
الجزء الثالث من الاختيار
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ
وصلى الله
على محمد وآله الاكرمين وسلم تسليما
٣١٣ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني محمد ابن أحمد ، عن محمد بن موسى
الهمداني ، عن منصور بن العباس ، عن مروك بن عبيد ، عمن رواه ، عن زيد الشحام ،
قال : قال لي أبو عبد الله 7 : ما وجدت أحدا اخذ بقولي وأطاع أمري وحذا حذو أصحاب آبائي
غير رجلين رحمهما الله : عبد الله ابن ابي يعفور وحمران بن أعين ، اما انهما
مؤمنان خالصان من شيعتنا ، أسماؤهم عندنا في كتاب أصحاب اليمين الذي أعطى الله
محمدا.
٣١٤ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن موسى ، عن محمد بن خالد ، عن مروك بن عبيد ، عمن أخبره عن
هشام بن الحكم ، قال : سمعته يقول : حمران مؤمن لا يرتد أبدا ، ثم قال : نعم
الشفيع أنا وآبائي لحمران بن أعين يوم القيامة ، نأخذ بيده ولا نزايله حتى ندخل
الجنة جميعا.
في بكير
بن أعين
٣١٥ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن الفضيل وابراهيم ابني
محمد الاشعريين ، قالا : ان أبا عبد الله 7 لما بلغه وفاه بكير بن أعين ، قال : أما والله لقد أنزله
الله بين رسول الله وبين امير المؤمنين صلوات الله عليهما.
٣١٦ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، عن أبيه ، عن ابراهيم بن محمد الاشعرى ، عن
عبيد بن زرارة.
والحسن بن جهم بن
بكير ، عن عمه عبد الله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، قال : كنت عند أبي عبد الله 7 فذكر بكير بن
أعين فقال : رحم الله بكيرا وقد فعل فنظرت اليه وكنت يومئذ حديث السن ، فقال : اني
اقول إن شاء الله.
______________________________________________________
في بكير بن أعين
قوله : فذكر بكير
بن أعين
فذكر على صيغة
المعلوم ، أي فذكر أبو عبد الله 7 بكير بن أعين فقال : رحم الله بكيرا.
أو على ما لم يسم
فاعله ، أي فذكر عند أبي عبد الله 7 بكير فقال 7 رحم الله بكيرا وقد فعل ، أي وقد رحمه فانه مرحوم مغفور لا
محالة بايمان وايقانه وهداه وتقواه.
أو هو شهادة منه 7 بأن الله تعالى
قد رحم بكيرا بما عنده 7 من العلم الذي ورثه عن آبائه الصادقين باذن الله سبحانه.
قوله (ع) : فقال انى أقول
« فقال » كلام أبي
عبد الله 7 والقائل بكير ، وقوله « أني أقول إن شاء الله »
في بنى
أعين : مالك وقعنب
٣١٧ ـ قال علي بن
الحسن بن فضال : قعنب بن أعين أخو حمران مرجئ.
٣١٨ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسن ابن علي بن يقطين ، قال :
كان لهم غير زرارة واخوته أخوان ليسا في شيء من هذا الامر ؛ مالك وقعنب.
في قيس بن
رمانة
٣١٩ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : حدثني علي بن أسباط ، عن قيس بن
رمانة ، قال : أتيت أبا جعفر 7 فشكوت اليه الدين وخفة المال ، قال ، فقال : أيت قبر
النّبيّ 6 فاشكو اليه وعد إلي.
قال : فذهبت ففعلت
الذي أمرني ، ثم رجعت اليه ، فقال لي : ارفع المصلى
______________________________________________________
يعني 7 فنظرت ذات يوم
الى بكير وكنت يومئذ حديث السن ، فقال لي اني أقول إن شاء الله أي اني سأقول بك
وبامامتك وأدين الله بولايتك واتباعك إن شاء الله تعالى.
قلت : وانما قال
ذلك لما قد كان مولانا الباقر 7 أخبره بأن الامام بعده ابنه جعفر 7 ، وأنه يدرك
زمانه ويقول بامامته ويدين الله تعالى بولايته واتباعه.
في بنى أعين : مالك وقعنب
قوله : قعنب بن
أعين أخو حمران مرجئ
« مرجئ » على صيغة
المفعول : اما من المهموز ، أو من الناقص ،
يعني أن قعنب بن
أعين ليس هو من الموقنين والمتقنين والمستيقنين الذين يستوجبون الجنة بايقانهم
واستيقانهم. بل أنه من الذين ذكرهم الله بقوله ( وَآخَرُونَ
مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ )
__________________
وخذ الذي تحته ،
قال : فرفعته فاذا تحته دنانير ، فقلت : لا والله جعلت فداك ما شكوت إليك لتعطيني
شيئا ، قال ، فقال لي : خذها ولا تخبر أحد بحاجتك فيستخف بك ، فأخذتها فاذا هى
ثلاث مائة دينار.
في مفضل بن قيس بن
رمانة
٣٢٠ ـ محمد بن
ابراهيم العبيدي ، عن مفضل بن قيس بن رمانة ، قال دخلت على أبي عبد الله 7 فذكرت له بعض
حالي ، فقال يا جارية هاتي ذلك الكيس! هذه أربعمائة دينار وصلني أبو جعفر أبو
الدوانيق بها ، خذها فتفرّج بها ، قال : قلت جعلت فداك ما هذا دهري ، ولكني أحببت
أن تدعو الله تعالى لي ، قال ، فقال : اني سأفعل. ولكن اياك أن تعلم الناس بكل
حالك فتهون عليهم.
٣٢١ ـ محمد بن
بشير ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن أبي أحمد وهو ابن أبي عمير ، عن مفضل بن قيس
بن رمانة ، وكان خيارا.
٣٢٢ ـ حدثني طاهر
بن عيسى ، قال : حدثني جعفر بن أحمد ، قال : حدثنا الحسين قال : حدثنا علي بن
الحسن ، قال : أخبرني العباس بن عامر ، عن مفضل بن قيس بن رمانة ، قال : دخلت على
أبي عبد الله 7 فشكوت اليه بعض حالي وسألته
______________________________________________________
في مفضل بن قيس بن رمانة
قوله : ما هذا
دهرى
أي ما هذا عادتي ،
أو ما هو قصدي وهمتي.
فقد ذكر في
القاموس : الدهر بمعنى العادة ، وبمعنى الهمة ، وبمعنى الغاية .
وفي النهاية
الاثيرية : ما ذاك دهري ، وما دهري بكذا ، أي همتي وارادتي .
وفي مجمل اللغة :
ما دهري كذا أي ما همتي.
__________________
الدعاء ، فقال :
يا جارية هاتي الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر ، فجاءت بكيس ، فقال : هذا كيس فيه
أربع مائة دينار فاستعن به.
قال قلت : لا
والله جعلت فداك ما أردت هذا ، ولكن اردت الدعاء لي ، فقال لي ولا ادع الدعاء ،
ولكن لا تخبر الناس بكل ما انت فيه فتهون عليهم.
٣٢٣ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا محمد عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن مفضل بن قيس بن رمانة ، قال : وكان
خيرا ، قال قلت لأبي عبد الله 7 : أن اصحابنا يختلفون في شيء ، واقول : قولي فيها قول
جعفر بن محمد ، فقال : بهذا نزل جبريل.
قال أبو احمد : لو
كان شاطرا ما أخبرني على هذا الا بحقيقة.
في أبى
جعفر الاحول محمد بن على بن النعمان مؤمن الطاق
٣٢٤ ـ مولى بجيلة
ولقبه الناس شيطان الطاق ، وذلك أنهم شكوا في درهم فعرضوه عليه وكان صيرفيا فقال
لهم : ستوق ، فقالوا : ما هو الا شيطان الطاق.
______________________________________________________
قوله : قال أبو أحمد لو كان
شاطرا
من الشطارة بمعنى
الضلاعة والجلادة. والشاطر في أصل اللغة من أعيى أهله سوءا وخبثا ورداءة ، فشاع
تجريده عن ذلك واستعماله في كل متضلع بالامر متجلد فيه قد أعيى شركائه في الصناعة
بضلاعته وجلادته.
يعني قال أبو أحمد
ـ وهو ابن أبي عمير ـ : لو كان مفضل بن قيس شاطرا لأخبرني بالامر على التعيين وعلى
الحقيقة ، فكان يقول في مسألة كذا أقول كذا وأقول أنه قول جعفر بن محمد الصادق 7.
في أبى جعفر الاحول
قوله : فقال لهم :
ستوق
الستوق باهمال
السين المفتوحة وتشديد التاء المثناة من فوق المضمومة
٣٢٥ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن النضر بن شعيب ، عن أبان بن
عثمان ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله 7 قال : زرارة وبريد بن معاوية ومحمد بن مسلم والاحول أحب
الناس إلي أحياء وأمواتا ، ولكنهم يجيئوني فيقولونني لي فلا أجد بدا من أن أقول.
٣٢٦ ـ حمدويه ،
قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، ويعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي
العباس البقباق ، عن أبي عبد الله 7 أنه قال : أربعة أحب الناس إلي أحياء وأمواتا ، بريد بن
معاوية العجلي ، وزرارة بن أعين ، ومحمد ابن مسلم ، وأبو جعفر الاحول ، أحب الناس
إلي أحياء وأمواتا.
______________________________________________________
والقاف أخيرا.
قال في المغرب :
ارداء من البهرج .
وفي القاموس :
الستوق كتنور وقدوس ، وتستوق بضم التاءين زيف مبهرج ملبس بالفضة .
قوله (ع) : ولكنهم يجيئوني
فيقولوننى
أي ولكن الاربعة
المذكورين يجيئوني بأقاويل استنكرها فيقولوني ، بالتشديد من التقويل من باب التفعل
للتعدية.
أي يحملونني على
القول لهم أو فيهم ، فلا أجد بدا من أن أقول. أو الضمير للناس لا لهم وهذا أظهر ،
أي ولكن الناس يجيئوني عنهم بمناكير فيقولونني ويحملونني على القول فيهم بما
يسوءهم فلا أجد بدا من أن أقول.
وفي كثير من النسخ
« فيقولون لي » مكان « فيقولونني » وهو تحريف.
__________________
٣٢٧ ـ حدثني محمد
بن الحسن ، قال : حدثني الحسن بن خرزاذ ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن صفوان ،
عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن أبي خالد الكابلي ، قال : رأيت أبا جعفر صاحب الطاق
وهو قاعد في الروضة قد قطع أهل المدينة ازراره وهو دائب يجيبهم ويسألونه ، فدنوت
منه فقلت ان أبا عبد الله نهانا عن الكلام فقال : أمرك أن تقول لي؟ فقلت : لا
ولكنه أمرني أن لا اكلم أحدا.
قال : فاذهب فأطعه
فيما أمرك ، فدخلت على أبي عبد الله 7 فأخبرته بقصة صاحب الطاق وما قلت له وقوله لي اذهب وأطعه
فيما أمرك ، فتبسم أبو عبد الله 7 وقال : يا أبا خالد ان صاحب الطاق يكلّم الناس فيطير وينقض
، وأنت ان قصوك لن تطير.
٣٢٨ ـ حدثني
حمدويه بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن يونس عن اسماعيل بن عبد الخالق ،
قال : كنت عند أبي عبد الله 7 ليلا فدخل عليه الاحول فدخل به من التذلل والاستكانة أمر
عظيم ، فقال له أبو عبد الله 7 مالك؟ وجعل يكلمه حتى سكن ، ثم قال له : بما تخاصم الناس؟
قال : فأخبره بما يخاصم الناس ؛
______________________________________________________
قوله : قد قطع أهل المدينة ازرارة
« الازرار »
بالفتح جمع زر القميص والجبرية وغيرهما ، بكسر الزاي وتشديد الراء. وقطع ازراه
كناية عن اتعاب السؤال والمناظرين اياه لكثرتهم وتهجمهم عليه ، ومنهم من جذبه عن
اليمين ، ومنهم من جذبه عن الشمال يسئلونه ويجيبهم.
« وهو دائب »
مشدودة بالمناظرة والمجادلة والسؤال والجواب ، يقال : دأب في عمله يد أب من باب
منع ، دؤب بالضم فهو دائب ، أي جد وتعب ، فهو مجد تعبان.
ومنه في التنزيل
الكريم ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
دائِبَيْنِ ) اي مجدين في المسير غير منقطعين عن السير لتدبير الكائنات
في عالم الكون والفساد.
__________________
ولم أحفظ منه ذلك
، فقال أبو عبد الله 7 خاصمهم بكذا وكذا.
وذكر أن مؤمن
الطاق قيل له : ما الذي جرى بينك وبين زيد بن علي في محضر أبي عبد الله؟ قال : قال
زيد بن علي : يا محمد بن علي بلغني أنك تزعم أن في آل محمد اماما مفترض الطاعة؟
قال : قلت نعم وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم ، فقال : وكيف وقد كان يؤتى بلقمة
وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها ، أفترى أنه كان يشفق علي من حر اللقمه ولا
يشفق علي من حر النار؟ قال : قلت له كره أن يخبرك فتكفر ، فلا يكون له فيك الشفاعة
لا ولله فيك المشية ، فقال أبو عبد الله 7 أخذته من بين يديه ومن خلفه فما تركت له مخرجا.
٣٢٩ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني اسحاق بن محمد البصري ، قال : حدثني أحمد بن صدقة الكاتب
الانباري ، عن أبي مالك الاحمسي ، قال : حدثني مؤمن الطاق واسمه محمد بن علي بن
النعمان أبو جعفر الاحول ، قال : كنت عند أبي عبد الله 7 فدخل زيد بن علي
فقال لي : يا محمد أنت الذي تزعم أن في آل محمد اماما مفترض الطاعة معروفا بعينه؟
قال : قلت نعم كان أبوك أحدهم.
قال : ويحك فما
كان يمنعه من أن يقول لي فو الله لقد كان يؤتى بالطعام الحار فيقعدني على فخذه
ويتناول البضعة فيبردها ثم يلقمنيها ،
______________________________________________________
قوله : ثم يلقمنيها
يلقمنيها القاما
من باب الافعال ، أو يلقمنيها تلقيما من باب التفعيل.
قوله رضى الله تعالى عنه : أفترى
على صيغة المجهول
، أي أفتظن.
قوله : ;
لا ولله فيك المشية
أي ولا لله يصح
فيك مشية في ادخالك الجنة.
قوله رضى الله تعالى عنه :
ويتناول البضعة
بكسر الباء أي
الشيء اليسير من الطعام ، وكذلك كل قطعة يسيرة من الشيء
أفتراه كان يشفق
علي من حر الطعام ولا يشفق علي من حر النار؟ قال : قلت كره أن يقول لك فتكفر ،
فيجب من الله عليك الوعيد ، ولا يكون له فيك شفاعة ، فتركك مرجئ فيك لله المشية
وله فيك الشفاعة.
قال : وقال أبو
حنيفة لمؤمن الطاق : وقد مات جعفر بن محمد 7 : يا أبا جعفر ان امامك قد مات فقال أبو جعفر : لكن امامك
من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم.
٣٣٠ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري ، قال : أخبرني أحمد بن
صدقه ، عن أبي مالك الاحمسى ، قال : خرج
______________________________________________________
فهي بضعة منه ،
وفي العدد ما بين الثلاث والتسع بضع ، واما القطعة من اللحم فهي بضعة بالفتح.
قال ابن الاثير في
النهاية : وفي الحديث « فاطمة بضعة مني » البضعة بالفتح القطعة من اللحم ، ومنه
الحديث « صلاة الجماعة تفضل صلاة الواحدة ببضع وعشرين درجة » البضع في العدد
بالكسر ، وقد يفتح ، ما بين الثلاث الى التسع ، وقيل : ما بين الواحد الى العشرة ،
لأنه قطعة من العدد .
وقال الجوهري :
تقول بضع سنين وبضعة عشر رجلا ، فاذا جاوزت لفظ العشر [ ذهب البضع ] لا تقول بضع
وعشرون .
وهذا يخالف ما جاء
في الحديث.
قوله رضى الله تعالى عنه : أفتراه
افتراه على ما لم
يسم فاعله بمعنى الظن ، ومفعولاه الضمير والجملة الفعلية بعده ، والمعنى أفتظنه
كان الخ.
__________________
الضحاك الشاري
بالكوفه ، فحكم وتسمى بإمرة المؤمنين : ودعا الناس الى نفسه ، فأتاه مؤمن الطاق ،
فلما رأته الشراة وثبوا في وجهه ، فقال لهم : جاع! قال : فأتى به صاحبهم ، فقال
لهم مؤمن الطاق : أنا رجل على بصيره من ديني وسمعتك تصف
______________________________________________________
قوله : الضحاك الشارى
الشاري واحد
الشراة ـ بضم المعجمة وتخفيف الراء ـ وهم الخوارج لعنهم الله تعالى ، سموا بذلك
لقولهم : انا شرينا أنفسنا في طاعة الله ، أي بعناها بالجنة.
عنوا بذلك قتل
أنفسهم بكفرهم وبغيهم وخروجهم على أمير المؤمنين 7 وعتوهم في المقاتلة ، فتسميتهم بهذا الاسم من باب التهكم ،
كما في ( فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ ) ثبتنا الله تعالى
على جادة الحق في صراط المستقيم.
قوله : فحكم
بالتخفيف من
الحكومة.
قوله : فقال لهم جاع
بالجيم والعين
المهملة المشددة وربما يخفف.
وفي طائفة من
النسخ « جاخ » بتشديد الخاء المعجمة مكان العين ، وقد يخفف والجعجعة بالقوم الصياح
بهم والتضيق عليهم.
في القاموس : جع
فلانا رماه بالطين ، والجعجاع معركة الحرب ومناخ سوء لا يقر فيه صاحبه والفحل
الشديد الرغاء ، والجعجعة صوت الرحى ونحر الجزور وأصوات الجمال اذا اجتمعت ،
وتحريك الابل للإناخة ، أو للنهوض والقعود على غير طمأنينة ، وأسمع جعجعة ولا أرى
طحنا يضرب للجبان يوعد ولا يوقع ، وللبخيل يعد ولا ينجز ، وتجعجع ضرب بنفسه الارض
من وجع .
__________________
العدل فأحببت
الدخول معك! فقال الضحاك لأصحابه : ان دخل هذا معكم نفعكم.
قال : ثم أقبل
مؤمن الطاق على الضحاك ، فقال : لم تبرأتم من علي بن أبي طالب واستحللتم قتله
وقتاله؟ قال : لأنه حكم في دين الله ، قال : وكل من حكم في دين الله
______________________________________________________
وفيه : جخ تحرك من
مكان الى آخر ، وبرجله نسف بها التراب ، وجخجخ كتم ما في نفسه ونادى وصاح وقال جخ
جخ ودخل في معظم الشىء وفلانا صرعه والليل تراكم ظلامه وجخ بمعنى بخ .
وفي مجمل اللغة :
جخجخ الرجل اذا كتم ما في نفسه ، ويقال : بل الجخجخة أن يهمر ولا يكون لكلامه جهة
، وجخ الرجل اذا تحرك من مكان الى مكان ، وفي الحديث « كان اذا صلى جخ » والجخجخة
الصياح والنداء ، وجخجخ فيهم أي صح بهم وناد فيهم وتحول اليهم ، وجخ اذا اضطجع
ولزم الارض ، وجخجخ جبن.
والجعجعة صوت
الرحى تقول : أسمع جعجعة ولا أرى طحنا ، والجعجاع مناخ السوء ، ويقال : جعجعته اذا
أزعجته ، ومنه كتاب ابن زياد الى ابن سعد لعنهما الله تعالى أن جعجع بالحسين صلوات
الله عليه.
وفي النهاية
الاثيرية : والجعجاع أيضا المكان الضيق الخشن ، ومنه كتاب عبيد الله بن زياد الى
عمر بن سعد : أن جعجع بالحسين وأصحابه ، أي ضيق عليهم المكان .
وفي صحاح الجوهري
: يعني أحبسه وقال ابن الاعرابي : يعني ضيق عليه قال : والجعجع والجعجاع الموضع
الضيق الخشن ، والجعجعة التضييق على الغريم في المطالبة .
قوله : لأنه حكم
بالتشديد من
التحكيم.
__________________
استحللتم قتله
وقتاله والبراءة منه؟ قال. نعم ، قال : فأخبرني عن الدين الذي جئت أناظرك عليه لا
دخل معك فيه ان غلبت حجتي حجتك أو حجتك حجتي من يوقف المخطي ، على خطائه ويحكم
للمصيب بصوابه؟ فلا بد لنا من انسان يحكم بيننا.
قال : فاشار
الضحاك الى رجل من أصحابه ، فقال : هذا الحكم بيننا فهو عالم بالدين ، قال : وقد
حكمت هذا في الدين الذي جئت أنا أناظرك فيه؟ قال : نعم فاقبل مؤمن الطاق على
اصحابه ، فقال : ان هذا صاحبكم قد حكم في دين الله فشانكم به! فضربوا الضحاك
بأسيافهم حتى سكت.
٣٣١ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني اسحاق بن محمد البصري قال : حدثني أحمد بن صدقة ، عن ابي
مالك الاحمسي ، قال : كان رجل من الشراة يقدم المدينة في كل سنة ، فكان يأتي أبا
عبد الله 7 فيودعه ما يحتاج اليه ، فأتاه سنة من تلك السنين وعنده مؤمن الطاق والمجلس
غاص باهله.
فقال الشاري :
وددت اني رايت رجلا من اصحابك اكلمه؟ فقال ابو عبد الله 7 لمؤمن الطاق :
كلمه يا محمد ، فكلمه فقطعه سائلا ومجيبا ، فقال الشاري لأبي
______________________________________________________
قوله : حتى سكت
يعني حتى مات. قال
في القاموس : سكت مات .
قلت : وأصل ذلك أن
السكوت يستعار للسكون ، ويعبر عن الموت بالسكون لأنه أقرب لوازمه ، كما يعبر
بالحركة عن الحياة ، لكونها أقرب لوازمها ، وفي التنزيل الكريم ( وَلَمّا
سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ ) أي سكن.
قال في الاساس :
ومن المجاز ضربته حتى أسكته وأسكت حركته .
__________________
عبد الله : ما ظننت
ان في اصحابك احدا يحسن هكذا ، فقال ابو عبد الله : ان في اصحابي من هو اكثر من
هذا ، قال : فأعجبت مؤمن الطاق نفسه ، فقال : يا سيدى سررتك؟ قال : والله لقد
سررتني والله لقد قطعته والله لقد حصرته ، والله ما قلت من الحق حرفا واحدا ، قال
وكيف؟ قال لأنك تكلم على القياس ، والقياس ليس من ديني.
٣٣٢ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني الحسين بن اشكيب ، قال : حدثني الحسن بن الحسين ، عن يونس
بن عبد الرحمن ، عن ابي جعفر الاحول ، قال ، قال ابن أبي العوجاء مرة : أليس من
صنع شيئا وأحدثه حتى يعلم أنه من صنعته فهو خالقه؟ قال : بلى ، فأجلني شهرا أو
شهرين ثم تعال حتى أريك ، قال : فحججت فدخلت على أبي عبد الله 7 فقال : أما انه
قد هيأ لك شأنين
______________________________________________________
قوله : يحسن هكذا
من الاحسان بمعنى
العلم ، كما في ( وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) وفي : قيمة كل
امرء ما يحسنه.
قوله : فاعجبت مؤمن الطاق
نفسه
مؤمن الطاق بالنصب
على المفعولية ، ونفسه بالرفع على الفاعليه.
قوله : وهو خالقه
في بعض النسخ «
فهو خالفه » بالفاء ، وذلك هو الأصحّ الاظهر.
وأما « وهو »
بالواو كما في نسخ عديدة فللعطف.
وتقدير الكلام أن
من صنع شيئا وأحدثه حتى يكون ذلك من المعلوم المستبين أليس يصح أن ذلك الشيء من
صنعته؟ وأ ليس هو خالقه؟.
قوله (ع) : قد هيأ لك شأنين
بتسكين الهمزة بين
الشين المعجمة المفتوحة والنون على تثنية الشأن ، والشأن
__________________
وهو جاء به معه بعدة
من اصحابه ثم يخرج لك الشانين قد امتلئا دودا ، ويقول لك هذا الدود يحدث من فعلى ،
فقل له : ان كان من صنعك وانت احدثته فميز ذكوره من الاناث! فقال : هذه والله ليست
من ابزارك
______________________________________________________
ملتقى قبائل الرأس
والعروق التى منها يجري الدمع الى العين قاله في مجمل اللغة. ويعني بهما هنا
جمجمتي الرأس.
قال في المغرب :
شئون الرأس هو أصل القبائل وهي قطع الجمجمة ، الواحد شان .
وقال : الجمجمة ـ بالضم
ـ عظام الرأس ، ويعبر بها عن الجملة .
قوله (ع) : وهو جاء به معه
ضمير هو المنفصل
المرفوع ، وضمير معه المتصل المجرور لابن أبي العوجاء والباء في « به » للتعدية
والعائد لما قد هيأه ، وباء « بعدة » بمعنى في للظريفة ، أو بمعنى مع يعني : وهو ـ
أي ابن أبي العوجاء ـ جاء إليك بما قد هيأه لك معه في عدة من أصحابه أو معهم.
قوله : من ابزارك
بفتح الهمزة
وتسكين الموحدة قبل الزاي والراء أخيرا جمع البزر ، يقال : بزرت القدر أي ألقيت
فيها الابزار والتوابل والأفاويه ، وأبزار القول وأبازيره استعارة من توابل الطعام
وأفاويه الناطف لبدائع الكلام وطرائفه ولطائفه.
قال في القاموس :
البزر كل حب يبذر للنبات ج بزور والتابل ويكسر فيهما جمع أبزار وأبازير ، والقاء
الأبازير في القدر ، والابزاريون من المحدثين جماعة
__________________
هذه التي حملتها
الابل من الحجاز ، ثم قال 7 : ويقول لك أليس تزعم انه غني؟ فقل بلى ، فيقول : أيكون الغني
عندك من المعقول في وقت من الاوقات ليس عنده ذهب ولا فضة؟ فقل له نعم
______________________________________________________
منهم محمد بن يحيى
.
وفي المغرب :
البزر من الحب ما كان للبقل ، وأما الناطف المبزر فهو الذي فيه الابازير وهي
التوابل جمع أبزار بالفتح عن الجوهري .
وفي أساس البلاغة
: بزر برمتك وألق فيها الابزار والابازير ، وتقول : اللحم المبزر أشهى ، والنفس
عليه أشرة والا فهو بجزر السباع أشبه.
ومن المجاز مثلي
لا يخفى عليه أبا زيرك أي زياداتك في القول ووشاياتك ، وقد بزر فلان كلامه وتوابله
، ومنه قيل للرجل المريب : البازور انتهى
قوله : هذه التى حملتها
الابل من الحجاز
ترشيح للاستعارة ،
فحيث انه استعار لهذه الخرائد المونقات في الكلام الا بزار والتوابل ، اورد شيئا
من ملائمات الشبه بها ، وهو حمل الابل اياها ترشيحا للمجاز.
قوله : من المعقول
المعقول هنا بمعنى
العقل المصدر او الاسم ، كالمعسور والميسور في معنى العسر واليسر. وفي الحديث « لا
يسقط الميسور بالمعسور » المصدران استعملا واريد بهما معنى الفاعل اي اليسير
والعسير على الفعيل بمعنى الفاعل.
يعني أيكون في
طريق العقل عندك ان الغني في وقت من الاوقات من ليس
__________________
فانه سيقول لك كيف
يكون هذا غنيا؟ فقل له ان كان الغنى عندك أن يكون الغني غنيا من فضته وذهبه
وتجارته فهذا كله مما يتعامل الناس به ، فأي القياس أكثر واولى بأن يقال غني من
احدث الغنى فأغنى به الناس قبل ان يكون شيء وهو وحده؟ او من افاد مالا من هبة او
صدقة او تجارة؟ قال ، فقلت له ذلك ، قال فقال وهذه والله ليست من ابزارك هذه والله
مما تحملها الابل.
وقيل : انه دخل
على ابي حنيفة يوما ، فقال له ابو حنيفة : بلغني عنكم معشر
______________________________________________________
عنده ذهب ولا فضة
، والمصادر على صيغة اسم المفعول معدودة عندهم بالسماع.
قال المطرزي صاحب
المعرب والمغرب في شرح مقامات الحريري : المعقول اسم للعقل كالمجلود والميسور
للجلادة واليسر ، وهي من جملة المصادر التي وردت على مثال اسم المفعول ، وفي المثل
ما له حول ولا معقول ، ويقولون : علم معقولا وعدم معقولا ، وينشد للراعي حتى اذا
لم يتركوا لعظامه لحما ولا لفؤاده معقولا.
وقال الفيروزآبادي
في القاموس : عقل يعقل عقلا ومعقولا وعقل فهو عاقل .
وقال أحمد بن فارس
في مجمل اللغة : العقل نقيض الجهل ورجل عاقل وعقول والمعقول العقل.
وأما الجوهري فقد
قال في الصحاح : وقد عقل يعقل عقلا ومعقولا أيضا وهو مصدر ، وقال سيبويه : هو صفة
وكان يقول : ان المصدر لا يأتي على وزن مفعول البتة ويتأول المعقول فيقول : كأنه
عقل له شيء ، أو حبس وأيد وشدد قال : ويستغنى بهذا عن العقل الذي يكون مصدرا .
قوله : أو من أفاد مالا
من أفاده بمعنى
اغتناه واستفاده يقال : أفدته علما أو مالا ، أي أعطيته وأنلته وناولته اياه ،
وأفدت منه علما أو مالا ، أي تناولته وأخذته واستفدته منه.
__________________
الشيعة شيء؟ فقال
: فما هو؟ قال : بلغني ان الميت منكم اذا مات كسرتم يده اليسرى لكي يعطى كتابه
بيمينه ، فقال : مكذوب علينا يا نعمان! ولكني بلغني عنكم معشر المرجئة ان الميت منكم
اذا مات قمعتم في دبره قمعا فصببتم فيه جرة من ماء لكي لا يعطش يوم القيامة فقال :
ابو حنيفة مكذوب علينا وعليكم.
ما روي فيه من
الذم.
٣٣٣ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد القمي ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ،
عن علي بن الحكم ، عن فضيل بن عثمان ، قال : دخلت على ابي عبد الله 7 في جماعة من
اصحابنا فلما اجلسني قال : ما فعل صاحب الطاق؟ قلت : صالح ، قال : اما انه بلغني انه
جدل وانه يتكلم في تيم قذر؟ قلت : اجل هو جدل ، قال : اما انه لو شاء ظريف من
مخاصميه ان يخصمه
______________________________________________________
وقد فصلنا ذلك في
المعلقات على الصحيفة الكريمة السجادية تفصيلا .
قوله : قمعتم في دبره قمعا.
قمعة قمعا ضربه
بالمقمعة بكسر الميم الاولى وفتح الثانية ، العمود من الحديد ، أو آلة كالمحجن
يضرب بها على رأس الفيل ، وخشبة غليظة يضرب بها الانسان على رأسه والجمع المقامع
قاله في القاموس .
ومثل ذلك في
الصحاح وغيره .
والقمع بالفتح
وبالكسر وكعنب ما يوضع في فم الاناء فيصب فيه الدهن وغيره قاله في القاموس .
قوله (ع) : في تيم قذر
النسخ في هاتين
اللفظين مختلفة ، ففي عدة منها « في تيم قذر » بالتاء المثناة
__________________
فعل؟ قلت : كيف
ذاك.
فقال : يقول
أخبرني عن كلامك هذا من كلام امامك؟ فان قال نعم : كذب علينا وان قال لا : قال له
كيف تتكلم بكلام لم يتكلم به امامك.
ثم قال انهم
يتكلمون بكلام ان أنا أقررت به ورضيت به أقمت على الضلالة ، وان برئت منهم شق علي
، نحن قليل وعدونا كثير ، قلت : جعلت فداك فابلغه عنك ذلك؟ قال : أما أنهم قد
دخلوا في أمر ما يمنعهم عن الرجوع عنه الا الحمية ، قال : فأبلغت أبا جعفر الاحول
ذاك فقال : صدق بأبي وأمي ما يمنعني من الرجوع عنه الا الحمية.
٣٣٤ ـ علي ، قال :
حدثنا محمد بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن مروك ابن عبيد ، عن أحمد بن النضر ، عن
المفضل بن عمر ، قال : قال لي أبو عبد الله 7 : أيت الاحول فمره لا يتكلم ، فأتيته في منزله ، فأشرف علي
، فقلت له : يقول لك أبو عبد الله 7 لا تكلم ، قال : فأخاف ألا أصبر.
______________________________________________________
من فوق والياء
المثناه من تحت والميم ، والقاف والذال المعجمة والراء.
و « التيمة » بكسر
التاء واسكان الياء المنقلبة عن الهمزة الشاة التي تذبح في المجاعة والتي تكون
للمرأة تحلبها في المنزل وليست بسائمة.
و « القذر »
بالتحريك النجاسة ، وبكسر الذال النجس ، أي أنه جدل يجادل في كل شيء ، ويتكلم في
الشاة الميتة هل جلدها المدبوغ طاهر.
وفي طائفة منها «
في هم قدر » بفتح الهاء وتشديد الميم بمعنى القصد والهمامة والارادة ، و « قدر »
بضم القاف وكسر الدال المهلة المشددة على صيغة ما لم يسم فاعله.
أي أنه يتكلم
ويجادل في قصد الانسان وأرادته لفعله ويقول : انه اذا كان ذلك مقدرا واقعا بقضاء
الله وقدره ، لزم أن يكون الانسان غير مختار في قصده وارادته لفعله ،
في جابر
بن يزيد الجعفى
٣٣٥ ـ حدثني
حمدويه وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن الحكم ، عن ابن
بكير ، عن زرارة ، قال : سألت أبا عبد الله 3 عن أحاديث جابر؟ فقال : ما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة
وما دخل علي قط.
٣٣٦ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم عن زياد بن أبي الحلال ،
قال : اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي ، فقلت لهم : أسأل أبا عبد الله 7 ، فلما دخلت
ابتدأني ، فقال : رحم الله جابر الجعفي كان يصدق علينا ، لعن الله المغيرة بن سعيد
كان يكذب علينا.
______________________________________________________
فيلزم أن يكون
مجبورا في فعله ، وهو قول الجبرية وذلك باطل ، فيتعين المصير الى القول
بالاستطاعة.
وهذه شبهة عويصة
لا سبيل الى المخرج عنها الا مما سلكناه في كتاب الايقاضات ، وفي كتاب القبسات
بفضل الله سبحانه.
في جابر بن يزيد الجعفى
قال في الصحاح :
جعفي أبو قبيلة من اليمين ، وهو جعفي بن سعد العشيرة ابن مذحج ، والنسبة اليه كذلك
، ومنهم عبيد الله بن الحر الجعفي وجابر الجعفي .
وفي القاموس :
جعفي ككرسي ابن سعد العشيرة أبو حي باليمن والنسبة جعفي أيضا .
وفي مجمل اللغة
لأحمد بن فارس : جعفي قبيلة والنسبة اليهم جعفي.
قلت : جعفى على
فعلى بالضم وبالقصر موضع بالكوفة ، أو بالسواد قريبا من الكوفة.
__________________
٣٣٧ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الحميد بن ابي العلاء ، قال
: دخلت المسجد حين قتل الوليد ، فاذا الناس مجتمعون قال : فأتيتهم فاذا جابر
الجعفي عليه عمامة خز حمراء واذا هو يقول : حدثني وصي الاوصياء ووارث علم الانبياء
محمد بن علي 7 ، قال ، فقال الناس : جن جابر جن جابر.
٣٣٨ ـ آدم بن محمد
البلخي ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن هارون الدقاق قال : حدثنا علي بن أحمد ، قال
: حدثنى علي بن سليمان ، قال : حدثني الحسن ابن علي بن فضال ، عن علي بن حسان ، عن
المفضل بن عمر الجعفي ، قال : سألت أبا عبد الله 7 عن تفسير جابر؟ فقال : لا تحدث به السفلة فيذيعونه ، أما
تقرأ في كتاب الله عز وجل ( فَإِذا نُقِرَ فِي
النّاقُورِ ) ان منا اماما مستترا فاذا أراد الله إظهار أمره نكت في
قلبه ، فظهر فقام بأمر الله.
______________________________________________________
قال النجاشي في
ترجمة محمد بن الحسين بن سعيد الصائغ : انه كوفي مات سنة تسع وستين ومأتين ، وصلى
عليه جعفر المحدث المحمدي ودفن في جعفى
قوله (ع) : لا تحدث به
السفلة
السفلة بفتح السين
وكسر الفاء جمع وليس بواحد ، يقال : قوم سفلة وفلان من السفلة ، ولا يقال هو سفلة.
قال في المغرب :
السفل خلاف العلو بالضم والكسر فيهما ، وقوله قلب الرداء أن يجعل سفلاه وأعلاه
الصواب أسفله ، وسفل سفولا خلاف علا من باب طلب ، ومنه بنت بنت بنت وان سفلت ، وضم
الفاء خطا لأنه من السفالة الخساسة.
ومنه السفلة لخساس
الناس وأراذلهم ، وقيل : استعيرت من سفلة البعير وهي
__________________
٣٣٩ ـ جبريل بن
أحمد ، حدثني الشجاعي ، عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ،
عن جابر ، قال : دخلت على ابي جعفر 7 وأنا شاب ، فقال : من أنت؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال ممن؟
قلت : من جعفى ، قال : ما أقدمك الى هاهنا؟ قلت : طلب العلم ، قال : ممن؟ قلت :
منك ، قال : فاذا سألك أحد من أين أنت؟ فقل من أهل المدينة ، قال ، قلت : أسألك
قبل كل شيء عن هذا ، أيحل لي ان اكذب؟ قال : ليس هذا بكذب من كان في مدينة فهو من
اهلها حتى يخرج.
قال ودفع إلي
كتابا وقال لي : ان انت حدثت به حتى تهلك بنو امية فعليك لعنتي ولعنة آبائي ، واذا
أنت كتمت منه شيئا بعد هلاك بني أمية فعليك لعنتي ولعنة آبائي ، ثم دفع إلي كتابا آخر
، ثم قال وهاك هذا فان حدثت بشيء منه أبدا فعليك لعنتي ولعنة آبائي.
٣٤٠ ـ جبريل بن
أحمد ، حدثني محمد بن عيسى ، عن عبد الله بن جبلة الكناني ، عن ذريح المحاربي ،
قال : سألت أبا عبد الله 7 عن جابر الجعفي وما
______________________________________________________
قوائمه ، ومن قال
السفلة ـ بكسر السين وسكون الفاء ـ فهو على وجهين : أن يكون تخفيف السفلة كاللبنة
، وجمع سفيل كعليه في جمع علي ، والعامة تقول : هو سفلة من قوم سفل وقد انكروا
قوله.
ووجه الله وأمانة
الله من ايمان السفلة يعني الجهلة الذين يذكرونه وقال أبو حنيفة يعني الخارجة انتهى كلام
المغرب.
قيل : وسئل أبو
حنيفة عن السفلة فقال : هو كافر النعمة ، وعن أبي يوسف من باع دينه بدنياه ، وعن
الاسمعي : من لا يبالي بما قال وقيل فيه.
__________________
روى؟ فلم يجبني ،
وأظنه قال : سألته بجمع فلم يجبني فسألته الثالثة؟ فقال لي : يا ذريح دع ذكر جابر
فان السفلة اذا سمعوا بأحاديثه شنعوا ، او قال : اذاعوا.
٣٤١ ـ جبريل بن
أحمد الفاريابي ، حدثني محمد بن عيسى العبيدى ، عن علي بن حسان الهاشمي ، قال :
حدثني عبد الرحمن بن كثير ، عن جابر بن يزيد قال قال أبو جعفر 7 : يا جابر حديثنا
صعب مستصعب ، أمرد ذكوان وعر أجرد لا يحتمله والله الا نبي مرسل ، أو ملك مقرب ،
أو مؤمن ممتحن ، فاذا ورد عليك يا جابر شيء من أمرنا فلان له قلبك فأحمد الله ،
وان أنكرته فرده إلينا أهل البيت ، ولا تقل كيف جاء هذا ، وكيف كان وكيف هو ، فان
هذا والله الشرك بالله العظيم.
______________________________________________________
قوله : سألته بجمع
كأنه كان السؤال
يجمع وهو المزدلفة مرة ثانية بعد المرة الاولى ، فلذلك قال : فسألته الثالثة ، وفي
نسخة « الثانية » مكان « الثالثة » فيكون السؤال أولا بجمع.
قوله (ع) : حديثنا صعب
مستصعب أمرد ذكوان وعر أجرد
« مستصعب » بكسر
العين المهملة من استصعب عليه الامر أي صعب.
و « أمرد » بالراء
واهمال الدال على أفعل الصفة من المرودة والمرادة ، بمعنى الشرود والشدة ، والمارد
من الرجال العاتي الشديد ، والمتمرد هو الشارد الشديد الشرود ، والامرد من لا لحية
له.
وفي أساس البلاغة
: من المجاز جبل متمرد وجبال متمردات وشجرة مرداء لا ورق لها .
والامرد من الحديث
كناية عن التمام المحض والصعب العويص المعتاص المتشرد معناه على الاذهان الضيقة
القاصرة ، والمتباذخ المتمرد مغزاه على الفطن الكليلة الخامدة.
__________________
٣٤٢ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عمرو بن عثمان ، عن أبي جميلة
، عن جابر ، قال : رويت خمسين الف حديث ما سمعه أحد مني.
______________________________________________________
و « ذكوان » على
فعوال بزيادة الواو والالف من الذكارة ، باعجام الذال قبل الكاف والراء بعد الالف
من الذكورة ، أو من الذكر بالكسر والذكرة بالضم بمعنى الصيت والشرف والشدة
والصعوبة.
قال ابن الاثير في
النهاية : الذكارة بالكسر من الطيب ما يصلح للرجل كالمسك والعنبر والعود ، وهي جمع
ذكر والذكورة مثله ، ومنه الحديث « وكانوا يكرهون المؤنث من الطيب ولا يرون
بذكورته بأسا » هو ما لا لون له ينفض كالعود والكافور والعنبر ، والمؤنث طيب
النساء كالخلوق والزعفران .
وفي أساس البلاغة
: له ذكر في الناس ، أي صيت وشرف ، وذكور الطيب ما لا ردع له .
وفي القاموس :
الذكر بالكسر الصيت كالذكرة بالضم الشرف ، والمذكر من السيف ذو الماء ، ومن الايام
الشديد الصعب .
وفي طائفة من نسخ
الكتاب « ذكوان » على فعلان بزيادة الالف والنون من الذكا بالقصر أو الذكاء
بالمد ، وهو سطوع رائحة المسك وتمام تضوعها وارتفاع لهيب النار واشتعال ضوئها.
قال في القاموس :
ذكت النار ذكوا وذكاء بالمد ، عن الزمخشري ، واستذكت
__________________
٣٤٣ ـ جبريل بن
أحمد ، حدثني محمد بن عيسى ، عن اسماعيل بن مهران عن أبي جميلة المفضل بن صالح ،
عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : حدثني أبو
______________________________________________________
اشتدت لهبها ،
وبالضم غير مصروفة الشمس ، وابن ذكاء بالمد الصبح ومسك ذاك وذكية ساطع ريحه .
وفي المغرب : وأصل
التركيب يدل على التمام ، ومنه ذكاء السن بالمد لنهاية الشباب ، وذكا النار بالقصر
لتمام اشتعالها .
وفي النهاية
الاثيرية : الذكاء شدة وهج النار يقال : ذكيت النار اذا اتممت اشتعالها ورفعتها ،
وذكت النار تذكو ذكا ـ مقصور ـ أي اشتعلت وقيل : هما لغتان .
و « وعر » بفتح
الواو وتسكين العين المهملة والراء ، أي صعب عسر النيل.
في الصحاح : جبل
وعر ـ بالتسكين ـ ومطلب وعر قال الاصمعي : ولا تقل وعر .
و « أجرد » بالجيم
قبل الراء والدال المهملة بعدها على أفعل ، الصفة من الجرد بالتحريك.
في أساس البلاغة :
أرض جرداء متجردة عن النبات ، وقد جردت جردا ، ونزلنا في جرد في فضاء بلا نبات ،
وهي تسمية بالمصدر ، وسنة جرداء كاملة متجردة عن النقصان .
وفي الصحاح : ورجل
أجرد بين الجرد لا شعر عليه ، وفرس أجرد ، وذلك اذا رقت شعرته وقصرت وهو مدح ، وكل
شيء قشرته عن شيء فقد جردته عنه ،
__________________
جعفر 7 بسبعين ألف حديث
لم أحدث بها أحدا قط ، ولا احدث بها أحدا أبدا ، قال جابر : فقلت لأبي جعفر 7 جعلت فداك انك قد
حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سركم الذي لا أحدث به أحدا ، فربما جاش في
صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون ، قال : يا جابر فاذا كان ذلك فاخرج الى الجبان
فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها ، ثم قل : حدثني محمد بن علي بكذا وكذا.
______________________________________________________
والمقشور مجرود
وما قشر عنه جرادة .
ومنه في الحديث «
الجنة جرد مرد » أي أجارد عن النقصان أمارد عما يشوبهم من الشوائب.
قوله ;
: فربما جاش في صدرى
يقال : جاش القدر
جيوشا وجيشانا اذا غلا وفار ، وجاشت العين اذا فاضت وجاش الوادي أو البحر اذا زخر
وطما.
قوله (ع) : ودل رأسك
بفتح الدال
المهملة وتشديد اللام المكسورة على فعل الامر من التدلية ، بمعنى الادلاء أي
الارسال والالقاء والانزال.
في النهاية
الاثيرية : في حديث الاسراء « تدلى فكان قاب قوسين » التدلى : النزول من العلو ،
وقاب قوسين قدره ، والضمير في تدلى لجبرئيل 7 ، يقال : أدليت الدلو ودليتها اذا أرسلتها في البئر
ودلوتها أدلوها فأنا دال اذا أخرجتها .
وفي المغرب :
أدليت الدلو أرسلتها في البئر ، ومنه أدلى بالحجة أحضرها ، وفي التنزيل ( وَتُدْلُوا
بِها إِلَى الْحُكّامِ ) أي لا تلقوا أمرها والحكومة فيها ، ودلاه من سطح بحبل أي
أرسله فتدلى ودلى رجليه من السرير .
__________________
٣٤٤ ـ نصر بن
الصباح ، قال : حدثنا أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري ، قال : حدثنا علي بن عبد
الله ، قال : خرج جابر ذات يوم وعلى رأسه قوصرة راكبا قصبة حتى مر على سكك الكوفة
، فجعل الناس يقولون : جن جابر جن جابر! فلبثنا بعد ذلك أياما ، فاذا كتاب هشام قد
جاء بحمله اليه.
قال : فسأل عنه
الامير فشهدوا عنده أنه قد اختلط ، وكتب بذلك الى هشام فلم يتعرض له ، ثم رجع الى
ما كان من حاله الاول.
٣٤٥ ـ نصر بن
الصباح ، قال : حدثنا اسحاق بن محمد ، قال : حدثنا فضيل عن زيد الحامض ، عن موسى
بن عبد الله ، عن عمرو بن شمر ، قال : جاء قوم الى جابر الجعفي فسألوه أن يعينهم
في بناء مسجدهم؟ قال : ما كنت بالذي أعين في بناء شيء يقع منه رجل مؤمن فيموت ،
فخرجوا من عنده وهم ينحلونه ويكذبونه ، فلما كان من الغد أتموا الدراهم ووضعوا
أيديهم في البناء ، فلما كان عند العصر زلت قدم البناء فوقع فمات.
______________________________________________________
قلت : ومن المشهور
أن الادلاء هو الاهباط والارسال في جهة السفل ، والتدلية هي الاصعاد والاخراج الى
جهة العلو.
كما قال في
القاموس : دلوت وأدليت أرسلتها في البئر ودلاها جبذها ليخرجها ولكن التعويل على
ما في النهاية والمغرب.
قوله : وهم ينحلونه
بفتح النون وتشديد
الحاء المهملة من باب التفعيل للنسبة ، من النحلة بالكسر بمعنى الدعوى ، أي
ينسبونه الى الادعاء لنفسه ما ليس له.
يقال : نحله القول
ينحله بالفتح فيهما نحلا اذا أضفته اليه وادعيته عليه وليس
__________________
٣٤٦ ـ نصر ، قال :
حدثنا اسحاق ، قال : حدثنا علي بن عبيد ، ومحمد بن منصور الكوفي ، عن محمد بن
اسماعيل عن صدقة ، عن عمرو بن شمر ، قال : جاء العلاء بن يزيد رجل من جعفى ، قال :
خرجت مع جابر لما طلبه هشام حتى انتهى الى السواد ، قال : فبينا نحن قعود وراع
قريب منا : اذلفتت نعجة من شائه الى حمل ، فضحك جابر ، فقلت له : ما يضحكك أبا
محمد؟ قال : ان هذه النعجة دعت حملها فلم يجيء ، فقالت له : تنح عن ذلك الموضع
فان الذئب عاما أول أخذ أخاك منه
______________________________________________________
هو من قوله ،
والمنحول هو ذلك المضاف اليه اختلاقا وتقولا وادعاء عليه ، وانتحل فلان شعرا أو
كلاما.
وكذلك تنحله اذا
ادعاه لنفسه وهو ليس له بل لغيره. وهذا مما قد اتفق عليه الصحاح والقاموس وأساس
البلاغة ومجمل اللمعة .
وقال قوم : انتحلت
الشيء اذا ادعيته وأنت محق ، وتنحلته اذا ادعيته مبطلا وبيت الاعشى يدل على خلاف
هذا وهو :
فكيف أنا
وانتحالي للقوافي
|
|
بعد المشيب كفى
ذاك عارا
|
قوله : اذ لفتت نعجة
أي لفتت وجهها
والتفتت اليه ، يقال : لفته عن كذا اذا صرفه عنه ، والى كذا اذا صرفه اليه.
قوله : فان الذئب عاما أول
أول أصله على أوأل
على أفعل مهموز الوسط على ما هو مذهب الاكثر ، لا ووأل على فوعل كما ذهب اليه بعض
، وهو بفتح اللام منصوبا غير مصروف على أفعل التفضيل ، أو أفعل الصفة ملحوظا فيه
اعتبار الوصفية.
__________________
فقلت : لا علمن
حقيقة هذا أو كذبه ، فجئت الى الراعي فقلت له : يا راعي تبيعني هذا الحمل؟ قال ،
فقال : لا ، فقلت : ولم؟ قال : لان أمه أفره شاة في الغنم وأغزرها درة ، وكان
الذئب أخذ حملا لها عند عام الاول من ذلك الموضع ، فما رجع لبنها حتى وضعت هذا
فدرت ، فقلت : صدق.
______________________________________________________
وفي عضة من النسخ
« عام أول » بالتنوين مجرورا باضافة العام اليه على مجرد وزن أفعل الصفة منسلخا عن
اعتبار معنى الوصفية فيه مطلقا في اللهجة والطية رأسا.
وانما معناه
الملحوظ البداءة والابتداء والمبدأ فيكون مصروفا ، وكذلك اذا كان في محل النصب ،
كما اذا قلت جئتك أو لا أي ابتداء.
أو في محل الرفع
كما اذا قلت : ليس له أول أي مبدأ ، فقولك مثلا فعلت كذا أولا وآخرا معناه ابتداء
وانتهاء ، والنصب على التميز.
أو على أنه منزوع
الخافض لا على الظرف كما ينساق اليه وهم غير المحصل.
والمتمهر المتثبت
يعلم أن الانتصاب على المفعول فيه وعلى نزع الخافض وراء الانتصاب على الظرفية ،
ففي قولك سكنت دارا انتصاب على نزع الخافض وفي قولك جئت قبلك انتصاب على الظرف ،
والظرف برأسه أحد المنصوبات.
وربما تستعمل أولا
بمعنى قديما فينصرف أيضا ، تقول : أنعمت علي أولا وآخرا ، أي قديما وحديثا.
فان قلت : هلا
اعتبرت فيه الوصفية الاصلية فلم تصرفه أصلا؟
قلت : اعتبار
الوصفية الاصلية انما يتأتي في المنقول وهذا من قبيل المشترك فهذا حق القول الفصل.
وفاضل تفتازان في
التلويح وفي حاشية الكشاف قد زل هنالك في تفسير كلام الجوهري وتحرير مرامه ، فنحن
قد رددنا عليه وأوردنا مر الحق في المعلقات على إنجيل أهل البيت :.
__________________
ثم أقبلت فلما صرت
على جسر الكوفة نظر الى رجل معه خاتم ياقوت ، فقال له : يا فلان خاتمك هذا البراق
أرنيه ، قال : فخلعه فأعطاه ، فلما صار في يده رمى به في الفرات ، قال الاخر : ما
صنعت ، قال : تحب أن تأخذه؟ قال : نعم ، قال ، فقال بيده الى الماء ، فأقبل الماء
يعلو بعضه على بعض حتى اذا قرب تناوله وأخذه.
وروى عن سفيان
الثوري : أنه قال جابر الجعفي صدوق في الحديث الا أنه كان يتشيع ، وحكي عنه أنه
قال : ما رأيت أورع بالحديث من جابر.
______________________________________________________
ثم في بعض نسخ
الكتاب « عام الاول » بانتصاب العالم على الظرف واضافته الى الاول ، بادخال الالف
واللام عليه.
قال في المغرب :
فعلت هذا عاما أول على الوصف وعام الاول على الاضافة وأي رجل دخل أول فله كذا مبني
على الضم ، كما في من قبل ومن بعد.
ومثله في المفردات
والفائق وغيرهما. وحكى في الصحاح عن ابن سكيت المنع من ذلك ، وفي القاموس
جوازه على القلة .
قوله رحمة الله : انه قال
جابر الجعفى صدوق في الحديث الا انه كان يتشيع.
قال أبو عبد الله
الذهبي في ميزان الاعتدال : جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي الكوفي أحد علماء
الشيعة ، له عن أبي الطفيل والشعبي وخلق ، وعنه شعبه وأبو عرانة وعدة.
قال ابن المهدي عن
سفيان : كان جابر الجعفي ورعا في الحديث ما رأيت
__________________
٣٤٧ ـ نصر بن
الصباح ، قال : حدثني اسحاق بن محمد البصري ، قال : حدثنا محمد بن منصور ، عن محمد
بن اسماعيل ، عن عمرو بن شمر ، قال ، قال : أتى رجل جابر بن يزيد فقال له جابر :
تريد أن ترى أبا جعفر؟ قال : نعم ، قال : فمسح على عيني فمررت وأنا أسبق الريح حتى
صرت الى المدينة.
______________________________________________________
أورع منه في
الحديث ، وقال شعبة : صدوق ، وقال يحيى بن بكير عن شعبه : كان جابرا اذا قال أنا
وثنا وسمعت فهو من أوثق الناس ، وقال وكيع : ما شككتم في شيء فلا تشكوا ان جابر
الجعفي ثقة.
وقال ابن عبد
الكريم : سمعت الشافعي يقول : قال سفيان الثوري لشعبة لان تكلمت في جابر الجعفي لا
تكلمن فيك ، زهير بن معاويه قال ، سمعت جابر بن يزيد يقول : عندي خمسون ألف حديث
ما حدثت منها بحديث.
ثم قال : وذكر
شهاب أنه سمع ابن عيينة يقول : تركت جابرا الجعفي وما سمعت منه قال : دعا رسول
الله 6 عليا فعلمه مما تعلم ، ثم دعا علي الحسن فعلمه مما تعلم ، ثم دعا الحسن
الحسين فعلمه مما تعلم ، ثم دعا الحسين ولده حتى بلغ جعفر بن محمد ، قال سفيان :
فتركته لذلك.
ابن عدي بالاسناد
عن الحميدي سمعت سفيان سمعت جابرا الجعفي يقول : انتقل العلم الذي كان في النبي 6 الى علي ، ثم
انتقل من علي الى الحسن ، ثم لم يزل حتى بلغ جعفرا.
الجراح بن مليح
يقول : سمعت جابرا يقول : عندي سبعون ألف حديث عن جعفر عن النبي 6 كلها.
العقيلي بالاسناد
عن زائدة يقول : جابر الجعفي رافضي يشتم أصحاب النبي 6.
الحميدي سمعت رجلا
يسأل سفيان : أرأيت يا أبا محمد الذين عابوا على جابر الجعفى؟ قوله حدثني وصي
الاوصياء؟ فقال سفيان : هذا أهونه.
قال : فبينا أنا
كذلك متعجب اذ فكرت فقلت : ما أحوجني الى وتد أوتده فاذا حججت عاما قابلا نظرت
هاهنا هو أم لا ، فلم أعلم الا وجابر بين يدي يعطينى وتدا ، قال : ففزعت ، فقال :
هذا عمل العبد باذن الله فكيف لو رأيت السيد الاكبر! قال : ثم لم أره.
قال : فمضيت حتى
صرت الى باب أبي جعفر 7 فاذا هو يصيح بي أدخل لا بأس عليك ، فدخلت فاذا جابر عنده
، قال ؛ فقال لجابر : يا نوح غرقتهم أولا بالماء وغرقتهم آخرا بالعلم فاذا كسرت
فاجبر.
قال : ثم قال من
أطاع الله أطيع ، أي البلاد أحب إليك؟ قال : قلت الكوفة قال : بالكوفة فكن ، قال :
سمعت أخا النون بالكوفة ، قال فبقيت متعجبا من قول جابر فجئت فاذا به في موضعه
الذي كان فيه قاعدا ، قال : فسألت القوم هل قام أو تنحى؟ قال : فقالوا لا ، وكان
سبب توحيدي ان سمعت قوله بالالهية وفي الائمة.
هذا حديث موضوع لا
شك في كذبه ورواته كلهم متهمون بالغلو والتفويض.
______________________________________________________
عن ابن عيينة قال
: جابر الجعفي يقول : دابة الارض علي. انتهى ما في ميزان الاعتدال.
قوله (ع) : بالكوفة فكن
فكن على صيغة
الامر بالكينونة ، أي فبالكوفة كن قال : فاذا قال 7 ذلك فلم ألبث واذا أنا بالكوفة.
وقوله « سمعت أخا
النون بالكوفة » يحتمل أن يكون معناه قال الرجل فاذا أنا سمعت بالكوفة صوت جابر
يناديني باسقاط حرف النداء ويقول : أخا النون ، وانما سماه أخا النون لسباحته في
بحر الحيرة والتعجب كما يسبح الحوت في البحر.
أو أنه قال الرجل
: سمعت أبا جعفر 7 بعد قوله بالكوفة فكن يقول : أخا النون بالكوفة ، أي أخا
النون كن بالكوفة تأكيدا لقوله بالكوفة فكن ، فيكون 7
٣٤٨ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، عن محمد بن عيسى.
وحمدويه بن نصير ،
قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن عروة بن موسى ، قال : كنت جالسا
مع أبي مريم الحناط وجابر عنده جالس ، فقام أبو مريم فجاء بدورق من ماء بئر منازل
ابن عكرمة ، فقال له جابر : ويحك يا أبا مريم كأني بك قد استغنيت عن هذه البئر
واغترفت من هاهنا من ماء الفرات ، فقال له أبو مريم : ما ألوم الناس أن يسمونا
كذابين ـ وكان مولى لجعفر 7 ـ كيف يجيء ماء الفرات الى هاهنا.
قال : ويحك يحتفر
هاهنا نهر أوله عذاب على الناس وآخره رحمة يجرى فيه ماء الفرات ، فتخرج المرأة
الضعيفة والصبى فيغترف منه ، ويجعل له أبواب في بني رواس وفي بني موهبة وعند بئر
بني كندة وفي بنى فزارة حتى تتغامس فيه الصبيان.
قال علي : انه قد
كان ذلك وان الذي حدث علي وعمر لعل أنه قد سمع بهذا الحديث قبل أن يكون.
______________________________________________________
قد سماه أخا النون
لكونه سابحا كالنون في بحر التحير.
وهذا أظهر لقوله 7 أولا يا نوح
غرقتهم أولا بالماء وغرقتهم آخرا بالعلم .
قوله : قال على : انه قد كان
ذلك
قال علي كلام محمد
بن عيسى ، وأن الذي حدث الى آخر كلام أبي عمرو الكشي ، والمعنى قال علي بن الحكم :
قد كان ذلك أي ما قد أخبر به جابر من احتفار النهر هنا وجريان ماء الفرات فيه ،
فكأنه ـ أي علي بن الحكم ـ قد أدرك ذلك ورءاه
__________________
في
اسماعيل بن جابر الجعفى
٣٤٩ ـ حدثنا محمد
بن مسعود ، قال : حدثني على بن الحسن ، قال : حدثني ابن أورمة ، عن عثمان بن عيسى
، عن اسماعيل بن جابر ، قال : أصابني لقوة في وجهى ، فلما قدمنا المدينة دخلت على
أبي عبد الله 7 ، قال : ما الذي أرى بوجهك؟ قال : قلت فاسدة ريح.
قال : فقال لي :
ائت قبر النبي 6 فصل عنده ركعتين ، ثم ضع يدك على وجهك ، ثم قال : بسم الله
وبالله هذا أحرج عليك من عين انس أو عين جن ، أو وجع
______________________________________________________
وعلي بن الحكم هو
الذي حدث بهذا الحديث ورواه ، وهو قد عمر عمرا طويلا ، فلعله قد سمع بهذا الحديث
قبل أن يكون ذلك ، فبقي الى أن كان فأدرك كينونته ، فلا يتوهمن أنه انما سمع هذا
الحديث بعد كينونة الامر.
وفي بعض النسخ «
وعهده » بكسر الهاء من باب لبس مكان وعمر ، أي علي بن الحكم هو الذي حدث بهذا
الحديث وأدرك عصر كينونة النهر.
قال في المغرب :
عهدته بمكان كذا لقيته ، ويقال : متى عهدك بفلان أي متى عهدته ، ومنه متى عهدك
بالخف أي يلبسه ، يعني متى لبسته.
في اسماعيل بن جابر
قوله (ع) : هذا أحرج
بفتح الحاء
المهملة وتشديد الراء قبل الجيم على صيغة المتكلم من التحريج بمعنى التضييق تفعيلا
من الحرج وهو الضيق والشدة والمشار اليه بهذا ، وهو المقصود بتوجيه الخطاب نحوه.
تبينه من
التبيينية الاستغراقية في من عين : انس أو جن أو وجع.
__________________
أحرج عليك ، بالذي
اتخذ ابراهيم خليلا وكلم موسى تكليما ، وخلق عيسى من روح القدس ، لما هدأت وطفيت ،
كما طفيت نار ابراهيم ، اطفأ باذن الله اطفأ باذن الله قال : فما عاودته الا مرتين
حتى رجع وجهي ، فما عاد إلي الساعة.
______________________________________________________
ومعنى الكلام
ومغزاه : يا هذا الذي غير هذا الوجه وأصابه وألم به أيا ما كنت من عين انس أو عين
جن ، أو مادة مرض وموجب وجع ، أحرج وأضيق عليك باسم الله وبالله احرج عليك بالله
الذي اتخذ ابراهيم خليلا.
و « لما » بمعنى «
الا » أي أحرج عليك ولا أدعك ولا أذر التحريج والتضييق عليك ، الا اذا هدأت بالهمز
اي سكنت وطفئت ، والنار الهادئة الطافئة هي الساكنة الخامدة.
والتحريج أيضا بمعنى
التحيير تفعيلا من الحيرة ، يقال : حرجت العين تحرج من باب لبس يلبس اذا حارت ،
وبمعنى الزام التحرج وايجابه ، والتحرج المجانبة والتجنب والتجافي والتباعد ، يقال
: تحرج من كذا أي جانبه وتجنبه وتجافى عنه ، وحرجه منه اذا اضطره الى أن يتحرج.
قال في المغرب : وحقيقته
جانب الحرج فيكون حقيقة التحريج اذن الجاؤه الى ان يجانب الحرج.
وفي شرح أبي عبد
الله المازري لصحيح مسلم : تحنث الرجل اذا فعل فعلا خرج به من الحنث ، والحنث
الذنب ، وكذلك تأثم اذا ألقى الا ثم عن نفسة ، ومثله تحرج وتحوب اذا فعل فعلا
يخرجه من الحرج والحوب ، وفلان يتهجد اذا كان يخرج من الهجود ، ويتنجس اذا فعل
فعلا يخرج به من النجاسة.
قوله (ع) : لما هدأت وطفيت
« لما » في هذا
الباب من الكلام بمعنى « الا » للاستثناء ، والمعنى أحرج عليك ولا أدع تحريجي
وتضييقي عليك الا اذا هدات.
٣٥٠ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني جبريل بن أحمد ، عن محمد ابن عيسى ، عن يونس ، عن أبي
الصباح ، قال : سمعت أبا عبد الله 7 يقول : هلك المترئسون في أديانهم ، منهم : زرارة ، وبريد ،
ومحمد بن مسلم ، واسماعيل الجعفي ، وذكر آخر لم أحفظه.
في علباء
بن دراع الاسدى وأبى بصير
٣٥١ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني أحمد بن منصور ، قال : حدثني أحمد بن الفضل ، ابن أبي عمير
، عن شعيب العقرقوفي ، عن أبي بصير
______________________________________________________
وطفئت ، كما طفئت
نار ابراهيم 7 ، يقال : هدأت النار اذا سكنت وخمدت ونار هادئة بالهمز أي ساكنة لينة خامدة ،
وفي دعاء القنوت في صلاة الغفيلة « لما قضيتها » أي أسألك وأسألك ولا أقطع السؤال
والالحاح الا اذا قضيت لي حاجتي.
وكذلك في التنزيل
الكريم ( حَتّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ
لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاّ أَنْ يُحاطَ بِكُمْ ) أي الا أن تغلبوا
فلا تطيقوا ذلك ، أو الا تهلكوا جميعا ، فهو استثناء مفرغ من أعم الاحوال ،
لتأتنني به على كل حال الا حال الاحاطة بكم ، أو من أعم العلل على أن يكون لتأتنني
به في تأويل النفي ، والتقدير لا تمتنعون من الاتيان به الا للإحاطة بكم.
ومنه قولهم :
أقسمت عليك بالله الا فعلت ، أي أقسمت عليك وأقسمت عليك الا اذا فعلت ولا تركت
الاقسام عليك بالله الا اذا فعلت.
فتثبت ولا تتخبط
فامثل القاصرين طريقة من أهل العصر قد تاه به وهمه فذهب فيه حيث شاء.
في علباء بن دراع الاسدى
علباء ـ باهمال
العين المفتوحة واسكان اللام والباء الموحدة والالف الممدودة ـ
__________________
قال : حضرت ـ يعني
علباء الاسدي ـ عند موته فقال لي : ان أبا جعفر 7 قد ضمن لي الجنة فأذكره ذلك.
قال : فدخلت على
أبي جعفر 7 فقال : حضرت علباء عند موته؟ قال : قلت نعم ، فأخبرني أنك ضمنت له الجنة
وسألني أن اذكرك ذلك ، قال : صدق.
قال : فبكيت ، ثم
قلت : جعلت فداك ألست الكبير السن الضرير البصر فاضمنها لي قال : قد فعلت ، قلت :
اضمنها لي على آبائك وسميتهم واحدا واحدا ، قال : قد فعلت ، قلت : فاضمنها لي على
رسول الله 6 قال : قد فعلت ، قلت : اضمنها لي على الله ، قال : قد فعلت.
٣٥٢ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني ابراهيم بن محمد بن فارس ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي
عمير ، عن شهاب بن عبد ربه ، عن أبي بصير ، قال : ان علباء الاسدي ولي البحرين
فافاد سبعمائة ألف دينار ودواب ورقيقا ، قال : فحمل ذلك كله حتى وضعه بين يدي أبي
عبد الله 7.
______________________________________________________
ابن دراع ـ بفتح
الدال المهملة وتشديد الراء ـ الاسدي.
قوله : ان علباء الاسدى ولى
البحرين
الشيخ رحمه
الله تعالى في الاستبصار وفي
التهذيب روى هذا الحديث بأسناده عن ابن أبي عمير ، عن الحكم بن علباء الاسدي .
فقلت في المعلقات
على الاستبصار : الحكم بن علباء لم يجر له ذكر في كتاب الرجال ، والذي ولي البحرين
وجرت له الواقعة هو علباء لا ابنه.
والظاهر المستبين
أن الحكم بن علباء مصحف الحكم عن علبا ، بتصحيف العين بالباء ، والحكم هو الحكم بن
أخي ولاد أبو خلاد الصيرفي الثقة يروي عنه ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى ، أو الحكم
بن أيمن يروي عنه أيضا ابن أبي عمير.
__________________
ثم قال : اني وليت
البحرين لبني أمية ، وأفدت كذا وكذا ، وقد حملته كله إليك وعلمت أن الله عز وجل لم
يجعل لهم من ذلك شيئا وأنه كله لك.
فقال له أبو عبد
الله 7 : هاته ، فوضع بين يديه ، فقال له : قد قبلنا منك ووهبناه لك واحللناك منه
وضمنا لك على الله الجنة ، قال أبو بصير : فقلنا ما بالي وذكر مثل حديث شعيب
العقرقوفي.
______________________________________________________
قوله (ع) : قد قبلنا منك
نص صريح في أنه 7 قد قبل ذلك منه
وقبضه أولا ، ثم من بعد القبول والقبض وهب له ما قبله منه وقبضه ، فهذا تنصيص على
عدم سقوط حصة الامام من الخمس في أبواب المناكح والمساكن والمتاجر فليفقه.
قوله (ع) : وأحللناك منه
أحاديث هذا الباب
كلها وردت بلفظة الاحلال والاباحة وما في معناهما ، وانما مفاد ذلك مجرد اباحة
التصرف قبل اخراج الخمس ، لا سقوط حصة الامام من الخمس في أبواب المناكح والمساكن
والمتاجر في زمان الغيبة ، كما قد أعلن بالتصريح به الشيخ في كتابيه التهذيب
والاستبصار وشيخه الشيخ المفيد في كتبه ، ويتوهم من ظواهر عبارات العلامة والمحقق
الشهيد وجدي المحقق الحكم هناك بالسقوط.
فنحن قد أوضحنا
مرامهم وحققنا القول المعتمد عليه في المذهب في المعلقات على الاستبصار فليتقن.
في أبى
حمزة الثمالى ثابت بن دينار أبى صفية عربى أزدى
٣٥٣ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : سألت علي بن الحسن بن فضال ، عن الحديث الذي روى عن عبد الملك بن
أعين وتسمية ابنه الضريس؟ قال ، فقال : انما رواه أبو حمزة ، وأصيبع من عبد الملك
، خير من أبي حمزة ، وكان أبو حمزة يشرب النبيذ ومتهم به ، الا أنه قال : ترك قبل
موته ، وزعم أن أبا حمزة وزرارة ومحمد بن مسلم ماتوا سنة واحدة بعد أبي عبد الله 7 بسنة أو بنحو منه
، وكان أبو حمزة كوفيا.
______________________________________________________
في أبى حمزة الثمالى ثابت بن
دينار
قوله : وأصيبع من عبد الملك
« أصيبع » بضم
الهمزة وفتح الصاد المهملة واسكان الياء المثناة من تحت قبل الباء الموحدة واهمال
العين أخيرا على تصغير إصبع.
وفي نسخة « إصبع »
من غير التصغير.
والمعنى : سألت
علي بن الحسن بن فضال عن حديث عبد الملك بن أعين في تسمية ابنه ضريسا ، وما فيه من
اساءة الادب بالنسبة الى مولانا الصادق 7 ، فقال : هذا الحديث انما رواه أبو حمزة الثمالي ، وأن
أصيبعا من أصيبعات عبد الملك ابن أعين ، أوان اصبعا من أصابع عبد الملك على ما في
نسخة خير من أبي حمزة الثمالي بتمامه ، فلا يسوغ القدح في مثل عبد الملك بن أعين
برواية أبي حمزة الثمالي.
قال أبو عمرو
الكشي : وكان أبو حمزة يشرب النبيذ ويتهم به ، يعني ان ابن فضال انما قال ذلك في
أبي حمزة لأنه كان يشرب النبيذ أو كان يتهم به ، الا انه ـ أي ابن فضال ـ قال : ان
أبا حمزة ترك شرب النبيذ قبل موته.
قلت : أبو حمزة
الثمالي من الثقات الاجلة ، وان كان عبد الملك بن أعين أجل
__________________
٣٥٤ ـ حدثني علي
بن محمد بن قتيبة أبو محمد ، ومحمد بن موسى الهمداني قالا : حدثنا محمد بن الحسين
بن أبي الخطاب ، قال : كنت أنا وعامر ابن عبد الله بن جذاعة الازدي وحجر بن زائدة
جلوسا على باب الفيل اذ دخل علينا أبو حمزة الثمالي ثابت بن دينار فقال لعامر بن
عبد الله : يا عامر أنت حرشت علي أبا عبد الله 7 فقلت أبو حمزة يشرب النبيذ.
فقال له عامر : ما
حرشت عليك أبا عبد الله 7 ولكن سألت أبا عبد الله 7 عن المسكر ، فقال : كل مسكر حرام ، وقال : لكن أبا حمزة
يشرب ، قال ، فقال أبو حمزة : أستغفر الله منه الان وأتوب اليه.
٣٥٥ ـ حدثني
حمدويه بن نصير ، قال : حدثنا أيوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ،
عن أبي حمزة ، قال : كانت بنية لي سقطت فانكسرت يدها ، فأتيت بها التيمي فأخذها
فنظر الى يدها فقال : منكسرة ، فدخل يخرج الجبائر
______________________________________________________
منه وأوثق ، ولعل
النبيذ الذي كان يتهم بشربه من بعض الانبذة ولم يكن يعرف تحريمها جميعا ، فلما سمع
أن أبا عبد الله 7 قال : كل مسكر حرام نبيذا كان أو غير نبيذ استغفر الله
وتاب اليه من جميع الانبذة.
وما تضمنه الحديث
الذي رواه لا يوجب قدحا في عبد الملك ، فانه من باب كمال القرب وشدة الاختصاص لا
من سوء الادب.
قوله : كانت بنية لى سقطت
فانكسرت يدها
السيد المكرم رضي
الدين علي بن طاوس الحسيني قدس الله تعالى روحه أورد الحديث والدعاء في كتاب مهج
الدعوات فقال : قال أبو حمزة الثمالي رحمه الله تعالى انكسرت يد ابني مرة ، فأتيت به يحيى ابن عبد الله المجبر ،
فنظر اليه فقال : أرى كسرا قبيحا ، ثم صعد غرفته ليجيء بعصابة ورفادة. فذكرت في
ساعتي تلك دعا علي بن الحسين زين العابدين 8 ، فأخذت
وأنا على الباب
فدخلتني رقة على الصبية فبكيت ودعوت ، فخرج بالجباير فتناول بيد الصبية فلم يربها
شيئا ، ثم نظر الى الاخرى فقال : ما بها شيء ، قال : فذكرت ذلك لأبي عبد الله 7 فقال : يا أبا حمزة
وافق الدعاء الرضاء فاستجيب لك في أسرع من طرفة عين.
______________________________________________________
يد ابني فقرأت
عليه ومسحت الكسر ، فاستوى الكسر باذن الله.
فنزل يحيى بن عبد
الله ولم ير شيئا فقال : ناولني اليد الاخرى فلم ير كسرا ، فقال : سبحان الله أليس
عهدي به كسرا قبيحا فما هذا؟ أما أنه ليس بعجب من سحركم معاشر الشيعة!
فقلت : ثكلتك أمك
ليس هذا بسحر ، بل اني ذكرت دعاء سمعته من مولاي علي بن الحسين 8 فدعوت به فقال :
علمنيه فقلت : ابعد ما سمعت ما قلت لا ولا نعمة عين لست من أهله.
قال حمران بن أعين
فقلت لأبي حمزة نشدتك بالله الا ما أوردتناه فقال : سبحان الله ما ذكرت ما قلت الا
أنا أفيدكم اكتبوا : بسم الله الرحمن الرحيم يا حي قبل كل حي ، يا حي بعد كل حي
الدعاء بطوله الى آخره .
قلت : ونحن في
المعلقات على مهج الدعوات أوردنا لهذا الدعاء اعتصاما يقرء قبله فليؤخذ من هناك.
قوله (ع) : وافق الدعاء
الرضاء
أي وافق الدعاء
ارادة الله تعالى ومشيته لطلبتك ، ورضاه عز وجل بها لخيريتها التي تتوضاها العناية
الاولى في انساق نظام الكل ، وموافاتها حد سلسلة الاسباب المترتبة المتأدية اليها
في ترتيب نظام الوجود ، فاستجيب لك في أسرع من طرفة عين.
__________________
٣٥٦ ـ حدثني محمد
بن اسماعيل ، قال : حدثنا الفضل ، عن الحسن بن محبوب ، عن على بن أبي حمزة ، عن
أبي بصير ، قال : دخلت على أبي عبد الله 7 فقال : ما فعل أبو حمزة الثمالي؟ قلت : خلفته عليلا ، قال
: اذا رجعت اليه فأقرئه مني السلام واعلمه أنه يموت في شهر كذا في يوم كذا.
قال أبو بصير : قلت
جعلت فداك والله لقد كان فيه انس وكان لكم شيعة ، قال : صدقت ما عندنا خير لكم من
شيعتكم معكم قال : ان هو خاف الله وراقب نبيه وتوقى الذنوب ، فاذا هو فعل كان معنا
في درجتنا ، قال علي : فرجعنا تلك السنة فما لبث أبو حمزة الا يسيرا حتى توفي.
٣٥٧ ـ وجدت بخط
أبي عبد الله محمد بن نعيم الشاذاني ، قال : سمعت الفضل ابن شاذان ، قال : سمعت
الثقة ، يقول : سمعت الرضا 7 يقول : أبو حمزة الثمالي في زمانه كلقمان في زمانه ، وذلك
أنه قدم أربعة منا ؛ على بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وبرهة من عصر
موسى بن جعفر 7 ، ويونس بن عبد الرحمن كذلك هو سلمان في زمانه.
______________________________________________________
وهذا اشارة منه 7 الى كنه مسألة
استجابة الدعاء ، وذلك من غامضات المسائل في علم ما فوق الطبيعة ، والقبس العاشر
من كتابنا القبسات ، حيز البحث عن مر الحق في ذلك على السبيل القويم والصراط
المستقيم ، وأنه بتحقيق حق القول هنالك لزعيم.
قوله (ع) : قال صدقت ما
عندنا خير لكم من شيعتكم
يعني ما عندنا خير
لكم وأصلح لشأنكم من أن يكون معكم شيعتكم ، اي أصحابكم ومشاركوكم في دين التشيع ،
ولا يكون معكم أحد من مخالفيكم في الدين ثم قال 7 : ان هو خاف الله وراقبه ونبيه ، يعني ان كان الذي معكم من
شيعتكم ممن قد خاف الله وراقبه وراقب نبيه وتوقى الذنوب ، أي وذكر الله تعالى ورآه
في عقبة
بن بشير الاسدى
٣٥٨ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا ايوب بن نوح ، قال : اخبرنا حنان ابن عقبة بن بشير الاسدي
، قال : دخلت على أبي جعفر 7 فقلت له : اني في الحسب الضخم من قومي ، وان قومي كان لهم
عريف فهلك فأرادوا ان يعرفوني عليهم فما ترى لي؟
قال ، فقال أبو
جعفر 7 : تمن علينا بحسبك أن الله تعالى رفع بالايمان من كان الناس سموه وضيعا اذا
كان مؤمنا ، ووضع بالكفر من كان يسمونه شريفا اذا كان كافرا ، فليس لأحد على أحد
فضل الا بتقوى الله.
واما قولك ان قومي
كان لهم عريف فهلك فأرادوا أن يعرفوني عليهم : فان كنت تكره الجنة وتبغضها فتعرف
على قومك يأخذ سلطان جائر بامرئ مسلم يسفك دمه فتشركهم في دمه ، وعسى ان لا تنال
من دنياهم شيئا.
في اسلم
المكى مولى محمد بن الحنفية (ع)
٣٥٩ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثني أيوب بن نوح ، قال : حدثنا صفوان ابن يحيى ، عن عاصم بن حميد
، عن سلام بن سعيد الجمحي ، قال : حدثنا أسلم مولى محمد بن الحنفية ، قال : كنت مع
أبي جعفر 7 جالسا مسندا ظهري الى زمزم ، فمر علينا محمد بن عبد الله بن الحسن وهو يطوف
بالبيت ، فقال أبو جعفر : يا أسلم أتعرف هذا الشاب؟ قلت : نعم هذا محمد بن عبد
الله بن الحسن.
______________________________________________________
رقيبا عليه وكذلك
نبيه 7 ، كما قد ورد في الحديث ان أعمال الامة تعرض عليه 6
وفي المغرب : رقبه
رقبة انتظره من باب طلب وراقبه مثله ، ومنه راقب الله اذا خافه ، لان الخائف يرقب
العقاب ويتوقعه .
وفي بعض النسخ :
وان هو خاف الله وراقب نبيه ، والأصحّ الاول.
__________________
قال : أما أنه
سيظهر ويقتل في حال مضيعة ، ثم قال : يا أسلم لا تحدث بهذا الحديث أحدا فانه عندك
أمانة ، قال : فحدثت به معروف بن خربوذ وأخذت عليه مثل ما أخذ علي.
قال : وكنا عند
أبي جعفر 7 غدوة وعشية أربعة من أهل مكة فسأله معروف عن هذا الحديث ، فقال : أخبرني عن
هذا الحديث الذي حدثنيه فأني أحب أن أسمعه منك ، قال : فالتفت الى أسلم ، فقال له
أسلم : جعلت فداك أني أخذت عليه مثل الذي أخذته علي ، قال ، فقال أبو جعفر 7 : لو كان الناس
كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكا ، والربع الاخر أحمق.
٣٦٠ ـ حمدويه ،
قال : حدثني محمد بن عبد الحميد ، عن يونس بن يعقوب قال : سئل أسلم المكي ، عن قول
محمد بن الحنفية ، لعامر بن واثلة : لا تبرح مكة حتى تلقاني أو صار أمرك أن تأكل
القضة؟ فقال أسلم تعجبا : مما روى عن محمد يا نظر الخياط وهو معهم.
وقال : ألست
شاهدنا حين حدثنا عامر بن واثلة أن محمد بن الحنفية قال له يا عامر ان الذي ترجو
انما خروجه بمكة ، فلا تبرحن مكة حتى تلقي الذي تحب ، وان صار أمرك الى أن تاكل
القضة ، ولم يكن على ما روي أن محمدا قال لا تبرح حتى تلقاني.
______________________________________________________
في اسلم المكى مولى محمد بن
الحنفية
قوله : أن تأكل القضة
القضة بكسر القاف
وتخفيف الضاد المعجمة كعضة من أضعف النبات.
قال في الصحاح :
قضة مخففة نبت ينبت في السهل .
__________________
في الكميت
بن زيد
٣٦١ ـ حدثني
حمدويه وابراهيم ، قالا : حدثنا محمد بن عبد الحميد العطار ، عن أبي جميلة ، عن
الحارث بن المغيرة ، عن الورد بن زيد ، قال قلت لأبي جعفر 7 : جعلنى الله
فداك قدم الكميت ، فقال : أدخله ، فسأله الكميت عن الشيخين؟ فقال له أبو جعفر 7 : ما أهريق دم
ولا حكم يحكم غير موافق لحكم الله وحكم النبي 6 وحكم علي 7 الا وهو في أعناقهما ، فقال الكميت : الله اكبر الله اكبر
حسبي حسبي.
٣٦٢ ـ طاهر بن
عيسى ، قال : حدثني جعفر بن أحمد ، قال : حدثني أبو الحسين صالح بن أبي حماد
الرازي ، قال : حدثنا محمد بن الوليد الخراز ، عن يونس بن يعقوب ، قال : أنشد
الكميت أبا عبد الله شعره :
أخلص الله في
هواى فما أغر
|
|
ق نزعا وما تطيش
سهامى
|
______________________________________________________
وفي القاموس :
القضة كعدة نبتة .
واما تفسيرها
بصغار الحصى فلست أجد له مأخذا ، وما جاء بمعنى الصغار من الحصى ، فبالتشديد من
المضاعف.
في القاموس :
القضة بالكسر عذرة الجارية ، وأرض ذات حصى ، أو منخفضة وترابها رمل ، والى جانبها
متن مرتفع ، والحصى الصغار وتفتح في الكل .
وفي النهاية :
القض كبار الحصى والقضيض صغارها .
في الكميت بن زيد
قوله : فما أغرق نزعا الخ
اغراق النازع
وتغريقه في القوس بمعنى ، وهو استيفاء مدها.
__________________
______________________________________________________
في مجمل اللغة :
أغرقت النبل مددته غاية المد.
وفي القاموس :
أغرق النازع في القوس اغراقا استوفي مدها كغرق فيها تغريقا ، ونزع في القوس نزعا
ونزوعا مدها ، وعاد السهم الى النزعة رجع الحق الى أهله. والطيش النزق والخفة
وذهاب العقل وجواز السهم الهدف ومجاوزته اياه يقال : طاش يطيش فهو طائش وطياش قاله
صاحب القاموس وغيره .
ثم في أكثر النسخ
أخلص الله في هواي فما أغرق نزعا وما تطيش سهامي ، على صيغة الماضي بفتح همزة
القطع من باب الافعال ورفع « الله » على الفاعلية ، وادخال الهمزة المضمومة والغين
الساكنة من صيغة أغرق للمتكلم من الاغراق ، في المصراع الاول وابتداء المصراع
الثاني من الراء المكسورة والقاف.
فاعترض عليه أبو
عبد الله 7 وقال له : لا تقل هكذا ، بل قل قد مكان « ما » وأما أن « قد » التحقيقية انما
يكون مدخولها الماضي دون المضارع ، فاكثري لا تأتي على اللزوم والوجوب.
وفي طائفة من
النسخ « أخلص لله » على المتكلم من خلص يخلص خالصة وخلوصا ، فيتغير تقطيع الوزن من
فاعلاتن الى مفتعلاتن.
وفي التنزيل
الكريم ( وَالنّازِعاتِ غَرْقاً ) صفة ملائكة الموت
، فانهم ينزعون أرواح الكفار والفجار من أعماق أبدانهم وأقاصيها وأناملها وأظفارها
غرقا ، أي اغراقا شديدا في النزع ، لشدة توغلهم في علائق الاجساد وغواشي الابدان ،
أو صفة النفوس الفاضلة حال المفارقة ، فانها تنزع علاقتها عن الابدان بالارادة
والطبيعة غرقا أي نزعا شديدا لشدة اعتلاقها بعالم الملكوت ، وكمال تبالغها في
النشاط بالسباق
__________________
فقال أبو عبد الله
7 : لا تقل هكذا ولكن قل ـ قد أغرق نزعا وما تطيش سهامي.
٣٦٣ ـ نصر بن صباح
، قال : حدثني اسحاق بن محمد البصري ، قال : حدثني محمد بن جمهور العمي ، قال :
حدثنا موسى بن بشار الوشّاء ، عن داود بن النعمان ، قال : دخل الكميت فأنشده ،
وذكر نحوه ثم قال في آخره : ان الله عز وجل
______________________________________________________
الى حظائر القدس.
أو صفة النجوم
وسائر المتحركات بحركة الفلك الاقصى ، فانها تنزع من المشرق الى المغرب غرقا شديدا
في النزع من كمال السرعة ، فانها تقطع من مقعر الفلك الاقصى من مقدار ما يقول
الانسان واحده باسكان الدال ، ألفا وسبعمائة واثنتين وثلاثين فرسخا ، والله سبحانه
يعلم ما يقطعه من محدبه وقتئذ.
وقد أوردنا برهان
ذلك في كتاب قبسات الحق اليقين ، وفي المعلقات على زبور آل محمد عليه وعليهم
السلام والتسليم.
قوله : محمد بن جمهور العمى
في كتاب النجاشي :
محمد بن جمهور العمي .
وفي الفهرست :
محمد بن الحسن بن جمهور العمي البصري ، له كتب جماعة قد عدها وعد منها الرسالة
المذهبة عن الرضا 7 ، وهي الرسالة المكرمة الرضوية المعروفة بالذهبية في الطب ، عملها 7 للمأمون اجابة
لالتماسه .
والعمي باهمال
العين المفتوحة وتشديد الميم ، نسبة الى قبيلة بني العم.
قال في جامع
الاصول : العمي بفتح العين وتشديد الميم منسوب الى مرة بن
__________________
يحب معالي الامور
ويكره سفسافها.
فقال الكميت : يا
سيدي أسألك عن مسألة وكان متّكئا فاستوى جالسا وكسر في صدره وسادة ثم قال : سل ،
فقال : أسألك عن الرجلين؟ فقال : يا كميت بن زيد ما أهريق في الإسلام محجمة من دم
، ولا اكتسب مال من غير حله ، ولا نكح فرج حرام الا وذلك في أعناقهما الى يوم يقوم
قائمنا ، ونحن معاشر بني هاشم نأمر
______________________________________________________
وائل بن عمرو بن
مالك بن فهم بن غنم بن دوس ، ويقال لولده مرة : بنو العم والنسب اليهم العمي.
قوله : ان الله عز وجل يحب
معالى الامور ويكره سفسافها
وفي كلام الحكماء
خير الامور في عالم المحسوس أوسطها ، وفي عالم المعقول أعلاها.
قال ابن الاثير في
النهاية : في الحديث « ان الله يحب معالي الامور ويبغض سفسافها » وفي حديث آخر «
ان الله رضي لكم مكارم الاخلاق وكره لكم سفسافها ».
السفساف : الامر
الحقير والردي من كل شيء ، وهو ضد المعالي والمكارم وأصله ما يطير من غبار الدقيق
اذا نخل والتراب اذا اثير.
وفي حديث فاطمة
بنت قيس « اني أخاف عليك سفاسفه » هكذا أخرجه أبو موسى في السين والفاء ولم يفسره
، وقال : ذكره العسكري بالفاء والقاف ولم يورده أيضا في السين والقاف.
والمشهور المحفوظ
في حديث فاطمة انما هو « اني أخاف عليك قسقاسته » بالقافين قبل السينين ، فأما
سفاسفه بالفاء فلا أعرفه .
قوله (ع) : ما أهريق في
الإسلام محجمة من دم
« أهريق » بضم
الهمزة وفتح الهاء على ما لم يسم فاعله من باب الافعال ، و
__________________
كبارنا بسبهما
والبراءة منهما.
٣٦٤ ـ نصر بن
الصباح ، قال : حدثني أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري ، قال : حدثني جعفر بن محمد
بن الفضيل ، قال : حدثني جعفر بن علي الهمداني ، قال : حدثني درست بن أبي منصور ،
قال : كنت عند أبي الحسن موسى 7 وعنده الكميت ابن زيد ، فقال للكميت أنت الذي تقول : فالآن
صرت على أمية والامور الى مصائر؟ قال : قد قلت ذاك فو الله ما رجعت عن أيمان واني
لكم لموال ولعدوكم لقال ولكني قلته على التقية ، قال : أما لئن قلت ذلك أن التقية
تجوز في شرب الخمر.
______________________________________________________
الجمع بين العوض
وهي الهاء والمعوض عنها وهي الهمزة واسكان الهاء لغة نقلها الجوهري وغيره.
و « محجمة من دم »
مرفوعة على الاقامة مقام الفاعل.
وهنالك تفصيل
أوردناه في المعلقات على الفقيه ، وفي المعلقات على الاستبصار.
قوله (ع)
: ان التقية تجوز في شرب الخمر
روايات أصحابنا
وأقوالهم في جواز التقية في شرب الخمر وعدمها مختلفة ، فالصدوقان رضوان الله تعالى
عليها قالا : بالمنع ، فعندهما لا تقية في شرب الخمر ، ولا في المسح على الخفين ،
ولا في متعة الحج ، كما لا تقية في الدماء ، والشيخ وأتباعه 4 تعالى قالوا
بالجواز عند مخافة القتل.
قال شيخنا الشهيد
في الذكرى : قال الصدوقان : عن العالم 7 ثلاث لا أتقي فيهن أحدا ، شرب المسكر والمسح على الخفين
ومتعة الحج ؛ وهو في الكافي والتهذيب بسند صحيح عن زرارة قال : قلت له : أفي مسح
الخفين تقية؟ قال : ثلاث لا أتقي فيهن أحدا : شرب المسكر ومسح الخفين ومتعة الحج ،
وتأوله زرارة ـ ; ـ بنسبته الى نفسه 7 ، ولم يقل الواجب عليكم أن لا تتقوا فيهن أحدا ، وتأوله
__________________
٣٦٥ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، عن العباس ابن عامر القصباني ، وجعفر بن
محمد بن حكيم ، قال : حدثنا ابان بن عثمان ، عن عقبة بن بشير الاسدي ، عن كميت بن
زيد الاسدي ، قال : دخلت على أبي جعفر 7 فقال : والله يا كميت لو أن عندنا مالا أعطيناك منه ، ولكن
لك ما قال رسول الله 6 لحسان : لا يزال معك روح القدس ما ذببت عنا.
______________________________________________________
الشيخ بالتقية
لأجل مشقة يسيرة لا تبلغ الى الخوف على النفس أو المال ، لما مر من جواز ذلك
للتقية.
قلت : ويمكن أن
يقال : ان هذه الثلاث لا يقع الانكار فيها من العامة غالبا ، لأنهم لا ينكرون متعة
الحج وأكثرهم يحرم المكسر ، ومن خلع خفه وغسل رجليه فلا انكار عليه ، والغسل أولى
منه عند انحصار الحال فيهما ، وعلى هذا يكون نسبته الى غيره كنسبته الى نفسه 7 في أنه لا تقية
فيه ، واذا قدر خوف ضرر نادر جازت التقية انتهى كلام الذكرى .
قلت : فاذن قول
أبي الحسن 7 للكميت يحتمل أن يكون على وجوه ثلاثة : الاول : على مذهب الصدوقين أنه 7 قال له : انك اذا
قلت ذلك على التقية وجازت التقية في زعمك في ذلك فيلزمك أن يكون عندك أنه تجوز
التقية في شرب الخمر فان ذلك أكبر اثما عند الله وأعظم مفسدة في الدين من شرب
الخمر.
الثاني : على مسلك
الذكرى كأنه 7 يقول : كما لا يصح أن التقية يجوز في شرب الخمر ، اذ من المعلوم أنه ليس يقتل
أحد أحدا على اجتناب شرب الخمر كذلك لا يصح جواز التقية فيما قلت ، فانك لو كنت لم
تقل ما قلت ولم تمدح بني أمية بما مدحت لم يكن أحد يقتلك على ذلك أو يأخذ منك مالا
، فقوله 7 « ان التقية تجوز في شرب الخمر » على هذين الوجهين مصبوب في قالب الانكار ،
أو الاستفهام الانكاري.
__________________
٣٦٦ ـ حدثني
حمدويه بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن حنان ، عن عبيد بن زرارة ، عن
أبيه ، قال : دخل الكميت بن زيد على أبي جعفر 7 وأنا عنده ، فأنشده : من لقب متيم مستهام ، فلما فرغ منها
قال للكميت : لا تزال مؤيدا بروح القدس ما دمت تقول فينا.
______________________________________________________
الثالث : على قول
الشيخ وأتباعه يعني 7 : انك اذا قلت ذلك على التقية فلا جناح عليك ، فان التقية
تجوز في شرب الخمر اذا ما خيف على النفس أو المال وكذلك تجوز فيما قلته ، وعلى هذا
فالكلام في سياق الاثبات والتقرير دون الانكار والتعيير ، وهذا أبعد الوجوه
فليعرف.
قوله : من لقلب متيم مستهام
هذا اول مصراعي
المطلع ووزن تقطيعه فاعلاتن مفاعلن ، فتجب مراعاتها في سائر الابيات على ما قد
وقعت فيها من الزحافات.
و « المتيم » بفتح
التاء المثناه من فوق وتشديد الياء المثناة من تحت على اسم المفعول من باب التفعيل
، يقال : تيمه الحب وتامه أيضا.
قال في الصحاح :
معنى تيم الله عبد الله ، وأصله من قولهم تيمه الحب أي عبده وذلّله ، فهو متيم
ويقال : أيضا تامته .
وفي أساس البلاغة
: هو تيم الله أي عبد الله ، ومن المجاز تامت فلانة قلبه وتيمته وهو متيم ، وقرأت
شعر المتيمين .
و « المستهام »
اسم المفعول من باب الاستفعال من هام يهيم هيما وهيمانا اذا تحير من الحب والعشق.
في القاموس :
والهيام بالضم كالجنون من العشق وقلب مستهام هايم .
__________________
٣٦٧ ـ علي بن محمد
بن قتيبة ، قال. حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان ، قال : حدثنا أبو الشيخ عبد الله
بن مروان الجواري ، قال : كان عندنا رجل من عباد الله الصالحين ، وكان راوية شعر
الكميت يعني الهاشميات ، وكان سمع ذلك منه ، وكان عالما بها ، فتركه خمسا وعشرين
سنة لا يستحل روايته وانشاده ثم عاد فيه ، فقيل له : ألم تكن زهدت فيها وتركتها؟
فقال : نعم ولكني رأيت رؤيا دعتني الى العود فيه.
فقيل له : وما
رأيت؟ قال : رأيت كأن القيامة قد قامت ، وكأنما أنا في المحشر فدفعت إلي مجلة ،
قال أبو محمد : فقلت لأبي الشيخ : وما المجلة؟ قال : الصحيفة ، قال : فنشرتها فاذا
فيها : بسم الله الرحمن الرحيم أسماء من يدخل الجنة من محبي علي بن أبي طالب ، قال
: فنظرت في السطر الاول فاذا أسماء قوم لم أعرفهم ، ونظرت في السطر الثاني فاذا هو
كذلك ، ونظرت في السطر الثالث أو الرابع فاذا فيه والكميت ابن زيد الاسدي ، قال :
فذلك دعاني الى العود فيه.
في الحكم
بن عيينة
٣٦٨ ـ حدثني أبو
الحسن وأبو اسحاق حمدويه وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا الحسن بن موسى الخشاب
الكوفي ، عن جعفر بن محمد بن حكيم ، عن ابراهيم بن عبد الحميد ، عن عيسى بن أبي
منصور ، وأبي أسامة ، ويعقوب الاحمر قالوا : كنا جلوسا عند أبي عبد الله 7 فدخل زرارة بن
أعين ، فقال له : ان الحكم ابن عيينة روى عن أبيك أنه قال له : صل المغرب دون
المزدلفة ، فقال له أبو عبد الله 7 بأيمان ثلاثة : ما قال أبي هذا قط ، كذب الحكم بن عيينة
على أبي 7.
______________________________________________________
وفي الاساس : رجل
هيمان عطشان وقوم هيمي ، وقد هام يهيم ، وابل هيام عطاش وبها هيام ، ومن المجاز
وهو هايم بفلانه ومستهام ، وقد هام بها وتهيمته ، وبه هيام وهو الجنون من العشق .
__________________
٣٦٩ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد بن فيروزان القمي ، قال : أخبرني محمد بن أحمد
بن يحيى ، عن العباس بن معروف ، عن الحجال ، عن أبي مريم الانصاري ، قال ، قال لي
أبو جعفر 7 : قل لسلمة بن كهيل والحكم ابن عيينة شرقا أو غربا لن تجدا علما صحيحا إلا
شيئا خرج من عندنا أهل البيت.
٣٧٠ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن فضال ، قال : حدثني العباس بن عامر ،
وجعفر بن محمد بن حكيم ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا جعفر 7 عن شهادة ولد
الزنا أتجوز؟ قال : لا ، فقلت : ان الحكم بن عيينة يزعم أنها تجوز ، فقال : اللهم
لا تغفر ذنبه ، قال الله للحكم ( إِنَّهُ لَذِكْرٌ
لَكَ وَلِقَوْمِكَ ) فليذهب الحكم يمينا وشمالا ، فو الله لا يوجد العلم الا في
أهل بيت نزل عليهم جبريل 7.
وحكي عن علي بن
الحسن بن فضال أنه قال : كان الحكم من فقهاء العامة ، وكان أستاذ زرارة وحمران
والطيار قبل أن يروا هذا الامر ، وقيل : انه كان مرجيا.
في أبى
الفضل سدير بن حكيم وعبد السلام بن عبد الرحمن
٣٧١ ـ حدثنا محمد
بن مسعود ، قال : حدثنا علي بن محمد بن فيروزان ، قال : حدثني محمد بن أحمد بن
يحيى ، عن ابراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن محمد بن عذافر ، عن ابي عبد
الله 7 قال : ذكر عنده سدير فقال : سدير عصيدة بكل لون.
______________________________________________________
في أبى الفضل سدير بن حكيم
وعبد السلام بن عبد الرحمن
قوله : سدير عصيدة بكل لون
يحتمل الحمل على
المدح وعلى الذم ، والعصيدة في الاصل رقيق يلت بالسمن ويطبخ قاله ابن الاثير في
النهاية .
__________________
٣٧٢ ـ حدثنا علي
بن محمد القتيبي ، قال : حدثنا الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن بكر بن محمد
الازدي ، قال : وزعم لي زيد الشحام ، قال : اني لا طوف حول الكعبة وكفي في كف أبي
عبد الله 7 فقال : ودموعه تجري على خديه ، فقال : يا شحام ما رأيت ما صنع ربي إلي ، ثم
بكى ودعا ، ثم قال لي : يا شحام اني طلبت الى الهي في سدير وعبد السلام بن عبد
الرحمن وكانا في السجن فوهبهما لي وخلي سبيلهما.
______________________________________________________
وقال ابن فارس في
مجمل اللغة : وسميت بذلك لأنها تعصد أي تلفت وتلوي ، ومنه قيل : للذي يلوي رأسه
عاصد.
قوله : وزعم لى زيد الشحام
من الزعامة بمعنى
الضمان والكفالة ، أي وضمن وتكفل لي صحة ما يرويه ومنه في حديث علي 7 « ذمتي رهينة ( وَأَنَا
بِهِ زَعِيمٌ ) » أي كفيل.
أو من الزعم بمعنى
التكلم والتحدث على سبيل الظن أو الشك دون الجزم واليقين ، أي وحدثني به وهو شاك
في أنه في سدير وعبد السلام أو في حق غيرهما ، او يعلم أن أحدهما سدير وليس يستيقن
أن الاخر منهما عبد السلام بن عبد الرحمن أو غيره.
في معروف
بن خربوذ المكى
٣٧٣ ـ ذكر أبو
القاسم نصر بن الصباح ، عن الفضل بن شاذان ، قال : دخلت على محمد بن أبي عمير ،
وهو ساجد فأطال السجود ، فلما رفع رأسه وذكر له طول سجوده ، قال : كيف ولو رأيت
جميل بن دراج؟ ثم حدثه أنه دخل على جميل بن دراج فوجده ساجدا فأطال السجود جدا
فلما رفع رأسه : قال محمد بن أبى عمير أطلت السجود ، فقال : لو رأيت معروف بن
خربوذ.
٣٧٤ ـ طاهر بن
عيسى ، قال : وجدت في بعض الكتب عن محمد بن الحسن ، عن اسماعيل بن قتيبة ، عن أبي
العلاء الخفاف ، عن أبي جعفر 7 قال قال أمير المؤمنين 7 : أنا وجه الله أنا جنب الله ، وأنا الاول ، وأنا الاخر ،
وأنا الظاهر ، وأنا الباطن ، وأنا وارث الارض ، وأنا سبيل الله وبه عزمت عليه ،
فقال معروف بن خربوذ : ولها تفسير غير ما يذهب فيها أهل الغلو.
٣٧٥ ـ جعفر بن
معروف ، قال : حدثنا محمد بن الحسين ، عن جعفر بن
______________________________________________________
في معروف بن خربوذ المكى
قوله : جعفر بن معروف
الطريق صحي بعبد
الله بن بكير ، فانه وان كان فطحيا فهو من اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم ،
فما قاله السيد بن طاوس من القدح في الطريق بابن بكير لفطحيته وبجعفر بن معروف ،
لطعن ابن الغضائري فيه لا تعويل عليه.
وقد أسمعناك فيما
سلف أن جعفر بن معروف الذي قال ابن الغضائري أن في مذهبه ارتفاعا ، هو أبو الفضل
السمرقندي يروي عنه العياشي ، وجعفر بن معروف هذا الذي يروي عنه أبو عمرو الكشي ،
هو أبو محمد بن أهل كش كان وكيلا مكاتبا ، وهو من المشيخة الاجلاء لا غميزة فيه
اصلا.
بشير ، عن ابن
بكير ، عن محمد بن مروان ، قال : كنت قاعدا عند أبي عبد الله 7 أنا ومعروف بن
خربوذ ، فكان ينشدني الشعر وأنشده ويسألني وأسأله وأبو عبد الله 7 يسمع ، فقال أبو
عبد الله 7 : ان رسول الله 6 قال : لان يمتلي جوف الرجل قيحا خير له من أن يمتلي شعرا ،
فقال معروف : انما يعنى بذلك الذي يقول الشعر فقال : ويلك أو ويحك قد قال ذلك رسول
الله 6.
٣٧٦ ـ طاهر قال :
حدثني جعفر ، قال : حدثني الشجاعي ، عن محمد بن الحسين ، عن سلام بن بشير الرياني
، وعلي بن ابراهيم التيمي ، عن محمد الاصبهاني ، قال : كنت قاعدا مع معروف بن
خربوذ بمكة ونحن جماعة ، فمر بنا قوم على حمير معتمرون من أهل المدينة ، فقال لنا
معروف : سلوهم هل كان بها خبر؟ فسألناهم فقالوا : مات عبد الله بن الحسن ،
فأخبرناه بما قالوا.
قال ، فلما جاوزوا
مر بنا قوم آخرون ، فقال لنا معروف : فسئلوهم هل كان بها خبر فسألناهم فقالوا :
كان عبد الله بن الحسن أصابته غشية وقد أفاق ، فاخبرناه بما قالوا.
فقال : ما أدري ما
يقول هؤلاء وأولئك ، أخبرني ابن المكرمة ـ يعني أبا عبد الله 7 ـ ان قبر عبد الله
بن الحسن وأهل بيته على شاطئ الفرات ، قال فحملهم أبو الدوانيق فقبروا على شاطئ
الفرات.
في الفضيل
بن يسار
٣٧٧ ـ حدثنا
حمدويه وابراهيم ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن ابراهيم ابن عبد الله ، قال :
كان أبو عبد الله 7 اذا رأى الفضيل بن يسار قال : ( بَشِّرِ
الْمُخْبِتِينَ )
______________________________________________________
قوله : عن محمد بن مروان
هو محمد بن مروان
البصري من ولد أبي الاسود الدؤلي على ما ستعرفه في ترجمته من ذي قبل.
من أحب أن ينظر
رجلا من أهل الجنة فلينظر الى هذا.
٣٧٨ ـ ابراهيم بن
محمد بن عباس ، قال : حدثني أحمد بن ادريس المعلم القمي ، قال : حدثني محمد بن
أحمد بن يحيى قال : حدثني الحسن بن علي بن النعمان ، عن العباس بن عامر ، عن أبان
بن عثمان ، عن فضيل بن عثمان ، قال : قال أبو عبد الله 7 : ان الارض لتسكن
الى الفضيل بن يسار.
٣٧٩ ـ الحسين ، عن
محمد بن خالد البرقي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ابن سالم ، عن فضيل بن يسار ،
قال : قلت لأبي عبد الله 7 : ما يمنعني من لقائك الا اني ما أدري ما يوافقك من ذلك؟
قال ، فقال : ذلك خير لك.
٣٨٠ ـ عبد الله بن
محمد ، قال : حدثني الحسن بن علي الوشاء ، عن خلف بن حماد عن رجل ، عن أبي جعفر 7 قال : كان أبو
جعفر 7 اذا دخل عليه الفضيل ابن يسار يقول : بخ بخ ( بَشِّرِ
الْمُخْبِتِينَ ) ، مرحبا بمن تأنس به الارض.
حدثني علي بن محمد
بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، ومحمد بن مسعود ، قال : كتب إلي الفضل بن شاذان ،
عن ابن أبي عمير ، عن عدة من أصحابنا ، قال : كان أبو عبد الله 7 اذا نظر الى
الفضيل بن يسار مقبلا قال : ( بَشِّرِ
الْمُخْبِتِينَ ). وكان يقول : ان فضيلا من أصحاب أبي ، وأني لأحب الرجل أن
يحب أصحاب أبيه.
٣٨١ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن محمد بن علي الهمداني ، عن علي بن اسماعيل التيمي
، قال : حدثني ربعي بن عبد الله ، قال : حدثني غاسل الفضيل بن يسار ، قال : اني
لأغسل الفضيل بن يسار وأن يده لتسبقني الى عورته ، فخبرت بذلك أبا عبد الله 7 فقال لي : رحم
الله الفضيل بن يسار ، وهو منا أهل البيت.
٣٨٢ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا العبيدي ، عن ابن أبي عمير ، عن اسماعيل البصري ، عن أبي
غيلان ، قال : أتيت الفضيل بن يسار ، فأخبرته أن محمدا وابراهيم ابني عبد الله بن
الحسن قد خرجا ، فقال لي : ليس أمرهما بشيء قال :
فصنعت ذلك مرارا ،
كل ذلك يرد علي مثل هذا الرد.
قال ، قلت : رحمك
الله قد أتيتك غير مرة أخبرك فتقول ليس أمرهما بشيء أفبرأيك تقول هذا؟ قال ، فقال
: لا والله ، ولكن سمعت أبا عبد الله 7 يقول : ان خرجا قتلا.
في محمد
بن مروان البصرى
٣٨٣ ـ حكى العباسي
عن علي بن الحسن بن فضال ، قال : كان محمد بن مروان يسكن البصرة وكان أصله الكوفة
، وليس هو الذي روى تفسير الكلبي ، ذلك يسمى محمد بن مروان السدي.
وقال حمدويه :
حدثني بعض من رأيته قال : محمد بن مروان من ولد أبي الاسود الدؤلي.
______________________________________________________
في محمد بن مروان البصرى
محمد بن مروان
البصري ذكره الشيخ في أصحاب أبي جعفر الباقر ، وفي أصحاب أبي عبد الله الصادق 8 وقال : حدث عنه
أسيد بن زيد .
والذهبي في مختصره
قال : محمد بن مروان الذهلي الكوفي ، أبو جعفر عن أبي حازم الاشجعي ، وعنه أبو
أحمد الزبيري وأبو نعيم ، وذكر أيضا محمد بن مروان بن قدامة أبو بكر العقيلي
العجلي البصري ، عن يونس بن عبيد.
قوله : من ولد أبى الاسود
الدؤلى
الدؤلي ـ بضم
الدال وفتح الهمزة ـ نسبة الى دؤل بضم الدال وكسر الهمزة وفتحها في النسبة من
تغييرات النسب ، واسم أبي الاسود الدئلي في الاشهر عند الاكثر ظالم بن عمرو الدؤلي
المنسوب الى الدؤل بن عبد مناة بن كنانة.
__________________
______________________________________________________
قال في المغرب :
أبو حاتم سمعت الاخفش يقول : الدؤل بضم الدال وكسر الواو المهموزة ، دويبة صغيرة
شبيهة بابن عروس ، قال : ولم أسمع بفعل في الاسماء والصفات غيره ، وبه سميت قبيلة
أبي الاسود الدؤلي ، وانما فتحت الهمزة استثقالا للكسرة مع ياءي النسب كالنمري في
نمر.
والدول بسكون
الواو غير مهموز الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب ، واليهم ينسب الدولي.
والديل بكسر الدال
في تغلب وفي عبد القيس أيضا ، واليهم ينسب ثور بن يزيد الديلي ، وسنان بن أبي سنان
الديلي ، وكلاهما في السير. وفي نفي الارتياب سنان بن أبي سنان الدولي ، وفي متفق
الجوز قي كذلك ، وفي كتاب الكنى للحنظلي أبو سنان الدولي ويقال الديلي انتهى كلام
المغرب.
وفي جامع الاصول :
هو أبو الاسود ظالم بن عمرو بن سفيان ، وقيل : ظالم ابن عمرو بن جندل بن سفيان ،
وقيل : ظالم بن سارق ، وقيل : سارق بن ظالم ، وقيل : عمرو بن ظالم الدؤلي ، وقيل :
الديلي ، من سادات التابعين وأعيانهم ، سمع عمرو عليا ، روى عنه ابنه أبو حرب وعبد
الله بن بريدة ، شهد مع علي بن أبي طالب صفين وولي البصرة لابن عباس ، وهو أول من
تكلم في النحو بعد علي ، مات بالبصرة في الطاعون الجارف سنة سبع وستين ، وكان قد
أسن.
وفي الصحاح : ولا
نعلم اسما جاء على فعل غير هذا ، والى المسمى بهذا الاسم نسب أبو الاسود الدؤلي ،
الا أنهم فتحوا الهمزة على مذهبهم في النسبة ، استثقالا لتوالي الكسرتين مع ياءي
النسب ، كما قالوا في النسبة الى نمر نمري.
وربما قالوا : أبو
الاسود الدولي قلبوا الهمزة واوا ، لان الهمزة اذ انفتحت
__________________
في سعد
الاسكاف
٣٨٤ ـ حدثني
حمدويه بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، ومحمد ابن مسعود ، قال : حدثني محمد
بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، قال : حدثني الحسن بن علي بن يقطين ، عن حفص
بن محمد المؤذن ، عن سعد الاسكاف قال : قلت لأبي جعفر 7 اني أجلس فأقص
وأذكر حقكم وفضلكم ، قال : وددت أن على كل ثلاثين ذراعا قاصا مثلك.
قال حمدويه : سعد
الاسكاف وسعد الخفاف وسعد بن طريف واحدا. قال نصر : وقد أدرك علي بن الحسين ، قال
حمدويه : وكان ناووسيا وفد على أبي عبد الله 7.
______________________________________________________
وكانت قبلها ضمة
فتخفيفها أن تقلبها واوا محضة ، كما قالوا في جؤن جون وفي مؤمن مون.
وقال ابن الكلبي
هو أبو الاسود الديلي فقلب الهمزة ياء حين انكسرت الدال لتسلم الياء ، كما تقول :
قيل وبيع.
قال : واسمه ظالم
بن عمرو بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن كنانة ، قال الاصمعي : أخبرنى
عيسى بن عمر قال : الديل بن بكر الكناني انما هو الدئل فترك أهل الحجاز الهمزة
انتهى كلامه .
وبالجملة أبو
الاسود الدؤلي من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين والسبطين والسجاد : وأجلائهم.
في سعد الاسكاف
الاسكاف بالكسر في
أساس البلاغة : هو اسكاف من الاساكفة وهو الخراز وقيل : كل صانع .
__________________
في عبد
الله وعبد الملك ابنى عطاء
٣٨٥ ـ قال نصر بن
صباح : وولد عطاء بن أبي رياح تلميذ ابن عباس عبد الملك وعبد الله وعريفا ، نجباء
من اصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله 7.
٣٨٦ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن ابراهيم بن عبد الحميد عن هارون بن خارجة ،
عن زيد الشحام ، عن عبد الله بن عطاء ، قال : أرسل إلي أبو عبد الله 7 وقد أسرج له بغل
وحمار ، فقال لي : هل لك أن تركب معنا الى مالنا؟ قال ، قلت : نعم.
قال : أيهما أحب
إليك أن تركب؟ قلت : الحمار ، قال : فان الحمار أوفقهما لي ، قلت : انما كرهت أن
أركب البغل وأن تركب أنت الحمار قال : فركب الحمار وركبت البغل ، ثم سرنا حتى
خرجنا من المدينة ، فبينا هو يحدثني اذا نكب على السرج مليا ، فظننت أن السرج آذاه
أو ضغطه ، ثم رفع رأسه.
قلت : جعلت فداك
ما أرى السرج الا وقد ضاق عنك ، فلو تحولت على البغل فقال : كلا ولكن الحمار اختال
، فصنعت كما صنع رسول الله 6 ركب حمارا يقال له : عفير ، فاختال فوضع رأسه على القربوس
ما شاء الله ثم رفع رأسه ثم قال : يا رب هذا عمل عفير ليس هو عملي.
في عكرمة
مولى ابن عباس
٣٨٧ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني ابن ازداد ابن المغيرة ، قال : حدثني الفضل بن شاذان ، عن
ابن أبي عمير ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن
______________________________________________________
وفي القاموس : أو
الاسكاف كل صانع سوى الخفاف فانه الاسكف بالفتح ، أو الاسكاف النجار وكل صانع
بحديدة ، وموضعان أعلى وأسفل بنواحي النهروان من عمل بغداد نسب اليهما علماء
والحاذق بالامر .
__________________
زرارة ، قال ، قال
أبو جعفر 7 : لو أدركت عكرمة عند الموت لنفعته ، قيل لأبي عبد الله 7 : بم ذا ينفعه؟
قال : كان يلقنه ما انتم عليه ، فلم يدركه أبو جعفر 7 ولم ينفعه.
قال الكشي : وهذا
نحو ما يروى لو اتخذت خليلا لاتخذت فلانا خليلا ، لم يوجب لعكرمة مدحا بل أوجب
ضده.
في مالك
بن أعين الجهنى
٣٨٨ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : سمعت علي بن محمد بن فيروزان القمي ، يقول : مالك بن أعين الجهنى هو
ابن أعين ، وليس من أخوة زرارة وهو بصري.
في ناجية
بن عمارة الصيداوى
٣٨٩ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : سألت علي بن الحسن بن فضال ، عن لجية؟ قال : هو نجية واسم آخر
أيضا ناجية بن أبي عمارة الصيداوي ، قال :
______________________________________________________
في ناجية بن عمارة الصيداوى
الشيخ ـ رحمه
الله تعالى ـ في كتاب الرجال في
أصحاب أبي جعفر الباقر 7 قال. ناجية بن أبي عمارة .
والحسن بن داود
أيضا نقل عن خط الشيخ ناجية بن أبي عمارة الصيداوي .
وهو يكنى أبا حبيب
واياه يعنون حيث يقولون في الاسانيد عن أبي حبيب الاسدي ، قد اسندت ذلك من الصدوق
أبي جعفر بن بابويه ـ رضوان الله تعالى عليه ـ في مسندة الفقيه والرجل معروف
عندهم بجلالة القدر.
وقد حققنا حاله في
المعلقات على الاستبصار في باب الرعاف ينقض الوضوء
__________________
وأخبرني بعض ولده
أن أبا عبد الله 7 كان يقول : انج نجية فسمي بهذا الاسم.
______________________________________________________
أم لا.
والذين أدركوا
عصرنا جميعا كانوا عن ذلك من الغافلين ، فاذا تلي عليهم أبو حبيب الاسدي وقيل : من
هو ، ظلوا فيه من الجاهلين.
قوله (ع) : انج نجية
انج بهمزة الوصل
المضمومة من نجى ينجو نجاء بالمد ، بمعنى أسرع يسرع اسراعا ، أو بهمزة القطع
المفتوحة من باب الافعال للصيروة والدخول.
وفي نسخة « نج »
بالتشديد من باب التفعيل للمبالغة لا للتعدية ، أي كن سريعا مسرعا ذا اسراع
ومسارعة شديدة ومسابقة تامة الى الخير ، ويقال للبعير السريع : ناج ، وللناقة
السريعة : نجية.
قال في الصحاح :
نجوت نجاء ممدودا ، أي أسرعت وسبقت ، والناجية والنجية الناقة السريعة تنجو بمن
ركبها والبعير ناج ، وبنو ناجية قوم من العرب ، والنسبة اليهم ناجية ، تحذف منه
الهاء والياء ، ونجوت فلانا اذا استنكهته .
أو من نجوت من كذا
أنجو نجاء بالمد ونجاة بالقصر بمعنى خلصت منه خلاصا والصدق منجاة ومخلص ، ومنه نوح
7 « نجى الله » فعيل بمعنى مفعول ، ومعناه من أنجاه الله ، أي كن ناجيا من
الناجين وفائزا من الفائزين يا نجية ، والتاء فيه للمبالغة.
فهذا الحديث يدل
على حسن حال ناجية الصيداوي أبي حبيب الاسدي وارتفاع منزلته ، وأيضا من المقرر
عندهم أن أبا عمرو الكشي اذا ذكر أحدا من الرجال ولم يرو فيه ذما ولا نقل فيه طعنا
، فذلك آية جلالة الرجل ودليل تزكيته ، قاله شيخنا الشهيد في الذكرى في الحكم بن
مسكين وقد أوردناه فيما قد سلف.
__________________
حمدويه بن نصير :
قال : الصيدا بطن من بني أسد ، قال : وكان رجل من أصحابنا يقال له : نجية القواس ،
وليس هو بمعروف.
______________________________________________________
قوله : كان رجل من أصحابنا
يقال له نجية القواس
يعني أن نجية
القواس على أن يكون رجلا آخر غير ناجية بن عمارة الصيداوي ليس هو بمعروف ، كيف وقد
قال فيما سيأتي من بعد في ترجمة نجية بن الحارث طي أصحاب الكاظم 7 ، حمدويه قال
محمد بن عيسى : نجية بن الحارث شيخ صادق كوفي صديق على بن يقطين .
وفي التهذيب وغيره
من أصول كتب الاخبار في باب العمرة : نجية عن أبي جعفر 7 ، وفي باب الخمس
نجية القواس قد استأذن عليه ـ أي على أبي جعفر 7 ـ فاذن له فدخل فجثا على ركبتيه ثم قال : جعلت فداك اني
أريد أن أسألك عن مسألة ، والله ما أريد بها إلا فكاك رقبتي من النار فكأنه رق له
، فاستوى جالسا فقال : يا نجية سلني فلا تسألني اليوم عن شيء الا أخبرتك به
الحديث .
وقد أخرجه متنا
جدي المحقق أعلى الله مقامه في رسالته الخراجية ، وفي باب الخمس أيضا في الكافي
والتهذيب وسائر الاصول عن ابن أبي عمارة وهو ناجية ابن أبي عمارة الصيداوي الاسدي
عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله 7.
وبالجملة هو معروف
الرواية مكثار الحديث عن أبي جعفر وعن أبي عبد الله 7 ، وعن عبيد بن زرارة وعمن في طبقته عن أبي عبد الله 7.
فقد استبان من
أصول الحديث ومن كتب الرجال أن ناجية الصيداوي أبا حبيب الاسدي ونجية القواس ونجية
بن الحارس القواس جميعا رجل واحد ، روى عن أبي جعفر وعن أبي عبد الله 7 وعن غير واحد من
رجالهما ، وأنه هو الشيخ الكوفي
__________________
في عبد
الله بن شريك العامرى
٣٩٠ ـ حدثنا أبو
صالح خلف بن حماد الكشي ، قال : حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي ، قال :
حدثني علي بن الحكم ، عن علي بن المغيرة ، عن ابي جعفر 7 قال : كأني بعبد
الله بن شريك العامري عليه عمامة سوداء وذوابتاها بين كتفيه مصعدا في لحف الجبل
بين يدي قائمنا اهل البيت في أربعة آلاف مكرون ومكرورون.
٣٩١ ـ عبد الله بن
محمد ، قال : حدثني الحسن بن على الوشاء ، عن أحمد ابن عائذ ، عن أبي خديجة الجمال
، قال : سمعت أبا عبد الله 7 يقول : اني سألت الله في اسماعيل أن يبقيه بعدي فأبى ، ولكنه
قد أعطاني فيه منزلة أخرى ، انه يكون
______________________________________________________
الصادق صديق علي
بن يقطين.
وقد ذكره الشيخ
أيضا في أصحاب أبي الحسن الكاظم 7 وفاقا لأبي عمرو الكشي في كتابه.
فاما قول الحسن بن
داود : نجبة ـ بالنون والجيم المفتوحتين والباء المفردة ـ ابن الحارث « لم ـ كش »
كوفي صادق صديق علي بن يقطين . فمن باب الغلط في الضبط والتغبيب في الفحص.
ونحن قد فصلنا حق
القول في المعلقات على الفقيه ، وفي المعلقات على الإستبصار ، فليتثبت.
في عبد الله بن شريك العامرى
قوله (ع) : في لحف الجبل
اللحف ـ بالكسر ـ أصل
الجبل قاله في القاموس .
__________________
أول منشور في عشرة
من أصحابه ، ومنهم عبد الله بن شريك وهو صاحب لوائه.
٣٩٢ ـ طاهر بن
عيسى ، قال : حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي المعروف بابن التاجر ، قال :
حدثني أبو سعيد الادمي ، قال : حدثني محمد بن علي الصيرفي ، عن عمرو بن عثمان ، عن
محمد بن عذافر ، عن عقبة بن بشير ، عن عبد الله بن شريك ، عن أبيه ، قال : لما هزم
امير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 الناس يوم الجمل ، قال : لا تتبعوا مدبرا ، ولا تجهزوا على
جرحى ، ومن أغلق بابه فهو آمن.
فلما كان يوم صفين
قتل المدبر واجهز على الجرحى ، قال أبان بن تغلب : قلت لعبد الله بن شريك : ما
هاتان السيرتان المختلفتان؟ فقال : ان أهل الجمل قتل طلحة والزبير وان معاوية كان
قائما بعينه وكان قائدهم.
في
اسماعيل بن الفضل الهاشمى
٣٩٣ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال ، أن اسماعيل بن الفضل
الهاشمي كان من ولد نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، وكان ثقة ، وكان من أهل
البصرة.
______________________________________________________
قوله (ع) : ولا تجهزوا على
جرحى
في المغرب : أجهز
على الجريح اذا أسرع قتله وجرحه رجل ، وأجهز عليه آخر عبارة عن اتمام القتل .
وفي القاموس : جهز
على الجريح كمنع ، وأجهز أثبت قتله وأسرعه وتمم عليه .
__________________
في ثوير
بن ابى فاختة
٣٩٤ ـ حدثني محمد
بن قولويه القمي ، قال حدثني محمد بن عباد بن بشير ، عن ثوير بن أبي فاختة قال :
خرجت حاجا فصحبني عمرو بن ذر القاص ، وابن قيس الماصر ، والصلت بن بهرام ، وكانوا
اذا نزلوا منزلا قالوا : أنظر الان فقد حزرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر 7 عنها ، عن ثلاثين
كل يوم ، وقد قلدناك ذلك.
______________________________________________________
وفي بعض النسخ «
فلا تجيزوا » و « أجاز » مكان ولا تجهزوا وأجهز والمعنى واحد.
في ثوير بن أبى فاخته
قوله ;
: عمرو بن ذر القاص
في مختصر الذهبي :
عمرو بن ذر الهمداني ، عن أبيه وسعيد بن جبير ومعاذ ، وعنه ابن مهدي وأبو نعيم
والفريابي ، ثقة بليغ واعظ صالح ، لكنه مرجئ مات سنة ١٥٦.
و « ابن قيس »
اسمه عطية ذكره الذهبي أيضا.
وفي جامع الاصول :
الصلت بن زييد بن أخي كثير بن الصلت الكندي ، روى عن سليمان بن يسار ، وروى عنه
مالك بن أنس وعبد العزيز بن أبي سلمة.
الصلت بفتح الصاد
وسكون اللام وبتاء فوقها نقطتان ، وزييد بضم الزاي وفتح الياء تحتها نقطتان وسكون
ياء أخرى مثلها ، وكثير ضد قليل ويسار بالسين المهملة.
قوله : فقد حزرنا
باهمال الحاء
المفتوحة وتخفيف الزاي والراء أخيرا من الحزر وهو التقدير
__________________
قال ثوير : فغمني
ذلك حتى اذا دخلنا المدينة فافترقنا ، فنزلت أنا على أبي جعفر 7 ، فقلت له : جعلت
فداك ابن ذر ، وابن قيس الماصر ، والصلت صحبوني ، وكنت أسمعهم يقولون : قد حزرنا
أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر 7 عنها فعمني ذلك.
فقال أبو جعفر 7 : ما يغمك من ذلك
فاذا جاءوا فاذن لهم ، فلما كان من غد دخل مولى لأبي جعفر 7 ، فقال : جعلت
فداك بالباب ابن ذر ومعه قوم ، فقال أبو جعفر 7 : يا ثوير قم فأذن لهم ، فقمت فأدخلتهم ، فلما دخلوا سلموا
وقعدوا ولم يتكلموا ، فلما طال ذلك أقبل أبو جعفر 7 يستفتيهم الأحاديث واقبلوا لا يتكلمون.
فلما رأى ذلك أبو
جعفر 7 قال لجارية له يقال لها سرحة : هاتي الخوان ، فلما جاءت به فوضعته : فقال أبو
جعفر 7 : الحمد الله الذي جعل لكل شيء حدا ينتهي اليه حتى أن لهذا الخوان حدا ينتهي
اليه ، فقال ابن ذر : وما حده؟ قال : اذا وضع ذكر الله واذا رفع حمد الله.
قال : ثم اكلوا ،
ثم قال أبو جعفر 7 : اسقيني فجاءته بكوز من أدم فلما صار في يده ، قال :
الحمد لله الذي جعل لكل شيء حدا ينتهي اليه حتى أن لهذا الكوز حدا ينتهي اليه ،
فقال ابن ذر : وما حده؟ قال يذكر اسم الله عليه اذا شرب ويحمد لله اذا فرغ ، ولا
يشرب من عند عروته ولا من كسران كان فيه.
قال : فلما فرغوا
أقبل عليهم يستفتيهم الأحاديث فلا يتكلمون ، فلما رأى ذلك أبو جعفر 7 قال : يا ابن ذر
ألا تحدثنا ببعض ما سقط إليكم من حديثنا؟ قال : بلى يا ابن رسول الله ، قال : أني
تارك فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الاخر كتاب الله وأهل بيتي ان تمسكتم بهما لن
تضلوا.
______________________________________________________
والتخمين ، أي
أربعة آلاف على التخمين.
قوله (ع) : هاتى الخوان
الخوان بالكسر
ككتاب ما يؤكل عليه الطعام ، والجمع خون واخونة.
فقال ابو جعفر 7 : يا ابن ذر فاذا
لقيت رسول الله 6 فقال ما خلفتني في الثقلين فما ذا تقول له؟ قال : فبكي ابن
ذر حتى رأيت دموعه تسيل على لحيته ، ثم قال : أما الاكبر فمزقناه وأما الاصغر
فقتلناه.
فقال أبو جعفر 7 : اذن تصدقه يا
ابن ذر ، لا والله لا تزول قدم يوم القيامة حتى يسأله عن ثلاث : عن عمره فيما
أفناه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما انفقه ، وعن حبنا أهل البيت.
قال : فقاموا
وخرجوا ، فقال أبو جعفر 7 لمولى له أتبعهم فانظر ما يقولون ، قال : فتبعهم ثم رجع ،
فقال : جعلت فداك سمعتهم يقولون لابن ذر : على هذا خرجنا معك؟ فقال : ويلكم اسكتوا
ما أقول ، ان رجلا يزعم أن الله يسألني عن ولايته ، وكيف اسأل رجلا يعلم حد الخوان
وحد الكوز.
______________________________________________________
قاله في المغرب
وفي القاموس ، وبالضم أيضا كغراب.
قوله (ع)
: ما خلفتنى في الثقلين
باللام المخففة
بعد الخاء المعجمة ، أي كيف كنت خلافي وبعدي في رعاية التمسك بهما وتأدية حقوقهما؟
أكنت لي فيهما خلفا بالتحريك أو خلفا بالتسكين؟
وفي حديث : اني
تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ،
قال 6 : فانظروا كيف تخلفوني فيهما .
قال شارح المشكاة
: ومعنى التمسك بالقرآن العمل بما فيه وهو الا يتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه
، والتمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهداهم وسيرتهم ، وفي قوله « اني تارك فيكم »
اشارة الى أنهما بمنزلة التوأمين الخليفين عن رسول الله 6 وأنه يوصي الامة
بحسن المخالقة معهما وايثار حقهما على أنفسهم ، كما يوصي الاب المشفق الناس في حق
أولاده.
__________________
في أبى
هارون
شيخ من أصحاب أبي
جعفر 7.
٣٩٥ ـ حدثني جعفر
بن محمد ، قال : حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي
نجران ، قال : حدثني أبو هارون ، قال : كنت ساكنا دار الحسن بن الحسين ، فلما علم
انقطاعي الى أبي جعفر وأبي عبد الله 8 أخرجني من داره.
قال : فمر بي أبو
عبد الله 7 فقال لي : يا أبا هارون بلغني أن هذا أخرجك من داره؟ قال : قلت نعم ، جعلت
فداك ، قال : بلغني أنك كنت تكثر فيها تلاوة كتاب الله تعالى ، والدار اذا تلي
فيها ، كتاب الله تعالى كان لها نور ساطع في السماء تعرف من بين الدور.
______________________________________________________
ويعضده الحديث
السابق في الفصل الاول : أذكر كم الله في أهل بيتي ، كما يقول الاب المشفق : الله
الله في حق أولادي ، ومعنى كون أحدهما أعظم من الاخر أن القرآن هو أسوة للعترة
وعليهم الاقتداء به ، وهم أولى الناس بالعمل بما فيه.
ولعل السر في هذه
التوصية واقتران العترة بالقرآن وايجاب محبتهم لائح من معنى قوله تعالى ( قُلْ لا
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) فانه تعالى جعل
شكر انعامه واحسانه بالقرآن منوطا بمحبتهم على سبيل الحصر ، فكأنه صلوات الله عليه
يوصي الامة بقيام الشكر ، وقيد تلك النعمة به ويحذرهم عن الكفران.
فمن أقام العمل
بالوصية وشكر تلك الصنيعة بحسن الخلافة فيهما لن يفترقا فلا يفارقانه في مواطن
القيامة ومشاهدها حتى يردا الحوض ، فيشكرا صنيعه عند رسول الله 6 فحينئذ هو بنفسه
يكافيه ، والله تعالى يجازيه بالجزاء الاوفى.
ومن أضاع الوصية
وكفر النعمة فحكمه على العكس ، وعلى هذا التأويل
__________________
في محمد
بن فرات
٣٩٦ ـ وجدت في
كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه ، حدثني الحسن ابن احمد المالكي ، عن جعفر
بن فضيل ، قال : قلت لمحمد بن فرات ، لقيت أنت الاصبغ؟ قال : نعم لقيته مع أبي
فرأيته شيخا أبيض الرأس واللحية طوالا ، قال له أبي : حدثنا بحديث سمعته من أمير
المؤمنين 7؟ قال : سمعته يقول : على المنبر : أنا سيد الشيب وفي سنة من ايوب وليجمعن
الله لي شملي كما جمعه لأيوب ، قال : فسمعت هذا الحديث أنا وأبي من الاصبغ بن
نباتة ، قال : فما مضى بعد ذلك الا قليل حتى توفي رحمة الله عليه.
______________________________________________________
حسن موقع قوله «
فانظروا كيف تخلفوني فيهما » والنظر بمعنى التأمل والتفكر أي تأملوا واستعملوا
الروية في استخلافي اياكم هل تكونون خلف صدق أو خلف سوء انتهى كلام شرح المشكاة
بألفاظه.
في محمد بن فرات
قوله : طوالا
طال طولا بالضم
امتد فهو طويل ، وطوالا أيضا بالضم كغراب قاله في القاموس .
قوله (ع) : أنا سيد الشيب
الشيب بكسر الشين
واسكان الياء المثناة من تحت والباء الموحدة أخيرا على الجمع.
قال في المغرب :
الشيب بياض الشعر عن الاصمعي وغيره ، والرجل أشيب على غير قياس والجمع شيب .
__________________
قال : محمد بن
فرات : رأيت عباية بن ربعي ، وهو يحدث قال : سمعت أمير المؤمنين 7 يقول : أنا قسيم
النار ، أقول هذا لك وهذا لي ، قال ، قلت لمحمد ابن فرات : ابن كم كنت ذلك اليوم؟
قال : كنت غلاما ألعب بالكرة مع الصبيان.
٣٩٧ ـ محمد بن
الحسن ، قال : حدثني الحسين بن أحمد المالكي ، وعلي ابن ابراهيم بن هاشم ، وعلي بن
الحسين بن موسى ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن محمد بن الوليد ، عن محمد بن
فرات ، عن أبي جعفر 7 قال : سألته عن قول الله عز وجل ( وَتَقَلُّبَكَ
فِي السّاجِدِينَ ) قال : في اصلاب النبيين ، وفي رواية الحسن ابن أحمد قال :
من صلب نبي الى صلب نبي.
في ابى
هارون المكفوف
٣٩٨ ـ حدثني
الحسين بن الحسن بن بندار القمي ، قال : حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، قال :
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد ، عن محمد
بن أبي عمير قال : حدثنا بعض اصحابنا ، قال : قلت لأبي عبد الله 7 زعم أبو هارون
المكفوف أنك قلت له ان كنت تريد القديم فذاك لا يدركه أحد ، وان كنت تريد الذى خلق
ورزق فذاك محمد بن علي ، فقال : كذب علي عليه لعنة الله ، والله ما من خالق الا
الله وحده لا شريك له ، حق
______________________________________________________
وفي الاساس : شيبه
الحزن وأشابه وبدأ فيه الشيب والمشيب وشاب شيبة ورجل أشيب وقوم شيب ويقال : شيب
شائب ، ومن المجاز شابت رءوس الاكام ، ورأيت الجبال شيبا ، يريد بياض الصقيع والثلج .
وفي التنزيل
الكريم ( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً
يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً ) .
__________________
على الله أن
يذيقنا الموت ، والذي لا يهلك هو الله خالق وبارئ البرية.
في
المغيرة بن سعيد
٣٩٩ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن
أبي يحيى زكريا بن يحيى الواسطي. حدثنا محمد ابن عيسى بن عبيد ، عن أخيه جعفر بن
عيسى وأبو يحيى الواسطي ، قال أبو الحسن الرضا 7 : كان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر 7 فأذاقه الله حر
الحديد.
٤٠٠ ـ سعد ، قال :
حدثنا محمد بن الحسن ، والحسن بن موسى ، قالا : حدثنا صفوان بن يحيى ، عن ابن
مسكان ، عمن حدثه من أصحابنا ، عن أبي عبد الله 7 قال : سمعته يقول : لعن الله المغيرة بن سعيد أنه كان يكذب
على أبي فأذاقه الله حر الحديد ، لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا ولعن
الله من ازالنا عن العبودية لله الذي خلقنا واليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا.
٤٠١ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، والحسين بن الحسن بن بندار القمي ، قالا : حدثنا سعد بن عبد الله ،
قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، ان بعض أصحابنا سأله
وأنا حاضر ، فقال له : يا أبا محمد ما أشدك في الحديث ، وأكثر انكارك لما يرويه
أصحابنا ، فما الذي يحملك على رد الأحاديث؟
فقال : حدثني هشام
بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله 7 يقول : لا تقبلوا علينا حديثا الا ما وافق القرآن والسنة ،
أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة ، فان المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في
كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي ، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول
ربنا تعالى وسنة نبينا 6 فانا اذا حدثنا ، قلنا قال الله عز وجل ، وقال رسول الله 6.
قال يونس : وافيت
العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر 7 ووجدت أصحاب أبي عبد الله 7 متوافرين ، فسمعت منهم وأخذت كتبهم ، فعرضتها
من بعد على أبي
الحسن الرضا 7 فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله 7.
وقال لي : ان أبا
الخطاب كذب على أبي عبد الله 7 لعن الله ابا الخطاب ، وكذلك اصحاب ابي الخطاب يدسون هذه
الأحاديث الى يومنا هذا في كتب اصحاب ابي عبد الله 7 ، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن فانا ان تحدثنا حدثنا
بموافقة القرآن وموافقة السنة ، انا عن الله وعن رسوله نحدث ، ولا نقول قال فلان
وفلان ، فيتناقض كلامنا ، ان كلام آخرنا مثل كلام أولنا ، وكلام أولنا مصادق لكلام
آخرنا ، فاذا اتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا انت اعلم وما جئت به ،
فان مع
______________________________________________________
في المغيرة بن سعيد
قوله (ع) : يدسون
الدس الدفن
والاخفاء يقال : دس الشيء في التراب ، كل شيء أخفيته تحت شيء وأدرجته في مطاويه
فقد دسسته فيه ، واندس الشيء اندفن واختفى.
قوله (ع) : فيتناقض كلامنا
كما قد قال عز من
قائل في تنزيله الكريم ( وَلَوْ كانَ مِنْ
عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً ) .
قوله (ع) : ان كلام آخرنا
مثل كلام أولنا
فهم صلوات الله
عليهم جميعا في منزلة نفس واحدة وأحاديثهم وخطبهم وادعيتهم على سبيل واحد ، سيروي
الكشي ; في الجزء السادس توقيعا خرج من أبي محمد 7 لإسحاق بن اسماعيل من مدارج البلاغة في أقصاها ، ومن مراتب
الحكمة على قصياها ، كأنه بعينه كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 7 الذي هو دون كلام
الخالق وفوق كلام المخلوق.
__________________
كل قول منا حقيقة
وعليه نورا ، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك من قول الشيطان.
٤٠٢ ـ وعنه عن
يونس ، عن هشام بن الحكم ، انه سمع ابا عبد الله 7 يقول : كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي ، ويأخذ
كتب أصحابه وكان اصحابه المستترون بأصحاب ابي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها
الى المغيرة ، فكان يدس فيها الكفر والزندقة ، ويسندها الى ابي ثم يدفها الى
اصحابه ويأمرهم ان يبثوها في الشيعة ، فكلما كان في كتب اصحاب أبي من الغلو فذاك
ما دسه المغيرة ابن سعيد في كتبهم.
٤٠٣ ـ وبهذا
الاسناد : عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن علي بن الحسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير
، قال ، قال أبو عبد الله 7 يوما لأصحابه : لعن الله المغيرة ابن سعيد ، ولعن يهودية
كان يختلف اليها يتعلم منها السحر والشعبذة والمخاريق.
ان المغيرة كذب
على أبي 7 ، فسلبه الله الايمان ، وأن قوما كذبوا علي ، ما لهم أذاقهم الله حر الحديد ،
فو الله ما نحن الا عبيد الذي خلقنا واصطفانا ، ما نقدر على ضر ولا نفع وان رحمنا
فبرحمته ، وأن عذبنا فبذنوبنا ، والله ما لنا على الله من حجة ، ولا معنا من الله
براءة ، وانا لميتون ، ومقبورون ، ومنشرون ، ومبعوثون ، وموقوفون ، ومسئولون ،
ويلهم ما لهم لعنهم الله فلقد آذوا الله وآذوا رسوله 6 في قبره وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن
الحسين ومحمد بن علي ( صلوات الله عليهم ).
______________________________________________________
قوله (ع) : ويأمرهم أن
يبثوها
بفتح ياء المضارعة
وضم الباء الموحدة وتشديد الثاء المثلثة من البث : النشر والتفريق.
قوله (ع) : ولا معنا من الله
براءة
براءة بالمد أي خط
وسند وصك للنجاة والفوز ، ومنه في كتب الفروع بيع البراءات أي الخطوط والتوقيعات
الديوانية للوظائف والارتزاقات ، وتقال لليلة
وها انا ذا بين
أظهركم لحم رسول الله وجلد رسول الله ، أبيت على فراشي خائفا وجلا مرعوبا ، يأمنون
وأفزع ، وينامون على فرشهم ، وأنا خائف ساهر وجل أتقلقل بين الجبال والبراري ،
أبرأ الى الله مما قال في الاجدع البراد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله ، والله
لو ابتلو بنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب ألا يقبلوه فكيف؟ وهم يروني خائفا وجلا ،
استعدي الله عليهم وأتبرأ الى الله منهم.
أشهدكم اني امرؤ
ولدني رسول الله 6 وما معي براءة من الله ، ان أطعته رحمني وان عصيته عذبني
عذابا شديدا أو أشد عذابه.
٤٠٤ ـ محمد بن
الحسن ، عن عثمان بن حامد ، قال : حدثنا محمد بن يزداد ، عن محمد بن الحسين ، عن
المزخرف ، عن حبيب الخثعمي ، عن أبي عبد الله 7 قال : كان للحسن 7 كذاب يكذب عليه ولم يسمه ، وكان للحسين 7 كذاب يكذب عليه
ولم يسمه ، وكان المختار يكذب على علي بن الحسين 7 ، وكان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي.
______________________________________________________
النصف من الشعبان
: ليلة البراءة ، اذ فيها تكتب الآجال والارزاق.
قال في المغرب :
بري من الدين والعيب براءة ، ومنها البراءة لخط الابراء والجمع البراءات بالمد ،
والبروات عامي ، وابرأته جعلته بريئا من حق لي عليه. وبرأه الله من كذا أي صحح وأظهر
براءته منه.
قوله (ع) : أبرأ الى الله
قول القائل : برئت
إليك من كذا ، مطوية فيه من الابتدائية ، فكأنه مصبوب في قالبه ، بدأت البراءة من
كذا مني وانتهت إليك ، ونحوه أحمد الله إليك أي أنهي إليك حمد الله ، وكذلك أبرأ
الى الله من كل حول وقوة غير حول الله وقوته.
قوله (ع) : لو ابتلوا بنا
بضمات ثلاث في
همزة الوصل وتاء الافتعال واللام لصيغة الجمع على ما لم يسم فاعله.
٤٠٥ ـ حمدويه ،
قال : حدثني محمد بن عيسى ، قال : حدثني علي بن النعمان عن الحسين بن أبي العلاء ،
عن أبي عبد الله 7 قال : سألته عن المغيرة وهو بالبقيع ومعه رجل ممن يقول :
ان الارواح تتناسخ ، فكرهت أن أسأله وكرهت أن أمشي فيتعلق بي ، فرجعت الى أبي ولم
أمض ، فقال : يا بني لقد أسرعت ، فقلت : يا أبة اني رأيت المغيرة مع فلان.
فقال أبي : لعن
الله المغيرة قد حلفت أن لا يدخل علي ابدا. وذكرت ان رجلا من اصحابه تكلم عندي
ببعض الكلام؟ فقال هو : اشهد الله ان الذي حدثك لمن الكاذبين ، واشهد الله ان
المغيرة عند الله لمن المدحضين.
ثم ذكر صاحبهم
الذي بالمدينة : فقال : والله ما رآه ابي ، وقال : والله ما صاحبكم بمهدي ولا
بمهتدي ، وذكرت لهم ان فيهم غلمانا أحداثا لو سمعوا كلامك لرجوت أن يرجعوا ، قال ،
ثم قال : ألا يأتوني فأخبرهم.
______________________________________________________
والمعنى : انا لو
أمرناهم بمثل ذلك ـ على فرض المحال ـ فكانوا هم مبتلون بذلك ممنوين ؛ اما
بمخالفتنا والرد علينا ، واما بقبوله منا والوقوع في البدعة وفي ادخال ما ليس من
السنة في السنة ، لكان من الواجب عليهم أن لا يقبلوه منا.
فكيف؟ وانا نحن
لفي استعاذة بالله تعالى من أمثال ذلك ، وفي تبرئ الى الله سبحانه من أمثالهم
وأشباههم ، وهم يروننا خائفين وجلين مرعوبين من الله عز وجل مستعدين الله عليهم
فيما يكذبون علينا ويسندون إلينا من الاستعداء بمعنى طلب الانتقام والاعانة.
قال في المغرب :
استعدى فلان الامير على من ظلمه ، أي استعان به ، فاعداه الامير عليه أي أعانه
ونصره ، ومنه فمن رجل يعديني ، والعدوى اسم من الاستعداء والاعداء ، فعلى الاول
طلب المعونة والانتقام ، وعلى الثاني المعونة نفسها.
وفي المغرب :
ونستعدي الامير
اذا ظلمنا
|
|
فمن يعدي اذا
ظلم الامير
|
٤٠٦ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا أيوب ، قال : حدثنا محمد بن فضيل ، عن أبي خالد القماط ، عن سليمان
الكناني ، قال قال لي أبو جعفر 7 : هل تدري ما مثل المغيرة؟ قال ، قلت : لا ، قال : مثله
مثل بلعم ، قلت : ومن بلعم؟ قال : الذي قال الله عز وجل ( الَّذِي
آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ
الْغاوِينَ ) .
٤٠٧ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثنا ابن المغيرة ، قال : حدثنا الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي
عمير ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة ، قال قال ، يعني أبا عبد الله 7 : ان أهل الكوفة
قد نزل فيهم كذاب. أما المغيرة : فانه يكذب على أبي ـ يعني أبا جعفر 7 ـ قال : حدثه أن
نساء آل محمد اذا حضن قضين الصلاة ، وكذب والله ، عليه لعنة الله : ما كان من ذلك
شيء ولا حدته.
وأما أبو الخطاب :
فكذب علي ، وقال اني أمرته أن لا يصلي هو وأصحابه المغرب حتى يروا كوكب كذا يقال
له : القنداني ، والله أن ذلك لكوكب ما أعرفه.
٤٠٨ ـ قال الكشي :
كتب إلي محمد بن أحمد بن شاذان ، قال : حدثني الفضل ، قال حدثني أبي ، عن علي بن
اسحاق القمي ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن محمد بن الصباح ، عن أبي عبد الله 7 قال : لا يدخل
المغيرة وأبو الخطاب الجنة الا بعد ركضات في النار.
في
الزيدية
٤٠٩ ـ حمدويه قال
: حدثنا يعقوب بن يزيد ، قال : حدثنا محمد بن عمر ، عن محمد بن عذافر ، عن عمر بن
يزيد ، قال : سألت أبا عبد الله 7 عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية؟ فقال : لا تتصدق عليهم
بشيء ، ولا تسقهم من الماء ان استطعت ، وقال لي : الزيدية هم النصاب.
__________________
٤١٠ ـ محمد بن
الحسن ، قال : حدثني أبو علي الفارسي ، قال : حكى منصور ، عن الصادق علي بن محمد
بن الرضا : أن الزيدية والواقفة والنصاب بمنزلة عنده سواء.
٤١١ ـ محمد بن
الحسن ، قال : حدثني أبو علي ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عمن حدثه قال
: سألت محمد بن علي الرضا 7 عن هذه الاية ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ ) قال : نزلت في النصاب والزيدية والواقفة من النصاب.
٤١٢ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا أيوب بن نوح ، قال : حدثنا صفوان ، عن داود بن فرقد ، عن أبي عبد الله
7 قال : ما أحد أجهل منهم يعني العجلية ، ان في المرجئة فتيا وعلما ، وفي
الخوارج فتيا وعلما ، وما أحد أجهل منهم.
في أبى
الجارود زياد بن المنذر الاعمى السرحوب
٤١٣ ـ حكي أن أبا
الجارود سمي سرحوبا ، ونسبت اليه السرحوبية من الزيدية ، سماه بذلك أبو جعفر 7 ، وذكر أن سرحوبا
اسم شيطان أعمى يسكن البحر ، وكان أبو الجارود مكفوفا أعمى أعمى القلب.
٤١٤ ـ اسحاق بن
محمد البصري ، قال : حدثني محمد بن جمهور ، قال : حدثني موسى بن بشار الوشاء ، عن
أبي بصير ، قال : كنا عند أبي عبد الله 7 فمرت بنا جارية معها قمقم فقلبته ، فقال أبو عبد الله 7 : ان الله عز وجل
ان كان قلب قلب أبا الجارود ، كما قلبت هذه الجارية هذا القمقم فما ذنبي.
٤١٥ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن علي بن اسماعيل عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن
المختار ، عن أبي أسامة ، قال ، قال لي أبو عبد الله 7 : ما فعل أبو الجارود! أما والله لا يموت الا تائها.
٤١٦ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن العباس بن معروف ،
__________________
عن أبي القاسم
الكوفي ، عن الحسين بن محمد بن عمران ، عن زرعة ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، قال :
ذكر أبو عبد الله 7 كثير النواء ، وسالم بن أبى حفصة ، وأبا الجارود ، فقال :
كذابون مكذبون كفار عليهم لعنة الله ، قال قلت : جعلت فداك كذابون قد عرفتهم فما
معنى مكذبون؟ قال : كذابون يأتونا فيخبرونا أنهم يصدقونا وليسوا كذلك ، ويسمعون
حديثنا فيكذبون به.
______________________________________________________
في أبى الجارود زياد بن
المنذر الاعمى
قوله : عن أبى القاسم الكوفى
حيثما أطلق أبو
القاسم الكوفي في الاسانيد ، فهو سعيد بن أحمد بن موسى الغراء الصدوق الثقة ، وقد
يقال : أبو القاسم الكوفي ويراد به حميد بن زياد ، ولكن لا يكاد يسعهما هذا
الاسناد ، لتقدم العباس بن معروف عليهما في الطبقة جدا.
فقد ذكره الشيخ في
أصحاب أبي الحسن الرضا 7 وقال : العباس بن معروف قمي ثقة صحيح الحديث مولى جعفر بن
عمران بن عبد الله الاشعري .
وكثيرا ما يقول
أبو عمرو الكشي في هذا الكتاب أبو القاسم الكوفي ، ويعني به معاوية بن عمار الدهني
البجلى ، وبه تستقيم هذه الطبقة فهو المتعين في هذا الاسناد.
والشائع في الكافي
والتهذيب والاستبصار في التعبير عنه بالتكنية أبو القاسم البجلى أو أبو القاسم
مجردا عن التوصيف والتقييد.
و « الحسين بن
محمد بن عمران » هذا ليس هو الحسين بن محمد بن عامر ابن عمران الاشعري القمي الثقة
الذي هو أحد أشياخ أبي جعفر الكلينى رضوان الله تعالى عليه ، يروي عنه ويجعله صدر
السند في جامعة الكافي كثيرا ، وذلك أمر ظاهر وان كان يخفى على غير الممارس ،
ويلتبس على غير المتمهر.
بل هو الحسين بن
محمد بن عمران الكوفي ، ذكره الشيخ رحمه الله تعالى
__________________
٤١٧ ـ حدثني محمد
بن الحسن البراثي ، وعثمان بن حامد الكشيان ، قالا : حدثنا محمد بن زياد ، عن محمد
بن الحسين ، عن عبد الله المزخرف ، عن أبي سليمان الحمار ، قال : سمعت أبا عبد
الله 7 يقول لأبي الجارود بمنى في فسطاطه رافعا صوته يا أبا الجارود وكان والله أبي
امام أهل الارض حيث مات لا يجهله الا ضال ، ثم رأيته في العام المقبل قال له مثل
ذلك.
قال : فلقيت أبا
الجارود بعد ذلك بالكوفة فقلت له أليس قد سمعت ما قال أبو عبد الله 7 مرتين؟ قال :
انما يعني أباه علي بن أبي طالب 7.
في هارون
بن سعد العجلى ومحمد بن سالم بياع القصب
٤١٨ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن خالد ، قال : حدثني الحسن بن علي الخزار
، عن علي بن عقبة ، قال : حدثني داود بن فرقد قال ، قال أبو عبد الله 7 : عرضت لي الى
ربي تعالى حاجة ، فهجرت فيها الى المسجد ، وكذلك كنت أفعل اذا عرضت لي الحاجة ،
فبيناها أنا أصلي في الروضة اذا رجل على رأسي ، فقلت : ممن الرجل؟ قال : من أهل
الكوفة ، قال ، فقلت ممن الرجل؟ فقال : من أسلم ، قال ، قلت : ممن الرجل؟ قال : من
الزيدية.
قلت يا أخا أسلم
من تعرف منهم؟ قال : أعرف خيرهم وسيدهم وأفضلهم هارون بن سعد ، قال ، قلت : يا أخا
اسلم رأس العجلية ، اما سمعت الله عز وجل يقول ( إِنَّ الَّذِينَ
اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ
الدُّنْيا )
______________________________________________________
في كتاب الرجال في
أصحاب أبي عبد الله الصادق 7 .
قوله : عن أبى سليمان الحمار
باهمال الحاء
المفتوحة وتشديد الميم ، اسمه داود بن سليمان ، ذكرناه سابقا
__________________
وانما الزيدي حقا
محمد بن سالم بياع القصب.
٤١٩ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني أبو عبد الله الشاذاني وكتب به إلي ، قال : حدثني الفضل ، قال
: حدثني أبي ، قال : حدثنا أبو يعقوب المقري وكان من كبار الزيدية ، قال : أخبرنا
عمرو بن خالد وكان من رؤساء الزيدية ، عن ابي الجارود وكان رأس الزيدية ، قال :
كنت عند أبي جعفر 7 جالسا اذ أقبل زيد بن علي 7 فلما نظر اليه أبو جعفر 7 قال : هذا سيد أهل بيتي والطالب بأوتارهم ، ومنزل عمرو ابن
خالد كان عند مسجد سماك ، وذكر ابن فضال أنه ثقة.
______________________________________________________
في ترجمة عوف العقيلي.
في هارون بن سعد
قوله (ع) : بأوتارهم
جمع الوتر بتاء
المثناة من فوق بين الواو والراء بمعنى الموتور ، وهو من قتل له قتيل فلم يدرك
بدمه ، تقول منه : وتره يتره وترا وترة ، ويقال أيضا : وتره حقه بمعنى نقصه ، وفي
التنزيل الكريم ( وَلَنْ يَتِرَكُمْ ) أي لن ينقصكم في
أعمالكم قاله في الصحاح والقاموس .
وفي المغرب :
وترته قتلت حميمه وأفردته منه. ويقال : وتره حقه اذا نقصه ومنه من فاتته صلاة
العصر فكأنما وتر أهله وماله بالنصب.
وبالمعنيين في
زيارة أبي عبد الله الحسين 7 يوم عاشوراء « والوتر الموتور » والمراد من الطلب بأوتارهم
المطالبة بدمائهم وبحقوقهم والقيام بثاراتهم ، أي يقتل قتلتهم.
__________________
في سعيد
بن منصور
٤٢٠ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا أيوب ، قال : حدثنا حنان بن سدير ، قال : كنت جالسا عند الحسن بن
الحسين ، فجاء سعيد بن منصور وكان من رؤساء الزيدية ، فقال : ما ترى في النبيذ فان
زيدا كان يشربه عندنا؟ قال : ما أصدق على زيد أنه يشرب مسكرا ، قال : بلى قد شربه
قال : فان كان فعل فان زيدا ليس بنبي ، ولا وصي نبي ، انما هو رجل من آل محمد يخطي
ويصيب.
في أبى
الضبار
٤٢١ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني حمدان بن أحمد القلانسي عن معاوية بن حكيم ، عن عاصم بن
عمار ، عن نوح بن دراج ، عن أبي الضبار ، وكان من أصحاب زيد بن علي 8.
في
البترية
٤٢٢ ـ حدثني سعد
بن صباح الكشي ، قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن
محمد بن اسماعيل بن بزيع ، عن محمد بن فضيل ، عن أبي عمر سعد الحلاب ، عن أبي عبد
الله 7 قال : لو أن البترية صف واحد ما بين المشرق الى المغرب ، ما أعز الله بهم
دينا.
والبترية هم أصحاب
كثير النواء ، والحسن بن صالح بن حي ، وسالم بن أبي حفصة ، والحكم بن عيينة ،
وسلمة بن كهيل ، وأبو المقدام ثابت الحداد.
وهم الذين دعوا
الى ولاية علي 7 ، ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ، ويثبتون لهما امامتهما
، وينتقصون عثمان وطلحة والزبير ، ويرون الخروج مع بطون ولد علي ابن أبي طالب ،
يذهبون في ذلك الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويثبتون لكل من خرج من ولد
علي 7 عند خروجه الامامة.
في سالم
بن أبى حفصة
٤٢٣ ـ محمد بن
ابراهيم ، قال : حدثني محمد بن علي القمي ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى
، عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن زرارة ، عن سالم ابن أبي حفصة ، قال : دخلت على
أبي عبد الله 7 فقلت له : عند
الله يحتسب مصابنا برجل كان اذا حدث قال : قال رسول الله 6 قال أبو عبد الله
7 قال الله تعالى : ما
______________________________________________________
في سالم بن أبى حفصه
قوله : عند الله يحتسب
مصابنا
اما بياء المضارعة
المضمومة على البناء لما لم يسم فاعله ، أو بنون المتكلم مع الغير من الاحتساب
بمعنى الاعتداد به في الاجر ، وجعله مما يدخر أجره ومثوبته ، وكأنه عني بالرجل
الذي اذا حدث قال قال رسول الله 6 أبا جعفر الباقر 7.
قال في المغرب :
احتسب بالشيء اعتد به وجعله في الحساب ، ومنه احتسب عند الله خيرا اذا قدمه ،
ومعناه اعتده فيما يدخر عند الله.
ومن صام رمضان
ايمانا واحتسابا اي صام وهو مؤمن بالله ورسوله ويحتسب صومه عند الله .
وكلام أبي عبد
الله وذكره 7 الحديث القدسي مغزاه أن الصدقة التي يتلقفها تعالى بيده تلقفا ، أعم من
الصدقة القولية أو الفعلية أو المالية ، ومما في العلم والدين أو في العمل
والدنيا.
ومنه في الحديث
عنه 6 لمن كان يصلي منفردا « من يتصدق عليه » يعني بالايتمام به في صلاته ، بل ان
أعظم الصدقة وأفضلها ما يكون في العلم والدين.
فالعالم الذي ينشر
العلم والحديث ويحدث ويقول قال رسول الله 6 هو أكرم المتصدقين عند الله عز وجل ، فيكون المصاب به
والدعاء له من أفضل ما يحتسب عند الله فليعرف.
__________________
من شيء الا وقد
وكلت به غيري الا الصدقة فاني اتلقفها بيدي لقفا ، حتى أن الرجل والمرأة ليتصدق
بتمرة أو بشق تمرة فأربيها له كما يربي الرجل فلوه أو فصيله ، فيلقاه يوم القيامة
وهو مثل أحد وأعظم من أحد.
٤٢٤ ـ محمد بن
مسعود : قال : حدثني علي بن محمد ، عن أحمد بن محمد ابن عيسى ، عن ابن أبي بصير ،
عن الحسن بن موسى ، عن زرارة ، قال : لقيت سالم بن أبي حفصة ، فقال لي : ويحك يا
زرارة ان أبا جعفر قال لي : أخبرني عن النخل عندكم بالعراق ينبت قائما أو معترضا؟
قال : فأخبرته أنه ينبت قائما. قال : فأخبرني عن ثمركم حلو هو؟ وسألني عن حمل
النخل كيف يحمل؟ فأخبرته.
______________________________________________________
قوله تعالى : فانى اتلقفها
بيدى لقفا
لقفه كسمعه ،
ولقفا بالتسكين ولقفانا محركة تناوله بسرعة قاله في القاموس والتلقف تفعل
منه.
وفي المغرب :
تلقفت الشيء اذا أخذته من يد رام رماك به ، ومنه تلقف من فيه كذا اذا حفظه.
قوله تعالى : كما يربى الرجل
فلوه
في المغرب : الفلو
المهر والجمع أفلاء ، كعدو وأعداء
وفي الصحاح :
الفلو بتشديد الواو المهر ، لأنه يفتلي أي يفطم ، وقد قالوا للأنثى : فلوة كما
قالوا عدو وعدوة ، والجمع أفلاء مثل عدو وأعداء ، وفلاوي أيضا مثل خطايا وأصله
فعائل وقد ذكرناه في الهمزة ، ويقال أيضا فلوته اذا ربيته .
وربما يقال للصبي
أيضا فلو كما قال في القاموس : فلا الصبي والمهر فلوا وفلاء عزله عن الرضاع أو
فطمه كافلاه وافتلاه ، والفلو بالكسر كعدو وسمو
__________________
وسألني عن السفن
تسير في الماء أو في البر؟ قال : فوصفت له انها تسير في البحر ويمدونها الرجال
بصدورهم ، فأتم بامام لا يعرف هذا ، قال : فدخلت الطواف وأنا
______________________________________________________
الجحش والمهر فطما
أو بالغا السنة ، جمع افلاء وفلاوي والفصيل ولد الناقة اذا فصل عن أمه ، والجمع فصلان بالضم
وفصال بالكسر .
قوله : فأتم
في طائفة من النسخ
« تأتم » على المضارع للخطاب من الايتمام ، وفي عضة منها « أتأتم » بهمزة
الاستفهام قبل الفعل ، وفي بعضها « فأتم » على صيغة الامر منه وادخال الفاء عليها.
قلت : ولعمر
الحبيب أن سالم بن أبي حفصة في البلادة وكلال الفطانة لعريض القفا ، لم يحم حول سر
كلام أبي جعفر 7 ومعناه ، ولم يهتد لسمت سبيله ومغزاه.
« فالنخل عندكم
بالعراق » تعبير عن أهل العراق ، لما بين الانسان والنخل من كمال المناسبة وشدة
المشابهة.
ومن هناك في
الحديث : أكرموا عمتكم النخلة.
و « نباتة قائما
أو معترضا » كناية عن نشو المرء مستقيما في الدين أو معوجا في الاعتقاد.
وثمركم ، عبارة عن
أبنائكم وأولادكم ، كما قد ورد في تفسير قوله عز من قائل ( وَنَقْصٍ
مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ ) .
و « حلو » هو سؤال
عن حلاوة المذهب والسلامة عن مرارة فاكهة السيرة وبشاعة طعم العقيدة.
__________________
مغتم لما سمعت منه
، فلقيت أبا جعفر 7 فأخبرته بما قال لي ، فلما حاذينا الحجر الاسود ، قال :
اله عن ذكره فانه والله لا يؤل الى خير أبدا.
______________________________________________________
و « السفن »
بضمتين أو باسكان الفاء بعد السين المضمومة جمع السفينة ، المراد الائمة الحجج
صلوات الله عليهم ، لقوله 6 : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح .
والسؤال عن «
سيرها في الماء أو في البر » معناه أنهم : عندكم أهل العراق مطاعون في الحكم ، أو معطلون عن الاتباع
والاطاعة.
قوله : وأنا مغتم لما سمعت
منه
كان زرارة رحمه
الله تعالى أيضا كان طفيف القسط من
توقد الفطنة والتفطن لدخلة الاسرار والا فما وجه الاغتمام لذلك.
قوله (ع) : اله
بكسر همزة الوصل
وسكون اللام وفتح الهاء على صيغة الامر ، من لهي عن الشيء يلهي عنه ، كرضي يرضي ،
لهيا ولهيانا ، اذا غفل عنهلاسو وترك ذكره ، وألهاه عن كذا شغله عنه ، ولهي بالشيء
يلهي به كرضي به يرضي ، اذا أحبه وشده به عن غيره.
قال في الصحاح :
تقول : اله عن الشيء أي اتركه ، وفي الحديث في البلل بعد الوضوء اله عنه ، وكان
ابن الزبير اذا سمع صوت الرعد لهى عن حديثه أي تركه وأعرض عنه ، الاصمعي : اله عنه
ومنه بمعنى ، وأما لهوت بالشيء ألهو لهوا فمعناه لعبت به وتلهيت به مثله ، وفلان
لهو بتشديد الواو على فعول .
وقوله 7 « والله لا يأول
» أي لا يرجع سالم إلي خير أبدا ، من آل الى كذا أولا اذا رجع والمآل المرجع.
__________________
٤٢٥ ـ ابن مسعود ،
قال : حدثني علي بن الحسن ، قال : حدثني العباس بن عامر ، وجعفر بن محمد بن حكيم ،
عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، قال ، قيل لأبي عبد الله 7 وأنا عنده ، ان
سالم بن أبي حفصة يروي عنك أنك تكلم على سبعين وجها لك من كلها المخرج؟ قال ، فقال
: ما يريد سالم مني أيريد أن أجيء بالملئكة فو الله ما جاء بها النبيون ، ولقد
قال ابراهيم اني سقيم ، والله ما كان سقيما وما كذب ، ولقد قال ابراهيم : بل فعله
كبيرهم هذا وما فعله وما كذب ولقد قال يوسف : انكم لسارقون ، والله ما كانوا
سارقين وما كذب.
٤٢٦ ـ ابن مسعود ،
قال : حدثنى علي بن الحسن ، عن جعفر بن محمد بن حكيم ، وعباس بن عامر ، عن أبان بن
عثمان ، قال : سالم بن أبي حفصة كان مرجيا
٤٢٧ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد : حدثني العبيدي ، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ،
عن فضيل الاعور ، قال : حدثني أبو عبيدة الحذاء ، قال : أخبرت أبا جعفر 7 بما قال سالم بن
أبي حفصة في الامام ، فقال : ويل سالم يا ويل سالم ما يدري سالم ما منزلة الامام ،
ان منزلة الامام أعظم مما يذهب اليه سالم والناس أجمعون.
٤٢٨ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا أيوب بن نوح ، عن صفوان ، قال : حدثني فضيل الاعور ، عن
أبي عبيده الحذاء ، قال قلت لأبي جعفر 7 : ان سالم ابن أبي حفصة يقول لي : ما بلغك أنه من مات وليس
له امام كانت ميتته ميتة جاهلية؟ فأقول بلي. فيقول من امامك؟ فأقول ائمتي آل محمد
عليه وعليهم السلام. فيقول : والله ما اسمعك عرفت اماما ، قال أبو جعفر 7 : ويح سالم وما
يدري سالم ما منزلة الامام ، منزلة الامام يا زياد أعظم وأفضل مما يذهب اليه سالم
والناس أجمعون.
وحكي عن سالم :
أنه كان مختفيا من بني أمية بالكوفة ، فلما بويع لأبي العباس خرج من الكوفة محرما
فلم يزل يلبي : لبيك قاصم بني امية لبيك ، حتى أناخ بالبيت.
في سلمة
بن كهيل وأبى المقدام وسالم بن أبى حفصة وكثير النواء
٤٢٩ ـ سعد بن جناح
الكشي ، قال : حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي
عن أحمد بن محمد
بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان الرواسي ، عن
سدير ، قال : دخلت على ابي جعفر 7 ومعي سلمة بن كهيل ، وأبو المقدام ثابت الحداد ، وسالم بن
أبي حفصة ، وكثير النواء ، وجماعة معهم ، وعند أبي جعفر 7 أخوه زيد بن علي : فقالوا لأبي جعفر
7 نتولي عليا وحسنا وحسينا ونتبرأ من أعداهم! قال : نعم.
قالوا : نتولي ابا
بكر وعمر ونتبرأ من اعدائهم! قال : فالتفت اليهم زيد بن علي قال : لهم اتتبرءون من
فاطمة بترتم أمرنا بتركم الله ، فيومئذ سموا البترية.
في عمر بن
رياح
٤٣٠ ـ عمر قيل ،
انه كان أولا يقول بامامة أبي جعفر 7 ثم انه فارق هذا القول وخالف أصحابه ، مع عدة يسيرة بايعوه
على ضلالته ، فانه زعم أنه سأل أبا جعفر 7 عن مسألة فأجابه فيها بجواب ، ثم عاد ألية في عام آخر وزعم
أنه سأله عن تلك المسألة بعينها فأجابه فيها بخلاف الجواب الاول.
فقال لأبي جعفر 7 : هذا خلاف ما
أجبتني في هذه المسألة عامك الماضي ، فذكر انه قال له ان جوابنا خرج على وجه
التقية ، فشك في امره وامامته.
فلقى رجلا من
اصحاب ابي جعفر 7 يقال له : محمد بن قيس ، فقال اني سألت ابا جعفر 7 عن مسألة فأجابني
فيها بجواب ، ثم سألت عنها في عام آخر فاجابني فيها بخلاف الجواب الاول ، فقلت له
: لم فعلت ذلك؟ قال : فعلته للتقية وقد علم الله أني ما سألته الا وأنا صحيح العزم
على التدين بما يفتيني فيه وقبوله والعمل به ، ولا وجه لاتقائه اياي ، وهذه حاله.
فقال له محمد بن
قيس : فلعله حضرك من اتقاه ، فقال : ما حضر مجلسه في واحدة من الحالين غيري ، لا ،
ولكن كان جوابه جميعا على وجه التبخيت ولم يحفظ ما
______________________________________________________
في عمر بن رياح
قوله : على وجه التبخيت
على التفعيل من
البخت بتوحيد الباء واعجام الخاء وتثنية التاء من فوق ،
أجاب به في العام
الماضي فيجيب بمثله ، فرجع عن امامته.
وقال : لا يكون
امام يفتي بالباطل على شيء من الوجوه ولا في حال من الاحوال ، ولا يكون اماما
يفتي بتقية من غير ما يجب عند الله ، ولا هو مرخى ستره ويغلق بابه ، ولا يسع
الامام الا الخروج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فمال الى سنته بقول البترية
ومال معه نفر يسير.
______________________________________________________
بمعنى الجد بفتح
الجيم وتشديد الدال وهو الحظ والاقبال في الدنيا والغناء والعظمة.
قال في المغرب :
البخت الجد والتبخيت والتبكيت ، وان تكلم خصمك حتى تنقطع حجته عن صاحب التكملة ،
وأما قول بعض الشافعية في اشتباه القبلة اذا لم يمكنه الاجتهاد صلى على التبخيت
فهو من عبارات المتكلمين ، ويعنون به الاجتهاد [ الاعتقاد ] الواقع على سبيل
الابتداء من غير نظر في شيء .
وفي الاساس : رجل
مبخوت وبخيت مجدود ورجل مجدود وجد ذو جد وهو أجد من فلان ، ويقال : أعطي فلان
جدا ، فلو بال لجد ببوله أي لكان الجد في بوله أيضا ، وجد في عيني عظم .
وفي القاموس :
البخت الجد معرب والبخيت والمبخوت المجدود .
قلت : ويقال للحاصل
لا عن منشأ معلوم وسبب ظاهر : الكائن بالبخت والاتفاق ، والتبخيت أي التبكيت على
الخرص والتخمين من غير أصل يقيني وقانون برهاني تفعيل منه ، وأما التحنيت بالتاء
المثناة من فوق والنون والحاء المهملة على التفعيل من النحت فاحتمال تصحيفي وتحامل
تحريفي فليعلم.
__________________
في تسمية
الفقهاء
من اصحاب ابي جعفر
وأبي عبد الله 8.
٤٣١ ـ قال الكشي :
اجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الاولين من اصحاب أبي جعفر 7 وأبي عبد الله 7 وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الاولين ستة : زرارة ،
ومعروف بن خربوذ ، وبريد ، وأبو بصير الاسدي ، والفضيل بن يسار ، ومحمد بن مسلم
الطائفي ، قالوا : وأفقه الستة زرارة ، وقال بعضهم مكان أبي بصير الاسدي أبو بصير
المرادي وهو ليث بن البختري.
في بريد
بن معاوية
٤٣٢ ـ حدثنا
الحسين بن الحسن بن بندار القمي ، قال : حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي ،
قال : حدثني محمد بن عبد الله المسمعي ، قال : حدثني علي بن حديد ، وعلي بن أسباط
، عن جميل بن دراج ، قال : سمعت أبا عبد الله 7 يقول : أوتاد الارض ، وأعلام الدين أربعة : محمد بن مسلم ،
وبريد بن معاوية ، وليث بن البختري المرادي ، وزرارة بن أعين.
٤٣٣ ـ وبهذا
الاسناد : عن محمد بن عبد الله المسمعي ، عن علي بن أسباط
______________________________________________________
في تسمية الفقهاء
قوله : اجتمعت العصابة
هذا الاجماع الذي
نقله أبو عمرو الكشي رحمه الله تعالى هو الحجة المعول عليها عند الاصحاب في استصحاح هؤلاء الستة
والحكم بثقتهم وجلالتهم ، والمتعين فيه أبو بصير الاسدي يحيى بن أبي القاسم
المكفوف.
وانما بعضهم قال
مكان أبي بصير الاسدي أبو بصير المرادي ليث بن البختري فليتني أشعر ما بال فرق من
المتأخرين يعتكسون في باب الاسدي ويقولون فيه بالتضعيف من غير مستند يركن اليه ،
فلا تكونن من المتعنتين.
عن محمد بن سنان ،
عن داود بن سرحان ، قال : سمعت أبا عبد الله 7 يقول : اني لأحدث الرجل بحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في
دين الله تعالى ، وأنهاه عن القياس ، فيخرج من عندى فيتأول حديثي على غير تأويله ،
اني أمرت قوما ، أن يتكلموا ونهيت قوما ، فكل يتأول لنفسه يريد المعصية لله تعالى
ولرسوله ، فلو سمعوا وأطاعوا لأودعتهم ما أودع أبي 7 أصحابه.
ان أصحاب أبي 7 كانوا زينا أحياء
وأمواتا ، أعني زرارة ، ومحمد بن مسلم ، ومنهم ليث المرادى ، وبريد العجلي ، هؤلاء
القوامون بالقسط ، هؤلاء القائلون بالصدق ، هؤلاء السابقون السابقون أولئك
المقربون.
٤٣٤ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن أبي محمد القاسم بن عروة ، عن أبي العباس البقباق ،
قال ، قال أبو عبد الله 7 : زرارة بن أعين ، ومحمد بن مسلم ، وبريد بن معاوية ،
والاحول ، أحب الناس إلي أحياء وأمواتا ، ولكن الناس يكثرون علي فيهم فلا أجد بدا
من متابعتهم.
قال : فلما كان من
قابل ، قال : أنت الذي تروي علي ما تروي في زرارة وبريد ومحمد بن مسلم والاحول؟
قال ، قلت : نعم ، فكذبت عليك؟ قال : انما ذلك اذا كانوا صالحين ، قلت : هم
صالحون.
٤٣٥ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، عن جبريل بن احمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي الصباح ، قال :
سمعت أبا عبد الله 7 يقول : يا أبا الصباح هلك المترئسون في أديانهم ، منهم :
زرارة ، وبريد ، ومحمد بن مسلم ، واسماعيل الجعفي وذكر آخر لم أحفظه.
٤٣٦ ـ بهذا
الاسناد : عن يونس ، عن مسمع كردين أبي سيار ، قال : سمعت
______________________________________________________
في بريد بن معاوية
قوله (ع) هلك المترئسون
المترئسون على
التفعل من الرئاسة ، وفي بعض النسخ « المتربسون » على التفاعل.
أبا عبد الله 7 يقول : لعن الله
بريدا ولعن زرارة.
٤٣٧ ـ جبريل بن
أحمد ، قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عمر بن
أبان ، عن عبد الرحيم القصير ، قال ، قال أبو عبد الله 7 : ائت زرارة
وبريدا ، وقل لهما ما هذه البدعة اما علمتم أن رسول الله 6 قال : كل بدعة
ضلالة؟ فقلت له : اني أخاف منهما فأرسل معى ليثا المرادي ، فاتينا زرارة فقلنا له
ما قال أبو عبد الله 7. فقال : والله لقد أعطاني الاستطاعة ، وما شعروا ما يريد ،
فقال : والله لا أرجع عنها أبدا.
٤٣٨ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير ، عن أبي العباس
البقباق ، عن أبى عبد الله 7 أنه قال : أربعة أحب الناس الى أحياء وأمواتا ، بريد
العجلي ، وزرارة ، ومحمد بن مسلم ، والاحول.
في أم
خالد وكثير النواء وأبى المقدام
٤٣٩ ـ علي بن
الحسن ، قال : حدثني العباس بن عامر ، وجعفر بن محمد عن أبان بن عثمان ، عن أبي
بصير ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : ان الحكم ابن عيينة وسلمة وكثيرا وابا المقدام
والتمار يعني سالما ، أضلوا كثيرا ممن ضل من هؤلاء ، وانهم ممن قال الله عز وجل : ( وَمِنَ
النّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ
بِمُؤْمِنِينَ ) .
٤٤٠ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة ، عن أبى بكر
الحضرمي ، قال ، قال أبو عبد الله 7 : اللهم اني إليك من كثير النواء بريء في الدنيا والآخرة.
٤٤١ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن بن فضال ، عن العباس بن عامر ، وجعفر بن محمد
بن حكيم ، عن أبان بن عثمان الاحمر ، عن أبي بصير ، قال : كنت جالسا عند أبي عبد
الله 7 اذ جاءت أم خالد التي كان قطعها
__________________
يوسف تستأذن عليه
، قال ، فقال أبو عبد الله 7 : أيسرك أن تشهد كلامها؟ قال ، فقلت : نعم جعلت فداك ،
فقال : اما لا فأدن ، قال : فأجلسني على الطنفسة ، ثم دخلت فتكلمت فاذا هي امرأة
بليغة ، فسألته عن فلان وفلان ، فقال لها : توليهما! قالت :
______________________________________________________
في أم خالد وكثير النواء
وأبى المقدام
قوله (ع) : أما لا
من باب الحذف
للاختصار ، أي أما أنا فلا يسرني مخاطبتها ومكالمتها ، أو أما اذا كان لا بد من
ذلك فادن مني.
وانما مثل هذا
الحذف لكون سياق الكلام متضمنا للدلالة عليه ، لان اما فيها معنى الشرط والتفصيل ،
ولذلك وجب التزام الفاء في جوابها.
قوله : الطنفسة
في النهاية
الاثيرية : قد تكرر في الحديث ذكر « الطنفسة » وهي بكسر الطاء والفاء وبضمهما
وبكسر الطاء وفتح الفاء ، البساط الذي له حمل رقيق ، وجمعه طنافس .
وفي القاموس :
والطنفسة مثلثة الطاء والفاء وبكسر الطاء وفتح الفاء وبالعكس واحدة الطنافس ،
للبسط والثياب ولحصير من سعف عرضه ذراع .
قوله (ع) : توليهما
قوله 7 « توليهما » كأنه من تولى بمعنى ولي أي أدبر ، يقال :
تولاه وولاه وتولى عنه وولي عنه ، اذا أدبر وأعرض عنه وتركه وتخلاه ، ومنه في
التنزيل الكريم ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلّى ) يعنى به عثمان بن
عفان.
__________________
فأقول لربي اذا
لقيته انك أمرتني بولايتهما ، قال : نعم. قالت : فان هذا الذي معك على الطنفسة
يأمرني بالبراءة منهما ، وكثير النواء يأمرني بولايتهما فأيهما أحب إليك؟ قال :
هذا والله وأصحابه أحب إلي من كثير النواء وأصحابه ، ان هذا يخاصم فيقول من لم
يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الظالمون ، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ، فلما خرجت ، قال : اني
خشيت أن تذهب فتخبر كثير النواء فيشهرني بالكوفة ، اللهم اني إليك من كثير النواء
بريء في الدنيا والآخرة.
٤٤٢ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، عن علي بن الحسن ، قال : يوسف بن عمر هو الذي قتل زيدا ، وكان على
العراق ، وقطع يد أم خالد وهي امرأة صالحة على التشيع ، وكانت مائلة الى زيد بن
علي 8.
وروي عن محمد بن
يحيي ، قال ، قلت لكثير النواء : ما أشد استخفافك بأبي جعفر 7 قال : لأني سمعت
منه شيئا لا أحبه أبدا ، سمعته يقول : ان الارض السبع تفتح بمحمد وعترته.
______________________________________________________
قال في الكشاف :
تولى المركز يوم أحد .
وفي الاساس : ولي
عني وتولى .
وفي القاموس : ولى
تولية أدبر كتولى والشيء ، وعنه أعرض أو نأى .
قوله : قالت فان هذا الذى
معك
يظهر من اعادته
السؤال وقولها فان هذا الذي معك الى قولها فأيهما أحب إليك ، أنها تشككت في قوله 7 توليهما أنه
بمعنى ولايتهما ومحبتهما ، أو بمعنى التخلي والاعراض عنهما.
__________________
في ميسر
وعبد الله بن عجلان
٤٤٣ ـ جعفر بن
محمد ، قال : حدثني علي بن الحسن بن فضال ، عن أخويه : محمد وأحمد. عن أبيهم ، عن
ابن بكير ، عن ميسر بن عبد العزيز ، قال ، قال لي أبو عبد الله 7 : رأيت كأني على
جبل ، فيجيء الناس فيركبونه ، فاذا كثروا عليه تصاعد بهم الجبل ، فينتثرون عنه
فيسقطون ، فلم يبق معي إلا عصابة يسيرة أنت منهم وصاحبك الاحمر ، يعني عبد الله بن
عجلان.
٤٤٤ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن النضر بن سويد ، عن يحيي بن الحلبي ، عن ابن
مسكان ، عن زرارة ، عن أبي جعفر 7 قال : رأيت كأني على رأس جبل ، والناس يصعدون عليه من كل
جانب ، حتى اذا كثروا عليه تطاول بهم في السماء ، وجعل الناس يتساقطون عنه من كل
جانب حتى لم يبق عليه منهم إلا عصابة يسيرة ، يفعل ذلك خمس مرات ، وكل ذلك يتساقط
الناس عنه وتبقي تلك العصابة عليه ، أما أن ميسر بن عبد العزيز وعبد الله بن عجلان
في تلك العصابة ، فما مكث بعد ذلك الا نحوا من سنتين حتى هلك صلوات الله عليه.
٤٤٥ ـ حدثني خالد
بن حامد الكشي ، قال : حدثني أبو سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي ، قال : حدثني
ابن أبي عمير ، قال : حدثني يحيي بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر ، عن بشير ، عن
أبي عبد الله 7.
وحدثني ابن مسعود
، قال : حدثني علي بن الحسن بن فضال ، عن العباس ابن عامر ، عن أبان بن عثمان ، عن
الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد الله 7 قالا : قلنا لأبي عبد الله 7 ان عبد الله بن عجلان مرض مرضه الذي مات فيه ، وكان يقول :
اني لا أموت من مرضي هذا ، فقال أبو عبد الله 7 : أيهات أيهات ان ذهب ابن عجلان لا عرفه الله قبيحا من
عمله ، ان موسى بن عمران اختار قومه سبعين رجلا ،
______________________________________________________
ثم قوله 7 في الجواب ثانيا
هذا والله وأصحابه أحب إلي من كثير النواء وأصحابه كالتنصيص على المعنى المقصود
فليعلم.
فلما أخذتهم
الرجفة كان موسى أول من قام منها ، فقال : يا رب أصحابي قال : يا موسى اني أبدلك
بهم خيرا ، قال : رب اني وجدت ريحهم وعرفت أسمائهم ، قال ذلك ثلاثا فبعثهم الله
أنبياء.
٤٤٦ ـ وقال علي بن
الحسن : ان ميسر بن عبد العزيز كان كوفيا وكان ثقة.
٤٤٧ ـ ابن مسعود ،
قال حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد ، قال : حدثني الوشاء ، عن بعض أصحابنا ، عن
ميسر ، عن أحدهما ، قال ، قال لي : يا ميسر اني لأظنك وصولا لقرابتك ، قلت : نعم
جعلت فداك لقد كنت في السوق وأنا غلام وأجرتى درهمان ، وكنت أعطى واحدا عمتي
وواحدا خالتي ، فقال : أما والله لقد حضر أجلك مرتين كل ذلك يؤخر.
٤٤٨ ـ ابراهيم بن
علي الكوفي ، قال : حدثنا اسحاق بن ابراهيم الموصلي عن يونس ، عن حنان وابن مسكان
، عن ميسر ، قال : دخلنا على أبي جعفر 7 ونحن جماعة فذكروا صلة الرحم والقرابة ، فقال أبو جعفر 7 أما أنه قد حضر
أجلك غير مرة ولا مرتين ، كل ذلك يؤخر بصلتك قرابتك.
في بسام
٤٤٩ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، قال حدثنا محمد بن عيسى ، عن الحسن بن سعيد
، عن علي بن حديد ، قال : حدثني عنبسة
______________________________________________________
في ميسر وعبد الله بن عجلان
قوله : فذكروا صلة الرحم
هذا الحديث والذي
قبله وما في معناهما من أحاديث باب البداء ، وتحقيق القول هنالك في كتاب نبراس
الضياء وفي قبسات حق اليقين وفي الرواشح السماوية وشرح أصول كتاب الكافي .
__________________
العابد ، قال :
كنت مع جعفر بن محمد 7 بباب الخليفة أبي جعفر بالحيرة ، حين أتي ببسام واسماعيل
بن جعفر بن محمد ، فادخلا على أبي جعفر قال : فأخرج بسام مقتولا ، وأخرج اسماعيل
بن جعفر بن محمد قال ، فرفع جعفر رأسه اليه ، قال : افعلتها يا فاسق أبشر بالنار.
في محمد
بن اسماعيل بن بزيع
٤٥٠ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني بنان بن محمد ، عن علي بن مهزيار ، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع ،
قال : سألت أبا جعفر 7 أن يأمر لي بقميص من قمصه أعده لكفني ، فبعث به إلي ، قال
، فقلت له : كيف أصنع به جعلت فداك؟ قال : انزع ازرارة.
في ابى
طالب القمى
٤٥١ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن عبد الجبار ، عن أبي طالب القمي ، قال : كتبت الى أبي جعفر 7 بأبيات شعر ،
وذكرت فيها أباه ، وسألته أن يأذن لي في أن أقول فيه ، فقطع الشعر وحبسه ، وكتب في
صدر ما بقي من القرطاس : قد احسنت فجزاك الله خيرا.
في عبد
الله بن ميمون القداح المكى
٤٥٢ ـ حدثني
حمدويه ، عن ايوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيي ، عن أبي خالد ، عن عبد الله بن ميمون
، عن أبي جعفر 7 قال : يا بن ميمون كم انتم بمكة؟ قلت : نحن أربعة ، قال :
انكم نور في ظلمات الارض.
في عبد
الله بن أبي يعفور
٤٥٣ ـ حدثنا أبو
الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، قال : حدثنا أبو محمد الفضل بن شاذان ،
عن ابن أبي عمير ، عن عدة من أصحابنا ، قال : كان أبو عبد الله 7 يقال : ما وجدت
أحدا يقبل وصيتي ويطيع أمري ، الا عبد الله بن أبي يعفور.
٤٥٤ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن : ان ابن أبي يعفور ثقة ، مات في حياة أبي عبد
الله 7 سنة الطاعون.
٤٥٥ ـ محمد بن
مسعود ، عن علي بن الحسن ، عن علي بن أسباط ، عن شيخ من أصحابنا لم يسمه ، قال :
كنت عند أبي عبد الله 7 فذكر عبد الله بن أبي يعفور رجل من أصحابنا فنال منه ،
فقال : مه ، فقال : فتركه وأقبل علينا.
فقال : هذا الذي
يزعم أنه له ورعا ، وهو يذكر أخاه بما يذكره قال : ثم تناول بيده اليسري عارضة
فنتف من لحيته حتى رأينا الشعر في يده ، وقال : انها لشيبة سوء ان كنت ، انما
أتولى بقولكم وأبرئ منهم بقولكم.
٤٥٦ ـ محمد بن الحسن
البراثي وعثمان ، قالا : حدثنا محمد بن يزداد ، عن محمد بن الحسين ، عن الحجال ،
عن أبي مالك الحضرمي ، عن أبي العباس البقباق ، قال : تدارأ ابن أبي يعفور ومعلى
بن خنيس ، فقال ابن أبي يعفور : الاوصياء علماء أبرار أتقياء ، وقال ابن خنيس :
الاوصياء أنبياء ، قال : فدخلا على أبي عبد الله 7 قال : فلما استقر مجلسهما ، قال : فبداهما أبو عبد الله 7 فقال : يا ابا
عبد الله أبرأ ممن قال أنا أنبياء.
______________________________________________________
في عبد الله بن أبي يعفور
قوله : فنال منه
من النيل بفتح
النون واسكان الياء المثناة من تحت ، يقال : نال من فلان نيلا اذا وقع فيه وعابه
وذكر بعض مساويه ومثالبه.
وفي المغرب : نال
من عدوه أضربه ومنه قوله تعالى ( وَلا يَنالُونَ مِنْ
عَدُوٍّ نَيْلاً ) .
قوله : تدارأ
بالهمز على
التفاعل من الدرء بمعنى الدفع ، أي أنهما تناظر او تدافعا في المناظرة.
__________________
٤٥٧ ـ حمدويه ، عن
محمد بن عيسى ، عن صفوان ، عن حماد الناب ، قال : قلت لأبي عبد الله 7 عبد الله بن أبي
يعفور يقرئك السلام ، قال : و ٧.
٤٥٨ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني عبد الله بن محمد ، قال : حدثني الحسن الوشاء ، عن بعض
أصحابنا ، عن أبي عبد الله 7 قال ، قال لي أبو عبد الله 7 : شهدت جنازة عبد الله بن أبي يعفور؟ قلت : نعم ، وكان
فيها ناس كثير قال : أما أنك سترى فيها من مرجئة الشيعة كثيرا.
٤٥٩ ـ ووجدت في
بعض كتبي ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن ابن مسكان ، عن ابن
أبي يعفور ، قال : كان اذا أصابته هذه الارواح فاذا اشتدت به شرب الحسو من النبيذ
فسكن عنه ، فدخل على أبي عبد الله 7 فأخبره بوجعه ، وانه اذا شرب الحسو من النبيذ سكن عنه ،
فقال له : لا تشربه ، فلما أن رجع الى الكوفة هاج وجعه ، فأقبل أهله فلم يزالوا به
حتى شرب ، فساعة شرب
______________________________________________________
قال في المغرب :
الدرء الدفع ، ومنه كان بين عمر ومعاذ بن عفراء درء أي خصومة وتدافع .
وفي أساس البلاغة
: دارأه دافعه وتدارءوا تدافعوا وتدارءوا في الخصومة وادارءوا .
وأما تدارا بالف
منقلبة عن الياء من التداري ، فتفاعل من الدراية بمعنى العلم وهو هاهنا تصحيف.
قوله : الحسو
بفتح الاولى
المهملتين وتشديد الواو اسم لما يتحساه الانسان من الماء والشراب والمرق ونحوها ،
والحسوة الشيء القليل قاله في القاموس .
__________________
منه سكن عنه.
فعاد الى أبي عبد
الله 7 فأخبره بوجعه وشربه ، فقال له : يا بن أبي يعفور لا تشربه فانه حرام ، انما
هذا شيطان موكل بك فلو قد يئس منك ذهب.
فلما أن رجع الى
الكوفة هاج به وجعه أشد ما كان ، فأقبل أهله عليه ، فقال لهم : لا والله لا أذوق
منه قطرة أبدا ، فآيسوا منه ، وكان يهم على شيء ولا يحلف ، فلما سمعوا أيسوا منه
، واشتد به الوجع أياما ثم أذهب الله به عنه ، فما عاد اليه حتى مات رحمة الله
عليه.
٤٦٠ ـ حدثني
حمدويه بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، ومحمد ابن مسعود ، قال : حدثنا محمد
نصير ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن سعيد بن جناح ، عن عدة من أصحابنا. وقال
العبيدي : حدثني به أيضا عن ابن عمير أن ابن ابي يعفور ومعلى بن خنيس كانا بالنيل
على عهد أبي عبد الله 7 فاختلفا في ذبايح
______________________________________________________
وفي الصحاح : حسوت
المرق حسوا ، ويوم كحسو الطير أي قصير ، والحسو على فعول طعام معروف ، وكذلك
الحساء بالفتح والمد ، تقول : شربت حساء وحسوا ويقال أيضا : رجل حسو للكثير الحسو
، وقد حسوت حسوة بالضم أي قدر ما يحسي مرة واحدة .
قوله : كانا بالنيل
كان النهر بالكوفة
يسمى بالنيل ، لأنه كان يمر على قرية يقال لها النيل.
قال في المغرب :
النيل نهر مصر وبالكوفة نهر يقال له النيل أيضا.
وفي القاموس :
النيل بالكسر نهر مصر وقرية بالكوفة وأخرى بيزد وبلد بين بغداد وواسط .
__________________
اليهود ، فأكل
معلى ولم يأكل ابن أبي يعفور ، فلما صارا الى أبي عبد الله 7 أخبره ، فرضي
بفعل ابن أبي يعفور وخطأ المعلى في أكله اياه.
٤٦١ ـ حمدويه ، عن
الحسن بن موسى ، عن علي بن حسان الواسطى الخزاز قال : حدثنا على بن الحسين العبيدي
، قال : كتب أبو عبد الله 7 الى المفضل بن عمر الجعفي حين مضى عبد الله بن أبي يعفور :
يا مفضل عهدت إليك عهدي كان الى عبد الله بن أبي يعفور صلوات الله عليه ، فمضى
صلوات الله عليه موفيا لله عز وجل ولرسوله ولإمامه بالعهد المعهود لله ، وقبض
صلوات الله على روحه محمود الاثر مشكور السعي مغفورا له مرحوما برضا الله ورسوله
وامامه عنه ، فولادتي من رسول الله 6 ما كان في عصرنا أحد أطوع لله ولرسوله ولإمامه منه.
فما زال كذلك حتى
قبضه الله اليه برحمته وصيره الى جنته ، مساكنا فيها مع رسول الله 6 وأمير المؤمنين 7 أنزله الله بين
المسكنين مسكن محمد وامير المؤمنين ( صلوات الله عليهما ) وان كانت المساكن واحدة
فزاده الله رضى من عنده ومغفرة من فضلة برضاي عنه.
٤٦٢ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا محمد بن الحسين ، عن الحكم بن مسكين الثقفي ، قال : حدثني أبو حمزة
معقل العجلي ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : قلت لأبي عبد الله 7 : والله لو فلقت
رمانة بنصفين ، فقلت هذا حرام وهذا حلال ، لشهدت أن الذي قلت حلال حلال ، وان الذي
قلت حرام حرام ، فقال : رحمك الله
______________________________________________________
قوله (ع) : مساكنا فيها مع
رسول الله (ص)
« مساكنا » بضم
الميم على اسم الفاعل من باب المفاعلة تقول : ساكنتك اذا شاركته في المأوى
والمسكن.
قال في أساس
البلاغة : وساكنه في دار واحدة وتساكنوا فيها .
__________________
رحمك الله.
٤٦٣ ـ ابو محمد
الشامي الدمشقي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن زياد بن أبي
الحلال ، قال : سمعت أبا عبد الله 7 يقول : ما احد أدى إلينا ما افترض الله عليه فينا الا عبد
الله بن أبي يعفور.
٤٦٤ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا ايوب بن نوح ، عن محمد بن الفضيل ، عن ابي اسامة ، قال : دخلت على ابي
عبد الله 7 لأودعه ، فقال لي : يا زيد ما لكم وللناس قد حملتم الناس على ابي ، والله ما
وجدت احدا يطيعني ويأخذ بقولي الا رجلا واحدا ; عبد الله بن ابي يعفور ، فاني امرته واوصيه بوصيته فاتبع
امري واخذ بقولي.
في معتب
قال الشيخ : هو
مولى الصادق 7.
٤٦٥ ـ حدثني
حمدويه وابراهيم ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن يونس بن يعقوب ، عن عبد العزيز بن
نافع ، انه سمع ابا عبد الله 7 يقول : هم عشرة يعني مواليه ، فخيرهم وافضلهم معتب ، وفيهم
خائن فاحذروه وهو صغير.
٤٦٦ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن احمد ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن الحسن بن محبوب ،
لا اعلمه الا عن اسحاق بن عمار ، عن ابي عبد الله 7 قال : موالي عشرة ، خيرهم معتب ، وما يظن معتب الا اني
اسحر من الناس.
في جميل
بن دراج ونوح أخيه
٤٦٧ ـ حمدويه
وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا أيوب بن نوح ، عن عبد الله بن المغيرة ، قال :
حدثنا محمد بن حسان ، قال : سمعت أبا عبد الله 7 يتلوا هذه الاية ( فَإِنْ يَكْفُرْ بِها
هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ ) ثم أهوى بيده
إلينا ، ونحن جماعة فينا جميل بن دراج وغيره ، فقلنا : أجل والله جعلت فداك لا
نكفر بها.
٤٦٨ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني أحمد ابن محمد بن عيسى ، عن عمر بن
عبد العزيز ، عن جميل بن دراج ، عن أبي عبد
______________________________________________________
في جميل بن دراج : ثم أهوى
إلينا بيده
أي مديده أو رفعها
مشيرا إلينا ، فكأنه 7 قال لنا : أنتم ذلك القوم وكلكم الله بها ولستم بكافرين ،
وهؤلاء الذين يكفرون بها هم عامة النابذين أهل بيت رسول الله عليه وعليهم
السلام وراء ظهورهم.
قال في المغرب :
هوى من الجبل وفي البئر سقط هويا بالفتح من باب ضرب ، ومنه فأقبل يهوي حتى وقع في
الحصن أي يذهب في انحدار ، والاهواء التناول باليد ، ومنه أهوى بيده أي جافى يده
ورفعها الى الهواء ، أو مدها حتى بقي بينها وبين الجنب هواء أي خلاء ، ومثله أهوى
بخشبة فضربها.
وفي الصحاح :
وأهوى بيده اليه ليأخذه قال الاصمعي : أهويت بالشيء اذا أومأت به ويقال : أهويت
له بالسيف .
__________________
الله 7 قال ، قال لي :
يا جميل لا تحدث أصحابنا بما لم يجمعوا عليه فيكذبوك.
قال محمد بن مسعود
: سألت أبا جعفر حمدان بن احمد الكوفي ، عن نوح ابن دراج؟ فقال : كان من الشيعة
وكان قاضي الكوفة ، فقيل له : لم دخلت في أعمالهم فقال : لم أدخل في أعمال هؤلاء
حتى سألت أخي جميلا يوما ، فقلت له : لم لا تحضر المسجد؟ فقال : ليس لي ازار.
وقال حمدان : مات
جميل عن مائة الف.
وقال حمدان : كان
دراج بقالا وكان نوح مخارجه من الذين يقتتلون في العصبية التي تقع بين المجالس ،
قال : وكان يكتب الحديث وكان أبوه يقول :
______________________________________________________
قوله : فقال لم أدخل في
أعمال هؤلاء حتى سألت أخي
يعني فدخلت في
أعمال هؤلاء لتكون لي مقدرة فأصل أخي جميلا ، أو لئلا أفتقر كما افتقر أخي جميل.
قوله : فقال ليس لى ازار
وذلك يتضمن
الدلالة على مدح جميل ، فانه لم يتول القضاء ولم يدخل في أعمال هؤلاء مع شدة
احتياجه وفقره ، وأغناه الله تعالى من خزائن فضله وجوده حتى مات عن مائة ألف.
قوله : وكان نوح مخارجه
مخارجه بضم الميم
على اسم الفاعل من باب المفاعلة ، أي كان نوح مخارج أبيه دراج في الذين.
وفي طائفة من
النسخ « من الذين يقتتلون » أي يتعاركون ويتشاجرون في العصبية التي تقع بين
الشركاء والخصماء في المجالس ، فيعارضهم ويساهمهم ويصالحهم على المساهمة من قبل
أبيه.
لو ترك القضاء
لنوح أي رجل كان ثقة.
٤٦٩ ـ نصر بن
الصباح ، قال : حدثني الفضل بن شاذان ، قال : دخلت على محمد بن أبي عمير ، وهو
ساجد فأطال السجود ، فلما رفع رأسه ذكر له الفضل طول سجوده ، فقال : كيف لو رأيت
جميل بن دراج ، ثم حدثه انه دخل على جميل فوجده ساجدا فأطال السجود جدا ، فلما رفع
رأسه قال له محمد بن أبي عمير : أطلت السجود فقال : كيف لو رأيت معروف بن خربوذ.
في معاذ
بن مسلم الهراء النحوى
٤٧٠ ـ حدثني
حمدويه وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا يعقوب بن يزيد ،
______________________________________________________
وأصل المخارجة في
اللغة : المناهدة ، أي المناهضة بالحرب والمناهدة أي المساهمة بالاصابع ، وذلك أن
يخرج هذا من أصابعه ما يشاء والاخر أيضا ما يشاء.
والتخارج التناهد
وهو اخراج كل واحد من الفرقة نفقة على قدر نفقة صاحبه قاله في الصحاح والقاموس .
وفي المغرب : عبد
مخارج وقد خارجه سيده اذا اتفقا على ضريبة يردها عليه عند انقضاء كل شهر .
قوله : لو ترك القضاء لنوح
أى رجل كان
أي لو فوض اليه
القضاء وترك له أي كارجل كان ، بالانتصاب على خبر كان أي كان أي رجل ، يعني لكان
نعم الرجل في القضاء والحكومة والمحاكمة بين الناس.
ثم قوله « ثقة »
من كلام حمدان ، فكأنه قال : كان نوح من الشيعة ، وكان قاضي الكوفة ، وهو مع ذلك
ثقة.
في معاذ بن مسلم الهراء
النحوى
معاذ بن مسلم
الهراء بفتح الهاء وتشديد الراء وبالمد النحوي ، ذكره الشيخ
__________________
عن ابن ابي عمير ،
عن حسين بن معاذ ، عن أبيه معاذ بن مسلم النحوي ، عن أبي
______________________________________________________
في كتاب الرجال في
أصحاب أبي جعفر الباقر 7 .
ثم في أصحاب أبي
عبد الله الصادق 7 قال : معاذ بن مسلم الهراء الانصاري النحوي الكوفي أسند
عنه ، وذكر أيضا معاذ بن مسلم الفراء النحوي.
وفي الكشاف : في
قوله سبحانه وتعالى في سورة مريم ( أَيُّهُمْ أَشَدُّ
عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا ) : وأيهم أشد بالنصب ، عن طلحة بن مصرف وعن معاذ بن مسلم
الهراء استاذ الفراء .
قال صاحب الكشف :
قيل له الهراء لأنه كان يبيع الثياب الهروية ، ونقل عن الانباري أنه كان من موالي
محمد بن كعب القرطي ، أخذ عنه الكسائي وأخذ الفراء عن الكسائي.
وفي الصحاح :
وانما قيل معاذ الهراء لأنه كان يبيع الثياب الهروية .
وفي القاموس :
هراة بلد بخراسان ، وقرية بفارس ، والنسبة هروي محركة ، ومعاذ الهراء لبيعه الثياب
الهروية .
وقال صاحب المغرب
في كتابيه : وتوب هروي بالتحريك ومروي بالسكون منسوب الى هراة ومرو ، وهما قريتان
معروفتان بخراسان ، وعن خواهر زاده هما على شط الفرات ، ولم يسمع ذلك لغيره ، وفي
الاشكال سوى هراة خراسان هراة أخرى هي بنواحي اصطخر من بلاد فارس انتهى كلامه.
__________________
عبد الله 7 قال لي : بلغني
أنك تقعد في الجامع فتفتى الناس ، قال ، قلت : نعم وقد أردت أن أسألك عن ذلك قبل
أن أخرج ، أني أقعد في المسجد فيجيء الرجل يسألني عن الشيء ، فاذا عرفته بالخلاف
لكم أخبرته بما يفعلون ، ويجيء الرجل أعرفه بحبكم أو مودتكم فأخبره بما جاء عنكم
، ويجيء الرجل لا أعرفه ولا أدري من هو فأقول جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا ،
فادخل قولكم فيما بين ذلك ، قال ، فقال لي : اصنع كذا فاني كذا أصنع.
معاذ وعمر ابنا
مسلم كوفيان.
في عمار
بن موسى الساباطى
٤٧١ ـ كان فطحيا ،
وروى عن أبي الحسن موسى 7 أنه قال : استوهبت عمارا من ربي تعالى فوهبه لي.
نصر بن الصباح ،
قال : حدثني الحسن بن علي بن ابى عثمان السجادة ، قال : حدثني قاسم الصحاف ، عن
رجل من أهل المدائن يعرفه القاسم ، عن عمار الساباطي ، قال ، قلت لأبي عبد الله 7 جعلت فداك أحب أن
تخبرني باسم الله تعالى الاعظم.
فقال لي : انك لا
تقوى على ذلك ، قال ، فلما الححت قال : فمكانك اذا ، ثم قام فدخل البيت هنيهة ، ثم
صاح بي أدخل ، فدخلت ، فقال لي : ما ذلك؟ فقلت : أخبرني به جعلت فداك ، قال : فوضع
يده على الارض فنظرت الى البيت يدور بي وأخذني أمر عظيم كدت أهلك ، فضحكت ، فقلت :
جعلت فداك حسبي لا أريد ذا.
الفطحية
٤٧٢ ـ هم القائلون
بامامة عبد الله بن جعفر بن محمد ، وسموا بذلك : لأنه قيل انه كان أفطح الرأس ،
وقال بعضهم : كان أفطح الرجلين ، وقال بعضهم : انهم نسبوا الى رئيس من أهل الكوفة
يقال له : عبد الله بن فطيح.
والذين قالوا
بامامته عامة مشايخ العصابة وفقهاؤها مالوا الى هذه المقالة ، فدخلت عليهم الشبهة
لما روي عنهم 7 أنهم قالوا : الامامة في الاكبر من ولد الامام اذا مضى ،
ثم منهم من رجع عن القول بامامته لما امتحنه بمسائل من الحلال والحرام لم يكن عنده
فيها جواب ، ولما ظهر منه من الاشياء التي لا ينبغي أن يظهر من الامام.
ثم ان عبد الله
مات بعد أبيه بسبعين يوما ، فرجع الباقون إلا شذاذا منهم عن القول بامامته الى
القول بامامة أبي الحسن موسى 7 ورجعوا الى الخبر الذي روي : أن الامامة لا تكون في
الاخوين بعد الحسن والحسين 7 ، وبقي شذاذ منهم على القول بامامته ، وبعد أن مات قال
بامامة أبي الحسن موسى 7.
وروي عن أبي عبد
الله 7 أنه قال لموسى يا بني : ان أخاك سيجلس مجلسي ويدعى الامامة بعدي ، فلا تنازعه
بكلمة فانه أول اهلي لحوقا بي.
٤٧٣ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : حدثنا أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى عن داود بن فرقد ، قال : سمعت
أبا عبد الله 7 يقول : ان أصحابي أولو النهى والتقى فمن لم يكن من أهل
النهى والتقى فليس من أصحابي.
٤٧٤ ـ ابن مسعود ،
قال حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن محمد
بن حمران ، عن أبي الصباح الكناني ، قال : قلت لأبي عبد الله 7 : انا نعير
بالكوفة فيقال لنا : جعفرية! قال : فغضب أبو عبد الله 7 ثم قال : ان
أصحاب جعفر منكم لقليل ، انما أصحاب جعفر من اشتد ورعه وعمل لخالقه.
في أبى
محمد هشام بن الحكم
٤٧٥ ـ قال الفضل
بن شاذان : هشام بن الحكم أصله كوفي ، ومولده ومنشؤه بواسط ، وقد رأيت داره بواسط
، وتجارته ببغداد في الكرخ ، وداره عند قصر وضاح في الطريق الذي يأخذ في بركة بني
زرزر حيث تباع الطرائف والخلنج ، وعلي بن منصور من أهل الكوفة ، وهشام مولى كندة ،
مات سنة تسع وسبعين ومائة بالكوفة في أيام الرشيد.
______________________________________________________
في أبى محمد هشام بن الحكم
قوله : عند قصر وضاح
في القاموس
والصحاح : الوضاح بالتشديد ككتان الابيض اللون الحسنة والنهار ، ولقب جذيمة الابرش
ومولى بربري لبني أمية ، واليه نسبت الوضاحية جذيمة الابرش هو جذيمة بن مالك بن فهم بن دوس من الازدكان
ملك الحيرة.
قوله : في بركة بنى زرزر
في أكثر النسخ «
بني زرزر » ، وفي بعضها ابن زرزر ، وهو بزاء مضمومة قبل راء ساكنة ثم راء أخرى مضمومة أيضا
قبل الراء.
في القاموس : زرزر
بن صهيب بالضم محدث ، والزرارة البطارقة : جمع زرزار وزربران قرية ببغداد ،
والزرزار أيضا نبات يصبغ به ، والزرزور طائر ، وزرزر صوت والرجل دام على أكله .
قوله : والخلنج
« الخلنج » باسكان
اللام بين الخاء المعجمة والنون والجيم أخيرا.
__________________
٤٧٦ ـ وقال أبو
عمرو الكشي : روي عن عمر بن يزيد : كان ابن أخي هشام يذهب في الدين مذهب الجهمية
خبيثا فيهم ، فسألني أن دخله على أبي عبد الله 7 ليناظره ، فأعلمته أني لا أفعل ما لم أستأذنه فيه ، فدخلت
على أبي عبد الله 7 فاستأذنته في ادخال هشام عليه ، فاذن لي فيه.
فقمت من عنده
وخطوت خطوات فذكرت رداءته وخبثه ، فانصرفت الى أبي عبد الله 7 فحدثته رداءته
وخبثه ، فقال لي أبو عبد الله 7 : يا عمر تتخوف علي ، فخجلت من قولي وعلمت أني قد عثرت ،
فخرجت مستحيا الى هشام ، فسألته تأخير
______________________________________________________
في الصحاح شجر
فارسي معرب قال الشاعر : « لبن البخت في قصاع الخلنج » والجمع الخلانج ومثله في
القاموس .
وفي جامع البغدادي
: خلنج شجر عظيم وديسيقور يدوس ، وعلماء المغرب يقولون : انه كالطرفاء عظما ،
وصغيرة بقدر القامة ، وكأنه يعظم في بلاد الصين والروس وبلغار ، بحيث يعمل منه
أواني وجفان وتحمل الى البلاد ، والنشاب المعمول أمنه في غاية الجودة.
ويسمى الخلنج
باليوناني أريقي ، وأوراقه ، كورق الطرفاء هدبي معتدلة بين
الخشونة والليونة ، ولها زهر صغير أحمر وأغبر ، يخلف حبا كالخردل ، ومنه صنف له
زهر أبيض ، وبالجملة فالشجرة حارة محللة يابسة ، ثم ذكر مالها من الخواص والمنافع.
قوله : كان ابن أخي
هذا قول عمر بن
يزيد وهو عم هشام يقول : وكان ابن أخي هشام يذهب في الدين مذهب الجهمية.
__________________
دخوله وأعلمته أنه
قد أذن له بالدخول عليه.
فبادر هشام
فاستأذن ودخل فدخلت معه ، فلما تمكن في مجلسه ، سأله أبو عبد الله عن مسألة فحار
فيها هشام وبقي ، فسألت هشام أن يؤجله فيها ، فاجله أبو عبد الله 7 فذهب هشام فاضطرب
في طلب الجواب أيامه فلم يقف عليه ، فرجع الى أبي عبد الله 7 فأخبره أبو عبد
الله 7 بها ، وسأله عن مسألة أخرى فيها فساد أصله وعقر مذهبه ، فخرج هشام من عنده
مغتما متحيرا ، قال ، فبقيت أياما لا أفيق من حيرتي.
قال عمر بن يزيد :
فسألني هشام أن أستأذن له على أبي عبد الله 7 ثالثا ، فدخلت على أبي عبد الله 7 فاستأذنت له ،
فقال أبو عبد الله 7 : لينتظرني في موضع سماه بالحيرة لألتقى معه فيه غدا إن
شاء الله اذا راح النهار ، قال عمر : فخرجت الى هشام فأخبرته بمقالته وأمره ، فسر
بذلك هشام واستبشر وسبقه الى الموضع الذي سماه.
______________________________________________________
قوله : وسأله عن مسألة أخرى
أي فسأل 7 هشاما عن مسألة
أخرى فيها فساد أصل هشام وعقر مذهبه. باسكان القاف بين المهملة المفتوحة والراء ،
بمعنى قطعه وهدمه وابطاله ونقضه.
وفي نسخة « فسأل
أجله وعقد مذهبه » أي فهشام سأله 7 أجله الذي أجله اياه في المسألة الاولى ، وعقد مذهبه وعدم
نقضه وابطاله الى ذلك الاجل ، وكأنه تصحيف فاسد.
قوله (ع) : اذا راح النهار
أي اذا زالت
الشمس.
في القاموس : الرواح
العشي أو من الزوال الى الليل .
وأكثر النسخ مصحفة النون
بالياء والراء بالواو تسقيما وتحريفا.
__________________
ثم رأيت هشاما بعد
ذلك فسألته عما كان بينهما؟ فأخبرني أنه سبق أبا عبد الله 7 الى الموضع الذي
كان سماه له فبينا هو ، اذا بأبي عبد الله 7 قد أقبل على بغلة له ، فلما بصرت به وقرب مني : هالني
منظره وأرعبني حتى بقيت لا أجد شيئا اتفوه به ، ولا انطلق لسانى لما أردت من
مناطقته.
ووقف علي أبو عبد
الله 7 مليا ينتظر ما أكلمه ، وكان وقوفه علي لا يزيدني الا تهيبا وتحيرا ، فلما رأى
ذلك مني ضرب بغلته وسار حتى دخل بعض السكك في الحيرة.
وتيقنت أن ما
أصابني من هيبته لم يكن الا من قبل الله عز وجل من عظم موقعه ومكانه من الرب
الجليل.
قال عمر : فانصرف
هشام الى أبي عبد الله 7 وترك مذهبه ودان بدين الحق ، وفاق أصحاب أبي عبد الله 7 كلهم ، والحمد
لله.
______________________________________________________
قوله : هالنى منظره
من الهول يقال :
أمر هائل ، وقد هالني يهولني هو لا وهولني تهويلا ، وهول الامر عندي جعله هائلا ،
وفلان ركب أهوال البحر وتهاويله وأرعبني بهمزة القطع افعال من الرعب ، وهو الخوف
والفزع والدهش.
قوله : مليا
أي زمانا طويلا
غير قصير.
قوله : وتيقنت أن ما أصابنى
من هيبته
ويقرب من ذلك أن
أبا عبد الله الذهبي مع شدة عناده وكمال تبالغه في العتو والعصبية قال في ميزان
الاعتدال وفي مختصره : جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي الصادق أبو عبد الله
، احد الائمة الاعلام ، بر صادق كبير الشأن ، أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد.
قال : فاعتل هشام
بن الحكم علته التي قبض فيها ، فامتنع من الاستعانة بالاطباء ، فسألوه أن يفعل ذلك
، فأجابهم اليه ، فادخل عليه جماعة من الاطباء ، فكان اذا دخل الطبيب عليه وأمره
بشىء : سأله فقال يا هذا هل وقفت على علتي؟ فمن بين قائل يقول لا ، وبين قائل
يقول : نعم ، فان استوصف ممن يقول نعم وصفها ، فاذا أخبره كذبه ويقول علتي غير هذه
، فيسأل عن علته ، فيقول : علتي قرح القلب مما أصابني من الخوف ، وقد كان قدم
ليضرب عنقه فأقرح قلبه ذلك حتى مات ;.
٤٧٧ ـ أبو عمرو
الكشي قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد الخالدي ، قال : أخبرني محمد بن همام
البغدادي أبو علي ، عن اسحاق بن أحمد النخعي ، قال : حدثني أبو حفص الحداد وغيره ،
عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : كان يحيى بن خالد البرمكي قد وجد على هشام بن الحكم
شيئا من طعنه على الفلاسفة ، وأحب أن يغرى به هارون ويضريه على القتل.
______________________________________________________
قال أبو حنيفة :
ما رايت أفقه منه وقد دخلني له من الهيبة ما لم يدخلني للمنصور في موكبه ، مات
(١٤٨) وله ثمان وستون سنة
انتهى كلامه.
قوله : قد وجد على هشام بن
الحكم شيئا
أي غضب عليه يقال
: وجد على فلان موجدة ووجدانا أيضا بمعنى غضب واشتد عليه في الغضب.
و « شيئا » مفعول
مطلق لا من بابه ، أي شيئا من الموجدة غير طفيف ، و « من » الابتدائية بمدخولها
متعلقة بقد وجد.
أي كانت موجدتة
على هشام من جهة أن هشاما كان يطعن على الفلاسفة.
قوله : ويضريه
باعجام الضاد من
باب الافعال ، او من باب التفعيل ، يقال : أضراه بكذا أو عليه إضراء ، وكذلك ضراه
به أو عليه تضرية ، اذا أغراه به أشد الاغراء ، أي أولعه
قال : وكان هارون
لما بلغه عن هشام مال اليه ، وذلك أن هشاما تكلم يوما بكلام عند يحيى بن خالد في
أرث النبي 6 فنقل الى هارون فأعجبه ، وقد كان قبل ذلك يحيى يشرف امره عند هارون ويرده عن
أشياء كان يعزم عليها من آذائه ،
______________________________________________________
به غاية الولوع ،
ويقال : سبع ضار وقد ضري الكلب بالصيد وعلى الصيد ضراوة تعوده ، وأضراه صاحبه
إضراء وضراه تضرية.
قال في أساس
البلاغة : ومن المجاز ضري فلان بكذا أو على كذا لهج به ، وأضريته به وضريته عليه .
وروى الصدوق أبو
جعفر بن بابويه في الفقيه في باب ركوب بدنة الهدي وحلابها عن أبي عبد الله 7 ان عليا 7 قال : ان ضلت
راحلة رجل ومعه بدنة ركبها غير مضر ولا مثقل .
بتسكين الضاد
المعجمة وتخفيف الراء من الاضراء ، أو بالضاد المفتوحة والراء المشددة من التضرية.
وقد فصلنا القول
فيه في المعلقات على الفقيه وفي المعلقات على الدروس.
قوله : يشرف أمره
بالراء المشددة
والفاء على التفعيل من الشرف ، وهو الرفعة والعلو أي يرفعه ويعليه ويفخمه ويعظمه ،
أو بالقاف من الشروق بمعنى الظهور والطلوع والاضاءة والانارة ، أي يظهره ويكشفه
ويجليه ويبينه.
قوله : يعزم عليها من اذائه
مدخول « من »
المبينة أو المبعضة أو الاتصالية اذا تعلقت بالاشياء المعزوم عليها أو الابتدائية
اذا تعلقت بالعزم عليها.
__________________
فكان ميل هارون
الى هشام أحد ما غير قلب يحيى على هشام
______________________________________________________
أما « أذاته »
بفتح الهمزة قبل الذال المعجمة وتثنية التاء من فوق بعد الالف على المصدر أو على
الاسم كالانائة ، يقال : اذاه يؤذيه أذى وأذاة وأذية.
قال في القاموس :
ولا تقل ايذاء .
وأما أذائه
بالهمزة مكان التاء والمد أولا وأخيرا على افعال في جمع أذى بالفتح ، كما الامعاء
في جمع معى ، والاناء في جمع أنى ، بالفتح عند الاخفش.
قال في المغرب :
الاذى ما يؤذيك وأصله المصدر ، وقوله تعالى ( عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ
هُوَ أَذىً ) أي هو شيء يستقذر ، كأنه يؤذي من يقربه نفرة وكراهة ، والتأذي أن يؤثر فيه
الاذى .
وفي الصحاح :
وآناء الليل ساعاته ، قال الاخفش : واحدها انى مثال معى قال : وقال بعضهم : واحدها
اني وانو ، يقال : مضى انيان من الليل وانوان .
وفي القاموس :
المعى بالفتح وكالي من أعناج البطن ، وقد يؤنث ، جمع أمعاء. .
قوله : وكان ميل هارون الى
هشام
يعني أن ميل هارون
الى هشام وانعطاف قلبه اليه أحد الامور التي غيرت قلب يحيى على هشام ، حسدا عليه
مخافة أن يستعمله هارون في الوزارة وتعدية « غيرت » بـ « على » لتضمين معنى الحقد
والضغن اياه.
__________________
فشيعه عنده ، وقال
له : يا امير المؤمنين اني قد استبطنت أمر هشام فاذا هو يزعم
______________________________________________________
قوله : فشيعه
باعجام الشين
وتشديد الياء واهمال العين من باب التفعيل والتشديد للنسبة ، أي نسبه الى التشيع
ورماه بالرفض عند هارون.
وفي طائفة من
النسخ « فشيئه » بالهمزة مكان العين ، يقال : شيأ الله وجهه اذا دعوت عليه بالقبح
، قاله في مجمل اللغة.
وفي أساس البلاغة
: غلام مشيا مختلف الخلق كان فيه من كل شيء شيئا ، وشيأ الله خلقه .
وأما شيأ الله كذا
فمن تشيء الشىء ، أي أبدعه وخلقه وجعله شيئا ، وقولهم شيأه على كذا معناه حمله
على الاقدام به.
في القاموس :
المشيأ كمعظم المختلف الخلق المختلة ، وشيأته على الامر حملته عليه ، والله وجهه
قبحه .
وفي نسخة عتيقة «
فسيئه » باهمال السين تفعيلا من السيء على ظاهر اللفظ ، وان كان أصله سيوءا على
فيعل كما في حيز وصيب ، لا فعلا كبيع وخير.
قوله : قد استبطنت أمر هشام
أي تعرفت باطن أمره
واستكشفت دخلة سره ، ويقال : بطنت هذا الامر عرفت باطنه ، واستبطنت بمعناه ، وفي
أسماء الله الحسنى « الباطن » قيل : هو العالم بما بطن ، وقيل : المحتجب بكبرياء
عزه وجلاله عن أبصار الخلائق وأوهامهم ، فلا يدركه البصر ولا يحيط به عقل ولا يبلغ
الى طوار جنابه وهم وفطانة.
__________________
أن لله في أرضه
اماما غيرك مفروض الطاعة ، قال : سبحان الله ، قال : نعم ، ويزعم أنه لو أمره
بالخروج لخرج ، وانما كنا نرى أنه ممن يرى الالباد بالارض.
فقال هارون ليحيى
: فاجمع عندك المتكلمين وأكون أنا من وراء الستر بيني وبينهم ، لا يفطنون بي ، ولا
يمتنع كل واحد منهم أن يأتي بأصله لهيبتي ، قال : فوجه يحيى فاشحن المجلس من
المتكلمين ، وكان فيهم ضرار بن عمرو ، وسليمان بن جرير ، وعبد الله بن يزيد
الاباضي ، وموبذان موبذ ، ورأس الجالوت.
قال ، فتسألوا
وتكافوا وتناظروا وتناهوا الى شاذ من مشاذ الكلام ، كل يقول لصاحبه لم تجب ويقول
قد أجبت ، وكان ذلك من يحيى حيلة على هشام ، اذ لم يعلم بذلك المجلس واغتنم ذلك
لعلة كان أصابها هشام بن الحكم.
______________________________________________________
قوله : وانما كنا نرى أنه
ممن يرى الخ
أي كنا نظن أن
هشاما ممن رأيه الالباد بالارض ، يقال : ألبد بالمكان إلبادا أقام ، وألبد الرجل
لا يفارق منزله ، وكذلك لبد بالارض لبودا ، قاله في مجمل اللغة.
وفي القاموس : لبد
كنصر وفرح لبودا ولبدا أقام ولزق كالبد .
والمراد هنا
القعود عن الخروج والمجاهدة ولزاق المقام ولزامه وأما الباد البصر في الصلاة
فمعناه الزامه موضع السجود من الارض ، فان ذلك امارة خشوع القلب.
قوله : وتناهوا الى شاذ من
مشاذ الكلام
مشاذ الكلام بفتح
الميم واعجام الشين وتشديد الذال المعجمة ، تقال : لشواذ الاقوال ونوادرها ، كما
تقال : مداق النكات لدقائقها وغوامضها.
تقول : كلمة شاذة
وقول شاذ ورواية شاذة ، اذا كانت مخالفة لما تقتضيه الاصول والقوانين ، ويذهب اليه
السواد الاعظم من العلماء المراجيح.
__________________
فلما أن تناهوا
الى هذا الموضع ، قال لهم يحيى بن خالد : ترضون فيما بينكم هشاما حكما؟ قالوا : قد
رضينا أيها الوزير فانى لنا به وهو عليل ، قال يحيى : فأنا أوجه اليه فأسأله أن
يتجشم المجيء ، فوجه اليه فأخبره بحضورهم ، وأنه انما منعه أن يحضره أول المجلس
اتقاء عليه من العلة ، فان القوم قد اختلفوا في المسائل والاجوبة ، وتراضوا بك
حكما بينهم ، فان رأيت أن تتفضل وتحمل على نفسك فافعل.
فلما صار الرسول
الى هشام : قال لي : يا يونس قلبي ينكر هذا القول ، ولست آمن أن يكون هاهنا أمر لا
أقف عليه ، لان هذا الملعون يحيى بن خالد قد تغير علي لأمور شتى ، وقد كنت عزمت ان
من الله علي بالخروج من هذه العلة أن أشخص الى الكوفة وأحرم الكلام بتة وألزم
المسجد ، ليقطع عني مشاهدة هذا الملعون ـ يعني يحيى بن خالد ـ.
قال : فقلت : جعلت
فداك لا يكون الا خيرا ، فتحرز ما أمكنك ، فقال لي : يا يونس أترى أتحرز من أمر
يريد الله إظهاره على لساني أنى يكون ذلك ، ولكن قم بنا على حول الله وقوته.
فركب هشام بغلا
كان مع رسوله ، وركبت أنا حمارا كان لهشام ، قال : فدخلنا المجلس فاذا هو مشحون
بالمتكلمين ، قال : فمضى هشام نحو يحيى فسلم عليه وسلم على القوم وجلس قريبا منه ،
وجلست أنا حيث انتهى بي المجلس.
قال : فأقبل يحيى
على هشام بعد ساعة ، فقال : ان القوم حضروا وكنا مع حضورهم نحب أن تحضر ، لا لان
تناظر بل لان نأنس بحضورك اذ كانت العلة تقطعك عن المناظرة وأنت بحمد الله صالح
ليست علتك بقاطعة عن المناظرة ، وهؤلاء القوم قد تراضوا بك حكما بينهم.
______________________________________________________
وفي عضة من النسخ
« مقال الكلام » بتشديد اللام من القل بالكسر ، بمعنى النواة التي تنبت
ضعيفة منفردة ، والاقلال بمعنى قلة الجدوى والجدة.
__________________
قال : فقال هشام
للقوم : ما الموضع الذي تناهيتم به في المناظرة؟ فأخبره كل فريق منهم بموضع مقطعه
، فكان من ذلك أن حكم لبعض على بعض ، فكان من المحكومين عليه سليمان بن جرير
فحقدها على هشام.
قال : ثم ان يحيى
بن خالد قال لهشام : انا قد غرضنا من المناظرة والمجادلة منذ اليوم ، ولكن ان رأيت
أن تبين عن فساد اختيار الناس لإمام ، وان الامامة في آل الرسول دون غيرهم؟ قال
هشام : أيها الوزير العلة تقطعني عن ذلك ، ولعل معترضا يعترض فيكتسب المناظرة
والخصومة.
______________________________________________________
قوله : انا قد غرضنا من
المناظرة
باعجام الغين
المفتوحة وكسر الراء قبل الضاد المعجمة من باب فرح ، من الغرض بالتحريك بمعنى
القلق والضجر والملال أي تضجرنا ومللنا وتبرمنا من المناظرة والمجادلة.
ومن لم يعلم ذلك
صحفها باهمال العين ، ثم حرفها بادخال همزة القطع عليها فضبطها « أعرضنا » من باب الافعال ،
فغشي هذا التسقيم في طائفة من النسخ.
قال في المغرب :
وأما ما في المنتقى ، رجل قالت له امرأته أبغضتك وعرضت منك ، فالصواب غرضت بالغين
المعجمة وكسر الراء ، من قولهم : غرض فلان من كذا ، اذا مله وضجر منه ، قال ابو
العلاء :
اني غرضت من
الدنيا فهل زمني
|
|
معط حياتي لغر
بعد ما غرضا
|
والجوهري في
الصحاح والفيروزآبادي في القاموس حسبا أنه قد جاء الغرض بمعنى الشوق أيضا ، فيقال
غرضت اليه بمعنى اشتقت اليه ، كما يقال : غرض بالمقام يغرض غرضا ، اذا مل وتضجر
وقلق .
__________________
فقال : ان اعترض
معترض قبل أن تبلغ مرادك وغرضك فليس ذلك له ، بل عليه أن يتحفظ المواضع التي له
فيها مطعن فيقفها الى فراغك ولا يقطع عليك كلامك ، فبدأ هشام وساق الذكر لذلك
وأطال ، واختصرنا منه موضع الحاجة.
فلما فرغ مما قد
ابتدأ فيه من الكلام في فساد اختيار الناس للإمام ، قال يحيى لسليمان بن جرير : سل
أبا محمد عن شيء من هذا الباب ؛ فقال سليمان لهشام : أخبرني عن علي بن أبي طالب
مفروض الطاعة؟ فقال هشام : نعم. قال : فان أمرك الذي بعده بالخروج بالسيف معه تفعل
وتطيعه؟ فقال هشام : لا يأمرني. قال : ولم اذا كانت طاعته مفروضه عليك وعليك أن
تطيعه؟ قال هشام : عد عن هذا فقد تبين فيه الجواب.
قال سليمان : فلم
يأمرك في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه؟ فقال هشام : ويحك لم أقل لك أني لا أطيعه
فتقول ان طاعته مفروضة ، انما قلت لك لا يأمرني.
قال سليمان : ليس
أسألك الا على سبيل سلطان الجدل ليس على الواجب أنه لا يأمرك ، فقال هشام : كم
تحول حول الحمى ، هل هو الا أن أقول لك ان أمرني فعلت ، فينقطع أقبح الانقطاع ،
ولا يكون عندك زيادة ، وأنا أعلم بما تحت قولي
______________________________________________________
قلت : وليس بصحيح
بل الصواب ما قاله علامة زمخشر في أساس البلاغة : غرضت الى لقائك عدي بـ « الى »
لتضمينه معنى اشتقت وحننت .
والتقدير ضجرت
وقلقت مشتاقا الى لقائك.
قوله : فلم يأمرك في حال
تطيعه
الظرف اما متعلق
بـ « لم » ، أي لم هو يأمرك وأنت في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه ، أي مرة تطيعه
ومرة لا تطيعه ، وهو عندك مفروض الطاعة في الحالين جميعا. أو بيأمرك أي لم يأمرك
في الحالين وما فائدة الامر في حال لا تطيعه.
__________________
وما اليه يؤل
جوابي ، قال ، فتمعر هارون ، وقال هارون : قد أفصح.
وقام الناس ،
واغتنمها هشام فخرج على وجهه الى المدائن.
قال : فبلغنا أن
هارون قال ليحيى : شدّ يدك بهذا وأصحابه ، وبعث الى أبي الحسن موسى 7 فحبسه ، فكان هذا
سبب حبسه مع غيره من الاسباب ، وانما اراد يحيى ان يهرب هشام ، فيموت مختفيا ما
دام لهارون سلطان ، قال : ثم صار هشام الى الكوفة وهو بعقب علته ، ومات في دار ابن
شرف بالكوفة ;.
قال ، فبلغ هذا
المجلس محمد بن سليمان النوفلي وابن ميثم وهما في حبس هارون ، فقال النوفلي : ترى
هشاما ما استطاع أن يعتل؟ فقال ابن ميثم : بأي شيء
______________________________________________________
قوله : فتمعر هارون
وفي نسخة « فتمغر
وجه هارون » وهو اما باهمال العين يقال معر وجهه كذا غيظا فتمعر قاله في القاموس
والصحاح ومجمل اللغة تمعر لونه عند الغضب تغير.
واما بالغين
المعجمة أي احمر وجهه غضبا وغيظا ، والمغرة بالتسكين وبالتحريك الطين الاحمر ،
والامغر الاحمر الشعر ، والجلد على لون المغرة والذي في وجهه حمرة في بياض.
وفي القاموس :
المغرة محركة والمغرة بالضم لون ليس بناصح الحمرة أو شقرة بكدرة .
قوله : ما استطاع أن يفتك [
أن يعتل خ ل ]
يفتك بالفاء
والكاف المشددة افتعالا من الفك ، أي ما استطاع الى الافتكاك عن عقدة الاعضال
سبيلا.
أو « يعتل »
باهمال العين وتشديد اللام على الافتعال من العلة والاعتلال بالامر ،
__________________
يستطيع أن يعتل
وقد أوجب أن طاعته مفروضة من الله؟ قال : يعتل بان يقول الشرط علي في امامته أن لا
يدعو أحدا الى الخروج حتى ينادي مناد من السماء ، فمن دعاني ممن يدعي الامامة قبل
ذلك الوقت علمت أنه ليس بامام ، وطلبت من اهل هذا البيت ممن لا يقول أنه يخرج ولا
يأمر بذلك حتى ينادي مناد من السماء فأعلم انه صادق.
فقال ابن ميثم :
هذا من حديث الخرافة ، ومتى كان هذا في عقد الامامة ، انما يروى هذا في صفة القائم
7 وهشام اجدل من ان يحتج بهذا ، على انه لم يفصح بهذا الافصاح الذي قد شرطته
انت ، انما قال : ان امرني المفروض الطاعة بعد علي 7 فعلت ، ولم يسم فلانا دون فلان ، كما تقول : ان قال لي
طلبت غيره فلو قال هارون له وكان المناظر له : من المفروض الطاعة؟ فقال له انت ،
لم يمكن ان يقول له فان أمرتك بالخروج بالسيف تقاتل اعدائي تطلب غيري وتنتظر
المنادي من السماء ، هذا لا يتكلم به مثل هذا ، لعلك لو كنت انت تكلمت به.
______________________________________________________
والتعلل به ،
عبارة عن اتخاذه علة لتحقيق المطلب المقصود اثباته ، أو لإبطال القول المطلوب نقضه
فليعرف.
قوله : وطلبت من أهل هذا
البيت
« من » مبعضة ، أي
وطلبت بعض أهل هذا البيت ممن لا يقول الخ.
قوله : هذا من حديث الخرافة
اما بفتح الخاء
المعجمة وتشديد الراء على الجمع كالحطابة والحمارة ، أي حديث أصحاب الخرف ، وهو
فساد العقل من الهرم أو من علة وآفة.
أو بضمها والراء
المخففة قالوا : خرافة كثمامة اسم رجل من عذرة ، وهي قبيلة في اليمن كان في عهد
النبي 6 قد استهوته الجن ، كما تزعم العرب ، فلما رجع كان يحدث بما رأى منها ، فكذبوه
حتى قالوا لما لا يمكن حديث خرافة ، واتخذوه مثلا من الامثال.
قال : ثم قال علي
بن اسماعيل الميثمي : انا لله وانا اليه راجعون على ما يمضي من العلم ان قتل ، فلقد
كان عضدنا وشيخنا والمنظور اليه فينا.
٤٧٨ ـ حدثني أبو
جعفر محمد بن قولويه القمي قال : حدثني بعض المشايخ ولم يذكر اسمه ، عن علي بن
جعفر بن محمد 7 ، قال : جاءني محمد بن اسماعيل بن جعفر يسألني أن اسال أبا
الحسن موسى 7 أن يأذن له في الخروج الى العراق ، وأن يرضى عنه ويوصيه بوصية ، قال : فتجنبت
حتى دخل المتوضأ وخرج ، وهو وقت كان يتهيأ لي أن أخلوا به واكلمه.
قال : فلما خرج
قلت له : ان ابن اخيك محمد بن اسماعيل يسألك أن تأذن له في الخروج الى العراق وأن
توصيه ، فاذن له 7 فلما رجع الى مجلسه : قام محمد بن اسماعيل وقال : يا عم
احب أن توصيني فقال : أوصيك أن تتقي الله في دمي ، فقال : لعن الله من يسعى في
دمك.
______________________________________________________
ويروى عن النبي 6 انه قال : «
وخرافة حق » يعني ما يحدث ويخبر به عن الجن.
قلت : وهاهنا ليس
يتأتى الوجه الاخير ، بل المتعين هو الاول لمكان الالف واللام.
قال في الصحاح :
والراء فيه مخفقة ، ولا تدخله الالف واللام لأنه معرفة ، الا أن تريد به الخرافات
الموضوعة من حديث الليل .
قوله : انا لله وانا اليه
راجعون على ما يمضى من العلم ان قتل
يعني ان قتل هشام
يمضي معه العلم ويموت بموته ، فانا لله وانا اليه راجعون على ما يمضي معه من العلم
ويفوت بفواته ان قتل أو مات ، فلقد كان عضدنا وشيخنا واستاذنا.
وذلك لان علي بن
اسماعيل الميثمي كان تلميذ هشام بن الحكم وخريجه ، كما كان يونس بن عبد الرحمن
أيضا خريجه وتلميذه.
__________________
ثم قال : يا عم
أوصني ، فقال : أوصيك أن تتقي الله في دمي ، قال ، ثم ناوله أبو الحسن 7 صرة فيها مائة
وخمسون دينارا ، فقبضها محمد ثم ناوله أخرى فيها مائة وخمسون دينارا ، فقبضها ، ثم
اعطاه صرة اخرى فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها ثم أمر له بألف وخمسمائة درهم كانت
عنده ، فقلت له في ذلك واستكثرته فقال : هذا ليكون أوكد لحجتي اذا قطعني ووصلته.
قال : فخرج الى
العراق ، فلما ورد حضرة هارون أتى باب هارون بثياب طريقه قبل أن ينزل ، واستأذن
على هارون ، وقال للحاجب : قل لأمير المؤمنين أن محمد بن اسماعيل بن جعفر بن محمد
بالباب ، فقال الحاجب : انزل أولا وغير ثياب طريقك وعد لأدخلك اليه بغير أذن ، فقد
نام أمير المؤمنين في هذا الوقت ، فقال : أعلم امير المؤمنين اني حضرت ولم تأذن
لي.
فدخل الحاجب واعلم
هارون قول محمد بن اسماعيل فأمر بدخوله ، فدخل ، وقال : يا امير المؤمنين خليفتان
في الارض موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج وأنت بالعراق يجبى لك الخراج ،
فقال : والله ، فقال : والله ، قال : فأمر له بمائة ألف درهم ، فلما قبضها وحمل
الى منزلة ، أخذته الذبحة في جوف ليلته فمات ، وحول من الغد المال الذي حمل اليه.
______________________________________________________
قوله : أخذته الذبحة
هي باعجام الذال
المضمومة وفتح الباء الموحدة واهمال الحاء ، داء أو ورم في الحلق من الدم يهلك
سريعا.
وفي النهاية
الاثيرية : الذبحة بفتح الباء ، وقد تسكن ، وجع يعرض في الحلق من الدم ، وقيل : هي
قرحة تظهر فيه فينسد معها وينقطع النفس فتقتل .
وفي القاموس :
الذبحة كهمزة وعنبة وجع في الحلق أو دم يخنق فيقل .
__________________
وروى موسى بن
القاسم البجلي : عن علي بن جعفر ، قال : سمعت أخي موسى 7 قال : قال أبي
لعبد الله : أخي ، إليك ابني أخيك فقد ملآني بالسفه فانهما شرك شيطان يعني : محمد بن
اسماعيل بن جعفر ، وعلي بن اسماعيل ، وكان عبد الله أخاه لأبيه وأمه.
٤٧٩ ـ وحدثني محمد
بن مسعود العياشي ، قال : حدثنا جبريل بن أحمد الفاريابي ، قال : حدثني محمد بن
عيسى العبيدي ، عن يونس ، قال : قلت لهشام انهم يزعمون أن أبا الحسن 7 بعث إليك عبد
الرحمن بن الحجاج يأمرك أن تسكت ولا تتكلم ، فابيت أن تقبل رسالته ، فأخبرني كيف
كان سبب هذا؟ وهل أرسل إليك ينهاك عن الكلام أولا؟ وهل تكلمت بعد نهيه إياك؟
فقال هشام : انه
لما كان أيام المهدي شدد على أصحاب الاهواء ، وكتب له ابن المفضل صنوف الفرق صنفا
صنفا ، ثم قرأ الكتاب على الناس ، فقال يونس : قد سمعت هذا الكتاب يقرأ على الناس
على باب الذهب بالمدينة ، ومرة أخرى بمدينة الوضاح.
فقال ان ابن
المقعد صنف لهم صنوف الفرق فرقة فرقة ، حتى قال في كتابه : وفرقة منهم يقال لهم
الزرارية ، وفرقة منهم يقال لهم العمارية أصحاب عمار الساباطي ، وفرقة يقال لها
اليعفورية ، ومنهم فرقة اصحاب سليمان الاقطع ، وفرقة يقال لها الجواليقية.
قال يونس : ولم
يذكر يومئذ هشام بن الحكم ولا أصحابه ، فزعم هشام ليونس ان أبا الحسن 7 بعث اليه فقال له
: كف هذه الايام عن الكلام فان الامر شديد ، قال هشام : فكففت عن الكلام حتى مات
المهدي وسكن الامر ، فهذا الذي كان من أمره وانتهائي الى قوله.
٤٨٠ ـ وبهذا
الاسناد : قال : وحدثني يونس ، قال : كنت مع هشام بن الحكم في مسجده بالعشي ، حيث
أتاه سالم صاحب بيت الحكمة ، فقال له : ان يحيى ابن خالد يقول : قد أفسدت على
الرافضة دينهم ، لأنهم يزعمون أن الدين لا يقوم الا
بامام حي ، وهم لا
يدرون أن امامهم اليوم حي أو ميت ، فقال هشام عند ذلك : انما علينا أن ندين بحياة
الامام انه حي حاضرا كان عندنا ، أو متواريا عنا حتى يأتينا موته ، فما لم يأتنا
موته فنحن مقيمون على حياته ، ومثل مثالا.
فقال : الرجل اذا
جامع أهله أو سافر الى مكة أو توارى عنه ببعض الحيطان فعلينا أن نقيم على حياته
حتى يأتينا خلاف ذلك ، فانصرف سالم ابن عم يونس بهذا الكلام ، فقصه على يحيى بن
خالد ، فقال يحيى : ما ترانا صنعنا شيئا ، فدخل يحيى على هارون فأخبره ، فأرسل من
الغد في طلبه ، فطلب في منزله فلم يوجد ، وبلغه الخبر فلم يلبث الاشهرين أو أكثر ،
حتى مات في منزل محمد وحسين الحناطين.
فهذا تفسير أمر
هشام ، وزعم يونس : ان دخول هشام على يحيى بن خالد وكلامه مع سليمان بن جرير بعد
أن أخذ أبو الحسن 7 بدهر ، اذ كان في زمن المهدي ، ودخوله الى يحيى بن خالد في
زمن الرشيد.
٤٨١ ـ حدثني
ابراهيم الوراق السمرقندي ، قال : حدثني علي بن محمد القمي ، قال : حدثني عبد الله
بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال ، قال أبو الحسن 7 : قولوا لهشام
يكتب إلي بما يرد به القدرية ، قال : فكتب اليه يسأل القدرية أعصى الله من عصى لشيء
من الله ، أو لشيء كان من الناس ، أو لشيء لم يكن من الله ولا من الناس؟؟.
قال : فلما دفع
الكتاب اليه ، قال لهم : ادفعوه الى الجرمي ، فدفعوه اليه ، فنظر فيه ثم قال : ما
صنع شيئا ، فقال أبو الحسن 7 : ما ترك شيئا.
قال أبو أحمد :
وأخبرني أنه كان الرسول بهذا الى الصادق 7.
______________________________________________________
قوله : اذا جامع أهله أو
سافر
عطف على جامع ، أي
اذا كان الرجل مجتمعا مع أهله أو سافر الى مكة أو توارى عنا ببعض الحيطان.
٤٨٢ ـ حدثني
حمدويه ، قال ، حدثني محمد بن عيسى ، عن جعفر بن عيسى عن علي بن يونس بن بهمن ،
قال : قلت للرضا 7 : جعلت فداك ان أصحابنا قد اختلفوا! فقال : في أي شيء
اختلفوا فيه احك لي من ذلك شيئا؟ قال : فلم يحضرني الا ما قلت ، جعلت فداك من ذلك
ما اختلف فيه زرارة وهشام بن الحكم ، فقال زرارة : ان الهواء ليس بشيء وليس
بمخلوق ، وقال هشام : ان الهواء شيء مخلوق ، قال ، فقال لي : قل في هذا بقول هشام
، ولا تقل بقول زرارة.
٤٨٣ ـ وحدثني
حمدويه بن نصير ، قال : حدثنا محمد بن عيسى العبيدي ، قال : حدثني جعفر بن عيسى ،
قال : قال موسى بن الرقي لأبي الحسن الثاني 7 :
______________________________________________________
قوله : قال موسى بن الرقى
قال ابن الاثير في
جامع الاصول : موسى بن مروان الرقي البغدادي ، نزل الرقة وحدث بها عن المعافي بن
عمران الموصلي وأبي معاوية الضرير ، روى عنه عبد الله بن يزيد القطان الرقي وغيره
، مات بالرقة سنة ست وأربعين ومأتين.
وفي مختصر الذهبي
: موسى بن مروان البغدادي ، عن أبي المليح والمعافي ابن عمران ، وعنه الفريابي ،
صدوق مات (٢٤٦).
وفي القاموس :
الرقة كل أرض الى جنب واد ينبسط الماء عليها أيام المد ، ثم ينضب ، جمع رقاق ،
وبلد على الفرات ، واسطة ديار ربيعة وأخرى غربي بغداد ، وقرية أسفل منها بفرسخ ،
وبلد بقوهستان وموضعان آخران .
وفي بعض نسخ
الكتاب « المرقي » مكان رقي .
في القاموس :
المرق بالتحريك قرية بالموصل .
وفي أصحاب أبي
الحسن الرضا 7 في الجزء السادس من الكتاب جرى
__________________
جعلت فداك روى عنك
... وأبو الاسد انهما سألاك عن هشام بن الحكم؟ فقلت : ضال مضل شرك في دم أبي الحسن
7 فما تقول فيه يا سيدي نتولاه؟ قال : نعم فأعاد عليه نتولاه على جهة الاستقطاع؟
قال : نعم تولوه نعم تولوه ، اذا قلت لك فاعمل به ولا
______________________________________________________
ذكر موسى بن صالح
وأبي الاسد خصى علي بن يقطين ، والموسوم في أصحاب مولانا الرضا 7 جماعة ، ولكن
الرقي هو موسى بن مروان البغدادي فليعلم.
قوله : روى عنك
البياض هاهنا في
عامة النسخ مكان صالح ، لما في الجزء السادس من ذي قبل ان صالحا وأبا الاسد سألا
أبا الحسن الرضا 7.
قوله : وأبو الاسود
سيرد عليك في
الجزء السادس من الكتاب أبو الاسد خصي علي بن يقطين من أصحاب أبي الحسن الرضا 7 . الخصي بفتح
المعجمة وكسر المهملة وتشديد الياء على فعيل ، والمخصي بفتح الميم واسكان المعجمة
على اسم المفعول معناهما واحد ، أي أحد خصيان على بن يقطين وعبيده ومواليه.
وختن مكان خصي
تصحيف بعض الجاهلين.
قال في المغرب :
الخصية واحدة الخصى ، وتثنيتها خصيان بغير تاء ، وقد جاء خصيتان وخصاه ، نزع خصيته
يخصيه خصاء على فعال ، والا خصاء في معناه خطأ ، وأما الخصي في حديث الشعبي على
فعل فقياس وان لم نسمعه ، والمفعول خصي على فعيل والجمع خصيان .
وفي القاموس :
خصاه خصاء سل خصيته فهو خصي ومخصي جمع خصية وخصيان .
__________________
تريد أن تغالب به
، اخرج الان فقل لهم قد امرني بولاية هشام بن الحكم ، فقال المشرقي لنا بين يديه
وهو يسمع : ألم أخبركم أن هذا رأية في هشام بن الحكم غير مرة.
٤٨٤ ـ حدثنا
حمدويه بن نصير ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثني الحسن بن علي بن يقطين ،
قال : كان أبو الحسن 7 اذا اراد شيئا من الحوائج لنفسه أو مما يعني به أموره ، كتب
الى أبي يعني عليا : اشتر لي كذا وكذا واتخذ لي كذا وكذا ، وليتول ذلك لك هشام بن
الحكم ، فاذا كان غير ذلك من أموره كتب اليه : اشتر لي كذا وكذا ، ولم يذكر هشاما
الا فيما يعني به من امره.
وذكر انه بلغ من
عنايته به وحاله عنده ، انه سرح اليه خمسة عشر ألف درهم وقال له : اعمل بها وكل
أرباحها ورد إلينا رأس المال ، ففعل ذلك هشام ;
______________________________________________________
قوله : فقال المشرقى لنا بين
يديه
المشرقي هذا هو
هشام بن ابراهيم العباسي من أصحاب أبي الحسن الرضا 7 يقال له : المشرقي ، على ما قاله الكشي رحمه
الله تعالى في الجزء السادس.
وذكر النجاشي ان
اسمه هاشم ، ويقال له : المشرقي .
وليس هو بعباسي
وانما قيل له عباسي لما ستطلع عليه في الجزء السادس .
وقال رئيس
المحدثين أبو جعفر الكليني ـ رضوان الله تعالى عليه ـ في كتاب التوحيد من كتاب
الكافي في ذيل باب الارادة : ان حمزة بن الربيع يقال له : المشرقي .
وبعض القاصرين من
أهل العصر صحف الربيع بالمرتفع وأيا ما كان فالذي هنا ليس هو اياه ولا هو غير هشام
بن ابراهيم الخلتي.
__________________
وصلى على أبي
الحسن.
٤٨٥ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن يونس ، قال ، قلت لهشام : أصحابك يحكون أن
أبا الحسن 7 سرح إليك مع عبد الرحمن ابن الحجاج ، أن أمسك عن الكلام والى هشام بن سالم؟
قال : اتاني عبد
الرحمن بن الحجاج ، وقال لي يقول لك أبو الحسن 7 امسك عن الكلام هذه الايام ، وكان المهدي قد صنف له مقالات
الناس ، وفيه مقالة الجواليقية هشام بن سالم ، وقرأ ذلك الكتاب في الشرقية ، ولم
يذكر كلام هشام ، وزعم يونس أن هشام بن الحكم قال له : فأمسكت عن الكلام أصلا حتى
مات المهدي ، وانما قال لي هذه الايام فأمسك حتى مات المهدي.
٤٨٦ ـ حدثنا
حمدويه وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثني زحل عمر بن عبد
العزيز بن أبي بشار ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، قال : سألت أبا الحسن الرضا 7 عن هشام بن الحكم؟
قال ، فقال لي : ; كان عبدا ناصحا أو ذي من قبل أصحابه حسدا منهم له.
______________________________________________________
قوله : زحل عمر بن عبد
العزيز
عمر بن عبد العزيز
بن أبي بشار بفتح الموحدة وتشديد المعجمة ، لقبه زحل بضم الزاي وفتح المهملة
واللام ، على اسم سابع السيارات ، وكنيته أبو حفص.
ذكره أبو عمرو
الكشي ; في أصحاب ابي الحسن الاول 7 ، وروى بسنده عن الفضل بن شاذان أنه قال : أبو حفص زحل عمر
بن عبد العزيز يروي المناكير وليس بغال .
قال الشيخ في
الفهرست : عمر بن عبد العزيز الملقب بزحل له كتب ، أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ،
عن ابن بطه ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ،
__________________
٤٨٧ ـ حمدويه
وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثني زحل ، عن اسد بن
أبي العلاء ، قال : كتب أبو الحسن الاول 7 الى من وافى الموسم من شيعته في بعض السنين في حاجة له ،
فما قام بها غير هشام ابن الحكم ، قال : فاذا هو قد كتب صلى الله عليه ، جعل الله
ثوابك الجنة ، يعني هشام بن الحكم.
٤٨٨ ـ جعفر بن
معروف ، قال : حدثني الحسن بن النعمان ، عن أبي يحيى وهو اسماعيل بن زياد الواسطي
، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : سمعته يؤدي الى هشام بن الحكم رسالة أبي الحسن 7 قال : لا تتكلم
فانه قد أمرني أن آمرك أن لا تتكلم ، قال : فما بال هشام يتكلم وأنا لا أتكلم ،
قال ، أمرني أن آمرك أن لا تتكلم
______________________________________________________
عن عمر بن عبد
العزيز .
وقال في كتاب
الرجال في باب لم : عمر بن عبد العزيز الملقب بزحل ، روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى
، وأبو عبد الله البرقي .
وقال أبو العباس
النجاشي رحمه الله تعالى : عمر بن عبد العزيز عرني بصري مختلط ، له كتاب أخبرنا ابن
أبي جيد ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن عن أحمد بن محمد بن عيسى عنه
بكتابه .
ولقد تكرر ذكر زحل
هذا في الاسانيد فيما سبق.
وفي طائفة من نسخ
الكتاب « سنان » بالمهملة والنون مكان بشار بالموحدة والمعجمة.
فأما ما في بعض
النسخ المسقمه « رجل » بالراء والجيم « عن عمر بن عبد العزيز » فمن أغلاط الجهلة
السفلة فليعلم.
__________________
وأنا رسوله إليك.
قال أبو يحيى :
أمسك هشام بن الحكم عن الكلام شهرا لم يتكلم ثم تكلم فأتاه عبد الرحمن بن الحجاج ،
فقال له : سبحان الله يا أبا محمد تكلمت وقد نهيت عن الكلام ، قال : مثلي لا ينهى عن
الكلام.
قال أبو يحيى :
فلما كان من قابل ، أتاه عبد الرحمن بن الحجاج ، فقال له يا هشام قال لك أيسرك أن
تشرك في دم امرء مسلم؟ قال : لا ، قال : وكيف تشرك في دمي ، فان سكت والا فهو
الذبح؟ فما سكت حتى كان من أمره ما كان ( صلى الله عليه ).
٤٨٩ ـ حمدويه
وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثني الحسن بن علي
الوشاء ، عن هشام بن الحكم ، قال : كنت في طريق مكة قائما أريد شراء بعير ، فمر بي
أبو الحسن 7 فلما نظرت اليه تناولت رقعة فكتبت اليه : جعلت فداك اني أريد شراء هذا البعير
فما ترى؟.
فنظر اليه ، ثم
قال : لا أرى في شراه بأسا فان خفت عليه ضعفا فالقمه ، فاشتريته وحملت عليه ، فلم
أر منكرا حتى اذا كنت قريبا من الكوفة في بعض المنازل عليه حمل ثقيل ، رمى بنفسه
واضطرب للموت ، فذهب الغلمان ينزعون عنه ، فذكرت الحديث فدعوت بلقم ، فما ألقموه
الا سبعا حتى قام بحمله.
٤٩٠ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد بن يزيد الفيروزاني القمي ، قال : حدثني محمد بن
أحمد بن يحيى ، عن أبي اسحاق ، قال : حدثني محمد بن حماد ، عن الحسن بن ابراهيم ،
قال : حدثني يونس بن عبد الرحمن ، عن يونس بن يعقوب ، قال : كان عند أبي عبد الله 7 جماعة من أصحابه
فيهم حمران بن أعين ومؤمن الطاق وهشام بن سالم والطيار وجماعة من أصحابه فيهم
حمران بن أعين ومؤمن الطاق وهشام بن سالم والطيار وجماعة فيهم هشام بن الحكم وهو
شاب ، فقال أبو عبد الله 7 : يا هشام! قال : لبيك يا بن رسول الله ، قال : ألا تخبرني
كيف صنعت بعمرو بن عبيد؟ وكيف سألته؟
فقال هشام : اني
أجلك وأستحيي منك ، فلا يعمل لساني بين يديك ، قال
أبو عبد الله 7 : اذا أمرتكم بشيء
فافعله ، قال هشام : بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة ، وعظم
ذلك علي ، فخرجت اليه فدخلت البصرة يوم الجمعة ، فأتيت مسجد البصرة فاذا أنا بحلقة
كبيرة ، واذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء من صوف متزر بها وشملة مرتدي بها
، والناس يسألونه فاستفرجت الناس فافرجوا لي ، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي.
ثم قلت : ايها
العالم انا رجل غريب فأذن لي فأسألك عن مسألة؟ قال ، فقال نعم. قال ، قلت له : ألك
عين؟ قال : يا بني أي شيء هذا من السؤال أرأيتك شيئا كيف تسأل؟ فقلت : هكذا
مسألتي ، فقال : يا بني سل وأن كان مسألتك حمقا.
قلت : أجبني فيها
، قال ، فقال لي : سل ، قال ، قلت ألك عين؟ قال : نعم قلت فما ترى بها؟ قال :
الالوان والاشخاص ، قال ، قلت : فلك أنف؟ قال : نعم ، قال ، قلت : فما تصنع به؟
قال : اشتم به الرائحة ، قال : قلت فلك فم؟ قال : نعم قال ، قلت فما تصنع به؟ قال
: أذوق به الطعم.
قال : قلت ألك قلب؟
قال : نعم. قال ، قلت فما تصنع به؟ قال : أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح ، قال
: قلت أليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟
قال : لا ، قلت :
وكيف ذاك وهي صحيحة سليمة؟ قال : يا بني الجوارح اذا شكت في شيء شمته أو رأته أو
ذاقتة ردته الى القلب فيتيقن اليقين ويبطل الشك ، قال ، قلت : وانّما أقام الله
القلب لشك الجوارح؟ قال : نعم ، قال : قلت : فلا بد من القلب والا لم تستيقن
الجوارح؟ قال : نعم.
قال : قلت يا أبا
مروان ان الله لم يترك جوارحك حتى جعل لها أماما يصحح لها الصحيح ويتيقّن لها ما
شكت فيه ، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافاتهم لا يقيم لهم اماما
يردون اليه شكهم وحيرتهم ، ويقيم لك اماما لجوارحك ترد اليه حيرتك وشكك.
قال : فسكت ولم
يقل لي شيئا ، ثم التفت إلي فقال لي : أنت هشام؟ قال :
قلت لا ، فقال : أجالسته؟
قال : قلت لا ، قال فمن أين أنت! قلت : من أهل الكوفة قال : فأنت اذن هو ، قال :
ثم ضمني اليه وأقعدني في مجلسه وما نطق حتى قمت. فضحك أبو عبد الله 7 ثم قال : يا هشام
من علمك هذا؟ قال : قلت يا بن رسول الله جرى على لساني ، فقال : يا هشام هذا والله
مكتوب في صحف ابراهيم وموسى.
٤٩١ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، حدثني علي بن محمد ، عن محمد بن أحمد ابن يحيى ، عن أبي اسحاق ، عن علي
بن معبد ، عن هشام بن الحكم ، قال : سألت ابا عبد الله 7 بمنى عن خمسمائة
حرف من الكلام ، فأقبلت أقول يقولون كذا ، قال : فيقول لي قل كذا ، فقلت : هذا
الحلال والحرام ، والقرآن أعلم أنك صاحبه وأعلم الناس به فهذا الكلام من أين؟ فقال
: يحتج الله على خلقه بحجة لا تكون عنده كلما يحتاجون اليه؟
٤٩٢ ـ محمد بن
مسعود بن مزيد الكشي ، ومحمد ابن أبي عوف البخاري ، قالا : حدثنا أبو علي المحمودي
، قال : حدثني أبي ، عن يونس ، ان هشام بن الحكم كان يقول : اللهم ما عملت وأعمل
من خير مفترض وغير مفترض فجميعه عن رسول الله وأهل بيته الصادقين صلواتك عليه
وعليهم حسب منازلهم عندك فتقبل ذلك كله منى وعنهم ، وأعطني من جزيل جزاك به حسب ما
أنت أهله.
______________________________________________________
قوله (ع) : بحجة لا تكون
عنده كل ما يحتاجون اليه
الحجة هنا بمعنى
الامام ، أي يسوغ في حكمة الله التامة وعنايته البالغة أن يقيم على خلقه اماما لا
يكون عنده كل ما يحتاجون اليه في علوم الدين أصولا وفروعا.
قوله : محمد بن مسعود
هاهنا من قلم
الناسخ تحريف أو سقط منه سقط ، والصحيح محمد بن سعيد مكان محمد بن مسعود ، أو محمد
بن مسعود ، عن محمد بن سعيد بن مزيد الكشي ، كما مر ذلك مرارا كثيرة.
٤٩٣ ـ علي بن محمد
بن قتيبة النيسابوري ، قال : حدثني أبو زكريا يحيى بن أبي بكر ، قال ، قال النظام
لهشام بن الحكم : ان أهل الجنة لا يبقون في الجنة بقاء الابد فيكون بقاؤهم كبقاء
الله ومحال أن يبقوا كذلك ، فقال هشام : ان أهل الجنة يبقوا بمبق لهم والله يبقى
بلا مبق أو ليس هو كذلك ، فقال : محال أن يبقوا للأبد ، قال ، قال : ما يصيرون؟
قال يدركهم الخمود.
قال : فبلغك أن في
الجنة ما تشتهي الانفس؟ قال : نعم ، قال : فان اشتهوا وسألوا ربهم بقاء الابد؟ قال
: ان الله تعالى لا يلهمهم ذلك ، قال : فلو ان رجلا من أهل الجنة نظر الى ثمرة على
شجرة ، فمد يده ليأخذها فتدلت اليه الشجرة والثمار ثم كانت منه لفتة فنظر الى ثمرة
أخرى أحسن منها ، فمد يده اليسرى ليأخذها فأدركه الخمود ، ويداه متعلقة بشجرتين ،
فارتفعت الاشجار وبقي هو مصلوبا ، فبلغك أن في الجنة مصلوبين؟ قال هذا محال ، قال
: فالذي أتيت به أمحل منه ، أن يكون قوم قد خلقوا وعاشوا فأدخلوا الجنان تموتهم
فيها يا جاهل.
تم الجزء الثالث
ويتلوه في الجزء الرابع حدثني محمد بن مسعود قال حدثني علي بن محمد. والحمد لله رب
العالمين وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
______________________________________________________
قوله : أو ليس هو كذلك
بفتح الواو لزينة
الكلام بعد همزة الاستفهام.
قوله ;
: تموتهم فيها يا جاهل
بتشديد الواو على
التفعيل للنسبة ، أي وأنت تنسبهم الى الموت في النشأة الخالدة وتثبت لهم الممات في
جنة الخلد يا جاهل.
بسم الله
الرحمن الرحيم
وحسبنا
الله ونعم الوكيل
٤٩٤ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي قال : حدثني محمد بن أحمد بن
يحيى ، قال : حدثني ابو اسحاق ابراهيم بن هاشم قال : حدثني محمد بن حماد ، عن
الحسن بن ابراهيم ، قال : حدثني يونس بن عبد الرحمن ، عن يونس بن يعقوب ، عن هشام
بن سالم ، قال : كنا عند أبي عبد الله 7 جماعة من أصحابه ، فورد رجل من أهل الشام فاستأذن فأذن له
، فلما دخل سلم فأمره أبو عبد الله 7 بالجلوس ، ثم قال له : حاجتك أيها الرجل؟ قال : بلغني أنك
عالم بكل ما تسأل عنه فصرت إليك لا ناظرك.
فقال أبو عبد الله
7 في ما ذا؟ قال في القرآن وقطعه واسكانه وخفضه ونصبه ورفعه ، فقال أبو عبد
الله 7 : يا حمران دونك الرجل ، فقال الرجل. انما أريدك أنت لا حمران ، فقال أبو عبد
الله 7 : ان غلبت حمران فقد غلبتني.
فأقبل الشامى يسأل
حمران حتى غرض وحمران يجيبه ، فقال أبو عبد الله 7
______________________________________________________
قوله : غرض
بالغين المعجمة
والراء المكسورة واعجام الضاد أخيرا ، أي ضجر من السؤال ومل.
كيف رأيت يا شامي؟
قال رأيته حاذقا ما سألته عن شيء الا أجابني فيه ، فقال أبو عبد الله 7 : يا حمران سل
الشامي فما تركه يكشر.
فقال الشامي :
أريد يا أبا عبد الله أناظرك في العربية ، فالتفت أبو عبد الله 7 فقال : يا أبان
بن تغلب ناظره ، فناظره فما ترك الشامي يكشر.
فقال : أريد أن
أناظرك في الفقه فقال أبو عبد الله 7 : يا زرارة ناظره ، فناظره فما ترك الشامي يكشر.
قال : أريد أن
أناظرك في الكلام قال : يا مؤمن الطاق ناظره ، فناظره فسجل الكلام بينهما ثم تكلم
مؤمن الطاق بكلامه فغلبه به.
______________________________________________________
قوله : فسجل الكلام
النسخ مختلفة
بالجيم والحاء المهملة. فبالجيم معناه دار الكلام بينهما مرة لذا ومرة لذاك.
في النهاية
الاثيرية : الحرب بيننا سجال ، أي مرة لنا ومرة علينا ، وأصله أن المستقين بالسجل
يكون لكل واحد منهم سجل.
وفي حديث ابن
مسعود « افتتح سورة النساء فسجلها » أي قرأها قراءة متصلة من السجل : الصب ، يقال
: سجلت الماء سجلا اذا صببته صبا متصلا .
وبالحاء من السحل
بمعنى السيح والجري والانبساط والصب.
في الصحاح وغيره :
المسحل بكسر الميم على اسم الآلة اللسان والخطيب وأصل السحل القشر ، كأنه قشر جلدة
، وسحلت الرياح الارض تسحلها بالفتح كشطت أدمتها ، وباتت السماء تسحل ليلتها أي
تصب.
ويقال للخطيب :
انسحل بالكلام اذا جرى به ، وركب مسحله اذا مضى في
__________________
فقال : أريد أن
أناظرك في الاستطاعة فقال للطيار : كلمه فيها قال : فكلمه فما تركه يكشر.
ثم قال أريد أكلمك
في التوحيد ، فقال لهشام بن سالم : كلمه ، فسجل الكلام بينهما ثم خصمه هشام.
فقال أريد أن
أتكلم في الامامة ، فقال لهشام بن الحكم : كلمه يا أبا الحكم ، فكلمه فما تركه
يريم ولا يحلى ولا يمري ، قال :
______________________________________________________
خطبته ، والسحيل
والسحال بالضم الصوت الذي يدور في صدر الحمار.
وقد سحل يسحل وسحل
سورة يسحلها بالفتح قرأها كلها متتابعة متصلة ، والساحل شاطي البحر .
قال في مجمل اللغة
: قال ابن دريد : ساحل البحر مقلوب وانما الماء سحله.
وفي مفردات الراغب
: قيل : أصله أن يكون مسحولا لكن جاء على لفظ الفاعل كقولهم هم ناصب ، وقيل : بل
تصور أنه يسحل الماء أي يفرقه .
وقلت : وكذلك كلام
ساحل ، اما على القلب اي مسحول منصب مصبوب أو على أنه صاب على الاسماع على الاتصال
والتتابع فليعرف.
قوله : فما تركه يريم
يريم بفتح حرف
المضارعة من الريم.
قال في المغرب :
رام مكانه يريمه زال منه وفارقه.
وفي القاموس : ما
رمت المكان ما برحت منه ، ومنه ريم به اذا قطع .
__________________
فبقي يضحك ابو عبد
الله 7 حتى بدت نواجذه.
______________________________________________________
وفي الصحاح : ما
رمت فلانا ، وما رمت من عند فلان بمعنى .
« ولا يحلى » بضم
ياء المضارعة من باب الافعال من الحلاوة.
وكذلك « ولا يمري
» بضم الياء واسكان الميم والياء بعد الراء افعالا من المرارة ، وأصله لا يمر بكسر
الميم وتشديد الراء ، فابدلت أخيرة الرائين ياء واسكنت الميم تحفظا لصنعة الازدواج
والمشاكلة.
قال في القاموس :
ما يمر وما يحلي ما يتكلم بمر ولا حلو ولا يفعل مرا ولا حلوا ، فان نفيت عنه أن
يكون مرا مرة وحلوا أخرى .
قلت : ما يمر ولا
يحلو يعني تفتح فيهما حرف المضارعة ، وبكسر الميم في الاولى وتضم اللام في
الثانية.
فاذن معنى الكلام
: كلمه أبو الحكم هشام بن الحكم ، فأفحمه وتركه بحيث لا يرضى أن يدع المناظرة
ويريم ويبرح عنها ، ولا يستطيع أن يتكلم بحلو ولا بمر أصلا ، فظل مخصوما ، مغلوبا
متحيرا مبهوتا ، فهنا لك حصحص الحق فليعلم.
قوله : فبقى
اما بالباء
الموحدة والقاف المفتوحة من بقاه يبقيه ، بمعنى انتظره وترصده وترقبه ، أو نظر
اليه ورصده ورقبه ، ومنه في الحديث « بقينا رسول الله » بفتح القاف أي انتظرناه
ورقبناه.
وفي حديث ابن عباس
وصلاة الليل « فبقيت كيف يصلي النبي 6 » وفي رواية « كراهة أن يرى أني كنت أبقيه » بفتح همزة
المتكلم أي أنظر اليه وأرصده قاله ابن الاثير وغيره .
__________________
فقال الشامي :
كأنك أردت أن تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال؟ قال : هو ذاك ، ثم قال : يا
أخا أهل الشام أما حمران : فحزقك فحرت له فغلبك بلسانه
______________________________________________________
فالمعنى : فانتظر
أبا عبد الله 7 وترصده وترقبه ما يقول.
واما بالتاء
المثناة من فوق والغين المعجمة ، أي فأراد الشامي أن يضحك من التعجب فضبط نفسه
وأخفى ضحكه ، فغلبه الضحك فضحك أبو عبد الله 7.
قال في القاموس :
تغت الجارية الضحك اذا أرادت أن تخفيه ويغالبها والتغا ك « الى » الضحك العالي .
قوله (ع) : أما حمران فحزقك
فحرت له
اما بالحاء
المهملة والقاف من حاشيتي الزاء ، أي شدك بحبل الجدل في المناظرة وضغتك وقطعك وضيق
عليك المخرج.
قال في الصحاح : حزقته
بالحبل أحزقه حزقا شددته ، والحازق الذي ضاق عليه خفه .
وفي القاموس : حزق
الرجل عصبه والشيء عصره وضغطه وشده ، والحازق من ضاق عليه خفه فحزق رجله أي ضغطها
فاعل بمعنى مفعول .
واما باعجام الخاء
قبل الراء والقاف بعدها من الخرق بالتحريك يعني بهتك وأعجزك.
في القاموس :
الخرق محركة الدهش من خوف أو حياء ، أو أن يبهت فاتحا عينيه ينظر ، وأن يفرق
الغزال فيعجز عن النهوض ، والطائر فلا يقدر على الطيران .
__________________
وسألك عن حرف من
الحق فلم تعرفه ، وأما أبان بن تغلب : فمغث حقا بباطل فغلبك وأما زرارة : فقاسك
فغلب قياسه قياسك ، واما الطيار : فكان كالطير يقع ويقوم ، وأنت كالطير المقصوص لا
نهوض لك ، وأما هشام بن سالم : فاحس أن يقع ويطير وأما هشام بن الحكم : فتكلم بالحق
فما سوغك بريقك.
يا أخا أهل الشام
ان الله أخذ ضغثا من الحق وضغثا من الباطل فمغثهما ثم أخرجهما الى الناس ، ثم بعث
أنبياء يفرقون بينهما ففرقها الانبياء والاوصياء ، وبعث
______________________________________________________
« فحرت له » بضم
الحاء المهملة واسكان الراء وفتح التاء للخطاب ، من الحور بمعنى الرجوع ،
والمحاورة والحوار مراجعة النطق والمجاوبة ، والتحاور التجاوب وتحاوروا تراجعوا
الكلام ، والمحار المرجع ، وكلمته فما أحار إلي جوابا أي ما أرجع إلي. أو بكسر
الحاء من الحيرة والتحير.
قال في المغرب :
وفعلها من باب لبس.
قوله (ع) : فمغث حقا بباطل
باعجام الغين بين
الميم والثاء المثلثة.
قال في مجمل اللغة
: مغثت الدواء مثل مرثته ، وكذلك مرسته والاستراس الدنو من الشيء واللزوق به ،
وامترست الالسن في الخصومات اذا أخذ بعضها بعضا ، وتمرس بالشيء احتك به ، ومرس
الصبي ثدي أمه يمرسه.
قوله (ع) : فأحس أن يقع
ويطير
بفتح الهمزة على
صيغة المعلوم ، أي أحس من نفسه ذلك ، أو بضمها على البناء للمجهول ، أي أحس ذلك
منه ، وفي التنزيل الكريم ( فَلَمّا أَحَسَّ
عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ) .
__________________
الله الانبياء
ليعرفوا ذلك ، وجعل الانبياء قبل الاوصياء ليعلم الناس من يفضل الله ومن يختص.
ولو كان الحق على
حدة والباطل على حدة كل واحد منهما قائم بشأنه ما احتاج الناس الى نبي ولا وصي ،
ولكن الله خلطهما وجعل تفريقهما الى الانبياء والائمة : من عباده ، فقال
الشامي : قد أفلح من جالسك ، فقال أبو عبد الله 7 : ان رسول الله 6 كان يجالسه جبرائيل وميكائيل واسرافيل يصعد الى السماء
فيأتيه بالخبر من عند الجبار فان كان ذلك كذلك فهو كذلك.
فقال الشامي :
اجعلني من شيعتك وعلمني! فقال أبو عبد الله 7 : يا هشام علمه فاني أحب أن يكون تلماذا لك.
قال علي بن منصور
وأبو مالك الحضرمي : رأينا الشامي عند هشام بعد موت أبي عبد الله 7 ، ويأتي الشامي
بهدايا أهل الشام وهشام يزوده هدايا أهل العراق.
قال علي بن منصور
: وكان الشامي ذكي القلب.
٤٩٥ ـ محمد بن
مسعود العياشى ، قال : حدثني جعفر ، قال : حدثني العمركي قال : حدثني الحسين بن
أبي لبابة ، عن داود أبي هشام الجعفري ، قال ، قلت لأبي جعفر 7 : ما تقول في
هشام بن الحكم؟ فقال : ; ما كان أذبه عن هذه الناحية.
______________________________________________________
قوله : الحسين بن أبى لبابه
بخط السيد جمال
الدين أحمد بن طاوس نور الله مرقده « أبي لبابه » باللام وباءين موحدتين من حاشيتي
الالف. وكذلك حكاه بعض الشهداء المتأخرين في حاشية الخلاصة عن خطه.
والذي يقوى به
الظن أن الحسين بن أبي لبابة هو الحسين بن اسكيب بالسين المهملة أو المعجمة بين
الهمزة والكاف ، العالم الفاضل المتكلم المصنف الخراساني المروزي خادم القبر ، وهو
من أصحاب مولانا العسكري 7.
٤٩٦ ـ محمد بن
نصير ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين ابن سعيد ، عن أحمد بن محمد
، عن أبي الحسن الرضا 7 قال : أما كان لكم في أبي الحسن 7 عظة ما ترى حال
هشام بن الحكم؟ فهو الذي صنع بأبي الحسن ما صنع وقال لهم وأخبرهم ، أترى الله يغفر
له ما ركب منا.
٤٩٧ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن العباس بن معروف عن أبي محمد الحجال ، عن بعض
أصحابنا ، عن الرضا 7 قال : ذكر الرضا 7 العباسي ، فقال : هو من غلمان أبي الحارث يعني يونس بن عبد
الرحمن ، وأبو الحارث من غلمان هشام ، وهشام من غلمان أبي شاكر الديصاني ، وأبو
شاكر زنديق.
______________________________________________________
قوله : العباسى
واسمه هشام أو
هاشم بن ابراهيم على ما قد أسلفناه في الحواشي.
قوله (ع) : وهشام من غلمان
أبى شاكر الديصانى
وحكى السيد جمال
الدين بن طاوس رحمه الله تعالى أيضا عن كتاب أحمد ابن أبي عبد الله البرقي ، أنه قال :
هشام بن الحكم مولى بني شيبان ، كوفي تحول من الكوفة الى بغداد ، وكنيته أبو محمد
، وفي كتاب سعد له كتاب ، وكان من غلمان أبي شاكر الزنديق ، وهو جسمي ردي.
قلت : كون أبي
شاكر زنديقا وهو من تلاميذه لا يوجب غمزا فيه ، « فان الحكمة ضالة المؤمن تؤخذ حيث
وجدت » كما أورده الحسن بن داود ; في كتابه ونسبة القول بالتجسيم اليه مما ليس هو بثابت.
قال السيد الشريف
المرتضى علم الهدى ذو المجدين رضوان الله تعالى عليه في كتابه الشافي ، ذابا عن
هشام بن الحكم ما هذا أليفاظه.
فأما ما رمي به
هشام بن الحكم ; من القول بالتجسيم ، فالظاهر من
__________________
٤٩٨ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن
بن الحجاج ، قال ، قال أبو الحسن 7 : ايت هشام بن الحكم فقل له : يقول لك أبو الحسن : أيسرك
أن تشرك في دم امرء مسلم فاذا قال لا ، فقل له : ما بالك شركت في دمي؟
______________________________________________________
الحكاية عنه القول
بجسم لا كالأجسام ، ولا خلاف في أن هذا القول ليس بتشبيه ولا ناقض لأصل ولا معترض
على فرع ، وأنه غلط في عبارة يرجع في اثباتها ونفيها الى اللغة.
وأكثر أصحابنا
يقولون أورد ذلك على سبيل المعارضة للمعتزلة ، فقال لهم : اذا قلتم ان القديم
تعالى شيء لا كالأشياء ، فقولوا أنه جسم لا كالأجسام ، وليس كل من عارض بشيء
وسأل عنه يكون معتقدا له ومتدينا به ، وقد يجوز أن يكون قصد به الى استخراج جوابهم
عن هذه المسألة ومعرفة ما عندهم فيها ، أو الى أن يبين قصورهم عن ايراد المرضى في
جوابها الى غير ذلك مما يتسع ذكره انتهى قوله بألفاظه.
ثم ذكر رضوان الله
عليه عدة روايات يتضمن ثناء الصادق 7 عليه ، ثم بعد ذلك قال. وما قدمناه من الاخبار المروية عن
الصادق 7 ، وما كان يظهر من اختصاصه به وتقريبه إياه واجتبائه من بين صحابته ، يبطل كل
ذلك ويزيف ثقافة راويه انتهى.
وكذلك علامة
الاقوام من علماء العامة محمد بن عبد الكريم الشهرستاني قال في كتاب الملل والنحل
بهذه العبارة : الهشامية أصحاب هشام بن الحكم صاحب المقالة في التشبيه ، وهشام بن
سالم الجواليقي الذمي نسيح على منواله في التشبيه. وكان هشام بن الحكم من متكلمي
الشيعة ، وجرت بينه وبين أبي الهذيل مناظرات في علم الكلام ، منها في التشبيه ،
ومنها في تعلق علم الباري تعالى.
حكى ابن الراوندي
عن هشام أنه قال : ان بين معبوده وبين الاجسام تشابها
٤٩٩ ـ علي بن محمد
، عن أحمد بن محمد ، عن أبي علي بن راشد ، عن أبي جعفر الثاني 7 قال ، قلت : جعلت
فداك قد اختلف أصحابنا ، فأصلى خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ قال : عليك بعلي بن حديد
، قلت : فآخذ بقوله؟ قال : نعم فلقيت علي بن حديد فقلت له : نصلي خلف أصحاب هشام
بن الحكم؟ قال : لا.
______________________________________________________
ما بوجه من الوجوه
، ولو لا ذلك لما دلت عليه الدلائل.
وحكى الكعبي أنه
قال : هو ذو جسم ، له قدر من الاقدار ولكن لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا
يشبهه شيء.
ومن مذهب هشام أنه
تعالى لم يزل عالما بنفسه ، ويعلم الاشياء بعد كونها بعلم ، لا يقال فيه : محدث أو
قديم لأنه صفة والصفة لا توصف ، ولا يقال فيه : هو هو أو غيره أو بعضه.
وليس قوله في
القدرة والحياة كقوله في العلم ، لأنه لا يقول بحدوثهما ، قال : ويريد الاشياء
وارادته حركة ليست عين الله ولا هي غيره.
وقال في كلام
الباري تعالى : أنه صفة لله تعالى لا يجوز ان يقال : هو مخلوق ولا غير مخلوق.
ثم قال : وهشام بن
الحكم هذا صاحب غور في الاصول ، لا يجوزان يغفل عن الزاماته على المعتزلة ، فان
الرجل وراء ما يلزم به على الخصم ودون ما يظهره من التشبيه.
وذلك أنه ألزم على
العلاف فقال : انك تقول الباري تعالى عالم بعلم وعلمه ذاته ، فيشارك المحدثات في
أنه عالم بعلم ، ويباينها في أن علمه ذاته ، فيكون عالما لا كالعالمين فلم لا تقول
: هو جسم لا كالأجسام ، وصورة لا كالصور ، وله قدر لا كالأقدار الى غير ذلك انتهى
كلامه .
__________________
٥٠٠ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن موسى الهمداني ، عن الحسن ابن موسى الخشاب ، عن غيره ، عن
جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي ، قال : اجتمع هشام بن سالم ، وهشام بن الحكم ،
وجميل بن دراج ، وعبد الرحمن بن الحجاج ، ومحمد بن حمران ، وسعيد بن غزوان ، ونحو
من خمسة عشر رجلا من أصحابنا ، فسألوا هشام بن الحكم أن يناظر هشام بن سالم فيما
اختلفوا فيه من التوحيد وصفة الله عز وجل وغير ذلك لينظروا أيهما أقوى حجة.
فرضي هشام بن سالم
أن يتكلم عند محمد بن أبي عمير ، ورضي هشام بن الحكم أن يتكلم عند محمد بن هشام ،
فتكالما وساق ما جرى بينهما.
وقال ، قال عبد
الرحمن بن الحجاج لهشام بن الحكم : كفرت والله بالله العظيم وألحدت فيه ، ويحك ما
قدرت أن تشبه بكلام ربك الا العود يضرب به! قال جعفر ابن محمد بن حكيم ، فكتب الى
أبي الحسن موسى 7 يحكي له مخاطبتهم وكلامهم ويسأله أن يعلمه ما القول الذي
ينبغى ندين الله به من صفه الجبار؟ فأجابه في عرض كتابه.
فهمت رحمك الله
واعلم رحمك الله ان الله أجل وأعلى وأعظم من أن يبلغ كنه صفته فصفوه بما وصف به
نفسه ، وكفوا عما سوى ذلك.
______________________________________________________
قوله : ما القول الذى ينبغى
ندين الله به
« ندين » بفتح
النون للمتكلم مع الغير وكسر الدال ، من دان بكذا يدين به ديانة ، اذا اعتقده
واختاره واتخذه دينا وملة ومذهبا لنفسه من بين الاديان والملل.
ونصب « الله » على
المفعولية أو على نزع الخافض ، اي ما القول الذي ينبغي أن نتخذه لنا دينا نعبد
الله به من صفة الجبار ، أو الذي ينبغي لنا أن نخلصه ونجعله دينا خالصا لله وحده
في صفة الجبار. ف « من » تبيينية ، أو بمعنى في ، أو عند ، او للغاية ، أو للبدل.
في هشام
بن سالم
٥٠١ ـ مولى بشر بن
مروان ، وكان من سبي الجوزجان كوفي ، ويقال له : الجواليقي ، ثم صار علافا.
محمد بن الحسن
البراثي ، وعثمان بن حامد الكشيان ، قالا : حدثنا محمد ابن يزداد ، عن محمد بن
الحسين ، عن الحجال ، عن هشام بن سالم ، قال : كلمت رجلا بالمدينة من بني مخزوم في
الامامة ، قال ، فقال : فمن الامام اليوم؟ قال ، قلت : جعفر بن محمد. قال ، فقال :
والله لأقولنها له ، قال : فغمني بذلك غما شديدا خوفا أن يلعني أبو عبد الله أو
يتبرأ مني.
قال : فأتاه
المخزومي فدخل عليه ، فجرى الحديث ، قال : فقال له مقالة هشام ، قال ، فقال أبو
عبد الله 7 : أفلا نظرت في قوله؟ فنحن لذلك أهل ، قال : فبقي الرجل لا يدري أيش يقول ،
وقطع به.
قال ، فبلغ هشاما
قول أبي عبد الله 7 ففرح بذلك وانجلت غمته.
٥٠٢ ـ جعفر بن
محمد ، قال : حدثني الحسن بن علي بن النعمان ، قال : حدثني أبو يحيى ، عن هشام بن
سالم ، قال ، كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله 7 أنا ومؤمن الطاق أبو جعفر ، قال ، والناس مجتمعون على أن
عبد الله صاحب الامر بعد أبيه ، فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس مجتمعون عند
عبد الله ، وذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله 7 أن الأمر في الكبير ما لم يكن به عاهة.
فدخلنا نسأله عما
كنا نسأل عنه أباه ، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ قال : في مائتين خمسة ، قلنا :
ففي مائة؟ قال : درهمان ونصف درهم ، قال ، قلنا له : والله ما تقول المرجئة هذا ،
فرفع يديه الى السماء ، فقال : لا والله ما ادري ما تقول المرجئة.
قال فخرجنا من
عنده ضلالا لا ندري الى أين نتوجه أنا وأبو جعفر الاحول ، فقعدنا في بعض أزقة
المدينة باكين حيارى لا ندري الى من نقصد والى من نتوجه ،
نقول الى المرجئة
، الى القدرية ، الى الزيدية ، الى المعتزلة ، الى الخوارج.
قال : فنحن كذلك
اذ رأيت رجلا شيخا لا اعرفه يومي إلي بيده ، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر ،
وذاك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون على من اتفق شيعة جعفر فيضربون عنقه ،
فخفت أن يكون منهم.
فقلت لأبي جعفر :
تنح فاني خائف على نفسى وعليك ، وانما يريدني ليس يريدك ، فتنح عني لا تهلك وتعين
على نفسك ، فتنحى غير بعيد وتبعت الشيخ ، وذاك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص
منه.
فما زلت أتبعه حتى
ورد بي على باب أبي الحسن موسى 7 ثم خلاني ومضى ، فاذا خادم بالباب فقال لي : ادخل رحمك
الله! قال : فدخلت فاذا ابو الحسن 7 فقال لي ابتداء : لا الى المرجئة ، ولا الى القدرية ، ولا
الى الزيدية ، ولا الى الخوارج ، إلي إلي إلي.
قال : فقلت له
جعلت فداك مضى أبوك؟ قال : نعم ، قال ، قلت : جعلت فداك مضى في موت؟ قال : نعم ،
قلت : جعلت فداك فمن لنا بعده؟ فقال : إن شاء الله يهديك هداك ، قلت جعلت فداك أن
عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه ، فقال : يريد عبد الله أن لا يعبد الله ، قال قلت
له : جعلت فداك فمن لنا من بعده؟ فقال إن شاء الله أن يهديك هداك أيضا.
قلت : جعلت فداك
أنت هو؟ قال : ما اقول ذلك ، قلت في نفسى : لم أصب طريق المسألة ، قال ، قلت :
جعلت فداك عليك امام ، قال : لا ، فدخلني شيء لا يعلمه الا الله اعظاما له وهيبة
أكثر ما كان يحل بي من أبيه اذا دخلت عليه.
قلت : جعلت فداك
اسألك عما كان يسأل أبوك؟ قال : سل تخبر ولا تذع ، فان اذعت فهو الذبح ، قال ،
فسألته فاذا هو بحر ، قال ، قلت : جعلت فداك شيعتك وشيعة أبيك ضلال فالقي اليهم
وأدعوهم إليك فقد أخذت علي بالكتمان؟ قال : من آنست منهم رشدا فألق اليهم وخذ
عليهم بالكتمان ، فان اذاعوا فهو الذبح وأشار
بيده الى حلقه.
قال : فخرجت من
عنده فلقيت أبا جعفر ، فقال لي ما وراك؟ قال : قلت الهدى ، قال ، فحدثته بالقصة ،
قال : ثم لقيت المفضل بن عمر وأبا بصير ، قال : فدخلوا عليه ، فسمعوا كلامه وسألوه
، قال ثم قطعوا 7 ثم قال : ثم لقينا الناس أفواجا ، قال : فكان كل من دخل
عليه قطع عليه إلا طائفة مثل عمار وأصحابه ، فبقي عبد الله لا يدخل عليه أحد الا
قليل من الناس.
قال : فلما رأي
ذلك وسأل عن حال الناس ، قال : فأخبر أن هشام بن سالم صد عنه الناس ، قال : فقال
هشام : فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني.
٥٠٣ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد القمي ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي
، عن أبي عبد الله محمد بن موسى بن عيسى من أهل همدان ، قال : حدثني إشكيب بن عبدك
الكسائي ، قال : حدثني عبد الملك ابن هشام الحناط ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا 7 اسألك جعلني الله
فداك؟ قال : سل يا جبلي عما ذا تسألني؟.
فقلت : جعلت فداك
زعم هشام بن سالم أن الله عز وجل صورة ، وأن آدم خلق على مثال الرب ، ويصف هذا
ويصف هذا وأو ميت الى جانبي وشعر رأسي ، وزعم يونس مولى آل يقطين وهشام بن الحكم :
أن الله شيء لا كالأشياء بائنة منه وهو بائن من الاشياء.
وزعما أن اثبات
الشيء ان يقال : جسم فهو جسم لا كالأجسام ، شيء لا كالأشياء
______________________________________________________
في هشام بن سالم
قوله : وزعما أن اثبات الشىء
أن يقال جسم
يعني : وزعما أن
الاثبات الذي هو الخروج عن حد الابطال والتعطيل في صفة الله تعالى ، مقتضاه أن
يقال : انه تعالى جسم ، والسلب الذي هو الخروج عن
ثابت موجود غير مفقود
ولا معدوم ، خارج من الحدين حد الابطال وحد التشبيه ، فبأي القولين أقول؟
قال : فقال 7 : أراد هذا
الاثبات ، وهذا شبه ربه تعالى بمخلوق ، تعالى الله الذي ليس له شبيه ولا عدل ولا
مثل ولا نظير ولا هو بصفة المخلوقين ، لا تقل بمثل ما قال هشام بن سالم ، وقل بما قال
مولى آل يقطين وصاحبه ، قال ، قلت : فنعطي الزكاة من خالف هشاما في التوحيد؟ فقال
برأسه : لا.
٥٠٤ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني أحمد ابن محمد ، عن محمد بن عيسى ،
عن حماد بن عيسى ، رفع الحديث قال : كان أصحابنا يروون ويتحدثون انه كان يكسر
خمسين ألف درهم.
______________________________________________________
حدا التشبيه في
وصفه سبحانه ، مقتضاه أن يقال : لا كالأجسام ، وكذلك في جميع الاوصاف والصفات.
فبذلك تستتم
المعرفة الخارجة عن الحدين اللذين هما الابطال والتشبيه ، على ما ورد في أحاديثهم
صلوات الله عليهم ، وقام عليه البرهان في العلم الا على الذي هو الحكمة الالهية.
ولم يعلما أنه
انما ذلك في صفات الكمال والالفاظ الكمالية ، ونعني بها الكمالات المطلقة ، أي كل
ما هو كمال مطلق للموجود بما هو موجود على الاطلاق وليس شيء من الجسمية والحركة
ونظائرهما كما لا مطلقا للمتقرر بما هو متقرر والموجود بما هو موجود ، على ما
أدريناك سابقا.
وتمام تحقيق ذلك
على ذمة التقديسات ، وتقويم الايمان ، والرواشح السماوية.
قوله : انه كان يكسر خمسين
ألف درهم
يقال كسر طسقه اذا
استقله واستحقره ، وكسر الرجل اذا قل تعهد لماله ،
في السيد
بن محمد الحميرى
٥٠٥ ـ حدثني نصر
بن الصباح ، قال : حدثنا اسحاق بن محمد البصري ،
______________________________________________________
والكسر ـ بالكسر ـ
القطعة من الشيء المكسور ، والعظم الذي ليس عليه لحم ، والكسرة من كل شيء الطفيف
الحقير منه ، وكسر الطائر جناحيه كسرا وكسورا ضمهما للوقوع والسقوط ، وربما يطلق
من غير ذكر المفعول ، ومنه عقاب كاسر.
قال في اساس
البلاغة : وقد كسر كسورا اذا لم تذكر الجناحين ، وهذا يدل على أن الفعل اذا نسي
مفعوله وقصد الحدث نفسه جرى مجرى الفعل غير المتعدي .
قلت : نعم ولكن لا
يعلم هل ذلك قياس مطردا ، أو مقصورا على السماع.
في السيد بن محمد الحميرى
اسمه اسماعيل ذكره
الشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق 7 قال : اسماعيل بن
محمد الحميري السيد الشاعر يكنى أبا عامر .
وقال العلامة في
الخلاصة : اسماعيل بن محمد الحميري بالحاء غير المعجمة المكسورة والميم الساكنة
المنقطة تحتها نقطتين بعدها راء ، ثقة جليل القدر عظيم الشأن والمنزلة رحمه
الله تعالى .
وزعم الحسن بن
داود أن اسمه السيد بن محمد ، كما يعلم من كلام الكشي ويظهر من قول الصادق 7.
وحمير كدرهم أبو
قبيلة قاله في القاموس .
__________________
قال : حدثني علي
بن اسماعيل ، قال : أخبرني فضيل الرسان ، قال : دخلت على أبي عبد الله 7 بعد ما قتل زيد
بن علي رحمة الله عليه ، فأدخلت بيتا جوف بيت فقال لي : يا فضيل قتل عمي زيد؟ قلت
: نعم جعلت فداك.
قال : ; أنه كان مؤمنا
وكان عارفا وكان عالما وكان صادقا ، أما أنه لو ظفر لوفى ، أما أنه لو ملك لعرف
كيف يضعها ، قلت : يا سيدي ألا أنشدك شعرا! قال : أمهل ، ثم أمر بستور فسدلت
وبأبواب ففتحت ، ثم قال أنشد ، فأنشدته :
لأم عمرو باللوى
مربع
|
|
طامسة أعلامه
بلقع
|
لما وقفت العيس
في رسمه
|
|
والعين من
عرفانه تدمع
|
ذكرت من قد كنت
أهوى به
|
|
فبت والقلب شج
موجع
|
عجبت من قوم
أتوا أحمدا
|
|
بخطة ليس لها
مدفع
|
قالوا له لو شئت
أخبرتنا
|
|
الى من الغاية
والمفزع
|
اذا توليت
وفارقتنا
|
|
ومنهم في الملك
من يطمع
|
فقال لو أخبرتكم
مفزعا
|
|
ما ذا عسيتم فيه
أن تصنعوا
|
صنيع أهل العجل
اذ فارقوا
|
|
هارون فالترك له
أودع
|
فالناس يوم
البعث راياتهم
|
|
خمس فمنها هالك
أربع
|
قائدها العجل
وفرعونها
|
|
وسامري الامة
المفظع
|
ومخدع من دينه
مارق
|
|
أخدع عبد لكع
أوكع
|
وراية قائدها
وجهه
|
|
كأنه الشمس اذا
تطلع
|
قال : فسمعت نحيبا
من وراء الستر ، فقال : من قال هذا الشعر؟ قلت : السيد ابن محمد الحميري ، فقال : ; ، قلت : اني
رأيته يشرب النبيذ ، فقال : ; ، قلت : اني رأيته يشرب نبيذ الرستاق ، قال : تعني الخمر؟
قلت : نعم ، قال : ; وما ذلك على الله أن يغفر لمحب علي.
٥٠٦ ـ حدثني أبو
سعيد محمد بن رشيد الهروي ، قال : حدثني السيد وسماه ،
وذكر أنه خيّر ،
قال : سألته عن الخبر الذي يروى أن السيد أسود وجهه عند موته؟ فقال ذلك الشعر الذي
يروى له في ذلك : ما حدثني أبو الحسين بن أبي أيوب المروزي قال : روى أن السيد بن
محمد الشاعر أسود وجهه عند الموت ، فقال : هكذا يفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين ،
قال : فأبيض وجهه كأنه القمر ليلة البدر ، فأنشأ يقول :
أحب الذي من مات
من أهل وده
|
|
تلقاه بالبشرى
لدى الموت يضحك
|
ومن مات يهوي
غيره من عدوه
|
|
فليس له الا الى
النار مسلك
|
أبا حسن تفديك
نفسي وأسرتي
|
|
ومالي وما أصبحت
في الارض أملك
|
أبا حسن اني
بفضلك عارف
|
|
واني بحبل من
هواك لممسك
|
وأنت وصي
المصطفى وابن عمه
|
|
فانا نعادي
مبغضيك ونترك
|
مواليك ناج مؤمن
بين الهدى
|
|
وقاليك معروف
الضلالة مشرك
|
ولاح لحاني في
علي وحزبه
|
|
فقلت لحاك الله
أنك أعفك
|
______________________________________________________
قوله : ولاح لحانى
أي ولايم شاتم لا
مني وشتمني على محبة علي وحزبه وعترته وأهل بيته.
في الصحاح : لحيت
الرجل ألحاه لحيا اذا لمته فهو ملحي ، ولا حيته ملاحاة ولحاء اذا نازعته ، وفي
المثل من لاحاك فقد عاداك ، وتلاحوا أي تنازعوا ، وقولهم لحاه الله أي قبحه ولعنه .
وفي القاموس :
لحاه يلحوه شتمه .
و « أعفك » أفعل
الصفة من العفك بالتحريك وهو الحمق والجهل يقال : رجل أعفك أي أحمق بين العفك
والاعسر للفطانة ، ومن لا يحسن العمل قاله الصحاح
__________________
٥٠٧ ـ وحدثني نصر
بن الصباح ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن
عبد الله بن بكير ، عن محمد بن النعمان ، قال : دخلت على السيد بن محمد وهو لما به
قد اسود وجهه ، وذرفت عيناه وعطش كبده وهو يومئذ يقول بمحمد بن الحنفية وهو من
حشمه ، وكان ممن يشرب المسكر ، فجئت وكان أبو عبد الله 7 قدم الكوفة ،
لأنه كان انصرف من عند أبي جعفر المنصور.
فدخلت على أبي عبد
الله 7 فقلت : جعلت فداك اني فارقت السيد بن محمد الحميري لما به قد اسود وجهه
واذرفت عيناه ، وعطش كبده ، وسلب الكلام ، وانه كان يشرب المسكر.
______________________________________________________
والقاموس وغيرهما .
قوله : وهو لما به
أي متفرغ عن كل شيء
لما قد ألم وحل به من الحمام أو المرض.
قوله : ذرفت
بالذال المعجمة
والفاء من حاشيتي الراء المفتوحة ، يقال : ذرفت العين اذا سال منها الدمع ، وذرف
الدمع من العين أي سال.
وفي نسخة « زرقت »
بالزاي مكان الذال والقاف مكان الفاء ، من قولهم زرقت عينه نحوي أي انقلبت بحيث
ظهر بياضها.
قوله : واذرفت
النسخ مختلفة هنا
أيضا بالذال والفاء بمعنى سال منهما الدمع ، والهمزة على هذا للوصل والفاء مشددة
من باب الافعلال ، يقال : اذرف اذرفافا احمر احمرارا.
__________________
فقال أبو عبد الله
7 : اسرجوا حماري ، فاسرج له وركب ومضى ، ومضيت معه حتى دخلنا على السيد ، وأن
جماعة محدقون به ، فقعد أبو عبد الله 7 عند رأسه وقال : يا سيد! ففتح عينه ينظر الى أبي عبد الله 7 ولا يمكنه الكلام
، وقد اسود وجهه ، فجعل يبكي وعينه الى أبي عبد الله 7 ولا يمكنه الكلام ، وانا لنتبين فيه أنه يريد الكلام ولا
يمكنه.
فرأينا أبا عبد
الله 7 حرك شفتيه ، فنطق السيد فقال : جعلني الله فداك أبأوليائك يفعل هذا! فقال أبو
عبد الله 7 : يا سيد قل بالحق يكشف الله ما بك ويرحمك ويدخلك جنته التي وعد أوليائه ،
فقال في ذلك : تجعفرت بسم الله والله اكبر. فلم يبرح أبو عبد الله 7 حتى قعد السيد
على استه.
وروى أن أبا عبد
الله 7 لقى السيد بن محمد الحميري ، فقال : سمتك أمك
______________________________________________________
أو بالزاي والقاف
بمعنى انقلبتا ودارتا فظهر بياضهما مكان السواد ، اذا انقلبتا نحونا شاخصتين
إلينا.
وعلى هذا فالهمزة
تحتمل القطع من باب الافعال والوصل بتشديد القاف من باب الافعلال يقال : زرقت عينه
نحوي بالفتح زرقا وأزرقت ازراقا وأزرقت ازرقاقا وأزراقت ازريقاقا ، انقلبت واشتد
انقلابها.
وأما زرقت عينه من
الزرقة فصار أزرق العين فذاك من باب فعل ـ بكسر العين ـ وهو غير متأت في هذا
المقام فليعلم.
قوله : وانا لنتبين فيه
أي انا لنتعرف في
وجهه أنه يريد الكلام. يقال : تبين الشيء وأبان واستبان بمعنى ظهر واتضح. وبينته
وأبنته واستبنته أيضا بمعنى تعرفته واستوضحته وأظهرته وأوضحته ، كلها جاءت لازمة
ومتعدية. اتفق على ذلك أئمة اللغة جميعا.
سيدا ووفقت في ذلك
وأنت سيد الشعراء ، ثم أنشد السيد في ذلك :
ولقد عجبت لقائل
لي مرة
|
|
علامة فهم من
الفقهاء
|
سماك قومك سيدا
صدقوا به
|
|
أنت الموفق سيد
الشعراء
|
ما أنت حين تخص
آل محمد
|
|
بالمدح منك
وشاعر بسواء
|
مدح الملوك ذوو
الغناء لعطائهم
|
|
والمدح منك لهم
لغير عطاء
|
أبشر فانك فائز
في حبهم
|
|
لو قد وردت
عليهم بجزاء
|
ما تعدل الدنيا
جميعا كلها
|
|
من حوض أحمد
شربة من ماء
|
في جعفر
بن عفان الطائى
٥٠٨ ـ حدثني نصر
بن الصباح ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن يحيى بن عمران ، قال : حدثنا
محمد بن سنان ، عن زيد الشحام ، قال : كنا عند أبي عبد الله 7 ونحن جماعة من
الكوفيين ، فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد الله 7 فقربه وأدناه ثم قال : يا جعفر ، قال : لبيك جعلني الله
فداك ، قال : بلغني أنك تقول الشعر في الحسين 7 وتجيد ، فقال له : نعم ، جعلني الله فداك ، فقال : قل
فأنشده 7 ومن حوله حتى صارت له الدموع على وجهه ولحيته.
______________________________________________________
قوله : علامة فهم
« علامة فهم »
بكسر الهاء واعرابهما الجر على الصفة لقائل ، والمراد به أبو عبد الله 7.
قوله : مدح الملوك ذوو
الغناء
بالفتح على صيغة
المعلوم ونصب « الملوك » على المفعولية والفاعل شاعر في المصراع الاول ، أو بالضم
على ما لم يسم فاعله ، ورفع الملوك للإقامة مقام الفاعل.
« وذوو » بواوين
رفعا على صفة الملوك وهذا أظهر.
__________________
ثم قال : يا جعفر
والله لقد شهدك ملائكة الله المقربون هاهنا يسمعون قولك في الحسين 7 ولقد بكوا كما
بكينا أو أكثر ، ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعته الجنة بأسرها وغفر الله
لك ، فقال : يا جعفر ألا أزيدك! قال : نعم يا سيدي ، قال : ما من أحد قال في
الحسين شعرا فبكي وأبكي به ألا أوجب الله له الجنة وغفر له.
ما روى في محمد بن
أبى زينب اسمه مقلاص بن الخطاب البراد الاخدع الاسدى ويكنى أبا اسماعيل ويكنى أيضا
أبا الخطاب وابا الظبيات
٤٠٩ ـ حمدويه
وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا الحسين بن موسى ، عن ابراهيم بن عبد الحميد ،
عن عيسى بن أبي منصور ، قال : سمعت أبا عبد الله 7
______________________________________________________
في محمد بن أبى زينب
قد اختلف في اسم
أبي الخطاب باهمال الطاء المشددة بعد الخاء المعجمة ، وفي اسم أبيه أيضا.
فالصدوق أبو جعفر
بن بابويه رضوان الله تعالى عليه قال : اسم أبي الخطاب زيد.
والمشهور أن اسمه
محمد ، وأبوه أبو زينب اسمه في المشهور « مقلاص » بكسر الميم واسكان القاف واهمال
الصاد أخيرا.
والشيخ أبو جعفر
الطوسي ; اختار السين المهملة مكان الصاد.
وفي المغرب :
الخطابية طائفة من الرافضية نسبوا الى أبي الخطاب محمد ابن أبي وهب الاخدع بالواو
والهاء.
وعلى كل حال فهو
الغالي الملعون ولقد كانت له حالة استقامة أولا ، والاصحاب ربما يروون ما قد رواه
في حالة الاستقامة.
__________________
وذكر أبا الخطاب
فقال : اللهم العن أبا الخطاب فانه خوفني قائما وقاعدا وعلى فراشي ، اللهم أذقه حر
الحديد.
٥١٠ ـ وبهذا
الاسناد عن ابراهيم ، عن أبي اسامة ، قال : قال ، رجل لأبي عبد الله 7 : اؤخر المغرب
حتى تستبين النجوم؟ قال ، فقال : خطابية ، ان جبريل أنزلها على رسول الله 6 حين سقط القرص.
______________________________________________________
قال أبو الحسين
أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري في كتابه المعروف في الضعفاء وأرى ترك ما
يقول أصحابنا : حدثنا أبو الخطاب في أيام استقامته .
قوله : البراد الاخدع
وفي طائفة من
النسخ « الزراد » بالزاي المفتوحة مكان الباء الموحدة قبل الراء المشددة والدال
أخيرا بعد الالف ، وفي نسخة بالسين المهملة مكان الزاي أو الباء.
و « الاخدع »
باعجام الخاء واهمال الدال والعين بمعنى الاحمق ، وربما يضبط بالجيم مكان الخاء.
قوله : أبا الضبيات
بتحريك الظاء
المعجمة والباء الموحدة والياء المثناة من تحت والتاء المثناة من فوق بعد الالف ،
وقيل : أبو الظبيان باسكان الموحدة بعد المعجمة المفتوحة وقبل المثناة من تحت قبل
الالف والنون بعدها.
قوله (ع) : خطابية
أي هذه تشريعة
خطابية وبدعة اختلاقية ، افتعلها واختلقها أبو الخطاب افتراء على الله عز وجل
واختلاقا علينا.
__________________
٥١١ ـ أبو علي خلف
بن حامد ، قال : حدثني أبو محمد الحسن بن طلحة ، عن ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب ،
عن بريد العجلي ، عن أبي عبد الله 7 قال أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستة
وتركوا أبا لهب.
وسألت عن قول الله
عز وجل ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ
الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ ) قال : هم سبعة :
المغيرة بن سعيد ، وبيان ، وصائد النهدي ، والحارث الشامي ، وعبد الله بن الحارث ،
وحمزة بن عمارة البربري ، وأبو الخطاب.
٥١٢ ـ حمدويه ،
قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن بشير الدهان ، عن أبي عبد
الله 7 قال : كتب أبو عبد الله 7 الى أبي الخطاب بلغني أنك تزعم أن الزنا رجل ، وان الخمر
رجل ، وان الصلاة رجل ، وأن الصيام رجل وان الفواحش رجل ، وليس هو كما تقول انا
أصل الحق وفروع الحق طاعة الله
______________________________________________________
قوله (ع) : طاعة الله
فيه وجهان : الاول
أن تكون الطاعة جمع طائع أو طيع ، كما السادة جمع سيد والقادة جمع قائد ، والصاغة
جمع صائغ ، والغاصة جمع غائص ، والغاغة جمع غائغ ، وعلى هذا ففروع الحق الشيعة.
ومعنى الكلام :
انا نحن أصل الحق وفروع الحق من شيعتنا ، انما هم الطيّعون الطائعون المطيعون لله
عز وجل.
الثانى : أن تكون
هي اسم الجنس فيعنى بها جنس الطاعات والحسنات ، أو المصدر أي اطاعة الله والتعبد
له عز وجل فيما أمر به من العبادات ، ونهى عنه من المعاصي ، فحينئذ يقدر حذف
المضاف الى الضمير في اسم ان.
والتقدير أن معرفة
حقنا والدخول في ولايتنا أصل الحق وأس الدين وفروع الحق ومتممات الدين ، هي ضروب
الطاعات والعبادات والامتثال في أوامر الله
__________________
وعدونا أصل الشر
وفروعهم الفواحش ، وكيف يطاع من لا يعرف ، وكيف يعرف من لا يطاع.
٥١٣ ـ طاهر بن
عيسى ، قال : حدثني جعفر بن احمد ، قال : حدثني الشجاعي عن الحمادي ، رفعه الى أبي
عبد الله 7 انه قيل له : روي عنكم ان الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجال؟ فقال : ما
كان الله عز وجل ليخاطب خلقه بما لا يعلمون.
٥١٤ ـ طاهر ، قال
: حدثني جعفر ، قال : حدثنا الشجاعي ، عن الحمادي رفعه الى أبي عبد الله 7 سأل عن التناسخ؟
قال : فمن نسخ الاول.
______________________________________________________
تعالى والانتهاء
عند نواهيه.
وكذلك « الفواحش »
على قياس ما ذكر ، اما بمعنى الطواغي على جمع الفاحشة والطاغيه بالهاء للمبالغة لا
بالتاء للتأنيث ، فكل فاحش جاوز الحد في الفحش وطاغ تعدى الحد في الطغيان والعتو ،
فهو فاحشة وطاغية من باب المبالغة.
فالمعنى : عدونا
أصل الشر وأساس الضلال ، وفروعهم الفواحش الطواغي من أصحاب الغواية والضلالة.
واما بمعنى
الفاحشات من الاثام والسيئات من المعاصي ، بمعنى أن الدخول في حزب عدونا والانخراط
في سلكهم أصل الشر والضلال في الدين وفروع ذلك فواحش الاعمال وموبقات المعاصي.
قوله (ع) : وكيف يطاع من لا
يعرف
على صيغة المجهول
يعني 7 : أن معرفة الله تعالى وطاعته سبحانه لا تتم احداهما من دون الاخرى ، فكما لا
يطاع من لا يعرف عزه وجلاله لا يعرف كبرياؤه ومجده من لا يطاع.
قوله (ع) : فمن نسخ الاول
7 فمن نسخ الاول اشارة الى برهان ابطال التناسخ على القوانين
الحكمية
٥١٥ ـ أحمد بن علي
القمي السلولي ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان ، عن عنبسة بن مصعب ،
قال ، قال لي أبو عبد الله 7 : أي شيء سمعت من أبي الخطاب؟ قال : سمعته يقول : انك
وضعت على صدره وقلت له عه ولا تنس! وانك تعلم الغيب ، وانك قلت له : هو عيبة علمنا
، وموضع سرنا ، امين على أحيائنا وأمواتنا.
______________________________________________________
والاصول البرهانية
، تقريره.
ان القول بالتناسخ
انما يستتب لو قيل بأزلية النفس المدبرة للأجساد المختلفة المتعاقبة على التناقل
والتناسخ ، وبلا تناهي تلك الاجساد المتناسخة بالعدد في جهة الازل ، كما هو
المشهور من مذهب الذاهبين اليه ، والبراهين الناهضة على استحالة اللانهاية العددية
بالفعل مع تحقق الترتب ، والاجتماع في الوجود قائمة هناك بالقسط بحسب متن الواقع
المعبر عنه بوعاء الزمان ، أعني الدهر وان لم يتصحح الا الحصول التعاقبي بحسب ظرف
السيلان والتدريج والفوت واللحوق ، أعني الزمان.
وقد استبان ذلك في
الافق المبين ، والصراط المستقيم ، وتقويم الايمان ، وقبسات حق اليقين ، وغيرها من
كتبنا وصحفنا.
فاذن لا محيص
لسلسلة الاجساد المترتبة من مبدء متعين هو الجسد الاول في جهة الازل ، يستحق
باستعداده المزاجي أن يتعلق به نفس مجرده تعلق التدبير والتصرف فيكون ذلك مناط
حدوث فيضانها عن جود المفيض الفياض الحق جل سلطانه.
واذا انكشف ذلك
فقد انصرح أن كل جسد هيولاني بخصوصية مزاجه الجسماني واستحقاقه الاستعدادي يكون
مستحقا لجوهر مجرد بخصوصه يدبره ويتعلق به ويتصرف فيه ويتسلطن عليه فليتثبت.
قوله : عه
الاظهر أن تكون
الهاء هنا ضميرا عائدا الى ما يلقى اليه كما في ( وَتَعِيَها أُذُنٌ
قال : لا والله ما
مس شيء من جسدي جسده إلا يده ، وأما قوله اني قلت اعلم الغيب : فو الله الذي لا
إله الا هو ما أعلم الغيب ، ولا آجرني الله في أمواتي ، ولا بارك لي في احيائي ان
كنت قلت له ، قال : وقدامه جويرية سوداء تدرج.
______________________________________________________
واعِيَةٌ
) لا هاء السكت.
قوله (ع) : ولا آجرنى الله
في أمواتى
من باب نصر أي لا
أعطاني في أمواتي أجرا.
في الاساس : آجرك
الله على ما فعلت وأنت مأجور عليه ، ومنه قوله تعالى ( عَلى أَنْ
تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ ) أي تجعلها أجري في التزويج ، يريد المهر من قوله تعالى ( وَآتُوهُنَّ
أُجُورَهُنَّ ) كأنه قال : على أن تمهرني عمل هذه المدة ، وآجر فلان ولده
اذا ماتوا وكانوا له أجرا .
وفي المغرب : أجره
اذا أعطاه أجرته من باب طلب وضرب ، فهو آجر ، وذلك مأجور.
وقال الراغب في
المفردات : يقال : آجر زيد عمرا يأجره أجرا أعطاه الشيء بأجرة ، وآجر عمرو زيدا
أعطاه الاجرة ، وآجر كذلك ، والفرق بينهما أن أجرته يقال اذا اعتبر فعل أحدهما ،
وأجرته اذا اعتبر فعلا هما وكلاهما يرجعان الى معنى .
قوله : وجويرية سوداء تدرج
أي تمشي قال في
أساس البلاغة : درج الشيخ والصبي درجانا ، وهو مشيهما .
__________________
قال : لقد كان مني
الى أم هذه ، أو إلى هذه كخطة القلم فأتتني هذه ، فلو كنت أعلم الغيب ما كانت
تأتيني.
ولقد قاسمت مع عبد
الله بن الحسن حائطا بيني وبينه ، فأصابه السهل والشرب واصابني الجبل ، فلو كنت
أعلم الغيب لأصابني السهل والشرب وأصابه الجبل.
وأما قوله أني قلت
له هو عيبة علمنا ، وموضع سرنا ، أمين على أحيائنا وأمواتنا : فلا آجرني الله في
امواتي ولا بارك لى في احيائي ان كنت قلت له شيئا من هذا ، قط.
٥١٦ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد بن يزيد ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن
ابن أبي نصر ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، قال دخلت على ابي عبد الله 7 قال : فسلمت
وجلست ، فقال لي : كان في مجلسك هذا أبو الخطاب ، ومعه سبعون رجلا كلهم اليه
ينالهم منهم شيء رحمتهم ، فقلت لهم : ألا أخبركم بفضائل المسلم ، فلا احسب أصغرهم
الا قال : بلى جعلت فداك.
قلت : من فضائل
المسلم أن يقال : فلان قاري لكتاب الله عز وجل ، وفلان ذو حظ من ورع ، وفلان يجتهد
في عبادته لربه ، فهذه فضائل المسلم ، ما لكم
______________________________________________________
والاشهر ما في
ساير كتب اللغة وهو اختصاص ذلك بالصبي والصبية.
قوله (ع) : كلهم اليه ينالهم
منهم شيء
أي كلهم منقطعون
اليه ينالهم منهم شيء ، بالنون من النيل ، أي تصيبهم من تلقاء أنفسهم مصيبة.
وفي نسخة « يثالم
» بالمثلثة مكان ينالهم على المفاعلة من الثلمة.
و « منهم »
للتعدية ، أو بمعنى فيهم ، أو من زائدة للدعامة ، والمعنى : يثالمهم شيء ويوقع
فيهم ثلمة.
__________________
وللرئاسات؟ انما
المسلمون رأس واحد ، اياكم والرجال فان الرجال للرجال مهلكة.
فاني سمعت أبي
يقول : ان شيطانا يقال له المذهب يأتي في كل صورة ، الا أنه لا يأتي في صورة نبي
ولا وصي نبي ، ولا أحسبه الا وقد تراءى لصاحبكم فاحذروه ، فبلغني انهم قتلوا معه
فأبعدهم الله وأسحقهم أنه لا يهلك على الله الا هالك.
٥١٧ ـ حمدويه
ومحمد ، قالا : حدثنا الحميدي وهو محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي ، عن يونس بن
يعقوب ، عن عبد الله بن بكير الرجاني ، قال : ذكرت أبا الخطاب ومقتله عند أبي عبد
الله 7 ، قال ، فرققت عند ذلك فبكيت ، فقال : أتأسي عليهم؟
فقلت : لا وقد
سمعتك تذكر أن عليا 7 قتل أصحاب النهر فأصبح أصحاب علي 7 يبكون عليهم ،
فقال علي 7 لهم : أتأسون عليهم؟ قالوا : لا الا انا ذكرنا الالفة التي كنا عليها والبلية
التي أوقعتهم ، فلذلك رفقنا عليهم ، قال : لا بأس.
٥١٨ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، عن معمر بن خلاد ، قال ، قال أبو الحسن 7 : ان أبا الخطاب
أفسد أهل الكوفة فصاروا لا يصلون المغرب حتى يغيب الشفق ، ولم يكن ذلك انما ذاك
للمسافر وصاحب العلة.
______________________________________________________
قوله (ع) : انما المسلمون
رأس واحد
أي انما هم في حكم
رأس واحد فلا ينبغي لهم الا رئيس واحد.
وفي بعض النسخ «
انما للمسلمين » رأس واحد ، أي انما لهم جميعا رئيس واحد ومطاع واحد.
قوله (ع) : لا يهلك على الله
الا هالك
أي لا يرد على
الله هالكا الا من هو هالك بحسب استعداده الفطري واستحقاقه الجبلي في فطرته الاولى
المفطورة ، ثم في فطرته الثانية المكسوبة.
__________________
وقال : ان رجلا
سأل أبا الحسن 7 فقال : كيف قال أبو عبد الله 7 في أبي الخطاب ما قال ثم جاءت البراءة منه؟ فقال له : أكان
لأبي عبد الله 7 أن يستعمل وليس له أن يعزل.
٥١٩ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني حمدان بن أحمد ، قال حدثني معاوية بن حكيم.
وحدثني محمد بن
الحسن البراثي ، وعثمان بن حامد ، قالا : حدثنا محمد ابن يزداد ، قال : حدثنا
معاوية بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده ، قال بلغني عن أبي الخطاب أشياء ، فدخلت على
أبي عبد الله 7 فدخل أبو الخطاب وأنا عنده ، أو دخلت وهو عنده ، فلما أن
بقيت أنا وهو في المجلس : قلت لأبي عبد الله 7 ان أبا الخطاب روى عنك كذا وكذا ، قال : كذب.
قال : فأقبلت أروي
ما روي شيئا شيئا مما سمعناه وأنكرناه الا سألت عنه ، فجعل يقول : كذب ، وزحف أبو
الخطاب حتى ضرب بيده الى لحية أبي عبد الله 7 فضربت يده وقلت خذ يدك عن لحيته ، فقال أبو الخطاب : يا
أبا القاسم لا تقوم؟ قال أبو عبد الله 7 له حاجة ، حتى قال ثلاث مرات كل ذلك يقول أبو عبد الله 7 له حاجة ، فخرج.
فقال أبو عبد الله
7 انما أراد أن يقول لك يخبرني ويكتمك فأبلغ أصحابي كذا وأبلغهم كذا وكذا ، قال
: قلت اني أحفظ هذا فأقول ما حفظت وما لم أحفظ قلت أحسن ما يحضرني ، قال : نعم فان
المصلح ليس بكذاب.
قال أبو عمرو
الكشي : هذا غلط ووهم في الحديث إن شاء الله ، لقد أتى معاوية بشيء منكر لا تقبله
العقول ، وذلك أن مثل أبي الخطاب لا يحدث نفسه بضرب يده الى لحية أقل عبد لأبي عبد
الله 7 فكيف هو صلى الله عليه.
٥٢٠ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن العباس القصباني ابن عامر الكوفي ، عن المفضل ،
قال : سمعت أبا عبد الله يقول : اتق السفلة ، واحذر السفلة ، فاني نهيت أبا الخطاب
فلم يقبل مني.
٥٢١ ـ حمدويه ،
قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن أبيه عمران بن
علي ، قال : سمعت أبا عبد الله 7 يقول : لعن الله أبا الخطاب ، ولعن من قتل معه ، ولعن من
بقي منهم ، ولعن الله من دخل قلبه رحمة لهم.
٥٢٢ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني جبريل بن أحمد ، قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، قال :
حدثني يونس بن عبد الرحمن ، عن رجل ، قال ، قال أبو عبد الله 7 : كان أبو الخطاب
أحمق فكنت أحدثه فكان لا يحفظ ، وكان يزيد من عنده.
٥٢٣ ـ حمدويه ،
قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن ابن مسكان ، عن عيسى شلقان
، قال : قلت لأبي الحسن 7 وهو يومئذ غلام قبل أو ان بلوغه : جعلت فداك ما هذا الذي
يسمع من أبيك أنه أمرنا بولاية أبي الخطاب ثم أمرنا بالبراءة منه؟
قال ، فقال أبو
الحسن 7 من تلقاء نفسه : ان الله خلق الانبياء على النبوة فلا يكونون الا أنبياء ،
وخلق المؤمنين على الايمان فلا يكونون الا مؤمنين ، واستودع قوما ايمانا ، فان شاء
أتمه لهم ، وان شاء سلبهم اياه ، وان أبا الخطاب كان ممن أعاره الله الايمان :
فلما كذب على أبي سلبه الله الايمان.
قال : فعرضت هذا
الكلام على أبي عبد الله 7 ، قال ، فقال : لو سألتنا عن ذلك ما كان ليكون عندنا غير
ما قال.
٥٢٤ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا أيوب بن نوح ، عن حنان بن سدير ، عن أبي عبد الله 7 قال : كنت جالسا
عند أبي عبد الله 7 وميسر عنده ، ونحن في سنة ثمان وثلاثين ومائة ، فقال ميسر
بياع الزطى : جعلت فداك عجبت لقوم كانوا يأتون
______________________________________________________
قوله : بياع الزطى
الزطي بضم الزاي
واهمال الطاء المشددة نوع من الثياب.
معنا الى هذا الموضع
، فانقطعت آثارهم وفنيت آجالهم ، قال : ومن هم؟ قلت : أبو الخطاب وأصحابه.
وكان متكئا فجلس
فرفع إصبعه الى السماء ثم قال : على أبي الخطاب لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
، فأشهد بالله أنه كافر فاسق مشرك ، وأنه يحشر مع
______________________________________________________
قال في المغرب :
الزط جيل من الهند اليهم تنسب ثياب الزطية.
وفي الصحاح : الزط
جيل من الناس الواحد زطي مثل الزنج وزنجي والروم ورومي .
وفي القاموس :
الزط بالضم جيل من الهند معرب جت بالفتح والقياس يقتضي معربه أيضا ، الواحد زطي
والازط الاذط والمستوي الوجه والكوسج ، وزط الذباب صوت .
فأما قول العلامة
في الايضاح : بياع الزطي بكسر الطاء المهملة المخففة وتشديد الياء ، وسمعت من
السيد السعيد جمال الدين أحمد بن طاوس ، ; بضم الزاي وفتح الطاء المهملة المخففة مقصورا.
فلا مساق له الى
الصحة الا اذا قيل بتخفيف الطاء المكسورة وتشديد الياء للنسبة الى زوطي من بلاد
العراق ، ومنه ما ربما يقال : الزطي خشب يشبه الغرب منسوب الى زوطة قرية بأرض
واسط.
قال في القاموس :
زواط كغراب موضع ، وزواطي كسكارى بلد بين واسط والبصرة ، وزوطي كسلمي جد الامام
أبي حنيفة ، وزوط تزويطا عظم اللقمة ٣.
__________________
فرعون في أشد
العذاب غدوا وعشيا ، ثم قال : أما والله اني لا نفس على أجساد أصليت معه النار.
٥٢٥ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا العبيدي ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضل بن مزيد ، قال ،
قال أبو عبد الله 7 : وذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة ، فقال لي : يا مفضل لا
تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا تؤاثروهم.
______________________________________________________
قوله (ع) : انى لا نفس على
أجساد أصليت
معه النار
لا نفس بفتح الفاء
على صيغة المتكلم من النفاسة تقول : نفست به بالكسر من باب فرح ، اى نجلت وضننت ،
ونفست عليه الشيء نفاسة اذا لم تره له أهلا ، قاله في القاموس والنهاية وغيرهما.
و « على أجساد »
أي على أشخاص ، أو على نفوس تجسدت وتجسمت لفرط تعلقها بالجسد ، وتوغلها في
المحسوسات والجسمانيات.
و « أصليت معه
النار » على ما لم يسم فاعله من أصليته في النار اذا ألقيته فيها ، ونصب « النار »
على نزع الخافض.
وفي نسخة « أصيبت
» مكان أصليت.
قوله (ع) : ولا تؤاثروهم
بالهمز على
المفاعلة من الاثر ، بمعنى الخبر أي لا تحادثوهم ولا تعاوضوهم بالآثار والاخبار.
وفي نسخة « ولا
توارثوهم » على المفاعلة من الوراثة ، أي لا تواصلوهم
__________________
٥٢٦ ـ وقالا :
حدثنا العبيدي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله وذكر الغلاة
، فقال : ان فيهم من يكذب حتى أن الشيطان ليحتاج الى كذبه.
٥٢٧ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني أحمد ابن محمد بن عيسى ، عن الحسين
بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن مرازم قال ، قال أبو عبد الله 7 للغالية : توبوا
الى الله فانكم فساق كفار مشركون.
٥٢٨ ـ حمدويه ، قال
: حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابراهيم الكرخي ، عن أبي عبد الله 7 قال : ان ممن
ينتحل هذا الامر لمن هو شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا.
٥٢٩ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن جعفر ابن عثمان ، عن أبي بصير ،
قال ، قال لي أبو عبد الله 7 : يا أبا محمد أبرأ ممن يزعم انا أرباب قلت : برئ الله منه
، قال : أبرأ ممن يزعم انا أنبياء قلت : برئ الله منه.
٥٣٠ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن المغيرة ، قال : كنت عند
أبي الحسن 7 أنا ويحيى بن عبد الله بن الحسن 7 فقال يحيى : جعلت فداك انهم يزعمون انك تعلم الغيب؟ فقال :
سبحان الله سبحان الله ضع يدك على رأسي ، فو الله ما بقيت في جسدي شعرة ولا في
رأسي الا قامت.
قال ، ثم قال : لا
والله ما هي الا وراثة عن رسول الله 6.
٥٣١ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا يعقوب ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الصمد
______________________________________________________
بالمصاهرة الموجبة
للتوارث.
قوله : حدثنا العبيدى
هو محمد بن عيسى
العبيدي اليقطيني كما اسلفنا بيانه مرارا.
ابن بشير ، عن
مصادف ، قال لما أتى القوم الذين أتوا بالكوفة : دخلت على أبي عبد الله 7 فأخبرته بذلك ،
فخر ساجدا وألزق جؤجؤه بالارض وبكى ، وأقبل يلوذ بإصبعه ويقول : بل عبد الله قن
داخر مرارا كثيرة ، ثم رفع رأسه ودموعه تسيل على لحيته ، فندمت على أخباري اياه.
فقلت : جعلت فداك
وما عليك أنت من ذا؟ فقال : يا مصادف ان عيسى لو سكت عما قالت النصارى فيه لكان
حقا على الله أن يصم سمعه ويعمى بصره ، ولو سكت عما قال فيّ أبو الخطاب لكان حقا
على الله أن يصم سمعي ويعمي بصري.
٥٣٢ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا يعقوب ، عن ابن أبي عمير ، عن شعيب ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي
عبد الله 7 : انهم يقولون ، قال : وما يقولون؟ قلت : يقولون تعلم قطر المطر وعدد النجوم
وورق الشجر ووزن ما في البحر وعدد التراب ، فرفع يده الى السماء ، وقال : سبحان
الله سبحان الله لا والله ما يعلم هذا الا الله!!
______________________________________________________
قوله : لما اتى القوم الذين
اتوا
بضم الهمزة وكسر
المثناة من فوق على بناء ما لم يسم فاعله من الاتيان ، أي أصابتهم الداهية ودخلت
عليهم البلية.
قال في المغرب :
وقولهم من هنا اتت ، أي من هنا دخل عليك البلاء ، ومنه قول الاعرابي وهو سلمة بن
صخر البياضي وهل اتيت الا من الصوم ، ومن روي وهل أوتيت ما أوتيت الا من الصوم ،
فقد أخطأ من غير وجه واحد ، على أن رواية الحديث عن ابن مندة وأبي نعيم وهل أصابني
ما أصابني الا من الصيام.
وفي نسخ عديدة «
لبي ولبو » باللام الموحدة المشددة مكان أتي وأتو من التلبية بمعنى
الاجابة للدعوة ، او الاقامة بالمكان ، على ابدال أخيرة الموحدتين الاصليتين ياء
كما في التظني والتقضي ، وذلك تصحيف وتحريف من أقلام الناسخين فليعرف.
__________________
٥٣٣ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن يحيى الحلبي ، عن المفضل
بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد الله 7 يقول : لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم.
٥٣٤ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن أبي حمزة ،
قال أبو جعفر محمد بن عيسى : ولقد لقيت محمدا رفعه الى أبي عبد الله 7 قال : جاء رجل
الى رسول الله 6 فقال : السلام عليك يا ربي! فقال : ما لك لعنك الله ، ربي
وربك الله ، أما والله لكنت ما علمت لجبانا في الحرب لئيما في السلم.
٥٣٥ ـ خالد بن
حماد ، قال : حدثني الحسن بن طلحة ، رفعه عن محمد بن اسماعيل ، عن علي بن يزيد
الشامي ، قال. قال أبو الحسن 7 : قال أبو عبد الله 7 ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين الا وهي فيمن ينتحل
التشيع.
٥٣٦ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ،
عن الحسين بن مياح ، عن عيسى ، قال ، قال أبو عبد الله 7 : اياك ومخالطة
السفلة فان السفلة لا يؤل الى خير.
٥٣٧ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد : حدثني محمد بن عيسى ، عن علي ابن الحكم ، عن حماد بن عثمان ، عن
زرارة ، قال قال ابو عبد الله 7 : أخبرني عن حمزة أيزعم ان أبي آتيه؟ قلت : نعم.
قال : كذب والله
ما يأتيه الا المتكون ، ان ابليس سلط شيطانا يقال له المتكون يأتي الناس في أي
صورة شاء ، ان شاء في صورة صغيرة ، وان شاء في صورة كبيرة ولا والله ما يستطيع أن
يجيء في صورة أبي 7.
٥٣٨ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن خالد ، عن علي ابن حسان عن بعض اصحابنا
رفعه الى ابي عبد الله 7 قال : ذكر عنده جعفر بن واقد ونفر من أصحاب أبي الخطاب ،
فقيل : انه صار الى نمرود ، وقال فيهم : وهو الذي في السماء آله وفي الارض إله ،
قال ، هو الامام.
فقال أبو عبد الله
7 لا والله لا يأويني واياه سقف بيت أبدا ، هم شر من اليهود والنصارى والمجوس
والذين أشركوا ، والله ما صغر عظمة الله تصغيرهم شيء قط ، ان عزيزا جال في صدره
ما قالت فيه اليهود فمحى الله اسمه من النبوة.
والله لو أن عيسى
أقر بما قالت النصارى لا ورثه الله مما الى يوم القيامة ، والله لو أقررت بما يقول
في أهل الكوفة لأخذتني الارض ، وما أنا الا عبد مملوك لا أقدر على شيء ضر ولا
نفع.
٥٣٩ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني محمد ابن أحمد بن يحيى ، عن محمد
بن عيسى ، عن زكريا ، عن ابن مسكان ، عن قاسم الصيرفي ، قال : سمعت أبا عبد الله 7 يقول : قوم
يزعمون أني لهم امام ، والله ما أنا لهم بامام ، ما لهم لعنهم الله ، كلما سترت
سترا هتكوه ، هتك الله ستورهم ، أقول كذا ، يقولون انما يعني كذا ، انما أنا أمام
من أطاعني.
٥٤٠ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن خالد ، قال : حدثني الحسن الوشاء ، عن
بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله 7 قال : من قال انا أنبياء فعليه لعنة الله ، ومن شك في ذلك
فعليه لعنة الله.
٥٤١ ـ قال : حدثني
الحسين بن الحسن بن بندار ، ومحمد بن قولويه القميان ، قالا : حدثنا سعد بن عبد
الله بن أبي خلف ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمد ابن أبي عمير ، عن ابن
بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر 7 قال : سمعته يقول لعن الله بنان البيان ، وان بنانا لعنه الله
كان يكذب على أبي ، أشهد أن أبي علي بن الحسين كان عبدا صالحا.
٥٤٢ ـ سعد ، قال :
حدثنا محمد بن الحسين ، والحسن بن موسى ، قال : حدثنا صفوان بن يحيى ، عن ابن
مسكان ، عمن حدثه من أصحابنا ، عن أبي عبد الله 7 قال : سمعته يقول : لعن الله المغيرة بن سعيد ، انه كان
يكذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد ، لعن الله من قال فينا ما لا نقوله في أنفسنا
، ولعن الله من أزالنا عن العبودية
لله الذي خلقنا
واليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا.
٥٤٣ ـ سعد ، قال :
حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، وأحمد بن الحسن بن فضال ، ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب ، ويعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن داود بن أبي يزيد العطار
، عمن حدثه من أصحابنا ، عن أبي عبد الله 7 في قول الله عز وجل ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ
عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفّاكٍ أَثِيمٍ ) .
قال : هم سبعة :
المغيرة بن سعيد ، وبنان ، وصائد ، وحمزة بن عمارة الزبيدي ، والحارث الشامي ،
وعبد الله بن عمرو بن الحارث ، وأبو الخطاب.
٥٤٤ ـ سعد ، قال :
حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبي يحيى سهل ابن زياد الواسطي ، ومحمد بن عيسى
بن عبيد ، عن أخيه جعفر وأبي يحيى الواسطي ، قال ، قال أبو الحسن الرضا 7 : كان بنان يكذب
على علي بن الحسين 7 فأذاقه الله حر الحديد.
وكان المغيرة بن
سعيد يكذب على أبي جعفر 7 فأذاقه الله حر الحديد ، وكان محمد بن بشير يكذب على أبي
الحسن موسى 7 فأذاقه الله حر الحديد ، وكان أبو الخطاب يكذب على أبي عبد الله 7 فأذاقه الله حر
الحديد ، والذي يكذب علي محمد بن فرات.
قال أبو يحيى :
وكان محمد بن فرات من الكتاب ، فقتله إبراهيم بن شكله.
٥٤٥ ـ سعد ، قال :
حدثني الاشعري عبد الله بن علي بن عامر ، بإسناد له عن أبي عبد الله 7 قال ، قال :
تراءى والله إبليس لأبي الخطاب على سور المدينة أو المسجد ، فكأني أنظر اليه وهو
يقول له ايها تطفر الان أيها تطفر الان.
______________________________________________________
قوله (ع) : أيها تطفر
بكسر الهمزة
واسكان المثناة من تحت وبالتنوين على النصب ، كلمة أمر
__________________
٥٤٦ ـ سعد ، عن
أحمد بن محمد ، عن أبيه ، ويعقوب بن يزيد ، والحسين ابن سعيد ، عن ابن أبي عمير ،
عن ابراهيم بن عبد الحميد ، عن حفص بن عمرو النخعي ، قال ، كنت جالسا عند أبي عبد
الله 7 فقال له رجل : جعلت فداك ان أبا منصور حدثني أنه رفع الى ربه وتمسح على رأسه
وقال له بالفارسية « يا پسر ».
فقال له أبو عبد
الله 7 : حدثني : أبي عن جدي أن رسول الله 6 قال : ان ابليس اتخذ عرشا فيما بين السماء والارض ، واتخذ
زبانية كعدد الملائكة فاذا دعا رجلا فأجابه ووطئ عقبه وتخطت اليه الاقدام ، تراءى
له ابليس ورفع اليه ، وان أبا منصور كان رسول ابليس ، لعن الله أبا منصور ، لعن
الله أبا منصور ثلاثا.
٥٤٧ ـ سعد ، قال :
حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن
الحكم ، عن أبي عبد الله 7 قال : ان بنانا والسري وبزيعا لعنهم الله تراءى لهم
الشيطان في أحسن ما يكون صورة آدمي من قرنه الى سرته.
قال ، فقلت ان
بنانا يتأول هذه الاية ( وَهُوَ الَّذِي فِي
السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ) ان الذي في الارض غير إله السماء ، وإله السماء غير إله
الارض ، وان إله السماء أعظم من إله الارض ، وان أهل الارض يعرفون فضل إله السماء
ويعظمونه فقال : والله ما هو الا الله وحده لا شريك له إله من في السماوات وإله من
في الارضين ، كذب بنان عليه لعنة الله ، لقد صغر الله جل وعز وصغر عظمته.
______________________________________________________
بالسكوت والكف عن
الشيء والانتهاء عنه.
و « تطفر » باهمال
الطاء وكسر الفاء ، وقيل : بضمها أيضا من طفر يطفر طفرة أي وثب وثبة ، سواء كان من
فوق أو الى فوق ، كما يطفر الانسان حائطا أو من حائط.
قال في المغرب :
وقيل : الوثبة من فوق والطفرة الى فوق.
__________________
٥٤٨ ـ سعد ، قال :
حدثني أحمد بن محمد ، عن ابيه والحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير.
وحدثني محمد بن
عيسى ، عن يونس ومحمد بن أبي عمير ، عن محمد بن عمر بن أذينة ، عن بريد بن معاوية
العجلي ، قال : كان حمزة بن عمارة الزبيدي لعنه الله يقول لأصحابه : ان أبا جعفر 7 يأتيني في كل
ليلة ، ولا يزال انسان يزعم أنه قد أراه إياه ، فقدر لي أني لقيت أبا جعفر 7 فحدثته بما يقول
حمزة ، فقال : كذب عليه لعنة الله ما يقدر الشيطان أن يتمثل في صورة نبي ولا وصي
نبي.
٥٤٩ ـ سعد بن عبد
الله ، قال : حدثني محمد بن خالد الطيالسي ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن ابن
سنان ، قال ، قال أبو عبد الله 7 : انا أهل بيت صادقون ، لا نخلو من كذاب يكذب علينا ،
فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس ، كان رسول الله 6 أصدق البرية لهجة ، وكان مسيلمة يكذب عليه.
وكان أمير
المؤمنين 7 أصدق من برأ الله من بعد رسول الله 6 ، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه
من الكذب عبد الله بن سبا لعنه الله ، وكان أبو عبد الله الحسين بن علي 7 قد ابتلي
بالمختار.
ثم ذكر أبو عبد
الله : الحارث الشامي وبنان ، فقال ، كانا يكذبان على علي ابن الحسين 8.
ثم ذكر المغيرة بن
سعيد ، وبزيعا ، والسري ، وأبا الخطاب ، ومعمرا ، وبشارا الاشعري ، وحمزة الزبيدي
، وصائد النهدي ، فقال : لعنهم الله انا لا نخلو من كذاب يكذب علينا أو عاجز الرأي
، كفانا الله مؤنة كل كذاب وأذاقهم الله حر الحديد.
٥٥٠ ـ سعد ، قال :
حدثني العبيدى ، عن يونس ، عن العباس بن عامر القصباني.
وحدثني أيوب بن
نوح ، والحسن بن موسى الخشاب ، والحسن بن عبد الله ابن المغيرة ، عن العباس بن
عامر ، عن حماد بن أبي طلحة ، عن ابن أبي يعفور
قال ، دخلت على
أبي عبد الله 7 فقال : ما فعل بزيع؟ فقلت له : قتل ، فقال : الحمد لله ،
أما أنه ليس لهؤلاء المغيرية شيء خيرا من القتل لأنهم لا يتوبون أبدا.
٥٥١ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني الحسين بن إشكيب ، قال : حدثني محمد بن أورمة ، عن محمد بن
خالد البرقي ، عن أبي طالب القمي ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، قال ، قلت لأبي
عبد الله 7 : ان قوما يزعمون أنكم آلهة يتلون علينا بذلك قرآنا يا أيها الرسل كلوا من
الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم.
قال : يا سدير
سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء برء الله منهم ورسوله ، ما هؤلاء
على ديني ودين آبائي ، والله لا يجمعني واياهم يوم القيامة الا وهو عليهم ساخط.
قال ، قلت : فما
أنتم جعلت فداك؟ قال : خزان علم الله وتراجمة وحي الله ونحن قوم معصومون أمر الله
بطاعتنا ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الارض.
قال الحسين بن
إشكيب : وسمعت من أبي طالب عن سدير ان شاء الله.
٥٥٢ ـ ابراهيم بن
علي الكوفي ، قال : حدثنا ابراهيم بن اسحاق الموصلي عن يونس بن عبد الرحمن ، عن
العلاء بن رزين ، عن المفضل بن عمر ، قال ، سمعت أبا عبد الله 7 يقول : اياك
والسفلة ، انما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه واشتد جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه
وخاف عقابه.
٥٥٣ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد القمي ، قال : حدثني محمد بن أحمد بن يحيى ، عن
محمد بن الحسين ، عن موسى بن سلام ، عن حبيب الخثعمي ، عن ابن أبي يعفور ، قال :
كنت عند أبي عبد الله 7 فأستأذن عليه
رجل حسن الهيئة ،
فقال : اتق السفلة ، فما تقارت في الارض حتى خرجت ، فسألت عنه فوجدته غاليا.
٥٥٤ ـ علي بن محمد
القتيبي ، قال : حدثنا الفضل بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن هارون بن
خارجة قال : كنت أنا ومراد أخي عند أبي عبد الله 7 فقال له مراد : جعلت فداك خف المسجد قال : ومم ذلك؟ قال :
بهؤلاء الذين
______________________________________________________
قوله : فما تقارت
بالفاء أو بالقاف
وتشديد الهمزة قبل الراء من باب التفعل ، وأصله ليس من المهموز بل من الاجوف.
و « خرجت »
بالتشديد من التخريج بمعنى استبطان الامر واستكشافه واستنباطه واستخراجه من مظانه
ومآنه ومن مداركه ودلائله ، يعني ما انتشرت وما مشيت وما ذهبت وما ضربت في الارض
حتى استكشفت أمر الرجل واستعلمت حاله واختبرته وفتشت عن دخلته وسألت الاقوام واستخبرتهم
عنه ، فوجدته غاليا.
فظهر أن مولانا
الصادق 7 كان قد ألهمه الله تعالى ذلك وأطلعه عليه ، فعلم خبث باطنه وعقيدته.
يقال : فار ـ بالفاء
ـ فوارا بالضم وفوارانا بالتحريك ، أي انتشر وهاج ، والفائر المنتشر والهايج.
وقار ـ بالقاف ـ أي
مشى على أطراف قدميه لئلا يسمع صوتهما ، وقار أيضا اذا نفر وذهب في الارض ، وقار
القصيد اذا خيله وحدث به نفسه ، واقتور الشيء اذا قطعه مستديرا قال ذلك كله
القاموس وغيره.
وفي بعض النسخ «
فما تقاررت حتى خرجت » بالقاف على التفاعل من القرار وتخفيف خرجت من الخروج.
__________________
قتلوا يعني اصحاب
أبي الخطاب ، قال : فأكب على الارض مليّا ثم رفع رأسه فقال كلا زعم القوم انهم لا
يصلون.
٥٥٥ ـ ابراهيم بن
محمد بن العباس ، قال : حدثني أحمد بن ادريس القمي عن حمدان بن سليمان ، عن محمد
بن الحسين ، عن ابن فضال ، عن أبي المغراء ، عن عنبسة ، قال ، قال أبو عبد الله 7 : لقد أمسينا وما
أحد أعدى لنا ممن ينتحل مودتنا.
٥٥٦ ـ محمد بن
الحسن البراثي ، وعثمان بن حامد ، قالا : حدثنا محمد بن يزداد ، عن محمد بن الحسين
عن موسى بن يسار ، عن عبد الله بن شريك ، عن أبيه ، قال ، بينا علي 7 عند امرأة من
عنزة وهي أم عمر واذ أتاه قنبر ، فقال : ان عشرة نفر بالباب يزعمون أنك ربهم ، قال
: ادخلهم ، قال : فدخلوا عليه.
فقال : ما تقولون؟
فقالوا : انك ربنا ، وأنت الذى خلقتنا ، وأنت الذي ترزقنا فقال لهم : ويلكم لا
تفعلوا انما انا مخلوق مثلكم ، فأبوا أن يقلعوا ، فقال لهم : ويلكم ربي وربكم الله
ويلكم توبوا وارجعوا ، فقالوا : لا نرجع عن مقالتنا أنت ربنا ترزقنا وأنت خلقتنا.
فقال يا قنبر آتني
بالفعلة ، فخرج قنبر فأتاه بعشر رجال مع الزبل والمرور ، فأمرهم أن يحفروا لهم في
الارض ، فلما حفروا خدا أمرنا بالحطب والنار فطرح فيه حتى صار نارا تتوقد قال لهم
: ويلكم توبوا وارجعوا! فأبوا وقالوا : لا نرجع ، فقذف علي 7 بعضهم ثم قذف
بقيتهم في النار ، ثم قال علي 7.
اني اذا أبصرت
شيئا منكرا
|
|
أو قدت نارى
ودعوت قنبرا
|
في معاوية
بن عمار وذكر عمره
٥٥٧ ـ قال أبو
عمرو الكشي : هو مولى بني دهن وهم حي من بجيلة ، وكان يبيع السابري ، وعاش مائة
وخمسا وسبعين سنة.
في أبى
البخترى وهب بن وهب
٥٥٨ ـ ذكر أبو
الحسن علي بن قتيبة بن محمد بن قتيبة ، عن علي بن سلمة الكوفي : أبو البختري اسمه
وهب بن وهب بن كثير بن زمعة بن الاسود صاحب رسول الله 6.
وقال علي أيضا :
قال أبو محمد الفضل بن شاذان : كان أبو البختري من أكذب البرية.
٥٥٩ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال ، قال : حدثنا محمد بن الوليد
البجلي ، قال : حدثنا العباس بن هلال ، عن أبي الحسن الرضا 7 قال العباس ،
سمعت رجلا يخبر ان أبا البختري كان يحدث : ان النار تستأمر في قرشي سبع مرات ، قال
، فقال له أبو الحسن ، قد قال الله عز وجل : ( عَلَيْها مَلائِكَةٌ
غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) .
قال العباس ، وذكر
رجل لأبي الحسن 7 ان أبا البختري وحديثه عن جعفر وكان الرجل يكذبه ، فقال له
أبو الحسن 7 : لقد كذب على الله وملائكته ورسله.
ثم ذكر أبو الحسن
عن أبيه انه خرج مع أبي عبد الله جعفر جده 7 الى
______________________________________________________
في أبى البخترى وهب بن وهب
كان قاضي القضاة
ببغداد لهارون الرشيد ، كان عامي المذهب وكان كذابا له أحاديث واقاصيص مع الرشيد
في الكذب قاله النجاشي .
وله كتاب رواه أبو
جعفر بن بابويه عن أبيه ، والصفار عن ابراهيم بن هاشم والسندي بن محمد عنه ، وله
كتاب مولد أمير المؤمنين 7 ، رواه أبو محمد الحسن ابن طاهر العلوي وغيره.
__________________
نخله ، حتى اذا
كان ببعض الطريق لقيته أم أبي البختري ، فوقف وعدل بوجه دابته فأرسلت اليه بالسلام
فرد 3 ، فلما انصرف أبوه وجده الى المدينة ، أتى قوم جعفرا فذكروا له خطبته أم أبي
البختري؟ فقال لهم : لم أفعل.
ما روى في
مسمع بن مالك كردين أبى سيار
٥٦٠ ـ قال محمد بن
مسعود : سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضال عن مسمع كردين؟ فقال : هو ابن مالك
من أهل البصرة ، وكان ثقة.
ما روى في
أبى موسى البناء
٥٦١ ـ حمدويه
وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير عن هشام بن
الحكم ، قال ، دخل أبو موسى البناء على أبي عبد الله 7 مع نفر من أصحابه ، فقال لهم أبو عبد الله 7 : احتفظوا بهذا
الشيخ! قال ، فذهب على وجهه في طريق مكة ، فذهب من قرح فلم ير بعد ذلك.
______________________________________________________
قوله لم أفعل
وقال النجاشي رحمه
الله تعالى : قال سعد : تزوج أبو عبد
الله 7 بأمه . نقله العلامة في الخلاصة . وقطع به الحسن
بن داود في كتابه ، والتعويل على ما رواه أبو عمرو الكشي ;.
قوله : فذهب من قرح
بضم القاف واسكان
الراء واهمال الحاء.
قال ابن الاثير :
وقد تحرك الراء في في الشعر ، وهو سوق وادي القرى ،
__________________
ما روى في عبد
الرحمن بن أبى عبد الله
٥٦٢ ـ قال أبو
عمرو : سألت محمد بن مسعود ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله؟ فذكر عن علي بن الحسن
بن فضال ، أنه عبد الرحمن بن ميمون الذي في الحديث وأبو عبد الله رجل من أهل
البصرة اسمه ميمون ، وعبد الرحمن هو ختن فضيل بن يسار.
ما روى في بشر بن
طرخان النخاس
٥٦٣ ـ حمدويه
وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثنا الحسن الوشاء ، عن
بشر بن طرخان ، قال ، لما قدم أبو عبد الله 7 الحيرة اتيته ، فسألني عن صناعتي؟ فقلت : نخاس ، فقال :
نخاس الدواب؟ فقلت : نعم ، وكنت رث الحال ، فقال : أطلب لي بغلة فضحاء بيضاء
الاعفاج بيضاء البطن فقلت : ما رأيت هذه الصفة قط ، فقال : بلى.
فخرجت من عنده
فلقيت غلاما تحته بغلة بهذه الصفة ، فسألته عنها؟ فدلني على مولاه ، فأتيته فلم
ابرح حتى اشتريتها ، ثم اتيت أبا عبد الله 7 بها ، فقال : نعم هذه الصفة طلبت.
ثم دعا لي فقال :
أنمى الله ولدك وكثر مالك! فرزقت من ذلك ببركة دعائه ونشبت من الاولاد ما قصرت عنه
الامنية.
______________________________________________________
صلى به رسول الله 6 وبني به مسجدا .
وأما « قزح » بالزاء المفتوحة
مكان الراء الساكنة فجبل بالمزدلفة واسم شيطان ، ولا محل ولا مدخل في هذا المقام.
__________________
ما روى في
داود بن زربى
وكان أخص الناس
بالرشيد.
٥٦٤ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا محمد بن اسماعيل الرازي ، قال : حدثني احمد بن سليمان ،
قال : حدثني داود الرقي ، قال : دخلت على أبي عبد الله 7 فقلت له : جعلت
فداك كم عدة الطهارة؟ فقال : ما أوجبه الله فواحدة ، وأضاف اليها رسول الله 6 واحدة لضعف الناس
، ومن توضأ ثلاثا فلا صلاة له.
أنا معه في ذا حتى
جاء داود بن زربي ، فاخذ زاوية من البيت فسأله عما سألته في عدة الطهارة؟ فقال له
: ثلاثا ثلاثا من نقص عنه فلا صلاة له.
قال فارتعدت
فرائصي وكاد أن يدخلني الشيطان ، فأبصر أبو عبد الله 7 إلي وقد تغير لوني ، فقال : أسكن يا داود هذا هو الكفر أو
ضرب الاعناق ، قال ، فخرجنا من عنده.
وكان بيت ابن زربي
الى جوار بستان أبى جعفر المنصور ، وكان قد القي الى أبي جعفر أمر داود بن زربي ،
وأنه رافضي يختلف الى جعفر بن محمد.
فقال أبو جعفر :
اني مطلع على طهارته فان هو توضأ وضوء جعفر بن محمد فاني لا عرف طهارته ، حققت
عليه القول وقتلته ، فاطلع وداود يتهيأ للصلاة من حيث لا يراه ، فاسبغ داود بن
زربي الوضوء ثلاثا ثلاثا كما أمره أبو عبد الله 7 ، فما تم وضوئه حتى بعث اليه أبو جعفر فدعاه.
قال ، فقال داود :
فلما ان دخلت عليه رحب بي ، وقال : يا داود قيل فيك شيء باطل وما أنت كذلك ، قال
: قد اطلعت على طهارتك ، وليست طهارتك طهارة الرافضة فاجعلني في حل ، فأمر له
بمائة الف درهم.
قال ، فقال داود
الرقي : التقيت انا وداود بن زربى عند أبي عبد الله 7 ، فقال له داود بن زربي : جعلني الله فداك حقنت دمائنا في
دار الدنيا ، ونرجو أن ندخل
بيمنك وبركتك
الجنة ، فقال أبو عبد الله 7 فعل الله ذلك بك وباخوانك من جميع المؤمنين.
فقال أبو عبد الله
7 لداود بن زربي : حدث داود الرقي بما مر عليكم حتى تسكن روعته ، قال ، فحدثه
بالامر كله ، قال ، فقال أبو عبد الله 7 : لهذا أفتيته لأنه كان أشرف على القتل من يد هذا العدو.
ثم قال : يا داود
بن زربي توضأ مثنى مثنى ولا تزيدن عليه ، وانك ان زدت عليه فلا صلاة لك.
٥٦٥ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن بعض أصحابه ، عن علي
بن عقبة ، أو غيره ، عن الضحاك بن الاشعث قال : أخبرني داود بن زربي ، قال ، حملت
الى أبي الحسن موسى 7 مالا ، فأخذ بعضه وترك بعضه ، فقلت : لم لا تأخذ الباقي؟
قال : ان صاحب هذا الامر يطلبه منك ، فلما مضى : بعث إلي أبو الحسن الرضا 7 فأخذه مني.
ما روى في
ضريس بن عبد الملك بن أعين الشيبانى
٥٦٦ ـ حمدويه ،
قال ، سمعت أشياخي يقولون : ضريس انما سمي الكناسي لان تجارته بالكناسة ، وكانت
تحته بنت حمران ، وهو خير فاضل ثقة.
في على بن
حزور الكناسى
٥٦٧ ـ قال محمد بن
مسعود : سألت علي بن الحسن بن فضال ، عن علي ابن حزور قال : كان يقول بمحمد بن
الحنفية الا أنه كان من رواة الناس.
ما روى في
حيان السراج واحتجاج أبى عبد الله (ع)
عليه في
محمد بن الحنيفة
٥٦٨ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : حدثني محمد بن أصبغ ، عن مروان بن مسلم ، عن
بريد العجلي ، قال ، دخلت على أبي عبد الله 7
فقال لي : لو كنت
سبقت قليلا أدركت حيان السراج ، قال ، وأشار الى موضع في البيت ، فقال : وكان
هاهنا جالسا فذكر محمد بن الحنفية وذكر حياته وجعل يطريه ويقرظه.
فقلت له : يا حيان
أليس تزعم ويزعمون وتروي ويروون لم يكن في بني اسرائيل شيء الا هو في هذه الامة
مثله؟ قال : بلي ، قال ، فقلت : فهل رأينا ورأيتهم أو سمعنا وسمعتهم بعالم مات على
أعين الناس فنكح نساؤه وقسمت أمواله وهو حي لا يموت؟ فقال ولم يرد علي شيئا.
٥٦٩ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : روى أصحابنا ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال ،
قال أبو عبد الله 7 : أتاني ابن عم لي يسألني أن آذن لحيان السراج فأذنت له ،
فقال لي : يا أبا عبد الله اني أريد أن أسألك عن شيء أنا به عالم الا أني أحب أن
أسألك عنه.
أخبرني عن عمك
محمد بن علي مات؟ قال ، قلت : أخبرني أبي أنه كان في ضيعة له فأتى فقيل له : أدرك
عمك! قال ، فأتيته وقد كانت أصابته غشية فأفاق ، فقال لي : ارجع الى ضيعتك قال ،
فأبيت ، فقال : لترجعن.
قال : فانصرفت فما
بلغت الضيعة حتى أتوني فقالوا : ادركه ، فأتيته فوجدته قد اعتقل لسانه ، فدعا بطست
، وجعل يكتب وصيته فما برحت حتى غمضته وغسلته وكفنته وصليت عليه ودفنته ، فان كان
هذا موتا فقد والله مات ، قال ، فقال لي : رحمك الله شبه على أبيك ، قال ، قلت :
يا سبحان الله أنت تصدف على قلبك ، قال ، فقال لي : وما الصدف على القلب؟ قال ،
قلت : الكذب.
٥٧٠ ـ حدثني
الحسين بن الحسن بن بندار القمي ، قال : حدثني سعد بن
عبد الله بن أبي
خلف القمي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد بن عبد الجبار الذهلي ، عن
العباسي بن معروف ، عن عبد الله بن الصلت أبي طالب ، عن حماد بن عيسى.
______________________________________________________
ما روى في حيان السراج
قوله : ومحمد بن عبد الجبار
الذهلى
« الذهل » باعجام
الذال المضمومة من بني شيبان.
قال في الصحاح :
ذهل حي من بكر وهما ذهلان كلاهما من ربيعة ، أحدهما ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن
عكابة ، والاخر ذهل بن ثعلبة بن عكابة .
وفي القاموس : بلا
لام ذهل بن شيبان قبيلة منها يحيى الحافظ والامام أحمد على الصحيح .
ومحمد بن عبد
الجبار هذا هو محمد بن أبي الصهبان ، كان عبد الجبار يكنى أبا الصهبان ، قمي ثقة.
ذكره الشيخ في
كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الثاني ، وفي أصحاب أبي الحسن الثالث ، وفي أصحاب
أبي محمد العسكري 7 ، ووثقه لا في موضع واحدا .
روى عنه سعد بن
عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري ، ومحمد بن يحيى العطار ، وأحمد بن ادريس
وغيرهم من المشيخة الافاخم الاجلاء.
وسيأتي في كلام
أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالى أنه روي عن عبد الله بن بكير.
__________________
قال : وحدثني على
بن اسماعيل ، ويعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار القلانسي ،
عن عبد الله بن مسكان ، قال ، دخل حيان السراج على أبي عبد الله 7 فقال له : يا
حيان ما يقول أصحابك في محمد بن علي الحنفية؟ قال : يقولون هو حي يرزق.
فقال أبو عبد الله
7 : حدثني أبي أنه كان فيمن عاده في مرضه ، وفيمن أغمضه وفيمن أدخله حفرته ،
وزوج نساؤه ، وقسم ميراثه.
قال ، فقال حيان :
انما مثل محمد بن الحنفية في هذه الامة مثل عيسى بن مريم ، فقال : ويحك يا حيان
شبه على أعدائه فقال : بلى شبه على أعدائه.
قال : فتزعم أن
أبا جعفر عدو محمد بن علي! لا ولكنك تصدف يا حيان ، وقد قال الله عز وجل في كتابه ( سَنَجْزِي
الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ ) فقال أبو عبد
الله 7 : فتبت الى الله من كلام حيان ثلاثين يوما.
ما روى في
حماد بن عيسى الجهنى البصرى
ودعوة أبى
الحسن (ع) له ، وكم عاش
٥٧١ ـ حمدويه
وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن حماد بن عيسى البصري ، قال ،
سمعت انا وعباد بن صهيب البصري من أبي عبد الله 7 ، فحفظ عباد مائتي حديث ، وقد كان يحدث بها عنه عباد ،
وحفظت أنا سبعين حديثا قال حماد : فلم أزل أشكك نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين
حديثا التي لم تدخلني فيها الشكوك.
٥٧٢ ـ حمدويه ،
قال : حدثني العبيدي ، عن حماد بن عيسى ، قال ، دخلت على أبي الحسن الاول 7 فقلت له : جعلت
فداك أدع الله لي أن يرزقني دارا وزوجة وولدا وخادما والحج في كل سنة ، فقال :
اللهم صل على محمد وآل محمد
__________________
وارزقه دارا وزوجة
وولدا وخادما والحج خمسين سنة.
قال حماد : فلما
اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج من خمسين سنة ، قال حماد : وحججت ثمانيا وأربعين
سنة ، وهذه داري قد رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذا
خادمي قد رزقت كل ذلك ، فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين.
ثم خرج بعد
الخمسين حاجا ، فزامل أبا العباس النوفلي القصير ، فلما صار في موضع الاحرام دخل
يغتسل : فجاء الوادي فحمله فغرقه الماء رحمنا الله واياه ، قبل أن يحج زيادة على
الخمسين ، عاش الى وقت الرضا 7 وتوفى سنة تسع ومأتين.
وكان من جهينة
وكان أصله كوفيا ومسكنه البصرة ، وعاش نيفا وسبعين سنة ومات بوادي قناة بالمدينة ،
وهو وادى يسيل من الشجرة الى المدينة.
ما روى في
عبد الله بن بكير الرجانى
٥٧٣ ـ قال أبو
الحسن حمدويه بن نصير : عبد الله بن بكير ليس هو من ولد أعين ، له ابن اسمه
الحسين.
وجدت في كتاب
جبريل بن أحمد الفاريابي بخطة : حدثنا أبو جعفر محمد بن اسحاق ، عن أحمد بن عبد
الله الكرخي ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن يونس بن يعقوب عن عبد الله الرجاني قال
: دخلت على أبي جعفر 7 وأنا غلام فبكيت ، فقال ، ما يبكيك يا بني ما كل من طلب
هذا الامر أصابه؟ ثم دخلت على جعفر 7 بعد أبي جعفر 7 فلما رآني وأنا مقبل قال : الله أعلم حيث يجعل رسالاته.
ما روى في
شعيب بن أعين
٥٧٤ ـ قال محمد بن
مسعود : سألت علي بن الحسن بن فضال ، عن شعيب يروي عنه سيف بن عميرة؟ فقال : هو
ثقة.
ما روى في
أبى حنيفة سابق الحاج
٥٧٥ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، عن عمرو بن عثمان عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد
الله 7 قال : أتى قنبر أمير المؤمنين 7 فقال هذا سابق الحاج وقد أتى وهو في الرحبة فقال : لا قرب
الله دياره : هذا خاسر الحاج يتعب البهيمة وينقر الصلاة ، أخرج اليه فاطرده.
٥٧٦ ـ حدثني محمد
بن الحسن البراثي ، وعثمان بن حامد ، قالا : حدثنا محمد بن يزداد ، عن محمد بن
الحسين ، عن المزخرف ، عن عبد الله بن عثمان ، قال ، ذكر عند أبي عبد الله 7 أبو حنيفة السابق
، وأنه يسير في أربع عشرة فقال : لا صلاة له.
ما روى في
أبى داود المسترق
٥٧٧ ـ قال محمد بن
مسعود : سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن
______________________________________________________
ما روى في أبى داود المسترق
ابو داود المسترق
هو الذي يجعله رئيس المحدثين أبو جعفر الكليني في جامعه الكافي صدر السند من باب
التعليق ، ويروي عنه كثيرا في طبقة الاسناد بتوسط العدة وبواسطة واحدة ، وهو يروي
عن الحسين بن سعيد من غير واسطة.
ومن ذلك في باب
مقدار الماء الذي يجزي للوضوء وللغسل ، عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وأبي داود
جميعا ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة الحديث بتمامه .
وكذلك أورده الشيخ
في التهذيب.
والامر هنا لك
ملتبس على غير المتمهرين من أهل هذا العصر ، قال : بعضهم قد روى محمد بن يعقوب ،
عن أبي داود ، عن الحسين بن سعيد ، وليس بالمسترق
__________________
______________________________________________________
قطعا ، والى الان
لم يتبين ولم يتضح لي من هو من أصحابنا ، والظاهر أنه أبو داود السجستاني سليمان
بن الاشعث من أئمة الحديث للعامة الذي يناسبه التاريخ فتأمل وتدبر .
قلت هذا من تعاجيب
الاوهام وعجائب التوهمات ، ومما ليس يستحق الاصاخة له والاصغاء اليه ، وحسبان أنه
ليس بالمسترق قطعا قطع على الوهم وحسبان على الباطل ، والتاريخ ليس كما قد ظن ،
على ما قد أوضحناه في التعليقات والمعلقات.
أليس الشيخ رحمه
الله تعالى قال في الفهرست : أبو
داود المسترق له كتاب أخبرنا به أحمد بن عبدون ، عن ابن الزبير عن على بن الحسن [
عن أبيه ] ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي داود ، وأنبأ به ابن أبي جيد ، عن ابن
الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن الحسين ، عن أبي داود ، ورواه عبد الرحمن بن
نجران عنه ،
فاذن نقول : محمد
بن الحسن الصفار يروي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أبي داود المسترق ، كما
ذكر في الفهرست ، ومحمد بن الحسن الصفار في طبقة أبى جعفر الكليني ، ومحمد بن
الحسين بن أبي الخطاب في طبقة العدة الذين يروي عنهم الكليني.
فقد استقام رواية
الكليني عن أبي داود المسترق بتوسط العدة ، وأيضا من الصحيح الثابت أن الصفار مات
سنة تسعين ومائتين ، ومحمد بن الحسين أبي الخطاب سنة اثنتين وستين ومائتين ، وقد
توفي أبو داود المسترق وهو سليمان بن سفيان سنة احدى وثلاثين ومائتين ، على ما
أورده النجاشي ; في كتابه ، وهو
__________________
أبي داود المسترق؟
قال : اسمه سليمان بن سفيان المسترق وهو المنشد ، وكان ثقة.
قال حمدويه : هو
سليمان بن سفيان بن السمط المسترق كوفي ، يروى عنه الفضل بن شاذان ، أبو داود
المسترق مشددة مولى بني أعين من كنده وانما سمي المسترق لأنه كان راوية لشعر السيد
، وكان يستخفه الناس لانشاده ، يسترق : أي
______________________________________________________
الصواب لا سنة
ثلاثين ومائة كما في كتاب الحسن بن داود ، وبعض نسخ كتاب الاختيار ، هذا وهو خطأ واضح
فليتبصر.
قوله : وهو المنشد ، وكان
ثقة
وكان ثقة قول أبي
عمرو الكشي على ما هو الظاهر ، وعلى ما أورده السيد جمال الدين بن طاوس في اختياره
، فهو المستند المعول عليه في توثيق أبي داود المسترق ، ولذلك جزم به العلامة في
الخلاصة.
وربما يقال : انه من جملة
كلام على بن الحسن بن فضال فلا يصلح مستندا للحكم بتوثيق الرجل على الجزم. وليس
بذاك فان علي بن فضال مقبول الشهادة عند الاصحاب في الجرح والتعديل ، وان كان هو
فتحيا لثقته وجلالته ، كما هو المستبين.
قوله ;
: المسترق مشددة
أي مشددة القاف من
الاسترقاق على الاستفعال من الرقة ، كان ينشد شعر السيد فيرقق القلوب ويسترق
الافئدة.
قوله رحمه الله تعالى : وكان
يستخفه الناس
« يستخفه » اما
باهمال الحاء قبل الفاء المشددة بمعنى يجتمعون ويستديرون
__________________
يرق على أفئدتهم
وكان يسمى المنشد ، وعاش تسعين سنة ، ومات سنة ثلاثين ومائة.
______________________________________________________
حوله ويحتفون به
من جميع جوانبه ، أو بمعنى أنهم كانوا يستوفون منه انشاد كل ما عنده من شعر السيد
جميعا. وذلك من قولهم : استحف فلان أموال القوم أي أخذها بأسرها قاله في القاموس وغيره.
واما باعجام الخاء
، أي يطلبون منه الخفة والرفق معهم والملاينة والتأني بهم ومنه في التنزيل الكريم (
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ ) قاله الراغب في المفردات .
قوله : ومات سنه ثلاثين
ومائة
هكذا في أكثر نسخ
هذا الكتاب ، وكذا نقله الحسن بن داود وغيره ، وهو غلط صريح يدافعه قوله أولا يروي
عنه الفضل بن شاذان ، فان الفضل بن شاذان من أصحاب أبي الحسن الهادي وأبي محمد
العسكرى 8 ، وابوه شاذان بن جبريل من اصحاب يونس بن عبد الرحمن ، وولادته بعد ثلاثين
ومائة بأزيد من اربعين سنة.
وفي بعض النسخ
العتيقة سنة ثلاثين ومائتين مكان مائة وذلك هو الصحيح الصواب ، وهو المطابق لما
أورده النجاشي في كتابه فقال : سليمان بن سفيان أبو داود المسترق المنشد مولى كندة
ثم بني عدي منهم ، روى عن سفيان بن مصعب عن جعفر بن محمد 7 ، وعمر الى سنة
ثلاثين ومائتين.
ثم قال : قال أبو
الفرج محمد بن موسى بن علي القزويني ; : حدثنا اسماعيل بن علي الدعبلي قال : حدثنا أبي قال :
رأيت ابا داود المسترق ـ وانما سمى المسترق لأنه كان يسترق الناس بشعر السيد ـ في
سنة خمس وعشرين ومائتين
__________________
ما روى في
عبد الاعلى مولى أولاد سام
٥٧٨ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن عبد
الاعلى ، قال : قلت لأبي عبد الله 7 : ان الناس يعتبون علي بالكلام وأنا أكلم الناس ، فقال :
أما مثلك من يقع ثم يطير فنعم ، وأما من يقع ثم لا يطير فلا.
ما روى في
الوليد بن صبيح
٥٧٩ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، عن ابراهيم بن هاشم ، عن
بكر بن صالح ، عن الحسن بن علي ، عن اسماعيل ابن عبد العزيز ، عن أبيه ، قال :
دخلت أنا وابو بصير على أبي عبد الله 7 ، فقال له أبو بصير : جعلني الله فداك ان لنا صديقا وهو
رجل صدق يدين الله بما ندين به ، فقال : من هذا يا أبا محمد الذي تزكيه؟ فقال :
العباس بن الوليد بن صبيح ، فقال : يرحم الله الوليد بن صبيح.
ما روى في
أبى نجران أبى عبد الرحمن بن أبى نجران
٥٨٠ ـ وجدت في
كتاب أبي عبد الله محمد بن نعيم الشاذاني بخطه : حدثني جعفر بن محمد المدائني ، عن
موسى بن القاسم البجلي ، عن حنان بن سدير ، عن أبي نجران قال ، قلت لأبي عبد الله 7 : ان لي قرابة
يحبكم الا أنه يشرب هذا النبيذ قال حنان : وأبو نجران هو الذي كان يشرب ، غير أنه
كنى عن نفسه.
قال ، فقال أبو
عبد الله 7 : فهل كان يسكر؟ قال ، قلت : أي والله جعلت فداك أنه ليسكر ، قال : فيترك
الصلاة؟ قال : ربما قال للجارية : صليت البارحة؟
______________________________________________________
يحدث عن سفيان بن
مصعب ، عن جعفر بن محمد 7 ، ومات سليمان سنة احدى وثلاثين ومائتين انتهى كلام
النجاشي فليعرف.
__________________
فربما قالت له :
نعم قد صليت ثلاث مرات ، وربما قال للجارية : يا فلانة صليت البارحة العتمة ،
فتقول : لا والله ما صليت ولقد أيقظناك وجهدنا بك.
فأمسك أبو عبد
الله 7 يده على جبهته طويلا ، ثم نحى يده ، ثم قال : قل له يتركه فان زلت به قدم فان
له قدما ثابتا بمودتنا أهل البيت.
______________________________________________________
في ابى نجران
قوله ;
: صليت البارحة العتمة
في القاموس :
العتمة محركة ثلث الليل الاول بعد غيبوبة الشفق ، أو وقت صلاة العشاء الآخرة .
وتقال أيضا :
العتمة بضم العين واسكان التاء ، وفي الحديث ان النبي 6 نهى عن تسمية
العشاء الآخرة صلاة العتمة.
قال ابن الاثير في
النهاية ، وجامع الاصول ؛ ان الاعراب كانوا يسمون صلاة العشاء صلاة العتمة؟ تسمية
لها باسم وقتها ، فنهى عليه وآله الصلاة والتسليم عن الاقتداء بهم في ذلك ، وأمر
باستعمال الاسم الناطق به لسان الشريعة البيضاء .
__________________
ما روى في
المفضل بن عمر
٥٨١ ـ جبريل بن
احمد ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن حماد بن عثمان ، قال : سمعت أبا
عبد الله 7 يقول للمفضل بن عمر الجعفي : يا كافر يا مشرك مالك ولا بني ، يعني اسماعيل بن
جعفر ، وكان منقطعا اليه يقول فيه مع الخطابية ، ثم رجع بعد.
٥٨٢ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن خلف ، قال : حدثنا علي بن حسان الواسطي ،
قال : حدثني موسى بن بكر ، قال : سمعت أبا الحسن 7 يقول : لما اتاه موت المفضل بن عمر ، قال : ; كان الوالد بعد
الوالد ، أما أنه قد استراح.
٥٨٣ ـ محمد بن
مسعود ، عن اسحاق بن محمد البصري ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان
، عن بشير الدهان ، قال ، قال أبو عبد الله 7 لمحمد بن كثير الثقفي ، ما تقول في المفضل بن عمر؟ قال :
ما عسيت أن أقول فيه ، لو رأيت في عنقه صليبا وفي وسطه كستيجا لعلمت على انه على
الحق ، بعد ما سمعتك تقول فيه ما تقول.
______________________________________________________
ما روى في المفضل بن عمر
قوله : وفي وسطه كستيجا
بضم الكاف واسكان
السين المهملة قبل التاء المثناة من فوق المكسورة ثم الياء المثناة من تحت الساكنة
قبل الجيم.
قال في المغرب :
الكستيج عن ابي يوسف خيط غليظ بقدر الاصبع يشده الذمي فوق ثيابه دون ما يتزينون به
من الزنانير المتخذة من الابريسم ، ومنه أمر عمر أهل الذمة باظهار الكستيجات.
وفي القاموس :
الكستيج ـ بالضم ـ خيط غليظ يشده الذمي فوق ثيابه دون
قال ، ; لكن حجر بن زائدة
، وعامر بن جذاعة أتياني فشتماه عندي ، فقلت لهما : لا تفعلا فاني أهواه ، فلم
يقبلا فسألتهما وأخبرتهما أن الكف عنه حاجتي فلم يفعلا ، فلا غفر الله لهما ، اما
اني لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم علي ، ولقد كان كثير عزة في مودته لها
أصدق منهما في مودتهما لي ، حيث يقول :
لقد علمت بالغيب
أني أخونها
|
|
اذا هو لم يكرم
علي كريمها
|
أما أني لو كرمت
عليهما لكرم عليهما من يكرم كريمهما.
٥٨٤ ـ حدثني أبو
القاسم نصر بن الصباح وكان غالبا : قال : حدثني أبو يعقوب بن محمد البصري ، وهو
غال ركن من أركانهم أيضا ، قال : حدثني محمد ابن الحسن بن شمون ، وهو أيضا منهم ،
قال حدثني محمد بن سنان وهو كذلك ، عن بشير النبال ، أنه قال ، قال أبو عبد الله 7 لمحمد بن كثير
الثقفي وهو من أصحاب
______________________________________________________
الزنار معرب كستي
والكستج ، كالحزمة من الليف معرب .
قوله (ع) : كان كثير عزة
عزة بالكسر في
القاموس وبالفتح في الصحاح . وهي في الاصل نبت الظبية فجعلت اسم امرأة.
و « كثير » بضم
الكاف وفتح المثلثة وتشديد المثناة من تحت هو الذي يتشبب بها ويعشقها.
في القاموس : كثير
بالتصغير صاحب عزة .
قوله محمد بن الحسن بن شمون
محمد بن الحسن بن
شمون البصرى باعجام الشين وتشديد الميم واقف فاسد
__________________
المفضل بن عمر
أيضا ، ما تقول في المفضل بن عمر ، وذكر مثل حديث اسحاق ابن محمد البصري سواء.
٥٨٥ ـ حدثني
ابراهيم بن محمد ، قال : حدثني سعيد بن عبد الله القمي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد
بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن أحمد (١) عن أسد بن أبي العلاء ، عن
هشام بن أحمر ، قال ، دخلت على أبي عبد الله 7 وأنا أريد أن اسأله عن المفضل بن عمر ، وهو في ضبيعة له في
يوم شديد الحر والعرق يسيل على صدره.
فابتداني فقال :
نعم والله الذى لا إله الا هو ، المفضل بن عمر الجعفي ، حتى أحصيت نيفا وثلاثين
مرة يقولها ويكررها ، قال : انما هو والد بعد والد.
قال الكشي : أسد
بن أبي العلاء يروي المناكير ، لعل هذا الخبر انما روى في حال استقامة المفضل قبل
أن يصير خطابيا.
٥٨٦ ـ حدثني
حمدويه بن نصير ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم
، وحماد بن عثمان ، عن اسماعيل بن جابر ، قال ، قال حيّة ، قال ، كنت عند أبي عبد
الله 7 في خدمته ، فلما أردت أن أفارقه ودعته
٥٨٧ ـ حدثني
الحسين بن الحسين بن بندار القمي ، قال : حدثني سعد ابن عبد الله بن أبي خلف القمي
، قال : حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب
______________________________________________________
المذهب غال ، من
رجال أبي جعفر الجواد وأبي الحسن الهادي ، وأبي محمد العسكري : ، وقف أولا ثم
غلا أخيرا ، عاش مائة وأربع عشرة سنة ، واضيفت اليه احاديث كثيرة مناكير مخاليط لا
يلتفت لفتها.
قوله : عن الحسين بن أحمد
هو الحسين بن احمد
المنقري ، كما قاله السيد جمال الدين بن طاوس في اختياره ، وهو ضعيف ضعفه النجاشي
والشيخ رحمهما الله تعالى.
والحسن بن موسى ،
عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الله بن مسكان ، قال ، دخل حجر بن زائدة ، وعامر بن
جذاعة الازدي على أبي عبد الله 7 فقالا له : جعلنا فداك ، ان المفضل بن عمر يقول انكم
تقدرون أرزاق العباد.
فقال : والله ما
يقدر ارزاقنا الا الله ، ولقد احتجت الى طعام لعيالي فضاق صدري وأبلغت الى الفكرة
في ذلك حتى أحرزت قوتهم فعندها طابت نفسي ، لعنه الله وبرئ منه ، قالا : أفتلعنه
وتتبرأ منه؟ قال : نعم فالعناه وابرءا منه بريء الله ورسوله منه.
٥٨٨ ـ حدثني
حمدويه وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن
المفضل بن عمر ، أنه كان يشير انكما لمن المرسلين.
قال الكشى : وذكرت
الطيارة الغالية في بعض كتبها عن المفضل : أنه قال لقد قتل مع أبي اسماعيل يعني
أبا الخطاب سبعون نبيا كلهم رأى وهلل بنباوته : وأن المفضل قال : أدخلنا على أبي
عبد الله 7 ونحن اثنى عشر رجلا ، قال : فجعل أبو عبد الله 7 يسلم على رجل رجل منا ويسمي كل رجل منا باسم نبي ، وقال
لبعضنا : السلام عليك يا نوح ، وقال لبعضنا : السلام عليك يا ابراهيم ، وكان آخر
من سلم عليه وقال : السلام عليك يا يونس ، ثم قال : لا تخاير بين الانبياء.
______________________________________________________
قوله : كلهم رأى وهلل
بنباوته
قال العلامة
الزمخشري في الفائق : النباوة والنبوة الارتفاع والشرف.
و « كلهم » كلا
افراديا بالرفع على الابتداء.
أي كل واحد منهم
رأي وهلل على صيغة المعلوم ، أي رأي معبوده بالمنظر الاعلى في الكبرياء والربوبية
، ونفسه في الدرجة الرفيعة من النباوة والنباءة ، وجرى على لسانه كلمة التهليل
فقال : لا إله الا الله تدهشا وتحيرا واستعظاما وتعجبا.
أو على صيغه
المجهول أي اذا رأي قيل : لا إله الا الله تعجبا من نباوته واستعظاما لها ، اذ كل
من يرى شيئا عظيما يتعجب منه ويقول : لا إله الا الله.
__________________
قال أبو عمرو
الكشي : قال يحيى بن عبد الحميد الحماني ، في كتابه ـ المؤلف في اثبات امامة أمير
المؤمنين 7 ، قلت لشريك ان أقواما يزعمون أن جعفر بن محمد ضعيف في الحديث ، فقال : أخبرك
القصة.
كان جعفر بن محمد
رجلا صالحا مسلما ورعا ، فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون
حدثنا جعفر بن محمد ، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر ، يستأكلون
الناس بذلك ويأخذون منهم الدراهم فكانوا يأتون من ذلك بكل منكر ، فسمعت العوام
بذلك منهم ، فمنهم من هلك ومنهم من أنكر.
______________________________________________________
قال ابن الاثير في
النهاية وفي جامح الاصول : في حديث عمران بن حصين قال : قال رسول الله 6 النظر الى وجه
علي عبادة ، قيل : معناه أن عليا 7 كان اذا برز قال الناس : لا إله الا الله ، ما أشرف هذا
الفتى! لا إله الا الله ، ما أعلم هذا الفتى لا إله الا الله ، ما اذكر هذا الفتى!
أي ما اتقى ، لا إله الا الله ، ما اشجع هذا الفتى! فكانت رويته تحملهم على كلمة
التوحيد انتهى كلام النهاية .
وصاحب الكشاف في
الفائق ذكر الحديث النظر الى وجه على عبادة وقال : قال ابن الاعرابي : تأويله أن
عليا كان اذا برز قال الناس : لا إله الا الله ما أشرف هذا الفتى الى آخر ما في
النهاية.
قلت : نعم ما ذكره
كذلك ، ولكن لا ريب أن النظر الى وجه علي 7 في نفسه عبادة ومن أعظم العبادات ، كما النظر الى وجه
النبي 6 عبادة ، والنظر الى الكعبة زادها الله تعالى شرفا وتعظيما عبادة.
والنبي عليه
الصلاة والتسليم قد نص على ذلك فقال : النظر الى الكعبة عبادة ، والنظر الى المصحف
من غير قراءة عبادة ، والنظر الى علي عبادة ، والنظر الى وجه العالم عبادة.
__________________
وهؤلاء مثل المفضل
بن عمر ، وبنان ، وعمر والنبطي وغيرهم ، ذكروا أن جعفرا حدثهم أن معرفة الامام
تكفي من الصوم والصلاة ، وحدثهم عن أبيه عن جده وانه حدثهم ع ه قبل القيامة ، وأن
عليا 7 في الحساب يطير مع الريح ، وأنه كان يتكلم بعد الموت ، وانه كان يتحرك على
المغتسل ، وأن إله السماء وإله الارض الامام ، فجعلوا الله شريكا ، جهال ضلال.
والله ما قال جعفر
شيئا من هذا قط ، كان جعفر أتقى لله وأورع من ذلك ، فسمع الناس ذلك فضعفوه ولو
رأيت جعفرا لعلمت أنه واحد الناس.
٥٨٩ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد الفاريابي في كتابه : حدثني محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن
معاوية بن وهب واسحاق بن عمار قالا : خرجنا نريد زيارة الحسين 7 ، فقلنا لو مررنا
بأبي عبد الله المفضل بن عمر فعساه يجيء معنا ، فأتينا الباب فاستفتحنا فخرج
إلينا فأخبرنا ، فقال : استخرج الحمار وأخرج فخرج إلينا وركب وركبنا ، فطلع لنا
الفجر على أربعة فراسخ من الكوفة فنزلنا فصلينا ، والمفضل واقف لم ينزل يصلي ،
فقلنا يا أبا عبد الله ألا تصلي؟ فقال : قد صليت قبل أن أخرج من منزلي.
٥٩٠ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن ابن ابي عمير
______________________________________________________
قوله : ع ه
« ع ه » رمز عن
الرجعة ، أي حدثهم عن أبية عن جده بالرجعة عند ظهور القائم من آل محمد قبل يوم
القيامة.
قوله : لعلمت أنه واحد الناس
أي أوحدي وحيد
فريد لا ثاني له في الجلالة ولا نظير له في الناس.
قال في الصحاح :
فلان واحد دهره لا نظير له وقال : استأحد الرجل أنفرد .
__________________
عن حماد بن عثمان
، عن اسماعيل بن عامر ، قال : دخلت على أبي عبد الله 7 فوصفت له الائمة حتى انتهيت اليه ، قلت : واسماعيل من بعدك
، فقال : اما ذا فلا ، قال حماد فقلت لإسماعيل : وما دعاك الى ان تقول واسماعيل من
بعدك؟ قال : أمرني المفضل بن عمر.
٥٩١ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني اسحاق بن محمد البصري ، قال : حدثني عبد الله بن القاسم ،
عن خالد الجوان ، قال : كنت أنا والمفضل بن عمر وناس من أصحابنا بالمدينة ، وقد
تكلمنا في الربوبية ، قال : فقلنا مروا الى باب
______________________________________________________
قوله : عن خالد الجوان
بفتح الجيم وتشديد
الواو قبل الالف والنون بعدها على ما ضبطه العلامة في الايضاح ، أي بياع الجون.
واسم أبيه نجيح
بفتح النون وكسر الجيم واهمال الحاء أخيرا بعد الياء المثناة من تحت.
في القاموس :
الجون النبات يضرب الى سواد من خضرته والاحمر والابيض والاسود ، الجمع جون بالضم
ومن الابل والخيل الادهم .
وفي الصحاح : الجونة
الخابية المطلية بالقار .
والمضبوط في نسخ
كتاب الرجال للشيخ في باب أصحاب الصادق 7 الزاي أو الراء مكان النون ، وليس بصحيح.
قال الحسن بن داود
في كتابه : ورأيت في تصنيف بعض الاصحاب ـ يعني به خلاصة العلامة ـ خالد الجواز وهو
غلط .
__________________
أبي عبد الله 7 حتى نسأله ، قال
: فقمنا بالباب ، قال : فخرج إلينا وهو يقول : بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول
وهم بامره يعملون.
قال الكشي : اسحاق
وعبد الله وخالد من أهل الارتفاع.
٥٩٢ ـ قال نصر بن
الصباح ، رفعه ، عن محمد بن سنان ، أن عدة من أهل الكوفة كتبوا الى الصادق 7 فقالوا : ان
المفضل يجالس الشطار وأصحاب الحمام وقوما يشربون الشراب ، فينبغي أن تكتب اليه
وتأمره الا يجالسهم ، فكتب الى المفضل كتابا وختم ودفع اليهم ، وأمرهم أن يدفعوا
الكتاب من أيديهم الى يد المفضل.
فجاءوا بالكتاب
الى المفضل ، منهم زرارة ، وعبد الله بن بكير ، ومحمد بن مسلم وأبو بصير ، وحجر بن
زائدة ، ودفعوا الكتاب ، الى المفضل ففكه وقرأه ، فاذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم
اشتر كذا وكذا واشتر كذا ، ولم يذكر قليلا ولا كثيرا مما قالوا فيه ، فلما قرأ
الكتاب دفعه الى زرارة ، ودفع زرارة الى محمد بن مسلم حتى أر الكتاب الى الكل ،
فقال المفضل : ما تقولون؟ قالوا : هذا مال عظيم حتى ننظر ونجمع ونحمل إليك لم ندرك
الا نراك بعد ننظر في ذلك.
وارادوا الانصراف
، فقال المفضل : حتى تغدوا عندي ، فحبسهم لغدائه ، ووجه المفضل الى أصحابه الذين
سعوا بهم ، فجاءوا فقرأ عليهم كتاب أبي عبد الله 7 ، فرجعوا من عنده وحبس المفصل هؤلاء ليتغدوا عنده ، فرجع
الفتيان وحمل كل واحد منهم على قدر قوته ألفا وألفين وأقل وأكثر ، فحضروا أو احضروا
ألفي دينار وعشرة آلاف درهم قبل أن يفرغ هؤلاء من الغداء.
فقال لهم المفضل :
تأمروني أن أطرد هؤلاء من عندي ، تظنون ان الله تعالى
______________________________________________________
قوله : وخالد من أهل
الارتفاع
سيأتي ما يدل على
صحة عقيدة خالد بن نجيح الجوان وحسن حاله ، فالاصح سلامته عن الارتفاع.
يحتاج الى صلاتكم
وصومكم.
وحكى نصر بن
الصباح : عن ابن أبي عمير بأسناده أن الشيعة حين أحدث أبو الخطاب ما أحدث : خرجوا
الى أبي عبد الله 7 فقالوا اقم لنا رجلا نفزع اليه في أمر ديننا وما نحتاج
اليه من الاحكام؟ قال : لا تحتاجون الى ذلك متى ما احتاج أحدكم عرج إلي وسمع مني
وينصرف ، فقالوا : لا بد : فقال : قد أقمت عليكم المفضل اسمعوا منه وأقبلوا عنه ،
فانه لا يقول على الله وعلي الا الحق ، فلم يأت عليه كثير شيء حتى شنعوا عليه
وعلى أصحابه ، وقالوا : اصحابه لا يصلون ويشربون النبيذ وهم اصحاب الحمام ويقطعون
الطريق ، والمفضل يقربهم ويدنيهم.
٥٩٣ ـ حدثنى
حمدويه بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن محمد بن عمر بن سعيد الزيات ، عن
محمد بن حبيب ، قال : حدثني بعض أصحابنا ، من كان عند أبي الحسن 7 جالسا ، فلما
نهضوا قال لهم : ألقوا أبا جعفر 7 فسلموا عليه وأحدثوا به عهدا ، فلما نهض القوم التفت إلي
وقال : يرحم الله المفضل ان كان ليكتفى بدون هذا.
٥٩٤ ـ وحدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن البرقي ،
عن عثمان بن عيسى ، عن خالد بن نجيح الجوان ، قال ، قال لي أبو الحسن 7 : ما يقولون في
المفضل بن عمر؟ قلت : يقولون فيه هبه يهوديا أو نصرانيا وهو يقوم بأمر صاحبكم ،
قال : ويلهم ما أخبث ما أنزلوه ، ما عندي كذلك ومالي فيهم مثله.
٥٩٥ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني سلمة بن الخطاب ، عن علي بن حسان
______________________________________________________
قوله (ع) : ان كان ليكتفى
ان بالكسر على
المخففة من المثقلة ، أي انه كان ، أو بالفتح على التعليل أي لأنه كان.
عن موسى بن بكر ،
قال ، كنت في خدمة أبي الحسن 7 ولم أكن أرى شيئا يصل اليه الا من ناحية المفضل بن عمر ،
ولربما رأيت الرجل يجيء بالشيء فلا يقبله منه ويقول أوصله الى المفضل.
٥٩٦ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن أحمد بن كليب ، عن محمد بن الحسين ، عن صفوان ،
قال ، بلغ من شفقة المفضل أنه كان يشتري لأبي الحسن 7 الحيتان ، فيأخذ رءوسها ويبيعها ويشتري لها حيتانا شفقة
عليه.
٥٩٧ ـ حدثني نصر
بن الصباح ، قال : حدثني اسحاق بن محمد البصري ، قال : حدثني الحسن بن علي بن
يقطين ، عن عيسى بن سليمان ، عن أبي ابراهيم 7 ، قال ، قلت : جعلني الله فداك خلفت مولاك المفضل عليلا
فلو دعوت له ، قال : رحم الله المفضل قد استراح ، قال : فخرجت الى أصحابنا فقلت
لهم ، قد والله مات المفضل ، قال : ثم دخلت الكوفة واذا هو قد مات قبل ذلك بثلاثة
أيام.
٥٩٨ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابنا ، عن يونس بن
ظبيان ، قال : قلت لأبي عبد الله 7 جعلت فداك ، لو كتبت الى هذين الرجلين بالكف عن هذا الرجل
فانهما له موذيان ، فقال : اذن أغريهما به ، كان كثير عزة في مودتها أصدق منهما في
مودتي حيث يقول :
لقد علمت بالغيب
الا أحبها
|
|
اذا هو لم يكرم
علي كريمها
|
أما والله لو كرمت
عليهما لكرم عليهما من أقرب وأؤثر.
ما روى في
عيسى بن أبى منصور شلقان
٥٩٩ ـ محمد بن
نصير ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن ابراهيم بن علي قال ، كان أبو عبد الله 7 اذا رأى عيسى بن
أبي منصور ، قال : من أحب أن يري رجلا من أهل الجنة فلينظر الى هذا.
٦٠٠ ـ كتب إلي أبو
محمد الفضل بن شاذان ، يذكر عن ابن أبي عمير ، عن
ابراهيم بن عبد
الحميد ، عن سعد بن يسار ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال ، كنت عند أبي عبد الله
7 اذ أقبل عيسى بن أبي منصور ، فقال : اذا اردت أن تنظر الى خيار في الدنيا
وخيار في الآخرة فانظر اليه.
قال أبو عمرو
الكشي : سألت حمدويه بن نصير ، عن عيسى؟ فقال : خير فاضل هو المعروف بشلقان ، وهو
ابن أبي منصور ، واسم أبي منصور صبيح.
ما روى في
ابان بن تغلب
٦٠١ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله القمي ، عن أحمد ابن محمد بن عيسى ، عن
عمر بن عبد العزيز ، عن جميل ، عن أبي عبد الله 7 قال : ذكرنا أبان بن تغلب عند أبي عبد الله 7 ، فقال : ; أما والله لقد
أوجع قلبي موت أبان.
٦٠٢ ـ حمدويه ، قال
: حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن اسماعيل بن عمار ، عن ابن
مسكان ، عن أبان بن تغلب ، قال ، قلت لأبي عبد الله 7 اني اقعد في المسجد فيجيء الناس فيسألوني ، فان لم أجبهم
لم يقبلوا مني ، وأكره أن اجيبهم بقولكم وما جاء عنكم فقال لي : انظر ما علمت أنه
من قولهم فأخبرهم بذلك.
٦٠٣ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير ، عن أبان ابن تغلب ، قال ، قال لى أبو
عبد الله 7 : جالس أهل المدينة فاني أحب أن يرى في شيعتنا مثلك.
٦٠٤ ـ وروى عن
صالح بن السندي ، عن أمية بن علي ، عن مسلم بن أبي
______________________________________________________
ما روى في أبان بن تغلب قوله
: عمر بن عبد العزيز
هذا هو الذي لقبه
في المعروف عند الاصحاب زحل وقد تقدم ذكره مرارا.
حية ، قال ، كنت
عند أبي عبد الله 7 في خدمته ، فلما أردت أن أفارقه ودعته وقلت له أحب أن
تزودني ، قال : ائت أبان بن تغلب فانه قد سمع مني حديثا كثيرا فما روى لك عني فأرو
عني.
ما روى في
عمر بن يزيد بياع السابرى مولى ثقيف
٦٠٥ ـ حدثني جعفر
بن معروف ، قال : حدثني يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن عذافر ، عن عمر بن يزيد ، قال
، قال لي أبو عبد الله 7 : يا بن يزيد أنت والله منا أهل البيت ، قلت له : جعلت
فداك من آل محمد؟ قال : أي والله من انفسهم ، قلت : من أنفسهم؟ قال : أي والله من
أنفسهم يا عمر ، أما تقرأ كتاب الله عز وجل ( إِنَّ أَوْلَى
النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) .
ما روى في
عمران وعيسى ابنى عبد الله القميين
٦٠٦ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله القمي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن
عيسى ، عن موسى بن طلحة ، عن بعض الكوفيين رفعه قال ، كنت بمنى اذ أقبل عمران بن
عبد الله القمي ، ومعه مضارب للرجال والنساء فيها كنف ، فضربها في مضرب أبي عبد
الله 7 ، اذ أقبل أبو عبد الله 7 ومعه نسأوه.
قال ، فقال ما هذا؟
قالوا : جعلنا الله فداك هذه مضارب ضربها لك عمران بن عبد الله ، قال ، فنزل ، ثم
قال يا غلام ، عمران بن عبد الله ، قال ، فأقبل : جعلت فداك هذه المضارب التي
أمرتني بها أن أعملها لك ، فقال : بكم ارتفعت؟ فقال له : جعلت فداك أن الكرابيس من
صنعتي وعملتها لك ، فأنا أحب جعلت فداك أن تقبلها مني هدية ، فاني رددت المال الذي
أعطيتنيه.
قال : فقبض أبو
عبد الله 7 على يده ثم قال : أسأل الله أن يصلي على محمد
__________________
وآل محمد ، وأن
يظلك وعترتك يوم لا ظل الا ظله.
٦٠٧ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن موسى بن طلحة ،
عن أبي محمد أخي يونس بن يعقوب ، عنه ، قال : كنت بالمدينة فاستقبل جعفر بن محمد 8 في بعض أزقتها ،
قال ، فقال : اذهب يا يونس فان بالباب رجلا منا أهل البيت.
قال : فجئت الى
الباب فاذا عيسى بن عبد الله القمي جالس ، قال : فقلت له من أنت؟ فقال له : أنا
رجل من أهل قم ، قال : فلم يكن بأسرع من أن أقبل أبو عبد الله 7 ، قال : فدخل على
الحمار الدار ، ثم التفت إلينا فقال : أدخلا.
ثم قال : يا يونس
بن يعقوب أحسبك أنكرت قولي لك أن عيسى بن عبد الله منا أهل البيت! قال قلت : أي
والله جعلت فداك لان عيسى بن عبد الله رجل من أهل قم ، فقال يا يونس عيسى بن عبد
الله هو منا حي وهو منا ميت.
٦٠٨ ـ محمد بن
مسعود ، وعلي بن محمد ، قالا : حدثنا الحسين بن عبد الله عن عبد الله بن علي ، عن
أحمد بن حمزة ، عن عمران القمي ، عن حماد الناب ، قال : كنا عند أبي عبد الله 7 ونحن جماعة اذ
دخل عليه عمران بن عبد الله القمي فسأله وبرّه وبشّه ، فلما أن قام ، قلت لأبي عبد
الله 7 : من هذا الذي بررته هذا البر؟ فقال : هذا من أهل بيت النجباء ، ما أرادهم
جبار من الجبابرة الا قصمه الله.
٦٠٩ ـ محمد بن
مسعود ، وعلي بن محمد ، قالا : حدثنا الحسين بن عبيد الله عن عبد الله بن علي ، عن
أحمد بن حمزة ، عن المرزبان بن عمران ، عن أبان بن عثمان ، قال : دخل عمران بن عبد
الله القمي على أبي عبد الله 7 ، فقربه أبو عبد الله ، فقال له : كيف أنت وكيف ولدك وكيف
أهلك وكيف بنو عمك وكيف أهل بيتك؟
______________________________________________________
ما روى في عمران وعيسى ابنى
عبد الله القميين
قوله (ع) : وهو منا حى
أي هو حي من
أحيائنا ، وهو ميت من أمواتنا.
ثم حدثه مليا فلما
خرج ، قيل لأبي عبد الله 7 : من هذا؟ قال : هذا نجيب قوم نجباء ما نصب لهم جبار الا
قصمه الله.
قال حسين : عرضت
هذين الحديثين على أحمد بن حمزة ، فقال أعرفهما ولا أحفظ من رواهما لي.
٦١٠ ـ حدثني
حمدويه بن نصير ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر ، عن يونس بن يعقوب.
قال : وحدثني محمد
بن عيسى بن عبيد الله عن يونس بن يعقوب ، قال : دخل عيسى بن عبد الله القمي على
أبي عبد الله 7 ، فأوصاه بأشياء ثم ودعه وخرج عنه ، فقال لخادمه : أدعه ،
فانصرف اليه فخرج اليه فأوصاه بأشياء ، ثم ودعه وخرج عنه ، فقال لخادمه : أدعه ،
فانصرف اليه فأوصاه بأشياء.
ثم قال له : يا
عيسى بن عبد الله ان الله عز وجل يقول ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلاةِ ) وأنك منا أهل البيت ، فاذا كانت الشمس من هاهنا مقدارها من
هاهنا من العصر ، فصل ست ركعات ، قال : ثم ودعه وقبل ما بين عيني عيسى فانصرف.
قال يونس بن يعقوب
: فما تركت الست ركعات منذ سمعت أبا عبد الله 7 يقول ذلك لعيسى بن عبد الله.
ما روى في
يزيد بن خليفة الحارثى
٦١١ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى.
______________________________________________________
قوله : حدثنى حمدويه
هذا الحديث صحيح
الطريق على الأصحّ في يونس بن يعقوب عالى الاسناد بالمعنيين المصطلح عليهما ، وهو
من ثلاثيات حمدويه عن أبي عبد الله 7 ، ومن رباعيات أبي عمرو الكشى ;.
__________________
ومحمد بن مسعود ،
قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ،
عن النضر بن سويد ، رفعه قال : دخل على أبي عبد الله 7 رجل يقال له يزيد بن خليفة ، فقال له : من أنت؟ فقال : من
بلحارث ابن كعب ، قال ، أبو عبد الله 7 : ليس من أهل بيت الا وفيهم نجيب أو نجيبان ، وأنت نجيب
بلحارث بن كعب.
ما روى في
عمر بن أذينة
وسبب
خروجه الى الموضع الذى مات فيه
٦١٢ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : سمعت أشياخي منهم العبيدي وغيره ، ان ابن أذينة كوفي ، وكان هرب من
المهدي ، ومات باليمن ، فلذلك لم يرو عنه كثير ، ويقال : اسمه محمد بن عمر بن
أذينة ، غلب عليه اسم أبيه ، وهو كوفي مولى لعبد القيس.
ما روى في
جابر المكفوف
٦١٣ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، عن العباس بن عامر ، عن جابر المكفوف ، عن أبي
عبد الله 7 قال : دخلت عليه فقال : أما يصلونك؟ قلت : بلى ربما فعلوا ، قال : فوصلني
بثلاثين دينارا ، قال : يا جابر كم من عبد ان غاب لم يفقدوه وان شهد لم يعرفوه في
أطمار لو أقسم على الله لأبر قسمه.
ما روى في
زكريا بن سابور
٦١٤ ـ محمد بن
مسعود قال : حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب ، قال : حدثني العمركي ، عن ابن فضال ، عن
يونس بن يعقوب ، عن سعيد بن يسار ، أنه حضر أحد ابني سابور ، وكان لهما ورع واخبات
، فمرض أحدهما ، ولا أحسبه الا زكريا ابن سابور ، قال : فحضرته عند موته ، قال :
فبسط يده ثم قال : ابيضت يدي يا علي.
قال : فدخلت على
أبي عبد الله 7 وعند محمد بن مسلم ، فلما قمت من عنده ظننت أن محمد بن
مسلم أخبره بخبر الرجل ، فاتبعني رسول فرجعت اليه ، فقال :
أخبرني خبر الرجل
الذي حضرته عند الموت أي شيء سمعته يقول؟ قلت : بسط يده فقال : ابيضت يدي يا علي
، فقال أبو عبد الله 7 رآه والله رآه والله رآه.
ما روى في
حريز وفضل بن عبد الملك البقباق وحذيفة بن منصور
٦١٥ ـ حمدويه
ومحمد ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن صفوان ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال :
سأل أبو العباس فضل البقباق لحريز الاذن على أبي عبد الله 7 فلم يأذن له ،
فعاوده فلم يأذن له ، فقال : أي شيء للرجل أن يبلغ من عقوبة غلامه؟ قال ، قال :
على قدر ذنوبه ، فقال : قد عاقبت والله حريزا بأعظم مما صنع ، قال : ويحك اني فعلت
ذلك أن حريزا جرد السيف ، ثم قال : أما لو كان حذيفة بن منصور ما عاودني فيه بعد
أن قلت لا.
٦١٦ ـ محمد بن
نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، قال : حدثني يونس ابن عبد الرحمن ، قال : قلت
لحريز يوما : يا أبا عبد الله كم يجزيك أن تمسح من شعر رأسك في وضوئك للصلاة؟ قال
: بقدر ثلاث أصابع وأومأ بالسبابة والوسطى والثالثة ، وكان يونس يذكر عنه فقها
كثيرا.
٦١٧ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثني أبو داود المسترق ، عن عبد الله
بن راشد ، عن عبيد بن زرارة قال : دخلت على أبي عبد الله 7 وعنده البقباق ،
فقلت له : جعلت فداك رجل أحب بني أمية أهو معهم؟ قال : نعم ، قلت رجل أحبكم أهو
معكم؟ قال : نعم ، قلت : وان زنى وان سرق؟ قال : فنظر الى البقباق فوجد منه غفلة ،
ثم أومى برأسه نعم.
ما روى في
زيد الشحام والحارث بن المغيرة النضري
٦١٨ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني محمد ابن أحمد ، عن محمد بن موسى
الهمداني ، عن منصور بن العباس ، عن مروك بن
عبيد ، عمن رواه ،
عن زيد الشحام ، قال ، قلت لأبي عبد الله 7 : اسمي في تلك الاسامي يعني في كتاب أصحاب اليمين؟ قال :
نعم.
٦١٩ ـ نصر بن
الصباح ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن أبي عثمان سجادة قال : حدثنا محمد بن الوضاح
، عن زيد الشحام ، قال : دخلت على أبي عبد الله 7 فقال لي : يا زيد جدد التوبة وأحدث عبادة ، قال : قلت :
نعيت إلي نفسي.
قال : فقال لي :
يا زيد ما عندنا لك خير ، وأنت من شيعتنا ، إلينا الصراط وإلينا الميزان ، وإلينا
حساب شيعتنا ، والله لأنا لكم أرحم من أحدكم بنفسه ، يا زيد كأني أنظر إليك في
درجتك من الجنة ورفيقك فيها الحارث ابن المغيرة النصري.
٦٢٠ ـ وحدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد ابن محمد بن عيسى ، عن عبد
الله بن محمد الحجال عن يونس بن يعقوب ، قال : كنا عند أبي عبد الله 7 فقال : أما لكم
من مفزع أما لكم من مستراح تستريحون اليه ، ما يمنعكم من الحارث بن المغيرة
النصري.
ما روى في
الفضيل بن الزبير الرسان وأخويه
٦٢١ ـ قال محمد بن
مسعود : وسألت علي بن الحسن ، عن فضيل الرسان؟ قال : هو فضيل بن الزبير وكانوا
ثلاثة اخوة عبد الله وآخر.
٦٢٢ ـ ابراهيم بن
محمد بن العباس الختلي قال : حدثني أحمد بن ادريس القمي ، عن محمد بن أحمد بن يحيى
، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي
______________________________________________________
ما روى في الفضيل بن الزبير
الرسان وأخويه
قوله : ابراهيم بن محمد بن
العباس الختلى
« الختلي » باعجام
الخاء المضمومة وتشديد المثناة من فوق المفتوحة قبل اللام.
عمير ، عن عبد
الرحمن بن سيابة ، قال : دفع إلي أبو عبد الله 7 دنانير ، وأمرني أن أقسمها في عيالات من أصيب مع عمه زيد ،
فقسمتها ، قال : فأصاب عيال عبد الله ابن الزبير الرسان أربعة دنانير.
ما روى في
سلام ومثنى بن الوليد والمثنى بن عبد السلام
٦٢٣ ـ قال أبو
النضر محمد بن مسعود : قال علي بن الحسن : سلام والمثنى ابن الوليد والمثنى بن عبد
السلام كلهم حناطون كوفيون لا بأس بهم.
ما روى في
مسلم مولى أبى عبد الله 7
٦٢٤ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثنا علي بن الحسن ، قال : حدثنا محمد ابن الوليد البجلي ، عن
العباس بن هلال ، عن أبي الحسن 7 قال : ذكر أن مسلما مولى جعفر بن محمد سندي ، وأن جعفرا
قال له : أرجو أن تكون قد وفقت الاسم
______________________________________________________
في القاموس : ختل
كسكر كورة بما وراء النهر .
والرجل من أشياخ
أبي عمرو الكشي وغيره من المشيخة ، قد أسفلنا مدحه فيما قد سلف.
قال الشيخ في كتاب
الرجال في باب « لم » : ابراهيم بن محمد بن العباس الختلي ، يروي عن سعد بن عبد
الله وغيره من القميين ، وعن علي بن الحسن بن فضال ، وكان رجلا صالحا .
ما روى في مسلم مولى أبى عبد
الله (ع)
قوله : أن تكون قد وفقت
بفتح الواو وتخفيف
الفاء المكسورة واسكان القاف وفتح الطاء للخطاب
__________________
وأنه علم القرآن
في النوم فأصبح وقد علمه ، قال محمد بن الوليد : كان من أولاد السند.
٦٢٥ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن خالد ، عن الوشاء عن الرضا 7 مثله.
ما روى في
عبد الله بن غالب الشاعر
٦٢٦ ـ قال نصر بن
الصباح البلخي : عبد الله بن غالب الشاعر الذي قال له أبو عبد الله 7 أن ملكا يلقي
عليه الشعر ، واني لا عرف ذلك الملك.
ما روى في
كليب الصيداوى
٦٢٧ ـ علي بن
اسماعيل ، عن حماد بن عيسى ، عن حسين بن مختار ، عن أبي اسامة ، قال ، قلت لأبي
عبد الله 7 : ان عندنا رجلا يسمى كليبا ، فلا يجيء
______________________________________________________
أي وجدتك في نفسك
وفقا لاسمك وصادفت حالك في أمر دينك موافقا لمعنى اسمك.
قال في أساس البلاغة
: وفق الامر يفق كان صوابا موافقا للمراد ، ووفقت أمرك صادفته موافقا لإرادتك ،
وجاء القوم وفقا أي متوافقين ، وفلان حلوبته وفق عياله أي لبنها يكفيهم .
وربما يضبط
بالتشديد من باب التفعيل على صيغة المعلوم أو المجهول ، أي جعلت نفسك أو جعلت في
نفسك بحسب سلامة دينك وفقا لك بحسب مدلول اسمك والأصحّ الاصوب هو الاول.
قال في الصحاح :
يقال : وفقت أمرك تفق بالكسر فيهما أي صادفته موافقا وهو من التوفيق ، كما يقال :
رشدت أمرك ، والرفق من الموافقة بين الشيئين كالالتحام يقال : حلوبته وفق عياله ،
أي لها لبن قدر كفايتهم لا فضل فيه .
__________________
عنكم شيء الا قال
أنا أسلم ، فسميناه كليبا بتسليمه ، قال : فترحم عليه أبو عبد الله 7 وقال : أتدرون ما
التسليم؟ فسكتنا ، فقال : هو والله الاخبات ، قول الله عز وجل ( الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ ) .
٦٢٨ ـ أيوب بن نوح
: عن صفوان بن يحيى ، عن كليب بن معاويه الاسدي قال ، سمعت أبا عبد الله 7 يقول : والله
انكم لعلى دين الله ودين ملائكته فأعينوني بورع واجتهاد ، فو الله ما يتقبل الا
منكم ، فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم وصلوا في مساجدهم ، فاذا تميز القوم فتميزوا.
٦٢٩ ـ روي عن محمد
بن معلي النيلى ، عن الحسين بن حماد الخراز عن كليب ، قال ، قال رجل لأبي عبد الله
7 : أيحب الرجل الرجل ولم يره؟ قال : ها هو ذا انا أحب كليبا الصيداوي ولم أره.
وهو كليب بن معاوية
الصيداوي الاسدي ، والصيدا بطن من بني أسد.
ما روى في
محمد بن قيس
٦٣٠ ـ روى محمد بن
غالب ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن محمد بن زياد ، عن فضيل بن عثمان ، عن
مرزوق ، قال ، قلت لأبي عبد الله 7 : محمد بن قيس يقرئك السلام! فقال لي : محمد بن القيس الذي
بينه وبين عبد الرحمن القصير قرابة؟ قلت : نعم ، قال : قل له أعبد الله ، ولا تشرك
به شيئا وآمن برسوله خاتم النبيين لا نبي بعده ، وانه كان لرسول الله الطاعة
المفروضة وعلي ابن عمه ، واياك والسمع من فلان وفلان.
ما روى في
عبد الواحد بن المختار الانصارى
٦٣١ ـ روى محمد بن
غالب ، عن محمد بن الوليد الخزاز ، عن ابن بكير عن عبد الواحد بن المختار الانصاري
قال : سألت أبا عبد الله 7 عن الشطرنج فقال
__________________
ان عبد الواحد لفي
شغل عن اللعب ، قال ابن بكير : عبد الواحد ما كان عندي يذكر اللعب حتى يسأل عنه
أبا عبد الله 7.
ما روى في
صالح بن سهل
٦٣٢ ـ روى عن محمد
بن أحمد ، عن محمد بن الحسين ، عن الحسن بن علي الصيرفي ، عن صالح بن سهل ، قال ،
كنت أقول في ابي عبد الله 7 بالربوبية ، فدخلت عليه ، فلما نظر إلي قال : يا صالح انا
والله عبيد مخلوقون لنا رب نعبده وان لم نعبده عذبنا.
ما روى في
رزام مولى خالد القسرى
٦٣٣ ـ محمد بن
الحسين ، قال : حدثني الحسين بن خرزاد ، عن يونس ابن القاسم البلخي ، قال : حدثني
رزام مولى خالد القسري ، قال : كنت أعذب ، بالمدينة بعد ما خرج منها محمد بن خالد
، فكان صاحب العذاب يعلقني بالسقف ، ويرجع الى أهله ، ويغلق على الباب ، وكان أهل
البيت اذ انصرف الى أهله حلوا الحبل عني حتى يريحوني ، وأقعد على الارض حتى اذا
دني مجيئه علقوني.
فو الله اني كذلك
ذات يوم اذا رقعة وقعت من الكوة إلي من الطريق ، فأخذتها فاذا هي مشدودة بحصاة ،
فنظرت فيها فاذا خط أبي عبد الله 7 واذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم قل يا رزام : يا كائنا
قبل كل شيء ، ويا كائنا بعد كل شيء ، ويا مكون كل شيء ألبسني درعك الحصينة من
شر جميع خلقك.
قال رزام : فقلت
ذلك فما عاد إلي شيء من العذاب بعد ذلك.
ما روى في
أبى بحير عبد الله بن النجاشى
٦٣٤ ـ حدثني محمد
بن الحسن ، قال : حدثني الحسن بن خرزاذ ، عن موسى ابن القاسم البجلي ، عن ابراهيم
بن أبي البلاد ، عن عمار السجستاني ، قال : زاملت أبا بحير عبد الله بن النجاشي من
سجستان الى مكة ، وكان يرى رأي الزيدية ، فلما صرنا الى المدينة مضيت أنا الى أبي
عبد الله 7 ومضى هو الى عبد الله بن الحسن.
فلما انصرف رأيته
منكسرا يتقلب على فراشه ويتأوه ، قلت : ما لك ابا بحير؟ فقال : استأذن لي على
صاحبك اذا اصبحت إن شاء الله ، فلما أصبحنا دخلت على أبي عبد الله 7 فقلت : هذا عبد
الله بن النجاشي سألني أن أستأذن له عليك وهو يرى رأي الزيدية فقال ائذن له.
فلما دخل عليه
قربه أبو عبد الله 7 ، فقال له أبو بحير : جعلت فداك أني لم أزل مقرا بفضلكم
أرى الحق فيكم لا في غيركم ، وأني قتلت ثلاثة عشر رجلا من الخوارج كلهم سمعتهم
يتبرأ من علي بن أبي طالب 7.
فقال له أبو عبد الله
7 : سألت عن هذا المسألة أحدا غيري؟ فقال : نعم سألت عنها عبد الله بن الحسن
فلم يكن عنده فيها جواب وعظم عليه ، وقال لي أنت مأخوذ في الدنيا والآخرة ، فقلت :
أصلحك الله فعلى ما ذا عادينا الناس في علي 7؟
فقال له أبو عبد
الله 7 : وكيف قتلتهم يا أبا بحير؟ فقال : منهم من كنت أصعد سطحه بسلم حتى أقتله ،
ومنهم من دعوته بالليل على بابه فاذا خرج علي قتلته ، ومنهم من كنت أصحبه في
الطريق فاذا خلالي قتلته ، وقد استتر ذلك كله علي.
فقال أبو عبد الله
7 : يا أبا بحير لو كنت قتلتهم بأمر الامام لم يكن عليك في قتلهم شيء ولكنك
سبقت الامام ، فعليك ثلاث عشرة شاة تذبحها بمنى والتصدق بلحمها لسبقك الامام ،
وليس عليك غير ذلك.
ثم قال أبو عبد
الله 7 : يا أبا بحير أخبرني حين أصابك الميزاب وعليك الصدرة من فراء ، فدخلت النهر
فخرجت وتبعك الصبيان يعيطون بك ، أي شيء صيرك على هذا.
فقال عمار ،
فالتفت إلي أبو بحير فقال : أي شيء كان هذا من الحديث حتى تحدثه أبا عبد الله 7! فقلت : لا والله
ما ذكرت له ولا لغيره وهذا هو يسمع كلامي.
فقال : له أبو عبد
الله 7 : لم يخبرني بشيء يا أبا بحير ، فلما خرجنا من عنده ،
قال لي أبو بحير
يا عمار أشهد أن هذا عالم آل محمد ، وأن الذي كنت عليه باطل وأن هذا صاحب الامر.
ما روى في
حماد السمندرى
٦٣٥ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني محمد بن أحمد النهدي الكوفي عن معاوية بن حكيم الدهني ، عن
شريف بن سابق التفليسي ، عن حماد السمندري قال : قلت لأبي عبد الله 7 اني أدخل الى
بلاد الشرك وأن من عندنا يقولون أن مت ثم حشرت معهم ، قال : فقال : يا حماد اذا
كنت ثم تذكر أمرنا وتدعو اليه؟ قلت : بلى ، قال : فاذا كنت في هذه المدن مدن
الإسلام تذكر أمرنا وتدعو اليه؟ قال ، قلت : لا ، قال ، فقال لي : انك ان مت ثم
حشرت أمة وحدك وسعى نورك بين يديك.
في عقبة
بن خالد
٦٣٦ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني عبد الله بن محمد ، عن الوشاء ، قال : حدثنا علي بن عقبة ،
عن أبيه ، قال ، قلت لأبي عبد الله 7 : ان لنا خادما لا تعرف ما نحن عليه ، فاذا أذنبت ذنبا
وأرادت أن تحلف بيمين : قالت لا وحق الذي اذا ذكرتموه بكيتم ، قال ، فقال : رحمكم
الله من أهل البيت.
ما روى في
اسماعيل بن حقيبة وقيل جفينة
٦٣٧ ـ قال محمد بن
مسعود : وسألت علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن اسماعيل بن حقيبة؟ قال : صالح ،
وهو قليل الروايه.
ما روى في
موسى بن أشيم وحفص بن ميمون وجعفر بن ميمون
٦٣٨ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : حدثنا أيوب بن نوح : عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله 7 قال : اني لا نفس
على أجساد أصليت معه يعني أبا الخطاب النار ثم ذكر ابن الاشيم ، فقال : كان يأتيني
فيدخل علي هو وصاحبه وحفص بن ميمون
ويسألوني ،
فأخبرهم بالحق ، ثم يخرجون من عندي الى أبي الخطاب ، فيخبرهم بخلاف قولي ، فيأخذون
بقوله ويذرون قولي.
ما روى في
عبد الله بن بكير بن أعين
٦٣٩ ـ قال محمد بن
مسعود : عبد الله بن بكير وجماعة من الفطحية هم فقهاء أصحابنا ، منهم ابن بكير ،
وابن فضال يعني الحسن بن علي ، وعمار الساباطي ، وعلي بن أسباط ، وبنو الحسن بن
علي بن فضال علي واخواه ، ويونس بن يعقوب ومعاوية بن حكيم ، وعد عدة من أجلة
العلماء.
ما روى في
داود بن فرقد
٦٤٠ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني عبد الله بن محمد ، قال : حدثني الوشاء ، عن علي بن عقبة ، عن
داود بن فرقد ، قال ، قلت لأبي عبد الله 7 : جعلت فداك كنت أصلّي عند القبر واذا رجل خلفي يقول ( أَتُرِيدُونَ
أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا ) .
قال ، فالتفت اليه
وقد تأول علي هذه الاية ، وما ادري من هو وأنا اقول ( وَإِنَّ الشَّياطِينَ
لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ
لَمُشْرِكُونَ ) .
فاذا هو هارون بن
سعد ، قال ، فضحك أبو عبد الله 7 ثم قال : اذا أصبت الجواب ، قل الكلام باذن الله.
______________________________________________________
ما روى في عبد الله بن بكير
بن أعين
قوله : على وأخواه
وهما أحمد ومحمد
ابنا الحسن بن علي بن فضال.
__________________
٦٤١ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا أيوب ، قال : حدثني صفوان ، عن داود بن فرقد ، قال ، قلت لأبي عبد
الله 7 : أن رجلا خلفي حين صليت المغرب في مسجد رسول الله 6 فقال ( فَما
لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ
أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ ) فعملت أنه يعنيني ، فالتفت اليه فقلت : ( وَإِنَّ
الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُمْ ) وذكر مثله سواء
الى آخر الحديث.
وقال في آخره :
قلت جعلت فداك لا جرم والله ما تكلم بكلمة ، فقال أبو عبد الله 7 : ما أحد أجهل
منهم ان في المرجئة فتيا وعلما وفي الخوارج فتيا وعلما ، وما أحد أجهل منهم.
ما روى في
خالد بن جرير البجلى
٦٤٢ ـ محمد بن
مسعود ، قال : سألت علي بن الحسن ، عن خالد بن جرير الذي يروى عنه الحسن بن محبوب؟
فقال : كان من بجيلة ، وكان صالحا.
ما روى في
وهب بن جميع مولى اسحاق بن عمار
٦٤٣ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، وسألته عن وهب ابن جميع؟ فقال : ما سمعت فيه
الا خيرا.
ما روى في
على بن خليد المكفوف
٦٤٤ ـ محمد بن
مسعود ، قال : سألت علي بن الحسن ، عن علي بن خليد وكان يعرف بأبي الحسن المكفوف ،
وهو بغدادي ، قال : ليس به بأس.
ما روى في
اديم بن الحر أبى الحر الحذاء
٦٤٥ ـ قال نصر بن
الصباح : أبو الحر اسمه أديم بن الحر وهو حذاء صاحب أبي عبد الله 7 روى نيفا وأربعين
حديثا عن أبي عبد الله 7.
__________________
ما روى في
حبيب السجستانى
٦٤٦ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حبيب السجستاني كان أولا شاريا ، ثم دخل في هذا المذهب ، وكان من
أصحاب أبي جعفر وابي عبد الله 8 منقطعا اليهما.
ما روى في
زياد بن أبى رجاء
٦٤٧ ـ قال محمد بن
مسعود : سألت ابن فضال ، عن زياد بن أبي رجاء؟
فقال : ثقة.
ما روى في
الطيار وابنه
٦٤٨ ـ قال محمد بن
مسعود : حدثني محمد بن نصير ، قال : حدثني محمد ابن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن
ابن بكير ، عن حمزة الطيار. قال ، سألني أبو عبد الله 7 عن قراءة القرآن؟
فقلت : ما أنا بذلك ، قال : لكن أبوك ، قال ، فسألني عن الفرائض؟ فقلت : أنا وما
أنا بذلك ، فقال : لكن ابوك قال.
ثم قال : ان رجلا
من قريش كان لي صديقا وكان عالما قاريا ، فاجتمع هو وأبوك عند أبي جعفر 7 ، فقال : ليقبل
كل واحد منكما على صاحبه ويسأل كل واحد منكما صاحبه ، ففعلا ، فقال القرشى. لأبي
جعفر 7 : قد علمت ما أردت! أردت أن تعلمني أن في أصحابك مثل هذا ، قال : هو ذاك كيف
رأيت؟.
٦٤٩ ـ طاهر بن
عيسى ، قال : حدثني جعفر بن أحمد ، قال : حدثني الشجاعي ، عن محمد بن الحسين ، عن
صفوان بن يحيى ، عن حمزة بن الطيار ، عن أبيه محمد قال ، جئت الى باب أبي جعفر 7 ، استأذن عليه
فلم يأذن لي وأذن لغيري.
فرجعت الى منزلي
وأنا مغموم ، فطرحت نفسي على سرير في الدار وذهب عني النوم ، فجعلت افكر وأقول أليس
المرجئة تقول كذا ، والقدرية تقول كذا ، والحرورية تقول كذا ، والزيدية تقول كذا ،
فيفسد عليهم قولهم ، وأنا أفكر في هذا حتى نادى المنادي فاذا الباب تدق ، فقلت :
من هذا؟ فقال رسول أبي جعفر 7
يقول لك أبو جعفر 7 أجب.
فأخذت ثيابي ومضيت
معه فدخلت عليه ، فلما رآني قال : يا محمد لا الى المرجئة ، ولا الى القدرية ، ولا
الى الحرورية ، ولا الى الزيدية ، ولكن إلينا. انما حجبتك لكذا وكذا ، فقبلت وقلت
به.
٦٥٠ ـ حمدويه
ومحمد ابنا نصير ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبان الاحمر
، عن الطيار قال ، قلت لأبي عبد الله 7 بلغني أنك كرهت منا مناظرة الناس وكرهت الخصومة؟ فقال :
أما كلام مثلك للناس فلا نكرهه ، من اذا طار أحسن أن يقع وان وقع يحسن أن يطير ،
فمن كان هكذا فلا نكره كلامه.
٦٥١ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، قال
، قال لي أبو عبد الله 7 : ما فعل ابن الطيار؟ قال ، قلت : مات ، قال : ; ولقاه نضرة
وسرورا ، فقد كان شديد الخصومة عنا أهل البيت.
٦٥٢ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابي جعفر الاحول ، عن أبي
عبد الله 7 فقال : ما فعل ابن الطيار؟ فقلت : توفى ، فقال : ; أدخل الله عليه
الرحمة ونضره ، فانه كان يخاصم عنا أهل البيت.
٦٥٣ ـ فضالة بن
جعفر ، عن أبان ، عن حمزة بن الطيار ، عن أبي عبد الله 7 قال ، أخذ أبو
عبد الله 7 بيدي ثم عد الائمة : اماما اماما يحسبهم
______________________________________________________
ما روى في الطيار وابنه
قوله : فضالة بن جعفر
الصواب عن جعفر ، وهو
قفة العلم جعفر بن بشير البجلي الوشاء ، من أصحاب أبي الحسن الرضا 7 ، يروي عنه فضالة
بن أيوب وغيره من الثقات الاجلاء. وتصحيف العين بالباء الموحدة من النساخ.
بيده حتى انتهى
الى أبي جعفر 7 فكف.
فقلت : جعلني الله
فداك لو فلقت رمانة فأحللت بعضها وحرمت بعضها لشهدت أن ما حرمت حرام وما أحللت
حلال ، فقال : فحسبك أن تقول بقوله ، وما أنا الا مثلهم لي ما لهم وعلي ما عليهم ،
فان أردت ان تجيء يوم القيامة مع الذين قال الله تعالى ( يَوْمَ
نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) فقل بقوله.
ما روى في
أبى الصباح الكنانى ابراهيم بن نعيم
٦٥٤ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني أحمد ابن محمد ، عن الوشاء ، عن
بعض أصحابنا قال ، قال أبو عبد الله 7 لأبي الصباح الكناني : أنت ميزان! فقال له : جعلت فداك ان
الميزان ربما كان فيه عين قال : أنت ميزان ليس فيه عين.
٦٥٥ ـ بهذا
الاسناد عن أحمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن بريد العجلي ، قال :
كنت أنا وأبو الصباح الكناني عند أبي عبد الله 7 فقال : كان أصحاب أبي والله خيرا منكم ، كان أصحاب أبي
ورقا لا شوك فيه وأنتم اليوم شوك لا ورق فيه ، فقال أبو الصباح الكناني : جعلت
فداك فنحن أصحاب أبيك قال : كنتم يومئذ خيرا منكم اليوم.
٦٥٦ ـ محمد بن
مسعود ، قال : كتب إلي الشاذاني ، قال : حدثنا الفضل ، قال حدثني علي بن الحكم
وغيره ، عن أبي الصباح الكناني قال : جاءني سدير فقال لي : ان زيدا تبرأ منك ، قال
، فأخذت علي ثيابي ، قال : وكان أبو الصباح رجلا ضاريا ، قال : فأتيته فدخلت عليه
وسلمت عليه ، فقلت له يا أبا الحسين بلغني أنك قلت الائمة أربعة ثلاثة مضوا
والرابع هو القائم. قال زيد هكذا قلت.
قال ، فقلت لزيد :
هل تذكر قولك لي بالمدينة في حياة أبي جعفر 7
__________________
وأنت تقول أن الله
تعالى قضى في كتابه « أن ( مَنْ قُتِلَ
مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً ) وانما الائمة
ولاة الدم وأهل الباب وهذا أبو جعفر الامام فان حدث به حدث فان فينا خلفا.
وقال : كان يسمع
مني خطب أمير المؤمنين 7 وأنا أقول : فلا تعلموهم فهم أعلم منكم ، فقال لي : أما
تذكر هذا القول؟ فقلت : بلى فان منكم من هو كذلك.
قال : ثم خرجت من
عنده فتهيأت وهيأت راحلة ومضيت الى أبي عبد الله 7 ودخلت عليه ، وقصصت عليه ما جرى بيني وبين زيد.
فقال : أرأيت لو
أن الله تعالى ابتلى زيدا فخرج منا سيفان آخران بأي شيء يعرف أي السيوف سيف الحق؟
والله ما هو كما قال ، لئن خرج ليقتلن ، قال : فرجعت فانتهيت الى القادسية
فاستقبلني الخبر بقتله ;.
٦٥٧ ـ علي بن محمد
بن قتيبة ، قال : حدثنا ابو محمد الفضل بن شاذان ، قال : حدثني علي بن الحكم ،
بأسناده ، هذا الحديث بعينه.
٦٥٨ ـ محمد بن
مسعود ، قال ، قال علي بن الحسن : أبو الصباح الكناني ثقة وكان كوفيا ، وانما سمي
الكناني لان منزله في كنانة فعرف به ، وكان عبديا.
في ابان
بن عثمان الاحمر
٦٥٩ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير وحمدويه ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن الحسن
بن علي بن يقطين ، عن ابراهيم بن أبي البلاد قال : كنت أقود أبي وقد كان كف بصره ،
حتى صرنا الى حلقة فيها ابان الاحمر ، فقال لي : عمن تحدث؟ قلت : عن أبي عبد الله 7 ، فقال : ويحه
سمعت أبا عبد الله 7 يقول : أما أن منكم الكذابين ومن غيركم المكذبين.
٦٦٠ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، قال : كان أبان من أهل البصرة ، وكان مولى
بجيلة ، وكان يسكن الكوفة ، وكان من الناووسية.
__________________
ما روى في
أبى خديجة سالم بن مكرم
٦٦١ ـ محمد بن مسعود
، قال : سألت أبا الحسن علي بن الحسن ، عن اسم أبي خديجة؟ قال : سالم بن مكرم ،
فقلت له : ثقة؟ فقال : صالح وكان من أهل الكوفة ، وكان جمالا ، وذكر انه حمل أبا
عبد الله 7 من مكة الى المدينة ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي خديجة
قال ، قال أبو عبد الله 7 : لا تكتن بأبي خديجة ، قلت فبم اكتني؟ فقال : بأبي سلمة.
وكان سالم من
أصحاب أبي الخطاب ، وكان في المسجد يوم بعث عيسى ابن موسى بن علي بن عبد الله بن
العباس وكان عامل المنصور على الكوفة الى أبي الخطاب : لما بلغه انهم قد أظهروا
الاباحات ، ودعوا الناس الى نبوة أبي الخطاب ، وانهم يجتمعون في المسجد ولزموا
الاساطين يورون الناس انهم قد لزموها للعبادة ، وبعث اليهم رجلا فقتلهم جميعا لم
يفلت منهم الا رجل واحد أصابته جراحات فسقط بين القتلى يعد فيهم ، فلما جنه الليل
خرج من بينهم فتخلص ، وهو أبو سلمة سالم بن مكرم الجمال الملقب بأبي خديجه ، فذكر
بعد ذلك أنه تاب وكان ممن يروي الحديث.
ما روى في
فيض بن المختار وسليمان بن خالد
وعبد
السلام بن عبد الرحمن
٦٦٢ ـ حمدويه ،
قال : حدثني يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير. ومحمد ابن مسعود ، قال : حدثني أحمد
بن المنصور الخزاعي ، عن أحمد بن الفضل الخزاعي ، عن ابن أبي عمير ، قال : حدثنا
حماد بن عيسى ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، قال ، كنت عند أبي عبد الله 7 فأتاه كتاب عبد
السلام بن عبد الرحمن بن نعيم وكتاب الفيض بن المختار وسليمان بن خالد ، يخبرونه
أن الكوفة شاغرة برجلها وانه ان أمرهم أن يأخذوها ، أخذوها ، فلما قرأ كتابهم رمى
به ، ثم قال : ما انا لهؤلاء
بامام اما علموا
ان صاحبهم السفياني.
ما روى في
الفيض ويونس بن ظبيان
٦٦٣ ـ وان الفيض
أول من سمع عن أبي عبد الله 7 نصه على ابنه موسى ابن جعفر 7.
جعفر بن أحمد بن
أيوب ، عن أحمد ابن الحسن التيمي ، عن أبي نجيح ، عن الفيض بن المختار.
وعنه عن علي بن
اسماعيل ، عن أبي نجيح ، عن الفيض ، قال : قلت لأبي عبد الله جعلت فداك ، ما تقول
في الارض أتقبلها من السلطان ثم أو اجرها آخرين على أن ما أخرج الله منها من شيء
كان من ذلك النصف أو الثلث أو أقل من ذلك أو أكثر؟ قال : لا بأس به ، فقال له
اسماعيل ابنه : يا أبه لم تحفظ.
قال ، فقال : يا
بني أو ليس كذلك أعامل أكرتي! ان كثيرا ما أقول لك الزمني فلا تفعل ، فقام اسماعيل
فخرج ، فقلت جعلت فداك وما على اسماعيل الا يلزمك اذا كنت أفضيت اليه الاشياء من
بعدك كما افضيت إليك بعد أبيك.
قال ، فقال : يا
فيض ان اسماعيل ليس كأنا من أبي ، قلت : جعلت فداك فقد كنا لا نشك أن الرحال ستحط
اليه من بعدك ، وقد قلت فيه ما قلت ، فان كان ما نخاف وأسأل الله العافية فالى من؟
قال : فأمسك عني ، فقبلت ركبته وقلت أرحم سيدي فانما هي النار ، وأني والله لو
طمعت اني أموت قبلك ما باليت ، ولكني أخاف البقاء بعدك ، فقال لي : مكانك.
ثم قام الى ستر في
البيت فرفعه ودخل ، ثم مكث قليلا ثم صاح يا فيض أدخل! فدخلت فاذا هو في المسجد قد
صلى فيه ، وانحرف عن القبلة فجلست بين يديه ودخل اليه ابو الحسن 7 وهو يومئذ خماسي
وفي يده درة فاقعده على فخذه ، فقال له : بأبي أنت وأمي ما هذه المخففة بيدك؟ قال
: مررت بعلي أخي وهي في يده يضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده.
فقال أبو عبد الله
7 : يا فيض ان رسول الله 6 أفضيت اليه صحف ابراهيم وموسى 8 فائتمن عليها
رسول الله 6 عليا عليا السّلام ، واتمن عليها علي الحسن 7 ، واتمن عليها الحسن الحسين 7 واتمن عليها الحسين علي بن الحسين ، واتمن عليها علي بن
الحسين محمد بن علي ، واتمنني عليها ابي ، وكانت عندي ، ولقد اتمنت عليها ابني هذا
على حداثته وهي عنده ، فعرفت ما اراد ، فقلت له : جعلت فداك زدني.
قال : يا فيض ان
أبي كان اذا أراد ألا ترد له دعوة أقعدني على يمينه فدعا وامنت فلا ترد له دعوة ،
وكذلك أصنع بابني هذا ، ولقد ذكرناك أمس بالموقف فذكرناك بخير.
فقلت له : يا سيدي
زدني ، قال : يا فيض ان أبي كان اذا سافر وأنا معه فنعس ، وهو على راحلته أدنيت
راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل والميلين حتى يقضي وطره من النوم ، وكذلك
يصنع بي ابني هذا.
قال : قلت جعلت
فداك زدني ، قال : اني لا جد بابني هذا ما كان يجد يعقوب بيوسف ، قلت : يا سيدي
زدني ، قال : هو صاحبك الذي سألت عنه فأقر له بحقه فقمت حتى قبلت رأسه ودعوت الله
له.
فقال أبو عبد الله
7 : أما أنه لم يؤذن لي في أمرك منك ، قلت : جعلت فداك أخبر به أحدا؟ قال : نعم
أهلك وولدك ورفقاءك وكان معي أهلي وولدي ويونس بن ظبيان من رفقائي ، فلما أخبرتهم
حمدوا الله على ذلك كثيرا ، وقال يونس : لا والله حتى أسمع ذلك منه ، وكانت فيه
عجلة ، فخرج واتبعته فلما انتهيت الى الباب سمعت أبا عبد الله 7 قد سبقني وقال :
الامر كما قال لك الفيض ، قال : سمعت واطعت.
ما روى في
سليمان بن خالد
٦٦٤ ـ وسؤاله لأبي
جعفر 7 عن الامام هل يعلم ما في يومه؟ فاجابه بما رأى بيان ذلك ،
______________________________________________________
ما روى في سليمان بن خالد
هو أبو الربيع
الاقطع الهلالي مولاهم الكوفي ، سليمان بن خالد بن دهقان نافلة مولى عفيف بن معدي
كرب ، عم الاشعث بن قيس ، وأخوه لأمه. كان ثقة فقيها قاريا وجها صاحب قرآن ، روى
عن أبي جعفر وأبي عبد الله 7.
وكان خرج مع زيد ،
ولم يخرج معه من أصحاب أبي جعفر 7 غيره فقطعت يده ـ أي أصابعها ـ وكان الذي قطعها يوسف بن
عمر بنفسه ، ومات في حياة أبي عبد الله 7 فتوجع لفقده ودعى لولده وأوصى بهم أصحابه قاله النجاشي . والشيخ في كتاب
الرجال .
وفي كتاب سعد :
أنه تاب من خروجه مع زيد ، ورجع الى الحق ، ورضي عنه أبو عبد الله 7 بعد سخطه ، وتوجع
لموته وفقده .
قوله : وسؤاله لأبي جعفر (ع)
اللام لدعامة
المعني لا للتعدية ، ونظم الكلام وسؤاله أبا جعفر 7 أو للتعدية باعتبار تضمين القول في السؤال.
قوله : فأجابه بما رأى بيان
ذلك
رأى على صيغة
المعلوم ، وفي نسخه « أرى » على ما لم يسم فاعله. والفاعل
__________________
والدليل على صدق
أبي جعفر 7 ما خبر به ، وشاهده منه من الدلالة على امامته ( صلوات الله عليه ) ، واحتجاج
سليمان بن خالد على الحسن بن الحسن.
حمدويه ، قال :
سألت أبا الحسين أيوب بن نوح بن دراج النخعي ، عن سليمان بن خالد النخعي ، أثقة هو؟
فقال : كما يكون الثقة.
______________________________________________________
أو القائم مقام
الفاعل سليمان. و « بيان وكذلك الدليل » بالنصب على المفعول واسم الاشاره والضمير المجرور المتصل
لما.
و « صدق أبي جعفر 7 » منصوب على
المفعول الثاني. و « ما خبر به » بالتشديد من باب التعليل.
وفي نسخة « أخبر »
من باب الافعال محله النصب على أنه مفعول صدق وهو من المتعدي ، كما في صدق وعده
وعهده أي أنجزه وو فى به ، ومنه ( لَقَدْ صَدَقَ اللهُ
رَسُولَهُ الرُّؤْيا ) و ( رِجالٌ صَدَقُوا ما
عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) لا من اللازم كما في صدق فلان في قوله.
قوله : ما خبر به
وفي نسخة « بما »
أي فيما على أن يكون صدق من اللازم لا من المتعدي.
قوله : عن سليمان بن خالد
النخعى
قد عد من الفرق
أصحاب سليمان الاقطع ، وهو أبو الربيع سليمان بن خالد هذا وقد تقدم في الكتاب في
ترجمة أبي محمد هشام بن الحكم أنه قال ليونس بن عبد الرحمن : انه لما كان أيام
المهدي العباسي كتب له ابن المفضل صنوف الفرق صنفا صنفا وفرقة فرقة.
__________________
قال : حدثني عبد
الله بن محمد ، قال : حدثني أبي ، عن اسماعيل بن أبي حمزة قال : ركب أبو جعفر 7 يوما إلي حائط له
من حيطان المدينة ، فركبت معه الى ذلك الحائط ومعنا سليمان بن خالد ، فقال له
سليمان بن خالد : جعلت فداك يعلم الامام ما في يومه؟ فقال : يا سليمان والذي بعث
محمدا بالنبوة واصطفاه بالرسالة ، انه ليعلم ما في يومه وفي شهره وفي سنته.
ثم قال : يا
سليمان أما علمت أن روحا تنزل عليه في ليلة القدر فيعلم ما في تلك السنة الى مثلها
من قابل وعلم ما يحدث في الليل والنهار ، والساعة ترى ما يطمئن به قلبك.
______________________________________________________
حتى قال في كتابه
: وفرقة منهم تقال لهم : الزرارية ، وفرقة منهم تقال لهم : العمارية أصحاب عمار
الساباطي ، وفرقة منهم تقال لهم : يعفورية ، ومنهم فرقة أصحاب سليمان الاقطع ،
وفرقة تقال لهم : الجواليقية . وكذلك عدهم صاحب الملل والنحل.
قوله ;
: حدثنى عبد الله بن محمد
عبد الله بن محمد
هو أبو خالد الطيالسي ثقه لا مرية فيه. وأبوه أبو عبد الله محمد بن خالد الطيالسي
أيضا حسن الحال ، روى عن حميد بن زياد أكثر الاصول.
وأما اسماعيل بن
أبي حمزة فلست أحصل حاله ، لكنه معلوم الاختصاص بأبي جعفر الباقر 7.
والذي يستبين أنه
ابن ابي حمزة الثمالي أخو محمد وعلي والحسين وكلهم ثقاة فاضلون والله سبحانه أعلم.
قوله (ع) والساعة ترى
والساعة بالنصب
على الظرف
__________________
قال ، فو الله ما
سرنا الا ميلا أو نحو ذلك ، حتى قال : الساعة يستقبلك رجلان قد سرقا سرقة قد اضمرا
عليها ، فو الله ما سرنا الا ميلا حتى استقبلنا الرجلان ، فقال ابو جعفر 7 لغلمانه : عليكم
بالسارقين! فأخذا حتى أتي بهما.
فقال : سرقتما ،
فحلفا له بالله أنهما ما سرقا ، فقال : والله لئن أنتما لم تخرجا ما سرقتما لا
بعثن الى الموضع الذي وضعتما فيه سرقتكما ، ولا بعثن الى صاحبكما الذي سرقتماه حتى
يأخذ كما ويرفعكما الى والي المدينة ، فرأيكما؟ فأبيا أن يرد الذي سرقاه ، فأمر
أبو جعفر 7 غلمانه أن يستوثقوا منهما.
قال ، فانطلق أنت
يا سليمان الى ذلك الجبل وأشار بيده الى ناحية من الطريق ، فاصعد أنت وهؤلاء
الغلمان فان في قلة الجبل كهفا ، فادخل أنت فيه بنفسك ؛ حتى تستخرج ما فيه وتدفعه
الى مولى هذا ، فان فيه سرقة لرجل آخر ولم يأت وسوف يأتي.
فانطلقت وفي قلبي
أمر عظيم مما سمعت حتى انتهيت الى الجبل ، فصعدت الى الكهف الذي وصفه لي ،
فاستخرجت منه عيبتين وقر رحلين ، حتى أتيت بهما أبا جعفر 7 ، فقال : يا
سليمان ان بقيت الى غد رأيت العجب بالمدينه مما يظلم كثير من الناس.
فرجعنا الى
المدينه ، فلما أصبحنا أخذ أبو جعفر 7 بأيدينا فدخلنا معه على والى المدينة ، وقد دخل المسروق
منه برجال براء فقال هؤلاء سرقوها ، واذا الوالي يتفرسهم ، فقال أبو جعفر 7 : ان هؤلاء براء
، وليس هم سراقه وسراقه عندي.
ثم قال لرجل : ما
ذهب لك؟ قال : عيبة فيها كذا وكذا ، فادعى ما ليس له وما لم يذهب منه ، فقال أبو
جعفر 7 : لم تكذب؟ فقال : أنت أعلم بما ذهب منى فهم الوالى يبطش به حتى كفه أبو جعفر
7 ، ثم قال للغلام : ائتني بعيبة كذا وكذا فأتى بها ، ثم قال للوالى : ان ادعى
فوق هذا فهو كاذب مبطل في جميع ما ادعى.
وعندي عيبة أخرى
لرجل آخر وهو يأتيك الى أيام وهو رجل من بربر ، فاذا
أتاك فأرشده إلي
فان عيبته عندي ، وأما هذان السارقان فلست ببارح من هاهنا حتى تقطعهما ، فأتي
بالسارقين فكانا يريان أنه لا يقطعهما بقول أبي جعفر 7 ، فقال أحدهما : لم تقطعنا ولم نقر على أنفسنا بشيء قال :
ويلكما شهد عليكما من لو شهد على أهل المدينة لا جزت شهادته.
فلما قطعهما قال
أحدهما : والله يا أبا جعفر لقد قطعتني بحق ، وما سرني أن الله عز وعلا أجرى توبتي
على يد غيرك ، وأن لي ما حازته المدينه ، وأني لا علم أنك لا تعلم الغيب ، ولكنكم
أهل بيت النبوة ، وعليكم نزلت الملائكة وأنتم معدن الرحمة فرق له أبو جعفر 7 وقال : له أنت
على خير ثم التفت الى الوالي وجماعة الناس فقال : والله لقد سبقته الى الجنة
بعشرين سنة.
______________________________________________________
قوله : وما سرنى أن الله جل
وعلا
أي ما يسرني أن
يكون لي ما حازته وجمعته المدينة ، ويكون توبتي قد أجراها الله جل وعلا على يد
غيرك.
قوله (ع) والله لقد سبقته
الى الجنة بعشرين سنة
سبقته على صيغة
المتكلم وحده ، وبتقدير الباء للتعدية على الحذف والايصال والتقدير لقد سبقت به
الى الجنة بعشرين سنة من سني عمره.
وذلك اخبار منه 7 بان الرجل كان قد
تشيع ودان بولاية أهل البيت : منذ عشرين سنة من عمره.
وربما تقرأ على
صيغة الماضي وتجعل يد الرجل هي الفاعل ، والمعني : لقد سبقته يده المقطوعة الى
الجنة بعشرين سنة اخبارا منه 7 ، بان الاقطع يعيش بعد القطع عشرين سنة ، وان يده المقطوعة
دخلت الجنه من حين القطع ، والا قطع يدخلها من حين موته.
ويدافع ذلك أمران
أحدهما : أن كلام سليمان بن خالد في ذيل الحديث
فقال سليمان بن
خالد لأبي حمزة : يا أبا حمزة رأيت دلالة أعجب من هذا ، فقال أبو حمزة العجيبة في
العيبة الاخرى ، فو الله ما لبثنا الا ثلاثا حتى جاء البربري الى الوالي فأخبره
بقصتها ، فأرشده الوالي الى أبي جعفر 7 فأتاه.
______________________________________________________
كالصريح في أن
الرجل الاقطع قد عاش بعد القطع عشر سنين ، وكان تلك المدة من أصحاب أبي جعفر 7.
والاخر : أن ولوج
الجنة ودخولها لا يصح الا بعد الحشر وانقضاء الحساب وغير ذلك من عقبات يوم الموقف
، فكيف يتصحح ولوج اليد المقطوعة في الجنة من حين القطع؟ ودخول الرجل الاقطع فيها
من حين موته.
فان قلت : الحديث
المشهور عن النبي 6 : من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من الجنة الا
الموت ، يفيد أنه يدخل الجنة من حين ما يموت.
كلا بل انما معناه
ومغزاه : أن الذي يمنعه من ولوج الجنة انما هو اجل الموت ومدة البرزخ من الموت الى
البعث ، لا شيء مما اكتسبه من الذنوب والاثام ، فانها كلها مغفورة له.
واما الاستشكال
بأن الموت اذن هو سبب دخوله الجنة وهو 7 قد جعله مانعا اياه من ذلك ، فجوابه انه اذا جاء الحمام
وطرأ الموت استيقن المرء أنه من أهل الجنة وروحها وريحانها ، فكان ملتذا متبهجا
بذلت مدة زمان البرزخ.
ولذلك كان القبر
روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران ، ولا يكون ذلك الاستيقان والابتهاج
قبل الموت أصلا فهذا الاستيقان والابتهاج في حكم ولوج الجنة ، ولا مانع عن ذلك الا
انتظار حضور الحمام. وهو المعني لقوله 6 لا يمنعه من الجنة الا الموت.
ولقد أوردنا في
المعلقات والوسائل وجوها عديدة في الجواب غير هذا الوجه.
__________________
فقال له أبو جعفر 7 : ألا أخبرك بما
في عيبتك قبل أن تخبرني؟ فقال له البربري : ان أنت أخبرتني بما فيها علمت أنك امام
فرض الله طاعتك ، فقال أبو جعفر 7 : الف دينار لك ، وألف دينار لغيرك ، ومن الثياب كذا وكذا
، قال فما اسم الرجل الذي له الالف؟ قال : محمد بن عبد الرحمن ، وهو على الباب
ينتظرك أتراني أخبرك ألا بالحق؟
فقال البربرى :
آمنت بالله وحده لا شريك له وبمحمد 7 ، وأشهد أنكم أهل بيت الرحمة الذين أذهب الله عنكم الرجس
وطهركم تطهيرا ، فقال أبو جعفر 7 : رحمك الله فخر يشكر ، فقال سليمان بن خالد حججت بعد ذلك
عشر سنين وكنت أرى الاقطع من أصحاب أبي جعفر 7.
٦٦٥ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا محمد بن عيسى ، قال حدثني يونس ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ،
قال لقيت الحسن بن الحسن ، فقال : أما لنا حق أما لنا حرمه ، اذ اخترتم منا رجلا
واحد كفاكم ، فلم يكن له عندي جواب ، فلقيت أبا عبد الله 7 فأخبرته بما كان
من قوله لي ، فقال لي : ألقه فقل له أتيناكم فقلنا
______________________________________________________
ومنها لعله 6 عبر عن حياة هذه
النشأة البائدة الباطلة بالموت ، فانها حياة ظاهرية وهي الموت على الحقيقة ،
والموت الجسداني انما حقيقته الانتقال من أرض الممات الى دار الحياة الحقة
الحقيقة. وهذه الحقيقة متكررة الورود جدا في التنزيل الكريم الالهى ، وفي الأحاديث
الشريفة عنهم صلوات الله عليهم.
والحكماء الالهيون
يقولون : تولد الانسان بمنزلة تكون النطفة في قرار الرحم وحياته في هذه النشأة
بمنزلة مكث الجنين وموت جسده بمنزلة الولادة للحياة الحقيقة الابدية فليتبصر.
قوله : فخر يشكر
باعجام الخاء قبل
الراء المشددة أى سجد للشكر.
هل عندكم ما ليس
عند غيركم : فقلتم : لا ، فصدقناكم وكنتم أهل ذلك ، وآتينا بني عمكم فقلنا هل
عندكم ما ليس عند الناس؟ فقالوا : نعم ، فصدقناهم وكانوا أهل ذلك.
قال : فلقيته فقلت
له ما قال لي ، فقال لي الحسن فان عندنا ما ليس عند الناس فلم يكن عندي شيء ،
فأتيت أبا عبد الله 7 فأخبرته ، فقال لي : القه وقل ان الله عز وجل يقول في
كتابه ( ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ
أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) فاقعدوا لنا حتى
نسألكم : قال : فلقيته فحاججته بذلك ، فقال لي أفما عندكم شيء ألا تعيبونا ، ان
كان فلان تفرغ وشغلنا فذاك الذي يذهب بحقنا.
٦٦٦ ـ علي بن محمد
القتيبي ، قال : حدثنا الفضل بن شاذان ، قال : حدثني أبي ، عن عدة من أصحابنا ، عن
سليمان بن خالد ، قال ، قال لي أبو عبد الله 7 : رحم الله عمي زيدا ما قدر أن يسير بكتاب الله ساعة من
نهار ، ثم قال : يا سليمان بن خالد ما كان عدوكم عندكم؟ قلنا : كفار.
قال : فان الله عز
وجل يقول : ( حَتّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا
الْوَثاقَ فَإِمّا مَنًّا بَعْدُ
______________________________________________________
قوله : ان كان فلان تفرغ
وشغلنا
أن بالفتح للتعليل
على المخففة من المثقلة.
و « فلان » كناية
عن أبي عبد الله الصادق وأبيه أبي جعفر الباقر :.
ومعنى الكلام
حاججته وأفحمته بذلك فقال : أفما عندكم معشر الشيعة غير ان تعيبونا ، وانما سبب
ذلك أن فلانا قد تفرغ من امر الجهاد والقيام بطلب حق الخلافة ، ونحن قد شغلنا
أنفسنا وأصحابنا بذلك.
وهذا نظير قول
يحيى بن زيد انهما يعني بهما الباقر والصادق 8 دعوا الناس الى الحياة ، ودعوناهم الى الموت.
__________________
وَإِمّا
فِداءً ) فجعل المن بعد الاثخان ، وأسرتم قوما ثم خليتم سبيلهم قبل
الاثخان ، فمنتم قبل الاثخان ، وانما جعل الله المن بعد الاثخان ، حتى خرجوا عليكم
من وجه آخر فقاتلوكم.
٦٦٧ ـ محمد بن
مسعود ، ومحمد بن الحسن البراثي ، قالا : حدثنا ابراهيم ابن محمد بن فارس ، عن
أحمد بن الحسن ، عن علي بن يعقوب ، عن مروان بن مسلم ، عن عمار الساباطي ، قال :
قال سليمان بن خالد لأبي عبد الله 7 وأنا جالس : اني منذ عرفت هذا الامر أصلي في كل يوم صلاتين
أقضي ما فاتني قبل معرفته ، قال : لا تفعل فان الحال التي كنت عليها أعظم من ترك
ما تركت من الصلاة.
٦٦٨ ـ محمد بن
الحسن ، وعثمان بن حامد ، قالا : حدثنا محمد بن يزداد ، عن محمد بن الحسين ، عن
الحسن بن علي بن فضال ، عن مروان بن مسلم ، عن عمار الساباطي ، قال : كان سليمان
بن خالد خرج مع زيد بن علي حين خرج ، قال ، فقال له رجل ونحن وقوف في ناحية وزيد
واقف في ناحية : ما تقول في زيد هو خير أم جعفر؟ قال سليمان : قلت والله ليوم من
جعفر خير من زيد أيام الدنيا ،
قال : فحرك دابته
وأتى زيدا وقص عليه القصة ، قال : ومضيت نحوه فانتهيت الى زيد وهو يقول جعفر
امامنا في الحلال والحرام.
ما روى في
العيص بن القاسم وكلامه لخاله
٦٦٩ ـ حدثني صدقة
بن حماد ، عن أبي سعيد الادمي ، عن موسى بن سلام ، عن الحكم بن مسكين ، عن عيص بن
القاسم قال : دخلت على أبي عبد الله 7
______________________________________________________
ما روى في العيص بن قاسم
العيص بن القاسم
وأخوه الربيع بن القاسم ابنا اخت سليمان بن خالد الاقطع ، رويا عن أبي عبد الله 7 ، وابي الحسن
موسى 8 قاله النجاشي .
__________________
مع خالي سليمان بن
خالد ، فقال لخالي : من هذا الفتى؟ قال : هذا ابن اختي ، قال فيعرف أمركم؟ فقال له
: نعم ، فقال : الحمد لله الذي لم يجعله شيطانا ، ثم قال يا ليتني واياكم بالطائف
أحدثكم وتونسوني ، وتضمن لهم الا يحرج عليهم أبدا.
ما روى في
ربعى بن عبد الله أبو نعيم
٦٧٠ ـ قال محمد بن
مسعود : سألت أبا محمد عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي ، عن ربعي بن عبد الله؟
فقال : هو بصري ، هو ابن الجارود ، ثقة.
ما روى في
احمد بن عائذ
٦٧١ ـ قال محمد بن
مسعود : سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضال ، عن أحمد بن عائذ كيف هو؟ فقال :
صالح ، وكان يسكن بغداد ، وقال أبو الحسن : أنا لم ألقه.
تم الجزء الرابع
من كتاب أبي عمرو الكشي
في أخبار الرجال
ويتلوه في الجزء الخامس :
ما روي في يونس بن
ظبيان. والحمد لله رب العالمين ،
والصلاة على محمد
وآله الطيبين الطاهرين ، والسلام كثيراً
______________________________________________________
وذكر الشيخ في
كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق 7 الربيع ابن القاسم البجلي مولاهم الكوفي .
__________________

الجزء الخامس من
الاختيار من كتاب أبي عمرو
محمد بن عمر بن
عبد العزيز الكشي في معرفة الرجال
بسم الله
الرّحمن الرّحيم
ما روى في
يونس بن ظبيان
٦٧٢ ـ قال محمد بن
مسعود : يونس بن ظبيان متهم غال ، وذكر أن عبد الله ابن محمد بن خالد الطيالسي ،
قال : كان الحسن بن علي الوشاء بن بنت الياس ، يحدثنا بأحاديثه ، اذ مر علينا حديث
النبي يرويه يونس بن ظبيان ، حديث العمود ، فقال : تحدثوا عني هذا الحديث لا روي
لكم ، ثم رواه.
٦٧٣ ـ حدثني محمد
بن قولويه القمي ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن
يونس ، قال : سمعت رجلا من الطيارة يحدث أبا الحسن الرضا 7 عن يونس بن ظبيان
، أنه قال : كنت في بعض الليالى وأنا في الطواف فاذا نداء من فوق رأسي : يا يونس
اني أنا الله لا إله الا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ، فرفعت رأسي فاذا ج.
______________________________________________________
ما روى في يونس بن ظبيان
قوله فرفعت رأسى فاذا ج
« اذا » للمفاجاة
، و « ج » كناية عن جبرئيل 7.
فغضب أبو الحسن 7 غضبا لم يملك
نفسه ، ثم قال للرجل : أخرج عني لعنك الله ، ولعن من حدثك ، ولعن يونس بن ظبيان
ألف لعنة يتبعها ألف لعنة كل لعنة منها تبلغك قعر جهنم ، أشهد ما ناداه الا شيطان
، أما أن يونس مع أبي الخطاب في أشد العذاب مقرونان ، وأصحابهما الى ذلك الشيطان
مع فرعون وآل فرعون في أشد العذاب ، سمعت ذلك من أبي 7.
قال يونس : فقام
الرجل من عنده فما بلغ الباب الا عشر خطا حتى صرع مغشيا عليه وقد قاء رجيعه وحمل
ميتا.
فقال أبو الحسن 7 : أتاه ملك بيده
عمود فضرب على هامته ضربة قلب فيها مثانته حتى قاء رجيعه وعجل الله بروحه الى
الهاوية ، وألحقه بصاحبه الذي حدثه ، بيونس بن ظبيان ، ورأى الشيطان الذي كان
يتراءى له.
٦٧٤ ـ حدثني أحمد
بن علي ، قال : حدثني أبو سعيد الادمي ، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حماد ، عن
ابن فضال ، عن غالب بن عثمان ، عن عمار ابن أبي عنبسة ، قال : هلكت بنت لأبي
الخطاب ، فلما دفنها اطلع يونس بن ظبيان في قبرها ، فقال : السلام عليك يا بنت
رسول الله.
٦٧٥ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي ، عن الحسن بن علي الزيتوني ، عن
أبي محمد القاسم بن الهروي ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن ابن أبي عمير ،
عن هشام بن سالم ، قال : سألت أبا عبد الله 7 عن يونس بن ظبيان؟ فقال : ; وبنى له بيتا في الجنة ، كان والله مأمونا على الحديث : قال
أبو عمرو الكشي ابن الهروى مجهول ، وهذا حديث غير صحيح ، مع ما قد روى في يونس بن
ظبيان.
ما روى في
عنبسة بن مصعب
٦٧٦ ـ قال حمدويه
: عنبسة بن مصعب ناووسي ، واقفي على أبي عبد الله 7 ، وانما سميت الناووسية برئيس كان لهم يقال له : فلان بن
فلان الناووس.
٦٧٧ ـ علي بن
الحكم ، عن منصور بن يونس ، عن عنبسة بن مصعب ، قال سمعت أبا عبد الله 7 يقول : أشكو الى
الله وحدتي وتقلقلي من أهل المدينة حتى تقدموا وأراكم وأسر بكم ، فليت هذا الطاغية
أذن لي فاتخذت قصرا فسكنته وأسكنتكم معي ، وأضمن له الا يجيء من ناحيتنا مكروه
أبدا.
ما روى في
الحسين بن أبى العلاء
٦٧٨ ـ قال محمد بن
مسعود ، عن علي بن الحسن : الحسين بن أبي العلاء الخفاف وكان أعور.
______________________________________________________
ما روى في الحسين بن ابى
العلاء
أبو العلاء ثلاثة
، خالد بن بكار أبو العلاء الخفاف الكوفي.
وخالد بن طهمان
أبو العلاء الخفاف الكوفي السلولي ، بفتح السين نسبة الى سلول قبيلة من هوازن ،
وهذان قد ذكرهما الشيخ ; في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر 7 في باب الاسماء .
وأبو العلاء
الخفاف بن عبد الملك الازدي ، وذكره الشيخ أيضا في أصحاب الباقر 7 في باب الكنى ، وهذا والد
الحسين وعلي وعبد الحميد.
وأما خالد بن
طهمان فوالد الحسين وعبد الله. والقاصرون يلبس عليهم الامر فليعلم.
__________________
قال حمدويه :
الحسين هو أزدي وهو الحسين بن خالد بن طهمان الخفاف ، وكنية خالد أبو العلاء ،
أخوه عبد الله بن أبي العلاء.
______________________________________________________
قوله وهو الحسين بن خالد بن
طهمان الخفاف
خالد بن طهمان أبو
العلاء الخفاف الكوفي السلولي الازدي ، ذكره البخارى ومسلم صاحبا صحيحي العامة
واسندا عنه الحديث في صحيحيهما.
وقال شيخنا أبو
العباس النجاشي ; في كتابه : قال البخاري : روى عن عطية وحبيب بن أبي حبيب ،
سمع منه وكيع ، ومحمد بن يوسف. وقال مسلم بن الحجاج : أبو العلاء الخفاف له نسخة
أحاديث رواها عن أبي جعفر ـ يعني به مولانا الباقر 7 ـ كان من العامة .
قلت : رام رحمه
الله تعالى بذلك أنه كان من رجال
الحديث عند العامة ، لا أنه كان عامي المذهب ، كما توهمه الحسن بن داود رحمه
الله تعالى ، وقلده في
التوهم من لم يتمهر من أهل هذا العصر ، كيف؟ وعلماء العامة قد ضعفوه ، وتركوا أحاديثه للتشيع ،
مع اعترافهم بجلالته.
قال أبو عبد الله
الذهبي في مختصره وفي ميزان الاعتدال : خالد بن طهمان أبو العلاء الكوفي الخفاف ،
عن أنس وعدة ، وعنه الفريابي وأحمد بن يونس ، صدوق شيعي ، وضعفه ابن معين لذلك.
ومثل ذلك في شرح
صحيح البخاري فلا تكن من الغافلين.
قوله رحمه الله تعالى : أخوه
عبد الله بن أبى العلاء
وأما الحسين بن
أبي العلاء بن عبد الملك الازدي الخفاف ، فأخواه على
__________________
أبو أيوب
ابراهيم بن عيسى الخزاز
٦٧٩ ـ قال محمد بن
مسعود : عن علي بن الحسن ، أبو أيوب كوفي ، اسمه ابراهيم بن عيسى ، ثقة.
على بن
ميمون الصائغ
٦٨٠ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، قال : حدثني محمد ابن الحسن ، عن جعفر بن بشير
، عن علي بن ميمون الصائغ ، قال : دخلت عليه يعني أبا عبد الله 7 ليلة ، فقلت اني
أدين الله بولايتك وولاية آبائك وأجدادك : فادع الله أن يثبتني فقال : رحمك الله رحمك الله.
______________________________________________________
وعبد الحميد وهم
ثلاثتهم ابنا ابي العلاء الخفاف ابن عبد الملك.
قال النجاشي :
الحسين بن أبي العلاء الخفاف أبو علي الاعور مولى بني أسد ، ذكر ذلك ابن عقده ،
وعثمان بن حاتم ، وقال أحمد بن الحسين ـ رحمه
الله تعالى ـ هو مولى بني عامر ،
وأخواه علي وعبد الحميد ، روى الجميع عن أبي عبد الله 7 وكان الحسين أوجههم
له كتب .
وقال في ترجمة
أخيه : عبد الحميد بن أبي العلاء بن عبد الملك الازدي ثقة روى عن أبي عبد الله 7 له كتاب .
والسيد المكرم
جمال الدين أحمد بن طاوس في البشرى ذكر تزكية الحسين.
وحكاه عنه الحسن
بن داود في كتابه وقال : فيه نظر عندي لتهافت الاقوال فيه .
ونحن قد حققنا حق
المقال هناك في المعلقات على الاستبصار وفي حواشي الفقيه فيلتقن.
__________________
سعيدة
مولاة جعفر (ع)
٦٨١ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، قال : حدثني محمد بن الوليد ، عن العباس بن
هلال ، عن أبي الحسن الرضا 7 ، ذكر أن سعيدة مولاة جعفر 7 كانت من أهل الفضل ، كانت تعلم كلما سمعت من أبي عبد الله 7 ، وأنه كان عندها
وصية رسول الله 6 وأن جعفرا قال لها : أسأل الله الذي عرفنيك في الدنيا أن
يزوجنيك في الجنة.
وأنها كانت في قرب
دار جعفر 7 ، لم تكن ترى في المسجد الا مسلمة على النبي 6 خارجة الى مكة ، أو قادمة من مكة.
وذكر أنه كان آخر
قولها : قد رضينا الثواب وآمنا العقاب.
عاصم بن
حميد الحناط
٦٨٢ ـ عاصم بن
حميد الحناط مولى بني حنيفة ، مات بالكوفة.
على بن
السرى الكرخى
٦٨٣ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثنا محمد بن نصير ، قال : حدثني محمد ابن عيسى.
وحمدويه ، قال :
حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثنا القاسم الصيقل ، رفع الحديث الى أبي عبد الله 7 ، قال ، كنا
جلوسا عنده فتذاكرنا رجلا من أصحابنا فقال بعضنا : ذلك ضعيف ، فقال أبو عبد الله 7 ان كان لا يقبل
ممن دونكم حتى يكون مثلكم لم يقبل منكم حتى تكونوا مثلنا.
قال أبو جعفر
العبيدي ، قال الحسن بن علي بن يقطين ، أظن الرجل على ابن السري الكرخي.
ما روى في
أبى ناب الدغشى الحسن بن عطية
وأخويه
على ومالك ابنى عطية
٦٨٤ ـ قال محمد بن
مسعود : سألت علي بن الحسن ، عن أبي ناب الدغشي قال : هو الحسن بن عطية ، وعلي بن
عطية ، ومالك بن عطية أخوة كوفيون ، وليسوا بالاحمسية ، فان في الحديث مالك
الاحمسي ، والاحمس بطن من بجيلة.
ما روى في
بنى رباط
٦٨٥ ـ قال نصر بن
الصباح. كانوا اربعة اخوة الحسن والحسين وعلي ويونس ، كلهم أصحاب أبي عبد الله 7 ولهم أولاد كثير
من حملة الحديث.
______________________________________________________
ما روى في بنى رباط
قوله : كانوا اربعة اخوة
صريح هذا الكلام
أن علي بن رباط أخو يونس والحسن والحسين ، وانهم أربعتهم ابناء رباط ، وكلهم أصحاب
أبي عبد الله الصادق 7.
وذكر النجاشي فيهم
اسحاق وعبد الله ابني رباط .
والشيخ ; في كتاب الرجال
أورد في أصحاب الصادق 7 عبد الله بن رباط وعلي بن رباط ، وكذلك الحسن بن رباط
والحسين بن رباط ويونس بن رباط .
وذكر في أصحاب ابي
الحسن الرضا 7 علي بن الحسن بن رباط .
__________________
في المنخل
بن جميل الكوفى بياع الجوارى
٦٨٦ ـ قال محمد بن
مسعود : سألت علي بن الحسن ، عن المنخل بن جميل فقال : هو لا شيء ، متهم بالغلو.
______________________________________________________
وسيأتي أيضا في
كتاب أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالى في أصحاب الرضا 7.
فاذن من المنصرح
ان علي بن رباط من أصحاب الصادق 7 هو عم علي ابن الحسن بن رباط من أصحاب الرضا 7.
وفي المتحذلقين في
علم الرجال من أهل هذا العصر من التبس عليه الامر التباسا ثخينا ، واشتبه عليه
الحق اشتباها متراكما ، فحسب أن علي بن رباط وعلي ابن الحسن بن رباط واحد ، متشبثا
بأن الشيخ في الفهرست ذكر علي بن الحسن بن الرباط ، ثم أخيرا في ايراد الاستناد
عنه قال. عن علي بن رباط فعلم الاتحاد .
قلت : ما أوهن هذا
المتشبث وما أسخفه ، فان الاختصار أخيرا على نسبته الى رباط وهو جده ، ليس يستلزم
الاتحاد بين على بن رباط وابن أخيه على بن الحسن بن رباط أصلا ، بل انما مقتضاه أن
على بن رباط المذكور أخيرا في ذكر الطريق اليه هو علي بن الحسن بن رباط المذكور
أولا في العنوان.
على أن في عامة
نسخ الفهرست التي وقعت إلي اثبات الحسن في البين أخيرا أيضا كما في العنوان أولا ،
وربما كان في بعض النسخ عنه بالضمير أخيرا ، فلا تكونن من الخالطين.
في المنخل بن جميل الكوفى
المنخل ـ بالنون
والخاء المعجمة المشددة المفتوحتين بين الميم واللام ـ ابن جميل الاسدي الكوفي
بياع الجواري ، روى عن الصادق والكاظم 8.
قال النجاشي : انه
ضعيف فاسد الرواية .
__________________
أبو عبيدة
زياد الحذاء
٦٨٧ ـ حدثني أحمد
بن محمد بن يعقوب ، قال : أخبرني عبد الله بن حمدويه قال : حدثنى محمد بن عيسى ،
عن بشير ، عن الارقط ، عن أبي عبد الله 7 ، قال لما دفن أبو عبيدة الحذاء ، قال ، قال : انطلق بنا
حتى نصلي على أبي عبيدة.
قال : فانطلقنا
فلما انتهينا الى قبره لم يزد على أن دعا له ، فقال : اللهم برد على أبي عبيدة ،
اللهم نور له قبره ، اللهم ألحقه بنبيه ، ولم يصل عليه ، فقلت له : هل على الميت
صلاة بعد الدفن؟ قال : لا ، انما هو الدعاء له.
٦٨٨ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثني جعفر بن بشير ، عن داود بن سرحان
، قال ، قال أبو عبد الله 7 لي في كفن أبي عبيدة الحذاء : انما الحنوط الكافور ، ولكن
اذهب فاصنع كما صنع الناس.
في بشير
النبال وشجرة أخيه ومحمد بن زيد الشحام
٦٨٩ ـ طاهر بن
عيسى الوراق ، قال : حدثنا جعفر بن أحمد بن أيوب ، قال : حدثني أبو الحسن صالح بن
أبي حماد الرازي ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن محمد
بن زيد الشحام ، قال رآني أبو عبد الله 7 وأنا أصلي فأرسل إلي ودعاني ، فقال لي : من أين أنت؟ قلت :
من مواليك ، قال : فأي موالي؟ قلت : من الكوفة ، فقال : من تعرف من الكوفة ، قال ،
قلت : بشير النبال وشجرة.
______________________________________________________
وقال أحمد بن
الحسين الغضائري : الغلاة أضافوا اليه أحاديث كثيرة منكرة فكان متهما بالغلو.
في بشير النبال وشجرة أخوه
بشير النبال على
الاضافة لا على التوصيف ، فان النبال هو أبو أراكه جد بشير وشجرة لا بشير ، وآل
النبال كلهم ثقاة أجلاء ، وبشير أوجههم وأعرفهم.
قال : وكيف
صنيعتهما؟ فقال : ما أحسن صنيعتهما إلي ، قال : خير المسلمين من وصل وأعان ونفع ،
ما بت ليلة قط ولله في مالي حق يسألنيه.
ثم قال : أي شيء
معكم من النفقة؟ قلت : عندي مائتا درهم ، قال : أرنيها
______________________________________________________
والعلامة ومن قلده
من المتأخرين عن ذلك من الذاهلين ، فلذلك في الخلاصة كان في بشير النبال من
المتوقفين .
أي في تعديله
واستصحاح حديثه لا في مدحه واستقامة عقيدته ، والتمسك في في أحكام الحلال والحرام
بروايته اذا تكن معارضة برواية على خلافها صحيحة.
لأنه لم يظفر في
ترجمة بشير النبال بالنص عليه بالتوثيق لأحد من الاصحاب ولم يكن يستشعر أنه من آل
النبال أبي أراكه المنصوص عليهم بالثقة والجلالة ، وهم بشير وشجرة ابنا ميمون
والحسن بن شجرة وأخوه علي بن شجرة وغيرهم ، وأبو أراكه البجلي الهمداني الكوفي
الكندي من أصحاب أمير المؤمنين 7.
قال النجاشي رحمه
الله تعالى : علي بن شجرة بن ميمون
بن أبي أراكه النبال مولى كنده ، روى أبوه عن أبي جعفر وأبي عبد الله 8 ، وأخوه الحسن بن
شجرة روى ، وهم كلهم ثقات وجوه جلة .
والشيخ رحمه
الله تعالى ذكرانهم بيت الثقة
والجلالة ، وذكر بشر النبال بكسر الموحدة واسكان المعجمة واسقاط المثناة من تحت ،
وقال : أبوه ميمون هو أبو اراكه لا ابن أبي اراكه.
قال في كتاب
الرجال في باب الباء من أصحاب أبي جعفر الباقر 7 : بشر ابن ميمون الوابشي الهمداني النبال الكوفي ، وأخوه
شجرة ، وهما ابنا ابي أراكه واسمه ميمون مولى بني وابش وهو ميمون بن سنجار.
__________________
فأتيته بها فزادني
فيها ثلاثين درهما ودينارين ، ثم قال : تعشّ عندي! فجئت فتعشيت عنده.
قال : فلما كان من
القابلة لم أذهب اليه ، فأرسل إلي فدعاني من عنده ، فقال : ما لك لم تأتني البارحة
قد شفقت علي؟ فقلت : لم يجئني رسولك ، قال : فأنا رسول نفسي إليك ما دمت مقيما في
هذه البلدة ، أي شيء تشتهي من الطعام؟ قلت : اللبن ، قال ، فاشترى من أجلي شاة
لبونا.
قال ، فقلت له :
علمني دعاء ، قال : اكتب ـ بسم الله الرحمن الرحيم ، يا من أرجوه لكل خير وآمن
سخطه عند كل عثرة ، يا من يعطي الكثير بالقليل ، ويا من أعطى من سأله ، تحننا منه
ورحمة ، يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه صل على محمد وأهل بيته ، وأعطني بمسألتي
اياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة ، فانه غير منقوص لما أعطيت وزدني من سعة
فضلك يا كريم.
______________________________________________________
وقال : في باب
الشين شجرة أخو بشير النبال باثبات الياء بين الشين والراء على فعيل.
وفي باب الباء من
أصحاب أبي عبد الله الصادق 7 قال : بشر بن ميمون الوابشي النبال كوفي.
وقال في باب الشين
: شجرة بن ميمون بن أبي أراكه الوابشي مولاهم الكوفي.
وقال في باب الكنى
من أصحاب أمير المؤمنين 7 : أبو اراكة البجلي كوفي .
قلت : ما قاله
الشيخ لعله هو المستبين.
قوله (ع) : فانه غير منقوص
لما أعطيت
اللام اما مفتوحة
للتأكيد وضمير فانه للشأن ، والمعنى : لعطاؤك عطاء غير منقوص.
__________________
ثم رفع يديه ،
فقال : يا ذا المن والطول يا ذا الجلال والاكرام يا ذا النعماء والجود ارحم شيبتي
من النار ، ثم وضع يده على لحيته ولم يرفعها الا وقد امتلأ ظهر كفه دموعا.
في عمر
أخي عذافر
٦٩٠ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني الحسين بن إشكيب ، عن ابن أورمة ، عن القاسم بن محمد ، عن
حبيب الخثعمي ، قال : سمعت أبا عبد الله 7 يقول وذكر أبا الخطاب ، فقال : اتقوا الكذابين ، قال ،
وقال أبو عبد الله 7 : اني أرسلت مع عمر أخي عذافر لأم فروة بمتعة لها عندكم ،
فزعم أني استودعته علما.
في سكبن
النخعى
٦٩١ ـ محمد بن
مسعود قال : كتب إلي الفضل بن شاذان ، يذكر عن ابن أبي عمير ، عن ابراهيم بن عبد
الحميد ، قال ، حججت وسكين النخعي ، فتعبد وترك النساء والطيب والثياب والطعام
الطيب ، وكان لا يرفع رأسه داخل المسجد الى السماء ، فلما قدم المدينة دنا من أبي
اسحاق فصلى الى جانبه ، فقال جعلت فداك اني أريد أن أسألك عن مسائل؟ قال : اذهب فاكتبها
وأرسل بها إلي.
فكتب جعلت فداك
رجل دخله الخوف من الله عز وجل حتى ترك النساء والطعام الطيب ، ولا يقدر أن يرفع
رأسه الى السماء ، وأما الثياب فشك فيها.
فكتب : أما قولك
في ترك النساء : فقد علمت ما كان لرسول الله من النساء ، وأما قولك في ترك الطعام
الطيب : فقد كان رسول الله 6 يأكل اللحم والعسل ، وأما قولك أنه دخله الخوف حتى لا
يستطيع أن يرفع رأسه الى السماء : فليكثر من تلاوة هذه الآيات : الصابرين
والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار.
______________________________________________________
أو مكسورة للتعليل
والضمير لخير الدنيا والآخرة ، أي أنه غير منقوص في خزائنك بسبب كثرة عطيتك.
في عروة
القتات
٦٩٢ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني أحمد بن منصور ، عن أحمد بن الفضل الكناسي ، قال ، قال لي أبو
عبد الله 7 : أي شيء بلغني عنكم؟ قلت : ما هو؟ قال : بلغني أنكم أقعدتم قاضيا بالكناسة
، قال ، قلت : نعم جعلت فداك ذاك رجل يقال له عروة القتات ، وهو رجل له حظ من عقل
، يجتمع عنده فيتكلم ويتسائل ثم يرد ذلك إليكم ، قال : لا بأس.
في الحسين
بن المنذر
٦٩٣ ـ حمدويه قال
: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن الحسين بن المنذر ،
قال : كنت عند أبي عبد الله 7 جالسا
______________________________________________________
في عروة القتات
القتات بفتح القاف
والتاء والمثناة من فوق المشددة على فعال ، وأصل معناه في اللغة النمام من القت
بمعني النم ، أو الذي يستمع أحاديث الناس من حيث لا يعلمون نمها أو لم ينمها ، أو
الذي يجمع العلم أو المال قليلا قليلا.
وعروة القتات وفي
كتاب الحسن بن داود : عروة بن القتات حسن الذكر ممدوح الحال .
وما قيل : ألا
حمدان المذكوران في الطريق مجهولان ، ساقط على ما أدريناك سالفا غير مرة واحدة.
قوله : يجتمع عنده
يجتمع على ما لم
يسم فاعله ، أى يجتمع الناس عنده ، أو نجتمع بنون المتكلم مع الغير أي نجتمع نحن
معشر شيعة الكوفة عنده.
__________________
فقال لي معتب :
خفف عن أبي عبد الله 7 : فقال ابو عبد الله 7 : دعه فانه من قراح الشيعة.
في حماد
الناب وجعفر والحسين أخويه
٦٩٤ ـ حمدويه ،
قال : سمعت أشياخي يذكرون : أن حمادا وجعفرا والحسين بني عثمان بن زياد الرواسي ،
وحماد يلقب بالناب ، وكلهم فاضلون خيار ثقات.
حماد بن عثمان
مولى عني مات سنة تسعين ومائة بالكوفة.
في القاسم
بن عروة
٦٩٥ ـ مولى أبي
أيوب الخوزي ، وزير أبي جعفر المنصور.
في أبى
مسروق وابنه الهيثم
٦٩٦ ـ حمدويه ،
قال : لأبي مسروق ابن يقال له الهيثم ، سمعت أصحابي يذكرونهما بخير ، كلاهما
فاضلان.
في عنبسة
بن بجاد العابد
٦٩٧ ـ حمدويه ،
قال : قال : سمعت أشياخي يقولون : عنبسة بن بجاد كان خيرا فاضلا.
في ذريح
المحاربى
٦٩٨ ـ روى أبو
سعيد بن سليمان ، قال : حدثنا العبيدي ، قال : حدثنا يونس ابن عبد الرحمن ، وصفوان
بن يحيى ، وجعفر بن بشير جميعا ، عن ذريح المحاربي ، عن أبي عبد الله 7 قال : ما ترك
الله الارض بغير امام قط منذ قبض آدم 7 يهتدى
______________________________________________________
في الحسين بن المنذر
قوله 7
: من قراح الشيعة
بالقاف والراء
واهمال الحاء أخيرا ، أي من خالصتهم وخلصهم.
به الى الله تبارك
وتعالى ، وهو الحجة على العباد ، من تركه هلك ومن لزمه نجا حقا على الله تعالى.
٦٩٩ ـ روي عن محمد
بن سنان ، عن عبد الله بن جبلة الكناني ، عن ذريح المحاربي قال ، قلت لأبي عبد
الله 7 بالمدينة : ما تقول في أحاديث جابر؟ قال : تلقاني بمكة قال : فلقيته بمكة ،
فقال : تلقاني بمنى ، قال : فلقيته بمنى فقال لي : ما تصنع بأحاديث جابر! أله عن
أحاديث جابر فانها اذا وقعت الى السفلة أذاعوها. قال عبد الله بن جبلة : فاحتسبت
ذريحا سفلة.
٧٠٠ ـ حدثني خلف
بن حماد ، قال : حدثني أبو سعيد ، قال : حدثني الحسن بن محمد بن أبي طلحة ، عن
داود الرقي ، قال ، قلت لأبي الحسن الرضا 7 : جعلت فداك انه والله ما يلج في صدري من أمرك شيء الا
حديثا سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر 7 ، قال لي : وما هو؟ قال سمعته يقول : سابعنا قائمنا ان شاء
الله ، قال : صدقت وصدق ذريح وصدق أبو جعفر 7 ،
______________________________________________________
في ذريح المحاربى
قوله : فاحتسبت ذريحا سفلة
بل ظاهر سياق
الكلام أن ذريحا ليس من السفلة ، وأنه 7 انما نهاه وألهاه عن أحاديث جابر ، لئلا تقع الى السفلة
الجهلة فيذيعوها ، وهي صعبة المسلك عسرة المأخذ ، لا تحتملها المدارك القاصرة
والاذهان الضيقة.
قوله 7
: سابعنا قائمنا إن شاء الله
لعل المروم بقول
أبي جعفر 7 سابعنا سابع من بعده من الائمة الاثنى عشر الطاهرين.
وأما كلام أبي
الحسن الرضا 7 فمغزاه : أنه ولو كان المراد سابع الاثنى عشر المعصومين صلوات الله عليهم ،
فانما سبيل قوله 7 قائمنا إن شاء الله سبيل
فازددت والله شكا
، ثم قال يا داود بن أبي خالد : أما والله لو لا أن موسى قال للعالم ستجدني ان شاء
الله صابرا ما سأله عن شيء ، وكذلك أبو جعفر 7 لو لا أن قال إن شاء الله لكان كما قال ، قال : فقطعت
عليه.
في مفضل
بن مزيد أخي شعيب الكاتب
٧٠١ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني أحمد بن منصور ، عن أحمد بن الفضل ، عن محمد بن زياد ، عن
المفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب ، قال ، قال أبو عبد الله 7 : انظر ما اصبت
فعد به على اخوانك ، فان الله عز وجل يقول ( إِنَّ الْحَسَناتِ
يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) قال مفضل : كنت خليفة أخي على الديوان ، قال ، وقد قلت :
وقد ترى مكاني من هؤلاء القوم فما ترى ، قال : لو لم تكن كنت.
٧٠٢ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني جعفر بن أحمد ، قال : حدثني العمركي عن محمد بن علي وغيره عن
ابن أبي عمير ، عن مفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب قال : دخل علي أبو عبد الله 7 وقد امرت أن اخرج
لبني هاشم جوائز ، فلم أعلم
______________________________________________________
قول موسى على
نبينا وعليه السلام ( سَتَجِدُنِي إِنْ
شاءَ اللهُ صابِراً ) فليفقه.
في مفضل بن مزيد
قوله 7
: فعد به
من العائدة وهي
العارفة والمعروف لا من العود.
قوله 7
: لو لم تكن كنت
أي لو لم تكن في
مكانك الذي أنت فيه من هؤلاء ، ولا ناظرا في ديوانهم ، لكنت من السعداء الاخيار ،
وكما يرتضيه الاولياء الابرار ، فلا نقيصة فيك الا من جهة هذه المنقصة.
__________________
الا وهو على رأسي
وأنا مستخلي ، فوثبت اليه ، فسألني عما أمر لهم ، فناولته الكتاب ، قال : ما أرى
لإسماعيل هاهنا شيئا فقلت : هذا الذي خرج إلينا.
ثم قلت له : جعلت
فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم فقال لي : انظر ما أصبت فعد به على أصحابك ، فان
الله جل وعلا يقول ( إِنَّ الْحَسَناتِ
يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ )
في على بن
حماد الازدى
٧٠٣ ـ محمد بن مسعود قال : علي بن حماد متهم ، وهو الذي يروي كتاب الاظلة.
سليمان
الديلمى
٧٠٤ ـ محمد بن
مسعود ، قال، قال علي بن محمد : سليمان الديلمي من الغلاة الكبار.
تسمية
الفقهاء من أصحاب أبى عبد الله (ع)
٧٠٥ ـ أجمعت
العصابة على تصحيح ما يصح من هؤلاء وتصديقهم لما يقولون وأقروا لهم بالفقه ، من
دون أولئك الستة الذين عددناهم وسميناهم ، ستة نفر : جميل بن دراج. وعبد الله بن
مسكان ، وعبد الله بن بكير ، وحماد بن عيسى ، وحماد ابن عثمان ، وأبان بن عثمان.
قالوا : وزعم أبو
اسحاق الفقيه يعنى ثعلبة بن ميمون : أن أفقه هؤلاء جميل ابن دراج وهم أحداث أصحاب
أبي عبد الله 7.
في سورة
بن كليب
٧٠٦ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني الحسين بن إشكيب ، عن عبد الرحمن
______________________________________________________
في سليمان الديلمى
قوله : قال على بن محمد
هو علي بن محمد فيروزان
المقيم بكش ، وقد سلف ذكره مرارا.
__________________
ابن حماد ، عن
محمد بن اسماعيل الميثمي ، عن حذيفة بن منصور ، عن سورة بن كليب ، قال ، قال لي
زيد بن علي : يا سورة كيف علمتم أن صاحبكم على ما تذكرونه؟ قال : فقلت له : على
الخبير سقطت ، قال ، فقال : هات.
فقلت له : كنا
نأتي أخاك محمد بن علي 7 نسأله ، فيقول قال رسول الله 6 وقال الله جل وعز في كتابه ، حتى مضى أخوك فأتيناكم آل
محمد وأنت فيمن آتيناه فتخبرونا ببعض ولا تخبرونا بكل الذي نسألكم عنه. حتى أتينا
ابن أخيك جعفرا فقال لنا كما قال أبوه قال رسول الله 6 وقال تعالى ، فتبسم وقال أما والله ان قلت هذا فان كتب علي
7 عنده.
في المعلى
بن خنيس
٧٠٧ ـ حدثني
حمدويه بن نصير ، قال : حدثني العبيدي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن
الحجاج ، قال : حدثني اسماعيل بن جابر ، قال : كنت مع أبي عبد الله 7 مجاورا بمكة ،
فقال لي : يا اسماعيل أخرج حتى تأتي مرا أو عسفان ،
______________________________________________________
في المعلى بن خنيس
قوله 7
: حتى تأتى مرا وعسفان
في المغرب : المر
بالفتح الذي يعمل به في الطين ، وبطن مر موضع من مكة على مرحلة.
وفي النهاية
الاثيرية : قد تكرر ذكر مر الظهران في الحديث وهو واد بين مكة
وعسفان واسم القرية المضافة اليه.
مر بفتح الميم
وتشديد الراء ، وفيه : بطن مر ومر الظهران هما بفتح الميم وتشديد الراء موضع بقرب
مكة.
وفي القاموس :
عسفان كعثمان موضع من مكة على مرحلتين .
__________________
فسل هل حدث
بالمدينة حدث ، قال : فخرجت حتى أتيت مرا فلم ألق أحدا ، ثم مضيت حتى أتيت عسفان
فلم يلقني أحد.
فارتحلت من عسفان
فلما خرجت منها لقيني عير تحمل زيتا من عسفان ، فقلت لهم : هل حدث بالمدينة حدث؟
قالوا لا ، الا قتل هذا العراقي الذي يقال له المعلى ابن خنيس.
قال : فانصرفت الى
أبي عبد الله 7 فلما رآني قال لي : يا اسماعيل قتل المعلى بن خنيس؟ فقلت :
نعم ، قال ، فقال : أما والله لقد دخل الجنة.
٧٠٨ ـ عن ابن أبي
نجران ، عن حماد الناب ، عن المسمعي ، قال : لما أخذ داود بن علي المعلى بن خنيس حبسه
وأراد قتله ، فقال له معلى أخرجني الى الناس فان لي دينا كثيرا وما لا حتى أشهد
بذلك؟ فأخرجه الى السوق فلما اجتمع الناس.
قال : يا أيها
الناس أنا معلى بن خنيس من عرفني فقد عرفني ، اشهدوا أن ما تركت من مال عين أو دين
أو أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد قال : فشد عليه صاحب شرطة
داود فقتله.
قال : فلما بلغ
ذلك أبا عبد الله 7 خرج يجر ذيله حتى دخل على داود بن علي ، واسماعيل ابنه
خلفه ، فقال : يا داود قتلت مولاي وأخذت مالي قال : ما أنا قتلته ولا أخذت مالك ،
قال : والله لأدعون الله على من قتل مولاي وأخذ مالي قال : ما قتلته ولكن قتله
صاحب شرطتي ، فقال باذنك أو بغير اذنك؟ قال : بغير اذني ، قال يا اسماعيل شأنك به
قال : فخرج اسماعيل والسيف معه حتى قتله في مجلسه.
قال حماد :
وأخبرني المسمعي عن معتب ، قال : فلم يزل أبو عبد الله 7 ليلته ساجدا
وقائما قال ، فسمعته في آخر الليل وهو ساجد ينادي.
اللهم أني أسألك
بقوتك القوية وبمحالك الشديد وبعزتك التي خلقك لها ذليل أن تصلى على محمد وآل محمد
وأن تأخذه الساعة ، قال : فو الله ما رفع رأسه
من سجوده حتى
سمعنا الصائحة ، فقالوا : مات داود بن علي فقال أبو عبد الله 7 اني دعوت الله
عليه بدعوة بعث الله اليه ملكا ، فضرب رأسه بمرزبة انشقت منها مثانته.
٧٠٩ ـ ابراهيم بن
محمد بن العباس الختلي ، قال : حدثني أحمد بن ادريس القمي المعلم ، قال : حدثني
محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن
القاسم ، عن حفص الابيض التمار ، قال دخلت على أبي عبد الله 7 ايام طلب المعلى
بن خنيس ; ، فقال لي يا حفص اني أمرت المعلى فخالفني فابتلي بالحديد.
______________________________________________________
قوله 7
: فضرب الله رأسه بمرزبة
المرزبة بالراء
بعد الميم ثم الزاي قبل الباء الموحدة على اسم الآلة بالتخفيف وقيل : بالتشديد.
قال ابن الاثير في
النهاية : في حديث أبي جهل : فاذا رجل أسود يضربه بمرزبة فيغيب في الارض ، المرزبة
بالتخفيف المطرقة الكبيرة التي تكون للحداد ، وفي حديث الملك : وبيده مرزبة ،
وتقال لها الارزبة أيضا بالهمزة والتشديد .
وفي المغرب
المرزبة الميتدة ، وعن الكسائي تشديد الباء.
وفي القاموس :
الارزبة والمرزبة مشددتان ، أو الاولى فقط عصية من حديد
قوله : عن حفص الابيض
حفص الابيض التمار
الكوفي معروف في كتب الرجال. ذكره الشيخ في أصحاب أبي عبد الله 7 ، وفي الاخبار من
طريق أبي جعفر الكليني ومن طريق أبي عمرو الكشي ما يعلم منه شدة اختصاصه به 7.
__________________
اني نظرت اليه
يوما وهو كئيب حزين ، فقلت : يا معلى كأنك ذكرت أهلك وعيالك قال : أجل قلت : ادن
مني فدنى مني ، فمسحت وجهه فقلت أين تراك؟ فقال : أراني في أهل بيتي وهو ذا زوجتي
وهذا ولدي ، فتركته حتى تملّأ منهم واستترت منهم حتى نال ما ينال الرجل من أهله.
ثم قلت ادن مني ،
فدنى مني ، فمسحت وجه فقلت أين تراك؟ فقال : أراني معك في المدينة ، قال : قلت يا
معلى ان لنا حديثا من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه.
يا معلى لا تكونوا
اسراء في أيدي الناس بحديثنا ان شاءوا منوا عليكم وان شاءوا قتلوكم ، يا معلى أنه
من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه وزوده القوة في الناس ومن أذاع
الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل يا معلى أنت مقتول فاستعد.
٧١٠ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا محمد بن عيسى.
ومحمد بن مسعود ،
قال : حدثنا جبريل بن أحمد ، قال حدثنا محمد بن عيسى ، عن ابراهيم بن عبد الحميد ،
عن الوليد بن صبيح ، قال ، قال داود بن على لأبي عبد الله 7 : ما أنا قتلته
يعني معلى ، قال : فمن قتله؟ قال السيرافي وكان صاحب شرطته ، قال : اقدنا منه ،
قال : قد أقدتك ، قال : فلما أخذ السيرافي وقدم ليقتل ، جعل يقول : يا معشر
المسلمين ، يأمروني بقتل الناس فأقتلهم لهم ثم يقتلوني ، فقتل السيرافي.
٧١١ ـ محمد بن
مسعود ، قال : كتب إلي الفضل ، قال : حدثنا ابن أبي عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد
، عن اسماعيل بن جابر ، قال : قدم أبو اسحاق 7 من
______________________________________________________
قوله 7
: أو يموت بخبل
الخبل بالتحريك
وبالتسكين الجنون وفساد العقل ، وبالتسكين فقط فساد الاعضاء قاله علامة زمخشر وأبو
الحسين أحمد بن فارس وغيرهما.
مكة ، فذكر له قتل
المعلى بن خنيس : قال ، فقام مغضبا يجر ثوبه ، فقال له اسماعيل ابنه : يا أبه أين
تذهب؟ قال : لو كانت نازلة لا قدمت عليها فجاء حتى دخل على داود بن علي.
فقال له : يا داود
لقد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك قال : وما ذاك الذنب؟ قال : قتلت رجلا من أهل
الجنة ثم مكث ساعة ثم قال : إن شاء الله.
فقال له داود :
وأنت قد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك قال : وما ذاك الذنب؟ قال زوجت ابنتك فلانا
الاموي ، قال : ان كنت زوجت فلانا الاموي فقد زوج رسول الله 6 عثمان ، ولي
برسول الله أسوة.
قال : ما أنا
قتلته ، قال : فمن قتله؟ قال قتله السيرافى ، قال فأقدنا منه قال ، فلما كان من
الغد غدا الى السيرافى فأخذه فقتله ، فجعل يصيح : يا عباد الله يأمروني أن أقتل
لهم الناس ويقتلوني.
٧١٢ ـ أبو علي
أحمد بن علي السلولي المعروف بشقران ، قال : حدثنا الحسين بن عبيد الله القمي ، عن
محمد بن أورمة ، عن يعقوب بن يزيد ، عن سيف ابن عميرة ، عن المفضل بن عمر الجعفي
قال : دخلت على أبي عبد الله 7 يوم صلب فيه المعلى ، فقلت له يا بن رسول الله ألا ترى هذا
الخطب الجليل الذي نزل بالشيعة في هذا اليوم قال : وما هو؟ قلت قتل المعلى بن
خنيس.
قال : رحم الله
معلي قد كنت أتوقع ذلك لأنه أذاع سرنا ، وليس الناصب لنا حربا بأعظم مؤنة علينا من
المذيع علينا سرنا فمن أذاع سرنا الى غير أهله لم يفارق الدنيا حتى يعضه السلاح أو
يموت بخبل.
٧١٣ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد ، قال : حدثني محمد بن عبد الله بن مهران ، قال حدثني محمد بن علي
الصيرفي ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي العلاء ، وأبي المغراء ،
عن أبي بصير ، قال ، سمعت أبا عبد الله 7 يقول ، وجرى ذكر المعلى بن خنيس ، فقال : يا أبا محمد أكتم
علي ما أقول لك في المعلى
قلت : أفعل ، فقال
: أما أنه ما كان ينال درجتنا الا بما ينال منه داود بن علي ، قلت : وما الذي
يصيبه من داود؟ قال : يدعو به فيأمر به فيضرب عنقه ويصلبه ، قلت : « انا لله وانا
اليه راجعون » قال : ذاك قابل.
قال ، فلما كان
قابل ، ولي المدينة فقصد قصد المعلى فدعاه وسأله عن شيعة أبى عبد الله ، وأن
يكتبهم له ، فقال : ما أعرف من أصحاب أبي عبد الله 7 أحدا وانما أنا رجل اختلف في حوائجه وما أعرف له صحابا ،
فقال : تكتمني أما أنك ان كتمتني قتلتك فقال له المعلى : بالقتل تهددني والله لو
كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم ، وان انت قتلتني لتسعدني واشقيك ، فكان كما قال
أبو عبد الله 7 لم يغادر منه قليلا ولا كثيرا.
٧١٤ ـ أحمد بن
منصور ، عن أحمد بن الفضل ، عن محمد بن زياد ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن
اسماعيل بن جابر ، قال ، دخلت على أبي عبد الله 7 فقال لي : يا اسماعيل قتل المعلى؟ قلت : نعم ، قال : أما
والله لقد دخل الجنة.
٧١٥ ـ أبو جعفر
أحمد بن ابراهيم القرشى ، قال : أخبرني بعض أصحابنا ، قال ، كان المعلى بن خنيس ; اذا كان يوم
العيد خرج الى الصحراء شعثا مغبرا في زي ملهوف ، فاذا صعد الخطيب المنبر مد يده
نحو السماء.
ثم قال : اللهم
هذا مقام خلفائك وأصفيائك ، وموضع أمنائك الذين خصصتهم بها ابتزوها ، وانت المقدر
للأشياء لا يغلب قضاؤك ، ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك كيف شئت وأنى شئت ، علمك في
ارادتك كعلمك في خلقك ، حتى عاد صفوتك وخلفائك مغلوبين مقهورين مبتزين ، يرون حكمك
مبدلا وكتابك منبوذا ، وفرائضك محرفة عن جهات شرائعك ، وسنن نبيك صلواتك عليه
متروكة.
اللهم العن
أعدائهم من الاولين والاخرين والغادين والرائحين والماضين والغابرين ، اللهم والعن
جبابرة زماننا وأشياعهم وأتباعهم وأحزابهم وأعوانهم ، انك على كل شيء قدير.
في ابن
مسكان وحريز بن عبد الله السجستانى
٧١٦ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، قال : حدثني محمد ابن عيسى ، عن يونس ، قال ،
لم يسمع حريز بن عبد الله من أبي عبد الله 7 الا حديثا أو حديثين ، وكذلك عبد الله بن مسكان لم يسمع
إلا حديثة : من أدرك المشعر فقد أدرك الحج ، وكان من أروى أصحاب أبي عبد الله 7 ، وكان أصحابنا
يقولون من أدرك المشعر قبل طلوع الشمس فقد أدرك الحج.
فحدثني ابن أبي
عمير ، وأحسبه أنه رواه له : من أدركه قبل الزوال من يوم النحر فقد أدرك الحج.
وزعم يونس ان ابن
مسكان سرح بمسائل الى أبى عبد الله 7 يسأله عنها وأجابه عليها ، من ذلك ما خرج اليه مع ابراهيم
بن ميمون كتب اليه يسأله عن خصي دلس نفسه على امرأة؟ قال : يفرق بينهما ويوجع ظهره
، وذاك ان ابن مسكان كان رجلا موسرا ، وكان يتلقى أصحابه اذا قدموا فيأخذ ما
عندهم.
وزعم أبو النضر
محمد بن مسعود : ان ابن مسكان كان لا يدخل على أبي عبد الله 7 شفقة ألا يوفيه
حق اجلاله ، فكان يسمع من اصحابه ، ويأبى أن يدخل عليه اجلالا واعظاما له 7.
في حريز
٧١٧ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن صفوان ، عن عبد الرحمن ابن الحجاج ، قال : استأذن
فضل البقباق لحريز على أبي عبد الله 7 فلم يأذن له ، فعاوده فلم يأذن له ، فقال له : أي شيء
للرجل أن يبلغ من عقوبة غلامه؟ قال : على قدر جريرته ، فقال : قد عاقبت والله
حريزا بأعظم مما صنع فقال : ويحك أنا فعلت ذاك أن حريزا جرد السيف ، قال ، ثم قال
: لو كان حذيفة ، ما عاودني فيه بعد أن قلت له لا.
٧١٨ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب ، قال حدثني العمركي ، قال : حدثني أحمد
بن شيبة ، عن يحيى بن المثني ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن حريز ، قال : دخلت
على أبي حنيفة وعنده كتب كادت تحول فيما بيننا وبينه ، فقال لي : هذه الكتب كلها
في الطلاق وأنتم! وأقبل يقلب بيده.
قال ، قلت : نحن
نجمع هذا كله في حرف ، قال : وما هو؟ قال قلت : قوله تعالى : ( يا
أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ
وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ) ، فقال لي : فأنت لا تعلم شيئا الا برواية؟ قلت : أجل.
فقال لي ما تقول
في مكاتب كاتب مكاتبته ألف درهم فأدى تسعمائة وتسعة وتسعين درهما ، ثم أحدث يعني
الزنا ، كيف نحده؟ فقلت : عندي بعينها حديث حدثني محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر 7 : أن عليا 7 كان يضرب بالسوط
وبثلثه وبنصفه وببعضه بقدر أدائه ، فقال لي : ما لي أسألك عن مسألة لا يكون فيها
شيء.
فما تقول في جمل
اخرج من البحر؟ فقلت : إن شاء الله فليكن جملا وان شاء فليكن بقرة ، ان كانت عليه
فلوس أكلناه ، والا فلا.
٧١٩ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن يونس ، قال قلت لحريز يوما : يا أبا
عبد الله كم يجزيك أن تمسح على شعر رأسك في وضوء الصلاة قال : بقدر ثلاث أصابع ،
وأومأ بالسبابة والوسطى والثالثة ، وزعم حريز أن ذاك برواية ، وكان يونس يذكر عنه
فقها كثيرا.
حريز بن عبد الله
الازدي عربي كوفي ، انتقل الى سجستان فقتل بها ;.
__________________
في يونس
بن يعقوب
٧٢٠ ـ حدثني
حمدويه ، ذكره عن بعض أصحابنا ، أن يونس بن يعقوب فطحي كوفي ، مات بالمدينة وكفنه
الرضا 7 ، وانما سمي فطحيا لان عبد الله بن جعفر كان أفطح الراس ، وقد قيل أنه كان
أفطح الرجلين ، وقيل انهم نسبوا الى رجل يقال له : عبد الله بن فطيح.
______________________________________________________
في يونس بن يعقوب
صراح كلام أبي
عمرو الكشي رحمه الله تعالى أولا وآخرا سبيله أن كون يونس بن يعقوب فطحيا ، انما ذكره
حمدويه عن بعض أصحابه وليس بمتحقق الثبوت.
والحق الصريح أن
الرجل صحيح الحديث ، مستقيم العقيدة ، كريم المنزلة كبير الجلالة جدا ، على ما قد
تضافرت عليه الاخبار الجمة الصبة المتظافرة ، ولذلك كان ديدني في مصنفاتي استصحاح
حديثه والتعويل على روايته.
وكذلك العلامة في
القسم الاول من الخلاصة قال : الحق قبول روايته .
يعنى بذلك عد
حديثه صحيحا ، فانه المعنى بقبول الرواية في هذا القسم المعمول لذكر المعدلين
والممدوحين ، أي رواة الصحاح والحسان من الاخبار ، على ما أوضحناه في معلقات
الخلاصة وأبطلنا مؤاخذات المعترضين على العلامة فليتقن.
قوله ;
: ذكره عن بعض أصحابه أن يونس بن يعقوب فطحى
من ذكر فطحيته قد
اعترف بأنه قد كان قال بعبد الله الافطح ، ثم تاب ورجع الى أبي الحسن موسى 7 ، فكان من خواص
أصحابه ، ثم من خواص أصحاب أبي الحسن الرضا 7.
__________________
٧٢١ ـ علي بن
الحسن بن علي بن فضال ، قال : حدثنا محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب ، قال : دخلت
على أبي الحسن موسى 7 ، قال ، فقلت له : جعلت فداك ان أباك كان يرق علي ويرحمني
، فان رأيت أن تنزلني بتلك المنزلة فعلت قال ، فقال لي : يا يونس اني دخلت على أبي
وبين يديه حيس أو هريسة ، فقال : ادن يا بني فكل من هذا ، هذا بعث به إلينا يونس
أنه من شيعتنا القدماء ، فنحن لك حافظون.
______________________________________________________
قال النجاشي رحمه
الله تعالى : يونس بن يعقوب بن قيس
أبو علي الجلاب البجلي الدهني ، أمه منية بنت عمار بن أبي معاوية الدهني أخت
معاوية بن عمار ، اختص بأبي عبد الله وأبي الحسن 8 ، وكان يتوكل لأبي الحسن ومات بالمدينة في أيام الرضا 7 فتولى أمره ،
وكان حظيا عندهم موثقا ، وكان قد قال بعبد الله ورجع .
والشيخ لم يذكر
ذلك أصلا ، بل انما أورده في كتاب الرجال في أصحاب الصادق والكاظم والرضا : وقطع بتوثيقه في
موضعين.
قال في أصحاب أبي
عبد الله الصادق 7 : يونس بن يعقوب البجلي الدهني الكوفي.
وقال في أصحاب أبي
الحسن الكاظم 7 : يونس بن يعقوب مولى له كتب ثقة.
وقال في أصحاب أبي
الحسن الرضا 7 : يونس بن يعقوب ثقة ، له كتاب من أصحاب أبي عبد الله 7 .
قوله 7
: بين يديه حيس
بالياء المثناة من
تحت بين الحاء والسين المهملتين تمر يخلط بسمن وأقط ثم يدلك حتى يختلط قاله في
المغرب.
__________________
قال أبو النضر :
سمعت علي بن الحسن ، يقول : مات يونس بن يعقوب بالمدينة فبعث اليه أبو الحسن الرضا
7 بحنوطه وكفنه وجميع ما يحتاج اليه ، وأمر مواليه وموالي أبيه وجده أن يحضروا
جنازته ، وقال لهم : هذا مولى لأبي عبد الله 7 كان يسكن العراق.
وقال لهم : احفروا
له في البقيع فان قال لكم أهل المدينة أنه عراقي ولا ندفنه في البقيع : فقولوا لهم
هذا مولى لأبي عبد الله 7 وكان يسكن العراق ، فان منعتمونا أن ندفنه بالبقيع منعناكم
أن تدفنوا مواليكم في البقيع ، ووجه أبو الحسن علي بن موسى 8 الى زميله محمد
بن الحباب ، وكان رجلا من أهل الكوفة : صل عليه أنت.
______________________________________________________
وفي النهاية
الاثيرية : الحيس الطعام المتخذ من التمر والاقط والسمن وقد يجعل عوض الاقط الدقيق
.
والحيس في الاصل
بمعنى الخلط ثم جعل اسما.
قوله : الى زميله محمد بن
حباب
محمد بن حباب
باهمال الحاء أو اعجام الخاء وتشديد الموحدة بعدها ثم موحدة أخرى أخيرا بعد الالف.
ذكره الشيخ في
كتاب الرجال فقال في أصحاب أبي عبد الله 7 : محمد بن الحباب الجلاب كوفي .
وما رواه أبو عمرو
الكشي أن أبا الحسن الرضا علي بن موسى 8 وجه الى زميله محمد بن الحباب ، فأمره بالصلاة على يونس بن
يعقوب يتضمن مدحه والتنويه بجلالته ، سواء كان ضمير زميله عائدا الى أبي الحسن
الرضا 7 ، أو الى يونس بن يعقوب ، فلا تكن من الغافلين.
__________________
٧٢٢ ـ علي بن
الحسن ، قال : حدثني محمد بن الوليد ، قال : رآني صاحب المقبرة وأنا عند القبر بعد
ذلك ، فقال لي : من هذا الرجل صاحب القبر؟ فان أبا الحسن علي بن موسى 8 أوصاني به ،
وأمرني أن أرش قبره أربعين شهرا : أو أربعين يوما في كل يوم ، قال أبو الحسن :
الشك مني.
قال ، وقال لي
صاحب المقبرة : أن السرير عندي يعني سرير النبي 6 ، فاذا مات رجل من بني هاشم صر السرير ، فأقول أيهم مات
حتى أعلم بالغداة ، فصر السرير في الليلة التي مات فيها هذا الرجل ، فقلت : لا
أعرف أحدا منهم مريضا فمن الذي مات ، فلما كان من الغد جاءوا فأخذوا مني السرير ،
وقالوا : مولى لأبي عبد الله 7 كان يسكن العراق.
وقال علي بن الحسن
: كانت أمه أخت معاوية بن عمار وكانت تدخل على أبي عبد الله 7 ، وامرأته كانت
مضرية وكانت تدخل أبي عبد الله 7.
٧٢٣ ـ علي بن
الحسن ، قال : حدثني محمد بن الوليد ، عن صفوان بن يحيى ، قال ، قلت لأبي الحسن
الرضا 7 : جعلت فداك سرني ما فعلت بيونس قال ، فقال لي : أليس مما صنع الله ليونس ان
نقله من العراق الى جوار نبيه 6.
٧٢٤ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن يونس بن يعقوب ، قال ،
قال لي يونس : ذكر لي أبو عبد الله 7 أو أبو الحسن شيئا استربه ، قال ، فقال لي : لا والله ما
أنت عندنا متهم ، انما أنت رجل منا أهل البيت ، فجعلك الله مع رسوله وأهل بيته ،
والله فاعل ذلك إن شاء الله.
______________________________________________________
قوله : استر به
استر به بفتح
الهمزة للمتكلم من المضارع واهمال السين وضم الراء المشددة افتعالا من السرور ،
واستررت به بضم التاء على صيغة المتكلم من الفعل الماضي.
وربما يضبط « استر
به » أو « استريته » أي اختاره واخترته من الاستراء بمعنى الاختيار والاصطفاء.
وذكر أنه قال :
انظروا الى ما ختم الله به ليونس قبضه مجاورا لرسوله 6.
٧٢٥ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب ، قال : كتبت
الى أبى الحسن 7 في شيء كتبت اليه فيه يا سيدي ، فقال للرسول : قل له أنك
أخي.
٧٢٦ ـ علي بن
الحسن ، عن عباس بن عامر ، عن يونس بن يعقوب ، قال : كتبت الى أبي عبد الله 7 أسأله أن يدعوا
الله لي أن يجعلنى ممن ينتصر به لدينه فلم يجبني ، فاغتممت لذلك ، قال يونس :
فأخبرني بعض أصحابنا ، أنه كتب اليه بمثل ما كتبت ، فاجابه وكتب في أسفل كتابه :
يرحمك الله انما ينتصر الله لدينه بشر خلقه.
٧٢٧ ـ وروي عن أبي
سعيد الادمي ، قال : حدثني محمد بن الوليد ، قال : حضرت جنازة معاوية بن عمار
ويونس بن يعقوب حاضر ، فصلى بأصحابنا وأذن وأقام هذا.
٧٢٨ ـ حمدويه ،
قال : حدثني أيوب ، عن محمد بن سنان ، عن يونس بن يعقوب ، قال ، قال لي أبو عبد
الله 7 : يا يونس قل لهم يا مؤلفة قد رأيت ما تصنعون اذا سمعتم الاذان أخذتم نعالكم
وخرجتم من المسجد.
______________________________________________________
وفي طائفة من
النسخ « اشتريه » أو « اشتريته » باعجام الشين يعني أمرني بأن أشتري شيئا ، ثم قال
لي هذا القول.
والصحيح هو الاول
وما عداه فتصحيف.
قوله : فصلى بأصحابنا وأذن
وأقام
يعني أنه قدم
الصلاة المكتوبة اليومية بوظائفها وسننها على صلاة الجنازة ، فصلى بنا المكتوبة
وأذن لها وأقام ، ثم بعد الفراغ منها صلى صلاة الجنازة ، مع أن الجنازة كانت لخاله
معاوية بن عمار ، لا أنه أذن وأقام لصلاة الجنازة.
في محمد
بن سنان
٧٢٩ ـ قال حمدويه
: كتبت أحاديث محمد بن سنان ، عن أيوب بن نوح وقال : لا أستحل أن أروي أحاديث محمد
بن سنان.
ما روى في
عبد الملك بن عمرو
٧٣٠ ـ حمدويه ،
قال : حدثني يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن عبد الملك بن
عمرو ، قال ، قال لي أبو عبد الله 7 : اني لأدعو الله لك حتى اسمي دابتك أو قال : أدعو لدابتك.
في عبد
الله بن ميمون القداح المكى
٧٣١ ـ حدثني
حمدويه بن نصير ، قال : حدثني أيوب بن نوح ، قال حدثنا صفوان بن يحيى ، عن أبي
خالد صالح القماط ، عن عبد الله بن ميمون ، عن أبي جعفر 7 قال : يا بن
ميمون كم انتم بمكة؟ قلت : نحن أربعة ، قال : أما أنكم نور في ظلمات الارض.
٧٣٢ ـ جبريل بن
أحمد ، قال : سمعت محمد بن عيسى يقول : كان عبد الله ابن ميمون يقول بالتزيد.
في محمد
بن اسحاق صاحب المغازى وغيره
٧٣٣ ـ محمد بن
اسحاق ومحمد بن المكندر ، وعمرو بن خالد الواسطي ، وعبد الملك بن جريح ، والحسين
بن علوان ، والكلبي ، هؤلاء من رجال العامة الا أن لهم ميلا ومحبة شديدة.
وقد قيل : أن
الكلبي كان مستورا ولم يكن مخالفا ، وقيس بن الربيع بتري كانت له محبة.
فأما مسعدة بن
صدقة بتري وعباد بن صهيب عامي ، وثابت أبو المقدام بتري
وكثير النواء بتري
، وعمرو بن جميع بتري ، وحفص بن غياث عامي ، وعمرو بن قيس الماصر بترى ، ومقاتل بن
سليمان البجلي.
وقيل البلخي بتري
، وأبو نصر بن يوسف ابن الحارث بتري.
في عبد
الرحمن بن سيابة
٧٣٤ ـ أحمد بن
منصور ، عن أحمد بن الفضل الخزاعي ، عن محمد بن زياد ، عن علي بن عطية صاحب الطعام
، قال : كتب عبد الرحمن بن سيابة الى أبي عبد الله 7 : قد كنت احذرك إسماعيل.
جانيك من يجني
عليك وقد
|
|
يعدي الصحاح
مبارك الجرب
|
______________________________________________________
في عبد الرحمن بن سيابة
قوله : قد كنت أحذرك اسماعيل
كتب ذلك ابن سيابة
الى أبي عبد الله 7 حيث تجنى اسماعيل في أمر معلى ابن خنيس ، على من هو بريء
من ذلك وتعرض له وتحرش به.
قوله : جانيك من يجنى عليك
وقد يقال : جنى
عليه يجنى من باب ضرب أي ارتكب الجناية فيه ، أو فيمن هو من أهله ، فهو عليه جان ،
وتجنى عليه من باب التفعل اذا أسند اليه جناية لم يجنها وكان بريئا منها ،
والجناية ما تجنيه من شر أي تحدثه تسمية بالمصدر من جنى عليه شرا.
أو هو عام الا أنه
خص بما يحرم من الفعل وأصله من جنى الثمر وهو أخذه من الشجر ، قاله المغرب والاساس
وغيرهما .
قوله : يعدى الصحاح مبارك
الجرب
يعدي أول ثاني
مصراعي البيت من الشعر ، وهو بضم ياء المضارعة واسكان
__________________
فكتب اليه أبو عبد
الله 7 قول الله أصدق : ولا تزر وازرة وزر أخرى ، والله ما علمت ولا أمرت ولا رضيت.
في سفيان
بن عيينة
٧٣٥ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، قال : حدثنا محمد ابن الوليد ، قال : حدثنا
العباس بن هلال ، قال ، ذكر أبو الحسن الرضا 7 : أن سفيان بن عيينة لقي أبا عبد الله 7 ، فقال له : يا
أبا عبد الله الى متى هذه التقية وقد بلغت هذه السن؟ فقال : والذي بعث محمدا بالحق
لو أن رجلا صلى ما بين الركن والمقام عمره ، ثم لقي الله بغير ولايتنا أهل البيت
للقي الله بميتة جاهلية.
في عباد
بن صهيب
٧٣٦ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني عبد الله بن محمد ، قال : حدثني الحسن بن علي الوشاء ، عن ابن
سنان ، قال ، سمعت أبا عبد الله 7 يقول : بينا أنا في الطواف اذا رجل يجذب ثوبي ، فالتفت
فاذا عباد البصري ، قال ، يا جعفر بن محمد تلبس مثل هذا الثوب وانت في الموضع الذي
أنت فيه من علي ـ صلوات الله عليه ـ.
قال ، قلت : ويلك
هذا ثوب قوهي اشتريته بدينار وكسر ، وكان علي 7
______________________________________________________
العين المهملة
وكسر الدال من الاعداء.
و « الصحاح » بكسر
الصاد جمع صحيح ، وأما الذي بمعنى الطريق وبمعنى الارض الصلبة الشديدة فبالفتح ،
ونصبه على المفعولية ، أو على نزع الخافض.
و « مبارك الجرب »
بالرفع على الفاعلية ، والجرب بضمتين جمع الاجرب أي الذي به الجرب.
في عباد بن صهيب
قوله 7
: ثوب قوهى
في أساس البلاغة :
ثوب قوهي منسوب الى قوهستان كورة من كور فارس ،
في زمان يستقيم له
ما لبس فيه ، ولو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا لقال الناس هذا مراء مثل عباد.
قال نصر : عباد
بتري.
٧٣٧ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني الحسين بن اشكيب ، قال : أخبرنا الحسن بن الحسين ، عن يونس ،
عن حسين بن المختار ، قال ، دخل عباد بن كثير البصري على أبي عبد الله 7 ، وعليه ثياب
شهرة غلاظ ، فقال : يا عباد ما هذه الثياب فقال : يا أبا عبد الله تعيب هذا علي ،
قال : نعم ، قال رسول الله 6 من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذل يوم
القيامة قال عباد : من حدثك بهذا ، قال : يا عباد تتهمني حدثني آبائي : عن رسوله 6.
في عمرو
بن أبى المقدام
٧٣٨ ـ حدثني
حمدويه بن نصير ، قال حدثني محمد بن الحسين ، عن أحمد ابن الحسن الميثمي ، عن أبي
العرندس الكندي ، عن رجل من قريش قال ، كنا بفناء الكعبة وأبو عبد الله 7 قاعد ، فقيل له :
ما اكثر الحاج! فقال 7 : ما أقل الحاج! فمر عمرو بن أبى المقدام ، فقال : هذا من
الحاج.
في سفيان
الثورى
٧٣٩ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن علي بن أسباط قال ، قال سفيان بن عيينة لأبي
عبد الله 7 : انه يروي أن علي بن ابن أبي طالب 7 كان يلبس الخشن من الثياب ، وانت تلبس القوهي المروى ، قال
: ويحك أن
______________________________________________________
وكل ثوب أشبهه وان
لم يكن منها يقال له : قوهي .
وفي القاموس :
القوهي ثياب بيض وقوهستان كورة بين نيسابور وهراة ، وقصبتها قاين وطبس ، وموضع ،
وبلد بكرمان .
__________________
عليا 7 كان في زمان ضيق
، فاذا اتسع الزمان فأبرار الزمان أولى به.
٧٤٠ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني الحسين بن اشكيب ، قال : حدثني الحسن بن الحسين المروزي ، عن
يونس بن عبد الرحمن ، عن أحمد بن عمر ، قال ، سمعت بعض أصحاب أبي عبد الله 7 يحدث : أن سفيان
الثوري دخل على أبي عبد الله 7 وعليه ثياب جياد ، فقال : يا أبا عبد الله ان آبائك لم
يكونوا يلبسون مثل هذه الثياب! فقال له ان آبائي : كانوا في زمان مقفر مقتر ، وهذا
______________________________________________________
في سفيان الثورى
قوله 7
: في زمان ضيق
اضافة الزمان الى
ضيق بفتح الضاد المعجمة أو كسرها تلبسية.
قوله 7
: في زمان مقفر مقتر
« مقفر » بالقاف
الساكنة قبل الفاء المكسورة ، و « مقتر » بالتاء المثناة من فوق المكسورة بعد
القاف الساكنة.
في أساس البلاغة :
أقفرت الارض اذا خلت من النبات والماء ، وأرض مقفرة وقفر وقفرة ، وأرضون وبلاد قفر
وقفار ، وبتنا بقفرة ، وأقفر فلان من أهله اذا تفرد عنهم وبقي وحده.
وأقفر جسده من
اللحم ورأسه من الشعر ، وانه لقفر الجسد والرأس ، وأقفر الرجل اذا أكل خبزا قفارا
بلا ادام ، ومنه ما أقفر بيت فيه خل .
وفي الصحاح
والنهاية الاثيرية : أقتر الرجل أقتر وضاقت عليه المعيشة ، واقتر الله عليه رزقه
واقتر هو على عياله اقتارا ، أي ضيق وقلل ، وكذلك قتر عليه تقتيرا وقتر قترا
وقتورا ثلاث لغات .
__________________
زمان قد أرخت
الدنيا عزاليها ، فأحق أهلها بها أبرارهم.
٧٤١ ـ وجدت في
كتاب أبي محمد جبريل بن أحمد الفاريابي بخطه ، حدثني محمد بن عيسى ، عن محمد بن
الفضيل الكوفي ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن الهيثم بن واقد ، عن ميمون بن عبد
الله ، قال ، أتى قوم أبا عبد الله 7 يسألونه الحديث من الامصار ، وأنا عنده ، فقال لي : أتعرف
أحدا من القوم؟ قلت : لا ، فقال : فكيف دخلوا علي؟ قلت : هؤلاء قوم يطلبون الحديث
من كل وجه لا يبالون ممن أخذوا الحديث.
______________________________________________________
وقال العزيزي في
غريب القران : مقتر أي مقل فقير.
قوله (ع) : قد أرخت الدنيا
عزاليها
بالزاى المعجمة
والعين المهملة المفتوحة واللام بعد الالف ثم الياء المثناة من تحت ، وهي جمع
العزلاء ، اما مفتوحة اللام على هيئة التثنية ، كما حواليها وحوالينا وحواليكم.
واما مكسورتها على
هيئة صيغة الجمع ، كالعوالي في جمع العالية ، واللآلي في جمع اللؤلؤة.
قال في مجمل اللغة
: عزلاء القربة مستخرج مائها.
وفي المغرب :
العزلاء فم المزادة الاسفل ، والجمع عزالي وعزالي والسحابة أرخت عزاليها اذا أرسلت
دفعها ، مجاز والدفعة بالضم المطرة الشديدة الصب.
وقال ابن الاثير
في النهاية : في حديث الاستسقاء : دفاق العزائل يحم حم البعاق ، العزائل أصله
العزالي مثل الشبائك والشباكي ، والعزالي جمع العزلاء ، وهو فم المزادة الاسفل ،
فشبه اتساع المطر واندفاقه بالذي يخرج من فم المزادة.
ومنه الحديث :
أرسلت السماء عزاليها ، وقال : الدفاق المطر الواسع الكثير والعزائل مقلوب العزالي
، وهي مخارج الماء من المزادة .
__________________
فقال لرجل منهم :
هل سمعت من غيري من الحديث؟ قال : نعم ، قال : فحدثني ببعض ما سمعت؟ قال انما جئت
لا سمع منك لم أجيء أحدثك ، وقال للاخر ذاك ما يمنعه ان يحدثني ما سمعت ، قال :
وتتفضل أن تحدثني بما سمعت ، اجعل الذي حدثك حديثه أمانة لا تحدث به أحدا؟ قال :
لا ، قال فاسمعنا بعض
______________________________________________________
قوله : ذاك ما يمنعه أن
يحدثنى ما سمعت
« ما » للموصول
وفي محل الرفع بالابتداء ، والخبر ما سمعت.
أي ذاك الذي أبى
ان يحدثني انما الذي يمنعه أن يحدثني ما سمعت من قوله. جئت لا سمع منك لم أجي
أحدثك.
قوله 7
: وتتفضل
من التفضل بمعنى
التوشح بالثوب ، تفعلا من الفضل بضمتين وهو الثوب ، وربما يقال : لا يقال فضل ـ بضمتين
ـ الا لثوب واحد ، وقد جعل ذلك كناية عن الاستنكاف من التحديث.
قال في المغرب :
ثوب فضل وامرأة فضل أي على ثوب واحد ملحفة ، أو نحوها تتوشح به.
وقال في مجمل
اللغة : المتفضل المتوشح بثوبه.
وفي أساس البلاغة
: وتفضل الرجل أو المرأة اذا توشح بثوب واحد مخالف بين طرفيه على عاتقه .
أي وأنت أيضا
تتوشح بثوبك ، كراهة أن تحدثني بما سمعت من الحديث.
قوله 7
: اجعل الذى حدثك
« اجعل » بهمزة
الاستفهام ، و « حديثه » منصوب على أنه أول مفعوليه ، و « أمانة » المفعول الثاني.
__________________
ما اقتبست من
العلم حتى نفيد بك إن شاء الله.
قال : حدثني سفيان
الثوري ، عن جعفر بن محمد قال : النبيذ كله حلال الا الخمر ، ثم سكت.
فقال أبو عبد الله
7 : زدنا ، قال : حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي أنه قال : من لا يمسح
على خفيه فهو صاحب بدعة ، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ومن لم يأكل الجريث وطعام
أهل الذمة وذبائحهم فهو ضال ، أما النبيذ : فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء ،
وأما المسح على الخفين : فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر ويوما وليلة في
الحضر ، وأما الذبائح : فقد اكلها علي 7 فقال كلوها فان الله تعالى يقول ( الْيَوْمَ
أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ
وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ) ثم سكت.
فقال أبو عبد الله
7 : زدنا ، فقال : قد حدثتك بما سمعت ، قال : اكل الذي سمعت هذا؟ قال : لا ،
قال : زدنا ، قال : حدثنا عمرو بن عبيد ، عن الحسن قال : أشياء صدق الناس بها
وأخذوا بما ليس في الكتاب لها أصل ، منها عذاب القبر ، ومنها الميزان ، ومنها
الحوض ومنها الشفاعة ، ومنها النية ينوي الرجل من الخير والشر فلا يعمله فيثاب
عليه ، ولا يثاب الرجل الا بما عمل ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا.
قال : فضحكت من
حديثه ، فغمزني أبو عبد الله 7 أن كف حتى نسمع قال فرفع رأسه إلي فقال : ما يضحكك من الحق
أو من الباطل؟ قلت له : أصلحك الله وأبكى وانما يضحكنى منك تعجبا كيف حفظت هذه
الأحاديث فسكت.
______________________________________________________
قوله 7
: حتى نفيد بك
في طائفة من النسخ
« حتى نفيدك » من الافادة بمعنى الاعطاء والانالة ، وفي أكثرها « نفيد بك » أي من
جهتك وبسببك من الافادة بمعنى الاعتناء والاخذ والاستفادة.
__________________
فقال له أبو عبد
الله 7 : زدنا قال : حدثني سفيان الثوري ، عن محمد بن المنكدر ، أنه رأى عليا 7 على منبر الكوفة
وهو يقول : لئن اتيت برجل يفضلني على أبي بكر وعمر لأجلدنه حد المفتري.
فقال أبو عبد الله
7 : زدنا فقال : حدثني سفيان ، عن جعفر ، أنه قال حب أبي بكر وعمر ايمان
وبغضهما كفر.
قال أبو عبد الله 7 زدنا فقال :
حدثني يونس بن عبيد ، عن الحسن ، أن عليا 7 أبطأ عن بيعة أبي بكر ، فقال له عتيق : ما خلفك يا علي عن
البيعة ، والله لقد هممت أن أضرب عنقك فقال له علي 7 : يا خليفة رسول الله لا تثريب ، قال : لا تثريب.
قال له أبو عبد
الله 7 : زدنا قال : حدثني سفيان الثوري ، عن الحسن ، ان أبا بكر أمر خالد بن الوليد
أن يضرب عنق علي 7 اذا سلم من صلاة الصبح ، وأن أبا بكر سلم بينه وبين نفسه ،
ثم قال : يا خالد لا تفعل ما أمرتك.
قال له أبو عبد
الله 7 : زدنا قال : حدثني نعيم بن عبد الله ، عن جعفر بن محمد ، أنه قال ود علي بن
أبي طالب أنه بنخيلات تينع يستظل بظلهن ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا
النهروان ، وحدثني به سفيان.
______________________________________________________
قوله : بنخيلات تينع
بنخيلات بضم النون
وفتح الخاء المعجمة على تصغير النخلة.
و « تينع » بفتح
التاء المضارعة واسكان الياء بعدها نون مفتوحة.
في صحاح الجوهري :
ينع الثمر أي نضج ، والينيع واليانع مثل النضيج والناضج ، وجمع اليانع ينع .
وفي غريب القرآن
للعزيزي : في قوله سبحانه « ينعه » أي مدركه ، واحده يانع مثل تاجر وتجر ، يقال :
ينعت الثمرة والفاكهة وأينعت اذا أدركت.
__________________
قال أبو عبد الله 7 زدنا ، قال :
حدثنا عباد ، عن جعفر بن محمد ، أنه قال : لما رأى علي بن أبي طالب يوم الجمل كثرة
الدماء ، قال لابنه الحسن : يا بني هلكت ، قال له الحسن يا أبه أليس قد نهيتك عن
هذا الخروج فقال علي 7 : يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ.
قال له أبو عبد
الله 7 : زدنا قال : حدثني سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمد ، أن عليا 7 لما قتل أهل صفين
، بكى عليهم ثم قال : جمع الله بيني وبينهم في الجنّة.
قال ، فضاق بي البيت
وعرقت وكدت أن أخرج من مسكي ، فاردت أن أقوم اليه وأتوطأه ، ثم ذكرت غمزة أبي عبد
الله 7 فكففت.
فقال له أبو عبد
الله 7 : من أي البلاد أنت؟ قال : من أهل البصرة ، قال فهذا الذي تحدث عنه وتذكر
اسمه جعفر بن محمد ، تعرفه؟ قال. لا ، قال فهل سمعت منه شيا قط؟ قال : لا ، قال :
فهذه الأحاديث عندك حق؟ قال نعم ، قال : فمتى سمعتها؟ قال : لا أحفظ ، قال : الا
أنها أحاديث أهل مصرنا منذ دهر لا يمترون فيها.
قال له أبو عبد
الله 7 : لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه ، فقال لك هذه التي ترويها عني كذب لا
أعرفها ولم أحدث بها هل كنت تصدقه؟ قال : لا ، قال : لم ، قال : لأنه شهد على قوله
رجال ولو شهد أحدهم على عنق رجل لجاز قوله.
______________________________________________________
قوله : من مسكى
المسك بفتح الميم
واسكان السين المهملة الجلد ، أي من جلدي وجسدي.
وفي نسخة « من
مسكتي » بضم الميم وفتح الكاف وهي الحلم والعقل.
قال في المغرب :
المسكة التماسك ، ومنه قولهم : زوال مسكة اليقظة.
أي من عقلي الذي
به يتماسك به الانسان نفسه ويتمالك أمره ويضبط جوارحه وأعضائه.
قال : اكتب ـ بسم
الله الرحمن الرحيم حدثني أبي عن جدي ، قال : ما اسمك؟ قال : ما تسأل عن اسمي؟ ان
رسول الله 6 قال : خلق الله الارواح قبل الاجساد بألفي عام ،
______________________________________________________
قوله (ص) : خلق الله الارواح
قبل الاجساد بألفى عام
أي مقام واعتبار
وحيثية ومرتبة ، كما في قوله عز وعلا ( وَذَكِّرْهُمْ
بِأَيّامِ اللهِ ) أي بوقائعه وبدائعه ومراتب أفاعيله وصنائعه.
فالمعنى بالارواح
عالم الامر. وبألفي عام مجموع مراتب ضربيه اللذين هما عالما العقل والنفس ، وهما
المرتبتان الاولتان من المراتب الخمس في طول سلسلة البدو.
وذكر عدد الالف في
كل منهما بحسب المراتب العرضية المختلفة بالحقيقة النوعية وبالكمالية والنقصية في
التجرد والنورية ، اما على الحقيقة أو على الكناية ، عن تكثير الانواع وسعة عرض
المراتب.
( وَما يَعْلَمُ
جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ ) والاجساد جملة عوالم الخلق بمراتبها الطولية والعرضية
والقبلية أي القبلية الذاتية في المرتبة العقلية.
وحيث أن النفوس
الناطقة الانسانية بحسب جوهر الذات وسنخ الحقيقة ، من صقع عالم الامر ومن جنبة
اقليم القدس ، واختلافها بالكمال والنقص ظل اشتباك الجهات والحيثيات وتشابكها
وتلامع الأنوار والاضواء وتعاكسها في ذلك العالم ، فلا محاله ايتلافها واختلافها
هاهنا أي في عالم الحس من تلقاء تعارفها وتناكر ثم أي في عالم العقل.
وأيضا ربما يكون
الاختلاف في عالم الاجساد من تلقاء العلة من غير مدخلية للمادة واستعدادها في ذلك
، كما اختلاف جرم المتمم والتدوير في الثخن ، اذ ليس ذلك في الفلكيات من جهة
استعداد المادة ، وربما يكون الاختلاف من جهة المبادي
__________________
______________________________________________________
والعلل بحسب
اختلاف استعدادات المادة ، وبذلك يستتب اختلاف مراتب النفوس في التعارف والتناكر
بحسب اختلاف المناسبة بالكمال والنقص.
ومن سبيل آخر :
انما عالم الامر من العقول والنفوس ألواح مراتب القضاء والقدر ، على ما قد فصلناه
في كتاب القبسات ، وما في الوجود هاهنا بحسب ما في العلم هناك.
فاذن النفوس
الانسانية انما تعارفها وتناكرها ثم ملاك ايتلافها واختلافها هاهنا.
وبالجملة النفوس
المجردة الانسانية بمراتبها العقلية في سلسلة العود هي في ازاء العقول والنفوس
المفارقة النورية في سلسلة البدو ، فهي منخرطة في سلك عالم الامر وصائرة الى طوار
اقليم القدس ومندرجة بذلك الاعتبار في عالم الارواح ، التي فطرها البارئ الفاطر
الحق قبل عوالم الاجساد بألفي عام على وجه لا يصادم القوانين العقلية والبراهين
اليقينية.
فسبيل الاعوام في
مثل هذا الحديث سبيل الايام في مثل قول عز من قائل ( إِنَّ رَبَّكُمُ
اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّامٍ ) .
قال المفسر
النيسابوري في تفسيره : نقول : يمكن أن تحمل الايام الستة على الاطوار الستة التي
للأجسام الهيولي ، والصورة والجسم البسيط ثم المركب المعدني والنباتي والحيواني ،
والله تعالى أعلم بمراده.
وقال بعض المفسرين
: في ستة أيام أي في ست جهات ، فالمراد بالايام في هذا الموضع الجهات.
وقال بعض آخر منهم
: أي في المرتبة التامة من كمال النظام وغاية الاحكام ، فان الستة عدد تام هو أول
الاعداد التامة.
__________________
ثم أسكنها الهواء
فما تعارف منها ائتلف هاهنا ، وما تناكر منها ثم اختلف هاهنا ، ومن كذب علينا أهل
البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا ، وان ادرك الدجال آمن به وان لم يدركه
آمن به في قبره.
يا غلام ضع لي ماء
، وغمزني فقال : لا تبرح ، وقام القوم فانصرفوا وقد كتبوا الحديث الذى سمعوا منه.
ثم انه خرج ووجهه
منقبض ، قال : أما سمعت ما يحدث به هؤلاء؟ قلت : أصلحك الله ما هؤلاء وما حديثهم؟
قال : عجب حديثهم كان عندي الكذب علي والحكاية عني ما لم أقل ولم يسمعه عني أحد ،
وقولهم لو أنكر الأحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم ولا أملى لهم.
______________________________________________________
وامامهم العلامة
الرازي قال في التفسير الكبير : قال بعضهم : لعدد السبعة شرف عظيم وهو العدد
الكامل ، فالايام الستة في تخليق نظام العالم واليوم السابع في حصول كمال الملك
والملكوت ، وبهذا الطريق حصل الكمال في الايام السبعة .
قوله (ص) : ثم أسكنها الهواء
الضمير للأرواح
المجردة العاقلة الانسانية على ضرب من الاستخدام ، أي ثم جعل منزل تدبيرها وتعلقها
ومحل تصرفها وسلطانها ومسكن عنايتها وعلاقتها عالم الروح البخاري ، المتولد في
القلب من لطيف بخار صفو الاخلاط اللطيفة ، وغذاؤه الهواء المستنشق وملاكه الحار
الغريزي ، وهو جوهر لطيف سماوي حامله الرطوبة الغريزية.
فهذا الجوهر
الجسماني اللطيف السماوي شبكة اقتناص انصراف النفس العاقلة الناطقة الملكوتية عن
عالمها القدسي النوري الالهي ، وانجذابها الى دار غربتها الظلمانية الداثرة
الجسدانية ، وانما عالمه واقليمه عنصر الهواء الذي طباع جوهر مبدء الحرارة
والرطوبة واللطافة ، فليتعرف.
__________________
ثم قال لنا : ان
عليا 7 لما أراد الخروج من البصرة قام على أطرافها ، ثم قال : لعنك الله يا أنتن
الارض ترابا وأسرعها خرابا وأشهدها عذابا فيك الداء الدوي قيل : وما هو يا أمير
المؤمنين؟ قال : كلام القدر الذي فيه الفرية على الله ، وبغضنا أهل البيت ، وفيه
سخط الله نبيه 7 ، وكذبهم علينا أهل البيت واستحلالهم الكذب علينا.
في جويرية
بن أسماء
٧٤٢ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني اسحاق بن محمد البصري ، قال : حدثني علي بن داود الحديد ، عن
حريز بن عبد الله ، قال : كنت عند أبي عبد الله 7 فدخل عليه حمران بن أعين وجويرية بن أسماء ، قال ، فتكلم
أبو عبد الله 7 بكلام فوقع عند جويرية أنه لحن ، قال فقال له : أنت سيد
بني هاشم والمؤمل للأمور الجسام تلحن في كلامك.
قال ، فقال : دعنا
من تيهك هذا ، فلما خرجا ، قال : أما حمران فمؤمن لا يرجع أبدا ، وأما جويرية
فزنديق لا يفلح أبدا ، فقتله هارون بعد ذلك.
______________________________________________________
في جويرية بن أسماء
قوله : دعنا من تيهك
في أكثر النسخ «
من تيهك » بالتاء المثناة من فوق قبل الياء المثناة من تحت ثم الهاء ، بمعنى الصلف
والتصلف والكبر والتكبر من العلم أو المال ، قاله في القاموس وغيره .
وفي نسخة « تنهيك
» على التفعل من النهية والنهى بضمهما بمعنى العقل والمعرفة.
وفي نسخة أخرى
عندي عتيقة على الهامش « تهتك » تفعلا من الهتكة ، ولست أستصوبها.
__________________
في بشار
الشعيرى
٧٤٣ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا يعقوب ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن يقطين ، عن المدائني ، عن أبي
عبد الله 7 قال ، قال لي : يا مرازم من بشار؟ قلت بياع الشعير ، قال : لعن الله بشارا ،
قال ، ثم قال لي : يا مرازم قل لهم ويلكم توبوا الى الله فانكم كافرون مشركون.
٧٤٤ ـ حمدويه
وابراهيم ابنا نصير ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن صفوان ، عن مرازم ، قال قال
لي أبو عبد الله 7 : تعرف مبشر بشر ، بتوهم الاسم قال : الشعيري ، فقلت :
بشار؟ قال : بشار ، قلت : نعم جار لي ، قال : ان اليهود قالوا ووحدوا الله ، وان
النصارى قالوا ووحدوا الله ، وأن بشارا قال قولا عظيما ، اذا قدمت الكوفة فأته وقل
له : يقول لك جعفر يا كافر يا فاسق يا مشرك أنا بريء منك.
قال مرازم : فلما
قدمت الكوفة فوضعت متاعي وجئت اليه فدعوت الجارية ، فقلت قولي لأبي اسماعيل هذا
مرازم فخرج إلي فقلت له : يقول لك جعفر بن محمد يا كافر يا فاسق يا مشرك أنا بريء
منك ، فقال لي وقد ذكرني سيدي ، قال ، قلت : نعم ذكرك بهذا الذي قلت لك ، فقال :
جزاك الله خيرا وفعل بك وأقبل يدعو لي ،
ومقالة بشار هي
مقالة العلياوية ، يقولون ان عليا 7 هرب وظهر بالعلوية الهاشمية ، وأظهر أنه عبده ورسوله
بالمحمدية ، فوافق أصحاب أبي الخطاب في أربعة أشخاص علي وفاطمة والحسن والحسين : ، وأن معنى
الاشخاص الثلاثة فاطمة والحسن والحسين تلبيس ، والحقيقة شخص علي ، لأنه أول هذه
الاشخاص في الامامة.
وأنكروا شخص محمد 7 وزعموا أن محمدا
عبد ع وع ب وأقاموا محمدا
______________________________________________________
في بشار الشعيرى
قوله ;
: ع وع ب
« ع » رمز كناية
عن علي 7 و « ب » عن الرب.
مقام ما أقامت
المخمسة سلمان وجعلوه رسولا لمحمد صلوات الله عليه ، فوافقوهم في الاباحات
والتعطيل والتناسخ ، والعليائية سمتها المخمسة العليائية ، وزعموا أن بشارا
الشعيري لما أنكر ربوبية محمد وجعلها في علي وجعل محمدا عبد علي وأنكر رسالة سلمان
: مسخ في صورة طير يقال له علياء يكون في البحر ، فلذلك سموهم العليائية.
٧٤٥ ـ وحدثني الحسين
بن الحسن بن بندار ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ابن أبي خلف القمي ، قال : حدثني
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، والحسن ابن موسى الخشاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن
اسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله 7 : ان بشار الشعيري شيطان بن شيطان خرج من البحر فأغوى أصحابي.
٧٤٦ ـ سعد ، قال
حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس ، عن اسحاق ابن عمار ، قال ، قال أبو عبد
الله 7 لبشار الشعيري : اخرج عني لعنك الله ، لا والله لا يظلني واياك سقف بيت أبدا
، فلما خرج : قال : ويله ألا قال بما قالت اليهود ، ألا قال بما قالت النصارى ،
ألا قال بما قالت المجوس ، أو بما قالت الصابية ، والله ما صغر الله تصغير هذا
الفاجر أحد ، أنه شيطان ابن شيطان خرج من البحر ليغوي
______________________________________________________
قوله ;
: سمتها المخمسة
المخمسة طائفة من
الغلاة يقولون بالتخميس ، ومعناه عندهم لعنهم الله أن سلمان وأبا ذر والمقداد
وعمارا وعمرو بن أمية الضميري ، هم الخمسة الموكلون لمصالح العالم.
وأبو القاسم علي
بن أحمد الكوفي المخمس الغالي صنف في ذلك كتابا وأظهر فيه بدعا ومقالات فاسدة.
قوله : ألا
بفتح الهمزة
وتشديد اللام بمعنى هلا.
أصحابي وشيعتي ،
فاحذروه وليبلغ الشاهد الغائب ، أني عبد ابن عبد ، قن ابن أمة ضمتني الاصلاب
والارحام ، وأني لميت وأني لمبعوث ثم موقوف ، ثم مسئول والله لأسألن عما قال في
هذا الكذاب ، وادعاه علي يا ويله ما له أرعبه الله ، فلقد أمن على
______________________________________________________
قوله 7
: عبد ابن عبد
عبد وقن مرفوعان
للخبرية بالتنوين على التوصيف لا بالضم على الاضافة ، والقن بالقاف المكسورة
والنون المشددة وهو المتمحض في العبودة والرق.
قال في المغرب :
القن من العبيد الذي ملك هو وأبواه ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث ، وقد جاء قنان
أقنان أقنة ، أما أمة قنة فلم نسمعه ، وعن ابن الاعرابي عبد قن أي خالص العبودة.
وعلى هذا صح قول الفقهاء لأنهم يعنون به خلاف المدبر والمكاتب.
قوله 7
: يا ويله
« الويل » الحزن
والنكال والهلاك. والهاء هنا للضمير لا للسكت.
والمعنى : يا ويل
بشار احضر فقد حان حينك وآن ابانك وجاء أوانك.
وقد يستعمل باللام
فيقال له : الويل ويكون في معنى الشتم والدعاء عليه بالهلاك.
قال صاحب الكشاف
في الفائق : ويح وويب وويس ثلاثتها في معنى الترحم ، وأما ويل فشتم ودعاء بالهلكة
، وعن الفراء أن الويل كلمة شتم ودعاء سوء ، وقد استعملتها العرب استعمال قاتله
الله في موضع الاستعجاب ، ثم استعظموه فكنوا منها بويح وويب وويس ، كما كنوا عن
جوع له بجوسا وجودا.
قوله 7
: أرعبه الله
الارعاب افعال من
الرعب ، أي أوقعه الله في الرعب والخوف والفزع والقلق.
فراشه وافزعني
وأقلقني عن رقادي ، أوتدرون اني لم أقول ذلك؟ أقول ذلك لكي استقر في قبري.
في سفيان
بن مصعب العبدى أبى محمد
٧٤٧ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني حمدان بن أحمد الكوفي ، قال : حدثني أبو داود سليمان بن سفيان
المسترق ، عن سيف بن مصعب العبدي ، قال ، قال أبو عبد الله 7 : قل شعرا تنوح
به النساء.
٧٤٨ ـ نصر بن
الصباح ، قال : حدثنا اسحاق بن محمد البصري ، قال : حدثني محمد بن جمهور ، قال :
حدثني أبو داود المسترق ، عن علي بن النعمان ، عن سماعة ، قال ، قال أبو عبد الله 7 : يا معشر الشيعة
علموا أولادكم شعر العبدي فانه على دين الله.
قال أبو عمرو : في
أشعاره ما يدل على أنه كان من الطيارة.
في عبد
الله بن يحيى الكاهلى
٧٤٩ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن عيسى ، قال : زعم ابن أخي الكاهلي أن أبا الحسن الاول 7 قال لعلي : اضمن
لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة.
ما روى في
داود الرقى
٧٥٠ ـ حدثني
حمدويه وابراهيم ومحمد بن مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير قالوا : حدثنا محمد بن
عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله 7 قال : انزلوا
داود الرقي مني بمنزلة المقداد من رسول الله 6.
٧٥١ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن أبي عبد الله البرقي
______________________________________________________
قوله 7
: أو تدرون
بواو الزينة
المفتوحة بعد همزة الاستفهام.
وفي نسخة « أتدرون
» باسقاط الواو.
ونسخة أخرى «
وتدرون » باسقاط الهمزة.
رفعه ، قال ، نظر
أبو عبد الله 7 الى داود الرقي وقد ولي ، فقال : من سره أن ينظر الى رجل
من أصحاب القائم 7 فلينظر الى هذا.
وقال في موضع آخر
: أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد ;.
في اسحاق
واسماعيل ابنى عمار
٧٥٢ ـ محمد بن مسعود
، قال : حدثني محمد بن نصير ، قال : حدثني محمد ابن عيسى ، عن زياد القندي ، قال ،
كان أبو عبد الله 7 اذا رأى اسحاق بن عمار واسماعيل بن عمار ، قال : وقد
يجمعهما لا قوام ، يعني الدنيا والآخرة.
في الحسن
بن خنيس
٧٥٣ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني حمدويه ، قال : حدثني الحسين بن موسى ، عن جعفر بن محمد
الخثعمي ، عن ابراهيم بن عبد الحميد الصنعاني ، عن أبي أسامة الشحام ، قال : كنت
عند أبي عبد الله 7 اذ مر الحسن بن خنيس ، فقال أبو عبد الله 7 : نحب هذا؟ هذا
من أصحاب أبي 7.
وبهذا الاسناد عن
ابراهيم ، عن رجل ، عن أبي عبد الله وأبي الحسن 8 قالا : ينبغي للرجل أن يحفظ أصحاب أبيه ، فان بره بهم بره
بوالديه.
في على بن
أبى حمزة البطائني
٧٥٤ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، قال : حدثني أبو داود المسترق ، عن علي بن أبي
حمزة ، قال ، قال أبو الحسن موسى 7 : يا علي أنت وأصحابك شبه الحمير.
٧٥٥ ـ قال ابن
مسعود ، قال أبو الحسن علي بن الحسن بن فضال : علي بن أبي حمزة كذاب متهم.
وروى أصحابنا أن
أبا الحسن الرضا 7 قال بعد موت ابن أبي حمزة : انه أقعد في قبره فسئل عن
الائمة : فأخبر بأسمائهم حتى انتهى إلي فسئل فوقف ،
فضرب على رأسه
ضربة امتلاء قبره نارا.
٧٥٦ ـ قال ابن
مسعود : سمعت علي بن الحسن بن أبي حمزة كذاب ملعون ، قد رويت عنه أحاديث كثيرة ،
وكتبت تفسير القرآن كله من أوله الى آخره ، الا أني لا أستحل أن أروي عنه حديثا
واحدا.
٧٥٧ ـ حمدان بن
أحمد قال : حدثنا معاوية بن حكيم ، عن أبي داود المسترق ، عن عقبة بياع القصب ، عن
علي بن أبي حمزة ، قال ، قال أبو الحسن يعني الاول 7 : يا علي أنت وأصحابك أشباه الحمير.
٧٥٨ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن محمد ، عن محمد بن علي الهمداني ، عن رجل ، عن علي بن أبي
حمزة ، قال : شكوت الى أبي الحسن 7 وحدثته بالحديث عن
أبيه وعن جده ، فقال : يا علي هكذا قال أبي وجدي 8 قال : فبكيت ، ثم قال : أو قد سألت الله لك أو أسأله لك في
العلانية أن يغفر لك.
٧٥٩ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسين ، عن محمد بن جمهور ، عن أحمد بن
الفضل ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : مات أبو الحسن 7 وليس من قوامه
أحد الا وعنده المال الكثير ، وكان ذلك سبب وقفهم وجهودهم موته ، وكان عند علي بن
أبي حمزة ثلاثون ألف دينار.
٧٦٠ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن أبي عبد الله الرازي ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن 7 قال ، قلت : جعلت فداك اني خلفت ابن أبي حمزة وابن مهران
وابن أبي سعيد أشد أهل الدنيا عداوة لله تعالى.
قال ، فقال : ما
ضرك من ضل اذا اهتديت ، انهم كذبوا رسول الله 6 وكذبوا أمير المؤمنين وكذبوا فلانا وفلانا وكذبوا جعفرا
وموسى ، ولي بآبائي : أسوة.
قلت جعلت فداك انا
نروي أنك قلت لابن مهران أذهب الله نور قلبك وأدخل
الفقر بيتك.
فقال : كيف حاله
وحال بزه؟ قلت : يا سيدي أشد حال هم مكروبون وببغداد لم يقدر الحسين أن يخرج الى
العمرة ، فسكت ، وسمعته يقول في ابن أبي حمزة : أما استبان لكم كذبه؟ أليس هو الذي
يروي أن رأس المهدي يهدى الى عيسى بن موسى وهو صاحب السفياني؟ وقال : ان أبا الحسن
يعود الى ثمانية أشهر؟
في ابن
أبى حمزة الثمالى والحسين ومحمد أخويه وابنه
٧٦١ ـ قال أبو
عمرو : سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير ، عن علي بن أبي حمزة الثمالي والحسين بن
أبي حمزة ومحمد أخويه وابنه؟ فقال : كلهم ثقات فاضلون.
في عبد
الخالق
٧٦٢ ـ عبد الله بن
محمد بن خالد الطيالسي ، قال : حدثني أبي ، عن اسماعيل ابن عبد الخالق ، قال : ذكر
أبو عبد الله 7 أبي فقال صلى الله على أبيك ثلاثا
في عمار
الساباطى
٧٦٣ ـ علي بن محمد
، قال حدثني محمد بن أحمد بن يحيى ، عن ابراهيم ابن هاشم ، عن عبد الرحمن بن حماد
الكوفي ، عن مروك ، قال ، قال لي أبو الحسن
______________________________________________________
في على بن أبى حمزة
قوله (ع) : وحال بزه
بفتح الموحدة
وتشديد الزاي ، يعني حال تجارته وامتعته التي يتجر بها.
في المغرب : عن
ابن دريد البز متاع البيت من الثياب خاصة ، وعن الليث ضرب من الثياب ، ومنه ابتز
جاريته اذا جردها من ثيابها ، وعن ابن الانباري رجل حسن البز اي الثياب ، وعن
الجوهري هو من الثياب امتعة البزاز والبزازة حرفته وقال محمد : في السير البز عند
أهل الكوفة ثياب الكتان والقطن لا الصوف والخز.
الاول 7 اني استوهبت عمار
الساباطي من ربي ، فوهبه لي.
في عامر
بن جذاعة وحجر بن زائدة
٧٦٤ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين ابن سعيد ، يرفعه ، عن عبد الله
بن الوليد ، قال ، قال لي أبو عبد الله 7 : ما تقول في المفضل؟ قلت : وما عسيت أن أقول فيه بعد ما
سمعت منك ، فقال : ; لكن عامر بن جذاعة وحجر بن زائدة أتياني فعاباه عندي ،
فسألتهما الكف عنه فلم يفعلا ، ثم سألتهما أن يكفا عنه وأخبرتهما بسروري بذلك فلم
يفعلا فلا غفر الله لهما.
في داود
بن كثير الرقى أيضا
٧٦٥ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد بن عيسى عن عمر بن عبد العزيز ، عن بعض
أصحابنا ، عن داود بن كثير الرقي ، قال ، قال لي أبو عبد الله 7 : يا داود اذا
حدثت عنا بالحديث فاشتهرت به فأنكره.
قال نصر بن صباح :
عاش داود بن كثير الرقي الى وقت الرضا 7.
٧٦٦ ـ طاهر بن
عيسى ، قال : حدثني الشجاعي ، عن الحسين بن بشار ، عن داود الرقي ، قال : قال لي
داود : ترى ما تقول الغلاة الطيارة وما يذكرون عن شرطة الخميس عن أمير المؤمنين 7 وما يحكي أصحابه
عنه فذلك والله أراني أكبر منه ، ولكن أمرني أن لا أذكره لأحد.
قال : وقلت له اني
قد كبرت ودق عظمي أحب أن يختم عمري بقتل فيكم فقال : وما من هذا بد ان لم يكن في
العاجلة يكون في الاجلة.
ذكر أبو سعيد بن
رشيد الهجري ، ان داود دخل على أبي عبد الله 7 فقال : يا داود كذب والله أبو سعيد.
قال أبو عمرو :
يذكر الغلاة أنه من أركانهم ، وقد يروي عنه المناكير من الغلو ، وينسب اليه
أقاويلهم ولم أسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن فيه ولا عثرت من الرواية على شيء
غير ما أثبته في هذا الباب.
في اسحاق
واسماعيل ابنى عمار أيضا
٧٦٧ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا أيوب ، عن ابن المغيرة ، عن علي ابن اسماعيل بن عمار ، عن
اسحاق ، قال ، قلت لأبي عبد الله 7 : ان لنا أموالا ونحن نعامل الناس ، وأخاف أن حدث حدث أن
تغرق أموالنا؟ قال ، فقال له : أجمع مالك في كل شهر ربيع ، قال علي بن اسماعيل :
فمات اسحاق في شهر ربيع.
٧٦٨ ـ نصر بن
الصباح ، قال : حدثني سجادة ، قال : حدثنا محمد بن وضاح ، عن اسحاق بن عمار ، قال
: كنت عند أبي الحسن 7 جالسا حتى دخل عليه رجل من الشيعة ، فقال له يا فلان جدد
التوبة ، أو أحدث عبادة فانه لم يبق من أجلك الا شهر ، قال اسحاق ، فقلت في نفسي
وا عجباه كأنه يخبرنا أنه يعلم آجال شيعته أو قال آجالنا.
قال ، فالتفت إلي
مغضبا ، فقال : يا اسحاق وما تنكر من ذلك ، وقد كان الهجري مستضعفا ، وكان عنده
علم المنايا ، والامام أولى بذلك من رشيد الهجري ، يا اسحاق اما أنه قد بقي من
عمرك سنتان ، أما أنه يتشتت أهل بيتك تشتتا قبيحا ، ويفلس عيالك أفلاسا شديدا.
٧٦٩ ـ جعفر بن معروف
، قال : حدثني أبو الحسن الرازي ، قال : حدثني اسماعيل بن مهران ، قال : حدثني
محمد بن سليمان الديلمي ، قال قال اسحاق بن عمار ، لما كثر مالي أجلست على بابي
بوابا يرد عني فقراء الشيعة ، قال فخرجت الى مكة في تلك السنة فسلمت على أبي عبد
الله 7 فرد علي بوجه قاطب غير مسرور ،
فقلت : جعلت فداك
ما الذي غير حالي عندك قال : الذي غيرك للمؤمنين ، قلت : جعلت فداك والله اني لا
علم أنهم على دين الله ، ولكن خشيت الشهرة على نفسي.
قال : يا اسحاق
أما علمت أن المؤمنين اذا التقيا فتصافحنا بين إبهاميهما مائة رحمة ، تسعة وتسعون
منها لأشدهما حبا لصاحبه ، فاذا اعتنقا غمرتهما الرحمة ، فاذا التثما لا يريدان
بذلك الا وجه الله قيل لهما غفرا لكما ، فاذا جلسا يتساءلان قالت
الحفظة بعضها لبعض
اعتزلوا بنا عنهما فان لهما سرا وقد ستره الله عليهما.
قلت : جعلت فداك
وتسمع الحفظة قولهما ولا تكتبه ، وقد قال الله عز وجل ( ما
يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) قال فنكس رأسه
طويلا ثم رفعه وقد فاضت دموعه على لحيته وهو يقول : يا اسحاق ان كانت الحفظة لا
تسمعه ولا تكتبه فقد يسمعه ويعلمه الذي يعلم السر وأخفى ، يا اسحاق فخف الله كأنك
تراه فان شككت في أنه يراك فقد كفرت ، وان أيقنت أنه يراك. ثم برزت له بالمعصية
فقد جعلت في حد أهون الناظرين إليك.
في سنان
وعبد الله ابنه
٧٧٠ ـ أبو الحسن
بن أبي طاهر ، قال : حدثني محمد بن يحيى الفارسي قال : حدثني مكرم بن بشر ، عن
الفضل بن شاذان ، عن أبيه ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان ، وكان ; من ثقات رجال أبي
عبد الله 7 ، عن أبي عبد الله 7 قال : دخلت عليه أنا مع أبي ، فقال : يا عبد الله الزم
أباك فان أباك لا يزداد على الكبر الا كبرا.
٧٧١ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثنى سعد بن عبد الله أبي خلف ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن
الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عمن ذكره ، عن عمر بن يزيد ، قال ، سمعت أبا عبد الله 7 يقول ، وذكر عبد
الله بن سنان ، فقال : أما أنه يزيد علي السن خيرا ، وكان عبد الله بن سنان مولى
قريش على خزائن المنصور والمهدي.
في عجلان أبى
صالح
٧٧٢ ـ محمد بن
مسعود ، قال : سمعت علي بن الحسن بن علي بن فضال يقول : يا عجلان أبو صالح ثقة ،
قال ، قال أبو عبد الله 7 : يا عجلان كأني أنظر إليك الى جنبي والناس يعرضون علي.
__________________
في يسار
بن بشار
٧٧٣ ـ أبو عمرو :
قال حدثني محمد بن مسعود ، قال سألت علي بن الحسن ، عن يسار بن بشار الذي يروي عنه
أبان بن عثمان؟ قال : هو خير من أبان وليس به بأس.
في أبى
خالد القماط
٧٧٤ ـ قال أبو
عمرو : حدثني محمد بن مسعود ، قال ، كتب إلي أبو عبد الله ، يذكر عن الفضل ، قال :
حدثني محمد بن جمهور القمي ، عن يونس بن عبد الرحمن عن علي بن رئاب ، عن أبي خالد
القماط ، قال ، قال لي رجل من الزيدية أيام زيد : ما منعك أن تخرج مع زيد؟ قال ،
قلت له : ان كان أحد في الارض مفروض الطاعة فالخارج قبله هالك ، وان كان ليس في
الارض مفروض الطاعة ، فالخارج والجالس موسع لهما ، فلم يرد علي شيئا.
قال فمضيت من فوري
الى أبي عبد الله 7 فأخبرته بما قال لي الزيدي ، وبما قلت له ، وكان متكئا
فجلس ، ثم قال أخذته من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله ومن فوقه ومن تحته ،
ثم لم تجعل له مخرجا.
قال حمدويه : واسم
أبي خالد القماط : يزيد.
٧٧٥ ـ حدثني علي
بن محمد بن قتيبة النيشابوري ، قال : حدثنا الفضل بن شاذان ، قال : حدثني أبي ،
قال : حدثني محمد بن جمهور القمي ، عن يونس بن عبد الرحمن عن على بن رئاب ، عن أبي
خالد القماط ، وذكر مثل ما روى محمد بن مسعود عن أبي عبد الله بن نعيم الشاذاني ،
مثله سواء.
في ثعلبة
بن ميمون
٧٧٦ ـ ذكر حمدويه
، عن محمد بن عيسى ، أن ثعلبة بن ميمون مولى محمد ابن قيس الانصاري ، وهو ثقة خير
فاضل مقدم معلوم في العلماء والفقهاء الاجلة من هذه العصابة.
في
الاشاعثة
٧٧٧ ـ محمد بن
الحسن ، ابن عثمان بن حماد ، قال : حدثنا محمد بن يزداد ، عن الحسن بن موسى الخشاب
، عن بعض أصحابنا ، ان رجلين من ولد الاشعث استأذنا على أبي عبد الله فلم يأذن
لهما ، فقلت : ان لهما ميلا ومودة لكم ، فقال : ان رسول الله 6 لعن أقواما ،
فجرى اللعن فيهم وفي أعقابهم الى يوم القيامة.
ما روى في
شهاب بن عبد ربه وعبد الخالق وأخويه
٧٧٨ ـ قال أبو عمر
: شهاب وعبد الرحيم وعبد الخالق ووهب ولد عبد ربه من موالي بني أسد من صلحاء
الموالي.
٧٧٩ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني عبد الله بن محمد ، قال : حدثني أبي ، عن اسماعيل بن عبد
الخالق ، قال : ذكر أبو عبد الله 7 أبي فقال : صلى الله على أبيك ثلاثا.
٧٨٠ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني جبريل بن أحمد ، قال : حدثني محمد ابن عيسى ، عن يونس بن عبد
الرحمن ، عن مسمع كردين أبي سيار ، قال : سمعت أبا عبد الله 7 يقول : وأما شهاب
فانه شر من الميتة والدم ولحم الخنزير.
حمدويه بن نصير ، ذكر
عن بعض مشايخه قال : شهاب بن عبد ربه خير فاضل.
٧٨١ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن فضيل ، عن
شهاب ، قال ، قال أبو عبد الله 7 : كيف أنت اذا نعاني إليك محمد بن سليمان ، فاني يوما
بالبصرة عند محمد بن سليمان ، اذ القي إلي كتابا وقال أعظم الله أجرك في جعفر بن
محمد ، فذكرت الكلام فخنقتني العبرة.
٧٨٢ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني عبد الله بن محمد ، قال : حدثني الوشاء ، عن محمد بن
الفضيل ، عن شهاب ، قال ، قال أبو عبد الله 7 : يا شهاب كيف أنت اذا نعاني إليك محمد بن سليمان ، فمكثت
ما شاء الله ، ثم ان محمد بن سليمان لقيني ، فقال : يا شهاب عظم الله أجرك في أبي
عبد الله 7 فكان سبب اقامة الناووسية على أبا عبد الله 7 بهذا الحديث.
في وهب بن
عبد ربه وعبد الرحمن أخيه
واسماعيل
بن عبد الخالق
٧٨٣ ـ حدثني أبو
الحسن حمدويه بن نصير ، قال : سمعت بعض المشايخ يقول وسألته عن وهب وشهاب وعبد
الرحمن بني عبد ربه اسماعيل بن عبد الخالق ابن عبد ربه؟ قال : كلهم خيار فاضلون
كوفيون.
٧٨٤ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني عبد الله بن محمد ، عن الحسن ابن علي الوشاء ، عن اسماعيل
بن عبد الخالق ، قال ، قال لي حسين بن زيد ، أرسلني محمد بن عبد الله بن الحسن الى
أبي عبد الله 7 يطلب منه راية رسول الله 6 العقاب ، فقال : يا جارية هاتي.
في شهاب
بن عبد ربه
٧٨٥ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسى ، عن علي بن
الحكم ، عن هشام عن شهاب بن عبد ربه ، قال ، قال لي أبو عبد الله 7 : يا شهاب يكثر
المقيل في أهل بيت من قريش حتى يدعى الرجل منهم الى الخلافة فيأباها ، ثم قال : يا
شهاب ولا تقل اني عنيت بني عمي هؤلاء فقال شهاب : أشهد أنه عناهم.
٧٨٦ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن الحسن بن الحسين
، عن محمد بن اسماعيل ، عن الحسين بن بشار
الواسطي ، عن داود
الرقي ، قال : كنت عند أبي عبد الله 7 فذكر شهاب بن عبد ربه ، فقال : والله الذي لا إله الا هو
لأصلنه ، والله الذي لا إله الا هو لأخبرنه.
٧٨٧ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني عبد الله بن محمد ، قال : حدثني العباس بن عامر ، عن أبي
جميلة ، عن شهاب بن عبد ربه ، أنه ضربه محمد بن عبد الله بن الحسن نحوا من سبعين
سوطا.
في أبى
بكر الحضرمى وعلقمة
٧٨٨ ـ حدثني علي
بن محمد بن قتيبة القتيبي ، قال : حدثنا الفضل بن شاذان ، قال حدثني أبي ، عن محمد
بن جمهور ، عن بكار بن أبي بكر الحضرمي قال : دخل أبو بكر وعلقمة على زيد بن علي ،
وكان علقمة أكبر من أبي ، فجلس أحدهما عن يمينه والاخر عن يساره ، وكان بلغهما أنه
قال ليس الامام منا من أرخى عليه ستره ، انما الامام من شهر سيفه.
______________________________________________________
في أبى بكر الحضرمى
أبو بكر هذا عبد
الله بن محمد الحضرمي وأخوه علقمة بن محمد أكبر منه ، كما ذكر في الحديث ، ويستبين
أنه في صحة الحديث واستقامة الاعتقاد كأخيه عبد الله الاصغر منه ، وهما من أصحاب
أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق 8.
وقد ذكرهما الشيخ
في كتاب الرجال فقال في أصحاب الباقر صلوات الله عليه : علقمة بن محمد الحضرمي أخو
أبي بكر الحضرمي.
وقال في أصحاب
الصادق 7 : عبد الله بن محمد أبو بكر الحضرمي الكوفي سمع من أبي الطفيل ، تابعي روى
عنهما 8 .
قلت : وهو معروف
الجلالة صحيح الحديث ، وأما أخوه علقمة فممدوح حسن الحديث ، ولنا في الرجال علقمة
بن قيس من أصحاب أمير المؤمنين 7 ، وكان فقيها في دينه قاريا لكتاب الله عالما بالفرائض.
__________________
فقال له أبو بكر
وكان أجرأهما : يا أبا الحسين أخبرني عن علي بن أبي طالب 7 أكان أماما وهو
مرخى عليه ستره أو لم يكن اماما حتى خرج وشهر سفيه؟ قال وكان زيد تبصر الكلام ،
قال : فسكت فلم يجبه ، فرد عليه الكلام ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبه بشيء.
______________________________________________________
وقد ذكر الحسن بن
داود أنه قتل هو وأخوه أبي بن قيس بصفين ، وهو خطاء. والصواب ما رواه أبو عمرو الكشي فيما قد سبق
في أنه شهد صفين وأصيبت احدى رجليه فعرج منها ، وأما أخوه فقد قتل بصفين.
قال في جامع
الاصول : الحضرمي بفتح الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة منسوب الى حضر موت بن
قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن حمير ، والى حضر موت اسم صقع المعروف
، وقد جاء النسب اليه مركبا مثل نظائره مثل عبشمي وعبقسي وعبدري في النسب الى عبد
شمس وعبد قيس وعبد دار.
قوله : وكان زيد تبصر
تبصر بفتح التاء
المثناة من فوق والباء الموحدة واهمال الصاد المشددة على صيغة الماضي.
وفي بعض النسخ «
تبصر » على صيغة المضارع تفعلا من البصر أو من البصيرة.
أي كان يطلب
المباحثة ويحاور المحاورة والمناظرة ، ويحب أن يرى مجلس الكلام والبحث ، أو أنه
كان يريد التبصر والتعرف في البحث والبصيرة في الكلام.
قال في المغرب :
أبصر الشيء رآه وتبصره طلب أن يراه.
والصواب عندي في
ضبط هذه اللفظ « ينضر » بضم ياء المضارعة وفتح النون واعجام الضاد المشددة
المكسورة على التفعيل من النضرة والنضارة ، أي كان يحبر الكلام تحبيرا ويحسنه
تحسينا ، فان النضرة في اللغة غير مقصورة الاطلاق على حسن الوجه.
__________________
فقال له أبو بكر :
ان كان علي بن أبي طالب اماما فقد يجوز أن يكون بعده امام مرخى عليه ستره ، وان
كان علي 7 لم يكن اماما وهو مرخى عليه ستره فأنت ما جاء بك هاهنا ، قال : فطلب الى
علقمة أن يكف عنه ، فكف.
محمد بن مسعود ،
قال : كتب إلي الشاذاني أبو عبد الله ، يذكر عن الفضل عن أبيه ، مثله سواء.
٧٨٩ ـ حدثني محمد
بن مسعود : قال : حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي ، قال : حدثني الوشاء ،
عمن يثق به يعني أمه ، عن خاله ، قال ، يقال له : عمرو بن الياس ، قال ، دخلت أنا
وأبي الياس بن عمرو ، على أبي بكر الحضرمي وهو يجود بنفسه ، قال : يا عمرو ليست
هذه بساعة الكذب أشهد على جعفر بن محمد أني سمعته يقول بهذا الامر.
٧٩٠ ـ أبو جعفر
محمد بن علي بن القاسم بن أبي حمزة القمي ، قال ، قال : حدثنى محمد بن الحسن
الصفار المعروف بمموله ، قال : حدثني عبد الله بن محمد ابن خالد؟ قال حدثني الحسن
ابن بنت الياس قال ، دخلت على أبي بكر الحضرمي وهو يجود بنفسه ، فقال لي : اشهد
على جعفر بن محمد أنه قال : لا يدخل النار منكم أحد.
في حبى
أخت مسير
٧٩١ ـ حدثني أبو
محمد الدمشقي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، عن ميسر ،
عن أبي عبد الله 7 قال : أقامت حبى أخت ميسر بمكة ثلاثين سنة أو أكثر حتى ذهب
أهل بيتها وفنوا أجمعين الا قليلا ، قال : فقال ميسر لأبي عبد الله 7 : جعلت فداك أن
أختي حبى قد أقامت بمكة حتى ذهب أهلها ،
______________________________________________________
قال في المغرب :
النضرة الحسن ونضر وجهه حسن ونضره الله ، يتعدى ولا يتعدى ، وعليه الحديث : نضر
الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ، وعن الازدي ليس هذا من الحسن في الوجه ، بل انما هو
في الجاه والقدر ، وعن الاصمعي بالتشديد أي نعمه.
وقرابتها تحزن
عليها وقد بقي منهم بقية يخافون أن يذهبوا كما ذهب من مضي ولا يرونها ، فلو قلت
لها فانها تقبل منك.
قال : يا ميسر
دعها فانه ما يدفع عنكم الا بدعائها ، قال ، فالح على أبي عبد الله 7 قال لها : يا حبي
ما يمنعك من مصلى علي 6 الذى كان يصلي فيه علي 7 قال : فانصرفت.
في عمرو
بن حريث
٧٩٢ ـ جعفر بن
أحمد بن أيوب ، روى صفوان ، عن عمرو بن حريث ، عن أبي عبد الله 7 قال : دخلت عليه
وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمد ، فقلت له : جعلت فداك ما حولك الى هذا المنزل؟
قال : طلب النزهة ، قال ، قلت : جعلت فداك الا أقص عليك ديني الذي أدين به؟ قال :
بلي يا عمرو.
قلت : اني أدين
الله بشهادة أن لا إله الا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن الساعة آتية لا ريب
فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، واقام الصلاة ، وايتاء الزكاة وصوم شهر رمضان
، وحج البيت من استطاع اليه سبيلا ، والولاية لعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين بعد
رسول الله صلى الله عليهما ، والولاية للحسن والحسين ، والولاية لعلي بن الحسين ، والولاية
لمحمد بن علي ، ولك من بعده ، وأنتم أئمتي عليه أحيي وعليه أموت وأدين الله به.
قال : يا عمرو
وهذا والله ديني ودين آبائي الذى ندين الله به في السر والعلانية فاتق الله وكف
لسانك الا من خير ، ولا تقل اني هديت نفسي بل الله هداك ، فاد شكر ما أنعم الله
عليك ، ولا تكن ممن اذا أقبل طعن في عينيه وإذا أدبر طعن في قفاه ، ولا تحمل الناس
علي كاهلك فانه يوشك ان حملت الناس على كاهلك أن يصدعوا شعب كاهلك.
في زكريا
بن سابق أيضا
٧٩٣ ـ جعفر وفضالة
، عن أبي الصباح ، عن زكريا بن سابق ، قال ، وصفت الائمة لأبي عبد الله 7 حتى انتهيت الى
أبي جعفر 7 ، فقال : حسبك قد ثبت
الله لسانك وهدي
قلبك.
في
ابراهيم المخارقى
٧٩٤ ـ جعفر بن
أحمد ، عن نوح بن ابراهيم المخارقي ، قال ، وصفت الائمة لأبي عبد الله 7 ، فقلت : أشهد أن
لا إله الا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا رسول الله ، وأن عليا امام ، ثم
الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم أنت ، فقال : رحمك
الله ، ثم قال : اتقوا الله اتقوا الله ، عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء الامانة
وعفة البطن والفرج.
في منصور
بن حازم
٧٩٥ ـ جعفر بن
أحمد بن أيوب ، عن صفوان ، عن منصور بن حازم ، قال قلت لأبي عبد الله 7 : ان الله أجل
وأكرم من أن يعرف بخلقه ، بل الخلق يعرفون بالله ، قال : صدقت.
قال ، قلت : ان من
عرف أن له ربا فقد ينبغي أن يعرف أن لذلك الرب رضا وسخطا وأنه لا يعرف رضاه وسخطه
الا برسول لمن لم يأته الوحي ، فينبغي أن يطلب الرسل فاذا لقيهم عرف أنهم الحجة ،
وأن لهم الطاعة المفترضة ، فقلت للناس : أليس يعلمون أن رسول الله 6 كان هو الحجة من
الله على خلقه؟ قالوا : بلى.
قلت : فحين مضى
رسول الله 6 من كان الحجة ، قالوا : القرآن ، فنظرت في القرآن فاذا هو يخاصم به المرجى
والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا
يكون حجة الا بقيم ، ما قال فيه من شيء كان حقا.
فقلت لهم : من قيم
القرآن؟ فقالوا : ابن مسعود قد كان يعلم وعمر يعلم وحذيفة ، قلت : كله؟ قالوا : لا
: فلم أجد أحدا ، فقالوا : انه ما كان يعرف ذلك كله الا علي 7 ، واذا كان الشيء
بين القوم وقال هذا لا أدري وقال هذا لا أدري وقال هذا لا أدري ، وقال هذا أدري
ولم ينكر عليه ، كان القول قوله.
وأشهد أن عليا 7 كان قيم القرآن
وكانت طاعته مفترضة ، وكان حجة على
الناس بعد رسول
الله 6 ، وأنه ما قال في القرآن فهو حق ، فقال رحمك الله.
فقلت : ان عليا 7 لم يذهب حتى ترك
حجة من بعده كما ترك رسول الله 6 وأن الحجة بعد علي الحسن بن علي ، وأشهد على الحسن أنه كان
حجة ، وأن طاعته مفروضة ، فقال ، رحمك الله ، وقبلت رأسه وقلت ، أشهد على الحسن
أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ، كما ترك أبوه وجده ، وأن الحجة بعد الحسن
الحسين ، وكانت طاعته مفروضة ، فقال : رحمك الله وقبلت رأسه.
وقلت : أشهد على
الحسين أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ، وأن الحجة من بعده علي بن الحسين ،
وكانت طاعته مفروضة ، فقال رحمك الله وقبلت رأسه.
وقلت : وأشهد أن
علي بن الحسين لم يذهب حتى ترك حجة من بعده ، وأن الحجة من بعده محمد بن علي أبو
جعفر ، وكانت طاعته مفترضة ، فقال : رحمك الله.
فقلت : أعطني رأسك
أقبله ، فضحك فقلت : أصلحك الله ، وقد علمت أن أباك لم يذهب حتى ترك حجة من بعده
كما ترك أبوه ، وأشهد بالله أنك أنت الحجة وأن طاعتك مفترضه ، فقال : كف رحمك الله
قلت أعطني رأسك أقبله فقبلت رأسه ، فضحك ، ثم قال : سلني عما شئت فلا أنكرك بعد
اليوم أبدا.
في خالد
البجلى
٧٩٦ ـ جعفر بن
أحمد ، عن جعفر بن بشير ، عن أبى سلمة الجمال ، قال دخل خالد البجلي على أبي عبد
الله 7 وأنا عنده ، فقال له : جعلت فداك أني أريد أن أصف لك ديني الذي أدين الله به
، وقد قال له قبل ذلك : اني أريد أن أسألك؟ فقال له : سلني فو الله لا تسألني عن
شيء الا حدثتك به على حده لا أكتمك.
قال : ان أول ما
أبدأ أني أشهد أن لا إله الا الله وحده ليس إله غيره ، قال ، فقال أبو عبد الله 7 : كذلك ربنا ليس
معه إله غيره ، ثم قال وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله ، قال
، فقال أبو عبد الله : كذلك محمد عبد الله مقر له بالعبودية ورسوله الى خلقه.
ثم قال : وأشهد أن
عليا 7 كان له من الطاعة المفروضة على العباد مثل ما كان لمحمد 6 على الناس قال :
كذلك كان 7.
قال : وأشهد أنه
كان للحسن بن علي بعد علي 7 من الطاعة الواجبة على الخلق مثل ما كان لمحمد وعلي صلوات
الله عليهما ، فقال : كذلك كان الحسن.
قال : وأشهد أنه
كان للحسين من الطاعة الواجبة على الخلق بعد الحسن ما كان لمحمد وعلي والحسن : قال : فكذلك كان
الحسين ، قال : وأشهد أن علي ابن الحسين كان له من الطاعة الواجبة على جميع الخلق
كما كان للحسين 7 قال : فقال : كذلك كان علي بن الحسين.
قال : وأشهد أن
محمد بن علي كان له من الطاعة الواجبة على الخلق مثل ما كان لعلي بن الحسين ، قال
فقال : كذلك كان محمد بن علي قال : وأشهد أنك أورثك الله ذلك كله.
قال ، فقال أبو
عبد الله 7 : حسبك أسكت الان فقد قلت حقا ، فسكت ، فحمد الله وأثنى عليه.
ثم قال : ما بعث
الله نبيا له عقب وذريّة الا أجرى لآخرهم مثل ما أجرى لأولهم ، وانا لحق ذريّة
محمد 6 أجرى لآخرنا مثل ما أجرى لأولنا ، ونحن على منهاج نبينا 7 لنا مثل ماله من
الطاعة الواجبة.
ما روى في
يوسف
٧٩٧ ـ جعفر بن
أحمد بن الحسن ،
______________________________________________________
ما روى في يوسف
قوله ;
جعفر بن أحمد بن الحسن
السند في اختيار
ابن طاوس على هذه الصورة بعينها ، والذي يغلب على
عن داود ، عن يوسف
، قال ، قلت لأبي عبد الله 7 : أصف لك ديني الذي أدين الله به ، فان أكن على حق فثبتني
وان أكن على غير الحق فردني الى الحق ، قال : هات قال قلت : أشهد أن لا إله الا
الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله
______________________________________________________
الظن عندي أن في
هذا الاسناد تركا في الطبقة ، والصواب عن جعفر بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن داود.
وجعفر بن أحمد هو
الذي يعرف بابن التاجر ، ويروي عنه محمد بن مسعود العياشي. وأحمد بن الحسن هو أحمد
بن الحسن بن علي بن فضال ، يروي عنه أخوه علي بن الحسن بن علي بن فضال وغيره.
وقد ذكر النجاشي
أن محمد بن مسعود العياشي هو يروي عن أصحاب علي ابن الحسن بن فضال .
وذكر أن أحمد بن
الحسن بن فضال مات سنة ستين ومائتين .
وذكر أيضا أن داود
الرقي مات بعد المائتين بقليل بعد وفات الرضا 7 . وأنه روى عن أبي الحسن موسى ، وأبي الحسن الرضا 8 ، وهو من أصحاب
أبي عبد الله الصادق 7.
وبالجملة الامر لا
يكاد يخفى بعد ملاحظة التاريخ وطبقة الاسناد في الرواية والله سبحانه أعلم.
قوله : عن داود عن يوسف
قال السيد المكرم
جمال الدين أحمد بن طاوس في اختياره : أني لا أعرف من داود هذا ، ثم قال : مع أني
لا أعرف أيضا يوسف من هو؟.
__________________
6 ، وأن عليا كان امامي ، وأن الحسن كان امامي ، وأن الحسين
كان امامي ، وأن علي بن الحسين كان امامي ، وأن محمد بن علي كان امامي ، وأنت جعلت
فداك على منهاج آبائك ، قال ، فقال عند ذلك مرارا رحمك الله.
ثم قال : هذا والله
دين الله ودين ملائكته وديني ودين آبائي لا يقبل الله غيره.
ما روى في
الحسن بن زياد العطار
٧٩٨ ـ جعفر وفضالة
، عن أبان ، عن الحسن بن زياد العطار ، عن أبي عبد الله 7 قال ، قلت : اني
أريد أن أعرض عليك ديني وان كنت في حسباني ممن قد فرغ من هذا ، قال : فآته.
______________________________________________________
قلت : من العجب
عدم معرفته بهما ، أما يوسف هذا الذي نحن في ترجمته فهو أبو أمية الكوفي يوسف بن
ثابت ، الثقة الجليل المعروف من أصحاب الصادق 7 ، يروي عنه أبو اسحاق الفقيه ثعلبة بن ميمون وغيره ممن في
طبقته ، وله كتاب معتمد عليه يرويه ثعلبة.
واذا أطلق في أسانيد
الاخبار يوسف عن أبي عبد الله الصادق 7 فهو منصرف اليه ، وهذا الحديث الذي رواه أبو عمرو الكشي رحمه
الله تعالى ليس يطابق حال غيره من
اليوسفين.
وأما داود الذي
أورده في السند فهو الرقي ، كما هو المستبين من الطبقة فليعرف.
ما روى في الحسن بن زياد
العطار
قوله : حسبانى
بكسر الحاء
المهملة وإهمال السين الساكنة قبل الباء الموحدة والنون بعد الالف وهو الظن ، واما
المصدر بمعنى الحساب فحسبان مضموم الحاء.
والمعنى : وان كنت
في ظني ممن قد فرغ عن الحاجة الى العرض عليك
قال ، قلت : فاني
أشهد أن لا إله الا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأقر بما جاء من عند الله ،
فقال لي مثل ما قلت ، وأن عليا امام فرض الله طاعته ، من عرفه كان مؤمنا ، ومن
جهله كان ضالا ومن رد عليه كان كافرا.
ثم وصفت الائمة : حتى انتهيت اليه
، فقال : ما الذي تريد؟ أتريد أني أتولاك على هذا ، فاني أتولاك على هذا.
في أبى
اليسع عيسى بن السرى
٧٩٩ ـ جعفر بن
أحمد ، عن صفوان ، عن أبي اليسع ، قال ، قلت لأبي عبد الله 7 : حدثني عن دعائم
الإسلام التي بني عليها ، ولا يسع أحدا من الناس تقصير عن شيء منها ، الذي من قصر
عن معرفة شيء منها كبت عليه دينه ولم يقبل منه عمله ، ومن عرفها وعمل بها صلح
دينه وقبل منه عمله ، ولم يضق به ما فيه بجهل شيء من الامور جهله.
قال : فقال شهادة
الا إله الا الله والايمان برسول الله 6 ، والاقرار بما جاء به من عند الله ، ثم قال الزكاة
والولاية شيء دون شيء ، فضل يعرف لمن أخذ به ،
______________________________________________________
فان من الثابت المعلوم
المتيقن عندي أن ذلك المعروض هو الدين الحق الذي ما بعده الا الضلال.
في أبى اليسع عيسى بن السرى
أبو اليسع عيسى بن
السري ثقة لا مطعن فيه ، وقد وثقه النجاشي وغيره وهو من أجلاء أصحاب الصادق 7.
قوله (ع) شيء دون شيء
شيء بالرفع على
الخبرية : اما متعلق بالولاية على ما هو الاعذب الاظهر ، أو بكل من المذكورات ، أو
بالمجموع بما هو المجموع.
__________________
قال رسول الله 6 : من مات لا يعرف
امامه مات ميتة جاهلية. وقال الله عز وجل ( يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ ) وكان علي 7 وقال الآخرون : لا بل معاوية.
وكان حسن ثم كان
حسين ، وقال الآخرون هو يزيد بن معاوية لا سواء ، ثم قال أزيدك؟ قال بعض القوم :
زده جعلت فداك.
قال : ثم كان علي
بن الحسين ، ثم كان أبو جعفر ، وكانت الشيعة قبله لا يعرفون ما يحتاجون اليه من
حلال ولا حرام الا ما تعلموا من الناس.
حتى كان أبو جعفر 7 ففتح لهم وبين
لهم وعلمهم ، فصاروا يعلمون الناس بعد ما كانوا يتعلمون منهم ، والامر هكذا يكون ،
والارض لا تصلح الا بامام ، ومن مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية ، وأحوج ما
تكون الى هذا اذا بلغت نفسك هذا المكان ، وأشار بيده الى حلقه ، وانقطعت من الدنيا
تقول : لقد كنت على رأي حسن.
قال أبو اليسع
عيسى بن السري : وكان أبو حمزة وكان حاضر المجلس أنه قال : لك فما تقول كان أبو
جعفر اماما حق الامام.
في
المغيرة بن توبة المخزومى
٨٠٠ ـ جعفر بن
أحمد ، قال : حدثني محمد بن أبي عمير عن حماد بن
______________________________________________________
و « دون » المضاف
الى شيء بمعنى غير و « فضل » اما مجرور على الصفة للمضاف اليه ، أو مرفوع على
الخبر لضمير محذوف منفصل مرفوع على الابتداء والتقدير هو فضل.
والمعنى : أن
الولاية أو جميع ما ذكر شيء غير شيء يكون من الفضائل والمزايا المعروفة لمن أخذ
بها وواظب عليها من المسلمين ، فان ما ذكر هي الدعائم المبني عليها أصل بناء
الإسلام بخلاف غيرها من المكملات والمتممات والزوائد والمحسنات فليفقه.
__________________
عثمان ، عن
المغيرة بن توبة المخزومي قال ، قلت لأبي الحسن 7 : قد حملت هذا الذي في أمورك ، فقال : اني حملته ما حملنيه
أبي 7.
في الحسين
بن عمر
٨٠١ ـ جعفر بن
أحمد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن الحسين بن عمر قال ، قلت له : ان أبي أخبرني
أنه دخل على أبيك ، فقال له : اني أحتج عليك عند الجبار أنك أمرتني بترك عبد الله
، وأنك قلت أنا امام فقال : نعم فما كان من أثم ففي عنقي.
______________________________________________________
الحسين بن عمر
وهو الحسين بن عمر
بن يزيد من أصحاب أبي الحسن الرضا 7 وهو ثقة وثّقه الشيخ وغيره ، لم يكن يعتريه الوقف ولا فيه
غميزة أصلا ، ويدل على ذلك ما رواه الكشي رحمه
الله تعالى.
وما في حواشي
الخلاصة لبعض شهداء المتأخرين فيه ما يفهم منه خلاف التوثيق من باب سوء الفهم
لمدلول هذه الرواية لا غير.
قوله : قال قلت له ان أبى
ضمير له أولا لأبي
الحسن الثاني 7 ، وثانيا لأبي الحسن الاول 7.
يعني قلت لأبي
الحسن الرضا 7 : أن أبي عمر بن يزيد أخبرني أنه دخل على أبيك أبي الحسن موسى 7 قال : اني احتج
عليك عند الله الجبار بأنك أمرتني أن أترك عبد الله الافطح وأتمسك بك ، وقلت : أنا
الامام بعد أبي جعفر بن محمد 8.
فقال 7 : نعم قد كان ذلك
فما كان فيه من اثم ففي عنقي ، واني أيضا أحتج عليك بمثل ما احتج أبي علي أبيك ،
فانك أخبرتني ان أباك موسى 7 قد مات وأنك صاحب هذا الامر من بعده.
فقال : واني أحتج
عليك بمثل حجة أبي على أبيك فانك أخبرتني بأن أباك قد مضى. وأنك صاحب هذا الامر من
بعده فقال : نعم.
______________________________________________________
فقال 7 : نعم كذلك هو ،
فقلت له : تمسكت بك وما خرجت من مكة حتى كاد الامر من الوضوح يتبين لي ويظهر غاية
التبين والظهور.
وذلك أن فلانا من
أصحابك أقرأني كتابك تذكر أنت فيه ـ على صيغة الخطاب أو يذكر هو عنك على صيغة
الغيبة ـ أن تركة صاحبنا أبي الحسن موسى 7 من العلم والدين والهدى والرشاد وما يتعلق بوصاية رسول
الله وامامة الخلق عندك.
فقال 7 : صدقت أنت وصدق
فلان ، فالكتاب كتابي ، والقول قولي ، أما أني والله ما فعلت في ذلك ولا أظهرت
الامر حتى رأيت أني لست أجد في الدين من ذلك بدا.
ولقد قلت ما قلت ،
وأظهرت ما أظهرت ، كما يقال على جدع أنفي ، كناية عن أشد السوء ومثلا يضرب لأقصى
الضرر ، وذلك من جهة المخافة من نصوص الخلافة كهارون والمأمون.
ولكني خفت انتشار
الضلال في هذة الامة واستحواذ الفرقة عن دين الله ، فتحملت ذلك وفعلت ما فعلت.
فهذا شرح متن هذه
الرواية على صراح معناها ، وهو صريح في جلالة الحسين ابن عمر ، وقوة ايمانه وتمسكه
بأبي الحسن الرضا 7 ، وشدة اختصاصه به 7 وعدم قوله بالوقف أصلا.
ومحشي الخلاصة اذ
لم يستطع الى نيل مغزاه سبيلا ، فحيث قال العلامة : الحسين بن عمر بن يزيد من
أصحاب أبي الحسن الرضا 7 ثقة .
توهم أنه مستدرك
عليه فقال في الحاشية : ذكره الشيخ ووثقه ، ولكن في كتاب
__________________
فقلت له : اني لم
أخرج من مكة حتى كاد يتبين لي الامر ، وذلك أن فلانا أقرأني كتابك يذكر أن تركة
صاحبنا عندك فقال : صدقت وصدق ، أما والله ما فعلت ذلك حتى لم أجد بدا ، ولقد قلته
على مثل جدع أنفي ، ولكني خفت الضلال والفرقة.
في سعيد
الاعرج
٨٠٢ ـ جعفر ، عن
فضالة بن أيوب وغير واحد ، عن معاوية بن عمار ، عن سعيد الاعرج ، قال : كنا عند
أبي عبد الله 7 فاستاذن له رجلان ، فأذن لهما ، فقال أحدهما : أفيكم امام
مفترض الطاعة؟ قال : ما أعرف ذلك فينا ، قال بالكوفة قوم يزعمون أن فيكم اماما
مفترض الطاعة ، وهم لا يكذبون أصحاب ورع واجتهاد وتسمير ، فهم عبد الله بن أبي
يعفور وفلان وفلان.
فقال أبو عبد الله
7 : ما أمرتهم بذلك ولا قلت لهم أن يقولوه ، قال : فما ذنبي واحمر وجهه وغضب
غضبا شديدا ، قال : فلما رأيا الغضب في وجهه قاما فخرجا.
قال : أتعرفون
الرجلين؟ قلنا : نعم هما رجلان من الزيدية ، وهما يزعمان أن سيف رسول الله 6 عند عبد الله بن
الحسين.
فقال : كذبوا
عليهم لعنة الله ثلاث مرات ، لا والله ما رآه عبد الله ولا أبوه الذي ولده بواحدة
من عينيه قط ، ثم قال : اللهم الا أن يكون رآه على علي بن الحسين وهو متقلده ، فان
كانوا صادقين فاسألوهم ما علامته؟ فان في ميمنته علامة وفي ميسرته علامة.
وقال : والله ان
عندي لسيف رسول الله 6 ولامته : والله أن عندي لراية رسول الله 6 ، والله أن عندي
لألواح موسى 7 وعصاه ، والله أن عندي لخاتم
______________________________________________________
الكشي رواية عن
الحسين بن عمر تدل على خلاف التوثيق .
__________________
سليمان بن داود ،
والله أن عندى الطست التي كان موسى يقرب فيها القربان ، والله أن عندي لمثل الذي
جاءت به الملائكة تحمله والله أن عندي للشيء الذي كان رسول الله 6 يضعه بين
المسلمين والمشركين فلا يصل الى المسلمين نشابة.
ثم قال : ان الله
عز وجل أوحى الى طالوت أنه لن يقتل جالوت الا من لبس درعك ملاها. فدعى طالوت جنده
رجلا رجلا فألبسهم الدرع فلم يملأها أحد منهم الا داود فقال : يا داود أنك أنت تقتل
جالوت فأبرز اليه فبرز اليه فقتله.
فان قائمنا إن شاء
الله من اذا لبس درع رسول الله 6 يملأها ، وقد لبسها أبو جعفر فخطت عليه ، ولبستها أنا
فكانت وكانت.
في على بن
جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب
عليهم
السلام
٨٠٣ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : حدثنا الحسين بن موسى الخشاب ، عن علي بن أسباط وغيره ، عن علي بن
جعفر بن محمد ، قال ، قال لي رجل أحسبه من الواقفة : ما فعل أخوك أبو الحسن؟ قلت :
قد مات ، قال : وما يدريك بذاك؟ قلت : اقتسمت أمواله وأنكحت نساؤه ونطق الناطق من
بعده.
قال : ومن الناطق
من بعده؟ قلت : ابنه علي ، قال : فما فعل؟ قلت له : مات ، قال : وما يدريك أنه مات؟
قلت : قسمت أمواله ونكحت نسائه ونطق الناطق من بعده. قال : ومن الناطق من بعده؟
قلت : أبو جعفر ابنه ، قال ، فقال له : أنت في سنك وقدرك وابن جعفر بن محمد تقول
هذا القول في هذا الغلام.
قال ، قلت : ما
أراك الا شيطانا ، قال : ثم أخذ بلحيته فرفعها الى السماء ثم قال : فما حيلتي ان
كان الله رآه أهلا لهذا ولم ير هذه الشيبة لهذا أهلا.
٨٠٤ ـ حدثني نصر
بن الصباح البلخي ، قال : حدثني اسحاق بن محمد البصري أبو يعقوب ، قال : حدثني أبو
عبد الله الحسن بن موسى بن جعفر ، قال : كنت
عند أبي جعفر 7 بالمدينة وعنده
علي بن جعفر وأعرابي من أهل المدينة جالس ، فقال لي الاعرابي : من هذا الفتى؟
وأشار بيده الى أبي جعفر 7.
قلت : هذا وصي
رسول الله 6 ، فقال : يا سبحان الله رسول الله قد مات منذ مائتي سنة وكذا وكذا سنه ، وهذا
حدث كيف يكون هذا.
قلت : هذا وصي علي
بن موسى ، وعلي وصي موسى بن جعفر ، وموسى وصي جعفر بن محمد ، وجعفر وصي محمد بن
علي ، ومحمد وصي علي بن الحسين ، وعلي وصي الحسين ، والحسين وصي الحسن ، والحسن
وصي علي بن أبي طالب ، وعلي وصي رسول الله ( صلوات الله عليهم أجمعين ).
قال : ودنى الطبيب
ليقطع له العرق ، فقام علي بن جعفر ، فقال : يا سيدي يبدأني ليكون حدة الحديد بي
قبلك ، قال ، قلت : يهنئك ، هذا عم أبيه ، قال ، فقطع له العرق ، ثم أراد أبو جعفر
7 النهوض فقام علي بن جعفر 8 فسوى له نعليه حتى لبسهما.
في على بن
يقطين واخوته
٨٠٥ ـ قال أبو
عمرو : علي بن يقطين مولى بني أسد ، وكان قبل يبيع الابزار وهي التوابل ، ومات في
زمن أبي الحسن موسى 7 ، وأبو الحسن محبوس سنة ثمانين ومائة ، وبقي أبو الحسن 7 في الحبس أربع
سنين ، وكان حبسه هارون.
٨٠٦ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا العبيدي ، عن زياد القندي ، عن علي بن يقطين ، أن أبا
الحسن 7 قد ضمن له الجنة.
٨٠٧ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي
عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : قلت لأبي الحسن 7 : ان علي بن
يقطين أرسلني إليك برسالة أسألك الدعاء له فقال : في أمر الآخرة ، قلت : نعم ، قال
: فوضع يده على صدره ، ثم قال : ضمنت
لعلي بن يقطين ألا
تمسه النار أبدا.
٨٠٨ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج
، قال خرجت عاما من الاعوام ومعي مال كثير لأبي ابراهيم 7 ، وأودعني علي بن
يقطين رسالة سأله الدعاء ، فلما فرغت من حوائجي وأوصلت المال اليه ، قلت : جعلت
فداك سألني علي بن يقطين أن تدعو الله له ، فقال : للآخرة؟ قلت : نعم ، قال : فوضع
يده على صدره ثم قال : ضمنت لعلي بن يقطين ألا تمسه النار.
٨٠٩ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، وجبريل بن أحمد قالا : حدثنا محمد بن عيسى ،
قال : حدثني يعقوب بن يقطين ، قال سمعت أبا الحسن الخراساني 7 يقول : أما أن
علي بن يقطين مضى وصاحبه عنه راض ، يعني أبا الحسن 7.
٨١٠ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير.
وحدثني حمدويه
وابراهيم ، قالوا : حدثنا محمد بن عيسى ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن درست ، عن
عبد الله بن يحيى الكاهلي ، قال كنت عند أبي ابراهيم 7 اذا أقبل علي بن يقطين ، فالتفت أبو الحسن 7 الى أصحابه ،
فقال : من سره أن يرى رجلا من أصحاب رسول الله 6 فلينظر الى هذا المقبل فقال له رجل من القوم : هو اذن من
أهل الجنة؟ فقال أبو الحسن 7 : أما أنا فأشهد أنه من أهل الجنة.
٨١١ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا محمد بن عيسى.
ومحمد بن مسعود ،
عن محمد بن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن عبيد الله ابن عبد الله ، عن درست ، عن
الكاهلي ، قال كنت عند أبي ابراهيم 7 اذ أقبل علي ابن يقطين ، وذكر مثله سواء.
٨١٢ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني جبريل بن أحمد ، عن محمد بن
عيسى ، قال سمعت
مشايخ أهل بيتي يحكون أن عليا وعبيدا ابني يقطين أدخلا على أبي عبد الله 7 فقال : قربوا مني
صاحب الذؤابتين ، وكان عليا ، فقرب منه ، فضمه اليه ودعا له بخير.
٨١٣ ـ قال محمد بن
قولويه : حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، قال : حدثنا محمد بن اسماعيل ، عن
محمد بن عمرو بن سعيد ، عن داود الرقي قال : دخلت على أبي الحسن 7 يوم النحر ، فقال
مبتدئا : ما عرض في قلبي أحد وأنا على الموقف الا علي بن يقطين ، فانه ما زال معي
وما فارقني حتى أفضت.
٨١٤ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، قال : حدثني حفص أبو محمد مؤذن علي بن يقطين
، عن علي بن يقطين ، قال : رأيت أبا عبد الله 7 في الروضة وعليه جبة خز سفرجلية.
٨١٥ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني جبريل بن أحمد ، قال ، قال العبيدي قال يونس : انهم أحصوا
لعلي بن يقطين سنة في الموقف مائة وخمسين ملبيا.
٨١٦ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال ، قال أبو الحسن
7 : من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف.
٨١٧ ـ محمد بن
اسماعيل ، عن اسماعيل بن مرار ، عن بعض أصحابنا ، أنه لما قدم أبو ابراهيم موسى بن
جعفر 8 العراق ، قال علي بن يقطين : أما ترى حالي وما أنا فيه ، فقال. يا علي ان
الله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه ، وأنت منهم يا علي.
٨١٨ ـ محمد بن مسعود
، عن علي بن محمد ، قال : حدثني محمد بن أحمد عن السندي بن الربيع ، عن الحسين بن
عبد الرحيم ، قال ، قال أبو الحسن 7 لعلي بن يقطين : اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا فقال علي :
جعلت فداك وما الخصلة التي أضمنها لك؟ وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي.
قال ، فقال أبو
الحسن 7 : الثلاث اللواتي أضمنهن لك : أن لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل ، ولا فاقة ،
ولا سجن حبس ، قال ، فقال علي : وما الخصلة التي أضمنها لك؟ قال ، فقال : تضمن أن
لا يأتيك ولي أبدا الا أكرمته ، قال فضمن علي الخصلة وضمن له أبو الحسن الثلاث.
٨١٩ ـ محمد بن مسعود
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، قال : روى بكر بن محمد
الاشعري ، ان أبا الحسن الاول 7 قال : اني استوهبت علي بن يقطين من ربي عز وجل البارحة ،
فوهبه لي ، ان علي ابن يقطين بذل ماله ومودته ، فكان لذلك منا مستوجبا.
ويقال : ان علي بن
يقطين ربما حمل مائة ألف إلي ثلاثمائة ألف درهم ، وأن أبا الحسن 7 زوج ثلاثة بنين
أو أربعة ، منهم أبو الحسن الثاني ، فكتب الى علي ابن يقطين : اني قد صيرت مهورهن
إليك.
قال محمد بن عيسى
: فحدثني الحسن بن علي أن أباه علي بن يقطين ; وجه الى جواريه حتى حمل حباءهن ممن باعه ، فوجه اليه بما
فرض عليه من مهورهن وزاد ثلاثة آلاف دينار للوليمة ، فبلغ ذلك ثلاثة عشر ألف دينار
في دفعة واحدة.
حدثني حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا أبو جعفر ، عن الحسن بن علي وذكر مثله.
______________________________________________________
على بن يقطين واخوته
قوله ، جواريه حتى حمل
الضمير في جواريه وباعه
لعلي بن يقطين ، وحمل على صيغة المجهول ، وحباء ككتاب بكسر الحاء المهملة قبل
الباء الموحدة العطاء وهو اسم لا مصدر قاله القاموس .
__________________
٨٢٠ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثنا محمد ابن عيسى ، قال : زعم الحسين
بن علي أنه أحصى لعلي بن يقطين بعض السنين ثلاث مائة ملب ، أو مأتين وخمسين ملبيا
، وان لم يكن يفوته من يحج عنه.
______________________________________________________
وفي نسخة «
حبايتهن » والحباية والحباوة أيضا بالكسر العطاء والعطية قاله الفائق والاساس
وكذلك الحبوة مثلثة والحبية بالكسر اسم من الاحتباء.
والمعنى : وجه أي
أرسل علي بن يقطين الى جواريه ، فحمل اليه كل ما عليهن ولهن من الزينة والمال حتى
حباهن وحبايتهن ، أي عطيتهن ممن كان باع علي بن يقطين اياهن واشتراهن هو منه.
فوجه علي بن يقطين
الى أبي الحسن موسى 7 بما فرض عليه وصير اليه من مهور أزواج بنيه ، وزاد على ذلك
ثلاثة آلاف دينار للوليمة ، فبلغ المجموع ثلاثة عشر الف دينار.
وكان ذلك المبلغ ـ
وهو في عصرنا هذا ألفا تومان تقريبا ـ أحد ما قد أرسله اليه 7 في دفعة واحدة ،
حفه الله تعالى بفضله وخصه برحمته.
قوله : وان لم يكن يفوته من يحج عنه
يعني : كان يستنيب
من يحج عنه مندوبا في كل سنة : ولا يفوته ذلك أصلا ، ومع ذلك كان يستنيب كل سنة
لمجرد التلبية عنه ، وقد أحصي له بعض السنين ثلاثمائة ملبي عنه ، أو مائتان وخمسون
ملبيا عنه ، وكان يعطي الكاهلي وعبد الرحمن ابن الحجاج وغيرهما من أمثالهما من
الدراهم للحج عنه كل سنة عشرة آلاف ، ويعطي الملبي عنه عشرين الفا.
وقال شيخنا الشهيد
في الدروس : تجوز الاستنابة في الحج ندبا للحي ، وفيه فضل كثير ، فقد أحصى في عام
واحد خمسمائة وخمسون رجلا يحجون عن علي ابن يقطين صاحب الكاظم 7 أقلهم بتسعمائة
دينار وأكثرهم عشرة آلاف .
كأنه يعني عشرة
آلاف درهم.
__________________
وكان يعطي بعضهم
عشرة آلاف في كل سنة للحج ، مثل الكاهلي ، وعبد الرحمن بن الحجاج وغيرهما ، ويعطي
أدناهم ألف درهم ، وسمعت من يحكى في أدناهم خمسمائة درهم ، وكان أمره بالدخول في
أعمالهم.
فقال : ان كنت لا
بد فاعلا فانظر كيف يكون لأصحابك فزعم أمية كاتبه وغيره أنه كان يأمر بحبايتهم في
العلانية ، ويرد عليهم في السر ، وزعمت رحيمة أنها قالت لأبي الحسن الثاني 7 : ادع لعلي بن
يقطين ، فقال : قد كفي علي بن يقطين.
وقال أبو الحسن 7 : من سعادة علي
بن يقطين أني ذكرته في الموقف.
وزعم ابن أخي
الكاهلى أن أبا الحسن 7 قال لعلي بن يقطين اضمن لي الكاهلي وعياله وأضمن لك الجنة.
فزعم ابن اخيه أن
عليا لم يزل يجري عليهم الطعام والدراهم وجميع أبواب النفقات ، مسبغين في ذلك ،
حتى مات أهل الكاهلي كلهم وقراباته وجيرانه.
وقال أبو الحسن 7 ان لله مع كل
طاغية وزيرا من أوليائه يدفع به عنهم
______________________________________________________
قوله : مسبغين
بالباء الموحدة
بين السين المهملة والغين المعجمة على صيغة الفاعل من الاسباغ بمعني الاكمال
والتوفير.
وفي بعض النسخ :
بالتاء المثناة من فوق مكان الباء الموحدة والنون بعد الغين من الاستغناء و « حتى
» اما انها بمدخولها الى جيرانه متعلقة بقوله « لم يزل يجري عليهم » واما ان حتى
مات اي الكاهلي او علي بن يقطين متعلقة بذلك.
ثم أهل الكاهلي
كلهم وقراباته وجيرانه بيان للمسبغين أو المستغنين في ذلك المجري عليهم الطعام
والدراهم وجميع أبواب النفقات فليعلم.
دعوة أبي عبد الله
7 علي بن يقطين وما ولد ، قال ، فقال : ليس حيث يذهب أما علمت أن المؤمن في صلب
الكافر بمنزلة الحصاة تكون في الليلة ، يصيبها المطر فيغسلها ولا يضر الحصاة شيئا.
٨٢١ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني أبو عبد الله الحسين بن إشكيب ، قال أخبرنا بكر بن صالح
الرازى ، عن اسماعيل بن عباد القصري قصر ابن هبيرة ، عن اسماعيل بن سلام ، وفلان
بن حميد ، قالا ، بعث إلينا علي بن يقطين ، فقال : اشتريا راحلتين وتجنبا الطريق ،
ودفع إلينا مالا وكتبا حتى توصلا ما معكما من المال والكتب الى أبي الحسن موسى 7 ولا يعلم بكما
أحد.
قالا : فأتينا
الكوفة فاشترينا راحلتين وتزودنا زادا وخرجنا نتجنب الطريق حتى اذا صرنا ببطن
الرمة شددنا راحلتنا ووضعنا لهما العلف وقعدنا نأكل ، فبينا نحن
______________________________________________________
قوله ;
: دعوة أبى عبد الله (ع) على بن يقطين وما ولد
يعني : كان أبو
عبد الله قد جرى على لسانه في دعوته علي بن يقطين وما ولد أي من ولده ، فقال
للراوي : انه ليس الامر حيث تذهب بوهمك ، اني قد قصدته بالدعوة ، بل انما ذلك من
حيث كان في صلبه علي بن يقطين ، وليس يستضر المؤمن من حيث كينونته في صلب الكافر.
هذا من طريق أبي
عمرو الكشي رحمه الله تعالى في عامة النسخ.
ومن طريق أبي جعفر
الكليني رضوان الله تعالى عليه في الكافي عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عن أبي
الحسن موسى 7 قال : قلت له : اني قد أشفقت من دعوة أبي عبد الله 7 على يقطين وما
ولد.
فقال يا أبا أحمد
[ أبا الحسن ] ليس حيث تذهب انما المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة في اللبنة
يجيء المطر فيغسل اللبنة ولا يضر الحصاة شيئا .
__________________
كذلك اذا راكب قد
أقبل ومعه شاكري.
فلما قرب منا فاذا
هو أبو الحسن موسى 7 فقمنا اليه وسلمنا عليه ودفعنا اليه الكتب وما كان معنا
فأخرج من كمه كتبا فناولنا اياها ، فقال : هذه جوابات كتبكم.
قال ، قلنا : ان
زادنا قد فنى ، فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول الله 6 وتزودنا زادا؟
فقال : هاتا ما معكما من الزاد فأخرجنا الزاد اليه فقلبه بيده ، فقال : هذا
يبلغكما الى الكوفة ، وأما رسول الله 6 فقد رأيتماه ، اني صليت معهم الفجر وأنا أريد أن أصلي معهم
الظهر ، انصرفا في حفظ الله.
٨٢٢ ـ حدثني
حمدويه بن نصير ، قال : حدثني يحيى بن محمد ، عن سيبويه الرازي ، عن بكر بن صالح ،
بأسناده مثله.
علي وخزيمة ويعقوب
وعبيد بنو يقطين كلهم من أصحاب أبي الحسن 7.
٨٢٣ ـ طاهر بن
عيسى ، قال : حدثني أبو جعفر محمد بن القاسم بن حمزة ابن موسى العلوي ، قال : سمعت
اسماعيل بن موسى عمي ، قال ، رأيت العبد الصالح 7 على الصفا ، يقول : الهى في أعلى عليين اغفر لعلي بن
يقطين.
______________________________________________________
قوله : ومعه شاكرى
الشاكري الركابي
والشاطر والاجير والمستخدم ، أو الناقة السمينة الممتلى صرعها من اللبن ، وكل دابة
سمينة فهي شاكري.
قوله (ع) : فقد رأيتماه
يعني 7 : انكما حيث
رأيتماني فكأنما قد رأيتما رسول الله 6 ، انصرفا في حفظ الله لا يشعرن بكما أحد من المخالفين ،
واني قد صليت معهما الفجر وأنا أريد أن أصلي معهما الظهر ، كيلا يطلع أحد منهم على
ذلك.
٨٢٤ ـ جعفر بن
معروف ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن سليمان بن الحسين كاتب علي بن يقطين ، قال
: أحصيت لعلي بن يقطين من وافى عنه في عام واحد مائة وخمسين رجلا ، أقل من أعطاه
منهم سبعمائة درهم ، وأكثر من أعطاه عشرة آلاف درهم.
في موسى
بن بكر الواسطى
٨٢٥ ـ جعفر بن
أحمد ، عن خلف بن حماد ، عن موسى بن بكر الواسطي ، قال سمعت أبا الحسن 7 يقول : قال أبي 7 : سعد امرئ لم
يمت حتى يرى منه خلفا تقربه عينه ، وقد أراني الله عز وجل من ابني هذا خلفا ،
وأشار بيده الى العبد الصالح 7 ، ما تقربه عيني.
٨٢٦ ـ حدثني
حمدويه بن نصير ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمد ابن سنان ، عن موسى بن بكر
الواسطي ، قال : أرسل إلي أبو الحسن 7 فأتيته ، فقال لي : مالي أراك مصفرا؟ وقال لي : آمرك بأكل
اللحم قال فقلت : ما أكلت غيره منذ أمرتني.
فقال : كيف تأكله؟
قلت ، طبيخا ، قال : كله كبابا ، فأكلت ، فأرسل إلي بعد جمعة فاذا الدم قد عاد في
وجهي فقال لي : نعم.
ثم قال لي : يخف
عليك أن نبعثك في بعض حوائجنا؟ فقلت : أنا عبدك فمرني بم شئت فوجهني في بعض حوائجه
الى الشام.
في هند بن
الحجاج
٨٢٧ ـ أبو الحسن
محمد بن بحر بن أحمد الفارسي ، قال :
______________________________________________________
في هند بن الحجاج
قوله : أبو الحسن محمد بن
بحر
أبو الحسن مكبرا ،
وفي بعض النسخ « أبو الحسين » بالتصغير ، فأبو الحسن
حدثني أبو القاسم
الحليسي ، قال : حدثنا عيسى بن هواذ ، عن الحسن بن ظريف بن ناصح ، فقال : قد جئتك
بحديث من يأتيك حدثني فلان ونسى الحليسي اسمه عن
______________________________________________________
هو محمد بن بحر
ويقال : محمد بن يحيي الفارسي ، طاف الدنيا ، وروى عن خلق وجمع كثير من الاخبار.
ذكره الشيخ في باب
لم من كتاب الرجال .
وأبو الحسين هو
محمد بن بحر ويقال : محمد بن يحيى الشيباني الرهني ، بالراء والنون من حاشيتي
الهاء ، والرهن بالضم قرية بكرمان قاله في القاموس .
وهو أهل سجستان
سكن نرماشير من أرض كرمان ولذلك قيل له : الفارسي وكان من المتكلمين وكان فقيها
عالما بالاخبار ، له نحو من خمسمائة مصنف الا أنه ربما يتهم بالغلو ويرمى
بالتفويض.
أورده الشيخ في
كتاب الرجال في باب لم ، ولقد ذكرنا حاله فيما قد مضى وحققنا القول فيه.
قوله : أبو القاسم الحليسى
الحليسي بالضم على
هيئة التصغير اما باعجام الخاء نسبة الى التابعي المحدث.
قال في القاموس :
عباس بن خليس كزبير محدث تابعي .
أو باهمال الحاء
نسبة الى بني الحليس.
في القاموس : الحليس
كزبير الحمصي وابن زيد الصيفي صحابيان ، وابن علقمة سيد الاحابيش ، وابن يزيد من
كنانة ، والحليسية ماء لبني الحليس .
__________________
بشار مولى السندي
بن شاهك ، قال : كنت من أشد الناس بغضا لآل أبي طالب ، فدعاني السندي بن شاهك يوما
، فقال لي : يا بشار اني أريد أن ائتمنك على ما ائتمنني عليه هارون ، قلت : اذن لا
أبقى فيه غاية.
قال : هذا موسى بن
جعفر 7 قد دفعه إلي. وقد وكلتك بحفظه ، فجعله في دار جوف دور حرمه ووكلني عليه ،
وكنت أقفل عليه عدة أقفال ، فاذا مضيت في حاجة وكلت امرأتي بالباب فلا تفارقه حتى
أرجع ، قال بشار : فحول الله ما كان في قلبي من البغض حبا.
قال : فدعاني 7 يوما فقال لي :
يا بشار امض الى سجن المقنطرة فادع لي هند بن الحجاج ، وقل له أبو الحسن يأمرك
بالمصير اليه ، فانه سينتهرك ويصيح عليك. فاذا فعل ذلك : فقل أنا قد قلت لك وأبلغت
رسالته فان شئت فافعل وان شئت فلا تفعل ، واتركه وانصرف.
قال ففعلت ما
أمرني وأقفلت الابواب كما كنت أفعل ، وأقعدت امرأتي على الباب وقلت لها : لا تبرحي
حتى آتيك ، وقصدت الى سجن المقنطرة فدخلت على هند بن الحجاج ، فقلت له أبو الحسن
يأمرك بالمصير اليه ، قال : فصاح علي وانتهرني ، فقلت له : أنا قد أبلغتك وقلت لك
فان شئت فافعل وان شئت فلا تفعل.
وانصرفت وتركته ،
وجئت الى أبي الحسن 7 فوجدت امرأتي قاعدة على الباب والابواب مقفلة ، فلم أزل
أفتح واحدا واحدا منها ، حتى انتهيت اليه فوجدته وأعلمته الخبر ، قال : نعم قد
جاءني ، وانصرفت فخرجت الى امرأتي ، فقلت لها جاء أحد بعدي فدخل هذا الباب؟ فقالت
: لا والله ما فارقت الباب ولا فتحت الاقفال حتى جئت.
قال : ورواني علي
بن محمد بن الحسن الانباري أخو صندل ، قال : بلغني من جهة أخرى أنه لما صار اليه
هند بن الحجاج ، قال له العبد الصالح 7 عند انصرافه : ان شئت رجعت الى موضعك ولك الجنة ، وان شئت
انصرفت الى منزلك ، فقال : أرجع
الى موضعي الى
السجن « ; ».
قال : وحدثني علي
بن محمد بن صالح الصيمري ، ان هند بن الحجاج 2 كان من أهل الصيمرة ، وأن قصره لبين ، قال أبو عمرو : هذا
الخبر من جهة أبي الحسن محمد بن بحر بن أحمد الفارسي يقول : حدثني أبو القاسم
الحليسي.
في صفوان
بن مهران الجمال
٨٢٨ ـ حمدويه ،
قال : حدثني محمد بن اسماعيل الرازي ، قال : حدثني الحسن بن علي بن فضال ، قال :
حدثني صفوان بن مهران الجمال ، قال : دخلت على أبي الحسن الاول 7 فقال لي : يا
صفوان كل شيء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا قلت : جعلت فداك أي شيء؟ قال :
اكراؤك جمالك من هذا الرجل يعني هارون ، قلت : والله ما أكريته أشرا ولا بطرا ولا
لصيد ولا للهو ولكني أكريه لهذا الطريق يعني طريق مكة ، ولا أتولاه بنفسي ولكن
أنصب غلماني.
فقال لي : يا
صفوان أيقع كراؤك عليهم؟ قلت : نعم جعلت فداك ، قال : فقال لي : أتحب بقائهم حتى
يخرج كراؤك؟ قلت : نعم ، قال : فمن أحب بقائهم فهو منهم ، ومن كان منهم كان ورد
النار.
قال صفوان : فذهبت
وبعت جمالي عن آخرها ، فبلغ ذلك الى هارون ، فدعاني فقال لي : يا صفوان بلغني أنك
بعت جمالك؟ قلت : نعم ، فقال : لم؟ قلت : أنا شيخ كبير وأن الغلمان لا يفون
بالاعمال.
فقال : هيهات
ايهات أني لا علم من أشار عليك بهذا موسى بن جعفر ، قلت : مالي ولموسى بن جعفر ،
فقال : دع هذا عنك فو الله لو لا حسن صحبتك لقتلتك.
في أبى
على عبد الرحمن بن حجاج
٨٢٩ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : حدثني محمد بن الحسين ، عن عثمان بن عدس ، عن حسين بن ناجية ، قال :
سمعت أبا الحسن 7 وذكر عبد الرحمن بن
حجاج ، فقال : أنه
لثقيل على الفؤاد.
٨٣٠ ـ أبو القاسم
نصر بن الصباح ، قال : عبد الرحمن بن الحجاج شهد له أبو الحسن 7 بالجنة ، وكان
أبو عبد الله 7 يقول لعبد الرحمن : يا عبد الرحمن كلم أهل المدينة فاني
أحب أن يرى في رجال الشيعة مثلك.
شعيب
العقرقوفى
٨٣١ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد ، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن محمد بن علي ، عن الحسن بن
علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، قال : أخبرني شعيب العقرقوفي ، قال ، قال لي أبو
الحسن 7 مبتدئا من غير أن أسأله عن شيء : يا شعيب يلقاك غذا رجل من أهل المغرب يسألك
عني ، فقل هو والله الامام الذي قال لنا أبو عبد الله 7 ، فاذا سألك عن
الحلال والحرام فأجبه : مني.
فقلت : جعلت فداك
فما علامته؟ فقال : رجل طويل جسيم يقال له : يعقوب ، فاذا أتاك فلا عليك أن تجيبه
عن جميع ما سألك فانه واحد قومه ، وان أحب أن تدخله إلي فأدخله.
قال : فو الله اني
لفي طوافي اذ أقبل إلي رجل طويل من أجسم ما يكون من الرجال ، فقال لي : أريد أن
أسألك عن صاحبك؟ فقلت : عن أي صاحب؟ قال : عن فلان بن فلان ، فقلت ما أسمك؟ فقال :
يعقوب ، فقلت : ومن أين أنت؟ فقال : رجل من أهل المغرب.
قلت : فمن أين
عرفتني؟ قال : أتاني آت في منامي : الق شعيبا فسله عن جميع ما تحتاج اليه ، فسألت
عنك فدللت عليك ، فقلت اجلس في هذا الموضع حتى أفرغ من طوافي وآتيك إن شاء الله ،
فطفت ثم أتيته فكلمت رجلا عاقلا.
ثم طلب إلي أن
أدخله علي أبي الحسن 7 ، فأخذت بيده فاستأذنت على أبي الحسن 7 ، فأذن لي ، فلما
رآه أبو الحسن 7 قال له : يا يعقوب قدمت أمس
ووقع بينك وبين
أخيك شر في موضع كذا وكذا ، حتى شتم بعضكم بعضا ، وليس هذا ديني ولا دين آبائي ،
ولا نأمر بهذا أحدا من الناس ، فاتق الله وحده لا شريك له ، فانكما ستفترقان بموت.
اما أن أخاك سيموت
في سفره قبل أن يصل الى أهله ، وستندم أنت على ما كان منك ، وذلك أنكما تقاطعتما
فبتر الله أعماركما ، فقال له الرجل : فانا جعلت فداك متى أجلي؟ فقال : اما ان
اجلك قد حضر حتى وصلت عمتك بما وصلتها به في منزل كذا وكذا ، فزيد في أجلك عشرون ،
قال ، فأخبرني الرجل ولقيته حاجا : ان أخاه لم يقبل الى أهله حتى دفنه في الطريق.
قال أبو عمرو :
محمد بن عبد الله بن مهران غال ، والحسن بن علي بن أبي حمزة كذاب غال ، قال : ولم
أسمع في شعيب الا خيرا ، وأولياؤه أعلم بهذه الرواية
على بن
أبى حمزة البطائنى
٨٣٢ ـ قال محمد بن
مسعود : حدثني حمدان بن احمد القلانسي ، قال : حدثني معاوية بن حكيم ، قال : حدثني
أبو داود المسترق ، عن عتيبة بياع القصب ، عن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبي
الحسن الاول 7 قال ، قال لي : يا علي أنت وأصحابك أشباه الحمير.
٨٣٣ ـ محمد بن
الحسين ، قال : حدثني ابو علي الفارسي ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن
، قال : دخلت على الرضا 7 فقال لي : مات علي بن أبي حمزة؟ قلت : نعم ، قال : قد دخل
النار ، قال : ففزعت من ذلك ، قال : أما أنه سئل عن الامام بعد موسى أبي فقال : لا
اعرف اماما بعده ، فقيل : لا فضرب في قبره ضربة اشتعل قبره نارا.
٨٣٤ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، قال : علي بن أبي حمزة كذاب متهم. قال : روي
أصحابنا ان الرضا 7 قال بعد موته : أقعد علي بن
أبي حمزة في قبره
، فسئل عن الائمة؟ فأخبر بأسمائهم حتى انتهى إلي فسئل؟ فوقف فضرب على رأسه ضربة
امتلاء قبره نارا.
٨٣٥ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني أبو الحسن ، قال : حدثني أبو داود المسترق ، عن علي بن أبي
حمزة ، قال ، قال أبو الحسن موسى 7 : يا علي أنت وأصحابك أشباه الحمير.
٨٣٦ ـ حدثنا
حمدويه ، قال : حدثني الحسن بن موسى ، عن أبي داود ، قال : كنت أنا وعتيبة بياع
القصب ، عند علي بن ابي حمزة ، قال ، فسمعته يقول : قال لي أبو الحسن موسى 7 : انما انت يا
علي واصحابك اشباه الحمير. قال ، فقال عتيبة : أسمعت؟ قال ، قلت : أي والله ، قال
، فقال : لقد سمعت ، والله لا أنقل قدمي اليه ما حييت.
٨٣٧ ـ قال : حدثني
حمدويه ، قال ، قال : حدثني الحسن بن موسى ، عن داود بن محمد ، عن أحمد بن محمد ،
قال : وقف علي أبو الحسن 7 في بني زريق ، فقال لي وهو رافع صوته : يا أحمد قلت : لبيك
، قال : انه لما قبض رسول الله 6 جهد الناس في اطفاء نور الله فأبى الله الا أن يتم نوره
بأمير المؤمنين 7.
فلما توفى أبو
الحسن 7 جهد علي بن أبي حمزة وأصحابه في اطفاء نور الله فأبى الله الا أن يتم نوره ،
وأن أهل الحق اذا دخل فيهم داخل سروا به ، واذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه ،
وذلك أنهم على يقين من أمرهم.
وأن أهل الباطل
اذا دخل فيهم داخل سروا به ، واذا خرج منهم خارج جزعوا عليه ، وذلك أنهم على شك من
أمرهم ، ان الله جل جلاله يقول ( فَمُسْتَقَرٌّ
وَمُسْتَوْدَعٌ ) قال ، ثم قال أبو عبد الله 7 المستقر الثابت ، والمستودع المعاد.
٨٣٨ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد ، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران ، عن محمد بن علي الصيرفي ، عن
الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، قال ،
__________________
دخلت المدينة وأنا
مريض شديد المرض ، فكان أصحابنا يدخلون ولا أعقل بهم ، وذاك أنه أصابني حمى فذهب
عقلي.
وأخبرني اسحاق بن
عمار أنه أقام علي بالمدينة ثلاثة أيام لا يشك أنه لا يخرج منها حتى يدفنني ويصلي
علي ، وخرج اسحاق بن عمار ، وأفقت بعد ما خرج اسحاق فقلت لأصحابي : افتحوا كيسي
واخرجوا منه مائة دينار فأقسموها في أصحابنا.
وأرسل إلي أبو
الحسن 7 بقدح فيه ماء ، فقال الرسول يقول لك أبو الحسن 7 : اشرب هذا الماء ، فان فيه شفاء ان شاء الله ففعلت ،
فأسهل بطني ، فأخرج الله ما كنت أجده في بطني من الاذى ، ودخلت على أبي الحسن 7 ، فقال : يا علي
أما أن أجلك قد حضر مرة بعد مرة.
فخرجت الى مكة
فلقيت اسحاق بن عمار ، فقال : والله لقد أقمت بالمدينة ثلاثة أيام ما شككت الا أنك
ستموت ، فأخبرني بقصتك؟ فأخبرته بما صنعت ، وما قال لي أبو الحسن : مما انسأ الله
في عمري مرة بعد مرة من الموت ، وأصابني مثل ما أصاب ، فقلت : يا اسحاق انه امام
ابن امام وبهذا يعرف الامام.
في
ابراهيم بن عبد الحميد الصنعانى
٨٣٩ ـ ذكر الفضل
بن شاذان ، أنه صالح.
قال نصر بن الحجاج
: ابراهيم يروي عن أبي الحسن موسى ، وعن الرضا وعن أبي جعفر محمد بن علي : ، وهو واقف على
أبي الحسن 7 ، وقد كان يذكر في الأحاديث التي يرويها عن أبي عبد الله 7 في مسجد الكوفة :
وكان يجلس فيه ويقول أخبرني أبو اسحاق كذا ، وقال أبو اسحاق كذا ، وفعل أبو اسحاق
كذا ، يعني بأبي اسحاق أبا عبد الله 7.
كما كان غيره يقول
: حدثني الصادق وسمعت الصادق 7 وحدثني العالم وقال العالم ، وحدثني الشيخ وقال الشيخ ،
وحدثني أبو عبد الله وقال أبو عبد الله ، وحدثني جعفر بن محمد وقال جعفر بن محمد.
وكان في مسجد
الكوفة خلق كثير من أهل الكوفة من أصحابنا ، فكل واحد منهم يكني عن أبي عبد الله 7 باسم ، فبعضهم
يسميه ويكنيه بكنيته 7.
في أبى
خداش عبد الله بن خداش
٨٤٠ ـ محمد بن
مسعود. قال : أبو محمد عبد الله بن محمد بن خالد أبو خداش عبد الله بن خداش المهري
، ومهرة محلة بالبصرة ، وهو ثقة.
قال محمد بن مسعود
، وحدثني يوسف بن السخت ، قال : سمعت أبا خداش يقول : ما صافحت ذميا قط ، ولا دخلت
بيت ذمي ، ولا شربت دواء قط ، ولا افتصدت ولا تركت غسل يوم الجمعه قط ، ولا دخلت
على وال قط ، ولا دخلت على قاض قط.
في عبد
الله بن يحيى الكاهلى أيضا بعد باب قد مضى
٨٤١ ـ حدثني حمدويه
بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، قال زعم الكاهلي أن أبا الحسن 7 قال لعلي بن
يقطين اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة ، فزعم ابن أخيه : أن عليا ; لم يزل يجري
عليهم الطعام والدراهم وجميع النفقات مستغنين حتى مات الكاهلي ، وأن سعتهم كانت
تعم عيال الكاهلي وقراباته ، والكاهلي يروي عن أبي عبد الله 7.
٨٤٢ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد ، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ،
عن أبيه ، عن أخطل الكاهلي ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي ، قال : حججت فدخلت على
أبي الحسن 7 فقال لي : اعمل خيرا في سنتك هذه فان أجلك قد دني ، قال : فبكيت ، فقال لي
وما يبكيك قلت : جعلت فداك نعيت إلي نفسي ، قال : أبشر فانك من شيعتنا وأنت الى
خير قال أخطل : فما لبث عبد الله بعد ذلك الا يسيرا حتى مات.
في محمد
بن حكيم
٨٤٣ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثني يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم ، قال :
ذكر لأبي الحسن 7 أصحاب الكلام ، فقال : أما ابن حكيم فدعوه.
٨٤٤ ـ حمدويه ،
قال : حدثني محمد بن عيسى ، قال : حدثني يونس بن عبد الرحمن ، عن حماد ، قال : كان
أبو الحسن 7 يأمر محمد بن حكيم أن يجالس أهل المدينة في مسجد رسول الله 6 وأن يكلمهم
ويخاصمهم حتى كلمهم في صاحب القبر ، فكان اذا انصرف اليه ، قال له : قلت لهم وما
قالوا لك؟ ويرضى بذلك منه.
٨٤٥ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي قال : حدثني محمد بن أحمد بن يحيى
، عن ابراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن عمران الهمداني ، عن يونس ، عن محمد بن حكيم ،
وقد كان أبو الحسن 7 وذكر مثله.
في مصادف
٨٤٦ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني أحمد بن منصور الخزاعي ، قال حدثني أحمد بن الفضل الخزاعي ،
عن ابن أبي عمير ، عن علي بن عطية ، عن مصادف قال : اشترى أبو الحسن ضيعة بالمدينة
أو قال قرب المدينة.
قال ثم قال لي :
انما اشتريتها للصبية ، يعني ولد مصادف وذلك قبل أن يكون من أمر مصادف ما كان.
في الحسين
بن بشار
٨٤٧ ـ حدثني خلف
بن حامد ، قال : حدثنا أبو سعيد الادمي ، قال حدثني الحسين بن بشار ، قال : لما
مات موسى بن جعفر 8 خرجت الى علي بن موسى 8 غير مؤمن بموت موسى 7 ولا مقر بامامة علي 7 الا أن في نفسي أن أسأله وأصدقه ،
فلما صرت الى
المدينة انتهيت اليه وهو بالصراء ، فاستأذنت عليه ودخلت ، فأدناني وألطفني ، وأردت
أن أسأله عن أبيه 7 فبادرني.
فقال : يا حسين ان
أردت أن ينظر الله إليك من غير حجاب وتنظر الى الله من غير حجاب فوال آل محمد : ووال ولي الامر
منهم ، قال ، قلت : أنظر الى الله عز وجل؟ قال : أي والله ، قال حسين : فعزمت على
موت أبيه وامامته.
ثم قال لي : ما
أردت أن آذن لك لشدة الامر وضيقه ، ولكني علمت الامر الذي أنت عليه ، ثم سكت قليلا
ثم قال : خبرت بأمرك؟ قلت له : أجل.
فدل هذا الحديث
على تركه الوقف وقوله بالحق.
في نصر بن
قابوس
٨٤٨ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثني الحسن بن موسى ، عن سليمان الصيدي ، عن نصر بن قابوس ، قال :
كنت عند أبي الحسن 7 في منزله فأخذ بيدي فوقفني على بيت من الدار ، فدفع الباب
فاذا علي ابنه 7 وفي يده كتاب ينظر فيه ، فقال لي يا نصر تعرف هذا؟ قلت :
نعم هذا علي ابنك قال : يا نصر أتدري ما هذا الكتاب الذي ينظر فيه؟ قلت : لا ، قال
: هذا الجفر الذي لا ينظر فيه الا نبي أو وصي.
قال الحسن بن موسى
: فلعمري ما شك نصر ولا ارتاه حتى أتاه وفاة أبي الحسن 7.
٨٤٩ ـ حمدويه قال
: حدثني الحسن بن موسى ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ابن أبي نصر ، عن سعيد بن أبي
الجهم ، عن نصر بن قابوس ، قال : قلت لأبي الحسن الاول 7 اني سألت أبا عبد
الله 7 عن الامام من بعده ، فأخبرني أنك أنت هو ، فلما توفى ذهب الناس عنك يمينا
وشمالا ، وقلت فيك أنا وأصحابي فأخبرني عن الامام من ولدك؟ قال : ابني علي 7.
فدل هذا الحديث
على منزلة الرجل من عقله واهتمامه بأمر دينه إن شاء الله.
في أبى
حفص عمر بن عبد العزيز أبى بشار
المعروف
بزحل
٨٥٠ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني عبد الله بن حمدويه البيهقي ، قال : سمعت الفضل بن شاذان ،
يقول : زحل أبو حفص يروي المناكير ، وليس بغال.
في على بن
حسان الواسطى وعلى بن حسان الهاشمى
٨٥١ ـ قال محمد بن
مسعود : سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن حسان؟ قال : عن أيهما سألت؟
أما الواسطي : فهو ثقة ، وأما الذي عندنا : يروي عن عمه عبد الرحمن بن كثير ، فهو
كذاب ، وهو واقفي أيضا لم يدرك أبا الحسن موسى 7.
في نجية
بن الحارث
٨٥٢ ـ قال حمدويه
: قال محمد بن عيسى : نجية بن الحارث شيخ صادق كوفي صديق علي بن يقطين.
في القاسم
بن محمد الجوهرى
٨٥٣ ـ قال نصر بن
الصباح : القاسم بن محمد الجوهري لم يلق أبا عبد الله 7 وهو مثل ابن أبي
غراب ، وقالوا : انه كان واقفيا.
يزيد بن
سليط الزيدى
٨٥٤ ـ حديثه طويل.
في نشيط
بن صالح وخالد الجواز
٨٥٥ ـ حدثنا
حمدويه ، قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال ، كان نشيط وخالد يخدمانه يعني أبا
الحسن 7 ، قال : فذكر الحسن عن يحيى بن ابراهيم ، عن نشيط ، عن خالد الجواز ، قال :
لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن 7 ،
قلت لخالد : أما
ترى ما قد وقعنا فيه من اختلاف الناس؟ فقال لي خالد ، قال لي أبو الحسن 7 : عهدي الى ابني
علي أكبر ولدي وخيرهم وأفضلهم.
٨٥٦ ـ قال الكشي
وحدثني محمد بن مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسن ، قال : نشيط قرابة لمروك بن
عبيد بن سالم بن أبي حفصة.
في أسامة
بن حفص
٨٥٧ ـ حمدويه ،
قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى قال أسامة بن حفص كان قيما لأبي
الحسن موسى 7.
قد تم الجزء
الخامس من كتاب أبي عمرو الكشي
في معرفة الرجال ،
ويتلوه
في الجزء السادس
ما روي عن رهم
الانصاري ، والحمد لله
رب العالمين ،
والصلاة على سيدنا محمد
وآله الطيبين
الطاهرين وهو
حسبنا ونعم
الوكيل.

في رهم
الانصارى
٨٥٨ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن يقطين. عن رهم ، قال ، قال أبو
الحسن حمدويه : فسألته عنه؟ فقال : شيخ من الانصار كان يقول بقولنا.
في على بن
سويد السايى
٨٥٩ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثنا الحسن بن موسى. عن اسماعيل بن
______________________________________________________
في رهم الانصارى
قوله : قال أبو الحسن حمدويه
فسألته عنه
ضمير سألته لمحمد
بن عيسى ، وضمير « عنه » لرهم ، والقائل حمدويه.
يعني : قال حمدويه
: لما وصل محمد بن عيسى في أسناد هذا الحديث الى رهم ، سألته عن رهم من هو؟ وما
حقيقة أمره؟ فقال : هو شيخ من الانصار كان يقول بقولنا في طريقة الاستقامة ، ويسير
مسيرنا في صحة العقيدة.
في على بن سويد السايى
باهمال السين قبل
الالف والياء المثناة من تحت بعدها ، نسبة الى ساية قرية
مهران ، عن محمد
بن منصور الخزاعي ، عن علي بن سويد السائي ، قال : كتبت الى أبي الحسن 7 وهو في الحبس
أسأله فيه عن حاله وعن جواب مسائل كتبت بها اليه.
فكتب إلي : بسم الله
الرحمن الرحيم ، الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين ،
وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون وبعظمته أبتغي اليه الوسيلة بالاعمال المختلفة
والاديان الشتى ، فمصيب ومخطئ وضال ومهتد وسميع وأصم وبصير وأعمى حيران ، فالحمد
لله الذي عرف وصف دينه بمحمد 6.
أما بعد : فانك
امرئ انزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة مودة ، بما ألهمك من رشدك ، ونصرك من أمر
دينك ، بفضلهم ورد الامور اليهم والرضا بما قالوا ، في كلام طويل.
______________________________________________________
من قرى المدينة
وهو ثقة ، من أصحاب أبي الحسن الرضا 7 ، كما قد ذكرناه في أول الكتاب فليتذكر.
قوله (ع) : وبعظمته ونوره
عاداه الجاهلون
وذلك لان كمال شدة
النور يوجب شدة خفائه على الابصار العمشة ، وغروب بهائه عن الاحداق المئوفة ، ومن
هناك ورد يا نور النور ويا خفيا من فرط الظهور.
وأيضا من المستبين
أن الشيء اذا جاوز حده انعكس ضده ، ومن هناك ما اذا تمحض الكمال المطلق تعافقت
الاضداد في الصفات والاسماء الكمالية فليعلم.
قوله (ع) : وبعظمته ابتغى
اليه الوسيلة
أبتغي بالضم على
ما لم يسم فاعله ، والوسيلة بالرفع على الاقامه مقام الفاعل.
والمعنى : أن
ابتغاء الوسيلة اليه بالاعمال المختلفة والاديان الشتى انما هو لعز عظمته وجلال
كبريائه وقصور السالكين عن سلوك السبيل المستبين اليه.
وقال : وادع الى
صراط ربك فينا من رجوت اجابته ، فلا يحضر حضرنا ، ووال آل محمد ، ولا تقل لما بلغك
عنا أو نسب إلينا هذا باطل وان كنت تعرف خلافه ، فانك لا تدري لم قلناه وعلى أي
وجه وضعناه ، آمن بما أخبرتك ، ولا تفش ما استكتمتك ، أخبرك أن من أوجب حق أخيك أن
لا تكتمه شيئا ينفعه لا من دنياه ولا من آخرته.
في
الواقفة
٨٦٠ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، ومحمد بن الحسن البراثى ، قالا : حدثنا محمد بن ابراهيم بن محمد بن
فارس ، قال : حدثني أبو جعفر أحمد بن عبدوس الخلنجي ، أو غيره ، عن علي بن عبد
الله الزبيري ، قال ، كتبت الى أبي الحسن
______________________________________________________
قوله (ع) : ولا يحضر حضرنا
اما باعجام الضاد
بعد الحاء المهملة ، وحضرنا بالتحريك بمعنى حضرتنا أي وادع الى صراط ربك في حقنا
أهل البيت من رجوت اجابته لدعوة الحق وهو غائب عنا لا يحضر حضرتنا ولا يستطيع
الوصول إلينا.
قال في القاموس :
حضر كنصر وعلم حضورا وحضارة ضد غاب وكان بحضرته مثلثة ، وحضرة وحضرته محركتين ،
ومحضرة بمعنى .
واما بالصاد
والحاد المهملتين من الحصر بالتسكين ، بمعنى التضييق والحبس والمنع من أي شيء كان
، ويحصر على صيغة المجهول.
وحصرنا بالنصب على
المفعول المطلق ، أو على نزع الخافض أي وهو غير محصور ومحبوس عن الحق كحصرنا.
أو على صيغة
المعلوم أي وهو غير حاصر أحدا عن الحق وسبيله ، يعني غير متعنت ولا عات في ضلالته
فليعرف.
__________________
7 أسأله عن الواقفة.
فكتب : الواقف
عاند عن الحق ، ومقيم على سيئة ان مات بها كانت جهنم مأواه وبئس المصير.
٨٦١ ـ جعفر بن
معروف ، قال : حدثني سهل بن بحر ، قال : حدثني الفضل ابن شاذان ، رفعه عن الرضا 7 قال : سئل عن
الواقفة؟ فقال : يعيشون حيارى ويموتون زنادقة.
٨٦٢ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد في كتابه ، حدثني سهل بن زياد الادمي قال : حدثني محمد بن أحمد بن
الربيع الاقرع ، قال : حدثني جعفر بن بكير ، قال : حدثني يونس بن يعقوب ، قال قلت
لأبي الحسن الرضا 7 : أعطى هؤلاء الذين يزعمون أن أباك حي من الزكاة شيئا؟ قال
: لا تعطهم فانهم كفار مشركون زنادقة.
قال : حدثني عدة
من أصحابنا عن أبي الحسن الرضا 7 قال : سمعناه يقول : يعيشون شكاكا ويموتون زنادقة قال فقال
بعضنا : أما الشكاك فقد علمناه ،
______________________________________________________
في الواقفة
قوله (ع) : يعيشون حيارى
بالفتح ، قيل :
وبالضم أيضا جمع حيران من الحيرة ، كما سكارى بالفتح وقيل بالضم أيضا جمع سكران.
قال في القاموس :
حار يحار حيرة فهو حيران وحائر وهي حيراء وهم حيارى ويضم.
وكذلك قال : سكارى
وسكارى بالفتح وبالضم جمع سكران .
قوله (ع) : يعيشون شكاكا
الشكاك بالضم
والتشديد على جمع الشاك.
__________________
فكيف يموتون
زنادقة؟ قال ، فقال : حضرت رجلا منهم وقد احتضر ، فسمعته يقول : هو كافر ان مات
موسى بن جعفر 8 قال فقلت : هذا هو.
٨٦٣ ـ أبو صالح
خلف بن حامد الكشي ، عن الحسن بن طلحة ، عن بكر ابن صالح ، قال : سمعت الرضا 7 يقول : ما يقول
الناس في هذه الاية؟ قلت : جعلت فداك وأي آية؟ قال : قول الله عز وجل ( وَقالَتِ
الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا
بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ ) قلت : اختلفوا
فيها.
قال أبو الحسن 7 : ولكني أقول
نزلت في الواقفة أنهم قالوا : لا امام بعد موسى 7 فرد الله عليهم بل يداه مبسوطتان ، واليد هو الامام في
باطن الكتاب وانما عني بقولهم لا امام بعد موسى 7.
٨٦٤ ـ خلف ، عن
الحسن بن طلحة المروزي ، عن محمد بن عاصم ، قال سمعت الرضا 7 يقول : يا محمد
بن عاصم ، بلغني أنك تجالس الواقفة؟ قلت :
______________________________________________________
قوله : وقد احتضر
احتضر بالضم على
صيغة المجهول.
قال في المغرب
احتضر مات ، لان الوفاة حضرته أو ملائكة الموت ، ويقال : فلان محتضر أي قريب من
الموت ، ومنه اذا احتضر الانسان وجه كما يوجه في القبر أي يستقبل به القبلة ، وان
كان نحو الاستقبال في الاحتضار على خلاف نحو الاستقبال في القبر.
وقوله « قلت هذا هو » يعني به ما كنت
أعرف كيف يموتون زنادقة حتى
حضرت رجلا منهم وقت احتضاره ، فسمعته في تلك الحالة يحلف بالكفر على حياة موسى ابن
جعفر 8 ويقول : أنا كافر ان مات موسى بن جعفر ، فقلت هذا هو ، أي هذا حقيقة مماتهم
زنادقة ومعنى قوله 7 ويموتون زنادقة.
__________________
نعم جعلت فداك
أجالسهم وأنا مخالف لهم ، قال : لا تجالسهم فان الله عز وجل يقول ( وَقَدْ
نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها
وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ
غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ ) يعني بالآيات الاوصياء الذين كفروا بها الواقفة.
٨٦٥ ـ خلف ، قال :
حدثني الحسن ، عن سليمان الجعفري ، قال كنت عند أبي الحسن 7 بالمدينة ، اذ
دخل عليه رجل من أهل المدينة فسأله عن الواقفة؟ فقال أبو الحسن 7 : ملعونين أينما
ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله
تبديلا ، والله أن الله لا يبدلها حتى يقتلوا عن آخرهم.
٨٦٦ ـ محمد بن
الحسن البراثى ، قال : حدثني أبو علي الفارسي ، قال : حدثني عبدوس الكوفي ، عمن
حدثه ، عن الحكم بن مسكين.
قال : وحدثني بذلك
اسماعيل بن محمد بن موسى بن سلام ، عن الحكم ابن عيص ، قال : دخلت مع خالي سليمان
بن خالد على أبي عبد الله 7 فقال : يا سليمان من هذا الغلام؟ فقال : ابن اختي ، فقال :
هل يعرف هذا الامر؟ فقال : نعم ، فقال : الحمد لله الذي لم يخلقه شيطانا.
ثم قال : يا
سليمان عوذ بالله ولدك من فتنة شيعتنا فقلت : جعلت فداك وما تلك الفتنة؟ قال :
انكارهم الائمة وغرضهم على ابني موسى 7 ، قال : ينكرون موته ويزعمون أن لا امام بعده أولئك شر
الخلق.
______________________________________________________
قوله (ع) : وغرضهم على ابنى
موسى
غرضهم بفتح الغين
المعجمة واسكان الراء واعجام الضاد من الغرض بمعنى شدة النزوع نحو الشيء والشوق
اليه والملال من غيره ، والفعل منه غرض يغرض كفرح يفرح ، وتعديته بعلى لتضمينه
معنى العكوف والوقوف.
__________________
٨٦٧ ـ محمد بن
الحسن البراثى ، قال : حدثني أبو علي ، قال : حدثني يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن
أبي عمير الا ما رويت لك ولكن حدثني ابن أبي عمير عن رجل من أصحابنا قال ، قلت
للرضا 7 : جعلت فداك قوم قد وقفوا على أبيك يزعمون أنه لم يمت ، قال ، قال : كذبوا
وهم كفار بما أنزل الله عز وجل على محمد 6 ، ولو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق
اليه لمد الله في أجل رسول الله 6.
٨٦٨ ـ محمد بن
الحسن البراثى ، قال : حدثني أبو علي الفارسي ، قال : حدثني ميمون النخاس ، عن
محمد بن الفضيل ، قال قلت للرضا 7 : جعلت فداك ما حال قوم قد وقفوا على أبيك موسى 7؟ فقال : لعنهم
الله ما أشد كذبهم أما أنهم يزعمون أني عقيم وينكرون من يلي هذا الامر من ولدي.
٨٦٩ ـ محمد بن
الحسن البراثى ، قال : حدثني أبو علي قال : حدثني أبو القاسم الحسين بن محمد بن
عمر بن يزيد ، عن عمه ، عن جده عمر بن يزيد ، قال : دخلت على أبي عبد الله 7 فحدثني مليا في
فضائل الشيعة.
ثم قال : ان من
الشيعة بعدنا من هم شر من النصاب ، قلت : جعلت فداك أليس ينتحلون حبكم ويتولونكم
ويتبرءون من عدوكم؟ قال : نعم ، قال ، قلت : جعلت فداك بين لنا نعرفهم فعلنا منهم
قال : كلا يا عمر ما أنت منهم انما هم قوم يفتنون بزيد ويفتنون بموسى 7.
______________________________________________________
أو من غرض الاناء
من الماء وغيره يغرض بالكسر من باب ضرب بمعنى ملاه منه بحيث لم يبق فيه مكان لغيره
أصلا ، أو بمعنى نقصه وأسقط منه شيئا مما يسعه.
قوله : فعلنا منهم
باهمال العين وتشديد
اللام المفتوحتين أي فعلنا منهم.
٨٧٠ ـ محمد بن
الحسن البراثى ، قال : حدثني أبو علي ، قال : حدثني محمد ابن اسماعيل ، عن موسى بن
القاسم البجلي ، عن علي بن جعفر 8 ، قال : جاء رجل الى أخي 7 فقال له : جعلت فداك من صاحب هذا الامر؟ فقال : أما أنهم
يفتنون بعد موتي فيقولون هو القائم ، وما القائم الا بعدي بسنين.
٨٧١ ـ محمد بن
الحسن البراثى ، قال : حدثني أبو علي الفارسي ، قال حدثني أبو القاسم الحسين بن
محمد بن عمر بن يزيد ، عن عمه ، قال : كان بدء الواقفة أنه كان اجتمع ثلاثون ألف
دينار عند الاشاعثة زكاة أموالهم وما كان يجب عليهم فيها ، فحملوا الى وكيلين
لموسى 7 بالكوفة أحدهما حيان السراج ، والاخر كان معه ، وكان موسى 7 في الحبس ،
فاتخذا بذلك دورا وعقدا العقود واشتريا الغلات.
فلما مات موسى 7 وانتهى الخبر
اليهما أنكرا موته ، وأذاعا في الشيعة أنه لا يموت لأنه هو القائم فاعتمدت عليه
طائفة من الشيعة وانتشر قولهما في الناس ، حتى كان عند موتهما أوصيا بدفع ذلك
المال الى ورثة موسى 7 ، واستبان للشيعة أنهما قالا ذلك حرصا على المال.
______________________________________________________
قال في القاموس :
عل وتزاد في أولها لام كلمة طمع واشفاق .
وفي الصحاح : عل
ولعل لغتان بمعنى ، يقال : علك تفعل وعلي أفعل ولعلي أفعل ، وربما قالوا : علني
ولعلني. ويقال : أصله عل وانما زيدت اللام توكيدا ، ومعناه التوقع لمرجو أو مخوف
وفيه طمع واشفاق.
وهو حرف مثل أن
وليت وكان ولكن ، الا أنها تعمل عمل الفعل لشبههن به فتنصب الاسم وترفع الخبر ،
كما تعمل كان وأخواتها ، وبعضهم يخفض ما بعدها فيقول : عل زيد قائم .
__________________
٨٧٢ ـ محمد بن
الحسن البراثي ، قال : حدثني أبو علي ، قال : حدثني محمد بن رجا الحناط ، عن محمد
بن علي الرضا 8 أنه قال : الواقفة هم حمير الشيعة ، ثم تلا هذه الاية : ان
هم الا كالأنعام بل هم أضل سبيلا.
٨٧٣ ـ محمد بن
الحسن البراثى ، قال : حدثني أبو علي ، قال : حكى منصور عن الصادق محمد بن علي
الرضا 8 : أن الزيدية والواقفة والنصاب عنده بمنزلة واحدة.
٨٧٤ ـ محمد بن
الحسن ، قال : حدثني الفارسي يعني أبا علي ، عن يعقوب ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير
، عمن حدثه قال ، قال : سألت محمد بن علي الرضا 8 عن هذه الاية ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
خاشِعَةٌ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ ) قال : نزلت في النصاب والزيدية والواقفة من النصاب.
٨٧٥ ـ محمد بن
الحسن ، قال : حدثني أبو علي ، قال : حدثني ابراهيم بن عقبة ، قال : كتبت الى
العسكري 7 : جعلت فداك قد عرفت هؤلاء الممطورة فأقنت عليهم في صلاتي؟ قال : نعم أقنت
عليهم في صلاتك.
٨٧٦ ـ محمد بن
الحسن ، قال : حدثني أبو علي الفارسي ، عن محمد بن الحسين الكوفي ، عن محمد بن عبد
الجبار ، عن عمر بن فرات ، قال : سألت أبا الحسن الرضا 7 عن الواقفة؟ قال
: يعيشون حيارى ويموتون زنادقة.
٨٧٧ ـ بهذا
الاسناد ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن جعفر بن محمد بن يونس ، قال : جاءني جماعة
من أصحابنا معهم رقاع فيها جوابات المسائل الا رقعة الواقف قد رجعت على حالها لم
يوقع فيها شيء.
٨٧٨ ـ ابراهيم بن
محمد بن العباس الختلي ، قال : حدثني أحمد بن ادريس القمي ، قال : حدثني محمد بن
أحمد بن يحيى ، قال : حدثني العباس بن معروف عن الحجال ، عن ابراهيم بن أبي البلاد
، عن أبي الحسن الرضا 7 قال : ذكرت
__________________
الممطورة وشكهم ،
فقال : يعيشون ما عاشوا على شك ، ثم يموتون زنادقة.
٨٧٩ ـ حمدويه ،
قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن ابراهيم بن عقبة قال : كتبت اليه يعني أبا الحسن 7 جعلت فداك قد
عرفت بغض هذه الممطورة أفأقنت علهم في صلاتي؟ قال : نعم أقنت عليهم في صلاتك.
٨٨٠ ـ خلف بن حامد
الكشي ، قال : أخبرني الحسن بن طلحة المروزي عن يحيى بن المبارك ، قال : كتبت الى
الرضا 7 بمسائل فأجابني وكنت ذكرت في آخر الكتاب قول الله عز وجل (
مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ ) فقال : نزلت في
الواقفة.
ووجدت الجواب كله
بخطه : ليس هم من المؤمنين ولا من المسلمين هم من كذب بآيات الله ، ونحن أشهر
معلومات فلا جدال فينا ولا رفث ولا فسوق فينا ، أنصب لهم من العداوة يا يحيى ما
استطعت.
٨٨١ ـ محمد بن
الحسن ، قال : حدثني أبو علي ، قال : حدثنا محمد بن الصباح ، قال : حدثنا اسماعيل
بن عامر ، عن أبان ، عن حبيب الخثعمي ، عن ابن أبي يعفور ، قال : كنت عند الصادق 7 اذ دخل موسى 7 فجلس ، فقال أبو
عبد الله 7 : يا ابن أبي يعفور هذا خير ولدي وأحبهم إلي ، غير أن الله عز وجل يضل به
قوما من شيعتنا ، فاعلم أنهم قوم لا خلاق لهم في الآخرة ، ولا يكلمهم الله يوم
القيامة ، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.
قلت : جعلت فداك
قد أرغبت قلبي عن هؤلاء قال : يضل به قوم من شيعتنا بعد موته جزعا عليه فيقولون لم
يمت ، وينكرون الائمة من بعده ويدعون الشيعة الى ضلالهم وفي ذلك ابطال حقوقنا وهدم
دين الله ، يا بن أبي يعفور فالله ورسوله منهم بريء ونحن منهم براء.
٨٨٢ ـ وبهذا
الاسناد ، قال : حدثني أيوب بن نوح ، عن سعيد العطار عن
__________________
حمزة الزيات ، قال
: سمعت حمران بن أعين ، يقول ، قلت لأبي جعفر 7 أمن شيعتكم أنا؟ قال : أي والله في الدنيا والآخرة ، وما
أحد من شيعتنا الا وهو مكتوب عندنا اسمه واسم أبيه الا من يتولى منهم عنا.
قال ، قلت : جعلت
فداك أو من شيعتكم من يتولي عنكم بعد المعرفة؟ قال : يا حمران نعم وأنت لا تدركهم.
قال حمزة :
فتناظرنا في هذا الحديث ، فكتبنا به الى الرضا 7 نسأله عمن استثنى به أبو جعفر؟ فكتب هم الواقفة على موسى
بن جعفر 8.
في ابن
السراج وابن المكارى وعلى بن أبى حمزة
٨٨٣ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثنا جعفر بن أحمد ، عن أحمد ابن سليمان ، عن منصور بن العباس
البغدادي ، قال : حدثنا اسماعيل بن سهل ، قال حدثني بعض أصحابنا وسألني أن أكتم
اسمه ، قال : كنت عند الرضا 7 فدخل عليه علي بن أبي حمزة وابن السراج وابن المكاري ،
فقال له ابن أبي حمزة : ما فعل أبوك؟ قال : مضى ، قال مضى موتا؟ قال : نعم.
قال ، فقال : الى
من عهد ، قال : إلي ، قال : فأنت امام مفترض طاعته من الله قال : نعم.
قال ابن السراج
وابن المكاري قد والله أمكنك من نفسه ، قال : ويلك وبما أمكنت أتريد أن آتي بغداد
وأقول لهارون أنا امام مفترض طاعتي والله ما ذاك علي وانما قلت ذلك لكم عند ما
بلغني من اختلاف كلمتكم وتشتت أمركم لئلا يصير سركم في يد عدوكم.
قال له ابن أبي
حمزة : لقد أظهرت شيئا ما كان يظهره أحد من آبائك ولا يتكلم به ، قال : بلي والله
لقد تكلم به خير آبائي رسول الله 6 لما أمره الله تعالى أن ينذر عشيرته الاقربين ، جمع من أهل
بيته أربعين رجلا وقال لهم اني رسول الله
إليكم ، وكان
أشدهم تكذيبا له وتأليبا عليه عمه أبو لهب فقال لهم النبي 6 : ان خدشني خدش
فلست بنبي فهذا أول ما أبدع لكم من آية النبوة ، وأنا أقول ان خدشني هارون خدشا
فلست بامام فهذا ما أبدع لكم من آية الامامة.
قال له علي : انا
روينا عن آبائك أن الامام لا يلي أمره الا امام مثله؟ فقال له أبو الحسن 7 : فأخبرني عن
الحسين بن علي 8 كان اماما أو كان غير امام؟ قال : كان اماما ، قال : فمن
ولي أمره؟ قال : علي بن الحسين ، قال : وأين كان علي بن الحسين 8؟ قال : كان
محبوسا بالكوفة في يد عبيد الله بن زياد ، قال : خرج وهم لا يعلمون حتى ولي أمر
أبيه ثم انصرف.
فقال له أبو الحسن
7 : ان هذا أمكن علي بن الحسين 8 ان يأتي كربلا فيلي أمر أبيه ، فهو يمكن صاحب هذا الامر أن
يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثم ينصرف وليس في حبس ولا في اسار.
قال له علي : انا
روينا ان الامام لا يمضي حتى يري عقبه؟ قال : فقال أبو الحسن 7 : أما رويتم في
هذا الحديث غير هذا؟ قال : لا ، قال : بلى والله لقد رويتم فيه الا القائم وأنتم
لا تدرون ما معناه ولم قيل ، قال له علي : بلى والله ان هذا لفي الحديث ، قال له
ابو الحسن 7 : ويلك كيف اجترات علي بشيء تدع بعضه.
ثم قال : يا شيخ
اتق الله ولا تكن من الصادين عن دين الله تعالى.
______________________________________________________
في ابن السراج وابن المكارى
وعلى بن أبى حمزة
قوله (ع) : فهذا أول ما أبدع
لكم من آية النبوة
أى ان اظهاره 6 نبوته واخباره عن
الغيب انه لا يخدشه في ذلك خدش ، وليس عليه منه بأس ، كان أول ما أبدع لكم من آية
النبوة ، فكذلك اظهاري لدعوة الامامة واخباري أنه لا يخدشني شيء ، وليس علي فيه
من هارون بأس هو ما أبدع لكم من آية الامامة ومعجزتها فليستيقن.
في ابن
أبى سعيد المكارى
٨٨٤ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثنا الحسن ، قال : كان ابن ابي سعيد المكاري واقفيا.
حدثني حمدويه ،
قال : حدثني الحسن بن موسى ، قال : رواه علي بن عمر الزيات ، عن ابن ابي سعيد
المكاري ، قال ، دخل علي الرضا 7 فقال له : فتحت بابك وقعدت للناس تفتيهم ولم يكن أبوك يفعل
هذا ، قال ، فقال : ليس علي من هارون بأس ، وقال له : أطفأ الله نور قلبك وأدخل
الفقر بيتك ، ويلك أما علمت أن الله تعالى أوحى الى مريم أن في بطنك نبيا فولدت
مريم عيسى 7 فمريم من عيسى وعيسى من مريم ، وأنا من أبي وأبي مني.
قال ، فقال له :
أسألك عن مسألة؟ فقال له : ما أخالك تسمع مني ولست من
______________________________________________________
في ابن أبى سعيد المكارى
قوله (ع) : ان الله تعالى أوحى
الى مريم
يعني 7 : ان الله سبحانه
أوحى الى عمران اني واهب لك ولدا ذكرا ، فولدت له مريم وولدت عيسى ، فهو سبحانه
عنى بالذكر مريم من حيث أنها ولدت عيسى ، فمريم من عيسى وعيسى من مريم كأنهما شيء
واحد ونفس واحدة لا فرق بينهما ، فكذلك أنا من أبي وأبي مني كأننا شيء واحد ونفس
واحدة لا فرق بيننا فليعلم.
قوله (ع) : ما أخا لك تسمع منى
ما أخا لك تفعل
كذا أي لا أظنك تفعله وكسر الهمزة فيه أفصح وأشهر.
قال في القاموس :
خال الشيء خيلولة ظنه وتقول في مستقبلة : اخال بكسر الهمزة وتفتح في لغية .
__________________
غنمي ، سل ، قال :
فقال له رجل حضرته الوفاة فقال : ما ملكته قديما فهو حر وما لم يملكه بقديم فليس
بحر.
فقال : ويلك أما
تقرأ هذا الاية ( وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتّى عادَ
كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) » فما ملك الرجل قبل الستة الاشهر فهو قديم ، وما ملك بعد
الستة الاشهر فليس بقديم.
قال ، فقام فخرج
من عنده فنزل به من الفقر والبلاء ما الله به عليم.
٨٨٥ ـ ابراهيم بن
محمد بن العباس ، قال : حدثني أحمد بن ادريس القمي قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن
ابراهيم بن هاشم ، عن داود بن محمد النهدي ، عن بعض أصحابنا ، قال : دخل ابن
المكاري على الرضا 7 فقال له : أبلغ الله بك من قدرك أن تدعي ما أدعي أبوك.
قال ، فقال له :
ما لك أطفأ الله نورك وأدخل الفقر بيتك ، أما علمت أن الله جل وعلا أوحى الى عمران
اني واهب لك ذكرا ، فوهب له مريم ، فوهب لمريم عيسى فعيسى من مريم ، وذكر مثله ،
وذكر فيه : أنا وأبي شيء واحد.
في زياد
بن مروان القندى
٨٨٦ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : زياد ، هو أحد
______________________________________________________
قوله : وذكر مثله
أي وذكر الراوي
مثل ما في رواية علي بن عمر الزيات السابقة بعينه وهو عيسى من مريم وأنا من أبي
وأبي مني ، ثم ذكر فيه زيادة وزاد فيه شيئا وهو أنا وأبي شيء واحد .
__________________
أركان الوقف.
وقال أبو الحسن
حمدويه : هو زياد بن مروان القندي بغدادي.
٨٨٧ ـ حدثني
حمدويه عن محمد بن الحسن ، قال : حدثني أبو علي الفارسي عن محمد بن عيسى ، ومحمد
بن مهران ، عن محمد بن اسماعيل بن أبي سعيد الزيات قال : كنت مع زياد القندى حاجا
، ولم نكن نفترق ليلا ولا نهارا في طريق مكة وبمكة وفي الطواف.
ثم قصدته ذات ليلة
فلم أره حتى طلع الفجر ، فقلت له : غمني ابطائك فأي شيء كانت الحال؟ قال لي : ما
زلت بالابطح مع أبي الحسن يعني أبا ابراهيم وعلي ابنه 8 عن يمينه ، فقال
: يا أبا الفضل أو يا زياد هذا ابني علي قوله قولي وفعله فعلي فان كانت لك حاجة
فأنزلها به وأقبل قوله ، فانه لا يقول على الله الا الحق.
قال ابن ابي سعيد
: فمكثنا ما شاء الله حتى حدث من أمر البرامكة ما حدث فكتب زياد الى أبي الحسن علي
بن موسى الرضا 8 يسأله عن ظهور هذا الامر الحديث أو الاستتار.
فكتب اليه أبو
الحسن 7 : أظهر فلا بأس عليك منهم.
فظهر زياد فلما
حدث الحديث قلت له : يا أبا الفضل أي شيء يعدل بهذا الامر فقال لي : ليس هذا أوان
الكلام فيه ، قال ، فألححت عليه بالكلام بالكوفة وببغداد كل ذلك يقول لي مثل ذلك ،
الى ان قال لي آخر كلامه : ويحك فتبطل هذه الأحاديث التي رويناها.
٨٨٨ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال حدثني محمد ابن أحمد ، عن أحمد بن الحسين ،
عن محمد بن جمهور ، عن أحمد بن الفضل عن يونس بن عبد الرحمن ، قال ، مات أبو الحسن
7 وليس عنده من قوامه أحد الا وعنده المال الكثير ، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم
موته ، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار.
في بكر بن
محمد بن جناح
٨٨٩ ـ قال حمدويه
عن بعض أشياخه : أن بكر بن جناح ، واقفي.
في أحمد
بن الحسن الميثمى
٨٩٠ ـ قال حمدويه
، عن الحسن بن موسى ، قال : أحمد بن الحسن الميثمي كان واقفيا.
في على بن
وهبان
٨٩١ ـ قال حمدويه
: حدثني الحسن بن موسى ، قال : علي بن وهبان كان واقفيا.
في أحمد
بن الحارث الانماطى
٨٩٢ ـ حمدويه ،
قال ، قال : حدثني الحسن بن موسى ، قال : أحمد بن الحارث الانماطي كان واقفيا.
في منصور
بن يونس بزرج
٨٩٣ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : حدثني محمد بن أصبغ ، عن ابراهيم ، عن
عثمان بن القاسم ، قال ، قال لي منصور بزرج قال لي أبو الحسن 7 ودخلت عليه يوما
: يا منصور أما علمت ما أحدثت في يومي هذا؟ قلت : لا ، قال : قد صيرت عليا ابني
وصيي والخلف من بعدي ، فادخل عليه فهنئه بذلك وأعلمه أني أمرتك بهذا قال : فدخلت
عليه فهنأته بذلك وأعلمته أن أباه أمرني بذلك.
قال الحسن بن
موسى. ثم جحد منصور هذا بعد ذلك لأموال كانت في يده فكسرها وكان منصور أدرك أبا
عبد الله 7.
في الحسن
بن محمد بن سماعه والحسن بن سماعة بن مهران
٨٩٤ ـ حدثني
حمدويه ، ذكره عن الحسن بن موسى ، قال : كان ابن سماعة
واقفيا ، وذكر :
أن محمد بن سماعة ليس من ولد سماعة بن مهران ، له ابن يقال له : الحسن بن سماعة
واقفي.
في على بن
خطاب وابراهيم بن شعيب
٨٩٥ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : حدثنا علي ابن خطاب ، وكان واقفيا ،
قال : كنت في الموقف يوم عرفه فجاء أبو الحسن الرضا 7 ومعه بعض بني عمه ، فوقف أمامي وكنت محموما شديد الحمى وقد
أصابني عطش شديد.
قال ، فقال الرضا 7 لغلام له شيئا لم
أعرفه ، فنزل الغلام فجاء بماء في مشربة فتناوله فشرب وصب الفضلة على رأسه من الحر
، ثم قال : املاء فملاء المشربة.
ثم قال : اذهب
فأسق ذلك الشيخ قال ، فجأني بالماء ، فقال لي : أنت موعوك قلت : نعم ، قال : اشرب
فشربت قال ، فذهبت والله الحمى ، فقال لي يزيد بن اسحاق : ويحك يا علي فما تريد
بعد هذا ما تنتظر؟ قال : يا أخي دعنا.
قال له يزيد :
فحدثت بحديث ابراهيم بن شعيب ، وكان واقفيا مثله ، قال : كنت في مسجد رسول الله 6 والى جنبي انسان
ضخم آدم ، فقلت له : ممن الرجل؟ فقال : مولى لبني هاشم ، قلت : فمن أعلم بني هاشم؟
قال : الرضا 7 قلت : فما باله لا يجيء عنه كما يجيء عن آبائه.
قال ، فقال لي :
ما أدري ما تقول ، ونهض وتركني فلم ألبث الا يسيرا حتى جاءني بكتاب فدفعه إلي ،
فقرأته فاذا خط ليس بجيد ، فاذا فيه : يا ابراهيم انك نجل من آبائك ، وأن لك من
الولد كذا وكذا ، من الذكور فلان وفلان حتى عدهم بأسمائهم ، ولك من البنات فلانة
وفلانة حتى عد جميع البنات بأسمائهن.
قال : وكانت بنت
تلقب بالجعفرية ، قال فخط على اسمها ، فلما قرأت الكتاب قال لي : هاته قلت : دعه
قال : لا ، أمرت أن آخذه منك ، قال فدفعته اليه ، قال الحسن : وأجدهما ماتا على
شكهما.
٨٩٦ ـ نصر بن
الصباح ، قال : حدثني اسحاق بن محمد ، عن محمد بن عبد الله بن مهران ، عن أحمد بن
محمد بن مطر ، وزكريا اللؤلؤي ، قالا ، قال ابراهيم بن شعيب : كنت جالسا في مسجد
رسول الله 6 والى جانبي رجل من أهل المدينة ، فحادثته مليا ، وسألني من أين أنا؟ فأخبرته
أني رجل من أهل العراق قلت له : ممن أنت؟ قال : مولى لأبي الحسن الرضا 7 ، فقلت له : لي
إليك حاجة قال : وما هي؟ قلت : توصل لي اليه رقعة ، قال : نعم اذا شئت.
فخرجت وأخذت
قرطاسا وكتبت فيه : بسم الله الرحمن الرحيم أن من كان قبلك من آبائك يخبرنا بأشياء
فيها دلالات وبراهين ، وقد أحببت أن تخبرني باسمي واسم أبي وولدي ، قال : ثم ختمت
الكتاب ودفعته اليه.
فلما كان من الغد
أتاني بكتاب مختوم ، ففضضته وقرأته فاذا أسفل من الكتاب بخط ردي : بسم الله الرحمن
الرحيم يا ابراهيم ان من آبائك شعيبا وصالحا وأن من أبنائك محمدا وعليا وفلانة
وفلانة ، غير أنه زاد اسما لا نعرفها.
قال : فقال له بعض
أهل المجلس : أعلم أنه كما صدقك في غيرها فقد صدقك فيها فأبحث عنها.
في
ابراهيم واسماعيل ابنى أبى سمال
٨٩٧ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثني الحسن بن موسى ، قال : حدثني أحمد بن محمد البزّاز ، قال :
لقيني مرة ابراهيم بن أبي سمال قال ، فقال لي : يا أبا حفص ما قولك؟ قال ، قلت :
قولي الذي تعرف ، قال ، فقال : يا أبا جعفر أنه ليأتي علي تارة ما أشك في حياة أبي
الحسن 7 وتارة علي وقت ما أشك في مضيه ولئن كان قد مضى فما لهذا الامر أحد الا
صاحبكم.
قال الحسن : فمات
على شكه.
٨٩٨ ـ وبهذا
الاسناد ، قال : حدثني محمد بن أحمد بن أسيد ، قال : لما كان
من أمر أبي الحسن 7 ما كان ، قال
ابراهيم واسماعيل ابنا أبي سمال فنأتي أحمد ابنه ، قال : فاختلفا اليه زمانا ،
فلما خرج أبو السرايا ، خرج أحمد بن أبي الحسن 7 معه فأتينا ابراهيم واسماعيل فقلنا لهما أن هذا الرجل خرج
مع أبي السرايا فما تقولان؟ قال : فانكرا ذلك من فعله ورجعا عنه ، وقالا : أبو
الحسن حي نثبت على الوقف.
قال أبو الحسن :
وأحسب هذا يعني اسماعيل مات على شكه.
٨٩٩ ـ حمدويه ،
قال : حدثني محمد بن عيسى.
ومحمد بن مسعود ،
قالا : حدثنا محمد بن نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، قال : حدثنا صفوان ، عن
أبي الحسن 7 قال صفوان : أدخلت على ابراهيم واسماعيل ابنا أبي سمال ، فسلما عليه فأخبراه
بحالهما وحال أهل بيتهما في هذا الامر وسألاه عن أبي الحسن؟ فخبرهما بأنه قد توفى
، قالا : فأوصى؟ قال : نعم ، قالا : إليك؟ قال : نعم ، قالا : وصية مفردة؟ قال :
نعم.
قالا : فان الناس
قد اختلفوا علينا ، فنحن ندين الله بطاعة أبي الحسن ان كان حيا فانه امامنا ، وان
كان مات فوصيه الذي أوصى اليه امامنا ، فما حال من كان هذا مؤمن هو؟ قال : قد
جاءكم أنه من مات ولا يعرف امامه مات ميتة جاهلية ، قالا : وهو كافر؟ قال : فلم
يكفره ، قالا : فما حاله؟ قال : أتريدون أن أضلكم.
قالا : فبأي شيء
تستدل على أهل الارض؟ قال : كان جعفر 7 يقول : تأتي الى المدينة فتقول الى من أوصى فلان؟ فيقولون
: الى فلان ، والسلاح عندنا بمنزلة التابوت في بني اسرائيل حيثما دار دار الامر ،
قالا : والسلاح من يعرفه.
ثم قالا : جعلنا
الله فداك فأخبرنا بشيء نستدل به؟ فقد كان الرجل يأتي أبا الحسن 7 يريد أن يسأله عن
شيء فيبتدء به. ويأتي أبا عبد الله 7 فيبتدء قبل أن يسأله ، قال : فهكذا كنتم تطلبون من جعفر 7 وأبي الحسن 7.
قال له ابراهيم :
جعفر لم ندركه وقد مات والشيعة مجمعون عليه وعلى أبي
الحسن 8 ، وهم اليوم
مختلفون ، قال : ما كانوا مجتمعين عليه ، كيف يكونون مجتمعين عليه وكان مشيختكم
وكبراؤكم يقولون في اسماعيل وهم يرونه يشرب كذا وكذا ، فيقولون هذا أجود ، قالوا :
اسماعيل لم يكن أدخله في الوصية؟ فقال : قد كان أدخله في كتاب الصدقة وكان اماما.
فقال له اسماعيل
بن أبي سمال : وهو الله الذي لا إله الا هو عالم الغيب والشهادة الكذا والكذا ،
واستقصى يمينه ، ما يسرني أني زعمت أنك لست هكذا ولي ما طلعت عليه الشمس ، أو قال
الدنيا بما فيها ، وقد أخبرناك بحالنا ، فقال له ابراهيم : قد أخبرناك بحالنا ،
فما حال من كان هكذا؟ مسلم هو؟ قال : أمسك ، فسكت.
في سليمان
بن جعفر الجعفرى
٩٠٠ ـ الحسن بن
علي ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، قال ، قال العبد الصالح 7 لسليمان بن جعفر
: يا سليمان ولدك رسول الله 6؟ قال : نعم ، قال وولدك علي 7 مرتين؟ قال : نعم ، قال : وأنت لجعفر رحمه
الله تعالى؟ قال : نعم ، قال : ولو
لا الذي أنت عليه ما انتفعت بهذا.
في يحيى
بن أبى القاسم أبى بصير ويحيى بن القاسم الحذاء
٩٠١ ـ حمدويه ،
ذكره عن بعض أشياخه : يحيى بن القاسم الحذاء الازدي واقفي.
وجدت في بعض
روايات الواقفة : علي اسماعيل بن يزيد ، قال : شهدنا محمد بن عمران الباقري ، في
منزل علي بن أبي حمزة ، وعنده أبو بصير.
قال محمد بن عمران
: سمعت أبا عبد الله 7 يقول : منا ثمانية محدثون سابعهم القائم ، فقام أبو بصير
بن أبي القاسم فقبل رأسه ، وقال : سمعته من أبي جعفر 7 منذ أربعين سنة ، فقال له أبو بصير : سمعته من أبي جعفر 7 واني كنت خماسيا
جاء بهذا قال : أسكت يا صبي ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ، يعني القائم 7
ولم يقل ابني هذا.
٩٠٢ ـ حدثني علي
بن محمد بن قتيبة ، قال : حدثني الفضل بن شاذان ، قال : حدثنا محمد بن الحسن
الواسطي ، ومحمد بن يونس ، قالا : حدثنا الحسن ابن قياما الصيرفي ، قال : حججت في
سنة ثلاث وتسعين ومائة ، وسألت أبا الحسن الرضا 7 فقلت : جعلت فداك ما فعل أبوك؟ قال : مضى كما مضى آباؤه ،
قلت : فكيف أصنع بحديث حدثني به يعقوب بن شعيب ، عن أبي بصير : ان أبا عبد الله 7 قال : ان جاءكم
من يخبركم ان ابني هذا مات وكفن ولبن وقبر ونفضوا أيديهم من تراب قبره فلا تصدقوا
به؟ فقال : كذب أبو بصير ليس هكذا حدثه ، انما قال ان جاءكم عن صاحب هذا الامر.
٩٠٣ ـ حدثني أحمد
بن محمد بن يعقوب البيهقي ، قال : حدثنا عبد الله بن حمدويه البيهقي ، قال : حدثني
محمد بن عيسى بن عبيد ، عن اسماعيل بن عباد البصري ، عن علي بن محمد بن القاسم
الحذاء الكوفي ، قال خرجت من المدينه فلما جزت حيطانها مقبلا نحو العراق ، اذا أنا
برجل على بغل أشهب يعترض الطريق فقلت لبعض من كان معي : من هذا؟ فقال : هذا ابن
الرضا 7.
قال ، فقصدت قصده
، فلما رآني أريده وقف لي ، فانتهيت اليه لا سلم عليه فمد يده إلي فسلمت عليه
وقبلتها : فقال : من أنت؟ قلت : بعض مواليك جعلت فداك أنا محمد بن علي بن القاسم
الحذاء ، فقال لي : أما أن عمك كان ملتويا على الرضا 7 قال ، قلت : جعلت فداك رجع عن ذلك ، فقال ان كان رجع فلا
بأس.
واسم عمه يحيى بن
القاسم الحذاء.
وأبو بصير هذا
يحيى بن القاسم يكنى أبا محمد.
قال محمد بن مسعود
: سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي بصير هذا هل كان متهما بالغلو فقال :
أما الغلو فلا ، ولكن كان مخلطا.
في زرعة
بن محمد الحضرمى
٩٠٤ ـ أبو عمرو
قال : سمعت حمدويه ، قال : زرعة بن محمد الحضرمي ، واقفي.
حدثني علي بن محمد
بن قتيبة ، قال : حدثني الفضل ، قال : حدثنا محمد ابن الحسن الواسطي ، ومحمد بن
يونس ، قالا : حدثنا الحسن بن قياما الصيرفي قال : سألت أبا الحسن الرضا 7 فقلت : جعلت فداك
ما فعل أبوك؟ قال : مضى كما مضى آباؤه :.
قلت : فكيف أصنع
بحديث حدثني به زرعة بن محمد الحضرمي ، عن سماعة ابن مهران ، ان أبا عبد الله 7 قال : ان ابني
هذا فيه شبه من خمسة أنبياء يحسد كما حسد يوسف 7 ويغيب كما غاب يونس وذكر ثلاثة أخر.
قال : كذب زرعة
ليس هكذا حديث سماعة ، انما قال : صاحب هذا الامر يعني القائم 7 فيه شبه من خمسة
أنبياء ، ولم يقل ابني.
في جعفر
بن خلف
٩٠٥ ـ جعفر بن
أحمد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن جعفر بن خلف ، قال : سمعت أبا الحسن 7 يقول : سعد امرئ
لم يمت حتى يرى منه خلفا ، وقد أراني الله ابني هذا خلفا ، وأشار اليه ، دلالة على
خصوصيته.
في محمد
بن بشير
وهو نادر طريف من
اعتقاده في موسى بن جعفر 8.
٩٠٦ ـ قال أبو
عمرو : قالوا : ان محمد بن بشير لما مضى أبو الحسن 7 ووقف عليه الواقفة ، جاء محمد بن بشير ، وكان صاحب شعبذة
ومخاريق معروفا بذلك ، فادعى أنه يقول بالوقف على موسى بن جعفر 7 ، وأن موسى 7 هو
كان ظاهرا بين
الخلق يرونه جميعا ، يتراءى لأهل النور بالنور ، ولأهل الكدورة بالكدورة في مثل
خلقهم بالانسانية والبشرية اللحمانية ، ثم حجب الخلق جميعا عن ادراكه. وهو قائم
بينهم موجود كما كان ، غير أنهم محجوبون عنه وعن ادراكه كالذي كانوا يدركونه.
وكان محمد بن بشير
هذا من أهل الكوفة من موالي بني أسد ، وله أصحاب قالوا بان موسى بن جعفر لم يمت
ولم يحبس وأنه غاب واستتر وهو القائم المهدي وأنه في وقت غيبته استخلف على الامة
محمد بن بشير ، وجعله وصيه وأعطاه خاتمه وعلمه وجميع ما تحتاج اليه رعيته من أمر
دينهم ودنياهم ، وفوض اليه جميع أمره وأقامه مقام نفسه ، فمحمد بن بشير الامام
بعده.
٩٠٧ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله القمي ، قال حدثني محمد بن عيسى بن عبيد
، عن عثمان بن عيسى الكلابي ، أنه سمع محمد ابن بشير ، يقول : الظاهر من الانسان
آدم ، والباطن أزلي ، وقال انه كان يقول بالاثنين ، وأن هشام بن سالم ناظره عليه
فأقرّ به ولم ينكره.
وأن محمد بن بشير
لما مات أوصى الى ابنه سميع بن محمد ، فهو الامام ومن أوصى اليه سميع فهو امام
مفترض الطاعة على الامة الى وقت خروج موسى ابن جعفر 7 وظهوره ، فما يلزم الناس من حقوق في أموالهم وغير ذلك مما
يتقربون به الى الله تعالى ، فالفرض عليه أداؤه الى أوصياء محمد بن بشير الى قيام
القائم.
وزعموا أن علي بن
موسى 7 وكل من ادعى الامامة من ولده وولد موسى 7 فمبطلون كاذبون غير طيبي الولادة ، فنفوهم عن أنسابهم
وكفروهم لدعواهم الامامة ، وكفروا القائلين بامامتهم واستحلوا دماءهم وأموالهم.
وزعموا أن الفرض
عليهم من الله تعالى اقامة الصلوات الخمس وصوم شهر رمضان ، وأنكروا الزكاة والحج
وسائر الفرائض ، وقالوا باباحة المحارم والفروج
والغلمان ،
واعتلوا في ذلك بقول الله تعالى ( أَوْ يُزَوِّجُهُمْ
ذُكْراناً وَإِناثاً ) وقالوا بالتناسخ.
والائمة عندهم
واحدا واحدا انما هم منتقلون من قرن الى قرن ، والمواسات بينهم واجبة في كل ما
ملكوه من مال أو خراج أو غير ذلك ، وكلما أوصى به رجل في سبيل الله فهو لسميع بن
محمد وأوصيائه من بعده ، ومذاهبهم في التفويض مذاهب الغلاة من الواقفة ، وهم أيضا
قالوا بالحلال.
وزعموا أن كل من
انتسب الى محمد فهم بيوت وظروف ، وأن محمدا هو رب حل في كل من انتسب اليه ، وأنه
لم يلد ولم يولد ، وأنه محتجب في هذه الحجب.
وزعمت هذه الفرقة
والمخمسة والعلياوية وأصحاب أبي الخطاب أن كل من انتسب الى أنه من آل محمد فهو
مبطل في نسبه مفتر على الله كاذب ، وأنهم الذي قال الله تعالى فيهم : انهم يهود
ونصارى ، في قوله ( وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ
أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ
أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ) .
محمد ، في مذهب
الخطابية ، وعلي في مذهب العلياوية فهم ممن خلق هذان كاذبون فيما ادعوا من النسب ،
اذ كان محمد عندهم وعلي هو رب لا يلد ولا يولد ولا يستولد ، تعالى الله عما يقولون
علوا كبيرا.
وكان سبب قتل محمد
بن بشير لعنه الله لأنه كان معه شعبذة ومخاريق فكان يظهر الواقفة أنه ممن وقف على
علي بن موسى 7 ، وكان يقول في موسى بالربوبية ، ويدعى لنفسه أنه نبي.
وكان عنده صورة قد
عملها وأقامها شخصا كأنه صورة أبي الحسن 7 في ثياب حرير وقد طلاها بالادوية وعالجها بحيل عملها فيها
حتى صارت شبيها بصورة انسان وكان يطويها فاذا أراد الشعبذة نفخ فيها فأقامها.
__________________
وكان يقول لأصحابه
ان أبا الحسن 7 عندي فان أحببتم أن تروه وتعلموا أني نبي فهلموا أعرضه
عليكم فكان يدخلهم البيت والصورة مطوية معه.
فيقول لهم : هل
ترون في البيت مقيما أو ترون فيه غيري وغيركم؟ فيقولون : لا ، وليس في البيت أحد ،
فيقول : أخرجوا فيخرجون من البيت فيصير هو وراء الستر ويسبل الستر بينه وبينهم ثم
يقدم تلك الصورة ، ثم يرفع الستر بينه وبينهم.
فينظرون الى صورة
قائمة وشخص كأنه شخص أبي الحسن لا ينكرون منه شيئا ويقف هو منه بالقرب فيريهم من
طريق الشعبذة انّه يكلمه ويناجيه ويدنو منه كأنّه يساره ، ثم يغمزهم أن يتنحوا
فيتنحون. ويسبل الستر بينه وبينهم فلا يرون شيئا.
وكانت معه أشياء
عجيبة من صنوف الشعبذة ما لم يروا مثلها ، فهلكوا بها ، فكانت هذه حاله مدة ، حتى
رفع خبره الى بعض الخلفاء أحسبه هارون أو غيره ممن كان بعده من الخلفاء وأنه زنديق
، فأخذه وأراد ضرب عنقه فقال : يا أمير المؤمنين استبقني فاني أتخذ لك أشياء يرغب
الملوك فيها فأطلقه.
فكان أول ما اتخذ
له الدوالي ، فانه عمد الى الدوالي فسواها وعلقها وجعل الزيبق بين تلك الالواح ،
فكانت الدوالي تمتلى من الماء وتميل الالواح وينقلب الزيبق من تلك الالواح فيتبع
الدوالي لهذا ، فكانت تعمل من غير مستعمل لها وتصب الماء في البستان ، فأعجبه ذلك
مع أشياء عملها يضاهي الله بها في خلقه الجنّة.
فقوده وجعل له
مرتبة ، ثم انه يوما من الايام انكسر بعض تلك الالواح فخرج منها الزيبق ، فتعطلت
فاستراب أمره وظهر عليه التعطيل والاباحات.
وقد كان أبو عبد
الله وأبو الحسن 8 يدعو ان الله عليه ويسئلانه أن يذيقه حر الحديد فأذاقه
الله حر الحديد بعد أن عذب بأنواع العذاب.
قال أبو عمرو :
وحدث بهذه الحكاية محمد بن عيسى العبيدي ، رواية له ، وبعضها عن يونس بن عبد
الرحمن.
وكان هاشم بن أبي
هاشم قد تعلم معه بعض تلك المخاريق ، فصار داعية اليه من بعده.
٩٠٨ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله القمي قال : حدثني محمد بن عبد الله
المسمعي ، قال : حدثني علي بن حديد المدائني قال : سمعت من سأل أبا الحسن الاول 7 فقال : اني سمعت
محمد بن بشير يقول : انك لست موسى بن جعفر الذي أنت امامنا وحجتنا فيما بيننا وبين
الله تعالى.
قال ، فقال : لعنه
الله ثلاثا أذاقه الله حر الحديد قتله الله أخبث ما يكون من قتلة فقلت له : جعلت
فداك اذا أنا سمعت ذلك منه أو ليس حلال لي دمه مباح ، كما أبيح دم الساب لرسول 6 وللإمام 7؟ فقال : نعم حل
والله دمه وأباحه لك ولمن سمع ذلك منه.
قلت : أو ليس هذا
بساب لك؟ قال : هذا ساب لله وساب لرسول الله وساب لآبائي وسابي ، وأي سب ليس يقصر
عن هذا ولا يفوقه هذا القول.
فقلت : أرأيت اذا
أتاني لم أخف أن أغمز بذلك بريئا ثم لم أفعل ولم أقتله ما علي من الوزر؟ فقال :
يكون عليك وزره أضعافا مضاعفة من غير أن ينتقص من وزره شيء ، أما علمت أن أفضل
الشهداء درجة يوم القيامة من نصر الله ورسوله بظهر الغيب ورد عن الله وعن رسوله 6.
٩٠٩ ـ وبهذا
الاسناد ، عن سعد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد بن خالد الطيالسي ، قال : حدثني
علي بن أبي حمزة البطائني ، قال. سمعت أبا الحسن موسى 7 يقول : لعن الله
محمد بن بشير وأذاقه حر الحديد ، أنه يكذب علي ، برء الله منه وبرئت الى الله منه
، اللهم اني أبرأ إليك مما يدعى في ابن بشير ، اللهم أرحني منه.
ثم قال : يا علي
ما أحد اجترء أن يتعمد الكذب علينا الا أذاقه الله حر الحديد ، وان بنانا كذب على
علي بن الحسين 8 فأذاقه الله حر الحديد ، وأن المغيرة بن
سعيد كذب على أبي
جعفر 7 فأذاقه الله حر الحديد ، وأن أبا الخطاب كذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد
وأن محمد بن بشير
لعنه الله يكذب علي برئت الى الله منه ، اللهم اني أبرأ إليك مما يدعيه في محمد بن
بشير ، اللهم أرحني منه ، اللهم اني أسألك أن تخلصني من هذا الرجس النجس محمد بن
بشير ، فقد شارك الشيطان أباه في رحم أمه.
قال علي بن أبي
حمزة ، فما رأيت أحدا قتل بأسوإ قتلة من محمد بن بشير لعنه الله.
أصحاب الرضا (ع)
في يونس بن عبد الرحمن أبى محمد صاحب آل يقطين
٩١٠ ـ حدثني علي
بن محمد القتيبي ، قال : حدثني الفضل بن شاذان قال : حدثني عبد العزيز بن المهتدي
، وكان خير قمي رأيته ، وكان وكيل الرضا 7 وخاصته ، قال : سألت الرضا 7 فقلت : اني لا ألقاك في كل وقت فعن من آخذ معالم ديني؟ قال
: خذ من يونس بن عبد الرحمن.
٩١١ ـ علي بن محمد
القتيبي ، قال : حدثني الفضل بن شاذان ، قال : حدثني محمد بن الحسن الواسطي ،
وجعفر بن عيسى ، ومحمد بن يونس ، أن الرضا 7 ضمن ليونس الجنة ثلاث مرات.
٩١٢ ـ علي بن محمد
القتيبي. عن الفضل ، قال : حدثني جعفر بن عيسى اليقطيني ، ومحمد بن الحسن جميعا ،
أن أبا جعفر 7 ضمن ليونس بن عبد الرحمن الجنة على نفسه وآبائه :.
٩١٣ ـ جعفر بن
معروف ، قال : حدثني سهل بن بحر ، قال : حدثني الفضل ابن شاذان ، قال : حدثني أبي
الجليل الملقب بشاذان ، قال : حدثني أحمد بن أبي خلف ظئر أبي جعفر 7 ، قال : كنت
مريضا ، فدخل علي أبو جعفر 7 يعودني
في مرضي ، فاذا
عند رأسي كتاب يوم وليلة ، فجعل يتصفحه ورقة ورقة ، حتى أتى عليه من أوله الى آخره
، وجعل يقول : رحم الله يونس رحم الله يونس رحم الله يونس.
٩١٤ ـ جعفر بن
معروف ، قال : حدثني سهل بن بحر ، قال : سمعت الفضل ابن شاذان ، يقول : ما نشأ في
الإسلام رجل من سائر الناس كان أفقه من سلمان الفارسي ، ولا نشأ رجل بعده أفقه من
يونس بن عبد الرحمن ;.
٩١٥ ـ روي عن أبي
بصير حماد بن عبيد الله بن أسيد الهروي ، عن داود بن القاسم ، أن أبا جعفر الجعفري
قال : أدخلت كتاب يوم وليله الذي ألفه يونس بن عبد الرحمن على أبي الحسن العسكري 7 فنظر فيه وتصفحه
كله ، ثم قال : هذا ديني ودين آبائي وهو الحق كله.
٩١٦ ـ وحدثني
ابراهيم بن المختار بن محمد بن العباس ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن
أبي جعفر 7 مثله.
٩١٧ ـ وجدت بخط
محمد بن شاذان بن نعيم في كتابه ، سمعت أبا محمد القماص الحسن بن علوية الثقة ،
يقول : سمعت الفضل بن شاذان ، يقول : حج يونس بن عبد الرحمن أربعا وخمسين حجة ، واعتمر
أربعا وخمسين عمرة ، وألف ألف جلد ردا على المخالفين.
ويقال : انتهى علم
الائمة : الى أربعة نفر : أولهم سلمان الفارسي ، والثاني جابر ، والثالث السيد ،
والرابع يونس بن عبد الرحمن.
٩١٨ ـ وقال
العبيدي : سمعت يونس بن عبد الرحمن يقول : رأيت أبا عبد الله 7 يصلي في الروضة
بين القبر والمنبر ولم يمكنني أن أسأله عن شيء ، قال : وكان ليونس بن عبد الرحمن
أربعون أخا يدور عليهم في كل يوم مسلما ، ثم يرجع الى منزله فيأكل ويتهيأ للصلاة ،
ثم يجلس للتصنيف وتاليف الكتب ، وقال يونس : صمت عشرين سنة وسألت عشرين سنة ثم
أجبت.
٩١٩ ـ وقال الفضل
بن شاذان : سمعت الثقة يقول : سمعت الرضا 7 يقول : أبو حمزة الثمالي في زمانه كسلمان في زمانه ، وذلك
أنه خدم أربعة منا علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وبرهة من عصر موسى بن
جعفر : ، ويونس في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه.
٩٢٠ ـ علي بن محمد
القتيبي ، قال : سألت الفضل بن شاذان ، عن الحديث الذي روى في يونس أنه لقيط آل
يقطين؟ فقال : كذب ، ولد يونس في آخر زمن هشام بن عبد الملك ، ويقطين لم يكن في
ذلك الزمان انما كان ولد في زمن ولد العباس.
٩٢١ ـ قال محمد بن
يحيى الفارسى : حدثني عبد الله بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى الاموي ، عن
الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي الحسن الرضا 7 قال : انظروا الى ما ختم الله ليونس ، قبضه بالمدينة مجاور
الرسول الله 6.
٩٢٢ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : حدثني جعفر بن أحمد ، قال : حدثني العمركى ، قال : حدثني الحسن
بن أبي قتادة ، عن داود بن القاسم ، قال ، قلت لأبي جعفر 7 : ما تقول في
يونس؟ قال : من يونس؟ قلت : ابن عبد الرحمن ، قال : لعلك تريد مولى بني يقطين؟ قلت
: نعم ، فقال : ; فانه كان على ما نحب.
٩٢٣ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني أبو العباس الحميري عبد الله بن
جعفر ، عن أبي هاشم الجعفري قال : سألت أبا جعفر 7 عن يونس؟ قال : ;.
٩٢٤ ـ حدثني آدم
بن محمد ، قال : حدثني علي بن محمد الدقاق النيسابوري قال : حدثني محمد بن موسى
السمان ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أخيه جعفر بن عيسى ، قال : كنا عند
أبي الحسن الرضا 7 وعنده يونس بن عبد الرحمن ، اذ استأذن عليه قوم من أهل
البصرة ، فأومأ أبو الحسن 7 الى يونس : أدخل البيت ، فاذا بيت مسبل عليه ستر ، واياك
أن تتحرك حتى تؤذن لك.
فدخل البصريون
وأكثروا من الوقيعة والقول في يونس ، وأبو الحسن 7 مطرق ، حتى لما أكثروا وقاموا فودعوا وخرجوا : فأذن ليونس
بالخروج ، فخرج باكيا فقال : جعلني الله فداك أني أحامي عن هذه المقالة ، وهذه
حالي عند أصحابي.
فقال له أبو الحسن
7 : يا يونس وما عليك مما يقولون اذا كان امامك عنك راضيا ، يا يونس حدث الناس
بما يعرفون ، واتركهم مما لا يعرفون ، كأنك تريد أن تكذب على الله في عرشه.
يا يونس وما عليك
أن لو كان في يدك اليمنى درة ثم قال الناس بعرة ، أو قال الناس درة ، أو بعرة فقال
الناس درة ، هل ينفعك ذلك شيئا؟ فقلت : لا.
فقال : هكذا أنت
يا يونس ، اذ كنت على الصواب وكان امامك عنك راضيا لم يضرك ما قال الناس.
٩٢٥ ـ حدثني علي
بن محمد القتيبي ، قال : حدثني الفضل بن شاذان ، عن أبي هاشم الجعفري ، قال : سألت
أبا جعفر محمد بن علي الرضا 8 عن يونس؟ فقال : من يونس؟ فقلت : مولى علي بن يقطين ، فقال
: لعلك تريد يونس بن عبد الرحمن؟ فقلت : لا والله لا أدري ابن من هو؟ قال : بل هو
ابن عبد الرحمن ، ثم قال : رحم الله يونس رحم الله يونس نعم العبد كان لله عز وجل.
٩٢٦ ـ حدثني علي
بن محمد القتيبي ، قال : حدثني الفضل بن شاذان ، قال : سمعت الثقة يقول : سمعت
الرضا 7 يقول : يونس بن عبد الرحمن في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه.
قال الفضل : ولقد
حج يونس احدى وخمسين حجة آخرها عن الرضا 7.
٩٢٧ ـ قال نصر بن
الصباح : لم يرو يونس عن عبيد الله ومحمد ابني الحلبي قط ولا رآهما ، وماتا في
حياة أبي عبد الله 7.
٩٢٨ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، عن
يونس بن عبد الرحمن
، قال ، قال العبد الصالح : يا يونس ارفق بهم فان كلامك يدق عليهم قال ، قلت :
انهم يقولون لي زنديق ، قال لي : وما يضرك أن يكون في يدك لؤلؤة يقول الناس هي
حصاة ، وما كان ينفعك أن يكون في يدك حصاة فيقول الناس لؤلؤة.
٩٢٩ ـ علي بن محمد
القتيبي ، قال : حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان ، قال : حدثني أبو جعفر البصري ،
وكان ثقة فاضلا صالحا ، قال : دخلت مع يونس ابن عبد الرحمن على الرضا 7 فشكى اليه ما
يلقى من أصحابه من الوقيعة ، فقال الرضا 7 : دارهم فان عقولهم لا تبلغ.
٩٣٠ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني الفضل ، قال : حدثني عدة من أصحابنا أن يونس بن عبد الرحمن قيل له :
ان كثيرا من هذه العصابة يقعون فيك ويذكرونك بغير الجميل ، فقال : أشهدكم أن كل من
له في أمير المؤمنين 7 نصيب فهو في حل مما قال.
٩٣١ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : حدثني محمد بن اسماعيل الرازي ، قال حدثني عبد العزيز بن المهتدي ،
قال ، كتبت الى أبي جعفر 7 ما تقول في يونس ابن عبد الرحمن؟ فكتب إلي بخطه أحبه وترحم
عليه وان كان يخالفك أهل بلدك.
٩٣٢ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : روى أبو هاشم داود ابن القاسم الجعفري ، عن أبي
جعفر بن الرضا 7 قال : سألته عن يونس؟ فقال : مولى آل يقطين؟ قلت : نعم ،
فقال لي : ; كان عبدا صالحا.
قال حمدويه قال
محمد بن عيسى : وكان يونس أدرك أبا عبد الله 7 ولم يسمع منه.
٩٣٣ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد في كتابه ، حدثني أبو سعيد الادمي قال : حدثني أحمد بن محمد بن
الربيع الاقرع ، عن محمد بن الحسن البصري ، عن عثمان بن رشيد البصري ، قال : أحمد
بن محمد الاقرع ثم لقيت محمد بن
الحسن فحدثني بهذا
الحديث ، قال : كنا في مجلس عيسى بن سليمان ببغداد ، فجاء رجل الى عيسى ، فقال :
أردت أن أكتب الى أبي الحسن الاول 7 في مسألة أسأله عنها : جعلت فداك عندنا قوم يقولون بمقالة
يونس فأعطيهم من الزكاة شيئا؟ قال فكتب إلي : نعم أعطهم فان يونس أول من يجيب عليا
اذا دعى.
قال كنا جلوسا بعد
ذلك فدخل علينا رجل ، فقال : قد مات أبو الحسن موسى 7 ، وكان يونس في المجلس ، فقال يونس : يا معشر أهل المجلس
أنه ليس بيني وبين الله امام الا علي بن موسى 7 ، فهو امامي 7.
٩٣٤ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثني هشام المشرقي ، أنه دخل على
أبي الحسن الخراساني 7 فقال : ان أهل البصرة سألوا عن الكلام ، فقالوا : ان يونس
يقول ان الكلام ليس بمخلوق ، فقلت لهم : صدق يونس ان الكلام ليس بمخلوق.
أما بلغكم قول أبي
جعفر 7 حين سئل عن القرآن أخالق هو أو مخلوق؟ فقال لهم : ليس بخالق ولا مخلوق انما
هو كلام الخالق ، فقويت أمر يونس.
وقالوا ، ان يونس
يقول : ان من السنة أن يصلي الانسان ركعتين وهو جالس بعد العتمة؟ فقلت : صدق يونس.
٩٣٥ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، قال : حدثنا محمد ابن عيسى ، قال : حدثني عبد
العزيز بن المهتدي القمي ، قال محمد بن نصير : قال محمد بن عيسى ، وحدث الحسن بن
علي بن يقطين ، بذلك أيضا ، قال ، قلت لأبي الحسن الرضا 7 : جعلت فداك اني
لا أكاد أصل إليك أسألك عن كل ما أحتاج اليه من معالم ديني ، أفيونس بن عبد الرحمن
ثقة آخذ عنه ما احتاج اليه من معالم ديني؟ فقال : نعم.
٩٣٦ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، قال : حدثني محمد ابن عيسى ، قال : أخبرني
يونس أن أبا الحسن 7 ضمن لي الجنة من النار.
٩٣٧ ـ علي بن
الحسن بن علي بن فضال ، قال : حدثني مروك بن عبيد ، عن محمد بن عيسى القمي ، قال :
توجهت الى أبي الحسن الرضا 7 فاستقبلني يونس مولى ابن يقطين ، قال ، فقال لي : أين تذهب؟
فقلت : أريد أبا الحسن ، قال ، فقال لي : أسأله عن هذه المسألة ، قل له خلقت الجنة
بعد فاني أزعم أنها لم يخلق.
قال : فدخلت على
أبي الحسن 7 ، قال : فجلست عنده ، وقلت له : ان يونس مولى ابن يقطين أودعني إليك رسالة ،
قال : وما هي؟ قال ، قلت : قال أخبرني عن الجنة خلقت بعد فاني أزعم أنها لم تخلق؟
فقال : كذب فأين جنة آدم 7.
٩٣٨ ـ جبريل بن
أحمد ، قال : سمعت محمد بن عيسى ، عن عبد العزيز بن المهتدي ، قال ، قلت للرضا 7 : ان شقتي بعيدة
فلست أصل إليك في كل وقت ، فآخذ معالم ديني من يونس مولى ابن يقطين؟ قال : نعم.
٩٣٩ ـ حدثني علي
بن محمد ، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، قال ، قال ياسر الخادم :
ان أبا الحسن الثاني 7 أصبح في بعض الايام ، قال ، فقال لي : رأيت البارحة مولى
لعلي بن يقطين وبين عينيه غرة بيضاء؟ فتأولت ذلك على الدين.
٩٤٠ ـ علي قال :
حدثني محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن مروك ابن عبيد ، عن يزيد بن حماد ، عن
ابن سنان ، قال ، قلت لأبي الحسن 7 ان يونس يقول : ان الجنة والنار لم يخلقا ، قال ، فقال :
ما له لعنه الله فأين جنة آدم.
٩٤١ ـ علي قال :
حدثني محمد بن يعقوب ، عن الحسن بن راشد ، عن محمد بن باديه ، قال كتبت الى أبي
الحسن 7 في يونس؟ فكتب : لعنه الله ولعن أصحابه ، أو برئ الله منه ومن أصحابه.
٩٤٢ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد عن الحسين بن بشار الواسطي ، عن
يونس بن بهمن ، قال ، قال لي يونس : اكتب الى أبي الحسن 7 فاسأله عن آدم هل
فيه من جوهرية الله شيء؟ قال : فكتب اليه
فأجابه : هذه
المسألة مسألة رجل على غير السنة ، فقلت ليونس ، فقال : لا يسمع ذا أصحابنا فيبرؤن
منك ، قال ، قلت ليونس : يبرءون مني أو منك.
٩٤٣ ـ علي ، قال :
حدثني محمد بن أحمد ، عن يعقوب ، عن الحسين ، عن ابن راشد ، قال : لما ارتحل أبو
الحسن 7 الى خراسان ، قال ، قلنا ليونس : هذا أبو الحسن حمل الى خراسان ، فقال : ان
دخل في هذا الامر طائعا أو مكرها فهو طاغوت.
٩٤٤ ـ علي ، قال :
حدثني محمد بن أحمد ، عن يعقوب ، عن علي بن مهزيار عن الحضيني ، أنه قال : ان دخل
في هذا الامر طائعا أو مكرها انتقضت النبوة من لدن آدم.
٩٤٥ ـ جعفر بن
معروف ، قال : سمعت يعقوب بن يزيد ، يقع في يونس ويقول : كان يروي الأحاديث من غير
سماع.
٩٤٦ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسين عن محمد بن جمهور ، عن أحمد بن
الفضل ، عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : مات أبو الحسن 7 وليس من قوامه
أحد الا وعنده المال الكثير ، وكان ذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته ، وكان عند زياد
القندي سبعون ألف دينار ، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار.
قال فلما رأيت ذلك
وتبين علي الحق ، وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا 7 ما علمت : تكلمت ودعوت الناس اليه ، قال ، فبعثا إلي وقالا
: ما تدعو الى هذا ان كنت تريد المال فنحن نغنيك ، وضمنا لي عشرة آلاف دينار ،
وقالا لي : كف.
قال يونس : فقلت
لهما أما روينا عن الصادقين : أنهم قالوا : اذ ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه فان
لم يفعل سلب نور الايمان وما كنت لأدع الجهاد وأمر الله على كل حال ، فناصباني
وأظهرا لي العداوة.
٩٤٧ ـ علي ، قال :
حدثنا محمد بن أحمد ، عن بعض أصحابنا عن محمد
ابن الحسن بن سياح
، عن أبيه ، قال قلت ليونس : أخبرني دلالة أنك قلت : لو علمت أن أبا الحسن الرضا 7 لا يقدم بالكتاب
الذي كتبته اليه لوجهت اليه بخمسمائة مامد رومى؟ قال ، قلت : ويحك فأي شيء أردت بذلك؟
قال : أردت أن أغنيه عن دفاينكم ، فقلت : أردت أن تعير الله في عرشه.
٩٤٨ ـ علي بن محمد
، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن بعض أصحابنا عن علي بن محمد بن عيسى ، عن عبد
الله بن محمد الحجال ، قال : كنت عند الرضا 7 ومعه كتاب يقرؤه في بابه ، حتى ضرب به الارض ، فقال : كتاب
ولد زنا للزانية فكان كتاب يونس.
٩٤٩ ـ طاهر بن
عيسى ، قال : حدثني جعفر بن أحمد ، قال : حدثني الشجاعى ، عن يعقوب بن يزيد ، عن
الحسين بن بشار ، عن الحسن بن بنت الياس عن يونس بن بهمن ، قال ، قال يونس بن عبد
الرحمن : كتبت الى أبي الحسن الرضا 7 سألته عن آدم 7 هل كان فيه من جوهرية الرب شيء.
قال ، فكتب إلي
جواب كتابي : ليس صاحب هذه المسألة على شيء من السنة زنديق.
٩٥٠ ـ آدم بن محمد
الفلانسي البلخي ، قال : حدثني علي بن محمد القمي قال : حدثني أحمد بن محمد بن
عيسى القمي ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أبيه يزيد ابن حماد ، عن أبي الحسن 7 قال ، قلت له :
أصلي خلف من لا أعرف؟ فقال : لا تصل الا خلف من تثق بدينه ، فقلت له : أصلي خلف
يونس وأصحابه؟ فقال : يأبى ذلك عليكم علي بن حديد ، قلت : آخذ بذلك في قوله؟ قال :
نعم ، قال : فسألت علي بن حديد عن ذلك؟ فقال : لا تصل خلفه ولا خلف أصحابه.
٩٥١ ـ علي بن محمد
القتيبي ، قال : حدثنا الفضل بن شاذان قال : كان أحمد ابن محمد بن عيسى تاب
واستغفر الله من وقيعته في يونس لرؤيا رآها ، وقد كان علي بن حديد يظهر في الباطن
الميل الى يونس وهشام.
٩٥٢ ـ آدم ، قال :
حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين
بن سعيد ، عن محمد بن ابراهيم الحضيني الاهوازي ، قال : لما حمل أبو الحسن الى
خراسان قال يونس بن عبد الرحمن : ان دخل في هذا الامر طائعا أو كارها انتقضت
النبوة من لدن آدم.
٩٥٣ ـ آدم بن محمد
، قال : حدثني علي بن محمد القمي ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد
الله بن محمد الحجال ، قال : كنت عند أبي الحسن الرضا 7 : اذ ورد عليه
كتاب يقرؤه ، فقرأه ثم ضرب به الارض ، فقال : هذا كتاب ابن زان لزانية هذا كتاب
زنديق لغير رشده ، فنظرت اليه فاذا كتاب يونس.
٩٥٤ ـ قال أبو
عمرو : فلينظر الناظر فيتعجب من هذه الاخبار التي رواها القميون في يونس ، وليعلم
أنها لا تصح في العقل ، وذلك أن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن حديد قد ذكر الفضل
من رجوعهما عن الوقيعة في يونس ، ولعل هذه الروايات كانت من أحمد قبل رجوعه ، ومن
علي مداراة لأصحابه.
فأما يونس بن بهمن
: فممن كان أخذ عن يونس بن عبد الرحمن ان يظهر له مثلبة فيحكيها عنه ، والعقل ينفي
مثل هذا ، اذ ليس في طباع الناس اظهار مساويهم بألسنتهم على نفوسهم.
وأما حديث الحجال
الذي رواه أحمد بن محمد : فان أبا الحسن 7 أجل خطرا وأعظم قدرا من أن يسب أحدا صراحا ، وكذلك آباؤه : من قبله وولده من
بعده ، لان الرواية عنهم بخلاف هذا : اذ كانوا نهوا عن مثله ، وحثوا على غيره مما
فيه الزين للدين والدنيا.
وروى علي بن جعفر
عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين 7 أنه كان يقول لبنيه : جالسوا أهل الدين والمعرفة ، فان لم
تقدروا عليهم فالوحدة آنس وأسلم ، فان أبيتم الا مجالسة الناس : فجالسوا أهل
المروات فانهم لا يرفثون في مجالسهم.
فما حكاه هذا
الرجل عن الامام 7 في باب الكتاب لا يليق به ، اذ كانوا : منزهين عن البذاء
والرفث والسفه ، وتكلم عن الأحاديث الاخر بما يشاكل هذا.
ما روى في
يونس بن عبد الرحمن وهشام بن ابراهيم المشرقى
وجعفر بن
عيسى بن يقطين وموسى بن صالح
وأبى
الاسد خصى على بن يقطين
٩٥٥ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى العبيدي قال : سمعت هشام بن
ابراهيم الجبلي وهو المشرقي ، يقول : استأذنت لجماعة على أبي الحسن 7 في سنة تسع
وتسعين ومائة ، فحضروا وحضرنا ستة عشر رجلا على باب أبي الحسن الثاني 7 ، فخرج مسافر
فقال : آل يقطين ويونس بن عبد الرحمن ويدخل الباقون رجلا رجلا ، فلما دخلوا وخرجوا
خرج مسافر فدعاني وموسى وجعفر بن عيسى ويونس.
فادخلنا جميعا
عليه والعباس قائم ناحية بلا حذاء ولا رداء ، وذلك في سنة أبي السرايا ، فسلمنا ثم
أمرنا بالجلوس ، فلما جلسنا ، قال له جعفر بن عيسى : يا سيدي نشكو الى الله وإليك
ما نحن فيه من أصحابنا فقال : وما أنتم فيه منهم؟ فقال جعفر هم والله يا سيدي
يزندقونا ويكفرونا ويتبرءون منا.
فقال : هكذا كان
أصحاب علي بن الحسين ومحمد بن علي وأصحاب جعفر وموسى ( صلوات الله عليهم ) ولقد
كان أصحاب زرارة يكفرون غيرهم ، وكذلك غيرهم كانوا يكفرونهم.
فقلت له : يا سيدي
نستعين بك على هذين الشيخين يونس وهشام وهما حاضران ، فهما أدبانا وعلمانا الكلام
، فان كنا يا سيدي على هدى ففزنا ، وان كنا على ضلال فهذان أضلانا ، فمرنا ، بتركه
ونتوب الى الله منه ، يا سيدي فادعنا الى دين الله نتبعك.
فقال 7 : ما أعلمكم
الاعلى هدى ، جزاكم الله عن النصيحة القديمة والحديثة خيرا ، فتأولوا القديمة علي
بن يقطين ، والحديثة خدمتنا له ، والله أعلم.
فقال جعفر : جعلت
فداك ، ان صالحا وأبا الاسد خصي علي بن يقطين حكيا عنك : أنهما حكيا لك شيئا من
كلامنا ، فقلت لهما : ما لكما والكلام يثنيكم الى الزندقة فقال 7 : ما قلت لهما
ذلك. أنا قلت ذلك والله ما قلت لهما.
وقال يونس : جعلت
فداك أنهم يزعمون انا زنادقة وكان جالسا الى جنب رجل وهو متربع رجلا على رجل وهو
ساعة بعد ساعة يمرغ وجهه وخديه على باطن قدمه الايسر فقال له : أرأيتك لو كنت
زنديقا فقال لك هو مؤمن ما كان ينفعك من ذلك ، ولو كنت مؤمنا فقالوا هو زنديق ما
كان يضرك منه.
وقال المشرقي له :
والله ما تقول الا ما يقول آبائك : : عندنا كتاب سميناه كتاب الجامع فيه جميع ما تكلم الناس
فيه عن آبائك : وانما نتكلم عليه ، فقال له جعفر شبيها بهذا الكلام ،
فأقبل على جعفر فقال : فاذا كنت لا تتكلمون بكلام آبائي : فبكلام أبي بكر
وعمر تريدون أن تتكلموا.
قال حمدويه : هشام
المشرقي هو ابن ابراهيم البغدادي ، فسألته عنه وقلت : ثقة هو؟ فقال : ثقة ، قال :
ورأيت ابنه ببغداد.
ما روى في
هشام بن ابراهيم العباسى
٩٥٦ ـ وجدت بخط
محمد بن الحسن بن بندار القمى في كتابه ، حدثني علي بن ابراهيم بن هشام ، عن محمد
بن سالم ، قال : لما حمل سيدي موسى بن جعفر 8 الى هارون ، جاء اليه هشام بن ابراهيم العباسي فقال له :
يا سيدي قد كتبت لي صك الى الفضل بن يونس ، فسله أن يروج أمري قال : فركب اليه أبو
الحسن 7. فدخل اليه حاجبه ، فقال : يا سيدي أبو الحسن موسى 7 بالباب ، فقال :
ان كنت صادقا فأنت حر ولك كذا وكذا.
فخرج الفضل بن
يونس حافيا يعدو ، حتى خرج اليه فوقع على قدميه يقبلهما ثم سأله أن يدخل فدخل ،
فقال له : اقض حاجة هشام فقضاها.
ثم قال : يا سيدي
قد حضر الغذاء فتكرمني أن تتغدى عندي ، فقال هات فجاء بالمائدة وعليها البوارد ،
فأجال أبو الحسن 7 يده في البارد وقال : البارد تجال اليد فيه ، فلما رفعوا
البارد وجاءوا بالحار ، فقال أبو الحسن 7 : الحار حمى.
٩٥٧ ـ محمد بن
الحسن قال : حدثني علي بن ابراهيم بن هشام ، عن الريان ابن الصلت ، قال ، قلت لأبي
الحسن 7 : ان هشام بن ابراهيم العباسي زعم أنك أحللت له الغناء؟ فقال : كذب الزنديق ،
انما سألني عنه؟ فقلت له : سأل رجل أبا جعفر 7؟ فقال له أبو جعفر 7 : اذا فرق الله بين الحق والباطل فأين يكون الغناء؟ فقال
الرجل : مع الباطل ، فقال له أبو جعفر 7 : قد قضيت.
٩٥٨ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني محمد ابن أحمد ، عن يعقوب بن يزيد
، عن رجل من أصحابنا عن صفوان بن يحيى وابن سنان ، أنهما سمعا أبا الحسن 7 يقول : لعن الله
العباسي فانه زنديق ، وصاحبه يونس فانهما يقولان بالحسن والحسين.
٩٥٩ ـ وعنه ، قال
: حدثني علي ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي طالب ، عن معمر بن خلاد ،
قال : سمعت الرضا 7 يقول : ان العباسي زنديق ، وكان أبوه زنديقا.
٩٦٠ ـ وعنه ، قال
: حدثني علي ، قال : حدثني أحمد ، عن أبي طالب ، قال : حدثني العباسي ، أنه قال
للرضا 7 : لم لا تدخل فيما سألك أمير المؤمنين قال فقال : فأنت أيضا علي يا عباسي
فقال : نعم ولتجيبه الى ما سألك أو لأعطينك القاضية يعني السيف.
قال أبو النضر :
سألنا الحسين بن إشكيب ، عن العباسي هشام بن ابراهيم وقلنا له أكان من ولد العباس؟
قال : لا ، كان من الشيعة ، فطلبه فكتب كتب الزيدية وكتب آيات امامة العباس ، ثم
دس الى من تغمز به واختفى ، واطلع السلطان على كتبه ، فقال : هذا عباسي ، فآمنه
وخلى سبيله.
ما روى في
صفوان بن يحيى واسماعيل بن الخطاب
٩٦١ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، عن سعد ، عن أيوب بن نوح ، عن جعفر ابن محمد بن اسماعيل ، قال :
أخبرني معمر بن خلاد ، قال : رفعت ما خرج من غلة اسماعيل بن الخطاب ، بما أوصى به
الى صفوان بن يحيى ، فقال : رحم الله اسماعيل ابن الخطاب بما أوصى به الى صفوان بن
يحيى ورحم صفوان فانهما من حزب آبائي 7 ، ومن كان من حزبنا أدخله الله الجنة.
صفوان بن يحيى مات
في سنة عشر ومأتين بالمدينة وبعث اليه أبو جعفر 7 بحنوطه وكفنه وأمر اسماعيل بن موسى بالصلاة عليه.
ما روى في
صفوان بن يحيى بياع السابرى
ومحمد بن
سنان وزكريا ابن آدم وسعد بن سعد القمى
٩٦٢ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، قال : حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن
عيسى ، عن رجل ، عن علي بن الحسين بن داود القمي قال : سمعت أبا جعفر الثاني 7 يذكر صفوان بن
يحيى ومحمد بن سنان بخير ، وقال : رضي الله عنهما برضاي عنهما فما خالفاني قط ،
هذا بعد ما جاء عنه فيهما ما قد سمعته من أصحابنا.
٩٦٣ ـ عن أبي طالب
عبد الله بن الصلت القمي ، قال : دخلت على أبي جعفر الثاني 7 في آخر عمره
فسمعته يقول : جزى الله صفوان بن يحيى ومحمد ابن سنان وزكريا بن آدم عني خيرا فقد
وفوا لي ولم يذكر سعد بن سعد.
قال : فخرجت فلقيت
موفقا ، فقلت له : ان مولاي ذكر صفوان ومحمد بن سنان وزكريا بن آدم وجزاهم خيرا ،
ولم يذكر سعد بن سعد.
قال : فعدت اليه ،
فقال : جزى الله صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وزكريا ابن آدم وسعد بن سعد عني خيرا
فقد وفوا لي.
٩٦٤ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثني سعد ، عن أحمد بن هلال ، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع ، أن
أبا جعفر 7 كان لعن صفوان بن يحيي ومحمد بن سنان ، فقال : انهما خالفا أمري ، قال ، فلما
كان من قابل ، قال أبو جعفر 7 لمحمد بن سهل البحراني : تول صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان
فقد رضيت عنهما.
٩٦٥ ـ وعنه ، عن
سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن معمر بن خلاد ، قال ، قال أبو
الحسن 7 : ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها بأضر في دين المسلم من حب
الرئاسة ، ثم قال : لكن صفوان لا يحب الرئاسة.
٩٦٦ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني أحمد ابن محمد ، عن رجل ، عن علي
بن الحسين بن داود القمي ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يذكر صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان بخير ، وقال : رضي الله
عنهما برضاي عنهما ، فما خالفاني وما خالفا أبي 7 قط ، بعد ما جاء فيهما ما قد سمعه غير واحد.
في عمار
الساباطى
٩٦٧ ـ محمد بن
قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله القمي ، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي ، عن
مروك بن عبيد ، عن رجل ، قال ، قال أبو الحسن 7 : استوهبت عمارا من ربي فوهبه لي.
ما روى في
ابراهيم بن أبى البلاد
٩٦٨ ـ حدثني
الحسين بن الحسن ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب ، عن علي بن أسباط ، قال ، قال لي أبو الحسن 7 ابتداء منه :
ابراهيم بن أبي البلاد على ما تحبون.
ما روى في
دعبل بن على الخزاعى الشاعر
٩٦٩ ـ قال أبو
عمرو : بلغني أن دعبل بن علي وفد على أبي الحسن الرضا
7 بخراسان فلما دخل عليه ، قال له : اني قد قلت قصيدة وجعلت
في نفسى أن لا أنشدها أحدا أولى منك ، فقال : هاتها ، فأنشده قصيدته التي يقول فيها.
ألم تر أني مذ
ثلاثين حجة
|
|
أروح وأغدو دائم
الحسرات
|
أرى فيئهم في
غيرهم متقسما
|
|
وأيديهم من
فيئهم صفرات
|
قال : فلما فرغ من
انشادها : قام أبو الحسن 7 فدخل منزله ، وبعث اليه بخرقة خز فيها ستمائة دينار ، وقال
للجارية : قولي له يقول لك مولاي استعن بهذه على سفرك واعذرنا.
فقال له دعبل : لا
والله ما هذا أردت ولا له خرجت ، ولكن قولي له هب لي ثوبا من ثيابك ، فزدها عليه
أبو الحسن 7 وقال له خذها وبعث اليه بجبة من ثيابه.
فخرج دعبل حتى ورد
قم ، فنظروا الى الجبة وأعطوه بها ألف دينار ، فأبى عليهم ، وقال : لا والله ولا
خرقة منها بألف دينا.
ثم خرج من قم
فأتبعوه قد جمعوا وأخذوا الجبة ، فرجع الى القم وكلمهم فيها ، فقالوا : ليس اليها
سبيل ، ولكن ان شئت فهذه الالف دينار ، فقال : نعم وخرقة منها ، فأعطوه ألف دينار
وخرقة منها.
ما روى في
المرزبان بن عمران القمى الاشعرى
٩٧٠ ـ ابراهيم بن
محمد بن العباسي الختلي ، قال : حدثني أحمد بن ادريس قال : حدثني الحسين بن أحمد
بن يحيى بن عمران ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن الحسين بن علي ، عن المرزبان بن
عمران القمي الاشعري ، قال ، قلت لأبي الحسن الرضا 7 : أسألك عن أهم الامور إلي ، أمن شيعتك أنا؟ فقال : نعم ،
قال ، قلت : اسمي مكتوب عندك؟ قال : نعم.
في مسافر
مولى أبى الحسن (ع)
٩٧١ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى ، قال :
أخبرني مسافر ،
قال : أمرني أبو الحسن 7 بخراسان فقال : ألحق بأبي جعفر فانه صاحبك.
ما روى في
الجوانى
٩٧٢ ـ عن حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى ، قال : كان الجواني خرج مع أبي
الحسن 7 الى خراسان ، وكان من قرابته.
في عبد
العزيز بن المهتدى القمى
٩٧٣ ـ جعفر بن
معروف ، قال : حدثني الفضل بن شاذان ، بحديث عبد العزيز ابن المهتدي فقال الفضل :
ما رأيت قميا يشبهه في زمانه.
٩٧٤ ـ على بن محمد
القتيبي ، قال : حدثني الفضل ، قال : حدثني عبد العزيز وكان خير قمي في من رأيته ،
وكان وكيل الرضا 7.
٩٧٥ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني أحمد ابن محمد ، عن عبد العزيز ،
أو من رواه عنه ، عن أبي جعفر 7 قال : كتبت اليه أن لك معي شيئا فمرني بأمرك فيه الى من
أدفعه.
فكتب : اني قبضت
ما في هذه الرقعة والحمد لله ، وغفر الله ذنبك ورحمنا واياك ورضى الله عنك برضاي
عنك.
ما روى في
محمد بن سنان
٩٧٦ ـ ذكر حمدويه
بن نصير ، أن أيوب بن نوح ، دفع اليه دفترا فيه أحاديث محمد بن سنان ، فقال لنا :
ان شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا ، فاني كتبت عن محمد ابن سنان ولكن لا أروي لكم أنا
عنه شيئا ، فانه قال قبل موته : كلما حدثتكم به لم يكن لي سماع ولا رواية انما
وجدته.
٩٧٧ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد القمي ، عن أحمد ابن محمد بن عيسى ، قال : كنا
عند صفوان بن يحيى ، فذكر محمد بن سنان فقال :
ان محمد بن سنان
كان من الطيارة فقصصناه.
٩٧٨ ـ قال محمد بن
مسعود ، قال عبد الله بن حمدويه : سمعت الفضل بن شاذان ، يقول : لا أستحل أن أروي
أحاديث محمد بن سنان ، وذكر الفضل في بعض كتبه : أن من الكاذبين المشهورين ابن
سنان وليس بعبد الله.
٩٧٩ ـ أبو الحسن
علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، قال قال أبو محمد الفضل بن شاذان : ردوا أحاديث
محمد بن سنان وقال : لا أحل لكم أن ترووا أحاديث محمد بن سنان عني ما دمت حيا ،
وأذن في الرواية بعد موته.
قال أبو عمرو : قد
روى عنه الفضل ، وأبوه ، ويونس ، ومحمد بن عيسى العبيدي ، ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب ، والحسن والحسين ابنا سعيد الاهوازيان ، وابنا دندان ، وأيوب بن نوح
وغيرهم ، من العدول والثقات من أهل العلم ، وكان محمد بن سنان مكفوف البصر أعمى فيما
بلغني.
٩٨٠ ـ وجدت بخط
أبي عبد الله الشاذاني ، اني سمعت العاصمي ، يقول : ان عبد الله بن محمد بن عيسى
الاسدي الملقب ببنان ، قال : كنت مع صفوان بن يحيى بالكوفة في منزل ، اذ دخل علينا
محمد بن سنان ، فقال صفوان : هذا ابن سنان لقد هم أن يطير غير مرة فقصصناه حتى ثبت
معنا.
٩٨١ ـ وعنه قال :
سمعت أيضا قال : كنا ندخل مسجد الكوفة ، فكان ينظر إلينا محمد بن سنان ، ويقول :
من أراد المعضلات فالي ، ومن أراد الحلال والحرام فعليه بالشيخ ، يعني صفوان بن
يحيى.
٩٨٢ ـ حدثني
حمدويه ، قال : حدثني الحسن بن موسى ، قال : حدثني محمد بن سنان ، قال : دخلت على
أبي الحسن موسى 7 قبل أن يحمل الى العراق بسنة ، وعلي ابنه 7 بين يديه ، فقال
لي : يا محمد ، قلت : لبيك ، قال : انه سيكون في هذه السنة حركة ولا تخرج منها ،
ثم أطرق ونكت الارض بيده ثم رفع رأسه إلي وهو يقول : ويضل الله الظالمين ويفعل ما
يشاء.
قلت : وما ذاك
جعلت فداك؟ قال : من ظلم ابني هذا حقه وجحد امامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي
طالب حقه وامامته من بعد محمد 6 ، فعلمت أنه قد نعي إلي نفسه ودل على ابنه ، فقلت : والله
لئن مد الله في عمري لا سلمن اليه حقه ولا قرن له بالامامة ، أشهد أنه من بعدك حجة
الله على خلقه والداعي الى دينه.
فقال لي : يا محمد
يمد الله في عمرك وتدعو الى امامته وامامة من يقول مقامه من بعده؟ فقلت : ومن ذاك
جعلت فداك؟ قال : محمد ابنه ، قلت : بالرضى والتسليم ، فقال : كذلك قد وجدتك في
صحيفة أمير المؤمنين 7 أما أنك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء.
ثم قال : يا محمد
ان المفضل أنسي ومستراحي ، وأنت أنسهما ومستراحهما ، حرام على النار أن تمسك أبدا
، يعنى أبا الحسن وأبا جعفر 8.
ومن كتاب
له (ع) الى عبد الله حمدويه البيهقى
وبعد : فقد نصبت
لكم ابراهيم بن عبده ، ليدفع اليه النواحي وأهل ناحيتك حقوقي الواجبة عليكم ،
وجعلته ثقتي وأميني عند موالي هناك فليتقوا الله جل جلاله وليراقبوا وليؤدوا
الحقوق ، فليس لهم عذر في ترك ذلك ولا تأخيره ، لا أشقاكم الله بعصيان أوليائه ،
ورحمهم واياك معهم برحمتي لهم ، ان الله واسع كريم.
ما روى في
على بن الحسين بن عبد الله
٩٨٤ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : حدثنا محمد بن عيسى. قال حدثنا علي بن الحسين بن عبد الله ، قال :
سألته أن ينسئ في أجلي فقال : أو يكفيك ربك ليغفر لك خيرا لك ، فحدث بذلك علي بن
الحسين إخوانه بمكة ، ثم مات بالخزيمية في المنصرف من سنته ، وهذا في سنة تسع
وعشرين ومأتين ; ، فقال : وقد نعى إلي نفسي ، قال : وكان وكيل الرجل 7 قبل أبي علي بن
راشد.
٩٨٥ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثنا محمد بن نصير ، قال : حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسى ، قال :
كتب اليه علي بن الحسين بن عبد الله يسأله الدعاء في زيادة عمره حتى يرى ما يحب.
فكتب اليه في
جوابه : تصير الى رحمة الله خير لك ، فتوفى الرجل بالخزيمية.
في أبى
على محمد بن أحمد بن حماد المروزى المحمودى
٩٨٦ ـ ابن مسعود ،
قال حدثني أبو علي المحمودي ، قال كتب أبو جعفر 7 إلي بعد وفاة أبي : قد مضى أبوك 2 وعنك ، وهو عندنا
على حال محمودة ولم يتعد من تلك الحال.
٩٨٧ ـ وجدت بخط
أبي عبد الله الشاذاني في كتابه ، سمعت الفضل بن هشام الهروي ، يقول : ذكر لي كثرة
ما يحج المحمودي ، فسألته عن مبلغ حجاته؟ فلم يخبرني بمبلغها ، وقال : رزقت خيرا
كثيرا والحمد لله.
فقلت له : فتحج عن
نفسك أو عن غيرك؟ فقال : عن غيري بعد حجة الإسلام أحج عن رسول الله 6 ، وأجعل ما
أجازني الله عليه لأولياء الله ، وأهب ما أثاب على ذلك للمؤمنين والمؤمنات ، فقلت
: فما تقول في حجك.
فقال أقول : اللهم
اني أهللت لرسولك محمد 6 وجعلت جزائي منك ومنه لأوليائك الطاهرين : ، ووهبت ثوابي
لعبادك المؤمنين والمؤمنات بكتابك وسنة نبيك ، الى آخر الدعاء.
٩٨٨ ـ ذكر أبو عبد
الله الشاذاني مما قد وجدت في كتابه بخطه ، قال : سمعت المحمودي ، يقول : انما
لقبت بالخير : لأني وهبت للحق غلاما اسمه خير ، فحمد أمره فلقبني باسمه.
وقال : وجهت الى
الناحية بجارية ، فكانت عندهم سنين ثم اعتقوها ، فتزوجتها فأخبرتني أن مولاها
ولاني وكالة المدينة وأمر بذلك ، ولم أعلم حسدا.
في أحمد
بن محمد بن عيسى وأخيه بنان
٩٨٩ ـ قال نصر بن
الصباح : أحمد بن محمد بن عيسى لا يروي عن ابن محبوب ، من أجل أن أصحابنا يتهمون
ابن محبوب في روايته عن أبي حمزة ، ثم تاب أحمد بن محمد فرجع قبل ما مات ، وكان
يروي عمن كان أصغر سنا منه ، وأحمد لم يرزق ، ويروي عن محمد القاسم النوفلي عن ابن
محبوب حديث الرؤيا.
وحماد بن عيسى ،
وحماد بن المغيرة ، وابراهيم بن اسحاق النهاوندي يروي عنهم أحمد بن محمد بن عيسى
في وقت العسكري ، وما روى أحمد قط عن عبد الله بن المغيرة ، ولا عن حسن بن خرزاذ ،
وعبد الله بن محمد بن عيسى الملقب ببنان أخو أحمد بن محمد بن عيسى.
في الحسين
بن عبيد الله المحرر
٩٩٠ ـ قال أبو
عمرو : ذكره أبو علي أحمد بن علي السلولي شقران ، قرابة الحسن بن خرزاذ وختنه على
أخته : أن الحسين بن عبيد الله القمي أخرج من قم في وقت كانوا يخرجون منها من
اتهموه بالغلو.
في أبى
على بن بلال وأبى على بن راشد
٩٩١ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد ، حدثني محمد بن عيسى اليقطيني قال : كتب 7 الى علي بن بلال
في سنة اثنتين وثلاثين ومأتين.
بسم الله الرحمن
الرحيم أحمد الله إليك وأشكر طوله وعوده ، وأصلي على النبي محمد وآله صلوات الله
ورحمته عليهم ، ثم اني أقمت أبا علي مقام الحسين ابن عبد ربه وائتمنته على ذلك
بالمعرفة بما عنده الذي لا يتقدمه أحد ، وقد أعلم أنك شيخ ناحيتك ، فأحببت افرادك واكرامك
بالكتاب بذلك.
فعليك بالطاعة له
والتسليم اليه جميع الحق قبلك ، وأن تخص موالي على
ذلك ، وتعرفهم من
ذلك ما يصير سببا الى عونه وكفايته ، فذلك توفير علينا ومحبوب لدينا ، ولك به جزاء
من الله وأجر ، فان الله يعطي من يشاء ، ذو الاعطاء والجزاء برحمته ، وأنت في
وديعة الله ، وكتبت بخطي ، وأحمد الله كثيرا.
٩٩٢ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، قال : حدثني أحمد ابن محمد بن عيسى ، قال :
نسخة الكتاب مع ابن راشد الى جماعة الموالي الذين هم ببغداد المقيمين بها والمدائن
والسواد وما يليها.
أحمد الله إليكم ما
أنا عليه من عافيته وحسن عادته ، وأصلي على نبيه وآله أفضل صلواته وأكمل رحمته
ورأفته ، واني أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه ومن كان قبله
من وكلائي ، وصارفي منزلته عندي ، ووليته ما كان يتولاه غيره من وكلائي قبلكم ،
ليقبض حقي ، وارتضيته لكم وقدمته على غيره في ذلك ، وهو أهله وموضعه.
فصيروا رحمكم الله
الى الدفع اليه ذلك وإلي ، وأن لا تجعلوا له على أنفسكم علة ، فعليكم بالخروج عن
ذلك والتسرع الى طاعة الله ، وتحليل أموالكم ، والحقن لدمائكم ، (
وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى ) و ( اتَّقُوا اللهَ
لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) ، و ( اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ
اللهِ جَمِيعاً ) و ( لا تَمُوتُنَّ إِلاّ
وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ).
فقد أوجبت في
طاعته طاعتي والخروج الى عصيانه الخروج الى عصيانى فالزموا الطريق يأجركم الله
ويزيدكم من فضله ، فان الله بما عنده واسع كريم ، متطول على عباده رحيم ، نحن
وأنتم في وديعة الله وحفظه ، وكتبته بخطي ، والحمد لله كثيرا.
وفي كتاب آخر :
وأنا آمرك يا أيوب بن نوح أن تقطع الاكثار بينك وبين أبي علي ، وأن يلزم كل واحد
منكما ما وكل به وأمر بالقيام فيه بأمر ناحيته ، فانكم اذا انتهيتم الى كل ما
أمرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي.
وآمرك يا أبا علي
بمثل ما آمرك يا أيوب ، أن لا تقبل من أحد من أهل بغداد
والمدائن شيئا
يحملونه ، ولا تلي لهم استيذانا علي ، ومر من أتاك بشيء من غير أهل ناحيتك أن
يصيره الى الموكل بناحيته.
وآمرك يا أبا علي
في ذلك بمثل ما أمرت به أيوب ، وليقبل كل واحد منكما قبل ما أمرته به.
في الحسن
بن على بن فضال الكوفى
٩٩٣ ـ قال أبو
عمرو : قال الفضل بن شاذان : اني كنت في قطيعة الربيع في مسجد الزيتونة أقرأ على
مقرئ يقال له : اسماعيل بن عباد ، فرأيت يوما في المسجد نفرا يتناجون.
فقال أحدهم : ان
بالجبل رجلا يقال له : ابن فضال ، أعبد من رأيت أو سمعت به ، قال : وانه ليخرج الى
الصحراء فيسجد السجدة فيجيء الطير فيقع عليه ، فما يظن الا أنه ثوب أو خرقة ، وأن
الوحش ليرعى حوله فما ينفر منه لما قد آنست به وأن عسكر الصعاليك ليجيئون يريدون
الغارة أو قتال قوم : فاذا رأوا شخصه طاروا في الدنيا فذهبوا حيث لا يريهم ولا
يرونه.
قال أبو محمد :
فظننت ان هذا رجل كان في الزمان الاول ، فبينا أنا بعد ذلك بسنين قاعد في قطيعة
الربيع مع أبي ; : اذ جاء شيخ حلو الوجه حسن الشمائل عليه قميص نرسي ،
ورداء نرسي ، وفي رجله نعل مخصر فسلم على أبي فقال اليه أبي فرحب به وبجله.
فلما أن مضى يريد
ابن أبي عمير : قلت لشيخي هذا رجل حسن الشمائل ، من هذا الشيخ؟ فقال : هذا الحسن
بن علي بن فضال ، قلت له : هذا ذاك العابد الفاضل قال : هو ذاك ، قلت : ليس هو ذاك
، قال : هو ذاك ، قلت : أليس ذاك بالجبل؟ قال : هو ذاك كان يكون بالجبل ، قلت :
ليس ذاك ، قال : ما أقل عقلك من غلام فأخبرته ما سمعته من أولئك القوم فيه ، قال :
هو ذاك ، فكان بعد ذلك يختلف الى أبي.
ثم خرجت اليه بعد
الى الكوفة ، فسمعت منه كتاب ابن بكير وغيره من
الأحاديث ، وكان
يحمل كتابه ويجيء الى حجرتي فيقرأه علي ، فلما حج سد وشب ختن طاهر بن الحسين ،
وعظمه الناس لقدره وحاله ومكانه من السلطان ، وقد كان وصف له فلم يصر اليه الحسن.
فأرسل اليه أحب أن
تصير إلي فانه لا يمكنني المصير إليك ، فأبى ، وكلمه أصحابنا في ذلك ، فقال : مالي
ولطاهر وآل طاهر. لا أقربهم ليس بيني وبينهم عمل فعلمت بعدها أن مجيئه إلي وأنا
حدث غلام وهو شيخ لم يكن الا لجودة النية.
وكان مصلاه
بالكوفة في المسجد عند الاسطوانة التي يقال لها : السابعة ، ويقال لها : اسطوانة
ابراهيم 7 ، وكان يجتمع هو وأبو محمد عبد الله الحجال ، وعلي بن أسباط.
وكان الحجال يدعي
الكلام وكان من أجدل الناس ، فكان ابن فضال يغري بيني وبينه في الكلام في المعرفة
، وكان يحبني حبا شديدا.
في الغلات
في وقت أبى محمد العسكرى (ع)
منهم على
بن مسعود حسكة والقاسم بن يقطين القميان
٩٩٤ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، قال : حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسى ، كتب اليه
في قوم يتكلمون ويقرءون أحاديث ينسبونها إليك والى آبائك فيها ما تشمئز فيها
القلوب ، ولا يجوز لنا ردها اذا كانوا يروون عن آبائك : ، ولا قبولها لما
فيها ، وينسبون الارض الى قوم يذكرون أنهم من مواليك وهو رجل يقال له : علي بن
حسكة ، وآخر يقال له : القاسم اليقطيني.
من أقاويلهم :
انهم يقولون ان قول الله تعالى : ( إِنَّ الصَّلاةَ
تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ ) معناها رجل. لا سجود ولا ركوع ، وكذلك الزكاة معناها ذلك
الرجل لا عدد درهم ولا اخراج مال ، وأشياء من الفرائض والسنن والمعاصي تأولوها
__________________
وصيروها على هذا
الحد الذي ذكرت.
فان رأيت أن تبين
لنا وأن تمن على مواليك بما فيه السلامة لمواليك ونجاتهم من هذه الاقاويل التي
تخرجهم الى الهلاك.
فكتب 7 : ليس هذا ديننا
فاعتزله.
٩٩٥ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد الفاريابي ، حدثني موسى بن جعفر ابن وهب ، عن ابراهيم بن شيبة ، قال
كتبت اليه جعلت فداك أن عندنا قوما يختلفون في معرفة فضلكم بأقاويل مختلفة تشمئز
منها القلوب ، وتضيق لها الصدور ، ويروون في ذلك الأحاديث ، لا يجوز لنا الاقرار
بها لما فيها من القول العظيم ، ولا يجوز ردها ولا الجحود لها اذا نسبت الى آبائك
، فنحن وقوف عليها.
من ذلك أنهم
يقولون ويتأولون في معنى قول الله عز وجل : ( إِنَّ الصَّلاةَ
تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ ) ، وقوله عز وجل : ( وَأَقِيمُوا
الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ )
معناها رجل لا ركوع ولا سجود ، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد دراهم
ولا اخراج مال.
وأشياء تشبهها من
الفرائض والسنن والمعاصي تأولوها وصيروها على هذا الحد الذي ذكرت لك ، فان رأيت أن
تمن على مواليك بما فيه سلامتهم ونجاتهم من الاقاويل التي تصيرهم الى العطب
والهلاك؟ والذين ادعوا هذه الاشياء ادعوا أنهم أولياء ، ودعوا الى طاعتهم ، منهم
علي بن حسكة والقاسم اليقطيني ، فما تقول في القبول منهم جميعا.
فكتب 7 : ليس هذا ديننا
فاعتزله.
قال نصر بن الصباح
: علي بن حسكة الحوار كان استاد القاسم الشعراني اليقطيني من الغلات الكبار ملعون.
__________________
٩٩٦ ـ سعد ، قال :
حدثني سهل بن زياد الادمي ، عن محمد بن عيسى ، قال كتب إلي أبو الحسن العسكري
ابتداء منه : لعن الله القاسم اليقطيني ولعن الله علي بن حسكة القمي ، ان شيطانا
ترائى للقاسم فيوحي اليه زخرف القول غرورا.
٩٩٧ ـ حدثني
الحسين بن الحسن بن بندار القمي ، قال : حدثنا سهل بن زياد الادمي ، قال : كتب بعض
أصحابنا الى أبي الحسن العسكري 7 : جعلت فداك يا سيدي ان علي بن حسكة يدعي أنه من أوليائك ،
وأنك أنت الاول القديم ، وأنه بابك ونبيك أمرته أن يدعو الى ذلك ، ويزعم أن الصلاة
والزكاة والحج والصوم كل ذلك معرفتك ومعرفة من كان في مثل حال ابن حسكة فيما يدعى
من البابية والنبوة فهو مؤمن كامل سقط عنه الاستعباد بالصلاة والصوم والحج ، وذكر
جميع شرائع الدين أن معنى ذلك كله ما ثبت لك ، ومال الناس اليه كثيرا ، فان رأيت
أن تمن على مواليك بجواب في ذلك تنجيهم من الهلكة.
قال : فكتب 7 : كذب ابن حسكة
عليه لعنة الله وبحسبك أني لا أعرفه في في موالي ماله لعنه الله ، فو الله ما بعث
الله محمدا والانبياء قبله الا بالحنيفية والصلاة والزكاة والصيام والحج والولاية
، وما دعى محمد 9 الا الى الله وحده لا شريك له.
وكذلك نحن
الاوصياء من ولده عبيد الله لا نشرك به شيئا ، ان أطعناه رحمنا ، وان عصيناه عذبنا
، ما لنا على الله من حجة ، بل الحجة لله عز وجل علينا وعلى جميع خلقه أبرأ الى
الله ممن يقول ذلك وانتفى الى الله من هذا القول ، فاهجروهم لعنهم الله والجؤوهم
الى ضيق الطريق فان وجدت من أحد منهم خلوة فاشدخ رأسه بالصخر.
في الحسين
بن على الخواتيمى وهو منهم
٩٩٨ ـ قال نصر بن
الصباح : ان الحسين بن علي الخواتيمي كان غاليا ملعونا ، وكان أدرك الرضا 7.
في الحسن
بن محمد بن بابا القمى والفهرى
ومحمد بن
نصير النميرى وفارس بن حاتم القزوينى
٩٩٩ ـ قال نصر بن
الصباح : الحسن بن محمد المعروف بابن بابا ومحمد ابن نصير النميري ، وفارس بن حاتم
القزويني لعن هؤلاء الثلاثة علي بن محمد العسكري 7.
وذكر أبو محمد
الفضل بن شاذان في بعض كتبه أن من الكذابين المشهورين ابن بابا القمي.
قال سعد : حدثني
العبيدي ، قال : كتب إلي العسكري ابتداء منه : أبرأ الى الله من الفهري ، والحسن
بن محمد بن بابا القمي ، فأبرأ منهما ، فاني محذرك وجميع موالي وأني ألعنهما
عليهما لعنة الله ، مستأكلين يأكلان بنا الناس ، فتانين مؤذيين آذاهما الله
وأركسهما في الفتنة ركسا.
يزعم ابن بابا اني
بعثته نبيا وأنه باب عليه لعنة الله ، سخر منه الشيطان فأغواه ، فلعن الله من قبل
منه ذلك ، يا محمد ان قدرت أن تشدخ رأسه بالحجر فأفعل فانه قد آذاني آذاه الله في
الدنيا والآخرة.
١٠٠٠ ـ قال أبو
عمرو : وقالت فرقة بنبوة محمد بن نصير النميري ، وذلك أنه ادعى أنه نبي رسول ، وأن
علي بن محمد العسكري 7 أرسله ، وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن 7 ، ويقول فيه
بالربوبية ويقول : باباحة المحارم ، ويحلل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم
ويقول أنه من الفاعل والمفعول به أحد الشهوات والطيبات ، وأن الله لم يحرم شيئا من
ذلك.
وكان محمد بن موسى
بن الحسن بن فرات يقوي أسبابه ويعضده ، وذكر أنه رأى بعض الناس محمد بن نصير عيانا
، وغلام له على ظهره ، وأنه عاتبه على ذلك ، فقال : ان هذا من اللذات وهو من
التواضع لله وترك التجبر ، وافترق الناس فيه وبعده فرقا.
في موسى
السواق ومحمد بن موسى الشريقى
وعلى بن
حسكة
١٠٠١ ـ قال نصر بن
الصباح : موسى السواق له أصحاب علياوية يقعون في السيد محمد رسول الله ، وعلي بن
حسكة الحوار قمي كان استاد القاسم الشعراني اليقطيني ، وابن بابا ومحمد بن موسى
الشريقي كانا من تلامذة علي بن حسكة ، ملعونون لعنهم الله.
وذكر الفضل بن
شاذان في بعض كتبه : أن من الكذابين المشهورين علي بن حسكة.
في العباس
بن صدقة وأبى العباس الطرنانى وأبى عبد الرحمن الكندى المعروف بشاه رئيس منهم أيضا
١٠٠٢ ـ قال نصر بن
الصباح : العباس بن صدقة ، وأبو العباس الطرناني وأبو عبد الله الكندي المعروف
بشاه رئيس كانوا من الغلاة الكبار الملعونين.
في فارس
بن حاتم القزوينى وهو منهم
١٠٠٣ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد ، حدثني موسى بن جعفر بن وهب ، عن محمد بن ابراهيم ، عن ابراهيم بن
داود اليعقوبي ، قال : كتبت اليه يعني أبا الحسن 7 أعلمته أمر فارس بن حاتم فكتب : لا تحفلن به وان أتاك
فاستخفّ به.
١٠٠٤ ـ وبهذا
الاسناد ، عن موسى ، قال : كتب عروة الى أبي الحسن 7 في أمر فارس بن حاتم ، فكتب : كذبوه وهتكوه أبعده الله
وأخزاه فهو كاذب في جميع ما يدعي ويصف ، ولكن صونوا أنفسكم عن الخوض والكلام في
ذلك ، وتوقوا مشاورته ولا تجعلوا له السبيل الى طلب الشر كفانا الله مؤنته ومؤنة
من كان مثله.
١٠٠٥ ـ وبهذا
الاسناد : قال موسى بن جعفر بن ابراهيم بن محمد أنه قال : كتبت اليه جعلت فداك
قبلنا أشياء يحكى عن فارس والخلاف بينه وبين علي بن جعفر ، حتى صار يبرء بعضهم من
بعض ، فان رأيت أن تمن علي بما عندك فيهما وأيهما يتولى حوائجي قبلك حتى لا أعدوه
الى غيره فقد احتجت الى ذلك ، فعلت متفضلا إن شاء الله.
فكتب : ليس عن مثل
هذا يسأل ولا في مثله يشك ، قد عظم الله قدر علي بن جعفر ، منعنا الله تعالى عن أن
يقاس اليه. فاقصد علي بن جعفر بحوائجك ، واجتنبوا فارسا وامتنعوا من ادخاله في شيء
من أموركم أو حوائجكم ، تفعل ذلك أنت ومن أطاعك من أهل بلادك ، فانه قد بلغني ما
تموه به على الناس ، فلا تلتفتوا اليه إن شاء الله.
وذكر الفضل بن
شاذان في بعض كتبه : أن من الكذابين المشهورين الفاجر فارس بن حاتم القزويني.
١٠٠٦ ـ حدثني
الحسين بن الحسن بن بندار القمي ، قال. حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي ،
قال : حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، أن أبا الحسن العسكري 7 أمر بقتل فارس بن
حاتم القزويني وضمن لمن قتله الجنة فقتله جنيد.
وكان فارس فتانا
يفتن الناس ، ويدعو الى البدعة ، فخرج من أبي الحسن 7 هذا فارس لعنه الله يعمل من قبلي فتانا داعيا الى البدعة
ودمه هدر لكل من قتله ، فمن هذا الذي يريحني منه ويقتله ، وأنا ضامن له على الله
الجنة.
قال سعد : وحدثني
جماعة من أصحابنا من العراقيين وغيرهم بهذا الحديث عن جنيد ثم سمعته أنا بعد ذلك
من جنيد : أرسل إلي أبو الحسن العسكري 7 يأمرني بقتل فارس بن حاتم القزويني لعنه الله ، فقلت : لا
حتى أسمعه منه يقول لي ذلك يشافهني به.
قال : فبعث إلي
فدعاني فصرت اليه فقال : آمرك بقتل فارس بن حاتم فناولني دراهم من عنده ، وقال :
اشتر بهذه سلاحا فأعرضه علي ، فذهبت فاشتريت سيفا
فعرضتة عليه ،
فقال : رد هذا وخذ غيره ، قال ، فرددته وأخذت مكانه ساطورا فعرضته عليه ، فقال :
هذا نعم.
فجئت الى فارس وقد
خرج من المسجد بين الصلاتين المغرب والعشاء فضربته على رأسه فصرعته وثنيت عليه
فسقط ميتا ، ووقعت الضجة فرميت الساطور بين يدي واجتمع الناس وأخذت اذ لم يوجد
هناك أحد غيري ، فلم يروا معي سلاحا ولا سكينا وطلبوا الزقاق والدور فلم يجدوا
شيئا ، ولم ير أثر الساطور بعد ذلك.
١٠٠٧ ـ قال سعد :
وحدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، أنه كتب إلي أيوب بن نوح يسأله عما خرج اليه في
الملعون فارس بن حاتم ، في جواب كتاب الجبلي علي بن عبيد الله الدينوري؟ فكتب اليه
أيوب : سألتني أن أكتب إليك بخبر ما كتب به إلي في أمر القزويني فارس ، وقد نسخت
لك في كتابي هذا أمره ، وكان سبب خيانته ثم صرفته الى أخيه.
فلما كان في سنتنا
هذه أتاني ، وسألني وطلب إلي في حاجة وفي الكتاب الى أبي الحسن أعزه الله ، فدفعت
ذلك عن نفسي ، فلم يزل يلح علي في ذلك حتى قبلت ذلك منه ، وأنفذت الكتاب ومضيت الى
الحج ، ثم قدمت فلم يأت جوابات الكتب التي أنفذتها قبل خروجي ، فوجهت رسولا في
ذلك.
فكتب إلي ما قد
كتبت به إليك ، ولو لا ذلك لم أكن أنا ممن يتعرض لذلك حتى كتب به إلي : كتب إلي
الجبلي يذكر أنه وجه بأشياء على يدي فارس الخائن لعنه الله متقدمة ومتجددة ، لها
قدر ، فأعلمناه أنه لم يصل إلينا أصلا ، وأمرناه أن لا يوصل الى الملعون شيئا أبدا
، وأن يصرف حوائجه إليك.
ووجه بتوقيع من
فارس بخطه له بالوصول ، لعنه الله وضاعف عليه العذاب ، فما أعظم ما اجترى على الله
عز وجل وعلينا في الكذب علينا واختيان أموال موالينا وكفي به معاقبا ومنتقما ،
فأشهر فعل فارس في أصحابنا الجبليين وغيرهم من موالينا ولا تتجاوز بذلك الى غيرهم
من المخالفين ، كيما تحذر ناحية فارس لعنه الله ويتجنبوه
ويحترسوا منه ،
كفى الله مؤنته ، ونحن نسأل الله السلامة في الدين والدنيا ، وأن يمتعنا بها ،
والسلام.
١٠٠٨ ـ قال أبو
النضر : سمعت أبا يعقوب يوسف بن السخت ، قال : كنت بسر من رأى اتنفل في وقت الزوال
، اذ جاء إلي علي بن عبد الغفار ، فقال لي : أتاني العمري ; ، فقال لي يأمرك
مولاك أن توجه رجلا ثقة في طلب رجل يقال له : علي بن عمرو العطار قدم من قزوين ،
وهو ينزل في جنبات دار أحمد بن الخضيب فقلت : سماني؟ فقال : لا ، ولكن لم اجد أوثق
منك.
فدفعت الى الدرب
الذي فيه علي فوقفت على منزله ، فاذا هو عند فارس ، فأتيت عليا فأخبرته ، فركب
وركبت معه فدخل على فارس فقام وعانقه ، وقال : كيف أشكر هذا البر.
فقال : تشكرني
فاني لم آتك انما بلغني أن علي بن عمرو قدم يشكو ولد سنان ، وأنا أضمن له مصيره
إلي ما يحب ، فدله عليه ، فأخذ بيده فأعلمه أني رسول أبي الحسن 7 وأمره أن لا يحدث
في المال الذي معه حدثا وأعمله أن لعن فارس قد خرج ، ووعده أن يصير اليه من غد ،
ففعل ، فأوصل العمري ، وسأله عما أراد ، وأمر بلعن فارس وحمل ما معه.
١٠٠٩ ـ ابن مسعود
، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن أبي
محمد الرازي ، قال : ورد علينا رسول من من قبل الرجل : أما القزويني فارس : فانه
فاسق منحرف ، وتكلم بكلام خبيث فلعنه الله وكتب ابراهيم بن محمد الهمداني ، مع
جعفر ابنه ، في سنة ثمان وأربعين ومأتين يسأل عن العليل وعن القزويني أيهما يقصد
بحوائجه وحوائج غيره ، فقد اضطرب الناس فيهما ، وصار يبرء بعضهم من بعض.
فكتب اليه : ليس
عن مثل هذا يسأل ، ولا في مثل هذا يشك ، وقد عظم الله من حرمة العليل أن يقاس اليه
القزويني ، سمي باسمهما جميعا ، فاقصد اليه بحوائجك
ومن أطاعك من أهل بلادك
أن يقصدوا الى العليل بحوائجهم.
وأن تجتنبوا
القزويني أن تدخلوه في شيء من أموركم ، فانه قد بلغني ما يموه به عند الناس ، فلا
تلتفتوا اليه إن شاء الله.
وقد قرء منصور بن
عباس هذا الكتاب وبعض أهل الكوفة.
١٠١٠ ـ محمد بن
مسعود : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : قرأنا في
كتاب الدهقان وخط الرجل في القزويني ، وكان كتب اليه الدهقان يخبره باضطراب الناس
في هذا الامر ، وأن الموادعين قد أمسكوا عن بعض ما كانوا فيه لهذه العلة من
الاختلاف.
فكتب : كذبوه
وهتكوه أبعده الله وأخزاه ، فهو كاذب في جميع ما يدعي ويصف ، ولكن صونوا أنفسكم عن
الخوض والكلام في ذلك ، وتوقوا مشاورته ولا تجعلوا له السبيل الى طلب الشر ، كفى
الله مؤنته ومؤنة من كان مثله.
١٠١١ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني محمد عن محمد بن موسى ، عن سهل بن
خلف ، عن سهيل بن محمد ، وقد اشتبه يا سيدي على جماعة من مواليك أمر الحسن بن محمد
بن بابا ، فما الذي تأمرنا يا سيدي في أمره نتولاه أم نتبرء عنه أم نمسك عنه فقد
كثر القول فيه.
فكتب بخطه وقرأته
: ملعون هو وفارس تبرءوا منهما لعنهما الله ، وضاعف ذلك على فارس.
في هاشم
بن أبى هاشم وأبى السمهرى وابن أبى الزرقاء
وجعفر بن
واقد وأبى الغمر
١٠١٢ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، والحسين بن الحسن بن بندار القمي ، قالا : حدثنا سعد بن عبد الله ،
قال : حدثني ابراهيم بن مهزيار ، ومحمد بن عيسى ابن عبيد ، عن علي بن مهزيار ، قال
: سمعت أبا جعفر 7 يقول وقد ذكر عنده
أبو الخطاب : لعن
الله أبا الخطاب ، ولعن أصحابه ، ولعن الشاكين في لعنه ، ولعن من قد وقف في ذلك
وشك فيه.
ثم قال : هذا أبو
الغمر وجعفر بن واقد وهاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا الناس ، وصاروا دعاة يدعون
الناس الى ما دعى اليه أبو الخطاب ، لعنه الله ولعنهم معه ، ولعن من قبل ذلك منهم
، يا علي لا تتحرجن من لعنهم لعنهم الله فان الله قد لعنهم ، ثم قال ، قال رسول
الله : من تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله.
١٠١٣ ـ قال سعد :
وحدثني محمد بن عيسى بن عبيد ، قال : حدثني اسحاق الانباري ، قال ، قال لي أبو
جعفر الثاني 7 : ما فعل أبو السمهري لعنه الله يكذب علينا ، ويزعم أنه وابن أبي الزرقاء
دعاة إلينا ، أشهدكم أني أتبرأ الى الله عز وجل منهما ، انهما فتانان ملعونان ، يا
اسحاق أرحني منهما يرح الله عز وجل بعيشك في الجنة.
فقلت له : جعلت
فداك يحل لي قتلهما؟ فقال : انهما فتانان يفتنان الناس ، ويعملان في خيط رقبتي
ورقبة موالي ، فدماؤهما هدر للمسلمين ، واياك والفتك ، فان الإسلام قد قيد الفتك
وأشفق أن قتلته ظاهرا أن تسأل لم قتلته ، ولا تجد السبيل الى تثبيت حجة ، ولا
يمكنك ادلاء الحجة فتدفع ذلك عن نفسك ، فيسفك دم مؤمن من أوليائنا بدم كافر ،
عليكم بالاغتيال.
قال محمد بن عيسى
: فما زال اسحاق يطلب ذلك أن يجد السبيل الى أن يغتالهما بقتل ، وكانا قد حذراه
لعنهما الله.
في على
وأحمد ابنى الحسن بن على بن فضال
الكوفيين
، وعبد الله بن محمد بن خالد الطيالسى
كوفى ،
والقاسم بن هشام اللؤلؤى كوفى ، ومحمد
ابن أحمد
وهو حمدان النهدى كوفى ، وعلى بن
عبد الله
بن مروان بغدادى ، وابراهيم بن محمد بن
فارس ،
ومحمد بن يزداد الرازى ، واسحاق بن
محمد
البصرى
١٠١٤ ـ قال أبو
عمرو : سألت أبا النضر محمد بن مسعود ، عن جميع هؤلاء؟ فقال : أما علي بن الحسن بن
علي بن فضال : فما رأيت فيمن لقيت بالعراق وناحية خراسان أفقه ولا أفضل من علي بن
الحسن بالكوفة ، ولم يكن كتاب عن الائمة : من كل صنف الا وقد كان عنده ، وكان أحفظ الناس ، غير أنه
كان فطحيا يقول بعبد الله بن جعفر ، ثم بأبي الحسن موسى 7 ، وكان من الثقات
وذكر : أن أحمد بن الحسن كان فطحيا أيضا.
وأما عبد الله بن
محمد بن خالد الطيالسي : فما علمته الا خيرا ثقة.
وأما القاسم بن
هشام : فقد رأيته فاضلا خيرا ، وكان يروي عن الحسن بن محبوب.
وأما محمد بن أحمد
النهدي : وهو حمدان القلانسي كوفي فقيه ثقة خير.
وأما علي بن عبد
الله بن مروان : فان القوم يعني الغلاة يمتحن في أوقات الصلوات ، ولم أحضره في وقت
صلاة ، ولم أسمع فيه الا خيرا.
وأما ابراهيم بن
محمد بن فارس : فهو في نفسه لا بأس به ، ولكن بعض من يروي هو عنه.
وأما محمد بن
يزداد الرازي : فلا بأس به.
وأما أبو يعقوب اسحاق
بن محمد البصري : فانه كان غاليا.
وصرت اليه الى
بغداد لا كتب عنه ، وسألته كتابا أنسخه؟ فأخرج إلي من أحاديث المفضل بن عمر في
التفويض ، فلم أرغب فيه ، فأخرج إلي أحاديث منتسخة من الثقات ، ورأيته مولعا
بالحمامات المراعيش ويمسكها ، ويروي في فضل امساكها أحاديث ، قال : وهو أحفظ من
لقيته.
في حفص بن
عمرو المعروف بالعمرى
وابراهيم
بن مهزيار وابنه محمد
١٠١٥ ـ أحمد بن
علي بن كلثوم السرخسي ، وكان من القوم ، وكان مأمونا على الحديث ، حدثني اسحاق بن
محمد البصري ، قال : حدثني محمد بن ابراهيم ابن مهزيار قال : ان أبي لما حضرته
الوفاة دفع إلي مالا وأعطاني علامة ، ولم يعلم بتلك العلامة أحد الا الله عز وجل ،
وقال : من أتاك بهذه العلامة فادفع اليه المال.
قال : فخرجت الى
بغداد ونزلت في خان ، فلما كان اليوم الثاني اذ جاء شيخ ودق الباب ، فقلت للغلام :
انظر من هذا ، فقال : شيخ بالباب ، فقلت : أدخل ، فدخل وجلس ، فقال : أنا العمري ،
هات المال الذي عندك وهو كذا وكذا ومعه العلامة ، قال فدفعت اليه المال.
وحفص بن عمرو كان
وكيل أبي محمد 7 ، وأما أبو جعفر محمد بن حفص ابن عمرو فهو ابن العمري وكان
وكيل الناحية ، وكان الامر يدور عليه.
في أبى
يحيى الجرجانى
١٠١٦ ـ قال أبو
عمرو : وأبو يحيى الجرجاني اسمه أحمد بن داود بن سعيد الفزاري ، وكان من أجلة
أصحاب الحديث ، ورزقه الله هذا الامر ، وصنف في الرد على أصحاب الحشو تصنيفات
كثيرة ، وألف من فنون الاحتجاجات كتبا ملاحا.
وذكر محمد بن
اسماعيل بنيسابور : أنه هجم عليه محمد بن طاهر ، فأمر بقطع لسانه ويديه ورجليه
وبضرب ألف سوط وبصلبه ، سعى بذلك محمد بن يحيى الرازي وابن البغوي وابراهيم بن
صالح بحديث روى محمد بن يحيى لعمر بن الخطاب ، فقال أبو يحيى : ليس هو عمر بن
الخطاب هو عمر بن شاكر.
فجمع الفقهاء :
فشهد مسلم أنه على ما قال وهو عمر بن شاكر ، وعرف أبو عبد الله المروزي ذلك وكتمه
بسبب محمد بن يحيى ، وكان أبو يحيى قال هما يشهدان لي ، فلما شهد مسلم قال غير هذا
شاهد ان لم يشهد ، فشهد بعد ذلك المجلس عنده ، وخلى عنه ولم يصبه ببلية.
وسنذكر بعض
مصنفاته فانها ملاح ، ذكرناها نحن في كتاب الفهرست ونقلناها من كتابه.
في أبى
عبد الله محمد بن أحمد بن نعيم الشاذانى
١٠١٧ ـ آدم بن
محمد ، قال : سمعت محمد بن شاذان بن نعيم يقول جمع عندي مال للغريم فأنفذت به اليه
، وألقيت فيه شيئا من صلب مالي قال : فورد من الجواب : قد وصل إلي ما أنفذت من
خاصة مالك فيها كذا وكذا ، فقبل الله منك.
ما روى في
أبى الحسن محمد بن ميمون
١٠١٨ ـ أبو علي
أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي ، قال : حدثني اسحاق ابن محمد بن أبان البصري ، قال
: حدثني محمد بن الحسن بن ميمون ، أنه قال : كتبت الى أبي محمد 7 أشكو اليه الفقر
، ثم قلت في نفسي : أليس قال أبو عبد الله 7 الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا ، والقتل معنا خير من
الحياة مع عدونا.
فرجع الجواب : ان
الله عز وجل يمحض أوليائنا اذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر ، وقد يعفو عن كثير ، وهو كما
حدثت نفسك : الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا ، ونحن كهف لمن التجأ إلينا ونور
لمن استضاء بنا وعصمة لمن اعتصم بنا ، من
أحبنا كان معنا في
السنام الاعلى ومن انحرف عنا فالى النار ، قال ، قال أبو عبد الله : تشهدون على
عدوكم بالنار ولا تشهدون لوليكم بالجنة ، ما يمنعكم من ذلك الا الضعف.
وقال محمد بن
الحسن : لقيت من علة عيني شدة ، فكتبت الى أبي محمد 7 أسأله أن يدعو لي فلما نفذ الكتاب : قلت في نفسي ليتني كنت
سألته أن يصف لي كحلا أكحلها.
فوقع بخطه : يدعو
لي بسلامتها ، اذا كانت احداهما ذاهبة.
وكتب بعده : أردت
أن أصف لك كحلا ، عليك بصبر مع الاثمد وكافورا وتوتيا ، فانه يجلو ما فيها من
الغشاء وييبس الرطوبة ، قال ، فاستعملت ما أمرني به ، فصحت والحمد لله.
في أحمد
بن ابراهيم أبى حامد المراغى والحسن بن النضر
١٠١٩ ـ علي بن
محمد بن قتيبة ، قال : حدثني أبو حامد أحمد بن ابراهيم المراغي ، قال : كتب أبو
جعفر محمد بن أحمد بن جعفر القمي العطار ، وليس له ثالث في الارض في القرب من
الاصل ، يصفنا لصاحب الناحية 7.
فخرج : وقفت على
ما وصفت به أبا حامد ، أعزه الله بطاعته ، وفهمت ما هو عليه تمم الله ذلك له
بأحسنه ولا أخلاه من تفضله عليه وكان الله وليه ، اكثر السلام وأخصه.
قال أبو حامد : هذا
في رقعة طويلة ، فيها أمر ونهى الى ابن أخي كثير ، وفي الرقعة مواضع قد قرضت ،
فدفعت الرقعة كهيئتها الى علاء بن الحسن الرازي.
وكتب رجل من أجلة
اخواننا يسمى الحسن بن النضر بما خرج في أبي حامد وأنفذه الى أبيه من مجلسنا يبشره
بما خرج ، قال أبو حامد : فأمسكت الرقعة أريدها.
فقال أبو جعفر :
اكتب ما خرج فيك ففيها معان تحتاج الى أحكامها قال : وفي الرقعة أمر ونهى منه 7 الى كابل وغيرها.
في أحمد
بن هلال العبرتائى والدهقان عروة
١٠٢٠ ـ علي بن
محمد بن قتيبة ، قال : حدثني أبو حامد أحمد بن ابراهيم المراغي ، قال : ورد على
القاسم بن العلاء نسخة ما خرج من لعن ابن هلال وكان ابتداء ذلك ، أن كتب 7 الى قوامه
بالعراق : احذروا الصوفي المتصنع ، قال : وكان من شأن أحمد بن هلال أنه قد كان حج
أربعا وخمسين حجة ، عشرون منها على قدميه.
قال : وكان رواة
أصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا منه ، وأنكروا ما ورد في مذمته ، فحملوا القاسم بن
العلاء على أن يراجع في أمره.
فخرج اليه : قد
كان أمرنا نفذ إليك في المتصنع ابن هلال لا ; ، بما قد علمت لم يزل ، لا غفر الله له ذنبه ، ولا أقاله
عثرته يداخل في أمرنا بلا اذن منا ولا رضى يستبد برأيه ، فيتحامي من ديوننا ، لا
يمضى من أمرنا الا بما يهواه ويريد ، أراده الله بذلك في نار جهنم ، فصبرنا عليه
حتى تبر الله بدعوتنا عمره.
وكنا قد عرفنا
خبره قوما من موالينا في أيامه لا ; ، وأمرناهم بالقاء ذلك الى الخاص من موالينا ، ونحن نبرء
الى الله من ابن هلال لا ; ، وممن لا يبرء منه.
واعلم الاسحاقي
سلمه الله وأهل بيته مما أعلمناك من حال هذا الفاجر ، وجميع من كان سألك ويسألك
عنه من أهل بلده والخارجين ، ومن كان يستحق أن يطلع على ذلك ، فانه لا عذر لأحد من
موالينا في التشكيك فيما يؤديه عنا ثقاتنا ، قد عرفوا بأننا نفاوضهم سرنا ، ونحمله
اياه اليهم وعرفنا ما يكون من ذلك إن شاء الله تعالى.
وقال أبو حامد :
فثبت قوم على انكار ما خرج فيه ، فعاودوه فيه فخرج : لا شكر الله قدره لم يدع
المرء ربه بأن لا يزيغ قلبه بعد أن هداه وأن يجعل ما منّ به عليه مستقرا ولا يجعله
مستودعا.
وقد علمتم ما كان
من أمر الدهقان عليه لعنة الله وخدمته وطول صحبته ، فأبد له
الله بالايمان
كفرا حين فعل ما فعل ، فعاجله الله بالنقمة ولا يمهله ، والحمد لله لا شريك له ،
وصلى الله على محمد وآله وسلم.
في أبى
جعفر محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين
١٠٢١ ـ قال نصر بن
الصباح : ان محمد بن عيسى بن عبيد ، من صغار من يروي عن ابن محبوب في السن.
علي بن محمد
القتيبي ، قال : كان الفضل يحب العبيدي ويثني عليه ويمدحه ويميل اليه ، ويقول :
ليس في أقرانه مثله.
١٠٢٢ ـ جعفر بن
معروف ، قال : صرت الى محمد بن عيسى لا كتب عنه فرأيته يتقلنس بالسوداء ، فخرجت من
عنده ولم أعد اليه ، ثم اشتدت ندامتي لما تركت من الاستكثار منه لما رجعت ، وعلمت
أني قد غلطت.
في أبى
محمد الفضل بن شاذان ;
١٠٢٣ ـ سعد بن
جناح الكشي ، قال : سمعت محمد بن ابراهيم الوراق السمرقندي ، يقول : خرجت الى الحج
، فأردت أن أمر على رجل كان من أصحابنا معروف بالصدق والصلاح والورع والخير ، يقال
له : بورق البوسنجاني ، قرية من قرى هراة ، وأزوره وأحدث عهدي به قال : فاتيته
فجرى ذكر الفضل بن شاذان ; ، فقال بورق : كان الفضل بن بطن شديد العلة ، ويختلف في
الليلة مائة مرة الى مائة وخمسين مرة.
فقال له بورق :
خرجت حاجا فأتيت محمد بن عيسى العبيدي ، ورأيته شيخا فاضلا في أنفه عوج وهو القنا
، ومعه عدة رأيتهم مغتمين محزونين ، فقلت لهم : ما لكم قالوا : ان أبا محمد 7 قد حبس.
قال بورق : فحججت
ورجعت ثم أتيت محمد بن عيسى ، ووجدته قد انجلى عنه ما كنت رأيت به ، فقلت : ما
الخبر؟ قال : قد خلي عنه.
قال بورق : فخرجت
الى سر من رأى ومعي كتاب يوم وليلة ، فدخلت على أبي محمد 7 وأريته ذلك
الكتاب ، فقلت له : جعلت فداك ان رأيت أن تنظر فيه فلما نظر فيه وتصفحه ورقة ورقة
قال : هذا صحيح ينبغي أن يعمل به.
فقلت له : الفضل
بن شاذان شديد العلة ، ويقولون انها من دعوتك بموجدتك عليه ، لما ذكروا عنه : أنه
قال أن وصي ابراهيم خير من وصي محمد 6 ، ولم يقل جعلت فداك هكذا كذبوا عليه ، فقال : نعم رحم
الله الفضل.
قال بورق : فرجعت
فوجدت الفضل قد توفى في الايام التي قال أبو محمد 7 رحم الله الفضل.
١٠٢٤ ـ ذكر أبو الحسن
محمد بن اسماعيل البندقي النيسابوري : ان الفضل ابن شاذان بن الخليل نفاه عبد الله
بن طاهر عن نيسابور ، بعد أن دعى به واستعلم كتبه وأمره أن يكتبها ، قال فكتب تحته
: الإسلام الشهادتان وما يتلوهما ، فذكر : أنه يحب أن يقف على قوله في السلف.
فقال أبو محمد : أتولى
أبا بكر وأتبرأ من عمر ، فقال له : ولم تتبرأ من عمر؟ فقال : لإخراجه العباس من
الشورى ، فتخلص منه بذلك.
١٠٢٥ ـ جعفر بن
معروف ، قال : حدثني سهل بن بحر الفارسي ، قال : سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدى به
، يقول : أنا خلف لمن مضى ، أدركت محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى وغيرهما ،
وحملت عنهم منذ خمسين سنة.
ومضى هشام بن
الحكم ; وكان يونس بن عبد الرحمن ; خلفه كان يرد على المخالفين.
ثم مضى يونس بن
عبد الرحمن ولم يخلف خلفا غير السكاك ، فرد على المخالفين حتى مضى ; ، وأنا خلف لهم
من بعدهم 4.
١٠٢٦ ـ وقال أبو
الحسن علي بن محمد بن قتيبة ، ومما رقع عبد الله بن حمدويه البيهقي ، وكتبته عن
رقعته : أن أهل نيسابور قد اختلفوا في دينهم ، وخالف
بعضهم بعضا ويكفر
بعضهم بعضا ، وبها قوم يقولون أن النبي 6 عرف جميع لغات أهل الارض ولغات الطيور وجميع ما خلق الله ،
وكذلك لا بد أن يكون في كل زمان من يعرف ذلك ، ويعلم ما يضمر الانسان ، ويعلم ما
يعمل أهل كل بلاد في بلادهم ومنازلهم ، واذا لقى طفلين يعلم أيهما مؤمن وأيهما
يكون منافقا ، وأنه يعرف أسماء جميع من يتولاه في الدنيا وأسماء آبائهم ، واذا رأى
أحدهم عرفه باسمه من قبل أن يكلمه.
ويزعمون جعلت فداك
أن الوحى لا ينقطع ، والنبي 6 لم يكن عنده كمال العلم ولا كان عند أحد من بعد ، واذا حدث
الشيء في أي زمان كان ولم يكن علم ذلك عند صاحب الزمان : أوحى الله اليه واليهم.
فقال : كذبوا
لعنهم الله وافتروا اثما عظيما.
وبها شيخ يقال له
الفضل بن شاذان ، يخالفهم في هذه الاشياء وينكر عليهم أكثرها ، وقوله : شهادة أن
لا إله الا الله وأن محمد رسول الله ، وأن الله عز وجل ، في السماء السابعة فوق
العرش ، كما وصف نفسه عز وجل وأنه جسم ، فوصفه بخلاف المخلوقين في جميع المعاني ،
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وأن من قوله : أن
النبي 6 قد أتى بكمال الدين ، وقد بلغ عن الله عز وجل ما أمره به ، وجاهد في سبيله
وعبده حتى أتاه اليقين ، وأنه 6 أقام رجلا يقوم مقامه من بعده ، فعلمه من العلم الذي أوحى
الله اليه ، يعرف ذلك الرجل الذي عنده من العلم الحلال والحرام وتأويل الكتاب وفصل
الخطاب. وكذلك في كل زمان لا بد من أن يكون واحد يعرف هذا ، وهو ميراث من رسول
الله 6 يتوارثونه ، وليس يعلم أحد منهم شيئا من أمر الدين الا بالعلم الذي ورثوه عن
النبي 6 وهو ينكر الوحي بعد رسول الله 6.
فقال : قد صدق في
بعض وكذب في بعض. وفي آخر الورقة : قد فهمنا رحمك الله كلما ذكرت ، ويأبى الله عز
وجل أن يرشد أحدكم وأن نرضى عنكم
وأنتم مخالفون
معطلون ، الذين لا يعرفون اماما ولا يتولون وليا ، كلما تلاقاكم الله عز وجل
برحمته ، وأذن لنا في دعائكم الى الحق ، وكتبنا إليكم بذلك ، وأرسلنا إليكم رسولا
: لم تصدقوه ، فاتقوا الله عباد الله ، ولا تلجوا في الضلالة من بعد المعرفة.
واعلموا ان الحجة
قد لزمت أعناقكم ، فأقبلوا نعمته عليكم تدم لكم بذلك سعادة الدارين عن الله عز وجل
إن شاء الله.
وهذا الفضل بن
شاذان مالنا وله ، يفسد علينا موالينا ، ويزين لهم الأباطيل ، وكلما كتبنا اليهم
كتابا اعترض علينا في ذلك ، وأنا أتقدم اليه أن يكف عنا ، والا والله سألت الله أن
يرميه بمرض لا يندمل جرحه منه في الدنيا ولا في الآخرة ، أبلغ موالينا هداهم الله
سلامي ، وأقرأهم بهذه الرقعة إن شاء الله.
١٠٢٧ ـ محمد بن
الحسين بن محمد الهروي ، عن حامد بن محمد العلجردى البوسنجي ، عن الملقب بفورا ،
من أهل البوزجان من نيسابور أن أبا محمد الفضل بن شاذان ; كان وجهه الى
العراق الى حيث به أبو محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما.
فذكر أنه دخل أبي
محمد 7 ، فلما أراد أن يخرج : سقط منه كتاب في حضنه ملفوف في رداء له ، فتناوله أبو
محمد 7 ونظر فيه ، وكان الكتاب من تصنيف الفضل وترحم عليه ، وذكر أنه قال : أغبط أهل
خراسان بمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهرهم.
١٠٢٨ ـ محمد بن
الحسين ، عن عدة أخبروه ، أحدهم أبو سعيد ابن محمود الهروي ، وذكر أنه سمعه أيضا
أبو عبد الله الشاذاني النيسابوري ، وذكر له : أن أبا محمد 7 ترحم عليه ثلاثا
ولاء.
قال أحمد بن يعقوب
أبو علي البيهقي ; : أما ما سألت من ذكر التوقيع الذي خرج في الفضل بن شاذان
، أن مولانا 7 لعنه بسبب قوله بالجسم : فاني أخبرك أن ذلك باطل ، وانما كان مولانا 7 أنفذ الى نيسابور
وكيلا من العراق ،
كان يسمى أيوب بن
الناب ، يقبض حقوقه ، فنزل بنيسابور عند قوم من الشيعة ممن يذهب مذهب الارتفاع
والغلو والتفويض ، كرهت أن أسميهم.
فكتب هذا الوكيل :
يشكو الفضل بن شاذان ، بأنه يزعم أني لست من الاصل.
ويمنع الناس من
اخراج حقوقه ، وكتب هؤلاء النفر أيضا الى الاصل ، الشكاية للفضل ، ولم يكن ذكروا
الجسم ولا غيره ، وذلك التوقيع خرج من يد المعروف بالدهقان ببغداد في كتاب عبد
الله بن حمدويه البيهقي ، وقد قرأته بخط مولانا 7.
والتوقيع هذا :
الفضل بن شاذان ماله ولموالي يؤذيهم ويكذبهم ، وأني لا حلف بحق آبائي لئن لم ينته
الفضل بن شاذان عن هذا لا رمينه بمرماة لا يندمل جرحه منها في الدنيا ولا في
الآخرة.
وكان هذا التوقيع
بعد موت الفضل بن شاذان بشهرين في سنة ستين ومأتين قال أبو علي : والفضل بن شاذان
كان برستاق بيهق فورد خبر الخوارج فهرب منهم فأصابه التعب من خشونة السفر فاعتل
ومات منه ، وصليت عليه.
١٠٢٩ ـ والفضل بن
شاذان ; كان يروي عن جماعة ، منهم : محمد ابن أبي عمير ، وصفوان بن يحيى ، والحسن بن
محبوب ، والحسن بن علي بن فضال ، ومحمد بن اسماعيل بن بزيع ، ومحمد بن الحسن
الواسطي ، ومحمد بن سنان ، واسماعيل بن سهل ، وعن أبيه شاذان بن الخليل ، وأبي
داود المسترق ، وعمار بن المبارك ، وعثمان بن عيسى ، وفضالة بن أيوب ، وعلي بن
الحكم ، وابراهيم بن عاصم ، وأبي هاشم داود بن القاسم الجعفري ، والقاسم بن عروة ،
وابن أبي نجران.
وقف بعض من يخالف
ليونس والفضل ، وهشاما قبلهم ، في أشياء ، واستشعر في نفسه بغضهم وعداوتهم وشنأتهم
، على هذه الرقعة ، فطابت نفسه وفتح عينيه ، وقال : ينكر طعننا على الفضل وهذا
امامه قد أوعده وهدده ، وكذب بعض ما وصف
ما وصف ، وقد نور
الصبح لذي عينين.
فقلت له : أما
الرقعة : فقد عاتب الجميع وعاتب الفضل خاصة وأدبه ، ليرجع عما عسى قد أتاه من لا
يكون معصوما. وأوعده ، ولم يفعل شيئا من ذلك ، بل ترحم عليه في حكاية بورق.
وقد علمت أن أبا
الحسن الثاني وأبا جعفر 8 ابنه بعده قد أقر أحدهما وكلاهما صفوان بن يحيى ومحمد بن
سنان وغيرهما ، ولم يرض بعد عنهما ومدحهما وأبو محمد الفضل ; من قوم لم يعرض
له بمكروه بعد العتاب.
على أنه قد ذكر أن
هذه الرقعة وجميع ما كتب الى ابراهيم بن عبده ، كان مخرجهما من العمري وناحيته ،
والله المستعان.
وقيل : ان للفضل
مائة وستين مصنفا ، ذكرنا بعضها في كتاب الفهرست.
في محمد
بن سعيد بن كلثوم المروزى
١٠٣٠ ـ قال نصر بن
الصباح : كان محمد بن سعيد بن كلثوم مروزيا من أجله المتكلمين بنيسابور ، وقال
غيره : وهجم عبد الله بن طاهر على محمد بن سعيد بسبب خبثه ، فحاجه محمد بن سعيد ،
فخلى سبيله. قال أبو عبد الله الجرجاني : ان محمد بن سعيد كان خارجيا ثم رجع الى
التشيع بعد أن كان بايع على الخروج واظهار السيف.
في جعفر
بن محمد بن حكيم
١٠٣١ ـ سمعت
حمدويه بن نصير ، يقول : كنت عند الحسن بن موسى ، أكتب عنه أحاديث جعفر بن محمد بن
حكيم ، اذ لقيني رجل من أهل الكوفة سماه لي حمدويه ، وفي يدي كتاب فيه أحاديث جعفر
بن محمد بن حكيم ، فقال : هذا كتاب من؟ فقلت : كتاب الحسن بن موسى عن جعفر بن محمد
بن حكيم ، فقال : أما الحسن فقل فيه ما شئت ، وأما جعفر بن محمد بن حكيم فليس بشيء.
في ابى
سمينة محمد بن على الصيرفى
١٠٣٢ ـ قال حمدويه
، عن بعض مشيخته : محمد بن علي رمى بالغلو.
قال نصر بن الصباح
: محمد بن علي الطاحي هو أبو سمينة.
١٠٣٣ ـ وذكر علي
بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، عن الفضل بن شاذان ، أنه قال : كدت أن أقنت على أبي
سمينة محمد بن علي الصيرفي ، قال ، فقلت له : ولم استوجب القنوت من بين أمثاله؟
قال : اني لا عرف منه ما لا تعرفه.
وذكر الفضل في بعض
كتبه : الكذابون المشهورون أبو الخطاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصائغ ومحمد بن سنان
وأبو سمينة أشهرهم.
في أبى
عبد الله محمد بن خالد البرقى
١٠٣٤ ـ قال نصر بن
الصباح : لم يلق البرقي أبا بصير ، بينهما القاسم بن حمزة ولا اسحاق بن عمار ،
وينبغي أن يكون صفوان قد لقيه.
ما روى في
ريان بن الصلت الخراسانى
١٠٣٥ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن الحسين ، قال : حدثني معمر ابن خلاد ، قال : سألني رجل
أن أستأذن له عليه يعني الرضا 7 وأسأله أن يكسوه قميصا ويهب له من دراهمه؟ فلما رجعت من
عند الرجل : أصبت رسوله يطلبني ، فلما دخلت عليه ، قال : أين كنت؟ قلت : كنت عند
فلان ، قال : يشتهي أن يدخل علي؟ فقلت : نعم جعلت فداك ، قال : سبحت ، فقال : ما
لك تسبح؟ فقلت له : كنت عنده الان في هذا ، فقال : ان المؤمن موفق ثم قال : له
يأتيك فاعلمه.
قال : فلما دخل
عليه جلس قدامه ، وقمت أنا في ناحية ، فدعاني فقال : اجلس ، فجلست ، فسأله الدعاء؟
ففعل ، ثم دعا بقميص؟ فلما قام وضع في يده شيئا ، فنظرت فاذا هي دراهم من دراهمه.
قال محمد بن مسعود
، قال علي بن الحسين 7 : والرجل الذي سأل الدعاء والكسوة هو الريان بن الصلت ،
وقال : حدثني الريان بهذا الحديث.
١٠٣٦ ـ طاهر بن
عيسى ، قال : حدثني جعفر بن احمد ، عن علي بن شجاع ، عن محمد بن الحسن ، عن معمر
بن خلاد ، قال ، قال لي الريان بن الصلت وكان الفضل بن سهل بعثه الى بعض كور
خراسان ، قال : أحب أن تستأذن لي على أبي الحسن 7 ، فاسلم عليه وأودعه ، وأحب أن يكسوني من ثيابه وأن يهب لي
من الدراهم التي ضربت باسمه.
قال : فدخلت عليه
، فقال لي مبتدئا : يا معمر ريان يحب أن يدخل علينا واكسوه من ثيابي وأعطيه من
دراهمي؟ قال ، قلت : سبحان الله والله ما سألني الا أن أسألك ذلك له.
فقال لي : يا معمر
ان المؤمن موفق قل له فليجيء ، قال : فأمرته فدخل عليه فسلم عليه ، فدعا بثوب من
ثيابه ، فلما خرج : قلت : أي شيء أعطاك؟ واذا في يده ثلاثون درهما.
١٠٣٧ ـ علي بن
محمد القتيبي ، قال : حدثني أبو عبد الله الشاذاني ، قال : سألت الريان بن الصلت
فقلت له : أنا محرم وربما احتملت ، فاغتسل وليس معي من الثياب ما أستدفئ به الا
الثياب المخاطة؟ فقال لي : سألت هذه المشيخة الذين معنا في القافلة عن هذه المسألة
يعني أبا عبد الله الجرجاني ويحيى بن حماد وغيرهما؟ فقلت : بلى قد سالت ، قال :
فما وجدت عندهم؟ قلت : لا شيء.
قال الريان لابنه
محمد : لو شغلوا بطلب العلم لكان خيرا لهم ، واشتغالهم بما لا يعنيهم يعني من طريق
الغلو.
ثم قال لابنه : قد
حدث بهذا ما حدث وهم ينتمونه الى القيل ، وليس عندهم ما يرشدون به الى الحق.
يا بني اذا أصابك
ما ذكرت فالبس ثياب احرامك ، فان لم تستدفئ به فغير ثيابك المخيطة وتدثر ، فقلت :
كيف أغير؟ قال : ألق ثيابك على نفسك فاجعل جلبابه من
ناحية ذيلك وذيله
من ناحية وجهك.
في على بن
مهزيار
١٠٣٨ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني أبو يعقوب يوسف بن السخت البصري ، قال : كان علي بن مهزيار
نصرانيا فهداه الله ، وكان من أهل هند كان قرية من قرى فارس ، ثم سكن الاهواز
فأقام بها ، قال : كان اذا طلعت الشمس سجد ، وكان لا يرفع رأسه حتى يدعو لألف من
اخوانه بمثل ما دعا لنفسه ، وكان على جبهته سجادة مثل ركبة البعير.
قال حمدويه بن
نصير : لما مات عبد الله بن جندب قام علي بن مهزيار مقامه ولعلي بن مهزيار مصنفات
كثيرة زيادة على ثلاثين كتابا.
١٠٣٩ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني على بن محمد ، قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن علي بن مهزيار ،
قال بينا أنا بالقرعاء في سنة ست وعشرين ومأتين منصرفي عن الكوفة ، وقد خرجت في
آخر الليل أتوضأ أنا وأستاك ، وقد انفردت من رحلي ومن الناس ، فاذا أنا بنار في
أسفل مسواكي ، يلتهب لها شعاع مثل شعاع الشمس أو غير ذلك ، فلم أفزغ منها وبقيت
أتعجب ، ومسستها فلم أجد لها حرارة ، فقلت : ( الَّذِي جَعَلَ
لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ) .
فبقيت أتفكر في
مثل هذا ، وأطالت النار المكث طويلا ، حتى رجعت الى أهلي ، وقد كانت السماء رشت
وكان غلماني يطلبون نارا ، ومعي رجل بصري في الرحل.
فلما أقبلت قال
الغلمان قد جاء أبو الحسن ومعه نار ، وقال البصري مثل ذلك ، حتى دنوت ، فلمس
البصري النار فلم يجد لها حرارة ولا غلماني ، ثم طفيت بعد طول ، ثم التهبت فلبثت
قليلا ثم طفيت ، ثم التهبت ثم طفيت الثالثة فلم تعد ، فنظرنا الى السواك : فاذا
ليس فيه أثر نار ولا حر ولا شعث ولا سواد ولا شيء يدل على أنه حرق ، فأخذت السواك
فخبأته.
__________________
وعدت به الى
الهادي 7 ودرست وعشرين بعد موت الجواد 7 فيحم الغلط في السارع قابلا ، وكشفت له أسفله وباقيه مغطى
وحدثته بالحديث ، فأخذ السواك من يدي وكشفه كله وتأمله ونظر اليه ، ثم قال : هذا
نور ، فقلت له نور جعلت فداك؟ فقال : بميلك الى أهل هذا البيت وبطاعتك لي ولأبي
ولآبائي ، أو بطاعتك لي ولآبائي أراكه الله.
١٠٤٠ ـ علي قال :
حدثني محمد بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن علي بن مهزيار ، مثله.
وفي كتاب لأبي
جعفر 7 اليه ببغداد : قد وصل إلي كتابك ، وقد فهمت ما ذكرت فيه ، وملأتني سرورا ،
فسرك الله ، وأنا أرجو من الكافي الدافع أن يكفي كيد كل كائد إن شاء الله تعالى.
وفي كتاب آخر :
وقد فهمت ما ذكرت من أمر القميين ، خلصهم الله وفرج عنهم ، وسررتني بما ذكرت من
ذلك ، ولم تزل تفعل ، سرك الله بالجنة ورضي عنك برضائي عنك ، وأنا أرجو من الله
حسن العون والرأفه ، وأقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
وفي كتاب آخر
بالمدينه : فاشخص الى منزلك ، صيرك الله الى خير منزل في دنياك وآخرتك.
وفي كتاب آخر :
وأسأل الله أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك وفي كل حالاتك ، فأبشر فاني أرجو أن
يدفع الله عنك ، وأسأل الله أن يجعل لك الخيرة فيما عزم لك به عليه من الشخوص في
يوم الاحد ، فأخر ذلك الى يوم الاثنين إن شاء الله صحبك الله في سفرك وخلفك في
أهلك وأدي غيبتك وسلمت بقدرته.
وكتبت اليه :
أسأله التوسع علي والتحليل لما في يدي؟ فكتب : وسع الله عليك ، ولمن سألت به
التوسعة في أهلك ، ولأهل بيتك ولك يا علي عندي من أكبر
التوسعة ، وأنا
أسأل الله أن يصحبك بالعافية ويقدمك على العافية ويسترك بالعافية انه سميع الدعاء.
وسألته الدعاء؟
فكتب إلي : وأما ما سألت من الدعاء فأنك بعد لست تدري كيف جعلك الله عندي ، وربما
سميتك باسمك ونسبك ، مع كثرة عنايتي بك ومحبتي لك ومعرفتي بما أنت اليه ، فأدام
الله لك أفضل ما رزقك من ذلك ، ورضي عنك برضائي ، وبلغك أفضل نيتك ، وأنزلك
الفردوس الاعلى برحمته ، انه سميع الدعاء ، حفظك الله وتولاك ودفع الشر عنك برحمته
، وكتبت بخطي.
في الحسن
والحسين الاهوازيين
١٠٤١ ـ الحسن
والحسين ابنا سعيد بن حماد بن سعيد موالي علي بن الحسين صلوات الله عليهما.
وكان الحسن بن
سعيد هو الذي أوصل اسحاق بن ابراهيم الحضيني وعلي ابن الريان بعد اسحاق الى الرضا 7 ، وكان سبب
معرفتهم لهذا الامر ، ومنه سمعوا الحديث وبه عرفوا ، وكذلك فعل بعبد الله بن محمد
الحضيني ، وغيرهم ، حتى جرت الخدمة على أيديهم ، وصنفا الكتب الكثيرة.
ويقال : ان الحسن
صنف خمسين تصنيفا ، وسعيد كان يعرف بدندان.
ما روى في
الحسن بن على بن أبى حمزة البطائنى
١٠٤٢ ـ محمد بن
مسعود ، قال : سألت علي بن الحسن بن فضال ، عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة البطائني؟
فقال : كذاب ملعون رويت عنه أحاديث كثيرة وكتبت عنه تفسير القرآن كله من أوله الى
آخره ، الا أني لا أستحل أن أروي عنه حديثا واحدا.
وحكى لي أبو الحسن
حمدويه بن نصير ، عن بعض أشياخه أنه قال : الحسن ابن علي بن أبي حمزة رجل سوء.
في أحمد
بن سابق
١٠٤٣ ـ نصر بن
صباح ، قال : حدثني أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري ، عن محمد بن عبد الله بن
مهران ، قال : حدثني سليمان بن جعفر الجعفري ، قال : كتب أبو الحسن الرضا 7 الى يحيى بن أبي
عمران وأصحابه قال ، وقرأ يحيى بن أبي عمران الكتاب ، فاذا فيه : عافانا الله
واياكم انظروا أحمد بن سابق لعنه الله الاعثم الاشج واحذروه.
قال أبو جعفر :
ولم يكن أصحابنا يعرفون أنه أشج ، أو به شجة حتى كشف رأسه فاذا به شجة.
قال أبو جعفر محمد
بن عبد الله : وكان أحمد قبل ذلك يظهر القول بهذه المقالة ، قال : فما مضت الايام
حتى شرب الخمر ودخل في البلايا.
في الحسين
بن قياما
١٠٤٤ ـ حمدويه بن
نصير ، قال : حدثنا الحسن بن موسى ، عن عبد الرحمن ابن أبي نجران ، عن الحسين بن
بشار ، قال : استأذنت أنا والحسين بن قياما ، على الرضا 7 في صريا فأذن لنا
قال : أفرغوا من حاجتكم.
قال له الحسين :
تخلو الارض من أن يكون فيها امام؟ فقال : لا ، قال ، فيكون فيها اثنان؟ قال : لا
الا واحد صامت لا يتكلم.
قال ، فقد علمت
أنك لست بامام ، قال : ومن أين علمت؟ قال : انه ليس لك ولد وانما هي في العقب قال
، فقال له : فو الله أنه لا تمضى الايام والليالي حتى يولد لي ذكر من صلبي يقوم
بمثل مقامي ، يحيى الحق ويمحق الباطل.
١٠٤٥ ـ أبو صالح
خلف بن حماد ، قال : حدثني أبو سعيد سهل بن زياد الادمي ، عن علي بن أسباط ، عن
الحسين بن الحسن ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا 7 اني تركت ابن قياما من أعدى خلق الله لك قال : ذلك شر له ،
قلت : ما أعجب
ما أسمع منك جعلت
فداك.
قال : أعجب من ذلك
ابليس ، كان في جوار الله عز وجل في القرب منه ، فأمره فأبى وتعزز فكان من
الكافرين ، فأملى الله له ، والله ما عذب الله بشيء أشد من الاملاء ، والله يا
حسين ما عذبهم الله بشيء أشد من الاملاء.
في محمد
بن الفرات
١٠٤٦ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد ، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران قال : حدثني بعض أصحابنا ، عن
محمد بن فرات ، قال : كان يغلو في القول وكان يشرب الخمر ، فبعث اليه الرضا 7 خمرة وتمرا ،
فقال محمد : انما بعث بالخمرة لا صلي عليها وحثني عليها ، والتمر : نهاني عن
الانبذة.
قال نصر بن صباح :
محمد بن فرات كان بغداديا.
١٠٤٧ ـ حدثني
الحسين بن الحسن القمي ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، قال : حدثني العبيدي ، عن
يونس ، قال ، قال لي أبو الحسن الرضا 7 : يا يونس أما ترى الى محمد بن الفرات وما يكذب علي؟ فقلت
: أبعده الله وأسحقه وأشقاه ، فقال : قد فعل الله ذلك به ، أذاقه الله حر الحديد
كما أذاق من كان قبله ممن كذب علينا ، يا يونس انما قلت ذلك لتحذر عنه أصحابي
وتأمرهم بلعنه والبراءة منه فان الله بريء منه.
١٠٤٨ ـ قال سعد :
وحدثني ابن العبيدي قال : حدثني أخي جعفر بن عيسى وعلي بن اسماعيل الميثمي ، عن
أبي الحسن الرضا 7 أنه قال : آذاني محمد بن الفرات آذاه الله وأذاقه الله حر
الحديد ، آذاني لعنه الله أذى ما آذى أبو الخطاب لعنه الله جعفر بن محمد 8 بمثله ، وما كذب
علينا خطابي مثل ما كذب محمد بن الفرات ، والله ما من أحد يكذب علينا الا ويذيقه
الله حر الحديد.
قال محمد بن عيسى
: فأخبراني وغيرهما أنه ما لبث محمد بن فرات الا قليلا حتى قتله ابراهيم بن شكلة
أخبث قتلة ، وكان محمد بن فرات يدعي أنه باب وأنه نبى
وكان القاسم
اليقطيني وعلي بن حسكة القمي كذلك يدعيان لعنهما الله.
ما روى في
أصحاب موسى بن جعفر وعلى بن موسى
صلوات
الله عليهما
١٠٤٩ ـ منهم حنان
بن سدير : سمعت حمدويه ، ذكر عن أشياخه : ان حنان ابن سدير واقفي ، أدرك أبا عبد
الله 7 ولم يدرك أبا جعفر 7 وكان يرتضى به سدرا.
ثم كرام بن عمرو
عبد الكريم : حمدويه ، قال : سمعت أشياخي يقولون : ان كراما هو عبد الكريم بن عمرو
واقفي.
ثم درست بن أبي
منصور : حمدويه ، قال : حدثني بعض أشياخي ، قال : درست بن أبي منصور واسطي واقفي.
ثم أحمد بن فضل
الخزاعي : حمدويه ، قال : ذكرت بعض أشياخي : أن أحمد بن الفضل الخزاعي واقفي.
ثم عبد الله بن
عثمان الحناط : حمدويه ، قال : سمعت الحسن بن موسى يقول : عبد الله بن عثمان
واقفي.
تسمية
الفقهاء من أصحاب أبى ابراهيم وأبى الحسن الرضا
عليهما السلام
١٠٥٠ ـ أجمع
أصحابنا على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم وأقروا لهم بالفقه والعلم : وهم ستة
نفر آخر دون الستّة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله 7 ، منهم يونس بن
عبد الرحمن ، وصفوان بن يحيى بياع السابري ، ومحمد بن أبي عمير ، وعبد الله بن
المغيرة ، والحسن بن محبوب ، وأحمد بن محمد بن أبي نصر.
وقال بعضهم : مكان
الحسن بن محبوب الحسن بن علي بن فضال وفضالة بن أيوب ، وقال بعضهم ، مكان ابن فضال
عثمان بن عيسى ، وأفقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن ، وصفوان بن يحيى.
ما روى في
أحمد بن اسحاق القمى وكان صالحا وأيوب بن نوح
١٠٥١ ـ قال :
حدثنا محمد بن علي بن القاسم القمي ، قال : حدثني أحمد بن الحسين القمي الابي أبو
علي ، قال : كتب محمد بن أحمد بن الصلت القمي الابي أبو علي الى الدار كتابا ذكر
فيه قصة أحمد بن اسحاق القمي وصحبته ، وأنه يريد الحج واحتاج الى ألف دينار ، فان
رأى سيدي أن يأمر باقراضه اياه ويسترجع منه في البلد اذا انصر فنا فافعل.
فوقع 7 هي له مناصلة ،
واذا رجع فله عندنا سواها ، وكان أحمد لضعفه لا يطمع نفسه في أن يبلغ الكوفة وفي
هذه من الدلالة.
١٠٥٢ ـ جعفر بن
معروف الكشي ، قال : كتب أبو عبد الله البلخي إلي يذكر عن الحسين بن روح القمي ،
أن أحمد بن اسحاق كتب اليه يستأذنه في الحج : فأذن له ، وبعث اليه بثوب ، فقال
أحمد بن اسحاق : نعى إلي نفسي ، فانصرف من الحج فمات بحلوان.
أحمد بن اسحاق بن
سعد القمي عاش بعد وفاة أبي محمد 7 ، وأتيت بهذا الخبر ليكون أصح لصلاحه وما ختم له به.
١٠٥٣ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد ، قال : حدثني محمد ابن أحمد ، عن محمد بن عيسى ،
عن أبي محمد الرازي ، قال : كنت أنا وأحمد بن أبي عبد الله البرقي بالعسكر فورد
علينا رسول من الرجل فقال لنا : الغائب العليل ثقة ، وأيوب بن نوح ، وابراهيم بن
محمد الهمداني ، وأحمد بن حمزة ، وأحمد ابن اسحاق ثقات جميعا.
في محمد
بن الحسن الواسطى
١٠٥٤ ـ حدثني علي
بن محمد القتيبي ، قال الفضل بن شاذان : محمد بن
الحسن كان كريما
على أبي جعفر 7 ، وأن أبا الحسن 7 أنفذ نفقته في مرضه وأكفنه وأقام مأتمه عند موته.
في أبى
جعفر البصرى
١٠٥٥ ـ حدثني علي
بن محمد القتيبي ، قال : حدثني الفضل بن شاذان قال : حدثني أبو جعفر البصري ، وكان
ثقة فاضلا صالحا.
في نوح بن
صالح البغدادى
١٠٥٦ ـ سأل أبو
عبد الله الشاذاني : أبا محمد الفضل بن شاذان ، قال : انا ربما صلينا مع هؤلاء
صلاة المغرب ، فلا نحب أن ندخل البيت عند خروجنا من المسجد ، فيتوهموا علينا أن
دخولنا المنزل ليس الا لإعادة الصلاة التي صلينا معهم ، فنتدافع بصلاة المغرب الى
صلاة العتمة.
فقال : لا تفعلوا
هذا من ضيق صدوركم ، ما عليكم لو صليتم معهم فتكبروا في مرة واحدة ثلاثا أو خمس
تكبيرات ، وتقرءوا في كل ركعة الحمد وسورة أية سورة شئتم بعد أن تتموها عند ما يتم
امامهم. وتقولوا في الركوع سبحان ربي العظيم وبحمده بقدر ما يتأتي لكم معهم ، وفي
السجود كمثل ذلك ، وتسلموا معهم ، وقد تمت صلاتكم لأنفسكم ، وليكن الامام عندكم
والحائط بمنزل واحدة ، فاذا فرغ من الفريضة فقوموا معهم فصلوا السنة بعدها أربع
ركعات.
فقال : يا أبا
محمد أفليس يجوز اذا فعلت ما ذكرت؟ قال : نعم فهل سمعت أحدا من أصحابنا يفعل هذه
الفعله؟ قال : نعم كنت بالعراق وكان يضيق صدري عن الصلاة معهم كضيق صدوركم ، فشكوت
ذلك الى فقيه هناك يقال له ، نوح بن شعيب ، فأمرني بمثل الذي أمرتكم به.
فقلت هل يقول هذا
غيرك؟ قال : نعم ، فاجتمعت معه في مجلس فيه نحو من عشرين رجلا من مشايخ أصحابنا ،
فسألته يعني نوح بن شعيب أن يجري بحضرتهم ذكرا مما سألته من هذا.
فقال نوح بن شعيب
: يا معشر من حضر ألا تعجبون من هذا الخراساني الغمر يظن في نفسه أنه أكبر من هشام
بن الحكم ، ويسألني هل يجوز الصلاة مع المرجئة في جماعتهم؟ فقال جميع من كان حاضرا
من المشايخ : كقول نوح بن شعيب ، فعندها طابت نفسي وفعلته.
في أحمد
بن حماد المروزى
١٠٥٧ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني أبو علي المحمودي محمد بن أحمد ابن حماد المروزي ، قال : كتب
أبو جعفر 7 الى أبي في فصل من كتابه فكأن قد في يوم أو غد : ثم وفيت كل نفس ما كسبت وهم
لا يظلمون ، أما الدنيا فنحن فيها متفرجون في البلاد ، ولكن من هوى هوى صاحبه ،
فان بدينه فهو معه وان كان نائيا عنه ، وأما الآخرة فهي دار القرار.
وقال المحمودي :
وكتب إلي الماضي 7 بعد وفاة أبي : قد مضى أبوك 2 وعنك وهو عندنا على حالة محمودة ولن تبعد من تلك الحال.
١٠٥٨ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني المحمودي ، أنه دخل على ابن أبي داود وهو في مجلسه وحوله
أصحابه ، فقال لهم ابن أبي داود : يا هؤلاء ما تقولون في شيء قاله الخليفة
البارحة؟ فقالوا : وما ذلك؟ قال : قال الخليفة ما ترى العلائية تصنع ان أخرجنا
اليهم أبا جعفر 7 سكران ينشى مضمخا بالخلوق ، قالوا : اذا تبطل حجتهم ويبطل
مقالهم.
قلت : ان العلائية
يخالطوني كثيرا ويفضون إلي بسر مقالتهم ، وليس يلزمهم هذا الذي جرى ، فقال : ومن
أين قلت؟ قلت : انهم يقولون لا بد في كل زمان وعلى كل حال لله في أرضه من حجة يقطع
العذر بينه وبين خلقه.
قلت : فان كان في
زمان الحجة من هو مثله ، أو فوقه في النسب والشرف كان أدل الدلائل على الحجة ،
لصلة السلطان من بين أهله وولوعه به ، قال : فعرض
ابن أبي داود هذا
الكلام على الخليفة ، فقال : ليس الى هؤلاء القوم حيلة لا تؤذوا أبا جعفر.
وجدت في كتاب أبي
عبد الله الشاذاني بخطه ، سمعت الفضل بن شاذان يقول : التقيت مع أحمد بن حماد
المتشيع ، وكان ظهر له منه الكذب فكيف غيره ، فقال : أما والله لو تغرغرت عداوته
لما صرت عنه ، فقال الفضل : هكذا والله قال لي كما ذكر.
١٠٥٩ ـ علي بن
محمد القتيبي ، عن الزفري بكر بن زفر الفارسي ، عن الحسن بن الحسين ، أنه قال :
استحل أحمد بن حماد مني مالا له خطر فكتبت رقعة إلي أبي الحسن 7 وشكوت فيها أحمد
بن حماد ، فوقع فيها خوفه بالله ، ففعلت ولم ينفع ، فعاودته برقعة أخرى أعلمته أني
قد فعلت ما أمرتني به فلم أنتفع ، فوقع : اذا لم يحل فيه التخويف بالله فكيف تخوفه
بأنفسنا.
١٠٦٠ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني أبو علي المحمودي ، قال : حدثني أبي ، قال ، قلت لأبي الهذيل
العلاف : اني أتيتك سائلا ، فقال أبو الهذيل : سل فاسأل الله العصمة والتوفيق ،
فقال أبي : أليس من دينك أن العصمة والتوفيق لا يكونان من الله لك الا بعمل تستحقه
به؟ قال أبو الهذيل : نعم ، قال : فما معني دعائي ، أعمل وآخذ.
قال له أبو الهذيل
: هات مسائلك ، فقال له شيخي أخبرني عن قول الله عز وجل ( الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) قال أبو الهذيل قد أكمل لنا الدين ، فقال شيخي : فخبرني ان
سألتك عن مسألة لا تجدها في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ولا في قول الصحابة
ولا في حيلة فقهائهم ما أنت صانع؟ فقال : هات.
فقال شيخي : خبرني
عن عشرة كلهم عنين وقعوا في طهر واحد بامرأة وهم مختلفوا الامة ، فمنهم من وصل الى
بعض حاجته ومنهم من قارب حسب الامكان منه ، هل في خلق الله اليوم من يعرف حد الله
في كل رجل منهم مقدار ما ارتكب من الخطيئة
__________________
فيقيم عليه الحد
في الدنيا ويطهره منه في الآخرة ، ولنعلم ما يقول في أن الدين قد أكمل لك؟ فقال :
هيهات خرج آخرها في الامامة.
ما روى في
على بن أسباط الكوفى
١٠٦١ ـ كان علي بن
أسباط فطحيا ، ولعلي بن مهزيار اليه رسالة في النقض عليه مقدار جزء صغير ، قالوا :
فلم ينجع ذلك فيه ومات على مذهبه ،
في محمد
بن الوليد الخزاز ومعاوية بن حكيم ومصدق بن صدقة ومحمد بن سالم بن عبد الحميد
١٠٦٢ ـ قال أبو
عمرو : هؤلاء كلهم فطحية ، وهم من أجلة العلماء والفقهاء والعدول ، وبعضهم أدرك
الرضا 7 ، وكلهم كوفيون.
في مروك
بن عبيد
١٠٦٣ ـ قال محمد
بن مسعود : سألت علي بن الحسن عن مروك بن عبيد ابن سالم بن أبي حفصة؟ فقال : ثقة
شيخ صدوق.
في محمد
بن ابراهيم الحضينى الاهوازى
١٠٦٤ ـ ابن مسعود
، قال : حدثني حمدان بن أحمد القلانسي ، قال : حدثني معاوية بن حكيم ، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر ، عن حمدان الحضيني قال ، قلت لأبي جعفر 7 : ان أخي مات ،
فقال لي : رحم الله أخاك ، فانه كان من خصيص شيعتي.
قال محمد بن مسعود
: حمدان بن أحمد من الخصيص؟ قال الخاصة الخاصة.
في محمد
بن اسماعيل بن بزيع وأحمد بن حمزة بن بزيع
١٠٦٥ ـ قال حمدويه
، عن أشياخه أن محمد بن اسماعيل بن بزيع وأحمد
ابن حمزة بن بزيع
، كانا في عداد الوزراء ، وكان علي بن النعمان أوصى بكتبه لمحمد بن اسماعيل.
١٠٦٦ ـ وجدت في
كتاب محمد بن الحسين بن بندار القمي بخطه ، حدثني محمد بن يحيى العطار ، عن محمد
بن أحمد بن يحيى ، قال : كنت بعيد فقال لي محمد بن علي بن بلال : قربنا الى قبر
محمد بن اسماعيل بن بزيع لنزوره.
فلما أتيناه جلس
عند رأسه مستقبل القبلة والقبر أمامه ، ثم قال : أخبرني صاحب هذا القبر ، يعني
محمد بن اسماعيل بن بزيع ، أنه سمع أبا جعفر 7 يقول : من زار قبر أخيه المؤمن فجلس عند قبره واستقبل
القبلة ووضع يده على القبر وقرأ انا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات أمن من الفزع
الاكبر.
ومحمد بن اسماعيل
أدرك موسى بن جعفر 8.
قال نصر بن الصباح
: محمد بن اسماعيل روى عن ابن بكير.
ما روى في
محمد بن عبد الجبار ومحمد بن
أبى خنيس
وابن فضال
رووا جميعا عن ابن
بكير.
في الحسن
بن على بن فضال الكوفى
١٠٦٧ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله القمي ، عن علي بن الريان ، عن محمد بن
عبد الله بن زرارة بن أعين ، قال : كنا في جنازة الحسن بن علي بن فضال فالتفت إلي
والى محمد بن الهيثم التميمي ، فقال لنا : ألا أبشركما فقلنا له : وما ذاك.
قال : حضرت الحسن
بن علي بن فضال قبل وفاته وهو في تلك الغمرات وعنده محمد بن الحسن بن الجهم ،
فسمعته يقول له : يا أبا محمد تشهد ، فتشهد
الله فسكت عنه ،
فقال له الثانية : تشهد ، فتشهد فصار الى أبي الحسن 7 ، فقال له محمد بن الحسن فأين عبد الله؟ فقال له الحسن بن
علي : قد نظرنا في الكتب فلم نجد لعبد الله شيئا.
وكان الحسن بن علي
بن فضال فطحيا يقول بعبد الله بن جعفر قبل أبي الحسن 7 فرجع فيما حكى عنه في هذا الحديث إن شاء الله تعالى.
في أبى
الخير صالح بن أبى حماد الرازى
١٠٦٨ ـ قال علي بن
محمد القتيبي ، سمعت الفضل بن شاذان ، يقول في أبي الخير : وهو صالح بن سلمة أبي
حماد الرازي كما كنى ، وقال علي : كان أبو محمد الفضل يرتضيه ويمدحه ولا يرتضي أبا
سعيد الادمي ويقول : هو الاحمق.
في سهل بن
زياد الادمى أبى سعيد
١٠٦٩ ـ قال نصر بن
الصباح : سهل بن زياد الرازي أبو سعيد الادمي يروى عن أبي جعفر وأبي الحسن وأبي
محمد صلوات الله عليهم.
في منذر
بن قابوس
١٠٧٠ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد ، قال : حدثنا منذر بن قابوس ، وكان
ثقة.
في أحمد
بن عبد الله الكرخى
١٠٧١ ـ علي بن
محمد القتيبي ، قال : حدثني أبو طاهر محمد بن علي بن بلال ، وسألته عن أحمد بن عبد
الله الكرخي اذ رأيته يروي كتبا كثيرة عنه؟ فقال : كان كاتب اسحاق بن ابراهيم فتاب
وأقبل على تصنيف الكتب ، وكان أحد غلمان يونس بن عبد الرحمن ; ويعرف به ، وهو
يعرف بابن خانبه وكان من العجم.
ما روى في
ابراهيم بن ابى محمود
١٠٧٢ ـ قال نصر بن
الصباح : ابراهيم بن أبي محمود كان مكفوفا ، روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى مسائل
موسى 7 قدر خمس وعشرين ورقة ، وعاش بعد الرضا 7.
١٠٧٣ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا الحسن بن موسى الخشاب قال : حدثنا ابراهيم بن أبي محمود ، قال : دخلت
على أبي جعفر 7 ومعي كتب اليه من أبيه ، فجعل يقرءها ويضع كتابا كثيرا على
عينيه ، ويقول : خط أبي والله ، ويبكي حتى سالت دموعه على خديه.
فقلت له : جعلت
فداك قد كان أبوك ربما قال لي في المجلس الواحد مرات أسكنك الله الجنة أدخلك الله
الجنة ، قال ، فقال : وأنا أقول أدخلك الله الجنة ، فقلت : جعلت فداك تضمن لي على
ربك أن يدخلني الجنة ، قال : نعم ، قال : فأخذت رجله فقبلتها.
ما روى في
أبى طالب القمى
١٠٧٤ ـ واسمه عبد
الله بن الصلت ، قال محمد بن مسعود : أبو طالب لم يدرك سديرا.
محمد بن مسعود ،
قال : حدثني حمدان بن أحمد النهدي ، قال : حدثنا أبو طالب القمي ، قال : كتبت الى
أبي جعفر بن الرضا 7 : فأذن لي أن أرثي أبا الحسن أعني أباه ، قال : فكتب إلي
اندبني واندب أبي.
١٠٧٥ ـ علي بن
محمد ، قال : حدثني محمد بن عبد الجبار ، عن أبي طالب القمي ، قال ، كتبت الى أبى
جعفر 7 بأبيات شعر وذكرت فيها أباه ، وسألته أن يأذن لي في أن أقول فيه ، فقطع الشعر
وحبسه ، وكتب في صدر ما بقي من القرطاس : قد أحسنت جزاك الله خيرا.
في عبد
الجبار بن المبارك النهاوندى
١٠٧٦ ـ أبو صالح
خالد بن حامد ، قال : حدثني أبو سعيد الادمي ، قال : حدثني بكر بن صالح ، عن عبد
الجبار بن المبارك النهاوندي ، قال : أتيت سيدي سنة تسع ومأتين ، فقلت له : جعلت
فداك اني رويت عن آبائك أن كل فتح فتح بضلال فهو للإمام ، فقال : نعم.
قلت : جعلت فداك
فانه أتوا أبي في بعض الفتوح التي فتحت على الضلال ، وقد تخلصت من الذين ملكوني
بسبب من الاسباب ، وقد أتيتك مسترقا مستعبدا ، فقال : قد قبلت.
قال ، فلما حضر
خروجي الى مكة قلت له : جعلت فداك اني قد حججت وتزوجت ومكسبي مما يعطف علي اخواني
لا شيء لي غيره ، فمرني بأمرك ، فقال لي : انصرف الى بلادك وأنت من حجك وتزويجك
وكسبك في حل.
فلما كانت سنة
ثلاث عشرة ومأتين أتيته وذكرت العبودية التي الزمتها فقال : أنت حر لوجه الله.
قلت له : جعلت
فداك اكتب لي عهدك ، فقال : تخرج إليك غدا فخرج إلي مع كتبي كتاب فيه : بسم الله
الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمد بن علي الهاشمي العلوي لعبد الله بن المبارك
فتاه ، اني أعتقك لوجه الله والدار الآخرة ، لا رب لك الا الله ، وليس عليك سبيل ،
وأنت مولاي ومولى عقبي من بعدي ، وكتب في المحرم سنة ثلاث عشرة ومأتين ، ووقع فيه
محمد بن علي بخط يده وختمه بخاتمه صلوات الله وسلامه عليه.
في أحكم
بن بشار المروزى الكلثومى
١٠٧٧ ـ غال لا شيء.
أحمد بن علي بن
كلثوم السرخسي قال : رأيت رجلا من أصحابنا يعرف
بابن زينبة فسألني
عن أحكم بن بشار المروزي؟ وسألني عن قصته؟ وعن الاثر الذي في حلقه؟ وقد كنت رأيت
في بعض حلقه شبه الخيط ، كأنه أثر الذبح ، فقلت له : قد سألته مرارا فلم يخبرني.
قال ، فقال : كنا
سبعة نفر في حجرة واحدة ببغداد في زمان أبي جعفر الثاني 7 ، فغاب عنا أحكم
من عند العصر ولم يرجع في تلك الليلة ، فلما كان جوف الليل جاءنا توقيع من أبي
جعفر 7 : ان صاحبكم الخراساني مذبوح مطروح في لبد في مزبلة كذا وكذا فاذهبوا فداووه
بكذا وكذا ، فذهبنا فوجدناه مذبوحا مطروحا كما قال ، فحملناه وداويناه بما أمر به
فبرأ من ذلك.
قال أحمد بن علي :
كان قصته أنه تمتع ببغداد في دار قوم ، فعلموا به واتخذوه وذبحوه وأدرجوه في لبد
وطرحوه في مزبلة. قال أحمد : وكان أحكم اذا ذكر عنده الرجعة فأنكرها أحد ، فيقول
أنا أحد المكرورين وحكى لي بعض الكذابين أيضا بهراة هذه القصة فأعجب وامتنع بذكر
تلك الحالة كما يستنكره الناس.
ما روى في
على بن حديد بن حكيم
١٠٧٨ ـ قال نصر بن
الصباح : علي بن حديد بن حكيم فطحي من أهل الكوفة ، وكان أدرك الرضا 7.
في على بن
الحكم الانبارى
١٠٧٩ ـ حمدويه ،
عن محمد بن عيسى : أن علي بن الحكم هو ابن اخت داود بن النعمان بياع الانماط ، وهو
نسيب بني الزبير الصيارفة ، وعلي بن الحكم تلميذ ابن أبي عمير لقى من أصحاب أبي
عبد الله 7 الكثير ، وهو مثل ابن فضال وابن بكير.
في أبى
هاشم داود بن القاسم الجعفرى
١٠٨٠ ـ قال أبو
عمرو : له منزلة عالية عند أبي جعفر وأبي الحسن وأبي محمد : وموقع جليل ، على
ما يستدل بما روي عنهم في نفسه وروايته ، وتدل روايته على ارتفاع في القول.
في محمد
بن عبد الله بن مهران
١٠٨١ ـ قال محمد
بن مسعود : محمد بن عبد الله بن مهران متهم وهو غال.
في الحسن
بن على بن أبى عثمان سجادة
١٠٨٢ ـ قال نصر بن
الصباح : قال لي السجادة الحسن بن علي بن أبي عثمان يوما ما تقول في محمد بن أبي
زينب ومحمد بن عبد الله بن عبد المطلب 6 أيهما أفضل؟ قلت له : قل أنت ، فقال : بل محمد بن أبي زينب
الاسدي ان الله جل وعز عاتب في القران محمد بن عبد الله في مواضع ولم يعاتب محمد
بن أبي زينب.
فقال لمحمد بن أبي
عبد الله : ( وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ
تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) ، و ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ
لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) الآية ، وفي غيرهما ، ولم يعاتب محمد ابن أبي زينب بشيء
من أشباه ذلك.
قال أبو عمرو :
على السجادة لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين ، فلقد كان من
العليائية الذين يقعون في رسول الله 6 وليس لهم في الإسلام نصيب.
في أيوب
بن نوح بن دراج
١٠٨٣ ـ محمد ، قال
: حدثني محمد بن أحمد النهدي كوفي وهو حمدان القلانسي ، وذكر أيوب بن نوح وقال :
كان في الصالحين وكان حين مات ولم
__________________
يخلف الا مقدار
مائة وخمسين دينارا ، وكان عند الناس أن عنده مالا لأنه كان وكيلا لهم ، وكان يقع
في يونس ; في ما يذكر عنه.
في أبى
عون الابرش
١٠٨٤ ـ أحمد بن
علي بن كلثوم السرخسي ، قال : حدثني أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري ، قال : حدثني
محمد بن الحسن بن شمون ، وغيره قال : خرج أبو محمد 7 في جنازة أبي الحسن 7 وقميصه مشقوق ، فكتب اليه أبو عون الابرش قرابة نجاح بن
سلمة : من رأيت أو بلغت من الائمة شق ثوبه في مثل هذا.
فكتب اليه أبو
محمد 7 : يا أحمق وما يدريك ما هذا قد شق موسى على على هارون 8.
١٠٨٥ ـ أحمد بن
علي ، قال حدثني اسحاق قال : حدثني ابراهيم بن الخضيب الانباري ، قال : كتب أبو
عون الابرش قرابة نجاح بن سلمة الى أبي محمد 7 أن الناس قد استوحشوا من شقك ثوبك على أبي الحسن 7.
فقال : يا أحمق ما
أنت وذاك قد شق موسى على هارون 8 ، ان من الناس من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت مؤمنا ،
ومنهم من يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت كافرا ، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا
ويموت كافرا ، وأنك لا تموت حتى تكفر وتغير عقلك.
فما مات حتى حجبه
ولده عن الناس وحبسوه في منزله ، في ذهاب العقل والوسوسة ، ولكثرة التخليط ، ويرد
على أهل الامامه ، وانكشف عما كان عليه.
في عروة
بن يحيى الدهقان
١٠٨٦ ـ حدثني محمد
بن قولويه الجمال ، عن محمد بن موسى الهمداني : أن عروة بن يحيى البغدادي المعروف
بالدهقان لعنه الله وكان يكذب على أبي الحسن
علي بن محمد بن
الرضا : وعلى أبي محمد الحسن بن علي 8 بعده ، وكان يقطع أمواله لنفسه دونه ويكذب عليه ، حتى لعنه
أبو محمد 7 وأمر شيعته بلعنه ، والدعاء عليه لقطع الاموال ، لعنه الله.
قال علي بن سلمان
بن رشيد العطار البغدادي فلعنه أبو محمد 7 وذلك أنه كانت لأبي محمد 7 خزانة ، وكان يليها أبو علي بن راشد 2 ، فسلمت الى عروة
، فأخذ منها لنفسه ثم أحرق باقي ما فيها ، يغايظ بذلك أبا محمد 7 فلعنه وبرئ منه
ودعا عليه ، فما أمهل يومه ذلك وليلته حتى قبضه الله الى النار.
فقال 7 : جلست لربي
ليلتي هذه كذا وكذا جلسة فما انفجر عمود الصبح ولا انطفى ذلك النار حتى قتل الله
عدوه لعنه الله.
في الفضل
بن الحارث
١٠٨٧ ـ أحمد بن
علي بن كلثوم ، قال : حدثني اسحاق بن محمد البصري قال : حدثني الفضل بن الحارث ،
قال ، كنت بسر من رأى وقت خروج سيدي أبي الحسن 7 ، فرأينا أبا محمد ماشيا قد شق ثيابه ، فجعلت أتعجب من
جلالته وما هو له أهل ومن شدة اللون والادمة ، وأشفق عليه من التعب.
فلما كان الليل
رأيته 7 في منامي ، فقال : اللون الذي تعجبت منه اختيار من الله لخلقه يجريه كيف يشاء
، وأنها هي لعبرة لاولي الابصار ، لا يقع فيه على المختبر ذم ، ولسنا كالناس فنتعب
كما يتعبون ، نسأل الله الثبات ونتفكر في خلق الله فان فيه متسعا واعلم أن كلامنا
في النوم مثل كلامنا في اليقظة.
قال أبو عمرو :
فدل هذا الخبر على أن الفضل يؤتمن في القول ، والله أعلم.
ما روى في
اسحاق بن اسماعيل النيسابورى
وابراهيم
بن عبده والمحمودي والعمرى
والبلالى
والرازى
١٠٨٨ ـ حكى بعض
الثقات بنيسابور أنه خرج لإسحاق بن اسماعيل من أبي محمد 7 توقيع : يا اسحاق
بن اسماعيل سترنا الله واياك بستره ، وتولاك في جميع أمورك بصنعه ، قد فهمت كتابك
يرحمك الله ، ونحن بحمد الله ونعمته أهل بيت نرق على موالينا ، ونسر بتتابع احسان
الله اليهم وفضله لديهم ، ونعتد بكل نعمة ينعمها الله عز وجل عليهم.
فأتم الله عليكم
بالحق ومن كان مثلك ممن قد ; ، وبصره بصيرتك ونزع عن الباطل ولم يعم في طغيانه نعمه.
فان تمام النعمة
دخولك الجنة ، وليس من نعمة وأن جل أمرها وعظم خطرها الا والحمد لله تقدست أسماؤه
عليها مؤدى شكرها.
وأنا أقول الحمد
لله مثل ما حمد الله به حامد الى أبد الابد ، بما من عليك من نعمة ، ونجاك من
الهلكة ، وسهل سبيلك على العقبة ، وايم الله أنها لعقبة كئود شديد أمرها صعب ،
مسلكها عظيم ، بلاؤها طويل ، عذابها قديم في الزبر الاولى ذكرها.
ولقد كانت منكم
أمور في أيام الماضي 7 الى أن مضى لسبيله ، صلى الله على روحه ، وفي أيامي هذه
كنتم بها غير محمودي الشأن ولا مسددي التوفيق.
واعلم يقينا يا
اسحاق أن من خرج من هذه الحياة أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ، انها يا ابن
اسماعيل ليس تعمى الابصار لكن تعمى القلوب التي في الصدور ، وذلك قول الله عز وجل
في محكم كتابه للظالم ( رَبِّ لِمَ
حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً ) قال الله عز وجل ( كَذلِكَ
أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى ) .
__________________
وأية آية يا اسحاق
أعظم من حجة الله عز وجل على خلقه وأمينه في بلاده وشاهده على عباده ، من بعد ما
سلف من آبائه الاولين من النبيين وآبائه الاخرين من الوصيين عليهم أجمعين رحمة
الله وبركاته.
فأين يتاه بكم
وأين تذهبون كالأنعام على وجوهكم عن الحق تصدفون ، وبالباطل تؤمنون ، وبنعمة الله
تكفرون ، أو تكذبون ، ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ، فما جزاء من يفعل ذلك
منكم ومن غيركم الا خزي في الحياة الدنيا الفانية ، وطول عذاب الآخرة الباقية ،
وذلك والله الخزي العظيم.
ان الله بفضله
ومنه لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض عليكم لحاجة منه إليكم ، بل برحمة منه لا إله
الا هو عليكم ، ليميز الخبيث من الطيب ، وليبتلي ما في صدوركم ، وليمحص ما في
قلوبكم ، ولتتسابقون الى رحمته ، وتتفاضل منازلكم في جنته.
ففرض عليكم الحج
والعمرة واقام الصلاه وايتاء الزكاة والصوم والولاية ، وكفاهم لكم بابا ، لتفتحوا
أبواب الفرائض ، ومفتاحا الى سبيله ، ولو لا محمد 6 والاوصياء من بعده : لكنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا
من الفرائض ، وهل تدخل قرية الا من بابها؟
فلما من عليكم
باقامة الاولياء بعد نبيه 6 قال الله عز وجل لنبيه ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ
دِيناً ) وفرض عليكم لأوليائه حقوقا أمركم بأدائها اليهم ، ليحل لكم
ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومآكلكم ومشاربكم ومعرفتكم بذلك النماء
والبركة والثروة وليعلم من يطيعه منكم بالغيب قال الله عز وجل ( قُلْ لا
أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) .
__________________
واعلموا أن من
يبخل فانما يبخل على نفسه ، وأن الله هو الغني وأنتم الفقراء اليه ، لا إله الا هو
، ولقد طالت المخاطبة فيما بيننا وبينكم فيما هو لكم وعليكم ، ولو لا ما يجب من
تمام النعمة من الله عز وجل عليكم : لما أريتكم لي خطا ولا سمعتم مني حرفا من بعد
الماضي 7 ، أنتم في غفلة عما اليه معادكم ، ومن بعد الثاني رسولي وما ناله منكم حين
أكرمه الله بمصيره إليكم ، ومن بعد اقامتي لكم ابراهيم بن عبده ، وفقه الله
لمرضاته ، وأعانه على طاعته ، وكتابي الذي حمله محمد بن موسى النيسابوري ، والله المستعان
على كل حال.
واني أراكم تفرطون
في جنب الله فتكونون من الخاسرين ، فبعدا وسحقا لمن رغب عن طاعة الله ولم يقبل
مواعظ أوليائه ، وقد أمركم الله جل وعلا بطاعته ، لا إله الا هو ، وطاعة رسوله 6 وبطاعة أولي
الامر : ، فرحم الله ضعفكم وقلة صبركم عما أمامكم.
فما أغر الانسان
بربه الكريم ، واستجاب الله دعائي فيكم وأصلح أموركم على يدي ، فقد قال الله جل
جلاله ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) وقال جل جلاله ( وَكَذلِكَ
جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ وَيَكُونَ
الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) وقال الله جل جلاله ( كُنْتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ ) .
فما أحب أن يدعو
الله جل جلاله بي ولا بمن هو في امامي الا حسب رقتي عليكم ، وما انطوى لكم عليه من
حب بلوغ الأمل في الدارين جميعا ، والكينونة معنا في الدنيا والآخرة.
فقد يا اسحاق
يرحمك الله ويرحم من هو وراءك بينت لك بيانا وفسرت لك تفسيرا ، وفعلت بكم فعل من
لم يفهم هذا الامر قط ولم يدخل فيه طرفة عين ، ولو
__________________
فهمت الصم الصلاب
بعض ما في هذا الكتاب لتصدعت قلقا خوفا من خشية الله ورجوعا الى طاعة الله عز وجل.
فاعملوا من بعد ما
شئتم ، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة
فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين والحمد لله كثيرا رب العالمين.
وأنت رسولي يا
اسحاق الى ابراهيم بن عبده وفقه الله ، أن يعمل بما ورد عليه في كتابي مع محمد بن
موسى النيسابوري إن شاء الله ، ورسولي الى نفسك ، والى كل من خلفك ببلدك ، أن
يعملوا بما ورد عليكم في كتابي مع محمد بن موسى إن شاء الله ، ويقرأ ابراهيم بن
عبده كتابي هذا ومن خلفه ببلده ، حتى لا يسألوني ، وبطاعة الله يعتصمون ، والشيطان
بالله عن أنفسهم يجتنبون ولا يطيعون.
وعلى ابراهيم بن
عبده سلام الله ورحمته ، وعليك يا اسحاق وعلى جميع موالي السلام كثيرا ، سددكم
الله جميعا بتوفيقه ، وكل من قرأ كتابنا هذا من موالي من أهل بلدك ، ومن هو
بناحيتكم ، ونزع عما هو عليه من الانحراف عن الحق : فليؤد حقوقنا الى ابراهيم بن
عبده ، وليحمل ذلك ابراهيم بن عبده الى الرازي 2 ، أو الى من يسمي له الرازي ، فان ذلك عن أمري ورأيي إن
شاء الله.
ويا اسحاق اقرأ
كتابنا على البلالي 2 ، فانه الثقة المأمون العارف بما يجب عليه ، واقرأه على
المحمودي عافاه الله ، فما أحمدنا له لطاعته ، فاذا وردت بغداد فأقرأه على الدهقان
وكيلنا وثقتنا والذي يقبض من موالينا ، وكل من أمكنك من موالينا فأقرئهم هذا
الكتاب ، وينسخه من أراد منهم نسخة إن شاء الله تعالى.
ولا يكتم أمر هذا
عمن يشاهده من موالينا ، الا من شيطان مخالف لكم ، فلا تنثرن الدر بين أظلاف
الخنازير ، ولا كرامة لهم ، وقد وقعنا في كتابك بالوصول والدعاء لك ولمن شئت ، وقد
أجبنا شيعتنا عن مسألته والحمد لله فما بعد الحق الا الضلال.
فلا تخرجن من
البلدة حتى تلقي العمري 2 برضاي عنه ، وتسلم عليه وتعرفه ويعرفك فانه الطاهر الامين
العفيف القريب منا وإلينا ، فكل ما يحمل إلينا من شيء من النواحي فاليه المسير
آخر عمره ، ليوصل ذلك إلينا.
والحمد لله كثيرا
، سترنا الله واياكم يا اسحاق بستره ، وتولاك في جميع أمورك بصنعه ، والسلام عليك
وعلى جميع موالي ورحمة الله وبركاته ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم
كثيرا.
ما روى في
عبد الله بن حمدويه البيهقى
وابراهيم
بن عبده النيسابورى
رحمهما
لله
١٠٨٩ ـ قال أبو
عمرو : حكى بعض الثقات ، أن أبا محمد صلوات الله عليه كتب الى ابراهيم بن عبده :
وكتابي الذي ورد على ابراهيم بن عبده بتوكيلى اياه لقبض حقوقي من موالينا هناك :
نعم هو كتابي بخطي اليه أعني ابراهيم بن عبده لهم ببلدهم حقا غير باطل ، فليتقوا
الله حق تقاته وليخرجوا من حقوقي وليدفعوها اليه ، فقد جوزت له ما يعمل به فيها ،
وفقه الله ومن عليه بالسلامة من التقصير برحمته.
ومن كتاب له 7 الى عبد الله بن
حمدويه البيهقي : وبعد ، فقد نصبت لكم ابراهيم بن عبده ليدفع النواحي وأهل ناحيتك
حقوقي الواجبة عليكم اليه ، وجعلته ثقتي وأميني عند موالي هناك ، فليتقوا الله
وليراقبوا وليؤدوا الحقوق ، فليس لهم عذر في ترك ذلك ولا تأخيره ، ولا أشقاهم الله
بعصيان أوليائه ، و ٤ واياك معهم برحمتي لهم ، ان الله واسع كريم.
في محمد
بن سنان
١٠٩٠ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد ، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران ، قال : أخبرني عبد الله بن عامر
، عن شاذويه بن الحسين بن داود القمي ، قال : دخلت
على أبي جعفر 7 وبأهلي حبل ،
فقلت جعلت فداك ادع الله ان يرزقني ولدا ذكرا ، فأطرق مليا ثم رفع رأسه ، فقال :
اذهب فان الله يرزقك غلاما ذكرا ، ثلاث مرات.
قال : وقدمت مكة
فصرت الى المسجد ، فأتى محمد بن الحسن بن صباح برسالة من جماعة من أصحابنا ، منهم
صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وابن أبي عمير وغيرهم ، فأتيتهم ، فسألوني؟ فخبرتهم
بما قال ، فقالوا لي فهمت عنه ذكى أو زكي؟ فقلت : ذكي قد فهمته.
قال ابن سنان :
أما أنت سترزق ولدا ذكرا أما أنه يموت على المكان أو يكون ميتا ، فقال أصحابنا
لمحمد بن سنان : أسأت قد علمنا الذي علمت ، فأتى غلام في المسجد ، فقال : أدرك فقد
مات أهلك ، فذهبت مسرعا فوجدتها على شرف الموت ، ثم لم تلبث أن ولدت غلاما ذكرا
ميتا.
١٠٩١ ـ ورأيت في
بعض كتب الغلاة وهو كتاب الدور : عن الحسن بن علي ، عن الحسن بن شعيب ، عن محمد بن
سنان ، قال : دخلت على أبي جعفر الثاني 7 فقال لي : يا محمد كيف أنت اذا لعنتك وبرئت منك وجعلتك
محنة للعالمين أهدي بك من أشاء وأضل بك من أشاء؟ قال ، قلت له : تفعل بعبدك ما
تشاء يا سيدي أنت على كل شيء قدير.
ثم قال : يا محمد
أنت عبد قد أخلصت لله اني ناجيت الله فيك ، فأبى الا أن يضل بك كثيرا ويهدي بك
كثيرا.
١٠٩٢ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا أبو سعيد الادمي ، عن محمد بن مرزبان ، عن محمد بن سنان ، قال : شكوت
الى الرضا 7 وجع العين ، فأخذ قرطاسا فكتب الى أبي جعفر 7 ، وهو أقل من نيتي ، فدفع الكتاب الى الخادم وأمرني أن
أذهب معه ، وقال : أكتم ، فأتيناه وخادم قد حمله ، قال : ففتح الخادم الكتاب بين
يدي أبي جعفر 7 ، فجعل أبو جعفر 7 ينظر في الكتاب ويرفع رأسه الى السماء ، ويقول : ناج ،
ففعل ذلك مرارا ، فذهب كل وجع في عيني ، وأبصرت بصرا لا يبصره أحد.
قال : فقلت لأبي
جعفر 7 : جعلك الله شيخا على هذه الامة ، كما جعل عيسى ابن مريم شيخا على بني
اسرائيل ، قال ، ثم قلت له : يا شبيه صاحب فطرس ، قال : وانصرفت وقد أمرني الرضا 7 أن أكتم ، فما
زلت صحيح البصر حتى أذعت ما كان من أبي جعفر 7 في أمر عيني ، فعاودني الوجع.
قال ، قلت لمحمد
بن سنان : ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب فطرس؟ فقال : ان الله تعالى غضب على ملك من
الملائكة يدعى فطرس ، فدق جناحه ورمي في جزيرة من جزائر البحر ، فلما ولد الحسين 7 بعث الله عز وجل
جبريل الى محمد 6 ليهنئه بولادة الحسين 7 ، وكان جبريل صديقا لفطرس فمر به وهو في الجزيرة مطروح ،
فخبره بولادة الحسين 7 وما أمر الله به ، فقال له : هل لك أن أحملك على جناح من
أجنحتي وأمضي بك الى محمد 6 ليشفع لك؟ قال ، فقال فطرس : نعم.
فحمله على جناح من
أجنحته حتى أتى به محمدا 6 ، فبلغه تهنية ربه تعالى ثم حدثه بقصة فطرس ، فقال محمد 6 لفطرس : امسح
جناحك على مهد الحسين وتمسح به ، ففعل ذلك فطرس ، فجبر الله جناحه ورده الى منزله
مع الملائكة.
١٠٩٣ ـ ووجدت بخط
جبريل بن أحمد ، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ،
ومحمد بن سنان ، جميعا قالا : كنا بمكة وأبو الحسن الرضا 7 بها ، فقلنا له
جعلنا فداك نحن خارجون وأنت مقيم ، فان رأيت أن تكتب لنا الى أبي جعفر 7 كتابا نلم به
فكتب اليه ، فقدمنا فقلنا للموفق أخرجه إلينا ، قال : فأخرجه إلينا وهو في صدر
موفق ، فأقبل يقرؤه ويطويه وينظر فيه ويتبسم حتى أتى على آخره ، ويطويه من أعلاه
وينشره من أسفله.
قال محمد بن سنان
: فلما فرغ من قراءته حرك رجله وقال : ناج ناج ، فقال أحمد : ثم قال ابن سنان عند
ذلك : فطرسية فطرسية.
ما روى في
الحسن بن محبوب
١٠٩٤ ـ علي بن
محمد القتيبي ، قال : حدثني جعفر بن محمد بن الحسن ابن محبوب ، نسبة جده الحسن بن
محبوب : أن الحسن بن محبوب ، ابن وهب ابن جعفر بن وهب ، وكان وهب عبدا سنديا
مملوكا لجرير بن عبد الله البجلي وكان زرادا فصار الى أمير المؤمنين 7 ، وسأله أن
يبتاعه عن جرير ، فكره جرير أن يخرجه من يده ، فقال : الغلام حر قد أعتقته فلما صح
عتقه صار في خدمة أمير المؤمنين 7.
ومات الحسن بن
محبوب في آخر سنة أربع وعشرين ومأتين ، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة ، وكان آدم
شديد الادمة أنزع سناطا خفيف العارضين ربعة من الرجال يخمع من وركه الايمن.
١٠٩٥ ـ أحمد بن
علي القمي السلولي ، قال : حدثني الحسن بن خرزاذ ، عن الحسن بن علي بن النعمان ،
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال قلت لأبي الحسن الرضا 7 : ان الحسن بن
محبوب الزراد أتانا عنك برسالة ، قال : صدق ، لا تقل الزراد ، بل قل السراد ان
الله تعالى يقول ( وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ) .
قال نصر بن الصباح
: ابن محبوب لم يكن يروي عن ابن فضال ، بل هو أقدم من ابن فضال وأسن ، وأصحابنا
يتهمون ابن محبوب في روايته عن ابن أبي حمزة ، وسمت أصحابنا أن محبوبا أبا حسن كان
يعطي الحسن بكل حديث يكتبه عن علي بن رئاب درهما واحدا.
ما روى في
عبد الله بن جندب
١٠٩٦ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، عن بعض أصحابنا ، قال ، قال عبد الله
بن جندب لأبي الحسن 7 : ألست عني راضيا قال : أي والله ورسول الله والله عنك
راض.
__________________
قال : ونظر أبو
الحسن 7 يوما اليه وهو مول ، فقال : هذا يقاس.
١٠٩٧ ـ محمد بن
سعد بن مزيد أبو الحسن ، ومحمد بن أحمد بن حماد المروزي ، قال : روى أبي ; ، عن يونس بن عبد
الرحمن ، قال : رأيت عبد الله ابن جندب وقد أفاض من عرفة ، وكان عبد الله أحد
المتهجدين قال يونس : فقلت له قد رأى الله اجتهادك منذ اليوم.
فقال لي عبد الله
: والله الذي لا إله الا هو ، لقد وقفت موقفي هذا وأفضت ، ما سمعني الله دعوت
لنفسي بحرف واحد ، لأني سمعت أبا الحسن 7 يقول : الداعي لأخيه المؤمن بظهر الغيب ينادي من أعنان
السماء ، لك بكل واحدة مائة ألف ، فكرهت مضمونة لواحدة لا أدري أجاب اليها أم لا.
١٠٩٨ ـ حدثني
حمدويه بن نصير ، قال : حدثني يعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، وكان
سيئ الرأى في يونس ; ، قال ، قيل لأبي الحسن 7 وأنا أسمع : ان يونس مولى آل يقطين يزعم أن موليكم
والمتمسك بطاعتكم عبد الله بن جندب يعبد الله على سبعين حرفا ، ويقول انه شاك ،
قال ، فسمعته يقول : هو والله أولى بأن يعبد الله على حرف ماله ولعبد الله بن جندب
، ان عبد الله بن جندب لمن المخبتين.
في أحمد
بن محمد بن أبى نصر البزنطى
١٠٩٩ ـ وجدت بخط
جبريل بن أحمد الفاريابي ، حدثني محمد بن عبد الله ابن مهران ، قال : أخبرني أحمد
بن محمد بن أبي نصر ، قال : دخلت على أبي الحسن 7 أنا وصفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وأظنه ، قال : عبد الله
بن المغيرة أو عبد الله ابن جندب وهو بصري.
قال : فجلسنا عنده
ساعة ثم قمنا ، فقال لي : أما أنت يا أحمد فاجلس ، فجلست فأقبل يحدثني فأسأله
فيجيبني ، حتى ذهب عامة الليل ، فلما أردت الانصراف ، قال
لي : يا أحمد
تنصرف أو تبيت؟ قلت : جعلت فداك ذاك إليك ان أمرت بالانصراف انصرفت وان أمرت
بالقيام أقمت قال : أقم فهذا الحر وقد هدأ الليل وناموا ، فقام وانصرف.
فلما ظننت أنه قد
دخل : خررت لله ساجدا ، فقلت الحمد لله حجة الله ووارث علم النبيين أنس بي من بين
اخواني وحببني فأنا في سجدتي وشكري فما علمت الا وقد رفسني برجله ، ثم قمت فأخذ
بيدي فغمزها ثم قال : يا أحمد ان أمير المؤمنين 7 عاد صعصعة بن صوحان في مرضه ، فلما قام من عنده قال له :
يا صعصعة لا تفتخرن على اخوانك بعيادتي اياك واتق الله ، ثم انصرف عني.
١١٠٠ ـ محمد بن
الحسن البراثي ، وعثمان بن حامد الكشيان ، قالا : حدثنا محمد بن يزداد ، قال :
حدثنا أبو زكريا ، عن اسماعيل بن مهران ، قال محمد بن يزداد : وحدثنا الحسن بن علي
بن نعمان ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : كنت عند الرضا 7 ، قال : فأمسيت
عنده ، قال ، فقلت : انصرف فقال لي : لا تنصرف فقد أمسيت ، قال فاقمت عنده ، قال ،
فقال لجاريته : هاتي مضربتي ووسادتي فافرشي لأحمد في ذلك البيت.
قال : فلما صرت في
البيت دخلني شيء فجعل يخطر ببالي : من مثلي في بيت ولي الله وعلى مهاده فناداني
يا أحمد ان أمير المؤمنين 7 عاد صعصعة بن صوحان ، فقال : يا صعصعة لا تجعل عيادتي اياك
فخرا على قومك ، وتواضع لله يرفعك الله.
١١٠١ ـ محمد بن
الحسن ، قال : حدثنا محمد بن يزداد ، قال : حدثني أبو زكريا يحيى بن محمد الرازي ،
عن محمد بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : لما أتي بأبي الحسن 7 أخذ به على
القادسية ولم يدخل الكوفة ، وأخذ به على البر الى البصرة.
قال : فبعث إلي
مصحفا وأنا بالقادسية ، ففتحته فوقعت بين يدي سورة لم تكن
فاذا هي أطول
وأكثر مما يقرأها الناس ، قال : فحفظت منه أشياء قال : فأتاني مسافر ومعه منديل
وطين وخاتم ، فقال : هات ، فدفعتة اليه ، فجعله في المنديل ووضع عليه الطين وختمه
، فذهب عني ما كنت حفظت منه ، فجهدت أن أذكر منه حرفا واحدا فلم أذكره.
ما روى في
اسماعيل بن مهران
١١٠٢ ـ حدثني محمد
بن مسعود ، قال : سألت علي بن الحسن ، عن اسماعيل بن مهران ، قال : رمي بالغلو.
قال محمد بن مسعود
: يكذبون عليه كان تقيا ثقة خيرا فاضلا.
اسماعيل بن مهران
بن محمد بن أبي نصر ، وأحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر كان من ولد السكون.
في محمد
بن أبى عمير الازدى
١١٠٣ ـ قال أبو
عمرو : قال محمد بن مسعود : حدثني علي بن الحسن قال : ابن أبي عمير أفقه من يونس
وأصلح وأفضل.
قال نصر بن الصباح
: ابن أبي عمير أسن من يونس.
وقال نصر أيضا :
ابن أبي عمير روى عن ابن بكير ، وذكر أن محمد بن أبي عمير أخذ وحبس وأصابه من
الجهد والضيق والضرب أمر عظيم ، وأخذ كل شيء كان له وصاحبه المأمون ، وذلك بعد
موت الرضا 7 ، وذهبت كتب ابن أبي عمير فلم يخلص كتب أحاديثه ، فكان يحفظ أربعين جلدا
فسماه نوادر ، فلذلك يوجد أحاديث متقطعة الاسانيد.
١١٠٤ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثنا أبو العباس بن عبد الله بن سهل البغدادي الواضحي ، قال :
حدثنا الريان بن الصلت ، قال : حدثنا يونس بن عبد الرحمن : ان ابن أبي عمير بحر
طارس بالموقف والمذهب.
١١٠٥ ـ علي بن
محمد القتيبي ، قال ، قال أبو محمد الفضل بن شاذان سأل أبي 2 ، محمد بن أبي
عمير ، فقال له : انك قد لقيت مشايخ العامة فكيف لم تسمع منهم؟ فقال : قد سمعت
منهم ، غير أني رأيت كثيرا من أصحابنا قد سمعوا علم العامة وعلم الخاصة ، فاختلط
عليهم حتى كانوا يروون حديث العامة عن الخاصة وحديث الخاصة عن العامة ، فكرهت أن
يختلط علي ، فتركت ذلك وأقبلت على هذا.
وجدت بخط أبي عبد
الله الشاذاني ، سمعت أبا محمد الفضل بن شاذان ، يقول : سعي بمحمد بن أبى عمير
واسم أبي عمير زياد الى السلطان : أنه يعرف أسامي عامة الشيعة بالعراق ، فأمره
السلطان أن يسميهم ، فامتنع ، فجرد وعلق بين العقارين وضرب مائة سوط.
قال الفضل : فسمعت
ابن أبي عمير يقول : لما ضربت فبلغ الضرب مائة سوط أبلغ الضرب الالم إلي ، فكدت أن
أسمي ، فسمعت نداء محمد بن يونس بن عبد الرحمن يقول : يا محمد بن أبي عمير اذكر
موقفك بين يدي الله تعالى ، فتقويت بقوله فصبرت ولم أخبر ، والحمد لله ، قال الفضل
: فاضربه في هذا الشأن أكثر من مائة ألف درهم.
١١٠٦ ـ قال محمد
بن مسعود : سمعت علي بن الحسن بن فضال ، يقول : كان محمد بن أبي عمير أفقه من يونس
وأصلح وأفضل.
وجدت في كتاب أبي
عبد الله الشاذاني بخطه ، سمعت أبا محمد الفضل بن شاذان ، يقول : دخلت العراق
فرأيت واحدا يعاتب صاحبه ، ويقول له : أنت رجل عليك عيال وتحتاج أن تكتسب عليهم ،
وما آمن أن تذهب عيناك لطول سجودك ، فلما أكثر عليه ، قال : أكثرت علي ويحك ، لو
ذهبت عين أحد من السجود لذهبت عين ابن أبي عمير ، ما ظنك برجل سجد سجدة الشكر بعد
صلاة الفجر فما رفع رأسه الا عند زوال الشمس.
وسمعته يقول : أخذ
يوما شيخي بيدي وذهب بي الى ابن أبي عمير ، فصعدنا
اليه في غرفة
وحوله مشايخ له يعظمونه ويبجلونه ، فقلت لأبي : من هذا؟ قال : هذا ابن أبي عمير ،
قلت : الرجل الصالح العابد؟ قال : نعم.
وسمعته يقول : ضرب
ابن أبي عمير مائة خشبة وعشرين خشبة أيام هارون لعنه الله ، تولى ضربه السندي بن
شاهك على التشيع وحبس ، فأدى مائة وأحدا وعشرين ألفا حتى خلي عنه ، فقلت : وكان
متمولا؟ قال : نعم كان رب خمسمائة ألف درهم.
ما روى في
بكر بن محمد الازدى
١١٠٧ ـ قال حمدويه
: ذكر محمد بن عيسى العبيدي : أن بكر بن محمد الازدي خير فاضل ، وبكر بن محمد كان
ابن أخي سدير الصيرفي.
١١٠٨ ـ علي بن
محمد القتيبي ، قال : حدثنا أبو محمد الفضل بن شاذان ، قال : حدثنا ابن أبي عمير ،
عن بكر بن محمد ، قال : حدثني عمي سدير.
ما روى في
على بن عبيد الله بن الحسين بن
على بن
الحسين بن على بن أبى طالب
عليهم السلام
١١٠٩ ـ قرأت في
كتاب محمد بن الحسن بن بندار بخطه ، حدثني محمد ابن يحيى العطار ، قال : حدثني
أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن سليمان بن جعفر ، قال : قال لي علي
بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب : : أشتهي أن أدخل
على أبي الحسن الرضا 7 أسلم عليه ، قلت : فما يمنعك من ذلك؟ قال : الاجلال
والهيبة له وأتقي عليه.
قال : فاعتل أبو
الحسن 7 علة خفيفة وقد عاده الناس ، فلقيت علي بن عبيد الله ، فقلت : قد جاءك ما تريد
، قد اعتل أبو الحسن 7 علة خفيفة وقد عاده الناس ، فان أردت الدخول عليه فاليوم.
قال : فجاء الى
أبي الحسن 7 عائدا فلقيه أبو الحسن 7 بكل ما يحب من التكرمة والتعظيم ، ففرح بذلك علي بن عبيد
الله فرحا شديدا.
ثم مرض علي بن
عبيد الله ، فعاده أبو الحسن 7 وأنا معه ، فجلس حتى خرج من كان في البيت ، فلما خرجنا
أخبرتني مولاة لنا أن أم سلمة امرأة علي بن عبيد الله كانت من وراء الستر تنظر
اليه ، فلما خرج : خرجت وانكبت على الموضع الذي كان أبو الحسن 7 فيه جالسا تقبله
وتتمسح به.
قال سليمان : ثم
دخلت على علي بن عبيد الله ، فأخبرني بما فعلت أم سلمة ، فخبرت به أبا الحسن 7 ، فقال : يا
سليمان ان علي بن عبيد الله وامرأته وولده من أهل الجنة ، يا سليمان ان ولد علي
وفاطمة 8 اذا عرفهم الله هذا الامر لم يكونوا كالناس.
ما روى في
عبد الله بن المغيرة وهو كوفى
١١١٠ ـ وجدت بخط
أبي عبد الله محمد بن شاذان ، قال العبيدي محمد بن عيسى : حدثني الحسن بن علي بن
فضال ، قال قال عبد الله بن المغيرة : كنت واقفا فحججت على تلك الحالة ، فلما صرت
بمكة خلج في صدري شيء ، فتعلقت بالملتزم ثم قلت : اللهم قد علمت طلبتي وارادتي
فارشدني الى خير الاديان.
فوقع في نفسي أن
آتي الرضا 7 ، فأتيت المدينة فوقفت ببابه ، فقلت للغلام : قل لمولاك رجل من أهل العراق
بالباب ، فسمعت نداءه أدخل يا عبد الله بن المغيرة ، فدخلت ، فلما نظر إلي قال :
قد أجاب الله دعوتك وهداك لدينك ، فقلت : أشهد أنك حجة الله وأمينه على خلقه.
ما روى في
زكريا بن آدم القمى
١١١١ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف ، عن محمد بن حمزة ، عن زكريا
بن آدم ، قال ، قلت للرضا 7 : اني أريد الخروج
عن أهل بيتي فقد
كثر السفهاء فيهم ، فقال : لا تفعل فان أهل بيتك يدفع عنهم بك ، كما يدفع عن أهل
بغداد بابي الحسن الكاظم 7.
١١١٢ ـ وعنه ، عن
سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن الوليد ، عن علي بن المسيب ، قال
: قلت للرضا 7 شقتي بعيدة ولست أصل إليك في كل وقت ، فممن آخذ معالم ديني؟ فقال : من زكريا
بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا ، قال علي بن المسيب : فلما انصرفت قدمت
على زكريا بن آدم فسألته عما احتجت اليه.
أحمد بن الوليد ،
عن علي بن المسيب ، قال : قلت للرضا شقتي بعيدة ، وذكر مثله.
١١١٣ ـ علي بن
محمد ، قال : حدثنا بنان بن محمد ، عن علي بن مهزيار ، عن بعض القميين ، بكتابه
ودعائه لزكريا بن آدم.
١١١٤ ـ عن محمد بن
اسحاق والحسن بن محمد قالا : خرجنا بعد وفاة زكريا بن آدم بثلاثة أشهر نحو الحج ،
فتلقانا كتابه 7 في بعض الطريق ، فاذا فيه : ذكرت ما جرى من قضاء الله
تعالى في الرجل المتوفى ; عليه يوم ولد ويوم قبض ويوم يبعث حيا ، فقد عاش أيام حياته
عارفا بالحق قائلا به صابرا محتسبا للحق ، قائما بما يجب لله عليه ولرسوله.
ومضى رحمة الله
عليه غير ناكث ولا مبدل ، فجزاه الله أجر نيته وأعطاه خير أمنيته ، وذكرت الرجل
الموصى اليه ، ولم تعرف فيه رأينا ، وعندنا من المعرفة به أكثر مما وصفت ، يعني
الحسن بن محمد بن عمران.
١١١٥ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد القمي ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى القمي
، قال : بعث إلي أبو جعفر 7 غلامه ومعه كتابه ، فأمرني أن أصير اليه ، فأتيته فهو بالمدينة
نازل في دار بزيع ، فدخلت عليه وسلمت عليه ، فذكر في صفوان ومحمد بن سنان وغيرهما
مما قد سمعه غير واحد ، فقلت
في نفسي استعطفه
على زكريا بن آدم لعله أن يسلم مما قال في هؤلاء ، ثم رجعت الى نفسي فقلت من أنا
ان أتعرض في هذا وفي شبهه ، مولاي هو أعلم بما يصنع.
فقال لي : يا أبا
علي ليس على مثل أبي يحيى يعجل وقد كان من خدمته لأبي 7 ومنزلته عنده
وعندي من بعده ، غير أني احتجت الى المال الذي عنده ، فقلت جعلت فداك هو باعث إليك
بالمال.
وقال لي : ان وصلت
اليه فاعلمه أن الذي منعني من بعث المال اختلاف ميمون ومسافر ، فقال : احمل كتابي
اليه ومره أن يبعث إلي بالمال ، فحملت كتابه الى زكريا فوجه اليه بالمال ، قال ،
فقال لي أبو جعفر 7 ابتداء منه : ذهبت الشبهة ما لأبي ولد غيري فقلت : صدقت
جعلت فداك.
ما روى في
أحمد بن عمر الحلبى
١١١٦ ـ خلف بن
حماد ، قال : حدثني أبو سعيد الادمي ، قال : حدثني أحمد ابن عمر الحلبي ، قال :
دخلت على الرضا 7 بمنى ، فقلت له : جعلت فداك كنا أهل بيت غبطة وسرور ونعمة
، وأن الله قد أذهب بذلك كله حتى احتجنا الى من كان يحتاج إلينا ، فقال لي : يا
أحمد ما أحسن حالك يا أحمد بن عمر فقلت له : جعلت فداك حالي ما أخبرتك.
فقال لي : يا أحمد
أيسرك أنك على بعض ما عليه هؤلاء الجبارون ولك الدنيا مملوة ذهبا؟ فقلت له : لا
والله يا بن رسول الله ، فضحك ثم قال : ترجع من هاهنا الى خلف ، فمن أحسن حالا منك
وبيدك صناعة لا تبيعها بملاء الدنيا ذهبا ، ألا أبشرك فقد سرني الله بك وبآبائك.
فقال لي أبو جعفر 7 في قول الله عز
وجل ( وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما ) لوح من ذهب فيه
مكتوب : بسم الله الرحمن الرحيم لا إله الا الله محمد رسول الله ، عجبت لمن أيقن
بالموت كيف يفرح ، ومن يرى الدنيا وتغيرها بأهلها كيف يركن اليها ،
__________________
وينبغي لمن غفل عن
الله أن لا يستبطئ الله في رزقه ولا يتهمه في قضائه.
ثم قال : رضيت يا
أحمد؟ قال ، قلت : عن الله تعالى وعنكم أهل البيت.
ما روى في
عثمان بن عيسى الرواسى الكوفى
١١١٧ ـ ذكر نصر بن
الصباح : أن عثمان بن عيسى كان واقفيا ، وكان وكيل أبي الحسن موسى 7 ، وفي يده مال
فسخط عليه الرضا 7.
قال : ثم تاب
عثمان وبعث اليه بالمال ، وكان شيخا عمر ستين سنة ، وكان يروي عن أبي حمزة الثمالى
، ولا يتهمون عثمان بن عيسى.
١١١٨ ـ حمدويه ،
قال قال محمد بن عيسى : ان عثمان بن عيسى رأى في منامه أنه يموت بالحير فيدفن
بالحير ، فرفض الكوفة ومنزله ، وخرج الحير وابناه معه ، فقال : لا أبرح منه حتى
يمضي الله مقاديره ، وأقام يعبد ربه جل وعز حتى مات ودفن فيه ، وصرف ابنيه الى
الكوفة.
في على بن
اسماعيل
١١١٩ ـ نصر بن
الصباح ، قال : علي بن اسماعيل ثقة ، وهو علي بن السدي لقب اسماعيل بالسدي.
في عثمان
بن عيسى أيضا
١١٢٠ ـ علي بن
محمد ، قال : حدثني محمد بن أحمد بن يحيى ، عن أحمد ابن الحسين ، عن محمد بن
الجمهور ، عن أحمد بن محمد ، قال : أحد القوم عثمان ابن عيسى ، وكان يكون بمصر ،
وكان عنده مال كثير وست جوار ، فبعث اليه أبو الحسن 7 فيهن وفي المال ، وكتب اليه : ان أبي قد مات وقد اقتسمنا
ميراثه ، وقد صحت الاخبار بموته ، واحتج عليه. قال ، فكتب اليه : ان لم يكن أبوك
مات فليس من ذلك شيء وان كان قد مات على ما تحكي فلم يأمرني بدفع شيء إليك ، وقد
أعتقت الجواري.
في الحسين
بن مهران
١١٢١ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : حدثنا اسماعيل ابن مهران ، عن أحمد بن محمد ،
قال : كتب الحسين بن مهران الى أبي الحسن الرضا 7 ، كتابا ، قال : فكان يمشي شاكا في وقوفه ، قال : فكتب الى
أبي الحسن 7 يأمره وينهاه ، فأجابه أبو الحسن 7 بجواب ، وبعث به الى أصحابه فنسخوه ورد اليه لئلا يستره
حسين بن مهران ، وكذلك كان يفعل اذا سأل عن شيء فأحب ستر الكتاب.
وهذه نسخة الكتاب
الذي أجابه به : بسم الله الرحمن الرحيم ، عافانا الله واياك ، جاءني كتابك تذكر
فيه الرجل الذي عليه الخيانة والعين تقول أخذته ، وتذكر ما تلقاني به وتبعث إلي
بغيره ، واحتججت فيه فأكثرت وعبت عليه أمرا وأردت الدخول في مثله ، تقول : انه عمل
في أمري بعقله وحيلته ، نظرا منه لنفسه وارادة أن تميل اليه قلوب الناس ، ليكون
الامر بيده واليه ، يعمل فيه برأيه يزعم أني طاوعته فيما أشار به علي ، وهذا أنت
تشير علي فيما يستقيم عندك في العقل والحيلة بعدك ، لا يستقيم الامر الا بأحد
أمرين.
اما قبلت الامر
على ما كان يكون عليه ، واما أعطيت القوم ما طلبوا وقطعت عليهم ، والا فالامر
عندنا معوج ، والناس غير مسلمين ما في أيديهم من مال وذاهبون به ، فالامر ليس بعقلك
ولا بحيلتك يكون ولا تفعل الذي تجيله بالرأي والمشورة ، ولكن الامر الى الله عز
وجل وحده لا شريك له ، يفعل في خلقه ما يشاء من يهدي الله فلا مضل له ، ومن يضلله
فلا هادي له ، ولن تجد له مرشدا.
فقلت : وأعمل في
أمرهم وأحتل فيه ، وكيف لك الحيلة ، والله يقول ( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ
جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا
) في التوراة والانجيل ، الى قوله عز وجل ، ( وَلِيَقْتَرِفُوا ما
هُمْ مُقْتَرِفُونَ ) فلو تجيبهم فيما سألوا عنه استقاموا وسلموا ، وقد كان مني
ما أنكرت وأنكروا من بعدي ومد لي لقائي.
__________________
وما كان ذلك مني
الا رجاء الاصلاح ، لقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه : اقتربوا اقتربوا وسلوا
وسلوا فان العلم يفيض فيضا ، وجعل يمسح بطنه ويقول : ما ملىء طعام ولكن ملاءه علم
، والله ما آية نزلت في بر ولا بحر ولا سهل ولا جبل الا أنا أعلمها وأعلم فيمن
نزلت.
وقول أبي عبد الله
7 : الى الله أشكو أهل المدينة انما أنا فيهم كالشعر أتنقل يريدونني على أن لا
أقول الحق.
والله لا أزال
أقول الحق حتى أموت ، فلما قلت حقا أريد به حقن دمائكم ، وجمع أمركم على ما كنتم
عليه ، أن يكون سركم مكنونا عندكم غير فاش في غيركم.
وقد قال رسول الله
6 : سرا أسره الله الى جبريل ، وأسره جبريل الى محمد ، وأسره محمد الى علي
صلوات الله عليهم ، وأسره علي الى من شاء.
ثم قال : قال أبو
جعفر 7 : ثم أنتم تحدثون به في الطريق ، فأردت حيث مضى صاحبكم أن ألف أمركم عليكم ،
لئلا تضيعوه في غير موضعه ، ولا تسألوا عنه غير أهله فتكونوا في مسألتكم اياهم
هلكتم ، فكم دعي الى نفسه ولم يكن داخله.
ثم قلتم : لا بد
اذا كان ذلك منه : يثبت على ذلك ولا يتحول عنه الى غيره ، قلت : لأنه كان من
التقية والكف أولا ، وأما اذا تكلم فقد لزمه الجواب فيما يسأل عنه ، فصار الذي
كنتم تزعمون أنكم تذمون به ، فان الامر مردود الى غيركم ، وأن الفرض عليكم أتباعهم
فيه إليكم.
فصيرتم ما استقام
في عقولكم وآرائكم ، وصح به القياس عندكم بذلك لازما ، لما زعمتم من أن لا يصح
أمرنا ، زعمتم حتى يكون ذلك علي لكم ، فان قلتم ان لم يكن كذلك لصاحبكم فصار الامر
ان وقع إليكم : نبذتم أمر ربكم وراء ظهوركم ، فلا أتبع أهوائكم ، قد ضللت اذا وما
أنا من المهتدين.
وما كان بد من أن
تكونوا كما كان من قبلكم ، قد أخبرتم أنها السنن والامثال
القذة بالقذة ،
وما كان يكون ما طلبتم من الكف أولا ومن الجواب آخر شفاء لصدوركم ولا ذهاب شككم ،
وما كان من أن يكون ما قد كان منكم ، ولا يذهب عن قلوبكم حتى يذهبه الله عنكم ،
ولو قدر الناس كلهم على أن يحبونا ويعرفوا حقنا ويسلموا لأمرنا : فعلوا ولكن الله
يفعل ما يشاء ويهدي اليه من أناب.
فقد أجبتك في
مسائل كثيرة ، فانظر أنت ومن أراد المسائل منها وتدبرها ، فان لم يكن في المسائل
شفاء فقد مضى إليكم مني ما فيه حجة ومعتبر ، وكثرة المسائل معيبة عندنا مكروهة ،
انما يريد أصحاب المسائل المحنة ليجدوا سبيلا الى الشبهة والضلالة ومن أراد لبسا
لبس الله عليه ووكله الى نفسه ، ولا ترى أنت وأصحابك اني أجبت بذلك ، وان شئت صمت
، فذاك إلي لا ما تقوله أنت وأصحابك ، لا تدرون كذا وكذا ، بل لا بد من ذلك ، اذ
نحن منه على يقين وأنتم منه في شك.
ما روى في
عيسى بن جعفر بن عاصم
وأبى على
بن راشد وابن بند
١١٢٢ ـ حدثني محمد
بن قولويه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن هلال ، عن محمد بن
الفرج ، قال : كتبت الى أبي الحسن 7 أسأله عن أبي علي بن راشد وعن عيسى بن جعفر بن عاصم وابن
بند.
فكتب إلي : ذكرت
ابن راشد ; فانه عاش سعيدا ومات شهيدا ودعا لابن بند والعاصمي ، وابن بند ضرب بالعمود
حتى قتل ، وأبو جعفر ضرب ثلاثمائة سوط ورمي به في دجلة.
ما روى في
عبد الله بن طاوس
١١٢٣ ـ وكان عمره
مائة سنة ، وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه ، حدثني الحسن بن أحمد
المالكي ، قال : حدثني عبد الله بن طاوس ، في سنة ثمان وثلاثين ومأتين ؛ قال :
سألت أبا الحسن الرضا 7 وقلت له : ان لي ابن أخ قد زوجته ابنتي وهو يشرب الشراب
ويكثر ذكر الطلاق؟ فقال له : ان كان
من اخوانك فلا شيء
عليه ، وان كان من هؤلاء فانتزعها منه فانما عني الفراق.
فقلت له أروي عن
آبائك : : اياكم والطلقات ثلاثا في مجلس فانهن ذوات أزواج؟ فقال : هذا من إخوانكم لا
منهم ، انه من دان بدين قوم لزمته أحكامهم.
قال ، قلت له : ان
يحيى بن خالد سم أباك موسى بن جعفر صلوات الله عليهما؟ قال : نعم سمه في ثلاثين
رطبة ، قلت له : فما كان يعلم أنها مسمومة؟ قال : غاب عنه المحدث.
قلت : ومن المحدث؟
قال : ملك أعظم من جبريل وميكائيل كان مع رسول الله 6 وهو مع الائمة صلوات الله عليهم ، وليس كل ما طلب وجد ، ثم
قال : انك ستعمر فعاش مائة سنة.
ما روى في
أبى العباس الحميرى
١١٢٤ ـ قال نصر بن
الصباح : أبو العباس الحميري اسمه عبد الله بن جعفر كان استاد أبي الحسن.
ما روى في
جعفر بن بشير العجلى
١١٢٥ ـ قال نصر :
أخذ جعفر بن بشير ; فضرب ولقي شدة حتى خلصه الله ، ومات في طريق مكة ، وصاحبه
المأمون بعد موت الرضا 7 جعفر بن بشير مولى بجيلة كوفي ، مات بالابواء سنة ثمان
ومأتين.
ما روى في
يزيد ومحمد ابنى اسحاق شعر
١١٢٦ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : حدثني يزيد بن اسحاق شعر وكان من أرفع الناس
لهذا الامر ، قال : خاصمني مرة أخي محمد وكان مستويا فقلت له لما طال الكلام بيني
وبينه : ان كان صاحبك بالمنزلة التي تقول فاسأله أن يدعو الله لي حتى أرجع الى
قولكم.
قال ، قال لي محمد
: فدخلت على الرضا 7 فقلت له : جعلت فداك ان لي أخا وهو أسن مني ، وهو يقول
بحياة أبيك وأنا كثيرا ما أناظره ، فقال لي يوما من الايام : سل صاحبك ان كان
بالمنزل الذي ذكرت أن يدعو الله لي حتى أصير الى قولكم! فاني أحب أن تدعو الله له.
قال : فالتفت أبو
الحسن 7 نحو القبلة فذكر ما شاء الله أن يذكر ، ثم قال : اللهم خذ بسمعه وبصره ومجامع
قلبه حتى ترده الى الحق ، قال : وكان يقول هذا وهو رافع يده اليمني ، قال : فلما
قدم أخبرني بما كان ، فو الله ما لثبت الا يسيرا حتى قلت بالحق.
ما روى في
أبى يحيى الموصلى ولقبه كوكب الدم
١١٢٧ ـ قال حمدويه
، عن العبيدي ، عن يونس ، قال : أبو يحيى الموصلي ولقبه كوكب الدم كان شيخا من
الاخيار. قال العبيدي : أخبرني الحسن بن علي بن يقطين : أنه كان يعرفه أيام أبيه
له فضل ودين.
في أبى
عبد الله أحمد بن محمد السيارى ، اصفهانى ويقال بصرى
١١٢٨ ـ طاهر بن
عيسى الوراق ، قال : حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب قال : حدثني الشجاعي ، قال :
حدثني ابراهيم بن محمد بن حاجب ، قال : قرأت في رقعة مع الجواد 7 يعلم من سأل عن
السياري : انه ليس في المكان الذي ادعاه لنفسه والا تدفعوا اليه شيئا.
قال نصر بن الصباح
: السياري أحمد بن محمد أبو عبد الله من ولد سيار ، وكان من كبار الطاهرية في وقت
أبي محمد الحسن العسكري 7.
في على بن
جعفر
١١٢٩ ـ محمد بن
مسعود ، قال : قال يوسف بن السخت : كان علي بن جعفر وكيلا لأبي الحسن 7 ، وكان رجلا من
أهل همينيا ، قرية من قرى سواد
بغداد ، فسعى به
الى المتوكل ، فحسبه فطال حبسه واحتال من قبل عبيد الله ، فعرض ابن خاقان بمال
ضمنه عنه ثلاثة آلاف دينار ، وكلمه عبيد الله بن خاقان بمال ضمنه عنه ثلاثة آلاف
دينار ، وكلمه عبيد الله ، فعرض جامعه على المتوكل ، فقال : يا عبيد الله لو شككت
فيك لقلت أنك رافضي هذا وكيل فلان وأنا على قتله.
قال : فتأدى الخبر
الى علي بن جعفر ، فكتب الى أبي الحسن 7 : يا سيدي الله الله في ، فقد والله خفت أن أرتاب ، فوقع
في رقعته : أما اذا بلغ بك الامر ما أرى فسأقصد الله فيك ، وكان هذا في ليلة
الجمعة.
فأصبح المتوكل
محموما فازدادت علته حتى صرخ عليه يوم الاثنين ، فأمر بتخلية كل محبوس عرض عليه
اسمه ، حتى ذكر هو علي بن جعفر.
فقال لعبيد الله :
لم لم تعرض على أمره؟ فقال : لا أعود الى ذكره أبدا قال : خل سبيله الساعة وسله أن
يجعلني في حل ، فخلي سبيله ، وصار الى مكة بأمر أبي الحسن 7 فجاور بها ، وبرأ
المتوكل من علته.
١١٣٠ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني علي بن محمد القمي ، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن أبي يعقوب
يوسف بن السخت ، قال : حدثني العباس ، عن علي بن جعفر قال : عرضت أمري على المتوكل
فأقبل على عبيد الله بن يحيى بن خاقان فقال له : لا تتعبن نفسك بعرض قصة هذا
وأشباهه ، فان عمه أخبرني أنه رافضي ، وأنه وكيل علي بن محمد ، وحلف أن لا يخرج من
الحبس الا بعد موته ، فكتبت الى مولانا : أن نفسي قد ضاقت واني أخاف الزيغ.
فكتب إلي : أما
اذا بلغ الامر منك ما أرى فسأقصد الله فيك ، فما عادت الجمعة حتى أخرجت من السجن.
في محمد
بن ابراهيم بن محمد الهمدانى
١١٣١ ـ محمد بن
سعد بن مزيد أبو الحسن ، قال : حدثنا محمد بن جعفر
ابن ابراهيم
الهمداني ، وكان ابراهيم وكيلا وكان حج أربعين حجة ، قال : أدركت بنتا لمحمد بن
ابراهيم بن محمد ، فوصف جمالها وكمالها ، وخطبها أجلة الناس فأبى أن يزوجها من أحد
، فأخرجها معه الى الحج ، فحملها الى أبي الحسن 7 ووصف له هيأتها وجمالها.
وقال : اني انما
حبستها عليك تخدمك ، قال : قد قبلتها فاحملها معك الى الحج وارجع من طريق المدينة
فلما بلغ المدينه راجعا ماتت ، فقال له أبو الحسن صلوات الله عليه : بنتك زوجتي في
الجنة يا بن ابراهيم.
في خيران
الخام القراطيسى
١١٣٢ ـ وجدت في
كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه. حدثني الحسين بن محمد بن عامر ، قال :
حدثني خيران الخادم القراطيسي قال : حججت أيام أبي جعفر محمد بن علي بن موسى : ، وسألته عن بعض
الخدم ، وكانت له منزلة من أبي جعفر 7 ، فسألته أن يوصلني اليه ، فلما صرنا الى المدينة ، قال لي
: تهيأ فاني أريد أن أمضي الى أبي جعفر 7.
فمضيت معه ، فلما
أن وافينا الباب قال : ساكن في حانوت فاستأذن ودخل فلما أبطأ علي رسوله : خرجت الى
الباب فسألته عنه؟ فأخبرني أنه قد خرج ومضى.
فبقيت متحيرا ،
فاذا أنا كذلك : اذ خرج خادم من الدار ، فقال أنت خيران؟ فقلت : نعم ، قال لي :
ادخل ، فدخلت ، واذا أبو جعفر 7 قائم على دكان لم يكن فرش له ما يقعد عليه ، فجاء غلام
بمصلى فألقاه له ، فجلس فلما نظرت اليه تهيبت ودهشت. فذهبت لا صعد الدكان من غير
درجة فأشار الى موضع الدرجة.
فصعدت وسلمت ، فرد
السلام ومد يده إلي فأخذتها وقبلتها ووضعتها على وجهي ، فأقعدني بيده ، فأمسكت يده
مما داخلني من الدهش ، فتركها في يده صلوات الله عليه.
فلما سكنت خليتها
فسائلني ، وكان الريان بن شبيب قال لي ان وصلت الى أبي جعفر 7 وقلت له مولاك
الريان بن شبيب يقرأ عليك السلام ، ويسألك الدعاء له ولولده؟ فذكرت له ذلك ، فدعا
له ولم يدع لولده ، فأعدت عليه فدعا له ولم يدع لولده ، فأعدت عليه ثلاثا فدعا له
ولم يدع لولده.
فودعته وقمت ،
فلما مضيت نحو الباب سمعت كلامه ولم أفهم ما قال ، وخرج الخادم في أثري ، فقلت له
: ما قال سيدي لما قمت؟ فقال لي قال : من هذا الذي يرى أن يهدي لنفسه؟ هذا ولد في
بلاد الشرك فلما أخرج منها صار الى من هو شر منهم ، فلما أراد الله أن يهديه هداه.
١١٣٣ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني سليمان بن حفص ، عن أبي بصير حماد بن عبد الله القندي ، عن
ابراهيم بن مهزيار ، قال : كتب الى خيران : قد وجهت إليك ثمانية دراهم ، كانت
أهديت إلي من طرسوس ، دراهم منهم ، وكرهت أن أردها على صاحبها أو أحدث فيها حدثا
دون أمرك ، فهل تأمرني في قبول مثلها أم لا لأعرفها إن شاء الله وانتهى الى أمرك؟
فكتب وقرأته :
أقبل منهم اذا أهدى إليك دراهم أو غيرها ، فان رسول الله 6 لم يرد هدية على
يهودي ولا نصراني.
١١٣٤ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا محمد بن عيسى ، قال : حدثني خيران الخادم ، قال : وجهت
الى سيدي ثمانية دراهم ، وذكر مثله سواء ، وقال : قلت جعلت فداك انه ربما أتاني
الرجل لك قبله الحق ، أو يعرف موضع الحق لك ، فيسألني عما يعمل به؟ فيكون مذهبي
آخذ ما يتبرع في سر ، قال : اعمل في ذلك برأيك فان رأيك رأيي ، ومن أطاعك فقد
أطاعني.
قال أبو عمرو :
هذا يدل على أنه كان وكيله ، ولخيران هذا مسائل يرويها عنه وعن أبي الحسن 7
في
ابراهيم بن محمد الهمدانى
١١٣٥ ـ علي بن
محمد ، قال : حدثني أحمد بن محمد ، عن ابراهيم بن محمد الهمداني ، قال : كتبت الى
أبي جعفر 7 أصف له صنع السبع بي.
فكتب بخطه : عجل
الله نصرتك ممن ظلمك وكفاك مؤنته ، وأبشر بنصر الله عاجلا وبالاجر آجلا ، وأكثر من
حمد الله.
١١٣٦ ـ علي بن
محمد ، قال : حدثني محمد بن أحمد ، عن عمر بن علي ابن عمر بن يزيد ، عن ابراهيم بن
محمد الهمداني ، قال وكتب إلي : قد وصل الحساب تقبل الله منك ورضي عنهم وجعلهم
معنا في الدنيا والآخرة ، وقد بعثت إليك من الدنانير بكذا ومن الكسوة كذا ، فبارك
لك فيه وفي جميع نعمة الله عليك.
وقد كتبت الى
النضر أمرته أن ينتهي عنك ، وعن التعرض لك وبخلافك ، وأعلمته موضعك عندي ، وكتبت
الى أيوب أمرته بذلك أيضا ، وكتبت الى موالي بهمدان كتابا أمرتهم بطاعتك والمصير
الى أمرك وأن لا وكيل لي سواك.
في عمرو
بن سعيد المدائنى
١١٣٧ ـ قال نصر بن
الصباح : عمرو بن سعيد فطحي.
في يعقوب
بن يزيد الكاتب الانبارى ويعرف بالقمى
١١٣٨ ـ ابن مسعود
، قال : سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضال ، عن يعقوب بن يزيد؟ قال : كان كاتبا
لأبي دلف القاسم.
ما روى في
أبى خالد السجستانى
١١٣٩ ـ حمدويه
وابراهيم ، قالا : حدثنا محمد بن عثمان : قال : حدثنا أبو خالد السجستاني ، أنه
لما مضى أبو الحسن 7 وقف عليه ، ثم نظر في نجومه فزعم أنه قد مات فقطع على موته
وخالف أصحابه.
ما روى في
أبى محمد الانصارى من أصحاب الرضا (ع)
١١٤٠ ـ قال أبو
عمرو قال نصر بن الصباح : أبو محمد الانصاري الذي يروي عنه محمد بن عيسى العبيدي ،
وعبد الله بن ابراهيم ، مجهول لا يعرف.
ما روى في
داود بن النعمان
١١٤١ ـ قال حمدويه
، عن أشياخه قالوا : داود بن النعمان خير فاضل ، وهو عم الحسن بن علي بن النعمان ،
وأوصى بكتبه لمحمد بن اسماعيل بن بزيع.
ما روى في
الحسين بن أبى الخطاب
١١٤٢ ـ ذكر عن
محمد بن يحيى العطار ، أن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ذكر أنه يحفظ مولد الحسين
بن أبي الخطاب وأنه ولد سنة أربعين ومائة ، وأهل قم يذكرون الحسين بن أبي الخطاب
وسائر الناس يذكرون الحسين بن الخطاب.
ما روى في
الحسن بن القاسم من أصحاب الرضا (ع)
١١٤٣ ـ حمدويه ،
قال : حدثنا الحسن بن موسى ، قال : حدثني الحسن بن القاسم ، قال : حضر بعض ولد
جعفر 7 الموت ، فأبطأ عليه الرضا 7 ، قال : فغمني ذلك لإبطائه عن عمه ، قال : ثم جاء فلم يلبث
أن قام ، قال الحسن : فقمت معه فقلت : جعلت فداك عمك في الحال التي هو فيها تقوم
وتدعه ، فقال : عمي يدفن فلانا يعني الذي هو عندهم ، قال : فو الله ما لبثنا أن
تمايل المريض ودفن أخاه الذي كان عندهم صحيحا.
قال الحسن الخشاب
: فكان الحسن بن القاسم يعرف الحق بعد ذلك ويقول به.
ما روى في
واصل وأبى الفضل الخراسانى
١١٤٤ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني أبو علي المحمودي ، قال : حدثني واصل ، قال : طليت أبا الحسن 7 بالنورة ، فسددت
مخرج الماء من الحمام الى البئر ، ثم جمعت ذلك الماء وتلك النورة وذلك الشعر
فشربته كله.
١١٤٥ ـ محمد بن
مسعود ، قال : حدثني حمدان بن أحمد القلانسي ، قال : حدثنا معاوية بن حكيم ، قال :
حدثني أبو الفضل الخراساني ، وكان له انقطاع الى أبي الحسن الثاني 7 وكان يخالط القراء
ثم انقطع الى أبي جعفر 7.
في مقاتل
بن مقاتل
١١٤٦ ـ نصر بن
الصباح ، قال : حدثني اسحاق بن محمد البصري ، عن القاسم بن يحيى ، عن حسين بن عمر
بن يزيد ، قال : دخلت على الرضا 7 وأنا شاك في امامته ، وكان زميلي في طريقي رجل يقال له :
مقاتل بن مقاتل ، وكان قد مضى على امامته بالكوفة ، فقلت له : عجلت؟ فقال : عندي
في ذلك برهان وعلم.
قال الحسين ، فقلت
للرضا 7 : قد مضى أبوك؟ فقال : أي والله ، واني لفي الدرجة التي فيها رسول الله 6 وأمير المؤمنين
صلوات الله عليه وآله ، ومن كان أسعد ببقاء أبي مني ، ثم قال : ان الله تبارك
وتعالى يقول : ( السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ
الْمُقَرَّبُونَ ) العارف للإمامة حين يظهر الامام.
ثم قال : ما فعل
صاحبك؟ فقلت : من؟ قال : مقاتل بن مقاتل المسنون الوجه الطويل اللحية الاقنى الانف
، وقال : أما أني ما رأيته ولا دخل علي ، ولكنه آمن وصدق فاستوص به قال : فانصرفت
من عنده الى رحلي فاذا مقاتل راقد ، فحركته ثم قلت لك بشارة عندي لا أخبرك بها حتى
تحمد الله مائة مرة ففعل ، ثم أخبرته بما كان.
__________________
في حمزة
بن بزيع
١١٤٧ ـ روى
أصحابنا عن الفضل بن كثير ، عن علي بن عبد الغفار المكفوف عن الحسن بن الحسين بن
صالح الخثعمي ، قال ، ذكر بين يدي أبي الحسن الرضا 7 حمزة بن بزيع ، فترحم عليه فقيل له : انه كان يقول بموسى
ويقف عليه ، فترحم عليه ساعة ثم قال : من جحد حقي كمن جحد حق آبائي.
في أبى
الصلت عبد السلام بن صالح الهروى
١١٤٨ ـ حدثني أبو
بكر أحمد بن ابراهيم السنسني ، ; ، قال : حدثني أبو أحمد محمد بن سليمان ، من العامة ، قال
: حدثني العباس الدوري ، قال : سمعت يحيى بن نعيم ، يقول : أبو الصلت نقي الحديث
ورأيناه يسمع ولكن كان شديد التشيع ولم ير منه الكذب.
١١٤٩ ـ قال أبو
بكر : حدثني أبو القاسم طاهر بن علي بن أحمد ، ذكر أن مولده بالمدينة ، قال : سمعت
بركة بن الحسن الاسفرائني ، يقول : سمعت أحمد ابن سعيد الرازي ، يقول : ان أبا
الصلت الهروي ثقة مأمون على الحديث الا أنه يحب آل رسول الله 6 وكان دينه ومذهبه
.
__________________
في أبى
جرير القمى
١١٥٠ ـ محمد بن
قولويه ، قال : حدثنا سعد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن حمزة بن اليسع ،
عن زكريا بن آدم ، قال : دخلت على الرضا 7 من أول الليل في حدثان موت أبي جرير فسألني عنه وترحم عليه
، ولم يزل يحدثني وأحدثه حتى طلع الفجر ، فقام 7 فصلى الفجر.
في على بن
جعفر بن العباس الخزاعى المروزى
١١٥١ ـ قال محمد
بن مسعود : علي بن جعفر بن العباس الخزاعي كان واقفيا.
فهارس
الكتاب
أولا
: فهرس ترجمة أعلام الرجال
ثانيا
: فهرس ترجمة أعلام التعليقة
ثالثا
: فهرس ضبط أعلام التعليقة
رابعا
: فهرس لغات التعليقة
خامسا
: فهرس اجمالى عن مطالب التعليقة
سادسا
: فهرس مؤلفات الشارح المذكورة في التعليقة
فهرس
أعلام الرجال
أبو جعفر البصري
|
٨٣٢
|
|
أبو طالب القمي
|
٥١٤ و ٨٣٨
|
أبو الحسن محمد
بن ميمون
|
٨١٤
|
|
أبو الظبيات
|
٥٧٥
|
أبو حفص عمر بن
عبد العزيز أبي بشار المعروف بزحل
|
٧٤٨
|
|
أبو العباس
الحميري
|
٨٦٤
|
أبو حمزة الثمالي
ثابت بن دينار
|
٤٥٥
|
|
أبو العباس
الطرناني
|
٨٠٦
|
أبو حنيفة سابق
الحاج
|
٦٠٦
|
|
أبو عبد الرحمن
الكندي المعروف بشاه رئيس
|
٨٠٦
|
أبو خالد
السجستاني
|
٨٦٩
|
|
أبو عبد الله
الجدلي وأبو داود
|
٣٠٧
|
أبو خالد القماط
|
٧١١
|
|
أبو عبد الله
محمد بن أحمد بن نعيم الشاذاني
|
٨١٤
|
أبو خالد
الكابلي
|
٣٣٦
|
|
أبو عبيدة زياد
الحذاء
|
٦٦٥
|
أبو خداش عبد
الله بن خداش
|
٧٤٥
|
|
أبو علي بن بلال
|
٧٩٩
|
أبو خديجة سالم
بن مكرم
|
٦٤١
|
|
أبو علي بن راشد
|
٧٩٩ و ٨٦٣
|
أبو الخطاب
|
٥٧٥
|
|
أبو علي عبد
الرحمن بن حجاج
|
٧٤٠
|
أبو الخير صالح
بن أبي حماد الرازي
|
٨٣٧
|
|
أبو عون الابرش
|
٨٤٢
|
أبو داود
المسترق
|
٦٠٦
|
|
أبو الغمر
|
٨١٠
|
أبو ذر
|
٩٨
|
|
أبو الفضل
الخراساني
|
٨٧١
|
أبو سعيد الخدري
|
٢٠١
|
|
أبو محمد هشام
بن الحكم
|
٥٢٦
|
أبو السمهري
|
٨١٠
|
|
أبو مسروق وابنه
الهيثم
|
٦٧٠
|
أبو سمينة
الصيرفي
|
٨٢٣
|
|
أبو المقدام
|
٥٠٩
|
أبو الصباح
الكناني ابراهيم بن نعيم
|
٦٣٩
|
|
أبو موسى البناء
|
٥٩٨
|
أبو الصلت عبد
السلام بن صالح الهروي
|
٨٧٢
|
|
أبو ناب الدغشي
|
٦٦٣
|
أبو الضبار
|
٤٩٩
|
|
أبو نجران
|
٦١٠
|
أبو هارون
|
٤٨٦
|
|
أحمد بن محمد
السياري
|
٨٦٥
|
أبو هارون
المكفوف
|
٤٨٨
|
|
الاحنف بن قيس
|
٣٠٤
|
أبو هاشم داود
بن القاسم الجعفري
|
٨٤١
|
|
اخوة زرارة
|
٣٨٢
|
أبو يحيى
الجرجاني
|
٨١٣
|
|
أديم بن الحر
الحذاء
|
٦٣٦
|
أبو يحيى
الموصلي
|
٨٦٥
|
|
أسامة بن حفص
|
٧٤٩
|
أبو اليسع عيسى
بن السري
|
٧٢٣
|
|
أسامة بن زيد
|
١٩٢
|
أحكم بن بشار
المروزي
|
٨٣٩
|
|
اسحاق بن
اسماعيل النيسابوري
|
٨٤٤
|
أحمد بن ابراهيم
المراغي
|
٨١٥
|
|
اسحاق بن عمار
|
٧٠٥ و ٧٠٩
|
أحمد بن اسحاق
القمي
|
٨٣١
|
|
اسحاق بن محمد
البصري
|
٨١٢
|
أحمد بن حارث
الانماطي
|
٧٦٨
|
|
أسلم المكي مولى
محمد بن الحنفية
|
٤٥٩
|
أحمد بن الحسن
بن علي بن فضال
|
٨١٢
|
|
اسماعيل بن أبي
سمال
|
٧٧٠
|
أحمد بن الحسن
الميثمي
|
٧٦٨
|
|
اسماعيل بن جابر
الجعفي
|
٤٥٠
|
أحمد بن حماد
المروزي
|
٨٣٣
|
|
اسماعيل بن
حقيبة
|
٦٣٤
|
أحمد بن حمزة بن
بزيع
|
٨٣٥
|
|
اسماعيل بن
الخطاب
|
٧٩٢
|
أحمد بن سابق
|
٨١٨
|
|
اسماعيل بن عبد
الخالق
|
٧١٣
|
أحمد بن عائذ
|
٦٥٣
|
|
اسماعيل بن عمار
|
٧٠٥ و ٧٠٩
|
أحمد بن عبد
الله الكوفي
|
٨٣٧
|
|
اسماعيل بن
الفضل الهاشمي
|
٤٨٢
|
أحمد بن عمر
الحلبي
|
٨٥٩
|
|
اسماعيل بن
مهران
|
٨٥٤
|
أحمد بن هلال
العبرتائي
|
٨١٦
|
|
الاشاعثة
|
٧١٢
|
أحمد بن فضل
الخزاعي
|
٨٣٠
|
|
الاصبغ بن نباتة
|
٣٢٠
|
أحمد بن محمد بن
أبي نصر البزنطي
|
٨٥٢
|
|
أم خالد
|
٥٠٩
|
أحمد بن محمد بن
عيسى
|
٧٩٩
|
|
أويس القرني
|
٣١٥
|
أيوب بن نوح بن
دراج
|
٨٣١ و ٨٤١
|
|
ثعلبة بن ميمون
|
٧١١
|
البترية
|
٤٩٩ و ٦٨٧
|
|
ثوير بن أبي
فاختة
|
٤٨٣
|
البراء بن عازب
|
٢٤١
|
|
جابر المكفوف
|
٦٢٦
|
بريد بن معاوية
|
٥٠٧
|
|
جابر بن عبد
الله الانصاري
|
٢٠٥
|
بشار الشعيري
|
٧٠١
|
|
جابر بن يزيد
الجعفي
|
٤٣٦
|
بشر بن طرخان
النخاس
|
٥٩٩
|
|
جعفر بن بشير
العجلي
|
٨٦٤
|
بشير النبال
|
٦٦٥
|
|
جعفر بن خلف
|
٧٧٤
|
بكر بن محمد
الازدي
|
٨٥٦
|
|
جعفر بن عفان
الطائي
|
٥٧٤
|
بكر بن محمد بن
جناح
|
٧٦٨
|
|
جعفر بن عيسى بن
يقطين
|
٧٨٩
|
بكير بن أعين
|
٤١٩
|
|
جعفر بن محمد بن
حكيم
|
٨٢٢
|
بلال
|
١٩٠
|
|
جعفر بن ميمون
|
٦٣٤
|
البلالي
|
٨٤٤
|
|
جعفر بن واقد
|
٨١٠
|
بنان أخو أحمد
بن محمد بن عيسى
|
٧٩٩
|
|
جميل بن دراج
|
٥٢٠
|
بنو أعين مالك
وقعنب
|
٤٢٠
|
|
جندب بن زهير
|
٢٨٦
|
بنو ذودان
|
٣٠٩
|
|
الجواني
|
٧٩٥
|
بنو رباط
|
٦٦٣
|
|
جون بن قتادة
وجارية
|
٣٢٢
|
تسمية الفقهاء
من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله 8
|
٥٠٧
|
|
جويرية بن أسماء
|
٧٠٠
|
تسمية الفقهاء
من أصحاب أبي عبد الله 7
|
٦٧٣
|
|
جويرية بن مسهر
العبدي
|
٣٢٢
|
تسمية الفقهاء
من أصحاب أبي ابراهيم وأبي الحسن الرضا 8
|
٨٣٠
|
|
الحارث الاعور
|
٢٩٩
|
|
|
|
الحارث بن
المغيرة النصري
|
٦٢٧
|
|
|
|
حبابة الوالبية
|
٣٣١
|
|
|
|
حبى أخت ميسر
|
٧١٦
|
حبيب السجستاني
|
٦٣٧
|
|
الحسين بن أبي
الخطاب
|
٨٧٠
|
حبيب بن مظاهر
|
٢٩٢
|
|
الحسين بن أبي
العلاء
|
٦٥٩
|
حجر بن زائدة
|
٧٠٨
|
|
الحسين بن بشار
|
٧٤٦
|
حجر بن عدي
الكندي
|
٣١٩
|
|
الحسين بن سعيد
الاهوازي
|
٨٢٧
|
حذيفة
|
١٦٠ و ١٧٨
|
|
الحسين بن عبد
الله المحرر
|
٧٩٩
|
حذيفة بن منصور
|
٦٢٧
|
|
الحسين بن علي
الخواتيمي
|
٨٠٤
|
حريز
|
٦٢٧ و ٦٨٠
|
|
الحسين بن عمر
|
٧٣٥
|
الحسن بن خنيس
|
٧٠٥
|
|
الحسين بن
المنذر
|
٦٦٩
|
الحسن بن زياد
العطار
|
٧٢٢
|
|
الحسين بن مهران
|
٨٦١
|
الحسن بن سعيد
الاهوازي
|
٨٢٧
|
|
حفص بن عمرو
العمري
|
٨١٣
|
الحسن بن سماعة
بن مهران
|
٧٦٨
|
|
حفص بن ميمون
|
٦٣٤
|
الحسن بن عطية
|
٦٦٣
|
|
الحكم بن عيينة
|
٤٦٨
|
الحسن بن علي بن
أبي حمزة البطائني
|
٨٢٧
|
|
حماد السمندري
|
٦٣٤
|
الحسن بن علي بن
أبي عثمان سجادة
|
٨٤١
|
|
حماد الناب
وأخويه
|
٦٧٠
|
الحسن بن علي بن
فضال
|
٨٠١ و ٨٣٦
|
|
حماد بن عيسى
الجهني البصري
|
٦٠٤
|
الحسن بن القاسم
|
٨٧٠
|
|
حمران بن أعين
|
٤١٢
|
الحسن بن قياما
|
٨١٨
|
|
حمزة بن بزيع
|
٨٧٢
|
الحسن بن محبوب
|
٨٥١
|
|
حنان بن سدير
|
٨٣٠
|
الحسن بن محمد
بن بابا القمي
|
٨٠٥
|
|
حيان السراج
|
٦٠١
|
الحسن بن محمد
بن سماعة
|
٧٦٨
|
|
خالد البجلي
|
٧١٩
|
الحسن بن النضر
|
٨١٥
|
|
خالد الجواز
|
٧٤٨
|
الحسين بن أبي
حمزة الثمالي
|
٧٠٧
|
|
خالد بن جرير
البجلي
|
٦٣٦
|
خزيمة بن ثابت
|
٢٦٠
|
|
زكريا بن سابور
|
٦٢٦
|
خيران الخادم
القراطيسي
|
٨٦٧
|
|
الزهاد الثمانية
|
٣١٣
|
داود الرقي
|
٧٠٤
|
|
زياد بن أبي
رجاء
|
٦٣٧
|
داود بن زربي
٦٠٠
|
|
|
زياد بن مروان
القندي
|
٧٦٦
|
داود بن فرقد
٦٣٥
|
|
|
الزيدية
|
٤٩٤
|
داود بن كثير
الرقي ٧٠٨
|
|
|
زيد الشحام
|
٦٢٧
|
داود بن النعمان
٨٧٠
|
|
|
زيد بن صوحان
|
٢٨٤
|
درست بن أبي
منصور
|
٨٣٠
|
|
السابقون الذين
رجعوا الى أمير المؤمنين
|
١٨١
|
دعبل بن علي
الخزاعي الشاعر
|
٧٩٣
|
|
سالم بن أبي
حفصة
|
٥٠٠
|
الدهقان عروة بن
يحيى
|
٨١٦ و ٨٤٢
|
|
سعد الاسكاف
|
٤٧٦
|
ذريح المحاربي
|
٦٧٠
|
|
سعد بن سعد
القمي
|
٧٩٢
|
الرازي
|
٨٤٤
|
|
سعيد الاعرج
|
٧٢٧
|
ربعي بن عبد
الله أبو نعيم
|
٦٥٣
|
|
سعيد بن جبير
|
٣٣٥
|
رزام مولى خالد
التستري
|
٦٣٢
|
|
سعيد بن المسيب
|
٣٣٢
|
رشيد الهجري
|
٢٩٠
|
|
سعيد بن منصور
|
٤٩٩
|
رميلة
|
٣١٩
|
|
سعيدة مولاة
جعفر 7
|
٦٦٢
|
رهم الانصاري
|
٧٥٣
|
|
سفيان الثوري
|
٦٩٠
|
ريان بن الصلت
الخراساني
|
٨٢٣
|
|
سفيان بن عيينة
|
٦٨٩
|
زرارة بن أعين
|
٣٤٥
|
|
سفيان بن ليلى
الهمداني
|
٣٢٧
|
زرعة بن محمد
الحضرمي
|
٧٧٤
|
|
سفيان بن مصعب
العبدي
|
٧٠٤
|
زكريا بن آدم
|
٧٩٢ و ٨٥٧
|
|
سكين النخعي
|
٦٦٨
|
زكريا بن سابق
|
٧١٧
|
|
|
|
سلام بن الوليد
|
٦٢٩
|
|
الفرزدق
|
٣٤٣
|
سليمان الديلمي
|
٦٧٣
|
|
القاسم بن عروة
|
٦٧٠
|
سلمان الفارسي
|
٢٦
|
|
قنبر
|
٢٨٨
|
سليم بن قيس
الهلالي
|
٣٢١
|
|
عاصم بن حميد
الحناط
|
٦٦٢
|
سليمان بن جعفر
الجعفري
|
٧٧٢
|
|
عامر بن جذاعة
|
٧٠٨
|
سليمان بن خالد
|
٦٤١ و ٦٤٤
|
|
عامر بن واثلة
|
٣٠٨
|
سنان والد عبد
الله
|
٧١٠
|
|
عباد بن صهيب
|
٦٨٩
|
سهل بن حنيف
|
١٦٣
|
|
العباس بن صدقة
|
٨٠٦
|
سهل بن زياد
الادمي
|
٨٣٧
|
|
عبد الاعلى مولى
أولاد سام
|
٦١٠
|
السيد بن محمد
الحميري
|
٥٦٩
|
|
عبد الجبار بن
المبارك النهاوندي
|
٨٣٩
|
شجرة أخو بشير
النبال
|
٦٦٥
|
|
عبد الخالق
|
٧٠٧
|
شعيب العقرقوفي
|
٧٤١
|
|
عبد الخالق بن
عبد ربه
|
٧١٢
|
شعيب مولى علي بن
الحسين 8
|
٣٤٢
|
|
عبد الرحمن بن
أبي عبد الله
|
٥٩٩
|
شعيب بن أعين
|
٦٠٥
|
|
عبد الرحمن بن
أبي ليلى
|
٣١٨
|
شهاب بن عبد
الله
|
٧١٢ و ٧١٣
|
|
عبد الرحمن بن
سيابة
|
٦٨٨
|
صالح بن سهل
|
٦٣٢
|
|
عبد الرحمن بن
عبد ربه
|
٧١٣
|
صفوان بن مهران
الجمال
|
٧٤٠
|
|
عبد السلام بن
عبد الرحمن
|
٦٤١
|
صفوان بن يحيى
|
٧٩٢
|
|
عبد العزيز بن
المهتدي القمي
|
٧٩٥
|
صهيب
|
١٩٠
|
|
عبد الله حمدويه
البيهقي
|
٧٩٧
|
ضريس بن عبد
الملك بن أعين الشيباني
|
٦٠١
|
|
عبد الله البرقي
|
٣٤٢
|
الطيار وابنه
|
٦٣٧
|
|
عبد الله بن أبي
يعفور
|
٥١٤
|
|
|
|
عبد الله بن
بديل
|
٢٨٦
|
عبد الله بن
بكير بن أعين
|
٦٣٥
|
|
عثمان بن عيسى
الرواسي
|
٨٦٠
|
عبد الله بن
بكير الرجاني
|
٦٠٥
|
|
عجلان أبو صالح
|
٧١٠
|
عبد الله بن
جندب
|
٨٥١
|
|
عروة القتات
|
٦٦٩
|
عبد الله بن
حمدويه البيهقي
|
٨٤٨
|
|
عقبة بن بشير
الاسدي
|
٤٥٩
|
عبد الله بن سبأ
|
٣٢٣
|
|
عقبة بن خالد
|
٦٣٤
|
عبد الله بن
سنان
|
٧١٠
|
|
عكرمة مولى ابن
عباس
|
٤٧٧
|
عبد الله بن
شداد الهاد
|
٢٩٨
|
|
علباء بن دراع
الاسدي وأبو بصير
|
٤٥٢
|
عبد الله بن
شريك العامري
|
٤٨١
|
|
علقمة أخو أبو
بكر الحضرمي
|
٧١٤
|
عبد الله بن
طاوس
|
٨٦٣
|
|
علقمة وأبي
الحارث بنو قيس
|
٣١٧
|
عبد الله بن
عباس
|
٢٧١
|
|
علي بن أبي حمزة
|
٧٦٣
|
عبد الله بن
عثمان الحناط
|
٨٣٠
|
|
علي بن أبي حمزة
البطائني
|
٧٠٥ و ٧٤٢
|
عبد الله وعبد
الملك ابني عطاء
|
٤٧٧
|
|
علي بن أبي حمزة
الثمالي
|
٧٠٧
|
عبد الله بن
غالب الشاعر
|
٦٣٠
|
|
علي بن أسباط
الكوفي
|
٨٣٥
|
عبد الله بن
محمد بن خالد الطيالسي
|
٨١٢
|
|
علي بن اسماعيل
|
٨٦٠
|
عبد الله بن
مسعود
|
١٧٨
|
|
علي بن جعفر
|
٢٢٨ و ٨٦٥
|
عبد الله بن
المغيرة
|
٨٥٧
|
|
علي بن جعفر بن
العباس الخزاعي المروزي
|
٨٧٣
|
عبد الله بن
ميمون القداح المكي
|
٥١٤ و ٦٨٧
|
|
علي بن حديد بن
حكيم
|
٨٤٠
|
عبد الله بن
يحيى الكاهلي
|
٧٠٤ و ٧٤٥
|
|
علي بن حزور
الكناسي
|
٦٠١
|
عبيد الله بن
العباس
|
٣٢٩
|
|
علي بن حسان
الهاشمي
|
٧٤٨
|
عبد الملك بن
أعين
|
٤٠٩
|
|
علي بن حسان
الواسطي
|
٧٤٨
|
عبد الملك بن
عمرو
|
٦٨٧
|
|
علي بن الحسن بن
علي بن فضال
|
٨١٢
|
عبد الواحد بن
المختار الانصاري
|
٦٣١
|
|
|
|
علي بن الحسين
بن عبد الله
|
٧٩٧
|
|
عمر بن يزيد
بياع السابري
|
٦٢٣
|
علي بن الحكم
الانباري
|
٨٤٠
|
|
عمرو بن أبي
المقدام
|
٦٩٠
|
علي بن حماد
الازدى
|
٦٧٣
|
|
عمرو بن حريث
|
٧١٧
|
علي بن خطاب
|
٧٦٩
|
|
عمرو بن الحمق
|
٢٤٨
|
علي بن خليد
المكفوف
|
٦٣٦
|
|
عمرو بن سعيد
المدائني
|
٨٦٩
|
علي بن السري
الكرخي
|
٦٦٢
|
|
عمرو بن قيس
المشرقي
|
٣٣٠
|
علي بن سويد
السايي
|
٧٥٣
|
|
العمري
|
٨٤٤
|
علي بن عبد الله
بن مروان
|
٨١٢
|
|
عنبسة بن بجاد
العابد
|
٦٧٠
|
علي بن عبيد
الله بن الحسين بن علي ابن الحسين بن علي :
|
٨٥٦
|
|
عنبسة بن مصعب
|
٦٥٩
|
علي بن عطية
|
٦٦٣
|
|
عوف العقيلي
|
٣١١
|
علي بن مسعود
حسكة
|
٨٠٢ و ٨٠٦
|
|
عيسى بن أبي
منصور شلقان
|
٦٢١
|
علي بن مهزيار
|
٨٢٥
|
|
عيسى بن جعفر بن
عاصم
|
٨٦٣
|
علي بن ميمون
الصائغ
|
٦٦١
|
|
عيسى بن عبد
الله القمي
|
٦٢٣
|
علي بن وهبان
|
٧٦٨
|
|
العيص بن القاسم
|
٦٥٢
|
علي بن يقطين
واخوته
|
٧٢٩
|
|
فارس بن حاتم
القزويني
|
٨٠٥ و ٨٠٦
|
عمار
|
١٢٦
|
|
الفضل بن الحارث
|
٨٤٣
|
عمار الساباطي
|
٥٢٤ و ٧٠٧ و ٧٩٣
|
|
الفضل بن شاذان
|
٨١٧
|
عمران بن عبد
الله القمي
|
٦٢٣
|
|
الفضل بن عبد
الملك البقباق
|
٦٢٧
|
عمر أخي عذافر
|
٦٦٨
|
|
الفضيل بن
الزبير الرسان
|
٦٢٨
|
عمر بن أذينة
|
٦٢٦
|
|
الفضيل بن يسار
|
٤٧٢
|
عمر بن رياح
|
٥٠٥
|
|
الفطحية
|
٥٢٤
|
|
|
|
الفهري
|
٨٠٥
|
الفيض
|
٦٤٢
|
|
محمد بن أبي
حمزة الثمالي
|
٧٠٧
|
الفيض بن
المختار
|
٦٤١
|
|
محمد بن أبي
خنيس
|
٨٣٦
|
القاسم بن عوف
|
٣٣٩
|
|
محمد بن أبي
زينب
|
٥٧٥
|
القاسم بن محمد
الجوهري
|
٧٤٨
|
|
محمد بن أبي
عمير الازدي
|
٨٥٤
|
القاسم بن هشام
اللؤلؤي
|
٨١٢
|
|
محمد بن أحمد
الحمدان النهدي
|
٨١٢
|
القاسم بن يقطين
القمي
|
٨٠٢
|
|
محمد بن أحمد بن
نعيم الشاذاني
|
٨١٤
|
قيس
|
٣٠٩
|
|
محمد بن اسحاق
شعر
|
٨٦٤
|
قيس بن رمانة
|
٤٢٠
|
|
محمد بن اسحاق
صاحب المغازي
|
٦٨٧
|
قيس بن سعد بن
عبادة
|
٣٢٥
|
|
محمد بن اسماعيل
بن بزيع
|
٨٣٥
|
كثير النواء
|
٥٠٩
|
|
محمد بن بشير
|
٧٧٤
|
كرام بن عمرو
عبد الكريم
|
٨٣٠
|
|
محمد بن الحسن
الواسطي
|
٨٣١
|
كليب الصيداوي
|
٦٣٠
|
|
محمد بن حكيم
|
٧٤٦
|
الكميت بن زيد
|
٤٦١
|
|
محمد بن خالد
البرقي
|
٨٢٣
|
مالك الاشتر
|
٢٨٣
|
|
محمد بن زيد
الشحام
|
٦٦٥
|
مالك بن أعين
|
٤٧٨
|
|
محمد بن سالم
بياع القصب
|
٤٩٧
|
مالك بن عطية
|
٦٦٣
|
|
محمد بن سنان
|
٦٨٧ و ٨٤٨
|
المثنى بن عبد
السلام
|
٦٢٩
|
|
محمد بن عبد
الجبار
|
٨٣٦
|
المثنى بن
الوليد
|
٦٢٩
|
|
محمد بن عبد
الله بن مروان
|
٨٤١
|
محمد بن ابراهيم
الحضيني الاهوازي
|
٨٣٥
|
|
محمد بن علي
الصيرفي
|
٨٢٣
|
محمد بن
ابراهيم بن محمد الهمداني
|
٨٦٦
|
|
محمد بن عيسى بن
عبيد بن يقطين
|
٨١٧
|
محمد بن أبي بكر
|
٢٨١
|
|
محمد بن فرات
|
٤٨٧ و ٨٢٩
|
محمد بن أبي
حذيفة
|
٢٨٦
|
|
محمد بن قيس
|
٦٣١
|
محمد بن مروان
البصري
|
٤٧٤
|
|
المفضل بن عمر
|
٦١٢
|
محمد بن مسلم
الطائفي الثقفي
|
٣٨٣
|
|
المفضل بن قيس
بن رمانه
|
٤٢١
|
محمد بن موسى
الشريفي
|
٨٠٦
|
|
المفضل بن مزيد
أخي شعيب
|
٦٧٢
|
محمد بن ميمون
أبو الحسن
|
٨١٤
|
|
مقاتل بن مقاتل
|
٨٧١
|
محمد بصير
النميري
|
٨٠٥
|
|
المنخل بن جميل
الكوفي
|
٦٦٤
|
محمر بن يزداد
الرازي
|
٨١٢
|
|
منذر بن قابوس
|
٨٣٧
|
المحمودي
|
٨٤٤
|
|
منصور بن حازم
|
٧١٨
|
المختار بن أبي
عبيدة
|
٣٤٠
|
|
منصور بن يونس
بزرج
|
٧٦٨
|
المرزبان بن
عمران القمي
|
٧٩٤
|
|
موسى السواق
|
٨٠٦
|
المرقع بن قمامة
الاسدي
|
٣١١
|
|
موسى بن أشيم
|
٦٣٤
|
مروك بن عبيد
|
٨٣٥
|
|
موسى بن بكر
الواسطي
|
٧٣٧
|
مسافر مولى أبي
الحسن 7
|
٧٩٤
|
|
موسى بن صالح
|
٧٨٩
|
مسلم مولى أبي
عبد الله 7
|
٦٢٩
|
|
المهدي مولى
عثمان
|
٣٢١
|
مسمع بن مالك
كردين
|
٥٩٨
|
|
ميثم التمار
|
٢٩٣
|
مصادف
|
٧٤٦
|
|
ميسر وعبد الله
بن عجلان
|
٥١٢
|
معاذ بن مسلم
الهراء النحوي
|
٥٢٢
|
|
ناجية بن عمارة
الصيداوي
|
٤٧٨
|
معاوية بن عمار
|
٥٩٦
|
|
نجية بن الحارث
|
٧٤٨
|
معتب
|
٥١٩
|
|
نشيط بن صالح
|
٧٤٨
|
معروف بن خربوذ
المكي
|
٤٧١
|
|
نصر بن قابوس
|
٧٤٧
|
المعلى بن خنيس
|
٦٧٤
|
|
نعيم بن دجاجة
الاسدي
|
٣٠٣
|
المغيرة بن توبة
المخزومي
|
٧٢٤
|
|
نوب بن صالح
البغدادي
|
٨٣٢
|
المغيرة بن سعيد
|
٤٨٩
|
|
هارون بن سعد
العجلي
|
٤٩٧
|
هاشم بن أبي
هاشم
|
٨١٠
|
|
يحيى بن أم
الطويل
|
٣٣٨
|
هشام بن ابراهيم
العباسي
|
٧٩٠
|
|
يحيى بن أبي
القاسم أبو بصير
|
٧٧٢
|
هشام بن ابراهيم
المشرقي
|
٧٨٩
|
|
يحيى بن القاسم
الحذاء
|
٧٧٢
|
هشام بن الحكم
|
٥٢٦
|
|
يزيد بن اسحاق
شعر
|
٨٦٤
|
هشام بن سالم
|
٥٦٥
|
|
يزيد بن خليفة
الحارثي
|
٦٢٧
|
هند بن الحجاج
|
٧٣٧
|
|
يزيد بن سليط
الزيدي
|
٧٤٨
|
واصل
|
٨٧١
|
|
يسار بن بشار
|
٧١١
|
الواقفة
|
٧٥٥
|
|
يعقوب بن يزيد
الكاتب
|
٨٦٩
|
الوليد بن صبيح
|
٦١٠
|
|
يوسف
|
٧٢٠
|
وهب بن جميع
مولى اسحاق ابن عمار
|
٦٣٦
|
|
يونس بن ظبيان
|
٦٤٢ و ٦٥٧
|
وهب بن عبد ربه
|
٧١٢ و ٧١٣
|
|
يونس بن عبد
الرحمن أبي محمد صاحب آل يقطين
|
٧٧٩ و ٧٨٩
|
وهب بن وهب
|
٥٩٧
|
|
يونس بن يعقوب
|
٦٨٢
|
فهرس
ترجمة أعلام التعليقة
أبان
|
٥٧
|
|
أبو خالد
الكابلي
|
٢٥
|
أبان بن تغلب
|
٢٤٣
|
|
أبو خديجة
الجمال
|
١٠٧
|
ابراهيم بن عبد
الحميد
|
٣٧٨
|
|
أبو داود
المسترق
|
٦٠٦
|
ابراهيم بن عمر
اليماني
|
٢٧٣
|
|
أبو ذر الغفاري
|
٢٧
|
ابراهيم بن محمد
بن فارس
|
١٢٣
|
|
أبو الزبير
المكي
|
٢٠٩
|
ابن فضال
|
٣٣
|
|
أبو ساسان
|
٣٥
|
ابن مسعود
|
١٧٧
|
|
أبو سخيلة
|
١١٤
|
أبو اسحاق
|
١٤٦
|
|
أبو سعيد الخدري
|
٢٠٠
|
أبو الاسود
الدؤلي
|
٤٧٤
|
|
أبو صادق
|
١٧٠
|
أبو أيوب
الانصاري
|
١٦٨
|
|
أبو ضريس
|
٤٠٩
|
أبو البختري
|
١٤٣ و ٥٩٧
|
|
أبو عبد الله
البجلي
|
١١٣
|
أبو بصير ليث بن
البختري المرادى
|
٣٩٦
|
|
أبو عبد الله
الشاذاني
|
١٩٧
|
أبو بكر الحضرمي
|
٢٤٢ و ٧١٤
|
|
أبو العلاء
|
٦٥٩
|
أبو الحسن
العرني
|
٢١
|
|
أبو عمر زاذان
الفارسي
|
١١٥
|
أبو الحسن محمد
بن بحر
|
٧٣٧
|
|
أبو عمرة
الانصاري
|
٣٥
|
أبو القاسم
الحليسي
|
٧٣٨
|
|
جابر بن عبد
الله الانصاري
|
٢٠٥
|
أبو القاسم
الكوفي
|
٤٩٦
|
|
جابر بن يزيد
الجعفي
|
٤٣٦ و ٤٤٦
|
أبو قيس الاودي
|
١٤٥
|
|
جبريل بن أحمد
الفاريابي البرناني
|
٣٢ و ٢٤٨
|
أبو كريب الازدي
|
٣٨٣
|
|
جبير بن مطعم
|
٤٣
|
أبو كهمس
|
٣٨٧
|
|
جعفر بن أحمد بن
أيوب التاجر
|
٦٠
|
أبو معشر المدني
|
٢٦٨
|
|
جعفر بن أحمد بن
الحسن
|
٧٢٠
|
أبو الهيثم بن
التيهان
|
١٨١
|
|
جعفر بن معروف
|
١١٨ و ٢٢٣ و ٤٧١
|
أبو اليسع عيسى
بن السري
|
٧٢٣
|
|
جناح
|
٥٧
|
أحمد بن علي
السلولي
|
١٠٥ و ٢٢٤
|
|
حارث بن حصيرة
الازدي
|
١٦٩
|
أحمد بن الفضل
الخزاعي
|
١٩٤
|
|
حارث النصري ابن
المغيرة
|
٣٤
|
أحمد بن منصور
|
١٩٤
|
|
حبيب
|
١٤٣
|
أحمد بن منصور
الخزاعي
|
٥٦
|
|
حجر بن عدي
|
٢٥٢
|
أسامة بن زيد
|
١٩٢
|
|
حذيفة بن أسيد
الغفاري
|
١١٦
|
اسرائيل
|
١٤٦
|
|
حذيفة بن اليمان
|
١٥٩ و ١٧٨
|
اويس القرني
|
٣١٤
|
|
الحسن بن حماد
|
١٠٦
|
أيوب
|
٣٧
|
|
الحسن بن خرزاذ
|
٣٢ و ٥٤
|
براء بن عازب
|
٢٤١
|
|
الحسن بن علي بن
النعمان
|
١١٩
|
براء بن مالك
|
١٨٣
|
|
الحسين بن أبي
العلاء
|
٢٤٣ و ٦٥٩
|
بريدة الاسلمي
|
١٨٧
|
|
الحسين بن أبي
لبابة
|
٥٦٠
|
بشير النبال
|
٦٦٥
|
|
الحسين بن أحمد
المنقري
|
٦١٤
|
بلال
|
١٨٩
|
|
الحسين بن إشكيب
|
٢٠٢
|
بنو رباط
|
٦٦٣
|
|
|
|
الحسين بن بشير
|
٢٣٤
|
|
سليمان بن خالد
النخعي
|
٦٤٥
|
الحسين بن خالد
بن طهمان الخفاف
|
٦٦٠
|
|
سليمان الخطابي
|
٦
|
الحسين بن عمر
|
٧٢٥
|
|
سهل بن حنيف
|
١٦١
|
الحسين بن
المختار
|
٦٣ و ١٢٣
|
|
سويد النسائي
|
٧
|
حفص الابيض
|
٦٧٦
|
|
السيد بن محمد
الحميري
|
٥٦٩
|
الحكم بن عيينة
|
٣٥٣ و ٤١٢
|
|
شتيرة
|
٣٥
|
الحكم بن مسكين
|
٥٤
|
|
الشجاعي
|
٦٢
|
حمدان بن أحمد
|
٣٧٨
|
|
شجرة
|
٦٦٥
|
حمران
|
٣٨٢
|
|
شريك
|
٣٨٤
|
حمران بن أعين
|
٤٥
|
|
شقران السلولي
|
٢٣٥
|
حمدويه
|
٣
|
|
صهيب
|
١٨٩
|
خالد الجوان
|
٦١٨
|
|
طاهر بن عيسى
الوراق
|
٤٧
|
خزيمة بن ثابت
|
٢٦٠
|
|
عامر بن واثلة
|
٣٠٨
|
خطاب بن مسلمة
|
٣٦٥
|
|
عبادة بن الصامت
|
١٨٥
|
ذريح
|
٢٠١
|
|
عباس بن هلال
|
١٦٠
|
ربيعة الرأي
|
٣٦٩
|
|
العباسي
|
٥٦١
|
زحل عمر بن عبد
العزيز
|
٢٨١ و ٥٤٧
|
|
عبد الرحمن بن
محمد بن أبي بكر
|
١٠٧
|
زر بن حبيش
|
٢٤٦
|
|
عبد العزيز
العبدي
|
٢٢٤
|
زيد بن أرقم
|
١٨٢
|
|
عبد الغفار
|
١٦٣
|
سلمة بن كهيل
|
١٥٠
|
|
عبد الله بن
ابراهيم
|
٢٤٥
|
سليمان بن خالد
|
٦٤٤
|
|
عبد الله بن
بكير
|
٢١٧
|
|
|
|
عبد الله بن
العباس
|
١٧١
|
عبد الله بن عمر
|
١٩٦
|
|
عوف العقيلي
|
٣١١
|
عبد الله بن
عمرو بن حزام أبو جابر
|
٢١٥
|
|
العيص بن القاسم
|
٦٥٢
|
عبد الله بن
محمد
|
٦٤٦
|
|
فارس بن حاتم
|
١٥
|
عبد الله بن
محمد بن عيسى
|
١٩١
|
|
فضالة بن أيوب
|
٨٨٨
|
عبد الله بن يحيى
الحضرمي
|
٢٤
|
|
الفضل بن دكين
|
٢٦٦
|
عبد الملك بن
أبي ذر الغفاري
|
١٠٨
|
|
فضيل الرسان
|
١١٣
|
عثمان بن حنيف
|
١٨٤
|
|
قيس بن سعد بن
عبادة
|
١٨٥ و ٣٢٦
|
عدي بن حاتم
|
١٨٦
|
|
ليث بن سعد
|
١٥٠
|
عروة القتات
|
٦٦٩
|
|
ماهويه
|
١٥
|
علي بن رباط
|
٦٦٣
|
|
محمد بن ابراهيم
أبو عبد الله
|
١٩٠
|
علي بن سليمان
بن داود الرازي
|
٤٠
|
|
محمد بن أبي
زينب
|
٥٧٥
|
علي بن القصير
|
٣٦٦
|
|
محمد بن أحمد
|
٢٠٣
|
علي بن محمد بن
شجاع
|
٦١
|
|
محمد بن اسماعيل
|
٣٨
|
عمار بن ياسر
|
١٢٦
|
|
محمد بن جمهور
|
٤١٥ ٤٦٣
|
عمر بن قيس
المشرقي
|
٣٣٠
|
|
محمد بن حباب
|
٦٨٤
|
عمران بن الحصين
|
١٨٦
|
|
محمد بن الحسن
البراثى
|
١٢٢
|
عمران الزعفراني
|
٣٦٥
|
|
محمد بن الحسن
بن شمون
|
٦١٣
|
عمرو بن الحمق
الخزاعي
|
٤٣ و ٢٤٨
|
|
محمد بن زياد
|
٥٦
|
عمرو بن ذر
القاص
|
٤٨٣
|
|
محمد بن سليمان
|
١٧٢
|
عمرو بن سعيد
المدائني
|
١٠٨
|
|
محمد بن سنان
|
٥ و ٢٧٠ و ٧٩٢ و ٧٩٥
|
العنزي
|
١٥٣
|
|
محمد بن عبد
الجبار الذهلي
|
٦٠٣
|
عوام بن حوشب
|
١٥٣
|
|
محمد بن عيسى بن
عبيد
|
٢٦٩
|
محمد بن مروان
|
٤٧٢ و ٤٧٤
|
|
ناجية بن عمارة
الصيداوي
|
٤٧٨
|
محمد بن مسعود
|
١٣
|
|
النصيبي
|
٣٩
|
محمد بن مسلم
|
٣٨٣
|
|
هاني بن هاني
|
١٤٧
|
محمد بن مسلمة
|
١٩٥ و ٢٢٣
|
|
هرم بن حيان
|
٣١٣
|
محمد بن نصير
|
٢١
|
|
هزيل
|
١٤٥
|
محمد بن الوليد
البجلي
|
١٦٠
|
|
هشام بن الحكم
|
٥٦١
|
محمد بن يزداذ
|
٦٩
|
|
موسى بن الرقي
|
٥٤٤
|
المشرقي
|
٥٤٦
|
|
يحيى الحماني
|
٣١٧
|
معاذ بن مسلم
الهراء النحوي
|
٥٢٢
|
|
يحيى بن أبي
القاسم
|
٤٠٤
|
المنخل بن جميل
الكوفي
|
٦٦٤
|
|
يحيى بن أم
الطويل
|
٤٤
|
منهال بن عمرو
|
٢٤٥
|
|
يوسف
|
٧٢١
|
موسى بن بكر
الواسطي
|
١٢٠ و ٢٧٠
|
|
يونس بن يعقوب
|
٦٨٢
|
فهرس ضبط
أعلام التعليقة
أبو البختري
|
١٤٤
|
|
البرثاني
|
١٢٣
|
أبو الخطاب
|
٥٧٥
|
|
بردة
|
١٤٨
|
أبو سخيلة
|
١١٤
|
|
البرناني
|
٣٢
|
أبو سريحة
|
١١٦
|
|
بريدة
|
١٨٧
|
أبو الضريس
|
٤٠٩
|
|
بشار
|
٥٤٧
|
أبو الظبيات
|
٥٧٦
|
|
البوسنجي
|
٢٢
|
أبو كريب
|
٣٨٣
|
|
التيهان
|
١٨٢
|
أبو كهمس
|
٣٨٧
|
|
جبير بن مطعم
|
٤٣
|
أبو لبابة
|
٥٦٠
|
|
جداعة
|
٤٥
|
أبو نجيد
|
١٨٦
|
|
الجوان
|
٦١٨
|
أبو الهيثم
|
١٨١
|
|
حباب
|
٦٨٤
|
أسيد
|
١١٦
|
|
حجر
|
٤٥
|
أعين
|
٤٥
|
|
حزام
|
٢٠٦
|
البراء
|
٢٤١
|
|
حسيل
|
١٧٨
|
البراني
|
١٢٢
|
|
الحصيب
|
١٨٧
|
البراثي
|
١٢٢
|
|
الحصيرة
|
١٦٩
|
الحكم بن عيينة
|
٤١٢
|
|
الروياني
|
٤٠
|
الحمار
|
٣١٢ و ٤٩٧
|
|
زاذان
|
١١
|
الحماني
|
٣١٧
|
|
زحل
|
٢٨١ و ٥٧٤
|
حمدويه
|
٣
|
|
الزرقي
|
٣٨
|
حمران
|
٤٥
|
|
الزطي
|
٥٨٤
|
الحميري
|
٥٦٩
|
|
زييد
|
٤٨٣
|
الحناط
|
٢٢٣
|
|
السايي
|
٧ و ١٦١ و ٧٥٣
|
حنان
|
٢٦
|
|
السبيعي
|
٢٦٧
|
حنيف
|
١٦١
|
|
سعيد
|
١٥٤
|
حيان
|
٣١٣
|
|
السفري
|
٢٣٦
|
الختلي
|
٦ و ٦٢٨
|
|
السلمي
|
٢٠٩
|
الخدري
|
٢٠٠
|
|
السلولي
|
٢٣٥
|
خزيمة
|
٢٦٠
|
|
شبيب
|
٣٢٦
|
خلف
|
١٠٦
|
|
شتيرة
|
٣٥
|
الدؤلي
|
٤٧٤
|
|
شراحيل
|
١٩٢
|
دراع
|
٤٥٣
|
|
شقران
|
١٠٦ و ٢٣٥
|
دكين
|
٢٦٦
|
|
الشقري
|
٢٣٥
|
الدهني
|
٣٦٢
|
|
شمون
|
٦١٣
|
ذريح
|
٢٠١
|
|
صباح
|
٢٤٣
|
الذهلي
|
٦٠٣
|
|
الصلت
|
٤٨٣
|
راهويه
|
٢٦٦
|
|
صهيب
|
١٨٩
|
رباح
|
١٨٩ و ٢٢٣
|
|
عبادة
|
١٨٥
|
عدي
|
١٨٦
|
|
مسلمة
|
٣٦٥
|
العرني
|
٢٢
|
|
المشرقي
|
٣٣٠
|
العقيلي
|
٣١٢
|
|
المنقري
|
٢٣٦
|
علباء
|
٤٥٢
|
|
نجيح
|
٣٢٦ و ٦١٨
|
العمي
|
٤٦٣
|
|
نجية
|
٤٨١
|
العنزي
|
١٥٣
|
|
النصري
|
٣٤
|
الغفاري
|
٢٧
|
|
نصير
|
٤
|
الفاريابي
|
٣٢
|
|
النميري
|
١٨٩
|
القتات
|
٦٦٩
|
|
نهيك
|
٣٩
|
القرني
|
٣١٤
|
|
هاني
|
١٤٨
|
كدام
|
٢٦٦
|
|
الهراء
|
٥٢٢
|
الكشي
|
٥
|
|
هرم
|
٣١٣
|
كيسان
|
١٧١
|
|
الهمداني
|
٣٨٣
|
لبابة
|
٢٧٢
|
|
هزيل
|
١٤٥
|
ماهويه
|
١٥
|
|
واثلة
|
٣٠٩
|
مذحج
|
٣٧
|
|
يزداذ
|
٩٦
|
المزني
|
٢٤٣
|
|
|
|
فهرس لغات
التعليقة
أتي القوم
|
٥٨٨
|
|
أسكرجة
|
٣٦٣
|
أتيت
|
١٨٠
|
|
أسود سالخ
|
٢٥٠
|
أجرد
|
٤٤١
|
|
الاعتمام
|
٢١٨
|
آجرك
|
٥٨٠
|
|
أعفك
|
٥٧١
|
أجل
|
٢٧٠
|
|
أغرق نزعا
|
٤٦٢
|
أجيفي الباب
|
٦٨
|
|
أفاد
|
٤٣٣
|
احتباء
|
٣٢٧
|
|
الاكاف
|
١١٩
|
احتضر
|
٧٥٧
|
|
اكتتبوا
|
٢٣
|
أحد
|
٣٩٩
|
|
ألا
|
٧٣
|
أحرج
|
٤٥٠
|
|
اله
|
٥٠٣
|
آدي
|
٦٩
|
|
أمرد
|
٤٣٩
|
أذاته
|
٥٣٢
|
|
ان
|
٢١٠
|
الارعاب
|
٧٠٣
|
|
انتحال المبطلين
|
١٠
|
الازرار
|
٤٢٤
|
|
انج نجية
|
٤٧٩
|
استربه
|
٦٨٥
|
|
انفلت
|
١٥١
|
اؤتمنوا
|
٩
|
|
تعال
|
٣٩١
|
أول
|
٤٤٤
|
|
التفضل
|
٦٩٣
|
الاهلال
|
٧٦
|
|
تمنع
|
١٤٠
|
الباع
|
٣٠٤
|
|
تنبئ
|
٩٥
|
بانقيا
|
٧٥
|
|
التيمة
|
٤٣٥
|
البث
|
٤٩١
|
|
تينع
|
٦٩٥
|
البخت
|
٥٠٥
|
|
تيهك
|
٧٠٠
|
البرناني
|
٣٢
|
|
ثقل الرجل
|
٤١١
|
البزر
|
٤٣١
|
|
ثوب قوهي
|
٦٨٩
|
بزة
|
١٣٨
|
|
جاش
|
٤٤٢
|
البضعة
|
٤٢٥
|
|
جاض جيضة
|
٥١
|
بقرت الشيء
|
٢١٨
|
|
جاع
|
٤٢٧
|
بقي
|
٥٥٧
|
|
جانيك
|
٦٨٨
|
البلهاء
|
٣٥٣
|
|
جبرية
|
١٠٩
|
بنت
|
٧٧
|
|
الجعجعة
|
٤٢٨
|
التابوت
|
١٨
|
|
الجفنة
|
٩٠
|
تأويل الجاهلين
|
١١
|
|
الجلد
|
١٢٩
|
تبرت
|
٢٥٩
|
|
الجلواز
|
٣١٨
|
تجهزوا
|
٤٨٢
|
|
جليت
|
١٨٠
|
تحريف الغالين
|
١١
|
|
جمع يجمعوا
|
٣٩٠
|
تدارأنا
|
٣٧٣
|
|
جنبتها
|
٩٥
|
تشرطوا
|
١٩
|
|
حرت له
|
٥٥٩
|
حروراء
|
٧٤
|
|
الخوان
|
٩٠ و ٤٨٤
|
حزرنا
|
٤٨٣
|
|
الخول
|
١٠٣
|
حزقك
|
٥٥٨
|
|
دائب
|
٤٢٤
|
حزين
|
٣٦٦
|
|
دخل
|
١٠٣
|
الحسو
|
٥١٦
|
|
الدرء
|
٥١٥
|
حضر حضرنا
|
٧٥٥
|
|
الدس
|
٤٩٠
|
حمدويه
|
٣
|
|
دل رأسك
|
٤٤٢
|
الحمق
|
٤٣
|
|
الدول
|
١٠٤
|
حواري
|
٤١
|
|
الدهر
|
٤٢١
|
حيارى
|
٧٥٦
|
|
ذات عرق
|
٨٣
|
الحيرة
|
٤٠٣
|
|
الذبحة
|
٥٤١
|
حيس
|
٦٨٣
|
|
ذرفت
|
٥٧٢
|
خال الشيء
|
٧٦٥
|
|
ذعرك
|
٦٠
|
خانوا أماناتهم
|
٨
|
|
ذكت النار
|
٧٦
|
الخبل
|
٦٧٧
|
|
ذكوان
|
٤٤٠
|
الختلي
|
٦
|
|
الرحب
|
٣٠٥
|
الخرافة
|
٥٣٩
|
|
الرحلة
|
٢٥٦
|
خرجت
|
٥٩٥
|
|
الرشدة
|
٢٤٠
|
خسرت
|
٢٥٩
|
|
الرفقة
|
٢٢٤
|
الخطام
|
٩٧
|
|
الروياني
|
٤٠
|
خطر يخطر
|
١٣٩
|
|
الريم
|
٥٥٦
|
الخلنج
|
٥٢٦
|
|
زخ
|
١١٨
|
زرقت
|
٥٧٢
|
|
شهر سيفه
|
١٤٢
|
زريق
|
٣٧
|
|
الشيبة
|
٩٥
|
الزطي
|
٥٨٤
|
|
الشيب
|
٤٨٧
|
سالخ
|
٣٠٩
|
|
الصحاح
|
٦٨٩
|
الستوق
|
٤٢٣
|
|
صفحة الشيء
|
٢٥٢
|
سجل الكلام
|
٥٥٥
|
|
الصوم
|
١٣٢
|
السحل
|
٥٥٥
|
|
الضروس
|
٨٢
|
السرب
|
٣٠٥
|
|
ضوي
|
١٣٧
|
سفسافها
|
٤٦٤
|
|
ضياح
|
١٤٥
|
السفلة
|
٤٣٧
|
|
طاعة الله
|
٥٧٧
|
سعف
|
١٧٣ و ١٧٥
|
|
الطبق
|
٧٩ و ٤٠٧
|
سكت
|
٤٢٩
|
|
الطرقات
|
١٧٤
|
السلقة
|
٥٣
|
|
طفر يطفر
|
٥٩٢
|
سلول
|
٢٣٥
|
|
الطنفسة
|
٥١٠
|
سيوب
|
٣١٠
|
|
طوالا
|
٤٨٧
|
الشاري
|
٤٢٧
|
|
ظل يظل
|
١٣٩
|
الشاطر
|
٤٢٢
|
|
عار الفرس
|
٢٥٠
|
الشاكري
|
٧٣٦
|
|
العباية
|
٦٨
|
الشأن
|
٤٣٠
|
|
العتمة
|
٦١١
|
شجر
|
٣٨٦
|
|
عزة
|
٦١٣
|
شرطة الخميس
|
٢٥
|
|
عزلاء
|
٦٩٢
|
شن
|
٢٦٧
|
|
عقرا
|
٣٦٢
|
عقل
|
٤٣٣
|
|
القذر
|
٤٣٥
|
عل ولعل
|
٧٦٠
|
|
القذة
|
٨٠
|
عناني
|
١٣١
|
|
قرح
|
٥٩٨
|
العنن
|
٣٥٦
|
|
قراح
|
٦٧٠
|
عهده
|
٤٥٠
|
|
قزح
|
٥٩٩
|
غبر
|
١١٢
|
|
القضة
|
٤٦٠
|
غرضنا
|
٥٣٦ و ٥٥٤
|
|
القمع
|
٤٣٤
|
غرضهم
|
٧٥٨
|
|
القن
|
٧٠٣
|
شيئه
|
٥٣٣
|
|
كافو كما
|
١٦
|
غص
|
٣٠٧
|
|
كتاب
|
٢٢٠
|
الغنة
|
٣٥٦
|
|
كثير
|
٦١٣
|
غنى تغني
|
١٥٥
|
|
الكستيج
|
٦١٢
|
غيه
|
٢٤٠
|
|
كسر طسقه
|
٥٦٨
|
فار
|
٥٩٦
|
|
الكشي
|
٥
|
الفاريابي
|
٣٢
|
|
كفر
|
٤٧
|
فتكم
|
٣٥١
|
|
كمن
|
٢٥١
|
فتنة
|
٩٨
|
|
الكناسة
|
٩٥
|
فتية
|
١١٢
|
|
كندوج
|
١٢١
|
الفرع
|
٣١٠
|
|
لاح لحاني
|
٥٧١
|
الفلو
|
٥٠١
|
|
لبب
|
٥٢
|
قار
|
٥٩٥
|
|
لفتت
|
٤٤٤
|
قرأ يقرأ السلام
|
٢٢١
|
|
لقف
|
٥٠١
|
لكع
|
١٤١
|
|
نال
|
١٥١ و ٥١٥
|
لو لا ما
|
٨٣
|
|
النحلة
|
٤٤٣
|
المئثب
|
٧١
|
|
نطافي
|
٩٦
|
متوسمين
|
٥٦
|
|
نطحات
|
٨٢
|
المخبرة
|
١٥٦
|
|
نعثل
|
١٥٢
|
مذقة
|
١٤٤
|
|
نكب
|
١٩٥
|
المرازب
|
٧٢
|
|
نهروانات
|
١٧٤
|
المرزبة
|
٦٧٦
|
|
الواعية
|
٣٣١
|
مستصعب
|
٤٣٩
|
|
الوتر
|
٤٩٨
|
مستن
|
١٦
|
|
وجئت
|
٥٢
|
المستهام
|
٤٦٧
|
|
الوضاح
|
٥٢٦
|
المسك
|
٦٩٦
|
|
وضيء
|
١٣٧
|
المعرة
|
٥٣٨
|
|
وعر
|
٤٤١
|
مغث
|
٥٥٩
|
|
وفقت
|
٦٢٩
|
مقفر مقتر
|
٦٩١
|
|
الولاء
|
٨٢
|
ملحمة
|
٩٤
|
|
وهي يهي
|
١٧٧
|
مناخ
|
٧٤
|
|
ويح
|
٨٨
|
المنايا
|
٧٨
|
|
ويل
|
٨٨ و ٧٠٣
|
موجئا
|
٩٣
|
|
هجر
|
٢١٨
|
الموضع
|
٨٤
|
|
الهفتية
|
٣٧٥
|
مهراق دمائهم
|
٧٤
|
|
الهول
|
٥٢٩
|
نابذتكم
|
٨١
|
|
هوى
|
٥٢٠
|
|
|
|
هيه
|
٦٦
|
فهرس
اجمالى عن مطالب التعليقة
حقيقة الانسان
وأنه مركب من جوهرين ........................................ ١٣
تحقيق لطيف حول
هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا .............................. ٢٨
قضية بيعة الامام
علي 7 لأبي بكر ............................................ ٣٠
طرق رواية ارتداد
الناس بعد رسول الله 6 .................................. ٤٧
حقيقة الوحي
والايحاء ......................................................... ٦٤
تفسير بليغ حول
خطبة سلمان المحتوية على الغوامض والاسرار .................... ٧٦
كيفية قيام أبي ذر
على عثمان ونفيه الى الربذة .................................. ١٠٠
أهل الجبرية ومن
هم؟ ....................................................... ١٠٩
طرق حديث مثل أهل
بيتي مثل سفينة نوح .................................... ١١٧
تحقيق شافي حول
قول الرسول 6 ان عيني تنامان ولا ينام قلبي .............. ١٢٤
قول الرسول 6 عمار مع الحق
والحق مع عمار حيث كان ................. ١٢٧
تفسير جليل حول
آية الغار ................................................... ١٣٠
وجه تسمية عمر
بالفاروق ................................................... ١٣٣
كيفية الصلاة على
سهل بن حنيف ............................................ ١٦٥
اشتراك جابر بن
عبد الله بين اثنين ............................................. ٢٠٥
طرق حديث كنا نعرف
المنافقين ببغضهم عليا 7 ...................... ٢١٠
نقل وتذييل حول
بسم الله الرحمن الرحيم ............................... ٢١٢
قول عمران الرجل
ليهجر حسبنا كتاب الله .............................. ٢١٩
تفسير حكمي حول
آية ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد ....... ٢٢٥
طرق حديث علي خير
البشر فمن أبي فقد كفر .......................... ٢٣٧
مثالب يزيد بن
معاوية ................................................. ٢٥٨
خزيمة بن ثابت
وكيفية تلقبه بذى الشهادتين ............................. ٢٦٠
القول المنسوب الى
زرارة وأصحابه في الاستطاعة ........................ ٣٦٠
فيصل القول في
زرارة ................................................. ٣٨١
تفسير قوله 7 ان المؤمن في هذه
الدار غريب .......................... ٣٩٢
كيفية علم الله
تعالى بالاشياء ........................................... ٣٩٤
رفع اتهام الغلو
والوقف عن أبي بصير ................................... ٤٠٥
تفسير قوله 7 ان التقية تجوز
في شرب الخمر ......................... ٤٦٥
بيان حول حديث
الثقلين ............................................. ٤٨٥
كلام عن السيد
المرتضى في هشام بن الحكم ............................. ٥٦١
برهان ابطال
التناسخ على القوانين الحكمية .............................. ٥٧٨
حول حديث من قرأ
آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من الجنة الا الموت. ٦٤٩
بيان فلسفى حول
خلق الله الارواح قبل الاجساد بألفي عام ............... ٦٩٧
من هم المخمسة؟ ....................................................
٧٠٢
شرح متن رواية
الحسين بن عمر ....................................... ٧٢٥
تفسير قول علي 7 وبعظمته ونوره
عاداه الجاهلون .................... ٧٥٤
فهرس
مؤلفات الشارح المذكورة في التعليقة
١ ـ الافق
المبين
|
٥٧٩
|
٢ ـ الايقاضات
|
٣٧١ و ٤٣٦
|
٣ ـ التعليقة على الإستبصار
|
٣٨ و ١٠٧ و ١٩١
و ٢٤٢ و ٢٤٣ و ٢٧٠ و ٤٧٨ و ٤٨١ و ٦٦١
|
٤ ـ التعليقة على أصول الكافي
|
٣٩٥ و ٥١٣
|
٥ ـ التعليقة على التهذيب
|
١٩١
|
٦ ـ التعليقة على الخلاصة
|
١٠٧ و ٦٨٢
|
٧ ـ التعليقة على الدروس
|
٥٣١
|
٨ ـ التعليقة على رجال ابن داود
|
١٠٧
|
٩ ـ التعليقة على رجال النجاشي
|
١٠٧
|
١٠ ـ التعليقة على الصحيفة السجادية
|
٢٨ و ٤٤٥
|
١١ ـ التعليقة على الفقيه
|
١٠٧ و ٢٤٣ و ٤٨١
و ٥٣١ و ٦٦١
|
١٢ ـ التعليقة على مهج الدعوات
|
٤٥٧
|
١٣ ـ التقديسات
|
٣٩٥
|
١٤ ـ تقويم الايمان
|
٣٩٥ و ٥٧٩
|
١٥ ـ الجذوات
|
٢٣٠
|
١٦ ـ الرواشح السماوية
|
٣٨ و ٦٤ و ١٠٧ و
٢٢٠ و ٢٤٠ و ٢٧٤ و ٥١٣
|
١٧ ـ سدرة المنتهى
|
٦٤
|
١٨ ـ شرح تقدمة كتاب تقويم الايمان
|
٣٠ و ٨٤ و ١٢٢
|
١٩ ـ شرح النيروزية
|
٢٢٠
|
٢٠ ـ الصراط المستقيم
|
٤٥٨ و ٥٧٩
|
٢١ ـ ضوابط الرضاع
|
١٩١ و ٢٧٠
|
٢٢ ـ قبسات
|
٦٤ و ٣٧١ و ٣٩٥ و
٤٣٦ و ٤٥٨ و ٥١٣ و ٥٧٩ و ٦٩٨
|
٢٣ ـ المواقيت
|
٢٣٠
|
٢٤ ـ نبراس الضياء
|
٣٠ و ٢١٥ و ٢٣٠ و
٢٣١ و ٥١٣
|
فهرس
ترجمة أعلام رجال الكشى
أبان بن تغلب
|
٦٢٢
|
|
ابن مسكان
|
٦٨٠
|
أبان بن عثمان
الاحمر
|
٦٤٠
|
|
ابن المكاري
|
٨٦٢
|
ابراهيم
المخارقي
|
٧١٨
|
|
ابنا فلان
|
٢٦٩
|
ابراهيم بن أبي
البلاد
|
٧٩٣
|
|
أبو الاسد خصي
علي بن يقطين
|
٧٨٩
|
ابراهيم بن أبي
سمال
|
٧٧٠
|
|
أبو أيوب
ابراهيم بن عيسى الخزاز
|
٦٦١
|
ابراهيم بن أبي
محمود
|
٨٣٨
|
|
أبو أيوب
الانصاري
|
١٦٩
|
ابراهيم بن شعيب
|
٧٦٩
|
|
أبو بحير عبد
الله بن النجاشي
|
٦٣٢
|
ابراهيم بن عبد
الحميد الصنعاني
|
٧٤٤
|
|
أبو البختري
|
٥٩٧
|
ابراهيم بن عبده
|
٨٤٤ و ٨٤٨
|
|
أبو بصير عبد
الله بن محمد الاسدي
|
٤٠٩
|
ابراهيم بن محمد
بن فارس
|
٨١٢
|
|
أبو بصير ليث بن
البختري المرادي
|
٣٩٦
|
ابراهيم بن محمد
الهمداني
|
٨٦٩
|
|
أبو بكر الحضرمي
|
٧١٤
|
ابراهيم بن
مهزيار
|
٨١٣
|
|
أبو الجارود
زياد بن المنذر الاعمى السرحوب
|
٤٩٥
|
ابن أبي الزرقاء
|
٨١٠
|
|
أبو جرير القمي
|
٨٧٣
|
ابن أبي سعيد
المكاري
|
٧٦٥
|
|
أبو جعفر الاحول
محمد بن علي بن النعمان مؤمن الطاق ٤٢٢
|
|
ابن بند
|
٨٦٣
|
|
|
|
ابن السراج
|
٧٦٣
|
|
|
|
|