

المقدّمة
* اهتم العرب باحياء تراثهم الديني والتاريخي
والأدبي ، ولكنهم أهملوا تاريخهم العلمي ، وتركوه لقلة من المستشرقين الذين قاموا
ببعض الدراسات وحققوا بعض المخطوطات.
* وهكذا ، وإذا استثنينا بعض الكتب
العلمية التراثية القليلة التي نشرت في الاقطار العربية ، فان القليل نشر في الهند
وايران ولايدن ولا يبزيغ وباريس.
* ومما يسر النفوس أن الاقطار العربية
بدأت تهتم بهذا التراث العلمي ، وكان لتأسيس المعاهد المختصة بالتراث العلمي
العربي أثره البعيد والكبير في دفع عجلة الزمن الى الأمام ، إذ لما تمض على وجودها
فترة قصيرة ، إلاّ وقد بدأت بالعطاء.
وانه ليشرفني ويسعدني معا ان يكون كتابي
هذا الثالث عن التراث الطبي العربي.
وآمل أن أستمر في هذا العمل النبيل
المشرّف.
والسلام
الإهداء
شاء حسن طالعي أن أعمل في تونس الخضراء
أثناء دراستي وتخصصي بأمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة ، وذلك في مستشفى
الرابطة بالعاصمة.
وخلال تلك الفترة القصيرة (بضعة شهور) استطعت
أن أتعرف على شعب تونس الشقيق ومثقفيه ، وحاضره وماضيه ، وزرت معظم مدنه.
ولكن القيروان جذبتني اليها بسمعتها
التاريخية الشهيرة ، وسحرها الشرقي الجميل وروعة آثارها وبنيانها.
فظلت تلك الذكريات الحبيبة عالقة بذهني
حتى اليوم.
لذلك عند ما وجدت الفرصة سانحة لتقديم
عربون محبة واخلاص ووفاء لشعب تونس ، بتحقيق مخطوطة لأحد أبنائه العظام ، سارعت
دون تردد ، وبكل سعادة وسرور.
فالى شعب تونس الشقيق
أهدي عملي المتواضع هذا ، كعربون حب ومودة
واخلاص.
المحقق
لا دليل على سعة علم من يدعي هذه
الصناعة الشريفة ، أكثر من اظهاره ، وشرح غوامضه ، وبذله لعامة الناس فضلا عن
خاصتهم.
ابن الجزار
عصر ابن الجزّار

سيرته ابن الجزار
سيرته
هو أحمد ابن ابراهيم بن أبي خالد بن
الجزّار ويكنّى بأبي جعفر.
كان عمه أبو بكر محمد بن أبي خالد بن
الجزّار طبيبا أيضا تلقى الطب عن أطباء القيروان ممن سبقوه أمثال اسحق بن عمران (وهو
مسلم رغم أن اسمه قد يدل على أنه من أهل الذمة) ، واسحق بن سليمان الاسرائيلي ، وزياد
ابن خلفون وغيرهم. ويذكره أحمد مرات عديدة في كتبه ، فيقول في كتاب « في المعدة وأمراضها
ومداواتها » هذه صفة شراب (أو لخلخ أو دهون) ألفه عمي محمد بن أحمد ، ويصفه في « نصائح
الأبرار » فيقول « كان عمنا عالما بالطب حسن النظر فيه ».
أما أبوه ابراهيم فقد كان طبيبا كحالا
زاول المهنة مع أخيه.
ويؤكد هذا ما قاله ابن جلجل في ترجمته
لأحمد « هو طبيب بن طبيب وعمه أبو بكر طبيب ».
ولقد عرفه الغرب بسبب ترجمة كتابه
الشهير « زاد المسافر » الى اللاتينية والعبرية ، وعرف تحت اسم :
ABURAFAR,YBNEZIZAR,ALGISAR,AHINHALE
YBXEYZAR, HAHMECUBINS IBRAFIN,ABINCALI,.
وهو أشهر أطباء مدرسة القيروان التونسية
التي ضمت بين جنبيها عددا وافرا من الأطباء الكبار ، أمثال : اسحق بن عمران ، واسحق
بن سليمان ، وعائلة الجزار ، وزياد بن خلفون ، والفضل بن علي بن ظفر.
وعند ما يحاول الباحث دراسة سيرة أحد
المشاهير العرب يجد نفسه أمام عدة معضلات :
١ ـ تضارب تواريخ الولادة والوفاة ، وصعوبة
التدقيق فيها.
٢ ـ تضارب الحوادث ، وصعوبة تصديقها كما
وردت.
٣ ـ تناقل الخبر عن مصدر واحد أو مصدرين
مع تكرار القصة نفسها والأخطاء نفسها.
هذه المعضلات الثلاثة توجد أيضا فيما
يخص سيرة ابن الجزار.
فاذا أخذنا تواريخ الولادة والوفاة
وجدنا ما يلي :
المصدر
|
تاريخ
الولادة
|
تاريخ
الوفاة
|
(٢) ابن عذارى
|
ـ
|
٣٦٩ ه
|
(٣) صاعد الاندلسي
|
ـ
|
ـ
|
(٤) ابن جلجل
|
ـ
|
يذكر أنه عاش ثمانين
|
(٥) ابن أبي
اصيبعة
|
ـ
|
يذكر أنه عاش
ثمانين عاما ونيفا
|
(٦) ياقوت
|
ـ
|
٣٣٨ ه
|
(٧) الصفدي
|
يذكر انه كان
موجودا ايام المز في حدود سنة ٣٥٠ او ماقاربها
|
ـ
|
(٨) حاجي خليفة
|
ـ
|
٤٠٠ ه مقتولا بالاندلس
|
(٩) لوكلير
|
ـ
|
٤٠٠ ه
|
(١٠) سارتون
|
ـ
|
٤٠٠ ه
|
(١١) بروكلمان
|
ـ
|
٣٩٥ ه
|
(١٢) سيزكين
|
ـ
|
٣٦٩ه
|
(١٣) حسن حسني عبد
الوهاب
|
٢٥٨ه
|
٣٦٩ه
|
ثم توجد وقائع أخرى ذات أهمية :
فقد أكد ابن أبي اصيبعة أنه مات عن سن
تناهز الثمانين سنة.
ويروي المقريزي وابن الأثيرالحكاية التالية : « ان المنصور العبيدي
اعتل علة شديدة ووصل الى المنصورية فأراد عبور الحمام ففنيت الحرارة الغريزية منه
ولازمه السهر ، فأخذ طبيبه يعالج المرض دون سهر فاشتد ذلك على المنصور ، وقال لبعض
خواصه : أما في القيروان طبيب غير اسحاق؟. فأحضر اليه شاب من الأطباء يقال له أبو
جعفر أحمد بن ابراهيم ابن أبي خالد الجزّار *. فأمر باحضاره وشكا اليه مما يجده من
السهر ، فجمع له أشياء مخدرّة وجعلت فى قنينة على النار وكلفه شمها فنام ، وخرج وهو
مسرور بما فعله. فجاء اسحاق ليدخل على المنصور فقيل له : انه نائم ، فقال : ان كان
صنع له شيء ينام منه فقد مات. فدخلوا عليه فاذا هو ميت ، فدفن في قصره. وأرادوا
قتل ابن الجزار الذي صنع له المنام فقام معه اسحاق وقال : لا ذنب له وانما داواه
بما ذكره الأطباء ، غير أنه جهل أصل المرض وما عرفتموه ، وذلك أنني في معالجته
أقصد تقوية الحرارة الغريزية وبها يكون النوم ، فلما عولج بما يطفئها علمت أنه مات
».
هذه الحادثة تؤكد على أن ابن الجزار كان
قد أصبح طبيبا شابا في مقتبل العمر عام وفاة المنصور أي سنة ٣٤١ ه / ٩٥٢ م ، أي فلنقل أنه كان
في العشرين من العمر ، معنى هذا أنه ولد حوالي عام ٣٢٠ ه ، وبما أنه عاش ثمانين عاما
فيكون عام وفاته هو ٤٠٠
ه ، كما ذكر حاجي خليفة.
ويؤكد لوكلير في كتابه « تاريخ الطب العربي » هذا
التاريخ إذ يقول : « يحدد السيد دوسلان عام وفاة ابن الجزّار ، عن الذهبي ، سنة ٣٥٠ هجرية الموافقة لسنة
٩٦١
ميلادية وقد نسي ابن خلكان دون شك أن يذكرها.
أما بالنسبة لنا فاننا نرفض هذا التاريخ
وهاكم السبب : رأينا في سيرة اسحق بن سليمان انه كان يعيش عام ٣٤١ هجرية / ٩٥٢ ميلادية وهو عام وفاة
مريضه الأمير الفاطمي المنصور ، وانه عاش ، على ما يقال ، أكثر من مئة سنة. ومهما يكن
أمر عمره ، فباستطاعتنا بسهولة أن نقبل أن اسحق بن
_______________
سليمان قد عاش بضع
سنوات بعد وفاة المنصور فوصل الى عام ٩٦١ م (٣٥٠ ه) على الأقل. ومن ناحية أخرى ، يبدو لنا من
المعقول أن نقبل بأن ابن الجزّار تلميذ اسحق ، قد عاش أكثر من أستاذه بما لا يقل
عن جيل. لذا يبدو لنا أنه من الأنسب الاعتماد على التاريخ الذي ذكره حاجي خليفة.
اذن : تأكيد وفاة ابن الجزار بعام ٤٠٠ ه يعتمد على الحكاية
التي ذكرها المقريزي. ولكن هذه الحكاية قابلة للطعن من عدة وجوه :
أولا : من الناحية الطبية العلمية. يذكر
لنا الدكتور حسن ابراهيم حسن
أن المنصور « مات في يوم الجمعة آخر شوال سنة ٣٤١ ه ودفن بالمهدية.
وقد قيل في سبب موته أنه خرج من المنصورية حاضرة ملكه للتنزه فاشتد هطول المطر وهبوب
الريح ، حتى فاجأه المطر ، وأوهن جسمه ، ومات أكثر من كان معه .... »
والذي نستطيع تشخيصه في هذه الحالة ، وخاصة
أن المنصور لما يجاوز الأربعين من العمر ، انها حالة التهاب رئة وقصبات فوق الحاد
، أو حاد.
ونحن نعلم حسب القول الطبي الفرنسي
المشهور أنه « عند ما تكون النار في الرئة ، فالخطر يكمن في القلب ».
فلا بد أن سبب موت المنصور هو اختلاط
قلبي أودى بحياته كما أودى بحياة « أكثر من كان معه ».
أما دخوله الحمام ، فهو يعتمد على
المبدأ البقراطي في المعالجة أي المعالجة بالأضداد. فيما أن سبب اصابته كان البرد
، فيجب مداواته بالحرارة أي بالحمام.
وربما كان دخول الحمام العربي المعروف
بارتفاع الحرارة فيه ، وكثرة البخار ، سببا زاد في اضعاف قوى المريض المنصور فأودى
بحياته.
أما « القنينة » التي وضعت على النار وفيها
« أشياء مخدرة » ليشم منها المريض فهي طريقة كانت مستعملة حتى الى فترة غير بعيدة
وهي ترطيب
____________________
جو الغرفة وتقطيرها
لكي يسكن السعال وألم الصدر ، والأدوية التي تستعمل في مثل هذه الحالات هي أعشاب
صدرية عطرية لا خطر منها البتة. والكتب الطبية العربية مليئة بأمثال هذه الوصفات.
أما القول بأن شمها يسبب النوم ، فلدى
مراجعة الأدوية المخدرة عند العرب لا نجد من بينها مخدّرا ينوّم المريض بمجرد
استنشاقه. فلقد كانت المواد المستعملة أمثال : الشويكران والخشخاش ، والبنج ، وست
الحسن ، كلها تستعمل إما موضعيا وإما عن طريق الفم.
وأول غاز مخدر اكتشف هو الأثير ETHER من قبل وليام مورتون عام ١٨٤٦ ثم
أعقبه سمسبون عام ١٨٤٧
باستعمال الكلوروفورم.
وعلى فرض أن المادة التي احتوتها
القنينة هي مادة الأثير ، فهل يعقل أن توضع على النار ، والأثير مادة طيارة
متفجرة؟ ..
لا بد أن اسحق بن سليمان الاسرائيلي
فوجيء عند ما علم أن الأمير استدعى تلميذه بدلا عنه ، أي أنه فضّله عليه ، مما
أثار حفيظة الاسرائيلي الذي عدّ هذا العمل اهانة له ، وربما كان ولا بد ، قد لاحظ
نبوغ وذكاء ابن الجزّار ، لذا فقد تحركت الغيرة والحسد في قلبه ، فكان أول رد فعل
له هو محاولة ايذاء ابن الجزّار أو على الأقل التقليل من أهميته فقال ما قال. وعند
ما رأى أن الأمر انقلب الى جد وأنه سيؤدي بحياة تلميذه تراجع عن اتهامه.
واعتقد أنه ربما كانت القصة كلها
مختلقة. فلم يدع ابن الجزار ، ولم يتكلم الاسرائيلي. انما اختلفت هذه الحكاية فيما
بعد من قبل زملاء ابن الجزّار الذين ازعجتهم شهرته ، وعلو شأنه وعدد المرضى الكبير
الذين كانوا يقصدونه حتى أصبح غنيا موسرا شهيرا.
فاذا أضفنا الى ذلك شأن ابن الجزار كان
كشأن كل العلماء الحقيقيين يحبون العزلة والوحدة للانكباب على القراءة والتأليف واقتصار
أمرهم على العناية بمرضاهم وتلامذتهم وتأليفهم. كما أنه كان أبيّ النفس فلم يكن من
هؤلاء الاطباء الذين يقفون على الأبواب ، ويتمسحون بالأعتاب ، ويمشون في الركاب.
وربما كانت هذه الطباع الراقية قد فسرت
من قبل الكثيرين من الحساد والأعداء على أنها نوع من التكبر والغرور والترفع ، مما
زاد في ضغينتهم وحقدهم ، فانبروا يروون أمثال هذه القصص.
وتناقلها المؤرخون واحدا اثر الآخر
كنادرة أو ملحة يتنادرون بها ، دون تمحيص أو نقد أو تدقيق ، كما كانت عادتهم في
ذلك الزمان ، بل حتى يومنا هذا ، إذ أننا لا نزال نراها تتردد في الكتب الخاصة
بحياة ابن الجزار.
وتوجد بضعة أخبار تجعلنا نشك في هذا
التاريخ :
١ ـ ان عمرو بن بريق تتلمذ عليه ثم خدم عبد
الرحمن الثالث الأندلسي (كما سيأتي فيما بعد) والذي عاش من ٣٠٠ ـ ٣٥٠ ه.
ولنفرض جدلا أن عمرا خدم عبد الرحمن
عشرة أو خمسة عشر عاما معنى هذا أنه تتلمذ على ابن الجزار حوالي عام ٣٣٠ أو ٣٣٥ وليس من المعقول أن
يكون ابن الجزار قد أصبح علما من أعلام الطب الذين يقصدهم التلامذة من الأندلس إلا
إذا بلغ سن النضج من عمره ولنقل على أقل تقدير أربعين أو خمسة وأربعين عاما من
حياته ، معنى هذا أنه ولد حوالي عام ٢٩٠ ه أو ٢٨٥ ه
وهو التاريخ الذي يحدده المؤرخ التونسي الاستاذ حسن حسني عبد الوهاب في كتابه ، دون
أن يذكر الأسباب والبراهين.
وينتج عن ذلك أن سنة وفاته هي ٣٦٩ ه.
٢ ـ ان التميمي ذكره في كتابه ، وكان
معاصرا له (توفي عام ٣٧٠ ه).
٣ ـ تذكر المصادر أنه خدم أيام المعز ، وكانت مدة ولاية المعز (معد أبو تميم)
من ٣٤١
ه الى ٣٦٥
ه.
٤ ـ اطلع
ابن الجزار على كتاب الحروف للقزاز وقال عنه « ما علمت نحويا ألف شيئا من النحو
على هذا التأليف. » ومؤلف وكتاب الحروف هو القزاز الذي ألفه للمعز ، وأكمله عام ٣٦١ ه.
٥ ـ ويقول د. محمد الحبيب بوهيله عن سبب التاريخ الذي أورده
حاجي خليفة أنه « خلط
بين مؤلفنا وبين أبي عثمان الجزّار (أو الخزّار) الطبيب الأندلسي الملقب باليابسة
والذي كان من أطباء عبد الرحمن الناصر ، وقد تتلمذ أبو عثمان هذا على نيقولا
الراهب الذي وصل الى قرطبة سنة ٣٤٠ ه ».
٦ ـ يذكر
كل من ياقوت والصفدي أنه كان حيا عام ٣٥٠ ه.
٧ ـ يذكر ابن جلجل في كتابه « طبقات الأطباء
» أنه « عاش نيفا وثمانين سنة. ولما مات ». معنى ذلك أنه مات قبل تأليف كتاب
الطبقات أي قبل عام ٣٧٧ ه .
٨ ـ مدح الشاعر كشاجم كتابه « زاد المسافر » مخاطبا اياه مباشرة.
وكشاجم توفي عام ٣٦٠ ه.
ومن هذه القصص أيضا القصة التي يرويها
المالكي في كتابه رياض النفوس
« قال الشيخ أبو الحسن : ومرض (الهواري أبو بكر يحيى بن خلفون المؤدب) مرضة شديدة
أشرف فيها على الموت ، قال : فأروا ماءه لابن الجزار الطبيب. وكان ابن الجزار على
خلاف السنة (أي شيعيا) قال ليس يغلّق الخمسة أبدا ، وهو ميت. فلما رجع الرسول من
عنده قال له المؤدب : ما قال لك ابن الجزار؟ فسكت الرسول ، فقال له : أقال لك اني
أموت من هذه العلة؟ فقال : يا مؤدب لا تسأل عن هذا. قال : فقال لهم : اشتروا لي
لحما بقريا وباذنجانا وقرعا واعملوا سكباجا محمرا واشتروا لي خبزا نقيا. فعملوا له
ذلك ، ثم أكل الجميع من الخبز ، ثم قال لهم : دثروني ، فدثروه فعرق عرقا عظيما.
فلما كان بعد العصر أفاق من غمرته ووجد الراحة ، فقال لهم : أعطوني قرقي وعصاي ، فأعطوه ذلك فمضى الى دار
الجزّار ، فقال لي أبي
____________________
فأخبرني بعض من كان
قال : نحن جلوس معه تلك العشية حتى سمع حس قرق. قال : وثب ابن الجزار وقال : هذا
حس قرق الهواري ، وطلع الدرج وردّ الباب ووقف خلف الباب حتى طلع الهواري فقال : أين
هذا الجزار ابن الجزار الذي يقطع في حكم الله و (يحكم) عليّ بالموت؟ وحق هذه
القبلة لو وجدته جالسا لجعلت عصاي هذه بين أذنيه ، قولوا له : يا كذاب هذا أنا
صحيح سوي ، بهذه العصاة أحارب الرجال ، ثم مضى ».
ويقول في ذلك حسن حسني عبد الوهاب « وربما كان ميله هذا لآراء الشيعة هو
السبب الذي حمل أصحاب الطبقات من الأفارقة المالكيين على التغافل عن ايراد ترجمته
في مصنفاتهم ، لأنّا لم نر من بينهم من تكلم عليه لا بالكثير ولا بالقليل ».
وجدير بنا هنا أن نذكر شهادة ابن جلجل الذي يكذب أمثال هذه القصص « وكان قد
أخذ بنفسه مأخذا عجيبا في سمته وهديه ومقوده. ولم تحفظ عليه بالقيروان زلة قط ، ولا
أخلد الى لذة ، وكان يشهد الجنائز والعرائس ، ولا يأكل فيها ، ولم يركب الى أحد من
رجال افريقية (أي تونس) ولا الى سلطانها ، إلا الى أبي طالب عم معد (أي الملك
المعز) ، وكان له صديقا قديما ، وكان يركب اليه كل جمعة لا غير ».
وقال عنه ياقوت « كان أحمد طبيبا حاذقا دارسا ، كتبه
جامعة لمؤلفات الأوائل ، حسن الفهم لها ، وكان مع حسن المذهب صائنا لنفسه » وقال
أيضا « انه لم يكن يقصد أحدا الى بيته ».
وربما كان لهذا الموقف المنعزل سبب آخر
هو الفوضى وكثرة الحروب ، والاضطرابات التي شاهدتها البلاد منذ قيام الدولة
الفاطمية في المهدية واستلام أمور الحكم رجال من كتامة ، وهم بربر لا عهد لهم
بالحضارة والمدنية ودليلنا على ذلك أنه في كتابه « أخبار الدولة » على ما يذكر ابن
أبي أصيبعة
وصف رجال دولة الامام أبي عبيد الله المهدي ، على لسان استاذه اسحق بن سليمان
فيقول : « فلما وصل أبو عبد الله داعي المهدي الى رقّادة ادناني وقرّب منزلتي ، وكانت
به حصاة في الكلى ، وكنت أعالجه بدواء فيه العقارب المحرقة فجلست ذات يوم مع جماعة
من كتامة ، فسألوني عن
صنوف في العلل ، فكلما
أجبتهم لم يفقهوا قولي. فقلت لهم : انما أنتم بقر وليس معكم من الانسانية إلاّ
الاسم. فبلغ الخبر أبي عبد الله فلما دخلت عليه قال لي : تقابل اخواننا المؤمنين
من كتامة بما لا يجب وبالله الكريم ، لو لا أن عذرك بأنك جاهل بحقهم ، وبقدر ما
صار اليهم من معرفة الحق وأهل الحق لأضربن عنقك ».
والذي أعتقده أن الحكاية هذه أيضا من
اختلاق الاسرائيلي الذي ربما فكر في أهل كتامة ما قاله ، ولكنه لم يقله ، إذ لا
يعقل أن يقوم بذلك وهو غريب مصري ، بين قوم من الأشداء البطاشين المتنفذين.
ولكن القصة هذه تصف مقدار الجهل والتفاهة
اللتين كانتا سائدتين في بلاط امراء الفاطميين وحاشيتهم ، كما أن ذكر ابن الجزّار
لهذه القصة بالذات يؤكد على أن نظرته الى أولئك الناس كانت مثيلة لنظرة أستاذه ، فلا
عجب وهو رجل العلم والفضيلة أن ينزوي ويبتعد عن تلك المجتمعات.
وتروي حادثة تؤكد وجهة نظري هذه ذكرها
ابن جلجل وعنه
أخذها ابن أبي أصيبعة«
قال الذي حدثني : فكنت عنده ضحوة نهار إذ أقبل رسول النعمان القاضي بكتاب شكره فيه
على ما تولى من علاج ابنه ، ومعه منديل بكسوة ، وثلاثمائة مثقال. فقرأ الكتاب وجاوبه
شاكرا ولم يقبض المال ولا الكسوة ، فقلت له : يا أبا جعفر رزق ساقه الله اليك. قال
لي : والله لا كان لرجال معد قبلي نعمة ».
كذلك إذا عدنا الى مقدمات كتبه وجدناها
تختلف عن العادة المتبعة من قبل المؤلفين في ذلك الزمان. فلقد اعتاد هؤلاء اهداء
كتبهم الى الأمراء والسلاطين مع سيل من المديح ، كذلك فقد كان بعضهم يمتدح نفسه
شارحا الصعوبات التي لاقاها في جمع تلك المعلومات وتصنيفها الخ ...
أما ابن الجزار فلا نجد عنده شيئا من
هذا.
إذ يبدأ كتابه « سياسة الصبيان وتدبيرهم
» هكذا : « باسم
الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. قال أبو جعفر
أحمد بن ابراهيم بن أبي خالد : ان معرفة سياسة الصبيان وتدبيرهم باب عظيم الخطر ، جليل
القدر .. ».
ويبدأ كتابه « في المعدة وأمراضها ومداواتها
» هكذا : « كتاب
في المعدة ألفه للسيد الأمير ولي عهد المسلمين بن أمير المؤمنين عبده أحمد بن
ابراهيم بن أبي خالد المتطبب. قد علم خاصة الناس وكثير من عامتهم أن أكثر الناس
فضلا وأعظمهم قدرا ، أظهرهم للخير فعلا ، وأسبغهم على الناس نعما ، وأن أسعد الناس
طرا جدا وأوفرهم حظا من صرف رأيه وهمته ولطيف عنايته الى الاجتهاد .... ».
وكلمته هذه كأنما تعتذر عن الاهداء الى
الأمير ، واصراره على أن القيمة الكبرى تعود الى من يعمل في الاجتهاد فكره وأنه
يضع رتبة العلم فوق كل المراتب.
ويزيد عجبنا واعجابنا إذا ما علمنا أن
السلاطين الفاطميين كانوا يحبطون أنفسهم بهالة قدسية حرصوا على تعظيمها من ذلك قول
المعز في رسالة وجهها الى الحسن الأعصم القرمطي
« أنا كلمات الله الأزليات ، وأسماؤه التامات ، وأنواره الشعشعانيات ، وأعلامه
النيرات ، ومصابيحه البينات وبدائعه المنشئآت ، وآياته الباهرات ... » كما كان
الخلفاء يلقبون بألماب كثيرة منها : امام ، وصاحب الزمان ، وسلطان ، والشريف
القاضي ، وكانوا يقرنون اسم الله سبحانه وتعالى بأسمائهم فنجد : المعز لدين الله ،
العزيز بالله ... ».
وكان يفحص مرضاه ، وقد أقام غلاما في
سقيفة أقامها على باب داره ، وكان الغلام يدعى رشيقا ، وهو من الأسماء المستعملة
بكثرة في العائلات التونسية في ذلك الزمان ، فكان بعد أن يفحص المريض يكتب له
الوصفة فيدفعها المريض الى رشيق الذي أعد بين يديه جميع الدهانات والأشربة والأدوية
فيعطيه الأدوية حسب الوصفة ويقبض الأتعاب. وذلك تنزها من قبل ابن الجزار أن يأخذ
من أحد شيئا.
ولا بد أن من اتصف بهذه الصفات أن يعطف
على الفقراء وأن يهتم بهم ويطببهم مجانا في أكثر الأحيان ، ودليلنا أنه كرس
للفقراء كتابا خاصا أسماه « طب الفقراء » وقال عنه ياقوت « وكان له معروف كثير ، وأدوية يفرقها
على الفقراء ».
ولا نعلم إذا تزوج وأنجب أولادا أم لا؟
والأغلب أنه لم يفعل شأنه شأن كبار العلماء كابن سينا والرازي وابن النفيس وغيرهم.
وربما بسبب كثرة مرضاه ، فقد كسب مالا جيدا استطاع به أن يؤمن لنفسه حياة رغيدة
بدليل أنه كان يذهب كل صيف للاستجمام في الموناستير الواقعة على شاطيء المتوسط والمشهورة
بلطف مناخها ووجود رابطة فيها كانت مكانا للعباد والزهاد.
واقتنى الكثير من الكتب حتى وجد في بيته
بعد وفاته ، على حد قول ابن جلجل ،
خمسة وعشرون قنطارا من كتب طبية وغيرها ، ووجد لديه أربعة وعشرون ألف دينار.
ولا شك أن في هذه الأرقام بعض المبالغة
، كما هي العادة لدى المؤرخين القدامى بشكل عام ، ولكنها تدلنا على مدى مبلغ غناه
، ومبلغ زهده في قلة صرف المال ، ومبلغ اهتمامه بالعلم وباقتناء الكتب.
ولعل زهده نابع عن ايمانه وعن يقينه
بتفاهة الحياة الدنيا يدلنا على ذلك كتابه « رسالة الى بعض اخوانه في الاستهانة
بالموت ».
أما مؤلفاته فتدل على سعة ثقافته ، وعلو
باعه في ميادين كثيرة إذ تناول الى جانب المواضيع الطبية مواضيع أخرى : كالفلسفية
ككتابه « رسالة في النفس وذكر اختلاف الاوائل فيها » وفي التاريخ ككتاب « التعريف
بصحيح التاريخ » ، وكتاب « أخبار الدولة » .. وفي الثقافة العامة ككتاب « الفصول في
سائر العلوم والبلاغات » وكتاب « نصائح الأبرار » أما كتبه الطبية فمنها ما يلفت
النظر بشكل خاص :
أولها : رسالة في الزكام وأسبابه وعلاجه.
ولا بد أنها كانت ذات قيمة ومن المؤسف
أنها لم تصلنا ، لأن القليل من المؤلفين العرب من تعرض الى هذا الموضوع.
وكان الرازي قد كتب مقالة في العلة التي
من أجلها يعرض الزكام لأبي زيد البلخي في فصل الربيع عند شمه الورود. فهل لها علاقة برسالة الرازي؟.
كذلك فله كتاب « في الفرق بين العلل
التي تشتبه أسبابها وتختلف أعراضها » وهو موضوع كتاب الرازي « ما الفارق ، أو
الفروق ، أو كلام في الفروق بين الأمراض ».
ومما يلفت النظر في قائمة مؤلفاته كتاب «
مجريات الطب » (ولعله نفسه كتاب : المختبرات المذكور في القائمة) والعنوان يذكرنا
بعنوان كتاب الرازي : « التجارب أو جراب المجربات ».
ولا نستطيع الجزم في العلاقة بين
الاثنين بسبب فقدان كتب ابن الجزار. ولكن هذا يؤكد الاتصال الذي كان قائما بين
الشرق والغرب.
وهنا يطرح السؤال نفسه أيضا عن العلاقة
بين الاثنين خاصة وأن الرازي توفي عام ٣١٣ ه / ٩٢٥ م
أي ربما قبل ولادة ابن الجزار أو بعدها بقليل. وسنتعرض لباقي مؤلفاته الطبية في
فصل خاص.
ولا بد لعالم كابن الجزار ، بلغ ذلك
الشأن ، وذلك المقام أن يكون له تلامذة وأن تجاوز شهرته حدود بلاده ومن تلامذته
الذين اشتهروا حتى استحقوا أن يذكر ابن جلجل أسماءهم في طبقاته : أبو حفص عمر بن
بريق الذي قصد
القيروان وظل فيها ستة أشهر تتلمذ على يدي ابن الجزار ، وهو الذي أدخل الى الأندلس
كتاب « زاد المسافر » وخدم الناصر عبد الرحمن (٣٠٠ ـ ٣٥٠ ه).
أما شهرته فقد جاوزت حدود بلاده بدليل
أن التميمي (أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد الحكيم المقدسي ثم المصري التميمي) المتوفى حوالي عام ٣٧٠ ه / ٩٨٠ م وكان
معاصرا لابن الجزار ، ذكره في كتابه الشهير « المرشد ».
ويقول لوسيان لوكلير « كتاب المرشد ، نسيه ابن أبي أصيبعة ،
مع أنه كتاب ذو قيمة كبرى ... ويعالج الفصل الرابع عشر موضوع الأحجار ونجد فيه
ذكرا لابن الجزّار ، مما يبرهن على شيئين : ان هذا المؤلف ربما كتب رسالة عن
الأحجار ، وان المصنفين نسوا ذكره ، وانه كانت توجد علاقات ما بين المغرب والمشرق
، إذ كان ابن الجزّار معاصرا للتميمي ».
ويذكره ابن البيطار في مواضع عديدة من كتابه بل ويستشهد
بكلمة من كتاب ابن الجزار « عجائب البلدان ».
أما كتبه الأخرى وخاصة التاريخية منها
فقد أخذ عنها الكثيرون أمثال : ابن أبي أصيبعة وياقوت الحموي ، والقاضي عياض ، والمقريزي
، وأبو عبيد البكري.
وقد كرس علي بن رضوان (٩٨٦ ـ ١٠٦٧ م) فصلا خاصا من كتابه « في دفع مضار الأبدان عن أرض
مصر » للرد على كتاب « في نعت الأسباب المولدة للوباء في مصر وطريق الحيلة في دفع
ذلك وعلاج ما يتخوف منه » وهو الفصل الخامس وعنوانه « في أن أكثر ما أعطاه ابن
الجزّار في الباب الأول من كتابه أن العلة في مرض الذين وفدوا من المغرب الى مصر
هو كثرة اختلاف هواء مصر ».
المصادر
مؤلفات ابن الجزّار
مؤلفاته
ذكر منها ابن أبي أصيبعة ٢٧ كتابا ، تناقلها من بعده الكثيرون أمثال
حاجي خليفة
ولقد أضاف البعض عليها مما وجدوه هنا وهناك في الكتب المختلفة بحيث بلغ عددها عند
حسن حسني عبد الوهاب
: ٣٧ ، وعند محمد الحبيب هيلة :
٤٤. نسرد منها ما وصل الينا معتمدين في ذلك على قائمة فؤاد سيزكين :
١ ـ كتاب اعتماد الأدوية المفردة ، وهو من
الكتب المفردة ، وهو من الكتب المشهورة في الغرب جدا ، وقد ترجمه الى اللاتينية
اسطفان السرقسطي Stephanus de Gaesaruguste تحت عنوان :
Liber Frduciae de simplicibus
Medicinis
وترجم مرة أخرى الى اللاتينية والى العبرية.
وكان قسطنطين الافريقي قد انتحله لنفسه
، وكان شتاين شنايدر أول من اكتشف هذه السرقة. وكان اسمه Liber
de Gradibus
والكتاب هو نفسه ما عدا العنوان فقد تغيّر.
المخطوطات العربية المتبقية موجودة في :
مكتبة أياصوفيا تحت الرقم : ٣٥٦٤ (المقالات الثلاث
الأولى اما الرابعة فهي غير موجودة اعتبارا من الورقة ١٤٠ وما يليها. منسوخ عام
٥٣٩
هجرية).
في مكتبة لورانس في فلوراسنا (تحت الرقم
: ٣٧٤١٢٥٦) الورقة ١٩٠ وما يليها
، القرن السادس للهجرة).
المتحف البريطاني في لندن رقم ٤ / ٣٨٣٢ (قطعة
واحدة ، الورقات : ٤١
ـ ٥٧
، عام ١٠٨١ هجرية).
مكتبة الجزائر تحت الرقم ٣ / ١٨٣٦ (الورقات ١١٣ ـ ٢١٦ ،
القرن العاشر للهجرة).
وورد في كاتالوج الأب سباط الحلبي أن
لدى عائلة
الجراح بحلب نسخة أيضا. وكان الأب سباط قد كتب قائمته هذه في الثلاثينات ، وكان
معظم ما ذكره في حوزة العائلات الحلبية المسيحية ، الاّ أن غالبية المخطوطات هذه
لم تعد موجودة في حلب ، على ما نعلم ، لأسباب عدة : اما لأن تجار الكتب قد باعوها
للاجانب مباشرة أو عن طريق بيروت ، بعد اغراء أصحابها ، واما أنها أهديت لبعض رجال
الدين الذين أهدوها بدورهم الى بعض المكتبات الدينية في لبنان * ، أو على الأكثر
الى مكتبة الفاتيكان حبا في التقرب من كبار المسؤولين فيه طمعا في الترفيع والحوز
على الرتب والألقاب.
وهكذا فلم تبق في حلب من الكتب في
المكتبات المسيحية الطائفية الاّ المكتبة المارونية لأن مؤسسها المطران جرمانوس
فرحات أوقفها وقفا مؤبدا على كنيسة مار الياس بحلب.
ومهما يكن من أمر فاعتقد أنه لا يزال في
حلب وفي حوزة العائلات المسيحية والمسلمة بشكل خاص مخطوطات كثيرة ، ولكن أصحابها
لا يصرحون بها اما خيفة أن تضع الدولة يدها عليها فتصادرها أو تمنع خروجها من
القطر ، أو رغبة في الحفاظ عليها كذكرى من الآباء والأجداد ، أو طمعا ببيعها الى
الأجانب بأسعار فاحشة اذا ما اضطرتهم الظروف الى احتياج المال ، ولقد اطلعت شخصيا
على بعض منها.
ومكتبة الرباط تحت الرقم ١١٢١.
وفي الظاهرية بدمشق كتاب يحمل اسم « طبائع
العقاقير على مذهب ابن الجزّار » ورقمه طب : ٣٢. وهو عبارة عن قسم من المقالة الرابعة
يبدأ بالورقة ٧٦ (نسخ
عام ٧١ ه).
عدا عن اهتمام الكتاب بالعلوم الطبيعية
فهو يهتم أيضا بالناحية اللغوية
____________________
وذكر المترادفات وأسماء
العقار بعدة لغات.
٢ ـ زاد المسافر وقوت الحاضر :
ترجمة قسطنطين الافريقي تحت اسم : Viaticum Peregrinantis وسبق أن ذكرنا ما قاله قسطنطين في مقدمة الكتاب من واجب الحذر من
المقلدين والمنتحلين.
وترجم الكتاب الى العبرية عام ١١٢٤ م.
ثم أعيدت ترجمته الى العبرية أيضا عام ١٢٥٩ من قبل ابن طيبون تحت عنوان : زيدات هاديراخيم.
ويقول أولمان « وهو الكتاب الذي تمتع بشهرة كبيرة في
الشرق والغرب ، والغريب أنه (أي الكتاب بالنص العربي) غير محقق بعد ... وكان قد
أعد ليكون كتيبا ملازما للمسافر يستعمله عند وقوعه في الأمراض وعدم وجود طبيب » .
المخطوطات العربية :
ازمير مكتبة ميللي رقم ٢٦٦٣٦ / ٤٧٠ / ٥٠ (عدد الورقات ١٧٥ سنة
النسخ ٩٧٢ ه).
دريسدن ٢٠٩ ، كوبنهاجن ١٠٩ (١٨٤ ورقة)
البودلية ٣٠٢ (١٩١ ورقة سنة ٧٣٨ ه) باريس ٢٨٨٤ (نسخة حديثة لمخطوطة
دريسدن) الجزائر ١٧٤٦ (الورقات
١ ـ ٧٥
، القرن العاشر هجري) تشستربيتي ٥٢٢٤ (٥٠ ـ ٨٨ ، ١٠٥٤ ه).
المكتبة الطبية العسكرية في كليفلاند ١ /
٩٢ (١١٥٤
ه) القاهرة ٣٧ طب مخزن ٣٧ م (من ١ ـ ٣٩ ، القرن
الحادي عشر هجري) ، طهران مكتبة ماليك ٤٤٨٧ (٩٩٤ ه) الرباط ١٧١٨
(١ ـ ٢٢٢) حضرموت (١١٥٨
ه) الاسكوريال ١ / ٨٥٢.
ويعتقد سيزكين واولمان أن ابن الجزّار
اعتمد على كتاب روفوس
____________________
الافسي Rufus d'Ephese وطبع الكتاب بترجمة اللاتينية مرتين.
ونشرت بعض من أقسامه في دراسات كثيرة.
وذكر أولمان أنه يحتوي على الأجزاء التالية :
الكتاب الأول : أمراض الرأس.
الكتاب الثاني : أمراض العنق.
الكتاب الثالث : أمراض أعضاء التنفس.
الكتاب الرابع : أمراض المعدة والأحشاء.
الكتاب الخامس : أمراض الكبد والكلية.
الكتاب السادس : أمراض الأعضاء
التناسلية.
الكتاب السابع : أمراض الجلد.
٣ ـ طب الفقراء والمساكين : توجد المخطوطات
العربية في المكتبات التالية : الغوطا رقم ٢٠٣٤ (الورقات ١ ـ ٢٦) الاسكوريال ٢ / ٨٥٧ (الورقات ٦١ ـ ١٠١ ، ٩٠٧ ه) بورصة
هاراجي ١ / ١١٢٦ (١
ـ ٤٨
ـ ٨٠٥
ه) كامبريدج رقم : ١٢ / ١٠٢١. الورقات ١ ـ ٢٦ ،
١١٢١ ه) باريس ٣٠٣٨ (الورقات ١ ـ ٥٤) بغداد ، متاف ٢١٠٣ (١٤ ورقة
القرن الثاني عشر للهجرة) الرباط كتاني ٩٣٨ (٨٢ ـ ١٣٤ ،
١١٢٨ ه) مجموعة د. حداد (بيروت).
٤ ـ كتاب
ابدال العقاقير :
الاسكوريال ٥ / ٨٩٥ (الورقات ٦١ ـ ٦٣) ، ودار الكتب المصرية
القاهرة بعنوان : بدل العقاقير.
٥ ـ « كتاب
« المعدة » ، أو « في المعدة » أو « في المعدة وأمراضها ومداواتها : الاسكوريال ٤ / ٨٥٢ (الورقات ٦٨ ـ ٨٩ ، ٥٧٥ ه)
المكتبة الظاهرية طب ٩٩ (١٣٩ ورقة ، ٦٩٥ ه). المتحف العراقي
ببغداد ١٠٣.
وهذا خطأ لمخطوطة هي : طب الفقراء والمساكين.
وقد اقتبس الزهراوي وغيره من هذه
المقالة في علاجهم الأمراض المعدة.
٦ ـ كتاب
سياسة الصبيان وتدبيرهم :
البندقية مكتبة مارسيانا رقم ٢٤٠ ، وفي مكتبة الاسكوريال
القديمة : مجموعة من أقوال الأوائل في سياسة الأطفال.
والكتاب محقق على نسخة البندقية فقط ومنشور
في تونس عن الدار التونسية للنشر عام ١٩٦٨ ، تحقيق الدكتور محمد الحبيب الهيلة.
٧ ـ طب المشايخ وحفظ صحتهم :
خزانة أحمد خيري ـ البحيرة مصر ـ وتوجد
في دار الكتب المصرية نسخة مصورة عنه رقم ل طب ٥٦٣٦.
٨ ـ كتاب في فنون الطب والعطر :
انقرة صائب ٥١٤٣ (١٨ ورقة ، القرن الثامن
هجري) مكتبة وهبي ١٤٨١
(٦٢
ورقة ، ١٣٢٢ ه).
٩ ـ كتاب الخواص :
ذكره ابن أبي أصيبعة ، وهو محفوظ في ترجمته اللاتينية والعبرية
، ويبحث هذا الكتاب في الأدوية التي تسمى بالنوعية Specifiques والتي نسميها
الآن الودية Sympathiques وذلك لأن تأثيرها ذو ميزة خاصة وغير واردة في النظرية العامة
للأمراض والعلاجات.
١٠ ـ مداواة النسيان وطرق تقوية الذاكرة
:
وهو كتاب موجز موجه الى السلطان ، وموجود
في ترجمته العبرية ومن
الصعب التأكد من عنوانه الأصلي. وموجود بترجمته اللاتينية.
ويقول عنه شيبيرجرت « ان هذه الدراسة القصيرة والتي يستشهد
فيها الكاتب بمؤلف غير معروف حول الماليخوليا ، هامة جدا بعلاقتها بالترجمة
اللاتينية ، وقد نشرها قسطنطين الأفريقي وانتحلها لنفسه ».
١١ ـ كتاب البغية أو كتاب في الأدوية المركبة
:
جاء ذكره في فهرس الأب سباط وأنه
ملك الجراح.
١٢ ـ كتاب في الكلى والحصى :
أشار اليه ابن الجزار في كتابه سياسة
الصبيان وتدبيرهم. وتوجد منه نسخة في المكتبة البودلية باكسفورد تحت رقم ٥٧٩ ويبدو
أن معها أيضا نسخة من كتاب في الماليخوليا.
المؤلفات المفقودة التي لم يصل منها
الينا سوى أسمائها وقد أخذناها عن مجمل المصادر المذكورة في نهاية البحث ، ونكتفي
بتعدادها دون شرح خاص بها :
١ ـ الأحجار.
٢ ـ أخبار الدولة ، أو تاريخ الدولة.
٣ ـ أسباب الوفاة.
٤ ـ أصول الطب.
٥ ـ البلغة
في حفظ الصحة.
٦ ـ التعريف بصحيح التاريخ.
٧ ـ رسالة في الأدوية.
٨ ـ رسالة الى بعض اخوانه في الاستهانة
بالموت.
٩ ـ رسالة في التحذير من اخراج الدم من غير
حاجة دعت الى اخراجه.
١٠ ـ رسالة في المقعدة وأوجاعها.
١٢ ـ رسالة في النفس وذكر اختلاف
الأوائل فيها.
١٣ ـ رسالة في النوم واليقظة.
١٤ ـ زاد المسافرين في علاج الفقراء والمساكين
(ولعله جزء من زاد المسافر).
١٥ ـ طبقات القضاة.
١٦ ـ عجائب القضاة.
١٦ ـ عجائب البلدان.
١٧ ـ العدة لطول المدة.
١٨ ـ الفرق بين العلل التي تشتبه أسبابها
وتختلف أعراضها.
١٩ ـ الفصول في سائر العلوم والبلاغات.
٢٠ ـ قوت المقيم.
٢١ ـ كتاب السموم.
٢٢ ـ مجريات الطب.
٢٣ ـ المختبرات.
لعلها كتاب واحد ذو علاقة مع كتاب
الرازي.
٢٤ ـ مغازي افريقية.
٢٥ ـ مقالة في السجذام وأسبابه وعلاجه
ترجمة قسطنطين تحت اسم :
De elephantiasis وانتحله لنفسه .
٢٦ ـ مقالة في الحمامات.
٢٧ ـ المكلل في الأدب.
٢٨ ـ نصائح الابرار.
٢٩ ـ النصح.
٣٠ ـ كتاب في نعت الأسباب المولدة للوباء
في مصر وطريق الحيلة في دفع ذلك وعلاج ما يتخوف منه.
المصادر
القيروان ومدرستها الطبيّة
القيروان ومدرستها الطبية
لم يكن قبل وصول العرب الى تونس الاّ
بعض القرى المتفرقة هنا وهناك الضعيفة المبنى ، القليلة المساكن ، وبعض الحصون
المتلاشية في البراري.
ولكن العرب حينما قدموا فاتحين لم يجدوا
سوى خرائب مهدمة تعلوها مسحة من زخرف قديم أبلاه الدهر. و « عبثا يحاول بعض
المغرضين من كتاب الافرنج اليوم اظهار البلاد التونسية في مظهر العمران الزاخر ، والزخرف
البديع ، وغزارة التمدين قبيل قدوم العرب وحين استيلائهم على افريقية ... فلو كانت
في البلاد عاصمة قديمة تناسب الفاتحين لما ارتادوا سواها كما فعلوا بدمشق الشام ، وطليطلة
، ثم قرطبة بالأندلس
».
وأول مدينة أسسها العرب في تونس كانت
القيروان أسسها القائد عقبة ابن نافع عام ٥٠ ه. ونزل قوم من قبيلته « فهر » وهي من بطن قريش
في الجهة الشمالية من الجامع ، وعرف الحي باسم منازل الفهريين.
ثم أعاد بناؤها عام ٦٢ عند ما عاد ثانية
الى أفريقيا.
وتوسعت المدينة وازدانت وازدهرت وجدد
كبار الولاة الأمويين وزادوا في معالمها فبنى حسان بن النعمان ديوانا للجند ، وآخر
للخراج ، وديوانا للرسائل ..
وأسس موسى بن نصير دارا لضرب العملة ، ونظم
أسواقها للتجارة والصناعة وكافة المهن الأمير يزيد حاتم المهلبي وبعد مرور مئة عام
أصبحت القيروان مدينة كبيرة شهيرة تنافس البلدان الإسلامية في الشرق والغرب.
وفي أواخر القرن الثاني للهجرة نال بنو
الأغلب التميميون الاستقلال
بامارة أفريقية ، ولم ينسلخوا عن الخلافة في
بغداد ، فوصلت القيروان في عصر الأغالبة الى مستوى رفيع من الحضارة والمدنية. وأنشأ
الأغالبة مدينتين مجاورتين للعاصمة القيروان وهما العباسية ثم رقّادة واتخذوهما
مقرا لسكناهم ومركزا لمصالح الدولة فيهما.
ولم يؤثر ذلك على قيمة القيروان ومركزها
من الناحية العلمية الثقافية بحيث كانت تجتذب اليها الطلاب من كل حدب وصوب.
ثم قام الأمير ابراهيم الثاني بتأسيس
جامعة علمية (هي دار الحكمة) لدراسة الفلسفة والطب والفلك وتقويم البلدان في مدينة
رقادة مقلدا بذلك بيت الحكمة الذي أنشأه الخليفة العباسي المأمون في بغداد. وزوده
بالكتب الكثيرة ، وكان يرتاده العلماء من كل أنواع الاختصاص ، فترجمت كتب كثيرة ،
وألف غيرها.
وعند ما استولى الفاطميون على تونس
اهملت القيروان لأنها كانت معقلا من معاقل السنة المالكيين. وبنى عبيد الله عاصمة
جديدة له أسماها المهدية. ولكن تأثير القيروان كان قد ذهب بعيدا الى فاس وقرطبة.
وكان في القيروان بيمارستان هو الأول من
نوعه في افريقية انشىء في مكان يدعى « الدمنة » فأصبح اسم المستشفى « الدمنة ».
ويبدو أنه كان كبيرا فيه اكثر من ثلاثين
غرفة للمرضى ، وكان يزوره الأطباء ، كما كان يزوره أمراء الأغالبة في المناسبات
لتفقد أحوال المرضى وأشهر من اهتم به هو زيادة الله الأكبر. كما ألحقت به مجذمة.
وكان الوجهاء والأغنياء يتبرعون بالمال
والعطايا لمساعدته.
وظل المستشفى قائما حتى خراب القيروان
من جراء الزحفة الهلالية في منتصف القرن الخامس للهجرة.
ومن المؤسف أنه لم يصلنا وصف مفصل ودقيق
للبيمارستان القيرواني ولكننا نجزم بأنه كان لا يقل تنظيما عن مثيلاته من
بيمارستانات الشرق كالبيمارستان
العضدي.
والمعلوم أنه كان لكل بيمارستان أوقاف
كثيرة تموله علاوة على الهدايا
والهبات ، كذلك كان
يعمل به عدد وافر من الأطباء كل في اختصاصه :
كالجرائحي ، والكحال ، والطب الداخلي. وكان للأطباء رئيس وفيه قسم للأمراض السارية
الخطرة كالجذام ، وقسم للمجانين. وصيدلية يقوم عليها صيدلي ومساعدون.
وكان البيمارستان عبارة عن مدرسة طبية
أيضا فيها أساتذة كبار وطلاب من مختلف الأصقاع والأقطار ، ومكتبات عامرة.
ونظرا للمكانة التي كان يتمتع بها ابن
الجزّار فلا شك بأنه كان استاذا في هذا البيمارستان الشيء الذي دفعه الى تأليف
الكتب العديدة لحاجة الطلاب لها. كذلك طلابه الذين تخرجوا عنه ، والأطباء الكثيرون
الذين ذكروا مؤلفاته في كتبهم.
وهكذا تشكلت في القيروان مدرسة طبية
تدعى بالمدرسة الطبية القيروانية. وتضم « المدرسة القيروانية الطبية » لفيفا من
مشاهير الأطباء العرب.
وكان أول من بدأ الطب فيها اسحاق بن
عمران ، وهو مسلم
النحلة ، على عكس ما يوحي به اسمه. وكان يلقب بسم ساعة أي أنه كان سريع شفاء
المرض. ولد ونشأ في بغداد ولا نعرف عن نشأته الا القليل ولكننا بمقارنة الزمن الذي
عاش فيه ، لا بد أنه قد أخذ عن أكابر العلماء في ذلك في « بيت الحكمة العباسي » وبلغ
من شهرته أن استدعاه الخليفة الأغلبي زيادة الله. وقصة وروده الى افريقية والشروط
الثلاثة التي وعد بها الخليفة ثم حنث بها مشهورة.
وهكذا قتل ابن عمران عام ٢٩٤ أو
٢٩٥
ه (٩١٧ ـ ٩٠٨ م) ، ولم تلبث دولة الأغالبة بعد
وفاته بقليل أن انهارت .
وقضى في تونس قرابة العشرين عاما. ويذكر
ابن أبي أصيبعة له : ثلاثة عشر كتابا في مختلف المواضيع الطبية.
فيكون اسحق رأس المدرسة الطبية
القيروانية التي كانت امتدادا
____________________
للمدرسة الشرقية
البغدادية وجزءا منها.
ومنهم أيضا : اسحاق بن سليمان
الاسرائيلي
، وهو أستاذ أحمد بن الجزّار ، نشأ في مصر وتعاطى الكحالة ، ثم قدم الى تونس لخدمة
الأمير زيادة الله الثالث عام ٢٩٢ ه ـ ٩٠٥ م ، وتتلمذ
على ابن عمران. وعمّر طويلا حوالي المئة سنة.
وعند ما انتهت دولة الأغالبة ، انقلب
عليهم وانضم الى خدمة عبيد الله المهدي ، وكان الى جانب براعته في الطب بارعا في
المنطق والفلسفة.
« وكان معاصروه من يهود افريقية يجلونه
اجلالا عظيما حتى انهم اسندوا اليه رياستهم الدينية ، وقد ألّف لهم كثيرا من الكتب
في تفسير تعاليمهم كما سن لهم تقاليد شرعية ساروا عليها الى زمن الزحفة الهلالية وبعدها
بقليل ».
وله كتب كثيرة ، كان يفتخر بأحدها وهو
كتاب الحميات الذي ترجمه قسطنطين الافريقي الى اللاتينية ، وهو الكتاب الوحيد الذي
لم ينتحله لنفسه وذكر اسم مؤلفه الحقيقي ... ربما لقلة أهميته.
ومن أطباء القيروان أيضا : بنو الجزّار. أولهم عم أحمد ، الذي تتلمذ على ابن عمران
وتلميذه الاسرائيلي ، كما أخذ عنه أحمد وصفات طبية عديدة يذكرها في كتبه.
وابراهيم بن الجزار ، والد أحمد ، كان
كحالا ويعمل مع أخيه.
ومن أطباء المدرسة القيروانية ايضا زياد
بن خلفون
، وخدم المهدي.
ويصفه ابن عذارى بقوله : « وكان زياد بن خلفون عالما
بالطب حسن الذهن فيه وكان عبيد الله قد احتاج الى زياد فقربه من نفسه ».
وقتله بعض حساده في القيروان عام ٣٠٨ ه
/ ٩٢٠ م.
ومن المعلوم أن أطباء ذلك الزمان كانوا
يجمعون العلم والأدب والفلسفة ، الاّ أن ابن ظفر غلب عليه الأدب ، اذ كان شاعرا وأديبا
، قال عنه ابن عذارى « كان أديب دهره ، وطريف عصره ، علما وفقها وأدبا ووفاء » ولم
تقتصر شهرة وتأثير وفضل المدرسة القيروانية على افريقية
والمغرب والأندلس ، بل
كان لها باع طويل في نشر العلم في أوروبا نفسها ، وتأسيس أحد أركان النهضة
الأوربية.
اذ انتشرت العلوم الطبية العربية الى
أوربا عن عدة طرق : الأندلس ، وذلك بالترجمات التي جرت بشكل خاص في طليطلة على يد
جيرار الكريموني.
ومباشرة من الشرق عن طريق الحروب
الصليبية والطرق التجارية ، وبعض الرحالة أمثال الباجو الذي زار دمشق ، ومكث فيها
ردحا من الزمن وترجم بعض الكتب.
أو عن القاهرة والاسكندرية بالطرق
نفسها.
كذلك عن طريق هام جدا ألا وهو جزيرة
صقلية ومدرسة ساليرنو في جنوب ايطاليا.
وعن هذه الطريق الأخيرة انتشرت المدرسة
الطبية القيروانية. وكان في ساليرنو مستشفى منذ القرن السابع الميلادي ، وانشئت
فيها مدرسة طبية. وفي بداية القرن العاشر جعل الملوك يستدعون أطباءها ويترددون
عليها للعلاج.
ولكن طب ساليرنو كان اغريقيا لاتينيا.
وشعر أمراء المدينة بتفوق الطب العربي وتقدمه
، فبدأ الملوك النورمانديون أمثال فريدريك الثاني بتشجيع العلماء العرب على القدوم
اليهم ، وعلى ترجمة كتبهم.
لذلك فعند ما قدم قسطنطين الافريقي الى
ساليرنو كانت التربة مهيأة لغرس الطب العربي فيها.
وحياة قسطنطين فيها قسمان (حسب ما جاء
في سيرته التي كتبها بير داكر P. DACRE) الأول : شبه مجهول وخرافي اذ يقال انه ولد في قرطاجنة (التي تعني
تونس على الأكثر) ،
ثم ذهب الى العراق وسوريا ومصر ، ومنهم من يضيف الحبشة والهند ، وعند ما عاد الى
تونس من جديد اتهم بالسحر والزندقة فهرب الى ساليرنو.
الاّ أننا لا نجد لا سمه ذكرا في كتابات
الأطباء أو المؤرخين العرب.
كذلك فان العلم في تونس كان قد بلغ شأوا
عاليا فلما ذا اتهم بالسحر ويهرب سرا؟؟.
كلها أسئلة لا تزال بدون جواب!.
المهم أنه تونسي (١٠١٥ ـ ١٠٨٧ م) نقل العلم العربي
الى أوربا.
وكما يقول لوكلير ان ذلك لا يعني الا شيئا واحدا وهو أنه
جزء من المدرسة العربية وقد سبب في أوربا بداية النهضة الطبية ولهذا فان مكانته
ستظل هامة في تاريخ طب العصور الوسطى ». ويبدو أنه كان مسلما ثم تنصّر.
أما القسم الثاني من حياته فهو معروف اذ
أنه بعد أن تعرف على أمير ساليرنو دخل في رهبنة مونتي كاسينو ، وكتب كتبا كثيرة.
ذهب بها تلميذه حنا JEAN الى نابولي ومات هناك ، وهو عربي فارسي الأصل.
ويقول لوكلير « يعطي (قسطنطين) اسم المؤلف الحقيقي
للكتب التي ترجمها مرة واحدة فقط
، بينما في الكتب الأخرى ، وهي أهم ما ترجمه ، لا يكتفي بكتمان الاسم الأصلي
للمؤلف ، بل نجده يضع في المقدمة أسماء أطباء يونانيين ، كما لو أنه كان يريد
تقديم البديل ».
أما كتاب ابن الجزار « زاد المسافر » فقد
ترجمه تحت اسم VIATIQUE ولم يذكر اسم ابن الجزّار.
كذلك فعل بكتاب علي بن العباس المجوسي :
الكتاب الملكي اذ ترجمه تحت اسم PENTAGNI.
والأقبح أنه كتب في مقدمة كتاب ابن
الجزّار ما يلي
: « أنا ، قسطنطين راهب مونتي كاسينو ، أعمل لخير الجميع ، لقد نشرت كتاب بانتاغني
، حيث يجد البعض فيه النظريات ، ويجد البعض الآخر النظري والعملي ، أما بالنسبة
للمبتدئين ، فقد ألفت كتابا أسهل ... واذا ما وضع بعضهم أنيابهم على الكتاب ، فلسوف
ألقي بهم نياما في ضلالاتهم .. اعتقدت
____________________
بأنه من الضروري أن
أنبّه الى هذا ، لان رجالا حسودين من عمل الآخرين ، عند ما يقع بين أيديهم كتاب
غريب ، فسرعان ما ينتحلونه لأنفسهم ويضعون اسمهم عليه؟ ».
وهذا ما كان يفعله هو تماما. اذ كان
ينتحل الكتب التي يترجمها لنفسه. وترجم مع مساعديه قرابة الأربعين كتابا.
وقد ترجم « زاد المسافر » الى
اليونانية. ويعتقد لوكلير أن قسطنطين قد ترجمه بمساعدة أحد الرهبان لأنه لم يكن
يتقن سوى اللاتينية.
وانتشر العلم العربي من مدرسة ساليرنو
الى سائر جامعات أوروبا اذ أن جمعا منهم ذهب
عام ١١٦٠
م الى جنوب فرنسا وخاصة مونبيليه التي تعد وريثة ساليرنو. ومن علمائها بيير جيل دور
كوربي * الذي نقل تعاليمها الى مونبيليه ثم باريس وأصبح طبيب الملك فيليب أوغست ولقب
« برسول ساليرنو عبر الألب ».
وكان لها أيضا تأثير كبير على جامعات
باليرمو ، وبولونيا ، وبادوفا في ايطاليا. وهي المدارس التي انطلقت منها النهضة
الأوروبية.
وهكذا وكما يقول لوكلير « نعتقد مع دالا
نبرغ أننا مدينون له (لقسطنطين) بالكثير لأنه فتح عيون اللاتينيين على كنوز الشرق
وبالنتيجة على اليونان وأنه يستحق لقب مطعم الغرب بالرسائل الطبية الشرقية ، وأنه
من العدالة أن يقام له تمثال قرب ساليرنو ». وكان الفضل في هذا يعود الى التونسي
قسطنطين سليل المدرسة القيروانية العربية.
* * *
____________________






الكتاب
الكتاب
تؤكد كل المراجع على أن لابن الجزار
كتابا عن أمراض المعدة. ويرد اسم الكتاب بأشكال مختلفة. فهو كتاب « في المعدة وأمراضها
ومداولتها » بالنسبة لابن أبي أصيبعة ، وكتاب « في المعدة » أو « في طب المعدة » كما
ورد في مخطوطة الظاهرية.
ويذكره كل من بروكلمان ، وأولمان ، وسيزكين.
ويؤكدون جميعا على أن قسطنطين الافريقي
قد ترجمه الى اللاتينية ونسبه الى نفسه.
ويدعي بعضهم أنه أخذه عن كتاب لروفس وهو
« مقالة في تدبير المسافر » ، كما أننا نجد ذكرا لكتاب ابن الجزار الآخر « زاد
المسافر » في الكتاب ، مما يؤكد نسبته ، ويدل على أنه قد ألفه بعده.
كذلك فان ابن الجزار لا يني يذكر وصفات
أخذها عن عمه محمد بن أحمد. والمعروف أن ابن الجزّار سليل عائلة اشتهر أفرادها
بمزاولة الطب ومنها عمه محمد.
وتوجد في العالم نسختان فقط من الكتاب :
الواحدة في المكتبة الظاهرية بدمشق تحت الرقم : [ ١٥ ط
] الرقم القديم ٣١٦٦
طب ٩٩ وهي التي اعتمدناها لأنها الأكمل ، وتقع في
١٤٠
ورقة أبعادها : ١٦ * ٢٥ سم.
وتحتوي كل صفحة على ١٣ سطر تقريبا ، وكل سطر على ٨ كلمات وسطيا.
والخط نسخي قديم رديء ، صعب القراءة ، بلونين
أسود وأحمر ، وبعض المقاطع مطموسة لا تقرأ.
وقد كتب على الصفحة الأولى كلام يفهم
منه أن معتوق بن بكر بن عمر
ابن البروري
البغدادي قد كتبه عام ٦٩٥ ه
(١٢٩٥
م) وأن ابنه محفوظا قد أوقفه على طالبي العلم
من سائر طوائف المسلمين ، وقفا مؤبدا بخزانة « نزيه الواقف بسفح جبل قاسيون
بالصالحية بزقاق مجاور لمسجد بن براق » على أن يكون لاولاده من بعده « الأرشد
فالأرشد » وعلى كل من يقرأة أن يقرأ الفاتحة على روح الواقف.
ثم ينزل اللعنات على كل من يخالف ذلك. ويذكر
تاريخا لكنه بكل أسف غير كامل لأن أسفل الصفحة ممزق.
وبعد الصفحة الاولى نلاحظ نقصا بسبب بتر
النص والانتقال من المقدمة الى الكلام عن القوى الأربع.
ثم يستمر الكتاب بشكل متسلسل ويتوقف
ثانية بعد الورقة : ٦٥
، والكتاب مخروم الآخر.
أما النسخة الثانية فهي موجودة في مكتبة
دير الاسكوريال باسبانيا ضمن مجموعة تحت الرقم ٨٢ ، والكتاب يقع في القسم الرابع ،
ومؤلف من اثني عشر ورقة فقط ، من الورقة ٦٨ الى الورقة ٨٠ أي أنه جزء من الكتاب وليس كله.
وأبعاد صفحاته : ٢٣ * ١٥. وعدد الاسطر
في كل صفحة ٢٢ تقريبا. وفي كل سطر : ١٠ كلمات.
والخط أندلسي جميل وواضح. إلا أن أجزاء
بعض الورقات مطموسة.
ومن حسن الحظ أن هذه الورقات على قلتها
جاءت تكمل نقص نسخة الظاهرية تقريبا.
فبعد انقطاع النص في نسخة الظاهرية في
البداية يأتي نص نسخة الاسكوريال ليتحدث عن تشريح المعدة ، وعن وظيفتها.
وتكمل نسخة الاسكوريال نهاية نسخة
الظاهرية مع تاريخ نسخها وهو : ٥٧٥ ه.
ولكننا مع ذلك نشك في صحة هذه النسخة.
إذ يرد فيها قوله « ولقد كلمت حنين بن اسحق ، وهو أحد الحذاق من الفلاسفة بصناعة
الطب في
ماهية المعدة ، فقال
.... ».
والفارق الزمني بين الاثنين كبير ، لا
يقل في أضعف الأحوال عن خمسين سنة.
إذ ليس من المعقول أن يكون ابن الجزّار
قد ذهب الى بغداد وعرف حنين ، ولربما أن ابن الجزّار نسخ هذا المقطع من كتاب لأحد
المؤلفين الذين عاصروا حنينا ، أمثال يوحنا بن ماسويه الذي خدم هارون الرشيد وولديه
المأمون والأمين وعاش حتى أيام المتوكل إذ توفي عام ٢٤٣ ه / ٨٥٧ م في سر من رأى.
أما الورقة ٦٧ ، فقد أهملناها لأنها
مبللة ومبقّعة ، وصعبة القراءة ولأننا لم نستطع أن نجد لها مكانا في تسلسل
الأوراق. وللامانة العلمية نشرنا صورتها بالدقة اللازمة.
وللكتاب مكانة خاصة ، فهو من الكتب
الأولى والنادرة المكرسة كليا لمرض عضو واحد. والعضو هذا ذو أهمية كبرى نظرا لكثرة
اصابته في البلاد المتوسطة ، بسبب النظام الغذائي الذي يعتمده سكانها ، وهو نباتي
يدخله الدهن ، والقليل من اللحم. الى جانب الأمراض ـ الهضمية الناجمة عن الجراثيم
والميكروبات ، وخاصة على الطفيليات المختلفة.
ورغم أن الكتاب غير مقسّم الى فصول وأبواب
، فهو مكتوب بروح علمية واضحة بحيث أنه بامكاننا تقسيمه الى ثلاثة أقسام :
الأول : مكرس لتشريح المعدة ووظيفتها.
والثاني : مكرس للامراض الناجمة عن
اضطراب الوظيفة الهضمية.
والثالث : للأمراض الخاصة كالأورام وغيرها.
ويبدو الكتاب أقرب الى مفهوم الكناش.
فلا تبويب فيه ، ولا مقالة بل قول ، ولا باب ولا فصل.
انما قول في مرض ما أو عرض للمعدة يقدم
بشكل جيد مبسط وتتبعه وصفات علاجية مختلفة متعددة. وهو في هذا كثير الشبه بكتاب « المنصوري
» للرازي. والذي يبدو لي أن ابن الجزّار قد تأثر بهذا الأخير
كما سبق وأشرنا
اليه.
يبدأ الكتاب باشارة الى أنه مهدي لولي
العهد ابن أمير المؤمنين فإذا كان أمير المؤمنين المعز لدين الله فلا شك أن ولي
عهده وهو العزيز ابنه.
ولا نرى صفة أو مديحا للامير. بل على
العكس مديحا طويلا لمن « صرف رأيه وهمه ولطيف عنايته وفكره الى الاجتهاد ». مما
يدل على اعتزاز ابن الجزّار بعلمه وتقديمه الاجتهاد على كل شيء.
ولكنه يعود فيذكر الأمير فيقول : « وحق
ما عظم الله من حق الأمير سيدي ومولاي لو اقتصر الأطباء على واحد من هذه المزاجات
وعالجوا به من ضعف ذا العلل المتولدة في المعدة من البرد لكان فيه مبلغ وكفاية
لشرف هذه المزاجات وفضلها وما تعرفناه من نجحها » فهو في هذه الفقرة ، يؤكد
احترامه للأمير ولكنه أيضا يشدد على اعتداده بنفسه وبعلمه وثقته بنفسه.
ويعتمد ابن الجزار في كتابه على آراء وأقوال
كل من أبقراط وجالينوس وبروفوس وقولوبوس وأفلاطون ، وفولوبوس ، ولكنه لا يمجدهم ،
ولا يضيف عليهم تلك الهالة القدسية التي يضيفها غيره من المؤلفين خاصة من
المتأخرين منهم.
أما من الأطباء العرب فهو يذكر يحيى بن
ماسويه ، اسحق بن عمران ، وابن بطلان وسابور بن سهل ، إذ يأخذ عنهم ويستشهد
بآرائهم.
كذلك فهو يذكر عمه محمد بن أحمد ، وما
خلا ذلك فهو يكتب ، وكثيرا ما يؤكد ، على أنه ألف الشراب كذا ، أو الدهن كذا ، ويقول
أنه قد جربه وتأكد من نجاحه.
وفي المقدمة نراه ينتقد عددا من
المؤلفين القدامى أمثال : تياذوق ، وجرجيس بن يختيشوع يوحنا بن ماسويه ، واهرن
القس. وذلك لأنهم لم يشرحوا بشكل مفصل وجيد الأسباب والعلامات التي يجدها المرء في
أمراض المعدة.
وينتقد بشكل خاص اهرن الذي قال بأن من
قرأ كتب جالينوس استغنى عن كل ما كتب. ويتهمه بأنه لا يريد تعليم الناس الطب ، فهو
يضن
عليهم بعلمه وبخبرته
، ويحيلهم الى جالينوس.
ثم ينتقل الى ذكر أهمية المعدة ، فهي
عضو أساسي يتعلق بها أعضاء كثيرة ، كما أن منفعتها للجسم كبيرة فهي التي تستقبل
الطعام وتحيله الى كيموس.
ثم يدخل في تشريح المعدة وينقل عن
جالينوس وصفها ، (وأحيل القاريء الى البحث عن تشريحها وفيزيولوجيتها).
ثم ينتقل الى وصف فيزيولوجية المعدة ، إذ
يتصدى للقوى الأربعة للمعدة فيشرحها ببساطة وسهولة ويسر ووضوح.
وكان القدماء يعتقدون أن للمعدة قوة
تجذب الطعام اليها ، فسمّوها القوة الجاذبة. ثم تقوم قوة أخرى بالامساك بالطعام
أسموها : القوة الماسكة. وخلال ذلك تقوم قوة ثالثة بهضم الطعام أسموها : القوة
الهاضمة. وأخيرا تدفع ما تبقى من الطعام قوة دافعة لينطلق في الاثنى عشر. ونسبوا
حسب النظرية البقراطية ، لكل قوة صفات خاصة :
فالقوة الجاذبة : حارة يابسة.
والقوة الماسكة : باردة يابسة.
والقوة الدافعة : باردة رطبة.
والهاضمة : حارة رطبة.
فاذا كانت القوى هذه تعمل بشكلها
الطبيعي كانت حالة الاعتدل أما إذا اضطربت فتنتج عن ذلك أمراض مختلفة أسبابها سوء
المزاج وله عدة أشكال :
إما بطلان القوة.
أو نقصانها.
أو أن تكون على غير ما ينبغي لها.
ولنفرض أن القوة الجاذبة هي المصابة ، فاذا
بطلت حصل : استرخاء المعدة ، وإذا نقصت : تعسر الجذب وظل زمنا طويلا ، وإذا كانت
على غير
ما ينبغي : جذبت بتشنج
واختلاع ورعشة وإذا أصيبت قوتان كانت الأعراض مزدوجة.
وينتج عن ذلك : تخلف الهضم ، أو سوؤه ، أو
الحموضة ، أو القولنج ، أو زلق الأمعاء ، أو النفخ والقرقرة.
ولكي تحفظ هذه القوى على ما يلائمها
فيجب الاعتماد على ثلاث : الأدوية ، والأغذية والأشربة. ومبدأ المعالجة هو مبدأ
أبقراطي أي المعالجة بالضد ، فاذا ضعفت الجاذبة مثلا : يكون ضعفها عن افراط حرارة
ملتهبة لذا تعالج : بالأشياء الباردة المقوية : كشراب الورد ، وربّ الحصرم مثلا ...
والقوة الماسكة يعالج ضعفها بالأشياء القابضة اليابسة : كالورد والبلوط ... الخ ...
وفي فقرة أخرى (دلائل مزاج المعدة) يعتبر
ابن الجزار ألم المعدة ناجما عن ثلاث أجناس : أما تغير المزاج : كأن يغلب أحد
الأمزجة على الأخرى ، واما بسبب الأورام ـ والسدد ، واما من انحلال الفرد كحدوث
القرحة أو السحج أي الجروح الخفيفة.
والواقع ، انه كلما قلنا آنفا ، لكل
معدة مزاج. فالحارة المزاج تكون أسرع هضما ذات شهية أجود. أما الباردة فشهيتها
للطعام أفضل من استمرائها له ، واليابسة : سريعة العطش وتأكل قليلا .. وهكذا.
فاذا تغير المزاج في حال المرض أصبح
المريض يشتهي من الأطعمة ما هو ضد مزاج معدته. ويشدد ابن الجزار على العلاقة بين
النفس والمعدة ، فيؤكد أنه إذا أصاب فم المعدة آفة ، فان النفس أيضا تصاب بالضرر ويذكر
أن جالينوس ذكر أربعة أسباب لاختلاط الذهن الناجم عن اصابة فم المعدة.
وكان القدماء يولون فم المعدة أهمية
كبرى فقد كانوا يعتقدون أنه على صلة بالدماغ عن طريق العصب السادس ، وان بينه وبين
الطحال وعاء يسمح للسوداء بالعبور والانصباب في فم المعدة (الفؤاد) فتتهيج شهية
الطعام (الشهوة).
ثم ينتقل الى القول في القوى الطبيعية
الأربعة. فيذكر ان جالينوس قد قال في كتابه « المزاج » : « ان مزاج كل واحد من
الاعضاء ، أكثر ما يعرف بأفعال الأعضاء » أي يستدل على حال العضو من الصحة أو
المرض بجودة عمله : فاذا كانت المعدة تستمرىء الطعام جيدا فهي معتدلة المزاج أي
طبيعية. وإذا اضطرب الهضم معنى ذلك أنه حدث سوء مزاج لأسباب مختلفة. وفي « التدبير
النافع لتغيير مزاج المعدة من الأدوية والأغذية والأشربة » وفي « القول في اصلاح
المعدة » يتصدى للمعالجة ، وتكون بالضد. فيسخّن البارد ، ويبرّد الحار ، ويرطّب
اليابس ، ـ وييبّس الرطب. ويستشهد بقول أبقراط : « الضد للضد أشفى ، والشكل للشكل
أكفى » وقال : في فصل آخر « النظير للنظير والضد للضد ». كذلك هي الحال بالنسبة
للمعالجة فمن كان سبب مرضه الامتلاء فشفاؤه يكون بالاستفراغ الخ ... ثم يسرد قائمة
طويلة لأدوية مركبة مختلفة من أقراص وشرابات ، ولخالخ ، واطريفلات ، بعضها مأخوذ
عن ابن ماسويه ، والبعض الآخر من تأليفه هو وعددها كبير ويؤكد دوما أنه قد جربها وتأكد
من نجاحها. ومن بينها ما يصفه بأنه « ملوكي طيب عطري مما ينبغي أن يستعمله السادة
الأشراف » وبعدها تأتي الجملة التي يؤكد فيها أنه لو اقتصر الأطباء على واحدة من
هذه الوصفات وعالجوا بها مرضاهم المصابين بأمراض ـ المعدة الناجمة عن البرد لكان
في ذلك كفاية لما تعرّف عليه من نجاحها. ويذكر من طرق المعالجة : الحمّام ، ويصف
كيفية استعماله بدقة.
وبعد ذلك الفصل العلاجي الطويل ينتقل
الى القول في التدبير الحافظ لصحة المعدة « وهنا يدخل في الطب الوقائي لامراض
المعدة فيؤكد على أنه يجب كبت الشهوة واللذائذ والنظر الى الطعام كأنه دواء يقصد
منه المنفعة. ومن كثر طعامه ضعفت معدته وأصيبت بالتخم. وعلاجه ترك الطعام وهو
يشتهيه ، وترك الشراب دون البلوغ الى حالة الاستقصاء ».
ويستشهد بقول جالينوس في كتاب ابيذيميا «
تستدام الصحة بشيئين : بالامتناع عن الشبع ، وترك التكاسل عن التعب » ، و « ان ادمان
الرياضة قبل الطعام من أبلغ الأشياء في حفظ الصحة » و « قال : غرضي في الطعام
أن آكل لأحيا ، وغرض
غيري في الطعام أن يحيا ليأكل ». ويؤكد على أن تغيير مواعيد الطعام مضر أيضا ، والانتقال
يجب أن يكون تدريجيا. ثم يتحدث عن « القول في الأورام الحادثة في فم المعدة » وهنا
تبدو لنا جليا الأهمية الكبرى التي كان القدماء يولونها لفم المعدة بحيث أن
جالينوس قال : يجب أن يدخل فم المعدة في عدد ـ الحواس. لأن فيه حسا خاصا ، فاذا
أصيب حدثت الأغراض التي تصيب شهية الطعام أي البطلان أو النقصان أو الفساد.
ويقول انه إذا كان الورم حارا ، أحس
المريض بوجع شديد وحمّى وعطش شديد وحرقة مفرطة.
أما إذا كان باردا شعر المريض بثقل ووجع
رخو من غير عطش ولا حرقة ، وحدث تغير في تواتر النفس بسبب قرب فؤاد المعدة من
الحجاب الحاجز.
وقد تزداد الأعراض سوءا فتنتشر الى
الكتفين والصدر والمنكبين ، وقد يزمن الورم حتى يقذف القيح منه. ثم ينتقل الى
المعالجة فيصف عدة وصفات مختلفة وفي « القول في القروح المتولدة في المعدة » يقول
أنه بعد أن يزمن الورم ويقذف القيح تتولد القروح بسبب سيلان القيح والصديد في خمل
المعدة فتذهب الشهية ، ويجف الحلق والفم ، ويحصل جشأ دخاني منتن ، كذلك تنشأ
القروح بسبب آخر هو افراط كيموس حاد وصفراوي على المعدة فيحرق خملها وتحصل قروح
شبيهة بالقلاع. وإذا لم تعالج حصل زلق المعدة ، ثم يتحدث عن المعالجة بالأدوية والحمية.
وفي « القول في بطلان الشهوة للطعام » نجده
يحدد المعنى المقصود وهو فقدان الشهية وغيابها كلية ، وان لهذا ثلاثة أسباب : فقدان
حس فم المعدة وأسبابه أيضا ثلاثة : اما من الدماغ كما يحصل للمبرسمين ، أو اصابة
العصب الذي يأتي الى المعدة من الروح السادس ، أو بسبب رباط أو معالجة جراحية. والسبب
الثاني لفقدان الشهية : البلغم الزجاجي الذي يطفيء ببرده حر الغريزة المعينة
للمعدة في الهضم. والثالث : كيموس حار أقصر الحموضة التي في المعدة المهيجة
للشهية. ويصف أعراض كل اصابة ، وينتقل الى معالجتها.
وبعدها يصف نوعا من اصابة شهية الطعام وهي
: البوليمس أي ازدياد الشهية المفرط ويقول ان سببها البرودة إذا أفرطت على فم
المعدة وتفاقمت فهي تخمد الحرارة الغريزية فتضعف الأعضاء فيسبب ذلك الغشى كثيرا ،
والطريف أنه يؤكد أن من أحد أسبابها داء البولة (السكري).
أما أنواع الشهية الرديئة والغريبة
فيكرس لها بحثا يقول أنها اشتهاء الأطعمة ـ الحريفية والعفصة والحامضة ، أو الفحم
والطين وما شابه. ويقول أنها الشهية القبيحة ، وسببها اخلاط فاسدة. وأشهرها : الوحم
عند المرأة الحامل ، والتدبير الكفيل بازالتها هو تناول المقيئات والحمية وو صفات
خاصة.
أما الشهوة « الرديئة » فيخصص لها قولا
فيقول فيه انه إذا تهيجت شهوة الطعام بافراط عندئذ تدعى الشهوة الكلبية ولها ثلاثة
أسباب : سوء مزاج بارد وأما خلط حامض وأما لقلة الحرارة أو ضعف القوة الماسكة.
والسبب الحقيقي خلف كل هذا هو نفاذ
الطعام بسرعة اما الى الجسم واما الى الأمعاء ومتى خلت المعدة من الطعام هاجت
الشهوة.
ثم ينتقل الى التدبير النافع لهذه
الشهوة الكلبية ، والمعالجة طبعا سببية وبالضد. ويذكر أن جالينوس قد أشفى الكثيرين
من المرضى أصيبوا بها باسقائهم الخمر ذو الاسخان القوي الفوري.
ثم ينتقل الى حديث عن « بطلان شهوة
الشرب للماء » وأسبابه ثلاثة أيضا : كثرة الرطوبة ، أو البرودة ، أو قلة حس
المعدة. وعندئذ تعالج بما يناسب. وذلك بتنقية المعدة من الرطوبة اما بالقيء واما
في رفق واما بالاسهال بالادوية التي تنقي المعدة ، ويذكر عددا من الجوارشنات
المناسبة.
وينتقل الى الحديث عن « العطش المفرط » فيقول
ان سببه ألم الأعضاء الباطنة خاصة فم المعدة ثم المعدة ثم المريء ثم الرئة ثم
الكبد ثم المعاء المعروف بالصائم. وأسباب اصابة هذه الأعضاء هو سوء المزاج أو
اضطرابه أو غلبة مزاج على آخر.
ويذكر أنه إذا التهبت الكليتان وضعفتا
فلا يروى صاحب هذه العلة
من الماء ولا يذهب
عطشه ، ويقول أنه قد بين سببها وبيّنه وذكر معالجتها في كتابه « زاد المسافر ».
ثم يخصص قولا لمعالجة فرط العطش بطرق
شتى ، وو صفات يؤكد أنه « اختبرناها وعلمنا سرعة نجحها ، وعظيم منفعتها ».
بعد ذلك يناقش « ماهية الفواق وصفته » ويقول
نقلا عن جالينوس أنه حركة على غير ما ينبغي في البداية من القوة الدافعة وبعد ذلك
من القوة الماسكة. ويفرق بين التهوّع والفواق : فالأول يستفرغ ما هو موجود في فضاء
المعدة ، والثاني ما هو في جرم المعدة ، وأسبابه كثيرة منها الامتلاء ، أو
الاستفراغ ، أو برد ، أو ريح ينفخ في المعدة. فالسبب الأول يحدث للمشايخ والمترفين
والثاني يكون عن القيء الشديد والاسهال والحمى الحادة ، ويكون عند الشباب ومن يكثر
من التعب والنصب.
ويذكر بقول أبقراط أن الفواق يعرض لتشنج
في رأس المعدة والمريء.
وإذا كان البرد هو السبب فيكون من
التعرض للبرد أو تناول الاشياء الباردة. وإذا شعر المريض بنفخ في المعدة والبطن وامتداد
فيهما فيكون السبب من قبل الريح. أما إذا شعر بثقل في فم المعدة فمعناه اصابة في
فم المعدة وهي ورم.
أما المعالجة فهي سببية وبالضد. فاذا
كان السبب الامتلاء فالقيء والاسهال. وإذا كان البرد فالتسخين.
والعطاس جيد كما قال أبقراط. ثم يسرد وصفات
طبية مختلفة منها ما يؤخذ عن طريق الفم ومنها ككمادة توضع على المعدة ، أو دهون.
وقد يسكن الفواق ، حسب جالينوس ، بحبس
النفس ، والتثاؤب.
ونصل الى « القول في الجشأ الخارج عن
الاعتدال » وهو الذي يصل الى حد دفع الأطعمة التي في المعدة ويمنعها من أن تنهضم ،
فهو ناجم عن ريح هو نفسه ناجم عن ضعف المعدة هذا الضعف سببه سوء مزاج عارض. وله
ثلاثة أسباب : افراط حر المعدة ، أو اجتماع المرة الصفراء فيها ، أو قوة الأطعمة
حارة ، مثل العسل وما أشبه.
وينتقل الى المعالجة بمختلف الأدوية والوصفات.
أما « العلة التي قال لها النافخة » فهي
تعرض من خلط غير ناضج وبارد غليظ يتولد في المعدة وربما في الرأس.
ويقول أن الريح قد تخرج من الفم بالجشأ
ومن ناحية المعقدة. وان لم تخرج سببت نفخا. وقد تكون ريحا حادثة من السوداء جافة
قاصلة فتحدث ضررا عظيما في النفس : كالخوف والفزع الدائم وتوقع الموت ، لأن البخار
من المرة السوداء يرتفع الى الدماغ قد يحدث الوسواس السوداوي.
أما الضرر في البدن الذي تحدثه : فهو
منع القوة الهاضمة من تكميل الهضم وافسادها جوهر الغذاء. فيفسد الطعام والنضج يحدث
ضعف المعدة ، ويفقد البدن التغذية. وعلاجها هو العناية بأسباب الهضم والاحتيال بكل
حيلة في سلامة الغذاء في المعدة من الفساد ، وتناول ـ بالأغذية الرطبة. ويذكر بعد
ذلك وصفات عديدة.
وأما « القيء والغثيان » فهما ناجمان عن
حركة فم المعدة الذي يقذف ما يثقل عليه أو يلذعه مما يرد عليه من الأغذية والاخلاط
الرديئة. أو بسبب اجتماع فضول بلغمانية أو مائية أو فضول مرارية أو ينصب اليها دم.
والسبب هو ضعف المعدة الذي يسبب انصباب الفضول اليها. والسبب اخلاط ردية تلذع
المعدة.
أما خروج الدم بالقيء فسببه انصداع عرق
في المريء أو في المعدة أو تآكله أو انقطاعه. فاذا كان لون الدم أحمر صافيا فذلك
دليل انقطاع عرق في المعدة. أما إذا كان لونه أسود فهو دليل على وجود قرحة في
المعدة ، وانقطاع عرق في أسفل الكبد. وقد يكون مصدره الأمعاء ، إذا لم يجد مخرجا
من الأسفل جال في لفائف الامعاء وخرج بالقيء مثل ما يعرض في القولنج المعروف ـ بالمستعاذ.
وقد يكون السبب الحقن التي تسبب جرحا في الأمعاء.
وقد يعرض الغشي دون اقياء وبطلان شهية
الطعام.
والمعالجة بالاشياء القابضة. ويجب ايقاف
القيء لئلا يضعف المريض.
فاذا كان المريض
قويا نعالجه بما يقطع مادة ذلك الاختلاط من الأعضاء.
وإذا كان القيء من المرة الصفراء يأخذ
العليل حقنة ملينة. أما إذا اضطر للفصد فيفصد الباسيليق في الذراع الأيمن. ثم يذكر
عددا من الوصفات الطبية. وإذا كان الفصد متعذرا بسبب ضعف المريض أو تقدمه في السن
أو الوقت والزمان عندئذ يحجم الكاهل أو في الساقين.
وفي استدعاء القيء نجده يؤكد أنه ليس
مما ألفته الطبيعة فلا يستدعى إلا في حالات خاصة : كشرب شراب كثير على غير العادة
، أو تناول طعام كثير ، أو إذا عرضت في ثقل الجسد ، والكسل ، والندم والقشعريرة
فانها تدل على الامتلاء.
ويستشهد بقول جالينوس ان القدماء أمروا
بالقيء بعد الطعام مرة كل شهر ، وينبغي أن تعطى الأدوية على قدر الفضول المتبقية
في المعدة.
ويذكر عدة وصفات لتسهيل القيء. وإذا سبب
القيء ضعفا فيجب أن يعطى أدوية مقوّية للمعدة.
ثم ينتقل الى فصل يتطرق فيه الى الأسباب
التي يفسد بها استمراء الطعام فيذكر أنها ثلاثة : علة القوة الهاضمة ، وفضول تجتمع
في المعدة والثالث بسبب الأغذية. ويكرس فصلا للسبب الأول فيقول ان علة القوة
الهاضمة قد تكون بدئية بسبب سوء المزاج ينكأ القوة ، أو أن يكون عرض لمرض (ورم في
المعدة مثلا).
فاذا كان سوء المزاج حارا حدث : عطاس وحمى
وفساد الطعام مع روائح منكرة.
أما إذا كان باردا : فلا حمى ولا عطش ، بل
يحدث زلق الأمعاء.
أما السبب الثاني : تجتمع في المعدة
مادة كيموس يتولد فيها من فضول الأغذية أو ينصب اليها من الرأس ومن بعض الأعضاء
فتفسد الأطعمة لذلك ثم يتناول تحول الأطعمة في المعدة وطريقة مكافحتها ، واعادتها
الى الأمر السوي. وينتقل الى « القول في فساد الاستمراء » ويقول انه قد يفسد
الاستمراء من غير اصابة معدية ، وذلك فيما إذا كانت الآفة داخلة في الغذاء
قبل دخوله المعدة ويقع
فساد الاستمراء لاحدى أربع خصال : أما لكمية الغذاء ، أو لكيفيته ، أو الوقت الذي
يتناوله الانسان ، أو المراتب في تناوله. ثم يشرح كل حالة من هذه الحالات وما ينجم
عنها من أعراض.
ويقول ان الهضم الكامل يكون أثناء النوم
، وان قلة النوم قد تسبب فساد الاستمراء.
وأنه إذا حدث سوء هضم فان العضو الضعيف
في الجسم هو الذي يتأثر من جراء ذلك فاذا كان الرأس هو الضعيف مثلا حدث سهر أو صرع
أو جنون أو سباب أو وسواس سوداوي.
ثم ينتقل الى تدبير سوء الاستمراء وابطاء
الهضم ، ويجب البحث عن السبب ومعالجته ويبدأ بعد ذلك بتفصيل أسباب سوء الاستمراء
فيقول ان أولى الاسباب هو سوء مزاج القوة الهاضمة ويكون ذلك اما عرضا أو مرضا كورم
المعدة وقد يكون سوء المزاج حارا أو باردا فتختلف بذلك الأعراض.
وفي « القول الثاني من أسباب فساد
الاستمراء » وهذا السبب هو اجتماع كيموس فاسد في المعدة ، أما لفساده هو نفسه أو
الانصباب مواد من الرأس ، فتستحيل الأطعمة الى الدخانية أو الحموضة. وسبب ذلك سوء
المزاج ، فاذا كان باردا غالبا فيخرج الطعام بدون انهضام ، أو في القيء ، أما إذا
كان حارا فيغلب القيء والعطش.
وفي القول الثالث ، والسبب هنا ناجم عن
الغذاء نفسه بسبب كميته أو كيفيته أو وقت تناوله. وينجم ذلك نوم طويل واضطرابات
معوية. ويشدد على أن المرض هو بسبب تناول طعام قبل أن ينهضم الطعام الذي أخذ قبله.
وهنا تبدأ الصفحة / ١٨ / من نسخة الاسكوريال ثم ينتقل الى معالجة سوء الاستمراء وابطاء
الهضم ، ويؤكد على وجوب البحث عن السبب حسب ما ذكر سابقا ثم يعالج.
ويدخل في تفاصيل علاجية مختلفة يستشهد
خلالها بأقوال جالينوس وفولوبوس. ويؤكد على أن العشاء أفضل من الغذاء ، وأن
الاغتسال بالماء البارد في زمن القيظ من أعون الأشياء للهضم.
وهنا تنتهي نسخة المكتبة الظاهرية بينما
تستمر نسخة الاسكوريال ، في تقديم وصفات كثيرة لمختلف أنواع الاصابات.
ثم يتحدث عن ضعف المعدة عن امساك الغذاء
الوارد اليها ، فتخرج الأغذية بسرعة دون انهضام وهو ما يسمّى بزلق الأمعاء ، والسبب
ضعف القوة الماسكة ، أو ضعف الهاضمة أو قروح في المعدة. وسبب الضعف هذا طبعا : سوء
المزاج. باردا كان أم حارا. ويعالج بعد ذلك معالجة ضعف المعدة وزلقها ، والمعالجة
كما هي دوما بالضد ، فاذا كان السبب حارا كان الدواء باردا وبالعكس. ثم ترد وصفات
كثيرة من أقراص وجوارشنات وضمادات. حتى يصل الى الأغذية المفيدة والضارة للمعدة ،
ويتعرض هنا لمختلف أنواع الأغذية كالفواكه والخضار ويصف نفعها ومضارها حسب كل مرض.
وينتهي الكتاب دون ذكر اسم الناسخ انما
يذكر تاريخ النسخ وهو عام ٥٧٥ ه / ١١٧٩ م.
وإذا ما قارنا هذا الكتاب بالمقالة
الرابعة من كتاب زاد المسافر ، المكرسة لامراض جهاز الهضم من المريء الى الشرج ، وجدنا
هذه المقالة مختصرة بالنسبة للكتاب. فهي مؤلفة من ثمانية عشر بابا في ذلك الباب
الأخير المكرس « للدود والحيات المتولدة في الأمعاء » وتقع في / ٣٩ / ـ ورقة (من الورقة
١١٥
حتى الورقة ١٥٤) من مخطوطة المكتبة
الوطنية في باريس المنقولة عن مخطوطة مكتبة دريسدن في ألمانيا الديموقراطية.
ونجد التعابير نفسها في الكتابين ، بل وأحيانا
الاستشهادات والأسماء والجمل نفسها ، كذلك بعض من الوصفات. وبامكاننا اعتبار
المقالة الرابعة مختصرا لكتاب المعدة. وربما وجد ابن الجزار بعد تأليفه كتابه
الزاد ، أنه من الضروري تكريس كتاب خاص بأمراض المعدة ، لكثرة ـ اصابتها ، وتواتر
أمراضها ، ولتوفر المراجع لديه ، وربما لسبب آخر خاص : هو محبته لهذا الفرع من
الطب.
فنحن نعلم أن الطبيب الممارس العام
يداوي علل كل الجسم ، ولكنه ومع الأيام يجد نفسه أميل الى فرع من فنه. بل منهم من
يختص به فيشتهر وربما
كان هذا هو حال ابن
الجزار ، وكان هو الدافع الحقيقي له لتأليف الكتاب.
والمقارنة هذه تؤكد لنا على أن مخطوطة
الظاهرية هي لابن الجزار مرة أخرى ، وتبين لنا مدى اتساع معلومات ابن الجزار وتعمقها
مع الأيام.
وهكذا فكتاب « في المعدة وأمراضها ومداواتها
» هو أول كتاب كرس لهذا الموضوع الهام ، وافتتاح اختصاص « أمراض جهاز الهضم » وهو
تجميع ، وتدقيق ، وتصحيح ، واضافة ، للمعلومات الطبية المتعلقة بهذا الاختصاص في
ذلك الزمان.
تشريح وفيزيولوجيا المعدة
حسب مفاهيم الطب العربي
التشريح
الحد : المعدة هي عضو الهضم الأول.
الموقع : للمعدة فم أو فؤاد CARDIA
، وجرم ، ومخرج هو البواب ويقع في فم المعدة مقابل الذيل الخنجري
(ذيل عظم القص أي APOPHYE XYPHOIDE هو
مائل الى الجانب الأيسر ، لأن الكبد تشغل الجانب الأيمن.
أما جرم المعدة فهو موضوع على الصلب ، وقعرها
مائل الى الجانب الأيمن.
الشكل : شكلها شبيه بأكرة متطاولة ، تبتدىء
من ضيق وتنتهي الى سعة.
وهذا الشكل خاص بمعدة الانسان ، وان أنت
توهمت قرعة مستديرة طويلة العنق يتصل بها من أسفلها عنق آخر كنت قد لاحظت هيئة
المعدة ، ولها في هذا الموضع منفذ يسمى البواب ، وهو أضيق من منفذها الأعلى ، فحيث
هي أوسع فمجراها اضيق ، وحيث هي أضيق فمجراها أوسع. وذلك أنه اذا احتوت المعدة على
الطعام انضم وانغلق هذا المنفذ حتى لا يخرج منه شيء ولا الماء حتى يتم الهضم ثم
ينفتح حتى يصير ما في المعدة الى الامعاء. واستدارتها من قدام ظاهرة ، ومن جهة
الصلب مسطحة وهي مربوطة من هذه الجهة برباطات كثيرة سلسة. وهي مربوطة مع الفقار ومع
غيره من الأحشاء ربطة وثيقة تمسكه.
البنية : لها من داخل عصبانية (ألياف
عضلية) طولانية موافقة لانتاج طبقة المرىء الداخلة. ولكن قوامها أصلب ، وانتساجها
أضيق. وأبلغها في ذلك فمها ، ثم يقل فيها ذلك على التدريج الى أسفل حتى اذا كان
قعرها وجد هناك جوهر لين لحمي.
وراء هذه الطبقة : طبقة اخرى ، ملتصقة
بها ، التصاقا يوهم أنهما واحدة ذاهبة ورابا.
وأخرى : خارجة لحمية ذاهبة عرضا ، وتحيط
بها بعد ذلك طبقة شبيهة بنسيج العنكبوت.
ولها بطانة (خمل) وهي غشاء ممتد الى آخر
المعدة آتيا من الغشاء المجلل للفم.
التروية : تغتذي المعدة من وجوه ثلاثة :
أحدها : بما يتحلل به الطعام ويعد فيها.
والثاني : بما يأتيها من غذاء في العروق
المذكورة.
والثالث : بما ينصب اليها عند الجوع
الشديد من الكبد دم أحمر نقي فيغذوها.
وتأتي الى المعدة عروق كبدية بعضها غير
نافذة الى تجويفها ، وهي قليلة. وبعضها نافذة بفوهاتها مصاصة لصفو الكيلوس ، وهي
اكثر من الأول. لأن الاورطي النازل يتفرع عنه شريانان يأتيان الحجاب الحاجز ويتفرقان
يمنة ويسرة ، وبعد ذلك تتفرق شرايين عديدة في المعدة والطحال والكبد.
التعصيب : بواسطة الزوج السادس القحفي.
ينبت الزوج السادس من مؤخر الدماغ حيث
طرفا الدرز اللامي. وقوامه أصلب مما قبله من أعصاب الدماغ وينقسم الى ثلاثة شعب
متى برزت خارج القحف واحدة في عضل الحلق ، وثانية في أصل اللسان ، وثالثة للعضلة
العريضة التي على الكتف. وينحدر في العنق ملاصقا للشريان السباتي ثم ينحدر الى
أسفل ويجاور الحنجرة فيعطيها العصب الراجع. ثم اذا مر بالرئة تشعب منه شيء فيها ثم
انه يخرق الحجاب وينحدر الى اسفل فاذا حاذى فم المعدة انبث معظمه وأعطاه حسابه.
يكون الشعور بعوز الغذاء. ثم ان باقيه
يتفرع في الأحشاء.
وبهذا (أي العصب السادس) يكون الاحساس
بشهوة الطعام ، وخص هذا العضو بهذه الشهوة ، وذلك لأن ما عداه من أعضاء البدن
ينتهي جذبها اليه وهو لم يجذب من غيره. فاحتاج أن يكون له شعور بعوز الغذاء ليحث
الانسان على طلبه. وصار عصبه دماغيا وليس نخاعيا مع أنه أقرب اليه وذلك لقوة حس
الدماغ.
المجاورات : تقول بعض الكتب العربية
نقلا عن جالينوس أن الكبد يحيط بالمعدة بزوائده الخمسة (فصوصه) كأصابع اليد ، الى
اليمين. ويحدد بقراط عدد هذه الفصوص أيضا بخمسة. ونحن نعلم حاليا أن لها فصان فقط.
والجدير بالذكر أن المجوسي يشك في قول الفاضلين فيقول بأن تشكل
الكبد ليس واحدا عند كل الناس ، بل منهم من كبده تحتوي على فصين أو ثلاثة أما
المرارة فلها مجريان : أحدهما يتصل بالكبد ، والآخر يمر الى أسفل فاذا قارب أواخر
المعدة انقسم الى قسمين غير متساويين : أصغرهما يتصل بأسفل المعدة ، والأكبر
بالمعي الاثني عشر. وربما كان العكس ، وصاحب هذه المعدة يشكو دوما من تهوع وغثيان.
والطحال الى يسار المعدة ، ويلي تقعيرها.
يتصل به مجريان أحدهما يشارك به الكبد واتصاله بها من أسفلها ، فيه تنصب السوداء
اليه.
والآخر متصل بفم المعدة وفيه تنصب
السوداء اليه وتجويف هذا المجرى أضيق من تجويف الأول.
ويقوم الطحال بتنقية الدم من الخلط
الأسود وخزنه الى وقت الحاجة لدفعه الى فم المعدة لأجل تنبيه شهوة الطعام.
____________________
والطحال مائل الى الجهة اليسرى. وصار
وضعه في الجانب الأيسر ، لأن هذا الجانب أقل شرفا من الأيمن.
ومن قدام يجاور المعدة : الثرب ، وهو
يبتدئ عند فم المعدة وينتهي عند الامعاء ، وهو ملتحم بها. وفوق الثرب غشاء أي
الصفاق (البريطوان) وفوقها المراق وعضلات البطن.
ومن خلف : لحم الصلب.
ومن أسفل : الكليتان والمثانة.
ومن فوق : القلب عبر الحجاب الحاجز.
الفيزيولوجيا
ان للمعدة مثل باقي الأعضاء أربعة قوى :
قوة جاذبة : تجذب الطعام اليها وهي : حارة
يابسة وتتناسب مع الطبقة الباطنة الطولية.
وقوة ماسكة : تمسك بالطعام فيها وهي : باردة
يابسة وتتناسب مع الطبقة المؤربة.
وقوة هاضمة : تقوم بتحويل الطعام الى
كيلوس وهي : حارة رطبة.
وقوة دافعة : تدفع بالكيلوس الى الأثني
عشر وهي : باردة رطبة وتتناسب مع الطبقة الخارجة المستعرضة.
وتعمل هذه القوى بشكل متوازن منسجم وهي
الحالة الطبيعية أي المعتدلة. واذا اضطربت نجم عن ذلك الأمراض المختلفة.
وفي المعدة عروق تمتص صفو الكيلوس لتذهب
به الى الكبد. وتوجد عروق أخرى تمتص الكيلوس من الأثني عشر والمعي الدقيق لتذهب به
الى الكبد أيضا وهذا هو الهضم الثاني.
ثم تمتص عروق أخرى ما تبقى من القولون والمستقيم
وهو الهضم الثالث. تجتمع كل هذه العروق لتشكل وريد الباب (أو باب الكبد) وهو لا
يحتوي دما
وهو الذي يأتي بالكيلوس الى الكبد لينطبخ فيها ويتحول الى دم ليخرج منها بالوتين
أو الأجوف ، الذي يتشعب ايضا في جرم الكبد الى
شعب كثيرة تجذب
الغذاء ثم يخرج من الكبد.
تشريح العرق المسمى بالباب (باب الكبد) :
ينقسم الجزء الذي يلي تقعير الكبد الى
ثمانية أقسام
:
اثنان صغيران ، وستة أعظم.
الصغيران : الأول : يتصل بالأثني عشر ،
وقد يتشعب شعبا تتفرق في البانقراس.
الثاني : يتفرق في أسافل المعدة والبواب.
الستة الكبيرة : الأول : يأتي ناحية
الطحال ، تذهب منه شعب الى البانقراس. ثم ينفذ في الطحال. ولكن قبلا ترجع منه شعبة
تنقسم في الجانب الأيسر من المعدة لتغذوه.
وفي الطحال ينقسم الى صاعد ونازل :
الصاعد : شعبة منه تذهب لتغذية القسم
العلوي من الطحال ، والباقي يبرز حتى حدبة المعدة وينقسم الى قسمين أحدهما يتفرق
في ظاهر يسار المعدة ، والثاني يغور في فم المعدة لبعث الشهوة فيها.
النازل : يغذي النصف السفلي من الطحال.
الثالث : يتشعب حول المعي المستقيم ليمتص
ما في الثقل.
الرابع : يتفرق كالشعر في يمين حدبة
المعدة.
الخامس : يتفرق حول معي القولون.
السادس : يتفرق حول الصائم واللفائف
الدقيقة المتصلة بالأعور.
المصادر
ـ رسم ملون لجهاز الهضم وجريان الدم
(بريشة المحقق مأخوذ عن رسم يزين احدى
نسخ كتاب « القانون » لابن سينا المحفوظة في معهد الويلكم في لندن).

يقول شاخت وبوزورث في كتابهما « تراث
الاسلام » المترجم والمنشور في الكويت (القسم الثالث ، ص : ١٢٨ ـ ١٢٩) :
« وأخيرا لا بد لنا من أن نذكر مثالا
فريدا لتأثير التراث الاسلامي على الغرب. ذلك أن مؤسس علم التشريح الحديث اندرياس
فيساليوس Andreas Vesalius نشر عام ١٥٣٨ م « جداوله » التشريحية الستة كدراسة تمهيدية
لمؤلفه الرئيسي المعروف باسم « الصنعة ») FABRICA (الذي
كتبه عام ١٥٤٣
، وقد ورد في النص اللاتيني لهذه الجداول عدد كبير من المصطلحات العربية ، والعبرية
، بل أن بعض المصطلحات كتبت بحروف عبرية ..
وهكذا حملت جداول فيساليوس التشريحية
التراث العربي في الطب الى مطلع العصور الحديثة ».

العنوان والصفحة الاولى لكتاب في الطب
منسوب الى جالينوس ، مترجم من الاغريقية الى العربية. واسم المترجم العربي مكتوب
بحروف عبرية ، والنسخة اللاتينية من عمل اندرياس فيساليوس (١٥٣٨) وتضم ست لوحات تشريحية.
ويظهر في أيسر اللوحة : الكبد كمنتج للدم ، ويخرج منه كما يقول الرسم الشريان البابي
بحسب تصور جالينوس ـ الرسمان الصغيران الى اليمين يمثلان الاعضاء التناسلية (الرسم
العلوي للذكر والسفلي للأنثى).
لا حظ الشبه الشديد مع الصورة الملونة
العربية.
الرموز المستعملة في الكتاب
(...)
|
:
|
كلمة واحدة مطموسة
، غير مقروءة ، وكل ثلاث نقط كلمة.
|
()
|
:
|
كلمة غير مفهومة.
|
/ /
|
:
|
كلام موضوع في هامش
الصفحة ، أو بين سطرين.
|
><
|
:
|
كلمة أدخل عليها
المحقق بعض التعديل بسبب خطأ املائي أو نحوي.
|
[ ]
|
:
|
كلمة أو جملة
مكررة.
|
ظ
|
:
|
نسخة المكتبة
الظاهرية بدمشق.
|
آ
|
:
|
نسخة مكتبة دير
الاسكوريال باسبانيا.
|
ـ ـ
|
:
|
ناقصة في ظ.
|
كتاب
في المعدة أو في طبّ المعدّة
أو
في المعدة وأمراضها ومداواتها
لأبي جعفر أحمد بن ابراهيم
بن أبي خالد
ابن الجزّار القيرواني
كتاب في طب المعدة (ألفه) للسيد الأمير
ولي عهد المسلمين ابن امير المؤمنين عبده أحمد بن ابراهيم بن أبي خالد المتطبب.
صار (معه) هذا الكتاب الموقوف بخزانة
نزيه الواقف بسفح جبل قاسيون بالصالحية بزقاق مجاور لمسجد ابن براق وكتب ولد
الواقف ـ معتوق بن البروري الواعظ البغدادي.
في محرم سنة خمس وتسعين وستمية. / ١٢٩٥ / م.
بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب فيه أصل علم كبير في الطب ، عضو
جسم ـ ألفه للسيد الأمير ولي عهد المسلمين بن أمير المؤمنين : عبده أحمد بن
ابراهيم بن أبي خالد المتطبب.
قد علم خاصة الناس وكثير من عامتهم أن
أكثر الناس فضلا ، وأعظمهم قدرا ، أظهرهم للخير فعلا ، وأسبغهم على الناس نعما ، وأن
أسعد الناس طرا ، وأوفرهم حظا ، من صرف رأيه وهمّه ولطيف عنايته ، وفكره الى
الإجتهاد في مصلحة كل من كان هذه صفته ، فالنصح (والتفرد) اليه بالاشياء التي تقيم
بدنه ،
(بسبيل) العلاج من كتب ألّفها أصحاب
الكنّاشات فانهم جرّدوها من الاستدلالات على مواضع العلل والأبانة عن أسبابها
المولدة لها ، واشتغلوا بتركيب الأدوية فيها ، مثل : تياذوق الاحمق ، وجورجيس ، وشمعون
الراهب ، ويوحنا بن ماسويه في كتابه « التمام والكمال ».
وأما اهرن ، فقد اشترط في أول كتابه على
من قرأه النظر في كتب جالينوس وقراءتها ومن اتسع بقراءة كتب جالينوس استغنى عنه وعن
غيره ، ولا أظن القوم فعلوا ذلك الا ضنا منهم بهذا العلم الشريف. لأن من الممتنع
أن يصل آخر الى معالجة عضو من أعضاء البدن الا بمعرفة موضع العلة ومكانها والسبب
المولد لها. والله المستعان.
القول في ماهية المعدة وكيفيتها
اعلم أن المعدة وان لم تكن عضوا رئيسيا
في نفسها ، فهي عضو عظيم حساس وجميع أعضاء البدن مضطرة الى صحتها ومحتاجة الى
اعتدال مزاجها ، لا سيما الاعضاء الرئيسية التي تتألم بألمها ، بسبب الاشتراك
بينها ، والاتصال الذي بين الدماغ والقلب والكبد ، وسنذكر كيفية الاشتراك بينها وبين
هذه الاعضاء الرئيسية فيما يستقبل من كتابنا هذا ان شاء الله.
____________________
والثانية لعموم منفعة خدمتها لها ، واصلاحها
لأغذيتها ، وطحنها وهضمها ، وتمييز الغذاء. ودفع ما صفي منه الى العروق وليؤده الى
المواضع التي تضخ فيه ودفع الثفل واخراجه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما
روينا عن حديث أهل الشام :
« المعدة حوض البدن فاذا صحّت المعدة
صدرت العروق بالصحة ، واذا اعتلّت صدرت بالعلل ».
وقال جالينوس :
المعدة خزانة مشتركة ، جعلت في وسط
البدن لجميع الا ( ..... ). وهي آلة هيّأها الله وأعدها لاستمرار الغذاء وهضمه ، وهي
مؤلفة من طبقتين : طبقة ظاهرة ، وطبقة باطنة ، وأخرى عصبية ، وعروق ، وأوراد ، وعضل
، وأغشية ، وحجب ، وصفاقات كرية الأسفل ، محكمة الاستدارة ، مستطيلة الصورة ، وطولها
من حذاء المريء أولا فأولا.
فأما الحاجة الى استدارتها كما قال
جالينوس فلأن الشكل المستدير أبعد الأشكال كلها عن قبول الآفات. وأما الحاجة الى
استطالتها وعظمها فلأنها تحتاج الى التمدد لكثرة ما يدخلها من الطعام والشراب. ولأن
أعلاها المرىء ولا يزال من حد الحلق يمر مستقيما على وسط الخرز ، الى أن يجاور خرز
العنق كله وأربع خرزات من خرز الصدر. فاذا بلغ الى الخرزة الخامسة من خرز الصدر ، عدل
عن الوسط الى الجانب الأيمن ، وخلّى موضعه للعرق النابض الأعظم النابت من القلب في
ذلك الموضع. وهذا العرق الذي تعرفه العرب بالأبهر اذا كان أشرف منه ، ويمر بحالة
حتى ينتهي الى موضع الحجاب ، ثم يحيد هناك عن الجانب الأيمن ويميل الى الجانب
الأيسر ، ويرتفع على خرز الصلب حتى يبلغ من الحجاب وسطه ، فينفذ منه حتى يقشع أولا
حتى يكون منه فم المعدة بالموضع الضيق منه بعد نفوذه من الحجاب وهو رأس المعدة. وهو
مما يلي الجانب الأيسر والواسع منه هو مقر المعدة. وهو مما يلي الجانب الأيمن. وإنما
يجعل رأس المعدة مما يلي الجانب الأيسر ، لأن الكبد كانت أحق منه بالجانب (لنتز) فيها
وقدرتها في آلات الغذاء ، وكان هذا الموضع من الجانب الأيسر ، اذ كان الطحال أسفل
منه ، وجعل أسفل المعدة مما يلي :
( ... ) هو في الأيمن لأن الموضع هناك
اتسع لما أسفل من الكبد وضاق عليها الجانب الأيسر لموضع الطحال فيه. فالمعدة مؤلفة
من طبقتين هما طبقتا المريء الا أنه يخص المعدة ان في طبيعتها الباطنة مع الليف
الذاهب طولا ليفا مؤرّبا احتيج اليه ليكون بحركته مع حركة فعل الليف الذاهب طولا
في الطبقة الباطنة وحركة الليف الذاهب عرضا والطبقة الظاهرة ، امساك ـ الغذاء الى
أن يستمريء وإنما جعل هذا الليف المعروف في الطبقة الباطنة ودون الظاهرة ـ المؤلفة
من ليف يذهب عرضا ، للذي قلنا أن بحركته يكون الدفع وأنه لم يكن ينبغي أن يكون
الامساك والدفع ، وهما فعلان متضادان بحركة طبقة واحدة ويخصمهما أيضا. أن الطبقة
الباطنة منها عصبية ومنها لحمية ، والطبقة الظاهرة لحمية. وان الغالب على ما يلي
رأس المعدة من الطبقة الباطنة ، طبيعة العصب لعظم ما يتصل به من العصبتين
المنحدرتين اليه من الدماغ ، ليكون به الحس الذي خصّت به المعدة ، وهو ما يجده
الانسان عند الحاجة الى الغذاء من شهوة الطعام والشراب والغالب على ما يلي فقرها
طبيعة اللحم ، لأن به يكون استمرار الغذاء ، ويخصّها أيضا كلما انحدرت لجانب أوسع
، حتى يكون أسفل المواضع منها ، أوسع مواضعها كلها ، والموضع الأسفل من المعدة من
الانسان بالحقيقة أسفل اذ كان دون سائر الحيوان منتصب القامة غير أنه قد مال ما
اتسع من أسفلها نحو الجانب الأيمن لأن الموضع هناك فارغ متعطل لاتساع المكان على
الكبد.
كما ذكرنا ، ويحيط بالمعدة خطوط متشابهة
( ... ) أشكال السطوح الدائرة فيها حدبة مما يلي الصلب مطرح. وقد أذهب من تسطيحها
تحديبها ، وهي أسفلها ، من الانسان أوسع من أعلاها يتصل بها من الطرفين شيئان
أحدهما بمنزلة المريء من فوق وهو أوسعها ، والآخر بمنزلة المعاء من أسفل وهو
أضيقها مربوطة بالصلب بالرباطات القوية ، والوقايات الوثيقة ، لعظمها وامتدادها ،
وطولها ، وهي كالشيء الكافي. وهي كما سمّاها>اليونانيون< الكافية. لها
صفاقان احدهما داخل ، والآخر خارج. وجوهر صفاقها جوهر صفاقي المرىء والصفاق الخارج
لحمي وفيه ليف ممدود بالعرض ، تحيط به كما يدور بمنزلة الليف الذي في الأمعاء والصفاق
الداخل من جنس الأغشية
وفيه أيضا ليف آخر
ممدود بالطول على الاستقامة ، منحدر من أعلاه الى أسفله ، وإنما جعل ذلك كذلك
لحاجة المعدة الممدودة بالطول يقوم لها مقام المريء ، تجذب به ما احتاجت الى جذبه
، وتحتاج أن تدفع ما يحتاج اليه دفعة بالقوة ، فصارت تفعل ذلك بالليف المحيط بها
عرضا. ولها صفاق ثالث غليظ ثخين ممدود من الغشاء الممدود على البطن ، وهذا الصفاق
الثالث يحتوي على المعدة ، ويحيط بها من وراء الصفاقين اللذين ذكرناهما. وإنما جعل
غليظا ثخينا ليكون وقاية للصفاق اللحمي الذي هو خارج ولها أغشية ثلاثة. الا أن
الغشاء الثالث هو أثخن وحوزها ذا الغشاء الممدود على البطن يصعدان من ناحية الصلب
من الجانبين ، ثم يلتقيان عند حدبة المعدة ويلتقي عرقان أحدهما ضارب والآخر غير
ضارب ممدودان وطول المعدة والمدخل الأعلى الذي هو فم المعدة أوسع من الثقب الأسفل
الذي هو مخرج الطعام ليسهل للمزدرد اللقمة لعظم المدخل. وأما ضيق أسفلها ، ولأن
الطعام لا يخرج من ثقبها الا بعد الطحن ، والهضم لأن ضيق أسفلها ، يمنع من أن تعود
الأشياء منه سريعا. وتحتاج المعدة أن تنضم حتى لا ينفذ فيها شيء. فاذا احتيج الى
أن ينفخ لينفذ فيه فينحدر ما قد انهضم لم يحتج في ذلك الى سعة كبيرة لانهضام ما
يمر فيه ، وهو عندهم كالبواب الذي يفلق الباب مرة ويفتحه أخرى ، بحسب الحاجة الى
ذلك ويتصل بأسفل المعدة حيث هذا الثقب منها أول الأمعاء ، وهو معاء يسميه الأطباء
: بذي اثنى عشر اصبعا ، لأن هذا مقدار طوله. وهو منتصب قائم في مقام طول الصلب.
ومقدار تجويفه بمقدار فتح الثقب المعروف
بالبواب. وانما جعل هذا المعاء قائما منتصبا ، لئلا يلتف ويستدير ، كما يلتف ما
دونه من سائر ما يلتف من الأمعاء ، لئلا يستغل الموضع الذي بين المعدة والامعاء ، ثم
يتلو هذا المعاء الذي جعل طريقا فيما بين المعدة وبين الأمعاء ما دونهما من
الأمعاء الدقاق ثم الأمعاء الغلاظ. والأمعاء الدقاق جعلت آلة لتنفيذ الغذاء الى
الكبد والغلاظ منها جعلت مع ذلك لتنفيذ الثقل حتى يخرج.
وقد زعم جالينوس :
أن في بعض الحيوان قد جعل في ذلك الموضع
لحم كالغدة ليزداد ذلك
الثقب ضيقا ، وخاصة
في وقت ما تستعمل المعدة قوتها الممسكة وتجمع نفسها من كل جانب ، وتنقبض وتحتوي
على ما فيها لتغيره وتهضمه ، وعن يمينها العضو الشريف الرئيسي وهو :
الكبد الذي منه تبدأ العروق وينبوع الدم
، يوسع عليها مكانها لقدرها. شرفها. وهي مرتفعة الى فوق كيما تلقى آلات الحجاب
الذي فيما بين آلات الغذاء ، وآلات التنفس. قال : والحجب الذي في المعدة هي
أعراضها كما أن حجب القلب هي عارضة في القلب ، وتنسب اليه وعن يسارها الطحال وضع
منحطا قليلا لضيق مكانه وهو عضو متخلخل سخيف شبيه بالاسفنج. والحاجة الى سخافته
لقبول العضل الغليظ. وداخل المعدة أصلب من الأمعاء. لأن الأمعاء مسالك تؤدي
الغذاء. والمعدة آلة عصبية ، باردة ، جعلت للهضم.
وفي أسفل المعدة عروق يسيرة وفي أعلاها
وفمها عروق أقل من ذلك ، ولبرد طبيعتها احتاجت الى أن تسخّن هي نفسها ، وتسخّن ما
فيها من الغذاء ، ولذلك احتوت الكبد عليها بحرارتها ، ولزمتها ، كما يلزم الشيء
الممسك بالأصابع وكذلك الطحال يسخّن جانبها الأيسر. وجعل من خلفها الصلب والعضل
الممدود عليها يوقيانها. وأما الصلب فهو لها بمنزلة الجهة الصلبة القوية. وأما
العضل الممدود عليها فهو لها بمنزلة فراش وطيء ، ومع ذلك انما توقيها ، وتسخّنها
بما فيه من الشحم الذي لبسها ، وهذه الأعضاء كلها انما جعل على كل واحد منها
الخاصة منفعة فيها. ولو لا هذا الشرب الذي اشتمل عليها لبردت المعدة ، وساء
الاستمراء. وضعف الهضم. ولقد كلمت حنين بن اسحق وهو أحد الحذاق ومن الفلاسفة
بصناعة الطب في ماهية المعدة فقال : هي أداة من الأدوات كالقدر التي لا تطبخ شيئا
بنفسها وانما تفعل ذلك بالناس وكذلك المعدة لا تفعل شيئا بنفسها ، ولو لا ما أحاط
بها لم ينضج شيئا. هذا الاستدلال ، وان كانت فيه يبقى رأس الصواب فهو فاسد لأن
القدر موات ليست تحس ، والمعدة الحيوانية حساسة ، لها قوة تجذب بها ما يلائمها ، وهي
القوة الجاذبة. وقوة أخرى تمسك بها ما يصل اليها مما يتناول من الطعام وهي
الممسكة. وقوة أخرى تدفع عنها الفضول وهي
الدافعة ، وقوة أخرى
وهي أشرف هذه القوى وآخرها وهي القوة المغيّرة. وهي التي تدعى الهاضمة التي لسببها
احتاجت المعدة الى تلك القوى الأخر. فالمعدة تعالج الطعام بهذه القوى والآلات التي
أحاطت بها علاجا لا يصلح الا بها. لأنها تنقّيه من الأوساخ المختلطة بالغذاء فما
كان منه هوائيا خفيفا دفعته ، وهي الرغوة والزبد ، كما يرتفع ويظهر الزبد فوق
اللطيف من الشراب ، فيغلي وينضج بالحرارة الغريزية التي في الكبد ، كما يغلي
العصير بحرارته ، ويستحيل حتى يصير دما جيدا ثم ترفعه الى العروق ، فتؤديه العروق
الى المواضع الذي ينضج فيها ، والثقل يرسب في أسفل المعدة ، كما يرسب الدردي في
أسفل الخوابي ، ثم تدفعه المعدة بالقوة الدافعة الى أسفل حتى يخرج بقدرة الله.
وان قلنا في ماهية المعدة وكيفيتها قولا
موجزا بليغا ، فقد يجب علينا القول بعد ذلك في طبائع هذه القوى الأربع التي لا
تعمل المعدة الا بها ، وفي عللها ، وبعضها من الاسطقات الأربع التي تهيج الأمراض
فيها. ومعرفة الزيادة منها والنقصان لترد كل قوة الى اعتدال مزاجها ، بالأغذية والأدوية
، ان شاء الله.
القول في طبائع القوى الأربع
وأما القوة الجاذبة فانها تفعل بالحر واليبس
لأن المنسوفات لا تنشف الا بالحر واليبس ، وأما الممسكة فانما يفعل بفعل البرد واليبس
لأن المعلوم عندهم أن الامساك والحصر لا يكون إلا بالبرد واليبس وأما المغيّرة وهي
الهاضمة التي تحيل الطعام وتقلبه ، فانما تفعل بالحرارة والرطوبة لأن المنضج انما
يكون باحالة الشيء الى ما هو ألطف منه وأرطب ومتى ما لم تقم الاستحالة على قدر
الحاجة اليها فسد الاستمراء.
وأما الدافعة فقد اختلف الأطباء القدماء
فيها فقال قائل : هي باردة رطبة لاحتمال القياس والنظر لهذه المقالة ، ولميل عامة
حذاق المتكلمين في صناعة الطب اليها مثل : بخيتشوع ويحيى بن ماسويه فأما الدليل ..
من النظر أن البرد من شأنه العصر والضغط
للأوعية من موضع الى موضع والرطوبة من شأنها أن تسيل وتطرق للمدفوعات حتى يخرج
الثفل الذي تحتاج الطبيعة الى اخراجه ، فمتى اتفقا جميعا كان أعون لها على دفع
المدفوعات ، وأسهل وللمعارض لنا أن يقول : لم زعمت أن البرد من شأنه عصر الأوعية وضغطها
على انفراده من اليبس بل كان مع مصاصة اليبس له أفعل وأقوى على الضغط والعصر
للأوعية ودفع المدفوعات من الثفل حتى يخرج.
القول في كيفية اعتراض
الآفات
لكل واحد من هذه القوى الأربع وحفظها
منها ودفعها العلل عنها ورودها الى اعتدال جوهر مزاجها.
القول في القوة الجاذبة
قال جالينوس : في كتاب « الفصد » علامة حجة القوة. سقمها انما يعرف من
أفعالها ويعرف من الفعل (الهوائين) فيقول : ان القوة الجاذبة يعرض لها ثلاثة أصناف
من الأعراض : وذلك أن القوة الجاذبة اما لا تقدر على جذب الأطعمة ، ويسمّى هذا
العارض استرخاء المعدة. واما أن يعسر ذلك عليها كالذي يعرض في ابتداء استرخاء
المعدة. واما أن يكون جذبها ملتاثا اذا كان مع اختلاج أو تشنج أو رعشة. وأما حفظها
فانها تحفظ بالأشياء الملائمة لها من الأغذية والادوية فان أخذ منها بمقدار حفظها
ودفع الضيم عنها انتفع به. وأما الأدوية فمثل السنبل ، والبسباسة ، والجوزبوا ، والكمون
، والكرويا ، وما أشبه ذلك.
ومتى زادت الحرارة واليبس على مزاج هذه
القوة وجب علينا ردها الى اعتدال مزاجها بالأشياء المضادة لها مثل القرع ، والرجلة
، وما أشبهها.
وكذلك ان قلّت حرارتها ويبسها قوّيناها
وسخّناها بالاشياء الحارة التي قدمنا
____________________
ذكرها. وأطعمناه من
الطعام : العصافير ، ونواهض الفراخ ، والقنابر ، وما أشبه ذلك.
وسقيناه الشراب المعسّل الصرف. وأما
القوة الممسكة فان فعلها يبطل اذا لم تحتو المعدة على الأطعمة وتمسكها.
كالذي يعرض كثيرا في زلق الأمعاء وينقص
فعلها كما ينبغي اذا لم تمسك الطعام امساكا جيدا ، وخلته قبل أن يستكمل انهضامه ،
وعرض فيه هذان العرضان جميعا ، ومتى كان امساك المعدة امساكا ضعيفا حدث عن ذلك
قراقر. وربما حدث عنه نفخ. ومهما كان امساكها لفترة (يسيرة) كان الهضم لا محالة
ناقصا مما ينبغي. وتبع ذلك سرعة خروج الطعام ، وفسادة في الأمعاء والأعراض اللاحقة
بسرعة خروج الاطعمة ، لين البراز وقلة ما يصل من الغذاء الى الكبد. وأما الاعراض
اللاحقة بفسادها فمنها ما يجب حدوثه ضرورة. مثل لين البراز ومنها ما لا يجب ضرورة
مثل اللذع العارض في البطن أو النفخ. ويلتاث هذا الفعل متى احتوت المعدة على
الطعام. مع الاختلاج والتشنج والرعشة ، والاحساس يكون لاختلاج المعدة ، وكذلك يكون
احساسها لتشنجها ، وذلك لأن هذا العارض معروف مشهور يسمى الفواق فأما رعشتها فليس
تحس حسّا بينا. الا أنك ان تفقّدت ذلك بذهنك لم يعسر عليك معرفته فانه متى تناول
متناول شيئا من الطعام فلم يعرض له منه قرقرة ، ولا نفخة ولا اختلاج في المعدة ، وأحس
في معدته بشيء يلذعها ، وثقلت عليه معدته ، وأحسّ معها بتعب وتشوق الى انحطاط ذلك
الثفل عنها أو تشوق الى الجشاء وأحس في نفسه بعسر تغيير صفته ، فاعلم أن معدته قد
احتوت على الطعام مع رعشة. وأما الرعدة فانها تتبين بيانا ظاهرا في النافض لأنها
تكون في جميع الأعضاء ، وانما يجب حفظها بالأشياء المقوية لطبيعتها ، وهو البرد واليبس
لا سيما اذا أخذ منها الآخذ بمقدار الحاجة كالورد والطباشير والحماض والجلنار والبلوط
وما أشبه ذلك. فان أفرط البرد واليبس وخرج عن المقدار ، وفسدت القوة الممسكة
رددناها الى اعتدالها بالأشياء الحارة الرطبة كالزنجبيل والدار فلفل والجرجير والهليون
، وماء البصل ، وماء السليخة وما أشبه ذلك. فإن قلّ مزاجها ، وصعب بردها
ويبسها ، رددناها
الى حالها الاول ، بالاشياء الباردة كما ذكرنا من الورد والطباشير وما أشبهها. وأما
القوة الهاضمة وهي المغيرة التي تحيل الاشياء وتقلبها فان الآفة تدخل عليها من
جهتين : اما من قبل فساد جوهرها ، واما بسبب بعض الامراض الآلية فاما الخطأ العارض
لها من خارج البدن فيعرض على ثلاثة جهات : اما بسبب فضول تجتمع في المعدة ، واما
بسبب ما تعادل من الأطعمة ، واما بعدم السكون والنوم في أوقاتهما. وقد يدخل عليها
أيضا لسبب أحد أصناف سوء المزاج الثمانية. وأما الآفات العارضة لها بسبب بعض
الأمراض الآلية فالتي تعرض بسبب الاورام الحارة و ( ... ) والضجر والخراجات والقروح
وسائر ما أشبه ذلك من الامراض العارضة في المعدة التي بعضها بسيط ، وبعضها مركب ، فيكون
من هذه الجهات سوء الاستمراء. واعلم أن الطعام متى ما ثبت في المعدة كما ينزل بطل
فعلها. وأما النقصان فيعرض لها عند سوء الهضم أعني اذا استحالت الاطعمة الى
الدخانية ، أو الحموضة. أو كيفية اجزاء رديئة ولا يكون سوء الاستمراء خاصة الا
بعلة هذه القوة والاسباب التي قدمنا ذكرها فيها. فمتى بطل الهضم بسبب غلبة البرد
الخارج عن الاعتدال ، لم يعرض لصاحبه عطش ولا حمى ولبث الطعام كما هو لا يتغيّر ولا
يستحيل لا في الجشاء ولا في القيء. فان عملت القوة الهاضمة عملا يسيرا ولم يستكمل
النضج كان معه الجشاء الحامض ان كان مزاج الاطعمة حارا ، وكان من طبيعتها نافخة
أحدثت في المعدة رياحا بخارية وان تغوفل عن القوة المغيرة حتى ضعفت وفسدة عرض منه
البرص كما قال جالينوس في كتاب « العلل والأعراض ». وحفظ هذه القوة الهاضمة لا
تكون الا بالاشياء الحارة الرطبة التي هي من طبيعتها اما لتزيد في قوتها ، واما
لتحفظها عليها ، وذلك اذا أخذ (الأخذ) منها بقدر الحاجة اليها كالزنجبيل ، والدار
فلفل ، والشقاقل ، الجرجير ، وبزره ، وورقه. فإن زادت الحرارة والرطوبة فأفسدت
القوة رددناها الى اعتدال مزاجها بالاشياء الباردة اليابسة ، كالجلنار (وحب الآس)
وحب الرمان فان نقصت حرارتها رددناها الى مزاجها بالاشياء الحارة الرطبة التي
ذكرناها آنفا. وأما القوة الدافعة ، فانما يتكل فعلها اذا اعترض لها بعض أصناف
القولنج المستعاذ منه ، أو ينتقص انحدار الاثفال وخروجها ويتغيّر عن حالة الى حالة
رديئة ، اذا أدامت
دفع الاطعمة قبل استعمال نضجها ، اذا أبطت القوة عن دفعها بعد أن تستكمل النضج ، وكان
ذلك الفعل مع بعض الاعراض التي وصفناها ، اذا كان ملتاثا أو لم يمكنها ضبط الطعام
بمنزلة من فقد (في) موضع منحدر لا يمكنه أن يستمسك فيه فإن احتجنا الى حفظها
حفظناها بالاشياء الباردة الرطبة التي تجانس طبيعتها على (قياد) قولنا أنها باردة
رطبة ، لا سيما اذا أخذ الأخذ منها بقدر الحاجة كالخس ، والهندباء المربى ، والبقلة
الحمقاء ، وما أشبه ذلك. وكذلك اذا فسدت من الحرارة واليبس ، كان ردها بهذه
الأشياء التي ذكرنا. فان فسدت من افراط بردها ورطوبتها سخناها ورددناها الى مزاجها
الاول بالاشياء الحارة كالخردل والفلفل والسنبل ، والمصطكي ، والبسباسة ، وما أشبه
ذلك. قال جالينوس في كتاب « الاعضاء الآلمة » : وان ضعفت هذه القوة الدافعة عرض
منها احتباس البول كما يعرض من قبل انضمام فم المثانة.
واذ قد ذكرنا طبائع هذه القوى الأربع وأوضحناها
عن أفعالها ودللنا على أسباب اعتراض العلل فيها ، وحفظ صحتها. فقد يجب علينا على
الترتيب الذي نهضنا ، أن نذكر علامات العلل العارضة لها ليكون البيان شافيا والبرهان
كافيا ان شاء الله. فنقول : ان علامة الالم العارض من الحرارة الالتهاب ، والحرقة
، وسرعة نبض العروق ، واحمرار البول وما أشبه ذلك وعلامات البرد خلاف ذلك من عدم
الحرقة والالتهاب ، وشدة الحس بالبرودة (اقطا) نبض العرق ، وبياض البول ، مع غلظ
فيه ، وربما كان مع ذلك الحذر وما أشبهه. وأما علامات اليبس :
فالنحافة والعطش الحادث عن غير حرارة ،
وعدم الرطوبة ، وما أشبه ذلك. وأما علامات الرطوبة : فالاسترخاء وكثرة التبزق ، واللزوجة
، وعدم العطش ، وما أشبه ذلك.
وكل واحد من هذه الكيفيات قد يمكن أن
تغلب وحدها. ما خلا الرطوبة فانها لا تغلب وحدها الا مع مادة فاذا قويت واحدة من
هذه الكيفيات ولم تغلب طبيعة الشيء الذي قويت فيه فتحيله وتغيّره الى ذاتها ، وكانت
طبيعة الشيء هي الغالبة في الفعل اشتهت الطبيعة واشتاقت الى ما ضاد ذلك الشيء.
الذي قوّى منها ، ونفى ضرره عنها ، فاذا
قويت طبيعة واحدة من هذه الكيفيات في عضو ، أحالته الى ذاتها ، وفسد المزاج الأول.
وبطل. فإن الطبيعة حينئذ تشتهي ما وافق ولاءم الشيء الذي استحالت اليه. والمثال في
ذلك ان الحرارة اذا ظهرت في عضو من الأعضاء كيفية البرد ولم تنقل كيفيته الاصلية
التي هي البرد ، فإن ذلك العضو يشتاق الى الأشياء الباردة التي هي ضد العارض له وهو
الحرارة. فإن غابت الحرارة واحالت كيفيته التي كانت البرد فصار طباعه الحرارة ، اشتاق
حينئذ الى الاشياء الملائمة التي هي الحرارة وكذلك المثال في الكيفيات فهذه : أصول
طبائع هذه القوى الأربع وعلامات العلل العارضة لها وعلاجاتها بالمقاييس الحاضرة
لمعاينها القاسمة فنونها عليها.
وأما جالينوس فقد بسط هذه العلامات
بأكثر من هذا البسط في كتاب « إعلام الاعراض » فقال : ان فساد البطن ، يريد بذلك
المعدة وكذلك سماها أبقراط البطن الأسفل في رسالته الى ذيمطروس الملك ، يكون على
ثمانية وجوه : أربعة ساذجة ، وأربعة مركبة. وأما الساذجة فشبه الحرارة الزائدة ، واليبوسة
، والحرارة والرطوبة والبرودة والرطوبة والبرودة واليبوسة والحرارة والرطوبة ، والبرودة
والرطوبة والبرودة واليبوسة ، وهذه العلامات الساذجة.
فأما علامات مزاج البطن اليابس :
فهي كثرة العطش ، وقلة الشراب ، وشهوة
الغذاء اليابس.
وأما علامات مزاج البطن الرطب :
فهي قلة العطش ، كثرة الشرب ، وشهوة
الغذاء الرطب.
وأما علامات مزاج البطن البارد فهي
كثيرة :
الشهوة للطعام ، وحسن نضج الأغذية
السريعة النضج ، وكثرة الجشاء الحامض.
وهذه العلامات المركبة.
فأما علامات مزاج البطن الحار الرطب :
فهي قلة العطش وجودة الهضم ، والشهوة
للاغذية الحارة الرطبة. وأما علامات مزاج البطن البارد اليابس :
فهي الشهوة للطعام ، وقلة نفخه ، وقلة
العطش ، والجشاء الحامض ، والشهوة للاغذية الرطبة الباردة.
وأما علامات مزاج البطن الحار اليابس :
فهي نضج الأغذية القوية وكثرة العطش ، والشهوة
للأغذية الحارة اليابسة ، هكذا القياس والرواية : أن كل مزاج انما يشتاق الى ضده ،
لأن من كانت به حرارة ويبس فانما يشتهي الماء وهو بارد رطب. ثم قال بعد ذلك : وهو
يعرّف مزاج كل عضو من الأعضاء بالأشياء الواقعة من خارج ، وذلك أن العضو اذا سخن
سريعا من خارج علمنا أن الحرارة غالبة على ذلك العضو واذا برد سريعا ، علمنا أن
مزاج ذلك العضو بارد.
القول في اشتراك المعدة مع الأعضاء
الرئيسية واتصالها بها :
وقد (تؤلم) المعدة خاصة في نفسها و (تؤلم)
أيضا باشتراكها مع الأعضاء الأخر التي بينها وبينه اتصال ومشاركة والدماغ (الذي) يتشعب
منه اليها عصب كبار. وبها غلبت المعدة سائر الأعضاء بالحس. وبهذه المشاركة يؤلم
الرأس ببخار المعدة الذي يتصاعد اليه منها. وكالرحم والمعدة. والرأس ، فان الرحم ،
اذا اعتلت اعتل الرأس والمعدة معها. وقد تؤلم المعدة أيضا مع الكبد لقلة المادة
الواصلة اليها ، فانها متى لم توصل (البسولوس) انقطع عنها الغذاء فبقيت بلا غذاء.
وقد تؤلم المعدة أيضا مع الكبد لقلة المادة الواصلة اليها ، فإنها الى الفقار ثم
يتركب مع المريء الحجاب الذي بينه ، ثم يمتد الى المعدة والبطن طولا والى أسفل وانما
يتوجع القلب ويشارك المعدة في الوجه بسبب هذا العرق الكبير الذي يخرج من القلب
فيمتد الى أسفل. قال جالينوس في كتاب « العلل والاعراض » : وليس بعجب أن يعرض في
الجسد أعراض كثيرة لوجع المعدة ، لأن هذه الأعضاء الرئيسية تعتل بعلتها ، وتتوجع
بوجعها : أعني الدماغ والقلب والكبد.
القول في فم المعدة والعلل
العارضة
له ووجه التدبير في مداواته
قال جالينوس : ان الأطباء القدماء يسمون
فم المعدة الفؤاد.
وأما الأحداث منهم فيسمونه فم المعدة. وقال
أيضا في كتاب « العلل والاعراض » : ليس في الجسد عضو صحيح يسرع اليه الوجع ، ويميل
معه ، مثل فم البطن الذي يدعى فم المعدة ، فيما جرت عليه العادة عند الأطباء وعند
الجهال ، وقال غيره ، وأظنه روفس ، وقد حكاه حنين : ان أكثر أجزاء المعدة احداثا
فم المعدة. ثم من بعده المعدة. ثم من بعد المعدة المعاء المعروف بالصائم.
وقال :
ان الأمراض الآلية التي من شأنها أن
تعرض في فم المعدة ، فان الاستدلال عليها بيّن ، لا يمكن أن يذهب على أحد. وذلك أن
الاورام العارضة له من الدم. والمرار الأصفر. وعن سائر الأخلاط والقروح الحادثة
فيه. لا يمكن أن يذهب أمرها على أحد ، لأن الدلائل التي تدل عليها. وعلى الامراض
التي تعرض في فم المريء دلائل واحدة بعينها مشتركة. الا أن الاستدلال على هذه أبين
بحسب فضل حس فم المعدة على حس المريء وبحسب سهولة مجسته باليد. وكذلك أيضا انما
الاستدلال على قذف الدم الذي يكون منه. وذلك ان الدلائل التي تدل على أن قذف الدم
من فم المعدة والتي تدل على أنها من المريء دلائل واحدة مشتركة. الا أن التي تدل
على أن قذف الدم من فم المعدة أبين وأصح.
وقال جالينوس في كتاب « الأعضاء الآلمة » : ان الغثيان قد يعرض من حركة فم المعدة.
قال حنين : وذلك اذا اجتمع على فم المعدة رطوبة كثيرة رديئة فان الغثيان يعترى منه
وان لم يتناول شيء من الطعام. وقال أيضا : ان العلة التي تعرف بالسبات هي علة الصرع
والوسواس. وانما يحدث
____________________
من مشاركة أعضاء أخر
لفم المعدة ، وذلك أن يجتمع أربع خصال. واذا اجتمعت هذه الخصال فان الوجع لا محالة
يكون شديدا. وهذه الأربع التي ذكرت اجزاءها : الوجع الذي في المعدة اذا كان شديدا.
والثانية : صحة حس المعدة. والثالثة : ضعف حس العصب والعروق. والرابعة : اذا كان
القلب والدماغ ضعيفين. فاذا اجتمعت هذه الخصال اعترى كثيرا من الناس الوجع الذي
يدعى الصرع.
وقال يحيى بن ماسويه : ان اشتراك الدماغ
أو بعضهما (بفم) المعدة يعرض منه أبلبسيميا. وقال جالينوس في « رسالته الى أغلوقن
» : ان الخلط الخبيث الرديء اذا التصق بفم المعدة ، عرض من اختلاط العقل. وقال
أيضا : ان الأشياء المارة مثل الفلفل ، وان نفعت ما لج من البلغم في اطباق المعدة
يضر بفم المعدة. وقال غيره : ان العلة التي تسمّى بوليموس ، وتفسيره الجوع العظيم.
قد يعرض بسبب نقصان البدن وغلبة اليبس على فم المعدة ، وضعف قوته. وقال ابن بطلان
: الشهوة انما تكون من آلة الشهوة : وهي فم المعدة.
وقال جالينوس في كتاب « العلل والأعراض
» : ان الوحم الذي يعرض للنساء انما يحدث عن فم المعدة وذلك ان تعلقت به أمشاج
خبيثة ، وهذه الأمشاج هي التي تبعث على أكل الطين والخزف ، والفحم ، وتسفه شهوة
الطعام ، وتولد سوء الاستمراء. وقال : ان فم المعدة اذا غلب عليه الخلط البارد هيج
شهوة الطعام ، اما للبرد ، واما للبلغم.
كما أن الخلط الذي من جنس المرار الملذع
للمعدة يهيج شهوة الشراب ، وذلك لأن المعدة اذا سخنت على هذين أحدّت العطش.
وقال ان المعدة الباردة يشتهي صاحبها
الطعام أكثر مما يشتهيه صاحب المعدة الحارة.
وقال جالينوس أيضا في كتاب « مداواة
الاسقام
» : ان الحموضة تهيّج الشهوة. والدليل على ما قال جالينوس عندي بيّن. وذلك أن الحموضة
تلذّذ
____________________
الغذاء وتجمعه ، وتقبضه.
وكلما انقبض الغذاء اتسع موضعه ، كما أن الحلاوة اذا انبسطت منعت الشهوة.
واما الشهوة الكلبية فانما هي اعتلال
آلة الشهوة وهي فم المعدة.
وقال يحيى بن ماسويه : يقال لهذه العلة
خاص ألم المعدة.
وقال جالينوس : ويعرض ذلك على ثلاثة
أسباب :
وأما عن سوء المزاج البارد الذي يغلب
على فم المعدة ، أو عن خلط حامضي يجتمع هناك ، وأما عن استفراغ مفرط يعرض للبدن.
قال سابور بن سهل : ان الشهوة الكلبية
تتبع الاستطلاق المفرط مع ضعف يصيب البدن حتى يخلو من الغذاء. ولذلك يسمّى الوجع
كلبيا.
وقال يحيى بن مأسويه : فان عرضت هذه
العلة لانسان ولم يصيبه اختلاف ، سقي الشراب الغليظ الحلو لأنه يسرع الاستحالة الى
الدم ، ويملأ الاوراد ، ويغذّي البدن ، ويقوي العليل.
وقال أبقراط في كتاب « التفضيل » : ان
شرب الشراب الصرف يذهب بالجوع المفرط ، وكذلك تفعل الأشياء الدسمة المغذّية كلبن
الغنم ، وسمن الغنم ، والبقر ، واللحم السمين ، أو صفرة البيض النيمرشت ، وكذلك
الجوارش الجوزي ، والأطريفل.
وقال جالينوس في كتاب « مداواة الأسقام
» : فإن عرض هذا الوجع لإنسان ، فإن علاجه أن يسقي الشراب الصرف الذي يضرب الى
الحمرة أو الشقرة ، ولا يكون عفصا. فإن انحل والا فقربت اليه الأغذية الدسمة
الدهنية. وكل ما يطبخ بالزيت الكثير. واياك والأغذية العفصة المزّة. واعلم أنك ان
فعلت ذلك أياما (سكن) عند الوجع.
ولا سيما ان دبرت بهذا التدبير أياما
كثيرة.
القول في معالجة فم المعدة
وقد يعرض لفم المعدة ثلاثة أجناس من
العلل :
اما تغيير المزاج.
واما فساد الجبلة.
واما انحلال الفرد.
فإن عرض له فساد المزاج الحار عولج
بالضد وهو التبريد. وان كان باردا سخّن وان كان يابسا رطب ، وان كان رطبا يبّس ، وكذلك
تفعل بفساد المزاج المركب يعالج بالأشياء المركبة.
فأول ما ينبغي أن يختبر به تغير المزاج
من أي شيء هو؟ وعلم ذلك أن ينظر الى الجشأ فإن كان دخانيا ، وكانت مذاقته الى المرارة
، وعرض له عطش شديد ، فذلك من المرة الصفراء. وعلاج ذلك بالأشياء المنقّية
المسكّنة للحرارة كالسكنجبين ، ورب الحصرم المعمول بالعسل وماء الشعير والعسل ، أو
يسقى نقيع الصبر مع السكر الطبرزد ، فإن لم يغن ذلك عولج بلبن الأتن ، وماء الجبن
، وأخذ من أصول السوس وزن أربعة دراهم / ومن بزر الخيار وزن ستة دراهم / ومن برز
البقلة الحمقاء وزن درهمين. ثم تدق ، وتعجن بماء البزر قطونا ، ويصيّره حبا ، ويمسكه
فيه ، ويبلع ماءه.
وقال جالينوس في كتاب « مداواة الاسقام
» : ويسقى صاحب هذه العلة عصارة (الهرم) ، أو عصارة التفاح ، أو عصارة السفرجل ، أو
عصارة أطراف الكرم ، أو بزر الخيار بماء بارد. أو تأخذ من بزر الخيار وزن ثمانية
دراهم ومن الكثير اوزن ستة دراهم فتذيب الكثير إبياض البيض ، وتسحقه نعما ، ثم
تلقي بزر الخيار عليه وتصنع منه قرصا وتحبّبها في الظل ، فإذا احتجت اليها فمره أن
يضع تحت لسانه منها واحدة فيستسيغ ما يذوب منها الأول بالأول ، فإنه يسكّن حرارة
فم المعدة ، ويقطع العطش. أو يأخذ من ورق الورد ستة دراهم ، ومن أصل السوس وزن
خمسة دراهم (فارفعهما) واسحقهما بميبختج واعمل.
____________________
والشهوة ، والوسواس السوداوي ، والصداع
، والصرع ، والدوار. وبالجملة فإن فم المعدة إذا بآلته آفة ، دخل بسببها الضرر على
أفعال النفس. وقد ذكر جالينوس أن اختلاط الدهن يحدث عن فم المعدة لأحد أربعة أسباب
: أما لشدة الوجع فيه ، واما بكثرة حسه ، وأما لأن جنس العصب يكون ضعيفا ، كثير
الحس ، واما لأن الدماغ يكون ضعيفا سريع القبول للتأثر. اما بالطبع واما لعلّة.
فأما سائر العلل التي ذكرنا أنها تعرض في الدماغ لألم المعدة والسبب في ذلك ما
يرقى الى الدماغ من البخارات الدخانية التي ترتفع من الكيموسات الرديئة ، المتولدة
في المعدة.
وقد قال جالينوس : الصداع المخصوص في
أكثر الأمر من غير سبب ظاهر يكون في فضول حارة تجتمع في المعدة. وله أيضا فضل في
الضد. وليس يعجب أن تعرض في الجسد أعراض كثيرة ، لوجع المعدة لأن هذه الاعضاء
الدنيئة يعتلّ بعللها ، ويتوجّع بوجعها ، أعني الدماغ والقلب ، والكبد والأرحام في
النساء. وكما أن منفعة فعال المعدة عام لجميع أعضاء الجسد كله ، وكذلك قد يعمّم
أعضاء الجسد كله الألم ، إذا مرضت المعدة.
وإذا قلنا في كيفية اشتراك المعدة
للاعمال الرئيسة ، والاعراض التي تعرض عن آلامها. فقد يجب علينا القول بعد ذلك في
القوى الطبيعية الأربعة وبالله توفيقنا.
القول في القوى الطبيعية
الأربعة
وأقول ان القوى الطبيعية أربعة : وهي
القوة الجاذبة
، فالقوة الماسكة الجلاّبة بالقوة الهاضمة ، وهي المعسرة ، والقوة الدافعة ، وهذه القوى
في كل عضو من أعضاء البدن ما صغر فيها ، وبأكثر من سائر (الأجزاء) الباقية ، مما
طبع على الغذاء إلا أنها بالمعدة والقلب أخص ، وفيهما أقوى من قبل أن كل عضو من
أعضاء البدن إنما يستعمل هذه القوى لضعفه تفسد من إصلاح غذائه أمر فيه جسمه.
____________________
والمعدة والكبد ليستا كذلك ، لأنهما وان
كانا إنما يستعملانها في إصلاح غذائه القريبة جدا ، وان منفعة فعلها قد يتجاوزهما
، ويشمل جميع أعضاء البدن كما ذكرنا بدء.
وقد اختلف الاوائل في طبائع هذه القوى.
فقال أكثر الحكماء أن القوة الجاذبة حارة يابسة وقاسوا ذلك بالنار. وقالوا أن من
شأن النار جذب ما يتيح لها من شيء والشمس التي تكسف رطوبات العالم بحرارتها ويبسها
وترفعها وترقّيها صعدا. والقوة الماسكة باردة يابسة ، وذلك أن الامساك والحصر
عندهم لا يكون إلا بالبرد واليبس. والقوة الهاضمة حارة رطبة باجماع من الفلاسفة ،
وذلك لأنهم قالوا : إن الهضم إنما يكون بإحالة الشيء الى ما هو ألطف منه وأرطب. ومتى
ما لم تتم الاستحالة على قدر الحاجة اليها ، فسد الاستمراء وكان الذي يوافق هذه
القوة عندهم المزاج الحار الرطب. أما حاجتها الى الحرارة فمن قبل أن هذه الكيفية
أقوى سائر الكيفيات كلها ، في العقل والتقدير. وأما حاجتها الى الرطوبة فمن قبل أن
من كان رطبا كان أسهل (يزيدا) عند انحلال الغذاء الى البخار وغوصه وليس ذلك من شأن
اليابس. وهو أيضا أسرع التحاما ، وأسهل تشبيها لما يتصل به. أعني الغذاء بالشيء
الذي به يتصل. وذلك أنه من طبعه وجنسه ، وجوهره. إذ كان كل غذاء فهو رطب. ولأن
الاجسام إذا كانت سهلة التقسيم ، لقي بعضها بعضا بأجزاء صغار سريع. وعمل بعضها في
بعض سريع وليس شيء أسرع ولا أسهل تقسيما من الرطب. ويشدّ هذه القوى والمتمم أفعالها
، والمحكية لقلب غير الغذاء الى غير الأعضاء : هي القوة الهاضمة. لأن القوة
الجاذبة إنما تورد الغذاء الى المغتذى. والماسكة انما تحبسه مدة ما حتى ينهضم. والدافعة
إنما تدفع فضل الغذاء ورديئه التي استغنت عنه الهاضمة ، فيبقيه لأنه لا حاجة بها
اليه. والقوة الدافعة باردة رطبة وذلك أن الرطوبة (ترلو) وتسلس الجروح والبرودة
تجمع ، وتعصر ، وتزرق بالفضول الى خارج. وقد زعم قوم من الأطباء أن القوة الدافعة
باردة يابسة ، وهذا خطأ في النظر والقياس. وذلك أنهم جعلوا قوة الامساك والدفع
لمزاج واحد. وهما فعلان متضادان. وهذا واضح الفساد.
وأما جالينوس الحكيم فزعم أن القوة
الجاذبة ، والقوة الماسكة ، والقوة الدافعة تحتاج الى مزاج حار يابس. وخالف أكثر
الأطباء المتقدمين في هذه القوى الثلاثة ، ووافقهم في القوة الهاضمة. وأنها حارة
رطبة. وذكر أن هذه القوى تحتاج الى الحرارة من قبل أن الحرارة تغيّر في الحركة ، إلا
أن القوة الجاذبة تحتاج الى الحرارة أكثر لأن الحرارة تغير لا في الحركة فقط ، لكن
في الجذب أيضا. والقوة الماسكة والدافعة تحتاجان من الحرارة الى أقل ما تحتاج اليه
الجاذبة. وذلك أنهما إنما يحتاجان الى الحرارة في الحركة فقط وأما حاجتهما الى
اليبس ، فمن قبل أن الذي يتحرك حركة مكانية يحتاج الى الثبات والتمكن. ولذلك صارت
الثلاث قوى تحتاج الى اليبس. غير أن القوى الجاذبة تحتاج الى فضل حرارة ، الى يبس
يسير. والقوة الماسكة تحتاج الى فضل يبس من قبل أن زمان فعلها أطول ، وتحتاج الى
حرارة معتدلة. والقوة الهاضمة تحتاج الى الحرارة ، والرطوبة ، كما بيّنا أيضا. والقوة
الدافعة تحتاج الى يبس معتدل ، والى حرارة معتدلة ، من قبل أن زمان فعلها أقصر. وأما
البرودة فزعم جالينوس أنها لا تصلح لشيء من الأفعال الطبيعية. بل تخدّرها كلها وتميتها.
وذلك أنها ليس ترافق في الحركة بل في السكون وليس تحيل الغذاء الى طبيعة البدن بل
الى ضدها. ولذلك صار (المتاح) القوى كلها منهم ضعيفة البرد مزاجهم ولإفراط النفس
عليهم. وهذا الذي قال جالينوس يحتمل النظر والقياس. واليه يميل عامة حذّاق الأطباء
والفلاسفة.
القول في الآفات التي تعرض لكل
(واحدة) من هذه القوى
الاربع.
وكل واحدة من هذه القوى الأربع تدخل
عليها الآفة. على أحد ثلاثة أوجه : إما بأن تبطل وإما بأن تنقص. وإما بأن تكون على
غير ما ينبغي. والقوة الجاذبة تدخل عليها الآفة ، إما بأن تبطل حتى لا تكون المعدة
تجتذب أصلا. ويسمّى هذا العارض : استرخاء المعدة. وإما أن يكون جذبها ضعيفا ، حتى
لا تكون تجذب إلا في زمان طويل ، أو تعسر.
وتجد كالذي يعرض في ابتداء استرخاء
المعدة.
وأما أنه يكون جذبها على غير ما ينبغي
حتى يكون جذبها مع تشنّج ، أو اختلاج ، أو رعشة أو رعدة. وكل واحد من هذه الأعراض
يحدث أما بأن تدخل لها على هذه القوة الآفة ، من قبل سوء مزاج. وهذا المزاج الرديء
ان كان عظيما بطل الجذب أصلا. وإن لم يكن عظيما نقص الجذب. واما بأن يدخل عليها
الآفة من قبل مرض الى مثل الورم واللحم الرديء الذي ينبت في المجرى ، وهذا اللحم
ان سدّ المجرى أصلا ، بطل الجذب أصلا. وان لم يسدّ على التمام نقص الجذب. ولم
يبطل. وأما الامساك ، فتدخل عليه الآفة على ثلاثة أوجه : اما بأن يبطل حتى تكون
المعدة لا تقبض على الطعام الذي فيها ، ولا تحتوي عليه ، ولا تمسكه ، مثل ما يعرض
في الأمراض المعروفة بزلق الأمعاء. وأما بأن ينقص شيء فيكون مقبض المعدة على
الطعام فيها ضعيفا. وذلك يكون اما بأن لا تحتوي على الطعام ، و (علق) ما ينبغي حتى
يكون بين الطعام وبين جوفها فضاء. وذلك أنه لما كان أحد الامرين الذين بهما يتم
فضله القوة الماسكة ، إذ تقبض المعدة على الطعام الذي فيها ، حتى لا تدع بينها وبينه
فضاء أصلا. فإنه يعوّض عند تقصيرها عن ذلك : اما نفخة أو قرقرة. وإما بأن لا يحتوي
عليه إلا أن يستكمل الهضم. وذلك أنه لما كان الأمر الآخر ، الذي به يتم فصله هذه
القوة أن تكون هذه فعلها في قبض المعدة على الطعام ، واحتوائها عليه ، مساوية
للمدة التي فيها يتم الهضم لا محالة ثم يتبع ذلك أحد هذين الأمرين لا محالة ، أما
سرعة الخروج بالبراز ، ويتبع ذلك لا محالة قلة الغذاء الى البدن ، وكثير البراز. وأما
فساد الغذاء فيما دون المعدة. ويتبع ذلك من البراز لا محالة. وربما يتبعه لذع أو
نفخة. وربما لم يتبعه لا نفخ ، ولا لذع. وربما تبعه لذع ونفخة جميعا.
وأما ان تنقبض المعدة على الطعام
انقباضا رديئا. اما على طريق التشنج ، وأما على طريق الاختلاج ، وأما على طريق
الرعشة ، وأما على طريق الرعدة.
وقد قال جالينوس في كتاب « العلل والأعراض
» عند ما تكلم في هذا العرض من تغير القوة الماسكة فقال : وقد يقف على هذه الحال
في المعدة بما
أنا واصف ، إذا أنت
تناولت الطعام ، ولم يكن لحس في المعدة بنفخة يتأذى بها ، ولا مد قوة ولا ضرر من
الاختلاج ، ولا فواق يحس فيها.
تكون لم تحويه العادة وثقل وكلال. وكأنها
تتشوّق الى أن تسرع انحدار ما فيها وتشتاق الى الجشأ.
وربما عرض للضيق والنفس منكر ، لا عهد
لك به ، يعسر عليك صفته. فقد ينبغي أن تعلم حينئذ أن المعدة في هذه الحال قد قبضت
على الطعام ، واحتوت عليه. إلا أن قبضها عليه ليس كما ينبغي بل مع ذلك رعشة. وأما
الهضم فتدخل عليه الآفة ، أما بأن تبطل حتى يتغير الطعام في المعدة أصلا وبطلانه
يكون من قبل إفراط البرد. وأما بأن ينقض حتى تكون استحالة الطعام في المعدة الى
الطبيعة الملائمة للبدن. في زمان طويل أو تعسر ، ويقال لذلك : تخلف الهضم ، وذلك
يكون من قبل البرد إلا أنه ليس بالمفرط. وأما بأن يكون على غير ما ينبغي حتى
يستحيل الطعام في المعدة الى غير الكيفية الملائمة للبدن مثل استحالة الى الحموضة.
وذلك يكون من قبل برد أو الى الدخانية. وذلك يكون من قبل حرارة ويقال لذلك سوء
الهضم.
وأما الدفع فتدخل عليه الآفة أما بأن
يبطل حتى لا تدفع شيء فيخرج مثل ما يعرض لأصحاب القولنج الصعب الذي يكون من ضعف
المعدة والامعاء. وأما بأن ينقص حتى يكون خروج الطعام عنها بطيئا. واما بأن يكون
على غير ما ينبغي مثل أن تتحول المعدة الى دفع ما فيها قبل أن يستحكم الهضم ، فهذه
الاعراض التي تعرض عن مرض هذه القوى الطبيعية بالانفراد.
قد ذكر بأنها على رأي جالينوس ومذهبه. وإذا
دخلت الآفة على قوتين منهن. كانت الأعراض متزاوجة. وهذا يعلمه من علم ما يعرض لها
على (الانفراد).
القول في حفظ القوى الطبيعية
وردها الى اعتدال مزاجها
ينبغي أن تحفظ هذه القوى الأربع على
طبائعها بالأشياء الملائمة لها من
الأدوية والأغذية ،
والأشربة. فاذا فسدت إحدى هذه القوى ، أو ضعفت ، رددناها الى اعتدال مزاجها ، والأشياء
المضادة للكيفية ، التي أسقيتها من الأدوية والأغذية والأشربة. فان ضعفت القوة
الجاذبة ودل على ذلك البرهان الذي ذكرنا ، نظرنا : فان كان ضعفها من قبل افراط
حرارة ملتهبة ، أمرنا عند ذلك باستعمال الأشياء الباردة المقوية ، مثل شراب الورد
، وماء التفاحين ، وماء الرياحين. أو رب الحصرم ، أو رب السفرجل ، أو رب الآس.
ويسقى من أقراص الورد ، أو أقراص الصندل
، أو أقراص الطباشير ، مع شراب الجلاب ، أو شراب الفاكهة.
وما أشبه ذلك من الأدوية التي تبرّد حر
المعدة ، وتقوّيها ، وتضمّد المعدة بضماد يتخذ من الصندل ، والورد وماء السفرجل ،
وماء التفاح ، وما أشبه ذلك.
فأن كان ضعف القوة الجاذبة ، من نقصان
الحرارة ، وغلبة البرد عليها ، أمرنا عند ذلك باستعمال الاشياء الحارة ، التي لها
قوة عطرية مثل رب الرمان المتخذ بالنعنع ، وجوارشن السفرجل ، وجوارشن الجوزى ، وشراب
الميبه. وتستعمل شرب المصطكى ، والسنبل والقرنفل ، والبسباسة والنعنع وجوزّبوا ، وقصب
الذريرة والقاقلة ، والعود غير مطرّى.
وما أشبه ذلك من الأدوية الحارة التي
لها قوة عطرية تقوى بها المعدة. وتضمد المعدة بضماد ، متخذ من الافسنتين ، والمصطكى
، والعود ، وقصب الذريره ، ودهن الناردين ، ويكون الغذاء القنابر ، والعصافير
مطيّبة بالأفاويه ، فإن ضعفت القوة الماسكة فينبغي أن تستعمل في مثل هذه الأشياء
القابضة اليابسة مثل الورد والطباشير ، والجلنار ، والبلّوط وسويق البر ، أو
السماق ، والزعرور ، والسفوف المنحدر من حب الرمان ، ومعجون السماق ، والجوارشن
الجوزى ، وما أشبه ذلك من الأدوية القابضة. لأنا قد بيّنا أن القوة الماسكة تحتاج
الى فضل يبس. وتضمّد المعدة بضماد متخذ من الآس / وورق العوسج ، والرامك والسفرجل
ودهن الشعير ودهن الناردين / ويؤخذ أفسنتين ودهن سنبل الطيب فينقعان في شراب عفص
ويؤخذ بالغداء
فيصيّر معه ماء الآس ، وتغمس فيه خرقة وتضمّد المعدة.
فان ضعفت القوة الهاضمة. فإن ضعفها انما
يكون من البرد ، لا من الحرارة ، وذلك أن الحرارة ، تسرع هضم الغذاء. والبرودة
تتركه غير منهضم ولذلك ينبغي أن تستعمل في ضعف هذه القوة ، فالأشياء الحارة الرطبة
كالزنجبيل ، والدار فلفل ، والشقاقل ، والجرجير.
فإن أردنا أن نقوي حرارتها ، استعلمنا
في ذلك السعد ، والدارصيني ، والبسباسة ، والرازيانج ، والأنيسون ، وبزر الكرفس ،
وما أشبه ذلك. فإن فسدت القوة الهاضمة بافراط البرودة عليها. أسقينا عند ذلك من
الترياق الأكبر أو الأمير باريس أو دواء المسك ، بما قد طبخ فيه : مصطكى ، وقرنفل
، وأصل الأذخر. وأمرنا بجوارشن الكمون ، أو جوارشن الأفاوية ، وما أشبه ذلك ، من
الجوارشنات الحارة التي تعين الهضم ، وتيّبس برودة المعدة. ويكون الغذاء قلايا أو
الدرّاج.
مشويا والشراب الريحاني ممزوج بماء قد
طبخ فيه عود ، وزعفران ، ومصطكى. ان شاء الله.
فان ضعفت القوة الدافعة وكان ضعفها من
إفراط الحر واليبس ، استعملنا الأشياء الباردة الرطبة ، مثل القرع ، والرجلة ، والهندبا
المربّى وما أشبه ذلك من الأدوية والأغذية فان ضعفت من البرد والرطوبة فينبغي أن
ترد الى اعتدال الحرارة ، واعتدال النفس بالأشياء الحارة اليابسة ، باعتدال مثل
المصطكى ، والسنبل ، والبسباسة ، والعود والنعنع ، وقصب الذريرة ، وقشور السليخة ،
والرازيانج ، والأنيسون ، ويكون الغذاء المطجنات والقلايا المتخذة من مخاليف
الدراج والطيهوج ، وفراخ الحجل ، والقنابر ، والشراب الريحاني العتيق.
فهذا تدبير القوى الطبيعية على المنهج
الصحيح والقانون الفاضل.
القول في دلائل مزاج المعدة
المعدة يعرض لها الالم من قبل أحد ثلاثة
أجناس الامراض : أحدها تغيير المزاج ، مثل أن يغلب عليها الحر أو البرد ، أو اليبس
، أو الرطوبة.
مفردا أو مؤلفا.
والثاني : المرض الآتي من الأورام والسدد.
والثالث : إنحلال الفرد مثل القرحة أو
السحج.
فقد ينبغي لنا أن نعرّف الدلائل التي
يعرفه بها اختلاف مزاج المعدة في صحة حالها الغريزية.
استدل بذلك على ما يعرض لها عند تغير
مزاجها. فأقول ان من كان مزاج معدته حارا في صحة غريزتها / تكون معدته أسرع هضما.
والاستمراء فيها أجود من الشهوة. ولا سيّما الأغذية [ الصلبة ] / التي تعسر
استحالتها.
لأن الأطعمة التي استحالتها سريعة ، تفسد
فيها وتقسر صاحبها للأطعمة والأشربة الحارة. وليس يصور فيها الباردة ان استعملها
على القصد والاعتدال.
وأما المعدة التي هي في طبعها أبرد ، فالشهوة
فيها أجود من الاستمراء. ويثقل عليها الطعام البارد البطيء الانهضام ، ويحمض فيها
سريعا ولا يكاد يعطش كثيرا. وأما المعدة التي هي أرطب في صحة غريزتها ، فإن صاحبها
قليل العطش. ويهش للأطعمة التي هي أرطب ، وقد يستدل على اختلاف مزاج المعدة أيضا
بما ذكر جالينوس. وذلك أنه قال :
وقد يعرف مزاج كل عضو من الأعضاء
بالأشياء الواقعة من خارج. وذلك أن العضو إذا سخن سريعا من خارج ، علمنا أن
الحرارة غالبة على ذلك العضو. وإذا برد سريعا علمنا أن مزاج ذلك العضو بارد. فإن
أفرط أحد هذه المزاجات على المعدة بكميته أو بكيفيته ، حتى يجاوز قدره الطبيعي.
أفسد المعدة وتغير فعلها كافراط المزاج ، ومجاوزته الحد الطبيعي. فان أفرطت
الحرارة على المعدة ابتلى صاحب ذلك بفساد مزاج الحرارة. وإذا أفرطت البرودة ابتلى
فساد المزاج بالبرودة. وكذلك تعرض من إفراط اليبس ، وإفراط الرطوبة ، مفردة أو
مركبة.
وكل واحد من هذه الكيفيات ، قد يمكن أن
يغلب وحده. ما خلا الرطوبة فإنها لا تغلب وحدها إلا مع مادة.
وقد ذكر جالينوس في كتاب « الصنعة
الصغيرة » ، الفرق بين المزاج الرديء العارض في المعدة من تغير مزاجها ، وبين
مزاجها الرديء الذي يكون بالطبع. فقال : ان صاحب المزاج الرديء العارض من مرض
المعدة ، وتغير مزاجها ، يشتهي ما ضادّ مزاج معدته ، لا ما شاكله. وذلك أن كل مزاج
خارج عن الاعتدال فإنما يشتاق الى هذه ، لأن من كانت فيه حرارة ويبس ، فإنما يشتهي
الماء وهو بارد رطب. وكذلك المثال في الكيفيات ، وصاحب المزاج الرديء في المعدة
بالطبع ، انما يشتاق الى الأشياء الملائمة لذلك المزاج. فإن كان تغيّر مزاج المعدة
من قبل إفراط الحر ، يتبع ذلك قلة شهوة الطعام ، وعطش ، ووهن ، وحرقة ، وتلهّب ، وجشأ
دخاني ، ومرارة الفم ، وإن كان تغيّر مزاجها من إفراط البرد ، تبع ذلك شهوة للطعام
، وجوع شديد ، ، مع قلة استمراء ، وضعف العطش ، وجشأ حامض. وإن كان تغيّر مزاجها ،
من الرطوبة ، تبع ذلك الاستسقاء ، فأما أصناف المزاج الرديء الكائن في المعدة من
كيموس (مجتمع) فيها إما بما يتولد فيها من فضول الأخلاط. وإما بما ينجلب اليها من
الأعضاء. وربما كان تغيّر مزاج المعدة من سبب سوء مزاج من غير كيفيّة كيموس يجتمع
فيها. وأكثر بما بين ذلك ، بالقيء لمن سهل عليه. وذلك أنه كان سبب سوء مزاج المعدة
خلط رديء مجتمع فيها وأتت الأطعمة في وقت القيء متلوثة بذلك الخلط وكذلك النحو
أيضا. وذلك أنه لا بد للثفل إذا خرج أن يكون مختلطا بالخلط الغالب على المعدة. فان
لم يتبيّن ذلك بالقيء أو بالبراز كما ذكرنا ، علمنا أن السبب في علة المعدة بسوء
مزاجها فقط. فإن وجد العليل الغثي والتهوع من غير الغاشي ، علمنا أن السبب في ذلك
كيموس لا حج (ومريبك) في طبقات المعدة. فبهذه الدلائل التي ذكرنا يعلم اختلاف
مزاجات المعدة في حال صحتها الغريزية وعند تغيّرها. وقد ذكر جالينوس في كتاب « المزاج
» ، أن مزاج كل واحد من الأعضاء أكثر ما يعرف بأفعال الأعضاء. مثال ذلك أنّا نستدل
على مزاج المعدة بجودة استمراء الطعام ، وردائته فإن كانت المعدة تستمريء الطعام
جيدا ، فهي معتدلة المزاج. وإن كانت لا تستمرئه جيدا بل يفسد الطعام فيها فهي غير
معتدلة المزاج. فإن كان الطعام الذي يفسد في المعدة إنما يتدخّن ، من غير أن يكون
ذلك يعرض له
بسبب طبع الطعام ، والسبب
في فساده إما حرارة مزاج المعدة بالطبع ، وإما مرار ينصب اليها من الكبد فان كان
الطعام الذي يفسد في المعدة إنما يحمض. والسبب فيه إما سوء مزاج من المعدة باردة وإما
بسبب بلغم ينصب اليها من الرأس فإذا كانت المعدة تفسد الطعام بسبب سوء مزاج منها
حار فهي تستمريء الأطعمة العسرة الانهضام / وتفسد الأطعمة السهلة الانهضام.
وإن كانت إنما تفسد الطعام ، بسبب من أن
ينصب اليها من الكبد وهي تفسد جميع الطعام ، وما عسر انهضامه منها وما سهل
انهضامه. وإذا كانت المعدة باردة. فهي تستمريء ما سهل استمراؤه من الطعام ، ويفسد
ما عسر استمراؤه ، وتفسد ما عسر استمراؤه.
وذكر جالينوس في هذا الكتاب ، أن
العلاقات التي يفرّق بها بين من يتولّد فيه المرار ويفسد به ، طعامه بسبب مزاج من المعدة
، حار يابس / ، وبين ما [ يعرض له ] / ذلك بسبب من أن ينصب الى معدته على كبده ست
: أولهن أنه إن كان الغالب على البدن كله البلغم وحاجة يتقيأ مرار أصفر. فالسبب
فيما يعرض له من ذلك مرة صفراء من كبده الى معدته. وان كان البدن حارا يابسا ، وصاحبه
يتقيأ مرارا ، فالسبب في ذلك أن المرّة تتولد في المعدة.
[ والثانية ] : أنه إن كان الغائط ملونا
بلون المرة الصفراء فالسبب في تولّد المرار حرارة المعدة. وإن كان أشد بياضا ، فالمرار
ينصّب الى المعدة من الكبد. وذلك أن المرة الصفراء ، إذا مالت الى المعدة لم يمر
في الامعاء. والثالثة : انه إن كانت التي تخرج بالقيء ، لونها لون الكراث ، فهي
تتولد في المعدة ، وان كانت حمراء أو صفراء فهي تنصب الى المعدة (من) الكبد. والرابعة
: أنه إن كان الغذاء جيدا ، فالمرة تنصب من الكبد. وإن كان الغذاء رديئا ، فهي
يتولد في المعدة. والخامسة : أنه إن كانت المعدة تستمريء الأشياء العسرة الانهضام
، فمزاجها حار والمرة يتولد فيها. وإن كانت لا تستمريء هذه الأشياء فليست بحارة
المزاج بل إنما ينصب اليها المرة الصفراء من الكبد.
والسادسة : أنه إن كان المرار يخرج
بالقيء ، بعد ساعة أو ساعتين ، من وقت تناول الطعام فتولّده في المعدة. وإن كان
يخرج بعد خمس أو ست ساعات ، حتى يكون قد مضى لذلك من الوقت ما يدل بالحدس الطبائعي
أن الطعام قد تغيّر وانهضم على ما ينبغي ، وصار الى الكبد ، فالمرار ينصب الى
المعدة من الكبد. وفيما ذكرنا من علامات مزاج المعدة كفاية.
فلنذكر الآن التدبير النافع لتغيّر مزاج
المعدة من الأدوية ، والأغذية ، والأشربة ، وبالله توفيقي وعليه توكلي.
القول في اصلاح المعدة وردها
الى الاعتدال
ينبغي أن تدبر المعدة الحارة بالطبع ، والأشياء
الحارة المعتدلة من الأدوية ، والأغذية ، والأشربة. وكذلك حال المزاج البارد. نقول
في صحة غريزته بالبرودة المعتدلة غير المجاورة. وكذلك المزاج اليابس. نقول في حال
صحة غريزته باليبوسة المعتدلة. وكذلك المزاج الرطب. نقول في حال صحة غريزته
بالأشياء الرطبة المعتدلة في الرطوبة.
وإذا تغير مزاج المعدة عن حاله الطبيعي
بزيادة أو نقصان ، وحاد عن الاعتدال ، فينبغي أن يدبر بالضد مثل أن يسخن البارد ،
ويبرّد الحار ، ويرطب اليابس ، وييبّس الرطب. وقد قال أبقراط : الضد للضد أشفى والشكل
للشكل أكفى. وقال في فصل آخر : النظير للنظير والضد للضد.
وإنما أراد أبقراط بقوله هذا أن يحفظ
الأشياء على طبائعها بأشكالها. فإذا تغيّرت وحادت ، عن الاعتدال ، تعالج بأضدادها
على سبيل ما بينّا.
والفاضل أبقراط في المقالة الثانية ، فصل
قاله من كتاب « الفصول » : ما كان من الأمراض يحدث من الامتلاء ، فشفاؤه يكون
بالاستفراغ. وما كان منها يحدث من الاستفراغ. وما كان منها يحدث من الاستفراغ
فشفاؤه يكون بالامتلاء. وشفاء الامراض يكون بالمضادّة. قد ينبغي لنا أنّا رأينا أن
فساد المعدة من سوء مزاج حار أن يقابل ذلك بالأدوية الباردة من الجوارشنات والأقرصة
، والأشربة ، والأضمدة ، والأغذية ، فإن ذلك شفاؤه من ذلك. صفة
جوارشن ألفته للمعدة الحارة ، وبالجشأ الدخاني
، والحرقة الشديدة ، والغم ، والتلهب ، وهو جوارشن ملوكي عجيب.
أخلاطه
يؤخذ من ورق الورد الأحمر ، وسكر طبرزد
، من كل واحد وزن عشرة مثاقيل. وطباشير أبيض ، وصندل أصغر محكوك ، وبرز البقلة
الحمقاء.
من كل واحد وزن أربعة مثاقيل ، ومصطكي ،
ورب السوس ، وكثيراء بيضاء وبرباريس من كل واحد وزن مثقالين. وكباية ، وقاقلة
كبيرة ، وعود طيب ، ولب القثى ، ولب القرع ، من كل واحد وزن مثقالين. من زعفران ،
وكافور ، من كل واحد وزن درهم. تدق الأدوية وتنخل وتعجن بجلاب سكري مدّد الكفاية.
وترفع في برنيّة ملساء. ويشرب منه مثقال بماء التفاجين ، أو بماء الريباس ، أو
بشراب الورد ، فانه نافع.
ومن ذلك جوارشن الرمان ألّفته للسادة
الأبرار ، ينفع المعدة الحارة ويقوّيها ويهدّىء الوجع الكائن من الحرارة فيها ، وهو
جوارشن عظيم المنفعة.
أخلاطه
يؤخذ من ماء الرمانين رطلين ، ومن السكر
السليماني ، رطلين فيجمعان ، في قدر برام نظيفة. ويطبخ ذلك بنار لينة الى أن يصير
له قوام ثخين. ثم يترك ويبّرد حتى يبرد. ويؤخذ من ورق الورد الأحمر ، والطباشير
الأبيض ، وبزر الرجلة ، والصندل الأبيض المحكوك ، من كل واحد وزن عشرة دراهم ومصطكى
وكثيراء بيضاء ، وأصل السوس المجرود الأعلى ، من كل واحد وزن خمسة دراهم. وسنبل
طيب ، وكاربا ، وبرباريس ، وكل واحد ثلاثة دراهم ، وكافور ، وفرنفل ، وكبابه ، وقاقلة
صغيرة ، وزعفران وسنبل هندي ، وعود طيب ، من كل واحد وزن درهم. تدق الأدوية ، وتنخل
ويخلط معها أوقيتين ، سكر طبرزد مسحوق. ويعجن الجميع بماء الرمانين المدبّر ، ويجعل
____________________
سلسا. ويرفع في إناء
نظيف ويؤخذ منه عند الحاجة اليه ، من مثقال ، الى مثقالين ، ماء بارد ، فانه نافع
لما ذكرنا ، ومن أراد أن يجعله مسهلا يشرب منه أربع مثاقيل. بعد أن يجعل فيها ربع
درهم سقمونيا الى دانقين ، على قدر القوة ، فانه يبوّل الصفراء ويهدّىء وهجها. وقد
يعمل من التفاخر على حسب ما عمل بالرمانين ، وينفع مثله وكذلك يعمل بالسفرجل فانه نافع
ان شاء الله.
صفة الطريفل بارد قابض ألّفته لأصحاب
المعدة الحارة
الضعيفة المسترخية ولمن يجد لذعا في
المعدة وحرقة
والتهاب وقد جرّبناه فحمدناه.
أخلاطه
يؤخذ من لحاء الاهليلج الأصفر ، وزن
عشرة دراهم ، ومن لحاء الاهليلج الكابلي ، وبليلج منقى ، واملج منقّى.
من كل واحد خمسة دراهم. يدق ذلك وينخل ويلت
بدهن ورد. ثم يؤخذ ورق الورد الورد الأحمر ، وطباشير. من كل واحد وزن أربعة دراهم
، وصندل أحمر ، وصندل أبيض ، وحب ريحان ، وبزر رجلة. ورامك وأصل السوس المجرود
الأعلى ، من كل واحد وزن درهمين وزعفران ، ومصطكى ، وبرباريس ، وأشنه ، وكاربا ، وكافور
، وسنبل هندي ، من كل واحد وزن درهمين. يدق ذلك وينخل ويعجن الجميع بسكر الطبرزد وبشراب
الورد ويرفع في برنّية. الشربه من مثقال الى مثقالين بشراب الحصرم ، أو بشراب
التفاح ، أو بماء الورد فانه يبّرد المعدة ، ويقويها ، وقد جرّبناه فحمدناه.
صفة أقراص ألفها ابن ماسويه لسوء مزاج
المعدة الحار السبب
يؤخذ من الطباشير ، والصندل الأبيض ، والطين
الأرمني ، من كل واحد خمسة دراهم ، ومن ورق الورد ، سبعة دراهم.
وأمير باريس ستة دراهم ، زعفران ، وكافور
، وقشر سليخه ، وثمر العوسج ، والعفص ، والرامك ، من كل واحد وزن مثقال. وبزر
البقلة الحمقاء ولب بزر الخيار ولب بزر القثّى ، ولب حب القرع / ، وأصل رب طوبا ،
وترنجبين ،
خراساني ، من كل
واحد مثقالين ، ومن العود الغير مطرى وزن درهمين يدق مع ذلك وينخل ويعجن بماء
الورد ، ويجعل اقرصة الشربه مثقال بماء بارد فانه نافع ان شاء الله /. ومصطكى ، وعود
غير مطّرى ، وزعفران ، وقاقلة صغيرة ، من كل واحد وزن درهمين تدق الأدوية ، وتنخل
، وتعجن بلعاب البزر قطونا المستخرج من ماء الورد ، وتعمل أقراص ، وزن القرصة ، مثقال
والشربة ، قرص ، مع أوقية جلاب ، أو شراب الحصرم ، ان شاء الله.
ويسقى صاحب المعدة الحارة ، من الأشربة
الباردة ، مثل شراب الحصرم ، أو شراب الاجاص ، أو شراب الجلاب السكري ، وما أشبه
ذلك ، من الأشربة ، وان كان تغيّر مزاج المعدة ، من مادة مرة صفراء متولدة فيها ، أو
منصبة اليها من الكبد ، فينبغي أن يسقى العليل ماء الرمانين ، نصف رطل ممروس بشحمة
مع أوقية سكر سليماني ، فانه ينزل المرّات من المعدة ، أو تسهل طبيعته ، بنقوع
الأفسنتين ، او بنقوع الهليلج ، أو مطبوخ التمر ، الهندي ، ويلقى عليها الصبر
المغسول ، أو أيارج الفيقرا ، المعمول بالصبر المغسول. ويؤخذ أيضا ماء الجبن
المتخذ بالسكنجبين ، مع سقمونيا وهليلج أصفر ، ويسقى من الأدوية المأمونة الغاية ،
المألوفة الاسهال ، التي تنزّل المرّة الصفراء بلطافة ، وتبرّد الحر والوهج.
فمن ذلك صفة شراب ألّفته لأنزل المرّة
الصفراء من المعدة ، ويبّرد حر الكبد ، والأجساد ، ويليّن الطبيعة في رفق وسهولة ويطفىء
حر المعدة الكائن من المواد الصفراء ، ويؤخذ في كل زمان.
أخلاطه
يؤخذ من لحاء الأهليلج الأصفر ، وأفسنتين
، ومرمر ، كل واحد وزن عشرة مثاقيل ، وبزر كسرتا ، وورق شاهترج يابس ، ونوّار
بنفسج ، وورق ورد أحمر من كل واحد وزن ستة مثاقيل ، وتمر هندي منقى من نواه وزن
عشرين مثقالا ، وأجاص أسود مائة حبة عددا. وعنّاب أربعين حبة. ومصطكى وطباشير ، وأعواد
صندل ، وأنيسون من كل واحد وزن مثقالين. وباقة هندباء يجمع ذلك وينقع في عشرة
أرطال ماء حار قوي الحرارة ،
ويترك فيه يوما وليلة
، ثم يطبخ بنار لينة. حتى ينقى مقدار الثلث ، فيمرس ويصفى. ثم يؤخذ ترنجبين
خراساني ، ولب خيار شنبر منقّى من قصبه ، وحبة ، من كل واحد وزن عشرة مثاقيل فيمرس
في ذلك الصفو مرسا جيدا ، بليغا ، ويصفّى أيضا ، ويروّق ثم يعاد الى النار في قدر
نظيفة مع رطل من ماء الرمانين ، وثلاثة أرطال سكر سليماني ، مسحوق ويطبخ بنار
ليّنة حتى يصير في قوام الجلاب فينزّل ويرفع النيم. والشربة منه أوقيتين بماء
بارد. وتؤخذ على حمية واحتراس ويشرب منه عند ذلك ربع رطل ممزوج بالماء الفاتر مع
ربع درهم ، سقمونيا ، ومثله كثيراء وقطرات دهن بنفسج ، فانه ينزل المرار من المعدة
، والكبد في لين وسهولة ، من المأمونات الغوائل.
صفه شراب ألفه ابن ماسويه وذكر أنه ينفع
في قمع الصفراء
المتولدة في المعدة ، ويقمع الحس ويزيل
افراطه ، ويقي الحموضة
التي بها تكون الشهوة ، مما عمل للملوك
وسماه مطفيء الوهج وقد
اختبرناه فحمدناه.
أخلاطه
يؤخذ من ماء حامض الأترنج ثلاثة أرطال.
ومن ماء الرمان الحامض خمسة أرطال ومن الخل المصّعد ، أربعة ارطال. ومن الاجاص
الأسود ، والعنّاب ، من كل واحد خمسين عددا. ومن البنفسج اليابس ، ثلاثين درهما. ومن
الترنجبين ثلاثين درهما. ومن الطباشير عشرة دراهم ، ومن الصندلين المحكوكين بماء
الكشوز ، من كل واحد ثلاثة دراهم. ومن الأهليلج الأصفر عشرة دراهم يجمع ذلك ويصب
عليه من الماء المعيّر العدد خمسة أرطال ، ويطبخ حتى ينهري الهليلج وينضج نعما. ثم
ينزّل فيمرس مرسا بليغا ، ويصفّى ماؤه ثم يجعل عليه من عسل السكر الطبرزد مثله. ويخلط
ثم يجعل في برنيّه ويوقد تحته بنار لينه حتى ينحو قوامه ، ويعتدل. وينزّل ويصفّى ،
ويجعل على كل أوقية منه وزن (حرون) من سقمونيا مشوى في التفاح والسفرجل ، كيما
يسهّل الطبيعة اسهالا لا ضرر منه ، ويؤخذ منه أوقية (أو) أوقيتين ، أو ثلاثة على
قدر القوة والاحتمال ، فانه نافع ان شاء الله.
صفة أقرصه ألّفتها حتى يستكين وهج
الصفراء في المعدة ، ويسّهل المحرورين ، ويذهب بافراط الحس. وهي محمود العاقبة.
يؤخذ من ورق الورد الأحمر ونوار بنفسج ،
وسكر طبرزد ، من كل واحد وزن أربعة دراهم. وطباشير ، وصندل أصفر ، وبزر رجلة منقى
، ورب السوس ، وأفسنتين ورمي ، من كل واحد وزن درهمين ، وعصير الشاهترج ، وكثيراء
بيضاء ، ومصطكى ، وسقمونيا ، ولب بزر الخيار القثى ، ولب حب القرع ، من كل واحد
وزن درهم. وعود جيد ، وزعفران ، وكافور من كل واحد وزن دانقين. تدق الأدوية وتنخل
وتعجن بماء اللبلاب. ويعمل من ذلك أقراص وزن كل قرص مثقال.
ويجفف في الظل ، والشربة قرصة ، مع شراب
الاجاص أو ماء الرمانين ، وماء قد طبخ فيه اجاص وعنّاب ، وتمر هندي ، وترنجبين ، فانها
تسهّل بلا ضرر ان شاء الله.
ويستعملونها أيضا أصحاب هذا المزاج مع
ما ذكرنا آنفا المعدة بالقيء بالأشياء المنقّية ، نحو ما سنذكر فيما يستأنف من هذا
الكتاب. وتدهن معدهم بالأدهان الباردة ، مثل : دهن الورد ، ودهن البنفسج ، أو بهذا
الدهن المدبّر.
صفة دهن نافع للمعدة الحارة ، والحرقة
فيها ، وقوة اللذع من الصفراء وكثرة القيء ، وقد جربناه.
يؤخذ من الورد الأحمر ، وصندل أحمر ، وصندل
أبيض ، من كل واحد وزن مثقالين وطباشير ، ورامك ، ومصطكى من كل واحد وزن مثقال.
يطبخ ذلك برطل من ماء عنب الثعلب ، بنار لينه حتى يبقى نصف رطل. وتمرس ويصفّى.
ثم يؤخذ ذلك الماء عليه أربعة أوراق دهن
ورد ، ويطبخ معه ، حتى تذهب الماء ، ويبقى الدهن. ويترك ويصفّى من آنية من قوارير
، وتدهن به المعدة الحارة ويسقى منه وزن مثقالين للّدع ، والحرقة ، بماء الورد ، أو
بماء بارد فانه نافع مجرب ان شاء الله.
وهذه صفة دهن آخر نافع مثل الأول وقد
جربناه.
يؤخذ من ماء الورد ، وماء عنب الثعلب ،
وماء الحصرم ، وماء الريحان ، من كل واحد أوقية. ومن دهن الورد ، ومن دهن البنفسج
، من كل واحد أوقيتين ، فيجعل في برام نار ليّنة. ويجعل معه صندل أبيض وثمر العوسج
المدقوق. ورامك ، من كل واحد وزن مثقال. ويطبخ حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ، ثم
يصفّى ويعتّق بكافور ويستعمل عند الحاجة اليه مثل الأول.
صفة ضماد لخلخي ملوكي نافع من الحرقة ،
والنفخ الشديد ، الكائن في المعدة من أسباب المرة الصفراء اليها ، ومن حرارتها ، وحر
الكبد في الامراض الحارة. وهو عجيب.
أخلاطه
يؤخذ من الصندل الأبيض ، والصندل الأحمر
، ودقيق الشعير المنخول ، مرارا من كل واحد وزن أربعة دراهم. وورق ورد أحمر ، ونوار
بنفسج ، من كل واحد وزن درهمين. وأشياف ماميثا ، وأبيون ، ورامك ، وطين أرمني ، وكافور
من كل واحد وزن درهم ، تدق الأدوية وتنخل. وتلّت بدهن الورد ، وتعجن بلعاب
البزرقطونا ، بعد أن تسحق في ماء عنب الثعلب ، أو ماء الورد ، أو ماء القرع ، ويطلى.
وكلما جف رطّب بأخذ هذه المياه مفردا ، أو مؤلفة ان شاء الله.
فأما الأغذية التي ينبغي أن يلزمها
المحرورون ، وأصحاب المعد الملتهبة من افراط الحر واستخدامه ، ومثل السمك الطري
المطبوخ بالخل العتيق ، ويجعل معه في طبيخة ورقات ورد يابسة ، ودهن ورد حلو وعنّابات.
ومثل الفروج المطبوخ ، بماء القرع ، وشيء
من لباب اللوز الحلو. ومثل ذلك فّروج مطبوخ بماء الرمان الحامض ، ولب الخيار ، وكزبرة
رطبة ، ودهن الورد ، ودهن اللوز الحلو. ويطبخ كذلك بماء الحصرم. ومثل فراخ الحجل
المطبوخ ، بماء بقلة حمقاء والحصرم ، ومطبوخ فيه اجاصات نضج سود. ومثل ذلك مرقة
العدس بحامض الأترنج ، أو يسلق له القرع ، ويجعل عليه من
حامض الأترنج ، ودهن
لوز حلو ، وماء كل الرمان ، والتفاح والكمثرى ، والقثى والاجاص الأسود ، ويحتمي عن
العسل وما يعمل منه. وعن الأغذية الحارة كلها.
وذلك أن الأطعمة الحارة والدسمة وسائر
الأطعمة السريعة الانهضام ، ومن شأنها أن تستحيل بسهولة الى المواد في المعدة
الحارة (حرارة خاصة) عن الطبع. فان كان تغير مزاج المعدة من قبل الحرارة ، مع
الرطوبة ، فينبغي أن يقابل ذلك بالأدوية والأشربة الباردة القابضة. لأن ينّشف
الرطوبة ، والبرودة. ويطفّي الحرارة.
مثل أن يؤخذ طباشير وورق ورد أحمر ، وصندل
، من كل واحد جزء. يسحق ويشرب منه وزن مثقالين كل غذاه بشراب الحصرم ، أو برّب
الأترج الحامض ، أو برب الرمان. ويسقى عند النوم وزن مثقالين من دهن الورد ما ماء
مرّو (يؤخذ) الورد المربى والسفرجل المربى ، وشراب الفاكهة ، وشراب السكنجبين ، مع
أقراص الورد ، أو أقراص الطباشير ، وما أشبه ذلك ، من الأدوية الباردة القابضة.
فان كان تغير مزاج المعدة من قبل البرودة ، ودلّ على ذلك البرهان الذي قدّمنا من
قلة الانهضام ، وخمود نار الحرارة الغريزية ، فقد ذكر جالينوس أن من برد المعدة
تكون أمغاصا في الجوف وأمغاصا في فم المعدة. ومن برد المعدة يضعف الطبخ ويحمض
الجشأ ومن برد المعدة يموت اللون ويتحوّل الى صفرة يشوبها بياض ، ولحامه (المقبض).
ومن برد المعدة يكون الطعام ، مثل الدواء الكريه المذاق ، قليل الاختراق ، فينبغي
لنا أن نسّخن المعدة بالأدوية الحارة العطرية ، مثل السنبل ، والقاقلة ، والبسباسة
، والقرنفل ، والسليخة ، والمصطكى ، وما أشبه ذلك. فقد ذكر جالينوس أن الأفاوية
الطيبة نافعة للاعضاء الباطنة. ويسقى من الأدوية المركبة المشهورة التي ذكر الاوائل
، أنها تسخّن المعدة الباردة ، مثل الترياق الأكبر المعروف بالفاروق ، ومثل (الشكرنابا)
أو الفلونيا أو (الأمير باريس)أو دواء المسك ، أو (دبيدالك) الأكبر ، أو دواء
القسط ، أو دواء الراوند وما أشبه ذلك من المعجونات النافعات ، والجوارشنات الحارة
، مثل جوارشن الفلافل ، وجوارشن الكمون ، وجوارشن الفنداديغون ، أو جوارشن
الخولنجان ، وجوارشن
البلاذر ، وجوارشن البزور ، وجوارشن الأفاوية ، والزنجبيل المربى ، والصعتر المرّ
، والفوذنج المربى ، وما أشبه ذلك من الأدوية الحارة التي ذكر الاوائل أنها تسخّن
المعدة الباردة. وأنا أذكر ما يطبخ لأهل هذه العلة أعني المزاج البارد في المعدة ،
من الجوارشنات ، والأشربة ، والأدهان والأغذية والأدوية الغريزية المكتومة ، التي
تصلح لعلاج الملوك والأشراف ، مما يغيّر الهضم ويقّوي الطبخ ، وبالله توفيقنا.
فمن ذلك صفة جوارشن لجالينوس ينفع في برد
المعدة ، وبرد الكلى. وينقّي الرياح الغليظة ، ويهضم الطعام ، ويقبل الشهوة ، ويحلل
ما غلظ من البلغم ويذكي الذهن ويذهب بالفساد وينقي بالشيب ، وينفع من السعال
البلغمي ، وهو نافع لكل بارد المزاج.
أخلاطه
يؤخذ فلفل أسود ، وفلفل أبيض ، ودار
فلفل ، وزنجبيل يابس ، وخولنجان ، وسليخة ودارصيني ، وسعد ، وقرنفل ، وزعفران ، وانيسون
، من كل واحد أوقية. ومصطكى ، وفاونيه من كل واحد أوقيتين. وسنبل هندي ، وقاقلة
صغيرة ، وأسارون ، وحب بلسان ، وحب الآس اليابس ، وقسط حلو ، من كل واحد نصف
أوقية. وقصب الذريرة ، وعود طيب. وبسباسة وجوزبّوا من كل واحد ربع أوقية. تدق ذلك
وينخل وتعجن بعسل منزوع وتحط في بستوقة ملساء. والشربة منه مثقال بالغداة ، وعند
النوم ، وبعد الطعام ، فانه نافع عجيب.
صفة جوارشن ألّفته بما يصلح للسادة
الأبرار.
وعملته عما رأيت ذلك النجح منه ، ولا
أسرع منفعة في تسخين المعدة الباردة ، والأوجاع العارضة ، في المعدة من فساد الهضم
، مثل النفخة والمغص ، والريح ( ... ) الطعام ويشّهيه ، ويذهب بالبخر من شريف ما
اتخذته الملوك لأنفسها ، والحديد معدتها ، وتحد الذهن وتزيد في الخلط ، وينقّي
اللون ، وتقل جميع ما في الجوف من الأوجاع المتولدة من البرد مثل المغص والنفخة ،
والقرقرة ، ويزيد في الباه ويمليء الكلى ويذهب بالجشأ الحامض.
وخاصة بعد العلل
الباردة المتولدة من البلغم في المعدة ، والأحشاء. ومنافعه كثيرة. وقد جربناه
فحمدناه.
وأخلاطه
يؤخذ مصطكى ، ودارصيني ، وقرنفل ، وزعفران
، وزنجبيل يابس ، وخولنجان وعود السوس المجرود الأعلى ، وقشور سليخة ، وبزر
رازيانج عريض ، وأنيسون ، من كل واحد وزن أربع مثاقيل. وسنبل هندي ، وسعد عراقية ،
ودارفلفل ، وأسارون ، وحب بلسان ، وعود بلسان ، وكرويا ، وكمون كرماني ، وقرفا ، من
كل واحد وزن مثقالين ، وورد أحمر وزن ثلاثة ، مثاقيل ونانخواه ، وبزر كرفس ، وقاقلة
صغيرة ، وكبابه ، وجوزبّوا ، وعود هندي ، بسباسة ، وقصب الذريرة ، وقسط أبيض ، وحماما
، وفوذنج نهري ، وصقر فارسي ، وفقّاح الأذخر ، وعاقر قرحا ، وساذج هندي ، وشقاقل
من كل واحد وزن مثقال. وسكر طبرزد وفانيد حّرايني من كل واحد وزن عشرة مثاقيل. تدق
الأدوية وتنخل ، وتعجن ، لكفايته من العسل المنزوع الرغوة. حتى يصير سلسا ، ويدفع
في برنيّة ملساء والشربة منه وزن مثقال الى درهمين ويؤخذ في كل الأوقات وبخاصة في
الخريف والشتاء ، وقد جربناه.
صفة جوارشن اللبلاب وفلافل النافع من
الريح الغليظة العارضة في المعدة.
ويسخن المعدة والاحشاء ويخفف البلغم
العارض من المعدة وينقيه منها وينفع العلل الباردة والمفاصل وهو دواء عظيم النفعة.
أخلاطه
يؤخذ فلفل أسود ، وفلفل أبيض ، ودارفلفل
، ودارصيني ، وزنجبيل يابس ، وبزر رازيانج عريض ، وأنيسون ، ومصطكى ، وأسارون من
كل واحد أوقية ، وعود بلسان وحب بلسان ، وسنبل عصافير ، وقشور سليخة ، وحماما ، من
كل واحد نصف أوقية. وقاقلة (صغيرة) وبزر الكرفس ونانخواة ، وزعفران ، وقرنفل ، وقسط
أبيض ، وبسباسة ، من كل واحد ربع أوقية تدق
الأدوية وتنخل بعسل
منزوع الرغوة. والشربة منه مثقال بماء الانيسون ، وماء النعنع ، والمصطكى ، والغذاء
عليه ، زير باجه دراج ، أو طيهوج ان شاء الله.
صفة جوارشن ألفه ابن ماسوية للرشيد .
وكان ( ... ) أخذه نافعا من فساد المعدة
وبردها ومن البلغم اللزج الذي يولد التخمة ورد الغذاء في المعدة ومن التحليل و (القلبين)
والتهوع والغثى وخلود النفس عن الطعام ومن الغصص والشرق وضيق الصدر وكزاز المعدة والشهوة
الكلبية ، ومشتهي الطعام ، وتذهب بالبخر ، الذي من قبل المعدة وتطيب البخر من
الفم.
أخلاطه
يؤخذ من الدار صيني ، والفلفل ، والدار
فلفل ، والقرنفل ، والعود الهندي ، وقشور السليخة ، والزعفران ، وعصافير السنبك ،
والأسارون ، وفقّاح الأذخر ، وورق الطيب ، وجوزبّوا ، وقصب الذريرة ، وقرفة
القرنفل ، وحب البلسان ، وعود البلسان ، والماشا ، والزنجبيل اليابس من كل واحد
ثلاثة أواق ، ومن السكر الطبرزد ، أربع أواق ، ومن المصطكى أوقية ، ومن الزرواند
المدحرج ، والبسباسة ، والساذج ، وأصل السوس ، والحماما ، من كل واحد ثلاثة مثاقيل
، يدق جميع ذلك ، وينخل ويعجن بعسل منزوع الرغوة. الشربة مثقال بماء فاتر نافع ان
شاء الله.
صفة الجوارشن الجوزى الأكبر
على ما أصلحه عمي وهو أكمل من النسخة
القديمة ينفع من قمع العلل الباردة والرطبة ويزيل النفخة والتخمة والقيء ، واستطلاق
البطن العارض ، من ( ... ) الطبخ وسوء الاستمراء وجسد المعدة الزلقة الرخوة ، ويزيد
في الباه ، ويذهب (الأبردة) وأرياح البواسير ويحسّن اللون ، ومنافعه كثيرة وهو
دواء ملوكي سريع النجاح.
____________________
أخلاطه
يؤخذ مصطكى ، وأسارون ، وزنجبيل يابس ،
وفلفل ، ودارفلفل ، وسنبل هندي ، وأنيسون ، وحب بلسان ، وعود بلسان ، ودارصيني ، من
كل واحد وزن عشرة دراهم. وقرنفل وسليخة ، وسنبك ، وقسط هندي ، وقسط حلو ، وخولنجان
، من كل واحد وزن خمسة دراهم. وعود طيب ، وزعفران ، وقاقلة صغيرة ، وسيطرج هندي ،
وكبابه ، وجوزبّوا ، وقصب الذريرة ، وأصل الأذخر ، وأكليل الملك ، من كل واحد وزن
ثلاثة دراهم. ونانخواة ، وراوند صيني ، وراوند مدحرج ، وأشنه ، وبسباسة ، وبزر
كرفس ، وبزر الجزر البري ، وورق الحبق الترنجاني مجفف ، وورق نمام مجفف من كل واحد
وزن ثمانية دراهم. وأهليلج هندي ، وزن اثني عشر درهما. وسعد مقشرة ذكية كوفية ، وزن
عشرين درهما. وحب آس يابس ، وزن مائة درهما. تدق الأدوية ، وتنخل وتعجن بعسل منزوع
الرغوة قدر الكفاية. وترفع في برنّية ملساء الداخل ، والشربة منه من مثقال الى
مثقالين. بماء حار فانه يقّوي المعدة ، وينّبه حرارتها الغريزية ، ويقّويها وهو
بديع عجيب.
صفة جوارشن الانيسون الكامل ، نافع من
برد المعدة وينّقى الارياح ، ويسّخن البدن ، ويزيد في الباه ، ويذهب السعال
البلغماني.
أخلاطه
يؤخذ أنيسون منقّى وزن عشرين درهما. وأصل
السوس المجرود الأعلى ، ومصطكى ، من كل واحد وزن عشرة دراهم ، وزنجبيل يابس ، وخولنجان
ودارصيني ، وبزر وازيانج عريض ، وكرويا ، من كل واحد وزن خمسة دراهم. وفوذنج مهّوى
، وقشور سليخة وعاقر قرحا ، وفلفل ، من كل واحد وزن ثلاثة دراهم. وقرنفل ، وكبابة
، وقاقلة صغيرة ، وسنبل هندي ، وزعفران من كل واحد وزن مثقال تدق الأدوية ، ويخلط
معها وزن أربعين درهما فانيد خزايني ، ويعجن الجميع بعسل منزوع الرغوة ، ويروّح في
آنية
ملساء الداخل ، ويؤخذ
منه من مثقال الى مثقالين ، فانه نافع عجيب.
صفة جوارشن من تأليف ابن ماسوية.
نافع من برد المعدة ، وضعفها ، ورطوبتها
وقد جرّبناه.
أخلاطه
يؤخذ من الساذج ، والقرنفل ، والسليخة ،
والدار صيني ، من كل واحد درهمين ومن الأسارون ، والدار فلفل ، والقرفة ثلاثة
دراهم ، ومن الفلفل الأبيض ، والفلفل الأسود ، وقصب الذريرة ، من كل واحد ثلاثة
دراهم.
ومن الزنجبيل عشرة دراهم ، ومن المصطكى
وعصافير السنبل ، من كل واحد ثلاثة دراهم يدق جميع ذلك دقا ناعما ثم يغربل ، كل
واحد على حدة ثم يغلى السكر حتى تنزع رغوته ، ثم تلّت به هذه الأدوية لتّا ناعما ،
ثم يترك حتى يجف من نداه السكر ، ثم يسحق نعما ويسقى منه ملعقة بماء سخن ان شاء
الله.
صفة جوارشن يتخذ بالسكر نافع من برد
المعدة مطّيب لها.
أخلاطه
يؤخذ دارصيني ، ورد درهم ، وزنجبيل يابس
، وقاقلة ، وسك ، وعود (صرف) ، وكافور من كل واحد أربعة دراهم.
وزعفران ، وزن نصف درهم ، ومن السكر وزن
ثلاثين درهما.
تنقى الأدوية تذاب السكر وتعجن به ، ويستعمل
ان شاء الله.
صفة جوارشن آخر متخذ بالسكر نافع لمثل
ذلك.
يؤخذ من السكر ، رطل بالبغدادي ، ثم
يؤخذ زنجبيل ، ودارصيني ، وزعفران ، من كل واحد وزن مثقال. وقرنفل ، ومصطكى ، ودارفلفل
، من كل واحد وزن درهم. وقاقلة وسنبل هندي ، وعود طيب ، وجوزبّوا ، وسك ، وبسباسة
، وخولنجان ، من كل واحد وزن نصف درهم تدق الأدوية ، وتنخل ويذاب السكر ، وتعجن به
الأدوية ويتخذ قرص. وتستعمل كما ذكرنا
[ فانه ] يطّيب نافع
ان شاء الله.
صفة جوارشن ألّفته ، ولّطفته ، تركيبه ،
مما يصلح أن يستعمله الملوك والسادة الأشراف ، ويطيّب المعدة ، ويسّخنها ويشّهي
الطعام ، ويعين على الهضم ، ويطّيب النكهة ، ويحّسن البلغم من المعدة ، ويذهب
بأرياح منها ويحّد الذهن ، ويصّفي اللون ويؤخذ قبل الطعام وبعده. وهو من الأدوية
المخزونة الكثيرة النفع.
وهذه صفته
يؤخذ زنجبيل يابس ، ومصطكى ، ودارصيني ،
وورق ورد أحمر وسنبل هندي ، وقرنفل ، من كل واحد وزن عشرة دراهم ، وخولنجان ، ودارفلفل
وأسارون ، وزعفران ، وقشر سليخة ، وأنيسون من كل واحد وزن عشرة دراهم. وصندل أصفر
، وعود طيب ، وقاقلة صغيرة وكبّابه ، وبسباسة ، وقصب الذريرة ، وجوزبوّا ، وفقّاح
الأذخر ، وعود بلسان ، وحب بلسان ، وقسط حلو من كل واحد وزن ثلاثة دراهم. ومسك طيب
، وبزر الحبق القرنفلي ، وبزر الحبق الترنجاني ، ونعنع يابس. من كل واحد وزن
درهمين. وسعد مقشرة ، وزن أربعة دراهم. وسكر طبرزد ، وزن عشرين مثقالا تدق الأدوية
وتنخل ويؤخذ مثل وزن الدواء من تين عسلي منزوع الرغوة ، فيطبخ مع مثله من ماء
السفرجل بنار ليّنة ، حتى يصير في قوام العسل الثخين ، ويترك حتى يبرد ، وتعجن به
الأدوية عجنا سلسا. ويدفع في إناء أملس مبخّر بعود. والشربة منه مثقال فإنه دواء
سريع النجح وقد جرّبناه.
صفة أطريفل ألفته على رأي جالينوس ، وهو
مما يصلح للأشراف لأنه من الأدوية العظيمة النفع في إصلاح المعدة الباردة ويقوّيها
، ويقطع الجشأ الحامض. والتحلل والغصص والأرياح ويعين المعدة على الهضم ، ويشهّي
الطعام وينقّي اللون الحائل من قبل فساد المعدة وبردها ، ومن البواسير الباطنة. وقد
جرّبناه.
وأخلاطه
يؤخذ من لحاء الهليلجات الثلاثة الأصفر
والهندي والكابلي ، وبليلج ،
وأملج ، منقّى من كل
واحد وزن عشرة دراهم. فيدق ذلك وينخل ويلّت بدهن لوز حلو ، ثم يؤخذ زنجبيل ، ومصطكى
، ودارصيني ، وسعد وقرنفل ، من كل واحد وزن ستة دراهم. وخولنجان ، وبرز الرازيانج
عريض وأنيسون ، وبزر كرفس>و بانجان<و سنبل هندي ، وأسارون وزعفران ، من كل
واحد وزن أربعة دراهم. وقسط حلو ، وفلفل ، ودارفلفل وسيطرج هندي وقشر سليخه ، من
كل واحد وزن ثلاثة دراهم. وجوزبوّا ، وبسباسة ، وقاقلة صغيرة ، وعود هندي ، وقصب
الذريرة ، وكبابه ، من كل واحد وزن درهمين. تدق الأدوية وتنخل وتخلط منها أوقية
فانيد ، ويعجن الجميع بعسل منزوع الرغوة في آنية (ملساء) والشربة
منه>مثقالان<بماء سخن على ريق النفس فانه أطريفل ملوكي نافع ان شاء الله.
صفة أطريفل ثاني عام ينفع مثل الأول ويقوي
المعدة الضعيفة من إفراط البرد والرطوبة ، وينفع الجشأ الحامض ، ويحمّر اللون ويزيد
في الحفظ ، وينفع من سرعة (السبب) ، وينقّي الأرياح ، وينفع منافع كثيرة.
أخلاطه
يؤخذ من لحاء الاهليلج الهندي ، والكابلي
، من كل واحد أوقية وبليلج ، وأملج منقّى من كل واحد نصف أوقية. فيدق ذلك وينخل ويلّت
بدهن لوز حلو ، ثمّ يؤخذ أنيسون وكمون كرماني ، وقرفة هندي ، وكرويا ، ومصطكى ، وزنجبيل
يابس. من كل واحد خمسة دراهم وأفسنتين رومي ، وحب الآس ، وورق ورد أحمر من كل واحد
أربعة دراهم. وفوذنج نهري ، وصعتر فارسي ، وساذج هندي ، وحماما من كل واحد وزن
ثلاثة دراهم ، ووج ، وشقاقل ، وزراوند مدحرج ، واسطو خوذس ، وزعفران من كل واحد
وزن درهمين ، يدق الأدوية وتنخل وتعجن بعسل منزوع الرغوة والشربة منه مثقال وأكثر
قليلا.
وإنه نافع مثل الأول ان شاء الله.
صفة أقراص البزور تنفع لضعف المعدة
المتولد من البرد والفواق الشديد وتفتح السدد وقد جرّبناه.
يؤخذ أنيسون ، وبزر رازيانج عريض ، وكمون
كرماني ، ومصطكي من كل واحد وزن مثقالين ، وبزر كرفس ، وكرويا. وأفسنتين رومي ، وبزر
هندباء ، وبزر شبث ، ونانخواة ، وبزر الجزر البري ، وقرنفل ، وسنبل هندي وقشر
سليخة ، وحماما من كل واحد وزن مثقال. تدق الأدوية وتنخل.
وتعجن بماء قد طبخ فيه فقّاح الأذخر ونعنع
، ويعمل من ذلك أقراص وزن القرص مثقال.
ويجفف في الظل ، والشربة قرص شراب العسل
أو بماء فاتر ان شاء الله.
صفة حبوب تأليف ابن ماسوية نافع من برد
المعدة ، يؤخذ من الكرويا ، والكاشم ، والأنجدان ، والكمون الهندي ، والصعتر من كل
واحد أوقية ، فيطبخ في ماء ، طبخا ناعما حتى يستخرج طعمه نعما ، ثم يصفّى وينزل في
قارورة من زجاج حتى يصفو ، ثم يؤخذ من السليخة والقرنفل ، والسنبل والجنطيانا
الرومي ، والأغاريقون ، من كل واحد وزن ثلاثة مثاقيل ، ومن المصطكى أربعة مثاقيل ،
ومن ورق الورد الأحمر ، وأنيسون ، والحماما ، من كل واحد وزن مثقالين يدق الجميع
ذلك وينخل نخلا ناعما. ثم يؤخذ من ماء الأبازير ، بعد أن يلقى ما قعد في أسفل
القارورة مثل ، ومن الهندباء مثله ، تخلطا جميعا ثم تعجن به الأدوية ، ويحبّب
أمثال الفلفل. والشربه منه نصف مثقال بماء يسخن على ريق النفس فانه نافع ان شاء
الله.
صفة سفوف العود ألّفته لبرد المعدة وضعفها
وفسادها ويطرح الريح. وهو عجيب سريع النجح.
يؤخذ مصطكى ، وقرنفل ، وقاقلة صغيرة ، وكبابه
، وسنبل طيب ، وزنجبيل يابس ، ودارصيني ، وسنبل هندي ، وأنيسون. من كل واحد وزن
درهمين وجوزبوّا ، وبزر الحبق الترنجاني / ، ومن الحبق القرنفلي / ، وأسارون من كل
واحد وزن درهم ، وعود طيب غير مطرّى وزن ثلاثة دراهم ، تدق الأدوية وتنخل وتلّت
بدهن الورد. وتخلط بمثل وزن جميع الأدوية بسكر طبرزد. والشربة مثقالين بماء فاتر
فانه نافع من النفخة والتخمة. والجشأ الحامض ، والأرياح التي في أسفل الجوف. فإن
كان تغيّر مزاج المعدة من
مادة بلغم متولّد
فيها ، أو منصب اليها ، من غيرها. فينبغي عند ذلك أن يقصد الى اسقاء أدوية تستفرغ
تلك الفضول البلغمانية من المعدة ، بالاسهال ، وبالقيء وبالتحليل ، رويدا رويدا.
مثل>الباذريطوس<الأكبر وأيارج الفيقرا ، وأرياج جالينوس ، والاصطما حيقونات
، وما أشبه ذلك من الأدوية التي تنقّي المعدة من المواد الغليظة اللزجة المتولّدة
فيها. وتستعمل أيضا حب جالينوس المعروف بالقوقايا ، وحب المصطكى والشهرياران ، ومطبوخ
الغاريقون الى هذه الأدوية المركبة المشهورة بها. وعولج به تغيّر مزاج المعدة من
قبل المادة البلغمانية فيها. كان كثير المنفعة سريع النجح ان شاء الله.
وقد ذكرنا لذلك أيضا. أدوية نافعة ومزاجات
( ... ) مما يجمع الواحد منها النفع من صنوف شتى من علل المعدة فتزيل مضرات ذلك. وتدفع
مؤلمات أدواته ، ان شاء الله.
فمن ذلك دواء للهند مسهّل يسمّى عندهم :
طالب الحق ، ينصرف في كل علّة من علل المعدة الباردة وينقّى الفضول الفاسدة فيها ،
والمواد الردية البلغمانية فيها ، ويطرد الرياح والنفخ ، وينفع القولنج والفواق ،
وينفع من جميع أوجاع المعدة وقد جرّبناه.
أخلاطه
يؤخذ من ورق الورد ، وقرنفل ، ودارصيني
، وسنبل هندي ، وسليخه ، وبسباسة ، وزرنب ، وسعد مقشر ، من كل واحد عشرة مثاقيل ،
وصندل أصفر أوقية ، وعود هندي ، خمسة مثاقيل ، وعشرة مثاقيل [ قرفة ] قرنفل ، وعشر
جوزات صحاح من جوز الطيب ، وفرنجمشك أبيض قصبي ، وزن أربعة وعشرين مثقالا ، ورطل
فانيه رفيع ، وعشرين مثقالا سقمونيا مشويّه ومصطكى ، وقاقلة صغيرة ، وقاقلة كبيرة
، وخولنجان من كل واحد وزن أربعة مثاقيل. تدق الأدوية وتنخل وتلّت بأربعة أواق دهن
لوز حلو. ثم يؤخذ مثل وزن الدواء من تين عسل رفيع فيغلى على نار ليّنة مع نصف رطل
عصير رمان حامض وحلو ، ومن عصير السفرجل العفص ، ربع رطل ومن ماء المنجد الرطب ، وماء
الكرفس ، وماء الرازيانج ، من كل واحد
أوقية ثم يغلى بنار
ليّنة ، وتنزع رغوته أولا فأولا ، حتى تزول المياه ، ويصير قوامه العسل سلس ، ثم
ينزل ويعجن به (المراح) عجنا جيدا حتى يصير لعوقيا سلسا.
ويروّح من برنيّه ملساء الداخل. والشربة
الكاملة منه على الحمية والاقراص : أربع مثاقيل.
ويسقى منه مثقالين للقولنج ، ولحصار الطبيعة.
ويؤخذ منه مثل البندقية لتحليل ما في
المعدة من فواق ، وسدد ، وأرياح في الشيء والصنف وهو دواء ملوكي مأمون الغائلة ان
شاء الله.
صفة جوارشن يسهل ألفته وسميته الجامع.
وهو مأمون الغوائل أيضا مما ينبغي أن
يتعالج به السادة والأشراف ، وينقّي الفضول من أبدانهم في أمن ولطافة. وهو نافع
لأوجاع المعدة الباردة ومن (مخرج) للعفونات الغليظة والفضل البلغمانية المتولدة في
المعدة. وهو نافع للكلى الباردة>و الأرياح<الدائرة والبخار ، والتخم ، والروائح
الباطنة ، والقلس ، والتحليل ، والفواق ، ووجع الخاصرة ، والجشأة الحامض ، والفواق
الكائن من امتلاء الفضول البلغمانية وغيرها ، ويعدّل الطبيعة تعديلا حسنا ، ويصفّي
اللون ويخرج من الجسد كل طبع فاسد.
وقد عرفنا فضله وبيّنا نجحه.
وهذه صفته
يؤخذ من الزبد الأبيض القصبي الملتوت
بدهن اللوز الحلو وزن ثلاثين درهما ، ولحاء اهليلج كابلي ، ونوّار بنفسج ، وورق
ورد أحمر ، من كل واحد وزن عشرة دراهم وأصل السوس المجرود الأعلى ، وأفسنتين رومي
، من كل واحد وزن ستة دراهم ، وزنجبيل يابس ودار صيني ، وبزر رازيانج عريض ، وأنيسون
وسنبل هندي ، وأسارون وقرنفل ، ومصطكى ، من كل واحد وزن أربعة دراهم ، وفقّاح
الأذخر ، وسعد مقشر ، وخولنجان ، وصندل أصفر ، وطباشير أبيض ، من كل واحد وزن
ثلاثة دراهم ، وبزر كرفس ونانخواه ،
وقشر سليخه ، ودارفلفل
، وحب بلسان ، وعود بلسان ، وزعفران ، وقسط حلو من كل واحد وزن درهمين وقاقلة
صغيرة ، وكبابه ، وبسباسة ، ووج ، وجوزبوّا ، وساذج هندي ، وحماما وعود هندي غير
مطرّى ، وقصب الذريرة من كل واحد وزن درهم. تدق الأدوية وتنخل ويخلط معها وزن
أربعين درهما سكر طبرزد مسحوق. ويعجن الجميع بعسل منزوع الرغوة ، ويرفع في برنيّة
ملساء. ويؤخذ منه مثقال الى مثقالين بماء فاتر للنفخة والتخمة ، والقولنج ، ووجع
الخاصرة. ويؤخذ مثل الجوارشن قبل الطعام وبعده. ويؤخذ في الربيع والخريف منه أربع
مثاقيل على حمية واحتراس بعد أن يجعل في الشربة منه وزن أربع دراهم سقمونيا الى
دانقين ، على قدر قوة المستعمل له ، وقد علمته في بعض الأزمنة. وعمدت الى مثل وزن
جميع الأدوية من تين عسل فاتخذته الى النار مع نصف رطل من ماء الهندباء وماء
الرازيانج [ وماء الكرفس ] ونصف رطل من ماء الرّمانين ، ونصف رطل من ماء السفرجل ،
وطبخته بنار ليّنة ، حتى رجع الى قوام العسل ، وعجنت به المراح فما رأيت دواء قط
ألطف منه ، ولا أسرع منفعة ، ولا أكمل في علاج الأدواء التي ذكرناها.
صفة شراب عجيب ينفع من ضعف المعدة ( ...
) البلغم فيها ويفتح السدد ، ويسخّن الجسم في ( ... ) ويشهّي الطعام وبهضمه ، ويزيل
أوجاع المعدة الباردة.
أخلاطه
يؤخذ بزر رازيانج ، وأنيسون ، وأصل
الأذخر ، وفقّاح الأذخر ، وفوذنج نهري ، وفوذنج بري ، من كل واحد أوقية. وورق
المرزنجوش ، والنعنع من كل واحد نصف أوقية. وسنبل هندي ، وأسارون ، وبزر كرفس ، وساذج
هندي وزنجبيل يابس ، وقسط حلو من كل واحد وزن ربع أوقية. وزبيب منزوع العجم ، نصف
رطل بالبغدادي ، يجمع ذلك وينقع في عشرة أرطال ماء حار قوي الحرارة. ويترك فيه يوم
وليلة.
ثم يطبخ بنار ليّنة حتى يبقى النصف ويمرس
ويصفّى ، ويعاد الثفل الى
النار مع ستة أرطال
ماء ، ويطبخ أيضا ، حتى يبقى النصف ويصفّى ويجمع الماء الأول مع الماء الباقي. بعد
أن يروّق ويجعل عليه مثله بالسواء عسل أبيض صعتري ، ويطبخ بنار لينة ، حتى يصير في
قوام الأشربة. ويؤخذ السنبل ، وعود هندي وزعفران ، ومصطكى من كل واحد وزن درهم
فيبالغ في سحقه ويعتّق به الشراب ، وهو فاتر ويرفع في النيم ، والشربة منه أوقية
بماء فإنه نافع مسخّن محلّل ان شاء الله.
صفة شراب العسل
النافع من البرد الكائن في المعدة ومن
استرخاء المعدة من قبل البلغم وهو الاستمراء ، وقلة الشهوة ، وينفع في جميع العلل
الباردة ، في جميع أعضاء البدن وهو مجرب.
أخلاطه
يؤخذ من الزبيب المنقّى من عجمه وعيدانه
[ خمسة ] أرطال بالبغدادي فيطبخ بعشرين رطلا من الماء بنار ليّنة الى أن يصير الى
عشرة أرطال.
ثم يترك ويصفّى ، ويجعل عليه خمسة أرطال
عسل. ويطبخ بنار ليّنة حتى يصير في قوام الجلاب. ويجعل فيه من أول طبخة هذه
العقاقير. ويؤخذ مصطكى وسنبل هندي وزعفران / وأمير باريس / ، ودارصيني ، وزنجبيل
يابس ، وخولنجان ، وأسارون ، وقاقلة صغيرة ، وأنيسون من كل واحد وزن درهم. يدق ويسحق
ويربط في خرقة خفيفة رباطا مسترخيا. ثم يطبخ مع الشراب من أول طبخة حتى يصير الى
حد الأشربة. وتمرس الخرقة وقتا بعد وقت ثم [ ينزّل ] ، حتى يعود ويبرّد ويصفّى في
النّيم. والشربة منه أوقية بماء حار ، ويمزج الماء في الشيء ويستعمله المشايخ والمرطوبين
فيسخّن أبدانهم.
وقد يجعل بدل ماء الزبيب المطبوخ نبيذ
جلب ، فيكون جيد نافع. وقد يستعمل بالماء المعين وحده ، إذا لم يحتاج منه الى (كثير)
وهو شراب رفيع ملوكي.
صفة سكنجبين عسلي ينفع من استخدام
البلغم في كسرن وبالطبع
المعدة منه ماء
رطبة. وعرض من أجل ذلك سوء الاستمراء وضعف الشهوة والجشأ الحامض ويفتح السدد ، ويسخّن
الجسم.
أخلاطه
يؤخذ من خل الخمر الجيد وزن عشرة أرطال (بالفلفلي)
فيمزج مع مثله ماء معين عذب ويجعل معه من قشر أصول الرازيانج ، وقشر أصول الكرفس
المغسولين من ترابهما من كل واحد أوقيتين. وبزر رازيانج عريض وأنيسون ، وفقّاح
الأذخر ، وأصل الأذخر ، من كل واحد أوقية ، وبزر كرفس وسنبل هندي ، وأسارون ، وسليخه
، وحماما ، وزنجبيل يابس ، وفوذنج هندي ، من كل واحد نصف أوقية ، ونعنع وزوفا ، ومصطكى
، وقرنفل وكمون كرماني ، وجوزبوّا ، وساذج هندي ، من كل واحد وزن مثقالين. ندع هذه
الأدوية في الخل الممزوج بالماء يوما وليلة ثم يطبخ بنار ليّنة حتى يذهب النصف ، وتمرس
ويصفّى وينزّل حتى يبقى نعما ويروّق ، ويعاد الى النار مع مثله عسل رفيع. ويطبخ
بنار ليّنة حتى يصير في قوام الأشربة. وتنزع رغوته ويغيّر لونه بزعفران ، ويعتّق
بدانق مسك ، ان تهيأ وإن تعذّر ترك ورفع في النّيم.
والشربة منه أوقية فإنه مسخّن محلّل ، ملطّف
، مفتّح ، وقد عرفنا فضله وتبينّا نجحه.
صفة شراب ملوكي طيب عطري.
مما ينبغي أن يستعمله السادة الأشراف
يطيّب المعدة ، ويسخّنها ، ويحلّل البلغم منها ، ويغيّر الهضم ، ويقوّي الحرارة
الغريزية ، ويطيّب النكهة. ويقوم مقام الجوارشنات المتخدة بالأفاوي.
وصفته
يؤخذ من ورق الورد الأحمر ، وورق
الأترنج المجفف ، والنعنع ، وورق المرزنجوش الرطب ، من كل واحد وزن عشرة دراهم وسنبل
هندي ، وأسارون ، وفقّاح الأذخر ، وأصل الأذخر ، من كل واحد وزن ثلاثة مثاقيل
ومصطكى ، وقرنفل ودارصيني
، وبزر رازيانج عريض ، وأنيسون ، وقشر سليخه ، وصندل أصفر ، من كل واحد وزن
مثقالين. وجوزبوّا ، وكبابه ، وقاقلة ، وساذج هندي ، من كل واحد وزن درهم. تهشّم
الأدوية ، وتنقع في عشرة أرطال ماء حار قوي الحرارة يوما وليلة. ثم يطبخ بنار
ليّنة ، حتى يبقى النصف. ويمرس ويصفّى ويروّق نعما ، ويعاد الى النار مع مثل ذلك
الماء عسل. ويطبخ بنار ليّنة أيضا ، وتنزع رغوته الأول فالأول حتى يصير في قوام
الجلاب. ثم يغيّر لونه ، بنصف درهم زعفران ، ويطيّب رائحته بدانقين عود هندي مسحوق
ودانق مسك وترفع في النّيم. والشربة منه أوقية بماء فإنه بديع عجيب. وقد يعمل
بالسكر الطبرزد في الأزمنة الحارة ، ويعمل في الربيع والخريف بالعسل والسكر نصفين
، فإنه شراب عظيم المنفعة سريع النجح ان شاء الله.
قد ذكرنا بحمد الله ونعمته من الأدوية
النافعة لتغيير مزاج المعدة من قبل البرد والرطوبة ما فيه كفاية.
وبالله الكريم وحق ما عظّم الله من حق
الأمير ، سيدي ومولاي ، لو اقتصر الأطباء على واحد من هذه المزاجات وعالجوا به من
صنف ذا العلل المتولدة في المعدة من البرد لكان فيه مبلغ وكفاية لشرف هذه المزاجات
وفضلها ، وما تعرفناه من نجحها. ولكنا لما علمنا أن تغذية الأبدان وقوامها عن هذا
العضو ، وأن جميع الأعضاء محتاجة اليه ، رأينا أن نذكر لكل علة من علله ، أصنافا
من الأدوية الشريفة النفيسة (لنحسن) من ذلك لكل علة من علله ذا (السعة) ما أحب. ونحن
الآن قائلون في وصف أدهان وضمادات نافعة لبرد المعدة وبالله التوفيق.
فمن الأدهان المعروفة المشهورة التي
ألّفها الأوائل لبرد ومزاج المعدة ، ولجميع العلل الباردة الكائنة في المعدة : دهن
الناردين ، ودهن السوسن ، ودهن القسط ، ودهن البابونج ، ودهن الأفسنتين ، ودهن
المصطكى ، ودهن الشبث ، ودهن الحلبة ، ودهن الجوز ، ودهن اللاذن ، ودهن النرجس ، ودهن
شقائق النعمان ، ودهن الرند ، فهذه أدهان حارة نافعة لبرد مزاج المعدة. تستعمل
مفردة ، ومؤلفة ، فقد تغني هذه الأدهان في علل المعدة المتولدة من
قبل البرد عن كثير
من العلاج. وقد تؤلف لذلك أيضا أدهان نافعة حارة عطرية تنفع لبرد المعدة ، مصلحة
لها ، فمن ذلك :
صفة دهن نافع من برد
المعدة والكبد والأعضاء
يؤخذ قسط هندي ، وسنبل الطيب ، وفقّاح
الأذخر ، وفوذنج ، وورق المرزنجوش ، وأفسنتين ، من كل واحد وزن درهمين ، وأسارون وقشر
سليخه ، وجوزبّوا ، وقرنفل ، وساذج هندي ، وجندبادستر ، من كل واحد وزن درهم.
تجرش الأدوية. وتنقع في رطلين ماء حار
قوي الحرارة. وتترك فيه يوما وليلة. ثم يلقى عليه رطل من دهن السيرج الطري. ويطبخ
بنار ليّنة ، حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ، فيترك حتى يعود بهذا ، ويصفّى في
قوارير ، وتمرخ به المعدة فإنه نافع إن شاء الله.
صفة دهن آخر مسخّن محلّل
ينفع من برد المعدة والمفاصل
يؤخذ بابونج وشبث ، ومرزنجوش ، من كل
واحد وزن ستة دراهم. وزنجبيل ، وسعد من كل واحد وزن ثلاثة دراهم وعاقر قرحا ، ومصطكى
، ودار صيني ، وحماما وحب البلسان ، من كل واحد وزن درهم.
تجرش الأدوية ، وتنقع في رطل مطبوخ عتيق
ريحاني. ورطل ماء معين عدد. ثم يلقى عليه نصف رطل من الزنبق ، ونصف رطل من الرازقي
، وربع رطل من دهن اللوز المّر ويطبخ بنار ليّنة ، حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ، ثم
ينزل ويصفّى قواما في قوارير ويستعمل دهنا على المعدة ان شاء الله.
صفة دهن ألّفه ابن ماسوية
نافع مثل الذي قبله.
يؤخذ من الزيت الصافي العتيق رطلا ويؤخذ
من ورق السذاب أوقية ومن الجندبادستر نصف أوقية ، ومن السليخه ثلاثة مثاقيل. يرص
ذلك ويلقى في الزيت ، ويطبخ طبخا شديدا ، ثم يصفّى ويجعل في قارورة ، ويستعمل عند
الحاجة اليه فإنه في القوة عجيب.
صفة ضماد يسخّن المعدة وينفع الأوجاع
النادرة فيها.
يؤخذ قرنفل وزعفران ، وعود بلسان ، وقسط
هندي ، ومصطكى ، وبابونج ، وأكليل الملك ، من كل واحد وزن درهمين ، وقصب الذريرة ،
وأفسنتين ، ومرّ أحمر ، ولبان ، من كل واحد وزن درهمين من الزنبق الرصاصي ، ومن
الشمع الأبيض ، من كل واحد بعدد ما تحتمل الأدوية. ويصير معها على هيئة ما يصلح
للضماد. وتدق الأدوية ، وتخلط نعما ، وتجعل (دائرة) على خرقة من قطن ويجعل على
المعدة فإنه نافع ان شاء الله.
صفة لخلخة تنفع عند استحكام برد المعدة
يؤخذ من القرنفل ، والسليخه ، والسعد ،
والكبابة ، والأفسنتين ، والسنبل ، والعود الهندي ، والقسط وقصب الذريرة. والقاقلة
، من كل من كل واحد وزن عشرة دراهم.
يدق الصمغ حتى يصير كالكحل ، ثم يصب
عليه من المطبوخ العتيق ما يغمره. ثم يوضع في برنيّة ، ويصب عليه من الرازقي
الخالص ، ما يعمل منه لخلخة. ينفع فيه مثقالين زعفران مذاب بماء الورد. ثم تعجن وتبّخر
أياما بالعود المطرّى بالعنبر. ثم يستعمل لخلخة عند الحاجة اليها.
صفة لخلخة أخرى أنفع من
التي قبلها وقد جرّبناها.
يؤخذ زعفران ، وورق أحمر ، وجوزبوّا ، من
كل واحد وزن ثلاثة
مثاقيل. وورق الآس
اليابس ، وورق المرزنجوش اليابس ، من كل واحد وزن مثقالين. وكبابه ، وقاقلة وقرنفل
، ومصطكى ، ومسك ، وقصب الذريرة ، وبسباسة ، وسعد ، من كل واحد وزن مثقال. تدق
الأدوية ويبالغ في سحقها ، ويلّت بدهن البان ، ويبخّر بالعود الهندي ، وينصب عليه
من الزنبق الخالص. أو الدهن الرازقي. ويعمل لخلخة فانه نافع ان شاء الله.
وأما الأغذية التي ينبغي أن يلزمها
لأصحاب سوء المزاج البارد في المعدة فالأغذية الحارة اللطيفة ، مثل المرقة
المعمولة بالدرّاج ، أو بالشفانين ، أو بالقنابر ، أو بالعصافير الدورية ، ذات
التعشيش في الحيطان. وتطبخ بالأفاوية ، والأبازير ، ويطبخ لهم أيضا الفروج والمطبوخ
العتيق ويجعل أبازيره الزعفران ، والفلفل ، وقرفة الطيب. ويعمل لهم العصافير
مطبوخة بالأنجدان ، وورقات صعتر ، ويستعمل أيضا الدرّاج بماء الكامخ ، وورقات نعنع
، ويكون الشراب المطبوخ العتيق أو شراب العسل المتخذ بالأفاوية فإن كان (تعز) المعدة
والغالب عليها سوء مزاج يابس مفرد ، حتى لا يكون معه غلبة بيّنة لشيء من سائر
الكيفيات ، ودل على ذلك البرهان الذي قدمنا ، فينبغي أن يفصد لصاحب هذا الترطيب ويمنع
من الأدوية والأغذية القابضة. وذلك أنها (بقي) ما بقي في الأعضاء من الرطوبة
الغريزية.
فقد قال جالينوس في المقالة السابعة من «
حيلة البرء » : فإن استبلى مريض بسوء مزاج يابس في المعدة بأن يقع في يدي طبيب
جاهل ، ليس عنده من علاج ضعف المعدة إلا استعمال الأشياء القابضة ، وهو يرى أنه
يقوّيها بها ، فينبغي أن يفصد لتلافي خطاه ، فالمداواة بأن يوسع (ماهية) ذلك
الأدوية من مجاري العضو ويجتذب ما اندفع من مواضعه الى ما تعوّد حتى نردّه الى
مواضعه ، ويملأ كل واحد من الأعضاء المتشابهة الأخرى بالأغذية الرطبة ، من الرطوبة
الموافقة المشاكلة له.
وزعم جالينوس في هذه المقالة : أن سوء
المزاج الكائن في المعدة من حرارة أو من برد سهل سريع البرء ، ولأن كل واحد منها
يكون استصلاحه بكيفية قوته فعالة. وأما سوء المزاج الذي يكون من رطوبة أو يبس ، وتعسّر
مداواة كل واحد منهما ، انما يكون بكيفية ضعيفة ، وخاصة متى
احتجنا الى الترطيب.
وذلك أنّا نحتاج في ترطيب البدن ، أو العضو الذي قد جف الى مدة من الزمان أطول
بأضعاف كثيرة من المدة التي نحتاج اليها في تجفيف البدن من قبل أن العروق في اليبس
ينضم بعضها الى بعض ، وتضيق من أجل سبب اليبس للرطوبة التي فيها. وإذا ضاقت العروق
، لم يكن يصل اليها الغذاء الذي يرى فيها تلك الرطوبة التي عدمت. فلهذا قال
جالينوس ان برءه عسر ، لكن الرطوبة انما ترجع الى البدن بالأغذية الرطبة ، والتدبير
المرطّب من بعد طول تكرار ومعالجة و >استقصاء<. وبعد أن يسلك له في تدبيره هذا الطريق ، وهو أن يقصد أولا الى
مضجع العليل فيجعل في موضع قريب من الحمام ، ويحمل في كل غذاه على (شيء ما) حتى
ندخله الحمام فتجعله عليها كيما / لا يخف لنفسه / ( ... ) ولا يضعف ، ويلبث في
الأبرد أكثر مدة ، لأنه في الحمام ، ولا يكون له في هوائه كثير لبث ، وذلك أن هواء
الحمام أقوى بأن يخوّف ، وكذلك ينبغي أن تكون الأبزن ، غير بعيد من نار الحمام ، وينبغي
أن يكون ماء الأبزن ماء عذبا. فيكون مع ذلك فعند المزاج غاية الاعتدال ، على ما
يهواه المريض ويلتذّه ، وذلك أنه إذا التذّه ، استدعى من الطبيعة الانبساط الى
جميع أقطار البدن ، بخلاف ما يعرض لها عند ملاقاة الأشياء المؤذية. وينبغي أن يسقى
بعد الحمام من غلب على مزاج معدته اليبس اللبن / وأوفق اللبن / لبن النساء.
وإن لم يردّه المريض فينبغي أن يسقى
مكانه لبن الأتن جبّن بحليب. ويتوخى فيه ما أمكن ألاّ يلقى الهواء فإنك إذا توخيت
ذلك لم يتجبّن في المعدة. فإن لقي اللبن الهواء بسبب أن المريض يتقزّز الرضاع من
الثدي ، فتوخى أن تكون ملاقاته له أقل ملاقاة ، وذلك أن حال اللبن مثل حال المني ،
وتغيّره من خارج عن طبيعته إذا خرج عن أوعيته المخصوصة بها فإن خفت أن يتجبّن
لملاقاته الهواء من خارج فاخلط معه شيئا من عسل قدر ملعقة. وينبغي لمن بعد استمراء
من غلب عليه اليبس غلبه في معدته اللبن ، أن يدخل الحمام مرة ثانية ، ودليل ( ستمرائه
) أن يتجشأ المريض ولا يجد طعم اللبن ، ولا نجد في معدته نفخا ، وإن كان ممن يحب
الحمام فينبغي أن يدخل ثالثة أيضا. وإن لم يكن ممن يحب الحمام فلا أقل من أن يقسّم
نهاره قسمتين ، فيدخل
في كل واحد منها الى الحمام مرة وأمرخه بالدهن الكثير تمريخا معتدلا ، إما قبل
استحمامه ، وإما بعد استحمامه ويكون دهن البنفسج ، أو دهن (الشونيز) أو دهن الورد
ولا يكون بمن (يتّخذه) إلاّ مسحا فقط ، قبل أن يلبس ثيابه ويفعل ذلك في كل مرة
يستحم فيها. فإن هذا مما يعين على إعادة البدن الى الخصب. فإن كان المريض يحب
اللبن فينبغي أن يسقى منه ، بعد الاستحمام الثاني. فإن لم يكن يحبّ اللبن فينبغي
أن يحسى من ماء كشك الشعير ويصير بعد الى الاستحمام الثالث الى العشاء. فينبغي أن
يكون الطعام الذي يتعشّى به خبزا خبز في تنّور ، وفيه من الخمير والملح مقدار كاف.
وتكون أدامه بعض السمك الصخوري ، وأجنحه الديوك التي تغذوا بالبر. وينبغي أن تكون
عند العليل بالجملة سريع الانهضام وكثير الغذاء. وليس ينبغي أن تبلغ من كثرة غذاء
، من قل الغذاء في بدنه ، بحسب ما يحتاج اليه ، لكن بحسب ما يقوى على استمرائه ، وذلك
أن الطعام بحسب ما يكون عليه من سهولة الانهضام وسرعته يكون قلة غذاه بحسب ما يكون
عليه من كثرة الغذاء ، يكون انهضامه أعسر وأبطأ.
وليس ينبغي أن يقصد للغاية من أحد
الغرضين. ولكن ينبغي أن ينظر في ضعف الاستمراء من صاحب هذه العلة. وفي نقصان
الغذاء من بدنه وحاجته اليه فبقدر الأغذية له بحسب هذين الغرضين.
وكلما تزايدت حال من ضعفت معدته صلاحا ،
زدنا في تغليظ غذاه حتى يعود من الغذاء الذي كان اعتاده في صحته. وأن يتناول عند
ذلك ، ما كان من الطعام أقوى ، وينبغي أن يكون بالعشي استمراء بسبب السكون. وطول
النوم وينبغي أن يغذّى من ضعفت معدته مرارا كثيرة ، بقصد لأنهم لا يقدرون على
استمراء الطعام الكثير الذي يتناول دفعه.
وذكر جالينوس في المقالة السابعة من « حيلة
البرء » أنه : ليس من الأشربة شيء أوفق لصاحب هذه الحال من الشراب المائي. وهو
الشراب الذي يسميه أبقراط الحوار لأنه لا يحتمل أن يمزج من الماء إلا باليسير. وزعم
أنه ينبغي أن يكون ما يمزج به الشراب حتى لا يكون فيه ضرب من ضروب الأدوية ، وان
جميع مضاد شرب الماء القراح إنما يكون عزيز عن
برودته. فان الماء
إنما صار يبطئ في المواضع تحت الشراسيف ، وتولد الرياح التي تنفخ البطن ، وتفسد في
المعدة ، وتحل قوتها. ويصار تعود الغذاء الى العروق لبرده ، فلذلك صار الماء في
طبيعته على ضد ما عليه الشراب. وذلك أن الشراب إن وجد رياحا ونفخة في المواضع التي
تحت الشراسيف ، حلّلها وأضمر البطن ولا تبطيء هناك ، لاعتدال حرارته ، وتفتح الطرق
، ليعود الغذاء منها فيها ، ويعين على دفعه بسرعة ، ووصوله الى كل واحد من الأعضاء
وهو مع ذلك محمود الغذاء ، معدّل الأخلاط الرديئة التي يصادفها في المعدة ، وفي
العروق. ويعين على دفع الفضول. ولذلك يدر البول ، وخاصة إن لم يكن قوّي القبض ، لأنه
ينفذ بسرعة في البدن كله. ثم ذكر جالينوس في هذه المقالة أنه لا ينبغي للناقه وصاحب
المعدة الضعيفة. أن يشرب من شرابه حتى يأكل قبل أن يستمريء غذاه. وذلك أنه ان
يتبرد في ذلك الوقت طغى الطعام في رأس معدته ، ولم يطلق الطعام أيضا جرم المعدة
حتى تحب له ويهضمه ، لأن رطوبة الشراب تحول فيما بينه وبينه ، فيبطئ بسبب ذلك
الاستمراء فان عطش فينبغي أن يسقى من الشراب يسيرا ، حتى يسكن عنه. وإذا استمرأ
الليلة من الشراب ، وما يكتفي به في الليل ، وهذا التدبير لجالينوس في كتاب « حيلة
البرء » أيضا. وقد ينبغي لصاحب هذه الحال أن يتجنّب الجماع ، ويحذر التعب ، والنصب
والهم والغضب ، فان ذلك مما يزيد في اليبس ، وينقص من رطوباتهم. ويضمدوا المعدة
بضماد متخذ من دقيق الشعير ، وقشور القرع. والرجلة والخطمى ، وماء القثّى ، وماء
عصا الراعي مع نوار البنفسج ودهن البنفسج وما أشبه ذلك.
فان غلب على المعدة برد يسير ، فينبغي
أن يداوى بالأشياء الرطبة التي ليست معها حرارة قوية. فإن الأشياء التي معها حرارة
قوية ، تزيد في اليبس والذي يقصد اليه الفاصد في هذه العلة هي اليبس. وينبغي أن
يخلط باليبس الأول من الأشياء المسخّنة بحسب ما حالت المعدة اليه من البرد ، فتخلط
في اللبن ، من العسل ويسقى من الشراب القليل المزاج ، فتكون الأطعمة أسخن لا في
قوتها فقط. لكن في ملمسها وتمرّخ المعدة بدهن الناردين ، أو بدهن المصطكى ، أو
بدهن الخيري مع المواظبة على الاستحمام
بالماء العذب السخن
، ويضموا الى معدهم صبي نظيف صحيح البدن. فان حرارة الصبي تدفيء المعدة المتغير
مزاجها من البرد واليبس ، ويستعملوا الأغذية والأدوية والأشربة الحارة ، اعتدال
الرطبة في جوهرها ، وفي صنعتها مع الرياضة المعتدلة.
وفيما ذكرنا من هذا الكتاب كفاية.
القول في التدبير الحافظ
لصحة المعدة
ينبغي لمن أراد أن يستديم صحة المعدة ، حتى
لا يعرض لها مرض يغيّر أفاعيلها أو يضعفها ، أن يجعل الطعام مثل الدواء. وكما أن
الدواء ليس يقصد الى أن يكون لذيذا أو كثيرا ، وإنما يقصد الى منفعته. وكذلك ليس
القصد من الطعام الى لذته ، ولا الى كثرته ، وإنما القصد الى منفعته وهي أن تسدّ
الحر عنه ، لا غير ذلك.
وذلك أن المعدة إذا حمل عليها فوق
الطاقة ، دقت واتسعت وبردت وضعفت حتى تصير كالثوب الخلق البالي. فإذا صارت كذلك
عرض لها التخم لا عن سبب معروف ولا عن أطعمة رديئة والتخم من أعظم الأسباب قوة في
فساد الدم ، وتولد الامراض. وأفضل الأشياء المتخذة لهضم الطعام وما يعد له من صنوف
الهواضم والجوارشنات ، ترك الطعام وهو يشتهى وترك الشراب دون البلوغ الى حاله (الأقصى)
وقيل لبعض حكماء الروم : أي وقت الطعام أصلح؟ قال : أما المزدرد فاذا اشتهى ، فأما
لمن لم يقدر فاذا وجد للشهوة أيضا في استمراء الطعام ، أعظم الحظ لأنها دليلة على
الموافقة والملائمة. فمتى كان طعامان يستويان في الجودة ، وكانت شهوة المحتاج
اليهما ، أو الى أحدهما أميل ، رأينا ايثار المشتهي على الآخر ، لأنه أوفق لطبيعته
، وأسهل عليها في الاستمراء. ومتى كان طعامان أحدهما أجود من الآخر ، وكانت شهوة
المحتاج اليهما الى أرداهما أميل. أجبرناه على أجودهما إذا لم يخف منه ضررا ، أكثر
مما ينال منه من المنفعة يخسر قبول المعدة له ، واستمرائها ، إياه فقد تبيّن مما
قدمناه ، أن أفضل الأشياء لحفظ صحة المعدة أن يترك الطعام وهو يشتهى ، ولا يكلف
المعدة منه إلا ما تحسّ به قوة
الهضم ويدركه نار
الطبخ ، فقد رأينا من أسرف من أحد الغذاء وهو يحبّه ويشتهيه ، فجاوزته إرادته ، وحمل
على نفسه منه فوق طاقته ، فأمرضه ذلك أثقله فمن تلك الحال صار المحبوب مستولى والمستطاب
متروكا.
وللفاضل أبقراط فصل قال فيه : لا الشبع
ولا الجوع ، ولا غيرهما من جميع الأشياء بمحمود ، إذا كان مجاوزا لمقدار الطبيعة.
وقد بيّنا ما في إفراط الشبع من الضرر.
وأما الجوع فان المعدة إذا خلت من
الغذاء وتحركت الشهوة ، فإن لم تبادر عند ذلك بأخذ الغذاء ، اجتذبت المعدة من فضول
البدن ، ما إذا صار فيها أبطل الشهوة ، وأفسد الطعام ، إذا خالطه.
ولجالينوس في كتاب أبيذيميا قول قال فيه
: تستدام الصحة بشيئين : بالامتناع من الشبع ، وترك التكاسل عن التعب ، وذلك أن من
أخذ الغذاء بعد حركة طاقته ، وعلى حاجة منه اليه ، وافى الطعام الحرارة الغريزية
بمنزلة النار إذا اشتعلت. ومن تناول الطعام من غير حركة ، أو أخذه على غير حاجة من
البدن اليه من غير شهوة ، وافى الطعام الحرارة الغريزية خامدة بمنزلة النار
الكامنة في الرماد.
ومن اتبع الطعام بحركة ، أعذر عن معدته
غير منهضم ، وانبثّ في العروق غير مستحكم ، وأحدث عللا في المعدة والكبد وسائر
الأعضاء. ولذلك قال جالينوس : إن إدمان الرياضة قبل الطعام ، من أبلغ الأشياء في
حفظ الصحة ، كذلك الحركة بعد الطعام من أبلغ الأشياء في نقص الصحة. ورغم أن السكون
، سر عظيم في حفظ صحة البدن. كما أن الحركة المعتدلة خير عظيم وذلك أن الانسان لا
يمرض إن هو عني بأن لا يعرض له سوء هضم البتّة.
وقال بعض الحكماء : أقلل طعاما ، تقلل
سقاما. وينبغي أيضا لمن كانت معدته قائمة على الاستواء من جودة الهضم والاستمراء
ألاّ يقصد الى أخذ غذاء حار مفرط. فيحدث احتراقا في المعدة ، والتهابا فيستجلب شرب
الماء للحرّ الحادث فيها. وللتلّهب فيحمل فيه على المعدة ويؤول ذلك الى فساد كثير
غير مصلح. ولا يقصد أيضا الى غذاء بارد مفرط بطيء الانهضام ،
فيحدث في المعدة
ضعفا. ما تفعل وأكثر من حار مفرط. أخذ عليه دواء باردا رطبا ، يزيل ضرره وإذا أخذ
من الأغذية الباردة البطيئة>فليؤخذ< على أثرها من الأدوية الحارة اللطيفة ، كيما
(تعز) بحرها فلطافتها حر المعدة الغريزية المنضجة للغذاء. وينبغي لهم أيضا أن
يتجنّبوا الأغذية الضارة البطيئة الانهضام ، وإن كانوا لها مستمرين بفضل صحة
المعدة ، فانها تضرّهم إذا أدمنوا عليها وتضعف قوى المعدة. وكذلك ينبغي أن
يتجنّبوا الأدوية الضارة في طبيعتها مثل شحم الحنظل ، والجعدة ، والزبد ، والسقمونيا
، وما أشبه ذلك فإذا عزمت النفس على الحمية كان ذلك دليلا على سبب الصحة.
وقال بعض الحكماء : أحسن ما غلب عليه
الحر من قمع شهواته ، ما كانت في المطعم والمشرب. ولا سيّما من حيث يدمن مضرته.
وقيل لجالينوس [ ما العلاج ] الأكبر
فقال : الحمية.
وقال بعض الأطباء : الحمية طبائع الصحة.
وقيل لجالينوس : أنك تقلّ من الطعام.
قال : غرضي في الطعام أن آكل لأحيا ، وغرض غيري في الطعام أن يحيا ليأكل. وقال
قوريوس الفيلسوف : هل ما بيني وبينكم في طلب الحياة في هذا العالم؟ أني إنما أغتذي
لأعيش ، وأنتم إنما تريدون العيش للغذاء.
وقال أفلاطون : الحمية حميات عاميّة ، وخاصيّة.
فأما (العامية) فلا تتغذى أبدا إلا مع الشهوة ، وأما الخاصيّة ، فانظر الأسطقس القاهر
عليك ، فقابله بضده.
ولجالينوس فصل قال فيه : احفظ هذه
الجملة من أمر الأطعمة أن جميع ما كان رديء الغذاء رطبا لزج سريع الانحدار ، فينبغي
أن يقدم قبل جميع الأغذية. فانك إذا قدمتها أسرعت الى الانحدار ، وطرقت لغيرها ما
انحدرت بانحدارها. وإن أخذت بعد الطعام فسدت ، وأفسدت بفسادها غيرها ، مما يتناول
معها.
وذكر بعض الأطباء : أن من كانت عادته أن
يتغذّى ويتعشّى ، فترك الغذاء وأقصر على العشاء ، عظيم ضرر ذلك عليه. ومن كانت
عادته أكلة
واحدة ، فجعلها
أكلتين لم يستمريء طعام.
ومن كانت عادته أن يجعل طعامه في وقت من
الأوقات فينقله الى غير ذلك الوقت تبيّن له ضرر ذلك لأن العادة طبيعية ثانية. كما
ذكر أبقراط ، فإن حدث شيء يدعو الى الانتقال عنها ، فأوفق الأمور في ذلك أن ينتقل
عنها قليلا قليلا. وينبغي لمن أراد أن يستديم صحة المعدة ألاّ يحدث لها سوء الهضم
بسبب ما يحدث عليها من سوء ترتيب الأغذية. مثل تقديم ما ينبغي أن يؤخّر وتأخير ما
ينبغي أن يقدم. فإن أصل فسادها ، وكون العلل فيها ، إنما يكون من قبل ما ذكرنا. وفيما
بيّنا في هذا الباب كفاية إن شاء الله.
القول في الأورام الحادثة في
فم المعدة
إن الأطباء القدماء الذين كانوا قبل جالينوس
يسمّون فم المعدة الفؤاد. يزعمون أنه ليس الجسد عضو يسرع اليه الوجع ، ويميل معه
ميل فم المعدة.
وقال جالينوس في كتاب « العلل » : قد يجب أن يدخل فم المعدة في عداد الحواس
، وذلك أن فيه فضل حسّ. فاذا نال هذا الحسّ آفة أحدث في المعدة الأعراض الثلاثة المتألّفة
للشهوة : وهي بطلان الشهوة ، ونقصان الشهوة ، وفساد الشهوة. وهذا العرض الثالث يكون
إما في المقدار مثل :
أن تكون الشهوة زائدة على المقدار الذي
ينبغي. وإما في الحال مثل أن يشتهي الانسان أكل الاخزاف والطين أو الفحم. وسنذكر
هذه الاعراض فيما بعد من هذا الكتاب.
وقد تعرض في فم المعدة الاورام من قبل
سائر الأخلاط كما تعرض لسائر الاعراض ، والاستدلال على هذه الأورام بيّن ظاهر بحسب
ما يظهر من كانت الأورام من قبل تجلب مادة حارة وجد العليل وجعا شديدا ، وحمّى وعطشا
شديدا ، وحرقة مفرطة ، والتهابا وإذا لمس وجد ملمسه حارا ، وربما كان مع ذلك فواق.
وإن كان الورم من قبل يجلب مادة باردة
وجد العليل أثقل ووجع رخو
____________________
من غير عطش ولا حرقة
ولقرب فم المعدة من الحجاب الفاصل ، صارت الأورام التي تعرض فيه تجعل التنفس
متواترا مغيرا.
وقد زعم جالينوس : أنه إذا كان وجع أو
ورم في عضو من الأعضاء التي تبلغ قربها ، من آلات التنفس حتى يكون ذلك إذا تحركت ،
تحركت هذه بحركتها فإن التنفس يصير متواترا صغيرا. وقد يعرض للعليل أيضا مع ما
ذكرنا ضجر ، وعسر نفس ، وتقبض الصدر والكتفين ، والمنكبين فإن أزمن الورم حتى يقذف
القيح ، فما أقل ما ينجو منه وبهذه الدلائل يستدل على الأورام العارضة في المعدة
نفسها وتدبيرهما واحد.
القول في علاج الأورام
الحادثة
في فم المعدة
ينبغي أن يحذر العليل من استعمال القيء
والاسهال ، من ابتداء الورم ، وفي منتهاه ، وينظر في الدلائل التي قدّمنا. فأن
تبيّن لنا أن تولد الورم من تحلّب كيموس حار. أمرنا أن يسقى العليل من ماء عنب
الثعلب مغلى مصفّى نصف رطل بالبغدادي ، بعد أن يمرس فيه لب خيار شنبر منقى من فصه
، وحبه ، وترنجبين خراساني ، من كل واحد ستة دراهم ويصفّى ويشرب ، أو يؤخذ ماء الكاكنج
، وماء الهندباء ، مغلى مصفّى من كل واحد أوقيتين ، ونصف أوقية سكر طبرزد ، ومثقالين
دهن ورد. ويشرب أو يؤخذ ثلث رطل من ماء الهندباء مغلى مصفّى ، ويمرس فيه بنفسج
مربّى ، وورد مربّى من كل واحد وزن خمسة دراهم. ويصفّى ويشرب فإن كان بالعليل عطش
شديد ، فيشرب الجلاّب الرفيع ، وشراب الورد ، وشراب الحصرم ممزوج بالماء البارد.
إن وجد فزعا شديدا فيبقى دهن الورد ، وزن مثقالين. مع نصف أوقية من شراب طبرزد. ومثقال
من لبّ بزر القّثى بماء الورد منتهاه ، أسقينا عند ذلك من ماء لسان الحمل أربعة
أواق ، ومن ماء البابونج أوقيتين ، بعد أن يحلب فيه لبّ خيار شنبر منقّى وزن ثلاثة
مثاقيل. ويصفّى ويلقى عليه وزن مثقال دهن بنفسج ، أو دهن لوز حلو ، ويشرب ويستعمل
أحد ماء الكشك ، أو ماء الشعير المطبوخ مع أصول
الهندباء ، ويكون
الغذاء القرع والبقلة اليمانية ، والسرمق ، والخس والخيار ، بدهن اللوز الحلو ، والكزبرة
الرطبة ، وإن لم يكن بالعليل حمّى فيتغذّى بفروج مطبوخ بالسكر السليماني ، أو بماء
القرع ولحمه ، وشيء من لباب لوز حلو ، ويسقى من هذه الأدوية النافعة،فمن ذلك :
صفة أقراص تأليف ابن ماسويه.
ينفع في الورم الحار الحادث في المعدة وللحرارة
الكائنة من المرّة الصفراء فيها.
يؤخذ من الخيار شنبر المنقّى من فصه وحبه
، ومن ورق الورد الأحمر ، والكاربا والمصطكى ، من كل واحد وزن ثلاثة دراهم ، ومن
أكليل الملك وحب القثّى وحب الخيار ، وبزر قطونا والصندلين الأحمر ، والأبيض
المحلولين بماء الورد ، والسنبل الهندي ، من كل واحد وزن درهمين وبزر هندباء وزن
مثقال وأصل السوس وبزر كرفس ، وأنيسون من كل واحد وزن درهم. يدق جميع ذلك وينخل ويعجن
بماء عنب الثعلب ويتخذ منه أقراصا وزن كل قرص درهمين. وتجفّف في الظل الشربة قرص
على الريق. ومن ذلك أيضا :
صفة أقراص لوجع المعدة والورم الحادث
فيها.
يؤخذ ورق ورد أحمر ، وزن ستة دراهم. وسنبل
وأصل السوس ، وأكليل الملك ، من كل واحد أربعة دراهم. وزعفران ، درهمين ، ومصطكى وكاربا
من كل واحد ثلاثة دراهم. تدق الأدوية وتنخل وتعجن بمثلث أو بماء خيار شنبر ، ويتخذ
أقراصا وزن القرص درهمين يسقى بماء عنب الثعلب ، وماء أكليل الملك ، مطبوخ بالماء
والخيار شنبر.
صفة أقراص تنفع من الورم الكائن في
المعدة ومن الوجع المتولد فيها من انصباب المرة الصفراء اليها.
يؤخذ ورق ورد أحمر ، وزن ثلاثة مثاقيل ،
وأصل السوس المجرود الأعلى وزن مثقالين وصندل أحمر ، وصندل أبيض ، وبرباريس ، وأكليل
الملك ، ومن كل واحد وزن درهم. وطباشير أبيض ، وترنجبيل خراساني ، من كل
واحد وزن درهمين ، وزعفران
، وزن نصف درهم تدق الأدوية وتنخل [ وتعجن بماء الهندباء ].
ويعمل من ذلك أقراص وزن كل قرصة مثقال والشربة
قرص بماء الهندباء وماء عنب الثعلب ، مغلى مصفّى قدر ثلث رطل مع جلاب ، أو شراب
ورد ان شاء الله.
وينبغي أيضا مع ما ذكرنا من الأسقية أن
تضمد المعدة بالأشياء التي لها قبض وبرد مشوبة بأشياء مليّنة ، وينظر فإن كان مع
الورم ، عطش ، ولهب شديد ، وحرارة ، استعملنا الأشياء الباردة مثل أن يؤخذ قشور
القرع وتخلط مع دقيق الشعير وشيئا من خطمى ، ويعجن بدهن ورد يضمّد به. أو يؤخذ عنب
الثعلب ، وكاكنج ، فيدق ويخلط بدهن ورد ، ويضمد به الورم. أو تؤخذ البقلة الحمقاء
، والهندباء فيدق وتخلط معه دقيق الشعير ودهن ورد ويضمّد به.
أو تؤخذ قشور الرمان ، وعدس وورد يابس ،
وشعير مقشور ، فيطبخ بالماء وتضمّد به المعدة ، بمائها بعد أن تقصر الأدوية ، ثم
يدق بقلها دقا جيدا ، ويصب عليه دهن ورد وتضمّد به المعدة.
ومن ذلك :
صفة لطوخ نافع من الأورام الحارة والجشأ
ويستعمل عند التهاب الكبد والمعدة من انصباب المرة الصفراء اليها وهو مجرب.
يؤخذ دقيق شعير منخول مرارا ، وزن عشرة
دراهم. وصندل أحمر وزن خمسة دراهم. ونوّار بنفسج وأصل الخطمى من كل واحد وزن
مثقالين ، وشياف ماميثا ، وبزر رجلة ، وورق ورد أحمر ، من كل واحد وزن مثقال ، وكافور
وقاقيا من كل واحد وزن نصف درهم. تدق الأدوية وتنخل وتعجن بماء عنب الثعلب أو بماء
الهندباء ، أو بماء عصا الراعي ، وتلطّخ به المعدة ومواضع الالتهاب والورم وكلما
جفّ رطّب ، فإنه مبرد نافع ان شاء الله.
صفة ضماد صندل نافع بإذن الله من أورام
الكبد ، وأورام المعدة الملتهبة.
يؤخذ ورق ورد أحمر وزن ستة دراهم ، وزعفران
وصندل أحمر من كل واحد وزن درهمين. وصندل أبيض وزن أربعة دراهم ، وكافور ، وزن نصف
درهم. وقد يلقى فيه أيضا. قرنفل وخطمى ، تسحق الأدوية وتذاب بشمع أبيض وزن ثلاثة
دراهم ، ودهن ورد قدر الحاجة وتلقى عليه الأدوية ، ويضرب حتى يستوي ويرفع ، ويستعمل
ان شاء الله.
صفة لطوخ ملوكي يجعل على الأورام
الكائنة على رأس المعدة المتولد من الخلط الحار ويطفيء التلهب الشديد.
يؤخذ صندل أحمر ، وصندل أبيض ، ونوار
بنفسج ، ودقيق شعير من كل واحد وزن / خمسة / دراهم وطين أرمني ، وكافور ، وقاقيا ،
وكاربا ، وزعفران ، ورامك ، وضمغ عربي من كل واحد وزن درهم. ومصطكى ، وأكليل الملك
، وبزر الخطمى ، من كل واحد وزن مثقال. تدق الأدوية وتنخل. وتلّت بدهن ورد لبابا
ناعما ، وتؤخذ بزر قطونا فيستخرج لعابها بماء الورد ، وماء عنب الثعلب ، ويعجبن به
الدواء ، وتلطخ به المعدة الحارة ، الوارمة ، والكبد الحار. فإنه ينفع من الحرقة ،
والوهج الشديد الكائن في المعدة من انصباب المرّة الصفراء ، ويزيل الورم الحار
السبب ، ومن أراد أن يجعله موهما ، فيأخذ دهن ورد ، وشمع أبيض قدر الكفاية.
ويذاب ذلك وتخلط معه الأدوية التي وصفنا
مسحوقة ، وتضرب في هاون. حتى تختلط ، وتلحق بحال المرهم. فتضمّد به الورم على خلاء
من المعدة ويردد مرارا فإنه شفاء لذلك. فان كان يولد الورم من كيموس غليظ بارد ، ودل
على ذلك البرهان الذي قدمنا ، أسقينا العليل وزن مثقالين ، من دهن خروع مع مثقالين
من دهن اللوز الحلو مع هذا المطبوخ ومن ذلك :
صفة مطبوخ ألّفه ابن ماسويه لوجع المعدة
والورم البارد الكائن فيها وقد جربناه.
يؤخذ من النعنع اليابس ، وبزر الكرفس ، من
كل واحد ثلاثة دراهم ، ومصطكى وأنيسون وسنبل هندي ، من كل واحد درهمين ونصف ، ومن
ماء جوز خمسة دراهم ، ودوقوا وكمون هندي وعود بلسان ، وسليخه ، وقردمانا ، وفقّاح
الأذخر ، من كل واحد درهمين. يطبخ ذلك بثلاثة أرطال ماء عذب.
حتى يبقى منه رطل ويصفّى
والشربة ثلث رطل مع مثقال دهن الخروع أو دهن الورد الحلو فإنه مجرب ان شاء الله.
صفة مطبوخ نافع من الورم.
البارد الكائن في المعدة.
يؤخذ من أكليل الملك ولحاء أصل
الرازيانج ، ولحاء أصل الكرفس ، وأصل الأذخر من كل واحد وزن أربعة مثاقيل ، وأصل
الخطمى ، وأصل السوس المجرود الأعلى من كل واحد وزن ثلاثة مثاقيل ، وراوند صيني ،
وبزر رازيانج عريض ، وأنيسون ، ومصطكى وسنبل هندي ، ومرزنجوش وحبق جبلي ، وكمون
كرماني ، وبزر الكرفس ، وقاقلة ، من كل واحد وزن مثقال ، وزبيب منزوع العجم عشرة
دراهم. تجمع الأدوية وتطبخ بأربعة أرطال ماء بنار ليّنة ، حتى يبقى رطل واحد ويمرس
ويصفّى والشربة منه ربع رطل مع مثقال دهن لوز فإنه نافع سريع النجح.
وقد ينبغي إذا طالت مدة الورم وصلب أن
يستعمل في علاجه ضمادات مركبة ، تكون فيها أدوية عطرية وأدوية مليّنة ، وأدوية
محلّلة ، مثل الضماد المتخذ بأكليل الملك ، وما أشبهه من المضادات النافعة لورم
المعدة المتولد من البرد فمن ذلك :
صفة ضماد متخذ بأكليل الملك
نافّع من الورم الجاسي الحادث في
المعدة والكبد والطحال وتحلّل ،
الدبائل والأورام الصلبة وهو معروف.
تؤخذ حلبة وأكليل الملك وفقّاح البابونج
، وحب الدهمست ، وخطمى ، ومقل من كل واحد أربعة دراهم. وأفسنتين رومي ثلاثة دراهم
، ومرّ أحمر ووشق ، من كل واحد درهمين ، وتين سمين عشرة عددا. يطبخ التين ويذاب
المقل والوشق بشراب صرف وتخلط جميعا ، وتمرس مرسا بليغا ، ويلقى عليه شيء من سمن
بقر ويضمّد به نافع ان شاء الله.
صفة ضماد نافع للأورام الغليظة
البلغمانية الكائنة على
رأس المعدة و (حب كائنة) كبدية ، أو
طحالية ، مجرّب.
يؤخذ / من / الوشق ، عشرين درهما ، ومقل
أزرق عشرة دراهم ، ينقعان جميعا في نصف رطل خل خمر ، على نار جمر ، حتى يذوب. ثم
يؤخذ من الشمع الأحمر عشرة دراهم ، تذاب على النار مع ثلاثين درهما ، دهن سيرج ، وينزل
عن النار ، ويخلط الجميع في الهاون بالخل ، ويدق دقا ناعما ، ويؤخذ زعفران وكبد وذكو
وجندبادستر ، ومصطكى من كل واحد وزن مثقالين. فيدق ذلك وينخل ويخلط مع الجميع حتى
يصير مرهما سلسا. وتضمد به الأورام ، حيث كانت بخاصة رأس المعدة وسائر الجوف فإنه
يحلّل ان شاء الله.
صفة ضماد ألّفه ابن ماسويه للورم البارد
الكائن في المعدة نافع من جميع ذلك.
أخلاطه
يؤخذ بابونج ، وبنفسج يابس ، وأكليل
الملك ، ومرّ أحمر ، من كل واحد عشرة دراهم ، وزعفران ستة دراهم. وصندل أحمر خمسة
عشر درهما ، ومصطكى خمسة دراهم وأصل الخطمى عشرين درهما. يدق ذلك وينخل ويؤخذ فوّة
أحمر ثلاثين درهما ، وشحم عجل ، وشحم دجاج ، من كل واحد أوقيتين. تذاب ثلاثة أواقي
دهن السوسن ، أو دهن الخيري ، ويخلط أيضا مع هذه الأدوية ، من الشبث المدقوق
المنخول ، وزن عشرة دراهم. ويضمد بها أياما.
صفة ضماد طيب الرائحة نافع للورم في
المعدة البارد السبب.
يؤخذ من الميعة السائلة ثلث رطل فيحلّ
في رطل شيرج ، على رماد سخن حتى يدخل بعضه في بعض. ثم يؤخذ من القسط المر والحلو والجندبادستر
، والوشق ، واللبان الجيد ، ومقل أزرق من كل واحد خمسة دراهم وكثيراء ، وزعفران من
كل واحد ثلاثة دراهم ، وشمع أبيض أربعة دراهم. تسحق الأدوية وتجعل على الميعة والسيرج
والشمع. ويضرب الجميع في مهراس حتى يصير جسما واحدا ، ويطلى على الأورام فانه نافع
مجرب ان شاء الله.
صفة ضماد يتخذ بدهن الشيرج نافع من
الأورام والصلابة الكائنة في
المعدة وهو مجرب.
تؤخذ ميعة سائلة درهم ، ودهن شيرج حلو ،
ملعقة ونصف وشيء من ماء يطبخ ذلك ويغلى غليتين. ويذكر عليه حلبة ، وبزر كباد
مدقوقين ، منخولين ، ويعجن ويستعمل.
صفة ضماد مختصر نافع من الورم الكائن في
المعدة.
يؤخذ من الصبر ، والمصطكى ، من كل واحد
وزن مثقالين. ومن المقل ، والوشق ، من كل واحد أوقية ، ومن الزعفران ثلاثة مثاقيل
، ومن دهن الساذج ، أو دهن الورد ، أو دهن البابونج ، بعدد الكفاية ، تسحق الأدوية
اليابسة ، بشراب ، وتذاب الليّنة بالدهن ، ويخلط الجميع وتستعمل ان شاء الله.
فإذا تفجر الورم ، ولم يتحلّل بما ذكرنا
من الأدوية ، والضمادات فليستعمل العليل الأشياء المنقيّة ، التي تنقّي الجرح ، من
عفنه وصديده. مثل أيارج الفيقرا معجون بالعسل ثم يشرب ومخيض البقر ، وماء الكشك ،
وماء الصعتر مطبوخ معه أصل السوس. ويسقى الطين الأرمني مع ماء السفرجل أو رب
السفرجل ، وماء الرمان ، فان كان في عروق المعدة سدد من غير ورم ، أسقينا لذلك
الأدوية المفتّحة للسدد مثل أيارج الفيقرا أو شراب الأفسنتين ، أو شراب الأذخر ، أو
شراب الأصول ، وما أشبه من الأدوية التي تفتّح السدد وتلطّف الأخلاط الغليظة. ان
شاء الله.
القول في القروح المتولدة في
المعدة
إذا أزمن الورم الكائن في المعدة ، وطال
مكثه ، ولم>ينقص<بعلاج ولا بغيره ، إنفجر عند ذلك ، سال فتحه الى عمق المعدة
، فيعفّن ذلك القيح والصديد المنبعث من الورم ، وخمل المعدة فيتولّد من ذلك فيها
القروح فحينئذ يعرض للعليل دهان شهوة الغذاء ، وضعف المعدة ، حتى لا يستطيع إمساك
ما يرد عليها من الغذاء ، ويدخن يصل الى الحلق فينشف الفم لذلك وتتغيّر ريحه ، ويتجشأ
جشأ (دخانيا منتنا) يميل الى رائحة عفونات ، الأعضاء المنسحجة كرائحة تدخينها إذا
ساهمت نار ليّنة. وذلك من كتل
عفونة تلك القروح.
وقد تعرض القروح أيضا من إفراط كيموس
حاد صفراوي ، على المعدة فيحرق خملها ، أو جرمها فيصير فيها قروحا شبيها بالقروح (التي)
تعرض في الفم (المسماة) : القلاع. ويكون في هذا الصنف حس لذّاع وعطش. وجفاف في
الفم ، وجشأ دخاني حاد لذّاع ، وحرق والتهاب في المعدة. فإن لم يدارك بالعلاج ، صارت
العلة زلق المعدة. وضعفت عن إمساك الأغذية كما ذكرنا بدئا.
القول في علاج القروح
المتولدة في المعدة
ينبغي أن يبدأ من علاج القروح المتولدة
في المعدة باستعمال الأشياء التي تنقّي العفن والصديد ، وتأكل اللحم الميّت. مثل
أيارج الفيقرا المعجون بالعسل ، وذلك أن العسل من شأنه (أن) يعيد ويأخذ في بعض
الأوقات من الترياق ، أو البريطوس.
ومن الجوارشنات الطيبة الريح مثل جوارشن
البزور ، وجوارشن الجوزى ، والجوارشن المتخذ بالأفاوي ، وما أشبه ذلك فإن هذه
الأدوية تجففّ رطوبة الجروح ، وتدق القيح الذي فيه ولا تغلظه وتقوي المعدة ، ويدخل
الحمام. ويتعمّدوا الأغذية الموافقة مثل : أمحاح البيض ، ولحم الطير ، ومرقة العدس
، أو لسان الحمل ، والحمام المسلوق ، مطيّب بدهن لوز حلو وتستعمل الأشياء المتخذة
، من الارز والنشاستج. أو بماء الشعير مطبوخ معه عود السوس ، ويكون الشراب ماء
السكر أو ماء العسل فإذا علمنا أن القروح قد انبثقت من اللحم الميّت. وأن مادتها
العفنة قد انقطعت. استعملنا عند ذلك الأدوية القابضة الملّطفة التي تلحم القروح ،
وتزيلها ، فمن ذلك :
صفة أقراص نافعة من القروح المتولدة في
المعدة.
يؤخذ ورق ورد أحمر ، وطين أرمني ، وصمغ
عربي ، من كل واحد وزن مثقال وكاربا ، وزعفران ، ومصطكى ، وعصارة لحية التيس ، ونشاستج
، وبزر رجلة ، وبسذ محرق ، وشاذبه ، ودم الأخوين ، من كل واحد وزن نصف
درهم. فتدق الأدوية
وتنخل وتعجن بماء لسان الحمل. ويتخذ من ذلك قرصة. وزن القرص مثقال ويسقى قرصة بماء
بارد ان شاء الله.
ومن ذلك أيضا أقراص تنفع بمثل ذلك.
يؤخذ طين أرمني ، وطباشير ، من كل واحد
وزن أربعة دراهم. وكثيراء بيضاء وصمغ عربي ، وورق ورد أحمر من كل واحد وزن درهمين
وبزر خطمى ، وبزر مر ، وبسذ محرق ، وعشارة لسان الحمل ، وجفت البلوط ، وبزر حمّاض
، ورب السوس ، وعدس مقشر مقلو ، وقاقيا ، ورامك ، من كل واحد وزن درهمين ، فتدق
الأدوية ، وتنخل وتعجن بماء الورد وبماء الورد ، ويعمل من ذلك أقراص. وزن كل قرص
مثقال. ويسقى بماء بارد. فانها نافعة من قروح المعدة ، والأمعاء ان شاء الله.
ويسقى العليل الطين الأرمني ، مع ماء
السفرجل ، أو ماء الرمان الحلو ، أو مع ماء لسان الحمل ممزوج ، مع دهن الورد ، ويسقى
بالعشى بزر قطونا مقلوّة ، مع دهن ورد وماء بارد ، ويمص السفرجل والتفاح والكمثرى
، والرمان وتضمّد المعدة بضماد متخذ من الصندل والآس. والورد والقاقيا ، والرامك
معجون بماء السفرجل ، وماء الورد وما أشبه ذلك ، ويمزج الماء بشراب الورد ، وشراب
الآس ، وشراب الرمان ، وشراب السفرجل ، وشراب العنبر ، أو سائر الأشربة القابضة
مفردة ومؤلفة. فإن كان تولّد القروح يسبب أخلاط حادة صفراوية ، وكان أمر ذلك الخلط
قد انقضى ، وسكن براد العلّة في أسرع الأوقات.
هنا ينقطع النص ، ولا بد أن فيه نقصا لم
نستطع تلافيه.
وان بقي ذلك السبب مدة أكثر ، انتقلت
العلّة الى اختلاف الدوران ، طلبنا أن يخرج ذلك الفضل ، اقتصرنا في ذلك على
الهليجات الثلاثة ، والبليلج ، والهلج ، والورد والترنجبين واللّب القصبي ، وبزر
الخطمى ، وما أشبه ذلك من الأدوية التي تسهّل القبض والعصر ، وبالأدوية التي تفعل
باللزوجة.
وتخيّلنا الأدوية التي تدخلها السقمونيا
وما أشبهها من الأدوية الحارة التي تسخّن المعدة ومجرّد حملها. بافراط حدّتها
فيصيرها كالثوب المنجرد
البالي. وعلاج ما
تولّد في المعدة من ذهاب حملها تجرد السقمونيا ، لذلك منها حتى تورثها(ملوسة(و
تذهب خشونتها تكون الأدوية التي تقويها ، وتجمع أجزائها ، وتورثها خشونة مثل سفوف
الطين الأرمفي ، وأقراص الحمّاض. وما أشبه ذلك من الأدوية القابضة والأشربة
القابضة على نحو ما بينّا في هذا الكتاب إن شاء الله.
القول في بطلان الشهوة
للطعام
ان بطلان الشهوة ، انما يكون عند ما
يتأمل أن الشهوة آفة ، وهي في المعدة وانما أعني ببطلان الشهوة ، اذا لم يشته
الإنسان شيئا البتة.
فأما نقصان الشهوة : فمثل أن يشتهي
الإنسان الطعام شهوة ضعيفة ، وإنما يحدث بطلان الشهوة ونقصانها من أجل ثلاثة أسباب
: اما من قبل أن فم المعدة لا يحس بالنقصان وبمصّ العروق. واما لأن العرق لا يجتذب
ويمص من المعدة وذلك أن حد الشهوة الذي حدّها به جالينوس وهو حس نقصان الغذاء في
المعدة ، وانقباض العروق منها. وامّا من قبل أن البدن لا يستفرغ ، ويتحلل ، من أجل
تكاثف الجلد ، واستحصافه.
وانما لا يحس فم المعدة بالنقصان لأحد
ثلاثة أسباب :
اما من قبل (النقرة) أي قبل الدماغ. مثل
ما يعرض للمبرسمين فإن هؤلاء لا يشتهون الطعام ، واما من قبل المؤدّى ، أعني العصب
الذي يأتي فم المعدة ، من الروح السادس ، ومن الروح الثالث. إذا نالته آفة : اما
من رباط واما من علاج بالحديد. واما من قبل القائل أعني المعدة متى حدث بها سوء
مزاج : اما من قبل >بلغم< زجاجي يطفىء ببرده حر الغريزات المعينة للمعدة
على الهضم. فيذهب الشهوة رأسا ، واما من قبل كيموس حار أقصر الحموضة التي في
المعدة المهيّجة للشهوة للطعام ، وأفسدها فتذهب لذلك الشهوة مثل ما تعرض في الحمّى
وذلك أن الخلط الحار يحلّ الغذاء ويملأ به الأعضاء ويرخي جرم المعدة ويذوّب الدم
الذي فيها حتى تحصى مقداره فتنقص من الشهوة.
فإن كان سوء مزاج المعدة من قبل البلغم
الغليظ الزجاجي ، تبع ذلك قلة الهضم والجشاء الحامض ، لغير سبب والنفخ ، وعدم
العطش.
وان كان سوء المزاج من قبل كيموس حار
مجتمع في المعدة تبع ذلك عطش وجشاء دخاني ، وتلّهب في المعدة ، وحرقة ، وحركة
متواترة ، شبيهة بالاختلاج والالتهاب الشديد. وذلك أن المرّة الصفراء اذا فارت ، وعلت
في طبقات المعدة بطلت مع ذلك شهوة الطعام. وزاد في شهوة الشراب لحرارة الصفراء ويبسها.
وعرض لمن كانت هذه حالة اللذع في فم معدته. وأما تكاثف الجلد فإنه يمنع تحليل
الرطوبات ، زمان أن تتحلل الرطوبات من الجلد. لم يحتاج الى أن تحدث من التخم شيئا
، ولا تجذب من سائر الأعضاء شيئا. وإذا كان ذلك كذلك لم يكن جوع ولا شهوة للطعام.
وإنما يبلغ منفعة الغذاء ان تخلف مكان ما يتحلل من البدن حتى يحفظ طبيعته على
حالها ، فقد تبيّن فيما قدمنا أن ضعف القوة الشهوانية ، انما تكون عن سوء مزاج
المعدة. وقد اجتمع الأطباء الاوائل ومن سرج عليهم من المنتفعين أن ضعف كل قوة إنما
يكون عن سوء مزاج ذلك العضو الذي له تلك القوة. وأما موت القوة الشهوانية فأعظم
الدلائل على ذلك أن يؤتى العليل بما يشتهيه ويتشوّق إليه. فإنما يطعمه دمه ، ولم
يتناول منه شيئا. وأردأ من ذلك حالا من كان لا يسقي شيئا البتة. وقد قال أبقراط في
كتاب « الفصول » : الامتناع عن الطعام في اختلاف الدوام المزمن دليل رديء. وهو مع
الحمّى أردأ ، وإنما قال أبقراط هذا ، من قبل أن بطلان الشهوة منهم إنما عرض بسبب
موت القوة الشهوانية.
إذ ليس يمكن فيهم ، أن يعوّض في فم
معدهم من الرطوبة ، ما يحدث بطلان الشهوة وكذلك في جميع الأمراض المزمنة.
القول في ايقاظ الشهوة
للطعام إذا ضعفت
ينبغي لنا أن نبدأ فننظر عن أي هذه
الأسباب(التي)قدمنا يولّد بطلان شهوة الطعام؟.
فإن كان ذلك من قبل كيموس بارد غليظ
اجتمع في المعدة ، ودلّ على ذلك البرهان الذي قدمنا ، فينبغي أن نستفرغ تلك
الأخلاط الباردة بالأدوية التي لها قوة تجلوها من المعدة. ويستقر عنها منها. أما
بالقيء مثل
الأدوية التي
ذكرناها فيما بعد من هذا الكتاب ، لاستفراغ البلغم بالقيء ، وأما بالإسهال فمثل
الدواء الهندي المسمى طالب الحق ، والجوارشن المسهّل الذي سمّيناه : الجامع ، والجوارشن
المسمى شهرياران ، وايارج الفيقرا ، وما أشبه ذلك من الأدوية التي تسهل البلغم وتنقّي
المعدة.
فإن لم يمكنّا استفراغ تلك الفضول
الباردة ، فينبغي أن نعدّلها ، ونصلح كيفيّاتها بالأدوية ، والأغذية ، والأشربة. وأنفع
الأدوية في ذلك جوارشن السفرجل ، وجوارشن الكمون ، وجوارشن الفلافل ، والترياق ، والأسكنجبين
العسلي ، وشراب العسل ، وما أشبه ذلك من الأدوية التي تنقّي المعدة من البلغم وتنبّه
حرارتها الغريزية المستميتة ، من فضل بلغم لزج ، وسخ ، في طبقات المعدة مثل هذا
الجوارشن الذي نذكره لمن ذلك به :
صفة جوارشن يسمي الكامل ينفع من جميع
أنواع علل المعدة المتولد عن التخم ، وسوء الاستمراء وبرد المعدة المتولد عن
البلغم اللزج ، الذي قد لّطخها وأبطل شهوة الطعام منها.
وهو جوارشن ملوكي يسخّن المعدة ويشهي
الطعام ويهضمه ، ويذهب بالرياح ، ويحلل ما غلظ من البلغم ، وينفع من صنوف أردأ
كثيرة تتولد في المعدة من البلغم.
أخلاطه
يؤخذ مصطكي وزنجبيل ، وخولنجان ، ودار
صيني ، وسنبل هندي ، وقرنفل وفلفل ، ودار فلفل ، وسعد من كل واحد وزن أربعة
مثاقيل. وسليخة ، وأسارون ، وعود بلسان ، وكرويا(و نانخواه)و بزر رازيانج عريض ، وأنيسون
، وبزر كرفس. وكمون كرماني ، من كل واحد وزن مثقالين. وعاقر قرحا ، وفوذنج نهري ،
وقاقلة صغيرة ، وكبابة ، وجوزبوّا ، وبسباسة ، وقسط هندي ، وقصب الذريرة ، وحماما
، وساذج هندي ، وحاشا ، وصعتر فارسي ، من كل واحد وزن مثقال. تدق الأدوية وتنخل ،
وتعجن بكفاية من العسل المنزوع الرغوة.
وترفع في اناء أملس الداخل. ويؤخذ منه
مثقال بماء فاتر. فإنه يشهّي
الطعام ، ويذيب
البلغم من المعدة. وينفع من جميع العلل الباردة المتولدة فيها إن شاء الله.
فإن سبب بطلان الشهوة كيموس حار صفراوي
اجتمع في المعدة فينبغي لنا أيضا أن نستفرغ ذلك الكيموس اما بالقيء على نحو ما
نذكر في باب استدعاء القيء ، وأما بالاسهال بالأدوية التي تنقّي المعدة من ذلك
الكيموس الحار مثل نقوع الأفسنتين ، وماء الرمانين ، وماء الجبن المتّخذ
بالسكنجبين وما أشبه ذلك من الأدوية التي يدخلها الكشوثا والهليج الأصفر ، والشاهترج
ونوّار البنفسج ، يتخذ مطبوخات وسفوفات. فإن هذه الأدوية من خاصتها ، انزال المواد
المتولدة في المعدة ويسقي أيضا من الأشربة الباردة التي تسكّن الوهج ، والحر والأشربة
الحامضة التي تقوّي الحموضة ، التي تشهّي الطعام. مثل شراب الأسكنجبين السكّري ، وشراب
التمر الهندي وشراب الحصرم ، وشراب الورد ، وماء الورد ، والورد المربّي
بالسكنجبين والطبرزد ، وشراب الرمانين ، وشراب الاجاص / بالسكر / وشراب الريباس ،
وشراب الكمثرى ، وما أشبه ذلك من الأدوية الباردة ، والحامضة ، فإنها تقوّي
الشهوة.
وإنما صارت الأشياء التي تبرّد مثل
الماء البارد والأشياء الحامضة تقوّي الشهوة ، لأنها تجمع الدم الذي في العروق
المرطبة ، في طبقات المعدة. فيقلّ مقداره فيزيد في القوة الشهوانية وينهضها ، إذا
كانت مقهورة.
فمن الأدوية النافعة كما ذكر ، شرابا
ألّفه ابن مأسويه نافعا من الحر المستحكم والوهج ، وانقطاع الشهوة. بأشياء من فرط
حر مستحكم ، وينفع الغثي ، وهو مجرب.
أخلاطه
يؤخذ من الكمثرى المز المعدود وزن رطل
بالبغدادي. ومن الأجاص السود مائة أجاصة. ومن ماء الحصرم ، ومن ماء الرمان الحامض
، ومن حامص الأترج ، من كل واحد رطلين. ومن لباب حبّ القثّي ، ولباب حب البطيخ ، ولباب
حبّ الخيار ، من كل واحد أوقية تجمع جميع ذلك في برنيّة ، وتصبّ عليه من الخل
المصعّد خمسة أرطال وتطبخ طبخا معا ، حتى يتناهان
الطبخ. ثم ينزل
فيمرس ويصفّي بغربال من شعر. ثم ينزل حتى يقرّ ثفله. ثم يصفّي بآنية ويكال ويجعل
عليه من العسل الطبرزد ميلا بميل. ويجعل في برمة ، ويؤخذ تحته وقودا ليّنا حتى
يذهب الماء ، ويبقى العسل ثم ينزّل فيعتّق بكافور ويصفّى تصفية بليغة. ويشرب
بالماء البارد مثل الأشربة. وفي الصيف يشرب بماء البلح فإنه شراب نافع إن شاء
الله.
صفة شراب التمر الهندي
ألّفته وهو بارد (نافع) للحر الكائن في
المعدة من المرة الصفراء (التي) أزالت الشهوة للطعام. (وقوّت) الشهوة للعطش. وينفع
القيء المرّي ويليّن الطبيعة ، ويشرب في الصيف للحمّى والعطش والوهج وقد جرّبناه
فحمدناه.
أخلاطه
يؤخذ تمر هندي منقّي من نواه رطلا
بالبغدادي ، وأجاص أسود رطل. وعنّاب نصف رطل. وورق ورد أحمر وزن عشرين درهما. وأعواد
صندل ونوّار بنفسج وطباشير من كل واحد وزن عشرة دراهم ، تجمع ذلك ويطبخ في عشرة
أرطال. ما بعد أن ينقع فيه وهو حار يوما وليلة حتى يقوي ويروق ثم يعاد الى النار
في قدر نظيفة ، ويلقي عليه رطل من ماء الرمانين. ونصف رطل من ماء التفاح الحامض ونصف
رطل من الحصرم. فإن تعذّر فمن ماء حامض الأترج وأربعة أرطال سكر طبرزد مسحوق. ويطبخ
الجميع بنار لينة ، حتى يصير في قوام الجلاّب. وينزل ويصفّي ويغلي في النيم. والشربة
منه أوقية بماء >بارد< ، ومع بزر(قطونا)مغسولة. فإنه شراب بديع عجيب ملوكي قد اختبرناه
فوجدناه سريع النجح كما ذكرنا.
صفة أقراص ألّفتها
تقوّي الشهوة إذا امتنعت من حرّ مفرط. وتطفيء
الوهج والحر واللذع الكائن من سلطان المرّة الصفراء ، في المعدة وتسكّن العطش ، وينفع
الحمّايات الحارة.
يؤخذ طباشير أبيض وورق ورد أحمر من كل
واحد وزن أربعة مثاقيل ، وسكر طبرزد وزن ثلاثة مثاقيل ، ورب السوس ، وبزر رجلة ، من
كل واحد وزن مثقالين. ولبّ بزر القثّي ولب بزر الخيار ، ولب حب القرع ، وبزر خس ، من
كل واحد وزن مثقال. ومن البنج الأبيض وكافور ، من كل واحد وزن نصف درهم. تدق
الأدوية ، وتنخل وتعجن بماء الورد ، ويعمل من ذلك أقراص. وزن كل قرص مثقال. وتحفظ
في الظل والشربة منه قرص مع أوقية شراب جلاب أو بماء الرمان ، أو مع أقوية من شراب
التمر الهندي فإنها ( ... ) بعد النجح تقوّي الشهوة ، وتبرّد الحس ، وتزيل اللذع والحرقة
، الكائن في المعدة إن شاء الله.
فإن كان تولّد هذه العلة من قبل تكاثف
الجلد واستحصافه ، أمرنا عند ذلك باستعمال الأشياء المفتّحة لمنافس الجلد ، مثل
التمرّخ بالأدهان الحلوة المفتّحة لمسام البدن ، وبالاستحمام بالمياه التي لها هذه
القوة. وأسقيناه من الأشياء التي تقوّي المعدة ، وتفتح السدد ، التي في مجاريها ،
وفي مجاري الغذاء ، مثل : شراب الأفسنتين ، وشراب الأذخر ، ومطبوخ الأصول ، ومياه
البقول ، ومثل الهندباء ، والرازيانج ، والكرفس ، والأقراص المفتّحة ، مع شراب
اسكنجبين ، وما أشبه ذلك. وتستعمل السهر أيضا مع ما ذكرنا فإنه ينهض الشهوة ، وانما
صار السهر يجعل المستعمل له أكولا ، لأنه يحلّل من البدن مقدارا كبيرا ، وذلك أن
الحرارة الغريزية تميل في وقت السهر الى خارج البدن فيميل الى ذلك الجهة بميلها
اليها من جوهر البدن أجزاء ليست باليسيرة.
وأيضا فإن أكثر من يسهر يكون سهره قائما
أو قاعدا ، وعند الانتصاب يكون انحدار الأطعمة من المعدة أسرع. وقد>أجمع
رؤساء<الأطباء وحذّاقهم ، على أن البرودة اذا أفرطت على فم المعدة وتفاقمت ، أخمدت
الحرارة الغريزية التي في المعدة ، وانطفت القوة الشهوانية ، فترفع لذلك الشهوة
للطعام ، فيضعف البدن عند ذلك ، وتسقط القوة لأن الأوردة تخلوا من الدم والغذاء ، فتضعف
الأعضاء لتحليل الغذاء أولا فأولا ، وتسترخي وتنحلّ القوة لذلك. فيبقى البدن فارغا
بلا غذاء فيجذب بسبب ذلك
الغشي كثيرا. وهذه
العلة تسمى باليونانية بوليمس. وينبغي أن يقصد في علاج هذه العلة الى اسخان البدن
الذي قد غلب عليه البرد. وترطيب يبسه وردّ مكان ما نقص منه بالأغذية الموافقة
لذلك. لتقوي القوة التي ضعفت. ويشمّوا الروائح العطرية ، مثل أن تتخذ لهم لخالخ
على المعدة عطرية ، وضمادات لذلك. ويطعموا خبزا قد أنقع في شراب ، وما أشبه ذلك
مما يقوي البدن بسرعة إن شاء الله.
القول في الشهوة الرديئة
الغريبة وكيفيتها.
وقد يعرض للمعدة نوع من الشهوة غير
الشهوة الغريزية ، لكنها شهوة غريبة في كيفيتها ، مثل أن يكون الإنسان يشتهي
الأطعمة الحريفية ، والأطعمة العفصة ، أو الأطعمة الحامضة أو الخزف ، أو الفحم ، أو
الطين ، أو ما أشبه ذلك ، بما لا ينتفع به.
وتسمى هذه العلة باليونانية فيوطس ، وهي
الشهوة القبيحة. والسبب في تولّد هذه الشهوة الرديئة أخلاطا فاسدة تكون محتبسة في
أغشية المعدة وحجبها وطبقاتها ، وانما تختلف الشهوة لهذه الطعوم على حسب ما يتفق
في المعدة ، من كيفية الخلط المجتمع فيها. أو المنصب اليها.
وأكثر ما تعرض هذه العلّة للنساء [ ولا
سيما ] لمن كان مزاجها باردا وكانت حاملا. وهذه العلة إذا عرضت للحوامل عرفت
بالوحم ، وتعرض في الشهر الأول والثاني والثالث ، من قبل أن الجنين بعد صغير وليس
بتصرف المادة التي تصير الى الرحم كلها في غذائه. فإذا احتبس دم الحيض في وقت
الحمل وكبر تصعّد الى فم المعدة ، وانصبّ اليها فتجتمع تلك الأخلاط الرديئة في
المعدة ، فينجذب عنها الشهوات الرديئة ، وتسكن هذه العلة في الشهر السابع من قبل
أن ذلك الفضل (يبعد نار) الجنين نفسه بصرفه في غذائه ، إذا كبر واشتد وما لقي وبالامتناع
عن(الطعام)بسبب بطلان الشهوة.
فأما الرجال فإنما تعرض لهم هذه العلة
بعقب تدبير رديء زمانا طويلا ،
فتجتمع من قبل ذلك
في معدهم ، بعض هذه الأخلاط الفاسدة فيعرض عند ذلك الشهوة للطعوم. الرديئة كما
ذكرنا بدئا.
القول في التدبير المزيل
لهذه الشهوة الرديئة الغريبة
ينبغي أن يتلطف في اتقاء المعدة من
الخلط الرديء الفاسد المولّد لهذه الشهوة الرديئة ، من غير حمل على البدن ولا مشقة
تنال المعدة من سبب الأدوية القوية المؤذية. واحصر الأشياء لذلك نفعا ، استدعاء
القيء بالأدوية التي سنذكرها فيما بعد من هذا الكتاب. لإنقاء المعدة بالقيء وبإرسال
ذلك الخلط بشرب الأيارج المعروف بالفيقرا ، وبالحب يؤخذ صبر اسقو طري ، وزن
مثقالين. ولحاء اهليلج هندي ، ولحاء اهليلج كابلي ، من كل واحد وزن مثقال وورد
أحمر ، ومصطكي من كل واحد وزن درهم وقاقلة ، وعود طيب ، وصندل أصفر وكبّابة ، وقرنفل
، وفقّاح الأذخر ، وجوزبوّا ، من كل واحد وزن نصف درهم. تدق الأدوية وتنخل وتعجن
بطلاء طيب (الريح) عجنا فيه شدة. ويحبّب أكبر من الحمّص. ويشرب منه سبع آحاد الى
عشرة عند النوم وبالغداة فإنه نافع إن شاء الله.
صفة سفوف تقطع شهوة الطين والقيء ، ويقوّي
المعدة الخلقة الواهنة ، صفة العلة الفاسدة منها.
يؤخذ قاقلة ، وكمون كرماني ، وكبابة ، وبزر
رازيانج عريض ، وأنيسون ، وورق ورد أحمر وأسارون ، وسنبل هندي ، ومصطكي. وقرنفل
ذكر ، ودار صيني ، وعود طيب ، وفقّاح الأذخر ، وورق البركان ، وورق نمام مجفف ، وزنجبيل
يابس ، من كل واحد وزن مثقال. تدق الأدوية ، وتنخل ، وتخلط بمثل وزن الجميع سكر
طبرزد ، والسفّة منه وزن درهمين الى ثلاثة دراهم كل يوم بماء حار على الدوام. فإنه
نافع إن شاء الله.
وينبغي لصاحب هذه العلة أن يستعمل
الرياضة المعتدلة ، ولا سيّما إن كانت امرأة ثارت بهم الشهوة للطين فليطعموا مكانه
شيئا سخنا مغلي حمّصا أو باقلي ، أو حنطة مقلوة. المتخذ بالمصطكي ، والصبر أو
بشراب الأفسنتين ، أو بحب الأصطماحيقون ، وما أشبه ذلك من الأدوية التي من
خاصتها انقاء
المعدة. ومن ذلك :
صفة ضماد على المعدة ينقّي الأخلاط
الفاسدة المتولدة فيها ، أو المنصبّة اليها ، ويقطع الشهوة القبيحة المتولدة عنها.
يؤخذ أيارج فيقرا صحيح الصنعة وزن
مثقالين ، ولحاء اهليلج أصفر ، ولحاء اهليلج هندي ، ولحاء اهليلج كابلي ، وأفسنتين
رومي من كل واحد وزن مثقال. ومصطكي وأنيسون وبليلج وأملج من كل واحد وزن نصف
مثقال. وزنجبيل يابس وزن درهم. وقرنفل وملح هندي وفقّاح الأذخر من كل واحد وزن نصف
درهم. تدق الأدوية وتنخل وتعجن بماء قد طبخ فيه سعد ، ونعنع ، ويحبّب أمثال
الفلفل. والشربة منه كل يوم مثقال بماء فاتر فإنه نافع مجرب إن شاء الله.
صفة دواء ألفه اسحق بن عمران لمن به قلس
، وتحليل ، وفقد غليظ في معدته. وتحوّل الشهوة للأشياء الردية.
يؤخذ من أيارج الفيقرا المعمول بالصبر
الأسقوطري ، عشرة دراهم ، وهليلج كابلي وغاريقون أبيض مقطّع ، من كل واحد خمسة
دراهم. ومصطكي ، وسقمونيا وبزر رازيانج عريض ، وأنيسون ، وورق ورد أحمر من كل واحد
درهمين. يدق وينخل ويعجن بماء قد طبخ فيه مصطكي وسعد وقرنفل ودار صيني. ويحبب
كبارا وتجفّف في الظل. والشربة منه مثقالين بماء قد طبخ فيه مصطكي وشيء من كمون وسعد
إن شاء الله.
صفة حب ألّفه عمي محمد بن أحمد للبخار والتحليل
الكائن من
المعدة
ويقطع الشهوة القبيحة المتولدة من فساد
الأخلاط في المعدة وقد جرّبناه فحمدناه. فإن ذلك نافع لهم.
وقد زعم أبقراط أن جميع ما يقلي تبقى
رطبة ودسمة. فإذا صار في المعدة اجتذب رطوبتها إليه ، وسد منها فمها الأسفل ، بانشافه
لرطوبتها. وقد يتولّد البخر في الفم والنتن والجشاء ، من قبل بلغم فاسد ، عفن
يتولّد في المعدة. وعلاج ذلك يكون بانقاء المعدة بحب الأصطماجيقون أو أيارج
الفيقرا ، أو أيارج
أركاجانيس ، وما أشبه ذلك من الأدوية المنقّية للمعدة.
فمن ذلك صفة (دواء نافع ) بإذن الله من
البخر الكائن من فساد البلغم ، والعفونة في المعدة ويطيّب الجشاء وهو نافع لذلك ، مجرب.
يؤخذ عاقر قرحا ، وأصل الأذخر ، وفقّاح
الأذخر ، وسعد ودار صيني من كل واحد وزن مثقال. وقرنفل. وصندل أبيض ، وسنبل هندي ،
وقاقلة ، وعود طيب ، ومصطكي من كل واحد وزن درهم. تدق الأدوية وتنخل وتعجن بماء قد
طبخ فيه ورد يابس. ويحبّب أمثال الحمّص والشربة منه مثقال بماء فاتر فإنه نافع.
صفة حبّ ألّفته
نافع من البخر والرائحة الرديئة ، والشهوة
القبيحة المتولّدة من عفونة البلغم في المعدة. ويطيّب الجشاء ويذهب بسهولته. ويزيل
البثر المتولد في الفم ، من قبل فساد المعدة وقد جربناه فحمدناه.
يؤخذ مصطكي ، وقرنفل ، وقاقلة صغيرة ، وجوزبوّا
، وورق ورد أحمر ، وصندل أصفر ، من كل واحد وزن درهمين. وفقّاح الأذخر ، وبسباسة ،
وسك ممسّك ، وكبابة ، وعود هندي ، وسعد ودار صيني ، من كل واحد وزن مثقال. وكافور
وزعفران. وجوز الطيب ، وميعه يابسة ، وكندر من كل واحد وزن درهم. تدق الأدوية وتنخل
وتعجن بماء ورق الأترج أو ورق التفاح ، أو بماء الورد ، ويحبّب أمثال الحمّص ، والشربة
منه وزن درهم على ريق النفس يمّسك منه بحب البلسان. ويبلع ويستعمل فيكون أجود في
انقاء المعدة. وتلطيف الأخلاط الفاسدة التي فيها. / وقد جربناه. وقد يزاد فيه من
الصبر الاسقوطري وزن مثقال ويستعمل. /
صفة جوارشن الفتة للمعدة الباردة واخراج
الفضول الغليظة البلغمية الفاسدة منها ، ويطيّب الجشاء وينفع من الشهوة الرديئة
المتولّدة ، عن فساد الأخلاط في المعدة ، ويفتح السدد وينفع من القولنج البارد
السبب ومنافعه كثيرة وقد جربناه.
أخلاطه
يؤخذ دار صيني ودار فلفل ، وسنبل الطيب
، وقرنفل ، ومصطكي ، وأسارون وقشر سليخة من كل واحد وزن درهمين. وزعفران ، وجوزبوّا
وقاقلة صغيرة ونانخواه ، وأنيسون ، وبسباسة ، وقسط حلو وكبابة ، وفقّاح الأذخر من
كل واحد نصف درهم. وزنجبيل يابس ، وخولنجان من كل واحد وزن ثلاثة دراهم ، وتربذ
قصبي وزن عشرة مثاقيل. تدق الأدوية ، وتنخل وتلّت بأوقية دهن لوز حلو ، وتخلط معها
وزن عشرين درهما سكر طبرزد ، ويعجن الجميع بعسل منزوع الرغوة ، والشربة منه مثقال
الى مثقالين بماء حار ، ويؤخذ منه وزن أربعة مثاقيل في الفضول على حمية واحتراس ، بعد
أن يجعل في كل شربة دانقين سقمونيا. ويؤخذ على التحفظ فإنه نافع سريع النجح إن شاء
الله.
القول في الشهوة الرديئة والغريبة
في (مقدارها)
قد بينّا في صدر كتابنا ، أن المعدة
الباردة ، يشتهي صاحبها الطعام ، وأكثر ما يشتهيه صاحب المعدة الحارة. وأن السهر
يجعل المستعمل له أكولا لتحليله للبدن. وقد ينبغي لنا أن نعلم أن الخلط الحامض
الذي يكون في المعدة يزيد من شهوة الطعام. وذلك لثلاثة أسباب : أحدها من قبل أنه
لحموضته يلذع المعدة فيعرض فيها بسببه ، بما يعرض من مصّ العروق لها وهي لذلك
تحرّك الشهوة للطعام ، كما يتحرك عند / المضغ / في حال الشهوة الصحيحة. والثاني من
قبل أنه ببرده يجمع الدم الذي في العروق ، والغذاء كله الذي في الأعضاء ويحضّره من
موقع يسير فيبقى فيها مواضع خالية ، فإذا فقدت هذه الغذاء ، والتمسته من المعدة
الى الخلاء. ولذلك زعم جالينوس وجماعة حذاق الفلاسفة : أن كلما كان حامضا باردا
فهو يعين على شهوة الطعام ، وكلما كان حلوا دسما حارا فهو يجذب الشبع بسرعة. وذلك
أن يحل الغذاء وبملاءة الأعضاء. والثالث من قبل أنه ببرده ويجمع جرم المعدة ،
ويجمع جوهرها ، حتى
يشتد ويقوي وتكون حدّته أقوى واستيلائه أشد. فإن كثرت هذه الأشياء المتولّد عنها
شهوة الطعام ، بالقدر الذي ينبغي. أو فوق ذلك قليلا وتفاقمت فتهيجت شهوة الطعام ، بإفراط
وعند افراط الشهوة ، ومجاوزتها القدر الطبيعي ، تسمّى الشهوة الكلبية. وهذه الشهوة
الغريبة في مقدارها تسمّى الكلبية تعرض عند أحد ثلاثة أسباب : اما عن سوء مزاج
بارد يغلب على فم المعدة ، وأما عن خلط حامض يحدث أما لغلبه من الحرارة حتى تحلل.
وأما لضعف من القوة الماسكة ، فمتى تولدت هذه الشهوة الكلبية من سوء مزاج بارد ويغلب
على فم المعدة ، أو من اجتماع خلط حامض فيها. اتبع ذلك اسهال مفرط ، وضعف في البدن
لأن صاحب هذه العلّة يكثر أكله بسبب البرودة. ويضعف هضمه لعدم الحرارة. فإذا أكل
فوق ما تقدر حرارة طباعه على هضمه جرح ، ولم يولد فيه للقوة الهاضمة فتحتاج المعدة
الى الغذاء لقوة حاجة الأعضاء الى التربية ، وفقدان العادة من الغذاء فلا شبع
يتدارك ، ولا جوع ينقطع. ولا يزيده نموا. ومتى تولدت هذه الشهوة عن سبب استفراغ
البدن من فرط الحرارة ، لم يتبع ذلك اسهال مفرط من قبل أن جميع ما ينال الانسان من
الغذاء ينفذ الى البدن ، وذلك أن الحرارة إذا أفرطت في البدن ، واشتملت عليه
كله>انفتحت<منافذه ، وتخلخل مسافة ، وكثر عند ذلك التحليل منه. ولكثرة ما
يكون من تحليل البدن ، ينشف الأعضاء بعضها من بعض ، حتى يصل ذلك الى رأس المعدة
فإذا وصل إليها الجذب والنشف ، هاجمت الشهوة ومتى تولّدت هذه الشهوة من قبل ضعف
القوة الماسكة ، كان الشيء الذي يتناوله الإنسان لا يمكث في المعدة لكنه يخرج
بسرعة غير منهضم. وإذا خلت المعدة هاجت الشهوة. فهذه أسباب الشهوة الكلبية والبرهان
الدال عليها.
القول في التدبير النافع
لهذه الشهوة الكلبية
ينبغي لنا أن نبدأ من علاج هذه الشهوة
الغريبة في مقدارها ، التي تسمّى الكلبية ، فينظر في أي سبب تولّدت فإن كانت من
سوء مزاج بارد غالب على فم المعدة ، أو من اجتماع خلط حامض فيها : أمرنا العليل أن
يشرب الشراب الصرف الشديد الأسخان. فقد قال أبقراط في كتاب
« الفصول » : شرب
الشراب يقي الجوع. وذكر جالينوس عند تفسيره هذا الفصل : ان أبقراط لم يعني بالجوع
في هذا الموضع كل حال يعدم فيها البدن الغذاء. ولا عنى أيضا عدم الغذاء الذي تكون
معه شهوة ، وانما عنى حال من يعرض له أن تكون شهوته شديدة ، دائمة لا تخبو وهي
الشهوة التي يسميها قوم من الأطباء : الشهوة الكلبية.
وقال جالينوس : اني قد شفيت كثيرا ممن
أصابه جوع دائم لا يفتر ، بأن سقيته خمرا كثيرا من بعض الخمور التي لها اسخان
فوري. فإن الخمر لا يسقي هذا الجوع لأنه لا يسخّن. لكن ما كان من الخمور لونه
اللون الأحمر الناصع ، واللون الأحمر القاني ، من غير قبض ، فهو من أبلغ الأشياء
في شفاء من به الجوع الذي يسمى الكلبيّ. وذلك أنه لما كانت الشهوة الكلبيّة ، إنما
يكون من برد مزاج المعدة. وأما من كيموس حامض ، قد يشربه جرمها ، وكان النبيذ الذي
وصفناه يسقي الأمرين جميعا ، وجب أن يسقي الشهوة الكلبية. وأيضا فإنه يسرع
الاستحالة الى الدم ، ويملأ الأوراد ، ويغذّي البدن ، ويقوّي العليل ، وينبغي أن
يجعل ما يتناولوه من الأطعمة دسمة دهنية ، مثل الزبد وسمن البقر واللبن الحليب
المطبوخ بالحديد الحمّى ، ويدمنوا أكل الحبة الخضراء ، والفستق ، واللحم السمين. وما
أكلوه مما ليست هذه حاله ، فينبغي أن يكثر في صفته من الدهن والزيت ، ولا يكون في
شيء منه عفوصة ولا قبض. ثم يؤمرون من بعد ذلك بشرب شيء من الأنبذة التي وصفنا ، فإن
كانوا لم يعطشوا ، بعد فإن جوعهم في العاجل ، يسكر عند استعمال هذا التدبير. وان (
... ) عليه زمانا طويلا أقلع. وينبغي أيضا أن يستعملوا الجوارشنات الحارة ، مثل
جوارشن الجوزى وجوارشن جالينوس ، وجوارشن الفلافل ، وجوارشن النار مشك ، والأطريفل
الذي ألّفناه ، والجوارشن الكامل الذي تقدم وصفه ، وما أشبه هذه الجوارشنات ، من
الأدوية الحارة الطيّبة فإنها تغيّر حرارة الطباع ، حتى يقوي على هضم الطعام ويبقى
الفضل الفاسد في المعدة.
وللفاضل أبقراط قول قال فيه : كل طعام
دسم وحلو فهو مشبع سريع. من قبل أنه ينبسط ، وينتفخ ، فيصير من المقدار اليسير منه
مقدارا كثيرا ،
ولذلك يملا العروق
فيدعو القوة الحادثة الى السكون.
وكل طعام مرّ أو حرّيف ، أو قابض ، فإنه
ينهض الشهوة ، أما الحريّف ، فمن قبل أنه يفتح أفواه العروق. ويلّطف الأغذية ، ويجفّف
كثيرا منها ويهيئه.
وأما القابض فلأنه يجمع الغذاء ويقبضه
حتى يصير جسمه أصفر ويأخذ موضعا ، أقل فلا يمليء العروق وأما الحامض فللوجهين.
وهذه صفة جوارشن ألّفته
لأوجاع المعدة الباردة ، وما يتولّد
منها من أسباب ذلك ، من الجشاء الحامض ، والشهوة الكلبية ، والفواق الكائن من
امتلاء الفضول البلغمانية ، ويطرد الريح والنفخ ، ويذهب بالربو ، والتخم ، ويهضمه
الطعام ، ويطيّب المعدة ، ويقطع العطش ، والتحليل ، ويصفّي اللون ، ويسخن الجسم ،
وهو عظيم المنفعة.
أخلاطه
يؤخذ من الدار صيني ، والدار فلفل ، والزنجبيل
اليابس ، والخولنجان ، من كل واحد وزن عشرة دراهم ، ومصطكي ، وزعفران ، وقشور
السليخة ، وبزر الرازيانج ، والأنيسون من كل واحد وزن خمسة دراهم. وقسط أبيض ، وأسارون
، وحماما ، وسنبل هندي ، وبرز كرفس ، وحب بلسان ، عود بلسان ، وقرنفل ، وقاقلة ، وكبابة
، وساذج هندي ، من كل واحد مثقالين. تدق الأدوية ، وتنخل ، ثم يؤخذ فوذنج نهري ، وفوذنج
جبلي ، وعود السوس المجرود الأعلى ، من كل واحد وزن عشرة دراهم ، ونعناع وكمون
كرماني ، ومرزبحوش من كل واحد وزن خمسة دراهم. وسذاب يابس وزن مثقال. وزبيب منزوع
العجم أوقية ، يجمع ذلك ، ويطبخ فيه ثلاثة أرطال ماء بنار ليّنة ، حتى يبقى النصف
، ويمرس ويلقي عليه مثلي وزن الأدوية فانيد ، ويطبخ معه بنار لينة حتى يصير في
قوام العسل الثخين. فتعجن به الأدوية المسحوقة المنخولة ، عجنا سلسا. ويرفع في
برنيّة ملساء. والشربة منه وزن مثقال الى درهمين. بماء فاتر فإنه سريع النجح ومحمود.
فإن كانت هذه
الشهوة الكلبية
متولدة عن استفراغ البدن بالتحليل ، من قبل افراط الحرارة ، فينبغي أن يدهن العليل
بدهن الورد ، ودهن البنفسج ، ويغيّر الهواء الى البرودة ويستعمل الأدوية ، والأشربة
، المقوّية للاعضاء. ويصير مكان الحركة السكون ، ومكان السهر النوم.
وقد قال أبقراط : متى كان بإنسان وجع
فلا ينبغي أن يتعب ، فإذا كانت هذه الشهوة متولدة عن ضعف القوة الماسكة. فينبغي أن
يعطي الدليل جوارشن السفرجل ، وجوارشن الرمان ، والجوارشن الجوزي ، والأطريفل
البارد القابض الذي ذكرنا في أول الكتاب. وسفوف حب الرمان وما أشبه ذلك من الأدوية
والأشربة والأغذية العفصة ، التي لها قوّة عطرية وانها تسد جرم المعدة ، وتقوّي
القوة الماسكة ، ولا تعالج بالأشياء الدسمة. فإنها ترخي المعدة وتضعف هذه القوة
الحابسة ان شاء الله.
القول في بطلان شهوة الشرب
للماء
ان الماء حياة كل شيء ، وهو يليّن
الطعام في البطن والمعدة. وفي غريزة الإنسان الشهوة للماء كما يشتهي الطعام. وقد يعرض
لهذه الشهوة البطلان ، كما يعرض لشهوة الأطعمة. وتكون ذلك اما لكثرة الرطوبة ، واما
للبرودة ، واما لقلّة حس المعدة.
وربما نقصت شهوة الشراب ، اذا لم تكن
هذه الأشياء التي وصفناها قد بلغت الغاية. فقد ذكر جالينوس في تفسيره في كتاب « ابيذيميا
» أن شهوة الشراب
تبطل من أحد ثلاثة أسباب : اما من فضل رطوبة تكون في المعدة ، واما من بطلان القوة
الحساسة التي فيها. واما من سوء (التمييز) بالدهن. وبطلان الشهوة للشراب من أجل
بطلان القوة الحساسة دلالة مذمومة. وأردأ منها حالا(من)كان لا يشتهي الشراب البتة
لأن ذلك يدل على موت من القوة الحساسة التي في المعدة. وكما أن الشجر انما تجف
أصولها ، وتذبل فروعها ، بعدم غروقها رطوبة الماء. وكذلك الجسد ينحلّ وتذبل أعضاؤه
____________________
لعدم الشهوة للماء.
لأنه قد ركب في غريزية الإنسان شهوة الشراب. وكما ركب فيه شهوة الطعام. وتقوم
الأجساد بذلك في حياتها وينموان باستعمالها.
القول في بطلان الشهوة
ينبغي لنا أن ننظر ، فإن كان سبب بطلان
شهوة الماء من قبل رطوبة عالية على فم المعدة ، فيستفرغ تلك الرطوبة اما بالقيء في
رفق ولطف ، وأما بالاسهال بالأدوية التي ذكرنا أنها تنقّي المعدة من الرطوبات. فإن
منع من الإسهال مانع ، فينبغي أن يعالج العليل بالأدوية والأشربة والأغذية التي
تجلو تلك الرطوبة الرديئة ، وتصلح كيفيتها ، وتقوّي المعدة ، مثل الاسكنجبين
العسلي ، بمطبوخ الأصول ، وشراب العسل المتخذ بالأفاوية وما أشبه ذلك فإن كان
بطلان شهوة الشراب من برد غالب على فم المعدة فينبغي أن يعالج ذلك ، بالأشياء
الحارة اللطيفة مثل جوارشن جالينوس. أو جوارشن الفلافل ، أو جوارشن الأفاوية ، وجوارشن
الأنيسون ، أو جوارشن الكمون ، أو الجوارشن الذي سميّناه : الكامل. وما أشبه ذلك
مما فيه عطرية أدوية كانت أو أغذية إن شاء الله.
القول في الشهوة الرديئة
الغريبة في الشرب
انه كما أن الجوع سبب لاستعمال الأكل ، كذلك
العطش سبب لإستعمال الشرب. وقد تعرض شهوة رديئة غريبة للأشربة حتى يشتهي الإنسان
الشراب بأكثر مما ينبغي. ويفرط عطشه كالذي يعرض من الشهوة الغريبة ، للأغذية فمتى
تولد العطش بالإنسان فوق المقدار الطبيعي ، من غير أن يكون تغذّى بأشياء حارة أو
محالة ، وما أشبه ذلك من الأشياء المعطّشة فإن السبب في ذلك يكون عن ألم الأعضاء
الباطنة ، وأكثر هذه الأعضاء شهوة للشراب : المعدة وبخاصة فمها الأعلى. ثم بعد
المعدة المريء ، وبعد المريء الرئة ، وبعد الرئة الكبد ، وبعد الكبد المعاء
المعروف بالصائم. وإنما يشتد العطش من المعدة لأمرين : أما من طريق الكميّة إذا
كان فيها خلط كثير من المرار والبلغم المالح ، أو من طريق الكيفية إذا حدث فيها
ضرب من الغليان والحمّى. فيشتهي الشرب لذلك كما يعرض في الحمّى. وأكل الغذاء والشراب
الحار ، بالقوة جدا
، فإن كان العطش من مرّة صفراء في فم المعدة أو في طبقاتها ، وجد العليل عند شربة
الماء مرارة في الفم ، مع بخار دخاني في الحلق وتسرع سخونة ذلك الماء في المعدة. وإن
كان من بلغم مالح محتبس في طبقات المعدة ، وجد ملوحة في مذاقته ، ويسكن عطشه عند
شرب الماء السخن. وأما العطش العارض من قبل ألم أعضاء الصدر فإن سبب ذلك يكون من
تغيّر مزاج حار غلب على تلك الأعضاء. أو من قبل ورم حار يولد فيها. وصاحب هذا
العطش(يستريح)الى الهواء البارد وينتفع باستنشاقه أكثر من انتفاعه لشرب الماء
البارد. فإن كان العطش من قبل ألم الكبد ، فإنه يكون أيضا اما من قبل تغيّر مزاج
حار غلب عليه ، أو ورم حار يولد منه. ودليل ذلك ما يجد العليل في جنبه الأيمن عند
شرب الماء لأن الوجع عند ذلك يكون أشد حتى لربما حبس النفس ، وقد يكون العطش خفيفا
وأعني بالخفيف اليسير ، وحدوث هذا العطش ليس يكون من البدن كله ، ولا من حال علّة
عالية على نواحي أعضاء الصدر والمعدة والكبد. لكنه انما يتولد عن سبب (جفاف) المواضع
التي تنجذب فيها الرطوبة من الفم الى المعدة ، وحرارتها وقد يعرض العطش في بعض
الأوقات اذا (التهبت) الكليتان وضعفتا. فيكون صاحب هذه العلة لا يروى من الماء ، ولا
يذهب عطشه ، ويسمي ذلك ضيابيطا. وقد بينّا السبب في هذه العلة. وذكرنا تدبيرها وطريق
مداواتها ، وأنها في كتابنا المسمّى « زاد المسافر ».
القول في التدبير النافع
لأفراط العطش
ينبغي أن يقطع العطش المفرط المتولد من
قبل مزاج حار غالب على أحد هذه الأعضاء الباطنة التي ذكرنا ، بأن(يؤمر)العليل
بالسكون وضم الفم ، والصمت ، وادخال الريح البارد مع الشرب وعند استنشاق الهواء
بعد أن يعني عناية بالغة أن يكون الهواء الذي يستنشق بارد. وخاصة في الصيف ، ويسقي
الأشياء الباردة المطفئة للحرّ مثل ماء القرع المشوي مع السكر الطبرزد. أو ماء
الدلاع مع شراب البنفسج أو لعاب البزر قطونا المستخرج في ماء الرمانين. أو في ماء
الورد مع شراب الجلاب ، أو شراب الورد ، أو شراب الاجاص ، ويمزج الماء دائما ببعض
هذه الأشربة التي ذكرنا.
ويكون الغذاء الرجلة
والخس ، والبقلة اليمانية. والقرع وما أشبه ذلك. فإن كان يولّد العطش من قبل مرة
صفراء محتبسة في طبقات المعدة ، ودل على ذلك البرهان الذي قدّمنا فينبغي أن يستفرغ
ذلك المرة ، اما بالقيء واما بالاسهال بالأدوية المنقّية لها ، المطفئة لحرارتها ،
على نحو ما ذكرنا في علاج بغير مزاج المعدة المتولّد من المرة الصفراء ، في ابتداء
الكتاب. ويستعمل أيضا مع ذلك التدبير ، بعض هذه الأدوية التي نذكر بعد أن
اختبرناها وعلمنا سرعة نجحها ، وعظيم منفعتها.
فمن ذلك شراب الفته للحر الشديد في
المعدة
والالتهاب ، والحرقة ، والعطش المفرط ،
وانقطاع الشهوة المتولد عن قوة الحر ، وقد جرّبناه فحمدناه.
يؤخذ من نوّار البنفسج ، وورق الورد
الأحمر من كل واحد وزن عشرة دراهم. وصندل أحمر ، وصندل أبيض ، من كل واحد وزن خمسة
دراهم. وأجاص وعناب من كل واحد ثلاثون عددا ويجمع ذلك ويطبخ في ثلاثة أرطال ماء
بنار ليّنة ، حتى يبقى النصف ويمرس ويصفّى ويلقي على ذلك الصفو رطل من ماء
الرمانين ، ورطلين سكر طبرزد مسحوق ، ويطبخ أيضا بنار ليّنة ، حتى يصير في قوام
الأشربة. فيرفع في النيم ، بعد أن يعتّق بدانق كافور. والشربة منه أوقية بماء بارد
، عند شدة الحر والعطش والتهاب المعدة. فإنه بديع عجيب.
ومن ذلك أيضا صفة شراب ألّفته نافع من
الحر والعطش ، ويهدّيء المرّة الصفراء ويقمع وهجها وقد جرّبناه.
يؤخذ من الأجاص السود أربعون حبة ، ومن
التمر الهندي المنقّى ، والترنجبين الخراساني ، من كل واحد أوقية. ومن الطباشير ،
ولبّ بزر القثّى ، ولب بزر البطيخ. ولبّ حب القرع من كل واحد وزن أربعة دراهم.
يجمع ذلك ويطبخ في ثلاثة أرطال ماء بنار ليّنة حتى يذهب النصف. ويمرس ويصفّي ، ويخلط
مع ذلك الصفو رطل من ماء الحصرم ، ان أمكن وثلاثة أرطال سكر طبرزد مسحوق ثم يطبخ
بنار ليّنة ، حتى يصير في قوام الجلاب
فيعتق عند ذلك
بدانقين كافور ، ويرفع في النيم ، والشربة منه أوقية بالماء البارد.
ومن ذلك أيضا شراب ألّفته بارد قامع
للحر
الكائن في المعدة قاطع للعطش المفرط
مسكّن للذّع والحرقة والوهج. يؤخذ من ماء القرع المستوي رطل بالبغدادي ، فيمرس فيه
وهو حار أوقية ترنجبين خراساني ، ويصفّى ويخلط معه رطل من ماء الرمانين. ونصف رطل
من ماء الورد. ورطلين سكر طبرزد. ويطبخ بنار ليّنة حتى يصير في قوام الجلاب. ويرفع
في النيم ، بعد أن يعتّق بدانق كافور. الشربة منه أوقية بالماء البارد.
صفة نقوع ألّفه ابن مأسويه ينفع بإذن
الله من شدة العطش والحرارة ويبس الحلق والفم وهو مجرب.
يؤخذ من ورق الورد الأحمر ، خمسة دراهم
، ومن التمر الهندي المنزوع النوى وزن عشرة دراهم. وخيار شنبر منقّى من فصه وجه
وزن ثلاثة دراهم. وحب سفرجل وكثيراء بيضاء من كل واحد وزن درهمين. ورازيانج وزن
درهم ينقع برطلين من ماء وهو حار شديد الحرارة يوما وليلة. ثم يصفّى ، ويسقى من
هذا الماء على الريق. وكلما طلب ماء أسقي منه فإنه نافع إن شاء الله.
( ...... ) ينفع من الحرارة والعطش ، (الحمايات
الحاد) من اللذع والمرّة الصفراء.
يؤخذ تمر هندي منقّى وزن خمسة دراهم. ومن
لب خيار شنبر ثلاثة دراهم وعدس مقشر وبنفسج ، وورد أحمر من كل واحد وزن درهمين. وعدس
مقشر ثلاثة دراهم. يجمع ذلك ويصب عليه رطل ماء معين وهو حار. ويترك يوما فإذا كان
بالغداة مرس وصفّي وأسقي العليل ذلك الماء بمرة واحدة. ويسقى كل ما طلب الماء ما
قد نقع فيه أجاص وعناب ممزوج بشراب البنفسج فإنه يسكّن العطش إن شاء الله.
صفة جلاب بارد نافع من العطش ، والحمّى
الحارة ، والتهاب
المعدة
يؤخذ من ماء الدلاّع ، أو ماء القرع
المشوي ، أربعة أرطال. ومثله سكر طبرزد. فيطبخ بنار ليّنة ، وتنزع رغوته. فإذا
نزعت الرغوة صبّ عليه من ماء الورد رطل بالبغدادي. ويطبخ حتى يثخن ثم ينزل عن
النار ويترك حتى يبرد ، ويعتّق بربع درهم كافور ويرفع في النيم. والشربة منه أوقية
بماء بارد فإنه نافع إن شاء الله.
صفة أقراص ألفته لأفراط العطش ، والحرارة
، والحمّى ، يؤخذ في الأسفار عند عدم الماء من الصيف وهو بارد.
يؤخذ بزر رجلة وكثيراء بيضاء من كل واحد
وزن ثلاثة دراهم. ولبّ بزر القّثى ولب بزر البطيخ ، ولب بزر الخيار ، ولب حب ، القرع
من كل واحد وزن درهمين. وطباشير أبيض وصندل أصفر ، ورب السوس ، وصمغ عربي ، وبزر
خس من كل واحد وزن درهم ، في نشاستج ، وبزر خطمى ، وكافور ، من كل واحد وزن / نصف
/ درهم ، وسكر طبرزد وزن أربعة دراهم. تدق الأدوية ، وتنخل وتعجن ، بلعاب البزر
قطونا ، المستخرج في ماء الورد ، أو في ماء القثاء أو ماء الدلاع ، أو ما يتخذ من
ذلك أقراص وزن القرصة مثقال. وتشرب واحدة مع جلاب أو يمسك في الفم وتبلغ. اذا ذابت
فإنها تقطع العطش وتطفيء الحر. إن شاء الله.
صفة أقراص الطباشير النافعة من الحمى
الملتهبة ، واستمراء المعدة والكبد والعطش الدائم ، والوهج والحرقة.
يؤخذ طباشير أبيض ، وورد أحمر من كل
واحد وزن خمسة دراهم. وكثيرا بيضاء وبزر رجلة ورب السوس ، من كل واحد وزن ثلاثة
دراهم. وصمغ عربي ، ونشاستج ولب بزر قثّاء ولب بزر البطيخ ، ولب حب القرع ، من كل
واحد وزن درهم ، وزعفران ، وزن نصف درهم ، تدق الأدوية وتنخل ، وتعجن بماء قد مرس
فيه وزن ثلاثة دراهم ترنجبين ويعمل من ذلك وزن كل قرصة مثقال والشربة قرصة مع
أوقية شراب بنفسج.
صفة حب ذكره اسقلبيادس
يسكّن الوجع والعطش وينفع من به تلهّب واحتراق.
يؤخذ من بزر القثّاء البستاني ، ثمانية مثاقيل. ومن الكثيراء أربع مثاقيل. تحل
الكثيراء بماء الشعير وتسحق نعما ثم تلقي على بزر القثاء ويسحق جميع ذلك ويتخذ منه
حب ويجفف في الظل. ويصيّر العليل منه واحدة تحت لسانه. ويبتلع ما يتحلب منها أولا
فأولا إن شاء الله. وينبغي أن يعطي صاحب العطش ماء الشعير الحكم الصنعة أو ماء
الكشك. أو ماء الرمانين ، ويكون شرابه السكنجبين السكري ، أو شراب الاجاص ، ويتناول
الورد المربّى والبنفسج المربّي.
وقد قال فولوبس تلميذ أبقراط في مقالته «
في تدبير الأصداء
» : وأما من أصابه عطش شديد ، فالأصلح له أن يقلّل من طعامه ، ومن تعبه ، ويشرب شرابه
، وهو شديد البرد جدا ، كثير المزاج ، فإن كان يولد العطش من قبل بلغم مالح محتبس
في طبقات المعدة. فينبغي لنا أن نستفرغ ذلك البلغم. اما بالقيء ، واما بالاسهال ، ثم
يستعمل بعد ذلك ما فيه قوة جلاء وتنقية مثل أن يؤخذ من ماء الهندباء. وماء
الرازيانج ، وماء الكرفس ، من جميعها نصف رطل مغلي مصفّي. فتمرس فيه أوقية ورد
مربّي عسلي ، ويشرب الماء الحار وحده. قد تنفع في هذه العلة كثيرا لأنه يلطف
الفضلة ، وكذلك الشراب الأبيض الرقيق. ويسقي أقراص الورد التي ركّبناها. وهذه صفة
أقراص الورد ألّفها لضعف المعدة ، وأوجاعها ، والحميات المزمنة ، والعطش المتولد
عن البلغم المالح. الكائن في المعدة وقد امتحنتها وكانت عظيمة المنفعة سريعة
النجح.
يؤخذ من ورق الورد الأحمر ، وزن عشرة
دراهم. وأصل السوس المجرود الأعلى وزن خمسة دراهم. وسنبل هندي ، وبزر رازيانج عريض
، وأنيسون ، ومصطكي ، من كل واحد وزن ثلاثة دراهم. وزعفران ، وقاقلة صغيرة ، وكبابة
وعود غير مطرّي ، وفقّاح الأذخر. من كل واحد وزن درهم.
____________________
وطباشير وصندل أبيض
وكثيرا من كل واحد وزن مثقال. تدق الأدوية وتنخل وتعجن بماء الهندباء. وتعمل أقراص
، وزن كل قرصة ، مثقال وتجفف في الظل ، والشربة قرصة في مياه البقول. مع شراب
اسكنجبين أو بشراب الميبة ، فإنها أقراص نافعة وقد جربتها فحمدتها.
وأما العطش الخفيف الكائن من يبس
المواضع التي تنحدر فيها الرطوبة العائمة في الفم الى المعدة ، فينبغي أن تؤمر
بالنوم. فإن ذلك العطش يزول في نومه. ذلك لأن النوم يرطّب باطن البدن ، من أجل أن
الدم يمسك في وقت النوم الى باطن البدن فيرطّبه فإن كان العطش من حرارة تلك
المواضع. فليؤثر العليل باليقظة من نومه. فإن ذلك العطش يسكن عند اليقظة وذلك أن
تلك المواضع تسخن في وقت استمراء الطعام في المعدة من البخارات التي تكون في وقت
المضض. فإذا سحبت هاج العطش. فإذا كانت اليقظة تسكن. ولذلك أمر أبقراط من يريد
بتبريده ألاّ يطيل النوم ولكن تستعمل اليقظة كثيرا لأن النوم يسخّن البدن كما
ذكرنا وخاصة فيمن كانت حرارة مزاجه خارجة عن الاعتدال ، وذلك أنها تغور الى عمق
البدن وتجتمع هناك. وأما اليقظة فمبرّدة لأن الحرارة ، يمثل في وقت اليقظة الى
ظاهر البدن حسب ما بيّنا.
القول في ماهيّة الفواق ، وصفته
، وأسبابه
والقواعد من حركة (قسمته).
ويشتاق القوة الى دفع (الأمر أيضا) واخراجه
( ... ) عنده يكون عند هيجان المعدة بكليتها لدفع الشيء المؤذي عنها.
وذكر جالينوس من كتاب « العلل والأمراض
» : أن الفواق انما هو حركة تكون على غير ما ينبغي اما بدئا ، فمن القوة الدافعة ،
ثم بعد ذلك من القوة الماسكة ، وذلك أن حال هذه القوة ، في الامساك عند الفواق.
تكون حالا رديئة. والفرق بين التهوع وبين الفواق أن التهوع انما يستفرغ ما هو
محتبس في فضاء المعدة ، واستفراغه ما استفرغه يكون محسوسا ، وأما الفواق فإنما
يستفرغ ما هو محتبس في نفس جرم المعدة. وليس استفراغه مما يستفرغه محسوسا ، والفواق
يكون من قبل شيء يؤذي القوة ، اما ببرده مثل ما يعرض في النافض ، واما لحرارته ، مثل
ما يعرض لمن يتناول فلفلا ، ولا
سيما ان كان مسحوقا
نعما حتى يسهل غوصه في فم المعدة والفواق يكون من ضروب كثيرة ، وأسباب مختلفة. وذلك
أن منه ما يعرض من الامتلاء. ومنه ما يعرض من الاستفراغ ، ومنه ما يعرض من برد
ينال فم المعدة. ومن ريح ينفخ في المعدة فيحبس ريح النفس ويقطعه فيكون فواقا. ويكون
من ورم يعرض لفم المعدة ويكون من فساد الطعام في المعدة واستحالته الى كيفية
لذّاعة ، وسأذكر الفرق بين كل واحد من هذه الأسباب ، والبرهان الدال على ذلك ما
أبانوه الأوائل من كتبهم ومن شرح علمهم من بعدهم. ليكون البيان شافيا ، والبرهان
كافيا ، وأقول : ان الفواق حدث من امتلاء الفضول البليغة أو الرطبة ، أو عن كثرة
الأطعمة ، والأشربة ، وجد العليل من ذلك ثقلا في معدته وامتلاء فيها ، وقلة هضم
للطعام. وأكثر ما يعرض هذا الفواق المتولّد من الامتلاء ، للمشايخ وأصحاب الترف والدعة
، ولمن يكثر الاغتذاء بالأغذية الرطبة ، ويدل على أن الفواق يكون كثيرا من
الامتلاء ما يراه يعرض للصبيان فإنه قد يعرض لهم الفواق كثيرا. اذا ثملوا من
الطعام وبرد الهواء أيضا. فضل برودة تمنع الأجسام العصبية من التحلل ، فيحدث فيها
بسبب ذلك الامتلاء ، فيكون بسبب ذلك الفواق. فإن كان حدوث الفواق عن استفراغ ، مثل
القيء الشديد ، أو الاسهال ، أو الحمّى الحادة ، وجد العليل يبسا وتقبّضا في معدته
وحمّى ما تخبر به ، مما عرض له من ذلك وأكثر تولّد هذا الفواق للشباب. ولمن يكثر
من التعب والنصب ، ولا يكاد يكون الا في الندرة والجبن.
وقد قال أبقراط في كتاب « الفصول » : اذا
حدث التشنج أو الفواق بعد استفراغ مفرط ، فهو علامة رديئة. وقد بيّن لنا أبقراط في
مواضع كثيرة من كتبه الشريفة : أن التشنج الذي يكون في الاستفراغ أردأ كثيرا من
التشنج الذي يكون من الامتلاء. وقد علمنا من قول أبقراط ، أن الفواق انما هو تشنّج
يعرض في رأس المعدة والمريء. ومن أجل ما ذكرنا قال أبقراط أيضا : اذا جرى من البدن
دم كثير فحدث فواق أو تشنج فذلك علامة رديئة. فإن كان حدوث الفواق من برد فم
المعدة فإن العليل لا يجد شيئا مما ذكرنا. ويكون أكثر هيجان عن تكشفه للبرد ، أو
عند تناول الأشياء الباردة ، وقد يخبر العليل بذلك. فإن كان حدوث الفواق من قبل
ريح في المعدة ، وجد
العليل النفخ في المعدة ، والبطن والامتداد فيهما. وان كان حدوث الفواق ، من قبل
ورم في فم المعدة ، وجد العليل ثقلا في فم معدته ، ووجعا بين كتفيه ، ويجس الورم
باليد ويتبع ذلك الفواق تواتر النفس ، وذلك أن الورم تمنع الريح أن يجري مجراه في
المعدة في الصعود والهبوط. فيختنق في المعدة ، ويجتمع فيها ، أكثر من احتمالها من
الريح ، فيندفع بالخروج بالفواق قليلا قليلا.
فيطول الفواق على قدر غلظ الفضل ، أو
استحكام مادة الورم. فلا يذهب الفواق الا بدهون الورم والورم لا يذهب الا في هذه
طويله فلذلك كان هذا الفواق رديء عسر البرء. وللفاضل أبقراط قال فيه : حدوث الفواق
وحمرة العينين بعد القيء دليل رديء وقد قال جالينوس : اذا لم يسكن الفواق بالقيء ،
دل على أحد أمرين : اما على أن أصل العصب وهو الدماغ قد حدث فيه ورم ليس باليسير ،
وأما أن ذلك حدث في المعدة وحمرة العينين ، يلزم في الحالين جميعا. الا أنها
بأورام الدماغ الحارة أولا ، فإن كان حدوث الفواق من استحالة الأغذية في المعدة
الى كيفية لذلك ، أو من قبل تناول أغذية حارة ، فإن العليل يحس بحرارة في معدته ،
وبلهث ولذع شديد ، وعطش وحرقة. وفيما ذكرنا من أسباب الفواق ودلائله كفاية.
فليذكر ما ينبغي أن تقابل كل نوع على ما
أقصد مسالكه. وأبيّن طرفه إن شاء الله.
القول في علاج الفواق وقطعه
ينبغي لنا أن نبدأ بعلاج الفواق بأن
ينظر أي هذه الأسباب ، التي قدمنا ذكرها تولّد. فإن كان تولّده عند الامتلاء ودل
على ذلك البرهان الذي بينّا ، فأبلغ الأشياء في علاج ذلك بقص ذلك الامتلاء اما من
فوق ، فبالقيء واما أسفل فبالاسهال ، وذلك أن ساعد الزمان والسن والقوة. فإن لم
يكن ذلك ، استعملنا ما فيه قوة جلاء وتسخين وتقطيع ، لتلك الفضول. مثل الجندبادستر
، ويشرب منه شيء يسير ، مع خل ممزوج أو بشرب وزن دانق ونصف جندبادستر بأوقيتين من
ماء السيسنبر ، وينفع ذلك أيضا أن
تلطّخ المعدة من
خارج بالزيت العتيق ، والجندبادستر ، وينبغي أن تحرك المعدة لتحلل تلك الرطوبة
التي فيها.
والذي يفعل ذلك : العطاس. وقد قال
أبقراط في كتاب « الفصول » اذا اعترى الانسان فواق فحدث به عطاس سكن فواقه. وذكر
جالينوس أن الفواق يكون كما يكون التشنج من الامتلاء ومن الاستفراغ. وأكثر ما يكون
من الامتلاء وما يكون من الامتلاء فإنه يحتاج الى حركة قوية ومزعجة حتى يتعلّق
بتلك الرطوبات فيتحلل ، ويستفرغ. وقد يفعل ذلك العطاس وأما الفواق الذي يكون من
الاستفراغ ، وليس يكاد أن يكون الا في الندرة ، فليس يبرئه العطاس وينفع الفواق
الصعب الحادث من الامتلاء أن يؤخذ بطراساليون ، وهو بزر الكرفس الجبلي ، وكمون
كرماني ، من كل واحد وزن ثلاثة دراهم. فيدق وينخل ، ويسقي منه وزن مثقال ، بماء
السيسنبر ، وينفع بإذن الله من الفواق العارض من امتلاء الرطوبات البلغمية ، والرياح
الغليظة التي بسببها غلظ المادة ، وبردها أن يسقى العليل من الأدوية المعجونة ، التي
وصفها المتقدمون. واستبنّا نحن فضلها ونجحها ، مثل الترياق الأكبر ، والترياق
الرباعي ، و (السكرنايا) ، والفلونيا ، وجوارش البزور ، وجوارشن الانيسون ، وجوارشن
الكمون ، وجوارشن الكرويا ، وجوارشن الفلافل ، وجوارشن الزنجبيل ، وجوارشن
الخولنجان ، وجوارشن الجوزي ، وجوارشن الفوذنج ، وجوارشن البلاذر ، وجوارشن
القرنفل ، والجوارشن المسمى : طالب الحق ، والدبيدات مثل دبيدالك ، ودبيد الكركم ،
ودبيد الراوند ، ودبيد طربيا ، وما أشبه ذلك من الأدوية المعروفة. يشرب من اليها
أمكن من نصف درهم الى درهم. الى مثقال على قدر الحاجة بماء حار أو بماء قد طبخ فيه
بانجان ، وكرويا ، وسذاب رطبا ، أو بماء النعناع ، أو بماء السذاب المعصور أو بماء
الفوذنج ، فإن هذه الشراب التي سمّيناها ، نافعة للفواق ، المتولّد من الامتلاء ،
ومن الريح الغليظة ومن برد المعدة إن شاء الله.
وينبغي أن تكمّد المعدة بماء حار قد طبخ
فيه المرزنجوش ، والنمام ، والنعنع ، والرند ، والصعتر ، والفوذنج ، والقيصوم ، والشب
، وأكليل الملك ،
والشيح ، تؤخذ مفردة
أو مؤلفة وتطبخ ، وتغمس في ذلك الماء. وهو حار ، اسفنج ، وتكمّد به المعدة ثم يدهن
بعد ذلك ، بدهن الرند ، وبدهن البابونج ، أو بدهن القسط ، أو بدهن الناردين ، أو
بدهن الأفسنتين ، وما أشبه ذلك من الأدهان الحارة المحلّلة.
وهذه وصفة أقراص
ألّفها للفواق المتولد من الامتلاء أو
من الريح الغليظة ، أو من برد المعدة ، وقد عالجت بها خلقا من فساد المعدة ، وضعفها
المتولد فيها من قبل البرد والريح والرطوبة ، البلغمانية فوجدتها سريعة النجح.
يؤخذ أنيسون وكمون كرماني ، ومصطكي ، ودار
صيني وأسارون ، من كل واحد وزن ثلاثة دراهم. وفوذنج نهري يابس ، ونعناع يابس ، وسذاب
يابس ، من كل واحد وزن درهمين ، وبزر كرفس ، وبانجان ، وزعفران ، وسنبل هندي ، وقشر
سليخة ، وفقّاح الأذخر ، وقسط وعود غير مطرّي ، وقرنفل ، وورق النمام ، اليابس ، وعصارة
غافث ، وساذج هندي ، من كل واحد وزن درهم. تدق الأدوية وتنخل وتعجن بنبيذ طيب
الرائحة. ويعمل من ذلك أقراص. وزن كل قرصة درهم. والشربة قرصة مع شراب الفوذنج ، أو
شراب العسل المعمول بالأفاوي ، أو شراب اسكنجبين عسلي إن شاء الله.
ومن ذلك أيضا وصفه دهن ألّفته نافعا
للفواق العارض من البرد والريح والامتلاء ، في المعدة وهو يفتّح السدد ، وينقّي
الريح.
يؤخذ من الفوذنج النهري ، والفوذنج
الجبلي ، والسذاب اليابس ، والنعناع من كل واحد وزن أربعة مثاقيل. وكرويا وبانجان
، وقيصوم ، وأفسنتين رومي ، من كل واحد وزن مثقالين ودوقّوا وراوند صيني ، وأنيسون
، من كل واحد وزن مثقال. يدق ذلك وينقطع في رطل ماء حار ، قوي الحرارة ، ويترك فيه
يوما وليلة ، ثم يلقي عليه نصف رطل دهن لوز حلو وأوقيتين من دهن الرند ، ويطبخ
بنار لينّة ، حتى يبقى أكثر الماء. وينزل ويترك حتى يبرد ويصفّي الدهن باليد تصفية
لطيفة ، نظيفة ، ويشرب منه وزن مثقالين بماء فاتر. فإنه نافع إن شاء الله.
ومن ذلك صفة دهن ألفه ابن مأسويه
للفواق العارض من البرد ، والسدد ، والريح
الغليظة ، وهو مجرّب
يؤخذ من ورق السذاب عشرين مثقالا ، ومن
الحلبة عشرة مثاقيل ، ومن الانجذان الأسود ، وبزر الشبث والأنيسون من كل واحد خمس
مثاقيل. يرض الجميع ويصب عليه من الماء خمسين مثقالا ، ومن دهن العجل ثلاثين
مثقالا ، ويطبخ بنار ليّنة ، حتى يذهب ثلثا الماء ، ويبقى الثلث ثم يصفّي بالكف
تصفية رفيعة. ويشرب منه(مثقالان)على مثقال من ماء السذاب الرطب. ومثقالين ماء
فاتر. فإنه عجيب نافع جدا. إن شاء الله.
وينفع مثل ذلك أيضا أن يتجرع دهن الخروع
أو دهن الرند أو دهن القسط بما حار ويعطس العليل بالكندس أو بالفلفل المسحوق والفوذنج
ويفزّع العليل ويخبر بما يغمّه أو يخافه فإن الطبيعة تشتغل عنه باستعمال الفكرة.
فإن كان الفواق متولد من قبل الاستفراغ والحدة والحرارة فينبغي أن يجتنب العليل
جميع هذه الأشياء التي قدمنا ويستعمل في علاجه ضد ذلك التدبير وذلك أن تأمروه
بادمان أخذ الشعير ويسقي الماء البارد مع شراب الجلاب ، أو شراب البنفسج أو يسقي
ماء الورد مضروب بدهن الورد أو يسقي لعاب البزر قطونا ، وحب السفرجل مع دهن
البنفسج ، أو دهن حب القرع والنعناع اذا شرب مع ماء الرمان المز ، وحماض الأترج ، نفع
من الفواق الصفراوي ويسكن الغثي والهيضة ويتغذى بالأغذية الرطبة مثل الخباز والرجلة
، والقرع والبقلة اليمانية ، ويدهن المعدة بدهن البنفسج ، أو بدهن الورد ، أو بدهن
الخل مع شمع أبيض. ويضمّد المعدة من خارج بضماد متخذ من دقيق الشعير. وحطمي ، والقرع.
والبقلة الحمقاء ، مدقوق مخلوط وان كان فيه اسهال شرب من الأشربة القابضة الباردة
مثل شراب الرمانين ، وشراب الكمثرى ، وشراب التفاحين وما يشبه ذلك مع ماء الورد ،
ودهن الورد ، ويكون طعامه العدس المقشر المطبوخ بماء الحصرم أو بماء الرمان الحامض
إن شاء الله.
صفة دواء ألفه عمي محمد بن أحمد ،
المتطبّب للفواق العارض من الاستفراغ ،
والحر ويبس
المعدة ، وتلهّبها من قبل الصفراء.
يؤخذ بزر رجلة ، وكثيرا بيضاء ، ولب بزر
القثّاء ، ولب بزر البطيخ ، ولب حب القرع ، وبزر خشخاش ، وسكر طبرزد ، من كل واحد
وزن أربعة مثاقيل. ولوز حلو مقشر ، وزن ثلاثة مثاقيل ، يدق ذلك ويسحق ويؤخذ لعاب
البزر قطونا ، ولعاب حب السفرجل ، بعد أن يستخرج بماء حار فيضرب بدهن البنفسج ، وشراب
الجلاب ، وتعجن به الأدوية ، حتى يصير مثل اللّعوق الرطب اللين ويلعق منه العليل
وقتا ، بعد وقت. فإنه يرطّب المعدة. فإن كان الفواق يتولد عن الأطعمة الحارة
اللذاعة المحرقة ، مثل الفلفل ، والخردل والثوم ، والكراث ، وما أشبه ذلك. فينبغي
أن يعالج صاحب هذا الفواق ، بشرب اسكنجبين ممزوج بماء بارد أو بشراب البنفسج ، أو
بالماء البارد ، أو بماء ممزوج بدهن لوز حلو ، أو بدهن الورد ، ممزوج بماء بارد ، أو
يؤخذ عناب مخيطا فيطبخ ويسقي من ماءه مع شراب البنفسج ، أو شراب عيون البقر ، فإن
هذا يسكّن ذلك الصنف ، من الفواق. وان كان الفواق متولّد عن فساد الأطعمة ، في
المعدة واستحالتها الى كيفية لذّاعة ، ما بلغ العلاج في ذلك استفراغ تلك الأطعمة
بالقيء ، فإنها إذا استفرغت سكن الفواق.
فإن كان الفواق يتولّد عن برد المعدة ، أو
من قبل الريح ، فأنفع الأشياء له الأدوية الحارة. مثل : المعجونات ، والجوارشنات
الحارة المسخّنة ، التي ذكرنا في علاج الفواق المتولد عن الامتلاء. ويعطي الزنجبيل
المربّي بالعسل ، والفوذنج المربّي ، والصعتر المربّي ، والنعناع المربّي ، والنمام
المربّي ، فإن هذه نافعة للمشايخ ، وأصحاب البلغم في المعدة ، وفي الصدر ، وتفتح
السدد ، وتنفع من الفواق المتولد من البرد والريح الغليظة.
وهذه صفة عملها ، وكيف يربى بالعسل
يؤخذ من رؤوس الصعتر الطري ، أو الفوذنج
في وقت (الأنتيداس) ويؤخذ من النوّار ، والورق الرطب الملاصق للنوار. فيجعل في
اناء نظيف ،
ويجعل من العسل
الجيد ما يغمره ، ويترك فيه أربعين ليلة.
ويجعل في الشمس حتى يدخل بعضه في بعض ، ثم
يرفع ويؤخذ منه ملعقة ، وهكذا استعمل النعناع والنمام ، وحبق الريحان إن شاء الله.
وينبغي ان يسقى صاحب الفواق المتولد عن
البرد ، والريح الغليظة ، من الأدوية الحارة المفردة.
مثل الشراب المطبوخ فيه السذاب أو
النطرون مع العسل أو بزر الكرفس ، أو كمون أو أنيسون ، والنعناع اذا شرب ورقه مع
النمام ، نفع من الفواق العارض من البرد. ويدهن المعدة بدهن ذنب عسق ، أو بذنب
قثّاء الحمار ، أو بدهن القسط.
وتربط أصابع اليدين والرجلين. ويعطّس
بقرنفل مسحوق ، وورد أو بكندرس ، لتخرج الرياح المحتصرة في المعدة ، ويخفّ عنها ،
وينحلّ بالعطاس لمشاركة المعدة للدماغ.
وقد يسكن الفواق عند امساك النفس ، ولجالينوس
فصل قال فيه :
إنما صار حبس التنفس دواء عظيما للفواق
، والتثاؤب ، لأن النفس اذا حصر فيبقى في الصدر مدة طويلة ، ولم يطلق للجروح لأنه
يسخن حينئذ ويلطف ، ويضطر الى أن ينفذ في المجاري الخفيّة الضيّقة ، فان كانت في
تلك المجاري ريح غليظة بخارية ، منها تعرض هذه الأعراض دفعها ذلك الهواء ، وأخرجها
معه من البدن. وفي هذا الفعل أيضا تزداد. الأعضاء التي تفعله قوة. فان كان الفواق
متولد عن ورم متولد في فم المعدة ، فينبغي ان يعالج ذلك الورم على ما ذكرنا في باب
علاج أورام المعدة. فاذا ذهب الورم الذي حدوثه وكونه سبب لحدوث الفواق ، زال عند
الفواق الا(بذهاب) الورم ، والورم لا يذهب سريعا. ولذلك صار هذا الفواق عسر البرء.
القول في الجشاء الخارج عن
الاعتدال
اذا كثر الجشاء حتى تجاوز الاعتدال ، دفع
الأطعمة التي في المعدة ومنعها من أن تنهضم. وانما يعرض الجشاء عن ريح نافخة ، تستفرغ
بالفم وحدوث هذه الريح يكون عن ضعف المعدة. والمعدة تضعف اما لسوء مزاج عارض
فيها ، من غير غلبة
خلط من الأخلاط. واما لغلبه خلط من الأخلاط عليها خارج عن الحد الطبيعي. كما بينّا
في غير موضع من هذا الكتاب. وقد ذكر جالينوس أن السبب العامّي في حدوث الجشاء من
هذه الأسباب أو غيرها ضعف الحرارة الغريزية ، التي في المعدة عن أن تقهر الأطعمة وتهضمها
نعما. كالذي يعرض متى ألقيت على نار يسيرة حطبا كبيرا رطبا. وانما يختلف الجشاء
بسبب اختلاف السبب الفاعل لضعف المعدة. والجشأ الذي يعرض من أحد ثلاثة اسباب : أحدهما
افراط حر المعدة ، والثاني اجتماع المرّة الصفراء فيها ، والثالث أن تكون قوة
الأطعمة حارة. مثل العسل وما أشبهه. والجشأ الحامض يعرض من أحد ثلاثة أسباب أيضا :
أحدهما برد المعدة ، والثاني اجتماع البلغم فيها. والثالث أن تكون قوة الأطعمة
باردة مثل التين والفواكه الرطبة وبخاصة اذا كانت كبيرة.
القول في التدبير النافع من
افراط الجشاء.
ينبغي لنا اذا حدث الجشاء الخارج عن
الاعتدال ، أن نروم تسكينه. فان كان حدوثه عن سوء مزاج حار غالب على المعدة حتى
أضعفها ، فينبغي ان يقابل ذلك بالأشياء التي تبّرد المعدة وتقّويها مثل ماء
الرمانين ، وشراب الرياحين ، وشراب الجلاب ، وشراب الورد وشراب الحصم ، والورد المرّبى
، وما أشبه ذلك من الأدوية والأشربة والأغذية على حسب ما ذكرنا في علاج سوء مزاج
المعدة الحار السبب. وكذلك ينبغي أن يعالج الجشاء الدخاني المتولد من كيموس حار
صفراوي مجتمع في المعدة على حسب ما ذكرنا آنفا من انقاء المعدة بالقيء واسهال ذلك
الكيموس بنقوع الأفسنتين وأيارج القبض أو ماء الجبن المتخذ بالسكنجبين ، وما أشبه
ذلك. فان كان حدوث الجشاء من سوء مزاج بارد ، استعملنا تسخين المعدة بالترياق ، أو
السكرنايا ، أو جوارش الكمون ، أو جوارش الأنيسون ، أو جوارش القرنفل ، أو جوارش
الأفاوي. وما أشبه ذلك من الأدوية التي تسخّن المعدة وتقّويها. فان كان الجشاء من
مادة كيموس بارد ، استعملنا انقاء المعدة بالقيء أو باسهال ذلك الكيموس البارد
بمثل أيارج جالينوس. أو أيارج اللوغاذيا أو الجوارش المسمّى طالب الحق ، وما أشبه
ذلك من الأدوية التي ذكرنا أنها تنقّي المعدة
من الفضل البلغماني
، ومن الجوارشنات التي تسخّن المعدة وتحلّل الفضل البارد منها ، فمن ذلك :
صفة جوارشن ألفه عمي محمد بن أحمد
من أجل ضعف المعدة
والجشاء الحامض الخارج عن الاعتدال ، وقلة
الاستمراء وكثرة الريح ، واستحكامها في المعدة ، وقد جرّبناه.
أخلاطه
يؤخذ مصطكى وأنيسون ، وسليخه ، وقسط حلو
، وسنبل هندي ، من كل واحد أربعة دراهم. وزنجبيل يابس ، ودار صيني ، ودار فلفل ، وفلفل
أبيض ، وقرنفل من كل واحد وزن مثقالين. ودوقوا ، وبزر كرفس ، وقاقلة وجوزبّوا ، وخلنجان
، وبانجان ، وبسباسة ، وبزر رازيانج عريض ، وكرويا ، من كل واحد وزن مثقال. وساذج
هندي ، ووج ، وعود طيب ، وكاشم برّي ، وجندبادستر ، وفقّاح الأذخر ، من كل واحد
وزن درهم. وفانيد وزن أوقية. تدق الأدوية ، وتنخل وتعجن ، بعسل منزوع الرغوة. ويرفع
في اناء أملس الداخل. والشربة منه من درهم الى مثقال ، بماء فاتر ، فانه جوارشن يطّيب
الجشاء ويسّخن المعدة ، وينقّي الريح منها ويحدث الجشاء اذا تعذّر وامتنع ، وينفع
من الحموضة التي في المعدة ، ان شاء الله.
القول في النفخ يعرض في
المعدة
وهي العلة التي يقال لها
النافخة.
والانتفاخ : هو أن يعرض خلط من غير نضج
بارد غليظ ، يتولد خاصة في المعدة من التدبير المخلّط ، وربما عرض في الرأس لأن
حركة الريح والطبع منها عدة ، ويتولد أيضا في جميع البدن ، وبخاصة في أصحاب الجبن
، فان كان مزاج المعدة باردا ، لم يتولد فيها أصلا نفخة. كما أن الهواء البارد
الشمالي ، ليس يحدث حبانا ، وان كان حارا ثم كان الطعام الذي أكل لا نفخة له لم
يتولد أيضا منه نفخة. كما اذا الهواء الصيفي الحار ليس يتولّد منه أيضا حبان ، وذلك
أن من شأنه أن يحّل ويلّطف كلما صادفه غليظا ، فان كان
الطعام نافخا يولّد
منه ريح يسيرة ، ينحل بسرعة بالجشاء.
وان لم يكن مزاج المعدة قوي الحرارة ، ولا
قوي البرد حلّ الغذاء أو الخلط الذي يصادفه في المعدة فيجعله رياحا من قبل حرارته
، ولم يقو على تلطيفها وفشها. لأن حرارته ليست بالقوّية ، ولذلك تولّد رياحا غليظة
نافخة. فربما استفرغت هذه الرياح من ناحية الفم بالجشاء. وربما استفرغت من ناحية
العقدة. ومتى لم يستفرغ لا من فوق ولا من أسفل ، أجريت في البطن نفخا وتولّد هذا
النفخ يكون ، اما من خلط نيّء ، أو سوداوي ، والفرق بينهما ان النفخ الحادثة من
الخلط الني رطبة رخوة ، والحادثة من السوداء جافة قحلة. وهذه الريح السوداوية تحدث
ضررا عظيما في النفس ، وفي البدن.
أما من الحدث في النفس ، فالخوف والفزع
الدائم ، وتوقع الموت. والتفكر بالأشياء بخلاف ما للفكر أن تجول فيها. وذلك لما
يسمو الى الدماغ من بخار المرة السوداء. اذ كان الدماغ سما لجميع البدن(من)قبل
بخاراته. وخاصة فم المعدة لا شيء كالدماغ معه واتصاله به. كما بينّا في صدر
الكتاب.
وقد ذكر جالينوس في كتاب « العلل والأعراض
» أنه اذا خل () والباطن
من أجزاء النفس وغشاه شيء شبيه بالظلمة. ويجب من ذلك ضرورة أن يكون الانسان دائما يفرغ
لأنه يكون حاملا معه في بدنه. وأما السبب المفزع ، وذلك ان الشيء الذي يعرض لنا في
الوقت بعد الوقت ، من خارج عند ما يعشى الهواء المحيط به الظلمة الدامسة. هو يعينه
يعرض لأصحاب الوسواس السوداوي من داخل عند ما يصير الى الدماغ بخار من البخارات
السوداوية. مثل ما يعرض في العلة التي يقال لها النافخة ، والمراقية.
فأما ما يحدث هذه الريح السوداوية
النافخة في البدن ، فالأضرار بأصول الهضم في المعدة وبواجبها. أعني : منع القوة
الهاضمة التي في المعدة عن تكميل الهضم ، وافسادها جوهر الغذاء وتؤذيه كيفيته.
فاذا دام افساد
____________________
الهضم في المعدة ، قويت
تلك الارياح وغلظت وعسر عند ذلك انحلالها ، وانفراجها حتى أنها ترقى وتمتد ما دون
الشراسيف. فربما أملت الغذاء من موضع الهضم ، والطبخ الذي هو أسفل المعدة الى
فوقها حتى يتجافى عن أن يرسب ويعلق بقعرها. فيكون ذلك أيضا من أقوى الاشياء على
تفضيل الهضم وافساد النضج ، فاما تأكد ضعف المعدة من قبل فساد الغذاء وضعف هضمه من
أجل ما ذكرنا صارت المعدة عند ذلك تقبل جميع ما يتولد في أبدان أصحاب هذه العلة ، من
مرة صفراء ، أو بلغم وما يتفق أن يتولّد من فضول المآكل والمشارب فيفقد البدن
التغذية ، ويكون البلاء مترادفا. وفيما ذكرنا من هذا الكتاب كفاية.
ولنذكر الآن التدبير المحلّل للرياح والنفخ
المفسد للهضم ، وبالله توفيقنا واليه مصيرنا.
القول في علاج العلة
المعروفة بالنافخة.
ينبغي متى عرضت هذه العلة الحادثة في
المعدة ومراق البطن المعروفة بالنافخة ، أن يدارك علاجها ولا يغفل عنه.
والوجه في علاجها : العناية بأسباب
الهضم والاحتيال بكل حيلة في سلامة الغذاء في المعدة من الفساد. ويقصد في اغذيتهم
للأشياء الرطبة بالفعل ، وبالقوة. ويكون معه أحيانا ما فيه كيفية حرّيفية لطيفة ، تعين
على الهضم. وينقّي الريح مثل : الفوذنج ، والنعناع وما أشبه ذلك. ولا يدمن عليها
لئلا يفسد جوهر الدم ، وكما أن الأغذية الرطبة أسرع انهضاما ، وانحدارا من الأغذية
اليابسة كذلك الأغذية الحارة أسرع انهضاما من الباردة. والذي يحلّ الرياح ويفّشها
ما كان من الأدوية ملطّفا اذا طبخ من بعض الأدهان ومرّخت به المعدة. ومراق البطن ،
أو احتقن به كمثل الكمون والأنيسون ، وبزر الرازيانج ، وبزر الكرفس ، والكاشم
البّري ، وبزر الجزر البرّي المعروف بدوقوا. وما توّهمت أن في العضو العليل برد
فاطبخ مع الدهن ، بزر السذاب ، والرازيانج ، وحب الغار ، واخلط به القاني من الخمر
ودهن الغار ، وغير ذلك مما يسّخن مثل هذا الأسخان ، ويدهن المعدة بالأدهان
المحلّلة التي من طبيعتها ، تحليل الرياح والنفخ الشراسيفية ، مثل
دهن الرند أو دهن
القسط ، أو دهن الشبث ، أو دهن الأفسنتين ، أو ما أشبه ذلك. والجندبادستر أو أشرب
منه وزن نصف درهم مع خّل ممزوج ، أو كمّد به البطن من خارج مع دهن عتيق ، نفع من
النفخ الذي عسر تحلّلها ، والمغص العارض في البطن منفعة ، والزراوند الطويل أيضا
ينتفع باستعماله في الأوجاع العارضة في البطن ، بسبب سدّه أو ريح غليظة غير نضيجه.
وينفع من ذلك أيضا استعمال بعض الجوارشنات الحارة العطرية ، مثل جوارشن البزور ، أو
جوارشن الأنيسون ، أو جوارشن الكمون ، أو جوارشن الذي يسمّى الكامل ، أو الترياق ،
أو جوارشن الفلافل ، وما أشبه ذلك من الجوارشنات العطريّة المفّتحة ومثل هذه
الأدوية التي نذكر نسخها فمن ذلك :
صفة حب ألفه ابن ماسوية
نافع باذن الله من النفخة في المعدة والريح
المستحكمة فيها
يؤخذ السنبل ، والقرنفل ، والدار فلفل ،
والقسط ، والعود الطيب ، والطباشير ، من كل واحد وزن مثقال. ومن الأنيسون مثقالين.
ودار صيني ، وشيطرج ، وساذج هندي ، وخولنجان ، وزعفران ، ومرّ وصبر ، من كل واحد
وزن درهم. تدق الأدوية ، وتنخل وتعجن بمطبوخ ريحاني عتيق. وتستعمل الشربة درهم الى
مثقال بماء حار على الريق ان شاء الله.
صفة أقراص من (حشاب ولتولد)
تنفع من جميع العلل التي تعرض للمعدة ويقطع
الجشاء
الحامض ، ويبرئ المغص ، وجميع النفخ والرياح
، ويصلح لوجع الأسنان ، واذا صيّر في الموضع المأكول منها مع [ قثاء ] أو مع لبن
شجرة التين : ويصلح للسع جميع الهوام اذا ( ... ) بماء قد أغلي فيه سذاب. ويحلّل
الأمراض التي تأخذ بأدوار ، ويصلح للعلل التي في المثانة ويدر الطمث.
أخلاطه
يؤخذ جندبادستر ومرّ ويبروح ، وساذج
هندي ، وفلفل أبيض ، وطين رومي ، من كل واحد وزن أربعة دراهم. وسنبل درهمين ، وأفيون
وزن درهم. وبزر دوقوا عشرة دراهم ، وبزر كرفس وأنيسون ، وأسطرك ، من كل
واحد وزن ثمانية
دراهم ، وبزر البنج ثلاثة دراهم. تدق الأشياء اليابسة. وتنخل وتنقع الباقية بشراب
وتسحق وتخلط كلّها ويعمل منها أقراص. ويكون في القرص ، وزن ستة قراريط الى درهم. ويشرب
بماء فاتر ان شاء الله.
صفة أقراص الكوكب من كتاب النجح
لابن ماسويه
ينفع باذن الله من وجع المعدة من الريح
والبلغم والمغص والجشاء الحامض ومن لسع الهوام ، اذا طلي واذا شرب بشراب ريحاني ،
ويقطع الدم العارض من استرخاء العروض وضعفها ، ويشد البطن المستطلق ، من البرد والرطوبة
والريح الغليظة اذا شرب بشراب صرف أو بميبه ، وبزر الطيب المحتبس ، من الخلط
الغليظ بماء الفوذنج أو بماء البرنجاسف الطري.
يؤخذ جندبادستر ، وسنبل هندي ، ورومي ،
وجنطايا رومي ، وطين رومي مختوم وقشور السليخة ، وقرفة وأصول اللفّاح ، من كل واحد
أربعة مثاقيل ، وزعفران وأفيون. وقسط مرّ وحلو من كل واحد خمسة مثاقيل. خشخاش أبيض
، وأسود من كل واحد ستة مثاقيل دوقوا وأنيسون ، وسيساليوس ، وبزر كرفس ، وبزر
رازيانج ، وبنج أبيض وقشر الرمان وجوف حب الأترنج ، ومسك (طرمشير) وفراسيون. من كل
واحد ستة مثاقيل. كمون كرماني ، ونانخواه ، وأريسطيخون وفوذنج برّي وفرنجمشك من كل
واحد خمسة مثاقيل. تدق وتنخل ويؤخذ الأفيون ، والزعفران والمر. يدق وينقع في نبيذ
ريحاني ، ويلّين حتى يصير مثل المرهم. وتعجن بها الأدوية اليابسة ويتخذ منها أقراص
كل قرص مثقال. ويصيّر في اناء نظيف. ويترك ستة أشهر. ثم يستعمل ان شاء الله.
صفة نقوع نافع باذن الله من الرياح في
المعدة والورم على رأس المعدة وخفقان
رأس المعدة
ويزيل الوجع والمغص العارض في المعدة والأمعاء
يؤخذ خولنجان وزنجبيل يابس ، وقرنفل ومصطكى
من كل واحد مثقال. ترّض هذه الأدوية وتنقع ، برطل ماء حار يوما وليله. ثم يصفّى ويسقى
ماؤه وان طبخ وأسقي فاترا كان أسرع لنفعه ان شاء الله. صفة مطبوخ الأصول يشرب بدهن
اللوزين.
ينفع من الرياح الشراسفية ، ويفتح السدد
العارضة في المعدة والكبد والأحشاء ، وينصرف في كل علة ذات رياح أو سدد.
يؤخذ من قشر أصول الكرفس ، وقشر أصل
الرازيانج ، من كل واحد وزن عشره دراهم. وقشر أصل الهندباء وأصل الأذخر ، وأصل
السوس المجرود الأعلى. من كل واحد وزن ستة دراهم. وبزر رازيانج عريض وأنيسون ، وبزر
كرفس ، من كل واحد أربعة دراهم. وجعدة ، وفوذنج نهري ، وقفّاح الأذخر ، وأفسنتين
رومي ، من كل واحد وزن ثلاثة دراهم. وسنبل الطيب ومصطكى ، وحشيش غافت ، وأسارون ،
وساذج هندي ، وزوفا يابس ، من كل واحد وزن درهمين. تجمع الأدوية وتنقع في ثمانية
أرطال ماء حار قوي الحرارة. ويترك فيه يوم وليلة. ثم يطبخ بنار لّينة ، حتى يذهب
الثلثين ، ويبقى الثلث. ويمرس ويصفّى. ثم يؤخذ ترنجبين خراساني ، ولب خيار شنبر ، منقّى
من فصة وحبه ، من كل واحد وزن عشرة دراهم. فيمرس في ذلك الصفو مرسا جيدا ، أو
يصفّى أيضا ويشرب منه كل يوم ثلث رطل ، مع وزن درهم ودهن لوز حلو. ودرهم لوز مرّ ،
يلزمه هكذا حتى يفرغ. ومن أراد أن يحفظه ويجعله شراب فيلقي على ذلك الصفو مثل وزنه
سكر أبيض. ويطبخ بنار لينّة ، حتى يصير في قوام الأشربة ويطبخ معه زعفران ودار
صيني ، وقاقلة ، وقرنفل ، من كل واحد وزن درهم. تدق وتربط في خرقة خفيفة ، وتجعل
في القدر وتعصر وقتا ، بعد
وقت فاذا كمل طبخه ،
ترفع في النيم. والشربه منه أوقية ، بماء فاتر أو مع بعض الأدوية التي تسقى لنفخ
المعدة ، وأرياح الشراسيف. فانه شراب ألّفته وجرّبته فوجدته سريع النجح عظيم
المنفعة.
صفة شراب الفوذنج
ألّفته واختبرته وهو نافع من برد المعدة
والكبد وقلة الهضم ، وينصرف في العلل المتولدة من الرياح الغليظة البلغمانية والسوداوية
ويفتح السدد وينفع من الرياح التي تعرض للمشايخ في الشرسيف والمغص المتولد من برد
المعدة وينفع الطحال ، ومنافعه كثيرة.
أخلاطه
يؤخذ من الفوذنج النهري ، والفوذنج
البري ، من كل واحد وزن عشرين درهما. وجعدة وأصل الأذخر ، وأصل السوس ، المجرود
الأعلى ولحاء أصل الرازيانج ولحاء أصل الكرفس ، من كل واحد وزن عشرة دراهم ، وبزر
كرفس جبلي ، وبزر كرفس بستاني ، وبزر رازيانج وأنيسون وبزر خيري ، وحاشا ، وفراسيون
، وأطراف المرز نجوش الرطب ، من كل وزن خمسة دراهم. وبانجان ، وفقاح الأذخر ونعناع
، ومسك ، وقنطوريون دقيق ، من كل واحد وزن ثلاثة دراهم. يجمع ذلك مرصوصا. ويطبخ في
عشرة ارطال بنار لينة ، حتى ينقى خمسة ارطال وتمرس وتصفى ويعاد النقل الى النار مع
ستة ارطال ماء ويطبخ حتى يصير الى ثلاثة رطال ويمرس أيضا ويصفى ويجمع الماء الاول
بعد ان يروق مع الماء الثاني ، ويخلط معه مثله عسل صعتري ، ويطبخ بنار لينة حتى
يزول الماء فيه ، ويصير في قوام الأشربة ، ويجعل فيه بعد ان تنزع رغوته هذه
العقاقير :
يؤخذ سنبل هندي ، ودار صيني ، وقرنفل ،
ومصطكي ، وزعفران ، وزنجبيل يابس ، وخولنجان وأنيسون ، وقشر سليخة ، ودار فلفل ، من
كل واحد وزن درهم. يدق ذلك ويربط في خرقة خشنة ، رباطا مسترخيا ، ويجعل في جانب
القدر. ويعصر وقتا بعد وقت. (فاذا بها) والشراب في محل الجلاب ، ينزل ويترك حتى
يبرد ويرفع في النيم. والشربة منه أوقية ، في
ماء فاتر ، ومن أراد
أن يلطّفه. جعل بدل العسل سكر ، أبيض ، وملاك عمله تصفيته وترويقه في الطبخة
الأولى ، وفي الثانية والثالثة. فأنه شراب بديع عجيب ملوكي ، ينفع الأرباح من
المعدة والأجشاء ويسخن البدن ، وهو عظيم المنفعة ، وينفع من رياح الجنبين ومن رياح
المرة السوداء.
أو يؤخذ من الجعدة مقدار كف ، وفوذنج
نهري ، قدر خمسة دراهم. يجمع ذلك ويطبخ بثلاثة أرطال ماء. حتى يصير الى رطل ويصفى
، ويشرب منه ثلث رطل. مع وزن مثقالين دهن لوزين ، ودهن خروع أو دهن ناردين ، فأنه
عجيب وان شراب لنفخ الشراسيف في كل عدله سكرجه ، من ماء الرازيانج الرطب منع وزن
ثلاثة دراهم ، خيار شنبر ، ووزن درهمين دهن لوز حلو حللها وأزالها.
وذكر جالينوس أن المحجمة التي توضع على
الموضع الوسط من مراق البطن ، حتى تحتوي على السرة من جميع النواحي من غير شرط
تبلغ من تسكينها للوجع ، أن يتعجب من سرعة الانتفاخ بها وينفع من ذلك أيضا دخول
الحمام. والكباد بما قد طبخ فيه أفسنتين ، وبابونج ، وشبث ، ومرزنجوش ، وما أشبه
ذلك. وتدهن المعدة بعد ذلك بالأدهان المحللة ان شاء الله.
صفة جوارشن البزور
على ما أصلحته
ينفع بأذن الله من الريح الغليظ
البلغمانية ، في المعدة والأجشاء. ويزيل النفخة والتخمة ، ويصرف من جميع ما عرض من
السدد والرياح ، ويسهل الطعام ويهضمه ويزيل الجشاء الحامض ، ويسخن المعدة ، وينفع
من كل علة في الجوف ، تتولد عن البرد والريح ، وغير ذلك من الأغذية الغليظة وقد
جربناه.
أخلاطه
يؤخذ من الكمون الأبيض ، وبزر الرازيانج
العريض ، والأنيسون ،
والكرويا ، من كل
واحد وزن عشرة دراهم. وبزر كرفس جبلي بستاني ، وبانجان. وبزر هندباء وبزر شبث من
كل واحد وزن خمسة دراهم. وعاقر قرحا ، وزنجبيل يابس ، وخولنجان ، وفلفل ، ودار
فلفل ، من كل واحد وزن أربعة دراهم. ومصطكي وزعفران من كل واحد وزن ثلاثة دراهم. وقاقلة
صغيرة ، وكبابة وقرنفل ، وجوزبوا ، وبزر جزر بري ، وحاشا ، وساذج هندي ، من كل
واحد وزن درهمين. تدق الأدوية ، وتنخل ويبالغ في سحقها. وتعجن بعسل منزوع الرغوة.
ويرفع والشربة منه من وزن درهم الى مثقال مملحا. ولكل علة تتولد في المعدة من
البرد والرياح الباردة ، والسدد وهو دواء عجيب. ومن أراد الزيادة في تسخينه ، وكمال
منافعه فليأخذ من الفوذنج النهري ، والفوذنج الجبلي ، والسعتر الفارسي ، والسعتر
الجبلي ، من كل واحد وزن عشرة دراهم. فيطبخ في ثلاثة أرطال ماء بنار لينة حتى ينقص
، ويمرس ويصفّى. ويلقى عليه مثل وزن الأدوية عسل منزوع الرغوة. ويطبخ حتى يصير في
قوام العسل الغليظة وتعجن به الأدوية. وهو أكمل لنفعه ، وأسرع لنجحه ، واعظم
لمقداره ان شاء الله.
القول في الغثيان
والقيء وأسبابهما
المعدة ما دامت تجري على الأمر الطبيعي
، انها تقبل الغذاء من فوق بأن تجتذبه هي نفسها وتدفعه الى اسفل ، فاذا خرجت عن
الأمر الطبيعي ، حدث عن ذلك أدواء كبيرة ، منها القيء ، وذلك أن القيء انما يكون
عند حركة فم المعدة ، يقذف ما يثقل عليه أو يلذعه ، مما يرد عليه من مواد الأغذية
أو الأخلاط الرديئة. وهذه الحركة تحدث اما لكثرة الطعام ، اذا ثقل على القوة. واما
لكيفيته اذا كان حادا ، حريفا ، لذاعا. أو حامضا مثل ما يعرض اذا صار الطعام الذي
أكل حامضا ، أو دخانيا ، أو حّريفا ، أو مرّا ، بسبب سوء الهضم. واما لأن يكون في
المعدة ، ما لا يصلح أن يعيدانه ، مثل أن تجتمع فيها فضول بلغمانية ، أو مائية ، أو
فضول التي من جنس المرار المجتمعة في المعدة ، أو ينصب اليها دم أو فضول من سائر
البدن.
وأحرى أن يكون ذلك ، اذا ضعفت المعدة
فأن الأعضاء التي تضعف تنصب اليها فضول الأعضاء المجاورة لها. وخاصة ما كان منها
رقيقا ، مثل المرار والرطوبة المائية ، وقد يخالط هذه الرطوبة المائية كثيرا
المرار الذي يتقيا ، ولا يكاد يرى مرارا صحيحا صرفا يتقيا وليس يخالطه رطوبة
مائية. وقد يرى اذا الصحيح أبطأ عن الطعام كثيرا ، وخاصة ان كان الغالب عليه في
طبيعته المرار ينصب الى معدته المرار. ويدلّك على ذلك ما يعرض في فمها من اللذع ،
وما يتقيأه. فمتى عرض لأحد غثي وقيء من غير أن يكون يتناول شيئا من الأشياء فمن
البين ، أن السبب في ذلك أخلاط ردئئة تلذع المعدة.
فأن كان القيء من قبل المرة الصفراء
اوجدت دليل ذلك من نفس القيء وفي الطعام / المعروف به لأن الهضم لا بد له أن يعمل
بحرة في الطعام / فترى آثار فعله ، وان كان القيء عن البلغم ، وجدت الطعام نيئا لم
يعمل فيه النضج. وأما خروج الدم بالقيء فيكون عن انصداع عرق في المريء ، أو في
المعدة ، أو عن تآكله ، أو عن انقطاعه. وهذا قد يكون اما من سبب بادىء ، أو سابق
فأن كان خروج ذلك الدم بلا وجع ، فذلك دليل على انفتاح عرق في المعدة. وان كان
خروجه يوجع ، وكان لون الدم أحمر صافي فذلك دليل على انقطاع عرق في المعدة. ان كان
خروج الدم بطيئا ، ويتقدمه وجع وكان لونه اسود ، فذلك دليل على قرحة في المعدة وربما
كان في الدم عن انقطاع عرق في أسفل الكبد ، في المواضع التي تنشف صفو الغذاء من
المساريقا. الفرق بين ذلك بلون الدم وقوامه ، ويحس الألم وقد تخرج المعدة عن الأمر
الطبيعي أيضا ، وتضعف فتقبل ما تدفع اليها من أسفل ولا تجذف منها له ، لكن تدفع
الأمعاء اليها فتستفرغه من فوق ، مثل ما يعرض في القولنج المعروف بالمستعاد. وذلك
ان القوة الدافعة التي في الأمعاء اذا تحركت لدفع الثقل ولم تجد طريقا من أسفل
تدفعه اليه دفعته الى فوق ، فلا يزال يجول في لفائف الأمعاء ، من واحد الى واحد
حتى يتراجع الى المعدة فيستفرغ بالقيء.
ومثل ذلك ايضا يعرض في الحقن ، وذلك أنه
ربما خرج بالقيء شيء مما
يحتقن به لهذا السبب
الذي ذكرناه بعينه. وكذلك يعرض في جنس البراز. وذلك أنه ربما حرك الانسان بطنه ، وهو
فيما بين جماعة أو عند من يحتشمه ويجله ، فيصير على ذلك ويمتنع بالأدب من القيام
فيتراجع الشيء الى فوق ، بدفع من القوة الدافعة التي في الأمعاء اياه ، حتى تقارب
المعدة فيصل شيء من رائحته الرديئة اليها. وكذلك أيضا الريح اذا احتبست تراجعت الى
فوق فتحدث غثى وبطلان الشهوة.
وقد يعرض الغثي كثيرا من غير أن يتقيأ
معه شيء وانما يعرض ذلك متى كان الخلط المؤذي يسيرا. ولم يكن في فضاء المعدة لكن
في نفس جوهرها. وربما كان احتباسه في جرمها بمنزلة احتباس الماء في الأسفنج ، وربما
كان قد لحج وغاص في أغشيتها لحجا يعسر خلاصة ، منها اذا كان شديد اللزوجة.
واذا كان مزاج ذلك الخلط حارا ولد
العطش. وان كان باردا كانت معه شهوة الطعام ، وفيما فحصنا من أسباب القيء والغثيان
كفاية ان شاء الله.
القول في علاج القيء وقطعه
والتدبير النافع لذلك
ينبغي لنا اذا رأينا الأطعمة تخرج
بالقيء غير منهضمة ولا مستحيلة ، أن تعلم وان السبب في ذلك ضعف المعدة عن امساك ما
يرد. وأن يعالج العليل بالأشياء القابضة مما له قوة عطرية. تقوى بها المعدة أدوية
كانت أو أغذية أو أشربه.
فان كان القيء بسبب ما يثقل على فم
المعدة أو يلذعه من أحد الكيموسات الرديئة او من استحالة الغذاء بسبب سوء الهضم.
فينبغي لنا ألاّ نقطعه وخاصة في المبتدأ ، الا أن نخاف أن يكثر القيء على العليل
فيضعفه ، فحينئذ يعمل في تسكينه وقطعه بالأشياء التي تقوى المعدة. فأن كان العليل
قويا فينبغي لنا أن نعالجه بما يقطع مادة ذلك الاختلاط من الأعضاء ، ان كانت منصبة
الى المعدة أو بالأشياء التي فيها قوة تجلو تلك
الأخلاط من المعدة
ان كانت متولدة فيها.
فأن كان القيء من مرة صفراء ، أمرنا
العليل أن يستعمل حقنة ليّنة متخذة من نوّار بنفسج وعناب ومخيط وشعير مقشور ، وبابونج
، وماء اللبلاب ، وما أشبه ذلك لتنحدر المادة الى أسفل فأن اضطر الى الفصد
الباسيليق من اليد اليمنى ، ليقطع بذلك مادة المرة الصفراء ، وان كان القيء مع يبس
الطبيعة أسقينا العليل ماء الأجاص ، وماء التمر الهندي ، أو ماء الرمانين. ويكون
الغداء فروج مطبوخ بالأجاص والتمر هندي والكزبرة الرطبة ، ودهن اللوز ويشرب من
شراب التمر الهندي الذي دبرناه.
وهذه صفة شراب (يقوي) المزاج ويقمع
الصفراء ويسكّن العطش والحمّى ويقطع
القيء المرّي ، ويسكّنه ،
ويزيل الغثي ، والخفقان.
يؤخذ من ماء الرمان الحامض رطل ، ومن
ماء رمان حلو نصف رطل. ومن ماء الأجاص الحامض رطل / ومن ماء حماض الأترج نصف رطل.
ومن ماء التمر هندي رطل / يطبخ ذلك جميعا بنار لينة حتى يصير له قوام ويرفع والشربه
منه أوقيتين بماء بارد على ريق النفس أو أوقية ، ان شاء الله.
فأن كان القيء من لين الطبيعة. أسقينا
العليل رب الآس أو رب الرمان ، أو رب الحصرم ، أو رب التفاح ، أو شراب الكّمثري ، أو
شراب السفرجل ، أو شراب الفاكهة ، أو شراب الورد ، وشراب الجلاّب ، أو الورد
المربّى.
أي ذلك أمكن ، يسقى منه أوقية مع مثقال
طباشير ، أو منع درهم سك ، أو مع طباشير وسك ، وصندل من كل واحد وزن نصف درهم ، ويمص
الزعرور ، والنبق ، والغبيرا. وزعم دياسقوريدس أن سويق الغبيرا يعقل البطن ، وأنه
اذا شرب مع سويق السماق ، كان في فعله في عقل البطن ، وقطع القيء ، وتسكين العطش ،
ودبغ المعدة وتطفئة المرة الصفراء ، أكثر وأقوى ،
وسويق حب الرمان
يدفع المعدة. ويقطع القيء ، وسويق التفاح ، مسكّن للغثي والقيء العارض من المرة
الصفراء وليد من العليل مضع أغصان الكرم الرطبة ، ويشرب الماء المطبوخ فيه ، من حب
الرمان الحامض وزن عشرين درهما ، ومن المصطكي وزن ثلاثة دراهم.
ويكون الغذاء فروج مطبوخ بماء التفاح
الحامض وماء الأترج الحامض أو ماء الرمان الحامض بالكزبرة اليابسة ، وتضمّد المعدة
من خارج بضماد متخذ من ضماد ببزر ورد ، ودقيق شعير ، وكافور ، ورامك معجون بماء
الورد أو بماء عصا الراعي ويستعملوا من هذه الأدوية النافعة.
فمن ذلك صفة دواء ألّفته لصاحب القيء
الشديد الذي يشبه المرة الصفراء ولتقوية المعدة الضعيفة الخلقة الواهية من الحرارة
وقد جرّبناه.
يؤخذ من حب الرمان الحامض المقلو على
الطابق قليلا ، والسماق المنقّى من حبة من كل واحد وزن عشرة دراهم. وورق ورد أحمر
وطباشير أبيض ، وصندل أصفر ، وبزر رجلة ، من كل واحد وزن خمسة دراهم. وسك ومصطكي
من كل واحد وزن ثلاثة دراهم. وقرنفل ذكر وكبابه وقاقلة صغيرة ، وعود طيب ، من كل
واحد وزن درهم. تدق الأدوية ، وتنخل ، وتعجن بجلاب رفيع أو بشراب سفرجل. ويؤخذ منه
وزن ثلاثة دراهم في ماء التفاح الحامض أو الرمان الحامض أو شراب الورد ، فإنه نافع
للقيء الشديد إن شاء الله.
صفة أقراص تنفع بإذن الله من القيء
العارض من المرة الصفراء ومن الاسهال وضعف المعدة وملوستها. وقد جرّبناه.
يؤخذ من ورق ورد أحمر ، وزن ستة مثاقيل
، وبرباريس ، وطباشير ، وبزر حماض من كل واحد وزن ثلاثة مثاقيل ، وصندل أصفر / وصمغ
عربي وجلنار وحب آس وسنبل هندي ونعناع يابس / ، ومصطكي من كل واحد وزن مثقال وسويق
النبق ، وسويق حب الرمان ، من كل واحد وزن مثقالين تدق الأدوية وتنخل وتعجن بماء
الورد أو بماء الرمان. ويتخذ من ذلك أقراص وزن كل قرصة مثقال ، والشربة ، قرصة ، مع
رب التفاح ، أو رب السفرجل أو رب الرمان فإنها نافعة إن شاء الله.
وذكر أبقراط في كتاب « أبيذيميا » أن
امرأة كان بها غم ووجع القلب ، فلم يسكنه شيء الا ماء الرمان وسويق الشعير ، وذلك
أن هذه المرأة كانت تتأذى من تحلّب مرة صفراء الى معدتها ، فجلى سويق الشعير ما في
خمل المعدة من المرة الصفراء وقوّاها ماء الرمان.
صفة شراب ألّفته نافع من ضعف المعدة وفسادها.
والقيء المتولد عن الصفراء والاسهال المريئي وهو عجيب.
يؤخذ ورق ورد أحمر ، وزن عشرة دراهم ، وصندل
أصفر وطباشير ، وحب الآس. من كل واحد وزن خمسة دراهم. وبر باريس ومصطكي ، وسماق من
كل واحد وزن ثلاثة دراهم. يجمع ذلك ويطبخ في رطل ونصف ماء بنار ليّنة حتى يذهب
النصف ، ويمرس ويصفّى ثم يجعل مع ذلك الماء رطل من ماء الرمان الحامض ، ونصف رطل
من ماء التفاح ، ونصف رطل من ماء الكمثرى ورطلين سكر طبرزد ، ويطبخ بنار ليّنة حتى
يصير له قوام الأشربة ، ويترك حتى يبرد ويرفع في النيم والشربة منه أوقية بماء
بارد.
صفة شراب النبق نافع من ضعف المعدة. وكثرة
القيء والاستطلاق المفرط ، والحرقة في المعدة من قبل الصفراء.
يؤخذ من النبق الأخضر فيدق ، ويؤخذ سماق
وورق ورد أحمر ، من كل واحد وزن عشرين درهما. وحب آس وزن أربعين درهما ، وجلنار
وزن عشرة دراهم. يجمع ذلك ويطبخ في أربعة أرطال ماء بنار ليّنة حتى يبقى النصف ، ويمرس
ويصفّى ويلقي على ذلك الصفور رطلين سكر طبرزد ، ورطل من ماء الرمانين ، ورطل من
ماء التفاحين ، أو ماء الكمثرى والسفرجل ويطبخ بنار ليّنة. حتى يصير في قوام
الأشربة فيعتّق بسك وعود طيب ، ومصطكي وقرنفل من كل واحد وزن نصف درهم ، ويرفع في
النيم. والشربة منه أوقية بماء بارد فإن كان القيء من البلغم ، فينبغي له ينقّي
المعدة بأيارج الفيقرا ، معجون بالعسل ويسقي دهن الخروع مع الأيارج أو يسقي من
أقراص الورد المسهّلة ، فإنها تنقي المعدة.
أو يسقي من هذا الحب فإنه ينقّي المعدة
من البلغم اللزج وينفع من القيء المتولد من كثرة البلغم وانصبابه الى المعدة.
وصفته
يؤخذ أيارج فيقرا صحيح الصنعة وزن أربعة
دراهم. ومن لحاء الاهليلج الهندي ، ولحاء الاهليلج الكابلي ، من كل واحد وزن
درهمين. ومصطكي وورق ورد أحمر ، ونعناع يابس ، وعود غير مطرّي. وأنيسون من كل واحد
وزن درهم وملح هندي ومثك أزرق من كل واحد وزن نصف درهم. تدق الأدوية وتنخل وتعجن
بماء النعناع وتحبّب أمثال الحمص والشربة وزن درهمين بشراب الميبة.
ويتعاهد العليل أخذ شراب الميبة ، أو
جوارشن السفرجل ، أو أقراص الورد ، أو الورد المربّى العسلي ، أو رب الرمان المتخذ
، بالنعناع ينفع بإذن الله من الغثي.
يؤخذ من عصير الرمان الحلو والحامض ، من
كل واحد رطلين ومن عصارة النعناع رطل وعسل منزوع الرغوة رطلين. فيطبخ ذلك بنار
ليّنة حتى ينعقد ويصير له قوام معتدل ، فعند ذلك يعتّق بسك ومصطكى ، وعود ، من كل
واحد وزن درهم ، ويرفع والشربة منه أوقية بماء بارد إن شاء الله.
صفة شراب ألّفه اسحق بن عمران
ينفع الفواق الكائن من الخلط البارد ، والخلط
الحار ،
ومن القيء العارض من المرة الصفراء ، أو
البلغم ومن
الخلط المتشبث بفم المعدة المرّي والبلغماني
أو السوداوي.
يؤخذ من عصير الرمان الحامض المعتصر
بشحمة الداخل مقدار خمسة أرطال وماء الفوذنج الرطب أربعة أرطال ، ومن الشراب
الريحاني أربعة أرطال يجمع ذلك على النار ويطبخ حتى ينصرف ، ثم يصفّى في غربال ، ويرد
الى النار ويلقي عليه مقدار ثلاثة أرطال سكر طبرزد. أو ميبختج ويوقد تحته بنار جمر
حتى يصير له قوام ، ويصيّر في الشمس سبعة أيام مشنوقا من رأس الزجاجة بالطين والشعر
والشربة نصف أوقية الى أوقية بماء بارد ان شاء الله.
صفة شراب عجيب يقوي (الباه) والمعدة ويطيّبها
ويقطع القيء البلغمي ، والغثي ، والفواق
، ويعين على الهضم ومنافعه كثيرة.
يؤخذ الفوذنج البري والنعناع اليابس من
كل واحد وزن عشرة دراهم. وأنيسون ومصطكي وسنبل هندي من كل واحد وزن أربعة دراهم. وقشور
الفستق الحارة التي تعلو القشر وزن ثلاثة دراهم. يجمع ذلك ويطبخ في ثلاثة أرطال
شراب ريحاني ، بنار ليّنة حتى يذهب منه أقل من الثلث ، ويمرس ، ويصفّى ، ويلقي على
ذلك الصفو رطل من ماء الرمانين. ورطل من ماء السفرجل. ورطلين سكر أبيض طبرزد. ويطبخ
بنار ليّنة. ثم يؤخذ سك ، وعود طيب وجوز بوا ، وقاقلة ، وقرنفل ، ودار صيني ، من
كل واحد وزن نصف درهم ، ويسحق ذلك ويربط في خرقة خفيفة ويجعل في الشراب ويعصر وقتا
بعد وقت ، فإذا انعقد وصار في قوام الجلاب ، يترك حتى يبرد ، ويقّر ويرفع في النيم
والشربة منه أوقية بماء بارد ، فإنه شراب عجيب بديع نافع إن شاء الله.
فإن كان القيء من المرة السوداء فينبغي
أن يسقى العليل ماء الجبن المتخذ بالسكنجبين ، مع الاهليلج الهندي والكابلي ، ويشرب
اسكنجبين عسلي ، ويليّن الطبيعة بحقنة ، أو ببعض الأدوية التي تنقّي المعدة من
المرّة السوداء. فإن اضطر سقي دهن الخروع مع أيارج الفيقرا. ويشرب بغير هذه
الأشربة التي تقوّي المعدة. ويتبع انصباب المرة السوداء اليها. فإن كان العليل
قويا ، وساعد الزمان والسنّ ، فصدنا له الباسليق من اليد اليسرى. وان منع من ذلك
مانع ، اقتصرنا على التدبير الذي قدّمناه.
وينفع لقطع القيء
أن يؤخذ نعناع ، فيدق ، وينخل ، ثم يخلط
به دهن
ورد ويطلى به الفم والمنخرين ، وأيضا
لمن لا يلبث
الطعام في معدته من شدة وجعها.
يؤخذ صفرة بيضة مشوية ، ومن العسل ملعقة
، ومن حب المصطكي خمسة عشر حبة عددا ، ويسحق ذلك جميعا. ثم يلقي في قشر بيضة نقيّة
، ويطبخ
في رماد حار ، ويؤكل
ثلاثة أيام.
فإن كان القيء دميّا ، فينبغي أن يكفّ
الدم عن الاندفاع الى المعدة بأن يفصد للعليل عرق الباسليق من الذراع اليمين. ويستعمل
الأشياء التي تقوّي المعدة ، مثل أقراص الكافور ، والورد المربّى بالسكر ، وشراب
الآس الساذج ، وينقع في الماء الذي يشرب ، طباشير وطين أرمني ، وصمغ عربي ، وما
أشبه ذلك ، ويكون الغذاء القرع المطبوخ بماء الرمان المزّ ، أو الرجلة ، أو العدس
المقشّر المطبوخ بماء الرمان. فإن حال بيننا وبين فصد الباسليق حائل مثل ضعف
العليل ، أو سنّه ، أو الوقت من الزمان ، فإن كان فيه نقص احتمال فليحجم الكاهل ، أو
في الساقين فإذا لم يقوي على ذلك ، اقتصرنا به على التدبير والعلاج الملائم لأصحاب
نفث الدم من الصدر. والتدبير الذي ذكرناه لقروح المعدة ان شاء الله.
صفة لخلخة تنفع المعدة الحارة
ويقويها و ( ... )
ضعفها والقيء العارض من ضعف المعدة عن
ضعف ما يرد عليها ، ويزيل الحرقة ، واللذع ، والقيء المتواتر وقد جربنا ذلك.
يؤخذ صندل أحمر ، وصندل أبيض ، من كل
واحد وزن خمسة دراهم. فيحكّان جميعا ، ويؤخذ ورد أحمر ، ورامك ، وورق ريحان غض ، من
كل واحد وزن ثلاثة دراهم ، وطين أرمني وجلّنار ومصطكي ، وبر باريس ، وطباشير ، من
كل واحد وزن درهم. وزعفران وكافور وقرنفل ، من كل واحد وزن نصف درهم. يدق ذلك دقا
ناعما ، ثم يعجن بدهن الورد ، وماء الورد ، أو بدهن الورد ، مع شيء من ماء ورق
الكرم ، أو ماء الآس الرطب ، أو ماء ورق التفاح ، ويرقّق حتى يصير في حد الحلوق ،
ويدخّن بالكافور والعود ثلاث مرات ثم تضمّخ به المعدة. فإنه نافع ان شاء الله.
فإن حدث بالعليل الغثيان من غير أن
يتبعه القيء ، وقد ذكرنا أن سببه أخلاط رديئة محتبسة في طبقات المعدة ، فينبغي لنا
أن نقصد في علاج ذلك ثلاثة أشياء : أحدها ايضاح تلك الأخلاط. والثاني تعديلها ، والثالث
استفراغها ، فما كان من تلك الأخلاط لطيفا. استفرغناه بالقيء بعقب تناول
ماء كشك الشعير ، أو
السكنجبين السكري بالماء الحار. أو من أسفل بشرب نقوع الأفسنتين أو حب الأيارج أو
الحب المتخذ بالمصطكي والصبر أو بالأيارج الفيقرا ، فإن كانت الأخلاط الملاصقة
بالمعدة لزجة غليظة تعسّر خروجها منها ، فينبغي أن تلّطف أولا بشرب السكنجبين
العسلي ، بعد أن ينقع فيه الفجل ، ثم يسقي بعد ذلك الأيارج المعروف بالفيقرا معجون
بعسل.
وزعم جالينوس أن الذي ينتفع به من كان
مزاج ذلك الخلط المحتبس في عضل المعدة باردا. الدواء والمتخذ من الفلافل الثلاثة ،
أو غيره مما قوته شبيهة بقوة هذا الدواء. واذا نقّينا المعدة من الخلط الذي أخذناه
في اصلاح مزاجها الذي عرض لها من قبل رداءة ذلك الخلط ، لعلمنا أن فساد كل مزاج
يحدث في المعدة ، من شأنه نقص قوتها ، وأضعافها. فإن كان مع ذلك عطش وحرقة ، أمرنا
العليل بشرب أقراص الورد ، أو أقراص الطباشير ، أو أقراص الكافور ، فإن هذه
الأقراص ، تقوّي المعدة الحارة وتصلح مزاجها وتذهب بالغثي وتشرب مع أحد الأشربة
التي تقوّيها أيضا ، ويبرّد مزاجها ، مثل شراب الورد ، أو شراب الجلاب ، أو شراب
الحصرم ، أو شراب التمر الهندي ، وما أشبه ذلك و (يؤخذ) الورد المربّى ، مع
الطباشير ، والصندل ، وبزر الرجلة ، والمصطكي.
فإن لم يكن بالعليل عطش ، وكانت المعدة
باردة المزاج ، أمرنا العليل بأخذ جوارشن السفرجل ، أو شراب الرمان المتّخذ ، بالنعناع
، والورد المربّي العسلي ، بعد أن يجعل فيه مصطكي ، وقرنفل ، وسنبل هندي ، وعود ، ونعناع ، وقاقلة ، وما أشبه ذلك.
ويكون تدبير صاحب الغثيان مثل تدبير من
عرض له القيء على سبيل ما بينّا ان شاء الله.
القول في استدعاء القيء
بالأدوية
المنقية للمعدة.
ليس ينبغي لأحد أن يستعمل القيء ويستدعيه
متواليا ، فإن من أحسن
____________________
أحوال البدن ، أن لا يحتاج إليه ، لأنه ليس مما ألفته
الطبيعة ، وإنما ينبغي أن يستعمله من شرب (شرابا كثيرا) على غير العادة ، أو تناول
طعاما كثيرا. ومن عرضت له هذه العلامات : مثل ثقل الجسد ، والكسل ، والنوم ، والغثيان
الكثير ، وتمدد العروق ، وكثرة البلغم ، أو المرة الصفراء ، في المعدة ، وأنواع (القشعريرة)
المختلطة بحرارة ، فإن هذه الأشياء أكثر ذلك تدل على الامتلاء.
وللفاضل أبقراط
فصل قال فيه : من لم يكن به حمّى ، وكان
به امتناع عن الطعام ، ونخس الفؤاد ، وسدد ، ومرارة في الفم ، فذلك يدل على استفراغه بالدواء
من فوق وينبغي لنا أن نعلم أن هذه الأعراض التي ذكر أبقراط تدل الطبيب أن ذلك البدن
الذي ظهرت فيه يحتاج الى الاستفراغ بالدواء من فوق أعني بالقيء ، لأن هذه الاعراض
أضر من عليه عامة لجميع الأخلاط التي من شأنها التلذيع :
ولجالينوس فصل قال فيه :
قد أصاب قدماء الأطباء فيما أمروا به ، من
استعمال القيء بعد الطعام في كل شهر فبعضهم رأى أن القيء مرة واحدة يكتفي به. وبعضهم
رأى أنه ينبغي أن يتقيأ
مرتين ، وجميعهم يشير بأن يكون ما يتناول من الأغذية قبل القيء ما كان حرّيف الطعم
ذو قوة تجلو أو تغسل وذلك لكي ما يتقيأ جميع ما في المعدة من البلغم ، من غير أن يضرّ
بالبدن برداءة ما يتولد عنها. لأن الأغذية الغسالة الملذعة تولّد جميعها مرة صفراء
، وكلها رديئة الغذاء فقد أجاد القدماء فيما احتالوا من تنقية المعدة من غير أن
يضر ذلك بسائر البدن.
____________________
وذكر روفس في كتابه « في تدبير العوام » أنه ينبغي لمن أراد القيء أن لا
يمتلىء من الغذاء جدا. وذلك لأن البطن اذا امتلأ تعسّر عليه القيء كما أن المثانة
اذا امتلأت من البول يعسر خروجه. ومع هذا ان هو لم يقدر على القيء يتخوّف على ألا
يكون بهضمه ما قد
أخذ من الغذاء .
فيأتي من ذلك العطب ، فينبغي أن يأخذ من الغذاء من أراد استعمال من أراد القيء قدر
ما يقوي على هضمه .
وينبغي أن يكون اعطاؤنا للأدوية المنقية
على قدر الفضول الراسخة في المعدة. فإن كان في المعدة فضل بلغماني ، فينبغي لصاحبه
أن يأكل في وقت
العشاء فجلا وسمكا مالحا وكراتا ، وشيء من بصل ، وشيء من حاشا ، وخردل مسحوق. أو
يأكل سمكا مالحا وخبزا. ويمنع من شرب الماء في وقت أكله ، وبعد فراغه ساعة ، لتنحدر
الرطوبة المتولدة في المعدة وينتظر قدر ما يسكن الطعام قليلا لا يقدر ما ينهضم. ثم
يقوم فيتقيّأ وقد شرب قبل ذلك من الماء الفاتر شيئا صالحا ، وأبلغ من الماء
الفاتر.
أن يسقي بعد ذلك ماء قد طبخ فيه الفجل
الدقاق المقطّع ، والشبث ، والمح ، ويخلّط معه خردل ، وسكنجبين عسلي. ثم يقيّأ حتى
إذا ظن أنه قد اكتفى ، فليجلسحينئذ
ويغسل وجهه بماء وخل يتمضمض به أيضا ، فإنه نافع للعيون والرأس ، ويمنع من فساد
الأسنان الذي يعرض كثيرا لأصحاب القيء فإن عسر عليه القيء فينبغي له أن يتجنب ، كثرته
الى أن يضطر الى ذلك. وقد قال جالينوس عند تفسيره « كتاب الفصول » : من كان يسهل
عليه القيء وكان نظيف البدن ، فينبغي أن يكون استفراغه بالدواء من فوق بالقيء في
الصيف والخريف والربيع ، ويتوقّى أن يفعل ذلك في الشتاء لأن الضعف في أكثر الأمر
تغلب عليه الصفراء. ومن كان يعسر عليه القيء ، وكان حاله في جنس اللحم حالة متوسطة
، فينبغيّ أن يجعل
____________________
استفراغه بالدواء من
أسفل. فإن احتاج الى الاستفراغ من فوق فينبغي أن يفعل ذلك في الصيف فقط. فأما غيره
من أوقات السنة فينبغي أن يحذره ، وينبغي أن يخرج كل واحد من الفضول من الناحية
التي هو أميل اليها ، من المواضع التي تصلح لاستفراغه ، ومما يسهل القيء أن يسقى
العليل من ماء الشبث مع دهن السوس ، ويمسح الصدر منه ، وتدخل الى الفم ريشة مغموسة
بدهن سمسم. ثم يتقيأ أو يأكل أو يأخذ عصارة قثاء الحمار. فيذاب بزيت أو بدهن سوسن.
ويلّطخهما على الموضع الذي يلي اللسان والحنك فإن هذا يسهل القيء.
قال أبقراط في كتاب « أبيذيميا » من
أردت أن تقيئه بسهولة ، فاطعم من بصل النرجس اثنين أو ثلاثة مع طعامه. قال جالينوس
: يعني أبقراط أنك متى أردت أن تهيّج القيء بعد الطعام من غير أذى ولا مكروه ، فينبغي أن يطعم المحتاج الى
ذلك مع طعامه شيئا من بصل النرجس ، فإنك اذا فعلت ذلك به تقيّأ بعد طعامه بسهولة.
وذلك أن بصل النرجس من الأدوية المهيّجة للقيء. أو يؤخذ بورق أبيض فيلقى في ماء
فاتر ويترك حتى بنخل ، ثم يخلط به مقدار يسير من الزيت ، ثم يشرب فإنه يهيج القيء.
دواء آخر يهيّج القيء
يسقى العليل من ماء الكرفس ثلاثة أواق
مع أوقية من العسل بعد الطعام ، أو قبله أو تؤخذ ريشه فتغمس في دهن سمسم وملح وتدخل
في الفم يتقيّأ بها.
دواء آخر لمثل ذلك
يؤخذ من الخردل درهمين ، ومن البورق وزن
درهم ، وكندس
مقشر وزن
دانقين تدق ويشرب بماء العسل ، فإنه ينّقي المعدة من الكيموس
____________________
الراسخ ، في صفاقاتها ، أريد من شرب ماء طبيخ
الشبث ، وزيت (انفاق) ، فإن ذلك
ينقّي الكيموس الغليظ بالقيء. فإن كان المحتاج الى استدعاء القيء صفراوي ، فينبغي أن
يسقى الأدوية التي تنقّي المرة الصفراء من المعدة ، بالقيء مثل أن يؤخذ أصل البطيخ
، وأصل القثاء الرطبين فيدقّان جميعا ، ويعصران ويؤخذ من مائهما بعد أن يصفّى قدر
كأس ، فيشرب على الريق ، ويسكن ساعة ، ثم يستدعي القيء فإنه يستفرغ صنوف المرار من
المعدة. أو يؤخذ من
لحم البطيخ فيعصر ماؤه ، ويخلط بمريء حوت ، ويتقيّأ به. أو يؤخذ أصل البطيخ ، وأصل
السوس فيطبخان بشيء من شبث وملح أندراني ، ويتقيّأ به ويجعل مع ذلك شيء من عسل
السكر. أو يتقيّأ المحرور بماء الشعير والسكنجبين وملح جريش. أو يقيّأ بماء السرمق
معصور مع شيء من شبث. أو يؤخذ وزن مثقال من جوز القيء. فيدق ويشرب بماء قد طبخ فيه
شبث فإنه يقيّء ، ويخرج اليرقان أو يؤخذ وزن مثقال من أصل قثّاء الحمار ، فيدق ويشرب مع ماء الكرفس. وشيء من عسل ، ودهن ورد ، ويتقيّأ
بعده.
أو يؤخذ من أصول البطيخ ، فيدق وينخل. ويؤخذ
منه وزن درهمين فيسقى مع ماء العسل بعد الطعام.
وقد ذكرنا بدئا أن حق القيء أن يكون بعد
الامتلاء من الطعام ، فإن أفرط القيء على أحد بعد شربه لهذه الأدوية التي ذكرنا ، أو
غيرها ، مما يهيّج القيء فينبغي [ أن يعطي من الأدوية المقوّية للمعدة مثل : جوارشن
الرمان ، أو شراب الرمان المتخذ بالنعناع ] ، أو الورد المربى ، وما أشبه ذلك ، من
الأدوية التي ذكرناها لقطع القيء فيما تقدم إن شاء الله.
القول في الأسباب
التي تفسد الاستمراء
قد بينّا في صدر هذا الكتاب أن المعدة
عضو عظيم المنفعة في البدن ،
____________________
وأن جميع أعضاء
البدن تحتاج الى صحتها لتغذيتها .
وقد تكلمنا في فم المعدة الأعلى الذي تهيّج فيه الشهوة. وذكرنا الأدواء التي تعرض
فيه خاصة مثل الشهوة الكلبية ، وفتح الشهوة ، وبطلان الشهوة ، والعطش ، والفواق ،
والقيء ، والجشاء ، وما يتبع ذلك من الأعراض. وطريق مداواة تلك العلل على المنهج
الطبي ، والقانون الصناعي ، اذ لا دليل على سعه علم من يدعي هذه الصناعة الشريفة
أكثر من اظهاره ، وشرح غامضة ، وبذله لعامة الناس فضلا عن خاصتهم ، وليس من قال ما
طال بمذموم اذا صدق وأبلغ كما أنه ليس بمحمود ، اذا قصّر وكذب وضجر. والمعلوم عند
العلماء أن المستجير في العلم يمتد به القول ونحن الآن ذاكرون الأدواء المخصوصة
بأسفل المعدة الذي به يتم استمراء الطعام مثل : فساد الاستمراء وعسر الهضم والتخم
، واستطلاق البطن ، وما يتبع ذلك من الأعراض وطريق الحيلة في مداواة ذلك على رأي
أفاضل الأطباء والفلاسفة وبالله التوفيق.
فأقول ان الفعل الذي يخص المعدة دون
سائر الأعضاء استمراء الطعام. وقد ينبغي لمن أراد أن تبقى له صحة بدنه. أن يحفظ
المعدة لأن بصحتها تصح الأعضاء ويسقمها تسقم الأعضاء ، وهي معدن الاستمراء وانما تحفظ المعدة باجتناب
فساد الطعام فيها .
والأسباب التي يفسد بها الاستمراء ثلاثة أسباب : أحدها علة القوة الهاضمة ، والثاني
من فضول تجتمع في المعدة ، والثالث بسبب الأغذية الا أنه لما كان كل واحد من هذه الأسباب
ينقسم الى أنواع كثيرة ، ويجب أن يقوي على كل واحد من هذه الاسباب على حدته ٥ليكون البيان شافيا والبرهان كافيا
.
القول الأول من أسباب
فساد الاستمراء.
اذا دخل على الهضم آفة ، فإنه ان كان
الغذاء معتدلا ( ... ). وكان
____________________
سائر ما يثقل بذلك
لا ندم منه شيء. فإن كانفساده
انما حدث من قبل علّة في القوة الهاضمة ، والعلة تدخل على القوة الهاضمة اما بدئا
فمن قبل سوء مزاج هذه القوة ، واما بطريق العرض من قبل مرض آلي مثل أن يكون في المعدة ورم ، فتضعف لذلك القوة كما نجدها
تضعف اذا كان فيها الدّبيلة. وسوء المزاج ان كان حارا فإنه يتبع ذلك عطش ، وحمّى ،
وفساد الطعام. إما على الجملة فإلى الدخانية ، وإما على التفصيل فإلى السهوكة ، والزهومة
، ورائحة الحمأة
، والروائح المنتنة .
وان كان باردا فإنه لا يتبع ذلك لا حمّى
ولا عطش ، لكن الطعام ان كانت المعدة قد أفرط عليها البرد حتى استحكم فيها ، لم
يفسد فيها ، ولم يتغير أصلا عما هو عليه. مثل ما يعرض في العلة المعروفة بزلق
الأمعاء. وان لم يكن قد استولى عليها البرد ، بل كانت تقوي على أن تغيّر الغذاء بعض التغيير
، ثم كان الطعام مائلا الى البرد أو كان معتدلا
استحال الى الحموضة.
وان كان الطعام مائلا الى الحرارة ، أو
نافخا ، ولّد ريحا غليظة. فهذا سبب الآفة الداخلة على القوة الهاضمة في نفس جوهرها
مما يعرض للمعدة من سوء المزاج الحار والبارد حتى يتبع ذلك فساد الاستمراء بسرعة.
وما كان من الأمراض العارضة من سوء المزاج مع بعض الأمراض الآلية فالآفة يدخل منها
على القوة الهاضمة من الجهتين معا ، أعني من قبل فساد جوهرها ، ومن قبل تعذر الفعل
عليها ، من أجل الأورام والسدد كما ذكرنا بدئا .
____________________
القول الثاني من اسباب فساد
الاستمراء.
وأما السبب الثاني الذي يفسد الاستمراء
فهو أن تجتمع في المعدة مادة كيموس ، يتولّد فيها من فضول الأغذية ، أو ينصب اليها من الرأس. ومن بعض الأعضاء فتفسد
الأطعمة لذلك. وقد بيّنا في مواضع من هذا الكتاب ، أنه متى كانت الأطعمة تستحيل في
المعدة الى الدخانية ، من غير أن يكون ذلك من قبل طبيعتها أن العلة الفاعلة لتلك
الاستحالة الحرارة ، ومتى كانت تستحيل الى الحموضة [ من غير أن يكون ذلك من قبل طبيعتها
].
فإن السبب في ذلك البرودة. وليس يتبيّن
من هذا السبب فيه سوء مزاج المعدة فقط أو خلط يجتمع في المعدة ولكن تفصيل ذلك يكون
بما ذكره جالينوس الحكيم .
وهو أن يطعم العليل أطعمة مضادة في
طبيعتها لحال ذلك الفساد مثل من كانت الأطعمة تستحيل في معدته الى الدخانية كالخبز
المثرود الذي قد يقع في ماء او سكنجبين ، أو تطعمه الشعير الذي يسمّى خندروس.
ومن كانت الأطعمة تستحيل في معدته الى
الحموضة أطعمناه خبزا قد نقع في عسل فاذا تناول ذلك أمرناه بالتهوّع ثم يتفقد ما
تقيّأه
فان كان في معدته مرّة مرتكبة ، تقيّأ من ساعته كيموسا بلغمانيا مرّيا حارا ، وان كان في معدته بلغما مرتكبا تقيّأ
من ساعته كيموسا بلغاميا ، ورأينا تلك الأطعمة متلوثة بذلك الخلط ، فيكون ظهور الاستحالة فيها
اكثر بحسب فعل ذلك الخلط. وان كان السبب سوء مزاج حار من غير غلبة خلط من الأخلاط
، رأينا الخبز أو الشعير الذي أطعمناه يخرجان ، وقد قبلا من
____________________
النضج مقدارا يسيرا .
وان كان السبب في ذلك سوء مزاج بارد
غالب على المعدة من غير مادة ، رأينا ذلك الخبز يخرج كما أكل لا يتغيّر ولا يستحيل
وأكثر ما يظهر ذلك في القيء اذا سهل على العليل ، فان لم يقدر على القيء ولم تجريه
عادته فينبغي أن يتفقد ما يبرز منه من أسفل. بعد تناول ذلك الطعام وهل يخالطه شيء من جنس المرار حارا في مزاجه
أو خلط بلغمي بارد مع استحالة منه يسيره. وإنما يتبين هذا الذي قلناه اذا كان الخلط المجتمع في المعدة مسترخيا
في فضائها. وأما اذا كان لاحجا في أغشيتها فيلحقه لا محالة غثي وتهوع من غير أن
يتقيّأ شيئا
البتة. الا أنه ان كان مزاج الخلط المحتبس في أغشية المعدة وحجبها حارا ، تولد عنه عطش وان كان مزاجه باردا كان معه شهوة
الطعام ـ مع الآم سوء هضم ـ.
القول الثالث من أسباب فساد
الاستمراء
انه وبما فسد الاستمراء من غير أن يكون
في المعدة علة من هذه العلل التي قدمنا أعني ضعف القوة الهاضمة أو كيموسات مجتمعة
في المعدة.
وانما يعرض ذلك لأنه يدخل على الهضم من
قبل الغذاء ، والغذاء يدعو الى فساد الاستمراء اذا وقع فيه الخطأ لاحدى أربعة خصال
: اما لكميته ، واما لكيفيته ، وأما للوقت الذي يتناوله الانسان فيه ، وأما لمراتب
تناوله. فالخطأ في كمية الطعام يكون مثل أن يتناول الانسان من الطعام أقل مما
يحتاج اليه ومعدته حارة ، وذلك أن الطعام حينئذ يفسد ويستحيل الى المرار. أو
يتناول منه اكثر مما يحتاج اليه. واذا كان كذلك
فانه أي
____________________
الطعام يعسر فساده وكانت
القوة [ قوية ] وكان النوم طويلا ، كان ما يعرض تخلفا في الاستمراء.
وان كان الطعام يسرع اليه الفساد وكانت
القوة / قوة فسد الطعام في المعدة وان كان الطعام بغير فساد / ـ وكانت القوة ـ ضعيفة
وكان النوم قليلا لم يستمرىء الطعام أصلا.
وإنما الخطأ في كيفية الطعام ، فهو أن
يكون حارا والمعدة حارة بمنزلة العسل اذا أكله المحرور حتى يتبع ذلك فساد
الاستمراء الى التدّخن.
وأما أن يكون باردا والمعدة باردة
بمنزلة اللبن ، والفواكه الباردة ، اذا أكلها البارد المزاج فتتغير وتستحيل في معدته
الى الحموضة.
وأما الخطأ في وقت تناول الطعام فهو أن
يمدّ هذا الانسان
يده الى طعام ثاني قبل أن يستمرىء الطعام الأول. مثل ذلك ، كأن انسانا تناول طعاما
فلما توسط طبخه وأخذ في الانهضام
، تناول طعاما آخر بعده فلما انهضم الطعام الأول ، وهمّ بالانحدار عن المعدة ، أزعج
الطعام الثاني وأحدره وأخرجه معه ، وهو بعدنّيء ، غير منهضم ، لأن ذلك واجب ضرورة. وأما
الخطأ في مراتب الغذاء فهو أن يكون الانسان يأكل أولا سفرجلا وتفاحا ورمانا وما
أشبه ذلك من الأشياء التي تحبس البطن. ثم يأكل بعدها بقولا مسلوقة مطيّبة بالمرّي
والزيت وسائر ما يشبه ذلك من الأشياء التي تطلق البطن. فانه اذا فعل ذلك عرض في
المعدة اختلاف شديد وذلك أن الأشياء السريعة الانهضام تسارع الى خارج والحابسة
البطيئة الانهضام تحتاج الى مكث في المعدة ، فيتولّد عن ذلك رياح تكون سببا لفساد
الاستمراء وضعف الهضم ، وقد يكون فساد الاستمراء بسبب قلة النوم.
وذلك أن الهضم الكامل انما يكون في وقت
النوم لأن القوة النفسانية ، تسكن وتهدأ ، والقوة الطبيعية تعمل أعمالها في وقت
النوم ، فهذه الأسباب
____________________
التي ذكرنا كلها مما
يفسد الاستمراء وسوء الهضم يحدث أعراض مختلفة بحسب مقداره. وذلك أنه ان كان قويا
أحدث أعراضا كثيرة قوية و
ان كان ضعيفا كان ما يحدثه من الأعراض يسيرا سهلا وبحسب تغيّر الطعام الى ما
يتغيّر اليه. وذلك أنه ربما استحال الطعام ، عند سوء الهضم الى خلط بلغمي فيحدث
الجشاء الحامض ـ وربما استحال الى خلط مرّي فيحدث الجشأ الدخاني ـ واللذع وربما
تولدت منه رياح تحدث النفخة وبحسب طبيعة الانسان الذي يعرض له ذلك ، وذلك انه لو
لم تكن معدته ذكيّة الحس لم ينلها من ذلك لذع شديد ، ولا استفراغ كثير ولا خفقان ،
ولا وجع في الرأس وان كانت كثيرة الحس أسرعت اليه هذه الأعراض كلها. وبحسب قوة كل واحد
من أعضاء البدن وضعفه. وذلك أن العضو الضعيف من [ واحد ] فيمن يعرض له سوء الهضم
يحس بالضرر منه. فان كان الرأس هو العضو الضعيف في البدن ، عرض عند ذلك ثقل في الرأس
أو سهر أو صرع أو جنون أو سبات أو وسواس سوداوي.
وان كانت الأمعاء هي الضعيفة عرض وجع في
المعاء. وان كان الضعيف الكليتان أو الطحال أو الكبد أو الصدر أو المفاصل حدث فيه
وجع. وان كان البدن بأسره ضعيفا ، أحسّ الانسان في بدنه باختلاج أو قشعريرة ، أو
نافض أو حمى.
وهذا قول جالينوس في كتاب « العلل والأعراض
» وفيما تكلمنا به وحكيناه من كلام أفاضل الأطباء في سوء الاستمراء كفاية وبالله
التوفيق. القول في التدبير النافع من سوء الاستمراء وابطاء الهضم.
ان فساد الاستمراء يعرض من أسباب كثيرة
كما بيّنا. فينبغي ان تبتدىء من علاج ذلك فتنظر من أي سبب كان حدوثه. فان كان من
قبل رداءة الأطعمة أو من قبل كثرتها ، أو سوء ترتيبها ، ودل على ذلك البرهان الذي
قدمنا ، أمرنا عند ذلك باستعمال القيء بعد شرب الماء الحار فأنه يتقيّأ ، كلما فسد
في معدته وهو >أخطر< الأشياء الفعاله.
____________________
فان عسر عليه القيء فليستعمل بعض
الأدوية التي ذكرنا أنها تهيّج القيء فاذا نقّينا المعدة من ذلك الطعام الفاسد ، مرّخناها
بدهن الناردين ، أو بدهن السفرجل ، أو بدهن المصطكي ، أو ببعض الأدهان التي تقّوي
المعدة / أو الأضمدة العطرية أيضا التي تقوي المعدة / ، ويعطى بعد ذلك بعض الأطعمة
المقّوية للمعدة السريعة الانهضام الحسنة الخلط ، وتجنيب كل ما علم أنه يفسد
الأطعمة ويعوقها عن الهضم ويؤمر بالتعب والرياض المعتدلة ، ودخول الحمام ، وبشرب
الشراب الريحاني فانه من أبلغ الأشياء في معونة المعدة على استمراء الطعام.
وقال فولوبس تلميذ أبقراط في مقالته « في
تدبير الاصحاء » : اذا عرض لأحد أن يتجشأ طعم طعامه من غذاء اليوم الذي اكل فيه ،
وعرضت له نفخة فيما دون الشراسيف ، وإنما يكون ذلك اذا لم ينهضم الطعام فالأصلح له
أن ينام مدة طويلة. فاذا كان من غد ذلك النوم أتعب بدنه وجعل شرابه اكثر مما كان ،
وأقرب الى الصروفة ، واستعمل من الأطعمة اقل مما كان يستعمله قبل ذلك ، فان من
البين أن المعدة بسبب ضعفها وبردها لا يمكنها أن تهضم أطعمة كثيرة. وقد ذكر بعض
الأطباء ان المعدة اذا استرخت وضعفت عرض لها التخم لا عن سبب معروف ولا عن أطعمة
رديئة. فينبغي عند ذلك أن تقّوى قليلا قليلا بالأشياء العطرية المقوية لها ، ويجعل
الطعام الذي يأخذه في مرة واحدة ، في مرات كثيرة ويكثر العليل من الطعام في
الأوقات الباردة. لجمعها الحرارة في باطن البدن ويقلّ من الأطعمة في الأوقات
الحارة. لأن حرارة الهواء تجتذب الحرارة الغريزية الى ظاهر البدن / ويخلو منها
باطنه بتضعف الحرارة في باطن البدنعن
هضمه ولذلك كانت القدماء تفضل العشاء على الغذاء لما يلحق العشاء من إجتماع الحرارة
في باطن البدن ١لبرد الليل والنوم لأن الحرارة في النوم تبطن ويسخن باطن البدن. ويبرد
ظاهره. وفي اليقظة تنتشر الحرارة في ظاهر البدن ، وتضعف في باطنه.
ولجالينوس فصل قال فيه : رأيت فيه بعض
الأطباء ممن صحبتهم على
____________________
طول أيام الدهر اذ
أكثر ، فكثر في أيام القيظ من أخذ الأغذية فأخذ ما لم تحتمله هواضمه ، أن يأمروه
عند ذلك بصب الماء البارد على جسده أجمع ، وبالاستنقاع فيه حتى يبّردون الجسد من
خارج فيمكن الحرارة الغريزية من داخل.
وقد اختبرت ذلك في نفسي فرأيته من أعون
الهواضم من زمان القيظ عند خوف التخم ، واستقبال الغذاء ، فان هذا الفعل محمود وما
رأيت من أفعال البارد فعلا أقوى من هذا في هذه الحال التي ذكرنا. فان كان حدوث
فساد الاستمراء لم يعرض بسبب ما يتناول من خارج من الأغذية. وإنما يحدث من قبل شيء
داخل البدن فينبغي ان تنظر ما سبب ذلك ، فان كان من قبل فساد القوة المغيّرة من
أجل سوء
مزاج المعدة فقط ، عالجنا ذلك المزاج الغالب على سبيل ما قدمنا في اصلاح مزاج المعدة.
وان كان هذا من قبل ورم وعرض في المعدة.
فقد ذكرنا علاج الأورام فيما نقدم أيضا وان كان.
هنا تنتهي نسخة المكتبة الظاهرية واستطعنا
اتمام الكتاب بالاعتماد على نسخة الاسكوريال.
فان كان من قبل خلط مجتمع في المعدة ودل
على ذلك البرهان الذي قدمنا ، فينبغي ان تنقص المواد من المعدة في رفق ولطف ، وتكون
معالجة ذلك بالضد للضد على سبيل ما شرحنا فيما تقدم. وتبحث في ذلك من تفسير طبيعة
العلة ما هي سهل واجود العلاج الموافق لها. فان منع العلاج مانع الى ان تحدث (المنيعة)
ويخرج الطعام الذي قسر بالقيء والاسهال. فينبغي ان يترك ما لم يكن يشرب. فاذا أحس
العليل مع ذلك بلذع شديد ، فينبغي أن يسقى من شراب الجلاب او شراب ليكسر به حدة
ذلك الفضل والاسهال ، حتى يخاف عليه. فينبغي ان تشد يداه ورجلاه وتدلك أطرافه ويسقى
من الأدوية التي تحبس القيء والانطلاق. فان كان الجشأ دخاني بمثل الورد المربى وشراب
الرمانين وشراب التفاحين وجوارشن الرمان وما أشبه ذلك
____________________
من الأضمدة والأذهان.
ويتغذى بلحم الدراج والفراريج سماقية او حصرمية او رمانية. وان كان مع ذلك الجشأ
حامضا فيعطوه جوارشن الجوزي ، والأطريفل وجوارشن السفرجل وشراب الرمان المتخذ
بالنعنع وما أشبه ذلك من الأدوية والأضمدة والأدهان التي تقوّى المعدة ان شاء
الله.
صفة جوارشن كافوري عجيب
وهو ( ... ) شريفة ( ......... ) من
تطييب معدها وتقويتها وهو من مكتوم الطب ، ومما لا ينبغي ان يعالج به الا السادة
الأبرار ينفع من التخمة ، ويقطع القلس ، والتحليل الدامى ويطيب الجشأ ويصفي اللون
، ويطّيب النكهة ، وينفع المعدة المسترخية من سوء التدبير وتوالي التخمر ، ويؤخذ
قبل الطعام وبعده ، وهو بديع يريح المعدة.
أخلاطه
يؤخذ سنبل هندي ، ومصطكي ، وقرنفل ، ودار
صيني ، وورق ورد أحمر من كل واحد أربعة دراهم ، وصندل أصفر ، وطباشير أبيض ، من كل
واحد وزن ثلاثة دراهم ، وسكر طبرزد ، وزن عشرة دراهم وبزر رازيانج عريض ، وأنيسون
، وزنجبيل يابس ، من كل واحد وزن درهمين ، وزعفران وقاقلة صغيرة ، وكبابه ، وبسباسة
، وجوزبوا ، وعود طيب ، وأسارون ، وقشر سليخه ، وقصب الذريره ، من كل واحد وزن
درهم ، وسعدا عراقية ، وحب الآس ، وكمون كرماني من كل واحد وزن مثقال.
تدق الأدوية ، وتنخل ، ويبالغ في سحقها
، ويخلط معها وزن مثقال كافور ، ودانق مسك ، ودرهم سك رفيع. ثم يؤخذ مثل وزن
الأدوية عسل ، فيلقى عليه مثله ماء رمانين ، وماء سفرجل ، ويطبخ بنار لينه حتى
يصير مثل العسل الخاثر. فتعجن به الأدوية وترفع في برنية ملساء. ويؤخذ منه من درهم
الى مثقال بماء فاتر فانه عجيب نافع ان شاء الله.
القول في ضعف المعدة عن امساك ما يرد
اليها من الغذاء.
اذا خرج ما يؤكل ويشرب خروجا سريعا ، وهو
بالحال الذي كان عليها في وقت فيها (أزهرت) فان الأطباء يسمون هذه العلة زلق
المعدة وقد (حر)
هذه العلة في المعدة
تعتري هذه العلة لا في اللون ، ولا في القوام ، ولا في الرائحة ، ولا في شيء
بالجملة. في كيفياته وتكون هذه العلة من ضعف القوة الماسكة ، أو من ضعف القوة
الهاضمة ، أو من تقرح يكون في (كافة) سطح المعدة شبيها بالتقرح الذي يعرض في الفم
خلط رديء تحويه المعدة.
والدليل على ضعف القوة الماسكة ان
الطعام المحمود الكيموس اذا صار في المعدة ، ومكث فيها يسيرا انحدر بقراقر ونضج
قبل وقت الحرارة ، أعني قبل ثمان ساعات فانه أسرع أوقات الهضم وأعدل ذلك اثني عشر
ساعة.
فأن كان ضعف القوة الماسكة من حرارة
مفرطة ، فانا نستدل على ذلك بالحرقة الحادثة في المعدة والعطش المفرط ، والجشأ
الدخاني وانتصاب الطعام بالصفرة.
وان كان ضعفها من البرد فأنا نستدل على
ذلك بالجشأ الحامض في ابتداء العلة ، فاذا تناهت العلة ، سكن ذلك الجشأ الحامض. وكذلك
ضعف القوة أيضا يكون من مزاج رديء يغلب على المعدة ، أو من خلط رديء تحويه المعدة.
وعلاقة ذلك أن يخرج الطعام منه غير
منهضم ، أو رديء الهضم والطعام الذي يخرج فاسد الهضم بسبب فساد الحر والمرة
الصفراء التي تجرفه ، وتفسده ، كالأطعمة التي يفرط عليها النار في المطبخ. أو
الشيء فيخرج فاسدا محترقا.
فأن قال قائل : اذا كانت الأطعمة تخرج
عن ضعف القوة الماسكة غير منهضمة ، وعن ضعف القوة الهاضمة كذلك.
على أن المرض خاصا بالقوة الهاضمة أو
خاصا بالقوة الماسكة ، فيقال له ان مكثت الأطعمة في المعدة حينا ولم تخرج سريعا ،
وكان خروجها من بعد ذلك كما نزلت غير منهضمة ولا نضيجة ، علمنا أن ذلك من قبل ضعف
القوة الهاضمة ، وان خرجت الاطعمة سريعا قبل الوقت الذي حددناه لخروجها علمنا أن
سرعة خروجه من قبل ضعف الماسكة ، وذلك أن القوة الهاضمة ، وان كانت قوية سليمة
إنما تهضم الغذاء اذا أمسكت الماسكة فان
خرج الطعام بعد اثني
عشر ساعة غير مهضوم فذلك دليل على ضعف القوة الهاضمة وفسادها.
فأما التقرح الكائن على سطح المعدة
فسببه كيموس حار لذاع الا أنه وان كانت القوة التي في المعدة لم يحدث بها ضرر.
فانه يجب عندها ذا العارض ضرورة أن يكون الغذاء اذا مر فيها فساد تلك المواضع
المتسلخة لمروره فيها ان تدفعه الى أسفل ، وتقدمه عنها بأسرع ما تقدر عليه. فاذا
كان كذلك يحدث في جميع المواضع التي يمر فيها لزم من قبله سرعة خروجه من غير أن
يكون ابتداء الهضم. الا أنه في هذا الصنف الآخر الذي يكون بسبب ضعف المعدة بخروج
الطعام ، يكون فيه من غير حس مؤذيته. وقد بينا أسباب القروح المتولدة في المعدة. وطريق
مداواته فيما تقدم من هذا الكتاب.
القول في علاج ضعف المعدة وزلقها.
ينبغي لنا أن نبدأ من علاج المعدة
الضعيفة عن امساك ما يرد عليها من الغذاء بأن ينظر من أي سبب حدث ذلك؟ فان اتضح
عندنا بالبراهين التي قدمنا أن ذلك من قبل ضعف القوة الماسكة في المعدة ( ... ) أيضا
( ... ) بسبب عرض ذلك الضعف.
فان كان من قبل حرارة مفرطة فينبغي أن
تطفأ الحرارة بالأشياء الباردة القابضة مثل رب الآس ، أو رب السفرجل ، أو رب
الرمان ، أو رب الحصرم أو شراب الفاكهة ، أو شراب الورد ، أي ذلك تهيأ يسقى منه
أوقية مع أقراص الطباشير المعمولة ببزر الحماض أو أقراص الجلنار ، أو أقراص
الطراثيث. أو يسقى من سفوف حب الرمان ، أو يعطى من جوارش السفرجل أو جوارش السماق
أو جوارش التفاح ، ويعطى الورد المربّى ، والزعرور ، والكمثرى ، والغبيرا ، والنبق
، والسفرجل وما أشبه ذلك. وتضمد المعدة بالأشياء الباردة القابضة ، مثل ما اتخذ من
الآس ، والورد ، والرامك ، والصندل والكافور ، وما أشبه ذلك. ويكون الغذاء
الحصرميات ، والرمانيات ، مع الفراريج ، والقنابير. والدراج ، أو صفرة البيض مطبوخ
بخل ثقيف. أو العدس المقشر المطبوخ بماء الرمان الحامض.
فان كان ضعف المعدة ، وضعف القوة الماسكة
، من افراط البرد عليها ، عالجنا العليل بالأشياء القابضة التي لها قوة عطرية
تقّوى بها المعدة ، مثل رب الرمان المتخذ بالنعنع ، أو رب السفرجل المتخذ بالنعنع
، وجوارش الجوز ، أو جوارش السفرجل ، أو شراب الميبه ، وتدهن المعدة بدهن الناردين
، أو دهن المصطكي ، ويقتصروا على الأغذية العفصة القابضة التي تقّوي معدهم وتدفعها.
وينبغي أن نذكر نسخ أدوية نافعة من الاسهال المتولد عن زلق المعدة ، وضعفها مما قد
امتحناه وجربناه ليعالج بذلك على قدر قوة الحاجة ان شاء الله.
فمن ذلك ، سفوف حب الرمان على ما
أصلحته.
ينفع باذن الله من (استطلاق) النكس
الحادث من ( ... ) المعدة ويقطع الاسهال العارض من المرة الصفراء ، الذي معه عطش وحرقة
و ( ... ) شديد ويزيل زلق المعدة وقد جربناه فحمدناه.
أخلاطه
يؤخذ رمان بعد أن ينقع به ماء الحصرم ، أو
في تفاح حامض يوما وليلة ، ثم يغلى بعد ذلك قليلا وزن عشرين ثقالا ، وسماق منقّى
من شحمه ، ومقل مكّي ، وحب الآس. من كل واحد عشرة مثاقيل في سويق النبق ، وحب
الزبيب(المغلي)قليلا ، وبلوط يابس ، منقع في ماء الحصرم يوما وليلة (المغلي)قليلا.
وكمون منقع في خل خمر(مغلي)قليلا من كل واحد ستة مثاقيل ، وبزر حامض منقّى مغلي
قليلا وطباشير من كل واحد وزن ثلاثة مثاقيل ، وورق ورد أحمر وجلنار ، وسك ، وعفص
غير مثقوب ، وبر باريس. من كل واحد مثقالين ، وطين أرمني ، وقاقيا ، وطراثيث ، وصمغ
عربي مغلي ، وبزر البقلة الحمقاء مغلية من كل واحد وزن مثقال. تدق الأدوية وتنخل ،
ويسقى منها مثقالين على الريق برب الآس ، أو برب السفرجل فانه سفوف عجيب وقد
جربناه فحمدناه.
صفة أقراص الطباشير ببزر الحماض المنقى
لحبس الطبيعة وتقوية المعدة وزلقها ، وينفع القيء والاسهال العارض من المرة
الصفراء وهي كاملة ، وقد امتحنتها.
يؤخذ طباشير أبيض ، وبزر حامض ، وورق
ورد أحمر وزن عشرة دراهم ، وطين أرمني وصمغ عربي محمص ، وحب الآس ، من كل واحد
خمسة دراهم ، ورامك ، وجلنار ، ونشاستج محمّص وسماق ، من كل واحد وزن ثلاثة دراهم
، وقاقيا ، وبزر جلة مغلية ، وبر باريس من كل واحد وزن درهمين ، وزعفران ، وعصارة
الطراثيث ، وكهرباء ، وسك محرق من كل واحد وزن درهم ، وسويق النبق وزن أربعة دراهم
تدق الأدوية وتنخل وتعجن ( ... ) أو بهما الورد ويعمل من ذلك أقراص وزن كل قرص
مثقال. والشربة قرصة برب التفاح ، أو بماء الورد أو برب الرمان ، أو برب الآس
الساذج ان شاء الله.
صفة أقراص الفتها وهي نافعة من الاسهال
العارض من زلق المعدة ، والأمعاء ، ومن اسهال المرة الصفراء.
يؤخذ حب رمان محمص ، وطين أرمني ، وطباشير
وورد أحمر ، وبزر حماض ، من كل واحد وزن خمسة دراهم وبر باريس ، وكزبرة منقوعة في
ماء حصرم يوما وليلة محمّصة ، وحب آس ، وصمغ عربي من كل واحد وزن ثلاثة دراهم ، وسماق
، وجلنار ، وطراثيث ، وسويق النبق ، وسويق المقل الملكي ، وسويق الغبيرا ، وسك ، وعفص
غير مثقوب من كل واحد وزن درهمين ، تدق الأدوية وتنخل ، وتعجن بماء التفاح ، ويعمل
من ذلك أقراص وزن كل قرص درهمين ، والشربة قرص برب الآس ، أو برب السفرجل أن شاء
الله.
جوارش ألفته لحبس الطبيعة وتقوية المعدة
الضعيفة التي لا تمسك الغذاء ، ويقطع الاسهال الحادث عن المرة الصفراء ، أو الحر
المفرط في المعدة ، والقيء المفرط ، وزلق الأمعاء.
يؤخذ من حب الرمان الحامض المقلوب على
الطابق ، والسماق ، وورق ورد أحمر ، وطباشير أبيض ، وصندل أحمر من كل واحد وزن
عشرة دراهم ، ومسك ، وبزر رجلة مغلية ، وبزر حماض ، وحب آس وعجم الزبيب المغلي من
كل واحد درهمين ونعناع وبلوظ مغلي وضروب من كل واحد ستة دراهم ، وبر باريس وسويق
النبق ، من كل واحد وزن أربعة دراهم ، وعفص غير مثقوب ، وصمغ عربي ، وطين أرمني من
كل واحد وزن خمسة دراهم ،
ومصطكي وقرنفل ، وسنبل
هندي من كل واحد وزن درهم.
تدق الأدوية ويبالغ في سحقها ، وتعجن
بشراب السفرجل ، أو بشراب التفاح ، عجنا سلسا. ويرفع والشربة منه ( ............ )
المعدة ويقطع القابضة فانه عجيب.
صفة جوارش ألفته ( ...... ) لحبس
الطبيعة وقطع الاسهال الحادث من برودة المعدة.
يؤخذ من حب رمان مغلو وزن عشرين درهما.
وسماق وزن عشرة دراهم وزنجبيل ، ونانخه ، ومصطكي ، ومسك ، من كل واحد خمسة دراهم.
تدّق الأدوية ، وتنخل ، وتخلط ، والشربة منه وزن ثلاثة دراهم بماء قشور الكدر
المطبوخ.
صفة سفوف ألّفه اسحق بن عمران لاحمد بن
طولون .
ينفع الاسهال الكائن عن ضعف المعدة ، ويصلح
السفلة الضعيفة وهو فاتر المزاج ، وقد جربناه.
يؤخذ من لحاء الهليلج الكابلي المغلي
بدهن ورد وزن عشرة دراهم. وكمون كرماني منقوع في خل خمر ممزوج بماء الآس الأخضر ، يوما
وليلة. ويغلى بعد ذلك وزن عشرة دراهم وبزر كرفس ، وأنيسون مغلي من كل واحد وزن
أربعة دراهم. وخروب نبطي ، وجلنار وطراثيث من كل واحد خمسة دراهم ، وحب آس مغلي ،
وبزر لسان الحمل مغلي من كل واحد سبعة دراهم. وحرق مغلي عشرة دراهم ، وحب كزبرة
منقوعة في شراب قابض مغلي أربعة دراهم ، وعود صرف ، ومصطكي (رابهل) وسعد كوفي ، وسك
، و (قوظ) وسماق من كل واحد وزن ثلاثة دراهم ، وعفص غير مثقوب مقلي وزن درهمين.
يدق كل واحد على حدة ، ثم يخلط الجميع ، والسفّة منه وزن مثقالين بماء بارد مع بعض
الأشربة القابضة.
صفة جوارش ملوكي يتخذ من الفاكهة.
ألّفته لتقوية المعدة واصلاحها ، ولما
يتولد فيها من الضعف من قبل الحر
وينفع الاسهال ، والقيء
الحادث عن ضعف هضمها.
وتنخل وتعجن ( .................. ) ويشربها
ومنا ( ............ ).
وصفته
يؤخذ من شحم السفرجل المنقّى من قشره وداخله
وزن مائة درهم ، ومن شحم التفاح المنقّى من قشرة وداخله ، وشحم الكمثرى المنقّى من
قشره وداخله من كل واحد وزن خمسين درهما. ويقّطع ذلك صغارا ، ويطبخ بماء الورد حتى
ينهري. ثم يدق دقا بليغا ، يؤخذ من السكر الطبرزد. وزن مائتي درهم ، فيحل بماء
الرمانين مثله بالسواء ، ويطبخ حتى يصير مثل العسل ، فعند ذلك يلقى عليه شحم
السفرجل والتفاح والكمثرى ، ويحرّك دائما على نار لينة ، ينعقد نعما ، ثم يؤخذ من
الطباشير الأبيض ، والصندل الأصفر ، والبرباريس ، من كل واحد ستة دراهم ، وسك ، ومصطكي
، من كل واحد وزن درهمين ، وبزر رجلة وزن ثلاثة دراهم ، وعود غير مطّرى ، وزعفران
وسنبل هندي من كل واحد وزن درهم.
تدق الأدوية وتسحق ، وتعجن مع الدواء
المدّبر عجنا جيدا ، ويرفع ويشرب منه وزن ثلاثة دراهم بشراب حصرم أو بماء بارد
فانه ملوكي عجيب.
صفة جوارش سفرجل ألفته للممعودين و (لدبغ)
المعدة الباردة الضعيفة عن الهضم ، ويقطع الاسهال والقيء العارض عن سوء الاستمراء
، وضعف المعدة ويشدها.
يؤخذ من السفرجل المقّشر من داخل من
خارج ثلاثة أرطال ، فيطبخ بشراب صرف طبخا جيدا ، ويخلط مع مثله عسل منزوع الرغوة ،
ويطبخ بنار حتى ينعقد و (يساط) ثم ينزل عن النار. ويؤخذ دار صيني وسنبل هندي ، ومصطكي
، وزنجبيل يابس من كل واحد خمسة دراهم ، ودار فلفل ، وخولنجان ، وورق ورد أحمر ، وأسارون
من كل واحد وزن ثلاثة دراهم ، وعود طيب ، وسك طيب ، وكبابه وقرنفل وزعفران ، وقاقلة
صغيرة ، ومسك
حلو ، وقصب الذريرة
، وبسباسة ، وجوزبوّا ، وحب بلسان وعود (طيب) من كل واحد وزن درهم. تدق الأدوية ،
وتنخل ، وتلقى على السفرجل ، وتعجن عجنا جيدا ، ثم تفرع في اناء أملس ، ويؤخذ منه
ثلاثة دراهم ، ومن أراد أن يبسطه على خوان ، ويقطع قطعا مربعا ويلف القطع بين ورق
الأترج وتشّك ، وتستعمل عند الحاجة ان شاء الله.
وعلى هذا التدبير يعمل جوارشن التفاح ان
شاء الله.
صفة ضماد يصير على المعدة على خلاء من
الطعام ، يحبس الاستطلاق والسيلان ، ألفه اسحق بن عمران.
يؤخذ من الصبر ، والأقاقيا ، والأفسنتين
، والجلنار من كل واحد وزن خمسة دراهم ، ومصطكي ، ولبان ذكر ، ولاذن من كل واحد
وزن درهمين ، وزعفران مثقال. يدق وينخل ، ويعجن بماء الآس ، والتفاح ، ويستعمل ان
شاء الله.
صفة ضماد اللاذن النافع من استطلاق
البطن.
يؤخذ لاذن أوقية ، وقاقيا نصف أوقية ، وصمغ
عربي أوقيتين. يدق ويذاب الصمغ بدهن الآس ، بقدر ما يعجن الأدوية في الهاون ويضرب
حتى يستوي. ويستعمل.
صفة ضماد نافع من استطلاق البطن والقيء.
يؤخذ أفسنتين رومي ، ومصطكي من كل واحد
أوقية. وصبر ثلاثة دراهم ، تسحق ، وتعجن بماء السفرجل المنقّى المقّشر ، والورد
المنزوع الأقماع ، مطبوخه ، مستعملة باحكام ، ومما يحبس الطبيعة اذا طلي على
البطن. أن يؤخذ دقيق الشعر ، وعوسج ، وقشور الرمان ، من كل واحد جزء ، يدق ويخلط
جميعا ويصير على خرقة ، ويلزم البطن.
صفة جوارشن يشد الطبيعة.
يؤخذ جاورس مقشر مغلو مسحوق وزن ثلاثين
مثقالا ، ويمرس بماء السمّاق المغلي بالماء قدر رطل ، ويمرس ، ويصفّى ، ويلقي في
قدر نظيفة. ويصيّر معه من التفاح المزّ المقطّع منقّى من جوفه ومن السفرجل المقّطع
المنقّى من جوفه ، ويطّيب
بكزبرة يابسة مقلية وزن مثقالين ، ويكون أدامه زيت انفاق ، ويحتسى من غير ملح على
الريق. ويذّر عليه خشخاش أبيض مغلي غليا يسيرا وزن مثقال مسحوقا.
واذا سلق البيض بماء حصرم او بماء رمان
حامض أو حماض الأترج ، وما شابه كل ذلك كان أشد تكسينا للحرارة ، وتقوية المعدة والأمعاء
، وقطع المواد المنصّبة ، ونفع من الاسهال المرّي.
واذا سلق بماء السمّاق والزعرور ، والمقل
المكي ، والنبق ، والغبيرا ، كان فعله في تقوية المعدة والأمعاء ، وقطع الاسهال
أكثر ، وأقوى ، وأفعل من ذلك ، وأقوى وأفعل في الاسهال المتقادم العارض من زلق
الأمعاء أن يسلق بماء قد طبخ فيه طراثيث وبلوط ، وشيء من ورد الرمان ، وقشوره ان
شاء الله.
القول في الأغذية التي تصلح
المعدة والأغذية الضارة في طبيعتها للمعدة.
اذا كانت المعدة ضعيفة مسترخية ، وأصلح
الأغذية لها القابضة مثل السفرجل وزيتون (الحلو) وخاصة ما عمل منه بالخل والزيت
العفص ، والبسر والسك الطيب الحامض نافع لمن كان محرورا او في معدته بلغم لزج ، والتفاح
العفص يدبغ المعدة التي ( ...... ) من الرطوبة والتفاح الحلو أطيب ، وأعون لمن
معدته باردة ، والكمثرى دافغ المعدة ، ويسكن العطش. وزعم دياسفوريدوس أن الحلبة
الطرية اذا اكلت مع الخل نفعت المعدة اذا كانت ضعيفة او كان فيها عفن.
والخمر يسكن اللذع العارض في المعدة. والشاهترج
يصلح لتقوية المعدة. واذا كان الشاهترج مع الخل كان أوفق للمعدة.
ولجالينوس فصل قال فيه : ان كل طعامين
يتساويان في القوة على حفظ الصحة على الصحيح ، أو ردّهما على السقيم بألذّهما عند
المشتاق له أسرعهما انهضاما.
وقال في موضع آخر : كل طعام فيه حرافة وفيه
مع ذلك رائحة طيبة ، وطعم طيب ، فهو يعين على الهضم. ثم قال بعد هذا : ان كل
طعامين
يتساويان في جميع
حالاتهما خلا اللذاذه فألذهما أوفقهما للمعدة ، وذلك يعمم جميع الأطعمة اللذيذة ،
ويعم أيضا الأطعمة التي هي غير لذيذة. ان المعدة لا تحتوي عليهما ، وإنما يغثى ، ويتهيج
القيء. وربما اجتمع في المعدة بلغم لزج فلطخها ، وأبطل الشهوة منها. فيصلحها من
الأغذية ما يقطع البلغم ، ويجلو المعدة كالخردل ، والفجل ، والحرق ، والنبيذ الحار
، والجوز مع التين وما أشبه ذلك.
واذا كان الطعام ينحدر عن المعدة من قبل
انهضامه احتجنا الى الأغذية الحابسة التي قد غلب عليها اليبس او العفوية مثل
الكمثرى ، والزعرور ، والنبق ، والعدس ، والبلوط ، والشاه بلوط ، والنبيذ العفص ،
والدخن ، وسويق الشعير.
وأما الأشياء الحامضة مثل التفاح ، والرمان
الحامض وما أشبه ذلك فأن صادفت في المعدة كيموسا غليظا قطعته ولينت البطن ، وان
صادفتها بقية أمسكت البطن ، ومن كان الطعام يفسد سريعا في معدته ، فأجود الأغذية
له ما كان غليظا بطيء الانحدار ، مثل الخبز النقي ، ولحم البقر ، أشد من استمرائهم
لحم الدراج في ( ...... ) حتى انه يعرض لهم منه جشأ مائيا. وأما اللذع في ( ... )
وأما الامران جميعا. وقد ذكر أرسطاطاليس أن السبب في ذلك انصباب المرار الأصفر الى
المعدة ، واجتمهاعه فيها بسبب مزاج غالب ، أو حامضه في الحلقة. اما بسبب الخاصية
في الخلقة ، فلأن المواد المنحدرة الى الأمعاء تنصب في / بعض / الناس الى المعدة
.. اما سبب غلبة سوء المزاج الرديء على البدن مما كانت حرارته في طبيعتها حارة
لذاعة من جنس الحمى. فلهذا وجب ان يكون استمراء من كانت هذه / حالة / الأطعمة
العسرة الانهضام اجود من استمرائه للأطعمة السريعة الانهضام. ولأن الأطعمة السريعة
الانهضام تتغير في معدته ، وتقسر بسهولة ، واما العسرة الانهضام فتتغير استحالتها
، وفسادها.
وقال دياسقوريدوس : ان الفراريج اذا
اتخذت ساذجة تصلح لتعديل الفضول الرديئة ولمن يحس في معدته التهابا.
وأما الأغذية التي يسرع الفساد اليها في
المعدة مثل التوت ، والبطيخ ،
والمشمش وما أشبه
ذلك ، فيجب أن تؤكل قبل الطعام على نقاء من المعدة وليسرع انحداره أو تسهّل الطريق
لما يؤكد بعدها.
ومتى أكلت بعد الطعام فسدت ، وأفسدت
سائر الطعام بفسادها. التي اذا صادفت في المعدة كيموسا رديئا فربما بلغ بها الفساد
أن تصير مثل السم القاتل (والسلق) رديء للمعدة للدعها اياها الباقية من الحدة ، والبورقية
وجميع الاحساء سريعة الانهضام الا أنها ان أبطأت فضلا قليلا في المعدة أسرع اليها
الفساد. والسمسم مفسد للمعدة للزوجته ، بطيء الانهضام ينقلب سريعا في المعدة الى
حدة دخانية ، وذلك لمكان دسمه ، وخاصة أن يعمى ويغيّر نكهة الفم. والشهذانج ضار
بالمعدة بطيء الانهضام ، والحبة الخضراء (سريعة) الانهضام وخاصتها أنها تذهب بشهوة
الطعام. وبزر الكتان رديء للمعدة ، عسر الانهضام ، نافخ والقثاء والخيار ، يفسدان
في المعدة سريعا. غير أن القثاء أقل في ذلك من الخيار. والخوخ سريع الفساد والعفونة
في المعدة. وحب الصنوبر الكبار بطيء في المعدة ، ويورث الحفر في أكثر منه وجعا في
المعدة.
والاكثار من الموز يثقل المعدة والجوف
رديء للمعدة وورقة أحد من بزره. وكذلك ورق الخردل. والجوز اذا صار في معدة معتدلة
أو باردة انهضم سريعا وغذّى. واذا صار في معدة حارّة انقلب سريعا الى الدخانية والمرار
اكثر من دسمه. والبندق أيضا رديء للمعدة. والعنّاب عسر الانهضام ، رديء للمعدة والاجاص
الحلو رديء للمعدة والسلج اذا أكل ولم يستحكم نضجه عسر انهضامه ، وولد نفخا وأضّر
بالمعدة ، وربما ولد فيها لذعا. وكذلك الباذورج والطرخون ايضا ، والفجل يوّلد
الرياح ، ويكثر الجشأ ، ويطفو في رأس المعدة ، ويعسر انهضامه ، والكرنب يطفىء
الانهضام ، لاجتماع الرطوبة فيه ، واللبن سريع الاستحالة في المعدة و (يبطئ) في
المعدة الحارة والعسل من أكثر منه لذع المعدة وغثي ، والجبن غليظ عسر الانهضام. والسمن
مرّطب للمعدة ، مرخ لها والأدمغة عنها رديئة للمعدة. وخاصتها اذهاب شهوة الطعام ،
وكذلك المخ ، وخاصة لحم الحمار الأهلي الاضرار بالمعدة وأنه يغثي ، وخاصة العينين
، تلطخ المعدة لدسمها. والنبيذ الحديث الغليط
يسرع الحموضة في
المعدة ، والسمط سريع الاستحالة في المعدة ، ولذلك يعطّش وكذلك البطيخ ، والأطرية
والترمس ، والبصل ، والخروب ، بطيئة الانحدار عن المعدة و ( ...... ) كفا بنا في
المعدة ، وفي أقل هذا الذي أودعناه كفاية. غير أن هذا العضو محقوق لكثرة الشرح
لعموم منفعته وعظم الحاجة الى دوام صحته ، وكمال سلامته ، ولم نقصد بتأليفنا لهذا
الكتاب الى عوام الناس تعجز بهم الطاقة عن استعمال صنوف ما ذكرنا فيه من الأدوية والأشربة.
وإنما ألفّناه لمن أوجب الله طاعته وفرض على الأمة موالاته ومحبته باسم الله أو
يجعلني ما عشت مشغولا بتعداد نعمه ، وبشكر مواهب الله عنده ، انه ولي قدير.
تم الجزء الرابع ، وتم بتمامه كتاب
المعدة الذي ألفه للأمير ولي عهد المسلمين ابن أمير المؤمنين عبده القائل بعظمة
المتمسك بحمده أحمد بن ابراهيم بن أبي خالد المتطبّب بحمد الله ، وصلى الله على
محمد نبيه وعبده.
تم الكتاب بحمد الله وحسن عونه في رجب
سنة خمس وسبعين وخمس مائة.
جدول
بأسماء الأدوية والأغذية
الوادرة
في الكتاب
Tableau
Sed Nome des ,medicaments
Et Aliments Cites
Dans le livre
الاسم
باللغة
العربية
|
الاسم
بالأحرف
اللاتينية
|
الاسم
باللغة
اللاتينية
|
الاسم
باللغة
الفرنسية
|
حرف الألف
أباذر ما يضاف للطعاء
من ملح وتوابل
|
Abazir
|
__
|
Epices
|
أبزن كلمة فارسية
تعني البانيو
|
lbzen
|
__
|
Baignoire
|
أبيون أفيون
|
Afiun
|
Papaver somniferum
|
Opium
|
أترنج أترج كباد
|
Atrunj
|
Citrus Medica
|
Cedrat
|
أذخر سنبل الطيب
سنبل هندي
|
ldhkhor
|
Andropogo schoenan tus
|
Nard
|
أريسطخون
|
Aristikhon
|
Aristolochi
|
__
|
اجاص
|
Ajjas
|
Prunus Domestica
|
Prunier
|
ارسجالس اركاجانس
طبيب سوري من القران
الاول للميلاد وربعد هذا
الدواء من الارياج
|
Arsajales
|
__
|
Archanganes
|
اس بري
|
Ass Barri
|
Ruscus Aculeiatus
|
Petit Houx
|
اس
|
Ass
|
Myrthus
|
Ass Barri
|
اسارون نردين بري
|
Asaron
|
Asarum Europeum
|
Asaret
|
اسطرك اصطرك
|
Astark
|
Styrax officinale
|
Storax
|
اسطو خودوس
|
Astokhodos
|
Ustuhudus
|
Semence de
|
اسطو خورس
اسفيوس انظر بزر
قطونا
|
Asfayus
|
__
|
Maceron
|
أشنة
|
Ushna
|
Mucus
|
Mousse
|
أشق
|
Ashq
|
___
|
Doreme
|
اصطماحيقون
|
Astamahiqun
|
___
|
Stomachique
|
دواء هندي مسهل
|
___
|
___
|
Laxatif
|
أغاريقون
|
Aghariqon
|
Agaricus Campestris
|
Agaric
|
أفاوية
|
Afaouya Arornatiques
|
Aromatic
|
Plantes
|
أفسنيتين الشيباء
|
Afsantin
|
Artemisia Absinthium
|
Absinthe
|
أقاقيا القرظ
|
Aqaqia
|
Acacia Nilotica
|
Acacia
|
اكشوت ( انظر كشوت)
|
___
|
___
|
___
|
أكليل الملك حندقون
|
Iklil Al Malick J
|
Melilotus officinalis
|
Melilot
|
أملج
|
Amlaj
|
Phyllanthus Emblica
|
Myrobalan
|
أمير باريس برباريس
عود الريح
|
Amir Baris
|
Berberis Vulgaris
|
Berberide
|
أنجدان حنيتيت
|
Anjudan
|
FerulaAssa Foetida
|
Assa Foetida
|
اهليلج هلج هليلج
|
Ihlilaj
|
Balanita
|
Balanite
|
حرف الباء
بابونج
|
Babunaj
|
Matricaria Camomilla
|
Camomille
|
بان يسر
|
Ban
|
Maringa Aptera
|
Grani de Ben
|
بانجان بانجاه
|
Babunaj
|
Solanum Melonsena
|
Aubergine
|
بر قمح
|
Bur
|
Triticum Sativum
|
Ble
|
بركان
|
Burkan
|
Centaura Scoparia
|
___
|
برنجاسف
|
Bernjasef
|
Artemiaaia
|
___
|
بزرقطونا بزر قطونة
بزركتان
|
Bizer Qattuna
|
Psyllium plantago
|
Grains de lin
|
بسباسة
|
Basbasa
|
Myristicum
|
Macis
|
بسباس هو الشمردة
|
Basbas
|
___
|
Fenouille
|
بسذ مرجان
|
Bosa th
|
___
|
Co rail
|
بصل
|
Basal
|
Allium Cepa
|
Oignon
|
بطرساليون
|
Batrasalion
|
Petroselinum
|
Persil
|
بارسظاليون كرفس
|
___
|
___
|
___
|
جبلي بقدونس
|
___
|
___
|
___
|
بطيخ
|
Battikh
|
Cuchmis Melo
|
Pasteque
|
بقلة حمقا رجلة
|
Baqla Hamqa
|
Portulaca Oleracea
|
Pourpier
|
بقلة يمانية
|
Baqla
Yamanyia
|
Amarantus Blitum
|
Epinard
Fraise
|
بلاذر انفوريا (حب
|
Balazer
|
Semecarpus
|
Noix
|
الفهم)
|
___
|
Aracardium
|
Amacarde
|
بلح
|
Bal ah
|
Phoenix Dactylifera
|
Dattier
|
بيلسان البلسان
|
Baylassan
|
Momordica Balsamina
|
Sureau
|
بلوط
|
Ballut
|
Quercus Suber
|
Chaine Vert
|
بليلج
|
Balilaj
|
Terminalia Bellerica
|
Myrobalan
Bellerique
|
بنج
|
Bunj
|
Hyoscyamus Albus
|
Jusquiame
Blanche
|
بنجكشيت
|
Bunjkshit
|
Vitex Angnus
|
Arbreaupoivre
|
بنفسج
|
Banafsaj
|
Viola Odorata
|
Violette
|
بورق أفرنطون
|
Boraq
|
Borax
|
Biborate de Na
|
بياذريطوس الاكبر
|
Byathritos
|
___
|
___
|
(معجون مسهل نسبة
|
Al Akbar
|
___
|
___
|
لاسم ملك يوناني
|
___
|
___
|
___
|
ذكره المجوس)
|
___
|
___
|
___
|
حرف التاء
تربد اليطرون
|
Terbed
|
Conrolvulus
|
Thurbith
|
اليثيون
|
___
|
Turpethum
|
___
|
ترمس
|
Turmos
|
Lupinus Termis
|
Lupin
|
ترنج ( انظر: اترنج).
|
___
|
___
|
___
|
ترنجان باذر نجبويه
|
Trinjan
|
Mellissa Officinalis
|
Melisse
|
بذر نبوذه
|
___
|
___
|
___
|
ترنجين ترنجبيل لثا
|
Taranjabin
|
Spartium Junecum
|
Mannes
|
عسل المن
|
___
|
___
|
___
|
ترياق
|
Teriaq
|
Theriacum
|
Antidote
|
تفاح
|
Tuff ah
|
Mallus Communis
|
Pommier
|
تمر هندي
|
Tamr Hindi
|
Tamarindus Indica
|
Tamarin
|
تين
|
Tin
|
Ficus Carica
|
Fiquier
|
حرف الثاء
ثوم
|
Thum
|
Allium Sarivum
|
Ail
|
حرف الجيم
جرجير
|
Jerjir
|
Chondrilla Juncea
|
Chondrille
|
جزر
|
Jazar
|
Daucus Carota
|
Carotte
|
جعدة
|
Ja, da
|
Teucrium Polium
|
Pouliot
|
جلاب ( السكر اذا عقد
بوزنه او اكثر ماء ورد)
|
Jullab
|
___
|
Sirop d'eau de rose
|
جلنار
|
Jullanar
|
Punica Granatum
|
Fleurs de
|
جندبا دستر ( افراز حويصلات قرب خصى القندس أو الكستور)
|
andiadester
|
Castroreum
|
___
|
جنطايا
|
Jantiana
|
Gentiana Lutea
|
Gentiana
|
جوز
|
Joz
|
Juglans Regia
|
Noyer
|
جوز الطيب جوزبوا
|
Joz et tib
|
Myristiea Fragrans
|
Noix de
Muscadier
|
حرف الحاء
حاشا صعتر
|
Hasha
|
Thymus Capitatus
|
Thym
|
حبق ترنجاني
|
Habaq
|
Ocinum Basilicum
|
Basilic
|
باذر بخويه فرنجمشك
|
___
|
___
|
___
|
حرق
|
Hirq
|
___
|
Ortie (?)
|
حسك قطب
|
Hasak
|
Tribus Terrestis
|
Tribute
|
حصرم
|
His rum
|
Verjus
|
Raisin Vert
|
حماض
|
Hammad
|
Rumex Acetasa
|
Oseille
|
حماما أموميا
|
Humama
|
Amomun Racemosum
|
Amonen
grappe
|
حلبة
|
Hulba
|
Trigoella Foenugrecum
|
Fenugret
|
حمض
|
Hummos
|
Cicer Arietinum
|
Pois=chiche
|
حنة أحنة غبيرة
|
Hinna
|
Howsonia lincaris
|
Hennee
|
حرف الخاء
خردل
|
Khardal
|
Sinapis Nigra
|
sen eve
|
خرنوب خروب
|
Kharoub
|
___
|
Caroube
|
خروع
|
Khiroua'
|
Ricinus Communis
|
Ricin
|
خس
|
Khass
|
Lactuca Sativa
|
Laitue
|
خشخاش
|
Khashkash
|
Papaver som niferum
|
Pavot
|
خطمى
|
Khatma
|
Althea Officinalis
|
Guimauve
|
خندروس (حنطة رومية)
|
Khandarous
|
Triticum Romanum
|
Ble de Russie
|
خولنجان
|
Kholangan
|
Galanga officinalis
|
Galanga
|
خيار
|
Khi-yar
|
Cucumis Sativus
|
Comcombre
|
خيار شنبر خروب
|
Khi-ya
|
Cassia Fistula
|
Caneficier
|
الهند
|
Shan bar
|
___
|
___
|
خيري المنثور
|
khayri
|
Matthiole Oxyceras
|
Girofle
|
حرف الدال
دار صيني قرفة
|
Dar sini
|
Cinnomum eylamicum
|
Cannelle de
Ceylan
|
دراج
(طاير من نوع السمان)
|
Dourraj
|
___
|
Perdrix
|
دم الاخوين
|
Dam al
|
Phelypae a coccinea
seguminosae
|
Sang Dragon
|
دهمست غار رند
|
Dahmast
|
Laurus Nobilis
|
Laurier
|
دوقوا (جزر بري)
|
Doqoua
|
___
|
Carrotte
Sauvage
|
حرف الراء
رازقي نبق سوسن ابيض
|
Razqi
|
Lilium candilum
|
Lis blanc
|
رارزيانج شمرة شمار
|
Razianj
|
Foemiculum vulgare
|
Fenouil
|
رامك انظر سك
|
Ramek
|
___
|
Anis
|
راوند
|
Ra wand
|
Rheum officianlis
|
Rhubarbe
|
رجلة بقلة حمقا
|
Rijla Hamqa
|
Portulaca Oleracea
|
Pourpier
|
فرفحين
|
___
|
___
|
___
|
رمان حلو
|
Rumman
|
Punica granatum
|
Grenade
|
رند(انظر دهمست)
|
___
|
___
|
Grenadine
|
ريباس
|
Ribas
|
Rheum Ribes
|
Rapontic
|
ريحان
|
Rihan
|
Ocinmum Basilieum
|
___
|
حرف الزين
زراوند مدحرج
|
Zarawand
|
Aristolochia Rondula
|
Aristoloche
ronde
|
زرنب
|
Zurnub
|
Curcuma zerumbet
|
Zerumbet
|
زعرور
|
Za,rur
|
Crataegus Azarobus
|
Azerole
|
زعفران
|
Za,faran
|
Crocus Sativus
|
Safran
|
زنبق ازرق اسما نجوني
|
Zanbaq
|
Iris Germanica
|
Iris
germanique
|
زنبق سوسن
|
Zanbaq
|
Iris Florentina
|
Irisde
|
زنجيل
|
Zinjabil
|
Zingiber officialis
|
Gingembre
|
زوفا
|
Zufa
|
Hussopus officinalis
|
Hysope
|
زيرباج
(طعام يدخل فيه اللحم)
|
Zirbag
|
___
|
___
|
حرف السين
ساذج هندي
|
Sadraj Hindi
|
Malabathrum
|
Malabathrum
|
سذاب
|
Sadhab
|
Ruta Grareolens
|
Rue puant
|
سرمق
|
Surmoq
|
Atriplex Hastata
|
Arroche
|
اسساليوس
(انجدان رومي)
|
Assalius
|
Sessali us
|
Sesalie
|
سعد
|
Sou, d
|
Cyprus Longus
|
Souchet
|
سفرجل
|
Safarjal
|
Cydonia Vulgaris
|
Cognassier
|
سقمونيا محمودة
|
Saqmunia
|
Convulvulus
Scammonia
|
Scammonnee
|
سك
|
Suk
|
___
|
___
|
( أصله الصيني الذي يتخذ من الأملج
الرطب واليابس فلما عز وجوده عمل عليه الرامك من البلح والعفص المخلوط فقام مقام
الصيني البيروني الصيدنة)
|
|
___
|
___
|
سكبينج
|
Sakbinaj
|
Sagapenum
|
Sagapenum
|
سكنجبين
|
Sakanjabin
|
___
|
Oxymel
|
سلق سلج
|
Silq
|
Vulgaris
|
Bette-Epinard Beta
|
سليخه
|
Salikha
|
Cinnamum Cassia
|
Cassia
|
سماق
|
Summaq
|
Rhus Coriaria
|
Sumac
|
سمسم
|
Sumsum
|
Sesamum lndicum
|
Sesame
|
(وزيته هو الشيرج او
الشيرهج)
|
|
___
|
___
|
سنبك
(نوع من العصافير)
|
Sunbok
|
___
|
___
|
سنبل
|
Sunbol
|
Patrinia Scabiosaefolia
|
Nard
|
سنبل هندي
ادخر
(انظر اذخر)
|
|
___
|
___
|
سوسن (شجرة او عرق)
|
Suss
|
Glycyrrhiza Glabra
|
Reglisse
|
سوسن
|
Saousan
|
Lilium Elegans
|
Lys
|
سيسنبر
|
Sisanbar
|
Sysimbrium
|
___
|
حرف الشين
شاه بلوط ( أبو فروة)
|
Shah Ballut
|
Castania Sativa
|
Chataigner
|
شاهترج
|
Shahturj
|
Fumaria Officinalis
|
Fumterre
|
شاهسفرم
|
Shahsefrem
|
Ocinum Minimum
|
Petit Basilic
|
شبت
|
Shbeth
|
Anethum Graveolens
|
Aneth
Fenouil
|
شعير
|
Sha, ir
|
Hordeum Vulgare
|
Orge
|
شفانين
(نوع من الطيور)
|
Shafanin
|
___
|
Tourterelle
|
شقائق النعمان
|
Shaq, qan
Numan
|
Coquelicot Anemone
Hortensis
|
Anemone
|
شقاقل جزر بري
|
Shaqaqel
|
Pastinaca Schakaku
|
Secacul
|
شك
(سم فأر)
|
Shuk
|
___
|
Oxyde d'Arsenic
|
شمار
( انظر : راز يانج)
|
Sharnmar
|
___
|
___
|
شمرة
( انظر بسباس)
|
Shumra
|
___
|
___
|
شهرياران
(دواء مركب معجون)
|
Shahrayan
|
Confectio Ratio
|
Pate Royale
|
شونيز
(حبة البركة)
|
Shuniz
|
Nigella Sativa
|
Nigelle
|
شيح رومي
انظر افسنتين
|
Shih Rumi
|
___
|
___
|
حرف الصاد
صبر
|
Sabr
|
Aloe Vulgaris
|
Aloes
|
صعتر
|
Sa'tar
|
Thymus Glaber
|
Thyn
|
صمغ عربي
|
Samgh Arabi
|
Acacia Arabica
|
Gomme
|
صندل أبيض
|
___
|
___
|
Arabique
Santai Blanc
|
أصغر
|
___
|
___
|
Citrin
|
أحمر
|
___
|
___
|
Rouge
|
حرف الطاء
طباشير
|
Tabashir
|
Bambusa Arundinacea
|
Bambou
|
طبرزد ( سكرنبات)
|
Tabarzad
|
Tabarzad
|
Sucre d'Orge
|
طرثوث طراثيت
|
Tarthuth
|
Cynamorium Coccineum
|
Cynomoir
|
طرمشير
|
Tarmashir
|
___
|
___
|
طوبا
|
Tuba
|
___
|
Chardon
|
طيب الريح
(انظر فو)
|
___
|
___
|
___
|
طين أرمني
|
Tin Armani
|
___
|
Terre
d'Armenie
|
طيهوج ( طائر
من نوع الطرغل
|
Tayhuj
|
Columba Cambagensis
|
Tourterelle
|
حرف العين
عاقر قرحا
|
Aqer Qarha
|
Anacyclus Pyrethrum
|
Pyrethre
|
عبير زعفران
|
Abir
|
Crocus Sativus
|
Safran
|
عدس
|
Adas
|
Lens Esculenta
|
Lentine
|
عسل
|
Asal
|
Mel
|
Miel
|
عصا الراعي
|
Asa Ar -Ra'I
|
Palygorum Amphibium
|
___
|
عصفر
|
Usfor
|
Carthamus Tinctorius
|
Carthane
|
عفص
|
Af es
|
Quercus lnfectoria
|
Chene a Galle
|
عناب
|
Unnab
|
Zizyphus Sativa
|
Jujubier
|
عنب
|
nab
|
Vitis Vinefera
|
Raisin
|
عنب الثعلب
|
Inab al tha lab
|
Solanum Sigrum
|
MorelleNoire
|
عنبر ترنشاه
|
An bar
|
Cyanus
|
Ambre gris
|
عنجد ( عجم الزبيب)
|
Injod
|
___
|
Pepin de
raisin sec
|
عود عود الهند
|
Ud
|
Aquilaria Agallocha
|
Agalloche
|
عوسج
|
Ausaj
|
Lycium Vulgare
|
Lyciet
|
حرف الغين
غار ( انظر رند)
|
Ghar
|
___
|
___
|
غاريقون ( انظر
اغاريقون)
|
Ghariqon
|
___
|
___
|
غافث
|
Gafeth
|
___
|
Agremaine
|
غبيرا ( يطلق على عدة
نباتات منها الزيزفون)
|
Ghubaira
|
Sorbus Aucuparia
|
Sorbier
|
حرف الفاء
فاونيا فوانيا
عود الصليب فايند
|
Faunya
|
Paeonia officialis
|
Pivoine
|
فجل
|
Fijl
|
Raphanus Sativus
|
Radis
|
فرنجشمك ( انظر حبق)
|
Franjmushk
|
___
|
___
|
فستق
|
Fustuq
|
Pistacia Vera
|
Pistache
|
فقاحة( ج فقاح وهر
النبت حين يتفتح)
|
Fuqqaha
|
___
|
Fleur
|
فلفل أبيض
|
Fulful
|
Piper Album
|
Poivre Blanc
|
أسود
|
___
|
Nigrum
|
Noir
|
( الأسود هو المقطوف
قبل النضج والمحتفظ
بقشرته والأبيض الناضج
بدون قشر)
|
___
|
___
|
___
|
فنداديقون
(دواء مركب)
|
Fandadighon
|
___
|
___
|
فوذنج فوتنج
حبق الماء ( مشكطرا)
|
Fudhanj
|
Mentha Aquatica
|
Pouliot
|
فو سنبل بري
|
Fu
|
V alerianaphu
|
Valerian des
Jardins
|
فوه
|
Fuua
|
Rubia Tinctoria
|
Garance
|
فيقرا أيارج
(معجون ينفع في
أمراض الرأس)
|
Fiqara
|
___
|
___
|
حرف القاف
قاقلة حب الهال
|
Qaqla
|
Eletteria Cardamomum
|
Petit
Cardamone
|
قاقيا ( انظر أفاقيا)
قثاء قت
|
Quth - tha
|
Cucumis Stativus
|
Concombre
Serpent
|
قردمانا كراوية برية
(خلة)
|
Qerdmana
|
Cardamine Amara
|
Cardamine
Amere
|
قرفا قرفة
( انظر دار صيني)
|
Qerfa Qerfe
|
___
|
___
|
قرع يقطين
|
Qar'
|
Cucurbita
|
Courge
|
قرنفل
|
Qerunfol
|
Caryophyllus Aromaticus
|
Girofle
|
قسط
|
Qist
|
Costus Arabicus
|
Costus
Arabique
|
قصب الذريرة الكثيرا
|
Qasab
Adharira
|
Acorus Columus
|
Roseau
Odorant
|
وج
|
___
|
___
|
___
|
قصب السكر
|
Qasab as Sukar
Qanaber
|
Saccharum Officinarum
|
Canne a Sucre
|
قنابر ( ج قبرة أو
قنبرة وهي من انواع
الطيور)
|
___
|
___
|
___
|
قنطوريون
|
Qantorion
|
___
|
Centauree
|
قيصوم
|
Qaysum
|
Artemesia Abrotanum
|
Citronelle
|
حرف الكاف
كاربا
|
Karba
|
Succinarum
|
Succin
|
كاشم انجدان رومي
|
Kashem
|
Seseli Tortuosum
|
Seseli
|
كافور
|
Kafur
|
Camphora officinarum
|
Camphre
|
كاكنج
|
Kakinj
|
Alkekangi officinarum
|
Alkakenge
|
كبابه ( من انواع
الفلفل)
|
Kabbaba
|
Piper Cubeba
|
Cube be
|
كباد
|
Kubbad
|
Citrus Medica
|
Cedrat
|
كثيراء قثاء
|
Kutheyra
|
Astragalus Tragacanta
|
Gomme
adragante
|
كرات
|
Kurrat
|
Allium Capitarum
|
Poireau
|
كراويا كرويا
|
Karau ya
|
Carum Carvi
|
Carvi
|
كرفس
|
Karafs
|
Apium Graveolens
|
Celeri
Sauvage
|
كركم ( كركما دبيد)
|
Kurkum
|
Curcuma Tinctoria
|
Curcum
|
كرم ( انظر عنب)
|
___
|
___
|
___
|
كرنب بحري
|
Kurunb
|
Crambe Maritima
|
Crambe
|
كزبرة
|
Kuzbura
|
Coriandrum Sativum
|
Coriandre
|
كشوتا كشوت اكشوت
|
Cushuta
|
Cuscuta
|
Cuscude
|
كندر لبان
|
Kindar
|
Boswella Corterii
|
Oliban arbre aL'ensense
|
كندس
|
Kundus
|
Schaenocaulon officinale
|
Cevadille
Veratre
|
كمثري اجاص
|
Kummathra
|
Pyrus Cornmunis
|
Poirier
|
كمون
|
Kammun
|
Cuminumcyminum
|
Cumin
|
حرف اللام
لاذن لادن
|
Laden
|
Cistus Ladamferous
|
Ciste
Ladanifere
|
لبان( يطلق على
الكندر واحيانا على
اللادن)
|
Lubban
|
___
|
___
|
لبن الاتن
|
Laban al
Utun
|
___
|
Lait d'anesse
|
لبلاب بقلة نادرة
|
Lab lab
|
Dolichos Lablab
|
Lablab, Liere
|
لحبة التيس
|
Luhyat at tess
|
Tragapar Pratensis
|
Salsifissauvage
|
لسان الحمل
|
LisanAlHamal
|
Plantago Major
|
Plantain
Majeuri
|
لفاح يبروح مندراك
|
Luffah
|
Mandragora officinarum
|
Mandragore
|
لك
|
Luk
|
Rhus Coxyantha
|
Laque
|
لوز حلو
|
Loz Hilu
|
Amygoalis Communis
|
Amandier
doux
|
لوز مر
|
Loz murr
|
Amygdalus Amara
|
Amer
Amandi er
|
حرف الميم
ماميثا خشخاش بري
|
Mamitha
|
Glaucium Corniculatum
|
Parot Comu
|
متك ( أنظر اترج)
|
___
|
___
|
___
|
مثك ( انظر سوسن)
|
___
|
___
|
___
|
مثلث ( دبس العنب)
|
___
|
___
|
___
|
مخيطا
|
Makhita
|
Cordia
|
___
|
مر
|
Murr
|
Cammiphora Myrrha
|
Myrrhe
|
مرزنجوش برد قوش
|
Marzinjush
|
Origanum Marjorana
|
Marjolaine
|
مرير
|
Marir
|
Picris Altessima
|
Picride
|
مسك
|
Musk
|
Musk
|
Musk
|
مصطكي
|
Mustaka
|
Pistacia Lontiscus
|
Mastic
|
مقل سلاحة
|
Muql
|
Borassus Flabellifer
|
Palmier de
Palmyre
|
موز
|
Moz
|
Musa Sapientam
|
Bananier
|
ميبختج
|
Mibakhtaj
|
___
|
Rob de Raisin
|
ميعة اصطرك
|
Mi'a
|
Liquidamber Oriental
|
Storax
|
حرف النون
ناردين
|
Nardin
|
Nardus, Valeriana
|
Valeriane
|
نانخة نانوخية
|
Nankha
|
Ammi Copticum
|
Ammi
|
نانخواه طالب الخبز
|
___
|
___
|
___
|
نخوه نانخاه
|
___
|
___
|
___
|
نبق سدر سلم
|
Nabaq
|
Zizphus Spinachristi
|
___
|
نرجس
|
Narjes
|
Narcissus Poetieus
|
Narcisse
|
نشاستج نشاء
|
Nashasetj
|
Amylum
|
Amidon
|
نطرون
|
Natrun
|
Sodium, Natrium
|
Soude Brute
|
نعناع
|
Na' na'
|
Mentha Sativa
|
Menthe Verte
|
نمام
|
Nammam
|
Thymus Serpyllum
|
Serpuet
|
حرف الهاء
هليلج ( انظر اهليلج)
|
Hlilaj
|
___
|
___
|
هندباء شيكوريا
|
Hindba
|
Chicorum Endiva
|
Chicoree
endive
|
هليون
|
Haliun
|
Asparganus Offlcinalis
|
Asperge
|
حرف الواو
وج اقورون
|
Ouej
|
Acorus Calmus
|
AcoreOdorant
|
ورد
|
Ouard
|
Rosa Santa
|
Rosier Rouge
|
وشق
|
Ouashq
|
Dorema
|
___
|
حرف الياء
يانسون ( انظر انيسون)
|
Yansun
|
___
|
___
|
يبروح انظر لفاحظ)
|
Yabruh
|
___
|
___
|
الاوزان العربية
القيراط = ٤ حبات قمح = ٢ / ١ دانق ( ٢٠
سانتيغرام تقريباً)
الدانق= ٢ و ٨ حبات قمح = ٦ / ١ درهم =
٥٣١ و. غ.
الدرهم = ١ و ٤٩ حبة = قيراط = ١٨٦ و ٣
غ.
المثقال = اربع مثاقيل = ٦ درهم.
الاوقية = ٤٠ درهم = ١ / ١٢ من الرطل
المصير = ٣٩٤ حبة او ٥ و ٢٥ غ.
الرطل = ١٢ ارقية = ٤٨٠ درهم.
القنطار = ١٠٠ رطل.
الرطل بالبغدادي= ١٣٠ درهماً.
بعض الآنية المستعملة في
الصيدلة العربية.
بستوقة : اناء كبير من تراب سطلي.
برنية : اناء من فخار مختم.
نيمة : آنية من زجاج ضيقة الرأس والعنق
ج : نيم.
برمة قدر من حجارة ج برام وبرم.
جام : اناء من فضة.
مهراس : آنية لهرس وطحن الادوية.
بعض المكاييل الصيدلانية وما
يقابلها من الأوزان
ملعقة صغيرة = شامونا= ٢ مثقال.
صدفة صغيرة = ٧ شامونات = ١٤ مثقال.
سكرجة = ٦ أساتير = ٢٤ مثقال.
الملعقة الكبيرة = ٤ مثاقيل.
ملقعة الدار = مثقال أو درهم.
يختلف وزن الاقراص بحسب نوعها
|
قرص الورد: درهمان
ونصف.
قرص الخشخاش :
مثقال.
قرص مازريون:
درهم.
|
السفة أيضاً مختلفة الوزن. أما بالنسبة
فهي : مثقالان.
جدول
بالمصطلحات الطبية الواردة
في
الكتاب
Tableau des Termes
Medicaux Cites dans le
Livre
جدول بالمصطلحات الطبية الواردة في الكتاب
ا
ابلبسيميا
|
Eclampsie
|
ابيذيميا
|
Epidernie
|
بياض البول
|
Blancheur des Urines
|
اثنى عشر ( المعاء)
|
Duodenum
|
احمرار ( البول)
|
Rougaur
|
أحشاء
|
Visceres
|
اختلاف
|
Diarrhee
|
اختلاف العقل
|
Confusion Mentale
|
اختلاج
|
Fremissement
|
ازدراد بلع
|
Deglutition
|
استرخاء المعدة
|
Hypotonic de lestomac
|
استمراء
|
Pepsie
|
اسطقس
|
Element
|
اسقام
|
Maladies
|
استفراغ
|
Evacuation
|
استحمام
|
Baignade
|
اسهال
|
Diarrhee
|
استحصاف الجلد
|
Epaississement de la Peau
|
استطلاق
|
Expulsion
|
اعتدال
|
Crasie
|
آفة
|
Affection
|
أقطار البدن
|
Parties du Corps
|
آلات الغذاء
|
Organes de la Nutrition
|
آلات التنفس
|
Organes de la Respiration
|
التهاب
|
lnflamation
|
ألم
|
Douleur, Algie
|
التحام
|
Cicatrisation
|
التهاب معدة
|
Gastrite
|
التهاب المعدة الشديد
|
Gastrite
|
التهاب الكبد
|
Hepatite
|
أمعاء دقاق
|
Intestins Greles
|
أمعاء غلاظ
|
Gros Intestins
|
امتلاء
|
Plethore
|
انحلال الفرد
|
Desunion
|
ب
باه
|
Libido
|
بثر في الفم
|
pustules dans la Bouche
|
بخران
|
Crise
|
بخر
|
Mauvaise Halline
|
بخار
|
Vapeur
|
برص
|
Lepre achromique
|
براز
|
Excrement
|
برء
|
Guerison
|
برسام فرانيطس
|
Phrenite
|
بطن
|
Abdomen
|
بلغم
|
Lymphe
|
بوليموس
|
Boulimie
|
بواب
|
Pylore
|
بول
|
Urine
|
ت
تبريد
|
Refrigeration
|
تبزق
|
Cracher
|
تثاؤب
|
Baillement
|
تحليل
|
Analyse
|
تخمة
|
Indigestion
|
تخلف الهضم
|
Retard de la digestion
|
تسخين
|
Rechauffement
|
تشنج
|
Spasme
|
تعب
|
Fotique
|
تهلب
|
Inflammation
|
تهوع
|
Nausee
|
ث
ثرب
|
Epiploon
|
ثفل
|
Residu
|
ثقب أسفل المعدة
|
Py lore
|
ج
جروح
|
Plaies
|
جرم المعدة
|
Corps de L'estomac
|
جس
|
Palpation
|
جشاء
|
Eructation
|
جنين
|
Embry on
|
جماع
|
Coit
|
جوف
|
Ventre
|
جوع
|
Faim
|
ح
حبس النفس
|
Retention de la Respiraion
|
حبن
|
Ascite
|
حجاب
|
Cloison, Septum Diaphcagme
|
حدبة المعدة
|
Tuberosite de L 'Esto mac
|
حدس
|
Bon sens
|
حرارة
|
Chaleur
|
حرارة غريزية
|
Chaleur physiologique
|
حرقة
|
Brulure
|
حركة
|
Mouvement
|
حس
|
Sensation
|
حصار الطبيعة
|
Constipation
|
حقن
|
Lavement, Injection
|
حموضة
|
Acidite
|
حمرة العين
|
Injection, rougeur de L'oeil
|
حمي
|
Fievre
|
حمية
|
Regime
|
حنك
|
Macho ire
|
حيلة
|
Moyen
|
خ
خراج
|
A bees
|
خصلة
|
Caractere
|
خفقان
|
Palpotation
|
خمل المعدة
|
Villosite de L'Estomac
|
خلط
|
Humeur
|
خوف
|
Phobie
|
د
دبيلة
|
Bubon
|
دردي
|
Lie de vin
|
دليل
|
Signe
|
دماغ
|
Cerveau
|
دم
|
Sang
|
دم الحيض
|
Sang des Regles
|
دوار
|
Vertige
|
دوران
|
Circulation
|
ذ
ر
رأس
|
Tete
|
رأس المعدة
|
Tete de L 'Estomac
|
رئيس الأطباء
|
Medecin Chef
|
رئة
|
Poumon
|
ربو
|
Asthme
|
رحم
|
Uterus
|
رطوبة
|
Humidite
|
رعدة
|
Frisson
|
رعشة
|
Fremissement
|
ز
زرق
|
Injection
|
زلق الأمعاء
|
Lientherie
|
س
سبات
|
Coma
|
سدد
|
Obsetruction
|
سحج
|
Ecorchure
|
سرعة خروج البراز
|
Rapidite de la Defecation
|
سرة
|
Ombilic
|
سقام
|
Maladie
|
سهر
|
Insomnie
|
سوء استمرار
|
Dyspepsie
|
سوء الهضم
|
Indigestion
|
ش
شرب
|
Bo ire
|
شرق
|
Suffocation
|
شرسوف
|
Epigastre
|
شهوة الطعام
|
Appetit, orexie
|
بطلان ( الشهوة)
|
Anorexie
|
كلبية
|
Boulimie
|
فساد
|
Dys- Orexie
|
نقصان
|
Hypo- Orexie
|
ص
صائم
|
Jejumum
|
صرع
|
Epilepsie
|
صفاق
|
Aponevrose
|
صلب
|
Dur
|
ض
ضجر
|
Annui
|
ضعف
|
Faiblesse
|
ضعف المعدة
|
Faiblesse de L 'Esto mac
|
ضعف حس العصب
|
Hypoesthesie du nerf
|
ضيابيطا
|
Diabete
|
ضيق الصدر
|
Dyspnee
|
ط
طبقة ظاهرة لحمية
|
Couche M usculaire externe
|
طبقة باطنة لحمية وعصبية
|
Couche Interne Musculaire et Nerveuse
|
طحال
|
Rate
|
طحن
|
Emulation
|
طمث
|
Regles
|
ظ
ع
عانة
|
Pubis
|
عرق
|
Vaisceau
|
عرض
|
Symptome
|
عسر تنفس
|
Dyspnee
|
عصير
|
Jus
|
عصب
|
Nerf
|
عضل
|
Muscle
|
عضو
|
Organe
|
عطاس
|
Eternument
|
عطش
|
Soif
|
عفونة
|
Putrification
|
علة
|
Mal
|
علة نافخة او مراقية
|
Mal Gonflant ou Hypochondriaque
|
غ
غائط
|
Feces
|
غثيان
|
Nausee
|
غدة
|
Tumefaction
|
غذاء
|
Alirnentation
|
غشاء
|
Membrane
|
غصص
|
Dysphagie
|
ف
فساد
|
Deterioration
|
فصد
|
Saignee
|
فقرة
|
Vertebre
|
فم
|
Bouche
|
المثانة
|
De la Vessie
|
المعدة
|
De L 'Esto mac
|
فؤاد المعدة
|
Cardia
|
فواق
|
Hoquet
|
فيوطس
|
Phytophagie
|
ق
قذف الدم ( من المعدة)
|
Hemathemese
|
قراقر
|
Borborygrne, Gargouillernent
|
قروح
|
Ulceres
|
قلب
|
Coeur
|
قلس
|
Regurgitation
|
قلاع
|
Aphtes
|
قولنج
|
Cholique
|
القولنج المسمى بالمستعاذ
|
Ille us
|
قوة
|
Force
|
مغيرة
|
Transformatrice
|
ممسكة
|
Qui Attrappe
|
دافعة
|
Qui Pousse
|
جاذبة
|
Attractive
|
قيء
|
Vomissement
|
ك
كبد
|
Foie
|
كثرة الحس
|
H yperesthesie
|
كزاز المعدة
|
Conracture de L'Estomac
|
كلي
|
Reins
|
كيموس
|
Chyme
|
ل
لذع
|
Picotements
|
لزج
|
Visaueux
|
لقمة
|
Bouchee
|
لحم نابت
|
Bourgeons
|
لسان
|
Langue
|
م
مائية
|
Fluidite
|
مثانة
|
Vessie
|
محجمة
|
Ventouse
|
مريء
|
Oesophage
|
مرار أصفر
|
Bile Jaune
|
مراق البطن
|
Hypochondre
|
مزاج
|
Humeur
|
مسام البدن
|
Pores du Corps
|
مضغ
|
Mastication
|
معدة
|
Esto mac
|
مغص
|
Mal au Ventre
|
مفاصل
|
Articulation
|
مقعدة
|
Seant Perinee
|
منافس الجلد
|
Pores de la Peau
|
منخر
|
Narine
|
مودي العصب
|
Nerf Pneumo- Gastrique
|
ن
نافض
|
Frisson Solonnel
|
نبض
|
Pouls
|
نتن
|
Fetidite
|
نضج
|
Murissement
|
نفخ
|
Gonfl.ement, Balonnement
|
نفث الدم ( من الصدر)
|
Hemoptysie
|
نقره
|
Nuque
|
ه
و
وجع
|
Douleur, Aglie
|
قلب
|
Du ventre
|
معدة
|
De L'Estomac
|
خاصرة
|
Du Plane
|
ورم
|
Tumeur
|
حار
|
Chaude
|
جاسي
|
Dure
|
وسواس
|
Obsession
|
سوداوي
|
Melancholique
|
وهج
|
Reverberation
|
وهن
|
Asthenie
|
ي
جدول بالأسماء العلم الواردة
في الكتاب
النبي صلى الله عليه واله
|
Le Prophete
|
أبقراط
|
Hippocrate
|
ابن الجزار
|
Algizar
|
ابن بطلان
|
Ibn Butlan
|
أحمد بن طولون
|
Ben Tulon
|
اسحق بن عمران
|
Ishaq ben umran
|
اسقلبيادس
|
Asclepiade
|
الرشيد
|
Arrachid
|
اهرن القس
|
Aaron (Ahrun)
|
بختيشوع
|
Bakhtishou Ben Djordjis
|
تياذوق الاحمد
|
Theodocus
|
جورجيس
|
Djordjis
|
دياسفوريدس
|
Dioscorides
|
ديمطريوس الملك
|
Le Roi Dimitrius
|
روفوس
|
Rufus
|
سابور بن سهل
|
Sabour Ibn Sahl
|
شمعون الراهب
|
Simeon Le Moine
|
فولوبس
|
Philoponus
|
فرفيوس
|
Porphyre
|
يحيي أو يوحنا بن ماسوية
|
IAHY A ou IOUHANNA Ben Massouih
|
جدول بأسماء الكتب الواردة
في الكتاب
ابيذ (الامراض الوافدة) لابقراط
|
Epidemies
|
اعلام الاعراض لجالينوس
|
De interidribus membris
|
التمام والكمال ليحيي بن ماسوية
|
Le Complement et la perfection
|
حيلة البرء لجالينوس
|
Megategni
|
رسالة الى اغلوقن لجالينوس
|
Epistola ad Glauconem
|
زاد المسافر لابن الجزار
|
Viaticum Peregri nantis
|
الصنعة الصغيرة لجالينوس
|
Microtegni
|
العلل
والاعراض لجالينوس
|
De Morbo et Accidenti
|
الفصول لابقراط
|
A Phorismes
|
في تدبير الاصحاء لابقراط
|
De Sanitate Tuenda
|
ـ المراجع العربية ـ
الانطاكي :
|
داوود ـ تذكرة اولي الألباب والجامع
للعجب العجاب. مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده ـ القاهرة ـ ١٢٨٢ ه (؟).
|
ابن البيطار :
|
الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ـ
طبعة بولاق ـ اوفست بغداد ـ بلا تاريخ.
|
خاطر ، وخياط ،
وكواكبي :
|
معجم المصطلحات الطبية الكثير اللغات
الدكتور أ.
ل. كليرفيل ـ مطبعة الجامعة السورية ـ
دمشق ١٩٥٦.
|
خياط :
|
محمد هيثم ـ معجم العلوم الطبية ـ
وزارة التعليم العالي ـ مطبعة جامعة دمشق ـ ج : ١ ـ ١٩٧٤.
|
شرف :
|
محمد ـ معجم العلوم الطبيعة والطبيعية
ـ مكتبة النهضة بيروت ـ وبغداد ـ بلا تاريخ.
|
عاقل :
|
فاخر ، معجم علم النفس ، دار العلم
للملايين ـ بيروت ١٩٧٧.
|
قنواتي :
|
الأب جورج شحادة ـ تاريخ الصيدلة
والعقاقير في العهد القديم والوسيط ـ دار المعارف بمصر ـ ١٩٥٨.
|
القوصوني المصري :
|
مدين بن عبد الرحمن ـ قاموس الاطباء
وناموس الألبا ـ مصورات مجمع اللغة العربية بدمشق ـ ج : ١ ـ ١٩٧٩.
|
مصطفى ، وزيات ،
وعبد القادر ، ونجار :
|
المعجم الوسيط ـ مجمع اللغة العربية ـ
مطبعة مصر ـ القاهرة ـ ١٩٦٠.
|
مفتاح :
|
رمزي ـ احياء التذكرة في النباتات
الطبية والمفردات العقارية ـ مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر ـ القاهرة ـ
١٩٥٣.
|
ـ المراجع الأجنبية ـ
Referances
Calin de Renaud : G. S. et H. P. J.
Renaud,Glossaire sur le manusait de Rages) Rabat ١٩٤١ )
Dozy : R. Dozy,Supplement aux
dictionnaires arabes
(٢٠ edition,Leiden et Paris, ١٩٢٧).
Lane : N. W. Lane,Arabic English
Lexicon) London, ١٨٦٣ ـ ١٨٩٣).
الفهرس
المقدمة.......................................................................... ٥
الاهداء......................................................................... ٦
عصر ابن الجزار................................................................. ٨
سيرة ابن الجزار................................................................ ١١
مؤلفات ابن الجزار............................................................. ٢٩
القيروان ومدرستها
الطبية....................................................... ٣٩
الكتاب....................................................................... ٥٥
تشريح وفيزيولوجيا
المعدة في الطب العربي........................................ ٧٣
القول في ماهية المعدة
وكيفيتها................................................... ٨٦
القول في طبائع القوى
الأربع.................................................... ٩١
القول في كيفية اعتراض
الآفات.................................................. ٩٢
القول في القوة
الجاذبة........................................................... ٩٢
القول في فم المعدة
والعلل العارضة له ووجه التدبير في مداواته....................... ٩٨
القول في معالجة فم
المعدة...................................................... ١٠٠
القول في القوى
الطبيعية الأربعة................................................ ١٠٢
القول في الآفات التي
تعرض لكل واحدة من هذه القوى الأربع.................... ١٠٤
القول في حفظ القوى
الطبيعية وردها الى اعتدال مزاجها.......................... ١٠٦
القول في دلائل مزاج
المعدة.................................................... ١٠٨
القول في اصلاح المعدة
وردها الى الاعتدال...................................... ١١٢
القول في التدبير
الحافظ لصحة المعدة............................................ ١٤٠
القول في الاورام
الحادثة في فم المعدة............................................ ١٤٣
القول في علاج الاورام
الحادثة في فم المعدة...................................... ١٤٤
القول في القروح
المتولدة في المعدة............................................... ١٥٠
القول في علاج القروح
المتولدة في المعدة......................................... ١٥١
القول في بطلان الشهوة
للطعام................................................. ١٥٣
القول في ايقاظ الشهوة
للطعام اذا ضعفت....................................... ١٥٤
القول في الشهوة
الرديئة الغريبة وكيفيتها........................................ ١٥٩
القول في التدبير
المزيل لهذه الشهوة الرديئة الغريبة................................ ١٦٠
القول في الشهوة
الرديئة الغريبة ومقدارها....................................... ١٦٣
القول في التدبير
النافع لهذه الشهوة الكلبية....................................... ١٦٤
القول في بطلان شهوة
الشرب للماء............................................ ١٦٧
القول في بطلان الشهوة....................................................... ١٦٨
القول في الشهوة
الرديئة الغريبة في الشرب...................................... ١٦٨
القول في التدبير
النافع لافراط العطش........................................... ١٦٩
القول في ماهية الفواق
، وصفته ، وأسبابه....................................... ١٧٤
القول في علاج الفواق
وقطعه.................................................. ١٧٦
القول في الجشاء
الخارج عن الاعتدال........................................... ١٨١
القول في التدبير
النافع من افراط الجشاء......................................... ١٨٢
القول في النفخ يعرض
في المعدة وهي التي يقال لها النافخة.......................... ١٨٣
القول في علاج العلة
المعروفة بالنافخة........................................... ١٨٥
القول في الغثيان
والقيء وأسبابهما.............................................. ١٩١
القول في علاج القيء
وقطعه والتدبير النافع لذلك................................ ١٩٣
القول في استدعاء
القيء بالادوية المنقية للمعدة................................... ٢٠٠
القول في الاسباب التي
تفسد الاستمراء......................................... ٢٠٤
القول الاول من أسباب
فساد الاستمراء......................................... ٢٠٥
القول الثاني من أسباب
فساد الاستمراء......................................... ٢٠٧
القول الثالث من أسباب
فساد الاستمراء........................................ ٢٠٨
القول في التدبير
النافع من سوء الاستمراء وابطاء الهضم........................... ٢١٠
القول في ضعف المعدة
عن امساك ما يرد اليها من الغذاء........................... ٢١٣
القول في علاج ضعف
المعدة وزلقها............................................ ٢١٥
القول في الأغذية التي
تصلح المعدة والاغذية الضارة في طبيعتها للمعدة.............. ٢٢١
جدول بأسماء الادوية
والاغذية الواردة في الكتاب................................ ٢٢٥
جدول بأسماء الادوية
المركبة الواردة في الكتاب.................................. ٢٢٧
الاوزان والمكاييل
العربية....................................................... ٢٤٢
جدول بالمصطلحات
الطبية الواردة في الكتاب.................................... ٢٤٥
جدول بالاسماء العلم
الواردة في الكتاب......................................... ٢٥٩
جدول بأسماء الكتب
الواردة في الكتاب......................................... ٢٦١
المراجع العربية................................................................ ٢٦٣
المراجع الأجنبية.............................................................. ٢٦٥
|