترياقية التي فيه تنفع دخنته من الوباء. غيره
: الكندر ينفع من السعال ومضغه يشدّ الأسنان واللثة ويصلحها والإكثار منه ربما
أورث الجذام والبرص والبهق الأسود خاصة ودخانه إن أحرق مع الفطر أنبت الشعر في داء
الثعلب. إسحاق بن عمران : وبدله وزنه وربع وزنه من دقاقه. ديسقوريدوس : وقد يحرق
الكندر بأن يؤخذ منه حصاة وتلهب في نار السراج وتوضع في فخارة نظيفة حتى تحترق ، وينبغي
أنه إذا أحرق منه ما يكتفي به أن يغطى بشيء إلى أن يجمد فإنه إذا فعل به ذلك لم
يصر رمادا ، ومن الناس من يغطي الفخارة بإناء من نحاس مثقوب الوسط مجوّف ليجتمع
دخان الكندر ، ومن الناس من يصيره في فخار جديد ويغليه على الجمر حتى ينقطع غليانه
ولا يظهر منه رطوبة تغلي ولا بخار ، وإذا احترق يهون فركه وأما قشر الكندر فأجوده
ما كان ثخينا يلزق وطيب الرائحة حديثا أملس ليس برقيق فإن سائر القشور لا تلهب وقد
يغش بأن
يخلط معه قشر ثمرة
الصنوبر أو قشر شجرة الينبوت
وهو شجرة قضم قريش ومعرفة ذلك بأن يعرض على النار فإن سائر القشور لا تلتهب وتدخن
مع طيب رائحة وقد يحرق قشر الكندر كما يحرق الكندر. جالينوس : قشر الكندر يقبض
قبضا بينا فهو لذلك يجفف تجفيفا بليغا وهو أغلظ من الكندر وليس فيه حدة ولا حرافة
أصلا ، ولما كانت له هذه الكيفيات والقوى صار الأطباء يكثرون استعماله في مداواة
من ينفث الدم ومن معدته رخوة ومن به قرحة الأمعاء وليس يقتصرون على خلطه في
الأضمدة التي يداوى بها من خارج دون أن يلتوه
أيضا في الأدوية التي ترد إلى داخل البدن. وقال في كتاب حيلة البرء : وقشور الكندر
تقبض وتجفف تجفيفا شديدا ، وبهذا السبب صرنا نستعمله في انبثاق الدم اليسير محرقا كما
أنا نستعمله في انبثاق الدم الشديد محرقا في ذلك الوقت وأيضا نستعمله وحده مدقوقا
منخولا وقد يسحق حتى يصير كالغبار. وقال في الميامن : قشور الكندر تقبض قبضا قويّا
إلا أنه على حال أقل قبضا من القلقند وقشور الشابرقان وما أشبههما. ديسقوريدوس :
وقوّة قشور الكندر مثل قوّة الكندر غير
أن القشر أقوى وأشدّ قبضا ، ولذلك إذا شرب كان أوفق من الكندر لمن ينفث الدم وللنساء
اللواتي يسيل من أرحامهن رطوبات مزمنة إذا احتملته ويصلح لجلاء الآثار وقروح العين
ولعلاج قروحها التي يقال لها قيلوماطا وأوساخ العين وإذا غلي كان صالحا لحكتها. الدمشقي : قشور الكندر
قوي القبض واليبس وينفع من نزف الدم وقروح الأمعاء ، وإذا وضع كالمرهم يحبس البطن
ويجفف القروح. إسحاق بن عمران : قوّة قشر الكندر في الحرارة واليبوسة من الدرجة
الثانية وبدله وزنه من الكندر مرتين ووزنه من دقاقه. جالينوس في حيلة البرء : ودقاق
الكندر دواء فيه قبض قليل فهو بهذا السبب أفضل من الكندر في كثير من العلل إذا كان
الكندر إنما فيه قوّة تفتح بسبب أنه لا يقبض وخاصة ما كان منه أكثر دسومة وكان
لونه أحمر قانيا يضرب إلى الحمرة أشد تجفيفا من الشديد اليابس الأبيض ودقاق الكندر يخالطه من قشور الكندر
شيء يسير يكسبه قبضا. وقال مرة في كتاب قاطاحابس : في دقاق الكندر تحليل وتليين وجلاء
مع قبض يسير وقال مرة أخرى : دقاق الكندر أشد قبضا من الكندر والكندر أبلغ في
الإلزاق والتغرية من دقاقه. وقال في كتاب الميامن : دقاق الكندر هو ما ينزل من
المنخل إذا نخل الكندر غير مسحوق فقط وهو ما يتفتت منه في الأعدال الكبار ويخالطه
أجزاء صغار جدا من قشر الكندر وإذا كان كذلك فبينه وبين الكندر من الفرق أن فيه مع
ما له مما للكندر من الإنضاج والتسكين قبضا يسيرا. ديسقوريدوس : وأجود دقاق الكندر
ما كان منه أبيض نقيا ذا حصا وقوّته مثل قوّة الكندر غير أنه أضعف وقد يغشه قوم
بأخلاطهم به صمغ الصنوبر منخولا وغبار الرحى ، وقشر الكندر ومعرفة ذلك بالنار فإنه
إذا غش لا يبخر بخارا صافيا ولكن كدرا أسود فأما دخان الكندر فإنك إذا أحببت أن
تعمله من الكندر فاعمله هكذا. خد بكليتين حصاة حصاة وألهبها بنار السراج وصيرها في
إناء فخار جديد أو عتيق وغطه بإناء من نحاس مجوّف مثقوب الوسط مجلو مستقصى إستقصاء
في الجلاء وصير على شفة الفخار من ناحية واحدة أو من ناحيتين حجارة طولها أربعة
أصابع لتنظر إلى الكندر وتعلم أن كان يحترق وليكن مكانا لما يدخل أوّلا من حصا
الكندر وقبل
__________________
أن تطفئ الحصاة التي
صيرتها في الفخارة انطفاء تاما فضع حصاة أخرى ولا تزال تفعل ذلك حتى تعلم أنه قد
اجتمع من الدخان ما تكتفي به وامسح خارج الإناء التي من النحاس مستجادا بأسفنجة
مبلولة بماء بارد فإنك إذا فعلت ذلك لم يحم النحاس حميا شديدا ويتراكم الدخان بعضه
على بعض ، وإن لم تفعل ذلك رجع الدخان من إناء النحاس إلى أسفل واختلط برماد
الكندر ، وأحرق من الكندر ما بدا لك واجمع الدخان أوّلا فأوّلا فاجمع رماد الكندر
المحترق وصيره على حدة وقوّة دخان الكندر مسكنة لأورام العين الحارة قاطعة لسيلان
الرطوبة منها
نافعة لقروحها منبتة للحم في قروحها التي يقال لها قيلوماطا مسكنة للورم العارض
فيها المسمى سرطانا ، وقد يجمع دخان المر ودخان الميعة التي يقال لها أصطرك على
هذه الصفة ويوافق لما وافقه دخان الكندر وكذا ما جمع من دخان سائر الصموغ.
كندس
: هذا دواء لم يذكره ديسقوريدوس ولا
جالينوس البتة وإنما حنين نقل عن جالينوس في مفرداته وترجم الدواء المسمى سطرونيون
بالكندس وليس
به وقد تكلمت عليه في حرف السين المهملة. إسحاق بن عمران : هو عروق نبات داخلة أصفر
وخارجه أسود وشجرته فيما يقال شبيهة بالكنكر المسمى قناريه وهو الخرشف المسمى
البستاني أرقط لون الورق بياض وخضرة والمستعمل منها العروق ويجمع في يونيه.
بديغورس : خاصيته قطع البلغم والمرّة السوداء الغليظة ويحلل الرياح من الخياشيم.
حبيش بن الحسن : وقوّة الكندس من الحرارة في أوّل الدرجة الرابعة ومن اليبوسة في
آخر الدرجة الثالثة وهو دواء شديد الحرارة وشربه خطر عظيم ومقذار الشربة منه
ليتقيأ به من دانق إلى أربعة دوانيق مسحوقا منخولا بحريرة صفيقة مدوفا بصفرة ثلاث
بيضان وقد شويت شيّا لم ينضج وفيها رقة مع ماء قد أغلي فيه عدس وشعير مرضوض مقشور
مقدار نصف رطل فإنه يقيئ قيئا جيدا.
ماسرحويه : هو حديد الطعم وإذا سحق ونفخ
في الأنف رطل هيج العطاس وإذا شرب منه مقدار ما ينبغي قيأ الإنسان جيدا وينزل
البول والحيضة وهو من الأدوية القاتلة إذا لم يرفق به. وقال يقيئ بقوّة ويسهل ويعطش
وقال هو حريف جلاء لكنه يجفف الحلق ويهيج وجع البطن وينبغي أن يسقي اللبن ودهن
الخل. الرازي في الحاوي : عن الكندي كان أبو نصر لا يبصر القمر ولا الكواكب بالليل
فاستعط بمثل عدسة كندس بدهن بنفسج فرأى الكواكب بعض الرؤية في أوّل ليلة وفي
الثانية برأ برءا تاما وجرّبه غيره وكان كذلك ، وهو جيد للغشاء جدا. إسحاق بن
عمران : وإذا كان الولد ميتا في البطن لثلاثة أشهر أو أربعة وسحق الكندس وعجن
بالعسل واتخذت منه فتيلة واحتملته المرأة فإنها تلقيه ولا يستعط به في القيظ ولا
في الصيف فإنه ينشف الرطوبة ويستعط به فيما سوى ذلك. التجربتين : إذا عجن بالخل وطلي
به البهق وتمودي عليه أزاله ، وإذا أغلي في الخل وضرب بدهن ورد نفع من الحكة ، وإذا
سحق وصير في خرقة واشتم عطس ونقي الدماغ ونبه المصروعين والمفلوجين وأعان بالعطاس
على دفع المشيمة ، وإذا شرب منه وزن ربع درهم أو نحوه بالسكنجبين والماء الحار قيأ
بلغما لزجا ، وإذا خلط بالزفت ووضع على القوباء العتيقة وتمودي عليه قلعها. ابن
سينا : يجلو البهق والبرص وخصوصا الأسود من البهق وبدله في القيء جوز القيء وزنه وثلث
وزنه فلفل وهو من جملة الأدوية المنقية للأذن من الوسخ وينفع
__________________
من الخشم ويفتح سدد
المصفاة.
كنكر
: هو الخرشف البستاني. ديسقوريدوس في ٣ : هو
صنف من الشوك ينبت في البساتين والمواضع الصخرية والتي فيها مياه وله ورق أعرض
بكثير وأطول من ورق الخس مشرف مثل ورق الجرجير عليه رطوبة تدبق باليد أملس إلى
السواد وساقه طولها ذراعان ملساء في غلظ أصبع وفيما يلي طرف الساق الأعلى ورق صغار
شبيهة بما صغر من ورق النبات الذي يقال له قسوس مستطيل لونه شبيه بزهر النبات
المسمى براقيس يخرج فيما بينه زهر أبيض ، وله بزر مستطيل أصفر اللون وفي طرفه كرأس
الدبوس وأصوله لزجة فيها شيء شبيه بالمخاط في لونها حمرة النار طوال ، وإذا تضمد
به بالماء وافق حرق النار والتواء العصب وإذا شربت أدرت البول وعقلت البطن ونفعت
قروح الرئة وخضد لحم العضل وخضد أطرافها. وقال الرازي في دفع مضار الأغذية : هو
غليظ الجرم بطيء الإنهضام والإنحدار وينفخ ويزيد في الباه ويسخن الكلى والكبد والمثانة
وإصلاحه أن يهرّي بالطبخ ويكثر فيه من التوابل والأبازير اللطيفة ويؤكل جرمه. قسطس
في الفلاحة : إن أذيب قيروطي وشرب بماء الكنكر حلل جميع الأورام الصلبة سريعا وإن
غسل الرأس بمائه أذهب الحكة وإن طلي بالدهن والشمع المشرب بماء الكنكر على البرش
في الوجه مرات قلعه وإن طلي على داء الثعلب أنبت الشعر في داء الثعلب. ماسرحويه : بارد
يزيد في المرّة السوداء جدا.
ديسقوريدوس : وقد يكون من هذا النبات
بري شبيه بالشوكة التي يقال لها سقولومس وهو نبات مشوّك أقصر من البستاني وقوّة
أصل البستاني كالبري. حامد بن سمحون : هذا هو الكنكر البري وهو صنف من الشوك يسمى
أفثيس باليونانية والهيسر بالعربية.
كنكرزذ
: معناه صمغ الخرشف وهو تراب القيء وقد
ذكرت صمغ الخرشف في الصاد المهملة.
كنهان
: بالفارسية. الفلاحة : ورقها يشبه ورق
الحبة الخضراء ولونها وحدّتها وقوّتها مثلها ولها أغصان تتفرّع على ساق حسنة غليظة
ويعرّق عروقا طوالا وصورتها كشجرة طويلة صغيرة وزرعها أهل بلد بابل فأنجبت وهي
أصغر من شجرة الحبة الخضراء وأرطب ورقا وأغصانا وفيها خاصية عجيبة لطرد العقارب
حتى لا يرى عقرب واحدة منها في موضع تكون فيه ولقد أخذنا من ورقها وطرحناه في طست
فيه ثلاث عقارب فنفرت عظيما ونهش بعضها بعضا حتى كففن عن الحركة وتماوتن بعد
ساعتين ، وقد يدخلها الأطباء في الضمادات المسخنة وإذا أكثر شمها وجد منها رائحة
الدخان وهي تؤكل فتسخن الدماغ والبدن سريعا شديدا إذا أكثرت منها وتسخن الكبد والطحال.
كنيب
: أوّله كاف مفتوحة بعدها نون مكسورة ثم
ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم باء بواحدة من تحتها ، وهو نوع من العلس
يحمل حبة واحدة في غلاف وهو معروف باليمن بهذا الإسم. ديسقوريدوس في الثانية : أوليدا
هو حب من جنس را غير أنه أقل غذاء منه بيسير وقد يعمل منه خبز ويطحن أيضا جريشا
أجرش من الدقيق. جالينوس في الثامنة : جوهر هذه الحبة متوسط بين الحنطة والشعير
على طريق الغذاء وعلى طريق الدواء ، ولذلك ينبغي أن يستعمل الحدس في تعرّف الحال
فيها مما وصفنا به الحنطة والشعير.
كنباب
: الغافقي : هو نبات ينبت في المياه
القائمة والقليلة الجري ويمتد ويطول تحت الماء وقضبانه طوال دقيقة كثيرة ويخرج من
أصل واحد فيها عقد كثيرة
والورق على العقد
محيط بها من كل جانب كثيرة متكاثفة ، وورقه هدب خشن المجس يقال أنه إذا غسل ودق وربي
بماء الورد وضمد به قيل الصبيان نفع منها.
كندلا
: أبو حنيفة : هو من نبات بلاد الدنبل
ينبت في ماء البحر وبه تدبغ هناك الجلود الدنبلية الحمراء الغليظة. مجهول : قشرها
هو الأيدع وهو قشر أحمر يقع في أدوية الفم وفي الأدوية النافعة من نفث الدم. ابن
حسان : وينبت أيضا في جوار هذه الشجرة في جوف الماء في البحر شجر يقال له التنوم
يشبه شجر الدلب في غلظ سوقه وبياض قشره وخشبه أيضا أبيض وورقه مثل ورق اللوز والأراك
ولا شوك له ولا ثمر وهو مرعى للغنم والبقر والإبل تخوض عليه الماء حتى تأكل ورقه وأطرافه
الرطبة ويحمل حطبه إلى المدن والقرى ويبيعونه ويستوقدونه لطيب رائحته ومنفعته وهو
كثير بسواحل بحر عمان وماء البحر عدوّ لكل الشجر إلا الكندلا والتنوم وكلاهما
يقبضان شديدا ويشدّان.
أقول : هذه الشجرة هي التي هي تنبت في
بحر الحجاز وتعرف بالشورة وقد ذكرتها في الشين المعجمة.
كهرباء
: زعمت التراجمة في متن كتاب ديسقوريدوس وجالينوس
أن الكهرباء هو صمغ الجوز الرومي وليس كما زعموا بل غلطوا فيه لأن جالينوس لما ذكر
الجوز الرومي قال فيه : ورد هذه الشجرة قوّته حارة في الدرجة الثالثة وصمغتها
شبيهة بزهرتها وهي أسخن من الزهرة ، وأما ديسقوريدوس فقال فيه أنه إذا فرك فاحت
منه رائحة طيبة هذا قول الرجلين الفاضلين في صمغ الجوز الرومي ، وليس في الكهرباء
شيء من ذلك لا في الماهية ولا في القوّة ولا في طيب الرائحة ولا في الإسخان أيضا
فقد ظهر من كلام التراجمة أنهم تقولوا على الفاضلين ما لم يقولا أن الكهرباء هي
صمغة الجوز الرومي فتأمل ذلك. الغافقي : هي صنفان منها ما يجلب من بلاد الروم والمشرق
، ومنها ما يوجد بالأندلس في غربيها عند سواحل البحر تحت الأرض وأكثر ما يوجد منها
عند أصول الدوم ، وزعم جهال الناس أن تلك المواضع كانت قبورا في القديم وأن ملوك
الروم كانوا يديبونها ويصبونها على موتاهم لأنها تحفظ صورة الميت وتبدو صورته بأشفافها
، وهذا كذب لأن تلك المواضع لو كانت قبورا لكان أكثر ما تصاب في البراحات وتجمعها
الحراثون وتؤخذ قطرات كالصمغ وهي أحسن وأصغر وأصلب من المشرقية وأقوى فعلا. وأخبرني
الخبير به أنها رطوبة تقطر من ورق الدم لأنه هناك في هذه الناحية عند طلوعه من
الأرض تقطر منه رطوبة شبيهة بالعسل هو يكون منها هذا الدواء وقد يكون فيه الذباب والتبن
والمسامير والحجارة والنمل. ابن سينا : هو صمغ كالسندروس مكسره إلى الصفرة والبياض
شفاف وربما كان إلى الحمرة يجذب التبن والهشيم من النبات ولذلك سمي كاه رباء أي
سالب التبن بالفارسية وقال في الأدوية القلبية : لها خاصية في تقوية القلب وتفريحه
معا بتعديلها المزاج وتمتينها الروح. ابن عمران : هي باردة يابسة وإذا شرب منه نصف
مثقال بماء بارد حبس الدم الذي ينبعث من انقطاع عرق في الصدر ويحبس نزف الدم من أي
موضع كان وينفع خفقان القلب الكائن من المرة الصفراء من قبل مشاركة القلب لفم
المعدة وينفع من وجع البطن والمعدة.
الخوز : يقطع الرعاف وإذا علق على صاحب
الأورام الحارة نفعها. ثاوفرسطس : إن علق على الحامل حفظ جنينها ويحفظ صاحب
اليرقان وينفعه تعليقا ، وإن سحق ولطخ على حرق النار نفعه جدا. ماسرحويه : إن شرب منه
مثقال حبس
التحلب من الرأس والصدر
إلى المعدة. أنطيلس : الآمدي يبرئ من عسر البول ، وإذا شرب مع المصطكي نفع أوجاع
المعدة. أبو جريج : له خاصية في إمساك الدم وخاصة الزحير. الرازي : جيد لسيلان دم
الطمث والبواسير والخلفة شربا. بديغورس : إذا شرب منه نصف مثقال بماء بارد حبس
القيء ونفع من الكسر والرض. نبادوق : بدله إذا عدم وزنه من الطين الأرمني مرتين وثلثا
وزنه من السليخة ونصف وزنه من البزرقطونا المقلوّ. غيره : بدله وزنه من السندروس.
كهورات
: الفلاحة : هي بقلة حارة حرّيفة ليس لها
كثير إسخان مع حرافتها وحرارتها ومرارتها ، وورقها مدوّر شديد التدوير في صورة ورق
الخبازي وألطف منه ولها رائحة ذكية طيبة وفيها أدنى لزوجة وهي شديدة الخضرة وتبزر
بزرا بغير ورد وبزره حار رطب طيب الرائحة والطعم يرتفع شبرا أو أرجح بقليل وينبت
في الصيف وهي صالحة للمعدة مفتقة للشهوة هاضمة للطعام وتؤكل نيئة ومطبوخة ، وقيل
أنها تطرد الوزغ والدود وبزرها إذا سحق وتمرّخ به بدهن ورد نفع من الأعياء.
كهكم
: هو الباذنجان من جداول الحاوي وقد ذكر
في الباء.
كهيانا
: هو عود الفاوانيا وذكرته في الفاء.
كوارع
: الرازي في الحاوي : قال جالينوس في كتاب
الكيموسين
أنها تولد كيموسا لزجا لكنه ليس غليظا وهي صالحة في الإنهضام عديمة الفضول بلزوجتها
حسنة الكيموس سريعة الإنهضام. ابن ماسويه : أطراف الحيوان لزجة عصبية تغذو غذاء
يسيرا وتسهل الطبع بلزوجتها بطيئة الهضم نافعة من السعال المتولد من حرارة وخاصة
إذا طبخت مع ماء الشعير المقشر. الرازي في دفع مضار الأغذية : وأما الأكارع فقليلة
الغذاء والفضول لأنها كثيرة الحركة تولد دما باردا لزجا وقد ينتفع بإدمان أكلها
لمن يحتاج أن ينجبر منه عظم
مكسور وإذا عملت بالخل والأنجدان قلت لزوجتها وبردها واندفع عنها توليد القولنج
الثفلي الصعب الشديد فإنه كثيرا ما يتولد عن إدمان أكل الأكارع ذلك وإن أبطأ
خروجها من البطن في حالة فينبغي أن يبادر بالجوارشنات المسهلة وهي صالحة للمحمومين
ولمن يحتاج إلى غذاء قليل ولمن به نفث الدم أو سحج المعي وجري الدم من أفواه
البواسير ، وبالجملة فلمن يحتاج إلى تغرية وتسديد أو لتوليد الدشبذ لينجبر به عظم
مكسور. قال الشريف : الإغتذاء بها ينفع من شقاق اللسان والشفتين الكائن عن حر ومن
سحج الأمعاء ويلين خشونة الحلق.
كور
: هو مقل اليهود أيضا وسنذكره في الميم.
كوركندم
: هو جوز جندم وقد ذكرته في الجيم.
كواكف
: هو الباذاورد من جداول الحاوي وقد ذكر
في الباء.
كوشاد
: هو الجنطيانا الرومي المعروف ٣ بالبسلسكة
وقد ذكر في الجيم.
كوكب
شاموس : هو طين شاموس المعروف وقد ذكرته مع
الأطيان في الطاء.
كوكب
الأرض : الغافقي : هو ملح سبخة يقال لها كوكب
قيموليا. الرازي في الحاوي : قال كوكب الأرض هو الطلق. قال إبن إسحاق : هي شجرة تضيء بالليل وقال بعضهم أنه تصحف
على ناقلة من صخرة تضيء بالليل وهو الطلق أيضا. أقول : قد ذكرت الطلق في الطاء وما
قيل في سراج القطرب في السين المهملة.
كوكم
: هو
الفلفل أيضا من فهرست الأسماء للغافقي.
كوبرا
: أقول هو الفلفل بالهندية من الحاوي.
كيلدارو
: هو السرخس بالفارسية وقد ذكرته في السين
المهملة. كية : هو
بكسر
__________________
الكاف وبالياء
المنقوطة باثنتين من تحتها وهي مشدّدة مفتوحة ثم هاء إسم للمصطكي وهو علك الروم وسيأتي
ذكره في الميم.
كيخرس
: بالرومية هو الجاورس أوّله كاف مكسورة
بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم خاء معجمة وساكنة أيضا بعدها راء
مهملة مضمومة ثم سين مهملة.
كيلكان
: مذكور مع أنواع الكرّاث.
حرف اللام
لاذن
: ديسقوريدوس في الأولى : قد يكون صنف من
القسوس
ويسميه بعض الناس ليدون وهي شجرة شبيهة بالقسوس ، إلا أنّ ورقها أطول وأشدّ سوادا
ويحدث له شيء من رطوبة تلتصق بيد اللامس لها في الربيع ، زهر قابض يصلح لكل ما
يصلح له القسوس ومن هذا الصنف من القسوس يكون الدواء الذي يقال له لاذن فإن المعز
ترتعيه ويلتزق بها من رطوبة هذا الدواء لأنه شبيه بالدبق ويتبين لك في أفخاذها وفي
لحى التيوس منها ومن الناس من يأخذ هذا فيصفيه ويعمل منه أقراصا ويبخر به الناس ومنهم من يأخذ حبالا فيمرها على هذه
الشجرة فما التزق منها من رطوبة جمعه وعمله أقراصا وأفواه ما كان طيب الرائحة لونه
إلى الخضرة ما هو سهل لين إذا دلك يدبق باليد ليس فيه شيء من الرمل وليس بهش يشبه
الراتينج ، والذي بقبرس هو على هذه الصفة وأما الذي في بلاد المغرب والذي من لينوى
فإنه أحسن. جالينوس في السابعة : الذي يكون من هذا الدواء في بلدان حارة ليس من
جنس غير هذا الذي يكون منه عندنا ولكنه بسبب البلد الذي يكون فيه يكون قد اكتسب
حرارة لدنة محضة فهو بها مخصوص وقد خالف ما يكون عندنا في الأمرين جميعا أعني أنه
لا برودة فيه أصلا وإن فيه مع ذلك شيئا من الحرارة ، وأما سائر ما فيه من الخصال
الأخر فهو فيها مثل هذا الذي عندنا وأما الدواء المسمى لاذن فيكون من هذا النبات وهو
حار في الدرجة الثانية في آخرها حتى يكاد أن يكون في الثالثة أيضا وفيه مع هذا قبض
يسير وجوهره جوهر لطيف جدا فهو بسبب هذه الخصال كلها يلين تليينا معتدلا ويحلل
تحليلا على ذلك المثال والأمر فيه معلوم أنه ينضج إنضاجا وليس بعجيب أن يكون نافعا
من علل الأرحام إذا كان فيه مع هذا الخصال الموصوفة قبض يسير فهو لذلك صار يقوي وينبت
الشعر الذي ينتشر في البدن لأنه يفني جميع ما في أصوله من الرطوبة الرديئة ، ويجمع
ويسد بقبضه المسام التي فيها مراكز الشعر ، فأما داء الثعلب والحية فليس يمكنه أن
يشفيهما لأن هاتين علتان يحتاجان إلى أدوية تحلل تحليلا كثيرا بالإضافة إلى تحليل
اللاذن وذلك أن هذه أدواء تكون من رطوبات كثيرة غليظة لزجة لا يقدر عليها إلا
الأدوية المقطعة المحللة فينبغي أن يكون مع تحليلها وتقطيعها لطيفة الجوهر لا قبض
فيها أصلا ، وينبغي أن يبلغ من لطافتها أن تجفف وتفنى مع الأخلاط اللزجة المجتمعة
هناك الرطوبات الطبيعية التي بها ينمو ويزيد الشعر ، فإنها إذا كانت كذلك تنمي
الشعر في الفزع المبتدئ فضلا عن داء الثعلب. ديسقوريدوس : وقوّته مسخنة ملينة
مفتحة لأفواه العروق وإذا خلط بشراب ومر ودهن الآس أمسك الشعر المتساقط ، وإذا لطخ
بشراب على آثار اندمال القروح حسنها وإذا قطر في الأذن مع الشراب المسمى أدرومالي
أو مع دهن الورد نفع وجعها وقد يدخن به لإخراج المشيمة وإذا وقع في أخلاط الفرزجات
واحتمل أبرأ صلابة الرحم وقد يقع في أخلاط
__________________
الأدوية المسكنة
للأوجاع وأدوية السعال والمراهم فينتفع به ، وإذا شرب في شراب عتيق عقل البطن وقد
يدر البول. التجربتين : يسكن الأوجاع من أيّ موضع كانت متى حل بدهن بابونج أو شبث
وإذا حل في دهن ورد وطلي به يافوخات الصبيان نفع من نزلاتهم ومن السعال المتولد
عنها وإذا ضمد به مقدم الدماغ وتمودي عليه لدويّ الأذان نفعها ونفع من النزلات وإذا
وضع على فم المعدة المسترخية شدها وعلامتها الغثيان وسيلان اللعاب وقلة العطش وإذا
حل بشحم خنزير ووضع على أورام المقعدة وأوجاعها سكنها ، وإذا حل بدهن ورد واحتقن
به للسحج نفع منه. غيره : نافع للسدد.
لازورد
: ديسقوريدوس في الخامسة : أرمانيا ، وينبغي
أن يختار منه ما كان لينا لونه كالسماء مشبعا وكان مستويا ولم يكن فيه حجارة هين
التفتت يتفتت سريعا قطعه كبار.
بعض علمائنا : أرمانيا هذا ليس هو
اللازورد وإنما هو الحجر الأرمني لأن اللازورد حجر صلب وهذا رخو. جالينوس في
التاسعة : قوّته قوّة تجلو مع حدة يسيرة وقبض يسير جدا فهو لهذا صار يخلط في أدوية
العين وقد يسحق وحده سحقا جيدا ، ويستعمل كما يستعمل الذرور ليقوي به الأشفار إذا
كانت قد انتثرت من قبل أخلاط حادّة وبقيت لا تزيد ولا تكثر وكانت دقاقا صغارا لأن
حجر اللازورد ههنا يفني رطوبات الأخلاط الحادّة فيردّ العضو إلى مزاجه الأصلي الذي
به يكون نبات الأشفار ويقويها ويزيدها وينميها. ديسقوريدوس : وقوّته شبيهة بقوّة
لزاق الذهب إلا أنه أضعف منها وقد ينبت شعر الأشفار كثيرا. الغافقي : اللازورد
أشبع لونا من الحجر الأرمني وقوّته شبيهة بقوّة الحجر الأرمني إلا أنه أضعف منه وهو
يسهل السوداء وكل خلط غليظ يخالط الدم وينفع أصحاب الماليخوليا والربو والشربة منه
أربع كرمات ويدر الطمث إدرارا صالحا شربا واحتمالا وينفع من وجع المثانة ويقلع
الثآليل ويحسن الأشفار ويجعد الشعر وزعم بعضهم أنه إذا كان فيه عيون الذهب وسحق مع
شجيرة مطرية فهو أجودها ما يكون للقرحة التي تكون تأكل اللحم وتجري في الجسد وإذا
طلي مسحوقا بالخل على البرص أبرأه.
لاعبة
: الغافقي : قال أبو جريج : هي شجرة تنبت
في سفح الجبل لها ورد أصفر طيب الرائحة قليلا يقع على وردها الراعي من النحل في
أيام الربيع ولها لبن غزير وهو يسهل إسهالا قويا وهي من أصناف اليتوع فإذا ألقي
منها شيء في غدير سمك أطفأه ولبنها ينفع من الإستسقاء وتسهل الماء ، وورقها إذا
طبخ وأطعم صاحب هذا المرض نفعه بإسهاله الماء إسهالا قويا ، وإذا دق ورقها وعصر
ماؤه وسقي إنسانا أسهله وقيأه إلا أن اللبن أقوى فعلا من الورق. لي : وقعت ترجمة
هذا الدواء في السابعة من مفردات جالينوس على غير هذا المسمى وإنما حنين وضعه على
الدواء المسمى باليونانية بلوطي وقد نبهت عليه هناك في الباء فتأمل ما قيل هناك.
لاغون
: ديسقوريدوس
في الرابعة : هو نبات إذا شرب بالشراب عقل البطن ، وإذا شربه المحموم بالماء عقل
بطنه وقد يعلق على الأورام الحارة الغليظة العارضة للأرنبة وتنبت في المساكن
الخربة التي تنقطع عنها العمارات. جالينوس في السابعة : قوّة هذا تجفف ما ينحدر من
الرطوبات إلى البطن ويخرج الموادّ حتى أنه يجفف تجفيفا بينا ويجفف الأرنبة. لي : أقول
هذا الدواء واسم الأرنب في اليونانية واحد ولذلك سمي الأرنبي ومنهم من سماه رجل
الأرنب أيضا قال بعضهم سمي الأرنبي
__________________
لأنه يشفي من وجع
الأرنبة.
والأوّل أصح ومنهم من زعم أنه نوع من
الخرشف وليس كذلك وإنما الأمر فيه الأولى أن يقال أنه دواء مجهول لأن ديسقوريدوس
لم يحك عليه البحث حتى يصح.
لالا
: الرازي في الحاوي : هي حشيشة تجلب من
مكة نافعة من البواسير إذا تدخن بها وتسكن وجع المقعدة.
لبلاب
: تسمى بعجمية الأندلس قريوله بضم القاف والراء
المهملة التي بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها وواو بعدها لام وهاء وتفسيرها
شويكة وهو اللبلاب الصغير.
ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق
شبيه بورق قسوس إلا أنه أصغر منه وقضبان طوال متعلقة بكل ما يقرب منها من النبات وتنبت
في السياحات وأمرجة الكروم وبين زروع الحنطة. إبن عمران : له نور شبيه بقمع أبيض
يخلفه غلف صغار أسود وأحمر اللون فيه حب صغير أسود وأحمر. جالينوس في ٦ : وقوّة هذا النبات
قوّة محللة. ديسقوريدوس : وإذا شرب عصارة ورق هذا النبات أسهلت البطن. حبيش بن
الحسن : اللبلاب يسهل باللزوجة التي فيه ويخرج المرة الصفراء ويسهل الطبيعة برفق
إذا خلط بالسكر وإن أحببت أن تزيده قوّة في الإسهال فزد فيه فلوس خيارشنبر محلولا
بالماء المغلي ولا ينبغي أن يشرب من ماء اللبلاب مغلي لأنه إذا غلي ذهبت قوّته ولزوجته
التي بها تسهل الطبيعة. الغافقي : الشربة منه نصف رطل مع عشرين درهما من السكر
الطبرزذ فيسهل مرة صفراء وإن غلي بالنار ذهبت قوّته ، وينفع السعال ، وينفع من
القولنج الذي يكون من خلط حار ويحلل الأورام التي تكون في المفاصل والأحشاء إذا
استعمل مع خيارشنبر ، وإن طبخ ماؤه قل إسهاله وكان أكثر تفتيحا للسدد وهو نافع من
الحمى الصالبة.
لبخ
: قال أبو حنيفة : أخبرني العالم بخبره أن
بانصنا من صعيد مصر وهي مدينة السحرة شجرا في الدور الشجرة بعد الشجرة هي الدواء
المسمى اللبخ وهي عظام كالدلب ولها ثمر أخضر شبيه بالتمر حلو جدا إلا أنه كريه جيد
لوجع الأسنان. ديسقوريدوس في آخر الأولى : فرشاء وهي شجرة تكون بمصر لها ثمر يؤكل
تكون جيدة للمعدة وربما وجد في هذه الشجرة صنف من الرتيلاء يقال له قراقيوما وخاصة
ما كان منه بناحية الصعيد وقوّة ورق هذه الشجرة تقطع الدم إذا جفف وسحق وذر على
المواضع التي يسيل منها الدم وقد يزعم قوم أن هذه الشجرة كانت تقتل من قبل في بلاد
الفرس ، فبعد أن نقلت إلى مصر صارت تؤكل ولا تضر. جالينوس في الثامنة : هذه الشجرة
ورقها له قوّة وقبض معتدل حتى يمكن فيه أنه إذا وضع في بعض الأوقات على الأعضاء
التي ينفجر منها الدم نفعها. الإسرائيلي : ثمرته لها قبض بين ، فلذلك صارت مقوية
للمعدة مانعة للإسهال وأما ما في داخل نواه فزعم أهل مصر أن من أكله حدث به صمم.
لبسان
: الغافقي : زعم بعض الأطباء أنه الخردل
البري وهي بقلة تشبهه في الصفة وليست من حرارته في شيء ويسمى باللطينية أخشنية.
ديسقوريدوس في الثانية : هي بقلة برية معروفة أكثر غذاء وأجود للمعدة وأحسن من
الحماض وقد تطبخ وتؤكل. جالينوس في السابعة : أما على سبيل الطعام فقد يولد خلطا
باردا وأما على سبيل الدواء فإنه إذا ضمد به كان له جلاء وتحليل. الشريف : إذا طبخ
وجلس في طبيخه الأطفال الذين لا يمشون لضعف عصبهم وبرده أعانهم على المشي وبزره
إذا سحق وعجن بلبن ولطخ على كلف الوجه أذهبه وإدمانه يورد الوجه
ويحسنه وإذا صنع من
بزره لعوق وأخذ على الريق نفع من السعال المزمن وإذا شرب بالطلاء نفع الحصا.
لبن
: قال الرازي في الحاوي : قال جالينوس في
الرابعة من حيلة البرد نحو آخرها أن اللبن لا تزيد حرارته على برودته ولا برودته
على حرارته وقال في الخامسة من الأدوية المفردة : اللبن له حرارة فاترة أنقص من
الدم بقليل لأن الدم معتدل الحرارة والصفراء مجاوزة الحرارة عن الاعتدال والبلغم
مجاوز الإعتدال إلى البرودة فأما اللبن فهو في حرارته بين البلغم والدم بل هو إلى
الدم أقرب وعن البلغم أبعد. ماسرحويه : هو بين الحرارة والرطوبة وخاصة إذا غلظ.
إبن ماسويه : قوّته عند حلبه الحرارة والرطوبة وحرارته يسيرة ودليل حرارته حلاوته
وقربه من الإستحالة وقال قوّته من الحرارة في وسط الدرجة الأولى ومن الرطوبة في
أوّل الثانية. جالينوس في العاشرة : إن التي تذكر ههنا من الألبان هي الصحيحة
الطبيعية التي لم يشبها من الأخلاط أو يغلب على كيفيتها غيرها وأنت تعرف أن هذا
اللبن إذا أخذته وهو صاف نقي من الكدورة ، وجدته عند تطعمك إياه لا يخالطه شيء من
الحموضة والحرافة والملوحة بل يكون فيه حلاوة يسيرة وتكون رائحته طيبة غير مذمومة
، فإن اللبن الذي يكون على هذا السبيل يكون قد تولّد عن دم صحيح بريء من الآفات وإذا
كان كذلك نفع من النوازل الحرّيفة اللذاعة ونقى الأعضاء من الكيموسات الرديئة
بغسله لها وجلائه ويلحج فيها ويلتصق بها فيمنع حدة الأخلاط الحريفة من الوصول
إليها كما يلتصق بياض البيض الرقيق والشمع المغسول وما أشبه ذلك من الأشياء التي
تسكن لذع الأخلاط الرديئة ، وينبغي أن تعلم أن الألبان أسرع الأشياء كلها استحالة
وتغير إذا ناله حرارة الهواء فتحيله عن كيفيته التي أخذ لها وأوفق هذه الألبان
ألبان النساء الصحيحات الأبدان اللواتي لم يطعن في السن ولم يكنّ في سن الفتيات
لكن معتدلات المزاج ويكون غذاؤهن محمودا وبعد ألبان النساء في الجودة والموافقة
ألبان الحيوانات التي لم تبعد من طبيعة الإنسان بل قريبة منها وروائح لحوم
الحيوانات تدل على جودة ألبانها ودمائها وصحتها وبعدها وقربها من مزاج الإنسان إذا
كان في الحيوانات تدل على جودة ألبانها ودمائها وصحتها وبعدها وقربها من مزاج
الإنسان إذا كان في الحيوانات التي تولد الكيموسات النقية ولا تكون منتنة اللحوم
كالكلب والذئب والفهد والسباع بل طيبة الرائحة كالخنزير والضأن والبقر والخيل والمعز
والحمير الوحشية والأهلية والظباء وغيرها مما يغتذي بلحمها الناس ولذلك يتخذ الناس
ألبانها سوى الحمير لأنها ملائمة لهم وألبان الحمير رقيقة مائية ولا جبنية فيها ولا
غلظ ولا دسم ولبن الضأن دسم كثير الغلظ وألبان المعز متوسطة بين ذلك ، وقد علمت أن
اللبن مركب من ثلاثة جواهر جبنية ومائية وزبدية ، فإذا تميزت هذه الجواهر وفارق
بعضها بعضا بضروب العلاج صار لكل منها فعل خاص لغذاء ودواء ولغلبة الدسم على ألبان
البقر يتخذ منه السمن الكثير قال : وإذا استعمل اللبن وفيه جبنه فإنه يلتصق
بالأحشاء ويسكن لذع الأخلاط المؤذية ، وإذا أخذ على الصفة التي سنذكرها سكن
استطلاق البطن المفرط وقطع اختلاف الأشياء اللزجة الدمية. وصفته : أن يؤخذ من
الحجارة الملس التي تكون في مقدار ملء الكف الصم التي لا تفلقها حرارة النار في
أوّل لقائها له وتنظف مما يعلوها من الأرضية وتطرح في النار حتى تحمى ويجعل اللبن
في إناء وتؤخذ هذه الحجارة بالكلبتين وتطرح في اللبن
ثم تطبخ اللبن طبخا
ينقص فيه مائيته وينزل عن النار ويستعمل ، وأما نحن فقد استعملنا مكان هذه الحجارة
الحديد المستدير النقي من الصدأ فوجدناه أجود منها لقبضة اليسير وجميع الألبان
نافعة للرمد في العين الكائن عن النوازل الحارة وربما جعلناه على الأجفان إذا كان
المريض يريد النوم ، وإن صيرنا معه دهن ورد وشيئا من بياض البيض وجعلناه على
الأجفان الورمة نفعها ، وينبغي أن يكون اللبن الذي يستعمل في هذه طريا كما حلب وكثيرا
ما تحقن به الأرحام ذوات القروح إما وحده أو مخلوطا بأدويتها الموافقة لها ، ولذلك
ينفع القروح في المعدة إذا حدثت عن خلط حار لذاع انصب إلى ذلك الموضع ، وكذا ينفع
من البواسير وقروح المعدة والأنثيين من خلط حاد لذاع ، وبالجملة فنحن نستعمله في
كل الأورام اللذاعة والقروح السيالة من كثرة الرطوبة اللذاعة فيها ، وإذا خلط به
بعض الأدوية المسكنة مثل الدواء الذي يوجد في الأتانين التي يذاب فيها النحاس نفع
من القروح السرطانية وسكن وجعها ، وإذا تمضمض به من كان في فمه قروح نفعها وينفع
من أورام اللوزتين واللهاة وإذا كان جوهره لينا بريئا من اللذع فيحق أن يسكن
الأوجاع وخاصة إذا هو طبخ فإنه حينئذ يكون بالغ المنفعة في تسكين الأوجاع ولذا
يسقييه كثير من الأطباء لشارب الدواء القاتل مثل الذراريح وما أشبهه فيصيبون في
مداركتهم له باللبن. ديسقوريدوس في الثانية : اللبن كله جيد الكيموس مغذ ملين
للبطن نافخ للمعدة والأمعاء ولبن الربيع أكثر من لبن الصيف ولبن الحيوان الذي
يرتعي النبات الطري أرطب من المرتعي اليابس والجيد منه الشديد البياض المستوي
الثخن ، وإذا قطر على الظفر كان مجتمعا لم يتبدد ، وإذا ارتعى الحيوان شجر
السقمونيا والخربق أو النبات المسمى قليماطين أفسد لبنه المعدة والأمعاء كالذي
رأينا في الجبال التي يقال لها أرسطو فإن المعز ترتعي ورق الخربق الأبيض ويعرض لها
في أوّل ما ترتعي أن يكون لبنها مرخيا للمعدة مغثيا وكل لبن إذا طبخ عقل البطن وخاصة
إذا نشف ماؤه بحصى محمى أو حديد ، وقد ينفع من القروح الباطنة وخاصة التي في الحلق
وقصبة الرئة والأمعاء والكلى والمثانة ومن حكة الجلد ومن الشري والحصف والبثر وفساد
الجسد بالكيموسات الرديئة وقد يستعمل اللبن الحليب مخلوطا بعسل فيه شيء يسير من
الماء والملح ، وإذا غلي غلية واحدة ذهبت نفخته وإذا طبخ بالحصى المحمى إلى أن
يصير إلى النصف نفع من إسهال البطن ومن قرحة الأمعاء واللبن الحليب يصلح للحرقة واللهيب
العارض من الأدوية القتالة كالذراريح التي يقال لها فساريدس والتي يقال لها فسطيون
والتي يقال لها بيريسطس والدواء الذي يقال له أسطارون وهو الفطر ، ولبن البقر من
الألبان ملائم لهذه الأدوية وقد يتمضمض باللبن لقروح الفم ويتغرغر به للقروح
العارضة في جوانب الحنك ولبن البقر والمعز والضأن إذا طبخت بالحصا المحمى قطعت
الإسهال العارض من قروح الأمعاء ويسكن الزحير وقد يحتقن به وحده أو بماء الشعير أو
بماء الصنف من الحنطة التي يقال لها حندروس فيسكن لذع الأمعاء ، وقد يحتقن به أيضا
لقروح الرحم ولبن النساء أجلى وأغذى من سائر الألبان وإذا سقي منه شفى لذع المعدة
وقرحة الرئة ومن سقي الأرنب البحري وقد يخلط به كندر مسحوق وقد يقطر في العين التي
قد عرض لها طرفة أو قرحة ، وإذا خلط به عصارة الخشخاش الأسود وموم بزيت
عذب ولطخ على النقرس
نفع منه ، والألبان كلها غير موافقة للمطحولين وعليلي الكبد والمحمومين والمصدوعين
ومن به سدر أو نسيان أو صرع إلا أن يستعمل ماؤه للتنقية. جالينوس في كتاب أغذيته :
هو من الأغذية التي يغتذى بها من الحيوانات ويختلف كثيرا بالوقت من السنة وحاله
يختلف أيضا فيما أرى من قبل أصناف الحيوانات وذلك أن كل لبن النعاج أغلظ الألبان ولبن
الإبل أرطب الألبان وأقلها دسما وبعد لبن الإبل لبن الخيل وبعدها لبن الأتن ، فأما
لبن المعز فمعتدل بين الرقة والغلظ وأما اختلاف الألبان من قبل الحال الحاضر فحكمه
هكذا وذلك لأن الذي يكون عقيب الولادة أرطب من كل الألبان وكلما مضى عليه الزمان
غلظ أوّلا فأوّلا إلى الصيف فإنه يكون في حال متوسطة من طبعه وبعده يغلظ أوّلا
فأوّلا حتى ينقطع أصلا وكما أنه يكون في الربيع رطبا جدا كذا يكون كثيرا أيضا ، وأما
اختلاف الألبان بحسب أنواع الحيوانات فذلك أمر سنوضحه ونبينه في آخر الكلام ، وإنما
نستدل على اختلافه في الرقة والثخن واختلاف جبنه لأن الرقيق ماؤه كثير والغليظ
كثير الجبن ولذلك صار الأوّل يطلق البطن والثاني أكثر غذاء إلا أن يطبخ الأوّل
فيصير كالثاني صرنا نرمي فيه الحجارة والحديد لأنه يتجبن سريعا ويخلط به عسل وملح
وأجود ما يخلط به ذلك وهو يطبخ وكذا يفعل كثير من الأطباء وليس بعجب ولا يكون منكرا
أن يكون اللبن بعد أن تفنى مائيته يصب عليه ماء آخر وذلك أن الأطباء لم يهربوا في
فعلهم هذا من رطوبة ماء اللبن إنما هربوا من حدتها التي تطلق بها البطن لأن كل لبن
مركب من جواهر مختلفة ومتضادة أي ماء اللبن وجبنه ، وفي اللبن مع هذين جوهر آخر
ثالث وهو الذي قلت أنه كثير في ألبان البقر ، وأما لبن الضأن والمعز فلهما أيضا
شيء من الدسم إلا أن ذلك فيهما أقل منه في لبن البقر ، وأما لبن الأتن فالدسم فيه
قليل جدا ولذلك صار لا يتجبن في المعدة إلا في الندرة بأن يشرب ساعة يحلب فإن خلط
معه ملح وعسل لم يمكن أن ينعقد في المعدة ويتجبن وبسبب رطوبته صار يطلق البطن أكثر
من قبل مائه وما فيه من الجبن فقوّته قوّة تحبس البطن وتعقله وبحسب ما عليه ماء
اللبن من الصفة في توليد الدم الجيد إذا قيس إلى الجوهر الآخر الجيد الذي فيه كان
يفوق جميع الأشياء المطلقة للبطن وأحسب أن بهذا السبب كانت القدماء تستعمل شرب ماء
اللبن في موضع الحاجة إلى إطلاق البطن ، وينبغي أن يخلط معه من العسل مقدار ما
يعذب طعمه ويستلذه الشارب له من غير أن يغثي ، وعلى هذا القياس ينبغي أن يكون ما
يخلط معه من الملح ما لا يؤذي حاسة الذوق وإن أردت إطلاق البطن كثيرا فأكثر الملح
قال : واللبن الجيد أجود الأغذية كلها توليدا للدم المحمود ، وينبغي أن لا يفوتك
الإستثناء والشرط الذي قدمت في قولي فإني لم أقل مطلقا أن كل لبن فهو أجود من جميع
الأطعمة توليدا للدم المحمود لكن استثنيت فقلت : اللبن الجيد وذلك لأن اللبن
الرديء الذي قد خالطه خلط رديء لا يبلغ من بعده أن يولد دما محمودا لأنه إذا
استعمله من أخلاط بدنه أخلاط محمودة أفسد أخلاطه وولد فيها دما رديئا وإني لأعرف
طفلا توفيت أمه فأرضعته امرأة رديئة الأخلاط فامتلأ بدنه قروحا كثيرة وكانت تغتذي
في الربيع بالبقول الدستية لسبب مجاعة أصابت أهل بلدها فامتلأ بدنها قروحا بهذا
السبب كمثل القروح التي امتلأ منها بدن الطفل ، وكذلك أصاب قوما أخر ممن كان مقيما
في تلك البلاد
يغتذي بغذاء شبيه
بهذا ، ورأيت ذلك عرض لنسوة كثيرة ممن كان في ذلك الوقت يرضع وكذا أصاب من اغتذى
بمثلها ، ولو أن عنزا أو حيوانا آخر اغتذى نبات السقمونيا أو اليتوع وتناول إنسان
من لبنه ليغتذي به لكان بطنه على كل حال مستطلقا ، وإذا كان كذلك فينبغي أن تفهم
عني جميع ما أصفه لك فإني لست أقول ذلك في اللبن كله مطلقا أي لبن كان إنما أقوله
في اللبن الجيد منه في غاية الجودة الفائق في كل واحد من أجناس الحيوان وأما اللبن
الذي هو دون الجيد الفائق في كل واحد من سائر الحيوانات فمقصر عما يحتاج إليه منه
في نفع المغتذي به بحسب ذلك لأن اللبن الذي يكون كثير الماء فاستعماله وإن دام واتصل
أقل خطرا من استعمال سائر الألبان ، فأما اللبن الذي تكون هذه الرطوبة فيه قليلة ويكون
كثير الجبن ليس في الإكثار منه خير لأنه يضره بالكليتين لتوليد الحصا ويحدث في
الكبد سددا فيمن يسرع إلى كبده ، وإذا طبخ اللبن مع أحد الأغذية الغليظة ذهب نفخه
غير أنه يصير أكثر ملاءمة لتولد السدد في الكبد والحصا في الكليتين ، فينبغي أن
يتفكر في أنه إذا خالط اللبن سائر الأشياء التي يخلطها الناس به ويأكلونها فإن قوى
الأشياء التي تخلط معه لا تخلو إما أن تكون زائدة في واحدة من هذه القوى منمية
لقوّة اللبن أو ناقصة من واحدة منها مقللة ، فأما ههنا فنجرد القول في اللبن وحده
على الإنفراد فنقول : أن اللبن وحده مفردا جيد الغذاء كثير لأنه مركب من جواهر وقوى
متضادّة أعني من قوّة تطلق البطن وجبنه يحبسها مولد للأخلاط الغليظة التي بسببها
يحدث السدد في الكبد والحصا في الكليتين وإدمان استعماله مضر بالأسنان ، وينبغي
لمن يتناوله التمضمض بعده بشراب ممزوج والأجود أن يخلط معه عسل فإن ذلك مذهب ويجلوها
والتمضمض بعده بالشراب الصرف أصلح لمن يضر رأسه وكذا مع العسل ، وأجود من ذلك في
دفع الضرر عن الأسنان التمضمض قبله بعسل أو بشراب عفص قابض ، وقال في كتاب الكيموسين
: أكثر الأطباء يشقون باللبن قروح الرئة ومن البين أن ذلك يكون من قبل أن تعظم
القرحة وتصلب ولبن النساء عندهم في ذلك أحمد من سائر الألبان. الرازي في الحاوي : اللبن
يملأ المعدة وتولد كثرته حمى وقملا. روفس في كتاب الأغذية : هو أفضل الأغذية
للأخلاط السوداوية والعقر في الأعضاء ودواء للسموم وهو حار رطب قوي في ذلك واستدل
على ذلك بأنه قد انهضم أكثر من انهضام الدم وعن الدم كان فهو أشد انهضاما منه.
حنين : ينبغي أن ينظر أي الأعضاء هضمته فإنه إنما هضمته أعضاء باردة ولذلك قد رجع
باردا إلا أن كل شيء يهضم شيئا يشبهه بنفسه ومن البين أن الثديين هضمته وهما
باردان. روفس : ولأنّ اللبن دسم نضيج صار إلهابه للحرارة سريعا ولذلك صار يعطش وإشعاله
للحمى أسهل. حنين : ذلك لسرعة استحالته إلى ما يصادف.
روفس في كتاب اللبن : يختلف اللبن
باختلاف حيواناته وسنه وغذائه ورياضته وقرب عهده بالولادة وصفته ويقع الخلاف في
ذلك بما يمكن أن يكون دواء وغذاء ويختلف ذلك بحسب الأبدان فإن من الناس من يخف
عليه شربه وإن أكثر منه وبالضد قال ، واستدل على صحته وسقمه بما هنالك من الدلائل
ورقة جلودها وقلة شعرها وتناثرها وامتناعها من العلف يدل على مرضها فليحذر لبن
الحيوان السقيم إلا أن يقصد به الإسهال فإن انحدار هذا اللبن أسرع ، ولبن الحيوان
الصحيح أغذى وأطيب ولبن
الحيوان الأبيض ضعيف القوّة لأن الحيوان في نفسه كذلك والأسود أقوى وأحمد لتغير
الأزمنة ولبنه أبطأ إنهضاما وأجود ، ولبن الأبيض أسرع انحدارا ولبن الربيع أرطب وأرق
والصيفي أثخن وأجف وأجود بكثير لأن الزرع في هذا الوقت أدسم وأغلظ وإذا أكله
الحيوان انهضم ناعما والراعي منها في الآجام والمروج أرطب لبنا والراعية في الجبال
أجف وأسخن والأوّل أطلق للبطن والمتولد عن رعي الأدوية المسهلة يسهل وأجوده لبن
المتناهي في السن ، ولبن الصغير أرطب والهرم يابس والقليل التعب غليظ والتعب رقيق
سهل الإنهضام ، قال : ولبن الحيوان الذي مدة حمله أقل من حمل الإنسان أو مساوية
فهو ملائم والأكثر ليس بملائم ولذلك صار لبن البقر أليم. قال : وبالجملة أن اللبن
يغذو غذاء كافيا ويولد لحما لينا رطبا وقال : أما الصبيان فيشربونه إلى أوان نبات
الشعر في العانة ثم يدعونه وخاصة المحرورين منهم فإنه يتجبن في معدهم ويورث كربا وقلقا
في المعدة الحارة المزاج وهو ينفع الصبيان لأنه يرطبهم ويزيد في نمائهم ولا يوافق
المتناهي الشباب لغلبة الحرارة فيهم وبعد الإنتهاء فهو جيد لأنه يرطب ويعدّل
الأخلاط ويسكن الحدّة العارضة في أبدان الشيوخ ، ولا ينبغي أن يسقى لأصحاب الأمزجة
الحارة والمهن والبلدان الحارة لأنه يستحيل فيهم إلى المرار وينفخ الأحشاء ويورث
ثقلا في الرأس ويضر أصحاب السدد وظلمة البصر وزرقة العين والعشاء ، ولذلك من يتجشى
جشاء حامضا فلا ينبغي أن يسقاه ومن لا يحمض فليسقاه ويضر البصر إذا لم يتم انهضامه
لأنه متى أصاب المعدة ضرر شاركها الرأس ومتى تنوول فليدع جميع الأطعمة والأشربة
إلى أن ينحدر إلى أسفل لأنه إن خالطه شيء وكان قليلا فسد وأفسد اللبن معه ولذلك
تستعمله الرعاة لتخصيب أبدانهم ، وينبغي أن يؤخذ بالغداة ولا يؤكل عليه إلى أن ينهضم ويحذر التعب
عليه لأنه يمخضه فيحمضه لأن التعب يحمض الأطعمة القوية فضلا عن اللبن والسكون بعده
أصلح بعد أن يكون مستيقظا فإن ذلك أحرى أن ينحدر اللبن في أوّل مرة يأخذه وهو إلى
ذلك محتاج ، فإذا انحدر ما أخذ منه أوّلا أخذ منه شيء آخر فإذا انحدر أيضا أخذ
منه. قال : وهو في أوّل أمره يخرج ما في المعي ثم أنه إذا دام يدخل بعد ذلك في
العروق ويغذي غذاء جيدا ويعدل ما فيها من الأخلاط ولا يطلق البطن بل يحبس ومن
أراده لإطلاق البطن أخذ منه مقدار أكثر ومن أراده للتغذي والترطيب فمقدار أقل قدره
إلا أن يثقل عليهم بتة. وقال : وشربه نافع من العلل المزمنة في الصدر والسعال ونفث
المدّة ولا ينبغي أن يدمن عليه بل يغبّ. أبقراط في آخر الخامسة : من كتاب الفصول
هو رديء لمن يتأذّى بالصداع والحمى ومن ما دون شراسيفه منتفخة وفيها قراقر ولمن به
العطش ولمن غلب عليه المرار ولمن هو في حمى حارة ولمن اختلف دما كثيرا وينفع أصحاب
السل إذا لم يكن بهم حمى قوية ولأصحاب الدق الذين تذوب أبدانهم. وقال جالينوس في
شرحه لهذا الفصل : اللبن مضر لمن في شراسيفه ورم مّا أيّ ورم كان بلغما أو حمرة أو
ترهّلا أو سقيروس أو دبيلة لم تنفجر وهو يزيد في العطش لمن عطشه بالطبع أقوى أو من
شربه على عطش شديد. ابن ماسويه : هو ضار للرأس ببخاره ورطوبته وللمعدة والطحال
لغلظه والأحمد اجتناب اللبن إذا لم يكن البدن نقيا. الرازي في دفع مضار الأغذية : اللبن
يخصب البدن ويدفع عنه القشف والأمراض
__________________
اليابسة كالحكة والجرب
والقوابي والدق والسل والجذام ويحفظ رطوبات البدن الأصلية فتطول لذلك مدة النشو
بإذن اللّه تعالى ، وينبغي أن يجتنب اللبن ويقلل منه من يعتريه القولنج ومن به بهق
وصداع ومن تقيأ عليه قيئا مرا ويحترس من مضرته ، أما إذا كان ينفخ فبالجوارشنات
الطاردة للرياح وبإدمان الرياضة والحمام ، وإن كان يستحيل فيه إلى المرار فبأن
يؤخذ منه ما بدت حموضته ويشرب عليه ربوب الفواكه الحامضة. أطرا الهندي : اللبن
يزيد في النطفة ويحفظ الحياة ويغذي كالجبن ويزيد في الحفظ ويذهب الأعياء ومن مرض
من كثرة الجماع واليرقان وهو ترياق للسموم ويصفي اللون ويكثر لبن المرأة ويسكن
العطش ويدر البول. الساهر : أجود أوقات شربه الربيع لأنه حينئذ أكثر مائية وفي
الخريف قليل المائية كثير الجبنية وفي الشتاء لا يمكن شربه بتة ولا يشرب إلا بعد
ولادة الحيوان بأربعين يوما ليقل لبؤه ويؤمن تجبنه. ابن سينا : واللبن بالجملة إذا
استولت عليه حرارة فاضلة ردّته إلى طبيعة الدم المعتدل بسرعة ولميله إلى البرد يضر
أصحاب البلغم لأن حرارتهم لا تحيله إلى الدم كما ينبغي والبدن يستعمله قبل
الاستحالة لقربه منه ، ولذلك ينفع أصحاب المزاج الحار اليابس إذا لم تكن في معدهم
صفراء ثم للألبان مناسبات مع الأبدان لا تدرك أسبابها ولكنه كثيرا ما يحدث الوضح ،
واللبن علاج للنسيان والغم والوسواس وهو ضار لأصحاب الخفقان الرطب كيف كان من دم
أو بلغم. ديسقوريدوس : ولبن المعز أقل ضررا للبطن من غيره من الألبان لأن أكثر ما
ترتعي أشياء قابضة كالمصطكي والبلوط والزيتون وشجرة الحبة الخضراء ولذلك صار جيدا
للمعدة. روفس : لبن المعز أضعف إسهالا من لبن البقر فأما في سائر أحواله فمنفعته
معتدلة. اليهودي : لبن المعز يستحيل إلى لبن جيد نافع من السعال ونفث الدم ونحول
الجسم. الطبري : عن بعض كتب الهند أنه جيد للحمى العتيقة واستطلاق البطن لأن المعز
كثير المشي قليل الشرب وترعى ما كان مرا خفيفا. وقال مرة أخرى : لبن الماعز يدر
البول. الرازي : لبن المعز معتدل بين لبن البقر ولبن الأتن فأما لبن النعاج فأكثر
فضولا. ديسقوريدوس ولبن الضأن ثخين حلو دسم ليس بجيد للمعدة كلبن الماعز. روفس في
كتاب اللبن : لبن الضأن أغلظ الألبان وأكثرها جبنا وهو بطيء الإنحدار ملهب للبطن.
اليهودي : لبن الضأن جيد للسعال والربو ويصفي اللون جدّا ويكسب اللحم ويزيد في الدماغ
والنخاع والباه. الطبري عن بعض كتب الهند : لبن الضأن أردأ الألبان وهو حار غير
ملائم للبدن يهيج القراقر والمرار والبلغم. حنين : نافع من نفث الدم وعلل الصدر وينبغي
أن تعلف النعجة هندبا وكزبرة رطبة ويابسة وثيلا ولسان الحمل ولسان الثور والبقلة
الحمقاء ويسقى العليل من هذا اللبن أربعة أواق إلى نصف رطل بكثيرا ورب السوس وصمغ
اللوز ونحوه. ديسقوريدوس : ولبن البقر والخيل أسهل للبطن من غيره من الألبان.
الطبري عن بعض كتب الهند : لبن البقر أفضل الألبان يبطئ بالهرم وينفع من السل والربو
والنقرس والحمى العتيقة. الرازي : لبن البقر أغلظ الألبان وأوفقها لمن يريد خصب
بدنه. روفس : لبن الرماك مدر للحيض المنقطع من قبل الحرارة واليبس مفتح لأورام
الرحم شربا. الطبري : إذا حقنت المرأة بلبن الرماك وهو حار نقى الرحم من القروح.
الرازي في كتاب الشراب : أما لبن الرماك
فيشبه أن يكون أسخن
ألبان المواشي وشاهدت خلقا من الترك زعموا أنهم كانوا يشربون منه ويسكرون وليس
ينبغي أن يظن به أنه مثل الشراب في أفعاله لكنه يحط الطعام ويلين الصدر والبطن على
حال. روفس : ولبن الخنازير كنت أشفي به السل ومن أدمنه أورثه وضحا. جالينوس في
كتاب تدبير الأصحاء : ينبغي أن يستعمل في بعض الأوقات لبن المعز وفي بعضها لبن
الأتن ويستعملهما جميعا في أوقات مختلفة لأن ألبان الأتن ألطف وأكثر مائية من لبن
المعز وأما لبن المعز ، فمختلف الغلظ فهو لذلك أكثر غذاء متى كانت الحاجة لي كثرة
الغذاء فأما لبن الأتن فاستعماله في جميع الأنحاء مأمون لأنه إن أخذ وحده بلا خبز
أسرع الإنحدار ونفخه أقل وليس يتجبن في البطن ولا سيما متى خلط مع ملح وعسل.
ديسقوريدوس : لبن الأتن خاصة إذا تمضمض به شد اللثة والأسنان. الطبري : هو نافع من
عسر البول واللهب واشتعال القلب والرئة جيد لقروح الرئة نافع لكل أمراض الصدر جيد
لقروح المثانة ومجاري البول ويسقى منه ثلاث أواق بالغداة أو أكثر أو أقل على قدر
المصلحة. الطبري : إن شرب لبن الأتن نفع من الأدوية القتالة ومن الدوسنطاريا ومن
الزحير ، وإذا حقنت به المرأة نفع قروح الرحم. حنين : فإن أردت أن تسقيه للسل والسعال
فاحذر أن يكون صاحبه خبز ، وينبغي أن تعلف الأتان قبل شرب لبنها بعشرة أيام الثيل
والهندبا والتبن والنخالة والشعير المنقع في الماء والبقلة الحمقاء والخس مع
الحشيش ويسقى منه أوّلا أوقيتان ثم ثلث رطل مع كثيرا وصمغ عربي ورب السوس والفانيذ
والسكر الطبرزذ والدهن الموصوف للسل ودهن حب القرع الحلو وإن أردت أن تسقيه لمن به
نفث الدم أو قرحة فأعلف الأتان كزبرة رطبة أو يابسة وورق الينبوت والحماض ولسان
الحمل وأطراف العوسج والشعير المنقع مع كزبرة يابسة منقعة في ماء البقلة الحمقاء ويسقى
معه مع كثيرا وطين أرمني أو طين مختوم أو صمغ عربي ومن الأقراص الموصوفة لقطع الدم
، وإن أردت أن تسقيه لمن به سدد في صدره أورثته أو أردت أن تجلو المثانة من
الكيموس الغليظ فأعلف الأتان كرفسا ورازيانجا وشيحا وقيصوما وهندبا مع الشعير وبزر
الكرفس والخس وأشق السفوف الموصوف له. الساهر : وبدل لبن الأتن إذا عدم لبن
الماعز. اليهودي : لبن اللقاح نافع من الماء الأصفر والبهر وضيق النفس ويفتح السدد
ويطرّي الكبد ويقوي الجسم والأجود أن يسقى للمستسقى مع بولها ويسقى لتصفية ألوان
النساء. الطبري : في لبن اللقاح حرارة وملوحة وله خفة وينفع من البواسير والإستسقاء
والدبيلة ويهيج شهوة الغذاء والجماع. الرازي في الحاوي : قال بعض الأطباء لبن
اللقاح ينفع من حرارة الكبد ويبسها نفعا بليغا ويسقى منه من رطل إلى رطلين حليبا
بخمسة دراهم من سكر العشر فينفع من الإستسقاء الحادّ. ابن ماسويه : يفتح السدد
المتولدة في الكبد من الورم الصلب. حنين : لبن اللقاح نافع من نوعي الإستسقاء
الزقي والطبلي ويحلل الغلظ الكائن في الكبد وينفع الأورام الجاسية وينبغي أن يجعل
دستور يعمد في سقي اللبن في الإستسقاء أن لا يسقى اللبن في الإستسقاء ولا في
الأورام التي يؤول أمرها إلى الإستسقاء إلا بعد استحكام الماء فإنك إذا فعلت ذلك
لم يسهل اللبن من الماء شيئا بل يسهله ما يحل قواه عند خروجه وهذا شيء عرفناه
بالتجربة ، فإذا استحكم الماء فاسقه اللبن
ما لم تكن به حمى وآخر
من جربنا عليه هذه القضية البوشنجالي فإني لم أسقه اللبن حتى استحكم ماؤه فلما
سقيته بسكر العشر فلم يزل يسهله حتى برئ في خمسة وعشرين يوما. قال الساهر : وأما
في الأورام التي لا تؤول إلى الماء فيمكن أن يسقى في أوّل الأمر ويسقى الأورام
الصلبة كلها في الجوف بالأدهان مثل دهن الخروع ودهن اللوز المرّ والحلو ودهن
الفستق ودهن القسط ودهن الناردين ودهن السوسن. جالينوس : وينبغي أن تعلف الناقة
رازيانجا وشيحا وهندبا وقيصوما وثيلا وحرشفا ولبلابا ويلقم بالعشي من دقيق الشعير
معجونا ببزر الكرفس والرازيانج والأفسنتين عشرة أيام ويحلب من لبنها بعد عشرة أيام
رطل ويشرب بماء القاقلي وسكر العشر ويشرب أيضا بدواء اللك الصغير والكبير ويشرب
أيضا مع الكاكنج.
لبن
حامض : جالينوس في أغذيته : لا يضر الأسنان وإنما
ينالها مضرة إذا كانت في مزاجها الطبيعي والعرضي باردة أبرد مما ينبغي ، فإذا كانت
كذلك نالها من المضرة منه كما ينالها من سائر الأنواع الباردة ، وكثيرا ما يعرض
لها من اللبن الحامض الضرس كما يعرض من التوت الحامض الذي لم ينضج وغيره من
الأشياء الباردة العفصة والأمر في أن المعدة الباردة على أيّ الجهات كان بردها لا
تستمرىء اللبن الحامض على ما ينبغي أمر ظاهر ، فأما المعتدلة المزاج فهضمها له
يعسر إلا أنها على حال لا يقوّيها على هضمه حتى لا تهضمه أصلا ، وأما المعدة التي
هي أسخن كما ينبغي أما بالطبع منذ أول أمرها وأما لسبب عارض عرض لها في آخر الأمر
فإنها مع ما لا تضرها الأغذية التي سبيلها هذا السبيل قد ينتفع بها بعض الانتفاع وتصير
محتملة التناول للبن ولو كان قد برد بالثلج فضلا عن سواه. قال : ولما كان اللبن
مركبا من جواهر وقوى متضادّة غير أنه فيما تبين منه للحس بسيط مفرد فلهذا صار يعرض
منه لو كان في طبعه جيدا أن يتغير في المعدة بحسب اختلافها فيحمض مرة في معدته
الواحدة ويجيف أخرى ويحدث جشاء دخانيا على أن المزاج الذي يعرض منه للشيء أن لا
ينهضم في المعدة أن يستحيل ويتغير إلى الحموضة خلاف المزاج الذي منه يعرض له أن
يتغير ويستحيل إلى الدخانية من إفراط الحدة والحرارة وزيادتها ، وهذان الأمران
كلاهما يعرضان للبن من قبل أن جميع المائية والدسم الذي فيه جبنية أيضا ولذلك صار
اللبن المحمض متى لم يتم لم يستحل أصلا إلى الدخانية ولو ورد معدة في غاية التوليد
للمرار وفي غاية الحرارة والإلتهاب لأن هذا اللبن المحمض بسبب أن زبده وماءه قد
أخرجا عنه فليس فيه القوّة الحادّة التي كانت في اللبن الحليب بسبب مائيته ولا
الكيفية الدسمة المعتدلة الحرارة التي كانت فيه بسبب الزبد لأن اللبن المحمض إذا
فعل ذلك به لم يبق فيه إلا الجزء الجبني وحده مع أن هذا الجزء لم يبق على ما طبعه
لما كان منذ أوّل أمره بل تغير واستحال حتى صار أبرد مما كان ، وإذا كان اللبن
المعمول بهذه الصفة يسمى لبنا مخيضا على هذا فحسبنا أن نقول فيه أنه يولد خلطا
غليظا باردا ، وأنه يتبع هذين الأمرين أعني البرودة والغلظ أن يكون هذا اللبن
الجامع لهما لا تستمرئ به المعدة التي مزاج جرمها مزاج معتدل ويولد الخام وينفع
هذا الغذاء وما يجري مجراه المعدة الملهبة وهو في غاية المضرة للباردة. ماسرحويه :
مخيض البقر قد يسقى من الدوسنطاريا وهو جيد له خاصة وللسل وللحرارة في الكبد والمعدة
ولكل احتراق وحدة وقد يسقى في الأطريفل ومع خبث الحديد
فيقوي المعدة ويطفئ
الحرّ والسم وهو جيد للقلاع الذي في أفواه الصبيان مع العسل. ابن سينا : والحامض
منه والماست يهيجان الجماع في الأبدان الحارة المزاج بما يرطب وينفخ. حنين : في
كتاب الكيموسين مخيض البقر يقوي المعدة ويقطع الإسهال ويشهي الطعام ويسكن الحرارة
ويخصب البدن ويسمنه فإن أردت أن تسقيه إنسانا فأعلف البقر أرزا وجاورسا أو خرنوبا
ثم خذ بالعشي من لبنها ساعة تحلب أربعة أرطال فصب عليه نصف رطل من لبن حامض وصيره
في إناء وألق عليه كرفسا وسذابا وورق الأترج وقشره وكمونا مقلوّا ونعنعا ومصطكي وقرطا
وطراثيث وغط رأس الإناء ، وفي الغد إن أردت إخراج ما فيه فأخرجه فإن لم تخرجه لم
يضر شيئا ثم أمخض اللبن وافتح رأسه بعد ساعة وتفقده فإذا اجتمع زبده فصفه بمنخل وأتركه
حتى يسكن فإذا سكن طفا فوقه فصفه عنه وأسقه ثلاث أواق أوّل مرة مع وزن ربع درهم
خبث الحديد في كل يوم تمام الأسبوع وإسقه منه في اليوم الثامن تسع أواق في ثلاث
مرات مع ثلاثة دراهم سكر في كل يوم مرة واحدة ثلاثة أيام واسقه في اليوم ثلاث أواق
مرة مع وزن درهمين من سكر ، وينبغي أن ينظر فإن كان الشارب له لم يستمرئه حسيا وإلا
فلا تعطه هذا المقدار من اللبن وتقدم إليه بأن يغتذي في أوّل شربه له بغذاء صالح
المقدار وكلما زاد في كمية اللبن نقص من مقدار الغذاء فأما غذاؤه عليه فليكن
زيرباجا أو سماقيا بدجاج مع كعك وليتعهد ماء قد أغلي فيه أنيسون ومصطكي وشيئا من
عود ، وينبغي أن يؤخذ هذا اللبن للخلفة مع سفوف حب الرمان من وزن درهمين إلى ثلاثة
دراهم وكعك من ثلاثة دراهم إلى خمسة ، فأما إن أردت أن تسقيه لتسكين الحرارة وتخصيب
البدن وتسمينه فوحده أو مع كعك. الرازي : الماست والرائب والشيراز كلها تبرد وتطفئ
وتنفخ وينبغي أن يجتنبها من بدأ به البهق الأبيض وأصحاب القولنج ووجع المفاصل والظهر
والورك لأن الماست والشيراز غليظان بطيئا النزول والرائب أسرع نزولا وأشدّ تطفئة وأكثر
نفخا وكل ما كان أحمض كانت هذه الخلال فيه أقوى.
لبأ
: جالينوس : هو اللبن الذي يحلب وقت الولادة إذا لم يخلط بعسل كان أبطأ انهضاما وأبلغ
في توليد الخلط الغليظ وأبطأ في الإنحدار عن المعدة والنفوذ في الأمعاء ، وإذا خلط
معه العسل كان ما يرد إلى البدن منهما من الغذاء مقدارا كثيرا. ابن ماسه : هو رديء
للمرطوبين يهيج القولنج ويولد الحصا في المعدة ووجعها. المنهاج : هو بارد رطب يخصب
البدن ويصلح مزاج الكبد الحارة ويحدث جشاء حامضا دخانيا ويهيج الفواق.
الرازي في دفع مضار الأغذية : واللبن
الرطب وهو اللبأ أوخم وأشدّ إذهابا لشهوة الطعام من الجبن غير أنه أسرع نزولا وأقل
تسديدا. ديسقوريدوس في مداواة أجناس السموم : ومن شرب لبأ قد صيرت فيه أنفحة سي فإنه يأخذه الخناق من ساعته لأن اللبن يجمد
في بطنه فينفعه أن يشرب خلا فيه أنفحة مرارا كثيرة ويشرب ورق قالاسني وهو حبق
التمساح يابسا كان أو رطبا وعصارته إن كان رطبا مع أصل الجنطيانا وأصل الأنجذان والحاشا
مع الخل والرماد الذي يعمل به الطين ولا يقربن شيئا من الملوحة فإن اللبن يزداد
جمودا وتجبنا ولا ينبغي لهم أن يستعملوا القيء لئلا يقف اللبن على المعدة فيكون
منه موت سريع ولا يستعملوا القيء فإن بانجذابه إلى المريء وتشربه هناك وهو جامد
يخنق. الرازي : اللبن الحليب كثيرا ما ينعقد في المعدة إذا
__________________
شرب وخاصة ما كان له
غلظ ومتانة ، وإذا جمد في المعدة عرض منه الغثي والعرق البارد والنافض وكثيرا ما
يقتل إن لم يتدارك وينفعهم أن يسقوا من لبس التين الخفيف وزن درهم ويستف سفة من الحرف مع ماء
حار ويسقوا ماء العوسج والسكنجبين الحامض العسلي فإذا تقيأ ذلك أو قاء منه فاسقه
ماء العسل مع طبيخ بزر الكرفس وأعطه ماء حارا مرات كثيرة ، وقد تحدث هذه الأعراض
عن جمود الدم في المعدة فليعالج بهذا فأما جموده في المثانة فليعالج بعلاج الحصاة.
وقال : ربما استحال اللبن إلى كيفية رديئة ومال عن الحموضة إلى أن يستحيل إليها في
أكثر الأمر إلى حال عفن ورداءة ، ويعرض عن أكلة الهيضة القوية القتالة فمن عرض له
عن أكل اللبن أمر منكر كريح أو غشي أو عصر على فم المعدة أو دوار فليبادر بالقيء
بماء العسل ويسقى شرابا صرفا مع الجوارشن القلاقلي وتكمد معدته بدهن الناردين.
لبن
السوداء : ابن رضوان : هو صمغ
يجلب من المغرب شديد الحرارة مفسد للأبدان إذا شم أرعف وعطس إرعافا وإعطاسا شديدا
مهلكا ، وإذا لطخ على الأورام الصلبة منعها من التصلب وفجرها.
لبني
: الخليل بن أحمد : هو شجر له لبن كالعسل
يقال له عسل لبني ، وقال مرة أخرى : هو شيء يشبه العسل لا حلاوة له يتخذ من شجر
اللبني. أبو حنيفة : هو حلب من حلب شجرة كالدوم ولذلك سميت الميعة لانمياعها وذوبها.
الرازي في الحاوي : اللبني هي الميعة ، أقول وسيأتي ذكرها في الميم.
لبان
: هو الكندر وقد ذكرته في الكاف.
لحم
: جالينوس في العاشرة : أقول أن لحم
الحيوان الذي له فضل حرارة بالطبع ليس إنما يغذو البدن فقط بل يسخنه مع ذلك ولحوم
الحيوان التي لها فضل برد هي أيضا تبرد البدن ، وعلى هذا المثال تجد لحوم الحيوان
التي لها فضل يبس تجفف البدن ولحوم الحيوان التي لها فضل رطوبة ترطبه فأحضر الآن
ذكرك ما قد تعلمته من كتاب المزاج فإذا تعرّفت من حيوان مّا أن مزاجه يابس بمنزلة
الخنزير الذي هو أيبس من الخنزير الأهلي فاعلم أن لحمه أيضا أشدّ تجفيفا ، وقس على
هذه الصفات الأصناف الأخر من الحيوانات أصناف المزاج هذا القياس بعينه. مثال ذلك
أن الكبش أيبس مزاجا من الخنزير والمعز أيبس مزاجا الكبش والثور أيبس مزاجا من
المعز والأسد أيبس مزاجا من الثور ، وعلى هذا فافهم الأمر في الحرارة فإن الأسد
أشدّ حرارة من الكلب والكلب أحر من فحل الثيران والثور الفحل أحر من الخصي فعلى
قياس اختلاف أصناف مزاج الحيوان تختلف أيضا لحومها ، ولذلك ينبغي أنك متى أردت أن
تجفف البدن أن تطعم الإنسان لحوم الحيوانات التي مزاجها أيبس ومتى أردت أن تسخنه
فتطعمه التي مزاجها حر ، وكذا إن رأيت أن تبرده فأطعمه لحوم التي مزاجها أبرد وكذا
إن أحببت أن ترطبه فأطعمه لحوم الحيوانات التي مزاجها الترطيب. وقال في كتاب
أغذيته : ليس قوّة جميع أعضاء الحيوان قوّة واحدة بعينها لكن اللحم منها إذا
استمرئ كما ينبغي تولد منه دم جيد فاضل نافع لصاحبه ولا سيما لحوم الحيوانات التي
يتولد من لحمها خلط جيد كالخنزير ، وأما الأعضاء العصبانية فالغالب على دمها
البلغم فلحم الخنزير يغذو أكثر من جميع الأغذية وقد جربت ذلك في الحيوانات التي في
مزاجها بالطبع فضل يبس وفتيها وصغيرها أجود مزاجا من كبيرها لما في طراءة سنها من
المعونة على اعتدال المزاج ، وأما التي بالطبع أرطب فإذا صارت إلى
__________________
منتهى الشباب في
سنها اعتدلت في مزاجها ولذلك صارت لحوم العجاجيل أفضل انهضاما من لحوم مستكمل
البقر ، ولحوم الجداء أفضل انهضاما من لحوم كبير الماعز لأنه وإن كان مزاجه أقل
يبسا من مزاج مستكمل البقر فإن لحوم الحملان أيضا من اللحوم التي غذاؤها أرطب وأكثر
توليدا للبلغم ، ولحوم النعاج أكثر فضولا وأردأ خلطا ، ولحوم الأناث المسنة من
الماعز تولد أيضا خلطا غليظا رديئا فأما لحوم التيوس فخلطها رديء جدا وانهضامها
عسر جدا وبعدها في البرد لحوم الكباش وبعدها لحوم البقر ، واعلم أن الخصي من لحوم
جميع هذه الحيوانات أفضل وأجود من كل ما لم يخص ، ولحم كل هرم من الحيوان رديء
الحال في انهضامه وفيما يتولد منه من الدم وما يناله البدن منه من الغذاء حتى أن
الخنازير وإن كانت لحومها رطبة المزاج فإنها إذا هرمت صار لحمها صلبا كالليف يابس
فيعسر هضمه قال : وأما لحوم الثعالب فالصيادون يأكلونها عندنا في الخريف لأنها فيه
تسمن وتخصب أبدانها من أكل العنب ، وكذا جميع الحيوانات إذا صادفت من الغذاء
الموافق لها مقدارا كثيرا صار لحمها للأكل أجود وأفضل ما كان قبل ذلك ، ولذلك صار
جميع الحيوان الذي يغتذي العشب والكلأ وأغصان الأشجار وأوراقها وقضبانها وسوقها
يكون في الوقت الذي تجد فيه ذلك كثيرا أخصب أبدانا وأسمن لحما ويكون غذاؤها
للأبدان المغتذية بها أوفق وأصلح في جميع الوجوه ، ولذلك صار ما كان من الحيوان
يرتعي العشب الكبير الطويل الغليظ بمنزلة البقر يكون بدنه في الشتاء وفي أوّل الربيع
وسطا قضيفا مهزولا والدم المتولد من لحمه رديء حتى إذا طال الوقت ونما العشب وكثر
وطال وغلظ وبلغ إلى حد توليد البزر صارت أحسن حالا وأغلظ أبدانا وصار المتولد من
الدم من لحمها أجود ، فأما الحيوانات التي يمكنها أن ترتعي العشب الصغار فحالها في
الربيع وفي وسطه أجود بمنزلة الكباش والنعاج ، وأما الماعز فأحسن ما يكون حالا في
أوّل الصيف وفي وسطه وفي الوقت الذي يكون فيه النبات الذي فيما بين الشجر والعشب
كثيرا ويكون قد أسنف وبزر فإن الماعز إنما من عادته أن يغتذي من هذا النبات وغذاؤه
حينئذ غذاء موافق وصار لحمه للأكل أجود وفي أيام ذلك العشب يكون أسمن.
الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : اللحم
هو طعام كثير الغذاء جيد يتولد منه دم صحيح كثير الغذاء وجيد يتولد منه دم متين
صحيح كثيف وهو من الأغذية للأقوياء والأصحاء ومن يكدّ ويتعب ولا يحتمل إدمانه
غيرهم لأنه يسرع بالإمتلاء ويورث الأمراض الإمتلائية ويختلف بحسب اختلاف أجناسه وألوانه
ومواضعه وأزمانه وأعضائه فتكون لحوم الحيوانات البرية في أكثر الأمر أيبس من
الأهلية ، ولحوم الفتية أرطب ولا سيما القريبة العهد بالولادة ، ولحوم الجبلية
أيبس من البرية والأهلية أرطب وأكثر غذاء وفضولا والأحمر منه أكثر غذاء وأبطأ
نزولا والمجزع معتدل بينهما والأعضاء الكثيرة الحركة القليلة اللحم والشحم
كالأكارع أقل أغذاء ، والمنضج المهري بالصنعة والأبازير الحارة والخلول الثقيفة
أسرع إنهضاما وأقل إغذاء والغير المنضجة بالضدّ ، ولحوم الطير في الأكثر أخف وأرق
دما وأفضل فضولا اللهم إلا لحوم طير الماء والآجام ، والأغلظ من اللحوم والأكثر
إغذاء أوفق لأصحاب التعب والرياضة الكثيرة والألطف والأقل إغذاء أوفق لمن تعتريهم
الأمراض
الرطبة كالمستسقين ونحوهم
والأرطب أوفق للمحرورين والنحفاء ولمن تعتريهم أمراض يابسة كالدق ونحوه.
ابن سينا في الثاني من القانون : لحوم
الضأن هي الفاضلة وهي حارة لطيفة والفتيّ من الماعز والعجاجيل ولحوم الصغار منها
أقبل للهضم وألطف غذاء والجدي أقل فضولا من الحمل ، ولحم الرضيع عن لبن محمود جيد
وأما عن لبن غير محمود فرديء وكذا لحم العجيف ولحم الأسود أخف وألذ ، وكذلك لحم
الذكر والأحمر المفصول من الحيوان الكثير السمن والبياض أخف والمجزع أقل إغذاء ويطفو
في المعدة ، وأفضل اللحم غائره بالعظم والأيمن أخف وأفضل من الأيسر والمطبوخ
بالأبازير والمري ونحوه قوّته قوّة أبازيره والسمين والشحم رديء الغذاء قليله ملطف
للطعام ، وإنما يصلح منها قدر يسير بقدر ما يلذذ واللحم السمين يلين الطبع مع قلة
غذائه وسرعة استحالته إلى الدخانية والمرار وينهضم سريعا وأبعد اللحمان عن أن تعفن
أقلها شحما وأيبسها جوهرا قال : ومن الناس من مدح لحوم السباع لبرد المعدة ورطوبتها
وضعفها وسرعة الإنهضام والإنحدار وبطئهما وليس بحسب غلظ الغذاء ورقته ، فإن لحم
الخنزير البري والأهلي على ما يقال أسرع إنهضاما وإنحدارا وهو قوي الغذاء غليظه
لزجه. ديسقوريدوس : ولحوم السباع وذوات المخلب من الطير والجوارح كلها جيدة
للبواسير العتيقة وتنفع من فساد المعدة وتقوي البصر وتلين البطن وتمري بحرافتها وكل
لحم ذبح وأكل من يومه سريعا فهو أقوى وأصح لا ينبغي أن يؤكل الميت والمهزول والسمين
جدا ، والذي ولد لأقل من شهر أو ضربه سبع أو حريق أو مريض أو غريق. قال غيره : وأكل
اللحوم البائتة من مواد الأسقام رديء. ابن سينا : ولحوم السباع رديئة وجميع الطيور
الكبار المائية ذوات الأعناق والطواويس والغربان والحمامات الصلبة والقطا كثيرا ما
تولد السوداء والعصافير كلها رديئة وأجنحة الطير الغليظة جيدة الكيموس وخير لحوم
الوحوش لحوم الظباء مع ميلها إلى السوداوية ولحم الطير أجمع أيبس من لحم ذوات الأربع
ولحوم البقر والأيائل والأوعال وكبار الطير تحدث حميات الربع. الرازي في دفع مضار
الأغذية : وأما لحوم الصيد من الطير فالمختار منها الطيهوج ثم الدراج ثم الحجل ثم
التدرج كلها جيدة الغذاء لا تحتاج إلى إصلاح غير أنها لا تصلح أن يديمها الأصحاء ويعتمدوا
عليها ولا سيما من يكد ويتعب وهو جيد للمعدة قوي الهضم ، وأما الضعفاء والمرضى ومن
يحتاج إلى تلطيف تدبيره فلا شيء أوفق لهم منها وينبغي أن يصنع صنعة موافقة فتصنع
للمحرورين بالخل وماء الحصرم ونحوهما ولمن ليس بملتهب البدن فتطحن بالمري والزيت ولمن
يريد أن يزيد في تجفيف بدنه فالشواء والكرذبان
وكلها مجففة للطبيعة ويعسر خروجها من البطن ولا سيما ما لم تكن سمينة وما شويت ، فلذلك
ينبغي أن يأكلها من يتأذى بيبس طبيعته بأسفيذباجات قد صب فيها دهن الزيت المغسول ويتعاهد
باللبن للطبيعة باعتدال ويأكل معها شيئا من الحلو ليستدرك بذلك قلة إغذائها وليسهل
خروجها أيضا ، اللهم إلا أن يميل إلى قلة الغذاء ولم يحتج إلى تدبير ملطف من
المرضى فإن هؤلاء ينبغي أن يسهلوا خروج هذه اللحوم من بطونهم بالأشياء الملينة
للإسهال ليخرجه كل من المبرودين والمحرورين بما هو أوفق لهم ، وقد وصفنا من هاتين
الصفتين جميعا صفات كثيرة.
لحية
التيس : أبو حنيفة : تسمى ذنب الخيل وهي بقلة
جعدة ورقها كالكراث
__________________
لا يرتفع كورقه ولكن
يتسطح والناس يأكلونها ويتداوون بعصيرها. لي : هذا الدواء معروف عند أهل الشام والغرب
والشرق وديار مصر وقد ينبت أيضا منه شيء في أعمال بلاد الفيوم من أعمال مصر ، وأما
الدواء الذي سماه حنين في كتاب جالينوس وديسقوريدوس بلحية التيس فهو ليس هذا
الدواء المذكور قبل ولا من قبيله ولا من أنواعه وليس بينهما مناسبة في ورد ولا في
صدر بل هو دواء آخر غيره يسمى باليونانية قسيوس ونحن متبعون حنينا في ذلك إذ كان
هذا هو المقصود في كتب الأطباء بهذا الإسم ، وهذا الدواء الذي سماه حنين لحية
التيس هو المعروف عند عامتنا بالأندلس بالسوراص وهو مشهور بها بذلك.
ديسقوريدوس في ١ : قسيوس ومنهم من يسميه
فستادون وقصارن أيضا وهو شجرة تنبت في أماكن صخرية كثيرة الأغصان خشنة ليست طويلة لها
ورق مستدير عليه زغب وزهر شبيه بالجلنار ، وأما القسيوس الأنثى فزهره أبيض. جالينوس
في السابعة : وهذا نبات وسط بين الشجرة والعشب وفيه قبض ليس باليسير وذلك موجود في
مذاقته وفي أفعاله الجزئية أوّلا فأولا وذلك لأن ورقه الغض إذا سحق جفف وقبض
تجفيفا ويبسا يبلغ به أن يدمل الجراحات. وزهرته أيضا أقوى من ورقه حتى أن من شرب
شيئا منها مع شراب أبرأت ما يكون به من قروح الأمعاء وضعف المعدة وتمنع ما يتحلب
إليها من الرطوبة الغالبة ، وإذا اتخذ منه ضماد نفع الجراحات المتعفنة لأن قوّتها
قوية التجفيف وذلك أنها من اليبوسة في الدرجة الثالثة عند منتهاها وفي هذا الدواء
من البرودة مقدار ما قد صارت به حرارته فاترة جدا. ديسقوريدوس : وقوّة الزهر قابضة
، وإذا شرب مسحوقا بشراب قابض نفع من ضعف البطن واختلاف الدم ولذلك يوافق من كانت
في معدته
قرحة إذا أخذ مرتين في النهار ، وإذا تضمد به منع القروح الخبيثة أن تسعى في البدن
، وإذا خلط بموم وزيت عذب أبرأ حرق النار والقروح المزمنة ، وقد ينبت عند أصول
قسوس الدواء الذي يقال له أبو قسطس ومن الناس من يسميه أمرقيون ومنهم من يسميه
قفطنين وهو دواء يشبه الجلنار ومنه ما لونه ياقوتي ومنه ما لونه أشقر ومنه ما لونه
أبيض ويعصر كما يعصر ألاقافيا ، ومن الناس من يعصره ثم يجففه ثم يدقه وينقعه ويطبخه
ويفعل به كما يفعل بالحضض. جالينوس : وأما الهيوفسطيداس فهو أشد قبضا من ورق لحية
التيس جدا وهو بليغ القوّة في شفاء جميع العلل التي تكون من تحلب المواد بمنزلة
نفث الدم وانطلاق البطن ونزل الطمث وقروح الأمعاء فإن أردنا أن نقوي به عضوا من
الأعضاء قد ضعف من قبل رطوبة كثيرة اكتسبه إذا وضع عليه قوّة وليست بالدون وبهذا
السبب صار يخلط
في الأدوية النافعة لهم المقوية للكبد ويقع أيضا في المعجون المتخذ بلحوم الأفاعي
وهو الترياق ليقوي الأعضاء ويشدها وقوّته قوّة الأقاقيا غير أن قوّة هذا الدواء
أشد قبضا وتجفيفا ويصلح إذا شرب أو احتقن به لمن كان به إسهال مزمن أو قرحة في
الأمعاء ولنفث الدم وسيلان الرطوبات من الرحم سيلانا مزمنا.
لحاء
الغول : الشريف : يسمى بالفارسية أردمانة ويسمى
بالبربرية تامرت وشسيون وهو نبات ينبت في الإقليم الثالث لا في غيره من الأقاليم وهو
نبات يصدر عن الأرض خصلا خصلا صغارا كالشعر دقيق أسود لا فروع له ولا ورق ولا زهر
، وإنما يكون مرسلا على التراب إذا جمع انقبض وإن ألقي في النار
__________________
سطعت منه رائحة
الشعر ، وقد يسمى نبات الغول
أو ينبت كثيرا بالمغرب الأقصى بفحص مشسيون بين مدينة قلمان ومدينة فاس وهو بهذا الفحص
كثير جدا ويعرف هناك بلحية مشسيون وهو حار يابس خاصيته أنه إذا بخرت به الحمى
الرابع أبرأها وحيا وقد جرب وصح ، وإذا علقه المسافر في عضده وكان ماشيا لم يتعب أصلا.
لحام
الذهب : ولحام الصاغة أيضا. ديسقوريدوس في
الخامسة خروشفلا أجوده ما كان من أرمينية لونه شبيه بالكراث مشبع الحمرة اللون ، وبعده
في الجودة ما كان من البلاد التي يقال لها ماقدونيا وبعده ما كان بقبرس فليختر من
كل واحد من هذه الأصناف كلها ما كان نقيا وكان ليس فيه حجارة أو تراب وقد يغسل على
هذه الصفة بوجه الكفاية ويسحق ويلقى في صلاية ويصب عليه ماء ويدلك باليد على
الصلاية مع الماء دلكا شديدا ويودع الإناء حتى يصفو ثم يصب عليه ماء آخر ويدلكه ولا
يزال يفعل به ذلك إلى أن ينقى ثم يؤخذ ويجفف في الشمس ويستعمل ، وقد يحرق على غير
هذه الصفة يؤخذ منه ما يكتفي به ويسحق ويقلى في مقلاة وتوضع المقلاة على جمر ويعمل
فيه ما وصفنا من الكلام في غيره. جالينوس في التاسعة : هذا الدواء أيضا من الأدوية
التي تذوّب اللحم لكنه ليس يلذع لذعا شديدا ، وأما تحليله فشديد وكذا تجفيفه. ومن
الناس من يسمي بهذا الإسم الدواء الذي يتخذ في هاون من نحاس ودستيج من نحاس تبول فيه الأطفال ، وقوم آخرون
يدخلون هذا الصنف في عداد الزنجار ويجعلونه نوعا من أنواعه والأجود أن يتخذه
المتخذ له في الصيف ويكون سحقه بالبول في الهاون في الهواء الحار إن كان لم يتهيأ
له وقت الصيف ، والأجود أن يكون النحاس الذي يتخذ منه الهاون والدستج نحاسا أحمر
فإنه إذا كان كذلك كان ما يسحق به منه وينحل بدستج الهاون إذا سحق به أكثر مما
ينحل ويسحق أيضا إذا كان النحاس لينا ، وهذا دواء جيد للجراحات الخبيثة إذا استعمل
وحده أو خلط مع غيره وهو وإن كان يجفف أكثر مما يجفف اللزاق المغربي فهو أقل
تلذيعا منه إذا كان يفوقه في اللطافة ، وإن أنت أيضا أحرقت اللزاق الآخر المحتفر
لطفته أكثر. ديسقوريدوس : وله قوّة تجلو بها اللثة وتقطع اللحم الزائد في القروح وتنقيها
وتقبض وتسخن وتعفن تعفينا برفق مع لذع يسير وهو من الأدوية التي تهيج القيء وتغثي.
لي : لحام الذهب عند كثير من الناس هو التنكار والصاغة يلحمون به أيضا لكن اللحام
الذي تقدم القول فيه لديسقوريدوس وجالينوليس هو التنكار بل هو دواء آخر غيره.
لحية
الحمار : هو كزبرة البير فاعرفه.
الحياني
: قال الرازي في الحاوي : أنه الخرشف وفي
الفلاحة أنه صنف من الشوك ويسمى خبز الكلب وأشار بصفته إلى النبات المسمى
باليونانية دنيشاقوس وهو العطشان وقد ذكرته في الدال المهملة.
لخينس
الأكليلية : أبو العباس النباتي
: سميت به لأنهم كانوا يضعونها في الأكاليل قال : وهي عندي النوع الجبلي من الخيري
البنفسجيّ النور. ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات له زهر شبيه بزهر الخيري وفي
لونه فرفيرية يعمل منه أكلة ، وبزره إذا شرب بالشرب نفع من لسعة العقرب ، وأما
الخينس أغريا ومعناه الذي ليست ببستانية وهو شيء شبيه في كل حالاته بلخينس
البستاني إلا أن بزره إذا أخذ منه مقدار درخميين أسهل البطن وزعم بعضهم أنه إذا
وضع على العقارب أخدرها وأبطل فعلها.
إلزاق
الذهب : هو لحام الذهب المتقدم ذكره.
__________________
لزاق
الرخام : ولزاق الحجر وهو صمغ
البلاط وهو مذكور في الصاد المهملة.
لسان
الحمل : ديسقوريدوس في الثانية : أو يقانس أو
باله وباللطيني بكناش وهو صنفان كبير وصغير فالكبير عريض الورق قريب الشبه من
البقول التي يغتذي بها وله ساق أيضا مزوّاة إلى الحمرة طولها ذراع عليها بزر دقيق
في شكلها من وسطها إلى أعلاها وله أصول رخوة عليها زغب أبيض غلظها كأصبع وتكون في
الآجام والسباخات والمواضع الرطبة وأكبر صنفي لسان الحمل أكثرهما منفعة ، وأما
الصغير فله ورق أدق وأصغر من ورق الكبير وأشد ملاسة له ساق مزوّي مائل إلى الأرض وزهر
أصفر وبزر على طرف الساق.
جالينوس في ٨ : مزاج هذا النبات مركب من
مائية باردة وفيه قبض والقبض هو من جوهر أرضي بارد فهو لذلك يجفف ويبرد في الأمرين
جميعا بعيد عن الوسط بعدا هو في الدرجة الثانية وجميع الأدوية التي تجفف مع قبض
نافعة للقروح الحادثة في الأمعاء لأنها تقطع الدم وإن كان هناك شيء من اللهب والتوقد
أطفأه ويدمل النواصير وسائر القروح الرطبة معا ولسان الحمل إما أن يكون أوّلا
مقدّما في جميع أمثال هذه الأدوية وإما غير مختلف عن واحد منها حتى يكون تابعا لها
في اعتدال مزاجه لأن له يبسا غير لذاع وبرودة لم تبلغ إلى حال البرودة التي تخدر ،
وثمرته وأصله قوّتهما مثل قوّة ورقه إلا أنهما ألطف وأقل برودة وأيضا فإن ثمرته
ألطف وأقل برودة وذاك لأن العضل المائي الذي فيه يفنى ويتحلل ، ولهذا السبب صرنا
نستعمل أصل هذا النبات في مداواة وجع الأسنان يستعطي صاحب الوجع أصله ليمضغه ويطبخ
الأصل أيضا بالماء ويعطى ذلك الماء للتمضمض به ، وأما في مداواة السدد العارضة في
الكبد والكليتين فإنا نستعمل بزره أكثر مما نستعمل في ذلك ثمرته لخاصيته لأن جميع
هذه فيها قوّة تجلو وعسى أن تكون هذه القوّة موجودة في نفس الحشيشة من الرطوبة فلا
يتبين فعلها لأن الرطوبة تغمرها. ديسقوريدوس : ولورقه قوّة قابضة مجففة ولذلك إذا
تضمد بها وافق القروح الخبيثة والوسخة ومن به داء الفيل ويقطع سيلان الدم منها والقروح
التي تسمى الحمرة وإفسنطيداس المنتشرة والنار الفارسية والنملة والشري من أن تسعى
في البدن ويبرئ ويدمن القروح المزمنة ويبرئ القروح الخبيثة التي تسمى خيلونيا ويلزق
الجراحات العميقة بطراوتها ، وإذا تضمد به مع الملح نفع مع عضة الكلب الكلب وحروق
النار والأورام التي يقال لها فوحثلا وورم اللوزتين والخدر العارض من البرد والخنازير
ونواصير العين ، وإذا طبخ هذا البقل وأكل بخل وملح وافق حرقة النار وقرحة الأمعاء
والإسهال المزمن ، وقد يطبخ أيضا مع العدس بدل السلق وقد يؤكل مسلوقا للمحبونين
حبنا لحميا ويصلح للمصروعين وأصحاب الربو ، وأما الورق إذا تمضمض به دائما أبرأ
القروح التي في الفم ، وإذا خلط بالطين المسمى فيموليا أو بأسفيذاج الرصاص أبرأ
الحمرة ، وإذا حقنت به النواصير نفعها ، وإذا قطر في الأذن الوجعة نفعها ، وإذا
ديف بعصارتها الشيافات وقطر في العين نفع من الرمد وينفع اللثة المسترخية الدامية
وينفع نفث الدم من الصدر وما فيه من الآلام وقرحة الأمعاء ، وقد يحتمل في صوفة لوجع
الرحم الذي يعرض فيه الاختناق ولسيلان الفضول من الرحم ، وثمره إذا شرب قطع الفضول
السائلة إلى البطن ونفث الدم من الصدر وما فيه ، وإذا طبخ أصله وتمضمض بطبيخه أو
مضغ
الأصل سكن وجع
الأسنان وقد يشرب الأصل والورق بالطلاء لأوجاع الكلى والمثانة ، وقد زعم قوم أنه
إذا شرب ثلاث أصول من لسان الحمل بأربع أواق ونصف شرابا ممزوجا بمثله ماء نفع من
حمى الغب ، وأنه إذا شرب أربع أصول نفعت من حمى الربع ، ومن الناس من يعلق الأصول
في رقاب من بهم الخنازير يريدون بذلك تحليلها. ديسقوريدوس : ويجب أن يعالج مدقوقا
حيث تكون القرحة كثيرة الوسخ أو ضعيفة أو كثيرة القيح به ، وإذا احتيج إلى جلاء
يسير أو نبات لحم أو تحدث في القرحة رطوبة قليلة وضعت كما هي أوراقا بغير دق وشرب
ماء مغلي مصفى ينفع من به استطلاق البطن إذا كان عن حر يستدعي شرب ماء كثير فيفسد
الهضم لذلك ويلين الطبيعة ومن له خلط سوداوي أو صفراوي.
لسان
الثور : ديسقوريدوس في الرابعة : بوغلص وهو نبات
يشبه النبات الذي يقال له قلومس خشن أسود وأشد سوادا من قلومس الأبيض وأصغر منه ويشبه
في شكله ألسن البقر وقد يظن به أنه إذا طبخ في الشراب وشرب أحدث لشاربه سرورا.
جالينوس في السادسة : هذا نبات مزاجه حار رطب ، ولهذا صار إذا ألقي في الشراب يكون
سببا للفرح وهو نافع لمن به سعال من خشونة قصبة الرئة والحنجرة إذا طبخ بماء
العسل. ابن سينا : حشيشة عريضة الورق كالمرو وخشنة الملمس ، وقضبان خشبه كأرجل
الجراد ولونه بين الخضرة والصفرة ، ويجب أن يستعمل منه الخراساني الغليظ الورق
الذي له على وجهه نقط هي أصول شوك أو زغب مئبري عنه وهو حار رطب في الأولى وله
خاصية في تقريح القلب وتقويته عظيمة جدا ويعينها ما فيه من إسهال السوداء الرقيق
فينقي بذلك جوهر الروح ودم القلب وتقويته عظيمة وقد جمع هذا الدواء قوّة الخاصة مع
قوّة الطبيعة إلى الاعتدال ولا إيثار عليه.
التجربتين : يلين الطبيعة ويعين على
انحدار الأخلاط المحترقة وينفع من السوداء المتولدة عن خلط صفراوي ويسكن جميع
أعراضها من الوسواس والخفقان والفزع وحدة النفس.
الخوز : وإذا أحرق ورقه نفع من رخاوة
اللثة والقلاع وخاصة في أفواه الصبيان ومن جميع الحرارة التي تكون في الفم. ابن
ماسويه : خاصية لسان الثور إسهال المرة والصفراء ونفع الخفقان العارض منها إذا أخذ
منه أخذ مع الطين الأرمني والشربة منه ما بين ثلاثة دراهم إلى خمسة مع السكر
السليماني وإن أخذ مع الخفقان فوزن درهمين مع وزن درهم من الطين الأرمني.
لسان
الجمل : أبو حنيفة : هي عشبة من الحشيشة لها ورق
مفترش خشن لخشونته كأنه المناخل لخشونة لسان الثور ويسمو من وسطها قضيب كالذراع
طولا في رأسه نواة كحلاء وهي دواء من أوجاع ألسنة الناس والسنة الإبل من داء يسمى
الخارس وهو بثور تظهر بالألسن مثل حب الرمّان. الغافقي : قد ظن قوم أن هذا هو لسان
الثور وليس به وهذا نبات تسمية الناس أذن الثور ويسمى أيضا الكحلاء ، والفرق بينه
وبين لسان الثور أن ورق هذا عراض مدوّرة وزهرته متدلية إلى الأرض ورائحة ورق هذا
كرائحة القثاء ويؤكل نيئا ومطبوخا وهو نافع من الخفقان أيضا وحرارة المعدة وينفع
من القلاع وأدواء الفم ويسمى بعجمية الأندلس
أدادي. لي : يسمى هذا النبات بأفريقية أوساني وفيه لزوجة ظاهرة أكثر من التي في لسان
الثور الشامي في حين طراوتها.
لسان
العصافير : هو ثمر شجر الدردار
وليس
__________________
بشجرة النبق. ابن
وافد : هو ثمر شجرة يشبه ورقها اللوز وثمرتها التي يقال لها لسان العصافير هي
عراجين متفرّقة الخرنوب شبيه أوراق الزيتون إلا أنه أصغر منه بكثير وفي جوف كل
خرنوبة لب كأنه لسان الطائر المسمى العصفور خارجه أحمر وداخله أبيض مائلا قليلا
إلى الصفرة وطعمه حرّيف لذاع مع شيء من المرارة ، ومن جعل قوّته الأولى في الحرارة
في آخر الدرجة الثانية لم يبعد من الصواب ومن المقنع أن يكون مع حرارته رطوبة لأنه
لا يظهر تلذيعه إلا بعد إدامة مضغه. ابن ماسويه : ينفع من وجع الخاصرة ويفتت
الحصاة ويسلس البول المأسور من الجروح ويزيد في الباه ويقوّي على الجماع. بديغورس
: نافع من الخفقان. غيره : وبدله وزنه جوزبوا مقشر ونصف وزنه بهمن أحمر. لي : هذا
الدواء الذي ذكره ابن وافد هو ثمرة شجرة الدردار وهو معروف عند كافة الناس ، وأما
إسحاق بن عمران فزعم أن ألسنة العصافير هو غير هذا وأشار في وصفه له في الماهية
بالدواء الذي ذكره ديسقوريدوس في المقالة الثانية ورسمه باليونانية إيدروصارون وقد
ذكرته في الألف.
لسان
السبع : الغافقي : هو نبات له ورق طوال حادّة
الأطراف جعدة خشنة تميل في خضرتها إلى البياض والصفرة مشرفة الجوانب كالمنشار وله
قضبان مزوّاة حوارة تعلو نحو ذراعين عليها فلك كبار مستديرة فيها زهر فرفيري ونباته
في الربيع ، ويسميه بعض الناس بعجمية الأندلس المرزجون وهو نافع من الحصا إذا طبخ
وشرب ماؤه وله أصل مربع أسود في طول أصبع وينبت في الأرض الغليظة الخصبة.
لسان
الكلب : يقال على لسان الحمل ويقال على الحماض
أيضا وعلى نبات آخر وهو الذي نريد ذكره ههنا. الغافقي : هو نبات له ورق يشبه ورق
لسان الحمل إلا أنه أطول منه وفيه انحقان وهي ملس شديدة الملاسة محدّدة الأطراف وله
ساق تعلو أكثر من ذراعين وأكبر وتتشعب منها شعب كثيرة جدا رقاق صغار معقدة عليها
زهر وهو دقيق فرفيري في أول الصيف ، وله بزر دقيق أشهب اللون ونباته في مناقع
المياه ومجاريه القليلة الجري ويسمى باللاطينية أميره وله أصل أبيض ذو شعب كثيرة
رقاق كالخيوط مشتبكة بعضها ببعض وهو يلزق الجراحات ويدمل القروح ، وإذا شرب نفع من
جسو الطحال.
لسان
: ابن سينا : هو جوهر مركب من لحم رخو
نفذت فيه عروق وعصب وعضل وخلطه رطب. المنهاج : هو سريع الإنهضام معتدل الغذاء بين
القلة والكثرة.
لسان
البحر : وقد مضى ذكره في السين المهملة في رسم
سيبيا وقد قلنا أنها السمكة التي سماها جالينوس في مفرداته الدمثا وفسرها حنين
السرطان البحري وليس كما قال حنين.
لصف
: هو الكبر وأظنه مفتوح الصاد المهملة.
لصيفي
: هو النبات الذي تسميه علماؤنا بأذن
الأرنب وقد ذكرته في الألف ويسميه قوم بأذن الغزال أيضا وله بزر خشن يلصق بالنبات
، وقد يقال اللصيفي أيضا لحشيشة أخرى وهو البلسكي وقد ذكرته في الباء.
لعبة
بربرية : ابن سينا : هو شيء كالسورنجان يجلب من
نواحي أفريقية يفش به السورنجان وقد يحرك الباه. لي : هو السورنجان بعينه وهو
النابت بظاهر ثغر الإسكندرية والإسكندرانيون وغيرهم من أهل الديار المصرية يسمونه
بالعكنة أيضا فلا يتوهمون أن السورنجان غير اللعبة البربرية. الرازي في الحاوي : رأيت
العماد في نهش الأفاعي كلها خاصة وأكثر السموم من الهوامّ على تقوية الحرارة
الغريزية لتكون أقوى
من أن يمكن أن يعمل
فيها ذلك السم فلذلك أرى أن الخمر موافق جدا ، ورأيت اللعبة البربرية تثير في
البدن حرا كثيرا كأنه طبيعي فلذلك أحسب أنه شديد الموافقة لذلك وأحسب أنه أشرف
دواء له يكون الفزع إليه.
لعبة
مطلقة : هو أصل اليبروح عند أهل مصر وسيأتي ذكره
في الياء.
لفاح
: هو على الحقيقة ثمر اليبروح وأيضا بأرض
الشام ومصر نوع من البطيخ صغير كالأكر وجسمه مخطط كأنه الثياب العتابية ورائحته
طيبة المشم وتسمى الشمامات عندهم فيعرف باللفاح أيضا.
لفت
: مذكور في رسم شلجم في حرف الشين
المعجمة.
لك
: ابن سينا : يهزل السمان بقوة شديدة وينفع
من الخفقان وينفع الكبد ويقويها وينفع من اليرقان والإستسقاء اللحمي إذا أضيف إلى
أحد المعجونات النافعة لذلك ويؤخذ كل مرة في ذلك المعجون من درهم إلى نحوه ، وإذا
شرب بالخل أياما أهزل البدن والمشروب منه على الريق درهمان بأوقية من الخل. لي : زعم
بعض التراجمة أن هذا هو الذي سماه ديسقوريدوس في الأولى قيقهن وليس كما زعم وقد
ذكرته في القاف.
إسحاق بن عمران : قوّته من الحرارة واليبوسة
في الدرجة الثانية. الرازي في جامعه الكبير : هو مفتح للسدد يقوّي الأحشاء. ابن
الجزار : إذا غسل اللك كان أبلغ في فعله وألطف في مذهبه وما يراد من إصلاح الكبد وأما
صفة غسله فأن يؤخذ وينقى من عيدانه ويسحق ويصب عليه ماء قد أغلي فيه الراوند وأصول
الإذخر ويحرّك بدستج الهاون ناعما ويصفى بمنخل ويرمى ثفله ويترك ماؤه حتى يصفو ويرسب
ثم يصفى الماء عنه برفق ويؤخذ الثفل الذي يرسب ويجفف في الظل ويرفع في إناء زجاج ويستعمل
فإن لم يبق إلا الثفل والدردي المختلط فليعد الماء الحار عليه ثانيا ويحرّك ويصفى
كذلك على ما وصفت. الرازي : في كتاب إبدال الأدوية : وبدله في تفتيح السدد والنفع
من ضعف الكبد ثلثا وزنه من الزراوند ونصف وزنه من الأسارون وثلثا وزنه من الطباشير
البيض.
لملم
: كتاب الرحلة : إسم لشجرة القطف البحر
بصحراء برنيق من أعمال برقة عند بعض العربان بها ويزعمون أن أصله نافع للمجذوم
فاختره. لي : هو المعروف بالملوح في كتب الأطباء وسيأتي ذكره في الميم وهو أكثر
حطب أهل الإسكندرية.
لنخيطس
: ديسقوريدوس : في الثالثة هو نبات له ورق
شبيه بورق الكراث إلا أنه أعرض ورقا منه ولون ورقه إلى الحمرة كالدم وأكثر ورقه
إنما ينبت عند أصله وورقه منحن مائل إلى ناحية الأرض وأقله ينبت في الساق وعلى طرف
الساق زهر أسود شبيه بالقلانس فيه وجه شبيه بوجه الكرح فيه شيء شبيه بالفم المفتوح
وقريب منه شيء أبيض شبيه باللسان قريب من الشفة السفلى ، ولهذا النبات ثمرة شبيهة
في شكلها بزج
الحربة وطرفها ذو ثلاث زوايا وله أصل شبيه بالجزرة وينبت في أماكن خشنة رطبة ، وأصل
هذا النبات إذا شرب بالشراب أدر البول. جالينوس في السابعة : هو دواء يدر البول.
لي : أخبرني من أثق به أنه شاهد هذا النبات بجبل لبنان وبالجهة المطلة منه على بلد
صيدا من أرض الشام وهذا الموضع يعرف بالتومين وتعجب من ماهيته غاية التعجب ، وهذا
الرجل لم يكن من أهل هذه الصناعة ولم يكن يحفظ ما قال ديسقوريدوس منه.
لنخيطس
آخر : ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات خشن له
ورق شبيه بورق سقولوقندريون إلا أنه أخشن منه وأعظم تشريفا ، وإذا وضع على
الجراحات نفعها ومنع
__________________
عنها أن يضربها
الحمرة ، وإذا شرب بالخل نفع وحلل ورم الطحال. جالينوس في السابعة : ورقه ما دام
طريا يصلح لإدمال الجراحات فإذا يبس فإنه يشفي الطحال إذا شرب بالخل.
لي : وهذا النوع يعرفه شجارو الأندلس
بالرقعة الصخرية وهو مشهور عندهم بذلك.
لوز
: جالينوس في السادسة : أما المر منه
فقوّته قوّة ملطفة ودليله طعمه وما يختبره من أمره بالتجربة وذلك أنه يفتح السدد
الحادثة في الكبد عن الأخلاط الغليظة اللزجة المتضاغطة في أقصى العروق تفتيحا
بليغا ويجلو النمش ويعين على نفث الأخلاط الغليظة اللزجة من الصدر والرئة ، ويشفي
أيضا الأوجاع الحادثة في الأضلاع وفي الطحال والكليتين والقولنج وأمثال هذه
الأشياء ، وجملة شجرة هذا اللوز قوّتها مثل هذه القوّة ، ولذلك قد يؤخذ أصلها
فيطبخ ويوضع من خارج على الكلف فيذهبه. ديسقوريدوس في الأولى : أصل شجرة اللوز
المرّ إذا طبخ ودق ناعما وسحق نقى الكلف في الوجه واللوز أيضا إذا تضمد به فعل ذلك
أيضا ، وإذا احتمل أدر الطمث ، وإذا خلط بدهن الورد وخل وتضمد به الجبين نفع من
الصداع ، وإذا خلط بشراب كان صالحا للشري ، وإذا خلط بالعسل كان صالحا للقروح
الخبيثة والنملة وعضة الكلب الكلب ، وإذا أكل سكن الوجع ولين البطن وجلب النوم وأدر
البول ، وإذا استعمل بالنشاشتج من الحنطة ومع النعنع كان صالحا لنفث الدم ، وإذا
شرب بالشراب وخلط بصمغ البطم ولعق كان صالحا لمن بكلاه وجع ومن ورمت رئته ورما
حارا ، وإذا استعمل بالميختج المسمى أعليقي نفع من عسر البول وفتت الحصا ، وإذا
لعق منه مقدار جوزة بالعسل واللبن نفع من وجع الكبد والطحال والسعال والنفخ في
الأمعاء المسمى قولون وإذا تقدّم في الأخذ منه قدر خمس لوزات منع السكر ، وإذا
أكله الثعلب مع الطعام قتله. مسيح : اللوز المر حار في الدرجة الثالثة. إسحاق بن
عمران : اللوز المر هو عاقل للطبيعة ينقلب إلى المرار ويكثر الصفار ومذهبه مذهب
الدواء لا مذهب الغذاء وأما شجرة اللوز الحلو فهي أضعف بكثير من شجرة اللوز المر وهذه
أيضا ملطفة مدرة للبول ، وإذا أكل اللوز الحلو وهو طري أصلح به المعدة. جالينوس : أما
اللوز الحلو ففيه أيضا مرارة يسيرة وإنما لما كان الغالب عليه الحلاوة صارت مرارته
تخفى فلا يعلم بها وإنما تظهر المرارة ظهورا بينا إذا هو عتق وكل حلو الطعم فهو
معتدل الحرارة. الرازي في كتاب أغذيته : وليس في طعم اللوز الحلو قبض أصلا بل
الغالب عليه الحلاوة والتلطيف ولذلك يجلو الأعضاء الباطنة وينقيها ويعين على قذف
الرطوبات. مسيح بن الحكم : وأما اللوز الحلو فحار رطب في وسط الدرجة الأولى ويغذو
البدن غذاء يسيرا وإن أكل رطبا بقشره دبغ اللثة والفم وسكن ما فيهما من الحرارة
بالبرودة والعفوصة والحموضة التي في قشره الخارج قبل أن يصلب ويشتدّ. ابن ماسويه :
وإن قلي يابسه كان أنفع للمعدة بالدبغ. المنصوري : يلين الحلق وهو ثقيل طويل
الوقوف في المعدة غير أنه لا يسدّد بل يفتح السدد ويسكن حرقة البول ، وإذا أكل
بالسكر زاد في المني. وفي كتاب دفع مضار الأغذية : هو معتدل السخونة جيد للصدر والرئة
والمثانة الخشنة والأمعاء أيضا وهو يغذوها ويزلق ما فيها ويسرع انحداره وإنهضامه
سريعا بالسكر الطبرزذ والفانيذ الخزائني فإن ثقل في حالة لكثرة ما أخذ منه فليشرب
عليه ماء يقبل كثرته ويجب بعد كثرته شرب ماء العسل ، وإن أكثر من الرطب منه فليؤخذ
عليه
الكموني والجوارشن
السفرجلي المسهل وأكل الجوز واللوز المرطبين بالمري مما يسرع إخراجهما إلا أنهما
لا يغذوان في هذا الحال كما يغذوان إذا أكلا مع السكر والفانيذ وقلما يصلحان مع
المرّي لينقل بهما وتعليل النفس على الشراب وعند الجوع الكاذب بهما ، فأما إذا
قشرا وأكلا مع السكر الطبرزذ والفانيذ الخزائني فإنهما يزيدان في المخ والدماغ ويخصبان
البدن ويغذوانه غذاء كثيرا. غيره : اللوز الحلو ينفع السعال اليابس أكلا.
لوز
البربر : ابن رضوان : هو ثمر شبيه بصغير البلوط
أصفر اللون في أحد جوانبه ثقب غير نافذة إلى داخله وداخله شبيه بحب الصنوبر يجلب
من شجر كبار بالمغرب الأقصى حار يابس للبطن ودهنه ينفع من الطرش القديم ووجع الأذن
نفعا بينا والشربة منه التي تمسك البطن نصف درهم. لي : هذا هو الهرجان ، والبربر
بالمغرب الأقصى يسمونه أرجان وهو شجر يكون بالمغرب الأقصى بقبيلة مراكش ببلاد
دحاحا وركراكا كثير الشوك حديده يمنع شوكه من الوصول إلى جني ثمرته ويستخرج من
ثمرته دهن بأن تعطى ثمرته المعز أو الإبل تأكله عند نضجه على شجره ، فإذا أكلته ورمت
بنواه من بطونها فحينئذ يلقطونه ويكسرونه كاللوز ويأخذون لبه فيطحن كالزيتون ويستخرج
منه دهن يتأدم به وهو عندهم من أفضل الأدهان وأرفعها ويسمى زيت الأركان.
لوبيا
: الغافقي : هو صنفان أحدهما يؤكل بغلفه
لأنه غض وهو المسمى باليونانية سميلقن. ديسقوريدوس في الثانية : سميلقن ومن الناس
من يسمي ثمره أسفاراغس وله ورق شبيه بورق قسوس إلا أنه أنعم منه بكثير وقضبانه
دقاق شبيهة بالخيوط تشتبك بالنبات المجاور لها ويستطيل جدا حتى يستظل تحته وله غلف
شبيهة بغلف الحلبة غير أنه أطول وأسمن وفي جوفه حب شبيه بحب الكلى في شكله مختلف
اللون منه ما لونه إلى الحمرة ومنه إلى البياض ومنه إلى السواد وقد يؤكل كالهليون
وهو مدر للبول. الفلاحة : هو شبيه بكبار اللوبيا يؤكل بغلفه لأنه غض لا يخشن وهو
مبرد قليل البرد قريب من الإعتدال مدر للبول سريع الإنحدار يملأ الرأس بخارا ويضر
الزكام والدماغ الضعيف ومن يعتاده السهر ، فإذا أكل غضا أرى أحلاما رديئة مفزعة وإذا
أكل مسلوقا كان فعله لذلك أقل. ابن ماسويه : حارة رطبة في وسط الدرجة الأولى وما
احمرّ منها كانت أكثر حرارة وهي تدر الحيض إذا صير معها القنة ودهن الناردين. قال
: ومن أدلة رطوبتها سرعة نفخها وهي مولدة لخلط غليظ بلغمي رديئة للمعدة فإن أكل
معها خردل منع ضررها والأحمر منها أحمد خلطا وأما الأبيض فغليظ كثير الرطوبة عسر
الإنهضام ويعين على هضمه أكله حارا بالمري والزيت والكمون ولا يؤكل قشره الخارج ،
وأما رطبه فأحمد أكله بالملح والفلفل والصعر ليعين على هضمه ويشرب عليه نبيذ صرف والمربى
منه بالخل قليل الرطوبة بطيء الإنهضام من أجل يبس الخل. ابن سينا : هو أقل نفخا من
الباقلا وأكثر نفخا من الماش وأسرع انهضاما وخروجا منه وليس بأقل غذاء منه وهو جيد
للصدر والرئة. الغافقي : اللوبيا الأحمر حار في الدرجة الأولى وماؤه المطبوخ ينقي
دم النفاس ويخرج الأجنة الميتة والمشيمة. الرازي في دفع مضار الأغذية : هو كثير
النفخ وليس بصالح للمعدة بل يغثي ويبخر الرأس أيضا ولذلك ينبغي أن يؤكل بالخل والخردل
والسذاب والمري ، فإن الخل يمنع تبخيره إلى الرأس
وتوليده الغثي والخردل
أو الخل والمري يذهبان بما فيه من تقليبه المعدة ويطيبانه ويشهيانه إلى الطبع ويسرعان
إخراجه من البطن والسذاب يكسر رياحه ونفخه جدّا.
لوقاقيثا
: ديسقوريدوس في الثالثة : له أصل شبيه
بالشعر شديد المرارة إذا مضغ سكن وجع الأسنان ، وإذا طبخ بالشراب وشرب منه ثلاث
قوابوسات نفع من أوجاع الجنب المزمنة وعرق النسا وخضد لحم العضل والتشنج ، وإذا
شربت عصارته أيضا فعلت ذلك.
جالينوس في السابعة : أصل هذا مرّ فهو
لذلك يحلل ويجفف في الدرجة الثالثة ، وأما الإسخان فهو في الأولى منه يقوي الأعضاء
ويشدها وقوته مثل قوّة الأقاقيا غير أن قوّة هذا أشد قبضا وأشدّ تجفيفا ويصلح إذا
شرب ، وإذا احتقن به لمن كان به إسهال مزمن أو قرحة في الأمعاء.
لوقاس
: الغافقي : سماه البطريق حرف أبيض وسماه
حنين سفند اسفنذ. وفي الكتاب الحاوي سفندا سنفدو وهي امتداريا البيضاء ، وقيل أنه
نوع من المر.
ديسقوريدوس في الثالثة : لوقاس الجبلية
وهي أعرض ورقا من البستانية وثمرها أشد حرافة وأمر وأردأ طعما من البستانية وكلتاهما
إذا تضمد مبهما أو شربتا بشراب وافقتا ضرر ذات السموم من الحيوان وخاصة البحرية.
جالينوس في السابعة : الغالب على هذا في طعمه الحرافة ومزاجه بارد يابس قريب من
الدرجة الثالثة.
لوسيماجيوس
: يعرفه بعض شجاري الأندلس بالقصب الذهبي
وبالخويخة تصغير خوخة وبخوخ الماء أيضا ويعود الريح أيضا. ديسقوريدوس في الرابعة :
هو نبات له قضبان نحو من ذراع وأكثر دقاق شبيهة بقضبان التمنش من النبات معقدة عند
كل عقدة ورق نابت شبيه بورق الخلاف قابض في المذاق وزهر أحمر شبيه في لونه بالذهب
وينبت بالآجام وعند المياه. جالينوس في السابعة : الأغلب على طعمه القبض ولهذا
يدمل الجراحات ويقطع الرعاف إذا تضمد به وهو مع هذا يقطع كل دم ينبعث حيث كان من
نفس جرمه وعصارته إلا أن عصارته أبلغ فعلا منه ، ولذلك صار إذا شرب واحتقن به شفى
قروح الأمعاء وهو دواء لمن ينفث الدم وللنزف. ديسقوريدوس : وعصارة ورقه موافقة
يقبضها لنفث الدم من الصدر وقرحة الأمعاء مشروبة كانت أو محتقنا بها ، وإذا
احتملته المرأة قطع سيلان الرطوبات المزمنة دما كان أو غيره من الرحم ، وإذا سد
المنخران بهذا النبات قطع الرعاف ، وإذا وضع على الجراحات ألحمها وقطع عنها نزف
الدم ، وإذا دخن به خرج له دخان حاد جدّا حتى أنه يبلغ من حدّته أن يطرد الهوام ويقتل
الفأر.
لؤلؤ
: ابن ماسه : يجلب من البحار إلا أن فيه
لطافة يسيرة وهو نافع لظلمة العين ولبياضها وكثرة وسخها ويدخل في الأدوية التي
تحبس الدم ويجلو الأسنان جلاء صالحا.
ابن عمران : الدر معتدل في الحر والبرد
واليبس والرطوبة وكباره خير من صغاره ومشرقه خير من كدره ومستويه خير من مضرسه وخاصته
النفع من خفقان القلب والخوف والفزع والجزع الذي يكون من المرّة السوداء ولذلك كان
يصفي دم القلب الذي يغلظ فيه ويجفف الرطوبة التي في العين لشدّة أعصاب العين. وزعم
أرسطو : أنه من وقف على حل الدر كباره وصغاره حتى يصير ماء رجراجا ثم طلي به
البياض الذي يكون في الأبدان من البرص أذهبه في أوّل طلية يطليه ومن كان به صداع
من قبل انتشار أعصاب العين وسعط بذلك الماء أذهب عنه ما به وكان شفاؤه في أوّل
سعطة. وقال بعض علمائنا :
وحله يكون بأن يسحق
ويلت بماء حماض الأترج ويجعل في إناء ويغمس بماء حماض الأترج ويعلق في دن فيه خل ويدفن
الدنّ في زبل رطب أربعة عشر يوما فإنه ينحل. ابن زهر : إمساكه في الفم يقوّي القلب
عموما.
لوف
: هو ثلاثة أصناف منها المسمى باليونانية
ووراقيطون ومعناه لوف الحية من قبل أن ساقه يشبه سلخ الحية في رقته وهو اللوف
السبط والكبير أيضا وعامتنا بالأندلس تسميه غرغينة ، وبعضهم يسميه الصراخة لأنهم
يزعمون عندنا أن له صوتا يسمع منه في يوم المهرجان وهو يوم العنصرة ويقولون أن من
سمعه يموت في سنته تلك ، والثاني هو المسمى باليونانية أأرن ويسمى بالبربرية أيرن
وهو الصفارة بعجمية الأندلس وهو اللوف الجعد ، والثالث هو المسمى باليونانية
أريصارن وهو الصرين وأهل مصر تسميه بالذريرة.
ديسقوريدوس في الثانية : دراقيطون وهو
الفليجوس ومعناه باليونانية أذن الفيل له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قسيوس
في لونه فرفرية وآثار مختلفة الألوان وهو مثل عصا في غلظه وله في أطراف الساق شبيه
بعنقود أوّل ما يظهر لونه إلى البياض شبيه بلون الخشخاش وإذا نضج كان لونه شبيها
بلون الزعفران ويلذع اللسان وأصله إلى الإستداره ما هو شبيه بأصل النبات الذي يقال
له ثليوس مشاكل لأصل النبات الذي تسميه السريانيون لوفا ، ويقال له باليونانية
أأرن وعليه قشر رقيق وينبت في أماكن ظليلة ورطبة في السباخات. جالينوس في السادسة
: أما أصل هذا النبات وورقه فهما شيء شبيه بالنوع الآخر من اللوف المسمى أأرن إلا
أن هذا أحد من ذلك وأشد مرارة منه فهو لذلك أسخن منه وألطف وفيه يسير قبض إذا كان
موجودا مع هذه الأشياء التي ذكرنا ، أعني مع الحدة والمرارة وكان النبات عند ذلك
أقوى وأصله أيضا ينقي ويفتح سدد الكبد والطحال والكليتين لأنه يلطف الأخلاط
الغليظة اللزجة وهو نافع جدّا للجراحات الرديئة وذلك أنه يجلوها وينقيها تنقية
بالغة قوية وينفع من جميع العلل المحتاجة إلى الجلاء ، وإذا طلي عليها بالخل قلع
البهق وورقه أيضا قوّته هذه القوّة بعينها فهو لذلك يصلح للقروح والجراحات الطرية
وكلما كان ورقه أقل جفوفا كان إدماله للجراحات أكثر بحسب ذلك لأن الورق الكثير
الجفوف قوّته تكون أحد مما يصلح للجراحات الحادثة عن الضربات ، وقد وثق الناس منه
أنه يحفظ الجبن الرطب إذا وضع عليه من خارجه ويمنعه من التعفن لمزاجه اليابس وبزره
أقوى من ورقه ومن أصله فهو لذلك يشفي السراطين والأورام الحادثة في المنخرين التي
تسميها الأطباء الكثيرة الأرجل وهي نواصير الأنف وعصارته تنقي الأثر الحادث في
العين عن قرحة. ديسقوريدوس : وثمره إذا أخرج ماؤه وخلط بالزيت وقطر في الأنف أذهب
اللحم الزائد فيه الذي يقال له فولونس والسرطان ، وإذا شرب من ثمره نحو من ثلاثين
حبة بخل ممزوج بماء أسقط الجنين ، ويقال أن المرأة إذا علقت واشتملت رائحة هذا عند
ذبول زهره أسقطت ، وأصله مسخن ينفع من عسر النفس الذي يعرض فيه الإنتصاب ومن الوهن
العارض في المفصل والسعال والنزلة ، وإذا طبخ أو شوي وأكل وحده أو بعسل سهل خروج
الرطوبات من الصدر وقد يجفف ويدق ويخلط بعسل ويلعق فيدرّ البول ، وإذا شرب بشراب
حرك شهوة الجماع ، وإذا خلط بالدواء الذي يقال له القير أو عسل وصير بمنزلة
المراهم نقى القروح الخبيثة وأدملها ، وقد يعمل منه شيافات للنواصير وإخراج الأجنة
وقيل أنه إذا أخذ
الأصل ودلك على بدنه لم تنهشه حية ، وإذا دق وخلط بخل ولطخ به البهق قلعه والورق
إذا دق وصير في الجراحات الطرية بدل الفتل وافقها ، وكذا إذا طبخ بالشراب ووضع على
الشقاق العارض من البرد ، وإذا لف فيه الجبن لم يدوّد وماء الأصل يوافق قرحة العين
التي يقال لها فالنون والتي يقال لها قوما والتي يقال لها حيلوس أيضا وقد يؤكل
الأصل في وقت الصحة مطبوخا ونيئا عند الجزيرة التي يقال لها عيدرس والتي يقال لها
بلاندس فيأخذون الأصل ويطبخونه بدل الزلابية ، وينبغي أن تجمع الأصول وقت الحصاد وتقطع
وتمسك في خيوط كتان وتجفف في الظل. مسيح : دراقيطون أصله حاد حريف فإذا استعمل
طعاما فينبغي أن يطبخ مرة ويلقى ماؤه ثم يطبخ ثانية ليذهب الطبخ بما فيه من قوّة
الدواء ويستعمل كالسوس لأصحاب السعال والكيموس الغليظ الذي يحتاج إلى قوّة قوية وهو
يسير الغذاء ويحرق الدم وكذا سائر الأشياء المرّة فأما الأشياء التفهة والأشياء
الحلوة فغذاؤها كثير لا سيما إذا كانت أجرامها ليست رطبة بل صلبة وأما أأرن الذي
تسميه السريانيون لوقا فورقه شبيه بهذا إلا أنه أصغر منه نقي من الآثار وله ساق
طولها شبر إلى الفرفيرية شكله كدستج الهاون عليه ثمر لونه إلى الزعفران وله أصل
أبيض كهذا شبيه بأصل دراقيطون. جالينوس في السادسة : جوهر هذا جوهر حار أرضي فهو
لذلك يجلو ولكن ليس قوّة الجلاء فيه قوية كقوّتها في اللوف الآخر المسمى دراقيطون
وهو في التجفيف والإسخان في الدرجة الأولى وأصوله أنفع ما فيه ، وإذا أكلت قطعت
الأخلاط الغليظة تقطيعا معتدلا ولذلك صارت نافعة لما ينفث من الصدر ، والنوع الآخر
من اللوف وهو دراقيطون أنفع في ذلك. ديسقوريدوس : وقد يهيأ ورقه للأكل على أنحاء
شتى وقد يجفف وحده ويطبخ ويؤكل وقد يؤكل ورقه وثمره وأصله كالدراقيطون ، وإذا تضمد
بأصله مع إخثاء البقر كان صالحا للنقرس وقد يخزن الأصل كالدراقيطون وأكثر ما
يستعمل منه ورقه للأكل لقلة حرافته. غيره : أصله إذا كان رطبا وغلي في دهن نوى
المشمش حتى يحترق وطلي به البواسير الظاهرة حلقها ورمى بها ، ويحتمل أيضا في صوفة
للباطنة وقد يقطع صغارا وينقع في شراب يوما وليلة ثم يمسك ما أمكن في الدبر فإنه
نافع من البواسير وهو عجيب في ذلك إلا أنه صعب ، وإذا بخرت البواسير بأصل اللوف
جففها ، وأما أرنصارون فقال ديسقوريدوس هو نبات صغير له أصل شبيه بحبة الزيتون أشد
حرافة من أصل اللوف ، ولذلك إذا تضمد به منع سعي القروح الخبيثة في البدن ويعمل
منه شيافات قوية الفعل للنواصير
وإذا احتمل في فروج الحيوان أفسدها. الشريف : وأما اللوف الصغير فإن لأصله في
النفع من داء الشوكة فعلا عجيبا إذا طلي به مع دهن بنفسج مسخن ، وإذا سحق مع الدهن
وطليت به أطراف المجذوم أوقف التآكل فإن أديم الطلي عليها أبرأها ، وإذا سقي مع
الدهن العتيق شفى من الدماميل. جالينوس : هو أسخن كثيرا من اللوف.
لوقا
: أبو العباس الحافظ : هذا إسم لنوع من حي
العالم المسمى بأذن القسيس بالبلاد المصرية وبالشام أيضا عصارته عندهم مع الدهن
مغلاة تنفع من وجع الأذان وكثيرا ما يتخذونها في البساتين وعلى القبور وفي السطوح
في المراكز وهي أيضا مختبرة في الإسهال المزمن وورقها على شكل ورق المساقق النابتة
على الحجارة إلا أنها
__________________
أصلب وأشد خضرة
مقعرة جدّا تميل إلى الطول قليلا وهي مجتمعة متكاثفة وفي بعضها انقباض أمتن من
المساقق براقة طعمها طعم الحصرم ثم يعقبه مرارة تحذي اللسان يخرج من وسطها ساق نحو
قامة وأقل وأكثر وعليه ورق وأسفله وأعلاه معرى منه إلا ما لا خطر له وهي رخصة
معقدة وتصلب إذا انتهت وتتكوّن ويتداخل في داخلها زهر فستقي الشكل فيه بعض شبه من
زهر حي العالم النابت على الجدران لونه بين البياض والصفرة وهي دائمة الخضرة كل
السنة أوّله لام مضمومة ثم واو ساكنة ثم فاء مروسة مفتوحة بعدها ألف ساكنة.
لوفيون
: هو شجرة الحضض باليونانية وقد ذكرته في
حرف الحاء المهملة.
لوطوس
: يقال على نوعي الحندقوقا وعلى البشنين
أيضا فإن ديسقوريدوس سماه لوطوس وهو الذي يكون بمصر ومن أجل هذا الإشتراك جعل حنين
البشنين حندقوقا مصري ولست أرى ذلك صحيحا ويقال لوطوس أيضا على نوع من الشجر ذكره
ديسقوريدوس في الأولى وفسره حنين بالسدر وهو بعيد عن الصواب وغيره من التراجمة
أيضا فسره بالميس أيضا وهو أقرب إلى الصواب.
ليثابوطس
: هو نبات ذو أصناف ومعناه الكندريات لأجل
رائحة الكندر الموجودة فيها واشتق لها هذا الإسم من ليثابو الذي هو الكندر. زعم
ابن جلجل : أنه الإكليل الجبلي المعروف عند أهل الأندلس بإكليل النفساء وهو غلط
محض وتابعه جماعة ممن أتى من بعده كالشريف الإدريسي فإنه لما ذكر الإكليل الجبلي
في مفرداته تكلم فيه على أنواع الليثابوطس على أنها الإكليل وهذا تخبيط وعدم تحقيق
في النقل والليثابوطس بأنواعه هو من أنواع الكلوخ فمنه ما يعرف عند شجارينا
بالأندلس بالبريطور
الساحلي لأنه أكثر ما يكون عندنا بالسواحل ، ومنه نوع آخر يعرفه أهل غرب الأندلس بالبريطور
السحراوي
وليس به في الحقيقة ، ومنهم من يعرفه بالاشتر وبالعساليج وبالقليقل أيضا لأن
عساليجه إذا كان في زمن الربيع تؤكل وهي رخصة جدّا فيها حرارة مع حرافة مستلذة ومنه
ما لا ساق له ولا ثمر ومنه ما له ساق وثمر وأصوله كلها تشبه رائحة الكندر ، والنوع
الساحلي منه زهره أبيض وثمره مثل ثمر الرازيانج. ديسقوريدوس في الثالثة : ليثابوطس
هو نبات ذو أصناف منه صنف له ثمر يقال له تحررا ومن الناس من يسمي هذا الصنف راء ويسمونه
أيضا قميصانا وله ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له ماراثون إلا أنه أعرض منه وأغلظ
منبسط على الأرض باستدارة طيب الرائحة وله ساق طولها نحو من ذراع أو أكثر فيها
أغصان كثيرة وعلى أطرافها أكلة فيها ثمر كثير أبيض شبيه بثمر النبات الذي يسمى
سغندرايون مستدير وفيه زوايا حريف وفي طعمه شبه بالصنف الذي وصفنا ، وإذا مضغ حذى
اللسان وله عرق أبيض رائحته كرائحة الكندر كثير ، ومنه صنف آخر شبيه بالصنف الذي
وصفنا في سائر الأشياء إلا أن له بزرا عريضا أسود وهو شبيه بثمر النبات الذي يقال
له سفندوليون طيب الرائحة لا يحذي اللسان وله عرق لون ظاهره أسود ولون باطنه أبيض
، ومنه صنف يشبه الصنفين الآخرين جميعا في سائر الأشياء إلا أنه ليس ينبت له ساق ولا
زهر ولا بزر وينبت الليثابوطس في مواضع صخرية وأماكن وعرة. جالينوس في السابعة : أنواع
هذا النبات ثلاثة واحد لا ثمر له والآخران يثمران وقوّتها كلها شبيهة بعضها ببعض
لأن قوّته تحلل
__________________
وتلين وعصارة حشيشه
وأصوله إذا خلط كل واحد منهما بالعسل شفت ظلمة البصر الحادثة عن الرطوبة الغليظة والذي
يطبخ فيه النوع الذي يتخذ منه الأكاليل من أنواع هذا الدواء هو الذي تسميه الروم وسمافيون
فإنه إذا
شربه أصحاب اليرقان نفعهم وذلك أن قوّة أنواع هذا النبات وهو الذي تسميه الروم وسمافيون
تجلو فقط. ديسقوريدوس : وإذا تضمد به مدقوقا قطع سيلان الدم من البواسير وسكن
الأورام الحارة العارضة في المقعدة والبواسير النابتة وأنضج الخنازير والأورام
العسرة النضج ، وأصوله إذا استعملت يابسة مع العسل نقت القروح ، وإذا شربت بالخمر
أبرأت المغص ووافقت نهش الهوام وأدرت البول والطمث ، وإذا تضمد بها رطبة حللت
الأورام البلغمية وماء الأصل منه وغير الأصل إذا خلط بعسل واكتحل به أحد البصر ، وثمره
إذا شرب فعل ذلك أيضا وإذا شرب بالفلفل والشراب نفع من الصرع وأوجاع الصدر المزمنة
واليرقان ، وإذا تمسح به مع الزيت أدر العرق ، وإذا دق وخلط بدقيق الشيلم والخل وتضمد
به وافق شدخ العضل وأطرافها ، وإذا خلط بخل ثقيف نقى البهق ، وينبغي أن لا يستعمل
للدبيلات بزر الليثابوطس المسمى فجروا لكن بزر الآخر لأن الفجروا حريف يخشن الحلق
قال ثاوفرسطس : أنه ينبت مع الشجرة التي يقال لها أرنقي صنف من الليثابوطس له ورق
شبيه بورق الخس البري وعرق قصير إلا أن ورقه أشد بياضا وأخشن من ورق الخس وأن أصله
إذا شرب حرك القيء والإسهال ، والفجروا له قوّة مسخنة مجففة جدّا ولذلك يخلط
بأشياء يغسل بها الرأس ويذر عليه ويترك ثلاثة أيام ثم من بعد ذلك يغسل منه فيوافق
العين التي تنصب إليها الفضول.
ليمونيون
: ابن حسان : معناه باليونانية السبخي
لأنه أكثر ما ينبت في السباخ وهو النوع الكثير من الحماض وله سنابل كالدخن لينة
الملمس. ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات له ورق شبيه بورق السلق إلا أنه أدق منه
وأصغر وهو عشرة عددا أو أكثر بقليل وساقه قائم دقيق شبيه بساق السوسن ملآن من ثمر
أحمر قابض ، وثمره إذا دق ناعما وشرب منه مقدار أكسوثافن في شراب قابض نفع من قرحة
الأمعاء والإسهال المزمن وقد يقطع نزف الدم من الرحم وينبت في البساتين وفي
الآجام. جالينوس في السابعة : وثمره لما كان قابضا صار ينفع من استطلاق البطن واختلاف
الدم ونفثه وشربها بالشراب أيضا نافع لنزف الطمث ، وإذا احتيج إليه في كل ذلك
فيكتفي بأكسوثافن في الشربة الواحدة.
لينج
: ديسقوريدوس في الخامسة : قوامص قد يكون
بعضه في معادن النحاس القبرسية وبعضه وهو أكثره يعمل من الرمل الموجود في مغاير وحفر
البحر وأكثره يوجد في جوف البحر وهو أجوده ، وليختر منه ما كان مشبع اللون جدّا وقد
يحرق كما يحرق القليميا ويغسل كما يغسل. جالينوس في التاسعة ، قوته حادّة تنقص وتحلل
أكثر من الزنجفر وفيه أيضا بعض قبض. ديسقوريدوس : وله قوّة يقلع بها اللحم ويعفن
تعفينا يسيرا ويحرق ويقرح.
ليقيه
: أبو العباس : الحافظ إسم عربي لنبت لونه
قاني منسطح يخرج جراء على شكل جراء قثاء الحمار إلا أنها أكبر وهي مزوّاة مشوّكة
بشوك حاد إلى السواد والجراء لونها كالخيار الأبيض والشوك متحجر وفي داخل الجراء
ثمر دلاعي الشكل وهو عندهم نافع لحيات البطن ، وإذا انتهت الجراء اصفرت رأيتها
بأرض الغور وبصعيد مصر وببطن مرو ورأيتها
__________________
أيضا بأرض الحجاز ويسمونها
بالعلقم وقد ذكرته في العين. لي : منها شيء كثير ينبت بموضع من صعيد مصر يقال له
زماخر ويسمونها باللويقة أيضا والشربة منه وزن ربع درهم فيسهل إسهالا ذريعا وطعمها
في غاية المرارة وجراؤها على حكم الخيار كما وصف.
ليمون
: ابن جميع : مركب من ثلاثة أجزاء مختلفة
المنافع والقوى وهو القشر والحماض والبزر أما قشره فيتبين في تطعمه عند مضغه مرارة
كثيرة وحرافة قليلة وقبض خفي وله مع ذلك عطرية ظاهرة ويدل ذلك على أن طبعه التسخين
القريب من الاعتدال والتجفيف البين ، ولذلك يكون مزاجه حارا في أوّل الدرجة
الثانية وهو يابس في آخر الدرجة الثانية ولما فيه من المرارة والقبض والعطرية صار
مقويا للمعدة خاصة منبها لشهوة الطعام معينا على جودة الإستمراء مطيبا للنكهة
محرّكا للطبيعة مجشئا مطيبا للجشاء مقوّيا للقلب مصلحا لنفث الأخلاط الرديئة ، وفيه
مع ذلك بادزهرية يقاوم بها مضار السموم المشروبة ويخلص منها ، وهكذا حكمه إذا أخذ
على جهة الدواء فأما على جهة الغذاء فهو عسر الهضم بطيء الإنحدار قليل الغذاء ويدل
على ذلك صلابة جرمه وتكوّن حجمه وعسرة مضغه وبقاء طعمه وريحه في الجشاء مدة طويلة.
قال : وهو يقبض وبالجملة يستعمل بعد تقشره من قشره الخارج الأصفر حتى ينسلخ منه ولا
يبقى عليه إلا القشر الرقيق الأبيض الذي يشبه غراء البيضة وقد يعتصر وقشره باق
عليه والمعتصر بعد تقشيره فعصارته باردة يابسة في الدرجة الثالثة والمعتصر بقشره
فعصارته باردة يابسة في آخر الدرجة الثانية أو في أوّل الثالثة من قبل أن برودة
عصارة حماضه تنكسر بحرارة ما يخالطها من عصارة قشره ، وإنما نتكلم نحن على المعتصر
بقشره لأنه المستعمل والمعتاد فنقول : أن طبعه بارد يابس في الدرجة الثانية وهو
لطيف الجوهر شديد الجلاء قوي التقطيع للأخلاط الغليظة اللزجة ملطف لها ، أما برده
ويبسه فيدل على قوّة حموضته ، وأما لطافة جوهره فتدل عليها سرعة استحالته بما يخلط
به كالسكر والملح ، وأما شدّة جلائه فتدل عليها أفعاله الظاهرة في ظاهر بدن
الإنسان وغيره من الأبدان مثل غسله ظاهر البدن وتنقيته إذا تدلك به وجرده للنحاس وجلائه
من جميع ما يركب عليه من الأوساخ وقلعه الصبغ في الثوب ونفعه البهق الأسود والكلف
والقوابي إذا تدلك به وطلي عليها ، وأما قوة تقطيعه فيدل عليها ما يظهر من فعله في
البلاغم الغليظة اللزجة المنشفة الملاصقة بالحنك والحلق من تقطيعها وتخليعها وتسهيل
خروجها ونفثها ، ولهذه الخواص والقوى صار مبرد الإلتهاب المعدة مطفئا لحدّة الدم وتوهجه
مسكنا لغليانه ملطفا لغلظه نافعا من الحميات المطبقة الكائنة من سخونته والكائنة
من العفونة والبثور والأورام المتولدة منه كالشري والحصف والدماميل وأورام الحلق واللهاة
واللوزتين والخوانيق مانعا لما يتحلب إليها من المواد ولا سيما إذا تغرغر به نافعا
من حدّة المرة الصفراء كاسرا من سورتها وهيجانها جاليا لما يجتمع منها في الكبد والمعدة
وما يليها ولذلك صار نافعا من الكرب والغم والغشي الكائنة عنها قاطعا للقيء المري
مزيلا للغثي ويقلب النفس منبها لشهوة الطعام نافعا لها مسكنا للصداع والدوار والسدر
المتولد من أبخرتها نافع من الخفقان الكائن من أبخرة المرة السوداء موافقا لأصحاب
حميات الغب الخالصة وغير الخالصة منها ، وبالجملة نافع لأصحاب الحميات العفنة كلها
لتطفئة حرارتها
وتقطيعه وتلطيفه لما
غلظ من موادها وغسله وجلائه لما لحج ، واحتقن في المجاري والمنافذ منها فولد السدد
الموجبة للعفونة جاليا لما يجتمع في المعدة والكبد من الأخلاط الغليظة اللزجة
مقطعا ملطفا لغلظها معينا على صعود ما يحتاج إلى صعوده وخروجه من فوق بالقيء ، وعلى
حدور ما يحتاج إلى حدوره وخروجه من أسفل بالإسهال قاطعا للقيء البلغمي الكائن من
خلط محتبس فيها مانعا من تولد الخمار إذا تنقل به على الشراب نافعا منه إذا أخذ
بعده مزيلا لوخامة الأطعمة الكثيرة اللزجة والدهانة المرخية لفم المعدة الملطخة
لها لغسله إياها من فضالتها ودهانتها وإزالته بذلك رخاوتها المكتسب منها ، وهو مع
هذه المنافع بادزهر مقاوم بجوهره جملة سم ذوات السموم المصبوبة والمشروبة كسم
الأفاعي والحيات والعقارب وخاصة العقارب المعروفة بالجرارات التي تكون بعسكر مكرم
وسم كثير من الأدوية القتالة إذا تقدم بأخذه قبلها أو أخذ بعد استفراغ ما في
المعدة وما داخلها وما خالطها بالقذف المستقصى بعد أخذ اللبن والسمن ونحوهما ، وبالجملة
فمنافعه كثيرة ، وفوائده غزيرة وليس له مضرة تخشى ولا نكاية في شيء من الأعضاء خلا
أنه غير جيد لمن كان عصبه ضعيفا والغالب على مزاجه البرد ، وأكثر ذلك متى أخذ
بمفرده واستعمل بمجرده غير مخلوط بما يصلحه ، ولذلك صار أوفق للمصريين من الخل لما
عليه معدهم وأمعاؤهم من الضعف وقلة الاحتمال لنكاية الخل بل بقيامه مقام الخل في
النفع وميزته عليه بنفعهما أعني المعدة والأمعاء ولذلك ما اختاروا شرابه وكثر
استعمالهم له فاستغنوا به عن السكنجبين في كثير من الأحوال هذا إذا أخذ على جهة
الدواء ، فأما على جهة الغذاء فليس له في التغذية فائدة يعتد بها ليس يكاد أن يعزى
إلى الأغذية ولا يعد منها. وأما بزره : فإن فيه بادزهرية يقاوم بها ذوات السموم
كالتي في حب الأترج الحامض إلا أنها أضعف منه بقليل والشربة منه من مثقال إلى
درهمين مقشورا إما بشراب أو بماء حار. وأما المملوح منه : فهو أدام يطيب النكهة والجشاء
ويقوي المعدة ويذهب بلتها ويعين على جودة الإستمراء وهضم الأغذية الغليظة ويزيل وخامتها
ويقوي القلب والكبد ويفتح سددها ، وسدد الكلى ويدر البول وينفع من كثير من العلل
الباردة كالفالج والإسترخاء ويقاوم سم ذوات السموم.
وأما الليمون المركب : فإنه مركب من
ليمون على أترج ونحن نقول بأن في قشره من المرارة والحرافة ما يزيد قوته على ما في
قشر الأترج منها وينقص عما في قشر الليمون وفيه مع ذلك حلاوة يسيرة ليست فيهما ولذلك
صارت فيه غذائية ليست فيهما وصار كالمتوسط في أفعاله من أفعالهما ، فأما لحمه ففيه
حلاوة ظاهرة ورخاوة بينة وهشاشة وتخلخل ليست في لحم الأترج ولذلك صار أقل برد أو
أقرب إلى الاعتدال من لحم الأترج وأسرع هضما وأخف على المعدة منه ، فأما حماضه
فكحماض الأترج في سائر أحواله ولذلك صار ينفع من جميع ما ينفع منه حماض الأترج
فصار شرابه كشراب حماض الأترج. قال : وأما شراب الليمون الساذج وهو المعمول من
عصارته مع السكر وصفة اتخاذه على هذه الصفة يدق السكر ويجعل في قدر برام وهو
الأفضل أو في قدر فخار مدهون فإن لم يتهيأ لك ففي طنجير نحاس مرتك ثم يلقى عليه
لكل رطل سكر أربعة دراهم أو نحوها من اللبن الحليب ، فإن لم يتيسير اللبن فبياض
البيض ويلت به السكر لتا جيدا ثم يلقى عليه من الماء قدر الكفاية ويحرك إلى أن
ينحل ثم يرفع على
النار وأجودها نار
الفحم فيترك إلى أن يتسق بالغليان وترفع رغوته كلها ثم يبادر إلى قطعها ونزعها
لئلا تغوص فيه ثم يطبخ إلى أن يقارب الإنعقاد ثم يلقى عليه من ماء الليمون المصفى
المعتصر على شيء من السكر لئلا يثمر وبقدر ما يلتذ طاعمه فإن من الناس من يوافقه
القليل الحموضة منه ومنهم من يوافقه ظاهرها ، فأما ما جرت به عادة أكثر الناس والشرابين
بالديار المصرية بأن يلقوا لكل رطل من السكر من ثلاث أواق إلى أربع ثم يطبخ إلى أن
يعود إلى قوامه قبل إلقاء ماء الليمون عليه ، ثم يخفف النار تحته ويطبخ إلى أن
يبلغ من القوام إلى الحد الذي يؤمن عليه من الفساد وينزل عن النار ويرفع ، ومن
الناس من يقصد تحسين لونه فمن أراد ذلك فليتفقده في حال عقده بأن يأخذ منه شيئا في
قارورة زجاج صافية وينزل عن النار ويرفعه وقتا بعد وقت ويتأمل لونه فإن أرضاه والأرش
عليه من الماء المروق الصافي أما وحده أو مضروبا مع شيء من بياض البيض ويتركه
قليلا ثم يمتحنه كما تقدم ، فإن أرضاه وإلا فعل مثله حتى يستوي فظاهر أن هذا الفعل
يضعف قوّة الشراب وهذا أفضل صفته. ومن البين أن هذا الشراب ينفع من جميع ما تنفع
العصارة التي قدمناها وبينا أمرها اللهم إلا ما كان مثل منفعة البهق والقوباء والكلف
إلا أنا نذكر منافعه ههنا على جهة أخرى ولا نبالي إن كررنا بعض ما قدّمنا فنقول : أن
هذا الشراب متى أخذ الإنسان منه شيئا بعد شيء فإنه يجلو ما يصادفه في الحلق والحنك
والمريء والمعدة من الأخلاط المرية الغليظة والبلاغم اللزجة ويقطعها ويلطفها ويعين
على صعود ما يحتاج إلى خروجه من أسفل بالإسهال فيرطب يبس الفم وجفاف اللسان ويقطع
العطش ، وإن كان ذلك على جهة التنقل على الشراب والسكر نفع الخمار إذا أخذ في الفم
وابتلع ما ينحل منه أوّلا فأوّلا وتغرغر به نفع أورام الحلق واللوزتين واللهاة والخوانيق
وقلل ما ينصب ويتحلب إليها من المواد وفتح الحلق ويسهل المبلع ، فإذا فعل ذلك فقد
سخن حتى صار فوق الفاتر قليلا وكان تقطيعه للأخلاط اللزجة ومنفعته للخوانيق الكائنة
غن الأخلاط الغليظة أبلغ وأقوى وينفع من التشنج المعدي الرطب المقترن بالحمى ويطلق
عقلة اللسان المانعة له ولا سيما تشنج الأطفال والصبيان العارض عند امتداد حمياتهم
واحتباس بطونهم فإنه لا نظير له فيهم ولا سيما إن اتخذ بالشيرخشت والزنجبين عوضا
عن السكر فإن نفعه لهم مع ما ينضاف إليه من تليين البطن يكون أبلغ وأكثر ، وإذا
جعل في الفم وأرخيت عضل الحلق وترك ما ينحل منه ينزل وينحدر في قصبة الرئة من غير
ابتلاع أولا فأولا سيما الرمل منه بنفسه غسل قصبة الرئة وجلاها وملس خشونتها ، ولا
سيما إن خلط به شيء من دهن اللوز الحلو فنيفع من السعال الكائن من النزلات والمواد
الغليظة اللزجة ويسهل نفث ما يجتمع في الصدر منها ولا سيما إن أضيف إليه شيء من رب
السوس الطرسوسي العاتق انتفع به أصحاب الشوصة وذات الجنب ، وإذا تعسر عليهم النفث
بسبب غلظه ولزوجته ، وإذا مزج بالماء البارد وشرب قطع العطش ونبه الشهوة والقوّة وأنعشها
لما فيه من التغذية المستفادة من السكر وتعديل المزاج وتقوية العضو الباطن وبرد
إلتهاب الكبد والمعدة ويسكن وهج الحميات الحادة لا سيما إذا أضيف إلى الجلاب
المعمول بماء الورد العطر وفت عليه حبة أو حبات من الكافور العنصوري أو أضيف إليه
شيء من لعاب بزرقطونا أو حلبت بعض
البزور المبردة كبزر
البقلة الحمقاء وبزر الخيار والقثاء وقمع حدّة المرة الصفراء إذا كات حموضته ظاهرة
وطفأ لهيبها وسكن هيجانها وسهل قيأها وكسر سورتها وكيفيتها وأذيتها بما تمر به وجلاها
وأزال إكرابها والغم والغشي الكائنين عنها وعن بخار المرة السوداء المتولدة عن
تشيطها واحتراقها وسكن الخفقان الكائن في الحميات وعن الأخلاط الحادة سيما إن أخذ
مع الجلاب المتقدم ذكره أو مع الورد نفسه ونفع من الصداع والدوار والسدر الكائنة
من تراقي أبخرتها وقطع الهيضة وأطفأ حدة الدم ونفع من الشري والبثور الدموية والصفراوية
وسكن سورة الخمار ، وإذا مزج بالماء الحار وشرب غسل المعدة من أخلاطها وجلاها وأحدر
ما فيها من الأخلاط وفضلات الغذاء إلى أسفل ، وذلك إذا كان الماء شديد الحرارة
بقدر ما يمكن شربه وسهل خروجها وذلك إذا كان الماء في الفتورة بالقيء وينفع من
الغثي وتقلب النفس والحميات العتيقة العفنة المتولدة عن أخلاط حارة والمتولدة عن
أخلاط باردة سيما إن طبخ في ذلك الماء بعض البزور أو الحشائش الملطفة المدرة للبول
، كالبابونج والرازيانج وأصوله وبزره مثله والبرشياوشان وبزر الهندبا ، وإذا أخذه
صاحب الحمى الدائرة في ابتداء الدور جفف قشعريرته والنافض وسهل عليه احتمالها سيما
إن تقيأ بعد أخذه ، وإذا أدمن القيء به أيضا وببعض البزور والحشائش وتعوهد قبل
الطعام نفع من كثير من أوجاع المفاصل المتولدة من المواد المركبة من البلغم ومن
المرة الصفراء ، وإذا تناوله العازم على تناول الدواء المسهل لتنقية بدنه من
الفضول أياما قبل شرب المسهل لطف المادّة المجتمعة وقطع لزوجتها وجلا ما في
المجاري منها وسهل سبيل ما سدّ فيها وهيأ البدن للتنقية سيما إن طبخ في الماء بعض
الأدوية المنضجة الملطفة وإذا تعاهد الصحيح أكله كسح ما في معدته من فضلات هضمه ونقى
جداول كبده وجوّد استمراءه فمنع بذلك من أمراضه واستقامت ودامت صحته سيما إن كان
يستعمل الرياضة قبل الغذاء ، ويقوم عن الطعام ولم يمتلئ ، وإذا تقدم الإنسان بأخذه
لمن قد أعطي الأدوية القتالة دفع شر الأدوية القتالة وقاوم أذاها وضررها ، وإذا أخذه
من قد أعطيها بعد استفراغ ما في معدته بميعة بالقيء المستقصى بأخذ اللبن ونحوهما
قاوم أيضا مضارّها ، وهو ترياق لسم العقارب الخضر الأنجدانية المقدّم ذكرها ، وتقوم
مقام الترياق الفاروق في التخليص من نهش الحيات والأفاعي وينفع من سم من عداها من
ذوات السموم. قال : وأما شراب الليمون السفرجلي وهو المعمول من عصارته مع السكر وعصارة
السفرجل فهذه صفته يعمل في لت السكر باللبن وحله وتنزع كما تقدم رغوته ، ثم يلقى
عليه من ماء الليمون المصفى لكل رطل سكر ثلاث أواق من عصارة السفرجل البالغ المنقى
من حبه وأغشية الحب الذي قد طبخت حتى انقطعت رغوتها ونقصت السدس أو الربع لكل رطل
سكر نصف رطل ويساق في طبيخه كما تقدّم إلى أن يكمل وينزل عن النار ويرفع. ومنافعه
: أنه يقوي الكبد والمعدة المسترخية القابلة للفضول جدّا ويجلو فيها من البلاغم والمرة
الصفراء ، ويمنع سيلان ما يسيل من الفضول إليها وإلى سائر الأحشاء ويعين على جودة
الهضم ويقوي الإستمراء ويزيل سقوط الشهوة ويسكن العطش ويقطع القيء المري والإسهال
الصفراوي ويمنع من الحميات العارضة معهما ويحبس البطن إذا أخذ من قبل تناول الغذاء
ويقطع الهيضة ويعين على نزوله وانحداره عنها ، ويمنع
إذا تنفل به على
الشراب من حدوث الخمار. قال : وأما شراب الليمون المنعنع وهو المعمول من عصارته مع
السكر وعصارة النعنع والنعنع نفسه ، فصفة عمله كما تقدّم من عمل شراب الليمون
الساذج ما خلا أنه يلقى فيه وقت إلقاء ماء الليمون قبضة نعنع رخصة ممسوحة من
الغبار مسحا جيدا بخرقة ناعمة وتترك فيه إلى أن يأخذ قوّتها وتخرج منه وتعتصر ويرمى
بها ، وأما شيء من عصارة ورقه وأغصانه الرطبة المصفاة فظاهر أن قوّة المتخذ منه
بالعصارة أقوى ومنافعه أنه يقوي المعدة الرهلة المسترخية ويجوّد هضمها ويزيل الغثي
وتقلب النفس ويقطع القيء الكائن من امتزاج البلغم مع المرة الصفراء وينفع من القيء
البلغمي والسوداوي أيضا ويزيل وخامة الطعام وينفع من الفواق الرطب ولمن عضه كلب
كلب قبل أن يفزع من الماء.
حرف الميم
ماهودانه
: تأويله بالفارسية أي القائم بنفسه أي
أنه يقوم بذاته في الإسهال ويسميه عامة الأندلس طارطيه وبعضهم يسميه بالسيسبان
أيضا ويعرف بحب الملوك أيضا عند أطباء المشرق. ديسقوريدوس في الرابعة : لانورنس هو
نبات قد يعده الناس من أصناف اليتوع له ساق طولها نحو من ذراع جوفاء في غلظ إصبع وفي
طرف الساق شعب من الورق ما هو على الساق ومنه على الشعب فالذي على الساق مستطيل
كورق اللوز وأشد ملاسة والذي على الشعب أقصر منه يشبه ورق الزراوند المستطيل ، وورق
النبات الذي يقال له قسوس وله حمل على أطراف الشعب مستدير كأنه حب الكبر في جوفه
ثلاث حبات مفترق بعضها من بعض بغلف هي فيها والحب أكبر من الكرسنة وإذا قشر كان
أبيض وهو حلو الطعم وله أصل دقيق لا ينتفع به في الطب وهذا النبات كما هو مملوءا
لينا كاليتوع. جالينوس في السابعة : قد زعم أن هذا أيضا نوع من أنواع اليتوع لأن
له لبنا مثله ويسهل كما يسهل وجميع قوته شبيهة بقوته ، وإنما الفرق بينهما بقوة
واحدة وهي أن بزره إذا ذاقه الذائق وجده حلوا وهذا البزر هو الذي فيه خاصية قوة
الإسهال. ديسقوريدوس : وبزره إذا أخذ منه سبع أو ثمان عددا وعمل منه حب وشرب أو
مضغ بلا أن يعمل منه حب وازدرد وشرب بعده ماء بارد أسهل بلغما ومرة وكيموسا مائيا
ولبنه إذا شرب كما يشرب لبن اليتوع فعل ذلك وقد يطبخ ورق هذا النبات مع الدجاج أو
مع البقول فيفعل ذلك إذا أكل. الغافقي : قال ابن جريج هو صنفان وكلاهما طويل الورق
وأحد صنفيه ورقه مشرف أشبه شيء بالسمك الصغار في طول أصبع وقد يسميه بعض
السريانيين لذلك سمكا وبزره إذا شرب منه وزن درهمين أسهل البلغم والصفراء وكان في
إخراج البلاغم الغليظة بالغا ويقيئ الماء بقوة وإذا ابتلع بزره كان إسهاله ألين ،
وإن أجيد مضغه كان أقوى والإسهال به ينفع من أوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا والاستسقاء
والقولنج وهو إن لم يصلح مضر بفم المعدة. غيره : يولد الغشي وينفع من وجع الظهر ويجب
أن لا يشربها إلا من كان قوي المعدة.
ماهي
زهره : معناه بالفارسية سم السمك. حبيش بن
الحسن : فيها خاصية النفع من وجع المفاصل ولمن أصابه تشبك في أصابعه وإنما ينفع من
شجرته لحاؤها الذي هو خارج الأغصان ويدخل في أدوية كبار معجونة وقد ذكر بعض الناس
أنه رأى من ورق هذه الشجرة نحو ما وصفت في شجرة
اللاعية إلا أنه قال
: إذا صيرت في غدير فيه ماء وسمك ، ثم خلطت بالماء أسكر السمك وأجوده ما رق عن
اللحاء وكان فيه طعم حدّة يسيرة ، وما أخذ من شجره من قرب ولم يطل مكثه ومقدار
الشربة منه مع السكر مثقال ، وإن طبخ مع غيره من الأدوية في مطبوخ كان مقدار
الشربة منه درهمين أو ثلاثة. المنصوري : حار مسهل جيد لوجع النقرس ووجع الورك والظهر
وقال في المسهلات : هو أحد اليتوعات إلا أنه نافع للمفاصل الغليظة الباردة. لي : بحثت
عن حقيقة هذا الدواء مشرقا ومغربا فلم أقف له على حقيقة أكثر مما أني رأيت أهل
الشام والمشرق أيضا يستعملون مكانه قشر أصل الدواء المعروف بالبوصير وقد ذكرته في
الباء وأهل المغرب والأندلس يعرفونه بشوكران الحوت أيضا بالبرشكوا أيضا وهي ثلاثة
أنواع نوعان جبليان ونوع بستاني والنوعان الجبليان هما القويان وهي المستعملة والجبلية
في جبال الشام كلها.
مازريون
: ديسقوريدوس في الرابعة : خامالا وهو
تمنش صغير يستعمل في وقود النار وله أغصان طولها شبر وورق شبيه بورق الزيتون إلا
أنه أدق منه وهو مر متكاثف يلذع اللسان. جالينوس : في الثامنة فيه طعم كثير
المقدار من المرارة فهو لذلك يمكن فيه تنقية القروح الكثيرة الوسخ وقلع القشرة
العسرة العظيمة الجارية في وجه القرحة عن الحرق إذا استعمل بالعسل. ديسقوريدوس : وورق
هذا النبات يسهل بلغما لا سيما إن خلط بجزء منه جزء من الإفسنتين وعجن بعسل أو
بماء وعمل منه حب واستعمل والحب المتخذ منه إذا شرب لم يثبت في الجوف وخرج كله في البراز
وإذا أخذ ورق هذا النبات ودق ناعما وعجن بعسل نفى القرحة الوسخة وقلع الخشكريشة.
قالت الخوز : هو حار يابس في الرابعة يأكل الرطوبة من الكبد ومن جميع الجسد ويسرع
الإستسقاء إلى شاربه. حبيش بن الحسن : هو جنسان كبار الورق إلى الرقة ما هو وجنس
آخر صغار الورق إلى الثخن ما هو جعد وهو أردأ الجنسين والكبار الورق أصلحهما ، وأعني
بالكبار والصغار الذي ليس يلقط من شجرة واحدة فيختار الكبار الرقيق منه ويبقى
الصغار والجعد من الورق ولكنه أجناس وشجرة مفردة لكل جنس منها. وقوّة المازريون
كقوة الشبرم في الحرارة واليبس والحدّة والقبض فإذا سقي منه إنسان من غير أن يصلح
إعتراه غم وكرب شديد وربما قيأ شاربه وأسهله معا وربما دفعت الطبيعة بأحدهما دون
الآخر ، وإذا سقيه إنسان من غير أن يصلحه أخلفه شيئا مثل غسالة المعي أو مثل عجين
الدقيق الذي حل بماء وإنما ذلك من جملة المعي اللحم يجردها وأصحاب الرطوبات أكثر
احتمالا لشربه من أصحاب الحرارات والمشايخ أحمل من الشباب لشربه والمكتهلين ، لأنّ
هذه الأدوية الحارة لا تكاد معد الشباب تحتملها لفرط حرارتهم واجتماع المرة
الصفراء فيهم ، وهي تعكس الدواء من معدهم ويمسهم عليه كرب وغم ، فإذا أردت إصلاحه
فاعمد إلى أصلح الجنسين وهو أعرضهما وأطولهما ورقا فأنقعه كما هو في خل ثقيف يومين
وليلتين وغير له الخل مرتين أو ثلاثة وصب ذلك الخل الذي نقعته فيه وأغسله بالماء
العذب مرتين أو ثلاثة وجففه في الظل أو في الشمس إن لم يسرع جفافه في الظل ثم خذه
ودقه دقا فيه بعض الجراشة ولته بدهن اللوز الحلو ودهن البنفسج أو دهن الخل ، فإن
أحببت أن تخلطه بما يصلحه من الأدوية فاخلطه بالتربد والأفتيمون والإهليلج الأصفر
والورد ورب السوص والكمون الكرماني والملح
الهندي فإنه حينئذ
يكون دواء موافقا لعل المرة السوداء فيخرجها بالإسهال ، وينفع من أوجاع البلغم ، فإن
أردت أن تعالج به من الماء الأصفر فاخلطه بعد تدبيره بما ذكرناه بأصول السوسن
الإسمانجوني وتوبال النحاس والأسارون والمر الصافي والسكبينج والملح الهندي والإهليلج
الأصفر وبزر الكرفس البستاني وعصارة الغافث وعصارة الأفسنتين وسنبل الطيب والمصطكي
واسقه ماء عنب الثعلب والرازيانج المعصور المصفى ، فإن كانت الطبيعة شديدة فزد فيه
مع الخيارشنبر ماء البقول فإنه يسهل الماء الأصفر وإن شئت جعلته حبا وإن شئت
أقراصا غير أنه يسقى من كان قويا ولا يحتمله الضعفاء ولا الذين قد سقطت قواهم ولا
المحرورون ولا يسقوا في زمان حار وبلد حار فإن دبر هكذا وخلط بهذه الأدوية فالشربة
منه مدبرا في القويّ الذي ليس به علة ولا سقم نصف درهم إلى دانقين فأما المرضى
فعلى قياس قدر قواهم ، وأما أصحاب الماء فالشربة منه للقويّ منهم من أربع حبات إلى
ستة. الطبري : هو في حره ويبسه يفسد مزاج الجوف ويسهل الماء الأصفر والمرة الصفراء
، والبلغم وإن أنقع في الخل ووضع على الطحال أدبله ويصلح بأن يطبخ منه أوقية
بثلاثة أرطال ماء حتى يبقى الثلث ثم يمرث ويصفى ويصب عليه أوقية دهن لوز حلو ويطبخ
حتى يذهب الماء ، ويبقى الدهن ويشرب من ذلك الدهن ما بين وزن درهم إلى خمسة فقط.
ديسقوريدوس في الخامسة : وقد يتخذ شراب منه في وقت ما يزهر تؤخذ قضبانها بورقها
وزن إثني عشر درهما فيلقى على الكيل الذي يقال له حوس من العصير ويترك شهرين ثم
بعده يروّق في إناء آخر وهذا الشراب ينفع من الإستسقاء ووجع الكبد أو من عرض له
الوجع الذي يقال له الإعياء وقد ينقي النفساء التي تعسر تنقيتها.
ماميثا
: أبو العباس النباتي : ويقال مميثا والإسمان
مشهوران عند أكثر الناس ووصفها ديسقوريدوس وذكر أنها تغش بالخشخاش السواحلي يغلط
كثير من الناس فيها أو كلاما هذا معناه. ورأيته بالشأم على ما وصف ورأيت منها نوعا
صغيرا جدّا ينبت بين الصخور الجبلية وأهل حلب يستعملونه في علاج العين ويسميها
بعضهم بالحضض على أنّ الحضض معلوم عندهم ، وقد ذكر الأطباء كلهم الماميثا ولم
يصفوها في كتبهم إتكالا على وصف ديسقوريدوس إلا أن إسحاق بن عمران الإفريقي من
المتأخرين وصفها وهي بإفريقية معروفة وأهل تلك البلاد يسمون بزرها بالسمسم الأسود
في الحقيقة غيرها وقد كنت رأيتهما ولا شبه بينهما وقد تكون الماميثا ببلاد الأندلس
بجهة لبلة وبقرطبة وما والاها وبغرناطة أيضا فهذه صفتها وهي تشبه النبتة المعروفة
بإشبيلية مميثا سواء بسواء إلا أن زهر هذا النوع الذي يكون في البر منه ما يكون في
الأكثر لونه فيه نكتة إلى الحمرة ما هي ومنه ما لا نكتة فيه أيضا والصورة الصورة ،
وأما الذي يستعمل بإشبيلية فصح لي بالخبر بطول المزاولة أن الصالحين فيما مضى
إزدرعوه في البساتين مما جلب إليهم من سواحل البحر من بزر الخشخاش الساحلي وذلك من
ظن أهل السواحل الأندلسية وما والاها من بر العدوة في هذا الدواء وهو الخشخاش
المذكور أنه الماميثا. والأمر بخلاف ظنهم وقلة بحث المتظننين القدماء والمحدثين وقد
جرى الغلط في هذا إلى هذه الغاية وعلى أني رأيت أبا الحسن مولى الحيرة وكان له تحقيق
بهذا الشأن قد ظن أن الماميثا الإشبيلية المزروعة في البساتين ماميثا صحيحة وقد
كنت أظن قبل ذلك به غيره وجعل
الفرق بين الخشخاش
الساحلي وبين الماميثا الإشبيلية النكتة النعمانية الموجودة في ورق الخشخاش
الساحلي ، وقال إن هذا الفرق بين الماميثا البستانية على ظنه وبين الخشخاش المعروف
بالمقرن ، وهذا الفرق ليس بصحيح فإن الخشخاش الساحلي وإن كان كما قال فإن منه في
السواحل أيضا ما لا نكتة فيه وزهره كله أصفر ولذلك نجد الماميثا المحققة النابتة
في البراري في زهرها المنكت وغير المنكت لكن الفرق الثابت الذي لا يشكل ولا يحتاج
معه إلى فرق آخر ، وقد خفي على من مضى من المحدثين ولم يعلمه كثير من المتأخرين أن
الخشخاش الساحلي فيه الحبة المنكتة وغير المنكتة والماميثا المحققة في البرّ
مستأنفة الكون في كل سنة وتنحطم عند انتهاء الصيف والمزددع من الخشخاش الساحلي
بالبساتين المسمى ماميثا عند أهل إشبيلية فإن الذي ينبت منه على الأصل تنحطم
أغصانه وتبقى أرومته ينبت منها في المقبل ، فاعلم ذلك وتحققه وقد أوضحت لك القول
في هذا الدواء الكثير المنافع العظيم الفائدة في علاج العين وغيره ، واعلم أن
الخشخاش المقرن والماميثا لا فرق بينهما في صورة الورق والزهر والثمر ولون الأصل
من الصفرة التي فيها إلا ما أنبأتك به أوّلا وآخرا من اختصاص الماميثا بالبراري والأرض
الطيبة واختصاص الخشخاش بالسواحل البحرية برمليها وبحجريها وكذا قد أعلمتك أن من
الماميثا ما يكون في أسفل ورقه نكتة دكنة اللون ، ومنه ما لا نكتة فيه وكذا من
أنواع الخشخاش ما يشبهه إلا أن زهر هذا أحمر وشنفته قائمة فصار فيها خشونة بخلاف
شنقه الخشخاش المقرن ، والماميثا فإن زهر ثمرتها معوج كالقرون وهذا النوع من
الخشخاش قد ذكره ديسقوريدوس في الرابعة وقد بينا ذلك في موضعه. ديسقوريدوس في
الثالثة : علوفيون وهو نبات ينبت في المدينة التي يقال لها منبج ورقه شبيه بورق
الخشخاش الذي يقال له فاراعيس وهو المقرن إلا أن فيه رطوبة تدبق باليد ، وهو قريب
من الأرض ثقيل الرائحة من الطعم كثير الماء ولون مائه شبيه بلون الزعفران. جالينوس
في السابعة : هذا نبات فيه قبض مع بشاعة يبرد تبريدا بينا حتى أنه مرارا كثيرة
يشفي العلل المعروفة بالحمرة إذ لم تكن قوّته ومزاجه مزاجا مركبا من جوهر مائي وجوهر
أرضي وكلاهما باردان إلا أن برودتهما ليست بشديدة لكن كبرودة مياه الغدران.
ديسقوريدوس : وقد تعمد إليه أهل تلك البلاد ويصيرونه في قدر نحاس ويسخنونه في تنور
ليس بمفرط الحرارة إلى أن يضمر ثم يدقونه ويخرجون ماءه ويستعملونه في الأكحال في
ابتداء العلل لبرده وهو قابض. المسيح : يبرد في الدرجة الثانية. الطبري : جيد
للأورام الحارة وحرق النار إذا طلي به. التجربتين : إذا عجن بماء ورقه دقيق الشعير
سكن أوجاع الحمرة وحللها في ابتدائها وسكن أوجاع الغلغموني وإذا حلت عصارتها بحل
نفعت من الصداع والصدغين من الوجع الصفراوي ، وإذا حلت هذه العصارة في ماء الورد
نفعت من القلاع في أفواه الصبيان وإذا حلت بماء الورد أيضا وطلي بها متماديا جباه
الصبيان قطعت انصباب المواد إلى أعينهم وعصارة الزهر إذا أحكمت صنعتها ولم تحرق في
الطبخ نفعت من الدمعة وتقوي العين وتنفع في آخر الرمد. إسحاق بن عمران : حبها صغير
أسود شبيه بالخردل يؤكل ويسمن به النساء ويبرئ الحمرة وورم السرة النقرس.
ماش
: شينه معجمة. سليمان بن حسان : بعض
الأطباء يجعله الجلبان
وهو خطأ والماش حب
صغير كالكرسنة الكبيرة أخضر اللون براق وله عين كعين اللوبياء مكحل ببياض وشجره
كشجر اللوبياء في غلف كغلفه ، ويتخذ في المشرق ببساتينها ويؤكل أصله باليمن ويسمى
الأقطف وهو طيب الطعم. جالينوس في أغذيته : هو في جملة جوهره شبيه بالباقلا ويخالفه
في أنه لا ينفخ كنفخه فإنه لا جلاء فيه ولذلك كان انحداره عن المعدة والبطن أبطأ
من انحدار الباقلا. إبن ماسويه : بارد في الدرجة الأولى معتدل في الرطوبة واليبس
غير أنه إلى اليبس أقرب ولا سيما إذا قشر وطبخ وجعل معه مري ودهن لوز حلو وفي قشره
بعض العفوصة والخلط الذي يولده محمود ليس بنافخ ، وإذا ضمدت به الأعضاء الواهية
نفعها وسكن وجعها ، ولا سيما إذا عجن بالمطبوخ والزعفران والمر وأحمد المعالجة به
في الصيف أو في المزاج الحار والأوجاع الحارة ، وإن أراد أحد أن يذهب نفخه ويلين
به الطبيعة فليطبخه بماء القرطم ودهن اللوز الحلو إذا لم يكن هناك حمى صفراوية أو
ورم ، فإن كان هناك حمى حادّة فاطبخه بماء البقلة الحمقاء والخس والسويق والسرمق وشعير
مرضوض مجروش فإن أحببت أن يعقل البطن فاطبخه بالماء بقشره وصب الماء وألق عليه ماء
البقل الحماض ويصير معه ماء رمان وسماق وزيت الأنفاق فإن الطبيعة تعقل إذا صيرته
كذلك ويسكن الحرارة فإن كرهت الزيت فاجعل مكانه دهن اللوز الحلو. سندهشار : الماش
يسكن المرّة وينقص الباه. ماسرحويه : هو نظير العدس غير أنه أقل بردا منه. الرازي
في دفع مضار الأغذية : إذا أكله المحرورون والمحتاجون إلى تدبير لطيف لم يحتج إلى
إصلاح ولم يكن فيه كثير مضرة فينبغي أن لا تدفع لأنه يبرد ويغذو غذاء ليس بالكثير
وأما المبرودون وأصحاب الرياح فينبغي أن تدفع ضرره بالجوارشن الكموني وأكله
بالخردل. غيره : ماؤه يلين البطن والحسو المتخذ منه ينفع السعال والنزلات وهو نافع
للمحمومين ومن كان به منهم سعال ، وإذا طبخ بالخل نفع من الجرب المتقرح.
مارون
: حنين في قاطا حابس : هو المرماخور : ديسقوريدوس
في الثالثة : وقد يسمى أيضا أيصورس وهو عشيب معروف في مقدار ما يصلح لقتل القناديل
وله زهر شبيه بزهر أوريعاس وورقه أشد بياضا من ورق اوريعاس بكثير وزهره طيب
الرائحة وقوّته شبيهة بقوّة النمام البري وفيه قبض يسير وله تسخين لين ولذلك إذا
تضمد به منع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن. وقد يستعمل في المسوحات المسخنة
وقد ينبت كثيرا في البلاد التي يقال لها مقنيسا والتي يقال لها طورس.
ماركيونا
: الغافقي : قال صاحب الفلاحة : هي شجرة
تنبت في المواضع الوعرة على المياه لها أغصان كثيرة صلبة عسرة الرض تطول مقدار
خمسة أذرع ورقها أصغر من ورق الزيتون ناعم أملس وتورد في الربيع وردا أحمر كالخيري
وتعقد ثمرا كالبندق وفي جوفها حب أسود كالفلفل لين إذا دق اندق بسهولة ولون ثمرها
أغبر أدكن وهو حار منضج محلل وقشر هذه الشجرة إذا جمع وجفف وسحق وذر على الأورام
الغليظة الجاسية حللها وثمرتها إذا بخرت بها البواسير تبخيرا دائما متتابعا جففها
ورماد ورقها وثمرها وأغصانها إذا خلط به زرنيخ وعجن بالماء حلق الشعر ، وإذا طلي
هذا الرماد على الكلف ثلاث طليات قلعه.
ماسفود
: الرازي : هو دواء معروف هندي حار لطيف
يدخل في الأدهان وهو يشبه الياسمين الأبيض إلا أن ورقه ألطف وهي أقل حرارة منه.
ماس
: وسينه مهملة.
كتاب الأحجار : هو
أربعة أنواع. الأوّل الهندي : ولونه إلى البياض وعظمه في قدر باقلاة وفي قدر بزر
الخيار والسمسم وربما كان في قدر الجوزة إلا أن هذا قليل الوجود ولونه قريب من لون
جيد النوشادر الصافي. والثاني : هو الماقدوني لونه شبيه بالذي قبله وأما عظمه فإنه
أكبر منه عظما وقدرا. والثالث المعروف بالحديدي إلا أنّ لونه شبيه بلون الحديد وهو
أثقل يوجد في أرض اليمن في بلاد سوقة وهو شبيه بالمنشار. الرابع القبرسي : وهو
موجود بالمعادن القبرسية أبيض كالفضة إلا أن سوطافس الحكيم لا يرى نوعه من أنواع
الماس لأن النار تناله ومن خاصية الماس أنه لا يرى حجرا إلا هشمه وإذا ألح به عليه
كسره ، وكذا يفعل بجميع الأجساد الحجرية المتجسدة إلا الرصاص فإنه يفسده ويهلكه ولا
تعمل فيه النار ولا الحديد وإنما يكسره الرصاص. وقد يسحق هذا الحجر بالرصاص ثم
يجعل سحيقه على أطراف المثاقب من الحديد ويثقب به الأحجار واليواقيت والدر ، وزعم
قوم أنه يفتت حصا المثانة إذا ألزقت حبة منه في حديدة بعلك البطم وأدخلت في
الإحليل حتى تبلغ إلى الحصاة فيفتتها وهذا خطر ، وإن أمسك هذا الحجر في الفم كسر
الأسنان.
ماء
: ديسقوريدوس في الخامسة : تمييز الماء
عسر لاختلاف الأماكن التي يكون فيها أو يمر بها واختلاف الهواء وأشياء أخر يتغير
بها ليست بقليلة وأجوده ما كان صافيا عذبا لا يشوبه كيفية أخرى سريع الذهاب من
البطن سلس التنفيذ للغذاء وليست له نفخة ولا يفسد.
ماء
البحر : هو حار حريف رديء للمعدة مسهل للبطن ويسهل
بلغما ، وإذا صب على البدن وهو سخن جذب وحلل وكان موافقا لألم العصب والشقاق
العارض من البرد من قبل أن يتقرح وقد يقع في أخلاط الأضمدة المتخذة من دقيق الشعير
والمراهم المحللة وقد ينتفع به في الحقنة فاترا ، وإذا احتقن به سخنا نفع من المغص
وقد يصب على الجرب والحكة والقوابي والصنان وأورام الثدي فينفعها وإذا تضمد به حلل
الدم المجتمع تحت الجلد وإن تضمد به وأدخل فيه وهو سخن نفع من نهش الهوام التي
يعرض من نهشها الإرتعاش وبرد البدن ولدغة العقرب ونهشة الرتيلا والأفعى والاستحمام
به ينفع الأمراض المزمنة العارضة للبدن كله والأعصاب خاصة وبخاره إذا كان سخنا نفع
من الإستسقاء والصداع وعسر السمع ، وإذا أخذ ماء البحر خالصا لم يخالطه شيء من
الماء العذب ورفع في إناء أذهب زهومته ومن الناس من يطبخه أوّلا ثم يرفعه وقد يسقى
منه أيضا بخل ممزوج بماء أو شراب أو سكنجبين لإسهال البطن وقد يسقى منه وحده
لإسهالها ويسقى بعد الإسهال من شربه مرق دجاجة أو سمكة ليكسر اللذع العارض من
حدته. وقال جالينوس حيث ذكر الملح وماء الملح قوته وفعله مثل فعل الملح إلا أنه
يجلو ويقبض ويلطف ويحقن به لقرحة الأمعاء الخبيثة وعرق النسا المزمن ويصلح للصب
على الأعضاء مكان ماء البحر إذا احتيج إليه يقوم مقام ماء البحر في النفع. جالينوس
في الأولى : من مفرداته الماء العذب الذي للشرب إذا سحق به القيروطي كان منه دواء
مبرد لجميع الأطراف ، وينبغي أن يسقى القيروطي من الماء مقدارا كثيرا ما أمكن أن
يشربه ويسحق به حتى يمتزج وماء البحر إن سحق به القيروطي كذلك كان مجففا محرقا.
ابن سينا : في الكليات الماء جوهر نفيس في تسهيل الغذاء وترقيقه وتذرقته إلى
العروق نافذا به إلى العروق ونافذا إلى المخارج ولا يستغنى عن معونته هذه في إتمام
أمر
الغذاء ، ثم المياه
مختلفة لا في جوهر المائية لكن بحسب ما يخالطها وبحسب الكيفيات التي تغلب عليها ، فأفضل
المياه مياه العيون ولا كل العيون ولكن ماء العيون الحرة الأرض التي لا يغلب على
تربتها شيء من الأحوال والكيفيات الغربية أو تكون حجرية فتكون أولى بأن لا تعفن
العفونة الأرضية لكن ما طينته حرة خير من الحجرية ولا كل عين حرة بل التي هي مع
ذلك جارية ولا كل جارية بل الجارية المكشوفة للشمس والرياح فإن هذا مما تكتسب به
لجارية فضيلة ، وأما الراكدة فربما أكسبها الكشف رداءة لا تكتسبها بالغور والستر
لها أولى والطينية الميل خير من الحجرية لأن الطين ينقيه ويروقه ويأخذ منه
الممزوجات الغربية بخلاف الحجارة لكن يجب أن يكون طين مسيلها حرا لا حمأة فيه ولا
سبخة ولا غيرهما. فإن اتفق أنه يكون الماء غمرا شديد الجري يحيل بكثرته ما يخالطه
إلى طبعه يأخذ في جريانه إلى المشرق وخصوصا الصيفي منه فهو أفضل لا سيما إذا بعد
جدّا عن مبدئه وبعده ما يتوجه إلى الشمال والمتوجه إلى المغرب والجنوب رديء وخصوصا
عند هبوبها والذي ينحدر من العلوّ مع ما قدمنا من الفضائل أفضل ، وكذا ما لا يحتمل
الخمر إذا مزج به إلا قليلا وكان خفيف الوزن سريع التبريد والتسخين لتخلخله باردا
في الشتاء حارا في الصيف لا يغلب عليه طعم البتة ولا رائحة ويكون سريع الإنحدار من
الشراسيف سريع التهري لما طبخ فيه واعلم أن الوزن من الدستورات المنجحة في تعرف
حال المياه فإن الأخف في الأكثر أفضل وقد يعرف الوزن بالمكيال بأن يبل فيه خرقتان
بما نيتان أو قطنتان متساويتا الوزن ثم يجففان تجفيفا بالغا ثم يوزنان فالماء الذي
قطنته أخف أفضل والتصعيد والتقطير مما يصلح المياه الرديئة فإن لم يمكن ذلك فالطبخ
فقد شهد العلماء أن المطبوخة أقل نفخا وأسرع انحدارا قال وإن تركت المياه الغليظة
مدّة كثيرة لم يرسب منها شيء يعتد به ، وإذا طبختها رسب في الوقت شيء كثير فصار
الماء الباقي خفيف الوزن صافيا فكان سبب الرسوب الترقيق الحاصل بالطبخ ألا ترى أن
مياه الغدران الكبار كجيحون وخصوصا ما اغترف من آخره يكون كدرا عند الإغتراف ثم
يصفو في زمان قصير كرة واحدة بحيث إذا استصفيته مرة أخرى لم يرسب شيء يعتد به ، وقوم
يفرطون في مدح النيل إفراطا شديدا ويجمعون محامده في أربعة بعد منبعه وطيب مسلكه وغمورته
وأخذه إلى الشمال عن الجنوب ملطفا لما يجري فيه من المياه أما غمورته فيشاركه فيها
غيره والمياه الرديئة إذا استصفيتها كل يوم من إناء إلى إناء رسبت كل يوم ولا يرسب
عنها ما من شأنه أن يرسب إلا بأناة من غير إسراع ومع ذلك فلا يتصفى تصفيا بالغا والعلة
فيه أن المخالطات الأرضية يسهل رسوبها عن الرقيق الجوهر الذي لا غلظ له ولا لزوجة
ولا دهنية ولا يسهل رسوبها عن الكثيف تلك السهولة ثم الطبخ يفيده رقة الجوهر وبعد
الطبخ المخض ، ومن المياه الفاضلة ماء المطر وخصوصا الصيفي ومن سحاب راعد ، وأما
الذي يكون من سحاب ذي رياح عاصفة فيكون كدر البخار الذي يتولد منه وكدر السحاب
الذي يقطر منه فيكون مغشوش الجوهر غير خالصة إلا أن العفونة تبادر إلى ماء المطر وإن
كان أفضل ما يكون لأنه شديد الرقة فيؤثر فيه المفسد الأرضي والمفسد الهوائي بسرعة
وتصير عفونته سببا لتعفن الإخلاط ويضر بالصوت والصدر قال قوم : والسبب في ذلك أنه متولد
عن بخار مصعد عن رطوبات مختلفة ولو كان السبب ذلك لكان ماء المطر مذموما
غير محمود وليس كذلك
ولكنه لشدّة لطافة جوهره يتعفن فإن كل لطيف الجوهر قوامه قابل للإنفعال ، وإذا
بودر إلى ماء المطر وأغلي قبل قبوله العفونة والحموضات إذا تنوّول مع وقوع الضرورة
إلى شرب ماء مطر قابل للعفونة أمن ضرره ومياه الآبار والقنى بالقياس إلى ماء
الأعين رديئة لأنها مياه محتقنة مخالطة للأرضية مدة طويلة لا تخلو عن تعفين ما ، وقد
استخرجت وحرّكت بقوّة قاصرة لا بقوّة فيها مائلة إلى الظهور والإندفاع بل بالحيلة
والصناعة بأن قرب لها السبيل إلى الرشوح وأردؤهما ما جعل له مسالك في الرصاص فيأخذ
من قوّته ويوقع في قروح الأمعاء والنز أردأ من ماء البئر لأنه يستجد نبوعه بالنزح
فتدوم حركته ولا يلبث اللبث الكثير في الحفر ولا يريث في المنافس ريثا طويلا فأما ماء
النز فيها فيطول تردّده في منافس الأرض المعفنة ويتحرّك إلى النبوع والبروز حركة
بطيئة لا تصدر عن قوّة اندفاعها بل لكثرة مادّتها ولا يكون إلا في أرض فاسدة عفنة
وأما المياه الجليدية والثلجية فغليظة والمياه الراكدة والآجامية خصوصا المكشوفة
رديئة ثقيلة وإنما تبرد في الشتاء بسبب الثلوج وتولد البلغم وتسخن في الصيف بسبب
الشمس والعفونة فتولد المرار ولكثافتها واختلاط الأرضية بها وتحليل اللطيف منها
يتولد في شاربيها أطحلة وترق مراقهم وتجسو أحشاؤهم وتقصف منهم الأطراف والمناكب والرقاب
وتغلب عليهم شهوة الأكل والعطش وتحتبس بطونهم ويعسر قيؤهم وربما وقعوا في الإستسقاء
لاحتباس المائية فيهم ، وربما وقعوا في ذات الجنب وذات الرئة وزلق الأمعاء والطحال
وتضمر أرجلهم وتضعف أكبادهم ويقل غذاؤهم بسبب الطحال ويتولد فيهم الجنون والبواسير
والدوالي والأورام الرخوة خصوصا في الأحشاء ويعسر حبل نسائهم وولادتهن جميعا ويلدن
أجنة متورمين ويكثر فيهم الحبل الكاذب ويكثر بصبيانهم الأدرة وبكبارهم الدوالي وقروح
الساق ولا تبرأ قروحهم وتكثر شهوتهم ويعسر إسهالهم ويكون مع أذى وتقرح الأحشاء وتكثر
فيهم الربع وفي مشايخهم المحرقة ليبس طبائعهم ، وبالجملة فالمياه الراكدة غير
موافقة للغذاء وحكم المغترف من العين قريب من الراكد لكنه يفضل عليه بأن بقاءه في
موضع واحد غير طويل وما لم يجرفان فيه ثقلا مّا لا محالة فربما كان في كثير منه
قبض وهو سريع الإستحالة إلى التسخن في الباطن ، فلا يوافق أصحاب الحميات والذين
غلب عليهم المرار بل هو موافق للعلل التي تحتاج إلى حبس أو إلى إنضاج. والمياه
التي يخالطها جوهر معدني وما يجري مجراه والمياه العلقية كلها رديئة لكن لبعضها
منافع فالذي يغلب عليه قوّة الحديد ينفع في تقوية الأحشاء ويمنع الذرب وإنهاض
القوّة الشهوانية كلها وسنذكر حالها وحال ما يجري مجراها فيما بعد والجمد والثلج
إذا كان نقيا غير مخالط لقوة رديئة فسواء حلل ماء برد به الماء من خارج أو ألقي في
الماء فهو صالح فليس تختلف أحوال أقسامه اختلافا كثيرا فاحشا إلا أنه أكثف من سائر
المياه ويستضربه صاحب وجع العصب وإذا طبخ عاد إلى الصلاح فأما إذا كان الجمد من
مياه رديئة أو ثلج مكتسبا به قوة قريبة من مساقطه فالأولى أن يبرد به الماء محجوبا
عن مخالطة الماء ، والماء البارد المعتدل المقدار أوفق المياه للأصحاء وإن كان قد
يضر بالعصب ويضر أصحاب الأورام في الأحشاء وهو مما ينبه الشهوة ويشد المعدة ، والماء
البارد
جدا رديء للصدر والرئة
ولقروحهما بما يبرد ويرطب ، وهو خلاف الواجب في تدثير القروح ويضر أصحاب السدد
لكنه ينفع أصحاب التخلخل والسيلان أيّ سيلان كان من أيّ عضو كان ويقوي القوى كلها
على أفعالها إذا كان باعتدال أعني الهاضمة والدافعة والجاذبة والماسكة إلا أنه
رديء للباه ويعقل البطن ويسكن حركات المني وسيلانه ، قال والماء الحار يفسد الهضم
ويطفئ الطعام ولا يسكن العطش في الحال وربما أدّى إلى الإستسقاء والدق ويذبل البدن
، فأما المسخن إذا كان فاترا أعني وإن كان أسخن من ذلك وتجرّع على الريق فكثيرا ما
غسل المعدة وأطلق الطبع لكن الإستكثار منه رديء يوهن قوّة المعدة والشديد السخونة
ربما حلل القولنج وكثر الرياح والذين يوافقهم الماء الحار بالحقيقة أصحاب الصرع والماليخوليا
وأصحاب الصداع والرمد والذين بهم بثور في الحلق والعمور وأورام خلف الأذنين وأصحاب
النوازل والذين بهم قروح في الحجاب وانحلال انفرد في نواحي الصدر وهو يدر الطمث والبول
ويسكن الأوجاع والماء المالح يهزل ويقشف ويسهل أوّلا بالجلاء الذي فيه ويعقل بعده
لتجفيف طبعه ويفسد الدم ويولد الحكة والجرب. والماء الكدر يولد الحصارة والسدد
فليتناول بعده ما يدر على أن المبطون كثيرا ما ينتفع به وبسائر المياه الغليظة والثقيلة
لإحتباسها في بطنه وبطء انحدارها ومن ترياقاته الدسم والحلاوات. روفس : وماء المطر
خفيف الوزن لطيف نقي حلو يسرع نضج ما يطبخ به ويسرع إلى السخونة وجميع فضائل الماء
موجودة فيه وهو جيد للهضم وإدرار البول وللكبد والطحال والكلى والرئة والعصب إلا أنه
ليس معه قوّة مبردة شديدة التبريد لكنه أكثر ترطيبا وهو ينفذ سريعا للطافته. والماء
البارد يسكن شهوة الباه وينفع الإنتفاخ المسمى الألفي وينفع لمن هضمه بطيء ولمن
يعرق كثيرا شربا واستحماما ولمن يبول في الفراش وللهيضة ولمن أفرط به إسهال الدواء
ولانفجار الدم من المنخرين أو من جراحة أو من أفواه العروق التي في أسفله ولمن شرب
شرابا صرفا كثيرا فعرض له إلتهاب في المعدة ولمن به حمى محرقة متى لم يكن به جساء
فيما دون الشراسيف لأنهم إذا أكثروا من شربه عرض لهم منه قيء وانحلت الحمى وخرجت
من العروق ويشد اللثة ويقوي العصب وينفع من به ذوبان المني إذا شرب أو استجمر به وينفع
من الكرب والفواق ونتن رائحة الفم والعرق. حنين : القليل بالشراب الممزوج يكون
أكثر نفعا لنتن عرق البدن. غيره : الماء البارد على الطعام إذا أخذ منه قليل قوّى
المعدة وأنهض الشهوة ولا ينبغي أن يشرب على الريق. الطبري : عن الهند : ولا ينبغي
أن يشرب الماء البارد الضعيف المعدة والضعيف البدن القليل اللحم والناقة ومن به
طحال أو يرقان أو استسقاء أو بواسير أو اختلاف. غيره : والماء العذب يقوي الجسد والذي
يجري على الجبل والحصا ولا يخرج إلى غيرها ثقيل لا يمري ويورث الشوصة والربو وضيق
النفس. روفس : والحار منه يجود جميع حس البدن ويسهل حركات البدن وينفع الأحشاء والرأس
وينضج الأورام الباطنة شرب أو احتقن به ويسكن الأعراض الحادثة عن نهش الهوام ويسكن
الإقشعرار وكل برد يجده الإنسان وربما سكن الحكاك شربا كان أو استحماما. غيره : رديء
إذا أكثر منه وأدمن لأنه يرخي الجسد ويسقط الشهوة فإن تجرع منه على الريق غسل
المعدة من
فضول الغذاء المتقدم
وربما أطلق البطن غير أن الإسراف منه يخلق البدن ويوهنه ويسهل حركاته وينفع
الأحشاء والرأس وينضج الأورام الباطنة. روفس : والماء الكبريتي يستفرغ البدن وينفع
القوابي والبهق ويقشر الجلد والبثر والجرب والقروح المزمنة وأورام المفاصل وصلابة
الطحال والكبد والرحم وأوجاع البطن والركبة والإسترخاء والثآليل المتعلقة والسعفة.
غيره : ماء الكبريت ينفع وجع الرحم والنساء التي لا يحبلن من كثرة رطوبات أرحامهن
إذا استحممن به ويبرئ الجراحات والأورام الحادثة عن بعض السباع وحيات البطن ومن
المرة السوداء ويلين العصب ويسخنه ويضعف المعدة ويذهب بالشراء الكائن في الجلد وينفع
من الشخوص. الرازي في دفع مضار الأغذية : الماء الكبريتي يهيج الصداع ويظلم العين
ويضعف البصر ويسخن الكبد ويعدّ الدم للعفونة إلا أنه يكسر الرياح وشربه يدفع هذه
المضار بأن لا يشرب وقت غرفه بل بعد وقت طويل وصبه من إناء إلى إناء وخاصة في
الأواني الخزف الجدد ، فإنه يذهب وينقشع عنه بهذا التدبير أكثر رائحة الكبريت ثم
يصب على طين حر ويصفى عنه مع رب السفرجل والريباس وحماض الأترج والرمان ويؤخذ من
هذه الفواكه ، أو مائها قبله أو بعده وليحذر أن يشرب عليه شراب أو يمزج به وإما
القفرية والنفطية فحالهما كحال الكبريتية.
غيره : ماء القفر خاصته يثقل الرأس والحواس
ويسخن البدن جدا وينفع العصب إذا قعد فيه ، وأما ماء النحاس فقال الرازي في دفع
مضار الأغذية : ينفع من القولنج ويولد سحج الأمعاء العسر المتآكل الواغل في جرم
الأمعاء وينفع أيضا من به قرحة عتيقة عفنة في رئته ، ويدفع مضرته الأخذ مما يغري ويمنع
السحج كصفرة البيض والصمغ والطين وشحم الكلى والأرز المطبوخ باللبن ونحوها. غيره :
وماء النحاس صالح لفساد المزاج وينفع الفم واللهاة والأذن والعين والأحشاء الضعيفة
والبواسير وهو غير موافق للأصحاء ويورثهم سوء المزاج وأما الماء الحديدي فقال
الرازي فيه أنه يقوي المعدة ويضمر الطحال ويزيد في الإنعاظ إلا أنه قابض حامض.
غيره : ماء الحديد الذي ينبع من معادن الحديد يقوّي القلب والكبد ويشجع ويذهب
بالخفقان وينفع من اللون الرصاصي ومن كثرة العرق وإذا غسل به الشعر أمسك الشعر
المتساقط ، وأما الماء الرصاصي فقال الرازي في دفع مضار الأغذية : يولد القولنج
الشديد ويحبس البول ولذلك ينبغي أن يتلاحق بما يدره ويسهل البطن والمتولد في معادن
الذهب فهو دون ماء النحاس في الرداءة وينفع من الخفقان والماليخوليا والتوحش وكذا
المتولد في معادن الفضة فإنه دون الرصاصي في مضرته وينفع من الخفقان وأما المرّ
فيفتح السدد ويلطف الأخلاط الرديئة إلا أنه يفسد الدم بكثرة الإسهال ، ولذلك ينبغي
أن يطرح فيه السكر أو يقطع قصب السكر أو يلقى فيه من الخرنوب الشامي كثيرا فهو
أجود ومن حب الآس أو العناب أو البسر المطبوخ وتتعاهد الأغذية الممسكة للبطن والماء
القابض ينفع من استطلاق البطن وترهل البدن وكثرة التخلخل ويضر بعقله الطبيعة وإمساكه
البول وبطء نزوله عن المعدة ويسد مسام البدن ويجفف اللحم بقلة نفوذه إلى الأعضاء ويضر
الصوت والنفس بتجفيفه الرئة وقصبتها. وهذا في الأكثر شيء أو راجي أو حديدي أو يجري
على الحجارة التي فيها هذا الطعم
وتدفع هذه المضار
بأكل العسل وشرب مائه وشرب دهن الخل على نقيع الزبيب وتدسيم الغذاء وإدمان الحمام
، وينفع هذا الماء من زلق الأمعاء ودرور البول وكثرة جري العرق والطمث. غيره : وأما
المياه الشبية فإنها تنفع من سيلان دم الطمث ومن نفث الدم وتمنع الإسقاط والقيء وتمنع
سيلان دم البواسير غير أنها تثير الحميات في الأبدان الحارة وهي من أنفع الأشياء
للقروح المتحلبة إليها الموادّ ومياه المعادن إذا أدمنت ولدت عسر البول والبخر وهي
تفسد الدم ولا توافق الأصحاء لأنها كأدوية الماء النوشادري تطلق الطبع إن شرب منها
أو جلس فيها أو احتقن بها.
ماء
الجبن : ديسقوريدوس في الثانية : وكل لبن من
الألبان لا يخلو من أن تكون فيه رطوبة مائية إذا انفصلت عنه واستعملت كانت صالحة
لإسهال البطن جدّا إسهالا قويا إذا أردنا أن نسهل من غير سقي شيء حرّيف كما يفعل
بأصحاب الماليخوليا والصرع والجرب المتقرّح وداء الفيل أو البثور في كل البدن وتخرج
هذه المائية هكذا. يؤخذ اللبن فيغلى في قدر فخار جديدة ويحرّك بقضيب تين قطع من
شجرته قريبا وبعد غليتين أو ثلاثة يرش عليه لكل تسع أواق أوقية ونصف من سكنجبين وهكذا
يفصل الماء من الجبن وينبغي أن تؤخذ إسفنجة فتشرب بالماء ويمسح بها شفة القدر مسحا
دائما في وقت طبخ اللبن لئلا يشتدّ غليانه وينبغي أن يؤخذ إبريق فيصبه مملوءا ماءا باردا ويصير في اللبن وقد تسقى
هذه الرطوبة وهي ماء الجبن وقتا بعد وقت في كل وقت تسع أواق حتى ينتهي إلى ثلاثة أرطال
وتسع أواق ، وينبغي لشارب ماء الجبن أن يتمشى فيما بين الوقت والوقت. جالينوس في العاشرة
: قوّة ماء اللبن الذي قد تميز من الدسم والجبنية ينقي ويغسل الأحشاء وينقى عنها
الفضول العفنة إذا شرب أو احتقن به يفعل ذلك من غير لذع بل له في تسكينه فعل جيد ويغسل
القروح التي فيها قيح رديء فاسد ويبرئها إذا غسلت به ومن الناس من يخلط بهذا الماء
الأدوية التي تفش الماء النازل في العين ويستعملها فينفع من ذلك وكذا فعله أيضا في
جلاء الكلف وقد يشفي به أورام العين والدم المنصب إليها إذا خلط ببعض أدويته
الموافقة له. روفس في كتاب اللبن : ماء الجبن يسقى من يحتاج إلى أن يسهل إسهالا
قويا ويتخذ على هذه الصفة غير أنه يرش عليه مرة سكنجبينا ومرة شرابا ومرة ماء
العسل على قدر الحاجة فإن كان الخلط بلغميا يرش عليه سكنجبين وقد يخلط معه في أوّل
الأمر ملح فإن أخذ معه أدوية مسهلة فليستقص مقدارها فإن الخطأ فيها عظيم إن أفرط
وزنها وأما هو وحده فلا يعرض منه خطأ والمجبن منه بالقرطم يرفق في إسهاله وإن طبخ
بعد أخذه وجعل فيه ملح أسهل بقوّة ومن احتاج إلى مسهل ولم يقو على الأدوية فليسق
مع الملح أو ماء البحر فإنه يستفرغه إستفراغا صالحا ويخلط فيه حاشا أو أفتيمون وقد
يسقى للأمعاء التي يخاف أن تحدث بها قرحة والتي يخرجها البراز المراري وقروح
المثانة ولا ينبغي أن يجعل معه في هذه الحالة ملح ولحرقة البول ولا يتوقى أخذه في
الصيف كما تتوقى الأدوية المسهلة وينفع القوى والإسهال منه للجراحات والبثر الكمدة
وإخراج الأخلاط الرديئة المجتمعة تحت الجلد والقروح الحديثة والقديمة والخبيثة والشقيقة
والموادّ السائلة إلى العين والأجفان والكلف والقروح والحميات المزمنة الكامنة
الطويلة ومن يتخوّف عليه الإستسقاء. ابن رضوان
__________________
في الأدوية المسهلة
: وماء اللبن
مادّة موافقة لأن تخلط به الأدوية المسهلة إن خلط به الأدوية التي تستفرغ المرار
الأصفر استفرغ مرة صفراء وإن خلط به الأدوية التي تستفرغ المرار الأسود استفرغ مرة
سوداء وإن خلط به الأدوية التي تستفرغ البلغم استفرغ وإن خلط به الأدوية التي
تستفرغ الماء استفرغ الماء الأصفر لأن اللبن قريب من طبيعة البدن وله قوّة يجلو
بها ويغسل من غير تلذيع فوجب أن يقمع حدة الأدوية ويكسر من تلذيعها للأحشاء وإن
يعين في إسهالها بقوّة مسهلة واستحالته إليها والأجود في خلطه معها أن يسحق وينفع
فيه حتى يأخذ قوّتها ثم ينزع منه ويسقى ماء اللبن فإنه في هذه الحال يسهل الخلط
المطلوب استفراغه بسهولة لا خوف معها على الأحشاء من نكاية الأدوية المسهلة التي
يفعلها بالقوى الذاتية في إجرامها ولا عنف فيها لأن القوى المسهلة قد انكسرت حدتها
برطوبته لأن المرار الأصفر والمرار الأسود مفرطا الحدّة والنكاية والمحمودة أيضا
لها حدة عظيمة ، وكذا الأفتيمون وما جرى مجراهما فكان ماء اللبن عجيب النفع في
استفراغ هذين الخليطين أما في المرار الأصفر فإنه ينفع فيه المحمودة وما قام
مقامها وأما في المرار الأسود فبأن ينقع فيه ثمر أفتيمون أو ما قام مقامه وذلك إنّ
ماء اللبن يحمل قوى هذه الأدوية ويوصلها إلى البدن فتستفرغ الأخلاط التي تستفرغها
بلا حدة ولا حرارة قوية تعرض منها في الأمعاء والأحشاء والمعدة والماساريقا والكبد
وتجاويف العروق وقد اختار بعض الأطباء إذا كان في شيء من الأحشاء مرار مجتمع أن
يعطي قبل ماء اللبن شيئا من الصبر أو الأفسنتين أو الإهليلج الأصفر ليحرّك ذلك
المرار الغليظ أعني : الذي قد غلظ بمخالطة البلغم ونحو ذلك لأنّ ماء اللبن أيضا
إذا صار إلى الأحشاء التي هذا حالها لم يؤمن عليه أن يستحيل إلى طبيعة ذلك المرار
الذي يخالطه فيها ، ولذلك ينبغي أن يعطي قبل أخذه ما يحرّك المرار إلى الإنحدار عن
الأحشاء ، فإذا جاء بعده ماء اللبن وجده متهيأ للخروج والإنحدار فاحدر جميعه وأخرجه
بالإسهال فهذه منافع اللبن في الإسهال. أمين الدولة بن التلميذ : وصفة عمل ماء
الجبن في الربيع يتخذ من لبن المعز الفتية التي عهدها بالولادة نحو شهر وتختار
الحمراء الزرقاء الفتية فإنها صنف جيد المزاج وتعلف قبل استعمال لبنها بأيام شعيرا
مجروشا مبلولا مع نخالة وثيل وهندبا وشاهترج ثم يحلب رطلان من لبنها في كل يوم ويطبخ
في طنجير حجر بنار هادئة ويحرّك بخشبة من خشب التين رطبة مأخوذ عنها لحاؤها مرضوضة
يقصد بذلك أن تعلق بماء الجبن من اللبنية واليتوعية التي في الخشب الرطب قوة تعينه
على الإسهال في رفق وقد يعتاض عنه بشجرة خلاف رطبة إذا لم يوجد خشب التين وكان
يسقى ماء الجبن للترطيب دون الإسهال ويمسح حول القدر بخرقة مبلولة بماء عذب ، فإذا
غلى اللبن فليترك الطنجير على ناره ويرش على اللبن الذي فيه ثلاثون درهما من
السكنجبين الساذج السكري فربما رش معه ثلاثة دراهم من خل خمر صاف وليكن السكنجبين
والخل باردين جدا يسرع إلقاؤهما لتتميز الجبنية من المائية ويحرّك بالعود المذكور
ويترك هنيّة حتى يجمد وتتميز المائية ثم يصفى في خرقة كتان صفيقة أو زنبيل خوص
صفيق النسج ويعلق حتى ينقطع سيلان ماء الجبن عنه وتبقى فيه الجبنية ويعاد الماء
فيه إلى الطنجير بعد غسله ويغلي برفق ويلقى عليه نصف درهم من ملح دراني
__________________
مسحوق ويصفى ثانيا ويؤخذ
من ماء الجبن المذكور نصف رطل إلى ثلثي رطل على تدريج بسكر طبرزذ ويؤخذ في وقت
بسفوف مسهل وفي وقت بسفوف مبدل. سفيان الأندلسي : ماء الجبن دواء مسهل تستعمله
الصبيان فمن فوقهم دون فرق وإذا كان القصد به الإسهال فيجب أن يغلى على النار بعد
عصره من الجبن ليتميز ما فيه من الجزء الجبني والماء المستخرج من اللبن المعقود
بالأنفحة فهو يسهل أولا فإذا تمودي عليه وألفه البدن اغتذى به ولم يسهل ويطيب ولا
سيما الأجسام التي دماؤها فاسدة وهي التي يكثر أكلها وينهضم ولا يخصب البدن وأكثره
إسهالا أرقه لبنا وأكثره ترطيبا أغلظه لبنا.
ماء
اللحم : ابن سينا في الأدوية القلبية : اللحم وإن
كان غذاء صرفا فإن ماءه يدخل في معالجات ضعف القلب فلا بأس أن نتكلم فيه فنقول أن
ماء اللحم إذا كان اللحم محمود أما لحم الحولي منه والفتيّ من الضأن وأما لحم
الحملان والجداء فإنه أنفع شيء لضعف القلب فإن كان من رقة الروح فلحم الحولي من
الضأن والفتيّ منها ، وإن كان من غلظه وكدورته مع قلته فالذي هو أخف منه ، وأكثر
أطباء زماننا يظنون أن ماء اللحم هو المرقة التي يطبخ في مائها اللحم وليس كذلك بل
ماء اللحم ما يخرجه المدقوق بالطبخ حتى يسيل منه رشح وعرق وينقلي فيه اللحم ثم
يصفى ويشرب.
ماء
الشعير : ديسقوريدوس في الثانية : هو أكثر غذاء
من سويق الشعير يماع في الطبخ وهو صالح لقمع حدة الفضول وخشونة قصبة الرئة وتقرّحها
وبالجملة يصلح لكل ما يصلح له كشك الحنطة غير أنّ ماء كشك الحنطة هو أكثر غذاء منه
وأدر للبول وإذا طبخ الكشك من الحنطة أيضا ببزر الرازيانج وتحسى أدر اللبن وكشك
الشعير أيضا يدر البول وهو جلاء نافخ رديء للمعدة منضج للأورام البلغمانية. ابن رضوان
في مقالة له في الشعير : وما يتخذ من الشعير المقشور أقل جلاء من الذي ليس بمقشور
فإنا متى احتجنا إلى استعمال شيء مما يتخذ من الشعير نظرنا فإن كنا نحتاج مع ذلك
إلى فضل جلاء أخذنا من شعير مقشور سواء كان ذلك ماءه أو حساءه أو كشكه أو غيره وكذا
متى احتجنا إلى فضل تجفيف فيما نتخذه من سويقه قلينا الشعير بقشره وإن لم نحتج إلى
فضل تجفيف قليناه مقشورا ولذلك متى احتجنا إلى اعتدال البراز استعملناه مقشورا.
قال : وينبغي أن يتخير الشعير ويؤخذ أفضله ويرذل الحديث منه والقديم ويقشر بأن
ينقع في الماء وقتا يسيرا ويلقى في مهراش ويلين باليد مسحا ويهرش إلى أن تنسلخ
قشوره حساء ، ثم يكال ويلقى في طنجير ويصب عليه ماء كثير بحسب ما يرى من صلابته ولينه
أما اللين فلا يحتاج إلى ماء كثير لأنه ينضج بسرعة وأما الصلب فيحتاج إلى ماء كثير
لأنه يبطئ في الطبخ قبل أن ينهضم وتقدير الماء يختلف ويزيد وينقص وليس له حد يقف
عليه وذلك أنه إن كان المطلوب ماء الشعير فيحتاج إلى ماء كثير وإن كان المطلوب
حساءه الذي هو عصارته والمطلوب كشكه فلا يحتاج إلى ماء كثير وأكثر ما ينبغي أن يصب
عليه من الماء ثلاثون كيلا بكيل الشعير وأقله خمسة عشر والأجود أن يكون في قدر
أخرى ماء يرفع على النار إذا غلي فإن رأيت الشعير قل ماؤه صببت عليه من الماء
المغلي كفايته وينبغي أن تكون نار طبخ الشعير هادئة أو نار جمر والحد في استخراج
مائه أن يطبخ إلى أن ينتفخ الشعير وينشق فإذا انشق أنزلته وبردته وصفيت ماءه واستعملته
والحد في استخراج عصارة الشعير أو كشكه أن يطبخ إلى أن يتهرّى أو يماع الشعير ، والفرق
بين عصارته
وكشكه أن تصب مع
الماء منذ أول الطبخ زيتا جيدا بقدر الحاجة وطاقات يسيرة من كراث وشبث ويطبخ حتى
إذا انتفخ الشعير ورأيته قد أخذ يتشقق صببت فيه خلا جيدا صافيا ليس بالحديث جدا ولا
بالشديد القدم مقدار ما يصير به طعمه مزالا حامضا ، ويطبخ حتى ينحل الشعير فإذا
انحل وتهرّى الشعير جعلت فيه من الملح الطيب بقدر الحاجة وأنزلته عن النار وناولت
العليل منه إما إن كنت تريد الحال الوسطى بين تلطيف الغذاء وتغليظه فتناوله بثفله
، وأما إن كنت تريد دون هذه الحالة صفيته وناولت المريض عصارته فقط ورميت بثفله وكذا
الحال فيما يفعل بحساء الشعير المقدم ذكره. قال أبقراط في كتابه في الأمراض الحادة
: اقتصر فيما اتخذ من الشعير على كشكه فقط ويسمى المصفى منه حساء وهو عصارته وكثيرا
ما يسمى ذلك ماء الشعير وإنما يسمى اللطيف الرقيق من هذه العصارة ماء الشعير وصرح
في كلامه أن كشك الشعير أفضل الأغذية في الأمراض الحادّة لأنه يستجمع فيه عشر خصال
لا يمكن اجتماعها بوجه ولا بسبب في غيره من الأغذية في هذه الأمراض وأنا أنبه على
ذلك. قال أبقراط في المقالة الأولى من كتابه في الأمراض الحادّة : إن كشك الشعير
عندي بالصواب غذاء اختير على سائر الأغذية التي تتخذ من سائر الحبوب في هذه
الأمراض وأحمد من قدّمه واختاره على غيره وذلك لأنّ فيه لزوجة معها ملاسة واتصالا
ولينا وزلقا ورطوبة معتدلة وتسكينا للعطش وسرعة انغسال إن احتيج إلى ذلك أيضا منه
وليس فيه قبض ، ولا تهيج رديء ولا ينفخ ويربو في المعدة لأنه قد انتفخ وربا في
الطبخ غاية ما يمكن فيه أن لا ينفخ ويربو. قال ابن رضوان : وأنا أعدّ العشر خصال
التي عدها أبقراط في كشك الشعير فأقول الأولى قوله فيه لزوجة معها ملاسة هذه
الخصلة يدل بها على أنه متشابه الأجزاء وليس يوجد ذلك في شيء من الأغذية ولذلك
يقاوم ما تحدثه الأمراض الحادّة من الخشونة والتلذيع ، الثانية هذه الخصلة أيضا دل
بها على أن أجزاء المتشابهة باتصالها تنهضم سريعا معا وتولد معا كيموسا جيدا ، الثالثة
كونه لينا وذلك مما يقاوم بها الزعارة ولا يحتاج فيه إلى مضغ ولا غيره ، الرابعة
كونه زلقا دل به على أنه يجوز ويمر بالمريّ من غير أن يبقى فيه شيء كما يبقى ما
يلحج ويلصق من الأشياء اللزجة مثل حسو الحنطة وهو مع زلقه يجلو ما يجده في ممرّه ،
والخامسة كونه رطبا رطوبة معتدلة ، السادسة تسكينه للعطش وهاتان الخصلتان نافعتان
المنافع العظيمة جدا في الحميات لأنهما يقاومان جفاف البدن وحرارته ولذلك يضادان ويقاومان
ما تحدثه الحمى في البدن ، والسابعة سرعة انغساله وإن ذلك دليل على تليينه للبطن وإنما
أراد أبقراط بقوله إن احتيج إلى ذلك منه أنه ليس في كل حمى حادة يحتاج معها إلى
تليين البطن ، والثامنة قوله وليس فيه قبض لأن القبض رديء في هذه الحميات من قبل
أنه يسد مجاري الغذاء النافذ إلى البدن وإنما يحتاج معها إلى الأغذية القابضة متى
كان في فم المعدة والكبد ما يحتاج معها إلى تقويتها بالأشياء القابضة. والتاسعة
قوله : ولا تهيج رديء أراد به أنه لا يحدث في وقت انهضامه شيء من التهيج مثل
النفخة أو اللذع أو غير ذلك من الأشياء التي تعوق المعدة عن الإنهضام بالسوية على
الغذاء ، والعاشرة أن لا ينتفخ ويربو في المعدة كسائر الأطعمة ، وهذا من أفضل
خصاله فهذه العشر لا تجتمع في غيره ولذلك يقاوم الحمى الحارة الحادّة ببرده ويبسها
برطوبته وما تحدثه في البدن من سائر
الأعراض ينافي
خصاله. التجربتين : وماء الشعير المتخذ من المحمص منه فإنه ينفع المحمومين الذي
أصابهم إسهال ذريع. وأما : ماء الشعير على الصفة المشهورة فإنه ينفع من جميع
الحميات بحسب صنعته ، فيتخذ للصفراء المحضة مفردا ولسائر الحميات الباردة السبب مع
البزر والأصول ومع أعناق الكراث في المختلطة ، فإذا احتيج أن يكون أكثر تغذية أخذه
بكشكه فهو بكشكه أنفع للمسلولين ولا سيما إذا طبخت فيه السراطين النهرية ، وإذا
طبخت مع الشعير السراطين النهرية وعرق السوس فينفع من السعال ومن الصدر إذا نفث
منه الدم المتولد عن حدة ومتى شربه ساذجا من يسهل عليه القيء من المحمومين وأكثر
منه حتى يتكرّهه قيأه ونقى معدته من الأخلاط وانتفع به.
ماء
الورد : من كتاب المغني المفرد في أوصاف الورد
أجوده النصيبي العطر العرق الذكي الرائحة المستخرج بانبيق وقرع فوق بخار الماء وهو
بارد في الدرجة الأولى معتدل فيما بين الرطوبة واليبس مائل إلى الرطوبة يقوي
الدماغ ويسكن الخفقان والصداع الحار شما وطلاء وكذلك يقوي القوى كلها وآلاتها ، ويقوي
المعدة والقلب شما وطلاء وشربا ، وشمه يزيل الغشي وينبه الحواس الخمس ويبسط النفس
وينفع من الخفقان الحار ويقوّي الجسم بعطريته وقبضه ويسكن وجع العين من حرارة وينفع
من كثير من أدوائها تحجيرا به وكحلا وتقطيرا ويشدّ اللثة مضمضة ، وإذا تجرع نفع من
العشي ويقوي المعدة وينفع من نفث الدم وهو يخشن الصدر ويصلحه نبات الجلاب وإذا صب
على الرأس حلل الخمار وسكن الصداع. الرازي : ماء الورد بارد لطيف والإكثار منه
يبيض الشعر وإذا شرب من ماء الورد الطري وزن عشرة دراهم أسهل فوق عشرة مجالس. حكيم
بن حنين : يمنع انصباب الموادّ إلى العين ويمنع تزيد ما قد حصل فيها من العلل. خلف
الطيبي : أجوده الذي يتخذ من الورد الأبيض لأنه أبقى.
ماء
الكافور : إبن بطلان : في
تقويم الصحة هو حار يابس في الثالثة جيد الشبه بصفرة دهن البلسان منفعته أنه
يستخرج الذفر ومضرته أنه يصدع الرأس للمحرور ودفع مضاره أن يخلط بدهن بنفسج وهو
موافق للأمزجة الباردة وللمشايخ في الشتاء وفي البلدان الباردة سوى الجنوبية. وذكر
ماسرحويه ويوحنا والرازي : أنه يخرج من بدن شجرة الكافور إذا شرطت سال منها وهؤلاء
هم شيوخ الصيادلة وذكر أنه شاهده وقال أن الكافور منه ما هو في أبدان شجره صافيا وهو
القنصوري ومنه ما يوجد مختلطا باللحاء والقشر وهذا يطبخ ويصفى فتتميز منه في طبخه
هذه المائية الدهنية وخاصيته أنه إذا ألقي على طعام لم يقربه الذباب.
ماء
الخيار : ابن ماسه : خاصية ماء الخيار الحلو
إسهال المرة الصفراء التي تعرض في المعدة والأمعاء وتطفئة حدتها وتليين الصدر ، وإن
أراد أحد أن يأخذه فليأخذ منه ما بين ثلث رطل إلى نصف رطل مع وزن عشرة دراهم سكرا
سليمانيا. حبيش بن الحسن : ماء الخيار والقثاء ينفعان من لهب الحمى ، ويسكنان
العطش ويسهلان برفق وليس ينبغي أن يسقوا ذلك إذا كانت طبائعهم منعقدة جدا لأنه ليس
لهما من القوّة ما يسهلان الطبيعة المنعقدة فربما وقفا في المعدة فأكربا كربا
شديدا وربما قيئا وربما نفخا وهما صالحان معصورين مفردين أو مؤلفين ويسقى ماؤهما
مع بعض الأمراض النافعة للحميات.
ماء
برطاع : أخبرني
به الشيخ الأمين نفيس الدين هبة اللّه مقدم الطب بالديار المصرية أن هذا الماء كان
__________________
منه شيء بخزانة
البيمارستان بالقاهرة المحروسة وكان من خواصه أنه إن سقي منه شيا من تشبث في حلقه
عظم أو شوك أو حديد أذابه في ساعته ولو أخذ منه نصف درهم أو أقل. ونقد جميعه من
الخزانة ولم يعتض بغيره ولم يقع إلينا منه شيء آخر بعد ذلك فنبحث عنه.
ماء
الحمة : سألت عنه جماعة من التجار المتردّدين
إلى بلاد الهند وغيرها من تلك الأقاليم فأخبرت عنه أنه ماء أسود كالبحر سهك
الرائحة جدّا نتنها يوجد في جوف سمكة معروفة بالحمة تصاد في بحر الصين وهذا الماء
يكون في جوفها في كيس كالمزادة لا يوجد فيها سواه ومن خواصه أنه إن سقي منه وزن
حبتين أو أكثر بقليل لمن قد سقط من موضع عال وانكسر عضو من أعضائه فإنه يجبره على
المكان وهو في ذلك عجيب مجرب.
ماء
الرماد : ديسقوريدوس في ١ : قد يستعمل من التبن البري
والتين البستاني بأن تحرق الأغصان ويستعمل رمادها وينبغي أن ينفع الرماد بالماء
مدّة ثم يصفى ثم ينقع فيه رماد آخر ويفعل به ذلك مرات كثيرة ويعتق. جالينوس في
السابعة : ماء الرماد يكون بحسب الرماد الذي يعمل منه فإن كان للرماد حدّة كان ماء
الرماد أيضا حادا وإن كان الرماد غير حاد كان ماؤه لا حدة له لينا ولذلك صار ماء
الرماد يخلط في الأدوية التي يقال لها المعفنة ، لأن فيه حرارة محرقة لكنها تحرق
من غير وجع للطافة جوهرها ، وسائر مياه الرماد في قوّة الجلاء والتجفيف بحسب ما
تكون قوّة الخشب الذي يعمل منه سوى ماء رماد خشب التين ورماد اليتوع وهذان الماءان
قريبان في قوّتهما من الأدوية المعفنة. ديسقوريدوس : وقد يصلح أن يستعمل في
الأدوية المحرقة والقروح الخبيثة وقد يأكل اللحم الزائد في القروح ويستعمل في بعض
الأحايين بأن تبل به إسفنجة فاترا وتوضع على المكان ويحقن به لقرحة الأمعاء وللسيلان
المزمن في القروح العظيمة الخبيثة لأنه يقلع اللحم الفاسد ويبني اللحم ويلحم ويلزق
كما تلزق أدوية الجراحات اللازقة لها في أوّل ما تعرض وقد يصفى شيء من حديثه ويسقى
منه أوقية ونصف مع شيء يسير من زيت لجمود الدم والسقطة من موضع عال والوهن وقد
يسقى منه وحده أوقية ونصف لمن به إسهال مزمن وقرحة الأمعاء ، وإذا خلط بزيت وتمسح
به جلب العرق ونفع من وجع العصب والفالج وقد يشربه من شرب الجبسين وينفع من نهشة
الرتيلا وقد تفعل ذلك مياه أصناف الرماد الباقية وخاصة ماء رماد خشب البلوط وكلها
فيها قبض شديد.
مانون
: جالينوس في الحادية عشرة : ماء السمك
المالح وهو المانون ينفع الجراحات المتعفنة كما ينفعها الجري وينفع أيضا من وجع
الورك والنسا وقروح الأمعاء إذا احتقن به العليل وذلك أنه بحدته يجذب الأخلاط
الحاصلة من الورك ويخرجها من الأمعاء ويغسل ويجفف القروح المتعفنة في الأمعاء ، وأكثر
من يستعمله في هذه الوجوه قوم من الأطباء وماء الجري المملح وماء السميكات
المملوحة وهو مانون الصحناة وقد استعملنا نحن أيضا هذا المانون في مداواة القروح
المتعفنة الحادثة في الفم.
ماء
الملح : ديسقوريدوس في : ماء الملح قوّته وفعله
كقوّة الملح لأنه يجلو ويقبض ويلطف ويحتقن به لقروح الأمعاء الخبيثة وعرق النسا المزمن
ويصلح لنصب الأعضاء مكان ماء البحر إذا احتيج إليه ويوم مقام ماء البحر في النقع.
ماست
: هو الرائب الذي لم يستعد حمضه وقد ذكر
في آخر القول في اللبن.
ماء
القراطن : ابن حسان : معناه
باليونانية عسل مقصور. الرازي في
الحاوي : هو الشراب
المسمى باليونانية حنديقون. ديسقوريدوس في الخامسة : هو بعض الأشربة وقوّته
كالشراب الذي يقال له أويومالي ويستعمل ما لم يطبخ منه إذا أردنا أن نلين البطن أو
نهيج القيء إذا سقي إنسان دواء قتالا فنسقيه منه بالزيت للقيء والمطبوخ منه نسقيه
لتحليل القوّة وضعف البدن وللسعال والورم الحار العارض في الرئة. بعض علمائنا : وصنعته
كما قال ديسقوريدوس يؤخذ من العسل جزء ومن ماء المطر المعتق جزء فيخلط به ويوضع في
الشمس ومن الناس من يأخذ من ماء العيون فيخلطه بالعسل ويطبخه حتى يذهب الثلثان ويرفعه.
ماعز
: الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : لحوم
الماعز أوفق لأصحاب الأبدان الملتبهة والقليلة الرياضة وأبطأ إلى الإمتلاء ولمن
تهيج به الجراحات والأمراض والحميات الحادة والدماميل والبثور وتصلح في الأوقات
الحارة ، ولمن يحتاج إلى كثير قوّة وكد ويختار السمين منها ويصنع بالبصل والزيت والحمص
والجزر وبالجملة فالإسفيذباجات منها جيدة ويؤخذ قبلها وبعدها من الفواكه والبقل والأشربة
ما يتلاحق به دفع ضررها ويقصد ما يسخن ويرطب منها عند أكل لحومها كالتمر واللوز والفانيذ
والنارجيل ، ويشرب عليها من الشراب الأحمر الذي له أدنى غلظ وحلاوة وليس بالعتيق
جدا ويكثر عليه من أكل الحلو ويجتنب عليه الفواكه المزة والحامضة فإنه بهذا
التدبير يمكن أن يسلم من اضطر إلى لحم الماعز.
قال : ولحوم الجداء أرطب منه لأنها
موافقة لأهل الترفه والدعة لأنها قليلة الفضول معتدلة في الحر والبرد والرطوبة واليبس
فهي أوفق لهم منه ومن لحوم الحملان إذا كان لا يسرع بالإمتلاء ولا تضعف عليه
القوّة ولا ينهك البدن ولا سيما في الصيف والبلدان الحارة.
ديسقوريدوس في الثانية : وشحم العنز أشد
قبضا من غيره من الشحوم ولذلك يعالج به من قرحة الأمعاء بالسويق والنخالة وقد يذاب
ويحقن به مع ماء الشعير وقد يصلح المرق الذي يقع فيه إذا تحثى لمن في رئته قرحة وقد
ينتفع به من شرب الذراريح وشحم التيس أشد تحليلا منه وإذا عجن شحم التيس ببعر ماعز
وزعفران ووضع على النقرس شفاه.
التجربيين : وشحم الماعز إذا شرب في حسو
رقيق مصنوع من نشاء أو ارز مطحون نفع من السحج والإسهال المتولد عن أخلاط لذاعة ومن
إفراط الدواء المسهل. جالينوس في الحادية عشرة : وبعره قوّته حارة نافعة من
الأورام الجاسية ولذلك يستعمله بعض الأطباء في أورام الطحال الجاسية وغيرها من
الأورام الصلبة وأورام الركبة المتقادمة إذا خلطوا بها دقيق شعير وعجنوها بالخل والماء
ووضع عليها فإنه مما ينبغي أن يستعمل في علاج الأكرة وشبههم ولا يعالج به من كان
رطب البدن رخصه ، وقد يستعمل هذا الزبل في أصحاب وجع الطحال وجسائه وفي الحبن ، وإذا
أحرقت هذه الزبول صارت ألطف وأشدّ جلاء مما كانت أوّلا فينفع ذلك من داء الثعلب ومن
كل داء يحتاج إلى أدوية منقية جالية كالجرب والوضح والقروح الرديئة وشبهها وكثيرا
ما نخلطه في الضمادات المحللة بمنزلة الضماد النافع من الأورام العارضة في أصول
الأذان والأرنبتين المتقادمة ، وكثير من أطباء القرى يعالجون أهلها بمثل هذه
الزبول لكثرة ما فيها من التحليل فيشفون بها من نهش الأفاعي وغيرها من الهوام وكانوا
من تداركوه منهم وعالجوه نجا ، ومنهم من كان يسقي أصحاب اليرقان فيبرئهم ومن
الأطباء من كان يسقي ذلك النساء فيسكن به نزف الدم عنهن
سريعا.
ديسقوريدوس : وبعر الماعز إذا شرب ولا
سيما الجبلية منها بشراب نفع من اليرقان وإذا شرب ببعض الأدوية والأشربة أدر الطمث
ويخرج الجنين وإذا دق اليابس منه ناعما وخلط بكندر واحتملته المرأة في صوفة قطع
سيلان نزف الدم المزمن من البدن وإذا أحرق وخلط بسكنجبين أو خل ولطخ على داء
الثعلب أبرأ منه وإذا تضمد به مع شحم خنزير عتيق نفع من النقرس وقد يطبخ بالخل والشراب
ويوضع على نهش الهوام والنملة والحمرة المنتشرة وأورام خلف الأذنين فينفعها وإذا
كوي به نفع عرق النسا والكي به على هذه الصفة ، أن يأخذ زيتا ويشرب فيه صوفة ويضعه
على الموضع العميق الذي بين الإبهام والزند وهو إلى الزند أقرب ثم تأخذ بعرة وتلهبها
بالنار حتى تصير جمرة ثم تضعها على الصوفة ثم لا تزال تفعل ذلك حتى يصل الحر بتوسط
العضد إلى الورك ويسكن الألم وهذا الضرب من الكي يسمى الكي العربي. الطبري : وبعره
يوضع مسحوقا بالشراب على لذع الهوام كلها وعض السباع فينفعها وإذا سحق بالعسل وطلي
به البدن نفع من النقرس ووجع المفاصل ، وإن طبخ بشراب صلبا حتى يصير كالعسل ووضع
على الدبيلة أياما حللها. مجهول : وإن طبخ ببول صبي ووضع على البطن نفع من القولنج
العارض من البلغم اللزج والرياح ويسهل الماء الأصفر. ديسقوريدوس : وظلفه إذا أحرق
وخلط بخل وتلطخ به يبرئ داء الثعلب.
جالينوس في الحادية عشرة : إن كان الأمر
على ذلك فقوّة هذا الرماد قوّة تلطف الأخلاط الغليظة. الشريف : إذا أحرق ظلافه وسحق
رماده وخلط بمثله ملحا معدنيا واستن به نفع من قلح الأسنان وصفرتها خضرتها وإذا
عجن رماده بخل وطلي به على المسامير المنكوسة أذهبها وإذا بخرت به المنازل هربت
الحيات منها. الغافقي : وظلفه إذا أحرق وعجن بعسل وشرب بالماء نفع من البول في
الفراش. التجربتين : أظلاف المعز إذا أحرقت وسحقت وذرت على القروح المرهلة التي في
الأعضاء اليابسة المزاج جففتها. ديسقوريدوس : ومرارة المعز الوحشية إذا اكتحل بها
أبرأت غشاوة العين لخاصية فيها وقد تفعل ذلك أيضا مرارة التيس وتقلع اللحم الزائد
أيضا الذي يقال له البوث ، وإذا تلطخ بها نفعت من داء الفيل أيضا. غيره : ومرارة
التيوس الجبلية ترياق للمنهوشين. جالينوس في ١١ : وأما كبد الماعز فيشويه قوم ويأخذون
الصديد الذي يقطر منه فيكحلون به أصحاب العشاء ويأمرونهم أيضا بفتح أعينهم وأن ينكبوا
على هذه الكبد ليدخل فيها البخار المرتفع منها ويزعمون أيضا أنها إذا أكلت مشوية
نفعت من هذه العلة وتنفع من به صرع وتكشف أمره إذا أكلت ويقولون إن كبد التيوس
تفعل أيضا ذلك وقال ديسقوريدوس مثله. التجربتين : رطوبة كبد المعز المستخرجة
بالشيّ إذا ذر عليها في وقت الشيّ زنجبيل ودارفلفل وبولغ في شيها ثم جمع الزنجبيل
مع ما خالطه من الرطوبة وسحق واكتحل به نفع من العشاء. الشريف : إذا شويت كلي ماعز
وذر عليها سحيق كرنب وحل بما يسيل منها على البهق الأبيض أذهبه من حينه سريعا.
مالكي
: هو طير الماء من أقراباذبن سابور بن سهل
فاعرفه.
ماميران
: هو الصنف الصغير من العروق الصفر وقد
ذكرته في العين.
مالي
: هو العسل وقد ذكرته في العين.
مالسوفلن
: معناه النحلي سمي بذلك لإستطابة النحل
الحلول فيها وهو الباذرنجبويه وقد ذكر في الباء.
ماطرسيله
: معناه باللطيني أم الشعراء
وهو صريمة الجداء وقد
ذكرته في الصاد المهملة.
مارماهيج
: هو السليناج المعروف بالنون وهو حوت
طويل كالحيات مشهور.
ماطونيون
: هي شجرة القنة باليونانية وهي مذكورة في
القاف.
متيل
: هو الأترج وقد ذكر في الألف.
مثنان
: ديسقوريدوس في الرابعة : يومالاآ وقد
يسمى خامالاآ ومن الناس من يسميه بوروس أحني ويسمى أيضا قسطرون والدواء المعروف
المسمى بأفنديوس قوقس ، وهو ثمرة هذا النبات وإنما يلتقط من هذا النبات ثمرته والقوم
الذين يقال لهم أربواس يسمون هذه الثمرة أطبوليوس ومن الناس من يسميه ليقوس ومعناه
الكتاني وهذا النبات يخرج قضبانا كثيرة حسانا طولها نحو من ذراعين وورقها شبيه
بالنبات الذي يقال له خامالا أغبر أنه أدق منه وعليه رطوبة تدبق باليد والفم وهو
لزج يدبق عند المضغ وله زهر أبيض فيما بين الزهر ثمر صغير شبيه بحب الآس مائل إلى
الإستدارة وهو في ابتداء كونه أخضر ثم يحمر وقشره صلب أسود وداخله أبيض يسهل البطن
رطوبة مائية ومرة وبلغما إذا شرب منه عشرون حبة عددا وإذا شرب وحده أحرق الحلق ولذلك
ينبغي أن يشرب مع الدقيق أو السوس أو في حبة عنب أو يزدرد ملطخا بعسل مطبوخ وقد
تلطخ الأبدان التي يتعسر عرقها بلطوخ يعمل من هذا الحب مسحوقا مخلوطا بنطرون وبخل
، وأما ورق هذا النبات وهو الذي نسميه خاصة فيارون فإنه ينبغي أن يجمع في أوان
الحصاد ويجفف في الفيء ويرفع وإذا احتيج أن يسقى منه فينبغي أن يدق ويجمع ما فيه
من الشظايا فإذا ذر منه مقدار أكسوثافن في شراب ممزوجا بماء أسهل البطن رطوبة
مائية وإذا خلط بطبيخ العدس أو بالفول المسحوق أسهل إسهالا لينا وقد يخزن مسحوقا
معجونا بعصارة الحصرم مصنوعا أقراصا وهو رديء للمعدة وإذا احتمل قتل الجنين وينبت
في مواضع جبلية حسنة والذين يظنون أن أفينديوس هي ثمرة الشجرة المسماة خامالاا
يغلطون وإنما يعرض لهم ذلك من تشابه الورق. لي : قال الرازي في مواضع كثيرة من
الحاوي : أن يوقس عنديوس هي الحبة المسماة بالفارسية كرمدانه وصحح ذلك بأن قال وهي
حبة شريفة جليلة القدر ذكرها ابقراط وتعمل إعمالا جميلة جليلة. قالت الخوز : النساء
يستعملن هذه الحبة لتسخين الفروج. غيره : الكرمدانة تسهل البلغم الغليظ وتمنع من
أبخرة الدم المرتفعة إلى الرأس وأبخرة السوداء وتقيء أيضا وهو دواء قتال إن أكثر
منه لأنه يسحج المعي ويلهب المخرج ولا يحتمله إلا الأقوياء والغلاظ الطبائع. وقد
يعالج به البرص وأفضله إذا طبخ بالزيت ولطخ به الجرب والقوابي والقروح في الرأس
نفع من ذلك.
مثنان
آخر : هو النبات المعروف بهذا الإسم بالديار
المصرية والسواحل الشامية أيضا ويتخذ بها من قشره أرسان للدواب وخاصة بأرض غزة والدارون
أيضا فإنه بتلك الرمال كثير جدا. كتاب الرحلة : هو شجر متدوح وورقه دقيق جدّا تكون
الأغصان على هيئة الفتل وزهره رقيق إلى الصفرة ما هو ثمره صلب صغير فيه شبه من بزر
الأنجرة يكون في غلف صغار في كل غلاف حبتان وأغصانه مائلة إلى الأرض لونها أبيض وأصله
أبيض غائر تحت الأرض مشعب فهذا هو المثنان بديار مصر وببرقة من هذا المثنان الذي
وصفت نوع إذا قطعت من ورقه أو من أغصانه شيئا أراق لبنا وورقه دقيق منبسط على
الأرض. الشريف : هو نبات يكون أكثر نباته في الرمال وقرب ماء البحر وهو نبات له
ساق يعلو نحو شبرين أو أكثر متفرق ذو أغصان كثيرة متدوح وله
ورق دقيق متراصف
بعضه على بعض شبيه بورق الأبهل بل أدق منه وله بزر أبيض كثير نابت من الورق وله
أصل خشبي لا ينتفع به وهو حار يابس في الثالثة إذا انصلح ورقه بأنواعه بالخل ثم
جفف في الظل وخلط بدهن لوز وعسل وأخذ منه درهم أسهل الديدان وحب القرع ، وأسهل
كيموسا مائيا وهو جيد في علاج المستسقين فإن طبخ منه وزن خمسة دراهم مع أوقية زبيب
منقى من عجمه في رطل ماء إلى أن ينقص الثلثان ثم صفي وألقي عليه درهم دهن لوز حلو
وقيراط صمغ مربى ثم يشرب الكل أسهل البلغم المسمى خاما والدود الصغار من المعي ، وإذا
صنع من قشر أغصانه قتل ودست في الجراحات والخنازير كانت مقام الموامس وكان لها
علاجا موافقا وإذا سحق ورقه وخلط مع مرهم الأكلة قواها ونفع منها مجرب.
مج
: قد زعم قوم أنه الماش المعجم الشين.
محلب
: لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس البتة.
أبو حنيفة : هو شجرة يابسة بيضاء النور وثمره يقع في الطيب. الفلاحة : يعلو كقامة
الرجل وورقه شبيه بورق المشمش وأصغر منه بقليل وينتشر شجره عرضا ويحمل حبا متبددا
منتشرا على أغصانها طيب الرائحة عطري يدخل في كثير من الطيب. إبن حسان : هو حب
شجرة تشبه الصفصاف في ورقها وعودها إلا أنها دونها في الطول وهو بالأندلس كثير وحب
المحلب مدور عليه قشر إلى الحمرة والسواد تحتها قشر خشبية صلبة داخلها طعمة بيضاء
عطرية فيها شيء من مرارة وشجره يسمو وله خشب غليظ صلب ويستعمل حب المحلب في
المسوحات والنقاوات.
إسحاق بن عمران : المحلب ضروب أبيض وأسود
وأخضر صغير الحب وأكبره مثل الجلنارة وهو الجزيري وأصغره الأندلسي وأجوده أبيضه وأنقاه
وأذكاه رائحة وأردؤه أسوده ويستعمل منه قلوبه دون قشره وهو أسود القشر وداخله أبيض
يؤتى به من أذربيجان ونهاوند ويجمع في أيلول. ابن واقد : قال ابن ماسويه : أنه حار
لين نافع لوجع الخاصرة إذا شرب نفع من الغشي وهو أحد الأدوية النافعة للتنقية
للفضول المخرجة للدود وحب القرع والنافعة للنقرس. البصري : هو حار في الثانية يابس
في الأولى مفتت لحصى الكلى والمثانة.
الرازي : ملين للأعضاء العاطلة الطويلة
المرض من ضربة. الطبري : ينزل دم الحيض.
ابن سينا : جلاه محلل لطيف مسكن للأوجاع
جيد لأوجاع الظهر نافع للغشي مشروبا بماء العسل وهو نافع للقولنج. التجربتين : يفتح
سدد الكلى ويقوي الكبد وينفع من الأوجاع الباطنة المتولدة من السدد حيث كانت من
الصدر أو من الأحشاء ويجب أن يتمادى على استعماله وطبيخ حبه إذا هشم وكان فيه اللب
ينفع كما ينفع اللب. الغافقي : يفتح سدد الكبد والطحال ويعين على نفث ما في الصدر
والرئة ويقلع الكلف إذا دق وخلط به وطلي عليه.
محروث
: هو أصل الأنجذان وقد ذكرته في الألف وهو
بالتاء بنقطتين من فوقها.
محمودة
: هو السقمونيا وقد ذكرته في السين
المهملة ولم يذكره جالينوس في مفردات.
محاجم
: أهل الأندلس يسمون بهذا الإسم الدواء
المعروف عند أطباء الشام بالمخلصة وسنذكره فيما بعد.
مخلصة
: أبو عبيد البكري : هو أصناف فمنه ما
يطلع فروعا وورقه على مقدار ورق الكرفس إلا أنه ألين وكل ورقة منه مشققة شقوقا
كثيرة وإذا طلع الفرع وسما دقت الأوراق وصارت على شكل ورق الكتان والفرع أملس أخضر
يطلع في استقبال القيظ له نوار أزرق منكوسا كأنه في شكل المحاجم
ومنه صنف آخر مثله
سواء إلا أن نوره بين الزرقة والحمرة منكوس أيضا وصنف آخر مثله صغير ينبت في الرمل
وورقه هدب ونواره أبيض فيه صفرة ووسمه سواد لطيف منكوس أيضا ومذاقتها كلها مرة. لي
: هذا النوع الثالث ينبت بثغر ظاهر الإسكندرية ويعرف هناك برأس الهدهد. التميمي في
مقالته في الترياق : هذه شجرة ذات ساق مستطيل القضبان لها ورق على شكل القضيب وهي
دقيقة الساق جدا ترتفع عن الأرض وساقها أخضر مستدير على شكل القضيب الذي من دونه
سنبلة البزر وهو رأس العضلة التي تكون السنبلة معلقة به. وإذا كان في آخر حزيران وعند
أوّل تموز التبس بفرعها بزر متعلق من فروعها بقضيب ضئيل والزهر في صورة العقارب
التي لها جمة ولونها إسمانجوني وعند ذلك يجب لقطها وجمعها وقال لي من امتثل قوله وأثق
بعقله أنه سقى من هذه الشجرة لجماعة أمرهم بأخذ الأفاعي والتعرض لنهشها ففعلوا ذلك
ولم يضرهم سمها وأن منهم من أقام حولا كاملا يتعرض لنهش الحيات والعقارب ولا يضره
ذلك من تلك الشربة الواحدة فلما تم عليه الحول ولسع بعد ذلك أحس بدبيب السم في
جسده وإيذائه فجاء إلى الرجل بعد ذلك وشكا إليه فسقاه شربة أخرى فلم يضره وعاد إلى
ما كان عليه من قلة الإكتراث بها عند لسعها فعلمنا بذلك أن نفعها وقوتها تلبث في
الجسم فتمنع فعل السموم وتدفعه عن النفوس حولا كاملا. قال المؤلف : وأيضا حشيشة
أخرى تفعل في نهش الأفاعي كما ذكره التميمي في هذه وأوّل ما اشتهر أمرها من بلد
الشام في حماة من رجل غريب من بلاد المشرق وكان يعرفها فعبر على ضيعة من بلد حماة
فوجدها نابتة هناك فسكن بالضيعة المذكورة ولقطها وصار يسقي منها الناس شربة بثمن
معلوم ويأمرهم بالتعرض لنهش الحيات فلا يجدون لها ألما واكتسب بذلك مالا عظيما ، وهي
حشيشة ربيعية ذات ساق مربع وورق مشرف إلى التدوير ما هو يشبه في تشريفه وتدويره
ورق النبات المسمى بالفارسية بأذرنجيبويه وهو الريحان سواء إلا أنها ليس لها رائحة
وطعمها مر وأصلها لا ينتفع به ويوجد كثيرا بجبل نابلس وغيره من بلاد الشام. وأخبرني
من أثقه من رؤساء أهل الشام وأكابرهم وهو القاضي فخر الدين قاضي نابلس سلمه اللّه
أنه لم يسق منها منهوشا أو ملسوعا إلا خلص ويسقي منها للمنهوش أو الملسوع وزن درهم
إلى مثقال بزيت مجربة في ذلك وقد عرفناها وتحققناها وأيضا حشيشة أخرى تعرف بديار
المشرق وخاصة بأرض حران وهناك عرفت وتعرف بالكيننفشة يشرب منها نصف درهم ويتعرض
شاربها للعقارب فإن لسعته لم يجد لها ألما ألبتة وتبقى كذلك حولا كاملا كما ذكره
التميمي أيضا في المخلصة وهي حشيشة شكعة العيدان غير سبطة صلبة غبراء اللون مرة
الطعم جدّا قليلة الورق وهو مع قلته إلى الطول والدقة ما هو وعلى أطراف قضبانها
رؤوس زغبانية فيها فرفيرية ، كأنها رؤوس البابونج الفرفيري اللون بلا أسنان وأصلها
لا ينتفع به في الطب وهي أيضا بجميع أرض الشام وشاهدتها بمجدل يابا إلى قبر الكلبة
وجمعته من هناك وهو ههنا أجود من غيره لصلابة الأرض التي تنبت فيها هناك ومنها
كثير أيضا بغير تلك الأراضي بظاهر غزة بموضع يعرف بالحسى إلى جبل الخليل وإلى جبل
بيت المقدس كثيرا جدا وبموضع من أعمال حلب أيضا يعرف بنهر الجوز منها كثير جدا.
مخاطة
: وهي المخيط والدبق أيضا والسبستان
بالفارسية وقد ذكرته في السين المهملة.
مخ
: جالينوس في العاشرة : قوّة مخ
العظام تحلل وتلين
الصلابات والتحجر إن كان في العضل أو في الوترات والرباطات والأحشاء والذي جربته
أنا أيضا فوجدته ينفع منفعة كثيرة مخ عظام الإبل وبعده مخ عظام العجل ، أما مخ
فحول البقر والتيوس فهي أشد حرافة وحدة وأكثر تجفيفا فهو لذلك لا يقدر أن يحلل
الصلابة المتحجرة ومخ عظام الإبل وعظام العجل قد يركب منها أشياء تلين وتمسك من
أسفل فتنفع علل الأرحام وتوضع منه أضمدة على الرحم من خارج وقوّتها قوّة تلين وقد
يوجد في مثل هذه المواضع مخ العظام الذي هو بالحقيقة مخ ويؤخذ معه أيضا مخ الصلب وهو
النخاع الذي هو أصلب وأيبس من المخ الآخر وذلك أن المخ المأخوذ من العظام له من
اللين والدسومة أكثر ما للنخاع ، وأن من شأني أنا أن أخزن وأحفظ النخاع وأعني بأن
لا يعفن مخ العظام ولا مخ الصلب وهو النخاع ولا يتكرّج ، وبهذا السبب أنا آخذهما
في الشتاء كالشحم ثم أجففهما في غرفة ليس فيها نداوة مع ورق الغار اليابس لأن
الورق الرطب القوي تكتسب الأمخاخ من طعمه وقوته حتى تصير بسببه أشد حرافة وحدة ، فإن
كنت تخزن مخا وكان الهواء في ذلك الوقت جنوبيا فأعد لذلك بيتا لا يكون من قوّة
الحرارة على مثال ما عليه البيوت المستقبلة للجنوب ، فإنه يعفن في هذه البيوت ولا
يكون أيضا مستقبلا للجنوب ولا مستسفل الأرض نديا فإنه يتكرج في مثل هذا البيت لكن
بيتا علويا مستقبل الشمال فيكون فيه كوي وروازن ليدخلها الريح الشمالي في الليل والنهار.
ديسقوريدوس في الثانية : مخ الإبل أقوى ما يكون من أصناف المخ فعلا وبعده مخ الفحل
ثم مخ الثور ثم مخ الماعز والضأن وإنما يحمد في آخر الصيف لأنه في سائر الأزمنة
إنما يوجد في العظام كأنه فضلة دموية جامدة أو لحم يابس يماث إذا ميث وليس يعرف
هذا إلا بأن يباشر كسر العظام وإخراج المخ وجميع أصنافه محللة ملينة تملأ القروح ومخ
الإبل إذا تلطخ به طرد الهوام ، وإذا عولج الطري من مخ الإبل فليؤخذ ويمرس كالشحم
ويصب عليه ماء وينقى من العظام ويصفى بخرقة كتان ويغسل إلى أن ينقى ماؤه ثم يصير
في قدر ثم يجعل القدر في قدر أخرى فيها ماء ويؤخذ ما يظهر عليه من الوسخ بريشة ثم
يصفى في إناء ويودع حتى يجمد ، ثم يؤخذ صفوه ويطرح عكره ويخزن في إناء جديد من
فخار وإن أحببت أن تخزنه من غير معالجة فافعل به ما وصفت لك في شحم الإوز وشحم
الدجاج.
مخيض
: مذكور في رسم لبن حامض.
مداد
: ديسقوريدوس في آخر الخامسة : ما كان منه
يستعمله المصورون فإنه يجمع من المواضع التي يعمل فيها الزجاج وهو أوفق للمصورين
من غيره من السواد وقوته قابضة معفنة وإذا خلط بقيروطي ودهن ورد أدمل حرق النار وأما
ما يكتب به فقد يتخذ من دخان خشب الصنوبر المسمى دادي المجتمع المتراكم بعضه على
بعض ومن الصمغ بأن يؤخذ من الصمغ أوقية فيخلط بثلاث أواقي دخان وقد يعمل أيضا من
دخان الراتينج ومن السواد الذي يستعمله المصورون بأن يؤخذ من السواد ومن دخان
الراتينج منّ ومن الصمغ رطل ونصف ومن الغراء المتخذ من جلود البقر أوقية ونصف ومن
القلقنت أوقية ونصف ، وقد يستعمل من المراهم المعفنة وقد يصلح لحرق النار وينزل
عليه ولا يحرك حتى يسقط من نفسه فإذا اندمل الموضع سقط من نفسه. جالينوس في
التاسعة : هذا مما يجفف تجفيفا شديدا وإذا حل وديف بالماء وطلي على حرق النار وينزل
عليه ولا يحرك نفع من ساعته وإن كان مع خل كان أنفع. إبن سينا : أجوده أخفه
وزنا وأحلكه سوادا وكله
حار مجفف إلا الهندي فإن بولس يعد أنه في المبردات ويجعل على الأورام الحارة
فينفعها.
مذهب
الكلب : هو الدواء المسمى آالوسن وبه فتحت
الألف.
مرزجوس
: ويقال مرزنجوش ومردقوش وهو فارسي واسمه
السمسق بالعربية والعنقر أيضا وحبق القثاء. ديسقوريدوس في الثالثة : يكون بالبلاد
التي يقال لها قبرس بالجزيرة التي يقال لها مرس شيء جيد ، فأما بمصر ، فإنه دون
هذا في الجودة ويسمونه قورنفس وأهل الجزيرة التي يقال لها صقلية إمراس وهو نبات
كثير الأغصان ينبسط على الأرض في نباته وله ورق مستدير عليه زغب شبيه بالقالامني
الدقيق الورق وهو طيب الرائحة جدّا مسخن وقد يستعمل في الأكاليل. جالينوس في
السابعة : قوّة هذا قوة لطيفة لأنه يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة فاعرفه.
ديسقوريدوس : وطبيخه إذا شرب وافق ابتداء الإستسقاء وعسر البول والمغص وإذا أخذ من
ورقه يابسا واستعمل ذهب بأثر الدم العارض تحت العين وقد يحتمل لإدرار الطمث وقد
يضمد به للسعة العقرب وقد يعجن بقيروطي ويوضع على التواء العصب والأورام البلغمية
ويضمد به مع المغرة لأورام العين الحارة وقد يقع في أخلاط الأدهان المذهبة للوجع
الذي يسمى وجع الأعياء والمراهم الملينة لتسخن به. مسيح : نافع من الأوجاع العارضة
من البرد والرطوبة والصداع المتولد منهما والشقيقة الحادثة من المرة السوداء والبلغم
إذا أغلي وصب ماؤه على الرأس أو شم ورقه والمرزنجوش محمود الفعل في كل علة وعلة
اللقوة وهو أكثر فعلا من النمام. عيسى بن ماسه : يفتح السدد الكائنة في الرأس والمنخرين
شما ونطولا وخاصة إذا دق وصب ماؤه في محجمة بعد الفراغ من الحجامة وصير على العنق
ذهب بالآثار البيض الكائنة من الشرط. التجربتين : إذا خلط ماؤه في الأدوية التي
تحد البصر والتي تجفف ابتداء الماء النازل في العين قواهما وإذا درس ورقه رطبا
بالملح ووضع على التهيج الريحي والحادث من بلغم رقيق حلله وإذا درس ورقه الرطب
بالملح والكمون وأكل نفع من الفواق البارد ومن الخفقان المتولد عن خلط لزج في فم
المعدة ، وإذا طبخ مع التربد والزبيب نفع من الماليخوليا المعائية وهو يسخن المعدة
والأحشاء ويحلل النفخ والسدد ويدر البول إدرارا قويا ويجفف رطوبات المعدة والأمعاء
وإذا مضغ بالملح وابتلع قطع سيلان اللعاب ، وإذا عجن به الأدوية النافعة من كثرة
النزلات الموضوعة على مقدم الدماغ قواها وإذا درس مع لحم الزبيب ووضع على نتوء
الخصيتين أزاله إذا كان الورم هاديا وإن كان شديد الحرارة رطب بالخل ومتى استعط
بمائه مع شيء من العسل نقى الدماغ من الأخلاط الباردة وسخنه. ابن عمران : هو مفتح
للسدد التي في الرأس مذيب للبلغم قاطع للصداع البارد ملائم لأهل الزكمة نافع من
الأوجاع العارضة من البرد والرطوبة ومن الصداع ومن الشقيقة المتولدة من المرة
السوداء ومن البلغم إذا أغلي وصب ماؤه بعد انكبابه على الرأس ، وإذا شم فتح السدد
الكائنة في الرأس والمنخرين وينفع من الأوجاع الباردة والرياح الغليظة وإذا شم على
النبيذ أسرع السكر لما فيه من الحر والتفتيح.
مران
: ديسقوريدوس في ١ : ماليا هو شجرة معروفة
ورقها إذا شربت عصارتها بشراب أو تضمد بها نفعت من نهشة الأفعى وقشره إذا أحرق ولطخ
به على الجرب المتقرح أذهبه ويقال : إن نحاتة خشب المران إذا شربت قتلت شاربها. لي
: ليس هذا هو المران
المذكور في السابعة
من مفردات جالينوس بل هو دواء آخر غيره والدواء الذي قالت التراجمة فيه من مفردات
جالينوس أنه المران هو الدواء المسمى في آخر المقالة الأولى من كتاب ديسقوريدوس
باليونانية قرانيا وقد ذكرته في القاف.
مر
: ديسقوريدوس في الأولى : هو صمغ شجرة
تكون ببلاد الغرب شبيهة بالشجرة التي تسمى باليونانية بالشوكة المصرية تشرط فتخرج
منها هذه الصمغة وتسيل وتصير على حصر وبواري قد بسطت لها ومنها ما يجمد على ساقها
، ومنها ما يسمى ودنانستاس وهو دسم ومنه تخرج الميعة السائلة إذا عصر ومنه ما يسمى
عابيدا وهو دسم جدا وشجرته تكون في أرض طيبة سمينة ، وإذا عصر ماؤه أخرج ميعة
سائلة كثيرة وأجوده المر الذي يقال له طرعلود وطيقي ، ويسمى بهذا الإسم في البلاد
التي يكون منها ولونه إلى الخضرة ما هو لذاع صاف ومنه ما يقال له ليطي وهو بعد
الأوّل وفيه لين تحت المجسة مثل ما لمقل اليهود في رائحته شيء من زهومة وشجرته
تكون في مواضع شمسية ومنه ما اسمه قوقاليس وهو حسن جدا أملس أسود كان فيه أثر
تلويح النار ، وأردأ ما يكون من المر هو الذي يقال له أرغاسيتي وهو هش ليس بدسم
حريف يشبه الصمغ في المنظر والقوّة والمر الذي يقال له أمني هو أيضا مرذول وقد
يعمل أقراص من ثفل المر فإن كان المر دسما فإن الأقراص طيبة الرائحة ، وإن كان
يابسا لا تكون طيبة الرائحة ولا دسمة ولا ضعيفة القوّة لما خلط فيها من الدهن لما
قرصت وقد يغش المر بصمغ قد أنقع في ماء المر فاختر من المر ما كان حديثا هشا خفيفا
لونه واحد ، وإذا كسر كان في كسره أشياء بيض شكلها شكل الأظفار أملس صغير المحاجم
مر طيب الرائحة حار سخن ، وأما ما كان منه ثقيلا لونه مثل لون الزفت فلا خير فيه.
جالينوس في الثانية : هذا في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تسخن وتجفف ولهذا
صار إذا نثر على الشحج العارضة في الرأس أذهبها وأمكن فيه أن يلزقها وفيه من
المرارة ما ليس باليسير وبسبب هذه المرارة أيضا صار يقتل الديدان والأجنة ويخرجها
وفيه من قبل هذا أيضا جلاء ، ولذلك صار يخلط في الأكحال التي تتخذ للقروح والآثار
الغليظة التي تكون في العين وبهذا السبب أيضا صار يخلط في الأدوية التي يشربها من
به السعال القديم والربو القديم وليس يحدث في قصبة الرئة خشونة كما تفعل أشياء أخر
من الأشياء التي تجلو بل إنما فيه من الجلاء مقدار قصد ولاعتدال جلائه صار بعض
الناس يخلطه في أدوية تشرب لخشونة قصبة الرئة خاصة من طريق أنه يسخن ويجفف إسخانا
وتجفيفا بليغا ولا يخافون أصلا فضل مرارته وجلائه ، وقال في الأدوية المقابلة
للأدواء هو صنفان ويخلط به لبن شجرة بأرض فارس وهي شجرة قتالة فيصير هذا المر إن
أكل قتالا لكنه عجيب في الإكحال لأنه يحلل المدّة بغير لذع وربما جفف الماء في
ابتدائه إذا كان رقيقا وقال في الميامن : يصل إلى عمق البدن والأعضاء لأن طبيعته
لطيفة حتى يبرئ الأعضاء الوارمة ويستقصي برأها. الرازي : ولذلك هو من أدوية العين
وقد يخلط بالقوابض فيوصلها. ديسقوريدوس : وقوّته مسخنة ويعمل شيافا للالتصاق قابضا
ويلين فم الرحم المنضم ويفتحه وإذا استعمل مع الإفسنتين أو مع الترمس أو عصارة
السذاب أدر الطمث وأحدر الجنين بسرعة ، وقد يشرب منه مقدار باقلاة للسعال المزمن وعسر
النفس الذي يحتاج فيه إلى
الإنتصاب ووجع الجنب
والصدر وكذا يشرب للسعال والإسهال وقرحة الأمعاء وكذا إذا شرب مقدار باقلاة بفلفل
قبل أخذ النافض بساعتين سكنها ، وإذا جعل تحت اللسان وابتلع ما ينحل منه لين خشونة
قصبة الرئة وصفى الصوت ويقتل الدود ويطيب النكهة إذا ليك في الفم وقد يخلط بشب ويلطخ
به الإبط النتنة وإذا تمضمض به بخل وزيت شدّ اللثة والأسنان ويذر على القروح في
الرأس فيذهبها ، وإذا لطخ مع جوف الحيوان الذي في الصدف أبرأ انصداع الأذن
المشدوخة وكسا العظام العارية من اللحم وإذا خلط بأفيون وجندبادستر وماميثا أبرأ
الآذان التي يسيل منها قيح وأورامها الحارة ، وقد يستعمل مع السليخة والعنصل لطوخا
على الثآليل وإذا خلط بالخل جلا القوابي وإذا خلط باللاذن والخمر ودهن الآس أمسك
الشعر المتساقط ، وإذا أخذ بريشه ولطخ به المنخران قطع النزلات المزمنة ويبرئ قروح
العين ويجلو بياضها وظلمتها وينفع خشونة الجفون وقد يجمع أيضا دخانه كما يجمع دخان
الكندر والعسل
لما يصلح له المرّ. ابن الجزار : وإذا سحق وعجن بماء الآس واحتملته المرأة التي
تفوح منها رائحة منتنة أزالها ، وإذا عجن بزيت فلسطين ووضعه الرجل على إبهام رجله
اليمنى لم يزل يجامع ما دام على إبهامه ، وإذا سحق بخل جيد حتى يصير كعصارة الكشك
ومسح به الرأس نفع من وجع الصدغين والرأس الذي يكون من أسباب لا تعرف. الرازي في
جامعه : ينفع من أوجاع الكلى والمثانة ويفتح ويذهب نفخ المعدة والمغص ووجع الأرحام
والمفاصل وينفع من السموم ويفتح ويخرج الديدان ويذهب ورم الطحال ويحلل الأورام. وقال
في المنصوري : يسدّد وينوّم وينفع من لذع العقارب شربا. ابن سينا : يمنع التعفن
حتى أنه يمسك الميت ويحفظه من التعفن والتغير والنتن ويجفف الفضول الخامية.
الغافقي : يجفف البلغم وينقي الأعضاء الباطنة ويفتح السدد وإذا شربت منه المرأة
التي قد أشرف عليها نزف الدم وزن نصف درهم في بيضة نميرشت أمسك عنها الدم.
التجربتين : إذا خلط بخل العنصل وتمضمض به أبرأ اللثة الدامية وإذا عمل بالشراب
منه فرزجة واحتمل أسقط الجنين وإذا نثر على الجراحات اليابسة المزاج الطرية بدمها
ألصقها ، وإذا خلط بالكمون وعجن بالسمن وطليت به قروح الرأس الرطبة واليابسة
أبرأها وكذلك إن حل في ماء السلق والخل نفع من الأتربة ، وإذا حل في رقيق البيض أو
لبن النساء أبرأ قروح القرنية ، وإذا حل في ماء شقائق النعمان ، أو ماء ورق العوسج
أذهب بياض العين وإذا حل في ماء قد طبخ فيه الكركم أو ماء الشمار أو الفوذنج
النهري واكتحل به أحدّ البصر ونفع من ابتداء نزول الماء في العين وإذا سحق بالسنبل
واكتحل به نفع من خشونة الأجفان ، وإذا حل في ماء الفجل وطلي به الدم المنعقد تحت
العين حلله وإن طلي به الكلف أذهبه إن تمودي عليه به وإن حل في ماء حماض النارنج وطليت
به السعفة وتمودي عليه أزالها وجففها ، وإذا حل بالخل ودهن الورد وطلي به الجرب
المتفرّج أبرأه وكذا يبرئ الحكة ، وإذا حل في ماء الورد والزعفران وطلي به الشعيرة
جففها وأزالها وإذا حل في ماء المرزنجوش وماء الحبق القرنفلي وطلي به كل يوم داخل
الأنف في زمن الشتاء منع من النزلات مع التمادي عليه وإذا تمضمض به كل يوم مع
الشبث محلولا في خل العنصل أو الخل وحده أو في ماء قد طبخ فيه أصول الهليون
__________________
أو زنجار شدّ
الأسنان المتحرّكة المتولدة من رطوبة تنصب أو من خشونة الصدر والقيح ، وإذا أمسك
في الفم صفى الصوت وأزال البحوحة منه وذوب الخلط الكائن في الحلق ، وإذا خلط
بدارصيني وسكر كان في ذلك أبلغ وينفع من السعال والبهر ويسهل نفث الأخلاط اللزجة
من الصدر والقيح إن أمسك في الفم أو أخذ منه مشروبا ، وإذا شرب نفع من أوجاع الجوف
وطرد الرياح وأدر البول ونفع من قروح المثانة والسحج في الأمعاء والعتيق منه وأحدر
الحيض المتوقف عن سدد حادثة في مجاريه أو خلط غليظ ودم فاسد وإذا شرب أو احتقن به
نفع من الطلق وأحدر المشيمة والجنين ، وإذا حل في ماء الحلبة واحتقن به لين صلابة
الرحم ، وإذا حل في ماء الكزبرة الرطبة والكرفس الرطب أو ودح الصوف المستخرج بالخل
وطلي به شدخ العضل والورم المتولد منه سكن وجعه وحلله ، وإذا ديف بماء النعنع
خاثرا وقطر في الخياشيم أزال نتنها وكذا إن حقنت به الرحم وهو بهذه الصفة فعل ذلك
وكذا إن طلي به الإبطان أيضا. ديسقوريدوس : وأما المرّ الذي من البلاد التي يقال
لها تيروطيا فإنه يقطع من أصل شجرة تكون هناك فاختر منه ما كان شبيها رائحة المرّ
في طيب رائحته وقوّته مسخنة ملينة محللة وقد يقع في اختلاط الدخن. جالينوس : قوّته
تلين وتسخن وتحلل. غيره : وبدله وزنه من صمغ اللوز المرّ وقصب الذريرة والقسط
المرّ ودهن الإذخر.
مرس
: ديسقوريدوس في الرابعة : ومن الناس من
يسميه مروا وهو نبات له ساق وورق شبيهان بساق وورق النبات الذي يقال له قرينون وله
أصل لين المغمز مستدير إلى الطول ما هو لذيذ الطعم طيب الرائحة. جالينوس في السابعة
: أصل هذا طيب الرائحة حلو المذاق ويحدر الطمث وينقي الرطوبات من الصدر والرئة فهو
لذلك في الدرجة الثانية من درجات الأشياء المسخنة وفيه مع هذا شيء لطيف.
ديسقوريدوس : إذا شرب بالشراب نفع من نهشة الرتيلا وقد يدر الطمث ويبقي النفساء وإذا
طرح في الإحساء وتحساه من في رئته قرحة نفعه وزعم بعضهم أنه إذا شربه أحد مرة أو
مرتين أو ثلاثا بالنهار بالشراب في وقت فساد الهواء الذي يعرض فيه الطاعون انتفع
به ولم يعمل في بدنه فساد ذلك الهواء.
مريافلون
: معناه ذو الألف ورقة. ديسقوريدوس في
الرابعة : هو نبات له ساق صغيرة غضة ليس لها أغصان ولا شعب وله أصل واحد وعليه ورق
أملس كثير شبيه بورق الرازيانج وفي الساق شيء من تجويف ولونه مختلف وهو لاصق
بالأرض كالمطروح وينبت في الآجام وإذا تضمد به يابسا أو رطبا مع الخل نفع الجراحات
في ابتدائها ومنع من ورمها وقد يسقى بالماء والملح للسقطة. جالينوس في ٧ : قوّته مجففة
ويبلغ من تجفيفه أنه يدمل الجراحات.
مريافلون
آخر : يعقوب بن إسحاق الكندي : هو دواء يجلب
من الشام وهو عروق يشبه أصل اللقاح إذا دق ناعما وأخذ منه قدر درهم وأنقع في لبن
حليب أو نبيذ ليلة وشرب على الريق من الغد ولم يؤكل شيء إلى نصف النهار أمن شاربه
من السموم كلها سنة قال بعض الأوائل : ينفع الدهر كله وكل ما زيد من شربه كان
أنفع. لي : زعم جماعة من أطباء الشام أن هذا الدواء هو الأوّل وليس كذلك إنما هو
المعروف اليوم عند المحققين لصناعة النبات بأرض الشام بالحزنبل والطرقيون يسمونه
بالحرمد أنه بضم الحاء المهملة وإسكان الراء المهملة وقد تقدم ذكرهما في الحاء
المهملة.
مرطولت
: الفلاحة هي شجرة تعلو كقامة
الرجل وورقها كذوائب
الشعر لأنها تطلع من أغصانها رقاقا ويلتف بعضها على بعض وفي ورقها رطوبة مدبقة وكذا
أغصانها إلا أن ورقها أشد تدبقا ، وإذا تضمد به نهش الأفاعي نفع منها جدا وإذا
أحرق ورقها ولحاؤها وطلي برمادها الجرب في الحمام ثلاث طليات قلعه ، وإذا اعتصر
ورقها وشرب من مائه قدر أوقيتين قتل بعد يوم أو يومين ، وزعم قوم أنه من أخذ من
ورقها واحدة وغرسها في الأرض أنبتت شجرة السبستان وإن قطعت قضبانها ودفنت في
التراب وسقيت بالماء أنبتت بعد نيف وأربعين يوما الفطر المشاع أكله.
مرار
: بضم الميم وفتح الراء المشددة بعدها ألف
ثم راء مهملة إسم لنوع من النبات الشوكي يكون في آخر الربيع وفي أوّل الصيف وهو
معروف بالديار المصرية بالمرير وأطباؤها يستعملونه بدل الشكاعا وليس ببعيد عن فعله
وسمعت أهل ديار بكر يسمونه بالربدرية. أبو حنيفة : له ورق طوال يلزم الأرض لونه
إلى السواد ثم يعود في القيظ شجره وله شعب ذات عقد من أصل واحد وزهر أصفر ، وإذا
دنا منه أحد التبس به شوكه من أعاليه وذلك في موضع الزهرة حيث كانت يخرج له ثمر شوكه
حاد فيه مثل حب العصفر وهي مرة جدا شديدة المرارة ومنابتها القيعان وإجراف الزروع
والسائمة كلها ترعاها ولا شيء أسمن للإبل منها. الغافقي : هو صنفان منه ما زهر
مهدب يخلفه ثمر في قدر الفول فيه شوك حديد ومنه ما زهره أحمر مهدب أيضا وشوكه أطول
وليس للمرار شوك إلا في ثمره وموضع زهره فقط وشوكه أبيض ، وقد يؤكل بعد سلقه ويطبخ
باللحم والبربر تأكله نيئا على شدة مرارته ويسمونه عندهم شوكة مغيلة ومغيلة بلد من
بلادهم وقد يظنه قوم أنه الشكاعا وآخرون يظنونه الباذاورد ويغلطون وقد يؤكل ساقه
مقشرا وهو أقل مرارة من ورقه وخاصة هذا النبات إذا أكل يفتح السدد ويطفئ حرارة
الدم ويصفيه وينفع من الحميات المتقادمة وذات الجنب والجرب والحكة ، وإذا أكل ثفله
أو شرب ماؤه نفع الرمد الحار إذا ضمد به.
مرانية
: المجوسي : خاصتها تفتيت الحصا المتولد
في المثانة وإدرار البول. ابن هرزداري الهروي : هرم المجوس بالفارسية يسمى بهذا
الإسم وهو دواء حار يابس في الثانية وفيه تجفيف بليغ. المنهاج : فيها بعض الجلاء والحدة
وأجود زهرها الأغبر الذي يعلوه صفرة فيكون حديثا يحبس الدم من الجراحات إذا دق ووضع
عليها وإذا طبخ وشرب ماؤه أذاب الفضول.
مرو
: الغافقي : قال صاحب الفلاحة هو سبعة
أصناف فمنه المرماحور وهو أجودها وأنفعها للجوف وأكثرها دخولا في الأدوية والتالي
له في المنفعة مر ويقتلونه والثالث مرواطوس ، والرابع مرواهان ، والخامس مرو
مريدان ، والسادس مرو الهرم ، والسابع مرو كلائل وهو أصغرها نباتا وأقلها دخولا في
الأدوية تتشابه في الصورة قليلا إلا أن المرماحور أشرفها وأنفعها ويرتفع من الأرض
شبرا وزيادة ساقه خشبي وعروقه نابتة متقاربة وهي قريبة من مقدار فروعه ويتفرّع
ورقه على ذلك الساق بشيء يمتد منه إلى الورقة وريح ورقه طيب قليلا وطعمه مر وفيه
أدنى بشاعة تخالط مرارته أوّل ما يخالط الفم ويبزر في طرفه بزر يلقط في تموز كبزر
الكتان وهو في ورقه أدنى تحديد في رأسه منكسر الخضرة نحو السلق والآس ومن أصناف
المرو ثلاثة ورقها مدوّر ، أحدها ورقه كورق الخبازي إلا أن فيه تشريفا ، وآخر أصغر
منه ، وآخر ورقه كورق الكبر سواء ، والآخر يشبه
ورقه ورق اللبلاب وهو
أصغر منه وبزر جميع أصنافه ينضج الأورام الصلبة والدماميل والجراحات وهو يصلح
المعدة الضعيفة والكبد ، ويزيل ضرر الرطوبات وفساد المزاج ويذهب الرياح أكثر من كل
شيء ويزيل الضعف العارض من سوء المزاج العارض بسبب كثرة الأكل وكثرة شرب الماء البارد
، وإذا أدمن المستسقى اقتماح وزن درهمين في كل يوم من ورقها وبزرها مع مثله سكرا
على الريق جفف الماء وأخرجه بالبول والعرق دائما. إسحاق بن عمران : هو صنف من
الأحباق وهو أربعة أضرب وهو حبق الشيوخ وحبه وورقه أجرش أغبر فبعضه يسمى مردارون وهو
حار يابس في الدرجة الثانية ، وصنف يسمى أردشيردار وصنف يسمى داروما وهو المر والأبيض
وحبه أبيض وهو معتدل في الحرارة والرطوبة وصنف منه يسمى مرماحور وهو مر والجبل ويسمى
بأفريقية أو سهومة وتفسيره رجل صالح وكلها تجمع في الربيع ولها عود مربع خوار تشبه
ورقته الحبق والمرماحور حار يابس في الثالثة نافع من الخفقان الكائن في القلب من
المرارة والمرّة السوداء مفتح لسدد الرأس نافع من أوجاع الرحم والنساء الحوامل إذا
شرب بالشراب لا سيما إذا كانت لعلة من برد وهو أجود شيء نفعا من الأوجاع وهو على
اختلاف أنواعه ينفع المرطوبين ومن به بلغم فإن أكثر شمه على النبيذ أسكر وصدع.
قالت الخوز : المرماحور إن نقع في الشراب وشرب أسكر شاربه سكرا شديدا والمسمى
مردارون يسكر كالحرمل وأشد ما يكون إذا كان بشراب والصنف المسمى الدرومة تستعط منه
الصبيان ليناموا. أبو جريج : وبزره أقل حرارة من بزر الكتان لكنه أشد إنضاجا
للجراحات وإذا قلي عقل البطن وقوّى الأمعاء فإن لم يقل أسهل وكذا حال البزور
اللعابية. ابن سينا : هو أنواع لكن الأبيض معتدل مفرح وجميع أصنافه مفش للريح لطيف
محلل للنفخ والبلغم مفتح للسدد الباردة حيث كانت ويقطر ماؤه مع اللبن في الأذن
الوجعة ومنه نوع يسمى مستيهار نافع من الصداع الحار وأصنافه كلها تنفع من الصداع
البارد ويقوي المعدة ويفتح سدد الأحشاء وينشف رطوبتها ويقوي الأمعاء. غيره : وإذا
قرش ورقه الغض في الحمام ورقد عليه صاحب الرياح الجائلة في الأعضاء فبينفعه نفعا
بينا بليغا وهو من أبلغ الأدوية فيه.
مرماحور
: تقدم ذكره في المرو.
مريخ
: الرازي في الحاوي : هو حب هندي شبيه
بالدوقو حار يابس في الثالثة يدر الطمث ويفتح سدد الكبد والطحال.
مرعود
الجن : ابن ماسوية : هو حار يابس في الثالثة
جلاء لطيف.
مري
: جالينوس في الحادية عشرة : قوّته حارة
يابسة ولذلك يستعمله قوم من الأطباء في مداواة القروح العتيقة ويلقون منه في
الحقنة التي يحقن بها من به قرحة في الأمعاء ومن به وجع في الورك. ديسقوريدوس في
الثالثة : عارس وهو المري المعمول من السمك المالح واللحوم المالحة إذا صب على
القروح الخبيثة منعها أن تسعى في البدن ويبرئ عضة الكلب الكلب ، ويحتقن به لقرحة
الأمعاء لتكونها وأما لعرق النساء فيحرك الأعضاء على دفع الفضول. الرازي : يعمل
عمل الملح إلا أنه أقوى منه وألطف ويسهل البطن ويقطع اللزوجات ويلطف الأغذية
الغليظة ويعطش ويسخن المعدة والكبد ويجففهما وأقوى أصنافه المري النبطي إذا تجرع منه
قليل على الريق قتل الديدان والحيات ويكتحل به صاحب الجدري فيمنع أن يخرج في العين
وإن خرج فيها منه شيء أذابه. وقال في
دفع مضار الأغذية في
ذكر التوابل يسخن البدن ويجففه ويعطش وليس بموافق لمن في صدره خشونة ولمن به حكة
أو بواسير فليتلاحق هؤلاء ضرره بالأشياء الحلوة الدسمة ويكثروا من الدخول في الماء
الفاتر العذب وهو يقطع ويلطف ويمنع من اجتماع البلغم الغليظ في المعدة ولذلك ينفع
من يعتريه القولنج ويتولد فيه الديدان وبالجملة فإنه مجفف للبدن بذاته وهو أقوى
فعلا في ذلك من الملح لكن له في تفتيقه الشهوة أن تتولد عنه التخم من الإكثار من
الطعام وبتلطيفه وتقطيعه يعين على جودة الهضم فيخصب البدن كأكله مع الهريسة والفلفل
، فإن البدن يخصب في هذا الوقت لا من أكل المري والفلفل لكن من أجل تجويدهما لهضم
الطعام ويفتق الشهوة. التجربتين : وإذا تغرغر به جذب بلغما كثيرا من الدماغ والحنك
ونقى أورام النغانغ إذا انفجرت. الجاحظ في رسالته في المري : هو جوهر الطعام وروح
البارد المستظرف ، والحار المستنظف يصلح بالليل والنهار ويطيب بالبارد والحار ، ويدبغ
المعدة ويشهي الطعام ويغسل أو ضار الجوف الفاسدة وينشف البلغم ويذهب بخلوف الفم.
مرهيطس
: كتاب الأحجار : هذا الحجر أسود رخو عليه
خطوط ناتئة وهو يبرئ النملة التي تخرج في الرأس إذا حمله إنسان معه وكذا يبرئ أيضا
من انفجار القيحة التي تكون في أطراف الأصابع.
مرطيس
: كتاب الأحجار : هذا حجر له خشونة الصخور
ولونه لون اللازورد وليس به يوجد بمصر ونواحي بلاد الغرب إذا سحق خرج منه شيء شبيه
برائحة الخمر وإن شرب منه وزن ثلاث شعيرات بماء بارد نفع من وجع الفؤاد.
مرداسنج
: وهو المرتك. ديسقوريدوس في الخامسة : منه
ما يعمل من الرمل الذي يقال له موليدانيطس ومعنى هذا الإسم الرصاصي وإنما يعمل منه
بأن يؤخذ فيحمى حتى يصير نارا ومنه ما يعمل من الفضة ومنه ما يعمل من الرصاص وأجوده
ما كان من البلاد التي يقال لها أشبانيا وبعده ما كان من البلاد التي يقال لها
أرخيا اوفيا والذي من الهند وبعده الذي من صقلية وقد يكثر في هذه المواضع لأنه
يعمل من صفائح رصاص تحرق ومنه ما لونه أحمر وهو صقيل ويقال له حورسطس ومعناه
الذهبي وهو أجود أصنافه وبعده الفضي وبعده ما يعمل من الرصاص ومنه ما لونه إلى
الفرفيرية ويقال له أرخوسطس ومعناه الفضي والذي يعمل من الفضة يقال له أريونيطس وقلويدس
، فأما الذي يعمل من الرصاص فإنه يقال له موليدنيطس. جالينوس في التاسعة : هذا
أيضا يجفف كما تجفف سائر الأدوية المعدنية الأخر والحجارية والأرضية إلا أن تجفيفه
قليل جدّا وهو في كيفيته وقواه الأخر كأنه منها في الوسط وذلك أنه لا يسخن إسخانا
بينا ولا يبرد وجلاؤه أيضا وقبضه يسيران فهو لذلك دون الأدوية التي تجلو جلاء
معتدلا ودون الأدوية التي تجمع وتقبض ، وهو دواء نافع للسحج الحادث في الفخذين إلا
أن هاتين القوّتين فيه قليلان فحق له أن يعدّ في الطبقة الوسطى من طبقات الأدوية
التي يحتقن بها ولذلك نستعمله مرارا كثيرة كالمادّة فنخلط منه الأدوية التي قوّتها
شديدة أما لذاعة أو قابضة أو تفعل فعلا آخر شبيها بهذا كما تفعل بالأدوية التي
تذوب الشمع كالمادّة في كثير من الأدوية لأن الشمع أيضا في الوسط بين الأدوية
الشديدة العنيفة القوّة. ديسقوريدوس : وقوّة جميعه قابضة ملينة مسكنة مبردة تملأ
القروح العميقة لحما وتذهب اللحم الزائد في القروح وتدملها وقد يحرق على هذه الصفة
يؤخذ فيرض
حتى يصير قطعا كقطع
الجوز ثم يصير على جمر ويترك عليه حتى يصير نارا ثم يترك حتى يبرد ثم يصفى من وسخه
ويرفع. ومن الناس من إذا أخذها من الجمر أطفأها بالخل والخمر ثم يفعل به ذلك مرة
ثانية ويرفعها وقد يغسل كما يغسل القليميا ويبيض على هذه الصفة يؤخذ المرتك الذي
يقال له أرخونيطس ، فإن لم يحضر منه شيء فيؤخذ من غيره فيرض ويصير أمثال الباقلا ويؤخذ
منه مقدار المكيال الذي يقال له سويس المستعمل في البلاد التي يقال لها أطيقي ويصير
في قدر حديد ويصب عليه الماء ويلقى عليه من حنطة البر الأبيض مقدار سوقس ويؤخذ من
الشعير حفنة وتشد في خرقة صوف جديدة رقيقة لطيفة وتربط بإذن القدر وتعلق في داخلها
وتطبخ إلى أن يتفلق الشعير ثم يرفع ما في القدر في إجانة واسعة ويؤخذ البر ويرمى
به ويصب على المرادسنج ماء ويغسل ويدلك دلكا شديدا ويؤخذ فيجفف ويسحق في صلاية من
البلاد التي يقال لها سافس ويصب عليها ماء سخن إلى أن تذوب وتنحل مع الماء ثم تترك
حتى تصفو ثم يصب عليه ماء آخر ثم يسحق النهار كله ، فإذا كان العشاء صب عليه ماء
حار ويترك وإذا كان من الغد صفى عنه الماء وصب عليه ماء آخر ويترك أيضا ساعة ثم
يصفى عنه ويفعل به ذلك ثلاث مرات في سبعة أيام متوالية ، فإذا تمت خلط به بكل درهم
من المرداسنج خمس درخميات من الملح الدراني ثم يصب عليه ماء حار ويسحق ويصفى عنه
الماء ثم يصب عليه ماء آخر فإذا ابيض صب عليه ماء آخر حار وفعل به كما فعل أوّلا
حتى لا يبقى فيه شيء من الملوحة ثم يجفف في شمس حارة ويترك حتى لا يبقى فيه شيء من
النداوة ويرفع ويؤخذ من المرداسنج الذي يقال له أربورنيطس منا فيسحق ناعما ثم يؤخذ
من الملح الدراني مسحوقا مع مثله ثلاثة أمثال المرداسنج فيخلط به ويصير في قدر
جديدة ويصب عليه من الماء ما يغمره ويحرّك في كل يوم بالغداة والعشيّ ويمد بالماء
قليلا في كل يوم من غير أن يصب عليه شيء من الماء الأوّل ويفعل به ذلك ثلاثين يوما
واعلم أنه إن لم تحرّكه جمد وصار كالخزف ويحرّك بالماء قليلا لئلا يجمد ويتحجر ، فإذا
تمت ثلاثون يوما صب عليه الماء صبّا رقيقا وألقي في صلاية من البلاد التي يقال لها
لبني وسحق وبعد السحق يصير في إناء من خزف ويصب عليه ماء ويصفى عنه حتى لا يبقى
فيه شيء من الملوحة ثم يترك حتى يجف قليلا ثم يعمل منه أقراص ومن الناس من يرض
المرداسنج ويصيره قطعا كالباقلا ثم يجعله في معدة خنزير ثم يطبخه بالماء حتى تنضج
المعدة ويخرجه منها ويخلط به من الملح مقدارا مساويا ويغسله كما وصفنا ومن الناس
من يأخذ منه رطلا ويخلط به من الملح مثله ثم يصب عليه ماء ويسحقه في الشمس ولا
يزال يبدل ماءه حتى يبيض وقد يبيض أيضا على هذه الصفة يؤخذ منه أيّ مقدار كان ويلف
بصوف أبيض ويصير في قدر فخار جديدة ويصب عليه ماء صاف ويلقي عليه ماء ويؤخذ من
الباقلا الحديث ، ويطبخ بماء فإذا انقلع الباقلا واسودّ الصوف أخرج من لفف الصوف
ثم يؤخذ ماء صاف ويصب عليه ويلقى عليه من الباقلا كالأوّل ويطبخ ثانية وتفعل به
ذلك وأكثر حتى يصبغ الصوف ثم يؤخذ فيصير في صلاية ويلقى على كل ثمان درخميات منه
بالدرخمي المستعمل بالبلاد التي يقال لها أطيقي رطل من الملح الدراني ويسحق وتلقى
عليه من النطرون الأبيض الشديد البياض سبعة وأربعين مثقالا مدافا بماء ويسحق أيضا
حتى يبيض ويشتد بياضه ويلقى في إناء خزف واسع الفم ويصب عليه ماء كثير ويحرك ويترك
حتى يصفو
ويصب عليه ماء آخر ولا
تزال تفعل به ذلك حتى يصفو ويعذب ولا يبقى فيه شيء من الملوحة ، ثم تصفي الماء عنه
ثم تصيره في الشمس أربعين يوما ويكون صيفا وإذا تمت الأربعون واستحكم جفافه استعمل
وقد يقال أن المرداسنج المغسول يصلح إن استعمل في الأكحال وأنه يجلو الآثار السمجة
العارضة من القروح التي في الوجه كالكلف ونحوه. الخوز : الأبيض يقطع رائحة الإبط ويحسن
العرق. بليناس : المرداسنج إن طرح في الخل بدل الحموضة حلاوة وإن طرح في نورة
الحمام إسودّ بدن من استعملها.
إسحاق بن عمران : يدخل في بعض الحقن
التي تقطع الخلقة وإذا أخذ المرتك وكبريت أصفر بالسوية وسحقا مع خل ودهن الآس حتى
يثخن كالعسل ولطخ به الشر أو النفاخات نفع منها. ابن سينا : النساء في بلادنا
يسقينه الصبيان للخلفة وقروح الأمعاء هذا ويلقونه في كيزان الماء ليقل ضرره وهو
قابض يحبس البول وينفخ البطن والحالبين ويقبض اللسان ويخنق ويضيق النفس. التجربتين
: ينفع من حرق النار والماء منفعة بالغة لا سيما من حرق النار ، وإذا نثر على
القرحة المتولدة في أصابع القدمين من قلة غسلهما وانضمامهما على الوسخ المجتمع
أزالها وإذا خلط بسائر أدوية الجرب والحكة نفعها. غيره : وإذا طلي الرأس به مع خل
وزيت نفع من القمل وإن سحق وطبخ بأربعة أمثاله زيتا حتى يصير في قوام الزفت الرطب
وقطر هو حار في الشقاق المزمن الواغل في اللحم نفع منه.
ديسقوريدوس : إن شرب كان منه ثقل في
البطن والمعدة ومغص شديد وربما شق المعي بثقله وانتفخ الجسد كله ويجعل لونه مثل
لون الآبار وينفع صاحبه بعد التقيؤ ببزر أرميس البري ومرزنة ثلاثة عشر مثقالا وإفسنتين
وزوفا ، وبزر الكرفس أو فلفل وفاغية الحناء مع طلاء وذرق الحمام البري اليابس مع
ناردين وطلاء. الرازي في الحاوي : يجب أن يقيأ بماء الشبث المطبوخ والتين ويسقى من
المرّ ثلاثة دراهم بماء فاتر وألزمه لحوم الخرفان وأسقه خل خمر أسود واكد عرقه.
مرعزي
: إبن رقية : ثيابه حارة رطبة الدن من
الصوف وأقل حرارة منه تلائم طبيعة الإنسان وتشاكل جميع أصناف الناس وتنعم الأبدان
الكثيرة اللين والتي فيها لين وتسخن الكلى وتقوي الظهر.
مرقشيثا
: كتاب الأحجار : منها ذهبية وفضية ونحاسية
وحديدية وكل صنف يشبه الجوهر الذي نسب إليه في لونه وكلها يخالطها كبريت وهي تقدح
النار مع الحديد النقي.
ديسقوريدوس في الخامسة : هو صنف من
الحجارة يستخرج منه النحاس وينبغي أن يختار منه ما كان لونه شبيها بلون النحاس وكان
خروج شرر النار منه هينا وينبغي أن يحرق على هذه الجهة يؤخذ فيغمس في عسل ويوضع
على جمر لينة ويروح دائما إلى أن يحمر ويخرج ومن الناس من يضع الحجر مغموسا بالعسل
في جمر كثير فإذا بدا أن يحمرّ لونه أخرج من النار ثم نفخ عنه الرماد ثم أعاده إلى
النار نار الجمر وقد غمسه أيضا بالعسل فلا يزال يفعل به ذلك إلى أن تصير أجزاؤه
هشة وربما احترق ظاهره دون باطنه فإذا أحرق على هذه الصفة وجفف ، فإن احتيج إلى أن
يغسل فليغسل كما يغسل القليميا. جالينوس في التاسعة : هو واحد من الحجارات التي
لها قوّة شديدة جدا ونحن نستعمله بأن نخلطه في المراهم المحللة ونلقي معه أيضا من
الحجر المسمى سحطبوس وقد حلل هذا المرهم مرارا كثيرة الفيح والرطوبة الشبيهة تعلق
الدم إذا كان كل واحد منهما مجتمعا في المواضع التي بين العضل.
ديسقوريدوس : وقوّته محرقا كان أو غير
محرق مسخنة ملينة محللة تجلو غشاوة البصر منضج للأورام الجاسية إذا خلط بالراتينج
وقد يقلع اللحم الزائد في القروح مع شيء من تسخين وقبض ومن الناس من يسمى هذا
الحجر إذا أحرق على هذه الصفة يا فروخس .
وقال الرازي في المنصوري : هو حار يابس يقوي العين مع جلاء يسير.
الرازي في الحاوي : إن علق على الصبي لم
يقرع فإنه يجعد الشعر وإن سحق بالخل وطلي على البرص أبرأه. غيره : يحلل المدة
الكائنة في العين ويقوي البصر ويطلى بالخل على النمش فينفعه. ابن ماسه : البصري : فيه
تنشيف للقيح والرطوبة الشبيهة بالدم الحادثة بين العضل ويتلوه في القوّة حجر
الرحا.
مرمر
: الغافقي : قيل أنه صنف من الرخام أبيض
أكثر ما يوجد في معادن الجزع وهو أفضل أصناف الرخام ويسمى باليونانية الأشطريطس وزعم
قوم أن الأشطريطس هو الجزع ويسمى باليونانية ألوفرسطس وهو حجر يوجد في أرض دمشق والشام
وهو أبيض في لونه خطوط شبيهة بمناطق فيؤخذ ويحرق ويجعل معه ملح داراني ويسحق ناعما
، وتدلك به الأسنان فينفعها ويشد اللثة وينفع من حرق النار أيضا وذلك أنه يؤخذ
فيدق ويسحق ويذر على موضع الحرق وهذا الحجر يوجد بمصر كثيرا. جالينوس في التاسعة :
إذا أحرق هذا الحجر نفع في الطب وقوم يسقون منه من هو عليل فم المعدة فيجدونه نافعا.
ديسقوريدوس في : إذا أحرق هذا الحجر
وخلط بالراتينج والزفت حلل الأورام الصلبة وإذا استعمل بقيروطي سكن وجع المعدة وهو
يشد اللثة.
مرارة
: ديسقوريدوس في الثانية : كل مرارة هكذا
تخزن خد مرارة طرية وأربط فمها وصيرها في ماء حار مغلي ودعها فيه بقدر ما يعدو
الإنسان ثلاث مرات وأخرجها من الماء وجففها في ظل في موضع غير ندي ، وأما المرارات
التي نستعملها في أدوية العين فاربط أفواهها بخيط كتان وهي طرية وصيرها في إناء من
زجاج فيه عسل وأربط طرف الخيط بفم الإناء وغطه واخزنه والمرارت كلها حريفة مسخنة
يخالف بعضها بعضا في شدة القوّة وضعفها. جالينوس : ما كان من الحيوان مسكنه في
المواضع التي هي أشد حرارة كانت المرارة فيها ضرورة أكثر وأزيد من سائر الأخلاط
الأخر وإن كانت في موضع أقل حرارة كانت أقل وقد توجد مائيتها صفراء في لونها وربما
كانت خضراء والسبب في خضرتها غلبة الرطوبة عليها فما كان لونه طبيعيا أصفر فهو أشد
حرارة من الأخضر فإن أحرقت الصفراء صارت سوداء وذلك ربما يكون من شدة عطش الحيوان
الحار المزاج أو جوعه ولذلك تجد مرارة الحيوان الذي تأتيه هذه الآفة عند التشريح
يضرب لونها إلى الزنجار ومرة إلى اللازوردية ومرة إلى لون النبات المسمى سنديريطس
إذا كان هذا النبات في خضرته أكثر من خضرة الكرنب وكانت إلى السواد أميل فمن أراد
استعمال شيء من هذه المرارات فينبغي أن يفحص فحصا بليغا ولا يستعمل منها إلا ما
كان لونه طبيعيا صحيحا لم تعتره هذه العلل التي ذكرنا فقد تقع هذه المرارات في كثير
من أدوية العين وغيرها فمرّة يخلطون منها مع أدوية أخر ومرة وحدها مفردة وأما قوّة
هذه المرارات في كثير من أدوية العين فمرارة الثور الفحل أشد حرارة ويبوسة من
الخصي فإن كان حيوان خصي فطبعه إلى الإناث أميل فمرارة الثور الفحل أقوى من جميع
مرارة الحيوان المشاء وبعده على ما ذكر بعضهم مرارة الضبعة العرجاء البرية ومرارة
الرق البحري ومرارة
__________________
العقرب البحري ومرارة
الثور أقوى من مرارة الضأن وأحر من مرارة الخنزير وأيبس ، وأما مرارة الطير
فجميعها حارة لذاعة يابسة قوية ويفعل بعضها في ذلك فعلا قويا وبعضها فعلا ضعيفا ومرارة
الديك والدراج أقوى وأكثر دخولا في العلاجات الطبية ومرارة العقبان والبزاة شديدة
اللذع قوية الحدة أكلة اللحم ، ولذلك لونها زنجاري وربما كانت سوداء ، وأما مرارة
الظباء فقد ذكر بعض الناس أنها نافعة من ظلمة البصر ومن الأطباء من يمدح مرارة بعض
الحيوان ويحمدها في ذلك وزعموا أنها تحد البصر وتجلوه وتنفع من الماء النازل في
العين مثل مرارة السمكة البحرية المسماة قليمويون ومرارة الضبعة العرجاء والديك والدراج
، وزعموا أن مرارة الضبع أضعف وأقل لذعا للقروح من غيرها والريفية منها أكثر رطوبة
ومائية من البرية والبرية من التي تأوي في المواضع اليابسة الصخرية أشد يبسا وأقل
رطوبة ومرارة الخنزير ذكروا أنها إذا طليت على قروح الآذان نفعتها فإن كانت القروح
فاسدة جدا واحتاجت إلى ما هو أقوى من هذه المرارة وعدمت أدويتها فيجعل مكانها
مرارة التيس فإنها أشد حدة ومرارة الدب أيضا أو الثور أيهما حضرت على مقدار ما
يراد من حدة من يعالج بها من هذه القروح وغيرها ، ومن الأطباء من يجعل مرارة الثور
على البواسير إذا أرادوا أن يفتحوا أفواه العروق التي فيها وربما جاوزت المقدار في
تفتيحها لحدة المرارة وشدة لذعها ، ولذلك لا ينبغي أن يستعمل شيء من هذه المرارات
إلا بعد رعاية ومعرفة الأبدان التي تعالج بها إذ من الأبدان ما تحتمل العلاج القوي
، ومنها ما لا يحتمل ذلك على قدر سرعة حس العضو الألم وإبطائه وحدة الدواء ولينه
فقد تبين لك أن المرارة الصفراء حادة تفتح أفواه العروق التي في البواسير بلذغ
شديد وحرقة موجعة ولا ينبغي أن يقرّب منها شيء للمحرورين وجميع المرارات تدخل في
كثير من الشياقات المتخذة للعين ، وإذا خلط أيها حضر بماء الرازيانج واكتحل به أحد
البصر وجلاه. ديسقوريدوس : ومرارة السمك البحري الذي يقال له أسفدينوس ومعناه
العقرب والصنف من السمك الذي يقال له بلوبوس وهو الشبوط والسلحفاة البحرية والضبعة
العرجاء والقبج والدجاج والعقاب والسنور والمعز الوحشية فإنها شديدة القوة وتوافق
ابتداء الماء النازل في العين والقرحة في العين الذي يقال لها أحليس والتي يقال
لها أرعامر وجربها ومرارة الثور أقوى من مرارة الضأن والتيس والخنزير والدب والمرارات
كلها تحرّك الإسهال وخصوصا في الصبيان إذا صيرت في صوفة واحتملت في المقعدة. ابن
سينا : كلها نافعة من الخشم مفتحة جدا لسدد المصفاة وكلها تنفع من ابتداء الماء
النازل والانتشار ولكن لا ينبغي أن تستعمل إلا بعد تنقية البدن والرأس وأنفع
المرارات للعين أما من ذوات الأربع فمرارة الظبي ، وأما من الطير فمرارة القيح وأما
من السمك فمرارة الشبوط ومرارة السمك أقل حدة من سائر المرارات وإن سقيت إمرأة في
بطنها ولد ميت مرارة قنفذ معجونة بشمع خرج الولد الميت وإن اكتحل لمرارته أيضا
أبرأ البياض.
مريق
: هو العصفر عن أبي حنيفة وقد ذكرته في
العين المهملة.
مرقد
: يقال على الأفيون وعلى جوز مائل أيضا وقد
ذكرت كل واحد منهما في بابه.
مرار
الصحراء : هو الحنظل وقد ذكرته
في الحاء المهملة التي بعدها نون.
مرجان
: قد تقدم القول عليه في رسم بسد في حرف
الباء المنقوطة بواحدة من
تحتها.
مروية
يلبوشة : هذا الإسم لطيني للدواء الذي سماه
ديسقوريدوس في الثالثة بلوطي وقد ذكرته في حرف الباء المنقوطة بواحدة من تحتها ، ومن
الناس من زعم أنه الباذرنجيويه ولم يصب في ذلك.
مرورية
: هو العلف وهو اليعضيد وهو صنف من
الهندبا البري شديد المرارة ، وفي الكتاب الحاوي المرورية صنف من الخس له مرارة
يسيل منه لبن.
مزر
: جالينوس في ٧ : قومنى هذا شراب يتخذ من شعير
وهو يولد خلطا رديئا كالفقاع ويصدع الرأس ويضر بالعصب جدّا. ديسقوريدوس في الثانية
: قومني وهو شراب يعمل من الشعير ويستعمل عند بعض الناس بدل الخمر مصدع رديء للأعصاب
وقد يعمل من الحنطة مثل هذه الأشربة كما يعمل في غربي البلاد التي يقال لها أشربا
وبرطانا أيضا.
التميمي في كتابه المرشد : فأما ما يتخذ
من الحنطة والشعير والجاورس المنبتة من الشراب الذي يسكر ويسمى بمصر المزر فإنها
النبذة تسكر سكرا شديدا غير أنها تبعد عن قوّته ومنافعه بعدا شديدا ، وقل إن يجد
شاربها من الفرح والإنبساط والطرب وتطييب النفس شيئا فإذا أكثر منها أثارت الغثيان
والقيء وأكثرت الرياح والإزدحام ، وقد يستخرج بها على طريق العلاج بالقيء الأخلاط
المرّية والبلغمية الراكدة في المعدة ولكنه لا يجب أن يطمع منها في حل نفخة ولا
بدرقته بغذاء بعد كمال نضجه بل قل أن يحل الطبع ويدر البول ويسهله لكنه ينفع منه
بعض المنافع.
مزمار
الراعي : ويقال زمارة الراعي.
ديسقوريدوس في الثالثة : العما. ومن الناس من يسميه طاماسونيوت ومنهم من يسميه
لوزن وهو نبات له ورق شبيه بورق لسان الحمل إلا أنه أدق منه وهي منحنية إلى الأرض
ولها ساق دقيقة ساذجة طولها أكثر من ذراع وعلى طرفها رأس شبيهة برأس العمود والذي
يسمى حيدار أوله زهر أبيض إلى الصفرة ما هو دقاق وأصوله شبيهة بأصول الخربق الأسود
دقاق طيبة رائحتها جدا حريفة فيها رطوبة يسيرة تدبق باليد وهذا النبات ينبت في
أماكن مائية. جالينوس في السادسة : جربت منه أنه يفتت الحصا المتولد في الكليتين
إذا طبخ وشرب ماؤه وإذا كان كذلك فمعلوم أن قوّته تجلو كثير.
ديسقوريدوس : وإذا شرب من أصله مقدار
درخمي واحدة أو اثنتين مع شراب وافق من شرب سم الأرنب البحري وسم الضفدع التي يقال
لها فرونوس وضرر الأفيون ، وإذا شرب وحده أو مع جزء مساو له من الدوقو أسكن المغص
ونفع من قرحة الأمعاء ويوافق شدخ أطراف العضل وأوجاع الأرحام ، وإذا شرب هذا
النبات عقل البطن وأدر البول والطمث وإذا ضمد به الأورام البلغمية سكنها. ابن سينا
: ينفع من الأورام الرخوة والثقيلة في الأحشاء.
مسك
: ابن واقد : قال المسعودي في كتاب مروج
الذهب ومعادن الجوهر الأرض التي فيها ظباء المسك من التبت أرض واحدة متصلة وإنما
بان فضل المسك النبتي على الصيني بجهتين إحداهما أن ظباء التبت ترعى سنبل الطيب وأنواع
الأفاويه وظباء الصين ترعى الحشيش دون ما ذكرنا من أنواع حشائش الطيب التي ترعاها
التبنية ، والجهة الأخرى إن أهل التبت لا يتعرضون لإخراج المسك من نوافجه ويتركونه
كما هو بخلاف الصين فإنهم يخرجونه ويلحقه الغش بالدم وغيره ، وأن الصيني أيضا قطع
ريحه طول المسافة في البحار وكثرة الأنداء واختلاف الأهوية وإن عدم من أهل الصين
الغش في مسكنهم وأودعوه البراني الزجاج وأحكم عفاصها ووكاؤها وورد إلى بلاد
الإسلام وفارس وعمان
والعراق وغير ذلك من
الأمصار كان كالنبتي وأجوده وأطيبه ما خرج من الظباء ، بعد بلوغه النهاية في النضج
وذلك أنه لا فرق بين غزلاننا هذه وغزلان المسك لا في الصورة ولا في الشكل ولا في
اللون ولا في القرن ، وإنما يتبين ذلك بأنياب لها كأنياب الفيلة لكل ظبي نابان
خارجان من الفكين قائمان منتصبان أبيضان نحو شبر أو أقل فينصب لها في بلاد التبت والصين
الحبائل والشرك والشباك فيصطادونها وربما رموها بالسهام فصرعوها ويقطعون عنها
نوافجها والدم في سررها خام وطري لم ينضج ولم يدرك فيكون في رائحته سهوكة ، فيبقى
زمانا حتى تزول سهوكته وتزول تلك الروائح الكريهة عنه ويستحيل بموادّ من الهواء
فيصير مسكا وسبيل ذلك سبيل الثمار على الأشجار إذا قطعت قبل استحكام نضجها في
شجرها واستحكام موادها فيه وخير المسك ما نضج في وعائه وأدرك في سرته واستحكم في
حيوانه وتمام مواده وذلك لأن طبيعته تدفع مواد الدم إلى سرته ، فإذا استحكم كون
الدم الذي فيه ونضجه آذاه وحكه فيفزع حينئذ إلى أحد الصخور والأحجار الحادة من
الشمس فيحتك بها ملتذا بذلك فتنفجر حينئذ وتسيل على تلك الأحجار كالدمل والجراحة
الدامية إذا نضجت فيجد لخروجه لذة ، فإذا فرغ ما في نافجته اندمل حينئذ ثم مضى
فاندفعت إليه مواد أخرى من الدم فيجتمع ثانيه هكذا فيخرج رجال التبت فيقصدون
مرعاها بين تلك الحجارة فيجدون الدم قد جف على الصخر وقد أحكمته المواد ونضج بحر
الشمس فوق نضجه في حيوانه وأثر فيه الهواء وذلك أفضل المسك فيأخذونه ويودعونه
نوافج معهم قد أخذوها من غزلان اصطادوها معدة معهم فذلك هو المسك الذي تستعمله
ملوكهم ويتهادونه فيما بينهم وتحمله التجار في النادر من بلادهم والتبت مدن كثيرة
فيضاف مسك كل ناحية إليها. غيره : وللغزالة نابان مجدولان صغيران الأعلى منهما مدلى على أسنانه
السفلى ويداه قصيرتان ورجلاه طويلتان وبلدهم وعر صعودا أو هبوطا فإذا صار هذا
الحيوان في الهبوط يصاد فيه.
العلهمان : هو حار في الثانية يابس في
الثالثة. ابن ماسه : يطيب العرق ويقوي القلب ويشجع أصحاب المرة السوداء دافع للجبن
العارض لهم ، وإذا خلط مع أدوية تصلح لهذا الشأن قواها ويسخن الأعضاء الخارجة ويقويها
إذا ضعفت وإذا وضع عليها ويقوي الأعضاء الباطنة شربا وجماعة من أهل الأهواز وفارس
ذكروا أن فيه رطوبة بسببها يعين على الباه وأنه إذا أخذ منه جزء يسير فأذيب بدهن
خيري وطلي به على رأس الإحليل أعان على كثرة الجماع وسرعة الإنزال ، وقال الرازي
في كتاب الإجماع ، أنه يبخر الفم إذا حل في الطبيخ.
وقال في المنصوري : ينفع من العلل
الباردة في الرأس وهو جيد للغشي وسقوط القوّة. الطبري : لطيف يقوي الأعضاء لطيب
رائحته وينفع إذا استعط به مع شيء من زعفران مدوفين من كل واحد نصف عدسة نفع من
الصداع البارد ويقوي الدماغ. حكيم بن حنين : يستعمل في الأدوية المقوية للعين ويجلو
لبياض الرقيق وينشف رطوبتها جدا. إسحاق بن عمران : ينفع المشايخ والمرطوبين وخاصة
في الأزمان والبلدان الباردة ويصدع الشباب والمحرورين ولا سيما في البلدان والأزمان
الحارة ، وبالجملة فإنه ينفع من جميع العلل الباردة في الرأس ويفتح السدد وينفع من
الرياح التي تعرض في العين وفي سائر الجسم ويعقل البطن ويزيل صفرة الوجه ويذهب عمل
السموم وهو جيد للخفقان ويصلح الفكر ويذهب
__________________
تحديث النفس. ابن
سينا : هو أجل ترياق لليبس والبهميين وقرون السنبل وهو مقرح ينفع من التوحش ويعدل
حره بالكافور ويبسه بالأدهان الرطبة مثل دهن البنفسج ودهن الورد. التجربتين : إذا
استعمل في أدوية الحواس الأربع كلها ذكاها ويقوّي الحرارة الغريزية ، وإذا خلط
بالأدوية المسهلة كان أبلغ في التنقية وينفع انبعاث الدم من البدن ومن أضعاف
الدواء المسهل ، وإذا استعط به المفلوجون وأصحاب السكتة الباردة نبههم ونفعهم ونقى
أدمغتهم مع الأدوية التي يستعط بها ، وإذا حل في الأدهان المسخنة وطلي بها فقار
الظهر نفع من الخدر والفالج مع التمادي عليه ، وإذا حل في دهن البان وطلي به الرأس
منع من النزلات. ابن رضوان : ينفع من أوجاع البواسير الظاهرة طلاء عليها. غيره : ينفع
من الرياح الغليظة المتولدة في الأمعاء شربا. ابن رشد : وبدله جندبادستر في أوجاع
العصب وينوب عنه في جميع أفعاله إلا في الطيب خاصة.
مسن
: ديسقوريدوس في الخامسة : مسن الماء إذا
سن عليه الحديد وأخذ ما ينحك منه ولطخ على داء الثعلب أنبت فيه الشعر وإذا لطخ على
ثدي الأبكار منعها أن تعظم ، وإذا شرب بالخل حلل أورام الطحال وينفع من الصرع.
جالينوس في التاسعة : محكه ينفع ثدي الأبكار من أن تعظم قبل وقته ويمنع خصي الصبيان
أن تعظم إن طلي عليها لأن قوته تبرد.
الغافقي : قال بعض القدماء مسن الماء
الأغبر الذي يفنى سريعا من حكه بنحاس قبرسي وأخذ ما يخرج من مائه ولطخ به القروح
التي تكون بالإنسان فجأة جففها وأبرأها وأما مسن الزيت الأخضر فإنه إذا كسر ثم شرب
بخمر وسحق بالخل
والنّطرون نفع الحكة والقوباء والخنازير والسرطان والأكلة ، وإذا سحق هذا الحجر واكتحل
به نفع من بياض العين.
التجربتين : حكاكته تحد البصر وتقوي
العين ولذلك يجب أن تحك الشيافات عند عملها عليه ، وإذا سحق وجعل على القروح التي
من حرق النار جففها.
مسعقونيا
: الرازي : إنه ماء الجرار الخضر وماء
الزجاج وذلك في كتابه المسمى بالقوى والدساكر. الرازي في الحاوي : هو ماء الزجاج وفي
كتاب أهرن القس أنه ماء الجرار الخضر حين تعمل. سليمان بن حسان : المسحقونيا هي
الشجيرة وهو خلط يقوم من الملح والآجر يعرفه أهل صنعة تخليص الذهب. وزعم قوم : أنه
حار جدّا ولذلك يقلع البياض من العين ويجفف الرطوبة وينفع من الحكة والجرب إذا طلي
به الجسم في الحمام.
مستعجلة
: نبات مشهور بالديار المصرية ينبت بظاهر
الإسكندرية ومنها يحمل إلى سائر بلاد الشام ورقه يشبه ورق الطرخشقوق حريفي الطعم
تستعمل عروقه النساء ليسمنهن فيحمدنه كثيرا ويؤخذ أيضا مع الإحساء وفي اللبن فيسمن
ويحسن اللون جدّا وأطباء مصر والشام يستعملونه مكان البوزيدان.
مسواك
الراعي : قيل إنه الزوفرا وقيل هو الشيطرج وهو
الأصح.
مسواك
القرود : هي الأشنة سميت بذلك لأنها تصبغ الأفواه
إذا استيك بها وقد ذكرتها في الألف.
مسواك
العباس : قيل إنه رعي الإبل وقد يقال أيضا على
الدواء المعروف باليونانية بوارس.
مسك
الجن : عامتنا بالأندلس يسمي بهذا الإسم النوع
الصغير من الجعدة وقد يسمى أيضا الشواصيرا بهذا الإسم.
مسمقورة
: ومسمقارة ومسمقران إسم بربري للزرواند
الطويل وقد ذكر في الزاي.
مشمش
: جالينوس في السابعة : هي ثمرة رطبة
باردة كأنها من الأمرين جميعا في الدرجة الثانية. وقال في الأغذية : هو بجانس
الخوخ إلا أنه أفضل منه في أنه لا يفسد كفساده في
__________________
المعدة. ديسقوريدوس
في الأولى : وأما أرمانيا فيقال له بالإفرنجية بارقوقيا أطيب طعما من الخوخ وأطيب
للمعدة. الحور : يسهل الماء الأصفر والصفراء ويولد خلطا غليظا. الرازي في الحاوي :
كان برجل بخر فحدست أنه بخر معدته فأطعمته من رطبه فذهب البخر ثم كان يستعمل نقيعه
دائما فلا أحسب أنه يوجد شيء أشدّ بردا للمعدة منه وتلطيخا وأضعافا.
وقال في دفع مضار الأغذية : يبرد المعدة
جدّا ويورث الجشاء الحامض ويقمع الصفراء والدم ولا سيما إن كان معه مرارة يسيرة وينبغي
أن يجتنبه من تعتريه الرياح ومن يسرع إليه الجشاء الحامض ، وإذا أخذ عليه الشراب
الصرف والجوارشن الكموني والكندري والعنداديقون أو استف عليه من النانخواه نفعه ،
وأما أصحاب المعدة الحارة والجشاء الدخاني والعطش الدائم فكثيرا ما ينتفعون به ولا
سيما في يوم بعد يوم ويوم يمسهم فيه حر وعطش دائم ، ولا ينبغي أن يشرب عليه ماء
الثلج ولا هؤلاء أيضا ويؤخذ بعد إدمانه قبل مضي شهر طبيخ الإهليلج ، ثم بزر
الرازيانج والسكر أياما ليؤمن بذلك من المائية التي تتولد عنه في الدم فإن تلك
المائية تعفن بعض الأيام وتهيج حميات إن لم تتدارك بذلك إلا أن يتفق للإنسان أن
يكثر بعد ذلك التعب ويجري منه عرق كثير ويصيبه هيضة قوية أو يدمن عليه شرابا قويا
يغزر عليه عرقه وبوله.
مشط
الراعي : هو ديساقوش باليونانية وقد ذكرته في آخر
الدال وهو شوك الدراجين عند عامة أهل المغرب والأندلس.
مشكطرامشير
: وهو الفودنج البستاني وقد ذكرته بأنواعه
مع الفودنج في الفاء ، وكان شجار والأندلس أعرف بهذا الدواء من غيرهم وأطباء الشام
والروم يستعملون مكانه النوع الأبيض من الهيوفاريقون ، وهو غلط منهم وهذا النوع من
الهبوفاريقون إذا مضغت أوراقه وهي رطبة وعصرت خرج منها ماء أحمر كالدم ولذلك قال
أطباء العراق والشام ، أنه إذا رعته الغنم حلبت دما والحقيقي منه تسمية أطباء
الأندلس وشجاروها باللطينية وهي عجمية الأندلس بلديه خرنوبه أي غبيرة الإبل وهو
مشهور عندهم بما ذكرته ومنه نوع آخر يعرف بالكاذب أكثر ما رأيته بأرض الشأم وببلد
حماة كثيرا بأرضها إذا فركت شيئا من ورقه أدنى فرك أدى إليك رائحة الفوذنج المعروف
بحبق التمساح ويفترش على الأرض في منبته وله زهر صغير أحمر قان ينبت في العمارات والحروث
وفي الجبل أيضا ، ورأيت منه نوعا يسمى بالنارجيل وهو أكثر نباتا من الذي ينبت بأرض
حماة.
مصطكا
: وهو علك الروم. جالينوس في الثامنة : شجرة
المصطكا مركبة من جوهر مائي حار قليل ومن جوهر أرضي بارد يابس ليس بكثير المقدار وبسببه
صارت تقبض قليلا وتجفف في الدرجة الثانية عند انقضائها وفي الدرجة الثالثة عند
ابتدائها ، وأما حالها في البرودة والحرارة فوسط معتدل المزاج والقبض في أجزاء هذه
الشجرة على مثال واحد أعني في عروقها وقضبانها وورقها وأغصانها وأطرافها وفي
ثمرتها أيضا ولحائها وإن أحببت أن تتخذ من ورقها ما دام طريا ضمادا كانت قوّة ذلك
الضماد على مثال قوّة هذه الأجزاء كأن يقبض قبضا يسيرا ، ولذلك قد يشرب وحده على
حدة أو مع أدوية أخر لقروح الأمعاء واستطلاق البطن وهو أيضا نافع جدّا لمن به نفث
الدم وللنساء إذا انفجر من أرحامهن الرطوبات ، وإذا برز الرحم وخرجت المقعدة وليس
هو في هذه الأفعال ببعيد عن لحية التيس. ديسقوريدوس في الأولى : مستجين وهو ثمرة
المصطكا وهي شجرة معروفة كلها
قابضة وأجزاؤها
متساوية في القبض وقد يطبخ قشرها وأصلها وورقها طبخا طويلا ، وإذا طبخت أخرجت من
الماء ثم طبخ الماء حتى يصير كالعسل ثخنا فيصلح هذا الطبيخ لقبضة إذا شرب لنفث
الدم واستطلاق البطن وقرحة الأمعاء ونزف الدم من الرحم وظهور الرحم والسرم ، وبالجملة
يمكن أن يستعمل بدل القاقيا والهيوفافسطيداس وهو الطراثيث وقد يقوم مقامه عصارة
الورق ، وإذا صب طبيخه الورق على القروح العميقة والعظام المكسورة بني اللحم فيهما وشدّ
الأعضاء المسترخية وقد يقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم ويمنع القروح الخبيثة
من أن تسعى في البدن ويدر البول ، وإذا تمضمض به شدّ الأسنان المتحرّكة وإذا عملت
من أغصانها مساويك وتسوّك بها جلت الأسنان وقد يكون من ثمرة هذه الشجرة دهن قابض
يوافق كل ما احتاج إلى قبض ، وقد يكون من هذه الشجرة صمغة يقال لها مستجى ، ومن
الناس من يسميها مسطيجي وهي المصطكا وقد يكون منها شيء جيد بالجزيرة التي يقال لها
حيوس وأجودها ما كان يبرق وكان أحمر مشرقا أو كان أبيض وكان بياضه مثل بياض الموم
الذي من البلاد التي يقال لها طوريارا ثقيلة الحصا مفرطة اليبس هينة الإنفراك طيبة
الرائحة ، وأما الصفراء فهي دونها وقد تغش بكندر وصمغ صنوبر. جالينوس في السابعة :
أما الأبيض من المصطكا وهو المسمى علك الروم فهو مركب من قوى متضادّة أعني من قوّة
تقبض وتسخن وأخرى تلين فهو بهذا السبب نافع لأورام المعدة والمقعدة والأمعاء والكبد
ويسخن ويجفف ، وأما المصطكا الأسود المعروف بالنبطي فيجفف أشد من تجفيف المصطكا
الأبيض وقوّة القبض فيه أقل منها في ذلك فهو لذلك أنفع لمن يحتاج إلى تجفيف قوى وللأورام
الصلبة جدا ودهنه أقل قبضا ولا يكاد يتخذ من الأسود دهن .
ديسقوريدوس : ينفع من نفث الدم والسعال
المزمن شربا وهو جيد للمعدة محرّك للجشاء وقد يستعمل في أخلاط السنونات الجالية
للأسنان وفي أخلاط الغمر لجلائها ويلزق الشعر النابت في الجفون نباتا منقلبا ، وإذا
مضغ طيب النكهة وشد اللثة. أبو جريج : يسخن المعدة والكبد وله فعل في الرأس وجذب
للبلغم إذا مضغ ولذلك جعل من الصبر ليصلح ويجذب بلغما من الرأس. مسيح : يطيب
النكهة ويفتق الشهوة ويحسن البشرة إذا طليت به ويسكن وجع اللثة. ابن عمران : يزيل
حديث النفس. الإسرائيلي : مقوّ للمعدة محلل لرطوباتها ورياحها ومخرج لها بالجشاء ومسكن
للأمغاص العارضة من الرطوبة. الغافقي : إن شرب بماء بارد أحدر البلة ورطوبة المعدة
وإن شرب بماء حار لم يحدر ذلك ويسرع بانجبار الكسير ويسكن وجع العظام وينفع من
الوثي والرض والفسخ ، وأما ما يقال أنه يجبر العظام جبرا تاما فباطل وهو نافع من
الصداع البارد إذا سعط بدهن زنبق وإذا ديف بزيت ولطخ به شفاق الشفتين أبرأه ، وإن
خلط بالضمادات نفع من أوجاع الأمعاء. التجربتين : إذا سحقت المصكطا وشربت أو أخذت
لعقا أو مزجت بغيرها سخنت المعدة وفتحت السدد ونفعت من وجع المعدة الباردة إن كان
عن خلط أو برد مفرط ولذلك تسخن الكبد وتنفع من عللها الباردة كلها ، وإذا خلط
بالأدوية العاقلة للجوف أو القاطعة للدم أعانها وإن كان في المعدة رطوبة كثيرة وأخذت
بماء بارد أو ممروس فيه الورد المربى عصرتها ولينت الطبع فإن تمودي عليه عقلت وتسهل
نفث الفضول
__________________
من الصدر والرئة والشراب
المتخذ منه يقوي الأعضاء الباطنة إذا أخذ ممزوجا بالماء البارد عند العطش ، وإذا
تمودي عليه أدرّ البول وينفع مما تنفع منه المصطكا وإذا حل في الأدهان القابضة شد
اللثة ، وإذا تمودي عليه بالمضمضة منع من تحرّك الأسنان ونفع من وجع الأضراس والبلة
المتولدة عن بلغم ، وإذا ربي بالأدهان سكن الأوجاع الباردة المتولدة عن أخلاط أو
رياح ، وإذا دهنت الفسوخ بدهن ورد وذر عليها مسحوقا وشدت بخرقة تمسكه سكن أوجاعها
وحل جساوتها ، وإذا دهنت المعدة بأحد الأدهان النافعة لها مما نذكر وذر عليها
مصطكا مسحوقة حتى تبتل بالدهن وضمدت بخرقة وتركت حتى تنقلع من ذاتها نفع من وجع
المعدة ومن القيء.
مصع
: أبو حنيفة : ثمرة شجر العوسج وهي حمراء
ناصعة نحو الحمصة حلوة طيبة تؤكل وفيها تطويل وفي جوفها حب مثل عنب الثعلب.
الغافقي : هو عندنا بالأندلس صنفان جبلي وبستاني وهو ثمرة صنف من الشوك كالعوسج ،
والجبلي منه إذا ركب في العوسج الذي يعرف بالزيتون وهو العوسج الأحمر كان منه
المصع البستاني ، وأكثر ما يستعمل هذا التركيب بالمرية من بلاد الأندلس ، ويباع
بأسواقها كالفواكه ويسمونه المصع وثمر البري منه في قدر الباقلاء وأصغر وهو أحمر
قان في داخله حب كعجم الزبيب وهو قابض عاقل للبطن ، وإذا أكثر منه ولد القولنج وآذى
العصب وإذا ركب في الزيتون الحب كان حبه كاللوز وأصغر وإذا غرس كبر شجره ولا ينبت
من نواه ، وورقه شبيه بورق الخوخ إلا أنه أصغر وعليها زغب وهي منحنية إلى خلف وله
زهر شبيه بزهر العليق ، وقد يجمع حبه في آخر الصيف وليس ينضج بعض النضج حتى يعفن
إما بأن يدفن في شعير أو يجعل في ظرف ويغطى ويترك فيه حتى ينضج وحبه يؤكل ، وزعم
قوم أنه الأشج وليس بصحيح.
مصل
: الرازي في دفع مضار الأغذية : يبرد ويطفئ
المرة إلا أنه ينفخ ولذلك ينبغي أن يتلاحق ضرره بالجوارشنات والأدوية والأقاويه ،
ولا سيما في الأبدان الباردة والجبن أقل منه وأدون في هذه الحال وهو أقل برودة
منه. ابن ماسه : هو بارد يابس في الثالثة رديء الكيموس ضار للمعدة ولأصحاب السوداء
فإذا طبخ باللحم السمين صلح قليلا.
مصباح
الروم : هو الكهرباء وقد ذكرته في الكاف.
مطبوخ
: هو عقيد العنب وقد ذكرته في العين
المهملة.
مظ
: هو الجلنار. أبو حنيفة : هو رمان يكون
بالسراة جبلي ينوّر ولا يعقد له حطب جيد ويعمل منه دادين كدادين الأرز وله عسل
يسمى المرخ يظهر في الجلنار وأكثره يمص الإنسان منه حتى يملأ فمه وتأكله الإبل وتجرسه
النحل.
معشوق
: هو الجمشت من الحجارة وأما من النبات
فهو من الماهوندانة وقد ذكرتهما في بابيهما.
مغين
: هو المازريون وقد ذكرته في هذا الحرف.
مغلث
: ابن سينا : حار إلى الثانية رطب إلى
الثالثة مقو للأعضاء مسمن نافع إذا ضمد به من الوثي والكسر ودهن العضل وينفع من
النقرس والتشنج وهو جيد للدشبذ ولصلابة المفاصل ملين لصلابات الحلق والرئة وقيل
أنه يحرك الباه وخصوصا بزره. ماسرحويه : يلين التشبك وصلابة الرحم.
مغره
: ديسقوريدوس في الخامسة : ما كان منها
منسوبا إلى البلاد التي يقال لها سويس فأجوده ما كان كثيفا صلبا ثقيلا ولونه شبيه
بلون الكندر وليس فيه حجارة ولا مختلف اللون وإذا بل بالماء ربا وقد يجمع بالبلاد
التي يقال له قيادوقيا من بعض المغاير ويصفى ويحلب إلى البلاد التي يقال لها سويس
ويباع هنالك ، ولذلك ينسب إليها ولها قوّة قابضة مجففة مغرّية
ولذلك تقع في أخلاط
المراهم الملينة والأمراض المجففة وتمسك البطن ، وإذا تحسى ببيضة واحتقن بها عقلت
البطن وقد تسقى لوجع الكبد والتي يستعملها النجارون هي في جميع أفعالها أضعف من
المغرة المنسوبة إلى سويس ، وأجودها المصرية والتي من قيادوقيا ومن المدينة التي
يقال لها رسندنيون ولم يكن فيها حجارة وكانت هينة التفتت وقد تعمل المغرة فيما يلي
الغرب من البلاد التي يقال لها لينس بأن يحرق الجوهر الذي يقال له الآجر فإنه إذا
احترق استحال وصار مغرة. ابن سينا : باردة في الأولى يابسة في الثانية.
البصري : تدخل في أدوية لزجة لاصقة وتقتل
حب القرع. التجربتين : إذا حل في الخل وطلي به الحمرة والأورام الحارة كلها مع
تقرح أو بغير تقرح وعلى حرق النار ردع المادّة وأضمر الورم وجفف التقرح ، وإذا
سحقت وخلطت بالبيض النميبرشت وتحسيت قطعت الدم من أي موضع انبعث ، وكذا إذا أخذت
مع ماء لسان الحمل نفعت من قروح الأمعاء والمثانة وأمسكت الطبيعة والمأخوذ منها من
درهمين إلى نحوهما ويتمادى عليها بحسب الشكاية في الضعف والقوّة ولهذا إذا احتقن
بها بماء لسان الحمل وما أشبهه قطع إفراط الدم من الحيض ، وكذلك إذا احتقن بها
لقرحة الأمعاء والدم المنبعث من المعا السفلي قطعه.
مغنيسيا
: الرازي : هي أصناف فمنها تربة سوداء وفيها
عيون بيض لها بصيص ، ومنها قطع صلبة فيها تلك العيون ، ومنها مثل الحديد ومنها
حمراء. غيره : هو حجر لا يتم عمل الزجاج إلا به وهو ألوان كثيرة وقد يستعمل في
الأكحال وقوّته تبرد وتقبض وتجفف وتأكل الأوساخ كلها.
مغناطيس
: هو الحجر الذي يجذب الحديد. ديسقوريدوس
في الخامسة : أجوده ما كان قويّ الجذب لازوردي اللون كثيفا ليس بمفرط الثقل وإن
سقي منه ثلاث أوثولوسات بالشراب الذي يقال له ماء القراطن أسهل كيموسا غليظا ومن
الناس من يحرقه ويتبعه بحسبات الشادنة. جالينوس في التاسعة : قوته كقوة الشادنة.
البصري : قال الإنطيلس الآمدي عن بعض الناس أنه حجر إذا مسك بالكف نفع من وجع
اليدين والرجلين ونفع من الكزاز. الطبري : يابس جدّا جيد لمن في بطنه خبث الحديد
نافع لعسر الولادة إذا وضع على المرأة النفساء أو أمسكته. غيره : يذهب الإسهال
العارض من شرب خبث الحديد وإن ذر على جرح بحديد مسموم أبرأه.
مغافير
: الغافقي : هو شيء يشبه العسل كالترنجبين
فيه شيء من رائحة الموز. أبو حنيفة : يكون في الزفت وفي العشر وفي النمام فما كان
في الزفت كان أبيض حلوا فيه لين وما كان في العشر فإنه يخرج فصوصه ومواضع زهره
فييبس وتجمعه الناس فيسمى سكر العشر وفيه مرارة وهو شبيه بالصمغ تأكله الناس ويقال
مغفر ومغفر ومغفار.
مغد
: أبو حنيفة : هو اللقاح البري وقيل
الباذنجان وزعم قوم أنه الكماة الصغار والأول أصح ، قال وهو أيضا شجر يلتوي على
الشجر والكرم ورقه دقاق ناعمة طوال ويخرج جراء كجراء الموز إلا أنه أدق قشرا وأكثر
حلاوة ولا يقشر لها حب كحب اللقاح ويبدو أخضر ثم يحمر إذا انتهى ويؤكل وهو كثير
بواد يقال له بررة.
مغدود
: ضرب من الكمأة صغير رديئة لآكلها.
مغزرة
: أبو حنيفة : هي بقلة ربيعية لها ورق
صفار أغبر مثل ورق الحرف وزهره أحمر يشبه زهرة الجلنار وهي تعجب البقر جدا وتغزر
عليه ولذلك سميت بهذا.
مفرح
: إذا قيل مطلقا فإنما يراد به لسان
الثور.
مفرح
قلب المحزون : هو الباذرنجبويه
وهو الترنجان وقد
ذكرته في التاء.
مقل
: ديسقوريدوس في الأولى : هو صمغ شجرة
تكون ببلاد العرب وأجوده ما كان مراصا في اللون كأنه الغراء المتخذ من جلود البقر
وباطنه علك لازوقي سريع الإنحلال لا يخالطه شيء من خشب ولا وسخ وإذا بخر به كان
طيب الرائحة شبيها بالأظفار وقد يوجد منه شيء أسود وسخ غليظ كبير المقدار رائحته
كرائحة الدارشيشعان أو رائحة قشر الكفري يؤتى به من بلاد الهند وقد يؤتى بشيء منه
من البلاد التي يقال لها باطوناس شبيه بالراتينج قريب من لون الباذنجان ، وهو ثان
بعد الجيد في قوّته وقد يغش المقل بصمغ غربي وغراء يخلطونه وما كان هكذا فلا يكون
له من المرارة ما للخالص ورائحته في التبخير طيبة.
جالينوس في السادسة : هو جنسان صقلي وهو
أشد سوادا وألين من المقل الآخر وقوته ملينة وعمله بهذه القوّة بليغ والآخر عربي والعربي
أيبس من الآخر وقوّته أشدّ تجفيفا من الأدوية الملينة وما كان منه حديثا رطبا إذا
عجن كان كاللبن فعمله كعمل الصقلي وكلما عتق حدثت في طعمه مرارة شديدة وصار حادا
حريفا يابسا فقد خرج من طبيعة اعتدال الأدوية الملينة للأورام الصلبة ومن الناس من
يستعمله وخاصة العربي في مداواة الأورام الحادثة في الحنجرة وفي قبلة الأمعاء وإذا
أرادوا استعماله لينوه بريق إنسان لم يأكل شيئا ثم لا يزالون يعجنونه حتى يصير
كالمرهم وقد يظن بالمقل العربي أنه يفتت حصى الكليتين إذا شرب ويدر البول ويذهب
الرياح الغليظة إذا لم تنضج ويفشها ويطردها ويشفي وجع الأضلاع وفسوخ العضل كلها.
ديسقوريدوس : وقوّته مسخنة ملينة وإذا ديف بريق صائم حلل الجساء والورم الذي يقال
له قريحوقيلي العارض في الحلق وأدرة الماء وإذا احتمل أو تبخر به فتح الرحم
المنضمة ويحدر الجنين وكل رطوبة وإذا شرب فتت الحصا وأدر البول وإذا شربه من كان
به سعال أو من نهشه شيء من الهوام نفع من ذلك وهو نافع من شدخ أوساط العضل والكزاز
ووجع الجنب والرياح ويقع في أخلاط المراهم الملينة لصلابة الأعصاب وتعقدها ويلين
بأن يدق ويصب عليه أما شراب أو ماء حار قليلا قليلا. إبن سرانيون : يسهل البلغم ويعطي
منه على رأي القدماء والمحدثين مثقالان مع ماء العسل ، وينفع خاصة الذين تقطع
أعينهم الرطوبات. جامع الرازي : حار لين في الدرجة الثالثة وينفع من الطواعين.
أبو جريج : المقل المسمى الكور حار يابس
في آخر الثانية وله حدة وينفع من الجراحات إذا خلط بالمراهم وينقي أعضاءها ويدمل
الخنازير وإن طلي على السعفة بالخل أبرها.
حنين في كتاب الترياق : يحلل الورم
الجامد. ابن ماسويه : يحلل الأورام الداخلة شربا بمطبوخ والخارجة إن وضع عليها
محلولا بمطبوخ وإن خلط بالأدوية الحادة المسهلة منع حدتها ونفع من سحج الأمعاء والأضرار
بها. ماسرحويه : إنه يحلل الأورام الصلبة في الأنثيين وغيرهما. ابن سينا : ينفع من
أوجاع قصبة الرئة وأورامها والسعال المزمن ، وينقي الرحم وينفع من البواسير شربا.
وحكى ابن واقد عن غيره أنه يزيد في شهوة الجماع ويسمن وينفع من جميع السموم كلها
شربا. التجربتين : إذا سحق وعجن برغوة الفول المطبوخ ووضع على الثآليل المتعلقة والقوباء
وتمودي عليه قلعها وأزالها وإن ضمدت به الأورام البلغمية الصلبة حللها وقيله الماء
وحفظ الأسنان ويضمر قيله اللحم للصبيان خاصة إذا كان معجونا بهذه الرغوة أو لعاب
الصائم حتى يصير كالمرهم ويسهل
نفث الأخلاط كلها من
الصدر والرئة ويحدر الطمث إذا كان اعتقاله من سدد غليظة ويؤخذ منه درهم ونصف فما
دونه ، فيخرج الثفل ويسهل الولادة وينزل المشيمة شربا وحمولا وبخورا ، وإذا سحق وخلط
بنخالة القمح الكبيرة وتكون النخالة أغلب وطبخا برب العنب وعركا بسمن ووضعا على
أورام النغانغ من خارج حللها ، وإذا وضع على البرودة الحادثة في الجفن محلولا
بلعاب الصائم حللها وإذا وضع على البواسير من خارج والثآليل المتعلقة هناك معجونا
بماء الكرم الجاري فيه من أول أمشير وهو أشباط أوقي مطبوخ زنبق في زيت عتيق ويعاد
إلى الطبخ حتى يغلظ وتمودي عليه أضمرها ، وإن خلط به شيء يسي من الزنجار بعد
ظهورها أسقطها وهو مفتح للسدد في الكلى والمثانة.
مقل
مكي : ابن واقد : هو ثمرة الدوم وهو ينضج بمكة
ويؤكل خارجه لذيذ وأما بالأندلس فهو غير مدرك بل هو كثير العفوصة قليل المائية خشن
جدا عشبي بارد قابض يعقل البطن ويقوي المعدة. التجربتين : قشره مطبوخا ينفع من
تقطير البول. غيره : ينفع من انفجار الدم من العروق شربا.
مقر
: قيل إنه الصبر الحضرمي. أبو حنيفة : هو
شجر الصبر وقد ذكر في الصاد.
مقلياثا
: هو الحرف بالسريانية فيما زعموا. قال
بعضهم : إنما سمي مقلياثا لما قلي منه خاصة وبه سمي السفوف سفوف المقلياثا لأن
الحرف الذي يقع فيه مقلو.
مقدونس
: هو الكرفس الماقدوني وهو منسوب إلى
ماقدونيا بالروم وهو البطراساليون.
مكنسة
الأندر : عامة الأندلس يسمي بهذا الإسم الدواء
المسمى باليونانية قلومس وهو البوصير وقد ذكرته في الباء ويسمونه أيضا بسيكران
الحوت وهو الذي يستعمل أطباء الشام وغيرها من البلاد المشرقية لحاء أصوله على أنه
الماهي زهره.
مكنسة
قرشية : هي المخلصة عن البكري وقد ذكرتها في هذا
الحرف.
ملح
: ديسقوريدوس في الخامسة : أقواه المعدني
وزعم قوم أن المعدني هو الأندراني وأقوى المعدني ما كان متحجرا صافي اللون كثيفا
متساوي الأجزاء وما كان بهذه الصفة أقواه ما كان من البلاد التي يقال لها ليونيا وكان
يتشقق وكانت عروقه متساوية.
حنين : وملح أمرونيا هو النوشاذر
المعدني وأما الملح البحري فينبغي أن يستعمل منه ما كان أبيض متساويا ويكون منه
شيء جيد من قبرس التي يقال لها سالاميني والموضع الذي يقال له ماغر ، أو قد يكون
أيضا بصقلية وبالبلاد التي يقال لها لينوى منه شيء جيد إلا أنه دون الأول ، وينبغي
أن يختار منه ما كان في المواضع التي فيها مياه قائمة وأقواه الذي من البلاد التي يقال
لها قيرقصا وهو الذي يسمى طاماون ويسمى أيضا طاوعان. جالينوس في الحادية عشرة : الملح
المحتفر من الأرض والملح البحري قوّتهما واحدة بعينها في الجنس وإنما يختلفان في
أن جوهر الملح المأخوذ من الأرض أشدّ اكتنازا ولذلك صار الغلظ والقبض فيه أكثر ولهذا
السبب صار البحري ساعة يصب عليه الماء ينحل ، والملح المأخوذ من الأرض لا يعرض له
ذلك والملح المتولد في البحيرات والنقائع نوعه شبيه بالبحري وإنما هناك في الصيف
يجتمع وتحترق مياهها فتنحجر الحمأة الشديدة الحرارة ، كالذي يكون في طراغيسون
بالقرب من منيس لأن المياه هناك مالحة فتجتمع في الصيف في موضع ليس بالواسع كثيرا
، ولا يزال هذا الماء في جميع الصيف يفني ويجفف بحرارة الشمس أولا فأولا إلى أن
يتحجر وهناك ملوحة طبيعية فيصير جميع ذلك الماء ملحا فسمي لإسم الموضع المبين وإسم
ذلك الماء ملحا طراغيسيا لأن الماء الذي في ذلك
الموضع من الحمايات
يسمى طراغيسيا وقوته مجففة جدا ويستعمله الأطباء هنالك للتجفيف ، وقد كنت قلت في
الملح الذي بسذوم والذي بالبحيرة المعروفة بالمتينة في المقالة الرابعة من هذا
الكتاب قولا لا يحتاج معه من كان له نظر واهتمام إلا إلى التذكرة به فقد وصفت لك
كيفية الملح في المذاقة والطعم وعرفتك قوته ومن شأن الكيفية المالحة أن تجمع وتحل
معا جوهر الجسم الذي تدنو منه ، وإنما الخلاف بين الملح والبورق الأفريقي أن
البورق إنما الغالب عليه طعم واحد فقط وهو المرارة التي فيه وقوة محللة وليس له
قوة تجمع جوهر الجسم الذي تلقاه وهو رطب لا يدع فيه البتة شيئا منه ويجمع ما في
جوهره الصلب بقبضه ، ولذلك صار الملح يجفف الأجسام التي تعفن وإنما تعفن من قبل
رطوبة فيها فضل وجوهرها جوهر منحل غير كثير ، وبهذا السبب صارت الأجسام التي ليس
فيها رطوبة فضلية بمنزلة العسل الفائق والأجسام التي جرمها كثيف بمنزلة الحجارة
ليس يمكن أن تعفن ، والملح بهذا السبب لا يمكن أن يستعمل في هذه الأجسام لكن في
الأجسام التي يخاف عليها أن تعفن ، والملح المحرق له من التحليل أكثر من الذي لم
يحرق وحرقه يصيره ألطف بسبب القوّة التي اكتسبها من النار كما يعرض لسائر ما يحرق
من جميع الأشياء على ما بينا ، ولكن ليس يمكن فيه أيضا أن يجمع ويكثر جوهر الجسم
الصلب الذي يلقاه كما يفعل الملح الذي لم يحرق.
وقال في موضع آخر قبله : وأما الملح
المتولد في البحيرة المتينة المعروفة ببحيرة الزفت ، وهي بحيرة مالحة في غور بلاد
الشأم ويسمى ملح سذوم باسم الجبال المحيطة بالبحيرة وهي بلاد سذوم فقوّته قوّة
تجفف تجفيفا أكثر من تجفيف سائر أنواع الملح وهو مع هذا ملطف لأنه قد ناله من
إحراق الشمس أكثر من غيره من أنواع الملح وليس هو مر الطعم فقط لكنه مر المذاق لأن
موضع هذه البحيرة غائر تحرقه الشمس فلذلك هو في الصيف أشد مرارة منه في الشتاء ، وإن
ألقيت هناك في ماء هذه البحيرة ملحا لا يذوب لأنه يخالطه من الملح شيء كثير وإن
انغمس فيه إنسان تولد فيه على بدنه عند خروجه منه غبار رقيق من غبار الملح كالسورج
ولذلك صار ماء هذه البحيرة أثقل من كل مياه البحر ومقدار زيادة ثقله على مياهها
كمقدار زيادة ثقل ماء البحار على ماء الأنهار ، ولذلك إذا وقفت في هذه البحيرة ثم
رمت أن تغوص إلى أسفل لم تقدر ، وإن أخذت حيوانا فربطت يديه ورجليه وألقيته في ماء
تلك البحيرة لم يغرق لأنه لا يرسب لكثرة ما يخالطها من جوهر الملح الثقيل الأرضي.
ديسقوريدوس : وقوّته قابضة تجلو وتنقي وتحلل
وتقلع اللحم الزائد في القروح وتكوى وقد تختلف هذه الأفعال في الشدة والضعف على
قدر اختلافه وقوة أصنافه وتمنع القروح الخبيثة من الإنتشار ويقع في أخلاط أدوية
الجرب ويقلع اللحم النابت في العين ويذهب الظفرة ويصلح للحقن ، وإذا خلط بالزيت والخل
وتلطخ به أذهب الأعياء والحكة والجرب وهو صالح للأورام البلغمية العارضة لمن به
إستسقاء ، وإذا تكمد به سكن الوجع ، وإذا خلط بالزيت والخل وتلطخ به بقرب النار
إلى أن يعرق نفع الحكة والجرب المتقرح وغيره والجذام والقوابي ، وإذا خلط بالخل والعسل
والزيت وتحنك به سكن الخناق ، وإذا خلط بالعسل نفع من ورم اللهاة والنغانغ وقد
يضمد به مع الشعير المحرق والعسل للأكلة والقلاع واللثة المسترخية ويضمد به مع بزر
الكتان للذعة العقرب ومع فودنج الجبل والزوفا لنهشة الأفعى الذكر ومع
الزفت والقطران أو
العسل لنهشة الأفعى والحية التي يقال لها فرسطس وهي التي لها قرنان ، ومع الخل والعسل
لمضرة سم الحيوان الذي يقال له أم أربعة وأربعين ولذع الزنابير ومع شحم العجل
للبثور التي يقال لها سورداقيا إذا خرجت في الرأس وللحم الزائد في ظاهر البدن الذي
يقال له يوميا ، وإذا تضمد به مع الزيت والعسل نفع لتحليل الدماميل ، وإذا خلط
بفودنج الجبل وخمر أنضج الأورام البلغمية العارضة في الأنثيين وقد ينفع من نهشة
التمساح الذي يكون بنيل مصر ، وإذا سحق وصرّ في خرقة كتان وغمس في خل حاذق وضرب به
ضربا رفيقا ووضع على العضو المنهوش من بعض الهوام نفع من النهشة ، وإذا استعمل
بالعسل نفع من كمنة الدم الذي تحت العين وقد ينفع من مضرة الأفيون والفطر القتال
إذا شرب بسكنجبين ، وإذا خلط بالعسل والدقيق نفع التواء العصب وإذا خلط بالزيت ووضع
على حرق النار لم يدعه أن يتنفط وقد يوضع على النقرس كذلك فينفعه ويستعمل بالخل
لوجع الأذن ، وإذا تضمد به مع الخل ولطخ به مع الزوفا منع الحمرة والنملة من
الإنتشار في البدن وقد يحرق على هذه الصفة يؤخذ فيصير في إناء من فخار جديد ويستوثق
من تغطيته لئلا يندر الملح إذا أصاب حرارة النار أو يدفن في جمر ويترك إلى أن يحمى
الملح ويخرج من النار ، ومن الناس من يأخذ الملح العربي فيصيره في عجين ويضعه في
جمر ويتركه حتى يحترق العجين ، وقد يستقيم بأن يحرق سائر الملح على هذه الصفة يؤخذ
فيغسل بالماء غسلة واحدة ثم يجفف ويترك في قدر ويغطى ويوقد تحتها النار وحولها
الجمر فلا يزال الملح يحرك حتى تسكن حركته. أبو جريج : هو حار يابس إذا خلط
بالأغذية الباردة كالجبن والسمك والكوامخ أحالها عن طباعها حتى تصير حارة يابسة ويعين
على الإسهال والقيء ويحلل الأورام ويقلع البلغم اللزج من المعدة والصدر ويغسل
المعا ويهيج القيء ويعين على قلع السوداء والبلغم اللزج من أقاصي البدن. الرازي في
المنصوري : يذهب بوخامة الطبيخ ويهيج الشهوة ويحدها والإكثار منه محرق للدم ويضعف
البصر ويقلل المني ويورث الحكة والجرب. وقال في دفع مضار الأغذية : يعين على هضم
الطعام وينفع من سريان العفونة إلى البدن ويذهب بوخامة الدسم ويوافق أصحاب الأبدان
الكثيرة الرطوبة ويضر النحفاء. غيره : هو أنواع فمنه ملح العجين ومنه نوع محتقر من
معدته ومنه الأندراني الشبيه بالبلور ومنه نفطيّ سواده لأجل نفطية فيه ، وإذا دخن
طارت نفطيته وصار كالأندراني ومنه أسود ليس لنفطية فيه بل في جوهره ومنه المر ومنه
الهندي الأحمر اللون.
البصري : ملح العجين حار في الثالثة وأما
الملح الأسود الذي ليس سواده شديدا ولا له رائحة النفط فحار في الثانية يسهل
البلغم والسوداء والنفطي يسهل الماء والسوداء والبلغم العفن والأندراني حار يابس
في الثانية : وأما المر فحار يابس في الدرجة الثالثة ويسهل السوداء بقوة والأحمر
الهندي حار يابس في الثانية يسهل الكيموسات المختلفة.
الخوز : الملح الهندي يسهل الماء الأصفر
ويطرد الرياح ويلين الصدر والبطن ويذهب البلغم ويحد الفؤاد وينفع من وجعه ويشهي
الطعام ويذهب بصفرة الوجه. غيره : الأندراني يحد الذهن والمر إذا سحق بشيء من صمغ
الزيتون وحشي به الجرح الطري من ساعته ألحمه. التجربتين : إذا حل الملح بالخل وتمضمض
به قطع سيلان الدم المنبعث من اللثات والمنبعث أيضا بعد قلع الضرس ، وإذا سخنا وأمسكا
في الفم نفعا من
وجع الضرس وإذا
تغرغر بهما حلبا بلغما وخما ونقيا الدماغ وورم النغانغ ، وإذا غسل بالملح والخل كل
يوم الأواكل والنملة الساعية وبثور الأعضاء وتمودي على ذلك أبرأها ، وإذا خلط وحده
مع الأدوية المسهلة قطع الأخلاط وسهل اندفاعها ، وإذا خلط الأندراني في أدوية
العين أحدّ البصر وأضعف الظفرة وخفف البياض ونفع من السبل ، وإذا خلط مع الصبر ووضع
على الدماغ نفع من النزلات ، وإذا سحق وسخن ووضع على الفسخ والوثي ، والرض في أول
حدوثها بعد أن يدهن الموضع بزيت أو غسل ويعصب عليه سكن وجعها ، وإذا حل في خل وصابون
نفع من الورم الرخو ومن تهيج الأطراف إذا كمدت بهما حارين وإذا حل في شراب
السكنجبين أو شرب بالماء وحده فتح السدد حيث كانت وقلع البلغم اللزج ويؤخذ من
درهمين إلى نحوهما.
ملح
الدباغين : هو السورج من
المنصوري.
ملح
الصاغة : قيل هو التنكار فاعرفه.
ملح
بونيه : هو النوشاذر وسيأتي ذكره في النون.
ملح
سبخي : هو ملح العجين وقد ذكرناه.
ملح
الغرب : هو ملح يوجد في شجرة الغرب.
ملح
وسخ : وهو ملح يوجد من نفس الأرض وقد ذكرناه.
ملوخ
: هو القطف البحري. ديسقوريدوس في ١ : السمون
وأهل الشام يسمونه الملوخ وهو شجرة يعمل منها السباحات وهو شبيه بالعوسج غير أنه ليس
لها شوك وورقها شبيه بورق الزيتون غير أنه أعرض منه وينبت في سواحل البحار في
السباخات. جالينوس في السادسة : هو نبات يكون كثيرا في بلاد قاليقلا وأطرافه تؤكل
إذا كانت طرية وتكبس وليستعذ بها لوقت آخر ويولد في بدن كل من يستعمله منيا ولبنا
وطعمه مالح يسير القبض وهذا كله مما يعلم به أن أجزاءه غير متساوية ولا متشابهة
إلا أن جوهره حار باعتدال مع رطوبة غير نضيجة له نفخة يسيرة. ديسقوريدوس : وقد
يطبخ ورقه ويؤكل وإذا شرب من أصله وزن درهمين بماء القراطن نفع من شدخ العضل وسكن
المغص وأدر اللبن.
ملاخ
: ابن حسان قال أبو حنيفة : أخبرنا أعرابي
من ربيعة بأن قال الملاخ من الحمض مثل القلام له أغصان بلا ورق إلا أن القلام أخضر
وفي الملاخ حمرة ، قال : وأخبرني بعض أعراب بني أسد عن الملاخ أنه يؤكل مع اللبن
يتنقل به ، قال : ويسميه أهل البصرة بالفارسية الكشلج. ابن حسان : وسمي ملاخا للون
لا للطعم وقد ذكره ديسقوريدوس في المقالة الثالثة وسماه باليونانية أيدروطافاس. لي
: وقد ذكرته في الألف.
ملوخيا
: كتاب الرحلة : بقلة مشهورة بالديار
المصرية كثيرة اللزوجة تربى في اللزوجة أكبر من الخطمي والخبازي والبزرقطونا وغيرها
تشاكل البقلة اليمانية في هيئتها وأغصانها وورقها على هيئة الباذروج إلا أن أطرافها
إلى الإستدارة وخضرتها مائلة إلى الذهبية مشرفة الحافات ، وزهرتها صفراء فيها
مشابهة من زهر القثاء إلا أنها أصغر تخلف إذا أسقطت سنفة دودية الشكل إلى الخضرة
ما هي في داخلها بزر أسود كشكل بزر الشونيز البري وطعم البقلة كلها مسبخ الطعم.
غيره : وهي ألذ طعما من الخبازي وتنفع الطحال وتلين الطبع وترطب الصدر وبزرها إذا
سقي منه درهمان أسهل إسهالا ذريعا وهو شديد المرارة.
ملطاه
: هو مشط الغول وهو نبات يكون في الجبال
الشامخة يدوح أغصانا دقاقا لا زهر له ولا ثمر له ورق شبيه بورق الكزبرة إذا شرب من
مائه ثلاثة أواقي نفع من عضة الكلب الكلب. لي : هكذا زعم الشريف في نقله عن
الفلاحة.
ملونيا
: هو البطيخ
الطويل وقد ذكر في
الباه.
ملبن
: الرازي في دفع مضار الأغذية : هو غليظ
مولد للسدد والقولنج بطيء النزول رديء في أكثر أحواله واجتنابه أصلح ، اللهم إلا
أن يكون الإنسان جائعا ويصلح منه ويسرع نزوله الفانيذ وينبغي أن يحذره من في كبده
وطحاله غلظ والحصا يعتريه في كلاه وليس بضار للصدر والرئة.
منّ
: مسيح : حار جلاء غسال إلا أن قوّته تزيد
وتنقص بحسب الشجر الذي يقع عليه. ماسرحويه : حار في الأولى معتدل الرطوبة واليبس
جيد للصدر والرئة والذي يقع على الطرفاء نافع للسعال وخشونة الصدر. ابن ماسه : المنّ
الذي ينزل على الطرفاء ويلتقط منها صالح للسعال والخشونة الكائنة في الصدر. جامع
الرازي : المن يقع على ورق الخطمي كالعسل فما تخلص منه كان أبيض وما لم يتخلص وجمع
بالورق كان أخضر.
حبيش بن الحسن : حار في آخر الدرجة
الثانية يقرب يبسه من حرارته وأجوده ما صفا لونه وكان بقرب من البياض يشوبه يسير
حمرة لا يخالطه شيء من خشب الشجرة وهو ينفع استرخاء العصب والمعدة ويشد الطبع وينفع
من الماء الأصفر إذا شرب منه وتضمدت به البطن وينشف البلة إذا استعط بوزن دانق منه
ويجلو الدماغ ويخرج عنه الريح الغليظ ، ويقوّي الأدوية إذا خلط بها في الشراب والسعوط
ويبدد الأورام التي من البلغم ويخلط بالأدوية الكبار لكثرة منافعه في البدن. لي : هذا
القول الذي أورده حبيش في المنّ لا يسوغ إلحاقه به لما اشتمل عليه من كثرة
المباينة له في الكيفية والقوّة فتأمله ولو أورده في صمغ المر لكان أشبه به وأليق
، وإنما ذكرت كلام حبيش ههنا بنصه لأنبه عليه لأن جماعة من الأطباء قد نقلوا هذا
بعينه عنه ولم يذكروا ما نبهت عليه.
منيرة
: بفتح الميم وتشديد النون بعدها ياء
منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم راء مفتوحة مهملة بعدها هاء. الغافقي : هو نبات
له ساق جوفاء خوارة تعلو نحو ذراعين في داخلها شيء شبيه بالقطن وله ورق يشبه ورق
الحبق وما قرب من الأرض كان أعظم وباطنها فرفيري اللون وجوانبها مشرفة كالمنشار ،
وفي طرف الساق إكليل كالشبت فرفيري وله أصل خشبي نباته بقرب الماء ويسميه بعض
الناس أرجونية ، وإذا دق هذا النبات وذر على القروح الخبيثة الساعية نفع منها وهو
قتال لمن أكله خناق له.
منتجوشه
: هو السنبل الرومي وقد ذكرته في السين
المهملة.
منذغورة
: هو اليبروح عند أهل مصر وأصله بالرومية
منذاغورس وسيأتي ذكر اليبروح في الياء.
منثور
: يقال على الخيري وقد تقدم في الخاء
المعجمة ويقال على نوع من الخشخاش يسمى باليونانية منقش رواش وقد ذكر في الخاء.
ممسك
الأرواح : وموقف الأرواح أيضا وهو
الأسطوخودس عن إسحاق بن عمران وقد ذكرته في الألف.
مها
: كتاب الأحجار : هو صنف من الزجاج غير
أنه يصاب في معدته مجتمعا بالمغنيسيا ويوجد في البحر الأخضر وقد يوجد أيضا بصعيد
مصر ، وهو حجر أبيض بهي جدا لا يوجد إلا أبيض ومنه نصف أقل حسنا وصبغا وأشدّ صلابة
إذا نظر إليه الناظر ظن أنه من جنس الملح ، وإذا قرع به الحديد الصلب أخرج نارا
كثيرة والأوّل هو البلور ويستقبل به عين الشمس فينظر إلى عين الشعاع الذي قد خرج
من الحجر مما شفته الشمس بضوئها فيستقبل بذلك الموضع خرقة سوداء فتأخذ فيها النار
حتى تحرقها ومن أراد أن يشعل من ذلك نارا فعل سريعا. كسوقيراطيس : نافع من الرعدة
والإرتعاش والسل العارض للصبيان ويمسح به ثدي
المرأة إذا عسر
عليها لبنها ويقوّي ، وقال دواوسطوس الجوهري ، إن دم التيس إذا كان سخنا فصير فيه
أذابه وحله. وذكر هرمس : أنه جيد لمن ثقل لسانه وفسد كلامه ، وإذا سحق بخل وملح ومر
وزعفران ونوشاذر وحل بعسل وعرك به اللسان مرار ، أذهب ذلك منه. أبو طالب بن سليمان
: يسهل الولادة بخاصية فيه وإن علقته المرأة في حين الطلق على وركها سهل الولادة.
التميمي : إذا سحق وصول بالماء سهل الولادة لطخا وقلع البياض من العين.
مهد
: يقال بضم الميم وإسكان الهاء وبالدال
المهملة إسم للنوع من العرطنيثا المعروف براحة الأسد وهو ينبت بأعمال الشام وأهل
الشام يسمونه القيلعي وقد ذكرته في الراء المهملة.
مو
: ديسقوريدوس في الأولى : قد يسمى
أمامنطقون وهو المرقد يكون كثيرا بالبلاد التي يقال لها مقدونيا وهي الأندلس وقد
يسمى لنا المرمنطيقن وساقه يشبه ساق الشبث وورقه شبيه بورقه غير أنه أغلظ من ساق الشبث
وله إكليل كإكليلة فيه بزر يشبه الكمون عطر الرائحة نحوا من ذراعين متفرق الأصول وأصوله
دقاق بعضها معوجة وبعضها مستقيمة طوال طيبة الرائحة يحذو اللسان. جالينوس في
السابعة : أصول هذا هي التي ينتفع بها وهي حارة في الدرجة الثانية يابسة في
الثالثة ولذلك صارت تدر البول وتحدر الطمث وإذا أكثر الإنسان من أخذ هذه الأصول
أحدثت له صداعا من طريق أنها تسخن أكثر مما تجفف لأن فيها رطوبة نافخة غير نضيجة
فإذا أصعدت الحرارة هذه الرطوبة إلى الرأس صدعته وأوجعته كثيرا.
ديسقوريدوس : وإذا أغليت بالماء أو لم
تغل وشربت مسحوقة سكنت الوجع العارض من اختناق الفضول في المثانة والكلى ، وهي
صالحة لعسر البول ، وإذا سحقت وخلطت بعسل ولعقت نفعت من الريح العارضة في فم
المعدة والمغص وأوجاع الأرحام والمفاصل والصدر الذي تنصب إليه الموادّ ، وإذا سلقت
وجلس النساء في مائها أدرت الطمث ، وإذا ضمد بها عانة الصبي أدرت البول وإذا أخذ
منه أكثر من المقدار الكافي صدع. الشريف : ينفع من ضعف الكبد وبردها ونفخها شربا
كان أو ضمادا ، مسيح : يغرز المني شربا.
موز
: قال أبو حنيفة : تنبت الموزة نبات
البردي ولها عنقزة غليظة وأوراقها طويلة عريضة تكون ثلاثة أذرع في ذراعين وليست
بمنخرطة على نبات السعف ولكن شبيهة المربعة وترتفع الموزة قامة باسطة ولا تزال
فراخها تنبت حولها واحدة أصغر من الأخرى وربما كانت عشرين ، فإذا هي طلعت تطلع وقد
قاربها فراخها في الطول فإذا أدركت موزها قطعت الأم من أصلها فتؤخذ وتطلع فراخها
إلى أن تصير أما ولا يزال كذلك أبدا ويكون القنو منه ما بين الثلاثين إلى الخمسين
فيجمد العنق حينئذ. سليمان بن حسان : شجره في شكل النخلة ساقه له ورق خارج منه
أملس عريض كبير جدا مخطوط مليح المنظر وله عنقود يخرج منه الموز كالقثا ، وهي أول
طلوعها خضراء ثم تصفر ثم تسودّ إذا نضجت وداخلها طعمه كالزبد حلوة لينة تؤكل
بالسكر وهي مرطبة للمعدة اليابسة مع تبريد لطيف ولين الصدر وتنفع من السعال
اليابس. ابن ماسويه : هو حار في وسط الأولى رطب في آخرها يغذو غذاء يسيرا والإكثار
منه يولد ثقلا كثيرا ، وهذه خاصية نافعة من القرحة الكائنة في الحلق
والصدر والرئة والمثانة
إلا أن إكثاره يثقل في المعدة وينبغي لمدمنه إن كان مزاجه باردا أن يشرب بعده ماء
العسل أو سكنجبينا معسلا ، ويؤخذ بعد السكنجبين زنجبيل مربى وهو ملين للطبيعة.
شندهشار : يزيد في النطفة والبلغم ابن ماسه : الإكثار منه يولد السدد. الطب القديم
: يحرك الباه ويزيد في الصفراء وهو ثقيل على المعدة. العلهمان : هو دواء جيد
للصدور والكلى ويدر البول.
مورداسفرم
: ابن سينا : هو زهر وقضبان دقاق منفركة
إلى الغبرة والصفرة وقد يكون منه ما هو إلى البياض ومنه أيضا ما هو أشد ميلا إلى
الصفرة وقوته كقوة الباذروج عند بعضهم. قالت الخوز : إنه في قوة الإفسنتين الرومي
وأشدّ قبضا وهو حار يابس في الثانية ينفع من الصداع ورطوبة الدماغ ويقوي المعدة والكبد
وينفع من السقطة على الأحشاء ومن الديدان حمولا.
مورقا
: الغافقي : هو نبات ينبت كثيرا ببلاد
البربر والسودان وقد ينبت أيضا بقرب الأندلس بجهة إسبانيا وهي إشبيلية وأهل هذه
البلاد يسمونه بالمورقا والبربر يسمونه إسمامن ومن الناس من يسميه سنبلا بريا ، وقوم
يظنون أنه المو وذلك غلط منهم وهذا نبات صغير له ثلاث أوراق أو أربع تخرج من أصل
واحد صغار طوال متشققة تشبه ورق المو وفي تشققها ملاسة ولها سويقة مدوّرة في غلظ
الميل تعلو شبرا عليها جمة صغيرة كجمة الثوم فيها بزر أبيض مائل إلى الحمرة قليلا
، ولها أصل في غلظ الخنصر أبيض لزج طيب الرائحة جدا فيه حرافة يسيرة ويتحول إلى
طعم الزنجبيل إلا أنه أقل حرافة وحرارة ويستعمل في لخالخ الطيب ويشفي الأوجاع وأرياح
البلغم ويحل القولنج الريحي ويزيد في الباه.
مواعرن
: ديسقوريدوس قال في الرابعة : ومن الناس
من يسميه ماليقون ، وهو من النبات المستأنف كونه في كل سنة ويستعمل في وقود النار
طوله نحو ذراعين له ورق شبيه بورق الفوة وله بزر شبيه باللوبيا البيضاء في شكلها ولونها
وفيه رطوبة تدبق باليد ، ويؤخذ فيقلى قلية خفيفة ويدق ويطلى على أعواد الخشب ويستعمل
بدل السراج ، وأما الدسم الذي يخرج من البزر فإنه إذا مسح به الجسد لين خشونته.
جالينوس في السابعة : بزر هذا النبات فيه دسومة كثيرة حتى أنه إذا وضعته خرج منه دهن
وقوته قوة تغري وتلحج.
موميا
: ديسقوريدوس في الأولى : قطسملطس يكون
بالبلاد التي يقال لها
أبلونيا التي تلي البلاد التي يقال لها أقندريون ويتخذ من الجبال التي يقال لها الصواعقية
مع الماء ويلقيه الماء إلى الشواطئ وقد جمد وصار قارا ويفوح منه رائحة الزفت المخلوط
مع الماء بالقفر مع نتن وقوته مثل قوة الزفت بالقفر إذا خلطا. لي : الموميا ، يقال
على هذا الدواء وعلى الدواء المعروف بقفر اليهود وعلى الموميا القبوري ، وهي
موجودة بمصر كثيرا وهو خلط كانت الروم قديما تلطخ به موتاهم حتى تحفظ أجسادهم
بحالها ولا تتغير ، ويقال على حجارة تكون بصنعاء اليمن سود وفيها أدنى تجويف ، وهي
إلى الخفة تكسر فيوجد في ذلك التجويف شيء سيال أسود وتقلى هذه الحجارة إذا كسرت في
الزيت فتقذف جميع ما فيها من تلك الرطوبة السوداء السيالة وأكثر ما توجد فيها
متوفرة إذا كانت السنة عندهم كثيرة المطر وهذه جميعها تجبر الكسر وهي مجرّبة في
ذلك. الرازي في الحاوي : حكى لي بعض الأطباء عن منافع الموميا قال : إنه نافع
للصداع البلغمي والبارد من غير مادة والشقيقة والفالج واللقوة والصرع والدوار يسعط
به لهذه العلل حبة منه بماء مرزنجوش ولوجع الأذن بزيت وحبة منه
__________________
بدهن ياسمين ويقطر
لوجع الحلق يداف فيه قيراط برب التوت أو بطبيخ العدس والسوسن ولسيلان القيح من الأذن يذيب منه شعيرة
بدهن ورد ماء حصرم ويجعل منه فتيلة ، ولثقل اللسان قيراط بماء قد طبخ فيه صعتر
فارسي ، وللسعال يطبخ بماء عناب أو بماء الشعير وسبستان ويسقى منه ثلاثة أيام على
الريق ، وللخفقان قيراط بسوسن أو بماء النعنع ، وللريح وللنفخة في المعدة قيراط
بماء كمون وكراويا ، أو بماء النانخواه ، وللصدمة الواقعة بالمعدة والكبد مع قيراط
ودانقين طين أرمني ودانق زعفران بماء عنب الثعلب أو خيارشنبر وللفواق حبة بطيخ بزر
الكرفس وكمون كرماني ، ولوجع الرأس العتيق يؤخذ منه حبة ومسك وكافور وجندبادستر أو
حبة بدهن بأن يسعط ، وللخناق قيراط بسكنجبين
ولوجع الطحال قيراط وللكزازة والسموم حبتان بماء طبيخ الحسك والأنجدان وللعقارب قيراط
بخمر صرف ويوضع على الموضع بسمن بقر. أبو جريج : يصلح للكسر والرض والوهن داخل
البدن وخارجه وينفع الصدر والرئة وهو قريب من الإعتدال إلا أن له خصوصية في تسكين
أوجاع الكسر والوهن داخل البدن إذا شرب منه أو تمرخ به أو احتقن به ، وينفع قروح
الإحليل والمثانة إذا سقي منه قيراط باللبن. الطبري : حار لطيف جيد للسقطة والضربة
والرياح وخبرت أن رجلا نفث الدم فلم ينقطع بشيء من أدويته ، وكان شفاؤه أن سقي
الموميا ثلاث شعيرات بنبيد فانقطع ذلك عنه. قالت الخوز : أنه أبلغ دواء النفث الدم
وإن حل بزنبق وتحمل به نفع من قلة الصبر على البول. غيره : ويشفي الفالج واللقوة والبرد
والرياح ويتمرخ به لذلك وهو نافع للخلع والهتك في الأعصاب الباطنة ويشرب مع طين
مختوم بشراب قابض للسقطة الشديدة. ابن سينا في الأدوية القلبية : حار في آخر
الثانية يابس كما أظن في الأولى أما خاصيته فتقوية الروح ويعينها لزوجته الممتنة.
مولوبدانا
: ديسقوريدوس في الخامسة : أجوده ما كان
بلون المرداسنج وإلى الحمرة صقيلا ياقوتيا إذا سحق وإذا طبخ بالزيت كان شبيها بلون
الكندر وما كان بلون الهواء وبلون الرصاص فرديء ، وقد يكون منه أيضا شيء من الذهب
والفضة ومنه ما يخرج من المعادن وهو حريف وجوهره معدني موجود في المكان الذي يقال
له سرسطا ، والذي يقال له قوقس وأجود هذا المعدني ما لم يشبه خبث الرصاص ولم يكن
متحجرا وكان أحمر صقيلا.
جالينوس في التاسعة : قوته شبيهة
بالمرداسنج وهو بعيد قليلا عن المزاج الوسط المعتدل مائل إلى البرودة لأن فيه قوة
تجلو ، وهذان الدواءان يذوبان وينحلان وليسا مما ينحل ولا يذوب كالحجارة والقليميا
والرمل وأسرع ما ينحلان ويذوبان متى وقعا في الزيت ويذوبان وينحلان أيضا متى طبخا
بالماء فضل طبخ. ديسقوريدوس : وقوّته أصلح لأن يخلط بالمراهم التي يقال لها لينارا
من المرداسنج وخبث الرصاص وهو ينبت اللحم الزائد فليس يصلح أن يخلط بالمراهم التي
تجلو أبدا.
موش
دربندي : صوابه بوش بالباء بواحدة من تحتها وقد
ذكرته هناك.
موم
: وهو الشمع وقد ذكرته في الشين المعجمة.
مولى
: قيل إنه الحرمل العربي وقد ذكر في الحاء
أيضا.
ميس
: ديسقوريدوس في الأولى : لوطوس وهو شجرة
عظيمة لها ثمر أكبر من الفلفل حلو يؤكل طيب طعمه جيد للمعدة يعقل البطن. جالينوس
في السابعة : هذه الشجرة فيها كيفية قابضة ليست بالكبيرة ، وهي مع هذا لطيفة مجففة
ويدل على ذلك أن نشارة خشبها تنفع من نزف النساء
__________________
ومن قروح الأمعاء ومن
الذرب والنشارة مرة تطبخ بالماء طبخا وبالشراب مرة بحسب ما تدعو إليه الحاجة والماء
الذي تطبخ فيه النشارة ليس يستعمل في الحقن فقط بل يشرب أيضا وتشديدها أيضا أصول
الشعر حتى لا ينتثر دليل على أن فيها شيئا من القبض يسيرا مع قوة تجفف تجفيفا
معتدلا ، وقد قلنا في ذكر اللاذن أن كل دواء يشد أصول الشعر وييبسه تكون له هذه
القوّة. لي : يصنع منه بالشام رب وخاصة بدمشق فينفع السعال وهو مجرّب في ذلك ، ومنه
نوع يكون في الجبال ببلاد المشرق وخاصة بديار بكر يعرف عندهم بالكركياس ينبت بنفسه
عفوا ويستعمل حبه لسعال الأطفال أكلا فينفعهم وغلب على ظني أن إياه أراد
ديسقوريدوس في ترجمته لوطوس فتأمله. ديسقوريدوس : وطبيخ نشارة خشبه إذا طبخت وشربت
واحتقن بها نفعت قرحة الأمعاء والنساء اللواتي يسيل من أرحامهن الرطوبات سيلانا
مزمنا ويحمر الشعر ويمسك البطن المستطلقة. الشريف : إذا طبخت عروقه بالماء أرخت
لعابية لزجة ، وإذا ضمد بها الأعضاء الصلبة الجاسية لينتها تليينا عجيبا ، وإذا
طبخت هذه العروق بالماء مع النخالة وضمدت بها الأعضاء التي انكسرت ثم انجبرت على
اعوجاج لينتها تليينا عجيبا ، وإذا طبخت هذه العروق بالماء وحدها طبخا جيدا وخضب
بها الشعر الجعد لينته وسبطته ، وإذا ضمدت به الأدرة الصلبة ورجلا العليل معلقه
أذهبها في ثلاثة أيام يعاود عليها كل يوم ذلك مرّة مجرّب.
ميعة
: ديسقوريدوس في الأولى : صطفطي وهي
الميعة السائلة وهي دسم المر الطري وتستخرج من المر بأن يدق بماء يسير ويعتصر
بلولب وهي طيبة الرائحة جدا مشربة من الطيب وعلى انفرادها طيبة من غير أن يخالطها
شيء آخر وأجودها ما لم يخالطه شيء من الأدهان وكان القليل منها عظيم القوة يسخن
كإسخان المر والأدهان المسخنة. قال : وأما سطايلس ويقال له باليونانية مطركا وأهل
الشام يسمونه الأصطرك وهو ضرب من الميعة وهو صمغ شجرة شبيهة بشجرة السفرجل وأجوده
ما كان أشقر دسما شبيها بالراتينج في جسمه أجزاء لونها إلى البياض ما هي طيبة
الرائحة يبقى زمانا طويلا ، وإذا فرك انبعثت منه رطوبة كأنها العسل وهو أجود ، والذي
من البلاد التي يقال لها قسطانا على هذه الصفة ، والذي من البلاد التي يقال لها
قمندبا والبلاد التي يقال لها قليقيا هما أيضا على هذه الصفة وما كان أسود هشا
كالنخالة فإنه رديء وقد توجد صمغة شبيهة بالصمغ العربي صافية اللون رائحتها شبيهة
برائحة المر وقلما توجد هذه الصمغة وقد يغشها قوم بأن يسحق من نشارة الخشب التي
تكون الصمغة إذا تأكلت وتفتتت من الدود وأخلطت
بعسل أو بدخان وثفل الإيزسا وأشياء أخر ، ومن الناس من يطيب الشمع والشحم ويعجنه بالأصطرك
في شمس حارة ويصفيه بمصفاة واسعة الثقب في ماء بارد ويصير شكله شكل الدود ويبيعه ويسميه
سقوليقطس ، وقد يختاره الجهال على أنه فيما يظنون غير مغشوش ويجعلون محنته بقوة
الرائحة فإن الذي منه غير مغشوش حادّ الرائحة جدا. ديسقوريدوس : شجرة الميعة شجرة جليلة لها خشب يشبه
خشب شجرة التفاح ولها ثمرة بيضاء أكبر من الجوز يشبه عيون الأبيض من البقر ويؤكل
ظاهرها وفيه مرارة وثمرتها التي داخل النوى دسمة يعصر منها دهن وقشر هذه الشجرة
الميعة اليابسة ومنه يستخرج الميعة السائلة وصمغتها هو اللبني وهو ميعة الرهبان وهو
صمغ أبيض شديد البياض وهو العبهر وهو لبني الرهبان. أبو جريج الراهب :
__________________
الميعة صمغة يسيل من
شجرة تكون ببلاد الروم يتحلب منه فيؤخذ ويطبخ ويعتصر من لحاء تلك الشجرة فما عصر
سمي ميعة سائلة ويبقى الثجير فيسمى ميعة يابسة. جالينوس في السابعة : الميعة
السائلة تسخن وتلين وتنضج ولذلك صارت تشفي السعال والزكام والنوازل والبحوحة وتحدر
الطمث إذا شربت ، وإذا احتملت من أسفل ودخانها إذا أحرق يكون شبيها بدخان الكندر.
ديسقوريدوس : وقوّة الأصطرك مسخنة ملينة منضجة وتصلح للسعال والزكام والنزلات وبحوحة
الصوت وانقطاعه ، وإذا شرب واحتمل وافق انضمام فم الرحم والصلابة العارضة فيها ويدر
الطمث وإن ابتلع منه شيء يسير مع صمغ البطم لين البطن تليينا خفيفا ، وقد يخلط
ببعض المراهم المحللة للأعياء وقد يستعمل مقليا ومشويا ومحرقا ويجمع دخانه كما
يجمع دخان الكندر ودخانه المجتمع منه يوافق كل ما يوافقه دخان الكندر والدخان الذي
يعمل بسوريا يسخن ويلين جدا وهو مصدع يثقل الرأس ويسبت. حبيش بن الحسن : الميعة
حارة في أوّل الثالثة ويبسها أقل من حرارتها وتنفع السائلة من وجع الصدر والرئة وتنشف
البلة وتمسك الطبيعة عن الإسهال وتطيب المعدة وتقوي أعصابها وتنفع من الرياح
الغليظة وتشبك الأعضاء إذا شربت أو طليت من خارج البدن ، وتنفع من قروح ظاهر البدن
وتمسك الجرب والبثور رطبة ويابسة إذا طلي عليها ببعض الأدهان ويابسها ينزل البلة
من الرأس إذا تبخر به وكثيرا ما يخلط السائلة منها بالأدوية. غيره : إذا شرب من
السائلة مثقالان بثلاث أواق ماء حار أسهلت البلغم بلا أذى واليابسة تمسك الطبيعة.
التجربيين : رائحة بخورها تقطع رائحة العفونة كيف كانت وتنفع من الوباء.
ميوديون
: وتأويله ذنب الإيل قاله ابن حسان.
ديسقوريدوس في الرابعة : هو نبات ينبت في مواضع مظللة وصخرية وله ورق شبيه بورق
الهندباء وساق طولها نحو من ثلاثة أذرع وزهره كثير مستدير لونه شبيه بلون الفرفير
وله بزر صغار شبيه بحب القرطم وأصل طوله نحو شبر في غلظ العصا قابض. جالينوس في
السابعة : وأصلها مخالف لثمرتها في المزاج وذلك لأن أصلها يقبض ويقطع النزف العارض
للنساء وجميع ما يجري ويسيل من المواد الأخر ، وبزره من البعد عن أن يفعل هذا في
حد هو معه محدر للطمث لأن قوّته لطيفة قطاعة.
ديسقوريدوس : إذا جفف ودق ناعما وخلط
بالعسل ولعق بالغداة أياما قطع نزف الدم من الرحم وبزره إذا شرب بالشراب أدر
الطمث.
ميشيار
: ويقال ميشهار وهو إسم فارسي للنبات
المسمى باليونانية طيلاقيون وقد ذكرته في الطاء المهملة.
ميسم
: صاحب المنهاج : هي حبة تشبه البطم مثلث
تقطيعها إلى الصفرة طيبة الرائحة من شجرتها بستاني وبري ومصري ويتخذ من بزره خبز ويشبه
أن يكون الحربة والبستاني معتدل والبري في الثانية في الحر واليبس والبستاني ثلاثة
ورقات وقوته مجففة قليلا والبري أقوى. لي : هذه ترجمة كان الأولى أن تسقط من أصل الكتاب
لأنه لا فائدة فيها لما اشتملت عليه من كثرة تخبيط وعظم تشويش وعدم تحقيق كما
سأبينه وذلك لأنه قال في أولها ميسم ، وهو تصحيف وصوابه ميس بحذف الميم وقد ذكرته
فيما تقدم إلا أنه وصفه بصفة غير صفة حب الميس ، ثم ذكر أنه من أنواع الحندقوقا وهو
قوله إن منه بستانيا وبريا ومصريا يتخذ من بزره خبز ثم قال : ويشبه أن يكون الحربة
فخلط في قوى هذا الدواء الذي هو ميسم في ترجمته خمسة أدوية وهو حب الميس وميسم
الذي لا يفهم
ما أراد به ثم نوعا
الحندقوقا وأحد نوعي الحربة ، أما حب الميس فلأن ديسقوريدوس سماه في كتابه لوطوس
كما قدمناه ولوطوس أيضا إسم لنوعي الحندقوقا فاختلط عليه لإشتباه الإسم ثم قال : منه
مصري يتخذ من بزره خبز فوهم الوهم الذي وهمه وو همته فيه الجماعة حسب ما بيناه
عنهم في حرف الحاء في ذكر الحندقوقا بسبب اشتراك الإسم في اليونانية مع البشنين وقوله
: ويشبه أن تكون الحربة فأشكل عليه الأمر فيه من طريق نعت الثمرة لأن ديسقوريدوس
قال في وصف ثمره أحد نوعي الحربة أنه مثلث شبيه بزج الحربة وقال صاحب المنهاج في
الميسم : أنها حب يشبه القرطم
مثلث التقطيع فأشكل عليه الأمر من جهة التثليث في الثمر فاعلم ذلك ، وبالجملة فإن
جميع ما اشتملت عليه هذه الترجمة من الوهم والتخليط وفيما نبهت عليه كفاية ، وقد
ذكرت الحربة في الحاء المهملة وذكرت ما فيما قاله صاحب المنهاج فيها من الخلل والوهم
أيضا فتأمله هناك.
ميبختج
: تأويله بالفارسية مطبوخ العنب وهو الرب.
إسحاق بن سليمان : ما كان من الشراب شبيها بالعقيد المعروف بالميبختج فغليظ بطيء
الإنهضام.
ميويزج
: تأويله بالفارسية زبيب الجبل وقد ذكرته
في الزاي وهو حب الرأس أيضا فاعرفه.
حرف النون
نانخواة
: ويقال ناتخة بلغة أهل الأندلس ونانوخية ونانخاة.
أمين الدولة : إسم فارسي معناه طالب الخبز كأنه يشهي الطعام إذا ألقي على الأرغفة
قبل اختبازها.
ديسقوريدوس في الثالثة : أآمي ومنهم من
يسميه قومسون آنيونيقون وهو الكمون الكرماني والكمون الملوكي ، وهو الحبشي ومنهم
من سماه بأسليقون وهو كومنيون ومعناه الكمون الملوكي ، ومنهم من زعم أن الكمون
الكرماني طبيعته غير طبيعة النانخواة وبزره معروف عند الناس وهو أصفر من الكمون
بكثير وفي طعمه شيء من طعم أريعاس ويختار منه ما كان نقيا ولم يكن فيه شيء شبيه
بالنخالة. جالينوس في السادسة : أكثر ما يستعمل منه بزره وقوّته مسخنة مجففة لطيفة
وفي طعمه مرارة يسيرة وحرافة ، وإذا كان كذلك فالأمر فيه بين أنه يدر البول ويحلل
وليوضع من الإسخان والتجفيف في الدرجة الثالثة من كل واحد منهما.
ديسقوريدوس : وقوّته مسخنة ملهبة للبدن
مجففة تصلح إذا شربت بشراب للمغص وعسر البول ونهش الهوام وقد يدر الطمث ويخلط
بالأدوية المدرة التي تقع في أخلاطها الذراريح لتضاد عسر البول ، وإذا خلط بالعسل
وتضمد به قلع كمية الدم العارض تحت العين ، وإذا شرب أو تلطخ به أحال لون البدن
إلى الصفرة ، وإذا تدخن به مع الزفت والراتينج نقى الرحم. أبو جريج : طبيخه يحلل
النفخ البتة وحبه مذهب للبلة والحميات العتيقة وطبيخه يصب على لسع العقارب فيسكن
وجعها على المكان. الفارسي : يقطع القيح الذي في الصدر والمعدة ويسكن الرياح ويهضم
الطعام جيدا ويسكن وجع الفؤاد والغثيان وتقلب النفس ومن لا يجد للطعام طعما. بولس
: مسخن للمعدة والكبد شربا. ابن ماسويه : النانخواة يقوي الكلى والمثانة. الطبري :
ينقي الكلى والمثانة ويذهب الحصاة ويخرج الدود وحب القرع. غيره : يفعل ذلك إذا أكل
بعسل. التجربتين : إذا سحقت وعجنت بعسل وطلي بها الوجع أو أيّ ورم كان حللته وإن
خلطت
__________________
بالفلفل كانت في ذلك
أبلغ وإن حقنت بها الرحم جففت رطوبتها العفنة ونفتها وحسنت ريحها ، وإذا خلطت في
الأدوية المسهلة نفعت الذين يعتريهم بها أمغاص. غيره : إذا طلي بها الوجه أذهبت
البثور اللبنية عنه وإن دقت مع الجوز المحرق وأكلت نفعت من الزحير. ابن عمران : إذا
خلطت بالأدوية النافعة من البهق والبرص قوت منافعها وزادت في تأثيرها.
نارجيل
: ويسمى الرانج وهو جوز الهند. أبو حنيفة :
هي نخلة طويلة تميل ثمرتها حتى تدنيها من الأرض لينا ولها أقثاء يكون في القنو
الكريم منها ثلاثون نارجيلة ولها لبن يسمى الأطواق ، وإذا أراد أحد أخذ لبنها
ارتقى إلى ذروتها ومعه كيزان فينظر إلى الطلعة من طلعها قبل أن تنشق فيبضع طرفها
مع قبض الوليع ثم يلقمها كوزا من الكيزان ويعلق الكوز بالعرجون ويفعل ذلك بالطلعة
الأخرى ، ثم ينزل فلا يزال لبنها يقطر في الكيزان قطر الشمعة حتى إذا كان بالعشي
صعد إلى الكيزان فأنزلها ، وقد تحصل منه أرطال ثم يشرب ذلك اللبن من ساعته وهو حلو
طيب غليظ القوام كلبن الضأن ، وإن شرب بالشراب أسكر معتدلا ما لم يبرز شاربه للريح
فإن برز فأصابه الريح أسكره جدا وإن أدامه من ليس من أهله فسد عقله وألبس فهمه وإن
بقي منه شيء إلى الغد صار خلا ثقيفا يطبخ به لحوم الجواميس فيهريها ويسمى الأطواق
ساعة يحلب ، وليف الشجرة أجود الليف كله ويسمى الصبار وأجوده الأسود الذي يؤتى به
من الصين. البصري : حار في الثالثة رطب في الأولى وليس برديء الكيموس وأجوده
الحديث الطري الأبيض الذي فيه ماء حلو وخاصية الزنج منه إسهال الديدان وحب القرع.
مسيح : بطيء في المعدة وخلطه غليظ وأجوده الحديث فإنه يزيد في الباه والمني ويسخن
الكلى ونواحيها. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية : يسخن الكلى وينفع من تقطير
البول وبرد المثانة ووجع الظهر العتيق ويزيد في المني ولجرمه بطء انحدار يصلحه
الفانيذ والسكر الطبرزذ ولا يحتاج المشايخ والمبرودون إلى إصلاحه فأما الشبان والمحرورون
وأصحاب الأمزاج الحارة فليأخذوا عليه ما ذكرنا من المطفئات ويطفؤه بأن يأكلوا عليه
البطيخ والبوارد والحامضة.
نارنج
: الفلاحة : شجرة معروفة ورقها أملس لين
شديد الخضرة يحمل حملا مدورا أملس في جوفه حماض كالأترج وهي شبيهة بشجر الأترج جدا
ووردها أبيض في نهاية طيب الرائحة ويتخذ منه دهن مسخن يطرد الرياح ويقوي العصب والمفاصل
وقشر ثمرته حار ورائحته تقوي القلب وينفع من الغشي. الشريف : هو مركب من قوى
مختلفة فقشره الخارج حار لطيف وحماضه بارد يابس في الثالثة وبزره وعروقه حارة
يابسة إذا جفف قشر ثمرته وسحق وشرب بماء حار حلل أمغاص البطن وحيا وإن أدمن شربها
بالزيت أخرجت أجناس الدود الطوال وإذا نفعت قشور ثمرته وهي رطبة في دهن وشمست
ثلاثة أسابيع نفعت من كل ما ينفع منه دهن الناردين ، وإذا شرب منه مثقالان نفع من
لدغة العقرب وسائر نهش الهوام الباردة السموم ، وحبه إذا شرب نفع من السموم
العارضة عن لذع الهوام وأكل حماضه على الريق يضعف الكبد ويوهن المعدة الباردة
المزاج وهو ينفع من التهاب المعدة الحارة ويقلع الطبوع والآثار السود من الثياب
البيض ويزيلها وإذا أنقعت فيه الحجارة حللها وإذا جمعت عروقه الدقاق وجففت وسحقت وشربت
بشراب كانت من أنفع الأدوية لسموم
الهوام القاتلة
الباردة السبب.
نارمشك
: إسحاق بن عمران : تأويله بالفارسية مشك
الرمان وهو رمانة صغيرة مفتحة كأنها وردة لونها يميل إلى البياض والحمرة والصفرة وفي
وسطها نوّار لونه كذلك وطعمه عفص ورائحته طيبة يؤتى به من خراسان وهو حار في
الأولى يابس في الثانية. الرازي في الحاوي : هو فقاح شجرة يقال لها نارماسيس وخاصيته
الترقيق والتلطيف سواء. ابن ماسويه : قوّته كقوّة الناردين. ابن سينا : لطيف محلل
جيد للمعدة والكبد الباردتين وبدله ربع وزنه زنجبيلا ونصف وزنه قشر الفستق وسدس
وزنه سنبلا. ابن عمران : وبدله وزنه كمونا كرمانيا وثلث وزنه قسطا بحريا.
ناغيثت
: ابن رضوان : هو عقار شبيه بقرون الغزلان
محبب الداخل خفيف الوزن شبيه بطعم القرنفل حار يابس نافع من أوجاع الكبد والمعدة
الباردة مدر للطمث والبول مجفف للرطوبة والشربة منه من نصف درهم إلى مثقال.
الغافقي : أظنه الذي يسمى بالبربرية حسومي ويسمونه أغرومي وبعض الناس يسميه فلفل
السودان وطعمه قريب من طعم الفلفل إلا أنه أقل حرارة وفيه قبض ورائحته كرائحة
القرنفل ، وهو معروف عند البربر.
ناردين
: باليونانية إذا قيل مطلقا يراد به
السنبل الهندي ويقال بكسر الدال المهملة وإسكان الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ويخطئ
من يفتح الدال ولا يحرك الياء على لفظ التثنية ، وإذا قيل ناردين قليطي يراد به
السنبل الإقليطي وهو الرومي وناردين أورى وهو السنبل الجبلي وناردين أعربا معناه
سنبل بري ويقال على السنبل الجبلي وعلى الفرو
وعلى الأسارون لأن هذه كلها تدعى سنبلا بريا.
نافوخ
: إسم ببغداد لأصل النوع من السوسن الأحمر
المسمى باليونانية كسيفيون وهو الدليوث وقد ذكرته في حرف الدال المهملة.
ناركيو
: يقال على رمان السعالى بالفارسية وهو
صنف من الخشخاش ، وقيل : أن الناركيو هو الخشخاش كله وقيل هو الأسود خاصة وفي
مفردات الشريف هو نبات أغفل ذكره ديسقوريدوس ، وذكر ابن وحشية في الأدوية الطبية
المنتخبة من الفلاحة البنطية؛ أنه نبات ينبت في شطوط الأنهار ومواضع مجتمع المياه
والمواضع الندية الظليلة ينبت بنفسه ويرتفع عن الأرض كقامة له ورق كورق الزيتون
لكنه أصغر منه وهو ناعم لين كالحرير إذا لمسه لامس ، وأغصانه صلبة جدا وله زهر
يظهر في الربيع كأنه ورد الخيري يخلفه ثمر كالبندق في جوفها حب أسود كالفلفل أدكن
اللون سهل الدق حار يابس في الأولى يسخن ويجفف ويلطف ، وقشره إذا نزع عن أغصانه وجفف
وسحق وذر على القروح الجاسية الغليظة حللها لا سيما إذا دهنت بالزيت وذر عليها
بعده ، وإذا بخر بأغصانها وورقها وصنع من رمادها نورة وخلط مع زرنيخ وطلي به الشعر
النابت في البدن حلقه وحيا وأبطأ نباته كثيرا ، وإذا طلي به على الكلف والنمش
أذهبه وقد يعمل الرماد وحده ذلك من غير زرنيخ. ابن سمحون : قال حبيش : حار يابس
فيه حدة وينفع حبه مطبوخا بالماء كما ينفع بزر الحندقوقا وورقه إن طبخ وسقي أصحاب
البلغم والريح الغليظة أخرج ذلك من المعا والمعدة وبزره أقوى من ورقه وهو من أدوية
الكبار ، وإن شرب حبه مدقوقا معجونا بالعسل ذهب بالمليلة ونفع أصحاب الحمى التي
تكون من المرة السوداء والبلغم المحترق.
نار
: الشريف الإدريسي : هي جوهر منفرد فاعل
في الأجسام نافع من الأمراض المزمنة وهي دواء لا يعدله شيء في ذلك وهي حارة يابسة
في آخر
__________________
الرابعة والكي بها
ينفع من كل مزاج يكون من مادة أو من غير مادّة إلا ما كان من ذلك حارا من غير
مادّة ويابسا من غير مادة ، والكي بالنار أفضل من الكي بالدواء المحرق لأن النار
لا يتعدى فعلها العضو الذي يتصل بها ولا يضر ما اتصل به من الأعضاء إلا ضررا لا
يؤبه له ، والكي بالدواء المحرق ربما أضر بالعضو وربما أضر بما اتصل به من الأعضاء
وأحدث أمراضا مميتة والنار لا تفعل ذلك لشرف عنصرها وكرم جوهرها ما لم يفرط بها ،
وإذا كوي الرأس بها نفعت من البرودة والرطوبة المزمنة والشقيقة المزمنة وغير
المزمنة ، وإذا نقط بها حول الأذن من خارج نفع من بردها وينفع من اللقوّة والسكتة
المزمنة والنسيان البلغمي والفالج والصرع والماليخوليا وينفع الكي بها من الماء
النازل في العين والدموع المزمنة ووجع الأنف واسترخاء الجفن وناصورها وينفع من
شقاق الشقة وناصور الفم والأضراس واللثات المسترخية ومن الخنازير وضيق النفس وبحوحة
الصوت والسعال الرطب ، وينفع الكي بها من خلع رأس العضد ومن برد المعدة ورطوبتها وبرد
الكبد ورطوبتها وورمها وورم الطحال والكلى والإستسقاء الزقي والساقين والقدمين والإسهال
المزمن البارد وبواسير المقعدة والثآليل وخلع الورك وعرق النسا ووجع الظهر والفتوق
وأرياح الحدبة ، وينفع من الوثي والجذام والدبيلة والبرص والأكلة والبواسير
المعكوسة والنزف العارض بغتة عن الشريان وغيره.
نبيذ
: الرازي في مقالته : في الشراب أن
الأشربة المسكرة هو الشراب المطلق نفسه المتخذ من عصير العنب والمطبوخ والزبيبي ونبيذ
العسل والتمر والدوشاب ونبيذ السكر والفانيذ ونبيذ البر والشعير والجاورس وعصارات
الفواكه الحلوة. وبلغنا وتأدى إلينا أن ما سال من عروق النارجيل إذا شرب بشراب
أسكر وأن لبن الرماك أيضا شراب مسكر والمطبوخ من الشراب أشد إسخانا من غيره للبدن
وأشد تجفيفا ولذلك هو موافق للأبدان التي تحتاج إلى إسخان من الشراب ، وأما المشمش
فإنه أشد إسخانا وتجفيفا وهو ضار بأصحاب الأبدان الملتهبة يسرع إلقاءهم في الحميات
ويجعل الدم يسرع إلى العفونة ولذلك يلهب الحمى سريعا ويصدع لما فيه من الريح والنشوة
لكنه أكثر الأشربة رياحا ونفخا وقراقر ويبلغ بالسخونة إلى الأعضاء البعيدة وله فضل
لطف وغوص ويطيب ريح العرق والبول ولا يضر النكهة كما يضرها الشراب المطلق ، وأما
نبيذ الزبيب المجرد فإنه أجود لتقوية المعدة وأعقل للبطن من الشراب وهو أكثر غذاء
والدم المتولد منه أغلظ وأمتن من الدم المتولد من الشراب الرقيق وأقرب إلى
الإستحالة والتعكر والذي يستحيل منه من الدم سوداء ، ولذلك ينبغي أن يجتنبه من به
سوداء ويخاف عليه من الأمراض السوداوية كابتداء السرطان والماليخوليا وعظم الطحال
ونحو ذلك ، ويجب أن يستعمله أصحاب الذرب لضعف المعدة ومن يلهب من شرب الشراب
المطبوخ سريعا ويشتد ذلك به ، ونبيذ الزبيب المعسل يزيده العسل إسخانا وقوّة وسورة
في الصعود إلى الرأس والنفوذ في سطوح البدن وينقص من قبضه فيكون حينئذ أقل تقوية
للمعدة وأعقل للبطن لكنه يكون أدر للبول وأكسر للرياح ويسخن الكلى والمثانة حينئذ
ويخرج عنهما فضولهما وحجارتهما وهو أصلح للصدر والرئة وما فيها من الأخلاط ، وأما
نبيذ العسل نفسه فقوي الإسخان سريع الإستحالة إلى المرار الأصفر ضار بأصحاب
الأمزاج الحارة
يصلح للمشايخ والمبلغمين
وهو أوفق الأنبذة للذين بهم ضعف العصب وأمراض باردة وأضرها بأصحاب الأكباد الحارة
، وأما الشراب الذي يطبخ فيه اللوز المر فيزيده فضل إسخان ولطافة ونفوذا حتى أنه
جيد لمن يعتريه القولنج والحصا في كلاه والسدد في كبده والغلظ في طحاله غير أنه
سريع الإستحالة إلى المرارة مصدع مورث للرمد والغشي من بعد يوم شربه ولا سيما لمن
كان منتظرا مستعدا لذلك ، ونبيذ الدادي فإنه مصدّع وليس بجيد للمشايخ وهو صالح
لأصحاب البواسير وأما المطبوخ
فيه الأفاويه فإنه يزيد شاربه تصديعا وإسخانا لكنها تزيد تقوية للمعدة وتجفيفا لها
سيما ما كان منها قوي القبض كالمسك والسعد أقوى للتجفيف كالسنبل والعود والمصطكي ،
وأما نبيذ الزعفران فمصدع ومغث إلا أنه أكبر بسطا للنفس وتفريحا حتى يكسب شرابه
شاربه حالا شبيهة بالزعوفة لمن أكثر منه ، ونبيذ التمر والدوشاب والناطف فكلها وخمة
ثقيلة بالإضافة إلى الشراب حتى إنه ربما كانت أكثر توليدا للنفخ والقراقر والأضرار
بالمعدة والأمعاء من الماء إلا أن أصلحها على كل حار نبيذ التمر لا سيما العتيق
الصيفي وبالضد أردأها الطري والشتوي وما اتخذ من الدوشاب أوفق للصدر والرئة من
نبيذ التمر ونبيذ التمر أوفق للمعدة من الدوشاب والناطف على أنه ليس منها واحد
موافقا للمعدة ولا جاريا في مجاري الشراب بالإضافة إليه وإلى نبيذ الزبيب بل هي
أجمع دونهما في هذه الخلال التي يحتاج إليها من الشراب بكثير ، اللهم إلا في إخصاب
البدن وأسمانه فإنها تزيد في ذلك على الشراب بحسب غلظتها ومتانتها وكثرة إغذائها وحلاوتها
، وأما نبيذ السكر والفانيذ فأرق من نبيذ الدوشاب وأنفذ وهي جيدة للكلى والمثانة وحرقة
البول وعسره غير أن نبيذ السكر سريع التصديع ونبيذ الفانيذ جيد للصدر والرئة والأوجاع
الكائنة من أخلاط نيئة وهو يسهل الطبيعة ويمنع من القولنج ، ونبيذ التين جيد للصدر
والرئة والكلى والمثانة مسمن
للبدن لكنه لكثرة دفعه الفضول يولد حكة وجربا ويقمل ، وبالجملة كل هذه الأنبذة مقصرة
دون الشراب ، ونبيذ الزبيب في الخلال التي تحتاج إليها يقوم دون مقامه قليلا فيما
يفعله وهو أيضا أقربها إليه ويقرب نبيذ العسل من نبيذ التمر والمتخذة من البرّ والشعير
وشبههما بعيدة عن الشراب وعلى أنها تسكر بعض الإسكار وتطيب النفس ، لكن لا ينبغي
أن يطمع منها في حل نفخ ولا في دفع غذاء بل يحل الطبع وتدر البول وتنفع بعض النفع
، ونبيذ الرمان الحلو وما أشبهه كعصارة الفواكه الحلوة كالكمثري الحلو والتفاح إذا
تركت حتى تسكر فإنها تجري في السكر مجرى بعض الشراب غير أنها سريعة الإنفاذ ولا
قوّة لها ، وأما شراب النارجيل فقد أخبرني جماعة أنه يسكر إسكارا صالحا فأوجب
القياس أن يكون مسخنا ملينا نافعا لوجع الظهر والكلى الحادث عن الأخلاط الباردة.
الإسرائيلي : ومن نبيذ العسل ما يتخذ نقيعا بالبرية المعروفة بخوز حندم وهو نافع
للرياح والنفخ ولذلك صار ينعش اللحم ويربيه ويزيد فيه وبهذه القوّة صار أهل
الأندلس يستعملونه لأنه أكثر ما يتخذونه فيستعمله أرقاؤهم وجواريهم دائما لأنه
ينفع أبدانهم ويحسن ألوانهم.
نبق
: مذكور مع السدر في السين المهملة.
نجب
: هو قشر السليخة وهو إسم لكل قشرة وخص
بهذا القشر أعني سليخة الطيب.
نجم
: هو الثيل وقد ذكر في الثاء وكل ما ليس
له ساق فهو نجم.
نجيل
: هو النجم المقدم ذكره وأهل المغرب
يسمونه النجبير بالراء
__________________
المهملة.
نحاس
: الغافقي : هو أنواع ثلاثة ، فمنه أحمر
إلى الصفرة ومعادنه بقبرس وهو أفضله ومنه أحمر ناصع وأحمر إلى السواد ، فأما ما
تدخله الصنعة فالأصفر وهو أنواع فمنه الطالقون والنحاس ، وإذا أحرق كان منه
الروسختج وحذر الحكماء من الأكل في آنية النحاس والشرب فيها ، وخاصة ما كان فيه
حلاوة أو حموضة أو دسومة ، وقد يعرض عن الشرب في آنية النحاس ومن إدمان ذلك داء
الفيل والسرطان والناخس ووجع الكبد والطحال وفساد المزاج وقد تسحق الأكحال النافعة
في صلاية من نحاس بفهر منه فتكون موافقة لغلظ الأجفان والجرب وتقوي العين وتجفف
رطوبتها وتحد البصر.
نحاس
محرق : هو الروسختج. ديسقوريدوس في الخامسة : الجيد
منه الأحمر الشبيه في سحقه بلون الجوهر المعدني الذي يقال له فنياري ، والمحرق
الذي لونه أسود فإنه قد أحرق أكثر مما ينبغي ، وقد يتخذ المحرق من المسامير التي
تخرج من بعض السفن وهو أن يؤخذ من الكبريت جزء ، ومثله من الملح ويذر في قدر من
طين ويوضع عليه ساف من المسامير ويذر عليه الكبريت والملح أيضا ويجعل عليه ساف من
المسامير ولا يزال يفعل ذلك إلى أن يكتفي به ويلزق على القدر وعليها غطاء من طين
فخار ويصير في أتون الفخار وينزل حتى ينضج القدر ، ومن الناس من يذر في القدر الشب
مكان الكبريت ومنهم من يحرق النحاس من غير ذلك ويدعه في الأتون أياما كثيرة ، ومن
الناس من يستعمل الكبريت وحده إلا أنه يكون أسود ، ومنهم من يلطخ المسامير
بالكبريت والشب والخلّ ويحرقها في قدر من طين ، ومنهم من يصير المسامير في قدر من
نحاس ويرش على المسامير خلا ويحرقها وبعد حرقها مرة يرش عليها الخلّ ثانية ، ثم
تحرق أيضا ويفعل به ذلك فإذا كان ذلك رفع ، وأجود ما يكون من النحاس المحرق ما كان
من المدينة التي يقال لها صف وبعده القبرسي وهو يقبض ويجفف ويلطف ويشدّ ويجذب وينقي
القروح ويدملها ويجلو العين وينقص غشاوتها
وينفع القروح الخبيثة ويمنعها من الإنتشار ، وإذا شرب بالشراب الذي يقال له
أدرومالي ولعق بالعسل أو تحنك به هيج القيء وقد يغسل ، كالقليميا بأن يبدل ماؤه
أربع مرات إلى أن لا يطفو عليه شيء من الوسخ.
نحام
: هو من طيور الماء. ابن ماسويه : لحمه من
أكرم لحوم الطير وأفضلها وهو حار دسم ويشدّ العظام ويقوي اللحم وينشط للطعام ويزيد
في الماء ويصلح الجسم كله.
نخالة
: جالينوس : هي أقل حرارة وأكثر يبسا عند
إضافتها إلى لباب الحنطة ، وقال في كتاب طيماوس ٢ قوّتها كقوّة الكرسنة وكجلائه. ديسقوريدوس
في الثانية : إذا طبخت نخالة الحنطة بخل ثقيف وضمد بها مسخنة قلعت الجرب المتقرح وهي
ضماد نافع من الأورام الحارة في ابتدائها والمطبوخة بالشراب تسكن أورام الثدي
ضمادا وكذا المعقد فيها اللبن وتوافق لسعة الأفعى والمغص. عيسى بن ماسه : تجلو
جلاء كثيرا وتسخن إسخانا يسيرا وماؤها يجلو الصدر جلاء معتدلا ويلين الطبع.
التجربيين : ماء النخالة المطبوخ حسوا ينفع من خشونة الصدر ومن السعال في جميع
أوقاته ويسهل النفث وإذا طبخت الأحساء المسمنة بماء النخالة قوي فعلها والنخالة
نفسها إذا طبخ فيها ورق الفجل وضمد بها لسعة العقرب سكن وجعها وكذا بالماء وحدها.
غيره : والنخالة إذا نقعت بالخلّ ووضعت على الجمر واستنشق دخانها نفع من
__________________
الزكام.
ندغ
: صعتر البرّ وقد ذكر في الصاد.
نرجس
: ديسقوريدوس في الرابعة : بركسوس وباللطيني
الريبقس وهو نبات له ورق شبيه بورق الكراث إلا أنه أدق منه وأصغر بكثير وله ساق
جوفاء ليس لها ورق طولها أكثر من شبر عليها زهر أبيض في وسطه شيء لونه أصفر ومنه
ما لونه إلى الفرفيرية وله أصل أبيض مستدير شبيه بالبلبوس وثمرته سوداء كأنها في
غشاء مستطيلة وقد ينبت أجود ما يكون منه في مواضع جبلية وهو أجودها وهو طيب
الرائحة جدّا وباقية شبيه برائحة العقاقير. جالينوس في التاسعة : أصله قوته قوة مجففة حتى أنه يلحم الجراحات
العظيمة ويبلغ من قوته أن يلحم القطع الحادث في الوثرات ، وفيه مع هذا شيء يجلو ويجذب
ويجفف. ديسقوريدوس : وإذا أكل أصله مسلوقا أو شرب هيج القيء وإذا استعمل مع العسل
مسحوقا وهو مسلوق وافق حرق النار ، وإذا تضمد به ألزق الجراحات العارضة للأعصاب ،
وإذا خلط بالعسل مسحوقا وتضمد به نفع من انفتال أوتار العقبين وأوجاع المفاصل
المزمنة ، وإذا خلط بالبزر الذي يقال له سديوس والخل نقى الكلف والبهق ، وإذا خلط
بالكرسنة والعسل نقى أوساخ القروح وفجر الدبيلات العسرة النضج ، وإذا تضمد به مع
دقيق الشيلم أخرج السلاء وشبهه فقط. البصري : حار في الدرجة الثالثة يابس في
الثانية ، وإذا شم نفع من وجع الرأس الكائن من البلغم والمرة السوداء ويفتح سدد
الرأس. ابن عمران : شمه ينفع الزكام البارد وفيه تحليل قوي. غيره : بصله يجفف وينقي
وينضج ويسيل القيح من القروح وينقيها ويجففها ، وإذا شرب منه مثقالان بعسل قيأ ويقتل
حيات البطن وزهره معتدل لطيف محلل مصدّع لرؤوس المحرورين إذا شموه. ابن سينا : أصله
نافع من داء الثعلب طلاء بخل وإذا شرب منه أربعة دراهم بماء العسل أسقط الأجنة
الأحياء والموتى. الشريف : إذا أنقعت ثلاثة من أصوله في اللبن الحليب يوما وليلة
ثم أخرجت وسحقت وطلي بها ذكر العنين دون الرأس ضمادا به أقامه وقوى فعله عجيبا وإذا دلك القضيب بأصله ساذجا زاد في
غلظه كثيرا جدّا ، وبزره إذا سحق وخلط بخل وطلي به الكلف أذهبه وكذا النمش والبهق.
نسرين
: إسحاق بن عمران : هو نور أبيض وردي يشبه
شجره شجر الورد ونواره كنواره ، وسماه بعض الناس ورد صيني وأكثر ما يوجد مع الورد
الأبيض وهو قريب القوّة من الياسمين نافع لأصحاب البلغم وبارد المزاج وإذا سحق منه
شيء وذر على الثياب والبدن طيبها. بولس : وأما نباته كله فإن له قوّة منقية لطيفة
الأجزاء وهذه القوّة في زهره أكثر سيما إذا كان يابسا حتى أنه يدر الطمث ويقتل
الأجنة ويخرجها ، وإن خلط به ماء حتى يكسر قوّته صلح أيضا في الأورام الحارة سيما
أورام الرحم ، ولأصوله أيضا قوّة قريبة من هذه إلا أنها أغلظ أجزاء وأكبر أرضية وهو
يحلل الأورام الجاسية إذا صير عليها مع الخل. الرازي : ورأيت بخراسان قوما يسقون
منه من الدرهم إلى
ثلاثة فيسهل إسهالا ذريعا. الغافقي : وإذا دق وطلي به على الآثار والكلف التي في
الوجه قلعها ، وإذا جفف وشرب منه نصف مثقال أياما متوالية منع إسراع الشيب. ابن
سينا : حار يابس في الثانية ينفع من البرد في العصب ويقتل ديدان الأذن وينفع وجع
الظهر والوثي والدوي ومن وجع الآذان والأسنان واللثة ويلطخ بمسحوق البري منه
الجبهة فيسكن الصداع وكله يفتح سدد المنخرين وينفع من أورام الحلق واللوزتين ، وإذا
شرب منه
__________________
أربع درخميات سكن
القيء والفواق وخصوصا البري. التميمي : نافع لأصحاب المرة السوداء الكائنة عن عفن
البلغم وقد يسخن الدماغ ويقوّيه ويقوّي القلب إذا أديم شمه ويحلل الرياح الكائنة
في الرأس والصدر ويخرجها بالعطاس ، وإذا تدلك به في الحمام مسحوقا طيب رائحة العرق
والبشرة.
نسر
: الشريف : هو طائر معروف كبير
الجسم جليل المقدار يقتل الطير وهو من أقدر الطير على العلو إذا استعلا طيرانا وربما
طار من المشرق إلى المغرب ثم انصرف من يومه ويوصف بأعاجيب بأنه يقصد المقتلة من
المكان البعيد فيأكل منها وينصرف إلى فراخه فيزقها ليلا ، ولحمه حار يابس إذا أكل
نفع من التشنج. التميمي في المرشد : لحمه أغلظ اللحوم وأزفرها وأزهمها وهي بطيئة
النزول
فيها شيء من حرارة والكيموس المتولد منه رديء جدا يولد مرة سوداء يقارب في الشبه لحوم
الكراكي ويجانسها وفيه مع هذا الحر شيء من رطوبة. غيره : وإذا اكتحل بمرارته سبع
مرات بماء بارد وطلي به حول العين نفع من نزول الماء فيها ، وإذا خلط بمثله عصارة
الندفة وعسل واكتحل نفعت من ظلمة البصر وأذهبت غلظ الجفن وجربه ، وإذا أذيب شحمه وقطر
في الأذن حارا نفع من الصمم لا سيما إذا توولي على ذلك.
نشا
: ديسقوريدوس في الثانية : آمولن أجوده ما
عمل من الصنف من الحنطة الذي يقال له سطانيونلن وعمله أن تؤخذ الحنطة وتنقى وتنقع
في ماء عذب وتغسل به ويراق الماء الذي غسلت به ويصب عليها غيره ويفعل بها ذلك خمس
مرات بالنهار وإن أمكن فليفعل ذلك بالليل فإذا لانت فينبغي أن يصب ماؤها صبا رفيقا
ولا تحرك لئلا يخرج لبنها ويصب مع الماء ، فإذا فعل ذلك دوّست بالأرجل ويصب عليها
ماء وما طفا على الماء من نخالة تؤخذ بمصفاة ثم تصفى وتصير على قراميد جدد في شمس
حارة فإنه إن بقي عليه شيء من النداوة حمض ، وقد يصلح النشاستج لسيلان المواد إلى
العين والقروح العارضة لها التي يقال لها فلقطس ، وإذا شرب قطع نفث الدم ويلين
خشونة الحلق وقد يخلط باللبن وببعض الأطعمة ، وقد يستعمل النشاستج أيضا من راء بأن
ينقع بعد الغسل يوما أو يومين ويمرس بالأيدي كما يفعل بالعجين في شمس حارة وهذا
الصنف من النشا لا ينتفع به في الطب لكن في غيره. جالينوس في الثانية : يبرد ويجفف أكثر من الحنطة. ماسرحويه
: إذا لط بالزعفران وطلي به الوجه أذهب كلفه. غيره : يجفف الدمعة وقروح العين وإذا
قلي حبس البطن وأجوده ما كان نقيا. التجربتين : العذب المذاق منه الحلو إذا أخذ
كما هو في لبن النساء أو رقيق البيض سكن حرقة العين ولين خشونة الجفون ، وإذا صنع
منه حسو مبالغ في طبخه مع شحم ماعز نفع من السحج والإنطلاق وإفراط الدواء المسهل وإذا
احتقن به مقلوا كما هو نفع من السحج. الرازي في دفع مضار الأغذية ، يولد السدد وينبغي
لمن أكل الأشياء المتخذة منه أن يأكل ما يفتح السدد ويدر البول وهو صالح للصدر والرئة
ويلين خشونتهما ويمنع نوازل الزكام.
نشارة
الخشب : جالينوس في السادسة : من شأنها أن تنقي القروح الخبيثة الرطبة
وتجلوها وخاصة ما كان من خشب له قبض وجلاء كبعض أجناس الشوك. ديسقوريدوس في الأولى
: تأكل الخشب العتيق وهو شبيه بالدقيق إذا تضمد به نقى القروح الرطبة وجلاها وأدملها
، وإذا خلط بمقدار مساو له من الأنيسون وعجنا بخل وصيرا في خرقة كتان وأحرقا وسحقا
وذرا على القروح النملية منعها أن تسعى في البدن.
__________________
الشريف : ونشارة خشب الأرز حارة يابسة
إذا خلطت بالحناء وتدلك بها نفعت الجرب الرطب وقد تقع في اللخالخ ، وإذا دخن به
طرد الهوام ويقتل البق.
نضار
: أبو عبيد البكري : ما كان من الأثل
نباته بالجبال فهو النضار وما كان في السهل فهو الأثل وقد ذكرته في الألف.
نطرون
: مذكور مع البورق في حرف الباء.
نعنع
: جالينوس في السادسة : واليونانيون يسمون
هذا النبات مثنى لأنه طيب الرائحة وههنا نبات يسمونه مثنى وهو غير طيب الرائحة وهو
الذي يسمونه فالامني وهو فوذنج نهري ، وهذان نباتان كلاهما حارا المذاق وقوّتهما
حارة في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المسخنة إلا أن النعنع أضعف من الفوذنج
البري وأقل إسخانا منه ، وبالجملة فإن النعنع
أضعف من الفوذنج البري وأقل إسخانا منه والفوذنج البستاني مثل النهري من قبل أنه
يزرع في البساتين ويشرب الماء فقد صار فيه بهذا رطوبة فهو لذلك يحرك الجماع تحريكا
يسيرا وهو شيء عام مشترك لجميع الأشياء التي فيها فضل رطوبة لم ينضج نضجا تاما ولهذا
المزاج من النعنع صار بعض الناس تدقه وتضعه مع دقيق الشعير على الجراحات والدبيلات
فينفعها وهذا شيء لا يقدر الفوذنج النهري أن يفعله لأنه يسخن ويجفف أكثر مما يحتاج
إليه ثمره وفيه مع هذا شيء من المرارة وشيء من العفوصة فهو بمرارته يقتل الديدان وبعفوصته
يقطع نفث الدم ما دام لم يعتق إذا شرب بالخل الممزوج وجوهره من اللطافة أكثر من كل
النبات. ديسقوريدوس في الثالثة : له قوّة قابضة مسخنة مجففة ولذلك إذا شربت عصارته
مع الخل نفعت نفث الدم ويقتل الدود الطوال ويحرك شهوة الجماع ، وإذا شرب طاقتان أو
ثلاث بماء الرمان الحامض سكن الفواق والغثي والهيضة ، وإذا تضمد به مع السويق حلل
الأورام التي يقال لها أقيوسطيما وهي الدبيلات ، وإذا وضع على الجبهة سكن الصداع وكذا
الثدي الوارمة من تعقد اللبن فيها سكن ورمها ، وإذا تضمد به مع الملح على عضة
الكلب نفعها ، وإذا خلطت عصارته بماء القراطن سكن وجع الآذان ، وإذا احتملته
المرأة قبل وقت الجماع منع الحبل ، وإذا دلك به اللسان الخشن لين خشونته ، وإذا
دلكت منه طاقتان أو ثلاثة في اللبن حفظه من التجبن وهو طيب الطعم جيد للمعدة يدخل
في التوابل وقد يكون نعنع غير بستاني على ورقه زغب وهو أكبر من البستاني وفي رائحته شيء من الزهومة والكراهية وهو
أقل إصلاحا في وقت الإستعمال والصحة من الآخر.
الشريف : إذا مضغ نفع من وجع الأضراس
وحيا وإذا وضع على لدغة العقرب نفع من وجعها ونفعها نفعا عجيبا وسكن المها في
الحال ، وإذا استعط منه صاحب الخنازير الظاهرة في العنق ثلاث مرات بوزن دانق من
عصارته مع دهن نفع منه نفعا بليغا وينفع أصحاب البواسير ضمادا بورقه وهو أنجح دواء
في ذلك. التجربتين : إذا درس مع لحم الزبيب ووضع على نفخ الأنثيين أضمرهما وسكن وجعهما ، وإذا ضرب مع الخل
نفع من إضراره بالعصب وبفم المعدة لإضعافه لعصبها ويحل نفخ المعدة ويسخنها وهو بالجملة
دواء موافق للمعدة والأمعاء ويقوّيها ويسكن أوجاعها ويبعث بشهوتها مأكولا وضمادا ويسكن
الفواق إذا كان من ريح غليظة أو من أخلاط مؤذية لفم المعدة ، وإذا خالط الخل كان
أنفع في ذلك ويقطع القيء البلغمي الحادث عن ضعف المعدة ، وإذا مضغ مع مصطكي أو عود
نفع من الفواق ومن الخفقان وهو من الأدوية المقوية للقلب ، وإذا
__________________
وضع في أدوية الصدر
نفع من أوجاعه وأوجاع الجنبين وسهل النفث ، وإذا عجنت بمائه الأضمدة الماسكة
للطبيعة قوى فعلها جيدا ، وإذا درست أوراقه الغضة مع اللبن نفع من ضرره. غيره : عصارته
مع ميبختج ينفع من عسر الولادة ، وإن دق ورقه مع ملح أندراني وخلط بزيت ووضع على
كل دمل يخرج في البدن من خلط غليظ أبرأه وهو مخصوص بالنفع من عضة الكلب الكلب وهو
مقو للكبد الباردة وللمعدة مطيب لها يعين على قوّة الهضم ويحرك الجشاء. ابن سينا
في الأدوية القلبية : فيه عطرية لطيفة وحرافة وحلاوة مع مرارة وعفوصة مخلوطة
اختلاطا لذيذا وفيه قبض صالح وكل هذه المعاني ذكرنا مرارا أنها معينة جدا بخاصية
في التقريح ، وأما مزاجه فيشبه أن تكون حرارته في آخر الأولى ويشبه أن تكون في
أوّل الثانية.
نعام
: جالينوس في كتاب أغذيته : وأما البط والنعام
فغليظة جدا كثيرة الفضول عسرة الهضم وأجنحتها صلبة ليفية عضلية. الرازي في دفع
مضار الأغذية : لحوم النعام غليظة جدا فينبغي أن تصلح إصلاح لحم البط. ابن رضوان
في حانوت الطب : شحمه قد جرب الثقات أنه إذا أخذ منه في أوّل الصيف وآخر الربيع وجعل
في موضع هربت منه الحيات والأفاعي ، وإذا شمته غشي عليها مجرب. التجربتين : شحمه
يحلل الأورام الجاسية البلغمية تحليلا قويا ويضمرها وكذا إذا طلي به الحبن أضمره وكذا
يهيج الأطراف فهو ينفع من لسعة العقرب شربا وضمادا معا وينفع من الأوجاع الباردة
كلها.
نفط
: ديسقوريدوس : هو صفوة القير البابلي ولونه
أبيض وقد يوجد منه أيضا ما هو أسود وله قوّة تستلب بها النار فإنه يستوقد من النار
وإن لم يماسها وهو نافع من بياض العين ومائها. مسيح : هو حار في الدرجة الرابعة
يدر الطمث والبول وينفع من السعال العتيق والبهر واللهيث ووجع الوركين ولسع الهوام
طلاء. الطبري : هو لونان أسود وأبيض وكلاهما حار والأبيض أقوى فعلا وهو صالح
للتنقية من الديدان الكائنة في الشرج إذا استعمل من فرزجة والأسود أضعف ، وقال في موضع
آخر : هما محللان نافعان من برد المثانة والأعضاء ورياحها. ابن سينا : هو لطيف وخصوصا
الأبيض محلل مذيب مفتح للسدد نافع من أوجاع المفاصل ويسكن المغص ويكسر من برد
الرحم وريحها ، والأزرق ينفع من وجع الرحم والأذن الباردة قطورا. غيره : يخرج
المشيمة والأجنة الميتة ويدخن به لإختناق الرحم.
الرازي : وبدلهما ثلثا وزنهما دهن بلسان
وثلثا وزنهما من حب الصنوبر ووزنه من صمغ الجاوشير.
نفل
: أحمد بن داود : هو من إحرار البقل ومن
سطاحه ولها حسك ترعاه القطاة وهي مثل اللفت
ولها نوارة صفراء طيبة الرائحة وهو القت البرّي الذي تأكله الخيل وتسمن عليه ومنابته
الغلظ وثمرته صلبة مطوية بعضها فوق بعض إذا اجتذبت امتدّت وإذا تركت عادت وفيها
حب. الرازي في الحاوي : هو دواء عربي وبزره يشبه الجزر حار يدل البول وينفع من
الطحال.
نلك
: هو شجر الزعرور ويقال شجرة الدلب عن أبي
حنيفة ، وقد ذكرتهما في بابيهما.
نمام
: ديسقوريدوس في الثالثة : أرفلس منه
بستاني في رائحته شيء من رائحة المرزنجوش ويستعمله الناس في الأكلة ويسمى أرفلس من
أرفسي وهو الدبيب لأنه يدب وأي شيء ماس الأرض منه ضرب فيها عروقا ، وله ورق وأغصان
شبيهة بورق أوريعانس وأغصانه إلا أنه أشدّ بياضا وما ينبت منه في السباخ كان أكبر
بما يناله. جالينوس في السادسة : وقوته حارة
__________________
يبلغ من إسخانها
أنها تدر الطمث والبول وطعمه أيضا شديد الحدّة .
ديسقوريدوس : ومنه غير بستاني ويقال له أوريعانس وليس يدب في نباته بل هو قائم وله
أغصان دقاق رقاق في مقدار ما يصلح لفتل القناديل ، وأغصانه مملوءة ورقا شبيهة بورق
السذاب إلا أنه إلى الدقة ما هو وأطول وأصلب من ورق السذاب وزهره حريف مرّ المذاق
ورائحته طيبة وله عرق لا ينتفع به وينبت بين الصخور وهو أقوى وأسخن من البستاني وأصلح
في أعمال الطب لأنه يدر الطمث إذا شرب ويدر البول وينفع من المغص ورض العضل وأطرافها
وأورام الكبد الحارة ويوافق ضرر الهوام إذا شرب ، أو تضمد به ، وإذا طبخ بالخل وصير
معه دهن ورد وصب على الرأس سكن الصداع ، وإذا شرب وافق المرض الذي يقال له قرانيطس
وليبرعس أيضا وإذا شرب منه وزن أربعة درخميات بخل سكن قيء الدم. ابن سينا حار في
الثالثة : يابس فيها يقاوم العفونات ويقتل القمل وينفع من الأورام الباردة ومن
القلغموني الشديد الصلابة وينفع من الديدان وحب القرع ويخرج الجنين الميت وكذا
بزرهما وخصوصا البرّي منه. وقال في الأدوية القلبية : إذا عدل حره ويبسه بدهن
البنفسج وبقيت عطريته ونفوذه كان نافعا في تعديل مزاج الروح التي في الدماغ وإذا
كان ذلك بلغمي المزاج لا يحتاج أن يعدل ، ولم أسمع له في الروح التي في القلب كبير
فعل ويشبه أن يكون له فعل لما ذكرنا من أوصافه. غيره : يطيب رائحة الشعر إذا دلك
به الرأس والذقن بعد الخروج من الحمام وينفع من السدد المتولدة من الكيموسات
الغليظة التي في الدماغ وسدد المنخرين أيضا وخاصة النفع من لسع الزنبور إذا شرب
منه درهمان أو مثقال بسكنجبين.
نمارق
: التميمي في المرشد : زهره يكون بأرض
فارس والعراق وهو شبيه بالياسمين الأبيض على شكله إلا أنه أقوى حرارة منه وهو حار
في الثانية يابس في آخر الأولى شمه مضرّ بالمحرورين نافع للمبرودين.
نمل
: الشريف : زعم بنادوق أن نمل المقابر
الكبير منه إذا سحق بخل ولطخ به البرص بعد الإنقاء أزاله وحيا ، وإن أخذ من الكبار
الأسود مائه فتغرّق في نصف أوقية من دهن الرازقي وتترك فيه ثلاثة أسابيع ثم يدهن
به الإحليل فإنه يسرع الإنعاظ ويوتر القضيب ويصلبه ويقوي عصبه ، وإذا سحق بالماء وطلي
به الآباط بعد نتفها أبطأ نبات الشعر فيها.
نمر
: الشريف : هو حيوان فيه شبه من الأسد إلا
أنه أصغر منه منقط الجلد بسواد ، ذكره أرسطوطاليس في كتاب خواص الحيوان ، ودمه إذا
لطخ به الكلف وترك حتى يجف أبرأه وإن احتيج إلى عوده أعيد عليه ، ويقال أن مخه إذا
ديف بدهن زنبق واحتمل نفع من أوجاع الأرحام ، وشحمه حار يابس إذا تدهن به الفالج
كان أنفع شيء في علاجه لا يعدله في ذلك دواء ، وذكر الجاحظ في كتاب الحيوان أن
النمر يحب شرب الخمر فإن وضع في مكان وشربه حتى يسكر لا يمنع عن نفسه من قصده ، ويقال
أنه متى لطخ إنسان جسده وجوارحه بشحم ضبعة عرجاء ودخل على النمر في مكانه قعد
أمامه ولم يقدر على النهوض عليه ولا على الحركة أصلا ، وقيل في كتاب السمائم أن
مرارته لا تحب أن تقرب لفرط رداءتها ، وقد قدر لذلك قدر فالأولى أن لا تذكر وكذا
مرارة الببر وهو سبع عظيم.
نمكسود
وقديد : جالينوس في أغذيته : والإختلاف بين
اللحمان من طريق أنها تملح وتقدّد أيضا اختلاف ليس بيسير لأنها تختلف من هذا الوجه
__________________
إختلافا كثيرا جدّا
حتى أن لحم الحيوان الذي مزاجه رطب جدا إذا هو ملح صار يجفف تجفيفا كثيرا جدا أكثر
من تجفيف لحم الحيوان الذي مزاجه يابس جدّا إذا هو لم يملح ولم يقدد أيضا ، وكذا
اللحم المشوي أيبس من المطبوخ بالماء. وقال مرة أخرى : إذا هو لم يملح ولم يقدّد
كذلك كان أقل خلطا لأن النمكسود يولد خلطا غليظا مائلا إلى السواد ولا ينبغي أن
يكثر إستعماله وخاصة من الغالب على بدنه السوداء ، ودمه غليظ رديء لأنه يزيد الدم
غلظا ورداءة. الرازي في دفع مضار الأغذية : القديد والنمكسود يناسب اللحم الطري
الذي يعمل منه إلا أن التمليح يزيده فضل يبس وحرارة وبطء انهضام والقديد يزيده مع
ذلك كيفية أخرى بحسب الأبازير التي طرحت عليه فيكون المقدد منه بالصعتر والنانخواه
والفلفل أزيد حرّا والمتخذ بالكزبرة أقل حرا ، وإن نقع منه في الخل قبل ذلك كان
أقل حرارة وأسرع هضما وألطف ، وبالجملة فهو قليل الغذاء بالإضافة إلى اللحم الطري
يصلح لمن يريد تجفيف بدنه ويضرّ بالجملة لمن يعتريه القولنج ويورث إدمانه الحكة والجرب
ويجعل الدم سوداويا غليظا ولا سيما إذا كان من لحم له أن يفعل ذلك كلحوم الصيد ونحوها
وهو صالح للمستسقين إذا لم يكن كثير الملح وكان قد نقع في الخل قبل تقديده فطرحت
عليه البزور المدرة للبول وخشن الصدر والرئة ومما يدفع به ضرره أن يطال في الماء
إنقاعه ويطبخ في البقول اللزجة كالإسفاناخ والسرمق ويطرح فيها من الشحوم الطرية والأدهان
التفهة كدهن اللوز والسمسم والزبد والسمن فإن ذلك يعدلها ويميل بها إلى الصلاح ويشرب
عليه من الطلاء الحلو من كان يعتاده يبس الطبع ومن النبيذ الكثير المزاج فأما من
كان يقصد تجفيف بدنه كالمستسقين والمترهلين ونحوهم فلا يحتاجون فيه إلى ذلك بل
ينبغي أن يطيلوا إنقاعه في الخل ليعدموا تعطيشه وإسخانه ، ويبقى لهم تجفيفه ويأكلوه
بالخل أيضا فإنه موافق لتجفيف البدن الرهل الرطب ، ويصلح لأن يدفع بالقديد وخامة
الأطعمة الدسمة وكظة النبيذ ويسكن ثائرة الجوع إذا كان العزم على تأخير الطعام
فيدفع القليل منه مع الكعك والمري الجوع الكاذب الذي يعرض للسكارى ، ولا ينبغي أن
يكثر منه ولا في هذين الوقتين فإن أكثر منه حتى يتبين مرة بعد مرة ترك حتى تنزل
الطبيعة فإن لم تنزل بذلك أخذ شيء من الملينة للإسهال مما ذكرنا وإن لم يؤكل منه
دون أن تنزل فإنه بذلك يؤمن حدوث القولنج ومن هاج به عن أكل قديد حرارة أو عطش من
غير سخونة فليشرب عليه السكنجبين المبرّد ، ومن أصابه عليه يبس في الحلق والفم وعطش
من غير سخونة فليشرب عليه الجلاب ويتحسى مرقة دسمة ويأخذ من اللورينج أو يتجرع دهن
اللوز الحلو أو يأكل من لب الخيار ولا سيما إن كانت به حرارة.
نهما
: الشريف : قال ابن وحشية : هي شجرة قديمة
حسنة طيبة الرائحة ورقها مدوّر غليظ في خلقته على قضبانها وفي زغب يسير. مسيح : لونه
أصفر وله زهر أحمر يشبه نوار الخطمي إلا أنه شبيه بالكأس عميق مفتوح وأكثر ما تنبت
هذه الشجرة بأرض بابل وليست تطول كثيرا بل كقامة الإنسان ، والنوع الآخر يشبه
الأوّل نباتا وقدرا إلا أن ورقه أدق من الأوّل وورده كألأوّل سواء في عظمه ولون
وردها أبيض والشجرتان طيبتا الريح وخاصة زهرهما فإنه طيب الرائحة وحملها يكون في
أوّل آذار وليس تخلف مكان الزهر ثمرا ولا بزرا وزهرهما حار يابس له رائحة طيبة وبخورهما
ينفع الزكام ،
وإذا ضمدت به الأورام
الباردة حللها.
نهق
: وهو جرجير البرّ وقد ذكرته في الجيم.
نهشل
: هو الجزر البري من الحاوي وقد ذكر في
الجيم أيضا.
نوشادر
: ابن التلميذ : هو نوعان طبيعي وصناعي
فالطبيعي ينبع من عيون حمئة في جبال بخراسان يقال أن مياهها تغلي غليانا شديدا وأجوده
الطبيعي الخراساني وهو الصافي كالبلور. الغافقي : هو صنف من الملح محتفر يخرج من
معدنه حصا صلبا ومنه شديد الملوحة يحذي اللسان حذوا شديدا ومنه ما يكون من دخان
الحمامات التي يحرق فيها الزبل خاصة ، وأصنافه كثيرة فمنه المنكت بسواد وبياض ومنه
الأغبر ومنه الأبيض الصافي التنكاري ومنه الذي يعرف من شبه المهمي وهو أجودها ، والنوشادر
حار يابس في آخر الدرجة الثالثة ملطف مذيب ينفع من بياض العين ويشدّ اللهاة
الساقطة إذا نفخ في الحلق وينفع من الخوانيق ويلطف الحواس وخاصيته الجذب من عمق
البدن إلى ظاهره فهو لذلك يجلو ظاهر البدن ولا يغسله ، وإذا حل بماء ورش في بيت لم
تقربه حية ولا عقرب وإن صب في كواتها ماتت ، وإذا سحق بماء السذاب وتجرع منه قتل
العلق. الشريف الإدريسي : وإذا ربب بدهن ولطخ به على الجرب السوداوي في الحمام
جلاه وأذهبه وإذا مضغ النوشادر وتفل في وجه الأفاعي والحيات قتلها وحيا ، وإذا خلط
بدهن البيض ودهن به البرص بعد الإنقاء أذهبه وأبرأه ونفع نفعا بينا ولا سيما إذا
أدمن عليه. الرازي : وبدله وزنه شب ووزنه بورق ووزنه ملح أندراني.
نوى
التمر : فيه قبض وتغرية يسيرة ينفع بهما من
القروح الخبيثة محرقا فإن غسل بعد إحراقه وسحق وأمر بالميل على شفر العين أنبت
الهدب ، وإذا اكتحل به نفع من قروح العين وهو يذهب مذهب التوتيا ، وإن خلط بالسنبل
الهندي وهو سنبل الطيب كان أبلغ في نبات الهدب. المنهاج : ينفع شرب ماء طبيخه من
الحصا.
نوارس
: الغافقي : هو الصنف الكبير من القتاد ويسميه
بعض الناس شجرة العرس وبعضهم يسميه سواك عباس والسواك العباسي وتسميه الروم سواك
المسيح بلسانهم.
الرازي في الحاوي : يسمى شجرة القصب.
ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات قريب من الشجرة في عظمه ويسمى باليونانية بطريون
والقليل من اليونانيين الذين يسمون أبورس يسمونه بوارس ، وله أغصان دقاق شبيهة
بأغصان شوكة الكثيراء وورق صغار مستديرة وعلى هذا النبات كله زغب صوفي وهو مشوّك وله
زهر صغير أصفر طيب الرائحة فإذا ذيق كان حريفا ولا ينتفع به ، ينبت في آجام صلبة وله
أصول طولها ذراعان أو ثلاثة شبيهة بالأعصاب إذا شق منها عند وجه الأرض خرجت منه
دمعة شبيهة بالصمغ. جالينوس في السابعة : قوّة هذا قوّة تجفف بلا لذع حتى أنه قد
وثق الناس منه بأنه يلحم العصب إذا انقطع وأصوله خاصة أكثر فعلا وكذا ماؤه الذي
يطبخ فيه يسقى منه لمن به علة في عصبه. ديسقوريدوس : وإذا دقت صمغته وتضمد بها
ألزقت الجراحات والأعصاب وطبيخها إذا شرب وافق أوجاع الأعصاب.
نورة
: وهو الكلس وقد ذكر في الكاف.
نيلوفر
: أمين الدولة بن التلميذ : هو إسم فارسي
معناه النيلي الأجنحة أو النيلي الأرياش وربما سمي بالسريانية ما معناه كرنب
الماء. ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات ينبت في الآجام والمياه القائمة وله ورق
شبيه بورق النبات الذي يقال له قينوريون وتأويله العروس إلا أنه أصغر منه وأطول
بشيء يسير وقد يظهر على الماء ومنه ما يكون داخل الماء وله ورق كثير مخرجه من أصل
واحد وزهر أبيض شبيه
بالسوسن وسطه زعفراني اللون إذا طرح زهره كان مستديرا شبيها بالتفاحة في الشكل أو
الخشخاشة وفيه بزر أسود عريض مر لزج وله ساق ملساء ليست بغليظة سوداء شبيهة بساق
النبات الذي يقال له قينورين وأصل أسود حسن شبيه بساق النبات الذي يقال له قينورين
أو بالجزر يقلع في الخريف ومتى قلع وشرب الأصل بالشراب نفع من الإسهال المزمن وقرحة
الأمعاء ، وحلل ورم الطحال وقد يتضمد به لوجع المعدة والمثانة ، وإذا خلط بالماء
الصافي وصير على البهق أذهبه ، وإذا خلط بالزفت وصير على داء الثعلب أبرأه ، وإذا
أدمن شربه أياما أضعف ذكره وقد يشرب أيضا للإحتلام فيسكنه وبزره أيضا يفعل ما
يفعله الأصل في هذه الأشياء جميعا ويوجد هذا النبات كثيرا في المواضع التي تسمى
الموطس ، وقد يكون من هذا النبات صنف آخر له ورق شبيه بالذي وصفنا وأصل أبيض خشن وزهر
أصفر مشرق اللون مساو لورق الورد وأصله وبزره إذا شربا بالشراب الأسود نفعا من
سيلان الرطوبة المزمنة من الرحم وينبت كثيرا في بلاد إيطاليا في النهر الذي يقال
له قسوس. جالينوس في الثامنة : أصل هذا النبات وبزره فيهما قوّة تجفف بلا لذع فهو
لذلك يحبس البطن ويقطع سيلان المنيّ ودروره الكائن بلا احتلام بإفراط وينفع من
قروح الأمعاء ، وما كان منه أبيض الأصل فهو أقوى من الأسود حتى أنه يقطع النزف
العارض للنساء وقد يشرب منه ما هو أبيض وما هو أسود الأصل لهذه العلة بالشراب
القابض ، وفيهما أيضا جميعا قوّة تجلو لذلك يشفيان البهق وداء الثعلب شفاء عجيبا ولعلاج
البهق يعجنا بالماء ولداء الثعلب بالزفت الرطب والأنفع في هاتين العلتين النوع
الذي أصله أسود كما أن الأبيض نافع لتلك العلل الأخر. ابن سينا : زهره ينوّم ويسكن
الصداع إلا أنه يضعف وبزره نافع لوجع المثانة وكذا أصله وشرابه شديد التطفئة نافع
من الحميات الحادّة. وقال في كتاب الأدوية القلبية : يقرب في أحكامه من الكافور
إلا أنه يرطب لقوّته وكثرة برودته فيحدث في جوهر روح الدماغ كلالا وفتورا إلا أن
يكون محتاجا إلى ترطيب وتبريد لتعديل ، وأما الروح التي في القلب فيشبه أن لا
تنفعل عن المعنى الضار الذي فيه انفعال الروح الذي في الدماغ حتى تقويه منفعته بل
خاصيته التي في عطريته تقوي الروح التي في القلب ويكون دفع ضرر برده ورطوبته به
إلى حد ما يعدل بالزعفران والدارصيني. عيسى بن ماسه : هو بارد في الدرجة الثالثة
رطب في الثانية لطيف الأجزاء غوّاص ويذهب بالسهر الكائن من الحرارة ويكون ببلاد
مرو ضرب من النيلوفر فيه حدة وحرارة ولطافة ، وأما إذا أردنا إسخانا في أوجاع
باردة فاستعملناه فوجدناه صالحا وشربه صالح للسعال وأوجاع الجنب والرئة والصدر ويلين
الطبيعة ويبرد. التجربتين : هو أكثر ترطيبا من البنفسج ولا يضر بالمعدة إضراره.
نيلج
: الغافقي : هو النيل وهو العظلم والذي
تستعمله الصباغون عندنا هو العظلم وليس هو الذي ذكره ديسقوريدوس ، والذي ذكره
ديسقوريدوس يسمى عندنا بالأندلس السماني وقلما يستعمل ببلاد الروم وقد يستعمل أيضا
بغربي بلاد الأندلس وإنما تصبغ الثياب بالذي ذكره ديسقوريدوس بتعفين ثمره.
ديسقوريدوس في الثانية : أساطيس الذي تستعمله الصباغون ، له ورق شبيه بورق لسان
الحمل إلا أنه ألزج وأشد سوادا منه وله ساق أطول من ذراع وورقه إذا ضمدت به
الخنازير والجراحات والأورام في ابتدائها نفعها ويلزق
الجراحات بحرارتها ويقطع
سيلان الدم ويبرئ القروح الخبيثة والنملة والحمرة والأكلة وأما أساطيس البري وهو
نبات يشبه الأول الذي تستعمله الصباغون ورقه أكبر من ورقه ويشبه ورق الخس ، وله
قضبان طوال كثيرة الشعب لونها إلى الحمرة وفي أطراف القضبان غلف كثيرة شبيهة
بالألسن في شكلها مفلقة فيها بزر وله زهر أصفر دقيق ، وهذا النبات ينفع مما ينفع
منه الأوّل وينفع أيضا المطحولين إذا شرب بشراب وتضمد به. جالينوس في السادسة : وأما
النيل البستاني الذي تستعمله الصباغون فقوّته تجفف تجفيفا قويا من غير لذع لأنه مر
قابض فهو لذلك يدمل الجراحات الحادثة في الأبدان الصلبة ولو كانت في رؤوس العضل وينفع
أيضا انفجار الدم ويحلل ويضمر الأورام الرخوة إضمارا كثيرا ويقاوم مقاومة شديدة للأورام
الرديئة عفنة كانت أو متأكلة فإن وجد في بعض الأوقات صلبا عند جوهر صاحب العلة
فينبغي أن يخلط مع ورقه إذا سحق خبز أو دقيق شعير أو دقيق حنطة أو سويق شعير بحسب
العلة ، فأما النيل البري ففيه قوّة حادّة بينة في مذاقته وفعله فهو بهذا السبب
أكثر تجفيفا من النيل البستاني ولذلك صار أقوى في علاج الرطوبة العفنة الحادثة في
الجراحات وفي القروح ، فأما في علاج القروح التي ذكرناها فهو أقل نفعا لأنه قوي وتجفيفه
مع لذع وجميع ما كان كذلك فهو يهيج الأورام ويؤذيها وهذا النوع البري ينفع الطحال
بسبب شدة قوّته ، فأما ذلك البستاني فليس يمكنه هذا. الغافقي : وأما النيلج
المعروف عند الصباغين فهو نبات له ساق وفيه صلابة وله شعب دقاق عليها ورق صغار
مرصعة من جانبين يشبه ورق الكبر إلا أنه أكثر استدارة منه ولونه إلى الغبرة والزرقة
وساقه مملوءة من خراريب فيها بزر يشبه خراريب الكرسنة إلا أنها أصغر ولونها إلى
الحمرة ، وهذا النبات هو العظلم ويتخذ منه النيلج بأن يغسل ورقه بالماء الحار
فيجلو ما عليه من الزرقة وهو يشبه الغبار على ظاهر الورق ويبقى الورق أخضر ويترك
ذلك الماء الحار ويرسب النيلج في أسفله كالطين فيصب عنه الماء ويجفف ويرفع ، ولأن
الأطباء الذين ذكروا النيلج في الكتب لم يعلموا أن النيل الذي ذكره ديسقوريدوس وجالينوس
غير هذا ولذلك خلطوا القول فيه ووصفوا فيه وصفا فأضافوا إليه ما ليس فيه ولذلك كان
كلامهم فيه كذب وخطأ أكثره ، وقوّة هذا النيل الثاني مبردة لا محالة وهو يمنع من
جميع الأورام في ابتدائها ويقال : أنه إذا شرب شيء منه يسير قدر أربع شعيرات
محلولات بماء سكن هيجان الأورام والدم وأذهب العشق قبل تمكنه. وزعم قوم أنه نافع
لسعال الصبيان الشديد الذي يقيئهم وأظنه الذي يكون من مادّة لطيفة حادّة لأنه قوي
التبريد ، وزعم قوم أيضا أنه ينفع لقروح الرئة والشوصة السوداوية ويقطع دم الطمث ويجلو
الكلف والبهق وينفع من داء الثعلب وحرق النار. الشريف : إذا شرب من النيل الهندي والكرماني
درهمان في أوقية ورد مربى نفع من الوحشة والإغتمام وأذهب الخفقان وخاصة إذا خلط
بمثل نصف وزنه مرداسنج وقليل دهن ورد وشمع وفلفل وطلي به على الكلف والأكلة نفع
منهما ، وينبغي أن يتقدم في غسلها بماء لسان الحمل وعسل مجرّب. التجربتين : ينفع
من قروح الرأس إذا حل بخل ولطخ به وإذا تمادى على التضميد به صاحب الخنازير
المتفجرة حلل باقي صلابتها وأدملها. إسحاق بن عمران : وبدله إذا عدم وزنه من دقيق
الشعير وثلثه من ماميثا.
نيمقا
: هو النيلوفر أيضا ومعنى هذا في اليوناني
العروس المنجلية وقد
ذكرت النيلوفر قبل.
حرف الواو
وج
: ديسقوريدوس في الأولى : أبوريون ورقه
يشبه ورق الآس غير أنه أدق منه وأطول وأصوله ليست ببعيدة الشبه من أصوله غير أنها
مشتبكة بعضها ببعض ليست بمستقيمة ولكنها معوجة وفي ظاهرها عقد لونها إلى البياض ما
هي حريفة ليست بكريهة ومنها حمر كحمرة قصب الذريرة ليست بكريهة الرائحة وأجوده ما
كان أبيض كثيفا غير متآكل ولا متخلخل ممتلئا طيب الرائحة ، والذي من البلاد التي
يقال لها جلقيش وهو على هذه الصفة والذي من عالاطيا كذا أيضا. جالينوس في السادسة
: إنما يستعمل من هذا أصله فقط وهو حار حريف في طعمه مرارة يسيرة ليست رائحته
بكريهة وكذا فعله وقد يعلم أن قوّته حادة حريفة وجوهره لطيف ويدل عليه أنه يدر
البول وينفع صلابة الأرحام والطحال ويجلو ويلطف ما يحدث من الغلظ في الطبقة
القرنية من طبقات العين ، وأنفع ما يكون منه لهذا عصارة أصله ومن البين أنه يجفف
لا محالة فليوضع أيضا في الدرجة الثالثة من الأمرين جميعا أعني من الإسخان والتجفيف.
ديسقوريدوس : وقوّة أصله حارة وإذا سلق وشرب ماؤه أدر البول ونفع من أوجاع الجنب والصدر
والكبد والمغص وشدخ العضل ويحلل ورم الطحال وينفع من تقطير البول ومن نهش الهوام ويجلس
في مائه مثل ما يجلس في ماء الإيرسا لأوجاع الأرحام وعصارة أصله تجلو ظلمة البصر وأصله
ينتفع به في أخلاط الأدوية المعجونة. مسيح : نافع من وجع الأسنان والسحج الكائنين من
البرودة شربا. غيره : يجفف المفاصل الرطبة ويصفي اللون ويزيد في الباه. سندهشار : جيد
لثقل اللسان جدا.
ماسرحويه : يحلل اللذع الذي تحت الطحال.
ابن سينا : ينفع من البهق والبرص ومن التشنج نطولا ومشروبا ومن بياض العين وخاصة
عصارته وينفع من الفتق ووجع المعي.
التجربتين : يسخن المعدة الباردة ويحلل
ما يتولد فيها من البلغم ويسخن الدم البلغمي وينفع المبرودين وإذا تمودي عليه سخن
العصب وينفع المفلوجين والمخدورين وإذا أمسك في الفم نفع من لثغة اللسان المتولدة
من البلغم. بديغورس : خاصيته طرد الرياح وتنقية المعدة وتقوية الكبد وبدله وزنه من
الكمون الكرماني وثلث وزنه من الراوند الصيني.
ابن عمران : بدله ربع وزنه من أعواد
القرنفل.
وخشيزق
: الغافقي : قيل هو نبات يشبه الأفسنتين
الرومي أصفر اللون سهك الرائحة يؤتى به من خراسان ويعرف بالحشيشة الخراسانية ويخرج
الدود وحب القرع وهو قوي في ذلك الفعل. المجوسي : أجودها ما كان أخضر اللون مر
الطعم ورائحتها ساطعة وهي حارة يابسة تخرج الدود وحب القرع بحرارتها. غيره : هو
شيح خراساني وبدله إذا عدم شيح أرمني وشربته مثقال.
ودع
: الخليل بن أحمد : واحده ودعة وهي مناقف
صغار تخرج من البحر يزين بها الأكاليل وهي بيضاء في بطونها مشق كمشق النواة وهي
جوفاء يكون في داخلها دودة كلحمة. بعض الأطباء : هو صنف من المحار يشبه الحلزون
الكبير إلا أنه أكبر وخزفه أصلب وكلاهما يدخل في علاج الطب محرقا وغير محرق وبعضهم
يسمي هذا سوار الهند .
مسيح : الودع والحلزون إذا أحرقا جففا البلة ونفعا من قروح العين وقطعا الدم.
البصري : لحمه صلب عسر الإنهضام فإذا
انهضم غذى غذاء جيدا ولين الطبيعة وإذا أحرق
__________________
الودع تتولد فيه
حرارة ويبوسة وجلاء البهق والقوابي وجلاء البياض من العين وجلاء البصر وإذا دق
لحمه ناعما واستعمل نشف الرطوبات الحادثة في الأعضاء المترهلة وهو صالح لأصحاب
الحبن ولزيادة تجفيف كثير وتسخين يسير ، فإذا شرب بشراب أبيض نقى القروح الكائنة
في الأمعاء قبل أن تحدث فيها عفونة. قال المؤلف : والشنج أيضا من جملة الودع وقد
ذكرته في الشين المعجمة.
ودح
: معمر بن المثنى : هو ما يتعلق بالأصواف
من الأبعار فيجف عليها. جالينوس في الميامن : الودح هو الودك الذي من جنس الوسخ
يكون في الصوف ويسمى الزوفا الرطب. لي : وقد ذكرت الزوفا الرطب في الزاي.
ورد
: أبو حنيفة الدينوري : هو نور كل شجرة وزهر
كل نبتة ثم خص بهذا المعروف فقيل لأحمره الحوحم ولأبيضه الوثير وللواحدة وثيرة وهو
كله الجل والواحد جلة وأصله فارسي وقد جرى في كلام العرب والجبلي منه يقال له
القتال وثمره الوليل
ولا أحسبه عربيا ومن الورد اشتقت الوردة من الألوان وهي حمرة غير مشبعة وهو بأرض العرب
كثير ريفية وبرية وجبلية. إسحاق بن عمران : هو صنفان أحمر وأبيض. دويس بن تميم : وقد
يكون منه أصفر وبلغني أنه يكون بالعراق ورد أسود أيضا وأجوده الفارسي ويقال أنه لا
يتفتح والمختار من الورد القوي الرائحة الشديد الحمرة المندمج أوراق الزهرة. جالينوس
في الثامنة : هو مركب من جوهر مائي حار مع طعمين آخرين أعني القابض وهو أرضي غليظ
بارد والمرّ وهو لطيف حار. ديسقوريدوس في الأولى : رودا وهذا الورد وهو بارد واليابس
منه أشد قبضا من الطريّ ، وينبغي أن يؤخذ الطريّ وتقرض أطرافه البيض بمقراض ويدق
الباقي ويعصر ويسحق مع عصارته في الظل على صلاية إلى أن يثخن ويخزن لتلطخ به العين
، وقد يجفف الورد في الظل ويحرّك كثيرا لئلا يتكرّج وعصارة الورد اليابس إذا طبخ
بشراب كان صالحا لوجع الرأس والعين والأذن واللثة إذا تمضمض بها والمقعدة إذا لطخ
عليها بريشة وللرحم والمعي المستقيم ، وإن طبخ ورق الورد ولم يعصر وتضمد به نفع من
الأورام الحارة العارضة في المرافق ومن بلة المعدة ومن الحمرة وقد يقع اليابس في
أخلاط القمح والذرائر وأدوية الجرب والجراحات والمعجونات ، وقد يحرق ويستعمل في
الأكحال لتحسين هدب العين ، وأما البزر الذي في وسطه فإنه إذا ذر وهو يابس على
اللثة التي تنصب إليها الفضول أصلحها وأقماعه إذا شربت قطعت نفث الدم والإسهال.
مسيح : قوّته باردة في الدرجة الأولى يابسة في الدرجة الثانية في آخرها. عيسى بن
ماسه : يقوّي الأعضاء هو وماؤه ودهنه ويبرد أنواع اللهب الكائن في الرأس ولا سيما
الأحمر منه والأبيض دونه في الفعل وإن كان ألطف رائحة. إسحاق بن عمران : جيد
للمعدة والكبد مفتح للسدد الكائنة في الكبد من الحرارة جيد للحلق إذا طبخ مع العسل
وتغرغر به. يحيى بن ماسويه : يهيج العطاس لمن كان حارّ الدماغ والمعدة. الرازي : يسكن
الخمار
ويهيج الزكام والنوم عليه يقطع الباه ويسهل إسهالا كثيرا. ابن سينا : مفتح جدا ويسكن
حركة الصفراء.
وقال قوم : أنه يقطع الثآليل كلها إذا
استعمل مسحوقا وينفع من القروح السحجة بين الأفخاذ والمغابن وينبت اللحم في القروح
العميقة وادّعى قوم أنه يخرج الشوك والسلاء مسحوقا ضمادا وإن طبخ يابسه صلح لغلظ
الجفون. وقال في الأدوية القلبية : امتزاج جوهره غير مستحكم كما في الآس ففيه جوهر
مزاجه البرد في الثانية وجوهر مزاجه حار في الأولى وفيه جوهر ملين وجوهر
__________________
مكثف يابس وهو
بعطريته ملائم لجوهر الروح وخصوصا إذا سخن مزاجه فينفعه بقبضه وبرده وتمتينه فلذلك
هو نافع جدا من الخفقان والغشي الحارين إذا تجرّع ماؤه يسيرا يسيرا وهو نافع
للأحشاء كلها. غيره : وينفع من القلاع والبثر في الفم.
مسيح : وإذا ربب الورد بالعسل جلا ما في
المعدة من البلغم وأذهب العفونات من المعدة والأحشاء ، وإذا ربب بالسكر فعل دون
ذلك. الرازي : الخلنجبين صالح للمعدة التي فيها رطوبة إذا أخذ على الريق وأجيد
مضغه وشرب عليه الماء الحار ولا ينبغي أن يأخذه من به حرارة والتهاب وخاصة في
الصيف فإنه يقوي العطش ويسخن إلا إذا كان سكريا.
ديسقوريدوس : وأما صنعة شراب الورد خذ
من الورد الأحمر اليابس من سنته مدقوقا منا ويشد في خرقة كتان ويلقى في عشرين قسطا
من عصير العنب ويسد رأس الإناء الذي هو فيه ويترك فيه ستة أشهر ويصفى ويفرغ في
إناء آخر ويرفع ، وإذا استعمله من ليست به حمى وكانت معدته وجعة نفعه وإن كان لا
يهضم الطعام وشربه بعد الطعام فإنه ينفعه وينفع من الإسهال وقرحة الأمعاء وقد يهيأ
شراب الورد على صفة أخرى وهو أن يؤخذ من عصارة الورد فيخلط بعسل ويقال لهذا الشراب
درومالي ويوافق خشونة الحلق وأما الأقراص التي يقال لها دوويدس ، فإنما تعمل هكذا : خذ من الورد الطري
ما لم يصبه ماء وقد ضمر وزن أربعين مثقالا ومن الناردين الهندي خمسة مثاقيل ومن المر
ستة مثاقيل تدق وتهيأ منه أقراص وزن كل قرص ثلاثة أوثولوسات ويجفف في الظل ويخزن
في إناء فخار ليس بمقير ويسدّ رأسه ، ومن الناس من يزيد في نسخة هذه الأقراص من
القسط وزن درخميين ومن السوسن الذي يقال له إيرسا التي من البلاد التي يقال لها
الورس مثله ويخلطون الكل بعسل أو شراب من البلد الذي يقال له أخيزس وتستعمل هذه الأقراص للنساء إذا أردن
قطع نتن العرق ويعملن منها مخانق عطرة ويعلقنها على رقابهن وقد يسحقن أيضا الأقراص
ويستعملنها بعد الحمام فتذر على البدن وفيما يتمسح به ، وإذا جف اغتسلن بماء بارد.
التجربتين : وإذا ضمدت العين بورقه الطري نفع من انصباب المواد إليها ، وإذا طبخ
طريا كان أو يابسا وضمدت به العين نفع من الرمد وسكن وجعه وخاصة إن جعل معه شيء من
الحلبة ، وإذا سحق الورد اليابس جدّا وذر على فراش المجدورين والمحصوبين نفعهم وجفف
قروحهم السائلة يصنع ذلك عند استطلاق موادّ قروحهم ونضجها وشراب الورد المكرر
مرارا يطلق الطبع أخلاطا صفراوية وينفع من الحميات الصفراوية المختلطة ويجب عند
صنعته أن يكرر الورد في الماء مرارا حتى تطهر مرارته جدّا وشراب الورد كيف كان إذا
تمودي عليه قوى الأعضاء الباطنة كلها إذا شرب بالماء عند العطش. أحمد بن خالد : إذا
اتخذ الجلاب بماء الورد والسكر الطبرزذ كان نافعا لأصحاب الحمى الحادة والعطش والتهاب
المعدة.
ورد
الحمار : الرازي في جداول الحاوي : هو البهار.
ابن ماسويه : ويسمى أيضا ورد الفجار وهو ورد أحمر الداخل أصفر الخارج مزاجه يابس.
دياس بن رضوان : يقوّي الأعضاء ويسكن اللهيب العارض في الرأس من الأبخرة الحارة وماؤه
نافع من الصداع الحادث من الحرارة.
ورد
منتن : الرازي : ويسمى أيضا أيفون وهو حار يابس
وأصله يحرق مثل عاقرقرحا.
ورد
الحمير : عامة بلاد الأندلس تسمي بهذا الإسم
النوع الذكر من الفلوانيا وقد ذكر في الفاء.
ورد
الزينة : هو ورد شجرة الخطمي وأهل المغرب
__________________
يقولون ورد الزواني
وقد ذكرت الخطمي في الخاء المعجمة.
ورد
دفرا : هو شقائق النعمان وقد ذكرته في الشين
المعجمة.
ورد
الحب : هو الكسلح من الحاوي وقد ذكر في الكاف.
ورد
السياح : هو عليق وقد ذكر في العين المهملة.
ورد
صيني : هو النسرين عند ابن ماسويه وقد ذكر في
النون.
ورس
: أبو حنيفة : يزرع باليمن زرعا لا يكون
منه شيء بري ولست أعرفه بغير المغرب ولا من أرض العراق بغير اليمن. قال الأصمعي : ثلاثة
لا تكون إلا باليمن الورس واللبان والعصب وهي الأبراد وقال : نباته كنبات السمسم ،
فإذا جف عند إدراكه تفتتت سنفته فينتقض منه الورس ويزرع فيحتبس في الأرض عشر سنين
ينبت كل سنة ويثمر وأجوده حديثه وتسمى البادرة وهي الثمرة التي لم تعتق شجرتها والعتيقة
منه ما كان تقادم شجرها ومنه صنف يسمى الحبشي لسواد فيه وهو أحرّه وقال : ويخرج
صبغه أصفر خالص الصفرة والبادرة في صبغتها حمرة. وقال : وللعرعر ورس لا يكون إلا
في عرعرة جففت من ذاتها فيؤخذ لحاؤها والصمم
ورس إذا فرك انفرك ولا خير فيه لكنه يغش به الورس وللمرمث ورس وذلك في آخر الصيف إذا
انتهى منتهاه اصفرّ صفرة شديدة حتى يصفرّ منه ما لامسه.
إسحاق بن عمران : هو صنفان حبشي وهندي
فالحبشي أسود وهو مرذول والهندي أحمر قان ويقال أن الكركم عروقه يؤتى بها من الصين
ومن بلاد اليمن وله حب كالماش وأجوده الأحمر الجيد القليل الحب اللين في اليد
القليل النخالة وما كان على لون البنفسج الجيد الخارج عن الحمرة القليل سمه والسم
شيء دقيق ليس يتعلق باليد إذا أدخلت في وعائه.
مسيح بن الحكم : هو حار يابس في أول
الثانية قابض قوّته صابغة وصبغه أحمر بصفرة يجلو وينفع الكلف إذا طلي به والبهق
الأبيض إذا شرب منه. ابن ماسه البصري : الورس شيء أحمر قان شبيه بالزعفران المسحوق
يجلب من اليمن إذا لطخ به على الكلف والبهق والحكة والبثور السعفة والقوباء نفع
منها. غيره : من لبس ثوبا مصبوغا بالورس قواه على الباه. أبو العباس النباتي : هو
معروف بالحجاز ويؤتى به من اليمن وهو ثمر دقيق كأنه نشارة خشب رؤوس البابونج لونه
لون زهر العصفر ، وأخبرني الثقة ممن سكن ببلاد الحبشة أنه ينزل على نوع من الشجر
لم يعرفه ويجمعونه في أوانه لقطا وليس بنبات مزدرع كما زعم من زعم والورس عندهم
تأتي به الحبشة إلى مكة ولا يعرفون الورس في بلاد المغرب البتة والذي يسمى الورس
ببلاد الأندلس وما والاها فليس منه في شيء وإنما هو شيء يتكوّن في مرارة البقر وهي
رطوبة لدنة تجمد وتخرج من المرارة وهي لزجة لدنة كلدونة مح البيض المطبوخ ثم تجفف
وتصلب حتى تصير في قوام النورة المكلسة تتهيأ عند ما تفرك بالأصابع ، وقد يكون من
هذه الرطوبات ما إذا جف كان فيه بعض صلابة يشبه بذلك بعض الحجارة السريعة التفتت ،
ولهذا سماه بعض المترجمين بحجر البقر وله في الطب منافع جليلة. قال المؤلف : وقد
ذكرته في الحاء المهملة في رسم حجر البقر.
ورشان
: الرازي في دفع مضار الأغذية : لحومها
تشبه ما عظم جسمه كلحوم الحمام الراعية إلا أنها أخف من الحمام والحمام أخف من
الفراخ وأقل إلهابا ويصلحها جميعها الخل في حالة والطبخ بالماء والملح والحمص في
أخرى وذلك للمحرورين وهذا للمبرودين وعند ما يراد سرعة خروجه من البطن.
ورل
: ابن سينا : هو العظيم من أشكال الوزع وسام
أبرص والطويل الذنب الصغير الرأس وهو غير الضب لحمه حار جدا ويسمن بقوّته وشحمه
__________________
ولحمه وخصوصا قضيفات
النساء وله قوّة جذب للسلاء والشوك وزبله مجرب لبياض العين وكذا زبل الضب. غيره : ينبت
الشعر في داء الثعلب. بولس : زبل البري منه قوّته حارة تجلو الكلف والوضح والقوباء.
الشريف : وإذا ذبح وألقي في قدر كما هو بدمه في دهن حتى يتهرى وعولجت به الفرطسة
في رؤوس الصبيان نفعهم من ذلك منفعة بالغة عظيمة لا يعدله في ذلك دواء آخر. الرازي
: وشحمه إذا دلك به الذكر فإنه يعظم ويكون دلكه شديدا قال : وبدل شحمه شحم
السقنقور.
وراجالوز
: إسم بربري للكرمة البيضاء المعروفة
بالفاشرا بأفريقية وأعمالها.
ورطوري
: هو النبات المسمى باليونانية سطاخينس وقد
ذكرته في السين المهملة.
وسخ
: جالينوس في العاشرة : الوسخ يكون في
ظاهر الجلد وباطنه وفي الأذنين غير أن القدماء قد تركوا ذكر وسخ الآذان لنزارته وقلته
وزعموا أنه يشفي الأورام التي تقرب من الأظفار ووسخ جميع الجسد يمكن جمعه من
الحمام ومواضع المصارعة وهو ينفع لما ينفع منه العرق والذي يدل على طبيعته أنه إذا
كان مخرجه من المجاري الضيقة فلا يخرج منه إلا ما لطف وأرق ما يكون ويبقى غليظه وكدره
وقوّته يابسة بغير شك وفيه شيء من حرارة.
ديسقوريدوس في الأولى : الوسخ المجتمع
على أبدان المصارعين وقد خالطه التراب ينتفع به من العقد العارضة في الرحم إذا وضع
عليها وينفع من عرق النسا إذا وضع وهو مسخن على الموضع بدل مرهم أو كماد. جالينوس
في الثامنة : وأما الوسخ الذي يؤخذ من التماثيل الموضوعة في مواضع الرياضة وهي
التي يحترق فيها زيت كثير فهو ملين ، وأما الوسخ الذي يجتمع في مواضع الرياضة على
أبدان الناس الذين يمزحون هناك فبحسب ما فيه من الغبار المرتفع من تلك المواضع
فشبيه بوسخ التماثيل والأول من هذين محلل للجراحات التي لم تنضج والثاني هو دواء
نافع للأورام الحارة الحادثة في الثديين وذلك أنه يطفئ لهبها ويمنع ما ينصب إليها
من الإنحدار ويحلل ما قد انحدر وفرغ لأنه مركب من غبار وزيت ، ووسخ بدن الإنسان وعرقه
دواءان محللان وأما الوسخ الذي يؤخذ من التماثيل فإنه لما كان ليس فيه غبار وكان
فيه أيضا زنجار موجود من قبل النحاس الذي منه التماثيل معمولة فحق له أن يكون أحدّ
من تلك الأوساخ الأخر. ديسقوريدوس في الأولى : هذا الوسخ الموجود في تماثيل النحاس
من الزيت يسخن ويحلل الجراحات العسرة التحلل ويوافق السحوج والقروح العارضة
للشيوخ. الرازي : وسخ الأذن ينفع من الداحس إذا لم يكن فيه قيح وإذا طلي على الشفة
المشققة في ابتداء الشقاق نفعها وينفع من نهش الأفاعي نفعا بينا إن شق ووضع عليه
مرارا كثيرة. ديسقوريدوس في الأولى : الوسخ المجتمع على الأبدان في الحمامات يسخن
ويحلل ويلين ويبني اللحم ويوافق شقاق المقعدة والبواسير إذا لطخ مواضعها به.
جالينوس في السادسة : وسخ الحمام يلين تليينا معتدلا. ابن سينا : هو صالح للسقطة.
وسخ
الكواير : ابن واقد : هو الوسخ
الموجود على الأبواب وحيطان الكواير للنحل.
الغافقي : الكواير هي الخلايا وهي أخباب
النحل. وزعم ابن سمحون : وجماعة من المتطببين وهم أكثرهم أن وسخ الكور هو العكبر وهو
خطأ والعكبر شيء آخر شبيه بالزفت وهو أول شيء يضعه النحل في الكور ثم يبني عليه
مثل الشمع والعسل. ديسقوريدوس في الثانية : قولوين ينبغي أن يختار منه ما كان لونه
إلى الحمرة ما هو وكان علكا طيب الرائحة وكان شبيها بالصنف من الميعة السائلة التي
يسميها أهل
الشام الأصطرك وكان
لينا ليس بمفرط اللين يمتد كالمصطكي. جالينوس في ٢ : قوّته تجلو جلاء ليس بالكثير
لكنها تجذب جذبا بليغا لأن جوهره جوهر لطيف وهو يسخن في آخر الثانية أو في ابتداء
الثالثة.
ديسقوريدوس : وقوّة وسخ الكوائر مسخنة
جاذبة جدّا يجذب السلاء من باطن اللحم ، وإذا تبخر به نفع من السعال المزمن وإذا
وضع على القوابي جلاها ويشبه الموم في الطبع.
وسيح
: الشريف : نبات ينبت في قمم الجبال وصدوع
الصخر ورقه يشبه الكزبرة بل هو أشبه شيء بورق ونجهك وقضبانه دقيقة وله أصول متعقدة
فيها شيء شبيه بالسعد يظهر في طعمها عفوصة قوّتها باردة يابسة إذا جففت هذه الأصول
وسحقت وشرب منها زنة نصف مثقال في بيض نيمبرشت على الريق جبر الصدر ونفع من الفسوخ
والوهن والوثي الكائن من السقطات والضربات ويتصرف في كثير ما تتصرف فيه الرقعة
الطليبرية ، وإذا طبخت هذه الأصول في ماء مع قليل مع الإذخر وجلس النساء فيه نفعهن
من سيلان الرطوبات.
وسمة
: هي ورق النيل. الرازي : هي حارة قابضة
تصبغ الشعر. المجوسي : تسود الشعر وفيها قوّة محللة وهي معتدلة إلا أنها إلى
الحرارة أميل. وقال الغافقي : ومنها الوسمة المخصوصة بهذا الإسم وهي المعروفة
عندنا بالأندلس بالحناء المجنون وهي صنفان صنف ورقه كورق الحماض إلا أنه أصغر في
قدر ورق الأترج يكون ثلاث ورقات أكثر ذلك وأربعا يفترش على الأرض ويلصق بها ، ولون
ظاهر الورق أخضر إلى السواد أدهم وباطنه أبيض إلى الغبرة أزغب وله ساق أغبر أجوف
مدور يعلو نحوا من ذراع عليها ورق مشرف وتطلع في آخر الربيع ولها رأس صنوبري الشكل
عليه قشور هفاف تتقعقع لونها بين البياض والصفرة وله زهر لطيف فرفيري وتنفتح رؤوسه
عند انتهائها عن شيء شبيه بالصوف كالذي يخرج من رؤوس الحرشف وله بزر مزوّي كالقرطم
وأصل في غلظ إصبع مستطيل ومنابته الجبال والصنف الثاني منه ورقه أعرض وأقصر من ورق
الأول وهي مشرفة فيها شوك دقيق ورأسه في قدر زيتونة إلى الطول قليلا مشوك عليه زهر
يشبه الشعر لونه فرفيري يستعمل ورقه في صبغ الشعر مع الحناء وهو أحسن من الأول وأقوى
صبغا ، وإذا فرك ورقة باليد سوّدها كقشور الجوز الأخضر.
وشج
: هو الأشق وقد ذكر في الألف.
وشق
: فروه حار يابس يسخن إسخانا قويا وفيه
قوّة معينة على الباه محركة للجماع صالحة للكلى والمتن والظهر وإذا لبسه المحرورون
أسخن أجسادهم بقوّة وأضربهم.
غيره : إدمان لبسه أمان من البواسير.
وطم
: الغافقي : أصله بالبربرية أواطمو وهو
نبات يشبه الإذخر يعلو ذراعا وله أصل أسود داخله أبيض يقوّي على الجماع جدا وخاصة
إذا شرب أصله باللبن الحليب ، وإذا رعته الغنم كثر نتاجها وهو معروف مشهور ببلاد
البربر كثيرا.
وغد
: هو الباذنجان وقد ذكرته في الباء.
وقل : هو
ثمر المقل ويقال على شجره وهو الدوم. أبو حنيفة : وقد ذكرت المقل المكي في الميم.
ولب : هو
أحد اليتوعات. وزعم قوم أنه النوع المسمى باليونانية باباص وقد ذكر في الباء وزعم
قوم أنه النوع المعروف بالعرفج البري المسمى باليونانية نقليس وأبقراط يسميه
نيليون وهو الحلتيثا في بعض التراجم وقد ذكر في الحاء المهملة. الرازي : أخبرني
غير واحد عن الولب أنهم إن قطعوه إلى أسفل مشاهم وإن قطعوه إلى الأعلى قيأهم. لي :
هكذا رأيت البربر بأفريقية يصنعون بالدواء اليتوعي المسمى بعوث بلسانهم كما ذكره الرازي سواء.
ونجهك
: لم يذكره
__________________
ديسقوريدوس ولا
جالينوس. الشريف : هي حشيشة تسمى بالبربرية عشبة فيرى وهي حارة يابسة إذا طبخت مع
الزبيب وشرب من مائها سبعة أيام متوالية في كل يوم مقدار نصف رطل لين البطن ونفع
من الماليخوليا وأذهب الغم وفرح النفس وتحسن الأخلاق فيما زعموا.
حرف الهاء
هاسيمونيا
: الشريف : قال صاحب الفلاحة النبطية : هو
نبات لا ورق له يمتد ويعلو رأسه وعلى قضبانه لزوجة كثيرة على زغب يظهر على قضبانه
ولهذه القضبان أصول مثل البطيخ لطاف شديدة التدوير كأنها مخروطة وتحتها عرق يمتد
على الأرض كثير وهو مما يلي الأرض غليظ ثم يدق فيكون في آخره كالشعر وليس لأصله
عرق غير هذا الواحد والعرق أسود من حد الأصل إلى آخره ، والأصل عليه قشر أغبر إلى
السواد خشن فإذا قشر كان داخله أبيض يؤكل أصله وفروعه مطبوخة مطيبة بالزيت والخل والمري
وقد تضاف أصوله إلى قضبانه ويسلق بالماء والملح مرة وبالماء وحده مرّة ثانية ثم
يجفف ويطحن ويخلط مع شيء من دقيق شعير ويتخذ منه خبز على الطابق وينبت كثيرا ببلاد
نينوى وهو أرطب وألين وهو يعين على الجماع وأهل الجزيرة التي تسمى السمويا يحكون
أن من خواصه أنه متى أكل الإنسان خبزه مع شحم وجامع زوجته ولدت له ولدا ذكرا وهو
مشهور عندهم بذلك صحيح مجرب ويقولون أيضا : أن الولد يكون صبيح الوجه جميل الجسم
كامل الهيئة بإذن اللّه ، وأكل خبزه سبعة أيام متوالية يقوي الظهر والقلب ويحفظ
قوة البدن حفظا بليغا وينفع من السعال أكله نيئا ومطبوخا ، وإذا طبخ في ماء وجلس
فيه الصبيان الذين لا يمشون أنهضهم وقوى أعضاءهم.
هال
: هو القاقلة الصغيرة وقد ذكر في القاف.
هالوك
: هو عند أهل مصر وإفريقية أيضا إسم للنوع
من الطراثيث وهو الجعفيل وباليونانية أرونفحي ومعناه أسد العدس وقد ذكرته في الألف
وهو بالعراق التراب الهالك وهو سم الفار وأهل المغرب تسميه رهج الفار وهو الشك وقد
ذكر في الشين المعجمة.
هبيد
: هو حب الحنظل عن أبي حنيفة وقد ذكر معه.
هدبة
: هو حمار قبان وعير قبان وحمار البيت.
ديسقوريدوس في الثانية : أبقرطاش أبررش آس وهو حمار الأرض وهي دويبة توجد تحت الجرار
كثيرة الأرجل تستدير إذا لمست إذا شربت بشراب نفعت من عسر البول واليرقان ، وإذا
تحنك بها بعسل وطليت بريشة نفعت من الخناق وسقوط الحلق ، وإذا سحقت وصيرت في قشر
مائه مع دهن ورد وسخن وقطر في الأذن سكن وجعها. جالينوس في العاشرة : هو حيوان
يجمع نفسه ويستدير ولونه إلى الخضرة والدكنة وأنت تجد منه في القرى مقدارا كثيرا
يتولد تحت الجرار التي يملؤها أهل القرى بالماء من الغدران ويضعونها عند المستوقد
، ويستعمل قوم من معالجي أهل القرى الزيت الذي يطبخ فيه هذه في مداواة وجع الأذن
من غير أن يعلموا سبب الوجع فحق لهم لذلك أن يكونوا ربما أضروا وربما أبرؤوا. غيره
: إذا أحرق في كوز فخار وخلط رماده بعسل وأخذ منه كل يوم ملعقة نفع عسر النف
لمبهور التنفس ، وإن لف في خرقة وعلقت على من به حمى مثلثة قلعها.
هدهد
: الغافقي : لحمه إذا طبخ بماء وشبث وسقي
من مائه وأطعم من لحمه صاحب القولنج نفعه.
خواصه : إن علق عينه على صاحب النسيان
ذكر ما نسيه ومن علق على من يخاف عليه الوقوع في داء الجذام أمن ما خاف منه ما دام
معلقا عليه وإن كان قد بدأ به أوقفه ، وإن بخر بريشه بيت
طرد الهوام ، وإذا
حمله إنسان معه إن خاصم إنسانا قهر خصمه وقضيت حوائجه ، وظفر بما يريد. ودمه إذا
قطر على بياض العين أذهبه وإن بخر بمخه برج حمام لم يقربه شيء يؤذيه وإن علق هدهد
بجلّته مذبوحا على باب بيت أمن كل من فيه من السحر وعين كل عائن وإن أطعم المصاب
من لحمه واستعط من دماغه بدهن الخل أبرأه وإن يبس معاه وسحق مع السوسن وخلط بدهن
الخل ساعة يعصر ودهن به الشعر سوّده وجعده من علق عليه لحيه الأسفل وحمله معه أحبه
الناس كثيرا ، وإن بخر بجناحه قرية النمل ذهب بهن وإن بخر المجنون بعرفه نفعه ، ولحمه
إذا بخر به مسحور نفعه أو معقود عن النساء أبرأه.
هذيلية
: بضم الهاء وفتح الذال المعجمة بعدها ياء
منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم لام مكسورة بعدها ياء أخرى مفتوحة مشددة ثم هاء
إسم لنبات يعرفه شجارو الأندلس خاصة ولم أره بأرض الشام وإنما أكثر ما رأيته
بالأندلس بمدينة غرناطة على النهر الذي يشق المدينة في مسيله وأصوله طعمها كطعم
العاقرقرحا سواء في الحرافة والحدة. الغافقي : هو نبات ينبت في مواضع رطبة وله ورق
نحو من ورق الكرفس وله عروق مخدرة تشبه عروق البسفايج لينة فيها حرافة شديدة
المرارة تقرب من طعم الميويزج يستعمل لوجع الأسنان ويزيد في الباه وهو شديد
الحرافة وينبغي أن تحذر قوّتها لأنها شديدة ويقال إن ورقه إذا دلكت به ظهور البقر
قواها على الطرد. غيره : وبدله ميويزج وعاقرقرحا.
هرنوه
: ويقال قرنوه ويقال لها ثمرة شجر العود ويقال
أنها شجرة تشبه العود.
البصري : هي حبة صغيرة أصغر من الفلفل
تعلوها صفرة قليلا وتشم منها رائحة العود.
إسحاق بن عمران : هي الفليفلة وهي في
صورة الفلفل الصغير إلا أن لونها إلى الصهوبة ، وفيها قوّتان متضادتان من الحرارة
والبرودة وهي جيدة لوجع الصدر والحلق وتلين الصدر والبطن. البصري : هي حارة رطبة وفيها
يسير جلاء. بعض الأطباء : وبدلها إذا عدمت وزنها من القاقلة الصغيرة.
هرد
: هو الكركم وقد ذكرته في الكاف.
هرقلوس
: من الناس من يسميه البقلة اليهودية ويسميه
بعضهم أيضا خس الحمار وهو نوع من الهندباء البري وليس هو من أنواع الشنجار كما زعم
كثير من المصنفين وغلطوا في ذلك ويسمونه باليونانية صفحيتش وبالبربرية تفاف وقد ذكرته في التاء المنقوطة باثنتين
من فوقها.
هرطمان
: صنف من الحبوب وهو أيضا القرطمان وهو
الخرطان
وقد ذكرته في الخاء المعجمة والهرطمان عند أهل العراق أيضا الجلبان وهو غير القرطمان.
هزارجشان
: ابن حسان : معناه بالفارسية ألف ذراع وهو
الفاشرا بالسريانية وقد ذكرته في الفاء.
هشت
دهان : الرازي هو عود هندي معروف حار يابس في
الثالثة خاصيته النفع من النقرس وبدله إذا عدم وزنه من القنطريون الدقيق.
هفت
يهلو : معناه بالفارسية ذو السبعة أضلاع.
الرازي : هي حشيشة معروفة.
ماسرحويه : بارد يابس في الثالثة يحبس
البطن.
هليون
: هو الإسفزاج عند أهل الأندلس والمغرب
أيضا ومنه بستاني يتخذ في البساتين بالديار المصرية ورقه كورق الشبث ولا شوك له
البتة وله بزر مدور أخضر ثم يسود ويحمر وفي جوفه ثلاث حبات كأنها حب النيل صلبة ومنه
ما يكون كثير الشوك وهو الذي يسمى بعجمية الأندلس أسرعين. جالينوس في ٦ : وقوّتها تجلو وليس
لها إسخان بين ولا تبريد ظاهر إن وضعت من خارج ولذلك صارت تفتح السدد من الكبد والكلى
وخاصة أصلها وبزرها وتشفي أيضا من وجع الأسنان لأنها تجفف من غير أن تسخن
__________________
وهذا هو أكبر شيء
تحتاج الأسنان إليه خاصة. ديسقوريدوس في الثانية : إذا سلق سلقة خفيفة وأكل لين
البطن وأدر البول وإذا طبخت أصوله وشرب طبيخها نفع من به عسر البول أو يرقان ومن
به عرق النسا أو وجع المعي ، وإذا طبخت بالشراب نفع طبيخها مشروبا من نهش الهوام والرتيلا
، وإذا تمضمض بطبيخها على موضع السن الآلمة نفع ألمها ، وبزره إذا شرب فعل ما
يفعله الأصل. وقيل : أن الكلاب إذا شربت طبيخه قتلها ومن الناس من يزعم أنه إذا
أخذت قرون الكباش وقطعت وطمرت في التراب نبت فيه الهليون. ابن ماسويه : هو حار رطب
في آخر الدرجة الأولى وأول الثانية ، مغير لرائحة البول كفعل الأنجدان يزيد في
الباه مفتح للسدد التي تعرض في الكبد والكلى نافع من وجع الظهر العارض من الريح والبلغم
وينفع من وجع القولنج وإن أكثر منه غثى. الرازي في دفع مضار الأغذية : يسخن البدن
سخونة معتدلة وينفع ويزيد في الباه ويسخن الكلى والمثانة وينفع من تقطير البول
الذي من برودة وللمشايخ والمبرودين ولوجع الظهر والورك العتيق صالح للصدر والرئة
ليس بجيد للمعدة بل ربما غثي ولا سيما إذا لم يسلق وليس يحتاج من هو مبرود إلى
إصلاحه فأما المحرورون فليأكلوه بعد سلقه وتمقيره بالخل والمري ومن كان محرورا
فليطرح منه في المضيرة ونحوها ، وأما المطجن والعجة منه فينبغي أن يشرب عليه
المحرورون السكنجبين فأما المبرودون فلا بأس عليهم منه. غيره : وإذا أكل بعد
الطعام غذى أكثر منه قبل الطعام.
ابن عمران : حسن التغذية حميد التنمية
يهضم سريعا ويلطف الغذاء. الإسرائيلي
: أما البستاني فهو أعدلها رطوبة وأكثرها غذاء لأنه إذا انهضم واستحكم نضجه كان غذاؤه
أكثر من غذاء سائر البقول ولذلك يزيد في المني ، والبري أكثر يبسا وجفافا من البستاني
فأما الصحراوي فهو أقلها رطوبة ولذلك صار أقواها جلاء من غير إسخان بين ولا تبريد
ظاهر.
مسيح : يدر الطمث وماؤه وبزره يفتت
الحصا الذي في المثانة والكليتين إذا شرب مع عسل وشيء من دهن البلسان. الفلاحة : أكله
يحد البصر وينفع من ابتداء نزول الماء في العين وإدمان أكله يهيج الأوجاع كلها وإذا
سحق أصله ووضع في أصل الضرس الوجع فإن كان فاسد أقلعه وإن كان متماسكا سكن وجعه.
الطبري : إن علق أصل الهليون يابسا على الضرس الوجع سكنه. التجربتين : أصله ينفع
طبيخه من وجع الظهر المتولد عن البلغم إذا أدمن عليه منفردا أو مع العسل والسكر ومع
بزر البطيخ وحينئذ يرى فعله ويوصل قوّة الأدوية النافعة من علل المثانة توصيلا
بليغا وينفع من وجع الخاصرة إذا كان من سدد الكلى أو في مجاري البول. مجهول : طبيخ
أصله يزيد في الباه ويهيج إدمانه وجع المفاصل وينفع بالخل لوجع الأسنان وبزره يدر
الطمث حمولا ويفتح سدد الطحال شربا وإذا أكل الهليون نيئا على الريق فتت الحصا ونفع
من علل المثانة والكلى كلها.
هليلج
: البصري : هو أربعة أصناف أصفر وأسود
هندي صغار وأسود كابلي كبار وحشف دقاق يعرف بالصيني. ابن ماسويه : المختار من
الأصفر ما اصفرّ لونه وقرب من الحمرة وكان رزينا ممتلئا ليس بنخر ولا ممتص. الرازي
: الأصفر منه يسهل المرة الصفراء والأسود الهندي يسهل السوداء والذي فيه عفوصة لا
يصلح للإسهال بل يدبغ المعدة ولا ينبغي أن يتخذ للإسهال لكن ماؤه مع السكر. قسطا
بن لوقا : إسهال الأصفر بصمغته الموجودة فيه وما لم تظهر فيه هذه الصمغة إذا كسر
كان ضعيفا في فعله ويدل عليه أنك إذا نفعته في الماء كان
__________________
إسهاله أقوى ، وإذا
شرب مطبوخا قل إسهاله لإذهاب النار قوّته الخاصية في جوهره. مسيح : الأصفر بارد في
الأولى يابس في الثالثة يدبغ المعدة ويقويها وينفع من استرخائها. ماسرحويه : الأصفر
يسهل المرة الحمراء برفق مع ما فيه من القوّة القابضة والأسود يقبض ويدبغ المعدة ويقويها
وفيه شيء من برد مع شيء من حدة ولطافة. حبيش : الأصفر أقل بردا من الكابلي ويسهل
الصفراء والبلغم. ابن ماسويه : الشربة من جرمه ما بين ثلاثين إلى عشرين درهما.
حبيش : إصلاحه إذا شرب هو مدقوقا بالماء الحار أن يخلط بالسكر أو بالترنجبين ليمنع
شدة قبضه ، وإذا طبخ مع الإجاص والعناب والبستان وشرب كان أصلح لأن لهذه الأدوية
لزوجات مغرية تكسر من قبضه ويكسر هو من لزوجتها فيعتدل قبضه فيكون دواء نافعا ومقدار
ما يشرب منه مدقوقا مخلوطا مع السكر ملتوتا بدهن اللوز الحلو من خمسة دراهم إلى
سبعة دراهم ومحلولا بالماء من عشرة دراهم إلى خمسة عشر درهما. أبو جريج : قد تبيع
الصيادلة صنفا أسود من الهليلج الأصفر وذلك إذا ما تناهى نضجه على شجره على أنه
الهليلج الأسود وليس كذلك وإنما سواده على قدر نضجه في شجره والأصفر غير نضيج.
حبيش : وقد يغالط الصيادلة من يبيعون منه أو يكون ذلك من غلط منهم بأن يبيعوا ما
اسودّ من الهليلج الأصفر على أنه الهليلج الأسود والأسود على الحقيقة هو الهندي
كما سماه قوم ، وإذا جني الأصفر وفيه بعد فجاجة كان أصفر والأسود منه أسمن وأكثر
لحما من الأصفر لأنه بلغ في شجره ونضج وكذا أيضا قد يصاب في الهليلج الكابلي أصفر
وأسود اللون وإنما سواد هذا على قدر ما نضج على شجره. الرازي : أجود الهليلج ما
رسب في الماء. مسيح : الأسود بارد يابس في الأولى دابغ للمعدة والمقعدة مقو لها
حابس للطبيعة بقبضه يقبض وينفع البواسير. ابن عمران : خاصيته إسهال المرة الصفراء
والسوداء المتولدة عن احتراق الصفراء ويسهل المرتين والشربة منه ما بين درهمين إلى
خمسة دراهم ومن نقيعه أو طبيخه ما بين خمسة دراهم إلى أحد عشر درهما وقال الكابلي
يؤتى به من كابل وهو أفضل الهليلج وهو أسود دسم أطيب طعما من غيره. ابن ماسويه : المختار
منه ما قرب لونه إلى الحمرة وكان رزينا ممتلئا ليس بنخر. مسيح : بارد يابس في
الأولى صالح للمعدة نافع بطبعه من المرة السوداء مخرج للأخلاط الرديئة منها.
ابن سمحون : ليس نفع الهليلج الكابلي من
المرة السوداء بطبعه كما قال مسيح فيه لأن مزاجهما من البرودة واليبوسة واحد بل
نفعه منها بخاصية فيه تدق عن العبارة كما ينفع منها الهليلج الهندي والحجر الأرمني
ومزاجهما مثل مزاجها. البصري : يسهل إسهالا وقد يخرج السوداء وهو نافع من ريح
البرودة والبواسير. حبيش : يقرب من البرودة مع حرارة يسيرة ممتزجة وإنما صارت
البرودة زائدة فيه للحموضة الغالبة فيه ، فإنك إذا ذقته كان فيه شيء من حموضة خفية
، وله خاصية في إسهال المرة السوداء وينشف ما يتولد من احتراقها في المعدة وهو
ينشف البلغم أيضا ويفعل في إخراج الصفراء وليس كفعله في السوداء وأما الهندي فيقرب
من مذهبه إلا أنه ليس له قوّة الكابلي ومقدار الشربة منه من جرمه مدقوقا من مثقال
إلى مثقالين ومن طبيخه من خمسة دراهم إلى عشرة. ابن سرانيون : يسهل السوداء بقوة ويقوي
المعدة والبطن جدا وينفع من البواسير لأنها من السوداء وينفع من الأعضاء العصبية والشربة
منه إن أخذ
منقعا أو مطبوخا من
خمسة دراهم إلى سبعة وإن أخذ مسحوقا من درهم إلى خمسة ولا يلت بالدهن فإنه لا يقبض
كالأصفر. ابن ماسويه : الهليلج الأسود المربى يقوي المعدة وينقيها ويدبغها ويعصر
عنها فضول الرطوبات الباقية من الغذاء المتولدة فيها وإذا أدمن حسن اللون ومنع
الشيب أن يسرع. الرازي في الحاوي : الهليلج الصيني صنف من الهليلجات حشف دقيق أسود
يعلو لونه صفرة ويشبه الزيتون في شكله ومنفعته أقل من منفعة سائر أصنافه وإذا ربي
قوى المعدة تقوية ضعيفة. وقال : الهليلج يخرج الثفل من البطن وينشف ويزيد في الحفظ
والذهن ويقوي الحواس وينفع من الجذام والقولنج وعزوب الذهن والمليلة العتيقة والصداع
والإستسقاء والطحال ويجلب الغثي والقيء. اليهودي : خاصيته النفع من خفقان القلب وتصفية
اللون. ابن سينا : كلها تطفئ المرة وتنفع منها وتنفع آلات الغذاء كلها. غيره : الأصفر
منه نافع للعين المسترخية ويدفع المواد السائلة إليها كحلا ، والكابلي والهندي
مقلوين بالزيت يعقلان الطبع والكابلي في طبعه القبض يدل عليه عفوصته وإنما يسهل
بخاصية فيه يعينها العصر وإسهاله السوداء والهندي أشد إسهالا من الكابلي ويشتركان
في تنقية دم القلب مع تمتين وتقوية ولذلك يفرحان ويشبه أن يكون بخاصية أيضا.
الغافقي : إذا شرب الهليلج مسحوقا فإنه يعقب بعد الإسهال يبسا في الطبع والأسود
إذا طبخ ضعفت قوته ومن أخذ كل يوم من الإهليلج الكابلي واحدة منزوعة النوى فلاكها
في فيه حتى تذوب وابتلعها وأدمن ذلك لم يشب وهو مع ذلك يشد اللثة ويقوي الأسنان
جدا ويقوي الدماغ ويزيل ضرر كثرة الماء البارد وهو من أكبر أدويته جدا.
همقان
: أبو حنيفة : هو حب يشبه حب القطن يكون
في جماعه كالخشخاش إلا أنها صلبة ذات شعب تقلى وتؤكل للجماع وتكون في جبال بلغار.
هندبا
: ديسقوريدوس في الثانية : هو صنفان منه
بري وبستاني فالبري يقال له بقولس وفنجوريون وهو أعرض ورقا من البستاني وأجود للمعدة
منه والبستاني منه صنفان أحدهما قريب الشبه من الخس عريض الورق والآخر أدق ورقا
منه وفي طعمه مرارة.
حامد بن سمحون : البستاني منه صنفان
أحدهما طويل الورق إسمانجوي الزهر كريه الطعم مر وخاصة في آخر الصيف إذا خشن ، ومن
هذا الصنف بري شبيه به في صورته وزهرته إلا أنه أقوى مرارة وأشد كراهة ويسمى عندنا
الأميرون ، والصنف الثاني من البستاني عريض الورق أبيض الزهر تفه الطعم عديم
المرارة وخاصة في أول الربيع ويسمى بالرومية أنطونيا وتعرف بالهندبا الشامي والهاشمي
، وبريه قريب منه في شكل ورقه وقلة مرارته بعيد منه في شكل زهره وكثرة زغبه وهو
السرالية بالعجمية وزعم أنه الطرخشقوق. الغافقي : الطرخشقوق هو الصنف الأول من
البري الذي زهره سماوي صغير والسرالية زهره أصفر كثير الزهر ومن البري صنفان آخران
وهو اليعضيد ويسمى باليونانية خندريلي وقد ذكر في الخاء. جالينوس في الثامنة : هذا
نوع من البقول يميل إلى المرارة خاصة ولذلك يسميه قوم الهندبا البري وهو بارد يابس
وهو منهما في الدرجة الأولى وتبريد البستاني أكثر من تبريد البري ولكنه بسبب ما قد
خالطه من الرطوبة الغريبة الكثيرة قد ذهب عنه اليبس والنوعان كلاهما من الهندبا
البري والبستاني طعمهما قابض وكذا طعم النوع الثالث من أنواعه المسمى باليونانية
خندريلي. ديسقوريدوس : وكل
هذه الأصناف قابضة
مبردة جيدة للمعدة وإذا طبخت وأكلت عقلت البطن شديدا وخاصة البري منها فإنه أشد
عقلا وأجودها للمعدة وإذا أكلت نفعت من ضعف المعدة والقلب ، وإذا تضمد بها وحدها
أو مع السويق سكنت التهاب المعدة وقد يستعمل منها ضماد للخفقان وقد تنفع من النقرس
ومن أورام العين الحارة إذا خلطت مع السويق والخل ، وإذا تضمد بها مع أصولها نفعت
من لسعة العقرب ، وإذا خلطت مع السويق نفعت من الجمرة جدا وماؤها إذا خلط بإسفيذاج
الرصاص وخل كان منه لطوخ لمن احتاج إلى التبريد شديد. مسيح : وقوّة الهندبا في
البرودة واليبوسة من الدرجة الأولى تقوي المعدة وتفتح جميع سدد الكبد والطحال وتطفئ
حرارة الدم والصفراء وتجلو ما في المعدة. الرازي في دفع مضار الأغذية : الهندبا هو
صالح للكبد والمعدة الملتهبتين وليس معه من التطفئة والترطيب وتسكين العطش ما مع
الخس نافع لأوجاع الكبد حارها وباردها وليس بموافق لأصحاب السعال ولا للمبرودين وما
أقل ما يوافق جدا المبرودين من البقول لأن أكثرها مبرد نافخ وما كان منها مربى
كثرت فيه الرطوبة كثيرا والنفخ وكان في هذا المعنى أردأ ، والبرية منها الضامرة
الجسم القليلة الإصابة من الماء أقل نفخا وأشد لطافة وحرافة وإن كانت من البقول
اللطيفة الحريفة ، والهندبا صالح للمعدة ونافع إذا استعمل بالخل بعد الفصد والحجامة
يفتح سدد الكبد وينقي مجاري البول.
الإسرائيلي : إعلم أنه إذا عصر ماؤه وأغلي
ونزعت رغوته وشرب بسكنجبين فتح السدد ونقى الرطوبات العفنة ونفع من الحميات
المتطاولة. البصري : جيد الكيموس يقوي المعدة وأصله ينفع من لسعة العقرب وإن قال
قائل أن فيه حرارة لموضع حرارته في الصيف لم يبعد في القول. حبيش : الهندبا يستحيل
مع الهواء وأنه يكون خشنا عند سخونته ، وإذا خشن زادت مرارته وهو حلو قليل الحرارة
قريب من الإعتدال ، وإذا عصر ماؤه وغلي وصفي نفع من الأورام وقوى المعدة وفتح
السدد وإن جعل مع غيره من البقول الملائمة له كالرازيانج والكشوث كان فعله في
الأدواء التي ذكرت أبين ، وإن طلي على الأورام من خارج البدن نفعها وبردها. البصري
: الهندبا الشامي المسمى أنطونيا بارد رطب في الدرجة الأولى. مسيح : هو بين الخس والهندبا.
الإسرائيلي : هو أعدل من الهندبا وأجود كيموسا.
الطبري : ألطف من الخس وأقل غذاء وإذا
دق ورقه ووضع على الأورام الحارة حللها أو بردها وعصيره مع ماء الرازيانج الرطب
ينفع من اليرقان. ابن سينا : الهندبا إذا حل فيه الخيارشنبر وتغرغر به نفع من
أورام الحلق ، والهندبا تسكن الغثي وهيجان الصفراء وهو أفضل دواء للمعدة التي بها
مزاج حار ، وقيل أنه موافق لمزاج الكبد كيف كان وللحار شديد الموافقة وليس بضر البارد
ضرر أصناف البقول الباردة وينفع من الربع والحميات الباردة.
الطبري : الهندبا البري هو الطرخشقوق ويسمى
بالفارسية وتلخ. إسحاق بن عمران : ورقه يشبه ورق صغير الهندبا البستاني وله عساليج
رقاق مقدار شبرين وأقل وفيها نوار صغير لونه إسمانجوني ويسعط به ويخلف حبا دقيقا.
جالينوس في الميامن : الغالب على مزاجه البرد اليسير وفيها مرارة ، وبهذين جميعا
يقبض قبضا معتدلا ولذلك صار من خيار الأدوية لفساد مزاج الكبد الحار. حنين في
اختياراته : البري يشرب فينفع لسع العقارب والحيات والزنابير وحمى الربع. ماسرحويه
: وأما الطرخشقوق فإنه بارد
في أول الثانية واليبس
عليه أغلب.
الطبري : الهندبا البري شبيه بالهندبا
البستاني غير أن البري أحد من البستاني وأقل بردا وحبه أيضا نحو حبه في القوّة ويكتحل
بماء ورقه فينفع من العشاء ويدخل ورقه في الترياقات وينفع أيضا إذا سحق من الحميات
ولا سيما الذي يقل شربة للماء. ابن ماسه : البلخشكوك مقو للمعدة دابغ لها وما ينبت
منه في البساتين والمواضع الكثيرة المياه كان برده أكثر ويبسه أقل وخاصيته النفع
من لسع الهوام ، إذا أكل أو شرب ماؤه ويدخل في كل ما يدخل فيه الهندبا من الأدوية.
الطبري : الطرخشقوق هو أقوى من الهندبا في جميع أفعاله.
إسحاق بن عمران : ينفع من نفث الدم ويقطع
العطش وهو منبه للأكل مفتح لطيف ينفع من حمى الربع ومن الإستسقاء ويقوّي القلب إذا
شرب أو تضمد به ، وينفع من لذعة العقرب والحرارات ويقاوم أكثر السموم وخاصة ماؤه
المعتصر إذا صب عليه الزيت وتحسى فإنه يخلص من الأدوية القتالة كلها ، ويعقب صلاحا
تاما ولينه يجلو بياض العين كحلا.
التجربتين : ينفع الإستسقاء متى كان عن
ورم حار في الكبد ويكسر رهج الدم وينفع من الحمى المطبقة وشرابه المتخذ منه يقوي ويضعف
بقدر ما فيه منه وبزره قريب الفعل من مائه المعتصر إلا أنه أضعف.
هوم
المجوس : هو المرانبا وقد ذكر في الميم من قبل.
هيوفاريقون
: ديسقوريدوس في الثالثة : أوفاريقون ومن
الناس من سماه أنروسا ومنهم من سماه قوريون ومنهم من يسميه حامانيطس لمشاكلة رائحة
بزره لرائحة الراتينج الذي هو صمغ الصنوبر ونيطس هو الصنوبر ، وهو تمنش يستعمل في
وقود النار وله ورق كالسذاب وطوله نحو من شبر وغصن أحمر وحمرته إلى الدم وله زهر
أبيض شبيه بالخيري الأبيض وبزره في شكله مستطيل مدوّر وعظمه كحبة الشعير ولون
البزر أسود ورائحته كالراتينج وينبت في أماكن حسنة وأماكن وعرة. جالينوس في
الثامنة : هذا يسخن ويجفف وجوهره جوهر لطيف حتى أنه يدر الطمث والبول ، وينبغي لنا
إذا أردنا أن نسقي منه من يحتاج إلى هذا أن نسقي من ثمرته كما هي ولا يقتصر على
بزره وحده مع أنه إذا اتخذ من ورقه ضماد وضمدت به مواضع حرق النار والقروح ألحمها
وأدملها فإن جفف ودق ونثر شفى القروح المترهلة والمتعفنة ، وقد يشفي به قوم قروح
الورك وقد يشفى به قوم وجع الورك.
ديسقوريدوس : إذا احتمل أدر الطمث والبول
وإذا شرب بزره بالشراب أذهب حمى الربع وأبرأها ، وإذا شرب أربعين يوما متوالية
أبرأ عرق النسا وإذا تضمد بورقه وبزره أبرأ حرق النار. مسيح : هو حار يابس في
الثالثة. بديغورس : خاصيته الإذابة والتحليل وتفتيح السدد. الرازي : شرب ماء ورقه
ينفع من النقرس نفعا بينا. ديسقوريدوس : وأما أسفندرن ومن الناس من يسميه
أسفوريداس وهو صنف من أوفاريقون يخالف الأول في العظم وذلك أن هذا أعظم من الأول وأكبر
أغصانا وهو أصلح منه لوقود النار ولونه أحمر قان وزهره أصفر وبزره شبيه ببزر
أوفاريقون ورائحته شبيهة بالراتينج ، وإذا فرك كان كأنه يدمي الأصابع ، وإذا شرب
من بزره بقوطولس من الشراب الذي يقال له أدرومالي نفع من عرق النسا وأسهل البطن وأخرج
المرة ، وينبغي أن يدمن أخذه من كان به عرق النسا إلى أن يخرج من علته ، وإذا تضمد
بهذا النبات كان صالحا لحرق النار ، وأما أندروسا ومن الناس من يسميه دوثوسياس وأيضا
يسمونه أسفرون وبين أسفرون وأوفاريقون فرق وهو تمنش يستعمل في وقود النار وله بزر
دقيق وأغصان حمر وحمرتها
قانية وورقه يكون قريب ثلاثة أضعاف ورق السذاب في العظم إذا فرك هذا الورق خرجت
منه رطوبة شبيهة بالشراب وله شعب كثيرة مستقيمة الأطراف عليها زهر أصفر صغار وبزره
في غلف شبيهة بغلف الخشخاش الأسود وعليه خطوط ، وإذا فرك هذا النبات فاحت منه
رائحة الراتينج ، وبزره إذا سحق وشرب منه مقدار درهمين أسهل الطبع وأخرج المرارة ويبرئ
خاصة عرق النسا وينبغي لمن أسهله هذا الدواء أن يتجرع بعد إسهاله جرعا من ماء ، وإذا
تضمد به أبرأ حرق النار. جالينوس في ٦ : ثمرة النوعين جميعا تسهل البطن وأما
ورقها فقوّته قوّة تجفف ويخلو قليلا ولذلك قد وثق الناس منه بأنه يبرئ حرق النار ،
وإذا طبخ بشراب قابض صار لذلك الشراب قوّة تأمل الجراحات العظيمة. ديسقوريدوس : وأما
فورس ويسميه بعض الناس أوفاريقون فله ورق شبيه بورق الشجرة التي يقال لها أريقي
إلا أنه أصغر منه وفيه شيء من رطوبة تدبق باليد ولونه أحمر كالدم وطوله شبر وهو طيب الطعم والرائحة ، وإذا شرب البزر
أدر البول والطمث وإذا شرب بالشراب نفع من نهشة الرتيلا ، وإذا شرب مع الفلفل نفع من
الكزاز وقد يهيأ منه ومن الزيت مسوح نافع من الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى
خلف وعرق النسا. لي : زعم إسحاق بن عمران أن الهيوفاريقون هو الفاشرا وهذا من أعظم
الخطأ وقد ذكرت الفاشرا في الفاء وتابعه على ذلك جماعة منهم ابن الجزار في كتاب
الإعتماد وغيره.
بديغورس : بدله إذا عدم وزنه من أصول
الإذخر ونصف وزنه من عروق الكبر.
هيوفسطيذاس
: منهم من زعم أنه لحية التيس أو عصارته ،
وقد غلط وأخطأ وإنما هو نوع من طرابيث صغير يعرف بأبي سهلان ينبت في أصول شجرة
لحية التيس وهو مذكور معه في اللام.
هيضمان
: وهو الفجل البري وقد ذكرته في الفاء.
هيدبوا
: هو الهال وقد ذكرته من قبل.
هيشر
: هو الكنكير البري وقد ذكر في الكاف وفي
كتاب الرحلة لأبي العباس النباتي الهيشر هو إسم عربي لنبات شوكي ورأيته بين
المدينة والبقيع وسألت عنه بعض الأعراب فسماه وعرفه وهو نبات طوله أصبع له ورق
مشرف الجوانب مشوك حاد الشوك وساقه نحو من ذراع معقدة مشوكة وهو في رأس حرشفي
الشكل لونه بين البياض والزرقة وطعمه طعم الحرشف سواء.
حرف الياء
ياسمين
: لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس. سليم
بن حسان : هو نبات له عصي طوال مخرجها من أصل واحد ثم تتفرع إلى فروع ولها ساق
فيها ورق شبيه بورق الخيزران إلا أن هذا ألين وأشد خضرة وله نور أبيض ذو أربع
شرفات طيب الرائحة ويكون منه أصفر ورغم قوم أنه يكون منه أزرق. عيسى بن ماسه : هو
صنفان أبيض وأصفر والأبيض أطيبها رائحة وأقواها حرارة ويبوسة. مسيح بن الحكم : وقوّته
في الحرارة واليبوسة من أحر الدرجة الثانية أو من أول الثالثة. البصري : نافع
للمشايخ ولمن كان مزاجه باردا صالح لوجع الرأس الحادث من البلغم والمرة السوداء
الحادثة عن عفونة. الرازي : جيد لوجع الرأس الذي يكون عن برد أو رياح غليظة مقوّ
للدماغ. إسحاق بن عمران : محلل للرطوبات البلغمية وهو نافع من اللقوة والشقيقة وإذا
دق رطبا كان أو يابسا ووضع على الكلف أذهبه والأصفر منه محلل مسخن
__________________
لكل عضو بارد ونافع
للمزكومين ومصدع للمحرورين ويصلح استعمال دهنه في الشتاء. الشريف : إذا أخذ زهره وسحق
وشرب من مائه ثلاثة أيام كل يوم أوقية قطع نزف الأرحام مجرب ، وإذا سحق يابسا وذر
على القروح نفعها وعلى الشعر سوده .
ياقوت
: لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس.
أرسطوطاليس : وهو ثلاثة أجناس أصفر وأحمر وكحلي فأشرفها وأنفسها الأحمر وهو حجر
إذا نفخ عليه بالنار ازداد حسنا وحمرة فإن كانت فيه نكتة شديدة الحمرة وأدخل النار
انبسطت فيه فسقته من تلك الحمرة وحسنته وإن كانت فيه نكتة سوداء نقص سوادها والأصفر
أقل صبرا على النار من الأحمر والكحلي لا صبر له على النار البتة وجميع أنواع
الياقوت لا تعمل فيه المبارد الفولاذ.
البصري : هو أجناس والأحمر أقرب إلى
الحر من الأزرق لنقصانها والأبيض أبرد من الأزرق. أرسطو : من تقلد بحجر منه أو
خاتما كان فصه منه وكان في بلد فيه طاعون أمن من ذلك. البصري : ذكر بعض الأطباء أن
الياقوت ينفع من نزف الدم. الرازي في كتاب خواصه قال ابن ماسويه : يمنع جمود الدم
إذا علق على من به ذلك. الشيخ الرئيس في كتابه في الأدوية القلبية : أما طبعه
فيشبه أن يكون معتدلا وأما خاصيته في التفريح وتقوية القلب ومقاومة السموم فأمر
عظيم ويشبه أن تكون هذه الخاصية قوة غير مقتصرة على جزء فيه بل فائضة منها
كفيضانها من المغناطيس ولذلك يجذب الحديد من بعيد ومما يقنع في هذا الباب من أمر
الياقوت أنه يبعد أن نقول أن حرارتنا الغريزية تفعل في الياقوت المشروب إحالة وتحليلا
وتمزيجا لجوهره بجوهر البحار الروحي كما نقول في الزعفران وغيره ، وبالجملة
فالياقوت يفعل في صورته ١عن الحار الغريزي ثم يحدث فيه فعله فإن جوهره كما يظهر
جوهر بعيد عن الإنفعال فيشبه أن يكون فعل الحرارة الغريزية غير مؤثر في جوهره ولا
في أعراضه اللازمة لجوهره ولكن في آنيته ومكانه العرضيين أما في آنيته فإن ينفذه
مع الدم إلى ناحية القلب فيصير أقرب من المتفعل فيفعل فعله أقوى ، وأما في كيفيته
فيما يسخنه ومن شأن السخونة أن تبرز الخواص وتنبه القوى فتصير مثل الكهرباء فإنه
إذا قصر في جذب التبن حك حتى يسخن ، ثم قوبل به التبن حتى يجذبه فيشبه أن يكون
غاية تأثير طبيعتنا في الياقوت أن يكون فعلها زيادة إفاضة لما تفيض منها طبعا وزيادة
تقريب وما شهد به الأولون من تقريح الياقوت وإمساكه وخصوصا في الفم دليل على أنه
ليس يحتاج في تفريحه إلى استحالة في جوهره وأعراضه اللازمة ولا إلى مماسة المنفعل
عنه بل قوّته المقرحة فائضة عنه إلا أنا نقوي فعلها بالتسخين والتقريب كما في سائر
الخواص ويشبه أن يكون يعين فعل هذه الخاصية ما فيه من التنوير بشفه وتعديله
للمزاج.
يبروح
: ديسقوريدوس في الرابعة : هو صنفان
أحدهما يعرف بالأنثى ولونه إلى السواد ويقال له ريوقس أي الخسي لأن في ورقه مشاكلة
لورق الخس إلا أنه أدق من ورقه وأصغر وهو زهم ثقيل الرائحة ينبسط على وجه الأرض وعند
الورق ثمر شبيه بالغبيرا وهو اللفاح أصفر طيب الرائحة فيه حب شبيه بحب الكمثري ، وله
أصول صالحة العظم إثنان أو ثلاثة يتصل بعضها ببعض ظاهرها أسود وباطنها أبيض وعليها
قشر غليظ وهذا الصنف ليس له ساق ، والآخر يعرف بالذكر وهو أبيض يقال له موريون وله
ورق بيض ملس كبار عراض شبيهة بورق السلق ولونه ولفاحه ضعف لفاح الصنف الأول ولونه
كالزعفران طيب
__________________
الرائحة مع ثقل وتأكله
الرعاة فيعرض لهم يسير سبات وله أصل شبيه بالأوّل إلا أنه أكبر منه وأشد بياضا ، وهذا
الصنف ليس له ساق وقد تستخرج عصارة هذا الصنف وهو طري بأن يدق القشر ويصير تحت شيء
ثقيل وينبغي أن تسحق العصارة وتخزن بعد أن تثخن وترفع في إناء من حزف وقد تستخرج
عصارة لفاح هذا الصنف كما تستخرج عصارة قشر الأصل وعصارة اللفاح أضعف وقد يؤخذ قشر
الأصل ويشد بخيط كتان ويعلق ويرفع. جالينوس في السابعة : قوّته البرودة وهي كثيرة
فيه حتى أنه في الدرجة الثالثة منها وفيه مع هذا حرارة يسيرة فأما لفاحه ففيه
رطوبة فهو لذلك يحدث السبات ، وأما قشرة أصله فقوية جدا وليست هي مبردة فقط بل ومجففة
وأما نفس الأصل المستبطن العشرة فهو ضعيف.
ديسقوريدوس : ومن الناس من يأخذ الأصول
ويطبخها بشراب إلى أن يذهب الثلث ويصفيه ويرفعه ويأخذ منه مقدار قوانوس ويستعمله
للسهر وتسكين الأوجاع ، وإذا أحببت أن تبطل حس من احتاج إلى أن يقطع منه عضوا واحتاج
إلى الكي فيشرب من هذا الدواء مقدار أويولوسين بالشراب الذي يقال له ماء القراطن
فيقيء بلغما ومرة صفراء كما يفعل الخربق وإن أخذ منها مقدار كثير قتل وقد تقع في
أدوية العين والأدوية المسكنة للأوجاع والفرزجات الملينة ، وإن أخذ منها مقدار نصف
أويولوس واحتمل أدر الطمث وأخرج الجنين ، وإذا جعلت في المقعدة منه فتيلة أنامت ،
وقد يقال أن الأصل إذا طبخ مع العاج مقدار ست ساعات لينه وصيره سلس القياد لأي شكل
أحب أن يتشكل به وورقه إذا كان طريا وتضمد به مع السويق وافق الأورام الحارة
العارضة في العين والأورام الجاسية والدبيلات والخنازير والخراجات ، وإذا دلك به
البرص وما أشبهه دلكا شديدا خمسة أيام أو ستة ذهب به بلا أن يتقرح الموضع وقد يجفف
الورق ويستعمل أيضا لما يستعمل فيه وهو رطب ، وإذا دق الأصل ناعما وخلط بخل أبرأ
القروح من الحمرة ، وإذا خلط بالعسل أو بالزيت كان صالحا للسع الهوام ، وإذا خلط
بالماء حلل الخنازير والخراجات ، وإذا خلط بالسويق سكن وجع المفاصل وقد يهيأ منه
شراب يقشر الأصل بلا أن يطبخ ، وينبغي أنه إذا أحب أحد عمل هذا الشراب أن يأخذ من
الشراب الحلو مقدار قنطريطس وهو في اليوناني إثنان وسبعون قسطا ويطرح عليه من قشر
الأصل ثلاثة أمناء ويسقى منه ثلاثة قوالوسات من به حاجة إلى أن يقطع منه عضوا وإن
يكوى فإنه إذا شربه لم يحس بالألم للسبات العارض له ولفاح هذا الأصل إذا أكل واستنشقت
رائحته عرض لآكله ولمستنشقه سبات ، وكذا يعرض أيضا من عصارته إذا أكثر منه السكتة
وبزر اللفاح إذا شرب نقى الرحم ، وإذا خلط بكرنب لم تمسه النار واحتمل قطع نزف
الدم من الرحم وقد تستخرج الدمعة بأن يقور في الأرض قوّرات مستديرة وأن يجمع ما
يسيل إليها من الرطوبة والعصارة أقوى من الدمعة وليس في كل حال وكل مكان يكون
للأصول دمعة ويدل على ذلك التجربة ، وقد زعم بعض الناس في صنف آخر من المرنوس أنه
ينبت في أماكن ظليلة ومغائر وله ورق شبيه باليبروح بيض إلا أن ورقه أصغر من ورقه وطول
الورق نحو شبر ولونه أبيض وهو حوالي الأصل والأصل ليس أبيض طوله أكبر من شبر بقليل
وهو في غلظ الإبهام ، وقد يقال أن هذا الأصل إذا شرب منه مقدار درخمي وأكل بالسويق
أو بالخل
أو في بعض الطبيخ فإن
__________________
الإنسان على ما
زعموا إذا أكله أو شربه أسبت ويبقى في سباته على الحال التي كان عليها قبل أن
يأكله نحو ثلاث ساعات أو أربع ساعات حتى لا يحس بشيء أصلا وقد يمتدّ نصف نهار ، وقد
يستعمل الأطباء هذا الأصل إذا أرادوا أن يقطعوا عضوا أو يكووه ، ويقال أن هذا
الأصل إذا شرب مع عنب الثعلب المعروف بالمجنن كان بادزهر له. بولس : ليس لهذا
النوع من اليبروح ثمرة أصلا.
مسيح : اللقاح بارد فيه رطوبة فضلية
نافع من السهر صالح لأصحاب المرة الصفراء محمود في شمه لا في أكله وقال مرة أخرى :
اللفاح بارد إلا أن فيه فتورة يسيرة وفي لقاحه أيضا رطوبة يسيرة وهو يسدر وينوّم.
الرازي : اللفاح بارد غير أنه يثقل الرأس ويسبت وإن أكل غثى وأسبت وربما قتل وقال
في كتاب الحاوي : أخبرني بعض مشايخ الأطباء ببغداد أن جارية أكلت خمس لفاحات خرت
مغشيا عليها واحمرّت وأن رجلا صب على رأسها ماء الثلج حتى أفاقت ، ورأيت من النساء
من يشرب أصله للسمنة فيصرن كمن خرج من الحمام أو شرب شرابا كثيرا من حمرة الوجه والبدن
وانتفاخهما. ابن ماسويه : اللفاح مسكن للصداع المتولد من الدم الحار والمرة مخدر
إن أكل أو شم. ماسرجويه : إن أكثر من أكله عرض منه الإختناق وحمرة الوجه وذهاب
العقل ، وينفع هؤلاء إن يسقوا سمنا وعسلا ودهنا ويتقيئوا.
أهرن القس : السابيرج هو اللفاح يهيج
النعاس إذا شرب منه مقدار كثير أو أكل وإن أكثر منه قتل ، وعلاجه التقيؤ بماء
الإفسنتين المطبوخ بالماء والعسل وأكل الفلفل وشرب الجندبادستر والسذاب والخردل.
الرازي في كتاب إبدال الأدوية : وبدل السابيرخ إذا عدم وزنه من بزر البنج.
يبروح
صنمي : مذكور في السين في رسم سراج القطرب.
يتوع
: الرازي : اليتوع كل ما كان له لبن جار
يقرح البدن كالسقمونيا والشبر مر واللاعية. ديسقوريدوس في الرابعة : طيومالص هو
نبات يقال أنه سبعة أصناف منه صنف معروف بالذكر ويقال له حاراقياس ومنهم من سماه
قرميطس وقد يسمونه مغاليطس وسموه أيضا قوبيوص ، ومنه صنف آخر معروف بالأنثى ويقال
له قرسيطس ومعناه الشبيه بالآس وقد يسمى أيضا فارويطس ، ومنه صنف آخر يسمى مار
اليوص ومعناه القريب من البحر ومن الناس من يسميه طينوسلس ومنهم من يسميه متقن ، ومنه
صنف آخر يقال له أتلموسفرنيون ومعناه الناظر إلى الشمس ، ومنه صنف آخر يقال له
قوباريساس ومعناه البروي ، ومنه صنف آخر يعرف بريدردس ، ومنه صنف آخر يعرف
ملاطماموقا والصنف من اليتوع الأول له قضبان طولها أكبر من ذراع وفي لونها حمرة
مملوءة من لبن حاد وورق على القضبان يشبه ورق الزيتون إلا أنه أطول منه وأرق وأصل
غليظ خشبي وعلى أطراف القضبان جمة من قضبان دقاق شبيهة بقضبان الإذخر على أطرافها
رؤوس إلى التجويف شبيهة بالصنف الذي يقال له نواليس ، وفي هذه الرؤوس ثمرة هذا
النبات وينبت في أماكن خشنة ومواضع جبلية ولبنه إذا شرب منه أوثولوسين بخل ممزوج
بالماء أسهل بلغما ومرة ، وإذا شرب بالشراب الذي يقال له مالقراطن أسهل وهيج القيء
، وقد يستخرج هذا اللبن في أوان القطاف بأن تجمع القضبان وتقطع وينبغي أن يميل رأس
القضبان إذا قطعت في إناء ليسيل فيه اللبن ومنهم من يقطر منه على التين ثلاث قطرات
على كل تينة ويجففه فما جف رفعه ، ومنهم
من يأخذ دقيق
الكرسنة فيعجنه به ويحببه حبا كأمثال الكرسنة وقد يؤخذ اللبن وحده ويسحق على صلاية
ويجمع ويرفع ولا ينبغي أن يستخرج في وقت هبوب الرياح ولا ينبغي أن يقدم المستخرج
يده إلى عينيه ، ويمسح بدنه قبله بشحم مذاب أو زيت مع شراب وخاصة الوجه والأنثيين
والرقبة ، وإذا شرب خشن الحلق فلذلك ينبغي أن يجفف ويطلى الحب بموم أو بعسل منزوع
الرغوة ثم يشرب ، وأما إن أخذ من التين الذي يقطر عليه اللبن اثنتين أو ثلاثا
فشربت فإنها تكفي لما يحتاج إليه من الإسهال ، وهذا اللبن إذا أخذ طريا وخلط
بالزيت ويلطخ به في الشمس حلق الشعر وصير النابت بعده أشقر خفيفا ثم بأخرة يسقط
كله وقد يصير في ثقب الأضراس المتآكلة فيسكن وجعها ، وينبغي أن يسد فم الثقب بموم
لئلا يسيل فيضر باللسان ، وإذا لطخ على الثآليل التي يقال لها أفروحوذونس والذي
يعرض معها شبيه بدبيب النمل وعلى الثآليل المسماة بومس وعلى اللحم الناتئ الذي
يقال له قومس وعلى القوابي أذهبها ويوافق الظفرة والجدري والأكلة والورم الخبيث
الذي يقال له عبقرانا والنواصير ، وقد يجمع ثمر هذا في الخريف ويجفف في الشمس ويدق
دقا خفيفا وينشف وينظف ويرفع هو والورق ، وإذا أخذ من الثمر والورق نصف أكسوثافن وشربا
فعلا كما يفعل اللبن ومن الناس من يتخذ ورقه مع الشطرح باللبن والجبن الرطب ، وأصل
هذا النبات إذا أخذ منه مسحوقا درخمي وطرح على شيء من الشراب الذي يقال له
أدرومالي وشرب أسهل ، وإذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من وجع الأسنان ، وأما الصنف
المعروف بالأنثى وهو الذي يسميه بعض الناس موسوطس ومارسطس فطبيعته شبيهة بطبيعة
النبات الذي يقال له دقيوانداس وله ورق شبيه بورق الآس إلا أنه أكبر وورقه متين
حادّ الأطراف مشوّكها وله عيدان مخرجها من الأصل طولها نحو شبر وله ثمر يأتي به في
كل سنة شبيه بالجوز يلذع اللسان لذعا يسيرا وينبت في أماكن خشنة ، وقوّة لبن هذا
الصنف وورقه وأصله وثمره شبيهة بقوّة الصنف الذي قبله والحال في خزن كل واحد منها
كالذي قبله إلا أن ذاك أشدّ تهييجا للقيء ، وأما الثالث فينبت في بعض السواحل
البحرية ، وله قضبان خمسة أو ستة طولها نحو شبر قائمة لونها إلى الحمرة ومخرجها من
الأصل وعليها ورق صغار متراصف إلى الدقة مستطيل شبيه بورق الكتان وعلى أطراف
القضبان رؤوس كثيفة متلززة مستديرة فيها ثمر شبيه بحب الكرسنة مختلف اللون وله زهر
أبيض ، وهذا النبات كما هو مع أصله ملآن من لبن واستعمال هذا الصنف وخزنه كحال
الصنفين قبله ، والرابع له ورق شبيه بالبقلة الحمقاء إلا أنه أدق منها وأشد
استدارة وله قضبان أربعة أو خمسة مخرجها من أصل واحد طولها شبر دقاق حمر مملوءة من
لبن كثير وله رأس شبيه برأس الشبث وثمر كأنه موضوع في رؤوس وجمة هذا النبات تنتفل مع
الشمس وأكثره ينبت في المدن والخرابات ولبنه وثمره يجمعان كما تقدم مثل ما يجمع
لبن وثمر الأصناف التي ذكرنا وقوّتهما مثل قوتها إلا أنها ليست بقوية مثل قوّة لبن
وثمر الأصناف الأخر ، والخامس له ساق طولها شبر أو أكثر لونه إلى الحمرة وورق
مخرجه منه يشبه ورق شجرة الصنوبر التي تحمل قضم قريش إلا أنه أرخص منه وأطول وأدق
وبالجملة أن ورقه يشبه ورق الصنف المذكور من الصنوبر في ابتداء نباته وهذا النبات
أيضا ملآن من لبن وقوته شبيهة بقوّة الأصناف من اليتوع التي ذكرنا ، وأما الصنف
النابت منه في الصخور وهو الذي يقال له
ديدورودس فإنه كثير
الأغصان كثير الورق ملآن من لبن ولون أغصانه إلى الحمرة ما هو وعلى أغصانه ورق
شبيه بورق الآس دقيق وله ثمر شبيه بثمر الصنف من اليتوع الذي يقال له حاراقياس وفعل
هذا الصنف والحال في خزنه مثل الفعل والحال في خزن أصناف اليتوع التي ذكرنا ، وأما
الصنف الذي يقال له بلاطيقا فإن ورقه شبيه بورق قلومس وأصله وورقه ولبنه تسهل
كيموسا مائيا ، وإذا دق وطرح في الماء قتل السمك وكذا أصناف اليتوع التي ذكرناها
قبل هذا الصنف تفعل ذلك أيضا. جالينوس في الثامنة : جميع أصناف اليتوع قوّتها
الكثيرة حادة وفيها مع هذا مرارة وأقوى شيء فيها لبنها وبعده بزرها وورقها وفي
أصولها أيضا شيء من هذه القوى التي ذكرنا وليس ذلك في الجميع مساويا فأصول اليتوع
إذا طبخت بالخل أذهبت وجع الأسنان وشفته لا سيما الوجع الحادث في الأسنان المتآكلة
، فأما لبن اليتوع إذا طبخ بالخل فيذهب وجعها ولما كانت قوّته أشد وأظهر صار الناس
يضعونه في جوف السن المأكول وأما سائر الفم فإن قرب منه موضع أحرقه على المكان وأحدث
فيه قرحة ، ومن أجل ذلك قد ينبغي لنا إذا أدرنا أن نقطره في الموضع المأكول من
السن أن نسده بشمع لأن لبن اليتوع في الدرجة الرابعة من الأشياء التي تسخن وتحرق ولذلك
صار إذا طلي على مواضع الشعر حلقه ولكنه لشدة قوته يحتاج أن يخلط معه زيت فإن فعل
ذلك مرارا كثيرة بطلت أصول الشعر ولم ينبت لأنها تحترق ويصير ذلك الموضع عديم
الشعر وبهذه القوّة صارت تقلع الثآليل المتعلقة والمنكوسة والخيلان والتوت واللحم
الزائد في الأظافير وتجلو القوابي والجرب لأن فيه قوّة تجلو لمكان مرارته وبسبب
شدّة إسخانه قد يمكن أن يشفي القروح المتآكلة والمتعفنة والحمرة متى استعمله إنسان
في وقت ينتفع به فيه وبالمقادير النافعة منه ، وبهذه القوة بعينها صار هذا اللبن
يقلع الصلابة التي تكون حول النواصير وجميع هذه الأفعال التي يفعلها أيضا كمثل ما
يفعلها ورقه وبزره إلا أنها أضعف من فعل اللبن وهذا الورق والبزر يستعملها الناس
في صيد السمك لأنه يجتمع عليهما فإن أكلهما خر سكران فيطفو فوق الماء وأنواع
اليتوع سبعة وأقوى أنواعه الأول المسمى حاراقياس وهو الذي يسميه قوم يتوع ذكر وبعده
المسمى يتوع أنثى وهو الذي يسمى باليونانية قوسليطس ، ومعنى ذلك الشبيه بالآس والنوع
الذي يكون بين الصخور هو أنواع الشحر ، ومن بعد هذه الأنواع في القوة النوع المسمى
بوصير وفوريا أيضا ويساتو وتفسيره السروسي وبعده المسمى أيلتوسفرنيوس وقوة رماد
أنواع اليتوع وماء رمادها كما ذكرنا. بولس : اليتوع يخلف المرة قريبا مما تخلفها
عصارة قثاء الحمار والسقمونيا والذي يعطي من لبنه فوق أربع قطرات أو خمس فينبغي أن
يعجن ذلك بالسويق حتى يبلغ سريعا وذلك أنه إن طال إمساكه في الفم جرح الفم واللسان
وما حوله. حبيش بن الحسن : لبن اليتوع حاد حريف يقرب في الشبه من السقمونيا ومقدار
الشربة منه إذا صلح من دانق إلى أربعة دوانيق ، وإذا طال مكثه نقص فعله وقل نفعه
فإذا أصلح فقوم يأخذونه من شجره ويخلطونه بدقيق الشعير ، فإن أصبته على هذه الصفة
وأردت إصلاحه فأخلطه بالنشاستج ولته بدهن الورد أو اللوز أو البنفسج وإن أصبته على
وجهه فأخلطه بالنشاستج ولته بدهن الورد وأصلح ما يخلط به ويمزج من الأدوية الورد
المطحون ورب السوس والصبر والتربد والهليلج
والأفسنتين والعافث
أو عصارتهما والملح الهندي والزعفران والنشاستج فإذا مزج بهذه الأدوية أو بعضها
أصلح المزاج ونفع من حميات الربع وأسهل الماء الأصفر إسهالا نافعا ، وإذا سقي على
وجهه من غير إصلاح أفسد المزاج وهيج الوجه وأعقب وجع الكبد وفساد المعدة وقلة
الإستمراء للطعام. إسحاق بن عمران : ومن اليتوع صنف له ورق كالخطمي مزغب وقضبان
دقاق معقدة شهب وغبر تشبه قضبان شجر القطن تعلو على الأرض نحو ذراعين ولها نوار
قليل الحمرة مدوّر يشبه نوار اللبلاب وأصل غليظ خشبي وعلى أطراف النبات جمة.
الرازي : ومن أنواعه الكبوة وهذا أحد أنواع اليتوع ولا تخلو منها المزارع وهي
حمراء الساق مدوّرة الورق تخرج لبنا كثيرا ويقرب فعلها من السقمونيا. الغافقي : هذا
أحد أنواع اليتوع فعلا وكثير من الناس عندنا يسمونه المحمودة ورقة كورق البقلة
الحمقاء وكورق الصنف المسمى ناظر الشمس إلا أن على ورقه زغبا يسير الدنا وهي
متكاثفة على قضبان مدورة خارجه من أصل واحد ونباته بقرب الأنهار ومنه نوع آخر يسمى
عندنا القلبوس وله قضبان خمسة أو ستة في غلظ الخنصر تعلو نحوا من ذراع لا ورق
عليها إلا شيء رقيق جدا حادّ الأطراف مرصف بعضه على بعض فكانت جملة قضبانه شبيهة
بالقبائل الموجودة على شجر الصنوبر الكبيرة ولونها أخضر مائل إلى الفرفيرية قليلا
يشبه الحيات الصغار وله أصل دقيق ذو شعب ولونه أحمر غائر في الأرض وأكثر نباته
بالرمل وبقرب البحر له لبن غزير وقوته كالسقمونيا وإسهاله كإسهاله وقد يسمى أيضا
البصوص ، ومنه صنف آخر يشبه النبات المسمى بصريمة الجدي إلا أنه أصغر وألين وقضبانه
بيض وله ثمر في أطرافه صلب يلتصق على الورق عسر القلع لونه إلى السواد في قدر حب
الحنطة وكشكله ، ومن أنواعه أيضا القشر والماهودانة والحلتيتا والدلب والشبرم وغيرهما
مما قد ذكرنا في سائر الحروف.
يحينذ
: هو الأمصوح من مفردات الشريف وقد ذكرته
في الألف أوّل الإسم مفتوحة بعدها حاء مهملة بعدها ياء ساكنة باثنين من تحتها ثم
نون ثم ذال معجمة.
يخصص
: إسم بربري عند عامة أفريقية للنوع
العظيم من الكرفس المشرقي وهو الذي يستعمل أطباء عصرنا هذا بزره مكان النظراشاليون
وليس به أوّل الإسم ياء مفتوحة ثم خاء معجمة ساكنة بعدها صادان مهملتان وقد ذكرناه
مع أنواعه في الكاف.
يذره
: هي بالذال المعجمة وهو إسم أندلسي
للنبات المسمى باليونانية قسوس وقد ذكرته في القاف.
يذقه
: أوله ياء مفتوحة بعدها ذال معجمة ساكنة
ثم قاف مضمومة ثم هاء إسم لطيني للنوع الصغير من الخمان وقد ذكرته في الخاء
المعجمة وهو المسمى باليونانية خياما أقطي.
يربوز
: وهو المسمى الجربوز وهي البقلة اليمانية
وقد ذكرت في الباء بواحدة.
يراع
: هو القصب في اللغة وقد ذكرته من قبل في
القاف.
يرامع
: هو الهليون وقد ذكر في الهاء وهو
الإسفيراج عند عامة المغرب والأندلس وقد صحفه قوم بالإسفيذاج وهو خطأ وصوابه
بالراء.
يرنأ
: هي الحناء في اللغة.
يربطورة
: إسم لطيني وهي عجمية وباليونانية
قوفادابن. ديسقوريدوس في الثالثة : هو نبات له ساق رقيق يشبه النبات الذي يقال له
حارانقون وهو الرازيانج وله جمة وافرة متكاثفة عند الأصل وزهر لونه أصفر وأصل أسود
ثقيل الرائحة غليظ مملوء رطوبة وينبت في جبال مظللة بالشجر وقد يشرط الأصل بسكين وهو
طري وتستخرج الرطوبة التي فيه وتوضع في ظل لأن قوتها تضعف في الشمس وفي وقت ما
تطلع الرطوبة يعرض
لمن يستولي ذلك صداع
وظلمة البصر إلا أن يتقدم فيلطخ منخريه بدهن ورد ويضع على رأسه أيضا منه ، وإذا
استخرجت الرطوبة من الأصل لم ينتفع به حينئذ وقد تستخرج أيضا رطوبة من الساق كما
تستخرج عصارة أصل اليبروح إلا أن فعل العصارة أضعف من فعل الرطوبة المستخرجة
بالشرط ، وفعلها في الأسنان إذا استعملها أسرع تحليلا وربما أصيبت صمغة لاصقة
بالأرض والأصل والأغصان شبيهة بالكندر ، وأجود ما يكون من دمعة هذا النبات ما أتي
به من البلاد التي يقال لها سردانيا ومن بلاد يقال لها سامورا وهي ثقيلة الرائحة
في لونها حمرة تلذع اللسان في الذوق. جالينوس في الثامنة : أكثر ما يستعمل من هذا
النبات أصله خاصة وقد يستعمل أيضا لبنه وعصارته وجميع هذه نوع واحد بعينه إلا أن
لبنه أكثر قوة من الجميع وذلك أنه يسخن إسخانا شديدا جدا ويحلل ولهذا صار الناس
يثقون منه بأنه ينفع من علل العصب وهو دواء نافع أيضا من العلل الحادثة في الصدر والرئة
من قبل أخلاط لزجة إذا ورد داخل البدن بالشراب وإذا بخر به العليل واستنشق رائحة
بخاره قطع ولطف ، وإذا وضع في المتآكل من الأسنان سكن وجعها من ساعته لتلطيفه وتسخينه
وهي أيضا تشفي الطحال الصلب لأنه يقطع الأخلاط الغليظة ويحللها ويلطفها ، وأما
أصله فيمكن أن يستعمل في هذه الوجوه كلها ، وإذا وضع على عظم تريد أن تسقط قشرته
برأها منه وأسقطها سريعا لأنه يجفف تجفيفا قويا شديدا إلا أن هذا الأصل أقل إسخانا
من لبنه وهو نافع أيضا للقروح الخبيثة الرديئة إذا جفف وسحق وذرّ عليها لأنه
ينقيها ويملؤها ويدملها وهو يسخن في منتهى الدرجة الثالثة ويجفف في ابتدائها.
ديسقوريدوس : دمعته إذا طلي بها الرأس بالخل ودهن الورد وافقت المرض الذي يقال له
ليبرعس والذي يقال له قرانيطش والسدد والصرع المزمن والفالج العارض ببطلان بعض
الأعضاء وحركتها وعرق النسا ومن كان به أسقسيموس ، وبالجملة إذا تمسح به بالخل والزيت
وافق الأعصاب وقد يستنشق رائحتها للإختناق العارض من وجع الأرحام واللثات ، وإذا
تدخن به طرد الهوام وإن خلط بدهن ورد وقطر في الأذن سكن أوجاعها ، وإذا جعلت في
التآكل العارض للضرس نفعت من وجعه وإذا استعملت بالبيض كانت صالحة للسعال وتوافق
عسر النفس والمغص وتلين الطبع تليينا رفيعا وتحلل أورام الطحال وتنفع من عسر الولادة
منفعة عظيمة ، وإذا شربت نفعت من وجع المثانة والكلى والتمدد العارض فيها وقد تفتح
فم الرحم وينتفع بالأصل في كل ما ينتفع فيه بالرطوبة إذا شرب طبيخه إلا أنه أضعف
فعلا من الرطوبة ، وإذا دق الأصل وسحق ناعما وعولجت به القروح نقى وسخها وأخرج
قشور العظام الخارجة منها وأدمل القروح العتيقة وقد يخلط بالقيروطات المسخنة والمراهم
وينبغي أن يختار منه ما كان حديثا ليس بمتآكل صلبا ساطع الرائحة وقد تحلل رطوبته
بلوز مر أو سذاب أو خبز حار ويستعمل في ماء يشرب. التجربتين : أصله يذهب كل رائحة
منتنة من أي موضع كانت ولذلك ينفع من الوباء الحادث من الملاحم وينفع من ضروب
الوباء كلها والروائح الصاعدة من أجسام الموتى ويسهل الطلق تبخيرا به الأنف وفي
رائحته أكراب لنفوس أصحاب الأمزجة الضعيفة الحارة فيجب أن يجتنب تبخيرهم به أو
يقرن به ما يدفع ذلك ، وإذا أحرق وخلط بالزفت والسمن وطليت به القروح في الرأس
الرطبة واليابسة جففها ، وإذا قطرت سمتها المستخرجة
بالنار في الآذان
فتحت سددها أو فتحت سمعها وثقلها ، وإذا أحرق وعجن بخل نفع من السعفة ، وإذا
استنشق دخانه نفع من النزلات منفعة بالغة وفتح سدد الخياشيم وجفف رطوبة الدماغ وينفع
من جميع أنواع الوباء منفعة بالغة بإصلاحه الهواء ، وإذا سحق أصله وذر على
الجراحات العسرة الإندمال من سوء مزاج حار رطب أدملها.
يربه
شانه : ومعناه بعجمية الأندلس العشبة الصحيحة.
الغافقي : هو نبات له ورق كذراع أو أكبر وغصنه دون الشبر وهو مشقق مشرف جعد أملس
أخضر إلى السواد وله بريق وهو كبير نابت من الأصل وأطرافه منحنية مائلة إلى الأرض
وله ساق خارجة بين الورق في قدر الإبهام طويلة جوفاء مدورة عليها ورق صغار من
نصفها إلى أعلاها إلى الطول ما هي وفيها تشويك وفيما بينها غلف كثيرة بعضها فوق
بعض في شكل مناقير البط عليها زهر فريري مائل إلى البياض وداخله ثمر كالبلوط مملوء
رطوبة لزجة وله أصل طويل معقد رخو يشبه أصل الخطمي مملوء رطوبة إلى الحلاوة والمرارة
القوية وقوة حرارته كقوة البهمن الأبيض ويزيد في الباه ويرد الرحم إذا نتأ ويبرئ
من فسخ العضل ويخصب البدن ويدر البول وينفع من أوجاع الخاصرة والمثانة وبعضهم
يسميه عشبة النجار ونباته بالرطب من الجبال والخنادق وقد يتخذه بعض الناس في
البساتين والمنازل وقد يبيع شجار والأودلس أصل هذا على أنه البهمن الأبيض ويظنون
أن قوته كقوته.
يربوع
: الإسرائيلي : يغذو لحمه غذاء كثيرا ويلين
البطن.
يشف
: ويقال يشب. ديسقوريدوس في الخامسة : أما
يبس زعم قوم أنه جنس من الزبرجد لونه شبيه بالدخان كأنه شيء مدخن ومنه ما لونه فيه
عروق بيض صقيلة ويقال له أسطريوس ومعناه الكوكبي ومنه ما يقال له طرمينون ومعناه
الشبيه في لونه بالحبة الخضراء وهو شبيه في لونه بالذي يقال له قالاس. جالينوس في
السابعة : قد شهد قوم بأن في الحجارة خاصيات كهذه الخاصية في هذا الحجر الأخضر منه
وهي أنه ينفع المريء وفم المعدة إذا علق على الرقبة أو العضد فيكون فيه بالغا ، وقوم
ينقشون عليه ذلك النقش الذي له شعاع على ما وصف ثاجاماسيوس وقد امتحنت أنا أياما
كثيرة هذا الحجر وجربته واختبرته اختبارا بالغا وجعلت له طولا معتدلا لا يبلغ إلى
فم المعدة فوجدته ينفع نفعا بليغا ليس دون ما إذا كان منقوشا عليه كما وصف
ثاجاماسيوس. الغافقي : زعم قوم أن هذا الحجر هو الدهنج ، وزعم قوم أنه ياقوت حبشي
ملون ويسمونه بالمشرق أبو قلمون وقوم يصحفونه فيقولون حجر البشذ وهو خطأ.
يعقوب
: قيل هو ذكر الحجل عن الخليل بن أحمد والجمع
يعاقيب وقد ذكرت الحل في الحاء.
يعضيد
: قيل هو النبات المسمى باليونانية
خندريلي وهو نوع من الهندبا وقد ذكرته في الخاء المعجمة. قال شيخنا أبو العباس
النباتي : هو معروف عند العرب وصفته كأنواع البقلة التي تسمى عندنا بالأندلس
بالسرالية إلا أنها مائلة إلى البياض قليلا وورقها فيما بين ورق الخس البري وورق
السريس البري وسوقه قصار وارتفاعها كثير ومنه ما يشبه ورقه ورق الهندبا البستاني
إلا أنه أصغر وأصلب وفيه بريق وحروف الورق مشرفة مشوكة لينة والزهر شديد الصفرة وطعمه
مر بيسير قبض.
يغميصا
: هو الريباس بالسريانية وقد ذكر في
الراء.
يقطين
: هو عند العامة القرع ومن اللغة يقال على
كل شجرة لا تقوم على ساق كاللبلاب ونحوه.
يلنجوج
: هو العود الهندي الذي يتبخر به وقد ذكر
في العين المهملة.
يمام
: هو طائر معروف وهو الشقنين
وقد ذكر في الشين
المعجمة.
ينبوت
: هو خرنوب المعزى عند أهل الشام. أبو
حنيفة : هو ضربان أحدهما هذا الشوك الصغار المسمى الخرنوب النبطي له ثمرة كأنها
تفاحة فيها حب أحمر وهو عقول للبطن يتداوى به ، والآخر شجرة عظيمة كالتفاح ورقها
أصغر من ورقه ولها ثمرة أصغر من الزعرور شديدة السواد يتداوى بها وهي شديدة
الحلاوة ولها عجمة في الموازين وهي تشبه الينبوتة في كل شيء إلا أنها أصغر ثمرة وهي
عالية كبيرة ، والأولى تنفرش على الأرض ولها شوك وقد يستوقدونه إذا لم يجدوا غيره.
وقال في موضع آخر : هي الخرنوب النبطي وهذا الشوك الذي يستوقدونه يرتفع ذراعا وهو
ذو أفنان وحمله أحمر خفيف كأنه تفاح وهو بشع لا يؤكل إلا في الجهد ويسمى القس وفيه
حب صلب كحب الخرنوب الشامي إلا أنه أصغر منه. الرازي : هو بارد يابس يمنع الخلفة
إذا شرب ماؤه. عيسى بن ماسه : الخرنوب النبطي ينبغي أن يكثر من أكله إذا أفرط
الطمث. مجهول : قشر أصله يفتت الأسنان العتيقة ويسكن وجعها ويقلعها بلا حديد. لي :
قد كثر اختلافهم فيه فمنهم من زعم أنه شوك القتاد وليس بصحيح لأن ذاك شجرة
الكثيرا. الرازي في الحاوي : هو شجرة الحاج ولم يصب في ذلك لأن تلك هي العاقول وقد
ذكرته في العين. وقال في الكافي : هو العوسج. وقال في موضع آخر : قيل هو الفوتيرا
وهي الطباق بالعربية وقد ذكرته في الطاء ولذلك قال ديسقوريدوس وجالينوس : هو
الفوتيرا والأصح قول أبي حنيفة وحده ولا يلتفت إلى قول غيره فيه.
ينتون
: هو الثافسيا وقد قلت إنه الدواء المسمى
بالبربرية أدرياس وقد ذكر في الثاء في رسم ثافسيا وغلط من قال إن الثافسيا هو صمغ
السذاب الجبلي والبري.
ينق
: هو الأنفحة بلغة أهل الأندلس وقد ذكرته
في الألف.
ينشتاله
: إسم لطيني بكسر الياء والنون بعدها أيضا
والشين المعجمة الساكنة بعدها تاء منقوطة باثنتين من فوقها مفتوحة بعدها ألف ساكنة
بعدها لام مفتوحة مشددة ثم هاء وهو الأمصوح بالعربية وقد ذكرته في الألف.
يثمه
: أبو العباس النباتي : هي معروفة
بالقيروان وهي عندهم مختبرة في الجراحات وهي نبتة بيضاء ورقها أزغب ولها ورق فيما
بين ورق لسان الحمل البري وورق أذن الغزالة إلا أنه أصفر يخرج من ورقها في الوسط
ساق طولها شبر وأقل وأكبر في غلط المغزل. واللّه أعلم.
تم الكتاب بعون الملك الوهاب ، والحمد
للّه
وحده والصلاة والسلام على من
لا نبي بعده وعلى آله وكل
ناسج على منواله
آمين
بعد حمد الله على آلائه والصلاة والسلام
على خاتم انبيائه يقول المتوسل الى الله بالجاه الفاروقي ابراهيم عبد الغفار
الدسوقي
ثم بعون الملك القهار طبع الكتاب الشهير
بمفردات ابن البيطار بالمطبعة العامرة الزاهية الزاهرة المتوفرة دواعي مجدها
المشرقة كواكب سعدها في ظل من تعطرت بثنائه الاندية
واخضرت بيمن طلعته
الاودية سيد ولاة الانام بهجة الليالي والايام رب المثر الشهرة والمناقب الجمة
الغزيرة صاحب الهمم القيصرية والمفاخر الكسروية من اجتمعت القلوب على وده واجمعت
الملوك على انه البدر في سعده الفراقي بهممه الى كل مقام معتلى جناب امسعيل بن
ابراهيم بن محمد علي لازالت الايام منيرة بطلعة وجوده والانام متمتعة بكرمه وجوده
ولا برح متمتعا بوجود انجاله الكرام وأشباله الفخام لا سيما الوزير الشهر النبيل
الاصيل من هو بأحاسن الثناء حقيق سعادة محمد باشا توفيق ثم الوزير صنو الكمال مظهر
الجلال والجمال ثاني الانجال الكرام البهمة سعادة حسين كامل باشا ناظر الجهادية ثم
سعادة ثالث الانجال من له في ميدان الفضل أفسح مجال حسن الصفات والاسم الحائز من
الذكاء أوفر قسم من انتعش به البهاء انتعاشا دوالتلو حسن باشا مشمولا تصحيحه
ونهذيبه وتنقيحه بحسب الامكان اذ لم يوجد منه نسختان فالمعذرة المعذرة لمن نظره
بعين المغفرة بادارة من خاطبته المعالي باياك أعنى ناظر المطبعة والكاغذ خانه حسين
بك حسني ونظارة وكيله القائم مقامه في سلوك جادة سبيله من عليه محاسن اخلاقه تئنى
حضرة محمد
أفندي حسني وملاحظة ذي الرأي المسدّد
حضرة أبي العينين أفندي أحمد وقد وافق تمام تمثيله وكمال طبعه وتشكيله اواخر ذي القعدة من سنة مائتين وألف واحدى وتسعين من هجرة خاتم المرسلين صلى الله وسلم عليه وعلى آله وكل منتسب اليه من انجلى غسق الظلام ولاح في الافق بدر تمام

|