
بسم الله الرحمن الرحیم
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا
مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن
يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً * لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ
بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذّ ِبَ الْـمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ
إِنَّ اللَّه كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً).
سورة الأحزاب (٣٣) : ٢٣ ـ ٢٤

عن أبي الحسن الأوّل عليه
السلام ; أنّه قال :
«.. لا تأخذنَّ معالم دينك عن غير
شيعتنا ، فإنـّك إن تعدّيتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله
وخانوا أماناتهم ، إنّهم اؤتمنوا على كتاب الله عزّ وجلّ
فحرّفوه وبدّلوه ، فعليهم لعنة الله ، ولعنة رسوله ، ولعنة ملائكته ، ولعنة آبائي
الكرام البررة ، ولعنتي ، ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة ..»
اختيار معرفة الرجال ١/٧ حديث ٤
__________________
عن أبي الحسن الثالث عليه السلام ; أنّه
قال :
«.. فاصمدا في دينكما على كلّ مسنّ في
حبّنا ، وكل كثير
القدم في أمرنا ، فإنـّهما
كافوكما إن شاء الله تعالى ..».
رجال الكشي ١/١٥ حديث ٧
اختيار معرفة الرجال : ٤ ـ ٥
__________________





رجاء واعتذار ...!
قال العلاّمة المامقاني طاب ثراه في
موسوعته هذه :
إنّي أرجو من المطالعين في هذا الكتاب
أمرين :
أحدهما :
أنّهم إذا عثروا على خطأ أو اشتباه
يمرّون عليه قلم التعديل والإصلاح ، فإنّي وإن بالغت في إتقان أنقالي [كذا] وتصحيحها
إلاّ أنّ البشرية لا تحظى في إبراز أثرها من السهو والاشتباه ، جلّ من لا يشتبه ولا
يسهو ، والرجاء أن لا يبادروا إلى تغليط ما لم يفهمه الطالب وتغييره إلاّ بعد
الجزم بالاشتباه ، فإنّي كثيراً ما وجدت من بادر إلى الحكم بغلطية ما لم يفهمه
فغلّط الصحيح.
__________________
ثانيهما :
أن لا يتركوا الدعاء لي حيّاً بالتوفيق
وحسن الخاتمة ، وميّتاً بالاسترحام والترضّي ; لأنّي تحمّلت في تصنيف هذا الكتاب
من التعب ما لا يتحمّله إلاّ العاشق الملحّ ، وإنّي طول عمري ـ وإن لم يكن نصيبي
من الدنيا إلاّ التعب في التحرير والحرمان من الأُنس والراحة ـ إلاّ أنّ تصنيف هذا
الكتاب صادف زمان الشيب وضعف القوى الجسمانية فأثّر في جسدي
ما لو عثرت عليه لأخذتك الرقّة عليّ ، وذلك
من فضل الباري على هذا الفقير إليه ..
وما توفيقي إلاّ به ، عليه توكّلت وإليه
أنيب ..
وأسأله
بفضله وكرمه أن يثبـّتني في ديوان المجاهدين في الدين بالقلم ، ويقبل صنيعي هذا ، ويعوّض
عن هذا التعب بالراحة الدائمة .. إنّه ذو فضل عظيم ، وكرم جسيم ..
* * *
نصيحة وحسرة ..!
قال طاب رمسه
الرجاء من طالبي العلم في هذا العصر
المتعوس ، والزمان المنكوس ، أن يمعّنوا النظر في هذه الأوراق ، ويقدّروا مقدار ما
أتعب به هذا المصنّف نفسه ، ويلتفتوا
إلى أنّ أهل العلم ـ من الفريقين ـ كانوا يبذلون أنفسهم وأعمارهم وراحتهم في تشييد
العلوم وتنقيحها ، ولم يكونوا ليتصوّروا ثمرة لدنياهم غير ذلك ، ولا يقصدوا
بذلك التعب العظيم إلاّ وجه الله تعالى والخدمة للدين الحنيف ، وكانوا يعدّون ذلك
أعظم تقدمة لآخرتهم .. فما بال أغلب
__________________
طلاّب علوم عصرنا
أخذوا هذا العمل الشريف وسيلة لدنياهم ، وتثاقلوا عن إتعاب النفس وبذل الجدّ
والجهد .. حتّى كأنّ التعب في هذه العلوم لا نتيجة لها [كذا] في الآخرة أصلاً ..!
والمشتكى إلى الله تعالى وإلى إمام العصر عجّل الله تعالى فرجه ، وجعلنا من كلّ
مكروه فداه ..
* * *
__________________
قال السيّد محمّد
سعيد الحكيم
بسم الله خير الأسماء
تمّ بحمد الله تعالى ومنّه طبع كتاب :
تنقيح المقال في أحوال
الرجال
من مصنّفات الشيخ الإمام العلاّمة ، قدوة
المحقّقين ، وسلطان المدقّقين في علوم الدين ، آية الله الكبرى في بلاده ، وحجّته
العظمى في عباده ، المحقّق الثالث ، والعلاّمة الثاني ، الساكن في جوار الله :
الحاج شيخ عبد الله
المامقاني
قدس الله نفسه وطيّب رمسه
وهو آخر ما برز من قلمه الثمين في علوم
الدين ، ولعمري لقد أتعب فيه
__________________
نفسه الزكيّة وأجهدها
، فأظمأ هواجره ، وسهر ليله ، كادّاً كادحاً في تحريره وتحبيره ليلاً ونهاراً ..
حتّى أتمّه في نحو خمسة عشر شهراً! كما شهد ذلك منه غير واحد من العلماء ، ووجد
مسطوراً بقلمه في ظهر النسخة التي كتبها بخطّ يده ، وقد طبعت صورته في أوّل الجزء
الأوّل منه ، ثم صحّحه في بضع شهور بعد ذلك ، وشرع في طبعه مصحّحاً له بنفسه حتّى
كاد أن يتمّه طبعاً ..
وفي هذا من العناء والكدّ ما لا يقوم به
إلاّ ذو نفس قدسيّة ، وهمّة عليّة ، وما بارحه ذلك الجدّ والجهد حتّى أودى بنفسه
الزكيّة ، وأتى على حياته الشريفة في ليلة النصف من شهر شوال في سنة ألف وثلاثمائة
وواحد وخمسين بعد الهجرة ; لأنّ ما لا يؤلّف إلاّ في نحو عشر سنين لا يستطيع أن
يتمّه أحد مصنّفاً وتصحيحاً ـ مع بقاء صحّته ـ في نحو سنتين ، ولذا اعتبر العلماء
والعرفاء موته شهادة في سبيل العلم ، وسعادة في مقام العمل.
فنعم السعادة التي كانت من آماله ، والشهادة
التي صارت خاتمة أعماله.
هذا ; مضافاًإلى ما أجهد به نفسه ـ منذ
أوّل إدراكه ـ من التأليف والتصنيف في الفقه ، والحديث ، والأصولين ، والرجال ، والدراية
، والأخلاق .. وغيرها من أنواع العلوم الدينية ، وكفى كتابه الكبير المصنَّف في
فقه الشريعة الّذي سمّاه :
(منتهى مقاصد الأنام
في نكت شرائع الإسلام)
وهو يقع في ثلاثة وستين مجلّداً.
نسأل الله أن يوفّق محبّي العلم ومروّجي
الشرع للقيام بطبعه ونشره ، فإنّه أهمّ كتبه عنده خاصّة ، والعلماء كافّة ، ليكون
الكافل للعلم بعد صاحبه ، والقيّم عليه بعد وفاته ..
فلعمري لقد أصبح العلم وأهله بعده لا
كافل له ، والتصنيف لا قيّم عليه ، ولا حيلة لهم سوى التطفّل على موائد تأليفه
وتصنيفه ، جزاه الله عن العلم وأهله أحسن جزاء ، وحشره مع المصطفى محمّد وآله
الأمناء ..
* * *
قال الشيخ الطهراني
رحمه الله عن كتابنا الحاضر :
هو أبسط ما كتب في الرجال ، حيث إنّه
أدرج فيه تراجم جميع الصحابة والتابعين وسائر أصحاب الأئمـّة وغيرهم من الرواة إلى
القرن الرابع ، وقليل من العلماء والمحدّثين ، في ثلاث مجلّدات كبار ، لم يزد
مجموع مدّة جمعه وترتيبه وتهذيبه وطبعه على ثلاث سنين ، وهذا ممّا يُعدّ من خوارق
العادات ، والخاصّة من التأييدات ، فلّله درّ مؤلّفه من مصنّـِف ما سبقه مصنِّفوا
الرجال ، ومن تنقيح ما أتى بمثله الأمثال ..
الذريعة ٤/٤٦٦ ـ ٤٦٧
رقم ٢٠٧٠
ونعم ما قيل
عن كتابنا هذا :
لتنقيح المقال هلمّ يا من
|
|
طلبت لُباب (تنقيح المقال)
|
وخذ ما شئت من آيات علم
|
|
ومعرفة بأحوال الرجال
|
وفي مرآة عقلك فأختبره
|
|
تجده لديك (مرآة الكمال)
|
__________________
وقفة على ضفاف
الموسوعة الرجالية
تنقيح المقال في علم
الرجال
بسم الله الرحمن
الرحيم
نرى من الضروري لمثل هذه الموسوعة
الرائعة أن يخصّص لها مجلّد في ذكر مسرد فيما جاء في طبعتيها (الحجرية ، واوفستها)
، وعرض ما في مجلّداتها الثلاثة .. ثم التعرّض إلى :
١ ـ بعض ما قيل عن هذه الموسوعة ..
٢ ـ مدة تأليف هذا السفر المبارك ..
٣ ـ خصائص هذا الكتاب ومميزاته ..
٤ ـ بعض النقد الوارد على هذه المجموعة
..
٥ ـ أدب الشيخ الجدّ طاب رمسه محلّلاً
وناقداً ..
وبعد كل هذا ندرج القسم الأخير من كتاب (مخزن
المعاني في ترجمة المحقق المامقاني قدّس سرّه) حيث حصّلنا أخيراً عليه مرسلاً من
النجف الأشرف ضمن مجموعة من مؤلفات ومستنسخات الأسرة الموقوفة على المقبرة ، وكان
منها هذا ، وكأ نّه قد كتبه طاب رمسه أوّلاً ، ثم أعرض عن طبعه ، وجاء ضمن النسخة
الخطية لأصل الكتاب ، وقد أثبتنا كل ما حصّلنا منه في آخر الكتاب مصوّراً ..
وعلى كل ; فنقول ـ وعليه نتـّكل ـ :
مسرد التنقيح
مسرد التنقيح
أمّا المسرد عن كتاب التنقيح في طبعته
الحجرية ـ بأجزاءها الثلاث ـ في كل ما جاء فيه وسطّره المؤلف قدّس سرّه أو النساخ
أو تلامذة الشيخ .. كي نصل إلى ما كان عليه وما حلّ به ، خوفاً من أن تفقد في يوم
ما نسخة الأصل والمطبوع الأوّل ..
__________________
مسرد الجزء الأوّل
من
تنقيح المقال في علم
الرجال
[ولنبدأ بديباجة الجزء الأوّل منه حيث
قال :]
بسمه تعالى شأنه
العزيز
الحمد لله ربّ
العالمين
والصلاة والسلام على
أشرف الخلق محمّد وآله الطاهرين
وبعد ;
فهذا كتاب
تنقيح المقال في
أحوال الرجال
تصنيف من انتهت إليه رئاسة القلم ، وانحصرت
فيه نوبة الرقم ، وملك ـ بكدّه وتوفيق الله سبحانه ـ أزمّة التصنيف والتأليف ، وأذعن
بجودة تصانيفه الوضيع والشريف
، جناب قطب فلك الفقاهة ، سلطان إقليم التحقيق والنباهة ، شيخ الطائفة الجعفرية ، وقدوة
مجتهدي الفرقة المحقة ، [محيّي السنة ومميت البدعة]
أفقه الفقهاء الكرام ، نائب الإمام ، وباب الأحكام ، غياث المسلمين ، وحجة الإسلام
، آية الله في الأنام ، فقيه عصره ، المخالف لهواه ،
__________________
حضرة العلاّمة الثاني :
الحاج الشيخ عبد الله
المامقاني
[الغروي]
مدّ ظله العالي على رؤوس العباد
، وأحيى بيمن وجوده ميت البلاد.
ومصنفاته دام ظله العالي على مايُسطر
:
* منتهى مقاصد الأنام في نكت شرائع
الإسلام ; (٦٣) مجلّداً ، كلّ مجلّد من اثني عشر ألف بيتاً
إلى خمسة عشر ألف بيتاً .
* مناهج المتقين ; ثلاث مجلّدات عبارة
عن ٢٦٨٣٣ بيتاً
، يتضمّن الفروع الفقهية من الطهارة إلى الديات لم يصنّف ـ إلى الآن ـ مثله في
كثرة
__________________
الفروع ، طبعت [كذا] في
النجف الأشرف في جلد [كذا] واحد كبير.
* نهاية المقال في تكملة غاية الآمال
; حاشية على خيارات المحقق الأنصاري قدس سرّه ، مجلّدان ، طبعا مع :
* القلائد الثمينة
ـ الذي هو مجلّد ـ تعليقاً على الرسائل الست الملحقة بمكاسب الشيخ قدّس سرّه.
* مرآة الرشاد في الوصيّة إلى الأحبّة
والأولاد ; و :
* مرآة الكمال في الآداب والسنن
; طبعا في جلد [كذا] واحد.
* الاثنا عشرية
; يتضمن اثنتي عشر رسالة طبعت في النجف الأشرف ، وهي :
ـ رسالة : وسيلة النجاة في أجوبة جملة من
الاستفتاءات ; و :
ـ رسالة : مجمع الدرر في مسائل اثنتي عشر
; و :
ـ رسالة : المسائل الأربعين العاملية
; و :
ـ رسالة : المسائل الخوئية
; و :
ـ رسالة : في المسافرة لمن عليه قضاء شهر رمضان مع
ضيق الوقت ; و :
ـ رسالة : عدم إيراث العقد والوطي لذات البعل
شبهة حرمتها عليه أبداً ; و :
ـ رسالة : المسألة الجيلانية
; تتضمن
المحاكمة بين علمين من المعاصرين في فرع من فروع إرث الزوجة من الأراضي
; و :
ـ رسالة : كشف الريب والسوء عن إغناء كل غسل عن
الوضوء ; و :
ـ رسالة : في إقرار بعض الورثة بدين وإنكار
الباقين ; و :
ـ رسالة : كشف الأستار في وجوب الغسل على الكفّار
; و :
ـ رسالة : غاية المسؤول في انتصاف المهر بالموت
قبل الدخول ; و :
ـ رسالة : مخزن اللآلي في فروع العلم الإجمالي
; مع حواشي جديدة
منه ـ مدّ ظلّه ـ لم تكن عليها في الطبع
الأول [كذا].
* مطارح الأفهام في مباني الأحكام
، في الأصول ; على طرز حسن.
* هداية الأنام في أموال الإمام عليه
السلام ; طبعت في تبريز في حياة حضرة آية الله والده قدس سرّه ، في سنة ١٣٢١ هـ.
* تحفة الصفوة في الحبوة
; طبعت في تبريز.
* رسالة إزاحة الوسوسة عن تقبيل الأعتاب
المقدسة ; طبعت مع مخزن اللآلي في النجف الأشرف.
* مقباس الهداية في علم الدراية
; و :
* مخزن المعاني في ترجمة المحقق المامقاني
قدس سرّه ; طبعا في مجلّد في النجف الأشرف.
* تحفة الخيرة في أحكام الحج والعمرة
; فارسية مبسوطة.
* السيف البتّار في دفع شبهات الكفار
; طبع مرّتين كترجمته.
* رسالة المسائل البصرية
; طبعت في النجف الأشرف.
* رسالة وسيلة التقى في حواشي العروة الوثقى
; طبعت في
النجف
الأشرف.
* رسالة الجمع بين فاطميّتين ; لم تطبع.
* رسالة في أحكام العزل عن الحرّة الدائمة
; لم تطبع.
* رسالة الدر المنضود في صيغ الإيقاعات
والعقود ; على وجه الاستدلال والبسط ، وفي
حاشيته متن ، وفي صدر الصفحات أرجوزة ، طبعت في النجف الأشرف ، وطبعت الأرجوزة مستقلة
أيضاً.
وله : ترجمة مرآة الكمال بالفارسية
سمّاها بـ :
* سراج الشيعة في آداب الشريعة
; طبع في النجف الأشرف ، و :
* رسالة : المسائل البغدادية في الفروع
; سؤال وجواب فارسي طبع في تبريز.
* منهج الرشاد
; سؤال وجواب فارسي طبع في النجف الأشرف.
* رسالة : مناسك الحج
; وسيط عربي وفارسي كذلك ، و :
* ... أُخريان صغيرتان طبعت الأربعة في
تبريز والنجف.
* وله حواش على الرسائل العربية
والفارسية ; كـ : ذخيرة الصالحين
،
__________________
ومنتخب المسائل
، والجامع العباسي
، ومجمع المسائل
.. وغيرها ،
__________________
وصيغ العقود للقزويني
، ثم أدخل حواشي
المنتخب وحواشي الجامع العباسي في المتن وطبعا .. و :
* له كراريس في
الفوائد الطبية ; و :
* كراريس في بعض علم الحروف والأعداد .
__________________
[ثم جاء في الصفحة الأولى أيضاً ، وكذا
: الثانية والثالثة من الموسوعة ما نصه :]
صورة ما كتبه مدّ ظله
العالي على ظهر الكتاب
بعد الحمد والتحيّة والصلاة والسلام ..
فلا يخفى على إخواني في الدين وأخلاّئي
في طلب العلم واليقين ، أمور :
الأوّل :
إنّي منذ ستّ عشرة سنة ـ عند تصنيف
مقباس الهداية
ـ قد وعدت
__________________
الإخوان أن أصنّف
كتاباً في علم الرجال ; وافياً لمطالبه ، كافياً لطالبه ، جامعاً لشتاته ، كاشفاً
عن غوامضه ، مبيّناً لدقائقه ، موضّحاً لحقائقه .. وقد عاقني عن الوفاء بالوعد
المذكور عوائق ، وشغلتني عنه شواغل ، كنت أحسبها أهمّ منه ، إلى أن وفّقني الله
سبحانه في أواخر شهر صفر من سنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين للأخذ فيه ، وأعانني
جمع من أتقياء المعاصرين ـ أيدّهم الله تعالى
ـ ببذل كلّ منهم ما عنده من الكتب الرجالية
، عمدتهم صاحب المكتبة العظمى ; شيخ مشايخ الجعفرية على الإطلاق ، العلاّمة الصفيّ
; شيخنا الشيخ علي
، نجل حضرة كاشف الغطاء أعلى الله مقامهما ، ورفع في الخلد أعلامهما ..
__________________
فاجتمعت عندي ـ بعون الله سبحانه ـ عدّة
منها وافية ، وجملة كافية .. سأنبئك بأسمائها إن شاءالله تعالى .
فلمّا بدأت فيه رأيت أنّ تأخير ذلك إلى
اليوم كان منّي تقصيراً ، وتقديم غيره عليه اشتباهاً خطيراً ، وأنّ هذا العلم
الشريف قد خمل ذكره ، وضاعت نكاته ودقائقه ، وتشتّت رموزه ومطالبه ، وتفرقت
تحقيقاته وتدقيقاته ، وكثر فيه الخلط والخبط ، وشاع فيه الاشتباه والغلط ، وأنّ
جمع ذلك وتصفيته يحتاج إلى بذل النفس في ذلك مدّة مديدة ، والكدّ فيه سنين كثيرة
عديدة ، وغاية الجدّ والاجتهاد ، ونهاية الاهتمام بترك الراحة والرقاد ..
فشمّرت الساق ، وعزمت عليه مستعجلاً في
إتمامه قبل جفاف القلم بانقضاء الأجل
، مستمّداً من ربّ العالمين ، متوسّلاً
__________________
بالنبيّ وآله الغرّ
الميامين ، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين ..
ووجدت حينئذ إقبال أفواج التوفيق إليّ ،
ونزول الألطاف والتأييدات الخاصّة عليّ ، فأزداد بوجدان آثارها شوقي ، وقويت
بالنظر إلى أشعّتها همّتي وعزمي .. حتى آل الأمر بي إلى آخر درجة القدرة البشرية
بالاقتصار قرب ثلاث سنين على أقلّ الضروري من الأ كل والنوم .. ولم أجد في هذه
المدة لذّة الكرى ، ولا راحة الأعضاء والقوى ..
و[ما] كنت أنام ـ حتى في الليالي الطوال
غالباً ـ [إلاّ]
دون أربع ساعات ، وكنت أنام في آخر الساعة الثالثة [من الليل]
، وأنتبه قبل آخر [الساعة] السابعة ، وأشتغل بالتحرير
..
__________________
ومن غريب آثار التوفيق ; أنّي كلّما
أردت وجدان مطلب في كتاب وجدته نصب عيني بمجرّد فتحه ، وقلّ ـ بل ندر ـ تعطيلي في
الفحص عنه.
و[قد]
اتّفق لي في أوائل اشتغالي به ليلة من الليالي الطوال أنّي احتجت
ـ ثلاث ساعات تقريباً قبل الفجر ـ رهن التهذيب
، ولم يكن عندي .. فرأيت بقاء خمس ساعات إلى طلوع الشمس ـ ولا يمكنني أن أتعطّل
ولا أن أحرّر بغير مراجعة التهذيب ـ فحصل لي من ذلك انقطاع غريب إلى مولانا الحجة
المنتظر عجلّ الله تعالى فرجه وجعلنا من كل مكروه فداه ، وخاطبته بقولي : سيدي!
منّي بذل النفس ومنك الإعانة ، وأنا أريد منك الآن رهن التهذيب! .. ومن شدّة
انقطاعي جرت دمعتي ، وكان عندنا مقدار كتب وقفيّة قطعات بالخطوط القديمة الرديّة
في النحو والصرف والتفسير .. وغيرها ، وكانت متروكة ; لأ نّا فحصنا عنها
مراراً فلم نجد فيها ما ينتفع به ، وما كنت أحتمل ـ بوجه ـ وجود التهذيب فيها [مع
سبري لها مراراً .. واستخراج الكتب المألوفة منها]
، فقمت من حيث لا أشعر ومضيت إلى تلك الكتب .. ومددت يدي وتناولت كتاباً منها ;
وإذا هو قطعة من التهذيب بخطّ
__________________
جيّد [عتيق] في خصوص
الرهن ..! فنقلت منه موضع الحاجة.
ومن الغريب أنّي فحصت عنه بعد ذلك
مراراً عديدة فلم أجده
، فعلمت أنّ ذلك كان لطفاً مخصوصاً منه أرواحنا فداه ، وأنـّهم مريدون هذا العمل
منّي .. وهذا هو عمدة ماأوجب بلوغ رغبتي في تصنيفه وإتمامه إلى درجة العشق ، بحيث
لم أكن أدرك التعب حين الاشتغال به ، وكنت عند القيام منه للنوم أو الصلاة أرى
قَرُبَ جسدي من أن لا يكون به حراك [كذا].
ففرغت من الكتاب سابع رجب سنة ١٣٤٩ هـ ،
ثم أعدت النظر فيه من ذلك اليوم إلى أواخر جمادى الأولى سنة ١٣٥٠ هـ ، وبعد ذلك
أخذت في إعادة النظر في الفهرست والمراجعات الجامعة للمستدركات .
الثاني :
إنّي لم أبق شيئاً من الكتب الرجاليّة
التي نالته يدي إلاّ ونقلت المهمّ ممّا فيه ، وأرحتك من مراجعتها ، وأنا أعدّد لك
الكتب التي كانت عندي عند تصنيف
__________________
الكتاب حتى تستريح من
مراجعتها
:
رجال الشيخ رحمه الله
..
__________________
__________________
رجال البرقي ، فهرست ابن النديم
، فهرست الشيخ رحمه الله
..
__________________
__________________
رجال ابن الغضائري
، رجال النجاشي
..
__________________
رجال الكشي
..
__________________
__________________
[ترتيب الاختيار للمولى عناية الله]
، التحرير الطاوسي
، خلاصة العلاّمة
.. تعليق الشهيد الثاني على الخلاصة
، رجال
__________________
ابن داود
، معالم ابن شهرآشوب ، الوجيزة للفاضل المجلسي
، البلغة للمحقق البحراني
،
__________________
الحاوي للفاضل الجزائري
، نقد الرجال للفاضل
التفرشي
، تعليق المحقّق [الشيخ عبد النبي]
الكاظمي على النقد المسمّى بـ : التكملة ، خير الرجال ـ المطابق اسمه لتاريخ
تصنيفه
ـ للشيخ الفاضل بهاء الدين محمّد ابن الشيخ محمّد علي الشريف اللاهيجي منهج الميرزا ، وتعليق المحقّق الوحيد البهبهاني ـ
رحمه الله ـ
__________________
__________________
عليه
، وسيط الميرزا
، منتهى المقال للفاضل الحائري
، تعليق
__________________
السيّد المحقق صدر
الدين عليه المسمّى بـ : نكت
الرجال ، جامع الرواة
__________________
للفاضل الأردبيلي
، جامع المقال .. للشيخ الطريحي
، وفيه فصل في تمييز المشتركات ، رسالة تمييز المشتركات للشيخ محمّد أمين الكاظمي
، ـ تلميذ الطريحي رحمهما الله تعالى
ـ ، رجال العلاّمة
__________________
الطباطبائيرحمه الله ، رسائل حجّة الإسلام الشفتي
ـ المطبوعة
ـ في نفر
__________________
معدودين ، إيضاح
الاشتباه للعلاّمة رحمه الله ، توضيح الاشتباه للفاضل الساروي .. وما نالته يدي من
كلمات المحقّق الداماد ، ومجمع العلوم
الشيخ البهائي ، والمحقق الشيخ محمّد نجل الشهيد الثاني رحمه الله ، معراج المحقق
البحراني ـ في باب الهمزة فقط ـ أمل الآمل ، وتكملة روضات الجنات .. ولكنّي لم أنقل
عنه إلاّ نادراً حفظاً لحقه! ولكونه في تراجم العلماء دون الرجال
..
__________________
__________________
ومن كتب رجال العامة : أُسد الغابة ، وربّما
راجعت تهذيب الأسماء [واللغات]
، والإصابة ، والاستيعاب .. وغيرها.
وكانت عندي عدّة كتب رجالية راجعتها مراراً
فلم أجد فيها
شيئاً فتركتها .
__________________
وكانت عندي كتب الأخبار المعروفة ، وقد
راجعتها ونقلت عنها كثيراً .
__________________
__________________
الثالث :
إنّي عند تحرير الكتاب كنت ملتزماً بضبط
كلّ ما يحتاج إلى الضبط ، ثمّ الإشارة إلى مواضع الضبط فيما سبق ضبطه ، لكنّي في
إعادة النظر وإلحاق أسماء أُخر رأيت أنّ الإشارة إلى مواضع الضبط ـ لكثرتها ـ توجب
ملأ الأوراق وكبر حجم الكتاب ، فتركت الإشارة إلى مواضع الضبط ، وأبدلت ذلك بوضع
الفائدة الأخيرة من فوائد الخاتمة في الإشارة إلى محالّ ضبط الأسماء والألقاب
والكنى الواقعة في الكتاب على ترتيب حروف الهجاء ليسهل ذلك لمن رام العثور على الضبط
.
الرابع :
إنّ جملة من الفوائد التي ذكرها بعض
الأواخر
في [فوائ]
المقدمة والخاتمة من كتابه لم أذكرها في هذا الكتاب استغناءً عنها بما شرحته في
__________________
مقباس الهداية .
الخامس :
إني ـ اهتماماً بشأن الكتاب ـ باشرت
مقابلته عند الطبع مرّتين بل ثلاثاً بنفسي
; حذراً من وقوع غلط فيه ; فإنّ كل كتاب ـ سيّما كتب الحديث والرجال ـ إذا ازدادت
فيها كلمة أو حرف أو نقصت أو تحرّفت أفسد الأمر ، ولكن في ثلاث كراريس الأُول
آخرها صفحة (٤٨)
من فصل الأسماء وقعت أغلاط نشأ بعضها من طبعها قبل إعادة النظر ، وبعضها من عدم
المبالغة
، و [سوف] أطبع أغلاطها في ورقة بين المقدمة والفصل الأول ليسهل تناولها ، وأضع في
آخر الكتاب صفحة الصحيح والغلط من صفحة (٤٩)
إلى آخر الكتاب .
__________________
السادس
:
إنّ عزمي ـ بحول الله سبحانه وقوّته ـ
أنّي إلى الفراغ من طبع الكتاب لا أشتغل بتصنيف كتاب آخر ، بل أشتغل بمراجعة كتب
الأصحاب ، فإذا وقفت على اسم لم أترجمه أو ترجمته وفاتني فيه شيء أجعله مستدركاً [و]
أجمع ما استدركه
كلّه ، وأجعلها خاتمة الخاتمة إن شاء الله تعالى.
وأشير في نتائج التنقيح إلى كل اسم لم
أترجمه في التنقيح ـ وهو النادر ـ بكتابة كلمة (مستدرك)
بين الاسم وبين حكمه .
__________________
السابع
:
إنّي عند إعادة النظر في فوائد المقدمة
والخاتمة اقتضى الذوق تقديم بعضها على بعض ، وبعد الفراغ وفوت الترتيب السابق
ونسياني له التفتّ إلى أنّي في أثناء الكتاب كثيراً ما أحلت أمراً إلى فائدة
معيّنة ، وربّما راجع الطالب تلك الفائدة فلم يجد المطلوب فيه فيحتار ، فلزمني [وضع]
فهرس للفوائد
والتنبيه على محالّها ، حتى أنّ الطالب إذا لم يجد المطلب في الفائدة المعيّنة
يراجع الفهرست ويجد محلّها .
الثامن
:
إنّي في أوائل الكتاب كنت أثبت اسم كلّ
صحابي في محلّه الذي يقتضيه ترتيب حروف الهجاء ، ثم إنّي رأيت أنّ [أغلب]
الصحابة ـ لعدم بنائنا على ما عليه العامّة من عدالة جميعهم ـ لا فائدة في عنوان
واحد منهم بعد واحد
__________________
مستقّلاً
، فاقتصرت ـ بعد ذلك ـ على ذكر من تثبت وثاقته أو حسنه منهم في طيّ الأسماء ، واختصرت
بتذييل كلّ قسم من الأسماء بذكر المسمّين بذلك الاسم من الصحابة نسقاً بعنوان
(التذييل) وبيان جهالتهم .. ولذا كان المرعي في التذييل ترتيب مستقلّ في حروف
الهجاء ، إذ لا أبدأ بالتذييل إلاّ بعد الفراغ من المسمّين بذلك الاسم بذكر من
أوّل اسم أبيه الياء المثنّاة من تحت مثلاً .. فما قبلها ، وأبدأ في التذييل بمن
أوّل اسم أبيه الهمزة فما بعدها ..
ثم إنّ عادة الأصحاب ـ حيث عبّروا عن
الأب بالكنية من غير اسم ـ قد جرت على تقديم المصدّرين بالأب على من أوّل اسم أبيه
الباء ، وعلى ذلك جرينا نحن [أيضاً]
في غير التذييلات ، وأمّا فيها ; فقد جرينا مجرى اُسد الغابة من إلغاء كلمة (أبي)
، ومراعاة ترتيب الحروف في نفس الاسم المذكور بعد كلمة (أبي) بذكر (أبي طالب) بعد
(صالح) مثلاً.
التاسع
:
إنّه كان لازم تعيين الصفحات في الفهرست
تأخير طبع الفهرست إلى الفراغ من طبع الكتاب ، ولكن حيث اقتضت مصالح شتّى تقديم
طبع الفهرست اكتفينا عن ذكر عدد الصفحات بذكر عدد الأسماء في هامش الأسماء
__________________
ليهتدي الطالب إلى الاسم سريعاً بتطبيق
عدد من في الفهرست مع العدد الذي في هامش التنقيح ، ولكن حيث وقع إلى آخر صفحة
(٣٣٦) إختلاف في النمر
التزمنا بوضع (ص) ـ علامة للصفحة ـ فوقها عدد الصفحة التي فيها الاسم من التنقيح
بين أعداد الأسماء حتى لا يشتبه الطالب ، وبعد ذلك نقتصر على ثبت عدد الأسماء إن
شاء الله تعالى.
واعلم أنّا حيث بدأنا بطبع الكتاب من
الفصل ، ثم بعد قرب سنة طبعنا الفهرست والمقدمة ، فلذا ينقطع عدد الصفحة في آخر
المقدمة ، ويُعدّ من أوّل الفصل الأوّل عدداً جديداً.
العاشر :
إنّي أرجو من المطالعين في هذا الكتاب
أمرين :
أحدهما : إنّهم إذا عثروا على خطأ أو
اشتباه يمرّون عليه قلم التعديل
__________________
والإصلاح ، فإنّي وإن
بالغت في إتقان أنقالي [كذا] وتصحيحها إلاّ أنّ البشرية لا تحظى في إبراز أثرها من
السهو والاشتباه ـ جلّ من لا يشتبه ولا يسهو ـ والرجاء أن لا يبادروا إلى تغليط ما
لم يفهمه الطالب وتغييره إلاّ بعد الجزم بالاشتباه ، فإنّي كثيراً ما وجدت من بادر
إلى الحكم بغلطية ما لم يفهمه فغلّط الصحيح.
ثانيهما
: أن لا يتركوا الدعاء لي حيّاً بالتوفيق
وحسن الخاتمة ، وميتاً بالاسترحام والترضي ; لأ نّي تحمّلت في تصنيف هذا الكتاب من
التعب ما لا يتحمّله إلاّ العاشق الملحّ ..
وإنّي طول عمري ; وإن لم يكن نصيبي من
الدنيا إلاّ التعب في التحرير ، والحرمان من الأُنس والراحة .. إلاّ أنّ تصنيف هذا
الكتاب صادف زمان الشيب وضعف القوى الجسمانية .. فأثّر في جسدي ما لو عثرت عليه
لأخذتك الرقّة عليّ .. وذلك من فضل الباري على هذا الفقير إليه ..
وما توفيقي إلاّ به .. عليه توكلت وإليه
أنيب.
واسأله بفضله وكرمه أن يثبّتني في ديوان
المجاهدين في الدين بالقلم ، ويقبل صنيعي هذا ، ويعوّض عن هذا التعب بالراحة
الدائمة ، إنّه ذو فضل عظيم .. وكرم جسيم ..
* * *
[ثم جاء في صفحة : ٣ ـ ٤ من المجلّد
الأوّل ، ما نصّه :]
صورة ما كتبه مدّ
ظلّه العالي من الفهرست
بعد الحمد لله ; والصلاة والسلام على
أشرف البرية وآله.
فلا يخفى أنّ هذا المجلّد قد تضمّن
كتباً ثلاثة :
الأوّل
: نتائج التنقيح في تمييز السقيم من الصحيح
، يتضمّن الأسماء
المعنونة في التنقيح مع لُبّ النتيجة بعدها ، وعدد الأسماء قبلها
والثاني
: تنقيح المقال في أحوال الرجال.
والثالث
: مقباس الهداية في علم الدراية.
__________________
وهذا الثالث قد طبع سابقاً
إلاّ أنّه حيث زاد فيه مقداراً وأحال إليه في التنقيح كثيراً لزم طبعه معه خوفاً
من أن يكون مريد الرجوع إليه في موارد إحالة أمر إليه فاقداً له ، فلا يصفو [له]
ما يريد.
وكتاب التنقيح ستّ مجلّدات
، وقد تضمّن :
مقـدمـةً
وفصولاً
وخاتمـةً
المجلّد الأوّل : في المقدمة.
وقد تضمّنت الكلام في مقامات أربعة :
الأوّل : في تعريف علم الرجال.
والثاني : في موضوعه.
__________________
والثالث
: في فائدته ، ووجه الحاجة إليه ، وما يتعلّق به.
والرابع
: في فوائد يلزم بيانها .
وفهرستها على ما يسطر
:
الفائدة الأولى :
في بيان كيفية الرجوع إلى كتب الرجال
لإخراج أسامي رجال السند وتحصيل أحوالهم.
الفائدة الثانية :
في مواليد النبي صلّى الله عليه وآله
والأئمة ووفياتهم صلوات الله عليه وعليهم أجمعين [وأسمائهم ، وكناهم ، وألقابهم] .
الفائدة الثالثة :
في بيان الرموز المستعملة في كتب الرجال
، وبيان فساد
استعمالها ،
__________________
وبيان مسلك ابن داود
في رمز (لم).
الفائدة الرابعة :
في غناء المشايخ الثلاثة وأشباههم ـ بل
جميع مشايخ
الإجازة ـ عن التنصيص بالتوثيق في حقّهم .. وفي ذيله بيان المراد بـ : (شيخ
الإجازة) ، والفرق بينه وبين (شيخ الرواية).
الفائدة الخامسة :
في بيان المراد بقولهم في حقّ جمع من
رجالنا : (يعرف حديثه وينكر) وقولهم : (يعرف تارة وينكر اُخرى).
الفائدة السادسة :
في بيان عدم الوثوق بما في الكتب
الفقهية الاستدلالية المختصرة والمطوّلة
من القدح في الرجال.
الفائدة السابعة :
في الكلام في روايات الفطحية والواقفية
وكفاية الاستقامة أخيراً ، وسكوته عن إخباره حال استقامته في قبولها .
__________________
وتذييل ; يتضمّن بيان أنّ الفطحية أقرب المذاهب
الفاسدة إلى الحق.
الفائدة الثامنة :
في دفع التنافي بين ذكر الشيخ
رحمه الله في رجاله رجلاً واحداً تارة من أصحاب أحد الأئمة عليهم السلام وأخرى في
باب من لم يرو عنهم.
الفائدة التاسعة :
في دفع
التنافي بين ذكر الشيخ رحمه الله في رجاله رجلاً واحداً تارة من أصحاب أحد الأئمة
عليهم السلام وتوثيقة إيّاه ، وأخرى في باب أصحاب إمام آخر وسكوته في حقّه أو
تضعيفه إيّاه.
الفائدة العاشرة :
في لزوم الاهتمام في ضبط الأسماء
والألقاب حتى لا يشتبه رجل بآخر.
الفائدة الحادية عشرة
:
في الإشارة إلى عدّة من
أصحاب الجرح والتعديل من القدماء.
الفائدة الثانية عشرة
:
في تفسير عدّة ألفاظ دائرة على ألسنتهم
وأقلامهم ; كـ : شرطة الخميس ، والحواريين ، والزهّاد الثمانية ، والتابعين ، والفقهاء
، والسابقين الأولين
،
__________________
والأركان الأربعة ، وثقات
أمير المؤمنين عليه السلام ، وأصفيائه [عليه السلام] ، والباقين على منهاج نبيّهم [صلوات
الله عليه وآله] من غير تغيير ولا تبديل ، والسفراء الأربعة ، ومدّعين السفارة
كذباً ، والاثني عشر والسبعين المبايعين للرسول الأمين صلّى الله عليه وآله ، والاثني
عشر منافقاً من الصحابة ، والاثني عشر من الصحابة الذين أنكروا على أبي بكر في غصبه
الخلافة ..
الفائدة الثالثة عشرة
:
في تنقيح عدم جواز اعتماد المجتهد على تصحيح
الغير مع إمكان مباشرته للتصحيح .
الفائدة الرابعة عشرة
:
في إبطال ما زعمه جمع من [جهّال]
الأخباريّين من كون تنويع الأخبار من العلاّمة أو أستاده ابن طاوس قدّس سرهما ..
وكونه بدعة!
الفائدة الخامسة عشرة
:
في لزوم الاهتمام في تمييز الرجال
المشتركين المختلفين وثاقةً وضعفاً .. وكيفية ذلك وأسبابه.
الفائدة السادسة عشرة
:
في بيان خطأ البناء على اتحاد رجلين
بمجرّد اشتراكهما في الاسم ، أو
__________________
الوصف [أو الكنية ، أو
اللقب فقط] .
الفائدة السابعة عشرة
:
في حكم الرجوع إلى أهل التواريخ والسير
من العامة وغيرهم من أهل المذاهب الفاسدة فيما يرجع إلى أحوال الرجال ، وفي ذيله
الإشارة إلى ما ارتكبوه في كتب رجال العامة من إعمال التعصّب وجعل التشيّع موجباً
للضعف مطلقاً أو في الجملة ..!
الفائدة الثامنة عشرة
:
في أنّ وصف خبير بأحوال الرجال حديثاً
بالصحة المصطلحة
شهادة منه بوثاقة رجال السند.
الفائدة التاسعة عشرة
:
في بيان مرادهم بقولهم
: (ثقة) ، وكشف سكوت النجاشي والشيخ عن الغمز في مذهب الرجل عن كونه إمامياً.
وتذييله ببيان النكتة في إرداف قولهم : (ثقة) في بعض الرجال ، بقولهم : (صدوق) مع
استلزام العدالة الصدق.
الفائدة العشرون :
في حجية الخبر الموثق وبيان عدم اجتماع
فساد العقيدة مع العدالة.
__________________
الفائدة الحادية
والعشرون :
في لزوم التدقيق في الجرح كالتدقيق في
التعديل ، وخطأ ما جروا عليه من المسامحة في الأوّل والتدقيق في الثاني ، وعدم قدح
الخطأ في فروع الأصول في العدالة.
الفائدة الثانية
والعشرون :
في نقل عدّة عبائر
للشيخ المفيد رحمه الله تفيد توثيق جمع من أصحاب الباقرين والكاظم عليهم السلام.
الفائدة الثالثة
والعشرون :
في ردّ ما تداوله جمع من الأواخر من
المبادرة إلى الحكم بإرسال الرواية بمجرّد رواية راو عن آخر بغير واسطة لمجرّد
غلبة روايته عنه بواسطة.
الفائدة الرابعة
والعشرون :
في جملة أمور يستفاد منها وثاقة الراوي.
الفائدة الخامسة
والعشرون :
في عدم صحّة ما صدر من جمع من نسبة
الغلوّ إلى جمع
من الرواة ، وكذا الوقف.
__________________
الفائدة السادسة
والعشرون :
في أنّ من ثبتت عدالته أو حسن حاله لا
يناقش في حاله بالحرمان من حضور وقعة الطفّ ما لم يعلم وجه عدم حضوره .
الفائدة السابعة
والعشرون :
في عدم كون الخروج بالسيف من أولاد
الأئمة عليهم السلام على إطلاقه دليل فسقهم ، وأنّ خروجهم قسمان
: قسم يوجب الفسق ، وقسم آخر لا يوجبه ، وبذيله
حكم خروج من خرج معهم من أصحاب الأئمة عليهم
السلام.
الفائدة الثامنة
والعشرون :
في أنّ صحبة النبي صلّى الله عليه وآله
بمجرّدها لا تثبت عدالة من اتّصف بها ، بل حال المتصف بها
في خبره حال غيره ، وفي ذيلها حال أهل بيعة الرضوان .
الفائدة التاسعة
والعشرون :
في حكم ما إذا دلّت الأخبار على عدالة
رجل أو حسن حاله وقد جرحه علماء الرجال.
__________________
الفائدة الثلاثون :
في فوائد مختصرة متفرقة :
إحداها
: كفاية استقامة الرجل قبل موته بمقدار
واعتداله في الاعتماد على حديثه.
الثانية
: عدم كون رواية الرجل ما يستلزم وثاقته
أو مدحه من باب الشهادة للنفس حتّى تُردّ لذلك روايته تلك.
الثالثة
: في بيان مسلك العلاّمة في الخلاصة وابن
داود في رجاله.
الرابعة
: تأخّر زمان المحقّق الشيخ محمّد عن زمان
الفاضل الجزائري ، وكون الأوّل متلقّياً من الثاني جملة من المطالب .
__________________
الخامسة
: [في] حال توثيقات ابن نمير.
السادسة
: في بيان طريقة
الشيخ رحمه الله في رجاله.
السابعة
: في نقل كلام الشيخ الحرّ العاملي ;
الباني على توثيق الأربعة آلاف أصحاب الصادق عليه السلام .. وردّه.
[الثامنة : نقل
كلام العلاّمة المجلسي رحمه الله في أنّ جلّ تعبير العامة عن الإمام جعفر بن محمّد
عليهما السلام هو : الصادق .. ومناقشة ذلك.
التاسعة
: المقصود من وصف بعض الرجاليّين للرجل بـ
: (المعدل).
العاشرة
: كانت العرب تنسب قديماً إلى القبائل
وبعد توطّنها المدن والقرى نسبت إليها وضاعت الأنساب ..] .
هذا هو فهرس مقدمة الكتاب.
__________________
[ثم قال طاب رمسه :]
الفصل الأوّل :
في الأسماء ;
يتضمّن :
الجلّدان
من الكتاب : من حرف الهمزة إلى آخر حرف الجيم .
والمجلّد الثالث : من حرف الحاء إلى آخر
باب الزاي .
والمجلّد الرابع : من أوّل باب السين
إلى آخر باب الغين .
والمجلّد الخامس : من أوّل باب الفاء
إلى آخر الفصل .
__________________
المجلّد السادس : في :
الفصل الثاني :
في الكنى .
والفصل الثالث :
في الألقاب.
والفصل الرابع :
في أسماء النساء.
وخاتمة الكتاب :
وهي تتضمّن فوائد عشر
:
الأوّل
: في بيان مسلك الكليني رحمه الله في الكافي ، ومراده بـ : العدّة()في أوّل السند.
__________________
[الفائدة]
الثانية : في بيان مسلك الشيخ الطوسي رحمه الله ، وأمور تتعلّق به من بيان حال
طرقه ، وذكر مشايخه وتلامذته ، ومراده بـ : العدّة أحياناً .
[الفائدة] الثالثة : في ذكر مسلك الصدوق
وبيان حكم طرقه.
[الفائدة] الرابعة : في بيان مشايخ
الصدوق رحمه الله.
[الفائدة] الخامسة : في بيان رجال الشيخ
المفيد رحمه الله الذين يروي عنهم.
[الفائدة] السادسة : في تعداد مشايخ
النجاشي رحمه الله وما يتعلّق بذلك.
[الفائدة] السابعة : في بيان المراد بـ
: محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان .. الواقع كثيراً في صدر السند في كلام
الكليني والكشي رحمهما الله ، وأ نّه أيّ الثلاثة عشر رجلاً المسمّين بهذا الاسم؟!
[الفائدة] الثامنة : في بيان المراد بـ
: علي بن محمّد .. الواقع في صدر جملة من أسانيد الكليني رحمه الله.
[الفائدة] التاسعة : في فوائد متفرقة
ملتقطة من كلمات الأساتيد.
[الفائدة] العاشرة : في فهرس ما ضبطته
في هذا الكتاب من الأسماء والألقاب والكنى ، ليسهل تناول الضبط لمن أراد معرفة محل
الضبط .
__________________
[ثمّ أورد رحمه الله :]
خاتمة الخاتمة
في جملة أسماء ومطالب
مستدركة بعد طبع ما فات محلّه
[ثم ذكر في الصفحة الرابعة من الطبعة
الحجرية من المجلّد الأوّل ـ بعد ما سلف مقدمة لنتائج التنقيح ـ : فقال ]
:
__________________
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله ربّ العباد
، والصلاة والسلام على أفصح
من نطق بالضاد ، وآله
المعصومين الأمجاد ..
وبعد ;
فيقول العبد الفاني
عبد الله المامقاني
عفى الله عن جرائمه ، وأعطى كتابه
بيمينه :
إنّه لمّا منَّ الله سبحانه على هذا
الفقير بالفراغ من كتاب :
تنقيح المقال في
أحوال الرجال
رأيت أنّه لسعته ربّما يصعب وجدان اسم
فيه ، وأنّ المستعجل في استعلام حال سند لا يستفيد به
، فأحببت أن أحرّر فهرساً على ترتيب الأسماء التي ترجمتها في ذلك الكتاب مع تعيين
عدد الأسماء قبلها وحالهم بعدها ليكون
__________________
مرجعاً تارة للذي
يريد وجدان اسم رجل في ذلك الكتاب بسهولة ، بتطبيق عدد الاسم الموجود هنا بالعدد
الذي في هامش التنقيح ، واُخرى للذي يريد استعلام حال سند رواية معجّلاً بملاحظة
ما أحرّره من حال الرجل ، وأذيّل ذلك ببيان حال طريق الصدوق والشيخ إلى الرجال ، ومراد
الكليني بـ : العدّة ; ليستعلم حال الطريق بسهولة .
وإذا ذكرنا في التنقيح عدّة أسماء من
الصحابة ـ أجملنا الكلام فيهم ـ ذكرنا تلك الأسماء هنا تحت عنوان (التذييل) وكتبنا
عددها وطرحنا في التنقيح مقدار عددها ، وذكرنا في هامش الاسم اللاحق ما بعد
المقدار المطروح حتى يتطابق العددان ، فلو أجملنا في ذيل الاسم الخامس والعشرين
مثلاً الكلام في خمسة بدأنا في عدد العنوان المتأخّر من الواحد والثلاثين .. وهكذا
، وإذا ذكرنا هنا اسماً لم نعنونه في الكتاب واستدركناه في خاتمة الخاتمة أثبتنا
بين الاسم وبين حال المسمّى كلمة (مستدرك).
واعلم أنّي عقيب أسماء جملة من العلماء
الإماميّين أثبت ما عثرت في حاله على تنصيص خبير به من كلمة (عالم) أو (فاضل) أو
(فقيه) أو (محدث) .. أو نحو ذلك إيذاناً بكونه من العلماء
، وحكم ما لم يتضمّن كلمة
__________________
(ثقة) هو الحسن ، لكون
ما أذكره مدحاً مدرجاً له في الحسان بعد وضوح كونه إماميّاً.
وقد سمّيت هذا الفهرست بـ :
نتائج التنقيح في
تمييز السقيم من الصحيح
وأسأل الله سبحانه التوفيق في الفراغ من
طبع الكتاب بجاه محمّد وآله الأطياب عليهم صلوات الله الملك الوهاب .
[ثم ادرج فهرست نتائج التنقيح من صفحة :
٤ إلى صفحة : ١٦٩].
__________________
[ثم قال
ـ ما نصّه ـ :]
لا يخفى
أنّ الرجال المذكورين في هذا الفهرست إلى هنا :
الثقات منهم : ١٣٢٨ تقريباً
والحسان منهم : ١٦٦٥ تقريباً
والموثقين منهم : ٤٦ تقريباً
الجمع : ٣٠٣٩
والباقون
ما بين ضعيف ومجهول ومهمل ، وقلّة الموثقين من جهة أنّا أثبتنا إماميّة جمع كثير
ممّن رمُي بالانحراف عن مذهبنا فأندرجوا لذلك في الثقات أو الحسان.
* ثم لا يخفى أنّ المترجمين في هذا
الكتاب من شهداء الطفّ نيف ومائة ، وهؤلاء الذين استشهدوا بالطفّ غير جماعة كثيرة
استشهدوا في سبيل الحسين عليه السلام قبله أو بعده.
* ثم لا يخفى أنا لم نطبع فهرس الكنى
والألقاب والنساء لقلّة فائدته ، وإن ساعدنا التوفيق لطبع هذا الفهرست مستقلاً
طبعنا معه فهرس الكنى والألقاب
__________________
والنساء إن شاء الله
تعالى .
ثم اعلم أنّا قد ذكرنا المراد
بالاصطلاحات مشروحاً في مقباس الهداية ، ولكن أجمل لك هنا المراد ببعض الاصطلاحات
الجارية في هذا الفهرست :
فالثقة
: من كان إماميّاً عدلاً ضابطاً .
والموثق
: من كان غير إمامي عدلاً في مذهبه .
والحسن
: من كان إماميّاً ممدوحاً بمدح لا يبلغ
درجة الوثاقة .
والضعيف
: من لم يثبت كونه إماميّاً ولا كونه ثقة
وإن كان ممدوحاً .
والمجهول
: من لم يتبيّن حاله مع تعرّضهم له في كتب
الرجال .
والمهمل
: من لم يكن له ذكر في كتب الرجال
; فإن استفدنا من القرائن وثاقته قلنا : مهمل ثقة ، وإن استفدنا حسنه قلنا : مهمل
حسن.
__________________
ثم لا يخفى عليك أنّ كلّ من ذكرنا بعد
عنوانه أنّه : عالم ، أو : فاضل ، أو : صالح ، أو .. نحو ذلك فهو إمامي ويكون
الوصف المذكور مدحاً له ، فيندرج في الحسان.
وإنّما عبّرنا بالأوصاف ولم نقل إنـّه :
حسن .. متابعة لمنتجب الدين ونحوه ممّن عادته ذكر الأوصاف المادحة ، ومن نسبنا
توثيقه أو حسنه إلى شخص خاص فليس غرضنا التأمل في وثاقته أو حسنه ـ لأنّ قول العدل
من أهل الخبرة حجة ـ بل غرضنا انحصار من وثّق أو حسّن في المذكور اسمه.
* * *
[ثم تعرّض إلى جدول الخطأ والصواب صفحة
: ١٦٩ ـ ١٧٠ ، وقال في أوّله] : ..
ثم لا يخفى أنّ ـ بالرغم من اجتهادنا في
التصحيح ـ قد وقعت أغلاط نادرة غير مخلّة غالباً ، جملة منها مطبعية ، ولذا كتبنا
ما يميّز الصحيح من الغلط .
__________________
[ثم قال
ـ بعد كل ما مرّ من المقدمة ، والفوائد ، والفهرس ، ونتائج التنقيح ، وجدول الخطأ
والصواب ـ ما يلي
:]
هذه فوائد تنسب إلى
المرحوم المغفور
الساكن في دار غبطة
وسرور
الشيخ البهائي
قدّس الله نفسه الزكية
فائدة
:
قد يعترض
على العلاّمة بأ نّه اعتمد على توثيق أبي العباس للحكم بن حكيم
تبعاً للنجاشي،
وعدّ حديث (حكم) في الصحيح ، وأبو العباس
__________________
مشترك بين اثنين من
علماء الرجال
:
__________________
__________________
أحدهما : أحمد بن نوح ; الثقة الإمامي
والآخر : ابن عقدة
; وهو ـ وإن كان ثقة ـ كما نصّ عليه في (ست)
و(جش) [أي فهرست الشيخ
ورجال النجاشي رحمهما الله] إلاّ أنّه زيدي فلا اعتماد على توثيقه وجرحه.
والجواب : إنّ جرح غير الإمامي الإمامي
لا عبرة به وإن كان
__________________
الجارح ثقة ، أمّا
تعديل غير الإمامي ـ إذا كان ثقة ـ لمن هو إمامي المذهب فحقيق بالاعتماد والاعتبار
، فإنّ الفضل ما شهدت به الأعداء .
__________________
وتوثيق ابن عقدة للحكم بن حكيم
من هذا القبيل ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
ومن هذا القبيل أيضاً اعتماد العلاّمة
رحمه الله على توثيق أبي العباس لإبراهيم بن عمر اليماني
، وترجيح توثيقه له على جرح ابن الغضائري .
__________________
فائدة :
قد يعرف الشخص أنّه من أصحاب إمام واحد
وهو من أصحاب إمامين فصاعداً ; كما عدّ العلاّمة في الخلاصة
إسماعيل بن جابر من أصحاب الباقر عليـه السلام
مع أنّه روى أحاديث كثيرة عن الصادق عليه السلام ; كحديث تقدير الكرّ
.. وغيره .
__________________
وكما عدّ
علي بن جعفر الصادق عليه السلام من أصحاب الرضا عليه السلام
مع أنّ رواياته عن أخيه الكاظم عليه السلام أكثر من أن تحصى ، بل قد يروي عن أبيه
الصادق عليه السلام .
وكما في محمّد بن عبد الجبار ; فقد عدّه
العلاّمة
من أصحاب أبي الحسن الثالث عليه السلام
مع أنّه روى عن العسكري عليه السلام منع الصلاة
__________________
في التكة الحرير [كذ ا]
.
وكما في محمّد بن مسكين
.. فإنّ
__________________
العلاّمة
قال : روى أبـوه عـن الصادق عليه السلام .. مع أنّ رواياته هو عن الصادق عليه
السلام موجودة في التهذيب
في باب التيمم.
وكذا الحسن بن صالح ; فإنّه معدود من
أصحاب الباقر عليه السلام
مع أنّه روى حديث : «لا يمسّ المصحف على غير طهر ..»
عن الكاظم عليه السلام .
فائدة :
الظاهر أنّ قوماً منّا لمّا كانت كتب
أصحاب الأصول بينهم مشهورة متداولة ، وكانوا إذا رأوا الحديث الواحد ورد في كثير
من تلك الكتب بطرق مختلفة عملوا به لحصول الظنّ الغالب بأ نّه ممّا يعوّل عليه ، فلذلك
ما كانوا يبحثون عن أنّه صحيح بالمعنى المشهور بين المتأخّرين أو حسن أو موثّق ، بل
كانوا لا يسمّونه خبر آحاد .. يظهر ذلك لمن تتبّع كلامهم ، والله سبحانه أعلم بحقائق
الأمور.
__________________
فائدة :
البرقي
; يروي عن الصادق عليه السلام في الأغلب بأكثر من واسطة ، وقد يروي عنه بواسطة
واحدة ; كما رواه قبل أبواب الزيادات في فقه الحجّ بتوسّط داود بن أبي يزيد
العطّار
، وكما روى في أوّل باب صلاة الخوف عن زرعة
، وكما روى عن وهب بن وهب في
__________________
سجدة التلاوة .
وأكثر ما يروي البرقي عن محمّد بن سنان
بلا واسطة
،
__________________
وقد يروي عنه بواسطة
.. بعكس ما يرويه عن عبد الله
__________________
__________________
ابن سنان .
__________________
فإنّ أغلبه بواسطة
، وقد يروي عنه بغير واسطة ، فإذا روى عن ابن سنان بلاواسطة من غير تصريح باسمه
فالأغلب أنّه محمّد
__________________
لا عبد الله .
فائدة :
لم يرو كتاب المشيخات عن سعد بن عبد
الله بلاواسطة إلاّ حمزة بن القاسم ، ولم يسمع ابن قولويه من سعد بن عبد الله إلاّ
حديثين ، وقيل : أربعة .
فائدة :
ابن أبي عقيل ; اسمه : الحسن
، وابن الجنيد ; اسمه :
__________________
محمّد
.. زمانهما قبل الشيخين قدس الله أسرارهم ، ولعلّ أوائل زمان المفيد متصلة بأواخر
زمانهما .
والشيخ في الفهرست
روى عن ابن الجنيد بتوسّط المفيد .
والنجاشي
; روى عن ابن أبي عقيل بواسطتين
، ثانيتهما : جعفر بن محمّد بن قولويه ، والشيخ لم يرو عنه في الفهرست.
__________________
فائدة :
الرواية عمّن وقف وكان ثقة قد تقبل
ويعمل بها
في مواضع :
الأوّل
: أن يكون له أصل مشهور قبل الوقف.
الثاني
: أن يسمع منه قبل الوقف.
الثالث
: أن يعلم أنّ الراوي عنه مات قبل وقفه .
فائدة :
الفاسق ; من فعل الذنب مع اعتقاده أنّه
ذنب ، كما قاله شيخنا الشهيد الثاني رحمه الله
، إذ لو اعتقد الإباحة لم يخرج عن العدالة ، وإلاّ لخرج آكل
__________________
الخبز من العجين
النجس عن العدالة عند من لا يطهّره بالخَبز ، والمصلّي فيما لا تتمّ الصلاة فيه من
الحرير عند من يمنع من الصلاة فيه .. وذلك أكثر من أن يحصى.
فائدة :
المراد بـ : الفاسق في قوله تعالى : (إنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأ ..)
الآية ، من تعلمونه فاسقاً
أو تظنّونه ، لا من هو فاسق في نفس الأمر كما ظنّ .. وكذا أكثر أوامر الشرع
ونواهيه ، نحو : «أعتق رقبة مؤمنة» ، «لا تصلّ في ثوب نجس ..» ، «صلّ إلى القبلة
..» .
__________________
فائدة :
في (لف) [أي كتاب المختلف]
عند ذكر النزح لموت السنّور أورد رواية عمرو بن سعيد ، عن الباقر عليه السلام ..
وذكر أنّه ثقة ، وأنّه ذكره في (صه) [أي الخلاصة للعلاّمة]
مع أنّ الثقة المذكور فيها من أصحاب الرضا عليه السلام ، وأمّا عمرو بن سعيد الذي
يروي عن الباقر عليه السلام فلا محالة مجهول
، فلينظر ذلك.
فائدة :
رواية الحسين بن سعيد ، عن يونس بن عبد
الرحمن بلاواسطة نادرة جدّاً ، وقد وردت في التهذيب في بحث الوضوء
،
__________________
وفي الحدود .
فائدة :
عُرض كتاب يونس بن عبد الرحمن على
العسكري عليه السلام
،
__________________
وكذا كتاب عبيد الله
بن أبي سعيد
على الصادق عليه السلام
،
__________________
وكذا كتاب الفضل بن
شاذان على العسكري عليه السلام
كما قاله ابن داود
، وكذا اشتهار [كذا] كتاب حريز .
__________________
__________________
__________________
__________________
__________________
فائدة :
ذكر إخبارات [كذا] لا تسمّى شهادة : الغيبة
، القذف ; بأنّ فلاناً زان مثلاً ، قول المجتهد : مذهبي كذا ، قول الطبيب : مرضك
يضرّه الصوم ، إخبار المرأة بأنّها حائض ، إخبار أجير الحج بإيقاعه ، نقل الإجماع
، الإخبار بأنّ الراوي إمامي المذهب ، الرواية ، نقل فتوى المجتهد ، إخبار مالك
التراب والماء بأ نّه نجس ، رجوع الإمام إذا شكّ إلى قول المأموم. قال شيخنا الشيخ
علي : وإن لم يكن ثقة .
فائدة :
مؤلّف كتاب الرجال أبو العباس
أحمد بن علي
__________________
النجاشي قدس الله
روحه ; ولد سنة اثنتين
وسبعين وثلاثمائة
، وهو شريك
__________________
الشيخ الطوسي في
القراءة على المفيد
وعلى ابن الغضائري
، ولقي اثنين ممّن لقي محمّد بن يعقوب الكليني ، ولم يرو الكافي عنهما وإنّما رواه
عن ابن الغضائري ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه ، عنه رحمه الله.
وكانت وفاته سنة خمسين وأربعمائة
قبل وفاة الشيخ الطوسي رحمه الله بعشرين سنة
، وبعد وفاة السيّد المرتضى بأربع عشر سنة !
وهو الذي تولّى
__________________
غسل المرتضى مع محمّد
بن الحسن الجعفري وسلاّر [بن عبدالعزيز] .
ويروي عن الصدوق محمّد بن بابويه رحمه
الله بواسطة أبيه علي ابن أحمد النجاشي
، وعن الكشي بواسطتين ، وعاصر التلعكبري ، وتلمّذ لابن نوح .
__________________
فائدة :
الشائع المعروف المتكرّر في كتب الحديث
رواية حمّاد عن زرارة بتوسّط حري
، ولكن جاء على خلاف ذلك في النادر كما رواه عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد ، عن
زرارة في تخليل الشعر
، وكما رواه عن علي بن إبراهيم ، عن حمّاد ، عن زرارة
... في إجراء الغرفات الثلاث في الوضوء.
__________________
فائدة :
الفضل بن شاذان ، اثنان :
أحدهما : المشهور : النيسابوري .
والآخر : يروي عنه ، وهو الراوي ، ذكره في
(ست) [أي فهرست الشيخ الطوسي رحمه الله ]
في ترجمة الفضل النيسابوري المشهور .
__________________
__________________
[ثم قال
:]
تاريخ وفاة جماعة من
علمائنا المتقدّمين
رحمة الله عليهم أجمعين
وفاة زرارة ومحمّد بن مسلم وأبي بصير ـ
يحيى بن [أبي] القاسم [الأسدي]
ـ رحمهم الله تعالى في سنة واحدة ; وهي سنة خمسين ومائة ، وذلك قبل وفاة الكاظم
عليه السلام تقريباً
من [كذا] ثلاثين سنة.
وفاة ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب
الكليني رحمه الله
(كشح) : ٣٢٨ هـ .
__________________
وفاة حجّة الإسلام
محمّد بن بابويه رحمه الله
(شفا) : ٣٨١ هـ .
وفاة شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي
رحمه الله نقل [كذا] (ست) [أي فهرست الشيخ الطوسي رحمه الله ]
: ٤٦٠ هـ .
وفاة السيّد المرتضى رحمه الله : ٤٣٦ هـ
(لوت).
وفاة السيّد الرضي رحمه الله تعالى قبل
وفاته [أي المرتضى] بثلاثين سنة ; لأنّ وفاته سنة : ٤٠٦ هـ
(تو).
__________________
وفاة عبد الله الأنصاري المدفون بالهرّة
سنة : ٤٨١ هـ (فات)
وفاة الحافظ أبو نعيم الأصفهاني ١٧ ه ـ
وقد أورد في كتابه الموسوم بـ : حلية
الأولياء ما يدلّ على خلوص ولائه !!
__________________
[ثم قال
:]
ذكر وفاة جماعة من
مشايخنا المتأخّرين
رحمهم الله أجمعين
توفّي الشيخ المحقّق نجم الدين قدّس
الله روحه في الثالث والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة ستة وسبعين وسبعمائة .
توفّي الشيخ الفقيه محمّد بن نما رحمه
الله في ذي الحجة سنة خمسة وأربعين وستمائة : (همخ) ، ومولده : ٦٤٨ هـ
[كذا].
توفّي العلاّمة جمال الدين [الحسن بن
يوسف بن علي] بن المطّهر رحمه الله
__________________
ليلة الجمعة قبل
انتصاف الليل العشرين [كذا] من شهر محرّم الحرام سنة ستّ وعشرين وسبعمائة .
توفّي فخر المحقّقين ـ ولد العلاّمة ـ
طاب ثراهما في الخامس والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وسبعمائة
: (ذاع).
وفاة الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد في
ذي الحجة سنة تسع وستين وسبعمائة
: (طسذ).
توفّي الشيخ السعيد الشهيد محمّد بن مكي
رفع الله درجته يوم الخميس تاسع جمادى الأوّل سنة ست وثمانين وسبعمائة .
وفاة شيخنا الشيخ عبد العالي قدّس الله
نفسه الزكية سنة ثمان وتسعين وتسعمائة
: (حصض).
ولد الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي
قدّس الله روحه أوّل محرّم الحرام سنة ثماني عشرة وتسعمائة : (ضما) ، وانتقل إلى
جوار الله ورحمته تاسع ربيع الأوّل سنة أربع وثمانين وتسعمائة
: (ضفه).
__________________
توفّي الشيخ عبد النبي الجزائري يوم
الخميس الثامن عشر من جمادى الأوّل سنة إحدى وعشرين وألف (غاك) في قرية بين أصفهان
وشيراز ، وقبره الآن في شيراز.
انتهى .
__________________
__________________
__________________
[وقال رحمه الله بعد ذلك] .
عدد ما في الرجال الكبير للمرحوم
الميرزا محمّد (قدس سره) المسمى بـ : منهج المقال :
من
الأسماء
|
٦٠٢٥
|
تقريباً
|
ومن
الكنى
|
٥٠٥
|
تقريباً
|
ومن
الألقاب
|
٦٨
|
تقريباً
|
ومن
النساء
|
٦٧
|
تقريباً
|
|
٦٦٦٥
|
|
وعدد ما في تنقيح
المقال هذا :
من
الأسماء
|
١٣٣٦٨
|
تقريباً
|
ومن
الكنى
|
١٤٤٤
|
تقريباً
|
ومن
الألقاب
|
١٣٤٣
|
تقريباً
|
ومن
النساء
|
١٥٢
|
تقريباً
|
|
١٦٣٠٧
|
|
__________________
[ثم تعرّض طاب رمسه إلى ذكر الفوائد
الرجالية والتي تبدأ من صفحة ١٧٢ إلى صفحة ٢١٨ ، وبذا تنتهي المقدّمة وديباجة
الكتاب ].
[ثم قال طاب رمسه ـ بعد أن ادرج جدول
الخطأ والصواب ـ : ... وبذا ينتهي الترقيم الأوّل للمجلّد الأوّل كي يبدأ بترقيم
جديد بعد أوّل حرف الألف.]
__________________
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله وسلام على
عباده الذين اصطفى ..
وبعد ;
فلا يخفى أنّه حيث كانت غاية همّنا
وهمّتنا صحّة هذه النسخة الشريفة ; ولذا التزمنا بمقابلتها قراءةً مرّتين ، وملاحظةً
مرّة ثالثة قبل الطبع حتى لا يحتاج إلى صفحة (الصحيح والغلط) ، وكان التقدير
غالباً على التدبير .. أدّت كثرة الطلعات في نسخة الأصل وغفلتنا في الأوائل عن
علاج ذلك إلى وقوع إسقاط وأغلاط ، وسقوط حواشي منّا ـ سيما في الكراريس الثلاث
الأوائل ـ حيث طبعناها قبل إعادة النظر فيها ، فلمّا أعدنا النظر فيها وقع فيها
التغيير .. فالتجانا إلى وضع صفحة لتمييز الصحيح من الغلط وبيان الساقط من القلم ،
ولسهولة الأمر نوصل صفحة التمييز الراجعة إلى الكراريس الأوّلية إليها ، ونلحق
البقية بآخر الكتاب ، ونذكر في خاتمة خاتمة الكتاب ما استدركته بعد طبع الكتاب من
المطالب إن شاء الله تعالى.
[وقال في آخر جدول الخطأ والصواب
:]
تأتي بقية فهرس الخطأ والصواب والسقطات
بعد آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.
[ثم بدأ بترقيم جديد في الجزء الأوّل من
صفحة : ١ حرف الهمزة إلى صفحة : ٤٧٤ آخر حرف الزاي ، وبه ينتهي المجلّد الأوّل حسب
الطبع لا التصنيف] .
[وقال في آخر المجلّد الأوّل ـ حرف
الزاي ـ ما نصّه :]
__________________
وقد بلغ الحال بي إلى هنا في اليوم
الحادي والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين هجرية ، ويأتي
الكلام في المجلّد الرابع في باب السين
إن شاء الله تعالى.
وقد تشرّف بكتابة هذا
الكتاب المستطاب
الحقير الفقير الراجي
رحمة ربّه الغني
أحمد ابن الشيخ محمّد
حسين الزنجاني
[ثم جاء بعد ذلك ما نصّه :]
بقية ما يتضمّن تميّز
الخطأ والصواب وثبت ما سقط.
[ثم ذكر الجدول ، كما هو موضّح في
الصورة
، وقد اُسقط هذا من طبعة الأوفست وألحقت الفوائد
__________________
الموجودة في صفحة : ٤٧٦
به].
[ثم جاء بعد ذلك ما نصّه
:]
قد كتب المصنّف مدّ ظلّه العالي في ظهر
المجلّد ما نصّه
:
[وجاء في آخر صفحة من المجلّد الأوّل من
الكتاب
ما نصّه :]
عدد صفحات هذا الكتاب ـ بعد ضمّ عدد
الفهرست والمقدّمة ـ وهو (٢٢٤) ـ إلى العدد الذي في صدر الصفحة (٧٠٠) صفحة.
[ثم قال المصنّف طاب ثراه :]
الرجاء ممّن ملك هذا الكتاب أن يصحّحه
أوّلاً طبق صفحة الخطأ والصواب ، ويثبت الحواشي الساقطة منه في الطبع ، أو يُعلم
لها علامة في هامش الكتاب ، ثم يطالعه حتى لا يفوته ما تضمّنته الحواشي الساقطة.
[قال الناسخ : قد كتب المصنّف مدّ ظلّه
العالي في ظهر المجلّد ما نصّه :]
__________________
فائدة
ربّما وقع في أثناء التراجم من الفوائد
الشريفة ما كان ينبغي ثبته في فوائد المقدمة ، فينبغي الالتفات إلى ذلك :
فمنها : تفرِقَتنا في استصحاب العدالة
بين الصحابي وغيره
; بإجرائه في غير الصحابي إذا ثبتت عدالته في زمان وشك في عدالته إلى آخر عمره
، وكذا الصحابي الذي لم يبق إلى فوت النبيّ صلّى الله عليه وآله وعدم جريانه في
الصحابي الذي ثبتت عدالته في زمان النبي صلّى الله عليه وآله وبقي بعده وأدرك زمان
الفتنة ولم يعلم
__________________
أنّه نجى منها أو
غمسته الفتنة ، وأغرقته البليّة
; فإنّه لا مجرى لاستصحاب عدالته ; ضرورة أنّ الاستصحاب إنّما يجري حيث لا يكون هناك
علم تفصيلي ولا إجمالي محصور أو ما بحكمه ; وهو العلم الإجمالي في غير المحصور
الذي تكون الشبهة في مورده من الكثير في الكثير ، حيث إنّه ملحق بالمحصور حكماً
يلزم فيه الاحتياط ، وما نحن فيه من هذا القبيل ..
لأنّا نعلم إجمالاً بارتداد جمع كثير من
الصحابة مشتبهين في جميع الصحابة سعوا في غصب حقّ علي أمير المؤمنين عليه السلام ،
وارتدّوا أو فسقوا بذلك على اختلافهم في إقداماتهم ، وهذا العلم الإجمالي يمنع من
جريان الاستصحاب المذكور .. كما لا يخفى على من أحاط خبراً بالمسائل الأصولية.
ومنها : أنّه قال الشيخ البهائي قدّس
سرّه في بعض فوائده
: إنّ جرح غير الإمامي لا عبرة به وإن كان الجارح ثقة ، أمّا تعديل غير الإمامي ـ
إذا كان ثقة ـ لمن هو إمامي المذهب فحقيق بالاعتماد والاعتبار ; لأنّ الفضل ما
شهدت به الأعداء .
__________________
__________________
وأقول : قد نبّهنا في
طي التراجم
ـ مراراً عديدة ـ على أنّ توثيق غير الإمامي ـ عاميّاً كان أو فطحياً أو زيدياً ..
أو نحوهم ـ يعتمد عليه إن كان صادراً من ثقة منهم ، لكن لا بما أنّه توثيق يوجب
درج حديث من وثّقوه في الصحاح ، بل بما أنّه مدح مدرج للرجل في الحسان ، للشكّ في
مراد غير الإمامي بلفظ : الثقة ، وعدم العلم بإرادته بذلك : العدل الإمامي الضابط ـ
كما عليه اصطلاح أصحابنا ـ وعدم العلم بما يوصف به
__________________
الرجل عندهم بالعدالة
، فلا بدّ من الأخذ فيه بالقدر المتيقن ، وهو المدح المدرج له في الحسان .
__________________
__________________
وعين الرضا من كل عيب كليلة
|
|
كما أنّ عين البغض تُبدي المساويا
|
[ثم قال رحمه الله
:]
فائدة
قد نقّحنا في مقباس الهداية
أنّ كون الرجل ذا كتاب أو أصل بمجرّده لا يدلّ على الوثاقة ، وذكرنا في طيّ
التراجم أنّ رواية ابن أبي عمير وصفوان .. ونحوهما من أصحاب الإجماع من شخص بنفسها
لا تدّل على وثاقته .. وحينئذ نقول :
إنّ ذلك كلّه بمنزلة الأصل يرجع إليه
عند عدم الظنّ الخاصّ ، فإذا وجدت في كتابنا هذا جعل كون رجل ذا كتاب أو أصل
مدرجاً له في الحسان ، وكذا جعل رواية أحد المذكورين عنه بمنزلة المدح المدرج له
في الحسان ، فاعلم أنّ في خصوص ذلك الرجل حصل لنا الظنّ بحسنه فلا تعترض بالتنافي
بين بعض
فقرات الكتاب وبعض آخر .
__________________
[قال ناشر الكتاب :]
لا يقدّر هذا الكتاب حقّ التقدير إلاّ
من راجع تمام كتب الرجال حتّى يقف على ما تضمّنه هذا الكتاب من التحقيقات الرشيقة
، والتدقيقات الأنيقة ، ونفائس الأفكار المبتكرة العميقة .. كثّر الله تعالى في
العلماء أمثال مصنّفه ، وأدام لخدمة الدين وجوده ..
وقد قدّم الأدباء تقريظات لهذا الكتاب ،
وحيث إنّ كل مدح في حقه ـ وإن بلغ ما بلغ ـ يسير ، والوجه الجميل لا يحتاج إلى
زينة ، نعتذر إلى أربابها في ترك ثبتها إلاّ آخر بيت من تقريظ بعض الأفاضل الأدباء
المتضمّن للتاريخ ، وهو قوله :
وشيخ الكلّ (عبد الله) أرّخ :
|
|
له قد تمّ (تنقيح المقال)
|
(١٣٤٩
هـ)
عدد أبيات
هذا المجلّد ست وستّون ألف بيت ومائتان وست وستّون بيتاً وربعاً تقريباً.
__________________
[ثم قال :]
طبع بمباشرة الأستاذ
محمّد رضا
[وبذا تمّ المجلّد
الأوّل من الطبعة الحجرية من تنقيح المقال].
مسرد الجزء الثاني
من
الموسوعة الرجالية
[يبدأ الجزء الثاني من الكتاب بحرف
السين ، وقد جاء في ديباجته ما نصّه
:]
هذا هو النصف الثاني من (تنقيح المقال)
، يتضمّن ثلاث مجلّدات منه ، وخلفه :
(مقباس الهداية في
علم الدراية)
كل ذلك من تصنيفات جناب قطب فلك الفقاهة
، سلطان إقليم التحقيق والنباهة ، شيخ الطائفة الجعفريّة ، وقدوة مجتهدي الفرقة
المحقّة ، أفقه الفقهاء الكرام ، نائب الإمام ، باب الأحكام ، غياث المسلمين ، حجة
الإسلام ، آية الله في الأنام ، فقيه عصره ، المخالف لهواه ، حضرة العلاّمة الثاني.
الحاج الشيخ عبدالله
المامقاني
مدّ ظله العالي على رؤوس العباد ، وأحيى
بيُمن وجوده الشريف ميّت البلاد .. آمين ..
آمين .. آمين لا أرضى بواحدة
|
|
حتّى أضمّ إليها ألف آمينا
|
__________________
[ثمّ قال :]
ومصنّفاته مدّ ظلّه على ما يسطر :
* منتهى مقاصد الأنام في نكت شرائع
الإسلام ; (٦٦) مجلّداً ، كل مجلّد من اثني عشر
ألف بيتاً إلى خمسة عشر ألف بيتاً.
* مناهج المتّقين
; ثلاث مجلّدات ; عبارة عن (٢٦٨٣٣) بيتاً ، يتضمّن الفروع الفقهية من الطهارة إلى
الديّات ; لم يصنّف إلى الآن مثله في كثرة الفروع ، طبعت [كذا] في النجف الأشرف في
جلد [كذا] واحد كبير.
* نهاية المقال في تكملة غاية الآمال
; حاشية على خيارات المحقّق الأنصاري قدّس سرّه ، مجلّدان ، طبعا مع :
* القلائد الثمينة
; الّذي هو مجلّد تعليقاً على الرسائل الستّ الملحقة بمكاسب الشيخ قدّس سرّه.
*
مرآة الرشاد في الوصية إلى الأحبة والأولاد
; و :
* مرآة الكمال في الآداب والسنن
; طبعا في جلد [كذا].
* اثنا عشرية
; تتضمن اثنتي عشرة رسالة ، وهي :
ـ رسالة وسيلة النجاة في أجوبة جملة من
الاستفتاءات ; و :
ـ رسالة مجمع الدرر في مسائل اثنتي عشر
; و :
ـ رسالة المسائل الأربعين العامليّة
; و :
ـ رسالة المسائل الخوئية
; و :
ـ رسالة في المسافرة لمن عليه قضاء شهر
رمضان مع ضيق الوقت ; و :
ـ رسالة عدم إيراث العقد والوطي لذات
البعل شبهة حرمتها عليه أبداً
; و :
ـ رسالة المسألة الجيلانية
; تتضمّن المحاكمة بين علمين من المعاصرين في فرع من فروع إرث الزوجة من الأراضي ;
و :
ـ رسالة كشف الريب والسوء عن إغناء كل غسل
عن الوضوء ; و :
ـ رسالة في إقرار بعض الورثة بدين وإنكار
الباقي ; و :
ـ رسالة كشف الأستار في وجوب الغسل على
الكفّار ; و :
ـ رسالة غاية المسؤول في انتصاف المهر
بالموت قبل الدخول ; و :
ـ رسالة مخزن اللآلي في فروع العلم
الإجمالي ; وعليها حواش جديدة منه مدّ ظله
العالي لم تكن عليها في الطبع الأوّل.
* مطارح الأفهام في مباني الأحكام
; في الأصول ، على طرز حسن.
* هداية الأنام في أموال الإمام عليه
السلام ; طبعت في تبريز ، و :
* تحفة الصفوة في الحبوة
; طبعت في تبريز ، و :
* رسالة إزاحة الوسوسة عن تقبيل الأعتاب
المقدّسة ; طبعت مع مخزن اللآلي.
* مقباس الهداية في
علم الدراية.
* نتائج التنقيح في
تمييز السقيم من الصحيح.
* مخزن المعاني في ترجمة المحقّق
المامقاني قدّس سرّه ; مطبوع في مجلّد
واحد.
* إرشاد المتبصّرين.
* تحفة الخيرة في أحكام الحج والعمرة
; فارسية مبسوطة.
* السيف البتّار في دفع شبهات الكفّار
; طبع مرّتين كترجمته.
* رسالة المسائل البصريّة
; مطبوع.
* رسالة وسيلة التقى
في حواشي العروة الوثقى ; مطبوع.
* رسالة الجمع بين
فاطميّتين.
* رسالة في أحكام
العزل عن الحرّة الدائمة.
* رسالة الدرّ المنضود في صيغ الإيقاعات
والعقود ; على وجه الاستدلال والبسط ، مطبوع.
وفي حاشيته متن ، وفي صدر الصفحات أرجوزة.
* سؤال وجواب
; فارسي ، مطبوع.
* منهج الرشاد
; سؤال وجواب فارسي.
* مناسك الحج
; وسيط عربيّ وفارسي كذلك ، وأُخريان صغيرتان ، كل ذلك مطبوع.
* وله حواش على الرسائل العربيّة
والفارسيّة كـ : ذخيرة الصالحين ، ومنتخب
المسائل .. وغيرها.
[وجاء في آخر ديباجة
الجزء الثاني :]
طبع في المطبعة المرتضويّة في النجف
الأشرف سنة ١٣٥٠ هجري ، بمباشرة الشيخ محمّد رضا.
|
كتبه الحقير الفقير
أحمد بن الشيخ
محمّد حسين الزنجاني.
|
[ثم يبدأ الجزء الثاني من صفحة : ٢ بباب
السين ().
وينتهي في صفحة : ٣٦٨ آخر باب الغين]
[وقال في آخر الصفحة الأخيرة من الكتاب()
:]
وقد تمّ حرف الغين بعون الله تعالى.
حرّره الجاني أحمد الزنجاني عفي عنه في
سنة ١٣٥٢ هـ.
[ثم يبدأ باب الفاء بترقيم جديد من صفحة
: ١ وينتهي إلى صفحة : ٩٦ من حرف الميم (محمّد بن جميل) وهو مبتور].
[وتجد بعض الحواشي في صفحاته الأخيرة
تختم بلفظة [منه (قدّس سرّه)] بدلاً من : [(مدّ ظلّه)].
[وجاء في الصفحة الأخيرة من المجلّد
الثاني ما نصّه
:]
بسم الله الرحمن
الرحيم
قد تمّ بعون الله تعالى المجلّد الثاني
من كتاب.
تنقيح المقال في
أحوال الرجال
لحضرة مصنّفه الّذي أوقف حياته على
التصنيف والتأليف ، آية الله الكبرى ، وحجّته العظمى ، المرحوم المبرور الساكن في
جوار الله :
الحاج الشيخ عبدالله
المامقاني
تغمّده الله برحمته ، وأسكنه فردوس قدسه
.. آمين.
ويحتوي هذا المجلّد على باب السين
والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين والفاء والقاف والكاف واللام
وثلاث كراريس من الميم.
__________________
وقد طبع في المطبعة المباركة المرتضويّة
في النجف الأشرف لصاحبها الحاج الشيخ محمّد صادق الكتبي حفطه الله تعالى ، بمباشرة
الأستاذ محمّد رضا المطبعي سنة ١٣٥٢ هـ.
|
كتبه الحقير الفقير
الجاني
أحمد بن الشيخ
محمّد حسين الزنجاني
سنة ١٣٥٢ ه
|
مسرد الجزء الثالث
من
الموسوعة الرجالية
[أما المجلّد الثالث ; فقد جاء في
ديباجته عين ما مرّ في ديباجة المجلّد الثاني منه باختلاف في أوله وآخره ، وهو :]
بسم الله الرحمن
الرحيم
هذا هو الثلث الأخير من تنقيح المقال
تصنيف جناب قطب .. إلى آخره.
[وهو عين ما ورد في ديباجة المجلّد
الثاني ـ السالفة ـ ولذا لم نرَ ضرورة في إعادة متنه ()].
[وجاء في آخر الصفحة :]
طبع [أي هذا الجزء] في المطبعة
المرتضوية في النجف الأشرف سنة ١٣٥٢ هـ ، لصاحبها الحاج الشيخ محمّد صادق الكتبي
حفظه الله.
__________________
[ثم يبدأ المجلّد الثالث بصفحة : ٩٨ من
حرف الميم].
[أوّله طغرة فيها
:]
المجلّد الثالث من تنقيح المقال ، تصنيف
حضرة العلاّمة الثاني آية الله المامقاني مدّ ظله العالي.
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله على نواله ، والصلاة والسلام
على أشرف الخلق محمّد وآله.
وبعد ; فهذا هو المجلّد الثالث من
كتابنا
تنقيح المقال في
أحوال
الرجال
وفّقنا الله تعالى لإتمامه ، وجعله منّي
خالصاً لوجهه ، إنّه لطيف بعباده ، قادر على إنفاذ مراده ..
[ثم تعرّض في أوّله إلى ترجمة (محمّد
الجواني)].
[ألى آخر باب الأسماء]
__________________
[وجاء بعد صفحة : ١٢٤ ورقة نصّها
:]
بسم الله خير الأسماء
تمّ بحمد الله تعالى ومنّه طبع كتاب.
تنقيح المقال في
أحوال الرجال
من مصنّفات الشيخ الإمام العلاّمة ، قدوة
المحقّقين ، وسلطان المدقّقين في علوم الدين ، آية الله الكبرى في بلاده ، وحجّته
العظمى في عباده ، المحقّق الثالث ، والعلاّمة الثاني ، الساكن في جوار الله :
الحاج شيخ عبدالله
المامقاني
قدّس الله نفسه وطيّب
رمسه
وهو آخر ما برز من قلمه الثمين في علوم
الدين ، ولعمري لقد أتعب فيه نفسه الزكيّة وأجهدها ، فأظمأ هواجره ، وسهر ليله ، كادّاً
كادحاً في تحريره وتحبيره ليلاً ونهاراً حتّى أتمّه في نحو خمسة عشر شهراً ، كما
شهد ذلك منه غير واحد من العلماء ، ووجد مسطوراً بقلمه في ظهر النسخة الّتي كتبها
بخطّ يده ، وقد طبعت صورته في أوّل الجزء الأوّل منه ، ثم صحّحه في بضع شهور
__________________
بعد ذلك ، وشرع في
طبعه مصحّحاً له بنفسه حتّى كاد أن يتمّه طبعاً ، وفي هذا من العناء والكدّ مالا
يقوم به إلاّ ذو نفس قدسيّة ، وهمّـة عليّـة ، وما بارحه ذلك الجدّ والجهد حتّى
أودى بنفسه الزكيّة ، وأتى على حياته الشريفة في ليلة النصف من شهر شوال في سنة
ألف وثلاثمائة وواحد وخمسين بعد الهجرة ; لأنّ ما لا يؤلّف إلاّ في نحو عشر سنين
لا يستطيع أن يتمّه أحد مصنّفاً وتصحيحاً ـ مع بقاء صحّته ـ في نحو سنتين ، ولذا
اعتبر العلماء والعرفاء موته شهادة في سبيل العلم ، وسعادة في مقام العمل.
فنعم السعادة التي كانت من آماله ، والشهادة
التي صارت خاتمة أعماله.
هذا ; مضافاً إلى ما أجهد به نفسه ـ منذ
أوّل إدراكه ـ من التأليف والتصنيف في الفقه ، والحديث ، والأصولين ، والرجال ، والدراية
، والأخلاق .. وغيرها من أنواع العلوم الدينية ، وكفى كتابه الكبير المصنّف في فقه
الشريعة الذي سمّاه :
منتهى مقاصد الأنام
في نكت شرائع الإسلام
وهو يقع في ثلاثة وستين مجلّداً.
نسأل الله أن يوفّق محبّي العلم ومروّجي
الشرع للقيام بطبعه ونشره ، فإنّه أهمّ كتبه عنده خاصّة والعلماء كافّة ; ليكون
الكافل للعلم بعد صاحبه ، والقيّم عليه بعد وفاته ، فلعمري لقد أصبح العلم وأهله
بعده لا كافل له ، والتصنيف لا قيّم عليه ، ولا حيلة لهم سوى التطفّل على موائد
تأليفه وتصنيفه ، جزاه الله عن العلم وأهله أحسن جزاء ، وحشره مع المصطفى محمّد
وآله الأمناء.
لتنقيح المقال هلمّ يا من
|
|
طلبت لباب (تنقيح المقال)
|
وخذ ما شئت من آيات علم
|
|
ومعرفة بأحوال الرجال
|
وفي مرآة عقلك فاختبره
|
|
تجده لديك (مرآة الكمال)
|
محمّد سعيد الحكيم
__________________
[ثم قال :]
وقد نقل إلى البياض وتمّ استنساخه في الخامس
والعشرين من شهر جمادى الأولى من شهور سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وخمسين بعد
الهجرة النبويّة ، على مهاجرها آلاف الثناء والسلام والتحية ، بيد أقلّ الخليقة ، بل
لا شيء في الحقيقة ، أحمد بن الشيخ محمّد حسين الزنجاني الغروي عفي عنهما.
وقد طبعت [المجلّدات] في المطبعة المباركة
المرتضوية في النجف الأشرف ، لصاحبها الحاج الشيخ محمّد صادق الكتبي حفظه الله
تعالى ،
__________________
بمباشرة الأستاذ
محمّد رضا الغروي [المطبعي].
١٣٥٢ هـ
__________________
[ثم بدأ الفصل الثاني من الكتاب ـ وهو
في الكنى ـ وجعله في مقامات
:
الأوّل
: في المصدّرين بـ : (الأب).
الثاني
: المصدّرين بـ : (الابن).
الثالث
: في المصدّرين بـ : (أخ)].
[وقد بدأ بترقيم جديد انتهى به إلى صفحة
: ٤٥] .
[ثم ذكر الفصل الثالث في الألقاب ، وجعله
في مقامين :
الأوّل
: في الألقاب المنسوبة.
الثاني
: من الألقاب الغير [المنسوبة] .
[ثم ذكر الفصل الرابع في ذكر نساء لهن
رواية من طرقنا] .
[ثم جاءت الخاتمة في فوائد متفرّقة خاصّة
، وهي
__________________
عشرة فوائد (١) ..].
__________________
[ثم ذكر خاتمة الخاتمة ، قال هو عنها] :
فيما استدركته بعد طبع الكتاب من أسماء لم يمض ذكرها أو مضى وفات في ترجمتها ما عثرت
عليه
__________________
بعد الطبع
..
[ثم قال :] ونضع الكلام في مقامين :
الأوّل
: في المطالب
المستدركة الراجعة إلى الضبط ..
والمقام
الثاني
: في الأسماء التي فاتتنا ترجمتها في هذا الكتاب ..
* * *
__________________
[ولم يمهله الأجل زائداً عن الاستدراك
إلى حرف الزاي
.. وقال بعد هذا وأثبت بخطّه الشريف
:]
هذا ; وقد ضايقنا الطبع وانحراف المزاج
جدّاً من إتمام المستدرك ، فختمنا الكلام هنا حامداً مصلّياً مسلّماً .
__________________
[ثم قال :]
وقد آل الأمر بي إلى هنا في الثلث
الأخير من ليلة الجمعة رابع ذي القعدة الحرام سنة ألف وثلاثمائة وخمسين ، فكانت
مدّة اشتغالنا بتصنيف هذا الكتاب من البدو إلى الختام مع إعادة النظر فيه مرّة بعد
أخرى سنتين وثمانية أشهر تقريباً ، كادّاً ليلاً ونهاراً كدّاً لا أتصوّر الزيادة
عليه .. وأسأل الكريم المنّان أن يثبّته في ديوان الأعمال الخالصة لوجهه ، المقبولة
لديه ، وأن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون بحقّ محمّد وآله الغرّ الميامين
صلوات الله عليهم أجمعين ولعنته على أعدائهم إلى يوم الدين ، آمين .. آمين.
في ٤ ذي القعدة ١٣٥٠ هـ .
[ثم جاءت صورة ما وقفه طاب رمسه من داره
ومقبرته وبعض لوازمها ومكتبته ومؤلّفاته مع ما هناك من شهود .. في آخر الجزء
الثالث من التنقيح
، وإليك نصّها :]
__________________
صورة وقفنامه
داري الدخلانية
بسم الله خير الأسماء
وجه التحرير ; هو أنّي
أنا
الحاج الشيخ عبد الله
المامقاني
عفا عنه ربّه الكريم
أقول ـ وأنا في حال الكمال والصحّة
والاختيار ، من غير كره ولا إجبار ـ : قد وقفت داري الدخلانية ـ المحدودة قبلة
بدار مقبرة الشيخ الوالد (قدس سره) ، ويتمّ
بدار حضرة ثقة الإسلام الشيخ باقر القاموسي دام مجده ، وعكساً بالقطعة الصغيرة
التي هي في تصرّف السيّد هاشم زيني ، وشرقاً بالدار
__________________
المسكونة لأولاد
المرحوم السيّد هادي نقيب الأشراف ، ويتمّ
بالدار المسكونة للسيّد عبد الوهاب ـ الشهير بـ : بهلول ـ وأخيه ، وغرباً ببّراني
المرحوم الحاج ميرزه
جواد الطبيب ـ التي هي الآن في تصرّف أولاد السيّد هاشم زيني ـ وقفاً صحيحاً
شرعياً بتّاً باتّاً على ترميتها
المتوقّف عليه حفظها من الانهدام ، ثم على من يتعلّق بي من العيالات [كذا] ، ثمّ
من بعدي على من أخلّفه من الزوجة ـ ما لم تتزّوج ـ وأولادي ، ومن لازوج لها من
بناتي .. ليسكنوا فيها إن لم يضطرّوا إلى إيجارها ـ ويؤجرون ويصرفون الأجرة في دفع
ضروريّاتهم إن اضطرّوا إلى إيجارها ـ ويسكنون حينئذ في القطعة الموقوفة عليّ ومن
بعدي عليهم ، وبعد فقد هذه الطبقة فعلى ترميتها وترميت [كذا] دار المقبرة وصرف ما
زاد من وجه إجارتها على تعزية خامس أهل الكساء صلوات الله وسلامه عليهم رجالاً في
دار المقبرة وإناثاً في نفس هذه الدار الموقوفة .. مع الخيار للمتولّي في تعيين
تعزية الذكور والإناث ، وتعيين الأسبوعية والعشرة ، ولا يلزم بعد انقراض الطبقة
الأولى وعود النفع إلى الترميت [كذا] وغيره ممّا ذكر أن يؤجروا الدار من الغير ، بل
لهم أن يستأجروها بالأجرة العادلة ويصرفوا الأجرة فيما ذكر من الترميت [كذا] والتعزية.
__________________
ثمّ إنّ التخيير المذكور في وقت التعزية
إنّما هو إذا كانت تعزية كلّ ليلة مرتّبة ، وإلاّ فالصرف فيها ـ ولو على وجه
الاختصار ـ تقدّم على الصرف في العشرة.
وقد جعلت التولية لنفسي ما دمت حيّاً ، ومن
بعدي لمتولّي مقبرتنا.
وقد جرى العقد وحصل القبض الملزم ، فتمّ
الوقف ولزم ، ولعنة الله تعالى وملائكتة والناس أجمعين على من غيّر ذلك أو بدّل.
حرّره بيده الداثرة
العبد الفاني
عبد الله المامقاني
عفي عنه
في خامس عشر شهر صفر
الخير
من شهور سنة ألف
وثلاثمائة وست وأربعين
ولا يخفى أنّ من لا زوج لها من الإناث
تشمل الأرملة الفقيرة منهنّ ـ والعياذ بالله تعالى ـ إن وسعت الدار لسكناها.
حرّره الفاني
عبد الله المامقاني
عفي عنه
صفر الخير سنة ١٣٤٦
هـ
[ثم ذكر الشهود ، وهم :]
هو الله تعالى
اعترف حضرة حجة الإسلام الشيخ المرقوم
دام ظله بما هو مرسوم ..
حرّره الأقلّ جواد نجل المرحوم صاحب
الجواهر قدّس سرّه
١٥ صفر سنة ١٣٤٦ هـ.
* * *
بسم الله الرحمن
الرحيم
اعترف أيّده الله تعالى بما فيها لديّ
..
الأحقر مشكور الشيخ
محمّد جواد طاب ثراه
في ١٦ صفر سنة ١٣٤٦
هـ
* * *
بمنّه تعالى
اعترف جناب حجة الإسلام بما لديّ ..
محمّد باقر الشاه عبد العظيمي
١٥ صفر سنة ١٣٤٦ هـ
بمنّه تعالى
نعم ; اعترف حجة الإسلام سلّمه الله
تعالى بما حرّر وسطر لديّ ..
الأقل علي الكلباسي
١٥ صفر سنة ١٣٤٦ هـ
* * *
بسم الله الرحمن
الرحيم
قد اعترف حجة الإسلام بما رقم فيه ..
وأنا الأقل الجاني
عبد الرسول الأصفهاني
* * *
بسمه تعالى
قد اعترف جناب حجة الإسلام والمسلمين
أدام الله بقاه بصحّة جميع ما في
الورقة صح ..
سيد موسى تبريزي
* * *
بسم الله الرحمن
الرحيم
اعترف دام ظلّه بما حرّره وسطّره لديّ
..
الأقلّ عبد الله السيّد محمّد علي
السيّد خليفة قدّس سرّه
١٥ صفر ١٣٤٦ هـ
بسم الله الرحمن
الرحيم
نعم ; قد اعترف حضرة ملاذ الأنام حجة
الإسلام والمسلمين آية الله في الأرضين لديّ ..
الأقل الأحقر محمّد مراغي
* * *
نعم ; قد اعترف حضرت آية الله بما رقّم
في الورقة ..
الداعي ضياء الدين الحسيني
* * *
نعم ; قد اعترف حضرت آية الله بما رقم
في الورقة ..
الداعي محمّد صادق الكتبي
* * *
نعم ; اعترف حضرته دام بقاه لجميع
ما حرّر لديّ ..
الأقلّ محمّد حسن ابن الشيخ جواد
نجل المرحوم صاحب الجواهر قدّس سرّه
١٥ صفر سنة ١٣٤٦ هـ.
باسم الله تعالى
نعم ; اعترف حضرة حجة الإسلام والمسلمين
دام ظلّه العالي بما فيها ..
الأقلّ محمّد بن سيد حسين التبريزي
* * *
بسمه تعالى
نعم اعترف حضرة حجة الإسلام دام ظلّه
العالي بما فيها ..
الأقلّ محمّد بن سيد حسين التبريزي
* * *
__________________
بسمه تعالى
اعترف جناب حجّة الإسلام دام ظلّه
العالي بما فيها ...
الأقّل جميل
نجل المرحوم الحاج ميرزا جواد الطبيب
* * *
بسم الله الرحمن
الرحيم
نعم : اعترف جناب حجّة الإسلام لجميع
ما فيها لديّ ..
الأحقر محمّد جواد مطر
* * *
بسم الله الرحمن
الرحيم
اعترف جناب حجّة الإسلام بما رقّم في
المتن ..
إسماعيل الموسوي
بسم الله الرحمن
الرحيم
نعم ; قد اعترف حضرة مستطاب حجة الإسلام
والمسلمين آية الله في الأرضين بما رقّم في المتن لديّ ..
الأحقر الجاني علي اللنكراني
__________________
بسم الله وله الحمد
نعم ; اعترف حجة الإسلام بما في هذه
الورقة لديّ العقول
..
عبد الرسول الحلي
* * *
نعم ; اعترف حضرة حجة الإسلام دام ظلّه
العالي بجميع ما فيها لديّ ..
الأقل عباس كلباسي زاده
* * *
بسمه تعالى وله الحمد
نعم ; قد اعترف حضرته دام بقاه بجميع ما
فيها لديّ ..
الأحقر الجاني
حسين الأهري عفي عنه
* * *
__________________
[ثم بدأ بترقيم جديد تعرض فيه إلى كلام
المقدّس الأردبيلي في فوائده ، قال ما نصّه
:]
بسم الله الرحمن
الرحيم
وبه نستعين
بعد ; الحمد لله والصلاة على أشرف الخلق
محمّد وآله ;
فلا يخفى عليك أنـّا قد واعدناك في
الفائدة الثانية من فوائد خاتمة الكتاب
أن نطبع قطعة من عبارة (جامع الرواة) راجعة إلى استيفاء طرق الشيخ رحمه الله ، فها
نحن موفون بما وعدناك ..
قال الفاضل الأردبيلي رحمه الله في
الفائدة السابعة من فوائد خاتمة جامع الرواة
ما لفظه : يقول .. إلى آخره.
__________________
[وقال في آخره
:]
إلى هنا عبارة جامع الرواة التي أردنا
نقلها.
[ثم قال
:]
الرجاء من طالبي العلم في هذا العصر
المتعوس ، والزمان المنكوس ، أن يمعنوا النظر في هذه الأوراق ويقدّروا مقدار ما
أتعب به هذا المصنّف نفسه ، ويلتفتوا إلى أنّ أهل العلم من الفريقين كانوا يبذلون
أنفسهم وأعمارهم وراحتهم في تشييد العلوم وتنقيحها ، ولم يكونوا ليتصوّروا ثمرة
لدنياهم غير ذلك ، ولا يقصدوا بذلك التعب العظيم إلاّ وجه الله تعالى والخدمة
للدّين الحنيف ، وكانوا يعدّون ذلك أعظم تقدمة لآخرتهم ، فما بال أغلب طلاّب علوم
عصرنا اتخذوا هذا العمل الشريف وسيلة لدنياهم ، وتثاقلوا عن إتعاب النفس وبذل
الجدّ والجهد حتى كأنّ التعب في هذه العلوم لا نتيجة لها [كذا] في الآخرة أصلاً
..! والمشتكى إلى الله
تعالى وإلى إمام العصر ; عجل الله تعالى فرجه وجعلنا من كل مكروه فداه.
__________________
[وقال بعد ذاك :]
ثم لا يخفى عليك أنّي لما طُبع ذلك عثرت
على نقل الفاضل المحدّث النوري قدّس سرّه ذلك في الفائدة السادسة من خاتمة كتاب
المستدرك
وإضافته في بعض فقراته ما يزيده نفعاً فراجعه إن شئت.
* * *
__________________
[ثم بدأ بضمّ كتاب مقباس الهداية
، فذكر ما نصّه
:]
بسم الله الرحمن
الرحيم
فهرس ما في هذا الكتاب الجليل المسمّى
بـ :
مقباس الهداية في علم
الدراية
لحضرة العلاّمة الثاني آية الله
المامقاني دام ظلّه ، آمين.
[ثم ذكر الفهرس إلى صفحة : ٢٤ وبدأ في
صفحة : ٢٥ بكتاب (مقباس الهداية) ، الطبعة الثانية منه ، وفيها زيادات تعرّضت
لذكرها في تحقيقي للكتاب].
__________________
[ثم قال
:]
لا يخفى عليك أنّا قد أشرنا في أواخر
المقام الثاني من الجهة السادسة من الفصل السادس من هذا الكتاب إلى شرح العلاّمة
الطباطبائي قدّس سرّه لحال جملة من البيوتات تحت عنوان (آل فلان) و(بني فلان)
وواعدناك أن نطبعه عيناً خلف هذا الكتاب ، فها نحن موفون بما واعدنا.
قال قدس الله سرّه العزيز .. إلى آخره .
[وقد ختم الكتاب بقوله] :
انتهى ما أردنا نقله من كتاب العلاّمة
بحر العلوم ، وبه يتمّ ما ألحقناه بكتابنا : تنقيح المقال من فوائد علمي الدراية
والرجال ليعمّ نفعه ، وتكمل فائدته .. بحيث لا يحتاج مقتنيه والناظر إليه إلى
مراجعة غيره من الكتب في العلمين المذكورين فيضطرب
__________________
فكره ، ويذهب ضياعاً
شطراً من وقته ، وقد لا يجد مع ذلك ما يروي غلّته ، ويشفي علّته ..
وإذ آل الأمر بنا إلى هذا ـ وهو تمام
المقصود ـ فلنقطع الكلام عليه حامدين لله تعالى شأنه ، مصلّين مسلمين على سيد
المرسلين محمّد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.
حرّره مؤلفه العبد
الأذلّ الفاني
عبد الله المامقاني
عفا عنه ربه
سابع رجب سنة ١٣٤٩ هـ
والحمد لله وحده
[ثم جاء قوله :] وقد تمّ طبعه في النجف
الأشرف في المطبعة المرتضوية .
[أقول : هذا فهرست ما جاء في المجلّدات
الثلاثة من الكتاب أدرجناها هنا لإعطاء صورة واضحة ـ إلى حدّ ما ـ عنه ، وقد
ألحقنا به تصوير بعض صفحاته الضرورية ، فلاحظ].
__________________
بعد سردنا لما في صفحات الكتاب ، واستعراضنا
مجلّداته الثلاثة ، نرى من المحبذ فعلاً التعرّض إلى ما يلي :
١ ـ بعض ما قيل عن التنقيح ..
٢ ـ مبدأ مدّة تأليفه الكتاب وسيره
العملي ..
٣ ـ بعض خصائص هذه الموسوعة ..
٤ ـ بعض ما أوردوه من ملاحظات ونقد على
الكتاب ..
ونختمها ـ خامساً ـ بلمحة عن أدب الشيخ
الجدّ طاب ثراه ، وضبطه ودقته ، ونزاهة قلمه ، وأمانة نقله .. ومجمل عن عمل شيخنا
الوالد دام ظله في الكتاب فنقول ـ وعليه نتّكل ـ :
أمّا أوّلا :
بعض ما قيل عن
التنقيح ..
قلّ من تأخّر عن زمن الكتاب ووصل له ولم
يمدحه ويبجّله ، بل قد أثنى عليه الكثيرون ، ونوّه به وعرّفه المصنّفون ، وقرّظه
وأشاد به أعلام أهل الفن ..
والإنصاف أنّه يعسر عدّهم أو إحصاؤهم ، ونقتصر
هنا على ما ذكره بعض تلامذته وأعلام الطائفة .. وهم قليل من كثير يغنينا عن
التفصيل ..
فمنهم : السيّد محمّد
سعيد الحكيم
:
.. وهو آخر ما برز من قلمه الثمين في علوم الدين
; ولعمري لقد أتعب فيه نفسه الزكيّة وأجهدها ، فأظمأ هواجره ، وسهر ليله ، كادّاً
كادحاً في تحريره وتحبيره ليلاً ونهاراً حتّى أتمّه في نحو خمسة عشر شهراً ، كما
شهد ذلك
__________________
منه غير واحد من
العلماء ، ووجد مسطوراً بقلمه في ظهر النسخة التي كتبها بخطّ يده ، وقد طبعت صورته
في أوّل الجزء الأوّل منه ، ثم صحّحه في بضع شهور بعد ذلك وشرع في طبعه مصحّحاً له
بنفسه حتّى كاد أن يتمّه طبعاً ، وفي هذا من العناء والكدّ ما لا يقوم به إلاّ ذو
نفس قدسيّة ، وهمّـة عليّـة ، وما بارحه ذلك الجدّ والجهد حتّى أودى بنفسه الزكيّة
، وأتى على حياته الشريفة في ليلة النصف من شهر شوال في سنة ألف وثلاثمائة وواحد
وخمسين بعد الهجرة ; لأنّ ما لا يؤلّف إلاّ في نحو عشر سنين لا يستطيع أن يتمّه
أحد مصنّفاً وتصحيحاً ـ مع بقاء صحّته ـ في نحو سنتين ، ولذا اعتبر العلماء
والعرفاء موته شهادة في سبيل العلم وسعادة في مقام العمل ..
ومنهم : الشيخ محمّد
حرز الدين :
.. تنقيح المقال في أحوال الرجال بثلاثة مجلّدات
وهو من خيرة ما كتب.
معارف الرجال ٢/٢١
ومنهم : الشيخ جعفر
آل محبوبة :
.. وهو أحسن ما ألّف في الرجال وأجمعها ..
ثم قال : قال بعض تلامذته مؤرّخاً عام
تمام الكتاب :
وشيخ الكل (عبد الله) أرّخ
|
|
(له قد تمّ تنقيح المقال)
|
ماضي النجف وحاضرها
٣/٢٥٧
ومنهم : الميرزا
محمّد علي معلّم حبيب آبادي :
وهذا الكتاب أعظم وأشهر مؤلّفات هذا
العظيم ، وهو بحر مليء بالجواهر واللآلي مع ما فيه من تحقيقات كافية ، ومعلومات
وافية ، وجمع لأقوال جميع الأصحاب وكتب الرجال ، مع توضيحات وشروح كافية في النسب
والأنساب والنسبة وألقاب الرواة .. بل يمكن أن يقال إنّه ـ تقريباً ـ مغني عن أكثر
كتب هذا الفن.
ثم قال رحمه الله : بدأ به في أواخر شهر
صفر سنة ١٣٤٨ ، وانتهى منه في الثلث الأخير من ليلة الجمعة أربعة ذي القعدة الحرام
سنة ١٣٥٠.
مكارم الآثار ٨/٣٠٤٨
ـ ٣٠٤٩ (ما ترجمته)
__________________
ومنهم : الشيخ آغا
بزرك الطهراني :
فهو بعد أن ترجم للمصنّف طاب ثراه وسرد
مؤلّفاته ، قال : .. وأهمّ مؤلّفاته وأشهرها وأجلّها (تنقيح المقال في علم الرجال)
، وهو كبير في ثلاث مجلّدات ضخام ، ولم تزد مدّة تأليفه وتهذيبه وطبعه على ثلاث
سنين ، وقد طبع مجلّدان منه في حياته ، وكذلك الثالث ، إلاّ أنّه توفي قبل إتمامه
، فأتمّه صهره الفاضل الشيخ موسى آل أسد الله التستري الكاظمي.
نقباء البشر ٣/١١٩٨ ـ
١١٩٩
وقال في الذريعة :
.. هو أبسط ما كتب في الرجال ، حيث إنّه أدرج
فيه تراجم جميع الصحابة والتابعين وسائر أصحاب الأئمة عليهم السلام وغيرهم من
الرواة إلى القرن الرابع ، وقليل من العلماء المحدّثين ، في ثلاث مجلّدات كبار.
.. لم يزد مجموع مدّة جمعه وترتيبه وتهذيبه
وطبعه على ثلاث سنين ; وهذا ممّا يعدّ من خوارق العادات ، والخاصّة من التأييدات ،
فللّه درّ مؤلّفه من مصنّف ما سبقه
مصنّفوا الرجال ، ومن
تنقيح ما أتى بمثله الأمثال ..
الذريعة ٤/٤٦٦ ـ ٤٦٧
برقم ٢٠٧٠
ومنهم : الشيخ محمّد
أمين الإمامي الخوئي :
وله كتاب منتهى [كذا] المقال في معرفة
أحوال الرجال ، وهو سفر جليل ، وكتاب ثمين .. ولعله أفخر مؤلفاته وأنفعها ، وهو
كتاب كبير مبسوط يناهز من مائتي ألف بيت فصاعداً في مجلّدات جمة.
ثم قال : لم يصنف مثله في الشيعة في
جمعه وبسطه ، وسعته وكثرة موارده وفوائده ، مع الاتقان والتهذيب ، والايجاز وحسن
الترتيب.
ثم قال : وذكر مؤلفه المترجم في أول
كتابه هذا كرامة لنفسه جليلة في تأليف هذا الكتاب ..
وقال : وقد اشتمل هذا الكتاب على ثلاث
عشر ألف وثلاثمائة وثمان وخمسين ترجمة من رواة الشيعة من الصدر الأول على الوجه
الأعم من الثقات والضعاف والمجاهيل .. وغيرهم ..
وقال : ولا يخلو من عجب أنّه ـ على ما
ذكره في أول كتابه ـ إنّما كانت المدة في تصنيفه فيما بين شروعه
وختمه خمسة عشر شهراً
فقط ..
ولا يخفى أنّه [كذا] فضيلة جليلة ..
جزاه الله عن العلم خيراً.
مرآة الشرق ٢/١٠١٧
برقم (٥١٣)
في ترجمة المصنف طاب
رمسه
ومنهم : السيّد محمّد
علي القاضي الطباطبائي :
.. آخر تصنيف نشير له ممّا برز من رشحات قلمه
الشريف قبل وفاته وأتمّه بكل سرعة ـ حيث كان قد حدس بانقضاء أيام حياته ـ .. ولا نبالغ
إذا قلنا إنّ هذا الأثر النفيس يُعدّ بحق ناسخاً لكل كتب أعلام رجالنا ، وهو شاهد
قوي أنّه كان رحمه الله مؤيَّداً بتأييدات إلهية خاصّة ، حيث لا يمكن لمثل هذا
السفر الثمين أن يُألـّف من دون معين ومساعد .. ولو قُدِّرَ له أن يكون مثل سائر
المؤلّفات للزم ـ وبشكل طبيعي متعارف ـ أن يجهد له أقلاًّ مدّة عشر سنوات تصنيفاً
وتبيضاً ، فضلاً عن طبعه واستنساخه وتصحيحه ومقابلته .. وكل ما يرتبط به ، إذ كل
ذاك لوحده يحتاج إلى مدّة متطاولة وزمن ممتد .. إلاّ أنّ جميع هذا ـ وياللعجب! ـ
قد تمّ خلال ثلاث سنوات ..!
ثم قال رحمه الله : وهذا ما لا يتأتى
لأحد إلاّ أن تسعفه التأييدات الربّانية ، والعنايات الخاصّة من بقية الله الأعظم
عجلّ الله فرجه الشريف ـ كما قد أشار هو رحمه الله إلى ذلك في بداية المجلّد
الأوّل ـ وقد ذكر ذلك ـ أيضاً ـ وبشكل مبسوط وواضح فيما أرسله من رسالة بخطّه
الشريف إلى والدي الماجد قدّس سرّه ، وهذه الرسالة موجودة فعلاً عندي .. إلى آخر
كلامه.
كتاب آیینه رستگاری : ٢٢٠ ـ ٢٢٣
(وهو ترجمة كتاب مرآة الرشاد بالفارسية
، مع الاختصار)
وقال في دائرة معارف
تشيّع :
.. يعدّ أجمع كتب الرجال وأكثرها تفصيلاً ممّا ألّف
حتى اليوم في هذا الفن ، وبسبب اعتبار المؤلّف من جهة ، وتسلّطه الواسع والنادر
على عمدة المصادر والنسخ الخطيّة المعتمدة من جهة أخرى ، مع ما له من دقّة نظر وموضوعية
وانصاف وحياد في نقد الرجال والرواة .. ممّا سبّب له أن يحضى بغاية الاهتمام بين
عامّة الفقهاء والمحقّقين .. وليست أهمّية عمل العلاّمة المامقاني منحصر في جمع
أكبر عدد ممكن من الرجال ، بل يعدّ
مؤسّس طريقة خاصّة في
التحقيق والاستدلال في هذا الفنّ لم يسبقه إليها أحد ممّن تقدّمه.
دائرة معارف تشيّع ٥/١١٢ ـ ١١٣ ما
ترجمته.
.. وغيرهم .. في غيرها الكثير.
ومن هنا كان هذا الكتاب مورد عناية
واهتمام على مدّ التاريخ ، من يوم بزوغه إلى يومنا هذا ، وكل ما قيل فيه قليل ..
فالسيد البروجردي قدّس سرّه ـ مثلاً ـ
يهتمّ به ويولّيه غاية عنايته
، والسيّد الخوئي طاب رمسه يستنجد به في معجمه ، وسيّدنا الاستاذ الفقيد السيّد
محمّد الروحاني طاب ثراه يباحثه
__________________
ويتدارسه
.. وغيرهم كثير.
أمّا تلميذه الوفيّ المرجع الديني
السيّد النجفي المرعشي رحمه الله فحدّث عنه ولا حرج ; إذ ما من رسالة له وكتّيب
إلاّ ويستند عليه وينوّه به ، خاصّة في كتاب رجاله : نخبة المقال في علم الرجال ;
حيث تعرّض إلى شيخه وأستاذه ـ حسب تعبيره ـ مكرّراً ، بل لعلّ التنقيح كان لولب
مباحثه هناك ، ومحطّ نظره آنذاك ، ومنها ـ مثلاً ـ قوله ـ ذيل ترجمة أبي هاشم
الجعفري داود بن القاسم : ١٦٥ ـ : .. ولله درّ العلاّمة أُستاذنا في الرجال والفقه
آية الله الحاج شيخ عبدالله المامقاني حيث أزاح العلّة في ترجمته .. إلى آخره ، وغير
ذلك.
بل ما من موسوعة فقهية ولا رجالية ولا تاريخية
.. ولا غيرهنّ متأخرّة عنه إلاّ وتنقل عنه وتستند إليه
..
__________________
فهو بحقّ إمام الجرح
والتعديل عند الطائفة الحقّة الإمامية ، كما أقرّ له بذلك حتى أعداء الطائفة .
* * *
__________________
ثانياً :
مبدأ التأليف ومدّته
وسيره العلمي
لقد صرّح قدّس سرّه في بداية المجلّد
الأوّل من الطبعة الحجرية من الكتاب ، في الأمر الأوّل من كلامه ـ وقد أوردنا نصّ
كلامه سلفاً ـ حيث قال في مقام بيان مبدأ تأليف التنقيح ، بقوله : .. إلى أن
وفّقني الله سبحانه في أواخر شهر صفر من سنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين للأخذ
فيه ..
ثم قال : ففرغت من الكتاب سابع رجب سنة
١٣٤٩هـ ، ثم أعدت النظر فيه من ذلك اليوم إلى أواخر جمادى الأولى سنة ١٣٥٠ هـ .
__________________
ثم قال : وبعد ذلك أخذت في إعادة النظر
في الفهرست والمراجعات الجامعة للمستدركات.
وقال قدّس سرّه
ـ قبل ذلك ـ : .. حتى آل الأمر بي إلى آخر درجة القدرة البشرية بالاقتصار قرب ثلاث
سنين على أقلّ الضروري من الأكل والنوم .. إلى آخره.
ثم قال : ولم أجد في هذه المدّة لذّة
الكرى ، ولا راحة الأعضاء والقوى ..
ثم قال : وكنت أنام ـ حتى في الليالي
الطوال غالباً ـ دون أربع ساعات ، وكنت أنام في آخر الساعة الثالثة وأنتبه قبل آخر [الساعة] السابعة ، واشتغل
بالتحرير ..
ثم صرّح ـ بعد نقله لكرامة وعناية
الحجّة أرواحنا فداه ـ بقوله : .. وهذا هو
__________________
عمدة ما أوجب بلوغ
رغبتي في تصنيفه وإتمامه إلى درجة العشق ، بحيث لم أكن أدرك التعب حين الاشتغال به
، وكنت عند القيام منه للنوم أو الصلاة أرى قرب جسدي من [ان] لا يكون به حراك ..!
وقال في مخزن المعاني
ـ بعد أن نقل كرامة الإمام الصادق عليه السلام له في المنام ـ : وممّا وجدت من أثر
ذلك إنّي إلى تلك الليلة لم أكن إتمكّن في تمام اليوم والليلة ... من تحرير أزيد
من ورقتين تصنيفاً ، ومن صبيحة تلك الليلة صرت أصنّف في كل يوم وليلة ثماني أوراق
إلى أسبوع ، ثم بعد ذلك إلى أن سافرنا إلى خراسان صرت اُصنّف في كل يوم وليلة عشر
أوراق ـ التي هي أربعمائة وخمسون بيتاً
تقريباً ـ مع كل ما كان عليّ من قضاء جملة من مطالب الشيخ الوالد قدّس سرّه ..
وإلاّ فلو فرّغت نفسي لذلك لصنّفت في كل يوم وليلة ثمانمائة بيت تقريباً ، كما
اتفق لي ذلك كثيراً .. وبعد ذلك في كل سنة خمسة مجلّدات إلى سنتين ، وبعد ذلك تسعة
مجلدات في سنة .. وهكذا .. إلى آخره.
وآخر ما رشح من قلمه الطاهر ونفسه
المجاهد عطّر الله مرقده ما جاء في آخر الكتاب ذيل خاتمة الخاتمة التي وضعها مستدركات
__________________
على الكتاب .
وبخطّه الشريف قائلاً رحمه الله :
هذا ; وقد ضايقنا الطبع وانحراف المزاج
جدّاً من إتمام المستدرك ، فختمنا الكلام هنا حامداً مصلّياً مسلّماً.
ثم قال : وقد آل الأمر بي إلى هنا في
الثلث الأخير من ليلة الجمعة رابع ذي القعدة الحرام سنة ألف وثلاثمائة وخمسين ، فكانت
مدة اشتغالنا بتصنيف هذا الكتاب من البدو إلى الختام ـ مع إعادة النظر فيه مرّة
بعد اُخرى ـ سنتان وثمانية أشهر تقريباً ، كادّاً ليلاً ونهاراً لا أتصوّر الزيادة
عليه ، وأسأل الكريم المنّان أن يثبّته في ديوان الأعمال الخالصة لوجهه ، المقبولة
لديه ، وأن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون بحقّ محمّد وآله الغرّ الميامين
صلوات الله عليهم أجمعين ولعنته على أعدائهم إلى يوم الدين آمين .. آمين.
ثم قال : في ٤ ذي القعدة ١٣٥٠ هـ.
ولقد جاء في هامش المجلّد الثاني من
كتاب تنقيح المقال
ذيل ترجمة عمران بن عبدالله القمّي : بَرّه .. أي أسدى له برّاً .. إلى آخره.
ثم ختمه بقول الناسخ : منه قدّس الله
نفسه ، وطيّب رمسه ، وحشره الله مع محمّد وآله الطاهرين.
والظاهر أنّ هذا الموضع كان أوائل أيّام
وفاته (قدّس سرّه) ، حيث كان
__________________
الإمضاء فيما سبق هو
(دام ظلّه) .. وبعد هذا صار (قدّس سرّه) .
ومن هنا قال شيخنا الطهراني ـ طاب ثراه
ـ المعاصر لزمن التأليف والمراقب لسيره ـ وهو شاهد عيان وصدق ـ في الذريعة
ـ عن السير العملي في تأليف الكتاب
ـ : .. كان شروعه في تأليفه أواخر صفر (١٣٤٨) كما كتبه بخطّه على ظهر الكتاب ، وكمل
تأليفه وتصحيحه في أقلّ من سنتين ، وخرج تمام المجلّدين من الطبع في حياته ، وكذلك
الثالث إلاّ كراريس منه طبعت بعد وفاته ، فتمّ طبعه في سنة ١٣٥٢ .
__________________
وخير من عرّف لنا الكتاب وبيّن سيره
العلمي والعملي هو الفقيد السيّد محمّد سعيد الحكيم البصري رحمه الله فيما أدرجناه
من نصّ كلامه
ـ الذي سلف تمامه ـ حيث قال عن كتابنا هذا :
.. وهو آخر ما برز من قلمه الثمين في علوم الدين
، ولعمري لقد أتعب فيه نفسه الزكيّة وأجهدها ، فأظمأ هواجره ، وسهر ليله ، كادّاً كادحاً
في تحريره وتحبيره ليلاً ونهاراً حتّى أتمّه في نحو خمسة عشر شهراً ، كما شهد ذلك
منه غير واحد من العلماء ، ووجد مسطوراً بقلمه في ظهر النسخة التي كتبها بخطّ يده
، وقد طبعت صورته في أوّل الجزء الأوّل منه ، ثم صحّحه في بضع شهور بعد ذلك ، وشرع
في طبعه مصحّحاً له بنفسه حتّى كاد أن يتمّه طبعاً ..
وفي هذا من العناء والكدّ ما لا يقوم به
إلاّ ذو نفس قدسيّة ، وهمّة عليّة ، وما بارحه ذلك الجدّ والجهد حتّى أودى بنفسه
الزكيّة ، وأتى على حياته الشريفة في ليلة النصف من شهر شوال في سنة ألف وثلاثمائة
وواحد
__________________
وخمسين بعد الهجرة ;
لأنّ ما لا يؤلّف إلاّ في نحو عشر سنين لا يستطيع أن يتمّه أحد مصنّفاً وتصحيحاً ـ
مع بقاء صحّته ـ في نحو سنتين ، ولذا اعتبر العلماء والعرفاء موته شهادة في سبيل
العلم ، وسعادة في مقام العمل.
فنعم السعادة التي كانت من آماله ، والشهادة
التي صارت خاتمة أعماله.
ومن هنا قال شيخنا الطهراني طاب ثراه في
طبقاته
عن هذه الموسوعة : .. وهو كبير في ثلاث مجلّدات ضخام ، ولم تزد مدّة تأليفه
وتهذيبه وطبعه على ثلاث سنين ، وقد طبع مجلّدان منه في حياته ، وكذلك الثالث ، إلاّ
أنّه توفّي قبل إتمامه ، فأتمّه صهره الفاضل الشيخ موسى آل أسد الله التستري
الكاظمي.
هذا ; وقد تمّ الكتاب كلاًّ ـ بمجلّداته
الثلاثة ـ كتابةً ونسخاً بواسطة المرحوم الشيخ أحمد بن الشيخ محمّد حسين الزنجاني
الغروي رحمه الله
الكاتب الخاص للمرحوم الشيخ الجدّ طاب ثراه ، كما وطبعت جميع المجلّدات في
__________________
المطبعة المرتضوية في
النجف الأشرف
لصاحبها الحاج شيخ محمّد صادق الكتبي رحمه الله وذلك بمباشرة الاُستاذ محمّد رضا
الغروي المعروف بـ : المطبعي .
__________________
ثالثاً :
بعض خصائص هذه
الموسوعة
لا يمكن درج ما لهذا الكتاب من مزايا
جمّة ، ومميّزات مهمّة ، مع دقّة وتحقيق .. كما لا يسعنا إحصاء فوائده ، وجمع
خصائصه .. فهو فضلاً عمّا له من إتقان في ما نقله وضبط لما ذكره .. فقد سعى
لاستقصاء ما وسعه من رجال الحديث والرواة من الصحابة والتابعين وأصحاب الأئمة
الميامين صلوات الله عليهم أجمعين .. وغيرهم ، ونقل عين عبارات أصحاب الجرح
والتعديل ، ثم ذكر ما له وعليه من نظر وتحقيق ، وحذف ما تداوله الرجاليون من رموز
وإشارات ـ التي كانت متداولة زمن ابن داود صاحب الرجال ومن تابعه ـ حيث أبطلها بعد
أن أثبت ما فيها من مفاسد ، وحقّق ما وسعه وبما لا مزيد عليه في الرجال في توضيح
ما ينفع في مقام الجرح والتعديل على أن يكون واضحاً في حكمه بمثل (حاله عندي
مجهول) أو (لم يتبين لي حاله) أو (لم أستثبت حاله) .. وأمثال ذلك. ولذا فإنّ
مصطلحه قدّس سرّه في كون الرجل مجهولاً هو أنّه مجهول عنده ، لا أنّه مجهول
باصطلاح الرجاليين ، أو أنّه قد حكم الرجاليون بجهالته .. وقد
صرّح بذلك في أوّل
كتابه ، ومع هذا فقد نقده بعضهم وحمل عليه آخرون في ذلك .. وكأ نّه جاهل بمصطلح
الجهالة عند الرجاليين!! .. وسنرجع للحديث عن هذا ..
أقول : نجمل بعض ما لهذا الكتاب من مميّزاته
مما هو في ذكرنا فعلاً ، فنقول :
أوّلاً : جمع أكبر عدد ممكن من الرواة
ومن جاء اسمه في الأسانيد ، ونقل كل ما قيل فيه كل ذلك من أمّهات المصادر ، ومحاولة
ذكر الأدلّة على كلا الوجهين قدحاً أو مدحاً ، واختيار الحق في المقام بعد ذكر
وجوه الترجيح والطرح.
ثانياً : بدأ الكتاب بثلاثين فائدة
مهمّة جدّاً ، وختم الكتاب بفوائد عشرة تعدّ أصول مباني الرجال وقواعده.
ثالثاً : ترتيب التراجم على حروف الألف
باء ، مع محاولة استقصاء جميع الرواة حتّى بعض من لم ترد في حقّه ترجمة مستقلّة.
رابعاً : حكمه في كل ترجمة بعد درجه لكل
الأقوال والأدلّة ومناقشته لها.
خامساً : توضيح بعض المصطلحات ، وبيان
معاني بعض المفردات ، والتعليق على بعض المفردات ، بل الدقة في تعيين الكلمات.
سادساً : محاولة ضبط كل اسم ورد فيه
وأسماء الآباء والأجداد والألقاب ، ونقل الأقوال المختلفة في ذلك الباب ، واختيار
ما يراه حقّاً مع ذكر مصادر
الضبط واختلافاتهم
فيه.
وهو القائل رحمه الله ـ كما سلف منّا في
المقدّمة ـ : .. إنّي عند تحرير الكتاب كنت ملتزماً بضبط كلّ ما يحتاج إلى الضبط ،
ثم الإشارة إلى مواضع الضبط فيما سبق ضبطه ، لكنّي في إعادة النظر وإلحاق أسماء
أُخر رأيت أنّ الإشارة إلى مواضع الضبط ـ لكثرتها ـ توجب ملأ الأوراق وكبر حجم
الكتاب ، فتركت الإشارة إلى مواضع الضبط ، وأبدلت ذلك بوضع الفائدة الأخيرة من
فوائد الخاتمة في الإشارة إلى محالّ ضبط الأسماء والألقاب والكنى الواقعة في
الكتاب على ترتيب حروف الهجاء ليسهل ذلك لمن رام العثور على الضبط .
سابعاً : الدقّة في تعيين المصدر الناقل
، وما نقله منه وعنه ، عدا ما تعرّض له من اختلاف النسخ والطبعات .. نظير ما جاء
في ترجمة محمّد بن علي بن بلال
حيث قال : أقول : ما أبعد ما بينه وبين ما في غيبة الشيخ رحمه الله من قوله ..
وكتب عليه في الحاشية : هذا إلى آخره
منقول من حاشية الوسيط المؤلّفة! [كذا] لا من نفس كتاب الغيبة ..!
__________________
ثامناً
: درج ما حكم به المصنّف رحمه الله
مجملاً على كل من ترجمه ، وذلك ضمن ما وضعه من فهرست لكل الأسماء تحت عنوان (نتائج
التنقيح) التي أدرجها في أوّل الكتاب.
تاسعاً
: ما أشار له في أوّل كتابه من أنه حاول فيه
إغناء هذه الموسوعة عن جملة وافرة من كتب الخاصة ومهم الكتب الرجالية من العامّة ـ
فيما يرتبط برجال الشيعة ـ بنقل كلماتهم بدقّة ، وذكر اختلاف النسخ فيها من سقط
وغيره ..
ويشهد على اعتماده طاب ثراه على أكثر من
نسخة ، وعدم اكتفائه بالمطبوع أو بنسخه الخطّية ، قوله في ترجمة إسماعيل أبي أحمد
الكاتب الكوفي
: .. وإبدال (أحمد) في النسخة المطبوعة من المنهج بـ : حامد غلط ; فإنّ الموجود في
نسختين خطّيتين مصححتين منه ـ كسائر الكتب ـ على ما سطرنا ، وكذا ما في جميع نسخ
المنهج ..
ومثله في ترجمة أحمد بن عبدالله بن أحمد
الرفّاء
.. وغيرهما.
وقال في ترجمة عبدالله بن ميمون الأسود
القدّاح
: كأنّ نسخة الكشي
__________________
التي كانت عند ابن
طاوس كانت خالية ... وأنت خبير بأنّ نسختين معتبرتين من الكشي عندنا ، ونسخ عديدة
عند جمع من المصنّفين قد تضمّنت وصف .. إلى آخره.
وقال في ترجمة محمّد بن سلامة العابضي
الهمداني
: .. وقد اختلفت النسخ في لقبه ; ففي نسختين مصحّحتين معتمدتين من منهج الميرزا ـ نقلاً
عن رجال الشيخ ـ : القاضي الهمداني .. وفي نسختين لا تخلوان عن اعتبار من رجال
الشيخ .. وفي نسخة معتمدة من المنهج نقلاً عن رجال الشيخ رحمه الله .. وفي بعض
النسخ : القابضي ، ويحتمل .. إلى آخره.
وقال ذيل ترجمة يحيى بن عبّاس الورّاق
: وأقول : عندي نسخ متعددة من رجال ابن داود خالية عمّا عزاه الميرزا إليه.
وذكر في ترجمة إسماعيل أبو أحمد الكاتب
الكوفي : .. فإن الموجود في
نسختين مصحّحتين منه] أي من منهج المقال[كسائر الكتب على ما سطرنا ، وكذا ما في
جميع نسخ المنهج ..
__________________
وقال في ترجمة مصقلة بن هبيرة
: .. في إحدى النسختين المطبوعتين من منتهى المقال (ترحمة الله) وهو غلط قطعاً ..
وفي النسخة الأُخرى المطبوعة (ترحة الله) .. وفي نسخة ثالثة خطية غير مطبوعة (نزحه
الله) .. ثم قال : فالصواب إحدى هاتين النسختين دون المتضمّنة للترحّم.
وقال في ترجمة يزيد بن حمّاد الأنباري
: .. ولكنّ الذي نقلوه وإن كان موجوداً في رجال الشيخ رحمه الله إلاّ أن الموجود
في نسخة اُخرى هكذا : يعقوب بن يزيد الكاتب يزيد بن نقبان ، وقد كتب يزيد ـ الذي
قبل ابن نقبان ـ بالحمرة من غير عاطف ، فيكونان اسمين لا ربط لأحدهما بالآخر ، وفي
ثالثة مكتوب على ظهرها أنّها مقابلة مع نسخة مصحّحة على نسخة بخطّ الشيخ محمّد بن
إدريس مكتوبة على نسخة بخطّ المصنّف رحمه الله هكذا .. إلى آخره.
.. إلى غير ذلك ممّا يعسر عدّه وحصره ، وقد
ذكرنا جملة منها في أوّل الكتاب عند عدّ المصنّف طاب ثراه لمصادر موسوعته وما
اعتمده من كل مصدر منها من نسخ عديدة ، وما كان عنده وأخذه من غيره ، فراجع.
__________________
عاشراً
: إنّه باشر مقابلته بنفسه عند الطبع مرّتين بل ثلاثاً .. حيث صرّح طاب رمسه ـ قبل
ذلك ـ به ، ونبّه عليه في ديباجته وهذا يُعدّ غاية المجهود من مثله ، هذا عدا ما
مارسه قبل الطبع من نقل وتأكّد ..
وهو القائل طاب ثراه
: فلا يخفى أنّه حيث كانت غاية همّنا وهمّتنا صحّة هذه النسخة الشريفة .. ولذا
التزمنا بمقابلتها قراءةً مرّتين ، وملاحظة مرّة ثالثة قبل الطبع حتى لا يحتاج إلى
صفحة (الصحيح والغلط) ، وكان التقدير غالباً على التدبير .. أدّت كثرة الطلعات
في نسخة الأصل وغفلتنا في الأوائل عن علاج ذلك إلى وقوع إسقاط وأغلاط ، وسقوط حواش
منّا ـ سيما في الكراريس الثلاث الأوائل ـ حيث طبعناها قبل إعادة النظر فيها ، فلمّا
أعدنا النظر فيها وقع فيها التغيير ، فالتجأنا إلى وضع صفحة لتمييز الصحيح من
الغلط وبيان الساقط من القلم ، ولسهولة الأمر نوصل صفحة التمييز الراجعة إلى
الكراريس الأوّلية إليها ، ونلحق البقية بآخر الكتاب ، ونذكر في خاتمة خاتمة
الكتاب ما استدركته بعد طبع الكتاب من المطالب إن شاء الله تعالى .. ثم أدرج جداول
الخطأ والصواب.
__________________
ولنختم ذلك بما نص به هو رحمه الله كما
سلف منّا في المقدّمة ـ إذ قال
ـ : إني ـ اهتماماً بشأن الكتاب ـ باشرت مقابلته عند الطبع مرّتين بل ثلاثاً بنفسي
; حذراً من وقوع غلط فيه ; فإنّ كل كتاب ـ سيّما كتب الحديث والرجال ـ إذا ازدادت
فيها كلمة أو حرف أو نقصت أو تحرّفت أفسد الأمر ، ولكن في ثلاث كراريس الأُول
آخرها صفحة (٤٨) من فصل الأسماء وقعت أغلاط نشأ بعضها من طبعها قبل إعادة النظر
وبعضها من عدم المبالغة ، و[سوف] أطبع أغلاطها في ورقة بين المقدّمة والفصل الأوّل
ليسهل تناولها ، وأضع في آخر الكتاب صفحة الصحيح والغلط من صفحة (٤٩) .. إلى آخر
الكتاب.
__________________
رابعاً :
بعض الملاحظات التي
أوردوها على الكتاب
مع ما ولع به شيخنا المترجم منذ ريعان
شبابه في التأليف والتصنيف ـ وكان ابن بجدتها ، وفارس حلبتها ـ وهو الذي قد كتب
كتباً ورسائل في مختلف العلوم الدينية ـ وقد أجاد وأبدع في غالبها ـ ممّا يظهر
منها جامعيته وإحاطته بأطراف العلوم ، وبراعته وسعة إطلاعه .. ومع أنّه طاب رمسه
لم يفارق القلم والقرطاس طوال حياته حتى نقل
أنّه سافر إلى الحج واستصحب معه في سفره هذا مقداراً وافراً من كتب المصادر لئلاّ
ينقطع اشتغاله عن التأليف والتصنيف ..
بل صرّح هو رحمه الله خلال بعض التراجم
بأ نّه يكتب الآن في سفر كربلاء مثلاً ولم يستصحب الكتاب الفلاني ، وقد سلفت منّا
نماذج لذلك .. فكان من نوادر الطائفة في كثرة التأليف ، وسعة التصنيف في شتّى
العلوم ..
ولعلّ العجلة في التأليف ، وقلّة
المصادر ، أو عدم وفور بعضها ، وتشتّت الحال ـ كما صرّح بذلك ـ مع سعة دائرة
المواضيع التي طرحت من قبله
__________________
طاب ثراه ، ومداومته
للفحص والتصنيف وطرقها أوقعه في هفوات طفيفة لا ينجو منها إلاّ من عصمه الله ، مع
العلم بأنّ هذا التأليف خاصّة له حالة خاصّة لم يأخذ منه إلاّ ثمانية عشر شهراً
فقط! ولم يسعه أن يشرف على طبعه كلّه ، كما يظهر من حواشيه الأخيرة عليه بختمها
بلفظة (قدّس سرّه) ، وتصريح الشيخ الطهراني وغيره بذلك ..
نعم ; قد تدارك القليل منه جدّاً بما
جاء في آخر الجزء الثالث من المطبوع بعنوان : خاتمة الخاتمة عبّر عنها بقوله : فيما
استدركته بعد طبع الكتاب من أسماء لم يمض ذكرها ، أو مضى وفات في ترجمتها ما عثرت
عليه بعد الطبع .. ووضعها في مقامين :
الأوّل : في المطالب المستدركة الراجعة
إلى الضبط.
والثاني : في الأسماء التي فاتته في هذا
الكتاب.
وقد وصل بها إلى حرف (الزاي) وكأ نّها
قصاقيص جمعها طابع الكتاب جزاه الله خيراً.
كما نجده طاب رمسه قد استدرك في تراجمه
اللاحقة كثيراً ممّا فاته في التراجم السابقة ، نظير قوله طاب رمسه في ترجمة أبي بصير
يحيى بن
أبي القاسم الأسدي
: .. ونحن إنّما ذكرنا الرواية في ترجمة عبدالله بن محمّد الأسدي تبعاً للكشي ، ولكنّا
بعد حين التفتنا إلى كون الخبر أجنبياً عن ذلك
__________________
راجعاً إلى يحيى بن
أبي القاسم الأسدي ; المكنّى بـ : أبي بصير ، أمّا أوّلاً .. ثمّ ذكر استدلاله على
ذلك.
ومثله بعينه في الترجمة المزبورة حيث
قال : وهذه الرواية ـ أيضاً ـ أوردناها في ترجمة ليث البختري غفلة عن انحصار
المكفوف في المكنّين بـ : أبي بصير في يحيى بن أبي القاسم الأسدي ، فلمّا عثرنا
على تصريحهم بالانحصار المذكور ظهر لنا كون الخبر أجنبياً عن ذلك .. إلى آخره.
أقول : مع كل هذا وغيره فلا محيص من أن
يقع من كان في مثله وظروفه في بعض الأخطاء والزلاّت والكبوات ـ وهو الجواد ـ والتي
لا يخلو منها مصنِّف ولا مصنَّف ، ولم يعصم منها إلاّ المعصوم عليه السلام ، مع أنّا
لم نجد ما هو مهمّ منها لسفر كبير مثل موسوعتنا ، ولعلّ أهمّ ما أوجب هذا
الاستعجال إحساسه قدّس سرّه ـ كما حدّثني غير واحد من الأرحام عنه أو عن خواصّه ، وألمح
به هو طاب ثراه ـ بدنوّ أجله ، وقرب لقائه ببارئه ، وأنّ هذا آخر تأليفه .. ولذا
عاجل بتصحيح ما كتبه قبل أن يبادره الأجل ، وبادر بطبع ما قد أمكن ترتيبه وإعطاؤه
للطبع سريعاً ..
فهو قدّس سرّه قد شرع في التنقيح في
أواخر شهر صفر من سنة ١٣٤٨ هـ وأ نّه فرغ منه في السابع من شهر رجب
سنة ١٣٤٩ هـ ، وأعاد النظر فيه من ذلك اليوم إلى آواخر جمادى الأولى سنة ١٣٥٠هـ ، وبعد
ذلك أخذ بإعادة النظر في الفهرست والمراجعات الجامعة للمستدركات ـ على حدّ تعبيره
__________________
هو رحمه الله ـ وعليه
فقد كمل كتابةً ومسودةً في (١٨) شهراً ، وأتمّ مراجعته وتصحيحه وطبعه في أقلّ من
سنتين ، وخرج تمام المجلّدين من الطبع في حياته
وقسم من المجلّد الثالث ، والباقي بعد وفاته التي وافته في ١٦ شوّال من سنة ١٣٥١ ،
وكان قد أكمل طباعة الجزء الأوّل منه وجزء من الثاني ، ويلحظ كون حواشيه تختم
بلفظة منه (قدّس سرّه) بدلاً من منه (دام ظلّه) ، وتمّ طباعته سنة ١٣٥٢ .. كما
أسلفنا.
وكان آخر ما رشح من قلمه وأفاضه من بحره
قدّس سرّه ما جاء في ذيل خاتمة الخاتمة من تنقيح المقال
ممّا استدركه على الكتاب من قوله :
هذا ; قد ضايقنا الطبع وانحراف المزاج
جدّاً من إتمام المستدرك ، فختمنا الكلام هنا حامداً مصلّياً مسلّماً .. إلى آخره
وقد نقلنا نصّه.
وعليه ; فمن الطبيعي في موسوعة مثل هذه
أن تكون فيها اشتباهات أو ملاحظات .. إذ إنّ سفراً بمثل هذه السعة والإحاطة ، وكون
كتابته وطباعته بمثل هذه السرعة مع عدم وفاء عمره الشريف لإكماله طباعةً أو
تصحيحاً ، وشروعه باستدراكه ونقده خلال طبع مجلّده الأوّل .. وغير ذلك ، فلا غرابة
أن يكون مثل هذا ، بل العجب كيف جاء بهذه الكيفية ، إذ هو أمر غير طبيعي جدّاً.
وقد بادر بعض معاصريه ـ سامحهم الله ، لأغراض
لا تخفى ـ إلى التحامل
__________________
عليه ، ثمّ لحق به
بعض معاصرينا بتصحيح الكتاب وما خاله خطأ ، وتحقيق ما حسبه زللاً ، وسمّاه أوّلاً
بـ : (تعليقات تنقيح المقال) نقداً عليه ، كما قاله شيخنا الطهراني في الذريعة ، ثم
عرف اليوم بـ : قاموس الرجال للشيخ التستري
، وكانت هذه طوال سنوات مورد استدراك وتكميل .. إلى أن في سنة ١٣٧٩ هـ شرع بطباعته
في طهران ، وخرج خلال عدّة سنوات في أربعة عشر مجلّداً ، ثم جدّد طبعه منقّحاً
ومزيداً في قم.
فها نجد شيخنا الطهراني طاب ثراه في
موسوعته الرائعة ـ بعد أن بالغ في مدح الكتاب والتعريف به ـ ثم قال
:
.. ولكن استعجاله بهذا النحو في هذا التأليف
المنيف الذي يحتاج إلى تكرار المراجعات والبحث والفحص في الكتب والمكتبات ، وإلى
إكثار المذاكرات مع مشايخ الفنّ خلال السنوات ، ثم إسراعه في طبع ما رتّبه وأ لّفه
عاجلاً مخافة فوت الوقت .. وغير ذلك من الأمور ، كل ذلك قد سبّب له وقوع جملة من
زلاّت القلم في مواضع كثيرة تحتاج إلى التنقيح لدفع ما يتوجه إليه فيها من
الاعتراض والنقد.
ثم قال : وقد جمع الشيخ محمّد تقي بن
الشيخ محمّد كاظم حفيد
__________________
العلاّمة الشيخ جعفر
التستري جملة من الانتقادات عليه في مجلّد كبير سمّاه : تعليقات تنقيح المقال.
وقد سمعت أنّ بعض كُتّاب مصر بدأ يتهجّم
على الطائفة بأ نّها تؤ لّف كتاباً بواسطة جمع من علمائها وتنسبه إلى واحد منهم كي
تتفاخر بما عندها ..! ولأجل ذلك شكّلت لجنة من أعلامهم لدراسة الكتاب وما فيه ، وعندما
وجدوا بعض الهفوات البسيطة التي لا يغفل عنها غالباً ما لو تعدّد المؤلف أدركوا أنّه
عمل شخص واحد ، وحمل قام به رجل ينوء عن حمله الكثيرون ..
وعلى كل حال ; ليس غرضنا محاكمة العلمين
ـ ونحن أقلّ من ذلك ـ ولا مؤاخذتهما على خروجهما عن حدود النقاش وإسلوب النقد أحياناً
ـ سامحهم الله ـ ولا تتبّع موارد سقطاتهم واشتباهاتهم الواضحة .. وأ نّى لنا ذلك
.. إلاّ أنّ العجب العجاب أنّ مع كون الأوّل قد تغافل عن التنقيح ونظر إليه نظر
استحقار ، والثاني عدّ نفسه مستدركاً ومنقّحاً للمتن ، إلاّ أنّا نجدهما رحمهما
الله قد وقعا في موارد كثيرة جدّاً ممّا أورداه عليه ، وبإشكالات غالبها ليست
بواردة عليه ، وجلّها ترجع إمّا إلى وجود نسخ عند الجدّ قدّس سرّه من المتون
الرجالية الأصلية تغاير ما هو مطبوع منها اليوم ، وهذا ما تحقّقنا منه في موارد
عديدة بل كثيرة .. أو اعتمادهما على كتاب لم يكن عند الجدّ قدّس سرّه ، أو عدم
تأمّل في كلام الجدّ ، أو غفلة عن مبناه توجيهاً لما بناه فهي إشكالات مبنائية لا
بنائية .. أو غير ذلك.
والمؤلم جدّاً أنّ الأخير ـ غفر الله له
ـ مع ما له من مقام علمي واجتماعي ، وسعة اطّلاع وتتبّع .. لا نجده بعفيف القلم ، ولا
نزيه المنطق ، كأ نّه لم يتأدّب بأدب العلماء ، ولا تخلّق بسيرة الصلحاء .. فيلقي
القول على عواهنه ، ويقذف
بالكلمة مهما كانت
مشينة .. ولم يقتصر في كلامه ـ مع الأسف ـ على الشيخ الجدّ خاصّة ; بل ها هو
يتهجّم على العلاّمة الذي لا علم له! والوحيد الذي لا فقه له! و ..
وقد تنبّه البعض لذلك
، وصارحني الكثير من الأعلام وطالبني بالتعرّض له طاب رمسه ، فرفضت ذا ، كما تركت
الرد على السيد الأمين رحمهما الله ، خوفاً من الاتهام بالتعصب أو الخروج عن جادة
الأدب ، أو ..
ومع هذا تجده في خلال كلمات البعض
مسطوراً ، نذكر مثلاً ما نصّ عليه السيّد القاضي الطباطبائي
بقوله ـ ما ترجمته ـ : نسب صاحب قاموس الرجال الخبط لصاحب تنقيح المقال هنا في
نقله الواقعة .. إلاّ أنّه لم يلتفت إلى دقّة كلامه وضبطه .. ثم ناقش القاموس
مفصّلاً.
وقال في آخر ما قال : .. حيث كان بناء
صاحب قاموس الرجال ومبناه هو مؤاخذة صاحب تنقيح المقال ونقده ، والإشكال عليه!
وتتبّع سقطاته وزلاّته! .. لذا تراه لا يلتفت إلى ما يقع فيه من الأخطاء الجسيمة
والخبط .. ولذا تجد موارد عديدة جدّاً ممّا أورده على صاحب التنقيح لا ترد عليه
ولا .. إلى آخره.
__________________
ثم قال : إنّه يمكن هنا نسبة التحريف
العمدي لصاحب القاموس ; حيث كان في مقام تحقيق جزئيّات الخبر ، ودراسة سنده ومتنه!
..
إلى أن قال : وعليه ; فليس من الإنصاف
نسبة التحريف للمرحوم المامقاني طاب ثراه مع أنّه لم يمهله الأجل كي يقوم بتصحيح
ذلك الكتاب الكبير الرائع .. ثم زاد : ولا شكّ أنّ ناسخ التنقيح قد وقع في
اشتباهات هو يتحمّلها دون مؤ لّف الكتاب.
ثم قال : ولو دقّقنا في قاموس الرجال
ونقدناه وحقّقناه وتتبّعناه من أوّله إلى آخره لحصلنا على اشتباهات وسقطات كثيرة
جدّاً ، ولزمنا تأليف مستقل مثل القاموس عليه!
وقال ـ أيضاً
ـ ما حاصل ترجمته ; بعد أن أورد كلام صاحب قاموس الرجال
ونقده ، وما اتّهم به العلاّمة المامقاني طاب ثراه من نسبة التحريف!
__________________
قال : .. إلاّ أنّ
صاحب قاموس الرجال لم يحتمل أقلاً أنّ نسخة رجال الكشي رحمه الله الموجودة عند
المرحوم المامقاني كانت مغلوطة لا أنّه رحمه الله حرّف السند متعمّداً! ..
ثم أورد عليه أنّه لو كان مثل ذلك يعدّ
تحريفاً ، فقد وقع صاحب القاموس نفسه في نفس المورد بالتحريف ، مع ما في كلامه من
حدس وتخمين وإيراد وجوه استحسانية بدون دليل.
وعلى كل ; كان بودّنا الحديث عن السيّد
والشيخ رحمهما الله ونقودهما مجملاً ، إلاّ أنّا تركنا ذلك خوفاً من خروجنا عن
جادّة الصواب والأدب ، وأن تأخذنا محبّة الآباء وعصبية الأجداد .. ونقع فيما وقعوا
فيه لاسمح الله ... فرحمة الله عليهم ورضوانه ، وأسكنهم الله فسيح جنّاته مع
مواليهم الطاهرين عليهم صلوات ربّ العالمين.
وكنت قد كتبت رسالة مفصّلة تعرّضت
لجزئيّات ذلك عدلت عن نشرها حسبة لله سبحانه وطلباً لمرضاة أوليائه عليهم السلام
.. وحفظاً لقدسية أعلامنا وعلمائنا ـ وإن كان قد أصرّ عليّ أكثر من واحد من
الأعلام ممّن شاهد الرسالة أو سمع بها وإعجب بها للمبادرة لنشرها
و .. إذ الحقّ أحقّ أن يتّبع .. إلاّ أنّي من منطلق : (إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ
آمَنُوا ..)
، واعتماداً على
إنصاف المحقّقين ، وحفظاً لمقام العلماء الأعلام تركتها وأهملتها ..
__________________
وسنشير إلى المهمّ ممّا اُوخذ على
الكتاب ممّا ليس فيه نفحة تعصّب أو فيه نوع منطق .. وإلاّ فلا ننكر ـ كما أقررنا
مراراً ـ ما في الكتاب من زلاّت وغفلات لا يخلو منها مصنّف بلغ ما بلغ .. وشهد
الله ما وجدته في من نقده أكثر ممّا أخذه عليه ..!! مع تغاير ظروفهما وإمكانيّتهما
..
فمنها : ما حكاه شيخنا المعظّم آغا بزرك
الطهراني رحمه الله في ذريعته حيث
قال : وممّا انتقده عليه جمع من المعاصرين إكثاره في تراجم الرجال من قوله (مجهول)
لا سيما في فهرس تنقيح المقال الذي طبع مستقلاًّ ، وسمّاه : نتيجة التنقيح
; فإنّ الناظر فيه لا يرى إلاّ المجاهيل ، مع أنّ المحقّق الداماد رحمه الله في
رواشحه
أثبت أنّه لا يجوز إطلاق المجهول الاصطلاحي إلاّ على من حكم بجهالته أئمة علماء
الرجال.
ثم قال
: والذي يذبّ عنه هذا الاعتراض هو أنّه لم يكن جاهلاً بكلام المحقّق الداماد ، ولذا
صرّح بأ نّه : لو راجع
المتتبّع جميع مظانّ استعلام حال رجل ومع ذلك لم يظفر بشيء من ترجمة أحواله أبداً
، فلا يجوز التسارع عليه
__________________
بالحكم بالجهالة ;
لسعة دائرة هذا العلم ، وكثرة مدارك معرفة الرجال.
ثم قال : فمن علمه بذلك وتصريحه كذلك
يحصل الجزم بأنّ مراده من قوله (مجهول) ليس أنّه محكوم عليه بالجهالة عند علماء
الفن حتى يصير هو السبب في صيرورة الحديث من جهته ضعيفاً ، بل مراده أنّه مجهول
عندي ولم أظفر بترجمة مبيّنة لأحواله ، نعم كان عليه أن يصرّح بهذا المراد في
مقدّمات الكتاب لكنّه غفل عنه .
__________________
أقول
: رحمك الله شيخنا وتغمّدك برضوانه ، ما
أنزهك مادحاً ومعرّفاً ، وناقداً ومدافعاً ..
وممّا يؤخذ به الشيخ الجدّ طاب ثراه ـ
بل هو عمدتها ـ هو ذكره للضعفاء والمجاهيل ، بل تذييل بعض الأسماء بتراجم عدّة من
الصحابة مشتركين في الجهالة ، وقد طبّل لهذا بعض وتحامل .. بل هو عمدة ما يرد عليه
.. ومن الواضح أنّ الإشكال الثاني من صغريات الأوّل ، وقد مال جمع من الرجاليين من
أصحابنا رضوان الله عليهم ـ وهم قلّة ـ إلى ترك ذلك كما أسقط المرحوم الشيخ أبو
علي محمّد بن إسماعيل الحائري المتوفّى سنة ١١١٥ هـ (وقيل ١١١٦) من رجاله منتهى
المقال ذكر جماعة بزعم أنّهم مجاهيل
، وسبقه في ذلك الشيخ المولى عبدالنبي بن سعد الدين الجزائري
__________________
(المتوفّى سنة ١٠١٣ ـ
أو ١٠٢٣ هـ) في كتابه حاوي الأقوال ـ مع أنّه أوّل كتاب رتّب الرجال فيه على أربعة
أقسام بحسب القسم الأصلية للحديث : الصحيح ، والموثّق ، والحسن ، والضعيف
ـ والمولى خداويردي الأفشار
، والمحقّق البحراني الشيخ سليمان الماحوزي (١٠٧٥ ـ ١١٢١ هـ) في كتاب بلغة
المحدّثين .. وغيرهم في غيرها.
والعجب من قول الشيخ أبي علي الحائري في
منتهى المقال
: في مقام بيان برمجته لكتابه وعمله : .. ولم أذكر المجاهيل ، لعدم تعقل فائدة في
ذكرهم!!
وقال
: .. ثم إنّ علماء الفن ـ شكر الله سعيهم ـ قد اصطلحوا لمن ذكر في الرجال من غير
جرح أو تعديل مهملاً ، ولمن لم يذكر أصلاً : مجهولاً ، وربّما قيل العكس.
__________________
ثم قال : ولما لم نرَ ثمرة من الفرق كان
إطلاق كل على الآخر جائزاً .
وحاصل استدلالهم في المقام بل عمدته أحد
أمرين نصّ عليها في البلغة
، هما : لعدم الفائدة لنقله ، مع تأديته للتطويل.
وناقش المبنى الشيخ القديحي في زاد
المجتهدين
بقوله : أقول : لا يخفى أنّ إطلاقه رحمه الله لعدم الفائدة ـ من غير تقييد
بالمهمّة أو المعتدّ بها ـ لعلّه غير سديد ، مع مخالفته القاعدة ، مع أنّ في ذكرهم
زوائد فوائد ، ينتج منها كثير عوائد .. ثم عدّد بعض فوائدها وسنذكرها
__________________
أقول : ليتّهم ما أسقطوا هؤلاء ، وقد
نصّ بعض أساطين الفن
بلزوم الفحص عن حال هؤلاء المحكوم عليهم بالجهالة حيث لم يحكموا بها ، بل نجد
كثيراً ممّن حكم عليه بالجهالة أو الإهمال خرج منها إلى دائرة الحسن والمدح بل
الصحّة أحياناً ، كما هو الملاحظ في كثير ممّا استدركه الشيخ المحقّق الوالد دام
ظلّه على هذه الموسوعة ، وقد أظفنا عليه أضعاف مضاعفة ، خاصّة في حرف العين وما
بعده من الحروف ، الذي نسأل الله لها الاتمام والطبع والنشر.
وفيه ; ـ غير ما مرّ ـ أنّ هذا يجاب عنه
نقضاً بسيرة السلف الصالح من الرجاليين بدرج المجاهيل والضعفاء في رجالهم ، وعليك
بأصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من رجال الشيخ الطوسي رحمه الله وسائر
أصحاب الأ ئمّة عليهم السلام ، وكذا رجال البرقي من القدماء .. وباقي كتبهم
الرجالية فهارس لمؤ لّفات الأصحاب إلاّ أنّهم مع هذا تعرّضوا لأمثال هؤلاء.
وعلى كل ; فالمجهول
من الرجال قسمان :
لغوي ; وهو من ليس معروف الحال ; إمّا
لعدم ذكره رأساً ، أو لعدم مدحه وقدحه في كتب الرجال ، أو عدم إمكان معرفة حاله ، أو
عدم وجود طريق للتثبّت والاستثبات فيه وعنه ومن حال من يروي عنه من الضعفاء ، أو
عدم إمكان استعلام حاله من الطبقات والمشيخات أو الإجازات وكتب السير ..
__________________
وهذا لا يُعدّ جرحاً
لو قيل بمجرّده ، نعم لو بحث وتثبّت وحكم عليه بذلك عُدّ جرحاً.
والمجهول الاصطلاحي ; وهو كل من وصفه
أئمة الرجال بالجهالة وإن ذكروا اسمه ، ويحكم عليه بالتضعيف فيما لم يجد له
مرجّحاً يرفعه أو قرينة تدفع الجهالة عنه. وثمّة فرق بين الجهالة في الراوي
والجهالة في المروي ، كما يختلف الحال بين الجهل بالذات والجهل بالصفات ، فتدبّر.
وإليك مجملاً بعض الفوائد في ذكر
المجاهيل ودرجهم .. مع العلم أنّ ما كل من كتب وصنّف رام الاختصار ، ولا انحصرت
الفائدة بالإيجاز أو الاختزال ..!
منها : إنّ الاعتماد على حكم الغير
بالجهالة أو الضعف إنّما تنفع لمن كان مكتف عن الطلب مقلّداً للغير وليس هو من أهل
هذا الفنّ ، أو لحصول اطمئنان بقول القائل فيريح نفسه من جهد الاجتهاد ، إلاّ أنّ
عند روّاد هذا الفن يحثّ الطالب على التحقيق والفحص عن أحوالهم والتدقيق فيحصل له
قرائن حالية أو مقالية غفل عنها من سبقه .. سواء بتتبّع الأسانيد ، أو بملاحظة
قوّة الرواية ، أو ملابسات تاريخية .. أو ما شابه ذلك ممّا يوجب له نوع وثوق
واطمئنان بأحد الطرفين ; إذ كلّ ما هناك من حكم بالوثاقة أو الضعف أو الاعتماد
والإهمال أو الجرح والتعديل فهو إنّما ناش من سبر أمثال هذه القرائن المذكورة في
محلّها ، ولكل مجتهد نصيب .. خصوصاً عند مشهور الرجاليين القائلين بكونه يدور مدار
الاطمئنان والوثوق الشخصي.
ومن هنا كان حكم بعضهم على رجل بالحسن ،
وآخر على حديث
بالصحّة ، وذاك بضعف
له .. وتبعاً لذلك يكون الخبر الذي يرويه .. إذ تتعاكس الأحكام في الأخبار تبعاً
لما يصل إليه اجتهاد الرجاليين في رجالات سند الحديث.
ومنها : معرفة أنّه من أي أصحاب الأئمة
الأطياب ، وأنّ له مصنَّفاً أو كتاب ، ومن روى عنهم أو رووا عنه ليتميّز الاشتراك
، أو قلّته وكثرته في الأسماء أو الكنى والألقاب ; ولأنّ معرفة انتسابه لبعض
الأئمة عليهم السلام أو الأجلّة أو انتساب بعض الأجلّة إليه أمر مطلوب لذوي
الألباب ـ كما قاله في زاد المجتهدين
ـ.
وفيه ما لا يخفى ، إذ هو أعمّ من
المدّعى ، وكذا قوله :
ومنها : إنّه قد ينضمّ لجهالة السند
إرسال فيضعّف من جهتين ، وقد لا يعلم إلاّ بالتنبيه على تينيك الصفتين.
إذ فيه : إنّه خروج عمّا نحن فيه ، وضعف
الضميمة لا يصحّح الأصل ، والبحث في آحاد الرجال هو موضوع هذا العلم كما لا يخفى
.. وغير ذلك.
ونعم ما أفاده شيخنا النوري رحمه الله
في خاتمة مستدركه
: .. وكتابه هذا لاشتماله على تمام التعليقة لأُستاذه ـ الاُستاذ الأكبر البهبهاني
ـ صار معروفاً ومرجعاً للعلماء .. وإلاّ ففيه من الأغلاط ما لا يخفى على نقدة هذا
__________________
الفن ، مع أنّه أسقط
عن الكتاب ذكر المجاهيل ، قال : لعدم تعقّل فائدة في ذكرهم .. وكذا ذكر مؤلّفات
الرواة في الأُصول والكتاب.
ثم قال : وبذلك بدا النقص في كتابه
مضافاً إلى سقطاته ، ومع ذلك قال ـ في جملة كلامه ـ : لئلاّ يحتاج الناظر في هذا
الكتاب إلى كتاب آخر من كتب الفن !!
ثم قال : وسنشير ـ إن شاء الله تعالى ـ
في بعض الفوائد الآتية إلى بعض ما ذكر في الكتب والمجاهيل من الفوائد ..
وقال المولى أبو علي الحائري في منتهى
المقال
: ثم إنّ علماء الفن ـ شكر الله سعيهم ـ قد اصطلحوا لمن ذكر في الرجال من غير جرح
أو تعديل (مهملاً) ، ولمن لم يذكر أصلاً (مجهولاً). وقال : وربّما قيل العكس.
ثم قال : ولم نَر ثمرة في الفرق ; كان
إطلاق كل على الآخر جائزاً.
هذا ; مع أنّه يمكن أن يتصوّر لدرج
المجهولين من الرجال فوائد كثيرة اُخرى ، منها : أوّلا : ما تعارف عليه علماء
الرجال ـ من أوّل يوم ألّفت فيه كتب الرجال إلى يومنا هذا وما بعده ـ على درج
أسمائهم .. وكانت هذه سيرة مستمرّة غالباً ، كما سلف أن قلناه.
ثانياً : ربّما يظهر للناظر أمارة
الوثوق بالمجهول ، فلو لم يذكر تنتفي
__________________
الفائدة غالباً.
ثالثاً
: ربّما كان الاسم مشتركاً بين المجهول
وغيره ، فمع عدم ذكره لا يعلم الاشتراك.
رابعاً
: إنّ الفائدة في ذكره هي الفائدة في ذكر
الموثّق والممدوح والمقدوح وغيرها ، فلو لم يذكر لم تعلم صفته لمن يريد البحث عن
سند الرواية ، كما لا تعلم صفة غيره لو لم يذكر .. كما أفاده شيخنا النوري في
مستدركه .
هذا ; وهناك كلمات سمعتها ـ أو اسمعنيها
البعض ـ على الكتاب كان الأحرى أن لا أدرجها في وريقاتي وأقول لها ولهم (سلاماً)
.. لولا خشيتي أن يغتّر بها البعض ، أو يتلقّفها الجهّال ، وأنا أقسم أنّ من قالها
ـ حسداً أو جهلاً ـ لم يسعه أن يقرء جلّ الكتاب فضلاً عن سبره ، وللطرفة أذكر
بعضها ..
منها
: إنّ الكتاب لم يتفرّد بتأليفه الشيخ
وإنّما أعانه .. فلان ، واستعان بكتاب فلان ..!
وهذا يتمّ لو كان هذا الكتاب أوّل
تأليفه وآخره ، ويصحّ عنه من لا يعرف أسلوبه وقلمه ، مع أنّ هذا يجري في كل مؤلّف
.. ويمكن أن يقال عن كل تصنيف .. ثم من هذا وذاك .. ولماذا لم يعرف لنا أو نعرفه
..؟!
بل هو يصرّح بالجميل ، ويراعي الأدب
فيمن ينقل عنه أو يستفيد منه ، بل لا تجد له مورداً واحداً لا يذكر من أين أخذه
وكيف جاء به.
__________________
بل هو يقرّ بفضل كل من أعانه واستفاد
منه ; فمثلاً يقول في مقباس الهداية
بعد أن قال ـ في لفظ الكوفي ـ : فإني وجدت بعض القاصرين يزعم دلالته على نوع ذمّ ،
ولم أفهم وجهه .. إلى أن قال : ولقد راجعت اُستاد الفن اليوم الشيخ الورع الزكي
الشيخ علي الخاقاني فوجدته كما أقول مخطّئاً للزعم المذكور ..
وقال في ترجمة أحمد بن إسحاق بن عمار
الساباطي
: .. ثم إنّه بعد أيّام نبهني بعض الفضلاء الأخّلاء ـ أدام الله تعالى تأييده ، وكثّر
من أهل العلم أمثاله ـ على تعرّض حجّة الإسلام ـ وصفاً ولقباً ـ الحاج السيّد
محمّد باقر الشفتي الرشتي الأصفهاني عطّر الله مرقده لإسحاق بن عمّار .. إلى آخره.
وكذا قوله قدّس سرّه في كتابه مقباس
الهداية
ـ عند تعداده لعلماء الرجال في الخاتمة ـ بقوله : .. وإن شئت العثور على أزيد من
ذلك فراجع مصفى المقال في مصنّفي الرجال للفاضل التقي النقي ثقة الإسلام والمسلمين
الشيخ آغا بزرك الطهراني مقيم سامراء أدام الله تعالى تأييده ، فإنّه .. إلى آخره.
__________________
فها هو الشيخ آغا بزرك الطهراني يصرّح
في النقباء
في ترجمة الشيخ عبد الحسين الحلّي ما نصّه :
.. وحدّثني العلاّمة الشيخ عبد الله المامقاني
أيّام اشتغاله بتأليف كتابه تنقيح المقال في علم الرجال ، أنّ المترجم له كان أعظم
مساعد ومعاضد له على جمع وتأليف كتابه المذكور ..
وكرّر ذلك في كتابه مصفى المقال
حيث قال في ترجمة الحلّي : لقد كتب في أحوال الرواة والرجال تحقيقات رشيقة وأنظار
عالية في عدّة كراريس وأعطاها للحاج شيخ عبد الله المامقاني ، وأدرج هو جميع
نظريّاته في كتابه المطبوع. وقد قال لي شفاهاً في سامراء في السفر الأخيرة [كذا] :
إنّ صاحب الترجمة أعظم مساعد لي في تأليف الرجال ..
أقول : لقد سمعت من أكثر من واحد أنّ
المرحوم الشيخ عبد الحسين الحلّي رحمه الله كان من كُتّاب الشيخ وأصحابه المقرّبين
مع ثلّة من الأعلام من تلامذة الشيخ وأصحابه كالسيّد سعيد الحكيم (البصري) ، والسيّد
عبد الرزاق المقرّم (الخطيب) .. على اختلاف مراتبهم العلمية والعملية ـ ومع هذا
فإنّه يصرّح بأ نّه استفاد منه ، وهو يشير في التنقيح إلى موارد من ذلك .. نعم قد
استعان بهم مقابلةً وكتابةً .. لا تحقيقاً وتصنيفاً .. وإلاّ لأشار لذلك كما فعله
في غيرهم ..
__________________
وها هو الشيخ الجدّ قدّس سرّه يشكر كل
من أعانه في الكتاب فيقول
: .. وأعانني جمع من أتقياء المعاصرين أيّدهم الله تعالى ببذل كل منهم ما عنده من
الكتب الرجالية .. عمدتهم صاحب المكتبة العظمى شيخ مشايخ الجعفرية على الإطلاق
العلاّمة الصفي الشيخ علي نجل حضرة كاشف الغطاء أعلى الله مقامهما .. إلى آخره.
وأمّا استعانته بالكتب والمكتبات
.. فلا أحسبه إلاّ جهلاً في التأليف وموضوعه ، وهو بعد كل هذا يقرّ في المقدّمة
أنّه قد استفاد من مكتبة الشيخ علي كاشف الغطاء ، كما قال رحمه الله في الأمر
الأوّل ممّا نبّه عليه .. وذكرناه توّاً ..
فكان وليد ذاك اجتماع مجموعة وافية من
المصادر التي سردها كلاًّ في أوّل مقدّمته
، وذكرنا نصّ كلامه .. فأين إقراره بالاستعانة بالغير ، وهل استعارة كتاب من
الآخرين يدّل على مشاركة في التأليف .. إنْ هذا إلاّ اختلاق
__________________
وجهل .. غفر الله لنا
ولهم ولأعلامنا الماضيين ، وعصمنا ممّا وقع به غيرنا .. بحقّ سيّد المرسلين وآله
الميامين سلام الله عليهم أجمعين.
وأيضاً : ممّا يشكل على الشيخ الجدّ طاب
رمسه التعرّض إلى الكثرة الكاثرة من الصحابة ، إذ لا حاجة لذلك ، وهذا ما قاله لي
أحد من يدّعي التخصّص في هذا الفن .. إلاّ أنّ مراجعة التنبيه الثامن من ديباجة
الكتاب
تكفي للردّ على ذلك ، حيث صرّح بذلك فقال : .. ثم إنّي رأيت أنّ الصحابة ـ لعدم
بنائنا على ما عليه العامّة من عدالة جميعهم ـ لا فائدة في عنوان واحد منهم بعد
واحد مستقلاًّ ، فاقتصرت ـ بعد ذلك ـ على ذكر من تثبت وثاقته أو حسنه منهم في طي
الأسماء واختصرت بتذييل كل قسم من الأسماء بذكر المسمّين بذلك الاسم من الصحابة
نسقاً بعنوان (التذييل) وبيان جهالتهم .. إلى آخره ..
ولا أعلم ألا يكفي لمن يتوخّى من كتابه
أن يكون جامعاً مانعاً مثل هذا التوجيه لعمله ..! مع أنّ المسألة من صغريات بحث
درج المجاهيل وعدّهم ، وقد سلف.
ومنها : إنّه قد أخذ من البعض ولم يشر إلى
ذلك خصوصاً مشتركات الكاظمي ..!
وأقول : شهد الله! لا أقول هذا محاباةً
أو مجاملةً .. إلاّ أنّي لا أعرف ممّن
__________________
ألفّ إلى يومي هذا
أكثر حيطة وأمانة في النقل من المؤ لّف قدّس سرّه ، وهذه شهادة جاءت بعد سبر
الكتاب أكثر من خمس مرّات من أوّله إلى آخره عدا مراجعاتي المتكرّرة له خلال عملي
.. وسأورد أمثلة لذلك في باب أدب الشيخ طاب رمسه ودقّته ..
كما أنّ توريق الكتاب ـ خاصّة باب الضبط
منه ـ يهديك إلى سخافة هذا القول ومخالفته للوجدان ; حيث ما من مورد نقله رحمه
الله من المشتركات إلاّ ونصّ عليه باسمه واستخرجناه فى ذيله ..! وأتحدّى القائل
وغيره أن يذكر لي ـ ولو مورداً واحداً ـ ممّا نقله الشيخ عن المشتركات ولم ينصّ
فيه على اسمه ونقله ..! إلاّ أن يكون ذلك على نحو التوارد.
وممّا أورد على شيخنا طاب ثراه ـ أيضاً
ـ أنّه لم يكن رجالياً ، بل فقيهاً أُصولياً ، وأقحم نفسه في هذا الفن ..!!
وفيه : أوّلاً : إنّ هذا ممّا يضحك
الثكلى ـ وشرّ البلية ما يضحك ـ أن يقال هذا ممّن يدّعي العلم بل زيادة ، ويكفي
كتابه لردّه ، ولو سلّمنا فقبول الكلّ وإقرارهم به كاف في ردّه.
وثانياً : إنّه يصرّح قدّس سرّه في أوّل
ديباجة كتاب التنقيح
بل من أوّل الأمور التي يتعرّض لها فيقول : إنّي منذ ست عشرة سنة ـ عند تصنيف
مقباس الهداية ـ قد وعدت الإخوان أن
أصنّف كتاباً في علم الرجال .. إلى
__________________
آخره ، فراجعه. ألا
تكفي لفقيه متبحّر هذه المدّة كي يتخصّص؟! ومن ولدته أُمّه وهو رجالي؟!
م إنّه صرّح هو رحمه الله أنّه كان له
قصاصات في الرجال و .. مع أنّا لا نعرف فقيهاً بالمعنى الأخصّ إلاّ وله إلمام
بالرجال إن لم يكن له اجتهاد ونظر فيه ، بل المفروض كونه صاحب مبنىً فيه لا مقلّداً
.. و ..
ملحوظة :
ذكر الشيخ محمّد أمين الإمامي الخوئي في
كتابه مرآة الشرق
ذيل ترجمة المولى علي العلياري أنّ من كتبه : بهجة الآمال في معرفة أحوال الرجال
من الإمامية ، في خمسة أجزاء كبار ، ثم قال : وكان كتابه هذا عند الشيخ عبد الله
المامقاني في تأليفه كتاب منتهى [كذا]المقال في أحوال الرجال ..
وهذا غريب جداً ; حيث من أين له هذا؟! إذ
لو كان لأشار له الشيخ الجد قدّس سرّه في مصادره ، أو نقل عنه أو ناقشه ـ خلال
موسوعته ـ في مطالبه .. ولا نعرف منه مثل هذا ، خصوصاً أنّ في الكتاب مباني ومطالب
رجالية تتنافى مع مبنى الشيخ الجد أعلى الله مقامه كان الأولى ـ لو كان عنده ـ أن
يناقشها أو يشير إليها .. والعلم عند الله.
__________________
ولعله من هنا قال في أول ديباجة كتابه ـ
كما مرّ منا ـ : .. وكانت عندي عدّة كتب رجالية راجعتها مراراً فلم أجد فيها شيئاً
فتركتها.
ولنختم الخاتمة
بالحديث عن :
أدب الشيخ المامقاني
طاب رمسه ودقّته
ممّا يؤسف له حقّاً أنّا نجد الكثير
ممّن سبرنا مؤلّفاتهم أو راجعناها ينقل عن الغير كثيراً ـ قد تصل إلى صفحات ـ ثم
لا يشير إلى ذلك ، بل قد يوحي ضمناً أنّه صاحب الفكرة والسبّاق لها ، متجاهلاً من
سواه ، غاضّاً ـ بل متعدّياً ـ على من عداه .. وهم بعد هذا في مقام آخر ما منهم
إلاّ وتزل أقلامهم ويخرجون من طورهم وهم في مقام النقد والبحث ، ولا نودّ وضع
النقاط على الحروف .. والعجيب أنّا وجدنا لمن يؤاخذ الغير ويحصي زلاّته وسقطاته
يقع أكثر من غيره في أمثال ..! ما صدر ممّن نقدهم وحاكمهم ..
بل تراه ـ رحمه الله وإرضاه ـ لا يأبى
أن يقرّ بالخطأ أو السهو فيما لو انكشف له ذلك ، وقد ذكرنا نماذج جمّة سابقاً ، ومنها
ما قاله في ترجمة ثابت بن زيد
: .. هذا منّي اشتباه!
__________________
ثم قال : فاشتباهي ناش من انضمام قصور
عبارة الشيخ رحمه الله إلى قصوري وغفلتي ..
وللحق نقول : إنّا وجدنا شيخنا طاب ثراه
ـ مع كثرة تآليفه ، وسعة تصانيفه ، وغزارة علمه ـ يمتاز بالأدب الرفيع ، والقلم
النزيه ، والموضوعية العلمية ، والاعتراف للغير بما لهم وإليهم .. وإليك نماذج من
ذلك من كتابنا هذا ولا غرض لنا فعلاً بغيره من مؤ لّفاته الفقهية والأُصولية
وغيرهما كالمقباس مثلاً :
فها هو في موسوعته الرجالية
يقول ـ مخاطباً المرحوم السيّد محمّد باقر الشفتي المعروف بـ : حجّة الإسلام ـ :
.. وليت السيّد قدّس سرّه حيّاً لأقصده وأقبّل يده وأقول : ما هكذا تورد يا سعد
الإبل ..!
وقال قبل ذلك : وليته في الحياة حتّى
أتشرّف إلى محضره الشريف وأستفسر عن استفادة ذلك ..
كما وقد ناقش الجدّ طاب رمسه مفصّلاً
الشيخ الكاظمي ـ صاحب هداية المحدّثين رحمه الله ـ في ترجمة الحسين بن عثمان بن
زياد ..
وقال في نهاية البحث : وبالجملة ; فلم أقف
على شاهد لما ذكره
__________________
الكاظمي ولا محقّق
واحد ، بل خبير واحد ولو كان غير محقّق من أهل الفن نطق بذلك أو احتمله ..
ثم قال : وظنّي أنّه وجد ما صدر من
العلاّمة فزعم أنّ المحقّقين عليه ..! غفر الله تعالى له ولنا ولجميع محبّي أهل
بيت الرحمة صلوات الله عليهم [آمين].
وقال في ذيل ترجمة محمّد بن جعفر بن
محمّد بن عون الأسدي
ـ في مقام ردّ الوحيد البهبهاني قدّس سرّه ـ : يقول مصنّف هذا الكتاب عبدالله
المامقاني : لا أرضى من المولى الوحيد قدّس سرّه بهذا التعبير ; لأ نّي أحاشي
النجاشي من أن يرمي شخصاً بالوهم .. كما اُحاشي الوحيد رحمه الله عن كون ما صدر
منه بالنسبة إلى صاحب الحدائق في كربلاء المشرّفة لداع نفساني .. إلى آخره.
وأيضاً ; ردّ المولى الوحيد رحمه الله
في ترجمة علي بن محمّد القاشاني
بقوله : وأنت خبير بأ نّه من غرائب الكلام ، وما كنت لأوثر صدور مثله من مثله ..!
وقال في ترجمة أبي الحسين بن علي
الخواتيمي
ـ ردّاً على ما في التحرير الطاوسي ـ ما نصّه : وكيف غفل في باب الكنى عمّا ذكره
في باب
__________________
الأسماء ، مع صغر حجم
الكتاب وعدم الفصل الكثير بين الموضعين ..!؟
ثم قال : وذلك وأمثاله رحمة من الله
سبحانه لنا حتّى لا يُستغرب الاشتباه منّا مع غاية سعة كتبنا!
وقال في ترجمة علي بن إسماعيل السندي
ـ في دفاع المولى التفرشي في النقد عن العلاّمة ـ : .. واعتذار الناقد عنه بأنّ
نسخة الكشي كانت عندي كانت مبدلة السندي بـ : السري لايجدي ; لأنّ غلط النسخة
لاينبغي أن يذهله عن الفرق الواضح بينهما ، ثم قال : إلاّ أنّ جلّ من لا يسهو ، أسهاه
حتى يكون ذلك عذراً لأمثالي في اشتباهاتنا.
وقال في ذيل ترجمة علي بن حسان الواسطي
أبو الحسين القصير
ـ بعد مناقشة كلام العلاّمة المجلسي رحمه الله ـ : وبالجملة ; فكلما ازددت في كلام
الفاضل المجلسي رحمه الله تدبّراً إزددت حيرة وتفكّراً .. ثم قال : وما أسهاه الله
تعالى من أمثاله إلاّ لطفاً حتى لا نيأس من أنفسنا إذا سهونا.
وجاء في ترجمة محمّد بن علي بن حمزة
الطوسي رحمه الله في التنقيح
ـ فيما حكاه عن السيّد صدرالدين وعلّق عليه ـ بقوله : انظر ـ يرحمك الله! ـ إلى
اشتباه هذا النيقد الجليل كيف التبس عليه الأمر فذكر في اسم صاحب الوسيلة
الاحتمالات الباردة التي سمعتها.
ثم قال : وذلك وأمثاله من اشتباهات
الأعاظم برهان عدم عصمتهم ،
__________________
وعذر لنا في
اشتباهاتنا .. إلى آخره.
ونقل الشيخ الجدّ رحمه الله في موسوعته
الرجالية خلال ترجمة محمّد بن عبدالله بن المطّلب الشيباني
كلمات الشيخ ابن داود في الرجل ، ثم ناقشها وقال : وهذا وأمثاله ممّا يقلّل
الاعتماد على كلمات أمثال هذا الشيخ الجليل ..
ثم قال : وليت شعري إذا كان هو وأمثاله
في كتبهم الصغيرة غفلوا مثل هذه الغفلة العظيمة فلا علينا إن نسينا أو أخطأنا في
مصنّفاتنا الكبيرة .. إلاّ أنّ زلّة المتقدّم مغفورة دون المتأخّر.
وقال ـ بعد نقله كلام الميرزا في ترجمة
أبو خالد القمّاط
ـ : .. وتصفّحت الكشي فلم أقف ممّا نقله على عين ولا أثر ولا أتّهم في ذلك إلاّ
نظري ، فإنّ الميرزا ـ لغاية ضبطه ـ يطمأنّ بنقله ، سيما بعد صحّة نسخة المنهج
التي عندي إلى الغاية ..
ثم قال : وقد عثرت بعد فضل التتبّع على
أنّ ذلك سهو من قلمه ، وإنّ الذي يظهر من الكشي .. إلى آخره.
وقال في ترجمة محمّد بن عبدالرحمن بن
أبي ليلى القاضي
ـ في ما علّق به السيّد صدرالدين رحمه الله على كلام الشيخ أبي علي الحائري في منتهى
المقال .. حيث نقله وناقشه مفصّلاً ، وممّا قال : لهم أفهم معنى قول السيّد
__________________
رحمه الله أنّ مجرّد
القضاء ليس مخّلاً بالعدالة .. ثم قال : وليت شعري اذا كان القضاء من قبل بني
أميّة وبني العبّاس والتولي لهم ليس مخلّاً بالعدالة ، فأي ذنب مخلّ بالعدالة؟! ..
وأي قاضِ هو في النار غيره؟! إلى آخر کلامه ـ.
ثم قال : وأمّا
ما ذكره من قضاء تتبّع الأخبار بأنّ ابن ليلى كان يقضي بما بلغه عن الصادقين
عليهما السلام ويحكم بذلك ... فكلام من لا يلتفت إلى نكات الكلام ، أو يلتفت ويتعمد
التعمية ..!
ثم قال : وأنّي اُحاشي خدم السيّد
المعظّم له عن كل منهما .. إلى آخر کلامه.
وقال في ترجمة نصر بن قابوس اللخمي
القابوسي
ـ حيث ناقش العلاّمة وابن داود رحمهما الله في رجاليهما ـ فقال : أقول : شكر الله
تعالى سعيهما في فتحهما لنا باب المناقشة فيما لم يقم عليه برهان من أقوالهما ; فإنّه
إذا لم يقبلا شهادة الشيخ رحمه الله بكون الرجل وكيلاً عن الصادق عليه السلام
عشرين سنة .. لم نلتزم بقبول قولهما فيما لم يقم عليه برهان من بعض مقالاتهما
المتقدّمة والآتية في التراجم ..
ثم قال : وليت شعري كيف يمكن ردّ شهادة
الشيخ المسطورة مع كونه من أهل الخبرة ، وكونه محل وثوق وطمأنينة ..؟! إلى آخره.
وهو رحمه الله ـ بعد أن أورد ترجمة
ضافية لأبي بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي
ذكر في تذييله عليها ما نصّه ـ : إنّي بعد ما ذكرت ذلك كلّه ـ وكنت
__________________
مستوحشاً من الانفراد
، مع وضوح ما بنيت عليه من تعدّد الرجلين ـ راجعت زبر أواخر أصحابنا لعلّي أقف على
موافق لي في ذلك ; فوجدت جمعاً جازمين بما جزمت به ، وآخرين محتملين له ، فحمدت
الله تعالى على عدم الانفراد ، وعلى أني أوضحت الأمر على وجه لم أقف لأحد منهم على
هذا الإيضاح .. إلى آخره.
وأقسى كلمة وجدناه له قدّس سرّه ما جاء
في ترجمة عمرو بن عبدالله الجندعي
من قوله ـ بعد أن حكى عن ذخيرة الدارين في أنصار الحسين عليه السلام عن المحقق
الآسترآبادي ، يعني الميرزا ـ في ترجمة الرجل ، وقوله : وبنو جندع بطن من همدان ، قال
:
أقول : لم أقف في كلام الميرزا ممّا
نسبه إليه على عين ولا أثر ..
ثم قال : وأكثر أنقال هذا السيد التقي
من هذا القبيل ، ومنشأه كونه عاميّاً باشر ما ليس فنّه ..!
بل قال حول عمله في الضبط
: .. وحيث إنّه كان خارجاً عن صناعتي التي نشأت عليها ، ولم تكن عندي العدّة
المحتاج إليها .. من كتب الأنساب والنسب ; أصابني فيه تعب كثير ، وصرفت فيه من
العمر القدر الخطير ، وبذلت فيه من الجهد حدّاً صار ـ ما زاد عنه ـ لي كالعسير ..
ثم قال : .. فإن وجدت فيه خللاً فليس
ذلك من باب التقصير ; فالرجاء
__________________
حينئذ من المطالع فيه
إجراء قلم الإصلاح عليه بغير نكير بعد الفحص التامّ وانعام
النظر وتحقّق الخطأ من العبد الحقير.
ثم قال : وإنّ مثل العلوم الدينية مثل
الجنازة يلزم المكلّفين التعاون عليها في غسل وكفن ودفن .. فكل منهم يأتي بما يسعه
منها .. وإنّي قد أتيت بما تيّسر لي ، وعليك بإصلاح ما وجدته فاسداً بغير إسراف
ولا تقتير ..
هذا والله! ـ ما عرفنا به شيخنا من
التواضع والأدب ممّا ندر وجوده في الماضي فضلاً عن يومك هذا.
ثم إنّ الشيخ الجدّ قدّس سرّه في ترجمة
هاشم بن حبّان أبو سعد المكاري
ـ ردّاً على ابن داود حيث عدّ الرجل في الباب الأوّل ، وذكر وجوهاً ثلاثة ردّها
الجدّ ـ قال : وبالجملة ; فقد قضت التجربة بأنّ الله تعالى ربّما يمتحن الجواد
بالكبوة ـ كبوة لا يقوم بعدها ـ لئلاّ يتعبّد من بعده بأخذ قوله من دون برهان ، وهذه
الكبوة من هذا الجواد من هذا القبيل ، والله الهادي إلى سواء السبيل.
وقال طاب رمسه أيضاً في ترجمة : خليد بن
أوفى أبو الربيع الشامي
: .. كما عثرت الآن ـ بدلالة المولى الوحيد قدّس سرّه ـ على رواية في باب طلب
الرئاسة من الكافي .. إلى آخره.
__________________
بل كثيراً ما تجده يحاول توجيه خطأ
الآخرين أو تبرير سهوهم ، فمثلاً يقول في ترجمة همّام بن عبدالرحمن البصري
: .. والظاهر أنّه نشأ من غلط نسختهما ، وعندي نسختان من الخلاصة مصحّحتان في
كلتيهما : همام ـ بغير هاء في آخره ـ ..
وقال ـ أيضاً ـ في ترجمة علي بن محمّد
بن فيروزان القمي
: وحكى في التعليقة عن الوجيزة عدّه ممدوحاً حسناً .. ثم قال : ونسختي خالية من
ذلك ، لاكني لاأثق بها في هذه الأسطر .. إلى آخره.
وغاية ما يقوله رحمه الله
: وبالجملة ; فلم نفهم ـ للنظر ـ وجهاً ، وهو بما قال أدرى ..
وبعد كل هذا تراه يقول
:
إنّي أرجو من المطالعين في هذا الكتاب
أمرين :
أحدهما : أنّهم إذا عثروا على خطأ أو
اشتباه يمرّون عليه قلم التعديل والإصلاح ، فإنّي وإن بالغت في إتقان أنقالي [كذا]
وتصحيحها إلاّ أنّ البشرية لا تحظى في إبراز أثرها من السهو والاشتباه ، جلّ من لا
يشتبه ولا يسهو ،
__________________
والرجاء أن لا
يبادروا إلى تغليط ما لم يفهمه الطالب وتغييره إلاّ بعد الجزم بالاشتباه ، فإنّي
كثيراً ما وجدت من بادر إلى الحكم بغلطية ما لم يفهمه فغلّط الصحيح.
ثانيهما : أن لا يتركوا الدعاء لي حيّاً
بالتوفيق وحسن الخاتمة ، وميّتاً بالاسترحام والترضّي ، لأ نّي تحمّلت في تصنيف
هذا الكتاب من التعب ما لا يتحمله إلاّ العاشق الملحّ ، وإنّي طول عمري وإن لم يكن
نصيبي من الدنيا إلاّ التعب في التحرير والحرمان من الأُنس والراحة ; إلاّ أنّ
تصنيف هذا الكتاب صادف زمان الشيب وضعف القوى الجسمانية فأ ثّر في جسدي ما لو عثرت
عليه لأخذتك الرقّة عليّ ، وذلك من فضل الباري على هذا الفقير إليه ..
وما توفيقي إلاّ به ، عليه توكّلت وإليه
أنيب ..
وأساله بفضله وكرمه أن يثبّتني في ديوان
المجاهدين في الدين بالقلم ، ويقبل صنيعي هذا ، ويعوّض عن هذا التعب بالراحة
الدائمة .. إنّه ذو فضل عظيم ، وكرم جسيم ..
آمين آمين .. إذ هذا دعاؤنا دوماً ..
ونسأل الله لنا وله الرحمة والرضوان ، وأن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم ، ويمنّ
علينا برضا موالينا عنّا خاصة إمام زماننا والحجّة علينا بقية الله الأعظم الحجّة
المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا من كل مكروه فداه.
بعض ما كان يتمنّى
طاب ثراه تحقيقه ، أو التأليف فيه :
هذا ; وإنّ ممّا كان يرغب في تحقيقه
والقيام به (قدس سره) قبل رجاله ، هو ما ذكره طاب ثراه في النسخة الخطّية لمقباس
الهداية ، في طبعته الأُولى ، ثم حذفها من مطبوع الكتاب ـ بطبعتيه ـ عند ترجمته
لأبي علي الحائري برقم (٥٠) ، وتعريفه بكتابه : منتهى المقال ; حيث قال : وسأُعلّق
عليه تعليقة مكمّلة له إن ساعدني سواعد التوفيق إن شاء الله تعالى ..
ولعلّ حذفها لإعراضه عن ذلك فيما بعد ، واستغنائه
عنه بما جاء في موسوعته الرجالية : تنقيح المقال ..
كما أنّه من أُمنياته رحمه الله ما ذكره
في فوائد التنقيح
خلال الفائدة الخامسة عشرة ـ بعد أن عرّف كتاب جامع الرواة وما له وفيه من
المميّزات ـ قال : وأسأل الله تعالى أن يوفّقني لطبعه خدمة للدين بحقّ النبي وآله
الغرّ الميامين صلوات الله عليهم أجمعين ..
كما وقد سمعت من أكثر من واحد أنّه كان
من أمنيّاته طاب رمسه أن يوفق لتأليف كتاب جامع في الرجال ، وآخر تفسير جامعٌ ، وأيضاً
مقتل للإمام الحسين عليه السلام صحيح ، فكان أن وفق للأول ، ولم يمهله الأجل
للأخيرين ، ولعل مقتل السيد المقرم رحمه الله ـ الذي هو تلميذه ومن خواصه ـ يعد
وليد رغبة الشيخ وتوجيهه.
__________________
بعض ما استعاره رحمه
الله لغرض تأليف وتحقيق موسوعته الرجالية :
لقد استعار قدّس سرّه في تحقيق موسوعته
الرجالية جملة من المؤلّفات الأُخر غير ما أدرجناه أوّلاً ، نذكر بعضها تبرّكاً ;
فمنها : الفوائد الرجالية ; للحاج
المولى علي بن الميرزا خليل الطهراني النجفي ، وقد استعارها الشيخ الجد طاب ثراه
من السيّد محسن القزويني الحلّي رحمه الله ، وهي نسخة ناقصة الأوّل ـ ضمن مجموعة ـ
وقد كتب عليها بخطه أنّها (الفوائد) كما صرّح بذلك شيخنا الطهراني طاب ثراه في
موسوعته .
ومنها : ماجاء في ترجمة عبد النبي
الجزائري
من قوله : .. ولا يبعد أن يكون هو صاحب كتاب حاوي الأقوال في معرفة الرجال ، ثم
قال : وعندي نسخة منه بالاستعارة.
ومنها : ما قاله المصنّف في هامش مقباس
الهداية
عند ذكره لكتاب :
__________________
معراج الكمال إلى
معرفة الرجال .. رأيت هذا الكتاب وطالعته ونقلت مطالبه في التنقيح ، وهو كتاب نفيس
، ويا للأسف أنـّه لم يتمّ ، وإنّما هو في النسخة التي عثرت عليها إلى : بكر بن
صالح.
ومنها : ما قاله في مقباس الهداية
: .. ومن غريب ما عثرت عليه أنّي استعرت من جامع المقال نسختين متّحدتين من البدء
إلى الختام إلاّ أنّ في إحداهما في البدء والختام : فخرالدين بن محمّد علي النجفي
، وختامه مؤرّخ بـ : سابع جمادى الآخرة سنة ألف وثلاث وخمسين.
وفي الأُخرى ; بدل : فخرالدين بن محمّد
علي النجفي : فخرالدين بن محمّد الخراساني ، وختامه مؤرّخ بألف وثمان وتسعين ، والثانية
طبق الأُولى لم يزد عليها حرفاً إلاّ أنّه ألحق بالفائدة الثانية عشرة .. إلى آخره.
ومنها : ما جاء على أحد مجلّدات وسائل
الشيعة ; التي هي بخطّ المحدّث صاحب الوسائل (رحمه الله) ، ونصّ كلامه هو : بسمه
تعالى ; عارية من جناب ملاذ الأنام الشيخ ضياء الدين النوري ، أضاء الله به الدين
ونوّره به ، حرّره عبد الله المامقاني في ٢٠ ربيع الأول سنة ١٣٢٤ .. وقد مرّت
صورتها في أوّل الكتاب.
ومنها : ما قاله رحمه الله في تنقيح
المقال
: .. وهذا المتن الذي ذكرناه
__________________
هو الموجود في نسخة من الكافي مصحّحة
مقابلة مع الفاضل المجلسي رحمه الله عليها الإجازة بخطّه الشريف ، وكذا ما عثرنا
عليه من بقية نسخ أُصول الكافي .. إلى آخره.
ومنها : قواعد الأحكام فيما قرّر لقاطبة
الأنام ، لملا لطف الله اللاريجاني المازندراني ، وقد جاء على الورقة الأولى منه
بخط الشيخ عبدالله رحمه الله أنّه استعاره ، من ولد المؤلّف سنة ١٣٢٤
، ولعله لغير موسوعته هذه.
وقد سلف منا استعارته لبلغة المحدّثين ،
وحاوي الأقوال ، والمعراج .. وغيرها من كتب الرجال فضلاً عن كتب الأخبار والأنساب
.. وغيرهما.
وأخيراً ; لا بأس إن نعرّج مجملاً إلى
عمل شيخنا الوالد دام ظله في هذه الموسوعة .. ولا نرى ضرورة في التفصيل ، إذ (لا
شهادة بعد عيان) .. و(ينبئك مظهري عن مخبري ..) ، فهو بعد أن ضبط المتن ، وقابلناه
أكثر من مرّة ، وخرّجت المصادر المعتمدة عند المصنّف قدّس سرّه ، وزاد عليها ما
وجده في غيرها من الخاصّة والعامّة ، وتأكّد من المنقول بمقابلته على أكثر من طبعة
أو نسخة .. وغير ذلك .. فقد زاد على كل ذلك أن أدرج للتراجم
__________________
المهمّة حقل خاصّ ذكر
فيه مصادر تلك الترجمة ، كما وختم كل التراجم بـ (حصيلة البحث) التي عنوان آخر لما
قام به المصنّف طاب ثراه في كتابه (نتائج التنقيح) ..
كما وقد تعرّض أيّده الله وحفظه إلى بعض
ما أورده بعض المعاصرين على هذه الموسوعة وأجاب عن ذلك بما هو مقتض له.
ثم إنّه كان لي الشرف ـ كل الشرف ـ في
متابعته في الاستدراك والتعليق والتصحيح ; حيث غالب ما استدركه عليه كان ممّا
وفقني الله له ، وهذا مايظهر جلياً في مقارنة المسودة لكتاب التي هي بخط الشيخ
الوالد ـ وما خرج من الكتاب ..
كل ذلك بعد ما هو الملاحظ على كتب
الرجال عموماً ، والمتقدم منها خصوصاً إهمالها لذكر كثير ممّن تضمنته الأسانيد من
الرواة ، وعدم تعرضها ـ ولو بالاسم ـ لهم ، وبيان طبقتهم وشيوخهم الذين رووا عنهم
، ومن تحمل عنهم أو روى .. مع أنّ الغرض الأصل من الرجال هو البحث عن أسانيد
الروايات بأشخاصها ، والمفروض من علم الرجال هو أن يتكفل استقراء ذلك تاماً لا
ناقصاً .. ولو كان بنحو نسخة بدل.
ومن الضروري التنبيه على إن هذا
المجلّدين المسرد ثد سلّم للطبع أيّام حياة شيخي المفدى الوالد؛ أي قبل خمس سنوات
، ولم يمكن طبعه ـ مع الأسف ـ إلاّ بعد هذا التأخير ، فكان من هنا تجد تعبيري عنه
تارة (دام ظله) واخرى (قدس سره).
هذا؛ وما توفيقنا إلاّ بالله ولا نبتغي
إلاّ رضاه ورضوانه وارضاه موالينا عنّا ـ خاصّة بقيّة الله الأعظم أرواحنا لتراب
مقدمه الفداء ـ بلطفه وامتنانه بحقّ محمّد وآله الطاهرين صلوات
الله عليهم أجمعين .. عليه توكّلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل. وآخر دعوانا أن
الحمدلله ربّ العالمين.
ملحقات المسرد
القسم المتبقّي من
كتاب
مخزن المعاني
(المخطوط)
وهو غير المطبوع على
الحجر
وخُرّج محققاً
الأمر الثاني
بيان زوجاتي ومن ولد
لي
قد تزوّجت الليلة السادسة عشرة من ذي
القعدة من سنة ألف وثلاثمائة وعشرة ببنت الشيخ العالم العلم ، والفاضل العيلم ، الحاج
مولى أحمد قدّس سرّه ابن الشيخ مولى عبد الله ـ المدعو بـ : بابا ـ الكوزه كناني قدّس
سرّهما
، فولدت لي منها خمس بنات وولدان ، ومات منهم بنتان
__________________
والولدان ، وبقيت إلى
الآن ثلاث بنات ، حفظهنّ الله بحفظه.
إحداها : عيال قرّة العين السيّد الفاضل
السديد السيّد محمّد هادي عميد الدين ابن أُختي ..
ولدت لساعتين إلاّ ربعاً مضتا من ثاني شهر صفر سنة ألف وثلاثمائة وست عشرة ، وزوّجتها
منه في سابع شهر رجب سنة ألف
__________________
وثلاثمائة وإحدى
وثلاثين .
الثانية : فاطمة ; ولدت لنصف ساعة قبل
غروب ثاني عشر محرّم الحرام سنة ألف وثلاثمائة وتسع عشرة ، وقد تزوّجها السيّد
الحسيب ، والفاضل اللبيب ، السيّد ضياء الدين دام عزّه
، نجل حجّة الإسلام السيّد شريف
__________________
التويسركاني قدّس
سرّه .
والثالثة : اسمها اسم أُمّي : محترم
بيگم ، ولقبها : بيوك خانم ، ولدت لسبع ساعات ونصف مضين من ليلة الغدير من سنة ألف
وثلاثمائة وخمس وعشرين .
وتوفّيت والدتهنّ مغرب ليلة خامس عشر من
جمادى الأول من شهور سنة ألف وثلاثمائة وتسع وعشرين ، ودفنتها في مقبرتنا وفاءً
لها تحت
__________________
رجل أبيها الذي دفنته
فيها إجابة لالتماسها ، حيث توفّي هو رحمه الله في خامس ربيع الأول سنة ألف
وثلاثمائة وسبع وعشرين
في الكاظمين عليهما السلام ، ونقلت جنازته إلى النجف الأشرف ، فدفنته في مقبرتنا
في الطبقة الفوقانية .
وقد كانت لي عند وفاة تلك المرحومة زوجة
قد تزوّجت بها قبل فوتها بسنة تقريباً بالتماس منها ، فخرجت عقيمة وارتحلت
إلى دار البقاء بعدها بسنة ونصف تقريباً.
وتزوّجت في مرضها ببنت الأعزّ الأمجد
سلطان الذاكرين
__________________
الأردكاني ، ليلة
الحادي عشر من ربيع الأوّل من سنة الألف والثلاثمائة والثلاثين [كذا].
فلمّا توفّت المريضة لم يمكنني البقاء على
بنت سلطان الذاكرين وجدتها
ـ لقلة معرفتها ـ فتزوّجت ببنت
جناب الأجلّ الأكرم ، والأفخم الأعظم ، الفاضل التقي الميرزا صادق
نجل المرحوم المبرور الميرزا خليل قدّس سرّه ، في ثاني عشر ذي القعدة ، من شهور
سنة ألف وثلاثمائة وثلاثين ، وأُمّها : بنت الساكن في دار السرور حجّة الإسلام
المبرور ، الحاج ميرزا حسين ابن المبرور الميرزا خليل
قدّس سرّهما ..
__________________
....................
|
|
والأصل إن طاب طاب الفرع والثمر
|
وقد ولدت منّي إلى اليوم خمس بنات ، ماتت
منهنّ إثنتان ، وبقيت ثلاث
، وأسقطت ولدين.
وولدت ولداً اسمه : محمّد علي ، ولقبه :
محيي الدين ، ولد في الرابع من صفر بعد الشمس سنة ١٣٤١ .
__________________
ثم ولدت
بنتاً أُخرى سمّيتها بـ : الزكية ، ساعة ثمانية وربع تقريباً من ليلة الأحد سابع
جمادى الأُولى سنة ألف وثلاثمائة وأربع وثلاثين.
ثم ولدت بنتاً ثالثة ساعة وربع بعد
الشمس تقريباً من يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة ألف وثلاثمائة وخمس
وثلاثين ، سمّيتها بـ : الحميدة .
ثم ولدت بنتاً رابعة سمّيتها : الصفية ;
قبيل الظهر من يوم الثلاثاء ثامن شهر جمادي الأُولى من سنة ألف وثلاثمائة وتسع
وثلاثين.
ثم بتول ; ولدت ساعة بالتسعة [كذا] من
ليلة ٢٣ جمادى الأُولى سنة ١٣٤٣ .
__________________
ثم منتهى ; أوّل المغرب ليلة (١٨) شوّال
سنة ١٣٤٥ .
وولدت ولداً آخر سمّيته : ...
كمال الدين ، في ساعة إلا ده
[كذا] دقيقة من ليلة الثلاثاء الثاني من ربيع الأوّل سنة ١٣٤٨.
تاريخ ولادة ..
ساعة عشرة وعشر دقائق المصادف ساعة تحقيقاً قبل الفجر من ليلة الجمعة تاريخ شوال
١٣٤٩.
وقد ولدت بنت السلطان منّي بنتاً في نصف
ساعة بعد طلوع شمس يوم الخميس خامس عشر جمادى الثانية سنة ألف وثلاثمائة وإحدى
وثلاثين ، سمّيتها بـ : شوكت الشريعة
حفظها الله تعالى
__________________
وجعلها من الصالحات.
ثم ولدت منّي ولداً
، ثم تمرّضت في شهر رجب وتوفيّت في رابع عشر ذي القعدة من [سنة] ألف وثلاثمائة
وثلاث وثلاثين ، ثم توفّي الولد بعدها بأشهر.
__________________
ومن غريب
منن الله تعالى عليّ إنّه كانت لي في أزمنة عديدة زوجتان في دار واحدة ، وما
اجتمعت عندي اثنتان إلاّ كانتا كأُختين مؤتلفتين! والحمد لله تعالى على نعمه كلّها.
وأظن أنّ ذلك من جهة أنّ الدنيا دار
مكافات ، وإنّي لا أحسد أحداً من أقراني على شيء أبداً ، فرفع الله تعالى بفضله
الحسد عن زوجاتي حتّى يجازيني على ترك الحسد المحرّم ..
ولمّا رأيت أنّي كلّما أخذت الثانية
تموت الأُولى ، اقتصرت منذ سنين على الخليلية ..
__________________
الأمر الثالث
في نقل أطياف
غريبة رأيتها في عمري
إنّ لي أطياف غريبة أقتصر على نقل واحد
منها ; وهو إنّي [كذا] ..
:
فمنها
: ما رأيته بعد البلوغ
بيسير ; حيث كنت أسكن مع أخي في حجرة
__________________
ببرّاني
دارنا ، وكنت نائماً على السطح فرأيت أنّ حجرتنا ـ أرضها ، وسقفها ، وجدرانها ..
وكل ما يرى منها ـ قطعة ذهب منقوش بنقوش غريبة بالمينا
، وعلى الرفوف
مصوغة من الذهب ، منقوشة بالمينا ، وأنّ جدتي من قبل أُمّي ـ أعني المطهرة الطاهرة
، والزهرة الزاهرة ، الصديقة الكبرى روحي وأرواح العالمين فدا تراب أقدامها ـ لابسة
للسواد ، جالسة بالمكان الذي كنت أجلس فيه من الحجرة ـ ليس الأخ ولا غيره معنا
ـ وأنا جالس عن يمينها متكئاً بمرفقي اليسرى على ركبتها اليمنى ـ كانت تلك عادتي مع
__________________
والدتي قدّس سرّها في
عالم الصبا ـ وأنا ملتفت في عالم الرؤيا إلى أنّ لبسها للسواد من أجل ولدها
المظلوم أرواحنا فداه ولعن الله من ظلمه ـ وكنت لا انظر إليها زعماً منّي حرمة
نظري إليها ، لغفلة عن كونها جدّتي .. غاية ما هناك إنّها سيّدتي .. وكنت أتحدّث
معها وتتحدّث معي .. فلمّا مضى يسيراً إلتفتُّ إلى أنّ أُمّي علوية ، وأ نّها
جدّتي ، وأنـّه يحلّ لي النظر إليها .. فرفعت رأسي وجلست ونظرت إليها .. فكأ نّها
البدر ليلة تمامه وكماله.
ثم بعد ما تحدّثنا مدّة ، وردت والدتي
قدّس سرّها علينا في نهاية الأدب
، وسلّمت وخفضت برأسها يسيراً ، وقالت
لها : إنّ الغداء حاضر .. فنظرت سلام الله عليها إليَّ نظر استفهام للقيام ..
فأشرت إليها بأنّ الأمر إليك ، ونحن رقيقك .. فقامت وقمت معها ، فتقدمت ولحقتها
ولحقتني والدتي قدس سرها ، وصعدنا حجرة الشيخ قدّس سرّه .. وإذا الحجرة وما فرش
فيها في نهاية البياض ، ولا يرى من خارجها إلاّ أشجار ، وكان الخان
منصوباً ،
__________________
والأطعمة موضوعة ..
فقعدت وقعدت عن يمينها ولا ثالث لنا .. فأكلت وأكلت معها.
ثم انتبهت ; وحمدت الله تعالى على حلّ
نظري إليها ، وصحّة انتسابي إليها ، وتشرّفي باتصال نسبي من قبل الأُمّ بها ، وذلك
من فضل الله تعالى عليّ وعلى ذرّيتي ..
ومنها
: التي هي ببركة مولانا الصادق صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده ، وذلك :
إنّي رأيت ليلة السبت حادي عشر جمادى
الأُولى سنة ألف وثلاثمائة وأربع عشرة في الطيف ; إنّي في حال المشي في زقاق وصلت
إلى دراج
، وفي منتهى الدراج مكان جالس فيه رجل لونه يميل إلى السمرة ، وعيناه وحاجباه
ولحيته المباركة في غاية الحسن والسواد ، قطط الشعر ، في وجهه
__________________
شامات
سود ..
فلمّا نظرت إليه نظر غير معتن به نظر
إليّ نظر مغضب عليّ
.. فعند ذلك أُخبرت أنـّه سيدي ومولاي الصادق صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده
، فارتعش جسدي ، وتحيّرت في العلاج .. وقلت في نفسي : إن استأذنت في الصعود إليه
للاستعفاء ولم يأذن لي لوقعت بين محذورين ; لأنـّي إن خالفته كفرت ، وإن أطعته
بقيت مذنباً .. فتأمّلت هويناً ..
ثم خطر ببالي الرؤيا السابقة
، وإنّ لي معهم قرابة ورحمية ، فصعدت من غير استئذان اعتماداً على الرحميّة ، بانياً
على العود إن نهاني .. فلم ينهني عليه السلام ، فصعدت ووجدته جالساً رافعاً ركبته
اليمنى وواضعاً كفّه عليها ، وضامّاً رجله اليسرى إلى فخذه .. فسلّمت عليه .. فردّ
عليّ السلام ، فقبّلت يده ، ثم أردت أن أقبّل رجله .. فأراد أن يمتنع فالتمسته
فأذن لي .. فقبّلت رجله .. ثم عرضت بحضرته المباركة باللسان التركي ـ ما ترجمته ـ
: يا سيّدي! وحقّك لم أكن أعرفك في النظرة التي نظرت إليك غير مؤدّب ..
فتبسّم عليه السلام ، وقال : نعم حبّك
لنا وإخلاصك محرز .. فطلبت منه العفو فعفا.
__________________
فلمّا انصرفت ومشيت أقداماً قهقرى ..
تذكّرت إنّي منذ سنين كنت عازماً على الإتيان بعمل أُم داود لأن أرى أحد الأئمة عليهم
السلام في المنام فيتفل بحلقي لينشرح به
صدري .. وكانت العوائق تمنعني عن الإتيان به بذلك القصد ; لأني عملته سنة لبرء
الوالد قدّس سرّه من مرض وجع المعدة الذي كان مؤذياً له .. فارتفع ، وسنة لبرء عين
الوالدة قدّس سرّها فبرءت ، فقلت في نفسي : هذا الإمام الصادق عليه السلام رئيس
الفقه وقد لقيته فاطلب منه حاجتك تلك فإن شاء أجاب وإلاّ فلا .. وعلى التقديرين
يسقط عنك تعب العمل ..
فرجعت إليه وجلست بين يديه والتمست منه
أن يتفل بحلقي ، فنظر إليّ وتبسّم ..
وقال : ائتني بشفتيك أُقبلهما عوض
التفلة ..
فقلت : سيّدي أُريد أن يدخل ريقك في
جوفي لينشرح بذلك صدري ..
فقال عليه السلام : إذا كان لابدّ لك من
ذلك فهات أضع لساني في فيك .. فمصّه.
__________________
فقلت : سمعاً وطاعة ، فأخرج قليلا من
لسانه فوضعه في فمي فاستقللت ذلك ، فوضع جميع لسانه الشريف في فمي فأخذت أمصّه ـ وأنا
واضع يديّ إلى
الأرض ، جالس جلسة التشهّد تأدّباً ـ وكنت أحسّ في حال المصّ أنّ الريق لا يدخل
المعدة وإنّما في داخل حلقومي ثقب يدخل الريق منه في العروق ، وكنت انظر إلى عروق
يديّ .. إلى أن وجدت إنّي قد شبعت ، وإنّ العروق قد امتلئت من ذلك حتى كادت عروق
يديّ .. تشقّ الجلد .. فأخرجت لسانه الشريف من فمي ..
فقال عليه السلام : شبعت؟
فقلت : نعم.
فقال : ائتني بشفتيك لأُقبّلهما ..
فقرّبت شفتي من فيه الشريف فقبّلهما وقمت.
ومن غاية سروري على نيل المرام ، انتبهت
من النوم فوجدت أنّ الصبح قريب ، فحمدت الله تعالى على ذلك وشكرت ، فإنّ ذلك من
فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده والله ذو الفضل العظيم.
وممّا وجدت من أثر ذلك إنّي إلى تلك
الليلة لم أكن أتمكّن في تمام اليوم والليلة ـ باستثناء ضروريّات المعاش ـ من
تحرير أزيد من ورقتين تصنيفاً ، ومن صبيحة تلك الليلة صرت أُصنّف في كلّ يوم وليلة
ثمانية أوراق إلى أُسبوع ، ثم بعد ذلك إلى أن سافرنا إلى خراسان صرت أُصنّف في كلّ
يوم وليلة
__________________
عشرة أوراق ـ التي هي
أربعمائة وخمسون بيتاً
تقريباً ـ مع ما كان عليّ من قضاء جملة من مطالب الشيخ الوالد قدّس سرّه ; من
تحرير أجوبة المكاتيب ، ومعاونته في المراجعة لتحرير أجوبة الاستفتائات .. ونحو
ذلك ، وإلاّ فلو فرّغت نفسي لذلك لصنّفت في كلّ يوم وليلة ثمانمائة بيت تقريباً ..!
كما اتفق لي ذلك كثيراً.
ومن لاحظ تاريخ مجلّدات (المنتهى)
بانَ له صدق ما قلته ، حيث إنّي صنّفت جلدي الديّات وثلاث مجلّدات من النكاح في
خمس سنين إلاّ عدّة أشهر
، وبعد ذلك في كل سنة خمس مجلّدات إلى سنتين ، وبعد ذلك تسع مجلّدات في سنة ..
وهكذا.
ومنها : إنّي رأيت في شهر رمضان من سنة
ألف وثلاثمائة واثنتين وعشرين إنّ تابوتاً فيه نعش قد رفع خالي الصغير السيّد
التقي الجليل السيّد
__________________
حسين ذيله .. وصدره
مرفوع من دون أن يرى الرافع له ، وكان رفعه على رسم أهل خراسان ; بمعنى إنّ
ارتفاعه إلى حدّ صدر الإنسان ، بحيث يرى الإنسان من في التابوت ; فلمّا رأيته
لحقته فوجدت أنّ في التابوت نعش مولانا أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه ، وهو
مكفّن ورأسه ملحق ببدنه ، ووجهه خارج من الكفن ، ودمائه مغسولة وليس عليه من آثار
الجراحات شيء إلاّ خدش صغير في وجهه ، وكان وجهه كفلقة قمر .. فقمت أمشي مع
التابوت وانظر إليه عليه السلام ، وهو عليه السلام فاتح عينيه ينظر إليّ وأنا أبكي
وأقول : يا سيّدي! ماذا فعلوا بك؟! .. فلمّا مضينا مقداراً فإذا أنا رافع لرأس
التابوت على يدي وانظر إليه وأبكي وأقول مثل القول المذكور.
ثم رأيت أنّ الجسد الشريف جميعاً على
يدي ولا شريك لي في حمله ، وأنا أبكي وأُكرّر المقالة المزبورة .. إلى أن أتيت إلى
رواق فوق الرأس لأميرالمؤمنين عليه السلام .. وكأ نّي مستعجل في مواراته .. خائف
عليه من العدوّ .. فوضعت الجسد الشريف على الأرض ، وكانت والدتي قدّس سرّها هناك ،
فطلبت منها ما أحفر به له عليه السلام قبراً ، فقالت : ليس عندي إلاّ فاس صغيرة.
فقلت : إنّها لا تنفع ; لأنّ الأرض صلبة.
.. ثمّ مضيت وأتيت بفأس كبيرة وحفرت بها في وسط
الزاوية التي بين طرفي الرأس والخلف قبراً ولحداً .. فدفنته عليه السلام فيه ، ونصبت
عليه ضريحاً من فضّة وشبّاكاً من طرف الرأس ، فاصلا له عن الرواق ، وشبّاكاً آخر
من طرف الخلف .. فصارت بقعة مربّعة في وسطها ضريح من فضّة .. فدخل
جمع ودخلت ، واشتغلنا
بزيارته عليه السلام ..
فانتبهت وقصصت الرؤيا على والدي قدّس
سرّه ، فقال : إنّك تخدم الشرع وتحييه .. ويكون خدمتك إيَّاه متزايدة تدريجاً إلى
أن تكمل الخدمة ويبقى أثرها.
ومنها : إنّي بين طلوعي عيد الفطر من
سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وعشرين مضيت في اليقظة إلى قبر أمير المؤمنين عليه السلام
أزوره ، وكنت في غاية الإنكسار ; لكونه أوّل فطر بعد فقد الشيخ الوالد قدّس سرّه ،
فلمّا أن وردت الصحن الشريف وسلّمت على الإمام عليه السلام سالت دموعي من دون
اختيار ، فأسرعت ودخلت الحرم الشريف وبكيت إلى أن فرغ قلبي ، ثم طلبت منه صلوات
الله عليه عيدية ، فقلت له : أنت مولاي أبو المسلمين ، وأنا مسلم ; أشهد أن لا إله
إلا الله ، وأن محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأ نّك ولي الله ..
والآباء يعطون الأبناء عيدية .. فهاتها يا سيّدي! .. ثمّ زرت وخرجت.
ورأيت في الليلة التي بعد كأ نّي في
بستان كبير جدّاً ، فيه أشجار عظيمة جدّاً ، ودكّات مبنية للجلوس عليها ، ونهراً
عريضاً جدّاً عمقه قريب شبر ، ماؤه في غاية الصفا ، وعلى النهر قنطرة مبنية من
الآجر الجديد ، وفي وسط
البستان قصر عال للشيخ قدّس سرّه ، وآخر لوالدتي قدس سرها ، وبين
__________________
القصرين مقدار شبر ..
واحدهما طبق الآخر ، وإنّ البستان لهما ، فعبرت القنطرة ، ووجدت زولية
كبيرة مربّعة ـ ذات قيمة ـ مفروشة ، وفي وسطها ثلاث كوم
فصوص من زمرّد أخضر ، وفيها قليل من فصوص الياقوت ، علوّ كل كومة شبر تقريباً ، ودائرة
كل منها خمسة أشبار تقريباً .. فجلست في زاوية البساط كأنـّها مجلس فاتحتنا
وتعزيتنا ; التي نقيمها كل ليلة ، واجتمع من يقرأ فاتحة للشيخ قدّس سرّه .. فكلّ
من كان يجيء كان يترحّم على الذي يقرء فاتحة للشيخ قدّس سرّه ، ويقرأ كل منها [كذا]
فاتحة ، كما هي عادتنا كل ليلة.
فلمّا فرغنا من مجلس قراءة الفاتحة قمنا
.. فورد شخص من عملة البستان وأخذ يقبض من الفصوص قبضته ويعطي كلّ أحد منها [كذا] بعدد
ما قرأ من الفاتحة .. وكأنـّه يعلم بعدد ما قرأه كلّ منهم ، وأعطاني قبلهم خاتمين
فصّ ; كلّ منهما ألماسة كبيرة ، أحدهما : فصّه بقدر ظفر الإبهام ، والآخر : أصغر
منه بيسير .. وأخبرني بقيمتهما وأوصاني بمعرفة قدرهما .. فلبستهما.
ثمّ إني أتيت ووقفت في وسط الماء
مستقبلا مجراه .. كأنّ وضعه على أن
__________________
يأتي فيه كل سنة مرة
سيل ويأخذ من تمّ عمره ، وكأنّ عمري قد تمّ .. وإنّي مأمور بالوقوف في وسطه حتى
يأخذني السيل .. فما مضى إلاّ يسير وإذا السيل قد جاء عرض النهر علو أربعين ذراعاً
بذراع اليد تقريباً .. وفيه أشجار وأخشاب وأناسي .. وهو ماء مخلوط بالطين ; فلمّا
وصل إليّ أصفح عنّي وتعدّى من عن يميني ولم يأخذني .. فتحيّرت في سبب عدم أخذه
إياي مع خلاص عمري .. فأخبرني مخبر صادق بأنـّه قد كان بلغ من عمرك خمسة أيّام ..
فلمّا أن بكيت وأردت من أمير المؤمنين عليه السلام عيدية شفع عند الله تعالى وأخذ
لك خمساً وخمسين سنة عمراً ، فقمت أحسب الخمس والخمسين مع ما مضى من عمري فصار
المجموع إحدى وتسعين سنة ..! ففرحت بذلك وانتبهت وأنا أحرّك يدي وأقول : عمر حسن!!
ومنها : إني رأيت بعد وفاة الشيخ الوالد
العلاّمة أنار الله برهانه بمدّة لا أضبطها ، كأ نّي قد حججت معه فدخلنا بيت الله
الحرام ونحن محرمان .. ووجدنا صلاة جماعة عظيمة منعقدة والإمام في محراب كبير ، ورأينا
النبي صلّى الله عليه وآله جالس في محراب صغير يعقّب ، وهو لابس أثواباً بيضاً ، ومتعمّم
بعمامة خضراء ، ومتحزّم بحزام أخضر .. فسألنا عن سبب عدم إمامته صلّى الله عليه
وآله وسلّم بالناس .. فقالوا : إنّه أوكل الأمر إلى ولده هذا الذي يأمّ الناس ..
وهو الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى فرجه وجعلنا من أعوانه
__________________
ومن كل مكروه فداه ..
فاقتدينا مع الناس بذلك المولى روحي فداه.
ثمّ رأيت إنّا رجعنا إلى المنزل فأتى
مخبر بأنّ الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم قادم إلى الشيخ قدّس سرّه
فاستقبلته .. فوجدته راكباً على رجل راكع ، فلمّا سلّمت عليه وردّ عليّ السلام ..
وقبّلت يده ورجله تبسّم ، وسأل عن الوالد قدّس سرّه فقلت : ها هو قادم إلى
استقبالكم .. فلمّا أن وصلنا إلى باب البيت الذي نحن فيه وإذا بوالدي قدّس سرّه قد
جاء وسلّم عليه صلّى الله عليه وآله ، وقبّل يده .. فردّ صلوات الله عليه وآله
السلام عليه ورحّب به ، فلمّا أتينا إلى زاوية البيت جلس حامله صلّى الله عليه
وآله وسلّم على وجه استقرّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في مجلسه من دون حاجة إلى
حركة نزول .. وأجلس الوالد قدّس سرّه تحت يده ، وقمت قدّامه ، فأذن لي بالجلوس ..
فجلست.
وبعد سؤاله صلّى الله عليه وآله وسلّم
عن حال الوالد قدّس سرّه ، قال الوالد له : سيّدي! إنّي مستشكل في ثلاث مسائل
أرجوكم بيان الحقّ فيها لي ..
فقال صلوات الله عليه : هاتها ..
__________________
فسأله عن مسائل ثلاث
; إحداها من فروع الصلاة ، واثنتان من فروع المعاملات ، فأجابه صلّى الله عليه
وآله وسلّم ، ففرحت إنّي ـ من بركة الوالد قدّس سرّه ـ فهمت الحكم الواقعي في ثلاث
مسائل ، فلمّا انتبهت لم أذكر شيئاً من المسائل ، فعلمت أنّ الإنساء من الله تعالى
حتى لا أبقى في حيرة .. إذ لو كنت ذاكرها وكان مقتضى الأدلّة خلاف ما بيّنه صلّى
الله عليه وآله وسلّم لكنت أبقى بين المحذورين ; لعدم حجّية الرؤيا شرعاً ، وعدم
الجسارة على مخالفته (صلى الله عليه وآله وسلم).
ومنها : إنّي رأيت في حوالي السنة
الثامنة والعشرين بعد الألف والثلاثمائة إنّ قبّة أمير المؤمنين عليه السلام
متداعية ومهدّمة ، وأنا مشغول بتعميرها والمصرف منّي ، وأنا المعمار ، وأنا
البنّاء .. وإنّ تحت يدي مائتان عملة (
ـ تقربياً ـ ما بين من ينقل الجصّ والآجر ، ومن يضع الجصّ على البناء ، ومن
يناوشني
الطابوق .. وإنّي أشتغل بيدي جميعاً سريعاً ، وأضع
__________________
الطابوق موضعه ..
وإنّي كلّما بنيت ذراع يد من القبّة الشريفة نصبت الذهب ، فلمّا إن وصلت إلى ما
فوق بطن القبّة أتاني سائل عن فرع ..
فقلت له ـ وأنا أضع الطابوق بيديّ ـ : سؤالك
هذا من الفروع ، وقبّة أمير المؤمنين عليه السلام من الأُصول .. دعني أفرغ من
الأصل وأُجيبك عن الفرع.
ورأيت بعد ذلك بشهرين إنّي أبني الصحن
الشريف من الأساس بناءاً جديداً وتحت يدي أربعة من المعمارين ـ وأنا رئيسهم ـ
فدخلت الصحن الشريف وهم يشتغلون ، وأخذت انظر إلى الصخرات المنصوبة على البناء
الجديد وآمر بتقديم ما تأخّر منها يسيراً ، وتأخير ما تقدّم منها قليلا ..
ومنها : إنّ في خصوص شهر رمضان ـ من
أشهر السنين التى مضت عليّ بعد الوالد قدّس سرّه ـ كان تتضيّق أُمور معاشي وتتعسّر
.. فطلبت في زيارة نصف شعبان من سنة ألف وثلاثمائة وثمان وعشرين من مولاي سيد
الشهداء عليه السلام أن يوسّع الله تعالى عليّ في شهر رمضان المقبل .. فلم يستجب
دعائي على ما أُريد .. فانكسر قلبي وعزمت على ترك زيارة عيد الفطر لفقد النفقة ..
فرأيت في اليوم الخامس والعشرين من شهر
رمضان في عالم الرؤيا إنّ أمير المؤمنين وسيّد الشهداء وثالث من الأئمة ـ لا أعرفه
تعييناً الآن ـ عليهم جميعاً صلوات الله الملك المتعال .. جالسون وأنا جالس
بخدمتهم ، وبان لي
من كلماتهم عليهم
السلام إنّ جميع مصارفي لأجل الالتزام بإقامة التعزية كل ليلة وزيارة سيّد الشهداء
عليه السلام في كل وقفة .. على ذلك المولى المظلوم روحي فداه ، وإن كنت مجاوراً
للأمير عليه السلام.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام لسيّد
الشهداء عليه السلام : يا حسين! أزد توجّهك في حقّ هذا .. وأشار عليه السلام إليّ.
فقال سيّد الشهداء عليه السلام : سمعاً
وطاعة ..
فقال أمير المؤمنين عليه السلام لسيّد
الشهداء عليه السلام ـ بزجر مرّتين ـ : تتسامح في حقّه!؟ فخجل سيّد الشهداء روحي
فداه ..!
فقمت أبكي خجلا من سيد الشهداء روحي
فداه حيث زجره أبوه لأجلي ، وأُبيّن أنّي ما كنت ملتمسه عليه السلام ذلك.
فانتبهت وأنا أبكي .. فعزمت على التشرف
إلى زيارته عليه السلام في عيد الفطر بكل طريق جبراً لما وقع ، فتحمّل صديق لنا
مصرفي ومصرف من معي قرضاً عليّ .. فزرنا وخرجنا عصر يوم العيد ودخلنا النجف الأشرف
ثاني العيد ، وكان يوم مجيء الخطوط
، فأتوا بخطوطي .. وإذا في واحدة منها حوالة مائة ليرة عمّن لم انتفع أنا ولا الوالد
قدّس سرّه في عمرنا [منه] ; فإذا خمسون منها هدية ، وخمسون حقّ السادة .. فأخذت
المائة وأوفيت جملة من ديوني بخمسين الهدية .. وحمدت الله تعالى على ذلك.
__________________
ومنها : إنّه لمّا كان المجرّب عندي أنّ
من آخذه إلى زيارة الحسين عليه السلام من ذريتي في رضاعه يبقى ومن لا آخذه يتوفّى
، وولدت لنا في خامس عشر جمادى الثانية من سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وثلاثين بنتاً
، عزمت في شهر شعبان على أن آخذهم إلى زيارة ذلك المولى المظلوم عليه السلام ، وكنت
معسراً ومديوناً مائة وثلاث وتسعين ليرة .. فاستقرضت وأخذتهم في سادس شوّال فدخلنا
كربلاء المشرّفة صبح السابع ، فمضيت إلى سيّدي عليه السلام وقلت له : سيّدي! ديني
.. كذا مقداره ، ومصرفي بموجب الرؤيا عليك ، فأمّا أن توفّي ديني أو تأذن لي في أن
أُخلّي العيال جميعاً عندك تتكفّل مصارفهم وأمضي أنا ..!!
فرأيت يوم التاسع ـ وأنا نائم في
السرداب ـ كأ نّي بالنجف الأشرف في دارنا .. إذ طرق الباب طارق ـ والخادم ليس
حاضراً ـ فمضيت بنفسي ففتحت الباب ، وإذا برجل طويل القامة ، أسمر اللون ، قطط
الشعر ، صبيح المنظر ، في وجهه شامات سود ، وبيده ورقة مطرّقة
.. فقال ـ بعد التسالم
ـ : إنّ إمام
__________________
العصر صلّى الله عليه
وجعلنا فداه عزم على ورود النجف الأشرف لتزوره الشيعة ، ثمّ ينتقل إلى مسجد الكوفة
لتنظيم أُموره .. فأرسلني لأُخبرك بأ نّه عليه السلام ينزل عندك. فقلت : أهلا به
وسهلا!
ثم قال : وقد جعلك پيش خدمته
مخصوص .. ثمّ أعطاني الورقة التي بيده ، وقال : هذا فرمان
هذا المنصب.
فقبّلت الورقة ، ودخلت الدار ، وقلت
لزوجتي ـ أُمّ الصدّيقة
ـ : قومي وخيّطي لي لباس رسمي پيش خدمت الحجّة
روحي فداه ، فقامت وأتت بزبون أزرق ، وخيّطت قدّامه ، وجعلته كالثوب الطويل ، وطرّقته
، وأتت به إليّ ، وقالت : أُجرتي أن توصل يديّ إلى ساحة الحجّة أرواحنا فداه قبل
__________________
ازدحام الشيعة عليه للزيارة
، وكانت معذورة عن الصلاة ، وكان
الرؤيا يوم سادس عذرها ، فقلت لها : إنّك غير طاهرة والإمام عليه السلام لا يبقى هنا
غير اليوم ، وأنتِ لا تنظفين إلاّ غداً .. فلا يمكن وصولك إلى حضرته صلوات الله
عليه وآله.
فقالت : إنّي من حسن حظي طهرت هذه
المرّة يوم السادس ، وأنا الآن نظيفة ..
فقلت : أجل ، ما تريدين تطلبين منه عليه
السلام ..!؟
فقالت : الآخرة ، والحبل .. حيث لم تكن
تحبل ، وكانت متكدّرة من ذلك.
فقلت لها : إلى الآن اتفق إنّكِ نظفت
يوم السادس؟!
فقالت : لا.
فقلت لها : أجل ; اسرعي بالاغتسال ..
فمضت فاغتسلت.
فشرّف الإمام عليه السلام فاستقبلته
وقبلت يده وأخذته إلى الكتابخانه
، وسددت باب الدرج .. فازدحم الناس على دار المقبرة ينتظرون الرخصة في التشرّف إلى
زيارته عجّل الله تعالى فرجه ، فأتيت بها إليه عليه السلام ـ وهو جالس ، وأنا واقف
متأدّب ـ فقبّلت يده وركبته ..
__________________
فانتبهت من رعب هيبته عليه السلام
فأخذني مثل الأفكل
مدّة ، ثم التفت إلى أنّ هناك ما يصدّق الرؤيا إن كان .. فناديتها .. فأتت ، فسألتها
عن الطهر.
فقالت : لا أدري ، وما أظنّ ; لأنّ
اليوم سادس عذري.
فقلت لها : امضى واستكشفي .. فمضت
واستكشفت واستظهرت فوجدت نفسها نظيفة.
فقلت لها : هل اتفق لك تنظفين يوم
السادس؟!
فقالت : لا ..
فضحكت .. وقلت لها : ابشري بالحبل.
فقالت : لِمَ؟!
فقلت : لِطَيـف رأيته .. ثمّ لم تر دماً
.. وحملت.
وقد تشرّفت بعد هذه الرؤيا إلى زيارة
المولى المظلوم روحي فداه ، فقلت : سيّدي عدلت عن طلب وفاء الدين ، وهذه الرؤيا
تكفيني عن جميع حوائجي.
ثم من أثر قدومه صلوات الله عليه
وتشريفه إيّاي رزقني الله تعالى بعد العود ـ إلى أُسبوعين ـ ما وفيت به ثلثي الدين
، وبعد ستة أشهر ما وفيت به
__________________
الباقي .. والحمد لله
تعالى على نعمه كلّها.
ومنها
:
__________________
الآثار والمصوّرات
لمسرد التنقيح


























































من الآثار ..









فهرست
المسرد
تنقيح
المقال
تقدمة
(٥
ـ ٢١)
صورة
إجازة الاجتهاد التي منحها الشيخ محمّد حسن
المامقاني لولده الشيخ عبد الله قدّس سرّهما ٧
مدخل الموسوعة بخطه طاب رمسه.................................................. ٨
صورة نموذج خط المؤلف قدّس سرّه في هذا
الكتاب................................... ٩
صورة آخر ما رشح من قلمه الطاهر طاب
ثراه عن هذه الموسوعة...................... ١٠
صورة نموذج ممّا كان يستعيره طاب ثراه............................................. ١١
رجاء واعتذار!.................................................................. ١٣
نصيحة وحسرة!................................................................ ١٥
تقريظ السيد محمّد سعيد الحكيم رحمه
الله.......................................... ١٧
تقريظ الشيخ الطهراني........................................................... ٢١
وقفة
على الموسوعة
(٢٣
ـ ٢٦)
مسرد
التنقيح
(٢٧
ـ ١٩٤)
مسرد
الجزء الأوّل
(٣١
ـ ١٥٠)
ديباجة الجزء الأوّل من التنقيح.................................................... ٣٣
درج مصنفات المؤلف رحمه الله................................................... ٣٤
صورة ما كتبه قدّس سرّه على ظهر الكتاب
(٤١ ـ ٧١)
الأوّل : بيان قصته طاب ثراه مع مؤلفه
هذا ، وما لاقاه من اثار التوفيق والتسديد....... ٤١
مبدء التأليف وتاريخ الفراغ منه................................................... ٤٥
الثاني : استقصاء لكل ما وصل بيده من
كتب وسرد اسمائها.......................... ٤٥
الثالث : ضبط كل ما يحتاج إلى ضبط
وترتيبه على حروف الألف باء................. ٦٦
الرابع : الاستغناء عن فوائد مستدرك
الميرزا النوري رحمه الله بما هنا وفي مقباس لهداية...... ٦٦
الخامس : السير العملي في مقابلة الكتاب
وثبت أغلاطه............................. ٦٦
السادس : الاستدراك على الكتاب ، ودور
خاتمة الخاتمة.............................. ٦٧
السابع : فهرست الفوائد الرجالية
والاحالة عليه ، وما هناك من اختلاف............... ٦٨
الثامن : تذييل الأبواب بأسماء الصحابة
مرتبين على الحروف.......................... ٦٨
التاسع : كيفية تنضيم فهرست الكتاب........................................... ٦٩
العاشر : ما يرجوه المصنف رحمه الله من
المراجعين لكتابه............................. ٧٠
صورة
ما كتبه قدّس سرّه من الفهرست
(٧٣
ـ ٩٢)
الموسوعة وما فيها من كتب ثلاث وفوائد........................................... ٧٣
فهرست مقدمة الكتاب......................................................... ٧٤
فهرست الفوائد الرجالية......................................................... ٧٥
فهرست فصول الكتاب......................................................... ٨٤
فهرست خاتمة الكتاب وخاتمتها................................................... ٨٥
مقدمة نتائج التنقيح............................................................. ٨٩
خاتمة نتائج التنقيح ، وحكم المذكورين
في هذا الفهرست ، وتعداد شهداء الطف......... ٩٠
المراد من الالفاظ الوارده في النتائج................................................ ٩٣
الفوائد
المنسوبة إلى الشيخ البهائي رحمه الله
(٩٧
ـ ١٣٠)
فائدة : كون أبو العباس مشتركاً ، وحكم
جرح غير الإمامي للإمامي.................. ٩٧
فائدة : كون الرجل يعرف من أصحاب امام
واحد وهو من أصحاب إمامين فصاعداً... ١٠٢
فائدة : كون الخبر موجوداً في كتب
الأُصول كاف في الوثاقة بالصدور................ ١٠٦
فائدة : طريق البرقي إلى المعصوم عليه
السلام..................................... ١٠٦
فائدة : طريق كتاب المشيخات عن سعد بن
عبدالله................................ ١١٢
فائدة : القديمان (ابن أبي عقيل ، وابن
جنيد) اسمهما وطرقهما...................... ١١٣
فائدة : حكم الرواية عمّن وقف وكان ثقة........................................ ١١٤
فائدة : تشخيص الفاسق وتعريفه............................................... ١١٥
فائدة : المقصود بالفاسق في آية النبأ............................................. ١١٥
فائدة : حكم رواية عمرو بن سعيد.............................................. ١١٦
فائدة : رواية الحسين بن سعيد عن يونس
بن عبدالرحمن............................ ١١٧
فائدة : عرض كتاب يونس بن عبدالرحمن على
الإمام العسكري عليه السلام ، وكذا عرض بعض كتب الاصحاب على بعض المعصومين عليهم
السلام...................................................................... ١١٧
فائدة : ما لا يصدق عليه من الجرح غيبة
وقذف وغير ذلك........................ ١٢٣
فائدة : ترجمة الشيّخ النجاشي وطرقه............................................ ١٢٤
فائدة : رواية حماد عن زرارة وعكسها............................................ ١٢٧
فائدة : الفضل بن شاذان في الأخبار
اثنان....................................... ١٢٨
تاريخ وفاة جماعة من علمائنا المتقدمين
رحمهم الله.................................. ١٣١
تاريخ وفاة جماعة من مشايخنا المتأخرين
رحمهم الله.................................. ١٣٥
احصاء ما جاء في الكتاب من الاسماء
والكنى والالقاب والنساء ، ومقارنته مع الرجال الكبير للميرزا رحمه الله ١٤٠
محل الفوائد الرجالية في الموسوعة................................................ ١٤١
ديباجة جدول الخطأ والصواب.................................................. ١٤٣
ما جاء في آخر المجلّد الأوّل..................................................... ١٤٤
ذكر عدة فوائد في آخر المجلّد الأوّل............................................. ١٤٧
منها : صحة إجراء استصحاب العدالة في
غير الصحابي عند الشك دونه............. ١٤٧
ومنها : ان جرح غير الامامي لا عبرة به
وان كان الجارح ثقة........................ ١٤٨
ومنها : كون الرجال ذا كتاب أواصل لا يدلّ
على الوثاقة بحال...................... ١٥٠
ما جاء في آخر صفحة من المجلد الاول من
الموسوعة............................... ١٥٢
مسرد
الجزء الثاني
(١٥٥
ـ ١٦٣)
ديباجة المجلّد الثاني ودرج مصنفاته
رحمه الله....................................... ١٥٧
ما جاء في الصفحة الأخيرة من الجزء
الثاني........................................ ١٦٣
مسرد
الجزء الثالث
(١٦٥
ـ ١٩٤)
ما جاء في أوّل المجلّد الثالث.................................................... ١٦٧
تقريظ السيّد محمّد سعيد الحكم رحمه
الله للموسوعة................................ ١٦٩
آخر باب الاسماء وتاريخ الانتهاء من
الاستنساخ................................... ١٧٢
أبواب الكنى ، والألقاب ، والنساء.............................................. ١٧٤
الخاتمة في فوائد متفرقة ، وهي عشرة............................................. ١٧٥
آخر ما رشح من قلمة الطاهر بخطه الشريف...................................... ١٧٨
صورة موقوفة داره رحمه الله ومقبرته
والشهود عليها................................. ١٨٠
ذكر قطعة عن جامع الرواة..................................................... ١٨٩
رجاء مجدد من المصنف رحمه الله من طلاب
العلم.................................. ١٩٠
ضم كتابي (مقباس الهداية) و (رجال
السيّد بحر العلوم)............................. ١٩٢
الخاتمة
(١٩٥
ـ ٢٦٢)
وفيها مطالب :
الأوّل : بعض ما قيل عن هذه الموسوعة.......................................... ١٩٨
الثانية : مبدأ تأليف الكتاب ومدّته
وسيره العملي................................. ٢٠٧
الثالثة : بعض خصائص هذه الموسوعة.......................................... ٢١٥
الرابعة : ما أورده من ملاحظات ونقود
على الكتاب............................... ٢٢٣
الخامسة : أدب الشيّخ طاب رمسه ، ونزاهة
قلمه ، وامانة نقله...................... ٢٤٩
بعض ما كان يتمنى قدس سره تحقيقه أو
التأليف فيه............................... ٢٥٩
بعض ما استعاره رحمه الله لغرض تأليف
موسوعته.................................. ٢٦٠
نظرة إلى عمل الشيخ الوالد دام ظله في
الموسوعة مجملاً............................. ٢٦٣
ملحقات
المسرد
٢٦٥
ـ ٣٠١
القسم
المتبقى من كتاب مخزن المعاني
وقد
سلف الأمر الأول في المطبوع
(٢٦٧
ـ ٣٠١)
الأمر الثاني : بيان زوجاته رحمه الله
وولده......................................... ٢٦٩
الأمر الثالث : بعض الاحلام التي شاهدها
طاب ثراه.............................. ٢٨١
الآثار
والمصورات في مسرد التنقيح
(٣٠٣
ـ ٣٧٢)
الصورة رقم (١) الصفحة الاولى من
المجلّد الاول من الكتاب (الديباجة).............. ٣٠٥
الصورة رقم (٢) ما كتبه قدّس سرّه على
ظهر الكتاب في مجلده الأول................ ٣٠٦
الصورة رقم (٣) الصفحة الثانية من
المجلّد الاول من ديباجة الكتاب.................. ٣٠٧
الصورة رقم (٤) الصفحة الثالثة من تتمة
الديباجة................................. ٣٠٨
الصورة رقم (٥) صورة ما كتبه قدّس سرّه
من فهرست الكتاب المطبوع في مجلده الأوّل... ٣٠٩
الصورة رقم (٦) الصفحة الرابعة من
المجلّد الأوّل (مدخل الكتاب)................... ٣١٠
الصورة رقم (٧) مدخل كتاب نتائج التنقيح....................................... ٣١١
الصورة رقم (٨) آخر ما جاء في نتائج
التنقيح..................................... ٣١٢
الصورة رقم (٩) آخر صفحة الخطأ والصواب
، والفوائد المنسوبة للشيخ البهائي رحمه الله ٣١٣
الصورة رقم (١٠) تتمة الفوائد المنسوبة
مع مقارنة بين هذه الموسوعة والرجال الكبير.... ٣١٤
الصورة رقم (١١) الصفحة الاولى من الفوائد
الرجالية.............................. ٣١٥
الصورة رقم (١٢) الصفحة الأخيرة من
الفوائد الرجالية............................. ٣١٦
الصورة رقم (١٣) الصفحة الاولى من جدول
الخطأ والصواب....................... ٣١٧
الصورة رقم (١٤) الصفحة الاخيرة من جدول
الخطأ والصواب...................... ٣١٨
الصورة رقم (١٥) آخر حرف الزاي من
المجلّد الأوّل وبه ينتهي الجزء الاول............ ٣١٩
الصورة رقم (١٦) آخر المجلّد الأوّل من
طبعة الأوفست ، وما فيه من فوائد متفرقة..... ٣٢٠
الصورة رقم (١٧) آخر صفحة من المجلّد
الأوّل في طبعته الحجرية.................... ٣٢١
الصورة رقم (١٨) ديباجة المجلّد الثاني
من تنقيح المقال.............................. ٣٢٢
الصورة رقم (١٩) مبدأ المجلّد الثاني من
الكتاب (أوّل حرف السين).................. ٣٢٣
الصورة رقم (٢٠) آخر المجلّد الثاني من
الكتاب (قطعة من حرف الميم)............... ٣٢٤
الصورة رقم (٢١) آخر صفحة من المجلّد
الثاني في طبعتيه (الحجرية والأُوفست)........ ٣٢٥
الصورة رقم (٢٢) ديباجة المجلّد الثالث
من التنقيح................................. ٣٢٦
الصورة رقم (٢٣) أوّل المجلّد الثالث من
التنقيح................................... ٣٢٧
الصورة رقم (٢٤) آخر باب الاسماء من حرف
الياء................................ ٣٢٨
الصورة رقم (٢٥) أوّل باب الكنى............................................... ٣٢٩
الصورة رقم (٢٦) آخر باب الكنى وأوّل
فصل الألقاب............................ ٣٣٠
الصورة رقم (٢٧) آخر فصل الألقاب وأوّل
فصل النساء........................... ٣٣١
الصورة رقم (٢٨) آخر فصل النساء وأوّل
خاتمة الكتاب........................... ٣٣٢
الصورة رقم (٢٩) آخر فصل الخاتمة ومبدأ
خاتمة الخاتمة............................ ٣٣٣
الصورة رقم (٣٠) ذيل خاتمة الخاتمة ، وفيه
آخر ما رشح من قلمه الشريف ، مع صورة وقفية دار ومقبرته رحمه الله ٣٣٤
الصورة رقم (٣١) تقريظ السيّد محمّد
سعيد الحكيم في آخر باب الاسماء.............. ٣٣٥
الصورة رقم (٣٢) قطعة مزيدة على التنقيح
من كتاب جامع الرواة للأردبيلي رحمه الله... ٣٣٦
الصورة رقم (٣٣) آخر ما جاء من جامع
الرواة ومبدأ فهرست مقباس الهداية.......... ٣٣٧
الصورة رقم (٣٤) أوّل كتاب مقباس
الهداية الملحق بالمجلدالثالث من التنقيح........... ٣٣٨
الصورة رقم (٣٥) آخر كتاب مقباس الهداية
وقطعة من رجال السيد بحر العلوم........ ٣٣٩
الصورة رقم (٣٦) آخر صفحة من المجلّد
الثالث وآخر ما نقل عن السيّد بحر العلوم رحمه الله ٣٤٠
الصورة رقم (٣٧) الصفحة الاولى من القسم
غير المطبوع من مخزن المعاني.............. ٣٤١
الصورة رقم (٣٨) الصفحة الثانية من
تذييل مخزن المعاني............................ ٣٤٢
الصورة رقم (٣٩) إلى (٥٠) الصفحة
الثالثة إلى الصفحة الرابعة عشر من تذييل مخزن المعاني ٣٤٣
الصورة رقم (٥١) الصفحة الاولى من كتاب
مخزن المعاني بخط المؤلف (قدس سره)...... ٣٥٥
الصورة رقم (٥٢) الصفحة الاخيرة ممّا
طبع من كتاب مخزن المعاني بخط المؤلف رحمه الله. ٣٥٦
الصورة رقم (٥٣) الصفحة الاولى من
الخطية الاولى للكتاب........................ ٣٥٧
الصورة رقم (٥٤) الصفحة الثانية من خطية
التنقيح المسودة........................ ٣٥٨
الصورة رقم (٥٥) الصفحة الثانية من
الخطية الثانية لمدخل التنقيح................... ٣٥٩
الصورة رقم (٥٦) نموذج من المسودات
الاولية للتنقيح.............................. ٣٦٠
الصورة رقم (٥٧) فهرست الفوائد الرجالية
من خطية الكتاب....................... ٣٦١
الصورة رقم (٥٨) خطية آخر ما جاء من
فوائد الكتاب............................ ٣٦٢
الصورة رقم (٥٩) آخر ما حصلنا عليه من
خطية مقدمة الكتاب.................... ٣٦٣
من
الاثار
(٣٧١
ـ ٣٨٣)
الصورة رقم (٦٠) سند موقوفة كربلاء............................................ ٣٦٧
الصورة رقم (٦١) الاجازة الروائية
الصادرة من الشيّخ طاب ثراه للسيد المرعشي طاب رمسه ٣٦٨
الصورة رقم (٦٢) الرسالة المرسلة من
الشيّخ الجد قدّس سرّه للسيّد النجفي المرعشي رحمه الله ٣٦٩
الصورة رقم (٦٣) رسالة الشيّخ الجد طاب
رمسه للسيّد النجفي المرعشي رحمه الله...... ٣٧٠
الصورة رقم (٦٤) رسالة أخرى منه قدّس
سرّه له رحمه الله........................... ٣٧١
الصورة رقم (٦٥) خط السيّد النجفي
المرعشي طاب ثراه........................... ٣٧٢
الصورة رقم (٦٦) ممّا أبقته لنا الأيام............................................. ٣٧٣
الصورة رقم (٦٧) الصفحة الأُولى من كتاب
الشيخ الجدّ رحمه الله (الفوائد الطبية)...... ٣٧٤
الصورة رقم (٦٨) سند مهم بامضاء المشايخ
الثلاثة المامقاني والخليلي والخراساني قدس الله اسرارهم ٣٧٥
الصورة رقم (٦٩) ورقة استشهاد جمع عن
الأعلام على موقوفة كربلاء المقدسة......... ٣٧٦
فهرس مسرد التنقيح........................................................... ٣٧٧
|