تقديم

بقلم : الاستاذ الدكتور عبد الرزاق محيي الدين رئيس المجمع العلمي العراقي سابقا

بسم اللّه الرحمن الرحيم ، وبعد ، فمنذ سنوات خلت رغب صديقي الاثير الدكتور حازم البكري أن يفحص مخطوطات المجمع العلمي العراقي ، عساه يجد بينها مخطوطا في الطب يعمد الى احيائه ونشره ، فيؤدي بذلك خدمة للتراث العربي في جانب من جوانبه ، ويعيد حياة لاثر يمثل مرحلة تاريخية وعلمية من مراحل هذا الفن ، وقد تطور في عصرنا الحاضر تطورا بعد ما كان عليه في العصور الوسيطة.

وببحث مستفيض في مخطوطات المجمع اهتدى الى المخطوط الماثل أمام المعنيين بتاريخ علم الكحالة ، وبما كان عليه لدى المتطببين في عصور سابقة.

وعرض علي نسخة المخطوط يستطلع رأيي في الاقدام على احيائه ، فأشرت عليه بضرورة الاطمئنان الى قيمته العلمية ، ثم الوقوف على نسخ للمخطوط قبل الاقدام على تحريره ، اضافة لذلك ضرورة الاهتداء الى شخص مؤلفه ، ومنزلته بين أطباء عصره ، ليوفر للاثر عنصر الواقع العلمي والواقع التاريخي.

انقطع للبحث مدة طويلة وراء الوقوف على نسخ مخطوطة للكتاب في فهارس المخطوطات ، وفي دور الكتب الشرقية والغربية فلم يجد ذكرا له ، أو اقتباسا منه ، كما لم يجد لسيرة المؤلف ترجمة بين تراجم الاطباء.

وعاد الي يسألني الرأي في أمر تحريره ونشره على المخطوطة الفريدة بعد ان أكد لي ان الكتاب من الناحية العلمية جدير بالاحياء.


أشرت عليه بالمباشرة في تحرير المخطوط على أمل الاهتداء الى نسخ خلال مدة التحرير ، وهي مدة قد تطول فتسمح للباحث بالعثور على ضالته ان كانت له نسخ لم يكتب له ان يهتدي اليها خلال ما مر من فترات.

أخذ يحرر النص على النسخة التي في متناوله ، وعرضت له مساعدتي على قراءته مقابلة معه ، ينهض هو برصد الناحية العلمية ، وأعينه ـ ان كانت هناك حاجة ـ على سلامة الناحية اللغوية.

قطعنا في ذلك شوطا بعيدا كدنا نأتي في نهاياته على جملة المخطوط فرأيت ـ وصوب رأيي فيما رأيت ـ ان يشارك في تحرير الكتاب وفي توثيقه طبيب مختص بالكحالة ، له قدم راسخة في طب العيون ، وسابقة قراءات في طب العيون القديم ، فنتجاوز بذلك احتمال القصور العلمي ، ونقيم معبر اتصال بين ما كان عليه فن الكحالة وما آل اليه في العصر الحديث.

وقع الاختيار على الكحال المتخصص الدكتور مصطفى شريف العاني واستقل الاخوان بتحرير المخطوط والتعليق عليه ، وأخليت نفسي من فضول ساقتني اليه الرغبة في أن أقدم خدمة ـ مهما كانت ضئيلة ـ لهذا المخطوط ، والاستجابة الاخوية لصديقي الاثير الدكتور حازم البكري.

وقبل ايام زارني الاخوان يحملان المخطوط المحرر بصورته الماثلة ، يطلبان النظر فيه ، وكتابة مقدمة له ، واذا بي أشهد صورة أفضل كثيرا مما عهدت له ، وأكثرا وفاءا بالمهمة التي دعت الى احيائه.

وأعدت النظر في الكتاب ، فلمست انهما بذلا جهدا بالغا وحرصا ملحوظا على ان يبلغا بالكتاب خير ما يبلغه التحرير ، لاثر يتيم ليس


له نسخة أخرى تعين على تبين ما يحتمل أن فات الناسخ من سهو غير مقصود أو فات المؤلف من أداء غير سليم.

في القراءة الاخيرة مرت بي أخطاء لغوية واسلوبية ظلت عالقة بالكتاب على الرغم من جهد الاستاذين الفاضلين في أمر التقويم. وقد حاولت استصلاحها لكني وجدت أن الاغلاء في ذلك يخرج باسلوب الكتاب عن طبيعته ، ويجريه على غير سجيته ، ويخرج بي عن حرم الامانة على حفظ صورة النص ، وهو تصرف غير مباح.

في أسلوب الكتاب عجمه ملطفه ، تنهض بالمعنى في تثاقل وابطال الغير المعنيين بالدراسات الطبية القديمة ، وفي الحفاظ على أسلوبه ـ كما هو وارد ـ صدق بتصوير شخصية المؤلف ، وأسلوب كتابة الطب في عصره ، وكلا الامرين من بواعث الحرص على احباء الكتاب.

وفقهما اللّه لخدمة العلم ، وزادهما بسطة فيه ، ومنه التوفيق.

د. عبد الرزاق محيي الدين

١٩ ـ ١ ـ ١٩٧٩



قصة الكتاب

ذات يوم من عام ١٩٦٩ ، وفيما كنت افتش عن احد المصادر في مكتبة المجمع العلمي العراقي في بنايته القديمة ، اذ وقع نظري على كتاب منزو في احدى زوايا الرفوف العالية ، وقد علته الاتربة مما يدل على ان يدا لم تمد اليه منذ فترة طويلة. وقد دفعني الفضول الى ان احمل الكتاب وانفض عنه اتربته لاعرف كنه حقيقته. فاذا بي امام كتاب مخطوط مجلد بجلد غزال ، يحمل على ورقته الاولى عنوانه (نهاية الافكار ونزهة الابصار) وتحت ذلك اسم مؤلفه (الكحال عبد اللّه بن قاسم الحريري. كتبه سنة ٦٢٤ ه‍ وقدمه للسلطان شاه ارمن) يلي ذلك جملة (النسخة بيد مؤلفها). كل ذلك قد كتب بخط حديث العهد. وبعد ان تصفحته ، وجدت ان بجملته يبحث في علم الكحالة. لذلك اعدته الى موضعه ولم اعره كبير اهمية ، لانه ليس بغيتي التي جئت من اجلها.

وبعد سنتين ، وكنت حينذاك قد انتهيت من طبع كتابي السابق الذي اشغلني فترة من الزمن ، عكفت على البحث عن موضوع جديد اكتب فيه. وفجأة خطر لي ذلك الكتاب المخطوط ، فعدت اليه واشعرته من المكتبة ، واخذت اقلب في صفحاته واطلع على مواضيعه وارى محتوياته .. وبعد لاي من الزمن ادركت انه كتاب ثمين ومهم. لذلك عقدت العزم على تحقيقه واخراجه من سجنه.

اول عمل بدأت به هو التفتيش عن نسخة ثانية من الكتاب ولان تحقيق اي مخطوط عن نسخة واحدة هو امر صعب بل متعب للغاية.


بدأت التفتيش في بغداد اولا ، فزرت مكتباتها المهمة ـ العامة منها والخاصة ـ واحدة بعد الاخرى ، وانا اسأل عن الكتاب. ولكني لم اعثر له على أثر. فعرجت على العلامة الاستاذ كوركيس عواد ـ عضو المجمع العلمي العراقي ـ استعين بخبرته. وقد تفضل مشكورا فمنحني ساعات طويلة من وقته وجلس معي في مكتبته العامرة ونحن نقلب في كتب الفهارس والتي يملك منها عددا كبيرا ، وبنفس الوقت يعتبر حجة فيها. وفي مقدمة هذه الفهارس كتاب (بروكلمن) العالمي. وبعد عمل استمر ثلاثة ايام خرجنا بنتيجة هي ان نسخة الكتاب المخطوط ، وحيدة ـ حتى تلك الساعة على الاقل ـ ولكن هذا لا يمنع من ان تكون هناك نسخة اخرى ربما قابعة في احدى مكتبات الدول التي تعنى بامر المخطوطات العربية. لذلك قررت السفر الى دمشق اولا للتفتيش في مكتباتها المعروفة. ثم انتقلت الى القاهرة وانا اسأل وافتش. ولما يئست تماما عدت الى بغداد وانا في شك من حقيقة المخطوط وحقيقة مؤلفه. لذلك رجعت ثانية الى معاجم الاعلام والمؤلفين وفهارس مؤلفاتهم ابحث وانقب حتى عثرت في كتاب (ايضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون ـ الجزء الثاني سنة ١٩٢٨) على ما يلي ( .. وكتاب نهاية الافكار ونزهة الابصار ـ في الطب ـ لابي محمد عبد الله بن قاسم الحريري المتوفي سنة ٦٣٧ ...). وكان ذلك في الحديث عن المؤلفين الاندلسيين. اذا فالكتاب معروف.

وبعد مزيد من البحث وجدت ذكرا للمؤلف وبعض مؤلفاته في كتاب (التكملة لكتاب الصلة لابن الابار) وكتاب (هدية العارفين في اسماء المؤلفين لاسماعيل باشا البغدادي) وكتاب (الاعلام ـ الجزء الرابع ـ لخير الدين الزركلي) وكتاب (معجم المؤلفين لعمر رضا كحاله).


بعد ان عثرت على هذه المعلومات ، تأكد لي ان الكتاب هو حقيقة اكيدة وليس من نسج الخيال او منسوبا كما توهمت سابقا. لذلك قررت متابعة جهودي لعلي اعثر على نسخة ثانية. فكتبت الى كل من مكتبة الكونكرس في امريكا وهي من امهات المكتبات العالمية. ومكتبة جامعة حيدرآباد في الهند ، ومكتبة استامبول في تركيا ، ومكتبة لنينغراد في الاتحاد السوفيتي ، ومكتبة جامعة اكسفورد ، ومكتبة مجمع طهران وغيرها. وهذه هي اهم المكتبات العالمية التي توقعت ان اجد نسخة ثانية فيها.

ولم اكتف واقنع بهذا القدر بل شددت الرحال فزرت تركيا ولينيغراد واكسفورد حين لم تصلني اجوبة منهم. وقد استغرق امر هذا التفتيش والمكاتبات والزيارات ما يزيد على السنتين والنصف. وكانت نتيجة كل هذه الجهود المضنية ان تأكد لي عدم وجود نسخة ثانية من الكتاب المخطوط.

بعد هذا قررت العمل على النسخة الوحيدة التي بين ايدينا ، فاتصلت بالاخ الكريم العلامة الدكتور عبد الرزاق محيي الدين رئيس المجمع العلمي العراقي يومذاك. حيث سهل لي امر الحصول على نسخة من الكتاب منقولة ومصورة عن النسخة الاصلية. كما انه تفضل مشكورا فمد لي يد العون ووافق على قراءة المخطوط لتعذر قراءته وخاصة انه قد كتب بالخط الاندلسي غير المنقوط.

وبعد ما يزيد على الستة اشهر من العمل المضني ، استطعنا الدكتور عبد الرزاق محيي الدين وانا ، من انجاز قراءة المخطوط قراءة اولية. ثم انفردت ـ بعد ذلك ـ انا لوحدي فاعدت قراءته ثانية وثالثة ومرات عديدة اخرى. وفي كل مرة كنت انقح ما كتبته سابقا واضبط كل كلمة لم نستطع ضبطها من قبل ، واكتب تعليقا


أو شرحا أراه مناسبا. معتمدا في ذلك ومستندا على مصادر طبية قديمة مثل : كتاب القانون لابن سينا. وكتاب العشر مقالات لحنين بن اسحق وكتاب تذكرة الكحالية وغير ذلك.

ولما تهيأ لي اني انجزت مهمتي ولم يبق لي ما اضيفه الى الكتاب ، استنسخته للمرة الاخيرة. وكان ذلك في اواخر عام ١٩٧٧. ومع ذلك فقد كنت على ثقة ـ في قرارة نفسي ـ بان النسخة هذه تحتاج الى زيادة في الجهد. لذلك عرضتها على الاخ الدكتور عبد الرزاق ليراجعها ويبدي رأيه فيها. وبعد ايام اعادها لي مقترحا علي ان اعرضها على طبيب عيون ليبدي رأيه فيها هو ايضا ، فيكون عملي بذلك اقرب الى الكمال. فوافقته على اقتراحه الصائب. ورأيت ان اعرضها على طبيب العيون الدكتور مصطفى شريف العاني. لا سيما وان له اطلاعا وكتابين في حقل الطب العربي وتأريخه. وهكذا كان ، فقصدته وعرضت عليه المخطوط وبعد ان تفحصه وقلب أوراقه واطلع على مواضيعه ، رحب به واطرى عملي وابدى استعداده لمراجعته. ولكنه اقترح ان نقرأ المخطوط سوية وان يتوسع هو في التعليق ان وجد ضرورة لذلك. فلم اجد بأسا. وبعد عمل استمر عدة جلسات ، رجوته أن يكون شريكي في التحقيق والتعليق وان نكتب على الغلاف (تحقيق وتعليق فلان وفلان). فوافق لان الغاية هي اخراج الكتاب الى الوجود واحياؤه. وذلك ما قصدناه.

وبعد ان انتهينا معا من مراجعة الكتاب ، وضبط كلماته بقدر المستطاع تلك التي لم تضبط قبلا ، قررنا طبعه. فعرضته على وزارة الثقافة والاعلام باعتبار ان الكتاب من التراث العربي القديم ، وان


الوزارة هي الجهة المعنية برعاية التراث. وقد وافقت الوزارة على طبع الكتاب. ولكن السيد الوزير رأى بان من الضروري استكمال البحث والتفتيش عن نسخة ثانية من المخطوط في بلاد المغرب واسبانيا بعد ان علم بأني لم اتصل بمكتبات هذين البلدين من قبل ، وباعتبار ان المؤلف هو اندلسي الاصل وقد عاش في بلاد المغرب فترة من الزمن. فزرت جميع المكتبات المهمة فيها وخاصة مكتبة مراكش والخزانة الملكية في الرباط ومكتبة جامع القرويين في فاس ومكتبة الاسكوريال في مدريد ومكتبة جامعة غرناطة وغيرها. ولما يئست تماما من العثور على نسخة ثانية ، عدت الى بغداد وانا على يقين ومتأكد تمام التأكد بان نسخة المخطوط الذي حققناه هي النسخة اليتيمة الوحيدة في العالم. ولا بد ان تكون بخط المؤلف نفسه.

الدكتور حازم البكري


صورة الصفحة الثانية من المخطوط



بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

تقدمة المحققين

تفضل المجمع العلمي العراقي فسمح لنا بتحقيق هذه النسخة الوحيدة الفريدة والمهداة اليه من المغفور له العلامة حسن حسني عبد الوهاب الصمادحي سنة ٩٦٢ م وبعد ان بذلنا جهدا جهيدا ، تأكد لنا عدم وجود نسخة ثانية لها بين المخطوطات والمطبوعات العربية والعالمية لمقابلتها معها. وقد اخذنا على عاتقنا القيام بتحقيقها والتعليق على بعض ما جاء فيها ـ جهد طاقتنا ـ معتمدين في ذلك على ما لدينا من مخطوطات ومطبوعات في الموضوع نفسه من قبل مؤلفين سبقوا عصر المؤلف حيث كانت كتبهم من المصادر التي اعتمد هو عليها حسبما جاء في مقدمة الكتاب.

وكتابنا هذا سماه مصنفه « نهاية الافكار ونزهة الابصار ».

ومصنفه هو عبد اللّه بن قاسم الحريري البغدادي. وقد عزاه الى خزانة السلطان السلجوقي شاه ارمن. والنسخة الفريدة التي بين ايدينا هي النسخة الاصلية التي كتبها المصنف بيده وبخط النسخ.

وبالرغم من جمال الخط ووضوحه ـ بالنسبة الى غيره ـ فان هناك كثيرا من الفروق في رسم بعض الكلمات المتشابهة. كما ان هناك مزجا لبعض الحروف بالبعض الاخر ، واختفاء كلمات قلائل من بعض السطور ، وعدم اهتمام بتنقيط الحروف ، مما جعل قراءة المخطوطة في بعض الاحيان عسيرا واشبه ما يكون بعملية فك الطلاسم والرموز. كل ذلك أهاب بنا الى الرجوع الى كثير من المصادر المطبوعة او المخطوطة


في موضوع الكتاب وخاصة فيما يتعلق بالمصطلحات العلمية وتصحيح الاغلاط اللغوية والنحوية.

ومن اشهر المصادر التي اعتمدنا في تحقيق هذه النسخة هي : كتاب العشر مقالات في العين المنسوب لحنين بن اسحق (١٩٤ ـ ٢٦٤ ه‍) وقد اشرنا بتعليقاتنا عنه بكلمة (مقالات) (ص ...) اي راجع كتاب العشر مقالات المطبوع في المطبعة الاميرية بالقاهرة ، واقرأ فيه في الصفحة كذا. وكتاب القانون في الطب للشيخ الرئيس ابي علي بن سينا ، وقد رمزنا اليه بكلمة (القانون). وكتاب الحاوى الكبير في الطب لابي بكر محمد بن الرازي ، وقد رمزنا اليه بكلمة (الحاوي).

وكتاب تذكرة الكحالين لعلي بن عيسى. وكتاب كامل الصناعة وكتاب الحسن بن الهيثم. ثم الجزء الثاني من مخطوطة كتاب طب العيون عند العرب للدكتور مصطفى شريف العاني. وغير ذلك من الكتب العربية والاجنبية التي سنشير اليها في الهوامش عند تعليقاتنا على ما جاء في تضاعيف الكتاب.

الكتاب المخطوط

عند تناولنا النسخة المخطوطة ، وجدنا بادىء بدء ان عنوان الكتاب المكتوب على وجه الورقة الاولى هو (نهاية الافكار في معالجة الابصار) في الوقت الذي جاء اسم الكتاب في مقدمة مصنفه (نهاية الافكار ونزهة الابصار). ثم وجدنا اسفل العنوان سطرين مكتوب فيهما (تأليف الكحال عبد اللّه بن قاسم الحريري البغدادي. كتبه سنة ٦٢٤ ه‍ (١٢٢٧ م). قدمه للسلطان السلجوقي شاه ارمن. والنسخة


بيد مؤلفها) كل ذلك مكتوب بخط جميل وحديث. كما جاء في الصفحة نفسها ـ بعد خاتم المجمع العلمي العراقي ـ (هدية التقدير والاكبار الى المجمع العلمي العراقي نفع اللّه العروبة به. من حسن حسني عبد الوهاب الصمادحي. تونس سلخ جمادي الثاني ١٣٨٢ نفمبر ١٩٦٢).

وقد وجدنا ان الصفحة الاولى من المخطوطة مفقودة حيث يبدأ الكتاب من الصفحة الثانية واولها (في الدنيا وقد جعلها المنجمون كالنيرين ، الشمس اليمنى والقمر اليسرى ...)

ولقد تجشم الزميل الدكتور حازم البكري الذى ابتدأ في التحقيق اولا عناء شاقا في قراءة المخطوطة ونسخها عن الاصل بخط يده محافظا على امانة النقل. وقد تفضل المجمع العلمي العراقي مشكورا فاهدانا نسخة مصورة عن النسخة الاصلية ليسهل علينا امر التحقيق.

وها نحن نقوم بالتحقيق مستهدفين ضبط ما جاء في الكتاب ، شارحين ما غمض من معانيه معلقين على ما وجدناه يستأهل التعليق.

هذا ومن اللّه التوفيق.

الدكتور الكحال

مصطفى شريف العاني

M. D. Do.

الدكتور حازم البكري

دكتوراه في طب وجراحة الاسنان

D. D. S.



بدء الكتاب

.. في الدنيا ، وقد جعلهما المنجمون كالنيرين : الشمس لليمنى والقمر لليسرى ، ومنها يستدل على كثير من احوال بدن الانسان في الصحة والمرض (١) ، ومن اخلاقه في الفراسة. وموقع العين من النفس موقع بالغ جدا ، بخلاف غيرها (٢) من الاعضاء فانها تكسب نفس الناظر وصولا الى نفس المنظور اليه ومخالطة له وامتزاجا به ، حتى انه يطلع بها على السراير ، وتشرف على ما في الضماير وقد يستغنى بها عن كثير من الكلام بالايماء. وهذا مما لا يحتاج الى دليل لكثرة استعماله وشهرته. وقد نظمه الناس في اشعارهم وضربوه في امثالهم. والمحبة والشنآن يدركان بها. واي عضو بولغ في مدحه وكان كذلك من اعضاء الرأس وغيره مع قبح العين لا يكون ذلك الشخص من حيث صورته محبوبا ، بل ربما نفرق عنه النفوس الابية. اللهم الا ان يكون المثال (٣) اعمى او ذا شبق تغلب عليه الشهوة البهيمية فمال الى جهة اخرى تنتهي اليها ارادته وتسمو اليها همته الى غير ذلك مما لو اطلق فيه عنان الخطاب لادى الى الاسهاب واطالة الكتاب. فلذلك جمعت

_________________

١) وهذا ما هو معروف الآن. اذ أصبح بامكان الطب تشخيص كثير من الامراض الباطنية باستدلال من العين من جملتها الداء السكري والزلال والسل وامراض بعض الغدد الصم وفقر الدم وكثير من الامراض الوبائية وأمراض المجاري البولية. وذلك بعد فحص قعر العين بمنظار العين أو فحص القزحية بالمنظار الشقي Slit Lamp أو فحص ملتحمة الاجفان (أنظر أمراض العيون لماي فاي. طبعة باريس ماسون ١٩٥٦). وهذه هي الصفحة الثانية من المخطوط حيث ان الاولى مفقوده منه كما مر هنا

٢) في الاصل : بخلاف غيره.

٣) في الاصل : (المثل). وقد جاءت الكلمة غير واضحة.


هذا المجموع في الكحل (٤). وكان حصل لي شمة (٥) من علم الطب مما حصل لي بالارث عن الاب والجد وما امكنني بالتحصيل والجد ، وما ثبت (٦) لي من التجارب المنقولة عن الشيوخ الماهرين والعمل بين ايديهم ، وعلى الانفراد في اطراف البلاد ، فأحببت ان انتخب من كتب الفضلاء المتقدمين كتابا في الكحل ـ وان كان اول مراتب العلاج في الطب ـ اوضح فيه ما لعله يشكل في غيره من الكتب في هذا الفن. ارجو بذلك ثمرة دعاء مستجاب ، وثناء مستطاب ، وقد عزوته الى خزانة مولانا السلطان العالم العادل ، المؤيد المظفر المنصور الملك الاشرف مظفر الدنيا والدين ، غياث الاسلام والمسلمين ، قامع الكفرة والمشركين ، شاه ارمن (٧) ابي الفتح موسى بن الملك العادل ابي

_________________

٤) الكحل : بالضم فسكون هو الاثمد. أو هو كل ما يوضع في العين ويستشفى به. والكحل (بفتحتين) : ان يعلو منابت الاشفار سواد خلقة. وعين كحلاء أي شديدة السواد. ومنه سمي طبيب العيون كحالا.

٥) هكذا في الاصل. ولعل الكلمة هي (شيمة) والشيمة هي الطبيعة. وتشيم اباه أي اشبهه (القاموس) وهذا ما يقصد به المؤلف.

٦) في الاصل : وما نبت.

٧) الملك الاشرف : ٥٧٨ ـ ٦٣٥ ه‍ ، ١١٨٢ ـ ١٢٣٧ م موسى (الاشرف) بن محمد العادل بن ابي بكر محمد بن ايوب ، مظفر الدين أبو الفتح. من ملوك الدولة الايوبية في مصر والشام. كان اول ما ملكه مدينة الرها ، سيره اليها والده من مصر سنة ٥٩٨ ه‍. ثم اضيفت اليه حران. وملك نصيبين الشرق سنة ٦٠٦. واخذ سنجار والخابور سنة ٦٠٧. واتسع ملكه بعد موت اخيه الملك الاوحد ايوب. فاستولى على خلاطه وميافارقين وما حولهما سنة ٦٠٩. وجعل اقامته بالرقة. وجرت له مع ملك الروم ، ومع ابن عم الملك الافضل صاحب سميساط وقائع. ثم نزل للكامل عن بعض مملكته وأخذ منه دمشق سنة ٦٢٦ وسكنها. مولده بالقاهرة ، وقد قيل بقلعة الكرك. ووفاته بدمشق. كان شجاعا حازما كريما موفقا في حروبه وسياسته. من آثاره دار الحديث (الاشرفية) بسفح قاسيون. وقد جاء أيضا في كتاب طبقات الاطباء لابن أبي اصيبعة عن شاه أرمن ما يلي : من سلاطين السلاجقة. كان مقره في خلاط (ككتاب)


بكر (٨) ... أمير المؤمنين اعز اللّه انصاره وضاعف اقتداره ، وقد سميته نهاية الافكار ونزهة الابصار ، واعوذ باللّه من الزلل ، واسأله (٩) التسديد في القول والعمل. ولو لم يكن في جمعه فائدة الا كونه مقويا ومعينا لهذا العضو الشريف الذي به يشاهد الانسان هذا الملك الجليل الذي مّن اللّه به على عباده ومكنه في اكثر بلاده لكان كافيا في شرف هذا العلم ، وفضيلته وعلو شأنه وسمو منزلته. وقد عرضت عرضي فيه للتمزيق ، فمن رأى خللا فليسده. وباللّه التوفيق.

وقد جعلته مرتبا على مقدمة واربعة اجزاء (١٠). فاما المقدمة : فهي فصل واحد في نعت الكحال وما يجب عليه. ثم قسمت الاجزاء على هذه القسمة ليسهل تناولها.

الجزء الاول (١١) : في امور يتعرف منها احوال العين وشرفها وفعلها

_________________

٧) من مدن اذربيجان بأرمينية. وكان يكرم الاطباء. وقد طبّبه مهذب الدين علي بن احمد بن هبل المتوفى سنة ٦٢٦ ه‍ ـ (انظر طبقات الاطباء لابن ابي اصيبعة ج ، ص ٣٠٥) وكان على عهد الخليفة الناصر لدين اللّه المتوفى سنة ٦٢٢ ه‍ والمستنصر باللّه المتوفى سنة ٦٤٠ ه‍ ـ مختصر التاريخ للكازروني ـ هذا بالنسبة لتاريخ وفاة الخليفتين وللحكم السلجوقي. (تاريخ الصالحية ١ : ٩٥ وفيات الاعيان ٢ : ١٣٨ ، ذيل ـ ـ الروضتين ١٦٥ ، السلوك للمقريزي ١ : ٢٥٦ ، الشرفنامه : ٩٧ ، الحوادث الجامعة ١٠٥ ، الدارس ٢ : ٢٩٢ ، دائرة المعارف الاسلامية ٢ : ٢١٣ مرآة الزمان ٨ : ٧١١ ، النجوم الزاهرة ٦ : ٣٠٠.

٨) الكلمة مطموسة غير ظاهرة للعيان. ولعلها في نعت السلطان شاه ارمن.

٩) في الاصل : واسله.

١٠) لقد جاء التبويب صحيحا والتقسيم منتظما. حيث ان المؤلف قد خالف من سبقه في تسمية المقالات اجزاء (انظر المقالات العشر. وتذكرة الكحالين) ما عدا الرازي حيث سماها اجزاء وابوابا (انظر الحاوي ج ٢)

١١) في الأصل : الجزء الاول.


ووضعها ومدها (١٢) وكيفية الابصار بها ووصف طبقاتها ، وكيفية تركيبها ، وامراضها الكلية ، وعلاجها الكلي ، وحفظ صحتها (١٣).

الجزء الثاني : في الادوية المفردة ، واجناسها ، وقواها ، وافعالها الخاصة بالعين.

الجزء الثالث (١٤) : في امراض العين الجزئية ، وعلاجاتها مرضا مرضا (١٥).

الجزء الرابع (١٦) : في الادوية المركبة المستعملة في امراض العين كحلا وشربا وسعوطا (١٧) وضمادا ، وغير ذلك على اختلافها وكيفية تركيبها (١٨).

فالجزء الاول (١٩) : ينقسم اربعة اقسام :

القسم الاول من الجزء الاول (٢٠) : في تركيب العين واجزائها (٢١) وكونها شريفة وكيف يكون بها الابصار.

القسم الثاني من الجزء الاول : في اختلاف امزجة العين والوانها في الناس على اختلافهم (٢٢).

_________________

١٢) في الأصل : ومداها.

١٣) في الأصل : وتحفظ صحتها.

١٤) في الاصل : الجر الثالث.

١٥) في الأصل : فى امراض العر الجريبه وعلاجاتها مرض مرض.

١٦) في الأصل : الجز الرابع.

١٧) السعوط : دواء يؤخذ عن طريق الأنف ويكون عادة بشكل مسحوق ناعم كالدقيق.

١٨) في الأصل : وكيفية تركها.

١٩) في الأصل : الجرو الأول.

٢٠) في الأصل : الجزو الأول.

٢١) في الأصل : في ترلب الغر واجزايها وكونها شريفد وليف بلون بها الابصار.

٢٢) في الاصل : في الياس على احلافهم.


القسم الثالث من الجزء الاول : في معرفة امراض العين الكلية واسبابها ، وعلاماتها وعلاجاتها العامة الكلية.

القسم الرابع من الجزء الاول : في حفظ صحة العين.

الجزء الثاني : في الادوية المفردة واجناسها. وهي تنقسم (٢٣) قسمين :

القسم الاول من الجزء (٢٤) الثاني : في قوانين يتعرف منها قوى الادوية وذكر اجناسها.

القسم الثاني من الجزء (٢٥) الثاني : في انواعها وافعالها الخاصة بالعين على حروف المعجم.

الجزء (٢٦) الثالث : في امراض العين الجزئية (٢٧) وعلاجها ، وهو سبعة اقسام :

القسم الاول من الجزء الثالث (٢٨) : في امراض الملتحم وكميتها ، واسبابها ، وعلاماتها ، ومداواتها.

القسم الثاني من الجزء الثالث (٢٩) : في امراض الاجفان واسبابها وعلاماتها ، ومداواتها. واولا في عددها

القسم الثالث : في امراض الموق واسبابها وعلاماتها وعلاجها.

القسم الرابع : في امراض الطبقة القرنية (٣٠) واسبابها وعلاماتها ومداواتها.

_________________

٢٣) في الأصل : وهي تنقسم.

٢٤) في الأصل : الجزو الثاني.

٢٥) في الاصل : الجزو الثاني.

٢٦) في الأصل : الجزو الثالث.

٢٧) في الأصل : في امراض العين الجريبه.

٢٨) في الأصل : الجر الثالث.

٢٩) في الأصل : الجر الثالث.

٣٠) في الأصل : الطبقة الفرّتبه.


القسم الخامس : في امراض الطبقة العنبية وعددها واسبابها وعلاماتها ومداواتها.

القسم السادس : في امراض العين الخفية عن الحس واسبابها وعلاماتها ومداواتها.

القسم السابع : في ذكر امراض ومعالجات تتعلق بالعين ليست في نفس العين كالصداع والشقيقة ومنها (٣١) ما يتعلق بالعين كالنزلات الحادة وغيرها وكيفية المعالجة في ذلك.

الجزء الرابع (٣٢) : في الادوية المركبة المستعملة في امراض العين شربا وكحلا وضمادا وغير ذلك. وهو أربعة اقسام :

القسم الاول من الجزء الرابع : في الحاجة الى الدواء المركب وكيفية التركيب.

القسم الثاني من الجزء الرابع : في الادوية المستعمله في امراض العين شربا وضمادا وغير ذلك ما عدا الاكحال.

القسم الثالث من الجزء الرابع (٣٣) : في نسخ الادوية المختصة بالعين كالاشيافات (٣٤) والاكحال وغير ذلك.

القسم الرابع من الجزء الرابع : الادوية المجرّبة في مرض

_________________

٣١) في الأصل : كالصدع والسقيقه منه وما يتعلق بالعين من ذلك كالزلات.

٣٢) في الأصل : الجرو الرابع. لقد درج المؤلف كما ـ لاحظنا سابقا ـ على كتابه كلمة (الجزء) بالواو أو بالضمة فقط مع حذف نقطة الزاي أحيانا.

٣٣) في الأصل : الجز الرابع. هنا حذف المؤلف حرف الواو من الكلمة وأحيانا كان يحذف الواو ونقطة الزاي لتصبح الكلمة (الجر).

٣٤) الاشيافات : هكذا في الأصل. والأصح ان تكون الكلمة كالشيافات. جاء في القاموس : الشياف ككتاب : ادوية العين ونحوها. وشيف الدواء جعله شيافا. جاءت الكلمة في المقالات وتذكرة الكحالين بصورة صحيحة (شياف) بينما جاءت في الحاوي ج ٢ ص ١٦٢ اشياف.


مرض من امراض العين.

فالقسم الاول من الجزء الاول (٣٥) : وهو اثنان وعشرون فصلا.

الفصل الاول من القسم الاول من الجزء الاول (٣٦) : في حد (٣٧) العين.

الفصل الثاني : في شرف العين

الفصل الثالث : في فعل العين ومنفعتها.

الفصل الرابع : في وضع العين.

الفصل الخامس : في وصف اجزاء العين التي تركبت (٣٨) فيها.

الفصل السادس : في العصب النوري والفرق بينه وبين غيره من الاعصاب.

الفصل السابع : في وصف الغشاءين (٣٩) المجللين للعصب النوري.

الفصل الثامن : في كمية الطبقات والرطوبات التي في العين واختلافهم فيها.

الفصل التاسع : في وصف الطبقة الصلبة وما طبعها ومنفعتها.

الفصل العاشر : في وصف الطبقة المشيمية وما منفعتها.

الفصل الحادي عشر : في وصف الطبقة الشبكية وما منفعتها.

الفصل الثاني عشر : في وصف الرطوبات التي تحتوي عليها هذه الطبقة كل واحدة منها على حدة ، ووضعها ، وطبعها ، ومنفعتها واولا في الجليدية.

_________________

٣٥) في الأصل : الجر الأول. ابتدأ المؤلف من هنا بتقسيم الاجزاء الى فصول.

٣٦) في الأصل : الجر الثاني.

٣٧) في الأصل : في تحد العين. ولكن الصحيح هو في حد العين كما جاء في الفصل الأول من متن الكتاب. والحد هو التعريف. فيقال حد الكلام أي تعريف الكلام.

٣٨) في الأصل : في وصف آجز اللعين التي تركت فبها.

٣٩) في وصف الغشابين المجللين للعصب. أي المغلفين له.


الفصل الثالث عشر : في وصف الرطوبة الزجاجية وما منفعتها.

الفصل الرابع عشر : في وصف الرطوبة البيضية وما منفعتها.

الفصل الخامس عشر : في وصف الرطوبة العنكبوتية (٤٠) وما منفعتها.

الفصل السادس عشر : في وصف الطبقة العنبية وما منفعتها.

الفصل السابع عشر : في وصف الطبقة القرنية وما منفعتها.

الفصل الثامن عشر : في وصف الطبقة الملتحمة وما منفعتها.

الفصل التاسع عشر : في وصف الروح الباصر.

الفصل العشرون : في كيفية الابصار.

الفصل الحادي والعشرون : في وصف الاجفان وكونها وغيرها وقاية وجنة للعين والحكمة المستفادة من خلقتها.

الفصل الثاني والعشرون : في وصف العضل التي في العين والحكمة المستفادة من خلقتها وموضع كل واحدة منها.

والقسم الثاني من الجزء الاول : في تعريف مزاجات العين والوانها وتنقسم الى فصلين الفصل الاول من القسم الثاني من الجزء الاول : في امزجة العين واختلافها.

الفصل الثاني منه : في الوان العين الطبيعية وغير الطبيعية واسباب ذلك.

والقسم الثالث من الجزء الاول : في معرفة امراض العين الكلية واسبابها وعلاماتها وهو عشرون فصلا.

الفصل الاول من القسم الثالث : في معرفة المرض والسبب والعرض.

الفصل الثاني : في امراض العين الكلية.

_________________

٤٠) العنكبوتيه تعد من الطبقات لا من الرطوبات. وسيأتي تفصيل ذلك.


الفصل الثالث : في الاسباب الفاعلة لكل واحد من الامراض العامة في العين.

الفصل الرابع : في اسباب المرض البارد في العين.

الفصل الخامس : في اسباب الرطوبة في العين.

الفصل السادس : في اسباب اليبوسة في العين.

الفصل السابع : في اسباب الوجع للعين.

الفصل الثامن : في اوصاف الاوجاع الحادثة في العين واسم كل واحد منها واسباب ذلك.

الفصل التاسع : في اسباب سكون الوجع في العين.

الفصل العاشر : في اسباب ضعف العين.

الفصل الحادي عشر : في الاعراض وهي الدلايل على احوال العين

الفصل الثاني عشر : في علامات الامتلاء.

الفصل الثالث عشر : في علامات المرضى المادي وعلامة خلط خلط اذا غلب.

الفصل الرابع عشر : في علامات احوال العين اذا شاركت غيرها من الاعضاء.

الفصل الخامس عشر : في الفرق بين الامراض الخاصة بالعين والذي (٤١) يشركه عضو اخر.

الفصل السادس عشر : في قوانين عامة في معالجات العين بكلام كلي.

الفصل السابع عشر : في المرض الذي ينبغي ان يتقدم علاجه

الفصل الثامن عشر : في اوقات الامراض وتدبيرها بمقتضى ذلك.

الفصل التاسع عشر : في اشياء يجب على الكحال ان يراعيها في مداواة العين.

_________________

٤١) ربما كانت الجملة (الذي يشركه عضو آخر) تعود الى الفرق.


الفصل العشرون (٤٢) : في كيفية الكحل بقول وجيز.

القسم الرابع من الجزء الاول : في حفظ صحة العين وهو فصل واحد واما الجزء الثاني من النهاية في الكحل فهو قسمان :

القسم الاول من الجزء الثاني : في اجناس الادوية المفردة وانواعها وافعالها الخاصة وطبقاتها.

القسم الثاني (٤٣) من الجزء الثاني : في الادوية المفردة الخاصة بالعين على حروف المعجم.

فالقسم الاول من الجزء الثاني : وهو اربعة فصول :

الفصل الاول منه في ابتداء القول في الادوية المفردة والطريق لمعرفتها (٤٤).

الفصل الثاني (٤٥) منه : في اجناس الادوية المفردة وطبقاتها.

الفصل الثالث منه : في أحكام تعرض للادوية من خارج فتغيرها.

الفصل الرابع منه (٤٦) : في اختيار الادوية وادخارها.

والقسم الثاني : في أفعال الادوية المفردة الخاصة بالعين. فصوله الحروف من الالف الى الغين (٤٧).

والجزء الثالث : في أمراض العين الجزئية ، واسبابها وأعراضها ، ومداواتها. وهو ينقسم الى سبعة اقسام :

_________________

٤٢) في الاصل : العش (هكذا).

٤٣) في الاصل : وللقسم البابى من الجزء الثاني في الادوية المعنودة الحاصه بالعين على جرف وللعجم. (هكذا).

٤٤) في الأصل : معرفتها.

٤٥) في الأصل : الفصل الثاني منه في اجناس الأدوية المعنوده. (هكذا) نلاحظ عدم التنقيط.

٤٦) في الأصل : في احتيار السرادويه (هكذا).

٤٧) جعل المؤلف فصول القسم حسب حروف الهجاء الأبجدية أي (أبجد هوز).


القسم الاول من الجزء الثالث : في امراض الملتحم. وهو ثلاثة عشر فصلا.

الفصل الاول منه : في كمية امراض الملتحم.

الفصل الثاني منه : في الرمد واقسامه.

الفصل الثالث (٤٨) : في السبل وعلاجه.

الفصل الرابع : في الظفرة وعلاجها.

الفصل الخامس : في الودقة وعلاجها.

الفصل السادس : في الدمعة وعلاجها.

الفصل السابع : في اللحم الزايد وعلاجه.

الفصل الثامن : في الطرفة وعلاجها.

الفصل التاسع : في التوثة وعلاجها.

الفصل العاشر : في الاتنفاخ وعلاجه.

الفصل الحادي عشر : في الجسا وعلاجه.

الفصل الثاني عشر : في الحكة وعلاجها.

الفصل الثالث عشر : في الدبيلة (٤٩) وعلاجها.

القسم الثاني من الجزء الثالث : في كمية امراض الجفن وهي تنقسم الى واحد وثلاثين (٥٠) فصلا.

الفصل الاول : في عدد أمراض الجفن.

الفصل الثاني : في الوردينج (٥١) وعلاجه.

الفصل الثالث : في الجرب وعلاجه.

_________________

٤٨) هناك حاشية مائلة بجانب (الفصل الثالث) وبخط يغاير خط المؤلف مكتوب فيها (ابتداء المعالجات).

٤٩) في الاصل : الى احد وثلاثون.

٥٠) في الأصل : الى احد وثلاثون.

٥١) في الأصل : الوريخ.


الفصل الرابع : في الشرناق وعلاجه.

الفصل الخامس : في غلظ الاجفان وعلاجه.

الفصل السادس : في التحجر وعلاجه.

الفصل السابع : في التوثة وعلاجها.

الفصل الثامن : في التهيج وعلاجه.

الفصل التاسع : في ثقل الاجفان وعلاجه.

الفصل العاشر : في سرعة الطرف وعلاجه.

الفصل الحادي عشر : في السلاق وعلاجه.

الفصل الثاني عشر : في الجسا وعلاجه.

الفصل الثالث عشر : في البردة وعلاجه.

الفصل الرابع عشر : في الشعيرة وعلاجها.

الفصل الخامس عشر : في الانتفاخ وعلاجه.

الفصل السادس عشر : في الالتصاق وعلاجه.

الفصل السابع عشر : في السلع وعلاجها.

الفصل الثامن عشر : في الثآليل وعلاجها (٥٢).

الفصل التاسع عشر : في الدمل وعلاجه.

الفصل العشرون : في الكمنة وعلاجها.

الفصل الحادي والعشرون : في الشري وعلاجه.

الفصل الثاني والعشرون : في السعفة وعلاجها.

الفصل الثالث والعشرون : في الشعر الزايد وعلاجه.

الفصل الرابع والعشرون : في انتشار (٥٣) الهدب وعلاجه.

الفصل الخامس والعشرون : في بياض الاشفار وعلاجه.

_________________

٥٢) في الأصل : الثايس وعلاجه (هكذا.

٥٣) في الاصل : انتشار الهلب. والصحيح في انتشار (بالثاء لا بالشين)


الفصل السادس والعشرون : في انقلاب الجفن والشعر وعلاجه.

الفصل السابع والعشرون : في القمل والقمقام والقردان وعلاجه.

الفصل الثامن والعشرون : في النملة (٥٤) وعلاجها.

الفصل التاسع والعشرون : في الشترة وعلاجها.

الفصل الثلاثون : في التأكل والقروح وعلاج ذلك.

الفصل الحادي والثلاثون : في موت الدم والخضرة في الجفن وعلاج ذلك (٥٥).

والقسم الثالث من الجزء الثالث : في أمراض الموق وهو اربعة فصول.

الفصل الاول من القسم الثالث من الجزء الثالث : في كمية (٥٦) امراض الموق.

الفصل الثاني منه : في السيلان وعلاجه.

الفصل الثالث : في الغدة وعلاجها.

الفصل الرابع : في امراض الغرب وعلاجه.

القسم الرابع : في امراض الطبقة القرنية ، وهو تسعة فصول.

الفصل الاول : في كمية امراض القرنية.

الفصل الثاني : في القروح الحادثة في القرنية.

الفصل الثالث : في السرطان وعلاجه.

_________________

٥٤) جاء في الأصل : (النميله) بالتصغير. وهي ما تدعى اليوم بالأكزيما.

٥٥) جاءت جملة (الفصل الحادي والثلاثون) في الأصل متصله مما يصعب قراءتها. ثم جاء العنوان هكذا (في معت الدم والخضره في الجفى وملعع نكد).

٥٦) في الأصل : من الجود الثالث في لمية (هكذا).


الفصل الرابع : في البثور العارضة في القرنية (٥٧) وعلاجها.

الفصل الخامس : في المدة الكامنة خلف القرنية وعلاجها.

الفصل السادس : في انخراق القرنية وعلاجها.

الفصل السابع : في الدبيلة العارضة في القرنية وعلاجها.

الفصل الثامن : في تغير لون القرنية وعلاجه.

الفصل التاسع : في الآثار والبياض في القرنية.

القسم الخامس : في امراض الطبقة العنبية. وهي خمس فصول.

الفصل الاول : في كمية امراض العنبية.

الفصل الثاني : في النتوء العارض في العنبية وعلاجها.

الفصل الثالث : في الانخراق العارض للعنبية وعلاجه.

الفصل الرابع : في الاتساع العارض لثقب العنبي وعلاجه.

الفصل الخامس : في الضيق العارض لثقب العنبي (٥٨) وعلاجه.

كلام منفصل في غؤور (٥٩) العين وجحوظها اوردناه هنا.

القسم السادس : في الامراض الخفية عن الحس. وهو واحد وعشرون (٦٠) فصلا.

الفصل الاول : في الحكم على الامراض الخفية على الحس.

الفصل الثاني : في امراض الرطوبة البيضية واسبابها.

الفصل الثالث : في امراض الرطوبة الجليدية.

الفصل الرابع : في امراض الرطوبة الزجاجية.

الفصل الخامس : في الحول واسبابه ومداواته.

_________________

٥٧) في الأصل : العارضه في القرني. وقد سبقه ابن سينا والرازي في هذه التسمية.

٥٨) في الأصل : العارض لنقب العبى (هكذا).

٥٩) جاء في الأصل : غرور العين. والغؤور هو عكس الجحوظ

٦٠) جاء في الأصل : احد وعشر فصلا (هكذا).


الفصل السادس : في امراض الطبقة العنكبوتية وعلاجها.

الفصل السابع : في امراض الطبقة الشبكية.

الفصل الثامن : في أمراض العصب النوري واسبابها وعلاماتها ومداواتها.

الفصل التاسع : في امراض الطبقة المشيمية وعلاجها.

الفصل العاشر : في امراض الطبقة الصلبة.

الفصل الحادي عشر : في امراض الروح الباصر.

الفصل الثاني عشر : في الانتشار وهو تبدد النور وعلاجه.

الفصل الثالث عشر : في العشا وهو الشبكور (٦١).

الفصل الرابع عشر : في الجهر وهو الروزكور (٦٢).

الفصل الخامس عشر : في ضعف البصر.

الفصل السادس عشر : في الخيالات.

الفصل السابع عشر : في الماء وعلاجه.

الفصل الثامن عشر : في بعض العين للشعاع (٦٣).

الفصل التاسع عشر : في القمور.

الفصل العشرون : من الامور الضارة بالبصر.

الفصل الحادي والعشرون : في امراض العضل.

القسم السابع من الجزء الثالث : في ذكر امراض ومعالجات تتعلق بالعين وهو خمسة فصول.

الفصل الاول من القسم السابع : في منع النوازل المنحدرة الى العين.

_________________

٦١) جاء في الأصل : للفصل الثالث عشر. في الغشا هو الشبكره. ويلاحظ هنا ان المؤلف لا يزال غير مهتم بتنقيط الحروف ولا برسم الكلمات.

٦٢) جاء في الأصل : في الجهور وهو الروزكور (انظر التذكرة ص ٢٩٧). وكلمتا الشبكور والروزكور فارسيتا الأصل.

٦٣) جاء في الأصل : في بعض للعين الشعاع (هكذا).


الفصل الثاني : في سل شرياني الصدغين (٦٤).

الفصل الثالث : في قوانين يجب على الطبيب الكحال ان يراعيها حتى اراد ان يتفرغ المواد.

الفصل الرابع : في منع ما يترقى من الابخرة.

الفصل الخامس : في الصداع واسبابه وعلاماته.

الجزء الرابع : في الادوية المركبة المستعملة في امراض العين شربا وكحلا وضمادا وغير ذلك كالاقرباذين (٦٥) للكتاب. وهو أربعة أقسام.

القسم الاول : في تركيب الادوية وفيه فصلان.

الفصل الاول : في الحاجة الى الدواء المركب.

الفصل الثاني : في كيفية التركيب.

والقسم الثاني من الجزء الرابع : في الادوية المستعملة في امراض العين شربا وغير ذلك مما سوى الاكحال. وهو عشرة فصول (٦٦).

الفصل الاول من القسم الثاني من الجزء الرابع : في الأيارجات والحبوب (٦٧).

الفصل الثاني : في المعاجين.

الفصل الثالث : في الاقراص.

الفصل الرابع : المطابيخ والاشربة والمياه والسلافات.

الفصل الخامس : في السفوفات وما يجري مجراها.

الفصل السادس : في الجورشنات (٦٨).

_________________

٦٤) جاء في الأصل : سل شوناي الصدعين (هكذا).

٦٥) جاء في الأصل : الانقرابادين. والاقرباذين هو دستور الأدوية. كما سنوضحه فيما بعد.

٦٦) جاء في الأصل : وهو غير فصول (هكذا).

٦٧) الايارجات جمع ايارج. وسيأتي شرحه عند الكلام عن الأدوية المفرده والمركبه.

٦٨) جاء في الأصل : الجوهر شنات. وسيأتي شرحها.


الفصل السابع : في السعوطات والنشوقات.

الفصل الثامن : في الاطلية والنطولات والابزنات (٦٩).

الفصل التاسع : في الاضمدة والمراهم.

الفصل العاشر : في الحقن والاشيافات.

القسم الثالث من الجزء الرابع : في نسخ الادوية المختصة بالعين وهو ستة فصول :

الفصل الاول : في الاشيافات.

الفصل الثاني : في البرودات.

الفصل الثالث : في الذرورات.

الفصل الرابع : في الاكحال الحادة الجلاّية.

الفصل الخامس : في القطورات والمعسّلاّت.

الفصل السادس : في الاكسيرات وما يناسبها.

القسم الرابع من الجزء الرابع : كالخاتمة للكتاب في الادوية التي تصلح لعلاج مرض العين وهو مقالتان.

المقالة الاولى : في ادوية الامراض الظاهرة للحس. وهو ستة فصول (٧٠).

الفصل الاول : في الفائدة المطلوبة من هذا القسم.

الفصل الثاني : في أدوية امراض الملتحم.

الفصل الثالث : في ادوية امراض الجفن.

الفصل الرابع : في أدوية امراض الموق.

الفصل الخامس : في أدوية امراض القرنية.

الفصل السادس : في أدوية امراض العنبية.

_________________

٦٩) جاء في الأصل : النطولات والاترياف (هكذا).

٧٠) جاء في الأصل : خمس فصول ويجب ان يقول خمسة. وهذا خطأ أيضا لانه ذكر في الفهرس ستة فصول.


المقالة الثانية : في أدوية الأمراض الخفية عن الحس وهي خمسة عشر فصلا :

الفصل الاول : في أدوية امراض الرطوبة البيضية.

الفصل الثاني : في أدوية امراض الرطوبة الجليدية.

الفصل الثالث : في أدوية امراض الرطوبة الزجاجية.

الفصل الرابع : في أدوية الحول.

الفصل الخامس : في أدوية امراض عصب النوري.

الفصل السادس : في أدوية امراض الروح الباصر.

الفصل السابع : في أدوية الانتشار.

الفصل الثامن : في أدوية الشبكور (٧١).

الفصل التاسع : في أدوية الجهر.

الفصل العاشر : في أدوية ضعف البصر.

الفصل الحادي عشر : في أدوية الخيالات وابتداء الماء.

الفصل الثاني عشر : في الأدوية التي تمنع النوازل.

الفصل الثالث عشر : في الادوية التي تمنع ترقي الابخرة.

الفصل الرابع عشر : في أدوية امراض العضل.

الفصل الخامس عشر : فيما يخص كل خلط خلط من الادوية السهلة المركبة والمفردة.

وهذا القسم وان كانت فصوله مكررة في الامراض والاقرباذين ، لكنها (٧٢) ليست على هذا الوضع. لأن المتأمل ربما طالع الفصل من أوله الى اخره ليأخذ منه مطلوبه فيشق عليه (٧٣)ذلك ، ربما كان الدواء

_________________

٧١) جاء في الأصل : الشبكره.

٧٢) جاء في الأصل : لكن ليس على هذا الوضع.

٧٣) في الأصل : فتشف ذلك.


ينفع امراضا مختلفة فيعرف هذا القسم. وعند تعداد منافعه ، ولذلك اذا اراد ان يرد ما يوافق كل مرض من الادوية من غير اطالة فليبدأ الان بالكلام من رأس ذاكرين ما رتبناه مفصلا ان شاء اللّه (٧٤).

_________________

٧٤) قصد المؤلف بهذا الاستدراك ، ما يتعلق بالقسم الرابع من الجزء الرابع وفصوله الخمسة عشر. فقد تكرر فيه ما سبق ان ذكره في فصول مارة سابقة. ولكي لا يشق على القاريء الاستدلال على الفصول التي يريدها ـ يقول المؤلف ـ فهي مكررة في اثناء البحث في الأدوية المفرده والمركبه (اي الاقرباذين) وكذلك في اثناء البحث عن الامراض. ولهذا فسيذكرها مفصلا حسبما جاءت مرتبة سابقا.

ان هذا الاستدراك أوردناه كما جاء في الاصل. وكما نلاحظ فان جمله بحد ذاتها غير مستقيمة التركيب. ولكن الذي ذكرناه هو ما اراده المؤلف وعناه حسب اعتقادنا.



كتاب نهاية الافكار ونزهة الابصار

سمّاه مصنفه في الترجمة رحمه اللّه (١)

بسم اللّه الرحمن الرحيم اعلم

ان الكحل (٢) جزء من صناعة الطب التي موضوعها بدن الانسان ، وغايتها حفظ صحة موجوده ورد صحة مفقودة ما امكن. فالكحل اذأ صناعة موضوعها العين من الانسان ، وغايتها حفظ صحة العين ما امكن الحفظ ، ورد صحة العين اذا لم تزل بالكليه. ولكل واحد من الناس قبول استعداد لفنّ هو مطبوع فيه كما قال عليه السلام (٣) « كلّ ميسر لما خلق له ». فمتى تعدّى (٤) الانسان ما هو مطبوع فيه الى ما ليس مطبوعا فيه ، إستضرّ وضرّ. اما ضرره فانه لا يواتيه كما في نفسه (٥) ولا يفعل ما يرضي (٦) غيره. واما ضرر غيره ، فظاهر ان الطبيب اذا لم يحسن ما يعانيه من صناعته ضرّ بها المريض. والعلوم والصنايع تنمو ويزيد (٧) موقعها في المطبوع فيها وتنقص بوقوعها في غير المطبوع. فلذلك ذكرت هذه المقدمة في اول الكتاب

_________________

١) العنوان هذا مكتوب بغير خط المؤلف. وبعد كلمة رحمه اللّه ، هناك في الأصل اربع كلمات غير مقروءة.

٢) يقول المؤلف : الكحل جزء من صناعة الطب. ولو قال (الكحالة جزء) لكان افضل. لان الكحل سبق ان عرفناه بأنه الأثمد أو كل ما يوضع في العين يستشفى به. وهو هنا يريد تعريف طب العيون لا الكحل.

٣) في الأصل : كما قال عليه السلم.

٤) في الأصل : جاءت كلمة تعدى بالألف الممدودة (تعدا).

٥) في الأصل : في نعه.

٦) في الأصل : ما يرصي. اي بدون نقطة الضاد المعجمه.

٧) جاء في الأصل : يمى ويزيد (هكذا).


المقدمة :

وهي فصل واحد يذكر فيه وصف الكحال وما يجب عليه ، ثم يذكر بعد ذلك حدّ العين وما بعده.

فصل في نعت الكحال وما يجب عليه : يستحب ان يكون الكحال متناسب (٨) الاعضاء ، فان ذلك يدل على اعتدال المزاج. والمعتدل المزاج قلّ ما تصدر عنه الأفاعيل غير تامة كاملة. وان يكون ذكي الحواس. فان يسيرا من ضياء (٩) الحس خير من كثير من درس الحكمة وان يكون قد اتفق زمانه في تحصيل صناعته ، وخدم المشايخ ، وعمل بين ايديهم (١٠). فان هذه الصناعة تحتاج الى مباشرة وتطبيق (١١) على قانون طبي. وينبغي ان تطاوعه يده على الحذق في الاعمال الدقيقة كلقط السبل ، وكشط الظفرة ، وقدح الماء ، والتشمير (١٢) ، الى غير مما يقع فيه الخطأ بسبب عدم الحذق والخوف. لذلك ينبغي ان يكون ثبت الجنان مشفقا ، ولا تكون شفقته لضعف قلبه ، ولا يؤلم مريضا بما فيه صلاحه ، بل ينبغي له ان يجتهد في حفظ الصحه وردّها بالطف طريق يمكنه. ويستحب ان يطيّب معانيه (١٣) وان لا يلبس وقت المعالجة ثوبا ابيض (١٤) ، لأنه يفرّق البصر ، وليكن قريبا الى السواد يجمع

_________________

٨) في الأصل : فساسب.

٩) ضيا الحس. اي بدون همزة.

١٠) جاء في الأصل : من أيديهم.

١١) جاء في الأصل : وبطش علي قانق طبي (هكذا).

١٢) يريد بالسبل (بفتحتين) ما يدعى بالفرنجية) Pannus (وهو من اختلاطات الرمد الحبيبي (الجرب). وقدح الماء يريد به عملية الساد (الماء الابيض) والفرنجية) Cataract (. والتشمير هي عملية هبوط الجفن) Ptose (Paupier

١٣) يطيب معانيه ، اى يشد عزيمته.

١٤) في الاصل : ثوبا ابيضا.


البصر (١٥) ، وان تكون عينه سليمة من الأمراض (١٦) الظاهرة والباطنة اما الباطنة : فانه يحتاج الى تحديق بالغ في امراض تقرب ان تخفى على الحس بمنزلة ابتداء الماء والبخار ليفرق بينهما (١٧) والاتساع والضيق العارضين لثقب العنبي ، وانواع المياه لئلا (١٨) يقع العلاج على خلاف ما يجب. وتكون. وتكون عينه سليمه من الامراض الظاهرة (١٩) للحس لئلا يوجّه عليه الطعن لعجزه عن علاج نفسه. وتكون النفوس مطمئنة اليه واثقة اليه (٢٠). فقد حكي (٢١) ان الشافعي رضي اللّه عنه رمدت عينه فأتى بكحال أعمش ، فنظر اليه وقال :

جاء الطبيب يجسّني فجسسته

فاذا الطبيب لما أجّس محال

وغدا يعالجني بفضل عمائه (٢٢)

ومن العجايب اعمش كحّال

وان يكون مطراقا لا مطرافا (محدقا) (٢٣). لا يستنكف من مداواة

_________________

١٥) من الافضل ان تضاف كلمة (لانه) بعد السواد لتصبح الجملة (ليكن قريبا الى السواد لانه يجمع البصر).

١٦) في الاصل : من الامراض الطاهره. بدون تنقيط الكلمات جريا على ما درج عليه المؤلف في كتابته.

١٧) جاءت الجمله في الاصل بالشكل التالي : فانه نحتاج الى بحدتو بانع في أمراض بغزب ان يخفى على الحين بمزله ابتداء الماء والنجاد ليعزف منها. (هكذا فتأمل).!

١٨) في الاصل ليلا. وقد درج المؤلف على كتابة الكلمه (لئلا) بالشكل السابق في الصفحات التالية.

١٩) الامراض الطاهرة (بدون تنقيط أيضا).

٢٠) في الاصل (مطمئنة به وافقه اليه) هكذا.

٢١) فقد حلى.

٢٢) بفضل عمآيه.

٢٣) في الأصل : كلمة (محدقا) مكتوبة في الحاشية بغير خط المؤلف. وحدق اليه أي شدد النظر.


من كثرت في عينه الامراض والاوساخ والارماص (٢٤) والقروح والدموع استقذارا منه وأنفة ، وأن ينوي الخير للناس كافة ، ولا يقصد أذى (٢٥) احد من المخلوقين بصناعته. ويرفق بالضعيفين (٢٦) والمساكين. وان امكنه

وان يكون مطراقا لا مطرافا (محدّقا) (٢٧). لا يستنكف من مداواة ويصير معتقدا فيه. وبالجملة فكل خلة (٢٨) جميلة اذا تخلق بها الانسان في اي صنعة واي علم لم تكن لها بهجة كما لو (٢٩) فعلها الطبيب لكثرة اعتباره عند الناس بسبب الحاجة الماسة اليه (٣٠).

الفصل الاول من القسم الاول

من الجزء الأول من النهاية في الكحل

في حدّ العين

نبدأ بحد العين حيث كانت موضوع الكحل ، لأن الحكم على الشيء فرع على معرفته (٣١) ، فنقول : ان العين عضو آلي مدرك للألوان

_________________

٢٤) الارماص : يريد بها القذى والصديد الحاصل نتيجة لالتهابات العين.

٢٥) في الأصل : (أذا) بالألف الممدودة.

٢٦) في الأصل : بالضعيفي.

٢٧) هكذا وردت الجملة في الأصل. ولعله يقصد بأن من الأفضل أن تكون معالجته للمرضى مجانية.

٢٨) حله حميله.

٢٩) في الأصل كمل فعلها الطبيب.

٣٠) لقد ورد مثل هذا الكلام في مقدمة كتاب جراحة العين لمؤلفه الاستاذ الدكتور ستللارد Stellard. وهو من اشهر جراحي العين المعاصرين (الطبعة الثالثة ١٩٥٨) حيث قال : ينبغي أن يتحلى جراح العين بالهدوء والصبر والذكاء والعلم الغزير مع سرعة البديهية وخفة اليدين. وأن يتمتع بصحة تامة وحدة البصر وقوة الذاكرة واللطف والمشاركة الوجدانية للاخرين ... الخ.

٣١) هكذا جاء في الأصل. ولعله يريد ان الحكم على الشيء يتطلب معرفته.


يقي (٣٢) البدن من الأفات الوارده عليه من خارج. فمعنى قولنا عضو اي جزء من البدن منحاز بتحيّز (٣٣) خاص. ومعنى قولنا آلي. نعني به العضو الذي لا يطلق (٣٤) على الجزء منه اسم الكل ولا حدّه. فان جزء العين لا يقال له عين. وقولنا مدرك نعني به انه يصل اليه بواسطة العصب من القوى النفسانية ما يكون حساسا به. وخصصنا الادراك باللون لأن حاسة البصر دون سائر الحواس تدرك اللون المخالف للهواء المستتر بضوء الشمس (٣٥) وقولنا يقي البدن (٣٦) من الآفات فصل عانى (٣٧) له الا انها لا تدرك ما كان مستورا محجوبا (٣٨) فلذلك قلنا من خارج

الفصل الثاني

في شرف العين وكونها موقية

العين عضو شريف ، والدليل على شرفه ان الرأس لم يخلق الا لحسن حاله. قال جالينوس : ان الرأس لم يخلق لأجل السمع ، ولا لأجل الشم ، ولا لأجل الذوق (٣٩). فان هذه القوى توجد في الحيوان العديم الرأس (٤٠) ، لكن الغرض منه حسن حال العين

_________________

٣٢) في الأصل : يوقي البلز.

٣٣) في الأصل : بنحاد بتجبز.

٣٤) لا ينطلق على الجزو.

٣٥) بضو الشمس. (في الاصل)

٣٦) في الأصل : يوقى البلر. ويلاحظ بأن المؤلف كرر كتابة الجملة بنفس الخطأ الذي كتب بها نفس الجملة قبل بضعة اسطر.

٣٧) هكذا وردت الجملة في الأصل. ولعله يريد (فعل علني) أي غير مستور أو لعله فصل ثان.

٣٨) جاء في الأصل منسوبا مجحوبا ملدكد (هكذا).

٣٩) ان جملة (لأجل الذوق) جاءت في الحاشية بخط يغاير خط المؤلف وبحبر يختلف عن الحبر الذي كتب فيه الكتاب. كما ان كلمة الذوق جاءت بالزاي (الزوق).

٤٠) جاء في الاصل : العديم الرأس. والاصح أن يقال : عديم الرأي


في تصرفها الذي خلقت لأجله. وليكون للعين مطلّعا على الأعضاء كلها في الجهات جميعها ما امكنها. فان قياس العين الى البدن قريب من قياس الطليعة على العسكر. واليق المواضع للطلائع أو أصلحها ، المواضع المشرفة ، لكن ليس لكل عين بل للحيوان اللين العين الذي تحتاج عينه الى فضل حرز ووثاقة ، وهي اشرف ألات الحس. وادراكها ابعد مسافة في وكفى العين شرفا ان الرأس مع ما يحوي من الأعضاء النفسية كالدماغ وغيره خلق لحسن حالها

الفصل الثالث منه

في فعل العين ومنفعتها

العين آلة لادراك المبصرات ، وهي الألوان والاشكال والاوضاع والمقادير والحركات والسكنات. ومنفعتها انها تنذر بالمؤذي فيجتنب وتدل على النافع فيجتلب ، وترشد الانسان حيث اتجه نحو مقاصده واغراضه. واينما سار وربما رأت ما يصلح مزاج بعض الناس اذا سرّ برؤيته الى غير ذلك من افعالها

الفصل الرابع منه

في وضع العين وكونها في اعلى البدن (٤١)

ليس بنا حاجة (٤٢) ان نذكر وضع عين ما عدا الانسان واختلافه لئلا يطول الكتاب بل نذكر هذا الوضع المخصوص باعيننا فنقول : لما كانت العين شريفة موقية (٤٣) جعلها الله تعالى في الرأس لعلوه

_________________

٤١) في الأصل : في اعلا البدن. وقد جاءت كلمة البدن متشابكة الحروف مما جعلها تقرأ (البلز) وهكذا ما درج عليه وكرر كتابة الكلمة في كل الصفحات.

٤٢) جاءت الجملة في الأصل بهذا الشكل : لينن ساجاجه ان ندلر وضع حيز ما عدا.

٤٣) هكذا جاءت الكلمة في الأصل. وكان من الأفضل ان يقول موقاة.


كالديدبان ، فكلما كان أعلا كان ادراكه اكثر وابعد مسافة. فان الخط البصري المار على استقامة كلما خرج من موضع اعلاه وقع من حدبة الأرض على موضع أبعد. وايضا فان الشعبة الواردة اليها من الدماغ لدنة كما سنبين لا يمكن ان تمر مسافة طويلة لئلا تقل لدونتها فلا يمكن انعطافها ، وجعل وضع العين من قدام لأجل التناسب من جهة ان اليدين والرجلين وسائر البدن اكثرها من قدام (٤٤).

ولما كان الحس بالعين اكثر ، ومحسوسها وادراكها (٤٥) المبصرات من خارج ، وهي لدنة صافية فصارت بمعرض من الآفات لظهورها. فوجب ان تصان وتوقى ما امكن ، فجعلت في جوبة (٤٦) من العظم وجعل حواليها عظام صلبة وغطيت بالاجفان ، اصينت بالاهداب. وجعلتا اثنتين بحيث لو فقدت واحدة بقيت الأخرى فتقوم مقامها (٤٧) فلا يفقد البصر ويكون اقوى في جهات اكثر. وجعلت الشعبتان الواردتان من الدماغ الحاملتان للروح الباصر والقوّة الباصرة مجوّفتين تخرجان من الدماغ على اقل من زاويتين قائمتين ملتقيتين من داخل القحف التقاء يفضي تجويف كل واحدة منها الى الأخرى ، وتتصلان ، ثم تنعطف الشعبة اليمنى الى الجهة اليمنى وتتصل بالعين اليمنى وتنعطف الشعبة اليسرى الى الجهة اليسرى وتتصل بالعين اليسرى. فاما تجويف الشعبتين فلينفذ (٤٨) فيه الروح الباصر كثيرا من غير تقطع ولا تعثر. واما كونه

_________________

٤٤) جاء في الأصل : من جهة ان اليليز والدجلين وسايل البلز التره من قدام.

٤٥) في الاصل : ولما كانت الحاسة بالعين أكثر ومحسوبها وادرالها.

٤٦) الجوبة : جاء في المعجم الوسيط (هي الحفرة المستديرة الواسعة). وهو يقصد بها هنا مقر كرة العين. وتدعى لغويا (الوقب).

٤٧) في الأصل : فتقوم مدامها.

٤٨) في الأصل : فاما تخويف الشعيت فليعذ منه.


مفضيا تجوف احدهما الى الاخرى ، فلترجع الروح الباصر والقوة الباصرة من احدى العينين اذا فسدت او غمضت (٤٩) وتميلا باجمعها الى العين الصحيحة أو المفتوحة فتقوم احداهما عند ذلك في قوة الابصار مقام العينين معا وتصير تبصر في جهات اكثر مما كانت تبصر (٥٠) وان لم تبصر في جميع الجهات التي تبصرها العينان معافا ما كونها عاطفة على كل واحدة من الشعبتين الى العين نشأت هي من الدماغ لامالة احدهما فوق الاخرى مقاطعة اياها. فان هذا الوضع وان كان يمكن ان يجعل منه انفتاح احد التجويفين الى الاخر ، فان احدى الشعبتين تصير فوق الاخرى (٥١) فأمّا ان لا تنتهي احدهما على استقامة الى العين فيكون ابصار العين التي مرور شعبتها غير مستقيم أنقص ، واما ان ينتهي الى العين على استقامة فلم يكن وضع العين على سطح واحد مستقيما وسنوضح هذا فيما بعد فابصرت كل واحدة منهما على حالها (٥٢) وكان يرى صاحبها شيئا واحدا بشيئين كما يكون عند ما ترفع او تحط احد العينين إما بسبب او بقصد من صاحبها كما في الحول. وسنستقصي بيان هذا عند ذكرنا العصب النوراني. ثم وان كانت العين امام البدن لأن اعضاء الحركه وانبعاث القوة للحركة وتوجه البدن جملة نحو

_________________

٤٩) في الأصل : من احدى العين اذا فسلت او عمصت.

٥٠) يريد بذلك ان الساحة البصرية للعين الواحدة المفتوحة تكون اوسع مما لو فتحت العينان معا. وهذا هو غير الواقع حديثا.

٥١) هنا لا يزال يتكلم عن العصبتين المجوفتين قبل وصولهما الى المقلة. أي يتكلم عن منشأ كل عصبة من العصبتين وكيفية اتصالهما داخل الدماغ وانفتاح تجويف احدى العصبتين على الاخر ثم انعطاف كل عصبة الى عين بعد خروجهما من الجمجمة الى كرة العين.

٥٢) ذلك لان مرور الروح الباصر يكون متباينا في كل عصبة مجوفة من العصبتين اذا ما اختلفت استقامتهما ، وهذا ما يشاهد أيضا في تضاعف الرؤية عند حدوث بعض انواع الحول.

وقد وردت جملة على حالها في الأصل (على حيالها).


التصرف والبطش والعمل الى جهة امام. فان الابصار الى الجوانب والى فوق والى اسفل والى خلف مما لا يستغني عنه في كثير من الاحوال. فجعلت العين كريّة الشكل ليكون الجزء الظاهر من ثقب العنبي مقابلا لأكثر من جهة واحدة ، لا من اجل حدبتها ليس انما يقابل ما هو على حقيقة محاذاتها فقط ، بل وما عن الجهات الأخر ايضا الى حد ، ثم لم تجعل شديدة الاستدارة لتقابل من المرئي اكثر مما يلقى المستدير. بل جعلت مائلة الى التفرطح. ثم جعلت العين متحركة في الجوبة الى جميع الجهات لتقابل بحركتها ما يفوت من حدبة ثقب العنبى مقابلته. ثم جعل جملة الرأس مركبا على العنق ليمكنه التحرك كثيرا ولجهات (مختلفة) (٥٣) ليقابل ما يفوت العين مقابلته فيتم مقابلة جميع الجهات مع وضعها امام. وحتى اذا جمعت بين هذه المقابلات نحو جهة واحدة بلغت اقصاها. واذا جعلت بعضها الى جهة وبعضها الى جهة اخرى أبصرت فيما بين ذلك. فتدرك اكثر اقطار البدن وتطلع عليه

الفصل الخامس منه

في وصف اجزاء العين التي تركبت منها

اعلم ان العين مركبة من اعصاب واغشية ورطوبات وعضل وصفاقات وعروق (٥٤) فلنذكر كيفية تركيبها جزءا جزءا من اجزائها (٥٥) بحسب الطاقه

_________________

٥٣) ان جملة (على العنق ليمكنه التحرك كثيرا) جاءت في الأصل في حاشية الصفحة بخط هو غير خط المؤلف. وجاءت كلمة (مختلفة) معترضة غير ذي معنى.

٥٤) وردت نفس الجملة في كتاب تذكرة الكحالين ، ولكن بخلاف بسيط وهو ان مؤلفنا قد ذكر كلمة صفاقات بدلا عن كلمة طبقات التي التي ذكرها علي بن عيسى في تذكرته.

٥٥) جاء في الأصل : فلنذكر كيفية تركيبها جزا جزا من اجزابها بحسب الطاقه.


الفصل السادس

في العصب النوري والفرق بينه وبين غيره

العصب النوري (٥٦) مبدأ للعين ومنفذ الروح الباصر ومنشأة ومنشأ (٥٧) الاعصاب من الدماغ واما الاعصاب النابتة من النخاع فهي ايضا من الدماغ. الا ان الدماغ يرسل جزءا منه في الفقرات فيسمى (٥٨) نخاعا ، تنبت منه اعصاب (٥٩). وذلك كله ليس هذا موضع بيانه.

فاول ما تنشأ ، لدنة ، ثم تصلب كلما امتدت وبعدت مسافتها. والزوج الأول (٦٠) من أجزاء العصب الذي منشؤه من الدماغ من جانبي آخر

_________________

٥٦) يريد بالعصب النوري ما ندعوه حديثا بالعصب للبصري Nerf Optique والذي به تتم الرؤية حيث منشؤه منطقة قشر فص الدماغ القفوي. ويعتبر بروزا اماميا لانسجة الدماغ. ويغلفه ثلاثة اغلفة (الأم الصلبة والأم الجافية ثم الأم الحنون) وهذه هي اغلفة الدماغ التي كانت تدعى لدى الكحالين القدماء بالمننجس حيث يذكرون منها اثنين : المننجس الغليظ وهو الذي يلاصق القحف من الداخل والمننجس الرقيق وهو الذي يلامس العصبة المجوفة والدماغ (وهو ما عليه الرأي المعاصر). نقول : ويقدر طول العصب البصري بخمسة سنتيمترات ويقسم الى ثلاثة اقسام اولا : القسم الذي يقع في التجويف ويقدر طوله بنحو سنتمترا واحدا. ثانيا : القسم الذي يقع في قناة العصب البصري وطوله سنتمتر واحد أيضا. ثالثا : القسم الذي يقع في التجويف الحجاجي وطوله ثلاثة سنتمترات. ويدخل العصب البصري الى كرة العين من الطبقة الصلبة. وتتكون العقد الشبكية لتجتاز المشيمية من نقطة تقع قليلا الى الجهة الانسبه للعصب.

٥٧) في الأصل : ومنشاه ومنشا.

٥٨) في الأصل : فليسمى نحاعا بلنت.

٥٩) الاعصاب التي تنشأ من الدماغ تسمى بالاعصاب المركزية أو الأزواج القحفية والتي تتفرع من النخاع تسمى الاعصاب المحيطية أو الضفائر العصبية.

٦٠) في الاصل : الروح الاول.


بطينيه ، المقدمين (٦١) تنحدر الى العين ويوصل اليها حس البصر. وهاتان العصبتان تشتركان مع سائر اعصاب الحس في ان منشأهما الدماغ ويفارقانه في اشياء منها ان هذا العصب اعظم من سائر العصب. وانما كان اعظم من العصب كله وذلك لأنهما احتاجا الى ان يكون فيهما التجويف ، والوثاقة للتجويف أيضا مما ليس لسائر العصب (٦٢). وتجويفهما يدركه الحس لا سيما التجويف الذي يحوي الرطوبات (٦٣) والتجويف الداخل فقد يعسر ادراكه وقد يمكن ذلك بطريق التشريح ومنها ان باطنها مفرط اللين (٦٤) وانما كان كذلك لأجل ذكاء الحس. ومنها ان الروح الباصر الذي يجري اليهما من الدماغ اكثر والطف من الذي ينفذ في غيرهما من ساير الاعصاب. ويجري دائما اليهما ومنها انه قريب من الدماغ الى العين لا يمر مسافة بعيدة. ومنها انهما لا يمضيان على استقامة كما بينا في وضع العين اذا خرجا لكنهما يتعرجان وينفرجان في جوف عظم الرأس. وتتصل (٦٥) واحدة بالاخرى ، ثم يتفرقان بعد الاتصال على المكان كهذا الشكل (*) (٦٦) ويذهب كل عصب منهما الى

_________________

٦١) في الدماغ اربعة بطينات اثنان مقدمان واثنان مؤخران. والعصبة المجوفة تنشأ من مؤخرة البطينين القدمين وتنحدر الى العين ليصل اليها حس البصر (انظر تعليقنا رقم ٥٦).

٦٢) في الاصل : والوثاقة التجويف أيضا مما ليس لسائر العصب (يريد ان ما يؤكد تميز هذا العصب عن غيره هو وجود التجويف) وهو ما كانوا يعتقدون به قبلا.

٦٣) في الأصل : (التجويف الذي يحدى الرطوبات). يريد بذلك ان امتداد العصبة المجوفة الى داخل الكرة تصبح كتجويف اكبر او كشبكة تكون مقرا للرطوبات التي سيأتي على ذكرها.

٦٤) يريد بذلك باطن العصبة المجوفة.

٦٥) في الأصل : وتصل.

٦٦) بعد ان تخرج العصبتان ، تسيران معوجتين متعرجتين متباعدتين داخل القحف ثم لا تلبثان ان تلتقيا وتتصالبا على هذا الشكل

*. ويتصل تجويف كل واحدة بالآخر ثم يفترقان لتذهب العصبة اليمنى الى العين اليمنى واليسرى الى اليسرى.


العين المحاذيه لمنشئه (٦٧) من الدماغ. وقد علل القدماء ذلك. فقوم قالوا انما اتصلتا لتشترك كل واحدة مع الأخرى فيما يحل بها من الأذى وقوم قالوا ان جميع الحواس ينبغي ان تبتدىء من اصل واحد وتنتهي الى شيء واحد. وهذان القولان متقاربان والأول لا كلمة منه (٦٨) لان الحكمة لا تقتضي عموم الآفة. والثاني يخالف الخلقة على ما تشاهد. وان كان يقتضي اتحاد الأصل. وهو كذلك في الابتداء في جميع الحواس لكن هذا الاتصال المخصوص ليس كذلك (٦٩). بل قوم قالوا ان هاتين العصبتين ليس بهما شيء متعلق ولا محرّك من غيرهما من الاعضاء. فلو جريا على استقامة لكانتا بمعرض من الانتهاك. وهذا القول قريب. والأجود ان يقال ان الأجود للعينين (٧٠) ان تكون الروح الباصر الواصل اليهما من الدماغ متى امتنع نفوذه في أحدهما انصرف الروح والقوة الى الاخرى فيتوفر عليهما كما قلنا في وضع العين وهذا لا يمكن ان يكون الا كذلك (٧١) ويشهد بذلك ان انسانا لو جعل كفه طولا ، او شيئا حاجزا (٧٢) على الأنف بين العينين لئلا يقع بصرهما على الشيء الذي يقصد كانت رؤيته له غير تامة. وان غمضّ واحدة عادت رؤيته له بالعين الاخرى أبين وأوضح. وليس ثمّ سبب الا ان الروح ينصرف الى المفتوحه فيصير اكثر ادراكا. ولذلك يتسع ثقب العنبي من مزاحمة الروح الباصر وطبع هذا العصب كطبع الدماغ بارد رطب واما عصب

_________________

٦٧) في الأصل : لمنشايه.

٦٨) في الأصل (لا حله فيه) وجملة لأن الحكمة موجودة في الحاشية بخط يغاير خط المؤلف.

٦٩) يريد بهذه التعاليل ذكر أسباب اتصال تجويفي العصبتين المجوفتين.

٧٠) في الأصل : والاجود ان يقال ان الاجود العين ار نلون.

٧١) في الأصل : وهذا لا يمكن ان يكون الا لذلك ونسهد بلكب.

٧٢) في الأصل : لو جعل كفه طويلا أو شببا. وربما أراد أن يقول لو جعل كفه طوليا.


الحركة فمنشاؤه من خلف منشأ الزوج الأول المؤدي حاسة البصر (٧٣) ويتفرق كل قسم منه في عضلة وسنبّين شيئا من هذا الكلام في الفصل

الفصل السابع

في وصف الغشائين اللذين يجللان العصب النوري

اعلم ان القلب يصعد منه عرقان يحملان الروح الحيواني (٧٤) الى الدماغ. ويتشعبان وينتسجان (٧٥) ويصير منهما غشاءان : غليظ ورقيق

_________________

٧٣) يعتبر عصب الحركة هذا هو الزوج الثاني ويخرج من البطينين المؤخرين في الدماغ (انظر المقالات والتذكرة).

٧٤) الروح الحيواني : جاء في تذكرة الكحالين ص ٣٦ : ان الروح الحيواني متحول عن الروح الطبيعي. ذلك ان الكبد بعد ان تطبخ ما يتناوله الانسان من طعام فانه يرتقي منه بخار تعمد الطبيعة الى تهذيبه لتكون منه الروح الطبيعية التي تستقر في الكبد. ثم تعمد الطبيعة فتأخذ صافي هذا البخار الذي هو الروح الطبيعي فتبعث به الى القلب فيكون منه الروح الحيواني ثم يبعث القلب ايضا بصافي هذا الروح الحيواني (بامتزاج الهواء الواصل الى القلب من الرئة) الى الدماغ في عرقين يصعدان من القلب الى الدماغ. فاذا صارا الى قلة الدماغ انقسما انقساما شتى. ثم اتصلت تلك الاقسام وانضم بعضها الى بعض فصار منها غشاء شبيه بالمشيمة يسمى (الميننجس الغليظ) ثم يتفرع من ذلك الغشاء عروق ادق مما فيه واكثر الى بطينه. ثم تنقسم تلك العروق ايضا باقسام شتى ثم يشتبك بعضها ببعض ويصير منها غشاء شبيه بشبكة الصياد ولذلك يسمى هذا الغشاء (الشبكي) ويسمى الميننجس الرقيق. اما منفعة الميننجس الغليظ فانه يوقي الدماغ من العظم وان يلطف فيه ايضا ذلك الروح. واما المننجس الرقيق الثاني فانه يغذو الدماغ وان يلطف فيه ايضا ذلك الروح وذلك ان الروح الحيواني يدور في التشبيك الاول ويلطف فيه ويرق ثم يهبط الى الغشاء الشبكي الذي دونه فيدور فيه ايضا حتى يلطف هناك ثم يصير الى الوعائين اللذين في مقدم الدماغ ويمكث هناك حينا ويلطف وتنقي الطبيعة عنه ما يخالطه من الفضول الى المنخرين. ويقال هذا الروح النفساني ، ولهذا السبب قال جالينوس ان قوى النفس تابعة لمزاج البدن. ثم ينفذ في العصب الأجوف الى العين نفوذا متصلا فيكون فيه قوة البصر (انظر بحث الروح الباصر في العشر مقالات لحنين بن اسحق).

٧٥) في الأصل : ويتشنجان.


والجافي الغليظ ينتسج (٧٦) من اغلظ ما فيهما بعد الوصول الى الدماغ ويلاصق القحف ويوقي الدماغ من العظم ويلطف فيه الروح ادنى لطف ثم ينتسج (٧٧) ادق ما فيه ويكون منه الغشاء الرقيق. وكلاهما يسميان مننجس (٧٨) وطبعهما الى الحرارة والرطوبة ما هو (٧٩). والجافي أقل رطوبة. ومنفعة الرقيق ان يتحول فيه الروح الباصر ويهذب ويلطف بسلوكه في مسالكه الضيقه ويحوى الدماغ بكل عصبة تنشا (٨٠) من الدماغ تكون مغشاة بهذين (٨١) الغشائين.

وطبقات العين منهما ومن العصب يكون تأليفها على مانبين من قريب.

_________________

٧٦) يريد بالجافي الغليظ والجافي الرقيق ، الاغشية التي تغلف الدماغ وهي ما تدعى حديثا بالأم الصلبة والأم الجافية والأم الحنون. أو كما تسمى علميا بالسحايا Meninges

٧٧) في الأصل : ثم تعتنج.

٧٨) في الأصل : وكلاهما يسميان مستحين. وفي المقالات جاء الاسم (ما يننغس).

٧٩) وطبعهما الى الحرارة والرطوبة ما هو. يريد بذلك ان طبيعة الغشاءين الى الحرارة والرطوبة على ما عليه الدماغ (جاء في التذكرة : أن طبع المننجس بارد رطب على مزاج الدماغ ص ٣٥). وربما كان من الاوفق ان يقول : وطبعهما الى الحرارة والرطوبة (على) ما هو عليه الدماغ.

٨٠) في الأصل : ويحوي الدماغ بكل عصبه تنشو.

٨١) في الأصل : مغشاة بها ذين ، وقد تكررت الكلمة بهذه الصفه. كما انه كان يكتب كلمة هاذا وهاولا ويعني هذا وهؤلاء.

ويعني المؤلف في جملة مغشاة بهذين الغشاءين : ان الاعصاب التي هي داخل الدماغ مغلفة بهذين الغشاءين ماري الذكر اي المننجس الغليظ والمننجس الرقيق.


الفصل الثامن

في كمية الطبقات والرطوبات التي في العين

واختلاف الاطباء في ذلك

اعلم ان الاطباء اختلفوا في عدد طبقات العين ولم يختلفوا في رطوباتها. واتفق الجمهور على ان الطبقات سبع والاعتماد على هذا المذهب ورطوباتها ثلاث (٨٢). واول الطبقات تسمى الصلبه. واما الثانية فتعرف بالمشيميه. واما الثالثة فيقال لها الشبكيه واما الطبقه الرابعة فتكنّى بالعنكبوتيه (٨٣). والخامسة فتوسم بالعنبية. واما الطبقة السادسة فهي القرنية. واما الطبقة السابعة فتنعت بالملتحمة فهذه هي الطبقات.

واما الرطوبات فالجليدية والزجاجية والبيضية. واما من خالف في عدد الطبقات ، فعند قوم انها طبقتان وعند قوم انها ثلاث ، وعند قوم انها اربع ، وعند قوم انها خمس ، وعند قوم انها ست. فهؤلاء لا يعدون ما ليس بمطبق على العين طبقة. ومن قال انها عشر فيعد قشرات القرني الاربع من جملة (٨٤) الطبقات. وكلهم

_________________

٨٢) جاء في الأصل : ورطوباتها ثلث. وان معظم المؤلفين الذين سبقوا المؤلف اعتمدوا على هذا التقسيم الذي ذكره المؤلف.

٨٣) الطبقة العنكبوتية : يريدون بها محفظة العدسة والاربطة الدقيقة التي تربط العدسة (الجسم البلوري) بالجسم الهدبي Corps Ciliare تثبيت العدسة في مقرها. وفي الطب الحديث تعتبر العدسة ومحفظتها والاربطة جزءا واحدا. وهي من الاوساط الانكسارية. اما بقية الطبقات فهي واردة الطب الحديث ، عدا العنبية فهم يريدون بها القزحيه (Iris) وما يربطها بالشيمية وهو الجسم الهدبي وصفاقه (Uvea)

٨٤) في الأصل : فيعد قشرات القرني من جملة القرني الطبقات. (وسيأتي الكلام عن ذلك).


لا ينكرون ذلك من جهة التشريح سواء عدّ ذلك الجزء طبقة او لم يعدّها (٨٥) وانا واصف كل واحد من الطبقات والرطوبات بما يخصه.

الفصل التاسع

في وصف الطبقة الصلبه وما طبعها وما منفعّها.

اعلم ان العصبه اذا دخلت جوبة العين وعليها الغشاءآن الجافي والرقيق (٨٦) فينفرش الجافي ويلاصق عظم الجوبة ليكون حائلا بين هذه الشعبة (٨٧) وبين عظم جوبة العين كما كان حائلا بين عظم القحف وبين الدماغ. ويصير كالرباط ويسمى حينئذ الطبقة الصلبة (٨٨) وهي

_________________

٨٥) في الأصل : وكلهم لا ينلدون ذلك من جهة التشريح سواعد ذلك الجزو طبقه او لم يعددها.

٨٦) في الأصل : اذا دخلت حويه العين. ويريد جوبة العين أي الوقب او الحفرة الحجاجية. ويريد بالغشاءين الجافي والرقيق الغشاءين السحائيين الذين سبق واطلق عليهما هو ومن قبله المننجس.

٨٧) يريد ب‍ (هذه الشعبه) الغشاء الثاني الرقيق.

٨٨) ان المؤلف يجعل الطبقة الصلبة امتدادا للغشاء الذي يغلف العصبة المجوفة أي امتداد للمننجس الغليظ. أي انها قطعة من النسيج السحائي. وهكذا يشير في تذكرة الكحالين ص ٢٤ (ان نباتها من الغشاء الصلب الذي يلي العصبة المجوفة) وفي المقالات (واما الغشاء الصلب الغليظ فانه يحوي الغشاء الرقيق ويلتحم به ايضا في الموضع). ومنفعته ان يوقي ايضا العين. وفي الطب الحديث ان الصلبه مع القرنيه تكون القميص الخارجي للكرة العينية وهي من انسجة ليفيه بيضاء اللون غير شفافة تعطي المقلة شكلا كرويا ثابتا. وسمكها حوالي مليمتر واحد. وجهها الخارجي ابيض اللون املس يغطيه غلاف يدعى بغلاف تينون Capsule de Tenon ويوجد بالطبقة الصلبة مغارز للعضلات الست التي تحرك مقلة العين. وهذه المغارز في القسم الامامي منها. وتحوي الصلبة فتحتين أمامية ويغطيها القرنية. وخلفية يدخل فيها العصب البصري (وهكذا يعتبر المؤلف ان الصلبة هي قطعة من الغلاف الغليظ الذي يدخل مع العصبة المجوفة. وبالطبع ليس هذا ما يعنى بالطب المعاصر. انظر ماي الطبعة الفرنسية ماسنون).


بيضاء. وطبعها الى البرد واليبس ما هو. وسميت بهذا الاسم لصلابتها وانما خلقت صلبه لأجل مجاورة العظم لئلا يتأذى به. وايضا لكونها موقية ورابطة. والموقي يجب ان يكون أصلب من الموقى والا لم تفد (٨٩) وقايته.

الفصل العاشر

في وصف الطبقة المشيمية وما منفعتها (٩٠)

اعلم ان الغشاء الرقيق الحاوي للشعبة والمعطي ايّاها الحياة والغذاء بما فيه من العروق. فكما انه يحوى الدماغ ، ينفرش تحت الطبقة الصلبة (٩١) ويحوي العين ويسمى حينئذ الطبقة المشيمية. وسميت

_________________

٨٩) في الاصل : والالم تفيد وقايته.

٩٠) عن المشيمية جاء في المقالات العشر ص ٧٧ : وعلى الدماغ حجابان يقال لهما باليونانية ما يننغس احدهما رقيق لين والاخر غليظ صلب. فاما الرقيق اللين فانه شبيه بالمشيمة لكثرة ما فيه من الاوردة والعروق ومنفعته للدماغ أن يغذوه بما فيه من الاوردة وان يوقيه وأما الغليظ الصلب فانه يوقي الدماغ فقط.

وفي تذكرة الكحالين ص ٢٢ جاء عن المشيمة : اعلم ان على الدماغ غشاءين يسميهما اليونانيون ميننجس ، احدهما رقيق لين ومنفعته انه يغذو الدماغ بما فيه من العروق والاوردة. والاخر غليظ صلب ومنفعته ان يوقي الدماغ من العظم. وكل عصبة تخرج من الدماغ فهي مغشاة بكلا الغشاءين الى ان تخرج من العظم. وكذلك تجد العصبة المجوفة المؤدية حس البصر مغشاة بهذين الغشاءين. ومنفعتهما لها ان الباطن منها يغذو العصبة الباصرة والظاهر يوقيها من تحطم الرأس حتى اذا برزت العصبة من العظم الذي هي فيه فارقت بعضها بعضا. فصارت من تلك العصبة الطبقة الشبكية. وصار من ذلك الغشاء الرقيق الذي يليه طبقة يقال لها المشيمية وانما سميت بهذا الاسم لانها تشتمل على ما تحويه وتلتحم في الموضع الذي تلتحم فيه الشبكية على النصف من الجليدية.

٩١) في الأصل : ويتعرش فوق الطبقة الصلبة.


بهذا الاسم لاحتوائها على جنين العين ، كالمشيمة (٩٢) عند احتوائها على الجنين. وطبعها الى الحرارة واللين ما هو. ومنفعتها انها تعطي أكثر أجزاء العين الكلية الحياة والغذاء. وهي تتغذى بما فيها من الدم (٩٣).

الفصل الحادي عشر

في وصف الطبقة الشبكية وما منفعتها (٩٤).

هذه الطبقة تتركب من الشعبة الواردة من الدماغ. لا بأن ينبسط بل بأن ينقسم الى شعب دقاق. ويتشعب بأن تشتبك بعضها ببعض مع عروق دقاق. وتتسع فاغرة فيصير لها تجويف عظيم بالنسبة الى ما كان. وفي هذا التجويف تكون الرطوبات وتسمى حينئذ الطبقة الشبكية. وسميت بهذا الاسم لانها تشبه شبكة الصيادين عند ما تحتوي على شيء. وطبعها الى الاعتدال أميل لمخالطتها العروق. وتتغذى من العروق التي تخالطها ويرشح منها ما تتغذى به الرطوبات. فهذه الطبقات الثلاث داخل

_________________

٩٢) في الاصل : (لاحتوايها على الخفين العين كالمشيمية) وكلمة العين مكتوبة بالحاشية بغير خط المؤلف.

٩٣) لم يأت المؤلف هنا بايضاح تام عن المشيمية كما اوضح عنها من سبقه من المؤلفين الكحالين. والمشيمية Choroid في الطب الحديث عبارة عن غشاء وعائي يقع بين الطبقة الصلبة والطبقة الشبكية وهي تتكون من اوعية دموية متصلة مع بعضها بواسطة نسيج ضام وخلايا متعددة وبها ثلاث طبقات من الاوعية الدموية. ووظيفة الطبقة المشيمية كما عرفها الكحالون العرب هي ايصال المواد الغذائية للطبقة الشبكية والجسم الزجاجي والبلورة (العدسة) انظر امراض العيون لماي ص ١٩٧ May الطبعة الفرنسية.

٩٤) جاء في التذكرة ص ٢١ : ان الطبقة الشبكية مؤلفة من شيئين احدهما من العصبة المجوفة والثاني من عروق واوردة.

وجاء في المقالات ص ٧٦ ق ان الشبكة مركبة من شيئين من عصبة مجوفة يجري فيها الروح الذي يكون به البصر ومن عروق واوردة.


افهم من نتبع الطبقات بالرطوبات (٩٥)

الرطوبات فلنذكر الآن الرطوبات حتى يكون ذكرنا على التبع ليكون

الفصل الثاني عشر

في وصف الرطوبات التي تحتوي عليها هذه الطبقة

المذكورة كل واحدة منها على حدة ووضعها

ومنفعتها واولا في الجليدية

نبتدىء بذكر الجليدية حيث كانت اشرف الرطوبات ، لأن الصور

_________________

٩٥) في الاصل : ليكون أفهم من ان نتبع الطبقات بالطبقات. ان الطبقة الشبكية وتدعى في الطب الحديث Retina. وهي ننشأ من الدماغ (من امتداد العصب البصري) ويصبح كغشاء رقيق يحتوي على اعصاب حسية تتجمع في القطب الخلفي لكرة العين مكونة من العصب البصري القادم من الدماغ وهي تقع ما بين الجسم الزجاجي Vitre (أي الرطوبة الزجاجية) من الداخل والطبقة المشيمية Choroid من الخارج. وتمتد لغاية الجسم الهدبي (ماي ص ٢٧٠) ويتفرع العصب البصري عند دخولة الكرة العينية الى ما يقرب من خمسمائة الف شعبة ليكون الشبكة (عطا. ص ١) وعلى وجه الشبكية الداخلي. وعلى المحور البصري تقع النقطة الصفراء التي قطرها ١ ـ ٢ ملم وفي منتصفها تقع حفيرة صغيرة تدعى (الحفيرة المركزية) تقع على هذه المنطقة وظيفة الرؤية المركزية. اذ ان صور المرئيات تتكون على هذه المنطقة الحساسة من الشبكية وتقع حلمة العصب البصري في الجهة الانسية وعلى بعد ثلاثة مليمترات من القطب الخلفي لكرة العين. تكون الحليمة البصرية في الحالة الطبيعية مدورة او بيضوية الشكل ومسطحة وبنفس المستوى مع الشبكية. توجد في منتصف الحليمة البصرية حفيرة صغيرة (الحفرة الغريزية Excoration Physrol ويدخل الشريان والوريد المركزيان للشبكية في منتصف العصب البصري بحوالي ١٢ ملم خلف كرة العين وتدخل هذه الاوعية قعر العين من منتصف الحليمة البصرية. والغشاء الشبكي مكون من عشر طبقات. والظاهر من هذا التعريف الحديث للشبكية انها ذات علاقة بما عرفوه قبلا فالمؤلف ومن جاء قبله قالوا كما أشرنا (ان الطبقة الشبكية مؤلفة من شيئين احدهما من العصبة المجوفه (العصب البصري) ومن عروق واورده.


المرئية تنطبع فيها الوانها وهي رطوبه صافية مقفلة غير ذات لون (٩٦) مشفّة صلبة مستديرة الشكل الى التفرطح. وتسمى بالجليدية لانها قطعة من جليد. وجعلت مشفّة غير ذات (٩٧) لون لتقبل في ذاتها الوان المبصرات فتدركها القوّة. وهي تلتحم اعني الشبكية على نصف من الجليدية هكذا (٩٨) وجعلت الجليدية صلبة لتكون متماسكة فلا يحدث فيها ترجرج فلا تستقر الصور المنطبعة فيها فلا يمكن ادراكها لأنها تموج لو كانت رقيقة القوام. وجعلت مدورة الشكل لتقابل بحدبتها جهات كثيرة لا جهة واحدة كالمستقيم فتدرك من جهات كثيرة لا جهة. وجعلت مفرطحة ليلاقي المبصر منها اجزاء كثيرة كالحالة في المستقيم. فيكون قد جمعت ما يدني المستقيم والمحدب وطبعها بارد يابس. وانما جعلت في الوسط لأنه احرز (٩٩)

_________________

٩٦) في الاصل : وهي رطوبة صافية منعقدة غير ذي لون.

٩٧) في الاصل غير ذي لون.

٩٨) جاء في التذكرة ص ٢١ عند الكلام عن الشبكية (فيصير منها الطبقة الشبكية التي تحوي الزجاجية وتلتحم في النصف من الجليدية على هذا المثال) ولم يذكر المؤلف المثال او رسمه ....

٩٩) يريد بالجليدية العدسة (Lens) او الجسم البلوري Cristillin. وقد جعلها الكحالون الاغريق والعرب اشرف جزء في العين وانها في وسط الكرة وهي التي تنطبع عليها الصور .... وسميت بالجليدية لانها تشبه الجليد. وهي مستديره وليست محكمة الاستدارة بل فيها عرض ما. وموضعها في وسط العين كنقطة توهمتها في وسط كرة (تذكرة الكحالين ص ١٦) وجاء في المقالات هي ٧٤ : وهذه الرطوبة اعني الجليدية بين رطوبتين. واحدة من خلفها شبيهة بالزجاج الذائب وتسمى باليونانية (الشبيهة بالزجاج) او الزجاجية Vitreius وواحدة من امامها وتدعى بالرطوبة البيضية واما ما ذكر من ان موضعها في وسط العين فذلك دليل على ان جميع ما سواها مما في العين انما خلق لها ، اما ليدفع عنها افة واما ليؤدي لها منفعة. والمؤلف يقول : وانما جعلت في وسط العين لانه أحرز. وبالطبع كذلك وصفها الاغريق. أما حقيقتها حديثا فهي عدسة شفافة عديمة اللون محدبة الوجهين ، وتحدب


الفصل الثالث عشر

في وصف الرطوبة الزجاجية وما منفعتها

اعلم ان فيما يلي الشبكية من الرطوبة الجليدية رطوبة مشفّة غير ذات (١٠٠) لون تام. يميل الى ادنى حمرة فيقال لها الرطوبة الزجاجية لأنها تشبه الزجاج الذائب. وطبعها الى الحرارة اميل وفائدتها ان تجعل غذاء الجليدية مشابها لها. وجعلت مشفّة لما عرفت. وجعل قوامها ارق من الجليدية لتفيدها رطوبة لئلا يعرض لها جفاف من داخل بسبب الحرارة. والجليدية مغرقة فيها الى النصف (١٠١).

الفصل الرابع عشر

في وصف الرطوبة البيضية وما منفعتها

_________________

٩٩) الوجه الامامي اقل من الوجه الخلفي. وهي معلقة خلف القزحية Iris بواسطة الياف رقيقة تدعى الرباط المعلق Zonule يقع امامها الحاجز القزحي والحدقة والغرفة الخلفية والغرفه الامامية اللتان تحتويان على الخلط المائي (وليست في وسط الكره كما توهموا. وأما من الخلف فيقع الجسم الزجاجي. والرباط المعلق عبارة عن غشاء رقيق يغطي الوجه الامامي للجسم الهدبي. اما الطرف الثاني للرباط المعلق فمتصل بالوجه الامامي والخلفي وخط استواء البلورة Cristallin وتتكون العدسة أو (الجليدية) من غلاف حارجي المحفظة) Capsule وهو غشاء مرن رقيق وشفاف يحيط بالعدسة ويعد ايضا من الاوساط الانكسارية وله وظيفة مهمة في عملية المطابقة. ووظيفتها جمع الحزم الضوئية بحيث تكون صورا واضحة على الشبكية.

١٠٠) في الاصل غير ذي لون

١٠١) الرطوبة الزجاجية تقع خلف الجليدية. وهي كالزجاج الذائب ولونها أبيض يضرب الى اللون الادكن (تذكرة ص ١٥). وهي تغذي الجليدية لانها اقرب الى البياض والنقاء من سائر الطبقات ولا يخلف ما تحلل من الجليدية الا ما كان شبيها بما تحلل منه ومن فوائدها انها توصل النور الى الجليدية وتتغذى من الطبقة الشبكية التي تحويها (تذكرة ص ٢٠). والزجاجية مغرقة في الزجاجية الى نصفها ـ مقالات ص ٧٦ ـ


اعلم ان قدام الجليدية رطوبة أرقّ قواما من الزجاجية يقال لها الرطوبة البيضية. سميت بذلك لكونها في قوام رقيق بياض البيض ولونها صاف يميل الى بياض شفاف ويرشح من العنبية اليها ما يغذيها. وطبعها الى البرد. والرطوبة ما هو (١٠٢) ومنفعتها انها ترطب الجليدية لئلا تجف بحرارة الهواء من خارج وتمنع خشونة خمل العنبي لأن لا يلاصق الجليدية وهي مع ذلك تقبل نفوذ المبصرات بصفائها. وانما جعلت ارق قواما لأنها بمعرض من الجفاف بالحرارة التي من داخل وحرارة الهواء من خارج. وتكاد تسيل لو لم تمسكها العنكبوتية كما نذكر. وكلما كانت أرق وأصفى ، كانت أعون في تأدية المرئيات (١٠٣) الى الجليدية. وهذه الرطوبات متقاربة في اللون الا انها مختلفة في القوام وتحوي بعض هذه الرطوبة بعض الشبكية وليس في شيء من الرطوبات عرق لا ضارب ولا غير ضارب (١٠٤).

_________________

١٠٢) هكذا في الاصل. يريد ان طبيعة الرطوبة البيضية تميل الى البرد والرطوبة ـ المختارات في الطب للجوهري ج ١ ص ٥١ ـ.

١٠٣) في الاصل : كانت اعون في تاديه المربيات

١٠٤) في الاصل : وليس في شيء من الرطوبات عرق ضارب ولا غير ضارب : ـ يريد ان غذاء الرطوبات يتم بواسطة الارتشاح من الطبقة المشيمية حيث لا وجود للاوعية الدموية فيها. ويعتمدون على قول الفاضل جالينوس : ان ليس في شيء من هذه الرطوبات الثلاث التي في العين عروق ضوارب ولا غير الضوارب. واريباسوس يقول في المقاله السابعة من كتابه : انها تغتذي على طريق الرشح ـ انظر تذكرة الكحالين ص ٢٧ ـ. والطب الحديث يقول : ان اللنف يغذيها وان الرطوبة البيضية هي ما ندعوها اليوم بالخلط المائي. وفي العين فجوتان تدعيان بالغرفتين احداهما خلف القرنية والثانية خلف القزحية. وكلتاهما مملوءتان بسائل شفاف يسمى الخلط المائي Humeur Aqueuse اي الرطوبة البيضية. وبهذه المناسبة ان القرنية والخلط المائي في الغرفة الامامية والخلط المائي في الغرفة الخلفية والمماس لمحفظة الجسم البلوري والجسم الزجاجي جميعها من الاوساط الانكسارية التي تخترقها الاشعة القادمة من الجسم المنظور لتنطبع على الشبكية كما سيأتي ايضاحه في الهوامش القادمة.


الفصل الخامس عشر

في وصف الطبقة العنكبوتية وما منفعتها

اعلم ان الطبقة الشبكية اذا حوت الرطوبة كما وصفت ، فمن حد النصف تدق وتصير خيوطا دقاقا في الغاية. وينتسج (١٠٥) بعضها في بعض وتصير شيئا واحدا. وتسمى حينئذ الطبقة العنكبوتية. وسميت بهذا الاسم لأن نسجها كنسج العنكبوت. وطبعها الى البرد واليبس.

وهي غير صادقة الاشفاف (١٠٦) الا انها في غاية الصقال. والانسان اذا رأى صورة نفسه في عين غيره ، فمن صقالها يكون ذلك كالحال في المرآة (١٠٧) ومنفعتها انها تحفظ الرطوبة البيضية من السيلان. ولو كانت مثل الشبكية لم يتم نفوذ المبصرات على التمام. وغذاؤها من الشبكية (١٠٨). وذهب بعضهم الى انها تتغذى من الجليدية. وانما استبعد ذلك (١٠٩) من وجوه. احدهما ان الغذاء انما يكون مشابها

_________________

١٠٥) في الاصل : ونسبح بعضها في بعض. وقد مر بنا ان العنكبوتية وهي ما نعرفه اليوم باسم محفظة العدسة ـ الجسم البلوري ـ والاربطة الدقيقة الشفافة (الرباط المعلق) الذي يثبت الجسم البلوري في محله (انظر تعليقنا رقم ٨٣).

١٠٦) تعتبر المحفظة ـ التي يدعونها العنكبوتية (غشاء مرن رقيق وشفاف تحيط بالعدسة) انظر أمراض العيون ماي الطبعة الفرنسية ـ

١٠٧) في الاصل : كالحال في المراه

١٠٨) في الاصل : وغداها من الشبكية

١٠٩) في الاصل : وانما استعد ذلك


(للمغتذى حتى يخلف بدل ما يتحلل منه ويكون مشابها له في (١١٠) المزاج الأصلي واللون والقوام. والعنكبوتية غير صافية كصفاء الجليدية. وهي ـ اعني الجليدية ـ صلبة غليظة القوام وهي على ما علمت من الصفاء فلو تغذت العنكبوتية من الجليدية للزم من ذلك ان يتغذي العضو بما لا يناسبه ، ويشبهه لا في القوام ولا في المزاج الأصلي. وذلك لا يجوز من وجه آخر. وهو ان الجليدية ليس فيها عرق ضارب ولا غير ضارب وانما غذاؤها يأتيها (١١١) على سبيل الرشح. فكيف تغذي غيرها؟. ومن وجه آخر ، وهو ان هذه الطبقة لأجزائها تجاويف. والرطوبات انما ترد عليها من خارج لكن غذاءها من العروق التي فيها وتتغذى كما تتغذى الشبكية وهي جزء منها (١١٢).

_________________

١١٠) الجملة المحصورة بين قوسين في الهامش. وبخط يقارب خط الموءلف. وهي مناسبة لما يقصده الموءلف. لان ما ينحل من الجسم لا بد من تعويضه بشيء من جنسه وهو على سبيل الرشح. وجاء في التذكرة ص ٣٥ : واما غذاؤها فمن الرطوبة الجليدية. وفي المقالات ص ٨٠ : وبين الرطوبة الجليدية أي الرطوبة الشبيهة ببياض البيض على النصف من الجليدية قشر رقيق جدا شبيه بقشر البصلة وبنسج العنكبوت ليوقيها (أي الجليدية) من العينية ومن الآفات العارضة من خارج

١١١) في الاصل : وانما غذاها ما يتهيأ

١١٢) هنا لا بد من ابداء وجهة نظرنا حول الموضوع. فقد جاء في ذكر الطبقة العنكبوتية في الطبقات بالنسبة لما كان معلوما لديهم. اما الان فالطبقة العنكبوتية لا تمت الى الطبقات وانما هي داخله ضمن الاوساط الانكسارية للضوء وبواسطتها يتم تغيير وتعديل المطابقة في تغيير زيادة ونقص تحدب العدسة بالنسبة للعين الطبيعية او العين المصابة باحد عيوب الانكسار. فالطبقة العنكبوتية وملحقاتها وهي عبارة عن محفظة الجسم البلوري. ومن اهم وظائفها تيسير عملية المطابقة Accommodation لهذا فهي ضمن الرطوبات حسب التصنيف الحديث. ولو ان هذا الاسم لا وجود له حيث هي تابعة للجسم البلوري كمحفظة له.

وفي القانون لابن سينا حول العنبية يقول : واما ما جاوز ذلك الحد


الفصل السادس عشر

في وصف الطبقة العنبية وما منفعتها

اعلم ان هذه الطبقة منشأوها (١١٣) من الطبقة المشيمية. وسميت عنبية لأنها مثل قشر العنبة وهي تحيط بالعنكبوتية من قدام. ولونها كمد يميل الى السواد ما هو غالبا لتحصر الاجسام الشاقة والصور المنطبعة الوانها في الجليدية السارية في الرطوبة البيضية ليكون الادراك ابلغ واقوى لأن المضيء اذا اجتمع مع الكمد الاسود ظهر انور واصفى ، وطبعها الى الحرارة والرطوبة ، وهي لينة ، وجعلت مثقوبة الوسط بحيث تقابل وسط الجليدية لئلا يمنع بكمودتها الصور المبصرات من الوصول الى الجليدية ، وذلك ان كل جسم امام الجليدية ينبغي ان يكون اما شفافا واما مثقوبا. وجعل هذا بحيث يجتمع فيتضايق وينبسط فيتسع بحسب كثرة الضوء وقلته ، لان الضوء متى كان قويا شديدا من خارج كان باهرا للقوة الباصرة. والروح الباصر يفرقه ويحلله وجب ان يضيق ثقبها لتقاوم شدة الضوء. والروح التي من داخل ، ويجتمع هذا بسبب ضيق الثقب فيقاوم شدة الضوء من خارج الى داخل ،

_________________

١١٢) الى قدام فيثخن صفاقا الى الغلظ ما هو ذا لون اسمانجوني بين البياض والسواد ليجمع البصر وليعدل الضوء فعل اطباقنا البصر عند الكلال وليحول بين الرطوبات وبين القرني الشديد الصلابة. ويقف كالمتوسط العدل وليغذو القرنية بما يتأتى له من المشيمية ولا يتم احاطة من قدامه لئلا يمنع تأدي الاشباح بل يخلي قدامه فرجة وثقبة كما يبقى من العنب عند نزع ثفروقه ـ قمعه ـ عنه وفي تلك الثقبة تقع التأدية واذا انسدت ، منع الابصار (القانون ج ٢ ص ١٠٩).

١١٣) في الاصل : منشاها من الطبقة المشيمية. جاء في المقالات ص ٨١ : ان العنبية والمشيمية طبقة واحدة لان العنبية نباتها من المشيمية

وجاء في التذكرة ص ٢٨ : وأما غذاؤها ونباتها فمن الطبقة المشيمية


ومتى كان الضوء معتدلا اعتدل حال الثقب. ومتى كان يسيرا اتسع ليصل من الضوء الخارج مقدار كثير الى داخل. فيجبر كثرة مقداره ونقصانه من جهة ضعفه. وجعل لها خمل من داخلها ليجتذب لها الغذاء (١١٤). وتجتمع فيه الرطوبة وهي تحتاج الى غذاء كثير لاجلها.

وقد تغذي غيرها. وفي خملها فائدة اخرى وذلك انه متى تولد من رطوبة غريبة من غلط البيضية جذبتها (١١٥).

_________________

١١٤) جاء في التذكره ص ٢٧ ـ ٢٨ : وهي لينة لئلا تضر بالجليدية بملاقاتها. وهي طبقتان مثل المعدة لها خمل من الداخل. ولذلك لها منفعتان احداها ان تجمع الرطوبة البيضية ـ الخلط المائي ـ اذا كانت رقيقة. والثانية ليعلق الماء في وقت القدح بالخمل. ومن خارج ملساء لئلا تضر بالقرنية. وجاء في المقالات : لئلا يضر بها القرنية. وفي وسطها ثقب يسمى الحدقة

١١٥) الظاهر من وصف المؤلف للعنبيه انه يريد الكلام عن ما ندعوها حديثا بالقزحية. والقزحية هي امتداد لما يدعى بالقميص الوعائي الذي يجهز الكره العينية بالمواد الغذائية والقميص الوعائي هذا يقع تحت الصلبة. ويتكون من ثلاثة أقسام : القزحية في الامام ويليها الجسم الهدبي Corps Ciliare. ثم الطبقة المشيمية في الخلف. ومن الملاحظ ان المؤلفين القدماء ومنهم موءلف هذا الكتاب لم يتعرض للجسم الهدبي وقميصه الذي فيه الرباط المعلق للجسم البلوري أو العدسة (الجليدية). والذي اختلط عليهم فدعوه مع محفظة الجسم البلوري بالعنكبوتية. والقزحية (العنبية) عبارة عن غشاء ملون دائري الشكل معلق خلف القرنية بصورة عمودية وتقع امام الجسم البلوري (العدسة) مباشرة وبينهما الغرفة الخلفية التي تحتوي على الخلط المائي (الرطوبة البيضية) وتفصل بين القزحية والقرنية فجوة تدعى بالغرفة الامامية تحوي أيضا على الخلط المائي (الرطوبة البيضية) وفي منتصف القزحية توجد فتحة دائرية الشكل تسمى بالحدقة. وتختلف سعتها بالنسبة لكمية الضوء وعوامل أخرى ، وهي تنظيم مقدار الضوء الداخل الى قعر العين. ومحيط القزحية الخارجي متصل بالجسم الهدبي ، ثم ان وجه القزحية الامامي مجعد ويحتوي على مرتفعات ومنخفضات قرب الحدقة. وتحتوي القزحية على نوعين من العضلات الملساء اللاارادية. العضلة المقبضة للحدقة والعضلة الموسعة للحدقة (انظر أمراض العين لماي الطبعة الفرنسية ص ١٧٦).


الفصل السابع عشر

في وصف الطبقة القرنية (١١٦) وما منفعتها

اعلم ان منشأ هذه الطبقة من الغشاء الصلب الذي ذكرنا بعد ان يصير منه الطبقة الصلبة. ووضعها امام العنبية وبينهما فرجة وفضاء (١١٧). ويدلك على ذلك وقت القدح يرى المهت (١١٨) داخلا من غير توقف ولا تعثر. وهي طبقة قوية مشفة. ولونها كلون القرن المشف. ولذلك سميت قرنية ، وهي مركبة من أربع قشرات. فالظاهرة شديدة الصقال صلبة (١١٩). اما صلابتها فلتقي ثقب العين. وتمنع عن نفسها ما يرد من خارج من الاشياء المؤذية. واما صقالها فلينفذ فيها الشعاع. والقشرة التي تلي العنبية منها قليلة الصقال. وانما جعلت كذلك لتجلب الغذاء. والقشرتان اللتان في الوسط معتدلتان. واما امزجتها ، فالخارجية اميل الى البرد واليبس والداخلية اميل الى الحرارة والرطوبة واللتان في الوسط الى الاعتدال.

واما الحكمة في جعلها اربعة ليكون اذا فقد أو تأذى (١٢٠) احدهما

_________________

١١٦) في الاصل : وصف الطبعة العربية وما منفعتها

١١٧) يريد بذلك الغرفه الاماميه التي تحتوى على الخلط المائي (الرطوبة البيضية).

١١٨) يريد بالمهت : المسبار الدقيق الذي تجرى به عملية القدح Subluxation (عملية الساد) Cataract. وجملة (وبذلك على ذلك وقت القدح يرى المهت ..) تكون صحيحة لو قال (ويدلك على ذلك وقت القدح [ حيث ] يرى المهت داخلا ..)

١١٩) في الاصل : وهي شديدة الصقال اما صلابتها. وقد سقطت كلمة (صلبة) من السطر فذكرت بالهامش هكذا (وهي شديدة الصقال صلبة).

١٢٠) في الاصل : أو تاذا احدهما قام غيرها مقامها وقد يسنم غذاها ..

جاء في تذكرة الكحالين في حاشية ص ٢٩ : قال العلامة نفيس بن عوض ما لفظه : مثل القرن الابيض المرقق بالنحت (وقد زاد ابن سينا ،


قام غيرها مقامها. وقد يستتم غذاؤها من العنبية مع ما تتغذى من نفس الغشاء الذي نشأت منه.

الفصل الثامن عشر

في وصف الطبقة الملتحمة وما منفعتها

اعلم ان منشأ هذه الطبقة من الغشاء الذي على القحف وهي بيضاء غضروفية صلبة ، وطبعها الى البرد واليبس وغذاؤها (١٢١) يأتيها

_________________

١٢٠) ـ والجرد). وجاء في الحاشية ايضا : وهي وقاية لما تحتها من الطبقات والرطوبات ولذلك جعلت صلبه ذات اربع طبقات كطبقات القرن ، حتى لو أصابت احداها آفة سلمت الاخرى. (انظر المختار في الطب للجوهري ج ١ ص ٥٠ وشرح الاسباب ج ١ ص ١٣٧).

تعليقنا : ان القرنية متصلة بالطبقة الصلبة وهي دائرية الشكل قطرها حوالي (١١ ملم) ومحل اتصال القرنية بالصلبة يدعى (اللّم) وهي محدبة شفافة لماعة مصقولة (كما وصفوها) وتتكون من خمس طبقات لا من اربع كما ذكروا. ومعرفتهم طبقاتها الاربع دون دراسة علم الانسجة يعدّ من أروع ما دونه العرب بالنسبة للعلم الحديث. فقد ذكروا اربع طبقات قبل ان يعرف بومان طبقته التي سميت باسمه. وقبل أن يعرف ديسمت طبقته التي سميت باسمه أيضا. أما الطبقات الخمس (أو القشرات كما سماها العرب ـ وهي أصح من تسميتها بالطبقات) فهي كما تبدو بالمجهر :

القشرة الخارجية وتسمى البطانه الخارجيه او القشرة الخلويه الخارجيه (٢) غشاء بومان Bowman (٣) القشرة الخارجيه بنسيج القرنيه الشفاف (٤) قشرة ـ او غشاء ديسمت Descemet (٥) القشرة الباطنية Endotheliale (انظر امراض العيون لماي الطبعة الفرنسية ص ١٤٣) ويجب ان لا ننسى ان القرنية هي اول وسط انكساري من الاوساط الانكسارية الموجودة في داخل كرة العين.

١٢١) في الاصل : وغذاها يابها من الفشا الذي تبابها منه. جاء في التذكرة (ص ٣٠) : أما غذاؤها فمن الطبقة الصلبة التي داخل العين لان بينهما عروقا دقاقا. وقوم ذكروا ان غذاءها من الغشاء الذي نباتها منه أي من الغشاء الصلب الذي فوق القحف وتحت جلدة الرأس.

وفي الطب الحديث يسمون الملتحمة ب‍ (المنظمه) Conjonctive


من الغشاء الذي نباتها منه. وهي تلتحم بالقرنية فيصيران كطبقة واحدة ولذلك سميت ملتحمة ومنفعتها ان توقي العين بصلابتها من الآفات الواردة عليها من خارج. وهي في ذلك من خارج نظيرة الطبقة الصلبة من داخل.

الفصل التاسع عشر

في وصف الروح الباصر كيفية تولده

اعلم ان الروح الباصر عند الاطباء هو من جنس الروح النفساني الطف ما فيه. ومطلق الروح عندهم بخار (١٢٢) لطيف تصعده الحرارة الغريزية من الرطوبة الغريزية ، فيعدله الهواء الوارد على ابداننا من خارج. ثم يسري في الاعضاء ويعين القوى على افعالها. فاللطيف من الروح النفساني ينفذ من العصبتين الى العين ومبدؤه من الروح الحيواني. في الاصل يصعد في العرقين اللذين ذكرنا انهما يصيران

_________________

وهي عبارة عن غشاء مخاطي رقيق يبطن الاجفان من الداخل ويغطي القسم الامامي من الكرة العينية عدا القرنية. وموزعة في ثلاث نواح : الناحية التي تبطن فيها الاجفان من الخلف وتسمى (منظمة الاجفان) والناحية التي تبطن فيها القسم الامامي من كرة العين عدا القرنية وتسمى بالمنظمة الكروية. والناحية التي تنثني فيه في الزاوية التي تتصل فيها الجفن بالكرة.

وتنطبق منظمة الاجفان على غضروف الجفن وعلى مجموعة من الغدد الدمعية وتدعى (غدد كروسه) وفي المنظمة أو الملتحمة أوعية دموية واعصاب وعقد بلغميه. كما ان قنوات الغدد الدمعيه تفتح في الانثناء العلوي للملتحمة هذه. أما القسم الذي ينطبق على الكرة والذي يغطي الجزء الامامي من كرة العين عدا القرنية فهو ملتصق دون تماسك بالطبقة الصلبة. والملتحمة الطبيعية عادة تكون ملساء ناعمة عديمة اللون تقريبا (أو وردية اللون) وتكاد تكون شفافة وهي تحتوي على الكثير من الاوردة والشرايين.

١٢٢) في الاصل : عدمم نحار لطف تصعده الحرارة العريزية من الرطوبة العربزيه.

وردت الجملة التالية في حاشية الصفحة (من الروح النفساني ينفذ من العصبتين الى العين ومبدؤه من الروح الحيواني).


أغشية. ويلطف كلما سلك مسالك ضيقة بالحركة النارية التي فيه. وتندفع عنه الى المنخرين ما يخالطه من الاكدار فتهذب. والكبد لها من ذلك فعل وهو ان لطيف البخار الذي في الدم الكبدي اذا وصل الى القلب يصير كالمادة لهذا الروح. وقد اختلف القدماء من الاطباء والحكماء في كيفية الابصار. وانا أذكر الرأي الذي اعتقد. ثم احكي مذاهب اكثرهم في ذلك على الاختصار.

الفصل العشرون

في كيفية الابصار (١٢٣)

الابصار يكون بالمناظر التي تخرج من الحدقتين. وهذه المناظر كالخطوط المستقيمة تذهب على سمت واحد الى قدام على مثال ما

_________________

١٢٣) بحث المؤلفون من الكحالين العرب ، وبذلوا جهودا كبيرة لايضاح هذه الكيفيه معتمدين في ذلك على ما جاء من كتب جالينوس وايبوقراط ومدرستهما. وقد سبق ان ذكر مؤلفنا شيئا عن العصبتين المجوفتين اللتين يمر بهما الروح النفساني أو الروح الباصر. وقد ذكر ذلك كما جاء في المقالات العشر. ص ٩٢ وكما جاء في التذكرة ص ٣٢. جاء في التذكرة ص ٣٢ : اما العصب النوري فهو عصبتان. ومنشأ كل واحدة منهما من جانبي احد بطني الدماغ المقدمين. فاذا نشأتا لا تمضيان على استقامتهما لكونهما معوجتين في جوف عظم الرأس ، وتتصل احداهما بالاخرى بالقرن من المنخرين حتى يصير ثقباهما ثقبا واحدا (ومنها حاسة البصر).

وذكر قوم ان بهذا الاتصال تكون حاسة الشم. وقوم قالوا بنفس الدماغ تكون حاسة الشم ثم تمتزج كل واحدة منهما بالاخرى ثم تفترقان بعد اتصالهما على المكان حتى انهما تصيران على شكل الحاء في كتاب اليونانيين هكذا (*) أي تتصالبان ثم تذهب كل عصبة منهما الى العين المحاذية لمبدأ منشأها من الدماغ ، العصبة اليمنى الى العين اليمنى والعصبة اليسرى الى العين اليسرى (انظر المقالات ص ٩٢ ـ ٩٣).

ذكرنا هذا لايضاح كيفية الرؤيه بمرور الروح النفساني من هاتين العصبتين المجوفتين اللتين تتكون من نهايتهما الطبقة الشبكية (انظر تعليقنا رقم ١٤٢ رجاء).


يذهب شعاع الشمس اذا دخل من كوّة الى بيت. ومبدأ تلك الخطوط منظم دقيق (١٢٤) وآخرها منتشر واسع. وشكل جملتها في كل واحد من العينين شكل صنوبري ـ أعني حب الصنوبر الكبار ـ مخروط كأنها تخرج منفرجة مخروطة كلما بعدت اتسعت (١٢٥). فلذلك وجب ان تتساويا في الوضع. ويكون ذهابهما على سطح واحد من الشكلين المحورين حتى تدركا المرئي في موضع واحد بعينه والا لم يدركا كليهما من موضع واحد (١٢٦) حول كل واحد من المحورين. فيقع الادراك مختلفا بل كل واحدة من الصنوبرتين موضوعة وضعا شبيها في كل واحدة من العينين ما هو في الاخرى. فتكون جملة الصنوبرة الملتئمة من الخطوط الخارجية من أحد العينين شبيها (١٢٧) بجملة الصنوبرة الخارجة من العين الاخرى. والروح الباصر النوراني ينفذ

_________________

١٢٤) جاء في المقالات ص ٩٥ : فكان مبدأ تلك الخطوط منظما ضيقا وآخرها منتشرا واسعا وكان شكل جملتها في كل واحدة من العينين الشكل الصنوبري. اعني شكل حب الصنوبر الكبار.

١٢٥) في الاصل : (تخرج منفرجة مخروطة كلما تعدت اتسعت) وهذا ما هو عليه الحزم الضوئية.

١٢٦) في الجملة تعقيد : انظر المقالات العشر ص ٩٥ حيث جاء : وجب ضرورة ان يكون الخطان الوسطان من هذين الشكلين وهما المعروفان بالمحورين متساويين في الوضع ويكون ذهابهما على سطح واحد مسطوح حتى يدركا الشيء المبصر والا لم يدركاه كليهما في موضع واحد. وكذلك يجب ان يكون ايضا الخطوط التي حول كل واحد من المحورين موضوعة وضعا شبيها في كل واحدة من العينين لما هو في الاخرى ويكون وضع جملة الصنوبره الملتئمه من الخطوط الخارجه من العين الاخرى. ويجب ضرورة في كون هذه الاشياء على هذا أن يكون مبدأ المناظر التي تخرج من الحدقتين كلتيهما مبدأ واحدا ويكون ممرهما على سطح واحد مسطوح فهذا المبدأ والاصل الذي يبتدئى خروج المناظر منه هو موضع اتصال المجريين النافذين في عصبتي البصر حيث يصيران شيئا واحدا

١٢٧) في الاصل : فتكون جملة الصنوبرة الملتامه من الخطوط الخارجية من أحد العينين شبها.


في العصبتين المقدم ذكرهما. لا قوته فقط بل نفس جوهره ومقداره ، ليفي بما يحتاج اليه في فعل البصر والا لما كانت الحاجة الى تجويفهما ولذلك يتسع ثقب العنبي كما بينا ، وليس الا لمزاحمة الروح نفسه وضغطه اياه. فاذا خرجت تلك الخطوط خالطت الهواء الصافي فادركت العين اللون المخالف للهواء ، فتدرك ذلك اللون ، والدليل على ذلك ان نقول الابصار لا يخلو : اما ان يكون بارسال شيء الينا من المرئي فيدلنا على نفسه حتى ندرك ماهيته. واما ان يذهب منا شيء ندركه ، او يكون شيء اخر غير قوتنا وما يخرج من أعيننا ، وغير المرئي يعرفنا ذلك فندركه (١٢٨). لا جائز ان يكون بخروج شيء من المرئي أو شبح او كيفية كما ذهب اليه قوم دون اخرين وينطبع في الجليدية فانه لو كان كذلك لكان ينبغي ان يرى (١٢٩) من غير ان يعلم مقداره في العظم من حيث ان جبلا من أعظم الجبال او جسما من أعظم

_________________

١٢٨) النظريات الثلاث التي جاءت هنا غير واضحة التعبير. وقد جاء في المقالات العشر ص ١٠٣ : ان جسم المبصر لا يخلو من ان يكون انما يبصر من احد هذه الثلاثة الوجوه :

احدها : ان يكون هو يرسل شيئا منه الينا فيدلنا به على نفسه حتى نعرفه ما هو.

والثاني : ان يكون هو لا يرسل شيئا منه لكنه ثابت في موضعه على ما لم يزل وتذهب منا اليه قوة الحس فنعرفه بها ما هو والثالث : ان يكون هاهنا شيء اخر عندنا وعنده واسطته فيما بيننا وبينه هو الذي يأتينا بمعرفته حتى نعلم ما هو.

وجاء في المقالات في نفس الصفحة : ان جميع الناس قد أقروا وأجمعوا على ان انما نبصر بالثقب الذي في الحدقة. فلو كان هذا الثقب ينتظر أن يصل اليه من الشيء المبصر شيء يذوب أو قوة تخرج منه أو صورة أو شبح أو كيفية.

وقد أراد مؤلفنا أن يعبر نفس التعبير. أو هذا ما قصده بقوله (واما أن يذهب منا شىء ندركه أو يكون شىء غير قوتنا وما يخرج من أعيننا وغير المرئي يعرفنا ذلك فندركه

١٢٩) في الاصل : لو كان لذلك لكان بنعى ان يهى


الاجسام لا يقبل العقل دخوله في العين. ويلزم أيضا ان يكون في طرفه شيء اخر مما يمكن ان ينحل منه كيفية اذا كان المرئي مما لا ينحل منه شيء كالذهب لاستحكام مزاجه ، فان (١٣٠) النار تعجز عن تفريق أجزائه ، وكلما رامت أن تصعد منه الاجزاء المائية تشبثت بها الارضية فالانسان (١٣١) مع ذلك يرى ما كان منه على البعد. وايضا يلزم ان يدخل الى عينه صورة الوف من الناس اذا نظر اليهم. وتنطبع صورهم كلهم على التمام في الجليدية من عينه. ومما يزداد به عندك تحقيقا ان المرآة الصغيرة جدا (١٣٢) لا ينطبع فيها ما عظم من الاشياء المحاذية لها الا صغيرا. والجليدية بالنسبة الى ما نراه صغيرة جدا ، بل وان أدعى في الانطباع ان اللون المعين للهواء اذا انعكس الهواء بعد ملاقات ذي اللون الى الجليدية وانطبع اللون فيها ثم تحركه العين في اقطاره ادرك مقداره بادراكه اللون ، فيرجع هذا القول الى ما نقرره بعد هذا الفصل. ولا جايز ان يدلنا غيره وغيرنا. لانه لو كان يدلنا على المرئي غيره وغير ما يخرج من اعيننا ولم يكن للعين في ذلك فعل للزم منه ان لا يمتنع بسببه فساد العين وعدم ابصارها اذا غمضت او عميت. ولما امتنع ذلك دل على انه ليس كذلك. فلم يبق الا ان يخرج من أعيننا شيء يدرك المرئي. لكن لا وحده فان العقل يشهد ان قوة الانسان لا تبلغ ان تصعد الى موضع ما يدركه من الكواكب والاجرام السماوية ، لا ولو كان الانسان كله روحا باصرا لكن الهواء المحيط بابدان الناس متى كان صافيا صار البصر آلة يقوم مقام العصبة ، وذلك لقبوله من ملاقاة الروح الباصر أياه كقبوله من نور الشمس. وكما ان نور الشمس

_________________

١٣٠) في الاصل : فأن الرأي نعجز عن تفريق اجزايه : وقد جاء التصحيح لذلك في الهامش

١٣١) في الاصل : فامسان

١٣٢) في الاصل المراه الصغيره


اذا لقي الطرف الاعلى (١٣٣) من الهواء نفذت (١٣٤) قوته في الهواء كله فكذلك النور الذي يصل الى العين. فاذا لقي الهواء حالة خروجه من الحدقة غيّره ونفذ فيه ما يحدث من تغييره (١٣٥) له الى مسافة بعيدة جدا. لا سيما اذا كان الهواء متصلا بعضه ببعض نيّرا لم يمنعه مانع من الدخان والغبار والغيم من الصفاء. ثم يقف عند حد بعد ان يتناقص قبله وادراكه المحسوس انما يكون بادراكه اللون المخالف للهواء المنير. فاذا ادرك الهواء ادرك ذا اللون. وادراك مقداره يكون اذا تردد النظر بحركته السريعة في اقطاره. كما يدرك العدد فيكون هذا الادراك بالعرض نابعا لادراكه اللون كما تدرك الحركة. فانه اذا ادرك الجسم في حيز ثم انتقل (١٣٦) الى حيز اخر علم انه تحرك. وكان هذا الادراك للحس المشترك ، وقد اختلف في ذلك ، لكن المخالف لا يعتد به في هذه الصناعة وان كان عظيم القدر في غيرها. والدليل على أن القوة مع الهواء الصافي المنير والروح الباصر موجب الابصار. ان الانسان اذا استلقى تحت شجرة وكان الهواء صافيا مستنيرا بالشمس رأى ثيابه قد تلونت بورقها.

والدليل على نفوذ القوة والروح الباصر في الهواء ادراكها

_________________

١٣٣) في الاصل : الاعلا

١٣٤) في الاصل : نفذت قوته في الهواء فكذلك النور الذي يصل الى العين.

ولكن في المقالات ص ١٠٥ جاءت الجملة بشكلها الصحيح. ويظهر ان مؤلفنا قد اقتبس الجملة نفسها من المقالات العشر ولكن كلمة (كله) قد سقطت منه سهوا.

١٣٥) في الاصل : يفده جاء في المقالات ص ١٠٥ ايضا : فاذا هو لقي الهواء ساعة ان يندر من الحدقة غيره ونفذ فيه ما يحدث من تغييره له الى مسافة بعيدة جدا.

١٣٦) في الاصل : فانه اذا ادرك الجسم في حيد ثم امعل الى جر أخر.


المحسوس انك اذا نظرت الى الشيء المرئي وجدته بحالة من العظم. فاذا تباعدت عنه كثيرا ادركته اصغر مما كان عليه. وكذلك الى ان لا تدركه القوة. فاذا قربته ودنوت منه رأيته أكبر الى ان تقف عند حده من العظم والصغر نعلم بذلك ان قوة الابصار والروح الباصر مع الهواء اذا كان منيرا صافيا هو الموجب للابصار بتقدير العزيز العظيم. واما مذاهب القدماء في ذلك فكل اختار قولا.

فاما مذهب جالينوس في ذلك فانه يعتقد ان ادراك حاسة البصر محسوسها الذي هو اللون ان الهواء قابل للصور مع الاشياء المرئية مؤديها الى البصر ، فاذا اتصل شعاع البصر بهذا اللون ادرك ما فيه مما قد قبله من الصور المبصرة.

واما الكبير ارسطو : فيعتقد في ذلك ان القوة البصرية والشعاع البصري سيتصل بالمبصر وينعكس راجعا الى البصر فيؤدي الى صورة ما اتصل به ، وينفذ في هواء قابل لهذا الفعل من المبصر.

واما بطليموس فانه قال : المبصرات ، منها ما هو بالحقيقة وادل. ومنها ما هو تابع تال لهذه المبصرات فالذي هو بالحقيقة هو الضوء ثم يتلوه اللون من ذي اللون (١٣٧).

واما ديمقريطس واسقورس : فانهما كانا يريان (١٣٨) القوة البصرية تكون بتخيلات تتصور في الشعاع البصري تخالطه الامثلة التي تتصور فيه ويسمى الشعاع المجتمع شعاعا ذا تماثيل.

_________________

١٣٧) يريد بطليموس برأيه : وجوب توفر الضوء والهواء واللون للتمكن من السيطره على المرئي والوانه.

فحاسة البصر لما كانت ، انما جعلت ليتعرف بها الالوان وجب ضرورة ان تكون نورية اذ كانت الاجسام النوريه وحدها دون غيرها شأنها ان تتغير مثل الالوان ـ انظر المقالات ص ١١٠

١٣٨) في الاصل : فانهما كانا يترايان


واما ابرخس : فكان يرى ان الشعاع يخرج من كل واحدة من العينين (١٣٩) وينبسط فيلقى المبصرات على نهاياتها فيكون كالايدي التي تلمس ما كان خارجا عن البدن وتؤدي ذلك الى القوة الباصرة. وجالينوس برهن براهين هندسية على صحة هذا الرأي في كتابه (في منافع الاعضاء).

وأما افلاطين : فكان يرى ان البصر يكون باشتراك الضوء (١٤٠) البصري بالضوء الهوائي وسيلانه فيه بالمجانسة التي منهما. وان الضوء الذي ينعكس عن الاجسام ينبسط في الهواء لسيلانه وسرعة استحالته فيلقى الضياء الناري. وهذا الرأي يسمى (اجتماع الضياء لافلاطين).

فهذا ما امكن بيانه في هذا الكتاب. وليس هذا مقام نبرهن فيه على ذلك من طريق اخر فنخرج عن علم الطب فضلا عن الكحل الذي هو جزء منه. وقد أوضحنا ذلك بحسب الامكان في مقالة مفردة في كيفية الابصار دون سائر الحواس والذي يلزم الكحال ان يعرف ان الروح الباصر والقوة الباصرة اذا كانت اجزاء العين سليمة يكون الابصار وليس عليه ما سوى ذلك بل هذا مما يلزم الحكيم ولا يضر الكحال معرفته لكن لا يجب عليه ان يبرهن (١٤١) من جهة انه كحال فيغلط (١٤٢).

_________________

١٣٩) في الاصل : يخرج من كل واحد من العنين

١٤٠) في الاصل : (ان البصر يكون باشراد الضو البصري بالضو الهواي ... الخ ـ وهذا الرأي يسمى ـ اجتماع الضيا لافلاطين ـ. وسماه حنين بن اسحق في المقالات العشر ـ الشعاع الافلاطوني ـ

١٤١) في الاصل ـ لا يجب عليه يبرهن عليه ـ

١٤٢) تعليقنا نحن حول كيفية الابصار في الطب الحديث ، حيث نقول :

بقيت هذه النظريات في تفسير الرؤية منذ عهد الاغريق سائدة حتى


_________________

العصر الذهبي للحضارة العربية. ذلك انهم اعتقدوا قديما كما اشار المؤلف ومن جاء قبله : ان الرؤية تتم بواسطة العصبه المجوفه التي تخرج من الدماغ ، وان الروح الباصر او الروح النفساني الخارج من الدماغ بواسطة تلك العصبة المجوفة مستمر في سيره حتى يصل الى الحدقتين وينفذ من خلال الرطوبات الزجاجية والجليدية والبيضية ومن الحدقة حتى يصل الى الهواء الخارجي فيقابل النور المنعكس من الجسم المنظور (المبصر) بمساعدة النور الخارج. ويرتد ثانية لينطبع في الجليدية وبذلك يتم الابصار.

بقيت هذه النظرية سائدة حتى عصر الحسن بن الهيثم (٣٥٤ ـ ٤٣٠ ه‍ أو ٩٦٥ ـ ١٠٣٨ م) حيث انقلبت نظرية الابصار القديمة ونظرية الروح الباصر وأهمية الرطوبة الجليدية وكونها عامل الابصار ، وحلت محلها ما نجم عن كشوفات ابن الهيثم في البصريات والذي كتب عن العين وطبقاتها ورطوباتها المعروفة لدى من قبله ، وقد نحى في وصفه المنحى الذي يؤدي الى غرضه كعالم طبيعي (فيزيائي) يعنى بالعين من الناحية الفيزيائية بالقدر اللازم لانشاء نظريته في الرؤية. فلم يتعرض في وصفه للناحيه التشريحيه كما تعرض لها رجال الطب والتشريح فيما يختص بالعين كما وصفها من قبله ، وانما عنى بوصفها كآلة ابصار ذاكرا ما يكفي فيما قصده من امر الضوء والادراك بالبصر. ومجمل رأيه في تركيب العين ورطوباتها ، انها ذات شكل هندسي تمثل قطاعا يمر بوسط العين الطبقه الخارجيه من الملتحمه ويليها من الداخل العنبيه وبها ثقب من مقدم العين تغطيه القرنيه المشفّه ، وفي داخل العنبية مما يلي الثقب ، الرطوبة الجليدية ، ومقدمها الذي به الثقب التسطيح العدسي الذي هو جزء من سطح كرّي نصف قطره أعظم من نصف قطر السطح المؤخر للرطوبة الزجاجية ، ويكون موضع التحام الجليديه بباطن العنبيه نهاية طرف العصب البصري حيث يدخل من الثقب الذي في العظم القفوي ، وتمتد الطبقه الداخليه منه منبسطة في جسم العنبيه محيطة بالرطوبة الزجاجية الى ان تنتهي الى موضع الالتحام المذكور.

لقد ذكر ابن الهيثم القسم التشريحي كما ذكروه من قبل الا ان وصفه يجيء مطابقا لما ستكون عليه كيفية الرؤيه وكيفية نفوذ الضوء الوارد الى سطح العين خلال الرطوبات المختلفة الموجودة في داخلها. وابن الهيثم في هذا يتناول امورا لم يبدأ العلم الحديث في الادلاء بها الا في اواخر القرن التاسع عشر. وهو يرى من كل ما مر ان الابصار يكون بالضوء الوارد من الجسم المبصر (المنظور) الى البصر. وان الضوء ينفذ في الوسط المشف الواحد على سموت خطوط مستقيمة. وهو يعلم حدوث


_________________

الانعطاف عند نفوذه من وسط مشف الى اخر يختلف شفيفه عن شفيف الاول. وهو يعلم ان سطحي القرنية ـ الامامي والخلفي ـ والسطح الامامي للجليدية سطوح كرّية مركزها مركز البصر ، وقد بين كيف ننظر الى الاشياء في آن واحد ، وان الاشعة من النور تسير من الجسم المنظور الى العينين. ومن ذلك تقع صورتان على الشبكية في محلين متماثلين كما انه أول من بين ان الصور التي تنشأ من وقوع صورة المرئي على شبكية العين بنفس الطريقه التي تتكون فيها صورة جسم مرئي تمر اشعته الضوئيه من ثقب في محل مظلم ثم تقع على سطح يقابل الثقب الذي دخل منه النور. والسطح يقابله في العين الشبكية الشديدة الاحساس بالضوء فاذا ما وقع الضوء عليها أحدث تأثيرا ينتقل الى المخ. ومن ذلك تتكون صورة الجسم المرئي من الدماغ.

لقد كان العثور على كتاب المناظر لابن الهيثم ونشره مكسبا عظيما للابداع العربي. وقد بقي الكتاب المنقول من العربية الى اللاتينيه مرجع اهل اوربا في علم الضوء خلال القرون الوسطى وابان عصر النهضه. وبقي منهلا عذبا نهل منه علماء أوربا مثل (روجر باكن ، وكبلر ، وليونارد دوفنشي) وغيرهم. وهذا ما جعل الدكتور المحقق الباحث ماكس ماير هوف ان يقول (ان عظمة الابتكار العربي تنجلى في بصريات ابن الهيثم).

لقد استمر الاعتقاد بأن الجليدية (الجسم البلوري أو العدسة) كائنة في وسط المقلة. وانها هي عضو البصر الرئيس وان جميع ما يحيط بها من رطوبات واغشيه قد جعلت لحماية العين. واستمر هذا الاعتقاد مدة تزيد على خمسة عشر قرنا أي من قبل عصر جالينوس (١٣١ ـ ٢٠١ م) حتى عصر بن الهيثم (الخامس الهجري وأواخر العاشر الميلادي) حيث فسر الابصار كما نفسره الان. كما وان ولاول مرة يعلق الطبيب الايطالي (فابريسيوس آب اكوا بندتي سنة ١٦٠٠ م ان العدسة (الجليدية) موضوعه في الجزء الامامي من العين. كما شرح جوهانس كبلر سنة ١٦٠٤ وظيفة العدسه والشبكيه والانكسار البصري. وجاء بعدهما الطبيب الفرنسي (بيير بريسو) ليوضح طبيعة الماء الابيض (الساد) مثبتا انه كثافة في الجليدية (العدسة) وذلك سنة ١٧٠٤ م. ومن الغريب ان الاطباء العرب كانوا يجرون عليه عملية الماء الابيض بطريقة الاماله أو بالارتشاف بواسطة ابره مجوفه بالرغم من عدم معرفتهم حقيقه الجليديه التشريحيه (انظر : الحسن بن الهيثم ، بحوثه وكشوفه البصرية تأليف مصطفى نظيف ج ١ ـ ص ٢١٥ ـ ١٣٦١ ه‍ ـ ١٩٤٢ م. مطبعة نوري بمصر). (وانظر : طب العيون عند العرب للدكتور مصطفى شريف العاني ، ج ٢ مخطوط).


الفصل الحادي والعشرون

في وصف الاجفان وكونها وغيرها وقاية وجنّة للعين. والحكمة المستفادة من خلقها

واذ قد تكلمنا في الطبقات والرطوبات وكيفية الابصار بحسب الامكان ، فلننتقل الى الكلام في الاجفان وغيرها مما خلق لوقاية العين فنقول : ان اللّه تعالى حصن هذه الجملة بالاجفان والاهداب النابتة حول العظم ، وبعظم الحاجب ، وأصل الانف ، وعظم الوجنة ، وهذه العظام لتكون وقاية من مصادم اعظم من العين يلاقي اطراف هذه العظام فلا يصل الى العين والاجفان. فلتمانع بصلابتها نكأة (١٤٣) ما يصادم وتمنع عند انطباقها من وصول الغبار والدخان والماء والشعاع القوي الى العين. ولما جعلت الاجفان لتستر ، لم يجعل الاعلى (١٤٤) والاسفل يتحركان انطباقا وانفتاحا بل جعل الجفن الاسفل ساترا بعض

_________________

ولكي نقرب صوره واضحه عن كيفية الرؤيه كما نفسرها الان. نقول : ان العين تشبه آلة التصوير (وان كان واجبنا ان نقول العكس) ذلك ان جدار العين الخارجي يشبه جسم آلة التصوير. والقطاع الامامي من كرة العين شفاف ، اول سطح منه هو القرنيه ، وهو الاول في استقبال الاشعه الوارده من الجسم المنظور. ويبطن جدار العين من الداخل غلاف داكن اللون كما هو الحاله في آلة التصوير ويعرف هذا الغلاف بالطريق الوعائي. ويبطن هذا الغلاف الداكن غشاء يعرف بالشبكية ، وهي تشبه في عملها الفلم الحساس للمرئيات. ومنها ينتقل الاحساس بالضوء الى مراكز الابصار العليا بالمخ عن طريق العصب البصري والذي يترجم الاحساس بالضوء الى صور المرئيات بالمخ عن طريق العصب البصري. انظر كتاب : انظر كتاب : أمراض العين تأليف شارل. ه‍. ماي. مطبعة ماسون. سنة ١٩٥٦. في بحث المرئيات).

١٤٣) في الاصل : فلتمانع بصلاتها نكاية ما يصادم.

جاء في القاموس المحيط (نكأ القرحة نكئا أي قشرها).

١٤٤) في الاصل : لم يجعل الاعلا والاسفل


العين لازما مكانه. والجفن الاعلى منفتحا عند الحاجة الى البصر (١٤٥) منطبقا عند التغميض. وجعل الجفن الاسفل اصغر من الجفن الاعلى. لان من شأن الاسفل اللزوم ومن شأن الاعلى ان يكشف عن العين وان يسترها. فيجب ان يكون ملبسا على اكثر من نصفها. فيتم الابصار على ما ينبغي ولو كان الجفن الاسفل اعظم مما هو لكانت الفضول (١٤٦) المنحدرة من العين كالرمص والدمع تجتمع فيه ولا تسيل منه. وكان هو بنفسه يسترخي عن العين ولم يكن يلزمها ويعهدها من اسفل واجزاء الجفن جلد ثم احد الطاقين والغشائين ثم العضل. وسنذكر العضل ثم الطاق الاخر في الاخر. والجلد فهذا هو الاعلى والاسفل. واما الاهداب فتفيد لسوادها في جمع الضوء وتعين في أوضاع الجفن وتمنع بعض المنع. وهي شعر (١٤٧) الحاجب بمنزلة السياج حول الشيء. وخلقت الاجفان اصلب من العين والا لما صلح ان يكون غطاء ووقاية. ثم لم تجعل شديدة الصلابة من جوهر العظام والغضاريف والا لم يكن شيء يتأتى لها الحركة. وكانت مع ذلك تنكأ في العين بصلابتها (١٤٨).

_________________

١٤٥) في الأصل : منطبعا. كما ان المؤلف كرر من الجملة كلمة (الاعلى) بالالف الممدودة وقلما كان يكتبها بالالف المقصورة في كل تضاعيف الكتاب.

١٤٦) في الاصل : لكانت الفصول ويريد بها الفضول أو الفضلات.

١٤٧) في الاصل : وهي وسعر الحاجب بمنزلة الساح. يلاحظ أن الموءلف في جميع كتابته ما كان ليهتم بتنقيط الكلمات. وقد اشرنا الى ذلك كثيرا.

١٤٨) الاجفان يختلف وصفها للتشريحي والنسيجي بالطبع بالنسبة لما وصف المؤلف. فهي الان تعرف : بانها عبارة عن ستارة متحرّكة واقية أمام الكرة العينية. وتتركب من الامام الى الخلف من :

(١) طبقة الجلد (٢) نسيج ليفي رخو (٣) عضلات (٤) صفيحه غضروفيه (٥) غشاء الملتحمه. وتنبت الاهداب من الحافه


الفصل الثاني والعشرون

في وصف العضل التي في العين والحكمة المستفادة من خلقها. وموضع كل واحدة منها

اعلم ان العين تحتاج الى الحركة كما بينا في وضعها للبصر الى جهات كثيرة. ويكون لها اطلاع اكثر مما لها على تقدير سكونها. فجعل فيها وفي الاجفان عضل يتأتى لها به سائر الحركات وذلك العضل هو عضو مركب من العصب ومن جسم ينبت من اطراف العظام شبيه بالعصب يسمى (عقبا ورباطا) ومن اللحم ومن غشاء يجللها خلقت لتحريك الاعضاء بحسب الارادة. وذلك ان العصب اذا اتصل بالرباط وتشبك كل واحد منها بالاخر حتى صار كشيء واحد. وينتفش الحاصل منهما او احدى الفرج التي من الاخر المنتفشة باللحم وجلل بغشاء. وكان هذا الحاصل عضلة (١٤٩) ، وغايتها ان الارادة متى اقتضت تحريك عضو ما حركت القوة المحركة التي تحرك العضل

_________________

المدورة بكل جفن، وتكون على صفين او ثلاثة، وتثبت جذورها في النسج الليفي والعضلي وتحتوي على غدد دهنية وغدد عرقية. كما ان النسيج الليفي يحتوي على أوعية دموية وأعصاب. أما العضلة الرافعة العلوية للجفن فترتكز على الحافة العلوية لعظم الحجاج والطرف الآخر للعضلة يتصل بالحافة العلوية لغظروف الجفن. وهناك عضلة تدعى بالعضله الحجاجيه الجفنيه تقع بين الغضروف والجلد. اما عظروف الاجفان فهو عباره عن صفحه رقيقه مكونه من نسيج ليفي كثيف. وتوجد داخل الغضروف غدد دهنيه وكذلك داخل غضروف الجفن السفلي ـ انظر: امراض العين:. لماي ص ٤٠ ـ

١٤٩) هكذا بالاصل. وهو يريد بذلك كله تعريف العضله. ومعنى قوله: هو ان العضلة عضو مركب من عصب ووتر أو رباط. وان العصب يتصل بالرباط أو بالوتر أو بالعصب ـ كما يدعوه ـ ويشتبك كل منهما بالاخر لتصبح جميعها عضوا يدعى بالعضله المجلله كالغشاء او الصفاق. ولذلك يستطيع ان يوءدي حركة الانبساط والانقباض. وهو ما يقصد بقوله (و يشنجها أو يرخيها).


بتأدية العصب الذي هو جزء من ذلك العضل ، اما بان تشنجها ويلزم من ذلك حركة العضو الى جهة مبدأ العصب. واما بان يرخيها ويلزم من ذلك حركة العضو الى خلاف جهة المبدأ. فجعل في اللحاظ عضلة تحرك العين نحوه. وفي المآق عضلة تحرك العين نحو الانف. ومن فوق عضلة تحرك العين الى جهة فوق ومن اسفل عضلة تحرك العين الى جهة أسفل. ومن فوق عضلتان تمتدان ورابا نحو اللحاظ تديران العين (١٥٠). وثلاث عضلات في اصل العين تمسك الشعبة الواردة من الدماغ الى العين. وتمسك العين من ورائها عند اتصالها بالعصبة

_________________

١٥٠) المعروف لدى الاطباء العرب: ان العضلات التي تحرك العين هي ست. واحدة تحركها الى فوق، واخرى الى اسفل، وواحدة الى جهة المآق (أي الجهة الانسية) وواحدة الى جهة اللحاظ أي الجهة الوحشية كما ان هناك عضلتين تدعيان بالعضلتين المنحرفتين تديران العين الى فوق وأسفل والى يمين ويسار (تذكرة الكحالين ص ٣١). وان هناك ثلاث عضلات في فم العصبه المجوفه لتشد فمها وتمنع من ان تتسع فتتبدد القوة الباصرة. وقد اختلف الاقدمون في وجودها ـ فلم يذكرها الرازي ج ٢ ص ١. ولم يذكرها حنين في مقالاته العشر ص ٨١ ـ ٨٢) وان العضلات الست هذه تدعى حديثا ب‍(العضلة المستقيمة الانسية والعضلة المستقيمة الوحشية والعضلة المستقيمة العلوية والعضلة المستقيمة السفلية والعضلة المنحرفة العليا والعضلة المنحرفة السفلى) ولم تأت كتب التشريح الحديثة على ذكر شيء عن العضلات الثلاث التي تقع في فم العصبة المجوفة والتي من فوائدها أيضا منع جحوظ العين أثناء التحديق، وذلك بتثبيتها وابقائها في مقرها. والظاهر انه خطأ وقع به من جاء قبل الكحالين العرب.

وقد جاء في تذكرة الكحالين ص ٣١ ـ و٣٨ : ان الجفن العلوي هو الذي يتحرك، وتتم حركته بثلاث عضلات. واحدة تشيله الى الاعلى وموضعها بالقرب من عظم الحاجب. وعضلتان تحطانه الى الاسفل عند التغميض ليلا أثناء النوم والارادة. ومنفعة ذلك لئلا تتراكم على العين البخارات والفاز فيؤذي ذلك العين وموضعها من الجفن في المآقين مما يلي أصول الشعر واما الجفن الاسفل فلا عضل فيه. فان تحرك فان عضل الخد يحركه. واما اشعارها فلها منفعتان احداهما ان تدفع عن العين ما لطف من الافات مثل الغبار وما اشبه. والثاني ان تقوي العين بسوادها.


واستقرارها في الجوبة. ولو لا هذا العضل لكانت الشعبة تنهتك عن أدنى سقطة او انزعاج الرأس الى جهة أمام. وعند المشرحين خلاف في هذه العضل الثلاث. فعند قوم انها عضلتان وعند قوم انها عضلة واحدة ولم يختلفوا في وجود جنس العضل لما ذكرنا من حفظ العين بالمسك. واما عضل الجفن ، ففي وسط الجفن الاعلى عضلة ترفعه الى فوق لينفتح. وفي طرفيه عضلتان تحيطانه وقت التغميض والطرف. وانما جعل حركة الجفن الاعلى الى فوق بعضلة واحدة في الموضع الوسط ، لان شعر العين لما كان صلبا تحرك طرفاه بتحرك وسطه. فاذا جذبت العضلة وسطه ، انجذب سائره الى فوق. وجعل حركته الى أسفل بعضلتين في زاويتي العين ، لان الشعر وان كان مفرط اللين حتى استرخى ، ليس يسهل تحريك سائره بتحريك طرفيه كما يسهل تحريك طرفه بتحريك وسطه. ولان طرفيه لو كان في كل واحد. عضلة لكان فتح العين من جانب اللحاظ والانف سواء فلا يستقيم للعين فتح.

ولما كانت العين دائمة الحركة وكذلك الاجفان عليها انفتاحها وانطباقها جعل من فوق غدد ومن اسفل غدد يرشحان دائما في ثقبة دقيقة رطوبة لينة الى العين ليسهل بها حركتها ومرور الاجفان عليها. وجعل شحم منطبق بالعين يفيدها لينا ويعينها في جودة الحركة الى الجهات. فتبارك اللّه احسن الخالقين.

القسم الثاني من الجزء الاول

في تعريف احوال العين وامزجتها والوانها

واحوالها الطبيعية منها وغير الطبيعية واختلاف ذلك

وهو فصلان


الفصل الاول

في أمزجة العين واختلافها

يجب على الكحال ان يعرف مزاج العين الطبيعي الذي يحتاج الى علاجه حتى اذا زال عن حالته الطبيعية عرف مقدار زواله الى أي جهة زال حتى يرده الى ما كان عليه. فاذا كان صحيحا يحفظ صحته. فيجب على الكحال حينئذ ان يكون عارفا بمزاج العين. فنقول قد يتصور مزاج العين على وجهين احدهما ان يكون معتدلا واعتدالها لا يعني ان يكون معتدلا (١٥١) في التوازن والتعادل ، فذلك محال وجوده لا سيما في العين ، لان الرطوبة كثيرا ما يغلب عليها. لان منشأها من الدماغ. والدماغ رطب في الغالبية (١٥٢) لكنا نعني بذلك الاعتدال ما يعنيه الاطباء (١٥٣) بالمعتدل في مباحثهم. وهو ان يتوفر على العين في أصل الخلقة ما يستحقه من المزاج الانساني على أفضل ما ينبغي ان تكون عليه العين. فعلى هذا يكون مزاج العين المعتدل رطبا والحرارة التي فيها لا تقاوم رطوبتها لانها مستفادة من الشرايين. الا انه تبخر الحرارة الرطوبة. ويداوم التحليل بالحركة وغير ذلك من الاسباب المحللة تقرب من المساواة. وهذا الاعتدال المذكور يكون معتبرا بحسب النوع ، ويكون بحسب الصنف ، ويكون بحسب الاشخاص ، والاسنان ، والذكور والاناث ، والالوان.

فاما الاعتدال المعتبر بحسب النوع فهو انا اذا قسنا عين الانسان الى عين ما سواه من الحيوانات وكانت اعدل ، فهي معتدلة بهذا الاعتبار. لان الانسان اعدل.

_________________

١٥١) في الاصل: قد يتصور مزاج العين على وجهين أحدهما أن تكون معتدلة المزاج وهذا اعتدالها لا يعني أن يكون معتدلا في التوازن والتعادل فذلك محال.

١٥٢) في الاصل: الدماغ رطب في الغابيه.

١٥٣) في الاصل: ما يعنونه الاطباء.


واما بحسب الاصناف فان كل صنف من اصناف سكان المعمورة يختص اهله بمزاج في اعينهم متى كان لهم كانت أعينهم افضل ما ينبغي ان تكون عليه ، كبرد أعين الصقالبة ويبسها وحرارة أعين الحبشة ورطوبتها واعتدال مزاج سكان الاقليم الرابع. فلو فرضنا ان أعين الصقالبة كانت حارة رطبة كان القياس يقتضي ان يسرع اليها النزلات لحرارتها ورطوبتها لان العضو الحار يجذب الى نفسه اكثر من جذب البارد ، وفجوجة أدمغتهم تساعد على ذلك. ولو فرضنا ان أعين الحبشة باردة يابسة مع كثرة التحليل من ادمغتهم ونضجها لحرارة هوائهم وكثرة قرب مسامقة الشمس من رؤوسهم لكانت المواد تكثر عليها ويقل هضمها ويتولد في اجزائها سدد بسبب كثرة الفضلات وعدم التحليل الحاصل من بردها ويبسها وضيق مسامها. وقد نشاهد في الاقليم الرابع شيئا قريبا من ذلك ، وهو انه من كانت عينه كحلاء كأعين الحبشة حارة المزاج ، كثيرة انصباب المواد اليها الحارة (١٥٤) وغيرها.

ومن كانت عينه زرقاء يابسة المزاج لا سيما اذا كانت الرطوبة البيضية قد ساء مزاجها ، لم تدرك نهارا كما ينبغي ، وقد تدرك ليلا. وبالجملة كل من وجدت عينه في صنف على خلاف أعين ذلك الصنف ، فانه يكون خارجا عن الاعتدال فان الحكمة الالهية اقتضت ان يكونوا على ما هم عليه وما اقتضاه هواؤهم وماؤهم. وترى احوالهم تجري على أفضل ما ينبغي لهم (١٥٥). واما الاعتدال المعتبر

_________________

١٥٤) في الاصل : وهو انه من كانت عينه لحلاء جا على الحبشة حارة المزاج كثيرا انصباد المواد. والاقليم الرابع يعني بلاد فارس وخرسان.

والعين الكحلاء هي العين الشديدة السواد. واعين الحبشه يعنى بها اعين الاحباش وهم سكان بلاد الحبشة.

١٥٥) في الاصل : وما اقتصاه هو اهم وما هم.


بحسب الاشخاص ، فان كل واحد من الناس تكون العين فيه نسبتها الى الاعتدال كنسبة اعضائه الاخر الى الاعتدال ايضا على ما تستحقه الاعضاء من المزاج الاصلي الخاص بكل عضو. وكلما كانت اعضاؤه (١٥٦) اقرب الى الاعتدال كانت العين اقرب. وربما كانت معتدلة في انسان غير معتدل او بالعكس.

واما الاعتدال المعتبر بحسب الاسنان (١٥٧) فان الاطفال تكون أعينهم في الغاية من الرطوبة والحرارة. ولا تكون فيهم قوية ، ورطوبتها غريزية وكذلك حرارتها. لكن الرطوبة تغلب كثيرا. وكلما ترعرعوا سبقوا وقلت رطوبات أعينهم بالنسبة الى ما كانت عليه قبل الرهاق (١٥٨) لانها تكون أدنى حسا.

والفكرة لا تستعملها القوى النفسانية فيصرف الى حواسهم اكثر. واما في سن الشباب فان الروح الباصر فيهم يغلظ قليلا بسبب قوة الحرارة التي توجب في دمائهم غليانا وتعكرا وتكدرا. واما الكهول فان العصبة النورانية تقل لدونتها وتضيق فيقل لذلك نفوذ الروح الباصر فيها فتضعف ابصارهم. واما المشايخ فيكثر في أعينهم نزول الماء والرطوبات الغريبة وانصباب المواد والسدد. وترقى الابخرة الغليظة من الاعضاء لا سيما من المعدة بسبب ضعف الهضم في كل الاعضاء لقلة الحرارة الغريزية وضعفها وضعف القوة الدافعة.

واما الاعتدال المعتبر بحسب الذكران والاناث ، فان أعين الاناث أقل حرارة واكثر رطوبة. وأعين الذكران بالضد.

_________________

١٥٦) في الاصل : وكلما كانت (أعضاه) أقرب.

١٥٧) في الاصل جاءت كلمة (الاسنان) مشوهة غير مقروءة. ولكن سياق الجملة اوضحها.

١٥٨) الرهاق ، ويريد بها المراهقة. جاء في المعجم الوسيط : يقال : انهم رهاق مائة ، أي ان عددهم زهاء مائة. اما المراهق : فهو من جاوز طور الصبا. وراهق الغلام : اي قارب الحلم


واما اعتبار اللون فالشعلاء أعدل والشهلاء قريبة منها. وابعدها عن الاعتدال الزرقاء. وأقرب من بعدها الكحلاء. وهذا أمر أكثري يقع غالبا. لا أن كل فرد من أفراد كل قسم من الاقسام التي ذكرنا يوجد البتة (١٥٩). كذلك فربما خالف لكي يكون قليلا والوجه الثاني ان لا تكون معتدلة بل تكون أميل الى احد الكيفيات اعني الحرارة أو البرودة. واما الرطوبة او اليبوسة وقد تكون مركبة فتصير ثمانية. وهذه الثمانية تكون صحية وغير صحية. والصحية قد تكون بمادة وبغير مادة فتصير ستة عشر. وسنستقصي ذلك عن قريب ان شاء اللّه.

الفصل الثاني منه

في ألوان العين (١٦٠)

اعلم ان الوان العين مختلفة. فمنها بالطبع ومنها بالعرض. ومنها ما يوجد بحالة وقت الولادة ثم تتغير. ومنها ما لا يتغير. ومنها ما

_________________

١٥٩) ربما ان المؤلف أراد من جملة (يوجد البتة) بأن ما ذكره ليس أمرا قطعيا وانما هو أمر أكثري أي بالاكثرية أو الغالبية (وهذا أمر أكثري يقع غالبا).

١٦٠) في الوان العين : اسهب المؤلف في الشرح عند كتابته فصل الوان العين. بينما لم يعر غيره ذلك ولم يهتم مثل هذا الاهتمام. فقد فقد جاء في تذكرة الكحالين شرح موجز عن الاسباب التي تكون بسببها لعين كحلاء او زرقاء او شعلاء او شهلاء ـ انظر التذكرة ص ١١ ـ ١٣ ـ ولقد حذا مؤلفنا حذو الاغريق عند ذكرهم العنبية (ايرس Iris). اذ اعتبروا للعين أربعة ألوان. فذكروا العين الكحلاء (الشديدة السواد بما فيها الاشفار. ثم ذكروا الشعلاء (جاء في المعجم الوسيط : الاشعل من الناس هو من كانت في عينه حمرة خلقة (ثم ذكروا الشهلاء) جاء في المختار من صحاح اللغة : الشهلة في العين : ان يشوب سوادها زرقة. وجاء في الوسيط شهل اللونان شهلا اي اختلط احدهما بالاخر. والشهل ان يشوب انسان العين حمرة ـ. ثم ذكروا العين الزرقاء.

ان الاغريق عند ما ذكروا العنبيه قالوا ان هناك غشائين ، وان احد الغشائين وهو الذي يلتحم بالجليدية يكون على هيئة قوس يقال له


يتغير عند الشيخوخة وبرد المزاج. ومنها ما يختلف بحسب البلدان والاصناف. ومنها ما يتغير لونها بحسب المرض. اما الالوان التي بالطبع فهي اربعة الشعلاء والشهلاء والكحلاء والزرقاء. واسباب الزرقة اما من عظم الرطوبة الجليدية او ظهورها الى القريب من العنبي او من صفاء الروح الباصر او ان يكون متوقدا او من قلة الرطوبة البيضية او ان تكون صافية او من قلة سواد الطبقة العنبية.

واما اسباب الكحولة فمن اضداد هذه الاسباب الفاعلة للزرقة. واما اسباب الشعولة والشهولة ، فاذا وجد بعض الاسباب الفاعلة للزرقة مع بعض الاسباب الفاعلة للكحولة كان ذلك. وقد يوجد في

_________________

(ايرس) لمشابهته (قوس قزح) وهو ما سمي بعد ذلك (بالقزحية). ولم يميز لا العلماء الاغريق ولا العلماء العرب بين القزحيه ـ العنبيه ـ وبين الجسم الهدبي (وهو امتداد الطبقة المشيمية حتى اتصالها بالقزحية) ، ودعوهما كليهما بالعنبية. ولا شك ان الالوان التي تحملها القزحية لها عوامل بيئية ووراثية. وقد أرادوا حل طلسم تلك الالوان فأسهموا في البحث عن عيون الصقالبة والحبشيين وأهل مختلف الاقاليم المعروفة ـ انظر كتاب العشر مقالات ، النص الانكليزي ص ٩ والنص العربي ص ٧٨ ـ. ولقد اوردوا لكل لون من ألوان العين عوامل متعددة لحدوثه. فقالوا مثلا كما جاء في تذكرة الكحالين ص ١١ ـ ١٢ :

(أذكر في هذا الباب من كم سبب تكون العين كحلاء : العين تكون كحلاء من سبعة اسباب وهي اما من نقصان الروح الباصر ، واما من كدورته واما من صغر الرطوبه الجليدية ، واما من انخفاضها ، واما من كثرة الرطوبة البيضية ، وأما من كدورتها وأما من شدة سواد الطبقة العنبية ـ. وقد جاء مؤلفنا بنفس الاسباب اذ قال : ان اسباب الكحوله هي ضد الاسباب الفاعله للزرقه ، والاسباب الفاعله للزرقه هي اما من عظم الرطوبة الجليديه او ظهورها الى القريب من العنبي او من صفاء الروح الباصر او ان يكون متوقدا او من قلة الرطوبه البيضيه او ان تكون صافيه او من قله سواد العنبيه.

١٦١) ان جملة (كالنبات أو ما ينبت لا يكون ظاهر الصبغ بل يكون الى البياض) جاءت في الهامش بخط المؤلف. ولكن كلمة لا يكون ، جاءت في الاصل (لا يكن).


قوم أشد وفي قوم أقل بسبب تكامل الاسباب الفاعلة للالوان ونقصانها.

واما ألوانها بطريق العرض فذلك يكون بسبب غلبة بعض الاخلاط. فتوجد حمراء وصفراء ورصاصية وكمدة. فالحمرة من غلبة الدم. والصفرة من غلبة الصفراء والرصاصية من غلبة البلغم. والكمودة من غلبة السوداء. وهذه الالوان انما تتغير فيها كثيرا الطبقة الملتحمة. فاما ما يوجد وقت الولادة في أعين الاطفال ثم يتغير بعد مدة فذلك لعدم النضج (١٦١) كالنبات أول ما ينبت لا يكون ظاهر الصبغ ، بل يكون الى البياض. ثم انها مع النضج تخضر. فلهذا السبب تكون زرقة عيون الاطفال وشهولتها. وهذه زرقة تكون من رطوبة غير بالغة اذا قويت حرارتهم اتضحت تلك الرطوبة الى ذلك اللون. واما تغير أعين المشايخ الى الشهولة والزرقة في بعض الناس فذلك بسبب التحلل الذي يعرض الرطوبة التي تتبعها الصبغ اذا كانت نضجة جدا مثل النبات عند ما تتحلل رطوبته وتأخذ تبيض. وهذه زرقة عن يبس مفرط. وقيل ان تلك الزرقة من رطوبة غريبة تأخذ تبيض كالماء الذي ينزل الى العين. واقول لذلك (١٦٢) من المجموع فان اليبس في الاعضاء يعني الرطوبة الاصلية الموجبة للصبغ تغيّر اللون تغيرا ما. والرطوبة الغريبة تكمل ذلك التغيير. واما ما هو عارض مع الامراض كما يعرض للمرضى ان تشهل أعينهم ، وسببه تحليل الرطوبة كما قلنا. وقد تصير العين الكحلاء شهلاء بسبب انتشار يعرض لنور العين من اتساع ثقب العنبي فيتبدد النور. وبالجملة فالزرقة منها طبيعية ومنها عرضية. ويعتبر ذلك بجودة

_________________

١٦٢) في الاصل : جاءت كلمة (لذلك) في الحاشية.


الابصار. وقد ظن بعض الاطباء ان الشهلاء (١٦٣) نارية ، ولو كان كذلك لكانت العين الزرقاء مضرورة لفقدانها النارية التي هي البصر. وقد يقصر بعض الكحل عن بعض الزرق في الابصار اذا لم تكن الزرقة حدثت عن آفة عارضة. وذلك ان الكحلاء التي كحلها بسبب كثرة البيضية تمنع نفوذ اشباح الالوان بمضادته الاشفاف. والكحل الذي يكون لكدورة الرطوبة ، كالكحل (١٦٤) الذي يكون بسبب كثرة الرطوبة البيضية كذلك لانه لا يجيب الى حركة التحديق والخروج الى قدام اجابة يعتد بها. وانما اذا كانت العين الكحلة بسبب الرطوبة فيكون بصرها (١٦٥) بالليل قليلا بسبب الحاجة الى التحديق والخروج الى قدام ، اجابة لتحرك المادة الى خارج. والمادة الكثيرة تستعصي اذا كانت بسبب الطبقة العنبية وشدة سوادها فتكون اجمع للضوء. واما الزرقة بسبب قلة الرطوبة البيضية فانها تبصر ليلا في المواضع المظلمة اجود مما تبصر نهارا. وفي المواضع المشرقة لما يعرض من تحريك المادة القليلة بسبب الضوء فيشغلها عن الابصار كما يعرض في الظلمة من عدم الابصار.

واما اختلافها بحسب الاصناف في الالوان فان الصقالبة أعينهم زرق. والحبشة أعينهم كحل وسكان الاقليم الرابع أعينهم شهل وشعل غالبا. وقد يوجد الكحل والزرقة. والكحل اكثر وجودا في الاقليم الرابع من الزرقة. والترك وان كانوا يسكنون الاقليم الخامس

_________________

١٦٣) في الاصل : وقد ظن بعض الاطبا ان الشهلا الناريه. لقد درج الموءلف على حذف الهمزه من كثير من الكلمات في النسخه الخطيه. وقد اشرنا الى ذلك سابقا. ولا يزال يكرر حذف الهمزه واحيانا حذف النقط

١٦٤) في الاصل : والكحل الذي يكون لكدورة الرطوبة الكحل الذي يكون بسبب ..).

١٦٥) في الاصل : نضرها بالضاء المهملة.


ويلاقون البرد الشديد ، الا انهم يكثرون اكل لحم الخيل. ويكثرون من أكل اللحوم مطلقا والدماء. ويشربون البان الخيل. وكل ذلك مسخن فتسخن احشاؤهم (١٦٦) وادمغتهم وتعود قلوبهم يابسة شديدة الحرارة. والروح الحيواني فيهم اسخن والطف. وبرد هوائهم يساعدهم على الزيادة في ذلك لانعكاس الحرارة فلا تعظم الجليدية فيهم ولا يحتاجون الى تحديق يوجب قربها من العنبي. وتحسن أعينهم فيكون مزاجها كالمعتدلة بسبب ذلك. فالوان أعينهم كالوان أعين سكان الاقليم الرابع وتندفع الرطوبات الى اجفانهم وتنعقد شحما فتكون أعينهم لذلك ضيقة (١٦٧). ويستحسن منهم ذلك. وان كان في بلادنا قد تصير شرناقا (١٦٨). فاذا وصلوا الينا كثيرا ما يتولد في أعينهم الظفرة (١٦٩). الا انها تكون لاصقة بالملتحم فلا تضرهم كثير

_________________

١٦٦) في الاصل : فتسخن احشاهم

١٦٧) في الاصل : فيكون اعينهم ضيق

١٦٨) في الاصل : في بلادنا قد يصر شرناقا والشرناق حسبما جاء في المقالات العشر لحنين بن اسحق ص ١٩١ : هو حويصلة مائية.

وفي ص ١٣١ دعاه (هودا طيس) ومعناه كيس مائي.

وفي تذكرة الكحالين ص ١٢٦ : الشرناق : من الامراض الخاصة بالجفن الاعلى. وهو جسم شحمي لزج منتسج بعصب وحجب يحدث في ظاهر الجفن وفي الحاوي : ج ٢ ص ١١٦ سماه الرازي النفاخات المائية وتكون فوق الجفن

وفي القانون ج ٢ ص ١٣٤. قال ابن سينا عن الشرناق : انه زيادة شحميه تحدث في الجفن الاعلى فتثقل الجفن عن الانفتاح.

١٦٩) جاء في العشر مقالات ص ١٢٨ عن الظفرة : زيادة في الملتحم عصبية. اول نباتها من المآق الاكبر ثم تنبسط الى سواد وسط العين حتى اذا عظمت عظمت وغطت الناظر ومنعت البصر ويقال لها ـ بتاريجيون ـ. وجاء ذكرها في القانون ص ١٢٧ ج ٢. وفي الحاوي ج ٢ ص ٣٨. والظفرة لا تختلف في الطب الحديث بالاسم والوصف الا انها وعائيه.


ضرر ، وتكون اجفانهم اغلظ وارطب من اجفاننا الا انها متمسكة بحيث انها لا ينحل منها شيء. فكلما قلت رطوبات الاجفان اتسعت العين وارتفعت الاجفان كما في البلاد الحارة ، وصار فيهم طبيعيا بحيث يولد من يولد منهم في البلاد الحارة كذلك.

القسم الثالث من الجزء الاول

في معرفة امراض العين الكلية واسبابها وعلاماتها

وعلاجاتها العامة. وهي عشرون فصلا ١٧٠

الفصل الاول من القسم الثالث

في معرفة المرض والسبب والعرض

اعلم ان المرض هيئة غير طبيعية في العين تجب عنها بالذات آفة في الفعل. واعلم ان الآفات الداخلة على الافعال ثلاثة أنواع : تغير ، ونقصان ، وبطلان.

فاما التغير فهو ان يتصور (١٧١) الانسان صورا لا وجود لها خارجا مثل رؤية من يرى قدام عينه بقا او عيدانا او خيوطا سوداء او وقاية مشبكة. واما مثال النقصان ان يضعف البصر. ومثال البطلان العمى (١٧٢).

_________________

١٧٠) سبق ان ذكرنا بالمقدمه ان هناك تباينا في رسم الكلمات بخط الموءلف نفسه. فالذي لم يطلع على اسلوبه الخطي يصعب عليه قراءة بعض الكلمات من قبيل ما جاء في (القسم الثالث من الجزء الاول) وقوله (دعلاجانها العامة هي عشر وفصلا). انظر فهرست الكتاب

١٧١) في الاصل جاءت بعض الكلمات خارج الاسطر (في الهامش) فقد جاء : يتصور الانسان صورا (صورا في الهامش) لا وجود لها خارجا مثل ردية (رؤية في الهامش وقد كتبها ردية) من يرى قدام عنبه (عينيه في الهامش وقد كتبها عنبه).

١٧٢) في الاصل : ومثال البطلان العما


والهيئة الموجبة للآفة بلا واسطة تسمى مرضا. والهيئة الموجبة له بهذه الواسطة تسمى سببا. والعرض مما يتبع المرض. ولا فرق بين العرض والدليل الا بالنسبة الى المريض يسمى عرضا وبالنسبة الى الطبيب دليلا. مثال المرض نزول الماء. مثال السبب رطوبة غريبة في ثقب العنبي عن غلظ الرطوبة البيضية. مثال العرض عدم البصر. وقد يصير المرض سببا فيكون اعتبار كونه مرضا غير اعتبار كونه سببا. وكذلك الكلام في العرض. وقد يكون شيء واحد سببا ومرضا وعرضا باعتبارات مختلفة. مثل الدمعة ، قد تكون من اعراض الجرب. وربما استحكمت حتى صارت بنفسها مرضا. وقد تكون سببا للسبل.

واعلم ان الاسباب ثلاثة اقسام (١٧٣) : باد وسابق وواصل. فالبادي ما لا يكون خليطا او مزاجيا او تركيبيا بل يكون امرا من الامور النفسانية مثل العصب فانه قد يسخن العين اذا سخن البدن بسببه.

أو أمرا خارجيا مثل الهواء الحار. والسابق والواصل لا يكون كذلك. والفرق بين السابق والواصل : ان السابق يكون بينه وبين المرض واسطة. والواصل لا واسطة بينه وبين المرض. مثال البادى استكتار ما يولد الدم. مثال السابق الامتلاء. مثال الواصل لحوج المادة في الملتحم من العين بالصبغة التي تلزمها الرمد (١٧٤).

_________________

١٧٣) في الاصل : ملثة امسام

١٧٤) في الاصل : لحوج المادة في الملتحم في الغين الملصقه التي تلزمها الرمبد. جاء في المعجم الوسيط : لحوج عليه الامر خلطه عليه. واللّحج : من بثور العين شبه اللّخص الا انه من تحت ومن فوق. واللخصة شحمة العين من أعلى وأسفل وجمعها لخاص ولخصت عينه أي غلظت أجفانها وكثر لحمها خلقة او من ورم.


الفصل الثاني من القسم الثالث

في امراض العين الكليّة

العين يعرض لها جميع الامراض اعني المتشابهة الاجزاء والآلية والعامة المشتركة. وهي تفرق الاتصال (١٧٥) بالامراض المتشابهة وهي سوء المزاج ، وهي ثمانية : اربعة مفردة ، واربعة مركبة. والمفردة : الحار والبارد والرطب واليابس. والمركبة فهي الحار اليابس والحار الرطب والبارد اليابس والبارد الرطب. وكل واحد من هذه الاقسام يكون بمادة وبغير مادة. ونعني بالمادة ان العين انما تكيفت بتلك الكيفية بسبب خلط فجج (١٧٦) منها كيفية مثل تلك الكيفية ، كمثل ما اذا سخنت لغلبة الصفراء ، او بردت لغلبة البلغم. وقد تكون هذه المادة متداخلة لتجاويفها. وقد لا تكون كذلك بل ملاصقة لها ومجاورة. وربما احدثت ورما مع مداخلها وربما لم تحدث. وقد تكون المادة ايضا ذات قوام معتدل وغير معتدل. واما سوء المزاج بغير مادة فهو ان تنكيف العين بمزاج من هذه الامزجة الثمانية المذكورة حدث فيها بسبب باد كمثل تسخنها من الهواء الحار وتبردها من الثلج او من يبسها من السمايم او رطوبتها بالحمام.

واما الامراض الآلية فهي الامراض العارضة في هيئتها كالصغر وهو الغؤور (١٧٧) والجحوظ واتساع المجاري وضيقها الى غير ذلك مما نذكره مستقصين (١٧٨) من الامراض الآلية عند ذكرنا علاجها.

_________________

١٧٥) تفرق الاتصال : هو تفرق اجزاء العضو عن بعضها. وهو على ثلاث وجوه : القطع او الرض او الخرق. انظر العشر مقالات ص ١٧٦

١٧٦) في الاصل : بسبب خلط لحج منها.

١٧٧) في الاصل : الغرور. والفؤور ضد الجحوظ.

١٧٨) في الاصل : مما نذكره مستقصى


واما تفرق الاتصال فقد يعرض في عصب العين ويقع في الحدقة فيسمى انخراق الحدقة ويعرض في القرني فيسمى سلخا وحفرا. وقد تسمى النفاخات قروحا والبثور ايضا كذلك. وقد يعرض في الملتحم فيسمى طرفة (١٧٩) او انحلال الفرد لما كان عاما جميع العضو الذى حل فيه. وقد تنخرق الفرني. فان ظهر شيء من العنبي اصغر ما يكون سمي مورسرج (١٨٠). فان كان اكبر بقليل سمي راس الذبابة. فان عظم سمي رأس المسمار. وسنذكره في الامراض الجزئية (١٨١). واقسامها في الجزء الثالث من هذا الكتاب. ومن أمراض العين ما يعدي ويتوارث ، ومنها ما يعدي ولا يتوارث ، ومنها ما يتوارث ولا يعدي ومن امراض العين ما لا يعدي ولا يتوارث الاول كالسبل

_________________

١٧٩) الطرفه : هي ما ندعوه الان بالنزيف تحت المنظمه. وهي تقابل في رأينا كلمة Ecchymose

وانحلال الفرد : هو نوع من تفرق الاتصال وخاصة الخرق الذي يحدث بالقرني. فان كان انحلال الفرد يسيرا غير نافذ ، لا يضر بالبصر إضرارا شديدا (ويبدو ذلك واضحا بالعنبية) أما ان كان عظيما نافذا ، فان الرطوبة البيضية (الخلط المائي) تسيل حتى تلقى الطبقة العنبية الطبقة القرنية (المقالات ص ١٢٢).

١٨٠) المورسرج : هي كلمة أعجمية وردت في مؤلفات الكحالين العرب وغيرهم من المؤلفين.

فقد ورد ذكرها في تذكره الكحالين ص ٢٥١ و ٣٤٧ باسم المورسرج. وسماها ابن سينا في قانونه (المورشارج) حيث يقول في ج ٢ ص ١٢١ عند الكلام عن خروق القرنيه ـ فان كان ما يظهر من العنبه شيئا يسيرا سمي النملي والمورشارج والذبابي ـ وجاء في تذكرة الكحالين ـ الحاشيه ـ ص ٢٠٧ : اصل هذه الكلمة في الفارسيه ـ مورسره ـ اي راس النمله. وهي خروج الطبقة العنبية عند انخراق القرنية بسبب قرحة أو بثره او جراحه يقع فيها اذا خرج جزء يسير منها كرأس النمله.

وجاءت الكلمه في بحر الجواهر ـ الموسرج ـ بدون راء بين الواو والسين اما المحقق العلامة ماكس ما يرهوف فقد حققها وذكرها في كتاب المقالات العشر ص ٢٠٥ وص ٢٠٦ وص ٢١٢ وص ٢١٥ فقال (الموسرج)

١٨١) جاء في الاصل : وسنذكره في الامراض الجريبيه


والثاني كالرمد ولا سيما الى عين من ينظر اليه ، والثالث كالشعر الزائد ومن مرض العين ما لا يعدى ولا يتوارث.

والرابع اكثر الامراض كالبياض والبثور وغير ذلك (١٨٢).

الفصل الثالث من القسم الثالث

من الجزء الاول

في الاسباب الفاعلة لكل واحد من الامراض العامة

قد عرفت السبب معرفة عامة. وعرفت البادي منه والسابق والواصل. وضربت لك مثالا. فلنذكر الان الاسباب ذكرا أخص فنقول :

_________________

١٨٢) لا بد من ابداء ملاحظتنا هنا نظريتهم عن العدوى والوارثة وبالطبع لم يذكروا ذلك عبثا بل عن تجارب. فمثلا يقول في الاصل : ومن امراض العين ما يعدى ويتوارث ، ومنها ما يعدي ولا يتوارث ، ومنها ما يتوارث ولا يعدى.

جاء في الحاشية : من أمراض العين ما لا يعدي ولا يتوارث. وانه أورد مثلا للاول فقال (كالسبل). والسبل (بفتحتين) هو انحدار أوعية دقيقة من الملتحمة الكروية فوق القرنية. وهو اختلاط من اختلاطات الرمد الحبيبي كما هو معروف الان. وقد عدوه مرضا مستقلا. اما عدواه فهي حقيقية. اذ ان ـ الجرب ـ أي الرمد الحبيبي يعدي ويؤدي الى احداث السبل ولذلك اعتبروا السبل مرضا معديا أما الثاني فهو (الرمد) وهو التهاب الملتحمه الحاد ويدعى Ophthalmite. فانه حقا يعدى ولا يتوارث وكما ذكره هو.

أما النوع الثالث من أمراض العين فهو (الشعر الزائد). ولكن الشعر الزائد لا يورث كما ذكر وانما هو اختلاط من اختلاطات الرمد الحبيبي في دوره المتأخر ، ويدعى Trichiase.

واما ما يتعلق بالنوع الرابع فقد جاء صحيحا فامراضه لا تعدي ولا تورث كالبياض والبثور.


اسباب المرض الحار اما من ورود شيء خارج كحر النار وحر الشمس. واما من حركة مجاورة للاعتدال سواء كانت نفسية او بدنية كالعصب والرياضة. والسبب الاخر العفونة. والسبب الاخر ما يؤكل ويورد على البدن من الاشياء الحارة كالبصل والثوم والفلفل. والسبب الاخر التكاثف الذي ليس بمفرط لانه يمنع الحرارة من ان بخرج منها شيء.

الفصل الرابع من القسم الثالث

في اسباب المرض البارد

من عادة جالينوس ان يحصر الاسباب الفاعلة للبرودة في ستة اجناس (١٨٣) : الحركة المفرطة لكثرة التحليل ، والسكون المفرط لعدم التحليل ، وملاقاة ما يبرد ، وما يبرد ، وما يسخن جدا حتى تنعش الحرارة المادة المبردة ، وقلة الغذاء بالافراط.

الفصل الخامس منه

في أسباب الرطوبة (١٨٤)

وهي تنحصر في اربعة اجناس : في المادة المرطبة ، وملاقاة ما يرطب ، وكثرة المادة مما يتناول ، والخفض ، والدعة فقد يعد منها

_________________

١٨٣) اعتمد على آراء جالينوس وحصر الاسباب الفاعله للمرض البارد في سنة. بينما حصرها حنين بن اسحق في ثمانية وهو مترجم آراء جالينوس جميعها تقريبا. يقول حنين ـ ومنها ما يفعل الامراض الباردة وهي ثمانية : ملاقاة جرم بارد ، وأخذ شىء له بالتبريد وكثرة الغذاء ، وقلته ، وضيق المسام ، وسعتها ، وافراط الحركة والسكون. (المقالات ص ١١٥). بينما لم يذكر مؤلفنا كثرة الغذاء بالافراط وضيق المسام وسعتها.

١٨٤) جاء في المقالات ص ١١٥ : ومنها ما يرطب وهي اضداء ما يفعل الامراض اليابسة.


الفصل السادس منه

في اسباب اليبوسة

اسباب اليبوسة اربعة اجناس (١٨٥) : احدها ملاقاة ما يجفف كالسمايم (١٨٦) ، والجنس الثاني المادة المجففة ، والجنس الثالث قلة المادة مما يتناول ، والرابع ما يحلل.

الفصل السابع منه

وجع العين وأسبابه

الوجع هو احساس بالمنافي من حيث هو مناف. واسبابه منحصرة في جنسين : سوء المزاج بعينه وتفرق الاتصال (١٨٧). وسوء المزاج اما ان يكون منافيا لمزاج العين فتحس به. واما ان لا يكون منافيا فتصير العين بمنزلة المزاج الاصلي فلا يحس به. وجالينوس منكر ايلام سوء المزاج. فاما الحار والبارد فيؤلمان بالذات. واما اليابس

_________________

١٨٥) حاء في المقالات ص ١١٥ : ومنها ما يفعل الامراض اليابسه وهي اربعة : بقاء ما يجفف وقلة الغذاء ويبوسته وافراط الحركه

١٨٦) السمائم : ومفردها ـ سموم ـ وهي الرياح الحارة الجافة والحر الشديد النافذ في المسام

١٨٧) في الاصل : سو المزاج بغتيه وتفريق الاتصال.

وقد درج الموءلف في كتابته على حذف الهمزه من الكلمات وخاصة اذا كانت في اخر الكلمة. كما درج على عدم الاهتمام بتنقيط الكلمات ـ وقد اشرنا الى ذلك في اكثر تعليقاتنا السابقه ـ فلذلك كثيرا ما كنا نصطدم بكلمات غير مقروءة تماما ، او هي كلمات تتغير معانيها بتغير مواقع النقاط. فكنا نختار بالطبع ونقلب الكلمة ثم الجملة حتى نجد الكلمة الصحيحة التي يقصدها الموءلف. وهذه اهم نقطة في التحقيق.


فيؤلم بالعرض بشدة تقبيضه (١٨٨) وبواسطة تفرق الاتصال والرطب لا يؤلم. وجالينوس يعتقد ان السبب الذاتي الموجع انما هو تفرق الاتصال. وقد خطأه الشيخ الرئيس وذكر ان بيانه من غير هذا العلم. وهذا مما لا يلزم الطبيب فكيف الكحال.

الفصل الثامن منه

في اصناف الاوجاع الحادثة في العين واسم كل واحد

منها واسباب ذلك

اعلم ان الاوجاع المشهورة (١٨٩) بالالقاب التي تحدث للعين هي هذه :

_________________

١٨٨) في الاصل : واما اليابس فيولم بالعرض بشده يقبضه

١٨٩) في الاصل : ـ اعلم ان الاوجاع المشهوره بالالقاب التي تحدث للعين هي هذه : الناخس .. الخ نقول : ان الاسماء الوارده في هذا الفصل لتصنيف الاوجاع ، هي عبارة عن أعراض تظهر في مختلف أمراض العين او بقية اعضاء الجسم الاخرى. وقد كان الاقدمون يعتمدون في تشخيصهم الامراض على الحدس والتخمين والتجربه بالاضافه الى الموهبة والذكاء وقوة الملاحظة وما يستنتجونه بالاستجواب من المريض. وقد وضعوا هذه الالقاب التي تحدث للعين ـ كالناخس مثلا حيث عرفوه بانه : العرض الذي يمدد الغشاء عرضا وهو خلط او ريح او بخار. وكان حنين بن اسحق ، قد اوجز ذلك في مقالاته العشر ص ١١٢ فقال : اجناس الامراض ثلاثة ، وذلك لان ضروب التركيب في البدن ثلاثة : الاول منها تركيب الاعضاء البسيطه في الاركان ، ويحدث فيه جنس من الامراض يقال له ـ بسيط ـ ، ويكون اما حر واما برد واما يبس واما رطوبة وأما تركيب عن ذلك. وكل واحد من هذه أما مع مادة وأما بلا مادة.

والتركيب الثاني هو تركيب الاعضاء المركبة مع الاعراض البسيطه. ويحدث فيه ما يدعى بالمرض المركب ويكون في أربعة أشياء : في الخلقة والوضع والعظم والعدد. اما في الخلقه فعلى خمسة انحاء وهي الشكل والثقب والتجويف والخشونه واللين. والسبب في ذلك يعود الى اضطرابات في أخلاط البدن والعين جزء من كل ـ انظر تفصيل ذلك في المقالات ص ١١٢ ـ ١١٥.


الناخس : وهو الذي يمدد الغشاء عرضا. وهو خلط او ريح او بخار

والوجع الخشن : وسببه خلط خشن

والضاغط : وهو الذي يقبض على العين ويعصره وهو مادة لها قوام او مادة لا قوام لها

والحكاك : وسببه مادة لذاعة صفراء او دم حاد او مادة بورقية او سوداء لذاعه او تركيب من ذلك

والوجع المنخس : وهو ان يكون من مادة يتحلل بين العضلة وغشائها فتفرق اتصال الغشاء من العضلة وتجذبه الى طرفه

والممدّد : هو الذي يمد العصب والعضل طولا من خلط (١٩٠) او ريح

والرخو : وهو الذي يمدد لحم العضلة دون وترها. وانما سمي رخوا لأن اللحم أرخى من الوتر فيسمى باسم محله وسببه مادة ممدده لذلك.

والضرباني : وسببه مادة حادة. وذلك الضربان يوجد في حالة الصحة. الا انه غير مؤلم وعند الخروج عنها يؤلم ويحسّ به

والثاقب : وكأنه يثقب العضو بنفوذه فيه قليلا. وسببه ماده غليظة في عضو غلظ كالطبقة الصلبة اذا انصبت اليها فضلة.

والمسلّي : وسببه تلك المادة إلا انها محتبسة

واللاذع : وسببه خلط له كيفية حادة. واعلم ان الوجع يحل القوة ويمنع العين من خواص أفعالها. وهو يسخن أولا محله ثم

_________________

١٩٠) في الاصل : من خليط او ربح


يبرده أخرا بما يحلل ويهرم الروح. وكلما يؤلم مما هو غير سوء المزاج وتفرّق الأتصال فانه يؤلم بتوسط احدهما او كليهما. والخلط يؤلم أو بكميته بواسطة تفرّق الاتصال. او بكيفية وبواسطة سوء المزاج الموصف بهما جميعا

والريح يؤلم بما ذكرناه (١٩١). واسباب سوء المزاج مع مادة تجري الى العين ، خمسة (١٩٢) اسباب هي : قوة العضو الدافع ، وضعف القابل ، وكثرة المادة ، وضعف القوة العادية ، وسعة المجاري ، وقد زاد بعضهم وان يكون العضو مستقلاّ (١٩٣).

الفصل التاسع منه

في اسباب سكون الوجع

سكون الوجع يكون لانشغال الحاس عنه. كما يعرض من عدم الشعور به وقت النوم والسكر. واما بزوال موجبه وهو الحقيقي كما اذا كان عن مادة استفرغت أو عن سوء مزاج بدل. واما باستعمال المخدرة التي تبطل حس العين. ويكون الوجع حالا فيها الا انها لا تحس به. والسبب الحقيقي هو المزيل لما كان حدوث الوجع عنه

_________________

١٩١) في الاصل : والربح يولم بما ذكرناه. واسباب سوء المزاج

١٩٢) في الاصل : خمه قوة العضو. وهو يريد بذلك خمسة اسباب هي : قوة العضو .. الخ

١٩٣) في الاصل : وان يكون العضو مشتقلا. ويريد بذلك ان يكون العضو ذا مزاج خاص به.


الفصل العاشر منه

في اسباب ضعف العين

اعلم ان اسباب الضعف : أما ان ترد على جرم العين وهو سوء مزاج او سوء تركيب واما ان ترد على الروح وهو سوء مزاج او نقصان من جوهره باستفراغ يخصه. وعلى سبيل اتباع الاستفراغ غيره. واما ان يخص القوة وكثرة فعلها وتترك الاسباب الفاعلة للتفرق وامراض التركيب الى بعد

الفصل الحادي عشر

في الاعراض (١٩٤)

وهي الدلايل على احوال العين ، يعرف ذلك من ملمسها. وذلك انها متى كانت حاره دل على حرارتها وكذلك جفافها على اليبس وما يسيل منها وكونها لينة على الرطوبة. ويعرف ذلك من حركتها متى كانت خفيفة الحركة دل على حرارتها ويبسها. وبطء حركتها يدل على البرد والرطوبة. وقد يستدل من الوانها على ما وصفنا في الوانها العريضة.

وان كانت خالية دل على يبسها. وان كانت ممتلئة دل على كثرة المادة.

وقد يعرف من شكلها ، فأنّ حسن الشكل منها يدل على قوتها. ورداءة شكلها (١٩٥) يدل على ضعفها وقد تكون غائرة فيستدل على نقصان المادة ويبس مزاج دماغ صاحبها. وتكون عظيمة فيكون بالضد. ومتى

_________________

١٩٤) في الاصل : في الاغراض. الجمله باجمعها غير مقروءه جيدا

١٩٥) في الاصل : ورداة سقلها.


كانت في فعلها الخاص قوية الادراك كانت معتدلة. ومتى كانت تدرك من قريب ومن بعيد معا كانت معتدلة. ومتى كانت تدرك من قريب وبعيد معا (١٩٦) ولا تتأذى بالمبصرات الباهرة فيدل على قوتها. ومتى لم تدرك من بعيد ومن قريب (١٩٧) جيدا كانت ضعيفة في خلقها ، او في مزاجها نقص وفساد. ومتى كان روحها قليلا صافيا ادركت القريب باستقصاء ولم تدرك البعيد لأن الروح الباصر والقوة الباصرة لا تفي ان تصل الى البعيد. ومتى ادركت البعيد ولم تدرك القريب ، فروحها غليظ كثير. ومتى حدّق فالحركة ترق الروح وتصفو فيدرك. وان ضعفت في الحالين فروحها قليل كدر (١٩٨). ومتى كانت جافة لا تغمض دل على يبسها. وان كانت كثيرة الدمع والرمص فهي رطبة. ومتى تأذن بالحر وانتفعت بالبرد ففيها سوء مزاج حار. وان كانت بالعكس ففيها سوء مزاج بارد.

_________________

١٩٦) في الاصل : ومتى كانت تدرك من قريب معا ولا تنادى بالمبصرات.

١٩٧) في الاصل : ومتى لم يدرك من بعيد ومن قرنب جدا كانت ضعيفه في حلقها.

١٩٨) في الاصل ضعت في الحالين فروحها قليل.

نلاحظ هنا انه أراد أن يفسر سبب عيوب الانكسار (قصر النظر وبعد النظر وحرج البصر المسمى الاستكماتيزم) وقد أسند سبب هذه العيوب الى عدم صفاء الروح الباصر او غلظه. ثم لننظر الى قول الموءلف (ومتى حدق فالحركة ترق الروح وتصفو فيدرك) وهو ما نشاهده لدى المصاب بقصر البصر Myopie حيث يضطر الى التحديق اي يشدد لتتم عملية المطابقه Accommodation على العدسه ويقرب الجسم المنظور من عينه لذلك بعد التأثير على العدسه لكي يزداد احديدابها او ينقص.


وهذه الاقسام (١٩٩) المعتدل منها هو الوسط إلا المفرط في جودة الابصار فأنه المعتدل وقد يعرض للعين من الطرف والتغميض والتقييح والدمعة ما يكون دليلا (٢٠٠) على امور اخرى يجب ذكرها لأنها ليست من امراض العين

الفصل الثاني عشر منه

في علاقات الامتلاء

الامتلاء هاهنا امتلاء بحسب الأوعية. وهو ان تكون العين ممتلئة من المادة التي حلّت فيها من بخره (٢٠١) ، الا انها لا تكون رديئة وينبغي ان تنتقص. وامتلاء بوجة آخر يكون بحسب القوة ، وذلك ان الخلط لا يكون كثيرا والاوعية لا تكون ممتلئة بل تكون كيفية المادة رديئة فلا تطاوع الهضم والنضج. والفرق بينهما أن الذي بحسب الاوعية تدر معه العروق ويثقل معه الرأس. والذي بحسب القوة ليس كذلك وان كان قد يشاركه في بطء الحركة (٢٠٢)

الفصل الثالث عشر منه

في علامات المرض المادي وعلاجه خلطا خلطا اذا غلب٢٠٣ اما الدموي فيدل على الثقل والحمرة والحرارة ودرور العروق

_________________

١٩٩) في الاصل : وهذه الامسام

٢٠٠) في الاصل : ما يكون دليل على امور

٢٠١) في الاصل : التي حلت فيها من بخره : ربما كانت الكلمه (التي حلت فيها من بخار) وكما نعتقد فأن المؤلف يريد بامتلاء العين ، احتقان كرة العين. والامتلاء بعرف الاقدمين يكون من احد الاخلاط الاربعه. حيث ان الدموي منها علامته كثرة الورم في العين وشدة الرطوبه وشدة الحمرة (تذكرة الكحالين ص ١٦١).

٢٠٢) في الاصل : قد يشاركه في بطو الحركة.

٢٠٣) في الاصل : وعلاجه خلط خلط


لا سيما اذا قرنت به اعراض الرأس الدموية وهي ثقله (٢٠٤) ، والنوم الى غير ذلك من كدورة الحواس ، وبلادة ، (٢٠٥) وحلاوة في الفم ، وسيلان دم من المواضع السهلة الانصداع من المنخرين واللثة (٢٠٦). وقد يدل عليه البلد والسن.

واما علامات البلغمي فيدل عليه ثقل شديد وحمرة خفيفة ولين ملمس ورصاصية لون. واما الصفراوي فيدل عليه النخس والالتهاب.

واعلم ان النخس قد يوجد في كل مادة ، أمّا اذا احتدّت ، إما في نفسها بان تعفن وتخرق (٢٠٧) ، واما بأن يخالطها صفراء. فالخالص للصفراء ان يكون قلة حمرة مع صفرة وخفة وقلة نوم ويبس.

اما السوداوي فيدل عليه الثقل مع الكمودة وقلة الالتصاق. واما المزاجات (٢٠٨) الساذجة فيدل عليها عدم الثقل مع قلة الرطوبة مع الدلائل الأخر التي للمادي

_________________

٢٠٤) في الاصل : وهي نقلة.

٢٠٥) في الاصل جاءت كلمتا ـ بلاده وحلاوة ـ هكذا بتاء مربوطة بدون نقط. وهكذا كان يكتب جميع الكلمات التي تنتهي بتاء مربوطة من غير نقط. وهي عادة درج عليها المؤلف.

٢٠٦) في الاصل والثلثه

٢٠٧) يقصد المؤلف في هذا ما يتولد عن الاخلاط من اظهار علامات المرض المادي. وعند كلامه عن الخلط الصفراوي لم يكن موفقا في تفسيره وهو يريد أن يقول كما جاء في تذكرة الكحالين ص ١٦١ ـ ١٦٢ : ـ وأما من مادة صفراوية وعلامته شدة الغرزان والضربان ودمعة مرة وحرارة مفرطة وتلهب مع قلة الحمرة.

ولقد كان المؤلف غير موفق أيضا في قوله (أما اذا احتدت أما في نفسها فان تعفن وتخرق وأما ما يخالطها صفراء). ونظن انه يريد بهذه الجملة التعبير التالي : واعلم ان النخس قد يوجد في كل مادة آنا اذا احتدت اما في نفسها ..... الخ

٢٠٨) في الاصل : اما المراحات السادجه


واما علامات الامراض الألية والعامة (٢٠٩) فنذكرها عند ذكرنا مرضا مرضا وقد تشارك امراض العين مع عضو آخر فلنذكر ذلك

الفصل الرابع عشر

في علامات احوال العين اذا شاركت غيرها من الاعضاء

اعلم ان العين تشارك في أمراضها أعضاءا أخرى يكون أمراضها عنها. فتشارك الدماغ والحجب الخارجة والحجب الداخلة ثم المعدة. فما كان منها بمشاركة الحجاب الخارج كان اسلم. وما كان بمشاركة الداخلة كان اصعب. واصعب ما يشارك العين الدماغ ، وعلامة ذلك ان يكون في الدماغ آفة إما من سوء مزاج وقل ما يكون. او امتلاء وهو المادي وإن كان الواسطة الحجب الباطنية. يبتدئ الألم من غور العين. فان كانت المادة حاره وجد عطاسا وحكة في الأنف ، وان كانت باردة احسّ بسيلان بارد. وان كان شاركها الحجاب الخارج وكانت المادة متوجهة (٢١٠) من العروق الداخلة فيحس بتمدد في الجفن اكثر ، بالعروق الخارجة. وتظهر المضرة فيما يلي الجفن (٢١١) أكثر. وان كان بمشاركة المعدة كانت العلامات تزيد او تنقص بسبب الامتلاء من الطعم والخلو. ولا بد من مشاركة الدماغ في ذلك. وكذلك ان كان ثم خيالات بحسب الخلو والامتلاء

الفصل الخامس عشر

في الفروق بين الامراض الخاصة بالعين. والذي يشركه (٢١٢)

_________________

٢٠٩) في الاصل : واما علامات الامراض الالبه والغامبه فنذكرها عند ذكرنا مرض مرض.

٢١٠) في الاصل : وكانت الماده منوجه من العروق.

٢١١) في الاصل وجدنا جملة (وتظهر المضرة فيما يلي الجفن) غير واضحه ومن الصعب قراءتها.

٢١٢) في الاصل : ويريد بالحجاب الباطن والحجاب الخارج ، الغشاوين المجللين للدماغ (الميننجس).


عضو آخر.

اذا اجتمع في العين مرض عضو آخر ، تأمل ايهما حدث اولا فيحدس انه الأصلي (٢١٣) أو ايهما يبقى مع ذهاب الثاني. ، فالباقي يحدس انه الأصلي. ويحقق ذلك الحدس زيادة ان الذي حدس انه تابع بزيادة الذي حدس انه اصلي دائما ، ونقصانه بنقصانه كلاهما على سبيل الاستتباع. وقد يغلط في هذا عند ما يكون المرض الأصلي غير محسوس اولا ثم يظهر بعد ظهور المرض الشركي فيظن ان الأمر بالعكس وربما لم يفطن المريض إلا بالشركي وحده فيجعله غير شركي. وسبيل التحرز من هذا الغلط ان يكون الكحال عارفا بالاعضاء التي تشارك العين في الآفات وبالآفات الخاصة بالعين ما كان منها محسوسا وما لم يكن فيجتهد في مساءلة (٢١٤) العليل عن الاحوال فربما عرف. واكثر الاعضاء مشاركة العين الدماغ ثم المعدة ثم الكبد على ما قلنا فيما قبل.

الفصل السادس عشر

في قوانين عامة في معالجات العين بكلام كلّي

اعلم ان العلاج يكون مختلفا باختلاف الامراض والاسباب. وأمراض العين كما بينا مزاجية ساذجة ومزاجية مادية وتركيبية ، وتفرّق اتصال. فعلاج العين يكون أما بالاستفراغ ويدخل فيه تدبير الاورام (٢١٥) ، واما بتبديل مزاج وذلك يكون بأدوية خاصة. واما اصلاح (٢١٦) هيئة كما في الجحوظ. واما ادمال كما يفعل في القروح (٢١٧)

_________________

٢١٣) في الاصل : نامل ايها حدث اولا فيحدس انه الاصلي. ومن بعد هذه الجملة جملة مكتوبة في الهامش وهي : (أو أيهما يبقى مع ذهاب الثاني فالباقي يحدس انه الاصلي) انتهى الهامش.

٢١٤) في الاصل : فيجتهد في مسابلة العليل.

٢١٥) في الاصل : ويدخل فيه نذير الاورام

٢١٦) في الاصل : واما اصلاح هبه

٢١٧) في الاصل : جاءت كلمة (وهو) مطموسة وغير مقروءة تماما


وهو علاج تفرق الاتصال. والاستفراغ يكون اما على سبيل قطع المادة من مصبها بمنعها من ان تصب الى العين واما على سبيل التحلب منها. والأول اجود. فان كان ممتلئا نقصت منه واكثر عنايتك ينبغي ان تكون مصروفه الى الدماغ لأنه اصل العين ، فتعمد الى تنقيته (٢١٨) في اكثر امراض العين بما سنذكره من المنقيّات للدماغ بعد. والنقل عن العين من طريق الأنف ومن العروق القريبة منها كالأرنبة والجبهة وعرقي الماقين.

واما تفريق الأتصال فعلاجه الأدوية المجففة من غير لذع ويكون تجفيفها كثيرا. والامراض المادية في العين يجب ان يقلل فيها الغذاء وليكن صالحا يولد كيموسا محمودا. والمبخّرات رديئة جدا لأمراض العين وكل سيئي (٢١٩) الهضم. فان كانت المادة منصبة من غير العين قصد ذلك العضو بالعلاج. وان كانت الماده في الحجاب الخارجة ، فالحجامة واستعملت الروادع على الجبهة. فالباردة منها كقشر البطيخ للمواد الحارة. والحارة منها كالقلقديس (٢٢٠) للباردة. ومما يقطع المواد طلاء ماء العليق والعوسج والشوك. وشد العصابة. وقد لا يفيد ذلك فيكوى العرقان اللذان في الصدغين. وسنذكر كيفية كيّهما في موضعه.

وان كانت المادة منصبه ، فما دامت منصبه فاجعل جذبك (٢٢١) من موضع بعيد. فان كانت المادة في اعالى البدن جعلت الاستفراغ من اسفل وان كانت من أسفل فمن فوق ، ومن المحاذاة ان كانت المادة قد انصبت الى العين اليمنى فمن الجانب الأيمن. وان كانت قد انصبت الى العين

_________________

٢١٨) في الاصل : فتعمد الى تنصبه

٢١٩) في الاصل : والنحرات رديه جدا لامراض العين سى الهضم. وقد جاءت كلمة (وكل) في الهامش (انظر القانون لابن سينا ج ٢ ص ١).

٢٢٠) في الاصل : كالعلقدس. والقلقديس هو سلفات الزنك (انظر المقالات ص ٢٢١).

٢٢١) في الاصل : فاجعل جدس من موضع بعيد


اليسرى (٢٢٢) فمن الجانب الأيسر. والموضع البعيد ان يقصد (٢٢٣) في امراض العين ، الصافن. والحجامة في الساقين ثم الاستفراغ بالأدوية بالحقن (٢٢٤) والحمولات ، ثم فصد الباسليق ثم القيفال (٢٢٥) اقرب الى العين. وفصد العروق التي في نواحي الرأس. فما كان من قدام كان انفع في الثقل من الموضع. وما كان من خلف كان انفع في الجذب. واعلم ان ما يحدث في العين من المواد تحتاج الى نقلة عنها الى عضو آخر فينبغي ان يكون مشاركا كمشاركة الاثداء للرحم او قريبا من المشاركة (٢٢٦). فالنقل في العين اول ما يكون هو النقل الى المنخرين. وهذا يكون في العطوسات والنشوقات التي سيأتي ذكرها أخرا.

واعلم انه اذا كان مع علل (٢٢٧) العين صداع ، فابدأ بعلاج الصداع

_________________

٢٢٢) في الاصل : وان كانت قد انصبت الى العين اليمنى ، وهو يقصد العين اليسرى. وبما انه قد ذكر في الجمل السابقة (فوق وتحت ويمين). فاذا من المحتم ان تكون الكلمه ـ اليسرى.

٢٢٣) في الاصل : والموضع البعيد ان يقصد في امراض العين

٢٢٤) في الاصل : الاستفراغ بالادويه بالجفن.

٢٢٥) الباسليق والقيفال من أوردة الاطراف العليا. وجاء في القاموس المحيط (القيفال بالكسر عرق في اليد يقصد). والباسليق وهو ما ندعوه حاليا بالوريد القاعدي هو من اوردة الاطراف العليا كما أسلفنا. ولكن نفس الاسم قد ورد في بعض الكتب كاسم لدواء. كما ورد في كتب أخرى كاسم لحيوان.

٢٢٦) في الاصل : فينبغي ان يكون مشاركا لمشاركة الاثداء للرحم او قريب من المشاركه

٢٢٧) في الاصل : واعلم انه اذا كان مع (تحلل) العين صداع فابدأ بعلاج الصداع.

ولكن في القانون لابن سينا وردت الجمله في ج ٢ ص ١١٢ على الشكل الاتي :

(واعلم انه اذا كان مع (علل) العين صداع فابدأ بالعلاج بالصداع). ولعلنا من هذا نستطيع أن نحكم بأن كلمة (علل العين) هي الصحيحه. وليست تحلل العين كما جاء في الاصل


ولا تعالج العين قبل ان تزيله (فاذا لم يغن الاستفراغ والتنقية والتدبير الصائب ، فاعلم ان في العين مزاجا رديئا او مادة خبيثة لحجة طبقات العين فيفسد الغذاء النافذ اليها. وهناك ضعفا من الدماغ وفي موضع تتدفق المادة فالنوازل الى العين) (٢٢٨)

الفصل السابع عشر

في المرض الذي ينبغي ان يتقدم علاجه (٢٢٩)

ينبغي ان يقدّم بالعلاج من الامراض ما وجد فيه ثلاثة امور (٢٣٠) احدها ان يبتدئ بعلاج المرض الذي لا يبرأ الثاني الا ببرائه كالرمد

_________________

٢٢٨) في الاصل : (فاذا لم (يعن) الاستفراغ والتنقية والتدبير الصائب فاعلم ان في العين مزاجا (رديّا) أو مادة خبيثة ـ لحجب ـ في طبقات العين فيفسد الغذاء النافذ اليها. وهناك ضعف في الدماغ وفي موضع اخر (تنقذف) منه النوازل الى العين). ولكن جاء في القانون ج ٢ ص ١١٢ (واذا لم (يغن) الاستفراغ والتنقية والتدبير الصائب فاعلم ان في العين مزاجا (باردا) أو مادة خبيثة (لحجة) من الطبقات تفسد الغذاء النافذ اليها (أو) هناك ضعف في الدماغ وفي موضع اخر (تنقذف) منه النوازل).

من ملاحظة ما كتبه المؤلف وما جاء في القانون ، نجد ان العبارات والجمل هي نفسها ما عدا الكلمات المحصورة بين قوسين حيث حصل فيها بعض التشويه ، فتشوه المعنى نتيجه لذلك ولقد لاحظنا من تحقيقنا للصفحات السابقه ، ان الموءلف قد اعتمد كثيرا على كتب من سبقوه وخاصة كتابي القانون لابن سينا ، وتذكرة الكحالين والمقالات لحنين بن اسحق. وقد اشار هو الى بعض ذلك في مقدمته حيث قال ـ ... وما امكنني بالتحصيل والجد وما ثبت لى من التجارب المنقوله عن الشيوخ الماهرين .. ولكن مما يوءاخذ عليه انه قد نقل واقتبس من هذه الكتب بعض الجمل وضمنها كتابه ولكن بتحريف وتشويه بعض الكلمات (كما جاء في التعليقين أعلاه) سواء أكان هذا التحريف متعمدا أو غير متعمد. وهذا مما جعل هذه الجمل غير مفهومه او مشوهه المعنى

٢٢٩) في الاصل : في المرض الذي ينعى ان يقدم علاجه.

٢٣٠) في الاصل : ما وحد فيه لمثه امور احدها ان يتبدى بعلاج المرض الذي لا يبرى الثاني الا بريه.


والقرحة ، فيعالج الرمد اولا حتى يزول سوء المزاج الذي لا يمكن ان تبرأ القرحة معه. ثم تعالج القرحة. اللهم الا يكون الرمد حدث عن القرحة فانه يكون تابعا لها فانه يزول بزوالها.

الأمر الثاني : ان يكون احدهما هو السبب الثاني كالدمعة مع الجرب (٢٣١). فانك تعالج الجرب وتحكه وتداويه بالأدوية التي تحدّر الدموع ولا تبالي بالدمعة.

والأمر الثالث : ان يكون احدهما اشد اهتماما كما اذا اجتمع سبل وقرحة ، عالجت القرحة بالاشياء المبردة المسدّدة ولم تلتفت الى السبل مع ما ان هذه الأدوية تضره. لأن القرحة كثيرا ما تفسد قشرات القرني فتفسد بفسادها العين ، والسبل ليس كذلك.

واذا اجتمع المرض والعرض ، فابدأ بالمرض الا ان يغلبه العرض. كما تترك في العين المخدرات والاشياف الذي يقع فيه الأفيون في الوجع الشديد الذي يكون في الرمد. وان كانت المخدرات كثيرا ما تفسد مزاج الروح الواصل الى العين بتخديره وتمنع الرمد آخر الأمر من التحليل سريعا وذلك يكون متى خيف على القوة اذا أفرط الألم. وفي العلاج بالحديد (٢٣٢) مما شاهدنا ، ينبغي ان يقدم بالعلاج ما لم يكن علاجه مانعا من علاج الأخر ويؤخر ما اذا عولج اولا ، ثم ورد على العين علاج ثاني فيفسد الأول. وذلك اذا اجتمع معك قرحة في القرنية وجرب الاجفان ، عمدت الى الاجفان اولا وقلبتها (٢٣٣) وجعلت عليها المغريات

_________________

٢٣١) الجرب هو المرض المعروف حاليا باسم التراخوما. وسيأتي بحث ذلك

٢٣٢) العلاج بالحديد يريدون به التدخل الجراحي

٢٣٣) في الاصل الكلمة غير واضحة وغير مقروءة تماما ولكن من سياق الجملة قدرنا انها (قلبتها). ثم ان جملة وجعلت عليها المغيرات ولعله يريد (المغريات). فقد جاء مثلا في تذكرة الكحالين ص ٣٧٧ (ان الكثيراء مسدد (مغري) مجفف مسكن للحدة واللذع).


لا علاجا للجرب بل توطيدا لمرور الاجفان على القرحة لئلا تمر الاجفان بخشونتها عليها تتكأها (٢٣٤) فتعالج القرحة ثم الاجفان. واذا اجتمع معك ظفرة تريد الكشط ، وغربة يريد الكي ، ثم نقيت الدماغ وكشطت الظفرة ، ولو فعل بالعكس لانصبت مادة الغربة الى الغدة وأفسدتها وعرض سيلان لا يبرأ (٢٣٥). واذا اجتمع معك سبل تريد لقطه ، وشعر زائد تريد ان تشمرّ الجفن لأجله ، وبالجملة تحتاج الى تشمير مع لقط السبل ، فأبدا بالسبل والقطه ، وقوّة العين والجفن ثم شمرّ. ولو فعل بالعكس انهدلت الاجفان بعد التشمير. وطالت بسبب الفتح العنيف وانصباب المواد بسبب الحركة وقت القطع لا سيما ان كان الفتح بمفاتيح فلا يمكن ان يشمر مرة ثانية من غير اذى. فاذا اجتمع معك ماء تريد قدحه (٢٣٦) ومرض آخر اي مرض كان من الامراض التي تحتاج الى علاجها فابدأ به اولا واترك الماء آخرا. الا انه من ادنى حركة يعود الماء الى العين بعد قدحة لا سيما ان كان في قوامه رقة والدماغ لم يبالغ في تنقيته (٢٣٧). واذا اجتمع معك شرناق تريد اخراجه ووردينج ، فعالج الوردينج حتى يزول. ثم اخرج الشرناق لئلا يرم الجفن اكثر مما هو وارم ، فيصلب بعد ذلك ويعسر زواله. ومتى اردت ان تشمر وتخرج الشرناق من جفن واحد ، فاخرج الشرناق اولا ثم شمر. لأنك اذا اخرجت الشرناق يعود جلد الجفن رقيقا رخوا يطاوعك في العمل. فاذا شمرت كان التشمير (٢٣٨) سريع الالتصاق بسبب طول الجفن. وليس ذلك كما لو أخرت الشرناق وشمرت. فان الجلد يكون ممتلئا فلا

_________________

٢٣٤) هكذا في الاصل. والاصح ان تكون (فتنكأها) من نكأ الجرح اذا آذاه.

٢٣٥) في الاصل : وعرض سيلان لا يبرى

٢٣٦) في الاصل : واذا اجتمع لديك ما تريد قدحه.

٢٣٧) في الاصل : كانت الجمله غير مقروءه وبعض حروفها مطموسة

٢٣٨) في الاصل : فاذا شمرت كان السمر سريع الالتصاق.


تتمكن من التشمير. ومتى خيط الجفن فبأدني ورم وحركة تنفتق الخياطة ويعسر بعد ذلك ردها. ثم اذا التحمت واندملت ، فلاجل القطع والخياطة يعسر عليك اخراج الشرناق. ثم الجفن بعد ذلك قد يعود الى حالته فلا يكون قد افادنا التشمير شيئا. وكل مرض يكون مع الشرناق من امراض الجفن فابدأ بالشرناق (٢٣٩) فهو الأولى.

الفصل الثامن عشر (٢٤٠)

في اوقات الامراض ونذرها بمقتضى ذلك

اعلم ان المرض منه حاد ومنه مزمن. فالحاد هو الذي يبتدئي باشد اعراضه اولا. وكلما كان اقوى كان احد (٢٤١) ويحتاج الى تدبير لطيف وهو سريع الانقضاء. والمزمن هو الذي تتأخر اعراضه. وكلما تأخر كان المرض ابطأ انقضاء. ويحتاج الى تدبير في الابتداء غليظ.

واوقات المرض اربعة (٢٤٢) : الأول هو (الابتداء) ، وهو الزمان الذي لا يظهر فيه المرض. ويكون كالمتشابه في احواله لا يستبان فيه تزيّده. والثاني (التزيد) : وهو الوقت الذي يستبان فيه استزادة المرض كل وقت بعد وقت. والثالث (الانتهاء) وهو الوقت الذي يقف فيه المرض في جميع اوصافه على حالة واحدة. والرابع (الانحطاط) وهو الوقت الذي يظهر فيه انتقاص المرض. فان كان المرض حادا لا سيما ان كان

_________________

٢٣٩) الجملة غير مقروءة في الاصل. وبصعوبة تمكنا من فك طلاسمها.

٢٤٠) في الاصل : الفصل الثاني عشر

٢٤١) الجمله في الاصل غير مقروءة بوضوح

٢٤٢) في قوله : واوقات المرض اربعة ، يريد ان الادوار التي يمر فيها المرض هي اربعة.

وهي نفس الادوار المعروفة اليوم في الطب الحديث وهي دور الحضانة ودور الابتداء ودور التوقف ثم دور الانتهاء. وهناك دور خامس لم يكن مصنفا في الطب القديم ، ولكن الطب الحديث صنفه وسماه دور النقاهه وهو الدور الذي يتماثل فيه المريض نحو الشفاء.


رمدا ، فاستعمل في الابتداء الروادع. ثم بعد ذلك تمزج الروادع باشياء (٢٤٣) مرخية. وسنوضح ذلك فيما بعد عند ذكرنا الأدوية. ثم بعد الانتهاء الى الانحطاط يستعمل ما يرخي ويحلل. وربما احتيج في كل واحد من الاوقات الى تدبير (٢٤٤) مشارك لما بعده. مثلا ان يقتصر اولا على الروادع وربما نقص في آخر الابتداء توطيدا للتحليل. وربما اشتد العرض وخيف على القوة فحينئذ تفزع الى المخدرات. وليكن استعمالك (٢٤٥) اياها بحذر فانها تغير جميع الحواس.

والتوتيا تستعمل في الابتداء اذا خيف ان يصير في العين قرحة. واما اذا لم يكن ، فلا يجوز استعماله الا اذا قويت العين لأنه يكثف تكثيفا شديدا. وان كان نوعا من التكثيف مطلوبا الا ان فعله في الغاية بحيث انه يمنع النوازل الملطفة التي تولدت في العين عن شدة الحرارة من الخروج. فتبقى محبة (٢٤٦) فتؤلم الما شديدا. والرطوبة المرخية تستعمل ايضا من الابتداء لتلمّس الاجفان والعين فلا تحتك بها فتتأدى كبياض البيض الرقيق. والماء واللبن الحليب يغسل به وهو شديد النفع. والحلبه يستعمل ماؤها اذا قصد النضج ، ونوع تحليل ثم الأنزروت المربىّ بلبن الأتن. ثم المحللة أخرا كالأدوية المحدره للدموع (٢٤٧) ، وسنذكرها. والتزيد والانتهاء متقاربان في العلاج كالابتداء.

_________________

٢٤٣) في الاصل : ثم بعد ذلك نمزج الروادع باشيا مرخبه

٢٤٤) في الاصل : وربما احنج في كل وقت من الاوقات الى نذير مشارل.

٢٤٥) في الاصل : فحنبد نقرع الى المخدرات وليكن استعمالك اياه بتحدر

٢٤٦) في الاصل : فتبقى محابسه فتولم الما شديدا. والرطوبه المرحة تستعمل أيضا في الابتدا التلمس الاجفان والعين فلا تحبك سها قتاوى.

٢٤٧) في الاصل : كالادوية المخدرة الدموع


الفصل التاسع عشر

في اشياء يجب على الكحال ان يراعيها في مداواة العين (٢٤٨)

يجب عليه اولا ان يعرف المرض اي نوع هو ومن اي جنس. والسبب لا بد من معرفته لأن اكثر الامراض تعالج بازالة اسبابها. وقد يخفي المرض فيدل عليه السبب. واكثر الاشياء تفهم من اسبابها ومبادئها (٢٤٩) فان كان من حرّ وبرد ، او من برد سخن او من رطوبة نشفت ، او من يبس رطب ، او من تعب أراح ، او من راحة استعمل الرياضه على حسب حالة ، او من امتلاء أفرغ ، او من استفرغ أملئي بالاغذية الصالحة (٢٥٠). وقد يخفى المرض والسبب فيدل عليه الاعراض فيجب ان تنظر ايضا في الأعراض وقد ذكرنا الامراض الكلية واسبابها واعراضها وطرق معالجتها بقول كلي وسنوضح القول من ذلك بقول جزئي في علاج مرض مرض (٢٥١). ويجب عليه ان ينظر في السحنة فيما بين السمن والهزال. فمتى كان مهزولا لم يحتمل الاستفراغ القوي ومتى كان معمور البدن كثير المواد ، احتمل في كل انسان بحسب حالة وينظر ايضا في المزاج الخاص بالعليل ومزاجه الأصلي ليعرف مقدار خروجه وما يورد عليه. وينظر في السن أيضا. فمتى كان طفلا لم تقدم عليه باستفراغ قوي الا اذا خيف عليه من علة دموية يخشى منها هلاكه او غير دموية. او يخشى عليه في مرض عينه ان اهمل فسدت. ومتى كان شيخا (٢٥٢) لم يقدم عليه بالاستفراغ القوي الا اذا خيف عليه من

_________________

٢٤٨) في الاصل : في اشيا نحب على الكحل ان راعها في مداواه العفن

٢٤٩) في الاصل : من لسابها وماديها

٢٥٠) في الاصل : او من امتلاء امرع او امن استفراغ املا بالاعديه الصالخه.

٢٥١) في الاصل : وسيوضح القول عن ذلك بقول جزوي في علاج مرض مرحن.

٢٥٢) في الاصل : ومتى كان سيحا


علة دموية يخشى منها هلاكه ، او غير دموية بسبب ضعفه. وان كان كهلا او شابا احتمل. وينظر ايضا في القوة ان كانت قوية استفرغه منذ اول الأمر بلا تهيب ولا توقف. وان كانت ضعيفة لم يستفرغ الابعد تقويتها. والوقت الحاضر من اوقات السنة ايضا. فان كان الوقت شتاء (٢٥٣) ، لم يمكن استفراغه بالقىء ولا بالدواء الأقوى ، ويجوز بالدواء القوي اذا دعت الحاجة اليه. ولا يكثر من الرادعات لكونها مضرّة (٢٥٤). وان كان الوقت صائفا لم يستفرغ بادوية قوية ويتوقى منها الاسهالات الا ما كان يسهل بالردع مع الاشياء الباردة. ولتكن مبردة بالفعل. وان احتيج فيه الى المسخنات استعملت ايضا باردة بالفعل حارة بالقوة. والقىء لا بأس به ان دعت الحاجة اليه. وان كان خريفا امكنك الاستفراغ ان احتجت اليه بقوة. وان كان ربيعا أبدا أمكنك اخراج الدم. والاسهال فيه أقل من الخريف. وان كان قد يستعمل الناس الاسهال في الربيع أكثر من الخريف. وينبغي ان ينظر في الهواء وحاله فقد تختلف الفصول. ولاختلافها احكام نذكر بعضها مختصرا لئلا يطول الكتاب وبقدر الحاجة.

اعلم ان الاطباء لا يراعون حلول الشمس في ربع ربع من ارباع فلك البروج. فلا يجعلون الربيع اذا حلت الشمس ببرج الحمل كما يراعي ذلك المنجمون ، بل الربيع عند الاطباء هو الزمان الذي لا يحتاج فيه في البلاد المعتدلة الى دفء وكن من البرد ولا الى ترويح من الحر. فيكون الربيع اذا استكمل تفتيح الازهار فيكون تقديرا اذا حلت

_________________

٢٥٣) في الاصل : فان الوقت شتا

٢٥٤) في الاصل : ولا يكر من الرادعات وليكن مفره وان كان الومت صانعا.

والرادعات ـ كما جاء في القانون ج ٢ ص ١١١ ـ : هي الادوية الملطفة للامزجة. فقشر البطيخ مثلا يستعمل على الجبهة في المزاج الحار. والقلقديس في المزاج البارد.


الشمس نصف الثور ايضا وبالصيف جميع الزمان الحار. وبالشتاء الزمان البارد. فيكون زمان الربيع والخريف اقل من زمان الشتاء والصيف لان اول كل واحد منهما اعنى الربيع والخريف ملحق باخر ما يليه محسوب عند الاطباء من جملة الاول. فاذا كانت الفصول على طباعها ، وهو ان يكون الربيع معتدلا والصيف حارا يابسا والشتاء باردا رطبا والخريف باردا يابسا. وقد يعرض في هذه الفصول كيفيات غير ما يقتضيها طباعها مثل برد يعرض في الشتاء شديد يكون حكمة في المعالجة حكم الشتاء. وكذلك الحال في الجميع. وينظر ايضا في البلد الذى يسكنه المريض. فانه ان كان البلد باردا ينظر الى أمزجة اهل ذلك الاقليم وفعل ما تقتضيه امزجتهم باعتبار البرد. وكذلك اذا كان حارا وان كان معتدلا فبحسب الخلط الغالب لا غير. ولا يقدم على الاسهال القوي في البلاد الحارة. ولا التبريد القوي في البلاد الباردة. وينظر ايضا في عادة المريض ان كان معتادا للاستفراغ من غير استدعاء فيكون استفراغه بتوق ولا تكون الادوية قوية. ويحذر (٢٥٥) دوامه واستمراره فيكون بمرصد منه بحيث لا يغفل الى ان يتجاوز حدّه فيتحدد على المريض ما هو اهم من مرض العين. وان كان المريض كثير الحركة معتادا بها ، فاستفراغه يكون بتوق وحذر. ولا يكون قويا وان كان ساكنا مترعا. فاستفراغه على حسب ما يختار لانه يحتمل. واعلم ان من امراض العين ما لا بد له من استفراغ كالرمد الصعب والسبل والقروح. ومنها ما لا يحتاج الى استفراغ كالبياض والآثار (٢٥٦). بل يحتاج الى ما يجلو الاعين. والاوجاع التي لا يظهر

_________________

٢٥٥) في الاصل : ويخدره دوامه واستمراره فيكون بمرصد منه بحيث لا يعفل.

٢٥٦) يريد بالبياض والاثار ما يصيب القرنية من كثافة. وسيلاحظ ان لكل اثر او بياض نصيبا من الشدة وتغيرا في العلاج في الفصول القادمه عند كلامه عن معالجة أمراض القرنية وأنواعها.


معها امتلاء ، يستعمل في علاجها تبديل المزاج الضد بالضد كما ذكرنا.

الفصل العشرون (٢٥٧)

في كيفية الكحل بقول وجيز

اعلم ان العين ذكيه الحس فينبغي ان يلطف بها ما امكن عند المعالجة وذلك ان تكون الادوية (٢٥٨) ناعمة قد احسن اتخاذها. ويكون كل دواء في موضع لا تصل اليه قوة الاخر لا سيما ادوية البياض والرمد (٢٥٩) فانهما يختلفان كثيرا. وتكون مخزونة في آلة من الابنوس او الزجاج. ولا توضع الادوية المبردة في النحاس فتكتسب قوة زنجارية ، بل الادوية الحادة ينبغي ان تعمل في ذلك لتزداد قوتها. والدواء اذا عتق بطلت قوته او انها نقصت. وينبغي ان يكون الميل ممتلئا (٢٦٠) قليلا فهو أجود في ذلك. ويكون اما ذهبا أو فضة أو نحاسا او أبنوسا أو فولاذا. وبعضهم قد يكره الميل الابنوسي لخشبيته. وكذلك الفولاذ لما يعلوه من الصدأ العسر المفارقة. ولا يجوز الاكتحال بميل الزجاج غير الصافي ولا بميل خشب غير الابنوس. وينبغي ان اراد ان يغسل العين ان ينوم العليل (٢٦١) على ظهره ليتمكن

_________________

٢٥٧) في الاصل : الفصل العشدرت. لقد كتبها بخط النسخ كما كان يكتب جميع العناوين السابقة. وقد كان المؤلف يحاول في كل مرة ان يتفنن في كتابة العنوان ، فكانت الكلمات تجيء متداخلة مشوهه كانها طلاسم يصعب قراءتها

٢٥٨) في الاصل : ان كلمة الادوية جاءت في هامش الصفحه. وقد اشار اليها الموءلف باشارة

٢٥٩) في الاصل : لا سيحا ادوية البياض فالرمد فانهما يختلفان كثيرا

٢٦٠) في الاصل : متكئا

٢٦١) في الاصل : وينبغي ان اراد ان يقل


من غسلها ، وليكن برفق ويعمد بخرقة ناعمة جدا او بقطنة تمسح القطوع ، وكذلك في صب جميع الرطوبات في العين. فالاولى ان يكون نائما على قفاه فانه امكن ، واما متى اردت ان تفتح العين فان بدأت باليسرى لكونها امكن فتفتح الجفن الاعلى برفق بابهامك من اليد اليسرى والجفن الاسفل بالخنصر من يدك اليمنى برفق. ثم تضع الدواء او تسل الميل برفق كأنك تفتله. واما العين اليمنى فتفتح جفنها الاعلى بابهامك من اليد اليسرى كما فعلت بالعين اليسرى. الا انك تقلب الميل وتجعل فرفينته نحو المآق الاصغر ، ثم تفتح الجفن الاسفل بسبابتك من اليد اليمنى وتقوم الوسطى في مسك الميل عند ذلك مقام السبابة. ولا يكبس الميل وقت الكحل فيضر القرني. وينبغي ان تكون معك أميال مختلفة. ولا تكحل صحيح العين بميل كحلت به مريض العين (لان من امراض العين ما يعدي) الا بعد ان تغسله وتنشفه. لانه ربما كان عليه صدأ او بقايا دواء فعند ذلك مرور ذلك على القرنية يحدث فيها الماء. وربما احدث تفرق اتصال يسير.

واعلم ان من الامراض ما يحتاج الى ذرور فينبغي ان يكون وضعه في المآقين من غير ان يصل الى القرني لا سيما ان كان ثم قرحة او سلخ. فان كان في القرني أثر تريد زواله فلا بد ان يقصد وضع (٢٦٢) الدواء الحاد الجلاء عليه حتى يفعل فيه. وفي غير الحالة لا تقرب الميل الى القرني بل تجعله في المآقين. ومتى اردت حك الجفن (٢٦٣) فأمدد الاشفار منه

_________________

٢٦٢) في الاصل : فلا بد ان يقصد ان يضع الدوا الحاد الجلا عليه.

٢٦٣) جاء في تذكرة الكحالين ص ٦٤ : واما قلب الجفن فتمسك بشعر الجفن بالابهام والسبابه من اليد اليسرى وتجذب الجفن اليك فتكبس وسطه بملعقة الميل حتى ينفتح وينقلب.


بالسبابة من اليد اليسرى والابهام منها برفق ثم تجعل فرفينة الميل فوق الجفن. وتقصع الجفن بكبسه من اليمنى بالميل ثم تحركه. فان اردت رده فعلت ذلك برفق ولا تتركه ينقلب لذاته. واذا تركت دواء في العين واردت ان تترك دواء اخر ، فاصبر حتى تخلص العين من الاول لئلا تتخبط باختلافهما. والادوية الحادة متى كان الدماغ ممتلئا لا تكحل العين بها لئلا تجذب بتحليلها الى العين آفة (٢٦٤). وسنذكر كيفية علاج مرض مرض بالدواء وبالحديد ان كان مما يعالج به.

القسم الرابع

في حفظ الصحة في العين

وهو فصل واحد

حفظ صحة الاعضاء كلها يكون بالاشياء المشابهة لكل عضو تروم حفظ صحته اذا كانت صحته لا يدوم منها شيء ، الا العين فانها تحتاج الى التقوية اكثر من غيرها ، والى ما ينشف. لانها بمعرض من انصباب المواد. لان منشأها من الدماغ كما بينا. فالاشياء المشابهة لها ضارة وحفظ الصحة في العين وفي كل عضو يكون بتوقية من الآفات. واستعمال ما يقوي وينفع وبتقدير الاسباب الستة الضرورية العامة المشركة للصحة والمرض وهي : الهواء المحيط بابدان الناس. وما يؤكل ويشرب. والحركة والسكون. والنوم واليقظة. والاحتقان والاستفراغ. والاحداث النفسانية. فهذه متى قدرت كما ينبغي في الكمية والكيفية والوقت والترتيب ، احدثت الصحة وحفظتها. وبالضد اذا قدرت احدثت المرض وحفظته. وكان بنا حاجة ان نذكرها (بوجه في

_________________

٢٦٤) جاء في التذكرة ص ٦٢ ـ ٦٣ : واياك ان تستعمل دواء حادا وفي الرأس امتلاء بل يكون نقيا من الاخلاط الرديئة. فان ابقراط يقول ان الابدان غير النقية كلما غذوتها زدتها شرا.


الاسباب الممرضة الا أنا اخرنا ذكرها ] (٢٦٥) فيستفاد من هذا القول ما فات من السالف. والصحة هي اعتدال الامزجة والتراكيب. فالهواء متى خرج عن طبعه الخاص به اما الى الحر واما الى البرد او الى الرطوبة أو الى اليبس كان سببا للضرر. فان الهواء الحار فوق ما هو عليه من الحرارة يحدث (٢٦٦) في العين سوء مزاج حار وتكدر الى غيره من الامراض الحارة.

والباردة تحدث سوء مزاج بارد. وربما احدثت رمدا. والرطب يكثر فيا القذى (٢٦٧) والدموع لا سيما هي رطبة في نفس الامر. واليابس خاصة ان كان معه غبار (٢٦٨) احدث جربا ودمعة لاضراره بالعصب وتجفيفه المواد الصالحة. فالرطوبة تخرج على سبيل العصر لانضغاطها من يبسه بما احدث من القبض في التجاويف (٢٦٩) التي فيها اعضاء العين فتخرج دمعة. وان كان معتدلا على حاله الطبيعية كان سببا لتعديل مزاج العين وتعديل الروح الباصر وحفظ الصحة. واحداثها (٢٧٠) اذا كان زوالها بسبب رداءته.

فاما ما يؤكل ويشرب ان استعمل كما ينبغي في الكمية والكيفية والوقت والترتيب كان سببا لنمو الاعضاء القابلة للنمو وتقوية العين

_________________

٢٦٥) في الاصل : (فهذه متى قدرت كما ينبغي في الكمية والكيفية والوقت والترتيب أحدثت الصحة وحفظها. وبالضد اذا قدرت المرض وحفظته) ، وفي رأينا ان الجملة يجب أن تكون () اذا لم تقدر أحدثت المرض وحفظته. والجملة بين القوسين موجودة في الهامش بخط المؤلف ومؤشر عليها.

٢٦٦) في الاصل : فان الهوا الحاد فوق ما هو عليه من الحرارة يحلن في العين سو مزاج.

٢٦٧) في الاصل : القذا ـ بالالف الممدوده ـ

٢٦٨) في الاصل : ان كان معه عنارا احدث حربا.

٢٦٩) في الاصل : في التجايف.

٢٧٠) في الاصل : واحدثها اذا كان رذالها بسبب رداته.


وحفظ رطوبتها الغريزية (٢٧١) وسببا لتقوية الروح الباصر. وبدلا مما يحلل من العين ومتى كان على خلاف ذلك احدث المرض وحفظه. اما في الكمية : فان كان كثيرا فتضعف القوى عن هضمه فتتولد منه فضلات. وان كان قليلا لم يخلف بدل ما تحلل ، فاختلت لذلك الاخلاط (٢٧٢) ، وسخن المزاج فينبغي ان يكون معتدلا فيما بين الكثرة والقلة في كل انسان بحسب ما يقتضيه حاله. وكذلك الماء ، فان شرب الماء الكثير والنبيذ الكثير يفجج (٢٧٣) الطعام ويضعف الهضم. والقليل لا ينفذه في مجاري الغذاء التي ينبغي أن يسلكها. واما في الكيفية فان يكون الطعام يولد خلطا صالحا. فان لم يكن كذلك ضره الماء وساير ما يشرب كذلك.

واما في الوقت : فاذا استعمل وقت الحاجة نفع. واذا استعمل قبل اشتهاء الطعام لم تسغه (٢٧٤) الاعضاء كما ينبغي وتولد فضلات.

واما في الترتيب كالحركة بعده والنوم عقبه اذا لم يأخذ في الانهضام وادخال الطعام على طعام قبل ان ينهضم الاول.

واما الحركة والسكون : فمتى كانت الحركة باعتدال كانت سببا لتنشيط القوى وذهاب الحام (٢٧٥) من العين وهضم ما فيها وتحليل ما

_________________

٢٧١) في الاصل : وحفظ رطوباتها العريزة.

٢٧٢) في الاصل : فاحتدت لذلك الاحلاط

٢٧٣) في الاصل : يعجج وهو يريد (يفجج) الطعام أي يترك فجوات بين الكتله الطعاميه في الامعاء

٢٧٤) في الاصل : واذا استعمل قبل اشتها الطعام لم تسغه الاعضاء كما ينعي والفعل ساغ لازم ومتعد. ويقال ساغ الشراب سوغا وسواغا ، سهل مدخله وسغيته ولم تسغه الاعضاء أي لم تسهل دخوله (انظر القاموس المحيط).

٢٧٥) في الاصل : وذهاب الخام من العين

والحام هو الارق والتعب. واحتمت عينه اي ارقت من غير وجع (انظر المعجم الوسيط).


ينبغي ان ينتقص عنها. واما اذا جاوزت الاعتدال كانت سببا للحرارة. وقد يفرط فيكون سببا للبرودة. وكما قلنا قبل بكثرة التحليل تنفتح المسالك فيسهل تحليل الروح وتجف العين أيضا. والسكون الدائم أيضا مما يكثر الحام في العين ويزيد الاخلاط ويسدد المسام ويغلظ الروح المعتدل فيستجم (٢٧٦) له القوى النفسانية وتستريح العين وتقوى افعالها.

واما النوم واليقظة : فان النوم الكثير يسرع الهضم فيكثر لذلك ارتقاء البخار فيغلظ الروح النفساني. وكذلك السهر الدائم فانه مما يحلل الروح ويضعفه ويضعف البصر. والنوم المعتدل تستجم له النفس فيكون سببا.

واما الاحتقان والاستفراغ : اما الاستفراغ الكثير فانه يضر العين ويضعف البصر لما ينقص من المواد. والاحتقان الكثير لما يكثر من البخارات يضعف البصر ويضر العين. والاعتدال يحفظ الصحة ويحدثها.

واما الاحداث النفسانية : فلا شك ان الغم والهم مما يحمي مزاج القلب فيكون سببا لترقي بخار دخاني الى العين فيحدث فيها سوء مزاج (٢٧٧) حار يابس واما ما يوقيها (٢٧٨) من الآفات : فينبغي ان تصان من الاشياء المؤذية كالغبار والدخان والاهوية الحارة والعجاج والرياح

_________________

٢٧٦) في الاصل : ويخلط الروح المعتدل يستحم له القوى النفسابنت. وقد يتكرر الخطأ في كتابة كلمة يستجم واستجمام. حيث يكتبها يستحم وبدون تنقيط احيانا

٢٧٧) في الاصل : منحلت فيها سو مزاح جار ياس ويحمى مزاج القلب اي يزيد حرارته

٢٧٨) في الاصل : واما ما يوقها.


الباردة السمومية. ولا يديم التحديق الى شيء لا سيما ان كان من الاعمال الدقيقة.

واعلم ان ما على العين اضر من البكاء. وينبغي ان لا يطيل نومه على القفا. والاستكثار من الجماع اضر شيء بالعين. وكذلك الاستكثار من السكر والتملي من الطعام والنوم على الامتلاء وجميع الاغذية والاشربة الغليظة المبخرات الى الرأس كالبصل والثوم وكل ما يجفف (٢٧٩) كثيرا كالاكثار من الاشياء المالحة والمبخرة بخارا غليظا كالكرنب.

واما الاشياء الضارة بالبصر كالجماع المفرط والنظر الى الضوء والى الاشياء البيضاء وقراءة الدقيق من الخط (٢٨٠). [ ويجب على من به ضعف البصر ان يصبر الى ان ينهضم الطعام ثم ينام. وكل امتلاء يضره وكل معكر للدم يضره مثل الحلو والمالح والحريف. والقيء يضره لانه يحرك مواد الدماغ ويدفعها الى العين ] (٢٨١). فان دعت الحاجة اليه ينبغي ان يكون برفق لانه قد ينتفع به من جهة انه ينقي المعدة. وكثرة الفصد وخصوصا (٢٨٢) الحجامة المتوالية تضر العين. فاما الاغذية مما يؤذي فم المعدة.

والباذروج اكلا والزيتون النضيج (٢٨٣) والجبن المقدد والسمك مضر يضعف البصر جدا لتوليده الرطوبات الغريبة لا سيما المالح منه. واما الاشياء النافعة للعين والحافظة لصحتها والمقوية لها ، فالأكحال

_________________

٢٧٩) في الاصل : وكل ما يحفف كثيرا

٢٨٠) في الاصل : والنطو الي الضو والي الاشيا البيض وقرأه الدقيق من الخط.

٢٨١) في الاصل : الجمله المحصوره بين القوسين فيها بعض الكلمات غير مقروءة جيدا مثل : امتلآ يصر وكل مصر الدم (وهو يقصد وكل امتلاء يضره وكل معكر للدم) وقد نقلنا الجملة مصححة.

٢٨٢) في الاصل : ولره الفصد وخصوصيا

٢٨٣) في الاصل : والرننون النصيح


المتخذة من الاثمد والتوتيا المربى بماء المرزنجوش والرازيانج (٢٨٤). والاكتحال بماء الرازيانج جيد على الدوام. وبرود الرمانين بشحميهما ينضجان في التنور مع العسل الصافي ويكحل العين بهذا الدواء.

صفة برود يحفظ الصحة

ويحد البصر. يسمى جلاء عيون النقاشين (٢٨٥)

يؤخذ رمان حلو ورمان حامض في الغاية. فيعصران بشحمهما ويجعل ماء كل واحد منهما في اناء من زجاج ويسد رأسهما بصمامة جيدا ثم يجعلان في الشمس من اول حزيران الى آب (٢٨٦). ويصفى كل شهر من الثقل ثم يخلط ما صفى منهما ويجمعان ويؤخذ نصف رطل منهما (٢٨٧) وفلفل وصبر ودار فلفل ونوشادر من كل واحد نصف

_________________

٢٨٤) في الاصل : فالاكحال المتحده من الانهد والتوتا المرى بما المرونجوس والداريانح. ان الكتاب المخطوط (كما ذكرناه سابقا) هو بخط المؤلف نفسه. وان النسخه هذه هي الوحيدة. وقد عانينا مشقة عظيمة في قراءتها وحل رموزها. وما ذلك الا لان المؤلف قد اعتاد الاهمال في كتابته وعدم الاهتمام بتنقيط الكلمات وعدم وضع الهمزة ، مما يجعل الكلمة غير مقروءة. وهذا ما اشرنا اليه كثيرا في الهوامش.

٢٨٥) جاء في التذكرة ص ٣٢٣ في الحاشيه : البرود كل دواء مبرد. واكثر ما يستعمل في ادوية العين. والبرود هذا المسمى جلاعيون النقاشين ، سماه في التذكره برود النقاشين

٢٨٦) في الاصل : من اول حزيران الى اب. ولكن جاء في تذكرة الكحالين ص ٣٣٢ : من اول حزيران الى اخراب.

٢٨٧) في الاصل : ويوءخذ نصف رطل منهما وفلفل وصبر ودار فلفل ... الخ.

ولكن جاء في التذكره ص ٣٢٤ : يوءخذ لكل نصف رطل منهما صبر وفلفل ودار فلفل ... الخ


درهم (٢٨٨) ، ينعم بسحق الادوية وتطرح فيه وترفع. وكلما عتق كان اجود. وهو عجيب النفع ، يحفظ الصحة ويقوى العين ويحد البصر ، وبالجملة فكلما تذكره في الاقرباذين (٢٨٩) من الادوية المركبة النافعة في حفظ صحة العين.

ومما يجلو البصر الغوص في الماء وفتح العين في داخله. واذا كان الماء معينا وكان صافيا كان ابلغ. فهذا ما أمكن ذكره وهو تمام القول في الجزء الاول. فلننتقل الى الجزء الثاني من الادوية المفردة والقوانين التي تتعلق بها.

_________________

٢٨٨) في الاصل : من كل واحد نصف درهم. ولكن جاء في التذكره ص ٣٢٤ : من كل واحد زنة درهم.

٢٨٩) في الاصل : الانقرابادين.


الجزء الثاني من النهاية في الكحل (١)

وهو قسمان

القسم الاول من الجزء الثاني

في اجناس الادوية المفردة وانواعها وافعالها

وهو اربعة فصول

الفصل الاول من القسم الاول :

فى ابتداء القول فى الادوية المفردة والطريق فى معرفتها

في ابتداء القول في الادوية المفردة والطريق في معرفتها يبنى (٢) الكحل على الادوية ومعرفة قواها وافعالها وخواصها ومعرفة الجيد والرديء منها ومعرفة ذلك مما حصلت بطول الزمان والتجارب والامتحان والالهام من اللّه تعالى للحيوان كاستعمال الحيات الحك في أعينها باصول الرازيانج الرطب اذا خرجت في الربيع من مأواها وابصارها مظلمة. وكثير من الحيوان يرعاه لاجل ذلك (٣).

والناس في ذلك على قسمين : اهل التجارب واهل القياس. فالتجربة تفيد بعد شرايط (٤) والقياس غير موثوق به كوثوق التجربة.

_________________

١) جاء العنوان في فهرست الكتاب : الجزء الثاني في الادوية المفرده واجناسها وقواها وافعالها الخاصة بالعين ولكن العنوان هو ما ذكرناه هنا ويقصد الجزء الثاني من فهرست الكتاب.

٢) في الاصل : مبني الكحل. والكحل يريد به علم الكحاله اي طب العيون

٣) يريد ان الكثير من الحيوانات ترعى الرازيانج لجلاء عيونها (انظر رازيانج في القسم الثاني من هذا الجزء).

٤) يريد بالشرايط : الشروط التي يجب توفرها لتحقيق التجربة.


والكحال ليس عليه ان يبرهن على كون الدواء حارا او باردا (٥) او رطبا او يابسا. [ ولا من أي الاجزاء تركب بل يتسلم ذلك من الطبيب ] كما يتسلم الطبيب من صاحب العلم الطبيعي ما يتسلمه من ذلك. بل عليه ان يعلم اجناس الادوية المفردة والمركبة وانواعها المستعملة في علاج العين. وها انا ذاكر من ذلك ما يليق ذكره بهذا الكتاب.

الفصل الثاني من القسم الاول من الجزء الثاني

في اجناس الادوية المفردة وطبقاتها

اعلم ان أدوية العين منها مفردة ومنها مركبة. فالمركبة نذكرها اخرا. واما المفردة فهي مركبة تركيبا ثانيا (٦). وامتزاج اول مع ما انها مفردة في الصورة (٧). فنقول منها حيوانية ومنها معدنية ومنها نباتية. فالحيوانية بعضها من أعضاء الحيوان كالقرون وجندبادستر. وبعضها من رطوباتها كالمرارات والالبان وبياض البيض. وبعضها ما ينفصل عنه كبعر الضب ولبن الخفاش المعروف بالشيزرق.

واما النباتية فمنها عصارات كالحضض ومنها ثمر كالفلفل ومنها زهر كالجلنار ومنها ورق كالسادج الهندي (٨) ، ومنها خشب كالدار

_________________

٥) الدواء الحار : هو الدواء المنبه او المهيج او المحمر او المنفط او الكاوي والدواء البارد : هو الدواء المرخي او المرطب او المبرد

٦) في الاصل : تركيبا ثانيا. ولعله يريد تركيبا ثابتا

٧) يقصد بهذا ان الادوية مفردة باسمائها ولكنها مركبة من عدة مواد اخرى كالحوامض واشباه القلويات في دواء مفرد. مثل الافيون الذي هو مفرد مع انه تمتزج فيه عدة اشباه قلويات كالمورفين والهيروئين والبابفرين وغيرها. ومع ان هذه الاشباه قلويات لم تكن معروفة في عهد الموءلف. لكنه علم ذلك كما علم غيره من العلماء بالتجربه والقياس وبدون الرجوع الى المختبرات طبعا.

٨) في الاصل : كالسادح الهندي.


الصيني (٩) ومنها عروق كالماميران والورس ومنها قشور كالسليخة.

واما المعدنيات فالتونيا والنوشادر ، والشادنج والزرنيخ والملح والبورق.

وبالجملة فاجناس الادوية على اربع طبقات :

الطبقة الاولى : يقال دواء مسخن ملطف محلل جال (١٠) مفتح منضج جاذب اكال معفن كاو.

والطبقة الثانية : مبرد مقو رادع مغلظ مخدر مفجج.

والطبقة الثالثة : مرطب عسال موسخ للقروح مزلق مملس.

والطبقة الرابعة : مجفف عاصر قابض مسدد مغري مدمل منبت للحم خاتم.

فلنذكر الان كل جنس بما يخصه في كل طبقة.

فاما المسخن من الادوية التي في الطبقة الاولى : هو الدواء الذي يجعل العين أسخن مما كانت عليه كالفلفل.

والملطف : هو الذي يجعل قوام المادة ارق بحرارة معتدلة كما الرازيانج والنانخواه والسليخة.

والمحلل : هو الدواء الذي من شأنه ان يفرق الخلط ويخرجه عن موضعه الذي اشتبك فيه جزءا بعد جزء (١١) لقوة حرارته مثل الجندبادستر.

_________________

٩) في الاصل : ومنها حشب كالدارصيني. ومن المعروف ان المستعمل ، هو لحاء وقشور لجذع شجر خاص. وجاء في الاصل ايضا : ومنها قشور كالسليخه. ولكن جاء في المقالات ص ١٥٨ ومنها خشب مثل السليخه والدار صيني وعيدان البطباط

١٠) في الاصل : مجلل خال

١١) في الاصل : هو الدوا الذي من شأنه ان يفرق الخلط وبحزجه عن موضعه البني اشتد فيه حزا بعد جزو.


والجالي : هو الدواء الذي من شأنه ان يجرد الرطوبات اللزجة والجامدة عن فوهات المسام في سطح العين حتى يبعدها عنها. وهي تنقسم الى قسمين : منها لطيفة ليست بقوية الجلاء وتصلح للاثر الذي ليس بغليظ كالقليميا والكندر وقرن الايل والصبر. والقليميا معتدل بين الحر والبرد وهو ييسر الجلاء. فلذلك هو موافق لانبات اللحم في القروح. ومنها شديد الجلاء ويصلح للظفرة والبياض الغليظ لانها تلطفها (١٢) وتجلوها كتوبال النحاس والزنجار والقلقطار والنوشادر والنحاس المحرق وهذه لذّاعة.

والمفتح : هو الدواء الذي يحرك (١٣) المادة الموافقة في داخل تجويف منافذ العين الى خارج لتبقي المجاري مفتوحة. كالحلتيت والسكبينح والفربيون (١٤) والوج والدار صيني.

والجاذب : هو الدواء الذى يحرك الى الموضع الذي تلاقيه المادة وذلك للطافته كالمر.

والاكّال (١٥) : هو الذي يبلغ من تحليله وتقريحه ان ينقص من جوهر اللحم. مثل الزنجار.

والمعفن : وهو الدواء الذى يفسد مزاج الروح الواصل الى العين ومزاج رطبتها بالتحليل حتى لا يصلح ان يكون جزءا للعين ولا يبلغ ان يحرقه أو يأكله ويحلل رطوبته بل يبقى فيه رطوبة فاسدة يعمل فيه غير الحرارة الغريزية هذا كالزرنيخ.

_________________

١٢) في الاصل : ومنها شديد الجلا ويصلح للظفره والبياض العليط لانها ملطفها وجاء في التذكره ص ٥٠ : ومنها شديدة الجلاء وتصلح للظفره والاثر الغليظ لانها تلطفها وتجلوها

١٣) في الاصل : هو الدوا الذي يحرل

١٤) في الاصل : كالحلتيت والسكبيخ والعرنفون والدخ.

١٥) في الاصل : واللكال هو الدوا


والكاوي : هو الدواء الذي يحرق الجلد احراقا مجففا ويعقد عليه خشك‌ريشه (١٦) كالزاج والقلقطار.

واما الادوية التي في الطبقة الثانية فمنها :

المبرد : وهو معروف (١٧).

والقوي : وهو الدواء الذي يعدل قوام العين لمزاجها حتى يمتنع من قبول الفضول المنصبة اليها والآفات الواردة كالطين الارمني.

والرادع : هو مضاد الجاذب. وهو الدواء الذي من شأنه لبرده ان يحدث في العين بردا فيكيفّها ويضيق مسامها ويكثر حرارتها الجاذبة ويمنع السائل اليها بتخثيره كالتوتيا

والمخدّر : هو الدواء البارد الذي يبلغ من تبريده العين الى ان يحل جوهر الروح الحاملة اليه قوة الحركة والحس ويجعله باردا في مزاجه غليظا في جوهره ، فلا تستعمله القوى النفسانية مثل الافيون والبنج.

_________________

١٦) الخشكريشه : هي منطقة محدودة من نسيج الجلد عديمة الحياة كالقشرة الباقية على الجرح بعد اندماله فهي خالية من الاوعية لا تلبث ان تجف وتسقط وتدعى Escarre. وغالبا ما تترك تحتها ندبة تدعى Ciatrise

١٧) يريد به الدواء الذي يهديء وجع العين ويجفف ويقبض ويحفظ صحة العين كالشادنج (التذكرة ص ٣٦٦) وهو بهذا يريد تصنيف قوى الادويه. فمنها اوائل وثواني وثوالث. فالاوائل اربعة : الحار والبارد والرطب واليابس. فما في الدرجة الاولى. هو ما غير البدن عن الاعتدال الا انه لم يغيره تغييرا بينا فيحتاج في تغييره الى برهان. وما في الدرجه الثانية هو ما غيره تغييرا بينا ليس بشديد. وما في الدرجه الثالثه هو ما غيره تغييرا شديدا ليس بمفسد. وما في الدرجه الرابعه هو ما غيره تغييرا مفسدا وعلى هذا صنفوا الادويه وسجلوها. فقالوا حار يابس في اول الرابعة (للشب). وقالوا عن العسل حار يابس في الثانية .. الخ. ـ انظر المقالات ص ١٥٢ والتذكره ص ٣٦٦ ـ ٣٦٩ ـ وهم يريدون بذلك أجناس الادوية. وقد صنفها مؤلفنا كغيره الى أربعة أصناف أيضا فقال الطبقة الاولى والثانيه والثالثه والرابعه. وكان يقول كذلك ايضا بارد في الاولى حار في الثانيه مثلا ليبين طبيعة الدواء. وهكذا.


[ واما الادوية التي في الطبقة الثالثة ] (١٨) : فمنها المرطب وهو معروف.

والعسّال : وهو الدواء الذي يجلو (١٩) لا من قوة فاعلة فيه ، بل بقوة منفعلة تعينها الحركة. فان السائل اللطيف اذا جرى على فوهات العروق ، ألان برطوبته الفضول وازالها بسيلانه مثل الماء القراح ، واللبن الحليب ورقيق بياض البيض.

والمملس : هو الدواء اللزج الذي من شأنه ان ينبسط على سطح العين انبساطا املس ، فيصير ظاهرها أملس مستوى الخشونة وان يسيل اليه رطوبة فتبسطه هذا الانبساط (٢٠). ويحتاج اليه في مثل الجرب في الاجفان.

واما الادوية التي في الطبقة الرابعة. فمنها :

المجفف : وهو الدواء الذي تعنى الرطوبات بتحليله ولطفه كقانصة الحبارى (٢١).

_________________

١٨) الجملة بين القوسين غير منقوطة بالاصل .. ونعود ونكرر بأن الموءلف ـ رحمه الله ـ اعتاد في نسخته المخطوطه والتي نقوم بتحقيقها ، نقول اعتاد عدم الاهتمام بتنقيط الكلمات فكثيرا ما تصادفنا كلمات من غير تنقيط نقف محتارين تجاهها. فاما انها يمكن قراءتها بعدة اوجه او لا يمكن قراءتها البتة. فنرجع الى اصل الجملة للاستدلال على الكلمة. وكذلك فقد كان الموءلف لا يهتم بذكر الهمزة وخاصة اذا كانت في اخر الكلمة مثل كلمة الدواء والسماء حيث يكتبها الدوا والسما. وكلمة ينبىء يكتبها ينبي وهكذا

١٩) في الاصل : وهو الدوا الذي يجلوا (وربما توهم المؤلف بأن يجلو تكتب بواو الجماعة).

٢٠) في الاصل : فيصير طاهرها ، ملس منشوي الحشونه وان يسل اليه رطوبه تبسط هذا الانبساط

٢١) جاء في التذكرة ص ٣٧٥ : كقانصة حبارى وهي حارة يابسة فيها جلاء لآثار القرنية محللة للماء النازل في العين.


والقابض : هو الدواء الذي يحدث في العين فصل حركة اجزاء الى اجتماع يتكاثف في وضعها تفسد له المجاري كالتوتيا (٢٢).

والعاصر : هو الدواء الذي يبلغ من تقبيضه وجمعه اجزاء العين الى ان تضطر الرطوبات الرقيقة المقيمة في محلها الى الانضغاط والانفصال ، كالاهليلج.

والمسدّد : هو الدواء الذي ينحبس لكثافته او ليبوسته أو لتفرقه في المنافذ (٢٣) فيحدث فيها السدّة.

والمغذي : هو الدواء الذي فيه رطوبة يسيرة لزجة تلتصق بها على الفوهات (٢٤) فتسدها فتحبس السائل من العين ، كالصمغ العربي (٢٥). وكل لزج سيال مزلق اذا فعلت فيه النار صار مغريا سادا حابسا.

والمدمّل : هو الدواء الذي يجفف ويكثف الرطوبة بين سطحي تفرق الاتصال المتجاورين حتى يصير الى التغرية واللزوجة ، فيلتصق احدهما بالاخر كدم الاخوين (٢٦) والصبر.

والمنبت للحم : هو الدواء الذي يحيل الدم الوارد على الجراحة لحما لتعديله مزاجه وعقده اياه بالتجفيف.

والخاتم : هو الدواء المجفف الذي يجفف سطح الجراحة حتى

_________________

٢٢) هكذا في الاصل : ولعله يريد به جمع الاجزاء المتفرقه على القرنية من كثافات وجمعها في محل واحد

٢٣) في الاصل : هو الدوا الذي يتحلس لكافته او ليبوسته او لتعريبه في للنافذ.

٢٤) في الاصل : فتسددها.

٢٥) في الاصل : كالصمغ الغرى

٢٦) دم الاخوين ويسمى العندم او البقم. وهو عصارة صمغية متجمدة حمراء اللون تستحصل من شجرة ذات جذعين تنبت في جزيره سقطرى في البحر العربي جنوب اليمن الجنوبية.


تصير خشكريشة (٢٧) عليه تكنّه من الآفات ، الى ان ينبت الجلد الطبيعي. وهو كل دواء مجفف بلا لذع.

الفصل الثالث منه

في احكام تعرض للادوية من خارج فتغيرها

قد تتغير أحكام الادوية وافعالها بما يعرض لها ، كالحرق بالنار ، والغسل بالماء ، والطبخ ، والسحق المفرط ، والجرش ، والاجماد في البرد ، والتسخين في الشمس ، والوضع في جوار ادوية اخرى. فان من الادوية ما تتغير أحكامها بمجاورة غيرها. فنقول ان من الادوية ما اذا سحق أفضل (٢٨) سحق تغيرت قوته كالنشا والصموغ اكثرها بهذه الصفة. وتحليل الصموغ أوفق من سحقها. واكثر الادوية التي تسحق تبطل بعض افعالها. الا انك تحتاج في أدوية العين الى افضل سحق لانها ليست لطيفة الجواهر غالبا. فلا تبطل قواها. والادوية الكثيفة يجب سحقها بليغا حتى يبلغ في اجزاء العين مبلغا يمكنها ان تؤثر فيه لا سيما واكثرها حجرية. والعين عضو لطيف قوي الحس وهي كالبسد واللؤلؤ والشاذنج (٢٩).

واما حكم الاحراق : فان من الادوية ما يحرق لينقص من قوته ، ومنها ما يحرق ليزاد في قوته. وجميع الادوية الحارة اللطيفة الجواهر أو معتدلتها ، فانها اذا أحرقت انتقص من حرها وحدتها بما يتحلل.

_________________

٢٧) في الاصل : حتى يصير خسكيرشه عليه مكنه

٢٨) في الاصل جاءت جملة (فضل سحق) في حاشية الصفحة. (وفضل سحق) معناها السحق الزائد. فقد جاء في المعجم الوسيط : فضل الشيء فضلا : ما زاد على الحاجه.

٢٩) في الاصل : والعين عصو لطيف قوى الخس وهي كالسبد والولو والساذنج


منها الناري المستكن منها مثل الزجاج والقلقطار (٣٠).

واما الادوية التي جواهرها كثيفة وقوتها غير حادة. والدواء يحرق اما ليكسر من حدته كالزاج واما ليلطف جوهره كالنورة.

واما حكم الغسل : فان من الادوية ما يغسل ليلطف جوهره كالنورة المغسولة ، فانها تصير معتدلة. ومنها ما ليس الغرض منه تبريدا فقط بل التمكن من تصغير اجزائه وترطيبه كالتوتيا اذا سحق في الماء. ومنه ما يغسل ليفارقه قوة فلا تزاد مثل الاستقصار (٣١) في غسل الحجر الارمني واللازورد والسادنج حتى يفارق القوة التي لا تزاد.

واما ما يترك بمحاذاة الشمس لينشف رطوباتها فقد تربى الادوية بعصارات ، وتجعل في الشمس ، وتتخلخل الرطوبة العصارية التي في اجزاء الادوية.

واما الجمود : فتزداد بردا ان كان بارد الجوهر او تنقص حرارته ان كان حارا.

واعلم ان أدوية العين قد تكسب بالمجاورة كيفيات غريبة من ملاصقات أدوية اخرى. فان الاوفروبيون والحلنيت (٣٢) والجندبادستر

_________________

٣٠) الزجاج والقلقطار والزاج ايضا : مواد معدنيه محرقه تدعى Vitriol. فالقلقطار يطلق عليه Burnt ـ Yellow ـ Vitriol او كبريتات الحديد. كما يطلق على القلقنت Blue Vitriol اي كبريتات النحاس ـ انظر المقالات ص ٢٢٠ ـ. وكلمة Vitriol اسم عام لحامض الكبريتيك لدى تفاعله باحد المعادن ـ انظر قاموس Blakies Concise

٣١) في الاصل : ولا تزد مثل الاستقصا من غسل الحجر الارمني. ويريد بقوله ـ الاستقصار ـ اي الغسل بقوة بحيث تزول قوته الشديدة وتخف ـ القاموس المحيط ـ

٣٢) كلمة الافريتون ، جاءت في المقالات ص ٢٠٩ باسم الافربيون Resin Of Euphroionbiur وفي التذكرة ص ٢٧١ جاءت فربيون وكلمة الحلتيت جاءت في المقالات ص ٢١٢ باسم الجلتيت


والمسك اذا جاورها اكثر الادوية الباردة ، فان برودتها تنقص وربما صارت حارة لاكتسابها منها ، وكذلك كثير من الادوية الحارة المجاورة للأفيون والكافور والصندل ، تقل حرارتها لاكتسابها منها ، والحاجة الى ذلك لئلا توضع الادوية مع غير جنسها.

واما الممازجة : فقد تقوى تارة بممازجتها وتارة تنقص افعالها ، وتارة تصلح كيفيتها. فاما ما يقوى بممازجته (٣٣) كالمسك اذا خالط أدوية العين. واما ما ينقص فعله بممازجته اذا خالط ما له كيفية مع دواء له ضد تلك الكيفية كالافيون والجندبادستر (٣٤). واما ما يصلح ويكسر سورة (٣٥) الآخر كالزنجار اذا خلط مع الاسفيداج.

الفصل الرابع

في اختيار (٣٦) الادوية وادخارها

ما كان من الادوية حيوانيا ، فأفضل ذلك ما يتخذ من حيوان شاب في زمن الربيع. ويختار الاصح جسما والأتمّ اعضاء ، وان ينزع ما يؤخذ منها بعد ذبحه ، ولا يؤخذ (٣٧) من الميت بعلة طارئة. فان ذلك رديء. وما كان من الادوية نباتيا فمنها اوراق ومنها بذور ومنها اصول وقضبان ومنها زهر ومنها صموغ على ما ذكرنا. فما كان ورقا فينبغي (٣٨) ان يؤخذ بعد استكماله قبل تغير لونه ، لا مما سقط منها ، فان ذلك لا يكون فيه قوة. والبذور يجب (٣٩) ان تلتقط بعد ان

_________________

٣٣) في الاصل : فأما ما يقوى بممارجه كجللسك إذا خالط.

٣٤) في الاصل : كالافيون والجبندستر

٣٥) سورة الاخر أي حدّة (أو قوة) الاخر.

٣٦) في الاصل : فى احتيار

٣٧) في الاصل : وان ينزع ما يأخذ منها بعد ذبحه ولا يأخذ من المنبت بعله طاريه.

٣٨) في الاصل : مينعي

٣٩) في الاصل : والبذور فيجب ان تلتقط


يستحكم جرمها وتنتفي عنها (٤٠) الفجاجية والمائية. والاصول تؤخذ كلما تريد ان تسقط الاوراق (٤١). واما الزهر ، فيجب ان يجتنى وقد ادرك ، ولم يأخذ في الذبول (٤٢). واما الثمار فيجب ان تجتنى بعد اتمام ادراكها وقبل استعدادها للسقوط. واما ما يؤخذ جميعه فينبغي ان يكون على غضاضة (٤٣) وقت ما يدرك بذره.

واما ما كان من المعادن فيؤخذ اجودها كالقلقديس (٤٤) (وأجوده القبرصي) والزاج الكرماني. وتكون خالية من الممازجات التي ليست من جنسها. وينبغي ان تكون على افضل ما ينبغي ان تكون عليه اعني من اللون المعهود الخاص بها والرائحة والطعم. فهذا ما ذكر حذاق الاطباء وهي القوانين التي اختارها الشيخ الرئيس سيد المحققين (٤٥) في هذه الصناعة. فلننتقل الى كلام في افعالها الخاصة بالعين.

_________________

٤٠) في الاصل : وتنعش عنها النحاجبه

٤١) في الاصل : والاصول توءخذ كما تريد ان تسقط الاوراق

٤٢) في الاصل : فيجب ان يجتنى وقد ادركت ولم يوءخذ في الذيول.

٤٣) في الاصل : فينبغي ان يكون على عضاضة. جاء في المعجم الوسيط : غض النبات : صار طريا ناظرا. فهو غض وغضيض. ويريد بقوله : ان يؤخذ جميع النبات ولا يزال طريا وقبل ان يجف تماما.

٤٤) في الاصل : كالقلديس. والقلقديس هو كبريتات الزنك ـ (انظر المقالات ص ٢٢١).

٤٥) الرئيس الشيخ هو الشيخ أبو علي بن سينا الطبيب والفيلسوف المعروف.


القسم الثاني من الجزء الثاني

في افعال الادوية المفردة الخاصة بالعين

نذكر افعال الادوية على الاختصار من غير ان نبين اوصافها في غير العين بل نقتصر على ما قبل فيما تنتفع فيها العين لئلا يطول الكتاب. وقد رتبته على حروف المعجم (أ ب ج‍ د ...) الى اخرها ، ليسهل اخذها. وذكرت بعض ما يضر العين استعماله ليجتنب. ودرجته في جملة الادوية واللّه الموفق.

(حرف الالف)

أنزروت (٤٧) : صمغ شجرة شائكة. حار في الثانية يابس في الاولى.

ينفع من الرمد ومن نوازل العين ، وخصوصا المربى بلبن الأتن. ويخرج القذى من العين.

اثمد (٤٨) : وهو جوهر الاسرب الميت. وقوته شبيهة بقوة الرصاص المحرق. واجوده الصفايحي الذي لفتاته بريق. ولا يخالطه

_________________

٤٦) نلاحظ بين آونة واخرى بعض الهوامش والتعليقات منها بخط المؤلف في اعتقادنا ، ومنها يغير خطه. ومنها مقروءة ومنها غير مقروءة.

فقد جاء في الصفحة السابقة ـ مجاورا للعنوان الفصل الرابع ـ هامشا نظنه بغير خط المؤلف فيه ـ احسان ما احد من المعدن والنباب والحيوان في الادويه للعين وهو اجود ما في الكتاب ـ ونظنه يريد ان يقول ـ احسن ما اخذ من المعدن ... الخ.

وفي هذه الصفحة مجاورا للعنوان القسم الثاني ، هناك ثلاث هوامش بخط يختلف أحدها عن الثاني وهي حتما بغير خط المؤلف. اولها غير مقروء. والثاني (ما السذاب وما الرازيانج) ثم كلمات غير مقروءة. والثالث (ذكر المفردات الحيوان والنبات والمعدن النافعه في العين).

٤٧) الأنزروت : ويدعى طبيا ـ الصمغ الفارسي

Persian gum of Astragalus

ـ مقالات ص ٢٠٩ ـ. وفي التذكرة ص ٣٤٧. جاء (حار يابس جيد للرمص) ويريد به القذى. Discharge

٤٨) الاثمد : واسمه Stibium ـ مقالات ص ٢٠٩ ـ


شيء غريب ووسخ. وطبعه بارد في الاولى يابس في الثانية. يحفظ صحة العين ويذهب وسخ قروحها. وينفع من الموسرج (٤٩) ، ويقوي شعر الاجفان ويجفف ويقبض ويقوي العين ويدمل القروح.

اسارون (٥٠) : حار يابس في الثانية. وقيل ان يبسه اقل من حرارته.

ينفع من غلظ القرنية.

آس : بارد يابس. وفيه حرارة لطيفة ، قابض ، وقبضه اكثر من برده.

ويسكن الرمد والجحوظ. واذا طبخ مع سويق الشعير أبرأ اورام العين. ورماده يدخل في أدوية الظفرة.

أشق (٥١) : حار في الثانية يابس في الاولى ، يلين خشونة الاجفان والجرب ويجلو البياض وينفع رطوبات العين وينقع بخل نظيف ويدعك بالدستج (٥٢) حتى يتحلل. ويعمل على الشعيرة والدمل في الجفن فيحللها.

اكليل الملك (٥٣) : يحلل الاورام ضمادا وينضجها. وفيه قبض وطبعه حار يابس.

_________________

٤٩) في الاصل : ـ الموسرج. وقد سبق ان قلنا انه فتق في القرنيه لبروز جزء من القزحية في الانثقاب الجزئي (راجع تعليقنا رقم ١٨٠ من الجزء الاول).

٥٠) اسارون : واسمه لاتيني ـ Asarum) Asarabacca)

٥١) اشق : واسمه ـ) Gum Ammoniac (ـ. جاء في التذكره ص ٣٤٨ : حار في الثانية يلين ويحلل غلظ الاجفان.

٥٢) الدستج : كلمة معربة عن دستى وهي البارق (القاموس المحيط) وهي انية خاصة تستعمل لدى العطارين لمزج الادوية.

٥٣) اكليل الملك : واسمه Melilotos. وهو حشيشة ذات ورق مدور ومدرهم ـ اي غامقه ـ اخضر واغصان دقاق جدا مخلخلة الورق له زهر اصفر صغير مدور يخلفه مزاود دقاق مدورة كأسورة الصبيان الصغار منها حب صغير مدور أصغر من حب الخردل (جامع مفردات الغافقي تحقيق ما يرهوف ص ٢٥).


آنسون (٥٤) : قال جالينوس : حار في الثانية ، ينفع من السبل العتيق.

وعصارته رطبة ، يقطر في العين لابتداء الماء.

افسنتين (٥٥) : حار في الاولى ، يابس في الثانية ، ينفع من الرمد العتيق خصوصا البطيء منه اذا ضمدت به العين. وان اتخذ منه ضمادا بالمنحج (٥٦) سكن ضربات العين وورمها. وينفع عن الودقة فيها.

اقاقيا (٥٧) : عصارة القرظ. اجوده الطيب الرائحة ، الاخضر الضارب الى السواد الرزين الصلب ، وهو بارد في الثانية يابس في الثالثة. واذا غسل نقص يبسه. يمنع المواد والسيلان من الانصباب الى العين ويقوي البصر ويلطفه. ولا يصلح للعين منه الا المصري. ويسكن الرمد ، ويقلل الحمرة التي تعرض فيها. ويدخل في أدوية الظفرة.

_________________

٥٣) ويعد من الادوية المدرّة ـ مقالات ص ١٥٧ ـ أي كما يستعمل للعين

٥٤) آنسون : واسمه Anisum. ذو رائحه عطرية وطعم مر. وانفع ما فيه بذوره وهو حريف مدر مهيج للجماع ، ترياق لسموم الهوام (قاموس Blackies Concise) ، (مفردات الغافقي ص ٢٦ رقم ٣٢). يستعمل للمجاري البولية.

٥٥) في الاصل : خصوصا البطىء منه اذا ضمد تحت العين ـ افسنتين : ويسمى Absinthe. وهو نبات عطري مر. يستعمل منه زهرة.

٥٦) في الاصل : وان اتحد منه ضمادا بالمينختج سكر ضرمان العين. جاء في المنحج في القانون ج ٣ ص ٤١٦. فذكر ابن سينا شياف المنحج كما ذكر تركيبه. وقال : ويضاف اليه الافسنتين فيسكن الوجع من يومه.

٥٧) افاقيا : ويسمى Acacia. وجاء اسمه في المقالات ص ٢٠٨ فسماه قاقيا


اشقيل (٥٨) : وهو بصل الفأر. قيل ان أكله يحد البصر. وانا استبعد ذلك لتبخيره.

اشنه (٥٩) : قشور تلتف على شجر البلوط. وطبعها بارد يابس وفيها حرارة عند بعضهم. في الاولى تجلو البصر وفيها قبض يسير مقطعة للرطوبة مقوية للعين. وهي متوسطة بين الحر والرطوبة.

آبار (٦٠) : وهو الأسرب المحرق منه. نافع من قروح العين خصوصا اذا غسل. وكذلك من الرمد اليابس. ويجفف مع حدّة غير المغسول منه. ويملأ الحفور في القرنية. وينفع منه المور سرج.

ايرسا (٦١) : هو أصل السوسن الاسمانجوني. وهو حار يابس في اخر

_________________

٥٨) في الاصل : اسقيل وهو بصل الفار. وقد ورد اسمه في في القانون ج ٢ ص ٣٥٨ و ٣٦٠ اشقيل (بالشين المعجمة) وجاء استعماله في تركيب كثير من المراهم والمساحيق والاقراص. وجاء في كتاب التذكرة (د. رمزي فتاح ـ القاهرة ١٩٥٣) انه سمي بصل الفار لانه يقتل الفار في الحقل اذا أكله وقد اكتشفت خاصيته هذه منذ عهد الفراعنة. كما انهم لاحظوا بأن القئران النافقه بسببه لا تنبعث منها رائحة كريهة اذا تركت بعد موتها.

٥٩) اشنه : ذكرها الغافقي في (المفردات ص ١٤ رقم ٣) : انها هي المعروفة بشيب العجوز. وتنبت على البلوط وغيره من الشجر. ولها اسم اخر وهو (بريون). وتتكون على شجر الشريين والجوز. فيها قوة تحليل وتليين خاصة الموجودة على شجر الصنوبر.

٦٠) في الاصل : ابار وجاء في التذكرة ص ٣٤٩ : آبار (بالمد) وهو الاسرب. آبار ويدعى Black lead. وهو الرصاص المحرق

٦١) ايرسا : جاء في القانون ج ٢ ص ٤٠٣ : قوة دهن الايرسا مسخنة ملينة تنقي الخشكريشات والعفونات والاوساخ. يصلح لمن به خناق او خشونة في قمة الرئة.

وفي المقالات ص ١٥٤ : أصل السوس من الادوية المفتحة. وهو نبات حريف ذو رائحة عطرية تحتوي على زيت طيار.


الثانية. يحلب الدموع في العين اذا خلط بلبن النساء. وهو ضار بالبصر جدا.

اسفيذاج (٦٢) : هو رماد الرصاص او الانك. وهو بارد ينفع من بثور العين ويسدد ويغري.

ابنوس (٦٣) : اجوده الاسود. يجلو الغشاوة والبياض. ويتخذ من حكاكته اشياف ويتخذ منه مسن الادوية المشيّفة المستعملة في العين لشدة موافقته. اذا أحرقت نشارته على طابق ثم غسلت نفعت القروح المزمنة والرمد اليابس وجرب العين.

اوماكي (٦٤) : دهن ثخين ينفع من الظلمة.

(حرف الباء)

بابونج (٦٥) : حار يابس يفيد الغرب المنفحر ، ضمادا.

_________________

٦٢) الاسفيذاج : ذكر الاسم في التذكره ص ٣٤٧ بالدال المهمله. ولكن في المقالات ذكر مرة بالذال المعجمة ص ١٦٣ ومرة أخرى بالدال المهملة ص ١٨٧. وهو كاربونات الرصاص القاعديه او ما يدعى بالرصاص الابيض. جاء في التذكره وكذلك في المقالات : انه بارد مسدد

٦٣) في قوله (ويتخذ منه حسن الادوية المشيفة ..) لعله يريد انه يستعمل منه ما تداف به الاشياف المستعملة في العين. ـ والاشياف كما مر ، هي المراهم المستعملة في العين) ومن الابنوس يستخرج ما يقطع الدمعة ويفيد في قروح العين.

٦٤) او ماكي : الكلمة في الاصل هكذا تقرأ .. ولعلها ـ او مالي ـ فهي غير مقروءة تماما ولم نعثر على ما يقابلها في حرف الالف في مختلف كتب المفردات الطبية او كتب الكحالة التي بايدينا

٦٥) بابونج : واسمه اللاتيني Anthemis Nabilis. وهو معروف ومشهور خاصة في البلاد العربية واقطار حوض البحر الابيض المتوسط. ويسمونه تفاح الارض (جامع مفردات الغافقي ص ٧١). ويسميه بعضهم (الاقحوان).


بنفسج (٦٦) : بارد رطب ينفع من الرمد الحار.

بطيخ (٦٧) : بارد رطب قشره يلصق على الجبهة فيمنع النوازل الحارة الى العين.

بنج (٦٨) : الاسود منه بارد يابس في اخر الثانية. والابيض في أولها.

يطلى على العين بزره وعصارة ورقة فيسكن اوجاع العين الصعبة ويمنع النوازل الى العين.

_________________

٦٥) وهو ثلاثة اصناف. والفرق بينها هو في لون الزهر فقط. ومن اهم اوصاف ازهاره انها تظهر في راس الغصين بلون ابيض ـ وهو الغالب ـ او اصفر او فرفري ـ وهو قليل ـ. وكما يستعمل الزهر للعين فهو يستعمل كثيرا في امراض البدن. حيث ان النبات يعتبر من الادوية الملطفة. فالابيض والاصفر أقوى في ادرار البول ، والفرفري أقوى في تفتيت الحصا ـ جامع مفردات الغافقي ص ٧٢ ـ

٦٦) بنفسج : ويدعى باللاتينيه. Viola Odorata والاسم معرب عن الفارسية ـ بنفشه ـ. ويذكر ابن الجزار ان احسن انواعه المستعمله في الطب هو ذو اللون الازرق الشاحب ويزرع في ـ الرستاق ـ من أعمال ارّجان في غرب ايران. وذكر الادريسي ان البنفسج البري لا يقلّ مفعولا من بنفسج الحدائق من حيث المفعول الطبي وجاء في جامع المفردات للغافقي ص ٧٢ : ومنفوع أزهاره ينفع في الخناق وصرع الصبيان وورقه يبرد ضمادا ـ انظر جامع المفردات. الشرح الانكليزي ص ٣٢٥. القسم الثاني ـ.

٦٧) بطيخ : في الاصل : بارد رطب قسده ملصق على الجهه فمتع النوازل. وأصل الاسم هيروغليفي ـ بدّوكا ـ. وهو نوعان الاصفر والاخضر

٦٨) بنج : وله في اللاتينية ثلاثة اسماء وهي Hyoscyamus Niger وH. Albus وH. Oureus ـ الهيوسياموس الاسود والابيض والذهبي او الاصفر.

وقال التركماني ناقلا عن ابن البيطار : اذا ضمد به مع الشراب ، وافق النقرس والخصى الوارمة والثدي الوارمة (تذكرة ، حاشيعة ص ٣٥١).


باذروج (٦٩) : حار في الاولى الى الثانية. يابس في أول الاولى. ينفع من ضربات العين ضمادا ويحدث أكله ظلمة في البصر.

بعر الضب (٧٠) : يجلو بياض العين بقوة.

بورق (٧١) : يابس في الثانية. يلطف ويقطع الاخلاط اللزجة ويجلو البياض.

_________________

٦٨) ويقول الغافقي في مفرداته ص (٧٦) : هو السكيران المعروف عندنا ـ في الاندلس ـ بهذا الاسم. والحقيقة ان السيكران وغيره. وعصارة هذا النبات أجود وأشد لتسكين الوجع من صمغه والذي بذره أسود والذي بذره احمر يقتلان ويجننان. واما الابيض فو الذي ينفع في الطب. ومن اشباه القلويات الموجودة فيه : الهيوسيامين والاتروبين والسكوبولامين. وهو مضاد للتشنج وموسع لحدقة العين.

٦٩) باذروج : واسمه اللاتيني Ocimum Basilicum

في الاصل : جاء في الاوله.

سماه الغافقي ص (٦٦) من مفرداته باسم الحبق الريحاني. وذكره الرازي بقوله : جيد للمعده والقلب واكثاره يظلم البصر

٧٠) بعر الضب : في الاصل : يجلو بياض العين بقوه. ولكن في التذكرة وفي القانون ومثله في المختارات ، يذكرون (يجلو بقية البياض). والضب حيوان من جنس الزواحف من رتبة العظاءة غليظ الجسم خشنه له ذنب عريض حرش ، يكثر في صحارى الاقطار العربية.

٧١) البورق (بفتح الباء وتسكين الواو). وهو علميا يدعى (كاربونات الصوديوم). ويدعونه (النطرون). ويذكره ابن رافد بقوله ـ البورق انواع كثيرة ومعادنه كثيرة ، فمنه ما يكون جاريا ثم يتحجر ومنه ما يكون في معدنه حجرا. ومنه ابيض ومنه احمر ومنه اغبر ـ. كما ذكره الرازي بقوله ـ اصناف البورق كثيرة ، منه ورق الصاغة وهو الابيض السبخي. ومنه الزبدي وهو أجودها كلها ولونه ترابي وهو يحلل الرطوبات الصديدية المحدثة للحكة (جامع المفردات للغافقي ص (٨٤))


بزر الخس (٧٢) : بارد يابس ، مخدر ، اذا ضمد به نفع الصداع ومنع السيلان.

باقلاء (٧٣) : في مزاجه اعتدال ، محلل ، مجفف ، اذا اتخذ منه ضماد ووضع على العين نفع من الانتشار الحادث عن سبب باد.

بسّد (٧٤) : بارد يابس ، يقوي العين بالجلا والتنشيف للرطوبات المستكنة فيها خصوصا محرقه المغسول. ويجلو آثار القروح ويصلح الدمعة فيقطعها. وهو معتدل القبض.

بارزذ (٧٥) : حار يابس في الثانية فيه تليين ، محلل للاخلاط اللزجة.

نافع لجرب الجفن والبرد الحادث فيه.

_________________

٧٢) بزر الخس : تعريفه الذي جاء هنا هو نفس تعريفه الوارد في التذكره ص ٣٥١ .. وكلمة البزر وجمعها بزور هي صحيحة وهي بذر وجمعها بذور.

٧٣) باقلاء : في الاصل : باقلا. في مزاجه اعتدال مجفف .. الخ الجملة. التعريف هذا ورد بنصه في تذكرة الكحالين ص ٣٥٠. ولكن في التذكرة جاء : اذا عمل منه ضمادا وضمد به العين نفع من الاتساع الحادث في الحدقة عن سبب باد. بينما في كتابنا جاء : نفع من الانتشار الحادث عن سبب باد. قال الهروي : في بحر الجواهر ما نصه : اذا شدد اللام قصرت واذا خففت مددت (تذكرة حاشية ص ٣٥٠).

٧٤) بسد : واسمه اللاتيني Koralion. وهو المرجان

جاء في المنتخب للغافقي ص ٨٤ : نبات بحري ينبت في جوف البحر. وانه اذا أخرج من البحر ولقيه الهواء اشتد وتصلب.

٧٥) بارزذ : جاء الاسم في الاصل (بارزذ) بالذال المعجمة. ولكن في التذكرة ص ٣٥٠ وفي المقالات ص ١٥٩ جاء الاسم (بارزد) بالدال المهملة. وهي كلمة فارسية معناها (القثاء).

جاء في الاصل : حار يابس في الثانية فيه تليين محلل للاخلاط اللزجه وجاء في المقالات ص ١٥٩ : مسخن في الدرجة الثانية مجفف في أولها. وجاء في التذكرة جار في الثالثة يابس في الثانية ملين محلل. وجاء في حاشية التذكرة ص ٣٤٩ حار في الثانية عند منتهاها وفي الثالثة عند مبدئها.


بصل (٧٦) : حار في الرابعة. اذا اكتحل بعصارته نفع من بدء الماء وظلمة البصر من اخلاط غليظة ، الا انه يهيج خروج الشعر. واكله يضر البصر لتبخيره.

بيض (٧٧) : بياضه يبرد باعتدال. ويقوي ويسدد ويسكن الاوجاع الحادثة في العين. وصفرته اذا شدّت على العين منعت المواد من الانصباب اليها من حدوث الاورام.

(حرف الجيم)

جندبادستر (٧٨) : حار يابس الى الرابعة. مقطع منضج نافع للمدة الكامنة خلف القرني ويسخن العصب.

_________________

٧٦) بصل : واسمه اللاتيني Allium ـ cepa.

في الاصل : حار في الرابعة. اذا اكتحل بعصارته نفع من بدء الماء وظله البصر من اخلاط عليظه الا انه يهيج خروج الشعر. الجملة باكملها وردت في تذكرة الكحالين. ويقصد بجملة (يهيج خروج الشعر) انه يهيج شعر العين طبعا. وجاء في المنتخب للغافقي ص ٦٤ : وهو ذو جوهر غليظ وباشكال وانواع مختلفه منه الطويل والحريف والمدور. ومنه الاحمر والابيض. اذا اكتحل بمائه مع العسل. نفع من ضعف البصر ومن ارغاما (وهي كثافة خفيفة تصيب القرنية) والغمامة وابتداء الماء.

٧٧) البيض : جاء في التذكرة ص ٣٥٢ : وصفرته اذا شد على العين منع المواد المنصبه ويمنع حدوث الاورام. وجاء في المنتخب للغافقي ص ٨٧ : بيض الدجاج مزاجه ابرد قليلا من البدن المعتدل. وجاء أيضا : الصلب أكثر غذاء من (النيمبرشت) أي المسلوق على النصف

٧٨) جندبادستر : واسمه اللاتيني Kostoros (قاسطورس) ومعناه الخصبة Orchis. وهو حيوان (برمائي). والمادة الفعالة فيه هي خصيته. وهي رطوبة تشبه العسل تجفف وتخزن.

في الاصل : حار يابس الي الرابعة مقطع منضج نافع للمدة الكامنه خلف القرني. جاء في التذكرة ص ٣٥٤ : حار يابس في الثالثه مقطع منضج نافع للمده الكامنه خلف القرنيه مسخن للعصب. وقد ورد الاسم في منتخب الغافقي ص ١٠٢ بالذال المعجمه ـ جنذبادستر


جوز (٧٩) : دهنه ينفع من الأكله والحمرة والنواصر في نواحي العين.

جوزبوا (٨٠) : حار لطيف في الثالثة ، ينفع من السبل ويقوي العين.

جاوشير (٨١) : حار يابس في الثالثة يحد البصر اكتحالا ويلين ويحلل وهو نافع من بدء الماء في العين.

جعدة (٨٢) : حاره في الثانية يابسة في الثالثة. وفيها حدّة تجلو ظلمة البصر وتحده اذا خلطت عصارتها بالعسل واكتحل بها.

جنطيانا (٨٣) : حار في الثالثة ، يابس في الثانية. يتخذ منه لطوخ للرمد

_________________

٧٩) جوز : اسمه اللاتيني Junglarns Regia في الاصل : دهنه ينفع من الاكله. ولعله يريد ـ الآكله ـ وهي نوع من السرطان.

وجاء في المنتخب : عصارته دواء ينفع من ادواء الفم والحنجره.

٨٠) جوز بوا : بضم الباء وفتح الواو. جاء في الاصل : حار لطيف في الثالثة. وقال جالينوس وابن ماسويه : حار يابس في الثالثه.

٨١) جاوشير : بفتح الواو. واسمه اللاتيني Panakes Heraklion وهي تسمية ديسقوريدس (مفردات ديسقوريدس للغافقي). جاء في الاصل : حار يابس في الثالثة. وفي التذكرة : حار في في الثالثة ملين محلل في الثانية.

وجاء في الاصل : وهو نافع من (بدو) الماء في العين.

٨٢) جعده : واسمها اللاتيني Teucrim Polium في الاصل : جغده ـ بالغين المعجمه ـ. وجاءت في التذكره ص ٣٥٣ جعده (بالعين المهملة) وكذلك وردت في المنتخب (بالعين المهملة).

وفي الاصل ايضا : وتحده اذا ـ خلط ـ عصارتها بالعسل.

٨٣) جنطيانا : واسمها اللاتيني : Gentiana Lutea في الاصل : حار في الثالثة يابس يابس في الثانية يتحد منه لطوح للرمد فينفع.

جاء في المنتخب ص ٩٤ : له أصل طويل غليظ. وهو ينبت في الجبال الشامخة وفي الافياء وفي أماكن المياه. أصله قوي التلطيف والتنفيذ والجلاء ويفتح السدود وليس منه بعجب اذا كان في غاية المراره.

ويذكر ديسقوريدس ان درخمين منه مع فلفل وسذاب ينفع من نهش الهوام ووجع الجنب والكبد والمعدة.


فينفع

جلنار (٨٤) : بارد يابس قابض يمنع المواد اذا طلي على الجبهة

جبصين (٨٥) : هذا قد يخلط ببياض البيض لئلا يتحجّر. ويوضع على الرمد الدموي فينفع

جبن (٨٦) : غير المملوح منه ضماد الرمد والطرفة

جميزج (٨٧) : محلل جيد للرمد اذا خلط بالأنزروت المربّى بلبن الأتن.

_________________

٨٤) جلنار : واسمه اللاتيني Punica Granatum

جاء في المنتخب : جلنار (بضم الجيم وتسكين اللام). ولكن المحققين ماكس ما يرهوف وجورجي صبحي اثبتا الاسم باللغة الاجنبية بضم الجيم وتشديد اللام فكتباه Gulianar. والاسم فارسي الاصل مؤلف من كلمتين (جل ، نار) وتعني ورد الرمان. ولا يزال يباع عند العطارين تحت هذا الاسم (المنتخب ص ٣٩٤ الترجمة الانكليزية).

في الاصل : بارد يابس قابض يمنع المواد اذا طلي على الجبهة. وورد في التذكرة ص ٣٥٤ بارد يابس (في الثانية) قابض يمنع المواد اذا طلي على الجبهة. ويقصد بذلك انه يقلل الافرازات في العين.

٨٥) جبصين : في الاصل : يخلط ببياض البيض ليلا ينخجر. وهو مستعمل منذ القديم. وكثيرا ما يستعمل في تجبير الكسور. وسماه ابن سينا في القانون ج ٢ ص ١٦٣ ، باسم ـ الجص ـ واستعمله في قطع الرعاف في وصفات متعددة

٨٦) جبن : بضم الجيم وسكون الباء.

في الاصل : ضماد الرمد والطرفة. وسيأتي الكلام عن الطرفه عند الكلام عنها. جاء في المنتخب ص ١٠١ : افضل الجبن الحديث وخاصة المتخذ من لبن حامض.

٨٧) جميزج : حصل اختلاف في اصل الاسم لدى بعض المراجع ، فقد استنكر محقق التذكرة هذه التسمية بعد ذكرها بالخاء المعجمة ـ خشميرج ـ وقال : في الاصل مطموس. ومعظم المراجع تدل على انه بالتاء وبالزاي المعجمين (تشميزج) وبرأينا انه هو الصواب.

(راجع المختارات لابن هبل ـ فصل الذرورات ـ ج ٢ ص ٣٢٦). وكما اختلفوا في الحروف الاولى من الاسم ، اختلفوا كذلك في الحروف الاخيرة. ففي معتمد التركماني جاء الاسم بالحاء المهمله والزاي


(حرف الدال)

دار صيني (٨٨) : حار في الثانية يابس لطيف. ينقي الدماغ ويحّد البصر. وينفع من العشاوه والظلمة اكلا واكتحالا. ويذهب الرطوبة الغليظة من العين

دلب (٨٩) : بارد في الأولى. وجوزه شديد اليبس ، غبار ورقة مضر بالعين لكن ورقة الرطب اذا غسل وطبخ وضمّد به حبس النوازل عن العين ينفع من الهيجان والرمد.

دار فلفل (٩٠) : حار في الثالثة ، اذا سحق وكبد الماعز المشوي معه نفع

_________________

٨٧) ـ تشميزج ـ وفي الجامع لابن البيطار جاء بالراء المهملة ـ تشميزج ـ وفي القانون لابن سينا جاء الاسم بالراء والحاء ـ تشميرح ـ وعلى كل فيجب ان يكون محل الاسم في حرف التاء وليس في حرف الجيم.

٨٨) دارصيني : واسمه اللاتيني Cinnamomum Celanicum وقد سماه ديسقوريدس Kinomomon. ويعرف عند العطارين باسم (دارسيني) كما يسمى عند بعضهم (دار چيني) بالجيم المثلثة.

وهو اسم فارسي معناه شجرة الصين. وهو على ضروب. والحقيقي هو المعروف باسم دار صيني الصين. ومنه المعروف (بالقرفه). وقوة كل دار صيني مسخنة مدرة ملينة منضجة موافقة من السموم ونهشة الهوام ويجلو ظلمة البصر ـ المنتخب حرف الذال ص ١٠٨.

في الاصل : حار في الثانية ، يابس لطيف ينقي الدماغ ويحد البصر. وقد جاء في التذكرة ص ٣٥٧ : حار في الثالثة منق للدماغ ، محد للبصر. وفي الاصل : ينفع من ـ الغشاه ـ والصحيح هو ـ من العشاوه ـ اي عدم وضوح الروءية ليلا. وصاحبها يدعى الاعشى

٨٩) دلب : بضم الدال المهملة وتسكين اللام واسمه اللاتيني Platalus Orientalis في الاصل : حبس النوازل عن العين ينفع من الهيجان والرمد.

٩٠) دار فلفل : في الاصل حار في الثالثه. وجاء في تذكرة داود الانطاكي وتذكرة الكحالين انه حار يابس في الثانية في اخرها.

وجاء في الاصل ايضا : اذا سحق وكبد الماعز المشوي معه نفع من ـ الغشاوة ـ ويلطف الاخلاط


من العشاوه ويلطف الاخلاط

دخان القوارير (٩١) : حار ، محدّر للدموع ، محلل ، يحرق السبل ويقطعه ويحد البصر جدا.

دخان الكندر (٩٢) : يحد البصر ويمنع من انتشار الاشفار ، ومن السيلان والدمعه والحكة في الاجفان

دم الانسان (٩٣) : يقوي البصر

دم الخفاش (٩٤) : مع العسل ينفع من بدء الماء في العين

دم الورل والحرذون (٩٥) : يجليان البصر ويحدّانه

_________________

٩١) دخان القوارير : في الاصل : حار محدر للدموع.

ويقصد بدخان القوارير ، الدخان المتجمع على الزجاجه التي توضع فوق لهب السراج بصورة خاصة. وله عدة اسماء منها سواد الدخان ، وسناج ، وكتن ، وهباب ، وغيرها.

٩٢) دخان الكندر : واسمه Frankinicense. وهو نوع من الصموغ مسكن للوجع واقل جلاء. مقالات ص ١٦٧.

٩٣) دم الانسان : في نظرنا ان فعله الطبي ـ وجميع انواع الدماء ناجم عن تكوينه مواد ضديه تدعى Anticorps او Antibodies. وذلك عند ما يكون حديثا. وقد نلاحظ في الحالة الطبيعية عند ما يدخل جسم غريب في داخل جسم الانسان ، فان العضوية بما فيها الدم بالطبع تجري تفاعلات كيمياوية معقده لتكوين مادة في مصل الدم ضد الجسم الغريب القادم. وهذا رأينا حول السبب الموجب لاستعمال دم الانسان وبقية الدماء

٩٤) دم الخفاش : يقول الغافقي في المنتخب ص ١١٧ رقم ٢٥٦ ، حين الكلام عن الدماء ، يقول ـ اما انا فقد استغنيت عنها كثيرا بدهن الورد المسخن. واما ما يقال ان دم الخفاش اذا طلي به على ثدي الابكار حفظها على نهادتها فوجدته باطلا

في الاصل : ينفع من (بدو) الماء في العين.

٩٥) دم الورل والحرذون : في الاصل : دم الورل والجرّذون يحلبان البصر


دم الحرباء (٩٦) ودم الضفادع الخضر : يمنع نبات الشعر في الاجفان اذا قطر في موضع الشعر الزائد عقيب قطعه.

دم الحمام والورشان (٩٧) والشفنين : يقطر على الطرفة لا سيما دم عروق الجناح. وكذلك دم اصول الريش من هذه الطيور ومن الفواخت ايضا.

دبق (٩٨) : حار جلاّء ، يجذب الرطوبات الغليظة جذبا شديدا من العمق ويرققها ويحللها.

_________________

٩٦) دم الحرباء ودم الضفادع : في الاصل : دم الحرما ودم الضفادع.

٩٧) دم الحمام والورشان والشفنين : في الاصل : دم الحمام والورشال والشفين وجاء في تذكرة الكحالين ص ٣٥٨ : والورشان والشفانين.

والدماء عامة ما كانوا يستعملونها الا طرية أي تؤخذ لساعتها. وهذه متى وضعت في العين مباشرة. فقد يحدث نوع من التفاعلات الكيمياوية الايجابية وخاصة بعد مزجها بمواد اخرى. وذلك بالنظر لتجاربهم التي قاموا بها على مرضاهم.

٩٨) دبق : بكسر الدال وتسكين الباء. واسمها عند الاغريق Ixos في الاصل : حار جلاء يجذب الرطوبات ..... الخ وقد زاد في تذكرة الكحالين ص ٣٨٨ :

(وينفع من نواصير العين)

والدبق دواء يعمل من ثمرة بحجم حبة السمسم مستديره تكون في شجر البلوط. ومن الناس من يعمله بان يمضغ الثمر حتى يكون عجيني القوام. وهو مركب من جوهر هوائي ومائي يجتذب الرطوبة الغليظة من عميق البدن ويلطفها ويذيبها ويحللها ـ المنتخب ص ١١٤ ـ. ولا يزال يباع لدى العطارين لاغراض تفجير الدمامل. ويدعى لدى العشابين والعطارين العراقيين (حب الدبج) بالباء والجيم المعجمتين. أو (حب العصفور).


دوسر (٩٩) : يحلل الاورام الجاسية الحارة. ينفع المورسرج ويبرئ الغرب.

دهن البلسان (١٠٠) : حار يابس في الثالثة. مقوي وملطف ، يحلل الماء النازل في العين

دم الاخوين (١٠١) : بارد يابس يقطع الدم ويقوي العين

_________________

٩٩) دوسر : بالدال المهمله المفتوحه والواو الساكنه والسين المهمله المفتوحة.

في الاصل : ينفع الموسرج وبهى العزب

ويريد بالاورام الجاسيه ، الاورام الصلبه القاسيه. وقد لاحظنا هامشا ـ مقابل كلمة دوسر ـ بخط يختلف عن خط المؤلف جاء فيه ـ شىء ينبت مع الحنطة في راسه شعفه ـ. وهذا حسبما نرى هو تعريف للدوسر.

وقد جاء في تذكرة السويدي باسم ـ زن ـ بفتح الزاي المعجمه وتشديد النون المفتوحه

١٠٠) دهن البلسان : جاء في الاصل : مقو ـ مطلف ـ يحلل ـ الما ـ النازل في العين. وقد جاء في الهامش كلمة ـ ملطف ـ بغير خط المؤلف. وكذلك حرف ـ ي ـ امام كلمة مقو لتصبح الكلمة ـ مقوي ـ. وقد جاء نفس النص لشرح دهن البلسان في تذكرة الكحالين ص ٣٥٧ ولكن بدون ذكر كلمة (مقوي).

ودهن البلسان يستخرج من شجرة كشجرة البطم المعروفه ، وله ورق كورق السذاب ـ Rue ـ غير انه اشد بياضا وادق وادوم بقاء. ويستحصل على الدهن بان تشرط الشجرة بمشراط قوي من حديد ، فيسيل منها مادة تجمع للاستعمال. واجوده الحديث القوي الرائحة الذي ليس في رائحته حموضه. وقوة دهن البلسان شديدة جدا وهو حار مفرط الحراره ، ينفع من اكثر الامراض الباردة شربا وادهانا واكتحالا. وبالجملة أقوى ما فيه دهنه (المنتخب للغافقي ص ٥٨).

١٠١) دم الاخوين : جاء في الاصل : بارد يابس يقطع الدم ويقوي العين. وفي التذكره ص ٣٥٨ وردت زيادة ـ قابض ملحم للجراحات ـ وفي المعتمد عن ابن البيطار انه بارد في الثالثه يابس في الثانيه ومقوي للعين.


حرف الهاء

هليلج (١٠٢) : الأصفر منه يقوي العين المسترخية ويمنع الدمعة. والبليلج مثل الأصفر في القوة. والاسود يشد البصر. وطبع الجميع يابس في الأولى.

هندبا (١٠٣) : منها برّية ومنها بستانية. وهي باردة في الأولى. ويابسها يابس في الأولى. ورطبها رطب في الأولى. والبستاني ينفع من الرمد الحاد. ولب الهندبا البري يجلو البياض في العين.

_________________

١٠١) ورد ذكر دم الاخوين كثيرا في كتب الاقدمين. وقد سموه باسماء متعدده منها البقم ـ بضم الباء وتشديد القاف المفتوحه ، ودم الثعبان والعندم ودم الاخوين مادة طبية تستخرج من شجرة تدعى ـ عريب ـ تنبت في جزيرة سقطرى. تمتاز بانها ذات أصل واحد يتفرع منه جذعان يمتدان الى الاعلى بطول واحد. فهما اذا كالاخوين الشقيقين. ولاستخراج الماده يحدثون في احد جذعيها شقوقا فيسيل منها مادة لزجه حمراء داكنة اللون تتجمد حين تعرضها للهواء مكونة قطعا صلبة بشكل فصوص. فهي كالدم اذا. وقد اطلق الاوربيون عليها اسم دم التنين Draganis Blood

١٠٢) هليلج : واسمه الفرنجي Myrobalans. وقد ورد الاسم في التذكرة ـ اهليلج ـ تذكرة ص ٣٨٤ الهامش ـ.

جاء في الاصل : والبليلج مثل الاصفر. وهو يريد (هليلج كابلي) وقد جاء في المنتخب ص ١٢٣ في كلامه عن الهليلج : اصناف اربعة اصفر وهندي أسود صغار وكابلي اسود كبار وصيني حشف دقاق في شكل الزيتون ومنفعته اقل.

وجاء في التذكرة ص ٣٨٣ : الاسود منه يشد البصر. وفي القانون جاء قوله : نافع للعين المسترخيه. ـ اي يشدها ـ

١٠٣) هندبا : واسمها اللاتيني Cichorium Endivia. والهندبا ـ بكسر الهاء وتسكين النون وفتح الدال ـ. وقد جاء الاسم في التذكره ص ٣٨٣ ـ الهندباء ـ بهمزه في الاخر قال : تنفع من اورام الجفن اذا طلي عليه.

وجاء في التذكرة ـ الهامش ـ : قال الهروي في رسم الهندب ما لفظه : الهندباء بفتح الدال وقد يكسر. مقصورة أو ممدودة.


حرف الواو

ورد (١٠٤) : مركب من جوهر مائي وارضي. وفيه حرافة وقبض ومرارة وقليل حلاوة.

وجالينوس يقول (١٠٥) : ليس شديد البرد بالقياس الينا. وبرده يكون في الأولى. يسكن وجع العين من الحرارة. وكذلك طبيخ يابسه صالح لغلظ الاجفان اذا اكتحل به. وكذلك دهنه وعصارته. وانما ينفع من الرمد اذا قطع عنه زوائده البيض (١٠٦). وبزره أقوى منه يمنع المواد المنصبه الى العين وينفع الوردينج (١٠٧)

(وج) (١٠٨) : هو أصول نبات كالبردي ، وأجوده أطيبه رائحة ، حار يابس في أول الثانية والى الوسط. يرقق غلظ القرنية وينفع من البياض خصوصيا عصارته.

_________________

١٠٤) ورد : في الاصل : وزد مركب من جوهر مآي

١٠٥) في الاصل : وجاليسوس يقول ليس مثليد البرد.

١٠٦) في الاصل : ـ وانما عفع من الرمد اذا قطع عنه روايده البيض وهو يريد زوايده البيض اي زوائد الورد.

وقد جاء في المنتخب ص ١٢٨ : هو بارد ـ يريد الورد ـ يابس ، واليابس اقل قبضا من الطري. وينبغي ان يوءخذ الطري وتقرض اطرافه البيض بمقراض ويدق الباقي ويعصر ... الخ

١٠٧) في الاصل : ويتفيع الورديخ. وسيأتي الكلام عن الوردينج وعلاجه في فصل الرمد.

١٠٨) وج : بفتح الواو وسكون الجيم. وجاء في المنتخب ص ١٢٦ : وتشديد الجيم المفتوحة.

جاء في الاصل : حار يابس في اول الثانيه والى الوسط. وجاء في التذكرة : حار يابس في الثالثة. وكذلك جاء في بحر الجواهر. وفي القانون والمختارات : حار يابس في اول الدرجه الثانيه.

وجاء في التذكره ص ٣٨٤ في الاصل والهامش : ولا يستعمل منه الا أصله. واذا سلق أصل هذا النبات وشرب ماؤه ادر البول ونفع من اوجاع الجنب والصدر والكبد والمغص


(ودع) (١٠٩) : هو نوع من الصدف. محرقه يجلو بياض العين ويذهب خشونة الاجفان.

حرف الزاي

زعفران (١١٠) : اجوده الطري الحسن اللون الذكي الرائحة. وهو حار في الثانية يابس في الأولى. يجلو البصر ويمنع النوازل وينفع من العشاوة. ويكتحل به للزرقة الحادثة من الامراض وينضج ويقوي

زرنيخ (١١١) الأصفر والأحمر منه اذا احرقا يذهبان آثار الدم الحادث عن ضربة.

زوفا (١١٢) : حار يابس في الثالثة. يطبخ ثم يضمّد به الطرفة والدم الميت تحت العين.

_________________

١٠٩) ودع ، بفتح الواو والدال. جاء في الاصل : محسرقه يحلو بياض الغير. جاء في المنتخب ص ١٣١ : يشبه الحلزون ولكنه اكبر. وكلاهما يعالج بهما محرقا وغير محرق. وقد يسمى سوار الهند. ولحم الودع محرقه يجلو البصر

١١٠) زعفران : جاء في الاصل : حار في الثانيه يابس في الاولى. وجاء مثل هذا القول في تذكرة الكحالين. ولكن محقق التذكرة استدرك في الهامش ص ٣٥٩ : كما نقل التركماني عن ابن البيطار وابن جزله والقانون والتفليسي عكس ذلك. اذ انهم قالوا انه حار في الاولى يابس في الثانيه. هذا وان المستعمل من نبات الزعفران هو زهره فقط

١١١) زريخ : في الاصل : يذهبان اثار الدم الحادث عن ضربه. واسم الزرنيخ عربي الاصل : وهو معدن قديم استعمل واشتقت منه ادويه طبيه عديده كان لها اثر فعال في الطب الحديث.

١١٢) زوفا : وهو نبات يستعمل منه اوراقه واطرافه المزهرة ذات الرائحه العطريه لمعالجة بعض امراض العين كما يستعمل لمعالجة الامراض الاخرى الحادثة عن الاحتقانات الدموية وخاصة الصدرية منها.


زيت الزيتون (١١٣) : حار يابس يكتحل بالعتيق منه لظلمة البصر. وعكره ينفع في أدوية العين. وورق الزيتون المحرّق بدل التوتيا للعين وصمغه للعشاوه والبياض وغلظ القرنية. وعصارة ورفة للخطوط والقروح القرنية والنوازل. والبستاني منه اوفق للعين من البري. وصمغه ايضا يجلو العين ووسخ قروحها ويجلو الماء والبياض

زئبق (١١٤) : معروف. دخانه يذهب البصر

زاج (١١٥) : حار يابس في الدرجة الثالثة. اذا احرق صار فيه قبض شديد. وتقل ناريته بالحرق. وفيه لذع ، وهو اقل من لذع القلقطار خصوصا وغيره عموما. ينفع في صلابة الجفون خشونتها.

_________________

١١٣) زيت الزيتون : جاء في الاصل : ـ يكتحل بالعتيق منه لظله البصر وعلره ينفع من ادوية العين ـ. والزيت العكر هو الزيت غير المصفى.

وجاء في الاصل أيضا : (وعصارة ورقه للخطوط ولقروح القرنيه والنوازل) يريد بذلك بعض الكثافات البسيطة التي تصيب القرنيه أو تصيب الملتحمه الكريه.

وجاء في المقالات ص ١٩٧ : ويعتبر الزيت العكر والزيت العتيق من الاكحال الرطبة التي تنفع من ظلمة البصر.

١١٤) زئبق : جاء الاسم في الاصل (رنبق) بالراء والنون. والزئبق معدن معروف استعملت مركباته منذ القديم ، واشهرها مرهم الراسب الاصفر وهو اكسيد الزئبق الاصفر.

وقوله : دخانه يذهب البصر. يريد ان ابخرته مخرشة جدا توءثر على العين.

ومركبات الزئبق جميعها سامة اذا تجاوزت الحد المقرر منها

١١٥) زاج : واسمه العلمي كبريتات النحاس

جاء في الاصل : حار يابس في الدرجه الثالثه. اذا احرق صار فيه قبض شديد.

وجاء في التذكرة ص ٣٦١ : محرقه حار يابس في الرابعه معه قبض شديد ويلذع. وجاء في الاصل ايضا وفيه لذع ، وهو اقل من لذع القلقطار ـ


زبد (١١٦) البحر : حار حاد ، لطيف حرارته في الثانية. وعند قوم ان قوته قريبة من قوة الاسفيداج. يجلو العين ويذهب البياض والمحرق منه اقوى وفيه قوة حريفة محللة.

زبد (١١٧) القوارير : فيه حدة ويجلو الآثار من القرنية.

زفت (١١٨) : دخانه يحسّن هدب العين وينبت الاشعار ويمنع الدمعة.

زنجار (١١٩) : اجوده المعدني وأقواه المتخذ من التوبال والروسختج.

اجوده النشاذري وهو حار يابس في الرابعة ينفع من غلظ

_________________

خصوصا وغيره عموما. (القلقطار هو كبريتات الحديد). وهو يريد ان لذع كبريتات النحاس هو أقل من لذع كبريتات المعادن الاخرى ـ انظر المقالات ص ٢٢٠ ـ والزاج كان يستعمل منذ القديم وحتى السنوات الاخيره في معالجة صلابة الجفون والخشونة الناجمة عن الرمد الحبيبي والجرب ـ اي التراخوما ـ

١١٦) زبد البحر : جاء في الاصل : وعند قوم انه قوته قريب من قوة الاسفيداج يحلو العين وقد جاء في التذكره ص ٣٦١ : حار حاد جلاء يجفف في الثانية يجلو ويحلل.

وقد علق في هامش الصفحة بما يلي : في القانون والمختارات والمعتمد انه حار يابس في الثالثه. وفي تذكرة الانطاكي : حار يابس في الثالثه او الرابعه والثانيه

١١٧) زبد القوارير : في الاصل : فيه حده ويجلو الاثار من القرنيه جاء ذكره في التذكره ص ٣٦١ باسم اخر حيث قال ـ زبد القوارير وهو مسحقونيا فيه حدة يجلو الآثار من القرنيه ـ وعلق محقق التذكره على ذلك قائلا ان الاسم ورد في الاصل ـ مسخاقيا ـ محرفا. وفي نسخه اخرى جاء محل مسخقونيا وهو (مسخن جدا).

ونحن لم نعثر على هذا الاسم في جميع المصادر التي بين ايدينا ولا على هذه الصفة.

١١٨) زفت : في الاصل ـ دخانه يحس هلب العين وينبت الاشفار ويمنع دمعه.

١١٩) زنجار : جاء في الاصل : ـ احوده المعدني واقواه المتخذ من التوبال والروسحح ـ. الزنجار هو ما يعرف علميا باسم تحت كاربونات النحاس. ويتكون نتيجة لتعرض النحاس للرطوبة وللهواء. ويكون بشكل طبقة رقيقة خضراء مغطية سطح قطعة النحاس أو الجزء ـ المعرض للرطوبة منها.


الاجفان وجساها. يجلو العين وينفع في أدوية قروح العين ويدر الدمع جدا

واذا استعمل الزنجار في الاكتحال فمن الصواب ان يكمدّ باسفنجة مغموسة في ماء حار.

حرف الحاء

حمّاض (١٢٠) : حار يابس في الثالثة ، ينطّل بطبيخه الرمد الحار فيتحلل.

حضض الهندي (١٢١) : عصارة فليزهرج اقوى من المكيّ في تقوية العين. والكي في الاورام أقوى. ينفع من الرمد. ويجلو القرنية ويزيل غشاوتها ويبرئ من جرب العين وفيه قوة مختلفة ارضية ونارية. ويلطف الغلظ من وجه الحدقة ويجلو الظلمة

_________________

اما اذا عرضنا قطعة النحاس للحرارة فانها تتأكسد مكونة نوعا من الاملاح يدعونه توبال النحاس او النحاس المحرق. كما يسمونه ايضا ـ روسختج ـ او الراسخت وقد ذكره ابن سينا في علاج القروح بعد مزجه بمواد اخرى ـ القانون ج ٣ ص ١٧٥ واذا ما تأكسد النحاس الى اول اوكسيد النحاس ثم ثاني اوكسيد النحاس فان هذه التأكسدات المتولدة سموها (قشور النحاس او توباس الفاس أيضا) انظر المقالات ص ٢١١. وأملاح النحاس وخاصة الكبريتات كانت تستعمل حتى أوائل الثلاثينات من هذا القرن في معالجة الجري أي الرمد الجيبي ـ التراخوما ـ.

١٢٠) حماض : ـ جاء الاسم في الاصل ـ حماظ ـ بالظاد. وقد ورد الاسم في القاموس المحيط : نباتات عشبيه ، ورقها كالهندباء حامض طيب ومنه مر. كلاهما نافع للعطش والصفراء والغثيان والخفقان. وجاء الاسم بالقاموس المحيط. حماض ـ بضم الحاء المهمله وفتح الضاد ـ وجاء في الاصل ـ ينطل بطبيخه ـ اي يجعل منه كمادات.

١٢١) حضض الهندي : في الاصل : عصارة فيلرهرج اقوى من المكى في تقويه العين والمكى ـ جاء في المقالات ص ١٦٠ : يابس في الدرجه الثانيه معتدل في الحرارة فيه قبض يسير وجلاء. يلطف الغلظ من وجه الحدقة. وفي التذكرة ص ٣٥٥ اضاف : ويقوي البصر ويجلو الظلمة. وهناك نوعان من الحضض هما الحضض الهندي والحضض المكي. والفيلزهرج هو اسم من اسماء الحضض.


حرف (١٢٢) : حار محرق مفتح يستفرغ الدم الغليظ المحتقن في عروق العين. نافع من السبل.

حاشا (١٢٣) : تنفع عصارته في الاكتحال.

حرمل (١٢٤) : قال ديوسقوريدس انه يسحق بالعسل ومرارة القبح والدخان وماء الرازيانج يوافق ضعف البصر

حلتيت (١٢٥) : منه طيب ومنه غير طيب منتن. الطيب ليس بقوي الرائحة وهو حار في اول الرابعة ، يابس في الثانية ، جيد لابتداء الماء كحلا بعسل.

_________________

١٢٢) حرف : جاء الاسم في المعجم الوسيط وفي القاموس المحيط حرف (بضم الحاء وتسكين الراء) : كل ما فيه حرارة ولذع. حب الرشاد.

وقد ذكر ان بعض منافعه الطبيه هي ازالة الصداع والام الظهر. وينفع كمدر للبول وفي ضيق النفس

١٢٣) حاشا : وهو المشهور باسم الصعتر او الزعتر : من النباتات التي تحتوي الزيوت الطياره لذلك يحتوي على رائحه عطريه. ومن خواصه استعماله في الربو كما يستعمل كمدر للبول. وما يستعمل منه هو أوراقه الطرية أو الجافة.

١٢٤) حرمل : في الاصل : (قال دريسقوريدس) وهو يريد ديسقوريدس شجيرة لها اوراق كثيرة. وثمارها كروية صغيرة في داخلها حب أسود صغير ، هو المستعمل في العلاج الطبي. يحتوي على زيوت طيارة (الدهيدرات) ، ابخرتها ذات قوة مطهرة معقمة. والحب يستعمل في البلغم والسوداء.

١٢٥) حلتيت : بحاء مكسوره بعدها لام مجزومه ثم تاء وياء وتاء. وفي الاصل جاءت ـ حلتيث ـ بثاء مثلثة في آخرها. وجاء في الاصل (يابس في الثانية جيد لابتدا الما كحل).

وجاء في التذكرة : ص ٣٥٥ : وحرارته في اول الرابعة. كما نقله التركماني عن ابن جزله وابن سينا والحلتيت من الصموغ تفرزه احدى الشجيرات على شكل فصوص مائلة الى الاخضرار برائحة كريهة لوجود زيوت كبريتية طياره ـ المعجم الطبي الفرنسي ص ١٣٥.


حلبه (١٢٦) : حارة في آخر الأولى ، يابسة في الأولى ولا تخلو عن رطوبة غريبة ، وطبيخها يشفى من الرطوبة ويحلل الاورام وينفع المدّه الكامنة خلف القرني.

حنظل (١٢٧) : حار في الثالثة ، يابس في الثانية ، نافع من بدوّ الماء

حديد (١٢٨) : صدؤه جيد لخشونة الاجفان والظفرة

حور (١٢٩) : يكتحل بثمره مع العسل فيقوي العين

حجر الليني (١٣٠) : يكتحل بحكاكته مع الماء فيمنع سيلان الفضول الى العين والقروح العارضة فيها.

_________________

١٢٦) حلبه : بضم وسكون اللام. جاء في الاصل : ـ حاره في اخر الاولى يابسه في الاولى وجاء في المقالات ص ١٦٠ : حاره في الدرجه الثانيه يابسه في الاولى.

١٢٧) حنظل : ويختار منه الناضج الاصفر اللون. وهو ثمر بشكل وحجم ولون الليمون الاصفر. يستعمل منه شحمه ـ وهو بطانة القشرة ـ وغلاف لبه. وقد استعمل في الطب منذ القديم. واستعمله الاطباء العرب في الامراض العصبيه. وهو يسهل البلغم المنصب في المفاصل شربا. ويستعمل عادة بكمية قليلة ممزوجا مع مسوّغ حلو لشدة مرارته.

١٢٨) حديد : في الاصل : ـ صداه جيد ـ. وصدأ الحديد هو قشرته المتكونة من تعرض الحديد للرطوبة والهواء وهي اوكسيد الحديد ويعرف بتوبال الحديد

١٢٩) حور : في الاصل : (يلتحل بثمرته مع العسل).

وشجرة الحور ذات جذع مرتفع ، وأوراقها ذات براعم وذات رائحة عطرية راتنجية وزيت طيار. واذا سحق بزر الحور مع العسل أفاد الاكتحال به في تخفيف الغشاوة عن العين. ذكره الانطاكي وتذكرة السويدي

١٣٠) حجر الليني : وذكره حنين في مقالاته ص ٢١١ باسم حجر اللازورد ـ Lapis lozull ـ وذكر بان مسحوقه مع مواد اخرى يستعمل ككحل في معالجة خشونة الاجفان والجرب ص ٢١١ ـ ٢١٥


حرف الطاء

طباشير (١٣١) : بارد في الثانية ، يابس في الثالثة ، ينفع في اورام العين الحادة.

طرفا (١٣٢) : ثمرته تقوم مقام العفص والحضض في امراض العين

طين رومي (١٣٣) : مجفف ، نافع للاورام الحادثة في الجفن اذا طلي بماء الهندبا ويقطع الدم المنبعث من العين

طين (١٣٤) شاموس : يسكن اكثر من الرومي لما فيه من القوة المغرية واللزجه

طين ارمني (١٣٥) مجفف في الغاية.

_________________

١٣١) طباشير : ويدعى باللاتينية Caix وبالفرنجية Limeston ويعرف حاليا باسم الكلس أو الجير ويستعملونه في الصناعة.

ومن أهم استعمالاته الطبية القديمة ما كان نقيا حيث يحضر منه ماء الكلس المستعمل مضادا للتسمم بالحوامض أو التسمم بالزرنيخ ولتفتيت حصاة الكلى والاسهالات المزمنة (عمدة المحتاج ج ١ ص ٣٨٢).

اما في الطب الحديث فيستعمل بكثرة في عمل الجبائر في حالة الاصابة بالكسور لتثبيت العظام المكسورة ومنعها من الحركة حتى تلتئم.

١٣٢) طرفا : ثمرته قابضة وذلك لاحتوائها على مادة العصفين. لذلك قال ـ تقوم العفص والحضض ـ. وكما يستفاد من ثمرته ، يستفاد كذلك من قشور جذوره في الاسهال.

وقد جاء في حاشية الاصل جملة لا نظن انها بخط الموءلف ـ ثمرة الطرفا وهو الكركم بدل العفص والحضض في امراض العين ـ. ونرى ان هذا غير وارد.

١٣٣) طين رومي : وقد ورد ذكره في التذكرة ص ٣٦٨. وذكره داود الانطاكي في تذكرته باسم (الطين المختوم المعروف بطين الكاهن وشاموس والبحيراء وهو طين يؤخذ من تل أحمر بأطراف الروم).

١٣٤) طين شاموس : جاء في الاصل ـ لما فيه من القوة المغريه واللزجه ـ وجاء في التذكرة ـ لما فيه من القوه المغرية واللزوجه ـ

١٣٥) طين ارمني : في الاصل ـ مجفف في الغابة ـ وفي التذكرة ـ يجفف غاية التجفيف ـ


حرف الياء

يبروح (١٣٦) : هو اصل اللفاح البرّي. وهو بارد في الثالثة يابس اليها.

يسكّن الوجع في العين لتحديده. ويضمد الاعضاء التي حول العين فيسكن المها

يتوع (١٣٧) : يقطع لبنة الظفرة.

حرف الكاف

كافور (١٣٨) : بارد يابس. في الثالثة ينفع في ادوية الرمد الحار. يسكن الحرارة والحدّة.

كرش (١٣٩) البحر : حار يابس شديد اليبس. يقلع البياض من العين

_________________

١٣٦) يبروح : في الاصل : ـ يبروج هو أصل اللفاح البرى وهو بارد في السالته يابس اليها ـ واللفاح هو المادة الفعالة طبيا من الييروح. ويستخرج من جذوره ما يفيد في الادويه المسكنه للالام. ومن اوراقه يوءخذ ما يفيد الاورام الجاسية والاورام الحارة وهو من المواد المقبضة. واللقاح من الفصيلة الباذنجانية سام طبيا وينبت بريا.

١٣٧) يتوع : في اللغة هو كل نبات له لبن دار. ويراد به هنا نبات من فصيلة الفربيونات ومن فصيلة الشبرم. ولبنه يقطع الظفره التي تصيب العين.

١٣٨) كافور : في الاصل ـ بارد يابس في الثالثة نعع في ادونه الرمد الحار يسكر الحراره ـ والكافور عصارة تستخرج من شجرة استوائيه تدعى ـ شجرة الكافور ـ. والعصاره هذه تستعمل طبيا كمروخ لتسكين الآم المفاصل خاصة.

١٣٩) كرش البحر : وجاء الاسم في التذكرة ص ٣٧٦ ـ كرس البحر بالسين المهملة. وذكر في هامش التذكرة (لم أجد كرش البحر لا بالشين المعجمة ولا بالسين المهملة) ولكن صاحب التعليق استدرك ، بانه رأى في الفهرس الملحق بكتاب مخزن الادوية (وهو كتاب في اللغة الفارسية) ان الكرس هو الوسخ بالعربية. ومعنى ذلك ان الكلمة هي فارسية معربة.


كندر (١٤٠) : يدمل قروح العين ويملؤها. وينضج المرض المزمن فيها.

دخانه ينفع من الورم الحار وقد مضى ذكره ويقطع سيلان الرطوبات في العين. وينفع من السرطان في العين.

كندس (١٤١) : يستعمل في العطوسات ويحلل الرطوبات والزنخ الى المنخر بن.

كموّن (١٤٢) : اقواه الكرماني. حار في الثانية ، يابس في الثالثة ، وقد يمضغ ويخلط بزيت ويقطر على الرطوبة وعلى كهوبة الدم تحت العين فينفع. واذا مضغ مع الملح وقطرّ على الجرب المحكوك والسبل الملقوط والظفرة المكشوطة مع الألتصاق. وعصارة البري منه يجلو البصر ويجلو الدمعة. واذا طلي على موضع الشعر مع الصمغ منع منه.

_________________

١٤٠) كندر : في الاصل : ـ يدمل قروح العين ويملاها ـ اي يملاء القروح المجوفة. والكندر اسم معرب. ويدعونه باللبان الذكر اي البستج.

١٤١) كندس : في الاصل : ـ حار في الثانيه يابس في الثالثه ـ. وفي التذكره ص ٣٧٦ : ـ حار يابس في الرابعه معطس ـ. وذكر في حاشية التذكرة عن ابن سينا انه حار يابس في الثالثه الى الرابعه ـ. والماده الفعاله تتواجد في بذوره.

١٤٢) كمون : في الاصل : ـ يابس في الثالثه قد يمضع ويحلط ... واذا مضع مع الملح وفطر ... والسبل الملفوظ والكفره ... واذا طلى على موضع الشعر مع الصمع منع منه ـ.

جاء في التذكرة ص ٣٧٧ : (حار محد للبصر محدر للدموع. واذا طلي به على مواضع الشعر في الجفون مع الصبر منع انباته).

وبالنسبة لما جاء في الاصل ـ حار في الثانية يابس في الثالثه ـ ذكر ذلك ابن سينا ايضا. ولكن في حاشية التذكره ص ٣٧٧ ذكر ـ ان في ذلك اختلافا ـ

وفي الاصل جاءت جملة ـ وعصارة البري ـ يجلو البصر ـ ويظهر ان قد سقطت من المؤلف كلمة ـ منه ـ بعد كلمة ـ البري ـ فاضفناها.


كمأة (١٤٣) : ماؤها كما هو يجلو العين. مرويا عن النبي صلى الله عليه وسلّم واعترافا عن المسيح الطبيب

كرفس (١٤٤) : اقواه الرومي والجبلي. حار يابس. البستاني منه يدخل في اضدة اوجاع العين

كبد (١٤٥) : ماء كبد الماعز ينفع للعشا وهو الشبكره اكلا وكحلا وانكبابا على نجاره.

كرنب (١٤٦) : اكله يظلم البصر مع انه ينفع في الاكحال

_________________

١٤٣) كمأة : في الاصل : ـ كماه ماوها كما هو يحلو العن مرويا عن التي صلى الله على وسلم ـ والكمأة فطر معروف في البلاد العربية وفي بعض دول حوض البحر الابيض المتوسط. وقد كان الاعتقاد سابقا بان من المتعذر تكثيرها في الحدائق والبساتين. اما التجارب الحديثه فقد مكنت العلماء من تكثيرها وانتاج انواع محسنة منها. وهي ذات الوان مختلفه منها الترابي والاسود والاحمر. وهذا نادر الوجود.

١٤٤) كرفس : من الفصيلة الخيمية ، اوراقه تحتوي على بعض الفيتامينات. وجذوره فيها بعض المواد الفعالة وهي تستعمل طبيا. اما اهم استعمالات اوراقه فهي تتبيل بعض الاطعمه. عدا عن الاستفاده منها كمكمدات في حالة انتفاخ العين. ومنقوع بذوره يفيد في أوجاع المعدة ، وادرار البول.

١٤٥) كبد : في الاصل : ـ ما كبد الماعن ينفع للعشا وهو الشبكره ـ وكلمة الشبكره قد ذكرها غيره من الكحالين فاسموها ـ الشبكور ـ ويقصد به العمى الليلي اي ان المصاب به يبصر نهارا ولا يبصر ليلا. واصل الكلمة فارسية ثم عربت

١٤٦) كرنب : وهو الذي نسميه في العراق ـ لهانه ـ وفي سوريا ـ الملفوف ـ. ويحتوي على فيتامينات اهمها فيتامين ـ ـ CB B ٢ ويحتوي على معادن منها أملاح الحديد والكالسيوم والفسفور والكبريت.

في الاصل : ـ اكله يظلم البصر مع انه ينفع في الاكحال ـ اما كونه يظلم البصر فهذا غير صحيح. وحقيقة الامر ان الاطباء العرب ينسبون الى جهاز الهضم كثيرا من امراض العيون غير الظاهرة للحس ، وكثيرا ما يوصون في معالجتها بالاستفراغ للتخلص من الغازات ـ (الريح المعدي) والابخرة. ولهذا عدّوا الكرنب المحدث للغازات بكثرة من الادوية التي تظلم البصر. الى الاكتحال بخلاصته ، فانه ينفع الى حد ما وذلك لاحتوائها على المواد التي نوهنا عنها


كراث (١٤٧) : اكله يضر البصر

كزبره (١٤٨) : باردة في آخر الأولى يابسة في الثالثة. تولد ظلمة البصر.

وعصارتها قطورا تسكن الضربان في العين خصوصا مع البان النساء. واذا ضمد بورقها منع سيلان المواد للعين

كرم (١٤٩) : اوراقه مع سويق الشعير يمنع النوازل الى العين اذا ضمد بها.

كثيراء (١٥٠) : مسدد مغر ، مجفف ، مسكن لحدة وجع العين ولذعها

_________________

١٤٧) كراث : وهو من الاعشاب المعمره ذو بصيلة ارضيه وله رائحه نافذة وهو كبقية النباتات التي تحتوي على كثير من الاملاح المعدنية والفيتامينات. وخلاصاته تستعمل في أمراض الصدر. اما كونه ـ (أكله يضر البصر) ـ فرأينا به كرأينا في الكرنب.

١٤٨) كزبره : في الاصل : ـ كسفره بارده في اخر الاولى ـ. لقد اورد الموءلف اسم الكسفره في عدة مواضع. ولكن المعاجم والمراجع التي بين ايدينا اجمعت على ان الاسم هو ـ الكزبره ـ وهو الذي اشتهرت به. فقد ورد اسم الكزبره في المقالات ص ١٨١ وفي القانون ج ٢ ص ١١٤ ـ ١١٥.

جاء في المعجم الوسيط : ـ الكزبره ـ بضم الباء او فتحها ـ بقلة زراعية حولية من فصيلة الخيمية.

جاء في شرح الاسباب ج ١ ص ١٥٩ : ـ تستعمل اوراق الكزبره في ارماد العين. اما مادتها الفعالة ففي بذورها. وقد تنفع عصارة اوراقها ممزوجة بماء الورد في تسكين الضربان في العين. وقد يستعاض عن ماء بالبان النساء

١٤٩) كرم : اوراق الكروم تحتوي على فيتامينات ـ A. B. C كما تحتوي على مواد قابضة اما ثمره ، سواء منه غير الناضج ـ الحصرم ـ او الناضج ـ العنب ـ فيعتبر من الاغذية المهمه.

ولسكر العنب خاصة معروف في الاوساط الطبيه. حيث يستعمل ويوصف في الحالات المرضيه كالضعف العام وفقر الدم وغيرها.

١٥٠) كثيرا : في الاصل : كثيرا مسدد ممر ـ جاء في التذكرة ص ٣٧٧ : كثيراء ـ بكاف مفتوحة. وفي آخرها ألف وهمزة ـ مسددة مغرية تسكن وجع العين ولذعها.


حرف اللام

لسان (١٥١) الحمل : بارد يابس في الثانية. ينفع من الرمد. وتداف اشياف الرمد في عصارته فينفع

لبن (١٥٢) : مركب من جواهر ثلاثة ، من مائية وجبنية ودسومية. وتكثر الدسومية في البقري. ولبن اللقاح أقل دسما وحبنية ومائية.

حارة جلاءة ، والزبدية الى الاعتدال. والحامض بارد يابس.

اللبن الحليب (١٥٣) : ينفع من الرمد الحار في ابتدائه لتبريده ونقص المواد الحادة الى العين ، ومن الخشونة. وكذلك اذا خلط ببياض البيض ودهن الورد الخام وجعل على العين. وينفع حلبه فيها من الطرفة ، واذا روي به الانزروت لا سيما لبن الأتن حلل الرمد والوردينج. ولبن النساء اجود الألبان للأنسان.

_________________

١٥١) لسان الحمل : في الاصل (يدان اسياف الرمد). ذكر ابن البيطار في مفرداته ان لسان الحمل من النباتات المعمره ينبت على ضفاف الجداول. اوراقه مسننه بيضيه ، تستعمل خلاصتها في معالجة الانزفة والحروق كما تستعمل خلاصة أزهاره بتقطيرها في العين لا يقاف الدمع وتسكين الالم.

١٥٢) لبن : ويقصد به اللبن الرائب او اللبن الزبادي كما يعرف.

في الاصل : ـ مركب من جواهر ثلثه من مآييه وجنيه ودسوميه وتلثر الدسوقية في البقري ولبن اللقاح اقل دسما وجبنه ومائيه حادة حلاه والدبديه ـ جاء في التذكرة ص ٣٧٨ : لبن : مبرد جلاء للمائية التي فيه. لان اللبن فيه ثلاثة جواهر جوهر جبني وجوهر زبدي وجوهر مائي. اما ـ اللبن اللقاح او اللفاح ـ فلم نعثر على ما يقصد به. وربما اراد به اللبن المزالة زبدته أي اللبن الخضيض. ودليلنا على ذلك قوله أقل دسما وجبنية. ثم الحامضة من ذلك بارد يابس ثم ذكر اللبن الحليب ـ.

١٥٣) اللبن الحليب : وهو ما ندعوه بالحليب. وهناك بعض الناس وخاصة المصريين يطلقون على الحليب اسم اللبن. يفيد في الرمد الحار في اول الاصابة به لانه مبرد ويزيل المواد المتراكمه في العين كما يفيد في الخشونة.


لحم (١٥٤) رماد لحم الحملان لبياض العين نافع. لحوم السباع تنشف.

وذوات المخالب ينفع العين ويقويها.

لؤلؤ (١٥٥) : بارد يابس منشف يحفظ صحة العين. ولا يستعمل غير مثقوب ليلنج (١٥٦) : بارد يابس في الاولى. فيه قبض يقوّي ويفشّ الاورام الرخوة ويقطع الدم. ويضاد الاشياء الرديئة

مسك (١٥٧) : حار يابس في الثانية وعند بعضهم ، يبسه ارجح. يقوي العين وينشف الرطوبة التي فيها. ويجلو البياض الرقيق ويوصل الأدوية الى داخل الطبقات بنفوذه

مرى (١٥٨) : يكتحل به في امراض العين التي يخشى فيها توقع البثور.

ويكحل به في أوائل الجدري فيمنع ظهوره في العين

ماميران (١٥٩) : حار يابس في الثانية يحد البصر كحلا ويجلو الرطوبة الغليظة وخاصة عصارته. ويقلع الآثار.

_________________

١٥٤) لحم : في الاصل ـ رماد لحم الحملات لسياض العين نافع لحوم السباع منشفة.

١٥٥) لؤلؤ : في الاصل (لولو بارد يابس منشف يحفظ).

١٥٦) ليلنج : في الاصل : ـ يفش الاورام الرخوه ويقطع الدم ويضاد الاشيا الردية ـ. جاء في التذكرة ص ٣٧٨ : (يقطع نزف الدم ... يقاوم الاشياء الرديئة).

١٥٧) مسك : في الاصل : ـ حار ياس في الثانيه عند بعضهم ويبسه ارجح ـ والمسك افراز غدي ذو رائحة عطرية نافذة قوية. تفرزه غدة غزال يدعى بغزال المسك في صحراء لوط في ايران. تقع الغدة في أسفل بطنه. وهو شبيه بالظبي ولكنه من غير قرون

١٥٨) مرى : في الاصل : يلتحل به في امراض الغير التي يحشى فيها توقع البنور ـ

١٥٩) ماميران : في الاصل : يحلوا الرطوبة الغليظة ـ

ونبات الماميران من النباتات المعمره. وتستخرج عصارة صفراء من اوراقه. كما يستفاد من ازهاره وبذوره


ماء (١٦٠) : المياه المعتدلة موافقة للعين. واوفقها ماء المطر. وقد يحل به اشياف للعين لا سيما ماء نيسان. (وماء القعر) مضر بالعين.

مرداسنج (١٦١) : قال جالينوس هو اولّي التجفيف لكنه ضعيف الاسخان والتبريد. وعند بعضهم يميل الى البرد. والمغول منه بارد لا محالة وينفع من الاكتحال ، يجلو العين

مرارة (١٦٢) : حارة يابسة في الرابعة. وجميع المرارات مع اختلافها تنفع في ظلمة البصر وابتداء الماء والانتشار. ولا يجوز أن تستعمل الا بعد تنقية البدن. وانفع المرارات للعين اما من ذوات الاربع كمرارة الظبي واما من الطير كمرارة القبج. واما من السمك كمرارة الشبوط. ومرارة المعز تنفع من العشا وخصوصا الجبلي.

مرقشيثا (١٦٣) : منه ذهبي ومنه فضي ومنه نحاسي. اجوده الذهبي.

يجلو العين ويقويها محرقا وغير محرق. يحلل الاورام والدم الجامد المجتمع. وهو يحفظ صحة العين ويحد البصر

_________________

١٦٠) ماء : في الاصل : ما ... واوفقها ما المطر ومديحل ... لا سيما ما ينسان وما الفقر مصر بالعين ـ. وربما أراد بماء الفقر ـ ماء القعر ـ اي الماء المترسب

١٦١) مرداسنج : وهو في عرفنا اول اوكسيد الرصاص. يستعمل مسحوقه بالاكتحال واذا سحق مع القلقديس يتكون منهما كحل يدعى بسوريقون على ان يكون سحقهما بالخل ثم يوضع المزيج في كوز ويدفن في مزبله في الصيف لمدة اربعين يوما ويستعمل للتجفيف ـ انظر المقالات ص ١٦٣. والقلقديس كما مر بنا هو كبريتات الزنك.

١٦٢) مرارة : في الاصل (وجميع المرارات مع اختلافها ينفع من ظلمه البصر وابتدا الما .... اما من دوات الاربع فمرارة الطبي واما من الطير فمرارة القيح واما من السمك فمرارة الشبوط).

١٦٣) مرقشيثا : في الاصل ـ مرقيشثا ـ. وفي بعض المصادر ذكروا اسمه ـ المرقشيشا جاء في التذكرة ص ٣٧٩ : ـ المار قشيثا من المعادن ـ وفي البخلاء للجاحظ ص ٢٧٢ : ـ المرقشيثا أجود أنواعه الاصفر أو الذهبي ـ وفي معجم دوزي ص ٥٨٤ ـ .... ويستخلص من أحجار تحتوي مجموعة من المعادن منها المرقشيثا ـ.


ميويزج (١٦٤) : حار في الثالثة. جلاء للرطوبات. نافع للقمل المتولد في الاجفان اذا طلي على الاشفار

مر (١٦٥) : حار في الثانية الى الثالثة. يجلو آثار القروح في العين ويملؤها ويجلو بياض القرني. وينفع من خشونة الاجفان. ويحلل المدة الكامنة في العين بغير لذع. وربما حلل الماء في ابتداء نزوله اذا كان رقيقا. واقواه في الاكحال (المغشوش اليتوعي)

ماميثا (١٦٦) : بارد يابس في الأولى. ينفع في ادوية الرمد في ابتدائه.

فيه قبض وتبريد ويقوى العين وينفع من الاورام الحادثة في الجفن والوردينج

_________________

١٦٤) ميويزج : من النباتات المعمره له اوراق بيضية الشكل. وله اثمار ذات بذور حريفة مرة تستعمل منه اشياف لمعالجة اصابات الاجفان المصابة بالقمل او غيره. وقد ورد اسمه في جامع مفردات ابن البيطار وفي التذكرة ص ٣٨١ (مويزج) بدون ياء بعد الميم. ويسمى أيضا (زبيب الجبل).

١٦٥) مر : في الاصل : ـ حار يابس في الثانية الي الثالثة يجلوا آثار القروح في العين ويملاها ... ونفع من خشونة .. الكامه في العين بعز لذع ... وامواه في الاكحال المغشوش اليتوعي ـ ..

جاء في المقالات ص ١٥٩ ـ المرحار يابس في الدرجه الثانيه جلاء ـ. ونقل ابن البيطار عن جالينوس ـ هذا من الدرجه الثالثة من درجات الاشياء التي تسخن وتجفف. وفي تذكرة الانطاكي ـ هو حار في الثالثه يابس في الثانية ـ. انظر تذكرة الكحالين هامش ص ٣٨٠. اما جملة (المغشوش اليتوعي) فهي غير واضحة ويصح ان نقول واقواه في الاكحال المخشوشن اليتوعي ـ ذلك ان المر صمغ يستخرج من شجرة بعد تشريطها ثم يترك ليجف ثم يستعمل. واليتوع لغة : الماده التي تسيل من شجرة اذا شقق ساقها ق. م

١٦٦) ماميثا : في الاصل : (بارد يابس في الاولى). وفي التذكرة ص ٣٨١ ـ بارد يابس في الثانية ـ وفي هامش التذكر يقول ـ ومثله في تذكرة الشيخ داود ـ اي الانطاكي ـ


ملح (١٦٧) : حار يابس في الثالثة. وكلما كان اكثر مرارة كان أحر.

ياكل اللحم الزائد في الاجفان والظفرة والبياض. والملح مع الزيت تضمد به العين فيحل كهوبة الدم المنعقدة بنواحي العين.

مسن (١٦٨) بارد فيه جلاء ، ويقلع البياض الخفيف من العين ويقويها.

مرزنجوش (١٦٩) : حار يابس في الثالثة ، محلل نافع للرياح الحادثة في الرأس

حرف النون

نشا (١٧٠) : بارد يابس في الأولى يمنع سيلان المواد الى العين. وهو رادع مسدد

_________________

١٦٧) ملح : ويريد به ملح الطعام. في الاصل (حار يابس في الثالثة) وفي التذكرة ص ٣٨٠ (حار في أول الثانية يابس في آخر الثالثة). وفي الهامش التذكره نقلا عن ابن البيطار ـ واذا خلط الصافي القوام (وهو الاندراني) في أدوية العين احد البصر واضعف الظفرة ورقق البياض الحادث في العين ونفع من السبل. ـ وفي الاصل : ـ فيحل كهوبة الدم ـ ويقال كهبة العين اي اذا علته غبرة غير مشربة سوادا.

١٦٨) مسن : وهو نوع من الحجر. نقل ابن البيطار عن الغافقي ما نصه ـ واذا سحق هذا الحجر واكتحل به نفع من بياض العين (هامش التذكرة ص ٣٧٩).

١٦٩) مرزنجوش : في الاصل ـ مزرجوش حاد يابس من الثالثة ـ. وجاء في حاشية التذكرة ص ٣٨٠ ـ ٣٨١ ـ نقل التركماني عن ابن البيطار انه اذا اخذ من ورقه يابسا ذهب بأثر الدم العارض تحت العين. وعن منهاج ابن جزله ـ انه يحلل الدم الجامد تحت العين ـ وجاء في مفردات ابن البيطار ـ وورقه يحوي زيتا طيارا ذا رائحة نافذة. ولذا يفيد في الام الصدر والسعال كما يفيد في الهضم

١٧٠) نشا : جاء في هامش التذكره ص ٣٨٢ : ـ النشا يقصد به النشاستج وهو معرب عن تشاسته الفارسية ـ. وفي المعتمد نقلا عن ابن البيطار ـ وهو يجفف الدمعه وقروح العين .. والعذب المذاق الحلو منه اذا اخذ كما هو في لبن النساء أو رقيق البيض. سكن قرحة العين ولين خشونة الجفون.

وجاءت في المقالات ص ١٥٨ : ـ والنشاتج عبارة عن عصارة نباتية ـ. ومن هذا يفهم ان النشا المقصود هو غير النشا المعروف لدينا.


نحاس (١٧١) : حار يابس في الثالثة ينفع من صلابة الاجفان ويحد البصر

نانخواه (١٧٢) : حارة يابسة في الثالثة. اذا قطرّ ماؤها في العين تحلل الدم الجامد عن سبب باد وهي لطيفة

نوى التمر (١٧٣) : محرقة قابض منبت للشعر محسن الاشفار والعين.

نوشادر (١٧٤) : الطف واقوى من الملح. يجلو البياض من العين

نطرون (١٧٥) : ذكر في حرف الباء.

حرف السين

سرطان بحري (١٧٦) : جسمه حجري. يمنع الدموع ويحك مع الملح

_________________

١٧١) نحاس : وهو معدن معروف ، وان ما يستعمل منه في الطب هو احد املاحه وتكون بشكل كبريتات او كاربونات او اكاسيد. ومن هذه الاكاسيد. اوكسيد النحاس واول اوكسيد النحاس وثاني اوكسيد النحاس. ولكل من هذه الاملاح اسم عرف به

ومن اشهر هذه الاملاح التي استعملت هو النحاس المحرق ـ اول اوكسيد النحاس ـ. جاء في التذكرة : ـ نحاس محرق حار قابض يدمل القروح التي في العين اذا غسل ، ويفني اللحم الزائد وينفع الظفرة

١٧٢) نانخواه : جاء في هامش التذكره ص ٣٨٢ : ـ ان الكلمه فارسيه. فقد نقل ابن البيطار عن امين الدوله ما نصه : اسم فارسي معناه طالب الخبز كانه يشهي الطعام اذا القى على الارغفة قبل اختبازها ـ

١٧٣) نوى التمر : في الاصل : ـ محرقه قابض منبت للسعر محسن الاشعار ـ قال ابن البيطار : ـ فيه قبض وتغريه يسيره ينفع بهما من القروح الخبيثه محرقا. فان غسل بعد احراقه وسحق وامر بالميل على شعر العين انبت الهدب. واذا اكتحل به نفع من قروح العين وهو يذهب مذهب التوتيا واذا خلط بالسنبل الهندي وهو (سنبل الطيب) كان ابلغ في نبات الهدب ـ انظر هامش التذكره ص ٣٨٢

١٧٤) نوشادر : في الاصل ـ نوشادر الطف واقوى من الملح ـ جاء في العمده لابن القف ـ نشادر وهو حار يابس في الثالثه.

١٧٥) نطرون : في الاصل (ذكر في الباء) سبق ان مر تحت كلمة بورق. قال ابن سينا والهروي (وهو البورق الارمني).

١٧٦) سرطان بحري : جاء في تذكرة داود الانطاكي ـ بارد في الثانيه رطب في الثالثة ـ قال ابن سينا : ـ اذا قيل سرطان بحري فليس نعنى به كل سرطان من البحر. بل ضرب منه خاص حجري الاعضاء كلها.


سذاب (١٨٠) : حار يابس في الثالثة. والرطب اقل حرارة ويبسا. ويحد البصر خصوصا مع عصارة الرازيانج كحلا واكلا وقد يضمد به مع السويق.

سكر (١٨١) : أكثر أنواعه يدخل في أدوية العين. وفيها جلاء وقد يحك به الجرب الذي في الجفن. والطبرزد يدخل في برود العين

_________________

١٨٠) سذاب : في الاصل ـ حار يابس في الثالثه ـ وذكر ابن البيطار عن جالينوس ان البري منه حار يابس في الرابعة. وان البستاني في الثالثه.

وجاء في التذكره ص ٣٦٢ : ـ اذا خلط بالعسل نفع ظلمة البصر ويحده. ويقطع الماء النازل من العين).

وجاء في الاصل ـ مع عصارة الراريخ كحلا واكلا ومد يضمد به مع السويق ـ والسويق هو دقيق الحنطة او الشعير الذي تعرض للحرارة الشديدة حتى أحمر لونه. وفي المعجم الوسيط : ـ طعام يتخذ من مدقوق الحنطة والشعير ، سمي بذلك لانسياقه في الحلق.

١٨١) سكر : في الاصل (أكثر أنواعه يدخل في أدوية العين وفيها جلا) وجاء في التذكرة (جلاء محلل ينفع البياض الرقيق).

السكر من الادوية المهمة. حيث كان يعتمد في معالجة الجرب (الرمد الحبيبي) حتى أوائل الربع الثاني من القرن الحالي (الثلاثينات). فمنه ما يكون صخري القوام ، وغالبا ما يكون قمعي الشكل يكسر الى قطع صغيره. وهذه تستعمل لحك الجفون. ومنه ما يكون مسحوقا خشنا. وهذا اما ان يستعمل بعد سحقه ناعما واما ان يحرق بالنار ويستعمل.

وسكر الطبرزد : هو ما يدعى حاليا بسكر النبات وكلمة (طبرزد) فارسية الاصل ومعربة. والطبرزد هو نفس عصبر سكر القصب الذي تجرى عليه عمليات تصنيع خاصة. يصبح فيما بعد بشكل صخري بلوري.


به الظفرة. ويتخذ منه اشياف ، يحك به الجرب من الجفن. ويجلو ويجفف ويقلع الآثار

سلخ الحية (١٧٧) : اذا سحق بعسل واكتحل به يحد البصر. والاولى ان لا يقدم على استعماله كل أحد ، بل المبرودين من المشايخ ففيه خطر

سوسن (١٧٨) : أصله ينفع من الظفرة. وعصارته مع الملح يكون أقوى فعلا.

سكبينج (١٧٩) : صمغ حار في الثالثة يابس في الثانية. ينفع من ظلمة البصر كحلا ومن غلظ الاجفان. ومن الآثار التي تكون في العين. وان دعك في الخل ووضع على الشعيرة التي تكون في الجفن والبرده ايضا نفع. ويفيد في ابتداء الماء.

_________________

١٧٧) سلخ الحية : ويدعى قميص الافعى أو قميص الحية. وهو الجلد الخارجي للحية ، تتخلص منه وترميه عن جسمها في منتصف فصل الربيع ، حين تخرج من وكرها بعد انتهاء البرد واعتدال المناخ.

في الاصل : ـ والاولى ان لا يقدم على استعماله كل احد ، بل المبرودين من المشايخ ـ والمبرودين من المشايخ ـ هم المشعوذون. ولا نظن ان المؤلف يقصدهم. بل يريد ـ المبرورين ـ أي الاتقياء البررة؟

١٧٨) سوسن : في الاصل ـ سوس اصله نفع من الظفره ـ. ويريد باصله جذره ويكون لونه سنجابي طويل الشكل. يستخرج ثم يسحق ويغسل ويعصر ثم يستعمل

١٧٩) سكبينج : في الاصل (صمع حار في الثالثة يابس في الثانية) وجاء في التذكرة ص ٣٦٢ : (حار يابس في الثانية) وجاء في المقالات ص ١٥٩ ـ حار لطيف جلاء ملطف للاثار التي في العين ، وينفع من الماء وظلمة البصر الحادثة من الغلظ ـ

وجاء في هامش التذكره ص ٣٦٢ : ـ وذكر داود في تذكرته سكنبيج ـ وقد شكل الاسم : ـ سين مهمله يليها الكاف فالنون فالباء. وقد تجعل الباء التحتيه الموحده بعد الكاف فتصبح سكبنيج ـ

ولكن محقق المقالات الدكتور ماكس مايرهوف حقق الاسم بالفرنجيه Sakbinag


سكر العشر (١٨٢) : يحد البصر ويجلو البياض. ومنه أبيض كقطع الملح ومنه اسود. وهو بلاد مازندران كثير ، شاهدته يباع مع حوايج العطر ويسمونه بغير هذا الاسم

سنبل (١٨٣) : منه رومي وهو الناردين. ومنه سنبل الطيب وهو سنبل العصافير. حار في الأولى يابس في الثانية. ينبت الاشغار اذا وقع في الاكحال او مرّ سحيقة على الاجفان والناردين افوى منه في ذلك.

سليخة (١٨٤) : حاره يابسة في الثالثة ، تنفع في الأدوية المستعملة في العين لما فيها من القبض مع التحليل وهي حاره لطيفة تنفع وتحد البصر

سادج هندي (١٨٥) : قريب القوة والفعل من السنبل وفعله

_________________

١٨٢) سكر العشر : في الاصل ـ سكر للعشير .. يحد البصر ويجلوا البياض .. وهو في بلاد مازندان ـ. وبلاد مازندان هي من اعمال بلاد فارس. جاء في هامش التذكرة نقلا عن المعتمد ص ٣٦٥ : مزاجه حار معتدل جلاء محلل شأنه كالسكر الاعتيادي الا انه أقوى منه فعلا يجلو البياض.

١٨٣) سنبل : في الاصل (منه رومي وهو الناردين ومنه سنبل الطيب). والصحيح ان الناردين هو الطيب ويسمى أيضا سنبل العصافير. ازهاره تكون في الاعلى متدرجه الى الاسفل. ويشمل انواعا متعددة. حار في الاولى يابس في اخر الثانيه. يمزج مسحوقه مع بعض الاكحال لمعالجة سقوط الاشعار (انظر المقالات).

١٨٤) سليخة : وهي قشرة لشجرة تنمو في بلاد الهند والصين شبيهة بالقرفة (الدار صيني) جاء في التذكرة ص ٣٦١ : لطيفة حادة فيها قبض ، تقطع وتحلل الفضول الغليظة وتحد البصر.

١٨٥) سادج هندي في الاصل (قريب القوة والفعل من السنبل). جاء في هامش التذكرة ص ٣٦٢ (حار يابس في الثانيه). وفي المقالات ص ١٦١ (الساذج ـ بالذال المعجمة ـ حار في الاولى يابس في آخر الثانية وفيه قبض.


سمسم (١٨٦) : حار في وسط الأولى رطب في آخرها. يضمد به العين للضربان والورم

سمك (١٨٧) : جلد السفنابوس تحك به الاجفان الجربه فينفع. وجلده المحرق ايضا يدخل ادوية العين ويذيب الاكتحال به مع الملح الظفرة. واكل جميعه يولد الغشاوة في العين

سفرجل (١٨٨) : مشوية يوضع على اورام العين الحادة فينفع

حرف العين

عنبر (١٨٩) : حار مقوّ للدماغ. ينفع العين في امراض يشارك فيها الدماغ

عبيثران (١٩٠) ماؤه يحد البصر وهو حار

_________________

١٨٦) سمسم : وهو معروف ، وعدا ما فيه من الفيتامينات فهو غني بمادة زيتية تستخرج بالعصر وتسمى (الشيرج). وكانت تستعمل بكثرة في طب العيون ، لانها ذات فعالية في ترطيب العين وخاصة في تهدئة الالم وتصريف الاورام

١٨٧) سمك : في الاصل (جلد السفنابوس نحك به الاجفان). لم نجد ذكرا للسفنابوس ويبدو انه نوع كان معروفا ، ولقشره صفات خاصه كما يظهر ، ولا بد ان تكون الخشونه من اهم هذه الصفات لكي تؤثر على ازالة حبيبات الجرب.

١٨٨) سفرجل : وبذوره كانت تسحق وتعصر فيستخرج منها عصارة مقبضه.

١٨٩) عنبر : في الاصل (ينفع العين في امراض يسارل فيها الدماغ) والعنبر عبارة عن تكتلات تتجمع في معى نوع من الحيتان تدعى (حوت العنبر) تقذف بها الى الماء حيث لا تلبث ان تتجمع وتلقى على الساحل. وبعد ان تجف تستعمل في مختلف الاغراض الطبيه. كما تستعمل كمادة عطرية. واستعمالها في العين يجلو البصر.

١٩٠) عبيثران : نبات يكثر في السواحل ويجدد كينونته كل عام وقد ذكر له اسماء متعدده. فقالوا بلنجاسف Bilingasif. وقال ابن سينا برنجاسف Bringasif. وهو اسم فارسي ذكره الاقرباذيني المنصور الفارسي. وقالوا انه وزهره يدعى ارطاميسيا. ولكن قيل ان هذا هو زهر العبيثران .. وقالوا ان اوراقه وازهاره الصغار الدقاق ـ


عنب الثعلب (١٩١) : بارد في الاولى يابس في الثانية. يبرئ الغرب المتفجر. وعصارة اصنافه حتى المنوم منه ، اذا اكتحل بها قوّت البصر وحدّته.

عروق الصباغين (١٩٢) : حار يابس في الثانية ، عصارته نافعة جدا في حدة البصر وجلائه فدام الحدقة من الماء والبياض

عفص (١٩٣) : بارد في الثانية يابس في الثالثة. ينفع من السيلان ويشد الاجفان المسترخية الضعيفة ويقاوم جميع الاورام السيلانية. والمحرق منه اشدّ يبسا.

عدس (١٩٤) : متوسط الحر والبرد قابض ، مداومة اكله يضر بالبصر لشدة تجفيفه. فاذا ضمد به مع اكليل الملك والسفرجل ودهن الورد أبرأ اورام العين الحادة.

_________________

١٩٠) البيضاء اذا سخنت ثم جففت نفعت في قروح الارحام. (انظر جامع المفردات للغافقي ص ٧١ وص ٣١٦)

١٩١) عنب الثعلب : تستعمل عصارة الثمرة كقطرات لتقوية البصر. اما اوراقه فتطبخ وتستعمل لبائخ في حالة الاصابة بالغرب (خراج القناة الدمعيه) انظر مفردات ابن البيطار (كلمة عنب)

١٩٢) عروق الصباغين : جاء الاسم في التذكرة ص ٣٧٠ (عروق) فقط وبدون كلمة الصباغين وقال وهو يسخن في الثالثة. ثم ذكر المحقق في هامش الصفحه : نقله ابن البيطار عن جالينوس. اما الشيخ ابن سينا فقد خالف ذلك واتفق معه ابن هبل وقالا انها (حار يابس في الثانيه). وذكر ابن البيطار : هي العروق الصفر ايضا وهي بقلة الخطا طيف

١٩٣) عفص : وهو معروف منذ القديم. واهم خواصه انه مقبض. والحامض المستخرج (حامض العفصيك Tanmic acid) يستعمل داخلا وخارجا لقطع الانزفة وادمال بعض الجروح والحروق

١٩٤) عدس جاء في الاصل (مداومة اكله) يريد الاستمرار في اكله يضر البصر. وجاء في التذكره : بارد يابس في الثانيه. نافع للوردينج اذا ضمد به


عسل (١٩٥) : يجلو ظلمة البصر ويفيد في ابتداء الماء

عاقر قرحا (١٩٦) : ينفع من الاسترخاء وينفع بقوته الى العضلات الداخلة.

عكر الزيت (١٩٧) : حار يابس يفيد في ابتداء الماء وكذلك عكر دهن السوسن

عقيق (١٩٨) : بارد يابس مقو للعين منشف. اذا احرق زاد لطفا.

_________________

١٩٥) عسل : في الاصل (يحلو طلحه البصر ويعبد في ابتدا لما) وجاء في التذكره ص ٣٦٩ : حار يابس في الثانيه جلاء نافع لبدو الماء والظلمة.

١٩٦) عاقر قرحا : قال الرئيس ابن سينا (زعم بعض من لا يؤبه به انه بارد لطيف وانما هو حار يابس في الثالثه). اما ابن البيطار فقد نقل عن الدمشقي انه (حار يابس في الدرجة الرابعه). وجمع بينهما الشيخ داود في تذكرته حيث قال (عاقر قرحا معرب. وهو مغربي ، اكثر ما يكون في افريقيا وهو حار يابس في الرابعة والشامي منه في الثالثه) انظر هامش التذكره ص ٣٧٠

وقد سماه الشيخ داود (عود القرح) وهو اصل الطرخون الجبلي ذو ازهار تفيد في القضاء على بعض الطفيليات

١٩٧) عكر الزيت : في الاصل (علر الزيت حار يابس يفسد في ابتدا الما وكذلك عكر دهن السوس) ويريد بذلك الزيت الخام غير النقي يفيد في ابتداء الماء كما يفيد دهن السوس غير المصفى.

١٩٨) عقيق : في الاصل (بارد يابس مقو للعين منشف اذا احرق زاد لطفا) وجاء في التذكره ص ٣٧٠ : (عقيق محرق).

وذكر الشيخ داود في تذكرته (العقيق حجر معروف يتكون بين اليمن والشحر ليكون مرجانا ، فيمنعه اليبس والبرد وهو بارد في الثانية يابس فيها او في الثالثه) ولم يذكر انه محرق او غير محرق. والشحر بلد بين الحسا والقطيف جنوب الكويت. ونقول : ليس هناك علاقة بين المرجان والعقيق كما ذكر.


حرف الفاء

فلفل (١٩٩) : حار يابس الى الرابعة. والاسود منه اقوى من الأبيض حرا. والأبيض اقوى من الدار فلفل. وهو ينفع في الاكحال. ويجلو ويحلل الرطوبات ويقطع الدمعة

فربيون (٢٠٠) : لطيف محرق. اذا اكتحل به كان جاليا. لكن يدوم لذعه النهار كله. ولذلك يخلط بالعسل

فجل (٢٠١) : يضر بالعين أكلا الا انه يجلوها اذا قطرّ ماؤه فيها ويذهب الآثار التي تحت المآق. قال ابن ماسويه ان ورقه يحد البصر

فعلاسوس (٢٠٢) : جنس من العرطثينا. ماؤه بالعسل يوافق الماء العارض في العين وضعف البصر وكذلك مسعوطا

فوفل (٢٠٣) : مبرد بقوة. قابض موافق لمن به التهاب في عينه. وينفع في الطرفة والاسترخاء

_________________

١٩٩) فلفل : في الاصل (حار يابس الى الرابعه ... والابيض أقوى من الدار فلفل ... وهو نفع في الاكحال ونحلو ويحلل الرطوبات وتعيلع الدمعه)

وجاء في التذكره (الفلفل الاسود حار يابس في الثالثه يحلل الرطوبات ويقطع الدمعه والظلمه ، والفلفل الابيض حار يابس في الرابعه احر من الدار فلفل)

٢٠٠) فربيون : في الاصل (فرتيون لطيف محرق اذا اكتحل به كان حاليا. وجاء في التذكرة (فربيون محرق لطيف يقطع الماء النازل في العين).

٢٠١) فجل : في الاصل (يصر بالعين اكلا) وكلمة اكلا غير واضحه وغير مقروءة. وجاء أيضا (اذا مطر مآوه منها ..).

٢٠٢) فعلاسوس : في الاصل (جنس من العرطيثنا مآوه بالعل يوافق الما العارض) لم نعثر في المفردات والمراجع التي بين ايدينا عن الاسم (فعلاسوس) ولا عن الاسم الثاني (العرطثينا). ولذلك نجهل فعليهما وصفتيهما.

٢٠٣) فوفل : في الاصل (مبرد بقوه .. الخ)

جا في التذكره ص ٣٧٢ (بارد يابس يشد الاعضاء المسترخية فذلك هو


حرف الصاد

صدف (٢٠٤) : اذا غسل حراقة كل صدفة بلحمه ، نفع في الاكحال واذاب غلظ الجفن والبياض القريب العهد والغشاوة. واذا احرق اللحم المعروف بالطليس العتيق وخلط بقطران وسحق وقطر على الجفن لم يدع الشعر الزائد ينبت فيه. واللزوجة التي تكون على البرّى منه يلصق الشعر المنقلب على الجفن. واذا طلي بها على الجبهة منعت المواد المنصبّة الى العين.

صنوبر (٢٠٥) : دخانه نافع من انتشار الاشعار وينفع من تأكل الآماق

صبر (٢٠٦) : الاسقطري اجوده ، وهو حار الى الثانية يابس فيها ، ينفع

_________________

٢٠٣) للطرفة أقوى فعلا. وأورد ابن سينا انه بارد في الثالثة يابس فيها. وتحتوي بذور الفوفل على أشباه قلويات لها فعل) البيلوكاربين) أي انها تخفف ضغط العين وتضيق الحدقة.

٢٠٤) صدق في الاصل (واذا أحرق لحم المصروف بالطليس العتق .. لم يدع الثعر الرايد بست فيه واللذوحه الى نكون علي الري مه ...) الصدفه التي يريدها ، هي القوقعة. وهي اما ان تكون في ضفاف الانهراو سواحل البحار ، واما ان تكون بعيدة عن الماء وهي التي سماها (البري) أما (اللحم المعروف بالطليس) فيريد به جنين الحيوان الموجود داخل نوع من القواقع يعرف باسم الطليس.

جاء في التذكرة ص ٣٦٨ (اذا احرق وطلي به موضع الشعر الزائد بعد النتف منعه من النبت ، وفيه نشف قوي)

٢٠٥) صنوبر : في الاصل (دخانة نافع من انشار الاشفار نفع من تاكل الاماق) يريد بانتثار الاشعار ، سقوط الاهداب. أما قوله (من تأكل الاماق) فربما يريد تأكل المآق. استعمل قشر شجر الصنوبر وورقه وبذوره في الطب. ففي بذوره مادة زيتيه ، وفي قشره مواد قابضه. كما ان المحرق من القشر يستعمل للحروق بعد سحقه. وان مسحوق أوراقه الجافة يفيد في معالجة انتثار الاشعار وتخفيف الدماع (انظر مفردات ابن البيطار وتذكرة الشيخ داود الانطاكي)

٢٠٦) صبر : في الاصل (وهو خار الي الثانيه يابس منها ... ومن حسكه الماق) وجاء في التذكره ص ٣٦٧ (يابس في الثالثه حار في الاولى. يدفع المواد المنصبه ويحلل ويجلو ويلصق القروح التي يعسر اندمالها. ـ


من قروح العين وجربها واوجاعها ومن حكة المآق ويجفف رطوبتها.

حرف القاف

قرنفل (٢٠٧) : حار يابس في الثالثة ، يحد البصر وينفع من الغشاوة ويحلل الاخلاط الغليظة ويقوي العين.

قليميا الذهب (٢٠٨) : معتدل الى اليبس في الثالثة. فان احرق زال لذعه وينفع القروح التي في العين ويملأ الحفور الغائرة ولا سيما الرطبة التي في العين.

قلقطار (٢٠٩) : يقع في الاكحال للجلاء ولترقيق الغلظ في الاجفان وهو أقوى من الزاج. وقد تقدم ذكره.

_________________

٢٠٦) ـ والصبر الاسقوطري : نبات صحراوي ينبت في جزيرة سقطرى في الجنوب الغربي من خليج عدن. يستخرج منه ماده طبيه عرفت منذ القديم وسميت بهذا الاسم. ومن اكثر استعمالاتها شيوعا هي كمسهل ممتاز

٢٠٧) قرنفل : أزهار الشجرة تعتبر من التوابل وتقطف قبل تفتحها وهذه الازهار تحتوي على مادة زيتية طيارة تدعى زيت القرنفل ـ وهذا الزيت وهو عطري كان يستعمل الى أمد قريب في معالجة الاسنان النخرة. كما كان يدخل في تركيب بعض أدوية العين لجلائها. كما تعتبر محللة للاخلاط.

٢٠٨) قليميا الذهب : وقد ورد الاسم في بعض المصادر بالالف المكسوره (اقليميا الذهب) ويراد به كاربونات الزنك. جاء في المقالات ص ١٦٢ (الاقليميا يجفف ويقبض ويجلو وهو معتدل في الحر والبرد. فان احرق وغسل جفف بلا لذع. ينفع في القروح التي في العين.) وجاء في التذكره (اما اقليميا الذهب فاجوده ما كان رقيقا يشبه الزجاج اللازوردي الذي يعمل منه قوارير ماء الورد)

٢٠٩) قلقطار : في الاصل : (نقع في الاكحال للجلا ولرقيق الغلط) (وهو اقوي من الزاج) وجاء في التذكره ص ٣٧٣ (اقوى فعلا من الزاج) وقال الهروي في مختاراته : (قلقطار بالفتح ضرب من الزاج) ونقل عن جالينوس (ان القلقطار هو اعدل اصناف الزاج حار يابس في الثالثه)

وفي المقالات ص ٢٢٠ : (ويراد به كبريتات الحديد الصفراء غير النقيه). وقد مر بنا ان الزاج هو كبريتات النحاس. ولكن يظهر ان القلقطار هو الزاج النقي لاكبريتات الحديد


قلقنت (٢١٠) : أشد تجفيفا منه والقلقديس قريب منهما في الفعل.

قرن الأيل (٢١١) : المحرق المبيض يمنع المواد المنصبة الى العين. وهو مسدد جلاء.

قشر الرمان (٢١٢) : الحامض بارد يابس ، والحلو أقل يبسا. قابض ينفع من الاورام الحارة والوردينج.

قسطران (٢١٣) : لطيف محلل يجلو الآثار الكامنة في القرنية.

_________________

٢١٠) قلقنت : في الاصل (قلقيت ـ بالياء ـ اشد تجفيفا منه والقلقديس قريب منها). وجاء الاسم في بعض المصادر (قلقند). ويريد بقوله اشد تجفيفا منه اي من القلقطار. والقلقنت هو كبريتات النحاس. وقد نقل التركماني عن ابن البيطار قوله : [ فهذه الثلاثة ـ يقصد : قليميا قلقطار ، قلقنت ـ اعني الزاج الاحمر والزاج الاصفر والزاج الاخضر. من جنس واحد في قوتها ]

اما القلقديس فهو كبريتات الزنك (انظر مفردات ابن البيطار ، والتذكره والمقالات تحت اسم قلقطار)

٢١١) قرن الايل : في الاصل (المحرق للبيض نمنع المواد المنصبه الى العين وهو مددجلا) جاء في مفردات ديسقوريدس ور بن الطبري (يستعمل منقوعا ومسحوقا كما يغلي مسحوقه ومحروقه ومغليه في استطبابات كثير من الامراض الباطنيه. كما ذكر ذلك مجموعة من اطباء العرب القدماء). اما المؤلف فقد ذكر لنا ان مسحوق قرن الايل المحرق المبيض يوقف الافرازات التي تنصب من العين. فهو مسدد. (والدواء المسدد في عرف اطباء العرب هو ما سدد مسام البدن تسديدا يعسر تفتيحه فهو لا محالة اما ارضي واما لزج غير لذاع) انظر المقالات ص ١٥٤.

٢١٢) قشر الرمان : في الاصل (الحامض بارد يابس والحلو اقل يبسا) وفي التذكره ص ٣٧٤ : (نقل التركماني عن منهاج ابن جزله (ويعد في الدرجة الثانيه)

٢١٣) قسطران : وقد جاء الاسم في المخطوطة (قطر) والقسطران Bitoneica هو من النباتات الحشيشية. ذكره جالينوس وديسقوريس. أما الاطباء العرب فلم يعيروه كبير اهتمام قال ديسقوريدس : ان جذوره مقيئة ومسهلة وقال الغافقي : طبيخه ينفع من الرمد والكمنة.

والقطر ـ بكسر القاف المعجمه وسكون الطاء ـ لغة : هو النحاس الذائب او ضرب منه. ولعله هنا يريد احد مركبات النحاس


قانصة الحبارى (٢١٤) : حارة يابسة. فيها جلاء للآثار التي في القرني محللة للماء النازل في العين.

قطران (٢١٥) : يحد البصر ويجلو آثار القروح في العين.

(حرف الراء)

رصاص (٢١٦) : محرقة ينفع في الاكحال وهو مقو للعين.

رتّه (٢١٧) : تنفع من الماء كحلا خصوصا عصارة صغيرة من ريح السبل والغشاوة. وسعوطا بماء المرزنجوش. ويكتحل به مع الخل للحول.

رازيانج (٢١٨) : حار يابس الى الثالثة. يحد البصر خصوصا صمغه.

_________________

٢١٤) قانصة الحبارى : والقانصة من الطير : اللحمة الغليظة التي يجتمع فيها كل ما تلقط من الحصى الصغار بعد ما ينحدر من الحويصلة. والظاهر انها تقع في أسفل المعى (المعجم الوسيط) جاء في التذكرة ص ٣٧٥ : (فيها جلاء لاثار القرنية ، محللة للماء النازل في العين)

٢١٥) قطران : بفتح القاف وكسر الطاء : سائل كثيف اسود مائل قليلا الى الاحمرار يشبه النفط الاسود في شكله ، يستخرج من الفحم الحجري ، ولا يزال البدو يستعملوا في معالجة الامراض الجلدية في الجمال (جرب الجمال) وفي الحيوانات الاخرى. ولكن في الغالب ان المستعمل لهذا الغرض يستخرج من تقطير جذوع بعض الاشجار في حفر خاصة (التقطير الاتلافي) حيث يسيل الى اوعية خاصة.

ويظهر انه استعمل للعين بعد تخفيفه ومزجه بمواد طبيه اخرى ليسهل فعله العلاجي.

٢١٦) رصاص : ويسمى في مفردات الطب العربي (الاسرب) كما يسمى الرصاص الاسود او الرصاص المحرق.

٢١٧) رتّه : شجر لها ثمر كثمر البندق. ينقع مسحوق الثمر بالماء ويستعمل هذا الماء لتنظيف الملابس الوسخه. اما في الطب : فتستعمل العصارة منها يكتحل بها ، حيث تنفع من الماء الساد كما تستعمل في تخفيف ريح السبل والغشاوة. وتستعمل سعوطا اذا مزجت بماء المرزنجوش والخل في الحول. ويستعمل محرق الثمر بعد تحميصه وسحنه في الاكحال.

٢١٨) رازيانج : في الاصل حار يابس الى الثالثة ..) وجاء في التذكرة ص ٣٥٩ حار في الثالثه يابس في الاولى.


وينفع من ابتداء الماء عند نزوله. يزعم ديمقريطس ان الهوام ترعى بذر الرازيانج الطري لتقوى ابصارها. والافاعي والحيات منها ما يحك بشجره أعينها اذا خرجت من مأواها بعد الشتاء استضاءة للعين.

رمان (٢١٩) : عصارة الحامض منه ينفع من الظفرة في العين.

ريباس (٢٢٠) : بارد يابس الى الثانية. يحد البصر اذا اكتحل بعصارته.

(حرف الشين)

شوكران (٢٢١) : بارد يابس في الثالثة. تستعمل عصارته في أوجاع العين فتسكنها.

شيح (٢٢٢) : حار في الثانية يابس في الثالثة يكمد بمائه الرمد فيحلله ويقوي العين.

_________________

٢١٨) والرازيانج نبات عشبي يشبه بمفعوله فعل الآنسون ، الا أنه يختلف عنه ببعض الخواص. ويحتوي على زيت طيار ومواد صمغية.

٢١٩) رمان : شجر قديم جدا. وقد استفادوا من شجره وثمره وجذوره وقشور ثمره في الصناعة والطب لاحتوائه على مواد قابضة. كما ان عصير ثمره منعش وملطف. منه الحلو ومنه الحامض. كما استفيد من ازهاره (الجلنار) حيث استعمل منقوعها في حالات الاسهال. ولا شك ان استعمال عصير الحامض من الرمان للعين لاذع قوي مقبض يفيد في الدماع.

٢٢٠) ريباس : في الاصل (بارد يابس) الي الثانيه عد البصر). جاء في القاموس المحيط : (ريباس : بالكسر. ينفع في الجدري والحصبه ، عصارته تحد البصر. ويكتحل به). وتستعمل منه عصارة ثمره كملطفة للهضم. وقد تستعمل عصارة أوراقه اذا اكتحل بها. والثمر منه عنبي الشكل بحجم الحمصه ذو لون احمر او اسود.

٢٢١) شوكران : جاء في حاشية المخطوطه (شجر مزيجه ينفع نزول الماء في العين). في اوراقه كثير من اشباه القلويات. وكذلك ازهاره منها الشوكرانين. وتستعمل عصارته في اوجاع العين فتسكنها.

٢٢٢) شيح : في الاصل (شبنج. حاد في الثانيه يابس في الثالثه يكمد بمآيه الرمد) وردت الكلمة هنا (شبنج) وهي مشابهة لكلمة (شيح)


شونيز (٢٢٣) : حار يابس في الثالثة. اذا سعط مسحوق الشونيز بدهن الايرسا منع ابتداء الماء.

شبت (٢٢٤) : ادمان أكله يضعف البصر.

شحم السمك (٢٢٥) : نافع من ابتداء الماء في العين. ويحد البصر مع العسل.

_________________

٢٢٢) ـ وقد وردت في التذكره (شنج محرق). وقد علق محقق التذكره في هامش ص ٣٦٦ بما يلي : [ في احدى نسخ التذكره وردت (شبنج محرق) وفي الاخرى وردت (شيح) بشين معجمه وياء بنقطتين من تحت ثم حا مهمله بدل النون والجيم. وذكر انه بارد مجفف وهو الدال على الشنج بالنون والجيم. لأن الشيح بالياء والحاء حار يابس في الثالثه على رأي ابن جزله. او حار في الثالثه ويابس في الثانية على رأي جالينوس كما نقله ابن البيطار. او حار في الثانية يابس في الثالثه على رأي ابن سينا وابن هبل. قال ابن سينا ما نصه : يكمد بماء الشيح الرمد فيحلله ، ورماده يملأ حفرة العين العارضه من القرحه (راجع القانون) وعلى هذا فأن ما ورد في المخطوطة هو الشيح وليس الشنج المحرق الذي سيأتي ذكره.

٢٢٣) شونيز : وردت عدة اسماء لكلمة الشونيز. فقيل الشنيز والشونوز والشهنيز. ويراد بها ما ندعوه بالحبة السوداء او حبة البركة. وهي فارسية الاصل. وهي بذور صغيره سوداء ذات رائحة عطريه تستعمل لتعطير العجين قبل خبزه. والأيرسا : بالف ثم ياء مشناة تحتانيه وراء مهملة وسين مهمله بعدها الف سماها ابن البيطار (السوسن الاسمانجوني) وهو نبات مر حريف ذو رائحه عطريه يحتوي على زيت طيار.

٢٢٤) شبت : من النباتات البقليه كالكرافس ونحوه. وتلفظ الكلمه بكسر الشين المعجمه وفتح الباء الموحده وتشديد التاء. وقد وردت الكلمة بالشين والباء والتاء المثلثه. وتجمع (شباث) بظم الشين. وهو نبات طيب الرائحه مقبض. وثمره يدعى جوز البر.

٢٢٥) شحم السمك : السمك عموما من الاغذية سهلة الهضم. وفوائده الطبية كثيره وخاصة لأمراض العين لاحتوائه على فيتامين (A) وفيتامين (D). والمتوفره في زيت كبد الحوت بكميه كبيره والتي ثبت فائدتها العظمى في ضعف العصب البصري وفي جفاف القرنيه وفي العشاوه (عدم وضوح الرؤية ليلا) وفي ترميم خلايا الجسم وغير ذلك.


شحم الأفعى (٢٢٦) : الطري نافع من الغشاوة والماء لئلا ينبت الشعر المنتوف من الجفن. وقد تقدم القول في خطر ما يستعمل من ذلك.

شقائق النعمان (٢٢٧) : يجلو ويحلل وينقى القروح الكائنة في العين.

ويسود الشعر وينقي البياض والظلمة. واذا ضمد بورقه سكن الورم.

شنج محرق (٢٢٨) : بارد مجفف ينشف الدمعة. ويملأ الحفور في القرني.

شب (٢٢٩) : يقبض ويجفف.

شمع (٢٣٠) : فيه حرارة يسيرة بها تحلل ، ومنضج ، وينفع من الشعيرة.

شاذنج (٢٣١) : بارد يابس مجفف ينفع من خشونة الاجفان اذا كانت مع ورم يمنع زيادة اللحم في القروح ويحفظ صحة العين ويمنع نتوء العين ويقطع الدم المنبعث منها.

_________________

٢٢٦) شحم الافعى : جاء في التذكره ص ٣٦٥ : (ينفع من نبات الشعر في الاجفان ومن نزول الماء في العين.) بينما نجد ان المؤلف يحذر من خطورة استعماله.

٢٢٧) شقائق النعمان : في الاصل (سقابق النعمان يجلوا ويحلل وببقى القروح الكاينه) وجاء في التذكره ص ٣٦٥ (حار يابس في الاولى فيه جالية وهو منق للقروح الكائنه في العين).

٢٢٨) شنج محرق : راجع (شيح) تعليق رقم (٢٢٢).

٢٢٩) شب : وهو اسم عام معروف لملح متبلر اسمه الكيمياوي كبريتات الالمنيوم والبوتاسيوم. جاء في التذكره ص ٣٦٦ : (حار يابس في أول الرابعة مقبض جدا). وجاء في هامشها (الشب ليس بحار يابس في أول الرابعة جزما بل هو حار يابس في الثانية على رأي ابن سينا وابن هبل. اما ابن جزله فقال هو يابس في الثانيه بارد. وقيل انه يابس في الثالثه.

٢٣٠) شمع : في الاصل (فيه حراره يسيره بها تحلل) ثم تأتي بعد ذلك كلمة مطموسه ولعلها (ومنضج) كما ورد في التذكره ص ٣٦٧.

٢٣١) شاذنج : في الاصل : (ويمنع نتو العين).

جاء الاسم في تذكرة الانطاكي وبحر الجواهر والمختارات بالدال المهمله (شادنج).


(حرف التاء) (٢٣٢)

توتيا (٢٣٣) : بارد في الاولى يابس في الثانية نافع من وجع العين وينفع الفضول الخبيثة المحتقنة في عروق العين والنفوذ في الطبقات خصوصا المغسول. وينفع من القروح والبثر والسيلان.

ويحفظ صحة العين. وهو اصناف : المحمودي والكرماني والحشري والعنبري والمعدني والهندي.

فالمحمودي جل فعله في القروح الخبيثة. والكرماني يجفف بلا لذع. والحشري أقوى من المحمودي. والمعدني يقطع السيلان وينشف الدمعة. والعنبري أقل من المعدني في فطع السيلان. والهندي فيه مع ذلك جلاء بليغ وهو أفضلها.

_________________

٢٣٢) حرف التاء : في الاصل (حرف التا) بدون همزه في آخر التاء

٢٣٣) توتيا : في الاصل : (وهو اصناف المحمودي والكرماني والحيشري والعنبدي والعدني والفيدي فالمحمولي ..). ويلاحظ في الاصل ـ وهي النسخه الوحيده وبخط المؤلف كما ذكرنا في المقدمه ـ ان المؤلف في كتابته يخلط ويمزج بعض الحروف وخاصة. الراء والزاي والدال والذال والواو والياء. فهذه حين تتصل وتمتزج بالحرف الذي يليها تتشوه الكلمة وتصبح في الغالب غير مقروءة الا لمن تعوّد على قراءة خط المؤلف. كما ان المؤلف لم يعتن برسم الحروف في كثير من الحالات وخاصة الراء حيث تصبح كالدال. والدال نفسه حيث يصبح كاللام وخاصة حين امتزاجه. والكاف الوسطية حين يجردها من علامتها تصبح كاللام أيضا. والف لام التعريف يمزجها من الاسفل فتقرأ لل‍ .. وهكذا وكل هذا مما يجعل قراءة المخطوطة صعبا وشاقا جدا.

يريد بالتوتيا ، الزنك متحدا مع عناصر اخرى كالاوكسجين او الكبريت او الكاربون فينتج ما يقال له اوكسيد الزنك او كبريتات الزنك او كاربونات الزنك.

جاء في التذكرة ص ٣٥٢ وهامشها : ان المغسول منه يحفظ صحة العين ونقل عن التركماني عن المنهاج : المحمودي ميبس بلا لذع. ينفع من القروح السرطانيه وغيرها من الخبيثه والحشري اقوى منه فعلا والمعدني يقطع السيلان.


تمساح (٢٣٤) : ينبغي ان يذكر في باب الزاي. الا ، انا اوردناه هاهنا لجلده قبل ان يحرق جلده. فقد نفع في أدوية العين. الا ان المستعمل من هذا الحيوان زبله وهو ينفع من بياض العين.

تين (٢٣٥) : لبنه مع العسل ينفع من الغشاوة وابتداء الماء وغلظ الطبقات.

وورقه يفيد خشونة الاجفان وجربها دلكا.

توبال النحاس (٢٣٦) : ينقص اللحم الزائد. وفي كل توبال لطف ولذع.

وتوبال الحديد اقل فعلا. ويمنع القروح الرديئة.

تودري (٢٣٧) : اذا اكتحل به مع العسل نقّى قروح العين.

تنوب (٢٣٨) : دخانه يقع في أدوية العين فيجلوها.

_________________

٢٣٤) تمساح : في الاصل (ينبغي ان يذكر في باب الزاي) يريد ان المقصود من ذكر التمساح هنا جاء مغايرا لما يريده. اذ ان الذي يفيد من التمساح هو (زبله) اي فضلاته التي تفيد في بياض العين. اما جلده المحرق فينفع مسحوقه في ادوية العين.

٢٣٥) تين : لبن التين هو الماده اللبنيه التي تظهر لدى قطف الثمره غير الناضجه او لدى قطع الاوراق الخضراء. وهي ذات طعم حلو.

٢٣٦) توبال النحاس : في الاصل (ويمنع القروح الرديه). ويراد بذلك قشور النحاس جاء في التذكره نقلا عن المنهاج ص ٣٥٢ : ان توبال الحديد هو اقوى التوبال.

وجاء في ق. م : (توبال بالضم : ما تساقط منهما ـ أي من الحديد والنحاس ـ عند الطرق. ومثقال منه بماء العسل شربا يسهل البلغم.

٢٣٧) تودري : وهو من النباتات ذوات السيقان المستقيمه قد يبلغ ارتفاعها المتر الواحد. وازهاره يتولد عنها بذور يستعمل منقوعها لاغراض طبيه خاصة الصدرية منها والحنجره.

٢٣٨) تنوب : وهو شجر يشبه شجر الصنوبر. ينبت في الجبال والمناطق المنبسطه. في بذوره مادة زيتيه طياره. كما يوجد في اوراقه مواد راتنجيه. ومن سيقانه تستخرج مادة القطران. وربما ان بذوره الزيتيه هي التي تنفع في معالجة العين وخاصة التبخر بها.


(حرف الثاء)

ثيل (٢٣٩) : بارد يابس في الاولى. عصارته مطبوخة في الشراب والعسل كل واحد مثله في الوزن يكون دواء جيدا للعين.

صفة ذلك الدواء ان تؤخذ العصارة ويوزن نصفها مر ، وثلثها فلفل وثلثها كندر ، ويخلط بعد تقصير اجزائه. ويخزن في حق من نحاس. وهو دواء عجيب.

ثوم (٢٤٠) : يضعف البصر ويخلب بنور العين.

(حرف الخاء)

خشخاش (٢٤١) : يستعمل في أوجاع العين الشديدة عند الضرورة. وفيه خطر كما قيل في الافيون.

_________________

٢٣٩) ثيل : في الاصل (مثينل بارد يابس في الاولي عصارته ... كل واحد مثله في الوزن يلون دوا حيدا للعين)

نعود الى القول والتذكير بأن المؤلف وهو كاتب النسخه الوحيده التي بين ايدينا حسبما تأكد لنا والتي نقوم بتحقيقها ، نقول بأن المؤلف لم يلتزم بالأصول حين يرسم حروف الكلمه. فيحذف النقاط من بعض الحروف حيث اصبحت كلمتي (جيدا ويخزن) مثلا في شرح ثيل اعلاه (حبدا وبحرن) كما انه يضيف نقاط الى حروف هي ليست بحاجة لها مثل (الاولى وعلى) فاصبحت (الاولي وعلي) لقد اراد المؤلف بقوله (كل واحد مثله في الوزن) اي بقدر العصاره يؤخذ شراب وقوله (بعد تقصير اجزائه) اي بعد تكثيف اجزائه وتنقيتها.

٢٤٠) ثوم في الاصل : (يضعف البصر ويحلب بنور العين) ويريد : يشوش البصر ويضعف الرؤيا. والحقيقه ان فوائد الثوم الطبية كثيرة جدا. ولم نجد من رأي المؤلف خاصة في ما يتعلق بالنظر.

٢٤١) خشخاش : استعمل قديما مسكنا للأوجاع. والمادة الفعاله فيه هي العصير الذي يسيل من الثمرة بعد جرحها. حيث يجمع ويجفف ويكون ما يدعى بالافيون. والذي يشتق منه ايضا جميع اشباه القلويات كالمورفين والهيروئين والابومورفين. وقد حذر جميع الاطباء العرب من كثرة استعماله كما اشار المؤلف.


خطمي (٢٤٢) : حار رطب يحلل النفخة والتهيج في الاجفان.

خردل (٢٤٣) : حار رطب الى الرابعة. يستعمل في الاكحال النافعة في الغشاوة والخشونة فينفع في ذلك.

خربق (٢٤٤) : الاسود حار يابس الى الثالثة يقوي البصر اذا يقع في الاكحال والأبيض يحدّ البصر ايضا وقوته اقل من قوة الاسود في الحر.

خس (٢٤٥) : برده مثل برد ماء الغدران. لبن البري منه يجلو قروح القرنية. ولبن البستاني قريب منه وهو ضماد الرمد الحاد.

ولبن البري ينفع من الغرب. وادامة اكله يضر البصر.

_________________

٢٤٢) خطمي : جاء في المقالات ص ١٥٥ : مخلخل مسخن معتدل مجفف ، تستعمل اوراقه وازهاره كملطفة. ومطبوخ اوراقه او ازهاره او منقوعهما يستعملان بعد تصفيتهما في غسل العين او الاذن او كغرغرة. ومغاير حذوره او ساقه يفيد في التهاب الجلد وتطريته.

٢٤٣) خردل : في الاصل (حار رطب الي الرابعه مستعمل في الالحال النافعة في الغشاوة والخشونة فينفع في ذلك). لاذعه لوجود زيت طيار وخمائر تنحل في الماء. المستعمل من الخردل طبيا هو مسحوق بذوره. ويحوي على مادة حريفة

٢٤٤) خربق : في الاصل : (حار يابس الي الثالثة يقوي البصر اذا ... في الالحاد). لقد مزج المؤلف كلمتي الى الثالثه مع بعضهما وكذلك يقوي البصر. فجاءت الجملتان غير مقروءنين. وجملة اذا وقع أو اذا يقع غير واضحة وغير مقروءة تماما.

والخربق من النباتات العشبية. طول ساقه يبلغ نصف المتر. ويعتبر من النباتات السامه. وتستعمل عصارة اوراقه في الكحالة. اما جذوره فيستخرج منها مواد تفيد التشنجات. قال عنه ابن سينا انه خطر. ولكنه يعتبر من المسهلات الشديدة اذا استعمل بحذر.

٢٤٥) خس : في الاصل (برده مثل برد ما العذران لبن البري منه يحلو مروح القرنية) والخس من النباتات التي تبدو أوراقها جذرية. وبذوره تحتوي على مواد زيتيه تنتج عن ازهاره بعد جفافها. وهو يحتوي على انواع من المعادن والفيتامينات اهمها فيتامين (E) والمقوي للباه. ومعدن الحديد والفسفور والكالسيوم.


خزف (٢٤٦) : ينفع مع الملح للظفرة ويجفف وينقي العين.

خفاش (٢٤٧) : دماغه مع العسل نافع لابتداء الماء. ورماده يحد البصر.

والشيرزق وهو لبنه نافع للظفرة وللبياض.

خبازي (٢٤٨) : بارد رطب في الاولى. اذا مضغ ورقه استعمل منه مع ملح نقى بواصر العين وأنبت اللحم.

خلاف (٢٤٩) : توضع ثمرته وماؤه على ضربة الحدقة. وصمغه نافع للبصر الضعيف جدا.

_________________

٢٤٦) خزف : في الاصل (خرف تفع مع الملح للطفر ويحفف ونقي العين). ويريد بالخزف هذا الخزف الذي يدعى (بخزف الاجانه او خزف الزير) المطلي بالاخضر. والطلاء الاخضر يتكون من مواد غضارية ترابيه ومسحوق الزجاج ومسحوق قشور الحديد ومواد اخرى ، تحل بالزيت ويطلى بها سطح الزير او الاجانه ثم تحرق بالنار حين صنعها فتكتسب اللون الاخضر الزاهي. والمواد الخضراء هذه هي المستعمله. جاء في التذكرة ص ٣٥٧ (خزف الاجاجين الخضر يجفف ويجلو ويقوي).

٢٤٧) خفاش : في الاصل (دناعه مع العسل نافع لاسدا الما ورماده يحد البصر والشيورق ...) الخفاش (وهو الوطواط) من الحيوانات اللبونه. والشيرزق هو لبن الخفاش.

جاء في هامش التذكره ص ٢٢٥ : (قال المعتمد : ويقال شيرزق. ومثله في جامع ابن البيطار والمختارات في الادويه المفرده. وقال فيه في رسم (الخفاش) شيرزاك).

٢٤٨) خبازي : في الاصل (جناني بارد رطب ...) نبات ربيعي ينبت في الحدائق والبساتين والاماكن القريبة من السواقي والانهار. يستعمل مطبوخ ورقه للاكل كما يستخرج من ازهاره ماده كحولية. وقوله في الاصل (نقيّ بواصر العين) يريد ابصار العين.

٢٤٩) خلاف : في الاصل (خلاّف توضع عمرته وماوه على ضربة الحدقه) فقد جاءت كلمة خلاف مشدده. ولكن جاء في (ق. م) خلاف وزن ثمار. وهو شجر الصفصاف.

وقوله على (مزنه الحدقه) يريد على ضربة الحدقة. ونظنه أراد بالحدقة كرة العين. فالضربة التي تصيب العين تؤدي الى رضها وبالتالي حدوث كدمة. حيث ان منقوع قشور ساق الصفصاف يستعمل في قطع الانزفه الدمويه (انظر الصيدله السريريه ـ لورنسى ص ٢٥١) ولهذا عد مفيدا في تصريف الكدمات. وهذا ما اراده المؤلف.


خطاف (٢٥٠) : أكله يحد البصر. وقد يجفف ويسقى منه قدر مثقال ، وخصوصا حراقة الام والولد في الزجاجة اذا اكتحل بالعسل.

وقيل ان دماغه كدماغ الخفاش في نفعه من ابتداء الماء.

خل (٢٥١) : يلطخ بالعسل على الكهبة تحت العين. وادمانه يضعف البصر جدا.

خبث الحديد (٢٥٢) : نافع من خشونة الجفن. وخبث الرصاص بدل المرداستج في قروح العين.

خرء الفار (٢٥٣) : ينبت الاشعار.

_________________

٢٥٠) خطاف : نرى انهم كانوا يستعملون لحمه للاكل مشويا. ولكن قد يطبخ فيؤخذ من مرقه (قدر مثقال) في الجرعه الواحده. وورد في التذكره ص ٣٥٦ (خطاطيف محرقه) اي انها تحرق ويمزج رمادها بالعسل للاكتحال بها لكي يصبح البصر حادا. ولم نجد في ما لدينا من المصادر ان الام والولد يحرقان في الزجاجه ويؤخذ ما حرق ويمزج بالعسل فيكتحل بهما كما ذكر المؤلف.

٢٥١) خل : الكهبة تحت العين : هي الكدمة المشوبة بالسواد التي تحدث تحت الجفن الاسفل.

٢٥٢) خبث الحديد : يريد به نفايا الحديد وهي البقايا المتساقطه من الحديد اثناء صقله.

وقوله ان (خبث الرصاص بدل المرداسنج) يريد ان خبث الرصاص يفيد في قروح العين بدلا من المرداسنج الذي هو اول اوكسيد الرصاص كما مر بنا.

٢٥٣) خرء الفار : في الاصل (خرو الفار بنبتت الاشفار) يريد ينبت الاشعار جمع شعر) وهي شعر الجفن. لان (الاشفار جمع شفر) هي حافة الجفن التي تنبت عليها الاهداب. جاء في التذكره ص ٣٥٦ (حار ينقي الرطوبه الغريبة وينبت الاشعار المتناثره).


(حرف الذال)

ذهب (٢٥٤) : معتدل الطبع ، لطيف. يقوي العين كحلا. وقد يتخذ منه ميل فيكون صالحا. ويكوى العرقان اللذان في الصدغين بمكاو من ذهب فيكون انفع. وافضل ما كويت به الغربة والموضع الذي يقلع منه الشعر الزائد في الجفن.

ذراريح (٢٥٥) : حادة معفنة محرقة. قال يحيى بن ماسويه انه يقطع الظفرة جدا.

(حرف الضاد والطاء) (٢٥٦)

ليس فيهما شيء اعرفه مما ينفع العين.

(حرف الغين)

غرب (٢٥٧) : يجلو صمغه وزهره ظلمة البصر.

_________________

٢٥٤) ذهب : استعملوا أملاحه بعد خلطها بمواد أخرى للاكتحال بها. كما فضلوه على غيره من المعادن في صنع اميال الاكتحال وغيرها من الادوات وذلك لعدم تعرض الذهب للصدأ. وذكر انه يستعمل في كي منابت الشعر الزائد بعد قلعه. وهذه طريقة يستعملونها في الطب الحديث ويدعونها الكي الحراري أو الكي الكهربائي. (ترموكوتير واليكتروكوتير).

٢٥٥) ذراريح : جمع ذراح. وهو حشرة حمراء اعظم من الذبابة. تعد من السموم القاتله. وتستعمل طبيا بعد تجفيفها وسحقها. وقوله (حاده معفنه محرقه) : والمعفن من اجناس الادوية السبعة ، هو الذي يصلح لقلع الخشونة والجرب اذا ازمن وصلب. ويقلع الظفرة المزمنه الصلبه الغليظه وهو عادة يمزج مع ادوية اخرى جلاءة (انظر المقالات ص ١٦٥. والمعجم الوسيط) كلمة ذرح.

٢٥٦) حرف الضاد والطاء : في الاصل (ليس فيهما شيء اعرفه مما ينفع العين) هناك بعض المؤلفين من الكحالين من ذكر طين شاموس وطين رومي وغيرهما (انظر التذكره ص ٣٦٧ ـ ٣٦٨

٢٥٧) غرب : في الاصل (يجلو صمغه وزهره البصر). وشجر الغرب يشبه شجر الصفصاف. فيه مادة صمغيه. يزهر حيث تخرج عن ازهاره عناقيد تحتوي على حبات صنوبريه الشكل. والماده المستعمله هي صمغه وزهره في جلاء البصر.


غبار الرحى (٢٥٨) : ينشف ويمنع المواد المنصبة الى العين طلاء على الجبهة.

غبار المعدن (٢٥٩) : هذا يتخذ عند ما يسبك النحاس والحديد من على سقوف المواضع التي تسبك فيها. يقوي الاجفان ويمنع من السلاق منها. واللّه اعلم.

(تم الجزء الثاني. ولواهب العقل الحمد بلا نهاية كما يستحقه).

_________________

٢٥٨) غبار الرحي : في الاصل (يمنع المواد المنصبه الي العين ضلا علي الحهبه) جاء في هامش التذكره ص ٣٧١ : (ان مرادهم بغبار الرحى : غبار الدقيق مشوبا بغبار حجر الرحى. نقله عن صاحب الكامل في الحواشي وكذلك عن بحر الجواهر).

٢٥٩) غبار المعدن : يريد به البقايا من فضلات النحاس والحديد او برادتهما. فاستعمال مثل هذه يقوي الاجفان وبمنع من التهاب الاجفان (السلاق) واللّه اعلم.


الجزء الثالث

في أمراض العين الجزئية وعلاجها

وهو ينقسم اربعة اقسام (١) :

القسم الاول من الجزء الثالث (٢)

في امراض الملتحم

وهي ثلاثة عشر فصلا.

الفصل الاول من القسم الاول من الجزء الثالث

في كمية امراض الملتحم وهي أثنا عشر مرضا

واذ قد تكلمنا في الجزء الثاني في الادوية المفردة ما امكن ، فلننتقل الى الامراض الجزئية (٣) ونبتدىء بالرمد واقسامه فنقول :

امراض الملتحمة : الرمد ، السبل ، الظفرة ، الودقة ، الدمعة ، اللحم الزائد ، الطرفة ، التوثة ، الانتفاخ ، الجسا ، الحكة ، الدبيلة.

_________________

١) في الاصل : (وهو ينقسم اربعة اقسام). ولكن المؤلف قد ذكر في الفهرست في اول تقسيمات الجزء الثالث قائلا : وهو ينقسم الى سبعة اقسام.

٢) في الاصل : القسم الاول من الجزء الثالث. في أمراض الملتحم وهي ثلث عشري فصل. وفي اعلى كلمة (الملتحم) قد كتب كلمة (من العين) وربما كانت تعود الى كلمة الملتحم. وبنهاية كلمة (فصل) قد وضع اشارة متجهة الى الحاشية حيث كتب (الفصل الاول من القسم الاول من الجزو الثالث في كمية أمراض الملتحح وهي اثنا عشر مرض).

٣) في الاصل : فلنتقل الى الامراض الخيريه


الفصل الثاني منه

في اقسام الرمد

اعلم ان الرمد ورم الملتحم وتكدره من علة هيجت العين. فمنه ما هو ورم بسيط غير مجاور يحد درور العروق والسيلان والوجع (٤). ومنه ما هو عظيم مجاور لذلك يربو فيه البياض على الحدقة فيقرب ان يغطيها ويمنع التغميض ويسمى (كموسوس) (٥). وهو الرمد الذي يكون معه الوردينج. واكثر ما يعرض ذلك للصبيان لكثرة موادهم وانفعال رطوباتهم وضعف اعضائهم (٦) ، ومن الرمد ما هو حقيقي ، ومنه نوع يشبهه يسمى التكدر وهو سريع الزوال لضعف اسبابه. ويسمى باليونانية طاركسيس (٧). فان عاضده سبب من داخل امكن

_________________

٤) جاء في القانون ج ٢ ص ١١٣ في تعريف الرمد ما يأتي (أما الرمد بالجملة فهو ورم في الملتحمة فمنه ما هو بسيط غير مجاوز للحد من درور العروق والسيلان والوجع) اذا فقد اعتمد المؤلف في هذا التعريف على تعريف ابن سينا (انظر القانون الجزء ٢ / ١١٣ المقالات ص ١٢٨)

٥) جاء في القانون ج ٢ ص ١١٣. ومنه ما هو عظيم مجاوز للحد في العظم يربو فيه البياض على الحدقه فيغطيها ويمنع التغميض ويسمى (كيموسس) ويعرف عندنا بالوردينج ـ. وهنا لم يفرق ابن سينا بين الكيموسس الذي سماه مؤلفنا (كموسوس) وبين الوردينج (اسمه باليونانية كيموسس وسماه حنين خيموسيس) بينما نرى ان مؤلفنا يظن الوردينج مرض يكون مع الكيموسس. ويقصد به حديثا التهاب الملتحمة الجفنيه والجفن وما حوله بحيث يصيب الكره ورم يحول دون فتح العين وغلقها.

٦) في الاصل : وانفعال رطوياتهم وضعف اعضائهم ومن الرمد فا هو حسقيعى.

٧) وقد ذكر حنين هذا الاسم فاسماه (تاراكسيس) ومعناه تخريش Irritation (انظر المقالات ص ٥٥)


ان يستفحل وينتقل ورما ظاهرا حقيقيا. ومن اصناف الرمد ما يتبع الجرب في العين. ومن اصناف الرمد ما له دور ونوايب بحسب دور انصباب المادة. ومنه ما يكون معه وجع شديد. ومنه ما وجعه اقل الاسباب.

لما كان الرمد الحقيقي ورما في الملتحمة كانت الاسباب التي تعرض منها كاسباب الورم في غير العين. فاما ان يكون سبب الورم خلط او ريح او سبب من خارج باد. فالخلط اما ان يكون دما او صفراء او بلغما او سوداء او ربما كان الخلط متولدا فيها وربما كان صايرا اليها من الدماغ على سبيل النزلة. اما من طريق الحجاب الداخل او طريق الحجاب الخارج المجلل للرأس (٨). وبالجملة من الدماغ ونواحيه. فانه اذا اجتمع في الرأس مواد كثيرة وامتلاء فأقمن بالعين ان ترمد الا ان تكون قوية جدا. وربما كان الرأس (٩) يصير اليها فضلاته وربما لم تكن المادة صايرة من ناحية الدماغ بل من اعضاء اخرى لا سيما ان كانت العين لحقها سوء مزاج ما جعلها قابلة الآفات بسبب ضعفها. وكثيرا ما يكون ذلك سببا لا حالة ما يأتيها من الغذاء الى الفساد فيكون الرمد من هذا السبب لا من جهة الدماغ ولا من غيره وقد يكون الجحوظ سببا لقبوله عظم الرمد بسبب النتوء (١٠). ومثل المادة في الاصل الى العين والرطوبة الغالبة عليها قد يكون سببا لا سيما مع سعة

_________________

٨) في الاصل : أو طرتق للحجاب الخارج المحلل للرأس).

٩) في الاصل : وربما كان الرأس يصهه. واضاف ابن سينا الى ذلك قوله (وربما كانت الشرايين هي تصب فضولها اذا كانت الفضول تكثر فيها سواء كانت الشرايين من الداخله او الخارجه (القانون ج ٢ ص ١١٣)

١٠) في الاصل : وقد يكون الحجوظ سببا لقبوله عظم الرمد بسبب النتوء

وجاء في القانون ج ٢ ص ١١٣ بعبارة اوضح : ومن كانت عينه جاحظة فهو اقبل لعظم الرمد ونتوئه لرطوبة عينه واتساع مسامها.


المجاري وتفتح لمسامها. وقد يكون الرمد سبب عدم الهضم. وقد تكون كثرة المواد سببا لعظم الرمد وكذلك رداءة كيفية المادة (١١).

واعلم ان الاقاليم والبلدان والاهوية لها اثر عظيم في توليد الارماد (١٢). فان البلاد الحارة كثيرا ما ترمد عيون سكانها بسبب سيلان موادهم وبخاراتهم. الا ان ارمادهم تكون سريعة الزوال لتخلخل مسامهم ولين طبائعهم ، اللهم الا ان فاجأهم برد فحينئذ تحبس (١٣) تلك المواد فيطول مكثه. وكذلك الازمنة قد تكون سببا. فان الصيف والخريف يكثر فيهما الرمد. وفي الشتاء والوقت البارد كما قلنا في البلاد. الا انها لا تزول سريعا في الشتاء بسبب عدم التحليل. وربما انفطر الصفاق بسبب شدة تمدد يعرض به لاحتباس المادة عن البرد. وقد شاهدت في همذان اكثر ارمادهم تؤول الى السبل (١٤). وكنت

_________________

١١) في الاصل : وقد تكون كرة السواد سببا لعظم للرمد وكذلك رداه كيفه الماده. وفي القانون ج ٢ ص ١١٣ : واعلم ان رداءة الرمد بحسب كيفية الماده. وعظمه بحسب كميه الماده

١٢) في الاصل : في توليد الاورام وقد شطب المؤلف كلمة الاورام وكتب بجانبها (الارماد)

١٣) في الاصل : وليد طبائعهم اللهم الا ان فلجاهم نرد محيئد بحليس فتلك

١٤) السبل : ويسمى بالفرنجية حديثا Pannus. يسمى باليونانيه قرسوفثالميا Kersophthalmia والمهم لدينا هنا ، ملاحظة انتشار الرمد الحبيبي ، حيث ان اكثر الاصابات ـ كما يقول ـ تؤول الى احداث السبل. ومعنى قوله يدل على شدة انتشار الجرب (التراخوما) اذ ذاك. والحقيقة ان لهم كل الحق في جهل منشأ السبل ومنشأ الرمد الحبيبي (الجرب) ذلك لان عوامل العدوى وهي الجراثيم لم تكتشف الا في أوائل القرن التاسع عشر ، أو بالاحرى بعد اكتشاف المجهر (المكرسكوب) من قبل ليفنهوك ١٦٣٢ ـ ١٧٢٣. أما عامل الجرب أو الرمد الحبيبي فقد اكتشفت حمته (فيروسه) قبل سنوات قليلة سنة ١٩٥٧ من قبل عالم صيني. وقد اقر العرب قبلا عدواه دون ان يعرفوا عامله. ولذا


افحص عن ذلك مع البرد فلم اجد سببا يعاضد ذلك غير التبريد الشديد.

من الكحالين اذا اشتد الالم فيعسر التحليل مع ما عندهم من المواد الفضلية في أدمغتهم وليس لشدة البرد ، فان أكثر سكان الاقليم الخامس شاهدتهم واستقريت أحوالهم في هذا الكتاب وكانوا على أفضل ما ينبغي. والظاهر من ذلك امر الهواء والماء وغلظه وستر بعض النواحي. فاما سبب الخفيف وهو التكدر فمن اسباب خارجية فتنشرها وتحسرها (١٥) مثل الشمس والصداع الاحتراقي في حمى يوم الاحتراقية. والغبار والدخان والبرد كالرمد العارض من الثلج لتقبيضه. وقد يعرض عن الضربة لتهيجها والريح العاصفة.

واعلم ان ما تحدثه (١٦) هذه الاسباب ليس بعظيم ما لم يعضده امتلاء من داخل البدن. وقد يعرض رمد عن خدشه. وذلك ايضا من الاسباب البادية. فقد تتغير احوال الفصول كما بينا قبل. فيكون ذلك سببا (١٧) لحدوث الارماد. كما اذا سبق شتاء (١٨) شمالي وتلاه ربيع

_________________

ـ عدوا السبل مرضا وراثيا ذلك لانه من النادر من لم يصب بالجرب. وحتى اوائل الثلاثينات من هذا القرن كانت الاصابة به تتجاوز ٩٠ % في العراق وحده

١٥) في الاصل (فاما سبب الخفيف وهو التكدر فمن اسباب خارجه بسرها ولحمرها ..) الظاهر انه يريد ان يقول ان كثيرا ما يحدث تكدر العين من الحرارة وحرارة الشمس بصورة خاصة كأن يصاب بالرعن (ضربة الشمس) الذي يؤدي الى تكدر في العين والحمى الشديدة وكذلك الغبار والدخان. وقد ذكر ابن سينا في قانونه ج ٢ ص ١١٤ : ان البلاد الحاره ترمد كما يحدث من الحمام الحار جدا اذا دخله الانسان يوشك ان يرمد.

١٦) في الاصل : (واعلم ان ما يحدث هذه الاسباب)

١٧) في الاصل : فقد تتغر احوال الفصول كنما ينا قبل فلون نعت سببا (الكلمات غير مقروءه جيدا)

١٨) في الاصل : كما اذا سبق شتا سمالي وتلاه ربع جنوي مطير


جنوبي مطير وصيف ومد ، كثر الرمد. وكذلك اذا كان الشتاء دقيّا جنوبيا يملأ البدن بالاخلاط. ثم تلاه ربيع شمالي يحقنها. ويكون الصيف الشمالي سببا لكثرة الرمد خصوصا بعد شتاء جنوبي. وقد يكثر ايضا في صيف كان جنوبي الربيع جاف الشتاء شمالية.

وقس الابدان الصلبة على (١٩) البلاد الشمالية ، والابدان المتخلخلة على البلاد الجنوبية ، كما نقيس على الاهوية الحارة في أسباب الرمد ، الحمام الحار الهواء لا سيما اذا كانت العين قابلة مستعدة للرمد. وان كان الحمام قد يحل وجع العين كما قال الفاضل ابقراط. وذلك يكون في وجع قد استحصفت (٢٠) فيه مسام للعين وانقطع مصاب المادة. ولم يكن (٢١) هواء الحمام شديد الحرارة ناريا. واعلم ان لكل واحد من هذه الاقسام علامة تخصه لان المداواة تقع على حسب (٢٢) الانواع وتختلف باختلاف الاسباب.

العلامات والاعراض : اما علامة الدموي منه فحمرة لون العين الغالبة وورمها وثقلها وكثرة الرطوبة وسعة العروق وامتلاؤها ودرورها (٢٣) وثقل الاصداغ وحرارة زائدة به وتلهّب والدمع والالتصاق واعلم ان الاوجاع التي تحدث في العين منها لذاعة اكالة

_________________

ـ صيف وقد كثر الرمد وكذلك اذا كان الشتا دفيا حبونبا يملا البدن بلاحلاط (راجع القانون ج ٢ ص ١١٤)

١٩) وقسى الابدان الصلبه الى البلاد السماليه والاسدان المنحلخله

٢٠) في الاصل : وذلك يكون في وجع قد اسحضفت فيه مسلم للعين

٢١) في الاصل : ولم يكن هو الحمام تنديد الحراره نادبا

٢٢) في الاصل : واعلم ان لكل واحد من هذه الاقسام علام تخصه

٢٣) في الاصل : وورمها ونفلها وكنره الرطوبه وشعه العروق وامتلايها ودزورها


ومنها متمدده (٢٤) واللذاعة تدل على فساد كيفية المادة وحدتها. والمتمددة تدل على كثرتها.

واعلم ان الرمص يدل على نضج المادة او على غلظها. والذي نضجت (٢٥) معه المادة تجف معه العين في الاول وتنحل سريعا فهو المحمود. والذي يكون حبه صغارا فليس بمحمود لانه يدل على بطؤ النضج. واذا اخذت الاجفان تلتصق كان النضج. كما انه ما دام سيلانه مائيا فهو في الابتداء بعد (٢٦).

واما علامات البلغمي : فيدل عليه ثقل شديد وحمرة خفيفة مع رصاصية وتهيج وقلة دموع. والرمص والالتصاق يكون أقل فيه من الدموي. وحرارته اخف. وقد يبلغ البلغمي الى ان تنتؤ فيه الملتحم على القرني (٢٧).

وأما علامة الصفراوي : فيدل عليه التخسس الشديد والاحتراق والتلهب الزائد وحمرة يسيرة بالنسبة الى الدموي ، ودمعة رقيقة حادة وربما قرحت وربما لم تلتصق عند النوم وربما احدثت في العين ورما

_________________

٢٤) يظهر ان جملة (ومنها متمدده) قد سقطت من المؤلف او غفل عنها. حيث ان نفس السطر قد جاء في القانون ص ١١٤ ( ... منها لذاعة اكالة ومنها متمدده. واللذاعه تدل ...)

٢٥) في الاصل الجملة : والذي نضجت معه المادة تجف معه العين في الاولى وتنحل سريعا فهو المحمود. وجاء في القانون ج ٢ ص ١١٤ (والذي يصحب النضج وتخف معه العين في الاول قليلا وينحل سريعا فهو المحمود.

٢٦) في الاصل. الجملة : كما انه ما دام سيلانه مائيا فهو في الابتداء ابعد. وجاء في القانون ج ٢ ص ١١ (كما انه ما دام سيلان مائي فهو ابتداء بعد)

٢٧) في الاصل. الجملة : وقد يبلغ البلغمي الى ان تنتو فيه الملتحم على القرني. وجاء في القانون ج ٢ ص ١١٤ (وقد يبلغ البلغمي ان تنتأ فيه الملتحمه على السواد غطاء من الورم) ويعني بالسواد هنا القرنية كما ذكر المؤلف.


وربما (٢٨) حيت القرحة التي يحدثها اذا لم ينقطع مصبها حتى صارت القرحة ساعية. ومن الرمد الصفراوي ما يقل معه السيلان والرمص ولا يظهر للورم فيه حجم يعتد به لقلة المادة ورقتها وسرعة سيلانها.

واما علامة السوداوي : فيدل عليه ثقل مع كمودة وقلة التصاق وجفاف وازمان وحرارة (٢٩) اقل من حرارة الصفراوي والدموي.

واما علامة الريحي الذي يختص به من الدلائل هو التمدد. وقد تحمر العين بسبب ذلك ولا يكون معه سيلان وربما عدم الثقل أيضا.

واما التكدر : فعلامته ان يكون خفيفا عديم الورم.

واما المشارك : عاما ان تكون المشاركة في المادة الفاعلة او بمشاركة عضو اخر واما المشارك في المادة مثل ان تتركب الاخلاط. وقد عرفت علامة كل واحد منها على الانفراد فأيها كان اكثر علامات فهو اظهر واقوى. واعلم ان المشارك لا يستعمل فيه علامات خلط واحد. فمن هنا يعلم انه بمشاركة. وأما الذي بمشاركة عضو اخر ، فان كانت المشاركة بالرأس دل عليه الصداع وثقل الرأس. وان كان طريق النزلة من الدماغ الى العين انما هو الحجاب الخارج المجلل (٣٠) للرأس كانت متمددة والعروق الخارجة دارّة وكان الانتفاخ في الجفن

_________________

٢٨) في الاصل : (وربما احدثت في العين ودما وربما حت القرحه الدى يحدنها اذا لم ينقطع مصبها) يريد هنا : وربما حيت القرحه الذي يحدثها الرمد الصفراوي اذا لم ينقطع مصبها واصبحت قرحه ساعية. ويدعوها ابن سينا قرحة ذبابة ساعية (اي تتسع)

٢٩) في الاصل. الجمله : فيدل عليه ثقل مع كمودة وقلة التصاق وجفاف وازمان وجاء في القانون ج ٢ ص ١١٤ : (فيدل عليه كمودة وجفاف وادمان). فقد جاء المؤلف بكلمة (ازمان) اي اصبح مزمنا. بينما جاء ابن سينا بكلمة (ادمان) اي اصبح دائميا وليس مدمنا كما يتوهم.

٣٠) في الاصل : انما هو الحجاب الخارج (المحلل). وقد تكررت كلمة المجلل بالحاء المهمل وليس بالجيم.


اكثر ويكون في الجبهة (٣١) حسرة وضربان. وان كان من الحجاب الداخل لم يظهر ذلك وظهر عطاس وحكة في الحنك والانف. وان كان بمشاركة المعدة رافقه تهوع وكرب ، وعلامة ذلك خلط في المعدة. وقد يكون بمشاركة الكبد وعلامة ما يوجد من علامات سوء البنية وضعف الاحشاء اذا تهيج جفن العين (٣٢). وقد يغلب ألم الرمد فيدل على غلبة الصفراء (٣٣). وقد يكون الرمد مع حمى فينحل بوجود الحمى لاشتراك ما في الاعضاء في المادة وتوزعها عليها. وقد لا ينحل لقوة السبب. واما علامة ما يتبع ، الخدش والجرب (٣٤) فيعلم ذلك بتقدم السبب ونفحة المرض وهو من جنس التكدر. الا ان اتصل بمادة كان حكمه حكم المادي والذي يجف يوما ويقوى يوما كما قلنا. فعلامته ان يكون نوايبه على ما يقتضيه ذلك الخلط. ويتسلم الكحال هذا من الطبيب. واكثر ما يعرف علامة ما كان له سبب ظاهر من سببه في أغلب الاحوال.

المداواة : التكدر وما يجري مجراه من الرمد الخفيف ربما اكتفي منه قطع السبب (٣٥). فان عاضده امتلاء من مادة استفرغت. وربما كفي فيه تسكين (٣٦) الحركة وتقطير لبن النساء وبياض البيض الرقيق. فان كان التكدر من ضربة ، قطر في العين دم حار. وقد يكمد باسفنجه

_________________

٣١) في الاصل : ويكون في (الجهه)

٣٢) في الاصل : (وعلامة ما يوجد من علامات سوء (العنيه وصفف الاحشا)

٣٣) في الاصل : (وقد يغب) ألم الرمد فيدل (علي غلبه الصفرا).

٣٤) في الاصل : (واما علامه ما يتيع الحدس)

٣٥) في الاصل : (وما تجرى مجراه من الرمد الخفيف ربما الغى فيه تقطع السبب) وجاء في القانون ج ٢ ص ١١٤ : فربما كفى فيه قطع السبب

٣٦) في الاصل : (وربما كفى فيه تسلن الحركه وتعطر لبن المسا وياض البيض)


قد مسحت بماء العدس المسلوق. وليكن الماء من ماء المطر (٣٧). فاذا لم ينجع فبماء الحلبة. واما الذي يعرض (٣٨) من برد كالرمد الكائن عن الثلج فيعالج بالتعريق والتسخين والانكباب على بخار ماء قد طبخ فيه التين. والتكميد بماء البابونج. والحمام جليل النفع في ذلك ما لم يكن ثمّ مادة. وسنذكر في علاج ذلك ان كان مع مادة.

علاج الرمد المادي : ما كان من الرمد دمويا وظهر ذلك بالعلامات التي عرفت ، فاول ما يبتدئ به اخراج الدم. وانظر ان كان الامتلاء كثيرا فاجعل استفراغك بالحجامة في الساقين او بفصد الصافن ثم الباسليق ان دعت الحاجة ثم القيفال (٣٩) ثم العروق التي هي من نواحي العرق كعرق الارنبة والمآقين والجبهة. وينبغي ان يعتبر الوقت والسن والمزاج والهواء كما بينا قبل. ولا يستفرغ مادة غير الدم الا بعد نضجها. وسنذكر اخرا ما يخص كل خلط من الادوية بلغميا كان أو صفراويا او سوداويا (٤٠). فان اريد جذب المادة من موضع بعيد كان بالحقن والحمولات ثم الاشياء التي تشرب. وان كان في الرأس امتلاء فلا بد من تنقية الدماغ. وان كانت المادة بمشاركة اشركت العلاج.

_________________

٣٧) في الاصل : (وقد مسحت بما العرس المسلوق وليكن الما من ما القطر) وقد جاء في القانون ج ٢ ص ١١٥ : فان كان التكدر من ضربة ، قطر في العين دم حار من ريش حمام وغيره او من دم نفسه. وربما كفى تكميد باسفنجة او صوفة مغموسة بمطبوخ او دهن ورد وطبيخ العدس. اي ان غمس الاسفنجه او الصوفه بالطبيخ غير المصفى. والمهم ان العدس يجب ان يسلق بماء نقي كماء المطر.

٣٨) لقد اضفنا كلمة (واما) الى جملة (الذي يعرض من برد) لضرورة الكلام وتناسقه.

٣٩) (الصافن والباسليق والقيفال) اسماء لاوردة ذكرناها في تعليقاتنا السابقة.

٤٠) في الاصل : ما يخص كل خلط من الادوية (بلغما كان او صفرا او سودا)


فمهما كان الدم مشاركا عمدت الى الفصد اولا. ثم عاين غيره من المواد المشاركة. وكل خلط تحدس انه اغلب تراعيه بما يخصه. فاذا اردت ان تضع في العين دواء فليكن على حسب اوقات المرض. وقد تقدم ذكرها (٤١). فان كان الرمد في الابتداء كما علمت انه ورم حاد فينبغي ان تستعمل فيه الاشياء (٤٢) المبردة الرادعة وذلك ان تصب في العين بياض البيض الرقيق وحلب لبن النساء فيها وماء الصموغ الباردة المحلولة بماء المطر. والاشياف الابيض من غير أفيون (٤٣). واعلم ان الالم قد يكون شديدا جدا. فالطف بالعليل ما أمكن وارفق به ولا تخل معدته من غذاء ، الا انه يكون يسيرا ليشغل (٤٤) المعدة لئلا نبخر بخارا دخانيا. وقد يشتد الألم بحيث لا يستطيع المريض الصبر ولا تحتمل القوة ذلك. فاذا عاينت شيئا من ذلك فافزع الى الاشياف الابيض الذى نقع فيه الافيون والاشياء المخدرة. وشمم العليل اللفاح والافيون (٤٥) واجعل على جبهته قشر البطيخ والخشخاش الابيض وماء

_________________

٤١) في الاصل : (وقد تعلم) ذكرها.

٤٢) في الاصل : (منيعى ان مستعمل فيه الايشا)

٤٣) في الاصل : المحلولة (بما المطر) والاشياف (الايص) من غير افيون.

وكلمة الاشياف جاءت في تذكرة الكحالين الشياف. ففي ص ١٦٧ جاء قوله : صفة شياف ابيض نافع من الرمد الحار : يؤخذ اسفيداج الرصاص ثمانية دراهم ، صمغ عربي اربعة دراهم ، افيون وكثيرا من كل واحد وزن درهم يدق وينخل ويعجن بياض البيض الرقيق ويشيف. ويستعمل عند الحاجة.

٤٤) في الاصل : واعلم ان الالم قد يكون ـ شديد احدا ملطف ـ بالعلل فا امكن وارمق به ولا تحل معذنه من غذا الا آنه يكون يسيرا لشغل العده ليلا سحر سحارا

٤٥) في الاصل : (وشمم العليل الفلح والاميون). واللفاح أو ماؤه هو الذي يحتوي على مادة الاتروبين


الهندبا وماء الكزبرة الطرية (٤٦). واياك ان تكثر من استعمال الافيون والاشياء المخدرة في غير هذا الموضع فانها تبطل حس العين ويقل بصرها. فكثير من الناس قد ذهب سمعهم وبصرهم بسببها فلم يعد اليهم. واعلم انه قد يعرض للمريض ان لا ينام بالليل بسبب استحصاف المسام فيقل ما يتحلل من رقيق المادة اللاذعة فينبغي ان تنومه كيف اتفق (٤٧) ولو بالاشياء المخدرة وتمنعه من النوم نهارا فانه مضر لكونه خلاف العادة. ويلزم منه السهر ليلا غالبا وفي التبرد يقل يسيرا الى الانتهاء (٤٨). ومع هذا فدبره بالتدبير اللطيف لا في الغاية بان تغديه بالمرورات (٤٩) وتسقيه شراب لينوفر مع السكنجبين. فان كانت المادة حادة حدا فاسقه شراب الخشخاش وامنعه من الحوامض وامنعه من كل ما يرطب كثيرا لتوليده (٥٠) الدمعة. وامنعه من الطعام الرديء الكيموس ومن شرب النبيذ. واسقه ان كان يابس الطبع شراب البنفسج وترنجبين. والسكر وحده مسفوف نافع (٥١). فان تاقت نفسه الى شيء من الفاكهة ، فبعد الطعام اليسير من السفرجل. ولا يكثر منه لانه يقوي فم المعدة وكذلك الكمثرى. ولا يهمل الطبع حتى تحتبس ويضره الجلوس في المواضع المضيئة (٥٢). ولباس الابيض ينهى عنه

_________________

٤٦) في الاصل : ـ وما الهندبا وما الكسفره ـ. وقد جاء اسم (الكزبره) في المقالات ص ١٨١ في بحث معالجة الرمد. وتكرر ذكرها في معالجة الرمد في القانون ج ٢ ص ١١٤ ـ ١١٥.

وجاء في المعجم الوسيط : الكزبره ـ بضم الباء او فتحها ـ بقلة زراعية حولية من الفصيلة الخيمية.

٤٧) في الاصل : فينعي ان يعومه كيف انفق ولو بالاشيا المخدرة.

٤٨) في الاصل : يقل يسرا الي الاتها.

٤٩) في الاصل : بأن تعذبه المرورات

٥٠) في الاصل : ما يرطب لشير التوليده

٥١) في الاصل : وسكر وحده مسفوف نامع

٥٢) في الاصل : ويضر الحلوس في المواضع المضيه.


خوفا من النظر اليه (٥٣). ولا تشد اعضاؤه ولا يكون قميصه مزرورا. ويمنع من أكل الحلو وما يعكر الدم كالتمر والقسب (٥٤). ولا يتقيأ. وينبغي ان يجعل على عينه وقاية سوداء. ويجعل نومه على ظهره لا غير. ولا يصدق الى شيء ، ويكون قد اجلس في بيت مظلم وعمل له فرش وثيرة ونوّم عليها. ويكون عنده ورق الخلاف والآس الرطب والاشياء الخضر لا سيما الآس لما في رائحته من تقوية الدماغ وتكحل العين بهذا الدواء. وصفته : يؤخذ توتيا كرماني (٥٥) خفيف. يدق وينخل ويغلي ويربى في الهاون بماء المطر عشرة ايام ويغير عليه الماء في كل يوم ويصول عليه دفعات فانه نافع (٥٦). لكن ينبغي ان لا يداوى به وفي الدماغ امتلاء وهو مجرب. ومما يسكن الوجع ان يؤخذ قشور البيض وليكن من دجاج سمين فتي. ويغسل بالماء (٥٧) ويفرك بالملح الجريش وقت الغسل مرات الى ان ينقى من القشر الرقيق. ثم يغسل بالماء العذب ويجفف ويسحق وينعم ويستعمل كحلا. ويشم البنفسج واللينوفر ليرطب الدماغ لكي يسهل عليه النوم متى اختاره. وينهى عن الحمام

_________________

٥٣) في الاصل : (دلباس الابيض ينها عنه). وعند كلمة ينهى ، اشارة متجهة الى الحاشية حيث نجد بخط المؤلف جملة (من منهي) وذلك تفسيرا لكلمة ينهى

٥٤) القسب : هو التمر الرطب المجفف

جاء في المعجم الوسيط : قسب قسوبا : صلب واشتد فهو قسب وقسيب.

٥٥) في الاصل : يؤخذ يونا كسرماني.

٥٦) جاء في تذكرة الكحالين ص ١٦٨ ، بعد مفردات الوصفة : يدق وينخل ويربى بالماء العذب في الهاون عشرة ايام. ويغير الماء عليه كل يوم ويصول دفعات فانه بالغ كما ذكرت وهو مجرب. واياك ان تستعمله الا بعد الاستفراغ ، والاجلبت على المريض بلية عظيمة. وفي هامش التذكره : مثله في المختارات ج ٢ ص ١٠٢

٥٧) في الاصل : (وليلن) من دجاج سمين (في ويعل المآ).


والامتلاء. وتضمد (٥٨) العين بصفرة البيض مضروبة بدهن ورد مفنّر. ويطلى الجبهة والصدغين والاجفان باشياف ماميثا وصندل ويغسل وجهه بماء فاتر قد طبخ الورد فيه. ولا يغسل بماء بارد. فاذا توقف الرمد وعلامة ذلك ان تقل الدموع والقطع (٥٩) فاستعمل حينئذ هذا الاشياف :

وصفته : يؤخذ صمغ عربي اربعة دراهم. اسفيداج الرصاص ثمانية دراهم. انزروت مربى بلبن الاتن وكثيراء من كل واحد درهم. تدق الادوية على حدة وتنخل وتوزن وتخلط وتجبل (٦٠) بماء المطر وتشيف وتستعمل بعد ذلك (٦١) بالذرور المتخذ من الانزروت والجشميزج (٦٢) ، ويكون ذلك بلطف. وتأمر العليل بالسكون والتناوم. فان أحس بألم شديد وضربان فافتح العين برفق فربما حصل

_________________

٥٨) في الاصل : لكي يسهل عليه النوم متى (اخنان) (ونهي) عن الحمام (والامتلا ونعمد) العين.

٥٩) في الاصل : فاذا (توقف الرمد) وعلامة ذلك ان تقل الدموع (والقطع).

ان كلمة (توقف) مطموسة الحروف في الاصل وغير مقروءة جيدا.

ويريد (بالقطع) الفضلات التي تحدث بالعين فوق الاجفان كالرمص والصديد.

٦٠) في الاصل : وتنحل وتوزن وتخلط (وتجبل) بما المطر. وقد جاء في التذكرة ص ١٧١ : ومخلط (وتجعل). وصححها في الحاشية بكلمة (وتعجن). والكلمة تؤدي نفس المعنى.

٦١) في الاصل : وتشيف وتستعمل بعد ذلك بالذرور المتخذ من الانزروت.

وجاء في التذكره ص ١٧١ : ويشيف ويذر بعده بالملكايا. ونحن نرى ان لكل كحال طريقته في المعالجة المستندة على تجاربه الخاصة.

٦٢) في الاصل : (والجشميرج). وقد مر الاسم بنا في القسم الثاني من الجزء الثاني في افعال الادويه المفرده الخاصه بالعين حيث ذكره المؤلف (جميزج). وعلقنا على الاسم. (انظر تعليقنا (٨٧) من الجزء الثاني).


فيها قطوع. فان كان ، فسبيلك ان تأخذه بخرقة ناعمة او بميل ملفوف عليه يسير قطن. ثم اصبر ساعة ريثما تتخلص العين من الدواء الاول وأثره. وذره مرة اخرى وليكن الذر في المآقين كما وصفنا ثم ترد الجفن برفق. ويكون همك في تليين الطبيعة ، فلا تترك الطبع تحتبس (٦٣). واعلم ان الرمد الصفراوي والدموي متقاربان من حيث حرارة المادة. ومتى وجدت (٦٤) الدماغ مملوءا فعليك باستفراغه. وقد يستعمل تعليق العلق في الجبهة اذا لم يكف ما يقدم من الاستفراغ والمطابيخ. وتستعمل مع الايارجات اذا اردت الجمع بين تنقية الدماغ وتنقية البدن من غير اسخان يتبع الايارج. وقد يكثر الوردينج (٦٥) مع الرمد الصعب ، فافزع الى الاضمدة. وسيأتي للوردينج باب مفرد في أمراض الاجفان. واعلم ان الاضمدة من انفع الاشياء لردع مادة الرمد ان كانت لاذعة (٦٦). وكذلك لنضجها وتحليلها. واذا دهن رأس المرمود كان ذلك اضر (٦٧) الاشياء عليه وكذلك ان قطّر في أذنه الدهن. والحمام اذا تحقق نقاء الدماغ ، صالح يحلل ما بقى من المواد المحتبسة. واذا نومت العليل فينبغي ان تعلّي وسادته وتحذر من طأطأته وذلك

_________________

٦٣) في الاصل : (ويكون همك في تليين الطبيعه فلا تترك الطبع تحتبس) ويريد بذلك ان تكون الامعاء منطلقه. ومنع الامساك باعطاء المريض ملينا.

٦٤) في الاصل : (ومتى وحلت) الدماغ

٦٥) في الاصل : وقد يكثر (الورديخ)

٦٦) في الاصل : ان كانت (زادعه)

٦٧) في الاصل : واذا دهن رأس (المرمود) كان ذلك (أضر). ان كلمة (أضر) مطموسه وغير واضحه في الاصل. و (المرمود) هو الشخص المصاب بالرمد. وقد قالت العرب (الممعود والمكبود) لمن كان مريضا بمعدته او كبده. جاء في القانون ج ٢ ص ١١٥ : ويجب ان يبعد الدهن من رأس الارمد فانه شديد المضره. واما تقطير الدهن ولو كان دهن الورد في الاذن فعظيم الضرر جدا.


مما يعين على انصباب المواد الى العين والنزلات الحادة (٦٨). واكثر ما يكون ذلك سببا لفساد اجزاء العين وعدم الابصار لا سيما ان سددت النزلات بما يصحبها من المواد الغليظة. وكذلك قد تستعمل الاشياء المانعة للنزلات (٦٩). وقد يكوى اليافوخ ويسل الشريانان اللذان في الصدغين. وسنوضح ذلك في فصل مفرد نذكر فيه كيفية كيّهما وبترهما وفصدهما مفصلا. واذا نقيت الرأس فاستعمل ما يقويه من الاضمدة التي تصلح لهذا الشأن كالضماد المتخذ من السنبل والورد والقاقيا بماء الكزبرة الرطبة والكزبرة الرطبة (٧٠) نفسها واليابسة اذا اضيفت الى قليل زعفران وتجعل على الموضع ساعة ثم يشال وينبغي ان لا يكون الدواء الذى تدر به العين في الرمد مالحا ولا فيه طعم حامض أو حريف ، وان كان مسخ الطعم او عديمه كان انفع والتكميد بالماء الفاتر (٧١) لا سيما قد طبخ فيه اكليل الملك وحلبه اذا اريد التحليل. وان اريد الردع خصوصا اذا كان الطريق لانصباب المادة هو الحجاب الخارج. وهذه الروادع مثل قشر البطيخ بخاصة وشياف ماميثا. ومثل الفيلزهرج والصبر وبزر الورد والزعفران والعنزروت. والمياه مثل ماء عنب الثعلب وماء عصا الراعي (٧٢). وكذلك العوسج وسويق

_________________

٦٨) في الاصل : على انصباب المواد الى العين (والزلات بما يصحبها) الحاده (ولثر ما يلون) ذلك سببا. ويظهر ان المؤلف قد توهم فكتب خطاء جملة (بما يصحبها) لانه عاد فشطبها من الاصل.

٦٩) في الاصل : وكذلك قد تستعمل (الاشيا) المائعه (للزلات). لقد تكررت كثيرا كلمة (الزلات) بدلا من النزلات.

٧٠) في الاصل : واذا (يقت) الرأس (ما سعمل ما يعويه) من الاضمده (الى) تصلح لهذا (الشأن) كالضماد المنحد من النبل والورد (والعاقيا) بما (الكربه) الرطبه (والكربه) نفسها. لقد جاءت كلمة (الشأن) مطموسه غير مقروءه. وبعد جهد جهيد استطعنا تثبيتها.

٧١) في الاصل : والتكميد (بالما الفانن)

٧٢) في الاصل : مثل (ما) عنب (العلب وما عصارة) عصا الراعي. لقد اورد المؤلف جملة (ماء عصارة عصا الراعي). وبما ان العصارة هي


الشعير والسفرجل. وقد يستحم بالماء العذب صاحب الرمد فينتفع بذلك. وربما وافق صب الماء البارد على الرأس والعين. وربما غسل الوجه بماء بارد مع اليسير من الخل. وكل رمد تكون مادته حادة فيحتاج الى تبريد وغسل بالمائعات المذكورة ولذلك كالماء القراح (٧٣) واللبن. الا ان التبريد قد يعسر معه تحليل الرمد فينبغي (٧٤) ان لا يكثر التبريد الا اذا اضطر الى ذلك. فاذا تحللت العلة وبقيت الحمرة (٧٥) ، ضمده بصفرة البيض المشوية مسحوقة بزعفران وعسل. وقد يذكر اجزاء من الادوية (٧٦) في جميع ما يحتاج اليه في امراض العين فيطلب من موضعه ويعرف بذكر منافعه.

واما علاج الرمد البارد : قد ذكرنا في علاج ما كان غير مادي والكائن (٧٧) عن الثلج ولم يتعرض الى طريق استفراغ المادة الباردة. فان انتقل الى المادي وكانت مادته باردة بما يخصه ويكرر ذلك ان كان بالحقن ايضا. فان البلغم يجب ان يكرر استفراغه ان ساعدت القوة.

_________________

ـ ماء فرأينا حذف الكلمة وخاصه ان في القانون قد اورد ابن سينا جمله (ماء عصا الراعي) فقط.

٧٣) في الاصل : فيحتاج الى تبريد وغسل بالمايعات المذكور (لذلك كالماء) القراح.

ولقد جاءت جملة (لذلك كالماء) مطموسة وغير مقروءة جيدا

٧٤) في الاصل : قد يعسر معه تحليل الرمد (فيعي) ان لا يكثر

٧٥) في الاصل : فاذا تحللت (العملة ونفيت الحمة صمذه بصفرة) البيض.

٧٦) في الاصل : وقد (يذلر اخمامر الالويه) في جميع

٧٧) في الاصل : ما كان غير مادي (والجاين) عن الثلج


واذا استعملت في علاجه الرادعات فلا تكن شديدة البرد وكذلك ما يجعل على الجبهة كالقلقديس (٧٨) في الابتداء. وقد يلطخ الاجفان في الابتداء بالترياق وبالكبريت وبالزرنيخ فينفع. وشرب الترياق نافع وقد جرب في ذلك ورق الخروع مدقوقا مخلوطا بشب وورق الخطمي مطبوخا في شراب. واذا قطر ماء الحلبة (٧٩) ولعاب بزر الكتان نفع في الرمد البارد. وأشياف السنبل نافع وكذلك الانزروت والصبر المر. وقد يكتحل بماء أغلي فيه الزعفران وقلقديس وعسل ما لم يكن في الطبقات آفة. وقد قيل ان الشراب الصرف لا سيما الابيض نافع شربه.

علاج الرمد الريحي : واعلم انه قد يغلط في علاج هذا النوع في الرمد وذلك متى اشتد الألم يستعملون المخدرات فيسكن الألم ساعة ثم يهيج اكثر ما كان لاجل احتباس الريح بسبب التبريد. وانما القانون في علاجه ان يقبل على تكميد العين بالجاورس وينطل بماء قد طبخ فيه البابونج والبنفسج واكليل الملك. وبالجملة فالغسل بالماء الحار من أنفع الاشياء له ، والحمام والتعرق. ولا تأمر بالحمام اذا ما حدست ان في الدماغ امتلاء.

_________________

٧٨) في الاصل : (ما بحعبل علي الجهه كالقلديس في الابتدآ)

٧٩) في الاصل : وشرب (الرتاف) نافع وقد جرب في ذلك ورق (الخروع مدموما) مخلوطا (بشبت) وورق (الحطمى) مطبوخا في شراب واذا (نطر ما) الحلبه ولعاب. جاء في القانون نفس الوصفه في ج ٢ ص ١١٩. ولكن عوضا عن كلمة بشبت جاءت كلمة (بشب)


الفصل الثالث منه

في السبل وعلاجه

السبل غشاوه تعرض للعين مع انتفاخ عروقها الظاهرة في سطح الملتحمة والقرنية وانتساج (٨٠) شىء منها شبيه بالدخان. وهو نوعان احدهما يكون مبدؤه (٨١) الحجاب الخارج والأخر من الباطن.

الاسباب : يكون ذلك من امتلاء عروق الملتحمة وذلك من مواد تسيل اليها من احد الغشائين لامتلاء الرأس وضعف العين فيدفع اليها وتعجز هي عن دفع ما يرد اليها (٨٢)

العلامات : اما علامة النوع الذي مبدؤه (٨٣) الحجاب الخارج ، فدرور العروق الخارجه وحمرة الوجه وضربان شديد في الصدغين في عروق القرنية (٨٤). واما علامة النوع الثاني فأن الحمرة فيه اقل مما في النوع الأول. ويعرض للمريض عطاس وضربان يحس به كأنه في قعر العين وكثرة الدموع. واكثر ما يعطس اذا رأى الشمس ، ويتكرر منه العطاس وتكثر الدموع. وقد يصير الرمد سبلا اذا اكثر من التبريد لا سيما في الاوقات البارده والبلاد البارده. وتكون الدمعة فيه اكثر من

_________________

٨٠) في الاصل : (والقرينه وانسناح) شي منها. ويريد بكلمة (انتساج) أي تداخل عروق الملتحمه مع نسيج القرنيه الخاليه من الاوعية عادة.

٨١) في الاصل : (مبدأه). وجاء في القانون ج ٢ ص ١٢٦ : مبدؤه من الحجاب الخارج والاخر من الحجاب الباطن

٨٢) في الاصل : (فيدفع لليها وتعحر) هي عن دفع ما يرد اليها.

٨٣) في الاصل : علامة النوع الذي (مبداه)

٨٤) في الاصل : وضربان شديد في (الصدعين) وعروق (الفزينه). جاء في القانون ج ٢ ص ١٢٦ : وضربان شديد في الصدغين او درور في عروق الرقبة.


غيره. واعلم ان السبل من الامراض التي تتوارث فما كان منه متوارثا (٨٥) فعلامته ان العين تكون معه جاحظة والدموع اقل. وقل ما يكون السبل وليس معه دمعة.

المداواة : ينبغي ان تعلم ان ما سوى الخفيف من السبل لا بد فيه من الاستفراغ وذلك بحسب ما يقتضيه حال العليل بعد اعتبار ما ذكرنا من مراعات الاشياء التي يجب مراعاتها في الفصد وتنقية الدماغ والبدن والسعوطات والعطوسات (٨٦) وما يذكر لأجل السبل في الاقرباذين. وينبغي ان يهجر اكثر الاشياء المضره في باب الرمد والخفيف قد يزول بالاكحال. والرمادي نعم الدواء في ذلك ثم الشياف الاسود (٨٧) ان لم تكن المواد حادة. والباسليقون (٨٨) وفصد عرق الجبهة والارنبة والمآقين بعد اجتذاب المادة من موضع بعيد ينفع جدا.

والتعطيس له بما سنذكره اخرا. وشم المرزنجوش ان كانت المادة ليست بحدة. وان كانت المادة حادة فالعنبر وللآدن (٨٩) فانهما يقومان

_________________

٨٥) في الاصل : فما حان منه (متواريا)

٨٦) ويريد بالعطوسات ، المعطسات. وهي كل ما يسبب العطاس.

٨٧) في الاصل : (والرفادي) نعم (الدوا) في ذلك ثم (الاشياف) الاسود.

ويريد بالرمادي ، الكحل الرمادي

جاء في التذكره ص ١٩٣ : (فان كان السبل حاميا فاستعمل الشياف الاسود. وصفته : اقاقيا ، وصمغ عربي ، نحاس محرق مر ، افيون مصري. تعجن بماء المطر ويستعمل بالشم منه) .. وهذا عكس ما أورده المؤلف. اذ انه استعمل الشياف الاسود بالنوع الاول الخفيف

٨٨) في الاصل : (والباسليقون) جاءت منفرده بعد الشياف الاسود.

ولكن جاء في التذكره ص ١٩٣ : (وهي اشياف الدارج والروشنايا والباسليقون) حيث استعمل الباسليقون مع مواد اخرى كشياف

٨٩) في الاصل : (فالعنبر واللاذن). اللآدن : نوع من الصموغ التي تمضغ في الفم وتشم وتسمى (علكة).

جاء في التذكره ص ١٩٦ : (ان يتبخر بالند والعنبر). والند مركب من العود والمسك.


الدماغ خاصة اذا لم تكن الحدّه ، والمبردات المقوية للدماغ كالنيلوفر (٩٠) والغرغرة نافعة له لما فيها من تنقية الدماغ. واما ما عتق ولم يكن خفيفا فليس له الا اللقط.

العلاج بالحديد : وينبغي قبل العلاج بالحديد ان يستفرغ بدن العليل بالفصد وينقّى الدماغ بعد نضج بالغ. ومره ان يدخل الحمام مرارا لأن الحمام ينضج ويحلل ايضا بالتعريق واعلم ان للقط السبل طرقا. فمنها ان ينوم العليل على قفاه ويجعل تحت رأسه وسادة لاطية وتأمر من يمسك يديه ورجليه إن كان ممن يضطرب. وتأمر الخادم ان يفتح عينه برفق وخبرة. لذلك ينبغي ان يكون ممن قد علّم وعنده ذكاء وفطنة فيفتح الجفن الاعلى كابسا اياه بحذق (٩١). والأسفل يكبسه الى اسفل. وان فتح بمفاتيح فينبغي ان يترك المفاتيح على السبابتين من كلتا يديه كل مفتاح على سبابة ويكبس عليه بابهامي (٩٢) كلتا يديه برفق. يفعل كما وصفت اولا. وفي هذا منفعتان : احداها اختبار (٩٣) العليل بورود القليل الى عينيه. والثانية ان يكون الفتح امكن واكثر كشفا عن مواضع لقط السبل. ثم تفرق الوسطى والخنصر (٩٤) على الرأس من احدى يديه ماسكا بيديه برفق وكذلك نفعل باليد الأخرى على اللحى الاسفل ثم يعلق السبل بصنانير يبتدئ باولها من المآق الاكبر ثم

_________________

٩٠) في الاصل : (خاصة اذا لم تكن الحده والمبردات المقويه للدماغ كالنيلوفر) جاءت الجملة في الحاشية.

٩١) في الاصل : (فيقتح للعين الاعلا كابا) اياه (بحذوق).

٩٢) في الاصل : ويكبس عليه (بابهام) كلتا يديه.

٩٣) في الاصل : وفي هذا (منقعنان) احدهما اختبار العليل بورود (العليل) الى (عينه).

ولعله يريد ان يقول ان احدى هاتين المنفعتين هي تنبيه العليل الى ورود .. ولكن مع هذا لم تشر المراجع التي بين ايدينا الى هاتين المنفعتين.

٩٤) في الاصل : ثم تفرق (الوسطا والحنعر علي الراس)

في الاصل : (ونفتح فيه موضع يدخل فيه راس المهت لتبريه من الملتحمه)


يردفها باخرى من ناحية الجفن الأعلى. ثم يردفها بأخرى ولا يزال يفعل ذلك حتى يتمكن من جذبه ليختم برفق. ثم تأخذ مبضعا مدور الرأس وتفتح به موضعا يدخل فيه رأس المهت لتبريه من الملتحمة (٩٥) ثم يلقط بمقراض مدور حاد الرأس أكثر هنداما فضعه في رأسه (٩٦) واحذر ان تصيب بالمقراض شيئا من الجفن فيعرض التصاق (٩٧). ولا تقرب القرني ، فان ذلك خطر. ولا تهمل امر عرق واحد من السبل فانه يعود كما كان. وقد يكتفي في لقطه بصنارتين. وقد تعمل الصنانير في خيوط وتمسك. فان الخيوط (٩٨) اذا جذبت امكن اليد ان تجذبها

_________________

٩٥) جاء في التذكره ص ١٩٨ : (وتشيل الصنانير برفق في اليد اليسرى وتقص من ناحية المآق الاصغر قليلا برأس المقراض وتدخل فيه المهت او اسفل ريشة وتسلخه كما تسلخ الظفرة)

والمهت : آله جراحيه من نوع المسبار كانت تستعمل في عمليات قدح العين وهي تشبه المبضع لكنها كليلة لا تقطع.

٩٦) في الاصل : ثم يلقط بمقراض مدور حاد الراس اكثر (هندام) فضه في راسه. جاء في المعجم الوسيط : (هندم) الرجل الاشياء : اصلحها على مقدار مناسب ونظام. حسن. (والهندام) هو حسن القد والتنظيم. والكلمة معربة (اندام) الفارسيه.

فهو يريد ـ على ما نظن ـ ان المقراض منتظم الاجزاء حسن الشكل راسه من الفضه. جاء في القانون ج ٢ ص ١٢٦ : ثم يلقط بمقراض حاد الرأس لقطا لا يبقي شيئا.

٩٧) في الاصل : (واحد ذان تعيب بالمعراض شيا) من الجفن (فعرض) التصاق.

في التذكرة ص ١٩٨ : (قد ينقلب الجفن اثناء العمليه فيقطع منه جزء فيعرض منه التصاق). والالتصاق هو من الاختلاطات التي تحدث بين الجفن والملتحمه الكريه. وقد سماه ابن سينا (التزاق) ج ٢ ص ١٢٦ من القانون.

والمؤلف يريد : اذا صادف وقطع شيء من الجفن فقد يحدث التصاق.

٩٨) في الاصل : وقد تعمل (الصنايز) في خيوط وتمسك (فان) الخيوط اذا (حدبت). كلمة (فان) مطموسة في الاصل ولم يظهر منها غير الحرف الاخير اي النون. ومن سياق الجملة امكننا تثبيتها.


على السواء. ولا كذلك مع الصنانير لا سيما اذا كثرت فربما انقلب بعضها وفي ذلك خطر فانه ربما وصل الى القرني فاحدث فيها خدشا وقد حكى بعض الاطباء ان يلقط بطريق آخر : وهو ان يؤخذ خيط ويدخل تحت عروق السبل. فاذا استوفيت جذبت الى فوق ليسل السبل ثم تفعل كما وصفت لك وتلقطه بمقراض اكثر عمله في رأسه كما وصفنا. ولا يبقى منه شيء ثم يقطر في العين ماء الملح والكمون الممضوغين. هذا بعد ان يتحقق نقاء الملتحمة من السبل. ثم يتلافي لذعه بصفرة البيض ودهن الورد والبنفسج. واذا لم يستعمل تقطير ماء الملح والكمون في ذلك ، التصقت (٩٩) الملتحمة بالجفن. ولذلك ينبغي ان يقلب المريض حدقته كل وقت (١٠٠) وان امكن ان تجعل في الجفن (١٠١) فتيلة من قطن عتيق صغيرة جدا مغموسة (١٠٢) في صفرة البيض ودهن الورد مخلوطين. ولا ينام ليلته ، ويكون نومه على قفاه ملازما لحركة عينه. واذا كان في اليوم الثاني تأمر العليل بغسل وجهه بماء حار قد طبخ

_________________

والمؤلف : يفضل اللقط بواسطة الخيوط. وهي طريقة ابن سينا التي ذكرها في قانونه ج ٢ ص ١٩٨.

٩٩) في الاصل : واذا لم يستعمل تقطير ماء الملح والكمون في ذلك (والا التصقت) الملتحمة. ففي جمله والا التصقت ، نجد كلمة (والا) زائدة لا محل لها.

١٠٠) في الاصل : ولذلك (ينبغي) ان يقلب المريض (حذقنه) وكل (ومت).

يريد : ان على المريض تحريك مقلتيه خشية الالتصاق. وقد جاء التعبير في التذكره ص ١٩٩ اكثر وضوحا حيث يقول (وتأمره ان يدير عينه دائما وهي مشدودة لئلا يعرض التصاق.

١٠١) في الاصل : وان أمكن ان (يجعل) (راسه) الجفن (قبله). وكلمة (راسه) مشطوب عليها بخط في الاصل. وقد اضفنا حرف (في) لتكون الجمله (ان يجعل في الجفن فتيله) ـ وفي ظننا ـ انه يريد في تعبيره ان يرفع الجفن بفتيله ليحول دون التحامه بالملتحمه التي لقط منها السبل.

١٠٢) في الاصل : (معموسه)


فيه (١٠٣) ورد وعدس. ثم تفتح العين وتأخذ ميلا وتبله بدهن ورد وصفرة البيض وتمرّه تحت الجفن خوفا من التصاقه. ثم بعد ذلك (يعتبر (١٠٤)) فان كان حدث التصاق، فسبيلك ان تبرئه مما التصق به وبعد يومين او ثلاثة تذره بذرور اصفر ويكحل العين (١٠٥) بالاشيافات

_________________

١٠٣) في الاصل: واذا كان في (النوم) الثاني تامر العليل (بفل) وجهه (بما حاد) قد (طسبح) (قد طبح) فيه ورد وعدس سم نعح العين ... لقد تكررت جملة (قد طبخ). فاضطررنا الى حذف احدى الجملتين. هذا ولا بد لنا ان نكرر قولنا فنشير الى ان المؤلف قد دأب على عدم الاهتمام بتنقيط الكلمات او انه يضع بدل النقطتين نقطة واحده. واحيانا كنا نجد نقطة تعود لحرف قد وضعها فوق او تحت حرف آخر. كما اننا نلاحظ ان المؤلف في بعض الاحيان يريد ان يتفنن في كتابته فيمد في حرف ويختصر في حرف آخر فيتشوه معنى الكلمه كما في الكلمتين اللتين نقلنا اصل كتابتهما من الاصل في بداية تعليقنا هذا. فكلمة (بغسل) اصبحت (بغل) وكلمة (طبخ) اصبحت (طسبح) وهكذا.

كما اننا نشير الى عدم اهتمام المؤلف برسم الهمزه على الكلمه حيث أن الكلمات (دواء ومبدؤه. وماء. ولئلا وشيء) مثلا يكتبها (دوا. ومبداه. ومآ. وليلا وشى) وهكذا. وهذا مما يؤثر على معنى الجمله في مرات عديدة. ويجعلنا نلاقي صعوبة ونبذل جهدا عظيما في العثور على الكلمة الاصليه وبالتالي قراءة الجملة بصورة صحيحة

١٠٤) في الاصل: ثم بعد (ذلك يعتبر مار حان التصاق سبيلك ان تريه).

من قراءتنا للفصول الاولى من المخطوطة، وتتبعنا لرسم كلماتها، تعودنا على اسلوب المؤلف وقراءة كتابته بسهولة فيما بعد. ومع ذلك فقد صعب علينا قراءة الكلمة الوارده اعلاه بعد جملة (ثم بعد ذلك ...). يعبر (أي الميل)

وعلى كل فانه يريد ان يؤكد على معانية الجفن، فان حدث ان وجد الطبيب التصاقا قد حدث بينه وبين الملتحمه، ان يعالج هذا الالتصاق ويعمل على ازالته.

فقد جاء في التذكره ص ١٩٩ ما يؤدي الى هذا المعنى نفسه حيث جاء (فان كان قد التصق فيجب ان تشقه وتقطر في العين ماء الملح والكمون الممضوغين بان تعصره في خرقة كتان

١٠٥) في الاصل: وبعد يومين او (تلثه تدزه مذبور) اصفر و (مكحل) العين


المضاضة. وبما نذكر آخر السبل. واجود الاوقات للقط السبل ، الربيع ثم الصيف. واردؤه الشتاء (١٠٦) ثم الخريف. ولا يجوز قطع السبل الا بعد التنقية والاستفراغ لئلا تنصب المواد بسبب الوجع ، الى العين. أما الادوية التي تستعمل بعد ذلك فالرمادي وان اضيف اليه مرقشيثا كان نافعا. واشياف الدارج واشياف اصطفطيقان والاشياف الأحمر الحاد والاشياف الأخضر. وان كان مع السبل جرب فله ان يأخذ السماق ويضاف اليه الصمغ العربي ويجبل (بعجن) بماء المطر ويستعمل (١٠٧). وقد جربت غير مره ان يستفرغ الدماغ بعد العلاج بالحديد ويعدل الاخلاط فينفع لانه يجذب عن العين ما ينصب (١٠٨) اليها بسبب حركتها العنيفة. وانصباب المواد الى مواضع اللقط منها

الفصل الرابع

في الظفرة وعلاجها (١٠٩)

الظفرة : زيادة في الملتحمة ، ومن الحجاب المحيط بالعين (١١٠) تبتدىء

_________________

١٠٦) في الاصل : (وازذاه الستاثم الحريف)

١٠٧) في الاصل : (وبحبل بمآ المطر وسنعمل)

١٠٨) في الاصل : (منيفع لانه بحلب عن العين ما ببغبب) اليها

١٠٩) الظفرة : بفتحتين بعدهما راء مفتوحة أيضا. وقد جاء في المعجم الوسيط جليدة تغشى العين من الجانب الذي يلي الانف). وقد شاع اسمها بين الاطباء والمصابين بها بلفظ ظفره (بضم وسكون وراء مفتوحه) وهذا خطأ. ولكن بعضهم يلفظ الاسم (بضم الظاء والفاء) تشبيها بالظفر الموجود في نهاية الاصبع.

والظفرة تكون في الغالب بيضاء ، كما تكون حمراء لكثرة ما فيها من الاوعية. وقد تبدو أحيانا مائلة الى الاصفرار خاصة لدى الشيوخ. وتصيب عادة الاشخاص المعرضين للغبار والدخان والاجواء الملوثه

١١٠) في الاصل : (الظفرة زيادة من الملتحمه ومن الحجاب المحيط بالعين)

وجاء في القانون ج ٢ ص ١٢٧ : زيادة من الملتحمه او من الحجاب المحيط بالعين


غالبا من المآق الأصغر. وقد يكون من كليهما معا وربما غشت القرني وربما امتنع الابصار بسبب ذلك. وقد تكون صلبه. ومنها ما يكون اكبر. وقد تكون ألين وقد يكون لونها كمدا ومحمرا. ومنها ما مجاورتها (١١١) مجاورة اتحاد. ومنها ما لا يلتصق على الملتحمة.

الاسباب (١١٢) : جل اسبابها امتلاء الدماغ.

العلامات : ربما فقد الابصار اذا غشت القرني. وعلى كل حال فان حركة العين تعسر بسببها (١١٣)

المداواة : نكحل العين ان كانت رقيقة او غليظة بالأدوية الحادة جدا المعفنة كالزاجات وما يجري مجراها مما هو مذكور في موضعه. والباسليقون والروشنايا (١١٤) فائدة ذلك أقل ما يحتاج اليه. وقد جرب ان تكحل الظفره بعرق السوس والملح الاندراني مسحوقين ، وقد جرب لها ايضا ان يؤخذ من النحاس المحرق ومن القلقديس (١١٥) وملح دراني ومرارة التيس من كل واحد جزؤ. ويتخذ منه أشياف. ويؤخذ قلقديس وملح دراني من كل واحد جزء. وصمغ عربي نصف جزء (١١٦) ، ويشيف

_________________

١١١) في الاصل : (ومنها ما يكون اكبر وقد يكون الين وقد يكون لونها كمدا (ومحمره) ومنها ما جاورتها) الكلمات (اكبر. وقد. يكون. ما جاورتها) مطموسه في الاصل

١١٢) في الاصل : (الانساب جل اسبالها امتلآ الدماغ) وجاء في التذكره ص ١٨٠ : وهي ضارة بالعين لانها تمنعها من حركتها.

١١٣) في الاصل : (فان حركه العين تعسد بسبها).

١١٤) في الاصل : (والباسليقون والروشنايا) : عبارة عن وصفات مركبة من عدة مواد. ويقول ابن سينا عنها انها كلها مكتوبة في الاقرباذين ـ اي في دساتير الادوية ـ فلتراجع

١١٥) في الاصل : (وقد جرب ان (الكحل) الطفره بعرف السوس والملح الاننداني مسحوقين وقد حرب لها ايضا ان يوجد من النحاس المحرق ومن العلقدس) (وملح دراني). ورد اسم ملح اندراني. وملح دراني. وكلا الاسمين صحيح (راجع حاشية التذكره ص ١٨١)

١١٦) في الاصل : (ميوخذ قلقدس وملح دراي من كل واحد جز وصمغ عرى بصف جزو)


ويستعمل. وجميع الأدوية القوية التي تستعمل لأجل الظفرة لا بد ان تؤذي العين بما فيها من التعفن. ولذلك كان من افضل علاجها الكشط (١١٧)

العلاج بالحديد : ان كانت الظفرة لاصقة فلا بد من كشطها وسلخها وذلك ان تفعل بالعليل كما فعل به في لقط السبل. ثم تعلقها بصنارة أو بخيط وترفعها اليك وتدخل تحتها مبضعا وتسلخها وتبريها (١١٨). وتقطع من ناحية المآق الأكبر. واحذر ان تحيف على الغده فيعرص من ذلك السيلان الذي لا برء له (١١٩) ويقطع من جانب القرني (١٢٠). ثم بعد القطع تدبر العين مثل التدبير الذي

_________________

١١٧) في الاصل : (ولذلك كان افضل من علاجها الكشط

١١٨) في الاصل : وتدخل تحتها مبضعا (ونسلخها وتبريها)

١١٩) في الاصل : (واحذر ان تحيف على العده منعر من ذلك). ان كلمة (فيعرض) مشوهة وغير واضحة في المخطوطة. ولا بد من الاشاره بأن المخطوطة كانت قد تعرضت لعبث دودة الارضة حيث اثرت على بعض صفحاتها فثقبتها مما شوه بعض الكلمات فيها. كما ان بعض الكلمات قد تعرضت الى مؤثرات خارجيه ـ كالماء ـ اثرت على وضوح حروفها فجعل من الصعوبة قراءتها الا بعد بذل الجهد. وهذا ما لاحظناه من متابعتنا لصفحات المخطوطة.

فقد جاء في المعجم الوسيط وكذلك المختار من صحاح اللغة : الحيف هو الجور والظلم.

المؤلف يريد بقوله ملاحظة قطع نهاية الظفرة من حول المآق خشية تجاوز حدودها وبالتالي اصابة الغده الدمعيه مما يسبب استمرار نزول الدمع. وهو بذلك يقول (فيعرض من ذلك السيلان الذي لا برء له).

نعود الى الجملة (واحذر ان تحيف على الغده ... الخ

١٢٠) في الاصل : (ويقطع من جانب القرني)

سبق ان ذكر المؤلف في السطر السابق وتقطع من ناحية المآق الاكبر). اذا فجملة (ويقطع من جانب القرني) هي جملة زائدة من الخطأ وجودها. جاء في القانون ج ٢ ص ١٢٧ : ويجب ان تستأصل ما امكن من غير تعرض للحمة الموق فيعرض للدمعه ، واللون يفرق بينهما.


ذكرنا في السبل لئلا يحدث التصاق. وارفق عند القص اذا قاربت القرني (١٢١). وقد يعالج بعلاج قريب من علاج الحديد. وهو أن يؤخذ خزف الغضائر (١٢٢) ويحك عنه دهنه. ويسحق سحقا ناعما. وبعد ذلك يخلط بدهن القرع ويؤخذ منه ويحك به الظفرة دائما. ويجب ان يكب على بخار الماء الحار ، ويداوم دخول الحمام حتى يسهل كشطها.

الفصل الخامس

في الودقة وعلاجها (١٢٣)

الودقة ورم جاسيء (١٢٤) صلب يكون في الملتحم لا يعم جميعها.

_________________

١٢١) في الاصل : وارفق عند القص اذا قاربت القرني. سبق ان بينا في التعليق السابق خطأ قول المؤلف ويقطع من جانب القرني) لان القطع يكون جانب الموق.

١٢٢) في الاصل : (وهو ان يؤخذ خزف الغضاير ويحك عنه دهنه ...) جاء في القانون ج ٢ ص ١٢٧ : يؤخذ خزف من خزف الغضائر الصيني ويحك عنه التغضير ويسحق سحقا ناعما وبعد ذلك فيخلط بدهن القطن (وقد ورد في حاشية القانون قوله : في نسخة بدل القطن القرع) ويسحقان معا ثم يدخل ميل في جلد ويؤخذ من الدواء ويحك به الظفرة دائما وكل يوم مرارا فانه يرققها ويذهب بها ونقول : ان الطب الحديث لا يزال يستعمل طريقة الكشط (المعالجة بالحديد) او المداخله الجراحيه كما نسميها. ولكن التقنية في كشطها اصبحت ادق. ذلك اننا لاحظنا ان بعض الظفرات تعود ثانيه بعد كشطها. وقد اتخذت لذلك طرق مختلفة من جملتها كي النهاية المقطوعه بالقرب من المآق بالكهرباء Electro Cautere

١٢٣) الودقة : حويصلة او عدة حويصلات تظهر على الملتحمة الكرية. وهي ما ندعوها الان phlyctene وقد ترجم بعض المؤلفين الالتهاب الذي يحدثها بالتهاب الملتحمة الحويصلي Conjonctivite phlyctenuloire وبعضهم سمى الالتهاب (التهاب المنظمه النفاطي)

وهو التهاب يؤدي الى ظهور حويصلة أو عدة حويصلات تسمى نقاطه. او كما يدعوها المؤلف وصاحب التذكره ب‍ (الودقة) وهي ليست الا تكتل خلايا لنفاوية بلون محمر أو رمادي وأصفر أو بحجم حبة الدخن (انظر كتاب العين لماي ص ١٣١ الطبعه الفرنسيه)

١٢٤) الورم الجاسئى الصلب : هو الورم الغليظ الصلب.


الاسباب : اما ان يجمد الدم في العروق او طرفه (١٢٥)

العلامات : ربما اختلفت مواضعها. كثيرا ما تكون في الارماد الحادة عند انتهائها وربما ظهرت حول الاكليل وكانت كثيرة العدد كاللؤلؤ المنظوم.

المداواة : لطف التدابير وافصد ان امكن الفصد. وذر العين بالملكايا ، فان كانت العين محمرة (١٢٦) فقدم على الذرور والاشياف الابيض الذي نقع فيه الأنزروت ، ووردي ابن علي نافع لذلك. وصفته : يؤخذ قشور بيض الدجاج بعد غسله كما ذكر ، عشرة دراهم ، شاذنج مغسول ، درهم. يسحق ناعما ويستعمل. فان طال زمانها فاكحل العين باشياف الأحمر اللين. وبما فيه جلاء. واذا كانت العين قوية ليس فيها سوء مزاج فاكحلها بالاكحال الحادة ليتحلل

_________________

جاء في المعجم الوسيط : الجسم الجاسئي : هو جسم لا تتغير المسافة بين اجزائه المختلفه مهما كانت القوى المؤثرة فيه. والجاسياء : هي الصلابة والغلظ

١٢٥) في الاصل : (اما ان يجمد الدم في العروق او طرفه)

وجاء في التذكره ص ٢٠٠ : (من تخثر الدم في العروق او من طرفه)

والطرفه سيأتي ذكرها مفصلا.

١٢٦) في الاصل : (فان كانت العين محمرة مقدم علي الذرور والاسياف الابيض الذي يقع فيه الانذدوت ووردي بن علي نافع)

وجاء في التذكره ص ٢٠١ : (وان كان مع احمرار العين ، فتقدمه الاشياف الابيض الذي فيه انزروت. ومما ينفعه وردي ابن علي. وصفته يؤخذ من قشور بيض الدجاج بعد غسله. ويدق منه عشرة دراهم ومن الشاذنج المغسول درهمان. يسحقان معا وتذر به العين فانه نافع. اما مؤلفنا (المخطوطه) فقد ذكر في وصفته : يؤخذ قشور بيض الدجاج بعد غسله عشرة دراهم وشاذنج مغسول درهم واحد يسحق ناعما ويستعمل


ثبت الكتاب

 تقديم.......................................................................... ٥

قصة الكتاب.................................................................... ٩

تقدمة المحققين.................................................................. ١٧

بدء الكتاب................................................................... ٢١

كتاب نهاية الافكار ونزهة الابصار.............................................. ٤١

المقدمة........................................................................ ٤٢

القسم الثاني من الجزء الاول

في تعريف احوال العين وامزجتها والوانها.......................................... ٨٣

القسم الثالث من الجزء الاول

في معرفة امراض العين الكلية واسبابها وعلاماتها.................................... ٩٢

القسم الرابع

في حفظ الصحة في العين...................................................... ١٢٠

الجزء الثاني من النهاية في الكحل.............................................. ١٢٧

القسم الثاني من الجزء الثاني.................................................. ١٣٨

في افعال الادوية المفردة الخاصة بالعين........................................... ١٣٨

الجزء الثالث

في أمراض العين الجزئية وعلاجها............................................... ١٩٤

نهاية الأفكار ونزهة الأبصار

المؤلف:
الصفحات: 223