

تقديم
|
بقلم : الاستاذ الدكتور
عبد الرزاق محيي الدين رئيس المجمع العلمي العراقي سابقا
|
بسم اللّه الرحمن الرحيم ، وبعد ، فمنذ
سنوات خلت رغب صديقي الاثير الدكتور حازم البكري أن يفحص مخطوطات المجمع العلمي
العراقي ، عساه يجد بينها مخطوطا في الطب يعمد الى احيائه ونشره ، فيؤدي بذلك خدمة
للتراث العربي في جانب من جوانبه ، ويعيد حياة لاثر يمثل مرحلة تاريخية وعلمية من
مراحل هذا الفن ، وقد تطور في عصرنا الحاضر تطورا بعد ما كان عليه في العصور
الوسيطة.
وببحث مستفيض في مخطوطات المجمع اهتدى
الى المخطوط الماثل أمام المعنيين بتاريخ علم الكحالة ، وبما كان عليه لدى
المتطببين في عصور سابقة.
وعرض علي نسخة المخطوط يستطلع رأيي في
الاقدام على احيائه ، فأشرت عليه بضرورة الاطمئنان الى قيمته العلمية ، ثم الوقوف
على نسخ للمخطوط قبل الاقدام على تحريره ، اضافة لذلك ضرورة الاهتداء الى شخص
مؤلفه ، ومنزلته بين أطباء عصره ، ليوفر للاثر عنصر الواقع العلمي والواقع
التاريخي.
انقطع للبحث مدة طويلة وراء الوقوف على
نسخ مخطوطة للكتاب في فهارس المخطوطات ، وفي دور الكتب الشرقية والغربية فلم يجد
ذكرا له ، أو اقتباسا منه ، كما لم يجد لسيرة المؤلف ترجمة بين تراجم الاطباء.
وعاد الي يسألني الرأي في أمر تحريره ونشره
على المخطوطة الفريدة بعد ان أكد لي ان الكتاب من الناحية العلمية جدير بالاحياء.
أشرت عليه بالمباشرة في تحرير المخطوط
على أمل الاهتداء الى نسخ خلال مدة التحرير ، وهي مدة قد تطول فتسمح للباحث
بالعثور على ضالته ان كانت له نسخ لم يكتب له ان يهتدي اليها خلال ما مر من فترات.
أخذ يحرر النص على النسخة التي في
متناوله ، وعرضت له مساعدتي على قراءته مقابلة معه ، ينهض هو برصد الناحية العلمية
، وأعينه ـ ان كانت هناك حاجة ـ على سلامة الناحية اللغوية.
قطعنا في ذلك شوطا بعيدا كدنا نأتي في
نهاياته على جملة المخطوط فرأيت ـ وصوب رأيي فيما رأيت ـ ان يشارك في تحرير الكتاب
وفي توثيقه طبيب مختص بالكحالة ، له قدم راسخة في طب العيون ، وسابقة قراءات في طب
العيون القديم ، فنتجاوز بذلك احتمال القصور العلمي ، ونقيم معبر اتصال بين ما كان
عليه فن الكحالة وما آل اليه في العصر الحديث.
وقع الاختيار على الكحال المتخصص
الدكتور مصطفى شريف العاني واستقل الاخوان بتحرير المخطوط والتعليق عليه ، وأخليت
نفسي من فضول ساقتني اليه الرغبة في أن أقدم خدمة ـ مهما كانت ضئيلة ـ لهذا
المخطوط ، والاستجابة الاخوية لصديقي الاثير الدكتور حازم البكري.
وقبل ايام زارني الاخوان يحملان المخطوط
المحرر بصورته الماثلة ، يطلبان النظر فيه ، وكتابة مقدمة له ، واذا بي أشهد صورة
أفضل كثيرا مما عهدت له ، وأكثرا وفاءا بالمهمة التي دعت الى احيائه.
وأعدت النظر في الكتاب ، فلمست انهما
بذلا جهدا بالغا وحرصا ملحوظا على ان يبلغا بالكتاب خير ما يبلغه التحرير ، لاثر
يتيم ليس
له نسخة أخرى تعين
على تبين ما يحتمل أن فات الناسخ من سهو غير مقصود أو فات المؤلف من أداء غير
سليم.
في القراءة الاخيرة مرت بي أخطاء لغوية
واسلوبية ظلت عالقة بالكتاب على الرغم من جهد الاستاذين الفاضلين في أمر التقويم.
وقد حاولت استصلاحها لكني وجدت أن الاغلاء في ذلك يخرج باسلوب الكتاب عن طبيعته ،
ويجريه على غير سجيته ، ويخرج بي عن حرم الامانة على حفظ صورة النص ، وهو تصرف غير
مباح.
في أسلوب الكتاب عجمه ملطفه ، تنهض
بالمعنى في تثاقل وابطال الغير المعنيين بالدراسات الطبية القديمة ، وفي الحفاظ
على أسلوبه ـ كما هو وارد ـ صدق بتصوير شخصية المؤلف ، وأسلوب كتابة الطب في عصره
، وكلا الامرين من بواعث الحرص على احباء الكتاب.
وفقهما اللّه لخدمة العلم ، وزادهما
بسطة فيه ، ومنه التوفيق.
|
د. عبد الرزاق محيي الدين
١٩ ـ ١ ـ ١٩٧٩
|
قصة الكتاب
ذات يوم من عام ١٩٦٩ ، وفيما كنت افتش عن
احد المصادر في مكتبة المجمع العلمي العراقي في بنايته القديمة ، اذ وقع نظري على كتاب
منزو في احدى زوايا الرفوف العالية ، وقد علته الاتربة مما يدل على ان يدا لم تمد اليه
منذ فترة طويلة. وقد دفعني الفضول الى ان احمل الكتاب وانفض عنه اتربته لاعرف كنه
حقيقته. فاذا بي امام كتاب مخطوط مجلد بجلد غزال ، يحمل على ورقته الاولى عنوانه (نهاية
الافكار ونزهة الابصار) وتحت ذلك اسم مؤلفه (الكحال عبد اللّه بن قاسم الحريري.
كتبه سنة ٦٢٤ ه وقدمه للسلطان شاه ارمن) يلي ذلك جملة (النسخة بيد مؤلفها). كل
ذلك قد كتب بخط حديث العهد. وبعد ان تصفحته ، وجدت ان بجملته يبحث في علم الكحالة.
لذلك اعدته الى موضعه ولم اعره كبير اهمية ، لانه ليس بغيتي التي جئت من اجلها.
وبعد سنتين ، وكنت حينذاك قد انتهيت من
طبع كتابي السابق الذي اشغلني فترة من الزمن ، عكفت على البحث عن موضوع جديد اكتب
فيه. وفجأة خطر لي ذلك الكتاب المخطوط ، فعدت اليه واشعرته من المكتبة ، واخذت
اقلب في صفحاته واطلع على مواضيعه وارى محتوياته .. وبعد لاي من الزمن ادركت انه
كتاب ثمين ومهم. لذلك عقدت العزم على تحقيقه واخراجه من سجنه.
اول عمل بدأت به هو التفتيش عن نسخة
ثانية من الكتاب ولان تحقيق اي مخطوط عن نسخة واحدة هو امر صعب بل متعب للغاية.
بدأت التفتيش في بغداد اولا ، فزرت
مكتباتها المهمة ـ العامة منها والخاصة ـ واحدة بعد الاخرى ، وانا اسأل عن الكتاب.
ولكني لم اعثر له على أثر. فعرجت على العلامة الاستاذ كوركيس عواد ـ عضو المجمع
العلمي العراقي ـ استعين بخبرته. وقد تفضل مشكورا فمنحني ساعات طويلة من وقته وجلس
معي في مكتبته العامرة ونحن نقلب في كتب الفهارس والتي يملك منها عددا كبيرا ، وبنفس
الوقت يعتبر حجة فيها. وفي مقدمة هذه الفهارس كتاب (بروكلمن) العالمي. وبعد عمل
استمر ثلاثة ايام خرجنا بنتيجة هي ان نسخة الكتاب المخطوط ، وحيدة ـ حتى تلك
الساعة على الاقل ـ ولكن هذا لا يمنع من ان تكون هناك نسخة اخرى ربما قابعة في
احدى مكتبات الدول التي تعنى بامر المخطوطات العربية. لذلك قررت السفر الى دمشق
اولا للتفتيش في مكتباتها المعروفة. ثم انتقلت الى القاهرة وانا اسأل وافتش. ولما
يئست تماما عدت الى بغداد وانا في شك من حقيقة المخطوط وحقيقة مؤلفه. لذلك رجعت ثانية الى
معاجم الاعلام والمؤلفين وفهارس مؤلفاتهم ابحث وانقب حتى عثرت في كتاب (ايضاح
المكنون في الذيل على كشف الظنون ـ الجزء الثاني سنة ١٩٢٨) على ما يلي ( .. وكتاب نهاية
الافكار ونزهة الابصار ـ في الطب ـ لابي محمد عبد الله بن قاسم الحريري المتوفي سنة
٦٣٧ ...). وكان ذلك في الحديث عن المؤلفين الاندلسيين. اذا فالكتاب معروف.
وبعد مزيد من البحث وجدت ذكرا للمؤلف وبعض
مؤلفاته في كتاب (التكملة لكتاب الصلة لابن الابار) وكتاب (هدية العارفين في اسماء
المؤلفين لاسماعيل باشا البغدادي) وكتاب (الاعلام ـ الجزء الرابع ـ لخير الدين
الزركلي) وكتاب (معجم المؤلفين لعمر رضا كحاله).
بعد ان عثرت على هذه المعلومات ، تأكد
لي ان الكتاب هو حقيقة اكيدة وليس من نسج الخيال او منسوبا كما
توهمت سابقا. لذلك قررت متابعة جهودي لعلي اعثر على نسخة
ثانية. فكتبت الى كل من مكتبة الكونكرس في امريكا وهي من امهات
المكتبات العالمية.
ومكتبة جامعة حيدرآباد في الهند ، ومكتبة
استامبول في تركيا ، ومكتبة لنينغراد في الاتحاد السوفيتي ، ومكتبة جامعة اكسفورد
، ومكتبة مجمع طهران وغيرها. وهذه هي اهم المكتبات العالمية التي توقعت ان اجد
نسخة ثانية فيها.
ولم اكتف واقنع بهذا القدر بل شددت
الرحال فزرت تركيا ولينيغراد واكسفورد حين لم تصلني اجوبة منهم. وقد استغرق امر
هذا التفتيش والمكاتبات والزيارات ما يزيد على السنتين والنصف. وكانت نتيجة كل هذه
الجهود المضنية ان تأكد لي عدم وجود نسخة ثانية من الكتاب المخطوط.
بعد هذا قررت العمل على النسخة الوحيدة
التي بين ايدينا ، فاتصلت بالاخ الكريم العلامة الدكتور عبد الرزاق محيي الدين
رئيس المجمع العلمي العراقي يومذاك. حيث سهل لي امر الحصول على نسخة من الكتاب
منقولة ومصورة عن النسخة الاصلية. كما انه تفضل مشكورا فمد لي يد العون ووافق على
قراءة المخطوط لتعذر قراءته وخاصة انه قد كتب بالخط الاندلسي غير المنقوط.
وبعد ما يزيد على الستة اشهر من العمل
المضني ، استطعنا الدكتور عبد الرزاق محيي الدين وانا ، من انجاز قراءة المخطوط
قراءة اولية. ثم انفردت ـ بعد ذلك ـ انا لوحدي فاعدت قراءته ثانية وثالثة ومرات
عديدة اخرى. وفي كل مرة كنت انقح ما كتبته سابقا واضبط كل كلمة لم نستطع ضبطها من
قبل ، واكتب تعليقا
أو شرحا أراه
مناسبا. معتمدا في ذلك ومستندا على مصادر طبية قديمة مثل : كتاب القانون لابن
سينا. وكتاب العشر مقالات لحنين بن اسحق وكتاب تذكرة الكحالية وغير ذلك.
ولما تهيأ لي اني انجزت مهمتي ولم يبق
لي ما اضيفه الى الكتاب ، استنسخته للمرة الاخيرة. وكان ذلك في اواخر عام ١٩٧٧. ومع
ذلك فقد كنت على ثقة ـ في قرارة نفسي ـ بان النسخة هذه تحتاج الى زيادة في الجهد. لذلك
عرضتها على الاخ الدكتور عبد الرزاق ليراجعها ويبدي رأيه فيها. وبعد ايام اعادها لي
مقترحا علي ان اعرضها على طبيب عيون ليبدي رأيه فيها هو ايضا ، فيكون عملي بذلك
اقرب الى الكمال. فوافقته على اقتراحه الصائب. ورأيت ان اعرضها على طبيب العيون
الدكتور مصطفى شريف العاني. لا سيما وان له اطلاعا وكتابين في حقل الطب العربي وتأريخه.
وهكذا كان ، فقصدته وعرضت عليه المخطوط وبعد ان تفحصه وقلب أوراقه واطلع على
مواضيعه ، رحب به واطرى عملي وابدى استعداده لمراجعته. ولكنه اقترح ان نقرأ
المخطوط سوية وان يتوسع هو في التعليق ان وجد ضرورة لذلك. فلم اجد بأسا. وبعد عمل
استمر عدة جلسات ، رجوته أن يكون شريكي في التحقيق والتعليق وان نكتب على الغلاف (تحقيق
وتعليق فلان وفلان). فوافق لان الغاية هي اخراج الكتاب الى الوجود واحياؤه. وذلك
ما قصدناه.
وبعد ان انتهينا معا من مراجعة الكتاب ،
وضبط كلماته بقدر المستطاع تلك التي لم تضبط قبلا ، قررنا طبعه. فعرضته على وزارة
الثقافة والاعلام باعتبار ان الكتاب من التراث العربي القديم ، وان
الوزارة هي الجهة
المعنية برعاية التراث. وقد وافقت الوزارة على طبع الكتاب. ولكن السيد الوزير رأى
بان من الضروري استكمال البحث والتفتيش عن نسخة ثانية من المخطوط في بلاد المغرب واسبانيا
بعد ان علم بأني لم اتصل بمكتبات هذين البلدين من قبل ، وباعتبار ان المؤلف هو
اندلسي الاصل وقد عاش في بلاد المغرب فترة من الزمن. فزرت جميع المكتبات المهمة
فيها وخاصة مكتبة مراكش والخزانة الملكية في الرباط ومكتبة جامع القرويين في فاس ومكتبة
الاسكوريال في مدريد ومكتبة جامعة غرناطة وغيرها. ولما يئست تماما من العثور على
نسخة ثانية ، عدت الى بغداد وانا على يقين ومتأكد تمام التأكد بان نسخة المخطوط
الذي حققناه هي النسخة اليتيمة الوحيدة في العالم. ولا بد ان تكون بخط المؤلف
نفسه.

صورة الصفحة الثانية من المخطوط

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
تقدمة المحققين
تفضل المجمع العلمي العراقي فسمح لنا
بتحقيق هذه النسخة الوحيدة الفريدة والمهداة اليه من المغفور له العلامة حسن حسني
عبد الوهاب الصمادحي سنة ٩٦٢ م وبعد ان بذلنا جهدا جهيدا ، تأكد لنا عدم وجود نسخة
ثانية لها بين المخطوطات والمطبوعات العربية والعالمية لمقابلتها معها. وقد اخذنا
على عاتقنا القيام بتحقيقها والتعليق على بعض ما جاء فيها ـ جهد طاقتنا ـ معتمدين
في ذلك على ما لدينا من مخطوطات ومطبوعات في الموضوع نفسه من قبل مؤلفين سبقوا عصر
المؤلف حيث كانت كتبهم من المصادر التي اعتمد هو عليها حسبما جاء في مقدمة الكتاب.
وكتابنا هذا سماه مصنفه « نهاية الافكار
ونزهة الابصار ».
ومصنفه هو عبد اللّه بن قاسم الحريري
البغدادي. وقد عزاه الى خزانة السلطان السلجوقي شاه ارمن. والنسخة الفريدة التي
بين ايدينا هي النسخة الاصلية التي كتبها المصنف بيده وبخط النسخ.
وبالرغم من جمال الخط ووضوحه ـ بالنسبة
الى غيره ـ فان هناك كثيرا من الفروق في رسم بعض الكلمات المتشابهة. كما ان هناك
مزجا لبعض الحروف بالبعض الاخر ، واختفاء كلمات قلائل من بعض السطور ، وعدم اهتمام
بتنقيط الحروف ، مما جعل قراءة المخطوطة في بعض الاحيان عسيرا واشبه ما يكون
بعملية فك الطلاسم والرموز. كل ذلك أهاب بنا الى الرجوع الى كثير من المصادر المطبوعة او المخطوطة
في موضوع الكتاب وخاصة
فيما يتعلق بالمصطلحات العلمية وتصحيح الاغلاط اللغوية والنحوية.
ومن اشهر المصادر التي اعتمدنا في تحقيق
هذه النسخة هي : كتاب العشر مقالات في العين المنسوب لحنين بن اسحق (١٩٤ ـ
٢٦٤ ه) وقد اشرنا بتعليقاتنا عنه بكلمة (مقالات)
(ص ...) اي راجع كتاب العشر مقالات المطبوع في المطبعة الاميرية بالقاهرة ، واقرأ فيه
في الصفحة كذا. وكتاب القانون في الطب للشيخ الرئيس ابي علي بن سينا ، وقد رمزنا
اليه بكلمة (القانون). وكتاب الحاوى الكبير في الطب لابي بكر محمد بن الرازي ، وقد
رمزنا اليه بكلمة (الحاوي).
وكتاب تذكرة الكحالين لعلي بن عيسى. وكتاب
كامل الصناعة وكتاب الحسن بن الهيثم. ثم الجزء الثاني من مخطوطة كتاب طب العيون
عند العرب للدكتور مصطفى شريف العاني. وغير ذلك من الكتب العربية والاجنبية التي
سنشير اليها في الهوامش عند تعليقاتنا على ما جاء في تضاعيف الكتاب.
الكتاب المخطوط
عند تناولنا النسخة المخطوطة ، وجدنا
بادىء بدء ان عنوان الكتاب المكتوب على وجه الورقة الاولى هو (نهاية الافكار في
معالجة الابصار) في الوقت الذي جاء اسم الكتاب في مقدمة مصنفه (نهاية الافكار ونزهة
الابصار). ثم وجدنا اسفل العنوان سطرين مكتوب فيهما (تأليف الكحال عبد اللّه بن
قاسم الحريري البغدادي. كتبه سنة ٦٢٤ ه (١٢٢٧ م). قدمه للسلطان السلجوقي شاه
ارمن. والنسخة
بيد مؤلفها) كل ذلك
مكتوب بخط جميل وحديث. كما جاء في الصفحة نفسها ـ بعد خاتم المجمع العلمي العراقي
ـ (هدية التقدير والاكبار الى المجمع العلمي العراقي نفع اللّه العروبة به. من حسن
حسني عبد الوهاب الصمادحي. تونس سلخ جمادي الثاني ١٣٨٢ نفمبر ١٩٦٢).
وقد وجدنا ان الصفحة الاولى من المخطوطة
مفقودة حيث يبدأ الكتاب من الصفحة الثانية واولها (في الدنيا وقد جعلها المنجمون
كالنيرين ، الشمس اليمنى والقمر اليسرى ...)
ولقد تجشم الزميل الدكتور حازم البكري
الذى ابتدأ في التحقيق اولا عناء شاقا في قراءة المخطوطة ونسخها عن الاصل بخط يده
محافظا على امانة النقل. وقد تفضل المجمع العلمي العراقي مشكورا فاهدانا نسخة
مصورة عن النسخة الاصلية ليسهل علينا امر التحقيق.
وها نحن نقوم بالتحقيق مستهدفين ضبط ما
جاء في الكتاب ، شارحين ما غمض من معانيه معلقين على ما وجدناه يستأهل التعليق.
هذا ومن اللّه التوفيق.
الدكتور الكحال
مصطفى شريف العاني
M. D. Do.
|
الدكتور حازم البكري
دكتوراه في طب وجراحة
الاسنان
D. D. S.
|
بدء الكتاب
.. في الدنيا ، وقد جعلهما المنجمون
كالنيرين : الشمس لليمنى والقمر لليسرى ، ومنها يستدل على كثير من احوال بدن
الانسان في الصحة والمرض
، ومن اخلاقه في الفراسة. وموقع العين من النفس موقع بالغ جدا ، بخلاف غيرها من الاعضاء فانها تكسب نفس الناظر وصولا
الى نفس المنظور اليه ومخالطة له وامتزاجا به ، حتى انه يطلع بها على السراير ، وتشرف
على ما في الضماير وقد يستغنى بها عن كثير من الكلام بالايماء. وهذا مما لا يحتاج
الى دليل لكثرة استعماله وشهرته. وقد نظمه الناس في اشعارهم وضربوه في امثالهم. والمحبة
والشنآن يدركان بها. واي عضو بولغ في مدحه وكان كذلك من اعضاء الرأس وغيره مع قبح
العين لا يكون ذلك الشخص من حيث صورته محبوبا ، بل ربما نفرق عنه النفوس الابية.
اللهم الا ان يكون المثال
اعمى او ذا شبق تغلب عليه الشهوة البهيمية فمال الى جهة اخرى تنتهي اليها ارادته وتسمو
اليها همته الى غير ذلك مما لو اطلق فيه عنان الخطاب لادى الى الاسهاب واطالة
الكتاب. فلذلك جمعت
_________________
هذا المجموع في
الكحل . وكان حصل
لي شمة
من علم الطب مما حصل لي بالارث عن الاب والجد وما امكنني بالتحصيل والجد ، وما ثبت
لي من التجارب
المنقولة عن الشيوخ الماهرين والعمل بين ايديهم ، وعلى الانفراد في اطراف البلاد ،
فأحببت ان انتخب من كتب الفضلاء المتقدمين كتابا في الكحل ـ وان كان اول مراتب
العلاج في الطب ـ اوضح فيه ما لعله يشكل في غيره من الكتب في هذا الفن. ارجو بذلك ثمرة دعاء مستجاب ، وثناء مستطاب ، وقد عزوته الى خزانة مولانا السلطان
العالم العادل ، المؤيد المظفر المنصور الملك الاشرف مظفر الدنيا والدين ، غياث
الاسلام والمسلمين ، قامع الكفرة والمشركين ، شاه ارمن ابي الفتح موسى بن الملك العادل ابي
_________________
بكر ... أمير المؤمنين اعز اللّه انصاره وضاعف
اقتداره ، وقد سميته نهاية الافكار ونزهة الابصار ، واعوذ باللّه من الزلل ، واسأله
التسديد في القول
والعمل. ولو لم يكن في جمعه فائدة الا كونه مقويا ومعينا لهذا العضو الشريف الذي به
يشاهد الانسان هذا الملك الجليل الذي مّن اللّه به على عباده ومكنه في اكثر بلاده
لكان كافيا في شرف هذا العلم ، وفضيلته وعلو شأنه وسمو منزلته. وقد عرضت عرضي فيه
للتمزيق ، فمن رأى خللا فليسده. وباللّه التوفيق.
وقد جعلته مرتبا على مقدمة واربعة اجزاء
. فاما المقدمة
: فهي فصل واحد في نعت الكحال وما يجب عليه. ثم قسمت الاجزاء على هذه القسمة ليسهل
تناولها.
الجزء الاول : في امور يتعرف منها احوال العين وشرفها
وفعلها
_________________
ووضعها ومدها وكيفية الابصار بها ووصف طبقاتها ، وكيفية
تركيبها ، وامراضها الكلية ، وعلاجها الكلي ، وحفظ صحتها .
الجزء الثاني : في الادوية المفردة ، واجناسها
، وقواها ، وافعالها الخاصة بالعين.
الجزء الثالث : في امراض العين
الجزئية ، وعلاجاتها مرضا مرضا .
الجزء الرابع : في الادوية المركبة
المستعملة في امراض العين كحلا وشربا وسعوطا
وضمادا ، وغير ذلك على اختلافها وكيفية تركيبها .
فالجزء الاول : ينقسم اربعة اقسام :
القسم الاول من الجزء الاول : في تركيب العين واجزائها وكونها شريفة وكيف يكون بها الابصار.
القسم الثاني من الجزء الاول : في
اختلاف امزجة العين والوانها في الناس على اختلافهم .
_________________
القسم الثالث من الجزء الاول : في معرفة
امراض العين الكلية واسبابها ، وعلاماتها وعلاجاتها العامة الكلية.
القسم الرابع من الجزء الاول : في حفظ
صحة العين.
الجزء الثاني : في الادوية المفردة واجناسها.
وهي تنقسم
قسمين :
القسم الاول من الجزء الثاني : في قوانين يتعرف منها قوى الادوية
وذكر اجناسها.
القسم الثاني من الجزء الثاني : في انواعها وافعالها الخاصة بالعين
على حروف المعجم.
الجزء الثالث : في امراض العين الجزئية وعلاجها ، وهو سبعة اقسام :
القسم الاول من الجزء الثالث : في امراض الملتحم وكميتها ، واسبابها
، وعلاماتها ، ومداواتها.
القسم الثاني من الجزء الثالث : في امراض الاجفان واسبابها وعلاماتها
، ومداواتها. واولا في عددها
القسم الثالث : في امراض الموق واسبابها
وعلاماتها وعلاجها.
القسم الرابع : في امراض الطبقة القرنية
واسبابها وعلاماتها
ومداواتها.
_________________
القسم الخامس : في امراض الطبقة العنبية
وعددها واسبابها وعلاماتها ومداواتها.
القسم السادس : في امراض العين الخفية
عن الحس واسبابها وعلاماتها ومداواتها.
القسم السابع : في ذكر امراض ومعالجات
تتعلق بالعين ليست في نفس العين كالصداع والشقيقة ومنها ما يتعلق بالعين كالنزلات الحادة وغيرها
وكيفية المعالجة في ذلك.
الجزء الرابع : في الادوية المركبة المستعملة في امراض
العين شربا وكحلا وضمادا وغير ذلك. وهو أربعة اقسام :
القسم الاول من الجزء الرابع : في
الحاجة الى الدواء المركب وكيفية التركيب.
القسم الثاني من الجزء الرابع : في
الادوية المستعمله في امراض العين شربا وضمادا وغير ذلك ما عدا الاكحال.
القسم الثالث من الجزء الرابع : في نسخ الادوية المختصة بالعين كالاشيافات
والاكحال وغير
ذلك.
القسم الرابع من الجزء الرابع : الادوية
المجرّبة في مرض
_________________
مرض من امراض العين.
فالقسم الاول من الجزء الاول : وهو اثنان وعشرون
فصلا.
الفصل الاول من القسم الاول من الجزء
الاول : في
حد العين.
الفصل الثاني : في شرف العين
الفصل الثالث : في فعل العين ومنفعتها.
الفصل الرابع : في وضع العين.
الفصل الخامس : في وصف اجزاء العين التي
تركبت فيها.
الفصل السادس : في العصب النوري والفرق
بينه وبين غيره من الاعصاب.
الفصل السابع : في وصف الغشاءين المجللين للعصب النوري.
الفصل الثامن : في كمية الطبقات والرطوبات
التي في العين واختلافهم فيها.
الفصل التاسع : في وصف الطبقة الصلبة وما
طبعها ومنفعتها.
الفصل العاشر : في وصف الطبقة المشيمية
وما منفعتها.
الفصل الحادي عشر : في وصف الطبقة
الشبكية وما منفعتها.
الفصل الثاني عشر : في وصف الرطوبات
التي تحتوي عليها هذه الطبقة كل واحدة منها على حدة ، ووضعها ، وطبعها ، ومنفعتها
واولا في الجليدية.
_________________
الفصل الثالث عشر : في وصف الرطوبة
الزجاجية وما منفعتها.
الفصل الرابع عشر : في وصف الرطوبة
البيضية وما منفعتها.
الفصل الخامس عشر : في وصف الرطوبة العنكبوتية
وما منفعتها.
الفصل السادس عشر : في وصف الطبقة
العنبية وما منفعتها.
الفصل السابع عشر : في وصف الطبقة
القرنية وما منفعتها.
الفصل الثامن عشر : في وصف الطبقة
الملتحمة وما منفعتها.
الفصل التاسع عشر : في وصف الروح
الباصر.
الفصل العشرون : في كيفية الابصار.
الفصل الحادي والعشرون : في وصف الاجفان
وكونها وغيرها وقاية وجنة للعين والحكمة المستفادة من خلقتها.
الفصل الثاني والعشرون : في وصف العضل
التي في العين والحكمة المستفادة من خلقتها وموضع كل واحدة منها.
والقسم الثاني من الجزء الاول : في
تعريف مزاجات العين والوانها وتنقسم الى فصلين الفصل الاول من القسم الثاني من
الجزء الاول : في امزجة العين واختلافها.
الفصل الثاني منه : في الوان العين
الطبيعية وغير الطبيعية واسباب ذلك.
والقسم الثالث من الجزء الاول : في
معرفة امراض العين الكلية واسبابها وعلاماتها وهو عشرون فصلا.
الفصل الاول من القسم الثالث : في معرفة
المرض والسبب والعرض.
الفصل الثاني : في امراض العين الكلية.
_________________
الفصل الثالث : في الاسباب الفاعلة لكل
واحد من الامراض العامة في العين.
الفصل الرابع : في اسباب المرض البارد
في العين.
الفصل الخامس : في اسباب الرطوبة في
العين.
الفصل السادس : في اسباب اليبوسة في
العين.
الفصل السابع : في اسباب الوجع للعين.
الفصل الثامن : في اوصاف الاوجاع
الحادثة في العين واسم كل واحد منها واسباب ذلك.
الفصل التاسع : في اسباب سكون الوجع في
العين.
الفصل العاشر : في اسباب ضعف العين.
الفصل الحادي عشر : في الاعراض وهي
الدلايل على احوال العين
الفصل الثاني عشر : في علامات الامتلاء.
الفصل الثالث عشر : في علامات المرضى
المادي وعلامة خلط خلط اذا غلب.
الفصل الرابع عشر : في علامات احوال
العين اذا شاركت غيرها من الاعضاء.
الفصل الخامس عشر : في الفرق بين
الامراض الخاصة بالعين والذي
يشركه عضو اخر.
الفصل السادس عشر : في قوانين عامة في
معالجات العين بكلام كلي.
الفصل السابع عشر : في المرض الذي ينبغي
ان يتقدم علاجه
الفصل الثامن عشر : في اوقات الامراض وتدبيرها
بمقتضى ذلك.
الفصل التاسع عشر : في اشياء يجب على
الكحال ان يراعيها في مداواة العين.
_________________
الفصل العشرون : في كيفية الكحل بقول وجيز.
القسم الرابع من الجزء الاول : في حفظ
صحة العين وهو فصل واحد واما الجزء الثاني من النهاية في الكحل فهو قسمان :
القسم الاول من الجزء الثاني : في اجناس
الادوية المفردة وانواعها وافعالها الخاصة وطبقاتها.
القسم الثاني من الجزء الثاني : في الادوية المفردة الخاصة
بالعين على حروف المعجم.
فالقسم الاول من الجزء الثاني : وهو
اربعة فصول :
الفصل الاول منه في ابتداء القول في
الادوية المفردة والطريق لمعرفتها .
الفصل الثاني منه : في اجناس الادوية المفردة وطبقاتها.
الفصل الثالث منه : في أحكام تعرض
للادوية من خارج فتغيرها.
الفصل الرابع منه : في اختيار الادوية وادخارها.
والقسم الثاني : في أفعال الادوية
المفردة الخاصة بالعين. فصوله الحروف من الالف الى الغين .
والجزء الثالث : في أمراض العين الجزئية
، واسبابها وأعراضها ، ومداواتها. وهو ينقسم الى سبعة اقسام :
_________________
القسم الاول من الجزء الثالث : في امراض
الملتحم. وهو ثلاثة عشر فصلا.
الفصل الاول منه : في كمية امراض الملتحم.
الفصل الثاني منه : في الرمد واقسامه.
الفصل الثالث : في السبل وعلاجه.
الفصل الرابع : في الظفرة وعلاجها.
الفصل الخامس : في الودقة وعلاجها.
الفصل السادس : في الدمعة وعلاجها.
الفصل السابع : في اللحم الزايد وعلاجه.
الفصل الثامن : في الطرفة وعلاجها.
الفصل التاسع : في التوثة وعلاجها.
الفصل العاشر : في الاتنفاخ وعلاجه.
الفصل الحادي عشر : في الجسا وعلاجه.
الفصل الثاني عشر : في الحكة وعلاجها.
الفصل الثالث عشر : في الدبيلة وعلاجها.
القسم الثاني من الجزء الثالث : في كمية
امراض الجفن وهي تنقسم الى واحد وثلاثين
فصلا.
الفصل الاول : في عدد أمراض الجفن.
الفصل الثاني : في الوردينج وعلاجه.
الفصل الثالث : في الجرب وعلاجه.
_________________
الفصل الرابع : في الشرناق وعلاجه.
الفصل الخامس : في غلظ الاجفان وعلاجه.
الفصل السادس : في التحجر وعلاجه.
الفصل السابع : في التوثة وعلاجها.
الفصل الثامن : في التهيج وعلاجه.
الفصل التاسع : في ثقل الاجفان وعلاجه.
الفصل العاشر : في سرعة الطرف وعلاجه.
الفصل الحادي عشر : في السلاق وعلاجه.
الفصل الثاني عشر : في الجسا وعلاجه.
الفصل الثالث عشر : في البردة وعلاجه.
الفصل الرابع عشر : في الشعيرة وعلاجها.
الفصل الخامس عشر : في الانتفاخ وعلاجه.
الفصل السادس عشر : في الالتصاق وعلاجه.
الفصل السابع عشر : في السلع وعلاجها.
الفصل الثامن عشر : في الثآليل وعلاجها .
الفصل التاسع عشر : في الدمل وعلاجه.
الفصل العشرون : في الكمنة وعلاجها.
الفصل الحادي والعشرون : في الشري وعلاجه.
الفصل الثاني والعشرون : في السعفة وعلاجها.
الفصل الثالث والعشرون : في الشعر
الزايد وعلاجه.
الفصل الرابع والعشرون : في انتشار الهدب وعلاجه.
الفصل الخامس والعشرون : في بياض
الاشفار وعلاجه.
_________________
الفصل السادس والعشرون : في انقلاب
الجفن والشعر وعلاجه.
الفصل السابع والعشرون : في القمل والقمقام
والقردان وعلاجه.
الفصل الثامن والعشرون : في النملة وعلاجها.
الفصل التاسع والعشرون : في الشترة وعلاجها.
الفصل الثلاثون : في التأكل والقروح وعلاج
ذلك.
الفصل الحادي والثلاثون : في موت الدم والخضرة
في الجفن وعلاج ذلك .
والقسم الثالث من الجزء الثالث : في
أمراض الموق وهو اربعة فصول.
الفصل الاول من القسم الثالث من الجزء
الثالث : في كمية
امراض الموق.
الفصل الثاني منه : في السيلان وعلاجه.
الفصل الثالث : في الغدة وعلاجها.
الفصل الرابع : في امراض الغرب وعلاجه.
القسم الرابع : في امراض الطبقة القرنية
، وهو تسعة فصول.
الفصل الاول : في كمية امراض القرنية.
الفصل الثاني : في القروح الحادثة في
القرنية.
الفصل الثالث : في السرطان وعلاجه.
_________________
الفصل الرابع : في البثور العارضة في
القرنية
وعلاجها.
الفصل الخامس : في المدة الكامنة خلف
القرنية وعلاجها.
الفصل السادس : في انخراق القرنية وعلاجها.
الفصل السابع : في الدبيلة العارضة في
القرنية وعلاجها.
الفصل الثامن : في تغير لون القرنية وعلاجه.
الفصل التاسع : في الآثار والبياض في
القرنية.
القسم الخامس : في امراض الطبقة
العنبية. وهي خمس فصول.
الفصل الاول : في كمية امراض العنبية.
الفصل الثاني : في النتوء العارض في
العنبية وعلاجها.
الفصل الثالث : في الانخراق العارض
للعنبية وعلاجه.
الفصل الرابع : في الاتساع العارض لثقب
العنبي وعلاجه.
الفصل الخامس : في الضيق العارض لثقب
العنبي
وعلاجه.
كلام منفصل في غؤور العين وجحوظها اوردناه هنا.
القسم السادس : في الامراض الخفية عن
الحس. وهو واحد وعشرون
فصلا.
الفصل الاول : في الحكم على الامراض
الخفية على الحس.
الفصل الثاني : في امراض الرطوبة
البيضية واسبابها.
الفصل الثالث : في امراض الرطوبة
الجليدية.
الفصل الرابع : في امراض الرطوبة
الزجاجية.
الفصل الخامس : في الحول واسبابه ومداواته.
_________________
الفصل السادس : في امراض الطبقة
العنكبوتية وعلاجها.
الفصل السابع : في امراض الطبقة
الشبكية.
الفصل الثامن : في أمراض العصب النوري واسبابها
وعلاماتها ومداواتها.
الفصل التاسع : في امراض الطبقة
المشيمية وعلاجها.
الفصل العاشر : في امراض الطبقة الصلبة.
الفصل الحادي عشر : في امراض الروح
الباصر.
الفصل الثاني عشر : في الانتشار وهو
تبدد النور وعلاجه.
الفصل الثالث عشر : في العشا وهو
الشبكور .
الفصل الرابع عشر : في الجهر وهو
الروزكور .
الفصل الخامس عشر : في ضعف البصر.
الفصل السادس عشر : في الخيالات.
الفصل السابع عشر : في الماء وعلاجه.
الفصل الثامن عشر : في بعض العين للشعاع
.
الفصل التاسع عشر : في القمور.
الفصل العشرون : من الامور الضارة
بالبصر.
الفصل الحادي والعشرون : في امراض
العضل.
القسم السابع من الجزء الثالث : في ذكر
امراض ومعالجات تتعلق بالعين وهو خمسة فصول.
الفصل الاول من القسم السابع : في منع
النوازل المنحدرة الى العين.
_________________
الفصل الثاني : في سل شرياني الصدغين .
الفصل الثالث : في قوانين يجب على
الطبيب الكحال ان يراعيها حتى اراد ان يتفرغ المواد.
الفصل الرابع : في منع ما يترقى من
الابخرة.
الفصل الخامس : في الصداع واسبابه وعلاماته.
الجزء الرابع : في الادوية المركبة
المستعملة في امراض العين شربا وكحلا وضمادا وغير ذلك كالاقرباذين للكتاب. وهو أربعة أقسام.
القسم الاول : في تركيب الادوية وفيه
فصلان.
الفصل الاول : في الحاجة الى الدواء
المركب.
الفصل الثاني : في كيفية التركيب.
والقسم الثاني من الجزء الرابع : في
الادوية المستعملة في امراض العين شربا وغير ذلك مما سوى الاكحال. وهو عشرة فصول .
الفصل الاول من القسم الثاني من الجزء
الرابع : في الأيارجات والحبوب .
الفصل الثاني : في المعاجين.
الفصل الثالث : في الاقراص.
الفصل الرابع : المطابيخ والاشربة والمياه
والسلافات.
الفصل الخامس : في السفوفات وما يجري
مجراها.
الفصل السادس : في الجورشنات .
_________________
الفصل السابع : في السعوطات والنشوقات.
الفصل الثامن : في الاطلية والنطولات والابزنات
.
الفصل التاسع : في الاضمدة والمراهم.
الفصل العاشر : في الحقن والاشيافات.
القسم الثالث من الجزء الرابع : في نسخ
الادوية المختصة بالعين وهو ستة فصول :
الفصل الاول : في الاشيافات.
الفصل الثاني : في البرودات.
الفصل الثالث : في الذرورات.
الفصل الرابع : في الاكحال الحادة
الجلاّية.
الفصل الخامس : في القطورات والمعسّلاّت.
الفصل السادس : في الاكسيرات وما
يناسبها.
القسم الرابع من الجزء الرابع : كالخاتمة
للكتاب في الادوية التي تصلح لعلاج مرض العين وهو مقالتان.
المقالة الاولى : في ادوية الامراض
الظاهرة للحس. وهو ستة فصول .
الفصل الاول : في الفائدة المطلوبة من
هذا القسم.
الفصل الثاني : في أدوية امراض الملتحم.
الفصل الثالث : في ادوية امراض الجفن.
الفصل الرابع : في أدوية امراض الموق.
الفصل الخامس : في أدوية امراض القرنية.
الفصل السادس : في أدوية امراض العنبية.
_________________
المقالة الثانية : في أدوية الأمراض
الخفية عن الحس وهي خمسة عشر فصلا :
الفصل الاول : في أدوية امراض الرطوبة
البيضية.
الفصل الثاني : في أدوية امراض الرطوبة
الجليدية.
الفصل الثالث : في أدوية امراض الرطوبة
الزجاجية.
الفصل الرابع : في أدوية الحول.
الفصل الخامس : في أدوية امراض عصب
النوري.
الفصل السادس : في أدوية امراض الروح
الباصر.
الفصل السابع : في أدوية الانتشار.
الفصل الثامن : في أدوية الشبكور .
الفصل التاسع : في أدوية الجهر.
الفصل العاشر : في أدوية ضعف البصر.
الفصل الحادي عشر : في أدوية الخيالات وابتداء
الماء.
الفصل الثاني عشر : في الأدوية التي
تمنع النوازل.
الفصل الثالث عشر : في الادوية التي
تمنع ترقي الابخرة.
الفصل الرابع عشر : في أدوية امراض
العضل.
الفصل الخامس عشر : فيما يخص كل خلط خلط
من الادوية السهلة المركبة والمفردة.
وهذا القسم وان كانت فصوله مكررة في
الامراض والاقرباذين ، لكنها
ليست على هذا الوضع. لأن المتأمل ربما طالع الفصل من أوله الى اخره ليأخذ منه
مطلوبه فيشق عليه ذلك
، ربما كان الدواء
_________________
ينفع امراضا مختلفة
فيعرف هذا القسم. وعند تعداد منافعه ، ولذلك اذا اراد ان يرد ما يوافق كل مرض من
الادوية من غير اطالة فليبدأ الان بالكلام من رأس ذاكرين ما رتبناه مفصلا ان شاء
اللّه .
_________________
كتاب نهاية
الافكار ونزهة الابصار
سمّاه مصنفه في الترجمة رحمه
اللّه
بسم اللّه الرحمن الرحيم
اعلم
ان الكحل جزء من صناعة الطب التي موضوعها بدن الانسان ، وغايتها حفظ صحة موجوده ورد صحة مفقودة ما امكن. فالكحل اذأ صناعة موضوعها العين من الانسان ، وغايتها حفظ صحة العين ما امكن الحفظ
، ورد صحة العين اذا لم تزل بالكليه. ولكل واحد من الناس قبول استعداد لفنّ هو
مطبوع فيه كما قال عليه السلام
« كلّ ميسر لما خلق له ». فمتى تعدّى
الانسان ما هو مطبوع فيه الى ما ليس مطبوعا فيه ، إستضرّ وضرّ. اما ضرره فانه لا يواتيه
كما في نفسه
ولا يفعل ما يرضي
غيره. واما ضرر غيره ، فظاهر ان الطبيب اذا لم يحسن ما يعانيه من صناعته ضرّ بها
المريض. والعلوم والصنايع تنمو ويزيد
موقعها في المطبوع فيها وتنقص بوقوعها في غير المطبوع. فلذلك ذكرت هذه المقدمة في اول
الكتاب
_________________
المقدمة :
وهي فصل واحد يذكر فيه وصف الكحال وما
يجب عليه ، ثم يذكر بعد ذلك حدّ العين وما بعده.
فصل في نعت الكحال وما يجب عليه : يستحب
ان يكون الكحال متناسب
الاعضاء ، فان ذلك يدل على اعتدال المزاج. والمعتدل المزاج قلّ ما تصدر عنه الأفاعيل
غير تامة كاملة. وان يكون ذكي الحواس. فان يسيرا من ضياء الحس خير من كثير من درس الحكمة وان
يكون قد اتفق زمانه في تحصيل صناعته ، وخدم المشايخ ، وعمل بين ايديهم . فان هذه الصناعة تحتاج الى مباشرة وتطبيق
على قانون طبي.
وينبغي ان تطاوعه يده على الحذق في الاعمال الدقيقة كلقط السبل ، وكشط الظفرة ، وقدح
الماء ، والتشمير
، الى غير مما يقع فيه الخطأ بسبب عدم الحذق والخوف. لذلك ينبغي ان يكون ثبت الجنان
مشفقا ، ولا تكون شفقته لضعف قلبه ، ولا يؤلم مريضا بما فيه صلاحه ، بل ينبغي له ان
يجتهد في حفظ الصحه وردّها بالطف طريق يمكنه. ويستحب ان يطيّب معانيه وان لا يلبس وقت المعالجة ثوبا ابيض ، لأنه يفرّق البصر ، وليكن قريبا الى السواد
يجمع
_________________
البصر ، وان تكون عينه سليمة من الأمراض الظاهرة والباطنة اما الباطنة : فانه يحتاج
الى تحديق بالغ في امراض تقرب ان تخفى على الحس بمنزلة ابتداء الماء والبخار ليفرق
بينهما
والاتساع والضيق العارضين لثقب العنبي ، وانواع المياه لئلا يقع العلاج على خلاف ما يجب. وتكون. وتكون
عينه سليمه من الامراض الظاهرة
للحس لئلا يوجّه عليه الطعن لعجزه عن علاج نفسه. وتكون النفوس مطمئنة اليه واثقة اليه
. فقد حكي ان الشافعي رضي اللّه عنه رمدت عينه
فأتى بكحال أعمش ، فنظر اليه وقال :
جاء الطبيب يجسّني فجسسته
|
|
فاذا الطبيب لما أجّس محال
|
وغدا يعالجني بفضل عمائه
|
|
ومن العجايب اعمش كحّال
|
وان يكون مطراقا لا مطرافا (محدقا) . لا يستنكف من مداواة
_________________
من كثرت في عينه
الامراض والاوساخ والارماص
والقروح والدموع استقذارا منه وأنفة ، وأن ينوي الخير للناس كافة ، ولا يقصد أذى احد من المخلوقين بصناعته. ويرفق بالضعيفين
والمساكين.
وان امكنه
وان يكون مطراقا لا مطرافا (محدّقا) . لا يستنكف من مداواة ويصير معتقدا فيه.
وبالجملة فكل خلة
جميلة اذا تخلق بها الانسان في اي صنعة واي علم لم تكن لها بهجة كما لو فعلها الطبيب لكثرة اعتباره عند الناس بسبب
الحاجة الماسة اليه .
الفصل الاول من القسم الاول
من الجزء الأول من النهاية في الكحل
في حدّ العين
نبدأ بحد العين حيث كانت موضوع الكحل ، لأن
الحكم على الشيء فرع على معرفته
، فنقول : ان العين عضو آلي مدرك للألوان
_________________
يقي البدن من الأفات الوارده عليه من خارج.
فمعنى قولنا عضو اي جزء من البدن منحاز بتحيّز
خاص. ومعنى قولنا آلي. نعني به العضو الذي لا يطلق على الجزء منه اسم الكل ولا حدّه. فان جزء
العين لا يقال له عين. وقولنا مدرك نعني به انه يصل اليه بواسطة العصب من القوى النفسانية
ما يكون حساسا به. وخصصنا الادراك باللون لأن حاسة البصر دون سائر الحواس تدرك
اللون المخالف للهواء المستتر بضوء الشمس
وقولنا يقي البدن
من الآفات فصل عانى
له الا انها لا تدرك ما كان مستورا محجوبا
فلذلك قلنا من خارج
الفصل الثاني
في شرف العين وكونها موقية
العين عضو شريف ، والدليل على شرفه ان
الرأس لم يخلق الا لحسن حاله. قال جالينوس : ان الرأس لم يخلق لأجل السمع ، ولا
لأجل الشم ، ولا لأجل الذوق .
فان هذه القوى توجد في الحيوان العديم الرأس
، لكن الغرض منه حسن حال العين
_________________
في تصرفها الذي خلقت
لأجله. وليكون للعين مطلّعا على الأعضاء كلها في الجهات جميعها ما امكنها. فان
قياس العين الى البدن قريب من قياس الطليعة على العسكر. واليق المواضع للطلائع أو
أصلحها ، المواضع المشرفة ، لكن ليس لكل عين بل للحيوان اللين العين الذي تحتاج
عينه الى فضل حرز ووثاقة ، وهي اشرف ألات الحس. وادراكها ابعد مسافة في وكفى العين
شرفا ان الرأس مع ما يحوي من الأعضاء النفسية كالدماغ وغيره خلق لحسن حالها
الفصل الثالث منه
في فعل العين ومنفعتها
العين آلة لادراك المبصرات ، وهي
الألوان والاشكال والاوضاع والمقادير والحركات والسكنات. ومنفعتها انها تنذر
بالمؤذي فيجتنب وتدل على النافع فيجتلب ، وترشد الانسان حيث اتجه نحو مقاصده واغراضه.
واينما سار وربما رأت ما يصلح مزاج بعض الناس اذا سرّ برؤيته الى غير ذلك من
افعالها
الفصل الرابع منه
في وضع العين وكونها في اعلى البدن
ليس بنا حاجة ان نذكر وضع عين ما عدا الانسان واختلافه
لئلا يطول الكتاب بل نذكر هذا الوضع المخصوص باعيننا فنقول : لما كانت العين شريفة
موقية جعلها الله تعالى
في الرأس لعلوه
_________________
كالديدبان ، فكلما
كان أعلا كان ادراكه اكثر وابعد مسافة. فان الخط البصري المار على استقامة كلما
خرج من موضع اعلاه وقع من حدبة الأرض على موضع أبعد. وايضا فان الشعبة الواردة
اليها من الدماغ لدنة كما سنبين لا يمكن ان تمر مسافة طويلة لئلا تقل لدونتها فلا
يمكن انعطافها ، وجعل وضع العين من قدام لأجل التناسب من جهة ان اليدين والرجلين وسائر
البدن اكثرها من قدام .
ولما كان الحس بالعين اكثر ، ومحسوسها وادراكها
المبصرات من
خارج ، وهي لدنة صافية فصارت بمعرض من الآفات لظهورها. فوجب ان تصان وتوقى ما امكن
، فجعلت في جوبة
من العظم وجعل حواليها عظام صلبة وغطيت بالاجفان ، اصينت بالاهداب. وجعلتا اثنتين بحيث
لو فقدت واحدة بقيت الأخرى فتقوم مقامها
فلا يفقد البصر ويكون اقوى في جهات اكثر. وجعلت الشعبتان الواردتان من الدماغ
الحاملتان للروح الباصر والقوّة الباصرة مجوّفتين تخرجان من الدماغ على اقل من
زاويتين قائمتين ملتقيتين من داخل القحف التقاء يفضي تجويف كل واحدة منها الى
الأخرى ، وتتصلان ، ثم تنعطف الشعبة اليمنى الى الجهة اليمنى وتتصل بالعين اليمنى
وتنعطف الشعبة اليسرى الى الجهة اليسرى وتتصل بالعين اليسرى. فاما تجويف الشعبتين
فلينفذ
فيه الروح الباصر كثيرا من غير تقطع ولا تعثر. واما كونه
_________________
مفضيا تجوف احدهما
الى الاخرى ، فلترجع الروح الباصر والقوة الباصرة من احدى العينين اذا فسدت او
غمضت وتميلا
باجمعها الى العين الصحيحة أو المفتوحة فتقوم احداهما عند ذلك في قوة الابصار مقام
العينين معا وتصير تبصر في جهات اكثر مما كانت تبصر وان لم تبصر في جميع الجهات التي
تبصرها العينان معافا ما كونها عاطفة على كل واحدة من الشعبتين الى العين نشأت هي
من الدماغ لامالة احدهما فوق الاخرى مقاطعة اياها. فان هذا الوضع وان كان يمكن ان
يجعل منه انفتاح احد التجويفين الى الاخر ، فان احدى الشعبتين تصير فوق الاخرى فأمّا ان لا تنتهي احدهما على استقامة
الى العين فيكون ابصار العين التي مرور شعبتها غير مستقيم أنقص ، واما ان ينتهي
الى العين على استقامة فلم يكن وضع العين على سطح واحد مستقيما وسنوضح هذا فيما
بعد فابصرت كل واحدة منهما على حالها
وكان يرى صاحبها شيئا واحدا بشيئين كما يكون عند ما ترفع او تحط احد العينين إما
بسبب او بقصد من صاحبها كما في الحول. وسنستقصي بيان هذا عند ذكرنا العصب
النوراني. ثم وان كانت العين امام البدن لأن اعضاء الحركه وانبعاث القوة للحركة وتوجه
البدن جملة نحو
_________________
التصرف والبطش والعمل
الى جهة امام. فان الابصار الى الجوانب والى فوق والى اسفل والى خلف مما لا يستغني
عنه في كثير من الاحوال. فجعلت العين كريّة الشكل ليكون الجزء الظاهر من ثقب
العنبي مقابلا لأكثر من جهة واحدة ، لا من اجل حدبتها ليس انما يقابل ما هو على
حقيقة محاذاتها فقط ، بل وما عن الجهات الأخر ايضا الى حد ، ثم لم تجعل شديدة
الاستدارة لتقابل من المرئي اكثر مما يلقى المستدير. بل جعلت مائلة الى التفرطح.
ثم جعلت العين متحركة في الجوبة الى جميع الجهات لتقابل بحركتها ما يفوت من حدبة
ثقب العنبى مقابلته. ثم جعل جملة الرأس مركبا على العنق ليمكنه التحرك كثيرا ولجهات
(مختلفة)
ليقابل ما يفوت العين مقابلته فيتم مقابلة جميع الجهات مع وضعها امام. وحتى اذا
جمعت بين هذه المقابلات نحو جهة واحدة بلغت اقصاها. واذا جعلت بعضها الى جهة وبعضها
الى جهة اخرى أبصرت فيما بين ذلك. فتدرك اكثر اقطار البدن وتطلع عليه
الفصل الخامس منه
في وصف اجزاء العين التي تركبت منها
اعلم ان العين مركبة من اعصاب واغشية ورطوبات
وعضل وصفاقات وعروق
فلنذكر كيفية تركيبها جزءا جزءا من اجزائها
بحسب الطاقه
_________________
الفصل السادس
في العصب النوري والفرق بينه وبين غيره
العصب النوري مبدأ للعين ومنفذ الروح الباصر ومنشأة
ومنشأ الاعصاب من الدماغ
واما الاعصاب النابتة من النخاع فهي ايضا من الدماغ. الا ان الدماغ يرسل جزءا منه في
الفقرات فيسمى
نخاعا ، تنبت منه اعصاب .
وذلك كله ليس هذا موضع بيانه.
فاول ما تنشأ ، لدنة ، ثم تصلب كلما
امتدت وبعدت مسافتها. والزوج الأول
من أجزاء العصب الذي منشؤه من الدماغ من جانبي آخر
_________________
بطينيه ، المقدمين تنحدر الى العين ويوصل اليها حس البصر.
وهاتان العصبتان تشتركان مع سائر اعصاب الحس في ان منشأهما الدماغ ويفارقانه في
اشياء منها ان هذا العصب اعظم من سائر العصب. وانما كان اعظم من العصب كله وذلك
لأنهما احتاجا الى ان يكون فيهما التجويف ، والوثاقة للتجويف أيضا مما ليس لسائر
العصب . وتجويفهما
يدركه الحس لا سيما التجويف الذي يحوي الرطوبات والتجويف الداخل فقد يعسر ادراكه وقد يمكن
ذلك بطريق التشريح ومنها ان باطنها مفرط اللين
وانما كان كذلك لأجل ذكاء الحس. ومنها ان الروح الباصر الذي يجري اليهما من الدماغ
اكثر والطف من الذي ينفذ في غيرهما من ساير الاعصاب. ويجري دائما اليهما ومنها انه
قريب من الدماغ الى العين لا يمر مسافة بعيدة. ومنها انهما لا يمضيان على استقامة
كما بينا في وضع العين اذا خرجا لكنهما يتعرجان وينفرجان في جوف عظم الرأس. وتتصل واحدة بالاخرى ، ثم يتفرقان بعد الاتصال
على المكان كهذا الشكل
ويذهب كل عصب
منهما الى
_________________
العين المحاذيه
لمنشئه
من الدماغ. وقد علل القدماء ذلك. فقوم قالوا انما اتصلتا لتشترك كل واحدة مع
الأخرى فيما يحل بها من الأذى وقوم قالوا ان جميع الحواس ينبغي ان تبتدىء من اصل
واحد وتنتهي الى شيء واحد. وهذان القولان متقاربان والأول لا كلمة منه لان الحكمة لا تقتضي عموم الآفة. والثاني
يخالف الخلقة على ما تشاهد. وان كان يقتضي اتحاد الأصل. وهو كذلك في الابتداء في
جميع الحواس لكن هذا الاتصال المخصوص ليس كذلك .
بل قوم قالوا ان هاتين العصبتين ليس بهما شيء متعلق ولا محرّك من غيرهما من الاعضاء.
فلو جريا على استقامة لكانتا بمعرض من الانتهاك. وهذا القول قريب. والأجود ان يقال
ان الأجود للعينين
ان تكون الروح الباصر الواصل اليهما من الدماغ متى امتنع نفوذه في أحدهما انصرف الروح
والقوة الى الاخرى فيتوفر عليهما كما قلنا في وضع العين وهذا لا يمكن ان يكون الا كذلك
ويشهد بذلك ان
انسانا لو جعل كفه طولا ، او شيئا حاجزا
على الأنف بين العينين لئلا يقع بصرهما على الشيء الذي يقصد كانت رؤيته له غير تامة.
وان غمضّ واحدة عادت رؤيته له بالعين الاخرى أبين وأوضح. وليس ثمّ سبب الا ان الروح
ينصرف الى المفتوحه فيصير اكثر ادراكا. ولذلك يتسع ثقب العنبي من مزاحمة الروح
الباصر وطبع هذا العصب كطبع الدماغ بارد رطب واما عصب
_________________
الحركة فمنشاؤه من
خلف منشأ الزوج الأول المؤدي حاسة البصر
ويتفرق كل قسم منه في عضلة وسنبّين شيئا من هذا الكلام في الفصل
الفصل السابع
في وصف الغشائين اللذين يجللان العصب
النوري
اعلم ان القلب يصعد منه عرقان يحملان
الروح الحيواني
الى الدماغ. ويتشعبان وينتسجان
ويصير منهما غشاءان : غليظ ورقيق
_________________
والجافي الغليظ
ينتسج من اغلظ ما
فيهما بعد الوصول الى الدماغ ويلاصق القحف ويوقي الدماغ من العظم ويلطف فيه الروح
ادنى لطف ثم ينتسج
ادق ما فيه ويكون منه الغشاء الرقيق. وكلاهما يسميان مننجس وطبعهما الى الحرارة والرطوبة ما هو . والجافي أقل رطوبة. ومنفعة الرقيق ان يتحول
فيه الروح الباصر ويهذب ويلطف بسلوكه في مسالكه الضيقه ويحوى الدماغ بكل عصبة تنشا
من الدماغ تكون
مغشاة بهذين
الغشائين.
وطبقات العين منهما ومن العصب يكون
تأليفها على مانبين من قريب.
_________________
الفصل الثامن
في كمية الطبقات والرطوبات التي في
العين
واختلاف الاطباء في ذلك
اعلم ان الاطباء اختلفوا في عدد طبقات
العين ولم يختلفوا في رطوباتها. واتفق الجمهور على ان الطبقات سبع والاعتماد على
هذا المذهب ورطوباتها ثلاث .
واول الطبقات تسمى الصلبه. واما الثانية فتعرف بالمشيميه. واما الثالثة فيقال لها الشبكيه
واما الطبقه الرابعة فتكنّى بالعنكبوتيه .
والخامسة فتوسم بالعنبية. واما الطبقة السادسة فهي القرنية. واما الطبقة السابعة فتنعت
بالملتحمة فهذه هي الطبقات.
واما الرطوبات فالجليدية والزجاجية والبيضية.
واما من خالف في عدد الطبقات ، فعند قوم انها طبقتان وعند قوم انها ثلاث ، وعند
قوم انها اربع ، وعند قوم انها خمس ، وعند قوم انها ست. فهؤلاء لا يعدون ما ليس
بمطبق على العين طبقة. ومن قال انها عشر فيعد قشرات القرني الاربع من جملة الطبقات. وكلهم
_________________
لا ينكرون ذلك من
جهة التشريح سواء عدّ ذلك الجزء طبقة او لم يعدّها وانا واصف كل واحد من الطبقات والرطوبات
بما يخصه.
الفصل التاسع
في وصف الطبقة الصلبه وما طبعها وما
منفعّها.
اعلم ان العصبه اذا دخلت جوبة العين وعليها
الغشاءآن الجافي والرقيق
فينفرش الجافي ويلاصق عظم الجوبة ليكون حائلا بين هذه الشعبة وبين عظم جوبة العين كما كان حائلا بين
عظم القحف وبين الدماغ. ويصير كالرباط ويسمى حينئذ الطبقة الصلبة وهي
_________________
بيضاء. وطبعها الى
البرد واليبس ما هو. وسميت بهذا الاسم لصلابتها وانما خلقت صلبه لأجل مجاورة العظم
لئلا يتأذى به. وايضا لكونها موقية ورابطة. والموقي يجب ان يكون أصلب من الموقى والا
لم تفد
وقايته.
الفصل العاشر
في وصف الطبقة المشيمية وما منفعتها
اعلم ان الغشاء الرقيق الحاوي للشعبة والمعطي
ايّاها الحياة والغذاء بما فيه من العروق. فكما انه يحوى الدماغ ، ينفرش تحت
الطبقة الصلبة
ويحوي العين ويسمى حينئذ الطبقة المشيمية. وسميت
_________________
بهذا الاسم
لاحتوائها على جنين العين ، كالمشيمة
عند احتوائها على الجنين. وطبعها الى الحرارة واللين ما هو. ومنفعتها انها تعطي
أكثر أجزاء العين الكلية الحياة والغذاء. وهي تتغذى بما فيها من الدم .
الفصل الحادي عشر
في وصف الطبقة الشبكية وما منفعتها .
هذه الطبقة تتركب من الشعبة الواردة من
الدماغ. لا بأن ينبسط بل بأن ينقسم الى شعب دقاق. ويتشعب بأن تشتبك بعضها ببعض مع
عروق دقاق. وتتسع فاغرة فيصير لها تجويف عظيم بالنسبة الى ما كان. وفي هذا التجويف
تكون الرطوبات وتسمى حينئذ الطبقة الشبكية. وسميت بهذا الاسم لانها تشبه شبكة
الصيادين عند ما تحتوي على شيء. وطبعها الى الاعتدال أميل لمخالطتها العروق. وتتغذى
من العروق التي تخالطها ويرشح منها ما تتغذى به الرطوبات. فهذه الطبقات الثلاث
داخل
_________________
افهم من نتبع الطبقات بالرطوبات
الرطوبات فلنذكر الآن الرطوبات حتى يكون
ذكرنا على التبع ليكون
الفصل الثاني عشر
في وصف الرطوبات التي تحتوي عليها هذه
الطبقة
المذكورة كل واحدة منها على حدة ووضعها
ومنفعتها واولا في الجليدية
نبتدىء بذكر الجليدية حيث كانت اشرف
الرطوبات ، لأن الصور
_________________
المرئية تنطبع فيها
الوانها وهي رطوبه صافية مقفلة غير ذات لون
مشفّة صلبة مستديرة الشكل الى التفرطح. وتسمى بالجليدية لانها قطعة من جليد. وجعلت
مشفّة غير ذات
لون لتقبل في ذاتها الوان المبصرات فتدركها القوّة. وهي تلتحم اعني الشبكية على نصف
من الجليدية هكذا
وجعلت الجليدية صلبة لتكون متماسكة فلا يحدث فيها ترجرج فلا تستقر الصور المنطبعة
فيها فلا يمكن ادراكها لأنها تموج لو كانت رقيقة القوام. وجعلت مدورة الشكل لتقابل
بحدبتها جهات كثيرة لا جهة واحدة كالمستقيم فتدرك من جهات كثيرة لا جهة. وجعلت
مفرطحة ليلاقي المبصر منها اجزاء كثيرة كالحالة في المستقيم. فيكون قد جمعت ما
يدني المستقيم والمحدب وطبعها بارد يابس. وانما جعلت في الوسط لأنه احرز
_________________
الفصل الثالث عشر
في وصف الرطوبة الزجاجية وما منفعتها
اعلم ان فيما يلي الشبكية من الرطوبة
الجليدية رطوبة مشفّة غير ذات
لون تام. يميل الى ادنى حمرة فيقال لها الرطوبة الزجاجية لأنها تشبه الزجاج الذائب.
وطبعها الى الحرارة اميل وفائدتها ان تجعل غذاء الجليدية مشابها لها. وجعلت مشفّة
لما عرفت. وجعل قوامها ارق من الجليدية لتفيدها رطوبة لئلا يعرض لها جفاف من داخل
بسبب الحرارة. والجليدية مغرقة فيها الى النصف .
الفصل الرابع عشر
في وصف الرطوبة البيضية وما منفعتها
_________________
اعلم ان قدام الجليدية رطوبة أرقّ قواما
من الزجاجية يقال لها الرطوبة البيضية. سميت بذلك لكونها في قوام رقيق بياض البيض
ولونها صاف يميل الى بياض شفاف ويرشح من العنبية اليها ما يغذيها. وطبعها الى
البرد. والرطوبة ما هو
ومنفعتها انها ترطب الجليدية لئلا تجف بحرارة الهواء من خارج وتمنع خشونة خمل العنبي
لأن لا يلاصق الجليدية وهي مع ذلك تقبل نفوذ المبصرات بصفائها. وانما جعلت ارق قواما
لأنها بمعرض من الجفاف بالحرارة التي من داخل وحرارة الهواء من خارج. وتكاد تسيل
لو لم تمسكها العنكبوتية كما نذكر. وكلما كانت أرق وأصفى ، كانت أعون في تأدية
المرئيات
الى الجليدية. وهذه الرطوبات متقاربة في اللون الا انها مختلفة في القوام وتحوي
بعض هذه الرطوبة بعض الشبكية وليس في شيء من الرطوبات عرق لا ضارب ولا غير ضارب .
_________________
الفصل الخامس عشر
في وصف الطبقة العنكبوتية وما منفعتها
اعلم ان الطبقة الشبكية اذا حوت الرطوبة
كما وصفت ، فمن حد النصف تدق وتصير خيوطا دقاقا في الغاية. وينتسج بعضها في بعض وتصير شيئا واحدا. وتسمى حينئذ
الطبقة العنكبوتية. وسميت بهذا الاسم لأن نسجها كنسج العنكبوت. وطبعها الى البرد واليبس.
وهي غير صادقة الاشفاف الا انها في غاية الصقال. والانسان اذا
رأى صورة نفسه في عين غيره ، فمن صقالها يكون ذلك كالحال في المرآة ومنفعتها انها تحفظ الرطوبة البيضية من
السيلان. ولو كانت مثل الشبكية لم يتم نفوذ المبصرات على التمام. وغذاؤها من
الشبكية .
وذهب بعضهم الى انها تتغذى من الجليدية. وانما استبعد ذلك من وجوه. احدهما ان الغذاء انما يكون مشابها
_________________
(للمغتذى حتى يخلف
بدل ما يتحلل منه ويكون مشابها له في
المزاج الأصلي واللون والقوام. والعنكبوتية غير صافية كصفاء الجليدية. وهي ـ اعني
الجليدية ـ صلبة غليظة القوام وهي على ما علمت من الصفاء فلو تغذت العنكبوتية من
الجليدية للزم من ذلك ان يتغذي العضو بما لا يناسبه ، ويشبهه لا في القوام ولا في
المزاج الأصلي. وذلك لا يجوز من وجه آخر. وهو ان الجليدية ليس فيها عرق ضارب ولا
غير ضارب وانما غذاؤها يأتيها
على سبيل الرشح. فكيف تغذي غيرها؟. ومن وجه آخر ، وهو ان هذه الطبقة لأجزائها تجاويف.
والرطوبات انما ترد عليها من خارج لكن غذاءها من العروق التي فيها وتتغذى كما تتغذى
الشبكية وهي جزء منها .
_________________
الفصل السادس عشر
في وصف الطبقة العنبية وما منفعتها
اعلم ان هذه الطبقة منشأوها من الطبقة المشيمية. وسميت عنبية لأنها
مثل قشر العنبة وهي تحيط بالعنكبوتية من قدام. ولونها كمد يميل الى السواد ما هو
غالبا لتحصر الاجسام الشاقة والصور المنطبعة الوانها في الجليدية السارية في
الرطوبة البيضية ليكون الادراك ابلغ واقوى لأن المضيء اذا اجتمع مع الكمد الاسود
ظهر انور واصفى ، وطبعها الى الحرارة والرطوبة ، وهي لينة ، وجعلت مثقوبة الوسط
بحيث تقابل وسط الجليدية لئلا يمنع بكمودتها الصور المبصرات من الوصول الى
الجليدية ، وذلك ان كل جسم امام الجليدية ينبغي ان يكون اما شفافا واما مثقوبا. وجعل
هذا بحيث يجتمع فيتضايق وينبسط فيتسع بحسب كثرة الضوء وقلته ، لان الضوء متى كان
قويا شديدا من خارج كان باهرا للقوة الباصرة. والروح الباصر يفرقه ويحلله وجب ان
يضيق ثقبها لتقاوم شدة الضوء. والروح التي من داخل ، ويجتمع هذا بسبب ضيق الثقب
فيقاوم شدة الضوء من خارج الى داخل ،
_________________
ومتى كان الضوء
معتدلا اعتدل حال الثقب. ومتى كان يسيرا اتسع ليصل من الضوء الخارج مقدار كثير الى
داخل. فيجبر كثرة مقداره ونقصانه من جهة ضعفه. وجعل لها خمل من داخلها ليجتذب لها
الغذاء . وتجتمع فيه الرطوبة وهي
تحتاج الى غذاء كثير لاجلها.
وقد تغذي غيرها. وفي خملها فائدة اخرى وذلك
انه متى تولد من رطوبة غريبة من غلط البيضية جذبتها .
_________________
الفصل السابع عشر
في وصف الطبقة القرنية وما منفعتها
اعلم ان منشأ هذه الطبقة من الغشاء
الصلب الذي ذكرنا بعد ان يصير منه الطبقة الصلبة. ووضعها امام العنبية وبينهما
فرجة وفضاء .
ويدلك على ذلك وقت القدح يرى المهت
داخلا من غير توقف ولا تعثر. وهي طبقة قوية مشفة. ولونها كلون القرن المشف. ولذلك سميت
قرنية ، وهي مركبة من أربع قشرات. فالظاهرة شديدة الصقال صلبة . اما صلابتها فلتقي ثقب العين. وتمنع عن
نفسها ما يرد من خارج من الاشياء المؤذية. واما صقالها فلينفذ فيها الشعاع. والقشرة
التي تلي العنبية منها قليلة الصقال. وانما جعلت كذلك لتجلب الغذاء. والقشرتان
اللتان في الوسط معتدلتان. واما امزجتها ، فالخارجية اميل الى البرد واليبس والداخلية
اميل الى الحرارة والرطوبة واللتان في الوسط الى الاعتدال.
واما الحكمة في جعلها اربعة ليكون اذا
فقد أو تأذى
احدهما
_________________
قام غيرها مقامها. وقد
يستتم غذاؤها من العنبية مع ما تتغذى من نفس الغشاء الذي نشأت منه.
الفصل الثامن عشر
في وصف الطبقة الملتحمة وما منفعتها
اعلم ان منشأ هذه الطبقة من الغشاء الذي
على القحف وهي بيضاء غضروفية صلبة ، وطبعها الى البرد واليبس وغذاؤها يأتيها
_________________
من الغشاء الذي
نباتها منه. وهي تلتحم بالقرنية فيصيران كطبقة واحدة ولذلك سميت ملتحمة ومنفعتها
ان توقي العين بصلابتها من الآفات الواردة عليها من خارج. وهي في ذلك من خارج
نظيرة الطبقة الصلبة من داخل.
الفصل التاسع عشر
في وصف الروح الباصر كيفية تولده
اعلم ان الروح الباصر عند الاطباء هو من
جنس الروح النفساني الطف ما فيه. ومطلق الروح عندهم بخار لطيف تصعده الحرارة الغريزية من الرطوبة
الغريزية ، فيعدله الهواء الوارد على ابداننا من خارج. ثم يسري في الاعضاء ويعين
القوى على افعالها. فاللطيف من الروح النفساني ينفذ من العصبتين الى العين ومبدؤه
من الروح الحيواني. في الاصل يصعد في العرقين اللذين ذكرنا انهما يصيران
_________________
أغشية. ويلطف كلما
سلك مسالك ضيقة بالحركة النارية التي فيه. وتندفع عنه الى المنخرين ما يخالطه من
الاكدار فتهذب. والكبد لها من ذلك فعل وهو ان لطيف البخار الذي في الدم الكبدي اذا
وصل الى القلب يصير كالمادة لهذا الروح. وقد اختلف القدماء من الاطباء والحكماء في
كيفية الابصار. وانا أذكر الرأي الذي اعتقد. ثم احكي مذاهب اكثرهم في ذلك على
الاختصار.
الفصل العشرون
في كيفية الابصار
الابصار يكون بالمناظر التي تخرج من
الحدقتين. وهذه المناظر كالخطوط المستقيمة تذهب على سمت واحد الى قدام على مثال ما
_________________
يذهب شعاع الشمس اذا
دخل من كوّة الى بيت. ومبدأ تلك الخطوط منظم دقيق وآخرها منتشر واسع. وشكل جملتها في كل واحد
من العينين شكل صنوبري ـ أعني حب الصنوبر الكبار ـ مخروط كأنها تخرج منفرجة مخروطة
كلما بعدت اتسعت .
فلذلك وجب ان تتساويا في الوضع. ويكون ذهابهما على سطح واحد من الشكلين المحورين
حتى تدركا المرئي في موضع واحد بعينه والا لم يدركا كليهما من موضع واحد حول كل واحد من المحورين. فيقع الادراك
مختلفا بل كل واحدة من الصنوبرتين موضوعة وضعا شبيها في كل واحدة من العينين ما هو
في الاخرى. فتكون جملة الصنوبرة الملتئمة من الخطوط الخارجية من أحد العينين شبيها
بجملة الصنوبرة الخارجة من العين الاخرى. والروح الباصر النوراني ينفذ
_________________
في العصبتين المقدم
ذكرهما. لا قوته فقط بل نفس جوهره ومقداره ، ليفي بما يحتاج اليه في فعل البصر والا
لما كانت الحاجة الى تجويفهما ولذلك يتسع ثقب العنبي كما بينا ، وليس الا لمزاحمة
الروح نفسه وضغطه اياه. فاذا خرجت تلك الخطوط خالطت الهواء الصافي فادركت العين
اللون المخالف للهواء ، فتدرك ذلك اللون ، والدليل على ذلك ان نقول الابصار لا
يخلو : اما ان يكون بارسال شيء الينا من المرئي فيدلنا على نفسه حتى ندرك ماهيته.
واما ان يذهب منا شيء ندركه ، او يكون شيء اخر غير قوتنا وما يخرج من أعيننا ، وغير
المرئي يعرفنا ذلك فندركه .
لا جائز ان يكون بخروج شيء من المرئي أو شبح او كيفية كما ذهب اليه قوم دون اخرين
وينطبع في الجليدية فانه لو كان كذلك لكان ينبغي ان يرى من غير ان يعلم مقداره في العظم من حيث
ان جبلا من أعظم الجبال او جسما من أعظم
_________________
الاجسام لا يقبل
العقل دخوله في العين. ويلزم أيضا ان يكون في طرفه شيء اخر مما يمكن ان ينحل منه
كيفية اذا كان المرئي مما لا ينحل منه شيء كالذهب لاستحكام مزاجه ، فان النار تعجز عن تفريق أجزائه ، وكلما رامت
أن تصعد منه الاجزاء المائية تشبثت بها الارضية فالانسان مع ذلك يرى ما كان منه على البعد. وايضا
يلزم ان يدخل الى عينه صورة الوف من الناس اذا نظر اليهم. وتنطبع صورهم كلهم على
التمام في الجليدية من عينه. ومما يزداد به عندك تحقيقا ان المرآة الصغيرة جدا لا ينطبع فيها ما عظم من الاشياء المحاذية
لها الا صغيرا. والجليدية بالنسبة الى ما نراه صغيرة جدا ، بل وان أدعى في الانطباع
ان اللون المعين للهواء اذا انعكس الهواء بعد ملاقات ذي اللون الى الجليدية وانطبع
اللون فيها ثم تحركه العين في اقطاره ادرك مقداره بادراكه اللون ، فيرجع هذا القول
الى ما نقرره بعد هذا الفصل. ولا جايز ان يدلنا غيره وغيرنا. لانه لو كان يدلنا
على المرئي غيره وغير ما يخرج من اعيننا ولم يكن للعين في ذلك فعل للزم منه ان لا
يمتنع بسببه فساد العين وعدم ابصارها اذا غمضت او عميت. ولما امتنع ذلك دل على انه
ليس كذلك. فلم يبق الا ان يخرج من أعيننا شيء يدرك المرئي. لكن لا وحده فان العقل
يشهد ان قوة الانسان لا تبلغ ان تصعد الى موضع ما يدركه من الكواكب والاجرام
السماوية ، لا ولو كان الانسان كله روحا باصرا لكن الهواء المحيط بابدان الناس متى
كان صافيا صار البصر آلة يقوم مقام العصبة ، وذلك لقبوله من ملاقاة الروح الباصر
أياه كقبوله من نور الشمس. وكما ان نور الشمس
_________________
اذا لقي الطرف
الاعلى
من الهواء نفذت
قوته في الهواء كله فكذلك النور الذي يصل الى العين. فاذا لقي الهواء حالة خروجه
من الحدقة غيّره ونفذ فيه ما يحدث من تغييره
له الى مسافة بعيدة جدا. لا سيما اذا كان الهواء متصلا بعضه ببعض نيّرا لم يمنعه مانع
من الدخان والغبار والغيم من الصفاء. ثم يقف عند حد بعد ان يتناقص قبله وادراكه المحسوس
انما يكون بادراكه اللون المخالف للهواء المنير. فاذا ادرك الهواء ادرك ذا اللون.
وادراك مقداره يكون اذا تردد النظر بحركته السريعة في اقطاره. كما يدرك العدد
فيكون هذا الادراك بالعرض نابعا لادراكه اللون كما تدرك الحركة. فانه اذا ادرك
الجسم في حيز ثم انتقل
الى حيز اخر علم انه تحرك. وكان هذا الادراك للحس المشترك ، وقد اختلف في ذلك ، لكن
المخالف لا يعتد به في هذه الصناعة وان كان عظيم القدر في غيرها. والدليل على أن
القوة مع الهواء الصافي المنير والروح الباصر موجب الابصار. ان الانسان اذا استلقى
تحت شجرة وكان الهواء صافيا مستنيرا بالشمس رأى ثيابه قد تلونت بورقها.
والدليل على نفوذ القوة والروح الباصر
في الهواء ادراكها
_________________
المحسوس انك اذا
نظرت الى الشيء المرئي وجدته بحالة من العظم. فاذا تباعدت عنه كثيرا ادركته اصغر
مما كان عليه. وكذلك الى ان لا تدركه القوة. فاذا قربته ودنوت منه رأيته أكبر الى
ان تقف عند حده من العظم والصغر نعلم بذلك ان قوة الابصار والروح الباصر مع الهواء
اذا كان منيرا صافيا هو الموجب للابصار بتقدير العزيز العظيم. واما مذاهب القدماء
في ذلك فكل اختار قولا.
فاما مذهب جالينوس في ذلك فانه يعتقد ان
ادراك حاسة البصر محسوسها الذي هو اللون ان الهواء قابل للصور مع الاشياء المرئية
مؤديها الى البصر ، فاذا اتصل شعاع البصر بهذا اللون ادرك ما فيه مما قد قبله من
الصور المبصرة.
واما الكبير ارسطو : فيعتقد في ذلك ان
القوة البصرية والشعاع البصري سيتصل بالمبصر وينعكس راجعا الى البصر فيؤدي الى
صورة ما اتصل به ، وينفذ في هواء قابل لهذا الفعل من المبصر.
واما بطليموس فانه قال : المبصرات ، منها
ما هو بالحقيقة وادل. ومنها ما هو تابع تال لهذه المبصرات فالذي هو بالحقيقة هو
الضوء ثم يتلوه اللون من ذي اللون .
واما ديمقريطس واسقورس : فانهما كانا
يريان
القوة البصرية تكون بتخيلات تتصور في الشعاع البصري تخالطه الامثلة التي تتصور فيه
ويسمى الشعاع المجتمع شعاعا ذا تماثيل.
_________________
واما ابرخس : فكان يرى ان الشعاع يخرج
من كل واحدة من العينين
وينبسط فيلقى المبصرات على نهاياتها فيكون كالايدي التي تلمس ما كان خارجا عن البدن
وتؤدي ذلك الى القوة الباصرة. وجالينوس برهن براهين هندسية على صحة هذا الرأي في
كتابه (في منافع الاعضاء).
وأما افلاطين : فكان يرى ان البصر يكون
باشتراك الضوء
البصري بالضوء الهوائي وسيلانه فيه بالمجانسة التي منهما. وان الضوء الذي ينعكس عن
الاجسام ينبسط في الهواء لسيلانه وسرعة استحالته فيلقى الضياء الناري. وهذا الرأي
يسمى (اجتماع الضياء لافلاطين).
فهذا ما امكن بيانه في هذا الكتاب. وليس
هذا مقام نبرهن فيه على ذلك من طريق اخر فنخرج عن علم الطب فضلا عن الكحل الذي هو
جزء منه. وقد أوضحنا ذلك بحسب الامكان في مقالة مفردة في كيفية الابصار دون سائر
الحواس والذي يلزم الكحال ان يعرف ان الروح الباصر والقوة الباصرة اذا كانت اجزاء
العين سليمة يكون الابصار وليس عليه ما سوى ذلك بل هذا مما يلزم الحكيم ولا يضر
الكحال معرفته لكن لا يجب عليه ان يبرهن
من جهة انه كحال فيغلط .
_________________
_________________
_________________
الفصل الحادي والعشرون
في وصف الاجفان وكونها وغيرها وقاية وجنّة للعين. والحكمة المستفادة من خلقها
واذ قد تكلمنا في الطبقات والرطوبات وكيفية
الابصار بحسب الامكان ، فلننتقل الى الكلام في الاجفان وغيرها مما خلق لوقاية
العين فنقول : ان اللّه تعالى حصن هذه الجملة بالاجفان والاهداب النابتة حول العظم
، وبعظم الحاجب ، وأصل الانف ، وعظم الوجنة ، وهذه العظام لتكون وقاية من مصادم
اعظم من العين يلاقي اطراف هذه العظام فلا يصل الى العين والاجفان. فلتمانع
بصلابتها نكأة
ما يصادم وتمنع عند انطباقها من وصول الغبار والدخان والماء والشعاع القوي الى العين.
ولما جعلت الاجفان لتستر ، لم يجعل الاعلى
والاسفل يتحركان انطباقا وانفتاحا بل جعل الجفن الاسفل ساترا بعض
_________________
العين لازما مكانه.
والجفن الاعلى منفتحا عند الحاجة الى البصر
منطبقا عند التغميض. وجعل الجفن الاسفل اصغر من الجفن الاعلى. لان من شأن الاسفل
اللزوم ومن شأن الاعلى ان يكشف عن العين وان يسترها. فيجب ان يكون ملبسا على اكثر
من نصفها. فيتم الابصار على ما ينبغي ولو كان الجفن الاسفل اعظم مما هو لكانت
الفضول
المنحدرة من العين كالرمص والدمع تجتمع فيه ولا تسيل منه. وكان هو بنفسه يسترخي عن
العين ولم يكن يلزمها ويعهدها من اسفل واجزاء الجفن جلد ثم احد الطاقين والغشائين
ثم العضل. وسنذكر العضل ثم الطاق الاخر في الاخر. والجلد فهذا هو الاعلى والاسفل.
واما الاهداب فتفيد لسوادها في جمع الضوء وتعين في أوضاع الجفن وتمنع بعض المنع. وهي
شعر
الحاجب بمنزلة السياج حول الشيء. وخلقت الاجفان اصلب من العين والا لما صلح ان يكون
غطاء ووقاية. ثم لم تجعل شديدة الصلابة من جوهر العظام والغضاريف والا لم يكن شيء يتأتى
لها الحركة. وكانت مع ذلك تنكأ في العين بصلابتها .
_________________
الفصل الثاني والعشرون
في وصف العضل التي في العين والحكمة
المستفادة
من خلقها. وموضع كل واحدة منها
اعلم ان العين تحتاج الى الحركة كما
بينا في وضعها للبصر الى جهات كثيرة. ويكون لها اطلاع اكثر مما لها على تقدير
سكونها. فجعل فيها وفي الاجفان عضل يتأتى لها به سائر الحركات وذلك العضل هو عضو
مركب من العصب ومن جسم ينبت من اطراف العظام شبيه بالعصب يسمى (عقبا ورباطا) ومن
اللحم ومن غشاء يجللها خلقت لتحريك الاعضاء بحسب الارادة. وذلك ان العصب اذا اتصل
بالرباط وتشبك كل واحد منها بالاخر حتى صار كشيء واحد. وينتفش الحاصل منهما او
احدى الفرج التي من الاخر المنتفشة باللحم وجلل بغشاء. وكان هذا الحاصل عضلة ، وغايتها ان الارادة متى اقتضت تحريك عضو
ما حركت القوة المحركة التي تحرك العضل
_________________
بتأدية العصب الذي هو جزء من ذلك العضل
، اما بان تشنجها ويلزم من ذلك حركة العضو الى جهة مبدأ العصب. واما بان يرخيها ويلزم
من ذلك حركة العضو الى خلاف جهة المبدأ. فجعل في اللحاظ عضلة تحرك العين نحوه. وفي
المآق عضلة تحرك العين نحو الانف. ومن فوق عضلة تحرك العين الى جهة فوق ومن اسفل
عضلة تحرك العين الى جهة أسفل. ومن فوق عضلتان تمتدان ورابا نحو اللحاظ تديران
العين .
وثلاث عضلات في اصل العين تمسك الشعبة الواردة من الدماغ الى العين. وتمسك العين من
ورائها عند اتصالها بالعصبة
_________________
واستقرارها في
الجوبة. ولو لا هذا العضل لكانت الشعبة تنهتك عن أدنى سقطة او انزعاج الرأس الى
جهة أمام. وعند المشرحين خلاف في هذه العضل الثلاث. فعند قوم انها عضلتان وعند قوم
انها عضلة واحدة ولم يختلفوا في وجود جنس العضل لما ذكرنا من حفظ العين بالمسك. واما
عضل الجفن ، ففي وسط الجفن الاعلى عضلة ترفعه الى فوق لينفتح. وفي طرفيه عضلتان
تحيطانه وقت التغميض والطرف. وانما جعل حركة الجفن الاعلى الى فوق بعضلة واحدة في
الموضع الوسط ، لان شعر العين لما كان صلبا تحرك طرفاه بتحرك وسطه. فاذا جذبت
العضلة وسطه ، انجذب سائره الى فوق. وجعل حركته الى أسفل بعضلتين في زاويتي العين
، لان الشعر وان كان مفرط اللين حتى استرخى ، ليس يسهل تحريك سائره بتحريك طرفيه
كما يسهل تحريك طرفه بتحريك وسطه. ولان طرفيه لو كان في كل واحد. عضلة لكان فتح
العين من جانب اللحاظ والانف سواء فلا يستقيم للعين فتح.
ولما كانت العين دائمة الحركة وكذلك
الاجفان عليها انفتاحها وانطباقها جعل من فوق غدد ومن اسفل غدد يرشحان دائما في
ثقبة دقيقة رطوبة لينة الى العين ليسهل بها حركتها ومرور الاجفان عليها. وجعل شحم
منطبق بالعين يفيدها لينا ويعينها في جودة الحركة الى الجهات. فتبارك اللّه احسن
الخالقين.
القسم
الثاني من الجزء الاول
في تعريف احوال العين وامزجتها والوانها
واحوالها الطبيعية منها وغير الطبيعية واختلاف
ذلك
وهو فصلان
الفصل الاول
في أمزجة العين واختلافها
يجب على الكحال ان يعرف مزاج العين
الطبيعي الذي يحتاج الى علاجه حتى اذا زال عن حالته الطبيعية عرف مقدار زواله الى
أي جهة زال حتى يرده الى ما كان عليه. فاذا كان صحيحا يحفظ صحته. فيجب على الكحال
حينئذ ان يكون عارفا بمزاج العين. فنقول قد يتصور مزاج العين على وجهين احدهما ان
يكون معتدلا واعتدالها لا يعني ان يكون معتدلا
في التوازن والتعادل ، فذلك محال وجوده لا سيما في العين ، لان الرطوبة كثيرا ما يغلب
عليها. لان منشأها من الدماغ. والدماغ رطب في الغالبية لكنا نعني بذلك الاعتدال ما يعنيه الاطباء
بالمعتدل في مباحثهم. وهو ان يتوفر على العين في أصل الخلقة ما يستحقه من المزاج
الانساني على أفضل ما ينبغي ان تكون عليه العين. فعلى هذا يكون مزاج العين المعتدل
رطبا والحرارة التي فيها لا تقاوم رطوبتها لانها مستفادة من الشرايين. الا انه
تبخر الحرارة الرطوبة. ويداوم التحليل بالحركة وغير ذلك من الاسباب المحللة تقرب
من المساواة. وهذا الاعتدال المذكور يكون معتبرا بحسب النوع ، ويكون بحسب الصنف ،
ويكون بحسب الاشخاص ، والاسنان ، والذكور والاناث ، والالوان.
فاما الاعتدال المعتبر بحسب النوع فهو
انا اذا قسنا عين الانسان الى عين ما سواه من الحيوانات وكانت اعدل ، فهي معتدلة
بهذا الاعتبار. لان الانسان اعدل.
_________________
واما بحسب الاصناف فان كل صنف من اصناف
سكان المعمورة يختص اهله بمزاج في اعينهم متى كان لهم كانت أعينهم افضل ما ينبغي
ان تكون عليه ، كبرد أعين الصقالبة ويبسها وحرارة أعين الحبشة ورطوبتها واعتدال
مزاج سكان الاقليم الرابع. فلو فرضنا ان أعين الصقالبة كانت حارة رطبة كان القياس
يقتضي ان يسرع اليها النزلات لحرارتها ورطوبتها لان العضو الحار يجذب الى نفسه
اكثر من جذب البارد ، وفجوجة أدمغتهم تساعد على ذلك. ولو فرضنا ان أعين الحبشة
باردة يابسة مع كثرة التحليل من ادمغتهم ونضجها لحرارة هوائهم وكثرة قرب مسامقة
الشمس من رؤوسهم لكانت المواد تكثر عليها ويقل هضمها ويتولد في اجزائها سدد بسبب
كثرة الفضلات وعدم التحليل الحاصل من بردها ويبسها وضيق مسامها. وقد نشاهد في
الاقليم الرابع شيئا قريبا من ذلك ، وهو انه من كانت عينه كحلاء كأعين الحبشة حارة
المزاج ، كثيرة انصباب المواد اليها الحارة
وغيرها.
ومن كانت عينه زرقاء يابسة المزاج لا
سيما اذا كانت الرطوبة البيضية قد ساء مزاجها ، لم تدرك نهارا كما ينبغي ، وقد
تدرك ليلا. وبالجملة كل من وجدت عينه في صنف على خلاف أعين ذلك الصنف ، فانه يكون
خارجا عن الاعتدال فان الحكمة الالهية اقتضت ان يكونوا على ما هم عليه وما اقتضاه
هواؤهم وماؤهم. وترى احوالهم تجري على أفضل ما ينبغي لهم . واما
الاعتدال المعتبر
_________________
بحسب الاشخاص ، فان
كل واحد من الناس تكون العين فيه نسبتها الى الاعتدال كنسبة اعضائه الاخر الى
الاعتدال ايضا على ما تستحقه الاعضاء من المزاج الاصلي الخاص بكل عضو. وكلما كانت
اعضاؤه
اقرب الى الاعتدال كانت العين اقرب. وربما كانت معتدلة في انسان غير معتدل او بالعكس.
واما الاعتدال المعتبر بحسب الاسنان فان الاطفال تكون أعينهم في الغاية من الرطوبة
والحرارة. ولا تكون فيهم قوية ، ورطوبتها غريزية وكذلك حرارتها. لكن الرطوبة تغلب كثيرا.
وكلما ترعرعوا سبقوا وقلت رطوبات أعينهم بالنسبة الى ما كانت عليه قبل الرهاق لانها تكون أدنى حسا.
والفكرة لا تستعملها القوى النفسانية
فيصرف الى حواسهم اكثر. واما في سن الشباب فان الروح الباصر فيهم يغلظ قليلا بسبب
قوة الحرارة التي توجب في دمائهم غليانا وتعكرا وتكدرا. واما الكهول فان العصبة
النورانية تقل لدونتها وتضيق فيقل لذلك نفوذ الروح الباصر فيها فتضعف ابصارهم. واما
المشايخ فيكثر في أعينهم نزول الماء والرطوبات الغريبة وانصباب المواد والسدد. وترقى
الابخرة الغليظة من الاعضاء لا سيما من المعدة بسبب ضعف الهضم في كل الاعضاء لقلة
الحرارة الغريزية وضعفها وضعف القوة الدافعة.
واما الاعتدال المعتبر بحسب الذكران والاناث
، فان أعين الاناث أقل حرارة واكثر رطوبة. وأعين الذكران بالضد.
_________________
واما اعتبار اللون فالشعلاء أعدل والشهلاء
قريبة منها. وابعدها عن الاعتدال الزرقاء. وأقرب من بعدها الكحلاء. وهذا أمر أكثري
يقع غالبا. لا أن كل فرد من أفراد كل قسم من الاقسام التي ذكرنا يوجد البتة . كذلك فربما خالف لكي يكون قليلا والوجه
الثاني ان لا تكون معتدلة بل تكون أميل الى احد الكيفيات اعني الحرارة أو البرودة.
واما الرطوبة او اليبوسة وقد تكون مركبة فتصير ثمانية. وهذه الثمانية تكون صحية وغير
صحية. والصحية قد تكون بمادة وبغير مادة فتصير ستة عشر. وسنستقصي ذلك عن قريب ان
شاء اللّه.
الفصل الثاني منه
في ألوان العين
اعلم ان الوان العين مختلفة. فمنها
بالطبع ومنها بالعرض. ومنها ما يوجد بحالة وقت الولادة ثم تتغير. ومنها ما لا
يتغير. ومنها ما
_________________
يتغير عند الشيخوخة
وبرد المزاج. ومنها ما يختلف بحسب البلدان والاصناف. ومنها ما يتغير لونها بحسب
المرض. اما الالوان التي بالطبع فهي اربعة الشعلاء والشهلاء والكحلاء والزرقاء. واسباب
الزرقة اما من عظم الرطوبة الجليدية او ظهورها الى القريب من العنبي او من صفاء
الروح الباصر او ان يكون متوقدا او من قلة الرطوبة البيضية او ان تكون صافية او من
قلة سواد الطبقة العنبية.
واما اسباب الكحولة فمن اضداد هذه
الاسباب الفاعلة للزرقة. واما اسباب الشعولة والشهولة ، فاذا وجد بعض الاسباب
الفاعلة للزرقة مع بعض الاسباب الفاعلة للكحولة كان ذلك. وقد يوجد في
_________________
قوم أشد وفي قوم أقل
بسبب تكامل الاسباب الفاعلة للالوان ونقصانها.
واما ألوانها بطريق العرض فذلك يكون
بسبب غلبة بعض الاخلاط. فتوجد حمراء وصفراء ورصاصية وكمدة. فالحمرة من غلبة الدم.
والصفرة من غلبة الصفراء والرصاصية من غلبة البلغم. والكمودة من غلبة السوداء. وهذه
الالوان انما تتغير فيها كثيرا الطبقة الملتحمة. فاما ما يوجد وقت الولادة في أعين
الاطفال ثم يتغير بعد مدة فذلك لعدم النضج
كالنبات أول ما ينبت لا يكون ظاهر الصبغ ، بل يكون الى البياض. ثم انها مع النضج تخضر.
فلهذا السبب تكون زرقة عيون الاطفال وشهولتها. وهذه زرقة تكون من رطوبة غير بالغة
اذا قويت حرارتهم اتضحت تلك الرطوبة الى ذلك اللون. واما تغير أعين المشايخ الى
الشهولة والزرقة في بعض الناس فذلك بسبب التحلل الذي يعرض الرطوبة التي تتبعها
الصبغ اذا كانت نضجة جدا مثل النبات عند ما تتحلل رطوبته وتأخذ تبيض. وهذه زرقة عن
يبس مفرط. وقيل ان تلك الزرقة من رطوبة غريبة تأخذ تبيض كالماء الذي ينزل الى
العين. واقول لذلك
من المجموع فان اليبس في الاعضاء يعني الرطوبة الاصلية الموجبة للصبغ تغيّر اللون
تغيرا ما. والرطوبة الغريبة تكمل ذلك التغيير. واما ما هو عارض مع الامراض كما
يعرض للمرضى ان تشهل أعينهم ، وسببه تحليل الرطوبة كما قلنا. وقد تصير العين
الكحلاء شهلاء بسبب انتشار يعرض لنور العين من اتساع ثقب العنبي فيتبدد النور. وبالجملة
فالزرقة منها طبيعية ومنها عرضية. ويعتبر ذلك بجودة
_________________
الابصار. وقد ظن بعض
الاطباء ان الشهلاء
نارية ، ولو كان كذلك لكانت العين الزرقاء مضرورة لفقدانها النارية التي هي البصر.
وقد يقصر بعض الكحل عن بعض الزرق في الابصار اذا لم تكن الزرقة حدثت عن آفة عارضة.
وذلك ان الكحلاء التي كحلها بسبب كثرة البيضية تمنع نفوذ اشباح الالوان بمضادته
الاشفاف. والكحل الذي يكون لكدورة الرطوبة ، كالكحل الذي يكون بسبب كثرة الرطوبة البيضية كذلك
لانه لا يجيب الى حركة التحديق والخروج الى قدام اجابة يعتد بها. وانما اذا كانت العين
الكحلة بسبب الرطوبة فيكون بصرها
بالليل قليلا بسبب الحاجة الى التحديق والخروج الى قدام ، اجابة لتحرك المادة الى
خارج. والمادة الكثيرة تستعصي اذا كانت بسبب الطبقة العنبية وشدة سوادها فتكون
اجمع للضوء. واما الزرقة بسبب قلة الرطوبة البيضية فانها تبصر ليلا في المواضع
المظلمة اجود مما تبصر نهارا. وفي المواضع المشرقة لما يعرض من تحريك المادة
القليلة بسبب الضوء فيشغلها عن الابصار كما يعرض في الظلمة من عدم الابصار.
واما اختلافها بحسب الاصناف في الالوان
فان الصقالبة أعينهم زرق. والحبشة أعينهم كحل وسكان الاقليم الرابع أعينهم شهل وشعل
غالبا. وقد يوجد الكحل والزرقة. والكحل اكثر وجودا في الاقليم الرابع من الزرقة. والترك
وان كانوا يسكنون الاقليم الخامس
_________________
ويلاقون البرد
الشديد ، الا انهم يكثرون اكل لحم الخيل. ويكثرون من أكل اللحوم مطلقا والدماء. ويشربون
البان الخيل. وكل ذلك مسخن فتسخن احشاؤهم
وادمغتهم وتعود قلوبهم يابسة شديدة الحرارة. والروح الحيواني فيهم اسخن والطف. وبرد
هوائهم يساعدهم على الزيادة في ذلك لانعكاس الحرارة فلا تعظم الجليدية فيهم ولا يحتاجون
الى تحديق يوجب قربها من العنبي. وتحسن أعينهم فيكون مزاجها كالمعتدلة بسبب ذلك.
فالوان أعينهم كالوان أعين سكان الاقليم الرابع وتندفع الرطوبات الى اجفانهم وتنعقد
شحما فتكون أعينهم لذلك ضيقة .
ويستحسن منهم ذلك. وان كان في بلادنا قد تصير شرناقا . فاذا وصلوا الينا كثيرا ما يتولد في أعينهم
الظفرة .
الا انها تكون لاصقة بالملتحم فلا تضرهم كثير
_________________
ضرر ، وتكون اجفانهم
اغلظ وارطب من اجفاننا الا انها متمسكة بحيث انها لا ينحل منها شيء. فكلما قلت
رطوبات الاجفان اتسعت العين وارتفعت الاجفان كما في البلاد الحارة ، وصار فيهم
طبيعيا بحيث يولد من يولد منهم في البلاد الحارة كذلك.
القسم الثالث
من الجزء الاول
في معرفة امراض العين الكلية واسبابها وعلاماتها
وعلاجاتها العامة. وهي عشرون فصلا ١٧٠
الفصل الاول من القسم الثالث
في معرفة المرض والسبب والعرض
اعلم ان المرض هيئة غير طبيعية في العين
تجب عنها بالذات آفة في الفعل. واعلم ان الآفات الداخلة على الافعال ثلاثة أنواع :
تغير ، ونقصان ، وبطلان.
فاما التغير فهو ان يتصور الانسان صورا لا وجود لها خارجا مثل رؤية
من يرى قدام عينه بقا او عيدانا او خيوطا سوداء او وقاية مشبكة. واما مثال النقصان
ان يضعف البصر. ومثال البطلان العمى .
_________________
والهيئة الموجبة للآفة بلا واسطة تسمى
مرضا. والهيئة الموجبة له بهذه الواسطة تسمى سببا. والعرض مما يتبع المرض. ولا فرق
بين العرض والدليل الا بالنسبة الى المريض يسمى عرضا وبالنسبة الى الطبيب دليلا.
مثال المرض نزول الماء. مثال السبب رطوبة غريبة في ثقب العنبي عن غلظ الرطوبة
البيضية. مثال العرض عدم البصر. وقد يصير المرض سببا فيكون اعتبار كونه مرضا غير
اعتبار كونه سببا. وكذلك الكلام في العرض. وقد يكون شيء واحد سببا ومرضا وعرضا
باعتبارات مختلفة. مثل الدمعة ، قد تكون من اعراض الجرب. وربما استحكمت حتى صارت
بنفسها مرضا. وقد تكون سببا للسبل.
واعلم ان الاسباب ثلاثة اقسام : باد وسابق وواصل. فالبادي ما لا يكون
خليطا او مزاجيا او تركيبيا بل يكون امرا من الامور النفسانية مثل العصب فانه قد
يسخن العين اذا سخن البدن بسببه.
أو أمرا خارجيا مثل الهواء الحار. والسابق
والواصل لا يكون كذلك. والفرق بين السابق والواصل : ان السابق يكون بينه وبين
المرض واسطة. والواصل لا واسطة بينه وبين المرض. مثال البادى استكتار ما يولد
الدم. مثال السابق الامتلاء. مثال الواصل لحوج المادة في الملتحم من العين بالصبغة
التي تلزمها الرمد .
_________________
الفصل الثاني من القسم
الثالث
في امراض العين الكليّة
العين يعرض لها جميع الامراض اعني
المتشابهة الاجزاء والآلية والعامة المشتركة. وهي تفرق الاتصال بالامراض المتشابهة وهي سوء المزاج ، وهي
ثمانية : اربعة مفردة ، واربعة مركبة. والمفردة : الحار والبارد والرطب واليابس. والمركبة
فهي الحار اليابس والحار الرطب والبارد اليابس والبارد الرطب. وكل واحد من هذه
الاقسام يكون بمادة وبغير مادة. ونعني بالمادة ان العين انما تكيفت بتلك الكيفية
بسبب خلط فجج
منها كيفية مثل تلك الكيفية ، كمثل ما اذا سخنت لغلبة الصفراء ، او بردت لغلبة البلغم.
وقد تكون هذه المادة متداخلة لتجاويفها. وقد لا تكون كذلك بل ملاصقة لها ومجاورة.
وربما احدثت ورما مع مداخلها وربما لم تحدث. وقد تكون المادة ايضا ذات قوام معتدل
وغير معتدل. واما سوء المزاج بغير مادة فهو ان تنكيف العين بمزاج من هذه الامزجة
الثمانية المذكورة حدث فيها بسبب باد كمثل تسخنها من الهواء الحار وتبردها من
الثلج او من يبسها من السمايم او رطوبتها بالحمام.
واما الامراض الآلية فهي الامراض
العارضة في هيئتها كالصغر وهو الغؤور
والجحوظ واتساع المجاري وضيقها الى غير ذلك مما نذكره مستقصين من الامراض الآلية عند ذكرنا علاجها.
_________________
واما تفرق الاتصال فقد يعرض في عصب
العين ويقع في الحدقة فيسمى انخراق الحدقة ويعرض في القرني فيسمى سلخا وحفرا. وقد
تسمى النفاخات قروحا والبثور ايضا كذلك. وقد يعرض في الملتحم فيسمى طرفة او انحلال الفرد لما كان عاما جميع العضو
الذى حل فيه. وقد تنخرق الفرني. فان ظهر شيء من العنبي اصغر ما يكون سمي مورسرج . فان كان اكبر بقليل سمي راس الذبابة.
فان عظم سمي رأس المسمار. وسنذكره في الامراض الجزئية . واقسامها في الجزء الثالث من هذا
الكتاب. ومن أمراض العين ما يعدي ويتوارث ، ومنها ما يعدي ولا يتوارث ، ومنها ما
يتوارث ولا يعدي ومن امراض العين ما لا يعدي ولا يتوارث الاول كالسبل
_________________
والثاني كالرمد ولا سيما الى عين من
ينظر اليه ، والثالث كالشعر الزائد ومن مرض العين ما لا يعدى ولا يتوارث.
والرابع اكثر الامراض كالبياض والبثور وغير
ذلك .
الفصل الثالث من القسم
الثالث
من الجزء الاول
في الاسباب الفاعلة لكل واحد من الامراض
العامة
قد عرفت السبب معرفة عامة. وعرفت البادي
منه والسابق والواصل. وضربت لك مثالا. فلنذكر الان الاسباب ذكرا أخص فنقول :
_________________
اسباب المرض الحار اما من ورود شيء خارج
كحر النار وحر الشمس. واما من حركة مجاورة للاعتدال سواء كانت نفسية او بدنية
كالعصب والرياضة. والسبب الاخر العفونة. والسبب الاخر ما يؤكل ويورد على البدن من
الاشياء الحارة كالبصل والثوم والفلفل. والسبب الاخر التكاثف الذي ليس بمفرط لانه
يمنع الحرارة من ان بخرج منها شيء.
الفصل الرابع من القسم
الثالث
في اسباب المرض البارد
من عادة جالينوس ان يحصر الاسباب
الفاعلة للبرودة في ستة اجناس
: الحركة المفرطة لكثرة التحليل ، والسكون المفرط لعدم التحليل ، وملاقاة ما يبرد
، وما يبرد ، وما يسخن جدا حتى تنعش الحرارة المادة المبردة ، وقلة الغذاء
بالافراط.
الفصل الخامس منه
في أسباب الرطوبة
وهي تنحصر في اربعة اجناس : في المادة
المرطبة ، وملاقاة ما يرطب ، وكثرة المادة مما يتناول ، والخفض ، والدعة فقد يعد
منها
_________________
الفصل السادس منه
في اسباب اليبوسة
اسباب اليبوسة اربعة اجناس : احدها ملاقاة ما
يجفف كالسمايم
، والجنس الثاني المادة المجففة ، والجنس الثالث قلة المادة مما يتناول ، والرابع
ما يحلل.
الفصل السابع منه
وجع العين وأسبابه
الوجع هو احساس بالمنافي من حيث هو
مناف. واسبابه منحصرة في جنسين : سوء المزاج بعينه وتفرق الاتصال . وسوء المزاج اما ان يكون منافيا لمزاج
العين فتحس به. واما ان لا يكون منافيا فتصير العين بمنزلة المزاج الاصلي فلا يحس
به. وجالينوس منكر ايلام سوء المزاج. فاما الحار والبارد فيؤلمان بالذات. واما
اليابس
_________________
فيؤلم بالعرض بشدة
تقبيضه
وبواسطة تفرق الاتصال والرطب لا يؤلم. وجالينوس يعتقد ان السبب الذاتي الموجع انما
هو تفرق الاتصال. وقد خطأه الشيخ الرئيس وذكر ان بيانه من غير هذا العلم. وهذا مما
لا يلزم الطبيب فكيف الكحال.
الفصل الثامن منه
في اصناف الاوجاع الحادثة في العين واسم
كل واحد
منها واسباب ذلك
اعلم ان الاوجاع المشهورة بالالقاب التي تحدث للعين هي هذه :
_________________
الناخس : وهو الذي يمدد الغشاء عرضا. وهو
خلط او ريح او بخار
والوجع الخشن : وسببه خلط خشن
والضاغط : وهو الذي يقبض على العين ويعصره
وهو مادة لها قوام او مادة لا قوام لها
والحكاك : وسببه مادة لذاعة صفراء او دم
حاد او مادة بورقية او سوداء لذاعه او تركيب من ذلك
والوجع المنخس : وهو ان يكون من مادة
يتحلل بين العضلة وغشائها فتفرق اتصال الغشاء من العضلة وتجذبه الى طرفه
والممدّد : هو الذي يمد العصب والعضل
طولا من خلط
او ريح
والرخو : وهو الذي يمدد لحم العضلة دون
وترها. وانما سمي رخوا لأن اللحم أرخى من الوتر فيسمى باسم محله وسببه مادة ممدده
لذلك.
والضرباني : وسببه مادة حادة. وذلك
الضربان يوجد في حالة الصحة. الا انه غير مؤلم وعند الخروج عنها يؤلم ويحسّ به
والثاقب : وكأنه يثقب العضو بنفوذه فيه
قليلا. وسببه ماده غليظة في عضو غلظ كالطبقة الصلبة اذا انصبت اليها فضلة.
والمسلّي : وسببه تلك المادة إلا انها
محتبسة
واللاذع : وسببه خلط له كيفية حادة. واعلم
ان الوجع يحل القوة ويمنع العين من خواص أفعالها. وهو يسخن أولا محله ثم
_________________
يبرده أخرا بما يحلل
ويهرم الروح. وكلما يؤلم مما هو غير سوء المزاج وتفرّق الأتصال فانه يؤلم بتوسط
احدهما او كليهما. والخلط يؤلم أو بكميته بواسطة تفرّق الاتصال. او بكيفية وبواسطة
سوء المزاج الموصف بهما جميعا
والريح يؤلم بما ذكرناه . واسباب سوء المزاج مع مادة تجري الى العين
، خمسة
اسباب هي : قوة العضو الدافع ، وضعف القابل ، وكثرة المادة ، وضعف القوة العادية ،
وسعة المجاري ، وقد زاد بعضهم وان يكون العضو مستقلاّ .
الفصل التاسع منه
في اسباب سكون الوجع
سكون الوجع يكون لانشغال الحاس عنه. كما
يعرض من عدم الشعور به وقت النوم والسكر. واما بزوال موجبه وهو الحقيقي كما اذا
كان عن مادة استفرغت أو عن سوء مزاج بدل. واما باستعمال المخدرة التي تبطل حس
العين. ويكون الوجع حالا فيها الا انها لا تحس به. والسبب الحقيقي هو المزيل لما
كان حدوث الوجع عنه
_________________
الفصل العاشر منه
في اسباب ضعف العين
اعلم ان اسباب الضعف : أما ان ترد على
جرم العين وهو سوء مزاج او سوء تركيب واما ان ترد على الروح وهو سوء مزاج او نقصان
من جوهره باستفراغ يخصه. وعلى سبيل اتباع الاستفراغ غيره. واما ان يخص القوة وكثرة
فعلها وتترك الاسباب الفاعلة للتفرق وامراض التركيب الى بعد
الفصل الحادي عشر
في الاعراض
وهي الدلايل على احوال العين ، يعرف ذلك
من ملمسها. وذلك انها متى كانت حاره دل على حرارتها وكذلك جفافها على اليبس وما
يسيل منها وكونها لينة على الرطوبة. ويعرف ذلك من حركتها متى كانت خفيفة الحركة دل
على حرارتها ويبسها. وبطء حركتها يدل على البرد والرطوبة. وقد يستدل من الوانها
على ما وصفنا في الوانها العريضة.
وان كانت خالية دل على يبسها. وان كانت
ممتلئة دل على كثرة المادة.
وقد يعرف من شكلها ، فأنّ حسن الشكل
منها يدل على قوتها. ورداءة شكلها
يدل على ضعفها وقد تكون غائرة فيستدل على نقصان المادة ويبس مزاج دماغ صاحبها. وتكون
عظيمة فيكون بالضد. ومتى
_________________
كانت في فعلها الخاص
قوية الادراك كانت معتدلة. ومتى كانت تدرك من قريب ومن بعيد معا كانت معتدلة. ومتى
كانت تدرك من قريب وبعيد معا
ولا تتأذى بالمبصرات الباهرة فيدل على قوتها. ومتى لم تدرك من بعيد ومن قريب جيدا كانت ضعيفة في خلقها ، او في مزاجها
نقص وفساد. ومتى كان روحها قليلا صافيا ادركت القريب باستقصاء ولم تدرك البعيد لأن
الروح الباصر والقوة الباصرة لا تفي ان تصل الى البعيد. ومتى ادركت البعيد ولم تدرك
القريب ، فروحها غليظ كثير. ومتى حدّق فالحركة ترق الروح وتصفو فيدرك. وان ضعفت في
الحالين فروحها قليل كدر .
ومتى كانت جافة لا تغمض دل على يبسها. وان كانت كثيرة الدمع والرمص فهي رطبة. ومتى
تأذن بالحر وانتفعت بالبرد ففيها سوء مزاج حار. وان كانت بالعكس ففيها سوء مزاج
بارد.
_________________
وهذه الاقسام المعتدل منها هو الوسط إلا المفرط في
جودة الابصار فأنه المعتدل وقد يعرض للعين من الطرف والتغميض والتقييح والدمعة ما
يكون دليلا
على امور اخرى يجب ذكرها لأنها ليست من امراض العين
الفصل الثاني عشر منه
في علاقات الامتلاء
الامتلاء هاهنا امتلاء بحسب الأوعية. وهو
ان تكون العين ممتلئة من المادة التي حلّت فيها من بخره ، الا انها لا تكون رديئة وينبغي ان تنتقص.
وامتلاء بوجة آخر يكون بحسب القوة ، وذلك ان الخلط لا يكون كثيرا والاوعية لا تكون
ممتلئة بل تكون كيفية المادة رديئة فلا تطاوع الهضم والنضج. والفرق بينهما أن الذي
بحسب الاوعية تدر معه العروق ويثقل معه الرأس. والذي بحسب القوة ليس كذلك وان كان
قد يشاركه في بطء الحركة
الفصل الثالث عشر منه
في علامات المرض المادي وعلاجه خلطا
خلطا اذا غلب٢٠٣ اما الدموي فيدل على الثقل والحمرة والحرارة ودرور العروق
_________________
لا سيما اذا قرنت به
اعراض الرأس الدموية وهي ثقله
، والنوم الى غير ذلك من كدورة الحواس ، وبلادة ، وحلاوة في الفم ، وسيلان دم من المواضع
السهلة الانصداع من المنخرين واللثة .
وقد يدل عليه البلد والسن.
واما علامات البلغمي فيدل عليه ثقل شديد
وحمرة خفيفة ولين ملمس ورصاصية لون. واما الصفراوي فيدل عليه النخس والالتهاب.
واعلم ان النخس قد يوجد في كل مادة ، أمّا
اذا احتدّت ، إما في نفسها بان تعفن وتخرق
، واما بأن يخالطها صفراء. فالخالص للصفراء ان يكون قلة حمرة مع صفرة وخفة وقلة
نوم ويبس.
اما السوداوي فيدل عليه الثقل مع
الكمودة وقلة الالتصاق. واما المزاجات
الساذجة فيدل عليها عدم الثقل مع قلة الرطوبة مع الدلائل الأخر التي للمادي
_________________
واما علامات الامراض الألية والعامة فنذكرها عند ذكرنا مرضا مرضا وقد تشارك
امراض العين مع عضو آخر فلنذكر ذلك
الفصل الرابع عشر
في علامات احوال العين اذا شاركت غيرها
من الاعضاء
اعلم ان العين تشارك في أمراضها أعضاءا
أخرى يكون أمراضها عنها. فتشارك الدماغ والحجب الخارجة والحجب الداخلة ثم المعدة.
فما كان منها بمشاركة الحجاب الخارج كان اسلم. وما كان بمشاركة الداخلة كان اصعب.
واصعب ما يشارك العين الدماغ ، وعلامة ذلك ان يكون في الدماغ آفة إما من سوء مزاج
وقل ما يكون. او امتلاء وهو المادي وإن كان الواسطة الحجب الباطنية. يبتدئ الألم
من غور العين. فان كانت المادة حاره وجد عطاسا وحكة في الأنف ، وان كانت باردة
احسّ بسيلان بارد. وان كان شاركها الحجاب الخارج وكانت المادة متوجهة من العروق الداخلة فيحس بتمدد في الجفن
اكثر ، بالعروق الخارجة. وتظهر المضرة فيما يلي الجفن أكثر. وان كان بمشاركة المعدة كانت
العلامات تزيد او تنقص بسبب الامتلاء من الطعم والخلو. ولا بد من مشاركة الدماغ في
ذلك. وكذلك ان كان ثم خيالات بحسب الخلو والامتلاء
الفصل الخامس عشر
في الفروق بين الامراض الخاصة بالعين. والذي
يشركه
_________________
عضو آخر.
اذا اجتمع في العين مرض عضو آخر ، تأمل
ايهما حدث اولا فيحدس انه الأصلي
أو ايهما يبقى مع ذهاب الثاني. ، فالباقي يحدس انه الأصلي. ويحقق ذلك الحدس زيادة ان
الذي حدس انه تابع بزيادة الذي حدس انه اصلي دائما ، ونقصانه بنقصانه كلاهما على
سبيل الاستتباع. وقد يغلط في هذا عند ما يكون المرض الأصلي غير محسوس اولا ثم يظهر
بعد ظهور المرض الشركي فيظن ان الأمر بالعكس وربما لم يفطن المريض إلا بالشركي
وحده فيجعله غير شركي. وسبيل التحرز من هذا الغلط ان يكون الكحال عارفا بالاعضاء
التي تشارك العين في الآفات وبالآفات الخاصة بالعين ما كان منها محسوسا وما لم يكن
فيجتهد في مساءلة
العليل عن الاحوال فربما عرف. واكثر الاعضاء مشاركة العين الدماغ ثم المعدة ثم
الكبد على ما قلنا فيما قبل.
الفصل السادس عشر
في قوانين عامة في معالجات العين بكلام
كلّي
اعلم ان العلاج يكون مختلفا باختلاف الامراض
والاسباب. وأمراض العين كما بينا مزاجية ساذجة ومزاجية مادية وتركيبية ، وتفرّق
اتصال. فعلاج العين يكون أما بالاستفراغ ويدخل فيه تدبير الاورام ، واما بتبديل مزاج وذلك يكون بأدوية
خاصة. واما اصلاح
هيئة كما في الجحوظ. واما ادمال كما يفعل في القروح
_________________
وهو علاج تفرق
الاتصال. والاستفراغ يكون اما على سبيل قطع المادة من مصبها بمنعها من ان تصب الى
العين واما على سبيل التحلب منها. والأول اجود. فان كان ممتلئا نقصت منه واكثر
عنايتك ينبغي ان تكون مصروفه الى الدماغ لأنه اصل العين ، فتعمد الى تنقيته في اكثر امراض العين بما سنذكره من
المنقيّات للدماغ بعد. والنقل عن العين من طريق الأنف ومن العروق القريبة منها
كالأرنبة والجبهة وعرقي الماقين.
واما تفريق الأتصال فعلاجه الأدوية
المجففة من غير لذع ويكون تجفيفها كثيرا. والامراض المادية في العين يجب ان يقلل
فيها الغذاء وليكن صالحا يولد كيموسا محمودا. والمبخّرات رديئة جدا لأمراض العين وكل
سيئي
الهضم. فان كانت المادة منصبة من غير العين قصد ذلك العضو بالعلاج. وان كانت الماده
في الحجاب الخارجة ، فالحجامة واستعملت الروادع على الجبهة. فالباردة منها كقشر البطيخ
للمواد الحارة. والحارة منها كالقلقديس
للباردة. ومما يقطع المواد طلاء ماء العليق والعوسج والشوك. وشد العصابة. وقد لا
يفيد ذلك فيكوى العرقان اللذان في الصدغين. وسنذكر كيفية كيّهما في موضعه.
وان كانت المادة منصبه ، فما دامت منصبه
فاجعل جذبك
من موضع بعيد. فان كانت المادة في اعالى البدن جعلت الاستفراغ من اسفل وان كانت من
أسفل فمن فوق ، ومن المحاذاة ان كانت المادة قد انصبت الى العين اليمنى فمن الجانب
الأيمن. وان كانت قد انصبت الى العين
_________________
اليسرى فمن الجانب الأيسر. والموضع البعيد ان
يقصد
في امراض العين ، الصافن. والحجامة في الساقين ثم الاستفراغ بالأدوية بالحقن والحمولات ، ثم فصد الباسليق ثم القيفال
اقرب الى العين. وفصد العروق التي في نواحي الرأس. فما كان من قدام كان انفع في
الثقل من الموضع. وما كان من خلف كان انفع في الجذب. واعلم ان ما يحدث في العين من
المواد تحتاج الى نقلة عنها الى عضو آخر فينبغي ان يكون مشاركا كمشاركة الاثداء
للرحم او قريبا من المشاركة . فالنقل في العين اول
ما يكون هو النقل الى المنخرين. وهذا يكون في العطوسات والنشوقات التي سيأتي ذكرها
أخرا.
واعلم انه اذا كان مع علل العين صداع ، فابدأ بعلاج الصداع
_________________
ولا تعالج العين قبل
ان تزيله (فاذا لم يغن الاستفراغ والتنقية والتدبير الصائب ، فاعلم ان في العين
مزاجا رديئا او مادة خبيثة لحجة طبقات العين فيفسد الغذاء النافذ اليها. وهناك
ضعفا من الدماغ وفي موضع تتدفق المادة فالنوازل الى العين)
الفصل السابع عشر
في المرض الذي ينبغي ان يتقدم علاجه
ينبغي ان يقدّم بالعلاج من الامراض ما
وجد فيه ثلاثة امور
احدها ان يبتدئ بعلاج المرض الذي لا يبرأ الثاني الا ببرائه كالرمد
_________________
والقرحة ، فيعالج
الرمد اولا حتى يزول سوء المزاج الذي لا يمكن ان تبرأ القرحة معه. ثم تعالج
القرحة. اللهم الا يكون الرمد حدث عن القرحة فانه يكون تابعا لها فانه يزول
بزوالها.
الأمر الثاني : ان يكون احدهما هو السبب
الثاني كالدمعة مع الجرب .
فانك تعالج الجرب وتحكه وتداويه بالأدوية التي تحدّر الدموع ولا تبالي بالدمعة.
والأمر الثالث : ان يكون احدهما اشد
اهتماما كما اذا اجتمع سبل وقرحة ، عالجت القرحة بالاشياء المبردة المسدّدة ولم
تلتفت الى السبل مع ما ان هذه الأدوية تضره. لأن القرحة كثيرا ما تفسد قشرات
القرني فتفسد بفسادها العين ، والسبل ليس كذلك.
واذا اجتمع المرض والعرض ، فابدأ بالمرض
الا ان يغلبه العرض. كما تترك في العين المخدرات والاشياف الذي يقع فيه الأفيون في
الوجع الشديد الذي يكون في الرمد. وان كانت المخدرات كثيرا ما تفسد مزاج الروح
الواصل الى العين بتخديره وتمنع الرمد آخر الأمر من التحليل سريعا وذلك يكون متى
خيف على القوة اذا أفرط الألم. وفي العلاج بالحديد مما شاهدنا ، ينبغي ان يقدم بالعلاج ما
لم يكن علاجه مانعا من علاج الأخر ويؤخر ما اذا عولج اولا ، ثم ورد على العين علاج
ثاني فيفسد الأول. وذلك اذا اجتمع معك قرحة في القرنية وجرب الاجفان ، عمدت الى
الاجفان اولا وقلبتها
وجعلت عليها المغريات
_________________
لا علاجا للجرب بل
توطيدا لمرور الاجفان على القرحة لئلا تمر الاجفان بخشونتها عليها تتكأها فتعالج القرحة ثم الاجفان. واذا اجتمع
معك ظفرة تريد الكشط ، وغربة يريد الكي ، ثم نقيت الدماغ وكشطت الظفرة ، ولو فعل
بالعكس لانصبت مادة الغربة الى الغدة وأفسدتها وعرض سيلان لا يبرأ . واذا
اجتمع معك سبل تريد لقطه ، وشعر زائد تريد ان تشمرّ الجفن لأجله ، وبالجملة تحتاج
الى تشمير مع لقط السبل ، فأبدا بالسبل والقطه ، وقوّة العين والجفن ثم شمرّ. ولو
فعل بالعكس انهدلت الاجفان بعد التشمير. وطالت بسبب الفتح العنيف وانصباب المواد
بسبب الحركة وقت القطع لا سيما ان كان الفتح بمفاتيح فلا يمكن ان يشمر مرة ثانية
من غير اذى. فاذا اجتمع معك ماء تريد قدحه
ومرض آخر اي مرض كان من الامراض التي تحتاج الى علاجها فابدأ به اولا واترك الماء
آخرا. الا انه من ادنى حركة يعود الماء الى العين بعد قدحة لا سيما ان كان في
قوامه رقة والدماغ لم يبالغ في تنقيته .
واذا اجتمع معك شرناق تريد اخراجه ووردينج ، فعالج الوردينج حتى يزول. ثم اخرج الشرناق
لئلا يرم الجفن اكثر مما هو وارم ، فيصلب بعد ذلك ويعسر زواله. ومتى اردت ان تشمر
وتخرج الشرناق من جفن واحد ، فاخرج الشرناق اولا ثم شمر. لأنك اذا اخرجت الشرناق
يعود جلد الجفن رقيقا رخوا يطاوعك في العمل. فاذا شمرت كان التشمير سريع الالتصاق بسبب طول الجفن. وليس
ذلك كما لو أخرت الشرناق وشمرت. فان الجلد يكون ممتلئا فلا
_________________
تتمكن من التشمير. ومتى
خيط الجفن فبأدني ورم وحركة تنفتق الخياطة ويعسر بعد ذلك ردها. ثم اذا التحمت واندملت
، فلاجل القطع والخياطة يعسر عليك اخراج الشرناق. ثم الجفن بعد ذلك قد يعود الى
حالته فلا يكون قد افادنا التشمير شيئا. وكل مرض يكون مع الشرناق من امراض الجفن
فابدأ بالشرناق
فهو الأولى.
الفصل الثامن عشر
في اوقات الامراض ونذرها بمقتضى ذلك
اعلم ان المرض منه حاد ومنه مزمن.
فالحاد هو الذي يبتدئي باشد اعراضه اولا. وكلما كان اقوى كان احد ويحتاج الى تدبير لطيف وهو سريع الانقضاء.
والمزمن هو الذي تتأخر اعراضه. وكلما تأخر كان المرض ابطأ انقضاء. ويحتاج الى تدبير
في الابتداء غليظ.
واوقات المرض اربعة : الأول هو (الابتداء) ، وهو الزمان
الذي لا يظهر فيه المرض. ويكون كالمتشابه في احواله لا يستبان فيه تزيّده. والثاني
(التزيد) : وهو الوقت الذي يستبان فيه استزادة المرض كل وقت بعد وقت. والثالث (الانتهاء)
وهو الوقت الذي يقف فيه المرض في جميع اوصافه على حالة واحدة. والرابع (الانحطاط)
وهو الوقت الذي يظهر فيه انتقاص المرض. فان كان المرض حادا لا سيما ان كان
_________________
رمدا ، فاستعمل في
الابتداء الروادع. ثم بعد ذلك تمزج الروادع باشياء مرخية. وسنوضح ذلك فيما بعد عند ذكرنا
الأدوية. ثم بعد الانتهاء الى الانحطاط يستعمل ما يرخي ويحلل. وربما احتيج في كل
واحد من الاوقات الى تدبير
مشارك لما بعده. مثلا ان يقتصر اولا على الروادع وربما نقص في آخر الابتداء توطيدا
للتحليل. وربما اشتد العرض وخيف على القوة فحينئذ تفزع الى المخدرات. وليكن
استعمالك
اياها بحذر فانها تغير جميع الحواس.
والتوتيا تستعمل في الابتداء اذا خيف ان
يصير في العين قرحة. واما اذا لم يكن ، فلا يجوز استعماله الا اذا قويت العين لأنه
يكثف تكثيفا شديدا. وان كان نوعا من التكثيف مطلوبا الا ان فعله في الغاية بحيث
انه يمنع النوازل الملطفة التي تولدت في العين عن شدة الحرارة من الخروج. فتبقى
محبة
فتؤلم الما شديدا. والرطوبة المرخية تستعمل ايضا من الابتداء لتلمّس الاجفان والعين
فلا تحتك بها فتتأدى كبياض البيض الرقيق. والماء واللبن الحليب يغسل به وهو شديد
النفع. والحلبه يستعمل ماؤها اذا قصد النضج ، ونوع تحليل ثم الأنزروت المربىّ بلبن
الأتن. ثم المحللة أخرا كالأدوية المحدره للدموع ، وسنذكرها. والتزيد والانتهاء
متقاربان في العلاج كالابتداء.
_________________
الفصل التاسع عشر
في اشياء يجب على الكحال ان يراعيها في
مداواة العين
يجب عليه اولا ان يعرف المرض اي نوع هو
ومن اي جنس. والسبب لا بد من معرفته لأن اكثر الامراض تعالج بازالة اسبابها. وقد
يخفي المرض فيدل عليه السبب. واكثر الاشياء تفهم من اسبابها ومبادئها فان كان من حرّ وبرد ، او من برد سخن او
من رطوبة نشفت ، او من يبس رطب ، او من تعب أراح ، او من راحة استعمل الرياضه على
حسب حالة ، او من امتلاء أفرغ ، او من استفرغ أملئي بالاغذية الصالحة . وقد يخفى المرض والسبب فيدل عليه
الاعراض فيجب ان تنظر ايضا في الأعراض وقد ذكرنا الامراض الكلية واسبابها واعراضها
وطرق معالجتها بقول كلي وسنوضح القول من ذلك بقول جزئي في علاج مرض مرض . ويجب عليه ان ينظر في السحنة فيما بين
السمن والهزال. فمتى كان مهزولا لم يحتمل الاستفراغ القوي ومتى كان معمور البدن كثير
المواد ، احتمل في كل انسان بحسب حالة وينظر ايضا في المزاج الخاص بالعليل ومزاجه
الأصلي ليعرف مقدار خروجه وما يورد عليه. وينظر في السن أيضا. فمتى كان طفلا لم
تقدم عليه باستفراغ قوي الا اذا خيف عليه من علة دموية يخشى منها هلاكه او غير
دموية. او يخشى عليه في مرض عينه ان اهمل فسدت. ومتى كان شيخا لم يقدم عليه بالاستفراغ القوي الا اذا
خيف عليه من
_________________
علة دموية يخشى منها
هلاكه ، او غير دموية بسبب ضعفه. وان كان كهلا او شابا احتمل. وينظر ايضا في القوة
ان كانت قوية استفرغه منذ اول الأمر بلا تهيب ولا توقف. وان كانت ضعيفة لم يستفرغ
الابعد تقويتها. والوقت الحاضر من اوقات السنة ايضا. فان كان الوقت شتاء ، لم يمكن استفراغه بالقىء ولا بالدواء
الأقوى ، ويجوز بالدواء القوي اذا دعت الحاجة اليه. ولا يكثر من الرادعات لكونها
مضرّة . وان كان الوقت صائفا لم يستفرغ بادوية قوية ويتوقى
منها الاسهالات الا ما كان يسهل بالردع مع الاشياء الباردة. ولتكن مبردة بالفعل. وان
احتيج فيه الى المسخنات استعملت ايضا باردة بالفعل حارة بالقوة. والقىء لا بأس به
ان دعت الحاجة اليه. وان كان خريفا امكنك الاستفراغ ان احتجت اليه بقوة. وان كان
ربيعا أبدا أمكنك اخراج الدم. والاسهال فيه أقل من الخريف. وان كان قد يستعمل
الناس الاسهال في الربيع أكثر من الخريف. وينبغي ان ينظر في الهواء وحاله فقد
تختلف الفصول. ولاختلافها احكام نذكر بعضها مختصرا لئلا يطول الكتاب وبقدر الحاجة.
اعلم ان الاطباء لا يراعون حلول الشمس
في ربع ربع من ارباع فلك البروج. فلا يجعلون الربيع اذا حلت الشمس ببرج الحمل كما
يراعي ذلك المنجمون ، بل الربيع عند الاطباء هو الزمان الذي لا يحتاج فيه في
البلاد المعتدلة الى دفء وكن من البرد ولا الى ترويح من الحر. فيكون الربيع اذا
استكمل تفتيح الازهار فيكون تقديرا اذا حلت
_________________
الشمس نصف الثور
ايضا وبالصيف جميع الزمان الحار. وبالشتاء الزمان البارد. فيكون زمان الربيع والخريف
اقل من زمان الشتاء والصيف لان اول كل واحد منهما اعنى الربيع والخريف ملحق باخر
ما يليه محسوب عند الاطباء من جملة الاول. فاذا كانت الفصول على طباعها ، وهو ان
يكون الربيع معتدلا والصيف حارا يابسا والشتاء باردا رطبا والخريف باردا يابسا. وقد
يعرض في هذه الفصول كيفيات غير ما يقتضيها طباعها مثل برد يعرض في الشتاء شديد
يكون حكمة في المعالجة حكم الشتاء. وكذلك الحال في الجميع. وينظر ايضا في البلد
الذى يسكنه المريض. فانه ان كان البلد باردا ينظر الى أمزجة اهل ذلك الاقليم وفعل
ما تقتضيه امزجتهم باعتبار البرد. وكذلك اذا كان حارا وان كان معتدلا فبحسب الخلط
الغالب لا غير. ولا يقدم على الاسهال القوي في البلاد الحارة. ولا التبريد القوي
في البلاد الباردة. وينظر ايضا في عادة المريض ان كان معتادا للاستفراغ من غير
استدعاء فيكون استفراغه بتوق ولا تكون الادوية قوية. ويحذر دوامه واستمراره فيكون بمرصد منه بحيث لا
يغفل الى ان يتجاوز حدّه فيتحدد على المريض ما هو اهم من مرض العين. وان كان المريض
كثير الحركة معتادا بها ، فاستفراغه يكون بتوق وحذر. ولا يكون قويا وان كان ساكنا
مترعا. فاستفراغه على حسب ما يختار لانه يحتمل. واعلم ان من امراض العين ما لا بد
له من استفراغ كالرمد الصعب والسبل والقروح. ومنها ما لا يحتاج الى استفراغ
كالبياض والآثار . بل يحتاج الى ما
يجلو الاعين. والاوجاع التي لا يظهر
_________________
معها امتلاء ، يستعمل
في علاجها تبديل المزاج الضد بالضد كما ذكرنا.
الفصل العشرون
في كيفية الكحل بقول وجيز
اعلم ان العين ذكيه الحس فينبغي ان يلطف
بها ما امكن عند المعالجة وذلك ان تكون الادوية ناعمة قد احسن اتخاذها. ويكون كل دواء
في موضع لا تصل اليه قوة الاخر لا سيما ادوية البياض والرمد فانهما يختلفان كثيرا. وتكون مخزونة في
آلة من الابنوس او الزجاج. ولا توضع الادوية المبردة في النحاس فتكتسب قوة زنجارية
، بل الادوية الحادة ينبغي ان تعمل في ذلك لتزداد قوتها. والدواء اذا عتق بطلت
قوته او انها نقصت. وينبغي ان يكون الميل ممتلئا قليلا فهو أجود في ذلك. ويكون اما ذهبا
أو فضة أو نحاسا او أبنوسا أو فولاذا. وبعضهم قد يكره الميل الابنوسي لخشبيته. وكذلك
الفولاذ لما يعلوه من الصدأ العسر المفارقة. ولا يجوز الاكتحال بميل الزجاج غير
الصافي ولا بميل خشب غير الابنوس. وينبغي ان اراد ان يغسل العين ان ينوم العليل على ظهره ليتمكن
_________________
من غسلها ، وليكن
برفق ويعمد بخرقة ناعمة جدا او بقطنة تمسح القطوع ، وكذلك في صب جميع الرطوبات في
العين. فالاولى ان يكون نائما على قفاه فانه امكن ، واما متى اردت ان تفتح العين
فان بدأت باليسرى لكونها امكن فتفتح الجفن الاعلى برفق بابهامك من اليد اليسرى والجفن
الاسفل بالخنصر من يدك اليمنى برفق. ثم تضع الدواء او تسل الميل برفق كأنك تفتله.
واما العين اليمنى فتفتح جفنها الاعلى بابهامك من اليد اليسرى كما فعلت بالعين
اليسرى. الا انك تقلب الميل وتجعل فرفينته نحو المآق الاصغر ، ثم تفتح الجفن
الاسفل بسبابتك من اليد اليمنى وتقوم الوسطى في مسك الميل عند ذلك مقام السبابة. ولا
يكبس الميل وقت الكحل فيضر القرني. وينبغي ان تكون معك أميال مختلفة. ولا تكحل
صحيح العين بميل كحلت به مريض العين (لان من امراض العين ما يعدي) الا بعد ان
تغسله وتنشفه. لانه ربما كان عليه صدأ او بقايا دواء فعند ذلك مرور ذلك على
القرنية يحدث فيها الماء. وربما احدث تفرق اتصال يسير.
واعلم ان من الامراض ما يحتاج الى ذرور
فينبغي ان يكون وضعه في المآقين من غير ان يصل الى القرني لا سيما ان كان ثم قرحة
او سلخ. فان كان في القرني أثر تريد زواله فلا بد ان يقصد وضع الدواء الحاد الجلاء عليه حتى يفعل فيه.
وفي غير الحالة لا تقرب الميل الى القرني بل تجعله في المآقين. ومتى اردت حك الجفن
فأمدد الاشفار منه
_________________
بالسبابة من اليد
اليسرى والابهام منها برفق ثم تجعل فرفينة الميل فوق الجفن. وتقصع الجفن بكبسه من
اليمنى بالميل ثم تحركه. فان اردت رده فعلت ذلك برفق ولا تتركه ينقلب لذاته. واذا
تركت دواء في العين واردت ان تترك دواء اخر ، فاصبر حتى تخلص العين من الاول لئلا
تتخبط باختلافهما. والادوية الحادة متى كان الدماغ ممتلئا لا تكحل العين بها لئلا
تجذب بتحليلها الى العين آفة .
وسنذكر كيفية علاج مرض مرض بالدواء وبالحديد ان كان مما يعالج به.
القسم الرابع
في حفظ الصحة في العين
وهو فصل واحد
حفظ صحة الاعضاء كلها يكون بالاشياء
المشابهة لكل عضو تروم حفظ صحته اذا كانت صحته لا يدوم منها شيء ، الا العين فانها
تحتاج الى التقوية اكثر من غيرها ، والى ما ينشف. لانها بمعرض من انصباب المواد.
لان منشأها من الدماغ كما بينا. فالاشياء المشابهة لها ضارة وحفظ الصحة في العين وفي
كل عضو يكون بتوقية من الآفات. واستعمال ما يقوي وينفع وبتقدير الاسباب الستة
الضرورية العامة المشركة للصحة والمرض وهي : الهواء المحيط بابدان الناس. وما يؤكل
ويشرب. والحركة والسكون. والنوم واليقظة. والاحتقان والاستفراغ. والاحداث النفسانية.
فهذه متى قدرت كما ينبغي في الكمية والكيفية والوقت والترتيب ، احدثت الصحة وحفظتها.
وبالضد اذا قدرت احدثت المرض وحفظته. وكان بنا حاجة ان نذكرها (بوجه في
_________________
الاسباب الممرضة الا
أنا اخرنا ذكرها ]
فيستفاد من هذا القول ما فات من السالف. والصحة هي اعتدال الامزجة والتراكيب.
فالهواء متى خرج عن طبعه الخاص به اما الى الحر واما الى البرد او الى الرطوبة أو
الى اليبس كان سببا للضرر. فان الهواء الحار فوق ما هو عليه من الحرارة يحدث في العين سوء مزاج حار وتكدر الى غيره من
الامراض الحارة.
والباردة تحدث سوء مزاج بارد. وربما
احدثت رمدا. والرطب يكثر فيا القذى
والدموع لا سيما هي رطبة في نفس الامر. واليابس خاصة ان كان معه غبار احدث جربا ودمعة لاضراره بالعصب وتجفيفه
المواد الصالحة. فالرطوبة تخرج على سبيل العصر لانضغاطها من يبسه بما احدث من
القبض في التجاويف
التي فيها اعضاء العين فتخرج دمعة. وان كان معتدلا على حاله الطبيعية كان سببا لتعديل
مزاج العين وتعديل الروح الباصر وحفظ الصحة. واحداثها اذا كان زوالها بسبب رداءته.
فاما ما يؤكل ويشرب ان استعمل كما ينبغي
في الكمية والكيفية والوقت والترتيب كان سببا لنمو الاعضاء القابلة للنمو وتقوية
العين
_________________
وحفظ رطوبتها
الغريزية
وسببا لتقوية الروح الباصر. وبدلا مما يحلل من العين ومتى كان على خلاف ذلك احدث
المرض وحفظه. اما في الكمية : فان كان كثيرا فتضعف القوى عن هضمه فتتولد منه
فضلات. وان كان قليلا لم يخلف بدل ما تحلل ، فاختلت لذلك الاخلاط ، وسخن المزاج فينبغي ان يكون معتدلا
فيما بين الكثرة والقلة في كل انسان بحسب ما يقتضيه حاله. وكذلك الماء ، فان شرب
الماء الكثير والنبيذ الكثير يفجج
الطعام ويضعف الهضم. والقليل لا ينفذه في مجاري الغذاء التي ينبغي أن يسلكها. واما
في الكيفية فان يكون الطعام يولد خلطا صالحا. فان لم يكن كذلك ضره الماء وساير ما
يشرب كذلك.
واما في الوقت : فاذا استعمل وقت الحاجة
نفع. واذا استعمل قبل اشتهاء الطعام لم تسغه
الاعضاء كما ينبغي وتولد فضلات.
واما في الترتيب كالحركة بعده والنوم
عقبه اذا لم يأخذ في الانهضام وادخال الطعام على طعام قبل ان ينهضم الاول.
واما الحركة والسكون : فمتى كانت الحركة
باعتدال كانت سببا لتنشيط القوى وذهاب الحام
من العين وهضم ما فيها وتحليل ما
_________________
ينبغي ان ينتقص
عنها. واما اذا جاوزت الاعتدال كانت سببا للحرارة. وقد يفرط فيكون سببا للبرودة. وكما
قلنا قبل بكثرة التحليل تنفتح المسالك فيسهل تحليل الروح وتجف العين أيضا. والسكون
الدائم أيضا مما يكثر الحام في العين ويزيد الاخلاط ويسدد المسام ويغلظ الروح
المعتدل فيستجم
له القوى النفسانية وتستريح العين وتقوى افعالها.
واما النوم واليقظة : فان النوم الكثير
يسرع الهضم فيكثر لذلك ارتقاء البخار فيغلظ الروح النفساني. وكذلك السهر الدائم
فانه مما يحلل الروح ويضعفه ويضعف البصر. والنوم المعتدل تستجم له النفس فيكون
سببا.
واما الاحتقان والاستفراغ : اما
الاستفراغ الكثير فانه يضر العين ويضعف البصر لما ينقص من المواد. والاحتقان الكثير
لما يكثر من البخارات يضعف البصر ويضر العين. والاعتدال يحفظ الصحة ويحدثها.
واما الاحداث النفسانية : فلا شك ان
الغم والهم مما يحمي مزاج القلب فيكون سببا لترقي بخار دخاني الى العين فيحدث فيها
سوء مزاج
حار يابس واما ما يوقيها
من الآفات : فينبغي ان تصان من الاشياء المؤذية كالغبار والدخان والاهوية الحارة والعجاج
والرياح
_________________
الباردة السمومية. ولا
يديم التحديق الى شيء لا سيما ان كان من الاعمال الدقيقة.
واعلم ان ما على العين اضر من البكاء. وينبغي
ان لا يطيل نومه على القفا. والاستكثار من الجماع اضر شيء بالعين. وكذلك الاستكثار
من السكر والتملي من الطعام والنوم على الامتلاء وجميع الاغذية والاشربة الغليظة
المبخرات الى الرأس كالبصل والثوم وكل ما يجفف
كثيرا كالاكثار من الاشياء المالحة والمبخرة بخارا غليظا كالكرنب.
واما الاشياء الضارة بالبصر كالجماع
المفرط والنظر الى الضوء والى الاشياء البيضاء وقراءة الدقيق من الخط . [ ويجب على من به ضعف البصر ان يصبر الى
ان ينهضم الطعام ثم ينام. وكل امتلاء يضره وكل معكر للدم يضره مثل الحلو والمالح والحريف.
والقيء يضره لانه يحرك مواد الدماغ ويدفعها الى العين ] . فان دعت الحاجة اليه ينبغي ان يكون
برفق لانه قد ينتفع به من جهة انه ينقي المعدة. وكثرة الفصد وخصوصا الحجامة المتوالية تضر العين. فاما الاغذية
مما يؤذي فم المعدة.
والباذروج اكلا والزيتون النضيج والجبن المقدد والسمك مضر يضعف البصر جدا
لتوليده الرطوبات الغريبة لا سيما المالح منه. واما الاشياء النافعة للعين والحافظة
لصحتها والمقوية لها ، فالأكحال
_________________
المتخذة من الاثمد والتوتيا
المربى بماء المرزنجوش والرازيانج .
والاكتحال بماء الرازيانج جيد على الدوام. وبرود الرمانين بشحميهما ينضجان في
التنور مع العسل الصافي ويكحل العين بهذا الدواء.
صفة برود يحفظ الصحة
ويحد البصر. يسمى جلاء عيون النقاشين
يؤخذ رمان حلو ورمان حامض في الغاية.
فيعصران بشحمهما ويجعل ماء كل واحد منهما في اناء من زجاج ويسد رأسهما بصمامة جيدا
ثم يجعلان في الشمس من اول حزيران الى آب . ويصفى كل شهر من
الثقل ثم يخلط ما صفى منهما ويجمعان ويؤخذ نصف رطل منهما وفلفل وصبر ودار فلفل ونوشادر من كل
واحد نصف
_________________
درهم ، ينعم بسحق الادوية وتطرح فيه وترفع.
وكلما عتق كان اجود. وهو عجيب النفع ، يحفظ الصحة ويقوى العين ويحد البصر ، وبالجملة
فكلما تذكره في الاقرباذين
من الادوية المركبة النافعة في حفظ صحة العين.
ومما يجلو البصر الغوص في الماء وفتح
العين في داخله. واذا كان الماء معينا وكان صافيا كان ابلغ. فهذا ما أمكن ذكره وهو
تمام القول في الجزء الاول. فلننتقل الى الجزء الثاني من الادوية المفردة والقوانين
التي تتعلق بها.
_________________
الجزء الثاني
من النهاية في الكحل
وهو قسمان
القسم الاول من الجزء الثاني
في اجناس الادوية المفردة وانواعها
وافعالها
وهو اربعة فصول
الفصل الاول من القسم الاول
:
فى ابتداء القول فى الادوية المفردة والطريق
فى معرفتها
في ابتداء القول في الادوية المفردة والطريق
في معرفتها يبنى
الكحل على الادوية ومعرفة قواها وافعالها وخواصها ومعرفة الجيد والرديء منها ومعرفة
ذلك مما حصلت بطول الزمان والتجارب والامتحان والالهام من اللّه تعالى للحيوان
كاستعمال الحيات الحك في أعينها باصول الرازيانج الرطب اذا خرجت في الربيع من
مأواها وابصارها مظلمة. وكثير من الحيوان يرعاه لاجل ذلك .
والناس في ذلك على قسمين : اهل التجارب
واهل القياس. فالتجربة تفيد بعد شرايط
والقياس غير موثوق به كوثوق التجربة.
_________________
والكحال ليس عليه ان
يبرهن على كون الدواء حارا او باردا
او رطبا او يابسا. [ ولا من أي الاجزاء تركب بل يتسلم ذلك من الطبيب ] كما يتسلم
الطبيب من صاحب العلم الطبيعي ما يتسلمه من ذلك. بل عليه ان يعلم اجناس الادوية
المفردة والمركبة وانواعها المستعملة في علاج العين. وها انا ذاكر من ذلك ما يليق
ذكره بهذا الكتاب.
الفصل الثاني من القسم الاول من الجزء
الثاني
في اجناس الادوية المفردة وطبقاتها
اعلم ان أدوية العين منها مفردة ومنها
مركبة. فالمركبة نذكرها اخرا. واما المفردة فهي مركبة تركيبا ثانيا . وامتزاج
اول مع ما انها مفردة في الصورة .
فنقول منها حيوانية ومنها معدنية ومنها نباتية. فالحيوانية بعضها من أعضاء الحيوان
كالقرون وجندبادستر. وبعضها من رطوباتها كالمرارات والالبان وبياض البيض. وبعضها
ما ينفصل عنه كبعر الضب ولبن الخفاش المعروف بالشيزرق.
واما النباتية فمنها عصارات كالحضض ومنها
ثمر كالفلفل ومنها زهر كالجلنار ومنها ورق كالسادج الهندي ، ومنها خشب كالدار
_________________
الصيني ومنها عروق كالماميران والورس ومنها
قشور كالسليخة.
واما المعدنيات فالتونيا والنوشادر ، والشادنج
والزرنيخ والملح والبورق.
وبالجملة فاجناس الادوية على اربع طبقات
:
الطبقة الاولى : يقال دواء مسخن ملطف
محلل جال
مفتح منضج جاذب اكال معفن كاو.
والطبقة الثانية : مبرد مقو رادع مغلظ
مخدر مفجج.
والطبقة الثالثة : مرطب عسال موسخ
للقروح مزلق مملس.
والطبقة الرابعة : مجفف عاصر قابض مسدد
مغري مدمل منبت للحم خاتم.
فلنذكر الان كل جنس بما يخصه في كل
طبقة.
فاما المسخن من الادوية التي في الطبقة
الاولى : هو الدواء الذي يجعل العين أسخن مما كانت عليه كالفلفل.
والملطف : هو الذي يجعل قوام المادة ارق
بحرارة معتدلة كما الرازيانج والنانخواه والسليخة.
والمحلل : هو الدواء الذي من شأنه ان
يفرق الخلط ويخرجه عن موضعه الذي اشتبك فيه جزءا بعد جزء لقوة حرارته مثل الجندبادستر.
_________________
والجالي : هو الدواء الذي من شأنه ان
يجرد الرطوبات اللزجة والجامدة عن فوهات المسام في سطح العين حتى يبعدها عنها. وهي
تنقسم الى قسمين : منها لطيفة ليست بقوية الجلاء وتصلح للاثر الذي ليس بغليظ
كالقليميا والكندر وقرن الايل والصبر. والقليميا معتدل بين الحر والبرد وهو ييسر
الجلاء. فلذلك هو موافق لانبات اللحم في القروح. ومنها شديد الجلاء ويصلح للظفرة والبياض
الغليظ لانها تلطفها
وتجلوها كتوبال النحاس والزنجار والقلقطار والنوشادر والنحاس المحرق وهذه لذّاعة.
والمفتح : هو الدواء الذي يحرك المادة الموافقة في داخل تجويف منافذ العين
الى خارج لتبقي المجاري مفتوحة. كالحلتيت والسكبينح والفربيون والوج والدار صيني.
والجاذب : هو الدواء الذى يحرك الى
الموضع الذي تلاقيه المادة وذلك للطافته كالمر.
والاكّال : هو الذي يبلغ من
تحليله وتقريحه ان ينقص من جوهر اللحم. مثل الزنجار.
والمعفن : وهو الدواء الذى يفسد مزاج
الروح الواصل الى العين ومزاج رطبتها بالتحليل حتى لا يصلح ان يكون جزءا للعين ولا
يبلغ ان يحرقه أو يأكله ويحلل رطوبته بل يبقى فيه رطوبة فاسدة يعمل فيه غير
الحرارة الغريزية هذا كالزرنيخ.
_________________
والكاوي : هو الدواء الذي يحرق الجلد
احراقا مجففا ويعقد عليه خشكريشه
كالزاج والقلقطار.
واما الادوية التي في الطبقة الثانية
فمنها :
المبرد : وهو معروف .
والقوي : وهو الدواء الذي يعدل قوام
العين لمزاجها حتى يمتنع من قبول الفضول المنصبة اليها والآفات الواردة كالطين الارمني.
والرادع : هو مضاد الجاذب. وهو الدواء
الذي من شأنه لبرده ان يحدث في العين بردا فيكيفّها ويضيق مسامها ويكثر حرارتها
الجاذبة ويمنع السائل اليها بتخثيره كالتوتيا
والمخدّر : هو الدواء البارد الذي يبلغ
من تبريده العين الى ان يحل جوهر الروح الحاملة اليه قوة الحركة والحس ويجعله
باردا في مزاجه غليظا في جوهره ، فلا تستعمله القوى النفسانية مثل الافيون والبنج.
_________________
[ واما الادوية التي في الطبقة الثالثة
] : فمنها
المرطب وهو معروف.
والعسّال : وهو الدواء الذي يجلو لا من قوة فاعلة فيه ، بل بقوة منفعلة
تعينها الحركة. فان السائل اللطيف اذا جرى على فوهات العروق ، ألان برطوبته الفضول
وازالها بسيلانه مثل الماء القراح ، واللبن الحليب ورقيق بياض البيض.
والمملس : هو الدواء اللزج الذي من شأنه
ان ينبسط على سطح العين انبساطا املس ، فيصير ظاهرها أملس مستوى الخشونة وان يسيل
اليه رطوبة فتبسطه هذا الانبساط .
ويحتاج اليه في مثل الجرب في الاجفان.
واما الادوية التي في الطبقة الرابعة.
فمنها :
المجفف : وهو الدواء الذي تعنى الرطوبات
بتحليله ولطفه كقانصة الحبارى .
_________________
والقابض : هو الدواء الذي يحدث في العين
فصل حركة اجزاء الى اجتماع يتكاثف في وضعها تفسد له المجاري كالتوتيا .
والعاصر : هو الدواء الذي يبلغ من
تقبيضه وجمعه اجزاء العين الى ان تضطر الرطوبات الرقيقة المقيمة في محلها الى
الانضغاط والانفصال ، كالاهليلج.
والمسدّد : هو الدواء الذي ينحبس
لكثافته او ليبوسته أو لتفرقه في المنافذ
فيحدث فيها السدّة.
والمغذي : هو الدواء الذي فيه رطوبة
يسيرة لزجة تلتصق بها على الفوهات
فتسدها فتحبس السائل من العين ، كالصمغ العربي .
وكل لزج سيال مزلق اذا فعلت فيه النار صار مغريا سادا حابسا.
والمدمّل : هو الدواء الذي يجفف ويكثف
الرطوبة بين سطحي تفرق الاتصال المتجاورين حتى يصير الى التغرية واللزوجة ، فيلتصق
احدهما بالاخر كدم الاخوين
والصبر.
والمنبت للحم : هو الدواء الذي يحيل
الدم الوارد على الجراحة لحما لتعديله مزاجه وعقده اياه بالتجفيف.
والخاتم : هو الدواء المجفف الذي يجفف
سطح الجراحة حتى
_________________
تصير خشكريشة عليه تكنّه من الآفات ، الى ان ينبت
الجلد الطبيعي. وهو كل دواء مجفف بلا لذع.
الفصل الثالث منه
في احكام تعرض للادوية من خارج فتغيرها
قد تتغير أحكام الادوية وافعالها بما
يعرض لها ، كالحرق بالنار ، والغسل بالماء ، والطبخ ، والسحق المفرط ، والجرش ، والاجماد
في البرد ، والتسخين في الشمس ، والوضع في جوار ادوية اخرى. فان من الادوية ما
تتغير أحكامها بمجاورة غيرها. فنقول ان من الادوية ما اذا سحق أفضل سحق تغيرت قوته كالنشا والصموغ اكثرها بهذه
الصفة. وتحليل الصموغ أوفق من سحقها. واكثر الادوية التي تسحق تبطل بعض افعالها. الا
انك تحتاج في أدوية العين الى افضل سحق لانها ليست لطيفة الجواهر غالبا. فلا تبطل قواها.
والادوية الكثيفة يجب سحقها بليغا حتى يبلغ في اجزاء العين مبلغا يمكنها ان تؤثر
فيه لا سيما واكثرها حجرية. والعين عضو لطيف قوي الحس وهي كالبسد واللؤلؤ والشاذنج
.
واما حكم الاحراق : فان من الادوية ما
يحرق لينقص من قوته ، ومنها ما يحرق ليزاد في قوته. وجميع الادوية الحارة اللطيفة
الجواهر أو معتدلتها ، فانها اذا أحرقت انتقص من حرها وحدتها بما يتحلل.
_________________
منها الناري المستكن
منها مثل الزجاج والقلقطار .
واما الادوية التي جواهرها كثيفة وقوتها
غير حادة. والدواء يحرق اما ليكسر من حدته كالزاج واما ليلطف جوهره كالنورة.
واما حكم الغسل : فان من الادوية ما
يغسل ليلطف جوهره كالنورة المغسولة ، فانها تصير معتدلة. ومنها ما ليس الغرض منه
تبريدا فقط بل التمكن من تصغير اجزائه وترطيبه كالتوتيا اذا سحق في الماء. ومنه ما
يغسل ليفارقه قوة فلا تزاد مثل الاستقصار
في غسل الحجر الارمني واللازورد والسادنج حتى يفارق القوة التي لا تزاد.
واما ما يترك بمحاذاة الشمس لينشف
رطوباتها فقد تربى الادوية بعصارات ، وتجعل في الشمس ، وتتخلخل الرطوبة العصارية
التي في اجزاء الادوية.
واما الجمود : فتزداد بردا ان كان بارد
الجوهر او تنقص حرارته ان كان حارا.
واعلم ان أدوية العين قد تكسب بالمجاورة
كيفيات غريبة من ملاصقات أدوية اخرى. فان الاوفروبيون والحلنيت والجندبادستر
_________________
والمسك اذا جاورها
اكثر الادوية الباردة ، فان برودتها تنقص وربما صارت حارة لاكتسابها منها ، وكذلك
كثير من الادوية الحارة المجاورة للأفيون والكافور والصندل ، تقل حرارتها
لاكتسابها منها ، والحاجة الى ذلك لئلا توضع الادوية مع غير جنسها.
واما الممازجة : فقد تقوى تارة
بممازجتها وتارة تنقص افعالها ، وتارة تصلح كيفيتها. فاما ما يقوى بممازجته كالمسك اذا خالط أدوية العين. واما ما
ينقص فعله بممازجته اذا خالط ما له كيفية مع دواء له ضد تلك الكيفية كالافيون والجندبادستر
. واما ما
يصلح ويكسر سورة
الآخر كالزنجار اذا خلط مع الاسفيداج.
الفصل الرابع
في اختيار الادوية وادخارها
ما كان من الادوية حيوانيا ، فأفضل ذلك
ما يتخذ من حيوان شاب في زمن الربيع. ويختار الاصح جسما والأتمّ اعضاء ، وان ينزع
ما يؤخذ منها بعد ذبحه ، ولا يؤخذ
من الميت بعلة طارئة. فان ذلك رديء. وما كان من الادوية نباتيا فمنها اوراق ومنها بذور
ومنها اصول وقضبان ومنها زهر ومنها صموغ على ما ذكرنا. فما كان ورقا فينبغي ان يؤخذ بعد استكماله قبل تغير لونه ، لا
مما سقط منها ، فان ذلك لا يكون فيه قوة. والبذور يجب ان تلتقط بعد ان
_________________
يستحكم جرمها وتنتفي
عنها الفجاجية والمائية.
والاصول تؤخذ كلما تريد ان تسقط الاوراق .
واما الزهر ، فيجب ان يجتنى وقد ادرك ، ولم يأخذ في الذبول . واما الثمار فيجب ان تجتنى بعد اتمام ادراكها
وقبل استعدادها للسقوط. واما ما يؤخذ جميعه فينبغي ان يكون على غضاضة وقت ما يدرك بذره.
واما ما كان من المعادن فيؤخذ اجودها
كالقلقديس (وأجوده
القبرصي) والزاج الكرماني. وتكون خالية من الممازجات التي ليست من جنسها. وينبغي
ان تكون على افضل ما ينبغي ان تكون عليه اعني من اللون المعهود الخاص بها والرائحة
والطعم. فهذا ما ذكر حذاق الاطباء وهي القوانين التي اختارها الشيخ الرئيس سيد
المحققين
في هذه الصناعة. فلننتقل الى كلام في افعالها الخاصة بالعين.
_________________
القسم الثاني
من الجزء الثاني
في افعال الادوية المفردة الخاصة بالعين
نذكر افعال الادوية على الاختصار من غير
ان نبين اوصافها في غير العين بل نقتصر على ما قبل فيما تنتفع فيها العين لئلا
يطول الكتاب. وقد رتبته على حروف المعجم (أ ب ج د ...) الى اخرها ، ليسهل اخذها. وذكرت
بعض ما يضر العين استعماله ليجتنب. ودرجته في جملة الادوية واللّه الموفق.
(حرف الالف)
أنزروت : صمغ شجرة شائكة. حار في الثانية يابس
في الاولى.
ينفع من الرمد ومن نوازل العين ، وخصوصا
المربى بلبن الأتن. ويخرج القذى من العين.
اثمد : وهو جوهر الاسرب الميت. وقوته شبيهة بقوة
الرصاص المحرق. واجوده الصفايحي الذي لفتاته بريق. ولا يخالطه
_________________
شيء غريب ووسخ. وطبعه
بارد في الاولى يابس في الثانية. يحفظ صحة العين ويذهب وسخ قروحها. وينفع من
الموسرج
، ويقوي شعر الاجفان ويجفف ويقبض ويقوي العين ويدمل القروح.
اسارون : حار يابس في الثانية. وقيل ان يبسه اقل
من حرارته.
ينفع من غلظ القرنية.
آس : بارد يابس. وفيه حرارة لطيفة ، قابض
، وقبضه اكثر من برده.
ويسكن الرمد والجحوظ. واذا طبخ مع سويق
الشعير أبرأ اورام العين. ورماده يدخل في أدوية الظفرة.
أشق
: حار في الثانية يابس في الاولى ، يلين خشونة الاجفان والجرب ويجلو البياض وينفع رطوبات
العين وينقع بخل نظيف ويدعك بالدستج
حتى يتحلل. ويعمل على الشعيرة والدمل في الجفن فيحللها.
اكليل الملك : يحلل الاورام ضمادا وينضجها. وفيه
قبض وطبعه حار يابس.
_________________
آنسون : قال جالينوس : حار
في الثانية ، ينفع من السبل العتيق.
وعصارته رطبة ، يقطر في العين لابتداء
الماء.
افسنتين : حار في الاولى ، يابس
في الثانية ، ينفع من الرمد العتيق خصوصا البطيء منه اذا ضمدت به العين. وان اتخذ
منه ضمادا بالمنحج
سكن ضربات العين وورمها. وينفع عن الودقة فيها.
اقاقيا : عصارة القرظ. اجوده الطيب الرائحة ، الاخضر
الضارب الى السواد الرزين الصلب ، وهو بارد في الثانية يابس في الثالثة. واذا غسل نقص
يبسه. يمنع المواد والسيلان من الانصباب الى العين ويقوي البصر ويلطفه. ولا يصلح
للعين منه الا المصري. ويسكن الرمد ، ويقلل الحمرة التي تعرض فيها. ويدخل في أدوية
الظفرة.
_________________
اشقيل : وهو بصل الفأر. قيل ان أكله يحد البصر.
وانا استبعد ذلك لتبخيره.
اشنه : قشور تلتف على شجر البلوط. وطبعها بارد
يابس وفيها حرارة عند بعضهم. في الاولى تجلو البصر وفيها قبض يسير مقطعة للرطوبة
مقوية للعين. وهي متوسطة بين الحر والرطوبة.
آبار : وهو الأسرب المحرق منه. نافع من قروح
العين خصوصا اذا غسل. وكذلك من الرمد اليابس. ويجفف مع حدّة غير المغسول منه. ويملأ
الحفور في القرنية. وينفع منه المور سرج.
ايرسا : هو أصل السوسن الاسمانجوني. وهو حار يابس
في اخر
_________________
الثانية. يحلب
الدموع في العين اذا خلط بلبن النساء. وهو ضار بالبصر جدا.
اسفيذاج : هو رماد الرصاص او الانك. وهو بارد
ينفع من بثور العين ويسدد ويغري.
ابنوس : اجوده الاسود. يجلو الغشاوة والبياض.
ويتخذ من حكاكته اشياف ويتخذ منه مسن الادوية المشيّفة المستعملة في العين لشدة موافقته.
اذا أحرقت نشارته على طابق ثم غسلت نفعت القروح المزمنة والرمد اليابس وجرب العين.
اوماكي : دهن ثخين ينفع من
الظلمة.
(حرف الباء)
بابونج : حار يابس يفيد الغرب
المنفحر ، ضمادا.
_________________
بنفسج : بارد رطب ينفع من
الرمد الحار.
بطيخ : بارد رطب قشره يلصق على الجبهة فيمنع
النوازل الحارة الى العين.
بنج
: الاسود منه بارد يابس في اخر الثانية. والابيض في أولها.
يطلى على العين بزره وعصارة ورقة فيسكن
اوجاع العين الصعبة ويمنع النوازل الى العين.
_________________
باذروج : حار في الاولى الى الثانية. يابس في أول
الاولى. ينفع من ضربات العين ضمادا ويحدث أكله ظلمة في البصر.
بعر الضب : يجلو بياض العين بقوة.
بورق : يابس في الثانية. يلطف ويقطع الاخلاط
اللزجة ويجلو البياض.
_________________
بزر الخس : بارد يابس ، مخدر ، اذا ضمد به نفع
الصداع ومنع السيلان.
باقلاء : في مزاجه اعتدال ، محلل ، مجفف ، اذا
اتخذ منه ضماد ووضع على العين نفع من الانتشار الحادث عن سبب باد.
بسّد : بارد يابس ، يقوي
العين بالجلا والتنشيف للرطوبات المستكنة فيها خصوصا محرقه المغسول. ويجلو آثار
القروح ويصلح الدمعة فيقطعها. وهو معتدل القبض.
بارزذ : حار يابس في الثانية
فيه تليين ، محلل للاخلاط اللزجة.
نافع لجرب الجفن والبرد الحادث فيه.
_________________
بصل : حار
في الرابعة. اذا اكتحل بعصارته نفع من بدء الماء وظلمة البصر من اخلاط غليظة ، الا
انه يهيج خروج الشعر. واكله يضر البصر لتبخيره.
بيض
: بياضه يبرد باعتدال. ويقوي ويسدد ويسكن الاوجاع الحادثة في العين. وصفرته اذا
شدّت على العين منعت المواد من الانصباب اليها من حدوث الاورام.
(حرف الجيم)
جندبادستر : حار يابس الى الرابعة. مقطع منضج نافع
للمدة الكامنة خلف القرني ويسخن العصب.
_________________
جوز
: دهنه ينفع من الأكله والحمرة والنواصر في نواحي العين.
جوزبوا : حار لطيف في الثالثة ، ينفع من السبل
ويقوي العين.
جاوشير : حار يابس في الثالثة يحد البصر اكتحالا
ويلين ويحلل وهو نافع من بدء الماء في العين.
جعدة : حاره في الثانية يابسة في الثالثة. وفيها
حدّة تجلو ظلمة البصر وتحده اذا خلطت عصارتها بالعسل واكتحل بها.
جنطيانا : حار في الثالثة ، يابس في الثانية. يتخذ
منه لطوخ للرمد
_________________
فينفع
جلنار : بارد يابس قابض يمنع
المواد اذا طلي على الجبهة
جبصين : هذا قد يخلط ببياض
البيض لئلا يتحجّر. ويوضع على الرمد الدموي فينفع
جبن : غير
المملوح منه ضماد الرمد والطرفة
جميزج : محلل جيد للرمد اذا خلط بالأنزروت المربّى
بلبن الأتن.
_________________
(حرف الدال)
دار صيني : حار في الثانية يابس لطيف. ينقي الدماغ
ويحّد البصر. وينفع من العشاوه والظلمة اكلا واكتحالا. ويذهب الرطوبة الغليظة من
العين
دلب
: بارد في الأولى. وجوزه شديد اليبس ، غبار ورقة مضر بالعين لكن ورقة الرطب اذا غسل
وطبخ وضمّد به حبس النوازل عن العين ينفع من الهيجان والرمد.
دار فلفل : حار في الثالثة ، اذا سحق وكبد
الماعز المشوي معه نفع
_________________
من العشاوه ويلطف
الاخلاط
دخان القوارير : حار ، محدّر للدموع ، محلل ، يحرق السبل
ويقطعه ويحد البصر جدا.
دخان الكندر : يحد البصر ويمنع من انتشار الاشفار ،
ومن السيلان والدمعه والحكة في الاجفان
دم الانسان : يقوي البصر
دم الخفاش : مع العسل ينفع من
بدء الماء في العين
دم الورل والحرذون : يجليان البصر ويحدّانه
_________________
دم الحرباء ودم الضفادع الخضر : يمنع نبات الشعر
في الاجفان اذا قطر في موضع الشعر الزائد عقيب قطعه.
دم الحمام والورشان والشفنين : يقطر على الطرفة لا سيما دم
عروق الجناح. وكذلك دم اصول الريش من هذه الطيور ومن الفواخت ايضا.
دبق
: حار جلاّء ، يجذب الرطوبات الغليظة جذبا شديدا من العمق ويرققها ويحللها.
_________________
دوسر : يحلل الاورام الجاسية الحارة. ينفع المورسرج
ويبرئ الغرب.
دهن البلسان : حار يابس في الثالثة. مقوي وملطف ، يحلل
الماء النازل في العين
دم الاخوين : بارد يابس يقطع الدم ويقوي العين
_________________
حرف الهاء
هليلج : الأصفر منه يقوي العين المسترخية ويمنع
الدمعة. والبليلج مثل الأصفر في القوة. والاسود يشد البصر. وطبع الجميع يابس في الأولى.
هندبا : منها برّية ومنها بستانية. وهي باردة
في الأولى. ويابسها يابس في الأولى. ورطبها رطب في الأولى. والبستاني ينفع من
الرمد الحاد. ولب الهندبا البري يجلو البياض في العين.
_________________
حرف الواو
ورد : مركب
من جوهر مائي وارضي. وفيه حرافة وقبض ومرارة وقليل حلاوة.
وجالينوس يقول : ليس شديد البرد
بالقياس الينا. وبرده يكون في الأولى. يسكن وجع العين من الحرارة. وكذلك طبيخ
يابسه صالح لغلظ الاجفان اذا اكتحل به. وكذلك دهنه وعصارته. وانما ينفع من الرمد
اذا قطع عنه زوائده البيض .
وبزره أقوى منه يمنع المواد المنصبه الى العين وينفع الوردينج
(وج) : هو أصول نبات كالبردي ، وأجوده أطيبه
رائحة ، حار يابس في أول الثانية والى الوسط. يرقق غلظ القرنية وينفع من البياض خصوصيا
عصارته.
_________________
(ودع) : هو نوع من الصدف. محرقه يجلو بياض العين
ويذهب خشونة الاجفان.
حرف الزاي
زعفران : اجوده الطري الحسن اللون الذكي الرائحة.
وهو حار في الثانية يابس في الأولى. يجلو البصر ويمنع النوازل وينفع من العشاوة. ويكتحل
به للزرقة الحادثة من الامراض وينضج ويقوي
زرنيخ الأصفر والأحمر منه اذا احرقا يذهبان
آثار الدم الحادث عن ضربة.
زوفا : حار يابس في الثالثة. يطبخ ثم يضمّد به
الطرفة والدم الميت تحت العين.
_________________
زيت الزيتون : حار يابس يكتحل بالعتيق منه لظلمة البصر.
وعكره ينفع في أدوية العين. وورق الزيتون المحرّق بدل التوتيا للعين وصمغه للعشاوه
والبياض وغلظ القرنية. وعصارة ورفة للخطوط والقروح القرنية والنوازل. والبستاني
منه اوفق للعين من البري. وصمغه ايضا يجلو العين ووسخ قروحها ويجلو الماء والبياض
زئبق : معروف. دخانه يذهب
البصر
زاج : حار
يابس في الدرجة الثالثة. اذا احرق صار فيه قبض شديد. وتقل ناريته بالحرق. وفيه لذع
، وهو اقل من لذع القلقطار خصوصا وغيره عموما. ينفع في صلابة الجفون خشونتها.
_________________
زبد
البحر : حار حاد ، لطيف حرارته في الثانية. وعند قوم ان قوته قريبة من قوة الاسفيداج.
يجلو العين ويذهب البياض والمحرق منه اقوى وفيه قوة حريفة محللة.
زبد
القوارير : فيه حدة ويجلو الآثار من القرنية.
زفت
: دخانه يحسّن هدب العين وينبت الاشعار ويمنع الدمعة.
زنجار : اجوده المعدني وأقواه المتخذ من التوبال
والروسختج.
اجوده النشاذري وهو حار يابس في الرابعة
ينفع من غلظ
_________________
الاجفان وجساها. يجلو العين وينفع في
أدوية قروح العين ويدر الدمع جدا
واذا استعمل الزنجار في الاكتحال فمن
الصواب ان يكمدّ باسفنجة مغموسة في ماء حار.
حرف الحاء
حمّاض : حار يابس في الثالثة ، ينطّل بطبيخه الرمد
الحار فيتحلل.
حضض الهندي : عصارة فليزهرج اقوى من المكيّ في
تقوية العين. والكي في الاورام أقوى. ينفع من الرمد. ويجلو القرنية ويزيل غشاوتها
ويبرئ من جرب العين وفيه قوة مختلفة ارضية ونارية. ويلطف الغلظ من وجه الحدقة ويجلو
الظلمة
_________________
حرف
: حار محرق مفتح يستفرغ الدم الغليظ المحتقن في عروق العين. نافع من السبل.
حاشا : تنفع عصارته في الاكتحال.
حرمل : قال ديوسقوريدس انه
يسحق بالعسل ومرارة القبح والدخان وماء الرازيانج يوافق ضعف البصر
حلتيت : منه طيب ومنه غير
طيب منتن. الطيب ليس بقوي الرائحة وهو حار في اول الرابعة ، يابس في الثانية ، جيد
لابتداء الماء كحلا بعسل.
_________________
حلبه : حارة في آخر الأولى
، يابسة في الأولى ولا تخلو عن رطوبة غريبة ، وطبيخها يشفى من الرطوبة ويحلل
الاورام وينفع المدّه الكامنة خلف القرني.
حنظل : حار في الثالثة ، يابس في الثانية ، نافع
من بدوّ الماء
حديد : صدؤه جيد لخشونة الاجفان والظفرة
حور
: يكتحل بثمره مع العسل فيقوي العين
حجر الليني : يكتحل بحكاكته مع الماء فيمنع سيلان الفضول
الى العين والقروح العارضة فيها.
_________________
حرف الطاء
طباشير : بارد في الثانية ، يابس في الثالثة ،
ينفع في اورام العين الحادة.
طرفا : ثمرته تقوم مقام العفص والحضض في امراض
العين
طين رومي : مجفف ، نافع للاورام الحادثة في الجفن
اذا طلي بماء الهندبا ويقطع الدم المنبعث من العين
طين
شاموس : يسكن اكثر من الرومي لما فيه من القوة المغرية واللزجه
طين ارمني مجفف في الغاية.
_________________
حرف الياء
يبروح : هو اصل اللفاح
البرّي. وهو بارد في الثالثة يابس اليها.
يسكّن الوجع في العين لتحديده. ويضمد
الاعضاء التي حول العين فيسكن المها
يتوع : يقطع لبنة الظفرة.
حرف الكاف
كافور : بارد يابس. في الثالثة ينفع في ادوية
الرمد الحار. يسكن الحرارة والحدّة.
كرش
البحر : حار يابس شديد اليبس. يقلع البياض من العين
_________________
كندر : يدمل قروح العين ويملؤها. وينضج المرض
المزمن فيها.
دخانه ينفع من الورم الحار وقد مضى ذكره
ويقطع سيلان الرطوبات في العين. وينفع من السرطان في العين.
كندس : يستعمل في العطوسات ويحلل الرطوبات والزنخ
الى المنخر بن.
كموّن : اقواه الكرماني. حار في الثانية ، يابس
في الثالثة ، وقد يمضغ ويخلط بزيت ويقطر على الرطوبة وعلى كهوبة الدم تحت العين فينفع.
واذا مضغ مع الملح وقطرّ على الجرب المحكوك والسبل الملقوط والظفرة المكشوطة مع
الألتصاق. وعصارة البري منه يجلو البصر ويجلو الدمعة. واذا طلي على موضع الشعر مع
الصمغ منع منه.
_________________
كمأة : ماؤها كما هو يجلو العين. مرويا عن النبي
صلى الله عليه وسلّم واعترافا عن المسيح الطبيب
كرفس : اقواه الرومي والجبلي.
حار يابس. البستاني منه يدخل في اضدة اوجاع العين
كبد : ماء
كبد الماعز ينفع للعشا وهو الشبكره اكلا وكحلا وانكبابا على نجاره.
كرنب : اكله يظلم البصر مع
انه ينفع في الاكحال
_________________
كراث : اكله يضر البصر
كزبره : باردة في آخر الأولى يابسة في
الثالثة. تولد ظلمة البصر.
وعصارتها قطورا تسكن الضربان في العين
خصوصا مع البان النساء. واذا ضمد بورقها منع سيلان المواد للعين
كرم
: اوراقه مع سويق الشعير يمنع النوازل الى العين اذا ضمد بها.
كثيراء : مسدد مغر ، مجفف ، مسكن لحدة وجع
العين ولذعها
_________________
حرف اللام
لسان الحمل : بارد يابس في الثانية. ينفع من
الرمد. وتداف اشياف الرمد في عصارته فينفع
لبن
: مركب من جواهر ثلاثة ، من مائية وجبنية ودسومية. وتكثر الدسومية في البقري. ولبن
اللقاح أقل دسما وحبنية ومائية.
حارة جلاءة ، والزبدية الى الاعتدال. والحامض
بارد يابس.
اللبن الحليب : ينفع من الرمد الحار في ابتدائه لتبريده
ونقص المواد الحادة الى العين ، ومن الخشونة. وكذلك اذا خلط ببياض البيض ودهن الورد
الخام وجعل على العين. وينفع حلبه فيها من الطرفة ، واذا روي به الانزروت لا سيما
لبن الأتن حلل الرمد والوردينج. ولبن النساء اجود الألبان للأنسان.
_________________
لحم
رماد لحم الحملان لبياض العين نافع. لحوم السباع تنشف.
وذوات المخالب ينفع العين ويقويها.
لؤلؤ : بارد يابس منشف يحفظ
صحة العين. ولا يستعمل غير مثقوب ليلنج
: بارد يابس في الاولى. فيه قبض يقوّي ويفشّ الاورام الرخوة ويقطع الدم. ويضاد
الاشياء الرديئة
مسك
: حار يابس في الثانية وعند بعضهم ، يبسه ارجح. يقوي العين وينشف الرطوبة التي فيها.
ويجلو البياض الرقيق ويوصل الأدوية الى داخل الطبقات بنفوذه
مرى
: يكتحل به في امراض العين التي يخشى فيها توقع البثور.
ويكحل به في أوائل الجدري فيمنع ظهوره
في العين
ماميران : حار يابس في الثانية يحد البصر كحلا
ويجلو الرطوبة الغليظة وخاصة عصارته. ويقلع الآثار.
_________________
ماء
: المياه المعتدلة موافقة للعين. واوفقها ماء المطر. وقد يحل به اشياف للعين لا سيما
ماء نيسان. (وماء القعر) مضر بالعين.
مرداسنج : قال جالينوس هو اولّي التجفيف لكنه ضعيف
الاسخان والتبريد. وعند بعضهم يميل الى البرد. والمغول منه بارد لا محالة وينفع من
الاكتحال ، يجلو العين
مرارة : حارة يابسة في الرابعة. وجميع المرارات
مع اختلافها تنفع في ظلمة البصر وابتداء الماء والانتشار. ولا يجوز أن تستعمل الا
بعد تنقية البدن. وانفع المرارات للعين اما من ذوات الاربع كمرارة الظبي واما من
الطير كمرارة القبج. واما من السمك كمرارة الشبوط. ومرارة المعز تنفع من العشا وخصوصا
الجبلي.
مرقشيثا : منه ذهبي ومنه فضي ومنه نحاسي. اجوده
الذهبي.
يجلو العين ويقويها محرقا وغير محرق.
يحلل الاورام والدم الجامد المجتمع. وهو يحفظ صحة العين ويحد البصر
_________________
ميويزج : حار في الثالثة.
جلاء للرطوبات. نافع للقمل المتولد في الاجفان اذا طلي على الاشفار
مر : حار
في الثانية الى الثالثة. يجلو آثار القروح في العين ويملؤها ويجلو بياض القرني. وينفع
من خشونة الاجفان. ويحلل المدة الكامنة في العين بغير لذع. وربما حلل الماء في
ابتداء نزوله اذا كان رقيقا. واقواه في الاكحال (المغشوش اليتوعي)
ماميثا : بارد يابس في
الأولى. ينفع في ادوية الرمد في ابتدائه.
فيه قبض وتبريد ويقوى العين وينفع من
الاورام الحادثة في الجفن والوردينج
_________________
ملح
: حار يابس في الثالثة. وكلما كان اكثر مرارة كان أحر.
ياكل اللحم الزائد في الاجفان والظفرة والبياض.
والملح مع الزيت تضمد به العين فيحل كهوبة الدم المنعقدة بنواحي العين.
مسن
بارد فيه جلاء ، ويقلع البياض الخفيف من العين ويقويها.
مرزنجوش : حار يابس في الثالثة ، محلل نافع للرياح
الحادثة في الرأس
حرف النون
نشا
: بارد يابس في الأولى يمنع سيلان المواد الى العين. وهو رادع مسدد
_________________
نحاس : حار يابس في الثالثة ينفع من صلابة الاجفان
ويحد البصر
نانخواه : حارة يابسة في الثالثة. اذا قطرّ ماؤها
في العين تحلل الدم الجامد عن سبب باد وهي لطيفة
نوى التمر : محرقة قابض منبت للشعر محسن الاشفار
والعين.
نوشادر : الطف واقوى من
الملح. يجلو البياض من العين
نطرون : ذكر في حرف الباء.
حرف السين
سرطان بحري : جسمه حجري. يمنع
الدموع ويحك مع الملح
_________________
سذاب : حار يابس في الثالثة. والرطب اقل حرارة
ويبسا. ويحد البصر خصوصا مع عصارة الرازيانج كحلا واكلا وقد يضمد به مع السويق.
سكر
: أكثر أنواعه يدخل في أدوية العين. وفيها جلاء وقد يحك به الجرب الذي في الجفن. والطبرزد
يدخل في برود العين
_________________
به الظفرة. ويتخذ
منه اشياف ، يحك به الجرب من الجفن. ويجلو ويجفف ويقلع الآثار
سلخ الحية : اذا سحق بعسل واكتحل به يحد البصر. والاولى
ان لا يقدم على استعماله كل أحد ، بل المبرودين من المشايخ ففيه خطر
سوسن : أصله ينفع من الظفرة. وعصارته مع الملح
يكون أقوى فعلا.
سكبينج : صمغ حار في الثالثة يابس في الثانية.
ينفع من ظلمة البصر كحلا ومن غلظ الاجفان. ومن الآثار التي تكون في العين. وان دعك
في الخل ووضع على الشعيرة التي تكون في الجفن والبرده ايضا نفع. ويفيد في ابتداء
الماء.
_________________
سكر العشر : يحد البصر ويجلو البياض. ومنه أبيض كقطع
الملح ومنه اسود. وهو بلاد مازندران كثير ، شاهدته يباع مع حوايج العطر ويسمونه بغير
هذا الاسم
سنبل : منه رومي وهو الناردين. ومنه سنبل الطيب
وهو سنبل العصافير. حار في الأولى يابس في الثانية. ينبت الاشغار اذا وقع في
الاكحال او مرّ سحيقة على الاجفان والناردين افوى منه في ذلك.
سليخة : حاره يابسة في
الثالثة ، تنفع في الأدوية المستعملة في العين لما فيها من القبض مع التحليل وهي
حاره لطيفة تنفع وتحد البصر
سادج هندي : قريب القوة والفعل
من السنبل وفعله
_________________
سمسم : حار في وسط الأولى
رطب في آخرها. يضمد به العين للضربان والورم
سمك
: جلد السفنابوس تحك به الاجفان الجربه فينفع. وجلده المحرق ايضا يدخل ادوية العين
ويذيب الاكتحال به مع الملح الظفرة. واكل جميعه يولد الغشاوة في العين
سفرجل : مشوية يوضع على اورام العين الحادة
فينفع
حرف العين
عنبر : حار مقوّ للدماغ. ينفع العين في امراض
يشارك فيها الدماغ
عبيثران ماؤه يحد البصر وهو حار
_________________
عنب الثعلب : بارد في الاولى يابس في الثانية. يبرئ
الغرب المتفجر. وعصارة اصنافه حتى المنوم منه ، اذا اكتحل بها قوّت البصر وحدّته.
عروق الصباغين : حار يابس في الثانية ، عصارته نافعة جدا
في حدة البصر وجلائه فدام الحدقة من الماء والبياض
عفص
: بارد في الثانية يابس في الثالثة. ينفع من السيلان ويشد الاجفان المسترخية الضعيفة
ويقاوم جميع الاورام السيلانية. والمحرق منه اشدّ يبسا.
عدس : متوسط
الحر والبرد قابض ، مداومة اكله يضر بالبصر لشدة تجفيفه. فاذا ضمد به مع اكليل
الملك والسفرجل ودهن الورد أبرأ اورام العين الحادة.
_________________
عسل : يجلو
ظلمة البصر ويفيد في ابتداء الماء
عاقر قرحا : ينفع من الاسترخاء وينفع
بقوته الى العضلات الداخلة.
عكر الزيت : حار يابس يفيد في ابتداء الماء وكذلك
عكر دهن السوسن
عقيق : بارد يابس مقو للعين منشف. اذا احرق زاد
لطفا.
_________________
حرف الفاء
فلفل : حار يابس الى الرابعة. والاسود منه اقوى
من الأبيض حرا. والأبيض اقوى من الدار فلفل. وهو ينفع في الاكحال. ويجلو ويحلل
الرطوبات ويقطع الدمعة
فربيون : لطيف محرق. اذا اكتحل به كان جاليا. لكن
يدوم لذعه النهار كله. ولذلك يخلط بالعسل
فجل
: يضر بالعين أكلا الا انه يجلوها اذا قطرّ ماؤه فيها ويذهب الآثار التي تحت المآق.
قال ابن ماسويه ان ورقه يحد البصر
فعلاسوس : جنس من العرطثينا. ماؤه بالعسل يوافق
الماء العارض في العين وضعف البصر وكذلك مسعوطا
فوفل : مبرد بقوة. قابض موافق لمن به التهاب
في عينه. وينفع في الطرفة والاسترخاء
_________________
حرف الصاد
صدف : اذا
غسل حراقة كل صدفة بلحمه ، نفع في الاكحال واذاب غلظ الجفن والبياض القريب العهد والغشاوة.
واذا احرق اللحم المعروف بالطليس العتيق وخلط بقطران وسحق وقطر على الجفن لم يدع
الشعر الزائد ينبت فيه. واللزوجة التي تكون على البرّى منه يلصق الشعر المنقلب على
الجفن. واذا طلي بها على الجبهة منعت المواد المنصبّة الى العين.
صنوبر : دخانه نافع من
انتشار الاشعار وينفع من تأكل الآماق
صبر : الاسقطري
اجوده ، وهو حار الى الثانية يابس فيها ، ينفع
_________________
من قروح العين وجربها
واوجاعها ومن حكة المآق ويجفف رطوبتها.
حرف القاف
قرنفل : حار يابس في الثالثة ، يحد البصر وينفع
من الغشاوة ويحلل الاخلاط الغليظة ويقوي العين.
قليميا الذهب : معتدل الى اليبس في الثالثة. فان احرق
زال لذعه وينفع القروح التي في العين ويملأ الحفور الغائرة ولا سيما الرطبة التي في
العين.
قلقطار : يقع في الاكحال للجلاء ولترقيق الغلظ
في الاجفان وهو أقوى من الزاج. وقد تقدم ذكره.
_________________
قلقنت : أشد تجفيفا منه والقلقديس قريب منهما
في الفعل.
قرن الأيل : المحرق المبيض يمنع المواد المنصبة الى
العين. وهو مسدد جلاء.
قشر الرمان : الحامض بارد يابس ، والحلو أقل يبسا.
قابض ينفع من الاورام الحارة والوردينج.
قسطران : لطيف محلل يجلو الآثار الكامنة في القرنية.
_________________
قانصة الحبارى : حارة يابسة. فيها
جلاء للآثار التي في القرني محللة للماء النازل في العين.
قطران : يحد البصر ويجلو
آثار القروح في العين.
(حرف الراء)
رصاص : محرقة ينفع في
الاكحال وهو مقو للعين.
رتّه : تنفع من الماء كحلا خصوصا عصارة صغيرة
من ريح السبل والغشاوة. وسعوطا بماء المرزنجوش. ويكتحل به مع الخل للحول.
رازيانج : حار يابس الى الثالثة. يحد البصر
خصوصا صمغه.
_________________
وينفع من ابتداء
الماء عند نزوله. يزعم ديمقريطس ان الهوام ترعى بذر الرازيانج الطري لتقوى
ابصارها. والافاعي والحيات منها ما يحك بشجره أعينها اذا خرجت من مأواها بعد
الشتاء استضاءة للعين.
رمان : عصارة الحامض منه ينفع من الظفرة في العين.
ريباس : بارد يابس الى الثانية. يحد البصر اذا
اكتحل بعصارته.
(حرف الشين)
شوكران : بارد يابس في الثالثة. تستعمل عصارته
في أوجاع العين فتسكنها.
شيح
: حار في الثانية يابس في الثالثة يكمد بمائه الرمد فيحلله ويقوي العين.
_________________
شونيز : حار يابس في الثالثة. اذا سعط مسحوق الشونيز
بدهن الايرسا منع ابتداء الماء.
شبت : ادمان
أكله يضعف البصر.
شحم السمك : نافع من ابتداء
الماء في العين. ويحد البصر مع العسل.
_________________
شحم الأفعى : الطري نافع من
الغشاوة والماء لئلا ينبت الشعر المنتوف من الجفن. وقد تقدم القول في خطر ما
يستعمل من ذلك.
شقائق النعمان : يجلو ويحلل وينقى القروح الكائنة في العين.
ويسود الشعر وينقي البياض والظلمة. واذا
ضمد بورقه سكن الورم.
شنج محرق : بارد مجفف ينشف الدمعة. ويملأ الحفور
في القرني.
شب
: يقبض ويجفف.
شمع
: فيه حرارة يسيرة بها تحلل ، ومنضج ، وينفع من الشعيرة.
شاذنج : بارد يابس مجفف ينفع من خشونة الاجفان
اذا كانت مع ورم يمنع زيادة اللحم في القروح ويحفظ صحة العين ويمنع نتوء العين ويقطع
الدم المنبعث منها.
_________________
(حرف التاء)
توتيا : بارد في الاولى يابس في الثانية نافع
من وجع العين وينفع الفضول الخبيثة المحتقنة في عروق العين والنفوذ في الطبقات
خصوصا المغسول. وينفع من القروح والبثر والسيلان.
ويحفظ صحة العين. وهو اصناف : المحمودي
والكرماني والحشري والعنبري والمعدني والهندي.
فالمحمودي جل فعله في القروح الخبيثة. والكرماني
يجفف بلا لذع. والحشري أقوى من المحمودي. والمعدني يقطع السيلان وينشف الدمعة. والعنبري
أقل من المعدني في فطع السيلان. والهندي فيه مع ذلك جلاء بليغ وهو أفضلها.
_________________
تمساح : ينبغي ان يذكر في
باب الزاي. الا ، انا اوردناه هاهنا لجلده قبل ان يحرق جلده. فقد نفع في أدوية
العين. الا ان المستعمل من هذا الحيوان زبله وهو ينفع من بياض العين.
تين : لبنه
مع العسل ينفع من الغشاوة وابتداء الماء وغلظ الطبقات.
وورقه يفيد خشونة الاجفان وجربها دلكا.
توبال النحاس : ينقص اللحم الزائد.
وفي كل توبال لطف ولذع.
وتوبال الحديد اقل فعلا. ويمنع القروح
الرديئة.
تودري : اذا اكتحل به مع العسل نقّى قروح العين.
تنوب : دخانه يقع في أدوية العين فيجلوها.
_________________
(حرف الثاء)
ثيل
: بارد يابس في الاولى. عصارته مطبوخة في الشراب والعسل كل واحد مثله في الوزن يكون
دواء جيدا للعين.
صفة ذلك الدواء ان تؤخذ العصارة ويوزن
نصفها مر ، وثلثها فلفل وثلثها كندر ، ويخلط بعد تقصير اجزائه. ويخزن في حق من
نحاس. وهو دواء عجيب.
ثوم
: يضعف البصر ويخلب بنور العين.
(حرف الخاء)
خشخاش : يستعمل في أوجاع العين الشديدة عند الضرورة.
وفيه خطر كما قيل في الافيون.
_________________
خطمي : حار رطب يحلل النفخة والتهيج في الاجفان.
خردل : حار رطب الى الرابعة. يستعمل في
الاكحال النافعة في الغشاوة والخشونة فينفع في ذلك.
خربق : الاسود حار يابس الى
الثالثة يقوي البصر اذا يقع في الاكحال والأبيض يحدّ البصر ايضا وقوته اقل من قوة
الاسود في الحر.
خس : برده
مثل برد ماء الغدران. لبن البري منه يجلو قروح القرنية. ولبن البستاني قريب منه وهو
ضماد الرمد الحاد.
ولبن البري ينفع من الغرب. وادامة اكله
يضر البصر.
_________________
خزف : ينفع
مع الملح للظفرة ويجفف وينقي العين.
خفاش : دماغه مع العسل نافع لابتداء الماء.
ورماده يحد البصر.
والشيرزق وهو لبنه نافع للظفرة وللبياض.
خبازي : بارد رطب في الاولى. اذا مضغ ورقه استعمل
منه مع ملح نقى بواصر العين وأنبت اللحم.
خلاف : توضع ثمرته وماؤه على ضربة الحدقة. وصمغه
نافع للبصر الضعيف جدا.
_________________
خطاف : أكله يحد البصر. وقد يجفف ويسقى منه قدر
مثقال ، وخصوصا حراقة الام والولد في الزجاجة اذا اكتحل بالعسل.
وقيل ان دماغه كدماغ الخفاش في نفعه من
ابتداء الماء.
خل
: يلطخ بالعسل على الكهبة تحت العين. وادمانه يضعف البصر جدا.
خبث الحديد : نافع من خشونة الجفن. وخبث الرصاص بدل
المرداستج في قروح العين.
خرء الفار : ينبت الاشعار.
_________________
(حرف الذال)
ذهب : معتدل
الطبع ، لطيف. يقوي العين كحلا. وقد يتخذ منه ميل فيكون صالحا. ويكوى العرقان
اللذان في الصدغين بمكاو من ذهب فيكون انفع. وافضل ما كويت به الغربة والموضع الذي
يقلع منه الشعر الزائد في الجفن.
ذراريح : حادة معفنة محرقة.
قال يحيى بن ماسويه انه يقطع الظفرة جدا.
(حرف الضاد والطاء)
ليس فيهما شيء اعرفه مما ينفع العين.
(حرف الغين)
غرب
: يجلو صمغه وزهره ظلمة البصر.
_________________
غبار الرحى : ينشف ويمنع المواد المنصبة الى العين
طلاء على الجبهة.
غبار المعدن : هذا يتخذ عند ما يسبك النحاس والحديد
من على سقوف المواضع التي تسبك فيها. يقوي الاجفان ويمنع من السلاق منها. واللّه اعلم.
(تم الجزء الثاني. ولواهب العقل الحمد
بلا نهاية كما يستحقه).
_________________
الجزء الثالث
في أمراض العين الجزئية وعلاجها
وهو ينقسم اربعة اقسام :
القسم الاول من الجزء الثالث
في امراض الملتحم
وهي ثلاثة عشر فصلا.
الفصل الاول من القسم الاول من الجزء
الثالث
في كمية امراض الملتحم وهي أثنا عشر
مرضا
واذ قد تكلمنا في الجزء الثاني في
الادوية المفردة ما امكن ، فلننتقل الى الامراض الجزئية ونبتدىء بالرمد واقسامه فنقول :
امراض الملتحمة : الرمد ، السبل ، الظفرة
، الودقة ، الدمعة ، اللحم الزائد ، الطرفة ، التوثة ، الانتفاخ ، الجسا ، الحكة ،
الدبيلة.
_________________
الفصل الثاني منه
في اقسام الرمد
اعلم ان الرمد ورم الملتحم وتكدره من
علة هيجت العين. فمنه ما هو ورم بسيط غير مجاور يحد درور العروق والسيلان والوجع . ومنه
ما هو عظيم مجاور لذلك يربو فيه البياض على الحدقة فيقرب ان يغطيها ويمنع التغميض
ويسمى (كموسوس) . وهو الرمد الذي يكون
معه الوردينج. واكثر ما يعرض ذلك للصبيان لكثرة موادهم وانفعال رطوباتهم وضعف
اعضائهم
، ومن الرمد ما هو حقيقي ، ومنه نوع يشبهه يسمى التكدر وهو سريع الزوال لضعف
اسبابه. ويسمى باليونانية طاركسيس .
فان عاضده سبب من داخل امكن
_________________
ان يستفحل وينتقل
ورما ظاهرا حقيقيا. ومن اصناف الرمد ما يتبع الجرب في العين. ومن اصناف الرمد ما
له دور ونوايب بحسب دور انصباب المادة. ومنه ما يكون معه وجع شديد. ومنه ما وجعه
اقل الاسباب.
لما كان الرمد الحقيقي ورما في الملتحمة
كانت الاسباب التي تعرض منها كاسباب الورم في غير العين. فاما ان يكون سبب الورم
خلط او ريح او سبب من خارج باد. فالخلط اما ان يكون دما او صفراء او بلغما او
سوداء او ربما كان الخلط متولدا فيها وربما كان صايرا اليها من الدماغ على سبيل
النزلة. اما من طريق الحجاب الداخل او طريق الحجاب الخارج المجلل للرأس . وبالجملة من الدماغ ونواحيه. فانه اذا
اجتمع في الرأس مواد كثيرة وامتلاء فأقمن بالعين ان ترمد الا ان تكون قوية جدا. وربما
كان الرأس
يصير اليها فضلاته وربما لم تكن المادة صايرة من ناحية الدماغ بل من اعضاء اخرى لا
سيما ان كانت العين لحقها سوء مزاج ما جعلها قابلة الآفات بسبب ضعفها. وكثيرا ما
يكون ذلك سببا لا حالة ما يأتيها من الغذاء الى الفساد فيكون الرمد من هذا السبب
لا من جهة الدماغ ولا من غيره وقد يكون الجحوظ سببا لقبوله عظم الرمد بسبب النتوء . ومثل المادة في الاصل الى العين والرطوبة
الغالبة عليها قد يكون سببا لا سيما مع سعة
_________________
المجاري وتفتح
لمسامها. وقد يكون الرمد سبب عدم الهضم. وقد تكون كثرة المواد سببا لعظم الرمد وكذلك
رداءة كيفية المادة .
واعلم ان الاقاليم والبلدان والاهوية
لها اثر عظيم في توليد الارماد .
فان البلاد الحارة كثيرا ما ترمد عيون سكانها بسبب سيلان موادهم وبخاراتهم. الا ان
ارمادهم تكون سريعة الزوال لتخلخل مسامهم ولين طبائعهم ، اللهم الا ان فاجأهم برد فحينئذ
تحبس تلك المواد
فيطول مكثه. وكذلك الازمنة قد تكون سببا. فان الصيف والخريف يكثر فيهما الرمد. وفي
الشتاء والوقت البارد كما قلنا في البلاد. الا انها لا تزول سريعا في الشتاء بسبب
عدم التحليل. وربما انفطر الصفاق بسبب شدة تمدد يعرض به لاحتباس المادة عن البرد. وقد
شاهدت في همذان اكثر ارمادهم تؤول الى السبل . وكنت
_________________
افحص عن ذلك مع
البرد فلم اجد سببا يعاضد ذلك غير التبريد الشديد.
من الكحالين اذا اشتد الالم فيعسر
التحليل مع ما عندهم من المواد الفضلية في أدمغتهم وليس لشدة البرد ، فان أكثر
سكان الاقليم الخامس شاهدتهم واستقريت أحوالهم في هذا الكتاب وكانوا على أفضل ما
ينبغي. والظاهر من ذلك امر الهواء والماء وغلظه وستر بعض النواحي. فاما سبب الخفيف
وهو التكدر فمن اسباب خارجية فتنشرها وتحسرها
مثل الشمس والصداع الاحتراقي في حمى يوم الاحتراقية. والغبار والدخان والبرد كالرمد
العارض من الثلج لتقبيضه. وقد يعرض عن الضربة لتهيجها والريح العاصفة.
واعلم ان ما تحدثه هذه الاسباب ليس بعظيم ما لم يعضده امتلاء
من داخل البدن. وقد يعرض رمد عن خدشه. وذلك ايضا من الاسباب البادية. فقد تتغير احوال
الفصول كما بينا قبل. فيكون ذلك سببا
لحدوث الارماد. كما اذا سبق شتاء
شمالي وتلاه ربيع
_________________
جنوبي مطير وصيف ومد
، كثر الرمد. وكذلك اذا كان الشتاء دقيّا جنوبيا يملأ البدن بالاخلاط. ثم تلاه
ربيع شمالي يحقنها. ويكون الصيف الشمالي سببا لكثرة الرمد خصوصا بعد شتاء جنوبي. وقد
يكثر ايضا في صيف كان جنوبي الربيع جاف الشتاء شمالية.
وقس الابدان الصلبة على البلاد الشمالية ، والابدان المتخلخلة على
البلاد الجنوبية ، كما نقيس على الاهوية الحارة في أسباب الرمد ، الحمام الحار الهواء
لا سيما اذا كانت العين قابلة مستعدة للرمد. وان كان الحمام قد يحل وجع العين كما
قال الفاضل ابقراط. وذلك يكون في وجع قد استحصفت فيه مسام للعين وانقطع مصاب المادة. ولم
يكن هواء الحمام
شديد الحرارة ناريا. واعلم ان لكل واحد من هذه الاقسام علامة تخصه لان المداواة تقع
على حسب
الانواع وتختلف باختلاف الاسباب.
العلامات
والاعراض : اما علامة الدموي منه فحمرة لون
العين الغالبة وورمها وثقلها وكثرة الرطوبة وسعة العروق وامتلاؤها ودرورها وثقل الاصداغ وحرارة زائدة به وتلهّب والدمع
والالتصاق واعلم ان الاوجاع التي تحدث في العين منها لذاعة اكالة
_________________
ومنها متمدده واللذاعة تدل على فساد كيفية المادة
وحدتها. والمتمددة تدل على كثرتها.
واعلم ان الرمص يدل على نضج المادة او
على غلظها. والذي نضجت
معه المادة تجف معه العين في الاول وتنحل سريعا فهو المحمود. والذي يكون حبه صغارا
فليس بمحمود لانه يدل على بطؤ النضج. واذا اخذت الاجفان تلتصق كان النضج. كما انه ما
دام سيلانه مائيا فهو في الابتداء بعد .
واما علامات البلغمي : فيدل عليه ثقل
شديد وحمرة خفيفة مع رصاصية وتهيج وقلة دموع. والرمص والالتصاق يكون أقل فيه من
الدموي. وحرارته اخف. وقد يبلغ البلغمي الى ان تنتؤ فيه الملتحم على القرني .
وأما علامة الصفراوي : فيدل عليه التخسس
الشديد والاحتراق والتلهب الزائد وحمرة يسيرة بالنسبة الى الدموي ، ودمعة رقيقة
حادة وربما قرحت وربما لم تلتصق عند النوم وربما احدثت في العين ورما
_________________
وربما حيت القرحة التي يحدثها اذا لم ينقطع
مصبها حتى صارت القرحة ساعية. ومن الرمد الصفراوي ما يقل معه السيلان والرمص ولا
يظهر للورم فيه حجم يعتد به لقلة المادة ورقتها وسرعة سيلانها.
واما علامة السوداوي : فيدل عليه ثقل مع
كمودة وقلة التصاق وجفاف وازمان وحرارة
اقل من حرارة الصفراوي والدموي.
واما علامة الريحي الذي يختص به من
الدلائل هو التمدد. وقد تحمر العين بسبب ذلك ولا يكون معه سيلان وربما عدم الثقل
أيضا.
واما التكدر : فعلامته ان يكون خفيفا
عديم الورم.
واما المشارك : عاما ان تكون المشاركة
في المادة الفاعلة او بمشاركة عضو اخر واما المشارك في المادة مثل ان تتركب
الاخلاط. وقد عرفت علامة كل واحد منها على الانفراد فأيها كان اكثر علامات فهو
اظهر واقوى. واعلم ان المشارك لا يستعمل فيه علامات خلط واحد. فمن هنا يعلم انه
بمشاركة. وأما الذي بمشاركة عضو اخر ، فان كانت المشاركة بالرأس دل عليه الصداع وثقل
الرأس. وان كان طريق النزلة من الدماغ الى العين انما هو الحجاب الخارج المجلل للرأس كانت متمددة والعروق الخارجة دارّة
وكان الانتفاخ في الجفن
_________________
اكثر ويكون في
الجبهة
حسرة وضربان. وان كان من الحجاب الداخل لم يظهر ذلك وظهر عطاس وحكة في الحنك والانف.
وان كان بمشاركة المعدة رافقه تهوع وكرب ، وعلامة ذلك خلط في المعدة. وقد يكون
بمشاركة الكبد وعلامة ما يوجد من علامات سوء البنية وضعف الاحشاء اذا تهيج جفن
العين . وقد يغلب ألم
الرمد فيدل على غلبة الصفراء .
وقد يكون الرمد مع حمى فينحل بوجود الحمى لاشتراك ما في الاعضاء في المادة وتوزعها
عليها. وقد لا ينحل لقوة السبب. واما علامة ما يتبع ، الخدش والجرب فيعلم ذلك بتقدم السبب ونفحة المرض وهو
من جنس التكدر. الا ان اتصل بمادة كان حكمه حكم المادي والذي يجف يوما ويقوى يوما كما
قلنا. فعلامته ان يكون نوايبه على ما يقتضيه ذلك الخلط. ويتسلم الكحال هذا من الطبيب.
واكثر ما يعرف علامة ما كان له سبب ظاهر من سببه في أغلب الاحوال.
المداواة : التكدر وما يجري مجراه من
الرمد الخفيف ربما اكتفي منه قطع السبب . فان عاضده امتلاء من
مادة استفرغت. وربما كفي فيه تسكين
الحركة وتقطير لبن النساء وبياض البيض الرقيق. فان كان التكدر من ضربة ، قطر في
العين دم حار. وقد يكمد باسفنجه
_________________
قد مسحت بماء العدس
المسلوق. وليكن الماء من ماء المطر .
فاذا لم ينجع فبماء الحلبة. واما الذي يعرض
من برد كالرمد الكائن عن الثلج فيعالج بالتعريق والتسخين والانكباب على بخار ماء قد
طبخ فيه التين. والتكميد بماء البابونج. والحمام جليل النفع في ذلك ما لم يكن ثمّ
مادة. وسنذكر في علاج ذلك ان كان مع مادة.
علاج الرمد المادي : ما كان من الرمد
دمويا وظهر ذلك بالعلامات التي عرفت ، فاول ما يبتدئ به اخراج الدم. وانظر ان كان
الامتلاء كثيرا فاجعل استفراغك بالحجامة في الساقين او بفصد الصافن ثم الباسليق ان
دعت الحاجة ثم القيفال
ثم العروق التي هي من نواحي العرق كعرق الارنبة والمآقين والجبهة. وينبغي ان يعتبر
الوقت والسن والمزاج والهواء كما بينا قبل. ولا يستفرغ مادة غير الدم الا بعد نضجها.
وسنذكر اخرا ما يخص كل خلط من الادوية بلغميا كان أو صفراويا او سوداويا . فان اريد جذب المادة من موضع بعيد كان
بالحقن والحمولات ثم الاشياء التي تشرب. وان كان في الرأس امتلاء فلا بد من تنقية
الدماغ. وان كانت المادة بمشاركة اشركت العلاج.
_________________
فمهما كان الدم
مشاركا عمدت الى الفصد اولا. ثم عاين غيره من المواد المشاركة. وكل خلط تحدس انه
اغلب تراعيه بما يخصه. فاذا اردت ان تضع في العين دواء فليكن على حسب اوقات المرض.
وقد تقدم ذكرها .
فان كان الرمد في الابتداء كما علمت انه ورم حاد فينبغي ان تستعمل فيه الاشياء المبردة الرادعة وذلك ان تصب في العين بياض
البيض الرقيق وحلب لبن النساء فيها وماء الصموغ الباردة المحلولة بماء المطر. والاشياف
الابيض من غير أفيون .
واعلم ان الالم قد يكون شديدا جدا. فالطف بالعليل ما أمكن وارفق به ولا تخل معدته
من غذاء ، الا انه يكون يسيرا ليشغل
المعدة لئلا نبخر بخارا دخانيا. وقد يشتد الألم بحيث لا يستطيع المريض الصبر ولا تحتمل
القوة ذلك. فاذا عاينت شيئا من ذلك فافزع الى الاشياف الابيض الذى نقع فيه الافيون
والاشياء المخدرة. وشمم العليل اللفاح والافيون واجعل على جبهته قشر البطيخ والخشخاش
الابيض وماء
_________________
الهندبا وماء
الكزبرة الطرية .
واياك ان تكثر من استعمال الافيون والاشياء المخدرة في غير هذا الموضع فانها تبطل
حس العين ويقل بصرها. فكثير من الناس قد ذهب سمعهم وبصرهم بسببها فلم يعد اليهم. واعلم
انه قد يعرض للمريض ان لا ينام بالليل بسبب استحصاف المسام فيقل ما يتحلل من رقيق
المادة اللاذعة فينبغي ان تنومه كيف اتفق
ولو بالاشياء المخدرة وتمنعه من النوم نهارا فانه مضر لكونه خلاف العادة. ويلزم منه
السهر ليلا غالبا وفي التبرد يقل يسيرا الى الانتهاء . ومع هذا فدبره بالتدبير اللطيف لا في الغاية
بان تغديه بالمرورات
وتسقيه شراب لينوفر مع السكنجبين. فان كانت المادة حادة حدا فاسقه شراب الخشخاش وامنعه
من الحوامض وامنعه من كل ما يرطب كثيرا لتوليده الدمعة. وامنعه من الطعام الرديء الكيموس
ومن شرب النبيذ. واسقه ان كان يابس الطبع شراب البنفسج وترنجبين. والسكر وحده
مسفوف نافع .
فان تاقت نفسه الى شيء من الفاكهة ، فبعد الطعام اليسير من السفرجل. ولا يكثر منه لانه
يقوي فم المعدة وكذلك الكمثرى. ولا يهمل الطبع حتى تحتبس ويضره الجلوس في المواضع المضيئة
. ولباس الابيض
ينهى عنه
_________________
خوفا من النظر اليه . ولا تشد اعضاؤه ولا يكون قميصه
مزرورا. ويمنع من أكل الحلو وما يعكر الدم كالتمر والقسب . ولا
يتقيأ. وينبغي ان يجعل على عينه وقاية سوداء. ويجعل نومه على ظهره لا غير. ولا
يصدق الى شيء ، ويكون قد اجلس في بيت مظلم وعمل له فرش وثيرة ونوّم عليها. ويكون
عنده ورق الخلاف والآس الرطب والاشياء الخضر لا سيما الآس لما في رائحته من تقوية
الدماغ وتكحل العين بهذا الدواء. وصفته : يؤخذ توتيا كرماني خفيف. يدق وينخل ويغلي ويربى في الهاون
بماء المطر عشرة ايام ويغير عليه الماء في كل يوم ويصول عليه دفعات فانه نافع . لكن ينبغي ان لا يداوى به وفي الدماغ
امتلاء وهو مجرب. ومما يسكن الوجع ان يؤخذ قشور البيض وليكن من دجاج سمين فتي. ويغسل
بالماء
ويفرك بالملح الجريش وقت الغسل مرات الى ان ينقى من القشر الرقيق. ثم يغسل بالماء
العذب ويجفف ويسحق وينعم ويستعمل كحلا. ويشم البنفسج واللينوفر ليرطب الدماغ لكي
يسهل عليه النوم متى اختاره. وينهى عن الحمام
_________________
والامتلاء. وتضمد العين بصفرة البيض مضروبة بدهن ورد
مفنّر. ويطلى الجبهة والصدغين والاجفان باشياف ماميثا وصندل ويغسل وجهه بماء فاتر
قد طبخ الورد فيه. ولا يغسل بماء بارد. فاذا توقف الرمد وعلامة ذلك ان تقل الدموع
والقطع
فاستعمل حينئذ هذا الاشياف :
وصفته : يؤخذ صمغ عربي اربعة دراهم.
اسفيداج الرصاص ثمانية دراهم. انزروت مربى بلبن الاتن وكثيراء من كل واحد درهم.
تدق الادوية على حدة وتنخل وتوزن وتخلط وتجبل
بماء المطر وتشيف وتستعمل بعد ذلك
بالذرور المتخذ من الانزروت والجشميزج
، ويكون ذلك بلطف. وتأمر العليل بالسكون والتناوم. فان أحس بألم شديد وضربان فافتح
العين برفق فربما حصل
_________________
فيها قطوع. فان كان
، فسبيلك ان تأخذه بخرقة ناعمة او بميل ملفوف عليه يسير قطن. ثم اصبر ساعة ريثما
تتخلص العين من الدواء الاول وأثره. وذره مرة اخرى وليكن الذر في المآقين كما
وصفنا ثم ترد الجفن برفق. ويكون همك في تليين الطبيعة ، فلا تترك الطبع تحتبس . واعلم ان الرمد الصفراوي والدموي
متقاربان من حيث حرارة المادة. ومتى وجدت
الدماغ مملوءا فعليك باستفراغه. وقد يستعمل تعليق العلق في الجبهة اذا لم يكف ما يقدم
من الاستفراغ والمطابيخ. وتستعمل مع الايارجات اذا اردت الجمع بين تنقية الدماغ وتنقية
البدن من غير اسخان يتبع الايارج. وقد يكثر الوردينج مع الرمد الصعب ، فافزع الى الاضمدة. وسيأتي
للوردينج باب مفرد في أمراض الاجفان. واعلم ان الاضمدة من انفع الاشياء لردع مادة الرمد
ان كانت لاذعة .
وكذلك لنضجها وتحليلها. واذا دهن رأس المرمود كان ذلك اضر الاشياء عليه وكذلك ان قطّر في أذنه الدهن.
والحمام اذا تحقق نقاء الدماغ ، صالح يحلل ما بقى من المواد المحتبسة. واذا نومت
العليل فينبغي ان تعلّي وسادته وتحذر من طأطأته وذلك
_________________
مما يعين على انصباب
المواد الى العين والنزلات الحادة .
واكثر ما يكون ذلك سببا لفساد اجزاء العين وعدم الابصار لا سيما ان سددت النزلات
بما يصحبها من المواد الغليظة. وكذلك قد تستعمل الاشياء المانعة للنزلات . وقد يكوى اليافوخ ويسل الشريانان اللذان
في الصدغين. وسنوضح ذلك في فصل مفرد نذكر فيه كيفية كيّهما وبترهما وفصدهما مفصلا.
واذا نقيت الرأس فاستعمل ما يقويه من الاضمدة التي تصلح لهذا الشأن كالضماد المتخذ
من السنبل والورد والقاقيا بماء الكزبرة الرطبة والكزبرة الرطبة نفسها واليابسة اذا اضيفت الى قليل
زعفران وتجعل على الموضع ساعة ثم يشال وينبغي ان لا يكون الدواء الذى تدر به العين
في الرمد مالحا ولا فيه طعم حامض أو حريف ، وان كان مسخ الطعم او عديمه كان انفع والتكميد
بالماء الفاتر
لا سيما قد طبخ فيه اكليل الملك وحلبه اذا اريد التحليل. وان اريد الردع خصوصا اذا
كان الطريق لانصباب المادة هو الحجاب الخارج. وهذه الروادع مثل قشر البطيخ بخاصة وشياف
ماميثا. ومثل الفيلزهرج والصبر وبزر الورد والزعفران والعنزروت. والمياه مثل ماء
عنب الثعلب وماء عصا الراعي .
وكذلك العوسج وسويق
_________________
الشعير والسفرجل. وقد
يستحم بالماء العذب صاحب الرمد فينتفع بذلك. وربما وافق صب الماء البارد على الرأس
والعين. وربما غسل الوجه بماء بارد مع اليسير من الخل. وكل رمد تكون مادته حادة
فيحتاج الى تبريد وغسل بالمائعات المذكورة ولذلك كالماء القراح واللبن. الا ان التبريد قد يعسر معه
تحليل الرمد فينبغي
ان لا يكثر التبريد الا اذا اضطر الى ذلك. فاذا تحللت العلة وبقيت الحمرة ، ضمده بصفرة البيض المشوية مسحوقة بزعفران
وعسل. وقد يذكر اجزاء من الادوية
في جميع ما يحتاج اليه في امراض العين فيطلب من موضعه ويعرف بذكر منافعه.
واما علاج الرمد البارد : قد ذكرنا في
علاج ما كان غير مادي والكائن
عن الثلج ولم يتعرض الى طريق استفراغ المادة الباردة. فان انتقل الى المادي وكانت
مادته باردة بما يخصه ويكرر ذلك ان كان بالحقن ايضا. فان البلغم يجب ان يكرر
استفراغه ان ساعدت القوة.
_________________
واذا استعملت في
علاجه الرادعات فلا تكن شديدة البرد وكذلك ما يجعل على الجبهة كالقلقديس في الابتداء. وقد يلطخ الاجفان في
الابتداء بالترياق وبالكبريت وبالزرنيخ فينفع. وشرب الترياق نافع وقد جرب في ذلك
ورق الخروع مدقوقا مخلوطا بشب وورق الخطمي مطبوخا في شراب. واذا قطر ماء الحلبة ولعاب بزر الكتان نفع في الرمد البارد.
وأشياف السنبل نافع وكذلك الانزروت والصبر المر. وقد يكتحل بماء أغلي فيه الزعفران
وقلقديس وعسل ما لم يكن في الطبقات آفة. وقد قيل ان الشراب الصرف لا سيما الابيض
نافع شربه.
علاج الرمد الريحي : واعلم انه قد يغلط
في علاج هذا النوع في الرمد وذلك متى اشتد الألم يستعملون المخدرات فيسكن الألم
ساعة ثم يهيج اكثر ما كان لاجل احتباس الريح بسبب التبريد. وانما القانون في علاجه
ان يقبل على تكميد العين بالجاورس وينطل بماء قد طبخ فيه البابونج والبنفسج واكليل
الملك. وبالجملة فالغسل بالماء الحار من أنفع الاشياء له ، والحمام والتعرق. ولا
تأمر بالحمام اذا ما حدست ان في الدماغ امتلاء.
_________________
الفصل الثالث منه
في السبل وعلاجه
السبل غشاوه تعرض للعين مع انتفاخ
عروقها الظاهرة في سطح الملتحمة والقرنية وانتساج شىء منها شبيه بالدخان. وهو نوعان احدهما
يكون مبدؤه
الحجاب الخارج والأخر من الباطن.
الاسباب : يكون ذلك من امتلاء عروق
الملتحمة وذلك من مواد تسيل اليها من احد الغشائين لامتلاء الرأس وضعف العين فيدفع
اليها وتعجز هي عن دفع ما يرد اليها
العلامات : اما علامة النوع الذي مبدؤه الحجاب الخارج ، فدرور العروق الخارجه
وحمرة الوجه وضربان شديد في الصدغين في عروق القرنية . واما علامة النوع الثاني فأن الحمرة
فيه اقل مما في النوع الأول. ويعرض للمريض عطاس وضربان يحس به كأنه في قعر العين وكثرة
الدموع. واكثر ما يعطس اذا رأى الشمس ، ويتكرر منه العطاس وتكثر الدموع. وقد يصير
الرمد سبلا اذا اكثر من التبريد لا سيما في الاوقات البارده والبلاد البارده. وتكون
الدمعة فيه اكثر من
_________________
غيره. واعلم ان
السبل من الامراض التي تتوارث فما كان منه متوارثا فعلامته ان العين تكون معه جاحظة والدموع
اقل. وقل ما يكون السبل وليس معه دمعة.
المداواة : ينبغي ان تعلم ان ما سوى
الخفيف من السبل لا بد فيه من الاستفراغ وذلك بحسب ما يقتضيه حال العليل بعد
اعتبار ما ذكرنا من مراعات الاشياء التي يجب مراعاتها في الفصد وتنقية الدماغ والبدن
والسعوطات والعطوسات
وما يذكر لأجل السبل في الاقرباذين. وينبغي ان يهجر اكثر الاشياء المضره في باب
الرمد والخفيف قد يزول بالاكحال. والرمادي نعم الدواء في ذلك ثم الشياف الاسود ان لم تكن المواد حادة. والباسليقون وفصد عرق الجبهة والارنبة والمآقين بعد
اجتذاب المادة من موضع بعيد ينفع جدا.
والتعطيس له بما سنذكره اخرا. وشم
المرزنجوش ان كانت المادة ليست بحدة. وان كانت المادة حادة فالعنبر وللآدن فانهما يقومان
_________________
الدماغ خاصة اذا لم
تكن الحدّه ، والمبردات المقوية للدماغ كالنيلوفر والغرغرة نافعة له لما فيها من تنقية
الدماغ. واما ما عتق ولم يكن خفيفا فليس له الا اللقط.
العلاج بالحديد : وينبغي قبل العلاج
بالحديد ان يستفرغ بدن العليل بالفصد وينقّى الدماغ بعد نضج بالغ. ومره ان يدخل
الحمام مرارا لأن الحمام ينضج ويحلل ايضا بالتعريق واعلم ان للقط السبل طرقا.
فمنها ان ينوم العليل على قفاه ويجعل تحت رأسه وسادة لاطية وتأمر من يمسك يديه ورجليه
إن كان ممن يضطرب. وتأمر الخادم ان يفتح عينه برفق وخبرة. لذلك ينبغي ان يكون ممن
قد علّم وعنده ذكاء وفطنة فيفتح الجفن الاعلى كابسا اياه بحذق . والأسفل يكبسه الى اسفل. وان فتح بمفاتيح
فينبغي ان يترك المفاتيح على السبابتين من كلتا يديه كل مفتاح على سبابة ويكبس عليه
بابهامي
كلتا يديه برفق. يفعل كما وصفت اولا. وفي هذا منفعتان : احداها اختبار العليل بورود القليل الى عينيه. والثانية
ان يكون الفتح امكن واكثر كشفا عن مواضع لقط السبل. ثم تفرق الوسطى والخنصر على الرأس من احدى يديه ماسكا بيديه
برفق وكذلك نفعل باليد الأخرى على اللحى الاسفل ثم يعلق السبل بصنانير يبتدئ
باولها من المآق الاكبر ثم
_________________
يردفها باخرى من
ناحية الجفن الأعلى. ثم يردفها بأخرى ولا يزال يفعل ذلك حتى يتمكن من جذبه ليختم
برفق. ثم تأخذ مبضعا مدور الرأس وتفتح به موضعا يدخل فيه رأس المهت لتبريه من
الملتحمة
ثم يلقط بمقراض مدور حاد الرأس أكثر هنداما فضعه في رأسه واحذر ان تصيب بالمقراض شيئا من الجفن فيعرض
التصاق .
ولا تقرب القرني ، فان ذلك خطر. ولا تهمل امر عرق واحد من السبل فانه يعود كما كان.
وقد يكتفي في لقطه بصنارتين. وقد تعمل الصنانير في خيوط وتمسك. فان الخيوط اذا جذبت امكن اليد ان تجذبها
_________________
على السواء. ولا
كذلك مع الصنانير لا سيما اذا كثرت فربما انقلب بعضها وفي ذلك خطر فانه ربما وصل
الى القرني فاحدث فيها خدشا وقد حكى بعض الاطباء ان يلقط بطريق آخر : وهو ان يؤخذ
خيط ويدخل تحت عروق السبل. فاذا استوفيت جذبت الى فوق ليسل السبل ثم تفعل كما وصفت
لك وتلقطه بمقراض اكثر عمله في رأسه كما وصفنا. ولا يبقى منه شيء ثم يقطر في العين
ماء الملح والكمون الممضوغين. هذا بعد ان يتحقق نقاء الملتحمة من السبل. ثم يتلافي
لذعه بصفرة البيض ودهن الورد والبنفسج. واذا لم يستعمل تقطير ماء الملح والكمون في
ذلك ، التصقت
الملتحمة بالجفن. ولذلك ينبغي ان يقلب المريض حدقته كل وقت وان امكن ان تجعل في الجفن فتيلة من قطن عتيق صغيرة جدا مغموسة في صفرة البيض ودهن الورد مخلوطين. ولا
ينام ليلته ، ويكون نومه على قفاه ملازما لحركة عينه. واذا كان في اليوم الثاني
تأمر العليل بغسل وجهه بماء حار قد طبخ
_________________
فيه ورد وعدس. ثم تفتح العين
وتأخذ ميلا وتبله بدهن ورد وصفرة البيض وتمرّه تحت الجفن خوفا من التصاقه. ثم بعد ذلك
(يعتبر ) فان كان حدث التصاق،
فسبيلك ان تبرئه مما التصق به وبعد يومين او ثلاثة تذره بذرور اصفر ويكحل العين بالاشيافات
_________________
المضاضة. وبما نذكر
آخر السبل. واجود الاوقات للقط السبل ، الربيع ثم الصيف. واردؤه الشتاء ثم الخريف. ولا يجوز قطع السبل الا بعد
التنقية والاستفراغ لئلا تنصب المواد بسبب الوجع ، الى العين. أما الادوية التي
تستعمل بعد ذلك فالرمادي وان اضيف اليه مرقشيثا كان نافعا. واشياف الدارج واشياف
اصطفطيقان والاشياف الأحمر الحاد والاشياف الأخضر. وان كان مع السبل جرب فله ان
يأخذ السماق ويضاف اليه الصمغ العربي ويجبل (بعجن) بماء المطر ويستعمل . وقد جربت غير مره ان يستفرغ الدماغ بعد
العلاج بالحديد ويعدل الاخلاط فينفع لانه يجذب عن العين ما ينصب اليها بسبب حركتها العنيفة. وانصباب المواد
الى مواضع اللقط منها
الفصل الرابع
في الظفرة وعلاجها
الظفرة : زيادة في الملتحمة ، ومن الحجاب
المحيط بالعين
تبتدىء
_________________
غالبا من المآق
الأصغر. وقد يكون من كليهما معا وربما غشت القرني وربما امتنع الابصار بسبب ذلك. وقد
تكون صلبه. ومنها ما يكون اكبر. وقد تكون ألين وقد يكون لونها كمدا ومحمرا. ومنها
ما مجاورتها
مجاورة اتحاد. ومنها ما لا يلتصق على الملتحمة.
الاسباب : جل اسبابها امتلاء الدماغ.
العلامات : ربما فقد الابصار اذا غشت القرني.
وعلى كل حال فان حركة العين تعسر بسببها
المداواة
: نكحل العين ان كانت رقيقة او غليظة بالأدوية الحادة جدا المعفنة كالزاجات وما
يجري مجراها مما هو مذكور في موضعه. والباسليقون والروشنايا فائدة ذلك أقل ما يحتاج اليه. وقد جرب ان
تكحل الظفره بعرق السوس والملح الاندراني مسحوقين ، وقد جرب لها ايضا ان يؤخذ من النحاس
المحرق ومن القلقديس
وملح دراني ومرارة التيس من كل واحد جزؤ. ويتخذ منه أشياف. ويؤخذ قلقديس وملح دراني
من كل واحد جزء. وصمغ عربي نصف جزء
، ويشيف
_________________
ويستعمل. وجميع
الأدوية القوية التي تستعمل لأجل الظفرة لا بد ان تؤذي العين بما فيها من التعفن.
ولذلك كان من افضل علاجها الكشط
العلاج بالحديد : ان كانت الظفرة لاصقة
فلا بد من كشطها وسلخها وذلك ان تفعل بالعليل كما فعل به في لقط السبل. ثم تعلقها
بصنارة أو بخيط وترفعها اليك وتدخل تحتها مبضعا وتسلخها وتبريها . وتقطع من ناحية المآق الأكبر. واحذر ان
تحيف على الغده فيعرص من ذلك السيلان الذي لا برء له ويقطع من جانب القرني . ثم بعد القطع تدبر العين مثل التدبير الذي
_________________
ذكرنا في السبل لئلا
يحدث التصاق. وارفق عند القص اذا قاربت القرني .
وقد يعالج بعلاج قريب من علاج الحديد. وهو أن يؤخذ خزف الغضائر ويحك عنه دهنه. ويسحق سحقا ناعما. وبعد
ذلك يخلط بدهن القرع ويؤخذ منه ويحك به الظفرة دائما. ويجب ان يكب على بخار الماء الحار
، ويداوم دخول الحمام حتى يسهل كشطها.
الفصل الخامس
في الودقة وعلاجها
الودقة ورم جاسيء صلب يكون في الملتحم لا يعم جميعها.
_________________
الاسباب : اما ان يجمد الدم في العروق
او طرفه
العلامات : ربما اختلفت مواضعها. كثيرا
ما تكون في الارماد الحادة عند انتهائها وربما ظهرت حول الاكليل وكانت كثيرة العدد
كاللؤلؤ المنظوم.
المداواة
: لطف التدابير وافصد ان امكن الفصد. وذر العين بالملكايا ، فان كانت العين محمرة فقدم على الذرور والاشياف الابيض الذي نقع
فيه الأنزروت ، ووردي ابن علي نافع لذلك. وصفته : يؤخذ قشور بيض الدجاج بعد غسله
كما ذكر ، عشرة دراهم ، شاذنج مغسول ، درهم. يسحق ناعما ويستعمل. فان طال زمانها
فاكحل العين باشياف الأحمر اللين. وبما فيه جلاء. واذا كانت العين قوية ليس فيها
سوء مزاج فاكحلها بالاكحال الحادة ليتحلل
_________________
ثبت الكتاب
تقديم.......................................................................... ٥
قصة الكتاب.................................................................... ٩
تقدمة المحققين.................................................................. ١٧
بدء الكتاب................................................................... ٢١
كتاب نهاية الافكار ونزهة
الابصار.............................................. ٤١
المقدمة........................................................................ ٤٢
القسم الثاني من الجزء
الاول
في تعريف احوال العين وامزجتها والوانها.......................................... ٨٣
القسم الثالث من الجزء
الاول
في معرفة امراض العين الكلية واسبابها وعلاماتها.................................... ٩٢
القسم الرابع
في حفظ الصحة في العين...................................................... ١٢٠
الجزء الثاني من النهاية
في الكحل.............................................. ١٢٧
القسم الثاني من الجزء
الثاني.................................................. ١٣٨
في افعال الادوية المفردة الخاصة بالعين........................................... ١٣٨
الجزء الثالث
في أمراض العين الجزئية وعلاجها............................................... ١٩٤
|