بسم الله الرحمن الرحیم

 (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً * لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذّ ِبَ الْـمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّه كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً).

سورة الأحزاب (٣٣) : ٢٣ ـ ٢٤



عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام ; أنّه قال :

«.. لا تأخذنَّ معالم دينك عن غير شيعتنا ، فإنـّك إن تعدّيتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، إنّهم اؤتمنوا على كتاب الله عزّ وجلّ (١) فحرّفوه وبدّلوه ، فعليهم لعنة الله ، ولعنة رسوله ، ولعنة ملائكته ، ولعنة آبائي الكرام البررة ، ولعنتي ، ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة ..»

اختيار معرفة الرجال ١/٧ حديث ٤ (٢)

__________________

(١) وفي نسخة : جلّ وعلا.

(٢) رجال الكشي : ٣ ـ ٤ [طبعة جامعة مشهد] .. وعنه في بحار الأنوار ٢/٨٢ حديث ٢ ، ووسائل الشيعة ٢٧/١٥٠ باب ١١ حديث ٤٢.


عن أبي الحسن الثالث عليه السلام ; أنّه قال :

«.. فاصمدا في دينكما على كلّ مسنّ في حبّنا ، وكل كثير (١) القدم في أمرنا ، فإنـّهما (٢) كافوكما إن شاء الله تعالى ..».

رجال الكشي ١/١٥ حديث ٧ (٣)

اختيار معرفة الرجال : ٤ ـ ٥

 __________________

(١) خ. ل. كبير.

(٢) وفي طبعة : «كلّ كبير التقدّم في أمرنا ، فإنّهم ..».

(٣) اختيار معرفة الرجال ١/٤ ـ ٥ (طبعة جامعة مشهد) حين سئل عمّن يؤخذ معالم دينه .. وعنه في وسائل الشيعة ٢٧/١٥١ حديث ٤٥ ، وبحار الأنوار ٢/٨٢ حديث ٣.








رجاء واعتذار ...!

قال العلاّمة المامقاني طاب ثراه في موسوعته هذه (١) :

إنّي أرجو من المطالعين في هذا الكتاب أمرين :

أحدهما :

أنّهم إذا عثروا على خطأ أو اشتباه يمرّون عليه قلم التعديل والإصلاح ، فإنّي وإن بالغت في إتقان أنقالي [كذا] وتصحيحها إلاّ أنّ البشرية لا تحظى في إبراز أثرها من السهو والاشتباه ، جلّ من لا يشتبه ولا يسهو ، والرجاء أن لا يبادروا إلى تغليط ما لم يفهمه الطالب وتغييره إلاّ بعد الجزم بالاشتباه ، فإنّي كثيراً ما وجدت من بادر إلى الحكم بغلطية ما لم يفهمه فغلّط الصحيح.

__________________

(١) في التنبيه العاشر الآتي فيما نبّه عليه في أوّل المدخل من الكتاب ١ / ١٣[من الطبعة الحجرية].


ثانيهما :

أن لا يتركوا الدعاء لي حيّاً بالتوفيق وحسن الخاتمة ، وميّتاً بالاسترحام والترضّي ; لأنّي تحمّلت في تصنيف هذا الكتاب من التعب ما لا يتحمّله إلاّ العاشق الملحّ ، وإنّي طول عمري ـ وإن لم يكن نصيبي من الدنيا إلاّ التعب في التحرير والحرمان من الأُنس والراحة ـ إلاّ أنّ تصنيف هذا الكتاب صادف زمان الشيب وضعف القوى الجسمانية فأثّر في جسدي

ما لو عثرت عليه لأخذتك الرقّة عليّ ، وذلك من فضل الباري على هذا الفقير إليه ..

وما توفيقي إلاّ به ، عليه توكّلت وإليه أنيب ..

  وأسأله بفضله وكرمه أن يثبـّتني في ديوان المجاهدين في الدين بالقلم ، ويقبل صنيعي هذا ، ويعوّض عن هذا التعب بالراحة الدائمة .. إنّه ذو فضل عظيم ، وكرم جسيم ..

* * *


نصيحة وحسرة ..!

قال طاب رمسه (١) :

الرجاء من طالبي العلم في هذا العصر المتعوس ، والزمان المنكوس ، أن يمعّنوا النظر في هذه الأوراق ، ويقدّروا مقدار ما أتعب به هذا المصنّف نفسه ، ويلتفتوا (٢) إلى أنّ أهل العلم ـ من الفريقين ـ كانوا يبذلون أنفسهم وأعمارهم وراحتهم في تشييد العلوم وتنقيحها ، ولم يكونوا ليتصوّروا ثمرة لدنياهم غير ذلك ، ولا يقصدوا (٣) بذلك التعب العظيم إلاّ وجه الله تعالى والخدمة للدين الحنيف ، وكانوا يعدّون ذلك أعظم تقدمة لآخرتهم .. فما بال أغلب

__________________

(١) كما جاء في آخر المجلّد الثالث من التنقيح ـ بعد خاتمة الخاتمة ـ وقد طبع بعده قطعة من جامع الرواة ، وقبل مقباس الهداية [صفحة : ٢٠] ، وسيأتي.

(٢) في الأصل : يلتفتون ..

(٣) في حجرية الأصل : يقصدون ..


طلاّب علوم عصرنا أخذوا هذا العمل الشريف وسيلة لدنياهم ، وتثاقلوا عن إتعاب النفس وبذل الجدّ والجهد .. حتّى كأنّ التعب في هذه العلوم لا نتيجة لها [كذا] في الآخرة أصلاً ..! والمشتكى إلى الله تعالى وإلى إمام العصر عجّل الله تعالى فرجه ، وجعلنا من كلّ مكروه فداه .. (١)

* * *

__________________

(١) وهو بحق .. كلام بلا تعليق! وما أشبه الليلة بالبارحة ..!


قال السيّد محمّد سعيد الحكيم (١) :

بسم الله خير الأسماء (٢)

تمّ بحمد الله تعالى ومنّه طبع كتاب :

تنقيح المقال في أحوال (٣) الرجال

من مصنّفات الشيخ الإمام العلاّمة ، قدوة المحقّقين ، وسلطان المدقّقين في علوم الدين ، آية الله الكبرى في بلاده ، وحجّته العظمى في عباده ، المحقّق الثالث ، والعلاّمة الثاني ، الساكن في جوار الله :

الحاج شيخ عبد الله المامقاني

قدس الله نفسه وطيّب رمسه

وهو آخر ما برز من قلمه الثمين في علوم الدين ، ولعمري لقد أتعب فيه

__________________

(١) ستأتي ترجمته في محلها (في صفحة : ١٧١ ـ ١٧٢).

(٢) سيكرر هذا التقريض هناك ، وقد جاء في آخر الموسوعة الرجالية من باب الأسماء بعد حرف الياء ٣/٣٤٥ من طبعة الأ وفست ، وفي الطبعة الحجرية الأصل بعد الكنى والألقاب والخاتمة ، صفحة : ١٢٦ من المجلّد الثالث من الطبعة الحجرية.

(٣) كذا ، ويعرف بـ : علم الرجال ، بدلاً من : أحوال الرجال.


نفسه الزكيّة وأجهدها ، فأظمأ هواجره ، وسهر ليله ، كادّاً كادحاً في تحريره وتحبيره ليلاً ونهاراً .. حتّى أتمّه في نحو خمسة عشر شهراً! كما شهد ذلك منه غير واحد من العلماء ، ووجد مسطوراً بقلمه في ظهر النسخة التي كتبها بخطّ يده ، وقد طبعت صورته في أوّل الجزء الأوّل منه ، ثم صحّحه في بضع شهور بعد ذلك ، وشرع في طبعه مصحّحاً له بنفسه حتّى كاد أن يتمّه طبعاً ..

وفي هذا من العناء والكدّ ما لا يقوم به إلاّ ذو نفس قدسيّة ، وهمّة عليّة ، وما بارحه ذلك الجدّ والجهد حتّى أودى بنفسه الزكيّة ، وأتى على حياته الشريفة في ليلة النصف من شهر شوال في سنة ألف وثلاثمائة وواحد وخمسين بعد الهجرة ; لأنّ ما لا يؤلّف إلاّ في نحو عشر سنين لا يستطيع أن يتمّه أحد مصنّفاً وتصحيحاً ـ مع بقاء صحّته ـ في نحو سنتين ، ولذا اعتبر العلماء والعرفاء موته شهادة في سبيل العلم ، وسعادة في مقام العمل.

فنعم السعادة التي كانت من آماله ، والشهادة التي صارت خاتمة أعماله.

هذا ; مضافاًإلى ما أجهد به نفسه ـ منذ أوّل إدراكه ـ من التأليف والتصنيف في الفقه ، والحديث ، والأصولين ، والرجال ، والدراية ، والأخلاق .. وغيرها من أنواع العلوم الدينية ، وكفى كتابه الكبير المصنَّف في فقه الشريعة الّذي سمّاه :

(منتهى مقاصد الأنام في نكت شرائع الإسلام)

وهو يقع في ثلاثة وستين مجلّداً.


نسأل الله أن يوفّق محبّي العلم ومروّجي الشرع للقيام بطبعه ونشره ، فإنّه أهمّ كتبه عنده خاصّة ، والعلماء كافّة ، ليكون الكافل للعلم بعد صاحبه ، والقيّم عليه بعد وفاته ..

فلعمري لقد أصبح العلم وأهله بعده لا كافل له ، والتصنيف لا قيّم عليه ، ولا حيلة لهم سوى التطفّل على موائد تأليفه وتصنيفه ، جزاه الله عن العلم وأهله أحسن جزاء ، وحشره مع المصطفى محمّد وآله الأمناء ..

* * *



قال الشيخ الطهراني رحمه الله عن كتابنا الحاضر :

هو أبسط ما كتب في الرجال ، حيث إنّه أدرج فيه تراجم جميع الصحابة والتابعين وسائر أصحاب الأئمـّة وغيرهم من الرواة إلى القرن الرابع ، وقليل من العلماء والمحدّثين ، في ثلاث مجلّدات كبار ، لم يزد مجموع مدّة جمعه وترتيبه وتهذيبه وطبعه على ثلاث سنين ، وهذا ممّا يُعدّ من خوارق العادات ، والخاصّة من التأييدات ، فلّله درّ مؤلّفه من مصنّـِف ما سبقه مصنِّفوا الرجال ، ومن تنقيح ما أتى بمثله الأمثال ..

الذريعة ٤/٤٦٦ ـ ٤٦٧

رقم ٢٠٧٠


ونعم ما قيل (١) عن كتابنا هذا :

لتنقيح المقال هلمّ يا من

طلبت لُباب (تنقيح المقال)

وخذ ما شئت من آيات علم

ومعرفة بأحوال الرجال

وفي مرآة عقلك فأختبره

تجده لديك (مرآة الكمال)(٢)

__________________

(١) الظاهر أنّ الأبيات للسيّد محمّد سعيد الحكيم رحمه الله ـ الآتية ترجمته وموضع الأبيات ـ وقد حكاها غير واحد ، منهم : الشيخ محمّد أمين الخوئي في كتابه مرآة الشرق ٢/١٠١٩ ، وقال : عن بعض أدباء معاصري المصنف رحمه الله من الأفاضل ـ على حد تعبيره ـ تقريضاً لتأليف كتابه تنقيح المقال في معرفة أحوال الرجال ..

هذا ; وقد قرّضت هذه الموسوعة كثيراً ، ومدحت بقصائد جمّة .. وممّا جاء مادة تاريخ لها هو : وشيخ الكلّ عبدالله أرخ : له قد تم (تنقيح المقال) (١٣٤٩هـ)

(٢) وهو أحد روائع مؤلفات المصنف قدس سرّه. وقد أسهبنا الحديث عنه في كتابه : مخزن المعاني ٠/١٨٠ ـ ١٨١.


وقفة على ضفاف الموسوعة الرجالية

تنقيح المقال في علم الرجال



بسم الله الرحمن الرحيم

نرى من الضروري لمثل هذه الموسوعة الرائعة أن يخصّص لها مجلّد في ذكر مسرد فيما جاء في طبعتيها (الحجرية ، واوفستها) ، وعرض ما في مجلّداتها الثلاثة .. ثم التعرّض إلى :

١ ـ بعض ما قيل عن هذه الموسوعة ..

٢ ـ مدة تأليف هذا السفر المبارك ..

٣ ـ خصائص هذا الكتاب ومميزاته ..

٤ ـ بعض النقد الوارد على هذه المجموعة ..

٥ ـ أدب الشيخ الجدّ طاب رمسه محلّلاً وناقداً ..

وبعد كل هذا ندرج القسم الأخير من كتاب (مخزن المعاني في ترجمة المحقق المامقاني قدّس سرّه) حيث حصّلنا أخيراً عليه مرسلاً من النجف الأشرف ضمن مجموعة من مؤلفات ومستنسخات الأسرة الموقوفة على المقبرة ، وكان منها هذا ، وكأ نّه قد كتبه طاب رمسه أوّلاً ، ثم أعرض عن طبعه ، وجاء ضمن النسخة الخطية لأصل الكتاب ، وقد أثبتنا كل ما حصّلنا منه في آخر الكتاب مصوّراً ..

وعلى كل ; فنقول ـ وعليه نتـّكل ـ :

 



مسرد التنقيح



مسرد التنقيح (١)

أمّا المسرد عن كتاب التنقيح في طبعته الحجرية ـ بأجزاءها الثلاث ـ في كل ما جاء فيه وسطّره المؤلف قدّس سرّه أو النساخ أو تلامذة الشيخ .. كي نصل إلى ما كان عليه وما حلّ به ، خوفاً من أن تفقد في يوم ما نسخة الأصل والمطبوع الأوّل ..

__________________

(١) السَرْد في اللغة : تقدمة شيء إلى شيء تأتي به متسقاً بعضه في أثر بعض متتابعاً ، قاله في لسان العرب ٣/٢١١ ، وقالوا : نسج حلق الدرع .. والسرد : ـ أيضاً ـ تتابع بعض حلق الدرع إلى بعض .. والسرد : جودة سياق الحديث ، يقال : سردت الحديث ـ من باب قتل ـ أتيت به على الولاء ، ومنه : فلان يسرد الحديث سرداً .. إذا كان جيّد السياق له .. كما جاء في مجمع البحرين ٣/٦٨.

ذكر القاسمي في قواعد التحديث : ٢٣٥ ـ ٢٣٦ ثلاث طرق لدرس الحديث ، ثم قال :

أولهما : السرد ; وهو أنّ لهما الشيخ المسمع أو القارئ كتاباً من كتب هذا الفن من دون تعرّض لمباحثه اللغوية والفقهية وأسماء الرجال .. ونحوها.



مسرد الجزء الأوّل

من

تنقيح المقال في علم الرجال



[ولنبدأ بديباجة الجزء الأوّل منه حيث قال :]

بسمه تعالى شأنه العزيز (١)

الحمد لله ربّ العالمين

والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمّد وآله الطاهرين

وبعد ;

فهذا كتاب

تنقيح المقال في أحوال الرجال

تصنيف من انتهت إليه رئاسة القلم ، وانحصرت فيه نوبة الرقم ، وملك ـ بكدّه وتوفيق الله سبحانه ـ أزمّة التصنيف والتأليف ، وأذعن بجودة تصانيفه الوضيع والشريف (٢) ، جناب قطب فلك الفقاهة ، سلطان إقليم التحقيق والنباهة ، شيخ الطائفة الجعفرية ، وقدوة مجتهدي الفرقة المحقة ، [محيّي السنة ومميت البدعة](٣) أفقه الفقهاء الكرام ، نائب الإمام ، وباب الأحكام ، غياث المسلمين ، وحجة الإسلام ، آية الله في الأنام ، فقيه عصره ، المخالف لهواه ،

__________________

 (١) انظر : الصورة رقم (١) الصفحة الاولى من الطبعة الحجرية.

وفي الخطية الأصل بدل : بسمه تعالى : .. بسم الله الرحمن الرحيم.

(٢) في الخطية : العرب والعجم ، بدلاً من : الوضيع والشريف.

(٣) الزيادة بين معكوفين مزيدة من الخطية الأصل.


حضرة العلاّمة الثاني :

الحاج الشيخ عبد الله المامقاني

 [الغروي] (١)

مدّ ظله العالي على رؤوس العباد (٢) ، وأحيى بيمن وجوده ميت البلاد.

ومصنفاته دام ظله العالي على مايُسطر(٣) :

* منتهى مقاصد الأنام في نكت شرائع الإسلام ; (٦٣) مجلّداً ، كلّ مجلّد من اثني عشر ألف بيتاً (٤) إلى خمسة عشر ألف بيتاً (٥).

* مناهج المتقين ; ثلاث مجلّدات عبارة عن ٢٦٨٣٣ بيتاً (٦) ، يتضمّن الفروع الفقهية من الطهارة إلى الديات لم يصنّف ـ إلى الآن ـ مثله في كثرة

__________________

(١) كما جاء ذلك في خطية الأصل.

(٢) في خطية الأصل : على رؤوس الأقاصي والأداني .. ولا توجد فيها ما بعدها : واحيى .. إلى آخره.

(٣) حيث فصّلنا الحديث عن مصنفاته عدداً وامتيازاً ، وما طبع منها وما حقق .. وغير

ذلك في تعليقنا على كتاب مخزن المعاني : ١٥٩ ـ ١٩٢ لذا نحيل الحديث عن كل ذاك إلى هناك.

(٤) كذا ، والبيت ـ عند النساخ وأهل الخط ـ هو عبارة عن السطر الحاوي (٥٠) حرفاً كما نص عليه غير واحد ، منهم : في مفتاح باب الأبواب : ١٤١.

(٥) كذا ، ولعله : بيت.

(٦) كذا ، وقد سلف في كتابنا مخزن المعاني : ١٧٨ كونه يبلغ ستاً وأربعين ألف وثمانمائة وثلاثاً وثلاثين بيتاً.


الفروع ، طبعت [كذا] في النجف الأشرف في جلد [كذا] واحد كبير.

* نهاية المقال في تكملة غاية الآمال ; حاشية على خيارات المحقق الأنصاري قدس سرّه ، مجلّدان ، طبعا مع :

* القلائد الثمينة ـ الذي هو مجلّد ـ تعليقاً على الرسائل الست الملحقة بمكاسب الشيخ قدّس سرّه.

* مرآة الرشاد في الوصيّة إلى الأحبّة والأولاد ; و :

* مرآة الكمال في الآداب والسنن ; طبعا في جلد [كذا] واحد.

* الاثنا عشرية ; يتضمن اثنتي عشر رسالة طبعت في النجف الأشرف ، وهي :

 ـ رسالة : وسيلة النجاة في أجوبة جملة من الاستفتاءات ; و :

 ـ رسالة : مجمع الدرر في مسائل اثنتي عشر ; و :

 ـ رسالة : المسائل الأربعين العاملية ; و :

 ـ رسالة : المسائل الخوئية ; و :

 ـ رسالة : في المسافرة لمن عليه قضاء شهر رمضان مع ضيق الوقت ; و :

 ـ رسالة : عدم إيراث العقد والوطي لذات البعل شبهة حرمتها عليه أبداً ; و :

 ـ رسالة : المسألة الجيلانية ; تتضمن المحاكمة بين علمين من المعاصرين في فرع من فروع إرث الزوجة من الأراضي ; و :

 ـ رسالة : كشف الريب والسوء عن إغناء كل غسل عن الوضوء ; و :

 ـ رسالة : في إقرار بعض الورثة بدين وإنكار الباقين ; و :

 ـ رسالة : كشف الأستار في وجوب الغسل على الكفّار ; و :


ـ رسالة : غاية المسؤول في انتصاف المهر بالموت قبل الدخول ; و :

 ـ رسالة : مخزن اللآلي في فروع العلم الإجمالي ; مع حواشي جديدة

منه ـ مدّ ظلّه ـ لم تكن عليها في الطبع الأول [كذا].

* مطارح الأفهام في مباني الأحكام ، في الأصول ; على طرز حسن.

* هداية الأنام في أموال الإمام عليه السلام ; طبعت في تبريز في حياة حضرة آية الله والده قدس سرّه ، في سنة ١٣٢١ هـ.

* تحفة الصفوة في الحبوة ; طبعت في تبريز.

* رسالة إزاحة الوسوسة عن تقبيل الأعتاب المقدسة ; طبعت مع مخزن اللآلي في النجف الأشرف.

* مقباس الهداية في علم الدراية ; و :

* مخزن المعاني في ترجمة المحقق المامقاني قدس سرّه ; طبعا في مجلّد في النجف الأشرف.

* تحفة الخيرة في أحكام الحج والعمرة ; فارسية مبسوطة.

* السيف البتّار في دفع شبهات الكفار ; طبع مرّتين كترجمته.

* رسالة المسائل البصرية ; طبعت في النجف الأشرف.

* رسالة وسيلة التقى في حواشي العروة الوثقى ; طبعت في

النجف الأشرف.

* رسالة الجمع بين فاطميّتين ; لم تطبع.


* رسالة في أحكام العزل عن الحرّة الدائمة ; لم تطبع.

* رسالة الدر المنضود في صيغ الإيقاعات والعقود ; على وجه الاستدلال والبسط ، وفي حاشيته متن ، وفي صدر الصفحات أرجوزة ، طبعت في النجف الأشرف ، وطبعت الأرجوزة مستقلة أيضاً.

وله : ترجمة مرآة الكمال بالفارسية سمّاها بـ :

* سراج الشيعة في آداب الشريعة ; طبع في النجف الأشرف ، و :

* رسالة : المسائل البغدادية في الفروع ; سؤال وجواب فارسي طبع في تبريز.

* منهج الرشاد ; سؤال وجواب فارسي طبع في النجف الأشرف.

* رسالة : مناسك الحج ; وسيط عربي وفارسي كذلك ، و :

* ... أُخريان صغيرتان طبعت الأربعة في تبريز والنجف.

* وله حواش على الرسائل العربية والفارسية ; كـ : ذخيرة الصالحين (١) ،

__________________

(١) هناك رسالتان عمليتان فقهيتان بهذا الاسم ، الاُولى : فارسية خاصة بفتاوى الفقيه السيّد أبو الحسن الأصفهاني رحمه الله (المتوفى سنة ١٣٦٥ هـ) طبعت ثلاث مرات في حياته.

وأُخرى : رسالة عملية من فتاوى الفقيه السيّد محمّد كاظم اليزدي الطباطبائي رحمه الله (المتوفى سنة ١٣٣٧ هـ) ، جمعها الشيخ سعيد بن محمّد رضا الحلي ، وطبعها أولاً في بغداد سنة ١٣٢٩ هـ ، ولعلها المرادة هنا ، ولم يسعني مشاهدتها ومراجعتها.


ومنتخب المسائل (١) ، والجامع العباسي (٢) ، ومجمع المسائل (٣) .. وغيرها ،

__________________

(١) وهي رسالة فارسية جمعها السيّد أبو القاسم الأصفهاني من فتاوى حجة الإسلام السيّد محمّد كاظم اليزدي الطباطبائي النجفي ـ كذا نص على ذلك شيخنا الطهراني في الذريعة ٢٢/٤٠٥ برقم ٧٦٣٥ ـ وطبعت ببغداد سنة ١٣٢٩ و ١٣٣١ هـ ، أما التي طبعت مع حواشي شيخنا الجد طاب ثراه فقد كان ذلك في سنة ١٣٤١ هـ.

هذا ; وقد ذكر شيخنا الطهراني رحمه الله في الذريعة ٢٢/٤٠٥ برقم ٧٦٣٧ أنّ له كتاب : منتخب الرسائل ، وقال عنه : إنّه فارسي ، وطبع سنة ١٣٤١ ، ولعله مع هذا واحد.

قال الشيخ آغا بزرك الطهراني رحمه الله في طبقات الشيعة (نقباء البشر) ٣/١١٩٧ : .. ورجع إليه في التقليد بعض أهالي آذربايجان والعراق .. وغيرهما ، فعلّق على بعض الرسائل الفتوائية مثل : ذخيرة الصالحين ، ومنتخب المسائل ، ومجمع المسائل ..

(٢) كتاب الجامع العباسي ; فقه عملي فارسي ، للشيخ البهائي رحمه الله (المتوفّى سنة ١٠٣١ هـ) ، خرج منه خمسة أبواب في العبادات إلى آخر الحج ، فأدركه الأجل فتمّمه تلميذه نظام الدين الساوجي بإلحاق خمسة عشر باباً إليه. وقد طبع الجامع مكرراً ـ منها سنة ١٣٢٧ هـ ـ وعليه حاشية المرحوم الشيخ الجد طاب ثراه ، وذلك بمساعي المرحوم الحاج محمّد علي بن محمود التبريزي ، في المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف ، وقد تعرّض له في فهرست كتابهاي چاپي عربي (عمود) : ٢٧٦ ، وقال : .. نجف ، ١٣٤٦ ، سنگي.

(٣) وهو كتاب فارسي في الفقه العملي للشيخ مهدي الخراساني ، جمع فيه المسائل الفتوائية المستخرجة من رسائل عديدة مطابقة لفتاوى الميرزا محمّد حسن الشيرازي ، طبع سنة ١٣١٠ هـ في ايران ، ثم جدد طبعه مع تعاليق جمع من أعلام وقته كالميرزا محمّد تقي الشيرازي ، والآخوند الخراساني ، والسيّد اليزدي .. وغيرهم ، وقد يقال له : مجمع الرسائل يشبه كتاب العروة الوثقى في يومنا هذا.


وصيغ العقود للقزويني (١) ، ثم أدخل حواشي المنتخب وحواشي الجامع العباسي في المتن وطبعا .. و :

* له كراريس في الفوائد الطبية ; و :

* كراريس في بعض علم الحروف والأعداد (٢).

__________________

(١) الظاهر هو كتاب الآخوند ملا علي القارپوزآبادي القزويني الزنجاني (المتوفّى سنة ١٢٩٠ هـ) ، فرغ منه في ٩ جمادى الثاني سنة ١٢٨١ هـ ، طبع في تبريز سنة ١٢٨٩ هـ ، أو في سنة ١٢٩١ هـ.

وشرح المولى محمّد علي القراچه داغي ، وهو فارسي ، مرتب على ثلاث أبواب وخاتمة ، في العقود الجائزة واللازمة والإيقاعات .. وهو الظاهر.

ويحتمل أن يكون المراد منه كتاب : صيغ العقود للآخوند الملا علي القزويني ، فارسي ، مطبوع بطهران سنة ١٢٨٢ هـ ، وهو الذي ذكره شيخنا الطهراني في ذريعته ١٥/١١٠ برقم (٧٣٥).

(٢) أقول : أدرجنا جملة مؤلفاته ورسائله طاب ثراه ـ غير ما هنا ـ فيما استدركنا عليه في مخزن المعاني ٠/١٨٨ ـ ١٩٢ ، فلاحظ.

ومن هنا قال شيخ الشريعة الحاج عزيز بنابي رحمه الله ـ كما حكاه الحاج ملا علي الواعظ الخياباني في كتابه علماء معاصرين : ١٥٩ ، وعنه نقله المدرسي في ريحانة الأدب ٣/١٥٩ ـ عن مؤلفات شيخنا الجدّ طاب رمسه : .. إنّ له ثمانين جلداً مؤلفاً ..

ويُعدّ مترجمنا قدّس سرّه ـ بحق ـ من القلّة التي منّت بها السماء على الطائفة ، فهو مكثر مجيد ، شارك في علوم متعددة ، وبرز في فنون كثيرة ، فمع أنّه لم يبلغ بعد من العمر التاسعة عشرة بكّر في التأليف ، وها هو قد ناهز الستين من عمره يودّع الدنيا وقد ترك الكثير من التراث الرائع ، وهذا شىء نادر حسب علمنا.



[ثم جاء في الصفحة الأولى أيضاً ، وكذا : الثانية والثالثة من الموسوعة ما نصه :]

صورة ما كتبه مدّ ظله العالي على ظهر الكتاب (١)

بعد الحمد والتحيّة والصلاة والسلام ..

فلا يخفى على إخواني في الدين وأخلاّئي في طلب العلم واليقين ، أمور :

الأوّل :

إنّي منذ ستّ عشرة سنة ـ عند تصنيف مقباس الهداية (٢) ـ قد وعدت

__________________

(١) انظر الصورة : رقم (٢) و(٣) و(٤).

أقول : قد طبّق هذا القسم على الخطية منه ، وقد وجدنا له نسختان ، ضمن بعض الوريقات التي وصلتنا أخيراً من النجف الأشرف. وبينهما فرق ، وزيادة ولم نشر لذلك ، هذا ; وقد كان اعتمادنا في كل ما طبع هنا هو على الحجرية المطبوعة دون الخطي منها ، لإنّ كل ما طبع كان تحت نظره وبتصحيحه قدّس سرّه .. إلى أواسط حرف العين (عبدالله) ، كما أشرنا لذلك في محلّه ، وبعدها تبدل امضاء الهوامش والحواشي من (دام ظلّه) إلى (قدّس سرّه) ، فلاحظ.

وإنّما أشرنا إلى بعض الفروق في الخطية كي يعرف إعراضه أو سيره العلمي أو العملي من الكتاب ، فتدبر.

(٢) نص قدّس سرّه في مقباس الهداية على ذلك ، حيث قال ١/٣٥ ـ ٣٦ (الطبعة المحققة الاُولى) : .. أنّه لمّا كان علماء الدراية والرجال من العلوم المتوقّف عليها الفقه والاجتهاد


الإخوان أن أصنّف كتاباً في علم الرجال ; وافياً لمطالبه ، كافياً لطالبه ، جامعاً لشتاته ، كاشفاً عن غوامضه ، مبيّناً لدقائقه ، موضّحاً لحقائقه .. وقد عاقني عن الوفاء بالوعد المذكور عوائق ، وشغلتني عنه شواغل ، كنت أحسبها أهمّ منه ، إلى أن وفّقني الله سبحانه في أواخر شهر صفر من سنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين للأخذ فيه ، وأعانني جمع من أتقياء المعاصرين ـ أيدّهم الله تعالى(١) ـ ببذل كلّ منهم ما عنده من الكتب الرجالية (٢) ، عمدتهم صاحب المكتبة العظمى ; شيخ مشايخ الجعفرية على الإطلاق ، العلاّمة الصفيّ ; شيخنا الشيخ علي(٣) ، نجل حضرة كاشف الغطاء أعلى الله مقامهما ، ورفع في الخلد أعلامهما ..

__________________

عند أُولي الفهم والاعتبار .. رأيت من الفرض اللازم عليَّ عيناً تصنيف كتابين فيهما ، جامعين لهما ، باحثين عنهما ، وافيين بشتاتهما ، كافيين لمن طلبهما ، كاشفين عن غوامضهما ، مبينين لدقائقهما ، موضحين لحقائقهما ..

(١) لا توجد الجملة الدعائية في النسخة الخطيّة.

انظر نموذجاً لذلك ; الصورة رقم (٤) أول الكتاب ، في استعارته طاب رمسه لكتاب وسائل الشيعة بخط مؤلفه الحر العاملي قدّس سرّه ، وبلغة المحدثين للبحراني المستعارة من مكتبة كاشف الغطاء كما حرّره هو رحمة الله تعالى عليهما.

(٢) هو : الشيخ علي ابن الشيخ محمّد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء (١٢٦٨ ـ ١٣٥٠هـ) صاحب كتاب الحصون المنيعة في طبقات الشيعة ، في عشرة مجلّدات ، وله جملة مؤلّفات أُخر ، وهو مؤسس لأنفس مكتبات النجف الأشرف في زمانه ، كان جمّاعاً للكتب وناسخاً للكثير منها ..

(٣) لم يرد قوله : عمدتهم ... إلى : أعلامها ، في إحدى النسختين الخطيتين.


فاجتمعت عندي ـ بعون الله سبحانه ـ عدّة منها وافية ، وجملة كافية .. سأنبئك بأسمائها إن شاءالله تعالى (١).

فلمّا بدأت فيه رأيت أنّ تأخير ذلك إلى اليوم كان منّي تقصيراً ، وتقديم غيره عليه اشتباهاً خطيراً ، وأنّ هذا العلم الشريف قد خمل ذكره ، وضاعت نكاته ودقائقه ، وتشتّت رموزه ومطالبه ، وتفرقت تحقيقاته وتدقيقاته ، وكثر فيه الخلط والخبط ، وشاع فيه الاشتباه والغلط ، وأنّ جمع ذلك وتصفيته يحتاج إلى بذل النفس في ذلك مدّة مديدة ، والكدّ فيه سنين كثيرة (٢) عديدة ، وغاية الجدّ والاجتهاد ، ونهاية الاهتمام بترك الراحة والرقاد ..

فشمّرت الساق ، وعزمت عليه مستعجلاً في إتمامه قبل جفاف القلم بانقضاء الأجل(٣) ، مستمّداً من ربّ العالمين ، متوسّلاً

__________________

(١) أقول : لم يعتمد طيّب الله ثراه من هذه المصادر على نسخة واحدة ، بل على أكثر من نسخة ـ كما سنعرضه لك ـ قد تصل التي عنده إلى أربعة ، بل في موارد الشك والتحقيق يستعين بنسخ غيره ـ عدا ما عنده ـ وهذا ما صرّح به في أكثر من موطن. انظر ما ذكره في ترجمة عبدالله بن ميمون الأسود القدّاح [تنقيح المقال ٢/٢٢٠ ـ من الطبعة الحجرية ـ تحت عنوان تذييل] قال : .. ونسخ عديدة عند جمع من المصنفين قد تضمّنت ..

وقال في ترجمة حيّان بن علي العنزي [تنقيح المقال ١/٣٨٣ ـ ٣٨٤] : .. ولكن الموجود في نسخ الوجيزة المصحّحة التي عندنا وعند غير واحد هو كلمة .. إلى موارد اُخرى تجدها عند سبر طيّات الموسوعة وتراجمها ..

(٢) لم ترد (كثيرة) في إحدى الخطيتين.

(٣) لم ترد في الخطبة الأولى جملة : مستعجلاً .. إلى : الأجل.


بالنبيّ وآله الغرّ الميامين ، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين ..

ووجدت حينئذ إقبال أفواج التوفيق إليّ ، ونزول الألطاف والتأييدات الخاصّة عليّ ، فأزداد بوجدان آثارها شوقي ، وقويت بالنظر إلى أشعّتها همّتي وعزمي .. حتى آل الأمر بي إلى آخر درجة القدرة البشرية بالاقتصار قرب ثلاث سنين على أقلّ الضروري من الأ كل والنوم .. ولم أجد في هذه المدة لذّة الكرى ، ولا راحة الأعضاء والقوى ..

و[ما] كنت أنام ـ حتى في الليالي الطوال غالباً ـ [إلاّ] (١) دون أربع ساعات ، وكنت أنام في آخر الساعة الثالثة [من الليل] (٢) ، وأنتبه قبل آخر [الساعة] السابعة ، وأشتغل بالتحرير(٣) ..

__________________

أقول : يظهر من موارد عديدة من كلماته طاب ثراه أنّه كان يرى أنّ أجله في كتابه هذا .. ولذا كان حريصاً على إكماله ، مصرّاً على إتمامه .. مع أنّه كان من أبناء الستين حينذاك .. ومع هذا لم يمهله الأجل ـ وياللأسف ـ لرؤيته كاملاً طباعةً وإخراجاً ..! كما سنأتي للحديث عن ذاك مفصلاً.

(١) ما بين المعكوفين ـ والذي قبله ـ مزيد من النسخة الخطية الاُم ، وكذا الثانية منها ، ويمكن الاستغناء عنهما.

(٢) المراد من الساعة الثالثة ; هو ما بعد الغروب ، وكذا الساعة السابعة ; إذ كان التوقيت الغروبي متعارفاً آنذاك في النجف الأشرف ، بل لم يكن يعرف غيره في زمانه (رحمه الله).

(٣) ونذكر لذلك مثلاً ، وهو ما صرّح به قدس سرّه في كتابه هذا ، في ترجمة الحسن بن علي ابن النعمان الأعلم الكوفي [١/٣٠٠ من الطبعة الحجرية] من أنّه ما ترك الكتابة حتى في أسفاره ، حيث قال : ثم إنّه قد كان تحرير المقام في كربلاء المشرّفة ، ولم تكن عندي نسخة الحاوي ، فلمّا رجعت .. إلى آخره.


ومن غريب آثار التوفيق ; أنّي كلّما أردت وجدان مطلب في كتاب وجدته نصب عيني بمجرّد فتحه ، وقلّ ـ بل ندر ـ تعطيلي في الفحص عنه.

و[قد] (١) اتّفق لي في أوائل اشتغالي به ليلة من الليالي الطوال أنّي احتجت (٢) ـ ثلاث ساعات تقريباً قبل الفجر ـ رهن التهذيب (٣) ، ولم يكن عندي .. فرأيت بقاء خمس ساعات إلى طلوع الشمس ـ ولا يمكنني أن أتعطّل ولا أن أحرّر بغير مراجعة التهذيب ـ فحصل لي من ذلك انقطاع غريب إلى مولانا الحجة المنتظر عجلّ الله تعالى فرجه وجعلنا من كل مكروه فداه ، وخاطبته بقولي : سيدي! منّي بذل النفس ومنك الإعانة ، وأنا أريد منك الآن رهن التهذيب! .. ومن شدّة انقطاعي جرت دمعتي ، وكان عندنا مقدار كتب وقفيّة قطعات بالخطوط القديمة الرديّة في النحو والصرف والتفسير .. وغيرها ، وكانت متروكة ; لأ نّا فحصنا عنها (٤) مراراً فلم نجد فيها ما ينتفع به ، وما كنت أحتمل ـ بوجه ـ وجود التهذيب فيها [مع سبري لها مراراً .. واستخراج الكتب المألوفة منها] (٥) ، فقمت من حيث لا أشعر ومضيت إلى تلك الكتب .. ومددت يدي وتناولت كتاباً منها ; وإذا هو قطعة من التهذيب بخطّ

__________________

(١) ما بين المعكوفين مزيد من الخطية الاُولى.

(٢) العبارة في الخطية الاُولى هكذا : أنّي انتبهت بالساعة السادسة ، اشتغلت بالتحرير إلى الساعة التاسعة ، فأحتجت رهن التهذيب ..

(٣) أي باب الرهن من كتاب تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي طاب ثراه.

(٤) كذا ; والأولى : فحصناها.

(٥) الزيادة من الخطية الاُولى للكتاب دون الثانية منها.


جيّد [عتيق] في خصوص الرهن ..! فنقلت منه موضع الحاجة.

ومن الغريب أنّي فحصت عنه بعد ذلك مراراً عديدة فلم أجده (١) ، فعلمت أنّ ذلك كان لطفاً مخصوصاً منه أرواحنا فداه ، وأنـّهم مريدون هذا العمل منّي .. وهذا هو عمدة ماأوجب بلوغ رغبتي في تصنيفه وإتمامه إلى درجة العشق ، بحيث لم أكن أدرك التعب حين الاشتغال به ، وكنت عند القيام منه للنوم أو الصلاة أرى قَرُبَ جسدي من أن لا يكون به حراك [كذا].

ففرغت من الكتاب سابع رجب سنة ١٣٤٩ هـ ، ثم أعدت النظر فيه من ذلك اليوم إلى أواخر جمادى الأولى سنة ١٣٥٠ هـ ، وبعد ذلك أخذت في إعادة النظر في الفهرست والمراجعات الجامعة للمستدركات (٢).

الثاني :

إنّي لم أبق شيئاً من الكتب الرجاليّة التي نالته يدي إلاّ ونقلت المهمّ ممّا فيه ، وأرحتك من مراجعتها ، وأنا أعدّد لك الكتب التي كانت عندي عند تصنيف

__________________

(١) العبارة في الخطية الاُولى من الكتاب هكذا : وبعد أيام إلتفت إلى الكتاب فلم أجده وربّ الكعبة.

(٢) لم ترد جملة : وبعد ذلك .. إلى هنا في الخطية الاُولى للكتاب ، كما ويظهر حدود تاريخ تأليف الفوائد الرجالية ممّا نص عليه قدّس سرّه في آخر الفائدة الثالثة والعشرين من فوائده من قوله : وعليك بالمحافظة على ما ذكرناه ، فإنّه ممّا منح الله به عبده في الثلث الأخير من ليلة الجمعة من شهر شوال سنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين ..


الكتاب حتى تستريح من مراجعتها (١) :

رجال الشيخ رحمه الله (٢) ..

__________________

(١) كل ذلك على أكثر من نسخة ـ كما قلنا ـ ممّا كان عنده أو عند غيره .. وسنتعرّض لذلك في دراستنا عن (ضبطه) مجملاً.

(٢) عند التتبّع في كلمات المصنف قدّس سرّه في موسوعته ، نجد أنّه كان يملك إلى مدة نسختين معتمدتين من رجال الشيخ رحمه الله ، ثم صارت ثلاثة .. ثم أربعة ..! وإليك بعض كلماته طاب ثراه :

قال في ترجمة إسماعيل بن عبد الله بن حقيبة من التنقيح [١/١٣٩ برقم ٨٨٨ الطبعة الحجرية ، وفي المحققة ١٠/٢١٤ برقم ٢٣٤٤] : .. أنا قد وقفت على نسخة معتمدة جدّاً [من رجال الشيخ رحمه الله] كذلك ..

وقال فيه [٣/٣٠٨ من الحجرية] في ترجمة يحيى بن أبي القاسم الأسدي أبو بصير عن أحد نسخه التي كانت عنده من رجال الشيخ رحمه الله : .. و(نصير) في هذه النسخة ـ المصحّحة على نسخة ابن إدريس المكتوبة على نسخة بخط الشيخ رحمه الله ـ بالنون .. إلى آخره.

وفي ضمن ترجمة أدرع الأسلمي [١/١٠٤ من التنقيح الحجرية ، وفي المحققة ٨/٣١٠ برقم ١٧٦٢] ، قال : .. وعندي نسختان من رجال الشيخ ; إحداهما يطمأنّ بها ..

وقال في ترجمة أربد بن حمزة [١/١٠٧ من الطبعة الحجرية ، وفي المحققة ٨/٣٧٨ برقم (١٨١٢)] ، قال الشيخ رحمه الله في باب أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : في نسختين مصحّحتين ..

وفي ترجمة الأقرع الأسلمي [١/١٥٢ الحجرية ، وفي المحققة ١١/١٧٦] ،


__________________

قال : .. وعندي نسختان معتمدتان من رجال الشيخ رحمه الله ..

وفي ترجمة معاوية بن الحارث [٣/٢٢٣ من الطبعة الحجرية] ، قال : .. ولكنّي بعد مدّة عثرت على نسختين مصحّحتين جداً من رجال الشيخ رحمه الله تضمّنتا إبدال : الأشتر بـ : الأشعث .. إلى آخره.

ومثله في ترجمة إسحاق بن بشر النبّال [١/١١٢ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٩/٧٠ برقم (١٩١٧)] ، وأحمد بن محمّد بن بسّام المصري [١/٨٠ من الطبعة الحجرية ، وفي المحققة ٧/٢٣٢ برقم (١٤١٩)] ، وبشّار بن زيد بن النعمان [١/١٧٠ الحجرية ، وفي المحقّقة ١٢/٢١٤ ـ ٢١٥ برقم (٣٠٠٦) [، وثابت بن هرمز الفارسي [١/١٩٤ الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١٣/٣٣٨ ـ ٣٤٦ برقم (٣٤٤٠)] .. وغيرها وغيرهم.

وعبّر عن نسخ رجال الشيخ الطوسي رحمه الله في ترجمة آدم أبي الحسين النحاس الكوفي [١/٢ الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٣/٤٧ برقم (١١)] ، وإبراهيم بن إسماعيل ابن إبراهيم [١/١٤ الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٣/٣٠٥ برقم (١٤٤) ا ، وإبراهيم بن عمر اليماني [١/٢٧ ـ ٢٨ من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٤/٢١٩ برقم (٤٢٤)] .. وغيرهم كثيراً بقوله : .. نسختين ظاهرتي الصّحة ..

إلاّ أنّه في ترجمة أحمد بن الحسن بن إسحاق [تنقيح المقال ١/٥٣ برقم (٣٢٦) من الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة منه ٥/٣٩٦ برقم (٨٧٣)] ، قال : .. وعندي ثلاث نسخ معتمدة خالية من ذلك .. وقريب منه في ترجمة أسد بن يحيى البصري [١/١٢٣ برقم (٧٥٥) ، وفي المحقّقة منه ٩/٢٦١ برقم (٢٠٩٠)].

وقال في ترجمة المسيب بن حزن [٣/٢١٧ من الطبعة الحجرية] : .. والموجود في ثلاث نسخ معتمدة من رجال الشيخ رحمه الله في باب أصحاب


رجال البرقي ، فهرست ابن النديم (١) ، فهرست الشيخ رحمه الله (٢) ..

__________________

أمير المؤمنين عليه السلام : ميسرة بن المسيب .. إلى آخره.

وذهب في ترجمة أحمد بن معافي [تنقيح المقال ١/٩٧ برقم ٥٦٩ الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة منه ٨/١٣٨ برقم (١٦٢٧)] إلى القول : .. وعندي من رجال الشيخ أربع نسخ.

وقال في ترجمة إسحاق العطار الطويل الكوفي [١/١١٥ من الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٩/١٣١ برقم (١٩٨٥)] : .. فإنّي راجعت أربع نسخ معتمدة من رجال الشيخ رحمه الله ..

 .. إلى موارد اُخرى كثيرة في بقيّة الحروف المعجمة من الرجال .. لا ضرورة لعدّها ، وإنّما أطنبنا هنا شاهداً لدعوانا.

وهذا ما تجده في غالب موارد تعدّد النسخ في المصدر ، ممّا يضطره إلى الرجوع إلى أكثر من نسخة.

(١) لقد نصّ في ترجمة الحسين بن منصور الحلاّج [١ / ٣٤٦ من التنقيح ، الطبعة الحجرية] على قوله رحمه الله : .. وقعت إليَّ نسخة فهرست ابن [كذا] النديم المطبوع بمصر سنة اشتغالي بتصنيف الكتاب ، وهي سنة ١٣٤٨ ، فوجدته قد بسط الكلام .. إلى آخره.

وقال في مقباس الهداية ٤ /٥٠ ـ عند ترجمته للنديم برقم ٤٩ ـ : .. وقد طبع فهرسته [أي النديم] سنة ١٣٤٨هـ ، ثم قال : وقد سبرته كاملاً ونقلت عنه في التنقيح.

(٢) جاء فهرست الشيخ رحمه الله في كلا الخطيتين بعد رجاله ، مقدماً على رجال البرقي رحمه الله.

أقول : يظهر من ترجمة أبان بن تغلب بن رباح البكري الجريري [تنقيح المقال ١ / ٣ من الطبعة الحجرية ، وفي المحققة ٣ /٨٣ تحت رقم (٣١)] أنّه اعتمد على


__________________

نسختين مصحّحتين من الفهرست ، ومثله في ترجمة محمّد بن مبشر [٣ / ١٧٨ من الحجرية] حيث قال : أقول : عندي نسختان معتمدتان من الفهرست [الشيخ] في كلتيهما : محمّد بن ميسر ـ بالياء المثناة من تحت والسين المهملة ـ والظاهر أنّ نسخة غيرنا كذلك .. إلى آخره. إلاّ أنّه في ترجمة إبراهيم بن صالح الأنماطي أبي إسحاق [تنقيح المقال ١ /٢٠ ـ ٢١ الطبعة الحجرية ، و ٤ /٨١ تحت رقم (١٢٣) من الطبعة المحقّقة] ، قال : أقول : عندي ثلاث نسخ [أي من الفهرست] عليها آثار التصحيح .. إلى آخره.

ونظيره في ترجمة أحمد بن الحسن بن عبد الله الأودي [تنقيح المقال ١ /٥٥ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٥ /٤٢٨ برقم (٨٩٥)] ، قال : .. وأما ما نسبه إلى الفهرست فلم اتحققه ; إذ الموجود في ثلاث نسخ من الفهرست ـ بعضها مصحح جداً ـ هو .. إلى آخره. وكذا في ترجمة ثابت بن هرمز الفارسي [تنقيح المقال ١ /١٩٤ من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ١٣ /٣٤٠ ـ ٣٤٢ تحت رقم (٣٤٤٠)].

وقال في ترجمة الحسين بن أبي حمزة الثمالي [١ /٣١٦] : .. والحال أنّ ثلاث نسخ من الفهرست عندي ـ إحداها في غاية الصحة والاعتبار ـ كلّها متفقة على .. إلى آخره.

وقال ـ أيضاً ـ في ترجمة محمّد بن يحيى المعاذي [٣ /٢٠٠ من الحجرية] : .. والموجود في نسخة من الفهرست عندي صحيحة معتمدة هو : المعاذي ، وعندي نسختان اُخريان فيهما ـ أيضاً ـ : المعادي.

وقال في ترجمة محمّد بن أبي عمير [حرف الميم من تنقيح المقال ٢ /٦٣ الطبعة الحجرية] : أقول : نسخ الفهرست مختلفة ; ففي بعضها ـ على ما مرّ نقله ـ وفي بعضها عطف الجواد عليه السلام على الرضا عليه السلام ، وعندي ثلاث نسخ ; اثنان منها


رجال ابن الغضائري (١) ، رجال النجاشي(٢) ..

__________________

خاليتان من العطف ، وواحدة متضمنة للعطف ..

.. إلى غير ذلك من الموارد.

(١) لا نعرف نسخة خاصة برجال ابن الغضائري (أبو الحسين أحمد بن أبي عبدالله الحسين ابن عبيدالله) رحمه الله ، وله كتابان بل ثلاثة ـ مع كتابه الضعفاء ـ وقد جاءت أسماؤها في ترجمته ، وقد اُتلفت أيام حياته ـ رحمه الله ـ وقيل : بعد موته ، وهو الأظهر.

وقيل : نسخها ونقلها النجاشي وغيره عنه! فهو من مسموعاتهم ، وما نقل عنه ابن طاوس فهو كتاب الضعفاء الذي حصل عليه وجادة (أواسط القرن السابع) ، بلا سماع ولا إجازة ولا مناولة من المشايخ ، وأدرجه طاب ثراه في كتابه حل الإشكال في تراجم الرجال ، وهو رحمه الله تبرء من عهدة النص ، كما لم ينقل عن كتابيه الآخرين حيث صرّح بأ نّه لم يجدهما ، ومن ابن طاوس أخذ تلميذاه ـ العلاّمة وابن داود رحمهما الله في رجاليهما ـ ما نقله اُستاذهما في كتابه.

هذا ; وقد استخرج المولى عبدالله التستري في كتابه : (حل الإشكال) غالب رجال ابن الغضائري في الضعفاء.

واستبعد البعض كون الكتاب هذا (لابن الغضائري) الكبير .. ولهم فيه كلام.

والحاصل ; لم يعتني الأعلام بتصنيفات كتاب الضعفاء على فرض صحّة النسبة مع أنّه مشكوك المؤلّف والتأليف ..!

(٢) اعتمد المصنف قدّس سرّه على نسخة من رجال النجاشي كانت عنده وهي صحيحة جداً عليها خط السيّدين ابن إدريس وابن طاوس رحمهما الله ، كما صرّح بذلك في ترجمة : آدم بن المتوكل أبي الحسين بياع اللؤلؤ [تنقيح المقال ١/٢ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ٣/٤٢ ـ ٤٦ تحت رقم (١٠)].


رجال الكشي (١) ..

__________________

إلاّ أنّه قال في ترجمة عبدالله بن أبي زيد الأنباري ـ [تنقيح المقال ٢/١٦٤ من الطبعة الحجرية] ـ ما نصّه : نقل عن النجاشي أنّه ذكره بعنوان : عبدالله ـ مكبّراً ـ ولم أجد في النجاشي ـ وهو أربع نسخ عندي ـ إلاّ مصغّراً.

انظر : الذريعة ١٠/١٥٤ ـ ١٥٥ برقم ٣٧٩ في معرض حديثه عن بعض نسخ رجال النجاشي.

(١) اعتمد طاب ثراه على نسختين من اختيار معرفة الرجال ; إحداهما هي المطبوعة في طبعتها الأولى ، واُخرى مخطوطة مصحّحة كانتا عنده ، صرّح بذلك في هامش ترجمة أحمد بن إبراهيم أبي حامد المراغي في أوّل باب أحمد [تنقيح المقال ١/٤٥ من الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٥/١٩٣ ـ ١٩٦ برقم (٦٩٢)] ، وفي ترجمة أحمد بن علي بن كلثوم [١/٧٣ من الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٧/٥ ـ ١١] ، قال : وفي نسخة مصحّحة من الكشي عندي خطية ..

وقال في ترجمة أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبد الله [التنقيح ١/٩١ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ٥/١٩٣ ـ ١٩٦ برقم (٦٩٢)] : .. وقد راجعت نسختين من الكشي مصحّحتين .. ومثله في ترجمة حمزة بن بزيع [١/٣٧١ الطبعة الحجرية].

وجاء في ترجمة الحسين بن عبدربه [من التنقيح ١/٣٣٢ الحجرية] ما نصه : ثم إنّ ما ذكرته إلى هنا مبنيّ على الاعتماد على نسخة الكشي التي عندي المؤيّدة بقول الفاضل الأردبيلي في جامع الرواة : إنّ النسخة المتضمّنة للحسين بن عبدربّه أصحّ ما وصل إليّ من نسخ الكشي ، وهو مقتضى ما ذكره العلاّمة وأورده السيّد ابن طاوس .. إلى آخره.

وقال في هامش ترجمة بكر بن محمّد بن عبدالرحمن [تنقيح المقال ١/١٧٩ تحت


__________________

رقم (١٢٦٤) من الطبعة الحجرية ، وفي المحققة ١٣/٢٧ تحت رقم (٣٢٢٥)] : .. وفي نسخة من الكشي قوبلت عند الناقد ، وعليها الإجازة بخطه ..

أقول : قال في ترجمة عبدالله بن ميمون الأسود القداح [٢/٢٢٠ من التنقيح (الحجرية) تحت عنوان : تذييل] : .. كأنّ نسخة الكشي التّي كانت عند ابن طاوس كانت خالية ... وأنت خبير بأنّ نسختين معتبرتين من الكشي عندنا ونسخ عديدة عند جمع من المصنّفين قد تضمّنت وصف .. إلى آخره.

ولم يتعرّض إلى كتاب ترتيب الكشي ـ وهو كتاب مجمع الرجال للقهپائي ـ هنا في معرض درجه لفهرست كتبه ، مع أنّه قال طاب ثراه في تنقيحه [١/٩١ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٨/٣١ ـ ٣٢ ذيل رقم (١٥٥٥)] في ضمن ترجمة أحمد بن محمّد ابن عيسى الأشعري : .. ولكنّا راجعنا نسخة مصحّحة معتمدة من الكشي وترتيب الكشي للشيخ عناية الله.

ولاحظ : ترجمة بشر بن عمر الهمداني [تنقيح المقال ١/١٧٣ الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١٢/٢٩١ ـ ٢٩٢ برقم (٣٠٧٢)] حيث قال : .. والموجود في نسخة من اختيار الكشي ، ونسخة مصحّحة من ترتيب الاختيار إنّما هو .. إلى آخره.

وستأتي منقولاته وكلماتهم.

هذا ; وقد صرّح رحمه الله في الديباجة من كتابه هذا تنقيح المقال ١/١ [الطبعة الحجرية ، كما قد سلف قريباً] وذكرناه في مخزن المعاني : ٣٩٤ بقوله : .. وأعانني جمع من أتقياء المعاصرين أيدهم الله تعالى ببذل كل منهم ما عنده من الكتب الرجالية ، عمدتهم صاحب المكتبة العظمى شيخ مشايخ الجعفرية على الاطلاق العلاّمة الصفي الشيخ علي نجل حضرة كاشف الغطاء أعلى الله مقامهما ورفع في الخلد أعلامهما .. وكان ممّا استعاره منه هو كتابنا هذا ، كما يظهر مما أثبت على أحد صفحات نسخته.


[ترتيب الاختيار للمولى عناية الله] (١) ، التحرير الطاوسي (٢) ، خلاصة العلاّمة (٣) .. تعليق الشهيد الثاني على الخلاصة (٤) ، رجال

__________________

(١) جاء ما بين المعكوفين في الخطية الاُولى من الكتاب دون الثانية وسقط من الحجرية .. وعليه فلا يرد ما سنستدركه عليه فيما بعد ، فراجع.

(٢) قال في تنقيح المقال ١/٩٧]من الطبعة الحجرية في ترجمة أحمد بن موسى بن طاوس تحت رقم (٥٧٤) ، وفي الطبعة المحققة ٨/١٦٢ تحت رقم (١٦٤٩) [ـ ما حاصله ـ : .. وقد حصلت منه] أي من كتاب التحرير الطاوسي [نسخة تعبت في تصحيحها .. ومثله قاله في الخاتمة في الفائدة التاسعة [٣/٩٩ من الطبعة الحجرية] .. وموارد عديدة اُخرى.

(٣) يظهر من كلام المصنف رحمه الله في تنقيح المقال [١/٩٢ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ٨/٤٢ برقم (١٥٥٨)] في ترجمة أحمد بن محمّد القسري أو النسوي (برقم ٥٣٩) أنّه كان تحت اختياره ثلاث نسخ من رجال العلاّمة ، حيث قال : .. الموجود في ثلاث نسخ مصحّحة من الخلاصة نسبة إحدهما إلى التصحيح على نسخة الشهيد الثاني رحمه الله على نسخة الأصل .. إلى آخره.

وقال أيضاً فيه]١/١٦٥ برقم (١٣٠٤) من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ١٢/١٢٦ تحت رقم (٢٩٥٥) [في ترجمة بريد بن معاوية العجلي : .. ثم إنّ نسخ الخلاصة التي عندنا مختلفة ..

   ولاحظ : ترجمة أحمد بن عبد الله الأصفهاني [١/٦٥ الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ٦/٢٤٩ ـ ٢٦٠ برقم (١٠٩٦)] ، وترجمة همام بن عبدالرحمن البصري [الحجرية ٣/٣٠٤] .. وغيرها.

(٤) أي حاشية الخلاصة للشهيد الثاني ; قال رحمه الله في تنقيح المقال [١/١٤٢ برقم (٩١٨) من الطبعة الحجرية] في ضمن ترجمة إسماعيل بن محمّد الحميري


ابن داود (١) ، معالم ابن شهرآشوب ، الوجيزة للفاضل المجلسي(٢) ، البلغة للمحقق البحراني (٣) ،

__________________

[وفي الطبعة المحققة ١٠/٣١١ ـ ٣٦٣ برقم (٢٤١٧)] ما نصّه : .. فإنّا راجعنا نسخاً مصحّحة جدّاً .. حتّى النسخة التّي صحّحت على حاشية الخلاصة للشهيد الثاني .. إلى آخره.

(١) نصّ الشيخ الجدّ طاب رمسه ذيل ترجمة يحيى بن عباس الورّاق ٣/٣١٧ ـ ٣١٨ [من الطبعة الحجرية] ، إذ يظهر منه تعدّد نسخه ـ حيث قال : أقول : عندي نسخ متعدّدة من رجال ابن داود خالية عمّا عزّاه الميرزا إليه ..

(٢) الذي يظهر من ترجمة إدريس بن الفضل الخولاني من تنقيح المقال [١/١٠٦ من الطبعة الحجرية ، وفي المحققة ٨/٣٤٨ ـ ٣٥٢ برقم (١٧٨٦)] : أنّ الشيخ الجدّ طاب ثراه كانت عنده نسخة مصحّحة جدّاً من رجال المجلسي ، وفيه أيضاً [١/٣٨٣ ـ ٣٨٤ الطبعة الحجرية في ترجمة حيان بن علي العنزي] إنّه قال : .. ولكن الموجود في نسخ الوجيزة المصحّحة التي عندنا وعند غير واحد هو كلمة .. إلى آخره. بل في ترجمة أحمد بن سابق [١/٦٢ من الطبعة الحجرية من التنقيح ، وفي المحققة ٦/١٥٥ ـ ١٥٧ برقم (١٠١٥)]قال : .. فإنّ ما عثرنا عليه من نسخ الوجيزة قد تضمن .. وغيرها ، ويستفاد من كلماته رحمه الله أنّه كان تحت اختياره أكثر من نسخة قد اعتمدها.

(٣) لقد رأيت مصوّرة لبلغة الشيخ الماحوزي البحراني رحمه الله من متملّكات المرحوم الشيخ علي ابن الشيخ محمّد رضا ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر آل كاشف الغطاء (١٢٦٨ ـ ١٣٥٠هـ) صاحب كتاب الحصون المنيعة ، عليها خطّ المرحوم الشيخ عبدالله المامقاني وامضاؤه على إنّها أمانة شرعية أخذت من تلك المكتبة ، وقد صرّح هو طاب ثراه في تنقيحه ١/١] الطبعة الحجرية [المدخل بالاستعانة بتلك المكتبة ، كما سلف.


الحاوي للفاضل الجزائري (١) ، نقد الرجال للفاضل التفرشي(٢) ، تعليق المحقّق [الشيخ عبد النبي] (٣) الكاظمي على النقد المسمّى بـ : التكملة ، خير الرجال ـ المطابق اسمه لتاريخ تصنيفه (٤) ـ للشيخ الفاضل بهاء الدين محمّد ابن الشيخ محمّد علي الشريف اللاهيجي (٥) .. منهج الميرزا (٦) ، وتعليق المحقّق الوحيد البهبهاني ـ رحمه الله ـ

__________________

(١) أي حاوي الأقوال ، وقد صرّح المرحوم الجدّ طاب ثراه ضمن ترجمة إسماعيل بن عبد الخالق بن عبد ربه من تنقيح المقال [١/١٣٦ ـ ١٣٧ برقم ٨٧٥ من الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١٠/١٧٥ ذيل رقم (٢٣٢٨)] : .. إنّ نسخة الحاوي المصحّحة عندي ..

(٢) قال في هامش تنقيح المقال ٢/٥٣ [حرف الميم من الحجرية] : وعلى نسخة مصحّحة من النقد مقروءة على مصنفه إبدال الحنّاط ـ بالحاء والنون ـ بـ : الخيّاط ـ بالخاء المعجمة والياء المثنّاة من تحت ـ .. إلى آخره.

(٣) ما بين المعقوفين مزيد من الخطية الأولى للكتاب دون الثانية والحجرية.

(٤) أقول : وعليه يكون تاريخ تأليفه على هذا سنة ١٠٧٥هـ.

(٥) ويقال له : ملاّ علي الشريف اللاهيجي ، وكتابه : خير الرجال في بيان أحوال الرجال المذكورين في أسانيد كتاب من لا يحضره الفقيه ، كان حيّاً سنة ١٠٩٧ ، تلميذ السيّد الداماد ، عالم جليل ، وفاضل محقّق .. انظر عن الكتاب : الذريعة ٧/٢٨٢ ـ ٢٨٣ برقم ١٣٨٨.

(٦) الذي يظهر من كلام المصنف طاب ثراه في أكثر من موطن هو وجود عدّة نسخ من المنهج تحت اختياره إلاّ أنّ المعتمد عنده منها اثنان ، حيث قال في هامش تنقيح المقال ٣/١١٧ [الطبعة الحجرية] ذيل ترجمة محمّد بن زكريا بن دينار الغلابي : .. وفي نسخة مصحّحة معتمدة من منهج الميرزا : علان ـ بالعين أوّلاً ـ .. إلى آخره ، ومثله ما جاء في


__________________

تنقيح المقال في ترجمة إسماعيل أبي أحمد الكاتب الكوفي [١/١٢٧ الطبعة الحجرية برقم ٨٠٧ ، وفي الطبعة المحقّقة ٩/٣٧٣ ـ ٣٧٤ برقم (٢١٧٦)] : .. فإنّ الموجود في نسختين مصحّحتين منه [أي من منهج المقال] كسائر الكتب على ما سطرنا ، وكذا ما في جميع نسخ المنهج ..

ونظيره في ترجمة أحمد بن عبد الله بن أحمد الرفاء [تنقيح المقال ١/٦٥ من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٦/٢٤٧ برقم (١٠٩٤)] ، قال : .. وفي نسختين خطّيتين مصحّحتين منه [أي من منهج المقال] ، وقريب منه في ترجمة أحمد بن محمّد بن عيسى القسري أو النسوي [١/٩٢ برقم ٥٣٩ من الطبعة الحجرية ، وفي المحققة ٨/٤١ ـ ٤٥ برقم (١٥٥٨)] ، قال : .. وفي نسختين مصحّحتين من المنهج ..

وفي ترجمة إسحاق العطار الطويل الكوفي [١/١١٥ من الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٩/١٣١ برقم (١٩٨٥)] صرّح أنّ عنده نسختين مخطوطتين معتمدتين من المنهج .. إلى آخره.

وفي ترجمة أسد بن يحيى البصري [١/١٢٣ برقم ٧٥٥ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ٩/٢٦١ برقم (٢٠٩٠)] ـ بعد أن قال : والموجود عندي ثلاث نسخ [أي من رجال الشيخ] معتمدة .. ـ قال : وكذا ثلاث نسخ من المنهج.

وفي ترجمة ثابت بن ثعلبة الأنصاري [١/١٨٨ من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة منه ١٣/٢٤٣ برقم (٣٣٧٧)] ، قال : عندي ثلاث نسخ من منهج الميرزا ، اثنتان منها مصحّحتان ..

وفي ترجمة روح بن السائب اليشكري [١/٤٣٥ الطبعة الحجرية] ، قال : .. لأ نّا راجعنا ثلاث نسخ ; اثنتان منهما معتمدة جدّاً ..


عليه (١) ، وسيط الميرزا (٢) ، منتهى المقال للفاضل الحائري (٣) ، تعليق

__________________

وجاء ضمن ترجمة أحمد بن جابر الكوفي (برقم ٣١٥) أنّه قال : .. في عدّة نسخ من المنهج بعضها في غاية الصحة : القتّات .. [راجع تنقيح المقال ١/٤٨ الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٥/٣٥٣ ـ ٣٥٤ ذيل التذييل].

وقال ـ أيضاً ـ في تنقيح المقال [٣/١٢١ الطبعة الحجرية] في ترجمة محمّد بن سلامة العابضي الهمداني : .. وقد اختلفت النسخ في لقبه ، ففي نسختين مصحّحتين معتمدتين من منهج الميرزا ـ نقلاً عن رجال الشيخ ـ القاضي الهمداني ... وفي نسختين لا تخلوان عن اعتبار من رجال الشيخ ... وفي نسخة معتمدة من المنهج نقلاً عن رجال الشيخ رحمه الله .. إلى آخره.

وقال في ترجمة حذيفة بن أُسيد الغفاري ـ تنقيح المقال ١/٢٥٨ [الطبعة الحجرية] ـ : .. ونسخة مطمئن بها من رجال الميرزا .. هذا عدا اعتماده على النسخة المطبوعة منه سنة ١٣٠٤هـ الآتي ذكرها.

(١) صرّح الشيخ الجد قدّس سرّه في خاتمة مقباس الهداية ٤/٦٤ برقم (٥٤) في ترجمة المولى محمّد باقر الوحيد البهبهاني ـ في معرض حديثه عن مصنفاته رحمه الله ـ فقال : .. له مصنفات فائقة رائقة ، منها في الرجال التعليقة المشهورة المدرجة في منتهى المقال ، والمطبوعة مع منهج المقال سنة ألف وثلاثمائة وأربع.

(٢) قال في تنقيح المقال في ترجمة ثابت بن ثعلبة الأنصاري [١/١٨٨ ـ ١٨٩ من الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ١٣/٢٤٣ تحت رقم (٣٣٧٧)] : .. وعندي .. نسخة مصحّحة من الوسيط كلّها خالية عمّا عزاء إليه.

(٣) يظهر من ترجمة إبراهيم بن رجاء الجحدري برقم ٩٩ [تنقيح المقال ١/١٦ الطبعة الحجرية ، وفي المحققة ٣/٤٠٩ برقم (٢٥٨)] أنّه كان عنده رحمه الله نسخة مصحّحة


السيّد المحقق صدر الدين (١) عليه المسمّى بـ : نكت الرجال ، جامع الرواة

__________________

قد استفاد منها ..

وقال فيه ذيل ترجمة : أحمد بن عبدالله بن أحمد بن جلّين الدوري [١/٦٥ من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ٦/٢٤٤ تحت رقم (١٠٩٣)] : .. ثم إنّي بعد سنة عثرت على نسخة مصحّحة من المنتهى ..

ويظهر ممّا سلف قريباً ـ ذيل الحديث عن تعليقة الوحيد رحمه الله ـ هو اعتماده طاب ثراه على النسخة المطبوعة سنة ١٣٠٤هـ من المنتهى ، فراجع.

أقول : جاء في مخطوطة الطبعة الأُولى لخاتمة مقباس الهداية ذيل ترجمة محمّد بن إسماعيل الحائري صاحب منتهى المقال في علم الرجال ـ ولم ترد هذه العبارة في مطبوع الكتاب بطبعتيه! ـ بعد أن عرّف كتاب المنتهى ومدحه ـ قال : وسأعلّق عليه تعليقة مكمّلة له إن ساعدني سواعد التوفيق إن شاء الله تعالى .. والظاهر أنّه اكتفى بما ذكره في رجاله هذا ضمناً ; إذ لا نعرف له تعليقة خاصّة عليه.

(١) هو : السيّد صدر الدين محمّد بن صالح بن محمّد العاملي الأصفهاني المتوفّى سنة ١٢٦٣هـ ، رتّبها سبط أخيه السيّد حسن صدر الدين ، وفرغ منه في سامراء محرّم سنة ١٣١٣هـ ، انظر عنه : الذريعة ٢٤/٣٠٤ برقم ١٥٩٠.

أقول : هو السيّد محمّد ابن السيّد صالح صدر الدين الموسوي العاملي (المتوفّى سنة ١٢٦٣ أو ١٢٦٤) من العلماء الفقهاء والأدباء الأصوليّين ، من تلامذة السيّد مهدي بحر العلوم وغيره ، ومن مشايخ الشيخ الأنصاري ونظائره ; له مؤلفات جمّة في فنون عديدة ، توفّي ليلة الجمعة الرابع عشر من شهر محرّم الحرام ودفن في النجف الأشرف.

انظر عنه روضات الجنات : ٣٣٣ [الطبعة الحجرية ، وفي الحروفية ٤/١٢٦ ـ ١٢٩ برقم (٣٥٨)] ، ومستدرك الوسائل ٣/٣٩٧ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة من


للفاضل الأردبيلي (١) ، جامع المقال .. للشيخ الطريحي (٢) ، وفيه فصل في تمييز المشتركات ، رسالة تمييز المشتركات للشيخ محمّد أمين الكاظمي ، ـ تلميذ الطريحي رحمهما الله تعالى (٣) ـ ، رجال العلاّمة

__________________

خاتمة مستدرك الوسائل ٢ (٢٠)/١١١ ـ ١١٢] ، هدية الأحباب للشيخ القمي : ١٨٧ ، ريحانة الأدب ٢/٤٦٧ برقم ٨٥٠ .. وغيرها.

(١) قال المصنف رحمه الله في ترجمة أحمد داخوس [تنقيح المقال ١/٦٠ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ٦/١١٠ ـ ١١١ برقم (٩٧٨)] : .. وفي بعض النسخ منه [أي من منهج المقال] ونسخة مصحّحة من جامع الرواة ..

هذا ; وقد تعرّض شيخنا الطهراني رحمه الله في الذريعة ٥/٥٦ تحت رقم ٢١٣ إلى نسخة الشيخ الجد قدّس سرّه من جامع الرواة ، حيث كان قد شاهدها رحمه الله وأشار لها هناك.

(٢) يظهر من ترجمة أحمد بن عبد الله بن أحمد الدوري [تنقيح المقال ١/٦٤ الحجرية ، وفي المحقّقة ٦/٢٤٤ ذيل برقم (١٠٩٣)] أنّ للمصنف طاب ثراه نسختين مصحّحتين منه ، حيث قال ما نصّه : .. وأعجب من ذلك كلّه نقله عن المشتركات ـ أيضاً ـ ابن چلبي الثقة ، مع أنّ نسخة المشتركات للكاظمي ونسختين من مشتركات الطريحي مصحّحتين .. إلى آخره.

(٣) وهي رسالة : هداية المحدّثين إلى طريقة المحمّدين في تمييز المشتركات في الرجال لملا محمّد أمين بن محمّد بن فرج الله الكاظمي ، توجد نسخة كُتبت صبيحة يوم الجمعة سلخ ربيع الثاني من سنة ١١٧٧ هـ ، وتاريخ فراغه من التأليف صحوة [ولعلّها : ضحوة] أوّل شعبان ١٠٨٨ ، قاله شيخنا الطهراني في الذريعة ٢٥/١٩٠ ـ ١٩١ برقم ٢٠٥ ، وهي موجودة عند الشيخ الوالد حفظه الله ، مجهولة الكاتب ، وسبق أن قلنا :


الطباطبائي(١) رحمه الله ، رسائل حجّة الإسلام الشفتي ـ المطبوعة (٢) ـ في نفر

__________________

لم تبق لنا الأيّام من مكتبة الشيخ الجدّ قدّس سرّه إلاّ هذا الكتاب ورجال الشيخ الحرّ العاملي رحمهما الله.

قال الشيخ الجدّ طاب رمسه في خاتمة مقباس الهداية ٤/٦١ ـ ٦٢ في ترجمة المولى محمّد أمين الكاظمي برقم (٢٥١) في معرض حديثه عن كتاب تمييز المشتركات : .. وعندي منه نسخة.

أقول : يظهر من شيخنا الطهراني في الذريعة ٢٥/١٩٠ برقم ٢٠٥ أنّها نسخة نفيسة ، حيث كان قد شاهدها رحمه الله في مكتبه المصنّف الجدّ طاب ثراه كما صرّح بذلك هناك ، وقال : .. ونسخة عند الشيخ عبد الله الممقاني [كذا] كتبت ١١٧٧ ، وتاريخ فراغه من التأليف أوّل شعبان ١٠٨٨.

(١) قال الشيخ الجد طاب ثراه في خاتمة مقباس الهداية ٤/٨٠ ـ ٨١ في ترجمة السيد بحر العلوم (برقم ٧٥) في معرض درج مصنّفاته قدّس سرّه : .. وله في الرجال كتاب عندي منه نسخة تقرب عن عشرة آلاف بيت ، تعرّض فيه لترجمة جمع من الرجال ، وفيه فوائد جمّة جليلة ..

أقول : قد طبع رحمه الله قطعة من رجال السيّد بحر العلوم في آخر تنقيح المقال ٣/١٢٣ ـ ١٣٧ [الطبعة الحجرية] ، وقال رحمه الله هناك : لا يخفى إنّا قد أشرنا في أواخر المقام الثاني من الجهة السادسة من الفصل السادس من هذا الكتاب إلى شرح العلاّمة الطباطبائي قدّس سرّه لحال جملة من البيوت تحت عنوان (آل فلان) و(بني فلان) .. وواعدناك أن نطبعه عيناً خلف هذا الكتاب ، فها نحن موفون بما وعدنا .. ثم قال : قال قدّس الله سرّه : العزيز .. إلى آخره.

(٢) ذكر شيخنا العلاّمة الطهراني في الذريعة ١٠/٢٤٦ ـ ٢٤٧ برقم ٧٨٩ ، وقال : طبع في


معدودين ، إيضاح الاشتباه للعلاّمة رحمه الله ، توضيح الاشتباه للفاضل الساروي .. وما نالته يدي من كلمات المحقّق الداماد ، ومجمع العلوم (*) الشيخ البهائي ، والمحقق الشيخ محمّد نجل الشهيد الثاني رحمه الله ، معراج المحقق البحراني ـ في باب الهمزة فقط ـ أمل الآمل ، وتكملة روضات الجنات .. ولكنّي لم أنقل عنه إلاّ نادراً حفظاً لحقه! ولكونه في تراجم العلماء دون الرجال (١) ..

__________________

سنة ١٣١٤ تشتمل على (٢٢) رسالة في أحوال عشرين رجلاً من الرواة .. وقد جدّد طبعها محقّقة في مجلّدين بعنوان : الرسائل الرجالية ، بتحقيق جمع من محقّقي دار الحديث ، قم ، وذلك سنة ١٤٢٢ هـ.

(*) وصف للبهائي لا اسم كتاب. [منه (قدّس سرّه)].

(١) أقول : هناك كتب اُخرى رجالية كانت في مكتبة الجدّ قدّس سرّه حسب علمنا ، منها اثنان ، لم تبق الأيام وبعض الأرحام! لنا سواهما من تلك المكتبة العظيمة ، كما سلف إن قلنا. أحدهما : رجال الحر العاملي رحمه الله ، وهي نسخة خطية يظهر من آخرها أنّها كتبت على نسخة المؤلف طاب رمسه ، تفقد التاريخ وغيره في (٧٩ صفحة ، كل صفحة ذات ٢٤ سطر) ، وكذا كتاب هداية المحدثين الآتي ذكره.

ومنها : كتاب الفوائد الرجالية للمولى الشيخ ميرزا علي الخليل الطهراني [١٢٢٦ ـ ١٢٩٧هـ] وهو شرح للفوائد الرجالية الخمسة المبدوء بها تعليقة الوحيد البهبهاني على منهج المقال ، وقد صرّح شيخنا الطهراني في كتابه مصفى المقال (عمود) : ٣٢٠ بأ نّها كانت عند الشيخ الجدّ قدس سرّه واستعارها هو منه رحمة الله عليهما.


__________________

ومنها : مجمع الرجال ; للمولى القهپائي رحمه الله الذي هو ترتيب كتاب رجال الكشي رحمه الله ، حيث صرّح في ترجمة أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعري [تنقيح المقال ١/٩١ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ٨/٣٢ ـ ٣٣ تحت رقم (١٥٥٥)] بوجود نسخة مصحّحة عنده منه .. قال : .. ولكنّا راجعنا نسخة مصحّحة معتمدة من الكشي وترتيب الكشي للشيخ عناية الله .. وكذا في ترجمة بشر بن عمر الهمداني [تنقيح المقال ١/١٧٣ الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١٢/٢٩٢ تحت رقم (٣٠٧٢)] ، قال : .. والموجود في نسخة من اختيار الكشي ونسخة مصحّحة من ترتيب الاختيار إنّما هو .. إلى آخره.

وقال طاب ثراه في ترجمة الحسين بن عبدربّه من التنقيح ١/٣٣٢ [الطبعة الحجرية] : .. ثم إنّي راجعت ترتيب اختيار الكشي عناية الله ـ وهي نسخة مصحّحة ـ فوجدته .. إلى آخره.

أقول : قال المصنف طاب ثراه في خاتمة مقباس الهداية ٤/٥١ ـ ٥٢ في ترجمة المولى عناية الله بن شرف الدين علي القهپائي برقم ٤٠ عن كتاب مجمع الرجال ـ بعد أن حكى عن المولى الكني في توضيح المقال : ٢٩٤ من قوله : إنّ مجمعه من أقوى الشواهد على عروجه [إلى] أقصى مدارج الفضل والكمال ، وزيادة غوره وتعمّقه في الرجال .. قال : وأقول : وجدته بعد الفراغ من التنقيح ، ولذا لم أنقل فيه عنه ، على أنّي لم أجده على ما وصفه البعض ..

وهذه الزيادة جاءت على الطبعة الثانية للمقباس ، حيث لم ترد في الأولى ، كما أنّ ما نقل عن هذا الكتاب في موارد نادرة جدّاً ، فإنّما جاء عند مراجعته النهائية لموسوعته قبل الطبع. وقال ـ أيضاً ـ في خاتمة مقباس الهداية ٤/٣٨ في ترجمة الشيخ عبدالنبي الجزائري


ومن كتب رجال العامة : أُسد الغابة ، وربّما راجعت تهذيب الأسماء [واللغات] (١) ، والإصابة ، والاستيعاب .. وغيرها.

وكانت عندي عدّة كتب رجالية راجعتها مراراً فلم أجد فيها شيئاً فتركتها (٢).

__________________

برقم ٢٧ عن كتاب حاوي الأقوال : .. وقد كانت عندي نسخة عارية عند تصنيف تنقيح المقال.

أقول : استعارها قدّس سرّه من مكتبة آل كاشف الغطاء في النجف الأشرف ، وهي نسخة جيّدة كتبت في زمن المؤلف ، يوجد عليها خاتم الشيخ الجدّ طاب ثراه ، كما صرّح بذلك شيخنا الطهراني في الذريعة ٦/٢٣٧ .. حيث كان قد رآها .. وقد أسلفنا الحديث عن ذلك ..

.. إلى غير ذلك من كتب الخاصّة فضلاً عن العامّة الآتي درجها.

(١) ما بين المعكوفين لم ترد في الحجرية والخطية الثانية ، وزيد من الاُولى ، والظاهر هو كتاب : تهذيب الأسماء واللغات للحافظ أبي زكريا محي الدين بن شرف النووي المتوفّى سنة ٦٧٦هـ ; وقد اعتمدته مع غيره في ضبط أسماء وألقاب كتاب تنقيح المقال حيث أُوكل تحقيقه لي.

(٢) جاءت في خطية الكتاب الثانية جملة هنا حذفها قدّس سرّه حين طبع الكتاب ، وهي : كرجال آية الله المحقق الأنصاري ......... من مختصرات الأواخر.

وفي الاُولى منها بعد الأنصاري : ورجال آية الله الشيخ محمد طه نجف .. واشباههما .. والكل قد حذف عند طبع الكتاب من عند المصنف طاب ثراه ، ولعلّه حفظاً لحرمة مؤلّفيها.

أقول : قد اعتمد على كتب ومصادر اُخرى جمـّة ; مثل كتاب نهاية الأرب


وكانت عندي كتب الأخبار المعروفة ، وقد راجعتها ونقلت عنها كثيراً (١).

__________________

والسبائك ، كما صرّح بذلك في ترجمة بشير بن معاوية بن ثور البكائي الحجازي [تنقيح المقال ١/١٧٥ ـ ١٧٦ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ١٢/٣٦٣ برقم (٣١٤٠)] .. وغيرها ، ولا أعلم هل كانت هذه الكتب ملكه أم كان قد استعارها من غيره.

(١) صرّح المرحوم الجدّ طاب ثراه في باب الكنى من تنقيح المقال ٣/١ [الطبعة الحجرية] في ترجمة أبي إسماعيل السرّاج بقوله : .. وعندي نسخة من الكافي مصحّحة جّداً عليها إجازة المجلسي الثاني رحمه الله بخطه الشريف ، وهو طرف المقابلة .. ومثله قاله في الفائدة الأُولى من فوائد الخاتمة.

وقال في ترجمة إسحاق الفزاري (تنقيح المقال الطبعة الحجرية ١/١٢٠ برقم ٧١٥ ، وفي المحققة ٩/١٧٥ ـ ١٧٦ برقم ١٩٩٤) : .. وبعد وجود (الفزاري) في نسخة معتمدة من الكافي عندي ..

وقال في آخر ترجمة : علي بن زياد الصميري [٢ / ٢٩٠ من الطبعة الحجرية] : .. وفي النسخة المطبوعة [أي من الكافي] وان كان الضميري ـ بالضاد المعجمة ، ثم الميم ، ثمّ الياء المثناة من تحت ، ثم الراء والياء ـ ولكن عندي نسخة مقروءة على الفاضل المجلسي عليها الاجازة بخطه الشريف : الصميري ، بالصاد المهملة ثمّ الياء ، ثمّ الميم ، ثمّ الراء.

وقال أيضاً [في ٢/٦٣ من حرف الميم] : الكافي ـ الذي هو أضبط كتب الأخبار ـ في نسخ عديدة منها نسخة مقروءة على الفاضل المجلسي عليها الإجازة بخط يده المباركة .. وقريب منه ـ أيضاً ـ في ترجمة محمّد بن علي الهاشمي (٣/١٦٣ من الطبعة الحجرية).

وقال أيضاً [في ٣/٣٣١ (الطبعة الحجرية) في ترجمة يعقوب الضحّاك] : أقول : قد راجعنا نسخة معتمدة مقررة [كذا ، والظاهر : مقروءة] على الفاضل المجلسي ;


__________________

عليها إجازة بخطه الشريف ، فوجدناها كما نقلنا ..

وقال في تنقيح المقال ١/١٣١ في ترجمة إسماعيل الجبلي برقم ٨٢٨ [الطبعة المحققة ١٠/٣٧ برقم (٢٢٣٢)] : .. عندي من الاستبصار نسخة مصحّحة عليها إجازة السيّد نور الدين ابن عم صاحب المدارك .. وكرر ذكر هذه النسخة في ترجمة حمزة بن الطيار [١/٣٧٥ من الحجرية] ، وقال : .. مصحّحة جداً ومطمأن بها .. وغير ذلك.

ونصّ في ترجمة منبّه أبو وهب [٣/٢٤٦ ـ ٢٤٧ من الطبعة الحجرية] على خصوصيات هذه النسخة ، فقال : ولا يحتمل غلط الناسخ بعد كون إحدى النسخ نسخة صحيحة جدّاً. قابلها السيّد نور الدين بن علي العاملي مع الشيخ شمس الدين محمّد المشتهر بـ : المنجّم ، وإجاز الأوّل للثاني في آخر النسخة ، وصرّح في الإجازة بمقابلة النسخة سماعاً وتحقيقاً وتحريراً وتدقيقاً وتقريراً في أوقات متعدّدة.

وتعرّض في ترجمة عبيد الله بن الحر الجعفي [٢/٢٣٨ من الطبعة الحجرية] إلى استناده إلى رسالة شرح الثار في أحوال المختار لجعفر بن محمّد بن نما ، وكذا إلى كتاب الدّر النظيم لجمال الدين يوسف بن حاتم الفقيه الشامي ، وخزانة الأدب لعبد القادر بن عمر البغدادي ..

وأيضاً فهو ـ طاب رمسه ـ قد اعتمد مثلاً في ترجمة عروة البارقي [تنقيح المقال ٢/٢٥١ من الطبعة الحجرية] على النقل عن صحيح البخاري (طبعة مصر سنة ١٣٠٩) ، وعلى البحر الرائق في شرح كنز الدقائق للشيخ زين الدين ـ الشهير بـ : ابن نجيم ـ محرّر المذهب النعماني (طبعة مصر) ، وكذا على بداية المجتهد ونهاية المقتصد لمحمّد بن أحمد القرضي ، وأيضاً ; إلى منحنى المحتاج في شرح المنهاج للشيخ محمّد الشربيني ..

هذا ; والملاحظ مراجعته طاب ثراه لجملة وافرة من كتب الحديث ومجاميعها ـ وعلى أكثر من نسخة منها ـ كما قاله ـ مثلاً ـ في ترجمة محمّد بن ميمون (تنقيح


الثالث :

إنّي عند تحرير الكتاب كنت ملتزماً بضبط كلّ ما يحتاج إلى الضبط ، ثمّ الإشارة إلى مواضع الضبط فيما سبق ضبطه ، لكنّي في إعادة النظر وإلحاق أسماء أُخر رأيت أنّ الإشارة إلى مواضع الضبط ـ لكثرتها ـ توجب ملأ الأوراق وكبر حجم الكتاب ، فتركت الإشارة إلى مواضع الضبط ، وأبدلت ذلك بوضع الفائدة الأخيرة من فوائد الخاتمة في الإشارة إلى محالّ ضبط الأسماء والألقاب والكنى الواقعة في الكتاب على ترتيب حروف الهجاء ليسهل ذلك لمن رام العثور على الضبط (١).

الرابع :

إنّ جملة من الفوائد التي ذكرها بعض الأواخر(٢) في [فوائ] (٣) المقدمة والخاتمة من كتابه لم أذكرها في هذا الكتاب استغناءً عنها بما شرحته في

__________________

المقال ٣/١٩٤ من الطبعة الحجرية) : .. لكن راجعت بعد مدّة نسختين من كتاب الخرائج مصحّحتين ، فوجدت الخبر فيه مرويّاً عن محمّد بن ميمون .. إلى آخره.

(١) سنرجع للحديث عن هذا الموضوع فيما سنعدّه ـ بإذن الله ـ من معجم لكل الألفاظ التي قام بضبطها رحمه الله ، مع الإشارة إلى محلّها واختلافاتها .. وسيكون ذلك في مجلدات مفردة بعنوان : الضبط من الألفاظ والأسماء والألقاب من موسوعة تنقيح المقال.

(٢) يحتمل أن يكون المراد به هو الميرزا حسين النوري طاب ثراه في خاتمة موسوعته الحديثية الرائعة : مستدرك وسائل الشيعة ، بل نقطع أنّه هو المقصود لقرائن سنذكرها.

(٣) ما بين المعكوفين مزيد من الخطية ، ولا ضرورة فيه.


مقباس الهداية (١).

الخامس :

إني ـ اهتماماً بشأن الكتاب ـ باشرت مقابلته عند الطبع مرّتين بل ثلاثاً بنفسي (٢) ; حذراً من وقوع غلط فيه ; فإنّ كل كتاب ـ سيّما كتب الحديث والرجال ـ إذا ازدادت فيها كلمة أو حرف أو نقصت أو تحرّفت أفسد الأمر ، ولكن في ثلاث كراريس الأُول آخرها صفحة (٤٨)(٣) من فصل الأسماء وقعت أغلاط نشأ بعضها من طبعها قبل إعادة النظر ، وبعضها من عدم المبالغة (٤) ، و [سوف] أطبع أغلاطها في ورقة بين المقدمة والفصل الأول ليسهل تناولها ، وأضع في آخر الكتاب صفحة الصحيح والغلط من صفحة (٤٩)(٥) إلى آخر الكتاب (٦).

__________________

(١) كما صنعه الجزائري في حاوي الأقوال ، وغالب الرجاليين المتأخّرين في مقدّمة كتبهم الرجالية أو خواتيمها ، ممّا سبب خلط كبير بين مسائل علم الدراية والفوائد الرجالية ، وصعوبة التمييز بينهما لاتحاد مصطلحاتهما غالباً ، فلاحظ.

(٢) لذا كانت النسخة المطبوعة هي ملاك تعمير الكتاب وضبطه دون الخطيتين له.

(٣) الظاهر أنّها إلى صفحة (٢٥٩) ، وقد جاء في صفحة : ٢١١ ـ ٢٢٤ من المجلّد الأوّل من الطبعة الحجرية.

(٤) كذا ، وفي الخطية : عدم المبالغة في المبالغة [كذا ، والصحيح : في المقابلة].

(٥) يبدأ جدول الخطأ والصواب من صفحة : ٤٧٤ ـ ٤٧٥ من المجلّد الأوّل من الطبعة الحجرية ، وقد حذف من طبعة أُوفست ، بعد أن صحّح الكتاب ثم صوّر عليه.

(٦) يؤيّد ذلك وجود خط المصنف طاب رمسه على بعض حواشي الكتاب آخرها (صح)


السادس (١) :

إنّ عزمي ـ بحول الله سبحانه وقوّته ـ أنّي إلى الفراغ من طبع الكتاب لا أشتغل بتصنيف كتاب آخر ، بل أشتغل بمراجعة كتب الأصحاب ، فإذا وقفت على اسم لم أترجمه أو ترجمته وفاتني فيه شيء أجعله مستدركاً [و] (٢) أجمع ما استدركه كلّه ، وأجعلها خاتمة الخاتمة إن شاء الله تعالى(٣).

وأشير في نتائج التنقيح إلى كل اسم لم أترجمه في التنقيح ـ وهو النادر ـ بكتابة كلمة (مستدرك)(٤) بين الاسم وبين حكمه (٥).

__________________

أو (منه). أمّا ما كان تحت عنوان : (منه دام ظله) فهو من الناسخ ، وينتهي في الكتاب إلى الجزء الثالث في صفحة : ١٥٨ من حرف الميم وبعدها في صفحة : ١٦٣ من ذلك المجلّد تصبح الحواشي : (منه قدّس سرّه) ، أو (منه رحمه الله) ، حيث كانت وفاته رحمه الله في أوائل اعداد الجزء الثاني من الموسوعة.

وسنرجع إلى بيان نماذج من دقتّه وضبطه في خاتمة مسردنا هذا ; بإذن الله.

(١) لم ترد (السادس) في الخطيّة الاُولى من الكتاب ، وجاء الكلام متصلاً.

(٢) ما بين المعكوفين مزيد من الخطية الاُولى.

(٣) وقد جاءت هذه في المجلّد الثالث من الطبعة الحجرية صفحة : ١٢٠ ـ ١٢٤ آخر باب الكنى.

(٤) اُقحمت كل هذه المستدركات ـ التي جاءت في نتائج التنقيح ـ في أصل الكتاب في محلها المناسب مشيرين إلى ذلك في الحاشية إلى أنّها مستدركة عليه.

(٥) أقول : إلاّ أنّ الأجل لم يف معه رحمه الله حيث لم يسعه الاستدراك إلاّ إلى


السابع (١) :

إنّي عند إعادة النظر في فوائد المقدمة والخاتمة اقتضى الذوق تقديم بعضها على بعض ، وبعد الفراغ وفوت الترتيب السابق ونسياني له التفتّ إلى أنّي في أثناء الكتاب كثيراً ما أحلت أمراً إلى فائدة معيّنة ، وربّما راجع الطالب تلك الفائدة فلم يجد المطلوب فيه فيحتار ، فلزمني [وضع] (٢) فهرس للفوائد والتنبيه على محالّها ، حتى أنّ الطالب إذا لم يجد المطلب في الفائدة المعيّنة يراجع الفهرست ويجد محلّها (٣).

الثامن (٤) :

إنّي في أوائل الكتاب كنت أثبت اسم كلّ صحابي في محلّه الذي يقتضيه ترتيب حروف الهجاء ، ثم إنّي رأيت أنّ [أغلب] (٥) الصحابة ـ لعدم بنائنا على ما عليه العامّة من عدالة جميعهم ـ لا فائدة في عنوان واحد منهم بعد واحد

__________________

حرف الزاي ، وكان ما فيها مجموعاً ضبط نحو (٦٨) كلمة واسم ، وترجمة أو استدراك (٢١) رجلاً.

(١) في الخطية الاُولى من الكتاب : السادس.

(٢) ما بين المعكوفين مزيد من خطية الكتاب الاُولى.

(٣) وسندرجه بعينه فيما سيأتي .. والعبارة هنا تخالف كثيراً مع الخطية ، وإن كان المفاد مقارباً.

(٤) في خطية الكتاب الاولى : السابع.

(٥) ما بين المعكوفتين مزيد من خطية الكتاب الاُولى.


مستقّلاً (١) ، فاقتصرت ـ بعد ذلك ـ على ذكر من تثبت وثاقته أو حسنه منهم في طيّ الأسماء ، واختصرت بتذييل كلّ قسم من الأسماء بذكر المسمّين بذلك الاسم من الصحابة نسقاً بعنوان (التذييل) وبيان جهالتهم .. ولذا كان المرعي في التذييل ترتيب مستقلّ في حروف الهجاء ، إذ لا أبدأ بالتذييل إلاّ بعد الفراغ من المسمّين بذلك الاسم بذكر من أوّل اسم أبيه الياء المثنّاة من تحت مثلاً .. فما قبلها ، وأبدأ في التذييل بمن أوّل اسم أبيه الهمزة فما بعدها ..

ثم إنّ عادة الأصحاب ـ حيث عبّروا عن الأب بالكنية من غير اسم ـ قد جرت على تقديم المصدّرين بالأب على من أوّل اسم أبيه الباء ، وعلى ذلك جرينا نحن [أيضاً](٢) في غير التذييلات ، وأمّا فيها ; فقد جرينا مجرى اُسد الغابة من إلغاء كلمة (أبي) ، ومراعاة ترتيب الحروف في نفس الاسم المذكور بعد كلمة (أبي) بذكر (أبي طالب) بعد (صالح) مثلاً.

التاسع (٣) :

إنّه كان لازم تعيين الصفحات في الفهرست تأخير طبع الفهرست إلى الفراغ من طبع الكتاب ، ولكن حيث اقتضت مصالح شتّى تقديم طبع الفهرست اكتفينا عن ذكر عدد الصفحات بذكر عدد الأسماء في هامش الأسماء

__________________

(١) لم ترد جملة : لا فائدة .. إلى هنا في كلا الخطيتين ، كما لم ترد العبارة إلى : جهالتهم .. في الخطية الأولى.

(٢) ما بين المعكوفين مزيد من الخطية الاُولى للكتاب.

(٣) لم ترد في خطية الاُولى للموسوعة (التاسع) كلاً.


ليهتدي الطالب إلى الاسم سريعاً بتطبيق عدد من في الفهرست مع العدد الذي في هامش التنقيح ، ولكن حيث وقع إلى آخر صفحة (٣٣٦) (١) إختلاف في النمر(٢) التزمنا بوضع (ص) ـ علامة للصفحة ـ فوقها عدد الصفحة التي فيها الاسم من التنقيح بين أعداد الأسماء حتى لا يشتبه الطالب ، وبعد ذلك نقتصر على ثبت عدد الأسماء إن شاء الله تعالى.

واعلم أنّا حيث بدأنا بطبع الكتاب من الفصل ، ثم بعد قرب سنة طبعنا الفهرست والمقدمة ، فلذا ينقطع عدد الصفحة في آخر المقدمة ، ويُعدّ من أوّل الفصل الأوّل عدداً جديداً.

العاشر :

إنّي أرجو من المطالعين في هذا الكتاب أمرين :

أحدهما : إنّهم إذا عثروا على خطأ أو اشتباه يمرّون عليه قلم التعديل

__________________

(١) المقصود هو آخر ترجمة الحسين بن علي الأصفهاني من المجلّد الأوّل من تنقيح المقال في طبعته الأولى ـ إلاّ أنّ هذا قد تدارك في طبعة أوفست ورتّبت الأرقام في المتن ونتائج التنقيح كما هو واضح.

(٢) كنت أحسبها كلمة فارسية ، إلاّ أنّه قد صرّح في بعض كتب اللغة إنّها ايطالية ، وواحدتها : نُمرة ، وهي بمعنى العدد في الترتيب والرقم ، وكذا أعداد الأوجه في دفاتر التجّار ، والأعداد التي يرقّمونها على البضائع لتعرف كيفيتها أو مقاديرها ، بل تراهم يبنون من هذه اللفظة فعلاً فيقولون : نمر الدفاتر .. أي أرقامها .. وبأكثر هذه المعاني تستعمل في اللغة الفارسية.


والإصلاح ، فإنّي وإن بالغت في إتقان أنقالي [كذا] وتصحيحها إلاّ أنّ البشرية لا تحظى في إبراز أثرها من السهو والاشتباه ـ جلّ من لا يشتبه ولا يسهو ـ والرجاء أن لا يبادروا إلى تغليط ما لم يفهمه الطالب وتغييره إلاّ بعد الجزم بالاشتباه ، فإنّي كثيراً ما وجدت من بادر إلى الحكم بغلطية ما لم يفهمه فغلّط الصحيح.

ثانيهما : أن لا يتركوا الدعاء لي حيّاً بالتوفيق وحسن الخاتمة ، وميتاً بالاسترحام والترضي ; لأ نّي تحمّلت في تصنيف هذا الكتاب من التعب ما لا يتحمّله إلاّ العاشق الملحّ ..

وإنّي طول عمري ; وإن لم يكن نصيبي من الدنيا إلاّ التعب في التحرير ، والحرمان من الأُنس والراحة .. إلاّ أنّ تصنيف هذا الكتاب صادف زمان الشيب وضعف القوى الجسمانية .. فأثّر في جسدي ما لو عثرت عليه لأخذتك الرقّة عليّ .. وذلك من فضل الباري على هذا الفقير إليه ..

وما توفيقي إلاّ به .. عليه توكلت وإليه أنيب.

واسأله بفضله وكرمه أن يثبّتني في ديوان المجاهدين في الدين بالقلم ، ويقبل صنيعي هذا ، ويعوّض عن هذا التعب بالراحة الدائمة ، إنّه ذو فضل عظيم .. وكرم جسيم ..

* * *

 



[ثم جاء في صفحة : ٣ ـ ٤ من المجلّد الأوّل ، ما نصّه :]

صورة ما كتبه مدّ ظلّه العالي من الفهرست (١)

بعد الحمد لله ; والصلاة والسلام على أشرف البرية وآله.

فلا يخفى أنّ هذا المجلّد قد تضمّن كتباً ثلاثة :

الأوّل : نتائج التنقيح في تمييز السقيم من الصحيح (٢) ، يتضمّن الأسماء المعنونة في التنقيح مع لُبّ النتيجة بعدها ، وعدد الأسماء قبلها (٣).

والثاني : تنقيح المقال في أحوال الرجال.

والثالث : مقباس الهداية في علم الدراية.

__________________

(١) لاحظ الصورة : رقم (٥) و(٦).

وجاء في الخطية هكذا : وقد تضمن هذا المجلد كتباً ثلاثة ـ بدون الحمد والصلاة ـ.

(٢) ويبدأ من صفحة : ٤ ـ ١٦٩ من المجلّد الأوّل من الطبعة الحجرية ، وسيطبع مستقلاًّ ملحقاً بما جاء في خاتمة الكتاب فيما استدركناه على الكتاب بإذن الله الملك الوهّاب.

(٣) في الخطية : لبّ النتيجة مع عدد الأسماء.


وهذا الثالث قد طبع سابقاً (١) إلاّ أنّه حيث زاد فيه مقداراً وأحال إليه في التنقيح كثيراً لزم طبعه معه خوفاً من أن يكون مريد الرجوع إليه في موارد إحالة أمر إليه فاقداً له ، فلا يصفو [له] (٢) ما يريد.

وكتاب التنقيح ستّ مجلّدات (٣) ، وقد تضمّن :

مقـدمـةً

وفصولاً

وخاتمـةً

المجلّد الأوّل : في المقدمة.

وقد تضمّنت الكلام في مقامات أربعة :

الأوّل : في تعريف علم الرجال.

والثاني : في موضوعه.

__________________

(١) لنا بحث مستوفى عن هذا الكتاب في ضمن درج مصنفات المصنف قدّس سرّه في ما استدركناه على مخزن المعاني ٠/١٥٨ ـ ١٩٢ ، وكذا في مقدمة مدخل مقباس الهداية ١/١٩ ـ ٢٧ [الطبعة المحقّقة الأُولى] ، فلا نعيد ، وقد منَّ الله على عبده أن وفقني لتحقيقه وطبعه في أربع مجلّدات مع فهارس له ، ثم استدركت عليه في مجلّدين واعددت له مجلّداً سابعاً نتائج كل ما فيه من مصطلحات وعناوين .. ثم جددت صفّه مستدركاً على جميع أبوابه وفصوله ومستدركاته ونتائجه بعد أن قابلت متنه على ما حصلت عليه من النسخة الخطية بخط المؤلف طاب رمسه للطبعة الأُولى.

(٢) الزيادة من الخطية.

(٣) طبعت في ثلاث مجلّدات كما لا يخفى ، وهذه التجزءة قد اختلّت عملاً ، فلاحظ.


والثالث : في فائدته ، ووجه الحاجة إليه ، وما يتعلّق به.

والرابع : في فوائد يلزم بيانها (١).

وفهرستها على ما يسطر (٢) :

الفائدة الأولى :

في بيان كيفية الرجوع إلى كتب الرجال لإخراج أسامي رجال السند وتحصيل أحوالهم.

الفائدة الثانية :

في مواليد النبي صلّى الله عليه وآله والأئمة ووفياتهم صلوات الله عليه وعليهم أجمعين [وأسمائهم ، وكناهم ، وألقابهم] (٣).

الفائدة الثالثة :

في بيان الرموز المستعملة في كتب الرجال (٤) ، وبيان فساد استعمالها ،

__________________

(١) سلف أن ذكر سبب ذكره لهذا الفهرست في ما نبّه عليه في ديباجة كتابه ، حيث قال السابع : إنّي عند إعادة النظر في فوائد المقدمة والخاتمة اقتضى الذوق تقديم بعضها على بعض ، وبعد الفراغ وفوت الترتيب السابق ونسياني له التفتّ إلى أنّي في أثناء الكتاب كثيراً ما أحلت أمراً إلى فائدة معيّنة ، وربّما راجع الطالب تلك الفائدة فلم يجد المطلوب فيه فيحتار ، فلزمني فهرس للفوائد والتنبيه على محالّها ، حتى أنّ الطالب إذا لم يجد المطلب في الفائدة المعيّنة يراجع الفهرست ويجد محلّها.

(٢) جاء في الخطية : فوائد متفرقة وفهرسها على ما يسطر ..

(٣) الزيادة من متن الكتاب.

(٤) وهي أعمّ ممّا كان منها رمزاً لأصحاب أهل البيت عليهم السلام ، أو


وبيان مسلك ابن داود في رمز (لم).

الفائدة الرابعة :

في غناء المشايخ الثلاثة وأشباههم ـ بل جميع مشايخ (١) الإجازة ـ عن التنصيص بالتوثيق في حقّهم .. وفي ذيله بيان المراد بـ : (شيخ الإجازة) ، والفرق بينه وبين (شيخ الرواية).

الفائدة الخامسة :

في بيان المراد بقولهم في حقّ جمع من رجالنا : (يعرف حديثه وينكر) وقولهم : (يعرف تارة وينكر اُخرى).

الفائدة السادسة :

في بيان عدم الوثوق بما في الكتب الفقهية الاستدلالية المختصرة والمطوّلة (٢) من القدح في الرجال.

الفائدة السابعة :

في الكلام في روايات الفطحية والواقفية وكفاية الاستقامة أخيراً ، وسكوته عن إخباره حال استقامته في قبولها (٣).

__________________

لهم صلوات الله عليهم ، وكذا رموزاً لجملة من مصنّفي الأخبار والرجال ، ورموزاً لكتب الرجال ، وقد أشبعنا البحث عنه هناك ، وفي كتابنا : معجم الرموز والإشارات .. فراجع.

(١) في الخطية : وأشباههم ومشايخ ..

(٢) في الخطية : والمفصلة ، بدلاً من : المطولة.

(٣) من قوله : وكفاية .. إلى هنا لا توجد في الخطية.


وتذييل ; يتضمّن بيان أنّ الفطحية أقرب المذاهب الفاسدة إلى الحق.

الفائدة الثامنة :

في دفع التنافي بين ذكر الشيخ (١) رحمه الله في رجاله رجلاً واحداً تارة من أصحاب أحد الأئمة عليهم السلام وأخرى في باب من لم يرو عنهم.

الفائدة التاسعة :

في دفع (٢) التنافي بين ذكر الشيخ رحمه الله في رجاله رجلاً واحداً تارة من أصحاب أحد الأئمة عليهم السلام وتوثيقة إيّاه ، وأخرى في باب أصحاب إمام آخر وسكوته في حقّه أو تضعيفه إيّاه.

الفائدة العاشرة :

في لزوم الاهتمام في ضبط الأسماء والألقاب حتى لا يشتبه رجل بآخر.

الفائدة الحادية عشرة :

في الإشارة إلى عدّة من (٣) أصحاب الجرح والتعديل من القدماء.

الفائدة الثانية عشرة :

في تفسير عدّة ألفاظ دائرة على ألسنتهم وأقلامهم ; كـ : شرطة الخميس ، والحواريين ، والزهّاد الثمانية ، والتابعين ، والفقهاء ، والسابقين الأولين (٤) ،

__________________

(١) جاء في الخطية : في رفع الإشكال عن عدّ الشيخ ..

(٢) في الخطيّة : رفع ، بدلاً من : دفع.

(٣) لا توجد في الخطية : عدة من.

(٤) لا توجد : الأوليين ، في الحجرية.


والأركان الأربعة ، وثقات أمير المؤمنين عليه السلام ، وأصفيائه [عليه السلام] ، والباقين على منهاج نبيّهم [صلوات الله عليه وآله] من غير تغيير ولا تبديل ، والسفراء الأربعة ، ومدّعين السفارة كذباً ، والاثني عشر والسبعين المبايعين للرسول الأمين صلّى الله عليه وآله ، والاثني عشر منافقاً من الصحابة ، والاثني عشر من الصحابة الذين أنكروا على أبي بكر في غصبه الخلافة ..

الفائدة الثالثة عشرة :

في تنقيح عدم جواز اعتماد المجتهد على تصحيح الغير مع إمكان مباشرته للتصحيح (١).

الفائدة الرابعة عشرة :

في إبطال ما زعمه جمع من [جهّال] (٢) الأخباريّين من كون تنويع الأخبار من العلاّمة أو أستاده ابن طاوس قدّس سرهما .. وكونه بدعة!

الفائدة الخامسة عشرة :

في لزوم الاهتمام في تمييز الرجال المشتركين المختلفين وثاقةً وضعفاً .. وكيفية ذلك وأسبابه.

الفائدة السادسة عشرة :

في بيان خطأ البناء على اتحاد رجلين بمجرّد اشتراكهما في الاسم ، أو

__________________

(١) كذا في الخطية ، وفي الحجرية : التصحيح.

(٢) الزيادة من الخطية.


الوصف [أو الكنية ، أو اللقب فقط] (١).

الفائدة السابعة عشرة :

في حكم الرجوع إلى أهل التواريخ والسير من العامة وغيرهم من أهل المذاهب الفاسدة فيما يرجع إلى أحوال الرجال ، وفي ذيله الإشارة إلى ما ارتكبوه في كتب رجال العامة من إعمال التعصّب وجعل التشيّع موجباً للضعف مطلقاً أو في الجملة ..!

الفائدة الثامنة عشرة :

في أنّ وصف خبير بأحوال الرجال حديثاً بالصحة المصطلحة (٢) شهادة منه بوثاقة رجال السند.

الفائدة التاسعة عشرة :

في بيان مرادهم بقولهم (٣) : (ثقة) ، وكشف سكوت النجاشي والشيخ عن الغمز في مذهب الرجل عن كونه إمامياً. وتذييله ببيان النكتة في إرداف قولهم : (ثقة) في بعض الرجال ، بقولهم : (صدوق) مع استلزام العدالة الصدق.

الفائدة العشرون :

في حجية الخبر الموثق وبيان عدم اجتماع فساد العقيدة مع العدالة.

__________________

(١) الزيادة من متن الفوائد الرجالية.

(٢) لاتوجد : المصطلحة في الخطية.

(٣) في الخطية : بكلمة ، بدلاً من : بقولهم ..


الفائدة الحادية والعشرون :

في لزوم التدقيق في الجرح كالتدقيق في التعديل ، وخطأ ما جروا عليه من المسامحة في الأوّل والتدقيق في الثاني ، وعدم قدح الخطأ في فروع الأصول في العدالة.

الفائدة الثانية والعشرون :

في نقل عدّة عبائر(١) للشيخ المفيد رحمه الله تفيد توثيق جمع من أصحاب الباقرين والكاظم عليهم السلام.

الفائدة الثالثة والعشرون :

في ردّ ما تداوله جمع من الأواخر من المبادرة إلى الحكم بإرسال الرواية بمجرّد رواية راو عن آخر بغير واسطة لمجرّد غلبة روايته عنه بواسطة.

الفائدة الرابعة والعشرون :

في جملة أمور يستفاد منها وثاقة الراوي.

الفائدة الخامسة والعشرون :

في عدم صحّة ما صدر من جمع من نسبة الغلوّ إلى جمع (٢) من الرواة ، وكذا الوقف.

__________________

(١) كذا ، والظاهر : عبارات.

(٢) في الخطية : جملة ، بدلاً من : جمع.


الفائدة السادسة والعشرون :

في أنّ من ثبتت عدالته أو حسن حاله لا يناقش في حاله بالحرمان من حضور وقعة الطفّ ما لم يعلم وجه عدم حضوره (١).

الفائدة السابعة والعشرون :

في عدم كون الخروج بالسيف من أولاد الأئمة عليهم السلام على إطلاقه دليل فسقهم (٢) ، وأنّ خروجهم قسمان : قسم يوجب الفسق ، وقسم آخر لا يوجبه ، وبذيله حكم خروج من خرج معهم من أصحاب الأئمة عليهم السلام.

الفائدة الثامنة والعشرون :

في أنّ صحبة النبي صلّى الله عليه وآله بمجرّدها لا تثبت عدالة من اتّصف بها (٣) ، بل حال المتصف بها في خبره حال غيره ، وفي ذيلها حال أهل بيعة الرضوان (٤).

الفائدة التاسعة والعشرون :

في حكم ما إذا دلّت الأخبار على عدالة رجل أو حسن حاله وقد جرحه علماء الرجال.

__________________

(١) لم يرد في الخطيّة ذيل الكلام : ما لم .. إلى آخره.

(٢) كذا في الخطية ، وفي الحجرية : الفسق.

(٣) في الحجرية : لا تستلزم عدالة المتصف بها.

(٤) لم يرد الذيل في الخطية : وفي ذيلها .. إلى آخره.


الفائدة الثلاثون :

في فوائد مختصرة متفرقة :

إحداها : كفاية استقامة الرجل قبل موته بمقدار واعتداله في الاعتماد على حديثه.

الثانية : عدم كون رواية الرجل ما يستلزم وثاقته أو مدحه من باب الشهادة للنفس حتّى تُردّ لذلك روايته تلك.

الثالثة : في بيان مسلك العلاّمة في الخلاصة وابن داود في رجاله.

الرابعة : تأخّر زمان المحقّق الشيخ محمّد عن زمان الفاضل الجزائري ، وكون الأوّل متلقّياً من الثاني جملة من المطالب (١).

__________________

) قال طاب رمسه في خاتمة مقباس الهداية ٤/٣٧ ـ ٣٩ ذيل ترجمة الشيخ عبدالنبي الجزائري برقم (٢٧) [الطبعة الاُولى المحققة] ما نصه :

فائدة :

كثيراً ما تجد مطلباً واحداً في الحاوي وحواشي المحقق الشيخ محمّد نجل الشهيد الثاني رحمه الله على المنهج من دون تغيير للعبارة ; على نحو يقطع الناظر بأخذ أحدهما من الآخر.

ثم قال : وزعم بعض الفضلاء أخذ الفاضل الجزائري ذلك من الشيخ محمّد ، وهو ناش من عدم التعمّق في تاريخهما ; فإنّ الشيخ محمّداً من تلامذة الميرزا


الخامسة : [في] حال توثيقات ابن نمير.

السادسة : في بيان طريقة (١) الشيخ رحمه الله في رجاله.

السابعة : في نقل كلام الشيخ الحرّ العاملي ; الباني على توثيق الأربعة آلاف أصحاب الصادق عليه السلام .. وردّه.

[الثامنة : نقل كلام العلاّمة المجلسي رحمه الله في أنّ جلّ تعبير العامة عن الإمام جعفر بن محمّد عليهما السلام هو : الصادق .. ومناقشة ذلك.

التاسعة : المقصود من وصف بعض الرجاليّين للرجل بـ : (المعدل).

العاشرة : كانت العرب تنسب قديماً إلى القبائل وبعد توطّنها المدن والقرى نسبت إليها وضاعت الأنساب ..] (٢).

هذا هو فهرس مقدمة الكتاب.

__________________

صاحب المنهج ـ كما عبرّ في حواشيه كثيراً عنه بـ : الأُستاد ـ بل نفس تعليقه على المنهج يكشف عن تأخّره عنه ولو رتبة ، والميرزا من علماء ما بعد الألف ; لأنّ تاريخ ختم المنهج سنة ألف وست وثمانين ، والجزائري زمانه قبل ذلك ، فقد فرغ من كتاب المبسوط في الإمامة سنة ألف وثلاث عشرة ، ولأ نّه من تلامذة الشيخ علي بن عبدالعالي الكركي ـ أُستاذ الشهيد الثاني رحمه الله ـ الذي هو جدّ الشيخ محمّد المذكور ..

فظهر أنّ الشيخ محمّداً متلقّي من الفاضل الجزائري دون العكس.

(١) في الخطية : سيرة .. بدلاً من : طريقة.

(٢) ما بين المعقوفين ممّا أضفته على متن المصنف طاب رمسه ، حيث جاء في فوائده الرجالية ، وسقط من قلمه الشريف هنا عند الفهرست ، ولم يرد في الخطية أيضاً ، ولعل هذه الفوائد الثلاث ألحقها بعد ما فهرس الفوائد ، فتدبر.


[ثم قال طاب رمسه :]

الفصل الأوّل :

في الأسماء ;

يتضمّن :

الجلّدان (١) من الكتاب : من حرف الهمزة إلى آخر حرف الجيم (٢).

والمجلّد الثالث : من حرف الحاء إلى آخر باب الزاي (٣).

والمجلّد الرابع : من أوّل باب السين إلى آخر باب الغين (٤).

والمجلّد الخامس : من أوّل باب الفاء إلى آخر الفصل (٥).

__________________

(١) كذا في الخطية ، وفي الحجرية ; المجلد الثاني .. ولا يتم ، حيث لم يذكر المجلد الأوّل وما فيه.

(٢) وقد جاء ضمن المجلّد الأوّل من الطبعة الحجرية ، من صفحة : ١ إلى صفحة : ٣٤١ مع إضافته القسم الأوّل من المجلّد الأول .. وسبق إنّ قلنا : إنّ هذا التقسيم قد اختلّ عند طبع الكتاب كما هو واضح.

(٣) يبدأ من صفحة : ٢٤١ إلى صفحة : ٤٧٤ من المجلّد الأوّل ، وعليه ; فالمجلّد الأوّل والثاني والثالث جميعاً أصبحت مجلّداً واحداً من المطبوع.

(٤) وهو في المجلّد الثاني المطبوع من صفحة : ٢ إلى صفحة : ٣٦٨.

(٥) لقد أُضيفت له (٩٦) صفحة من حرف الفاء والقاف والكاف واللام وبعض الميم.

أقول : ما ذكر تقسيماً للمجلدات في الخطية غير هذا ، حيث قال رحمه الله هناك : والمجلّد الثالث : من حرف الحاء إلى آخر باب الظاء.


المجلّد السادس : في :

الفصل الثاني :

في الكنى (١).

والفصل الثالث :

في الألقاب.

والفصل الرابع :

في أسماء النساء.

وخاتمة الكتاب :

وهي تتضمّن فوائد عشر (٢) :

الأوّل (٣) : في بيان مسلك الكليني رحمه الله في الكافي ، ومراده بـ : العدّة()في أوّل السند.

__________________

والمجلّد الرابع : من أول العين إلى آخر اللام.

والمجلّد الخامس : من أول الميم إلى آخر الفصل.

(١) يبدأ المجلّد الثالث من التنقيح بما تبقّى من حرف الميم ، ويبدأ أوله بـ : محمّد الجواني ، مع إضافة باب الكنى والألقاب والنساء والخاتمة كلّها في هذا المجلّد المطبوع .. وعليه فقد اختلّ بذلك كل ما قد قسّم هنا كما قلنا.

(٢) لم ترد (عشر) في الخطية.

(٣) كذا ، والظاهر : الأولى ، بحكم السياق والإرجاع. وفي الخطية : الفائدة الاُولى.

(٤) خط على العدة في الخطية ، وكتب محلها : بعدة من أصحابنا.


[الفائدة] (١) الثانية : في بيان مسلك الشيخ الطوسي رحمه الله ، وأمور تتعلّق به من بيان حال طرقه ، وذكر مشايخه وتلامذته ، ومراده بـ : العدّة أحياناً (٢).

[الفائدة] الثالثة : في ذكر مسلك الصدوق وبيان حكم طرقه.

[الفائدة] الرابعة : في بيان مشايخ الصدوق رحمه الله.

[الفائدة] الخامسة : في بيان رجال الشيخ المفيد رحمه الله الذين يروي عنهم.

[الفائدة] السادسة : في تعداد مشايخ النجاشي رحمه الله وما يتعلّق بذلك.

[الفائدة] السابعة : في بيان المراد بـ : محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان .. الواقع كثيراً في صدر السند في كلام الكليني والكشي رحمهما الله ، وأ نّه أيّ الثلاثة عشر رجلاً المسمّين بهذا الاسم؟!

[الفائدة] الثامنة : في بيان المراد بـ : علي بن محمّد .. الواقع في صدر جملة من أسانيد الكليني رحمه الله.

[الفائدة] التاسعة : في فوائد متفرقة ملتقطة من كلمات الأساتيد.

[الفائدة] العاشرة : في فهرس ما ضبطته في هذا الكتاب من الأسماء والألقاب والكنى ، ليسهل تناول الضبط لمن أراد معرفة محل الضبط (٣).

__________________

(١) ما بين المعكوفين وما بعده مزيد من الخطية الأصل.

(٢) في الخطية ومراده بـ : عدة من أصحابنا ..

(٣) إلى هنا ما حصلنا على خطيته ضمن أوراق متناثره ، وسيأتي بعضها ، وعليها طبقنا ، وأثبتنا ما بينهما من فروق.


[ثمّ أورد رحمه الله :]

خاتمة الخاتمة

في جملة أسماء ومطالب مستدركة بعد طبع ما فات محلّه (١)

[ثم ذكر في الصفحة الرابعة من الطبعة الحجرية من المجلّد الأوّل ـ بعد ما سلف مقدمة لنتائج التنقيح ـ : فقال (٢)] :

__________________

(١) أقول مكرراً : لقد طبع الكتاب في ثلاث مجلّدات ـ لا ستة ـ ويبدأ المجلّد الأوّل بديباجة ، ثم التنبيهات العشرة ، ثم الفوائد الرجالية التي تعدّ مقدمة .. وقد فصّلنا المجلّدات كلاًّ ، فلاحظها.

(٢) لاحظ الصورة : رقم (٧).



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العباد ، والصلاة والسلام على أفصح

من نطق بالضاد ، وآله المعصومين الأمجاد ..

وبعد ;

فيقول العبد الفاني

عبد الله المامقاني

عفى الله عن جرائمه ، وأعطى كتابه بيمينه :

إنّه لمّا منَّ الله سبحانه على هذا الفقير بالفراغ من كتاب :

تنقيح المقال في أحوال الرجال (١)

رأيت أنّه لسعته ربّما يصعب وجدان اسم فيه ، وأنّ المستعجل في استعلام حال سند لا يستفيد به (٢) ، فأحببت أن أحرّر فهرساً على ترتيب الأسماء التي ترجمتها في ذلك الكتاب مع تعيين عدد الأسماء قبلها وحالهم بعدها ليكون

__________________

(١) كذا ، والمعروف : علم الرجال.

(٢) كذا ، والظاهر : منه.


مرجعاً تارة للذي يريد وجدان اسم رجل في ذلك الكتاب بسهولة ، بتطبيق عدد الاسم الموجود هنا بالعدد الذي في هامش التنقيح ، واُخرى للذي يريد استعلام حال سند رواية معجّلاً بملاحظة ما أحرّره من حال الرجل ، وأذيّل ذلك ببيان حال طريق الصدوق والشيخ إلى الرجال ، ومراد الكليني بـ : العدّة ; ليستعلم حال الطريق بسهولة (١).

وإذا ذكرنا في التنقيح عدّة أسماء من الصحابة ـ أجملنا الكلام فيهم ـ ذكرنا تلك الأسماء هنا تحت عنوان (التذييل) وكتبنا عددها وطرحنا في التنقيح مقدار عددها ، وذكرنا في هامش الاسم اللاحق ما بعد المقدار المطروح حتى يتطابق العددان ، فلو أجملنا في ذيل الاسم الخامس والعشرين مثلاً الكلام في خمسة بدأنا في عدد العنوان المتأخّر من الواحد والثلاثين .. وهكذا ، وإذا ذكرنا هنا اسماً لم نعنونه في الكتاب واستدركناه في خاتمة الخاتمة أثبتنا بين الاسم وبين حال المسمّى كلمة (مستدرك).

واعلم أنّي عقيب أسماء جملة من العلماء الإماميّين أثبت ما عثرت في حاله على تنصيص خبير به من كلمة (عالم) أو (فاضل) أو (فقيه) أو (محدث) .. أو نحو ذلك إيذاناً بكونه من العلماء(٢) ، وحكم ما لم يتضمّن كلمة

__________________

(١) ما ذكره في ذيل كلامه طاب رمسه وعلى مقامه لم يدرجه في نتائجه ، بل أحال ذكر ذاك إلى خاتمة كتابه كما ستلاحظ ذلك حينذاك.

(٢) قال طاب رمسه في تنقيح المقال في ترجمة الشهيد الثاني رحمه الله (زين الدين بن


(ثقة) هو الحسن ، لكون ما أذكره مدحاً مدرجاً له في الحسان بعد وضوح كونه إماميّاً.

وقد سمّيت هذا الفهرست بـ :

نتائج التنقيح في تمييز السقيم من الصحيح

وأسأل الله سبحانه التوفيق في الفراغ من طبع الكتاب بجاه محمّد وآله الأطياب عليهم صلوات الله الملك الوهاب (١).

[ثم ادرج فهرست نتائج التنقيح من صفحة : ٤ إلى صفحة : ١٦٩].

 __________________

علي بن أحمد) [١/٤٧٢ ـ ٤٧٣ من الطبعة الحجرية] : .. ووضع كتابنا هذا وإن لم يكن

لشرح تراجم العلماء ، بل تراجم الرجال خاصة ، إلاّ أنّ أمثال هذا الشيخ يذكر شطر من حالهم تيمّناً ..

وقال أيضاً في [٣/٣٢٤ من الطبعة الحجرية] في ترجمة الشيخ يوسف بن أحمد البحراني صاحب الحدائق : لا يخفى عليك أنّ وضع كتابنا وإن لم يكن على التعرّض لتراجم العلماء ، بل على التعرّض لحال رواة الأحاديث ، ورجال الأسانيد إلاّ أنـّا حيث التزمنا بذكر كل ما في كتب الرجال ـ وقد ترجم الحائري الرجل ـ نقتصر على نقل ما ذكره هو رحمه الله بطوله .. إلى آخره.

(١) إلى هنا كلامه طاب رمسه ، وسنطبع هذه النتائج مستقلاً ونستدرك عليها ما أضفناه على الموسوعة مستدركاً من الرجال ، ولذا لم نذكر ديباجته هنا.


[ثم قال (١) ـ ما نصّه ـ :]

لا يخفى (٢) أنّ الرجال المذكورين في هذا الفهرست إلى هنا :

الثقات منهم : ١٣٢٨ تقريباً

والحسان منهم : ١٦٦٥ تقريباً

والموثقين منهم : ٤٦ تقريباً

الجمع : ٣٠٣٩

والباقون (٣) ما بين ضعيف ومجهول ومهمل ، وقلّة الموثقين من جهة أنّا أثبتنا إماميّة جمع كثير ممّن رمُي بالانحراف عن مذهبنا فأندرجوا لذلك في الثقات أو الحسان.

* ثم لا يخفى أنّ المترجمين في هذا الكتاب من شهداء الطفّ نيف ومائة ، وهؤلاء الذين استشهدوا بالطفّ غير جماعة كثيرة استشهدوا في سبيل الحسين عليه السلام قبله أو بعده.

* ثم لا يخفى أنا لم نطبع فهرس الكنى والألقاب والنساء لقلّة فائدته ، وإن ساعدنا التوفيق لطبع هذا الفهرست مستقلاً طبعنا معه فهرس الكنى والألقاب

__________________

(١) تنقيح المقال ١/١٦٩ [الطبعة الحجرية ، ذيل نتائج التنقيح].

(٢) لاحظ : الصورة رقم (٨) وهي الصفحة (١٦٩) من أصل الكتاب في مجلّده الأوّل.

(٣) وهم بحسب ما جاء بترقيم (نتائج التنقيح) هو (١٠٣٢٦) ، حيث كان المجموع

فيه هو (١٣٣٦٥).


والنساء إن شاء الله تعالى (١).

ثم اعلم أنّا قد ذكرنا المراد بالاصطلاحات مشروحاً في مقباس الهداية ، ولكن أجمل لك هنا المراد ببعض الاصطلاحات الجارية في هذا الفهرست :

فالثقة : من كان إماميّاً عدلاً ضابطاً (٢).

والموثق : من كان غير إمامي عدلاً في مذهبه (٣).

والحسن : من كان إماميّاً ممدوحاً بمدح لا يبلغ درجة الوثاقة (٤).

والضعيف : من لم يثبت كونه إماميّاً ولا كونه ثقة وإن كان ممدوحاً (٥).

والمجهول : من لم يتبيّن حاله مع تعرّضهم له في كتب الرجال (٦).

والمهمل : من لم يكن له ذكر في كتب الرجال (٧) ; فإن استفدنا من القرائن وثاقته قلنا : مهمل ثقة ، وإن استفدنا حسنه قلنا : مهمل حسن.

__________________

(١) وهذا ممّا لم يوفّق له رضوان الله عليه ; حيث لم يمهله الأجل ، وسنستدركه إن شاء الله في محلّه وندرج له فهرستاً تفصيليّاً.

(٢) لاحظ : مقباس الهداية في علم الدراية ٢/١٤٧ ، و ١٥٦ ، و ١٥٩ [الطبعة المحققة الأُولى] .. وموارد اُخرى.

(٣) انظر : مقباس الهداية ١/١٦٨ ـ ١٦٩ ، ولاحظ ٥/١٢٧.

(٤) انظر : مقباس الهداية ١/١٦٠ ـ ١٦٢ ، و ١٧٢ ، ولاحظ ٥/١١٩ ـ ١٢٠ ، و ٢٤٩ و ٦/١٤٦.

(٤) وفيه تعاريف أُخر لاحظها في الموسوعة الدرائية مقباس الهداية ١/١٧٧ ـ ١٧٨ ، وكذا في ٢/٢٩٦ ـ ٢٩٧ ، و ٥/٩٢ و ١٣٩ ـ ١٤٠ ، و٦/٢٠٢.

(٦) مقباس الهداية ٢/١٣٠ ، ولاحظ ٦/١٤ ـ ١٦.

(٧) لاحظ : مقباس الهداية ١/٣٩٧ [الطبعة المحققة الأُولى].


ثم لا يخفى عليك أنّ كلّ من ذكرنا بعد عنوانه أنّه : عالم ، أو : فاضل ، أو : صالح ، أو .. نحو ذلك فهو إمامي ويكون الوصف المذكور مدحاً له ، فيندرج في الحسان.

وإنّما عبّرنا بالأوصاف ولم نقل إنـّه : حسن .. متابعة لمنتجب الدين ونحوه ممّن عادته ذكر الأوصاف المادحة ، ومن نسبنا توثيقه أو حسنه إلى شخص خاص فليس غرضنا التأمل في وثاقته أو حسنه ـ لأنّ قول العدل من أهل الخبرة حجة ـ بل غرضنا انحصار من وثّق أو حسّن في المذكور اسمه.

* * *


[ثم تعرّض إلى جدول الخطأ والصواب صفحة : ١٦٩ ـ ١٧٠ ، وقال في أوّله] : ..

ثم لا يخفى أنّ ـ بالرغم من اجتهادنا في التصحيح ـ قد وقعت أغلاط نادرة غير مخلّة غالباً ، جملة منها مطبعية ، ولذا كتبنا ما يميّز الصحيح من الغلط (١).

__________________

(١) يقصد بهذا جدول الخطأ والصواب.

لاحظ الصورة رقم (٩).



[ثم قال (١) ـ بعد كل ما مرّ من المقدمة ، والفوائد ، والفهرس ، ونتائج التنقيح ، وجدول الخطأ والصواب ـ ما يلي(٢) :]

هذه فوائد تنسب إلى المرحوم المغفور

الساكن في دار غبطة وسرور

الشيخ البهائي

قدّس الله نفسه الزكية

فائدة (٣) :

قد يعترض (٤) على العلاّمة بأ نّه اعتمد على توثيق أبي العباس للحكم بن حكيم (٥) تبعاً للنجاشي(٦) ، وعدّ حديث (حكم) في الصحيح ، وأبو العباس

__________________

(١) تنقيح المقال ١/١٧٠ ـ ١٧١ [الطبعة الحجرية].

(٢) لاحظ : الصورة رقم (٩) و(١٠).

(٣) سيكرر هذا المطلب في آخر المجلّد الأوّل من التنقيح ، ذيل عنوان فوائد (صفحة : ٤٧٤ من الطبعة الحجرية) وبشكل آخر ، ثم يناقشه وينقده.

(٤) الظاهر أنّ أوّل من اعترض هو شيخنا البهائي رحمه الله في حواشيه على مشرق الشمسين : ٤٧ [الطبعة الحجرية] ، بعد تصحيح رواية هو فيها ..

(٥) الخلاصة للعلاّمة الحلّي : ٨٧ برقم ٢٤٩.

(٦) قال النجاشي في رجاله ١/٣٢٩ برقم ٣٥١ طبعة بيروت [وفي طبعة الهند : ٩٩ ، وطبعة جماعة المدرسين : ١٣٧ برقم (٣٥٣)] : حكم بن حكيم أبو خلاد الصيرفي كوفي ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله عليه السلام ، ذكر ذلك أبو العباس في كتاب


مشترك بين اثنين من علماء الرجال (١) :

__________________

الرجال ، له كتاب.

وفيه : أنّه لا يعلم هل ذكر أبو العباس أنّ روايته عن أبي عبدالله عليه السلام أو حكم بوثاقته .. كلُّ محتمل ، وعلى الأخير أقوى ، فتدبر.

(١) تعرّض المصنف طاب ثراه لهذا الموضوع في أكثر من مورد في موسوعته الرجالية ، منها في ترجمة الرجلين ، وكذا في ذيل ترجمة : حماد بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزاري العرزمي ..

لاحظ : تنقيح المقال ١/٣٦٥ (من الطبعة الحجرية) ، وتكملة الرجال ١/٣٥٧ ـ ٣٥٨ .. وغيرهما.

أقول : هذه مسألة خلافية أيضاً ـ أعني اشتراك أبي العباس بين ابن عقدة وابن نوح .. وأيهما مراداً ـ حيث كثيراً ما جاء ذكره في التراجم وفي كلام الشيخ النجاشي رحمه الله.

فقد ذهب جمع من الأعلام إلى أنّه مشترك غير معلوم ; مثل الشيخ البهائي ، والشيخ محمّد السبط ، والتفريشي في نقد الرجال باب الكنى : ٣٩١ [من الطبعة الحجرية ، وفي المحققة ٥/١٧٦ ـ ١٧٨] .. وغيرهم. أعلى الله مقامهم.

قال الأخير : أحمد بن محمّد بن سعيد المشهور بـ : ابن عقدة ، وأحمد بن علي بن العباس المشهور بـ : ابن نوح.

ثم قال : وفي الأخيرين أشهر.

وذهب الأكثر ـ ومنهم : المجلسي والكاظمي .. وغيرهما ـ إلى أنّ إن أُطلق أُريد به : ابن عقدة ، وإذا أريد به ابن نوح قيّده.

قال الكاظمي في التكملة ١/٣٥٨ : .. قضى بهذا التتبّع.

ثم قال : وقد تقدّم في ترجمة حفص بن سوقة ما يؤيّده ، وسيأتي في ترجمة الربيع


__________________

ابن زكريا وترجمة زريق بن الزبير ..

ثم قال : وقد ورد في ترجمة عبدالملك بن عتبة : أبو العباس مقيّداً بـ : ابن سعيد ، كما ورد مقيّداً بـ : ابن نوح .. فالاشتراك قوي.

وقيل : يراد منه ابن عقدة ; لأ نّه لم يطلق ذلك إلاّ عليه.

وقيل : إنّ المراد من أبي العباس ـ الذي يعوّل النجاشي عليه ـ ليس إلاّ ابن عقدة خاصة ، فعليه يكون الاشتراك في غير النجاشي.

وهذا ما يظهر من أكثر من واحد ، وفي أكثر من موضع من كتاب تهذيب المقال ـ ١/٢٩٢ ـ ٢٩٥ ، و ٣/٨١ .. وغيرهما ـ وغيره.

أقول : لقد اختلف مراد النجاشي من قوله كثرة من التراجم : ذكره أبو العباس .. هل هو ابن عقدة أم ابن نوح؟ وقد قيل : بالأول ; لأ نّه يطلق ذلك إلاّ فيه.

وقالوا : لأ نّه الأسبق ، والمشترك ينصرف إلى الأول ، كما في ربيع وجمادى والمحقق والشهيد ..

وهذا غريب ، مع أنّه هنا اشتراك لفظي ولا جامع بينهما إلاّ الاشتراك ، ولا معنى لقياس أحدهما على الآخر.

بل لم نجد مورداً واحداً أُريد بأبي العباس : ابن نوح من دون قرينة ، ويقول : ذكر ذلك ابن نوح .. ولا يقول : ذكر ذلك ابن عقدة.

ولعلّ الشاهد على ذلك هو قول النجاشي في ترجمة حفص بن سوقة من رجاله : ١٣٥ ـ ١٣٦ برقم (٣٤٨) [من طبعة جماعة المدرسين ، وفي طبعة بيروت ١/٣٢٦ ـ ٣٢٧ برقم (٣٤٦)] : .. ذكره أبو العباس بن نوح في رجالهما .. أي في رجال الإمام الصادق والكاظم عليهما السلام.

لكنّ الشيخ الوالد حفظه الله استظهر وجود الواو هنا بين الكنية وابن نوح ..


أحدهما : أحمد بن نوح ; الثقة الإمامي

والآخر : ابن عقدة (١) ; وهو ـ وإن كان ثقة ـ كما نصّ عليه في (ست) (٢) و(جش) (٣) [أي فهرست الشيخ ورجال النجاشي رحمهما الله] إلاّ أنّه زيدي فلا اعتماد على توثيقه وجرحه.

والجواب : إنّ جرح غير الإمامي الإمامي لا عبرة به وإن كان

__________________

قال في قاموس الرجال ٣/٣٥٩ : أبو العباس وابن نوح. ومراده من الأول : ابن عقدة الحافظ ، كما هو مراده كلّما أطلق ..

هذا ; وقد استشكل في توثيق ابن فضال الفطحي ، وابن عقدة الزيدي ، ونصر الغالي .. مع أنّ الكشي والشيخ والنجاشي يأخذون عنهم في كتبهم.

وفيه : إنّ هذا الإشكال يجري فيما لو سكتوا ; لاحتمال استنادهم إليهم ، وعليه يبطل ما بأيدينا من الرجال ، وشهادته شهادة العدوّ.

نعم ; لا نقبل تضعيف غير الإمامي للإمامي حيث قد يضعّفه باعتبار عقيدته ، ونجد أئمة الجرح والتعديل عند العامة ضعّفوا الكثيرين لا لشيء إلاّ لنقلهم روايات في فضائل أهل البيت : ، مثل تضعيف إبراهيم بن ثابت القصّار لرواية حديث الطير المتواتر ، بل كذّب إبراهيم بن الحكم ; لأنـّه روى مثالب معاوية ..!

(١) له ترجمة مفصّلاً في تنقيح المقال ١/٨٥ ـ ٨٦ [من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ٧/٣٢٥ ـ ٣٤٣ برقم (١٤٩٤)].

(٢) فهرست الشيخ الطوسي رحمه الله : ٥٢ ـ ٥٣ برقم ٨٦ [الطبعة الحيدرية ، وفي الطبعة المرتضوية : ٢٨ ، وطبعة جامعة مشهد : ٤٢ برقم (٧٦)].

(٣) وهذا : أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبدالرحمن السبيعي الهمداني ، انظر : رجال النجاشي ١/٢٣٩ ـ ٢٤٢ برقم (٢٣١) من طبعة بيروت ، [وفي طبعة الهند : ٦٨ ـ ٦٩ ، وطبعة جماعة المدرسين : ٩٤ برقم (٢٣٣) ، والطبعة المصطفوية : ٧٣ برقم (٢٢٩)].


الجارح ثقة ، أمّا تعديل غير الإمامي ـ إذا كان ثقة ـ لمن هو إمامي المذهب فحقيق بالاعتماد والاعتبار(١) ، فإنّ الفضل ما شهدت به الأعداء (٢).

__________________

(١) لاحظ ما ذكرناه في مقباس الهداية ٢/٨١ ، و٦/١٨٣ [الطبعة المحققة الاُولى] وقارن بما جاء في الفوائد الرجالية المطبوعة صدر تنقيح المقال ١/٢٠٣ (الطبعة الحجرية ، الفائدة السادسة عشرة) وقد اختار هناك رحمه الله القبول مطلقاً مع الوثوق بالرجل ، ولازم ذلك قبول ابن عقدة في كل توثيقاته ، حيث إنّ الاعتماد على أخباره وأحاديثه ; فالاعتماد على جرحه وتعديله أولى ، وذلك لقيام الإجماع على حجية الظنون الرجالية وإن حصلت من قول غير الثقة ، فحجية ما حصل من قول الموثق أولى بالإذعان.

(٢) لقد ذكر هذا الشيخ البهائي في حاشية مشرق الشمسين : ٢٧٣ [من الحجرية] بل حكي ـ مثل هذا ـ في غاية المأمول ـ كما نقله في الفوائد الطوسية : ٩ ـ عن شيخنا البهائي رحمه الله في بعض تحقيقاته ..

ولاحظ : مشرق الشمسين : ٦٨ (من الطبعة المحققة) ، والرسائل الرجالية للكلباسي ١/١٤٥ ، و٢٩٨ ـ ٢٩٩ حيث فصّل الكلام فيه.

هذا ; وقد قالوا إذا اعتمدنا على أحاديث الرجل فالاعتماد على جرحه وتعديله أولى ; وذلك لقيام الإجماع على حجية الظنون الرجالية وإن حصلت من قول غير الثقة .. ومن هنا قيل : إنّ الحجية الحاصلة من قول الموثق أولى بالإذعان ، فتدبر. هذا ; ولا يخفى أنّ تحقيق مسألة تعديل وجرح غير الإمامي للإمامي مختلف فيها ، ثالثها ما اختاره الشيخ البهائي رحمه الله من التفصيل بالقبول في التعديل دون الجرح ـ كما في مشرق الشمسين : ٦ ـ ٧] ضمن كتاب الحبل المتين ، الحجرية : (٢٧٣) [ـ وتابعه جمع ، منهم : الشيخ الكاظمي في تكملة الرجال ١/١٥٦ ـ ١٥٨ في ترجمة أحمد ابن محمّد بن سعيد المشهور بـ : ابن عقدة ، واستدلّ عليه مفصّلاً.


وتوثيق ابن عقدة للحكم بن حكيم (١) من هذا القبيل ، والله الهادي إلى سواء السبيل (٢).

ومن هذا القبيل أيضاً اعتماد العلاّمة (٣) رحمه الله على توثيق أبي العباس لإبراهيم بن عمر اليماني (٤) ، وترجيح توثيقه له على جرح ابن الغضائري (٥).

__________________

والغريب أنّ الشيخ البهائي نفسه في ترجمة الحسين بن المختار ذهب إلى عدم القبول مطلقاً ، وهو الذي ذهب إليه الشيخ محمّد السبط في شرح التهذيب ; حيث ردّ توثيق ابن عقدة لحكم بن حكيم .. وغيره.

ويدخل في هذا الخلاف بيان أصل المذهب من كونه إمامياً أو غيره.

(١) لاحظ ترجمته مفصلاً في كتابنا هذا تنقيح المقال ١/٣٥٧ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٢٣/٣٥٢ ـ ٣٥٦ برقم (٦٧٧٦)].

(٢) ذكرنا موارد عدّة من اعتماد الأصحاب على غير الإمامية في آخر تحقيقنا للفوائد الرجالية للشيخ الجد طاب ثراه ، فراجع.

(٣) الخلاصة : ٣٢ برقم ٢٠.

(٤) لاحظ ما أورده شيخنا الجدّ (رحمه الله) في موسوعته الرائعة ٤/٢١٨ ـ ٢٣١ برقم (٤٢٤).

(٥) أقول : إنّما يعتمد على رواية الرجل ولا يعارض تضعيف ابن الغضائري له هو توثيق النجاشي رحمه الله إيّاه في رجاله : ١٥ من طبعة الهند [وصفحة : ٢٠ برقم (٢٦) من طبعة جماعة المدرسين ، و١/٩٨ برقم (٢٥) من طبعة بيروت].

قال رحمه الله : إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني شيخ من أصحابنا ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام ، ذكر ذلك أبو العباس وغيره .. إلى آخره ، فالدليل أعمّ من المدّعى ، ولا نعلم استناد النجاشي لتوثيق أبي العباس خاصّة ثبوتاً وإن أمكن ذلك إثباتاً ، فتدبر.


فائدة : (١)

قد يعرف الشخص أنّه من أصحاب إمام واحد وهو من أصحاب إمامين فصاعداً ; كما عدّ العلاّمة في الخلاصة (٢) إسماعيل بن جابر من أصحاب الباقر عليـه السلام (٣) مع أنّه روى أحاديث كثيرة عن الصادق عليه السلام ; كحديث تقدير الكرّ(٤) .. وغيره (٥).

__________________

ثم هناك بحث بالمراد بـ : أبي العباس في كلام القوم ، لعلّه سيوافيك به شيخنا الوالد دام ظله في بحث الكنى ، أو نستدركه نحن بإذن الله ، فراجع.

(١) تعرّض المصنف قدّس سرّه في فوائده الرجالية ١/١٩٥ [من الطبعة الحجرية] الفائدة التاسعة في ذكر الشيخ رحمه الله رجلاً في أصحاب أحد الأئمّة عليهم السلام ووثقه ، وذكره في أصحاب إمام آخر ولم يوثقه أو ضعّفه وحققناها هناك ، فلاحظ.

(٢) الخلاصة : ٣٨ برقم ٤٩.

(٣) كذا ، والظاهر أنّ مراده هنا هو الشيخ رحمه الله في رجاله : ١٠٥ برقم ١٨.

(٤) وهو ما رواه الكليني (رحمه الله) في الكافي ٣/٣ حديث ٧ ، والشيخ الطوسي (رحمه الله) في الاستبصار ١/١٠ باب كمية الكرّ حديث ٢ ، وكذا في التهذيب ١/٣٧ حديث ٤٠ ، وصفحة : ٤١ حديث ٥٤ .. وعنها في الوسائل والبحار ، ورواه في عوالي اللآلي ٣/١٠ حديث ١٠.

(٥) ذهب السيّد الخوئي رحمه الله في معجم رجال الحديث ٣/١١٦ إلى أنّ : إسماعيل بن جابر ، هو : إسماعيل بن جابر الجعفي ولا وجود لغيره .. وعليه ; فلا وجه لهذه الفائدة كلاَّ ، هذا لو قلت إنّ الأشهرية والأعرفية توجب الإنصراف والتخصّص بالفرد .. مع فرض التعدد.


وكما عدّ (١) علي بن جعفر الصادق عليه السلام من أصحاب الرضا عليه السلام (٢) مع أنّ رواياته عن أخيه الكاظم عليه السلام أكثر من أن تحصى ، بل قد يروي عن أبيه الصادق عليه السلام (٣).

وكما في محمّد بن عبد الجبار ; فقد عدّه العلاّمة (٤) من أصحاب أبي الحسن الثالث عليه السلام (٥) مع أنّه روى عن العسكري عليه السلام منع الصلاة

__________________

وعلى كلّ ; في تعدّده واتّحاده كلام بين الأعلام ، لاحظه في محلّه ولا غرض لنا بنقله.

ثم إنّ من المسلّم أنّه قد أدرك الإمام الكاظم عليه السلام ، ومن المظنون روايته عنه.

(١) أي العلاّمة رحمه الله في الخلاصة : ١٤٤ برقم ٣٧٩ [صفحة : ٩٢ برقم ٤ من الطبعة الحيدرية] وليس هو المقصود كما سيأتي.

(٢) كذا ، والظاهر الشيخ ـ لا العلاّمة ـ في رجاله : ٣٧٩ برقم ٣.

(٣) روايته رضي الله عنه ، عن أبيه وأخيه أبي الحسن عليهما السلام ، بل روايته عن الإمام الرضا عليه السلام أكثر من أن تحصى ، وكذا عن الحكم بن بهلول ، وعبدالملك ابن قدامة ، ومحمّد بن مسلم ، ومعتب .. وغيرهم. ومن شاء أن يلاحظ موارد روايته فعليه بكتابنا هذا ٢/٢٧٢ ـ ٢٧٣ (من الطبعة الحجرية) ، جامع الرواة ١/٥٦١ ـ ٥٦٣ ، ومعجم رجال الحديث ١١/٢٨٤ ـ ٢٨٧ برقم ٧٩٥٩ .. وغيرها.

وانظر : الكافي الشريف ١/٣٣٦ حديث ٢ ، والتهذيب ٨/١٩ حديث ٢٥ ، والاستبصار ٣/٢٦٦ حديث ٥ .. وغيرها كثيراً ، كل هذا يرويه عن أبيه عليه السلام ..

(٤) لا يوجد في الخلاصة ، وهذا ما يؤيد أنّ كل ما هنا من كلمة (العلاّمة) فالمراد منها (الشيخ) قدس سرهما.

(٥) كذا ، والظاهر ـ كالسالف ـ أنّه الشيخ رحمه الله في رجاله : ٤٢٣ برقم ١٧.


في التكة الحرير [كذ ا] (١).

وكما في محمّد بن مسكين (٢) .. فإنّ

__________________

(١) أقول : وقع بهذا العنوان في إسناد كثير من الروايات في خصوص الكتب الأربعة نحو تسعمائة مورداً ، كما أفاده السيّد الخوئي قدّس سرّه في معجمه ١٦/٢٠٠ ـ ٢٠١

برقم ١١٠٢١ مع اختلاف النسخ ، وقد روى عن أبي محمّد العسكري عليهما السلام قطعاً في عدّة روايات.

(٢) كذا ، والصحيح : محمّد بن سكين بن عمّار النخعي الجمّال .. الثقة الذي روى أبوه عن أبي عبدالله عليه السلام ، وله كتاب .. قاله النجاشي ..

وهذا روى عن أبي عبدالله عليه السلام ـ فضلاً عن أبيه ـ كما روى الكليني (رحمه الله)بإسناده : عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن سكين .. وغيره ، عن أبي عبدالله (عليه السلام).

لاحظ : الكافي ٣/٦٨ كتاب الطهارة باب الكسير والمجدور حديث ٥.

أقول : روى هذه الرواية في التهذيب ١/١٨٤ باب التيمم وأحكامه حديث ٣ ، إلاّ أنّ في الطبعة القديمة ومرآة العقول (محمّد بن مسكن) وهو الموافق للوسائل كما أفاده سيّدنا الخوئي في معجمه ١٦/١١٧.

ونظير هذا بعينه في ما رواه الكليني رحمه الله في الكافي ٣/٢٦٠ كتاب الجنائز باب النوادر حديث ٣٥ : عن سهل بن زياد ، عن بعض أصحابه ، عن محمّد بن سكين ، قال : سئل أبو عبدالله عليه السلام ..

وفي سائر ما ذكرناه من مصادر : محمّد بن مسكين ، وعلى هذا فلم يثبت رواية محمّد ابن سكين ، عن أبي عبدالله عليه السلام ..

أمّا محمّد بن مسكين ; فهو الحنّاط ـ لا غيره ـ وهو الذي روى عن أبي حمزة ، وروى عنه أحمد بن النضر كما في الكافي ٥/٤٩٧ كتاب النكاح باب النوادر حديث ٥ ، والتهذيب ٧/٤١٣ حديث ١٦٥١. ولا يصغى لما ذكره الأردبيلي هنا في جامع الرواة لما ناقشه سيّدنا في معجمه ١٧/٢٢٣ .. وغيره ، فلاحظ.


العلاّمة (١) قال : روى أبـوه عـن الصادق عليه السلام .. مع أنّ رواياته هو عن الصادق عليه السلام موجودة في التهذيب (٢) في باب التيمم.

وكذا الحسن بن صالح ; فإنّه معدود من أصحاب الباقر عليه السلام (٣) مع أنّه روى حديث : «لا يمسّ المصحف على غير طهر ..» (٤) عن الكاظم عليه السلام (٥).

فائدة :

الظاهر أنّ قوماً منّا لمّا كانت كتب أصحاب الأصول بينهم مشهورة متداولة ، وكانوا إذا رأوا الحديث الواحد ورد في كثير من تلك الكتب بطرق مختلفة عملوا به لحصول الظنّ الغالب بأ نّه ممّا يعوّل عليه ، فلذلك ما كانوا يبحثون عن أنّه صحيح بالمعنى المشهور بين المتأخّرين أو حسن أو موثّق ، بل كانوا لا يسمّونه خبر آحاد .. يظهر ذلك لمن تتبّع كلامهم ، والله سبحانه أعلم بحقائق الأمور.

__________________

(١) كذا ، والصحيح : الشيخ رحمه الله في رجاله ، كما سلف قريباً.

وقد ذكره العلاّمة في الخلاصة : ١٧٩ برقم ٦٥٨ ولم يذكر هذه العبارة.

(٢) التهذيب ١/١٨٤ باب التيمم وأحكامه حديث ٥٢٩ ، وكذا في مستطرفات السرائر : ٦١٢ ، ولاحظ ما ذكرناه في التعليقة السالفة.

(٣) كما جاء في رجال الشيخ الطوسي رحمه الله : ١١٣ برقم ٦.

(٤) لاحظ الحديث في : الاستبصار ١/١١٣ باب ٦٨ حديث ٣ ، والتهذيب ١/١٢٧

حديث ٣٥ .. وغيرهما عنهما ، وكلّها خالية عن مثل هذا الإسناد ، ولعل النسخة عندهم مصحّفة أو مغلوطة!

(٥) تعرّض المصنّف قدس سرّه وبشكل آخر لهذه الفائدة في فوائده ١/١٩٥ [من الطبعة الحجرية] وشرح المطلب مفصّلاً في (الفائدة التاسعة) ، فراجع.


فائدة :

البرقي(١) ; يروي عن الصادق عليه السلام في الأغلب بأكثر من واسطة ، وقد يروي عنه بواسطة واحدة ; كما رواه قبل أبواب الزيادات في فقه الحجّ بتوسّط داود بن أبي يزيد العطّار(٢) ، وكما روى في أوّل باب صلاة الخوف عن زرعة (٣) ، وكما روى عن وهب بن وهب في

__________________

(١) هو : أحمد بن محمّد بن أبي عبدالله ، أو أحمد بن محمّد بن خالد ، أو أحمد بن أبي عبدالله .. والكل واحد. لاحظ : معجم رجال الحديث ٢/٣٠ ترجمة ٤١٢ ، وصفحة : ٣٤ ترجمة ٤١٣ ، وصفحة : ٢٢٩ برقم ٧٩٦ ، وصفحة : ٢٣٠ برقم ٧٩٧ ، وكذا جاء بنحو الاشتراك باسم أحمد بن محمّد ، لاحظ : صفحة ١٩٤ ـ ٢٢٣ تحت رقم ٧٧٧.

(٢) وهو : داود بن فرقد ; ولاينحصر بما ذكره ، بل جاء مكرّراً .. كما في الكافي الشريف ٤/٢٣٧ حديث ٢٦ باب صيد الحرم .. وغيره ، أمّا روايته عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام .. فكثير جدّاً ، كما جاء في الكافي الشريف ٦/٩٧ حديث ١ باب طلاق المسترابة ، و٧/٤٢٠ حديث ٢ ، والتهذيب ٥/٣٦٦ حديث ١٠ ، و٧/٤٣٥

حديث ٣ .. وموارد كثيرة اُخرى في الكتب الأربعة ، وكذا في رجال الكشي : ٣٠٢ حديث ٥٤٣ .. وغيره.

وكذا روايته بواسطته ، عن أبي سعيد المكاري ، عن أبي عبدالله عليه السلام .. كما في التهذيب ٥/٣٦٦ حديث ١٨٨ ، والاستبصار ٢/٢٠٨ حديث ٢ .. وغيرهما من الكتب الأربعة وغيرها ، مثل نزهة الناظر : ٦٤.

(٣) بل قد يتوسّط بينها أكثر من واحد ; كما في الخصال ـ وعنه في بحار الأنوار ٧٤/٩٠ حديث ٩ ـ أي عن البرقي ، عن أبيه ، عن النضر ، عن زرعة .. إلاّ أنّ في العلل : عن


سجدة التلاوة (١).

وأكثر ما يروي البرقي عن محمّد بن سنان بلا واسطة (٢) ،

__________________

أحمد البرقي ، عن أبيه ، عن زرعة ، عن سماعة .. كما في البحار ٨٧/٩٦.

ولم نجد من يروي مباشرة عنه إلاّ ما جاء في مجالس الشيخ الصدوق رحمه الله ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن زرعة .. (الأمالي : ١١ حديث ٥ ، وعنه حكاه في بحار الأنوار ٨٩/١٦٦ حديث ٦ ، فراجع.

(١) كما أسنده الشيخ رحمه الله في من لا يحضره الفقيه ٣/٢٩١ حديث ٤٠٤٧ باب اللقطة والضالّة ، ومثله في التهذيب ١/٣١ حديث ٢٢ ، وصفحة : ٣٣٩ حديث ١٦٣ ، والاستبصار ١/٤٨ حديث ٢ ، وصفحة : ٢١٥ باب ٢٧ حديث ٣ .. وعنهم في وسائل الشيعة ، وبحار الأنوار .. وغيرهما.

وقد جاء أحيانا عن البرقي ، عن أبيه ، عن وهب بن وهب .. كما في ثواب الأعمال : ١٨٩ و١٩٩ ، والخصال ١/٥ ، ومعاني الأخبار : ٦ .. وعنها في وسائل الشيعة ١٥/١٠ باب ١ ، وكذا في صفحة : ٢١ ، و٢٥/٢٥٣ .. وغيرها ، ومثله في بحار الأنوار ٥/١٥٤ حديث ٥ ، عن الخصال ، وكذا في ٤٥/٢٣٠ ، وفي أمالي الشيخ الصدوق : ٢٦٥ حديث ٦ .. وعنه في بحار الأنوار ٧١/١٣٥ حديث ١٢ ، وفي الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله : ١٣٩ : عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن خالد ، عن أبي البختري .. وكذا صفحة : ٢٨٣. وانظر : التوحيد : ٨٨ .. ولعلّ هناك موارد اُخرى لم نظفر بها ، فتتبّع.

(٢) كما في من لا يحضره الفقيه ٣/١٧٣ باب المعايش والمكاسب حديث ٣٦٥٥ ، والتهذيب ٧/٢٨٧ باب ٢٥ حديث ٤٧.

وفي الاستبصار ٣/١٧١ حديث ١ : عن أبي عبدالله البرقي ، عن محمّد بن سنان ، ومثله في إعلام الورى : ٤٣٠ (مكرّراً).


وقد يروي عنه بواسطة (١) .. بعكس ما يرويه عن عبد الله

__________________

لاحظ : بشارة المصطفى : ٥٩ ، الخصال ١/١٩٤ حديث ٢٦٩ ، وصفحة : ٢٩٢ ، الخرائج والجرائح ٢/٨٢٣ ، طبّ الأئمة : ٧٣ ، إكمال الدين ٢/٣٣٩ حديث ١٦ ، والمحاسن ١/١١٩ حديث ١٢٩ .. وغيرها.

أقول : حكمه رحمه الله بالأكثرية فيما يرويه البرقي عن محمّد بن سنان لا وجه له ، بل الظاهر العكس بحسب التتبّع ، فراجع.

(١) كما في اُصول الكافي الشريف ١/٤١ باب بذل العلم : .. عنه ، عن أبيه ، عن عبدالله ابن المغيرة ومحمّد بن سنان .. وكذا فيه ١/٤١٧ حديث ٢٥ .. ولا يوجد فيه (عبدالله بن المغيرة).

وجاء بواسطة علي بن إسماعيل ; في كتاب غيبة الشيخ النعماني : ١٤٠ حديث ٤ .. كما ورد بواسطة محمّد بن علي القرشي ; في فضائل الأشهر الثلاث : ٨٧ حديث ٦٨ ، وإكمال الدين ١/٢٦٩ حديث ١٢ ..

وغالباً ما يكون بتوسّط أبيه خاصّة ، كما في روضة الكافي ٨/٢٠٥ حديث ٢٤٩ ، وفضائل الأشهر الثلاث : ٧٦ حديث ٥٨ ، وصفحة : ٨٦ حديث ٦٥ ، والأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله : ٣٨٢ حديث ١١ ، وصفحة : ٤٨٢ حديث ٥ ، وصفحة : ٥٠٠ حديث ١٣ ، والخصال ١/٤١ حديث ٣١ ، وصفحة : ١١٣ حديث ٩١ ، وتأويل الآيات الظاهرة ١/٨١ ، والتوحيد : ١٦٥ حديث ١ ، وصفحة : ٣٨٣ حديث ٣٢ ، وثواب الأعمال : ١٧ ، وصفحة : ٣٠ ، وكامل الزيارات : ١٤٥ حديث ٧ ، وإكمال الدين ١/٢١ ، ومعاني الأخبار : ٤١٢ .. وغيرها.

وتارة بواسطة أبو عمران العجلي ; كما في التوحيد : ١٨ .. وغيره.

وتارة بواسطة محمّد بن علي الكوفي ; كما في ثواب الأعمال : ٢٥٠ ، والخصال


__________________

١/٨ حديث ٢٧ ، وصفحة : ٦١ حديث ٨٦ ، وكذا في صفحة : ٢١٩ حديث ٤٤ .. وغيرها.

وفي دلائل الإمامة : ١٤٤ (مكرّراً) بواسطة محمّد بن هذيل.

وبأكثر من واسطة ; كما في علل الشرائع ١/١٠٩ حديث ٦٧ ، والمحاسن ٢/٣٧٩ حديث ١٥٨ ، وإكمال الدين ١/٣٣٤ حديث ٥ .. وغيرها.

ولاحظ : الأمالي للشيخ الصدوق : ٣٥٩ حديث ١٠ ، وفيه : عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه محمّد بن خالد ، عن محمّد بن سنان.

وكذا في الأمالي للشيخ الطوسي : ٣٠٥ حديث ٦١١.

وروى البرقي ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان .. في الأمالي للشيخ الطوسي : ٤٢٦ حديث ٩٥٣ ، وفي صفحة : ٧٠١ حديث ١٤٩٨.

كما أنّ له رواية في الاستبصار ٣/٤١ حديث ١٠ في باب البيّنتين إذا تقابلتا ، رواها عن بعض رجاله ، عن الإمام الصادق عليه السلام .. وروى عنه ابن فضّال ، والمراد منه هو : داود بن فرقد ; كما صرّح بذلك من التهذيب ١٠/٣٧١ حديث ٣٢ .. وغيره.

أقول : روى في الكافي الشريف ٤/٢٣٧ باب صيد الحرم وما تجب فيه الكفّارة حديث ٢٦ : أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن داود بن أبي يزيد العطّار ، عن أبي سعيد المكاري ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام .. ومثله في التهذيب ٥/٣٦٦ ، وكذا في الاستبصار ٢/٢٠٨ حديث ٢ ، ولاحظ : وسائل الشيعة ١٣/٧٩ حديث ١٧٢٨٠ ، وقريب منه في الكافي ٦/٩٧ حديث ١ باب طلاق المسترابة ، وفيه : عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه السلام .. بدلاً ، عن أبي سعيد المكاري .. وكذا في الوسائل ٢٠/٨٩ حديث ٢٥١٠٨ .. وغيره ، وكذا فيه ١٣/٧٩ حديث ١٧٢٨٠.

وانظر : الاختصاص : ٦٥ ، حيث فيه أكثر من واسطة (والواسطة غالباً هو أبيه) ، كما


ابن سنان (١).

__________________

في أمالي الشيخ الصدوق : ١٢٢ ، ٢٦٨ ، واُخرى بواسطة : محمّد بن علي القرشي ، كما في إعلام الورى : ٤٠٤ ، أو بواسطة محمّد بن علي الهمداني ; كما في الإقبال : ٦٤٤ .. وغيرها.

(١) مثل توسّط سعدان ; كما في الكافي ٣/٤٦٨ حديث ٢ ، والتهذيب ٣/١٨٨ حديث ٨ ..

وأحمد بن محمّد الأشعري القمّي ; عن عبدالرحمن بن بحر ، عن عبدالله بن سنان ، كما في دلائل الإمامة : ٩ ، وكذا في صفحة : ٤٥.

أو : الحسن بن محبوب ; كما في علل الشرائع ٢/٣٩٧ حديث ٢.

وهو بواسطة يونس بن عبدالرحمن ; كما في الخصال ١/٦ حديث ١٧.

وفي التهذيب ٤/٢٧٨ حديث ١٤ : البرقي ، عن عبيد بن الحسين ، عن عبدالله بن سنان .. وكذا في الاستبصار ٢/١٢٠ حديث ١.

وفي التهذيب ٧/٤٥٤ حديث ٢٦ : البرقي ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عبدالله بن سنان.

وبأكثر من واسطة ; كما في عيون أخبار الرضا عليه السلام ١/٢٥٢ حديث ٧ ، وكامل الزيارات : ١٠ ، و : ١١٠ حديث ٦ .. وغيرهما.

وفي التهذيب ٣/١٨٨ حديث ٣٤ : البرقي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن سنان ، وكذا في الاستبصار ١/٤٤٢ حديث ٣ ، والخصال ١/٨٥ حديث ١٤.

ومن تعدّد الواسطة ; ما جاء في التهذيب ٦/٢٠ حديث ١ ، وفيه : محمّد بن خالد البرقي (لا أحمد) ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن عبدالله بن سنان ..

ومثله في تعدّد الواسطة ; في الأمالي للشيخ الصدوق رحمه الله : ٣٧٩ حديث ٧٥ ، وصفحة : ٥١١ حديث ٦ .. وغيرهما.


فإنّ أغلبه بواسطة (١) ، وقد يروي عنه بغير واسطة ، فإذا روى عن ابن سنان بلاواسطة من غير تصريح باسمه (٢) فالأغلب أنّه محمّد

__________________

أقول : إنّما اسهبنا في التمييز وطرق الأسانيد والروّاة عنه ومنه لما لهم هنا من بحث مسهب ، لعلّ ما ذكرناه يدفع غائلته.

(١) وقد يرد بلا واسطة ; كما في التهذيب ١٠/٤١ حديث ٥٤ باب آداب الأحداث الموجبة للطهارة ، ومثله فيه ١/٣١٣ حديث ٧٦ : البرقي ، عن أحمد بن محمّد ، عن عبدالله بن سنان .. حيث المراد هنا من أحمد بن محمّد هو : البرقي.

وجاء في الاستبصار ١/١٠ حديث ٢ : البرقي ، عن عبدالله بن سنان.

وفي أمالي الشيخ الصدوق : ٢٨٩ بواسطة أبيه ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عنه.

واُخرى ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن بن شمعون ، كما في الأمالي : ٣٩.

أقول : هذا بعض ما جاء في الكتب الأربعة ، وعنها ما روي في المجاميع المتأخّرة كالوسائل وبحار الأنوار والمستدرك .. وما أوردناه نموذج يمكن تعميمه في جميع الموارد المشابه ، ودراسة مفردات الرواة.

(٢) أقول : قد يأتي مطلق (ابن سنان) من دون تعين محمّد أو عبدالله ; كما في الكافي ١/١٨٠ حديث ٤ باب لو لم يبق في الأرض إلاّ رجل : عنه ، عن علي بن إسماعيل ، عن ابن سنان .. ومثله في صفحة : ٤٠١ حديث ٣ : عن البرقي ، عن ابن سنان أو غيره ، وكذا في الكافي ٣/٣ حديث ٧ ، والتهذيب ١/٣٧٥ حديث ١٠ ، و٥/٤٨٤ حديث ٣٦٩ .. وغيرها كثير.

وأيضاً : عن أبي عبدالله البرقي ، عن ابن سنان .. في التهذيب ٧/٢٥٦ حديث ٣٢ ، وصفحة : ٢٧١ حديث ٨٦ ، والاستبصار ٣/١٤٤ حديث ١١.

وجاء في بصائر الدرجات : ٢٥ حديث ٢٠ : عن أبي عبدالله البرقي ، عن ابن سنان ، وكذا صفحة : ١٤٠ حديث ٥ ، وصفحة : ٤٥٢ حديث ٧ ، وصفحة : ٤٥٩ حديث ٢ ، وصفحة : ٥١٤ حديث ٣٦ .. وغيرها.


لا عبد الله (١).

فائدة :

لم يرو كتاب المشيخات عن سعد بن عبد الله بلاواسطة إلاّ حمزة بن القاسم ، ولم يسمع ابن قولويه من سعد بن عبد الله إلاّ حديثين ، وقيل : أربعة (٢).

فائدة :

ابن أبي عقيل ; اسمه : الحسن (٣) ، وابن الجنيد ; اسمه :

__________________

(١) أقول : افاد سيدنا بحر العلوم في الفوائد الرجالية ٤/١٥٦ ـ ١٥٧ الفائدة (٣٣) ما حاصله : إن رجال البرقي لاحمد بن محمّد بن خالد ، وأ نّه يتكرر فيه النقل عن كتاب سعد ، وأنّ سعد هذا هو : سعد بن سعد الأشعري الثقة .. وعليه فيكون البرقي هو : محمّد بن خالد ولده أحمد ; لأنّ الأب يروي عن سعد ، وقد ذكر النجاشي في رجاله [صفحة : ١٣٥] في ترجمة سعد بن سعدان كتابين : مبوباً وغير مبوب ، وقال : غير مبوب يرويه محمّد بن خالد البرقي عنه ..

إلاّ أنّه قد جاء في رجال البرقي ذكر لمحمّد بن خالد في أصحاب الإمام الرضا عليه السلام .. ممّا يدلّ على كون الكتاب لولده (أحمد) وهناك شواهد اُخرى. بل كل من ترجم الولد نسب الكتاب له حتى الشيخ رحمه الله في الفهرست [صفحة : ٤٥] باسم طبقات الرجال ، فلاحظ.

(٢) وغالب ما سمعه بواسطة والده محمّد بن قولويه ، حيث يعدّ هو من خيار أصحاب سعد بن عبدالله.

(٣) ترجمه المصنف قدس سرّه في موسوعته هذه ١/٢٩١ [الطبعة الحجرية] تحت عنوان : الحسن بن علي بن


محمّد (١) .. زمانهما قبل الشيخين قدس الله أسرارهم ، ولعلّ أوائل زمان المفيد متصلة بأواخر زمانهما (٢).

والشيخ في الفهرست (٣) روى عن ابن الجنيد بتوسّط المفيد (٤).

والنجاشي(٥) ; روى عن ابن أبي عقيل بواسطتين (٦) ، ثانيتهما : جعفر بن محمّد بن قولويه ، والشيخ لم يرو عنه في الفهرست.

__________________

أبي عقيل أبو محمّد العماني الحذّاء.

قال ابن داود في رجاله : ١١٠ برقم ٤٢٩ عنه : .. من أعيان الفقهاء ، وجلّة متكلّمي الإماميّة. له كتب منها .. إلى آخره ، وقد أخذه من فهرست الشيخ رحمه الله : ١٩٤ ، وتابعهم العلاّمة في الخلاصة : ٤٠ برقم ٩ وفيه تصحيف.

(١) ابن جنيد ; أبو علي محمّد بن أحمد بن جنيد الأسكافي الكاتب المتوفّى سنة ٣٨١هـ.

فقيه أصولي من قدماء الأصحاب وأعاظم فقهاء الإماميّة ، شيخ الشيخ المفيد ، ومن مشايخ النجاشي والطوسي رحمهم الله ، له جملة مصنّفات في فنون شتّى.

انظر : تنقيح المقال ٢/٦٧ ـ ٦٩ [حرف الميم ، من الطبعة الحجرية] ، روضات الجنات : ٥٦ [الحجرية ، وفي الطبعة الحروفية ٢/٢٥٩ ـ ٢٦٠ برقم (١٩٣)] ، ريحانة الأدب ١/٧٠ ـ ٧١ ، هدية الأحباب : ٩٨ .. وغيرها.

(٢) فهرست الشيخ الطوسي رحمه الله : ١٣٤ برقم ٥٩٠ ، ولاحظ صفحة : ٢٨ برقم ٧٥ مع إضافة : أحمد بن عبدون.

(٣) وأيضاً روى عنه بواسطة أحمد بن عبدون ، كما في ترجمة إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل ، لاحظ : الفهرست : ١٢ برقم ٣٥.

(٤) رجال النجاشي : ٤٨ برقم ١٠٠ [في طبعة جماعة المدرسين ، وفي طبعة بيروت ١/١٥٣ ـ ١٥٤ برقم (٩٩) ، وطبعة الهند : ٣٥ ـ ٣٦].

(٥) هما : الحسين بن أحمد بن محمّد ومحمّد بن محمّد.


فائدة :

الرواية عمّن وقف وكان ثقة قد تقبل ويعمل بها (١) في مواضع :

الأوّل : أن يكون له أصل مشهور قبل الوقف.

الثاني : أن يسمع منه قبل الوقف.

الثالث : أن يعلم أنّ الراوي عنه مات قبل وقفه (٢).

فائدة :

الفاسق ; من فعل الذنب مع اعتقاده أنّه ذنب ، كما قاله شيخنا الشهيد الثاني رحمه الله (٣) ، إذ لو اعتقد الإباحة لم يخرج عن العدالة ، وإلاّ لخرج آكل

__________________

(١) هذا عند من لا يعمل برواية الموثّق ، وفيه كلام ، لاحظ : مقباس الهداية ٢/٢١٦ ، ومستدركاته ١/١٧٠ و ١٨٨ ، و ٥/٨٣ و ١٤٢ [من الطبعة المحققة الاُولى] .. ولا يعرف الشيخ البهائي رحمه الله بذلك ..!

(٢) أقول : لم أفهم وجهاً لهذا الاشتراط بعد اعتبار وثاقة الراوي ، نعم ; يصحّ هذا القول على بعض المباني الشاذّة في الرجال ، ولا يقول بها شيخنا البهائي أعلى الله مقامه ، كما لم أعرف وجهاً للشرط الثالث إلاّ أن يكون الضمير راجعاً إلى الواقف ، فتدبّر جيّداً ; إذ كلّ الوجوه ترجع إلى رواية الراوي قبل وقفه ، وأنّ الوثاقة غير العدالة ، وأنّ الرواية عن الواقفي حرام ، أو عدم قبول الموثّق من الحديث .. أو غير ذلك ، وفي كل ذلك كلام ، وقد ذكرناه مفصّلاً في تعاليقنا على مقباس الهداية.

(٣) لم أحصّل على نصّ كلام الشهيد الثاني رحمه الله في كتبه الفقهية ولا غيرها ، كما لم أجد الفائدة هذه في مؤلّفات شيخنا البهائي رحمه الله المطبوعة.


الخبز من العجين النجس عن العدالة عند من لا يطهّره بالخَبز ، والمصلّي فيما لا تتمّ الصلاة فيه من الحرير عند من يمنع من الصلاة فيه .. وذلك أكثر من أن يحصى.

فائدة :

المراد بـ : الفاسق في قوله تعالى : (إنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأ ..) الآية (١) ، من تعلمونه فاسقاً أو تظنّونه ، لا من هو فاسق في نفس الأمر كما ظنّ .. وكذا أكثر أوامر الشرع ونواهيه ، نحو : «أعتق رقبة مؤمنة» ، «لا تصلّ في ثوب نجس ..» ، «صلّ إلى القبلة ..» (٢).

__________________

(١) سورة الحجرات (٤٩) : ٦.

(٢) أو يقال : إنّ المراد من الفاسق المأخوذ موضوعاً لعدم التصديق هو الفاسق من ناحية الخبر ، لا الفاسق من أي جهة .. وإن كان له مثل هذا الإطلاق لو أخذ موضوعاً لحكم آخر.

أقول : لا تسع هذه الرسالة وبهذه العجالة للبحث عن الآية الكريمة والمقصود من الفاسق فيها ، كما لا ضرورة فيها في موسوعتنا هذه ، راجع عنها مضانّها من كتب الفقه والأُصول ; مثل الخلاف للشيخ الطوسي ١/٥٦٠ ، وكذا المبسوط ١/١٥٣ ـ ١٥٤ ، والسرائر ٣/٦٤٤ ، وشرائع الإسلام ٢٢/٤٢١ ، وشرحه مسالك الأحكام للشهيد الثاني ١٢/٣٩٩ ، ومختلف الشيعة ٣/٢١٠ .. وغيرها.

وكذا جاء في غالب كتب التفسير ; كما في : تأويل الآيات الظاهرة ٢/٥٨٤ ، وتفسير القمّي ٢/٣١٨ ، وتفسير فرات الكوفي : ٤٢٦ ، ومتشابه القرآن ٢/١٥١ ، وصفحة : ٢٢٣ .. وغيرها.


فائدة :

في (لف) [أي كتاب المختلف(١)] عند ذكر النزح لموت السنّور أورد رواية عمرو بن سعيد ، عن الباقر عليه السلام .. وذكر أنّه ثقة ، وأنّه ذكره في (صه) [أي الخلاصة للعلاّمة] (٢) مع أنّ الثقة المذكور فيها من أصحاب الرضا عليه السلام ، وأمّا عمرو بن سعيد الذي يروي عن الباقر عليه السلام فلا محالة مجهول (٣) ، فلينظر ذلك.

فائدة :

رواية الحسين بن سعيد ، عن يونس بن عبد الرحمن بلاواسطة نادرة جدّاً ، وقد وردت في التهذيب في بحث الوضوء (٤) ،

__________________

(١) المختلف للعلاّمة الحلّي رحمه الله ١/١٩٢ ـ ١٩٤ ، وقال : وسند هذا الحديث جيّد ، وعمرو بن سعيد ـ وإن قيل عنه إنـّه كان فطحياً ـ إلاّ أنّه ثقة ، وقد ذكرت حاله في كتاب خلاصة الأقوال .. إلى آخره.

(٢) الخلاصة للعلاّمة الحلّي : ١٢٠ برقم ٣. وقد يطلق عمر بن سعيد على الساباطي كما في الخلاصة : ٢٧٠ .. وغيرها.

(٣) أقول : إنّ عمرو بن سعيد الذي يروي عن الإمام الباقر عليه السلام مشترك بين كثير ، وهو تارة بلا واسطة كالثقفي والمدائني أو الزيات ، واُخرى بواسطة خلف بن عيسى ، أو ابن أبي يعفور ، أو ابن بكير .. وغيرهم ، ولا نعرف روايته مباشرة إلاّ ما جاء في منزوح البئر للسنّور في وسائل الشيعة ١/١٨٥ حديث ٤٦٦ ، فلاحظ.

(٤) التهذيب ١/٦٢ حديث ١٦٩ ، وكذا في الاستبصار ١/٦٣ حديث ١٨٨.


وفي الحدود (١).

فائدة :

عُرض كتاب يونس بن عبد الرحمن على العسكري عليه السلام (٢) ،

__________________

(١) التهذيب ١٠/٦١ حديث ٢٢٤ ، وصفحة : ٧٤ حديث ٢٨٤ ، ومثله في الاستبصار ٤/٢٢٤ حديث ٨٣٧.

(٢) أقول : بادر جمع من الأصحاب بعرض كتبهم ومصنّفاتهم على المعصومين عليهم السلام ـ عدا من عرض عقائده أو قرأ حديثاً عليه عليه السلام ـ وقد وردت في ذلك عدّة نصوص وروايات نذكر نموذجاً لها ..

منها : ما رواه داود بن القاسم أبو هاشم الجعفري ; قال : أدخلت كتاب يوم وليلة ـ الذي ألـّفه يونس بن عبدالرحمن ـ على أبي الحسن العسكري ، فنظر فيه وتصفحه كلّه ، ثم قال : «هذا ديني ودين آبائي [كلّه] ، وهو الحقّ كلّه».

وجاء بإسناد آخر في وسائل الشيعة ٢٧/١٠٠ حديث ٣٣٣٢٠ [طبعة مؤسّسة آل البيت عليهم السلام].

وعن أبي هاشم الجعفري ; قال : عرضت على أبي محمّد العسكري عليه السلام كتاب يوم وليلة ليونس ، فقال : «تصنيف من هذا؟» قلت : تصنيف يونس مولى آل يقطين ، فقال : «أعطاه الله بكل حرف نوراً يوم القيامة».

قال ابن داود في رجاله : ٣٨٠ ـ ٣٨١ برقم ١٧٠٨ : .. ولمّا عرض كتابه (عمل اليوم والليلة) على أبي الحسن العسكري عليه السلام ، قال : «أعطاه الله تعالى بكل حرف نوراً يوم القيامة» وانظر ترجمة رقم ٥٥٠ من الباب الثاني صفحة : ٥٢٨ ، ورجال العلاّمة : ١٨٤ ـ ١٨٥ برقم ١ ، وقبلهما الكشي رحمه الله في اختياره : ٤٨٤ ـ ٤٨٥ برقم ٩١٥ ،


وكذا كتاب عبيد الله بن أبي سعيد (١) على الصادق عليه السلام (٢) ،

__________________

ورجال النجاشي : ٤٤٧ برقم ١٢٠٨ ، وسندرج سائر الموارد آخر الفائدة.

وروى الكشي ـ وعنه في الوسائل ٢٧/١٠٠ ـ ١٠١ حديث ٣٣٣٢١ ـ عن البوشجني ، قال : خرجت إلى سرّ من رأى ومعي كتاب يوم وليلة فدخلت على أبي محمّد عليه السلام وأريته ذلك الكتاب وقلت له : إن رأيت أن تنظر فيه وتصفحه ورقة ورقة ، فقال : «هذا صحيح ينبغي أن تعمل به». وانظر : وسائل الشيعة ٢٧/١٠٢ حديث ٣٣٣٢٥.

(١) كذا ، والظاهر : عبيدالله بن علي بن أبي شعبة الحلبي ، كما حقّقه المصنّف قدس سرّه في رجاله تنقيح المقال ٢/٢٤٠ (من الطبعة الحجرية).

قال ابن داود في رجاله : ٢١٧ برقم ٩٠٢ : عبيدالله بن علي بن أبي شعبة الكوفي الحلبي .. له كتاب معول عليه ، وقيل إنّه عرض على الصادق عليه السلام فاستحسنه وقال : «ليس لهؤلاء مثله».

وانظر : رجال العلاّمة : ١١٢ ـ ١١٣ برقم ٢ ، وقبله النجاشي في رجاله : ٢٣٠ ـ ٢٣١ برقم ٦١٢ حيث أخذ الكل منه.

أقول : ما ذكره المصنّف رحمه الله هنا في فوائد الرجالية ١ / ١٧١ [الطبعة الحجرية] نقلاً عن الشيخ البهائي رحمه الله غير تام والظاهر انه قد أخذه من رجال ابن داوود رحمه الله ... وهو اشتباه ، إذ لم نجد هذه العنوان ولا نقل عنه غيره ، والذي عرض كتابه هو : عبيدالله بن علي بن أبي شعبة الكوفي الحلبي.

وفي مستدرك وسائل الشيعة ٦/٤٢٨ برقم ٧١٤٩ عن رسالة المضايقة لعلي بن طاوس نقلاً عن كتاب علي بن عبدالله [كذا] الحلبي الذي عرض على الصادق (عليه السلام) فاستحسنه .. إلى آخره. وقد أخذه من فهرست الشيخ الطوسي (رحمه الله) : ١٠٦ برقم ٤٥٥.

(٢) انظر : فهرست الشيخ الطوسي : ١٣٢ برقم ٤٦٧ ، ورجال الشيخ رحمه الله : ٢٢٩ برقم ١٠٤ ، ورجال النجاشي : ١٧١ [صفحة : ٢٤٤] .. وغيرها وأ نّه عليه السلام قد


وكذا كتاب الفضل بن شاذان على العسكري عليه السلام (١) كما قاله ابن داود (٢) ، وكذا اشتهار [كذا] كتاب حريز (٣).

__________________

صحّحه واستحسنه.

قال البرقي في رجاله : ٢٣ [طبعة الجامعة ، وفي طبعة المحققة ١٥٤ برقم ١٧٨] عن هذا الكتاب : وهو أوّل ما صنّفته الشيعة [اول كتاب صنفه الشيعة] .. ولا يخفى ما فيه.

 (١) كما رواه الكشي في رجاله : ٣٣٥ ـ وحكاه الحرّ العاملي في وسائله ١٨/٧٢ وغيره ـ في حديث قال : .. فتناوله أبو محمّد عليه السلام ونظر فيه ـ وكان الكتاب من تصنيف الفضل ـ فترحم عليه وذكر أنّه قال : «أغبط أهل خراسان لمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهرهم».

وانظر : تنقيح المقال ٢/٩ [حرف الفاء ، من الطبعة الحجرية].

روي عن حامد بن محمّد عن الملقّب بـ : فوراء : أنّ الفضل بن شاذان كان وجّه إلى العراق إلى جنب أبي محمّد الحسن بن علي ، فذكر أنّه دخل على أبي محمّد عليه السلام ، فلمّا أراد أن يخرج ، سقط منه كتاب في حضنه ملفوفاً في رداء له ، فتناوله أبو محمّد عليه السلام ونظر فيه ـ وكان الكتاب من تصنيف الفضل ـ فترحّم عليه .. وذكر ما سلف من قوله عليه السلام ، كما جاء في وسائل الشيعة ٢٧/١٠١ حديث ٣٣٣٢٢.

ومثله رواه ابن داود في رجاله : ٢٧٢ ـ ٢٧٣ برقم ١١٧٩ في ترجمته ، وقد أخذه من اختيار معرفة الرجال (لرجال الكشي) : ٥٤٢ برقم ١٠٢٧.

وانظر : رجال النجاشي : ٣٠٦ ـ ٣٠٨ برقم ٨٤٠ [طبعة جماعة المدرسين] ، رجال العلاّمة : ١٣٢ ـ ١٣٣ برقم ٢ .. وغيرهما.

(٢) رجال ابن داود (عمود) : ٢٧٢ ـ ٢٧٣ برقم ١١٧٩ (طبعة جامعة طهران) ، وصفحة : ١٥١ ـ ١٥٢ برقم ١٢٠٠ (الطبعة الحيدرية).

(٣) وهو : حريز بن عبدالله السجستاني ، له كتاب الصلاة معوّل عليه.


__________________

انظر ترجمته في رجال النجاشي : ١٤٤ ـ ١٤٥ برقم ٢٧٥ (صفحة : ١١١ برقم ٣٧٠) ، ورجال الكشي : ٣٨٣ ـ ٣٨٤ برقم ٧١٦ ، ورجال البرقي : ٤١ ، ورجال

الشيخ الطوسي : ١٨١ برقم ٢٧٥ (وصفحة : ١٩٤ برقم ٢٤١٦) ، وفهرست الشيخ رحمه الله : ٨٨ برقم ٢٥٠ ، ورجال ابن داود : ٤٣٨ برقم ٢٨٨ ، والباب الثاني : ٥٤٣ برقم ١١٠ ، وخلاصة العلاّمة : ٦٣ ، ومنهج المقال : ٩٣ [الطبعة الحجرية] .. وغيرها من المجاميع الرجالية.

وترجمه الشيخ الجدّ طاب ثراه في موسوعته الرجالية ١/٢٦١ ـ ٢٦٣ [الطبعة الحجرية].

وقد قال الشيخ رحمه الله في الفقيه ١/١ : .. وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعوّل وإليها المرجع ، مثل كتاب حريز .. إلى آخره.

وقال ابن إدريس في المستطرفات : ٥٨٩ آخر ما استطرفه من كتابه : .. الأخبار المنتزعة من كتاب حريز بن عبدالله السجستاني رحمه الله ، ثم قال : وكتاب حريز أصل معتمد معوّل عليه.

أقول : لا ينحصر الأمر في الاشتهار بما أوردناه ، بل عرضت كتب أُخرى على المعصومين عليهم السلام فمدحوها وأثنوا عليها وعلى جامعيها ، وقد شاع بين السلف الوثوق بها والاعتماد عليها ، مثل كتب ابني سعيد ; كما جاء في رجال النجاشي : ٥٨ برقم ١٣٦ ـ ١٣٧ [بصفحة : ٤٣] ، قال : كتب ابني سعيد كتب حسنة معمول عليها [كذا ; والظاهر : معوّل عليها] وهي ثلاثون كتاباً .. إلى آخره. ولاحظ : رجال الكشي : ٥٥١ برقم ١٠٤١ ، ورجال البرقي : ٥٤ ، وفهرست الشيخ : ١٠٤ ، ورجال ابن داود : ٧٣ برقم ٤١٩ .. وغيرهم ، وكذا كتب علي


__________________

ابن مهزيار ، وكتب حفص بن غياث .. وغيرهم ، بل بعضهم ليس من الطائفة المحقّة إلاّ أنّه موثّق عندهم ; كحفص بن غياث وعلي بن الحسن الطاطري في كتابه القبلة ، ومثل عرض كتاب التأديب ـ وهو كتاب يوم وليلة ـ لابن خانبة ; أحمد بن عبدالله بن مهران الثقة على مولانا أبي محمّد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام فقرأه ، وقال : «صحيح ، فاعملوا به». كما جاء في بحار الأنوار ٨٧/٣٠٢ عن كتاب فلاح السائل للسيد ابن طاوس.

وقد روى في الكافي الشريف ٧/٣٢٤ حديث ٩ ، وعن جمع أنّ يونس بن عبدالرحمن ومحمّد بن عيسى ، قالا : عرضنا كتاب الفرائض عن أمير المؤمنين عليه السلام على أبي الحسن الرضا عليه السلام ، فقال : «هو صحيح» ، كما في وسائل الشيعة ٢٧/٨٥ حديث ٣٣٢٧٦.

وفي حاشية وسائل الشيعة ١٨/٦٠ (الطبعة الإسلامية) مناقشة راجعها.

وكذا كتاب سليم بن قيس الهلالي المروي عن أبان بن عيّاش المعروض على علي ابن الحسين عليهما السلام ، وقال عليه السلام : «صدق سليم ; هذا حديث نعرفه» كما جاء في رجال الكشي : ١٠٤ برقم ١٦٧ [طبعة جامعة مشهد].

وجاء الحديث بألفاظ مختلفة في كتاب سليم بن قيس الهلالي رحمه الله : ٥٥٩ و ٥٦٤ [الطبعة المحققة] ، وكذا صفحة : ٦٣٠ ، وفيه : «صدق سليم ; فقد روى لي هذا الحديث أبي ..» ، ومثله في صفحة : ٦٢٩ ، قال : صدق سليم ; وقد جاء عن جابر بن عبد الله ..» ، أو : صدق سليم ; قد أتاني بعد أن قتل جدّي الحسين ..».

وعرض كتاب عبدالملك بن جريح المكّي على أبي عبدالله عليه السلام وأقرّ بـه ، وقوله عليه السلام : «صدق ..» ، كما رواه في الكافي ٥/٤٥١ حديث ٦ ، وحكاه في وسائل الشيعة ١٨/١٠٠ حديث (٣٣٤٠٤) [وفي طبعة مؤسّسة آل البيت عليهم السلام


__________________

/١٩ ـ ٢٠ حديث ٢٦٤١٣].

وكذا روي مسنداً عن عبدالله بن أيّوب ، عن أبي عمرو المتطبّب ، قال : عرضته على أبي عبدالله عليه السلام ـ يعني كتاب ظريف من الديّات ـ كما في الكافي الشريف ٧/٣٢٤ حديث ١٠ ، ومن لا يحضره الفقيه ٤/٥٤ حديث ١ ، والتهذيب ١٠/٢٩٥ حديث ٢٦ ، أورواه الصدوق والشيخ بأسانيدهما وذكر أنّه عرض على أبي عبدالله وعلي الرضا عليهما السلام ، كما في الوسائل ٢٧/٨٥ حديث ٣٣٢٧٧ [المكتبة الإسلامية ١٨/٦٠].

وروي في بحار الأنوار ٧٦/٢١٧ في حديث سعد بن أبي عبدالله بن خلف وأ نّه قال له أحمد بن خانبة أنّه عرض كتابه على أبي الحسن علي بن محمّد صاحب العسكر الأخير عليه السلام توقّف عليه ، وقال : «صحيح فاعملوا به ..» وانظر من البحار ٨٦/١٤ حديث ١١ عن فلاح السائل : ١٨٣ ، وصفحة : ٢٨٨ ، وقول الإمام العسكري عليه السلام ـ عندما سئل عن كتب بني فضّال ـ فقال : «خذوا بما رووا وذروا ما رأوا».

لاحظ : الاستبصار ٤/٣١٨ ، والغيبة للشيخ الطوسي رحمه الله : ٢٥٤ (طبعة إيران) ، وسائل الشيعة ٢٧/١٠٢ حديث (٣٣٣٢٤) ، وصفحة : ١٤٢ حديث (٣٣٤٢٨) [طبعة مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، وفي الطبعة الإسلامية ١٨/٧٢ و ١٠٢] .. وموارد اُخرى.

انظر : رجال الكشي ١/٣٢١ حديث ١٦٧ ـ وعنه في وسائل الشيعة ٢٧/١٠١ ـ ١٠٢ حديث ٣٣٣٢٣ [تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم السلام] ، قال : عن أبان بن أبي عيّاش ، قال : هذه نسخة كتاب سليم بن قيس العامري ، ثم الهلالي دفعة إلى أبان بن أبي عيّاش وقرأه وزعم أبان أنّه قرأه على علي

 
__________________

ابن الحسين عليهما السلام ، فقال : «صدق سليم رحمة الله عليه ، هذا حديث نعرفه».

ومنها : عرض أحمد بن أبي خلف ـ كما ذكره الكشي في رجاله : ٣٠١ ـ وكذا عُرض من قبل بورق البوشنجاني حيث عرضه على الإمام العسكري عليه السلام.

أقول : هما كتابان لا كتاب واحد ، كما صرح المصنّف طاب ثراه في مقباس الهداية ١/١٤٠ [الطبعة المحقّقة الاُولى].

ومنها : عرض كتاب الديات ليونس بن عبدالرحمن على الإمام أبي الحسن الرضا عليه السلام ، كما في الكافي الشريف ٧/٣١١ ، والتهذيب ١٠/٢٤٥ حديث ١ ، والوسائل ٢٩/٢٨٣ حديث ٣٥٦٢٦ ، وصفحة : ٣٥٧ [تحقيق مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، وفي الطبعة الإسلامية ١٩/٢١٤ ، وصفحة : ٢٧٢].

وروي ـ أيضاً ـ عن أحمد بن أبي خلف ، قال : كنت مريضاً فدخل عليّ أبو جعفر عليه السلام يعودني عند مرضي فإذا عند رأسي كتاب يوم وليلة ، فجعل يتصفّحه ورقة ورقة حتّى أتى عليه من أوّله إلى آخره ، جعل يقول : «رحم الله يونس .. رحم الله يونس .. رحم الله يونس!». كما جاء في رجال الكشي : ٣٠١ ، صفحة : ٣٣٣ ، ورجال النجاشي : ٣١٢ ، وحكاه الشيخ الحرّ العاملي في وسائل الشيعة ١٨/٧٢ حديث ٧٤ و٧٥ و٧٦ و٨٠ [الطبعة الإسلامية ، وفي طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام ٢٧/١٠٠] .. وغيره.

أقول : تعرّضنا مفصّلا ـ تبعاً لشيخنا المصنّف رحمه الله ـ في مقباس الهداية ١/١٤٠ ـ ١٤١ [الطبعة الاُولى المحقّقة] لحديث عرض الكتب وعلّقنا عليه ، ولاحظ هناك ما استدركناه عليه برقم (٩٩) في ٥/٢٩٣ في بيان


فائدة :

ذكر إخبارات [كذا] لا تسمّى شهادة : الغيبة ، القذف ; بأنّ فلاناً زان مثلاً ، قول المجتهد : مذهبي كذا ، قول الطبيب : مرضك يضرّه الصوم ، إخبار المرأة بأنّها حائض ، إخبار أجير الحج بإيقاعه ، نقل الإجماع ، الإخبار بأنّ الراوي إمامي المذهب ، الرواية ، نقل فتوى المجتهد ، إخبار مالك التراب والماء بأ نّه نجس ، رجوع الإمام إذا شكّ إلى قول المأموم. قال شيخنا الشيخ علي(١) : وإن لم يكن ثقة (٢).

فائدة :

مؤلّف كتاب الرجال أبو العباس (٣) أحمد بن علي

__________________

مراتب الاعتبار.

بل قد عقد في الوسائل باباً في وجوب العمل بأحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام) المنقولة من الكتب المعتمدة وروايتها وصحّتها وثبوتها ٢٧/٧٧ ـ ١٠٦ [طبعة مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، وفي الطبعة الإسلامية ١٨/٥٢ ـ ٧٥ وفيه نحو تسعين رواية] ، وفيه روايات جمّة في الباب.

(١) الظاهر هو المحقّق الكركي.

(٢) وانظر نماذج أُخر في كتاب مشرق الشمسين للشيخ البهائي : ٢٧١ [الطبعة الحجرية].

(٣) هذا هو المشهور في كنيته طاب ثراه ، إلاّ أنّ المرحوم المولى عبدالله أفندي في رياضه


النجاشي قدس الله روحه (١) ; ولد سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة (٢) ، وهو شريك

__________________

٢/٤٤٥ تبعاً للصهرشتي في ترجمته (قبس المصباح) كنّاه بـ : أبي الحسن ، وفي التحرير الطاوسي : أبا الحسين ـ مصغّراً ـ واحتمل في مشيخته : ٢٠ أنّ أبا الحسن وأبا الحسين أحدهما تصحيف الآخر.

وقيل : إنّ الحقّ أنّ أبا الحسين هو الصواب ; حيث صرّح هو بذلك في أوّل باب العين من رجاله : ١٥٧ [طبعة بيروت ٢/٧ برقم (٥٥٣) ، وطبعة جماعة المدرسين : ٢١٣ برقم (٥٥٥)] في ترجمة جدّه ، ولم نجده هناك ، فراجع.

كما يكنّى عنه أيضاً : أبو الخير ، حكاه في تنقيح المقال ٦/٣٥١ [الطبعة المحققة] عن بعض.

وقد كنّاه الخوانساري رحمه الله في روضات الجنات ١/٦٠ برقم ١٣ بـ : ابن كوفي ، والظاهر إنّ هذا سهو ; حيث هي كنية الصيرفي لا النجاشي.

أقول : لعلّ ما جاء في الخلاصة : ٩٥ في ترجمة السيّد المرتضى رحمه الله بقلب (أحمد) و(الحسين) وقوله : أبو أحمد الحسين بن العباس النجاشي .. اشتباه ، فلاحظ. وأورد شيخنا الوالد دام ظلّه له ترجمة مفصّلة في هذه الموسوعة تبعاً للشيخ الجدّ قدّس سرّه ، لاحظها في ٦/٣٤٦ ـ ٣٦٢ تحت رقم (١١٦٩) [الطبعة المحققة] خصوصاً صفحة : ٣٤٨ ـ ٣٥١ ، وذلك عن أكثر من أربعين مصدراً ، فراجع.

(١) ترجم نفسه في رجاله : ١٠١ برقم ٢٥٣ وجدّه السابع هو : إبراهيم بن أبي بكر محمّد ابن الربيع برقم ٣٠ ، ولاحظ : إيضاح الاشتباه : ٥ برقم ١١٢ حيث جاء فيها نسبه تفصيلاً.

وانظر : الخلاصة : ٢٠ ، والرواشح السماوية : ٧٦ ، وأمل الآمل ٢/١١٦ ضمن ترجمة تلميذه أبي الهمّام الحسيني .. وغيرها.

(٢) وذلك في شهر صفر ; كما قاله العلاّمة في الخلاصة : ٢٠ برقم ٥٣ ، ولاحظ : رجال السيّد بحر العلوم ٢/٣٧.


الشيخ الطوسي في القراءة على المفيد (١) وعلى ابن الغضائري (٢) ، ولقي اثنين ممّن لقي محمّد بن يعقوب الكليني ، ولم يرو الكافي عنهما وإنّما رواه عن ابن الغضائري ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه ، عنه رحمه الله.

وكانت وفاته سنة خمسين وأربعمائة (٣) قبل وفاة الشيخ الطوسي رحمه الله بعشرين سنة (٤) ، وبعد وفاة السيّد المرتضى بأربع عشر سنة (٥)! وهو الذي تولّى

__________________

(١) وذلك في الكوفة ، شهر صفر ، كما قاله العلاّمة في الخلاصة : ٢١ ، ومن هنا عرف بـ : الكوفي ، وعبّر عنه أيضاً بـ : ابن الكوفي ، كما في قبس المصباح للصهرشتي.

(٢) صرّح في ترجمة ابن قولويه (جعفر بن محمّد برقم ٣١٨) ، وترجمة البزوفري (الحسين بن علي برقم ١٦٢) ، وترجمة زياد بن أبي الحلال (برقم ٤٥١) ما قرأه على هذين العلمين. وقد أدرجنا مشايخه مفصّلاً في خاتمة كتابنا هذا ، فلاحظ .. وهم نحو أربعين رجلاً ، وفّقنا الله لإكمال الموسوعة هذه وطبع خاتمتها.

(٣) وذلك في جمادى الأوّل في بلدة (مطيرآباد) وهي من نواحي الحلة [وفي بعض النسخ (مطرآباد) ولعله تصحيف ، وفي بعضها : مصير آباد ، كما في الوافي بالوفيات ٧/١٨٧] وذلك في شهر جمادى الأوّل ، ذكر ذلك العلاّمة في الخلاصة : ٢١ .. وغيره.

(٤) وهذا غريب جدّاً ، مع أنّهم صرّحوا غالباً بأنّ عمره كان نحواً من ثمان وسبعين سنة.

ونصّ السيّد بحر العلوم في رجاله ٢/٣٧ على أنّه كان قبله بعشر سنين ، حيث إنّ وفاة الشيخ رحمه الله سنة أربعمائة وستين ، وكان قد ولد قبله بثلاث عشرة سنة.

(٥) وكان السيّد الأجلّ المرتضى رحمه الله أكبر منه بستّ عشرة سنة.


غسل المرتضى مع محمّد بن الحسن الجعفري وسلاّر [بن عبدالعزيز] (١).

ويروي عن الصدوق محمّد بن بابويه رحمه الله بواسطة أبيه علي ابن أحمد النجاشي(٢) ، وعن الكشي بواسطتين ، وعاصر التلعكبري ، وتلمّذ لابن نوح (٣).

__________________

أقول : للسيّد موسى الشبيري حفظه الله تحقيق في هذا الباب ناقش فيه صاحب قاموس الرجال وغيره حرّي بالمراجعة ، لاحظ : جرعة از دريا ١ / ١٠٠ ـ ١٠٩.

(١) كما صرّح بذلك هو في ترجمة الكليني رحمه الله من رجاله ٢/٢٩٠ ـ ٢٩٢ برقم ١٠٢٧ (طبعة بيروت ، وفي طبعة جماعة المدرسين : ٣٧٧ ـ ٣٧٨ برقم ١٠٢٦) .. وحكاه عنه غيره.

هذا؛ وقد قيل انه لا يوجد له توثيق صريح من أحد من الرجالينن له صريحاً مع انه يُعدّ أبوهم وعمدتهم ، لعلّ كلام الصهرشتي رحمه الله في قبس المصباح ـ والذي أورده العلّامة المجلسي رحمه الله في موسعته البحار ٩٤ / ٣٢ ، وكذا السيّد بحر العلوم في فوائد ٢ / ٤٠ ، والحائري في المنتهى ١ / ٢٨٧ ... وغيرهم كاف في المقام والتصحيح.

(٢) كما صرّح بذلك في ترجمة محمّد بن علي بن الحسين الصدوق رحمه الله من رجاله : ٣٨٩ ـ ٣٩٢ برقم (١٠٤٩) طبعة جماعة المدرسين ، وفي طبعة بيروت ٢ / ٣١١ ـ ٣١٦ برقم (١٠٥٠) ، قال : أخرني بجميع كتبه وقرأت بعضها على والدي ... والغريب أنّه لم يعقد لوالده في رجاله ترجمة مستقلّة مع كونه من مشايخه ، وانظر : رجال بحرالعلوم ٢ / ٧١ وخاتمة كتابنا هذا.

وهو : أحمد بن علي بن نوح (المتوفى نحو ٤٢٠ هـ) ، وترجمه في رجاله برقم ٢٠٩ ، وقال : اُستاذنا وشيخنا ومن استفدنا منه .. وله مشايخ أُخر ـ كما قلنا ـ قرأ عليهم .. سيأتي ذكرهم.

هذا ; ولشيخنا طاب ثراه ـ عدا رجاله ـ جملة مصنفات ذكرها في ترجمة نفسه برقم


فائدة :

الشائع المعروف المتكرّر في كتب الحديث رواية حمّاد عن زرارة بتوسّط حريز(١) ، ولكن جاء على خلاف ذلك في النادر كما رواه عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد ، عن زرارة في تخليل الشعر(٢) ، وكما رواه عن علي بن إبراهيم ، عن حمّاد ، عن زرارة (٣) ... في إجراء الغرفات الثلاث في الوضوء.

__________________

٢٥٣ من رجاله ، فراجع.

أقول : حيث عقد شيخنا المصنف طاب ثراه في خاتمة كتابه فائدة حول النجاشي ومشيخته ، وعلّقنا على كلامه واستدركنا عليه ، فلا نرى ضرورة في تكرار ذلك.

لاحظ : الرسائل الرجالية للكلباسي ٢/١٩٥ ـ ٣٦٨ (رسالة في النجاشي).

(١) جاء فيما لا يحصى من الروايات منها (١٥٣) رواية في الكافي الشريف ، وثلاث في من لا يحضره الفقيه ، و(١٩٤) رواية في التهذيب ، و(٨٢) رواية في الاستبصار ، فكان المجموع (٤٣٤) هذا في الكتب الأربعة فضلاً عن غيرها ، ولا ثمرة في عدّها وذكرها.

(٢) كما في وسائل الشيعة ١/٤٧٦ برقم ١٢٦٤ (طبعة مؤسسة آل البيت) آخذاً من كتاب تهذيب الأحكام ١/٣٦٤ ـ ٣٦٥ باب ١٦ حديث ٣٦.

أقول : مجيء رواية الحسين بن سعيد ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن زرارة .. جاءت كثيرة جدّاً في المجاميع الحديثية ، وهي نحو ٤٧ حديثاً في التهذيب ، و(٢٥) حديثاً في الاستبصار .. وهكذا.

(٣) لم نجد هذا السند ، بل لعله لا يصحّ لاختلاف الطبقة ، وما جاء في تهذيب الأحكام ١/٣٦٠ حديث ١٣ في الغرفات الثلاثة هو : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن


فائدة :

الفضل بن شاذان ، اثنان :

أحدهما : المشهور : النيسابوري (١).

والآخر : يروي عنه ، وهو الراوي ، ذكره في (ست) [أي فهرست الشيخ الطوسي رحمه الله (٢)] في ترجمة الفضل النيسابوري المشهور (٣).

__________________

عيسى ، عن حريز ، عن زرارة .. وحديث الكافي ٣/٢٥ برقم ٤ هو : علي ، عن أبيه ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعاً ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة.

أقول : مجيء رواية علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة .. جاءت كثيراً ، وكذا عن عبدالله بن الصلت .. وغيرهم جاء كثيراً نحو (١٣٠) حديثاً في الكافي فقط فضلاً عن غيره من الكتب وعدا سائر المجاميع الحديثية .. والذي أحسبه أنّ نسخة الشيخ البهائي طاب ثراه كانت مغلوطة هنا ، وإلاّ فلم نجد مثل هذا الإسناد! والله العالم.

(١) انظر : رجال ابن داود (عمود) : ٢٧٢ ـ ٢٧٣ برقم ١١٧٩ (الطبعة الحيدرية : ١٥١ ـ ١٥٢ برقم ١٢٠٠) ، وبلغة المحدّثين : ٣٩٣ باب الفاء برقم ٣ .. وغيرهما.

(٢) الفهرست للشيخ الطوسي رحمه الله : ١٥٠ ـ ١٥١ برقم ٥٦٤ (الطبعة الحيدرية) ، وفي تحقيق الطباطبائي : ٣٦١ ـ ٣٦٣ برقم ٥٦٤ ، وفي الطبعة المرتضوية : ١٢٤ برقم ٥٥٢ ، وطبعة جامعة مشهد : ٢٥٤ ـ ٢٥٥ برقم ٥٥٩. قال في الفهرست : وأظنّ أنّ هذا الذي ذكره] أي النديم في فهرسته [الفضل بن شاذان الرازي الذي تروي عنه العامّة.

(٣) أقول : نصّ المصنّف قدّس سرّه في خاتمة موسوعته الرجالية ـ في تاسعة متفرّقات الفوائد في ضمن الفائدة التاسعة ـ ٣/١٠٠ [من الطبعة الحجرية ـ الخاتمة] ما بقوله : إنّ الذي يظهر


__________________

من فهرست الشيخ رحمه الله في ترجمة الفضل بن شاذان أنّ المسمى بهذا الاسم اثنان : أحدهما : الفضل بن شاذان الأزدي النيشابوري.

والآخر : الفضل بن شاذان ، الذي تروي العامّة عنه ، وظنّ الشيخ رحمه الله أنّ الثاني هو المراد ، يقول ابن النديم إنّ الفضل بن شاذان على مذهب العامّة له كتب كثيرة [فهرست النديم : ٢٨٧].

ثم قال : الإطلاق ينصرف إلى النيسابوري ، كما لا يخفى.

أقول : عبارة النديم في فهرسته هي : الفضل بن شاذان الرازي ، وابنه العباس بن الفضل ، وهو خاصي عامي! الشيعة تدّعيه ، وقد استقصيت ذكره عند ذكرهم ، والحشوية تدّعيه ، وله من الكتب التي تعلّق بالحشوية : كتاب التفسير ، كتاب القراءات ، كتاب السنن في الفقه ..

ولم أفهم وجه التعدّد! كما لم أجد في كتب العامّة وتراجمهم من اسمه ذلك ، بل وجدت بعض النصوص تؤيّد كونهما واحداً ، فتدبّر.

ولعلّه من هنا دمجهم المصنّف قدّس سرّه في موسوعته الرجالية ٢/٩ ـ ١٠ [من حرف الفاء ، الطبعة الحجرية] ، ولم يشر للتعدّد ، فراجع وتأمّل ; إذ لعلّه من جهة انحصار المترجمين في موسوعته في خصوص الشيعة ، فتدبّر.

لاحظ : فهرست النديم : ٢٩ ، وذكر له كتاب ـ القراءات جاء ذكره ـ صفحة : ٣٨. وقد ترجم الجزري في طبقات القرّاء ٢/١٠ للفضل بن شاذان بن عيسى أبو العباس الرازي (المتوفّى نحو سنة ٢٩٠ هـ) ، كما وقد ترجم لابنه أبي القاسم العبّاس بن الفضل الرازي (المتوفّى سنة ٣١٠) في ١/٣٥٢ ، فراجع.

وجاء في طبقات المفسّرين ٢/٣٠ برقم ٤٠٦ قوله : الفضل بن شاذان الرازي الشيعي ، له من الكتب : التفسير ، القراءات ، السنن.



[ثم قال (١) :]

تاريخ وفاة جماعة من علمائنا المتقدّمين

رحمة الله عليهم أجمعين (٢)

وفاة زرارة ومحمّد بن مسلم وأبي بصير ـ يحيى بن [أبي] القاسم [الأسدي] (٣) ـ رحمهم الله تعالى في سنة واحدة ; وهي سنة خمسين ومائة ، وذلك قبل وفاة الكاظم عليه السلام تقريباً(٤) من [كذا] ثلاثين سنة.

وفاة ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني رحمه الله (٥) (كشح) : ٣٢٨ هـ (٦).

__________________

(١) تنقيح المقال ١/١٧١ (من الطبعة الحجرية).

انظر : الصورة رقم (١٠).

(٢) وقريب من هذه ما جاء في جامع المقال للطريحي : ١٩٤ في الفائدة الثانية من الخاتمة في بيان تاريخ وفاة بعض المشايخ من المحدّثين المتقدّمين ..

(٣) انظر ترجمتهم في هذه الموسوعة مرتّباً ١/٤٣٨ ـ ٤٤٦ ، و٣/١٨٤ ـ ١٨٦ ،

و٣٠٨ ـ ٣١١ (من الطبعة الحجرية).

(٤) كذا ، والظاهر : قريباً.

(٥) انظر ترجمته في تنقيح المقال ٣/٢٠١ ـ ٢٠٢ [الطبعة الحجرية].

(٦) وقيل : سنة تسعة وعشرين وثلاثمائة ، قاله في جامع المقال : ١٩٤.


وفاة حجّة الإسلام محمّد بن بابويه رحمه الله (١) (شفا) : ٣٨١ هـ (٢).

وفاة شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي رحمه الله نقل [كذا] (ست) [أي فهرست الشيخ الطوسي رحمه الله (٣)] : ٤٦٠ هـ (٤).

وفاة السيّد المرتضى رحمه الله : ٤٣٦ هـ (٥) (لوت).

وفاة السيّد الرضي رحمه الله تعالى قبل وفاته [أي المرتضى] بثلاثين سنة ; لأنّ وفاته سنة : ٤٠٦ هـ (٦) (تو).

__________________

(١) لاحظ ترجمته في تنقيح المقال ٣/١٥٤ ـ ١٥٥[الطبعة الحجرية].

(٢) تاريخ وفاة الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان رحمه الله في سنة أربعمائة وثلاث عشر من الهجرة .. كذا في جامع المقال .. وغيره.

(٣) وهذا غريب! إذ كيف ينقل الشيخ رحمه الله وفاته في فهرسته! نعم ; قد ترجم نفسه في فهرسته : ١٨٨ ـ ١٩٠ برقم ٧١٣.

انظر : تنقيح المقال ٣/١٠٤ ـ ١٠٥ [الطبعة الحجرية].

(٤) وزاد في جامع المقال : وقيل سنة ثمان وخمسين وأربعمائة .. وقال : ولمّا قدم العراق كان عمره ثلاث وعشرين سنة ، وعمر السيّد المرتضى إذ ذاك ثلاثة وخمسين سنة ، فكانا متعاصرين في العراق مدّة ثمان وعشرين سنة ، وبقي الشيخ بعد السيّد رحمه الله أربعاً وعشرين سنة.

(٥) انظر حياته في تنقيح المقال ٢/٢٨٤ ـ ٢٨٥ من الطبعة الحجرية ، وفي الجامع : سنة ست وعشرين وأربعمائة هجرية ، وهو غير صحيح.

(٦) لاحظ ترجمتهما في تنقيح المقال ٣/١٠٧ ـ ١٠٨ [الطبعة الحجرية] ، وعليه فتكون وفاته قبل أخيه السيد المرتضى بعشرين سنة.


وفاة عبد الله الأنصاري المدفون بالهرّة (١) سنة : ٤٨١ هـ (فات) (٢).

وفاة الحافظ أبو نعيم الأصفهاني ١٧ ه ـ (٣).

وقد أورد في كتابه الموسوم بـ : حلية الأولياء ما يدلّ على خلوص ولائه (٤)!!

__________________

(١) كذا ، والظاهر : بالهراة أو بهراة .. ولا نفع في نقل وفاته هنا كما لا يخفى عند من عرفه ، وكذا من بعده.

(٢) أقول : لم أفهم وجه إيراد وفاة هذا ومن بعده ، وهل شحّ الرجال أو المحدّثين؟!

وعلى كلّ ; لنذكر ما بقي من كلام الطريحي في جامعه ، إذ هو أمسّ بنا وأنفع.

قال : تاريخ وفاة علي بن الحسين بن بابويه في سنة تسعة وعشرين وثلاثمائة هجرية.

تاريخ وفاة جعفر بن محمّد قولويه ـ اُستاد المفيد ـ في سنة تسعة وستين وثلاثمائة هجرية.

تاريخ وفاة محمّد بن الحسن بن الوليد سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة هجرية.

تاريخ وفاة النجاشي ـ صاحب الرجال ـ قبل الشيخ الطوسي بعشر سنين ; فيكون سنة أربعمائة وخمسين ، وتلمّذ هو والشيخ على ابن الغضائري ، كما هو منقول عن بعض الأصحاب.

(٢) كذا ، والصحيح هو : ٤٣٠ هـ ، وله ست وتسعون سنة ، وقد ولد ـ كما قيل ـ سنة ٣٣٤ هـ ، كما في اختصار علوم الحديث لابن كثير : ١٨٧ ، والباعث الحثيث : ٢٣٦ .. وغيرهما.

(٣) كما أدرج فيه ما يدلّ على غاية خبثه ، ونتانة عنصره!


[ثم قال (١) :]

ذكر وفاة جماعة من مشايخنا المتأخّرين

رحمهم الله أجمعين

توفّي الشيخ المحقّق نجم الدين قدّس الله روحه في الثالث والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة ستة وسبعين وسبعمائة (٢).

توفّي الشيخ الفقيه محمّد بن نما رحمه الله في ذي الحجة سنة خمسة وأربعين وستمائة : (همخ) ، ومولده : ٦٤٨ هـ (٣) [كذا].

توفّي العلاّمة جمال الدين [الحسن بن يوسف بن علي] بن المطّهر رحمه الله

__________________

(١) تنقيح المقال ١/١٧١ (من الطبعة الحجرية).

انظر : الصورة رقم (١٠).

(٢) وهو : أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى الحلي الهذلي.

انظر عنه : تنقيح المقال ١ / ٢١٤ ـ ٢١٥ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ١٥/٩٨ ـ ١٠٥ برقم (٣٨٣٥)] عن جملة مصادر.

(٣) وهو : المكنّى بـ : أبي البقاء ، والملقّب بـ : هبة الله الحلّي.

انظر : تنقيح المقال ٣/٤٤ ـ ٤٥ [باب الكنى من الطبعة الحجرية].


ليلة الجمعة قبل انتصاف الليل العشرين [كذا] من شهر محرّم الحرام سنة ستّ وعشرين وسبعمائة (١).

توفّي فخر المحقّقين ـ ولد العلاّمة ـ طاب ثراهما في الخامس والعشرين من شهر جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين وسبعمائة (٢) : (ذاع).

وفاة الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد في ذي الحجة سنة تسع وستين وسبعمائة (٣) : (طسذ).

توفّي الشيخ السعيد الشهيد محمّد بن مكي رفع الله درجته يوم الخميس تاسع جمادى الأوّل سنة ست وثمانين وسبعمائة (٤).

وفاة شيخنا الشيخ عبد العالي قدّس الله نفسه الزكية سنة ثمان وتسعين وتسعمائة (٥) : (حصض).

ولد الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي قدّس الله روحه أوّل محرّم الحرام سنة ثماني عشرة وتسعمائة : (ضما) ، وانتقل إلى جوار الله ورحمته تاسع ربيع الأوّل سنة أربع وثمانين وتسعمائة (٦) : (ضفه).

__________________

(١) انظر عنه : تنقيح المقال ١ / ٣١٤ ـ ٣١٥ [من الطبعة الحجرية وفي المحققة ٢١ / ١٧٢ ـ ١٨١ برقم ٥٨٠٨].

(١) راجع عنه : تنقيح المقال ٣/١٠٦ [الطبعة الحجرية].

(٢) ترجمه المصنف رحمه الله في : تنقيح المقال ٣/٣١٧ [الطبعة الحجرية].

(٣) انظر عنه : تنقيح المقال ٣/١٩١ ـ ١٩٢ [من الطبعة الحجرية].

(٤) لاحظ : تنقيح المقال ٢/١٥٤ [من الطبعة الحجرية].

(٥) تنقيح المقال ١/٣٣٢ [الحجرية ، وفي المحقّقة ٢٢/١٧٤ ـ ٧٧١ برقم (٦١٩٧)].


توفّي الشيخ عبد النبي الجزائري يوم الخميس الثامن عشر من جمادى الأوّل سنة إحدى وعشرين وألف (غاك) في قرية بين أصفهان وشيراز ، وقبره الآن في شيراز(١). انتهى (٢).

__________________

(١) انظر ما جاء في مقدمة كتاب حاوي الأقوال : ٣٧ ـ ٣٩ عن وفاته وقبره رحمه الله. وكذا تنقيح المقال ٢/٢٣٢ [الطبعة الحجرية].

(٢) إلى هنا الفوائد الرجالية المنسوبة إلى الشيخ البهائي طاب ثراه.

أقول : لا بأس أن نلحق بالمقام تذنيبين ، هما :

أوّلا : هل يعتبر كون المعدّل أو المادح إمامياً كما يعتبر كونه عادلا أم لا؟ والإشكال ينحلّ إلى اثنين :

الأوّل : إنّ غير الإمامي لو أطلق لفظ العدل أو الثقة .. أو غيرهما على شخص ، فهل يستفاد منه كونه إمامياً بالمعنى الأخص ـ أي الاثنا عشري ـ أو بالمعنى الموافق لمذهب القائل ، أو بالمعنى الأعمّ؟ الظاهر الأخير وإن كان الأولى الثاني ، فتدبّر.

الثاني : هل يستفاد منه العدالة أو الوثاقة على مذهبه أو مذهبنا أو بالمعنى الأعمّ؟ الكلام الكلام.

إلاّ أنّ التحقيق في المقام : إنّ ثمّت فرقاً بين المادح والموثّق ، وبين الجارحين.

فالجارح لو لم يكن إمامياً وجرح الرجل لتشيّعه فلا كلام في ثبوت إماميّته ، وهو مدح له ، وله نظائر من ابن حجر وابن ماكولا والذهبي في تهذيب التهذيب والإكمال والمختصر أو الجرح والتعديل .. وغيرهم في غيرها ، بل حتى نسبة الرفض والخباثة .. وما شاكلهما!


__________________

أمّا الثقة ـ أعمّ من كونه إماميّاً وغيره ـ فلو ثبتت وثاقته فحيث هي مأخوذة من الوثوق الموجب للركون إلى قول صاحبها والاعتماد عليه ، فهذا لا يختصّ بمذهب دون آخر ، ولا بدين دون ما سواه ، للالتزام بالمستلزمات الأوّليّة لمذهبه ومنها الصدق ، بخلاف لفظ العدالة ، فهي تفيد المعنى الأخصّ لو أطلقت من الخاصّي ، إلاّ أنّ النجاشي كثيراً ما يطلق لفظ العدالة على كثير ممّن خالفنا. ولو كان أحد المذاهب أظهر وأجلى ـ ولو لكثرة أهله وانتشارهم ـ فالإطلاق يوجب الانصراف إلى العدالة في ذلك المذهب ، حتى لو كان المطلق ـ بالكسر ـ من غير أهله ، خصوصاً إذا كان كثير الصحبة والاختلاط معهم ، أو كان مرجعاً لهم في التعديل والتضعيف كابن عقدة والحسن بن علي بن فضّال .. ونظائرهما ، أو السؤال عن شخص منهم ، فإنّ الظاهر في الإطلاق هنا العدالة على مذهب السائل ، ويؤيّده ما ذهب إليه غير واحد حاكياً له عن الوحيد البهبهاني في التعليقة من ركون الأصحاب إلى توثيق وتضعيف ابن فضال وابن عقدة مع أنّهما لا يحملونهما على مذهبنا.

وعن الشيخ البهائي في بعض حواشيه على الزبدة ـ كما حكاه السيّد الصدر في نهايته [صفحة : ١٣٠] ـ اعتبار تزكية العدل المخالف أيضاً ، ثمّ قال السيد : وهو حسن.

والحاصل ; إنّ المسألة تختلف وتتخلّف من شخص لآخر ومورد دون مورد ، فتدبّر. ثانياً : حكى الأسترآبادي في فوائده المدنيّة [صفحة : ٢٥٤] عن الشيخ البهائي ما حاصله : المكتفون من علمائنا في التزكية بالعدل الواحد الإمامي يكتفون به في الجرح أيضاً ، ومن لم يكتف به في التزكية لم يعوّل عليه في الجرح.


__________________

ثمّ قال : وما يظهر من كلامهم في بعض الأوقات من الاكتفاء في الجرح بقول غير الإمامي محمول إمّا على الغفلة عمّا قرّره ، أو عن كون الجارح مجروحاً ; كما وقع في الخلاصة من جرح أبان بن عثمان بكونه فاسد المذهب تعويلاً على ما رواه الكشّي عن علي بن الحسن بن فضّال أنّه كان من الناووسيّة ، مع أنّ ابن فضّال فطحي لا يقبل جرحه لمثل أبان بن عثمان ، ولعلّ العلاّمة طاب ثراه استفاد مذهبه من غير هذه الرواية ، وإن كان كلامه ظاهراً فيما ذكرناه. انتهى كلامه.

ثمّ ذهب إلى تفصيل غريب بقوله :

أقول : أوّلاً قوله : من لم يكتف به في التزكية لم يعوّل عليه في الجرح أيضاً .. من العجائب ، وذلك لما حقّقناه من أنّ مجهول الحال أو مجهول المذهب في حكم المجروح ، فإذا تقوّى الجهل بحاله بانضمام جرح جارح ـ ولو كان فاسد المذهب ـ صار أولى بأن يكون في حكم من ثبت ضعفه.

وثانياً : ربّما يكون ابن فضّال ثقة عند العلاّمة مقطوعاً على أنّه لم يفتر [كذا] في مثل ذلك ، وعلى أنّه لم يتكلّم عادة إلاّ بأمر بيّن واضح عنده ، ونحن ـ أيضاً ـ نعلم أنّ مثل ابن فضّال لم يرض أن يتكلّم بمثل هذا الكلام في شأن مثل ابن عثمان بمجرّد الظنّ أو بالافتراء ; وذلك لأنّ اعتماد قدمائنا على تعديل ابن فضّال وجرحه قرينة على أنّه كان ثقة في هذا الباب ، يشهد بما قلناه من تتبّع كتاب الكشّي.

ولا يخفى ما فيه مع أنّ كون المجهول في حكم المجروح في عدم العمل بروايته غير كون المجهول مجروحاً ، فتدبّر.


[وقال رحمه الله بعد ذلك] (١).

عدد ما في الرجال الكبير للمرحوم الميرزا محمّد (قدس سره) المسمى بـ : منهج المقال :

من الأسماء

٦٠٢٥

تقريباً

ومن الكنى

٥٠٥

تقريباً

ومن الألقاب

٦٨

تقريباً

ومن النساء

٦٧

تقريباً

٦٦٦٥

وعدد ما في تنقيح المقال هذا :

من الأسماء

١٣٣٦٨(١)

تقريباً

ومن الكنى

١٤٤٤

تقريباً

ومن الألقاب

١٣٤٣

تقريباً

ومن النساء

١٥٢

تقريباً (٣)

١٦٣٠٧

__________________

(١) تنقيح المقال ١/١٧١ (من الطبعة الحجرية).

ولاحظ : الصورة رقم (١٠).

(٢) الذي رقّمه قدّس سرّه في آخر نتائج تنقيح المقال هو (١٣٣٦٥).

(٣) سيكون الرقم تحقيقاً في كل ما سلف ـ بعد طبع الكتاب ـ بإذن الله كلاًّ ، ويتحدّد العدد عندها حتماً مع ما ضمّه من مستدركات ، والمسلّم هو أن هذا العدد تقريبي ، وإلاّ فهو يزيد على هذا بكثير.


[ثم تعرّض طاب رمسه إلى ذكر الفوائد الرجالية والتي تبدأ من صفحة ١٧٢ إلى صفحة ٢١٨ ، وبذا تنتهي المقدّمة وديباجة الكتاب (١)].

[ثم قال طاب رمسه ـ بعد أن ادرج جدول الخطأ والصواب ـ : ... وبذا ينتهي الترقيم الأوّل للمجلّد الأوّل كي يبدأ بترقيم جديد بعد أوّل حرف الألف.] (٢)

__________________

(١) انظر : الصورة رقم (١١) و(١٢).

(٢) تنقيح المقال ١/٢١٩ ـ ٢٢٤ (من الطبعة الحجرية) بعد الفوائد الرجالية.

انظر : الصورة رقم (١٣) و (١٤).


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ..

وبعد ;

فلا يخفى أنّه حيث كانت غاية همّنا وهمّتنا صحّة هذه النسخة الشريفة ; ولذا التزمنا بمقابلتها قراءةً مرّتين ، وملاحظةً مرّة ثالثة قبل الطبع حتى لا يحتاج إلى صفحة (الصحيح والغلط) ، وكان التقدير غالباً على التدبير .. أدّت كثرة الطلعات في نسخة الأصل وغفلتنا في الأوائل عن علاج ذلك إلى وقوع إسقاط وأغلاط ، وسقوط حواشي منّا ـ سيما في الكراريس الثلاث الأوائل ـ حيث طبعناها قبل إعادة النظر فيها ، فلمّا أعدنا النظر فيها وقع فيها التغيير .. فالتجانا إلى وضع صفحة لتمييز الصحيح من الغلط وبيان الساقط من القلم ، ولسهولة الأمر نوصل صفحة التمييز الراجعة إلى الكراريس الأوّلية إليها ، ونلحق البقية بآخر الكتاب ، ونذكر في خاتمة خاتمة الكتاب ما استدركته بعد طبع الكتاب من المطالب إن شاء الله تعالى.


[وقال في آخر جدول الخطأ والصواب (١) :]

تأتي بقية فهرس الخطأ والصواب والسقطات بعد آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.

[ثم بدأ بترقيم جديد في الجزء الأوّل من صفحة : ١ حرف الهمزة إلى صفحة : ٤٧٤ آخر حرف الزاي ، وبه ينتهي المجلّد الأوّل حسب الطبع لا التصنيف] (٢).

[وقال في آخر المجلّد الأوّل ـ حرف الزاي (٣) ـ ما نصّه :]

__________________

(١) تنقيح المقال ١/٢٢٤ [الطبعة الحجرية].

(٢) انظر الصورة رقم (١٥).

(٣) تنقيح المقال ١/٤٧٤ (من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة يكون هو آخر المجلد السابع والعشرين ، وعليه فقد وصل فيه التسلسل الخاص بالمصنف رحمة الله : ٤٦٥١ ومجموع ما استدركنا عليه هو : ٤٢٧٤ ترجمة ، فكان المجموع منهما هو : ٨٩٢٥ عنواناً ، فراجع).


وقد بلغ الحال بي إلى هنا في اليوم الحادي والعشرين من ذي القعدة الحرام سنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين هجرية ، ويأتي الكلام في المجلّد الرابع في باب السين (١) إن شاء الله تعالى.

وقد تشرّف بكتابة هذا الكتاب المستطاب

الحقير الفقير الراجي رحمة ربّه الغني

أحمد ابن الشيخ محمّد حسين الزنجاني

[ثم جاء بعد ذلك ما نصّه :]

بقية ما يتضمّن تميّز(٢) الخطأ والصواب وثبت ما سقط.

[ثم ذكر الجدول ، كما هو موضّح في الصورة (٣) ، وقد اُسقط هذا من طبعة الأوفست وألحقت الفوائد

__________________

(١) سبق الحديث عن ما جزّء المصنّف طاب رمسه به الكتاب أوّلاً ، وما حدث بعد طبعه له ثانياً. وعليه فقد صار حرف السين مبدأ الجزء الثاني في الطبعة الحجريّة ..

(٢) كذا ، ولعلّه : تمييز.

(٣) انظر : الصورة رقم (١٥).


الموجودة في صفحة : ٤٧٦ به].

[ثم جاء بعد ذلك ما نصّه (١) :]

قد كتب المصنّف مدّ ظلّه العالي في ظهر المجلّد ما نصّه (٢) :

[وجاء في آخر صفحة من المجلّد الأوّل من الكتاب (٣) ما نصّه :]

عدد صفحات هذا الكتاب ـ بعد ضمّ عدد الفهرست والمقدّمة ـ وهو (٢٢٤) ـ إلى العدد الذي في صدر الصفحة (٧٠٠) صفحة.

[ثم قال المصنّف طاب ثراه :]

الرجاء ممّن ملك هذا الكتاب أن يصحّحه أوّلاً طبق صفحة الخطأ والصواب ، ويثبت الحواشي الساقطة منه في الطبع ، أو يُعلم لها علامة في هامش الكتاب ، ثم يطالعه حتى لا يفوته ما تضمّنته الحواشي الساقطة.

[قال الناسخ : قد كتب المصنّف مدّ ظلّه العالي في ظهر المجلّد ما نصّه :] (٤)

__________________

(١) وهو آخر تنقيح المقال في المجلّد الأوّل من الطبعة الحجرية : ٤٧٦.

(٢) لاحظ : الصورة رقم (١٦).

(٣) تنقيح المقال ١/٤٧٦ [الطبعة الحجرية].

(٤) تنقيح المقال ١/٤٧٦ من الحجرية ، وصفحة : ٤٧٤ من طبعة الاُوفست ، وذلك لحذف جدول الخطأ والصواب من آخرها.

انظر : الصورة رقم (١٧).


فائدة (١)

ربّما وقع في أثناء التراجم من الفوائد الشريفة ما كان ينبغي ثبته في فوائد المقدمة ، فينبغي الالتفات إلى ذلك :

فمنها : تفرِقَتنا في استصحاب العدالة بين الصحابي وغيره (٢) ; بإجرائه في غير الصحابي إذا ثبتت عدالته في زمان وشك في عدالته إلى آخر عمره (٣) ، وكذا الصحابي الذي لم يبق إلى فوت النبيّ صلّى الله عليه وآله وعدم جريانه في الصحابي الذي ثبتت عدالته في زمان النبي صلّى الله عليه وآله وبقي بعده وأدرك زمان الفتنة ولم يعلم

__________________

(١) لقد حصلنا على خطية هذه الفائدة وعليه طبقناها.

(٢) عقد المصنّف قدّس سرّه الفائدة الثامنة والعشرون من فوائد الرجالية ١ / ٢١٣ ـ ٢١٦ [الطبعة الحجرية ، في الطبعة المحققة ٢ / ٣٢١ ـ ٣٥٤] في أنّ صحبة النبي صلوات الله عليه وآله بمجردّها لا تثبت عدالة من اتّصف بها ، بل حال المتّصف بها في خبره حال غيره ، بل لعلّ هناك أصالة الارتداد بعد الفتنة ، فاغتنم.

(٣) تعرض لهذا البحث في ترجمة البراء بن عازب ، انظر : تنقيح المقال ١/١٦١ ـ ١٦٢ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ١٢ / ٦٧ ـ ٨٠ برقم ٢٩٢٤].


أنّه نجى منها أو غمسته الفتنة ، وأغرقته البليّة (١) ; فإنّه لا مجرى لاستصحاب عدالته ; ضرورة أنّ الاستصحاب إنّما يجري حيث لا يكون هناك علم تفصيلي ولا إجمالي محصور أو ما بحكمه ; وهو العلم الإجمالي في غير المحصور الذي تكون الشبهة في مورده من الكثير في الكثير ، حيث إنّه ملحق بالمحصور حكماً يلزم فيه الاحتياط ، وما نحن فيه من هذا القبيل ..

لأنّا نعلم إجمالاً بارتداد جمع كثير من الصحابة مشتبهين في جميع الصحابة سعوا في غصب حقّ علي أمير المؤمنين عليه السلام ، وارتدّوا أو فسقوا بذلك على اختلافهم في إقداماتهم ، وهذا العلم الإجمالي يمنع من جريان الاستصحاب المذكور .. كما لا يخفى على من أحاط خبراً بالمسائل الأصولية.

ومنها : أنّه قال الشيخ البهائي قدّس سرّه في بعض فوائده (٢) : إنّ جرح غير الإمامي لا عبرة به وإن كان الجارح ثقة ، أمّا تعديل غير الإمامي ـ إذا كان ثقة ـ لمن هو إمامي المذهب فحقيق بالاعتماد والاعتبار ; لأنّ الفضل ما شهدت به الأعداء (٣).

__________________

(١) لم ترد كلمة (البلية) في الخطية.

(٢) سبق وأن تعرّض قدّس سرّه إلى جملة من الفوائد المنسوبة للشيخ البهائي طاب ثراه (الفائدة الأولى) [صفحة : ٨٦ ـ ٨٨] ، ولعلّه كرّرها هنا مقدّمة لنقده.

(٣) أقول : الإشكال في أنّه كيف يؤخذ بأخبار غير الإمامي مع اشتراطهم


__________________

العدالة ..؟ وقد اعترض بذلك الشهيد الثاني في درايته : ٦٨ ـ بعد اشتراط العدالة والإيمان في الراوي ـ ووجه البعض العدالة المشروطة على المعنى الأعم .. أي كون الراوي متحرجاً في روايته .. وهو يخالف مختار الشيخ في العدة ١/٥٦ .. وغيره ، ويشترط في العمل بأخبار الموثقين أن يكون هناك مايعارضها من أخبار العدول الموثوق بهم ، وجمع ذهب إلى اشتراط العدالة مطلقاً من دون الحاجة إلى التثبت ، سواء أكان له معارض وما ليس له حتى يعمل به على كل حال ، إذ مع المعارضة قيل بالتخيير ، وهذا بخلاف مجرد الوثوق ; إذ لا يؤخذ به مطلقاً إلاّ مع عدم المعارض.

وفد ذكر المحقق الأعرجي الكاظمي رحمه الله في الفائدة الرابعة من المقام الثاني من عدة الرجال ١/١٠٥ ـ ١٠٦ ماحاصله : أنّه كيف صح للإمامية أن يأخذوا معالم دينهم ممّن يضلّلهم ويكفّرهم ويكفرونه ، وفيهم الديانون وأهل الورع؟! والإشكال أصله للشيخ البهائي رحمه الله في مشرق الشمسين : ٢٧٤ [الطبعة الحجرية] وأجاب عنه هو رحمه الله بأنّ المستفاد من تصفح كتب علمائنا المؤلفة في السير والجرح والتعديل ، أنّ مباينة أصحابنا لمن كان من الشيعة في أول الأمر على الحق ثم انحرف ـ بإنكار بعض الأئمة ـ أشد مايكون ، وربّما تجاوزا [كذا] في ذلك مباينة العامة ، فإنّهم كانوا ممّن يخالطونهم ويصلون معهم ويزعمون أنّهم منهم لمكانت التقية ، ومعلوم أن لا تقية هنا تدعوهم إلى مثل ذلك ولا سيما الواقفة .. إلى آخره ، فراجعه.

ثم ذكر وجهاً آخراً في جانب المتأخرين [١/١٠٨ ـ ١٠٩] كأصحاب الجوامع العظام أنهم ربّما آثروا الرواية من طريق هؤلاء على الرواية من طرق الثقاة ; لعلو السند وقلّة الوسائط ، فقد كانوا يتنافسون في ذلك ، ولم يختلفوا بمقام هؤلاء لصحة الخبر لديهم ..


وأقول : قد نبّهنا في طي التراجم (١) ـ مراراً عديدة ـ على أنّ توثيق غير الإمامي ـ عاميّاً كان أو فطحياً أو زيدياً .. أو نحوهم ـ يعتمد عليه إن كان صادراً من ثقة منهم ، لكن لا بما أنّه توثيق يوجب درج حديث من وثّقوه في الصحاح ، بل بما أنّه مدح مدرج للرجل في الحسان ، للشكّ في مراد غير الإمامي بلفظ : الثقة ، وعدم العلم بإرادته بذلك : العدل الإمامي الضابط ـ كما عليه اصطلاح أصحابنا ـ وعدم العلم بما يوصف به

__________________

 ـ ثم ذكر شاهداً على ذلك.

وللسيد الأعرجي في عدة الرجال ١/١٠٣ تفصيل نقله عن المتأخرين ـ الذين لا مرجع لهم إلاّ اُصول السابقين ، ولم يعثروا على مايبلغ بالممدوح إلى التوثيق ـ قال : وإما المتقدمين ; فقد يجوز أن يكون عندهم عدلاً وكذلك المجهول ، إذ ليس كل ماجهلنا مكانه مجهولاً عندهم ، فلا يكون عملهم به منافياً لاشتراط العدالة ، بل المجروح الذي لم يتفقوا على جرحه كذلك ، لجواز أن يكون الآخذ بخبره من كان يزكيه ..

وفيه مالا يخفى ; وتصحيح الحديث أعم من تصحيح المحدث ، فتدير ، وكيف يصح ذلك فيمن اتفق على قدحه؟!

(١) كما في ترجمة ابن عقدة ; أحمد بن محمّد بن سعيد بن عبدالرحمن السبيعي الهمداني التي وردت في تنقيح المقال ١/٨٥ ـ ٨٦ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٧/٣٢٥ ـ ٣٤٣ برقم (١٤٩٤)] ، وكذا الحكم بن حكيم [تنقيح المقال ١/٣٥٧ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٢٣/٣٥٢ ـ ٣٥٦ برقم (٦٧٧٦)] ، وترجمة حمّاد بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزاري العرزمي [تنقيح المقال ١/٣٦٥ الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٢٤/٧٥ ـ ٨٢ برقم (٦٩٣٢)] .. وغيرهم ، وقد سلف غيرهم قريباً.

ولاحظ : تكملة الرجال ١/٣٥٧ ـ ٣٥٨.


الرجل عندهم بالعدالة ، فلا بدّ من الأخذ فيه بالقدر المتيقن ، وهو المدح المدرج له في الحسان (١).

__________________

(١) أقول : ذكر المحقّق الكاظمي في تكملة الرجال ١/١٢٤ ـ ١٢٦ تحقيقاً شيّقاً في أنّ الموثّق هل هو حجّة أم لا؟

قال رحمه الله : ونحن ننثر الكلام هنا ليتبيّن الحقّ من ذلك ، فنقول : غير الإمامي من الرواة على أقسام :

أحدها : أن لا يثبت أنّه ثقة ، فهذا لا يقبل خبره باتّفاق علمائنا ; سواء كان من العامّة أو الشيعة .. أيّ فرقة كانت .. ولذلك أدرجوا هذا القسم في الضعيف.

الثاني : أن يثبت أنّه ثقة ولم يكن من أهل الإجماع ; فهذا اختلفوا فيه ، فالمشهور أنّه ليس بحجّة .. ثمّ نقل عن جمع من الأعلام ممّن طرحه ولم يحتجّ به ..

ثمّ قال : وعمدة حجّة الأوّلين آية النبأ ، وعمدة حجّة الآخرين حصول الظنّ من خبرهم ، والوثوق الذي تسكن إليه النفس ، وإنّ الطائفة قد عملت بأخبار جماعة هذه صفتهم .. إلى آخره.

الثالث : أن يكون مع ثبوت وثاقته ممّن أجمع العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه ، أو أنّ الطائفة عملت بأخبارهم .. وأمثال هذا ، واختلفوا في أنّه حجّة أم لا ، وكلّ من ذهب إلى حجّية القسم الثاني قال بحجّية هذا القسم .. إلى أن قال : والحقّ حجّيته [أي هذا القسم] للإجماع المنقول في كلام الكشي والشيخ المؤيّد بالوثاقة ، والخبر الذي رواه في الوسائل المنجبر بالشهرة .. إلى آخره.

القسم الرابع : أن يكون الخبر الوارد بخصوصه معمولاً بمضمونه .. قال : وهذا ممّا جرت طريقة الأصحاب على العمل به قديماً وحديثاً ، وممّن صرّح به الشيخ المفيد والشيخ الطوسي والمحقّق الحلّي .. وغيرهم حتى في الخبر الضعيف المنجبر بالشهرة ، وعليه عامّة المتأخّرين ، ولم أر من خالف سوى السيّد في المدارك وبعض موافقيه من الأخباريّة ..


__________________

وقال المصنف رحمه الله في فوائده الرجالية [المطبوعة في أول الموسوعة ١/٢٠٤ من الطبعة الحجرية] مانصه : ثم إنّي بعد حين عثرت على كلام لصاحب التكملة (تكملة الرجال ١/١٥٧ ـ ١٥٨ في ترجمة أحمد بن محمّد بن سعيد ابن عقدة باختلاف يسير بينهما) ، في قبول الجرح والتعديل من غير الإمامي الثقة في حق الإمامي ، رجّح فيه التفصيل بقبول التعديل والتزكية دون الجرح ، محتجاً للأول بـ : حصول الظن بقوله أكثر من قول المعدل إذا كان إمامياً ; لأنّ الطبيعة الغريزية النفسانية تقضي بكتمان الخصال المحمودة والفضائل للأعداء ، ولا سيما أعداء الدين والمذهب ، بل تقضي إظهار المثالب وإخفاء المناقب ، بل البحث والفحص عن المثالب والتجسس عن الخصال المذمومة ، بل يرى الخصال المحمودة مذمومة ، كما قال الشاعر :

وعين الرضا من كل عيب كليلة

كما أنّ عين البغض تُبدي المساويا

وهذا يبعد الكذب متعمداً والتقوّل ويكشف عن أنّ الممدوح على كمال الصفاء وطهارة الذات ، وأ نّه مشهور لايمكن إنكاره ، فيحصل الظن القوي بصدقه ، ويبعد الخطأ والاشتباه.

ثم احتج للثاني بـ : أنّ احتمال الكذب والتقوّل فيه قوي ، والداعي إليه موجود جلي ـ وهو البغضاء والعدوان ـ والعدالة المفروضة في العدل ربّما تدعوه إلى الجرح ، وتريه الحسن قبيحاً ، والخصلة المحمودة ذميمة ، والفعل المشترك بين الوجه الحسن والوجه المذموم إلى حمله على الوجه المذموم .. وهذا ربّما يكون منغرساً في النفوس ، وهي غافلة عنه ، هذا كلامه رفع أعلامه.

ثمّ ناقشه بأنّه ليس تفصيلاً في أصل المسألة بل تقريباً صغرويّاً .. إلى آخر ما ذكره ممّا يفيد وحدد قول رابع للمصنّف رحمه الله ، فراجع. ولاحظ : تكملة الرجال ١ / ٧٧ ـ ٧٨.


[ثم قال رحمه الله (١) :]

فائدة

قد نقّحنا في مقباس الهداية (٢) أنّ كون الرجل ذا كتاب أو أصل بمجرّده لا يدلّ على الوثاقة ، وذكرنا في طيّ التراجم أنّ رواية ابن أبي عمير وصفوان .. ونحوهما من أصحاب الإجماع من شخص بنفسها لا تدّل على وثاقته .. وحينئذ نقول :

إنّ ذلك كلّه بمنزلة الأصل يرجع إليه عند عدم الظنّ الخاصّ ، فإذا وجدت في كتابنا هذا جعل كون رجل ذا كتاب أو أصل مدرجاً له في الحسان ، وكذا جعل رواية أحد المذكورين عنه بمنزلة المدح المدرج له في الحسان ، فاعلم أنّ في خصوص ذلك الرجل حصل لنا الظنّ بحسنه فلا تعترض بالتنافي بين بعض (٣) فقرات الكتاب وبعض آخر (٤).

__________________

(١) تنقيح المقال ١/٤٧٦ من الطبعة الحجرية.

انظر : الصورة رقم (١٧).

(٢) مقباس الهداية ٣/٢٠ ـ ٢٤ [الطبعة الأولى المحقّقة].

(٣) سقطت كلمة (بعض) من الطبعة الحجرية وجاءت في الخطية.

(٤) انتهت فوائد الجدّ طاب رمسه ، وبه تمّ المجلّد الأوّل من تنقيح المقال من الطبعة الحجرية ، والجزء الثالث ممّا قسّمه هو طاب ثراه من أجزائه الستة التي قرّرها أوّلاً .. وإلى هنا حصلنا على خطيته من مقدمة الكتاب.


[قال ناشر الكتاب :] (١)

لا يقدّر هذا الكتاب حقّ التقدير إلاّ من راجع تمام كتب الرجال حتّى يقف على ما تضمّنه هذا الكتاب من التحقيقات الرشيقة ، والتدقيقات الأنيقة ، ونفائس الأفكار المبتكرة العميقة .. كثّر الله تعالى في العلماء أمثال مصنّفه ، وأدام لخدمة الدين وجوده ..

وقد قدّم الأدباء تقريظات لهذا الكتاب ، وحيث إنّ كل مدح في حقه ـ وإن بلغ ما بلغ ـ يسير ، والوجه الجميل لا يحتاج إلى زينة ، نعتذر إلى أربابها في ترك ثبتها إلاّ آخر بيت من تقريظ بعض الأفاضل الأدباء المتضمّن للتاريخ ، وهو قوله :

وشيخ الكلّ (عبد الله) أرّخ :

له قد تمّ (تنقيح المقال)

 (١٣٤٩ هـ)

عدد أبيات (٢) هذا المجلّد ست وستّون ألف بيت ومائتان وست وستّون بيتاً وربعاً تقريباً.

__________________

(١) كما جاء في آخر المجلّد الأوّل ١/٤٧٦ [الطبعة الحجرية].

انظر : الصورة رقم (١٧).

(٢) البيت بمعنى السطر ، والسطر عندهم يتألّف من الكلمات ، والكلمة من حروف .. والسطر من نحو (٥٠) حرفاً ، كما سلف .. هذا على نحو التقريب لا التحديد. والغالبيّة ، لا اللاغية.


[ثم قال :]

طبع بمباشرة الأستاذ محمّد رضا

[وبذا تمّ المجلّد الأوّل من الطبعة الحجرية من تنقيح المقال].

 



مسرد الجزء الثاني

من

الموسوعة الرجالية



[يبدأ الجزء الثاني من الكتاب بحرف السين ، وقد جاء في ديباجته ما نصّه(١) :]

هذا هو النصف الثاني من (تنقيح المقال) ، يتضمّن ثلاث مجلّدات منه ، وخلفه :

(مقباس الهداية في علم الدراية)

كل ذلك من تصنيفات جناب قطب فلك الفقاهة ، سلطان إقليم التحقيق والنباهة ، شيخ الطائفة الجعفريّة ، وقدوة مجتهدي الفرقة المحقّة ، أفقه الفقهاء الكرام ، نائب الإمام ، باب الأحكام ، غياث المسلمين ، حجة الإسلام ، آية الله في الأنام ، فقيه عصره ، المخالف لهواه ، حضرة العلاّمة الثاني.

الحاج الشيخ عبدالله المامقاني

مدّ ظله العالي على رؤوس العباد ، وأحيى بيُمن وجوده الشريف ميّت البلاد .. آمين ..

آمين .. آمين لا أرضى بواحدة

حتّى أضمّ إليها ألف آمينا

__________________

(١) انظر : الصورة رقم (١٨)


[ثمّ قال :]

ومصنّفاته مدّ ظلّه على ما يسطر :

* منتهى مقاصد الأنام في نكت شرائع الإسلام ; (٦٦) مجلّداً ، كل مجلّد من اثني عشر ألف بيتاً إلى خمسة عشر ألف بيتاً.

* مناهج المتّقين ; ثلاث مجلّدات ; عبارة عن (٢٦٨٣٣) بيتاً ، يتضمّن الفروع الفقهية من الطهارة إلى الديّات ; لم يصنّف إلى الآن مثله في كثرة الفروع ، طبعت [كذا] في النجف الأشرف في جلد [كذا] واحد كبير.

* نهاية المقال في تكملة غاية الآمال ; حاشية على خيارات المحقّق الأنصاري قدّس سرّه ، مجلّدان ، طبعا مع :

* القلائد الثمينة ; الّذي هو مجلّد تعليقاً على الرسائل الستّ الملحقة بمكاسب الشيخ قدّس سرّه.

* مرآة الرشاد في الوصية إلى الأحبة والأولاد ; و :

* مرآة الكمال في الآداب والسنن ; طبعا في جلد [كذا].

* اثنا عشرية ; تتضمن اثنتي عشرة رسالة ، وهي :

ـ رسالة وسيلة النجاة في أجوبة جملة من الاستفتاءات ; و :

ـ رسالة مجمع الدرر في مسائل اثنتي عشر ; و :

ـ رسالة المسائل الأربعين العامليّة ; و :


ـ رسالة المسائل الخوئية ; و :

ـ رسالة في المسافرة لمن عليه قضاء شهر رمضان مع ضيق الوقت ; و :

ـ رسالة عدم إيراث العقد والوطي لذات البعل شبهة حرمتها عليه أبداً ; و :

ـ رسالة المسألة الجيلانية ; تتضمّن المحاكمة بين علمين من المعاصرين في فرع من فروع إرث الزوجة من الأراضي ; و :

ـ رسالة كشف الريب والسوء عن إغناء كل غسل عن الوضوء ; و :

ـ رسالة في إقرار بعض الورثة بدين وإنكار الباقي ; و :

ـ رسالة كشف الأستار في وجوب الغسل على الكفّار ; و :

ـ رسالة غاية المسؤول في انتصاف المهر بالموت قبل الدخول ; و :

ـ رسالة مخزن اللآلي في فروع العلم الإجمالي ; وعليها حواش جديدة منه مدّ ظله العالي لم تكن عليها في الطبع الأوّل.

* مطارح الأفهام في مباني الأحكام ; في الأصول ، على طرز حسن.

* هداية الأنام في أموال الإمام عليه السلام ; طبعت في تبريز ، و :

* تحفة الصفوة في الحبوة ; طبعت في تبريز ، و :

* رسالة إزاحة الوسوسة عن تقبيل الأعتاب المقدّسة ; طبعت مع مخزن اللآلي.

* مقباس الهداية في علم الدراية.

* نتائج التنقيح في تمييز السقيم من الصحيح.


* مخزن المعاني في ترجمة المحقّق المامقاني قدّس سرّه ; مطبوع في مجلّد واحد.

* إرشاد المتبصّرين.

* تحفة الخيرة في أحكام الحج والعمرة ; فارسية مبسوطة.

* السيف البتّار في دفع شبهات الكفّار ; طبع مرّتين كترجمته.

* رسالة المسائل البصريّة ; مطبوع.

* رسالة وسيلة التقى في حواشي العروة الوثقى ; مطبوع.

* رسالة الجمع بين فاطميّتين.

* رسالة في أحكام العزل عن الحرّة الدائمة.

* رسالة الدرّ المنضود في صيغ الإيقاعات والعقود ; على وجه الاستدلال والبسط ، مطبوع. وفي حاشيته متن ، وفي صدر الصفحات أرجوزة.

* سؤال وجواب ; فارسي ، مطبوع.

* منهج الرشاد ; سؤال وجواب فارسي.

* مناسك الحج ; وسيط عربيّ وفارسي كذلك ، وأُخريان صغيرتان ، كل ذلك مطبوع.

* وله حواش على الرسائل العربيّة والفارسيّة كـ : ذخيرة الصالحين ، ومنتخب المسائل .. وغيرها.


[وجاء في آخر ديباجة الجزء الثاني :]

طبع في المطبعة المرتضويّة في النجف الأشرف سنة ١٣٥٠ هجري ، بمباشرة الشيخ محمّد رضا.

كتبه الحقير الفقير

أحمد بن الشيخ محمّد حسين الزنجاني.


[ثم يبدأ الجزء الثاني من صفحة : ٢ بباب السين ().

وينتهي في صفحة : ٣٦٨ آخر باب الغين]

[وقال في آخر الصفحة الأخيرة من الكتاب() :]

وقد تمّ حرف الغين بعون الله تعالى.

حرّره الجاني أحمد الزنجاني عفي عنه في سنة ١٣٥٢ هـ.

[ثم يبدأ باب الفاء بترقيم جديد من صفحة : ١ وينتهي إلى صفحة : ٩٦ من حرف الميم (محمّد بن جميل) وهو مبتور].

[وتجد بعض الحواشي في صفحاته الأخيرة تختم بلفظة [منه (قدّس سرّه)] بدلاً من : [(مدّ ظلّه)].


[وجاء في الصفحة الأخيرة من المجلّد الثاني ما نصّه (١) :]

بسم الله الرحمن الرحيم

قد تمّ بعون الله تعالى المجلّد الثاني من كتاب.

تنقيح المقال في أحوال الرجال (٢)

لحضرة مصنّفه الّذي أوقف حياته على التصنيف والتأليف ، آية الله الكبرى ، وحجّته العظمى ، المرحوم المبرور الساكن في جوار الله :

الحاج الشيخ عبدالله المامقاني

تغمّده الله برحمته ، وأسكنه فردوس قدسه (٣) .. آمين.

ويحتوي هذا المجلّد على باب السين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين والفاء والقاف والكاف واللام وثلاث كراريس من الميم.

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/٩٧ (حرف الميم).

انظر : الصورة رقم (٢١).

(٢) كذا ، والمعروف : في علم الرجال.

(٣) ويظهر من هذا الدعاء وفاته قدّس سرّه آنذاك ، بخلاف ما هو المعروف بكونه توفّي حين طبع الجزء الثالث ..


وقد طبع في المطبعة المباركة المرتضويّة في النجف الأشرف لصاحبها الحاج الشيخ محمّد صادق الكتبي حفطه الله تعالى ، بمباشرة الأستاذ محمّد رضا المطبعي سنة ١٣٥٢ هـ.

كتبه الحقير الفقير الجاني

أحمد بن الشيخ محمّد حسين الزنجاني

سنة ١٣٥٢ ه


مسرد الجزء الثالث

من

الموسوعة الرجالية



[أما المجلّد الثالث ; فقد جاء في ديباجته عين ما مرّ في ديباجة المجلّد الثاني منه باختلاف في أوله وآخره ، وهو :]

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا هو الثلث الأخير من تنقيح المقال تصنيف جناب قطب .. إلى آخره.

[وهو عين ما ورد في ديباجة المجلّد الثاني ـ السالفة ـ ولذا لم نرَ ضرورة في إعادة متنه ()].

[وجاء في آخر الصفحة :]

طبع [أي هذا الجزء] في المطبعة المرتضوية في النجف الأشرف سنة ١٣٥٢ هـ ، لصاحبها الحاج الشيخ محمّد صادق الكتبي حفظه الله.

 __________________

(١) انظر : الصورة رقم (٢٢).


[ثم يبدأ المجلّد الثالث بصفحة : ٩٨ من حرف الميم].

[أوّله طغرة فيها (١) :]

المجلّد الثالث من تنقيح المقال ، تصنيف حضرة العلاّمة الثاني آية الله المامقاني مدّ ظله العالي.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على نواله ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمّد وآله.

وبعد ; فهذا هو المجلّد الثالث من كتابنا

تنقيح المقال في أحوال (٢) الرجال

وفّقنا الله تعالى لإتمامه ، وجعله منّي خالصاً لوجهه ، إنّه لطيف بعباده ، قادر على إنفاذ مراده ..

[ثم تعرّض في أوّله إلى ترجمة (محمّد الجواني)].

[ألى آخر باب الأسماء] (٣)

__________________

(١) انظر : الصورة رقم (٢٣).

(٢) كذا ، والمعروف : علم ، بدلاً من : أحوال.

(٣) الجزء الثالث صفحة : ٣٤٤.

انظر صورة رقم (٢٤)


[وجاء بعد صفحة : ١٢٤ ورقة نصّها (١) :]

بسم الله خير الأسماء

تمّ بحمد الله تعالى ومنّه طبع كتاب.

تنقيح المقال في أحوال الرجال (٢)

من مصنّفات الشيخ الإمام العلاّمة ، قدوة المحقّقين ، وسلطان المدقّقين في علوم الدين ، آية الله الكبرى في بلاده ، وحجّته العظمى في عباده ، المحقّق الثالث ، والعلاّمة الثاني ، الساكن في جوار الله :

الحاج شيخ عبدالله المامقاني

قدّس الله نفسه وطيّب رمسه

وهو آخر ما برز من قلمه الثمين في علوم الدين ، ولعمري لقد أتعب فيه نفسه الزكيّة وأجهدها ، فأظمأ هواجره ، وسهر ليله ، كادّاً كادحاً في تحريره وتحبيره ليلاً ونهاراً حتّى أتمّه في نحو خمسة عشر شهراً ، كما شهد ذلك منه غير واحد من العلماء ، ووجد مسطوراً بقلمه في ظهر النسخة الّتي كتبها بخطّ يده ، وقد طبعت صورته في أوّل الجزء الأوّل منه ، ثم صحّحه في بضع شهور

__________________

(١) وقد وردت آخر باب الأسماء من تنقيح المقال ، الجزء الثالث ، بعد صفحة : ٣٤٥ ـ قبل باب الكنى ـ هذا في الأُوفست ، وفي الحجرية بعد باب الكنى وقبل باب الألقاب وخاتمة الخاتمة صفحة : ١٢٦ ..

انظر : الصورة رقم (٣١).

(٢) كذا ، والمعروف : علم الرجال.


بعد ذلك ، وشرع في طبعه مصحّحاً له بنفسه حتّى كاد أن يتمّه طبعاً ، وفي هذا من العناء والكدّ مالا يقوم به إلاّ ذو نفس قدسيّة ، وهمّـة عليّـة ، وما بارحه ذلك الجدّ والجهد حتّى أودى بنفسه الزكيّة ، وأتى على حياته الشريفة في ليلة النصف من شهر شوال في سنة ألف وثلاثمائة وواحد وخمسين بعد الهجرة ; لأنّ ما لا يؤلّف إلاّ في نحو عشر سنين لا يستطيع أن يتمّه أحد مصنّفاً وتصحيحاً ـ مع بقاء صحّته ـ في نحو سنتين ، ولذا اعتبر العلماء والعرفاء موته شهادة في سبيل العلم ، وسعادة في مقام العمل.

فنعم السعادة التي كانت من آماله ، والشهادة التي صارت خاتمة أعماله.

هذا ; مضافاً إلى ما أجهد به نفسه ـ منذ أوّل إدراكه ـ من التأليف والتصنيف في الفقه ، والحديث ، والأصولين ، والرجال ، والدراية ، والأخلاق .. وغيرها من أنواع العلوم الدينية ، وكفى كتابه الكبير المصنّف في فقه الشريعة الذي سمّاه :

منتهى مقاصد الأنام في نكت شرائع الإسلام

وهو يقع في ثلاثة وستين مجلّداً.

نسأل الله أن يوفّق محبّي العلم ومروّجي الشرع للقيام بطبعه ونشره ، فإنّه أهمّ كتبه عنده خاصّة والعلماء كافّة ; ليكون الكافل للعلم بعد صاحبه ، والقيّم عليه بعد وفاته ، فلعمري لقد أصبح العلم وأهله بعده لا كافل له ، والتصنيف لا قيّم عليه ، ولا حيلة لهم سوى التطفّل على موائد تأليفه وتصنيفه ، جزاه الله عن العلم وأهله أحسن جزاء ، وحشره مع المصطفى محمّد وآله الأمناء.


لتنقيح المقال هلمّ يا من

طلبت لباب (تنقيح المقال)

وخذ ما شئت من آيات علم

ومعرفة بأحوال الرجال

وفي مرآة عقلك فاختبره

تجده لديك (مرآة الكمال)

محمّد سعيد الحكيم (١)

__________________

(١) السيّد [محمّد] عيد الحكيم ابن السيّد محسن بن الحسن الحسيني الطباطبائي البصري النجفي (١٣١٧ ـ ١٣٨٦هـ).

عالم جليل ، وأديب فاضل ، وشاعر مطبوع ..

ولد في النجف الأشرف ، وتربّى على أعلامها ، واختصّ بالشيخ الجدّ طاب ثراه ، وكذا بالشيّخ محمّد حسين الأصفهاني ، والشيخ حسين الحلّي .. ثم غادرها بعد وفاة الشيخ (رحمهما الله)إلى العشار والبصرة .. حيث لم يسعه البقاء بعده روحيّاً ومادّياً .. كما ذكروا ذلك في ترجمته.

قال الهاشمي عنه : شاعر عبقري ، وأديب بارع ، ينظّم الشعر الجيّد وينحو فيه نحو الفلسفة .. انتدب إلى البصرة عالماً ومبلّغاً ، ومرشداً داعياً ..

وقال الخاقاني : .. اتصل زمناً طويلاً بالزعيم الديني الشيخ عبد الله المامقاني ، فكان يساعده على إخراج مؤلّفاته ، وأهمّها كتاب الرجال الذي أفنى دهراً فيه ، له أرجوزة في نسبه ، وديوان شعر ، توفّي في البصرة ودفن في النجف الأشرف.


[ثم قال :] (١)

وقد نقل إلى البياض وتمّ استنساخه في الخامس والعشرين من شهر جمادى الأولى من شهور سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وخمسين بعد الهجرة النبويّة ، على مهاجرها آلاف الثناء والسلام والتحية ، بيد أقلّ الخليقة ، بل لا شيء في الحقيقة ، أحمد بن الشيخ محمّد حسين الزنجاني الغروي عفي عنهما.

وقد طبعت [المجلّدات] في المطبعة المباركة المرتضوية في النجف الأشرف ، لصاحبها الحاج الشيخ محمّد صادق الكتبي حفظه الله تعالى(٢) ،

__________________

انظر : مخزن المعاني ٠/٣٥٩ ـ ٣٦٠ ، وكذا : الذريعة ١/٤٧٧ ، شعراء الغري ٤/١٦٣ ، مجلّة العرفان ٥٣/٣٨٢ .. وغيرها.

(١) تنقيح المقال ٣/٣٤٥ ـ آخر باب الأسماء من طبعة الاُوفست ، وفي الطبعة الحجرية الأصل بعد الكنى والألقاب والخاتمة صفحة : ١٢٦ من المجلّد الثالث.

(٢) أقول : يقال : إنّ أوّل مطبعة أهلية في النجف الأشرف كانت مطبعة الحبل المتين ، وبعدها بأشهر أسّست جماعة من التجّار وبعض أهل العلم في النجف مطبعة ـ صار اسمها بعداً : الحيدرية ـ وهي في الواقع مطبعة جاءت بها حكومة الاحتلال لطبع المناشير والإعلانات ، وبعد انقضاء الحصار واستغنائها ابتاعها الشيخ صادق الكتبي التبريزي وأخوه الشيخ محمّد إبراهيم من الحكومة الانكليزية ، فكان لها


بمباشرة الأستاذ محمّد رضا الغروي [المطبعي].

١٣٥٢ هـ

__________________

دور كبير في نشر الميراث المكتوب ، وغالب المصادر الأُم في التراث الشيعي ، وأصبحت نواة لطبع مجموعة كبيرة من الكتب الدينية بعد أن أدخلت عليها التعديلات الكثيرة ، وانتقلت إلى ورثة الحاج محمّد كاظم الكتبي وأخوه الحاج محمّد حسين رحمهما الله.

وكان للمرحوم الشيخ الجدّ قدّس سرّه دور كبير في ذلك ; إذ كان من المشجّعين لها وداعميها مادّياً ومعنوياً ، سمّيت أوّلاً : الشركة المتحدة ، ويقال لها قبلاً : المطبعة المرتضوية ، وقد اُنشئت سنة ١٣٤٠ ، ثم دمجت مع المطبعة الحيدرية ، وسمّيت باسم الأخيرة بعد وفاة الشيخ محمّد صادق الكتبي رحمه الله.

لاحظ : معجم المطبوعات النجفية : ٣٧ و٣٨ ، ماضي النجف وحاضرها ١/٧٤ ـ ١٧٥ .. وغيرهما.


[ثم بدأ الفصل الثاني من الكتاب ـ وهو في الكنى ـ وجعله في مقامات (١) :

الأوّل : في المصدّرين بـ : (الأب).

الثاني : المصدّرين بـ : (الابن).

الثالث : في المصدّرين بـ : (أخ)].

[وقد بدأ بترقيم جديد انتهى به إلى صفحة : ٤٥] (٢).

[ثم ذكر الفصل الثالث في الألقاب ، وجعله في مقامين :

الأوّل : في الألقاب المنسوبة.

الثاني : من الألقاب الغير [المنسوبة] (٣).

[ثم ذكر الفصل الرابع في ذكر نساء لهن رواية من طرقنا] (٤).

[ثم جاءت الخاتمة في فوائد متفرّقة خاصّة (٥) ، وهي

__________________

(١) انظر : الصورة رقم (٢٥).

(٢) انظر : الصورة رقم (٢٦).

(٣) يبدأ من صفحة : ٤٥ وينتهي إلى صفحة : ٦٩.

(٤) يبدأ بعد فصل الألقاب ، وينتهي صفحة : ٨٣ من المجلّد الثالث.

انظر : الصورة رقم (٢٧).

(٥) تبدأ هذه الفوائد من صفحة : ٨٣ إلى صفحة : ١٢٠ من آخر المجلّد الثالث.

أقول : إنّما عبّر عنها بـ : (الخاصّة) احترازاً عن الفوائد العامّة التي أوردها في


عشرة فوائد (١) ..].

__________________

الفصل الرابع من مقدّمة الكتاب ، وهي ثلاثون سلف فهرستها. وثمّ ـ ولله الحمد ـ طبعها نشرها برقم (١) و (٢) من هذه الموسوعة.

وفهرستها كالآتي :

الأُولى : في بيان مسلك المشايخ المحمّدين الثلاثة رحمهم الله في كتبهم الأربعة ; إذ لكل منهم مسلكاً يغاير الآخر ..

أمّا مسلك ثقة الإسلام الكليني قدّس سرّه في الكافي .. إلى آخره.

الفائدة الثانية : مسلك شيخ الطائفة رحمه الله في كتابيه التهذيب والاستبصار.

الفائدة الثالثة : مسلك رئيس المحدّثين الشيخ الصدوق رحمه الله في كتابه من لا يحضره الفقيه.

الفائدة الرابعة : درج مشايخ الشيخ الصدوق رحمه الله.

الفائدة الخامسة : ما نصّ عليه الشيخ المفيد طاب ثراه في إرشاده من رجال من يروي عنهم ويوثّقهم.

الفائدة السادسة : بيان مشايخ الشيخ النجاشي رحمه الله في رجاله.

الفائدة السابعة : المراد من : محمّد بن إسماعيل ; الواقع في أوّل أسانيد الكليني في الكافي والكشي في رجاله.

الفائدة الثامنة : المراد من : علي بن محمّد ، الذي تصدّر في أوّل أسانيد ثقة الإسلام الكليني في الكافي.

الفائدة التاسعة : فوائد متفرّقة ملتقطة من أساتيد الفن.

أحدها : عدّ جماعة ممّن ذكرهم الشيخ البهائي رحمه الله فيمن كان عاميّاً ورجع.

الثانية : إنّ أصحابنا رضي الله عنهم كانوا يحترزون عن الرواية عن الضعفاء


[ثم ذكر خاتمة الخاتمة ، قال هو عنها] : فيما استدركته بعد طبع الكتاب من أسماء لم يمض ذكرها أو مضى وفات في ترجمتها ما عثرت عليه

__________________

من غير واسطة.

الثالثة : إنّ كثرة الذموم الواردة عن الأئمة عليهم السلام في حقّ الواقفة أوجبت تجنّب الأصحاب من مخالطتهم ومجالستهم ..

الرابعة : نصّ الشهيد رحمه الله أنّ مراسيل الثقات من الأصحاب مقبولة معتمدة.

الخامسة : إذا قيل في حديث رجل عن أبي عبدالله عليه السلام فهو ; إمّا محمّد بن حمزة التيمي ، أو محمّد بن حمزة الثمالي ، وأمّا ثعلبة بن ميمون أبو إسحاق الفقيه .. قاله السيّد الداماد.

السادسة : ما يرويه ابن مسكان عن محمّد الحلبي .. فالظاهر أنّ المراد منه .. عبدالله ، كما أنّه كلّما يرويه محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى فالأوّل : ابن الخطاب ، والثاني : الخزاز .. وموارد أُخر.

السابعة : نقل كلام الشيخ المفيد رحمه الله في الاُصول الأربعمائة ووجه تسميتها بـ : الأصول.

الثامنة : بيان المراد من رجال الكشي اليوم.

التاسعة : المراد من الفضل بن شاذان اثنان ..

العاشرة : ما ختم به ابن داود كتابه بذكر من قال النجاشي في كل منهم ثقة مرّتين ، ومن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم .. وغيرها من الفصول وخاتمة في عدّ فرق نسقاً.

الفائدة العاشرة : في بيان ضبط ما يحتاج إلى الضبط من الأسماء والألقاب والكنى وبيان وجه النسبة ، وذكر جدول مرتّب على حروف الألفباء فيما ضبط في هذا الكتاب.


بعد الطبع (١) ..

[ثم قال :] ونضع الكلام في مقامين :

الأوّل (٢) : في المطالب المستدركة الراجعة إلى الضبط ..

والمقام الثاني (٣) : في الأسماء التي فاتتنا ترجمتها في هذا الكتاب ..

* * *

 __________________

(١) انظر : الصورة رقم (٢٩).

(٢) وهي من صفحة : ١٢٠ ـ ١٢٢ من آخر المجلّد الثالث من التنقيح.

(٣) جاء في آخر المجلّد الثالث من الطبعة الحجرية من صفحة : ١٢٢ ـ ١٢٤.


[ولم يمهله الأجل زائداً عن الاستدراك إلى حرف الزاي (١) .. وقال بعد هذا وأثبت بخطّه الشريف (٢) :]

هذا ; وقد ضايقنا الطبع وانحراف المزاج جدّاً من إتمام المستدرك ، فختمنا الكلام هنا حامداً مصلّياً مسلّماً (٣).

__________________

(١) هذا عدا ما هناك من استدراكات أدرجها المصنّف طاب ثراه ضمن ما ترجمه فيما بعد ، وبعض هفوات أو زّلات التفت إليها خلال الكتاب ، كما قاله في ترجمة أبي بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي [تنقيح المقال ٣/٣١١ من الطبعة الحجرية] : .. ونحن إنّما ذكرنا الرواية في ترجمة عبد الله بن محمّد الأسدي تبعاً للكشي ، ولكنّا بعد حين التفتنا إلى كون الخبر أجنبياً عن ذلك راجعاً إلى يحيى بن أبي القاسم الأسدي المكنّى بـ : أبي بصير ، أمّا أوّلا .. وذكر استدلاله على ذلك ..

ومثله بعينه في الترجمة المزبورة ، حيث قال : وهذه الرواية ـ أيضاً ـ أوردناها في ترجمة ليث البختري غفلة عن انحصار المكفوف في المكنّين بأبي بصير في يحيى بن أبي القاسم الأسدي ، فلمّا عثرنا على تصريحهم بالانحصار المذكور ظهر لنا كون الخبر أجنبياً عن ذلك .. إلى آخره.

.. ولهذا نظائر كثيرة في الموسوعة يجدها من تتبّعها.

(٢) تنقيح المقال ٣/١٢٤ ذيل الخاتمة من الطبعة الحجرية.

انظر : الصورة رقم (٣٠).

(٣) من لفظة (هذا) إلى هنا بخطّ المؤلّف قدّس سرّه ، وهذا آخر ما ترشّح من ذلك القلم الطاهر المجاهد.


[ثم قال :]

وقد آل الأمر بي إلى هنا في الثلث الأخير من ليلة الجمعة رابع ذي القعدة الحرام سنة ألف وثلاثمائة وخمسين ، فكانت مدّة اشتغالنا بتصنيف هذا الكتاب من البدو إلى الختام مع إعادة النظر فيه مرّة بعد أخرى سنتين وثمانية أشهر تقريباً ، كادّاً ليلاً ونهاراً كدّاً لا أتصوّر الزيادة عليه .. وأسأل الكريم المنّان أن يثبّته في ديوان الأعمال الخالصة لوجهه ، المقبولة لديه ، وأن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون بحقّ محمّد وآله الغرّ الميامين صلوات الله عليهم أجمعين ولعنته على أعدائهم إلى يوم الدين ، آمين .. آمين.

في ٤ ذي القعدة ١٣٥٠ هـ (١).

[ثم جاءت صورة ما وقفه طاب رمسه من داره ومقبرته وبعض لوازمها ومكتبته ومؤلّفاته مع ما هناك من شهود .. في آخر الجزء الثالث من التنقيح (٢) ، وإليك نصّها :]

__________________

(١) ويُعدّ هذا آخر ما طبع ممّا صدر من قلمه الشريف قدّس سرّه. جاءت في آخر خاتمة الخاتمة التي وضعها للاستدراك على الكتاب.

(٢) تنقيح المقال ٣/١٢٤ [الطبعة الحجرية].

انظر : الصورة رقم (٣٠).


صورة وقفنامه (١) داري الدخلانية (٢)

بسم الله خير الأسماء

وجه التحرير ; هو أنّي أنا

الحاج الشيخ عبد الله المامقاني

عفا عنه ربّه الكريم

أقول ـ وأنا في حال الكمال والصحّة والاختيار ، من غير كره ولا إجبار ـ : قد وقفت داري الدخلانية ـ المحدودة قبلة بدار مقبرة الشيخ الوالد (قدس سره) ، ويتمّ (٣) بدار حضرة ثقة الإسلام الشيخ باقر القاموسي دام مجده ، وعكساً بالقطعة الصغيرة التي هي في تصرّف السيّد هاشم زيني ، وشرقاً بالدار

__________________

(١) وهي لفظة فارسية مركّبة من كلمة (الوقف) و (نامه) أي المكتوب ، ويراد منها : ورقة ثبت الموقوفة.

هذا ; وقد جاء في آخر ترجمة الشيخ الجدّ قدّس سرّه من مخزن المعاني : ١٤٢ ـ ١٥٠ قوله فيها : إنّ هناك أوراقاً [أُخر] استصلح درج صورها هنا حفظاً من الضياع والتغيير .. مع ارتباط أغلبها بمقبرته قدّس سرّه ..

ثم عدد مجموعة من الموقوفات ، ولم ترد هذه الموقوفة معها ، فراجعها.

(٢) لفظة عامية يقصد بها القسم الداخلي من الدار ، ويقابلها عرفاً : البرّاني .. وسيأتي معناهما لغة في أوّل الأمر الثالث.

انظر الصورة رقم (٣٠).

(٣) كذا ، ولعلّها : وتتمّ ، بمعنى وتختم.


المسكونة لأولاد المرحوم السيّد هادي نقيب الأشراف ، ويتمّ (١) بالدار المسكونة للسيّد عبد الوهاب ـ الشهير بـ : بهلول ـ وأخيه ، وغرباً ببّراني المرحوم الحاج ميرزه (٢) جواد الطبيب ـ التي هي الآن في تصرّف أولاد السيّد هاشم زيني ـ وقفاً صحيحاً شرعياً بتّاً باتّاً على ترميتها (٣) المتوقّف عليه حفظها من الانهدام ، ثم على من يتعلّق بي من العيالات [كذا] ، ثمّ من بعدي على من أخلّفه من الزوجة ـ ما لم تتزّوج ـ وأولادي ، ومن لازوج لها من بناتي .. ليسكنوا فيها إن لم يضطرّوا إلى إيجارها ـ ويؤجرون ويصرفون الأجرة في دفع ضروريّاتهم إن اضطرّوا إلى إيجارها ـ ويسكنون حينئذ في القطعة الموقوفة عليّ ومن بعدي عليهم ، وبعد فقد هذه الطبقة فعلى ترميتها وترميت [كذا] دار المقبرة وصرف ما زاد من وجه إجارتها على تعزية خامس أهل الكساء صلوات الله وسلامه عليهم رجالاً في دار المقبرة وإناثاً في نفس هذه الدار الموقوفة .. مع الخيار للمتولّي في تعيين تعزية الذكور والإناث ، وتعيين الأسبوعية والعشرة ، ولا يلزم بعد انقراض الطبقة الأولى وعود النفع إلى الترميت [كذا] وغيره ممّا ذكر أن يؤجروا الدار من الغير ، بل لهم أن يستأجروها بالأجرة العادلة ويصرفوا الأجرة فيما ذكر من الترميت [كذا] والتعزية.

__________________

(١) كذا ، وقد سلف.

(٢) كذا ، وتكتب : ميرزا ، وهي مخفّف : أمير زاده ، كلمة فارسية ، معناها وليد الأمير أو ابنه ، ويقصد بها غالباً من كانت أُمّه علوية.

(٣) كذا ، والظاهر بمعنى ترميمها وإصلاحها ، ويراد بها ظاهراً : الترميم وإصلاح ما خرب أو انهدم من البناء والدار .. كما سلف.


ثمّ إنّ التخيير المذكور في وقت التعزية إنّما هو إذا كانت تعزية كلّ ليلة مرتّبة ، وإلاّ فالصرف فيها ـ ولو على وجه الاختصار ـ تقدّم على الصرف في العشرة.

وقد جعلت التولية لنفسي ما دمت حيّاً ، ومن بعدي لمتولّي مقبرتنا.

وقد جرى العقد وحصل القبض الملزم ، فتمّ الوقف ولزم ، ولعنة الله تعالى وملائكتة والناس أجمعين على من غيّر ذلك أو بدّل.

حرّره بيده الداثرة

العبد الفاني

عبد الله المامقاني عفي عنه

في خامس عشر شهر صفر الخير

من شهور سنة ألف وثلاثمائة وست وأربعين

ولا يخفى أنّ من لا زوج لها من الإناث تشمل الأرملة الفقيرة منهنّ ـ والعياذ بالله تعالى ـ إن وسعت الدار لسكناها.

حرّره الفاني

عبد الله المامقاني عفي عنه

صفر الخير سنة ١٣٤٦ هـ


[ثم ذكر الشهود ، وهم :]

هو الله تعالى

اعترف حضرة حجة الإسلام الشيخ المرقوم دام ظله بما هو مرسوم ..

حرّره الأقلّ جواد نجل المرحوم صاحب الجواهر قدّس سرّه

١٥ صفر سنة ١٣٤٦ هـ.

* * *

بسم الله الرحمن الرحيم

اعترف أيّده الله تعالى بما فيها لديّ ..

الأحقر مشكور الشيخ محمّد جواد طاب ثراه

في ١٦ صفر سنة ١٣٤٦ هـ

* * *


بمنّه تعالى

اعترف جناب حجة الإسلام بما لديّ ..

محمّد باقر الشاه عبد العظيمي

١٥ صفر سنة ١٣٤٦ هـ

بمنّه تعالى

نعم ; اعترف حجة الإسلام سلّمه الله تعالى بما حرّر وسطر لديّ ..

الأقل علي الكلباسي

١٥ صفر سنة ١٣٤٦ هـ

* * *

بسم الله الرحمن الرحيم

قد اعترف حجة الإسلام بما رقم فيه ..

وأنا الأقل الجاني

عبد الرسول الأصفهاني

* * *


بسمه تعالى

قد اعترف جناب حجة الإسلام والمسلمين أدام الله بقاه بصحّة جميع ما في

الورقة صح ..

سيد موسى تبريزي

* * *

بسم الله الرحمن الرحيم

اعترف دام ظلّه بما حرّره وسطّره لديّ ..

الأقلّ عبد الله السيّد محمّد علي السيّد خليفة قدّس سرّه

١٥ صفر ١٣٤٦ هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

نعم ; قد اعترف حضرة ملاذ الأنام حجة الإسلام والمسلمين آية الله في الأرضين لديّ ..

الأقل الأحقر محمّد مراغي

* * *


نعم ; قد اعترف حضرت آية الله بما رقّم في الورقة ..

الداعي ضياء الدين الحسيني

* * *

نعم ; قد اعترف حضرت آية الله بما رقم في الورقة ..

الداعي محمّد صادق الكتبي

* * *

نعم ; اعترف حضرته دام بقاه لجميع (١) ما حرّر لديّ ..

الأقلّ محمّد حسن ابن الشيخ جواد

نجل المرحوم صاحب الجواهر قدّس سرّه

١٥ صفر سنة ١٣٤٦ هـ.

باسم الله تعالى

نعم ; اعترف حضرة حجة الإسلام والمسلمين دام ظلّه العالي بما فيها ..

الأقلّ محمّد بن سيد حسين التبريزي

* * *

بسمه تعالى

نعم اعترف حضرة حجة الإسلام دام ظلّه العالي بما فيها ..

الأقلّ محمّد بن سيد حسين التبريزي

* * *

__________________

(١) كذا ، والظاهر : بجميع.


بسمه تعالى

اعترف جناب حجّة الإسلام دام ظلّه العالي بما فيها ...

الأقّل جميل

نجل المرحوم الحاج ميرزا جواد الطبيب

* * *

بسم الله الرحمن الرحيم

نعم : اعترف جناب حجّة الإسلام لجميع (١) ما فيها لديّ ..

الأحقر محمّد جواد مطر

* * *

بسم الله الرحمن الرحيم

اعترف جناب حجّة الإسلام بما رقّم في المتن ..

إسماعيل الموسوي

بسم الله الرحمن الرحيم

نعم ; قد اعترف حضرة مستطاب حجة الإسلام والمسلمين آية الله في الأرضين بما رقّم في المتن لديّ ..

الأحقر الجاني علي اللنكراني

__________________

(١) كذا ؛ والظاهر : بجميع ، كما سلف.


بسم الله وله الحمد

نعم ; اعترف حجة الإسلام بما في هذه الورقة لديّ العقول (١) ..

عبد الرسول الحلي

* * *

نعم ; اعترف حضرة حجة الإسلام دام ظلّه العالي بجميع ما فيها لديّ ..

الأقل عباس كلباسي زاده

* * *

بسمه تعالى وله الحمد

نعم ; قد اعترف حضرته دام بقاه بجميع ما فيها لديّ ..

الأحقر الجاني

حسين الأهري عفي عنه

* * *

__________________

(١) كذا ، ولعله : لذي العقول .. أو يكون العقول وصف له رحمه الله.


[ثم بدأ بترقيم جديد تعرض فيه إلى كلام المقدّس الأردبيلي في فوائده ، قال ما نصّه(١) :]

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين (٢)

بعد ; الحمد لله والصلاة على أشرف الخلق محمّد وآله ;

فلا يخفى عليك أنـّا قد واعدناك في الفائدة الثانية من فوائد خاتمة الكتاب(٣) أن نطبع قطعة من عبارة (جامع الرواة) راجعة إلى استيفاء طرق الشيخ رحمه الله ، فها نحن موفون بما وعدناك ..

قال الفاضل الأردبيلي رحمه الله في الفائدة السابعة من فوائد خاتمة جامع الرواة (٤) ما لفظه : يقول .. إلى آخره.

 __________________

(١) تنقيح المقال ٣/١ ذيل الكتاب (من الطبعة الحجرية).

(٢) انظر : الصورة رقم (٣٢).

(٣) تنقيح المقال ٣/٨٥ من الخاتمة (الطبعة الحجرية).

(٣) وقد جاء في جامع الرواة ٢/٤٦٦ ـ ٥٢٩.


[وقال في آخره(١) :]

إلى هنا عبارة جامع الرواة التي أردنا نقلها.

[ثم قال(٢) :]

الرجاء من طالبي العلم في هذا العصر المتعوس ، والزمان المنكوس ، أن يمعنوا النظر في هذه الأوراق ويقدّروا مقدار ما أتعب به هذا المصنّف نفسه ، ويلتفتوا إلى أنّ أهل العلم من الفريقين كانوا يبذلون أنفسهم وأعمارهم وراحتهم في تشييد العلوم وتنقيحها ، ولم يكونوا ليتصوّروا ثمرة لدنياهم غير ذلك ، ولا يقصدوا بذلك التعب العظيم إلاّ وجه الله تعالى والخدمة للدّين الحنيف ، وكانوا يعدّون ذلك أعظم تقدمة لآخرتهم ، فما بال أغلب طلاّب علوم عصرنا اتخذوا هذا العمل الشريف وسيلة لدنياهم ، وتثاقلوا عن إتعاب النفس وبذل الجدّ والجهد حتى كأنّ التعب في هذه العلوم لا نتيجة لها [كذا] في الآخرة أصلاً ..! (٣) والمشتكى إلى الله تعالى وإلى إمام العصر ; عجل الله تعالى فرجه وجعلنا من كل مكروه فداه.

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/٢٠ من ذيل الكتاب [الطبعة الحجرية].

انظر : الصورة رقم (٣٣).

(٢) نفس المصدر والصفحة.

(٣) وما أصدق قول القائل : ما أشبه الليلة بالبارحة! بل ألف رحمة على البارحة!!


[وقال بعد ذاك :]

ثم لا يخفى عليك أنّي لما طُبع ذلك عثرت على نقل الفاضل المحدّث النوري قدّس سرّه ذلك في الفائدة السادسة من خاتمة كتاب المستدرك (١) وإضافته في بعض فقراته ما يزيده نفعاً فراجعه إن شئت.

* * *

__________________

(١) خاتمة مستدرك الوسائل ، تمام الجزء السادس منها ٢٤ (٦)/١٣ ـ ٤١٦ ، فراجع.


 [ثم بدأ بضمّ كتاب مقباس الهداية ، فذكر ما نصّه(١) :]

بسم الله الرحمن الرحيم

فهرس ما في هذا الكتاب الجليل المسمّى بـ :

مقباس الهداية في علم الدراية

لحضرة العلاّمة الثاني آية الله المامقاني دام ظلّه ، آمين.

[ثم ذكر الفهرس إلى صفحة : ٢٤ وبدأ في صفحة : ٢٥ بكتاب (مقباس الهداية) ، الطبعة الثانية منه ، وفيها زيادات تعرّضت لذكرها في تحقيقي للكتاب(٢)].

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/٢٠ من ذيل الكتاب في طبعته الحجرية.

انظر : الصورة رقم (٣٣).

 ٢) انظر : الصورة رقم (٣٤).


[ثم قال(١) :]

لا يخفى عليك أنّا قد أشرنا في أواخر المقام الثاني من الجهة السادسة من الفصل السادس من هذا الكتاب إلى شرح العلاّمة الطباطبائي قدّس سرّه لحال جملة من البيوتات تحت عنوان (آل فلان) و(بني فلان) وواعدناك أن نطبعه عيناً خلف هذا الكتاب ، فها نحن موفون بما واعدنا.

قال قدس الله سرّه العزيز .. إلى آخره (٢).

[وقد ختم الكتاب بقوله] :

انتهى ما أردنا نقله من كتاب العلاّمة بحر العلوم ، وبه يتمّ ما ألحقناه بكتابنا : تنقيح المقال من فوائد علمي الدراية والرجال ليعمّ نفعه ، وتكمل فائدته .. بحيث لا يحتاج مقتنيه والناظر إليه إلى مراجعة غيره من الكتب في العلمين المذكورين فيضطرب

__________________

(١) آخر ما أدرجه من كتاب مقباس الهداية في ٣/١٢٣ من ذيل الكتاب (الطبعة الحجرية).

انظر : الصورة رقم (٣٥).

(٢) ثم ذكر الرسالة من صفحة : ١٢٣ إلى صفحة : ١٣٧.


فكره ، ويذهب ضياعاً شطراً من وقته ، وقد لا يجد مع ذلك ما يروي غلّته ، ويشفي علّته ..

وإذ آل الأمر بنا إلى هذا ـ وهو تمام المقصود ـ فلنقطع الكلام عليه حامدين لله تعالى شأنه ، مصلّين مسلمين على سيد المرسلين محمّد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

حرّره مؤلفه العبد الأذلّ الفاني

عبد الله المامقاني

عفا عنه ربه

سابع رجب سنة ١٣٤٩ هـ

والحمد لله وحده

[ثم جاء قوله :] وقد تمّ طبعه في النجف الأشرف في المطبعة المرتضوية (١).

[أقول : هذا فهرست ما جاء في المجلّدات الثلاثة من الكتاب أدرجناها هنا لإعطاء صورة واضحة ـ إلى حدّ ما ـ عنه ، وقد ألحقنا به تصوير بعض صفحاته الضرورية ، فلاحظ].

 __________________

(١) هذا آخر المجلّد الثالث للموسوعة الرجالية ٣/١٣٧ وبه تمّ الكتاب.

انظر : الصورة رقم (٣٦).


الخاتمة



بعد سردنا لما في صفحات الكتاب ، واستعراضنا مجلّداته الثلاثة ، نرى من المحبذ فعلاً التعرّض إلى ما يلي :

١ ـ بعض ما قيل عن التنقيح ..

٢ ـ مبدأ مدّة تأليفه الكتاب وسيره العملي ..

٣ ـ بعض خصائص هذه الموسوعة ..

٤ ـ بعض ما أوردوه من ملاحظات ونقد على الكتاب ..

ونختمها ـ خامساً ـ بلمحة عن أدب الشيخ الجدّ طاب ثراه ، وضبطه ودقته ، ونزاهة قلمه ، وأمانة نقله .. ومجمل عن عمل شيخنا الوالد دام ظله في الكتاب فنقول ـ وعليه نتّكل ـ :

 



أمّا أوّلا :

بعض ما قيل عن التنقيح .. (١)

قلّ من تأخّر عن زمن الكتاب ووصل له ولم يمدحه ويبجّله ، بل قد أثنى عليه الكثيرون ، ونوّه به وعرّفه المصنّفون ، وقرّظه وأشاد به أعلام أهل الفن ..

والإنصاف أنّه يعسر عدّهم أو إحصاؤهم ، ونقتصر هنا على ما ذكره بعض تلامذته وأعلام الطائفة .. وهم قليل من كثير يغنينا عن التفصيل ..

فمنهم : السيّد محمّد سعيد الحكيم (٢) :

 .. وهو آخر ما برز من قلمه الثمين في علوم الدين ; ولعمري لقد أتعب فيه نفسه الزكيّة وأجهدها ، فأظمأ هواجره ، وسهر ليله ، كادّاً كادحاً في تحريره وتحبيره ليلاً ونهاراً حتّى أتمّه في نحو خمسة عشر شهراً ، كما شهد ذلك

__________________

(١) سبق وأن ذكرنا بعض ما قيل عن مصنّف التنقيح شيخنا الجدّ طاب ثراه في مخزن المعاني ، فلاحظ.

(٢) لقد سلف كلامه في مدخل الكتاب وخلاله ، نقتصر منه على ما يناسب هذا الحقل ، إذ هو مواكب مسيرة الكتاب وسيره ، عارف برموزه وخصائصه ، ولذا تعدّ شهادته حسيّة وجدانية.


منه غير واحد من العلماء ، ووجد مسطوراً بقلمه في ظهر النسخة التي كتبها بخطّ يده ، وقد طبعت صورته في أوّل الجزء الأوّل منه ، ثم صحّحه في بضع شهور بعد ذلك وشرع في طبعه مصحّحاً له بنفسه حتّى كاد أن يتمّه طبعاً ، وفي هذا من العناء والكدّ ما لا يقوم به إلاّ ذو نفس قدسيّة ، وهمّـة عليّـة ، وما بارحه ذلك الجدّ والجهد حتّى أودى بنفسه الزكيّة ، وأتى على حياته الشريفة في ليلة النصف من شهر شوال في سنة ألف وثلاثمائة وواحد وخمسين بعد الهجرة ; لأنّ ما لا يؤلّف إلاّ في نحو عشر سنين لا يستطيع أن يتمّه أحد مصنّفاً وتصحيحاً ـ مع بقاء صحّته ـ في نحو سنتين ، ولذا اعتبر العلماء والعرفاء موته شهادة في سبيل العلم وسعادة في مقام العمل ..

ومنهم : الشيخ محمّد حرز الدين :

 .. تنقيح المقال في أحوال الرجال بثلاثة مجلّدات وهو من خيرة ما كتب.

معارف الرجال ٢/٢١


ومنهم : الشيخ جعفر آل محبوبة :

 .. وهو أحسن ما ألّف في الرجال وأجمعها ..

ثم قال : قال بعض تلامذته مؤرّخاً عام تمام الكتاب :

وشيخ الكل (عبد الله) أرّخ

(له قد تمّ تنقيح المقال)(١)

ماضي النجف وحاضرها ٣/٢٥٧

ومنهم : الميرزا محمّد علي معلّم حبيب آبادي :

وهذا الكتاب أعظم وأشهر مؤلّفات هذا العظيم ، وهو بحر مليء بالجواهر واللآلي مع ما فيه من تحقيقات كافية ، ومعلومات وافية ، وجمع لأقوال جميع الأصحاب وكتب الرجال ، مع توضيحات وشروح كافية في النسب والأنساب والنسبة وألقاب الرواة .. بل يمكن أن يقال إنّه ـ تقريباً ـ مغني عن أكثر كتب هذا الفن.

ثم قال رحمه الله : بدأ به في أواخر شهر صفر سنة ١٣٤٨ ، وانتهى منه في الثلث الأخير من ليلة الجمعة أربعة ذي القعدة الحرام سنة ١٣٥٠.

مكارم الآثار ٨/٣٠٤٨ ـ ٣٠٤٩ (ما ترجمته)

__________________

(١) تمّ تأليفه سنة ١٣٤٩ هـ ، وطبع ١٣٥١ هـ ، عدا كراريس من الجزء الثالث.


ومنهم : الشيخ آغا بزرك الطهراني :

فهو بعد أن ترجم للمصنّف طاب ثراه وسرد مؤلّفاته ، قال : .. وأهمّ مؤلّفاته وأشهرها وأجلّها (تنقيح المقال في علم الرجال) ، وهو كبير في ثلاث مجلّدات ضخام ، ولم تزد مدّة تأليفه وتهذيبه وطبعه على ثلاث سنين ، وقد طبع مجلّدان منه في حياته ، وكذلك الثالث ، إلاّ أنّه توفي قبل إتمامه ، فأتمّه صهره الفاضل الشيخ موسى آل أسد الله التستري الكاظمي.

نقباء البشر ٣/١١٩٨ ـ ١١٩٩

وقال في الذريعة :

 .. هو أبسط ما كتب في الرجال ، حيث إنّه أدرج فيه تراجم جميع الصحابة والتابعين وسائر أصحاب الأئمة عليهم السلام وغيرهم من الرواة إلى القرن الرابع ، وقليل من العلماء المحدّثين ، في ثلاث مجلّدات كبار.

 .. لم يزد مجموع مدّة جمعه وترتيبه وتهذيبه وطبعه على ثلاث سنين ; وهذا ممّا يعدّ من خوارق العادات ، والخاصّة من التأييدات ، فللّه درّ مؤلّفه من مصنّف ما سبقه


مصنّفوا الرجال ، ومن تنقيح ما أتى بمثله الأمثال ..

الذريعة ٤/٤٦٦ ـ ٤٦٧ برقم ٢٠٧٠

ومنهم : الشيخ محمّد أمين الإمامي الخوئي :

وله كتاب منتهى [كذا] المقال في معرفة أحوال الرجال ، وهو سفر جليل ، وكتاب ثمين .. ولعله أفخر مؤلفاته وأنفعها ، وهو كتاب كبير مبسوط يناهز من مائتي ألف بيت فصاعداً في مجلّدات جمة.

ثم قال : لم يصنف مثله في الشيعة في جمعه وبسطه ، وسعته وكثرة موارده وفوائده ، مع الاتقان والتهذيب ، والايجاز وحسن الترتيب.

ثم قال : وذكر مؤلفه المترجم في أول كتابه هذا كرامة لنفسه جليلة في تأليف هذا الكتاب ..

وقال : وقد اشتمل هذا الكتاب على ثلاث عشر ألف وثلاثمائة وثمان وخمسين ترجمة من رواة الشيعة من الصدر الأول على الوجه الأعم من الثقات والضعاف والمجاهيل .. وغيرهم ..

وقال : ولا يخلو من عجب أنّه ـ على ما ذكره في أول كتابه ـ إنّما كانت المدة في تصنيفه فيما بين شروعه


وختمه خمسة عشر شهراً فقط ..

ولا يخفى أنّه [كذا] فضيلة جليلة .. جزاه الله عن العلم خيراً.

مرآة الشرق ٢/١٠١٧ برقم (٥١٣)

في ترجمة المصنف طاب رمسه

ومنهم : السيّد محمّد علي القاضي الطباطبائي :

 .. آخر تصنيف نشير له ممّا برز من رشحات قلمه الشريف قبل وفاته وأتمّه بكل سرعة ـ حيث كان قد حدس بانقضاء أيام حياته ـ .. ولا نبالغ إذا قلنا إنّ هذا الأثر النفيس يُعدّ بحق ناسخاً لكل كتب أعلام رجالنا ، وهو شاهد قوي أنّه كان رحمه الله مؤيَّداً بتأييدات إلهية خاصّة ، حيث لا يمكن لمثل هذا السفر الثمين أن يُألـّف من دون معين ومساعد .. ولو قُدِّرَ له أن يكون مثل سائر المؤلّفات للزم ـ وبشكل طبيعي متعارف ـ أن يجهد له أقلاًّ مدّة عشر سنوات تصنيفاً وتبيضاً ، فضلاً عن طبعه واستنساخه وتصحيحه ومقابلته .. وكل ما يرتبط به ، إذ كل ذاك لوحده يحتاج إلى مدّة متطاولة وزمن ممتد .. إلاّ أنّ جميع هذا ـ وياللعجب! ـ قد تمّ خلال ثلاث سنوات ..!


ثم قال رحمه الله : وهذا ما لا يتأتى لأحد إلاّ أن تسعفه التأييدات الربّانية ، والعنايات الخاصّة من بقية الله الأعظم عجلّ الله فرجه الشريف ـ كما قد أشار هو رحمه الله إلى ذلك في بداية المجلّد الأوّل ـ وقد ذكر ذلك ـ أيضاً ـ وبشكل مبسوط وواضح فيما أرسله من رسالة بخطّه الشريف إلى والدي الماجد قدّس سرّه ، وهذه الرسالة موجودة فعلاً عندي .. إلى آخر كلامه.

كتاب آیینه رستگاری : ٢٢٠ ـ ٢٢٣

(وهو ترجمة كتاب مرآة الرشاد بالفارسية ، مع الاختصار)

وقال في دائرة معارف تشيّع :

 .. يعدّ أجمع كتب الرجال وأكثرها تفصيلاً ممّا ألّف حتى اليوم في هذا الفن ، وبسبب اعتبار المؤلّف من جهة ، وتسلّطه الواسع والنادر على عمدة المصادر والنسخ الخطيّة المعتمدة من جهة أخرى ، مع ما له من دقّة نظر وموضوعية وانصاف وحياد في نقد الرجال والرواة .. ممّا سبّب له أن يحضى بغاية الاهتمام بين عامّة الفقهاء والمحقّقين .. وليست أهمّية عمل العلاّمة المامقاني منحصر في جمع أكبر عدد ممكن من الرجال ، بل يعدّ


مؤسّس طريقة خاصّة في التحقيق والاستدلال في هذا الفنّ لم يسبقه إليها أحد ممّن تقدّمه.

دائرة معارف تشيّع ٥/١١٢ ـ ١١٣ ما ترجمته.

 .. وغيرهم .. في غيرها الكثير.

ومن هنا كان هذا الكتاب مورد عناية واهتمام على مدّ التاريخ ، من يوم بزوغه إلى يومنا هذا ، وكل ما قيل فيه قليل ..

فالسيد البروجردي قدّس سرّه ـ مثلاً ـ يهتمّ به ويولّيه غاية عنايته (١) ، والسيّد الخوئي طاب رمسه يستنجد به في معجمه ، وسيّدنا الاستاذ الفقيد السيّد محمّد الروحاني طاب ثراه يباحثه

__________________

(١) كما يحدّثنا تلميذه الشيخ محمّد واعظ زاده الخراساني في كتابه حياة الإمام البروجردي وآثاره العلمية ، وأتجاهه في الفقه والحديث والرجال : ٦٤ ، قال : ظفر السيّد في سفرته هذه بنسخة من كتاب الرجال للشيخ الطوسي كانت موجودة في مكتبة الآستانة. وكان قبل ذلك يفيد [كذا] من (رجال المامقاني) في أعماله العلمية والرجالية ، فجعل منقولات المامقاني في مجموعة واحدة ، فهيّأ لنفسه (رجال الشيخ الطوسي) بعد ذلك طابق كتابه مع تلك النسخة ، فتطابق معها إلاّ في بعض المواضع ..


ويتدارسه (١) .. وغيرهم كثير.

أمّا تلميذه الوفيّ المرجع الديني السيّد النجفي المرعشي رحمه الله فحدّث عنه ولا حرج ; إذ ما من رسالة له وكتّيب إلاّ ويستند عليه وينوّه به ، خاصّة في كتاب رجاله : نخبة المقال في علم الرجال ; حيث تعرّض إلى شيخه وأستاذه ـ حسب تعبيره ـ مكرّراً ، بل لعلّ التنقيح كان لولب مباحثه هناك ، ومحطّ نظره آنذاك ، ومنها ـ مثلاً ـ قوله ـ ذيل ترجمة أبي هاشم الجعفري داود بن القاسم : ١٦٥ ـ : .. ولله درّ العلاّمة أُستاذنا في الرجال والفقه آية الله الحاج شيخ عبدالله المامقاني حيث أزاح العلّة في ترجمته .. إلى آخره ، وغير ذلك.

بل ما من موسوعة فقهية ولا رجالية ولا تاريخية .. ولا غيرهنّ متأخرّة عنه إلاّ وتنقل عنه وتستند إليه (٢) ..

__________________

(١) كما نقله تلميذه الشيخ محمّد رضا الجعفري حفظه الله ، قال : .. لسنوات طويلة كنت أُرافق السيّد [محمّد الروحاني] إلى الكوفة سيراً على الأقدام ، وفي معظم هذه الرحلات كنّا نتناقش في كتاب (تنقيح المقال في عِلم الرجال) ..

انظر : مجلّة العالم ، ذكرى رحيل السيّد الروحاني (قدس سره).

(٢) لاحظ غالب الفهارس والموسوعات ، مثل : فهرست كتابخانه آستان قدس (الرضوية) ٦/٦٤٨ ـ ٦٤٩ ، وفي معجم المطبوعات النجفية : ١٣٠ برقم ٣٨٥ ، قال : تنقيح المقال ; المطبعة المرتضوية ١٣٥٢ هـ ، حجم كبير : ١ ـ ٣ ، .. ومثله في معجم


فهو بحقّ إمام الجرح والتعديل عند الطائفة الحقّة الإمامية ، كما أقرّ له بذلك حتى أعداء الطائفة (١).

* * *

__________________

المؤلّفين العراقيّين ٢/٣٢٢ برقم ٦٠ ، وفهرست كتابهاى چاپى عربى : ٢٢٣ ، وكذا في كتاب : تحقيق درباره روز أربعين : ٤٣٥ .. وغيرها.

(١) كما عبّر عنه الغفاري في أصول مذهب الشيعة .. وغيره في غيره ، وجاء في الموسوعة الميّسرة في الأديان والمذاهب (الندوة العالمية للشباب الإسلامي ـ الرياضي ـ ١٣٩٢ هـ) تحت عنوان : الشيعة الإمامية الاثنا عشرية ، في باب التأسيس وأبرز الشخصيات ـ ما نصّه ـ : آية الله المامقاني ; صاحب كتاب تنقيح المقال في علم الرجال ـ وهو لديهم إمام الجرح والتعديل ـ .. إلى آخره.


ثانياً :

مبدأ التأليف ومدّته وسيره العلمي

لقد صرّح قدّس سرّه في بداية المجلّد الأوّل من الطبعة الحجرية من الكتاب ، في الأمر الأوّل من كلامه ـ وقد أوردنا نصّ كلامه سلفاً ـ حيث قال في مقام بيان مبدأ تأليف التنقيح ، بقوله : .. إلى أن وفّقني الله سبحانه في أواخر شهر صفر من سنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين للأخذ فيه (١) ..

ثم قال : ففرغت من الكتاب سابع رجب سنة ١٣٤٩هـ ، ثم أعدت النظر فيه من ذلك اليوم إلى أواخر جمادى الأولى سنة ١٣٥٠ هـ (٢).

__________________

(١) وممّا يؤيد ماذكرناه ماأورده رحمه الله في آخر الفائدة الثالثة والعشرين من فوائد المقدمة لهذه الموسوعة [تنقيح المقال ١/٢١٠ من الطبعة الحجرية] من قوله : .. وعليك بالمحافظة على ماذكرناه ; فأنّه ممّا منح الله به عبده في الثلث الأخير من ليلة الجمعة ، الثالث عشرة من شهر شوال سنة ألف وثلاثمائة وثمان وأربعين.

(٢) ومن هنا قال في مكارم الآثار ٨/٣٠٤٩ : .. بدأ به في أواخر شهر صفر سنة ١٣٤٨ ، وانتهى منه في الثلث الأخير من ليلة الجمعة ، أربعة ذي القعدة الحرام سنة ١٣٥٠.


ثم قال : وبعد ذلك أخذت في إعادة النظر في الفهرست والمراجعات الجامعة للمستدركات.

وقال قدّس سرّه (١) ـ قبل ذلك ـ : .. حتى آل الأمر بي إلى آخر درجة القدرة البشرية بالاقتصار قرب ثلاث سنين على أقلّ الضروري من الأكل والنوم .. إلى آخره.

ثم قال : ولم أجد في هذه المدّة لذّة الكرى ، ولا راحة الأعضاء والقوى ..

ثم قال : وكنت أنام ـ حتى في الليالي الطوال غالباً ـ دون أربع ساعات ، وكنت أنام في آخر الساعة الثالثة (٢) وأنتبه قبل آخر [الساعة] السابعة ، واشتغل بالتحرير .. (٣)

ثم صرّح ـ بعد نقله لكرامة وعناية الحجّة أرواحنا فداه ـ بقوله : .. وهذا هو

__________________

وقال في مرآة الشرق ٢/١٠١٧ ترجمة رقم (٥١٣) عن التنقيح : .. إنّما كانت المدة في تصنيفه فيما بين شروعه وختمه خمسة عشر شهراً فقط .. ولا يخفى أنّه [كذا] فضيلة جليلة ، جزاه الله عن العلم خيراً.

ثم قال : وله كتاب نتائج التنقيح في بيان فهرس كتاب تنقيح المقال.

(١) الأمر الأوّل من مقدّمة تنقيح المقال ١/١ ـ ٢ (من الطبعة الحجرية) ، وقد سلفت نصّاً ، لاحظ : مخزن المعاني ٠/٣٩٤.

(٢) أي بالتوقيت الغروبي ، أي بعد المغرب بثلاث ساعات.

(٣) ويشهد لهذا ما ذكره آخر الفائدة الثالثة والعشرين من فوائده الرجالية ١/٢١٠ [من الطبعة الحجرية] بقوله : .. وعليك بالمحافظة على ما ذكرنا ; فإنه ممّا منح الله به عبده في الثلث الأخير من ليلة الجمعة إلى آخر ما مرّ قريباً.


عمدة ما أوجب بلوغ رغبتي في تصنيفه وإتمامه إلى درجة العشق ، بحيث لم أكن أدرك التعب حين الاشتغال به ، وكنت عند القيام منه للنوم أو الصلاة أرى قرب جسدي من [ان] لا يكون به حراك ..!

وقال في مخزن المعاني(١) ـ بعد أن نقل كرامة الإمام الصادق عليه السلام له في المنام ـ : وممّا وجدت من أثر ذلك إنّي إلى تلك الليلة لم أكن إتمكّن في تمام اليوم والليلة ... من تحرير أزيد من ورقتين تصنيفاً ، ومن صبيحة تلك الليلة صرت أصنّف في كل يوم وليلة ثماني أوراق إلى أسبوع ، ثم بعد ذلك إلى أن سافرنا إلى خراسان صرت اُصنّف في كل يوم وليلة عشر أوراق ـ التي هي أربعمائة وخمسون بيتاً (٢) تقريباً ـ مع كل ما كان عليّ من قضاء جملة من مطالب الشيخ الوالد قدّس سرّه .. وإلاّ فلو فرّغت نفسي لذلك لصنّفت في كل يوم وليلة ثمانمائة بيت تقريباً ، كما اتفق لي ذلك كثيراً .. وبعد ذلك في كل سنة خمسة مجلّدات إلى سنتين ، وبعد ذلك تسعة مجلدات في سنة .. وهكذا .. إلى آخره.

وآخر ما رشح من قلمه الطاهر ونفسه المجاهد عطّر الله مرقده ما جاء في آخر الكتاب ذيل خاتمة الخاتمة التي وضعها مستدركات

__________________

(١) مخزن المعاني ٠/١٩٤ ـ ١٩٥ [الطبعة المحقّقة].

(٢) سلف أن حدّدنا مقدار البيت الذي هو بمعنى السطر عندنا. والورقة قيل تحوي ٤٠ إلى ٤٥ سطر ، ويقصد بها هنا الصفحة ، أي وجه الورقة.


على الكتاب (١). وبخطّه الشريف قائلاً رحمه الله :

هذا ; وقد ضايقنا الطبع وانحراف المزاج جدّاً من إتمام المستدرك ، فختمنا الكلام هنا حامداً مصلّياً مسلّماً.

ثم قال : وقد آل الأمر بي إلى هنا في الثلث الأخير من ليلة الجمعة رابع ذي القعدة الحرام سنة ألف وثلاثمائة وخمسين ، فكانت مدة اشتغالنا بتصنيف هذا الكتاب من البدو إلى الختام ـ مع إعادة النظر فيه مرّة بعد اُخرى ـ سنتان وثمانية أشهر تقريباً ، كادّاً ليلاً ونهاراً لا أتصوّر الزيادة عليه ، وأسأل الكريم المنّان أن يثبّته في ديوان الأعمال الخالصة لوجهه ، المقبولة لديه ، وأن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا بنون بحقّ محمّد وآله الغرّ الميامين صلوات الله عليهم أجمعين ولعنته على أعدائهم إلى يوم الدين آمين .. آمين.

ثم قال : في ٤ ذي القعدة ١٣٥٠ هـ.

ولقد جاء في هامش المجلّد الثاني من كتاب تنقيح المقال (٢) ذيل ترجمة عمران بن عبدالله القمّي : بَرّه .. أي أسدى له برّاً .. إلى آخره.

ثم ختمه بقول الناسخ : منه قدّس الله نفسه ، وطيّب رمسه ، وحشره الله مع محمّد وآله الطاهرين.

والظاهر أنّ هذا الموضع كان أوائل أيّام وفاته (قدّس سرّه) ، حيث كان

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/١٢٤ من الطبعة الحجرية ، وقد أسلفنا نصّها ، وتأتي صورتها برقم (٤٣).

(٢) تنقيح المقال ٢/٣٥١ (الطبعة الحجرية ، حرف العين).


الإمضاء فيما سبق هو (دام ظلّه) .. وبعد هذا صار (قدّس سرّه) (١).

ومن هنا قال شيخنا الطهراني ـ طاب ثراه ـ المعاصر لزمن التأليف والمراقب لسيره ـ وهو شاهد عيان وصدق ـ في الذريعة (٢) ـ عن السير العملي في تأليف الكتاب (٣) ـ : .. كان شروعه في تأليفه أواخر صفر (١٣٤٨) كما كتبه بخطّه على ظهر الكتاب ، وكمل تأليفه وتصحيحه في أقلّ من سنتين ، وخرج تمام المجلّدين من الطبع في حياته ، وكذلك الثالث إلاّ كراريس منه طبعت بعد وفاته ، فتمّ طبعه في سنة ١٣٥٢ (٤).

__________________

(١) أقول : لقد جاء في الجزء الثاني من التنقيح ٢/٢٨٦ (الطبعة الحجرية ـ حرف العين) في هامش ترجمة علي بن حماد بن عبيد الله بن حماد العدوي أبو الحسن ابن حماد الشاعر ، قوله : منه قدّس سرّه القدوسي ، مع أنّه قال ـ في الورقة التي قبله ـ : منه : مد ظله ..

وحيث تكرّر مثل هذا ، فلابّد من القول ان بعض الحواشي في الموسوعة كانت أيّام حياته ، وبعضها الآخر كتبها ثمّ توفى فألحقت بالكتاب في مواضعها بعد وفاته طاب رمسه.

(٢) الذريعة ٤ / ٤٦٦ ـ ٤٦٧ تحت رقم ٢٠٧٠.

(٣) بعد أن قال : وهو العلّامة المعاصر الشيخ عبدالله ابن العلاّمة الشيخ محمّد حسن بن عبد الله المامقاني ، المولود في النجف (١٥ / ٤ / ١٢٩٠) ، والمتوفى في النصف من شوّال (١٣٥١).

(٤) وجاء في آخر تنقیح المقال ٣ / ٣٤٦ ـ بعد حرف الياء وقبل باب الكنى ـ ما نصه : في بيان تاريخ التأليف وانتهائه :

وقد نقل إلى البياض وتمّ استنساخه في الخامس والعشرين من شهر جمادي الأولى


وخير من عرّف لنا الكتاب وبيّن سيره العلمي والعملي هو الفقيد السيّد محمّد سعيد الحكيم البصري رحمه الله فيما أدرجناه من نصّ كلامه (١) ـ الذي سلف تمامه ـ حيث قال عن كتابنا هذا :

 .. وهو آخر ما برز من قلمه الثمين في علوم الدين ، ولعمري لقد أتعب فيه نفسه الزكيّة وأجهدها ، فأظمأ هواجره ، وسهر ليله ، كادّاً كادحاً في تحريره وتحبيره ليلاً ونهاراً حتّى أتمّه في نحو خمسة عشر شهراً ، كما شهد ذلك منه غير واحد من العلماء ، ووجد مسطوراً بقلمه في ظهر النسخة التي كتبها بخطّ يده ، وقد طبعت صورته في أوّل الجزء الأوّل منه ، ثم صحّحه في بضع شهور بعد ذلك ، وشرع في طبعه مصحّحاً له بنفسه حتّى كاد أن يتمّه طبعاً ..

وفي هذا من العناء والكدّ ما لا يقوم به إلاّ ذو نفس قدسيّة ، وهمّة عليّة ، وما بارحه ذلك الجدّ والجهد حتّى أودى بنفسه الزكيّة ، وأتى على حياته الشريفة في ليلة النصف من شهر شوال في سنة ألف وثلاثمائة وواحد

__________________

من شهور سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وخمسين بعد الهجرة النبويّة ، على مهاجرها آلاف الثناء والسلام والتحية ، بيد أقل الخليقة ، بل لا شيء في الحقيقة ، أحمد بن الشيخ محمّد حسين الزنجاني الغروي عفي عنهما.

وقد طبعت [المجلّدات] في المطبعة المباركة المرتضوية في النجف الأشرف ، لصاحبها الحاج شيخ محمّد صادق الكتبي حفظه الله تعالى ، بمباشرة الأستاذ محمّد رضا الغروي[المطبعي].

(١) تنقيح المقال ٣/٣٤٥ ـ آخر باب الأسماء من طبعة الأُوفست ، وفي الطبعة الحجرية الأصل بعد الكنى والألقاب والخاتمة صفحة : ١٢٦ من المجلّد الثالث.


وخمسين بعد الهجرة ; لأنّ ما لا يؤلّف إلاّ في نحو عشر سنين لا يستطيع أن يتمّه أحد مصنّفاً وتصحيحاً ـ مع بقاء صحّته ـ في نحو سنتين ، ولذا اعتبر العلماء والعرفاء موته شهادة في سبيل العلم ، وسعادة في مقام العمل.

فنعم السعادة التي كانت من آماله ، والشهادة التي صارت خاتمة أعماله.

ومن هنا قال شيخنا الطهراني طاب ثراه في طبقاته (١) عن هذه الموسوعة : .. وهو كبير في ثلاث مجلّدات ضخام ، ولم تزد مدّة تأليفه وتهذيبه وطبعه على ثلاث سنين ، وقد طبع مجلّدان منه في حياته ، وكذلك الثالث ، إلاّ أنّه توفّي قبل إتمامه ، فأتمّه صهره الفاضل الشيخ موسى آل أسد الله التستري الكاظمي.

هذا ; وقد تمّ الكتاب كلاًّ ـ بمجلّداته الثلاثة ـ كتابةً ونسخاً بواسطة المرحوم الشيخ أحمد بن الشيخ محمّد حسين الزنجاني الغروي رحمه الله (٢) الكاتب الخاص للمرحوم الشيخ الجدّ طاب ثراه ، كما وطبعت جميع المجلّدات في

__________________

(١) نقباء البشر ٣/١١٩٨ ـ ١١٩٩ وقد سلف.

(٢) والملقّب بـ : المعصومي ، وهو المولود في النجف الأشرف سنة ١٣٢٤ هـ ، وقد أخذ المقدّمات فيها ، ومال في صباه لتعلّم الخط ، وانتقل إلى إيران ، وهو ابن (٢٦) سنة بعد رحيل شيخنا الجدّ قدّس سرّه.

وهو رحمه الله قد كتب القرآن الكريم كاملاً أكثر من خمس مرّات ، وله يد طولى في كتابة عشرات الكتب الدينية على الحجر ، ويُعدّ من أساتذة غالب أنواع الخطوط كالنسخ والثلث والنستعليق .. خاصّة الأوّل.


المطبعة المرتضوية في النجف الأشرف (١) لصاحبها الحاج شيخ محمّد صادق الكتبي رحمه الله وذلك بمباشرة الاُستاذ محمّد رضا الغروي المعروف بـ : المطبعي (٢).

__________________

(١) سبق الحديث عن هذه المطبعة وصاحبها ودور الشيخ الجدّ قدس سرّه في تأسيسها ، وكونها تحت رعاية الشيخ رحمه الله ونظره أوّلاً ، وذلك في تعاليقنا على كتاب مخزن المعاني ٠/٤٠٣ ـ ٤٠٥ ، فراجع.

(٢) ومن كتّاب المرحوم الجدّ (قدس سره) : الشيخ محمّد علي بن ميرزا محمود بن الحاج مهدي التبريزي النجفي ، فقد كتب له بعض كتبه منها كتاب : (سراج الشيعة) في سنة ١٣٤٦ هـ ، وقد طبع أكثر من مرّة مغلوطاً! وبدون إذن ، ثمّ ادعي تحقيقه من شخص مغرض ومريض! أخذ كلّ ما كتبه من هوامش مرآة الكمال ولم يشر لذلك ، وطبع مكرراً بدون مشورة.


ثالثاً :

بعض خصائص هذه الموسوعة

لا يمكن درج ما لهذا الكتاب من مزايا جمّة ، ومميّزات مهمّة ، مع دقّة وتحقيق .. كما لا يسعنا إحصاء فوائده ، وجمع خصائصه .. فهو فضلاً عمّا له من إتقان في ما نقله وضبط لما ذكره .. فقد سعى لاستقصاء ما وسعه من رجال الحديث والرواة من الصحابة والتابعين وأصحاب الأئمة الميامين صلوات الله عليهم أجمعين .. وغيرهم ، ونقل عين عبارات أصحاب الجرح والتعديل ، ثم ذكر ما له وعليه من نظر وتحقيق ، وحذف ما تداوله الرجاليون من رموز وإشارات ـ التي كانت متداولة زمن ابن داود صاحب الرجال ومن تابعه ـ حيث أبطلها بعد أن أثبت ما فيها من مفاسد ، وحقّق ما وسعه وبما لا مزيد عليه في الرجال في توضيح ما ينفع في مقام الجرح والتعديل على أن يكون واضحاً في حكمه بمثل (حاله عندي مجهول) أو (لم يتبين لي حاله) أو (لم أستثبت حاله) .. وأمثال ذلك. ولذا فإنّ مصطلحه قدّس سرّه في كون الرجل مجهولاً هو أنّه مجهول عنده ، لا أنّه مجهول باصطلاح الرجاليين ، أو أنّه قد حكم الرجاليون بجهالته .. وقد


صرّح بذلك في أوّل كتابه ، ومع هذا فقد نقده بعضهم وحمل عليه آخرون في ذلك .. وكأ نّه جاهل بمصطلح الجهالة عند الرجاليين!! .. وسنرجع للحديث عن هذا ..

أقول : نجمل بعض ما لهذا الكتاب من مميّزاته مما هو في ذكرنا فعلاً ، فنقول :

أوّلاً : جمع أكبر عدد ممكن من الرواة ومن جاء اسمه في الأسانيد ، ونقل كل ما قيل فيه كل ذلك من أمّهات المصادر ، ومحاولة ذكر الأدلّة على كلا الوجهين قدحاً أو مدحاً ، واختيار الحق في المقام بعد ذكر وجوه الترجيح والطرح.

ثانياً : بدأ الكتاب بثلاثين فائدة مهمّة جدّاً ، وختم الكتاب بفوائد عشرة تعدّ أصول مباني الرجال وقواعده.

ثالثاً : ترتيب التراجم على حروف الألف باء ، مع محاولة استقصاء جميع الرواة حتّى بعض من لم ترد في حقّه ترجمة مستقلّة.

رابعاً : حكمه في كل ترجمة بعد درجه لكل الأقوال والأدلّة ومناقشته لها.

خامساً : توضيح بعض المصطلحات ، وبيان معاني بعض المفردات ، والتعليق على بعض المفردات ، بل الدقة في تعيين الكلمات.

سادساً : محاولة ضبط كل اسم ورد فيه وأسماء الآباء والأجداد والألقاب ، ونقل الأقوال المختلفة في ذلك الباب ، واختيار ما يراه حقّاً مع ذكر مصادر


الضبط واختلافاتهم فيه.

وهو القائل رحمه الله ـ كما سلف منّا في المقدّمة ـ : .. إنّي عند تحرير الكتاب كنت ملتزماً بضبط كلّ ما يحتاج إلى الضبط ، ثم الإشارة إلى مواضع الضبط فيما سبق ضبطه ، لكنّي في إعادة النظر وإلحاق أسماء أُخر رأيت أنّ الإشارة إلى مواضع الضبط ـ لكثرتها ـ توجب ملأ الأوراق وكبر حجم الكتاب ، فتركت الإشارة إلى مواضع الضبط ، وأبدلت ذلك بوضع الفائدة الأخيرة من فوائد الخاتمة في الإشارة إلى محالّ ضبط الأسماء والألقاب والكنى الواقعة في الكتاب على ترتيب حروف الهجاء ليسهل ذلك لمن رام العثور على الضبط (١).

سابعاً : الدقّة في تعيين المصدر الناقل ، وما نقله منه وعنه ، عدا ما تعرّض له من اختلاف النسخ والطبعات .. نظير ما جاء في ترجمة محمّد بن علي بن بلال(٢) حيث قال : أقول : ما أبعد ما بينه وبين ما في غيبة الشيخ رحمه الله من قوله ..

وكتب عليه في الحاشية : هذا إلى آخره منقول من حاشية الوسيط المؤلّفة! [كذا] لا من نفس كتاب الغيبة ..!

__________________

(١) سنرجع للحديث عن هذا الموضوع فيما سنصدره ـ بإذن الله ـ من معجم لكل الألفاظ التي قام بضبطها رحمه الله ، مع الإشارة إلى محلّها وما هناك من الاختلافات الواردة فيها.

(٢) تنقيح المقال ٣/١٥٣ [الطبعة الحجرية].


ثامناً : درج ما حكم به المصنّف رحمه الله مجملاً على كل من ترجمه ، وذلك ضمن ما وضعه من فهرست لكل الأسماء تحت عنوان (نتائج التنقيح) التي أدرجها في أوّل الكتاب.

تاسعاً : ما أشار له في أوّل كتابه من أنه حاول فيه إغناء هذه الموسوعة عن جملة وافرة من كتب الخاصة ومهم الكتب الرجالية من العامّة ـ فيما يرتبط برجال الشيعة ـ بنقل كلماتهم بدقّة ، وذكر اختلاف النسخ فيها من سقط وغيره ..

ويشهد على اعتماده طاب ثراه على أكثر من نسخة ، وعدم اكتفائه بالمطبوع أو بنسخه الخطّية ، قوله في ترجمة إسماعيل أبي أحمد الكاتب الكوفي (١) : .. وإبدال (أحمد) في النسخة المطبوعة من المنهج بـ : حامد غلط ; فإنّ الموجود في نسختين خطّيتين مصححتين منه ـ كسائر الكتب ـ على ما سطرنا ، وكذا ما في جميع نسخ المنهج ..

ومثله في ترجمة أحمد بن عبدالله بن أحمد الرفّاء (٢) .. وغيرهما.

وقال في ترجمة عبدالله بن ميمون الأسود القدّاح(٣) : كأنّ نسخة الكشي

__________________

(١) تنقيح المقال ١/١٢٧ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٩/٣٧٣ ـ ٣٧٤ برقم (٢١٧٦)].

(٢) تنقيح المقال ١/٦٥ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٦/٢٤٧ برقم (١٠٩٤)].

(٣) تنقيح المقال ٢/٢٢٠ من الطبعة الحجرية ، تحت عنوان (تذييل).


التي كانت عند ابن طاوس كانت خالية ... وأنت خبير بأنّ نسختين معتبرتين من الكشي عندنا ، ونسخ عديدة عند جمع من المصنّفين قد تضمّنت وصف .. إلى آخره.

وقال في ترجمة محمّد بن سلامة العابضي الهمداني (١) : .. وقد اختلفت النسخ في لقبه ; ففي نسختين مصحّحتين معتمدتين من منهج الميرزا ـ نقلاً عن رجال الشيخ ـ : القاضي الهمداني .. وفي نسختين لا تخلوان عن اعتبار من رجال الشيخ .. وفي نسخة معتمدة من المنهج نقلاً عن رجال الشيخ رحمه الله .. وفي بعض النسخ : القابضي ، ويحتمل .. إلى آخره.

وقال ذيل ترجمة يحيى بن عبّاس الورّاق (٢) : وأقول : عندي نسخ متعددة من رجال ابن داود خالية عمّا عزاه الميرزا إليه.

وذكر في ترجمة إسماعيل أبو أحمد الكاتب الكوفي(٣) : .. فإن الموجود في نسختين مصحّحتين منه] أي من منهج المقال[كسائر الكتب على ما سطرنا ، وكذا ما في جميع نسخ المنهج ..

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/١٢١[الطبعة الحجرية].

(٢) تنقيح المقال ٣/٣١٧ ـ ٣١٨ [الطبعة الحجرية].

(٣) تنقيح المقال ١/١٢٧ من الطبعة الحجرية [وفي الطبعة المحقّقة ٩/٣٧٣ ـ ٣٧٤ برقم (٢١٧٦)].


وقال في ترجمة مصقلة بن هبيرة (١) : .. في إحدى النسختين المطبوعتين من منتهى المقال (ترحمة الله) وهو غلط قطعاً .. وفي النسخة الأُخرى المطبوعة (ترحة الله) .. وفي نسخة ثالثة خطية غير مطبوعة (نزحه الله) .. ثم قال : فالصواب إحدى هاتين النسختين دون المتضمّنة للترحّم.

وقال في ترجمة يزيد بن حمّاد الأنباري (٢) : .. ولكنّ الذي نقلوه وإن كان موجوداً في رجال الشيخ رحمه الله إلاّ أن الموجود في نسخة اُخرى هكذا : يعقوب بن يزيد الكاتب يزيد بن نقبان ، وقد كتب يزيد ـ الذي قبل ابن نقبان ـ بالحمرة من غير عاطف ، فيكونان اسمين لا ربط لأحدهما بالآخر ، وفي ثالثة مكتوب على ظهرها أنّها مقابلة مع نسخة مصحّحة على نسخة بخطّ الشيخ محمّد بن إدريس مكتوبة على نسخة بخطّ المصنّف رحمه الله هكذا .. إلى آخره.

 .. إلى غير ذلك ممّا يعسر عدّه وحصره ، وقد ذكرنا جملة منها في أوّل الكتاب عند عدّ المصنّف طاب ثراه لمصادر موسوعته وما اعتمده من كل مصدر منها من نسخ عديدة ، وما كان عنده وأخذه من غيره ، فراجع.

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/٢١٩ [الطبعة الحجرية].

(٢) تنقيح المقال ٣/٣٢٥ [الطبعة الحجرية].


عاشراً (١) : إنّه باشر مقابلته بنفسه عند الطبع مرّتين بل ثلاثاً .. حيث صرّح طاب رمسه ـ قبل ذلك ـ به ، ونبّه عليه في ديباجته وهذا يُعدّ غاية المجهود من مثله ، هذا عدا ما مارسه قبل الطبع من نقل وتأكّد ..

وهو القائل طاب ثراه (٢) : فلا يخفى أنّه حيث كانت غاية همّنا وهمّتنا صحّة هذه النسخة الشريفة .. ولذا التزمنا بمقابلتها قراءةً مرّتين ، وملاحظة مرّة ثالثة قبل الطبع حتى لا يحتاج إلى صفحة (الصحيح والغلط) ، وكان التقدير غالباً على التدبير .. أدّت كثرة الطلعات(٣) في نسخة الأصل وغفلتنا في الأوائل عن علاج ذلك إلى وقوع إسقاط وأغلاط ، وسقوط حواش منّا ـ سيما في الكراريس الثلاث الأوائل ـ حيث طبعناها قبل إعادة النظر فيها ، فلمّا أعدنا النظر فيها وقع فيها التغيير ، فالتجأنا إلى وضع صفحة لتمييز الصحيح من الغلط وبيان الساقط من القلم ، ولسهولة الأمر نوصل صفحة التمييز الراجعة إلى الكراريس الأوّلية إليها ، ونلحق البقية بآخر الكتاب ، ونذكر في خاتمة خاتمة الكتاب ما استدركته بعد طبع الكتاب من المطالب إن شاء الله تعالى .. ثم أدرج جداول الخطأ والصواب.

__________________

(١) كما صرّح بذلك في ديباجة تنقيح المقال ١/٢[الطبعة الحجرية] تحت رقم (الخامس) ، وقد سلف.

(٢) تنقيح المقال ١/٢١٩ ـ ٢٢٤ (من الطبعة الحجرية) قاله بعد الفوائد الرجالية ، وقد حذف من طبعة اُوفست! وقد سلف أن أدرجناه في المقدّمة.

(٣) كذا ، ويراد منها الحواشي والتعليقات ، وهو مصطلح عامي متعارف عند أهل العلم.


ولنختم ذلك بما نص به هو رحمه الله كما سلف منّا في المقدّمة ـ إذ قال (١) ـ : إني ـ اهتماماً بشأن الكتاب ـ باشرت مقابلته عند الطبع مرّتين بل ثلاثاً بنفسي ; حذراً من وقوع غلط فيه ; فإنّ كل كتاب ـ سيّما كتب الحديث والرجال ـ إذا ازدادت فيها كلمة أو حرف أو نقصت أو تحرّفت أفسد الأمر ، ولكن في ثلاث كراريس الأُول آخرها صفحة (٤٨) من فصل الأسماء وقعت أغلاط نشأ بعضها من طبعها قبل إعادة النظر وبعضها من عدم المبالغة ، و[سوف] أطبع أغلاطها في ورقة بين المقدّمة والفصل الأوّل ليسهل تناولها ، وأضع في آخر الكتاب صفحة الصحيح والغلط من صفحة (٤٩) .. إلى آخر الكتاب.

__________________

(١) تنقيح المقال ١/٢ [من الطبعة الحجرية].


رابعاً :

بعض الملاحظات التي أوردوها على الكتاب

مع ما ولع به شيخنا المترجم منذ ريعان شبابه في التأليف والتصنيف ـ وكان ابن بجدتها ، وفارس حلبتها ـ وهو الذي قد كتب كتباً ورسائل في مختلف العلوم الدينية ـ وقد أجاد وأبدع في غالبها ـ ممّا يظهر منها جامعيته وإحاطته بأطراف العلوم ، وبراعته وسعة إطلاعه .. ومع أنّه طاب رمسه لم يفارق القلم والقرطاس طوال حياته حتى نقل(١) أنّه سافر إلى الحج واستصحب معه في سفره هذا مقداراً وافراً من كتب المصادر لئلاّ ينقطع اشتغاله عن التأليف والتصنيف ..

بل صرّح هو رحمه الله خلال بعض التراجم بأ نّه يكتب الآن في سفر كربلاء مثلاً ولم يستصحب الكتاب الفلاني ، وقد سلفت منّا نماذج لذلك .. فكان من نوادر الطائفة في كثرة التأليف ، وسعة التصنيف في شتّى العلوم ..

ولعلّ العجلة في التأليف ، وقلّة المصادر ، أو عدم وفور بعضها ، وتشتّت الحال ـ كما صرّح بذلك ـ مع سعة دائرة المواضيع التي طرحت من قبله

__________________

(١) كما جاء في كتاب المسلسلات ٢/٣٥٧.


طاب ثراه ، ومداومته للفحص والتصنيف وطرقها أوقعه في هفوات طفيفة لا ينجو منها إلاّ من عصمه الله ، مع العلم بأنّ هذا التأليف خاصّة له حالة خاصّة لم يأخذ منه إلاّ ثمانية عشر شهراً فقط! ولم يسعه أن يشرف على طبعه كلّه ، كما يظهر من حواشيه الأخيرة عليه بختمها بلفظة (قدّس سرّه) ، وتصريح الشيخ الطهراني وغيره بذلك ..

نعم ; قد تدارك القليل منه جدّاً بما جاء في آخر الجزء الثالث من المطبوع بعنوان : خاتمة الخاتمة عبّر عنها بقوله : فيما استدركته بعد طبع الكتاب من أسماء لم يمض ذكرها ، أو مضى وفات في ترجمتها ما عثرت عليه بعد الطبع .. ووضعها في مقامين :

الأوّل : في المطالب المستدركة الراجعة إلى الضبط.

والثاني : في الأسماء التي فاتته في هذا الكتاب.

وقد وصل بها إلى حرف (الزاي) وكأ نّها قصاقيص جمعها طابع الكتاب جزاه الله خيراً.

كما نجده طاب رمسه قد استدرك في تراجمه اللاحقة كثيراً ممّا فاته في التراجم السابقة ، نظير قوله طاب رمسه في ترجمة أبي بصير يحيى بن

أبي القاسم الأسدي (١) : .. ونحن إنّما ذكرنا الرواية في ترجمة عبدالله بن محمّد الأسدي تبعاً للكشي ، ولكنّا بعد حين التفتنا إلى كون الخبر أجنبياً عن ذلك

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/٣١١ [الطبعة الحجرية].


راجعاً إلى يحيى بن أبي القاسم الأسدي ; المكنّى بـ : أبي بصير ، أمّا أوّلاً .. ثمّ ذكر استدلاله على ذلك.

ومثله بعينه في الترجمة المزبورة حيث قال : وهذه الرواية ـ أيضاً ـ أوردناها في ترجمة ليث البختري غفلة عن انحصار المكفوف في المكنّين بـ : أبي بصير في يحيى بن أبي القاسم الأسدي ، فلمّا عثرنا على تصريحهم بالانحصار المذكور ظهر لنا كون الخبر أجنبياً عن ذلك .. إلى آخره.

أقول : مع كل هذا وغيره فلا محيص من أن يقع من كان في مثله وظروفه في بعض الأخطاء والزلاّت والكبوات ـ وهو الجواد ـ والتي لا يخلو منها مصنِّف ولا مصنَّف ، ولم يعصم منها إلاّ المعصوم عليه السلام ، مع أنّا لم نجد ما هو مهمّ منها لسفر كبير مثل موسوعتنا ، ولعلّ أهمّ ما أوجب هذا الاستعجال إحساسه قدّس سرّه ـ كما حدّثني غير واحد من الأرحام عنه أو عن خواصّه ، وألمح به هو طاب ثراه ـ بدنوّ أجله ، وقرب لقائه ببارئه ، وأنّ هذا آخر تأليفه .. ولذا عاجل بتصحيح ما كتبه قبل أن يبادره الأجل ، وبادر بطبع ما قد أمكن ترتيبه وإعطاؤه للطبع سريعاً ..

فهو قدّس سرّه قد شرع في التنقيح في أواخر شهر صفر من سنة ١٣٤٨ هـ وأ نّه فرغ منه في السابع من شهر رجب (١) سنة ١٣٤٩ هـ ، وأعاد النظر فيه من ذلك اليوم إلى آواخر جمادى الأولى سنة ١٣٥٠هـ ، وبعد ذلك أخذ بإعادة النظر في الفهرست والمراجعات الجامعة للمستدركات ـ على حدّ تعبيره

__________________

(١) أو شهر ذي القعدة مردّداً بين يوم (١٥) و(١٦) و(١٩) ، فراجع.


هو رحمه الله ـ وعليه فقد كمل كتابةً ومسودةً في (١٨) شهراً ، وأتمّ مراجعته وتصحيحه وطبعه في أقلّ من سنتين ، وخرج تمام المجلّدين من الطبع في حياته (١) وقسم من المجلّد الثالث ، والباقي بعد وفاته التي وافته في ١٦ شوّال من سنة ١٣٥١ ، وكان قد أكمل طباعة الجزء الأوّل منه وجزء من الثاني ، ويلحظ كون حواشيه تختم بلفظة منه (قدّس سرّه) بدلاً من منه (دام ظلّه) ، وتمّ طباعته سنة ١٣٥٢ .. كما أسلفنا.

وكان آخر ما رشح من قلمه وأفاضه من بحره قدّس سرّه ما جاء في ذيل خاتمة الخاتمة من تنقيح المقال (٢) ممّا استدركه على الكتاب من قوله :

هذا ; قد ضايقنا الطبع وانحراف المزاج جدّاً من إتمام المستدرك ، فختمنا الكلام هنا حامداً مصلّياً مسلّماً .. إلى آخره وقد نقلنا نصّه.

وعليه ; فمن الطبيعي في موسوعة مثل هذه أن تكون فيها اشتباهات أو ملاحظات .. إذ إنّ سفراً بمثل هذه السعة والإحاطة ، وكون كتابته وطباعته بمثل هذه السرعة مع عدم وفاء عمره الشريف لإكماله طباعةً أو تصحيحاً ، وشروعه باستدراكه ونقده خلال طبع مجلّده الأوّل .. وغير ذلك ، فلا غرابة أن يكون مثل هذا ، بل العجب كيف جاء بهذه الكيفية ، إذ هو أمر غير طبيعي جدّاً.

وقد بادر بعض معاصريه ـ سامحهم الله ، لأغراض لا تخفى ـ إلى التحامل

__________________

(١) ظهر لي فيما بعد ان ما طبع منه هو اوائل الجزء الثاني ، وخلاله وفي حرف العين بالذات إلتحق بباريه ووفد على ربّه ، لما وجدته في هامش الحجريّة من التعاليق المختومة بـ (قدّس سرّه) ، وسبق أن أشرنا لذلك.

(٢) تنقيح المقال ٢ / ١٢٤ [الحجرية] بعد فصل الكني والألقاب والنساء .. وقد سلف.


عليه ، ثمّ لحق به بعض معاصرينا بتصحيح الكتاب وما خاله خطأ ، وتحقيق ما حسبه زللاً ، وسمّاه أوّلاً بـ : (تعليقات تنقيح المقال) نقداً عليه ، كما قاله شيخنا الطهراني في الذريعة ، ثم عرف اليوم بـ : قاموس الرجال للشيخ التستري (١) ، وكانت هذه طوال سنوات مورد استدراك وتكميل .. إلى أن في سنة ١٣٧٩ هـ شرع بطباعته في طهران ، وخرج خلال عدّة سنوات في أربعة عشر مجلّداً ، ثم جدّد طبعه منقّحاً ومزيداً في قم.

فها نجد شيخنا الطهراني طاب ثراه في موسوعته الرائعة ـ بعد أن بالغ في مدح الكتاب والتعريف به ـ ثم قال (٢) :

 .. ولكن استعجاله بهذا النحو في هذا التأليف المنيف الذي يحتاج إلى تكرار المراجعات والبحث والفحص في الكتب والمكتبات ، وإلى إكثار المذاكرات مع مشايخ الفنّ خلال السنوات ، ثم إسراعه في طبع ما رتّبه وأ لّفه عاجلاً مخافة فوت الوقت .. وغير ذلك من الأمور ، كل ذلك قد سبّب له وقوع جملة من زلاّت القلم في مواضع كثيرة تحتاج إلى التنقيح لدفع ما يتوجه إليه فيها من الاعتراض والنقد.

ثم قال : وقد جمع الشيخ محمّد تقي بن الشيخ محمّد كاظم حفيد

__________________

(١) وهو الشيخ محمّد تقي بن الشيخ محمّد كاظم بن الشيخ محمّد علي حفيد الشيخ جعفر الشوشتري فقيه متتّبع ، ولد سنة ١٣٢١هـ في النجف الأشرف ، كما قاله في نقباء البشر ، وقيل : سنة ١٣٢٠ هـ ، وتوفّي في بلدته شوشتر يوم الجمعة ١٩ ذي الحجة الحرام ١٤١٥ هـ.

(٢) الذريعة ٤/٤٦٦ ـ ٤٦٧ برقم ٢٠٧٠.


العلاّمة الشيخ جعفر التستري جملة من الانتقادات عليه في مجلّد كبير سمّاه : تعليقات تنقيح المقال.

وقد سمعت أنّ بعض كُتّاب مصر بدأ يتهجّم على الطائفة بأ نّها تؤ لّف كتاباً بواسطة جمع من علمائها وتنسبه إلى واحد منهم كي تتفاخر بما عندها ..! ولأجل ذلك شكّلت لجنة من أعلامهم لدراسة الكتاب وما فيه ، وعندما وجدوا بعض الهفوات البسيطة التي لا يغفل عنها غالباً ما لو تعدّد المؤلف أدركوا أنّه عمل شخص واحد ، وحمل قام به رجل ينوء عن حمله الكثيرون ..

وعلى كل حال ; ليس غرضنا محاكمة العلمين ـ ونحن أقلّ من ذلك ـ ولا مؤاخذتهما على خروجهما عن حدود النقاش وإسلوب النقد أحياناً ـ سامحهم الله ـ ولا تتبّع موارد سقطاتهم واشتباهاتهم الواضحة .. وأ نّى لنا ذلك .. إلاّ أنّ العجب العجاب أنّ مع كون الأوّل قد تغافل عن التنقيح ونظر إليه نظر استحقار ، والثاني عدّ نفسه مستدركاً ومنقّحاً للمتن ، إلاّ أنّا نجدهما رحمهما الله قد وقعا في موارد كثيرة جدّاً ممّا أورداه عليه ، وبإشكالات غالبها ليست بواردة عليه ، وجلّها ترجع إمّا إلى وجود نسخ عند الجدّ قدّس سرّه من المتون الرجالية الأصلية تغاير ما هو مطبوع منها اليوم ، وهذا ما تحقّقنا منه في موارد عديدة بل كثيرة .. أو اعتمادهما على كتاب لم يكن عند الجدّ قدّس سرّه ، أو عدم تأمّل في كلام الجدّ ، أو غفلة عن مبناه توجيهاً لما بناه فهي إشكالات مبنائية لا بنائية .. أو غير ذلك.

والمؤلم جدّاً أنّ الأخير ـ غفر الله له ـ مع ما له من مقام علمي واجتماعي ، وسعة اطّلاع وتتبّع .. لا نجده بعفيف القلم ، ولا نزيه المنطق ، كأ نّه لم يتأدّب بأدب العلماء ، ولا تخلّق بسيرة الصلحاء .. فيلقي القول على عواهنه ، ويقذف


بالكلمة مهما كانت مشينة .. ولم يقتصر في كلامه ـ مع الأسف ـ على الشيخ الجدّ خاصّة ; بل ها هو يتهجّم على العلاّمة الذي لا علم له! والوحيد الذي لا فقه له! و ..

وقد تنبّه البعض لذلك (١) ، وصارحني الكثير من الأعلام وطالبني بالتعرّض له طاب رمسه ، فرفضت ذا ، كما تركت الرد على السيد الأمين رحمهما الله ، خوفاً من الاتهام بالتعصب أو الخروج عن جادة الأدب ، أو ..

ومع هذا تجده في خلال كلمات البعض مسطوراً ، نذكر مثلاً ما نصّ عليه السيّد القاضي الطباطبائي(٢) بقوله ـ ما ترجمته ـ : نسب صاحب قاموس الرجال الخبط لصاحب تنقيح المقال هنا في نقله الواقعة .. إلاّ أنّه لم يلتفت إلى دقّة كلامه وضبطه .. ثم ناقش القاموس مفصّلاً.

وقال في آخر ما قال : .. حيث كان بناء صاحب قاموس الرجال ومبناه هو مؤاخذة صاحب تنقيح المقال ونقده ، والإشكال عليه! وتتبّع سقطاته وزلاّته! .. لذا تراه لا يلتفت إلى ما يقع فيه من الأخطاء الجسيمة والخبط .. ولذا تجد موارد عديدة جدّاً ممّا أورده على صاحب التنقيح لا ترد عليه ولا .. إلى آخره.

__________________

(١) كما قاله السيّد الشبيري ـ دام ظلّه ـ في أكثر من كتاب ، منها في : جرعه اي از دريا ١ / ١٠٠ ـ ١٠٩ ، وكذا مثله فيه ٢ / ٧١٣ بقوله : انه في نقده حاد جداً .. وغيره في غير كثير.

(٢) تحقيق درباره روز أربعين سيد الشهدا عليه السلام : ١٧٦ ـ ١٧٧ (فارسي).


ثم قال : إنّه يمكن هنا نسبة التحريف العمدي لصاحب القاموس ; حيث كان في مقام تحقيق جزئيّات الخبر ، ودراسة سنده ومتنه! ..

إلى أن قال : وعليه ; فليس من الإنصاف نسبة التحريف للمرحوم المامقاني طاب ثراه مع أنّه لم يمهله الأجل كي يقوم بتصحيح ذلك الكتاب الكبير الرائع .. ثم زاد : ولا شكّ أنّ ناسخ التنقيح قد وقع في اشتباهات هو يتحمّلها دون مؤ لّف الكتاب.

ثم قال : ولو دقّقنا في قاموس الرجال ونقدناه وحقّقناه وتتبّعناه من أوّله إلى آخره لحصلنا على اشتباهات وسقطات كثيرة جدّاً ، ولزمنا تأليف مستقل مثل القاموس عليه! (١)

وقال ـ أيضاً (٢) ـ ما حاصل ترجمته ; بعد أن أورد كلام صاحب قاموس الرجال (٣) ونقده ، وما اتّهم به العلاّمة المامقاني طاب ثراه من نسبة التحريف!

__________________

(١) ثم اقترح رحمه الله ـ بعد ذلك ـ لزوم تحقيق كتاب تنقيح المقال ورفع نواقصه والإشارة إلى غالب ما أورده صاحب قاموس الرجال من إشكالات غير وجيهة عليه ، وما تحامل به على المصنّف قدّس سرّه ـ وغيره ـ بألفاظ بذيئة وكلمات مرّة ، من دون أن يراعي الإنصاف والأدب ، أو يسلك جادّة الصواب .. وعند ذلك يكون كتاباً رجالياً جامعاً لا نظير له .. إلى آخره.

وهذا ما بادر له شيخنا الوالد دام ظلّه ، ووفّقني ربّي سبحانه إلى مساعدته ; تنظيماً واستدراكاً ، وتخريجاً وتصحيحاً ، وطبعاً وإخراجاً .. وصدر منه في حياته إلى المجلد السابع والعشرين.

(٢) تحقيق درباره روز أربعين سيد الشهداء عليه السلام : ٤٣٣ ـ ٤٣٥ (فارسي).

(٣) لاحظ : قاموس الرجال ٤/٣٥٣.


قال : .. إلاّ أنّ صاحب قاموس الرجال لم يحتمل أقلاً أنّ نسخة رجال الكشي رحمه الله الموجودة عند المرحوم المامقاني كانت مغلوطة لا أنّه رحمه الله حرّف السند متعمّداً! ..

ثم أورد عليه أنّه لو كان مثل ذلك يعدّ تحريفاً ، فقد وقع صاحب القاموس نفسه في نفس المورد بالتحريف ، مع ما في كلامه من حدس وتخمين وإيراد وجوه استحسانية بدون دليل.

وعلى كل ; كان بودّنا الحديث عن السيّد والشيخ رحمهما الله ونقودهما مجملاً ، إلاّ أنّا تركنا ذلك خوفاً من خروجنا عن جادّة الصواب والأدب ، وأن تأخذنا محبّة الآباء وعصبية الأجداد .. ونقع فيما وقعوا فيه لاسمح الله ... فرحمة الله عليهم ورضوانه ، وأسكنهم الله فسيح جنّاته مع مواليهم الطاهرين عليهم صلوات ربّ العالمين.

وكنت قد كتبت رسالة مفصّلة تعرّضت لجزئيّات ذلك عدلت عن نشرها حسبة لله سبحانه وطلباً لمرضاة أوليائه عليهم السلام .. وحفظاً لقدسية أعلامنا وعلمائنا ـ وإن كان قد أصرّ عليّ أكثر من واحد من الأعلام ممّن شاهد الرسالة أو سمع بها وإعجب بها للمبادرة لنشرها (١) و .. إذ الحقّ أحقّ أن يتّبع .. إلاّ أنّي من منطلق : (إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ..) (٢) ، واعتماداً على إنصاف المحقّقين ، وحفظاً لمقام العلماء الأعلام تركتها وأهملتها ..

__________________

(١) قد أخذها مني بعض الأفاضل ممّا كنت قد جمعته عن سيّد الأعيان من ملاحظات ونقاط ومناقشات بنحو رؤوس أقلام ، حيث كان يريد الكتابة عنه ولا اعلم فعلاً مصيرها ومالها ..

(٢) سورة الحج (٢٢) : ٣٨.


وسنشير إلى المهمّ ممّا اُوخذ على الكتاب ممّا ليس فيه نفحة تعصّب أو فيه نوع منطق .. وإلاّ فلا ننكر ـ كما أقررنا مراراً ـ ما في الكتاب من زلاّت وغفلات لا يخلو منها مصنّف بلغ ما بلغ .. وشهد الله ما وجدته في من نقده أكثر ممّا أخذه عليه ..!! مع تغاير ظروفهما وإمكانيّتهما ..

فمنها : ما حكاه شيخنا المعظّم آغا بزرك الطهراني رحمه الله في ذريعته (١)حيث قال : وممّا انتقده عليه جمع من المعاصرين إكثاره في تراجم الرجال من قوله (مجهول) لا سيما في فهرس تنقيح المقال الذي طبع مستقلاًّ ، وسمّاه : نتيجة التنقيح (٢) ; فإنّ الناظر فيه لا يرى إلاّ المجاهيل ، مع أنّ المحقّق الداماد رحمه الله في رواشحه (٣) أثبت أنّه لا يجوز إطلاق المجهول الاصطلاحي إلاّ على من حكم بجهالته أئمة علماء الرجال.

ثم قال(٤) : والذي يذبّ عنه هذا الاعتراض هو أنّه لم يكن جاهلاً بكلام المحقّق الداماد ، ولذا صرّح(٥) بأ نّه : لو راجع المتتبّع جميع مظانّ استعلام حال رجل ومع ذلك لم يظفر بشيء من ترجمة أحواله أبداً ، فلا يجوز التسارع عليه

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤/٤٦٧.

(٢) كذا ; والصحيح : نتائج التنقيح.

(٣) الرواشح السماوية : ٦٠ ـ الراشحة الثالثة عشر ـ [وفي الطبعة المحقّقة : ١٠٤ ـ ١٠٧] في المجهول الاصطلاحي واللغوي.

(٤) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤/٤٦٧.

(٥) الفوائد الرجالية المطبوعة في أوّل تنقيح المقال ـ المجلّد الأوّل ـ أواخر صفحة : ١٨٤] الطبعة الحجرية [، وهو نقل بالمعنى وحاصل كلامه علا مقامهما].


بالحكم بالجهالة ; لسعة دائرة هذا العلم ، وكثرة مدارك معرفة الرجال.

ثم قال : فمن علمه بذلك وتصريحه كذلك يحصل الجزم بأنّ مراده من قوله (مجهول) ليس أنّه محكوم عليه بالجهالة عند علماء الفن حتى يصير هو السبب في صيرورة الحديث من جهته ضعيفاً ، بل مراده أنّه مجهول عندي ولم أظفر بترجمة مبيّنة لأحواله ، نعم كان عليه أن يصرّح بهذا المراد في مقدّمات الكتاب لكنّه غفل عنه (١).

__________________

(١) لقد صرّح رحمه الله بذلك في مقدّمات التنقيح ، وقد أبان عن مراده في ذيل نتائج التنقيح ١ / ١٦٩ [من الطبعة الحجرية] من هذه اللفظة ، وصرح أنّ مراده من كلمة : ثقة ، موثق ، حسن ، ضعيف ، مجهول ، مهمل .. هو كما ويظهر ذلك كثيراً خلال بعض تراجم الرجال من خلال صفحات الكتاب.

قال طاب رمسه : .. والمجهول ; من لم يتبيّن حاله مع تعرّضهم له في كتب الرجال ، وممّا يؤيد ذلك مايظهر من ترجمة شتير بن نهار [تنقيح المقال ٢/٨١ من الطبعة الحجرية] من قوله طاب ثراه : فهو مهمل عندنا مجهول ..

أقول : يمكن أن يكون الجهل بواسطة الإهمال ، وإلاّ فيدخل المجهول فيمن اختلف الأصحاب في توثيقه وضعفه ، لكون المقصود من توقف في حاله مع اختلاف الجماعة فيه ، ولا يتناول من جرى عليه الترجيح لشهادة مقابلته بالضعيف ..

وهذا نظير ما ذكره الشيخ ابن داود في القسم الثاني من رجاله : ٢٢٥ من مقارنته المهملين بـ : الموثقين ، واختلفوا في مراده من الإهمال ، هل هو من ذكر في الرجال لكن لم يذكر بمدح ولا قدح .. أي مجهول الحال ، فهو يدخل في المجهول بناءً على عمومه لمجهول الحال ، ومتروك الذكر في الرجال ، أو مع العموم لمجهول العين .. أي من لم يذكر في الأسانيد وفي الرجال .. وهو بعيد ..


أقول : رحمك الله شيخنا وتغمّدك برضوانه ، ما أنزهك مادحاً ومعرّفاً ، وناقداً ومدافعاً ..

وممّا يؤخذ به الشيخ الجدّ طاب ثراه ـ بل هو عمدتها ـ هو ذكره للضعفاء والمجاهيل ، بل تذييل بعض الأسماء بتراجم عدّة من الصحابة مشتركين في الجهالة ، وقد طبّل لهذا بعض وتحامل .. بل هو عمدة ما يرد عليه .. ومن الواضح أنّ الإشكال الثاني من صغريات الأوّل ، وقد مال جمع من الرجاليين من أصحابنا رضوان الله عليهم ـ وهم قلّة ـ إلى ترك ذلك كما أسقط المرحوم الشيخ أبو علي محمّد بن إسماعيل الحائري المتوفّى سنة ١١١٥ هـ (وقيل ١١١٦) من رجاله منتهى المقال ذكر جماعة بزعم أنّهم مجاهيل (١) ، وسبقه في ذلك الشيخ المولى عبدالنبي بن سعد الدين الجزائري

__________________

وعليه فلا وجه لذكره على حده .. وفيه وجوه اُخر ذكرناها في الفائدة الثلاثون من الفوائد الرجالية للشيخ الجد قدّس سرّه ، فراجع.

(١) ونعم ما فعل تلميذه المولى درويش علي الحائري حيث أفرد رسالة في ذكر من أسقطه الشيخ أبو علي من رجاله ، وللشيخ محمّد آل كشكول كتاب إكمال منتهى المقال ، ذكر في أوّله وجه ذكر من عدّوهم مجاهيل ردّاً على التاركين لذكرهم ، كما أنّ كتاب غاية الآمال في استعلام أحوال الرجال للشيخ علي بن شريعتمدار الحاج محمّد جعفر الأسترآبادي الطهراني المتوفّى سنة ١٣١٥ يُعدّ شرحاً لمنتهى المقال واستدراكاً ، كما قاله شيخنا الطهراني في الذريعة ١٦/٥.

ولعلّ ما كان يتمنّاه الشيخ الجدّ طاب ثراه من استدراك منتهى المقال ـ كما سترد عبارته ـ كان لهذا السبب.


(المتوفّى سنة ١٠١٣ ـ أو ١٠٢٣ هـ) في كتابه حاوي الأقوال ـ مع أنّه أوّل كتاب رتّب الرجال فيه على أربعة أقسام بحسب القسم الأصلية للحديث : الصحيح ، والموثّق ، والحسن ، والضعيف(٢) ـ والمولى خداويردي الأفشار(١) ، والمحقّق البحراني الشيخ سليمان الماحوزي (١٠٧٥ ـ ١١٢١ هـ) في كتاب بلغة المحدّثين .. وغيرهم في غيرها.

والعجب من قول الشيخ أبي علي الحائري في منتهى المقال (٣) : في مقام بيان برمجته لكتابه وعمله : .. ولم أذكر المجاهيل ، لعدم تعقل فائدة في ذكرهم!! (٤)

وقال(٥) : .. ثم إنّ علماء الفن ـ شكر الله سعيهم ـ قد اصطلحوا لمن ذكر في الرجال من غير جرح أو تعديل مهملاً ، ولمن لم يذكر أصلاً : مجهولاً ، وربّما قيل العكس.

__________________

(١) كما قاله غير واحد منهم الجدّ في خاتمة مقباس الهداية ٤/٣٧ ـ ٣٩ برقم ٢٧ ، والشيخ الطهراني في مصفى المقال : ٢٥١ ، وسيّد الأعيان فيه ٨/١٢٦ .. وغيرهم.

(٢) كما حكاه صاحب الذريعة عنه فيها ٢٣/١٣ ـ ١٤.

(٣) منتهى المقال : ٤ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١/٥].

(٤) وقد تابعه جمع وقلّده آخرون ، ومن الأوّل شيخنا العلاّمة المجلسي رحمه الله في رجاله : ١٤٠ حيث قال : .. وترك المجاهيل لعدم الفائدة للتعرّض لها ..!

(٥) منتهى المقال : ٤ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١/٦].


ثم قال : ولما لم نرَ ثمرة من الفرق كان إطلاق كل على الآخر جائزاً (١).

وحاصل استدلالهم في المقام بل عمدته أحد أمرين نصّ عليها في البلغة (٢) ، هما : لعدم الفائدة لنقله ، مع تأديته للتطويل.

وناقش المبنى الشيخ القديحي في زاد المجتهدين(٣) بقوله : أقول : لا يخفى أنّ إطلاقه رحمه الله لعدم الفائدة ـ من غير تقييد بالمهمّة أو المعتدّ بها ـ لعلّه غير سديد ، مع مخالفته القاعدة ، مع أنّ في ذكرهم زوائد فوائد ، ينتج منها كثير عوائد .. ثم عدّد بعض فوائدها وسنذكرها (٤).

__________________

(١) ونعم ما أفاده شيخنا النوري في خاتمته ٢/(٢٠)/١٣٨ عن كتاب منتهى المقال ، حيث قال : .. لاشتماله على تمام التعليقة لأُستاذه الأُستاذ الأكبر البهبهاني صار معروفاً ومرجعاً للعلماء .. وإلاّ ففيه من الأغلاط ما لا يخفى على نقدة هذا الفن ..

ثم قال : مع أنـّه أسقط عن الكتاب ذكر المجاهيل .. ثم أورد كلامه الآتي.

(٢) بلغة المحدّثين : ٣٢٠.

(٣) وهو شرح بلغة المحدّثين للشيخ أحمد القطيفي القديحي ، انظر منه ١/١١١.

(٤) يلزم مراجعة مستدركنا رقم (١٤٣) في مستدركات مقباس الهداية ٦/١٤ ـ ١٩ [الطبعة الأولى المحقّقة] حول المجهول موضوعاً وحكماً عند العامّة والخاصّة ، وما يفرّق به بين جهالة الراوي والرواية ، ومجهول العين ظاهراً وباطناً ، والمجهول باطناً المعبّر عنه بـ : المستور ، والمجهول عند المحدّثين.

وذكروا لسبب الجهالة أمرين ، فلاحظهما في المستدرك ، وكذا ما يرتفع به الجهالة ، كما أنّهم اختلفوا في حكم قبول روايته مطلقاً أو ردّها كذلك أو التفصيل ، مع ما هناك من تنبيهات نافعة ، لعلّ ما فيه ويسدّ الفراغ ، يشفي الغليل.


أقول : ليتّهم ما أسقطوا هؤلاء ، وقد نصّ بعض أساطين الفن(١) بلزوم الفحص عن حال هؤلاء المحكوم عليهم بالجهالة حيث لم يحكموا بها ، بل نجد كثيراً ممّن حكم عليه بالجهالة أو الإهمال خرج منها إلى دائرة الحسن والمدح بل الصحّة أحياناً ، كما هو الملاحظ في كثير ممّا استدركه الشيخ المحقّق الوالد دام ظلّه على هذه الموسوعة ، وقد أظفنا عليه أضعاف مضاعفة ، خاصّة في حرف العين وما بعده من الحروف ، الذي نسأل الله لها الاتمام والطبع والنشر.

وفيه ; ـ غير ما مرّ ـ أنّ هذا يجاب عنه نقضاً بسيرة السلف الصالح من الرجاليين بدرج المجاهيل والضعفاء في رجالهم ، وعليك بأصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من رجال الشيخ الطوسي رحمه الله وسائر أصحاب الأ ئمّة عليهم السلام ، وكذا رجال البرقي من القدماء .. وباقي كتبهم الرجالية فهارس لمؤ لّفات الأصحاب إلاّ أنّهم مع هذا تعرّضوا لأمثال هؤلاء.

وعلى كل ; فالمجهول من الرجال قسمان :

لغوي ; وهو من ليس معروف الحال ; إمّا لعدم ذكره رأساً ، أو لعدم مدحه وقدحه في كتب الرجال ، أو عدم إمكان معرفة حاله ، أو عدم وجود طريق للتثبّت والاستثبات فيه وعنه ومن حال من يروي عنه من الضعفاء ، أو عدم إمكان استعلام حاله من الطبقات والمشيخات أو الإجازات وكتب السير ..

__________________

(١) كما قاله السيّد الداماد في الرواشح السماوية : ١٠٤ ـ ١٠٧ الراشحة الثالثة عشر (الطبعة الحجرية : ٦٠ ـ ٦٣).


وهذا لا يُعدّ جرحاً لو قيل بمجرّده ، نعم لو بحث وتثبّت وحكم عليه بذلك عُدّ جرحاً.

والمجهول الاصطلاحي ; وهو كل من وصفه أئمة الرجال بالجهالة وإن ذكروا اسمه ، ويحكم عليه بالتضعيف فيما لم يجد له مرجّحاً يرفعه أو قرينة تدفع الجهالة عنه. وثمّة فرق بين الجهالة في الراوي والجهالة في المروي ، كما يختلف الحال بين الجهل بالذات والجهل بالصفات ، فتدبّر.

وإليك مجملاً بعض الفوائد في ذكر المجاهيل ودرجهم .. مع العلم أنّ ما كل من كتب وصنّف رام الاختصار ، ولا انحصرت الفائدة بالإيجاز أو الاختزال ..!

منها : إنّ الاعتماد على حكم الغير بالجهالة أو الضعف إنّما تنفع لمن كان مكتف عن الطلب مقلّداً للغير وليس هو من أهل هذا الفنّ ، أو لحصول اطمئنان بقول القائل فيريح نفسه من جهد الاجتهاد ، إلاّ أنّ عند روّاد هذا الفن يحثّ الطالب على التحقيق والفحص عن أحوالهم والتدقيق فيحصل له قرائن حالية أو مقالية غفل عنها من سبقه .. سواء بتتبّع الأسانيد ، أو بملاحظة قوّة الرواية ، أو ملابسات تاريخية .. أو ما شابه ذلك ممّا يوجب له نوع وثوق واطمئنان بأحد الطرفين ; إذ كلّ ما هناك من حكم بالوثاقة أو الضعف أو الاعتماد والإهمال أو الجرح والتعديل فهو إنّما ناش من سبر أمثال هذه القرائن المذكورة في محلّها ، ولكل مجتهد نصيب .. خصوصاً عند مشهور الرجاليين القائلين بكونه يدور مدار الاطمئنان والوثوق الشخصي.

ومن هنا كان حكم بعضهم على رجل بالحسن ، وآخر على حديث


بالصحّة ، وذاك بضعف له .. وتبعاً لذلك يكون الخبر الذي يرويه .. إذ تتعاكس الأحكام في الأخبار تبعاً لما يصل إليه اجتهاد الرجاليين في رجالات سند الحديث.

ومنها : معرفة أنّه من أي أصحاب الأئمة الأطياب ، وأنّ له مصنَّفاً أو كتاب ، ومن روى عنهم أو رووا عنه ليتميّز الاشتراك ، أو قلّته وكثرته في الأسماء أو الكنى والألقاب ; ولأنّ معرفة انتسابه لبعض الأئمة عليهم السلام أو الأجلّة أو انتساب بعض الأجلّة إليه أمر مطلوب لذوي الألباب ـ كما قاله في زاد المجتهدين(١) ـ.

وفيه ما لا يخفى ، إذ هو أعمّ من المدّعى ، وكذا قوله :

ومنها : إنّه قد ينضمّ لجهالة السند إرسال فيضعّف من جهتين ، وقد لا يعلم إلاّ بالتنبيه على تينيك الصفتين.

إذ فيه : إنّه خروج عمّا نحن فيه ، وضعف الضميمة لا يصحّح الأصل ، والبحث في آحاد الرجال هو موضوع هذا العلم كما لا يخفى .. وغير ذلك.

ونعم ما أفاده شيخنا النوري رحمه الله في خاتمة مستدركه (٢) : .. وكتابه هذا لاشتماله على تمام التعليقة لأُستاذه ـ الاُستاذ الأكبر البهبهاني ـ صار معروفاً ومرجعاً للعلماء .. وإلاّ ففيه من الأغلاط ما لا يخفى على نقدة هذا

__________________

(١) زاد المجتهدين ١/١١١.

(٢) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٢٠/(٢)/١٣٨ ، وحكاه عنه ـ مختصراً ومختزلاً ـ ولم ينسبه سيّد الأعيان فيه ٩/١٢٤.


الفن ، مع أنّه أسقط عن الكتاب ذكر المجاهيل ، قال : لعدم تعقّل فائدة في ذكرهم .. وكذا ذكر مؤلّفات الرواة في الأُصول والكتاب.

ثم قال : وبذلك بدا النقص في كتابه مضافاً إلى سقطاته ، ومع ذلك قال ـ في جملة كلامه ـ : لئلاّ يحتاج الناظر في هذا الكتاب إلى كتاب آخر من كتب الفن (١)!!

ثم قال : وسنشير ـ إن شاء الله تعالى ـ في بعض الفوائد الآتية إلى بعض ما ذكر في الكتب والمجاهيل من الفوائد ..

وقال المولى أبو علي الحائري في منتهى المقال (٢) : ثم إنّ علماء الفن ـ شكر الله سعيهم ـ قد اصطلحوا لمن ذكر في الرجال من غير جرح أو تعديل (مهملاً) ، ولمن لم يذكر أصلاً (مجهولاً). وقال : وربّما قيل العكس.

ثم قال : ولم نَر ثمرة في الفرق ; كان إطلاق كل على الآخر جائزاً.

هذا ; مع أنّه يمكن أن يتصوّر لدرج المجهولين من الرجال فوائد كثيرة اُخرى ، منها : أوّلا : ما تعارف عليه علماء الرجال ـ من أوّل يوم ألّفت فيه كتب الرجال إلى يومنا هذا وما بعده ـ على درج أسمائهم .. وكانت هذه سيرة مستمرّة غالباً ، كما سلف أن قلناه.

ثانياً : ربّما يظهر للناظر أمارة الوثوق بالمجهول ، فلو لم يذكر تنتفي

__________________

(١) قاله الشيخ أبو علي في منتهى المقال : ٢ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١/٦] ، ولم أجد هذه العبارة فيه ، وقد ذكر الأولى فقط هناك.

(٢) منتهى المقال : ٢ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١/٦].


الفائدة غالباً.

ثالثاً : ربّما كان الاسم مشتركاً بين المجهول وغيره ، فمع عدم ذكره لا يعلم الاشتراك.

رابعاً : إنّ الفائدة في ذكره هي الفائدة في ذكر الموثّق والممدوح والمقدوح وغيرها ، فلو لم يذكر لم تعلم صفته لمن يريد البحث عن سند الرواية ، كما لا تعلم صفة غيره لو لم يذكر .. كما أفاده شيخنا النوري في مستدركه (١).

هذا ; وهناك كلمات سمعتها ـ أو اسمعنيها البعض ـ على الكتاب كان الأحرى أن لا أدرجها في وريقاتي وأقول لها ولهم (سلاماً) .. لولا خشيتي أن يغتّر بها البعض ، أو يتلقّفها الجهّال ، وأنا أقسم أنّ من قالها ـ حسداً أو جهلاً ـ لم يسعه أن يقرء جلّ الكتاب فضلاً عن سبره ، وللطرفة أذكر بعضها ..

منها : إنّ الكتاب لم يتفرّد بتأليفه الشيخ وإنّما أعانه .. فلان ، واستعان بكتاب فلان ..!

وهذا يتمّ لو كان هذا الكتاب أوّل تأليفه وآخره ، ويصحّ عنه من لا يعرف أسلوبه وقلمه ، مع أنّ هذا يجري في كل مؤلّف .. ويمكن أن يقال عن كل تصنيف .. ثم من هذا وذاك .. ولماذا لم يعرف لنا أو نعرفه ..؟!

بل هو يصرّح بالجميل ، ويراعي الأدب فيمن ينقل عنه أو يستفيد منه ، بل لا تجد له مورداً واحداً لا يذكر من أين أخذه وكيف جاء به.

__________________

(١) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٢٠/(٢)/١٣٨ ، وحكاه عنه مجملا في أعيان الشيعة ٩/١٢٤.


بل هو يقرّ بفضل كل من أعانه واستفاد منه ; فمثلاً يقول في مقباس الهداية (١) بعد أن قال ـ في لفظ الكوفي ـ : فإني وجدت بعض القاصرين يزعم دلالته على نوع ذمّ ، ولم أفهم وجهه .. إلى أن قال : ولقد راجعت اُستاد الفن اليوم الشيخ الورع الزكي الشيخ علي الخاقاني فوجدته كما أقول مخطّئاً للزعم المذكور ..

وقال في ترجمة أحمد بن إسحاق بن عمار الساباطي(٢) : .. ثم إنّه بعد أيّام نبهني بعض الفضلاء الأخّلاء ـ أدام الله تعالى تأييده ، وكثّر من أهل العلم أمثاله ـ على تعرّض حجّة الإسلام ـ وصفاً ولقباً ـ الحاج السيّد محمّد باقر الشفتي الرشتي الأصفهاني عطّر الله مرقده لإسحاق بن عمّار .. إلى آخره.

وكذا قوله قدّس سرّه في كتابه مقباس الهداية (٣) ـ عند تعداده لعلماء الرجال في الخاتمة ـ بقوله : .. وإن شئت العثور على أزيد من ذلك فراجع مصفى المقال في مصنّفي الرجال للفاضل التقي النقي ثقة الإسلام والمسلمين الشيخ آغا بزرك الطهراني مقيم سامراء أدام الله تعالى تأييده ، فإنّه .. إلى آخره.

__________________

(١) مقباس الهداية ٣ / ١٨ ـ ١٩ [الطبعة المحقّقة الأولى] في لفظ (الكوفي) ذيل الألفاظ التي لا تفيد مدحاً ولا قدحاً.

(٢) تنقيح المقال ١ / ١١٩ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٩ / ١٦٠ ذيل رقم (١٩٨٩)].

(٣) مقباس الهداية ٤ / ٨٥ [الطبعة المحقّقة الأولى ـ الهامش ١].


فها هو الشيخ آغا بزرك الطهراني يصرّح في النقباء(١) في ترجمة الشيخ عبد الحسين الحلّي ما نصّه :

 .. وحدّثني العلاّمة الشيخ عبد الله المامقاني أيّام اشتغاله بتأليف كتابه تنقيح المقال في علم الرجال ، أنّ المترجم له كان أعظم مساعد ومعاضد له على جمع وتأليف كتابه المذكور ..

وكرّر ذلك في كتابه مصفى المقال(٢) حيث قال في ترجمة الحلّي : لقد كتب في أحوال الرواة والرجال تحقيقات رشيقة وأنظار عالية في عدّة كراريس وأعطاها للحاج شيخ عبد الله المامقاني ، وأدرج هو جميع نظريّاته في كتابه المطبوع. وقد قال لي شفاهاً في سامراء في السفر الأخيرة [كذا] : إنّ صاحب الترجمة أعظم مساعد لي في تأليف الرجال ..

أقول : لقد سمعت من أكثر من واحد أنّ المرحوم الشيخ عبد الحسين الحلّي رحمه الله كان من كُتّاب الشيخ وأصحابه المقرّبين مع ثلّة من الأعلام من تلامذة الشيخ وأصحابه كالسيّد سعيد الحكيم (البصري) ، والسيّد عبد الرزاق المقرّم (الخطيب) .. على اختلاف مراتبهم العلمية والعملية ـ ومع هذا فإنّه يصرّح بأ نّه استفاد منه ، وهو يشير في التنقيح إلى موارد من ذلك .. نعم قد استعان بهم مقابلةً وكتابةً .. لا تحقيقاً وتصنيفاً .. وإلاّ لأشار لذلك كما فعله في غيرهم ..

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) ٣/١٠٩٩ برقم ١٥٧٥.

(٢) مصفى المقال في مصنّفي علم الرجال (عمود) : ٢٢٠ ـ ٢٢١.


وها هو الشيخ الجدّ قدّس سرّه يشكر كل من أعانه في الكتاب فيقول(١) : .. وأعانني جمع من أتقياء المعاصرين أيّدهم الله تعالى ببذل كل منهم ما عنده من الكتب الرجالية .. عمدتهم صاحب المكتبة العظمى شيخ مشايخ الجعفرية على الإطلاق العلاّمة الصفي الشيخ علي نجل حضرة كاشف الغطاء أعلى الله مقامهما .. إلى آخره.

وأمّا استعانته بالكتب والمكتبات(٢) .. فلا أحسبه إلاّ جهلاً في التأليف وموضوعه ، وهو بعد كل هذا يقرّ في المقدّمة(٣) أنّه قد استفاد من مكتبة الشيخ علي كاشف الغطاء ، كما قال رحمه الله في الأمر الأوّل ممّا نبّه عليه .. وذكرناه توّاً ..

فكان وليد ذاك اجتماع مجموعة وافية من المصادر التي سردها كلاًّ في أوّل مقدّمته(٤) ، وذكرنا نصّ كلامه .. فأين إقراره بالاستعانة بالغير ، وهل استعارة كتاب من الآخرين يدّل على مشاركة في التأليف .. إنْ هذا إلاّ اختلاق

__________________

(١) تنقيح المقال ١/١ من الطبعة الحجرية.

(٢) سنذكر جملة من المصادر والكتب التي استعارها طاب ثراه فضلاً عمّا كان عنده أو أدرجه في مقدّمة كتابه ، وسلف منّا الكثير ..

(٣) تنقيح المقال ١/١ من الطبعة الحجرية ، وقد أوردنا نصّها سابقاً.

(٤) قال رحمه الله : الثاني : إنّي لم أبق شيئاً من الكتب الرجالية التي نالته يدي إلاّ ونقلت المهم ممّا فيه .. ثم عدّد لنا كل ما اعتمده من الكتب .. وبكل أمانة ودقّة من النقل مباشرة أو بالواسطة ، وقد أسلفنا نصّ عبارته وعلّقنا عليها ، وأوردنا لها شواهد جمّة.


وجهل .. غفر الله لنا ولهم ولأعلامنا الماضيين ، وعصمنا ممّا وقع به غيرنا .. بحقّ سيّد المرسلين وآله الميامين سلام الله عليهم أجمعين.

وأيضاً : ممّا يشكل على الشيخ الجدّ طاب رمسه التعرّض إلى الكثرة الكاثرة من الصحابة ، إذ لا حاجة لذلك ، وهذا ما قاله لي أحد من يدّعي التخصّص في هذا الفن .. إلاّ أنّ مراجعة التنبيه الثامن من ديباجة الكتاب (١) تكفي للردّ على ذلك ، حيث صرّح بذلك فقال : .. ثم إنّي رأيت أنّ الصحابة ـ لعدم بنائنا على ما عليه العامّة من عدالة جميعهم ـ لا فائدة في عنوان واحد منهم بعد واحد مستقلاًّ ، فاقتصرت ـ بعد ذلك ـ على ذكر من تثبت وثاقته أو حسنه منهم في طي الأسماء واختصرت بتذييل كل قسم من الأسماء بذكر المسمّين بذلك الاسم من الصحابة نسقاً بعنوان (التذييل) وبيان جهالتهم .. إلى آخره ..

ولا أعلم ألا يكفي لمن يتوخّى من كتابه أن يكون جامعاً مانعاً مثل هذا التوجيه لعمله ..! مع أنّ المسألة من صغريات بحث درج المجاهيل وعدّهم ، وقد سلف.

ومنها : إنّه قد أخذ من البعض ولم يشر إلى ذلك خصوصاً مشتركات الكاظمي ..!

وأقول : شهد الله! لا أقول هذا محاباةً أو مجاملةً .. إلاّ أنّي لا أعرف ممّن

__________________

(١) تنقيح المقال ١ / ٢ من [الطبعة الحجرية].


ألفّ إلى يومي هذا أكثر حيطة وأمانة في النقل من المؤ لّف قدّس سرّه ، وهذه شهادة جاءت بعد سبر الكتاب أكثر من خمس مرّات من أوّله إلى آخره عدا مراجعاتي المتكرّرة له خلال عملي .. وسأورد أمثلة لذلك في باب أدب الشيخ طاب رمسه ودقّته ..

كما أنّ توريق الكتاب ـ خاصّة باب الضبط منه ـ يهديك إلى سخافة هذا القول ومخالفته للوجدان ; حيث ما من مورد نقله رحمه الله من المشتركات إلاّ ونصّ عليه باسمه واستخرجناه فى ذيله ..! وأتحدّى القائل وغيره أن يذكر لي ـ ولو مورداً واحداً ـ ممّا نقله الشيخ عن المشتركات ولم ينصّ فيه على اسمه ونقله ..! إلاّ أن يكون ذلك على نحو التوارد.

وممّا أورد على شيخنا طاب ثراه ـ أيضاً ـ أنّه لم يكن رجالياً ، بل فقيهاً أُصولياً ، وأقحم نفسه في هذا الفن ..!!

وفيه : أوّلاً : إنّ هذا ممّا يضحك الثكلى ـ وشرّ البلية ما يضحك ـ أن يقال هذا ممّن يدّعي العلم بل زيادة ، ويكفي كتابه لردّه ، ولو سلّمنا فقبول الكلّ وإقرارهم به كاف في ردّه.

وثانياً : إنّه يصرّح قدّس سرّه في أوّل ديباجة كتاب التنقيح (١) بل من أوّل الأمور التي يتعرّض لها فيقول : إنّي منذ ست عشرة سنة ـ عند تصنيف

مقباس الهداية ـ قد وعدت الإخوان أن أصنّف كتاباً في علم الرجال .. إلى

__________________

(١) تنقيح المقال ١ /٣ [الطبعة الحجرية].


آخره ، فراجعه. ألا تكفي لفقيه متبحّر هذه المدّة كي يتخصّص؟! ومن ولدته أُمّه وهو رجالي؟!

م إنّه صرّح هو رحمه الله أنّه كان له قصاصات في الرجال و .. مع أنّا لا نعرف فقيهاً بالمعنى الأخصّ إلاّ وله إلمام بالرجال إن لم يكن له اجتهاد ونظر فيه ، بل المفروض كونه صاحب مبنىً فيه لا مقلّداً .. و ..

ملحوظة :

ذكر الشيخ محمّد أمين الإمامي الخوئي في كتابه مرآة الشرق(١) ذيل ترجمة المولى علي العلياري أنّ من كتبه : بهجة الآمال في معرفة أحوال الرجال من الإمامية ، في خمسة أجزاء كبار ، ثم قال : وكان كتابه هذا عند الشيخ عبد الله المامقاني في تأليفه كتاب منتهى [كذا]المقال في أحوال الرجال ..

وهذا غريب جداً ; حيث من أين له هذا؟! إذ لو كان لأشار له الشيخ الجد قدّس سرّه في مصادره ، أو نقل عنه أو ناقشه ـ خلال موسوعته ـ في مطالبه .. ولا نعرف منه مثل هذا ، خصوصاً أنّ في الكتاب مباني ومطالب رجالية تتنافى مع مبنى الشيخ الجد أعلى الله مقامه كان الأولى ـ لو كان عنده ـ أن يناقشها أو يشير إليها .. والعلم عند الله.

__________________

(١) مرآة الشرق ٢ / ٩٤٩ ـ ٩٨٠.


ولعله من هنا قال في أول ديباجة كتابه ـ كما مرّ منا ـ : .. وكانت عندي عدّة كتب رجالية راجعتها مراراً فلم أجد فيها شيئاً فتركتها.


ولنختم الخاتمة بالحديث عن :

أدب الشيخ المامقاني طاب رمسه ودقّته

ممّا يؤسف له حقّاً أنّا نجد الكثير ممّن سبرنا مؤلّفاتهم أو راجعناها ينقل عن الغير كثيراً ـ قد تصل إلى صفحات ـ ثم لا يشير إلى ذلك ، بل قد يوحي ضمناً أنّه صاحب الفكرة والسبّاق لها ، متجاهلاً من سواه ، غاضّاً ـ بل متعدّياً ـ على من عداه .. وهم بعد هذا في مقام آخر ما منهم إلاّ وتزل أقلامهم ويخرجون من طورهم وهم في مقام النقد والبحث ، ولا نودّ وضع النقاط على الحروف .. والعجيب أنّا وجدنا لمن يؤاخذ الغير ويحصي زلاّته وسقطاته يقع أكثر من غيره في أمثال ..! ما صدر ممّن نقدهم وحاكمهم ..

بل تراه ـ رحمه الله وإرضاه ـ لا يأبى أن يقرّ بالخطأ أو السهو فيما لو انكشف له ذلك ، وقد ذكرنا نماذج جمّة سابقاً ، ومنها ما قاله في ترجمة ثابت بن زيد (١) : .. هذا منّي اشتباه!

__________________

(١) تنقيح المقال ١ /١٩٢ برقم ١٥٧ [من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ١٣ / ٢٩٠ برقم (٣٣٩٧)].


ثم قال : فاشتباهي ناش من انضمام قصور عبارة الشيخ رحمه الله إلى قصوري وغفلتي ..

وللحق نقول : إنّا وجدنا شيخنا طاب ثراه ـ مع كثرة تآليفه ، وسعة تصانيفه ، وغزارة علمه ـ يمتاز بالأدب الرفيع ، والقلم النزيه ، والموضوعية العلمية ، والاعتراف للغير بما لهم وإليهم .. وإليك نماذج من ذلك من كتابنا هذا ولا غرض لنا فعلاً بغيره من مؤ لّفاته الفقهية والأُصولية وغيرهما كالمقباس مثلاً :

فها هو في موسوعته الرجالية (١) يقول ـ مخاطباً المرحوم السيّد محمّد باقر الشفتي المعروف بـ : حجّة الإسلام ـ : .. وليت السيّد قدّس سرّه حيّاً لأقصده وأقبّل يده وأقول : ما هكذا تورد يا سعد الإبل ..!

وقال قبل ذلك : وليته في الحياة حتّى أتشرّف إلى محضره الشريف وأستفسر عن استفادة ذلك ..

كما وقد ناقش الجدّ طاب رمسه مفصّلاً الشيخ الكاظمي ـ صاحب هداية المحدّثين رحمه الله ـ في ترجمة الحسين بن عثمان بن زياد (٢) ..

وقال في نهاية البحث : وبالجملة ; فلم أقف على شاهد لما ذكره

__________________

(١) تنقيح المقال ١/١١٩ برقم ٧١٢ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ٩/١٦٤ تحت رقم (١٩٨٩)] في ترجمة إسحاق بن عمّار الساباطي.

(٢) تنقيح المقال ١/٣٣٥ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٢٢/٢٤٢ ـ ٢٤٥ برقم (٦٢٦٨)].


الكاظمي ولا محقّق واحد ، بل خبير واحد ولو كان غير محقّق من أهل الفن نطق بذلك أو احتمله ..

ثم قال : وظنّي أنّه وجد ما صدر من العلاّمة فزعم أنّ المحقّقين عليه ..! غفر الله تعالى له ولنا ولجميع محبّي أهل بيت الرحمة صلوات الله عليهم [آمين].

وقال في ذيل ترجمة محمّد بن جعفر بن محمّد بن عون الأسدي (١) ـ في مقام ردّ الوحيد البهبهاني قدّس سرّه ـ : يقول مصنّف هذا الكتاب عبدالله المامقاني : لا أرضى من المولى الوحيد قدّس سرّه بهذا التعبير ; لأ نّي أحاشي النجاشي من أن يرمي شخصاً بالوهم .. كما اُحاشي الوحيد رحمه الله عن كون ما صدر منه بالنسبة إلى صاحب الحدائق في كربلاء المشرّفة لداع نفساني .. إلى آخره.

وأيضاً ; ردّ المولى الوحيد رحمه الله في ترجمة علي بن محمّد القاشاني (٢) بقوله : وأنت خبير بأ نّه من غرائب الكلام ، وما كنت لأوثر صدور مثله من مثله ..!

وقال في ترجمة أبي الحسين بن علي الخواتيمي(٣) ـ ردّاً على ما في التحرير الطاوسي ـ ما نصّه : وكيف غفل في باب الكنى عمّا ذكره في باب

__________________

(١) تنقيح المقال ٢/٩٥ (حرف الميم ، من الطبعة الحجرية).

(٢) تنقيح المقال ٢/٣٠٨ (حرف العين من الطبعة الحجرية).

(٣) تنقيح المقال ٣/١٢ (باب الكنى ، من الطبعة الحجرية).


الأسماء ، مع صغر حجم الكتاب وعدم الفصل الكثير بين الموضعين ..!؟

ثم قال : وذلك وأمثاله رحمة من الله سبحانه لنا حتّى لا يُستغرب الاشتباه منّا مع غاية سعة كتبنا!

وقال في ترجمة علي بن إسماعيل السندي (١) ـ في دفاع المولى التفرشي في النقد عن العلاّمة ـ : .. واعتذار الناقد عنه بأنّ نسخة الكشي كانت عندي كانت مبدلة السندي بـ : السري لايجدي ; لأنّ غلط النسخة لاينبغي أن يذهله عن الفرق الواضح بينهما ، ثم قال : إلاّ أنّ جلّ من لا يسهو ، أسهاه حتى يكون ذلك عذراً لأمثالي في اشتباهاتنا.

وقال في ذيل ترجمة علي بن حسان الواسطي أبو الحسين القصير(٢) ـ بعد مناقشة كلام العلاّمة المجلسي رحمه الله ـ : وبالجملة ; فكلما ازددت في كلام الفاضل المجلسي رحمه الله تدبّراً إزددت حيرة وتفكّراً .. ثم قال : وما أسهاه الله تعالى من أمثاله إلاّ لطفاً حتى لا نيأس من أنفسنا إذا سهونا.

وجاء في ترجمة محمّد بن علي بن حمزة الطوسي رحمه الله في التنقيح (٣) ـ فيما حكاه عن السيّد صدرالدين وعلّق عليه ـ بقوله : انظر ـ يرحمك الله! ـ إلى اشتباه هذا النيقد الجليل كيف التبس عليه الأمر فذكر في اسم صاحب الوسيلة الاحتمالات الباردة التي سمعتها.

ثم قال : وذلك وأمثاله من اشتباهات الأعاظم برهان عدم عصمتهم ،

__________________

(١) تنقيح المقال ١/٢٧٠ (من الطبعة الحجرية).

(٢) تنقيح المقال ٢/٢٧٥ (من الطبعة الحجرية).

(٣) تنقيح المقال ٣/١٥٥ ـ ١٥٦ [الطبعة الحجرية].


وعذر لنا في اشتباهاتنا .. إلى آخره.

ونقل الشيخ الجدّ رحمه الله في موسوعته الرجالية خلال ترجمة محمّد بن عبدالله بن المطّلب الشيباني(١) كلمات الشيخ ابن داود في الرجل ، ثم ناقشها وقال : وهذا وأمثاله ممّا يقلّل الاعتماد على كلمات أمثال هذا الشيخ الجليل ..

ثم قال : وليت شعري إذا كان هو وأمثاله في كتبهم الصغيرة غفلوا مثل هذه الغفلة العظيمة فلا علينا إن نسينا أو أخطأنا في مصنّفاتنا الكبيرة .. إلاّ أنّ زلّة المتقدّم مغفورة دون المتأخّر.

وقال ـ بعد نقله كلام الميرزا في ترجمة أبو خالد القمّاط(٢) ـ : .. وتصفّحت الكشي فلم أقف ممّا نقله على عين ولا أثر ولا أتّهم في ذلك إلاّ نظري ، فإنّ الميرزا ـ لغاية ضبطه ـ يطمأنّ بنقله ، سيما بعد صحّة نسخة المنهج التي عندي إلى الغاية ..

ثم قال : وقد عثرت بعد فضل التتبّع على أنّ ذلك سهو من قلمه ، وإنّ الذي يظهر من الكشي .. إلى آخره.

وقال في ترجمة محمّد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى القاضي (٣) ـ في ما علّق به السيّد صدرالدين رحمه الله على كلام الشيخ أبي علي الحائري في منتهى المقال .. حيث نقله وناقشه مفصّلاً ، وممّا قال : لهم أفهم معنى قول السيّد

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/١٤٦ [الطبعة الحجرية].

(٢) تنقيح المقال ٣/١٤ [باب الكنى ، من الطبعة الحجرية].

(٣) تنقيح المقال ٣/١٣٧ [من الطبعة الحجرية].


رحمه الله أنّ مجرّد القضاء ليس مخّلاً بالعدالة .. ثم قال : وليت شعري اذا كان القضاء من قبل بني أميّة وبني العبّاس والتولي لهم ليس مخلّاً بالعدالة ، فأي ذنب مخلّ بالعدالة؟! .. وأي قاضِ هو في النار غيره؟! إلى آخر کلامه ـ.

ثم قال : وأمّا ما ذكره من قضاء تتبّع الأخبار بأنّ ابن ليلى كان يقضي بما بلغه عن الصادقين عليهما السلام ويحكم بذلك ... فكلام من لا يلتفت إلى نكات الكلام ، أو يلتفت ويتعمد التعمية ..!

ثم قال : وأنّي اُحاشي خدم السيّد المعظّم له عن كل منهما .. إلى آخر کلامه.

وقال في ترجمة نصر بن قابوس اللخمي القابوسي(١) ـ حيث ناقش العلاّمة وابن داود رحمهما الله في رجاليهما ـ فقال : أقول : شكر الله تعالى سعيهما في فتحهما لنا باب المناقشة فيما لم يقم عليه برهان من أقوالهما ; فإنّه إذا لم يقبلا شهادة الشيخ رحمه الله بكون الرجل وكيلاً عن الصادق عليه السلام عشرين سنة .. لم نلتزم بقبول قولهما فيما لم يقم عليه برهان من بعض مقالاتهما المتقدّمة والآتية في التراجم ..

ثم قال : وليت شعري كيف يمكن ردّ شهادة الشيخ المسطورة مع كونه من أهل الخبرة ، وكونه محل وثوق وطمأنينة ..؟! إلى آخره.

وهو رحمه الله ـ بعد أن أورد ترجمة ضافية لأبي بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي(٢) ذكر في تذييله عليها ما نصّه ـ : إنّي بعد ما ذكرت ذلك كلّه ـ وكنت

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/٢٦٩ [الطبعة الحجرية].

(٢) تنقيح المقال ٣/٣١١ [الطبعة الحجرية].


مستوحشاً من الانفراد ، مع وضوح ما بنيت عليه من تعدّد الرجلين ـ راجعت زبر أواخر أصحابنا لعلّي أقف على موافق لي في ذلك ; فوجدت جمعاً جازمين بما جزمت به ، وآخرين محتملين له ، فحمدت الله تعالى على عدم الانفراد ، وعلى أني أوضحت الأمر على وجه لم أقف لأحد منهم على هذا الإيضاح .. إلى آخره.

وأقسى كلمة وجدناه له قدّس سرّه ما جاء في ترجمة عمرو بن عبدالله الجندعي(١) من قوله ـ بعد أن حكى عن ذخيرة الدارين في أنصار الحسين عليه السلام عن المحقق الآسترآبادي ، يعني الميرزا ـ في ترجمة الرجل ، وقوله : وبنو جندع بطن من همدان ، قال :

أقول : لم أقف في كلام الميرزا ممّا نسبه إليه على عين ولا أثر ..

ثم قال : وأكثر أنقال هذا السيد التقي من هذا القبيل ، ومنشأه كونه عاميّاً باشر ما ليس فنّه ..!

بل قال حول عمله في الضبط (٢) : .. وحيث إنّه كان خارجاً عن صناعتي التي نشأت عليها ، ولم تكن عندي العدّة المحتاج إليها .. من كتب الأنساب والنسب ; أصابني فيه تعب كثير ، وصرفت فيه من العمر القدر الخطير ، وبذلت فيه من الجهد حدّاً صار ـ ما زاد عنه ـ لي كالعسير ..

ثم قال : .. فإن وجدت فيه خللاً فليس ذلك من باب التقصير ; فالرجاء

__________________

(١) تنقيح المقال ٢/٣٣٣ [الطبعة الحجرية].

(٢) خاتمة التنقيح ٣/١٠٠ الفائدة العاشرة [من الطبعة الحجرية].


حينئذ من المطالع فيه إجراء قلم الإصلاح عليه بغير نكير بعد الفحص التامّ وانعام(١) النظر وتحقّق الخطأ من العبد الحقير.

ثم قال : وإنّ مثل العلوم الدينية مثل الجنازة يلزم المكلّفين التعاون عليها في غسل وكفن ودفن .. فكل منهم يأتي بما يسعه منها .. وإنّي قد أتيت بما تيّسر لي ، وعليك بإصلاح ما وجدته فاسداً بغير إسراف ولا تقتير ..

هذا والله! ـ ما عرفنا به شيخنا من التواضع والأدب ممّا ندر وجوده في الماضي فضلاً عن يومك هذا.

ثم إنّ الشيخ الجدّ قدّس سرّه في ترجمة هاشم بن حبّان أبو سعد المكاري(٢) ـ ردّاً على ابن داود حيث عدّ الرجل في الباب الأوّل ، وذكر وجوهاً ثلاثة ردّها الجدّ ـ قال : وبالجملة ; فقد قضت التجربة بأنّ الله تعالى ربّما يمتحن الجواد بالكبوة ـ كبوة لا يقوم بعدها ـ لئلاّ يتعبّد من بعده بأخذ قوله من دون برهان ، وهذه الكبوة من هذا الجواد من هذا القبيل ، والله الهادي إلى سواء السبيل.

وقال طاب رمسه أيضاً في ترجمة : خليد بن أوفى أبو الربيع الشامي(٣) : .. كما عثرت الآن ـ بدلالة المولى الوحيد قدّس سرّه ـ على رواية في باب طلب الرئاسة من الكافي .. إلى آخره.

__________________

(١) كذا ، ولعله : إمعان.

(٢) تنقيح المقال ٣/٢٨٨ [الطبعة الحجرية].

(٣) تنقيح المقال ١/٣٠٢ (باب الخاء).


بل كثيراً ما تجده يحاول توجيه خطأ الآخرين أو تبرير سهوهم ، فمثلاً يقول في ترجمة همّام بن عبدالرحمن البصري(١) : .. والظاهر أنّه نشأ من غلط نسختهما ، وعندي نسختان من الخلاصة مصحّحتان في كلتيهما : همام ـ بغير هاء في آخره ـ ..

وقال ـ أيضاً ـ في ترجمة علي بن محمّد بن فيروزان القمي(٢) : وحكى في التعليقة عن الوجيزة عدّه ممدوحاً حسناً .. ثم قال : ونسختي خالية من ذلك ، لاكني لاأثق بها في هذه الأسطر .. إلى آخره.

وغاية ما يقوله رحمه الله(٣) : وبالجملة ; فلم نفهم ـ للنظر ـ وجهاً ، وهو بما قال أدرى ..

وبعد كل هذا تراه يقول(٤) :

إنّي أرجو من المطالعين في هذا الكتاب أمرين :

أحدهما : أنّهم إذا عثروا على خطأ أو اشتباه يمرّون عليه قلم التعديل والإصلاح ، فإنّي وإن بالغت في إتقان أنقالي [كذا] وتصحيحها إلاّ أنّ البشرية لا تحظى في إبراز أثرها من السهو والاشتباه ، جلّ من لا يشتبه ولا يسهو ،

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/٣٠٤ [الطبعة الحجرية].

(٢) تنقيح المقال ٢/٣٠٨ (من الطبعة الحجرية).

(٣) كما في ترجمة ياسر القمّي خادم الرضا عليه السلام في تنقيح المقال ٣/٣٠٧] الطبعة الحجرية [ردّاً لكلام الشيخ الصدوق رحمه الله في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ..

(٤) في التنبيه العاشر ممّا نبّه عليه في مدخل الكتاب ١/٣ [من الطبعة الحجرية] ، وقد سلف.


والرجاء أن لا يبادروا إلى تغليط ما لم يفهمه الطالب وتغييره إلاّ بعد الجزم بالاشتباه ، فإنّي كثيراً ما وجدت من بادر إلى الحكم بغلطية ما لم يفهمه فغلّط الصحيح.

ثانيهما : أن لا يتركوا الدعاء لي حيّاً بالتوفيق وحسن الخاتمة ، وميّتاً بالاسترحام والترضّي ، لأ نّي تحمّلت في تصنيف هذا الكتاب من التعب ما لا يتحمله إلاّ العاشق الملحّ ، وإنّي طول عمري وإن لم يكن نصيبي من الدنيا إلاّ التعب في التحرير والحرمان من الأُنس والراحة ; إلاّ أنّ تصنيف هذا الكتاب صادف زمان الشيب وضعف القوى الجسمانية فأ ثّر في جسدي ما لو عثرت عليه لأخذتك الرقّة عليّ ، وذلك من فضل الباري على هذا الفقير إليه ..

وما توفيقي إلاّ به ، عليه توكّلت وإليه أنيب ..

وأساله بفضله وكرمه أن يثبّتني في ديوان المجاهدين في الدين بالقلم ، ويقبل صنيعي هذا ، ويعوّض عن هذا التعب بالراحة الدائمة .. إنّه ذو فضل عظيم ، وكرم جسيم ..

آمين آمين .. إذ هذا دعاؤنا دوماً .. ونسأل الله لنا وله الرحمة والرضوان ، وأن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم ، ويمنّ علينا برضا موالينا عنّا خاصة إمام زماننا والحجّة علينا بقية الله الأعظم الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا من كل مكروه فداه.


بعض ما كان يتمنّى طاب ثراه تحقيقه ، أو التأليف فيه :

هذا ; وإنّ ممّا كان يرغب في تحقيقه والقيام به (قدس سره) قبل رجاله ، هو ما ذكره طاب ثراه في النسخة الخطّية لمقباس الهداية ، في طبعته الأُولى ، ثم حذفها من مطبوع الكتاب ـ بطبعتيه ـ عند ترجمته لأبي علي الحائري برقم (٥٠) ، وتعريفه بكتابه : منتهى المقال ; حيث قال : وسأُعلّق عليه تعليقة مكمّلة له إن ساعدني سواعد التوفيق إن شاء الله تعالى ..

ولعلّ حذفها لإعراضه عن ذلك فيما بعد ، واستغنائه عنه بما جاء في موسوعته الرجالية : تنقيح المقال ..

كما أنّه من أُمنياته رحمه الله ما ذكره في فوائد التنقيح (١) خلال الفائدة الخامسة عشرة ـ بعد أن عرّف كتاب جامع الرواة وما له وفيه من المميّزات ـ قال : وأسأل الله تعالى أن يوفّقني لطبعه خدمة للدين بحقّ النبي وآله الغرّ الميامين صلوات الله عليهم أجمعين ..

كما وقد سمعت من أكثر من واحد أنّه كان من أمنيّاته طاب رمسه أن يوفق لتأليف كتاب جامع في الرجال ، وآخر تفسير جامعٌ ، وأيضاً مقتل للإمام الحسين عليه السلام صحيح ، فكان أن وفق للأول ، ولم يمهله الأجل للأخيرين ، ولعل مقتل السيد المقرم رحمه الله ـ الذي هو تلميذه ومن خواصه ـ يعد وليد رغبة الشيخ وتوجيهه.

__________________

(١) الفوائد الرجالية المطبوعة في أوّل تنقيح المقال ١/٢٠٢ [الطبعة الحجرية].


بعض ما استعاره رحمه الله لغرض تأليف وتحقيق موسوعته الرجالية :

لقد استعار قدّس سرّه في تحقيق موسوعته الرجالية جملة من المؤلّفات الأُخر غير ما أدرجناه أوّلاً ، نذكر بعضها تبرّكاً ;

فمنها : الفوائد الرجالية ; للحاج المولى علي بن الميرزا خليل الطهراني النجفي ، وقد استعارها الشيخ الجد طاب ثراه من السيّد محسن القزويني الحلّي رحمه الله ، وهي نسخة ناقصة الأوّل ـ ضمن مجموعة ـ وقد كتب عليها بخطه أنّها (الفوائد) كما صرّح بذلك شيخنا الطهراني طاب ثراه في موسوعته (١).

ومنها : ماجاء في ترجمة عبد النبي الجزائري (٢) من قوله : .. ولا يبعد أن يكون هو صاحب كتاب حاوي الأقوال في معرفة الرجال ، ثم قال : وعندي نسخة منه بالاستعارة.

ومنها : ما قاله المصنّف في هامش مقباس الهداية (٣) عند ذكره لكتاب :

__________________

(١) الذريعة ١٦/٣٣٨ برقم ١٥٧٠.

(٢) تنقيح المقال ٢/٢٣٢ (من الطبعة الحجرية).

(٣) مقباس الهداية ٤/٣٤ [الطبعة المحقّقة الأُولى] ذيل ترجمة المرحوم الشيخ سليمان الماحوزي برقم (٢٢).


معراج الكمال إلى معرفة الرجال .. رأيت هذا الكتاب وطالعته ونقلت مطالبه في التنقيح ، وهو كتاب نفيس ، ويا للأسف أنـّه لم يتمّ ، وإنّما هو في النسخة التي عثرت عليها إلى : بكر بن صالح.

ومنها : ما قاله في مقباس الهداية (١) : .. ومن غريب ما عثرت عليه أنّي استعرت من جامع المقال نسختين متّحدتين من البدء إلى الختام إلاّ أنّ في إحداهما في البدء والختام : فخرالدين بن محمّد علي النجفي ، وختامه مؤرّخ بـ : سابع جمادى الآخرة سنة ألف وثلاث وخمسين.

وفي الأُخرى ; بدل : فخرالدين بن محمّد علي النجفي : فخرالدين بن محمّد الخراساني ، وختامه مؤرّخ بألف وثمان وتسعين ، والثانية طبق الأُولى لم يزد عليها حرفاً إلاّ أنّه ألحق بالفائدة الثانية عشرة .. إلى آخره.

ومنها : ما جاء على أحد مجلّدات وسائل الشيعة ; التي هي بخطّ المحدّث صاحب الوسائل (رحمه الله) ، ونصّ كلامه هو : بسمه تعالى ; عارية من جناب ملاذ الأنام الشيخ ضياء الدين النوري ، أضاء الله به الدين ونوّره به ، حرّره عبد الله المامقاني في ٢٠ ربيع الأول سنة ١٣٢٤ .. وقد مرّت صورتها في أوّل الكتاب.

ومنها : ما قاله رحمه الله في تنقيح المقال (٢) : .. وهذا المتن الذي ذكرناه

__________________

(١) مقباس الهداية ٤/٥٣ [الطبعة الاولى المحققة].

(٢) تنقيح المقال ٣/١٦٣ (الطبعة الحجرية) ترجمة محمّد بن علي الهاشمي.


هو الموجود في نسخة من الكافي مصحّحة مقابلة مع الفاضل المجلسي رحمه الله عليها الإجازة بخطّه الشريف ، وكذا ما عثرنا عليه من بقية نسخ أُصول الكافي .. إلى آخره.

ومنها : قواعد الأحكام فيما قرّر لقاطبة الأنام ، لملا لطف الله اللاريجاني المازندراني ، وقد جاء على الورقة الأولى منه بخط الشيخ عبدالله رحمه الله أنّه استعاره ، من ولد المؤلّف سنة ١٣٢٤(١) ، ولعله لغير موسوعته هذه.

وقد سلف منا استعارته لبلغة المحدّثين ، وحاوي الأقوال ، والمعراج .. وغيرها من كتب الرجال فضلاً عن كتب الأخبار والأنساب .. وغيرهما.

وأخيراً ; لا بأس إن نعرّج مجملاً إلى عمل شيخنا الوالد دام ظله في هذه الموسوعة .. ولا نرى ضرورة في التفصيل ، إذ (لا شهادة بعد عيان) .. و(ينبئك مظهري عن مخبري ..) ، فهو بعد أن ضبط المتن ، وقابلناه أكثر من مرّة ، وخرّجت المصادر المعتمدة عند المصنّف قدّس سرّه ، وزاد عليها ما وجده في غيرها من الخاصّة والعامّة ، وتأكّد من المنقول بمقابلته على أكثر من طبعة أو نسخة .. وغير ذلك .. فقد زاد على كل ذلك أن أدرج للتراجم

__________________

(١) كما جاء في فهرست نسخة هايى خطي دار العلم (النجف الأشرف). (معرف ميراث مخطوط ٤٩) صفحة : ١٠٧ برقم (٩١).


المهمّة حقل خاصّ ذكر فيه مصادر تلك الترجمة ، كما وختم كل التراجم بـ (حصيلة البحث) التي عنوان آخر لما قام به المصنّف طاب ثراه في كتابه (نتائج التنقيح) ..

كما وقد تعرّض أيّده الله وحفظه إلى بعض ما أورده بعض المعاصرين على هذه الموسوعة وأجاب عن ذلك بما هو مقتض له.

ثم إنّه كان لي الشرف ـ كل الشرف ـ في متابعته في الاستدراك والتعليق والتصحيح ; حيث غالب ما استدركه عليه كان ممّا وفقني الله له ، وهذا مايظهر جلياً في مقارنة المسودة لكتاب التي هي بخط الشيخ الوالد ـ وما خرج من الكتاب ..

كل ذلك بعد ما هو الملاحظ على كتب الرجال عموماً ، والمتقدم منها خصوصاً إهمالها لذكر كثير ممّن تضمنته الأسانيد من الرواة ، وعدم تعرضها ـ ولو بالاسم ـ لهم ، وبيان طبقتهم وشيوخهم الذين رووا عنهم ، ومن تحمل عنهم أو روى .. مع أنّ الغرض الأصل من الرجال هو البحث عن أسانيد الروايات بأشخاصها ، والمفروض من علم الرجال هو أن يتكفل استقراء ذلك تاماً لا ناقصاً .. ولو كان بنحو نسخة بدل.

 ومن الضروري التنبيه على إن هذا المجلّدين المسرد ثد سلّم للطبع أيّام حياة شيخي المفدى الوالد؛ أي قبل خمس سنوات ، ولم يمكن طبعه ـ مع الأسف ـ إلاّ بعد هذا التأخير ، فكان من هنا تجد تعبيري عنه تارة (دام ظله) واخرى (قدس سره).


هذا؛ وما توفيقنا إلاّ بالله ولا نبتغي إلاّ رضاه ورضوانه وارضاه موالينا عنّا ـ خاصّة بقيّة الله الأعظم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ـ بلطفه وامتنانه بحقّ محمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين .. عليه توكّلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل. وآخر دعوانا أن الحمدلله ربّ العالمين.


ملحقات المسرد



القسم المتبقّي من كتاب

مخزن المعاني

(المخطوط)

وهو غير المطبوع على الحجر

وخُرّج محققاً



الأمر الثاني (١)

بيان زوجاتي ومن ولد لي

قد تزوّجت الليلة السادسة عشرة من ذي القعدة من سنة ألف وثلاثمائة وعشرة ببنت الشيخ العالم العلم ، والفاضل العيلم ، الحاج مولى أحمد قدّس سرّه ابن الشيخ مولى عبد الله ـ المدعو بـ : بابا ـ الكوزه كناني قدّس سرّهما (٢) ، فولدت لي منها خمس بنات وولدان ، ومات منهم بنتان

__________________

(١) انظر الصورة : رقم (٣٧) و(٣٨) و(٣٩).

أقول : الملاحظ في مسودّة كتاب مخزن المعاني عند تذييله للكتاب أنّه قال : تذييل : يتضمّن اُموراً ;

الأوّل : إنّ من جملة منن الله الباري جلّ شأنه عليّ أنّ حضرة الشيخ الوالد أنار الله برهانه .. إلى آخره.

إلاّ أنّ عند طبع الكتاب ارتأى المصنّف الجدّ طاب رمسه حذف الأ ُمور الثلاثة والاقتصار على الأوّل منها فحسب ، كما في الطبعة المحقّقة من الكتاب صفحة : ١٩٧.

وعليه ; فهذا هو : الأمر الثاني من الثلاث ، وهو : في بيان زوجاته (رحمه الله) وولده ..

والأمر الثالث : في نقل بعض أحلامه الغريبة التي رأها خلال عمره ..

(٢) .. وهو النجفي التبريزي ، كان عالماً ورعاً ، تقياً مجتهداً ، أديباً صالحاً ، تتلمذ على


والولدان ، وبقيت إلى الآن ثلاث بنات ، حفظهنّ الله بحفظه.

إحداها : عيال قرّة العين السيّد الفاضل السديد السيّد محمّد هادي عميد الدين ابن أُختي .. (١) ولدت لساعتين إلاّ ربعاً مضتا من ثاني شهر صفر سنة ألف وثلاثمائة وست عشرة ، وزوّجتها منه في سابع شهر رجب سنة ألف

__________________

السيّد حسين الترك الكوه كمري ، والفاضل الإيرواني ، والشيخ محمّد حسن المامقاني .. بل يُعّد من خواص الأخير ; ولذا صاهره على بنته ، نسب إليه تأسيس حزب المشروطة في الغري! له جملة مؤلّفات طبع منها في تبريز سنة ١٣٠٣ : هداية الموحّدين في أُصول الدين ، مرتّب على مقدّمة وخمس هدايات وخاتمة ، وطبع الجزء الثالث منه سنة ١٣١٧ هـ.

أسلفنا ترجمته في مخزن المعاني ٠/٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، ولاحظ : ريحانة الأدب ٣/٣٩٤ ـ ٣٩٥ برقم ٦١٦ ، سخنوران آذربايجان ١/١٣٢ ، دانشمندان آذربايجان : ٣١ .. وغيرها.

(١) .. وهو ابن السيّد جعفر بن السيّد أحمد بن السيّد مرتضى الحسيني ، المولود في السابع من شهر محرّم الحرام سَنةَ ١٣١٣ هـ في النجف الأشرف من كريمة الشيخ محمّد حسن المامقاني ، توفّي عنه والده المقدّس رحمه الله وهو ابن السادسة عشرة من عمره ، فتكفّل به وبإخوته خاله الشيخ الجدّ طاب رمسه وزوّجه كبرى بناته.

توفّي رحمه الله في يوم الجمعة الثلاثين من شهر رجب المرجّب في سنة ١٣٩٥هـ ، ودفن في جوار الروضة الرضوية المباركة على قاطنها آلاف السلام والتحية.

أسلفت ترجمته مختصراً في كتابنا مخزن المعاني ٠/٤١٥ ـ ٤١٧ ، ولا نرى ضرورة في إعادتها وما أوردنا لها من مصادر.


وثلاثمائة وإحدى وثلاثين (١).

الثانية : فاطمة ; ولدت لنصف ساعة قبل غروب ثاني عشر محرّم الحرام سنة ألف وثلاثمائة وتسع عشرة ، وقد تزوّجها السيّد الحسيب ، والفاضل اللبيب ، السيّد ضياء الدين دام عزّه (٢) ، نجل حجّة الإسلام السيّد شريف (٣)

__________________

(١) اسمها : بلقيس خانم ، أعقبت منه ولدين وبنتاً ; هما العالمان الجليلان : المرحوم السيّد نور الدين (١٣٣٥ ـ ١٤٢٥ هـ) ، والمرحوم السيّد عباس (١٣٤٢ ـ ١٤٠٣ هـ) ، وبنت واحدة هي زوجة السيد حسن الموسوي (واحد العين) رحمه الله.

وقد توفّيت رحمها الله في دارنا في النجف الأشرف ، ودفنت في مقبرتنا ، وتولّى شؤونها شيخنا الوالد دام ظله.

(٢) كان رحمه الله من العلماء الأعلام الأجلاّء ، ومن عمد تلامذة الميرزا النائيني والسيّد الإصفهاني والآقا ضياء العراقي رحمهم الله .. وغيرهم.

ولد في النجف الأشرف وتوفّي في الكاظمية التي هاجر إليها ، وكان يقيم الجماعة في الصحن الكاظمي عليهما السلام ، ولا نعلم على التحديد سنين ولادته وقد توفّي في الكاظمية وحمل جثمانه إلى كربلاء المقدسة ، ودفن في مقبرة الميرزا محمّد تقي الشيرازي ، وذلك في سنة ١٣٨٣هـ ، كما لا نملك معلومات كثيرة عنه ، سوى أنّه له بعض الحواشي والمؤلّفات لا علم لنا بأسمائها وتعدادها ، وكان يُعدّ من أعلام الحوزة في وقتها ، ترك من الذرية ثمان ; من الأولاد أربعة ، ومن البنات مثلها.

(٣) هو : السيّد محمّد شريف بن السيد محمّد طاهر الحسيني التويسركاني ، المتوفّى سنة ١٣٢٢ هـ ، كان فقيهاً أُصولياً ، ومجتهداً جليلا ، ومن خيرة ملازمي أبحاث الميرزا علي الخليلي ، والشيخ الكاظمي ، والسيّد علي بحر العلوم ، والسيّد حسين الكوه كمري .. وغيرهم قدّس الله أسرارهم ، وتصدّى للتدريس في النجف الأشرف ، ثم هاجر إلى


التويسركاني قدّس سرّه (١).

والثالثة : اسمها اسم أُمّي : محترم بيگم ، ولقبها : بيوك خانم ، ولدت لسبع ساعات ونصف مضين من ليلة الغدير من سنة ألف وثلاثمائة وخمس وعشرين (٢).

وتوفّيت والدتهنّ مغرب ليلة خامس عشر من جمادى الأول من شهور سنة ألف وثلاثمائة وتسع وعشرين ، ودفنتها في مقبرتنا وفاءً لها تحت

__________________

سامرّاء وتوفّي فيها ، ولم يعقّب سوى ولديه : السيّد ضياء الدين ، والسيّد علي نقي .. وكلاهما أصهار الشيخ الجدّ (رحمه الله) على بنتيه الثانية والرابعة .. وقد ترجمه شيخنا الطهراني في الطبقات (نقباء البشر) ٢/٨٣٦ ، وكذا في معجم رجال الفكر ١/٣٢٤ ، ومعجم المؤلّفين ١٠/٦٨ ، وشخصيّت شيخ أنصاري : ٣٧٤ .. وغيرها ، وأسلفنا ترجمته مجملا في مخزن المعاني ٠/٤١٧ ـ ٤١٨ ، وعنه أخذنا هذا.

(١) في الخطّيّة هنا زيادة : نزيل سامراء ، والظاهر أنّه قد خطّ عليها في الأصل.

(٢) وهي زوجة المرحوم الشيخ موسى الأسدي (أسد الله) التستري الكاظمي ، عالم فاضل تقي ، حضر بحث الخارج على أبي زوجته مع جمع من أعلام وقته ، وكان الناظر على وصيّته رحمه الله ، والمباشر لإتمام طباعة التنقيح بعد أن طبع مجلّدين منه في حياته وبعض الثالث ، وباشر رحمه الله إتمامه .. كما صرّح بذلك شيخنا الطهراني قدّس سرّه في طبقاته (نقباء البشر) ٣/١١٩٩ عن تنقيح المقال قال عن الشيخ الجدّ طاب رمسه : .. توفّي قبل إتمامه ; فأتمّه صهره الفاضل الشيخ موسى آل أسد الله التستري الكاظمي.

وقد أنجب من المرحومة ولداً وابنتين ، وقد توفّي في أثناء الصلاة حين السجود في الحرم الرضوي سلام الله عليه حيث كان زائراً ، ودفن في المشهد المقدّس .. وقد أسلفنا ترجمته في المخزن ٠/٤١٩ ـ ٤٢٠.


رجل أبيها الذي دفنته فيها إجابة لالتماسها ، حيث توفّي هو رحمه الله في خامس ربيع الأول سنة ألف وثلاثمائة وسبع وعشرين (١) في الكاظمين عليهما السلام ، ونقلت جنازته إلى النجف الأشرف ، فدفنته في مقبرتنا في الطبقة الفوقانية (٢).

وقد كانت لي عند وفاة تلك المرحومة زوجة قد تزوّجت بها قبل فوتها بسنة تقريباً بالتماس منها ، فخرجت عقيمة وارتحلت (*) إلى دار البقاء بعدها بسنة ونصف تقريباً.

وتزوّجت في مرضها ببنت الأعزّ الأمجد سلطان الذاكرين

__________________

(١) هذا ما نصّ عليه غالب من ترجم له ، كما في المصادر السالفة عنه ، إلاّ أنـّه قد جاء في المجموعة الرجالية الخطّية لشيخنا الطهراني المصوّرة في مكتبة إحياء التراث الإسلامي في قم تحت رقم ١٠٥٩ : إنّ وفاته رحمه الله سنة ١٣٢٦ ، وقال : ودفن في مقبرة الشيخ محمّد حسن المامقاني ، وهذا ينافي ما صرح به هو رحمه الله في طبقاته (نقباء البشر) (١/١٠٩ برقم ٢٤٤) ، وكذا في ذريعته (٢٥/١٩٧ برقم ٢٢٣) ..!

وقد تردّد السيّد الأمين في الأعيان ٢/٤٨٩ [١/١١٠] في وفاته بين سنتي ١٣٢٦ و ١٣٢٧ .. والأغرب ما جاء في معجم الرجال ٣/١٠٩٩ من أنـّه مات ٥ ربيع الأوّل ١٣٢١ هـ!

(٢) المقصود بالعبارة أنـّه قد دفن في سرداب المقبرة في اللحد الفوقاني ، حيث إنّ سرداب المقبرة ذو طابقين من اللحود ، وكان يحوي (٢٤) لحداً ، أضاف لها شيخنا الوالد دام ظلّه بعد ذلك ثمان لحود لولده .. والكلّ هدّم من قبل الطغمة البعثية الفاسدة.

(*) توفّيت عصر يوم عشرين من شهر رمضان من سنة ألف وثلاثمائة وثلاثين ، رحمة الله عليها .. [منه (قدس سره)].


الأردكاني ، ليلة الحادي عشر من ربيع الأوّل من سنة الألف والثلاثمائة والثلاثين [كذا].

فلمّا توفّت المريضة لم يمكنني البقاء على بنت سلطان الذاكرين وجدتها (١) ـ لقلة معرفتها ـ فتزوّجت ببنت (*) جناب الأجلّ الأكرم ، والأفخم الأعظم ، الفاضل التقي الميرزا صادق (٢) نجل المرحوم المبرور الميرزا خليل قدّس سرّه ، في ثاني عشر ذي القعدة ، من شهور سنة ألف وثلاثمائة وثلاثين ، وأُمّها : بنت الساكن في دار السرور حجّة الإسلام المبرور ، الحاج ميرزا حسين ابن المبرور الميرزا خليل (٣) قدّس سرّهما ..

__________________

(١) الكلمة مشوّشة في الأصل ، والمعنى واضح.

انظر : الصورة رقم (٣٧).

(*) وقد ولدت في السابع والعشرين من شهر شعبان سنة ألف وثلاثمائة و إحدى عشرة .. [منه (قدس سره)].

(٢) هو : الميرزا صادق الخليلي ابن الميرزا باقر بن الميرزا خليل الطهراني النجفي (١٢٧٩/ ١٢٨٠ ـ ١٣٤٣) فاضل كامل بارع ، طبيب حاذق ماهر .. على حد تعبير شيخنا في النقباء ، من تلامذه آغا رضا الهمداني وغيره فقهاً وأُصولا ، له جملة آثار طبّية .. وغيرها ، توفّي يوم الأربعاء ١٥ جمادى الثانية.

وقد ذكر في الأعيان : إنّ وفاته سنة ١٢٧٩ هـ ، في ٣ جمادى الأولى!

انظر عنه : طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) ٢/٨٦١ برقم ١٣٩٢ ، أعيان الشيعة ٧/٣٥٩ ، ماضي النجف وحاضرها ٢/٢٣٣ ـ ٢٣٥ برقم ١٢ .. وغيرها.

(٣) هو : الشيخ ميرزا حسين ابن الميرزا خليل بن علي بن إبراهيم الطهراني النجفي


....................

والأصل إن طاب طاب الفرع والثمر(١)

وقد ولدت منّي إلى اليوم خمس بنات ، ماتت منهنّ إثنتان ، وبقيت ثلاث (٢) ، وأسقطت ولدين.

وولدت ولداً اسمه : محمّد علي ، ولقبه : محيي الدين ، ولد في الرابع من صفر بعد الشمس سنة ١٣٤١ (٣).

__________________

(١٢٣٠ ـ ١٣٢٦ هـ) الفقيه الحجّة ، من أكابر الفقهاء ، وأجلاّء العلماء ، تتلمذ على أبيه وأخيه المولى علي وصاحب الجواهر والشيخ الأنصاري .. وغيرهم ، وكان له إلمام بالفقه وتوفيق في التدريس والدرس .. على حدّ قول تلميذه الطهراني في النقباء ، حيث ذكر له ترجمة وافية ، وله شعر رائع.

انظر عنه : طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) ٢/٥٧٣ ـ ٥٧٦ ، أعيان الشيعة ٦/١٠ ، ماضي النجف وحاضرها ٢/٢٢٦ ـ ٢٢٩ برقم ٨ ، ريحانة الأدب ١/٤٠٨ ـ ٤٠٩ برقم ٩٣٣ .. وغيرها.

(١) كان في ذكري أنّي رأيت هذا العجز ، وبعد بحث مضن وجدته من قصيدة مفصّلة أنشدها السيّد مهدي البغدادي رحمه الله في رثاء الشيخ محمّد حسن المامقاني طاب ثراه ، وأوردها الشيخ الجدّ قدّس سرّه في مخزنه ٠/١٢٧ ـ ١٣٢ ، ومحلّ الشاهد صفحة : ١٣٠ ، وصدر البيت هو : فنورهم وهداهم منه مقتبس.

(٢) سيظهر فيما بعد أنّهن أكثر من ذلك.

(٣) ذكرت أغلب المصادر أن ولادة الشيخ الوالد حفظه الله هي ١٣٤٠ هـ ، وكان ظنّنا هذا قبل أن نحظى بهذه الرسالة ، وعليه فما أسلفنا في ترجمته في آخر مخزن المعاني ٠/٤٢٧ ـ ٤٣٨ غير صحيح ، ولا نرى ضرورة في تكرار ما هناك ، فراجع.


ثم ولدت (١) بنتاً أُخرى سمّيتها بـ : الزكية ، ساعة ثمانية وربع تقريباً من ليلة الأحد سابع جمادى الأُولى سنة ألف وثلاثمائة وأربع وثلاثين(٢).

ثم ولدت بنتاً ثالثة ساعة وربع بعد الشمس تقريباً من يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة ألف وثلاثمائة وخمس وثلاثين ، سمّيتها بـ : الحميدة (٣).

ثم ولدت بنتاً رابعة سمّيتها : الصفية ; قبيل الظهر من يوم الثلاثاء ثامن شهر جمادي الأُولى من سنة ألف وثلاثمائة وتسع وثلاثين.

ثم بتول ; ولدت ساعة بالتسعة [كذا] من ليلة ٢٣ جمادى الأُولى سنة ١٣٤٣ (٤).

__________________

(١) هذه وأُختها أكبر من شيخنا الوالد دام ظلّه ، وكلمة (ثم) موهمة.

(٢) وهي زوجة المرحوم الحاج عبد الهادي الصيدلي (رحمهما الله) الذي مرّت ترجمته مختصراً في مخزن المعاني ٠/٤٢٠ ، تزوّج بها بعد وفاة الشيخ الجدّ (رحمه الله) ، وتوفّي في طهران بعد أن توفّيت زوجته قبله في بغداد ، وقد أنجب منها أربع ذكور وخمس بنات.

(٣) وهي زوجة شيخنا العم الشيخ محمّد الرشتي رحمه الله (١٣٣٧ ـ ١٣٩٤ هـ) ، وقد أسلفنا الحديث عنه في فصل (أصهار الشيخ الجد طاب ثراه) من كتابنا : مخزن المعاني ٠/٤١٨ ، وأشرنا إلى بعض مكانته العلمية والعملية هناك ، وقد أنجبت منه رحمه الله أربعة ذكور وثلاث بنات حفظهم الله.

(٤) وهي التي قد تزوّجت بابن عمّها ، الشيخ عبد المحسن المامقاني حفظه الله ، العالم الفاضل ، الذي أدرجنا له ترجمة مجملة جدّاً في المخزن ٠/٤٢٠ ، وأنجب منها


ثم منتهى ; أوّل المغرب ليلة (١٨) شوّال سنة ١٣٤٥ (١).

وولدت ولداً آخر سمّيته : ...(٢) كمال الدين ، في ساعة إلا ده(٣) [كذا] دقيقة من ليلة الثلاثاء الثاني من ربيع الأوّل سنة ١٣٤٨.

تاريخ ولادة ..(٤) ساعة عشرة وعشر دقائق المصادف ساعة تحقيقاً قبل الفجر من ليلة الجمعة تاريخ شوال ١٣٤٩.

وقد ولدت بنت السلطان منّي بنتاً في نصف ساعة بعد طلوع شمس يوم الخميس خامس عشر جمادى الثانية سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وثلاثين ، سمّيتها بـ : شوكت الشريعة(٥) حفظها الله تعالى

__________________

خمسة ذكور وبنتاً واحدة حفظهم الله ، وكان زواجها بعد وفاة والدها ، وقد توفّيت أخيراً رحمها الله.

(١) وهي زوجة المرحوم العلامة السيّد عبد المطّلب الحيدري (١٣٢٥ ـ ١٤٠١ هـ) ، تزوج بها بعد وفاة الشيخ رحمه الله ، وقد أنجبت منه ولدين وبنتاً واحدة ، وهو آخر أصهار الشيخ الجدّ طاب ثراه ، أسلفنا الحديث عنه في المخزن ضمن تلامذة الشيخ عبد الله المامقاني رحمهما الله ٠/٣٦٣ ـ ٣٦٤ ، وأشرنا له في صفحة : ٤٢٠.

(٢) الكلمة هنا مطموسة في الأصل ، وخطّ على ما قبلها وبعدها!

انظر : الأصل المصوّر هنا برقم (٣٨).

(٣) كذا قد تقرأ : وهو نوع من تلميع في الكلام ، والعبارة مشوّشة.

(٤) كذا ، وهنا كلمة مطموسة في الأصل ، قد تقرأ : محمّدرضا.

انظر : الصورة رقم (٣٨).

(٥) وهي زوجة السيّد علي نقي التويسركاني ابن السيّد محمّد شريف بن السيّد


وجعلها من الصالحات.

ثم ولدت منّي ولداً (١) ، ثم تمرّضت في شهر رجب وتوفيّت في رابع عشر ذي القعدة من [سنة] ألف وثلاثمائة وثلاث وثلاثين ، ثم توفّي الولد بعدها بأشهر(٢).

__________________

محمّد طاهر الحسيني ، الذي سلف الحديث عنه وعن أخيه ـ السيّد ضياء الدين ـ في كتابنا هذا المخزن ٠/٤١٧ ـ ٤١٨ ، ولا نعرف عنه معلومات كافية ، وقد أنجب منها عشرة ذكوراً وأناثاً.

(١) لا شكّ بوجود ولد للشيخ الجدّ طاب ثراه يكبر شيخنا الوالد دام ظلّه باسم : محمّد حسن ; سمّي الجد الأكبر ، كان أن خصّه الشيخ بالخطاب في كتابه مرآة الرشاد .. كما جاء في أوّله ، وقد مات في حياته رحمهما الله ، ولا نعرف عنه شيء.

قال رحمه الله في الصفحة الأُولى من مرآة الرشاد : .. وخفت أن يدركني الأجل قبل تربية ولدي وفلذة كبدي سميّ والدي (محمّد حسن) أحسن الله سبحانه حاله في الدارين .. إلى آخره ، وحيث كان كتابه مرآة الرشاد ـ كما صرّح في آخره ـ : بعد الساعة الثامنة من ليلة الأحد سابع شهر جمادى الأوّل سنة ألف وثلاثمائة وأربع وعشرين .. أي بعد زواجه رحمه الله بأربع عشرة سنة .. ولا شكّ أنّه توفّي في حياة أبيه رحمهما الله .. إلاّ أنـّه لم يشر له هنا بحال .. وهذا غريب جدّاً ، وما أشار له لا يتلائم عمره مع التاريخ المزبور ، ولعله من زوجاته الأخر. فلاحظ.

(٢) وعليه ، فقد أعقب شيخنا الجد طاب رمسه ثماني بنات وولداً واحداً ، وهو شيخنا الوالد دام ظلّه ، وقد سمعت من بعض الأرحام والعمّات أنّ مجموع


ومن غريب(١) منن الله تعالى عليّ إنّه كانت لي في أزمنة عديدة زوجتان في دار واحدة ، وما اجتمعت عندي اثنتان إلاّ كانتا كأُختين مؤتلفتين! والحمد لله تعالى على نعمه كلّها.

وأظن أنّ ذلك من جهة أنّ الدنيا دار مكافات ، وإنّي لا أحسد أحداً من أقراني على شيء أبداً ، فرفع الله تعالى بفضله الحسد عن زوجاتي حتّى يجازيني على ترك الحسد المحرّم ..

ولمّا رأيت أنّي كلّما أخذت الثانية تموت الأُولى ، اقتصرت منذ سنين على الخليلية ..

__________________

ما رزق به من الأولاد هو عشرة ذكور وخمس عشرة بنتاً بقي منهم تسع ، ومات بعضهم وأسقط الباقي!

(١) قد تقرء الكلمة في الأصل : عزيز!



الأمر الثالث (١)

في نقل أطياف (٢) غريبة رأيتها في عمري

إنّ لي أطياف غريبة أقتصر على نقل واحد منها (٣) ; وهو إنّي [كذا] .. :

فمنها (٤) : ما رأيته بعد البلوغ (٥) بيسير ; حيث كنت أسكن مع أخي في حجرة

__________________

(١) انظر الصور : رقم (٣٩ ـ ٥٠).

(٢) أطياف جمع طيف ، وهو لغة بمعنى الخيال مجيئة في النوم ، كما في لسان العرب ٩/٢٢٨ ، ومجمع البحرين ٥/٩٢ .. وغيرهما ، بل في كتاب العين ٧/٤٥٩ إنّ : كل شيء يغشى البصر من وسواس الشيطان فهو طيف ، قال : وما في الأشعار من الطيف ... يعني أنـّه يرى خيالها في منامه ، فذلك طيفها .. ويأتي بمعنى المس من الشيطان .. إلاّ أنّ استعماله اليوم هو بمعنى الحلم مطلقاً سواء أكان في خير أم شرّ.

(٣) كذا ، وهو أكثر من واحد ـ كما ترى ـ والذي يظهر من الوريقات إنّها كانت مسودّة يضاف عليها.

(٤) كذا ، والعبارة السالفة جاءت في الهامش .. أقحمناها متناً حيث لم يخطّ عليها وخطّ على ما سواها ، فلاحظ.

(٥) صرّح المرحوم الجدّ طاب رمسه في مخزنه ٠/١٥٦ بقوله : وقد بلغت بالاحتلام في الليلة الرابعة من شهر ذي الحجّة الحرام في سنة ألف وثلاثمائة وأربع.


ببرّاني(١) دارنا ، وكنت نائماً على السطح فرأيت أنّ حجرتنا ـ أرضها ، وسقفها ، وجدرانها .. وكل ما يرى منها ـ قطعة ذهب منقوش بنقوش غريبة بالمينا (٢) ، وعلى الرفوف(٣) مصوغة من الذهب ، منقوشة بالمينا ، وأنّ جدتي من قبل أُمّي ـ أعني المطهرة الطاهرة ، والزهرة الزاهرة ، الصديقة الكبرى روحي وأرواح العالمين فدا تراب أقدامها ـ لابسة للسواد ، جالسة بالمكان الذي كنت أجلس فيه من الحجرة ـ ليس الأخ ولا غيره معنا (٤) ـ وأنا جالس عن يمينها متكئاً بمرفقي اليسرى على ركبتها اليمنى ـ كانت تلك عادتي مع

__________________

(١) البراني ، ويقابله : الدخلاني ـ وقد سبق الحديث عنه ـ ويقصد به عرفاً القسم الخارجي والعامّ للرجال من الدار ، مقابل دار الحريم والعيال ، المعبّر عنها بـ : الدخلاني ، ولعلّه مأخوذ من البرّ والصحراء مقابل : الدخلاني المأخوذ من الداخل ، وقد يقابله : الجواني ، ومنه قولهم : (من أصلح جوانيه أصلح الله برانيه) أو لعلّه مأخوذ من كلمة فارسية متداولة ، هي : بيروني ، مقابل : اندروني .. ولعلّ الأولى لها جذور عربية ، والثانية من أصل فارسي جاءت لها جناساً.

(٢) المينا : تأتي بعدّة معاني ، ذكر جملة منها دهخدا في لغتنامته ٤٥/٢٢٥ ـ ٢٢٦ ، و٢٣٠ : منها إنّه : زجاج أبيض ، ومنها : التذهيب ، أو صخرة لاجوردية اللون ينقش بها على الذهب والفضّة ، أو مادة زجاجية ذات ألوان متعدّدة ينقش بها على الفلّزات والظروف الخزفية .. وغيرها ، ويراد منه هنا التزيين بالزجاج والجواهر وغيرها ، ويقال لها : مينو.

(٣) الرفوف جمع الرف : هو الخشبة أو نحوها تشدّ إلى الحائط أو مكان يستخرج منه كي توضع عليه الملابس أو بعض لوازم البيت.

(٤) المقصود انفراده في التشرّف بخدمتها سلام الله عليها ، وعدم مشاركة أحد معه في ذلك.


والدتي قدّس سرّها في عالم الصبا ـ وأنا ملتفت في عالم الرؤيا إلى أنّ لبسها للسواد من أجل ولدها المظلوم أرواحنا فداه ولعن الله من ظلمه ـ وكنت لا انظر إليها زعماً منّي حرمة نظري إليها ، لغفلة عن كونها جدّتي .. غاية ما هناك إنّها سيّدتي .. وكنت أتحدّث معها وتتحدّث معي .. فلمّا مضى يسيراً إلتفتُّ إلى أنّ أُمّي علوية ، وأ نّها جدّتي ، وأنـّه يحلّ لي النظر إليها .. فرفعت رأسي وجلست ونظرت إليها .. فكأ نّها البدر ليلة تمامه وكماله.

ثم بعد ما تحدّثنا مدّة ، وردت والدتي قدّس سرّها علينا في نهاية الأدب(١) ، وسلّمت وخفضت برأسها يسيراً ، وقالت(٢) لها : إنّ الغداء حاضر .. فنظرت سلام الله عليها إليَّ نظر استفهام للقيام .. فأشرت إليها بأنّ الأمر إليك ، ونحن رقيقك .. فقامت وقمت معها ، فتقدمت ولحقتها ولحقتني والدتي قدس سرها ، وصعدنا حجرة الشيخ قدّس سرّه .. وإذا الحجرة وما فرش فيها في نهاية البياض ، ولا يرى من خارجها إلاّ أشجار ، وكان الخان(٣) منصوباً ،

__________________

(١) تحدّث الشيخ الجد طاب رمسه عن والدته العلوية هذه في كتابه مخزن المعاني ٠/٨٧ ـ ٩٣ ، وعبّر عنها بـ : العلوية الحسيبة ، والعفيفة الجليلة ، محترم بيگم بنت السيّد الجليل الحسيب السيّد محمود التبريزي رحمهما الله .. ثم ذكر جملة وافرة من فضائلها ومكارمها وما أنشد هو فيها وما قيل عنها بعد وفاتها ..

(٢) في الأصل : وقال .. ولا معنى لها.

(٣) الخان : بمعنى السفرة ، مأخوذ من الخوان : المائدة ، وهي كلمة معرّبة ، كما في لسان العرب ١٣/١٤٦ ، وقال : والخَوان والخِوان : الذي يؤكل عليه ، معرّب ، والجمع أخونة في القليل ، وفي الكثير : خِون. ولاحظ : كتاب العين ٤/٣٠٩ ، ومجمع البحرين ٦/٢٤٥ .. وغيرهما.


والأطعمة موضوعة .. فقعدت وقعدت عن يمينها ولا ثالث لنا .. فأكلت وأكلت معها.

ثم انتبهت ; وحمدت الله تعالى على حلّ نظري إليها ، وصحّة انتسابي إليها ، وتشرّفي باتصال نسبي من قبل الأُمّ بها ، وذلك من فضل الله تعالى عليّ وعلى ذرّيتي ..

ومنها (١) : التي هي ببركة مولانا الصادق صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده ، وذلك :

إنّي رأيت ليلة السبت حادي عشر جمادى الأُولى سنة ألف وثلاثمائة وأربع عشرة في الطيف ; إنّي في حال المشي في زقاق وصلت إلى دراج(٢) ، وفي منتهى الدراج مكان جالس فيه رجل لونه يميل إلى السمرة ، وعيناه وحاجباه ولحيته المباركة في غاية الحسن والسواد ، قطط الشعر ، في وجهه

__________________

(١) قد سبق أن نقل طاب رمسه هذا الحلم في كتابنا هذا مخزن المعاني ٠/١٩٢ ـ ١٩٥ عند ترجمته لنفسه ، ومثله في موسوعته الرجالية تنقيح المقال ٣/٢١٠ [الطبعة الحجرية] عندما وصل لاسمه الشريف.

(٢) كذا ، وهي كلمة عامّية ، وفي التنقيح : درج ، وهو الظاهر ، ويراد منه لغة : المرقاة ، كما في لسان العرب ٢/٢٦٦ ، كما إنّ الدرجة واحدة الدرجات ، وهي الطبقات من المراتب ، كما إنّ المدرجة هي ممرّ الأشياء على الطريق وغيره ، قاله في العين ٦/٧٨ ، وقال : درج البناء ودرجه ـ بالتثقيل ـ مراتب بعضها فوق بعض ، واحدته درجة .. قاله في اللسان أيضاً ، ولاحظ : مجمع البحرين ٢/٢٩٨ ـ ٣٠٠.

وعلى كل ; فالمراد منه هنا السلّم ، وهو استعمال خاصّ غير دارج.


شامات(١) سود ..

فلمّا نظرت إليه نظر غير معتن به نظر إليّ نظر مغضب عليّ(١) .. فعند ذلك أُخبرت أنـّه سيدي ومولاي الصادق صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده ، فارتعش جسدي ، وتحيّرت في العلاج .. وقلت في نفسي : إن استأذنت في الصعود إليه للاستعفاء ولم يأذن لي لوقعت بين محذورين ; لأنـّي إن خالفته كفرت ، وإن أطعته بقيت مذنباً .. فتأمّلت هويناً ..

ثم خطر ببالي الرؤيا السابقة(٣) ، وإنّ لي معهم قرابة ورحمية ، فصعدت من غير استئذان اعتماداً على الرحميّة ، بانياً على العود إن نهاني .. فلم ينهني عليه السلام ، فصعدت ووجدته جالساً رافعاً ركبته اليمنى وواضعاً كفّه عليها ، وضامّاً رجله اليسرى إلى فخذه .. فسلّمت عليه .. فردّ عليّ السلام ، فقبّلت يده ، ثم أردت أن أقبّل رجله .. فأراد أن يمتنع فالتمسته فأذن لي .. فقبّلت رجله .. ثم عرضت بحضرته المباركة باللسان التركي ـ ما ترجمته ـ : يا سيّدي! وحقّك لم أكن أعرفك في النظرة التي نظرت إليك غير مؤدّب ..

فتبسّم عليه السلام ، وقال : نعم حبّك لنا وإخلاصك محرز .. فطلبت منه العفو فعفا.

__________________

(١) شامات جمع شام ، وهو جمع : شامة بمعنى ، الخال.

ولاحظ : الصحاح ٥/١٩٦٣ .. وغيره.

(٢) لا توجد كلمة : عليّ ، في تنقيح المقال.

(٣) في المخزن والتنقيح : ببالي رؤيا لي سابقة.


فلمّا انصرفت ومشيت أقداماً قهقرى .. تذكّرت إنّي منذ سنين كنت عازماً على الإتيان بعمل أُم داود لأن أرى أحد الأئمة عليهم السلام في المنام فيتفل بحلقي لينشرح به(١) صدري .. وكانت العوائق تمنعني عن الإتيان به بذلك القصد ; لأني عملته سنة لبرء الوالد قدّس سرّه من مرض وجع المعدة الذي كان مؤذياً له .. فارتفع ، وسنة لبرء عين الوالدة قدّس سرّها فبرءت ، فقلت في نفسي : هذا الإمام الصادق عليه السلام رئيس الفقه وقد لقيته فاطلب منه حاجتك تلك فإن شاء أجاب وإلاّ فلا .. وعلى التقديرين يسقط عنك تعب العمل ..

فرجعت إليه وجلست بين يديه والتمست منه أن يتفل بحلقي ، فنظر إليّ وتبسّم ..

وقال : ائتني بشفتيك أُقبلهما عوض التفلة ..

فقلت : سيّدي أُريد أن يدخل ريقك في جوفي لينشرح بذلك صدري ..

فقال عليه السلام : إذا كان لابدّ لك من ذلك فهات أضع لساني في فيك .. فمصّه.

__________________

(١) لا توجد : به ، في المخزن والتنقيح.


فقلت : سمعاً وطاعة ، فأخرج قليلا من لسانه فوضعه في فمي فاستقللت ذلك ، فوضع جميع لسانه الشريف في فمي فأخذت أمصّه ـ وأنا واضع يديّ إلى(١) الأرض ، جالس جلسة التشهّد تأدّباً ـ وكنت أحسّ في حال المصّ أنّ الريق لا يدخل المعدة وإنّما في داخل حلقومي ثقب يدخل الريق منه في العروق ، وكنت انظر إلى عروق يديّ .. إلى أن وجدت إنّي قد شبعت ، وإنّ العروق قد امتلئت من ذلك حتى كادت عروق يديّ .. تشقّ الجلد .. فأخرجت لسانه الشريف من فمي ..

فقال عليه السلام : شبعت؟

فقلت : نعم.

فقال : ائتني بشفتيك لأُقبّلهما .. فقرّبت شفتي من فيه الشريف فقبّلهما وقمت.

ومن غاية سروري على نيل المرام ، انتبهت من النوم فوجدت أنّ الصبح قريب ، فحمدت الله تعالى على ذلك وشكرت ، فإنّ ذلك من فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده والله ذو الفضل العظيم.

وممّا وجدت من أثر ذلك إنّي إلى تلك الليلة لم أكن أتمكّن في تمام اليوم والليلة ـ باستثناء ضروريّات المعاش ـ من تحرير أزيد من ورقتين تصنيفاً ، ومن صبيحة تلك الليلة صرت أُصنّف في كلّ يوم وليلة ثمانية أوراق إلى أُسبوع ، ثم بعد ذلك إلى أن سافرنا إلى خراسان صرت أُصنّف في كلّ يوم وليلة

__________________

(١) كذا ، والظاهر : على.


عشرة أوراق ـ التي هي أربعمائة وخمسون بيتاً (١) تقريباً ـ مع ما كان عليّ من قضاء جملة من مطالب الشيخ الوالد قدّس سرّه ; من تحرير أجوبة المكاتيب ، ومعاونته في المراجعة لتحرير أجوبة الاستفتائات .. ونحو ذلك ، وإلاّ فلو فرّغت نفسي لذلك لصنّفت في كلّ يوم وليلة ثمانمائة بيت تقريباً ..! كما اتفق لي ذلك كثيراً.

ومن لاحظ تاريخ مجلّدات (المنتهى) (٢) بانَ له صدق ما قلته ، حيث إنّي صنّفت جلدي الديّات وثلاث مجلّدات من النكاح في خمس سنين إلاّ عدّة أشهر(٣) ، وبعد ذلك في كل سنة خمس مجلّدات إلى سنتين ، وبعد ذلك تسع مجلّدات في سنة .. وهكذا.

ومنها : إنّي رأيت في شهر رمضان من سنة ألف وثلاثمائة واثنتين وعشرين إنّ تابوتاً فيه نعش قد رفع خالي الصغير السيّد التقي الجليل السيّد

__________________

(١) سبق وإن قلنا : إنّ المقصود من البيت ـ عند النسّاخ ـ هو السطر : اليوم ; الذي يحوي عندهم غالباً (٥٠) حرفاً ، كما نصّ عليه غير واحد.

والذي يظهر من هنا أنّ الورقة عندهم ذات (٤٥) سطراً ، وإنّ كان المعروف هو تردّدها بين (٤٠) و(٤٢) ..

(٢) المقصود بها موسوعته الفقهية الرائعة في شرح شرائع الإسلام ، المسمّاة بـ : منتهى مقاصد الأنام .. وقد أدرج في المجلّد الأوّل من كتابنا هذا تاريخ شروعه وانتهائه لكل مجلّد منها ، فراجع.

(٣) وذلك في سنة ١٣٠٩ هـ إلى سنة ١٣١٤ ، كما صرّح بذلك في مخزنه ٠/١٦٠ ـ ١٦١ [الطبعة المحقّقة].


حسين ذيله .. وصدره مرفوع من دون أن يرى الرافع له ، وكان رفعه على رسم أهل خراسان ; بمعنى إنّ ارتفاعه إلى حدّ صدر الإنسان ، بحيث يرى الإنسان من في التابوت ; فلمّا رأيته لحقته فوجدت أنّ في التابوت نعش مولانا أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه ، وهو مكفّن ورأسه ملحق ببدنه ، ووجهه خارج من الكفن ، ودمائه مغسولة وليس عليه من آثار الجراحات شيء إلاّ خدش صغير في وجهه ، وكان وجهه كفلقة قمر .. فقمت أمشي مع التابوت وانظر إليه عليه السلام ، وهو عليه السلام فاتح عينيه ينظر إليّ وأنا أبكي وأقول : يا سيّدي! ماذا فعلوا بك؟! .. فلمّا مضينا مقداراً فإذا أنا رافع لرأس التابوت على يدي وانظر إليه وأبكي وأقول مثل القول المذكور.

ثم رأيت أنّ الجسد الشريف جميعاً على يدي ولا شريك لي في حمله ، وأنا أبكي وأُكرّر المقالة المزبورة .. إلى أن أتيت إلى رواق فوق الرأس لأميرالمؤمنين عليه السلام .. وكأ نّي مستعجل في مواراته .. خائف عليه من العدوّ .. فوضعت الجسد الشريف على الأرض ، وكانت والدتي قدّس سرّها هناك ، فطلبت منها ما أحفر به له عليه السلام قبراً ، فقالت : ليس عندي إلاّ فاس صغيرة. فقلت : إنّها لا تنفع ; لأنّ الأرض صلبة.

 .. ثمّ مضيت وأتيت بفأس كبيرة وحفرت بها في وسط الزاوية التي بين طرفي الرأس والخلف قبراً ولحداً .. فدفنته عليه السلام فيه ، ونصبت عليه ضريحاً من فضّة وشبّاكاً من طرف الرأس ، فاصلا له عن الرواق ، وشبّاكاً آخر من طرف الخلف .. فصارت بقعة مربّعة في وسطها ضريح من فضّة .. فدخل


جمع ودخلت ، واشتغلنا بزيارته عليه السلام ..

فانتبهت وقصصت الرؤيا على والدي قدّس سرّه ، فقال : إنّك تخدم الشرع وتحييه .. ويكون خدمتك إيَّاه متزايدة تدريجاً إلى أن تكمل الخدمة ويبقى أثرها.

ومنها : إنّي بين طلوعي عيد الفطر من سنة ألف وثلاثمائة وثلاث وعشرين مضيت في اليقظة إلى قبر أمير المؤمنين عليه السلام أزوره ، وكنت في غاية الإنكسار ; لكونه أوّل فطر بعد فقد الشيخ الوالد قدّس سرّه ، فلمّا أن وردت الصحن الشريف وسلّمت على الإمام عليه السلام سالت دموعي من دون اختيار ، فأسرعت ودخلت الحرم الشريف وبكيت إلى أن فرغ قلبي ، ثم طلبت منه صلوات الله عليه عيدية ، فقلت له : أنت مولاي أبو المسلمين ، وأنا مسلم ; أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأ نّك ولي الله .. والآباء يعطون الأبناء عيدية .. فهاتها يا سيّدي! .. ثمّ زرت وخرجت.

ورأيت في الليلة التي بعد كأ نّي في بستان كبير جدّاً ، فيه أشجار عظيمة جدّاً ، ودكّات مبنية للجلوس عليها ، ونهراً عريضاً جدّاً عمقه قريب شبر ، ماؤه في غاية الصفا ، وعلى النهر قنطرة مبنية من الآجر(١) الجديد ، وفي وسط البستان قصر عال للشيخ قدّس سرّه ، وآخر لوالدتي قدس سرها ، وبين

__________________

(١) كلمة فارسية بمعنى : الطابوق.


القصرين مقدار شبر .. واحدهما طبق الآخر ، وإنّ البستان لهما ، فعبرت القنطرة ، ووجدت زولية (١) كبيرة مربّعة ـ ذات قيمة ـ مفروشة ، وفي وسطها ثلاث كوم(٢) فصوص من زمرّد أخضر ، وفيها قليل من فصوص الياقوت ، علوّ كل كومة شبر تقريباً ، ودائرة كل منها خمسة أشبار تقريباً .. فجلست في زاوية البساط كأنـّها مجلس فاتحتنا وتعزيتنا ; التي نقيمها كل ليلة ، واجتمع من يقرأ فاتحة للشيخ قدّس سرّه .. فكلّ من كان يجيء كان يترحّم على الذي يقرء فاتحة للشيخ قدّس سرّه ، ويقرأ كل منها [كذا] فاتحة ، كما هي عادتنا كل ليلة.

فلمّا فرغنا من مجلس قراءة الفاتحة قمنا .. فورد شخص من عملة البستان وأخذ يقبض من الفصوص قبضته ويعطي كلّ أحد منها [كذا] بعدد ما قرأ من الفاتحة .. وكأنـّه يعلم بعدد ما قرأه كلّ منهم ، وأعطاني قبلهم خاتمين فصّ ; كلّ منهما ألماسة كبيرة ، أحدهما : فصّه بقدر ظفر الإبهام ، والآخر : أصغر منه بيسير .. وأخبرني بقيمتهما وأوصاني بمعرفة قدرهما .. فلبستهما.

ثمّ إني أتيت ووقفت في وسط الماء مستقبلا مجراه .. كأنّ وضعه على أن

__________________

(١) كلمة فارسية بمعنى : الفرش والبساط ، مأخوذة من كلمة فارسية عاميّة هي زيلو ..

(٢) كوم : جمع كومة ، بمعنى الصبرة من الطعام وغيره ، قاله في لسان العرب ١٢/٥٣٠ ، ثم حكى عن ابن شميل أنـّه : تراب مجتمع طوله في السماء ذراعان وثلث ، ويكون من الحجارة والرمل ، والجمع : كوم. ثم إنّه كوّم الشيء : جمعه ورفعه ، وكوّم المتاع : ألقى بعضه فوق بعض.


يأتي فيه كل سنة مرة سيل ويأخذ من تمّ عمره ، وكأنّ عمري قد تمّ .. وإنّي مأمور بالوقوف في وسطه حتى يأخذني السيل .. فما مضى إلاّ يسير وإذا السيل قد جاء عرض النهر علو أربعين ذراعاً بذراع اليد تقريباً .. وفيه أشجار وأخشاب وأناسي .. وهو ماء مخلوط بالطين ; فلمّا وصل إليّ أصفح عنّي وتعدّى من عن يميني ولم يأخذني .. فتحيّرت في سبب عدم أخذه إياي مع خلاص عمري .. فأخبرني مخبر صادق بأنـّه قد كان بلغ من عمرك خمسة أيّام .. فلمّا أن بكيت وأردت من أمير المؤمنين عليه السلام عيدية شفع عند الله تعالى وأخذ لك خمساً وخمسين سنة عمراً ، فقمت أحسب الخمس والخمسين مع ما مضى من عمري فصار المجموع إحدى وتسعين سنة ..! ففرحت بذلك وانتبهت وأنا أحرّك يدي وأقول : عمر حسن!! (١)

ومنها : إني رأيت بعد وفاة الشيخ الوالد العلاّمة أنار الله برهانه بمدّة لا أضبطها ، كأ نّي قد حججت معه فدخلنا بيت الله الحرام ونحن محرمان .. ووجدنا صلاة جماعة عظيمة منعقدة والإمام في محراب كبير ، ورأينا النبي صلّى الله عليه وآله جالس في محراب صغير يعقّب ، وهو لابس أثواباً بيضاً ، ومتعمّم بعمامة خضراء ، ومتحزّم بحزام أخضر .. فسألنا عن سبب عدم إمامته صلّى الله عليه وآله وسلّم بالناس .. فقالوا : إنّه أوكل الأمر إلى ولده هذا الذي يأمّ الناس .. وهو الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى فرجه وجعلنا من أعوانه

__________________

(١) لم يحظ طاب ثراه بهذا العمر مع الأسف!


ومن كل مكروه فداه .. فاقتدينا مع الناس بذلك المولى روحي فداه.

ثمّ رأيت إنّا رجعنا إلى المنزل فأتى مخبر بأنّ الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم قادم إلى الشيخ قدّس سرّه فاستقبلته .. فوجدته راكباً على رجل راكع ، فلمّا سلّمت عليه وردّ عليّ السلام .. وقبّلت يده ورجله تبسّم ، وسأل عن الوالد قدّس سرّه فقلت : ها هو قادم إلى استقبالكم .. فلمّا أن وصلنا إلى باب البيت الذي نحن فيه وإذا بوالدي قدّس سرّه قد جاء وسلّم عليه صلّى الله عليه وآله ، وقبّل يده .. فردّ صلوات الله عليه وآله السلام عليه ورحّب به ، فلمّا أتينا إلى زاوية البيت جلس حامله صلّى الله عليه وآله وسلّم على وجه استقرّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في مجلسه من دون حاجة إلى حركة نزول .. وأجلس الوالد قدّس سرّه تحت يده ، وقمت قدّامه ، فأذن لي بالجلوس .. فجلست.

وبعد سؤاله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن حال الوالد قدّس سرّه ، قال الوالد له : سيّدي! إنّي مستشكل في ثلاث مسائل أرجوكم بيان الحقّ فيها لي ..

فقال صلوات الله عليه : هاتها ..

__________________

(١) بهذا المقدار مع اختصاره ذكره مترجماً في كتابه سراج الشيعة : ٧٤٣ مستشهداً به على لزوم التوسّل بالحجّة المنتظر أرواحنا له الفداء مع وجود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.


فسأله عن مسائل ثلاث ; إحداها من فروع الصلاة ، واثنتان من فروع المعاملات ، فأجابه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ففرحت إنّي ـ من بركة الوالد قدّس سرّه ـ فهمت الحكم الواقعي في ثلاث مسائل ، فلمّا انتبهت لم أذكر شيئاً من المسائل ، فعلمت أنّ الإنساء من الله تعالى حتى لا أبقى في حيرة .. إذ لو كنت ذاكرها وكان مقتضى الأدلّة خلاف ما بيّنه صلّى الله عليه وآله وسلّم لكنت أبقى بين المحذورين ; لعدم حجّية الرؤيا شرعاً ، وعدم الجسارة على مخالفته (صلى الله عليه وآله وسلم).

ومنها : إنّي رأيت في حوالي السنة الثامنة والعشرين بعد الألف والثلاثمائة إنّ قبّة أمير المؤمنين عليه السلام متداعية ومهدّمة ، وأنا مشغول بتعميرها والمصرف منّي ، وأنا المعمار ، وأنا البنّاء .. وإنّ تحت يدي مائتان عملة (١) ـ تقربياً ـ ما بين من ينقل الجصّ والآجر ، ومن يضع الجصّ على البناء ، ومن يناوشني (٢) الطابوق .. وإنّي أشتغل بيدي جميعاً سريعاً ، وأضع

__________________

(١) كذا ، ولعلّه : من العملة ، أو عمّال .. والعملة لهجة محليّة تطلقا غالباً على عمال البناء كما يقال : عمّاله.

(٢) التنوش هو التناول ، قاله الفراهيدي في العين ٦/٢٨٦ .. وغيره ، ويقال : ناش ينوش نوشاً الشيء : تناوله وطلبه .. ويأتي بمعنى خالطه. وفي اللسان ٦/٣٦١ عن ثعلب : التناوش ـ بلا همزة ـ الأخذ من قرب ، والتناوش ـ بالهمزة ـ من بعد.

وانظر : مجمع البحرين ٤/١٥٦ .. وغيره ، ويراد منه هنا هو من يعطيني الطابوق أو يلقيه لي .. لو كان على مرتفع.


الطابوق موضعه .. وإنّي كلّما بنيت ذراع يد من القبّة الشريفة نصبت الذهب ، فلمّا إن وصلت إلى ما فوق بطن القبّة أتاني سائل عن فرع ..

فقلت له ـ وأنا أضع الطابوق بيديّ ـ : سؤالك هذا من الفروع ، وقبّة أمير المؤمنين عليه السلام من الأُصول .. دعني أفرغ من الأصل وأُجيبك عن الفرع.

ورأيت بعد ذلك بشهرين إنّي أبني الصحن الشريف من الأساس بناءاً جديداً وتحت يدي أربعة من المعمارين ـ وأنا رئيسهم ـ فدخلت الصحن الشريف وهم يشتغلون ، وأخذت انظر إلى الصخرات المنصوبة على البناء الجديد وآمر بتقديم ما تأخّر منها يسيراً ، وتأخير ما تقدّم منها قليلا ..

ومنها : إنّ في خصوص شهر رمضان ـ من أشهر السنين التى مضت عليّ بعد الوالد قدّس سرّه ـ كان تتضيّق أُمور معاشي وتتعسّر .. فطلبت في زيارة نصف شعبان من سنة ألف وثلاثمائة وثمان وعشرين من مولاي سيد الشهداء عليه السلام أن يوسّع الله تعالى عليّ في شهر رمضان المقبل .. فلم يستجب دعائي على ما أُريد .. فانكسر قلبي وعزمت على ترك زيارة عيد الفطر لفقد النفقة ..

فرأيت في اليوم الخامس والعشرين من شهر رمضان في عالم الرؤيا إنّ أمير المؤمنين وسيّد الشهداء وثالث من الأئمة ـ لا أعرفه تعييناً الآن ـ عليهم جميعاً صلوات الله الملك المتعال .. جالسون وأنا جالس بخدمتهم ، وبان لي


من كلماتهم عليهم السلام إنّ جميع مصارفي لأجل الالتزام بإقامة التعزية كل ليلة وزيارة سيّد الشهداء عليه السلام في كل وقفة .. على ذلك المولى المظلوم روحي فداه ، وإن كنت مجاوراً للأمير عليه السلام.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام لسيّد الشهداء عليه السلام : يا حسين! أزد توجّهك في حقّ هذا .. وأشار عليه السلام إليّ.

فقال سيّد الشهداء عليه السلام : سمعاً وطاعة ..

فقال أمير المؤمنين عليه السلام لسيّد الشهداء عليه السلام ـ بزجر مرّتين ـ : تتسامح في حقّه!؟ فخجل سيّد الشهداء روحي فداه ..!

فقمت أبكي خجلا من سيد الشهداء روحي فداه حيث زجره أبوه لأجلي ، وأُبيّن أنّي ما كنت ملتمسه عليه السلام ذلك.

فانتبهت وأنا أبكي .. فعزمت على التشرف إلى زيارته عليه السلام في عيد الفطر بكل طريق جبراً لما وقع ، فتحمّل صديق لنا مصرفي ومصرف من معي قرضاً عليّ .. فزرنا وخرجنا عصر يوم العيد ودخلنا النجف الأشرف ثاني العيد ، وكان يوم مجيء الخطوط (١) ، فأتوا بخطوطي .. وإذا في واحدة منها حوالة مائة ليرة عمّن لم انتفع أنا ولا الوالد قدّس سرّه في عمرنا [منه] ; فإذا خمسون منها هدية ، وخمسون حقّ السادة .. فأخذت المائة وأوفيت جملة من ديوني بخمسين الهدية .. وحمدت الله تعالى على ذلك.

__________________

(١) المقصود به يوم ورود البريد إلى النجف الأشرف ، وفيه ترد الحوالات المالية وغيرها.


ومنها : إنّه لمّا كان المجرّب عندي أنّ من آخذه إلى زيارة الحسين عليه السلام من ذريتي في رضاعه يبقى ومن لا آخذه يتوفّى ، وولدت لنا في خامس عشر جمادى الثانية من سنة ألف وثلاثمائة وإحدى وثلاثين بنتاً (١) ، عزمت في شهر شعبان على أن آخذهم إلى زيارة ذلك المولى المظلوم عليه السلام ، وكنت معسراً ومديوناً مائة وثلاث وتسعين ليرة .. فاستقرضت وأخذتهم في سادس شوّال فدخلنا كربلاء المشرّفة صبح السابع ، فمضيت إلى سيّدي عليه السلام وقلت له : سيّدي! ديني .. كذا مقداره ، ومصرفي بموجب الرؤيا عليك ، فأمّا أن توفّي ديني أو تأذن لي في أن أُخلّي العيال جميعاً عندك تتكفّل مصارفهم وأمضي أنا ..!!

فرأيت يوم التاسع ـ وأنا نائم في السرداب ـ كأ نّي بالنجف الأشرف في دارنا .. إذ طرق الباب طارق ـ والخادم ليس حاضراً ـ فمضيت بنفسي ففتحت الباب ، وإذا برجل طويل القامة ، أسمر اللون ، قطط الشعر ، صبيح المنظر ، في وجهه شامات سود ، وبيده ورقة مطرّقة (٢) .. فقال ـ بعد التسالم (٣) ـ : إنّ إمام

__________________

(١) الظاهر أنّ المراد منها باكورة أولاده : بلقيس خانم ; التي سلف الحديث عنها قريباً.

(٢) وهي التي يطرّق بعضها على بعض ، كما في لسان العرب ١٠/٢٢٠ ، ويقال : حجارة مطارقة .. أي بعضها على بعض ، كما ويقال : المجان المطرّقة .. التي يطرّق بعضها على بعض كالنعل المطرقة المخصوفة ، كما جاء في الصحاح ٤/١٥١٦.

وفي النهاية ٣/١٢٢ : .. ومنه طارق النعل إذا صيّرها طاقاً فوق طاق ، وركّب بعضها فوق بعض .. ثم قال : ورواه بعضهم بتشديد الراء للتكثير.

(٣) كذا ، والمراد منها مبادلة السلام والتحية.


العصر صلّى الله عليه وجعلنا فداه عزم على ورود النجف الأشرف لتزوره الشيعة ، ثمّ ينتقل إلى مسجد الكوفة لتنظيم أُموره .. فأرسلني لأُخبرك بأ نّه عليه السلام ينزل عندك. فقلت : أهلا به وسهلا!

ثم قال : وقد جعلك پيش خدمته (*) مخصوص .. ثمّ أعطاني الورقة التي بيده ، وقال : هذا فرمان(١) هذا المنصب.

فقبّلت الورقة ، ودخلت الدار ، وقلت لزوجتي ـ أُمّ الصدّيقة (٢) ـ : قومي وخيّطي لي لباس رسمي پيش خدمت الحجّة (٣) روحي فداه ، فقامت وأتت بزبون أزرق ، وخيّطت قدّامه ، وجعلته كالثوب الطويل ، وطرّقته ، وأتت به إليّ ، وقالت : أُجرتي أن توصل يديّ إلى ساحة الحجّة أرواحنا فداه قبل

__________________

(*) نقلت عين العبارة خوفاً من عدم وفاء الترجمة بمفاده ، وكونها تغييراً. [منه (قدّس سرّه)].

أقول : الكلمة فارسية يقصد منها من كان مقرّباً من الخدم ، بل رئيسهم أحياناً.

(١) فرمان : كلمة فارسية ، يراد منها الحكم والأمر والدستور ، وهو حكم خاصّ يقصد به الحكم الصادر من شخص كبير أو من جهة عالية لشخص تعيّن وظيفته أو حقوقه ، وقد يراد منه إمضاء الملك أو الرئيس .. وله معاني أُخر ، كما في لغتنامه دهخدا ٣٥/١٩٠ ـ ١٩١.

(٢) كذا ، وقد سلف الحديث عن زوجاته وبناته في الأمر الثاني : ولم يكن منهنّ بنت بهذا الاسم كي نعرف أمـّها.

(**) اللهم عجّل فرجه ، وسهّل مخرجه ، واجعلنا من كل مكروه فداه. [منه (قدّس سرّه) [.


ازدحام الشيعة عليه للزيارة ، وكانت معذورة عن الصلاة ، وكان(١) الرؤيا يوم سادس عذرها ، فقلت لها : إنّك غير طاهرة والإمام عليه السلام لا يبقى هنا غير اليوم ، وأنتِ لا تنظفين إلاّ غداً .. فلا يمكن وصولك إلى حضرته صلوات الله عليه وآله.

فقالت : إنّي من حسن حظي طهرت هذه المرّة يوم السادس ، وأنا الآن نظيفة ..

فقلت : أجل ، ما تريدين تطلبين منه عليه السلام ..!؟

فقالت : الآخرة ، والحبل .. حيث لم تكن تحبل ، وكانت متكدّرة من ذلك.

فقلت لها : إلى الآن اتفق إنّكِ نظفت يوم السادس؟!

فقالت : لا.

فقلت لها : أجل ; اسرعي بالاغتسال .. فمضت فاغتسلت.

فشرّف الإمام عليه السلام فاستقبلته وقبلت يده وأخذته إلى الكتابخانه(٢) ، وسددت باب الدرج .. فازدحم الناس على دار المقبرة ينتظرون الرخصة في التشرّف إلى زيارته عجّل الله تعالى فرجه ، فأتيت بها إليه عليه السلام ـ وهو جالس ، وأنا واقف متأدّب ـ فقبّلت يده وركبته ..

__________________

(١) كذا ، والظاهر : وكانت.

(٢) كلمة فارسية بمعنى المكتبة .. أي دار الكتب.


فانتبهت من رعب هيبته عليه السلام فأخذني مثل الأفكل(١) مدّة ، ثم التفت إلى أنّ هناك ما يصدّق الرؤيا إن كان .. فناديتها .. فأتت ، فسألتها عن الطهر.

فقالت : لا أدري ، وما أظنّ ; لأنّ اليوم سادس عذري.

فقلت لها : امضى واستكشفي .. فمضت واستكشفت واستظهرت فوجدت نفسها نظيفة.

فقلت لها : هل اتفق لك تنظفين يوم السادس؟!

فقالت : لا ..

فضحكت .. وقلت لها : ابشري بالحبل.

فقالت : لِمَ؟!

فقلت : لِطَيـف رأيته .. ثمّ لم تر دماً .. وحملت.

وقد تشرّفت بعد هذه الرؤيا إلى زيارة المولى المظلوم روحي فداه ، فقلت : سيّدي عدلت عن طلب وفاء الدين ، وهذه الرؤيا تكفيني عن جميع حوائجي.

ثم من أثر قدومه صلوات الله عليه وتشريفه إيّاي رزقني الله تعالى بعد العود ـ إلى أُسبوعين ـ ما وفيت به ثلثي الدين ، وبعد ستة أشهر ما وفيت به

__________________

(١) الأفكل ـ بالفتح ـ الرعدة ، وهي تكون من البرد أو الخوف ، حكاه في لسان العرب ١١/١٩ عن النهاية لابن الأثير [٣/٤٦٦] ، وقال : ولا يبنى منه فعل ، وهمزته زائدة ، ووزنه أفعل ، ولهذا إذا سمّيت به لم تصرفه للتعريف ووزن الفعل.


الباقي .. والحمد لله تعالى على نعمه كلّها.

ومنها (١) :

__________________

(١) إلى هنا ما وجدناه من مسودّة الكتاب ، وكأنـّه قدّس سرّه كان في صدد درج أحلام أُخر إلاّ أنّ الوقت أو الأجل لم يمهله ..



الآثار والمصوّرات

لمسرد التنقيح















































 

















من الآثار ..













فهرست

 المسرد

تنقيح المقال

تقدمة

(٥ ـ ٢١)

صورة إجازة الاجتهاد التي منحها الشيخ محمّد حسن المامقاني لولده الشيخ عبد الله قدّس سرّهما       ٧

مدخل الموسوعة بخطه طاب رمسه.................................................. ٨

صورة نموذج خط المؤلف قدّس سرّه في هذا الكتاب................................... ٩

صورة آخر ما رشح من قلمه الطاهر طاب ثراه عن هذه الموسوعة...................... ١٠

صورة نموذج ممّا كان يستعيره طاب ثراه............................................. ١١

رجاء واعتذار!.................................................................. ١٣

نصيحة وحسرة!................................................................ ١٥

تقريظ السيد محمّد سعيد الحكيم رحمه الله.......................................... ١٧

تقريظ الشيخ الطهراني........................................................... ٢١


وقفة على الموسوعة

(٢٣ ـ ٢٦)

مسرد التنقيح

(٢٧ ـ ١٩٤)

مسرد الجزء الأوّل

(٣١ ـ ١٥٠)

ديباجة الجزء الأوّل من التنقيح.................................................... ٣٣

درج مصنفات المؤلف رحمه الله................................................... ٣٤

صورة ما كتبه قدّس سرّه على ظهر الكتاب

(٤١ ـ ٧١)

الأوّل : بيان قصته طاب ثراه مع مؤلفه هذا ، وما لاقاه من اثار التوفيق والتسديد....... ٤١

مبدء التأليف وتاريخ الفراغ منه................................................... ٤٥

الثاني : استقصاء لكل ما وصل بيده من كتب وسرد اسمائها.......................... ٤٥

الثالث : ضبط كل ما يحتاج إلى ضبط وترتيبه على حروف الألف باء................. ٦٦

الرابع : الاستغناء عن فوائد مستدرك الميرزا النوري رحمه الله بما هنا وفي مقباس لهداية...... ٦٦

الخامس : السير العملي في مقابلة الكتاب وثبت أغلاطه............................. ٦٦

السادس : الاستدراك على الكتاب ، ودور خاتمة الخاتمة.............................. ٦٧

السابع : فهرست الفوائد الرجالية والاحالة عليه ، وما هناك من اختلاف............... ٦٨


الثامن : تذييل الأبواب بأسماء الصحابة مرتبين على الحروف.......................... ٦٨

التاسع : كيفية تنضيم فهرست الكتاب........................................... ٦٩

العاشر : ما يرجوه المصنف رحمه الله من المراجعين لكتابه............................. ٧٠

صورة ما كتبه قدّس سرّه من الفهرست

(٧٣ ـ ٩٢)

الموسوعة وما فيها من كتب ثلاث وفوائد........................................... ٧٣

فهرست مقدمة الكتاب......................................................... ٧٤

فهرست الفوائد الرجالية......................................................... ٧٥

فهرست فصول الكتاب......................................................... ٨٤

فهرست خاتمة الكتاب وخاتمتها................................................... ٨٥

مقدمة نتائج التنقيح............................................................. ٨٩

خاتمة نتائج التنقيح ، وحكم المذكورين في هذا الفهرست ، وتعداد شهداء الطف......... ٩٠

المراد من الالفاظ الوارده في النتائج................................................ ٩٣

الفوائد المنسوبة إلى الشيخ البهائي رحمه الله

(٩٧ ـ ١٣٠)

فائدة : كون أبو العباس مشتركاً ، وحكم جرح غير الإمامي للإمامي.................. ٩٧

فائدة : كون الرجل يعرف من أصحاب امام واحد وهو من أصحاب إمامين فصاعداً... ١٠٢


فائدة : كون الخبر موجوداً في كتب الأُصول كاف في الوثاقة بالصدور................ ١٠٦

فائدة : طريق البرقي إلى المعصوم عليه السلام..................................... ١٠٦

فائدة : طريق كتاب المشيخات عن سعد بن عبدالله................................ ١١٢

فائدة : القديمان (ابن أبي عقيل ، وابن جنيد) اسمهما وطرقهما...................... ١١٣

فائدة : حكم الرواية عمّن وقف وكان ثقة........................................ ١١٤

فائدة : تشخيص الفاسق وتعريفه............................................... ١١٥

فائدة : المقصود بالفاسق في آية النبأ............................................. ١١٥

فائدة : حكم رواية عمرو بن سعيد.............................................. ١١٦

فائدة : رواية الحسين بن سعيد عن يونس بن عبدالرحمن............................ ١١٧

فائدة : عرض كتاب يونس بن عبدالرحمن على الإمام العسكري عليه السلام ، وكذا عرض بعض كتب الاصحاب على بعض المعصومين عليهم السلام...................................................................... ١١٧

فائدة : ما لا يصدق عليه من الجرح غيبة وقذف وغير ذلك........................ ١٢٣

فائدة : ترجمة الشيّخ النجاشي وطرقه............................................ ١٢٤

فائدة : رواية حماد عن زرارة وعكسها............................................ ١٢٧

فائدة : الفضل بن شاذان في الأخبار اثنان....................................... ١٢٨

تاريخ وفاة جماعة من علمائنا المتقدمين رحمهم الله.................................. ١٣١

تاريخ وفاة جماعة من مشايخنا المتأخرين رحمهم الله.................................. ١٣٥

احصاء ما جاء في الكتاب من الاسماء والكنى والالقاب والنساء ، ومقارنته مع الرجال الكبير للميرزا رحمه الله   ١٤٠

محل الفوائد الرجالية في الموسوعة................................................ ١٤١


ديباجة جدول الخطأ والصواب.................................................. ١٤٣

ما جاء في آخر المجلّد الأوّل..................................................... ١٤٤

ذكر عدة فوائد في آخر المجلّد الأوّل............................................. ١٤٧

منها : صحة إجراء استصحاب العدالة في غير الصحابي عند الشك دونه............. ١٤٧

ومنها : ان جرح غير الامامي لا عبرة به وان كان الجارح ثقة........................ ١٤٨

ومنها : كون الرجال ذا كتاب أواصل لا يدلّ على الوثاقة بحال...................... ١٥٠

ما جاء في آخر صفحة من المجلد الاول من الموسوعة............................... ١٥٢

مسرد الجزء الثاني

(١٥٥ ـ ١٦٣)

ديباجة المجلّد الثاني ودرج مصنفاته رحمه الله....................................... ١٥٧

ما جاء في الصفحة الأخيرة من الجزء الثاني........................................ ١٦٣

مسرد الجزء الثالث

(١٦٥ ـ ١٩٤)

ما جاء في أوّل المجلّد الثالث.................................................... ١٦٧

تقريظ السيّد محمّد سعيد الحكم رحمه الله للموسوعة................................ ١٦٩

آخر باب الاسماء وتاريخ الانتهاء من الاستنساخ................................... ١٧٢

أبواب الكنى ، والألقاب ، والنساء.............................................. ١٧٤

الخاتمة في فوائد متفرقة ، وهي عشرة............................................. ١٧٥

آخر ما رشح من قلمة الطاهر بخطه الشريف...................................... ١٧٨


صورة موقوفة داره رحمه الله ومقبرته والشهود عليها................................. ١٨٠

ذكر قطعة عن جامع الرواة..................................................... ١٨٩

رجاء مجدد من المصنف رحمه الله من طلاب العلم.................................. ١٩٠

ضم كتابي (مقباس الهداية) و (رجال السيّد بحر العلوم)............................. ١٩٢

الخاتمة

(١٩٥ ـ ٢٦٢)

وفيها مطالب :

الأوّل : بعض ما قيل عن هذه الموسوعة.......................................... ١٩٨

الثانية : مبدأ تأليف الكتاب ومدّته وسيره العملي................................. ٢٠٧

الثالثة : بعض خصائص هذه الموسوعة.......................................... ٢١٥

الرابعة : ما أورده من ملاحظات ونقود على الكتاب............................... ٢٢٣

الخامسة : أدب الشيّخ طاب رمسه ، ونزاهة قلمه ، وامانة نقله...................... ٢٤٩

بعض ما كان يتمنى قدس سره تحقيقه أو التأليف فيه............................... ٢٥٩

بعض ما استعاره رحمه الله لغرض تأليف موسوعته.................................. ٢٦٠

نظرة إلى عمل الشيخ الوالد دام ظله في الموسوعة مجملاً............................. ٢٦٣

ملحقات المسرد

٢٦٥ ـ ٣٠١

القسم المتبقى من كتاب مخزن المعاني

وقد سلف الأمر الأول في المطبوع

(٢٦٧ ـ ٣٠١)

الأمر الثاني : بيان زوجاته رحمه الله وولده......................................... ٢٦٩


الأمر الثالث : بعض الاحلام التي شاهدها طاب ثراه.............................. ٢٨١

الآثار والمصورات في مسرد التنقيح

(٣٠٣ ـ ٣٧٢)

الصورة رقم (١) الصفحة الاولى من المجلّد الاول من الكتاب (الديباجة).............. ٣٠٥

الصورة رقم (٢) ما كتبه قدّس سرّه على ظهر الكتاب في مجلده الأول................ ٣٠٦

الصورة رقم (٣) الصفحة الثانية من المجلّد الاول من ديباجة الكتاب.................. ٣٠٧

الصورة رقم (٤) الصفحة الثالثة من تتمة الديباجة................................. ٣٠٨

الصورة رقم (٥) صورة ما كتبه قدّس سرّه من فهرست الكتاب المطبوع في مجلده الأوّل... ٣٠٩

الصورة رقم (٦) الصفحة الرابعة من المجلّد الأوّل (مدخل الكتاب)................... ٣١٠

الصورة رقم (٧) مدخل كتاب نتائج التنقيح....................................... ٣١١

الصورة رقم (٨) آخر ما جاء في نتائج التنقيح..................................... ٣١٢

الصورة رقم (٩) آخر صفحة الخطأ والصواب ، والفوائد المنسوبة للشيخ البهائي رحمه الله ٣١٣

الصورة رقم (١٠) تتمة الفوائد المنسوبة مع مقارنة بين هذه الموسوعة والرجال الكبير.... ٣١٤

الصورة رقم (١١) الصفحة الاولى من الفوائد الرجالية.............................. ٣١٥

الصورة رقم (١٢) الصفحة الأخيرة من الفوائد الرجالية............................. ٣١٦

الصورة رقم (١٣) الصفحة الاولى من جدول الخطأ والصواب....................... ٣١٧

الصورة رقم (١٤) الصفحة الاخيرة من جدول الخطأ والصواب...................... ٣١٨


الصورة رقم (١٥) آخر حرف الزاي من المجلّد الأوّل وبه ينتهي الجزء الاول............ ٣١٩

الصورة رقم (١٦) آخر المجلّد الأوّل من طبعة الأوفست ، وما فيه من فوائد متفرقة..... ٣٢٠

الصورة رقم (١٧) آخر صفحة من المجلّد الأوّل في طبعته الحجرية.................... ٣٢١

الصورة رقم (١٨) ديباجة المجلّد الثاني من تنقيح المقال.............................. ٣٢٢

الصورة رقم (١٩) مبدأ المجلّد الثاني من الكتاب (أوّل حرف السين).................. ٣٢٣

الصورة رقم (٢٠) آخر المجلّد الثاني من الكتاب (قطعة من حرف الميم)............... ٣٢٤

الصورة رقم (٢١) آخر صفحة من المجلّد الثاني في طبعتيه (الحجرية والأُوفست)........ ٣٢٥

الصورة رقم (٢٢) ديباجة المجلّد الثالث من التنقيح................................. ٣٢٦

الصورة رقم (٢٣) أوّل المجلّد الثالث من التنقيح................................... ٣٢٧

الصورة رقم (٢٤) آخر باب الاسماء من حرف الياء................................ ٣٢٨

الصورة رقم (٢٥) أوّل باب الكنى............................................... ٣٢٩

الصورة رقم (٢٦) آخر باب الكنى وأوّل فصل الألقاب............................ ٣٣٠

الصورة رقم (٢٧) آخر فصل الألقاب وأوّل فصل النساء........................... ٣٣١

الصورة رقم (٢٨) آخر فصل النساء وأوّل خاتمة الكتاب........................... ٣٣٢

الصورة رقم (٢٩) آخر فصل الخاتمة ومبدأ خاتمة الخاتمة............................ ٣٣٣

الصورة رقم (٣٠) ذيل خاتمة الخاتمة ، وفيه آخر ما رشح من قلمه الشريف ، مع صورة وقفية دار ومقبرته رحمه الله       ٣٣٤

الصورة رقم (٣١) تقريظ السيّد محمّد سعيد الحكيم في آخر باب الاسماء.............. ٣٣٥


الصورة رقم (٣٢) قطعة مزيدة على التنقيح من كتاب جامع الرواة للأردبيلي رحمه الله... ٣٣٦

الصورة رقم (٣٣) آخر ما جاء من جامع الرواة ومبدأ فهرست مقباس الهداية.......... ٣٣٧

الصورة رقم (٣٤) أوّل كتاب مقباس الهداية الملحق بالمجلدالثالث من التنقيح........... ٣٣٨

الصورة رقم (٣٥) آخر كتاب مقباس الهداية وقطعة من رجال السيد بحر العلوم........ ٣٣٩

الصورة رقم (٣٦) آخر صفحة من المجلّد الثالث وآخر ما نقل عن السيّد بحر العلوم رحمه الله ٣٤٠

الصورة رقم (٣٧) الصفحة الاولى من القسم غير المطبوع من مخزن المعاني.............. ٣٤١

الصورة رقم (٣٨) الصفحة الثانية من تذييل مخزن المعاني............................ ٣٤٢

الصورة رقم (٣٩) إلى (٥٠) الصفحة الثالثة إلى الصفحة الرابعة عشر من تذييل مخزن المعاني ٣٤٣

الصورة رقم (٥١) الصفحة الاولى من كتاب مخزن المعاني بخط المؤلف (قدس سره)...... ٣٥٥

الصورة رقم (٥٢) الصفحة الاخيرة ممّا طبع من كتاب مخزن المعاني بخط المؤلف رحمه الله. ٣٥٦

الصورة رقم (٥٣) الصفحة الاولى من الخطية الاولى للكتاب........................ ٣٥٧

الصورة رقم (٥٤) الصفحة الثانية من خطية التنقيح المسودة........................ ٣٥٨

الصورة رقم (٥٥) الصفحة الثانية من الخطية الثانية لمدخل التنقيح................... ٣٥٩


الصورة رقم (٥٦) نموذج من المسودات الاولية للتنقيح.............................. ٣٦٠

الصورة رقم (٥٧) فهرست الفوائد الرجالية من خطية الكتاب....................... ٣٦١

الصورة رقم (٥٨) خطية آخر ما جاء من فوائد الكتاب............................ ٣٦٢

الصورة رقم (٥٩) آخر ما حصلنا عليه من خطية مقدمة الكتاب.................... ٣٦٣

من الاثار

(٣٧١ ـ ٣٨٣)

الصورة رقم (٦٠) سند موقوفة كربلاء............................................ ٣٦٧

الصورة رقم (٦١) الاجازة الروائية الصادرة من الشيّخ طاب ثراه للسيد المرعشي طاب رمسه ٣٦٨

الصورة رقم (٦٢) الرسالة المرسلة من الشيّخ الجد قدّس سرّه للسيّد النجفي المرعشي رحمه الله ٣٦٩

الصورة رقم (٦٣) رسالة الشيّخ الجد طاب رمسه للسيّد النجفي المرعشي رحمه الله...... ٣٧٠

الصورة رقم (٦٤) رسالة أخرى منه قدّس سرّه له رحمه الله........................... ٣٧١

الصورة رقم (٦٥) خط السيّد النجفي المرعشي طاب ثراه........................... ٣٧٢

الصورة رقم (٦٦) ممّا أبقته لنا الأيام............................................. ٣٧٣

الصورة رقم (٦٧) الصفحة الأُولى من كتاب الشيخ الجدّ رحمه الله (الفوائد الطبية)...... ٣٧٤

الصورة رقم (٦٨) سند مهم بامضاء المشايخ الثلاثة المامقاني والخليلي والخراساني قدس الله اسرارهم     ٣٧٥

الصورة رقم (٦٩) ورقة استشهاد جمع عن الأعلام على موقوفة كربلاء المقدسة......... ٣٧٦

فهرس مسرد التنقيح........................................................... ٣٧٧

تنقيح المقال

المؤلف:
الصفحات: 392