
تراثنا
|
صاحب
الامتیاز
مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام
لإحياء التراث
المدير المسؤول :
السيّد جواد
الشهرستاني
|
العددان الأوّل والثاني [١٢٧ ـ ١٢٨]
|
السنة الثانية
والثلاثون
|
محتويات العدد
* النُعمانيّ ومَصادرُ
الغَيبةِ (٢)
............................................. السيّد محمّد جواد الشبيريّ الزنجانيّ ٧
*
من تراث مدرسة الحلّة (مختصر المراسم العلويّة) للمحقّق الحلّي
....................................................... أحمد علي مجيد الحلّي ٤٥
*
حديث (القتال على تأويل القرآن ..) التخريج السندي والبحث الدلالي
................................................. د. علي عبد الزهرة الفحّام ١٤٠
*
الأُسر الخاقانيّة ... تاريخ ورجال
................................. السيّد محمّد حسن الموسويّ آل قارون الزّاهد ٢٠٠
* حُميد بن مسلم الأزدي راوي أخبار واقعة الطفّ
...................................................... د. صلاح الفرطوسي ٣٥٦
*
أبو مخنف والمقتل المنسوب إليه
................................................... د. كامل سلمان الجبوري ٣٧٨
*
من ذخائر التراث :
العقد
المنضّد في ترجمة الشيخ أحمد كاشف الغطاء للشيخ عبد المولى الطريحي
................... تحقيق : د. محمّد جواد فخر الدّين والباحثة ثناء
ناصر حسين ٤٢١
*
من أنباء التراث.
............................................................. هيـئة التحرير ٤٧٤
* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة (العقد المنضّد في ترجمة الشيخ
أحمد كاشف الغطاء للشيخ عبد المولى الطريحي) والمنشورة في هذا العدد.

النُعمانيّ ومَصادرُ الغَيبةِ
(٢)
|
|
السيّد محمّد جواد الشبيريّ الزنجانيّ
بسم الله الرحمن
الرحيم
تنويه :
إنّ المقال الراهن
يتناول التعريف بمحتوى كتاب غيبة النعماني ، وذكر أبوابه الرئيسة ، ومنهج تأليفه ، وخصائصه
المؤثّرة ، ودراسة ونقد النسخ المخطوطة والمطبوعة منه ، مع بيان ضرورة العمل على نقد
وتصحيح جديد لهذا الكتاب.
وقد أشرنا في مقدّمة
هذه السلسلة من المقالات ـ على نحو الإجمال ـ إلى التعريف بكتاب الغيبة للنعماني
، مع بيان اختلافه عن مثيليه ، أي : كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ، والغيبة للشيخ الطوسي. وفيما يلي نروم
التعريف بهذا الكتاب بتفصيل أكثر.
أبواب الكتاب :
لقد تمّ تنظيم كتاب الغيبة للنعماني ضمن
ستّة وعشرين باباً ، وهي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبواب مقتضبة نسبيّاً في الغالب ، وأمّا
الأبواب التفصيلية التي تشكّل المحتوى العام للكتاب فهي عبارة عن :
ـ الباب الرابع (ص ٥٧ ـ ١١١) : ما روي في
أنّ الأئمّة إثنا عشر إماماً وأنّهم من الله وباختياره.
وفي ختام هذا الباب تمّ نقل عدد من الروايات
من طرق العامّة في إثبات عدد الأئمّة عليهمالسلام
ـ
اثني عشر إماماً ـ ، كما تعرّض إلى ذكر عبارة من التوراة فيها أسماء الأئمّة باللغة
العبرية.
ـ الباب السادس (ص ١١٦ ـ ١٢٧) : تناول فيه
روايات الأئمّة الإثني عشر من طرق العامّة ، ويبدو أنّه أضيف بعد تأليف الكتاب .
ـ الباب العاشر (ص ١٤٠ ـ ١٩٤) : ما روي في
غيبة الإمام المنتظر [وهو ] الثاني عشر.
ـ الباب الثالث عشر (ص ٢١٢ ـ ٢٤٧) : ما روي
[جاء خ. ل ]
في صفته [صفات القائم عليهالسلام ،
خ. ل] وسيرته وفعله [وفي أصحابه وما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يريد الله ـ جلّ وعزّ ـ به ]
، وما نزل من القرآن فيه.
ـ الباب الرابع عشر (ص ٢٤٧ ـ ٢٨٣) : ما جاء
في العلامات التي تكون قبل قيام القائم عليهالسلام [ويدلّ
(تدلّ خ. ل) على أنّ ظهوره يكون بعدها كما قالت الأئمّة عليهمالسلام].
وفي هذه الأبواب الموسّعة نطالع بعض العناوين
الفرعية أيضاً ، الأمر الذي يجعل نقل الأحاديث أكثر نظماً.
إنّ أبواب الكتاب على ثلاثة أنحاء تقريباً
: الأبواب التمهيدية (المرتبطة بمباني الغيبة) ، الغيبة وعصر الغيبة ، عصر الظهور وعلاماته.
تشتمل الأبواب التسعة الأولى من الكتاب على
المباني العقائدية للغيبة ، من قبيل : ضرورة حفظ الأسرار ، واعتبار منصب الإمامة من
المناصب الإلهية ، وضرورة وجود الإمام في الأرض ، والروايات ذات الصلة بالأئمّة الإثني
عشر عليهمالسلام.
أمّا الأبواب الثلاثة التي تلي تلك الأبواب
ـ من الباب العاشر إلى الثاني عشر ـ فتختصّ بتقرير عصر الغيبة. والباب الخامس عشر
والسادس عشر يرتبطان بهذه المرحلة أيضاً.
وأمّا سائر أبواب هذا الكتاب ففي عصر الظهور
أو علامات الظهور.
ومن بين هذه الأبواب نجد باباً واحداً ـ
الباب الرابع والعشرون ـ فقط يرصد موضوعاً خاصّاً ؛ إذ يثبت هذا الباب بطلان إمامة
إسماعيل ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن الإمام الصادق عليهالسلام ـ وهو مرتبط بادّعاء المهدوية من قبل الخليفة
الفاطمي ـ الذي ينتمي إلى المذهب الإسماعيلي ـ وسوف نتحدّث فيما بعد حول هذا الموضوع
بتفصيل أكبر إن شاء الله.
توضيحات تناولها المؤلّف
في كتابه :
لقد اشتمل الكتاب في
معظمه على نقل روايات أهل البيت عليهمالسلام ، غير أنّ المؤلّف
في مقدّمته المسهبة نسبيّاً ، وفي تضاعيف الروايات
والأحدايث قد أضاف بعض الإيضاحات والتي أفرد لها في المجموع ما يقرب من ستّة عشر كتاباً.
وقد ذكر المؤلّف في
مقدّمة كتابه أنّ الدافع من وراء تأليف الكتاب هو انحراف أكثر المنتسبين إلى التشيّع
عن الطريق المستقيم بسبب وقوع الغيبة ، وأشار إلى أنّ أكثر الناس قد أقبلوا إلى هذا
المذهب بدوافع غير صحيحة ، ولذلك فإنّهم تنكّروا له بمجرد أن تعرّضوا لأدنى شبهة ،
وقد أشار في مقدّمته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى أمر ملفت للنظر
عندما قال ما مضمونه : بالنظر إلى كلّ ما بلغنا من الأحاديث الكثيرة المروية عن الأئمّة
المعصومين عليهمالسلام بشأن الغيبة ، لو لم
تحصل الغيبة ، لكان ذلك هو الدليل على بطلان مذهب الإمامة ، وعليه فإنّ تحقّق الغيبة
هو بنفسه دليل على صدق أقوال الأئمّة عليهمالسلام.
وأضاف المؤلّف بأنّ
الحيرة والشكّ الذي أصاب أكثر الشيعة في هذا الموضوع ، لم يكن بالأمر غير المتوقّع
؛ لأنّ الأئمّة عليهمالسلام سبق أن تنبّأوا به
وأخبروا عنه.
وقد اختتم المؤلّف
مقدّمته بفهرس لمسائل الكتاب وموضوعاته.
لقد جمع المؤلّف في
الأسلوب النثري للكتاب بين الرصانة والإنسيابية الممزوجة بالصناعات الأدبية وخاصّة
السجع ، وفي الوقت نفسه كان بعيداً كلّ البعد عن التصنّع والتكلّف ، ممّا يدلّ على
سعة باع المؤلّف وتمكّنه من ناصية الأدب العربي ، وبطبيعة الحال لا يمكن لمن تحلّى
بصفة (الكاتب) أن لا يكون على غير هذه الصفة.
وبميمنة كتابة هذه
الأسطر في يوم ولادة أمير المؤمنين عليهالسلام ، فإنّنا نتشرّف هنا بذكر صلوات زاكية على الإمام وسائر الأئمّة المعصومين عليهمالسلام مقتبسة من مقدّمة الكتاب ، فقد قال الشيخ النعماني
بعد ذكر مناقب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«صلّى الله عليه وعلى أخيه أمير المؤمنين
تاليه في الفضل ، ومؤازره في اللأواء والأزل ، وسيف الله على أهل الكفر والجهل ، ويده
المبسوطة بالإحسان والعدل ، والسالك نهجه في كلّ حال ، والزائل مع الحقّ حيثما زال
، والحاوي علمه والمستودع سرّه ، [و] الظاهر على
مكنون أمره ، وعلى الأئمّة من آله الطاهرين الأخيار ، الطيّبين الأبرار ، معادن الرحمة
، ومحل النعمة ، وبدور الظلام ، ونور الأنام ، وبحور العلم ، وباب السلم الذي ندب الله ـ جلّ وعزّ ـ خلقه إلى دخوله
، وحذّرهم النكوب عن سبيله ، حيث قال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)».
الموضوعات المحورية
في كلام النعماني :
لقد تطرّق المؤلّف
إلى مختلف الموضوعات ، ومن المفيد أن نشير إلى جانب من هذه الموضوعات :
ـ الردّ على العامّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ الردّ على المعتزلة ، وقولهم في جواز تقدّم
المفضول على الفاضل أو الأفضل.
ـ بطلان القياس والاجتهاد بالرأي.
ـ وجوب الرجوع إلى أهل البيت عليهمالسلام ،
وعدم الاستغناء عنهم.
ـ مصائب السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام واعتبار
هذه المصائب وصمة عار لا تمحى من جبين أدعياء الإسلام.
ـ اشتمال القرآن على جميع العلوم ـ كبيرها
وصغيرها ـ ولكن لا يحيط بهذه العلوم غير أهل البيت عليهمالسلام.
ـ ذمّ الاختلاف في الدين.
ـ إفضاء إنكار إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام أو أيّ واحد من الأئمّة عليهمالسلامإلى النفاق.
ـ إنّ إنكار أحد الأئمّة ، بمنزلة إنكار
جميع الأئمّة.
ـ لا تكون الإمامة إلاّ بنصّ إلهي ، فلا
دور للناس في اختيار الإمام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ وثاقة كتاب سُليم بن قيس (وهو من مصادر
غيبة النعماني).
ـ تواتر الروايات الواردة في تحديد عدد الأئمّة
بإثني عشر إ ماماً.
ـ إنّ الروايات التي تحدّد عدد الأئمّة بإثني
عشر إ ماماً لا تنسجم إلاّ مع عقيدة الشيعة الإمامية.
ـ الإشارة إلى قلّة المؤمنين والمعتقدين
بالمذهب الصحيح في تلك الحقبة.
ـ الفرق الشيعية المنحرفة عن أصل التشيّع
وبطلانها ، وتحذير الشيعة من اتّباع الضالّين.
ـ بطلان إدّعاء الإمامة من قبل السادة والأشراف
من آل أبي طالب.
ـ قيام الشواهد في الروايات على صحّة عقائد
الإمامية ، وانطباقها على إمام العصر والزمان (عجل الله فرجه) وغيبته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ الآراء المختلفة بشأن صاحب العصر والزمان
(عجل الله فرجه).
ـ إمكان طول العمر بالنسبة إلى صاحب العصر
والزمان (عجل الله فرجه).
ـ تشبيه غيبة الإمام المهدي ـ عجّل الله
تعالى فرجه الشريف ـ بقصّة ولادة النبيّ موسى عليهالسلام ونشأته.
ـ تواتر روايات الغيبة.
ـ الإشارة إلى روايات أهل البيت عليهمالسلام بشأن
الغيبة الأولى (= الغيبة الصغرى) ، والتي كان فيها السفراء الأربعة وسطاء بين الإمام
عليهالسلام وعامّة الناس.
ـ وصف منزلة ومكانة السفراء الأربعة.
ـ انتهاء فترة الغيبة الصغرى ، وبداية الغيبة
الثانية (= الغيبة الكبرى).
ـ سنّ (صاحب الأمر) و (القائم) وهيئته عند
الظهور لا تنطبق على
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيّ واحد من الأئمّة السابقين ، وغيرهم من
الذين ادّعوا المهدوية.
ـ توجيه الروايات التي حدّدت وقت الظهور.
ـ هيئة الإمام المهدي ـ عجّل الله تعالى
فرجه الشريف ـ الواردة في الروايات وعدم انطباقها على الخليفة الفاطمي.
ـ الإشارة إلى بطلان المذهب الإسماعيلي.
أسلوب تأليف الكتاب
:
إنّ المؤلّف لم يستند
في كتابه على روايات الخاصّة ، وإن كان كتابه لا
يخلو من روايات العامّة وحتّى نصوص التوراة
التي كان يذكرها في سياق التأكيد على الحقيقة.
وقد عمد النعماني إلى
رفد الروايات بإيضاحات مقتضبة أحياناً ،
وأحياناً يلقي الضوء على الرواية من خلال دعمها برواية أخرى ، أو أن يشرح مضمونها
من خلال الأحاديث المعروفة من قبيل : حديث الثقلين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مثلاً .
إنّ الإيضاحات التي
يذكرها المؤلّف مفعمة بالآيات القرآنية ، ممّا يثبت عمق معرفته وتخصّصه في مجال القرآن
الكريم.
ومن خلال التوضيحات
التي يسوقها في كلامه ندرك أنّ مخاطبه هم الشيعة ، ولذلك نراه يقول في الكثير من مواضع
الكتاب : «يا معشر الشيعة» ، و «يا أيّها الشيعة
الأخيار».
ومن ناحية أخرى فإنّ
الكتاب موضوع في الدرجة الأولى للردّ على أهل البدع من الفرق المنسوبة إلى التشيّع
، وقد عبّر النعماني عن هذه الجماعة بعبارات من قبيل : «أهل الدعاوى الباطلة المنتمين
إلى الشيعة وهم منهم براء» ، أو «طوائف من العصابة
(العصائب خ. ل) المنسوبة إلى التشيّع المنتمية إلى نبيّها محمّد وآله (صلى الله
عليه وآله) ممّن يقول بالإمامة». أو «الطوائف المنتسبة إلى التشيّع ممّن خالف الشرذمة المستقيمة
على إمامة الخلف بن الحسن بن عليّ».
وبطبيعة الحال فإنّ
المؤلّف لم يغفل عن تقديم الإجابات الإجمالية عن مواقف العامّة وبيان فساد مذاهبهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنّ أسلوب تأليف الكتاب
والصناعة الأدبية فيه ملفت للانتباه ، فإنّ المؤلّف قد استعمل أساليب يستهدف من ورائها
تحريك ذهن القارئ ، ليخرجه من حالة الخمول والتراخي ، فتراه يدعو القارئ إلى التفكير
وإلى التأمّل ، وأن يتفاعل مع الإثارات الفكرية المطروحة في طيّات الكتاب ، ويخرجه
من الدائرة الانفعالية ، وذلك إذ تراه يقول : (فتأمّلوا) ، و (فاعتبروا) ، و (فانظروا) ، و (انظروا) ، و (فتبيّنوا) ، وما إلى ذلك من
هذه الألفاظ المنتشرة في جميع نصوص الكتاب.
وبالتالي فإنّه يلفت
الأنظار إلى المصير والعاقبة السيّئة التي تنتظر المنحرفين عن المسار الصحيح أي مسار
الإمامة ، حيث نرى كلمات النعماني في هذا الكتاب طافحة بالتحذير والإنذار والبشارة.
وهو يمدح مخاطبيه بأوصاف
خاصّة ، ولا يخفى ما في هذا الأسلوب من حثّ وتشجيع على التدبّر والتفكير في أحاديث
أهل البيت عليهمالسلام من أجل الوصول إلى
أعتاب الهداية والاستمرار على نهج الولاية ؛ انظر إلى التعابير الآتية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ «يا أولي الأبصار».
ـ «يا أولي الأبصار
الناظرة بنور الهدى ، والقلوب السليمة من العمى ، المشرقة بالإيمان والضياء».
ـ «يا من وهب الله
له بصيرة وعقلاً ، ومنحه تمييزاً ولبّاً».
ـ «أيّها الشيعة الأخيار».
ـ «يا معشر الشيعة
ممّن وهب الله تعالى له التمييز وشافي التأمّل والتدبّر لكلام الأئمّة عليهمالسلام».
والدعاء للمخاطبين
بتعبيرات من قبيل : «رحمكم الله» في سياق تأثير
الكتاب عليهم.
ومن ناحية أخرى يعمد
المؤلّف إلى ذمّ أهل البدع بذكر أوصافهم القبيحة ، فتراه يقول : «المبتدعون الذين لم
يُذقهم الله حلاوة الإيمان والعلم ، وجعلهم بنجوة منه وبمعزل عنه».
وإنّ إيضاحات المؤلّف
مفعمة بحمد الله والثناء عليه ، وطلب الهداية وبلوغ الحقيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولا بأس هنا من ذكر
هذا النصّ النثري المؤثّر والمحرّك للمشاعر الذي جادَ به يراع المؤلّف ، إذ يقول :
«فاستيقظوا ـ رحمكم الله ـ من سِنة الغفلة
، وانتبهوا من رقدة الهوى ، ولا يذهبنّ عنكم ما يقوله الصادقون عليهمالسلام صفحاً
باستماعكم إيّاه بغير آذان واعية ، وقلوب متفكّرة ، وألباب معتبرة متدبّرة لما قالوا
أحسن الله إرشادكم ... والحمد لله ربّ العالمين».
ولكي يعمل المؤلّف
على تحريك أذهان المخاطبين ، ويثير عندهم الفضول إلى معرفة الحقّ والحقيقة فإنّه يقوم
بتوظيف الأسلوب الاستفهامي ـ وخاصّة الاستفهام الاستنكاري ـ والعبارة الآتية تبيّن
مختلف أنواع هذا الأسلوب :
«أليس في هذه الأحاديث ـ يا معشر الشيعة
ـ بيان ظاهر ونور زاهر؟ هل يوجد أحد من الأئمّة الماضين عليهمالسلام يُشكّ
في ولادته ، واُختلف في عدمه إلاّ هذا الإمام الذي جعل كمال الدين به وعلى يديه ...».
«فمَن صاحبُ هذه الغيبة غير الإمام المنتظر؟
ومَن الذي يشكّ جمهور الناس في ولادته إلاّ القليل ، وفي سِنّه؟ ومَن الذي لا يأبه
له كثير من الخلق ولا يصدّقون بأمره ، ولا يؤمنون بوجوده إلاّ هو؟».
«أما ترون ـ زادكم الله هدى ـ هذا النهي
عن التنويه باسم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغائب عليهالسلام».
«فأيّ أمر أوضح وأىّ طريق أفسح من الطريقة
التي دلّ عليها الأئمّة عليهمالسلامفي
هذه الغيبة ونهجوها لشيعتهم حتّى يسلكوها مسلّمين غير معارضين ولا مقترحين ولا شاكّين
، وهل يجوز أن يقع مع هذا البيان الواقع في أمر الغيبة شكّ».
«هل هذه الأحاديث ـ رحمكم الله ـ إلاّ دالّة
على غيبة صاحب الحقّ».
وبذلك فإنّ أبا عبد
الله النعماني الكاتب يدعو الشيعة ـ من خلال نثره النابض بالحياة ـ إلى التفكير ، وكلّه
أمل بهدايتهم إلى الصراط المستقيم.
طبعات كتاب غيبة النعماني
:
هناك بأيدينا خمس طبعات
لكتاب غيبة النعماني
، وهي كالآتي :
١ ـ الطبعة الحجرية :
من إعداد : علي نقي الجيلاني ، دار الخلافة ، طهران ، ١٣١٨ هـ ، وهي بخط محمّد القمّي
، وقد ورد في مقدّمة الكتاب بتاريخ (١٣١٧ للهجرة) : «لقد تمّ نسخها وتصحيحها بدقّة
متناهية عن العديد من النسخ القديمة في دار الإيمان قم».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجاء في خاتمة الكتاب
: «قد بلغ قبالاً وتصحيحاً على نسخ معتمدة في مجالس آخرها صبيحة الجمعة لعشرة أيّام
بقين من ربيع الأوّل سنة (١٣١٧ هـ) ، وحرّره بيمناه الوازرة محمّد القمّي ، (١٣١٧ هـ)».
كما طبع في ملحقه كتاب
الأربعين للشهيد الأوّل ، وقد شغل الصفحات من (١٨٣ إلى ٢١٣).
٢ ـ طبعة تبريز : قامت
بطباعتها مكتبة الصابري سنة (١٣٨٣ هـ) ، وقد استنسخت هذه الطبعة عن طبعة سابقة بالأفست
كذلك ، مع استبدال مقدمتها ذات الصفحة الواحدة بمقدّمة أخرى من ستّ عشرة صفحة بقلم
وليّ الله الإشراقي ، ونرى في نهاية الكتاب فهرسة بأبواب الكتاب ، ولا تحتوي هذه
الطبعة على كتاب الأربعين للشهيد الأوّل.
٣ ـ الطبعة التي قام بتصحيحها علي
أكبر الغفّاري : قامت بطباعتها مكتبة الصدوق في طهران سنة (١٣٩٧ هـ) ، نشرت
هذه الطبعة أوّلاً من دون تحريك ، ثمّ تمّ تحريك كلماتها في الطبعة الثانية على يد
السيّد محسن الأحمدي ، وأعاد النظر فيها حسين آغا أستاد ولي ، وسوف نتحدّث عن هذه
الطبعة بتفصيل أكثر.
٤ ـ الطبعة التي قام بتحقيقها فارس
حسّون كريم : وقامت بطباعتها أنوار الهدى في قمّ سنة (١٤٢٢ هـ) ، وقد أنجزت
هذه الطبعة عن الطبعة السابقة بعد حذف هوامشها ، وإضافة تخريج الأحاديث إليها.
٥ ـ الطبعة المصحوبة بترجمة إلى
اللغة الفارسية : وكانت الترجمة بقلم محمّد جواد الغفّاري ـ نجل الأستاذ
الغفّاري ـ عن طبعته التي طبعت في
دار نشر صدوق في طهران
سنة (١٤١٨ هـ).
النسخ المخطوطة لغيبة
النعماني وطبعة الأستاذ الغفّاري :
أشار الأستاذ الغفّاري
في مقدّمة الكتاب إلى أنّه اعتمد في تصحيحه على ثلاث نسخ ، واحدة بتاريخ : (١٠٧٧ هـ)
، والثانية من دون تاريخ إلاّ أنّ خطّها يوحي بأنّها تنتمي إلى ما قبل القرن العاشر
أو ما يقرب منه ، وأمّا النسخة الثالثة والأخيرة وهي الأهمّ من بين تلك النسخ فهي النسخة
المطبوعة ، وقد تمّت مقابلة أسانيدها والبابين الأخيرين منها مع النسخة رقم (١٨٧) المحفوظة
في مكتبة آستان قدس رضوي من قبل آية الله الزنجاني ـ والد راقم هذه السطور ـ أدام الله
تعالى ظلّه ، وقد جاء وصف النسخة من قبله في المقدّمة.
وقد عمد راقم سطور
هذا المقال إلى مراجعة هذه النسخة ، ولاحظ أنّ جميع الكتاب ـ سنداً ومتناً ـ قد قوبل
بهذه النسخة ، ومن خلال التدقيق في المقابلات توصلنا إلى أنّ مقابلة النسخة قد تمّت
عبر مرحلتين ، وإنّ المقابلة الكاملة للنسخة قد جاء بعد استفادة الأستاذ الغفّاري منها
، وكان يقوم بمقابلة النسخة على قدر حاجته من تلك المقابلة ولذلك نراه قد اقتصر على
مقابلة بعض الموارد التي كان يرى أنّها ضرورية فقط ـ وليس جميع الأسانيد ـ ، لذلك يمكن
القول بأنّه لم تتمّ الاستفادة من هذه النسخة القيّمة والثمينة في هذه الطبعة.
جدير بالذكر أنّ سماحة
حجّة الإسلام والمسلمين علي أكبر مهدي بور
ـ دامت بركاته ـ قد
قابل نسخته بهذه النسخة مرّتين بدقّة ، كما قابلها أيضاً بالنسخة المحفوظة في مكتبة
آية الله المرعشي النجفي وهي مطابقة في الغالب للنسخة المتقدّمة ، وقد تفضّل عليّ بتزويدي
بنسخته وقد منّ عليّ بهذه البادرة الحسنة.
خصائص النسخة الخطّية
المحفوظة في مكتبة آستان قدس رضوي :
إنّ هذه النسخة المحفوظة
في هذه المكتبة تحت رقم (١٨٧) من كتب الأخبار ، وتحت رقم (١٧٥٤) ضمن مجموع الكتب المحفوظة
، يرجع تاريخ كتابتها إلى العام (٥٧٧ للهجرة) ، وللأسف الشديد يبدو أنّ اسم الناسخ
قد طاله الحذف أثناء قصّ الصفحة ، وقد تمّ وقف هذه النسخة مع (٣٩٩) مجلّد آخر من قبل
الشيخ أسد الله المعروف بـ : (ابن خاتون المشهدي) عام (١٠٦٧ للهجرة) على العتبة المقدّسة
للإمام الرضا عليهالسلام ، وإنّ بعض أجزاء الكتاب كتبت بخطّ مختلف ولكنّه قديم أيضاً.
هناك في هذه النسخة
روايات وأحياناً باب أو أبواب من الكتاب لم تذكر ، وإليك فهرستها على النحو الآتي :
ـ ص ٣٥ ، ح ٤ : حدّثنا
أحمد بن محمّد بن سعيد ...
ـ ص ٣٧ ، ح ١١ : حدّثنا
محمّد بن همّام بن سهيل ...
ـ الباب ٦ ، ص ١١٦
ـ ١٢٧ (الحديث المروي من طريق العامّة). وقد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سبق أن ذكرنا أنّ هذا
الباب كأنّه أضيف إلى الكتاب بعد الفراغ من تأليفه.
ـ ص ١٢٩ ، ح ٤ : أخبرنا
أحمد بن محمّد بن سعيد ...
ـ ص ١٢٩ ، ح ٥ ، حدّثنا
محمّد بن يعقوب ...
ـ ص ١٣٥ ، ح ١٩ : أخبرنا
أحمد بن محمّد بن سعيد ...
ـ ص ١٧٥ ، ح ١٥ : حدّثنا
عبد الواحد بن عبد الله ...
ـ ص ١٧٥ ، ح ١٦ : حدّثنا
محمّد بن يعقوب الكليني ...
ـ ص ١٧٩ ، ح ٢٥ : حدّثنا
أحمد بن محمّد بن سعيد ...
ـ ص ٢١٦ ، ح ٦ : أخبرنا
محمّد بن يعقوب ...
ـ ص ٢٢٤ ، ح ٧ : وعن
محمّد بن يحيى ...
ـ ص ٢٤١ ، ح ٣٨ : أخبرنا
عليّ بن الحسين المسعودي ...
ـ ص ٢٨٦ ، ح ٦ : أخبرنا
سلامة بن محمّد ...
ـ ص ٢٨٦ ، ح ٧ : حدّثنا
عبد الواحد بن عبد الله بن يونس ...
ـ ص ٢٨٧ ، ح ٨ : أخبرنا
أبو سليمان ...
ـ الباب ٢١ إلى أواخر
الباب ٢٤ (ص٣١٧ ـ أواخر ص٣٢٨).
ـ ص ٣٣١ ، ح ٧ : حدّثنا
أحمد بن محمّد بن سعيد ...
اختلاف النسخة الرضوية
عن طبعة الأستاذ الغفّاري :
هناك اختلاف بينهما
في الكثير من الأمور وحتى في الأحاديث فهل كانت هذه الأختلافات من إضافات المصنّف بعد
إتمام تأليف الكتاب أم أنّ النسخة الخطّية قد تعرّضت لهذا النقص؟ حيث لم يتّضح أيّ
من ذلك. ومن
خلال مقارنة هذه النسخة
بالنسخة المطبوعة من الكتاب نلاحظ اختلافات كبيرة بينهما في الأسانيد ونصوص الأحاديث
وتوضيحات المؤلّف ، وفي أغلب الموارد نلاحظ أنّ العبارة الأصحّ أو الأفضل هي عبارة
النسخة المخطوطة.
وفيما يأتي من أبحاث
هذه المقالة ستكون لنا إشارة في معرض الحديث عن مصادر الكتاب إلى موارد الاختلاف في
أسانيد هذه النسخة والنسخة المطبوعة.
وأمّا هنا فسوف نقتصر
على بيان اختلاف متن هاتين النسختين في قسمين :
القسم الأوّل يرتبط باختلافات مقدّمة الكتاب ، حيث تعرضنا في هذا القسم إلى
أكثر الاختلافات.
وأمّا القسم الثاني فقد تناولنا فيه نماذج من الاختلافات الأخرى في سائر مواضع
هذا الكتاب.
ولتسهيل المقارنة بين
الطبعتين سوف نأتي على ذكر مواضع من الطبعة الحجرية أيضاً ، حيث أنّه في بعض الموارد
تتطابق فيها الطبعة الحجرية مع النسخة الرضوية ، وقد علّمنا هذه الموارد بوضع نجمة
أمامها (*) ، وفي بعض الموارد تمّ ذكر عبارة النسخة الرضوية في هامش الطبعة الحجرية
، وقد أشرنا إليها بعبارة (الهامش) في الطبعة الحجرية.
اختلافات النسخة الرضوية
عن طبعة الأستاذ الغفّاري في مقدّمة الكتاب :
طبعة الأستاذ الغفّاري/
الطبعة الحجرية/ نصّ النسخة المطبوعة/ نصّ
النسخة الرضوية
ـ ص ١٨ ، أواخرها/
* ص ٢ ، أواسطها/ إن تعدّوا/ وإنْ تعدّوا [آية قرآنية].
ـ ص ١٩ ، س ٢/ ص ٢
، أواخرها/ دالّين هادين/ دالّين وهادين.
ـ ص ١٩ ، س ٣/ ص ٢
، أواخرها/ ومبلّغين مؤدّين/ مبلّغين ومؤدّين.
ـ ص ١٩ ، س ٥/ ص ٢
، س أخير/ أطلعهم على غيبه/ أطلعهم عليه من غيبه.
ـ ص ١٩ ، س ٧ و ٨/
ص ٣ ، س ١/ ترفّعاً لأقدارهم/ رفعاً لأقدارهم.
ـ ص ١٩ ، س ٨ و ٩/
ص ٣ ، س ٢/ ولتكون حجّة الله عليهم تامّة/ ولتكون حجّته بالغة تامّة.
ـ ص ١٩ ، س ١٣/ ص ٣
، س ٧/ فصيّره إماماً/ بتصييره إماماً.
ـ ص ١٩ ، س ١٤/ ص ٣
، س ٧/ وأعطاه الشفاعة/ بإعطائه الشفاعة.
ـ ص ٢٠ ، س ١١/ * ص
٣ ، س أخير/ أذكاها/ أزكاها.
ـ ص ٢٠ ، س ١٤/ ص ٤
، س ١/ طوائف من العصابة/ طوائف من العصائب.
ـ ص ٢٠ ، س ١٦/ ص ٤
، س ٤/ فاز بذمّتها/ دان بدينها.
ـ ص ٢١ ، س ١/ ص ٤
، س ٦/ التنزّه عن سائر المحظورات/ التنزّه عن المحظورات.
ـ ص ٢١ ، س ٣/ ص ٤
، أواسطها/ كلمها/ كلمتها.
ـ ص ٢١ ، أواخرها/
ص ٥ ، س ١/ الفرقة الثابتة على الحقّ/ الفرقة المحقّة الثابتة على الحقّ ؛ [وفي هامش
النسخة الرضوية تمّت الإشارة إلى اختلاف النسخة].
ـ ص ٢١ ، ما قبل الأخير/
ص ٥ ، س ١/ لا يضرّها الفتن/ لا تضرّها الفتن.
ـ ص ٢٢ ، س ٦/ * ص
٥ ، س ٦ ، الهامش/ لم يهتمّوا لطلب العلم/ لم يهتمّوا بطلب العلم.
ـ ص ٢٢ ، س ٨/ ص ٥
، أواسطها/ على قدر روايتهم/ على حسب روايتهم.
ـ ص ٢٢ ، س ١٠/ ص ٥
، أواسطها/ دخل في هذه المذاهب/ دخل في هذا المذهب.
ـ ص ٢٢ ، ما قبل آخرها/
ص ٥ ، أواخرها/ طلباً للرئاسة وشهوة لها وشغفاً بها/ حبّاً للرئاسة وشهوة لها وشغفاً.
ـ ص ٢٣ ، س ٢/ ص ٥
، أواخرها/ وهن من نفسه بصحّة ما نطق به منه/ وهن يقينه بصحّة تعلّق به منه.
ـ ص ٢٣ ، س ٩/ ص ٦
، س ٤/ إرشادهم في الحيرة/ إرشادهم عند الحيرة.
ـ ص ٢٠ ، س ٩/ * ص
٣ ، أواخرها/ باب السلام/ باب السلم.
ـ ص ٢٣ ، س ١٣/ ص ٦
، أواسطها/ الهداية إلى ما أوتي عنهم فيها ما يُصحّح/ الهداية إلى ما أتي عنهم فيها
ممّا يُصحّح.
ـ ص ٢٣ ، س ما قبل
الأخير/ ص ٦ ، أواسطها/ حسن الصورة/ حسن البصيرة.
ـ ص ٢٣ ، س الأخير/
ص ٦ ، أواسطها/ أتحفه بالفهم/أخلصه بالفهم.
ـ ص ٢٤ ، س ٨/ ص ٦
، أواخرها/ قوي اليقين في قلوبهم بصحّة ما تلقّوه/ قدر اليقين في قلوبهم بصحّة ما تلقّوه.
ـ ص ٢٤ ، س ١٦/ ص ٧
، س ٣/ ولا تكونوا/ ولا يكونوا. [إنّ هذه الكلمة جزء من آية قرآنية جاءت على هذا الشكل
، وفي النسخة الخطّية غير منقّطة].
ـ ص ٢٤ ، س ١٨/ ص ٧
، س ٥/ (إن الله يحيي الأرض)/ (اعلموا أنّ الله ...).
ـ ص ٢١ ، س ما قبل
الأخير/ ص ٧ ، س ٦/ فإنّه/ كأنّه.
ـ ص ٢٤ ، س أخير/ ص
٧ ، س ٧/ فتأويل هذه الآية جاء/ فتأويل هذه الآية جار.
ـ ص ٢٥ ، س ٤/ * ص
٧ ، أواسطها/ إمّا ظاهر معلوم أو خائف مغمور/ إمّا ظاهر معلوم وإمّا خائف مغمور.
ـ ص ٢٥ ، س ١٣/ ص ٧
، أواخرها/ ما حدث من هذه الفرق العاملة بالأهواء/ ما حدث في الشيعة من هذه الفرق العاملة
بالأهواء.
ـ ص ٢٦ ، س ٧/ ص ٨
، أواسطها/ كان له طعام قد ذراه/ كان له طعام فذراه.
ـ ص ٢٦ ، س ١٢/ ص ٨
، أواسطها/ حتّى نقيت منه رزمة كرزمة
الأندر [الذي] لا يضرّه
السوس شيئاً/ حتّى بقيت منه رزمة كرزمة الأندر [والاندر : البيدر] لا يضرّها السوس
شيئاً.
ـ ص ٢٧ ، س ما قبل
الأخير/ ص ٩ ، أواسطها/ ناقة صالح/ ناقة ثمود.
ـ ص ٢٩ ، س ٢/ * ص
١٠ ، س ٦/ ما وفّق الله جمعه/ ما وفّق الله لجمعه.
ـ ص ٢٩ ، س ٧/ ص ١٠
، أواسطها/ سرّ آل محمّد عليهمالسلام/ سرّ الله.
ـ ص ٢٩ ، أواخرها/
ص ١٠ ، أواخرها/ وإنّهم أحد الثقلين/ بدلاً من (التمسّك).
ـ ص ٢٩ ، س أخير/ ص
١١ ، س ٤/ خذلاناً من الله شملهم به استخفافهم ذلك وبما كسبت أيديهم/ خذلاناً من الله
شملهم به استحقاقهم ذلك بما كسبت أيديهم.
ـ ص ٣٠ ، س ١٠/ ص ١١
، أواسطها/ المؤثّرون الملح الأجاج على العذب النمير الفرات/ (النمير) لم يرد في النسخة.
ـ ص ٣١ ، س ٤/ * ص
١١ ، س ما قبل الأخير/ فيمن ادّعى الإمامة ومن زعم إنّه إمام وليس بإمام/ فيمن ادعى
الإمامة ومن ادّعاها له وليس بإمام.
ـ ص ٣١ ، ما قبل آخرها/
ص ١٢ ، أواسطها/ ما جاء فيما يلقى القائم منذ قيامه عليهالسلام فيبتلى من جاهلية الناس/ ما جاء فيما يلقى القائم عند قيامه
عليهالسلام ، ويستقبل من جاهلية الناس ، [إلاّ أنّه في عنوان الباب ص ٢٩٦
من
النسخة المطبوعة جاء
فيها (ويستقبل) أيضاً].
ـ ص ٣١ ، س الأخير/
ص ١٢ ، أواسطها/ جيش الغضب/ جيش العُصَب/ [في ص ٣١١ و ٣١٢ من النسخة المطبوعة في عنوان
الباب وفي نصّ الحديث أيضاً جاء (الغضب) و (غضب) وفي النسخة المخطوطة جاء (العُصَب)
و (عُصَب)].
نماذج من سائر مواضع
الكتاب :
طبعة الغفّاري/ الطبعة
الحجرية/ نصّ المطبوعة/ نصّ النسخة الرضوية
ـ ص ٤٣ ، أواخرها/
ص ١٨ ، أواسطها/ فإنّ القرآن مع العترة/ فالقرآن مع العترة.
ـ ص ٤٥ ، س ٧ و ٨/
* ص ١٩ ، أواخرها/ فوكّلهم الله عزّ وجلّ بمخالفتهم أمره وعدولهم عن اختياره وطاعته
وطاعة مَن اختاره لنفسه فولاّهم إلى اختيارهم وآرائهم وعقولهم/ بدلاً من (فولاّهم)
جاء (ولهم).
ـ ص ٥٠ ، أواسطها/
ص ٢٢ ، أواخرها/ الذين يدين به العباد/ الذين يدين به الضُلاّل [الطبعة الحجرية : الذين
تدين به أئمّة الضلال].
ـ ص ٥٦ ، أواسطها/
* ص ٢٦ ، س ٧/ فإذا كانت هذه حال من أخلف الوعد في أنّ عقابه النفاق المؤدي إلى الدرك
الأسفل من النار/ بدل (أنّ عقابه) جاء (أعقابه) ، [السطر ما قبل الأخير في نفس الصفحة
يؤيّد صحّة ما جاء في المخطوطة].
ـ ص ٦٥ ، س ١/ ص ٣٠
، أواخرها/ أبدال الأرض/ بدلاً من (أبدال)
جاء (أبداً).
ـ ص ١٠١ ، أواخرها/
ص ٤٧ ، س ٦/ من طرق رجال الشيعة الموثّقين/ من طريق رجال الشيعة الموفّقين.
ـ ص ١٠٢ ، س ٢/ ص ٤٧
، أواسطها/ المقداد وسلمان الفارسي/ سلمان والمقداد.
ـ ص ١٦٠ ، ما قبل آخرها/
ص ٨٢ ، هامش/ يطالبون بالإرشاد إلى شخصه والدلالة على موضعه ويقترحون إظهاره لهم ،
وينكرون غيبته ، لإنّهم بمعزل عن العلم/ ومع هذا الإنذار بقلّة علمهم وضعف بصائرهم
وأنّهم بمعزل عن العلم يترجّون ظهور الإمام لهم ويطالبون بالإرشاد إلى شخصه
ويذكرون غيبته ويقولون ما فعل وأين هو ولِمَ يغيب وإلى كم يغيب ، وهم يعلمون ما سبق
من علم الله وتدبيره في أمر هذا الإمام وصفه الله في المرتبة والمنزلة تحكّماً عن (على
خ. ل) الله واقتراحاً على وليّه واستعجالاً لأمره وتقدّماً بين يديه.
ـ ص ١٦٣ ، أواسطها/
ص ٨٥ ، س ٥ ، هامش/ فيه شبه من يوسف/ فيه سنة [من] يوسف.
ـ ص ١٦٩ ، ما قبل آخرها/
ص ٨٨ ، أواخرها/ وهم الجازمون/ وهم الحازمون.
ـ ص ٢٩٩ ، أواخرها/
ص ١٦٠ ، س ٦/ وأزد/ وأزد البصرة.
ـ ص ٣١١ ، أواخرها/
ص ١٦٧ ، أواخرها/ حدّثني مَن رأى المسيّب ابن نجبة ، قال : وقد جاء رجل إلى أمير المؤمنين
عليهالسلام ومعه رجل يقال له : ابن
السوداء ، فقال له
: يا أمير المؤمنين .../ حدّثني من رأى المسيّب بن نجبة وقد جاء يدخل إلى أمير المؤمنين
عليهالسلام ومعه رجل يقال له : ابن السوداء وهو متلبّبة فقالوا : يا أمير
المؤمنين ....
ـ ص ٣٣١ ، ما قبل آخرها/
ص ١٨٠ ، س الأخير/ ملك القائم منّا/يملك القائم منّا.
نموذج ملفت للغاية
عن تحريفات النسخة المطبوعة :
نطالع في حديث عن الإمام
الباقر عليهالسلام في النسخة المطبوعة لغيبة النعماني ، (ص ٣٠١) (ص ١٦١ ،
من الطبعة الحجرية) : «إنّهما
أجلان : أجل محتوم ، وأجل موقوف. فقال له حمران : ما المحتوم؟ قال : الذي لله فيه
المشيئة. قال حمران : إنّي لأرجو أن يكون أجل السفياني من الموقوف. فقال أبو جعفر عليهالسلام : لا والله ، إنّه لمن المحتوم».
يرد على هذا النصّ
إشكال من ناحيتين :
الناحية الأولى : أنّ
هذا النصّ اشتمل على تعريف الأجل المحتوم فقط.
والناحية الثانية :
أنّ هذا التعريف ينسجم مع الأجل الموقوف أكثر من انسجامه مع الأجل المحتوم.
إنّ هذين الإشكالين
ينبثقان عن سبب واحد ، وهو وجود سقط في النسخة المطبوعة ، فقد سقطت عبارة : «قال :
الذي لا يكون غيره ، قال :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فما الموقوف؟» من قبل عبارة : «قال : الذي لله فيه المشيئة».
إنّ تكرار عبارة : «قال : الذي ...» في هذا الحديث أدّت بالناسخ أن يقفز بصره من إحديهما إلى الأخرى
، فأدّى هذا إلى حدوث مثل هذا السقط.
ومع الالتفات إلى ما
تقدّم نجد هناك حاجة ماسّة إلى طبعة جديدة نقدية لغيبة النعماني تأخذ بنظر الاعتبار
النسخة الرضوية ، وربّما أمكن من خلال البحث في فهارس النسخ المخطوطة في مختلف المكتبات
العثور على نسخة أو نُسخ أخرى يستفاد منها في عملية التصحيح ، وقد كان لدى العلاّمة
المجلسي في الغالب نسخ أصلية قيّمة ، ولذلك يبدو من الضروري الاعتماد على كتاب بحار الأنوار بوصفه
نسخة هامّة في عملية تصحيح غيبة النعماني ، على أمل أن يتولّى هذه المسؤولية صاحب همّة وكفوء
ليعمل على إحياء هذا الأثر القيّم إن شاء الله تعالى.
تاريخ تأليف الكتاب
:
تقدّم أن ذكرنا أنّ
كتاب غيبة النعماني
قد تمّ تأليفه ـ على ما يبدو ـ قبل شهر ذي الحجّة الحرام من عام (٣٤٢ للهجرة) ، حيث
أملاه مؤلّفه على تلميذه ؛ ومع الأخذ بنظر الاعتبار تصريحه بما يراه من كون عمر الإمام
المنتظر (عجل الله فرجه) عند تأليفه الكتاب كان يربو على الثمانين سنة عندما قال :
«له الآن نيّف وثمانون
سنة» ، فلا يمكن أن يعود تاريخ تأليف الكتاب إلى ما قبل عام (٣٣٦ للهجرة)
، وعلى هذا الأساس فإنّ تاريخ تأليف الكتاب
يعود إلى ما بين عام
(٣٣٦ للهجرة) إلى عام (٣٤٢ للهجرة).
وفيما يلي نحاول أن
نقدّم تاريخاً دقيقاً لتأليف الكتاب بملاحظة عبارة أخرى في غيبة النعماني.
ففي منتصف كتاب غيبة النعماني هناك
كلام حول النزاعات والحروب الدائرة بين أحد مدّعي المهدوية وأبي يزيد الأموي ، وقد
استفاد البعض منه أنّ تاريخ تأليف الكتاب متقدّم على موت أبي يزيد ، وأنّ الكتاب قد
تمّ تأليفه عندما كانت الحروب بينه وبين مدّعي المهدوية محتدمة ، وعلى الرغم من أنّ
تلك العبارة لا توحي بما فهموه ، إلاّ أنّها قد تنفعنا ببيان آخر فيما نحن فيه.
ولمزيد من التوضيح ننقل نصّ عبارة النعماني :
فبعد أن عمد النعماني
إلى نقل عدد من الروايات في صفة الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) ومنزلته ، بادر
إلى نقل رواية جليلة عن الإمام الصادق عليهالسلام بشأن منزلة الإمام المهدي ، حيث قال : «ولو أدركته لخدمته أيّام حياتي»
، وقد عقّب النعماني على هذه الرواية قائلاً : «فتأمّلوا [بعد هذا] ما يدّعيه المبطلون
، ويفتخر به الطائفة البائنة المبتدعة من أنّ الذي
هذا وصفه ، وهذا حاله ومنزلته من الله عزّ وجلّ ، هو صاحبهم ومن الذي يدعون له ؛ فإنّه
بحيث هو في أربعمئة ألف عنان ، وإنّ في داره أربعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آلاف خادم روميّ وصقلبيّ. وانظروا هل سمعتم أو رأيتم أو بلغكم عن النبيّ (صلى الله
عليه وآله) ، أو عن الأئمة الطاهرين عليهمالسلام أنّ القائم بالحقّ
هذه صفته التي يصفونه بها ، وإنّه يظهر ويقيم بعد ظهوره ، بحيث هو
في هذه السنين الطويلة ، وهو في هذه العدّة العظيمة ، يناقفه أبو يزيد الأمويّ ، فمرّة
يظهر عليه ويهزمه ، ومرّة يظهر هو على أبي يزيد ، ويقيم بعد ظهوره وقوّته وانتشار أمره
بالمغرب والدنيا على ما هي عليه؟! فإنّكم تعلمون بعقولكم ـ إذا سلمت من الدخل ـ وتمييزكم
ـ إذا صفى من الهوى ـ أنّ الله قد أبعد من هذه حاله عن أن يكون القائم لله بحقّه والناصر
لدينه والخليفة في أرضه والمجدّد لشريعة نبيّه».
فهذه العبارة لا تتحدّث
إلاّ عن النزاع والقتال الذي كان دائراً بين أبي يزيد الأمويّ وهذا الشخص الذي كان
يدّعي المهدوية والذي استمرّ لسنوات طويلة ، والّتي تؤكد على أنّ النصر كان مرّة حليف
هذا المدّعي للمهدوية ، ومرّة حليف أبي يزيد ، ولكن هل انتهى هذا القتال أم أنّه كان
لا يزال قائماً؟ هذا ما لا يتّضح من العبارة نفسها.
وقبل مواصلة البحث
يبدو من المفيد هنا أن نشير إلى تمرّد أبي يزيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باختصار :
إنّ أبا يزيد ـ مخلّد
بن كيداد ـ الذي كان من أتباع مذهب النكارية وهم طائفة من الخوارج كان قد جمع أنصاراً
له وذلك في سنة (٣١٦ للهجرة) ، وبدأ يروّج لفكرة الخوارج في تكفير كلّ من خالفهم من
المسلمين.
تحدّثت الكتب التاريخية
عن مطاردته من قبل القائم خليفة المهدي ، وهروبه من قبضة القائم وعودته سرّاً إلى مسقط
رأسه في (توزر) وذلك سنة (٣٢٥ للهجرة) ، وأشارت المصادر التاريخية إلى سجنه على يد
والي (قسطيلية) ، وقد نجح أنصاره في تحريره من السجن ، وتحصّن في جبال (الأوراس) ،
فحاصره القائم هناك ، واستمرّ هذا الحصار سبع سنوات.
وتعود حروبه ضدّ القائم
، وسيطرته على مختلف المدن في غرب أفريقية إلى عامي (٣٣٢ و ٣٣٣ للهجرة).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد تمكّن أبو يزيد
في سنة (٣٣٣ للهجرة) من الإستيلاء على أكثر المدن الواقعة في شمال أفريقية ، مثل :
قسطيلية وأربس والقيروان وحاصر القائم في عاصمة حكمه في مدينة المهدية ، وقد استمرّ
هذا الحصار حتّى عام (٣٣٤ للهجرة) ، وقد استمرّت المواجهات والانسحابات والإخفاقات
والانتصارات له في هذه السنة أيضاً ، وفي شهر رمضان من تلك السنة توفّي القائم ، وحلّ
محلّه ابنه المنصور في سدّة الحكم ، كما تواصلت معارك أبي يزيد ضدّ الفاطميّين في تلك
السنة بضراوة أيضاً ، ولكن في نهاية المطاف وقع أبو يزيد في قبضة عساكر المنصور ، حتّى
توفّي في نهاية المحرّم من عام (٣٣٦ للهجرة) متأثّراً بجراحه التي أصيب بها في آخر
معاركه. وقد وردت تفاصيل هذه الأحداث في كتب التأريخ فلا داعي إلى إعادتها
والإسهاب في نقلها وتكرارها في هذا المقال.
في العبارة مورد البحث
من كتاب غيبة النعماني
هناك أمران يستحقّان الوقوف والتأمّل ، وهما :
أوّلاً : وصف أبي يزيد بالأمويّ ، وهو أمر لم نشاهده في أيّ موضع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آخر. فقد وصف أبا يزيد
بلحاظ أرومته بالبربريّ واليفرنيّ والزناتيّ ، كما وصف بلحاظ عقيدته ومذهبه بالخارجيّ
الأباضيّ والنكاريّ. فما هو منشأ وصفه بالأمويّ؟ يبدو أنّ منشأ ذلك يعود إلى اتّصاله
بالأمويّين في الأندلس ، فقد ذكر ابن عذاري المراكشي قائلاً : «وفي منسلخ شوّال من
سنة (٣٣٣ للهجرة) قدم على الناصر رسولان من أبي يزيد ـ مخلّد بن كيداد المعروف
بصاحب الحمار ـ القائم بأفريقية على أبي القاسم الشيعي ، برسالة منه يخبر بتغلّبه على
القيروان ورقّادة وعملهما ، وإيقاعه بأصحاب الشيعي فيها ، وما يعتقده من ولاية الناصر
، ويأوي إليه من اعتقاده إمامته. واتصلت كتب أبي يزيد ورسله على قرطبة من ذلك الوقت
إلى حين وفاته».
كما نقلت المصادر التاريخية
هذه العلاقة التي كانت قائمة سنة (٣٣٤ للهجرة) و (٣٣٥ للهجرة) أيضاً ، وقد كان الهدف
منها طلب النجدة من الناصر.
إنّ الأمر الهام في
هذا البحث هو أنّ عبارة النعماني ووصفه لمدّعي المهدوية يثبت بوضوح أنّه كان في أثناء
تأليف الكتاب على قيد الحياة ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وذلك حيث يقول : «فإنّه
بحيث هو في أربعمئة ألف عنان ، وإنّ في داره أربعة آلاف خادم رومي وصقلبي» ، حيث أنّ
هذه العبارة فيها ظهور قوي في كونه كان حيّاً يرزق في حين تأليف الكتاب.
لا شكّ في أنّ هذا
الشخص هو الخليفة الفاطمي ، ولكن هل المراد منه القائم الفاطمي أم غيره؟ يبدو من عبارة
الأستاذ الغفّاري وتأكيد النعماني بقوله : «القائم بالحقّ ، والقائم لله» بحقّه أنّها
تشير إلى هذا المعنى.
وكذلك يمكن الاستشهاد
على ذلك بعبارة : «بحيث هو في هذه السنين الطويلة» حيث يستفاد منها أيضاً كونه كان
حيّاً في زمان تأليف الكتاب.
فإذا كان هذا الاحتمال
صحيحاً ، فبالالتفات إلى تاريخ وفاة القائم في شهر رمضان من سنة (٣٣٤ للهجرة) ، يعود
تاريخ تأليف الكتاب إلى ما قبل هذا التاريخ. إلاّ أنّ هذا لا ينسجم مع استنتاجنا السابق
بشأن تاريخ تأليف كتاب غيبة
النعماني والذي قلنا فيه : إنّ تأليف الكتاب لا يمكن أن يعود إلى ما قبل
سنة (٣٣٦ للهجرة).
نضيف إلى ذلك أنّ حجم
كتاب غيبة النعماني
وإن كان صغيراً إلاّ أنّه من الطبيعي أنّ الكتاب كان يكتب بشكل تدريجي. وعليه نقول
: إنّ العبارة المرتبطة بغارات أبي زيد في كتاب غيبة النعماني تأتي بعد مئة صفحة من
العبارة المرتبطة بعمر إمام العصر والزمان عليهالسلام ، والتي استنتجنا منها أنّ تاريخ تأليف الكتاب لا يمكن أن يكون
سابقاً على العام (٣٣٦ للهجرة) ، ومن هنا يبدو أنّ عدم انسجام هاتين النتيجتين متين.
فلو كان المراد من
مدّعي المهدوية في هذه العبارة هو المنصور ابن
القائم ، فإنّه قد مات في
سنة (٣٤١ للهجرة) ، وعليه لن يكون هناك إيّ إشكال على استنتاجنا السابق ، ولكن يبعد
أن يكون مراد النعماني هو المنصور.
إنّ عقدة هذا البحث
رهن بالالتفات إلى مسألة أشار إليها المؤرّخون في مصادرهم ، إذ قالوا : بأنّ المنصور
أخفى موت والده خوفاً من اشتداد أمر أبي يزيد ، فلم يسمّ نفسه خليفة ، ولم يغيّر في
ضرب النقود ، ولم يغيّر في قراءة الخطب وسائر شؤون الخلافة الأخرى ، فلمّا قضى على
تمرّد أبي يزيد أعلن عن موت أبيه ، ونصب نفسه خليفة عنه.
وعليه من الطبيعي أن
لا يطّلع النعماني على موت القائم حتّى سنة (٣٣٦ للهجرة) ، متصوّراً أنّه لا يزال على
قيد الحياة.
وبعد ضمّ كلتا هاتين
العبارتين مورد البحث من كتاب غيبة النعماني إلى بعضهما نصل إلى نتيجة مفادها أنّ كتابة الأجزاء
الوسطى من هذا الكتاب تعود إلى سنة (٣٣٦ للهجرة) ؛ إذ مع أخذ موت أبي يزيد في شهر محرّم
من سنة (٣٣٦ للهجرة) بنظر الاعتبار ، يبعد أن يبقى النعماني على جهله بموت القائم
الفاطمي حتّى نهاية تلك السنة. وبعد إضافة هذه النقطة وهي أنّ الكتاب ليس كبير الحجم
، يمكن القول بأنّ الفراغ من تأليف الكتاب كان في تلك السنة (أي سنة ٣٣٦ للهجرة) أو
السنة التي تليها مباشرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبطبيعة الحال علينا
أن لا نتجاهل حقيقة أنّ النعماني وإن كان قد أضاف بعض الروايات إلى الكتاب بعد تأليفه
، ولكن ليس لدينا دليل على أنّه قد أحدث تغييراً في بنية الكتاب ، ولذلك لا يمكن القول
بأنّ الكتاب كان قد تمّ تدوينه وتأليفه مرّتين ، لنكون بحاجة إلى البحث في تاريخ تأليفاته
المختلفة.
ونتيجة البحث هو : أنّ الأجزاء الوسطى من كتاب غيبة النعماني تعود إلى سنة (٣٣٦ للهجرة)
، وأمّا خاتمة الكتاب فيبدو أنّها تعود أيضاً إلى تلك السنة ، أو السنة التي تليها
مباشرة.
حقيقة بشأن كتاب غيبة
النعماني :
قام شرف الدين الأسترآبادي
في كتاب تأويل الآيات
بنقل بعض الروايات عن غيبة
الشيخ المفيد ، وقد عمد إلى حذف بداية الأسانيد من أغلبها ، ولكنّه في موضع
من كتابه هذا (الصفحة رقم ٢٠٨) وفي هامش سورة التوبة بادر إلى نقل روايتين بكامل سنديهما
تخلّلهما توضيح من المؤلّف منقولة من ذلك الكتاب :
ـ «حدّثنا عليّ بن
الحسين ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ... وأوضح من هذا ـ بحمد الله ـ وأنور
وأبين وأزهر ...».
ـ «أخبرنا سلامة بن
محمّد ، قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن معمّر ...».
وقد روي هذان الحديثان
على هذه الصيغة في غيبة النعماني
(ص٨٦/١٧ ، ٨٧/ ١٨).
كما تمّ نقل سائر الموارد
المنقولة في كتاب تأويل
الآيات عن كتاب غيبة الشيخ المفيد بأجمعها في كتاب غيبة النعماني أيضاً :
ـ تأويل الآيات ،
ص ٨٧ (هامش سورة البقرة) ، غيبة النعماني (ص ٣١٤/٦ ، ٢٨٢/٦٧).
ـ تأويل الآيات ،
ص ١٠٢ (هامش سورة البقرة) ، غيبة النعماني (ص ١٣٢ / ١٤).
ـ تأويل الآيات ،
ص ١٢٣ (هامش سورة آل عمران) ، غيبة النعماني (ص ٤١ / ٢).
ـ تأويل الآيات ،
ص ١٣٣ (هامش سورة آل عمران) ، غيبة النعماني (ص ٢٦ ، ص١٩٩/١٣).
ـ تأويل الآيات ،
ص ٢٥٦ (هامش سورة النحل) ، غيبة النعماني (ص ١٩٨/٩ ،٢٤٣/٤٣).
ـ تأويل الآيات ،
٣٨٤ (هامش سورة الشعراء) ، غيبة النعماني (ص
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٧٤ / ١١).
وعليه ليس هناك من
شكّ في أنّ النسخة التي نسبها شرف الدين الأسترآبادي إلى الشيخ المفيد ، لم تكن سوى
نسخة عن كتاب غيبة النعماني! فما الذي أدّى إلى حدوث هذا الخلط؟
وللإجابة عن هذا السؤال
لابدّ من الالتفات إلى أنّ الشيخ المفيد كان له كتاب في الغيبة ، وقد ورد ذكره في كتاب رجال النجاشي ، ويبدو ـ بطبيعة
الحال ـ أنّ هذا الكتاب هو من بين كتبه المفقودة ، وليس بأيدينا أيّ معلومات خاصّة
عنه أيضاً ، هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فإنّ
الشيخ المفيد يكنّى بـ : (أبو عبد الله) ، واسمه : (محمّد بن محمّد بن النعمان) ؛ ولذلك
كان يتمّ التعبير عنه أحياناً بـ : (أبو عبد الله ابن النعمان) ، ومن هنا يبدو الشبه
بين اسم الشيخ المفيد وبين اسم أبي عبد الله النعماني مؤلّف كتاب غيبة النعماني جليّاً
، ومن هنا فإنّ تحريف اسم (أبو عبد الله النعماني) إلى (أبو عبد الله بن النعمان) ،
أو الخلط بين هذين الاسمين ، هو السبب في نسبة كتاب غيبة النعماني إلى الشيخ المفيد.
وبطبيعة الحال علينا
أن لا نغفل عن اشتراك النعماني والمفيد في الاسم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من تراث مدرسة الحلّة
(مختصر المراسم العلويّة)
للمحقّق الحلّي
(٦٠٢ ـ ٦٧٦ هـ)
|
|
أحمد علي مجيد الحلّي
بسم الله الرحمن
الرحيم
مقدّمة :
الحمد لله ربِّ العالمين
الذي جعل مراسم دينه بالأحكام النبويّة ، واختصر لنا ذلك بالنبيّ وآله إذ أمرنا بسلوك
الطريقة العلويّة المحمّديّة ، وصلّى الله على خير خلقه محمّد وآله خير البريّة.
وبعدُ : فإنّه لم يجُل في خاطري أن يحالفني الحظّ والتوفيق في يوم من
الأيّام فأضَعَ بين يديّ نسخةً وُضِعَت بين يَدَي المحقّق الحلّيّ ، جعفر بن الحسن
الهذليّ (ت ٦٧٦ هـ) نفسِه ، هي النسخة الخطّيَّة من كتاب مختصر المراسم كتبها لَه وقرأها عليه
تلميذه السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ في سنة (٦٧٢ هـ) ، واستَلَمَتها الأيدي الكريمةُ
بعدَ ذلك جيلا بعد جيل ، فمن المحقّق الحلّي إلى تلميذه السيّد محمّد بن مطرف الحسني
(كان حيّاً سنة ٦٩٥ هـ) ، ثمَّ
إلى السيّد رضيّ الدين
محمّد بن الحسن الرزقيّ الداوديّ الحسنيّ (كان حيّاً سنة ٦٩٥ هـ) ، الذي قرأها على
السيّد ابن مطرف وأجازه بروايتها ، ثمّ تملّكها الشيخ محمّد جواد البلاغيّ (ت ١٣٥٢
هـ) ، وبين الأخيرين ما خفي عنّا من أسماء الذين قرأوا الكتاب ودرسوه وحفظوه وتملّكوه
، ثمّ تملّكها بالشراء من الشيخ البلاغيّ الشيخُ عليّ آل كاشف الغطاء (ت ١٣٥٠ هـ) ،
ثمّ تملّكها نجلُه الشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء (ت ١٣٧٣ هـ) ، ثمّ الشيخ آقا
بزرك الطهرانيّ (ت١٣٨٩هـ) الذي عرّفَها في كتابِهِ الذريعة ، ثمَّ السيّد عليّ الحسينيّ
السيستانيّ ونجله السيّد محمّد رضا السيستانيّ ، فقد رأياها قبل تحقيق كتاب الشرائع لابن بابويه
المنضمّ إلى نسخة مختصر
المراسم ، واستنسخ الأخير كتاب الشرائع هذا ، فرحم الله الماضين وحفظ
الباقين وجزاهم الله جميعاً خيرًا على حفظهم لنا هذا الأثر اليتيم النفيس الذي هو من
آثار عظيم من عظماء علماء الحلّة ، هو الفقيه المعظّم المحقّق الحلّيّ قدسسره ، الذي وُلِدتُ في
جوارِ قبره.
وكان من التوفيق أيضاً
أن أعود إلى مدينتي الحلّة السيفيّة بعد انتقالي إلى النجف الأشرف مع والدي قبل أربعين
عاماً ؛ وذلك لإحياء هذا الأثر ، وغيره من الآثار الحلّيّة ، وقد وفّقتُ إلى تحقيقه
بضيافة مركز تراث الحلّة التابع للعتبة العبّاسيّة المقدّسة.
وكتاب المختصر هذا عرفتهُ
في أواخر سنة (١٤٣٢هـ) في مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة يوم كان اهتمام المرجعيّة
الرشيدة بإخراج أثر مهمّ من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آثار الشيعة الإماميّة
، هو كتاب الشرائع
لوالد الشيخ الصدوق عليّ بن الحسين ابن موسى ابن بابويه (ت ٣٢٩ هـ) والمنضمّ مع مختصر المراسم في
مجموعة خطّيّة واحدة ، والذي حُقّق وطُبع ونُشر بجهود مضنية قلّ نظيرها.
وما إن كُلِّفتُ بإحياء
بعض تراث مدينة الحلّة ـ العريقة الذكر ـ من سماحة الحجّة السيّد أحمد الصافي ـ
دام تأييده ـ ، وذلك بالعمل في مركز تراث الحلّة الذي فُتح برعايته واهتمامه ، حتّى
سارعتُ في الإجابة ، وانتهزت الفرصة في أن أُحيي هذا الأثر الذي لم يُطبع من قبل ،
والذي كتبه تلميذ المؤلّف قدسسره.
وحاولت في مقالتي هذه
أن أتناول كلّ شاردة وواردة تتعلّق بالكتاب ونسختيه علّني أستطيع أن أضع بين يديّ القارئ
ما جاد به قلمي خدمة للتراث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الأوّل
سلاّر الديلميّ
مؤلّف كتاب (المراسم العلويّة في الأحكام النبويّة)
* التعريف به :
هو الفقيه الأعظم ،
والشيخ الأجلّ ، الشيخ أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز الديلميّ الطبرستانيّ ، المعروف بـ : (سلاّر)
أو (سالار) ، وقد اشتهر بلقبه حتّى ذكره جملة من أصحاب الرجال والتراجم في باب السين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ما قيل فيه :
١ ـ منتجب الدين ابن بابويه (ت
٥٨٥هـ) في الفهرست : «الشيخ أبو يعلى سالار بن عبد العزيز الديلميّ ، فقيهٌ
، ثقةٌ ، عين».
٢ ـ السيّد المرتضى ، عليّ بن الحسين
الموسويّ (ت ٤٣٦هـ) ـ أستاذه ـ في مفتتح أجوبة المسائل السلاّريّة التي
سأله عنها الديلميّ ، قال : «قد وقفت على ما أنفذه الأستاذ ـ أدام الله عزّه ـ من المسائل
وسأل بيان جوابها ، ووجدته ـ أدام الله تأييده ـ ما وضع يده من مسائله إلّا على نكتة
وموضع شبهة».
٣ ـ السيّد محمّد مهديّ بحر العلوم
(ت ١٣١٢هـ) : قال بعد إيراد كلام الشريف المرتضى المتقدِّم بشأن المسائل
السلاّريَّة ما نصّه : «وناهيك بهذا النعت له من السيّد ، ولعمري لقد سأل هذا الفاضل
في مسائله المذكورة عن أمور عويصة بتحرير متقن سديد يدلّ على كمال فضله واقتداره في
صنعة الكلام وغيره ، وقد تعمّق السيّد الأجلّ المرتضى بما يعلم منه مقدار فضيلة
السائل وتمهّره وتسلّطه على العلم ، وقد كان سؤاله عن ذلك حال تحصيله على السيّد وقراءته
عليه.
فإنّه قال ـ في ابتداء
المسائل ـ : (أمّا نِعَمُ الله تعالى على الخلق بدوام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقاء سيّدنا الشريف
السيّد الأجلّ المرتضى علم الهدى ـ أطال الله بقاه وأدام علوّه وسموّه وبسطته ، وكبت
أعداءه وحسدته ، فالألسُنُ تقصر عن أداء شكرها ، والمنن تضعف عن تعاطي نشرها ، فلا
أزال الله عنّا وعن الإسلام ظلّه ، وحرس أيّامه من الغِيَر ، وبعد : فمن كان له سبيل
إلى إلقاء ما يعرض له ويعتلج في صدره من الشبه إلى الخاطر الشريف ، واستمداد الهدى
من جهته ، فلا معنى لإقامته على ظلمتها ، والغاية اقتباس نور الله سبحانه ؛ ليقف
على الطريق النهج والسبيل الواضح والصراط المستقيم ، والخادم ـ وإن كان متمكّناً من
إيراد ذلك في المجلس الأشرف وأخذ الجواب عنه على ما جرت به عادته ـ فإنّه سائل الإنعام
بالوقوف على هذه المسائل ، وإيضاح ما أشكل منها ، ليعمّ النفع بها ، فيحصل بذلك المبتغى
بمجموعه من الوقوف على الحقّ ، وعموم النفع للمؤمنين كافّة ، والتنويه باسم الخادم
، ولرأي سيّدنا الشريف السيّد المرتضى علم الهدى ـ أدام الله قدرته في ذلك وعلوّه إن
شاء الله ..) ، ثمّ أخذ في ذكر المسائل».
٤ ـ العلاّمة الحلّيّ (ت ٧٢٦هـ)
في خلاصة الأقوال : «سلاّر بن عبد العزيز الديلميّ ، أبو يعلى ـ قدّس الله
روحه ـ شيخنا المقدّم في الفقه والأدب وغيرهما ، كان ثقة وجهاً .. قرأ على المفيد ١١
ـ رحمه الله ـ وعلى السيّد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرتضى ـ رحمه الله
ـ».
٥ ـ ابن داود الحلّيّ (ت ٧٤٠هـ)
في رجاله : «سلاّر بن عبد العزيز الديلميّ ، أبو يعلى ، فقيهٌ جليل معظّم
، مصنِّف ، من تلامذة المفيد والسيّد المرتضى».
٦ ـ الحرّ العامليّ (ت ١١٠٤هـ)
في أمل الآمل : «الشيخ أبو يعلى سالار بن عبد العزيز الديلميّ ، فقيهٌ ،
ثقةٌ ، ديّن .. ثقة ، جليل القدر ، عظيم الشأن ، فقيه ، يروي عنه الشيخ أبو عليّ [ابن
الشيخ الطوسيّ]».
٧ ـ السيّد محمّد باقر الخوانساريّ
(ت ١٣١٣هـ) في روضات الجنّات : «الشيخ المتفقّه الإمام أبو يعلى حمزة بن
عبد العزيز ، الملقّب بسلاّر الديلميّ ، أحد أعاظم المتقدّمين من فقهاء هذه الطائفة
، بل واحدهم المشار إليه في كتب الاستدلال .. وهو من كبار تلامذة المرتضى والمفيد».
٨ ـ السيّد محسن الأمين العامليّ
(ت ١٣٧١هـ) في أعيان الشيعة : «كان متكلّماً ، أصولياً ، فقيهاً ، أديباً
، نحويّاً ، ذا شهرة واسعة بين العلماء ، فكانوا يقفون عند أقواله ، وينقلونها في كتبهم
، وحسبه شرفاً أنّه يعدّ من أجلّة تلامذة المفيد والمرتضى».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* تصانيفه :
١ ـ الأبواب والفصول
، في الفقه.
٢ ـ الأسئلة السلاّريّة
، مسائل في الفقه سأل عنها أستاذه السيّد المرتضى ، مخطوط.
٣ ـ التذكرة في حقيقة
الجوهرة ، مفقود.
٤ ـ التقريب في أصول
الفقه ، مفقود.
٥ ـ الردّ على أبي
الحسن البصريّ في نقضه كتاب الشافي في الإمامة ، مفقود.
٦ ـ المراسم العلويّة
، مطبوع.
٧ ـ المقنع في المذهب
، مفقود.
* وفاته وموضع دفنه
:
قال الصفديّ (ت ٧٦٤هـ)
: مات في صفر سنة (٤٤٨ هـ).
وذكر السيّد محسن الأمين
العامليّ (ت ١٣٧١هـ) والشيخ آقا بزرك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطهرانيّ (ت ١٣٨٩هـ)
نقلا عن نظام الأقوال أنَّه : «مات بعد الظهر
من يوم السبت لستّ خلون من شهر رمضان سنة (٤٦٣ هـ)» ، وهو الصحيح.
وقال الميرزا عبد الله
الأفندي (ت حدود ١١٣٠هـ) في كتابه رياض العلماء وحياض الفضلاء نقلا عن تذكرة الأولياء : «إنّ سلاّر بن عبد
العزيز الديلميّ مدفون في قرية خسرو شاه من قرى تبريز».
وقال الأفندي : «وقد
وردتُ عليها أيضاً وسمعتُ من بعض أكابرها بل من جميع أهلها أنَّ قبره ـ قدّس سرّه ـ
بها ، وكان قبره هناك معروفاً ، وقد زرته بها ، وخسرو شاه : كان (كانتـ ظ) في الزمن
القديم بلدة كبيرة معروفة من بلاد آذربيجان ، والآن صارت قرية .. وهي من تبريز على
مرحلة بقدر ستّة فراسخ».
وقال السيّد محمّد
حسين الجلاليّ : «حدّثني السيّد محمّد عليّ القاضي التبريزيّ أنّ مزاره معروف ، وتزوره
الطائفة».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الثاني
كتاب (المراسم العلويّة في الأحكام النبويّة)
* التعريف به :
مختصر فتوائيّ معروف
من أحكام الطهارة إلى الديات ، في قسمين : العبادات والمعاملات
، في بعض مسائله إشارة إلى بعض الأدلّة ، ألّفه باسم أحد السلاطين لم يذكر اسمه تصريحاً
في مقدّمة المؤلّف ، سُمّي في بعض الفهارس الأحكام النبويّة والمراسم العلويّة
، واشتهر بـ : المراسم
، وقد يعبّر عنه بـ : الرسالة
اختصارًا.
أوّل الكتاب : «الحمد لذي القدرة والسلطان ، والكرم والإحسان .. أمّا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد على أثر ذلك أطال
الله للحضرة العالية المظفّرة المنصورة الوزيريّة السيديّة الأجلّيّة السعادة والبقاء
، وأدام لها السلطان والعلاء ، والنور والسناء ، وكبت لها الحسدة الأعداء ، فإنّ أحقّ
ما اشتغل به العارفون ، وعمل به العاملون ، الرسوم الشرعيّة والأحكام الحنيفيّة ، إذ
بها ينال جزيل الثواب .. وقد عزمت على جمع كتاب مختصر يجمع كلَّ رسم ويحوي كلَّ حتم
من الشريعة ، وأتيته على القسمة ؛ ليقرب حفظه ويسهل درسه ..».
آخر الكتاب : «فقد أتينا في هذا الكتاب على كتب الفقه مع الاختصار ،
وجنّبنا الإطالة والإكثار ، وجعلناه تذكرةً للعالمِين ، وإماماً للدارسين ، ومقنعاً
للطالبين ، ورحمةً للعالمَين ، مع قلّة حجمه وصغر جسمه حاو للعبادات ، متضمّن للشرعيّات
، لا يفوته إلاّ القليل ، ولا يرجع البصر عن نظره وهو كليل ، فهو مليح المباني غزير
المعاني ، ولم نصنّفه لقصور الكتب المصنّفات عمّا فيه ، بل لأنّ أصحابنا رضوان الله
عليهم إذا اختصروا ، أثبتوا العبادات ، ولم يذكروا المعاملات ، ولأنّه على طريقة من
القسمة غير مألوفة ، وملية غير معروفة ، فلذلك برّز على الأقران ووجب بفضله الإقرار
والإذعان .. ويجعل عاقبتنا أجمعين إلى الجنّات ، إنّه جواد كريم ، بارٌّ رحيم».
* شروحه :
١ ـ شرحٌ لبعض المقاربين
لعصر المصنِّف مختصرٌ على نحو التعليق ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعناوين (قوله ـ قوله)
، ذكره ورآه الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ عند الشيخ محمّد السماويّ ضمن مجموعة عليها إجازة
بخطّ قطب الدين الراونديّ ، سعيد بن هبة الله الحسنيّ (ت ٥٧٣هـ) ، كتبها لولده نصير
الدين حسين الشهيد ، وهو ناقص الأوّل ، من ذكر النسيان من أفعال الحجّ إلى آخر الحدود والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ينتهي به كتاب المراسم ، والكتابُ سوف يُحقّق
وينشر في مجلّة (دراسات علميّة) ، وقد أشار الشيخ عزّ الدين الحسن بن أبي طالب اليوسفيّ
المعروف بالفاضل الآبيّ (ت ٦٩٠هـ) إلى هذا الشرح في كتابه كشف الرموز.
وقد انتقلت هذه النسخة
إلى مكتبة الإمام كاشف الغطاء وتسلسلها (٣١٦) ، رأيتها ضمن مجموعة مع كتاب الجواهر في الفقه
لابن البرّاج ، ولِقدَمها أرى من المفيد أن أذكر مواصفاتها ، وهي على النحو الآتي :
النسخة ضمن مجموعة
ضمّت ثلاثة كتب :
الأوّل : الجواهر في الفقه : للقاضي سعد الدين أبي القاسم عبد العزيز ابن نحرير بن عبد العزيز
بن البرّاج ، قاضي طرابلس (ت٤٨١ هـ) ، ناقص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآخرـ ينتهي بالمسألة
ذات الرقم (٧٣٣) من المطبوع ـ ويقع في ٤٥ ورقة ـ ورقتان منها بياض ـ وعليه إجازة السيّد
سعيد بن هبة الله الراونديّ المذكورة ، ونصّها : «كتاب الجواهر في الفقه : تأليف القاضي أبي
القاسم عبد العزيز بن نحرير ابن البرّاج ـ رضي الله عنه ـ قرأه
عليّ ولدي نصير الدين أبو عبد الله الحسين ـ أبقاه الله ومتّعني
به ـ قراءة إتقان ، وأجزت
له أن يرويه عنّي ، عن الشيخ أبي جعفر محمّد بن المحسن الحلبيّ ، عنه ، كتبه : سعيد
بن هبة الله».
الثاني : المراسم العلويّة : لسلاّر بن عبد العزيز الديلميّ(ت ٤٦٣هـ) ، ناقص الأوّل والآخر
، يبدأ بباب ذكر ما يتطهَّر به من الأحداث وينتهي بذكر أحكام الجنايات في القضاء ،
ويقع في (٣١) ورقة ، بعض أوراقه مخرومة.
الثالث : شرح المراسم العلويّة : لمجهول ، ناقص الأوّل ، ويبدأ من ذكر النسيان من أفعال الحجّ ، ويقع في (١١) ورقة
، واستنسخ عن هذه النسخة أوّلا : الشيخ محمّد بن محمّد بن عليّ الفراهانيّ المحمّد
آباديّ في شعبان سنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(٦١٨ هـ) ، ثمّ استنسخ
عنها في شهر رمضان من تلك السنة أيضاً الشيخ أبو جعفر عليّ بن الحسين بن أبي العباس الجاسبيّ الوارنيّ
وكتبا ذلك بخطّهما في إنهاء النسخة.
ونصّ ما كتبه الأوَّل : «انتسخ منه أضعف عباد الله وأحوجهم إلى رحمته محمّد بن محمّد
بن عليّ الفراهانيّ المحمّد آباديّ في عشر الأواخر من شهر الله المبارك رمضان سنة ثمان عشر وستّمائة
داعياً لصاحبه ومستغفرًا لمصنِّفه».
ونصُّ ما كتبه الثاني : «انتسخ من هذا الكتاب العبد الضعيف الفقير المحتاج إلى رحمة
الله تعالى أبو جعفر عليّ بن الحسين (الحسن) بن أبي الحباب الحسينيّ الوارانيّ في شهر
الله المبارك رمضان عظَّم الله بركته سنة ثمان عشر وستّمائة داعياً لصاحبه بالخير».
والنسخة عليها ختم
مكتبة مجد الدين [مجد الدين محمّد النصيريّ الأمينيّ (ت ١٣٩٠ هـ) ظاهرًا] ، وختم مكتبة
الشيخ السماويّ ، (٨٧) ورقة ، مختلفة السطور ، (٧ / ١٣ × ٢٠) سم ، الغلاف : جلد ، أسود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢ ـ شرح في زمن المحقّق
الحلّيّ (ت ٦٧٦هـ) أو قبله بيسير ، نقل عنه الشهيد الأوّل (ت ٧٨٦هـ) في كتابه ذكرى الشيعة بعض
الفوائد في باب التسليم ، وهو غير الشرح الأوّل ، ولعلّه متّحد مع
السابق ، والأمر يحتاج إلى تحقيق.
٣ ـ شرح في زمن فخر
المحقّقين الحلّيّ (ت ٧٧٠هـ) أو قبله بيسير ، فإنّه نقل عنه في كتابه إيضاح الفوائد في
كتاب الطلاق ، وهو غير الشرح الأوّل ، ولعلّه متّحد مع
السابِقَينِ ، والأمر يحتاج إلى تحقيق أيضاً.
٤ ـ شرح السيّد ضياء
الدين بن الفاخر : ويعبّر عنه بـ : (السيّد الفاخر) ، نقل عنه الشيهد الأوّل (ت ٧٨٦هـ)
في كتابيه الدروس الشرعية
وغاية المراد ، ونقل عن الشيهد الأوّل جملة من المتأخّرين ، ونقل عن شرح
الفاخر هذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جملة من الأعلام ،
منهم : حسين بن موسى العامليّ (ق٩) في كتابه نزهة الأرواح فيما يتعلّق بأحكام النكاح ، والشهيد الثاني (ت
٩٦٥هـ) في كتابه مسالك
الأفهام ، والسيّد محمّد العاملي في كتابه غاية المرام ، والفاضل الهندي (ت ١١٣٧هـ)
في كتابه كشف اللثام
، والسيّد محمّد جواد العامليّ (ت ١٢٢٨هـ) في كتابه مفتاح الكرامة ، وقرنه الأخير بأعاظم
العلماء ، وعصره غير معروف لديّ ، وكلّ ما أعرفه عنه وهو أنّه متقدّم على الشهيد الأوّل.
قال الشيخ محمّد حسن
النجفي (ت ١٢٦٦هـ) في كتابه جواهر الكلام : «.. والسيّد الأجلّ عليّ بن موسى ابن طاووس صاحب
الكرامات ، والعلاّمة طاب ثراه في جملة من كتبه ، ووالده وولده وابن أخته السيّد العميد
، والسيّد ضياء الدين ابن الفاخر ، والشهيدين والمقداد وتلميذه محمّد بن شجاع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القطّان ..» ، ولا أعرف وجهاً لهذا
الترتيب إلاّ أن يكون صاحب الجواهر رحمهالله كان له معرفة بطبقة
الشارح ، وترجم له الميرزا عبد الله الأفندي في رياض العلماء مقتصراً على ما ذكره
الشهيد الأوّل في كتابيه المذكورين أعلاه ، ولعلّ هذا الشرح متّحد مع السابقين ، والأمر
يحتاج إلى تحقيق أيضاً ، ولم يذكر الشيخ آقا بزرك الطهراني شرح الفاخر في كتابه الذريعة.
٥ ـ العلائم في شرح
المراسم : للسيّد محمّد عليّ المعروف بآقا مجتهد ابن السيّد صدر الدين الموسويّ العامليّ
الأصفهانيّ (ت ١٢٧٤ هـ) ، غير تامّ.
* مختصراته :
اختصره نجم الدين جعفر
بن الحسن المعروف بالمحقّق الحلّيّ (٦٧٦هـ) ، وسيأتي الحديث عنه مفصّلا في المبحث الثالث
من هذه المقالة.
* مخطوطاته (أقدم نُسَخه)
:
إنّ من الغالب أن يكون
لكلِّ مؤلَّف قديم عدّة نسخ خطّيّة منتشرة في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ربوع الأرض ، وكتاب
المراسم العلويّة
حظي بذلك أيضّا ، ففي إيران (٣٨) نسخة ، وفي النجف الأشرف (٣) نُسخ ، وهنا اقتصرت على
ذكر ثلاث نسخ قديمة ونفيسة :
١ ـ نسخة ضمن مجموعة
عليها إجازة بخطّ القطب الراونديّ ، سعيد ابن هبة الله الحسنيّ (ت ٥٧٣هـ) كتبها لولده
نصير الدين حسين الشهيد ، رآها الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ عند الشيخ محمّد السماويّ ، وانتقلت هذه النسخة
إلى مكتبة الإمام كاشف الغطاء وتسلسلها فيها (٣١٦) ، رأيتها ضمن مجموعة مع كتاب الجواهر في الفقه
لابن البرّاج ، وشرح
المراسم ، وسيأتي الحديث عنها ضمن شروح كتاب المراسم.
٢ ـ نسخة كتبها عليّ
بن الحسين بن فادشاه بن أبي القاسم بن أميرة بن أبي الفضل بن بندار .. بن موسى بن أبي
جعفر الجواد ، يوم الخميس ٥ شهر ربيع الأوّل سنة (٦٧٥هـ) ، ويه الآن في مكتبة جامعة
طهران بالرقم : (٧٠١ ، ٧٦ ق ، ١٧س ، ٥ / ١٧ × ٢٦ سم).
٣ ـ نسخة كتبها محمّد
بن إسماعيل بن الحسن الهرقليّ الحلّيّ ، يوم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأربعاء ٤ جمادى الآخرة
سنة (٦٧٧هـ) ، وهي الآن في مكتبة جستربيتي (في دبلن بإيرلندا) بالرقم : (٣٨٧٨ ، ٩٩ق
، ١٥ س) ، ومصوّرتها في مكتبة السيّد المرعشي بالرقم (٧٣٥) ، وهنالك
نسخ أخرى قديمة ومتأخّرة ليس هنا محلٌّ لذكرها ، فمن أرادها فليرجع إلى مظانّها.
وكانت هذه النسخة في
مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهرانيّ (ت ١٢٨٦هـ) في كربلاء ، وقد رآها الشيخ آقا بزرك
الطهرانيّ (ره) وذكرها عند ترجمة الناسخ بما نصّه : «ورأيت أيضاً بخطّه المراسم العلويّة
لسالار الديلميّ في مكتبة الطهرانيّ بكربلاء ، كتبه في بغداد وفرغ منه ليلة الأربعاء
١٤ جمادى الآخرة سنة (٦٧٧هـ)».
* طبعاته :
ـ الأولى : طبع ضمن
الجوامع الفقهيّة
على الحجر سنة (١٢٧٦هـ) ، وترتيبه في الجوامع السابع بين اثني عشر كتاباً ، ونسخته
كتبها محمّد رضا ابن الميرزا عبد الله الطبيب بتاريخ سنة (١٢٧٦هـ) ، ٣٥ ص ، رحليّ.
ـ الثانية : طبع بعنوان
المراسم في الفقه الإماميّ
، بتقديم وتحقيق الدكتور محمود البستاني في النجف الأشرف ضمن منشورات (جمعيّة منتدى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النشر) ، الرقم (٤)
، بيروت ، سنة (١٤٠٠ هـ) ، ٢٧٢ ص ، وزيريّ.
ـ الثالثة : أوفسيت
على الطبعة السابقة ، منشورات الحرمين ، قم المقدّسة ، سنة (١٤٠٤هـ).
ـ الرابعة : بتحقيق
السيّد محسن الحسينيّ الأمينيّ ومراجعة السيّد محمّد جواد الجلاليّ في المجمع العالميّ
لأهل البيت عليهمالسلام ، قم المقدّسة ، سنة
(١٤١٤هـ) ، ٢٨٠ ص ، وزيريّ.
ـ الخامسة : أعيد
طبع السابقة بالأوفسيت في دار الحقّ ، بيروت ، سنة (١٤١٤هـ).
ـ وطبع أيضاً مبثوثاً
ضمن سلسلة الينابيع الفقهيّة
، جمع : الشيخ عليّ أصغر مرواريد ، نشر : مؤسّسة فقه الشيعة ، مط : الدار الإسلاميّة
، بيروت ، ط١ ، (١٤١٠هـ).
المبحث الثالث
المحقّق الحلّيّ مُختَصِر المراسم العلويّة
* التعريف به :
هو شيخ الإماميّة ، الفقيه
المجتهد ، نجم الدين أبو القاسم الحلّيّ ، المشهور بـ : (المحقّق الحلّيّ) ، جعفر بن
الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهُذَليّ ، مؤلِّف شرائع الإسلام ، المولود في الحلّة
سنة (٦٠٢هـ) ، والمتوفّى في سنة (٦٧٦هـ).
كان من أعاظم العلماء
فقهاً وأُصولا ، وتحقيقاً وتصنيفاً ، ومعرفةً بأقوال الفقهاء من الإماميّة ومن المذاهب
السنّيّة ، ذا باع طويل في الآداب والبلاغة ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درَّس وأفتى ، وإليه
انتهت رئاسة الشيعة الإماميّة في عصره ، وعُدَّ رائدًا لحركة التجديد في مناهج البحث
الفقهيّ والأُصوليّ في مدرسة الحلّة ، تخرّج عليه خلق من العلماء والدارسين أبرزهم
ابن أخته الحسن بن يوسف ابن المطهّر المعروف بالعلاّمة الحلّيّ (ت ٧٢٦ هـ).
قال فيه تلميذه الفقيه
الرجاليّ ابن داود الحلّيّ (ت ٧٤٠هـ) : «المحقّق المدقّق ، الإمام العلاّمة ، واحد
عصره ، كان ألسن أهل زمانه وأقومهم بالحجّة وأسرعهم استحضارًا ، قرأت عليه وربّاني
صغيرًا».
* أساتذته وتلاميذه
:
أخذ العلم عن : والده
الحسن ، ونجيب الدين محمّد بن جعفر بن هبة الله ابن نما ، والسيّد فخار بن معدّ الموسويّ
، ومحمّد بن عبد الله بن زهرة الحسينيّ الحلبيّ ، وسالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح
، ومجد الدين عليّ ابن الحسن بن إبراهيم العريضيّ.
وأخذ عن المحقّق :
عبد الكريم بن أحمد بن موسى ابن طاوس ، وعزّ الدين الحسن بن أبي طالب اليوسفيّ الآبيّ
، ويحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذليّ ، ومحمّد بن أحمد بن صالح القُسينيّ
، وابن أخته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رضيّ الدين عليّ بن
يوسف ابن المطهّر ، وطومان بن أحمد العامليّ ، وأبو جعفر محمّد بن عليّ القاشيّ ، ومحفوظ
بن وشاح بن محمّد ، ويوسف بن حاتم العامليّ ، والشاعر صفيّ الدين عبد العزيز بن سرايا
الحلّيّ ، والوزير أبو القاسم ابن الوزير مؤيّد الدين ابن العلقميّ ، وغيرهم.
* تصانيفه :
١ ـ أجوبة المسائل
البغداديّة.
٢ ـ بطلان إثبات المعدوم
وعدم كفر القائل به.
٣ ـ تلخيص (الفهرست)
للشيخ الطوسيّ.
٤ ـ التياسر في القبلة.
٥ ـ الرسالة الماتعيّة.
٦ ـ شرائع الإسلام
في مسائل الحلام والحرام : مطبوع ، وهو أشهرها ، وقد أصبح محورًا للإفادة والاستفادة
والتحقيق والشرح والتعليق منذ أن ألَّفه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحقّق إلى اليوم
الحاضر.
٧ ـ مختصر المراسم
(لسلاّر بن عبد العزيز الديلميّ) : في الفقه.
٨ ـ اللُّهْنة في المنطق.
٩ ـ المسائل الخمسة
عشر.
١٠ ـ المسائل العزّيّة
، وهي عشر مسائل كتبها المحقّق لعزّ الدين عبد العزيز.
١١ ـ المسائل الكماليّة.
١٢ ـ المسائل المصريّة
: مطبوع ضمن النهاية ونكتها الذي حقّقته ونشرته مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة
المدرّسين بقمّ.
١٣ ـ المسلك في أُصول
الدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٤ ـ المعارج في أُصول
الفقه : مطبوع.
١٥ ـ المعتبر في شرح
المختصر : مطبوع ، وهو كتاب فقهيّ استدلاليّ مقارن.
١٦ ـ المقصود من الجمل
والعقود.
١٧ ـ النافع في مختصر
الشرائع : مطبوع ، ويقال له أيضاً : (المختصر النافع في مختصر الشرائع) ، وقد طبع هذا
الكتاب في مصر سنة (١٣٧٦هـ) ، وأُقرّ للتدريس في جامعة الأزهر بأمر من وزير الأوقاف
الأستاذ أحمد حسن الباقوريّ.
١٨ ـ نكت النهاية :
مطبوع ، أي (النهاية في مجرّد الفقه والفتاوى) للشيخ الطوسيّ.
١٩ ـ نهج الوصول إلى
معرفة الأُصول.
شعره :
كان المحقّق قد نظم
الشعر في أوائل شبابه ، ثمّ تركه ، إلاّ ما جاء منه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين الحين والحين ممّا
تقتضيه المناسبة ، فمن شعره :
يا راقدًا
والمنايا غيرُ راقدة
|
|
وغافلا وسهامُ
اللَّيل ترميهِ
|
بِمَ اغترارُك
والأيّامُ مرصدةٌ
|
|
والدهرُ قد ملأ
الأسماعَ داعيهِ؟!
|
أما أرتك
الليالي قُبحَ دخلتها
|
|
وغدرها بالذي
كانت تُصافيهِ؟!
|
رِفقاً بنفسِك
يا مغرورُ إنّ لها
|
|
يوماً تشيب
النواصي من دواهيهِ
|
وفاته :
توفّي بالحلّة في شهر
ربيع الآخر سنة (٦٧٦هـ) ، واجتمع لجنازته خلق كثير.
وموضع قبره في محلة
الجبّاوين من الحلّة ـ وهو ماثل للعيان حتّى اليوم ـ وعليه قبة مجصّصة يتبرَّك الناس
به منذ ذلك العصر إلى عصرنا الحاضر ، وقد سمّي الشارع الذي فيه موضع القبر باسمه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الرابع
كتاب (مختصر المراسم العلويّة)
* المحقّق الحلّيّ
واختصار الكتب :
عمد الكثير من علمائنا
الأعلام إلى اختصار جملة من الكتب وتخيُّر ما ينفع الدراسين ، وأهم الأسباب الداعية
إلى اختصار الكتب تضخُّم حجم الكتاب إمّا بكثرة إيراد الأسانيد التي لا يفيد منها إلاّ
قلّةٌ من الخاصّة الذين لهم اعتناءٌ بهذا اللون من المعرفة ، في الوقت الذي تمثّل فيه
لدى عامّة الدراسين عبئاً يستنزف أوقاتهم وعرقلةً في طريق قراءتِهم ، وإمّا بكثرة الاستطرادات
التي تؤدّي إلى تشتّت الفائدة العلميّة وتحول دون إيراد المعلومات ضمن سياق منتظم.
ويقوم بذلك العلماء
المختصرون إمّا من تلقاء أنفسهم تشخيصاً لمقتضى الحالة العلميّة ، وإمّا استجابةً لطلب
طلاّبهم ومُريديهم وتحقيقاً لرغبة جملة من المعنيّين بالشأن العلمي الذين يكونون في
الغالب من الملوك أو الوزراء أو الأعيان أو الوجهاء ، وقد جرت العادة أن يذكر العلماء
المختصرون الداعىَ إلى الاختصار في أوائل مختصراتهم ، والمحقّق الحلّيّ
ـ مُختصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتاب المراسم ـ من أولئك
الأعلام.
ولم يكن كتاب المراسم العلويّة
الكتاب الوحيد الذي اختصره المحقّق الحلّيّ ، بل اختصر كتاباً آخر أيضاً هو الفهرست للشيخ الطوسيّ
، محمّد بن الحسن (ت ٤٦٠هـ) ، وسُمي مختصره بـ : تلخيص الفهرست ، لخّصه بتجريده عن
ذكر الكتب ، واقتصر على ذكر نفس المصنِّفين وسائر خصوصيّاتهم ، ورتّبه على الحروف في
الأسماء والألقاب والكنى ، وطُبِع هذا التلخيص
أربع مرّات :
الأولى : بتحقيق آية الله الشيخ رضا الأستاديّ ضمن مجلّة (علوم
الحديث) ، ع ١٤ ، الصفحات : (٢١١ ـ ٢٣٨) ، سنة (١٤٢٤هـ).
الثانية : بتحقيق السيّد مهديّ الرجائيّ ضمن كتاب الإجازات لجمع من الفقهاء والمحدّثين
، الصفحات : (٣٢٣ ـ ٣٦١) ، سنة (١٤٢٩هـ).
الثالثة : بتحقيق آية الله الشيخ رضا الأستاديّ ضمن مجموعة (رسائل
المحقّق الحلّيّ) ، الصفحات : (٣٢٧ ـ ٣٥٦) ، سنة (١٤٣٣هـ).
الرابعة : بتحقيق الدكتور ثامر كاظم الخفاجيّ ، منشورات الرافد ، بغداد
، ط١ ، سنة (١٤٣٧هـ) ، ١٩٨ ص.
ولهذا الكتاب ثلاث
نسخ :
الأولى : كتبها جعفر عليّ بن جلال بتاريخ يوم الجمعة شهر رمضان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سنة (١٠١٤هـ) ، وهي
في مركز إحياء التراث الإسلاميّ في قم المقدّسة ، وتقع بالتسلسل : (٢/٢١٥١).
الثانية : كتبها الميرزا عبد الله الأفندي (ق ١٢) ، من دون تاريخ ، وهي
في مكتبة السيّد المرعشيّ في قم المقدّسة ، وتقع بالتسلسل : (١٥/٦٠٦٢) ، وعليها اعتمد
في تحقيق الكتاب : السيّد الرجائيّ والشيخ الأستاديّ.
الثالثة : نسخة كانت في مكتبة آية الله السيّد حسن الصدر رحمهالله.
* مختصر المراسم العلويّة
:
هو مختصر لكتاب المراسم العلويّة في الأحكام
النبويّة لسلاّر الديلميّ ، الشيخ أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز (ت ٤٦٣هـ)
، ومع هذا فإنّ مؤلّف الأصل ـ الديلميّ ـ قد صرّح بأنّه ألّف كتابه على سبيل الاختصار
، إذ قال ما نصّه : «وقد عزمت على جمع كتاب مختصر يجمع كلّ رسم ويحوي كلّ حتم من الشريعة
، وأتيته على القسمة ليقرب حفظه ويسهل درسه ..».
واختصره المحقّق الحلّيّ
على اختصار أصله بطلب من أحد الفضلاء لم يصرّح باسمه ، مع زيادة يسيرة جدًّا على نصوص
الأصل دون فتوى ، وتأخير وتقديم في بعض أبوابه ، فحذف زوائده ، وجرّد فوائده ، بعبارة
لا تقصر عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إبانة مقاصده ، ولا
تخلّ بضبط قواعده ؛ لتسقط كلفة التطويل ، ويخفّ حمل العب الثقيل ، كما ذكر هو رحمهالله في أوّله ، إذ قال
ما نصّه : «ذكرت أيّدك الله بالتوفيق ، وأرشدك لإصابة التحقيق ، ووهبك قلباً لمعالم
الدين واعياً ، وعزماً بما كلّفك الله وافياً ، وزماناً لإدراك البغية كافياً ، وقولا
عند إيراد الحجّة شافياً ، وجعل همّتك على تحصيل النجاة موقوفة ، ونفسك عن زخارف الدنيا
مصروفة ، إنَّ كتاب المراسم مع كونه من أحسن المختصرات جمعاً ، وأوضحها وضعاً ، لا
ينفكّ عن تطويل يتعب الحافظ بتكلّفه ، ولا يسعه إلاّ متابعة مؤلّفه ، وإنّك تؤثر حذف
زوائده ، وتجريد فوائده ، بعبارة لا تقصر عن إبانة مقاصده ، ولا تخلّ بضبط قواعده ،
لتسقط كلفة التطويل ، ويخفّ حمل العب الثقيل ، فلم أرَ إلّا إجابتك ؛ إرهافاً لعزمك
، وتصويباً لوهمك ، وإلّا فالأوّل أولى بالحقّ ، ولو لم يكن إلّا فضيلة السبق ، وأنا
أستعين بالله وأتوكَّل عليه ، وأعتصم به وأفوّض إليه ..».
والموجود من المختصر
ناقص ، وقد احتوى على اختصار الكتب الفقهيّة التالية : (كتاب الطهارة ، وكتاب الصلاة
... وكتاب النكاح ، وكتاب الفراق ، وكتاب المكاسب ، وذكر الشركة والمضاربة ، وأحكام
الشفعة ، وكتاب الأيمان والنذور والعهود والكفّارات ، وكتاب العتق والتدبير والمكاتبة
، وأحكام الديون ، وأحكام الوديعة ، وأحكام العاريّة ، وأحكام المزارعة ، وأحكام الإجارة
، وذكر الصلح ، وأحكام الوقوف والصدقات ، وأحكام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الضمانات والكفالات
، والحوالات والوكالات ، وذكر الإقرار في المرض ، وأحكام الوصية ، وذكر اللقطة ، وذكر
الصيد والذبائح ، وذكر الأطعمة والأشربة ، وكتاب المواريث ، وأحكام القضاء ، وأحكام
الجناية ، وكتاب الحدود ، وباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر).
والذي نقُص أو لم يُختصر
من الكتاب لسقط في نسخة الكتاب أو لعلّة خفيت علينا أربعة كتب ، هي : (كتاب الصوم ،
وذكر الاعتكاف ، وكتاب الحجّ ، وكتاب الزكاة ، وكتاب الخمس) ، وفي مكان الموضوعات التي
لم تُخْتَصَرْ من الكتاب بياض في نسخة الأصل.
* في إثبات نسبة الكتاب
إلى المحقّق الحلّيّ رحمهالله :
ذكر جملة من الأعلام
أنّ مختصر المراسم
هذا هو من تآليف المحقّق الحلّيّ رحمهالله ، منهم :
١ ـ السيّد محمّد بن
مطرف الحسنيّ الحلّي (كان حيّاً سنة ٦٧٢هـ) : صرّح بذلك بعد ما فرغ من نسخ الكتاب في
حياة أستاذه ـ المحقّق الحلّي ـ بتاريخ يوم الخميس ١٦ صفر سنة (٦٧٢هـ) وقرأه على المصنِّف.
ذكر ذلك الخبير الشيخ
آقا بزرك الطهرانيّ رحمهالله في كلّ من : طبقات
أعلام الشيعة : ٤/١٧٤ ، و ٥/١٨٣ ، والذريعة : ١/٢٤٦ الرقم ١٢٩٩ ، و ١٣/٤٦ و ٢٠/٢٠٧
الرقم ٢٦٠٧.
وقال عند ذكر كتاب
الشرائع لابن
بابويه والموجود ضمن مجموعة مع
نسخة كتاب مختصر المراسم ما
نصّه : «وقد قرأها [أي ابن مطرف] على أستاذه المحقّق فأجازه على ظهرها ، وتأريخ الإجازة
سنة (٦٧٢ هـ)».
ولم أجد أثراً لذكر
هذه القراءة إلاّ بعد النظر المستقصي في النسخة ، فوجدت عبارة كتبت في ظهر نسخة الشرائع قبل كتاب
مختصر المراسم
بورقة واحدة نصّها : «قرأ ... مختصر المراسم ... أيّده الله ...» ، فعرفت أنّ هذه العبارة
هي للمحقّق الحلّيّ بحسب المذكور سابقاً ، وقد ذهبت بقيّة العبارة للأسف فيما ذهبت
؛ وذلك لتعرّض النسخة من أثر القِدم للخرم أو السقط أو محو الكلمات لكثرة اللمس والقراءة
، وستأتي ترجمة ابن مطرف هذا فيما بعد.
٢ ـ الميرزا عبد الله
الأفندي (ت حدود ١١٣٠هـ) : ذكره في كتابه رياض العلماء وحياض الفضلاء ، فإنّه
ذكر تآليف المحقّق الحلّيّ عند ترجمته نقلا عن كتاب أمل الآمل للشيخ محمّد بن الحسن المعروف
بـالحرّ العامليّ (ت ١١٠٤هـ) معبّرًا عنه بـ : (شيخنا المعاصر) ، واستدرك على عبارة
العامليّ ـ التي نصّت على ذكر التآليف ـ بما نصّه : «ونسب إليه بعض العلماء : شرح الكلمة
الإلهيّة ، واختصار رسالة سلاّر» ، وذكر الأفندي ذلك
أيضاً في تعليقته على كتاب أمل الآمل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والصحيح أنّ الكتاب
له ، والدليل ما يأتي :
أ ـ ما كُتب في نسختنا
المعتمدة هذه بخطّ تلميذ المحقّق الحلّيّ السيّد محمّد بن مطرف الحسينيّ ، الذي قرأ
الكتاب على أستاذه ورواه عنه ، بعد أن فرغ من نسخه في حياة أستاذه بتاريخ يوم الخميس
١٦ صفر سنة (٦٧٢ هـ) ، وقد ذكرنا ذلك سابقاً في النقطة الأولى.
ب ـ ما ذكره الأفندي
نفسه في كتابه رياض العلماء
وحياض الفضلاء لاحقاً عند ترجمة سلاّر الديلميّ ـ مؤلّف الأصل ـ إذ قال
ما نصّه : «أقول : وقد اختصر المحقّق جعفر بن سعيد الحلّيّ كتاب المراسم له كما قد
سبق في ترجمة المحقّق المذكور».
ت ـ ما ذكره الأفندي
أيضاً في كتابه رياض
العلماء وحياض الفضلاء لاحقاً في ترجمة سلاّر الديلميّ ـ مؤلّف الأصل ـ
إذ قال ما نصّه : «وقد اختصر المحقّق قدسسره بالتماس بعض أصحابه
كتاب مراسمه المعروف بالرسالة مع اختصار أصل الرسالة في نفسها ، وهذا الاختصار موجود
عند الفاضل الهنديّ بأصبهان».
٣ ـ الفاضل الهنديّ
، بهاء الدين محمّد بن الحسن الأصبهانيّ (ت١١٣٧هـ) : ذكره في كتابه كشف اللثام والإبهام عن كتاب
قواعد الأحكام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقل عنه ، ولكنَّه لم يصرِّح
بأنّه للمحقّق الحلّيّ ، واعتمدنا على ما ذكره الميرزا عبد الله الأفندي عنه ، فمن
المسلّم أنّ الأفندي كان على بيّنة من أمره ، إذ قال ما نصّه : «وقد اختصر المحقّق قدسسره بالتماس بعض أصحابه
كتاب مراسمه
المعروف بالرسالة
مع اختصار أصل الرسالة في نفسها ، وهذا الاختصار موجود عند الفاضل الهنديّ بأصبهان».
٤ ـ آية الله السيّد
حسن الصدر (ت ١٣٥٤هـ) ، ذكره للمحقّق الحلّيّ عند ترجمة السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ
ـ كاتب المجموعة ظاهرًا ـ الشرائع ومختصر المراسم ، والمجاز من المحقّق الحلّيّ بالرواية
ـ وقال ما نصّه : «وجدت بخطّه نسخة مختصر المراسم لأستاذه المحقّق ، فرغ من نسخها سادس
عشر صفر سنة اثنتين وسبعين وستّمائة ..» ، وعند ترجمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيّد محمّد بن الحسن
الرزقيّ قال ما نصّه : «والإنهاء
على ظهر مختصر
المراسم للمحقّق الحلّيّ» ، علماً أنّه لم يذكره
في ترجمة المحقّق الحلّيّ عند تعداد تآليفه ، ونسبه في موضع آخر للسيّد محمّد بن هاشم
الموسويّ الهنديّ (ت ١٣٢٣هـ) كما سيأتي في محلّه.
٥ ـ السيّد جعفر بن
محمّد باقر آل بحر العلوم (ت ١٣٧٧هـ) : نسبهُ إليه في كتابه تحفة العالم في شرح خطبة المعالم ،
وقال عند تعداد تآليف المحقّق الحلّيّ رحمهالله ما نصّه : «.. وكتاب
المعتبر ،
وكتاب اختصار مراسم سلاّر
الديلميّ في الفقه».
٦ ـ الشيخ آقا بزرك
الطهرانيّ (ت١٣٨٩هـ) : رأى نسخة كتاب المختصر عند الشيخ محمّد السماويّ (ت١٣٧٠هـ) ،
التي نسخها السيّد محمّد بن هاشم الموسويّ الهندي ، وهي اليوم موجودة
في مكتبة الإمام الحكيم العامّة في النجف الأشرف ، وتقع بالتسلسل (٢١) ، وسيأتي ذكرها
عند ذكر النسخ المعتمدة ، وتبعه على ذلك جملة من الأعلام ، غير أنّ الشيخ الطهرانيّ
لم يُشر إلى ذكر الميرزا عبد الله الأفندي للكتاب ، فلعلّه اكتفى بالأصل دون
الواسطة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* في نسبة الكتاب لغير
المحقّق الحلّيّ رحمهالله :
قد نُسب الكتاب إلى
غير المحقّق الحلّيّ رحمهالله ، وسبب هذه النسبة
هو الخلط بين المصنِّف والناسخ ، فقد استنسخ السيّد محمّد بن هاشم الموسويّ
الهنديّ (ت ١٣٢٣هـ) على نسخة الأصل ، ويكاد يكون السيّد محمّد بن هاشم الموسويّ هذا
الوحيد الذي حفظ لنا نسخة مستنسخة عن نسخة الأصل الموجودة اليوم في مكتبة كاشف الغطاء
العامّة ، أمّا الذين وقعوا في هذا الاشتباه فنسبوا الكتاب إلى ناسخه السيّد محمّد
الموسويّ فهم :
١ ـ آية الله السيّد
حسن الصدر (ت ١٣٥٤هـ) : ذكر في كتابه تكملة أمل الآمل أنّ من تآليفه : مختصر المراسم في الفقه.
٢ ـ السيّد محسن الأمين
العامليّ (ت ١٣٧١هـ) : ذكر في كتابه أعيان الشيعة أنّ من تآليفه : مختصر مراسم سلاّر ، مع أنَّه ذكر في
موضع آخر من الكتاب أنَّه للمحقّق الحلّيّ رحمهالله.
٣ ـ الشيخ آقا بزرك
الطهرانيّ (ت١٣٨٩هـ) : ذكر في كتابه طبقات أعلام الشيعة أنّ من تآليفه : مختصر المراسم ، وذكره في الذريعة بعنوان
: مختصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مختصر المراسم ، وقال ما نصّه : «مختصر مختصر المراسم : للسيّد محمّد
ابن السيّد هاشم الهنديّ النجفيّ المنشأ والمدفن ، المتوفّى (١٣٢٣هـ) ، موجود في
خزانة كتبه بالنجف ، وقال في نظم اللآلي عند ذكر المختصر : (وإذا
كان أصله في غاية الوجازة فما ظنّك بمختصره)».
ومن المعلوم أنّ عبارة
السيّد محمّد الموسويّ يُفهم منها أنّ مراده هو وصف مختصر المراسم بالنسبة إلى المراسم العلويّة
المختصر جدًّا ، لا غير ، فلاحظ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الخامس
نسخ كتاب (مختصر المراسم العلويّة)
* التعريف بالنسخ المعتمدة
:
اعتمدت في مقابلة النسخة
وضبطها على نسختين تفضّل بهما حفظة التراث وسراته ، وأطنبت في وصف النسخة الأولى ؛
وذلك لنفاسة هذا الأثر التراثيّ الذي لولاه لضاع أثران عظيمان لعالمين عظيمين من علمائنا
هما ابن بابويه القمّيّ والمحقّق الحلّيّ قدسسرهما ، فرحم الله من حفظ
لنا هذا الأثر سالماً ، ومن ساعد في إظهاره ، ومن كحّل ناظر التائقين إليه والمتلهّفين
عليه ، وإليك ما ذكرت :
* النسخة الأولى ـ
الأصل ـ (نسخة مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة) :
هي ضمن مجموعة موجودة
في مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة في النجف الأشرف ، فيها ثلاثة كتب :
الأوّل : قطعة من كتاب الشرائع للفقيه الأقدم الشيخ عليّ بن الحسين
ابن موسى ابن بابويه
القمّيّ (ت ٣٢٩هـ) من دون تاريخ.
الثاني : إنهاء لكتاب المسائل المصريّة ، وقد كتب بتاريخ أواخر ربيع الآخر من سنة (٦٧١هـ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثالث : كتاب مختصر المراسم للمحقّق الحلّيّ (ت ٧٢٦هـ) ، وقد كتب بتاريخ يوم
الخميس ١٦ صفر سنة (٦٧٢هـ).
ورقم المجموعة القديم
في المكتبة : (٣٤٠) ، وعليها رقم آخر بعطف الكتاب : (٣٣٣) ، ورقم الحيازة : (١٧٦٣٣)
، وتاريخه في : (٢٣/٢/١٩٧٧م) ، وختم الحيازة مدوّر : (مديريّة الآثار العامّة ، مكتبة
المتحف العراقيّ ، المخطوطات/ بغداد) ، وعليها ختم بيضويّ كبير : (بسمه تعالى من كتب
عليّ ابن الرضا بن موسى بن جعفر كاشف الغطاء ، سنة ١٣٢٢هـ) ، وصاحب هذا الختم هو الشيخ
عليّ كاشف الغطاء (ت١٣٥٠هـ) صاحب المكتبة العريقة وصاحب كتاب الحصون المنيعة
، وختم آخر غير مؤطّر : (مكتبة الإمام محمّد الحسين كاشف الغطاء العامّة/ النجف الأشرف
ـ العراق) ، وحواشي النسخة مرمّمة ، وهي بخطِّ النسخ ، والعناوين كتبت بخطّ أكبر من
الأصل ، وفيها تغيير في رسم بعض الحروف في بعض المواضع ، إذ رُسِمَت الياءُ تاءً ،
والتاءُ ياءً ، والألفُ المقصورةُ ياءً معجمة. وعدد أوراقها : (٨٠) ورقة ، وقياسها
: (١٢×١٦) سم ، وغلافها : جلد ، بنّيّ اللون.
وسأذكر المكتوب في
المجموعة تباعاً بحسب ما فيها ؛ وإليك وصف المجموعة :
* الكتاب الأوّل (كتاب
الشرائع) :
١ ـ وجه الورقة الأولى
: عليه تملّك الشيخ محمّد جواد البلاغيّ (ت
١٣٥٢هـ) ، وكتب على
وجه المجموعة في ورقة حديثة ما نصّه : «من منِّ الله على أقلّ عباده محمّد جواد البلاغيّ
، وقد ألزمت نفسي بأن لا أعيره إلّا مدّة ثلاثة أيام بورقة من المستعير ، أو كتابة
بخطّه في دفتري ، ولا يجوز تأخيره عن ثلاثة أيّام في الاستعارة ، وإن طلب منّي ذلك
فإنّي لا أجيب إلى ذلك إلاّ حياءً ، فقد ذهب من بالعاريّة عدّة كتب».
٢ ـ وجه الورقة الثانية
:
أ ـ عليه عنوان الكتاب
الأوّل : (كتاب رسالة ابن بابويه القمّيّ في شرائع الإسلام) ، كاتبها ....
ب ـ عبارة تملّك :
(انتقل بِل البيع (كذا) الشرعيّ إلى السيّد حسن ابن ثابت ابن حسن ابن أحمد
ابن محمّد ابن عبد الله الموسى ، غفر الله له ولوالديه ، ومن قرأه ومن ترحّم عليه).
ت ـ فائدة : (الكرّ
العراقيّ ألف ومائتا رطل بالعراقيّ ، ومائتان وستون بالشاميّ) ، وبعدها كتابة مشطوبة
تتعلق بذلك.
ث ـ فائدة في معادلة
الرطل الشاميّ بالرطل العراقيّ.
ج ـ العبارة الآتية
: (يثق بالله الغنيّ : ١١٠) ، والرقم هذا يعني أنّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صاحب الإمضاء اسمه
: (عليّ) ، بحسب حساب الجمّل.
ح ـ شعر لصفيّ الدين
الحلّيّ (ت ٧٥٢هـ) :
إذا لم تكنْ
عالماً بالسؤالِ
|
|
فتركُ الجوابِ
له أسلمُ
|
فإن أنتَ شكّكتَ
فيما سئلـ
|
|
ـتَ فخيرُ
جوابِك لا أعلمُ
|
خ ـ مسألة في ثمن كفن
الزوجة هل هو من الزوج أم لا؟
د ـ فائدة : عن أبي
ذرّ (رض) في عدد الرسل والأنبياء ، مخرومة.
ذ ـ مسألة في الطلاق.
٣ ـ ظهر الورق الثانية
يبدأ منه كتاب الشرائع ، بسملة ثم نصّ الكتاب من أوّله ، ويستمرّ إلى ظهر الورقة التاسعة
عشرة.
٤ ـ الأوراق (٢٠ ،
و ٢١ ، و ٢٢) بياض.
٥ ـ وجه الورقة الثالثة
والعشرين : يبدأ فيه تتمّة قطعة كتاب الشرائع ، وتنتهي في ظهر الورقة السادسة والعشرين.
وبعد ، فإنَّ هذه النسخة من كتاب الشرائع فإنّها قُرِئت على علماء
أعلام ، وسجّلوا على حواشيها بلاغات القراءة ، وبلغ مجموع البلاغات التي عليها غير
التي ذهبت في خروم النسخة إثر القِدم : (١٣) بلاغاً.
* الكتاب الثاني (المسائل
المصريّة) :
٦ ـ وجه الورقة السابعة
والعشرين ، فيه :
أ ـ ثلاثة أسطر من
آخر كتاب المسائل المصريّة
للمحقّق الحلّيّ (ت
٦٧٦هـ) ، وجاء في إنهاء
النسخة ما نصّه : «تمّت المسائل المصريّة بحمد الله تعالى ومنّه على يد أضعف عباد الله
وأحوجهم إلى شفاعة أئمّته ـ محمّد وعليّ وفاطمة [والحسن والحسين] وعليّ ومحمّد وجعفر
[وموسى] وعليّ ومحمّد [وعليّ والحسن] والمهديّ عليهم سلام الله ـ : عليّ بن محمّد بن
عليّ ابن موسى الخانيّ وذلك في أواخر ربيع
الآخر من سنة إحدى وسبعين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وستّمائة وصلواته على
أشرف الأنبياء والمرسلين محمّد وآله الطاهرين وسلامه ..».
ب ـ تزوّدْ للذي
لا بدَّ منهُ
|
|
فميعادُ العبادِ
إلى المعادِ
|
أترضى أن تكونَ
رفيقَ قوم
|
|
لهمْ زادٌ وأنتَ
بغيرِ زادِ
|
ث ـ تزوّدْ من
الدنيا وخلِّ المطامع
|
|
وسارعْ إلى الخيراتِ معْ منْ يُسارعِ
|
ج ـ فما المالُ
والأولادُ إلاّ وديعةٌ
|
|
ولا بدّ مِن يوم
تُرَدُّ الودائع
|
ح ـ ولا
تجهِدَنَّ النفسَ في أخذِ مالها
|
|
فقد ... من هتك الموانع
|
* الكتاب الثالث (مختصر
المراسم) :
٧ ـ ظهر الورقة السابعة
والعشرين :
أ ـ عبارة قراءة الكتاب
، وقد ذهبت بسبب قِدم النسخة ، والظاهر أنّها بخطّ المحقّق الحلّيّ ، كتبها لتلميذه
السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ ، وتقدّم الحديث عنها سابقاً في صحّة إثبات الكتاب للمحقّق
الحلّيّ ، ونصّ الباقي منها : «قرأ ... كتاب المراسم الولد ... أيّده الله».
ب ـ شعر غير مستقيم
:
ولم نسلكْ
مسالكَهم ولم نسر
|
|
في رضاهم أينما
كانوا
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... من هم لكن عليه
|
|
الحبّ أو ...
زاروا
|
ج ـ نقلت ذلك من معجم البلدان لياقوت
الحمويّ : «عُمِّرت الحلّة في شهر محرم سنة خمس وتسعين وأربعمائة».
٨ ـ الورقتان : (٢٨
، و ٢٩) بياض فيه بسملة وأختام المكتبة.
٩ ـ وجه الورقة الثلاثين
: فيه إجازة رواية مختصرة كُتبت على النسخة ، كتبها السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ
ـ ناسخ المختصر
ـ بخطّه للسيّد رضيّ الدين أبي عبد الله محمّد بن الحسن بن عليّ الرزقيّ الداوديّ العلويّ
الحسنيّ بتاريخ سنة (٦٩٥هـ) بعد قراءة المختصر عليه.
١٠ ـ ظهر الورقة الثلاثين
: تبدأ به نسخة الكتاب مختصر
المراسم.
١١ ـ الورقتان : (٤٩
، و ٥٠) بياض في الأصل ، ولعلّه سقط.
١٢ ـ الأوراق : (٥١
ـ ٨٠) بقيّة الكتاب وتتمّته.
١٣ ـ ظهر الورقة الثمانين
: فيه إنهاء الناسخ ، وإنهاء قراءة الكتاب ، كتبهما ابن مطرف الحسنيّ بخطّه.
أ ـ ونصّ الإنهاء الذي
كتبه الناسخ السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ في آخر النسخة : «وافق الفراغ من نسخه يوم
الخميس سادس عشر صفر سنة اثنين وسبعين وستمّائة ، كتبه العبد الفقير إلى رحمة الله
: محمّد بن مطرف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحسنيّ حامدًا مصلّياً
مستغفرًا».
ب ـ ونصّ الإنهاء الذي
كتبه ابن مطرف الحسنيّ لتلميذه وابن عمّه رضيّ الدين محمّد الرزقيّ الحسنيّ : «أنهى
قراءة مختصر رسالة سلاّر بن عبد العزيز الديلميّ قراءة وبحثاً وفهماً السيّد الأجلّ
الحسيب النسيب رضيّ الدين أبو عبد
الله محمّد بن حسن بن عليّ الرزقيّ يوم الخميس رابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين
وستمائة ، وكتب محمّد بن مطرف الحسنيّ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الإنهاءات التي على
النسخة :
إنَّ نسخة كتاب مختصر المراسم قُرئت
على جملة من العلماء الأعلام ، ومنهم المحقّق الحلّيّ ـ كما ذكرنا سابقاً ـ ، وسجّلوا
على حواشيها بلاغات القراءة ، وحفظوا نصّها ، وهي بخطوط مختلفة ، والنسخة على صغر حجمها
بلغ مجموع البلاغات التي عليها غير التي ذهبت في خروم النسخة من القِدم : (١١٧) بلاغاً
، ولمعرفة قيمة الكتاب العلميّة لديهم رأيت لزاماً عليّ أن أُعرِّف القراءَةَ وأدوّن
نصّ عبارات البلاغ وعددها ، فدونك ذلك :
* القراءة : هي الطريق
الثاني من طرق تحمّل الحديث ، وتسمّى عند أكثر قدماء المُحَدِّثين (العرض) ، وهي على
أنحاء :
١ ـ قراءة الراوي على
الشيخ من كتاب بيده وكتاب بيد الشيخ.
٢ ـ قراءة الراوي على
الشيخ من كتاب بيده والشيخ يستمع عن حفظه.
٣ ـ قراءته لما يحفظه
والأصل بيد الشيخ.
٤ ـ قراءته عن حفظه
واستماع الشيخ عن حفظه.
٥ ـ قراءته من كتاب
بيده والأصل بيد ثقة غيره فيسمع الشيخ ويقرّ بصحّته.
٦ ـ قراءة غيره من
كتاب بيده لما يحفظه الراوي فيسمع الشيخ من كتاب بيده ويقرّ بصحّته.
٧ ـ هو كالسابق مع
استماع الشيخ حفظاً من دون أن يكون الأصل بيده أو يد ثقة.
والقراءة عادة تكون
في مجالس عديدة ، فيُثبِت الشيخ بلاغ القراءة على النسخة بعد كلّ مجلس ، وفي آخر النسخة
يكتب إنهاء القراءة.
* عبارات البلاغ المسجّلة
على النسخة وعددها :
ـ عبارة : (بلغ قراءةً
أيّده الله تعالى) ، ٢٥ مرّة.
ـ عبارة : (بلغ قراءةً)
، ٢٣ مرّة.
ـ عبارة : (بلغت قراءةً
أيّده الله تعالى) ، ١٨ مرّة.
ـ عبارة : (بلغ) ،
١٨ مرّة.
ـ عبارة : (بلغ قراءةً
أيّده الله) ، ١٤ مرّة.
ـ عبارة : (بلغ قراءةً
وشرحاً أيّده الله تعالى) ، ٨ مرّات.
ـ عبارة : (بلغ قراءةً
وحفظه وشرحه أيّده الله تعالى) ، ٦ مرّات.
ـ عبارة : (بلغ قراءةً
وحفظه أيّده الله تعالى) ، مرّتان.
ـ عبارة : (بلغت قراءةً
وحفظه وشرحه أيّده الله تعالى) ، مرّة واحدة.
ـ عبارة : (أنهاه قراءةً)
، مرّة واحدة.
ـ عبارة : (بلغ مقابلة)
، مرّة واحدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والأخير هو بلاغ لمقابلة
النسخة ، فإمّا أن تكون هذه النسخة مستنسخة على نسخة الأصل ، أو يكون بلاغاً لنسخة
مستنسخة عن نسختنا هذه ، ولو عرفنا الأوّل لزادت قيمة النسخة الخطّيّة مع أنّهم ذكروا
أنّ هذه النسخة قُرئت على المصنّف.
* النسخة الثانية (نسخة
مكتبة الإمام الحكيم العامّة) :
موجودة في مكتبة الإمام
الحكيم ، كتبها السيّد محمّد بن هاشم الموسويّ الهنديّ (ت ١٣٢٣هـ) على نسخة الأصل ـ التي
سبق ذكرها ـ ، وقد نسخَ منها قبل أن تُرَمَّم المجموعة ، بلحاظ أنّه نقل بعض الكلمات
المصحّحة من هامش النسخة ، واليوم هذه الكلمات لا تبدو كاملة للعيان ، وكتب في آخرها
ما نصّه : «وافق الفراغ من نسخه يوم الجمعة سادس عشر المحرّم أوّل شهور سنة ثمانين
ومائتين وألف هجريّة ، كتبه الفقير إلى رحمة ربّه الدائم محمّد ابن السيّد هاشم الموسويّ
الرضويّ المعروف بالهنديّ على نسخة بخطّ شاميّ راقمها محمّد بن مطرف الحسنيّ فارغاً
يوم الخميس سادس عشر صفر سنة اثنين وسبعين وستّمائة» ، ثمّ ذكر إنهاء قراءة السيّد
رضيّ الدين أبي عبد الله محمّد بن الحسن الزرقينيّ (الرزقيّ ـ ظ) على أستاذه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمّد بن مطرف الحسنيّ
المذكور ، وبعده ذكر إجازة الأستاذ لتلميذه ، وكتبه فيها : (الزقنيّ) مصحّفاً.
التسلسل : (٢١) ، رقم
الحيازة : (٢٧١٤٩) ، بتاريخ (١١/٤/١٩٧٧م) ،عليها ختم مكتبة الشيخ محمّد بن محمّد طاهر
السماويّ ، وهو بيضويّ : (من كتب محمّد السماويّ ، ١٣٥٤) ، وختم مكتبة الإمام الحكيم
العامّة ، وهو بيضويّ كبير : (مكتبة آية الله الحكيم العامّة في النجف الأشرف ، أُسّست
سنة ١٣٧٧هـ) ، على وجهها قائمة حساب لشراء ستّة كتب مع ذكر قيمة كلّ كتاب منها ومجموع
قيمتها ، وعدد أوراقها : (٥٤) ورقة ، وعدد أسطرها : (١٥ ـ ١٦) ، وقياسها : (٦/٩ × ٥/١٤
سم) ، وغلافها : جلد ، أخضر اللون ، كتبت بخطّ النسخ ، وبالمداد الأسود ، بدأت من وجه
الورقة الأولى ، والبياض فيها يقع في (١٨و ـ ٢٦و) ، والإنهاء في وجه الورقة (٥٣) ،
والإجازة في ظهر هذه الورقة أيضاً.
كانت هذه النسخة عند
الشيخ محمّد السماويّ (ت ١٣٧٠هـ) قبل أن تنتقل بالشراء إلى مكتبة الإمام الحكيم العامّة
، وقد ذكر هذه النسخة الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ رحمهالله في كتابه الذريعة ، رآها
عند الشيخ السماويّ ، قال : «وقد استنسخ السيّد محمّد بن هاشم الهنديّ النجفيّ نسخة
مختصر المراسم
هذا عن نسخة خطّ السيّد محمّد بن مطرف ، ونقل صورة ما كتبه السيّد محمّد بن مطرف على
ظهر نسخته التي رأيتها عند الشيخ محمّد السماويّ ، وقد نقلت
عن تلك النسخة صورة
خطّ محمّد بن مطرف في ترجمته في الأنوار الساطعة في المائة السابعة».
* الإجازة التي كُتبت
على نسخة (مختصر المراسم) :
إجازة رواية مختصرة
كُتبت على وجه نسخة كتاب المختصر ، كتبها السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ ـ الناسخ ـ بخطّه
للسيّد رضيّ الدين أبي عبد الله محمّد بن الحسن بن عليّ الرزقيّ الداوديّ العلويّ الحسنيّ
بتاريخ سنة (٦٩٥هـ) بعد قراءة المختصر عليه ، ونصّ الإجازة : «قرأ عليّ مختصر رسالة
سلاّر بن عبدالعزيز الديلميّ ـ قدّس الله روحه ـ الولد العزيز ، الأجلّ الأوحد ،
العالم الفاضل ، رضيّ الدين ، أبو عبدالله محمّد بن حسن بن عليّ بن محمّد الرزقيّ الداوديّ
العلويّ الحسنيّ ـ أحسن الله تسديده ، وأجزل من كلّ عارفة فضله ومزيده ـ قراءةً مرضيّة
، وشرحت له من فقه الكتاب ما خطر ببالي في الحال من الخلاف الحاصل في المسألة بين أصحابنا
ـ رضي الله عنهم ـ ، وبيّنت له ذلك حسب الجهد والطاقة ، فأخذه واعياً ، وفهمه ضابطاً
، فليروِ ذلك عنّي ، عن الشيخ الفاضل المعظّم الفقيه مفتي الفرق ، قدوة العلماء ، نجم
الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد الحلّيّ ـ قدّس الله روحه ، ونوّر ضريحه ـ
، عن شيخه المرحوم محمّد بن نما ، عن شيخه محمّد بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إدريس ، عن عربيّ بن
مسافر ، عن إلياس بن هشام الحائريّ ، عن أبي عليّ ، عن مصنّفه ـ رضي الله عنهم جميعاً
ـ. وكتب العبد الفقير إلى الله تعالى : محمّد ابن مطرف الحسنيّ».
وجاء بخطّه أيضاً في
الهامش على يسار الإجازة ما نصّه :
«وأذنت له أيضاً أن
يروي عنّي كتاب الأصل ، عن الشيخ محمّد بن أبي العزّ ، عن شيخه أحمد بن ... ، عن مشايخه. وكتب
محمّد بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مطرف».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ









ترجمة السيّد محمّد
بن مطرف الرزقيّ الحسنيّ (الناسخ والمجيز) :
لم يذكر في كتب التراجم
إلاّ بـ : (محمّد بن مطرف الحسنيّ) لا غير.
أقول : هو السيّد محمّد بن مطرف بن محمّد بن داود بن حمزة بن رزق الله
بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن محمّد بن داود بن موسى الثاني ابن عبد الله بن موسى
الجون ابن عبد الله المحض ابن الحسن المثنّى ابن الحسن السبط ابن الإمام أمير المؤمنين
عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.
فهو : الرزقيّ ؛ نسبة
إلى جدّه (رزق الله) ، ويقال لهم : (الرازقلة) ، و (الرزاقات) ، و
(بنو الرزقين).
والداوديّ : نسبة إلى
جدّه (داود ابن الحسن المثنّى) صاحب القضيّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعروفة بدعاء أمّ
داود.
والحسنيّ : نسبة إلى
جدّه الأعلى الإمام الحسن بن عليّ عليهما السلام.
ذكره معاصره ابن الطقطقيّ
(كان حيّاً سنة ٧٢٠هـ) في مشجّره ، ووصفه بما نصّه : «جون اللون ، حجازيّ ، يسكن الحلّة
المزيديّة ، متّفقه على مذهب الإماميّة ، فيه خير وورع ، وانقطاع وتعفّف وسكون».
وذكره السيّد ابن عنبة
(ت ٨٢٨هـ) ووصفه بـ : (الفقيه) ، إذ قال ما نصّه : «وأمّا أحمد بن يحيى فأعقب من رجلين
: رزق الله ، وعبد الله ، يقال لبني رزق الله : الرزاقلة ، منهم : بنو الرزقيّ بالحلّة
، والفقيه : ابن مطرف».
ولده وأخوه :
قال الصديق النسّابة
السيّد علاء الموسويّ في تحقيقه لكتاب (عمدة الطالب) ـ غير مطبوع ـ ما نصّه : «وَلَدَ
السيد محمّد بن مطرف رجلين : محمّدًا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعليّاً ، كانا أولدا
، وكان للسيّد محمّد بن مطرف أخ اسمه : عليّ ، كان له أولاد ، وذكره ابن الطقطقيّ وابن
مهنّا».
مشايخه وأساتذته :
١ ـ المحقّق الحلّيّ
، جعفر بن الحسن (ت ٦٧٦هـ) ، كتب ابن مطرف ـ المترجم له ـ نسخة من مختصر المراسم لأُستاذه
هذا ، وفرغ من الكتابة يوم الخميس ١٦ صفر سنة (٦٧٢هـ) ، ثمّ قرأها من بعد على أستاذه
، وقرأها بعد ذلك على ابن مطرف ـ صاحب الترجمة ـ تلميذه محمّد بن الحسن الرزقيّ في
يوم الخميس ١٤ جمادى الآخرة سنة (٦٩٥هـ) ـ كما جاء في آخر النسخة ـ ، وكتب ابن مطرف
له إجازة رواية على وجه النسخة ، جاء فيها أنّه يروي عن : المحقّق الحلّيّ وأبي العزّ
، وكان ابن مطرف ـ بحسب هذه الإجازة ـ فقيهاً عارفاً بالخلاف الواقع بين الفقهاء في
المسائل الفقهيّة.
٢ ـ محمّد ابن أبي
العز ّ الحلّيّ ، ذكر ابن مطرف ـ
صاحب الترجمة ـ أنّه يروي عنه في إجازته لتلميذه محمّد بن الحسن الرزقيّ ، الموجودة
على وجه النسخة ، والمؤرّخ فيها قراءة التلميذ عليه في يوم الخميس ١٤ جمادى الآخرة
سنة (٦٩٥هـ) ـ كما جاء في آخر النسخة ـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقول : هو محمّد بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن خميس بن لزماء القويقيّ التغلبيّ الحِلّيّ.
جدّه هو أبو العزّ
محمّد بن عليّ القويقيّ ، ويشترك معه لفظاً
في اسمه واسم أبيه ، وهو من مشايخ السيّد فخار بن معدّ الموسويّ (ت ٦٣٠هـ) ، ويظهر من كنيته ـ
أبي العزّ ـ أنّ الأسرة تنتسب إليه ، فيقال لكلّ فرد من أبنائه وأحفاده : (ابن أبي
العزّ).
وترجم كمال الدين عبد
الرّزاق بن أحمد المعروف بابن الفوطيّ (ت ٧٢٣هـ) لولده كمال الدين أبي الحسن عليّ بن
أبي العزّ المعروف بابن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القويقيّ النيليّ (ت
٦٧٤هـ) ، وقال عنه ما نصّه : «كمال الدين أبو الحسن عليّ ابن أبي العز يُعرف بابن القويقيّ
ـ وأصلهم من حلب وينسبون إلى نهر قويق ـ النيليّ ، فقيه الشيعة ، كان عالماً بالفقه
والحديث ، حافظاً لما جاء فيه من الاختلاف ، وكان أصله من حلب ، سكن النيل واستوطنها
، ورُزق الأولاد النجباء وهم فقهاء وأدباء ، وتوفّي في ثاني جمادى الآخرة سنة أربع
وسبعين ، ومولده سنة ستّ عشرة وستّمائة بالنيل».
وكتب ابن حفيده : عبد
المهديّ بن الحسين بن أبي الحسن عليّ بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبي العزّ محمّد بن
عليّ بن محمّد بن عليّ بن خميس بن لزماء القويقيّ التغلبيّ كتاب قواعد الأحكام في معرفة الحلال
والحرام للعلاّمة الحلّيّ (ت ٧٢٦هـ) في آخر نهار الإثنين سلخ شهر ربيع الأوّل
سنة (٧٢٩هـ) كتبها في الحلّة السيفيّة ، والنسخة موجودة في مدرسة الإمام الصادق (ع)
في چالوس ، ورقمها (٢٣٨) ، وقد عرفتُ آباء المترجم
ونسبه من خلال عثوري على هذه النسخة النفيسة ، ويظهر منها أنّ أسرة آل أبي العزّ كانت
من الأسر العلميّة في الحلّة.
والفقيه محمّد بن أبي
العزّ هو الذي وقّع على بعض فتاوى المحقّق الحلّيّ ، وكتب عليها في مسألة المقدار الواجب
من المعرفة : «هذا صحيح» ، ـ وقد رأى المحقّق الكركيّ (ت٩٤١هـ) هذه الفتاوى ـ ،
وكتب هو أيضاً فتاوى نفسه في هذه المسألة مع فتاوى علماء الحلّة ، وقد كتب الشيخ شرف
الدين عليّ المازندرانيّ هذه الفتاوى عن خطّ الشهيد الأوّل محمّد بن مكّيّ (ت
٧٨٦هـ) ، الذي كتبها عن خطّ علماء الحلّة ، ومنها فتوى المحقّق الحلّيّ مع الشيخ محمّد
بن أبي العزّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولقد وجدت نسخة من
شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي في مكتبة الإمام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحكيم تحت الرقم (٢٥٧٩)
كتبها محمّد بن عبد الرحيم الإسترآبادي النجفي تلميذ المحقّق الكركي جاء فيها ما يخصّ
محمّد ابن أبي العزّ ما نّصه :
«وجد على ظهر كتاب
ما هذه صورته ، سُئل علماء الحلّة السيفيّة عن اللازم من معرفة الحقّ تعالى والرسول
والإمام ، فكتب الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد رحمهالله (إذا كان المكلّف عالماً
بالمعارف العقلية بدليل دليل نظر فيه من الوجه الذي يدلّ فيه فأصابه فقد خرج من العهدة
وكفاه ، وإن لم يحسن النطق به بالألفاظ ؛ لأنّ ذلك صناعة لا تلزم الناس كافّة بل تخصّ
رؤساء الإسلام ليدفعوا أعداء الدين والملقين للشبهة ، ولا ريب أنّ الله تعالى قد نصب
الأدلّة ومكّن المكلّف من تحصيلها بقلبه ، والعلم رجع إلى القلب لا إلى اللسان الذي
هو جارحة فكيف يلزم النطق به ، ولو نطق بالأدلّة لفظاً ولم يعتقدها بالقلب لم يكن ذلك
إيماناً ولا شيئاً يُنتفع به في الآخرة ولو علم بقلبه ما وجب عليه علمه بدليل وكان
أخرس لكان ذلك هو اللازم له الواجب عليه).
وكتب الشيخ سديد الدين
يوسف بن المطهّر : (الذي يلزم المكلّف من المعارف العقلية العلم بالتوحيد والعدل والنبوّة
والإمامة اعتقاداً بقلبه دون إيراد الألفاظ الدالّة على ذلك ، فأمّا إيراد الألفاظ
فمن فروض رؤساء الدين دون غيرهم لئلاّ يدخل على أهل ذلك المذهب طعن يُعجز رئيسهم عن
حلّ شبهة أو إقامة دليل).
وكتب يوسف بن علوان
الفقيه رحمهالله هذا : (الخطّان والحكم
بهما صحيح).
وكتب الفقيه العلاّمة
نجيب الدين محمّد بن نما : (ما ذكره أعلاه كاف في المراد منه ولا يحتاج إلى زيادة).
وكتب الشيخ نجم الدين
جعفر بن سعيد : (علم الإنسان لعقائده برؤوس الأدلّة كاف له في السلامة يوم القيامة
عن الخوض في المباحث الكلامية والوقوف على تفصيل الأدلّة ، وليست العبادة معتبرة في
ذلك بل يكفي العلم بذلك والمعرفة بقلبه والتصوّر بمخيّلة الذهن ، وأمّا حسن الإيراد
والقدرة على النطق بالبراهين العقلية وإفهامها المعترض فمن فضيلة الإنسان وكماله لا
يلزم ذلك إلاّ متصدّياً للرئاسة حراسة للمذهب من تسلّط الخصم وأمّا غير ذلك فلا).
وكتب الشيخ محمّد بن
أبي العزّ : (هذا صحيح) ثمّ وجِد بخطّ الشيخشمس الدين محمّد بن مكّي ما هذا صورته :
(هذا نُقِل من خطّ نُقِل من خطوط هؤلاء الأئمّة الفضلاء طاب ثراهم وشاهده العبد محمّد
بن مكّي بالمدينة النبويّة والحمد لله وحده وصلّى الله على محمّد وآله).
تمّت صورة ما وجدته
وأنا عبد آل محمّد محمّد بن عبد الرحيم بن داود حامداً لله على آلائه ومصلّياً على
خير أنبيائه محمّد وآله ومسلّماً».
وقال العلاّمة الحلّيّ
(ت ٧٢٦هـ) في كتابه كشف
اليقين : «إنّ الفقيه ابن أبي العزّ اشترك مع سديد الدين ـ والد العلاّمة
الحلّي ـ في كتابة الرسالة إلى هولاكو وطلب الأمان لأهل الحلّة ، وذلك عند ذكره لأخبار
أمير المؤمنين (ع)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمغيّبات ، ومن خلال
الطبقات يظهر أنّ المراد بالفقيه هو محمّد هذا».
قال الميرزا عبد الله
الأفندي (ق ١٢) في كتابه رياض العلماء ما نصّه : «الشيخ الفقيه ابن أبي العزّ : الفاضل العالم
المعروف ، وهو الذي ذهب مع والد العلاّمة الحلّيّ والسيّد مجد الدين ابن طاووس لطلب
الأمان لأهلها ، وذهب عند خواجة نصير إلى هلاكو بقرب بغداد حين غلب هلاكو واستولى
على بغداد ، وقتل المستعصم العبّاسيّ ، ووجه هؤلاء وذهابهم إليه معروف ، فلاحظ».
وقال الشيخ عبّاس بن
محمّد رضا القمّيّ (ت ١٣٥٩هـ) في الكنى والألقاب ما نصُّه : «ابن أبي العزّ : الشيخ الفقيه الفاضل
العالم المعروف الذي ذهب مع الشيخ سديد الدين والد العلاّمة الحلّيّ والسيّد مجد الدين
بن طاووس من الحلّة إلى قرب بغداد لطلب الأمان من هولاكو ملك التتر لهم ولأهل الحلّة
والقصّة مشهورة».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ترجمة السيّد رضيّ
الدين محمّد بن الحسن الرزقيّ الداوديّ العلويّ الحسنيّ (المجاز) :
لم يذكر في كتب التراجم
إلاّ بـ : (السيّد رضيّ الدين أبي عبد الله محمّد بن الحسن بن عليّ الرزقيّ الداوديّ
العلويّ الحسنيّ) اعتمادًا على الإجازة
المذكورة على النسخة.
أقول : هو السيّد رضيّ الدين أبو عبد الله محمّد بن الحسن بن عليّ
بن محمّد بن عليّ بن حازم بن رزق الله بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن محمّد بن داود
بن موسى الثاني ابن عبد الله بن موسى الجون ابن عبد الله المحض ابن الحسن المثنّى ابن
الحسن السبط ابن الإمام أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليهم السلام.
فهو : الرزقيّ ؛ نسبة إلى جدّه (رزق
الله) ، ويقال لهم : (الرازقلة) ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و (الرزاقات) ، و
(بنو الرزقين) ، فهو من ابن عمّ المجيز
من جهة جدّه (رزق الله) ، ويُعرف من تسلسل الآباء وإنهاء النسخة أنّ ابن مطرف يكبره
بطبقة واحدة ، فقد وصفه بالإنهاء بـ : (الولد).
والداوديّ : نسبة إلى
جدّه (داود ابن الحسن المثنّى) صاحب القضيّة المعروفة بدعاء أمّ داود.
والحسنيّ : نسبة إلى
جدّه الأعلى الإمام الحسن بن عليّ عليهما السلام.
مشايخه وأساتذته :
لم نعثر على شيء يذكر
في كتب التراجم عن هذا السيّد الفقيه سوى ما نقل عن الإجازة التي على هذه النسخة ،
فقد أجازه شيخه وأستاذه وابن عمّه السيّد محمّد بن مطرف الرزقيّ الحسنيّ برواية كتاب
المختصر والمراسم
، والإجازة من دون تاريخ ، وقد أنهى قراءة كتاب مختصر المراسم على أستاذه المذكور
بتاريخ يوم الخميس ١٤ جمادى الآخرة سنة (٦٩٥هـ) ، ونصّ الإنهاء الذي كتبه أستاذه له
في آخر النسخة : «أنهى قراءة مختصر رسالة سلاّر بن عبد العزيز الديلميّ قراءةً وبحثاً
وفهماً السيّد الأجلّ الحسيب النسيب رضيّ الدين أبو عبد الله محمّد بن حسن بن عليّ
الرزقيّ يوم الخميس رابع عشر جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وستّمائة ، وكتب محمّد بن
مطرف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحسنيّ».
وقد وصفه أستاذه في
الإجازة بما نصّه : «الولد العزيز ، الأجلّ الأوحد ، العالم الفاضل ، رضيّ الدين ،
أبو عبدالله محمّد بن حسن بن عليّ بن محمّد الرزقيّ الداوديّ العلويّ الحسنيّ ـ
أحسن الله تسديده ، وأجزل من كلّ عارفة فضله ومزيده ـ».
وفي الإنهاء بما نصّه
: «السيّد الأجلّ الحسيب النسيب رضيّ الدين أبو عبد الله محمّد بن حسن بن عليّ الرزقيّ».
* هل كانت النسخة الأولى
ـ الأصل ـ عند آية الله السيّد حسن الصدر قدسسره أم لا؟
نسخة الأصل المجموعة
الخطّيّة المعتمدة ، التي حوت كتابي الشرائع و (مختصر المراسم) وبينهما إنهاء لكتاب المسائل المصريّة
ـ مرّ ذكره وتاريخه عند وصف النسخة المعتمدة ، قال عنها الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ
(ت١٣٨٩هـ) في كتابه الذريعة
ـ عند التعريف بكتاب الشرائع
للشيخ الأجلّ عليّ ابن بابويه (ت ٣٢٩هـ) ـ ما نصّه : «وتوجد نسخة منها في
الكاظميّة في مكتبة سيّدنا الحسن صدر الدين وهي بخطِّ السيّد محمّد بن مطرف تلميذ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحقّق الحلّيّ ،
وقد قرأها على أستاذه المحقّق فأجازه على ظهرها ، وتأريخ الإجازة سنة (٦٧٢ هـ)».
وقال عنها في كتابه
الآخر طبقات أعلام الشيعة
ـ عند ترجمة السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ وذِكر الإجازة التي على نسخة مختصر المراسم ـ
ما نصّه : «وهذه النسخة اشتراها سيّدنا الحسن الصدر من بقّال ببغداد كان يضع على أوراقها
التمر واللبن وغيرها من الحوائج ، واستنسخ عنها السيّد محمّد الهنديّ بالنجف بخطّه
، ونسخة الهنديّ موجودة عند الشيخ محمّد السماويّ بالنجف».
وأعتقد استنادًا إلى
ما لديّ من قرائن أنّ هذا الكلام فيه من سهو القلم ما فيه ، فالنسخة لم تكن عند السيّد
حسن الصدر ، بل الموجود على النسخة تملّك الشيخ محمّد جواد البلاغيّ (ت ١٣٥٢هـ) المعاصر
للسيّد حسن الصدر (ت ١٣٥٤هـ) والمتوفّى قبله بسنتين ، ويحتمل أنّ النسخة
كانت عنده على نحو الاستعارة لا التملّك ، والقرائن التي استنتجتها هي :
١ ـ اعتمد الشيخ آقا
بزرك الطهرانيّ رحمهالله في ترجمة عليّ بن محمّد
بن عليّ بن موسى الخانيّ ناسخ كتاب المسائل المصريّة للمحقّق الحلّيّ على إنهاء النسخة الموجود في
المجموعة الخطّيّة المعتمدة بين كتاب الشرائع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والمختصر ، وقال في ترجمته ما نصّه : «عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى
المعانيّ (الخانيّ ـ ظ) الذي كتب بخطّه (المسائل المصريّات) للمحقّق الحلّيّ ، وفرغ
منه في حياة المؤلّف (ع٢ ـ ٦٧١) ، والظاهر أنّه من تلاميذه ، والنسخة كانت عند البلاغيّ
اشتراها كاشف الغطاء» ، فلاحظ قوله : «والنسخة كانت عند البلاغيّ اشتراها كاشف الغطاء» ، وهذا هو القول الفصل.
٢ ـ قال الشيخ آقا
بزرك الطهرانيّ رحمهالله في الذريعة عند التعريف
بـ : مختصر المراسم
ما نصّه : «والنسخة في النجف منضمّة مع شرائع والد الصدوق ، وقد استنسخ السيّد محمّد بن هاشم الهنديّ النجفيّ
نسخة (مختصر المراسم) هذا عن نسخة خطّ السيّد محمّد بن مطرف المذكور ، ونقل صورة
ما كتبه السيّد محمّد بن مطرف على ظهر نسخته التي رأيتها عند الشيخ محمّد السماويّ
، وقد نقلت عن تلك النسخة صورة خطّ محمّد بن مطرف في ترجمته في الأنوار الساطعة في المائة
السابعة».
وقال في موضع آخر :
«واستنسخ عنها السيّد محمّد الهنديّ بالنجف بخطّه ، ونسخة الهنديّ موجودة عند الشيخ
محمّد السماويّ بالنجف».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن المعلوم أنّ السيّد
حسناً الصدر ومكتبته في الكاظميّة لا في النجف الأشرف ، وقول الطهرانيّ يوحي أنّه لم
ير نسخة الأصل ، بل رأى النسخة المستنسخة عنها ، لكنه وصف المجموعة بشكل دقيق ممّا
يدلّ على أنّه اطلع عليها في النجف الأشرف.
٣ ـ لم يذكر السيّد
حسن الصدر النسخة ـ الشرائع
ومختصر المراسم ـ في فهرس مكتبته المسمّى بـ : الإبانة عن كتب الخزانة ، والذي كتبه
بيده ، ونسخته موجودة في مكتبته ، ومصوّرته موجود في مكتبة الروضة العبّاسيّة.
٤ ـ لم يذكر ولده السيّد
عليّ الصدر (ت ١٣٨٠هـ) النسخة ـ الشرائع ومختصر المراسم ـ في فهرس مكتبة والده المسمّى بـ : (إبانة
الوسن عن مكتبة أبي محمّد الحسن) ، الذي كتبه بيده ، ونسخته موجودة في مكتبته ،
ومصوّرته موجودة في مكتبة الروضة العبّاسيّة.
٥ ـ لم يذكر السيّد
حسن الصدر النسخة ـ مختصر
المراسم ـ في كتابه تكملة أمل الآمل عند ترجمة سلاّر الديلميّ ، باعتبار أنّ النسخة
مختصر لمراسمه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٦ ـ لم يذكر السيّد
حسن الصدر النسخة ـ الشرائع
ـ في كتابه تكملة
أمل الآمل عند ترجمة الشيخ الأجلّ عليّ ابن بابويه ، باعتبار أنّ في المجموعة
التي فيها النسخة كتاب الشرائع لابن بابويه ، وكلّ ما ذكره عن الكتاب هو ما نصّه :
«كتاب الشرائع
، وهي رسالة ابنه الصدوق».
٧ ـ لم يذكر السيّد
حسن الصدر النسخة ـ مختصر
المراسم ـ في كتابه تكملة أمل الآمل عند ترجمة المحقّق الحلّيّ ، وخصوصاً عد تعداد
تآليفه ، وذكره له في ترجمة السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ والسيّد محمّد بن الحسن الزرقنيّ
(الرزقيّـ ظ) ، ونسبه سهوًا للسيّد محمّد بن هاشم الموسويّ الهنديّ.
٨ ـ لم يذكر السيّد
حسن الصدر النسخة ـ مختصر
المراسم ـ في كتابه تكملة أمل الآمل عند ترجمة كاتب المجموعة ـ الشرائع ومختصر المراسم
ـ والمجاز من المحقّق الحلّيّ بالرواية السيّد محمّد بن مطرف الحسنيّ ، مع أنّه
ذكر الإجازة ، وقال ما نصّه : «وجدتُ بخطّه نسخة مختصر المراسم لأستاذه المحقّق ، فرغ
من نسخها سادس عشر صفر سنة اثنتين وسبعين وستمائة ...» ، ومن عادته في التكملة أنّه
إذا ذكر كتاباً خطّياً أو مطبوعاً في ملكه يسبقه أو يتبعه بكلمة : (عندي) ، وأمّا هنا
فقال : «وجدت بخطّه ..» ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولم يقل (عندي).
٩ ـ لم يذكر السيّد
حسن الصدر النسخة ـ مختصر
المراسم ـ في كتابه تكملة أمل الآمل عند ترجمة السيّد محمّد بن الحسن الحسنيّ الزرقني
(الرزقيّ ـ ظ) المجاز من كاتب المجموعة ـ الشرائع ومختصر المراسم ـ ، مع
أنّه ذكر الإجازة له.
١٠ ـ لم يذكر السيّد
حسن الصدر النسخة ـ مختصر
المراسم ـ في كتابه تكملة أمل الآمل عند ترجمة السيّد محمّد الموسويّ الهنديّ ـ
الناسخ عن نسخة الأصل ، وأعظم من هذا أنّه نسب كتاب المختصر للسيّد محمّد الموسويّ
الهنديّ ، مع أنّه ذكر في موضعين أنّ المختصر للمحقّق الحلّيّ كما ذكرنا آنفاً.
١١ ـ لم يذكر السيّد
حسن الصدر النسخة ـ الشرائع
ـ في كتابه فصل القضا
في الكتاب المشتهر بفقه الرضا ، وقد تحدّث في هذا الكتاب كثيرًا عن
كتاب الشرائع
لمشابهته لكتاب فقه الرضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٢ ـ خلوّ النسخة المعتمدة
ـ الشرائع ومختصر المراسم
ـ والموجودة في مكتبة الإمام كاشف الغطاء من خطّ السيّد حسن الصدر وعلى خلاف عادته
عند تملّك النسخ ، وخلوّها أيضاً من ختم مكتبة السيّد حسن الصدر ، وكلّ النسخ التي
رأيتها من مخطوطات ومطبوعات مكتبته لم تكن خالية من الختم اللّهمّ إلّا ما لم أرَه
بعيني ، وسجع ختم مكتبته : «مكتبة آية الله المرحوم السيّد حسن الصدر العامّة ـ الكاظميّة».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الأسباب التي أدّت
إلى عدم معرفة الكتاب :
١ ـ عدم ورود اسم المحقّق
الحلّيّ في ديباجة كتاب المختصر.
٢ ـ كثرة نسخ كتاب
الأصل ـ المراسم
ـ وشهرته غيّبت شهرة المختصر
، ولم تسمح له أن يحظى بشهرة.
٣ ـ وجود نسخة الكتاب
ضمن مجموعة خطّيّة.
٤ ـ عدم تحديد مكان
النسخة عند ذِكرها.
٥ ـ عدم فهرسة مكتبة
الإمام كاشف الغطاء العامّة فهرسةً تفصيليّة.
٦ ـ نسبة الكتاب في
مكتبة الإمام الحكيم العامّة سابقاً إلى ابن مطرف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحسنيّ ـ ناسخ الأصل
ـ.
* شكر وتقدير :
عرفاناً بالجميل المسدى
إليّ في طريقي لإتمام إخراج هذا الكتاب أتوجّه بالشكر الوافر إلى كلّ من :
١ ـ سماحة الحجّة السيّد
أحمد الصافي ـ دام عزّه ـ المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسيّة المقدّسة ، وفضيلة الشيخ
عمّار الهلاليّ ـ دام تأييده ـ المشرف على قسم المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة في العتبة
؛ لرعايتهما الأخويّة وتبنيّهما مشروع تحقيق الكتاب.
٢ ـ إدارة مكتبة الإمام
كاشف الغطاء العامّة المتمثّلة بأمينها العام فضيلة الشيخ شريف كاشف الغطاء ـ دام عزّه
ـ ونجله الأخ العزيز الشيخ أمير كاشف الغطاء ؛ لتزويدي نسخة الأصل النفيسة.
٣ ـ إدارة مكتبة الإمام
الحكيم العامّة المتمثّلة بأمينها السيّد جواد السيّد كاظم الحكيم ـ دام فضله ـ ومديرها
الأستاذ والأب الروحيّ مجيد الشيخ عبد الهادي حمّوزي ـ زيدَ فضلُه ـ ؛ لتزويدي النسخة
الثانية للكتاب.
٤ ـ فضيلة الشيخ صادق
الخويلديّ ـ دام فضله ـ والإخوة العاملين في مركز تراث الحلّة جميعاً ؛ لثقتهم بالمجهود
ومواكبتهم سير العمل وتوفير مستلزماته وتقويمه وطيب خُلقهم.
٥ ـ سماحة العلاّمة
الشيخ عبّاس (آل أبي الطابوق) دام عزّه الذي كان
من المفروض أن يخرج
العمل بتحقيقه ولكنّه آثر على نفسه وسلّمنيه.
٦ ـ كلّ من الإخوة
: حيدر محمّد علي المخزومي وحيدر محمّد عبيد الخفاجيّ وميثم سويدان الحِمْيَريّ ومصطفى
صباح الجَنابيّ ومحمّد عبد الجواد الفَتلاويّ.
٧ ـ أهلي وأولادي (جعفر
وعليّ وفاطمة) الذين تحمّلوا ـ ويتحمّلون ـ عبء غيابي طوال مدّة العمل في هذا الفنّ.
فإليهم جميعاً منّي
أسمى آيات الشكر والعرفان. والكمال لله ، والعصمة لأهلها.
والحمد لله الذي بنعمته
تتمّ الصالحات
١٩ جمادى الآخرة سنة
(١٤٣٧هـ)
في مركز تراث الحلّة
التابع للعتبة العبّاسيّة
المقدّسة
أحمد عليّ مجيد الحلّيّ
النجفيّ
المصادر
القرآن الكريمُ.
١ ـ إجازات علماء موجود در نسخه
هاى خطّى كتابخانه مركزى آستان قدس رضوى : براتعلى غلامى مقدّم ، نشر :
سازمان كتابخانه ها ، موزه ها ومركز إسناد آستان قدس رضوى ، سنة (١٣٩١ش).
٢ ـ الأصيليّ في أنساب الطالبيّين
: ابن الطقطقيّ ، محمّد بن تاج الدين الحسنيّ (كان حيّاً سنة ٧٢٠هـ) ، تحقيق : السيّد
مهديّ الرجائيّ ، نشر : مكتبة السيّد المرعشي ـ قم المقدّسة ، سنة(١٤١٨هـ).
٣ ـ الأعلام : الزركليّ
، خير الدين بن محمود الدمشقىّ (ت ١٣٩٦هـ) ، نشر : دار العلم للملايين ـ بيروت ، ط٥
، سنة (١٩٨٠م).
٤ ـ أعيان الشيعة :
الأمين ، السيّد محسن بن عبد الكريم (ت١٣٧١هـ) ، تحقيق : حسن الأمين ، نشر : دار التعارف
للمطبوعات ـ بيروت ، (د. ت).
٥ ـ الألفيّة والنفليّة :
الشهيد الأوّل ، محمّد بن مكّيّ العامليّ (ت ٧٨٦هـ) ، تحقيق : عليّ الفاضل القائينيّ
النجفيّ ، نشر : مكتب الإعلام الإسلاميّ ـ قم المقدَّسة ، ط١ ، سنة ١٤٠٨هـ.
٦ ـ أمل الآمل : الحرّ
العامليّ ، الشيخ محمّد بن الحسن (ت ١١٠٤ هـ) ، تحقيق : السيّد أحمد الحسينيّ الأشكوريّ
، مطبعة الآدابـ النجف الأشرف ، (د. ت).
٧ ـ الأنساب : السمعانيّ
، عبد الكريم بن محمّد (ت٥٦٢ هـ) ، تقديم وتعليق : عبد الله عمر الباروديّ ، نشر :
دار الجنان ـ بيروت ، ط١ ، سنة (١٤٠٨هـ).
٨ ـ إيضاح الفوائد في شرح إشكالات
القواعد : فخر المحقّقين ، محمّد بن الحسن ابن المطهّر (ت٧٧١هـ) ، تحقيق
: السيّد حسين الموسويّ الكرمانيّ والشيخ علي پناه الإشتهارديّ والشيخ عبد الرحيم البروجرديّ
، المطبعة العلميّة ـ قم المقدَّسة ، ط١ ، سنة (١٣٨٧هـ).
٩ ـ بحار الأنوار :
العلاّمة المجلسيّ ، محمّد باقر بن محمّد تقيّ (ت١١١٠هـ) ، مؤسّسة الوفاء ـ بيروت ،
ط٢ ، سنة (١٤٠٣هـ).
١٠ ـ البيان : الشهيد
الأوّل ، محمّد بن مكّيّ العامليّ (ت ٧٨٦هـ) ، نشر : مجمع الذخائر الإسلاميّة ـ قم
المقدَّسة ، (د. ت).
١١ ـ تاج العروس من جواهر القاموس
: الزبيديّ ، السيّد محمّد مرتضى الحسينيّ (ت١٢٠٥هـ) ، تحقيق : عليّ شيريّ
، نشر : دار الفكر ـ بيروت ، سنة (١٤١٤هـ).
١٢ ـ تحفة الأزهار وزلال الأنهار
: المدنيّ ، السيّد ضامن بن شدقم الحسينيّ (كان حيّاً سنة ١٠٩٠هـ) ، تحقيق
: د. كامل سلمان الجبوريّ ، نشر : مرآة التراث ـ طهران ، ط١ ، سنة (١٤٢٠ هـ).
١٣ ـ تحفة العالم في شرح خطبة المعالم
: بحر العلوم ، السيّد جعفر بن محمّد باقر ، تحقيق : أحمد عليّ مجيد الحلّيّ ، مؤسّسة
الأعلميّ للمطبوعات ـ بيروت ، ط١ ، سنة (١٤٣٣ هـ).
١٤ ـ التذكرة في الأنساب المطهّرة
: العبيدليّ ، الشريف أحمد بن محمّد بن مهنّا ، إعداد : السيّد مهديّ الرجائيّ
، نشر : مكتبة السيّد المرعشيّـ قم المقدَّسة ، ١٤٢١هـ.
١٥ ـ التراث العربيّ المخطوط :
الحسينيّ ، السيّد أحمد الأشكوريّ ، نشر : دليل ما ـ قم المقدّسة ، ط١ ، سنة (١٤٣١هـ).
١٦ ـ تعليقة أمل الآمل :
الأفنديّ ، ميرزا عبد الله الأصفهانيّ (ق ١٢) ، تحقيق : السيّد أحمد الحسينيّ الأشكوريّ
، نشر : مكتبة السيّد المرعشيّ ـ قم المقدّسة ، ط١ ، سنة (١٤١٠هـ).
١٧ ـ تكملة أمل الآمل :
الصدر ، السيّد حسن بن هادي (ت١٣٥٤هـ) ، تحقيق : د. حسين عليّ محفوظ وعبد الكريم الدّباغ
وعدنان الدبّاغ ، دار المؤرّخ العربيّ ـ بيروت ، ط١ ، سنة (١٤٢٩هـ).
١٨ ـ تكملة طبقات أعلام الشيعة :
الرَّوضاتيّ ، السيّد محمّد عليّ (ت ١٤٣٣هـ) ، إعداد : محمّد بركت ، نشر : مجلس الشورى
الإسلاميّـ طهران ، ط١ ، سنة(١٣٩١ش).
١٩ ـ تهذيب الأحكام :
شيخ الطائفة ، محمّد بن الحسن الطوسيّ (ت٤٦٠هـ) ، تحقيق : السيّد حسن الموسويّ الخرسان
، نشر : دار الكتب الإسلاميّة ـ طهران ، ط١ ، سنة (١٣٦٤ ش.).
٢٠ ـ جامع الرواة وإزاحة الاشتباهات
عن الطرق والإسناد : الأردبيليّ ، الشيخ محمّد بن عليّ (ت ١١٠١هـ) ، نشر
: مكتبة المحمّدي ، (د. ت).
٢١ ـ الحجّة على الذاهب إلى تكفير
أبي طالب : الموسويّ ، السيّد فخار بن معدّ (٦٣٠ هـ) ، تحقيق : السيّد محمّد
بحر العلوم ، نشر : انتشارات سيّد الشهداء ـ قم المقدَّسة ، ط١ ، سنة (١٤١٠هـ).
٢٢ ـ الحوادث : منسوب
إلى ابن الفوطيّ ، عبد الرزّاق بن أحمد الشيبانيّ (ت٧٢٣هـ) ، تحقيق : د. بشّار عوّاد
معروف ود. عمّار عبد السلام رؤوف ، نشر : انتشارات رشيد ـ قم المقدَّسة ، ط١ ، سنة
(١٤٢٦هـ).
٢٣ ـ مستدرك الوسائل :
النوريّ ، الميرزا حسين بن محمّد تقيّ الطبرسيّ (ت ١٣٢٠هـ) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة آل
البيت (ع) لإحياء التراث ـ قم المقدّسة ، ط١ ، سنة (١٤١٦هـ).
٢٤ ـ خلاصة الأقوال في معرفة الرجال
: العلاّمة الحلّيّ ، الحسن بن يوسف ابن المطهّر (ت٧٢٦هـ) ، تحقيق : الشيخ
جواد القيّوميّ ، نشر : مؤسّسة نشر الفقاهة ـ قم المقدّسة. ط١ ، سنة (١٤١٧هـ).
٢٥ ـ الدرّ المنثور في أنساب المعارف
والصدور : الأعرجيّ ، السيّد جعفر بن راضي البغداديّ (ت١٣٣٢) ، تحقيق :
السيّد حسين أبو سعيدة الموسويّ ، نشر : مؤسّسة عاشور ـ قم المقدَّسة ، ط١ ، سنة (١٤٢٧هـ).
٢٦ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة
: الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ (ت١٣٨٩هـ) ، نشر : دار الأضواء ـ بيروت ، ط٣
، سنة (١٤٠٣هـ).
٢٧ ـ ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة
: الشهيد الأوّل ، محمّد بن مكّيّ العامليّ (٧٨٦هـ) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة
آل البيت (ع) لإحياء التراث ـ قم المقدَّسة ، ط١ ، سنة (١٤١٩هـ).
٢٨ ـ الرجال : ابن داود
، الحسن بن عليّ الحلّيّ (ت ٧٤٠هـ) ، تحقيق : السيّد محمّد صادق بحر العلوم ، منشورات
المطبعة الحيدريّة ـ النجف الأشرف ، سنة (١٣٩٢هـ).
٢٩ ـ الرسائل الأربعة عشر :
تأليف : مجموعة من المؤلّفين ، تحقيق : الشيخ رضا الأستاديّ ، نشر : مؤسّسة النشر الإسلاميّ
التابعة لجماعة المدرّسين ـ قم المقدّسة ، ط٢ ، سنة (١٤٢٣هـ).
٣٠ ـ الرسائل الرجاليّة :
الكلباسيّ ، الشيخ محمّد إبراهيم (ت ١٣١٥هـ) ، طُبِعَ ضمن رسائل في دراية الحديث ،
إعداد أبو الفضل حافظيان البابليّ ، نشر : دار الحديث ـ قم المقدّسة ، ط١ ، سنة (١٤٢٤هـ).
٣١ ـ رسائل المحقّق الحلّيّ :
المحقّق الحلّي ، جعفر بن الحسن الهذليّ (ت ٦٧٦هـ) ، تحقيق : الشيخ رضا الأستاديّ ،
نشر : مؤسّسة بوستان كتاب ـ قم المقدَّسة ، ط١ ، سنة (١٣٩٠ش).
٣٢ ـ روضات الجنّات :
الخوانساريّ ، السيّد محمّد باقر الموسويّ (ت ١٣١٣هـ) ، مطبعة الدار الإسلاميّة ـ بيروت
، ط ١ ، سنة (١٤١١هـ).
٣٣ ـ رياض العلماء وحياض الفضلاء
: الأفندي ، الميرزا عبد الله الأصفهانيّ (ق ١٢) ، تحقيق : السيّد أحمد
الحسينيّ الأشكوريّ ، نشر : مكتبة السيّد المرعشيّ ، سنة (١٤١٥هـ).
٣٤ ـ السرائر : ابن إدريس
الحلّيّ ، الشيخ محمّد بن منصور (ت ٥٩٨ هـ) ، تحقيق : مجموعة من المحقّقين ، نشر :
مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين ـ قم المقدَّسة ، ط٢ ، سنة (١٤١٠
هـ).
٣٥ ـ الشرائع (قطعة منه) :
ابن بابويه ، الشيخ عليّ بن الحسين القميّ (ت٣٢٩هـ) ، تحقيق : الشيخ كريم مسير والشيخ
شاكر المحمّديّ ، مطبعة دار المؤرّخ العربيّ ـ بيروت ، ط١ ، سنة (١٤٣٥هـ).
٣٦ ـ الصحاح في اللغة :
الجوهريّ ، إسماعيل بن حمّاد (٣٩٣هـ) ، دار العلم للملايين ـ بيروت ، ط٤ ، ١٤٠٧هـ.
٣٧ ـ صدى الفؤاد إلى حمى الكاظم
والجواد عليهماالسلام : الشيخ محمد بن طاهر
السماويّ (ت١٣٧٠هـ) ، ضبطها وشرحها وقدّم لها : مركز إحياء التراث التابع للعتبة العبّاسيّة
المقدّسة ، نشر : دار الكفيل ، ط١ ، سنة (١٤٣٦هـ).
٣٨ ـ طبقات أعلام الشيعة :
الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ (ت١٣٨٩هـ) ، نشر : دار إحياء التراث العربيّ ـ بيروت ، ط
١ ، أوفسيت ، سنة (١٤٣٠هـ).
٣٩ ـ عمدة الطالب في أنساب آل أبي
طالب عليهالسلام : ابن عنبة ، أحمد بن عليّ الحسينيّ (٨٢٨ هـ) ، صحّحه : السيّد
محمّد حسن آل الطالقانيّ ، نشر : المطبعة الحيدريّة ـ النجف الأشرف ، ط٢ ، سنة (١٣٨٠
هـ).
٤٠ ـ العين : الفراهيديّ
، الخليل بن أحمد (ت١٧٥ هـ) ، تحقيق : الدكتور مهديّ المخزوميّ والدكتور إبراهيم السامرّائيّ
، نشر : مؤسّسة دار الهجرة ـ قم المقدّسة ، ط٢ ، سنة (١٤٠٩هـ).
٤١ ـ فهرس التراث : الجلاليّ
، السيّد محمّد حسين الحسينيّ ، تحقيق : السيّد محمّد جواد الحسينيّ الجلاليّ ، نشر
: دليل ما ـ قم المقدّسة ، سنة (١٤٢٢ هـ).
٤٢ ـ فهرستگان نسخه هاى خطّى إيران
(فنخا) : إعداد واهتمام : مصطفى درايتى ، نشر : المكتبة الوطنيّة في إيران
، طهران ، ط١ ، سنة (١٣٩٠ ش).
٤٣ ـ فهرست كتب خطّى كتابخانه مركزى
وإسناد آستان قدس رضوى : براتعلى غلامى مقدّم ، نشر : سازمان كتابخانه ها
، موزه ها ومركز اسناد آستان قدس رضوى ، ١٣٨١ش.
٤٤ ـ فهرست نسخة هاى خطّى كتابخانه
مركزى دانشكاه تهران : مؤسسة انتشارات وچاپ دانشكاه تهران ، سنة (١٣٥٧ش).
٤٥ ـ الفهرست : ابن بابويه
، منتجب الدين عليّ بن عبيد الله الرازيّ (ت ٥٨٥هـ) ، تحقيق : المحدِّث السيّد جلال
الدين الأرمويّ ، نشر : مكتبة السيّد المرعشيّ ـ قم المقدّسة ، سنة (١٣٦٦ش).
٤٦ ـ الفوائد الرجاليّة :
بحر العلوم ، السيّد محمّد مهديّ بن مرتضى الطباطبائيّ (ت ١٢١٢هـ) ، تحقيق : السيّد
محمّد صادق بحر العلوم والسيّد حسين بحر العلوم ، نشر : مكتبة الصادق ـ طهران ، ط١
، سنة (١٣٦٣ ش).
٤٧ ـ قاموس الرجال :
التستريّ ، الشيخ محمّد تقيّ (ت ١٤١٥هـ) ، نشر : مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة
المدرّسين ـ قم المقدَّسة ، ط١ ، سنة (١٤١٩هـ).
٤٨ ـ كشف الالتباس عن موجز أبي العبّاس
: الصيمريّ ، الشيخ مفلح بن الحسن (ت ٩٠٠هـ) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة صاحب
الأمر (عج) ، ط١ ، سنة (١٤١٧هـ).
٤٩ ـ كشف الحجب والأستار :
السيّد إعجاز حسين الكنتوريّ (ت ١٢٤٠هـ) ، تقديم : السيّد شهاب الدين المرعشيّ ، نشر
: مكتبة السيّد المرعشيّ ـ قم المقدّسة ، ط٢ ، سنة (١٤٠٩هـ).
٥٠ ـ كشف اللثام عن قواعد الأحكام
: الفاضل الهنديّ ، محمّد بن الحسن الأصفهانيّ (ت١١٣٧هـ) ، تحقيق ونشر :
مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين ـ قم المقدَّسة ، ط١ ، سنة (١٤١٦هـ).
٥١ ـ كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين
عليهالسلام : العلاّمة الحلّيّ ، الحسن بن يوسف ابن المطهّر (٧٦٢هـ) ، تحقيق
: حسين الدرگاهي ، طهران ، ط١ ، سنة (١٤١١هـ).
٥٢ ـ لسان العرب : ابن
منظور ، محمّد بن مكرّم (٧١١هـ) ، نشر : أدب الحوزة ـ قم المقدَّسة ، سنة (١٤٠٥هـ).
٥٣ ـ مختلف الشيعة :
العلاّمة الحلّيّ ، الحسن بن يوسف ابن المطهّر (ت ٧٢٦هـ) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة النشر
الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين ـ قم المقدّسة ، ط٢ ، سنة (١٤١٣هـ).
٥٤ ـ المراسم العلويّة في الأحكام
النبويّة : الديلميّ ، الشيخ حمزة بن عبد العزيز (ت ٤٤٨ هـ) ، تحقيق : السيّد
محسن الحسينيّ الأمينيّ ، نشر : المعاونيّة الثقافيّة للمجمع العالميّ لأهل البيت عليهمالسلام ، سنة (١٤١٤هـ).
٥٥ ـ مصباح الهدى في شرح العروة
الوثقى : الآمليّ ، الشيخ محمّد تقيّ (ت١٣٩١هـ) ، مطبعة الفردوسيّ ، ط١
، سنة (١٣٧٧هـ).
٥٦ ـ معالم الدين وملاذ المجتهدين
(قسم الفقه) : العامليّ ، الشيخ حسن بن زين الدين (ت١٠١١هـ) ، تحقيق : مجموعة
من المحقّقين ، نشر : مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين ـ قم المقدَّسة
، (د. ت).
٥٧ ـ معالم العلماء :
ابن شهر آشوب ، محمّد بن عليّ المازندرانيّ (ت ٥٨٨هـ) ، تقديم : السيّد محمّد صادق
آل بحر العلوم ، المطبعة الحيدريّة ـ النجف الأشرف ، سنة (١٣٨٠هـ).
٥٨ ـ المعتبر : المحقّق
الحلّيّ ، جعفر بن الحسن الهذليّ (ت ٦٧٦ هـ) ، تحقيق : مجموعة من المحقّقين ، إشراف
: الشيخ ناصر مكارم الشيرازيّ ، نشر : مؤسّسة سيّد الشهداء (ع) ـ قم المقدَّسة ، سنة
(١٣٦٤ش).
٥٩ ـ مجمع الآداب في معجم الألقاب
: ابن الفوطيّ ، عبد الرزّاق بن أحمد الشيبانيّ (ت٧٢٣هـ) ، تحقيق : محمّد
الكاظمـ طهران ، وزارت فرهنك وإرشاد اسلامي ، سازمان چاپ وانتشارات ، ١١١٥ق = ١٣٧١ش.
٦٠ ـ معجم البلدان :
الحمويّ ، ياقوت بن عبد الله (ت٦٢٦هـ) ، دار إحياء التراث العربيّ ـ بيروت ، سنة (١٣٩٩هـ).
٦١ ـ معجم رجال الحديث :
الخوئيّ ، السيّد أبو القاسم بن عليّ أكبر الموسويّ (ت ١٤١٣هـ) ، ط ٥ ، سنة (١٤١٣هـ).
٦٢ ـ معجم المخطوطات النجفيّة :
إعداد : مجموعة من الباحثين ، إشراف : د. عبد الرزاق العيسى ، إصدار مركز دراسات الكوفة
، مؤسّسة النبراس ـ النجف الأشرف ، سنة (٢٠١٢م).
٦٣ ـ مفتاح الكرامة :
العامليّ ، السيّد محمّد جواد بن محمّد (ت ١٢٢٦هـ) ، تحقيق : الشيخ محمّد باقر الخالصيّ
، نشر : مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين ـ قم المقدَّسة ، ط١ ، سنة
(١٤١٩هـ).
٦٤ ـ من أعلام الشيعة :
الشيخ رضا الأستاديّ ، قدس ـ قم المقدَّسة ، ط١ ، سنة (١٣٨٣ش).
٦٥ ـ مناهل الضرب في أنساب العرب
: الأعرجيّ ، السيّد جعفر بن راضي البغداديّ (ت١٣٣٢هـ) ، تحقيق : السيّد
مهديّ الرجائيّ ، نشر : مكتبة السيد المرعشيّ ـ قم المقدَّسة ، ط١ ، سنة (١٤١٩هـ).
٦٦ ـ موسوعة طبقات الفقهاء :
الشيخ السبحانيّ ومجموعة من الباحثين ، نشر : مؤسّسة الإمام الصادق(ع) ـ قم المقدَّسة
، ط١ ، سنة (١٤١٨هـ).
٦٧ ـ نزهة الأنفس وروضة المجلس :
أبو سعيد محمّد بن عليّ بن عبد الله العراقيّ ، تحقيق رمضان بهداد ، طهران / ميراث
مكتوب ١٣٨٧ ش.
٦٨ ـ النهاية ونكتها :
شيخ الطائفة ، محمّد بن الحسن الطوسيّ (ت٤٦٠هـ) والمحقّق الحلّيّ ، جعفر بن الحسن الهذليّ
(٦٧٦هـ) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجماعة المدرّسين ـ قم المقدّسة
، ط١ ، سنة (١٤١٢هـ).
٦٩ ـ الوافي بالوفيات :
الصفديّ ، خليل بن أيبك (ت ٧٦٤هـ) ، تحقيق : أحمد الأرناؤوط وتركيّ مصطفى ، مط : دار
إحياء التراث ـ بيروت ، سنة (١٤٢٠ هـ).
٧٠ ـ الينابيع الفقهيّة :
موسوعة فقهيّة لعدّة كتب ، جمع وتحقيق : الشيخ علي أصغر مرواريد ، نشر : دار التراث
العربيّ والدار الإسلاميّة ـ بيروت ، ط١ ، سنة (١٤١٠ هـ).
الدوريّات :
٧١ ـ مجلَّة تراثنا :
مجلَّة تصدر عن مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام لإحياء التراث في قم
المقدَّسة.
٧٢ ـ مجلّة دراسات علميّة :
مجلّة تصدر عن المدرسة العلميّة (الآخوند الصغرى) في النجف الأشرف.
٧٣ ـ مجلّة علوم الحديث :
مجلَّة نصف سنويّة تُعنى بعلوم الحديث ، تصدر : عن كلّيَّة علوم الحديث ـ طهران.
المخطوطات :
٧٤ ـ قواعد الأحكام في معرفة الحلال
والحرام : العلاّمة الحلّيّ (ت ٧٢٦هـ) ، موجودة في مدرسة الإمام الصادق
(ع) في چالوس ـ إيران بالرقم (٢٣٨).
٧٥ ـ مجموعة خطّيّة :
تحتوي على (الجواهر في الفقه) لابن البرّاج ، و (شرح المراسم) لمجهول ، و (المراسم
العلويّة) للديلميّ ، وهي موجودة في مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة بالتسلسل (٣١٦).
٧٦ ـ المسائل السلاّريّة :
السيّد المرتضى (ت ٤٣٦هـ) ، النسخة موجودة في مكتبة مجلس الشورى ـ طهران ، وتسلسلها
(٢/١٠٠٠٧).
حديث (القتال على تأويل القرآن ..)
التخريج السندي والبحث الدلالي
|
|
د. علي عبد الزهرة الفحّام
بسم الله الرحمن
الرحيم
ذكرت مصادر الحديث
والسيرة عند الفريقين حديثاً نبويّاً مهمّاً ، سنصطلح عليه (حديث القتال على التأويل)
، وهو حديث على مستوى كبير من الأهمّية في المباحث العقدية والتاريخية ، وتأتي أهمّية
الحديث من حيث قوّته السندية ، واستفاضة طرقه ، وتعدّد أسانيده في مصادر الحديث والسيرة
عند الفريقين ؛ أمّا في البحث الدلالي
فالحديث وثيقة نبوية في تقسيم مراحل الرسالة الإسلامية إلى مرحلتي التنزيل والتأويل
، وهو في الوقت نفسه وثيقة تاريخية لرسم ملامح الفتن والاضطرابات التي ستعصف بالأمّة
الإسلامية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مرحلة (التأويل)
والتي سيكون فيها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام هو الممثّل الشرعي والوحيد لرسالة الإسلام.
طرق الحديث :
روي هذا الحديث الشريف
عن سبعة من أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، وهم : أمير المؤمنين
، والإمام الحسن ، والإمام الحسين ، والإمام الباقر ، والإمام الصادق ، والإمام الكاظم
، والإمام الرضا عليهمالسلام ، كما ورد هذا الحديث
عن أكثر من (١٥) صحابيّاً ، من بينهم الإمام المعصوم أمير المؤمنين
عليهالسلام ، أمّا البقية فأبرزهم : (أبو سعيد الخدري ، جابر بن عبد الله
الأنصاري ، عمّار بن ياسر المخزومي ، عبد الرحمن بن بشير الأنصاري ، أنس بن مالك الأنصاري
، أبو هريرة السدوسي ، سعيد بن مالك ، زيد بن أرقم ، أبو الطفيل ، الأخضر بن أبي الأخضر
، أبو ليلى الأنصاري ، أبو ذر الغفاري ، سلمان المحمّدي ، المقداد بن الأسود).
أولاً : طرق الحديث
عن أبي سعيد الخدري :
وقد رواه عنه أربعة
من الصحابة والتابعين وهم (رجاء بن ربيعة الزبيدي ، سعيد بن عطية العوفي ، أبو الطفيل
، أبو الودال).
أما طريق (رجاء بن
ربيعة) فهو أكثر الطرق تشعّباً ، وأعلاها شأناً في رجال العامّة ، وأشهرها تردّداً
في المسانيد ، وقد رواه عن رجاء ابنه إسماعيل
ابن رجاء ، وكلاهما
ثقة من رجال مسلم ، أمّا رجاء فهو ابن ربيعة الزبيدي ، الكوفي ، وثّقه الذهبي ، والعجلي
، وابن حبّان ، وقال ابن حجر :
«صدوق» ، وأمّا ابنه إسماعيل
فقد وثّقه أبو حاتم الرازي ، والعجلي ، وابن حبّان ، والذهبي ، وقال ابن حجر : «ثقة
تكلّم فيه الأزدي بلا حجّة».
روى هذا الحديث عن
إسماعيل عدد كبير من الرواة ، ولا نبالغ إذا قلنا إنّ الحديث مستفيض عن إسماعيل ، فقد
رواه عن كلٍّ من : (إسماعيل بن مهران الأعمش ، فطر بن خليفة ، بُريد بن معاوية العجلي
، سلمة بن تمّام الشقري ، هاشم بن البريد ، عبد الملك بن حميد) ، وكلّ هؤلاء من الثقات
الأثبات عند العامّة ، فهم ما بين ثقة حجّة ، أو صدوق اللهجة ، ما خلا بُريداً فهو
من رجال الشيعة وثقاتهم ، وروايته جاءت في المصادر الشيعية ومصادر العامّة أيضاً ،
وعليه فالرواية ثابتة بالقطع عن إسماعيل ، ولا أقلّ من استفاضتها في الطبقة التي تليه
، أو الذين يُعدّون من تلامذته ، ولم تقف استفاضة الخبر عند هذه الطبقة ، فقد رواه
عن الثقة فطر بن خليفة والأعمش جملة من الرواة المعروفين عند العامّة ، وإليك تفصيل
هذه الطرق :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الطريق عن فطر
بن خليفة :
رواه عدد من رجال العامّة
ورواتهم المشهورين ، منهم : (الحسين بن محمّد المروذي ، يحيى بن يعلى الأسلمي ، وكيع
بن الجرّاح ، عبيد الله بن موسى ، أحمد بن حمّاد الهمداني ، عفيف بن سالم ، أبو بكر
الحنفي ، أبو نعيم الفضل بن دكين ، أبو أسامة حمّاد بن أسامة) ، وجلّ هؤلاء من عدول
الرواة ، ومن أوثق الرجال عندهم ، ويكفينا منهم ثلاثة طرق :
أ ـ وكيع بن الجرّاح
:
قال عنه الحافظ الذهبي
: «وكيع بن الجرّاح أبو سفيان الرؤاسي ، أحد الأعلام ، عن الأعمش ، وهشام بن عروة ،
وعنه أحمد ، وإسحاق ، وإبراهيم ابن عبد الله القصّار ، ولد سنة (١٢٨هـ) ، قال أحمد
: ما رأيت أوعى للعلم منه ولا أحفظ ، كان أحفظ من ابن مهدي ، وقال حمّاد بن زيد : لو
شئت لقلت : إنّه أرجح من سفيان ... مات بفيد يوم عاشوراء (١٩٧هـ)» ، روى الحديث عنه أحمد
بن حنبل في مسنده ، فهذا أوّل الطرق
المتّصلة الصحيحة :
(أحمد بن حنبل (ثقة)
، عن وكيع (ثقة) ، عن فطر (ثقة) ، إسماعيل بن رجاء (ثقة) ، عن أبيه (ثقة) ، عن أبي
سعيد الخدري).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب ـ الحافظ الثبت عبيد
الله بن موسى العبسي الكوفي :
روى حديثه الحاكم في المستدرك عن محمّد
بن علي بن دحيم الشيباني ، عن أحمد بن حازم
بن أبي غرزة الغفاري ، عنه ، عن فطر ...
الحديث ، فهذا طريق ثان من
الطرق القوية المتّصلة :
(الحاكم (ثقة) ، عن
الشيباني (ثقة) ، عن الغفاري (ثقة) ، عن العبسي (ثقة) ، فطر (ثقة) ، إسماعيل بن رجاء
(ثقة) ، عن أبيه (ثقة) ، عن أبي سعيد الخدري).
ج ـ الحسين بن محمّد
بن مهرام ، التميمي ، المروذي :
وهو من رجال الصحيحين
، ومن مشايخ أحمد بن حنبل ، ثقة معروف عند العامّة ، أورد حديثه أحمد في مسنده ، وطريقه من الطرق
الصحيحة المتّصلة إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) :
(أحمد بن حنبل (ثقة)
، عن الحسين بن محمّد المروذي (ثقة) ، عن فطر (ثقة) ، إسماعيل بن رجاء (ثقة) ، عن أبيه
(ثقة) ، عن أبي سعيد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخدري ، عن رسول الله(صلى
الله عليه وآله)).
وفي مصادر الشيعة وردت
طريف (فطر بن خليفة) في مصادر عدّة ، منها ما رواه الشيخ الطوسي ، قال : ـ أخبرنا أبو
عمر ، قال : حدّثنا أحمد ، قال : حدّثنا يعقوب بن يوسف بن زياد ، قال : حدّثنا أحمد
بن حمّاد الهمداني ، قال : حدّثنا فطر بن خليفة وبريد بن معاوية العجلي ، عن إسماعيل
ابن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري ، الحديث.
٢ ـ طريق الحديث عن
الأعمش :
روى حديث جملة من ثقات
رواتهم وأعلامهم ، منهم : (أبو معاوية الضرير ، جرير بن عبد الحميد ، عبد السّلام بن
حرب ، سنان بن هارون ، محمّد بن الفضيل بن غزوان ، عمّار بن زريق) ، ولعلّ من أوثق
وأمتن هذه الطرق طريق جرير ، أورد أبو يعلى في مسنده قال : حدّثنا عثمان [بن أبي شيبة]
(ثقة) ، حدّثنا جرير (ثقة) ، عن الأعمش (ثقة) ، عن إسماعيل بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجاء ، عن أبيه ، عن
أبي سعيد الخدري ... الحديث ، وهو رابع الطرق
الصحيحة المتّصلة.
والطريق الصحيح الآخر
المروي من طريق الأعمش هو ما رواه الحاكم في مستدركه قال : أخبرنا أبو جعفر محمّد
بن علي الشيباني (ثقة) بالكوفة من أصل كتابه ، ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة (ثقة)
، ثنا أبو غسّان (ثقة) ، ثنا عبد السّلام
بن حرب (ثقة) ، ثنا الأعمش عن إسماعيل
بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد ... الحديث.
أمّا الطريق الصحيح
الثالث عن الأعمش والسادس عن أبي سعيد فهو ما رواه النسائي في سننه قال : أخبرنا
إسحاق بن إبراهيم ومحمّد بن قدامة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ثقة) ، ـ واللفظ له ـ عن
جرير (ثقة) ، عن الأعمش (ثقة) ، عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ...
الحديث.
ومن الطرق التي تصلح
في الشواهد والمتابعات لطرق أبي سعيد ، ما أورده الرجالي الكبير ابن عدي (ت ٣٦٥هـ)
قال : ثنا أحمد بن حفص ، ثنا أبو بكر بن أبي
شيبة ، ثنا يحيى بن عبد
الملك ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن رجاء
عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ... الحديث.
تبيّن ممّا تقدّم ،
أنّ هذا الحديث مرويٌّ بستّة طرق صحيحة في الحدّ الأدنى ، متّصلة إلى أبي سعيد الخدري
، وله شواهد ومتابعات ، وقد وردت رواية أبي سعيد في جملة من مصادر الفريقين وبأسانيد
أخرى كثيرة لا حاجة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للتفصيل فيها.
ثانياً : طرق الحديث
عن أمير المؤمنين عليهالسلام :
ويروي عنه بطريقين
، أوّلهما طريق السلسلة الذهبية عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، فقد روى العيّاشي
في تفسيره
: عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه
قال : «إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، وهو عليّ بن أبي
طالب».
أمّا الطريق الثاني
فرواه عنه التابعي (ربعي بن حراش) ، وورد في مصادر عديدة
منها :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الفضل بن شاذان :
وروى محمّد بن الفضل وأبو زهير عبد الرحمن بن المغراء قالا : حدّثنا الأجلح عن قيس
بن مسلم وأبي كلثوم عن ربعي بن حراش قال : سمعت عليّاً صلوات الله عليه بالمداين يقول
... الحديث.
* محمّد بن سليمان الكوفي :
حدّثنا أحمد قال : حدّثنا الحسن قال : أخبرنا علي بن حكيم قال : أخبرنا محمّد بن فضيل
، عن الأجلح ، عن أبي كلثوم وقيس بن مسلم ، عن ربعي بن حراش قال : «سمعت عليّاً
عليهالسلام ...» ، الحديث.
* الخطيب البغدادي :
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أحمد بن كامل القاضي قال نا أبو يحيى الناقد قال
ثنا محمّد بن جعفر الفيدي قال نبّأنا محمّد فضيل عن الأجلح قال نبّأنا قيس بن مسلم
وأبو كلثوم عن ربعي بن حراش قال : سمعت عليّاً يقول وهو بالمدائن ... الحديث.
* ابن عساكر : أخبرنا
أبو غالب بن البنّا أنا أبو محمّد الجوهري أنا علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ نا محمّد
بن أحمد الشطوي نا محمّد بن يحيى بن ضريس نا عيسى بن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ
بن أبي طالب حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه ... الحديث.
* ابن المغازلي :
أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان قال : حدّثنا أبو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحسين محمّد بن المظفّر
بن موسى بن عيسى الحافظ حدّثنا سعيد حدّثنا علىّ بن أحمد بن مَسعدَة الورّاقُ حدّثنا
محمّد بن منصور الطوسي حدّثنا موسى الهروي حدّثنا يزيد بن هارون عن شُعبةَ عن منصور
عن ربعي عن عليّ عليهالسلام .... الحديث.
* ابن المغازلي :
أخبرنا أحمد بن المظفّر العطّار أخبرنا عبد الله بن محمّد الحافظ حدَّثنا محمّد بن
محمّد حدَّثنا موسى بن إسماعيل حدَّثنا أبي عن أبيه عن جدِّه جعفر بن محمّد عن أبيه
عن جدِّه علىّ بن الحسين عن أبيه عن جدِّه علىّ بن أبي طالب
عليهالسلام قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) ... الحديث.
ثالثاً : طرق الحديث
عن أبي ذر الغفاري :
يرويه عنه زيد بن يثيع ، وسُليم بن قيس الهلالي
، وطريق زيد بن يثيع من الطرق الجيّدة ، والمروية عن رجال معروفين ، وفيهم الثقات الأثبات
، ورد روايته عند كلّ من :
* محمّد بن سليمان الكوفي :
حدّثنا محمّد بن منصور ، عن عثمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن أبي شيبة قال : حدّثنا أبو الجواب
أحوص بن جواب الضبّي قال : حدّثنا يونس
بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن يثيع ،
عن أبي ذر ... الحديث.
* الشيخ الطوسي :
وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا
العاصمي ، قال : حدّثنا أحمد بن عبيد الله العدلي ، قال : حدّثنا الربيع ابن يسار ،
قال : حدّثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، يرفعه إلى أبي ذر (رضي الله عنه) : أنّ
عليّاً عليهالسلام ... الحديث.
* سليم بن قيس : وقال
سليم : وحدّثني أبو ذر وسلمان والمقداد ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحديث.
رابعاً : طرق الحديث
عن سلمان والمقداد :
* سليم بن قيس : وقال
سليم : وحدّثني أبو ذر وسلمان والمقداد ... الحديث.
خامساً : طرق الحديث
عن أنس بن مالك :
روى عنه الإمام الباقر
عليهالسلام ، والتابعي (أنس بن سيرين) ، وردت روايته عند
مصادر الفريقين ، ومنها :
* الخزّاز القمّي :
وعنه قال حدّثنا أبو مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى بن خاقان المقرئ ببغداد ، قال
حدّثنا أحمد بن الحسن بن الفضل بن ربيع أبو العبّاس مولى بني هاشم ، قال حدّثني عثمان
بن أبي شيبة في مسند أنس ، قال حدّثنا يزيد بن هارون قال حدّثنا عبد الله بن عوف ،
عن أنس بن سيرين ، عن أنس بن مالك ... الحديث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ابن مردويه : عن
أحمد بن محمّد بن عثمان الصيدلاني ، قال : حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر ، قال
: حدّثنا أحمد بن موسى الخزّاز ، قال : حدّثنا بليد بن سليمان أبو إدريس ، عن جابر
، عن محمّد بن علي ، عن أنس بن مالك.
سادساً : طرق الحديث
عن عبد الرحمن بن بشير (أبو بشر) الأنصاري :
عبد الرحمن بن بشير
(أبو بشر) الأنصاري معدود في الصحابة ، روى الحديث عنه عامر الشعبي ، وكان من كبار
وقدماء العامّة ، ومن علماء بني أمية ، والفضل ما شهدت به الأعداء ، أورد روايته ابن
الأثير ، وابن حجر ، وابن عساكر ، وهذا طريق ابن عساكر قال : أخبرنا أبو القاسم يوسف
بن عبد الواحد ، أنا أبو منصور شجاع بن عليّ أنا أبو عبد الله بن مندة أنا أبو الحسن
عليّ بن محمّد بن عقبة بالكوفة ومحمّد بن سعيد الأبيوردي بمصر قالا : نا محمّد بن عبد
الله الحضرمي نا جمهور بن منصور نا سيف بن محمّد ، عن السرّي بن إسماعيل ، عن عامر
الشعبي ، عن عبد الرحمن بن بشير .. الحديث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سابعاً : طرق الحديث
عن أبي هريرة :
وردت روايته عند الخزّاز
القمّي ، قال : حدّثنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد التميمي المعروف بابن النجّار
النجوي ، قال حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن مروان الغزّال ، قال حدّثني محمّد
بن تيم عن عبد الرحمن بن مهدي ، قال حدّثنا معاوية بن صالح ، عن عبد الغفّار بن القاسم
، عن أبي مريم ، عن أبي هريرة ... الحديث.
ثامناً : طرق الحديث
عن عمّار بن ياسر :
وردت روايته عند الخزّاز
القمّي ، قال : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني ، قال حدّثنا محمّد بن
الحسين بن حفص الخثعمي الكوفي ، قال حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، قال حدّثنا علي بن هاشم
، عن محمّد بن عبد الله ، عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمّار ، عن أبيه ، عن جدّه عمّار
... الحديث.
تاسعاً : طرق الحديث
عن سعد بن مالك :
سعد بن مالك ، هو سعد
بن أبي وقّاص ، وردت روايته عند الخزّاز القمّي ، قال : حدّثنا محمّد بن وهبان بن محمّد
البصري ، قال حدّثنا الحسين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن علي البزوفري ،
قال حدّثني عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة ، قال حدّثني محمّد بن زكريّا ، عن
أحمد بن عيسى بن زيد ، قال حدّثني عمر بن عبد الغفّار ، عن أبي بصير ، عن حكيم بن جبير
، عن عليّ بن زيد بن جذعان ، عن سعيد بن المسيّب ، عن سعد بن مالك.
عاشراً : طرق الحديث
عن جابر بن عبد الله الأنصاري :
وردت روايته عند الخزّاز
القمّي ، قال : حدّثنا عليّ بن محمّد بن مقول ، قال حدّثنا أبو بكر محمّد ابن عمر القاضي
الجعالي ، قال حدّثني نصر بن عبد الله الوشّا ، قال حدّثني زيد بن الحسن الأنماطي ،
عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : كنت عند النبيّ(صلى
الله عليه وآله) في بيت أمّ سلمة ... الحديث.
أحد عشر : طرق الحديث
عن زيد بن أرقم :
قال ابن شهر آشوب المازندراني
: [أورد] شيرويه في الفردوس عن وهب بن صيفي ، وروى غيره عن زيد
بن أرقم قال : قال النبيّ صلّى الله عليه وآله : «أنا أقاتل على التنزيل ، وعليٌّ يقاتل
على التأويل».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إثنا عشر : طرق الحديث
عن الأخضر بن أبي الأخضر الأنصاري :
قال ابن حجر العسقلاني
: الأخضر بن أبي الأخضر الأنصاري ذكره بن السكن وروى من طريق الحارث بن حصيرة عن جابر
الجعفي عن محمّد بن علي بن الحسين عن أبيه عن الأخضر بن أبي الأخضر ... الحديث ، وهذا السند فيها
معصومان : السجّاد والباقر عليهماالسلام.
ثلاثة عشر : طرق الحديث
عن أبي ليلى الأنصاري :
قال موفّق بن أحمد
المكّي ثمّ الخوارزمي أخطب خطباء خوارزم فيما صنّفه من المناقب قال : أنبأني مهذّب
الأئمّة أبو المظفّر عبد الملك بن عليّ ابن محمّد الهمداني إجازة ، أخبرني محمّد بن
الحسين بن عليّ البزّاز ، أخبرني أبو منصور محمّد بن عليّ بن عليّ بن عبد العزيز ،
أخبرني هلال بن محمّد بن جعفر ، حدّثني أبو بكر محمّد بن عمرو الحافظ ، حدّثني أبو
الحسن عليّ بن موسى الخزّاز من كتابه ، حدّثني الحسن بن عليّ الهاشمي ، حدّثني إسماعيل
بن أبان ، حدّثني أبو مريم ، عن ثويرة بن أبي فاختة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال
: قال أبي ... الحديث.
أربعة عشر : طرق الحديث
عن أبي الطفيل (عامر بن واثلة) :
رواه ابن عقدة الكوفي
، حدّثنا جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسي ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حدّثنا نصر وهو ابن
مزاحم ، حدّثنا الحكم بن مسكين ، حدّثنا أبو الجارود وابن طارق ، عن عامر بن واثلة
، وأبو ساسان وأبو حمزة ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عامر بن واثلة ... عن أمير المؤمنين
عليهالسلام في حديث المناشدة ، قال : «فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له
رسول الله(صلى الله عليه وآله) : (إنّي قاتلت على تنزيل القرآن ، وتقاتل أنت على تأويل
القرآن) غيري؟ قالوا : اللهم لا».
خمسة عشر : طرق الحديث
عن الإمام السجّاد عليهالسلام :
وجدنا رواية الإمام
الباقر عليهالسلام في ما سبق من أسانيد عن أبيه السجّاد
عليهالسلام ، وجملة من الصحابة ، منهم أنس بن مالك ، والأخضر بن أبي الأخضر
، وجابر ابن عبد الله الأنصاري ، وقد رواه عنه إمّا ابنه الصادق
عليهالسلام ، أو المحدّث الجليل (جابر بن يزيد الجعفي) ، وتشتهر روايته
في المصادر الشيعية ، ومنها :
* الشيخ الصدوق ،
قال : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ، ومحمّد بن موسى بن المتوكّل ، وأحمد ابن محمّد
بن يحيى العطّار رضي الله عنهم قالوا : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن
الحسين بن أبي الخطّاب ، عن النضر بن شعيب ، عن خالد بن ماد القلانسي ، عن جابر بن
يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهماالسلام قال : جاء رجل إلى
عليّ عليهالسلام وهو على منبره فقال : يا أمير المؤمنين ... الحديث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الشيخ الصفار :
حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب ، عن خالد بن ماد القلانسي عن جابر عن أبي
جعفر عليهالسلام .
* الشيخ المفيد :
وروى إسماعيل بن عليّ العمي ، عن نائل بن نجيح ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد
، عن أبي جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام ... الحديث.
ستّة عشر : طرق الحديث
عن الإمام الصادق عليهالسلام :
وهذه الرواية مشهورة
في المصادر الشيعية أيضاً :
* الشيخ الكليني :
عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعليّ بن محمّد القاساني جميعاً ، عن القاسم بن محمّد
عن سليمان بن داود المنقري ، ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله
عليهالسلام قال : سأل رجل أبي صلوات الله عليه عن حروب أمير المؤمنين
عليهالسلام ... الحديث.
* الشيخ الصدوق :
حدّثنا أبي رضي الله عنه قال : حدّثنا سعد بن عبد الله قال : حدثني القاسم ابن محمّد
الأصبهاني ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ، عن الصادق
عليهالسلام ... الحديث.
* العيّاشي : عن السكوني
، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسول الله(صلى الله
عليه وآله) أنّه قال : «إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ،
وهو عليّ بن أبي طالب».
* أورد محمّد بن جرير الطبري
(الشيعي) ، قال : روى الحسن بن معاذ الرضوي ، قال : حدّثنا لوط بن يحيى
الأزدي ، عن عمارة بن زيد الواقدي ، قال : حجّ هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين
، وكان حجّ في تلك السنة محمّد بن عليّ الباقر وابنه جعفر عليهمالسلام ، فقال جعفر بن
محمّد عليهماالسلام في بعض كلامه : «وقال
[النبي] لأصحابه : عليّ يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. ولم يكن عند
أحد تأويل القرآن بكماله وتمامه إلاّ عند عليّ عليهالسلام ، ولذلك قال لأصحابه : أقضاكم عليّ. وقال عمر بن الخطّاب : لو لا عليّ لهلك عمر.
أفيشهد له عمر ويجحد غيره؟».
سبعة عشر : طرق الحديث
عن الإمام الرضا عليهالسلام :
* ابن شهرآشوب المازندراني :
عبد السلام بن صالح ، عن الرضا عليهالسلام : «(ألم نشرح لك صدرك) يا محمّد ، ألم نجعل عليّاً وصيّك؟ ، (ووضعنا عنك وزرك)
بقتل ومقاتلة الكفّار وأهل التأويل بعليّ؟ ، (وَرَفَعْنَا لَكَ) بذلك (ذِكْرَكَ) أي رفعنا مع ذكرك يا
محمّد له».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثمانية عشر : طريق
وهب بن صيفي البصري :
رواه العلاّمة الديلمي
في فردوس الأخبار : روى عن وهب بن صيفي [الأنصاري] قال : قال رسول الله(صلى الله
عليه وآله) : «أنا أقاتل على تنزيل القرآن وعليّ يقاتل على تأويل القرآن» ، وقال ابن شهر آشوب
: «[أخرج] شيرويه في الفردوس عن وهب بن صيفي ، وروى غيره عن زيد بن أرقم قالا : قال
النبيّ(صلى الله عليه وآله) : أنا أقاتل على التنزيل ، وعليّ يقاتل على التأويل».
أهمّ ألفاظ الحديث
:
يمكننا القول من خلال
ما سبق بيانه وتفصيله أنّ حديث القتال على التأويل وردنا بطرق كثيرة مستفيضة ، بل هي
متواترة بالجملة ، مع ضمّ الطريق إلى الطريق ، والسند إلى السند ، وهذه الطرق مبثوثة
في مصادر الفريقين ، وقد ورد الحديث بألفاظ متقاربة ، وفي بعضها زيادات مهمّة ، وإشارات
مفيدة في مباحثنا ، وسنذكر أهمّ الألفاظ التي ورد فيها الحديث ثمّ نعرّج على المباحث
الدلالية والفوائد التاريخية والعقدية لهذا النصّ النبويّ الشريف :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللفظ الأوّل : الشيخ الكليني : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعليّ بن
محمّد القاساني جميعاً ، عن القاسم بن محمّد عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن
غياث ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سأل رجل أبي صلوات الله عليه عن حروب أمير المؤمنين
عليهالسلام وكان السائل من محبّينا فقال له أبو جعفر
عليهالسلام (في حديث طويل جاء فيه) : «وأمّا السيف المكفوف فسيف على
أهل البغي والتأويل ، قال الله عزّ وجلّ : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ
الْمُؤمِنِيْنَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُما عَلَى
الأُخْرَى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّى تَفِيْئ إلَى أَمْر اللهِ) فلمّا نزلت هذه الآية قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : إنّ
منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل ، فسئل النبيّ(صلى الله
عليه وآله) من هو؟ فقال : خاصف النعل يعني أمير المؤمنين
عليهالسلام».
اللفظ الثاني : عن عمّار بن ياسر قال : سمعت رسول الله(صلى الله عليه
وآله) يقول : «أنا أقاتل على التنزيل وعليّ يقاتل على التأويل».
اللفظ الثالث : محمّد بن سليمان الكوفي : قال : حدّثنا أحمد بن عليّ ابن الحسن
قال : حدّثنا حسن قال : حدّثنا عليّ قال : أخبرنا محمّد عن الأعمش وفطر عن إسماعيل
بن رجاء عن أبيه : عن أبي سعيد الخدري قال :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«خرج رسول الله(صلى
الله عليه وآله) من بيت عائشة ومعه عليٌّ فانقطع شسعه؟ فألقى النعل إلى عليٍّ يصلحها
ثمّ أتانا فقال : إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. فقال أبو
بكر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا ولكنّه
خاصف النعل عند الحجرة».
اللفظ الرابع : القاضي المغربي : الدغشي ، بإسناده ، عن أبي سعيد الخدري ،
أنّه قال : «كنّا جلوساً ننتظر رسول الله صلوات الله عليه وآله ، فخرج إلينا من بعض
بيوت نسائه ، فقمنا معه نمشي ، فانقطع شسع نعله ، فأخذها عليٌّ صلوات الله عليه فتخلّف
عليها ليصلحها ، وقام رسول الله صلوات الله عليه وآله ينتظر ، ونحن معه قيام ـ وفي
القوم أبو بكر وعمر ـ. فقال رسول الله صلوات الله عليه وآله : إنّ منكم من يقاتل على
تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها أبو بكر وعمر! فقال : لا ، ولكنّه
خاصف النعل. قال أبو سعيد الخدري : فأتيته بها لا بشّره ، فلم يرفع لها رأساً ، فعلمت
أنّه شيء قد سمعه من رسول الله صلوات الله عليه وآله قبل ذلك».
اللفظ الخامس : الشيخ المفيد : وروى إسماعيل بن عليّ العمي ، عن نائل بن نجيح
، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ، عن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبيه عليهماالسلام قال : «انقطع شسع نعل
رسول الله صلّى الله عليه وآله فدفعها إلى عليٍّ عليهالسلام يصلحها ، ثمّ مشى في نعل واحدة غلوة ـ أو نحوها ـ وأقبل على أصحابه فقال : إنّ
منكم من يقاتل على التأويل كما قاتل معي على التنزيل. فقال أبو بكر : أنا ذاك يا رسول
الله؟ قال : لا ، فقال عمر : فأنا يا رسول الله؟ قال : لا ، فأمسك القوم ونظر بعضهم
إلى بعض ، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : لكنّه خاصف النعل ـ وأومأ إلى عليّ
ابن أبي طالب عليهالسلام ـ وإنّه المقاتل على التأويل إذا تركت سنّتي ونبذت ، وحرّف كتاب
الله ، وتكلّم في الدين من ليس له ذلك ، فيقاتلهم عليٌّ على إحياء دين الله عزّ وجلّ».
اللفظ السادس : قال ابن أبي الحديد المعتزلي : «روى كثير من المحدّثين عن علي
عليهالسلام أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال له : إنّ الله قد كتب
عليك جهاد المفتونين كما كتب عليّ جهاد المشركين. قال : فقلت : يا رسول الله ما هذه
الفتنة التي كتب عليّ فيها الجهاد؟ قال : قوم يشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّي
رسول الله وهم مخالفون للسنّة. فقلت : يا رسول الله فعلام أقاتلهم وهم يشهدون كما أشهد؟
قال : على الإحداث في الدين ومخالفة الأمر. فقلت : يا رسول الله إنّك كنت وعدتني الشهادة
فاسأل الله أن يعجّلها لي بين يديك. قال : فمن يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين؟
أما إنّي وعدتك بالشهادة وتستشهد يضرب على هذه فتخضّب هذه فكيف صبرك إذاً؟ فقلت : يا
رسول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الله ليس ذا بموطن
صبر هذا موطن شكر!! قال : أجل أصبت فأعدّ للخصومة فإنّك مخاصم. فقلت : يا رسول الله
لو بيّنت لي قليلا فقال : إنّ أمّتي ستفتن من بعدي فتتأوّل القرآن وتعمل بالرأي وتستحلّ
الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية والربا بالبيع وتحرّف الكتاب عن مواضعه وتغلب كلمة الضلال
فكن حلس بيتك حتى تقلّدها فإذا قلّدتها جاشت عليك الصدور وقلبت لك الأمور تقاتل حينئذ
على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فليست حالهم».
اللفظ السابع : أحمد بن حنبل : حدّثنا عبد الله ، حدّثني أبي ، ثنا وكيع ،
ثنا قطر ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله(صلى
الله عليه وآله) : «إنّ منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله ، قال : فقام
أبو بكر وعمر ، فقال : لا ، ولكن خاصف النعل ، وعليّ يخصف نعله».
اللفظ الثامن : أحمد بن حنبل : حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا حسين بن محمّد
ثنا فطر عن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن أبيه قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول : «كنّا
جلوساً ننتظر رسول الله(صلى الله عليه وآله) فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال : فقمنا
معه فانقطعت نعله فتخلف عليها عليّ يخصفها فمضى رسول الله(صلى الله عليه وآله) ومضينا
معه ، ثمّ قام ينتظره وقمنا معه فقال : إنّ منكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من يقاتل على تأويل
هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله. فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال : لا ، ولكنّه
خاصف النعل ، قال : فجئنا نبشّره قال وكأنه قد سمعه».
اللفظ التاسع : الحاكم النيسابوري : حدّثنا عبيد الله بن موسى ثنا فطر بن خليفة
عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد رضياللهعنه قال : «كنّا مع
رسول الله(صلى الله عليه وآله) فانقطعت نعله فتخلّف عليّ يخصفها ، فمشى قليلاً ثمّ
قال : إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها
القوم وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما قال أبو بكر : أنا هو؟ قال : لا ، قال عمر
: أنا هو؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل يعني عليّاً فأتيناه فبشّرناه فلم يرفع به رأسه
كأنّه قد كان سمعه من رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين
ولم يخرّجاه».
اللفظ العاشر : ابن أبي شيبة الكوفي : حدّثنا ابن أبي عتيبة عن أبيه عن
إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال : «كنّا جلوساً في المسجد فخرج رسول
الله(صلى الله عليه وآله) فجلس إلينا ولكأنّ على رؤوسنا الطير ، لا يتكلّم أحد منّا
، فقال : إنّ منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوتلتم على تنزيله
، فقام أبو بكر فقال : أنا هو يا رسول الله؟ قال : لا ، فقام عمر فقال : أنا هو يا
رسول الله؟ قال : لا ، ولكنّه خاصف النعل في الحجرة ، قال : فخرج علينا عليٌّ ومعه
نعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلح منها».
اللفظ الحادي عشر : فرات الكوفي ، قال : حدّثنا الحسين بن الحكم معنعناً : عن أبي
ذر الغفاري رضياللهعنه ، قال : «كنت مع رسول
الله(صلى الله عليه وآله) وهو ببقيع الغرقد فقال : والذي نفسي بيده إنّ فيكم رجلا يقاتل
الناس على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله وهم في ذلك يشهدون أن لا إله
إلاّ الله (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللهِ إِلاّ
وَهُمْ مُشْرِكُوْنَ) فيكبر قتلهم على الناس
حتّى يطعنوا على وليّ الله ويسخطوا عمله كما سخط موسى من أمر السفينة وقتل الغلام
وإقامة الجدار وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لله رضاً وسخط ذلك موسى.
قل : هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني».
اللفظ الثاني عشر : ابن الأثير ، قال : روى السرّي بن إسماعيل عن عامر الشعبي عن
عبد الرحمن بن بشير قال : «كنّا جلوساً عند النبيّ(صلى الله عليه وآله) إذ قال : ليضربنّكم
رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله. فقال أبو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بكر أنا هو؟ قال :
لا ، قال عمر : أنا هو؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل ، وكان عليّ يخصف نعل رسول الله(صلى
الله عليه وآله) أخرجه الثلاثة».
اللفظ الثالث عشر : ابن مردويه ، أخبرنا عبد الله بن سعد بن يحيى ، أخبرنا أبو
يوسف الصندلاني ، أخبرنا فيّاض ، عن حمزة بن عبد الكريم ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن
عطية وأبي الودال ، عن أبي سعيد الخدري : «خرج علينا رسول الله(صلى الله عليه
وآله) من الحجرة فانقطع شسعه ، فرمى بها إلى عليّ عليهالسلام ، فجلس إلينا وكأنّ على رؤوسنا الطير. قال : ليضربنّكم رجل من بعدي على تأويل
القرآن كما ضربتم على تنزيله. فقال أبو بكر : أنا. فقال : لا. فقال عمر : أنا؟
فقال : لا ، ولكنّه خاصف النعل ، يخرج عليكم من الحجرة. قال : فخرج علينا عليّ وبيده
نعل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يصلحها».
اللفظ الرابع عشر : السيّد علي بن طاووس نقلاً من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد عن موسى
بن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام ، قال : «دعا رسول
الله(صلى الله عليه وآله) أبا ذر وسلمان والمقداد فقال لهم : تعرفون شرائع الإسلام
وشروطه؟
قالوا : نعرف ما عرّفنا
الله ورسوله ، فقال : هي والله أكثر من أن تحصى ، أشهدوني على أنفسكم وكفى بالله شهيداً
وملائكته عليكم .. : فمن عمي عليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من علمه شيء لم يكن
علمه منّي ولا سمعه فعليه بعليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فإنّه قد علم كما قد علّمته ظاهره وباطنه ومحكمه ومتشابهه ، وهو يقاتل على
تأويله كما قاتلت على تنزيله».
اللفظ الخامس عشر : عليّ بن إبراهيم القمّي ، بسنده عن رسول الله(صلى الله
عليه وآله) : «... يا فاطمة هذا ما أعطاه الله عليّاً في الآخرة وأعدّ له في الجنّة
إذا كان في الدنيا لا مال له ، فأمّا ما قلت إنّه
بطين ، فإنّه مملوٌّ من العلم خصّه الله به وأكرمه من بين أمّتي ، وأمّا ما قلت إنّه
أنزع عظيم العينين ، فإنّ الله خلقه بصفة آدم عليهالسلام ، وأمّا طول يديه ، فإنّ الله طوّلهما ليقتل بهما أعداءه وأعداء رسوله وبه يظهر
الله الدين ولو كره المشركون ، وبه يفتح الله الفتوح ويقاتل المشركين على تنزيل القرآن
والمنافقين من أهل البغي والنكث والفسوق على تأويله ويخرج الله من صلبه سيّدي شباب
أهل الجنة ويزيّن بهما عرشه».
اللفظ السادس عشر : الشيخ المفيد : «أيّها الناس ، إنّي فرطكم وأنتم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واردون عليّ الحوض
، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني
أنّهما لن يفترقا حتّى يلقياني ، وسألت ربّي ذلك فأعطانيه ، ألا وإنّي قد تركتهما فيكم
: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتفرّقوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا
تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم. أيّها الناس ، لا ألفينّكم بعدي ترجعون كفّاراً يضرب بعضكم
رقاب بعض ، فتلقوني في كتيبة كمجرّ السيل الجرّار ، ألا وإنّ عليّ بن أبي طالب أخي
ووصيّي ، يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله».
اللفظ السابع عشر : ابن شهرآشوب المازندراني : عبد السلام بن صالح ، عن الرضا
عليهالسلام : (ألم نشرح لك صدرك) يا محمّد ، ألم نجعل عليّاً وصيّك؟ (ووضعنا
عنك وزرك) بقتل مقاتلة الكفّار وأهل التأويل بعليٍّ؟ (ورفعنا لك) بذلك (ذكرك) أي رفعنا مع ذكرك يا
محمّد له».
تصريحات علماء العامّة
في صحّة الحديث :
اتّفقت كلمة المحدّثين
والمحقّقين عند العامّة من المتقدّمين والمتأخّرين على صحّة سند حديث القتال على التأويل
، ونصّوا على وثاقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رواته ، وتعدّد طرقه
وأسانيده ، وسنذكر تصريحات علماء العامّة بحسب تسلسلهم الزمني :
١ ـ أحمد بن حنبل :
أورد الحديث في مسنده ، وهو ممّن يعتمد الأحاديث التي في مسنده ، ويفتي بها ، ويعتقد
بصحّتها ، ولذلك قال عنه : «إنّ هذا كتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة وخمسين
ألفاً ، فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله فارجعوا إليه ، فإن كان فيه وإلاّ
فليس بحجّة».
٢ ـ ابن حبّان : أورده
في مسنده الصحيح ، وقد اشترط أن لا يخرج فيه إلاّ الصحيح.
٣ ـ البيهقي : أورد
الحديث في دلائل النبوّة
، وقد صرّح في مقدّمة كتابه أنّ منهجه هو «الاكتفاء بالصحيح من السقيم ، والاجتزاء
بالمعروف من الغريب ، إلاّ فيما لا يتّضح المراد من الصحيح أو المعروف دونه فأورده
والاعتماد على جملة ما تقدّمه من الصحيح أو المعروف عند أهل المغازي والتواريخ».
٤ ـ الحاكم النيسابوري
: صحّح الحديث على شرط الشيخين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥ ـ الهيثمي : صرّح
أنّ هذا الحديث : «رجاله رجال الصحيح» ، وقال في مورد آخر
: «إسناده حسن».
٦ ـ الطحاوي : أخرجه
في كتابه شرح مشكل الآثار ، وقد التزم فيه
بإخراج الروايات المروية بالأسانيد المقبولة ، التي نقلها ذوو التثبّت فيها ،
والأمانة عليها ، وحسن الأداء لها.
٧ ـ البغوي : قال في
كتابه شرح السنّة :
«هذا إسناد صحيح ، فالحديث صحيح أيضاً ، وقد احتجّ بمثله البخاري ومسلم في الصحيح».
٨ ـ ابن حجر الهيثمي المكّي :
ذكر أنّ أحمد والحاكم أخرجاه بسند صحيح.
٩ ـ الصالحي الشامي :
صرّح أنّ رجال الحديث الذي رواه أبو يعلى برجال الصحيح.
١٠ ـ المحقّق حسين سليم أسد :
صحّح إسناده في تحقيقه لمسند أبي يعلى.
١١ ـ المحقّق شعيب الأرنؤوط :
قال في تحقيقه على مسند أحمد ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤسّسة الرسالة : «حديث
صحيح وهذا إسنادٌ حسن» ، وقد صحّح أربعة من
أسانيده في تحقيقه كتاب شرح مشكل الآثار.
١٢ ـ المحقّق الدكتور بشّار عوّاد
معروف : قال في تحقيقه لكتاب تاريخ الإسلام : «وإسناده صحيح».
١٣ ـ الشيخ محمّد ناصر الدين الألباني
: أخرجه في سلسلته الصحيحة.
موارد الحديث :
من موارد القوّة في
هذا الحديث الشريف تردّده وتكراره على لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله) في موارد
عدّة ، ومن خلال استقرار النصوص يمكن تحديد موارده بما يأتي :
١ ـ أشهر تلك الموارد
ما رواه أبو سعيد الخدري : أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان خارجاً من
بيت بعض أزواجه ومعه مجموعة من الصحابة فيهم أمير المؤمنين ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو
بكر ، وعمر ، وآخرون ، فانقطع شسع نعله الشريف ، فأخذه أمير المؤمنين ليخصفه ، فذكر
النبيّ الحديث وأشار إلى أمير المؤمنين بأنّه : (خاصف النعل) ، وفي بعض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النصوص أنّه كان خارجاً
من بيت عائشة ، ولعلّ في ذلك إشارة إلى خروجها على الإمام في معركة الجمل ، وهي أوّل
معركة من معارك (حروب التأويل).
٢ ـ عند نزول قوله
تعالى : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى
فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
٣ ـ في خلوة مع أبي
ذر الغفاري في بقيع الغرقد.
٤ ـ في خلوة مع ابنته
فاطمة الزهراء عليهاالسلام.
٥ ـ في خطبة أمام جمع
من الصحابة قبيل وفاته(صلى الله عليه وآله).
٦ ـ في حديث خاصٍّ
مع أبي ذر وسلمان والمقداد.
٧ ـ في بيت أمّ سلمة رضياللهعنها بعد نزول آية التطهير.
البحث الدلالي لحديث
القتال على التأويل :
تضمّن هذا الحديث الشريف
ـ حديث القتال على التأويل ـ مباحث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مهمّة بين طيّاته ،
وفيه فوائد كبيرة ينبغي للباحث المدقّق أن يقف عندها ، وأن يحاول الإفادة من مدلولاتها
التاريخية ، والفكرية ، والعقدية ، ويمكننا أن نسجّل ما فيه من فوائد ومباحث وإشارات
على شكل نقاط :
الفائدة الأولى : كونه
من دلائل النبوة :
اتّضح في المقطع السابق
من البحث أنّ هذا الحديث الشريف مستفيض أو متواتر ، وهذا يعني أنّه ثابت بالقطع واليقين
، وأنّ صدوره من فم رسول الله(صلى الله عليه وآله) أمر مفروغ منه عند أهل البحث والتحقيق
، وعليه فهو واحد من دلائل النبوة الكثيرة التي تشهد بصدق نبيّنا الصادق الأمين ، وصحّة
نبوّته ورسالته ، وصدق دعواه ، وصلاح شريعته ، لأنّ الحديث فيه إخبار بالغيب ،
وتنبّؤ عن حدث سوف يقع في مستقبل الأيّام ، فالمدّة الزمنية التي تمتدّ ما بين صدور
هذا الحديث وبين وقوع (حروب التأويل) تربو على خمسة وعشرين عاماً ، وهذا يعني أن رسول
الله(صلى الله عليه وآله) لا ينطق من نفسه ، ولا يتكلّم عن تكهّن أو تحليل للأحداث
، وإنّما ينطق بلسان الوحي المبين ، ويُفرغ عن إخبار ربّ العالمين ، ومثل هذه الدلالات
كثيرة في أحاديث رسول الله(صلى الله عليه وآله).
وتصديقاً لما ذكرنا
فإنّ أحمد بن الحسين البيهقي (ت ٤٥٨هـ) جعل هذا الحديث من دلائل النبوّة ، فرواه في
كتابه الكبير دلائل النبوّة
ومعرفة أحوال صاحب الشريعة بطرق مختلفة ، قال : «أخبرنا أبو القاسم عبد
الرحمن ابن عبيد الله الجرفي ببغداد ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي
قال : حدّثنا إسحاق
بن الحسن ، حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا فطر ـ يعني ابن خليفة ـ عن إسماعيل بن رجاء عن
أبيه قال : سمعت أبا سعيد الخدري قال : كنّا جلوساً ننتظر رسول الله صلى الله عليه
وسلّم فخرج علينا من بعض بيوت نسائه فقمنا معه نمشي ، فانقطع شسع نعله فأخذها عليٌّ
رضي الله عنه فتخلّف عليها ليصلحها ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقمنا معه
ننتظره ونحن قيام ، وفي القوم يومئذ أبو بكر وعمر ، فقال : إنّ منكم من يقاتل على تأويل
القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، فقال : لا
، ولكنّه صاحب النعل ، فأتيته لأبشّره قبل بها فكأنّه لم يرفع به رأساً كأنّه شيءٌ
قد سمعه» ، كما رواه من طريق
أبي معاوية عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري ، ومن طريق
عبد الملك بن أبي غنية عن إسماعيل بن رجاء.
أمّا من الشيعة فقد
رواه محمّد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة بأسانيد عن رجال العامّة.
الفائدة الثانية :
كونه من أدلّة إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام
:
يعدّ هذا الحديث الشريف
من الأدلّة القوية على إمامة سيّدنا أمير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤمنين
عليهالسلام ، وخلافته ووراثته لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ؛ فإنّ الحديث
وضع مقام النبيّ في كفّة (التنزيل) ، ووضع مقام أمير المؤمنين في كفّة (التأويل) ،
يعني أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو صاحب الولاية في مرحلة التنزيل ، وهذه الولاية
تشمل تبليغ الوحي المنزل من قبل الله تعالى ، ثمّ الولاية التنفيذية أو الإجرائية في
تطبيق ونشر كلمة التوحيد وما جاء في محكم التنزيل ، وإذا كانت مرحلة التنزيل تحتاج
إلى وليٍّ على مستوى التبليغ والتنفيذ ، فإنّ مرحلة التأويل تحتاج إلى وليٍّ على مستوى
التبليغ والتنفيذ ، مع اختلاف أنّ التبليغ هنا يُقصد منه (تبيين القرآن) أو بيان تأويل
القرآن ، والتنفيذ هو الإشراف على تطبيق ما يتمخّض عن البيان من أحكام وحدود وفرائض
، والأدلّة على ما نقول ستأتي تفصيلاً في طيّات الفوائد القادمة ، لكنّني أستشهد هنا
بأمرين لإثبات هذه الحقيقة :
أوّلهما : استشراف أبي بكر وعمر وبعض الصحابة لفضيلة القتال على
تأويل القرآن الكريم ، فلو لم تكن منقبة عظيمة ، ومزيّة كبيرة تساوق الخلافة
والإمارة لم نجد أحداً من الصحابة يحرص على الفوز بها والظفر بشرفها ، ويؤكّد ذلك مسارعة
أبي سعيد الخدري لتبشير أمير المؤمنين عليهالسلام ، لكنّه وجد أنّ الإمام كان عالماً بذلك بتعليم من رسول الله(صلى الله عليه
وآله) ، قال أبو سعيد الخدري : «فأتيته بها لأبشّره ، فلم يرفع لها رأساً ، فعلمت أنّه
شئ قد سمعه من رسول الله صلوات الله عليه وآله قبل ذلك» ، وقال في لفظ آخر
: «فاستشرفنا وفينا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو بكر وعمر ... فجئنا
نبشّره ، وكأنّه قد سمعه».
وثانيهما : استشهاد أمير المؤمنين عليهالسلام بهذا الحديث الشريف ضمن سلسلة استشهاداته في (حديث المناشدة) المشهور ، وهو الحديث
الذي احتجّ به الإمام بجملة من مناقبه الدالّة على أفضليّته ، وأسبقيّته ، وأحقّيته
بالإمامة من غيره ، أورد ذلك الشيخ الطوسي في أماليه بسنده عن أبي ذر الغفاري عن
أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال لأصحاب الشورى : «فهل فيكم أحد قال له رسول الله(صلى
الله عليه وآله) : (إنّي قاتلت على تنزيل القرآن ، وستقاتل أنت على تأويله) غيري؟ قالوا
: لا».
وعن عامر بن واثلة
عن أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث المناشدة ، قال : «فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له
رسول الله(صلى الله عليه وآله) : (إنّي قاتلت على تنزيل القرآن ، وتقاتل أنت على تأويل
القرآن) غيري؟ قالوا : اللّهم لا».
لقد تنبّه كثير من
العلماء والمحقّقين ـ قديماً وحديثاً ـ إلى الأهمّية الدلالية لهذا الحديث الشريف ،
وكونه من أكبر فضائل الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، بل هو من أدلّة إمامته وخلافته الشريفة :
* يقول الحافظ شمس
الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي ، المعروف بابن بطريق (ت ٦٠٠ هـ) في حديثه
عن أمير المؤمنين عليهالسلام : «وهو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الذي بعثه الله تعالى
ورسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) لاستيفاء حقّ الله تعالى ممّن كفر ، وهو الذي يقاتل
على تأويل القرآن كما قاتل النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) على تنزيله ، فقد استوى
القتالان ؛ لأنّ منكر التنزيل جاحد لقبوله ومنكر التأويل جاحد لقبول العمل به ، وهذه
منزلة لا يستحقّها بعد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ من هو مستحقّ للأمر بعده
، لأنّ استيفاء حقّ الله تعالى ممّن عاند وجحد وكفر لا يكون إلاّ بيد رسوله أو من
قام مقامه في وجوب الاقتداء والاتّباع».
* يقول محمّد بن طلحة
الشافعي (ت ٦٥٢ هـ) : «وأمّا دلالته على فضيلة عليٍّ عليهالسلام فأقول : إعلم أرشدك الله إلى مناهج الحقّ ومدارج الهدى أنّ التنزيل والتأويل أمران
متعلّقان بالقرآن الكريم ، فتنزيله مختصّ برسول الله(ص) ، فإنّ الله عزّ وجلّ أنزل
القرآن عليه لأنواع من الحكم قدّرها وأرادها ... وأمّا تأويله : فمعناه تفسيره وما
يؤول إليه آخر مدلوله ، فمن حمل القرآن الكريم على معناه الذي اقتضاه لفظه من مدلول
الخطاب وفسّره بما تناوله من معانيه المرادة به فقد أصاب سنن الصواب ، ومن صدف عن
ذلك وصرفه عن مدلوله ومقتضاه وحمله على غير ما أريد به ممّا يوافق هواه ، وتأوّله بما
يضلّ به عن نهج هداه ، معتقداً أنّ محمله الذي ادّعاه ومقصده الذي افتراه فنجّاه هو
المدلول الذي أراده الله تعالى فقد ألحد في القرآن ، حيث مال به عن مدلوله ووضعه في
غيره موضوعه ، وأثبت به ما لا يحلّ إثباته وخالف فيه أئمّة الهدى واتّبع داعي الهوى
فاقتدى ، فتعيّن قتاله أن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أصرّ على ضلالته ودام
على مخالفته واستمرّ في جهالته وتمادى في مقالته ، إلى أن يفي إلى أمر الله تعالى وطاعته
... ولهذا جعل رسول الله(ص) القتال على تأويله كالقتال على تنزيله ، فقد ظهر مناط القتال
على التأويل لما ظهر مناط القتال على التنزيل وقد اشترك الأمران في أنّ كلّ واحد منهما
قتال مبطل ضالّ ليرجع عن إبطاله وضلالته وافترقا في أنّ الجريمة الصادرة من المقاتلين
على التنزيل أعظم وأشدّ من الجريمة الصادرة من المقاتلين على التأويل ، فلهذا كانت
المقاتلة على أعظم الجريمتين مختصّة بمنصب النبوّة فقام بها النبيّ(ص) ودعا إليها وقاتل
الذين كفروا حتّى آمنوا ، وكانت المقاتلة على جريمة التأويل التي هي دون الجريمة الأولى
موكولة إلى الإمام لكون الإمامة دون النبوّة فهي فرعها فقام بها عليٌّ
عليهالسلام ودعا إليها وقاتل الخوارج المتأوّلين ، فإنّهم عمدوا إلى آيات
من القرآن الكريم نزلت في الكفّار واختصّت بهم فصرفوها عن محلّ مدلولها وحملوها على
المؤمنين وجعلوهم محلّها واستدلّوا عليهم بها».
* وقال الأربلي (ت
٦٩٣ هـ) : «الذي يدلّ على أنّه لاستحقاق الولاء دون ما عداه قوله(صلى الله عليه
وآله) : إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فجعل القاتلين
سواء لأنّه ذكرهما بكاف التشبيه ، لأنّ إنكار التأويل كإنكار التنزيل ، لأنّ منكر التنزيل
جاحد لقبوله ، ومنكر التأويل جاحد لقبول العمل به ، فهما سواء في الجحود ، وليس مرجع
قتال الفريقين إلاّ إلى النبيّ أو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى من يقوم مقامه».
* الشيخ زين الدين
علي بن يوسف بن جبر (من القرن السابع) ، قال : «وفي هذا الدليل قاهر وبيان ظاهر ، وثبوته
بالذكر وإشارة بالنصّ على مولانا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام من الله سبحانه وتعالى ، وذلك أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله)
قال : (ليبعثنّ الله عليكم) ، فكانت ولايته من الله تعالى ، لأنّه سبحانه هو الباعث
له والرسول عليهالسلام مخبر عن الله سبحانه وتعالى ، وهو لا ينطق عن الهوى ، فثبتت
ولايته بالوحي العزيز بما نطقت به أخبار الفريقين. ويزيد ذلك بياناً وإيضاحاً : إنّ
ضرب الرقاب على الدين بعد الرسول عليهالسلام لا يكون إلاّ للإمام فقط ، لأنّه المتولّي لها دون الأمّة ،
وقول الرسول (يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله) يقتضي التشبيه والمماثلة ، لأنّ
الكاف للتشبيه ، ومتشابه الرسول عليهالسلام لابدّ وأن يكون حقّاً ، للموادّ المتّصلة إليه من الله سبحانه
وتعالى ، فلا يجوز أن يشبّه الشيء بخلافه ولا يمثّله بضدّه ، بل يشبّه الشيء بمثله
ويمثّله بنظيره ، فيكون عليهالسلام مشابهه في الولاية ، لهذا ولاية التنزيل ولهذا ولاية التأويل
، ويكون قتاله على التأويل مشبهاً لقتاله على التنزيل ، لأنّ إنكار التأويل ، كإنكار
التنزيل جاحد لقبوله ومنكر التأويل جاحد للعمل به ، فهما سواء في الجحود. وليس
قتال الفريقين إلاّ إلى النبيّ أو الإمام ، فدلّ على أن المراد بذلك القول بالإمامة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا غير».
* أما الشيخ عليّ بن
يونس العاملي النباطي البيّاضي (ت ٨٧٧ هـ) ، فقد قال في تعليقه على الحديث : «وفي هذا
الحديث دليل ظاهر ، على نصّ قاهر من الله تعالى ومن رسوله على عليٍّ بالإمامة ، حيث
قال الرسول الذي لا ينطق عن الهوى : أو ليبعثنّ الله عليكم ، وفي قوله : (يضرب رقابكم)
إشارة أخرى لأنّ ضرب الرقاب لا يكون إلاّ للرئيس دون المرؤوس ، وفي تشبيه المقاتلة
على تأويله بالمقاتلة على تنزيله إشارة أخرى ؛ لأنّ التشبيه بالفعل الذي لا يكون إلاّ
من النبيّ لا يكون إلاّ من الإمام الذي هو مشابه النبيّ ، فإنّ جاحد العمل بالتأويل
كجاحد العمل بالتنزيل ومرجع قتال الفريقين ليس إلاّ إلى النبيّ أو الإمام ، فمراد النبيّ
بذلك القول الإمامة لا غير».
* ويقول الشيخ الماحوزي
: «وفي هذه الأخبار المتضمّنة لخصف النعل كلّها دلالة على استحقاقه
عليهالسلام للإمامة».
* وأورد السيّد المرعشي
النجفي نقلاً عن القاضي التستري قوله : «وقول الرسول(صلى الله عليه وآله) : يقاتل على
تأويله كما قاتلت على تنزيله يقتضي التشبيه والمماثلة ، لأنّ الكاف للتشبيه ، ومشابه
الرسول لابدّ وأن يكون حقّاً للموادّ المتّصلة إليه من الله سبحانه ، فلا يجوز أن يشبّه
الشيء بخلافه ولا يمثّله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بضدّه ، بل يشبّه الشيء
بمثله ، ويمثّله بنظيره ، فيكون عليهالسلام مشابهه(صلى الله عليه وآله) في الولاية ، لهذا ولاية التنزيل ، ولهذا ولاية التأويل
، ويكون قتاله على التأويل مشبّهاً بقتاله على التنزيل ، لأنّ إنكار التأويل كإنكار
التنزيل ، لأنّ منكر التنزيل جاحد لقبوله ، ومنكر التأويل جاحد للعمل به ، فهما سواء
في الجحود ، وليس مرجع قتال الفريقين إلاّ إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله) أو الإمام
، فدلّ على أنّ المراد بذلك القول الإمامة لا غير ، وحديث خاصف النعل حديث مشتهر بين
الفريقين».
* ومن المعاصرين أورد
الشيخ محمّد السند قائلاً : «والجدير بالإشارة أنّه قد قُرن في مفاد الروايات بين دور
الرسول(صلى الله عليه وآله) وبين دور أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأنّ الدور الثاني عدل للأوّل ، نظير ما في حديث الثقلين من عدلية أهل البيت عليهمالسلام للكتاب ، إلاّ أنّ
هاهنا قد جُعلت القيمومة على تنزيل القرآن للنبيّ(صلى الله عليه وآله) ، والقيمومة
على تأويله مهمّة على عاتق أمير المؤمنين وولده المعصومين عليهمالسلام وراثة من قيمومة النبيّ(صلى
الله عليه وآله) على التأويل. وكما أنّ دور النبىّ(صلى الله عليه وآله) في التنزيل
هو انتداب من الغيب إلى الشهادة ، فكذلك الحال في دورهم في التأويل ، فالحديث يدلّ
على المشاطرة بين التنزيل والتأويل في اكتمال بيان حقيقة القرآن ، وبالتالي مشاطرتهما
في تأليف مجموع الشريعة ومشاركتهما في مجموع أبواب الدين».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلفية واستعمال التأويل
مرة أخرى!
لم يستطع التيّار السلفي
من المتقدّمين والمتأخّرين التشكيك أو الطعن في طرق حديث (القتال على التأويل) ، إذ
يبدو أنّ تعدّد طرق الحديث ، وكثرة أسناده ، وقوّة رواته ، ووثاقة مصادره ، وشهرة ألفاظه
، قد منعتهم من سلوك لعبة تضعيف الأسانيد ، فراحوا يلعبون على وتر آخر ، وهو تمييع
النصّ من خلال تأويلات باردة ، وتخريجات مفضوحة لحرف مسار الحديث في إثبات إمامة أمير
المؤمنين عليهالسلام ، وفضح أعدائه ومناوئيه ، فقالوا إنّ المقصود هو قتال الخوارج
(أهل النهروان) ؛ لأنّهم تأوّلوا القرآن ، وكانت معركة النهروان نتيجة سوء التأويل
لآيات القرآن الكريم ، فيكون قتال أمير المؤمنين عليهالسلام في معركة النهروان هو التصديق الخارجي لحديث القتال على التأويل ، وأنا قبل أن
أستعرض بعض أقوالهم في المسألة ، أودّ الردّ على هذا القول بما يلي :
أولاً : إنّ التأويل الخاطئ للقرآن الكريم لم يقتصر على الخوارج ،
فأصحاب الشورى تأوّلوا آية الشورى خطأً ونتج عن ذلك سلسلة الحكومات التي انقلبت على
صريح النصّ ، ثمّ قيام حربي الجمل وصفّين على أنقاض التأويلات التي أنتجت تلكم الحكومات
، وكثير من بدع أهل الزيغ وأئمّة الجور وأباطيلهم إنّما جاءت من تأويلات النصوص القرآنية
أو الروائية ، فلا خصوصية للخوارج ههنا.
ثانياً : إنّ مقارنة قتال التأويل بقتال التنزيل في عهد النبيّ ، يكشف
أنّ
المقصود أعمّ من قتال
الخوارج ، ولاسيّما مع ورود كاف التشبيه ، فإنّ النبيّ لم يقاتل فئةً بعينها ، أو عدوّاً
واحداً ، وإنّما قاتل قريش ، واليهود ، والروم ، والأعراب ومن يتحالف معهم ، فالاقتصار
على حرب الخوارج في تأويل الحديث أمر تكذّبه النصوص وأحداث التأريخ الإسلامي.
ثالثاً : إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام لم يكن الوحيد الذي قاتل الخوارج ، فقد جرت معارك بين الخوارج وبين الدولة الأموية
، والدولة العبّاسية ، ومعارك جانبية مع فئات إسلامية متنوّعة ، وهذا يتعارض مع ظاهر
الحديث الذي يشير إلى خصوصية الأمير عليهالسلام في قتالهم.
رابعاً : إنّ في بعض النصوص تلميحاً أنّ من يقاتلهم أمير المؤمنين
عليهالسلام هم أتباع أبي بكر ومن كان معهم ، ومن ما رواه ابن أبي شيبة الكوفي
: «إنّ منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله» ، فقوله : (كما قوتلتم
على تنزيله) يكشف أن المقاتَلين ـ بالفتح ـ هم الحزب القرشي ، من بني تيم وعدي وبني
أمية آل العاص وآل الحكم وآل أبي معيط ومن يدور في فلكهم.
أمّا أهمّ الشواهد
التاريخية على التمحّلات السلفية فكما يأتي :
* الحافظ الذهبي :
أورد حديث القتال على التأويل ثمّ علّق عليه قائلاً : «قلت : فقاتل الخوارج الذين أوّلوا
القرآن برأيهم وجهلهم».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أبو جعفر الطحاوي :
ذكر في كتابه شرح مشكل
الآثار : أنّ الذين قاتلهم الأمير عليهالسلام على تأويل القرآن هم أهل حروراء (الخوارج).
* فضل الله بن روزبهان الأصفهاني : «صحّ هذا الحديث
، وهذا يدلّ على أنّه يقاتل البغاة والخوارج ، وكان مقاتلة البغاة والخوارج على تأويل
القرآن ؛ حيث كانوا يؤوّلون القرآن ويدّعون الخلافة لأنفسهم ، فقاتلهم أمير
المؤمنين ، وعلم الناس قتال الخوارج والبغاة ... ، وهذا لا يدلّ على النصّ بخلافته
، بل إخباره عن مقاتلته في سبيل الله مع العصاة والبغاة».
* عبد العزيز الدهلوي ، قال : «ولا دلالة
في هذا الحديث على أنّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأمير إمام بلا فصل
، إذ لا ملازمة بين المقاتلة على تأويل القرآن والإمامة بلا فصل بوجه من الوجوه ، بل
لو استدلّ به على مذهب أهل السنّة لأمكن ، لأنّه يفهم منه بالصراحة أنّ الأمير قد يكون
إماماً في عصر يقاتل فيه على تأويل القرآن ووقت قتاله معلوم متى كان ، وهو من دلائل
أهل السنّة على أنّ الحقّ كان في جانب الأمير وكان مقاتلوه على الخطأ ، حيث لم يفهموا
معنى القرآن وأخطأوا في اجتهادهم ، وإنكار تأويل القرآن ليس بكفر إجماعاً. وإنْ أنكر
أحد معنى القرآن الظاهر بسوء فهمه ففي كفره تأمّل ...».
أقول : إنّ في ما ذكرناه من قول ، وما نقلناه من أقوال في دلالة الحديث
على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام كفاية إن شاء الله تعالى في ردّ هذه التأويلات الباردة ، والتخريجات البائسة ،
التي لا تكن على قراءة أو تحقيق ، وإنّما مغالطات يفرضها التعصّب الأعمى ، والانغلاق
النفسي عن قبول الحقّ والرضوخ لأحكامه وبراهينه.
الفائدة الثالثة :
تقسيم مراحل الرسالة الإسلامية :
من أهمّ دلالات الحديث
الإشارة النبوية الواضحة إلى تقسيم حركة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرسالة الإسلامية
إلى مرحلتين ، الأولى (مرحلة التنزيل) ، والثانية هي (مرحلة التأويل) ، وواضح من هذا
التقسيم أنّه جاء بلحاظ الدور القرآني في مسيرة الرسالة الإسلامية ، وحركة الشريعة
الخاتمة ، فالقرآن يتجلّى بمستويين مختلفين من الحضور في الحياة المجتمعية ، والفكر
العقدي والفقهي ، والسلوك الفردي والاجتماعي للأمّة الإسلامية ، مستوى التنزيل ومستوى
التأويل ، وبسبب اختلاف مستوى ظهور وتجلّي المعارف الدينية بين المرحلتين ، وطبيعة
النصّ الديني ، ومستوى المسؤوليّات ، وحجم التحدّيات ، فإنّ لكلّ مرحلة معالمها ، وشخصيّاتها
، ومميّزاتها ، واستحقاقاتها التي ينبغي أن توصف بشكل واضح للأمّة الإسلامية الفتية
حتّى تكون على هدىً وبصيرة من أمرها ، وحتّى لا تقع في متاهات الزيغ والضلال كما وقعت
الأمم السابقة عليها.
الفائدة الرابعة :
موقف أبي بكر وعمر!
من أهمّ دلالات حديث
القتال على التأويل ، ما ورد في جملة الروايات أنّ أبا بكر وعمر استشرفا لمنقبة القتال
على التأويل ، وبادر كلٌّ منهما للقول : «أنا هو يا رسول الله؟» ، فردّهما النبيّ(صلى
الله عليه وآله) وأشار إلى أمير المؤمنين عليهالسلام الذي كان يخصف نعله ، وفي هذا المشهد دلالات كبيرة وفوائد مهمّة عن شخصيّة
هذين الرجلين ، ومن أهمّها :
١ ـ إن في هذا الموقف
دلالة على عدم المبالاة بشخص النبيّ(صلى الله عليه وآله) ،
فإنّهما سبقاه إلى
القول قبل أن ينهي كلامه ، بينما وجدنا أنّ بقية الصحابة التزموا الصمت ، ولم يبدوا
رأياً ، ولم يتّخذوا موقفاً حتّى ينهي رسول الله(صلى الله عليه وآله)كلامه ، قال تعالى
: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا
بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ، ومثل هذا الموقف
في التسرّع وعدم المبالاة بشخصيّة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ليس غريباً عليهما
، فهما اللذان تنازعا في محضر النبيّ ، ورفعا صوتيهما فوق صوته ، حتّى نزل قوله تعالى
: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا
أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ
كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْض أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ) ، وهما اللذان كانا
يفرّان في المعارك خلافاً للتوجيهات والأوامر ، وقد أغضبوه في معركة بدر حين أطلقوا
عبارات التهويل والتخويف من قريش ، وأغضبوه في صلح الحديبية ، وأغضبوه في مرضه وقبيل
وفاته ، وأغضبوه عندما تخلّفوا عن جيش أسامة ، وعليه فإنّ هذا الموقف يضاف إلى بقيّة
مواقفهما.
٢ ـ إنّ رسول الله(صلى
الله عليه وآله) ذكر الجهاد والقتال ، والكلّ يعرف أنّهما لم يكونا من أهل القتال ،
ولم يسجّل التاريخ لهما أو لأحدهما بطولة تُذكر في المعارك والغزوات ، وقد تناقل الرواة
فرارهما يوم أحد وخيبر وحنين ، فعلام قيامهما؟! ولماذا يصرّان على الظهور بمظهر المقاتلين
الأشدّاء؟!!
٣ ـ إنّ قيام أبي بكر
وعمر دون غيرهما يدلّ على تحزّبهما سويّة في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حياة رسول الله(صلى
الله عليه وآله) ، وتخطيطهما المبكّر للانقلاب ، وتفكيرهما بالحكم والأمارة ، وإلى
هذا أشار أمير المؤمنين عليهالسلام في خطبته الشقشقية المعروفة : «لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا» ، قال ابن ميثم البحراني رحمهالله : «وقد استعار عليه
السّلام لفظ الضرع هاهنا للخلافة ، وهي استعارة مستلزمة لتشبيهها بالناقة ، ووجه المشاركة
المشابهة في الانتفاع الحاصل منها ، والمقصود وصف اقتسامهما لهذا الأمر المشبّه لاقتسام
الحالبين أخلاف الناقة بالشدّة على من يعتقد أنّه أحقّ بها منهما أو على المسلمين الَّذين
يشبهون الأولاد لها».
الفائدة الخامسة :
حروب الردّة والفتوحات لم تكن جهاداً!
من النتائج الملفتة
التي يمكن للباحث المحقّق أن يستنبطها من بين السطور في ألفاظ هذا الحديث الشريف أن
رسول الله(صلى الله عليه وآله) لم يعطِ الشرعية لأي معركة يقوم بها غير أمير المؤمنين
عليهالسلام من بعده ، فقد علمنا أن الجهاد بعد رسول الله(صلى الله عليه
وآله) إنّما هو جهاد التأويل ، لانحصار جهاد التنزيل برايته الشريفة ، فالقتال تحت
راية النبيّ هو قتال التنزيل ، وما يحدث بعده من جهاد أو قتال يقوم به وصيّه أو خليفته
إنّما هو جهاد على تأويل القرآن الكريم ، وقد ثبت بهذا الحديث المستفيض عند الفريقين
أنّ المختصّ بمنقبة القتال على التأويل هو أمير المؤمنين
عليهالسلام ، فأيّ مشروعية للحروب التي خاضها أبو بكر وعمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعثمان؟! وأيّ شرعية
للحركات والانتفاضات والمعارك التي خاضها المسلمون ـ على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ـ
بعيداً عن راية الإمام ، وقيادة الإمام ، وتوجيه الإمام ، سواء ما كان منها حروباً
داخليةً بين المسلمين ، أو المعارك التي حدثت مع الدول والمجموعات غير المنتحلة للإسلام؟
ومن المهمّ هنا أن
نشير إلى أن سياسة حكومة أبي بكر باستعمال الحسم العسكري في قمع احتجاجات قبيلة مالك
بن نويرة اليربوعي كانت من أوائل التصفيات الجماعية الظالمة التي شهدتها الأمّة الإسلامية
بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ولم يكن مالك وجماعته من المرتدّين أو المنكرين
للرسالة الإسلامية ، وإنّما تأوّلوا فوجدوا مبدأ الشورى أو الانتخاب الصوري الذي
استندت إليه حكومة السقيفة خطأ ، وكان تأويلهم في محلّه ، ويدلّ على صحّته عدم صلاحية
أبي بكر لخوض حروب التأويل بنصّ هذا الحديث الشريف.
المصادر
١ ـ إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل
(مع شرح إحقاق الحقّ) : نور الله الحسيني المرعشي التستري الشهيد في بلاد
الهند سنة ١٠١٩. منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ، قم ـ إيران ، ١٤١١
هـ.
٢ ـ استخراج المرام من استقصاء
الإفحام : علي الحسيني الميلاني. الناشر : المؤلّف ، المطبعة والتجليد :
صداقت ، الطبعة الأولى ، قم ، ـ ١٤٢٥ هـ.
٣ ـ الأربعون حديثاً في إثبات إمامة
أمير المؤمنين عليهالسلام : سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني (ت ١١٢١ هـ). تحقيق : السيّد مهدي الرجائي
، مطبعة أمير ، الطبعة الأولى ، قم ، ١٤١٧ هـ.
٤ ـ الإرشاد في معرفة حجج الله
على العباد : الشيخ المفيد أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العُكبري
البغدادي ، (٣٣٦ ـ ٤١٣ هـ). تحقيق : مؤسّسة آل البيت عليهم السلام ، لتحقيق التراث
، دار المفيد للطباعة والنشر ، الطبعة الثانية ، بيروت ، ١٤١٤ هـ ـ ١٩٩٣ م.
٥ ـ الإصابة في تميز الصحابة :
أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، (ت ٨٥٢ هـ).
دراسة وتحقيق وتعليق
: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمّد معوّض. دار الكتب العلمية ، الطبعة
الأولى ، بيروت ، ١٤١٥ هـ ـ ١٩٩٥ م.
٦ ـ الأمالي : أبو جعفر
محمّد بن الحسن الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ هـ). تحقيق : قسم
الدراسات الإسلامية
، مؤسّسة البعثة للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، قم ، ١٤١٤ هـ.
٧ ـ الإمامة الإلهية (بحوث الشيخ
محمّد السند) : محمّد علي بحر العلوم. منشورات لسان الصدق ، الطبعة الأولى
، قم ، ١٤٢٧ هـ ـ ٢٠٠٦ م.
٨ ـ الإيضاح : الفضل
بن شاذان الأزدي (ت ٢٦٠ هـ). تحقيق : السيّد جلال الدين الحسيني الأرموي ، الناشر :
مؤسّسة انتشارات وچاپ دانشگاه ، طهران.
٩ ـ الجرح والتعديل :
أبو محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم التميمي الحنظلي الرازي ، (ت٣٢٧ هـ). مطبعة مجلس
دائرة المعارف العثمانية ، الطبعة الأولى ، بحيدر آباد الدكن ـ الهند ، ١٣٧١هـ ـ ١٩٥٢م.
١٠ ـ الجمل : محمّد بن
محمّد بن النعمان العكبري البغدادي الشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ). مكتبة الداوري ، الطبعة
الأولى ، قم ، ١٤١٣ هـ.
١١ ـ الخصال : الشيخ
الصدوق أبو جعفر محمّد علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت٣٨١ م). صحّحه وعلّق عليه
: علي أكبر الغفاري. منشورات جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية ، الطبعة الثانية ،
قم المقدّسة ، ١٤٠٣ هـ.
١٢ ـ السنن الكبرى :
أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت ٣٠٣ هـ). تحقيق الدكتور عبد الغفّار سليمان
البنداري وسيّد كسروي حسن ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، بيروت ـ لبنان ، ١٤١١
هـ ـ ١٩٩١ م.
١٣ ـ السيرة الحلبية :
علي بن برهان الدين الحلبي (ت ١٠٤٤ هـ). دار المعرفة ، بيروت ، ١٤٠٠ هـ.
١٤ ـ الصراط المستقيم إلى مستحقّي
التقديم : زين الدين أبو محمّد علي بن يونس العاملي البياضي النباطي (ت
٨٧٧ هـ). تحقيق : محمّد باقر البهبودي ، المكتبة
المرتضوية ، الطبعة
الأولى ، طهران ، ١٣٨٤ هـ.
١٥ ـ الصواعق المحرقة في الردّ على
أهل البدع والزندقة : أحمد بن حجر الهيتمي المكّي (ت ٩٧٤ هـ). خرج أحاديثه
وعلّق حواشيه وقدّم له : عبد الوهّاب عبد اللطيف ، كتبة القاهرة ، الطبعة الثانية ،
القاهرة ، ١٣٨٥ هـ ـ ١٩٦٥م.
١٦ ـ الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف
: أبو القاسم علي بن موسى الحلّي ، ابن طاووس ، (ت ٦٦٤ هـ). مطبعة الخيّام
، الطبعة الأولى ، قم ، ١٤٠٠ هـ.
١٧ ـ العلل ومعرفة الرجال :
أحمد بن محمّد بن حنبل ، (١٦٤ ـ ٢٤١ هـ). تحقيق وتخريج : الدكتور وصيّ الله بن محمّد
عبّاس ، دار الخاني ، الطبعة الأولى ، الرياض ، ١٤٠٨ هـ ـ ١٩٨٨ م.
١٨ ـ الكاشف في معرفة من له رواية
في الكتب الستّة : أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت ٧٤٨ هـ).
مؤسّسة علوم القرآن ، جدّة ـ السعودية ، الطبعة الأولى ، ١٤١٣ ـ ١٩٩٢.
١٩ ـ الكافي : أبو جعفر
محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي ، (ت ٣٢٩ هـ). صحّحه وعلّق عليه : علي أكبر
الغفاري. الناشر : دار الكتب الإسلامية ، الطبعة الثالثة ، طهران ، ١٣٨٨ هـ.
٢٠ ـ الكامل في ضعفاء الرجال :
أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني ، (ت٣٦٥ هـ). تحقيق : الدكتور سهيل زكّار ، دار
الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الثالثة ، بيروت ، ١٤٠٩ هـ ـ ١٩٨٨ م.
٢١ ـ المستدرك على الصحيحين :
أبو عبد الله الحاكم النيسابوري ، (ت٤٠٥ هـ). إشراف : د. يوسف عبد الرحمن المرعشلي
، دار المعرفة ، بيروت ، ١٤٠٦ هـ.
٢٢ ـ المصنّف في الأحاديث والآثار
: أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي شيبة
العبسي الكوفي (ت ٢٣٥
هـ). تحقيق : سعيد محمّد اللحّام. دار الفكر ، بيروت ـ لبنان ، ١٤٠٩ هـ.
٢٣ ـ المناقب : الموفّق
بن أحمد البكري المكّي الحنفي الخوارزمي ، (ت ٥٦٨ هـ). تحقيق : الشيخ مالك المحمودي
، طبع ونشر : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية ، قم ، ١٤١١ هـ.
٢٤ ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة
: أبو الحسن عزّ الدين علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد الشيباني ، ابن
الأثير الجزري (ت ٦٣٠ هـ). الناشر : دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ لبنان.
٢٥ ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة
: أبو الحسن عزّ الدين علي بن أبي الكرم محمّد بن محمّد الشيباني ، ابن
الأثير الجزري (ت ٦٣٠ هـ). الناشر : دار الكتاب العربي ـ بيروت ـ لبنان.
٢٦ ـ بحار الأنوار الجامعة لدرر
أخبار الأئمّة الأطهار : محمّد باقر المجلسي ، (ت١١١١ هـ). مؤسّسة الوفاء
، الطبعة الثانية ، بيروت ، ١٤٠٣ هـ ـ ١٩٨٣ م.
٢٧ ـ بصائر الدرجات الكبرى :
أبو جعفر محمّد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار ، (ت ٢٩٠ هـ). الناشر : مؤسّسة الأعلمي ،
المطبعة : مطبعة الأحمدي ، طهران ، ١٤٠٤ هـ.
٢٨ ـ تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير
والأعلام : أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت٧٤٨ هـ). تحقيق
: عمر عبد السلام تدمري. بيروت ، دار الكتاب العربي ، ١٤١١ هـ.
٢٩ ـ تاريخ بغداد أو مدينة السلام
: أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ، (ت ٤٦٣ هـ). دراسة وتحقيق : مصطفى
عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ١٤١٧ هـ.
٣٠ ـ تاريخ مدينة دمشق :
أبو القاسم عليّ بن الحسين بن هبة الله المعروف بـ : ابن عساكر الدمشقي ، (ت ٥٧١ هـ).
تحقيق : علي الشيري. دار الفكر ، الطبعة الأولى ، بيروت ، ١٤١٥ هـ.
٣١ ـ تذكرة الحفّاظ :
شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، (ت ٧٤٨ هـ). دار إحياء التراث العربي ،
بيروت.
٣٢ ـ تفسير العيّاشي :
أبو النظر محمّد بن مسعود بن عيّاش السلمي السمرقندي المعروف بالعيّاشي (ت٣٢٠). وقف
على تصحيحه وتحقيقه والتعليق عليه : السيّد هاشم الرسولي المحلاّتي. المكتبة العلمية
الإسلامية.
٣٣ ـ تفسير الفرات الكوفي :
فرات بن إبراهيم الكوفي (ت٣٥٢ هـ). تحقيق : محمّد الكاظم. الناشر : مؤسّسة الطبع والنشر
التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ، الطبعة الأولى ، طهران ، ١٤١٠ هـ ـ ١٩٩٠
م.
٣٤ ـ تفسير القمّي :
أبو الحسن علي بن إبراهيم القمّي (توفي بعد ٣٠٤ هـ). صحّحه وعلّق عليه وقدّم له السيّد
طيّب الموسوي الجزائري. مؤسّسة دار الكتاب للطباعة والنشر ، قم ـ إيران ١٤٠٤ هـ.
٣٥ ـ تقريب التهذيب :
أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ (. دار المعرفة ، بيروت ١٣٨٠ هـ.
٣٦ ـ تهذيب التهذيب :
أحمد بن علي بن أحمد بن حجر العسقلاني ، (ت ٨٥٢ هـ). دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
، الطبعة الأولى ، بيروت ، ١٤٠٤ هـ ـ ١٩٨٤ م.
٣٧ ـ تهذيب الكمال في أسماء الرجال
: جمال الدين أبو الحجّاج يوسف بن عبد الرحمن المزّي ، (ت ٧٤٢ هـ). حقّقه
وضبط نصّه : بشّار عوّاد معروف ، مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الرابعة ، بيروت ، ١٤٠٦ هـ.
٣٨ ـ خصائص الوحي المبين :
شمس الدين يحيى بن الحسن الأسدي الربعي الحلّي ابن البطريق (ت ٦٠٠ هـ). تحقيق الشيخ
مالك المحمودي ، دار القرآن الكريم ، الطبعة الأولى ، قم ، ١٤١٧ هـ.
٣٩ ـ خصائص أمير المؤمنين عليّ بن
أبي طالب (كرّم الله وجهه) : أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب النسائي الشافعي
(ت ٣٠٣ هـ). حقّقه وصحّح أسانيده ووضع فهارسه : محمّد هادي الأميني ، مكتبة نينوى الحديثة
ـ طهران.
٤٠ ـ خلاصة عبقات الأنوار في إمامة
الأئمّة الأطهار : علي الحسيني الميلاني. مؤسّسة البعثة ، قسم الدراسات
الإسلامية ، طهران ، ١٤٠٥ هـ.
٤١ ـ دلائل الإمامة :
أبو جعفر محمّد بن جرير بن رستم الطبري الصغير ، (من أعلام القرن الخامس الهجري). تحقيق
: قسم الدراسات الإسلامية ، مؤسّسة البعثة ، الطبعة الأولى ، قم ، ١٤١٣ هـ.
٤٢ ـ دلائل النبوّة ومعرفة أحوال
صاحب الشريعة : أحمد بن الحسين البيهقي (ت ٤٥٨ هـ). ك تحقيق : الدكتور عبد
المعطي قلعجي ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، بيروت ، ١٤٠٥ هـ ـ ١٩٨٥ م.
٤٣ ـ سبل الهدى والرشاد في سيرة
خير العباد : محمّد بن يوسف الصالحي الشامي (ت ٩٤٢ هـ). تحقيق وتعليق :
الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمّد معوّض ، دار الكتب العلمية ، الطبعة
الأولى ، بيروت ، ١٤١٤ هـ ـ ١٩٩٣ م.
٤٤ ـ سير أعلام النبلاء :
شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، (ت ٧٤٨ هـ). مؤسّسة الرسالة ، الطبعة التاسعة
، بيروت ، ١٤١٣ هـ ـ ١٩٩٣م.
٤٥ ـ شرح الأخبار في فضائل الأئمّة
الأطهار : أبو حنيفة القاضي النعمان بن محمّد التميمي المغربي (ت ٣٦٣ هـ).
تحقيق : محمّد الحسيني الجلالي ، قم ، مؤسّسة
النشر الإسلامي ، الأولى
، ١٤١٢ هـ.
٤٦ ـ شرح السنّة : الحسين
بن مسعود البغوي (ت ٥١٦ هـ). تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، منشورات المكتب الإسلامي ، الطبعة
الثانية ، بيروت ، ١٤٠٣هـ ـ ١٩٨٣م.
٤٧ ـ شرح مشكل الآثار :
أحمد بن محمّد بن سلامة الطحاوي (ت ٣٢١ هـ). تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، مؤسّسة الرسالة
، الطبعة الأولى ، ١٤٢٥ هـ ـ ١٩٩٤ م.
٤٨ ـ شرح نهج البلاغة :
ابن أبي الحديد المعتزلي (٥٨٦ ـ ٦٥٦ هـ). تحقيق : محمّد أبو الفضل إبراهيم. دار إحياء
الكتب العربية. الطبعة الأولى ، بيروت ، (١٣٧٨ هــ ١٩٥٩م).
٤٩ ـ شرح نهج البلاغة :
كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني (ت ٦٧٩ هـ). مركز النشر مكتب الإعلام الإسلامي
، الطبعة الأولى ، قم ، ١٣٧٨ هـ.
٥٠ ـ صحيح ابن حبّان بترتيب ابن
بلبان : علاء الدين علي بن بلبان الفارسي المتوفّى (ت ٧٣٩ هـ). حقّقه وخرّج
أحاديثه وعلّق عليه : شعيب الأرنؤوط ، مؤسّسة الرسالة ، الطبعة الثانية ، ١٤١٤ هـ ـ
١٩٩٣ م.
٥١ ـ فهرست ابن النديم :
أبو الفرج محمّد بن أبي يعقوب إسحق المعروف الورّاق (ت ٤٣٨ هـ). تحقيق رضا تجدّد ،
مكتبة أهل البيت عليهم السلام الالكترونية ، الإصدار الثاني ، ١٤٣٣ هـ ـ ٢٠١٢ م.
٥٢ ـ كتاب الولاية :
أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة (ت٣٣٣ هـ). جمعه ورتّبه
وقدّم له : عبد الرزاق حرز الدين.
٥٣ ـ كتاب سليم بن قيس : سليم
بن قيس الهلالي (ت٧٦). تحقيق محمّد باقر الأنصاري الزنجاني ، منشورات دليل ما ، قم
ـ ١٣٨٥ هـ.
٥٤ ـ كشف الغمّة في معرفة الأئمّة
: علي بن عيسى الأربلي ، (ت ٦٨٧ هـ). دار
الأضواء ، الطبعة الثانية
، بيروت ، ١٤٠٥ هـ ـ ١٩٨٥ م.
٥٥ ـ كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة
الإثني عشر : أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الخزّاز القمّي الرازي ، (من
علماء القرن الرابع). حقّقه : عبد اللطيف الحسيني الكوه كمري الخوئي ، الناشر : بيدار
، مطبعة الخيّام ، قم ، ١٤٠١ هـ.
٥٦ ـ لسان الميزان :
شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ، (ت ٨٥٢ م). منشورات مؤسّسة الأعلمي
للمطبوعات ، الطبعة الثانية ، بيروت ، ١٩٧١ م ـ ١٣٩٠ هـ.
٥٧ ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
: نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت ٨٠٧ هـ). دار الكتب العلمية ، بيروت
ـ لبنان ، ١٤٠٨ هـ. ـ ١٩٨٨ م.
٥٨ ـ مسند أبي يعلى :
أحمد بن علي بن المثنّى التميمي (٢١٠ ـ ٣٠٧ هـ). حقّقه وخرّج أحاديثه : حسين سليم أسد
، دار المأمون للتراث.
٥٩ ـ مسند أحمد : أحمد
بن حنبل (ت ٢٤١). الناشر : دار صادر ـ بيروت ـ لبنان.
٦٠ ـ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
: كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي (ت ٦٥٢ هـ). تحقيق : ماجد أحمد العطية.
٦١ ـ معرفة الثقات :
أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الكوفي (ت ٢٦١ هـ). دراسة وتحقيق عبد العليم
عبد العظيم البستوي. الناشر : مكتبة الدار ـ المدينة المنورة ، الطبعة الأولى ، ١٤٠٥.
٦٢ ـ مناقب آل أبي طالب :
مشير الدين أبو عبد الله محمّد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني ، (ت ٥٨٨ هـ).
قام بتصحيحه وشرحه ومقابلته على عدّة نسخ خطّية لجنة من أساتذة النجف الأشرف ، المطبعة
الحيدرية ، النجف ، ١٣٧٦ هـ ـ ١٩٥٦ م.
٦٣ ـ مناقب الإمام أمير المؤمنين
عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : محمّد بن سليمان الكوفي القاضي (م ٣٠٠ هـ). تحقيق : محمّد
باقر المحمودي ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، قم ، الأولى ، ١٤١٢ هـ.
٦٤ ـ مناقب عليّ بن أبي طالب
عليهالسلام : علي بن محمّد بن محمّد الواسطي الجُلاّبي الشافعي الشهير بابن
المغازلي (ت ٤٨٣ هـ). انتشارات سبط النبي(صلى الله عليه وآله) ، الطبعة الأولى ، ١٤٢٦
هـ.
٦٥ ـ مناقب عليّ بن أبي طالب وما
نزل من القرآن في عليٍّ عليه السلام : أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه
الأصفهاني (ت ٤١٠ هـ). جمعه ورتّبه وقدّم له : عبد الرزّاق محمّد حسين حرز الدين. مؤسّسة
دار الحديث الثقافية ، مركز الطباعة والنشر ، قم ـ ١٤٢٤ هـ.
٦٦ ـ موسوعة طبقات الفقهاء :
الشيخ جعفر سبحاني (معاصر). مطبعة اعتماد ، قم ـ إيران ، ١٤١٨ هـ.
٦٧ ـ نوادر المعجزات في مناقب الأئمّة
الهداة : محمّد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي (ت القرن ٤). مؤسّسة الإمام
المهدي عليهالسلام ـ قم المقدّسة ـ إيران ، ذو الحجّة ١٤١٠ هـ.
٦٨ ـ نهج الإيمان : زين
الدين عليّ بن يوسف بن جبر (القرن السابع). تحقيق : السيّد أحمد الحسيني ، نشر : مجتمع
الإمام الهادي عليهالسلام ، الطبعة الأولى ، مشهد ، ١٤١٨ هـ.
٦٩ ـ نهج البلاغة : خطب
الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (ت٤٠ هـ) جمعها الشريف الرضي. شرح : الشيخ محمّد عبده. المطبعة : النهضة ـ قم.
الناشر : دار الذخائر ـ إيران ، ١٤١٢هـ.
الأُسر الخاقانيّة
... تاريخ ورجال
السيّد محمّد حسن الموسويّ آل قارون الزّاهد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين
، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة الله تعالى على أعدائهم أجمعين.
تمتدّ بعض الأسر العلميّة
الإماميّة في عطائها وإنجازاتها الخالدة إلى عدّة قرون ، ولايزال بعضها حيّاً ـ
ولله الحمد ـ إلى يومنا هذا.
ومنها : الأسر الخاقانيّة.
وقد ذكرت المصادر والمعاجم
التي اختصّت بتراجم العلماء والأعيان ستّة بل سبعة من الأُسر العلميّة
الخاقانيّة يأتي ذكرها تباعاً إن شاء الله تعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقبل أن ندخل في تفاصيل
الموضوع لابأس بأن نمهّد مقدّمة للبحث ذات صلة بما نحن فيه.
المقدّمة :
قال الشيخ جعفر باقر آل محبوبة قدسسره في كتابه القيِّم ماضي النجف وحاضرها
:
«خاقان : اسمٌ لكلّ
ملك خَقَّنَه الترك على أنفسهم ، أي مَلَّكوه ورأّسوه ، كما في القاموس ، وليس من العربيّ
في شيء ، وهو لفظ تركيّ ، ومنه أخذ (خان) لملك الروم ، و (قان) لملك العجم.
ثمّ قال :
يُطلق اليوم على قبيلة
كبيرة تقطن العراق من أقدم العصور ، وتعرف ببني خاقان ، تقيم حوالي سوق الشيوخ ، وتشتمل
على عدّة فصائل وأفخاذ ، وفي النجف عدّة بيوت ترجع إليها بالنسب.
انقسمت هذه القبيلة
قسمين :
قسمٌ يقيم في محلّه
القديم حوالي سوق الشيوخ.
وقسمٌ آخر نزح إلى
حوالي الحلّة يقيم بين المدحتيّة وبين ناحية القاسم.
وهذا القسم انشطر شطرين
:
شطر يقيم شرق ناحية
القاسم ، ويُعرَف بالشرقي.
وشطرٌ يقيم غربي ناحية
القاسم ، ويُعرَف بالغربي.
والذي أوجب هجرة هذا
القسم عن محلّه الأصلي [أي : سوق الشيوخ] وقوع حرب دامية بينهم أدّت إلى الجلاء ، وكانت
الزعامة العامّة لهذا القسم الذي يعرف بالذّيابات ، وعند نزوحهم تزعّم آل مغشغش.
ويُطلق خاقان أيضاً
على نهر حفر على عهد التُرك حوالي الحلّة ، وكلّ من نزل حوله عُرِف بهذا اللقب (الخاقاني)
، كما هو الشأن في كثير من البيوت النجفيّة.
قلت : ويأتي تعليقنا على كلمته الأخيرة هذه إن شاء الله تعالى قريباً.
قال : ووردت كلمة (خاقان) في أبيات ظافر بن القاسم الحدّاد ، وهي
تدلّ صريحاً على عربيّته ، ولها استند بعض الأُدباء المنتسبين إلى (خاقان) على عربيّة
هذه القبيلة.
والأبيات :
حكمُ العيونِ
على القلوبِ يجوزُ
|
|
ودواؤهَا من
دائهنَّ عزيزُ
|
كم نظرة نالتْ
بطرف ذابل
|
|
ما لا ينالُ
الذابلُ المهزوزُ
|
فحذار من تلك
اللواحظِ غيرة
|
|
فالسحرُ بينَ
جفونها مكنوزُ
|
تلكَ الظباءُ
العاطيات رمينني
|
|
وأبحنَ قتلي
كيفَ ذاكَ يجوزُ
|
أشكو لخاقانِ
بنِ حمير ذلَّتي
|
|
وأنا امرؤٌ قبلَ
الغرام عَزيزُ
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى ما في ماضي النجف
وحاضرها.
أقول : ومن الإطلاقات العامّية الرائجة : الخيقاني ، والخيگاني (بالكاف
الفارسيّة) ، والخيكاني بالعربيّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثمّ إنّ جملة من الأُسر
العلميّة أُطلق عليها لقب الخيقاني (الخاقاني) وليسوا من أُصول تلك العشيرة العربيّة
الخاقانيّة؛ لأنّهم من عشائر عربيّة أخرى ، ولعلّ السبب في نسبتهم هذه هو سكنى هذه
القبائل حول نهر خاقان الذي مرّ ذكره في كلمات الشيخ جعفر باقر آل محبوبة رحمه الله
تعالى ، ومن هذه الأسر :
آل موحي الكعبي الخيقاني
قال الشيخ جعفر : من أُسر العلم والأدب النجفيّة في القرن الثاني
عشر ينتسبون إلى كعب ، ومقرّهم الأصلي خيقان.
قلت : وهو النهر المذكور آنفاً.
ومنه يظهر أنّ بعض
فروع كعب خرجت من الدورق إلى خيقان واستوطنتها.
قال رحمهالله : هاجروا إلى النجف
فكانت لهم سمعة ذائعةٌ ، وصيت طائر ، ووجاهة واحترام ..
إلى أن قال :
تعدّد منهم رجال العلم
والكمال ، وقد جروا في مضمار العلم والأدب وصنّفوا.
ضاعت رجالهم ، ودرست
آثارهم ، وانقطع نسلهم اليوم وانقرضوا ،
وقد بقيت منهم بقيّة
إلى أواخر القرن الثالث عشر ، كانت دُورُهم في محلّة تعرف بمحلّة المستقي ، قريبة من
محلّة الحويش الكبير ، وهذه المحلّة هي اليوم جزء من محلّة البُراق ، خرجت دورهم بالبيع
وورثها قوم آخرون.
أقول : ولنذكر رجالها على ترتيب الطبقة والتقدّم الزمني :
ـ فأوّلهم : الشيخ بشارة آل موحي.
وهو جدّ هذه الأسرة
، ولا نمتلك عنه معلومات كافية حاليّاً ، ولا يحضرني كتاب نشوة السلافة ومحلّ الإضافة؛
كي اطّلع على ما عساه ذكره عن جدّه رحمه الله تعالى.
وقد خلّف الشيخ بشارة
ثلاثة أشبال :
ـ أشهرهم وهو ثاني رجال هذه الأسرة : هو الشيخ خلف (١١٠٣ هـ).
قال الشيخ محمّد هادي الأميني : «من رجال العلم وفرسان الأدب ،
وأوّل من تعاطى الأدب والكمال من هذه الأُسرة».
قلت : الجزم بذلك مشكلٌ ، ولقد أجاد الشيخ جعفر آل محبوبة حيث
أبداه على حدّ الاحتمال حيث قال : بل لعلّه أوّل من ... الخ.
قال في ماضي النجف : «رأيت خطّه بتملّك بعض الكتب العلميّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كالفوائد العليّة في
شرح الجعفريّة للفاضل الجواد وهذا نصّ خطّه :
(تملّكه الخالي عن الإشارة خلف آل بشارة).
ذكره ـ سبطه ـ في نشوة السلافة فقال
: (عنده من علم البلاغة غامضُه ومصونُه ، وعليه تهدّلت فروعه وغُصونُه ، زَيَّن المجالس
والمحافل في الدروس ، ووشَّح في تحقيقه الدفاتر والطروس ، شمّ من روض الأدب أقحوانه
وعرارَه ، وجنى من تباشير ربيعه بهاره ونوارَه.
وهو عمّ والدي وجدّي
، وإليه ينتهي رسمي وحدّي ، أدركته وأنا صغير ، وحظّي لديه كبير؛ لأنّه كان يؤثرني
على أولاده ، ويخصّني بنوافله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإرفاده ، أسكنه الله
رياض جنانه ونشر عليه سحائب غفرانه). انتهى.
ثمّ قال : مدحه الأديب
الشيخ عبد الرسول الخادم ابن محمّد حسين
الحميري النجفي فقال من قصيدة له :
همُ الغيوثُ إذا
ما أزمة عرضتْ
|
|
همُ الليوثُ
بيومِ الفرِّ والكرِّ
|
ومنهم (خلف)
حاذى بمنطقه
|
|
بيان (حيدرة)
للعلم إذ يقرِّي
|
قال : أراد بحيدر أحد رجال آل الكعبي ، وهو حيدر بن بشارة ابن عمّ
صاحب نشوة السلافة».
قلت : لو صحّ ما ذكره فهو أحد إخوة خلف المزبور وعمّ لوالد صاحب
النشوة؛ لأنّ المدح لرجال الأسرة ، وخلف وحيدر كلاهما ابنا بشارة ، وحيدر مشبّه به
، فينبغي أن يكون من رجالها المرموقين ، والله العالم.
توفّي حدود سنة (١١٠٣ هـ) ، ورثاه العلاّمة الأديب الشيخ عبد الواحد
البوراني النجفي ، وكان من فقهاء عصره
يروي عنه ابو الحسن الشريف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفتوني ، فقال :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يَا خلفاً ليسَ
لهُ منْ خلفِ
|
|
عليهِ تبكي
علماءُ النجفِ
|
إلى آخر القصيدة.
ـ ثاني الأشبال :
إن لم يكن الشيخ حيدر هو الثاني من الأشبال فلابد وأن يكون الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ
بشارة هو الثاني ولم أعثر له على ترجمة ، وبذلك يكون الشيخ حيدر هو الثالث منهم.
ـ وأمّا ثالث رجال الأسرة فهو
: الشيخ بشارة نجل الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ بشارة الأوّل.
قال الأميني : فقيه عالم شيخ المشايخ ، من أساتذة الفقه والأصول
وشاعر من كبار الأدباء الأجلاّء.
تتلمذ في النجف الأشرف
على شيوخ عصره ، كما تخرّج عليه جمع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الأفاضل ، وسافر
إلى الهند ، واجتمع بعلمائها وشعرائها ، وساجل الشعراء والأدباء ، فكان له التفوّق
والامتياز.
ومنها رحل إلى إيران
وتجوّل في ربوعها وعاد إلى النجف ..
قال عنه السيّد علي خان المدني طاب ثراه : «هو شيخ المشايخ الجلّة
، والرّافل من حلل الكمال بأشرف حلّة ، تستنشق من روض نظمه نفحات نجد ، وتشمّ من أزاهره
أرج عرا روند ، ورد علينا البلاد الهنديّة ، ومدحنا بأشعاره السنيّة ، فهو صديقنا الصدوق
ذو الفضائل التي ترقّ وتروق ..».
توفّي في الطاعون الثاني سنة (١١٣١ هـ) وأُقبر في النجف الأشرف.
وما في معجم رجال الفكر
والأدب من أنّه ولد (١١٣١ هـ) وتوفّي عام (١١٨٦ هـ) فخطأ فاحش.
ـ رابعهم : الشيخ
محمّد علي ابن الشيخ بشارة (الثاني) ابن الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ بشارة (الأوّل)
: من رجال العلم والمشاهير من أرباب الكمال والأدب ، مبجّلاً محترماً ، برع في فنون
الشعر والأدب في عصر مليء بالعلماء والشعراء ، عاصر نوابغ العلم وأساتذة البيان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والأدب أمثال السيّد
نصر الله الحائري والشيخ أحمد النحوي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والشيخ محمّد مهدي
الفتوني والشيخ أحمد الجزائري والشيخ جابر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاظمي والسيّد صدر الدّين
الرضوي القمّي و..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن آثاره : شرح نهج البلاغة ، نتائج الأفكار في منتخبات الأشعار ،
الريحانة في النحو ، ديوان شعره ، وأشهرها نشوة السلافة ومحلّ الإضافة.
توفّي حدود سنة (١١٦٠ هـ) وخلفه الشيخ رضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسرة الأولى من آل الخاقاني
* أسرة آية الله الشيخ
محمّد حسن الشروقي النجفي (١٢٧٧هـ) :
من بيوت العلم والأدب
، تحلّوا بالعلم والقريض فكانوا مناهل العبقريّة وروّاد الفضيلة وعشّاق الكمال. صاهروا
آل الجواهر فحازوا سمعة وجاهاً وعلوّاً بأنفسهم قدراً ونباهةً.
وهم من أصل معروف بالعروبة
ومن غرس عراقي يقطن العراق من أقدم العصور ، وهم من فصيلة معروفة في لواء المنتفك [بـ]
الفراغنة ، وهي إحدى فصائل بني خاقان القبيلة المعروفة.
اشتهروا في النجف وعرفوا
أوائل القرن الثالث عشر الهجري ، وأوّل من نزح منهم إلى النجف الشيخ موسى والد الشيخ
محمّد حسن ، وهو الذي كوّن البيت وجعله في مصاف بيوت العلم والأدب ..
فقد نبغ من هذا البيت
رجال حملوا لواء العلم وجروا في مضماره ونظموا الشعر فتفوّقوا فيه ، ضمّ البعض منهم
إلى شرف العلم والعبادة الكمال والأدب وحسن السلوك وطيب المعاشرة ، فهم في مجالس الفضل
علماء بارعون ، وفي المحاريب عُبّاد ناسكون ..
* آية الله الشيخ محمّد
حسن الشروقي النجفي (١٢٧٧ هـ) : وهو ابن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ موسى بن حسن
بن راشد بن نعمة بن حسين بن عليّ بن فرغان بن عليّ بن راشد الخاقاني من عشيرة الفراغنة
وهم فرع من بني خيقان وكانت العشيرة تسكن على ضفاف الغرّاف بالقرب من قرى حطامان
التابعة لقضاء الشطرة ، كان عالماً محقّقاً من فقهاء النجف البارزين فاضلاً نقيّاً
زاهداً معروفاً بزهده وورعه وتقواه ونسكه وتهجّده ، تفقّه بصاحب الجواهر وصاهره على
كريمته وأصبح من خاصّته بعد أن كان من أكابر تلاميذه وأقدمهم ، رجع بعض السواد إليه
في التقليد والفتيا ، وعرف بالزهد والنسك وكثرة الورع والتقوى.
قال حرز الدين : «سمعنا من بعض أصحابه الذين أدركناهم : أنّ الشيخ
الشرقي كان لا يرغب في إظهار نفسه للمرجعيّة؛ حيث إنّ في النجف من فطاحل العلماء وكبارهم
ممّن هو أحقّ بها وأولى منه.
وكان رحمهالله من الفقهاء الذين يُقصَدون
في حلِّ المسائل المشكلة التي ليس عليها قيام نصٍّ بخصوصها.
وكان المترجم له إماماً
لجماعة كان يقيمها في مسجد الخضراء في الصحن الغرويّ تأتمّ به للصلاة جماعة يسيرة من
المقدّسين».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حضر على الشيخ عليّ
نجل الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء وعلى أخيه الشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة وعلى الشيخ
محمّد حسن باقر صاحب الجواهر كما مرّ.
ومن مؤلّفاته : شرح الشرايع في عدّة مجلّدات ، قال الشيخ آغا بزرك : «رأيت
مجلّد الخمس منه بخطّ الشيخ محمّد عليّ قفطان فرغ من تأليفه (١٢٦٩ هـ) والزكاة بخطّ
ابنه الشيخ محمّد تاريخه : (١٢٧٣ هـ)».
وفاته :
توفّي في النجف يوم الأحد ٧ ربيع الأوّل (١٢٧٧هـ) ، وأقبر في الصحن
العلويّ في الحجرة الملاصقة لمسجد الخضراء ، وأرّخ وفاته بعضهم بقوله : (فبالخلد يرقى
محمّد حسن) .
أنجاله :
١ ـ الشيخ محمّد ابن
آية الله الشيخ محمّد حسن : أكبر إخوته سنّاً وكان من أهل العلم والفضل ، قام مقام
أبيه في أموره كلّها ، وهو الذي أخرج بعض كتابة والده من المسوّدة إلى البياض في حياة
والده سنة (١٢٧٣ هـ) ، تخرّج على والده وغيره من علماء عصره.
أعقب ولدين :
ألف ـ الشيخ عبد عليّ المولود يوم الثامن عشر من شهر رجب سنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١٢٧٥ هـ) والمتوفّى سنة (١٣٤١
هـ) وولده الشيخ عبد الأمير فاضل أديب.
ب ـ الشيخ حبيب المولود ليلة الأحد سابع عشر شوّال سنة (١٢٨٤ هـ) والمتوفّى سنة
(١٣٤٦ هـ).
٢ ـ الشيخ أحمد ابن
آية الله الشيخ محمّد حسن : أوسط إخوته سنّاً وأكبرهم شأناً ، كان عالماً فاضلاً معروفاً
بالعلم ، من أئمّة الجماعة في الصحن العلويّ الشريف يقيم الجماعة في مسجد الخضراء ،
وهو شقيق للشيخ محمّد لأمٍّ وأب ، ذكره السيّد في التكملة ووصفه بالعلم والفضل وقال : «أدركته
ولم أدرك أخاه الشيخ محمّد الذي هو أكبر منه» ، تخرّج على والده
العلاّمة الفقيه وعلى علماء عصره ، توفّي في النجف ودفن في حجرتهم أمام مسجد الخضراء.
أعقب ولداً واحداً
، وهو :
* الشيخ محمّد حسن
ابن الشيخ أحمد ابن آية الله الشيخ محمّد حسن : شبّ على تحصيل العلوم الدينيّة وقرأ
الكتب المقرّرة من الفقه والأصول ، وابتلي بالسفر بعد وفاة والده فسافر عدّة أسفار
طويلة استلزمت ترك الاشتغال. ، إلى أن توفّي سنة (١٣٤٠ هـ) ، له منظومة في المنطق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأعقب ولدين :
* الشيخ عبد الكريم
ابن الشيخ محمّد حسن ابن الشيخ أحمد ابن آية الله الشيخ محمّد حسن : من فضلاء طلاّب
العلوم الروحيّة ، عالم فاضل ورع ، نشأ على أبيه وفي أحضان الأفاضل من أسرته فأخذ الأوّليّات
على لفيف من أفاضل المدرّسين في العلوم العربيّة والفقه والأصول ، ومن هؤلاء : الحجج
الشيخ موسى دعيبل والسيّد أبو القاسم الطباطبائي الملقّب بالعلاّمة والشيخ عبد الصاحب
الجواهري ، وقد ورث العلم والتقى عن آبائه وحافَظَ على نهجهم ، وعُرِفَ بالترسُّل
والزّهد واتّصف بحسن الخلق وسلامة الذات والبُعد عن مظاهر الزهو والفخفخة والتبجّح
والخُيَلاء ، وله بين العلماء وأهل الفضل احترام ومكانة سامية ، وهو من المدرّسين
في سطوح الفقه والأصول كالشرايع واللمعتين والمعالم ، حضر عليه عدد من المشتغلين ،
وهو الماثل من هذا البيت في وقته وليس فيه طالب علم سواه وهو من أهل القناعة والصبر
على الفاقة.
* الشيخ عبد الله ابن
الشيخ محمّد حسن ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ محمّد حسن : وهو متفوّق في علم العربيّة
ومتخصّص به ومن الأساتذة فيه.
٣ ـ آية الله الشيخ
جعفر ابن آية الله الشيخ محمّد حسن الشروقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١٢٥٩ ـ ١٣١٠ هـ) :
هو سبط الفقيه الماهر الشيخ محمّد حسن باقر صاحب الجواهر ، وأشهر إخوته أدباً وأغزرهم
علماً وفضلاً.
قال في الطليعة : كان فاضلاً
دقيق الفكرة عظيم الخبرة من بيت علم وفضل وتقى.
وقال آغا بزرك : «وكان من العلماء الفقهاء والأدباء الأفاضل ، ولد
في النجف سنة (١٢٥٩ هـ) ونشأ بها على والده الذي كان من أكابر علماء عصره فأخذ
التوجيهات وحبّ العلم عنه.
وحضر على الشيخ محمّد
حسين الكاظمي (١٣٠٨ هـ) والشيخ ميرزا حبيب الله الرشتي (١٣١٢ هـ) والشيخ محمّد طه نجف
(١٣٢٣ هـ) والشيخ محمّد كاظم الخراساني (١٣٢٩ هـ) ومارس الأدب فبلغ الذروة منه ، وكانت
داره مجمع الأدباء وموئل أهل العلم والفضل ، يرجع إليه في بعض المشاكل اللغويّة والأدبيّة
وكان مرشّحاً للزعامة الدينيّة ، فقد صرّح لي العلاّمة الحاج محمّد حسن كبّة الذي كان
تلميذه في الأوائل أنّه كان من المجتهدين الذين يستحقّون التقليد».
ومن شعره مادحاً الإمامين
الجوادين عليهماالسلام :
ألا ليت شعري ما
تصوغ بنو كسرى
|
|
أسوراً لموسى
أمْ سِواراً على الشِّعْرى
|
وكيف من الوادي
المقدّس سوّرت
|
|
على طور سيناه
بآياته الكبرى
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وما خلت لولا
العين قد شهدت به
|
|
فشيّد حول
الفرقدين له قصرا
|
شهدت لأيدي
الفرس ما لعقولها
|
|
تنال الثريّا
صنعةً ويك أو فكرا
|
فكيف إلى هام
الثريّا من الثرى
|
|
سرت فرق منها
فسبحان من أسرى
|
وما كان يدريها
بما ضمّ قطبها
|
|
ولكن لأمر ما
تحيط به خبرا
|
درت بنجوم الأفق
إذ درن حوله
|
|
عرفن لموسى
والجواد به قبرا
|
وكيف من الزوراء
عند ضريحه
|
|
فهل علت الغبرا
أم انحطّت الخضرا
|
وهيهات لا هذا
ولا ذاك إنّها
|
|
لجنّة عدن قد
تجلّت لنا جهرا
|
أرى إرماً ذات
العماد بسورها
|
|
أعيدت ولا عاد
لها مرّة أخرى
|
تراءت بها
للناظرين هياكل
|
|
بها مثلاً قد
تضرب الشمس والبدرا
|
مكوّرة والشمس
قد كوّرت بها
|
|
كهيئتها الأفلاك
قد طبعت قسرا
|
من النور لا
يدري بأمر وراءه
|
|
تجلّى الذي قد
كان يدري ولا يدرى
|
ولا عجبُ فالطور
هذا بما حوى
|
|
وذا صعقاً موسى
بساحته خرّا
|
وما دجلة
الخضراء يمناً ويسرةً
|
|
سوى يده البيضا
جرت مننا حمرا
|
وتلك عصى موسى
أقيمت بجنبه
|
|
وقد طليت أقصى
جوانبها تبرا
|
إلى آخرها وقد قرّضها
جماعة من أدباء عصره منهم الحاجّ محمّد حسن كبّة والسيّد راضي القزويني والشيخ جابر
الكاظمي والملاّ عبّاس الزنوري.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صاهر خاله الشيخ عبد
علي ابن الفقيه الماهر صاحب الجواهر.
وأعقب من الأولاد :
* الشيخ مهدي الشرقي
المتوفّى
(١١ ج٢ ١٣٥٨ هـ) ، وهو والد الفاضل الشيخ عبد الأمير الشرقي.
* الشيخ علي الشرقي (١٣٠٨ ـ ١٣٨٤ هـ) :
ولد في مدينة النجف عام (١٣٠٨ هـ) في بيت علم وأدب وفقه وورع وتُقى ، فقد كان والده
أحد كبار أعلام المدرّسين ومشاهير الأدب والشعر ، وكان خاله الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ
عبد علي الجواهري من العلماء والشعراء أيضاً وكانت صلة المترجم به وثيقة ، درس مبادىء
العلوم العربيّة والمنطق والأصول والفقه والفلسفة وحضر على الشيخ محمّد كاظم الخراساني
(١٣٢٩هـ) وبعده على السيّد محمّد كاظم اليزدي (١٣٣٧هـ) ثمّ على الشيخ الميرزا حسين
النائيني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١٣٥٥هـ) وحاز قسطاً
وافراً من الفضل وأصبح في عداد أهل العلم البارزين ، وتطلّع إلى آفاق جديدة في مراحل
شبابه ، وقد ساعده على هذا التطلّع استعداده الفطري وتقبّله الثقافات المعاصرة في البلاد
العربيّة ، وأسفاره التي قام بها خارج العراق إلى البلدان المجاورة منها الخليج والحجاز
وسوريا ولبنان ، وقد ظهر هذا في شعره الحافل بالصور الجديدة المبتكرة والمعاني المستحدثة
والعبارات الرشيقة.
كان على صلة بالغَرَّاف؛
لوجود فريق من أسرته وأعمامه في الشطرة ، وقد لقي مكانة كبيرة في تلك البيئة بما كان
لأسرته من مكانة علميّة وأدبيّة هناك ، واكب مسيرة الجهاد ضدّ الإنجليز التي قادها
العلماء والعشائر من النّجف إلى النّاصرية فالبصرة عام (١٩١٥م) وقد رافق المجاهد الشاعر
الفقيه البارع السيّد محمّد سعيد الحبّوبي (١٣٣٣هـ) خلال مسيرة الجهاد ، وكان
مبعوثه المفضّل إلى عشائر الغرّاف ليحثّهم على محاربة الإنجليز ، بعد حملة الجهاد عاد
إلى النجف ولكنّه لم تنقطع صلته بالغرّاف ولا بأقربائه هناك ، وفي أثناء إقامته في
النجف بقي يواصل النظم والكتابة في مختلف الموضوعات ، خاض القضايا السياسيّة وباشر
جملة من المناصب الحكوميّة ردحاً من الزمن.
يعدّ الشيخ علي الشرقي
من روّاد النهضة الأدبيّة في العراق منذ الربع الأوّل من القرن الرابع عشر لدوره الكبير
في تطوير الشعر شكلاً ومضموناً ، فقد نظم في مختلف الموضوعات السياسيّة والاجتماعيّة
وعالج بما نظم كثيراً من القضايا التي تطلّبت المعالجة إبّان الصّراع الدائر بين قوى
الاحتلال وبين
تصاعد المدّ الثوري
للشعب العربي وصولاً إلى التحرير والاستقلال ، كما يُعتبر من الشعراء القلائل الذين
جمعوا بين جزالة اللفظ ورقّة المعنى حتّى أنّه امتاز في شعره بسمات ميّزته عن غيره
، على أنّ مظهراً بارزاً ينفرد به الشرقي من بين معاصريه هو لغته وأُسلوبه في معالجة
الشعر ، فقد كان يستخدم الرمز والإيحاء والأمثال القديمة والحديثة والتشبيهات والاستعارات
والكنايات والأخيلة المتنوّعة.
آثاره :
١ ـ في ذكرى السعدون.
طبع عام (١٩٢٩م).
٢ ـ كتاب الأحلام (مذكّرات)
طبع عام (١٩٦٣م).
٣ ـ كتاب العرب والعراق
(في التاريخ) طبع عام (١٩٦٣م).
٤ ـ كتاب الألواح التاريخيّة.
٥ ـ ديوان شعر. وقد
طبعه في أيّام حياته وسمّاه العواطف والعواصف.
وقد طبع أخيراً بإضافات
وزيادات أغفلها الشاعر ولم يوردها في ديوانه المطبوع.
قال الناشر : وفي عام (١٩٥٣م) نشر ديوانه عواطف وعواصف لأوّل
مرّة ، ولكن هذا الديوان الذي نشره لم يضمّ كلّ شعره ، بل فاته الكثير ممّا نظم ، وإذا
كان له عذر في ترك ما كان يراه غير مناسب للنشر آنذاك؛ فإنّ كثيراً ممّا أغفل نشره
في الديوان لا نرى أيّ مسوّغ لتركه الآن ..
٦ ـ ديوان السيّد إبراهيم
الطباطبائي ، تعليق ونشر. طبع عام (١٩١٤م).
٧ ـ وله بحوث ومقالات
كثيرة نشرت في مجلّة العرفان ومجلّة الاعتدال ومجلّة لغة العرب وجريدة النجف وجريدة
البلاد وجريدة العراق.
منها : مقالات في تاريخ
واسط ، ومقالات في تاريخ البصرة ، مقالات في تاريخ البطائح والمدن ..
توفّي يوم الثلاثاء ٣ ربيع الثاني ١٣٨٤ هـ ونقل إلى النجف فدفن في
مقبرة خاصّة به في وادي السلام.
وإليك نماذج من شعره
:
القصيدة الأولى :
الشرقية أو عذراء الشرق
تبسّمْ كالليالي
المقبلات
|
|
ولا تبكِ
الليالي الماضياتِ
|
أهونُ ما يهمّك
شرُّ ماض
|
|
وأحسنُ ما
يَسرّكَ خير آتِ
|
ويومُك ليس
تقدمةً لأَمس
|
|
فإنّ اليومَ
تقدمةُ الغداةِ
|
وإنّكَ لا تؤول
سوى مقال
|
|
تردّد فيه أفواه
الرواةِ
|
فإمّا زينة لك
في حديث
|
|
وإمّا وصمة في
الحادثاتِ
|
فكم يسمو عليكَ
هلالُ أُفق
|
|
وأنتَ هلالُ
أفقِ السامياتِ
|
وكم نجني
الورودَ وفيك وردٌ
|
|
إليك تصدّ
ألحاظَ الجناةِ
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكم ينمو قبيلك
غصنُ بان
|
|
وأنتَ مردُّ تلك
النامياتِ
|
وكم بنت السماء
تشعُّ ضوءاً
|
|
ويُحمدُ ضوءُ
بنتِ المكرماتِ
|
وعادتْ ليس
قابلةً لشيء
|
|
سوى أن تمسي
إحدى القابلاتِ
|
فمن قصر الكمالَ
على بدور
|
|
ومن حجبَ
الشموسَ الطالعاتِ
|
وليس يشعُّ ضوء
الشرقِ حتّى
|
|
يُجلّي فيهِ نور
المشرقاتِ
|
فيا بنتَ
الستارِ إلى مَ يبقى
|
|
كأنّك رهنُ تلك
الساتراتِ
|
لقد غلب الفتورُ
عليك حتّى
|
|
رثيتُ لك
الجفونَ الفاتراتِ
|
ومال على
نضارتِها ذبولٌ
|
|
وثنّى بالقدودِ
الذابلاتِ
|
نشرت على كمالِك
ليلَ شعر
|
|
به يطوى شعار
الناشراتِ
|
ذوائبُ لو نشرن
على جماد
|
|
لذاب من القلوبِ
الذائباتِ
|
بنودٌ كمْ خفقنَ
على بنود
|
|
ولكنْ بالقلوبِ
الخافقاتِ
|
أتائهةَ القوامِ
قذىً لعين
|
|
تصدُّ إليكَ
بينَ التائهاتِ
|
أتيتِ من
المهاةِ بكلِّ وصف
|
|
إلى أن رحتِ في
جهلِ المهاةِ
|
لقد أدميتِ خدَّ
الوردِ وجداً
|
|
وخدّي بالدموعِ
الدامياتِ
|
وأَنحلتِ
الهلالَ جوىً وجسمي
|
|
وأضنيت الغصونَ
الناحلاتِ
|
فهل للكائنينَ
غدوتِ مجداً
|
|
كما أصبحت مجدَ
الكائناتِ
|
كأنّ المجدَ وهو
أبوكِ أضحى
|
|
يرى فضلَ البنين
أو البناتِ
|
وكيف ترجّي
مولوداً لمجد
|
|
إذا لم ترجُ
مجدَ الوالداتِ
|
وكيفَ نرى
لمرتضع كمالاً
|
|
ولم يرَ غيرَ
نقصِ المرضعاتِ
|
فيا صدر الفتاةِ
ولستَ إلاّ
|
|
حياةَ البيتِ أو
بيتَ الحياةِ
|
حنانكَ هل عطفت
على صبيّ
|
|
تلقّى منك أسنى
العاطفاتِ
|
بجنبك حولَ سطرِ
الوشمِ خَطّت
|
|
سطورٌ للخصالِ
الفاضلاتِ
|
أغار إذا تنهّدت
النعامى
|
|
على تلك الصدورِ
الناهداتِ
|
بكيتُ على
البناتِ دماً بعين
|
|
بكتْ من قبلها
للأُمّهاتِ
|
وما أنا للواتي
بكيتُ فرداً
|
|
ولكنْ للّذين
وللّواتي
|
ولا أنا
بالفتاةِ أخصُّ لومي
|
|
ولكنّي ألومُ
فتى الفتاةِ
|
القصيدة الثانية :
العلم وحده
قرّض الشاعر مجلّة
العلم للسيّد هبة الدين الشهرستاني مبيّناً دور العلم في الحياة
آمنت فيك وحبُّ
العلمِ إيمانُ
|
|
فآيةُ العلمِ
إنجيلٌ وقرآنُ
|
العلم للمجدِ
والعلياء مرشدُنا
|
|
المرشدان له
عقلٌ ووجدانُ
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صبحٌ تبلّجَ
والتبيان آيتُه
|
|
نعم المدلُّ
وضوءُ الشمسِ برهانُ
|
كم مضمر في
حشايا الكونِ أظهرهُ
|
|
فحفّه المضمرانِ
الأمر والشانُ
|
يا سلطةَ الجهلِ
طيَّ العاصفِ اِندرجي
|
|
بشرى الرعية
إنَّ العلمَ سلطانُ
|
زن فيه رهطك إن
خفّوا وإن رجحوا
|
|
قسطاً وعدلاً
فإنَّ العلمَ ميزانُ
|
المنهلُ العذبُ
إنْ عُبَّت جَدَاولُه
|
|
عجبتُ أنْ قيلَ
فَوقَ الأرض ظَمْآنُ
|
هَوِّن عَلَيكَ
أُناسَاً لا علومَ لهم
|
|
لا خَيرَ في
القَوْمِ إِنْ عُزّوُا وإن هَانوا
|
السَّبْقُ
يُحرَزُ في يَومِ الرِّهانِ فَهَل
|
|
مُجَلِّيٌ
سَابِقٌ فَالبَحثُ مَيدانُ
|
ما اختصَّ
بالعلمِ قومٌ دونَ غَيرِهم
|
|
كالشمس ليسَ
لَها أَهلٌ وَأوْطَانُ
|
وَإِنَّما
العلمُ بينَ الناسِ مُقْتَسِمٌ
|
|
يَسوُسُهُ
اثنَانِ نُقصَانٌ ورُجْحَانُ
|
كالبحر تَغرفُ
مِنهُ النَّاسُ منهلُهم
|
|
فالبَعضُ مضمضةٌ
وَالبَعضُ نَهْرَانُ
|
يكفيكَ يَا
حَيَوَان البرِّ مِن شَرَف
|
|
بِالعِلمِ قد
صَحَّ فيه القَولُ إنسَانُ
|
الصوت للعلم
أضحَى والمنارُ لَهُ
|
|
لم تَحتَرِم منه
أَبصَارٌ وَآذانُ
|
وَرُبَّ
أَشْرَسَ قد عَضَّ الظِّماء به
|
|
وفرعه من نَمير
العلم رَيّانُ
|
تشاركَ اثنانِ
في أصل وَفي حَسَب
|
|
والقدرُ مفترق
والفضلُ شتّانُ
|
تفارَقَا وهما
ابنٌ بارعٌ وأبٌ
|
|
مجداً كما
افترقا جهلٌ وعِرفَانُ
|
لا يلقَفُ
الجهلَ إلاّ العلمُ إنّ بِهِ
|
|
نوراً له في
ضميرِ الجهلِ نِيرَانُ
|
مصيّت تتهاوى
الناسُ مِن شَغَف
|
|
بحُسْنِهِ وبديع
الحُسنِ فَتَّانُ
|
ما فقدكَ المالَ
حرمانٌ وإنْ زَعَموا
|
|
جهلاً ولكنَّ
فقدَ العلمِ حرمانُ
|
القصيدة الثالثة :
وادي السلام حول مدينة النجف
أو أكبر جبّانة إسلامية في الشرق
سل الحجرَ
الصوّانَ والأثرَ العادي
|
|
خليليَّ كم جيل
قد احتضنَ الوادي
|
فيا صيحة
الأجيالِ فيه إذا دعت
|
|
ملايين آباء
ملايين أولادِ
|
ثلاثونَ جيلاً
قد ثوت في قرارة
|
|
تزاحمُ في عرب
وفرس وأكرادِ
|
ففي الخمسة
الأشبارِ دُكّتْ مدائنٌ
|
|
وقد طُويتْ في
حُفرة ألفُ بغدادِ
|
طلبتُ ابنَ
عبّاد فألفيتُ صخرةً
|
|
وقد رقشتْ هذا
ضريحُ ابن عَبّادِ
|
وكم كومة للترب
من حول كومة
|
|
معلّمة هذا
الزعيم وذا الهادي
|
فما الربواتُ
البيضُ في أيمن الحمى
|
|
وقد خَشَعَتْ
إلاّ نضائد أكباد
|
خليليَّ هجساً
واختلاساً بخطوكم
|
|
فلم تطأوا إلاّ
مراقدَ رقّادِ
|
فذو الزهوِ خلّى
الزهوَ عنه وقد ثوى
|
|
وظَلَّتْ على
الغبرا سيادةُ أسيادِ
|
فكم من هموم في
التراب وهمّة
|
|
وكم طويتْ فيه
شمائلُ أمجاد
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعقباكِ يا دنيا
قميصٌ وطمرةٌ
|
|
بحفرة أرض من
خراباتِ زهّادِ
|
عبرتُ على
الوادي وسفّت عجاجةٌ
|
|
فكم من بلاد في
الغبار وكم نادِ
|
وأبقيت لم أنفضْ
عن الرأس تربَهُ
|
|
لأرفع تكريماً
على الرأس أجدادي
|
ذهبنا إلى
القلال نسعى كرامةً
|
|
أَتقبَلُ أجدادٌ
زيارةَ أحفادِ
|
وهل رادعٌ للناس
عن كسرِ قلّة
|
|
إذا عرفوها من
ضلوع وأعضادِ
|
لقد هبطتْ
روّادُنا خيرَ منزل
|
|
سماءً لأرواح
وأرضاً لأجساد
|
وجئنا لحيٍّ
يضربونَ قبابَهم
|
|
على رائح عن
حيِّهم وعلى الغادي
|
قباٌب عليها
استهزأ الدهر ما بها
|
|
سوى الحجرِ
المدفونِ والحجرِ البادي
|
ألا أيُّها
الركبُ المجعجعُ في الحمى
|
|
إلى أينَ مسرى
ضعنِكم ومن الحادي
|
حدوجٌ عليها
روعة وكأنّها
|
|
وقد سجدوا فيها
محاريب عُبّادِ
|
غداً تنبتُ الأجساد
عشباً على الثرى
|
|
فهل تطلع
الأرواحُ مطلعَ أوراد
|
وهل لعبت
بالراقدين حلومُهم
|
|
بأطيافِ أفراح
وأطيافِ أنكادِ
|
محالٌ على
الأرواحِ دفنٌ بتربة
|
|
ولكنَّها هذي
القبور لأجسادِ
|
وما هذه
الأجسادُ من بعدِ نزعها
|
|
سوى قفص خال وقد
أُفلت الشادي
|
مضتْ نشأةُ
الأرحامِ في ظلماتِها
|
|
وأضوأ منها
نشأتي بعد ميلادي
|
ولي نشأةٌ أعلى
وأجلى فإنّني
|
|
بتهيئة في
النشأتين وإعدادِ
|
طباع الفتى
فردوسُهُ أو جحيمُه
|
|
وفي طيِّ أخلاقي
نشوري وميعادي
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤ ـ الشيخ محمّد علي
ابن آية الله الشيخ محمّد حسن الشروقي.
٥ ـ الشيخ محمّد رضا
ابن آية الله الشيخ محمّد حسن الشروقي ولم نعثر لهما على ترجمة.

الأسرة الثانية من آل الخاقاني
* أسرة آية الله الشيخ
علي مانع من آل المحاويلي الخاقاني :
من الأسر الخاقانيّة
العريقة ترجع في نسبها إلى عشيرة آل بوهات التي هي فخذ من عشيرة آل صالح وهي إحدى الأسر
الخاقانيّة التي سكنت النجف منذ أوائل القرن الحادي عشر.
كانت تُعْرَف قديماً
بـ : آل المحاويلي؛ نظراً إلى مسكنهم في محاويل الصباغيّة ، القرية الريفيّة المجاورة
لمنازل بني خاقان.
ومن هذه الأسرة :
* الشيخ حسن ابن الشيخ
عبد علي بن محسن بن محمّد بن شمس ، النجفي المولد والمنشأ والمسكن والمحاويلي أصلاً
: من العلماء كتب بخطّه نسخة من تهذيب الأحكام وفرغ منه في جمادى الأولى سنة (١٠٩٩
هـ) في النجف الأشرف وذكر نسبه عليه كما ذكرناه.
* الشيخ محمّد ابن
الشيخ عبد علي المحاويلي (القرن ١١ هـ) : هو أخو الشيخ حسن المتقدّم وأشهر منه بالعلم
والفضل ، وصفه المولى عبد الله ابن المولى طاهر الكليدار (الخازن) للحرم العلوي فيما
كتبه بخطّه على ظهر نسخة من شرح ديوان المتنبّي الذي كتبه صاحب الترجمة بخطّه سنة (١٠٨٨
هـ) وقابَل المولى المذكور الكتاب مع المترجم له وصفه بصفات حميدة بليغة
منها : الشيخ العالم
النحوي ..
وسبب شهرة هذه الأسرة
بـ : (آل مانع) بعد أن كانوا معروفين بآل المحاويلي الخاقاني هو الشيخ راضي فقيه العراق
قدسسره (١٢٩٠ هـ) فقد ولد
لصديقه الشيخ درويش المحاويلي الخاقاني ولد في عام الطاعون ـ ولعلّه سنة (١٢٤٦ هـ)
الذي مات فيها بسببه خلق كثير وفيهم من العلماء المشاهير منهم الأصولي البارع شريف
العلماء المازندراني رضوان الله تعالى عليه ـ وعلى أثر انقراضه اقترح تسميته بمانع
، وبه عُرِفت ، كما عرف به ولده الشيخ علي الذي بنى مجد أسرته في النجف.
قال البحّاثة آغا بزرك الطهراني طاب ثراه : وقد اختفى ذكر هذا البيت
قرابة قرن ونصف؛ إذ لم يظهر فيه أحد من أهل العلم ولم نقف على أثر يدلّ على شيء من
ذلك إلى أواسط القرن الثالث عشر حيث ظهر في النجف الشيخ درويش بن حسين بن عبد الله
ابن الشيخ حسن المذكور ، ولا نعرف شيئاً عن أحوال الأسرة خلال تلك المدّة ، ولا
ندري أنّهم غادروا النجف وعادوا إليها أم بقوا فيها إلى هذا التاريخ لكن انقرض أهل
العلم منها؟!
ونحن لا نعرف شيئاً
عن أحوال الشيخ درويش ومنزلته ولا عن ولده الشيخ مانع ، إلاّ أنّ إسم الأخير قد خُلِّد
وأصبح أبا أسرة كريمة عُرِفت به ونسي لقبه الأوّل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأشهر من عرف من أولاده
هو :
* [آية الله] الشيخ
علي ابن الشيخ مانع ابن الشيخ درويش بن حسين بن عبد الله بن حسن بن أحمد بن عبد عليّ بن محسن
بن محمّد بن شمس المحاويلي النجفي (١٢٧١ ـ ١٣٤٨ هـ) : عالم جليل وفاضل كبير ، كان من
العلماء الأعلام ومشاهير رجال الفضل ومن ذوي المكانة في وسطه.
ولد في سنة (١٢٧١ هـ)
وقرأ مقدّمات العلوم على لفيف من أهل الفضل والمدرّسين ، وحضر على الشيخ محمّد الإيرواني
والشيخ [محمّد] حسن المامقاني والشيخ محمّد الشرابياني والشيخ محمّد طه نجف والسيّد
[محمّد] كاظم اليزدي وشيخ الشريعة الأصفهاني والشيخ محمّد كاظم الخراساني ، وحضر
سابقاً في كربلاء على الشيخ زين العابدين المازندراني ، وبعثه الأخير وكيلاً عنه إلى
شفاثة عين التمر لهداية أهلها؛ إذ كانت العقيدة الشيخيّة هي السائدة فيما بينهم.
وفي سنة (١٣١٧ هـ)
سافر إلى إيران لزيارة الإمام الرضا عليهالسلام وكان بصحبته ولده الأكبر الشيخ محمّد جعفر ، فاحتفل به الإيرانيّون
وكرّمه السلطان مظفّر الدين شاه القاجاري ، وعندما زار [الإمام] الرضا عليهالسلام ورأى القبّة الشريفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظم قصيدة عصماء سمّاها
بـ : (المعجزة) وقد طبعت ، وهي أوّل وآخر ما نظم من الشعر.
وصمّم على أن يحجّ
من طريق قفقاس فالبحر الأسود فالبحر الأبيض فالسويس [ملتقى البحر الأبيض والأحمر] ،
ولاقى احتراماً وتبجيلاً لدى مروره في باكو وباطوم وغيرهما من المدن القفقاسيّة ، وعند
وصوله إلى الآستانة اتّصل بالسلطان عبد الحميد خان وطلب منه إيصال الماء إلى النّجف
ورفع القرعة عنها ؛ لكونها مقدّسة كالحرمين ، فمنحه وساماً وكتب له فرماناً قرّر له
فيه راتباً شهريّاً يساوي راتب قاضي القضاة ولمّا تشرّف إلى الحجّ حلّ ضيفاً عند الشريف
عون ، وكرّمه ابن رشيد أمير الحجاز ، ولمّا عاد إلى النجف جرى له استقبال لائق ، ولمّا
التهبت نيران الثورة العراقيّة ضد الإنكليز ساهم فيها ، ولمّا استولوا هرب مع مَن هرب
إلى إيران واتّصل بالسلطان أحمد شاه القاجاري ، ولمّا نودي بفيصل الأوّل ملكاً على
العراق رجع إلى النجف وظلّ عاكفاً على العبادة والتأليف إلى أن توفّي في ربيع الثاني
سنة (١٣٤٨ هـ) ، ودفن في مقبرة خاصّة به في القرب من داره في محلّة المشراق ، ورثاه عدد من الشعراء
وأرّخ وفاته الخطيب المعروف الشيخ حسن سبتي رحمهالله بقوله :
أيا تالياً
حزناً سطوري بها اعتبر
|
|
بمن فارق الدنيا
وشطَّ مزاره
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فطوبى لمن قد
كان يعمل صالحاً
|
|
لينجو وفي
الأخرى يقالُ عثارُه
|
فيا سعدُ زُرْ
مثوى عَليٍّ مسلِّماً
|
|
وَأرِّخ (ففي
الفردوس صار قرارُه) (١٣٤٨هـ)
|
وله آثار :
منها : إثبات قبر أمير
المؤمنين عليه الصلاة والسلام ، صدّره باسم السلطان عبد الحميد وأرسله إليه ، فأمر
بإحداث نهر السَّنِيَّة ، وقد نقل عنه السيّد حسّون البُراقي في كتابه المخطوط (اليتيمة الغرويّة)
وكتابه (حياة النّجف)
أيضاً.
و [منها] : العقائد
والشرايع ، قرّظه الشيخ صادق مسعود والشيخ جعفر النقدي.
خَلَّف ؛ ثلاثة أولاد
أكبرهم :
١ ـ الشيخ محمّد جعفر
المذكور [آنفاً] : وقد كان السلطان عبد الحميد أنعم عليه بلقب مدرّس ، فكان يدرّس
في المدرسة السليميّة القريبة من دار أبيه ويصلّي إماماً في مسجد هناك إلى أن توفّي في سنة (١٣٦١
هـ) ودفن مع أبيه وأرّخ وفاته الشيخ حسن سبتي أيضاً بقوله :
فقيد آلِ مانع
|
|
فقدانه هَزَّ
النَّجَفْ
|
جَعْفَرُ مَنْ
بِعِلْمِهِ
|
|
قَد حَازَ فضلاً
وَشَرَفْ
|
حَتَّى جَرَى
جَاري القَضَا
|
|
وَطَائرُ
المَوْتِ هَتَفْ
|
خَارَ لِقَاءَ
رَبِّه
|
|
خَيْرَ جِوَار
وَكنَفْ
|
وَفي جِنَانِ
خُلدِهِ
|
|
أَرَّخْتُهُ
(نَالَ غُرَفْ)
|
(١٣٦١ هـ)
٢ ـ والثاني : الشيخ
مهدي (١٣١٤ ـ ١٣٥٧ هـ : وقد كان من أهل الفضل والأدب ، صحب أباه في سفرته الثانية إلى
طهران فكان يعتمد عليه ويثق به ، وهو من أهل الأخلاق الفاضلة والسلوك الحسن ، عني به
أبوه العالم هو من رموز الحركة السياسيّة الكبرى أيّام العثمانيّين وثورة النجف وما
تلاها فأخذ عنه الابن الكثير من الصفات الروحيّة والثقافيّة ، ومن ذلك عنايته بمجالس
العزاء الحسيني التي كانت الأسرة تقيمها.
كانت دار الشيخ مهدي
بمثابة ندوة أدبيّة يحضرها أهل الفضل والأدب كالسيّد سعيد الحكيم البصري والشاعر السيّد
محمود الحبوبي والشيخ علي ثامر وغيرهم ، وكان من شعراء عصره المعروفين غير أنّ عمره
لم يمتد فتوفّي
في العقد الخامس وهو في أوج عطائه الأدبي.
ومن شعره :
جاءت لتسقيني
خمراً معتّقة
|
|
فقلت بل لماك
أحتسي الخمرا
|
ما سَت بقدٍّ
رشيق وانثنت مرحاً
|
|
فيه فأخجلت الأغصان
والمسرا
|
وقد رمتنا
نبالاً من لواحظها
|
|
ولا يرى جرح
لحظيها له سبرا
|
إلى آخر القصيدة.
توفّي في سنة (١٣٥٧ هـ) ودفن مع أبيه أيضاً.
ومن أولاده الأستاذ
صالح المانع ، وموسى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣ ـ وهو الأصغر الحاجّ
محمّد رضا : وقد نشأ على أبيه فنهج نهجه وسار على هَدْيه في سلوكه وحسن أخلاقه وتواضعه
وكماله ، وقد انخرط في سلك التعليم في المدارس الحديثة ، وكان من النماذج الطيّبة بين
رجاله ولم يصرفه ذلك عن التزاماته الأولى بواجباته الشرعيّة بل وحتّى المندوبات ، وكان
ظاهر الصلاح والورع ، عرفه القريب والبعيد.
ورث علائق الإخاء بيننا
وبين أبيه وأخويه فكان على اتّصال بنا ، وطالما قضى معنا الليالي معتكفاً في مسجد الكوفة
، ونحن جميعاً ضيوف الله في بيته نلتمس قِراه ونرجو عفوه ورضاه.
توفّي عشيّة الأربعاء ٢٩ محرّم سنة (١٣٨٤ هـ) ودفن مع أبيه وأخويه
في مقبرتهم الجديدة المذكورة التي بناها لهم ، وأقيم له احتفال أربعيني في مسجد الشيخ
الطوسي من قبل المعلّمين ، وطلب إلينا آله وأرحامه الإسهام في ذلك فبادرنا إلى إجابتهم
بكلمة أَشَدْنَا فيها بما كان لآله من مجد وشرف ، ولما كان عليه من حسن سيرة وصلاح
، أداءً لحقوق الإخاء رحمهم الله ورحمنا يوم نساويهم.
قلت : ومن هذه الأسرة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الشيخ محمّد سعيد
ابن الشيخ سلمان آل مانع الخاقاني المحاويلي ، (١٣٣٩ ـ ١٣٩٢ هـ) : أحد أعلام النجف
وأدبائها الفضلاء ، ولد في النجف سنة (١٣٣٩ هـ) وتلقّى العلوم والمعارف الإسلاميّة
والأدبيّة على جملة من الفضلاء والفقهاء ، مارس مهمّاته العلميّة والإرشاديّة في منتدى
النّشر ؛ حيث عيّن استاذاً لسنوات طويلة فيه ، وكذلك تشرّف بخدمة المنبر الحسيني
المقدّس مدّة من الزمن ، كان شاعراً أديباً نظم الشعر باللغتين الفصحى والعامّية.
ترك نتاجات عدّة ما
تزال مخطوطة وهي :
ـ أنيس الجليس في التشطير
والتخميس.
ـ لسان الصدق في جزئين
بالاشتراك مع السيّد جواد شبّر.
ـ الرفيق في الطريق
، نوادر في الأدب والأخلاق والشعر.
ـ كتاب في الدعاء وفوائده
ومختارات من الأدعية المجرّبة.
ـ تحقيق كتاب جامع
السعادات بالاشتراك مع السيّد جواد شبّر.
أثنى عليه السيّد جواد
شبّر ثناءاً كبيراً ، ووصفه بالعلم والفضيلة وصلابة الإيمان وطهارة النفس.
توفّي في بغداد سنة (١٣٩٢ هـ) ودفن في النجف الأشرف.
ومن شعره قوله :
حياة النّاس في
لهو ولعب
|
|
ونحن حياتنا
ذكرى الحسين
|
لعمرك إنّنا فيه
سنجزى
|
|
نعيماً دائماً
في النشأتين
|
وللرّاثي جزاءٌ
ليس يحصى
|
|
ويسكن في الجنان
قرير عين
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسرة الثالثة من آل الخاقاني
* أسرة آية الله الشيخ
مشكور الحولاوي الخاقاني :
من بيوت العلم معروف
بالنجف مشهور ، وهم فصيلة عربيّة (آل حول) إحدى فصائل بني خاقان الشهيرة التي تقطن
الجزائر (الحمّار) من قديم العهد.
يقول بعض أعلام هذه
الأسرة في وجه نسبتهم إلى خاقان : إنّهم يرجعون بالنسب إلى الفتح بن خاقان.
قلت : إن كان يقصد به الناصبيّ الخبيث الفتح بن خاقان وزير المتوكّل
المقتول معه سنة (٢٤٧ هـ) ، فهو من الأتراك ولا صلة له بالعرب.
وعلى كلّ تقدير فهو
قولٌ لا شاهد عليه ولا دليل.
وكيف كان : فالظاهر
أنّ هذه الأسرة ينبغي أن تعدّ من صميم فصائل بني خاقان وتفصيل ذلك يرجع إلى كتب أنساب
العشائر والقبائل العربيّة المتمحّضة بهذا الشأن.
ثمّ إنّ مبدأ تكوين
هذا البيت في النجف ووضع حجره الأساسي إنّما كان في أوائل القرن الثالث عشر الهجري
، أسّس مجده الشيخ مشكور بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمّد صقر الحولاوي الخاقاني
النجفي رضوان الله تعالى عليه.
* الفقيه المقدّس آية
الله الشيخ مشكور ابن الشيخ محمّد صقر الخاقاني نسباً الحولاوي أصلاً النجفي
مسكناً ومدفناً (١٢٠٣ ـ ١٢٧٢ هـ) : أحد أعلام مراجع الدين وفقهاء الطائفة ، كانت الناس
في النجف تقتدي بزهده وورعه وتقواه.
هاجر إلى النجف الأشرف
في بداية شبابه صغيراً وأدرك حصار الوهابيين للنجف سنة (١٢١٦ هـ) وجدّ في طلب العلم
وحضر على جماعة من شيوخ عصره : منهم : الفقيه المتضلّع الشيخ محسن الأعسم طاب ثراه (١٢٣٨ هـ)
، وأنجال الشيخ الأكبر جعفر : الشيخ علي والشيخ حسن ، بل لا يبعد حضوره في أوّل أمره
على الشيخ جعفر قدسسره ، كما قال الشيخ حرز
الدين من أنّه كان في رعايته وعنايته.
على أنّ الشيخ موسى
ابن الشيخ الأكبر مقدّم على أخويه ، ومرجّح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عليهما ، فَلِمَ لا
يطلب العلم عنده؟! ولعلّه لأجل ذلك سكت الشيخ آغا بزرك أعلى الله درجته عن ذكر مشايخه
واكتفى بقوله : «كان معاصر الشيخ صاحب الجواهر والشيخ محسن خنفر».
يقول حرز الدين : «عاش
في عصر حافل بفطاحل العلماء الأمر الذي منع اشتهاره حيث عاصر المدرّس الأكبر الشيخ
محسن خنفر والشيخ محمّد حسن باقر صاحب الجواهر والشيخ المرتضى الأنصاري ونظراءهم».
رغم أنّه كان من أفذاذ
الفقهاء المتبحّرين طويل الباع في الفقه مستحضراً لمسائله محيطاً بدلائله.
وعلى كلّ تقدير فقد
حصل على نصيب من المرجعيّة في عصره ، ورجع إليه في التقليد بعض أهل جنوب العراق.
وقد تخرّج عليه عدد
من الفقهاء منهم : الشيخ عبد الحسين بن علي الطهراني الشهير بشيخ العراقين (١٢٨٦
هـ) ، والشيخ ملاّ علي الكني الطهراني (١٣٠٦ هـ) ، والسيّد محمّد حسن المجدّد الشيرازي
(١٣١٢ هـ) ، والشيخ حسين بن خليل الطهراني (١٣٢٣ هـ) ، والسيّد محمّد بن هاشم بن شجاعة
علي الرضوي الهندي (١٣٢٣هـ) ، وولده الشيخ محمّد جواد مشكور (١٣٣٥هـ).
ومن مؤلّفاته :
١ ـ رسالة في منجزات
المريض (مطبوعة)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٢ ـ رسالته العملية
(كفاية الطالبين لأحكام الدين)
٣ ـ ورسالة هداية السالكين
من الأنام إلى حجّ بيت الله الحرام في مناسك الحجّ ، ولم نظفر بأكثر من ذلك.
أولاده :
* الشيخ محمّد ابن
الشيخ مشكور وهو نجله الأكبر وكان عالماً فاضلاً نزل الكاظمين ومات بها في حياة والده
وكان من المدرّسين.
وخلّف :
١ ـ الشيخ محمّد رضا
وكان عالماً فاضلاً فقيهاً.
ذكره آغا بزرك في النقباء فقال :
عالم فقيه ، كان من
أجلاّء هذا البيت وأفاضل رجاله المبرّزين تشرّف إلى زيارة الإمام الرّضا عليهالسلام بخراسان ، وبعد عودته مكث بطهران عدّة سنين فزرته هناك وأنا شابّ ، فرأيت آثار
العلم والتقى ساطعة في جبينه بيّنة عليه ، وكان بهيَّ الطلعة ، حسن الخِلقة والأخلاق.
رجع إلى العراق فتوفّي في سلطان
آباد [أراك] وكان ذلك في ربيع الثاني ليلة الجمعة (١٣١٣ هـ) وهي السنة التي وردت فيها
العراق ، ونقل جثمانه إلى النجف ، ودفن جنب أبيه في مقبرته في الصحن الشريف وهي الحجرة
القبليّة الثانية من جهة الشرق ودفن بها بعده الأعلام من أسرته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكان له ولدان :
ألف ـ [الشيخ] عليّ
نقي توفّي
غريقاً في شريعة الكوفة.
ب ـ الأرشد العالم
الفاضل الشيخ محمّد تقي ، كان من تلاميذ خاله العلاّمة التقي الشيخ عليّ بن إبراهيم
القمّي وذهب إلى إيران فصار إمام الجماعة في مدرسة المعيّر بطهران مدّة ثمّ سكن قم
مدّة أيضاً ، وهبط مشهد الرضا عليهالسلام فجاوره إلى أن توفّي في (١٣٧٣ هـ) انتهى.
٢ ـ الشيخ حسن ابن
الشيخ محمّد ابن الشيخ مشكور الكبير : ذكره آغا بزرك في الكرام البررة فقال : وللشيخ محمّد
ولد آخر اسمه الشيخ حسن من الفضلاء ، وقد توفّي بالمركب بعد وفاة جدّه بقليل.
انتهى
* الشيخ عبد الحسين
ابن الشيخ مشكور الكبير ، مات مسموماً في حياة والده.
* الشيخ عبد الله ابن
الشيخ مشكور الكبير.
* آية الله الشيخ محمّد
جواد ابن الشيخ مشكور الكبير ، وهو أجلّ أولاده وأفضلهم وعماد هذا البيت الشريف ، ولد
في النجف الأشرف سنة (١٢٤٧ هـ) ، كان عالماً فاضلاً فقيهاً محقّقاً مدقّقاً برّاً تقيّاً
، وهو أحد فقهاء النجف الأشرف وعلمائها رجع إليه في الفتيا بعض عشائر الشروقيّة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وغيرهم وكان من أئمّة
الجماعة في الصحن الشريف تتلمذ على والده وعلى الشيخ مرتضى الأنصاري والسيّد محمّد
حسن المجدّد الشيرازي قبل خروجه إلى سامرّاء والميرزا حبيب الله الرشتي وقد لازمه طويلاً
وقام مقام أبيه ولكن لم تكن له حظوة ولم يحظ بإقبال وافر لا في الحوزة العلميّة ولا
في المرجعيّة.
قال حرز الدين : وكانت رياسته داثرة وذلك لأمور ...
منها : إنّ في النجف
الأشرف فطاحل الفقهاء.
ومنها : ممانعة رياسة
بعض المعاصرين لأسباب لا ينبغي ذكرها.
ومنها : إنّه صدر بينه
وبين أفقه معاصريه ما يمنعه عن الشهرة ونفوذ الكلمة ، وذلك أنّ المترجم له تنازع مع
أخته في إرث من أبيها فشكت حالها إلى فقيه الإمامية الشيخ محمّد حسين الكاظمي [١٣٠٨
هـ] ونظر في دعواها وحكم لها عليه ، فقال المترجم له للكاظمي بم حكمت علَيَّ بذلك؟
فزبره الشيخ الكاظمي بمحفل حافل بالوجوه وقال له : إنّ الحاكم لا يُعترض على
حكمه ، ويومئذ كان الكاظمي مسلّم الاجتهاد والفقاهة والعدالة والرياسة في النجف.
وقال : سُئلتُ عن اجتهاده وفقاهته فشهدت باجتهاده وقوّة علمه وتقاه
وصلاحه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن تلامذته المشاهير : الشيخ علي آل عبد الرسول العبسي والشيخ محمّد رضا الغرّاوي.
ومن مؤلّفاته : رسالة عمليّة فتوائية وحاشية على كفاية الطالبين لوالده.
توفّي رحمهالله في ١٩ ربيع الثاني
سنة (١٣٣٥ هـ) في النجف عن عمر ناهز التسعين وشيّع بأحسن تشييع وتبجيل وأُقيمت له الفاتحة
حضرها العلماء والوجوه ، وأقبر في غرفة من الصحن الغروي التي دفن بها والده الحجّة
بجهة القبلة.
خلّف ثلاثة أولاد :
الأوّل من أولاده : العالم المقدّس آية الله الشيخ مشكور الصغير (١٢٨٥ ـ ١٣٥٣ هـ)
، ولد سنة (١٢٨٥ هـ) في النجف ونشأ فيها برعاية والده العلاّمة الفقيه وجدّ في اكتساب
المعالي والفضائل ، وأصبح عالماً فاضلاً اشتهر بالتقوى والصّلاح والقداسة والأخلاق
الفاضلة ، وصار إمام جماعة في الصحن الغروي الأقدس وممّن يرغب إليه جملة من السواد
في الائتمام به جماعة لاسيّما الشرقيّين أهل جنوب العراق وبعض المهاجرين من الأفغانيّين
والتبّت ودهات إيران.
أساتذته :
والده الفقيه طاب ثراه
، والشيخ ميرزا حسين الخليلي الطهراني ، والشيخ آقا رضا الهمداني رضوان الله تعالى
عليهم.
ومن مؤلّفاته :
١ ـ أرجوزة في صلاة
المسافر طبعت في صيداء سنة (١٣٤٨ هـ) أوّلها :
نحمدك اللهمّ
ياذا الرحمة
|
|
دلّ على وجوب
شكر النعمة
|
٢ ـ أرجوزة في الصيد
والذباحة.
فرغ من نظمها سنة (١٣٢٨
هـ) وطبعت مع سابقتها في السنة المزبورة أوّلها :
قال سميّ جدّه المشكور
|
|
نجل الجواد
العيلم النحرير
|
٣ ـ شرح الشرايع (رأى
منها آغا بزرك صلاة الآيات والمسافر ومقداراً من الزكاة فرغ منها سنة ١٣١٨ هـ).
توفّي رضوان الله تعالى عليه في النجف ليلة الجمعة ١٩ محرّم (١٣٥٣
هـ) ودفن في مقبرة الأسرة مع والده وجدّه.
وخلّف ولدين :
ألف ـ أفضلهما التقيّ الورع آية الله الشيخ حسين الذي حلّ محلّ والده
في إقامة الصلاة جماعة في الصحن ، ولد في النجف سنة (١٣١٣ هـ) ونشأ بها في بيت العلم
والفضيلة والقداسة قرأ العلوم العربيّة على أفاضل المدرّسين كالشيخ محمّد علي
الدمشقي النجفي وقرأ الكفاية والمطارح على السيّد عبد الهادي الشيرازي والمكاسب والرسائل
على السيّد محسن الحكيم والسيّد حسين الحمامي وحضر في خارج الفقه على السيّد أبو الحسن
الأصفهاني
ووالده الشيخ
مشكور والسيّد محسن الحكيم وفي الأصول على الميرزا النائيني وآغا ضياء العراقي.
ومن مؤلّفاته :
١ ـ منظومة في الفقه
(الصوم والزكاة والنكاح والطلاق والعِدَد).
٢ ـ وتقريرات أساتذته
في الأصول.
٣ ـ وتعليقات على كتاب
الرياض واللمعة.
٤ ـ وله عدّة أراجيز
في الخمسة المعصومين عليهمالسلام وفي الحجّة المهدي
وعلائم ظهوره عجّل الله فرجه الشريف.
قال الشيخ محمّد حسين حرز الدين في هامش معارف جدّه : واليوم سماحته يُعدّ
من العلماء الأبدال والفقهاء الأجلاّء الثقاة ، حليف الورع والصلاح على جانب عظيم من
حسن الخلق ولين الجانب والاستقامة في الرأي وفي سيره وسلوكه وإمام للصلاة يقيمها في
الصحن الغرويّ في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة بالمكان الذي كان يقيمها جماعة الشيخ مشكور
والده ، وقد ينوب عنه في إمامة الجماعة نجله الأكبر الفاضل التقي الشيخ نور الدين.
ب ـ الشيخ عبّاس ابن الشيخ مشكور الصغير : ولد سنة (١٣٢٢ هـ) في
النجف ونشأ بها وأكمل دراساته فيها مستفيداً من بحوث أعلامها كالميرزا النائيني والسيّد
أبو الحسن الأصفهاني وآقا ضياء العراقي والسيّد حسين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمامي والسيّد محسن
الحكيم ، وبعد أن قضى شوطاً وافياً من طلب العلم خرج إلى الهند ثمّ عاد إلى إيران واستوطن
في طهران واشتغل بخدمة الدين وترويج شريعة سيّد المرسلين(صلى الله عليه وآله) وله مشاريع
خيريّة.
توفّي رضوان الله تعالى عليه في جمادى الثاني (١٣٩٢ هـ) وشيّع في
طهران ثمّ قم ودفن في مقبرة باغ رضوان بقم.
الثاني من أولاده : الشيخ علي ابن الشيخ محمّد جواد ابن الشيخ مشكور الكبير (١٣٦٣
هـ)
قال في معجم رجال الفكر والأدب : عالم فاضل كامل محقّق جليل متتبّع متضلّع ، من أساتذة الفقه
والأصول ، ولد في النجف الأشرف وأخذ المقدّمات والسطوح وحضر على الميرزا النائيني والشيخ
علي الجواهري وغيرهما ، واستقلّ بالتدريس والبحث ومات حدود (١٣٦٣ هـ) ، وله تقريرات
أساتذته في الفقه والأصول.
الثالث من أولاده : الشيخ حسن ابن الشيخ محمّد جواد. ولم نعثر له على ترجمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأسرة الرابعة من آل الخاقاني
* أسرة آية الله الشيخ
عليّ ابن الشيخ حسين ابن الشيخ عبّاس بن الحاجّ محمّد عليّ ابن الشيخ سالم الخاقاني
(١٢٤٥هـ ـ ١٣٣٤هـ) :
من أشهر الأسر النجفية
والبيوت العلميّة المعروفة بالعلم والتقى والفضيلة ويرجع نسب هذه الأسرة إلى عشيرة
(البو حسين) التي هي فرع من (الزيارات) التي هي من عشيرة (آل رحمة) من (آل الخاقاني).
* إنّ أوّل من نزح
إلى النجف الأشرف من هذه العائلة واستوطنها ولم يخرج منها ـ وإلاّ فقد سبقه قبل ذلك
في الهجرة إلى النجف عدد من آبائه الأعلام ـ هو الشيخ حسين والد المقدّس الشيخ علي
الخاقاني ، هاجر من لواء الحلّة وحضر على الشيخ محسن خنفر النجفي والشيخ عليّ كاشف
الغطاء ومَن في طبقتهم ، وبلغ مرتبة عالية من العلم واستقلّ بالبحث والتصنيف.
ومن مؤلّفاته :
١ ـ الفوائد الحسينيّة
شرح لبعض الأحاديث المشكلة ، فرغ منه في (١٢٧٤ هـ) وعناوينه : فائدة ، فائدة.
٢ ـ شرح شرايع الإسلام
خرج منه عدّة مجلّدات ضخمة وعلى بعضها تقريض السيّد مهدي القزويني (١٣٠٠ هـ) والشيخ
محسن خنفر (١٢٧١ هـ).
توفّي رحمهالله سنة (١٢٨٥ هـ) وأقبر
في النجف الأشرف.
* آية الله الفقيه
المقدّس الشيخ علي الخاقاني (١٢٤٥ ـ ١٣٣٤ هـ) ، والشيخ عليّ هذا أحد الأعلام الفحول
والفقهاء الأتقياء العدول ، بلغ مرتبة سامية من العلم والورع والتقى والزّهد وكان من
المقدّسين ، حضر على الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري إلى حين وفاته وفي الوقت نفسه كان
يحضر على السيّد المجدّد الشيرازي ولم يفارقه حتّى هاجر إلى سامرّاء.
يقول آية الله السيّد
محمّد الشرموطي (١٣٠٨ هـ) : «كان السيّد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيرازي لا يصغي لأحد
في البحث عدا الشيخ عليّ الخاقاني فإنّه يمهله حتّى يفرغ من كلامه حرصاً على استماع
ما يمليه الشيخ الخاقاني».
كما حضر على المولى
عليّ الخليلي (١٢٩٧ هـ) ، والشيخ زين العابدين الحائري المازندراني (١٣٠٩ هـ) ، والشيخ
راضي فقيه العراق (١٢٩٠ هـ).
وصفه الشيخ حرز الدين
قائلاً : «وكان من مشايخ الإجازة ومسلّمي الاجتهاد ، شهد أهل الخبرة كأساتذتنا باجتهاده
وغزارة علمه ، وللشيخ سيرة في الزهد متّبعَة ، ونوادر حَسَنة ومجالس أدبيّة ومطايبات
معروفة لدى الكلّ.
أعرض عن النّاس زمناً
غير يسير ، وأقبل عليه العموم قبل وفاة الأستاذ الشيخ محمّد طه نجف (١٣٢٣هـ) ، وقلّده
كثير من أهل البصائر فاخترمه الأجل وخاب منه الأمل.
وكان أستاذه الشيخ
ملاّ عليّ يعظّمه ويبجّله ويعتمد عليه في مهامّ الأمور في النجف ولم يفقد برّه حتّى توفّي الشيخ ملاّ
علي الخليلي سنة (١٢٩٧ هـ)».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ آقا بزرك الطهراني ـ وهو من تلامذته ـ : «كان شيخي الخاقاني
من أعاظم العلماء وأجلاّء الفقهاء بلغ في الفقه والأصول والحديث والرجال وغيرها من
العلوم الإسلاميّة معقولاً ومنقولاً منزلة رفيعة ومكانة سامية ، وأصبح في مصافّ أعلام
عصره ، وفي طليعة رجال الدين في النجف الأشرف.
وكان مسلّم الاجتهاد
لدى أهل الخبرة من مشاهير وقته ، فقد رأينا كبار المشايخ يجلّونه ، ويشيدون بغزارة
علمه ، وقد تميّز بورعه وتقواه ، فقد زهد في حطام الدنيا وأعرض عن الظهور إعراضاً كلّيّاً
وتوجّه إلى ربّه بكلّ حواسّه وجوارحه ، فكان مشغولاً بعبادة الله ومنقطعاً إليه ومنصرفاً
إلى أمر الآخرة وما يصلح شأنه فيها.
وكان مظهره يذكّر بمشايخنا
من السّلف الصالح؛ إذ كانت تبدو عليه سمات أهل السلوك والتّجرّد عن الدنيا والزهد في
مظاهر الحياة ، فهو من العلماء الربّانيّين ظاهراً وباطناً.
اتّصلت به زمناً طويلاً
وكنت اختلف إلى داره وأرتاح إلى حديثه وإرشاداته ، وقد كنت معجباً بسلوكه وسيرته؛ إذ
كان صريحاً في أقواله وأفعاله ، يقول الحقّ ولو على نفسه ، ولا تأخذه في الله لومة
لائم ـ شأن الكثير من مشايخنا يومئذ ـ وربّما أمرَ بالمعروف مَن كان لا يرتضي رأيه
وطريقته من مراجع عصره وزعماء وقته صراحةً دون مؤاربة أو مجاملة ، وكان يقابَل
بالاحترام من قِبَل أُولئك؛ لإجماع الكلِّ على صدق لهجته ، والإخلاص لله
ولشريعة نبيّه في كلّ
تصرّفاته.
وقد بقيت صلتي به سنيناً
بعد أن أجازني ، فكان تردّدي إليه مستمرّاً ، واستفادتي من مجالسه وتوجيهاته متواصلة.
وقد عُرِف بورعه وصلاحه
عند مختلف طبقات الناس ، فأقبلوا عليه ورجع البعض إليه على كُره منه ، فقد كان يخشى
المرجعيّة ويتهرّب منها ، ويتواضع بالإعراب عن عدم أهليّته لها.
وقد ألزمه البعض بالإمامة
فكان يقيم الجماعة في حسينيّة التستريّة فيأتمّ به جمع من الصلحاء والأخيار.
وكان يصل أهلَ العلم
وبعضَ الأسر العلويّة والأُباة من النّاس سرّاً في جوف الليل بنفسه دون وسيط ، فكانت
الحقوق الشرعيّة لا تبقى تحت يده ، بل يعجّل في إيصالها إلى أهلها ومستحقّيها ، وربّما
حَمَل الأطعمة إلى دور البعض على ظهره أو رأسه كالحمّالين في جوف الليل ، وكان يأنس
بذلك ولا يرى فيه من بأس.
واتّفق أن قبض عليه
الحُرَّاس ذات ليلة وهو يحمل على ظهره في عباءته البُرّ والرُّزَّ لإيصالها إلى دار
بعض أهل العلم ، فشاع خبر ذلك في غدها.
هكذا كان يعيش أُولئك
المشايخ وبتلك السيرة يتّصف زعماء الدين وعلى نهج أهل البيت عليهمالسلام كانوا يَصلون المستحقّ
في جوف الليل حفظاً
لكرامته وصيانةً لماء
وجهه من ذُلّ السؤال؛ طمعاً في رضا الله ورغبة في قبوله وثوابه فرحمهم الله وأجزل لديه
أجرهم ورفع في الخلد درجاتهم وحشرهم مع أهل بيت نبيّه الطاهرين» [صلوات الله عليهم
أجمعين].
ومن مؤلّفاته :
١ ـ شرح اللمعة الدمشقيّة
بكاملها ويقع في ثلاثة أجزاء ضخام فرغ منه سنة (١٢٨١ هـ) لا يزال مخطوطاً.
٢ ـ رجال الخاقاني
(مطبوع).
٣ ـ رسائل في الأصول
العمليّة كتبها بطلب من أستاذه السيّد الميرزا المجدّد الشيرازي (مخطوط).
٤ ـ رسالة في مسألة
الدعوى بلا معارض كتبها بطلب من أستاذه المازندراني (مخطوطة).
٥ ـ زاد المحشر في
شرح الباب الحادي عشر (مخطوط) فرغ منه عام (١٢٧٢ هـ).
٦ ـ رسالة في أحكام
الرضاع فرغ منها عام (١٢٨٩ هـ) (مخطوطة).
٧ ـ حاشية على ألفيّة
الشهيد الأوّل (مخطوطة).
٨ ـ رسالة في الأصول
اللفظيّة (مخطوطة).
٩ ـ رسالة في الأخبار
(مخطوطة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠ ـ رسالة في الأراضي
الخراجيّة فرغ منها عام (١٢٨٥ هـ) مخطوطة.
١١ ـ رسالة في مسائل
النّكاح فرغ منها عام (١٢٩٠ هـ) مخطوطة.
١٢ ـ رسالة في أحكام
الطلاق فرغ منها عام (١٢٨٢ هـ) مخطوطة.
١٣ ـ رسالة في المواريث
فرغ منها عام (١٢٨٥ هـ) مخطوطة.
١٤ ـ تعليقة على كتاب
المعالم في الأصول فرغ منها عام (١٢٧١ هـ) مخطوطة.
١٥ ـ ذخيرة الآخرة
في فقه العترة الطاهرة.
وفاته قدسسره :
توفّي المترجم له في عصر يوم الإثنين ٢٦ رجب سنة (١٣٣٤ هـ) وغسّل
ليلاً في خارج البلد ، وسهر الليل مع جنازته جموع من الناس ، وشيَّعته يومَ
الثلاثاء طبقات النجف يقدمها العلماء والزّعماء والصلحاء والأشراف ، ودفن في الحجرة
الواقعة على يمين الداخل إلى الصحن الشريف من الباب السلطاني من جهة محلّة العمارة
، وكان الخطب به جسيماً والمصاب عظيماً وأقيمت له الفواتح ورثته الشعراء ، وممّن رثاه
الفاضل الشيخ عبد الحسين القرملي (١٣٠٣ ـ ١٣٨١ هـ) بقصيدة يقول في أوّلها :
أيقوم بعدك
للرَّشادِ عَمُودُ
|
|
أمْ للعُلى
يَخضَرُّ بعدك عُودُ
|
خلّف رحمهالله ولدين :
١ ـ الشيخ حسين (١٣٠٢
ـ ١٣٣٦ هـ) : وتوفّي في عنفوان شبابه بلا عقب ، وكان من الجهابذة الأفاضل وخاصّة
في الحكمة والكلام ، أخذ الفقه عن فريق من أعلام عصره منهم والده والفقيه الشيخ عليّ
ابن الشيخ باقر الجواهري والشيخ مرتضى بن العبّاس آل كاشف الغطاء.
٢ ـ آية الله الشيخ
حسن (١٣٠٠ ـ ١٣٨١ هـ) : وكان أحد فقهاء عصره وهو من تلامذة الكاظمين : فقيه عصره السيّد
محمّد كاظم اليزدي صاحب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العروة (١٣٣٧ هـ) ،
وشيخ الكفاية الشيخ محمّد كاظم الهروي الخراساني (١٣٢٩ هـ) ، وهو الذي ورث أباه في
علمه وتقواه وزهده وصراحته وقوّته الشخصيّة الدينيّة التي كانت تهيمن على مختلف الشخصيّات
العلمية المعاصرة له ، فقد كان نسيج وحده في سيرته وتقشفه وانصرافه إلى الحقِّ والدين
وعدم اكتراثه بكلِّ ما يصطدم بها وكان يتهرّب من الزعامة الدينيّة التي لحقته فرفضها
رفضاً باتّاً ، وضايقه الناس في التقليد فلم يستجب إلاّ بعد زمن طويل حيث سمح لهم بطبع
رسالته العمليّة كما سمح بطبع كتبه في الأصول.
ومن آثاره :
١ ـ التحقيقات الحقيقيّة
في الأصول العمليّة (مطبوع في النجف عام ١٣٦٨ هـ في ثلاثة أجزاء).
٢ ـ الدرر الغرويّة
في شرح اللمعة الدمشقيّة. أنجز منه الطهارة في ثلاثة أجزاء والزكاة مجلّد والخمس مجلّد
والطلاق مجلّد ، ولايزال مخطوطاً.
٣ ـ تقريرات دروس أساتذته
الآخوند الخراساني والسيّد اليزدي.
٤ ـ شرح معالم الأصول
في جزئين (مخطوط).
٥ ـ حجّية خبر الواحد
(مخطوط).
٦ ـ أحكام الخلل الواقع
في الصلاة (مخطوط).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٧ ـ نجاة العاملين
وهي رسالته العمليّة.
٨ ـ كتاباً في المنطق
(مخطوط).
وأعقب خمسة أولاد :
أوّلهم ـ سماحة العلاّمة الجليل الشيخ محمّد الخاقاني (١٣١٥هـ ـ
١٣٨٥هـ) : كان من الشخصيّات المرموقة ، نال القسط الأوفر من العلوم وخاصّة الفقه والأصول
، وقد حلّ مكان والده وأقام الجماعة في حسينية التستريّة ، وكان من العاملين في الحقل
الديني والوطني حيث شارك في ثورة العشرين ووحّد صفوف عشائر (البوسلطان) التي استجابت
لدعوته الوطنيّة وخاصّة (البوعيسى) و (خاقان) ، ولد في النجف عام (١٣١٥ هـ) ونشأ على
والده وفريق من أعلام عصره وشارك في التأليف.
ومن مؤلّفاته :
الف ـ شرح المعالم.
ب ـ محاسن الفوائد.
ج ـ الدرر.
د ـ غرر الفوائد وثمرة العوائد.
لبّى نداء ربّه في النجف الأشرف ليلة الثلاثاء أوّل شهر صفر (١٣٨٥ هـ) ودفن
إلى جنب والده وأقيمت له مجالس الفاتحة في النجف وخارجه وقد أرّخ عام وفاته الأديب
الفاضل السيّد محمّد الحلّي بقوله :
هذي سِماتُ
محمّد قد مثَّلَتْ
|
|
للناظِرينَ
مَهَابَةَ الإِيمَانِ
|
يُنمَى إلى
حَسَن وتلكَ صِفَاتُه
|
|
الحُسْنَى
تُريكَ مَوَاقِعَ الإِحسَانِ
|
فردَاً مضى
لِجِنانِهِ وَحَيَاته
|
|
فردَاً أَقَامَ
وَمَالَهُ مِنْ ثانِي
|
إنْ رَاحَ فرداً
لِلْجِنَانِ فَهَذِهِ
|
|
أرّخ (سِماتُ
محمّدِ الخَاقَاني)
|
(١٣٨٥ هـ)
أعقب ولدين :
أكبرهما الشيخ عبّاس
المولود سنة (١٣٥٥ هـ) ـ ويأتي ذكر نجله الشيخ عبد الله حفظه الله تعالى ـ عالم أديب
فاضل معاصر ، نشأ تحت رعاية والده وأخذ عنه علومه ومعارفه ، كما أخذ عن أساتذة
الحوزة العلميّة في النجف الأشرف ثم دخل كلّيّة الفقه ونجح فيها بتفوّق، وحاول إكمال
دراسته في القاهرة ، ولكنّ ظروفه حالت دون ذلك.
أساتذته :
والده الشيخ محمّد
، والشيخ هادي القرشي ، والسيّد علاء الدين بحر العلوم ، والشيخ محمّد رضا آل المظفّر
، والسيّد محمّد تقي الحكيم ، والشيخ عبد المهدي مطر ، والشيخ ميرزا علي الغروي ، والسيّد
رضا الخلخالي وغيرهم من الأجلاّء.
له كتابات كثيرة منها
: تقريرات دروس بعض أساتذته.
ومنها : بحوث أدبيّة
واجتماعيّة.
ومنها : دراستان فلسفيّتان
: الأولى حول فلسفة سقراط ، والأخرى موقف الغزالي من الفلسفة وأثره.
هذا فضلاً عن مجاميع
شعريّة عديدة وقصائد كثيرة لم يعتن بجمعها أو نشرها في ديوان سوى ما نشره قديماً في
بعض الصحف أو في بعض الكتب المطبوعة.
يقيم اليوم بين النجف
ومدينة سيّدنا القاسم حيث هو اليوم ومنذ سنوات يقيم هناك أغلب أيّام الأسبوع ومرشد
دينيّ لمدينة القاسم وما حولها ، وهو يقيم فيها صلاة الجماعة اليوميّة بعد انقطاعها
لسنوات عدّة ، وكيلاً عن مراجع الدين العظام لاسيّما المرجع الدينيّ السيّد علي السيستاني
الذي ألزمه بضرورة وجوده في مدينة القاسم ؛ علماً بأنّ أهالي تلك المنطقة وما حولها
يرجعون إلى رجال هذا البيت الشريف منذ أكثر من قرنين من الزمن.
ومن شعره :
صوت الحسين عليهالسلام
ظلَّ الحسين
السبط صوتاً هادراً
|
|
بفم الزّمان
قصائداً ونشيدا
|
يستقطب الأجيالَ
من جيل إلى
|
|
جيل ويرقى في الحياة
صعودا
|
بدمائه يوم
الطفوف تكاملت
|
|
حلقات زحف ترفض
التقييدا
|
فكأنّما من أجله
أتّسع المدى
|
|
وبيومه الدامي
أثار حشودا
|
تمتدّ في طول
الزّمان وعرضه
|
|
آثار ثورته تهزّ
البيدا
|
وتتابعت أحداثها
وتجسّدت
|
|
للظالمين
عواصفاً ورعودا
|
حتّى أطاحت
بالذي ضاقت به الـ
|
|
ـدّنيا ظلاماً
حالكاً وقيودا
|
وتزاحمت والدهر
يرقب زحفها
|
|
كيف استطاعت أن
تميت يزيدا
|
إلى آخر القصيدة.
ثانيهم ـ الشيخ علي ابن الشيخ حسن (١٣٣٩ ـ؟) : وهو عالم فاضل له في مجال
التأليف :
الف ـ الحمزة والقاسم (مطبوع).
ب ـ حديقة النادي في أحوال السيّد محمّد بن عليّ الهادي (قرّظه
آغا بزرك الطهراني).
ج ـ إرشاد الرأي العام إلى عبقريّة دين الإسلام (مخطوط).
د ـ شرح منظومة السيّد مهدي بحر العلوم في الفقه (مخطوط).
هـ ـ المصابيح الدرّية في الأصول العمليّة (مخطوط).
ثالثهم ـ الشيخ حسين ابن الشيخ حسن (١٣٥٠ ـ؟) : وهو عالم فاضل تقيٌّ
، له مقدّمة على رجال جدّه الشيخ علي الخاقاني طاب ثراه.
رابعهم ـ الشيخ تقي ابن الشيخ حسن (١٣٥٢ ـ؟).
خامسهم ـ جعفر ابن الشيخ حسن (١٣٥٧ هـ ـ؟).
ولم نعثر لهم على ترجمة.
توفّي آية الله الشيخ حسن الخاقاني في النجف الأشرف ليلة الإثنين
٢٧ شهر رمضان المبارك سنة (١٣٨١ هـ) وهبّت المدينة بأجمعها مشاركة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في تشييع جثمانه حيث
سار مختلف الطبقات من العلماء والصلحاء والزعماء ورجال الحكم وتبعتها المواكب العزائيّة
ودفن إلى جنب أبيه في المقبرة وشارك في تأبينه مختلف الشعراء وأرّخ وفاته المرحوم الشيخ
علي البازي بقوله :
شرعة خير الخلق
قد أثكلت
|
|
بفقدها إنسان
عين الزّمن
|
والدين أضحَى
بَاكياً مُعْوِلاَ
|
|
قضى الإمامُ
العَيْلَمُ المؤتمَن
|
ونكّست أَعلاَمه
عندَما
|
|
أرّختهُ (قد غاب
عنه الحسن)
|
(١٣٨١ هـ)
ونعرف اليوم من هذه
الأسرة :
الأديب الفاضل الشيخ
عبد الله ابن الشيخ عبّاس ابن الشيخ محمّد ابن الشيخ حسن ابن الشيخ علي الخاقاني ،
ولد في النجف الأشرف سنة (١٣٨٤ هـ) ونشأ فيها حتّى عام (١٤١٠ هـ) وخرج بعدها إلى إيران
ثمّ إلى سورية فلبنان واستفاد من والده والشيخ عليّ عمّ والده والشيخ هادي الجصّاني
والسيّد زهير القزويني والشيخ محمّد الجواهري والشيخ إبراهيم الأراكي والسيّد محسن
التبريزي وغيرهم ، وله دراسات آكاديميّة أيضاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن مؤلّفاته :
١ ـ ديوان شعره الذي
طبعه في (١٩٩٢ هـ) بإسم ما (تتركه القافلة).
٢ ـ الكوثرية الخالدة
(مطبوع).
٣ ـ أهداف النهضة الحسينيّة
(مطبوع).
٤ ـ دراسات في تاريخ
القرآن وعلومه.
٥ ـ منهج التبليغ في
القرآن الكريم.
٦ ـ شعراء النجف في
ثمانية أجزاء (مطبوع).
إلى غير ذلك ، زاد
الله تعالى في توفيقاته وأخذ الله جلّ جلاله بيده لإحياء تراث آبائه لاسيّما جدّه الشيخ
عليّ المقدّس طاب ثراه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأسرة الخامسة من آل الخاقاني
* أسرة آية الله الشيخ
عبد المحسن ابن الشيخ حسين ابن الشيخ علي ابن الشيخ سلمان ابن الشيخ محمّد آل حرب الجويبري
الخاقاني الحميري (١٢٨٩ ـ ١٣٧٢ هـ) :
من الأسر العلمية المعروفة
ذات الذكر الحميد والخدمات الجليلة ولها قسط من الرياسة والزعامة الدينيّة في جنوب
العراق وإيران وحاشية الخليج منذ عهد بعيد.
* الشيخ سلمان ابن
الشيخ محمّد هو أوّل من دخل في سلك أهل العلم من هذه الأسرة وذلك في القرن الثاني عشر
على ما ذكرته بعض المصادر.
فخرج هو وأخوه الشيخ
ذياب الآتي الذكر بصحبة أمّهما أم سعد إلى الكاظمية وهجرا لواء الناصرية ورفاهيّة العيش
في أوساط العشيرة ـ وأبوهما شيخها ورئيسها المقدّم ـ إلى طلب العلم واكتساب المعالي
، وتدرّجا في طلب الفضيلة حتّى صارا من المدرّسين في حوزة الكاظمية آنذاك وقد شاء الله
تبارك وتعالى أن يواصل الشيخ ذياب مسيرته العلميّة لوحده بعد أن توفّي الشيخ سلمان
وهو في ريعان شبابه.
لكنّه كان قد أنجب
ولدين :
* أكبرهما آية الله
الشيخ محمّد عليّ ابن الشيخ سلمان وكان عالماً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاضلاً ناسكاً ومن
آثاره : مدرسة دينيّة ومسجد في قرية الحچّاميّة في ضواحي سوق الشيوخ.
توفّي بمرض الوباء في المدينة المنوّرة حينما خرج لزيارة بيت الله
الحرام مع جمع من أبناء عشيرته وطلاّبه ومريديه حين أداء فريضة العشاء وقضى نحبه في
السجدة الأخيرة ـ بعد أن توفّي ثلاثمائة من المصلّين خلفه من طلابه وأبناء عمومته ولم يبق
منهم إلاّ أخوه الشيخ علي راوية هذا الحدث المؤلم ـ ودفن في البقيع بجوار أئمّة أهل
البيت عليهمالسلام.
خلّف من الأولاد :
ـ الشيخ محمّد حسن
ابن الشيخ محمّد عليّ.
ولا نمتلك حاليّاً
معلومات كافية عن أدواره العلميّة ولا عن حياته الإجتماعية ؛ إذ لم نعثر على ترجمة
له في المصادر.
وعقبه من الأولاد :
١ ـ آية الله الشيخ
عليّ ابن الشيخ محمّد حسن.
أفاد بعض أحفاده :
أنّه توفّي
أثناء سجوده في صلاة الليل في ليلة الجمعة.
وقام مقامه ولده العلاّمة
آية الله الشيخ عبد الجبّار ، عالم فاضل متعبّد ، مؤلّف ، له من الآثار :
ألف ـ تحفة العابد وبلغة الزاهد.
ب ـ الجوهر الثمين (ديوان شعره).
ج ـ كواكب الأنوار في أحوال الأئمة الأطهار عليهمالسلام.
د ـ وسيلة النجاة.
توفّي رحمهالله ١٤ ذو القعدة سنة (١٤٠٩
هـ) وأقبر في النجف الأشرف.
أولاده :
الشيخ عبد الرضا ،
والشيخ سعيد ، والشيخ محمّد عليّ ، والشيخ عبد الرزّاق ، والشيخ الشهيد محمّد حسين
وهو أكبر أُخوته.
ـ ولد الشيخ محمّد
حسين عام (١٩٣٥م) ودرس في النجف على أعلامها وبلغ مرتبة من العلم وكان من وكلاء السيّد
محسن الحكيم والسيّد الخوئي والسيّد الصدر في لواء الناصرية ، قتله البعثيّون لنشاطاته
الدينيّة والإجتماعيّة سنة (١٩٧٢م).
وله من الأولاد :
الشيخ عبد الصادق ،
والشيخ ماجد ، والشيخ عليّ ، والشيخ عبد الجبّار ، والشيخ عبد الحميد.
ـ ولد الشيخ عبد الحميد
سنة (١٩٦٥م) ، وبعد أن أكمل المقدّمات والسطوح العالية حضر أبحاث كلٍّ من الأعلام والآيات
السيّد السيستاني والصدر قدسسره ومحمّد محمّد طاهر
الخاقاني والفيّاض وعلي أكبر الحائري ومحمّد السند دام ظلّهم.
وله في مجال التأليف
:
الف ـ حقائق في وجوب صلاة الجمعة العيني.
ب ـ القضاء بين الشريعة المقدّسة وأعرافنا.
ج ـ تقرير بحث آية الله الشيخ محمّد آل شبير الخاقاني في ولاية
الفقيه.
د ـ حقائق في حقوق الزوجين من الكتاب والسنّة.
هـ مساجد مدينة سوق الشيوخ بين الماضي والحاضر.
و ـ زيارة الإمام الحسين عليهالسلام مشياً على الأقدام برأي الشارع.
ز ـ ما طاب لكم.
إلى غير ذلك.
وأولاده : الشيخ محمّد عدنان والشيخ محمّد حسين كلاهما في سلك أهل العلم
وفّقهم الله جميعاً.
٢ ـ الشيخ داغر ابن
الشيخ محمّد حسن : كان عابداً زاهداً ـ ولم نعثر له على ترجمة ـ خلّف ولدين هما : الشيخ
جبّار ، والشيخ عبد الواحد.
ومن أحفاد الشيخ عبد
الواحد : الشيخ محمّد بن حسن ابن الشيخ عبد الواحد قائم بوظائفه الدينيّة.
* ثانيهما : الشيخ
علي ابن الشيخ سلمان (حدود ١٣٠٤ هـ) : وكان مصلحاً دينيّاً ومرشداً ناصحاً ، يقيم بين
أوساط العشيرة وكانت له صلة بأمراء آل سعدون فقد أقطعوه أراضي واسعة وزّعها على أبنائه
وأفراد عشيرته.
أنجب عدّة من الأولاد
منهم :
١ ـ الشيخ محمّد :
وكان مجمعاً للكمالات وقد ضمّ إلى فضيلة العلم صلاح النفس وكفاه فضلاً أن يقول المرجع
الديني الشيخ عيسى الخاقاني (١٣٣٧هـ) في حقّه : أنّ الشيخ محمّد كان قليل النظير في
العلم والفضيلة ، ولم يعقّب ولداً ذكراً ، وله بنت تزوّجها ابن عمّها الشيخ عبد المحسن
وأنجب منها الشيخ عبد المنعم كما سيأتي.
٢ ـ الشيخ حسين : وقد
كان رجل صلاح وفضيلة إلى جانب كبير من التقوى وكان ذا حافظة قويّة جدّاً يحفظ القصيدة
الطويلة إذا سمعها مرّة واحدة ، توفّي شابّاً في حياة أبيه وقد خلّف ولدين هما :
١ ـ الشيخ عبد الله
(١٣٣٣ هـ) : توفّي عن
ولدين فاضلين توفّيا
شابّين وهما : الشيخ محمّد والشيخ عليّ.
* ٢ ـ آية الله الشيخ
عبد المحسن الخاقاني (١٢٨٩ هـ ـ ١٣٧٢ هـ) : كان من أساتذة الفقه والأصول ومشايخ الإجازة
والرواية ، عالماً فاضلاً محدّثاً مجتهداً متتبعاً جليلاً وهو سناد هذه الأسرة وعمادها
المقدّم ، ولد رضوان الله تعالى عليه في سنة (١٢٨٩ هـ) في إحدى قرى لواء الناصريّة
(سوق الشيوخ) ونشأ برعاية جدّه الشيخ علي الخاقاني حيث توفّي أبوه شابّاً ـ كما سبق ـ
وهو طفل صغير لم يتجاوز السنتين من عمره ، فعني الجدّ به عناية خاصّة وسعى في تربيته
غاية السعي وكان يتوسّم فيه العلم والفضيلة والصلاح حتّى أوصى به عمّه الشيخ محمّد
حين موته قائلاً : أي بُني إنّي لأتوسّم في هذا الفتى ابن
أخيك علماً وفضلاً
وصلاحاً ونسكاً ، فإن شئت أن تبرّ بحقّ أبوّتي لك فعليك بالاهتمام بتربيته وتعليمه
وتنشئته على البرّ والتقوى عسى أن يكون خير خلف لنا.
توفّي الجدّ وهو في أواسط العقد الثاني من عمره فتولّى شؤونه التربويّة
عمّه الشيخ محمّد الخاقاني وزوّجه بعد ذلك كريمته ، وأوصى له جدّه بشيء ممّا ترك ليكون
عوناً له على نفقة التحصيل وطلب العلم ، ولهذا نشأ محبّاً للعلم وشبّ بادياً على سيمائه
أثر الصلاح والسداد قرأ على عمّه المزبور وعلى الشيخ طاهر والشيخ نعمة المبادىء العلميّة
والدروس الحوزويّة الأولى حتّى اشتدّ عوده وأصبح من أفاضل الطلبة ، ثمّ هاجر إلى مدينة
المحمّرة (خرمشهر) سنة (١٣١١ هـ) وهو في الثانية والعشرين من سنيّ عمره ، ودخل المدرسة
العلميّة التي أسّسها المرجع الدينيّ المحدّث الشيخ عيسى الخاقاني ـ وهو من بني عمومته
ـ لطلبة العلوم الدينيّة ، وبذل الجهد وجدّ في الدراسة عند الشيخ عيسى طيلة ربع قرن
حتّى تفوّق على أقرانه وصار من متقدّمي العلماء البارزين الأفاضل المتخرّجين من
تلك الحوزة ، فأجيز من أستاذه الشيخ عيسى الخاقاني ثمّ من الميرزا النائيني والسيّد
أبو الحسن الأصفهاني فيما بعد ، ولمّا توفّي آية الله الشيخ عيسى الخاقاني سنة (١٣٣٧ هـ) وتلاه
جماعة من مراجع الدين من أعلام عصره في النجف والمحمّرة أمثال : سيّد الطائفة السيّد
اليزدي (١٣٣٧ هـ) والشيخ محمّد تقي الشيرازي (١٣٣٨ هـ) وشيخ الشريعة الأصفهاني (١٣٣٩
هـ) والسيّد عدنان السيّد شبّر الغريفي
(١٣٤٠ هـ) والسيّد
علوي السيّد حسين القاروني (١٣٤٣ هـ) استقلّ بالزعامة الروحيّة وأصبح من مراجع التقليد
والفتيا ورجع إليه في التقليد جماعات من المؤمنين في خوزستان وجنوب العراق والبحرين
والكويت وغيرها من بلاد الخليج.
قال آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي قدسسره : «ولأجل نهيه عن المنكرات
وقيامه بالأمر بالمعروف نفته الحكومة الإيرانيّة من المحمّرة سنة (١٣٤٧ هـ) إلى العراق ، وبقي بها عشرة أشهر
ثمّ عاد بالتكريم والتبجيل.
حجّ ثلاث مرّات كانت
الأولى سنة (١٣٢٩ هـ) وزار مشهد الرضا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[عليه السلام] ثلاث
مرّات والثالث من سفره إليه كان قريباً من وفاته.
اجتمعت به في قم المشرّفة
فألفيته فوق ما كنت أسمع من التقى والجلالة».
لمحات من سيرته :
كان رحمهالله متحلياً بالأخلاق الإسلامية
السامية البعيدة عن الرياء والتصنّع ، كان هشّاً بشّاً يستقبل الوارد عليه بطلاقة وجهه
وأخلاق حسنة بترحيب وإكرام يقوم للداخل عليه على قدميه صغيراً كان أو كبيراً ، غامراً
كان أو شهيراً ، فإذا وجد نفسه عاجزاً عن القيام ـ وهو شيخ كبير قد ذرف على الثمانين
ـ ذهب إلى غرفته للراحة والإستجمام معتذراً ممن حوله ، لأنه لا يستطيع أن يقابل القادمين
بغير ما عوّد نفسه عليه.
كان لا يمنعه مانع
مهما كان من زيارة مجلس التعزية التي يقيمها أفقر الناس فضلاً عن أغنيائهم وتجّارهم.
ومن كرائم صفاته الحميدة
: أن يتجاهل كلّ ما عدى الصلاة الفريضة حينما يحلّ وقتها ، وهيهات أن يبقى دقيقة واحدة
حينما يسمع منادي الصلاة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يهتف (حيّ على خير
العمل) حتّى ولو كان الجليس أكبر شخصيّة علميّة أو سياسيّة أو تجاريّة ؛ فإنّه في هذه
الصفة نسيج وحده وفريد عصره يقبل بكلّه على جليسه حتّى إذا حضر وقت الصلاة أعرض بكلّه
عنه.
ولقد أعرض عن حضور
الإحتفالات العامّة والمجالس الرسميّة لقضيّة عرضت له في بعض أيّامه ، فقد حضر حفلاً
عامّاً عقده كبار رجال المحمّرة ، وقد تتابع في ذلك الحفل الخطباء والشعراء حتّى حان
وقت الصلاة ولم يصلّوا إلى الغاية التي عقد الحفل من أجلها ، ولكنّه رحمهالله لم يلتفت [للمجاملات]
والمجارات وقد قرب وقت الصلاة ، فترك القوم وحفلتهم وانصرف إلى مسجده وجماعته.
وقد بلغه فيما بعد
من بعضهم انتقاداً مُرَّاً ، فآلى [على نفسه] أن لا يحضر مثل هذه الحفلات التي يكون
فيها الإنسان مقيّداً بقيود المجتمع والسياسة وإن عارضها الدين ، ولم يُشاهَد بعد ذلك
في حفل أو شبهه.
كان يسكن في خربة مشرفة
على الإنهدام في غرفة فرشت بحصير وبساط قديم أكل الدهر عليها وشرب ، ليس فيها من الأثاث
إلاّ ذلك السرير الخشبيّ القديم يستقرّ إلى جواره صندوق خشبيٌّ فيه أوراق ومحبرة وأقلام
، إلى جانبه كرسيّ [التلاوة] صغير وضع عليه القرآن المجيد ، وعدّة من كتب الأدعية و
[الأوراد ، وليس في الغرفة إلاّ الكتب المبعثرة يميناً وشمالاً] ، والغرفة مع ذلك قد
أكلتها الرطوبة.
ومن آثاره وخدماته
:
إنشاء مدرسة دينيّة
لطلبة العلم والمحصّلين بجوار دار سكناه كما بنى
مسجداً لإقامة صلاة
الجماعة.
خلق المترجم رحمهالله بجهوده ومساعيه المتواصلة
روحاً دينيّة بين الناس وحبّاً لإقامة الشعائر وعقد المآتم ومجالس التعزية والاهتمام
بمستحبّات أيّام الجمعة والأعياد الإسلامية.
مؤلّفاته :
١ ـ أمانة الميّت في
القبر ونقل الجنائز.
٢ ـ رسالة في التقليد.
٣ ـ رسالة في التوحيد.
٤ ـ رسالة في الجبر
والتفويض.
٥ ـ رسالة في الردّ
على القائلين بانسداد باب العلم.
٦ ـ رسالة في صلاة
الجمعة وأحكامها وشروطها.
٧ ـ رسالة كبيرة في
العبادات.
وقد طبعت هذه الرسائل
السبعة مجموعة في النجف الأشرف سنة (١٣٥٧ هـ).
٨ ـ رسالته العمليّة
نعم الزاد وزاد المعاد.
٩ ـ مناسك الحجّ.
توفّي رحمه الله تعالى في يوم الخامس من ذي القعدة سنة (١٣٧٢ هـ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ودفن في المحمّرة ،
وقد تواترت كتب التعازي والبرقيّات إلى أنجاله الكرام من علماء النجف والبلاد المقدّسة
نكتفي بأسماء جملة منهم وهم : آية الله العظمى الإمام السيّد أبو القاسم الخوئي ، الإمام
الشيخ عبد الكريم الجزائري ، الحجّة السيّد علي شبّر ، الحجّة السيّد عليّ آل بحر العلوم
، حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّد تقي الجواهري ، فضيلة العلاّمة السيّد إسماعيل
الصدر ، فضيلة الأستاذ الشيخ محمّد تقي الإيرواني ، فضيلة العلاّمة السيّد عبّاس شبّر
، فضيلة العلاّمة الشيخ محمّد حسن آل ياسين ، العلاّمة الشيخ محمّد السبزواري ،
فضيلة العلاّمة السيّد صادق الحسيني الروحاني ووالده الحجّة السيّد محمود الحسيني الروحاني
، كما نكتفي بذكر بعضها ، والخطاب فيها موجّه إلى أحد العَلَمْين من أولاده إمّا الشيخ
عبد المنعم أو الشيخ سلمان رضوان الله تعالى عليهم جميعاً :
منها : ما تفضّل به سماحة الإمام الشيخ مرتضى آل ياسين :
وبعد ، فقد عزّ علينا
ما حلّ بساحتكم الكريمة من الفاجعة الأليمة التي أثكلت هذه الطائفة بسنادها وعمادها
، وأخنت عليها بالخسران والحرمان وابتزّت منها مورداً من أكبر موارد الخير والإحسان
، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ، وأسأل
المولى عزّ شأنه أن يتغمّد الفقيد الغالي برحمته وأن يسكنه الفسيح من جنّته ، وأن يربط
على قلبك وقلوب آله بالصبر الجميل وأن يعوّضكم عنه بالأجر الجزيل ، وعزاء للمسلمين
بشخصكم الكريم الذي نرجو أن يسدّ اللهُ به هذه الثلمة وأن ينفع
بعلمه وعمله هذه الأمّة
فإنّه نعم الخلف الطيّب لذلك السلف الصالح.
الكاظمية ـ مرتضى آل
ياسين
منها : ما تفضّل به آية الله السيّد علي الموسوي :
عظّم الله أجورنا وأجوركم
لقد شاركناكم في المصيبة العظمى والرزيّة الكبرى التي وقعت في ساحتكم الكريمة ، ونسأل
الله الذي بيده تقدير كلّ شيء وإليه مرجع كلّ شيء الصبر الجميل والأجر الجزيل ، وسدّ
الثلمة وتسديد الأمّة بطول بقائكم ومزيد إعزازكم ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ
العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
علي مدد الموسوي الخراساني
ومنها : ما أرسله سماحة آية الله السيّد علي البهشتي :
لقد فوجئنا من الناعي
برحلة المولى الأعظم والفقيد الوالد الخالد الذكر طاب ثراه ، فشاطرناكم التفجّع وساهمناكم
الأسى بعد أن لم نجد بُدّاً من تجرّع المصيبة لتحرّي المثوبة ، وطالما اعتاد الزمان
قطع أماني المحبّين فيريهم آجال الصالحين غير أنّ لنا السلوة بمثلكم للفقيد الراحل
من الخلف ولكم في الصبر أسوة حسنة بصالح السلف ، ولا أجد كلمة أعزّيكم بها أحسن وأثمن
من قوله تعالى فحقّاً أنتم من : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ
مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).
متّع اللهُ الأسرة
الكريمة والمؤمنين ببقائكم كما متّعهم بالزعيم الرّاحل طاب مضجعه وأبقاكم لنا عَلَماً
خالداً.
النجف ـ علي الحسيني
البهشتي
ومنها : ما أرسله آية الله العظمى السيّد محمّد الروحاني :
وبعد فما أشدّ فجيعتنا
بفقيدنا العظيم وأعظمها من خسارة ، خسارة ذلك الصرح الشامخ الذي أقامه الفنّان الأكبر
مبدع الكائنات سبحانه ، مثالاً للفضيلة والخُلق الرفيع وضرباً من ضروب الإنسانيّة الخيّرة
، فوا لهفي عليكم يا أشباله الكرام كيف تتجرّعون غصص فقده ولكنّ التقدير كلّه بيد الحكيم
تبارك وتعالى الذي شاء أن يؤثّره بدار الأبرار فنقله إلى جواره.
النجف ـ محمّد الحسيني
الروحاني
وقد أقيمت مجالس الفاتحة
في المحمّرة وعبّادان والنجف وسائر البلاد ، فقد أقام له السيّد الخوئي في النجف في
مسجد الترك (مسجد الشيخ الأنصاري) مجلساً تأبينيّاً وتوالت من بعده المجالس ، ورثته
الشعراء بقصائدهم وأرّخوا وفاته ومن غرر تلك القصائد :
ما جادت به قريحة آية
الله السيّد محمّد علي نجل إمام عصره آية الله السيّد عدنان الغريفي :
غاض الندى وخبا ضياء النادي
نُحْ وابكِ
شَجْواً في البِلاَدِ وَنادِي
|
|
غاضَ النَّدَى
وخَبَا ضِيَاءُ النَّادِي
|
وتَهَامَسَت
صيدُ الرِّجَالِ لِمَا بِهَا
|
|
مِن حُرْقَة
عَصَفَتْ بِكُلِّ فُؤَادِ
|
خَرسَتْ
لِهَوْلِ الخَطْبِ حَتّى أنَّها
|
|
عَجَزَتْ عن
الإصدَارِ وَالإِيرَادِ
|
وغَدَت لِمَا
قَدْ نَالَهَا مُرْتاعَةً
|
|
وَلِمَا بِهَا
خَرِسَتْ عن التَّعْدَادِ
|
تذرِي الدّموعَ
أَسَىً وَتندبُ لَوعَةً
|
|
وَتَنوُحُ
مُعْوِلَةً بِغَيْرِ رَشَادِ
|
الله أكبرُ هل
دَرَى صَرْفُ القَضَا
|
|
مُذْ حَلَّ مَن
أردَى عَلَى الأَوْهادِ
|
أردَى إماماً في
البَرَايَا مَحْسِناً
|
|
ولَدَى
الشَدَائِدِ كانَ خَيْرَ جَوَادِ
|
أَعَلِمْتَ مُذْ
حَمَلوُه مَا حَمَلُوا سِوى
|
|
علم سَمَا
شَرَفاً عَلَى الأعْوَادِ
|
لم أدر كيفَ قد
استطاعوا حملَه
|
|
أفَلَم يكن
طوداً مِنَ الأطواد
|
أم كيفَ غيَّبَه
الترابُ ألَم يكن
|
|
بدراً تشعشع في
ربىً ووهَادي
|
عَصَفَت به هوجُ
الرّياح وكان كا
|
|
لبحر العظيم
يعبُّ بالأزبَاد
|
خطفته كفُّ
الموتِ فاظلمَّ الفضا
|
|
حُزناً عليه
وجفَّ زرعُ الوَادي
|
والدين أَعْوَلَ
صارخاً والأرضُ من
|
|
عظم المصاب
تزيدُ في الإرعَاد
|
والناسُ تهتفُ
غاب بدرُ سما العُلى
|
|
فالكون جلبب
بعده بسَوَاد
|
وترى اليتامى
صارخينَ لأنَّهم
|
|
فقدوا أجلّ
مناصر عوّاد
|
وعليه أعوَلت
الأيَاما حسرةً
|
|
وبكت عليه حواضر
وبَوَادي
|
وغدت حماةُ
الدين حيرَى وهي في
|
|
دهش تثير
الدَّمْعَ بالإنشاد
|
فقدت أجلَّ
حماتها وتيقَّنت
|
|
من بعده لم تلق
أيَّ سناد
|
ودّت تفديه بما
ملكت وهل
|
|
للموت أولا سيره
من فادي
|
إيه أبا سلمان
جئتُ مؤبّناً
|
|
لك والحشى توري
بقدح زنَاد
|
جاشت لهول
الخَطْب نفسي حينما
|
|
هَتَفَ
النَّعْيُّ بغير ما ميعاد
|
بكر النَّعي
فقال أردى محسن
|
|
فلمن تؤمّ مواكب
الوفّاد
|
من للقضايا
المعضلات يحلّها
|
|
يوم الخصام
بفكره الوقَّاد
|
للعلم للمحراب
للبيت الذي
|
|
بك قد سما في
طارف وتِلادي
|
وبمن تلوذ
النّاس بعدك فهي قد
|
|
فَقَدَتْ لعظم
الرزء كلَّ سَداد
|
إلاّ بأكرم فتية
ميمونة
|
|
لك بالعلوم
سَمَت وبالإرشاد
|
خَلَّفْتَ بين
الناس أكرم صفوة
|
|
وحَبَوْتَهم
بأطائب أمجاد
|
الكلّ حلّى
العلم منهم تاجه
|
|
فغدوا بذلك خيرة
الأولاد
|
* * *
أبناءه الغرّ
الكرام إليكم
|
|
نظماً به أودعتُ
حسن ودادي
|
فتقَبَّلوه فهو
نَوْحُ أخ لكم
|
|
صافي المودّة لا
ترنُّم شادي
|
يا سامر الليل
قصيدة الأُستاذ الكبير
الشيخ عليّ الصغير
سكرتير جمعية الرابطة
العلمية في النجف الأشرف
نعيت للدّين
فاهتزّت منابره
|
|
وجمجم الخطب
فاخرسّت عباقره
|
وماد مسجدك
المعمور فارتجفت
|
|
من شدّة الهول
في الدنيا منائره
|
فكبّرت هذه
الدنيا وقد رزئت
|
|
وهلّل الخلد وازدانت
بشائره
|
وردّدت باسمك
الأملاك هاتفة
|
|
إلى النعيم له
اشتاقت مقاصره
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
واستبشرت بك دار
أنت ساكنها
|
|
فبورك الخلد
خلداً أنت زائره
|
فازدان فيك
احتفالٌ أنت عامره
|
|
وغبت فانفضّ
حفلٌ أنت سامره
|
أبي هنا موعد
الذكرى وقد ذهلت
|
|
منّا العقول
وهذا الفكر حائره
|
فالقلب والطرف
في حزن قد اشتركا
|
|
فذا يحمّ وذا
ينهلّ قاطره
|
فجعتنا والخطوب
الهوج قد عصفت
|
|
بنا وصرف الردى
يشتدّ ثائره
|
فالنار في القلب
مثل السيل في بصري
|
|
والشعر يسئل
عيني أين شاعره
|
فصوّتت لك من
قلبي عواطفه
|
|
واسترسلت لك من
عيني خواطره
|
* * *
يا سامر الليل
في النجوى قد ازدلفت
|
|
لنغمة الذكر في
النجوى دياجره
|
أبكيك للّيل في
المحراب مجتهداً
|
|
يزدان أوّله
نسكاً وآخره
|
وللكواكب
ندماناً تسامره
|
|
كأنّما هي خلٌّ
إذ تسامره
|
وساءل الأُفق
عنك الليل اين فتى
|
|
في الله يحييك
باكي الطرف ساهره
|
وتمتم الفجر إذ
هبّت نسائمه
|
|
فنم عن خلقك
المحبوب عاطره
|
فكان للأُفق
لمّا أن نعيت له
|
|
مآتمٌ كوّرت
فيها زواهره
|
وروّع الفجر
للنجوى تلاطفه
|
|
وقد بكى جزعاً
فاحمرّ ناظره
|
رَوَّضْتَ نفسك
بالتقوى ومن ظهرت
|
|
فيه السريرة
ديناً طاب ظاهره
|
ومن يكن يكتم
الإيمان مجتهداً
|
|
في الله فالله
بين الناس ناشره
|
والناس كالحقل فيه
الشوك مختلطٌ
|
|
بين الرياض وزهر
رفّ ناظره
|
وإنّ أقربهم لله
منزلة
|
|
من تزدهي بالتقى
فيها مآزره
|
حظّان دهرك حظّ
منه منتقض
|
|
بغير دين وحظّ
الدين وافره
|
فارفأ بنفسك ليس
الفخر في حسب
|
|
فالمرء بالعلم
والتقوى مفاخره
|
يا حاميَ الدين
والإسلام عن فئة
|
|
طغت وناصره إذ
عزّ ناصره
|
العلم أثكلْتَه
رزءاً وقد بَرَزَتْ
|
|
بين الأنام
يتيماتٌ جواهره
|
والفضل صوّح إذ
جَفَّت حدائقه
|
|
واستوحشت فيك
للفتيا منابره
|
وأقبل الجمع
مدهوشاً لفقدهم
|
|
أباً على
يُتْمِهم تبكي أصاغره
|
ما أفجع الجمع
مخذولاً إذا فقدوا
|
|
شيخاً على مجده
تهفوا أكابره
|
كقائد الثورة
الكبرى به رزئت
|
|
والنصر ما بين
كفّيه عساكره
|
علمت أنّ سموّ
الخلق مكرمة
|
|
في النفس فامتاز
خلق منك فاخره
|
فإنّ خيرَ حياة
الشخص ما بقيت
|
|
أعماله وسَمَتْ
فينا مآثره
|
وإنّ أفضل ما
يبقى يخلّده
|
|
علم به يهتدي
للرشد حائره
|
وكان سفرك خير
الزاد زاد تقىً
|
|
في الحشر أمّا
الفتى دارت دوائره
|
فيه النجاة وحسب
الدين أنّ به
|
|
للفقه باباً به
تزهو نوادره
|
كأنّما هو كهف
الدين قد وضعت
|
|
على علاه من
العليا ستائره
|
رسالة إنّها
للحقِّ مدرجة
|
|
على الهدى إن
دجى في الغيّ فاجره
|
إن حدَّثت
فلسانُ الفضل صادقه
|
|
وإن روت فإمام
العلم باقره
|
حدّث عن البحر
إذ يطغى أُقبِّلها
|
|
كفّاً لها من
سحاب الجود ماطره
|
يد إذا شام هذا
الأُفق رونقها
|
|
همى وتهوى لها
عزّاً زواهره
|
وساءَلَ الأفقُ
عنها الشهبَ فابتسَمَت
|
|
وشاع في الليل
نور ذاب فائره
|
قالت أَفَضْتَ
على الدنيا ألسناً فبدت
|
|
في القدس كفٌّ
بها ازدانت بشائره
|
فقلتُ كفّ ملاك
راح يرفعها
|
|
فيها من النور
روح رفّ ناظره
|
فاستضْحَكَتْ
زُمَرُ الأملاك واتَّجَهَتْ
|
|
إلى المحاريب
لمّا رَقّ سامره
|
تلفَّتَتْ أخوات
الشهب إذ نظرت
|
|
إلى فتىً لذَّةُ
النجوى تخامره
|
تحوطه هالة
المحراب فانبعثت
|
|
للذّة السمر
السامي خواطره
|
فقيل كفّ أبي
(سلمان) يرفعها
|
|
إلى الآلاء
ابتهالا فهو شاكره
|
كأنّما الطور
هذا وهي آيته
|
|
بيضاء يهدي بها
للحقّ سائره
|
يا من مضى ولنا
من بعد غرّته
|
|
بدرٌ بأفق الهدى
قد شعّ زاهره
|
يزينه العلم
والتقوى وقد وشجت
|
|
على علاه من
التقوى أواخره
|
على السّمات
ابتهالات التُّقى سَطَعَتْ
|
|
في وجه (منعم) والنجوى تساوره
|
ومن تواضع
للرحمن يرفعه قدراً
|
|
ولا شكّ إنّ
الله ناصره
|
تواضع وجلال
الخلق زيّنها
|
|
علم وحلم بها
تزهو مشاعره
|
أخي أبا صادق
والخطب وحّدنا
|
|
فإنْ نبا قلمي
هل أنت عاذره
|
رزء الأبوّة رزء
قلّ عارفه
|
|
وللأخوَّة حقّ
قَلَّ شاكره
|
سما بك الخلق
العالي وكان على
|
|
أخلاقك الزهر
روح فاح عاطره
|
فإن تنفّس روض
عن كما مته
|
|
تنفّست عنك في
الوادي أزاهره
|
يزينك الأدب
السامي وكم خضعت
|
|
على يمينك من
لطف مزابره
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي الفضيلة
والتقوى يزيّنها
|
|
علم من المصطفى
الهادي مصادره
|
قالوامضى
الحبر(عيسى) و (الحميد) معاً
|
|
فسائل العلم من
لي قيل (طاهره)
|
فتىً أقام على
التقوى قواعده
|
|
وفي النهى
والهدى طابت مآزره
|
ألقت على كفّه
الأحكامُ مِقْوَدَها
|
|
وفي يراعته تزهو
محابره
|
وفاخر العلماءَ
الناسُ فيه وكم
|
|
لاحت من العلم
والتقوى مفاخره
|
فصان مجداً تراث
العلم أسّسه
|
|
وشاد بيتاً من
التقوى مآثره
|
كأَنَّه وجلال
العلم يغمره
|
|
صرح زَهَت
بدراريه منائره
|
قصيدة الشيخ ضياء
الدين أصغر أنجال الفقيد في رثاء والده
ألقاها في الحفل الذي أقيم بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته قدسسره
أتتك فقم حيِّ
عرفانَها
|
|
وبارك على
الحبِّ إِيمانها
|
وقم بالضيافة
إنّ الوفود
|
|
قد انتَظَرَت
منك إِحسانها
|
وَدَع قبرَك
اليوم علَّ الزّمان
|
|
يزين بمرآك
ميدانها
|
بنوك وهل
عَرَفَتْ والداً
|
|
سواك يشيِّد
بنيانها
|
مصابك ضَيَّع
منها الحلوم
|
|
وأعدم في الخطب
سلوانها
|
وأرعَبَ في
الخفر المحصنات
|
|
وروَّع في المهد
رضعانها
|
نواظر أظلم فيها
الصباح
|
|
فقد فقدت فيك
إنسانها
|
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجاءتك تندب
أشياخَها
|
|
فتلهب بالنوح
شبّانها
|
نفوس تغوّل يوم
الفراق
|
|
مناها وشوّش
ألحانها
|
وأفئدةٌ حطّمتها
المنون
|
|
وهَدَّت يد
الحتف أركانها
|
هو الأربعون وهل
نستطيع
|
|
لضربه يومك
نسيانها
|
وروحك كالنور
بين الجفون
|
|
تلألأ يكشف
أوهانها
|
وذكرك كالنشر
تحيي القلوب
|
|
عليها وتمسح
أدرانها
|
تلوح فتنعش مرضى
النفوس
|
|
وتنفح باللطف
ظمآنها
|
وتبسم كالفجر
بين الزهور
|
|
يداعب بالزهو
نشوانها
|
أجل إِنّ آثارك
الصالحات
|
|
ستبقى تخلّد
سلطانها
|
وميمونة من زكيّ
الأُصول
|
|
زرعت وهذّبت
أغصانها
|
تلاحظها من رياض
الخلود
|
|
فتنفح بالمجد
خاقانها
|
أبي سدّ واديك
سيل الجموع
|
|
تبثّ على الرمل
أشجانها
|
ودارُك ماج بها
الوافدون
|
|
وقد سَوّد
الحزنُ جدرانها
|
أناخت بمغناك
واستبدلت
|
|
شجوناً بقبرك
أوطانها
|
فواسى بكَ البحر
شطّ الفرات
|
|
وعزّى العراقيُّ
إيرانها
|
وفي مقلة
الفارسيِّ الغيور
|
|
دموعٌ يصوِّب
غدرانها
|
يناجي بها
العربيَّ الفصيح
|
|
فيمزج بالقلب
هتّانها
|
أبي قد حدى
الحزنُ هذي القلوب
|
|
إليك وهَيَّجَ
نيرانها
|
ألوف من
العارفين الصلاح
|
|
معاني تعبّد
عنوانها
|
تنوح فيذبل خضر
البقاع
|
|
شجاها ويرجف
وديانها
|
تظنّ سنا الشمس
دمعاً يفيض
|
|
على الأرض يصبغ
غيطانها
|
وإنّ حرارتها في
الفضاء
|
|
زفيراً يوضّع
أحزانها
|
وها هي في الحفل
فاض الشجون
|
|
فَفَجَّر
بالدَّمع بركانها
|
أبي قد تفجّر
نبع الشعور
|
|
قصائد نظّم
أوزانها
|
وفاضت من الأدب
العاطفيّ
|
|
منابع ترفد خزّانها
|
وباركت الشعر
أُمّ الخيال
|
|
تقدّم بالسحر
فرسانها
|
فقم وارع للنشر
قسّ الفصيح
|
|
وفي حلبة الشعر
حسّانها
|
فطاحل يبتذّ دون
الكلام
|
|
كما ترسل السحب
طوفانها
|
ينوحون للحقّ أن
تستذلّ
|
|
قواه وتفقد
أعوانها
|
تشيّع في كلِّ
يوم فقيداً
|
|
تعزّي به الشهب
كيوانها
|
وللعدل حين تذلّ
الضعيف
|
|
يدٌ طَوَّلَ
الظلمُ أردانها
|
وللشرع في أمّة
مَزَّقَت
|
|
يمين الضلالةِ
قرآنها
|
ويبكون للأُمم
الراسفات
|
|
وقد شَتَّت
الجهلُ سلطانها
|
سفائن تائهةٌ في
المحيط
|
|
وقد حَيَّر
الليل ربّانها
|
فيا أيّها
العلماء الفحول
|
|
ومن عَظَّمَ
المصطفى شانها
|
ويا أيُّها
العلماء الكرام
|
|
ومن سطّر الوحيُ
ديوانها
|
أقول الحقيقة
إنّ الحياة
|
|
قَسَت يا مَحَى
اللهُ عدوانها
|
وأعلم في كلِّ
قلب تفور
|
|
عواطف فضّل
كتمانها
|
وفي عين كلِّ
أبيِّ الشعور
|
|
دموعٌ عن الذلِّ
قد صانها
|
وإنّ الدماء
التي في العروق
|
|
تكاد تقطّع
أغضانها
|
تكاد من الضغط
أن تستحيل
|
|
براكين تلهب
نيرانها
|
وهذي العمامة
تاج النبيِّ
|
|
تخطّ يد الحقِّ
ميزانها
|
وكم أَخْضَعَتْ
لهداها الملوك
|
|
وحَطَّت إلى
الأرض تيجانها
|
فلا غرو أن
نستذلّ النفوس
|
|
ونجعلها اليوم
قربانها
|
أليس من
الواجبات الجهاد
|
|
إذا استسهل
الشرك نكرانها
|
لقد نشر الغرب
أخلاقه
|
|
وحَبَّبَتْ
الرومُ أديانها
|
وبِاسْمِ
التحرّر قد وَسَّعَتْ
|
|
يد الفوضويّة
ميدانها
|
تبثُّ عقاربَها
في الصفوف
|
|
خداعاً وترسل
ثعبانها
|
وتنفث في العرب
من روحها
|
|
سموماً تعلقم
أفنانها
|
وتستلّ من أنفس
المسلمين
|
|
هداها وتنزع
إيمانها
|
فحتّام تسخر
منّا العداء
|
|
وتظهر في الدين
أضغانها
|
وأنتم نيامٌ فلا
ناهضُ
|
|
يثور ولا مصلحٌ
شانها
|
لقد كنتمُ في
طريق النهوض
|
|
منار العصور
وفرسانها
|
ونومكم اليوم
فيما نراه
|
|
من الضيم قصّر
أردانها
|
تجاسرت عذراً
أجل إنّها
|
|
عواطف فضّلت
تبيانها
|
ليعلم أنّ نفوس
الشباب
|
|
مناجم تنشر
أفنانها
|
إذا أقسمت ببلوغ
المرام
|
|
تثور فتصدُق
أيمانها
|
فيامن رأينا
مواساتهم
|
|
فم المجد ردّد
شكرانها
|
ضمائر عاطرة
العاطفات
|
|
شذىً حرس الله
وجدانها
|
وأيدي تطوّقنا
بالجزيل
|
|
من الفضل خلّد
عرفانها
|
ألا قدَّسَ الله
تلك النفوس
|
|
وعَطَّر بالفوز
إِحسانها
|
وأَيّد بالمجد
تلك البيوت
|
|
وشَيّد بالعزِّ
بنيانها
|
لأن أظلمت بعد
نور الفقيد
|
|
رؤانا فلطفكم
زانها
|
أبيات نظمها الخطيب السيّد محمّد الشهرستاني وظمّنها التاريخ
يا من أصاب
العلم في فقده
|
|
خطب كبت في وصفه
الألسن
|
للشرع في يومك
قلب ذوى
|
|
شجواً وغضّت
الهدى أعين
|
والدين ينعاك
وفي طرفه
|
|
دمعٌ وللدهر صدى
محزن
|
وكيف لا يحزن
تاريخه
|
|
(وقد قضى محسنه
المحسن)
|
(١٣٧٢ هـ)
أعقب عدّة أنجال :
١ ـ آية الله الشيخ
عبد المنعم (١٣٢٧ هـ ـ ١٤٠٥ هـ) : كان عالماً فاضلاً ومجتهداً جليلاً وشاعراً نبيلاً
، أخذ المقدّمات من فضلاء عصره ولمّا أتمّ السطوح العالية حضر على الشيخ محمّد جواد
البلاغي والسيّد أبو القاسم الخوئي حتّى بلغ مرتبة سامية من العلم وأجيز بالاجتهاد
من الشيخ محمّد رضا آل ياسين طاب ثراه ثمّ انتقل إلى عبّادان واشتغل بالمهامّ الشرعيّة
وإقامة
الجماعة وفصل الخصومات
وترويج الدين ، انتقل خلال الحرب الإيرانية العراقية التي أضرم نارها طاغوت العراق
البائد إلى قم المقدّسة وواصل نشاطه بها إلى أن توفّي سنة (١٤٠٥ هـ).
وخلفه : الشيخ محمّد دام توفيقه : وهو من فضلاء الحوزة العلمية بقم
وقد ترجم عدداً من كتب الشهيد الشيخ مرتضى المطهّري قدسسره إلى العربيّة.
٢ ـ آية الله الشيخ
سلمان (١٣٣٢ ـ ١٤٠٨ هـ) : وهو عالم جليل ومجتهد فاضل ومن أساتذة الفقه والأصول والمنطق
والبيان والكلام والأدب والشعر ..
قال الشيخ الخاقاني في نجفيّاته : ولد في سوق الشيوخ عام (١٣٣٢
هـ) ونشأ على أبيه فربّاه وعلّمه مبادئ العلوم.
أقول : الظاهر أنّ ولادته في المحمّرة؛ ذلك لأنّ والده هجر موطن آبائه
وسكن المحمّرة منذ سنة (١٣١١ هـ) وهو في غضارة شبابه ولم يعد إلى سوق الشيوخ أبداً
، اللهمّ إلاّ لزيارة الأهل وصلة الأرحام أو غرض خاصٍّ ، فكيف يولد شيخنا في سوق الشيوخ؟!
قال : وهاجر إلى النجف عام (١٣٤٥ هـ) فاختلف على أخيه الشيخ عبد
المنعم ـ عالم عبّادان اليوم ـ فقرأ عليه المنطق والمعاني والبيان وشيئاً من الأصول.
قلت : ورحم الله ذاك اليوم فقد أصبحنا في زمن نجوب البلدان العريضة
والأقطار الواسعة وما من عالم ، وكان قد تنبّأ لذلك من قبل المرجع الدينيّ الألمعي
السيّد أبو الحسن الأصفهاني طاب مثواه وقبل ثمانين سنة يوم
حظر على أهل العلم
أن يشتغلوا بغير الفقه والأصول ومبادئ التفقّه في الدين؛ لئلاّ يشتغل أهل الفضل بالإغريقيّات
والأرسطيّات فتحصل على إقبال عظيم ويُترك التفقّه في شريعة سيّد المرسلين محمّد وأهل
بيته صلوات الله تعالى عليهم فتفقد بذلك العباد والبلاد عالمَها الدينيّ الذي يُفزَع
إليه في المهمّات.
وأتذكّر كلمة المرجع
الفقيه الراحل الشيخ محمّد طاهر الخاقاني التي ذكرها في رسالته الهدى المطبوعة سنة (١٣٩١ هـ)
حيث قال ـ هناك بمناسبة الكلام عن الخلاف الواقع بين المحدّثين والأصوليّين في تقليد
الميّت ابتداءً منتصراً للأصوليّين ـ : لكن الناظر بعين التأمّل يتعيّن عليه الرجوع
إلى الحيّ ؛ لقيام السيرة من عصر الأئمّة عليهمالسلام إلى يومنا هذا ، حتّى
ممّن يجوّز تقليد الميّت حيث لا يمنع أحد تقليد الأحياء ، ولو أنّ أحداً من العلماء
اختار جواز التقليد للميّت ابتداءً في تلك العصور لما جاز في مثل هذا العصر الذي تقلّص
فيه العلم وأوشك على الإضمحلال بعد ما كان في كلِّ بلد فضلاً عن القطر تضمّ
المجتهدين ، وأصبح اليوم وقد تفقد الأقطار الواسعة المجتهد الواحد ، وأخذ الطالب الديني
لتأمين معاشه يتزوّد بالوكالة من مرجع أو يضمّ إلى مهنة العلم الوعظَ والمنبر.
وإن بقيت الحالة على
هذه الكيفيّة فسيموت العلم بموت حامليه كما قال عليهالسلام : يموت العلم بموت حامليه.
على أنّ الناس يحتاجون
إلى الفقيه الحيّ في غير الفتوى من القضاء وفي الأمور العامّة ..
إلى أن قال :
بل ربّما يأتي في النّظر
أنّ وجوب طلب العلم والاجتهاد على أهل المكنة والقدرة في المادّة من الوجوب العينيّ؛
لما حلّ في العلم وأهله من الانهيار الفجائي ومن المؤسف جدّاً وقوع هذا الوضع وأسأله
تعالى أن يغيّر الوضع إلى الأحسن ويظهر لنا وليّه عجّل الله فرجه
انتهى.
ولعلّه من المناسب
أن نذكر هنا كلمة الشهيد الثاني طاب ثراه وتوجّعه ـ والشيء بالشيء يذكر ـ حيث قال :
والموجب لهذه الحيرة
ونزول هذه البليّة إنّما هو تقاعدهم عن تحصيل الحقّ وفتور عزيمتهم وانحطاط نفوسهم عن
الغيرة على صلاح الدين وتحصيل مدارك اليقين حتّى آلَ الحالُ إلى انتقاض هذا البناء
وفساد هذه الطريقة السواء ، واندرست معالم هذا الشأن بين أهل الإيمان ، وقَلَّت أو
عَدِمَت كتب الرّجال والحديث التي هي أصول الشريعة الغرّاء ، وشرط التوصّل إلى تلك
المرتَبة الزّهراء حتّى أنّ الرّجل من فضلاء هذا العصر ربّما انقضى زمانه وفني عمره
ومضى دهره وهو لم ينظر في كتاب من كتب الحديث مثل الكافي والتهذيب والفقيه وغيرها ،
ولا سعى على تملّكه مع قدرته عليه ، ولا رآه ، بل كثيراً مّا يكون شيخه وشيخُ شيخه
بهذه المثابة وعلى هذه الصفة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى أن يقول :
فأين القلوبُ المستيقظة؟!
وأين الألباب المتنبّهة؟ وأين النفوس المتوجّهة؟ وأين الهمم العالية؟
لتنوح على هذه البليّة
، وتكثر العويل على هذه الرزيّة التي لا يلحظها إلاّ المتّقون فإنّا لله وإنّا إليه
راجعون.
ومن هذا التقصير نشأ
هذا القصور ، ومن هذه الغفلة حدث هذا الفتور ، واندرست معالم الشريعة في سائر الجهات
، وصارت الملّة المصطفويّة في حيِّز الشتات وصار الأمر كما تراه : يروي إنسان هذا الزّمان
ما لا يدري معناه ، ولا يعرف مَن رواه على نفسه.
فليبك من ضاع عمره
وليس له إلاّ النّدامة والحسرة ..
إلى أن يقول :
وإنّما أوجب التخلّف
عنهم قصور الهمّة وعدم الدّيانة ، وأوجب هذه البلوى قلّة التقوى.
فكيف لا تتوجّه المؤاخذة
ونستحقّ نزولَ البليّة ونستوجب بطلان العبادة؟ إن لم يتداركنا الله سبحانه بفضله ورحمته
وجوده وكرمه.
وأعظم من هذا محنةً
وأكبر مصيبة ، وأوجَبُ على مرتكبه إثماً ما يتداوله كثير من المتّسمين بالعلم من أهل
بلاد العجم وما ناسبها من غيرهم في هذا الزّمان ؛ حيث يصرفون عمرهم ويقضون دهرهم على
تحصيل علوم الحكمة كعلم المنطق والفلسفة وغيرهما ، ممّا يحرم لذاته أو لمنافاته
للواجب ، على وجه لو
صرفوا جزءاً منه على تحصيل العلم الدينيّ ـ الذي يسألهم الله تعالى عنه يوم القيامة
سؤالاً حثيثاً ويناقشهم على التفريط فيه نقاشاً عظيماً ـ لحصّلوا ما يجب عليهم من علم
الدّين.
ثمّ هم مع ذلك يحسبون
أنّهم يحسنون صنعاً ، بل يزعمون أنّ ما هم فيه أعظم فضيلة وأتمّ نفعاً.
وذلك عين الخذلان من
الله سبحانه والبُعد عنه ، بل الإنسلاخ من الدين رأساً أن يُحيىَ من يزعم أنّه مِن
أتباع سيّد المرسلين محمّد وآله الطاهرين دينَ أرسطو وَمَن شاكله من الحكماء ، ويُهمل
الدّينَ الذي دان اللهُ به أهلَ الأرض والسماء ، نعوذ بالله من هذه الغفلة ونسأله العفو
والرحمة.
فاستيقظوا أيّها الإخوانُ
من رقدتكم ، وأفيقوا من سكرتكم ، وتلافوا تفريطكم في أيّام هذه المهلة قبل حلول المنيّة
ونزول البليّة ... الخ انتهى.
قال الخاقاني في حديثه عن الشيخ سلمان طاب ثراه : واختلف على بعض
الأعلام فاقتبس منهم الأصول والفقه وتضلّع بهما وأحاط بكثير من الحقائق التي أهّلته
لأن يحتلّ مقاماً عند أخدانه وأقرانه.
قلت : ومن هؤلاء الأعلام المحقّق الشيخ محمّد حسين الأصفهاني
(١٣٦١ هـ) والشيخ محمّد علي الكاظمي (١٣٦٥ هـ) رضوان الله تعالى عليهما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولازم الأخير حتّى
لفظ آخر أنفاسه الشريفة.
قال : واختصّ أخيراً بحلقة السيّد أبي القاسم الخوئي.
قلت : كان من شركاء بحثه في دورته الأولى والثانية والثالثة واختصّ
به ولازمه وتخرّج عليه.
قال : وكان على صغره محترم الجانب مرموقاً بين شباب النّجف
الرّوحي ، ولم يجهد على دراسة العلوم الدينيّة فحسب ، بل راح يقرأ الكثير من نتاج العصر
الحديث ويمتزج بأفكار أعلام العصر ، وتنوّع في قراءاته من فلسفة واجتماع وأدب حيّ ،
وهو في كلّ تطوّراته الفكريّة انطبع بطابع الدين فقد حافظ على سيرته المثلى وخُلقه
الرّصين وشعوره النّقيِّ المعتدل دون أن يأخذ عليه أيّ خصم شيئاً ، وانبرى بمساجلة
فريق من أبناء عمّه آل الصغير الذين عرفوا في وسطهم بالفضيلة والأدب فدارت بينهم كثيراً
من القطع الفاخرة والمقاطيع الحيّة.
عرفته يوم أن جاء النّجف
إلى أن فارقها مثالاً بارزاً للفضل والفضيلة ومعتدّاً بنفسه ضمن حدود الأدب والكرامة.
أحبّه الجميع ؛ لوداعته
وفضله ، وأكبره البعيد والقريب؛ لاعتناقه الخلق الدمث الذي عرف به ، وقد تجمّعت فيه
عناصر الحياة من نُبل وعفّة وذكاء وأدب جمّ ، واحتفظ بكثير من الغرائز العالية من عقل
وحسن إدارة ومجاملة كانت تستولي على كلّ مَن يقابله ويلقاه.
وكان يميل إلى العُزلة
والابتعاد عن الناس في أكثر الأوقات ، ولعلّ ذلك
كان باعثه الانكباب
على التحصيل.
وأُسرته من خاقان تقطن
گرمة بني سعيد في قرية تسمّى (البثق) من ملحقات قضاء سوق الشيوخ ، وسبب هجرة والده
التي بدأت على ما أتصوّر عام (١٣١٣ هـ) كانت بدافع الإرشاد في تلك الرّبوع ولعلاقات
نَسَبيّة تربطه مع رهط من قومه هناك.
أقول : قد عرفت في ترجمتنا لوالده أن هجرته إلى المحمّرة كانت سنة
(١٣١١ هـ) شوقاً لطلب العلم واكتساب الفضيلة وكانت المحمّرة رحلة لطلب العلم يومذاك
لما فيها من وفرة أهل العلم وتشجيع الأمراء لهم واحترامهم وخدمتهم وحفظ جانبهم ولا
ننسى أنّ زعيم المحمّرة آنذاك (وهي النجف الصغيرة) هو الشيخ عيسى الخاقاني ، وكان من
أفاضل تلامذة رئيس الشيعة في وقته الشيخ محمّد حسين الكاظمي (١٣٠٨ هـ) والميرزا حبيب
الله الرّشتي (١٣١٢ هـ) وتربطهما زيادة على ذلك أواصر المحبّة والرّحم الماسّة.
قال : وقد احتلّ ـ والكلام عن الشيخ عبد المحسن ـ مقاماً دينيّاً
كبيراً وزعامة كبرى على أثر اتّصاله بالشيخ عيسى آل شبير الذي تربّع على دست زعامة
المحدّثين هناك ، فقد نصّ عليه بالزّعامة من بعده.
قلت : يظهر من بعض المصادر أنّ الشيخ عبد المحسن كان يوافق
المحدّثين في كلّ ما يتبنّونه من أسس وقواعد يختلفون فيه مع الأصوليّين إلاّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في حجيّة ظواهر القرآن
الكريم؛ فإنّه يقول بحجّيتها مطلقاً كالأصوليّين.
وكيف كان : فقد عاد
الشيخ سلمان قدسسره إلى المحمّرة بعد وفاة
والده وحصل على إقبال جماهيريّ ؛ لما يتمتّع به من خلق عال ونبل وكرامة وتواضع وأدب
جمٍّ ، إلى جانب عظيم من الورع والدين والصلاح وخوف الآخرة ، هذا مع مواصلته لحياته
العمليّة وجهاده العقائديّ ودفاعه وذبّه عن الطائفة الإماميّة بيده ولسانه.
ومن آثاره :
١ ـ ديوان شعر.
٢ ـ بين الحقِّ والباطل
في ردِّ الجبهان.
٣ ـ مع الحفناوي.
٤ ـ هذه هي الوهابيّة.
٥ ـ مع الخطوط العريضة.
٦ ـ طريق المعرفة.
٧ ـ في نادي آل الخاقاني.
٨ ـ الشيعة والسنّة
في الميزان.
٩ ـ رسائل الحاج.
١٠ ـ رسائل شهرزاد.
١١ ـ وله كتابات في
الفقه والأصول منها :
ـ ما قرّره من مشايخه
في النّجف :
ألف ـ تقرير دروس السيّد الخوئي فقهاً وأصولاً.
ب ـ تقرير بحوث الشيخ محمّد عليّ الكاظمي.
ولم يطبع لحدّ الآن
شيء من كتاباته الفقهيّة والأصوليّة ولعلّها راحت طعمة نار الحرب التي لم تبق ولم تذر
، والله العالم.
أولاده :
ألف ـ الشيخ محمّد
دام عزّه قام مقام والده في النجف وديوانه معمور.
ب ـ مهدي.
ج ـ هادي.
توفّي رحمهالله في قم سنة (١٤٠٨ هـ)
وأقبر فيها.
نماذج من شعره :
ومن شعره قوله في ذكرى مولد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)
ليلة شعّ على
الكون سناءا
|
|
إذ بها نور من
الله تراءى
|
ليلة أنوارها قد
سطعت
|
|
فأعادت ظلمة
اللَّيل ضياءا
|
ليلة ما خلق
الله لها
|
|
من قديم الدهر
حقاً نظراءا
|
ليلة قامت بها
آمنةٌ
|
|
عن وليد ملأ
الكونَ بهاءا
|
يا لها من ليلة
شعّ بها
|
|
كوكب الهادي
ضياءاً وسناءا
|
يا لها من ليلة
في فجرها
|
|
سجّل الله على
الخلق الولاءا
|
ولدت أحمدَ فيها
آمنٌ
|
|
مظهر القدس
علوّاً وارتقاءا
|
ولدت آمنة خيرَ
الورى
|
|
من به فاخرت
الأرضُ السَّماءا
|
أحمد المختار قد
جاء ومَن
|
|
ملأ الكونَ
وداداً وإخاءا
|
طلعت من كلِّ
أُفق شمسه
|
|
تكسف الشمس
وتعلوها سناءا
|
هو نور الله في
الأرض التي
|
|
هي لولا نوره
كانت هباءا
|
فإلى آمنة
البشرى فقد
|
|
أحرزت فيه
فخاراً وعلاءا
|
ولدت أحسن من
يمشي على
|
|
هذه الأرض ومن
بالعزِّ جاءا
|
ملء برديه عفاف
وهنا
|
|
ملأ الكون عفافا
وحياءا
|
عملت راحته كفّ
الحيا
|
|
فاستعارت بعضها
العرب سخاءا
|
أينما سار سرى
نور الهدى
|
|
والهدى يتبع في
السير ذكاءا
|
فكأنّ الأرض
أنواراً ترى
|
|
إذ به أنوار
(طه) تتراءى
|
وكأنّ الدهر
أضحى روضة
|
|
تملأ الكون
نضاراً ورواءا
|
كم له من آية
ناطقة
|
|
تسمع الصمّ إلى
الحقِّ نداءا
|
يا ظلام الدهر
بعداً إنّها
|
|
ليلة تمحو عن
الكون البغاءا
|
وجيوش الشرك
يكفيك بها
|
|
جحفل الدين وقد
سدَّ الفضاءا
|
ولواء العدل
بشراك فقد
|
|
نشر الرحمن للنصر
لواءا
|
قل لأحجار تولّى
نجمها
|
|
ولأعراب أطاعتها
غباءا
|
ولد الحقّ فخرّي
سجّداً
|
|
واعقدي أيّتها
العرب اللواءا
|
جاءك الحقّ
فهبّي طاعة
|
|
تبلغي فيها إلى
الأوج علاءا
|
آمني في مأمن
الرسل ولا
|
|
تركبي الغيّ
عناداً ومراءا
|
حسبك ما وأدت
كفّاك من
|
|
أبرياء ملئوا
منها الثراءا
|
حسبك ما فعل
الجهل فقد
|
|
بلغ السيل إلى
الجهل الزباءا
|
فتناسي كلّما
كان ولا
|
|
تلبسي الحقّ من
الحقِّ غطاءا
|
وانصري شرعة
(طه) إنّها
|
|
شرعة تغنيك
نجداً أو ثراءا
|
حرّري الكون من
الظلم ولا
|
|
تتركي في الأرض
طرّاً جهلاءا
|
أنت في ذمّة طه
فاصدعي
|
|
ثمّ لا تخشي من
الدهر اعتداءا
|
وأعيدي نار
ساسان على
|
|
قومها الفرس
بكاءاً وعزاءا
|
واخبريهم أنّ
هذي مكّة
|
|
كعبة الرشد
فحجّوا سعداءا
|
وجّهوا نحو
هداها أوجهاً
|
|
تستمدّ الحقّ
صبحاً ومساءا
|
واسمعوا هاتفها
: حيّ على
|
|
دعوة الحقِّ
فرادى وثناءا
|
هذه شرعة طه
فاعرفوا
|
|
شرعة الله
ولبّوها سواءا
|
والبسي تاجاً
لكسرى واسكني
|
|
قصره الشامخ في
الكون بناءا
|
واقطعي الهند
إلى الصين ولا
|
|
ترهبي الدهر ولا
تخشي عداءا
|
ثمّ عودي نحو
(روما) وانظري
|
|
ساسة للظلم أضحت
أُمراءا
|
وانظري (قيصر)
في إقباله
|
|
تخذ الخلق
عبيداً وإماءا
|
هو في غمرة ملك
سابح
|
|
لابس من نشوة
الملك رداءا
|
عرّفيه سطوة
الحقِّ التي
|
|
هي لولا (أحمد)
كانت خفاءا
|
حاربيه حاربي
سلطانه
|
|
واتركي سلطانه
الحمر هباءا
|
علّميهم كيف
تعلو عصبة
|
|
تخذت من كلمة
العدل لواءا
|
وإلى الأحباش
قودي جحفلاً
|
|
حفّه النصر
أماماً ووراءا
|
ذكّريهم وقعة
الفيل وما
|
|
ذاقه الجيش من
الحتف جلاءا
|
ذكّري (أبرهة)
ما فعلت
|
|
ليلة الميلاد
فيه مذ تراءى
|
مذ أتى مكّة
يحذو جيشه
|
|
والمنايا نحوها
تزجي الحداءا
|
قاد أفيالاً
وجيشاً نحوها
|
|
وأتى يسرع في
السير عناءا
|
يا أبا القاسم
هذي ليلة
|
|
شعّ فيها الكون
نوراً واستضاءا
|
هي لولا نورك
الزاهي لما
|
|
أكسبت أنوارها
الكون بهاءا
|
وله وعنوانها (ساعة
البين) قوله :
أتراني وقد عزمت
الرحيلا
|
|
ونويت البعاد
دهراً طويلا
|
عارفاً غير
مدمعي من خدين
|
|
فيه أسلو وغير
وجدي خليلا
|
لا وربّي لم
أرتض غير دمعي
|
|
يوم حمّ النوى
سواك بديلا
|
إن في القلب لو
علمت أواراً
|
|
ترك الصبُّ في
لظاه قتيلا
|
أجَّجت ناره
وأذكت لظاء
|
|
ساعة قد عزمت
فيه الرحيلا
|
ساعة البين
لابدا لك صبح
|
|
ودجاك الظلام
دهراً طويلا
|
أنت أجّجت في
فؤادي ناراً
|
|
وعن القلب حرّها
لن يزولا
|
ربّ رُحماك
فالقلوب ضعاف
|
|
وأرى البين كان
حملاً ثقيلا
|
إنّ يوم الفراق
يومٌ عظيم
|
|
ترك القلب بعد
عزٍّ ذليلا
|
تركته الخطوب ـ
إلاّ بقايا ـ
|
|
عرضاً زائلاً
وجسماً نحيلا
|
فتذكّر إذا نأيت
محبّاً
|
|
ليس يختار عن
ولاك بديلا
|
لست والله
شاعراً أنظر الشعـ
|
|
ـر وأروي
مقاطعاً وفصولا
|
غير أنّ الخطوب
يوم نواكم
|
|
جرّدت صارماً
وسيفاً صقيلا
|
قَطَّعَتْ قلبي
الخطوب فهذي
|
|
قِطَعُ القلبِ
جئت فيه دليلا
|
وله وعنوانها ـ
(إله الحبِّ ونبيّ الجمال) ـ قوله :
أنا في الحبِّ
قد خلقت نبيّاً
|
|
مرسلاً صرت عن
جمال المحيّا
|
آيتي الدمع في
جفوني وقفاً
|
|
كلّما لاح
للعيون مضيّا
|
ولي القلب
خاشعاً وفؤادٌ
|
|
يرتجي الوصل
بكرة وعشيّا
|
يا إله الجمال
قلبي شجيٌّ
|
|
يحسب الرشد في
فراقك غيّا
|
إن لي فيك
أدمعاً مرسلات
|
|
وفؤاد مضنى وقلباً
شجيّا
|
فلماذا هجرت
منّي صبّاً
|
|
خاضعاً يعبد
الجمال البهيّا
|
أترى الحبّ
حاكماً مستبدّاً
|
|
لم يراع من
الحقيقة شيّا
|
حاكم جار
واستبدّ برأي
|
|
ترك الصبَّ في
البعاد شقيّا
|
يا إله الجمال
رفقاً فإنّي
|
|
عدت في الحبِّ
من هواك نبيّا
|
قد قرأت الجمال
سفراً فسفراً
|
|
ودرست الغرام
نشراً وطيّا
|
وركبت الزمان
اقتطف المجـ
|
|
ـد وأرعى جماله
اليوسفيّا
|
كم يعفرّني
اكتساب المعالي
|
|
خدّ خود ولا
ارتشاف حميّا
|
صفحة الكتب يا
هديت جمالي
|
|
لم يرق غير
حسنها ناظرَيّا
|
نغمة العود لم
ترق لي ولكن
|
|
مزبري راح يبعث
الميِّت حيّا
|
لست من نسل
والدي إذا لم
|
|
أرتق في العلى
مكاناً عليّا
|
بقيّة أنجال الشيخ
عبد المحسن الخاقاني :
٣ ـ الشيخ جاسم ٤ ـ
الشيخ عبد الرسول ٥ ـ الشيخ ضياء الدين وهو أحد رجال الأدب والشعر والسياسة ولد سنة
(١٣٤٠ هـ ـ؟) ، أخذ الآليّات من بعض الأساتذة في النجف ، ثمّ دخل كلّيّة الفقه وتخرّج
منها عام (١٩٦٤م) ، كان عضواً في الرابطة الأدبيّة وفي غيرها من الجمعيّات
الثقافيّة ، نشر العديد من نتاجاته الأدبيّة وعمل حيناً مدرّساً للّغة العربيّة في
خرمشهر وغيرها ، عنى بالقضيّة السياسيّة للمنطقة العربيّة في إيران في أيّام الشاه
وما بعدها هو ومجموعة من الأدباء والسياسيّين، ومازال يقيم في البصرة ويتردد على
النجف.
مرّت له قصيدة في
اربعينيّة والده الشيخ عبد المحسن.
ومن شعره أيضاً
قصيدة أنشأها في رثاء الشيخ محمّد عليّ اليعقوبي رحمهالله.
يا فجر أيّامنا الأولى
للشعر للمنبر
المفجوع للنجف
|
|
بكتك دنياك يا
إشراقة السلف
|
يا لوحة
الذكريات المشرقات على
|
|
هذي الدّنا
بزكيٍّ غير مقتطف
|
يا فجر أيّامنا
الأولى وقد شرقت
|
|
بالوحي يجمع
أشتاتاً من التحف
|
يا كوكب السامر
المتعوب يحشده
|
|
نوراً ويمطر هذا
الكون بالطرف
|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رحماك بالليلة
الظلماء ما احتضنت
|
|
من بعد عينيك
إلاّ وحشة التلف
|
إلى أن يقول :
لأن بكتك
المعاني فهي ثاكلة
|
|
وإن نعتك
القوافي فهي في لهف
|
والشاعرات من
الأطياف أرجفها
|
|
صوت الوداع بذنب
غير مقترف
|
لم يبكها الموت
لولا أن مجتمعاً
|
|
ذوى وغيّب نجم
بالشروق حفي
|
فلح كما كنت
ناراً في الطريق لمن
|
|
شقّ الظّلام
ومصباحاً لمعتكف
|
وسر إلى جنب هذا
الركب أغنيّة
|
|
لشاعر وشذى في
خاطر دنف
|
فكم أطلّ من
التاريخ معترك
|
|
يبني وأشرق وجه
في التراب خفي
|
٦ ـ الشيخ عبد الصمد
٧ ـ عبد المنتظر ، وله ولد فاضل مجدّ في التحصيل مواظب على الحضور عند المشايخ مكبّ
على بحث شيخنا الوحيد الخراساني دام ظلّه ، مشتغل بتدريس السطوح العالية زيادة على
اهتمامه بترويج الشرع المقدّس وإحياء المناسبات الدينيّة والشعائر الحسينيّة في
المحمّرة ، وهو الشيخ عبد الأمير الخاقاني قام مقام عمّه الشيخ سلمان في قم
والمحمّرة ، وهو اليوم عميد هذه الأسرة هناك زاد الله جلّ جلاله في توفيقاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأسرة السادسة من آل الخاقاني
* أسرة آية الله الشيخ
شبير ابن الشيخ ذياب ابن الشيخ محمّد بن حرب بن سحاب بن وندي بن طعان بن حاتم بن سواد
بن جابر المعروف بجويبر ـ وإليه ينتهي آل جويبر ـ بن وائل بن أحمد بن حميد ابن عمران
بن راشد ـ الملقّب بخاقان العرب ـ الخاقاني الحميريّ :
من الأسر العلمية العربية
العريقة في المجد السابقة في العلم والفضل ، وقد نبغ منها رجال تقدّموا على أقرانهم
في العلم والفضيلة ومكارم الأخلاق والكمالات النفسيّة ، قديموا الهجرة إلى المحمّرة
، ولهم أيادي مشكورة في تلك البقاع وخدمات جليلة منذ أكثر من قرنين.
وتتفرّع هذه الأسرة
إلى غصنين :
آل الصغير ، وآل الشيخ
شبير ، وإن كان الغصن الأوّل من الثاني.
ونبدأ بذكر جدّ الأسرتين
:
* آية الله الشيخ ذياب
ابن الشيخ محمّد الخاقاني (القرن ١٢هـ) :
قال الأميني في معجم رجال الفكر والأدب :
«وكان من الفقهاء الأصوليّين
والعلماء المجتهدين ، وأحسب أنّه أوّل من هاجر من هذه الأسرة العريقة إلى النجف الأشرف
بقصد العلم ، فدرس على أساتذتها وتخرّج على علمائها ، وتصدّى للتقليد والفتيا في القرن
الثاني
عشر الهجري ، له رسالة
علميّة ورسالة في الكلام».
وقبره في مدينة العمارة
كان يعرف باسم القبيبات يضمّ جثمانه إلى جانب ضريح الشيخ موسى البحراني أحد أعلام المنطقة
آنذاك.
قلت : وقد مرّت الإشارة إليه وإنّه هاجر في أوّل أمره إلى الكاظميّة
بصحبة أخيه الشيخ سلمان وجدّا في تحصيل العلم فيها حتّى أصبحا من الفضلاء المبرّزين
هناك غير أنّ المنيّة اخترمت أخاه الشيخ سلمان في غير أوان.
خلّف عدّة أولاد أبرزهم
:
* الشيخ شبّر ابن الشيخ
ذياب ، وكان عالماً فاضلاً ، وله من الأولاد : الشيخ لفته والشيخ عليّ والشيخ نعمة
ولهم عقب في الناصرية من أهل العلم ، ولم نحصل على ترجمة لهم في المصادر.
* آية الله الشيخ شبير
ابن الشيخ ذياب : كان زعيماً دينيّاً في خوزستان وله إجازات في مجهول المالك لبعض
المؤمنين وقد عثر عليها في بعض الصكوك القديمة عند الحاجّ إبراهيم الحمزة من أهالي
كوت الشيخ في المحمّرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الأميني : من كبار المجتهدين الأفاضل والأعلام الفقهاء المحقّقين
ومن المعاصرين للسيّد محمّد مهدي بحر العلوم المتوفّى (١٢١٢ هـ) ، والشيخ
الأكبر جعفر كاشف الغطاء المتوفّى (١٢٢٨ هـ) ، استقلّ بالفتيا والتقليد والتدريس وأصبح من
مراجع التقليد.
وهو جدّ أسرة آل شبير
القاطنة في (خرّمشهر) المحمّرة.
وللشيخ هاشم ابن إسماعيل
بن حردان الكعبي شاعر أهل البيت الشهير معه مواصلات ومراسلات ، وربما يظهر منها أنّه
كان يرجع إليه بعد الشيخ حسين آل عصفور البحراني (١٢١٦ هـ).
له : رسالة عمليّة
، الرسائل الخاقانيّة ، رسالة في الإمامة ، رسالة في علم الكلام ، لسان التنّين في
أجوبة حفيد زين الدين ، مسائل البحرين ، مسائل الفلاحية.
قلت : ولم تذكر لنا المصادر شيئاً عن تاريخ ولادته ووفاته والظاهر
أنّه ولد في النصف الثاني من القرن الثاني عشر ، ووفاته حدود (١٢٤٠ هـ) ، ودفن بالكاظميّة.
وعقبه من الأولاد :
* ١ ـ الشيخ حسين وهو
جدّ أسرة آل الصغير الخاقاني في النجف وكان عالماً فاضلاً جليلاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعقب ولداً واحداً وهو الشيخ عليّ الملقّب بالصغير لقصر قامته.
خلَّف الشيخ عليّ عدّة
أولاد وهم : الشيخ هاشم والشيخ حسن والشيخ حسين والشيخ عبد الله والشيخ هادي.
وعقب الشيخ هاشم من
ولده الشيخ إسماعيل.
وعقب الشيخ حسن من
ولديه : الشيخ جابر والشيخ محمّد ، وللشيخ محمّد ولد فاضل أديب شاعر بارع هو الشيخ
حسين (١٣٢٧ ١٤٠١ هـ).
كما ان عقب الشيخ هادي
من ولده الشيخ محمّد.
ومن هذه الأسرة العالم
الفاضل الشيخ نعمة ابن الشيخ ياسين ابن الشيخ محمّد ابن الشيخ هادي.
وأمّا الشيخ حسين ابن
الشيخ عليّ الصغير ابن الشيخ حسين فعقبه من الأولاد : الشيخ علي والشيخ عبد الزهراء
والشيخ عبد الحميد والشيخ أحمد.
* الشيخ عبد الحميد
الصغير (١٣٣٧ ـ ١٤١٩ هـ) : أحد أعلام النجف وأدبائها الفضلاء ، ولد في النجف وبها أخذ
عن جملة من علمائها كوالده والشيخ محمّد طاهر آل الشيخ راضي والشيخ مهدي الظالمي والشيخ
محمّد طاهر الخاقاني والسيّد باقر الشخص ، وتخرّج في البحوث العليا على العَلَمين الجليلين
الإمامين السيّد محسن الحكيم والسيّد أبو القاسم الخوئي.
كان شاعراً أديباً
فاضلاً ، وبيته مجلس علمي أدبي يطرقه أهل الفضل والأدب ، وكان مشاركاً في الحياة الثقافية
والشعريّة في النجف الأشرف ، وقد تخرّج على يديه علماً وأدباً بعض الفضلاء.
أقعده المرض لمدّة
لا تقلّ عن عشرين عاماً ، ولم ينقطع عنه أصدقاؤه ومعارفه الأدباء والشعراء وغيرهم ،
ومن هنا فإنّه كان لا يشعر بالعزلة من هذه الناحية إلى أن وافته المنيّة سنة (١٤١٩
هـ) ودفن في النجف الأشرف.
له آثار علميّة هي
تقريرات ودروس بعض أساتذته وله ديوان شعر لايزال مخطوطاً.
خلّف ولده الشيخ صادق
الصغير.
* الشيخ عبد الزهراء
الصغير (١٣٥٠ ـ ١٤٠٩ هـ) : أحد أعلام أسرته الكريمة آل الصغير وأديب من أدباء عصره
الفضلاء.
ولد في النجف الأشرف
وأخذ معارفه الشرعيّة والأدبيّة عن أبيه وعن أخيه الشيخ عليّ والشيخ عبد المنعم الخاقاني
والشيخ محمّد طاهر الخاقاني والشيخ إبراهيم الكرباسي.
كان شاعراً أديباً
له حضور بارز في أندية النجف الأدبيّة ومواسمها الثقافيّة فقد اشترك في مهرجاناتها
الشعريّة ، كما نشر بعض ما كتبه من شعر ومقالات في الصحافة.
ومن آثاره العلميّة
والأدبيّة:
ـ المبدأ والمعاد في
معرض الرأي.
ـ الحمزة فتى عبد المطّلب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ أكاذيب وخرافات في
الكتب.
ـ إيليا أبو ماضي في
طلاسمه.
ـ البهائية والبابيّة
تجسّس لا عقيدة.
ـ أدب المجالس.
ـ الشبيبي في حاضره
وماضيه.
ـ في وادي الشعراء.
ـ آلام وآمال (ديوان
شعره).
توفّي في النجف بعد أن أقعده المرض مدّة حياته الأخيرة وذلك في
سنة (١٤٠٩ هـ) وأقبر فيها.
* الشيخ أحمد الصغير
(١٣٥٠ ١٤٠٤ هـ) : من أعلام هذه الأسرة الشريفة وأحد أدباء النجف الأفاضل.
ولد في النجف وأخذ
الأوّليّات عن والده وجماعة من أعلام عصره ، وكان كسائر أفراد أسرته عضواً في جمعيّة
الرّابطة الأدبيّة ، وقد نشر بعض نتاجاته الشعريّة في الصحافة ، كما كانت له مشاركات
في بعض المناسبات الأدبيّة.
توفّي في النجف الأشرف سنة (١٤٠٤ هـ).
وأشهر رجال هذه الأسرة
:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ عليّ الصغير
ابن الشيخ حسين ابن الشيخ عليّ ابن الشيخ حسين ابن الشيخ شبير الخاقاني (١٣٣٣ هـ ـ
١٣٩٥ هـ).
وقد أنجبت أسرة آل
الصغير علماء فضلاء أدباء ولا تزال مدّ الله جلّ جلاله في توفيقاتهم.
والشيخ علي هذا عالم
فاضل كامل وأديب بارع ويعدّ في طليعة شعراء النجف الأشرف وعلمائها.
انتقل إلى النجف بصحبة
والده الشيخ حسين فقرأ علوم الإسلام والأدب على جملة من أعلامها كالشيخ مهدي الظالمي
والشيخ محمّد ظاهر الخاقاني والسيّد باقر الشخص والشيخ محمّد علي الكاظمي والشيخ عبد
الرسول الجواهري والسيّد محسن الحكيم والسيّد الخوئي والسيّد حسين الحمّامي والشيخ
خضر الدجيلي حتّى برز من بين أقرانه علماً فاضلاً وتخرّج على يديه جملة من أهل العلم
والأدب.
أوفده السيّد الحكيم
إلى بغداد برغبة كثير من رجالاتها فانتقل إليها كمرشد وعالم وموجّه ، وتوافدت عليه
طبقات الناس وأحبّته لورعه وصلاحه ، توفّي سنة (١٣٩٥ هـ) ببغداد ونقل إلى النجف وأقبر فيها.
له : محاضرات في الفقه
الجعفريّ ، تفسير سورة الفرقان ، تفسير سورة المؤمنون ، تفسير سورة النور .. ، عليّ
وأهل البيت في القرآن ، تحقيق ديوان الشبيبي ، الأنعام ، وديوان شعر.
وأنجاله :
١ ـ الدكتور محمّد
حسين ولد سنة (١٣٥٨ هـ) : عالم أديب وشاعر لبيب كثير الجدّ والاجتهاد ، قال الشعر ونبغ
في جميع أبوابه ، وزاول نشاطات اجتماعيّة واتّجاهات إسلاميّة سياسيّة ، أخذ عن أبيه
والشيخ هادي القرشي وجماعة من علماء النجف وفضلائها ، ثمّ واصل دراسته الأكاديميّة
فتخرّج من كلّيّة أصول الدين عام (١٣٨٨ هـ) ، وحصل على الماجستير من كلّيّة الآداب
في بغداد سنة (١٣٩٥ هـ) عن بحثه (الصورة الأدبيّة في العصر الأموي) ، ثمّ سافر إلى
القاهرة وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة كلّيّة الآداب عام (١٣٩٩ هـ).
وله مصنّفات عديدة
منها : المستشرقون والدراسات القرآنيّة ، تاريخ القرآن ، المبادىء العامّة لتفسير القرآن
الكريم ، الشيوعيّة مبدأ هدّام ، ديوان شعر ، الصورة الفنّيّة في المثل القرآني ، علم
المعاني بين الأصل النحوي والموروث البلاغي ، أصول أصول البيان العربي في رثاء الحمّامي
، إنسانيّة الدعوة الإسلاميّة ، فلسطين في الشعر النجفي المعاصر .. إلى غير ذلك.
٢ ـ والشيخ محمّد رضا.
٣ ـ والشيخ جلال الدين
علي الصغير ولد (١٣٧٧ هـ) : أديب جليل وكاتب جيّد البيان والأسلوب كثير الكتابة والتأليف
عالي الهمّة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن روائع شعر الولاء غديريّة
الشيخ عليّ الصغير رحمهالله
(١٣٩٥هـ)
ولاكَ منَ اللهِ
إيمانها
|
|
ونهجكَ للحقِّ
قرآنها
|
وحبّكَ فرضٌ
بهذي الرقاب
|
|
وإنْ يأبَ ذلكَ
طغيانها
|
وآيُ المودَّة
تنزيلها
|
|
بحبّكَ صرَّحَ
تبيانها
|
وأنتَ منَ
الذّكرِ أُمُّ الكتابِ
|
|
ومنْ (سورةِ
الدَّهرِ) إِنسانها
|
فإِنْ جهلتكَ
نفوسُ الطَّغامِ
|
|
فإنَّك في
النَّفسِ عرفانها
|
وإِنَّكَ منَ
أَنفسِ المؤمنينَ
|
|
هداهَا اليقينُ
وإيمانُها
|
وإنَّكَ ميزانُ
أَعمالهَا
|
|
إِذا خَفَّ في
الحشرِ ميزانهَا
|
فدعْ أُمَّةً
حِزبهَا الظَّالمونَ
|
|
لَنا شأنُنَا
ولهَا شانهَا
|
فأَنتَ بحقٍّ
وصيُّ النَّبيِّ
|
|
وصرّحَ في ذاكَ
فرقانهَا
|
علمتُ بأَنَّ
ولاكَ السَّفينُ
|
|
وحُبُّكَ في
الحشرِ ربّانهَا
|
وقلت هوَ البحرُ
طامي العبابِ
|
|
إذا فاضَ في
البعثِ طوفانهَا
|
فقلتُ لنفسي هنا
مرفأٌ
|
|
وهذي النَّجاةُ
وشطآنهَا
|
وهذي السَّفينةُ
آل النَّبيِّ
|
|
ستنجيكَ إن هاجَ
طغيانها
|
فسرتُ على اسمك
نحو الرَّشاد
|
|
إذا ضلَّ في
الغيِّ حيرانها
|
وهلّلت باسمك
حيثُ الصَّلاة
|
|
ولاك ...
وإنَّكَ أَركانهَا
|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبالرَّغمِ
أَنتَ فصولُ الأذانِ
|
|
وإنْ أرغمتْ
فيكَ آذانها
|
ووجهك قبلة أَهل
الولاء
|
|
وإن يأب ذلك
عدوانها
|
فإن كَفَرَتْ
أُمّة في ولاك
|
|
فقدماً تمركز
كفرانها
|
فقد عبدوا الشرك
طاغوتهم
|
|
إلهاً ومن قبل
أوثانها
|
وقد نسبوا الهجر
للمصطفى
|
|
وذاك على الله
بهتانها
|
هدى المتّقين
وللعاطفات
|
|
خضوع ببابك
أوزانها
|
وهل يستطيع بأن
يرتقي
|
|
لمعناك في الشعر
شيطانها
|
ولكنَّها ثورة
في الفؤاد
|
|
وزمجرةٌ ثارَ
بركانها
|
حببتك في المهد
عند الرِّضاع
|
|
فتغذو ولاءك
ألبانها
|
وغنَّيتُ باسمك
عند الشباب
|
|
فمن لحن قدسك
أَلحانها
|
ونظّمت حبِّي
أُغرودةً
|
|
فهذا فؤادي
ديوانها
|
وناجيتُ حبَّكَ
من فرحتي
|
|
فزالت من
النَّفس أَحزانها
|
وناديتُ صحبي
هنا السَّلسبيل
|
|
هنا العاطفات
وميدانها
|
هنا كوثر الخلد
فلتستقي
|
|
ليرو بذلك
ظمآنها
|
فجاءتك باسم
شباب الولاء
|
|
تحيِّيكَ في الحبِّ
شبانها
|
فنظّمتُ قلبي في
باقة
|
|
منَ الحبِّ
تهتزُّ أَغصانها
|
وقلتُ هو العيدُ
(عيدُ الغدير)
|
|
وخيرُ الهديَّةِ
أَثمانها
|
فقدَّمتُ قلبي
قربانه
|
|
وحبّكَ للنّفسِ
قربانها
|
على قدس مجدك
تهفو السنين
|
|
وتعشق ذكرك
أزمانها
|
وفي الذرّ
والكون في ظلمة
|
|
تجلَّيت فازدان
كيوانها
|
وَلُحْتُ على
العين فاستبشَرَتْ
|
|
بك العينُ إذ
أنت إنسانها
|
وطفت على الروح
فاستنشقت
|
|
ولاك وإنّــك
سلطانـهـا
|
فمن لطف معناك
أشواقُها
|
|
ومن قدس ذاتك
إيمانها
|
فلولاك حارَبَها
كفرُها
|
|
عن الحقِّ غيّاً
وطغيانها
|
فأنت إلى الله
عنوانها
|
|
وأنت على الحقِّ
برهانها
|
ومذ لُحْتَ في
الكون فاستبشَرَتْ
|
|
سهول البطاح
وكثبانها
|
فقد كنت في
العرش نوراً لها
|
|
وأمناً به سار
ركبانها
|
تدرَّجْتَ من
عالم مشرق
|
|
ذكا لم
تُدَنِّسْكَ أدرانها
|
ولولا وجودك في
آدم
|
|
فطينته ساء
جثمانها
|
فقد كنتَ من
روحه توبة
|
|
فأنت من الله
غفرانها
|
وُلِدْتَ بمكّةَ
في بيته
|
|
فخَرَّتْ لذلك
أوثانها
|
ونلت الشهادة في
مسجد
|
|
وخانك في ذاك
شيطانها
|
ومُتَّ وفي
شفتيك الصلاة
|
|
ليرضى بذلك
ديَّانها
|
ولم تك تشغل عن
فرضها
|
|
إذا أسعَرَ
الحربَ فرسانها
|
وكم لك في الحرب
تكبيرة
|
|
كأنّ المحاريب
ميدانها
|
نديمك فيها إله
السماء
|
|
إذا أشغل القوم
ندمانها
|
كلا مسجديك وسوح
الجهاد
|
|
لصدق العبادة
برهانها
|
حياتُك سِفْرٌ
إلى العارفين
|
|
يخلّد بالنور
عنوانها
|
وذاتك في كتب
المرسلين
|
|
يضيق عن العقل
تبيانها
|
فعن وصفها ضلّ
أحبارها
|
|
وفي فهمها حار
رهبانها
|
فَخَبَّرَ
إنجيلها عن عُلاك
|
|
وبَشَّرَ في ذاك
فرقانها
|
فهل أنت معجزة
المرسلين
|
|
وهل أنت في
الأمر ثعبانها؟
|
وهل أنت من
سرّهم آية
|
|
إذا اتَّضَحَت
زاد كتمانها؟
|
* ٢ ـ الشيخ حسن وهو
الولد الأكبر للشيخ شبير الخاقاني : تربّى في أحضان والده ونشأ على حبّ العلم والفضيلة.
أعقب ثلاثة أولاد كلّهم
علماء فحول أتقياء :
أوّلهم : آية الله الشيخ محمّد طاهر الخاقاني نزيل شيراز الملقّب بحجّة
الملك والمعروف بـ محمّد طاهر عرب ، ولد رحمهالله في سوق الشيوخ سنة
(١٢٣٩ هـ) وشبّ على حبّ العلم والفضيلة ، خرج إلى النجف الأشرف معتكفاً على طلب العلم
ملازماً لبحوث شيوخها فحضر على الفقيه العملاق الشيخ محمّد حسن باقر صاحب الجواهر
(١٢٦٦ هـ) والفقيه الأكبر الشيخ محسن خنفر (١٢٧١ هـ) ولازمهما حتّى لفظا آخر أنفاسهما
الشريفة وجدّ واجتهد حتّى نال مناله وحصل على مبتغاه وفاز بالمراد وبلغ رتبة الاجتهاد
، فاستقلّ بالبحث والتأليف والتدريس ومذاكرة العلم وهو إذ ذاك في النجف ، وكان عالماً
فقيهاً أصوليّاً حكيماً فيلسوفاً متكلّماً أديباً مشاركاً في العلوم جامعاً للمعقول
والمنقول حاوياً للفروع والأصول ، ألمعيّاً فطناً ذكيّاً نابهاً مترسّلاً في
حلّ الغوامض ناقداً
بصيراً متتبّعاً مطّلعاً ، خبيراً بكلمات السابقين ، وهو أمر مشهود لا يحتاج إلى بيان
بعد العيان ومراجعة مصنّفاته المطبوعة فضلاً عن المخطوطة ، وكان نقّاداً لآراء وأنظار
معاصره الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري طاب ثراه (١٢٨١ هـ) الذي يعتبر القمّة في الفقه
والأصول المتأخّر ، بل المؤسّس للأصول الجديدة ، ولعلّه لأجل هذا وغيره حصل بينه وبين
السيّد الميرزا محمّد حسن المجدّد الشيرازي (١٢٣٠ هـ ـ ١٣١٢ هـ) تقاطع واختلاف وتشاجر
، فاضطرّ لمغادرة النجف الأشرف مؤثراً إخماد الفتنة ومتجنّباً عن إثارة المنازعات
الحادّة ، فصوّب بعد زيارة مولانا الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهما الآف الصلاة والسلام
إلى مدينة شيراز عاصمة فارس ، ولمّا نزل بها وشاء الله عزّ وجلّ أن يذيع بصيته وينوّه
بإسمه وذكره ـ وما كان لله ينمو ـ اتّفقت قضيّة عائليّة لقوام الملك حاكم فارس ولا
أريد أن أدخل في تفاصيل تلك القضيّة فهي معروفة مشهورة وكان من التقدير الإلهي أن رجعوا
في حلّها إليه وانتهت بمصاهرة الشيخ محمّد طاهر لهم وأنجبت له كريمتهم عدّة أولاد ،
وعرفت أسرتهم فيما بعد بالرّياستيّة كما سنذكره إن شاء الله تعالى بُعَيد ذلك ، وذاع
صيته واشتهر أمره وتصدّى للرئاسة الدينيّة في شيراز وطبعت رسالته العمليّة ، وحصلت
له الزعامة فيها ورجعوا إليه في التقليد فكان مرجعها الأوّل في وقته ، كيف لا! وهو
من البيوت الشيعيّة العريقة في العلم والرئاسة وترويج الشرع المقدّس وخدمة الدين الحنيف
زهاء قرن ونصف ابتداءاً من القرن الثاني عشر وإلى زمانه ، وقد أنجبت جماعات من رجال
الدين والزعماء
الروحيّين ، هذا مع
ما يتحلّى به من الأخلاق السامية والكمالات العلميّة والعملية العالية التي انفرد بها
من بين أقرانه.
أنجاله :
١ ـ الشيخ محمّد جعفر
(١٣٠٨ هـ) : وكان من أعلام المحمّرة بعد عمّه الشيخ حبيب (١٣٠٦ هـ) ، وعقبه من ولده
الشيخ باقر ، ثمّ الشيخ جعفر ابن الشيخ باقر.
٢ ـ الشيخ بهاء الدين
: عرف بالعلم والزهد والتقوى وكان من العرفاء المنقطعين عن الدنيا وزخارفها ، أجازه
والده وجماعة من معاصريه.
٣ ـ آية الله الشيخ
جلال الدين الخاقاني الملقّب برئيس العلماء ولد في سنة (١٢٩٤ هـ) ونشأ على حبِّ العلم
والفضيلة وبلغ مرتبة الاجتهاد بكدّه وسعيه وجدّه ، ورعاية والده الفقيه المتضلِّع والحكيم
المتألّه البارع. قام مقام والده بعد وفاته وحظي بحفاوة وإقبال من عموم طبقات المؤمنين.
ولنقدّم ذكر مؤلّفات
الشيخ جلال الدين :
١ ـ أجر التمام في
أحكام الصيام : فرغ منه في ٢٢ شهر شعبان (١٣٣٠ هـ) كما في فهرس مكتبة خانقاه أحمدي
في شيراز.
٢ ـ الإجازات : وهو
يتضمّن إجازات أبو الحسن الأصفهاني والشيخ محمّد كاظم الشيرازي والشيخ محمّد طاهر الشيرازي
لولده جلال الدين رئيس العلماء بضميمة ترجمة الوالد والولد المجاز وفهرسة لمؤلّفاتهما
بقلم جلال الدين رئيس العلماء الشيرازي.
٣ ـ الآياتيّة في المواعظ
الثباتيّة : في عدّة مجلّدات في التفسير والموعظة (فارسي) ، فرغ منها في ١٨ جمادى الأُولى
(١٣٥٥ هـ).
٤ ـ آرايش ديده : (فارسي)
منظوم في الشريعة والطريقة والحقيقة والسياسة ، فرغ منه في ٢٦ شعبان (١٣٥٦ هـ).
٥ ـ أطياريّه : (شعر)
في الرجعة والمعاد بالفارسية ، فرغ منها ٣ رجب (١٣٤٤ هـ) ، توجد منها نسخة في خانقاه
أحمديه في شيراز تحت رقم ١٧٧.
٦ ـ أنوار الهداية
: (فارسية) في العرفان ، فرغ منه في ١٠ ربيع الأوّل (١٣٣٢ هـ) توجد منها نسخة في المكتبة
المزبورة تحت رقم ١٧٣.
٧ ـ تذكرة الأنس في
مسائل الخُمس : (فقه) ، شرعَ بها في ٧ شوّال (١٣٣٧هـ) وأتمّها في يوم الأحد ٢٦ شوّال
(١٣٣٩هـ) ، ونسختها في نفس المكتبة برقم ١٧٠.
٨ ـ تفسير جلالي :
ويقع في ١٩ مجلّداً (بالفارسيّة) ، ونسخته في نفس المكتبة برقم ١.
٩ ـ حديقة الرسائل
: (فقه) ، فرغ منها في يوم الخميس ٢٧ ربيع الأوّل (١٣١٨ هـ) ، ونسختها في نفس المكتبة
برقم ١٦٦.
١٠ ـ خُفّاشيّه : (فارسية
في بيان التوكّل) ، فرغ منها في ٧ رجب (١٣٤٣ هـ) ، نسختها في المكتبة المزبورة برقم
١٧٦.
١١ ـ خير المنهج في
مسائل الحجّ : (فقه) ، فرغ منه في ٣ ذي القعدة (١٣٣٩ هـ) ، يوجد منه نسخة تحت رقم ٣١٦
وكذلك ٣١٧ من المكتبة
المزبورة.
١٢ ـ خليل الله وطيور
: (مثنوي) (فارسي) في بيان حكاية الخليل عليهالسلام والطيور في إثبات المعاد ، فرغ منه في ١٨ شوال (١٣٤٤ هـ).
أوّله :
بلبل طبعم كند
ميل سخن
|
|
گويمت زان چار
طير وآه زن
|
١٣ ـ الدرر اليتيمة
في المسائل العظيمة : في الفقه ، ونسخته في نفس المكتبة تحت رقم ٣٢٠.
١٤ ـ الدرّ الثمين
(أو الإلهام الرّباني والمثنوي الثاني) : (فارسي) ، وهو المجلّد الثالث والرابع من
تفسير وشرح سور التورات ، فرغ من الجزء الثالث يوم الأحد ٢٥ صفر (١٣٥٠ هـ) ، ومن الجزء
الرابع يوم الأحد ٢٧ رجب (١٣٥١ هـ) كما في فهرست المكتبة ص ٢٩٦.
١٥ ـ ديده نديده :
قصيدة فريدة في ٣١ قطعة ، فرغ منها في ٧ شعبان (١٣٧٠ هـ).
١٦ ـ سبيل النجاة في
بعض أحكام الأموات : وهي في نفس المكتبة تحت رقم ١٦٩.
١٧ ـ شنيده ونشنيده
: (فارسي) وفيها (مناجات نامه والقصيده العميدة وغير ذلك).
١٨ ـ ضياء البصر :
(فارسي) (أخلاق منظوم) ، فرغ منه في رجب (١٣٣٥ هـ) كما في فهرست المكتبة ص ٤٨٤.
١٩ ـ طريق النجاة في
أحكام الأموات : فيها برقم ١٧١.
٢٠ ـ طريق النجاة في
مسائل الزكاة : فيها برقم ٣١٩.
٢١ ـ عين الرسائل :
فيها برقم ١٦٥ ، وهي فارسيّة فقهية تتضمّن كتاب الدين ، الرهن ، الحجر ، الضمان ، الحواله
، الكفالة ، الصلح ، الشركة ، المضاربة ، الوديعة ، العارية ، المزارعة والمساقاة ،
فرغ منها في ٢٠ شعبان (١٣١٥ هـ).
٢٢ ـ عُمَريّه : (فارسي)
(عقائد) ، فرغ من تأليفها في ٢٣ ربيع الأوّل (١٣٤٣ هـ) وتقع في ٣٢ ورقة كما في فهرست
المكتبة.
٢٣ ـ غمريّه : في العرفان
، فيها برقم ١٧٥.
٢٤ ـ قلم پريده : في
تتمّة آرايش ديده ، فرغ منها في جمادى الثاني (١٣٦٧ هـ).
٢٥ ـ كنوز الإلهام
في إرشاد الخواصّ والعوامّ : (مشكول) ، فيها برقم ١٧٢.
٢٦ ـ لجين اللّجين
في أخبار الحسين عليهالسلام : (تاريخ) ، ونسخته فيها برقم ٣١٨.
٢٧ ـ منوّر القلوب
والأبصار : ونسخته فيها تحت رقم ١٧٨.
٢٨ ـ نوروزيّه وبهروزيّه
: بالفارسية ، ونسختها في نفس المكتبة برقم ١٧٤.
توفّي الشيخ جلال الدين رئيس العلماء الخاقاني سنة (١٣٧١ هـ)
بشيراز وأقبر في جوار
قبر السيد علاء الدين حسين بن الإمام موسى الكاظم عليهالسلام حيث هناك قبر والده أيضاً.
والظاهر أنّ أولاده
وأحفاده لم ينخرطوا في سلك علماء الدين وإنّما توجّهوا إلى الدراسات الأكاديمية وفيهم
مهندسون وأطبّاء وضبّاط جيش. والله العالم.
وأمّا مؤلّفات الوالد
حجّة الملك شيخنا الشيخ محمّد طاهر الشيرازي الخاقاني :
فالتي عثرنا على ذكر
لها في المصادر :
١ ـ أُصول العقائد
: (عربي) ، فرغ منه سنة (١٢٥٢ هـ) ، كما في فهرس المكتبة ص ٩١.
٢ ـ استدلال الأحكام
: (فقه فارسي) ، ونسختها في المكتبة المزبورة بلا رقم ، فرغ منها في ٧ شهر رمضان المبارك
(١٣٢٣ هـ) وفي آخرها فهرسة لمصنّفاته قدسسره.
٣ ـ شهب درر الأذكار
في تذكرة الأبرار : فرغ منها في أوّل ربيع الثاني سنة (١٣٢٣ هـ) ، نسختها في نفس المكتبة
برقم ١٨٥.
٤ ـ كنز المسائل :
ونسختها فيها برقم ١٨٦.
٥ ـ المسائل الشهريّة
والتحقيقات البندريّة : ونسختها بخطّ المؤلّف فيها برقم ١٨٧ ، وعلى ظهرها إجازة الشيخ
الأعظم مرتضى الأنصاري للمؤلّف بالاجتهاد كما سيأتي.
٦ ـ معارج الأنوار
في منازل الأبرار والأشرار : (في الكلام) ، طبع في شعبان (١٣٢٦ هـ) بأمر ولده العلاّمة
الشيخ جلال الدين ، وأورد فيه ترجمة للمؤلّف وذكر تصانيفه وإجازة الشيخ الأنصاري له
، وتوجد نسخة مخطوطة منه في المكتبة المذكورة برقم ١٨٨.
٧ ـ مقامع أنوار التبيان
في قلع أساس البنيان : (في الكلام) ، توجد منه نسخة في مكتبة المجلس برقم ١٠٦٢٥ بخطّ
عبد الرزّاق بن محمّد حسن الجهرمي فرغ منها سنة (١٣٠٦ هـ).
٨ ـ النفحة القدسيّة
في تحقيق شرح اللمعة الدمشقيّة : توجد نسخة منها في مكتبة خانقاه أحمديّة في شيراز
تحت رقم ١٨٩ ، تاريخ النسخة شهر رمضان المبارك من سنة (١٢٩٨ هـ).
٩ ـ الخزائن الشيرازيّة
: ذكرها في كتابه التحف ص٤٥٧ من الطبعة الحجريّة.
١٠ ـ التحف المحمديّة
في كشف الأسرار الكلاميّة : قال في مقام بيان الباعث على تأليف هذا التصنيف المنيف
في ديباجة الكتاب بعد الحمد والصلاة على محمّد وآله خير آل صلواته عليهم :
«أمّا بعد : فيقول
المحتاج إلى فيوض ربّه السبحاني محمّد طاهر بن الحسن بن شبير الخاقاني ـ أنطقهما الله
بالحكمة والسداد في يوم الحشر والنشر والمعاد ـ : أنّه لمّا كان علم الكلام لا يخفى
علوّ شأنه وجلالة قدره وسموّ مكانه ولطافة مسائله ورشاقتها ، وإحكام دلائله ووثاقتها
، وافتقار
الاعتدال في الدين
إليه ، وابتناء كثير من العلوم عليه .. حداني ذلك إلى نظم عُقَد من دُرره وترتيب مثان
من معضلات سوَره ، فأعاقني عنه حوادث الزمان ، وصَرَفَتني صروف الدهر الخوّان ، فبقيت
أجيل الطرف بين الصدر والإقدام حتّى رأيتُ حبيب الله (صلى الله عليه وآله) في بعض الليالي
في المنام وهو يناولني صحائف من نور يخرق الأبصار ويقول لي : هذا أجر ما رمته من الآثار
، فأيقنتُ أنّه أمر محتوم فشرعت فيه بإذن الأحد القيّوم ..».
قلت : وقد عقد كتابه هذا في خمسة فصول وضَمَّن كلَّ فصل عدّة من
الأصول الحكميّة والكلاميّة ، فالفصل الأوّل في التوحيد ، والثاني في العدل ، والثالث
في النبوّة والإمامة ، والرابع في المعاد وحشر الأرواح والأجساد ، والخامس في عدم
جواز العمل بالظنّ في أصول العقائد وإن كان من الظنون الخاصّة ، وكذلك عدم جواز العمل
بالظنّ في الفروع إن لم يكن من الظنون الخاصّة كلّ ذلك بعد تعذُّر العلم ، وتكلّم في
الفصل الأخير في عدّة أصول ناقش فيها جماعة من الأعلام ولاسيّما الشيخ الأنصاري قدسسره ، ثمّ عقد أصلاً تكلّم
فيه في مقامات ستّة :
أوّلها : في أنّ العلم
الإجمالي هو كالعلم التفصيلي في الاعتبار أم لا.
ثانيها : في كفاية
العلم الإجمالي في الامتثال.
ثالثها : في أنّه لا
فرق بين القطع بدليليّة الدليل وإن كان مدلوله ظنّياً أو كانت دليليته من باب التسبيب
المحض وبين القطع منهما في كون كلّ منهما قطعاً يجب العمل به.
رابعها : في الإجماع
المنقول والشهرة.
خامسها : في الشكّ
والكلام في الأصول العمليّة.
سادسها : في الاجتهاد
والتقليد.
وبذلك يختم كتابه الشريف.
وخلاصة القول :
إنّ الفصل الخامس بما
عقد فيه من أصول ومقامات بمنزلة النقد الشافي لكتاب فرائد الأصول لمعاصره العلاّمة
شيخ الطائفة الأنصاري وهو مع ذلك يقف في قبال المحدّثين موقف الأصوليّ الحاذق البارع
في صناعته ، ومن هنا يزداد الكتاب أهمّية بالغة ينبغي أن يكون مسرحاً لأنظار العلماء
والفضلاء ومغنماً لأرباب البحث والتحقيق.
والملاحظ عنده حدّة
الذّهن والاطلاع الواسع والمهارة التامّة في الفنّ وسرعة الانتقال وشدّة التتبّع مع
فطانة ونباهة وخبرويّة عالية في الأصولين وإحاطة بمباني فلسفة الإشراق والمشّائيين
وآراء المتكلّمين شيعة وسنّة ، وكثرة نقل كلماتهم نقلاً مباشراً لا على وجه الحكاية
، وتفطّنه للثغرات ، مع قوّة في البيان واختصار في اللفظ واستحكام في الدليل وابتكار
في الحجّة.
وفذلكة الكلام :
إنّ الكتاب يجمع بين
دفّتيه أبحاثاً عقليّة فلسفية في غاية من الدقّة والمتانة وكذلك كلامية وأصوليّة مع
تنوّع في الأساليب وتعمّق في البحث وجودة في الاستدلال وطرح ممتاز في التسلسل بحيث
لا يدع القارئ ينفكّ
عن متابعة البحث معه
، وفي نفس الوقت الذي يستعرض الأقوال وينقض حجج المخالفين بعمق ودقّة فائقة يبتعد كذلك
عن التعقيد والإختزال المخلّ كما يجتنب التعبير الركيك لكي يأتي هذا الكتاب في عداد
الأصول من كتب الأصولين فارغاً عن الحشو والزوائد والفضول دالاًّ على عبقريّة مؤلّفه
الفذّة.
وممّا يؤخذ عليه :
أنّه في مقام الاستناد إلى الأخبار يعتمد على الغثّ والسمين وهو غريب.
١١ ـ دليل الحائرين
في فقه الأئمّة الطاهرين عليهمالسلام.
١٢ ـ فنون التعبير
في علم التكسير.
١٣ ـ سيف الله المسلول
في علم المعقول.
١٤ ـ منية المراد في
تقليد العباد.
١٥ ـ كتاب في الأصول
(تقريرات في مباحث الألفاظ) : محرّر في سنة (١٢٥٢ هـ) كما في فهرست المكتبة ص٩٣.
١٦ ـ حقيقة الأصول.
١٧ ـ كتاب في تحقيق
معنى الطهارة والحدث والصلاة.
١٨ ـ التحف القواميّة
في تحقيق ما يتوقّف عليه النواميس الشرعيّة : في علم التصريف ، فرغ منه في شهر رمضان
المبارك سنة (١٢٩٨ هـ).
١٩ ـ الصراط القويم
لكلِّ ذي عقل سليم.
٢٠ ـ التبيان في ردّ
البيان المسطّر تحدّياً للقرآن في ١٢٠ سورة من وضع بعض الزنادقة.
٢١ ـ الفصول الشيرازية
في تحقيق المهمّ من المسائل الأصولية.
٢٢ ـ فسطاط العقول
في مهمّات علم المعقول.
٢٣ ـ عدّة رسائل عمليّة
في الصوم.
٢٤ ـ والصلاة.
٢٥ ـ والزكاة.
٢٦ ـ منظومة في الفقه.
٢٧ ـ التقريرات في
مباحث الطهارة والصلاة : فرغ منها في سنة (١٢٥٢ هـ) كما في فهرست المكتبة ص٢٠٠.
إجازة الشيخ الأعظم
مرتضى الأنصاري له :
كتبها له على ظهر بعض
مصنّفاته ـ على ما حكاه ولده الشيخ جلال الدين في الترجمة التي عقدها
لوالده في آخر كتاب معارج الأنوار في منازل الأبرار والأشرار ـ :
[وبعد فإنّ] جناب الشيخ
محمّد طاهر على ما أراه مجتهد على الإطلاق نافذ الحكم بالاتّفاق ، فالرّادّ عليه في
حكمه وفتواه كالرّادّ على الرسول والأئمّة الأطهار ، فهو حريّ بإرشاد الخاصّ والعامّ
من عوامّ الناس والعلماء الأعلام ، فلاينبغي لأحد التخلّف عن مقالته ولا يسع أهل العلم
التمرّد عن مطلوبه وإرادته ، فحكمه حكمي وفعله فعلي ، هذا مع تمام المعرفة منّي بحاله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمعاشرتي له في النجف
الأشرف زمان حياة المرحوم الأستاذ الشيخ محمّد حسن طاب ثراه.
وفاته :
توفّي رحمهالله في يوم الثلاثاء ٢٤
شهر صفر المظفّر سنة (١٣٢٥ هـ) ودفن بجوار مرقد السيّد علاء الدين حسين بن الإمام موسى
الكاظم عليهالسلام ، وكان له قبر عال مزدان بصخرة عليها كتيبة فيها ذكر اسمه وتاريخ
الولادة والوفاة وما إلى ذلك ، وأزيلت بعدها عند عمران البقعة الشريفة.
ودفن فيما بعد إلى
جنبه ولده العلاّمة آية الله الشيخ جلال الدين رئيس العلماء الخاقاني كما سبق أن أشرنا
إليه حشرهما الله تعالى مع من يتولّونه من آل محمّد عليهم الصلاة والسلام.
ثانيهم : آية الله الشيخ حبيب الخاقاني (١٢٤٦ ـ ١٣٠٦ هـ) : ولد في سوق
الشيوخ حدود سنة (١٢٤٦ هـ) ، ولم ينصّ أحد على تاريخ ولادته لكن ذكرت بعض المصادر :
أنّه لم يتجاوز الستّين حين وفاته ، وعليه فما ذكره المحقّق البحّاثه آغا بزرك الطهراني
في ذريعته : من أنّها كانت في
سنة (١٢٧٢ هـ) فليس بصحيح قطعاً ، خصوصاً وأنّه ثاني أخوته ولادة.
وكيف كان : فهو فقيه
محدّث عالم محقّق فاضل مجتهد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هاجر إلى النجف الأشرف
وتتلمذ على شيوخها لاسيّما الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري قدسسره حتّى فاز بالمراد وحاز
رتبة الاجتهاد ، وخرج إلى المحمّرة بطلب من مشايخ المحمّرة واستقرّ فيها وأجرى له الشيخ
جابر الكعبي وحده ألف قران شهريّاً كان ينفق منها الشيء الكثير لترويج الدين.
ولم يكن هو أوّل من
استوطنها من هذا البيت فقد سبقه إليها جدّه الشيخ شبير الخاقاني قدسسره كما مرّ فعاد إليها
الحفيد وأصبح عالمها ومرجعها المقدّم وتصدّى للتقليد والفتيا والزعامة آنذاك قُبَيْلَ
مطلع القرن الرابع عشر الهجري أو قبل ذلك بفترة.
إلى أن وافاه الأجل
فيها سنة (١٣٠٦ هـ) ودفن في مدرسته في المحمّرة.
ومن مصنّفاته :
١ ـ رسالة في شرح المنطق.
٢ ـ رسالة في الإمامة.
٣ ـ رسالة عمليّة لعمل
مقلّديه.
٤ ـ خلاصة الفقه.
٥ ـ الدماء الثلاثة.
خلّف ولدين :
أكبرهما : الشيخ عبد الحسين وكان مثالاً للقدس والتقوى محبوباً عند
عامّة الطبقات توفّي
سنة (١٣٣٧ هـ).
والآخر : وكان محدّثاً أخباريّاً وهو الشيخ علي صاحب : الحقّ المبين
وأيضاً الحقّ المصيب في الردّ على حلبة النجيب.
وكانا جميعاً من تلامذة
عمّهما الشيخ عيسى الخاقاني.
ثالثهم : آية الله الشيخ عيسى ابن الشيخ حسن الخاقانـي (١٢٥٥ ـ ١٣٣٧
هـ) :
ذكرت بعض المصادر أنّه
ولد سنة (١٢٥٣ هـ) ، لكن المحكي عن آية الله الشيخ عبد المحسن الخاقاني ـ كما في المسلسلات ـ أنّه ولد سنة (١٢٥٥ هـ) ، وهو الأقرب ؛ لأنّه من خاصّة تلامذته
ولازمه عمراً طويلاً وكان من بني عمومته.
فقيه محدّث عالم جليل
محقّق فاضل متتبّع ، كان من أفاضل تلامذة الميرزا حبيب الله الرشتي (١٣١٢ هـ) وأخيه
الشيخ محمّد طاهر الخاقاني الشيرازي (١٣٢٥ هـ) والشيخ محمّد حسين الكاظمي (١٣٠٨ هـ)
وله منهم إجازات.
وكان على جانب عظيم
من الخبرة والمعرفة مع طول باع وسعة اطّلاع.
هاجر إلى المحمّرة
بعد وفاة أخيه الشيخ حبيب (١٣٠٦ هـ) وابن أخيه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ محمّد جعفر ابن
الشيخ محمّد طاهر سنة (١٣٠٨ هـ) بطلب من آل الحاج جابر الكعبي ووجوه وعلماء البلد وكانت
الحكومة والرياسة آنذاك للشيخ مزعل الحاج جابر ، فرحّب به وأنزله منزلة لائقة به.
ومن هنا تصدّى للزعامة
والمرجعيّة الدينيّة ، وأسّس مدرسة علميّة في مهجره واشتغل بالتدريس وتربية النفوس
، وتتلمذ عليه نفر من الأعلام كآية الله الشيخ عبد المحسن الخاقاني السابق الذكر ،
وصهره على ابنته آية الله السيّد علوي القاروني (١٣٤٣ هـ) ، ونجله آية الله الشيخ عبد
الحميد (١٣٦٦ هـ) ، ونجله الآخر آية الله الشيخ علي (١٣٣٩ هـ) ، وجماعات من طلبة العلوم
الدينيّة.
رحلته إلى البحرين
:
قال الشيخ إبراهيم
المبارك في كتابه ماضي
البحرين وحاضرها : ورد البحرين الشيخ عيسى ابن الشيخ شبير الخاقاني من المحمّرة
وأقام في البحرين مدّة وصلّى الجمعة ، وأوّل جمعة صلاّها في مسجد الخواجة في المنامة.
انتهى
مؤلّفاته :
١ ـ رسالة عمليّة.
٢ ـ الفرائد النفيسة
في وجوب صلاة الجمعة.
٣ ـ مناسك الحجّ (وقد
بقي سنة كاملة في الديار الحجازيّة يتنقّل بين المدينة المنوّرة ومكّة المكرّمة ثمّ
ألّف رسالة في الحجّ بعد التثبّت من
المواضع التي ينبغي
الوصول إليها فسجّلها بإمعان وإتقان).
٤ ـ أعمال المدينة.
٥ ـ رسالة في جواز
الجمع بين الفاطميّتين.
٦ ـ رسالة في القبلة
سمّاها : تحفة الإخوان في تعيين قبلة البُلدان.
٧ ـ نتائج الأخبار
في أحكام المعاملات مع مقدّمة في أدلّة الأحكام طبعت سنة (١٣٢٦ هـ).
٨ ـ رسالة في أخبار
الطينة.
٩ ـ الحق الأزهر في
الأصول.
وعقبه من الأولاد :
١ ـ آية الله الشيخ
عليّ ، وكان عالماً فاضلاً مرّ ذكره ، توفّي في النجف (١٣٣٩ هـ).
٢ ـ الشيخ أحمد ، وكان
آية في الأخلاق والأدب والتواضع وخدمة الدين ، توفّي حدود سنة (١٤٠٥ هـ).
٣ ـ الشيخ محمّد حسين.
٤ ـ آية الله الشيخ
عبد الحميد ولد في ٢٠ ذو القعدة سنة (١٢٩٥ هـ) وتربّى في أحضان أبيه وهاجر إلى النجف
كي يواصل دراساته العلميّة فيها وجد واجتهد حتّى بلغ رتبة سامية في العلم. له كتاب
حقيقة الإنصاف في علم
الأصول ، توفّي
بخراسان زائراً مولانا الإمام الرضا عليهالسلام سنة (١٣٦٦ هـ) وأقبر هنالك في الصحن العتيق ، كان من الأعلام
الأتقياء ومروّجي الشرع المقدّس.
وعقبه من عدّة أنجال
:
منهم :
١ ـ الشيخ محمّد حسن
دام عزّه.
٢ ـ آية الله الشيخ
عيسى دام بقاه : ولد عام (١٣٦٠ هـ) وفقد والده في أيّام طفولته فتكفّل أخوه الأكبر
الشيخ محمّد طاهر بتربيته ، فانتقل معه إلى النجف وتلقّى هناك الأوّليات
والأكاديميّات بالإضافة إلى دروس السطوح.
وفي سنة (١٣٧٨ هـ)
انتقل إلى المحمّرة فتزوّج هناك بالعلوية نبيهة بنت العلاّمة السيّد محمّد ابن آية
الله السيّد علوي القاروني ، ثمّ هاجر في هذه السنة إلى قم حيث واصل نشاطه العلمي فيها
فحضر في الفلسفة شرح الإشارات لدى الشيخ جوادي الآملي ، كما حضر في الشفاء
والأسفار عند الشيخ محمدي كيلاني ، وفي الفقه لازم درس السيّد المحقّق الداماد وكتب
تقرير بحثه ، وكذلك شارك في درس السيّد الخميني ونشر حلقات من تقريره لبحثه في مجلّة
المواقف البحرينيّة في السبعينات ، وحضر كذلك درس السيّد كاظم شريعتمداري في الفقه
والشيخ الميرزا هاشم الآملي في الأصول ، كما لازم درس أخيه الشيخ محمّد طاهر الخاقاني
فقهاً وأصولاً.
له في مجال التأليف
:
١ ـ ذكرى الإمام الصادق
عليهالسلام بعد مرور ثلاثة عشر قرناً وطبع في قم سنة (١٣٨٤ هـ).
٢ ـ ولاية الفقيه.
٣ ـ كنتم خيرَ أمّة.
٤ ـ الواقع الإسلامي
مشكلات وحلول.
٥ ـ الوحدة الإسلاميّة.
٦ ـ الأطر المركزيّة
المنهجيّة للتقريب بين المسلمين.
٧ ـ مختصر أحكام الحجّ
والعمرة.
٨ ـ الإنسان في سورة
الإنسان.
٩ ـ المرتضى من الأخلاق
، بحث في الفلسفة العمليّة.
وأمّا الخطوط منها
:
١ ـ إلى ولدي محمّد
في المبدء والوجود.
٢ ـ حكماء على ضفاف
السين ، بحوث في الفلسفة الفرنسيّة.
٣ ـ في أروقة السوربن
حوارات علميّة.
٤ ـ أثر المرأة في
رسالة الأنبياء.
٥ ـ الأسرة في الإسلام.
٦ ـ مع سادة البشريّة
الأنبياء العظام عليهمالسلام.
٧ ـ البهائيّة.
٨ ـ الإمام الحسين
عليهالسلام.
٩ ـ النبأ العظيم ،
تفسير سورة النبأ.
١٠ ـ منبر القرّاء
أجوبة المسائل الدينيّة.
١١ ـ ماذا تقول الكفاية؟
١٢ ـ في رحاب أهل البيت
عليهمالسلام ، عدّة مجلّدات.
١٣ ـ في رحاب دعاء
كميل.
١٤ ـ دراسات عصريّة.
٣ ـ آية الله الحاج
الشيخ محمّد طاهر آل شبير الخاقاني (١٣٢٩ ـ ١٤٠٦ هـ) : وهو عالم فقيه أصوليّ متضلّع
من الفقه والأصول والفلسفة ، حكيم متألّه ومجتهد متتبّع موفّق.
خرج إلى النجف الأشرف
في نضارة شبابه وحضر على شيوخها ولازم درس الآيات ومراجع الدين : السيّد أبو الحسن
الأصفهاني (١٣٦٥ هـ) ، والشيخ الميرزا حسين النائيني (١٣٥٥ هـ) ، والشيخ محمّد حسين
الأصفهاني (١٣٦١ هـ) ، والشيخ آقا ضياء الدين العراقي (١٣٦١ هـ) ، وأجيز بالاجتهاد
منهم جميعاً ثمّ عاد إلى المحمّرة وأقام بها وتصدّى للمرجعيّة الدينيّة ورجع إليه الناس
في التقليد خصوصاً في جنوب إيران وحاشية الخليج.
تلامذته :
وقد تتلمذ على يده
في النجف الأشرف وقم عدد كبير من العلماء نذكر منهم :
١ ـ آية الله السيّد
عبد الكريم الكشميري طاب ثراه.
٢ ـ آية الله السيّد
مير محمّد القزويني رحمهالله.
٣ ـ آية الله الشيخ
سلمان الخاقاني طاب ثراه.
٤ ـ العلاّمة الحجّة
الشاعر الكبير الشيخ عبد المنعم الفرطوسي قدسسره.
٥ ـ الشيخ حسن الشميساوي.
٦ ـ آية الله العلاّمة
الأديب الشيخ عليّ الصغير قدسسره.
٧ ـ آية الله الشيخ
محمّد أمين زين الدين طاب ثراه.
٨ ـ العلاّمة الحجّة
الميرزا عبّاس جمال الدين رحمهالله.
٩ ـ آية الله العلاّمة
الشيخ هادي معرفة قدسسره.
١٠ ـ العلاّمة الحجّة
الشيخ محمود المحسني دام بقاه.
١١ ـ العلاّمة الحجّة
السيّد حسين الهمداني.
١٢ ـ نجله آية الله
الشيخ محمّد محمّد طاهر الخاقاني دام بقاه.
١٣ ـ نجله العلاّمة
الحجّة الشيخ محمّد كاظم الخاقاني دام عزّه.
ومن مصنّفاته :
أنوار الوسائل في الفقه
عدّة مجلّدات :
١ ـ الطهارة (٣ أجزاء)
، ٢ ـ الطلاق (مجلّد) ، ٣ ـ القضاء (مجلّد) ، ٤ ـ المواريث (مجلّد) ، ٥ ـ البيع (مجلّد).
٦ ـ تفسير القرآن والعقل
البشري (جزءان).
٧ ـ المثل الأعلى في
الفلسفة (جزءان).
٨ ـ المثل الأعلى في
المنطق (مجلّد).
٩ ـ المثل النوريّة
في الحكمة الإلهيّة (مجلّد).
١٠ ـ الكلم الطيّب
(مجلّد).
١١ ـ ١٥ ـ والصلاة
والصوم والزكاة والإجارة والقصر والإتمام.
١٦ ـ والمحاكمات بين
الأعلام الثلاثة والآخوند في الأصول
(٣ مجلّدات).
١٧ ـ رسالة الهدى لعمل
مقلّديه.
١٨ ـ مناسك الحجّ.
١٩ ـ راهنماي أحكام
(رسالته العمليّة باللغة الفارسيّة).
٢٠ ـ المواريث (تتمّة
الحدائق).
٢١ ـ مباني الأصول
: تقرير أبحاثه الأصولية بقلم نجله الشيخ محمّد كاظم دام عزّه .. إلى غير ذلك ممّا
ضاع من مؤلّفاته وتقرير دروس أساتذته في الحرب الطاحنة التي أشعلها الخبيث صدّام الهالك
لعنه الله تعالى.
شعره :
وله شعر قليل قاله
أيّام شبابه أكثره في الحكمة ومن ذلك قوله :
لا أجازي
مُذنباً في ذَنْبِهِ
|
|
وَجَزاءُ
المذنِبِ الصّفْحُ الجَمِيلِ
|
وَكَريمُ
النَّفْسِ لاَ يُبدي سِوَى
|
|
شَرَف العُنْصِرِ
عَنْ مجد أَثيلِ
|
توفّي في يوم الأربعاء ١٨ جمادى الأولى سنة (١٤٠٦ هـ) ، وأقبر في
الحجرة الأولى على يسار الداخل من باب الشيخ فضل الله النوري الشهيد لمشهد السيّدة
فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم صلوات الله عليه وآله بقم المقدّسة ، ورثاه
جمع من الشعراء ومنهم المرحوم الخطيب السيّد محمّد صالح بن العلاّمة الحجّة آية الله
السيّد عدنان الموسوي القاروني بالقصيدة التالية :
مالي أرى الشرقَ
حُزناً قد وَهَى جَلَدَا
|
|
وأُسْرَةُ
الوَحْيِ ذَابَت بِالأَسى كَمَدَا
|
وفي (الغريّ)
رجال الدين قد خرجوا
|
|
يبكون والكلّ
أضواهُ الأسى جسدا
|
ماذا جرى قيل
إنّ (الشيخ طاهر) في
|
|
(قم) له الله
نحو الخلد مدّ يدا
|
فزلزلت أرض
(قمِّ) و (الغريِّ) ومن
|
|
أهليهما الحزن
في أهل السما صعدا
|
لا غرو فالناس
بعد البحر في ظمأ
|
|
عادوا يتامى
وخلّوا ردّ من وردا
|
بحر من العلم والعرفان
كم عزفت
|
|
منه الفطاحل ما
أغناهم مددا
|
وعيلم من رجال
الاحتجاج فكم
|
|
ردّ الطغاة وكم
أهل الضلال هدى
|
ومنهل لبني
الآمال كم وردت
|
|
به العفاة
فأغناهم هدى وندى
|
وعالم من رجال
الفكر كم قبست
|
|
من نوره ما أنار
الفكر متّقدا
|
وروضة لرجال
الدين كم قطعت
|
|
منه ثماراً بها
زرع العمى حصدا
|
(أبا محمّد)
يهنيك الخلود فقد
|
|
جمعت من كلّ ما
بالذكر قد خلدا
|
فمن سماح وحلم
كابن زائدة
|
|
ومن ذكاء إياس
دونه قعدا
|
وكان زهدك في
الدنيا لها عِظة
|
|
فما زهدت بما
فيه الملا زهدا
|
بالزهد نلت
المنى فيما سموت له
|
|
وبالقناعة وافاك
الفنا صعدا
|
وبالتواضع اعلتك
السما قمراً
|
|
وبالتقشف
ضَمَّتْكَ العُلى ولدا
|
وكم فقير غدا من
فقره ملكاً
|
|
وكم شقيٍّ بترك
الحرص قد سعدا
|
وبالقناعة تنقاد
السعادة في
|
|
يُسر وبالزهد
تحظى عيشة رغدا
|
أخي محمّد قد
جَلَّ المصابُ فلم
|
|
يَتْرُك مجالا
لمن يرثي ولا خلدا
|
أب الجميع فقدنا
في أبيك فلا
|
|
إنسان إلاّ يرى
فيه أباً فُقِدا
|
بفقده قد خسرنا
الخير قاطبة
|
|
والعلم والفقه
والإيمان والرَّشَدا
|
فحقّ لو قامت
الدنيا مؤرّخة
|
|
(تبكي لآل شبير
طاهراً فقدا)
|
(١٤٠٦هـ)
وخلّف من الأولاد :
١ ـ آية الله الشيخ
محمّد الخاقاني دام بقاه (١٣٥٨ هـ) ، وهو اليوم من مراجع الدين وأعلام النجف الأشرف
، حضر الكفاية على آية الله الشيخ علي آزاد القزويني ، والبحوث العليا
على والده فترة من الزمن في قم ، ثمّ خرج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى النجف وحضر على
شيوخها الأعاظم كالسيّد المحقّق الخوئي قدسسره والسيّد المحقّق البجنوردي
قدسسره وعليهما تخرّج وكذلك
الميرزا هاشم الآملي قدسسره من قبل ، وأجيز بالاجتهاد
من الأخيرين.
له في مجال التأليف
:
الف ـ تقرير دروس والده
في الأصول باسم المحاكمات (في ٣ مجلّدات) وقد مرّ ذكره.
ب ـ مدرك العروة الوثقى
(وقد بلغ الأربعين مجلّداً ولا يزال مستمرّاً في الشرح).
ج ـ دراسات أصولية
(في ١٤ مجلّداً).
د ـ موسوعة الخاقاني
(في ١٨ مجلّداً) تشتمل على العناوين التالية :
١ ـ القرآن والأصول
الموضوعة العامّة (مجلّد).
٢ ـ الأخلاق بين النظريّة
والتطبيق (مجلّد).
٣ ـ الزواج والطلاق
في رسالات السماء (مجلّد).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٤ ـ علم السياسة (مجلّد).
٥ ـ علم الاجتماع بين
المتغيّر والثابت (مجلّد).
٦ ـ نقد المذهّب التجريبي
(مجلّد).
٧ ـ بين الإستقراء
والاستنباط (مجلّد).
٨ ـ عناصر العلوم (مجلّد).
٩ ـ القرآن (في ٤ مجلّدات).
١٠ ـ الإبداع (في مجلّدين).
١١ ـ الأخلاق (في مجلّدين).
بالإضافة إلى رسالته
العمليّة منهاج الصالحين (في مجلّدين).
أنجاله :
الشيخ محمّد صادق ،
والشيخ محمّد طاهر وهو فاضل مجدّ في التحصيل ، والشيخ عليّ.
٢ ـ العالم الفاضل
الحجّة الشيخ كاظم دام عزّه ، حضر السطوح الأوليّة للعلوم على والده قدسسره ، كما حضر عليه في
الفقه والأصول خارجاً كما تتلمذ على آية الله الميرزا هاشم الآملي قدسسره فقهاً وأصولاً ، ودرس
في الحكمة لدى سماحة والده المغفور له وكذلك الأستاذ المعظم آية الله الشيخ يحيى الأنصاري
الشيرازي قدسسره.
وله عدّة مصنّفات بين
مطبوع ومخطوط ومنها :
١ ـ دورة أصولية كاملة
من تقريرات بحوث والده (في عدّة مجلّدات) (مباني الأصول) مخطوط.
٢ ـ شرح تجريد الاعتقاد.
٣ ـ تفسير وتحليل للتاريخ
الإسلامي.
٤ ـ شرح على كفاية
الأصول.
٥ ـ شرح على منظومة
السبزواري.
٦ ـ تعليقة على المثل
النوريّة في فنّ الحكمة لوالده.

خاتمة :
ومن هذه الأسرة :
* الشيخ عيسى بن صالح
الجزائري الخاقاني (١٢٧٩ ـ ١٣٥١هـ) ، أحد الفقهاء الأجلاّء من سكنة المحمّرة في النصف
الأوّل من القرن الماضي ، كان من بني عمومة الشيخ عيسى ابن الشيخ حسن الخاقاني ـ
على ما يظهر ـ لكنّه عند ما ورد المحمّرة لم يحظ بإقبال من ابن عمّه فاجتمع بالمرجع
الديني الأصوليّ الموهوب السيّد عدنان بن السيّد شبّر الغريفي البحراني (١٣٤٠هـ) ومن
ثمّ انشدّ إليه وأخذ منه السطوح كما حضر عليه خارجاً في الفقه والأصول ومنه أفاد وعليه
تخرّج.
وذلك بعد أن كانت نشأته
الأولى في البصرة وسكن قضاء أبو الخصيب وأخذ المقدّمات على فضلائها ، لكنّه بعد أن
رحل إلى المحمّرة لازم أستاذه السيّد عدنان ملازمة الظلّ لصاحبه إلى أن بلغ مرتبة الاجتهاد
وتصدّى للمرجعية بعد وفاة أستاذه المزبور سنة (١٣٤٠هـ) ، فكان هو مرجع الأصوليّين ،
والشيخ عبد المحسن مرجع الأخباريّين في المنطقة.
وكانت له صلات وثيقة
مع علماء وأدباء عصره وكان يتبادل معهم الرسائل النثرية والشعرية ، منها : ما أرسله
إليه الشيخ حمزة ابن الشيخ مهدي قفطان :
تقبيل كفّك فضل
صدّني الزّمن
|
|
عنه وكم هو لي
بالصّد يمتحن
|
إلى آخر القصيدة التي
أوردها السيّد حسن الأمين في مستدركات
الأعيان.
وكان وصيّاً للسيّد
عدنان والقيِّم على أطفاله القصّر ، ومن هنا تلقّى السيّد محمّد عليّ بن السيّد عدنان
العلوم الدينيّة من المترجم حيث كان عمره عند وفاة والده سنة (١٣٤٠هـ) أربعة عشر عاماً
، ولازمه طيلة أحد عشر سنة إلى أن توفّي الشيخ عيسى سنة (١٣٥١هـ).
حجّ الشيخ عيسى إلى
بيت الله الحرام سنة (١٣٣٧هـ) وقدم من الحجّ في شهر ربيع الأوّل سنة (١٣٣٨هـ) فأنشأ
الشيخ حمزة ابن الشيخ مهدي قفطان مهنّئاً قدومه من الحجّ بقوله :
جلا المعرّف
غصناً يثمر القمرا
|
|
تهلّ بالنسك
عيناه إذا نظرا
|
إلى آخرها.
أجازه السيّد مهدي
الغريفي (١٢٩٩هـ ـ ١٣٤٣هـ) بتاريخ (١٣٤١هـ) إجازة مبسوطة للغاية مرتّبة على ثلاث مراحل
:
١ ـ المشايخ العلويّون
وهم إثنا عشر ، ٢ ـ غير العلويّين وهم ثمانية ، ٣ ـ العامّة.
وفي كلّ مرحلة شوارع
ولكلّ شارع طريق وخاتمة في طرق حديث الغدير.
وصفه بمولانا ومقتدانا
، وذكر أنّه من رواية الأصاغر للأكابر وهي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدرجة في كتابه شوارع الرواية إلى مشارع الهداية.
توفّي رحمه الله في المحمّرة سنة (١٣٥١هـ) عن عمر ناهز السبعين بعد
أن فقد بصره في أواخر حياته ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف ودفن هناك.
رثاه تلميذه السيّد
محمّد عليّ العدناني (١٣٨٨هـ) قائلا :
أبا صالح أيّ
نَحْب بقي
|
|
وأيّ جديديك لم
يخلق
|
إلى آخرها.
وارتجل الأبيات التالية
في رثاء أستاذه عندما ذهب لزيارة قبره في النجف :
أبا صالح جئنا
نؤدّي زيارة
|
|
بها الكلّ من
لقيا المزور على يأس
|
وما كان بدعاً
أن تردّ سلامنا
|
|
علينا ولكن ليس
يدرك بالحسِّ
|
أتيناك نشفي
الهمّ باللّثم ساعة
|
|
لقبرك أونستدفع
الحزن باللمس
|
إلى آخرها.
وممّن رثاه الشيخ محمّد
حسن ابن الشيخ محسن شريف الجواهري بقوله :
أصاب حَشَا
الإسلام سهم فأوجعا
|
|
فلم يبق في قوس
التصبّر منزعا
|
مصاب رمى شرع
الهُدى في صميمه
|
|
فليس عجيباً إن
وَهَى وتَضَعْضَعا
|
وليس عجيباً إن
تصدَّع قلبه
|
|
بخطب له قلب
النبيِّ تصدّعا
|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعاك لنا
النّاعي فهل هو عالم
|
|
بماذا دهى الدين
الحنيف ومن نعى؟
|
بفيه الثّرى كم
راع للدين أنفساً؟
|
|
تكاد لهول الخطب
أن تتصدّعا
|
بكتك اليتامى لم
تجد من يُعينها
|
|
وربع الهدى إذ
عاد بعدك بلقعا
|
فمن للقضايا
المعضلات يحلّها
|
|
بثاقب فكر من
شبا السيف أقطعا
|
ومن لأيامى كنت
أنت معينها
|
|
وكافلها إن حادث
الدهر أفزعا
|
أيعلم من أمسى
لنعشك حاملا
|
|
بأنّ التّقى
والعلم فيه تجمّعا
|
سيفقدك الربع
الذي كنت نوره
|
|
فقد عاد وجه
القُطر بعدك أسفعا
|
حياتك في نشر
العلوم قضيتها
|
|
ولمّا دعاك الله
لبَّيت مسرعا
|
وإنّ لنا في آل
عدنان بعده
|
|
بدوراً تجلّت كي
تشعّ وتطلعا
|
كرام نماهم
للعلاء أبوهم
|
|
فلست ترى إلاّ
الكريم السّميدعا
|
غياث الورى
صبراً وإن كان رزؤكم
|
|
جليلا له قلب
الصفا قد تصدّعا
|
وصبراً أبا
المهديّ فالرّزء كلّما
|
|
تعاظم كان الأجر
أسمى وأرفعا
|
ودمتم جميعاً
سالمين بغبطة
|
|
ولازلتم للدين
كهفاً ممنّعا»
|
وهنا ينتهي بنا المطاف
في جولة خاطفة حول الأسر الخاقانيّة العلميّة في العراق وإيران
والحمد لله ربّ العالمين
وكتب السيّد محمّد
حسن الموسوي
آل العلاّمة الفقيه
السيّد عليّ القارون الزاهد البحراني
أصيل يوم الخميس ١٨
رجب ١٤٣٦ هـ
قم المقدّسة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر
١ ـ الإجازة الكبيرة :
للسيّد عبد الله الجزائري التستري ، مكتبة المرعشي (١٤٠٩هـ) ، قم ، إيران.
٢ ـ الأعلام : الزركلي
، دار العلم للملايين ، الطبعة الخامسة (١٩٨٠م) ، بيروت ، لبنان.
٣ ـ أعيان الشيعة :
السيّد محسن أمين العاملي ، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت ، لبنان.
٤ ـ تاريخ العشائر الخاقانية في
العراق : حمدي الشرقي ، مطبعة الآداب (١٩٦٩م) ، النجف ، العراق.
٥ ـ التحف المحمّدية في كشف الأسرار
الكلامية : للشيخ محمّد طاهر الخاقاني الشيرازي
٦ ـ تكملة أمل الآمل :
للسيّد حسن الصدر الكاظمي ، دار المؤرّخ العربي ، الطبعة الأولى (١٤٢٩هـ) بيروت ، لبنان.
٧ ـ دموع الوفاء : السيّد
موسى بهيّة ، مطبعة آمال الأمّة ، (١٣٧٣هـ) ، عبّادان ، إيران.
٨ ـ ديوان الوسائل :
السيّد محمّد عليّ بن السيّد عدنان الغريفي ، دار نشر الباقيات (١٤٢٦هـ) ، قم ، إيران.
٩ ـ الذريعة : الشيخ
آقا بزرك الطهراني ، إسماعيليان ، قم ، إيران.
١٠ ـ شخصيّت شيخ أنصاري :
سبط الشيخ ، طبعة مؤتمر تكريم الشيخ الأعظم.
١١ ـ شعراء الغريّ :
الشيخ عليّ الخاقاني ، مكتبة المرعشي ، قم ، إيران.
١٢ ـ طبقات الفقهاء :
بإشراف الشيخ جعفر السبحاني ، مؤسّسة الإمام الصادق عليهالسلام قم ، إيران.
١٣ ـ طبقات أعلام الشيعة :
الشيخ آقا برزك الطهراني ، دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الأولى (١٤٣٠هـ) بيروت
، لبنان.
١٤ ـ الطليعة من شعراء الشيعة :
للشيخ محمّد السماوي ، دار المؤرّخ العربي ، الطبعة الأولى (١٤٢٢هـ) ، بيروت ، لبنان.
١٥ ـ الغدير في الكتاب والسنّة والأدب
: الشيخ عبد الحسين الأميني ، مركز الغدير للدراسات الإسلامية ، الطبعة
الأولى (١٤١٦هـ).
١٦ ـ ماضي النجف وحاضرها :
الشيخ جعفر باقر آل محبوبة ، دار الأضواء ، الطبعة الثانية (١٤٠٦هـ) ، بيروت ، لبنان.
١٧ ـ مجلّة پژوهش هاي أصولي :
مدرسة وليّ عصر عليهالسلام ، قم ، إيران.
١٨ ـ المسلسلات في الإجازات :
السيّد محمود المرعشي ، مكتبة المرعشي ، إيران.
١٩ ـ معارف الرجال :
الشيخ محمّد حرز الدين ، مكتبة المرعشي ، قم ، إيران ، (١٤٠٥هـ).
٢٠ ـ معجم المطبوعات النجفية :
محمّد هادي الأميني ، مطبعة الآداب (١٣٨٥هـ) ، النجف ، العراق.
٢١ ـ معجم المؤلّفين العراقيّين
: كوركيس عوّاد ، بغداد ، العراق.
٢٢ ـ معجم رجال الفكر والأدب في
النجف : الدكتور الشيخ هادي الأميني ، الطبعة الثانية (١٤١٣هـ).
٢٣ ـ موسوعة النجف الأشرف :
جعفر الدجيلي ، دار الأضواء ، الطبعة الثانية (١٤٢٨هـ) ، بيروت ، لبنان.
٢٤ ـ نشوة السلافة :
للشيخ محمّد عليّ بن بشارة آل موحي الخيقاني ، النجف ، العراق.
حُميد بن مسلم الأزدي
راوي أخبار واقعة الطفّ
وأخبار ثورتي التوّابين والمختار
|
|
د. صلاح الفرطوسي
بسم الله الرحمن الرحيم
حميد من شخصيّات الكوفة
في النصف الثاني من القرن الأوّل الهجري التي تستدعي الدراسة وإمعان النظر ؛ وإذا كان
الغموض يكتنف جوانب من سيرته فإنّ اهتمامه برواية الأحداث التي عاصرها ومشاركته بها
هو الجانب الأهمّ في سيرته.
والذي يدعو لدراسته
أيضاً أنّه يكاد يكون المصدر الوحيد الذي روى لنا غالبية أخبار واقعة الطفِّ بجميع
تفاصيلها ، وغالبية أخبار ثورة التوّابين ، وجانباً مهمّاً من أخبار المختار وثورته.
وعلى الرغم من كونه
ممّن عاصر خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام فإنّي لم أقف له على أثر في أحداثها ، ويغلب على الظنّ أنّ صغر سنّه في أثنائها
لم يمنحه
فرصة للمشاركة بها
، ويغلب على الظنّ أيضاً أنّه كان علويَّ الهوى ، فقد روى عن جندب بن عبد الله أنّ
أمير المؤمنين عليهالسلام قال بعد مؤامرة رفع المصاحف بصفّين : (لقد فعلتم فعلة ضعضعت
قوّةً ، وأسقطت منَّةً ، وأوهنت وأورثت وهناً وذلّةً ..).
ولا يظهر لحميد أثر
أو ذكر إلاّ في أثناء معركة الطفّ ؛ فقد كان في جيش عمر بن سعد ، وتنسب إليه غالبية
ما قيل فيها من خطب وأقوال ، وما أثر عن بطولات أبي عبد الله وأهل بيته صلوات الله
وسلامه عليهم ، وبطولات أصحابه وتضحياتهم رضوان الله عليهم ، وأخبار من شارك في قتال
الحسين وأهل بيته عليهم السلام ومن شارك بقتلهم وقتل أصحابه ، بل يبدو أنّه كان
شديد القرب من معسكر أبي عبد الله وأصحابه ، حيث أنّ أغلب ما روي من أقوال الحسين
عليهالسلام وصحبه إنّما وصلنا عن طريقه ، حتّى يكاد الدارس يظنّ أنّ
قدراً سماويّاً أخرج حميداً من الكوفة لتدوين أحداث الواقعة ، ولإنقاذ عليّ بن الحسين
من براثن شمر بن ذي الجوشن وجلاوزته كما سيتبيّن لاحقاً.
وعنه أيضاً غالب ما
دار من روايات حول موقف عقيلة بني هاشم عليها السلام أثناء الواقعة ، وبعدها ، وموقفها
في مجلس عبيد الله بن زياد ، وإنقاذها الإمام زين العابدين
عليهالسلام من براثنه وبراثن جلاوزته حينما همّ بقتله ، وله روايات لمواقف
أُخرى غيرها.
وتكمن أهميّة رواياته
أنّها ليس فيها من واسطة ، فهي عن سماع ورؤية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عين. ولولاه ما وصلنا
شيء كثير عن أحداث الواقعة وما دار فيها ، وعنه أيضاً غالبية أخبار ثورة التوّابين
في مراحلها المختلفة من طورها السرّي إلى طورها العلني ، ومن خروجهم من الكوفة ومسيرهم
لزيارة مرقد أبي عبد الله عليهالسلام ، إلى مسيرهم إلى عين الحلوة ، حيث دارت معركتهم ، فشارك بها وسجّل بطولات
قادتها وصحبهم ، وعنه أيضاً غالبية أخبار ثورة المختار ، وما دار فيها من أحداث شارك
بها أو رآها رؤية عين.
حميد في واقعة الطفّ
:
كان حميد ضمن جيش عمر
بن سعد الذي عدَّ للتوجّه في الأصل نحو الريّ ، ويبدو أنّه حينما أمر عبيد الله بن
زياد عمر بن سعد بالتوجّه لقتال أبي عبد الله الحسين عليهالسلام ، وجد حميدٌ نفسه محشوراً مع من حشر به ، وكأنّه حوصر حصاراً لا يستطيع الإفلات
منه ، وأعتقد أنّه لم يشهر سيفاً في تلك الواقعة ، وما رمى بسهم ، ولا طعن برمح ، وكان
يرقب المعركة بأذن واعية ، وتستنتج ممّا رواه أنّه كان حريصاً أن يكون في أثنائها قريباً
من أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وأصحابه رضوان الله عليهم.
ويبدو أنّه كان على
علاقة طيّبة بعمر بن سعد ، فقد ذكر الدينوري أنّه قال : «كان عمر بن سعد صديقاً لي
، فأتيته عند منصرفه من قتال الحسين ، فسألته عن حاله ، فقال : لا تسأل عن حالي ، فإنّه
ما رجع غائب إلى منزله بشرٍّ
ممّا رجعت ، قطعت القرابة
القريبة ، وارتكبت الأمر العظيم» لذا فإنّ ما رواه
حميد عن مراسلات عبيد الله بن زياد مع ابن سعد يمكن أن نطمئنّ إليه أيضاً ، وممّا رواه
أنّ ابن زياد دعا شمراً بن ذي الجوشن فقال له : «اخرج بهذا الكتاب إلى عمر بن سعد فليعرض
على الحسين وأصحابه النزول على حكمي ، فإن فعلوا فليبعث بهم إليّ سلماً ، وإن هم أبوا
النزول على حكمي فليقاتلهم ؛ فإن فعل ذلك فاسمع له وأطع ، وإن هو أبى أن يقاتلهم فأنت
أمير الناس ، وثب عليه فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه».
روى أيضاً أن ابن زياد
أرسل رسالةً أخرى إلى عمر بن سعد يأمره فيها أن يحول بين الحسين وأصحابه وبين الماء
، فبعث ابن سعد خمسمائة فارس بقيادة عمرو بن الحجّاج إلى الشريعة لمنع الحسين وأصحابه
من الوصول إلى الماء ، وعند وصولهم نادى
عبد الرحمن بن الحصين الأزدي بأعلى صوته : والله لا تذوقون منه قطرةً حتّى تموتوا عطشاً
، فأجابه الحسين عليهالسلام : اللهمّ اقتله عطشاً ، ولا تغفر له أبداً ؛ قال حميد : والله
لعدته بعد ذلك في مرضه ، فوالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيته يشرب الماء حتّى يبغره
ويصيح العطش العطش ، ثمّ يعود يشرب الماء حتّى يبغره ثمّ يبغيه ويتلظّى عطشاً ، فما
زال ذلك دأبه حتّى لفظ نفسه».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن المواقف البطولية
التي رواها عن أبي عبد الله عليهالسلام ما فعله بعمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي حين ضرب القاسم بن الحسن عليهما السلام بسيفه
على رأسه فأسقطه بعد أن انقطع شسع نعله ، وكان ابن سعيد حين رأى القاسم بتلك الهيبة
والشجاعة وهو غلام ، أقسم أن يشدَّ عليه فحاول حميد منعه ، إذ قال له : وما تريد منه
وقد احتوشه القوم ، ولكن اللعين أصرّ على فعلته ، وضرب القاسم بسيفه على رأسه فسقط
على وجهه ، فصاح يا عمّاه ، فبرز إليه الحسين كالصقر وشدَّ شدّة الليث الغاضب ـ بحسب
رواية حميد ـ وضرب ابن سعيد بسيفه فاتّقاه بساعده فأطنّها من لدن مرفقه ، وحملت الخيل
لاستنقاذ ابن سعيد ، فداسته فمات ؛ كلّ ذلك رواه حميد ، وروى أيضاً ، وقوف الحسين
عليهالسلام على رأس الغلام ، وقوله : «بعداً لقوم قتلوك ، خصمهم فيك يوم
القيامة رسول الله(صلى الله عليه وآله). ثمّ قال : عزّ على عمّك أن تدعوه فلا
يجيبك .. ثمّ احتمله على صدره ، وكأنّي أنظر إلى رجلي الغلام تخطّان في الأرض ...» ، وما تبع ذلك من وضعه
بجانب ولده عليّ الأكبر ، رواه بتفصيل من شهد الحدث واستوعبه واستمع إلى الحوار الذي
دار به من أوّله إلى آخره ، وقد يكون هذا اللعين
ابن عمّ عبد الله بن سعد بن نفيل أحد قادة جيش التوّابين ، وشتَّان.
ومن المواقف التي قد
تحسب له أنّ شمر بن ذي الجوشن حمل في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أثناء المعركة يريد
حرق فسطاط أبي عبد الله عليهالسلام ؛ فقال له حميد بن مسلم : «سبحان الله إنّ هذا لا يصلح لك تريد أن تجمع على نفسك
خصلتين تعذّب بعذاب الله وتقتل الولدان والنساء ، والله إنّ في قتلك الرجال لما ترضي
به أميرك ، قال : فقال : من أنت؟ قلت : لا أخبرك من أنا. قال : وخشيت والله أن لو عرفني
أن يضرّني عند السلطان ، قال : فجاءه رجل كان أطوع له منِّي شبث بن ربعي ، فقال : ما
رأيت مقالاً أسوأ من قولك ولا موقفاً أقبح من موقفك ، أمرعباً للنساء صرت؟ قال : فأشهد
أنّه استحيى فذهب لينصرف ، وحمل عليه زهير بن القين في رجال من أصحابه عشرة فشدّ على
شمر بن ذي الجوشن وأصحابه فكشفهم عن البيوت».
وروى أيضاً فعلة اللعين
عقبة بن بشر الذي رمى رضيع الحسين عليهالسلام بسهم وهو في حجره ، فذبحه ، وذكر أيضاً أنّ عبد
الله بن قطنة التميمي هو الذي قتل عون بن عبد الله بن جعفر ، وأنّ الذي قتل أخاه
محمّداً بن عبد الله بن جعفر هو عامر بن نهشل التميمي ، وذكر بقيّة من استشهد
من بني هاشم كجعفر بن محمّد بن عقيل ، وغيره.
وقال : إنّ أوّل قتيل
قتل من ولد أبي طالب مع الحسين هو ولده عليّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عليهما السلام ، وإنّ
الحسين حين استشهد ولده عليّ قال سماع أذني : «قتل الله قوماً قتلوك يا بنيّ ما أجرأهم
على الله ، وعلى انتهاك حرمة رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ثمّ قال : على الدنيا
بعدك العفا ؛ قال حميد : وكأنّي أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنّها الشمس طالعة تنادي
: يا حبيباه يا ابن أخاه فسألت عنها ، فقالوا : هذه زينب بنت عليِّ بن أبي طالب ، ثمّ
جاءت حتّى انكبّت عليه ، فجاءها الحسين فأخذ بيدها إلى الفسطاط ، وأقبل إلى ابنه وأقبل
فتيانه إليه ، فقال : احملوا أخاكم ، فحملوه من مصرعه».
تحدّث حميد أيضاً عن
إحدى حملات أبي الفضل العبّاس عليهالسلام في رفقة ثلة من أصحاب الحسين عليهالسلام ، واستطاعتهم كشف جيش ابن سعد عن شريعة الماء وملئهم قِرَبَهُم وعودتهم بها.
وذكر أيضاً أنّه «لمّا
بقي الحسين في ثلاثة رهط أو أربعة دعا بسراويل محقّقة يلمع فيه البصر يمانيٌّ محقّق
، ففزره ، ونكثه لكي لا يسلبه ، فقال له بعض أصحابه : لو لبست تحته تبّاناً ، قال :
ذلك ثوب مذلّة ، ولا ينبغي لي أن ألبسه. قال : فلمّا قتل أقبل بحر بن كعب فسلبه إيّاه
فتركه مجرّداً».
وسمع أبا عبد الله
عليهالسلام قبل أن يقتل يقول : «وهو يقاتل على رجليه قتال الفارس الشجاع
... أعلى قتلي تحاثّون! أما والله لا تقتلون بعدي عبداً من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عباد الله أسخط عليكم
لقتله منِّي ؛ وأيم الله إنّي لأرجو أن يكرمني الله بهوانكم ، ثمّ ينتقم لي منكم من
حيث لا تشعرون ، أما والله أن لو قتلتموني لقد ألقى الله بأسكم بينكم ، وسفك دمائكم
، ثمّ لا يرضى لكم حتّى يضاعف لكم العذاب الأليم».
وروى أيضاً دعاء أبي
عبد الله عليهالسلام في ساعته الأخيرة قبل استشهاده ، قال : «سمعت الحسين يومئذ يقول
: اللهمّ أمسك عنهم قطر السماء ، وامنعهم بركات الأرض ، اللهمّ فإن متّعتهم إلى حين
ففرّقهم فرقاً ، واجعلهم طرائق قدداً ، ولا ترض عنهم الولاة أبدا ، فإنّهم دعونا لينصرونا
، فعدوا علينا ليقتلونا ..».
وروى أيضاً الصورة
المروّعة لاستشهاده عليهالسلام ، فقال : «والله ما رأيت مكثوراً قطّ قد قتل ولده وأهل بيته
وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه عليهالسلام ، إن كانت الرجالة لتشدّ عليه فتنكشف عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شدّ فيها
الذئب ، فلمّا رأى ذلك شمر بن ذي الجوشن استعدى الفرسان فصاروا في ظهور الرجّالة ،
وأمر الرماة أن يرموه ، فرشقوه بالسهام حتّى صار كالقنفذ فأحجم عنهم ، فوقفوا بإزائه
، وخرجت أخته زينب إلى باب الفسطاط ، فنادت عمر بن سعد بن أبي وقّاص : ويحك يا عمر!
أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟ فلم يجبها عمر بشيء. فنادت : ويحكم أما فيكم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسلم؟ فلم يجبها أحد
بشيء ، ونادى شمر بن ذي الجوشن الفرسان والرجّالة فقال : ويحكم ما تنتظرون بالرجل؟
ثكلتكم أمهاتكم! فحمل عليه من كلّ جانب ، فضربه زرعة بن شريك على كفّه اليسرى فقطعها
، وضربه آخر منهم على عاتقه فكبا منها لوجهه ، وطعنه سنان بن أنس بالرمح فصرعه ، وبدر
إليه خولي بن يزيد الأصبحي ـ لعنة الله عليهم ـ فنزل ليحتزّ رأسه ، فأرعد ، فقال له
شمر : فتّ الله في عضدك ، ما لك ترعد؟ ونزل شمر إليه فذبحه ثمّ دفع رأسه إلى خولي بن
يزيد ، فقال : احمله إلى الأمير عمر بن سعد».
ذكر أيضاً من شارك
بسلبه عليهالسلام. هذه الصور المروِّعة
التي سوّدت وجه ذلك الجيش الذي تبوّأ مقعده من الجحيم رواها ابن مسلم بأسلوب أدبيٍّ
فصيح خال من التعقيد والغموض يندر أن نقف على مثله في روايات الأقدمين.
وجزَّاه الإمام زين
العابدين خيراً ، إذ كان سبباً في نجاته من القتل ، فقد ذكر الطبري أنّه انتهى بعد
مصرع أبي عبد الله إلى «عليّ بن الحسين وهو منبسطٌ على فراش له ، وهو مريض ، وإذا شمر
بن ذي الجوشن في رجالة معه يقولون : ألا نقتل هذا؟ قال : فقلت : سبحان الله! أنقتل
الصبيان! إنّما هذا صبيٌ ، قال : فمازال ذلك دأبي أدفع عنه كلَّ من جاء حتّى جاء عمر
بن سعد ، فقال : ألا لا يدخلنّ بيت هؤلاء النسوة أحد ، ولا يعرضنّ لهذا الغلام
المريض ... فقال عليّ بن الحسين : جزيت من رجل خيراً! فوالله لقد دفع الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عنّي بمقالتك شرّاً». على أنّه عليهالسلام لم يكن صبيّاً آنذاك فقد جاوز العشرين ، ولكن شدّة مرضه هي التي منعته من القتال
، وكأنّ الله سبحانه وتعالى أبقاه لحفظ رسالته ، والإبقاء على أئمّة أهل البيت عليهمالسلام.
وممّا رواه أيضاً رؤيته
امرأة من بني بكر بن وائل كانت مع زوجها في جيش عمر بن سعد فلمّا رأت القوم قد اقتحموا
على نساء الحسين عليهالسلام وفسطاطهنّ ، وهم يسلبوهنّ أخذت سيفاً وأقبلت نحو الفسطاط ، وقالت
: يا آل بكر بن وائل أتُسلب بنات رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، لا حكم إلاّ لله
، يا لثارات رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فأخذها زوجها وردّها إلى رحله.
وذكر ابن الأثير أنّ
عمر بن سعد : «لما قتل الحسين أرسل رأسه ورؤوس أصحابه إلى ابن زياد مع خَوَلي بن يزيد
، وحميد بن مسلم الأزدي) ، وهي رواية لم أقف على من يؤيّدها ، بل إنّ مجريات الأحداث
تدفعها ، والذي روي أنّ ابن سعد طلب من حميد أن يبشّر عائلته بما فتح الله عليه ، فبئس الفتح الذي
سوّد وجه الجيش وقائده ، أمّا الذي حمل الرؤوس الشريفة فهو شمر بن ذي الجوشن ، وقيس
بن الأشعث ، وعمرو بن الحجّاج ، وعروة بن قيس ؛ وهو الصحيح.
روى حميد أيضاً سؤال
ابن زياد زين العابدين عليهالسلام عن اسمه ، وما دار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من حوار أغضب ابن زياد
فأمر بقتله ، وما فعلته عقيلة بني هاشم عليها السلام حين طلبت منه أن يأمر بقتلها قبله
، كما روى الحوار الذي دار بينها عليها السلام وبينه حين أذن للناس.
وروي عنه موقف زيد
بن أرقم من عبيد الله بن زياد حينما رآه يقرع ثنايا أبي عبد الله
عليهالسلام بقضيبه ، إذ قال له : «أعل بهذا القضيب عن هاتين الشفتين ، فوالذي
لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) على هاتين الشفتين يقبّلهما
، ثمّ انفضح الشيخ يبكي ، فقال له ابن زياد : أبكى الله عينيك ، فوالله لولا أنّك شيخ
قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك ، فقام وخرج ، فسمعت الناس يقولون : والله لقد قال زيد
بن أرقم قولاً لو سمعه ابن زياد لقتله : فقلت : ما الذي قال؟ قال مرّ بنا وهو يقول
: أنتم يا معاشر العرب عبيد بعد اليوم ، قتلتم ابن فاطمة ، وأمّرتم ابن مرجانة ، فهو
يقتل خياركم ، ويستعبد أشراركم ، فبعداً لمن يرضى بالذلّ والعار».
وروى أيضاً موقف عبد
الله بن عفيف الأزدي رضوان الله عليه حينما خطب ابن زياد في مسجد الكوفة ، وحمد الله
على نصر يزيد لعنة الله عليه بقتل ريحانة رسول الله أبي عبد الله الحسين واتّهمه بالكذب
، واتّهم أباه عليهما السلام ، وكان ابن عفيف قد فقد عيناً في معركة الجمل وأخرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصفّين ، فقال حينما
سمع خطبة ابن زياد : «يا بن مرجانة إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنت وأبوك والذي ولاّك
وأبوه ، يا ابن مرجانة أتقتلون أبناء النبيّين وتتكلّمون بكلام الصدّيقين» ، فلمّا
وثبت الجلاوزة لأخذه وثب إليه فتية من قومه فاستنقذوه ، فأرسل ابن زياد جلاوزته من
ورائه وقتله.
وقد ذكر الشيخ الطوسي
حميداً بن مسلم الكوفي مع أصحاب عليّ بن الحسين عليهالسلام من دون تعليق أو إضافة
، وما كان الشيخ يذكره لولا موقفه النبيل في إنقاذه من شمر بن ذي الجوشن وجلاوزته ،
وذكره السيّد الخوئي مع أصحابه أيضاً نقلاً عن الشيخ الطوسي ، ومن دون إضافة أو
تعليق.
وممّا روي عنه عن حنظلة
بن سفيان عن شهر بن حوشب أنّ الخليفة عمر لمّا دوّن الدواوين بدأ بالحسنين عليهما السلام
فقبّلهما وأجلسهما على حجره وحثا في حجرهما حتّى ملأهما ، فاعترض ولده عبد الله وقال
: قدّمتهما عليّ ولي صحبة ، وليس لهما صحبة ، ولي هجرة وليس لهما ، فقال : أسكت لا
أمّ لك. أبوهما خير من أبيك ، وأمّهما خيرٌ من أمّك.
مع التوّابين في ثورتهم
:
لاشكّ في أنّ الندم
ركب حميداً بعدما رأى بأمّ عينه تلك المجزرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرهيبة التي راح ضحيّتها
أبو عبد الله الحسين عليهالسلام وصحبه الكرام البررة رضوان الله عليهم ، فالتحق من بعد بمعسكر
التوّابين ، وروى جميع أخبارهم ، ثمّ روى أخبار معركة عين الوردة التي قدّر له أن يشارك
في قيادة بعض فصائلها ، وكتبت له النجاة.
ويبدو أنّه كان مع
الرعيل الأوّل منهم ، فقد ذكر أنّ مائة من وجوه الشيعة وفرسانهم حضروا اجتماعاً في
بيت سليمان بسرية تامّة خوفاً من طغمة يزيد
التي كانت تحكم الكوفة بالحديد والنار ، ومثَّل ذلك الاجتماع بداية التخطيط لثورتهم.
وبعد هلاك يزيد ومبايعة
غالبية الكوفيّين لعبد الله بن الزبير كان الصحابي سليمان بن صرد ورفاعة بن شدّاد والمسيّب
بن نجبة وعبد الله بن سعد بن نفيل وعبد الله بن وأل وغيرهم ممّن تخلّف عن بيعته ، وباقتراح
رفاعة تولّى الصحابي سليمان بن الصرد قيادة جيش التوّابين ، وقد بايعه نحو ستّة عشر
ألفاً على الثأر وإعادة الحقّ إلى نصابه أو الشهادة ؛ إلاّ أنّ من التحق به يوم قرّر
الخروج لا يتجاوزون الأربعة آلاف بكثير.
وبعد وصول جيش التوّابين
إلى عين الحلوة بعث سليمان المسيّب طليعة في أربعمائة فارس ، وطلب منه شنّ الغارة على
أوّل عسكر عبيد الله بن زياد ، وكان في خيل المسيّب حميد بن مسلم ، قال : فسرنا يوماً
وليلة ، وهو منّا عند الفجر بمقدار ما أكلت دوابّنا علفها ، ثمّ صلّينا الصبح ، ثمّ
بعث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المسيّب مائة فارس
مع أبي جويرية بن الأحمر ، ومائة وعشرين مع عبد الله بن عوف ، ومثلها مع حنش بن ربيعة
الكناني وهو ممّن روى عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، وبقي هو في مائة
، وطلب منهم أن يأتوه بأوّل من يلتقونه كي يعرف أخبار جيش بن زياد ؛ قال حميد بن مسلم
: فلقينا أعرابيّاً يقول :
يا مال لا تعجل
إلى صحبي
|
|
واسرح فإنّك آمن
السرب
|
فتفاءل القوم واستبشروا
وسألوه ، فأخبرهم أنّ أدنى عساكر بن زياد منهم هو عسكر ابن ذي الكلاع ، لا يبعد عنهم
أكثر من ميل ، فهرع أصحاب المسيّب إليهم وهم غارون فقَتلوا وجَرحوا وترك ابن ذي الكلاع
والناجون من أصحابه عسكرهم وفرُّوا هاربين ، فأخذ المسيّب وأصحابه ما خفّ حمله من
ذلك العسكر ، وعادوا إلى معسكرهم.
وحين تواقف الطرفان
في صبيحة يوم المعركة الأوّل أملى كلّ طرف شروطه على الآخر ، وكانت شروط التوّابين
تسليم ابن زياد ، وخلع عبد الملك ومبايعة الرضا من آل البيت عليهمالسلام ، قال حميد بن مسلم
، وكان من رجالها الفرسان : «جاء حصين بن نمير مسرعاً فنزل في اثني عشر ألفاً ،
فخرجنا إليهم يوم الأربعاء لثمان بقين من جمادى الأولى ... فحملت ميمنتنا على ميسرتهم
، وهزمتهم ، وحملت ميسرتنا على ميمنتهم ، وحمل سليمان في القلب على جماعتهم ، حتّى
اضطررناهم إلى عسكرهم ، فمازال الظفر لنا عليهم حتّى حجز بيننا وبينهم الليل ... فلمّا
كان الغد صبّحهم ابن ذي الكلاع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ثمانية آلاف ...
فقاتلناهم قتالاً لم يرَ الشيب والمرد مثله قط في يومنا كلِّه لا يحجز بيننا وبين القتال
إلاّ الصلاة ، حتّى أمسينا فتحاجزنا .. فكان رفاعة يقصُّ ويحضض الناس في ميمنته لا
يبرحها .. فاقتتلنا اليوم الثالث يوم الجمعة قتالاً شديداً إلى ارتفاع الضحى ، ثمّ
إنّ أهل الشام كاثرونا وتعطَّفوا علينا من كلّ جانب».
واستشهد القادة الواحد
تلو الآخر ، وسقطت راية الفرسان ، وليس هناك من يرفعها ، قال حميد بن مسلم : فنادينا
عبد الله بن وأل الذي آلت إليه القيادة ، وكان في اشتباك مع فرسان من جيش الشام ، فحمل
رفاعة بن شدّاد فاستنقذه منهم ، وفي هذه الأثناء حمل الراية حين سقطت عبد الله بن خازم
الكندي ، وبعد فكّ الاشتباك أخذها ابن وأل من بعد ، وقال : «من أراد الحياة التي ليس
من بعدها موت ، والراحة التي ليس من بعدها نصب ، والسرور الذي ليس بعده حزن ، فليتقرّب
إلى ربّه بجهاد هؤلاء المحلّين ، والرواح إلى الجنَّة رحمكم الله». وروى أبو مخنف بسنده عمّن شارك بالمعركة أنّ عبد الله بن وأل
شدَّ على القوم عصر ذلك اليوم فأصبنا رجالاً منهم وكشفناهم ، ثمّ إنّهم تعطّفوا علينا
من كلّ جانب فحازونا إلى المكان الذي كنّا فيه ، ولا يستطيعون أن يأتونا إلاّ من مكان
واحد ، واستمرّ القتال إلى الليل ، وشدّ أدهم بن محرز الباهلي بخيله فقتل عبد الله
بن وأل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولم يجد رفاعة بن شدّاد
بدّاً من الانسحاب بعد استشهاد غالبية أصحابه ، فلما جنَّ الليل عليهم انسحب ببقيّتهم
ليأسهم من تحقيق انتصار على جيش ابن زياد.
حميد في ثورة المختار
:
يبدو أنّ حميداً كان
على صلة بالمختار قبل التحاقه بثورة التوّابين ، بل زاره قبل خروج سليمان بأيّام وحدّث
سليمان أنّه يثبّط الناس عن الالتحاق به ، وأنّ أصحابه بلغ عددهم ألفين.
وبعد نجاته من معركة
عين الحلوة التحق بالمختار ، فزاره في سجنه ، وسمعه يقول : «أما وربِّ البحار والنخيل
والأشجار والمهامة والقفار والملائكة الأبرار والمصطفين الأخيار لأقتلنّ كلَّ جبّار
بكلِّ لدن خطّار ، ومهنّد بتّار ، في جموع من الأنصار ، ليسوا بميل أغمار ولا بعزل
أشرار ، حتّى إذا أقمت عمود الدين ، ورأيت شعب صدع المسلمين ، وشفيت غليل صدور
المؤمنين ، وأدركت بثأر النبيّين ، لم يكبر عليّ زوال الدنيا ، ولم أحفل بالموت
إذا أتى ، قال : وكنَّا إذا أتيناه وهو في السجن ردّد علينا هذا القول».
وبعد خروج المختار
من سجنه اتّفق مع أنصاره أن يكون موعد الثورة ليلة الخميس لأربع عشرة من ربيع الأوّل
سنة ستّ وستّين ، ولكن المقادير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جرت بالطريق الذي رسم
لها ، ففي يوم الإثنين خرج إبراهيم بن مالك الأشتر بعد صلاة المغرب يريد المختار في
رفقة كتيبة من أصحابه فيهم حميد ، فاصطدم بإياس بن مضارب قائد شرطة والي ابن الزبير
، فكان الانتصار الذي أدّى إلى تردّد صدى شعار (يا لثارات الحسين) في أرجاء الكوفة مرة ثانية ، إذ كانت
الأولى عند خروج التوّابين.
وروى أبو مخنف قال
حدّثني الوالبي قال : «خرجت أنا وحميد بن مسلم والنعمان بن أبي الجعد إلى المختار ليلة
خرج فأتيناه في داره وخرجنا معه إلى معسكره ، قال : فوالله ما انفجر الفجر حتّى فرغ
من تعبئته ، فلمّا أصبح استقدم فصلّى بنا الغداة بغلس ثمّ قرأ والنازعات ، وعبس وتولّى
، قال : فما سمعنا إماماً أمّ قوماً أفصح لهجة منه».
وما إن حقّق المختار
النصر على والي ابن الزبير حتّى استسلم أصحابه ، وعاهدوه على عدم الخروج عليه أو نصرة
أعدائه ، ولكن ما إن أرسل إبراهيم بن مالك الأشتر بجيش لقتال عبيد الله بن زياد حتّى
قرّر أعداء المختار كشبث بن ربعي وشمر بن ذي الجوشن ومحمّد بن الأشعث اغتنام الفرصة
للقضاء على المختار ، واستطاع هذا النفر إقناع عبد الرحمن بن مخنف بالخروج معهم ، ولم
يكن من رأيه الخروج ، فخرج ، وقد أصيب ابن مخنف إصابة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قاتلة إلاّ أنّه نجا
منها.
هل انحاز حميد إلى
أعداء المختار؟
تذهب رواية إلى أنّ
رجلاً اسمه حميد بن مسلم خرج مع عبد الرحمن عصبية وقاتل دفاعاً عنه ، وليس دفاعاً عن
الخارجين على المختار ، فقد روي أنّه قال :
لأضربنّ عن أبي
حكيم
|
|
مفارق الأعبد
والصميم
|
ولا يستبعد أن حميداً
هذا أزديّاً اختلط اسمه باسم صاحبنا ، وهو أمر لا أستبعده.
وبعد النصر الذي حقّقه
المختار بدأ بالثأر ممّن شارك في قتال أبي عبد الله عليه السلام ، فقتل من عثر عليه
منهم بالكوفة ، ولم ينج منهم إلاّ من استطاع الفرار ، وبحسب رواية حميد هذا أرسل المختار
من يأتيه بعبد الله ، وعبد الرحمن ابني صلخب الأزدي ، وحميد بن مسلم ، وبسبب انشغال
جند المختار بهما استطاع حميد الفرار والاختباء عند عبد قيس. وقال بعد نجاته :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألم ترني على
دهش
|
|
نجوت ولم أكد
أنجو
|
رجاء الله
أنقذني
|
|
ولم أك غيره
أرجو
|
ثمّ لا أقف لحميد هذا
على خبر أو ذكر حتّى سنة خمس وسبعين إذ رثى عبد الرحمن بن مخنف الذي قتل في حربه مع
الأزارقة برامهرمز ، باستثناء خبر انحياز القاسم بن حبيب بن مظاهر الأسدي إلى خيل مصعب
بن الزبير للثأر من قاتل أبيه البديل بن صريم التميمي ، الذي استطاع الهرب من
المختار والالتحاق بمصعب بن الزبير ، فلمّا وجد القاسم غرّة من البديل قتله وهو في
قيلولته.
ولعلّ ما يوثق الظنّ
أنّ حميداً صاحبنا لم يكن هو المطلوب ، إذ إنّه لم يكن معدوداً مع الشعراء ، ولم أقف
له على شعر يروى في سابقات أيّامه ؛ كما أنّه كان بجانب المختار من اليوم الأوّل من
ثورته ، فكيف انحاز عنه إلى معسكر شمر بن ذي الجوشن وأصحابه وقد خرج حين خرج للثأر
من قتلة أبي عبد الله عليهالسلام ، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر
١ ـ الأخبار الطوال :
ابن قتيبة الدينوري (ت٢٨٢ هـ) ، مصوّر على قرص أصدرته مكتبة آل البيت عليهمالسلام لتحقيق التراث سنة
١٤٢٦هـ.
٢ ـ الإرشاد : الشيخ
المفيد (ت ٤١٣هـ) ، مؤسّسة آل البيت عليهمالسلام لتحقيق التراث ط٢ ،
دار المفيد للطباعة والنشر ، بيروت ١٩٩٣م.
٣ ـ أنساب الأشراف :
البلاذري (ت ٢٧٩ هـ) ، تحقيق : محمّد باقر المحمودي ، مؤسّسة الأعلمي ، بيروت ١٩٧٤م.
٤ ـ البحار : المجلسي
(ت ١١١١هـ) ، مؤسّسة الوفاء ، بيروت ١٩٨٣م.
٥ ـ البداية والنهاية :
ابن كثير (ت ٧٧٤هـ) ، مكتبة المعارف ، بيروت.
٦ ـ بغية الطلب في تاريخ حلب :
كمال الدين عمر بن أحمد بن جرادة (ت٦٦٠هـ) ، تحقيق : سهيل زكار ، دمشق ١٩٨٨م.
٧ ـ تاريخ الطبري :
الطبري (ت ٣١٠ هـ) ، دار الكتب العلمية ، ط ٤ ، بيروت ٢٠٠٨م.
٨ ـ تاريخ مدينة دمشق :
ابن عساكر (ت ٥٧١هـ) ، تحقيق : علي شيري ، دار الفكر ، بيروت ١٩٩٥م.
٩ ـ تجارب الأمم : ابن
مسكويه ، تحقيق : د. أبو القاسم إمامي ، ط٢ ، ، مطابع دار سروش للنشر ، طهران ١٩٨٧م.
١٠ ـ الثوية بقيع الكوفة :
أ ، د ، صلاح مهدي الفرطوسي ، دار الجواهري ، بغداد ، ٢٠١٣م.
١١ ـ جمهرة أنساب العرب :
ابن حزم (ت٤٥٦) ، راجعه : عبد المنعم خليل ، ط٥ ، دار الكتب العلمية ، بيروت ٢٠٠٩م.
١٢ ـ ذوب النضار في شرح الثار :
ابن نما الحلّي (ت ٦٤٥هـ) ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم ١٤١٦هـ.
١٣ ـ رجال الطوسي : الشيخ
الطوسي (ت٤٦٠هـ) ، تحقيق : جواد القيّومي الأصفهاني ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، قم المقدّسة
، ١٤٢٥هـ.
١٤ ـ روضة الواعظين :
الفتّال النيسابوري (ت٥٠٨هـ) ، تقديم : مهدي الخرسان ، منشورات الرضي ، قم.
١٥ ـ عمدة القاري : العيني
(ت٨٥٥ هـ) ، نسخة مصوّرة على قرص أصدرته مكتبة أهل البيت عليهمالسلام سنة ١٤٢٦هـ.
١٦ ـ الكامل في التاريخ :
ابن الأثير (ت٦٣٠ هـ) ، دار صادر ، بيروت ٢٠٠٨م.
١٧ ـ اللهوف في قتلى الطفوف :
ابن طاووس (ت٦٦٤هـ) ، الأنوار الهدى ، قم.
١٨ ـ مثير الأحزان :
ابن نما الحلّي (ت٦٤٥هـ) ، منشورات المطبعة الحيدرية ، النجف ١٩٥٠م.
١٩ ـ المسترشد : محمّد
بن جرير الطبري (الشيعي) (ق ٤) ، تحقيق : أحمد المحمودي ، مطبعة سلمان الفارسي ، قم.
٢٠ ـ معالم الفتن : سعيد
أيّوب ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، قم المقدّسة ١٤١٦هـ.
٢١ ـ معجم رجال الحديث :
السيّد الخوئي ، ط٥ ، ١٩٩٢م.
٢٢ ـ مقاتل الطالبيّين :
أبو الفرج الأصفهاني (ت٣٥٦ هـ) ، تحقيق : أحمد صقر ، ط ٣ ، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات
، بيروت ١٩٩٨م.
٢٣ ـ مقتل الحسين : أبو
مخنف الأزدي (ت١٥٧هـ) ، بقلم : الحسن الغفّاري ، المطبعة العلمية ، قم ١٣٩٨هـ.
٢٤ ـ مناقب آل أبي طالب :
ابن شهرآشوب (ت ٥٨٨هـ) ، طبعه : محمّد كاظم الكتبي ، المطبعة الحيدرية ، النجف ١٩٥٦م.
٢٥ ـ موسوعة التاريخ الإسلامي :
الشيخ محمّد هادي اليوسفي الغروي ، مجمع الفكر الإسلامي ، قم ١٤٢٠.
أبو مخنف والمقتل
المنسوب إليه
د. كامل سلمان الجبوري
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدّمة
الحمدُ لله على نعمه
، وصلّى الله على نبيّه الكريم ، وآله الطيّبين الطاهرين ، وصحبه المنتجبين.
قسّم العلماء رواية
أحداث التاريخ الإسلامي بين ثلاثة رواة :
«أبي مِخنف بأمر العراق
وأخباره وفتوحه يزيد على غيره ، والمدائني بأمر خراسان والهند وفارس ، والواقدي بالحجاز
والسيرة ، وقد اشتركا في فتوح الشام».
وهنا تبرز أهمّية أبي
مِخنف في تغطية أخبار ثلث أحداث العالم الإسلامي يومذاك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولغرض وضع القارئ أمام
واقع أبي مِخنف ورواياته وكتابه أودّ أن أضع خطوطاً عامّةً عن حياة هذا المؤرّخ الجليل
، وهي بطبيعة الحال لا تساعد على إيضاح الجوانب الهامّة من حياته بصورة شافية وافية
، ذلك لأنّ كتب الرجال والتراجم لا تسعفنا بترجمة وافية عن حياة هذا المؤرّخ ، وكلّما
نجده عن هذا الرجل في كتب الرجال والتراجم والفهارس أسطراً معدودات تهتمّ في العادة
بتعداد مؤلّفاته.
وقد استطعت أن أجمع
بعض تلك الشتات وأقدّمها لتكون تمهيداً لهذا الكتاب.
وسيكون حديثي أوّلاً
عن أبي مِخنف وما وصلنا من : نسبه وأسرته ، وولادته ونشأته ، وشخصيّته ووثاقته ، ومن
روى عنهم ، ومن رووا عنه ، ورواياته وكتبه ، ومن ترجم أو تعرّض له.
ثمّ عن تاريخه هذا
: التاريخ المفقود ، كيفية جمع نصوصه ، مصادرها ومراجعها ، والتعامل معها.
نسبه وأسرته :
لوط بن يحيى بن سعيد
بن مِخنف بن سليم بن الحارث بن عوف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن ثعلبة بن عامر
بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدؤل بن سعد مناة ابن غامد ـ (واسم غامد : عمرو)
ـ بن عبد الله بن كعب بن الحارث ابن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن عمرو
مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد
بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ الأزدي الغامدي.
وكنيته : أبو مِخنف
ـ كمِنْبَر ـ.
فهو غامديّ ، أزديّ
، كوفيّ ، من أصل نابه ، فقد كان جدّه مِخنف بن سليم صحابيّاً روى عن النبيّ(صلى
الله عليه وآله) ، ومن أصحاب الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام شهد الجمل حاملاً راية الأزد فاستشهد في تلك الواقعة سنة (٣٦هـ).
وقد حفظ لنا التاريخ
بعض أسماء من أسرته ، فكان محمّد وعبد الرحمن ابني مِخنف أخوين لجدّه.
وأبو رملة عامر بن
مِخنف بن سليم ذكره صاحب منتهى المقال (٢٩٩) وقال إنّه روى عن أبيه مِخنف.
وحبيب بن مِخنف ذكره
الحافظ أبو عمرو.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكان أبوه يحيى بن
سعيد بن مِخنف من أصحاب الإمام عليّ عليهالسلام أيضاً.
ولادته ونشأته :
لم تسعفنا المصادر
متى ولد أبو مِخنف ، إلاّ أنّ المستشرق فلهوزن يؤكّد أنّ أبا مِخنف بلغ مبلغ الرجال
في ثورة ابن الأشعث عام (٨٢هـ).
وعاش الرجل ـ كما يرى
فلهوزن ـ حتّى شهد سقوط الدولة الأموية ، أواخر الروايات المأثورة عنه تتعلّق بحوادث
سنة (١٣٢هـ).
وكان صديقاً حميماً
للراوية المعروف محمّد بن السائب الكلبي (ت١٤٦هـ).
ولقد عرف بكثرة الرواية
والنسب ، وبصورة عامّة كان : (صاحب أخبار وأنساب ، والأخبار عليه أغلب).
ويقال : إنّه روى عن
الإمام جعفر الصادق عليهالسلام .
وذكروا أنّه عاش أواخر
أيّامه في عهد المهدي محمّد بن أبي جعفر عبد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الله المنصور.
فإذا كانت وفاته سنة
(١٥٧هـ) ، وآخر الأخبار التي وصلتنا من روايته سنة (١٣٢هـ) فما معنى سكوت الرجل عن
الفترة التي عاشها في العصر العبّاسي وهي ربع قرن بالتمام؟
شخصيّته ووثاقته :
كان شيخ أصحاب الأخبار
بالكوفة ووجههم ومن أعظام مؤرّخي
الشيعة الإمامية ، أخباريٌّ اهتمّ بالأنساب
، ولكنّه كان أبرز الأخباريّين فيما يتعلّق بفتوح العراق وأخبارها.
وقد عدّه بروكلمان
: (إنّه أوّل من صنّف في أخبار الفتوح والخوارج وأيّام العرب وأحاديث الخلفاء والولاة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعتبره أغلب رجال الحديث
أنّه راوية ثقة يطمئنّ إلى ما يرويه.
ومع اشتهار تشيّعه
اعتمد عليه أئمّة أهل السنّة في النقل عنه كالطبري وابن الأثير وغيرهما ، وأكثر المؤرّخين
هم عيال عليه ، غير أنّ ابن أبي الحديد ينفي كونه شيعيّاً ، إلاّ أنّه يرى صحّة الإمامة
بالاختيار.
وقد نفى وثاقته جماعة
من علماء أهل السنّة ، فقد قال عنه أبو حاتم : متروك الحديث.
وقال الدارقطني : ضعيف.
وقال يحيى بن يحيى
: ليس بثقة.
وقال مرّة : ليس بشيء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال ابن عدي : شيعيّ
محترق ، صاحب أخبارهم.
وقال الذهبي : أخباريّ
تالف ، لا يوثق به.
وتبعه ابن حجر العسقلاني.
وذكره العقيلي في الضعفاء.
وقال الفيروزآبادي
: أخباريّ ، شيعيّ ، تالف ، متروك.
ولم يوردوا دليلاً
واحداً على هذا النفي ، سوى رميه بالتشيّع ، وهو عند أهل العلم منهم لا ينافي الوثاقة.
إنّما لذكره في كتاب
الردّة وكتاب
الشورى وكتاب
مقتل عثمان
وكتاب الجمل
وكتاب صفّين
ما لا يوافقهم ، وأودع في كتاب السقيفة جميع ما جرى بين الصحابة وكافّة ما وقع على أهل البيت يومئذ
، وكان بسبب قرب زمنه ينقل القضايا بجميع حذافيرها ويوردها على وجهها.
واختصرها المتأخّرون
كالإمام ابن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة ، والواقدي والطبري في تاريخهما ، وابن عبد ربّه
في العقد الفريد
حيث أتى على ذكر السقيفة ، وابن أبي الحديد الحنفي المعتزلي في مواضع من شرح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النهج ، ابن الأثير وأبو الفداء وابن الشحناء في تواريخهم ، والمسعودي
في مروج الذهب
اعتذار عروة بن الزبير عن أخيه عبد الله في تهديد بني هاشم بالإحراق حيث تخلّفوا عن
بيعته ، وروى الشهرستاني عن النظام حيث ذكر الفرقة النظامية في كتاب الملل والنحل نبذة
من ذلك.
بل لا يوجد تاريخ فيه
أحوال السلف خال عن الإيماء إلى ما ذكره أبو مِخنف ، ومن هنا حرّم بعضهم مراجعة التاريخ
، وأولى له أن يحرّم مراجعة الحديث أيضاً ، فإنّ الصحاح مشحونة من الإيماء إلى ما ذكر
أبو مِخنف وجميع المؤرّخين ، ولو حرّم العلم وأوجب العمى والجهل وألزم بالصمّ لكان
أوفق لغرضه.
من روى عنهم :
١ ـ إبراهيم بن عبد
الرحمن الأنصاري.
٢ ـ الأجلح بن عبد
الله.
٣ ـ إسحاق.
٤ ـ ابن إسحاق ، يروي
عن عمّه عبد الرحمن بن يسار.
٥ ـ إسماعيل بن خالد.
٦ ـ إسماعيل بن نُعَيم
النّمَري.
٧ ـ إسماعيل بن نُعيم
الهمداني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٨ ـ إسماعيل بن يزيد
الأزدي.
٩ ـ الأسود بن قيس
العبدي.
١٠ ـ أشعث بن سوار.
١١ ـ الأصبغ بن نباتة.
١٢ ـ أبو الأعزّ التيمي.
١٣ ـ الأعمش.
١٤ ـ الأعور التيمي
/ أبو الصلت.
١٥ ـ أبو بكر الكندي.
١٦ ـ أبو بكر بن محمّد
الخزاعي.
١٧ ـ تليد بن زيد بن
راشد الفائشي.
١٨ ـ تميم بن الحارث
الأزدي.
١٩ ـ ثابت بن هبيرة.
٢٠ ـ ثابت ، مولى زهير
بن سلمة الأزدي.
٢١ ـ جابر بن يزيد.
٢٢ ـ جابر ، يروي عن
الشعبي.
٢٣ ـ أبو الجارود /
لعلّه زياد بن زياد.
٢٤ ـ جديل بن خبّاب
النبهاني ، من بني عمرو بن أُبىّ.
٢٥ ـ جرير بن الحسين
الكندي.
٢٦ ـ جرير بن يزيد.
٢٧ ـ أبو جعفر ، حسين.
٢٨ ـ جعفر بن حذيفة
الطائي.
٢٩ ـ أبو جعفر العبسي.
٣٠ ـ جعفر بن القاسم.
٣١ ـ جعفر بن محمّد
بن علي / لعلّه الإمام الصادق عليهالسلام.
٣٢ ـ جميل بن مَرْثَد
، من بني معن.
٣٣ ـ أبو جناب / يحيى
بن أبي حيّة الكلبي.
٣٤ ـ جويرية بن أسماء.
٣٥ ـ أبو جهضم الأزدي
، رجل من أهل الشام.
٣٦ ـ جيفر بن أبي القاسم
العبدي.
٣٧ ـ الحارث بن حصيرة
الأزدي.
٣٨ ـ الحارث بن كعب
الوالبي ، من والبة الأزد.
٣٩ ـ حبيب بن بديل.
٤٠ ـ الحجّاج بن علي
البارقي.
٤١ ـ حدرة بن عبد الله
الأزدي.
٤٢ ـ ابن أبي حرّة
الجعفي / لعلّه عبد الملك بن أبي حرّة الحنفي.
٤٣ ـ الحسن بن عطية
العوفي.
٤٤ ـ الحسن بن عقبة
المرّي.
٤٥ ـ حسين ، أبو جعفر.
٤٦ ـ الحسين بن عُقبة
المرادي.
٤٧ ـ حصيرة بن عبد
الله بن الحارث بن دريد الأزدي.
٤٨ ـ الحصين بن يزيد
بن عبد الله بن سعد بن نُفيل الأزدي.
٤٩ ـ الحكم بن هشام
بن عبد الرحمن.
٥٠ ـ أبو حمزة الثمالي.
٥١ ـ حمزة بن علي /
أبو الخطّاب.
٥٢ ـ حنظلة بن الأعلم.
٥٣ ـ خالد بن قطن الحارثي.
٥٤ ـ أبو خالد الكاهلي.
٥٥ ـ خشينة بن الوليد
العبسي.
٥٦ ـ خليفة بن ورقاء.
٥٧ ـ دَلهم بنت عمرو
، امرأة زهير بن القين.
٥٨ ـ أبو رَوْق الهمداني.
٥٩ ـ أبو الزبير الأرحبي
الهمداني.
٦٠ ـ زكريّا بن أبي
زائدة.
٦١ ـ زهير بن عبد الرحمن
الخثعمي.
٦٢ ـ زهير بن عبد الله
الخثعمي.
٦٣ ـ زهير بن هنيد.
٦٤ ـ زيد بن صوحان.
٦٥ ـ أبو زيد / عبد
الله الأودي.
٦٦ ـ أبو زهير العبسي
/ النضر بن صالح بن حبيب.
٦٧ ـ السدّي.
٦٨ ـ السرّي بن إسماعيل.
٦٩ ـ سعد بن مجاهد
الطائي ، ورد أيضاً : سعد أبو المجاهد.
٧٠ ـ أبو سعيد الصيقل.
٧١ ـ سعيد بن زيد /
أبو المثلم.
٧٢ ـ أبو سعيد / عَقيصي.
٧٣ ـ سعيد بن مدرك
بن عمارة.
٧٤ ـ سلمة بن ثابت
الليثي.
٧٥ ـ سليمان بن عبد
راشد الأزدي.
٧٦ ـ سهم بن عبد الرحمن
الجُهني.
٧٧ ـ أبو سلمة.
٧٨ ـ سويد بن يزيد.
٧٩ ـ أبو سيف الأنصاري
، من بني الخزرج ، (لعلّه أبو يوسف الأنصاري الآتى برقم ١٨٤).
٨٠ ـ سيف بن بشر العجلي.
٨١ ـ الصقعب بن زهير.
٨٢ ـ صلة بن زهير النهدي.
٨٣ ـ أبو الضحّاك.
٨٤ ـ أبو عبد الأعلى
الزبيدي.
٨٥ ـ عبد الحميد البصري.
٨٦ ـ عبد الرحمن بن
جندي الأزدي.
٨٧ ـ عبد الرحمن بن
عبيد بن أبي الكنود / وورد أيضاً : عبد الرحمن ابن عبيد ، أبي الكنود.
٨٨ ـ عبد الرحمن بن
أبي عمرة الأنصاري.
٨٩ ـ عبد الرحمن بن
قيس السُلمي.
٩٠ ـ عبد الرحمن بن
يزيد بن جابر.
٩١ ـ عبد السلام بن
سويد.
٩٢ ـ عبد السلام بن
عبد الله بن جابر الأحمسي.
٩٣ ـ عبد الله بن عاصم
الفائشي ، بطن من همدان.
٩٤ ـ عبد الله بن عبد
الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري.
٩٥ ـ عبد الله الأودي
/ أبو زيد.
٩٦ ـ عبد الله بن علقمة
الخثعمي.
٩٧ ـ عبد الله بن عون.
٩٨ ـ عبد الله بن قيس.
٩٩ ـ عبد الله بن يزيد
بن جابر الأزدي.
١٠٠ ـ عبد الملك بن
أبي حرّة الحنفي.
١٠١ ـ عبد الملك بن
أبي سليمان.
١٠٢ ـ عبد الملك بن
مسلم بن سلام بن ثمامة الحنفي.
١٠٣ ـ عبد الملك بن
نوفل بن مُساحق بن عبد الله بن مَخرَمة.
١٠٤ ـ عبيدة بن كلثوم.
١٠٥ ـ عبيدة بن هلال
اليشكري.
١٠٦ ـ عثمان بن عمرو
بن محصن الأزدي.
١٠٧ ـ العدي.
١٠٨ ـ عصام بن قدامة.
١٠٩ ـ عطاء بن السائب.
١١٠ ـ عطاء بن عجلان.
١١١ ـ عطاء بن عَرْفَجة
بن زيد بن عبد الله الوِرثي.
١١٢ ـ عطية بن الحارث.
١١٣ ـ عقبة بن بشير
الأسدي.
١١٤ ـ عقبة بن أبي
العيزار.
١١٥ ـ عَقيصي / أبو
سعيد.
١١٦ ـ العلاء بن زهير.
١١٧ ـ أبو علقمة الخثعمي.
١١٨ ـ أبو علي الأنصاري.
١١٩ ـ علي بن حنظلة
بن أسد الشامي.
١٢٠ ـ عمران بن حدير.
١٢١ ـ عمر بن خالد.
١٢٢ ـ عمر بن ذَرّ
القاصّ.
١٢٣ ـ أبو عمرو العذري.
١٢٤ ـ عمرو بن عمر
بن عوف بن مالك الجُشمي.
١٢٥ ـ عمرو بن مالك
، أبو كبشة القيني.
١٢٦ ـ عمرو بن مرّة
الجملي.
١٢٧ ـ عمير بن زياد.
١٢٨ ـ عوف بن عمرو
الجُشَمي.
١٢٩ ـ ابن عيّاش المنتوف.
١٣٠ ـ غاضرة ، أو قيصر
، مولى آل أبي مِخنف.
١٣١ ـ الغنوي؟ لعلّه
العلاء بن المنهال.
١٣٢ ـ ابن أخي غياث
بن لقيط البكري.
١٣٣ ـ فَرْوة بن لقيط
الأزدي الغامدي.
١٣٤ ـ فُضَيل بن خَديج
الكندي.
١٣٥ ـ القاسم بن النضر
العبسي.
١٣٦ ـ القاسم بن الوليد.
١٣٧ ـ قدامة بن حازم
بن سفيان الخثعمي.
١٣٨ ـ قدامة بن حوشب.
١٣٩ ـ قدامة بن سعيد
بن زائدة بن قُدامة الثقفي.
١٤٠ ـ أبو كبشة القيني
/ عمرو بن مالك.
١٤١ ـ الكلبي.
١٤٢ ـ لوذان ، أحد
بني عكرمة.
١٤٣ ـ مالك بن أعين
الجهني.
١٤٤ ـ أبو المثلّم
/ سعيد بن زيد.
١٤٥ ـ أبو المثنّى؟
١٤٦ ـ المثنّى بن عبد
الله.
١٤٧ ـ المجالد بن سعيد
الهمداني.
١٤٨ ـ مجاهد.
١٤٩ ـ محمّد ابن إسحاق
، مولى بني المطّلب.
١٥٠ ـ محمّد بن ثابط
/ أبو يوسف.
١٥١ ـ محمّد بن السائب
الكلبي.
١٥٢ ـ محمّد بن عبد
العزيز بن عبد الرحمن بن عوف
١٥٣ ـ محمّد بن قيس.
١٥٤ ـ محمّد بن مِخنف
، عمّ أبي مِخنف.
١٥٥ ـ أبو محمّد الهمداني.
١٥٦ ـ محمّد بن يوسف
بن ثابت الأنصاري ، من بني الحارث بن الخزرج.
١٥٧ ـ أبو المخارق
الراسبي.
١٥٨ ـ المرّي.
١٥٩ ـ مسلم الأعور.
١٦٠ ـ مسلم بن عبد
الله.
١٦١ ـ مسلمة بن محارب.
١٦٢ ـ مسافر بن عفيف
بن أبي الأخنس.
١٦٣ ـ المشرقي؟
١٦٤ ـ معاذ بن سعد.
١٦٥ ـ معروف بن خرّبوذ.
١٦٦ ـ المعلّى بن كُليب
الهمداني.
١٦٧ ـ أبو المغلّس
الليثي.
١٦٨ ـ أبو المغفّل.
١٦٩ ـ منيع بن العلاء
السعدي.
١٧٠ ـ موسى بن سوار.
١٧١ ـ موسى بن أبي
سويد بن رادي.
١٧٢ ـ موسى بن عامر
، أبي الأشعر الجهني.
١٧٣ ـ موسى بن عامر
العدوي.
١٧٤ ـ موسى بن عبد
الرحمن بن أبي ليلى.
١٧٥ ـ نَجيح ، أبو
عبد الله ، مولى زهير بن سلمة الأزدي.
١٧٦ ـ نصر بن مزاحم.
١٧٧ ـ النضر بن صالح
بن حبيب / أبو زهير العبسي.
١٧٨ ـ نُمير بن وعلة
الهمداني اليناعي.
١٧٩ ـ هشام بن أيّوب
بن عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي.
١٨٠ ـ هشام بن عبد
الرحمن الثقفي.
١٨١ ـ وازع بن السرّي.
١٨٢ ـ يحيى بن أبي
حيّة الكلبي / أبو جناب.
١٨٣ ـ يحيى بن سعيد
بن مِخنف الأزدي / أبو لوط صاحب الترجمة.
١٨٤ ـ يحيى بن أبي
عيسى الأزدي.
١٨٥ ـ يحيى بن هاني
بن عروة.
١٨٦ ـ أبو يزيد السكسكي.
١٨٧ ـ يزيد بن ظبيان
الهمداني.
١٨٨ ـ يزيد ، مولى
عبد الله بن زهير.
١٨٩ ـ أبو يوسف الأنصاري
، (لعلّه أبو سيف الوارد برقم ٧٩).
١٩٠ ـ أبو يوسف محمّد
بن ثابط.
١٩١ ـ يوسف بن يزيد
بن بكر الأزدي.
١٩٢ ـ أبو يوسف بن
يزيد.
١٩٣ ـ أبو يوسف؟
١٩٤ ـ يونس بن إسحاق.
١٩٥ ـ يونس بن أبي
إسحاق السّبيعىّ.
١٩٦ ـ يونس بن يزيد.
وقد روى عن جماعة أشار
لهم دون أن يذكر أسماءَهم كاملة مثل :
ـ أشياخ الحيّ؟
ـ الثقة؟
ـ خالي؟
ـ رجل من بني عبد ودّ
من أهل الشام.
ـ رجل من بني محلّم.
ـ شيخ للحىّ بالبصرة.
من رووا عنه :
١ ـ أبو الحسن؟
٢ ـ علي بن طلحة.
٣ ـ عمر بن سعد (وورد
أيضاً : سعيد) البصري.
٤ ـ عمرو بن عيسى الأنصاري.
٥ ـ محمّد بن الحكم.
٦ ـ أبو المنذر؟
٧ ـ هشام بن محمّد
بن السائب الكلبي.
٨ ـ يحيى بن الحسن
العلوي.
٩ ـ يحيى بن سعيد الجزّار.
١٠ ـ يحيى بن شعيب
الخرّاز.
١١ ـ يحيى بن صالح
الطيالسي.
رواياته وكتبه :
عالج أبو مِخنف كثيراً
من الحوادث التاريخية بكتب صغيرة ضاعت جميعها في الوقت الحاضر. سنذكر أسماءها وما يتعلّق
بها في آخر الموضوع ، وتناولت تلك الكتب الصغيرة التي عرفناها عن طريق الرواة
القدماء أموراً تتعلّق بجوّ العراق السياسي في العصر الأموي عامّة وبجوّ الكوفة
بصورة خاصّة.
يرجع لابن الكلبي المشهور
وهو محمّد بن السائب الفضل الأكبر في حفظ كتب أبي مِخنف وروايتها وتوريثها للأجيال
، وقد روى الطبري روايات أبي مِخنف بحسب رواية ابن الكلبي لها.
«على أنّ أبا مِخنف
يذكر في بعض الأحيان رواة آخرين أقدم منه أو معاصرين له ويعتمد على رواياتهم ، مثل
عامر الشعبي ، وأبي المخارق الراسبي ، ومجالد بن سعيد ، ومحمّد بن السائب الكلبي نفسه
، أمّا في الأغلب فإنّه لم يأخذ ما رواه عن أقرانه من الرواة المتقدّمين ، بل هو جمع
رواياته من سماعه لها بنفسه ومن السؤال عنها في مختلف مظانّها وعند كلّ من استفادها
من مصادرها أو حضرها
بنفسه من الناس ؛ وعلى هذا فإنّ الإسناد الذي تقوم عليه رواياته كان لا يزال عنده شيئاً
حقيقيّاً ، ولم يذكر مجرّد صيغة أدبية ، وسلسلة الرواة الذين يذكرهم هي دائماً قصيرة
جدّاً ، وهي أخيراً تنكمش انكماشاً تامّاً ، نظراً إلى أنّ المسافة التي تفصل بينه
وبين الأحداث التاريخية التي روى أخبارها كانت لا تزال تقصر شيئاً فشيئاً ، هذا إلى
أنّ سلسلة الرواة تتنوّع بحسب اختلاف الأحداث وتنوّع الروايات الخاصّة بها ، بحيث نجد
أمامنا طائفةً كبيرةً جدّاً من أسماء رواة نجهلهم جهلاً تامّاً ، وهؤلاء الرواة الذين
شهدوا الحوادث لا يدركون ما يروونه إدراكاً شاملاً ، بل هم يذكرون الحوادث شأناً ولا
يغفلون عند وصف الحادثة ذكر الأسماء المتّصلة بها ، وهم يجعلون الأشخاص في أفعالهم
وأقوالهم في المحلّ الأوّل ، كما أنّهم لا يزالون في مختلف الروايات يذكرون الشيء نفسه
من غير اختلاف إلاّ في أشياء قليلة الشأن ، ومن أجل ذلك صار التقدّم في الرواية بطيئاً
جدّاً ، ولكن وفرة التفاصيل من شأنها أن تعوّض هذا العيب الذي في الرواية ، وإلى جانب
ذلك حُفِظ لنا الأثر المباشر الذي أوجدته الحوادث في النفوس وكذلك أوّل ما قيل
عنها ، ثمّ تجيء الصيغة الشعبية للرواية فتزيد في حيويّتها ، وكلّ الروايات تذكر في
صورة حديث بين الأشخاص الذين كانت تدور حولهم الحوادث ، وكلّ الروايات وصف لمسرح هذه
الحوادث ، ولو أنّ أبا مِخنف لم يكتب لخسر التاريخ خسارة كبيرة ، وكيف كان يمكنه أن
يسلك فيما كتب طريقاً غير الذي سلكه؟ فلم تقدّم له المصادر المكتوبة مادّة كبيرة يستطيع
أن يعتمد
عليها ، وهو قد انتفع
بها ما كانت في متناول يده ، ولكن من غير أن يجتهد في البحث عنها وفي جعلها أساساً
على نحو منتظم ، وأكثر ما يرويه في معرض ذكر الشواهد التي تؤيّد رواياته قصائد وأبيات
من شعر الشعراء ، وأهمّ ما صنع من حيث تقدير قيمة الروايات هو أنّه جمع طائفة كبيرة
من روايات متنوّعة ومن أخبار عن الشيء الواحد مختلفة في مصادرها بحيث يستطيع الإنسان
أن يوازن بينها ويعرف الصحيح المؤكّد منها من غيره ، وأبو مِخنف قد توصّل بذلك إلى
أن صارت الأشياء الثانوية تتوارى ، لأنّها لا تظهر إلاّ مرّة واحدة ، كما صارت الأشياء
الأساسية لا تزال تزداد بروزاً ، لأنّها تتكرّر في جميع الروايات. وهو يرتّب الروايات
المختلفة التي تتناول الشيء الواحد ترتيباً ملائماً بحيث لا يزال ما بينها من ارتباط
يزداد وضوحاً ، على أنّه في مثل هذا الجمع للروايات لا يمكن تفادي شيء من التخيّر لها
والتوفيق بينها ، ولا يظهر هناك تناقض في النقط الجوهرية ، والروايات تتضافر حتّى يخرج
منها إجماع على ما فيها.
والصورة الإجمالية
التي تتكوّن عند الإنسان ثابتة متّسقة ، وليس هذا فيما يتعلّق بالوقائع فحسب بل فيما
يتعلّق بالأشخاص أيضاً ، ورغم ما في مادّة الروايات المختلفة من غموض واضطراب باديين
فإنّه ترفرف فوقها خطّة المؤلّف والفكرة الإجمالية التي كوّنتها لنفسه ، ومع ذلك فإنّ
أبا مِخنف لا يتناول برواياته فترةً كبيرةً من الزمان ، وهو لا يربط بين أجزائها ربطاً
يراعي الوقائع كما هي ويراعي ترتيبها التاريخي ، ويعوزه ترتيب الحوادث ترتيباً
تاريخيّاً مطّرداً
، فهو لا يذكر إلاّ تواريخ متفرّقة ، وفي كثير من الأحيان لا يذكر إلاّ اليوم الذي
وقعت فيه الحوادث بين أيّام الأسبوع من غير ذكر الشهر والسنة ، فهو لا ينظّم الحوادث
في خيط يصل بينها ، بل يصف كلّ حادث على حدثه مستقلاًّ عمّا عداه ، ويسهب في ذلك أكبر
الإسهاب من غير أن يهتمّ بالاقتصار على ما هو جوهريّ».
وممّا يتميّز به أبو
مِخنف أنّ رواياته تبتدئ بصدر الإسلام ، وعصر الفتوحات وما بعدها ، وأنّه يخبرنا في
الأغلب عن فترة سبقت عصره ثمّ الفترة التي عاشها بنفسه «ويرجع ذلك إلى أنّ اهتمامه
اقتصر على المكان الذي كان يعيش هو فيه ، أعني على العراق وعاصمته الكوفة ، أمّا فيما
عدا هذه الفترة المحدّدة وهذا المكان المحدّد فليس عنده علم صحيح اختصّ به. ونظراً
إلى أنّ الكوفة والعراق كانت مقرّ الحزب المعارض لحكومة الدولة فإنّ أبا مِخنف
يتكلّم خصوصاً عن ذلك ، والموضوعات التي يتناولها بتفصيل وشغف خاصٍّ هي ثورات الخوارج
والشيعة ، التي كان على رأسها المستورد ابن علفة التميمي وشبيب بن يزيد وحجر بن عدي
والحسين بن علي وسليمان بن صرد والمختار الثقفي وثورة أهل العراق بقيادة عبد الرحمن
بن الأشعث. فأبو مِخنف يمثّل الروايات العراقية ، وهواه في جانب أهل العراق على أهل
الشام وفي جانب علي على بني أمية ، ومع ذلك فإنّ الإنسان لا يلاحظ عند أبي مِخنف شيئاً
من الأغراض يستحقّ الذكر ، أو هو على الأقلّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يلاحظ أغراضاً من
شأنها تزييف الوقائع تزييفاً إيجابيّاً ، وكلّ ما يمكن أن يقال هو أنّ أبا مِخنف ـ
فيما يظهر ـ قد أغفل في بعض الأحيان شيئاً ممّا لا يعجبه كإغفاله مثلاً أنّ عقيل بن
أبي طالب كان في موقعة صفّين يحارب في صفوف أعداء أخيه عليّ بن أبي طالب».
أمّا ما يتعلّق بكتبه
ومصنّفاته التي وصلتنا أسماؤها فهي (٦٠) كتاباً.
فقد سمّى ابن النديم
(٣٥) كتاباً من مصنّفاته.
وأورد النجاشي قائمة
بأسماء (٢٨) كتاباً وقال في آخرها : «أخبرنا [بها] أحمد بن علي بن نوح قال : حدّثنا
عبد الجبّار بن سيران الساكن بنهر خطّي قال : حدّثنا محمّد بن زكريّا بن دينار الغلابي
، قال : حدّثنا عبد الله بن الضحّاك المرادي قال : حدّثنا هشام بن محمّد بن السائب
الكلبي عن أبي مِخنف لوط بن يحيى».
وذكر الشيخ الطوسي
أسماء لستّة من كتبه وقال في آخرها : «... وغير ذلك من الكتب وهي كثيرة ، أخبرنا بها
أحمد بن عبدون ، والحسين بن عبيد الله جميعاً عن أبي بكر الدوري ، عن القاضي أبي بكر
أحمد بن كامل بن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمّد بن موسى بن حمّاد
، عن أبي السرّي محمّد ، قال : أخبرنا هشام بن محمّد الكلبي عنه» أي أبي مِخنف.
كما أورد ياقوت ضمن
ترجمة أبي مِخنف أسماء (٣٥) كتاباً نقلها عن ابن النديم.
كما أورد صاحب هداية
العارفين قائمة بـ : (٣٤) كتاباً.
وقد عدّد غير هؤلاء
من أصحاب كتب الرجال والتراجم والفهارس وخزائن المخطوطات كتباً أخرى لم ترد ضمن تلك
القوائم.
وقد تمكّنت من حصرها
وتوحيد عناوينها وفهرستها وترتيبها بقائمة موحّدة.
أمّا أماكن وجودها
والتعليق عليها بما ورد حولها وما يتعلّق بأخبارها فقد ذكرته عند بداية كلّ كتاب ضمن
النصوص التي جمعتها في هذا (التاريخ) ، مراعياً بذلك التسلسل الزمني لحوادثها وهي كما
يلي :
١ ـ التاريخ الكبير
: نقل عنه الخوارزمي في (مقتل الحسين عليهالسلام ٢٢٣ / ٢). وقال : قال أبو مِخنف في تاريخه الكبير. ولعلّه تسمية عامّة للمجموع الذي يضمّ هذه الكتب
التالية :
٢ ـ كتاب السقيفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣ ـ كتاب الردّة.
٤ ـ كتاب فتوح الإسلام.
٥ ـ كتاب فتوح الشام.
٦ ـ كتاب فتوح العراق.
٧ ـ كتاب الشورى.
٨ ـ كتاب المغازي.
٩ ـ كتاب فتوح خراسان.
١٠ ـ كتاب مقتل عثمان.
١١ ـ كتاب الجمل.
١٢ ـ كتاب صفّين.
١٣ ـ كتاب الحكمين.
١٤ ـ كتاب النهر.
١٥ ـ كتاب أهل النهروان
والخوارج.
١٦ ـ كتاب الغارات.
١٧ ـ كتاب أخبار محمّد
بن أبي حذيفة.
١٨ ـ كتاب أخبار الخرّيت
بن راشد وبني ناجية.
١٩ ـ أخبار محمّد بن
أبي بكر.
٢٠ ـ كتاب مقتل محمّد
بن أبي بكر والأشتر.
٢١ ـ كتاب مقتل أمير
المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
٢٢ ـ كتاب أخبار زيادة
بن أبيه.
٢٣ ـ كتاب المستورد
بن علفة.
٢٤ ـ كتاب مقتل الحسن
عليهالسلام.
٢٥ ـ كتاب مقتل حِجر
بن عديّ وأصحابه.
٢٦ ـ كتاب وفاة معاوية
بن أبي سفيان وولاية ابنه يزيد.
٢٧ ـ كتاب مقتل الإمام
الحسين بن عليّ عليهالسلام.
٢٨ ـ كتاب أولاد مسلم
بن عقيل.
٢٩ ـ كتاب وقعة الحرّة.
٣٠ ـ كتاب مرج راهط
وبيعة مروان ومقتل الضحّاك بن قيس الفهري.
٣١ ـ كتاب التوّابين
، كتاب سليمان بن صرد وعين الوردة.
٣٢ ـ كتاب أخبار عبيد
الله بن الحرّ الجعفي.
٣٣ ـ كتاب أخبار المختار
بن أبي عبيد الثقفي.
٣٤ ـ كتاب حديث باجميرا
ومقتل ابن الأشعث.
٣٥ ـ كتاب مصعب بن
الزبير وولاية العراق.
٣٦ ـ كتاب مقتل عمرو
بن سعيد بن العاص.
٣٧ ـ كتاب مقتل عبد
الله بن الزبير.
٣٨ ـ كتاب حديث الأزارقة.
٣٩ ـ كتاب أخبار الأمويّين.
٤٠ ـ كتاب أخبار الحجّاج.
٤١ ـ كتاب حديث رستقباذ.
٤٢ ـ كتاب الخوارج
والمهلّب بن أبي صفرة.
٤٣ ـ كتاب أخبار شبيب
الخارجي وصالح بن مسرح.
٤٤ ـ كتاب أخبار مطرف
بن المغيرة.
٤٥ ـ كتاب دير الجماجم
وخلع عبد الرحمن بن الأشعث.
٤٦ ـ كتاب يزيد بن
المهلّب وقتله بالعقر.
٤٧ ـ كتاب زيد بن عليّ.
٤٨ ـ كتاب يحيى بن
زيد.
٤٩ ـ كتاب خالد بن
عبد الله القسري ، ويوسف بن عمر ، وموت هشام ، وولاية الوليد.
٥٠ ـ كتاب الضحّاك
الخارجي.
٥١ ـ كتاب الخطبة الزهراء
لأمير المؤمنين عليهالسلام.
٥٢ ـ كتاب نجدة أبي
قبيل الحروري.
٥٣ ـ كتاب بلال الخارجي.
٥٤ ـ كتاب أخبار آل
مِخنف بن سليم.
٥٥ ـ كتاب بحر الأنساب.
٥٦ ـ كتاب أحوال السفّاح.
٥٧ ـ كنز الأنساب وأخبار
النُسّاب.
٥٨ ـ سيرة الحسين.
٥٩ ـ كتاب المعمّرين.
٦٠ ـ كتاب الأخبار.
كتاب مقتل الإمام الحسين عليهالسلام :
الطفّ ملحمة الخلود
، ونشيد الحقّ العظيم ، ما بقي للناس ضمير يتحسّس معاني الجمال ، ونفس تتوق إلى المثل
السامية ، وإنّ شجرة العقيدة والكرامة التي سقاها البطل الشهيد الحسين بن عليّ
عليهالسلام في العاشر من المحرّم عام (٦١هـ) بدمه الطاهر ، ودماء الشهداء
الأبرار ما تزال ـ وستظلّ ـ وارفة الظلال ، سامقة في دنا المجد ، تؤتي أُكلها كلّ حين
: نوراً للثائرين ، وحياةً للمؤمنين ، ورحمةً وعطاءً للناس أجمعين ، تجد معنى الخلود
، وانتصار الحقّ ، ومفهوم العناية الإلهية بحفظ الدين ، وإعلاء شأنه ، برغم كيد
الكائدين.
وإنّ من أشهر من روى
فصول ملاحم الطفّ ، ومشاهد الكفاح العظيم ، والفداء الرائع ، هو أبو مِخنف لوط بن يحيى
بن سعيد الأزدي الكوفي المتوفّى سنة (١٥٧هـ) ، وقد أشارت إلى كتابه مقتل الحسين أكثر
كتب الرجال والتراجم والفهارس ، فقد ذكره النجاشي في كتاب الرجال (٢٤٥) ، ابن النديم
في الفهرست (١٣٦) ، والشيخ الطوسي في الفهرست (١٥٥) ، وياقوت الحموي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في معجم الأدباء (١٧/٤١)
، وابن شاكر الكتبي في فوات
الوفيات (٣/٢٢٥).
وإن كتاب مقتل الحسين
عليهالسلام المذكور الذي نقل عنه أعاظم المتقدّمين واعتمدوا عليه مفقود
كما هو الحال في جميع كتبه ، إلاّ ما بقيت منه نصوص متفرّقة مبثوثة هنا وهناك في كتب
التاريخ والروايات.
أمّا المقتل الذي بأيدينا ، المنسوب
إليه فليس له ، بل ولا لأحد من المؤرخين المعتمدين ، لاشتماله على كثير
من الأحاديث التي لا علم لأبي مِخنف بها وإنّما هي مكذوبة على الرجل ، وقد كثرت عليه
الكذّابة ، وهذا شاهد على جلالته.
ويظهر ذلك الوضع فيها
من أنّ لغتها غير لغة عصره ، ومن بعض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أغلاط النحو فيها.
ولو افترضنا أنّ أصل
هذا المقتل نفسه لأبي مِخنف ، فالمقتل الموجود المنسوب إليه أصبح بموجب التعديلات المتأخّرة
والتي فيها تصرّف في النصّ زاد بمقتضى الوقت زيادة مطّردة ، حتّى أصبحت نصوصها بعيدةً
عن أصل المؤلّف ، ورغم هذا نجد فيها نواة من الحقيقة ، وفي بعض المواضيع نصوص لم تتغيّر
، وهذا ما أثبته فستنفلد في دراسته للكتابين اللذين كانا معروفين في ذلك الوقت ، وهما
مقتل الحسين ، والمختار
الثقفي.
وما أورده الطبري في
مقتل الإمام الحسين عليهالسلام المنقولة رواياته عن أبي مِخنف وما في هذا المقتل المنسوب نجد
أنّ هناك تشابهاً حاصلاً في كلا الكتابين ، ولاسيّما فيما يتعلّق بالحوادث التاريخية.
ولعلّ الطبري قد اطلع
على كتب أبي مِخنف ـ قبل فقدانها ـ ومنها المقتل المذكور ، رغم أنّه لم يزعم أنّه ينقل
روايات المقتل عن خطّ هشام الكلبي ، وساقها روايات رتّبها وفق رغبته ومنهجه ، والله
أعلم كم ترك منها ، وبتر لتتوافق مع نظرته للأحداث ومعتقداته الشخصية ، ثمّ هو لم يكن
معاصراً لهشام الكلبي المتوفّى سنة (٢٠٤هـ) ، وهو المولود سنة (٢٢٤هـ).
أمّا كتاب مقتل الحسين المنسوب
لأبي مِخنف ، وما غلب عليه اسم مقتل أبي مِخنف فقد حفلت مكتبات العالم بنسخ مخطوطة ومطبوعة كثيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منه.
النسخ المخطوطة من
مقتل الإمام الحسين المنسوب لأبي مِخنف :
لمقتل الإمام الحسين
نسخ مخطوطة كثيرة موزّعة في خزائن كتب العالم ، وقد جاءت عناوينها تحت : (مقتل الحسين
، أو أخبار مقتل الحسين ، أو مصرع الحسين وما جرى له). نورد قسماً منها ـ على سبيل
الاستشهاد ـ لا الحصر :
١ ـ نسخة مخطوطة كتبت
سنة (٩٨٨هـ) محفوظة في مكتبة بطرسبورج برقم (١٨٣٨) تقع في (٨٢) صفحة .
٢ ـ نسخة أخرى كتبت
سنة (٩٩٥هـ) محفوظة في المتحف الآسيوي ببرلين تقع في (١١١) صفحة .
٣ ـ نسخة أخرى ترقى
للقرن العاشر الهجري / القرن السادس عشر الميلادي ، ناقصة الأوّل والآخر ، محفوظة بدار
الآثار للمخطوطات في بغداد برقم (٢٥٧٦٨) ، قياساتها (٢٠.٥ × ١٢) سم ومسطرتها (١١) سطراً
تقع في ٣٨٦ صفحة .
٤ ـ نسخة أخرى كتبت
سنة (١٠٠٩هـ) محفوظة في المتحف الآسيوي ببرلين برقم (٩٠٣٦) تقع في (١٩) ورقة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٥ ـ نسخة أخرى عنوانها
: (تاريخ مقتل أبي عبد الله الحسين عليهالسلام) آخرها : «هذا ما انتهى إلينا من مقتله ، وكان فراغه في اليوم الثاني عشر من
شهر ذي القعدة على يد مرقّمه علي بن خليفة المقري ، عفى الله عنهما ، آمين». ترقى إلى
القرن الحادي عشر الهجري/ القرن السابع عشر الميلادي محفوظة في إحدى مكتبات روسيا برقم(B.٦٠٤) .
٦ ـ نسخة أخرى كتبت
سنة (١١٤٩هـ) محفوظة في مكتبة مشكوة المهداة إلى جامعة طهران برقم (٦٨٤) تقع في (٢٥٤)
ورقة .
٧ ـ نسخة أخرى كتبت
سنة (١٢٢٢هـ/١٨٠٧م) ، محفوظة بدار الآثار للمخطوطات ببغداد ، برقم (١٤١٠٢) ، قياساتها
(٢٢.٥ × ١٦.٥) سم ومسطرتها (١٩٠) سطراً ، تقع في (٢١٢) صفحة .
٨ ـ نسخة أخرى كتبت
سنة (١٢٢٤هـ) محفوظة في المتحف الآسيوي ببرلين برقم (٩٠٣٢) تقع في (٦٢) صفحة .
٩ ـ نسخة أخرى كتبت
سنة (١٢٥٢هـ) ، محفوظة بدار الكتب المصرية برقم (٣١٩٢) ومنها نسخة مصوّرة محفوظة بمكتبة
الإمام الحكيم في النجف برقم (٥٨٥) مصوّرات .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١٠ ـ نسخة أخرى كتبت
سنة (١٢٦٣هـ) محفوظة في خزانة السيّد محمّد سعيد آل ثابت في كربلاء .
١١ ـ نسخة أخرى كتبها
موسى الحمّودي سنة (١٢٦٤هـ/١٨٤٧م) محفوظة بدار الآثار للمخطوطات ببغداد تحت رقم (١٥٣٥٤/١)
قياساتها (٢١.٥ × ١٥.٥) سم ومسطرتها ١٥ سطراً تقع في ١٤٠ صفحة .
١٢ ـ نسخة أخرى كتبت
سنة (١٣٧٠هـ/١٩٥٠م) محفوظة بدار الآثار للمخطوطات ببغداد تحت رقم (٢٤٦٩٥) قياساتها
(٢١.٥ × ١٧) سم ومسطرتها (١٨) سطراً تقع في (٧٢) صفحة .
١٣ ـ نسخة أخرى غير
مؤرّخة محفوظة في المكتبة الظاهرية بعنوان : (مصرع الحسين) المنسوب لأبي مِخنف وبرقم
(٤٣٠٣) تقع في (٧١) ورقة ترقى إلى القرن التاسع الهجري أوّلها : «هذا مصرع الحسين وما
جرى له ولأهل بيته من قتلهم وسفك دمائهم وسبى حريمهم لعن الله من تعدّى عليهم» .
النسخ المطبوعة من
مقتل الإمام الحسين المنسوب لأبي مِخنف :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طبع هذا المقتل لمرّات
عديدة ، وفي عدد من الأقطار الإسلامية ، وهي تتشابه فيما بينها سوى بعض الاختلافات
البسيطة ، وقد طبع مستقلاًّ أحياناً ، وملحقاً ببعض الكتب أحياناً أخرى.
نورد قسماً منها ـ
على سبيل الاستشهاد ـ لا الحصر :
١ ـ طبعة حجرية سنة
(١٢٨٧هـ) ملحقة بالمجلّد العاشر من بحار الأنوار للعلاّمة المجلسي.
٢ ـ طبعة حجرية سنة
(١٣٠١هـ).
٣ ـ طبعة حجرية في
بمبي ـ الهند سنة ١٣١١هـ ملحقة مع كتاب (الملهوف في قتلى الطفوف) لعلّي بن
موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس الحسني ، على أساس نسخة أمبروزيانا ـ انظر : بروكلمان
(١/٢٥٣).
٤ ـ طبع في آخر كتاب
ينابيع المودّة
ج(٢/١٥٨ ـ ١٨٠) تحت عنوان : (الباب الحادي والستّون ، في إيراد ما في الكتاب المسمّى
بمقتل أبي مِخنف الذي فيه ذكر شهادة الحسين وأصحابه).
٥ ـ طبعة النجف (١٣٤٣هـ).
٦ ـ طبعة المطبعة الحيدرية
ـ النجف سنة (١٣٤٧هـ).
٧ ـ طبعة بمبي ـ
الهند سنة (١٣٤٩هـ).
٨ ـ طبعة المطبعة العلمية
تقع بـ : (١٤٦) صفحة سنة (١٣٥٣هـ/١٩٣٤م).
٩ ـ طبعة المطبعة الحيدرية
ـ النجف تقع بـ : (١٤٤) صفحة (١٩٥٠م) ملحقة بكتاب (الملهوف في قتلى الطفوف) لابن طاووس.
وقد ترجم فيستنفيلد
هذا المقتل إلى الألمانية .
إذن «فإنّ الجزم بأنّ
الكتاب ليس لأبي مِخنف حكم متسرّع فيه ، دفع إليه الظنّ بمخالفته الواقع التاريخي في
بعض موارده ، وما صاحَبَ الكتاب من التحريف والتصحيف وهو من هفوات النُسّاخ ، وكثرة
تداوله ، وإقبال الناس على النهل من روافده ، عند ذكرى الثورة الحسينية الخالدة كلّ
عام ، فدخله بعض التبسيط لأُسلوبه لتكون لغته سهلة قريبة من مدارك العامّة ، ومن يقارن
النسخ المخطوطة المكتوبة منذ قرون خلت بالكتاب المطبوع ، والنسخ المطبوعة قديماً مع
النسخ المطبوعة حديثاً ، يجد أنّ الكتاب مرَّ بمرحلة من مراحل عمره المديد ، ورحم الله
الخليل بن أحمد حين يقول : إذا نسخ الكتاب ثلاث نسخ ولم يعارض تَحَوَّل بالفارسية»
.
ولكن الذي أراه إنّ
لأبي مِخنف كتاباً غير هذا ، قد جاءت رواياته مسندة وأحداثه متسلسلة ، إلاّ أنّ هناك
من بادر فرفع الأسانيد ، وعَدَّل في الروايات لتكون قصّة خفيفة ، خالية من الأسانيد
والمداخل الأخرى ، ولابدّ ـ والحالة هذه ـ أن تكون لغتها غير لغة عصر الرجل ، ثمّ توالت
عليها الأيادي بتحريف وتصحيف حتّى وصلت إلى الحدّ الذي جعله بهذا الشكل والحال. وكمحاولة
جادّة ، فقد قمت بجمع الروايات المنقولة عن أبي مِخنف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والمبثوثة في المراجع
التاريخية القديمة ، ورتّبتها في كتاب مستقلّ سوف يكون في متناول القارئ قريباً إن
شاء الله ، لتكون أقرب إلى واقع أبي مِخنف وكتابه المفقود من الكتاب المتداول ، ووضعت
لها عناوين جعلتها بين معقوفين [].
وقد اعتمدت كتاب تاريخ الطبري أساساً
في عملي هذا ، وأضفت إليه ما ورد في المراجع الأخرى لسَدّ نقص فيه ، أو رواية تكرّرت
بشكل آخر ، أو إضافة رواية تختلف عن روايته وكلاهما مسندتان إليه.
ولم أُثقل الهوامش
بالروايات الأخرى لأغراض التوثيق والمقارنة.
وقد وضعت كتاباً آخر
من كتب أبي مِخنف هو : (كتاب وفاة معاوية ابن أبي سفيان وولاية ابنه يزيد) كمقدّمة لكتاب
مقتل الحسين عليهالسلام لتسلّل أحداث المقتل ، وللمقارنة مع سياق المقتل المتداول.
آملاً أن أكون قد أسديت
خدمةً متواضعةً في نشر وتقويم وتقديم هذه النصوص مساهمة في إحياء تراثنا.
والله وليّ التوفيق
وهو حسبنا ونعم الوكيل.
د. كامل سلمان الجبوري
العراق ـ الكوفة
المصادر
١ ـ إتقان المقال في أحوال الرجال
: للشيخ محمّد طه نجف (ت١٣٢٣هـ) القسم الثاني في الحسان ، وكان الأوّل في الثقات ،
والثالث في الضعفاء ، مط العلوية ـ النجف.
٢ ـ أخباريّو الكوفة حتّى نهاية
القرن الثاني الهجري : رسالة ماجستير تقدّمت بها أميرة حمزة حبيب البستاني
إلى معهد التاريخ العربي ببغداد ، طبعة بالرونيو ١٤١٧هـ/١٩٩٦م.
٣ ـ الأعلام : لخير
الدين الزركلي (ت١٩٧٦م). ط٢ مط كوستاتوماس ، القاهرة ١٩٥٤ ـ ١٩٥٩.
٤ ـ أعيان الشيعة :
للسيّد محسن الأمين العاملي (ت١٣٧١هـ) ط٣ ج١ ق٢/٩٧ مط الأنصاف ، بيروت ١٣٧٠هـ/١٩٥١م.
٥ ـ إيضاح المكنون في الذيل على
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : لإسماعيل باشا الباباني البغدادي.
ط اسطنبول ١٣٦٦هـ/١٩٤٧م.
٦ ـ تاريخ الأدب العربي
: للمستشرق الألماني كارل بروكلمان (ت١٩٥٦م). ترجمة د. عبد الحليم النجار ، ج٢ ط٢ دار
المعارف بمصر ١٩٦٨.
٧ ـ تاريخ التراث العربي
: لفؤاد سزكين. ترجمة : د. محمود فهمي حجازي مج١ ج٢ ط٢ السعودية ١٤٠٣هـ/١٩٨٣م.
٨ ـ تاريخ الدولة العربية من ظهور
الإسلام إلى نهاية الدولة الأموية : للمستشرق الألماني يوليوس فلهوزن ،
نقله إلى العربية وعلّق عليه : د. محمّد عبد الهادي أبو ريدة ، راجع الترجمة ، د. حسين
مؤنس ، ط القاهرة ١٩٥٨.
٩ ـ التاريخ العربي والمؤرّخون
: لشاكر مصطفى. ج١ ط٢ دار العلم للملايين ، بيروت ١٩٧٩.
١٠ ـ تاريخ اليعقوبي :
لأحمد بن أبي يعقوب جعفر بن وهب الكاتب المعروف بابن واضح الأخباري (ت بعد سنة ٢٩٢هـ).
تقديم وتعليق : السيّد محمّد صادق بحر العلوم ، ج٣ مط الحيدرية ١٣٨٤هـ/١٩٦٤م.
١١ ـ تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام
: للسيّد حسن الصدر الموسوي (ت١٣٥٤هـ). ط شركة النشر والطباعة العراقية
، بغداد.
١٢ ـ تركستان من الفتح العربي إلى
الغزو المغولي : فاسيلي فلاديمير وفتش بارتولد. تعريب : صلاح الدين عثمان
هاشم ، ط الكويت ١٤٠١هـ/١٩٨١م.
١٣ ـ تنقيح المقال :
للشيخ عبد الله المامقاني (ت١٣٥١هـ). ق٢ ص٤٣ ـ ٤٤ ط المرتضوية ، النجف ١٣٥٠.
١٤ ـ كتاب الجرح والتعديل :
لأبي محمّد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمّد ابن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي
(ت). ق٢ ج٣ ط١ ، حيدر آباد ـ الدكن.
١٥ ـ جمهرة أنساب العرب :
لأبي محمّد ، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي (ت٤٥٦هـ) ، تحقيق : عبد السلام محمّد
هارون ط٥ مصر ١٩٧٧م.
١٦ ـ ديوان الضعفاء والمتروكين :
لشمس الدين ، عثمان بن قايماز الذهبي الدمشقي (ت٧٤٨هـ). ج٢ ط بيروت ١٤٠٨هـ/١٩٨٨م.
١٧ ـ ذخائر التراث العربي :
لعبد الجبّار عبد الرحمن. ج١ ص٣١٤ ط١ جامعة البصرة ١٤٠١هـ/١٩٨١م.
١٨ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة
: للإمام آغا بزرك الطهراني (ت١٣٨٩هـ). ج١ مط الغري ١٣٥٥هـ ، ج٦ ط إيران
١٣٦٥هـ ، ج٧ ط إيران ١٣٦٧هـ/١٩٤٨م ، ج٦ ط طهران ١٣٨٨هـ/١٩٦٨م.
١٩ ـ رجال العلاّمة الحلّي :
للحسن بن يوسف بن علي بن المطهّر الحلّي (ت٧٢٦هـ). تحقيق : السيّد محمّد صادق بحر العلوم.
مط الحيدرية ـ النجف ١٣٨١هـ/١٩٦١م.
٢٠ ـ سير أعلام النبلاء :
لشمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت٧٤٨هـ). ج٧ تحقيق : علي أبو زيد ، ط بيروت
١٤٠٢هـ/١٩٨٢م.
٢١ ـ الشيعة وفنون الإسلام :
للسيّد حسن الصدر الموسوي (ت١٣٥٤هـ) مط العرفان ـ صيدا ١٣٣١هـ.
٢٢ ـ العذيق النضيد بمصادر ابن أبي
الحديد في شرح نهج البلاغة : للدكتور أحمد الربيعي ، ط بغداد ١٤٠٧هـ/١٩٨٧م
ص٢٤٣.
٢٣ ـ فوات الوفيات :
لمحمّد شاكر الكتبي (ت٧٦٤هـ). تحقيق : د. إحسان عبّاس ط بيروت ١٩٧٤م.
٢٤ ـ الفهرست : لابن
النديم محمّد بن إسحاق (ت٣٨٥هـ). ط بيروت د. ت ص١٣٦ ـ ١٣٧.
٢٥ ـ الفهرست : لشيخ
الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت٤٦٠هـ). تحقيق : محمّد صادق بحر العلوم ط٢
مط الحيدرية ـ النجف ١٣٨٠هـ/١٩٦٠م ص١٥٥ ـ ١٥٦.
٢٦ ـ فهرست مخطوطات دار الكتب الظاهرية
بدمشق : وضعه : يوسف العش مط دمشق ١٣٩٦هت/١٩٤٧م.
٢٧ ـ القاموس المحيط :
لمجد الدين محمّد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت٨١٧هـ). ط٣ مصر ١٣٥٢هت/١٩٣٣م.
٢٨ ـ كتاب أبو مِخنف
: أوروزلا سزكين. ذكره فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي ٢/٣٥٦.
٢٩ ـ كتاب الرجال : لأبي
العبّاس أحمد بن علي بن أحمد بن العبّاس النجاشي (ت٤٥٠هـ) ، ط إيران د. ت ص٢٤٥.
٣٠ ـ الكنى والألقاب
: للشيخ عبّاس بن محمّد رضا القمّي (ت١٣٥٩هـ) ج١ مط العرفان ـ صيدا ١٣٥٧هـ.
٣١ ـ لباب الألقاب في ألقاب الأطياب
: للملا حبيب الله الكاشاني. ط طهران ١٣٧٨هـ ص٢٥.
٣٢ ـ لسان الميزان :
لشهاب الدين أبي الفضل ، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت٨٥٢هـ) ، ط حيدرآباد ـ الدكن
١٣٣٠هـ/٤/٤٩٢ ـ ٤٩٣.
٣٣ ـ مخطوطات التاريخ والتراجم والسير
في مكتبة المتحف العراقي : لأسامة ناصر النقشبندي وضمياء عبّاس ، ط بغداد
١٩٨١م.
٣٤ ـ مصادر التراث العسكري عند العرب
: لكوركيس عوّاد (ت١٩٩٢م). مط المجمع العلمي العراقي ، بغداد ١٤٠١ ـ ١٤٠٢هـ/١٩٨١
ـ ١٩٨٢م.
٣٥ ـ المعارف لابن قتيبة :
لأبي محمّد عبد الله بن مسلم (ت٨٨٩هـ) ط دار الكتب العلمية ، بيروت ١٤٠٧هـ/١٩٨٧م ،
ص٢٩٩.
٣٦ ـ معالم العلماء :
لابن شهرآشوب ، رشيد الدين أبو جعفر محمّد بن علي المازندراني السروي (ت٥٨٨هـ). ط النجف
١٣٨٠هـ/١٩٦١م.
٣٧ ـ معجم رجال الحديث :
للإمام السيّد أبي القاسم الموسوي الخوئي (ت١٤١٣هـ). ج١٤ مط الآداب ـ النجف ١٩٧٧م.
٣٨ ـ منتهى المقال في أحوال الرجال
: لأبي علي محمّد بن إسماعيل. ج١ ط٢ ١٣٠٢هـ.
٣٩ ـ منهج المقال في تحقيق أحوال
الرجال : للميرزا محمّد الاسترآبادي (ت١٠٢٨هـ). ط ١٣٠٦هـ ٢/٢٦٩ ـ ٢٧٠.
٤٠ ـ مؤلّفو الشيعة في صدر الإسلام
: للسيّد عبد الحسين شرف الدين الموسوي (ت١٣٧٧هـ) ط النجف.
٤١ ـ ميزان الاعتدال :
لأبي عبد الله محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت٧٤٨هـ). تحقيق : علي محمّد البجاوي
ط مصر ١٣٨٢هـ/١٩٦٣م ٣/٤١٩ ـ ٤٢٠.
٤٢ ـ هديّة العارفين
، أسماء المؤلّفين وآثار المصنّفين : لإسماعيل باشا البغدادي ، ج١ ط استانبول ١٩٥١.
المقالات :
٤٣ ـ أبو مِخنف : مقال
للدكتور هادي حسين حمّود نشر في مجلّة البلاغ الكاظمية. س٢ ع٩ محرم ١٣٨٩هـ/ نيسان ١٩٦٩م
ص٩٣ ـ ٩٩.
٤٤ ـ وقفة عند كتاب مقتل الحسين
عليهالسلام : لأبي مِخنف : مقال بقلم هادي جبّار سلّوم وعبد الكاظم مجلي
، نشر في مجلّة البلاغ الكاظمية. س٧ ع١٠/١٣٩٨هـ/١٩٧٨م ص٥٠ ـ ٦٤. وس٨ ع١/١٣٩٩هـ/١٩٧٨مم
ص١٢ ـ ١٨.
من ذخائر التراث

مقـدّمة التحقيـق
بسم الله الرحمن
الرحيم
مقدّمة :
المخطوطة ـ وأهمّيتها
في دارسة التاريخ :
تكمن أهمّية المخطوط في تعريف دارس التاريخ
بأهمّية مدينة النجف الأشرف ليس على الصعيد الديني ـ باعتبارها قد ضمّت بين جنبيها
قبر باب مدينة علم رسول الله(صلى الله عليه وآله) الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ـ فحسب بل على الصعيد
الفكري والعلمي وعلى طوال أكثر من عشرة قرون مضت.
لقد اكتسبت هذه المدينة كياناً خاصّاً ميّزها
عن سائر الحواضر والمدن في عالمنا الإسلامي منذ نزول شيخ الطائفة الشيخ الطوسي إلى
هذه المدينة هارباً من بغداد سنة (٤٤٨هـ) ولاجئاً إلى مدينة النجف الأشرف ، ليؤسّس
جامعة إسلامية تضاهي المدارس الإسلامية في ذلك الوقت ، ولتصبح مناراً يحتذى به ومرجعاً
لجميع المسلمين بصورة عامّة والشيعة بصورة خاصّة.
ولتصبح المدينة مصدر عطاء دينيّ وعلميّ وفكريّ
، وخزيناً نادراً
لشطر كبير من تراثنا العربي
والإسلامي سيّما المتمثّل منه بعلوم الفقه ، والأصول ، والحديث ، والفلسفة ، مضافاً
إلى التراث الأدبي العام والثقافي الشامل.
إذ أنجبت العديد من العلماء والأدباء والمفكّرين
والمشايخ ، وما تميّزت به من مكانة فكرية وثقافية ، وينبوعاً ينتهل منه القاصي والداني
من خلال الهجرة إليها ، والتلمذة على منبرها ، والنهل من علومها ومعارفها ، كانت
ولازالت قبلة العالم الإسلامي على مختلف مشاربهم الفكرية والمذهبية.
ولم يقف دورها عند العلوم الدينية والحوزوية
فحسب ، بل كانت لها الريادة الثقافية في مواكبة روح العصر والتطوّر في مختلف الميادين
المعرفيّة من أجل إيصال الكلمة وإبراز الدور المهمّ الذي تضطلعه هذه المدينة ، إذ
أخذت تعبّر عن آرائها وأفكارها عبر الصحف والمجلاّت عبر كتّابها ومثقّفيها على مختلف
مستوياتهم ومشاربهم الفكرية.
ومن ثمّ أخذت على عاتقها جمع كلمة الأمّة
الإسلامية بعدما تعرّضت الأمّة إلى التمزّق والتشرذم في كيانات ودول محكومة من قبل
المستعمر ، لذا تصاعدت أصواتها المعبّرة عن الحرّية والاستقلال عبر منتدياتها وجمعيّاتها
، والانفتاح الفكري على جميع المذاهب والثقافات من خلال ما امتلكته من أسس علمية وحسّ
عميق بضرورة الوحدة الإسلامية.
من هنا كان اختيارنا لهذه المخطوطة التي
سلّطت الضوء على إحدى الشخصيّات المؤثّرة داخل البيئة النجفيّة ألا وهو المرجع الدينيّ
الكبير (الشيخ
أحمد آل كاشف الغطاء)
، الذي ينتمي إلى أسرة علمية عريقة شاركت مشاركة فعّالة في صنع تاريخ النجف الفكري
، حيث تزعّمت الحركة الدينية فيها نحو مائة وثمانين سنة منذ هجرة جدّها الأعلى الشيخ
خضر بن يحيى المالكي إلى النجف ، والذي خلفه نجله الشيخ جعفر الكبير صاحب كتاب كشف
الغطاء المعروف ، حتّى وصل الأمر إلى صاحب هذه
الترجمة ، هذه الشخصية التي كان لها دوراً بارزاً طوال أدوار حياته المختلفة ، وليضع
بصمة واضحة في تاريخ هذه المدينة الفكري ، أو مشاركته وغيره من العلماء في المضيّ إلى
سوح الجهاد لقتال قوّات الإنكليز.
وبرز بين أقرانه في وقت قصير بسبب ذكائه
الخارق ونبوغه المبكّر ، ونال الدرجة العالية وهو في أوان عهد شبابه ، فصار هو مع أخيه
المجتهد الشيخ محمّد الحسين محلّ اعتماد العلماء وثقة أستاذهم المرجع الكبير آنذاك
آية الله العظمى السيّد كاظم اليزدي ، وبعد وفاة السيّد الكبير ، انعقد لواء
المرجعية للشيخ.
رسمت هذه المخطوطة صورة واضحة لكثير من ملامح
حياة الشيخ في كثير من مفاصلها ، وأهمّ أدوار حياته الاجتماعية والعلمية ، ونتاجاته
الفكرية ، وبالأخصّ على المحور الفقهي ، وتتبّع حياته إلى حين وفاته ، وكيف أثّر ذلك
على تلامذته وعلى جميع طبقات المجتمع ، وفيما بعد تصدّى شقيقه العلاّمة الشيخ (محمّد
الحسين كاشف الغطاء) إلى المرجعية الدينية.
وقد نقول أنّ هذه المخطوطة قد انفردت بذكر
علم من أعلام مدينة
النجف الأشرف ، إذ لاتوجد
دراسة سابقة ولا لاحقة تناولت بهذا التفصيل حياة الشيخ ، وإن كانت وريقات لكنّما ضمّت
بين دفّتيها كثيراً من المعلومات التي انفرد بها دون غيرها ، وإن كان هناك بعض التراجم
المتناثرة لحياة الشيخ في بعض المصادر الرجالية وكتب الفهارس ، لكنّها تجاهلت كثيراً
من مفردات حياته ، ممّا يضع أمامنا عدّة مؤشّرات وعلامات استفهام حول الأسباب التي
جعلت الباحثين لم يطنبوا بدراسة مفصّلة وعميقة عن أدوار حياته ؛ مع العلم أنّها كانت
غنيّة ومعطاءة خلال سنوات كان فيها للشيخ أدوار متعدّدة ليس فحسب على صعيد العلم والفكر
، بل في خضمّ التقلّبات السياسية وآثارها التي ترتّبت فيما بعد ليس على العراق فحسب
، بل وعلى محيط الأمّة الإسلامية والعربية ، ورسم خارطة جديدة للمنطقة كانت عنواناً
بارزاً لسياسة التقسيم والتجزّي التي انتهجته الدول الاستعمارية ، فقد كان له
الدور السبق مع أستاذه السيّد اليزدي ونجله السيّد محمّد في مقارعة الغزو
البريطاني للعراق ورفع راية الجهاد من أجل مناهضة المحتلّ.
والأهمّ من هذا وذاك أنّ الشيخ كاشف الغطاء
نال المرجعية العليا المطلقة بعد وفاة أستاذه السيّد كاظم اليزدي ، وإن لم تستمرّ عاماً
واحداً ، إلاّ أنّ هذا الأمر يعطيه خصوصية أخرى تجعله مجال الاهتمام من الباحثين
والدارسين لتاريخ هذه المدينة وعلمائها.
ومهما يكن من أمر تعدّ هذه المخطوطة من المخطوطات
المهمّة التي تمتلكها خزانة آل كاشف الغطاء (مكتبة الإمام الشيخ محمّد الحسين كاشف
الغطاء) والتي ألّفها
الشيخ عبد المولى الطريحي ، مع العلم أنّ هذه الوريقات قد طبعت في مجلّة العرفان ،
ولكن لأهمّيتها وماتحويه من معلومات مهمّة ، ولكونها الدراسة الوحيدة عن الشيخ ارتأينا
دراسة وتحقيق هذه المادّة ومقابلة النسختين المخطوطة والمطبوعة من أجل الوصول إلى النصّ
الحقيقي الذي نطق به المؤلّف بعدما تعذّر علينا الحصول على نسخة بخطّ المؤلّف.
ومن خلال دراستنا وقراءتنا المتأنّية لهذه
المخطوطة في وريقاتها لم نجد ما يشير أنّ الشيخ الطريحي قد دوّن بيده هذه الأوراق ،
ولا يوجد ما يشير في نهاية المخطوط إلى ذلك ، حتّى أنّ ناسخ هذه الوريقات لم يذكر
ذلك ، ولم يذكر سنة نسخه لهذه المخطوطة ، ولم يدوّن اسمه في نهايتها ، على الرغم أنّ
الخطّ المدوّن في هذه الوريقات كان خطّاً واضحاً ومقروءاً ، ويسهل فهم الكلمات على
الباحثين وغيرهم من دون عناء.
اتّسم منهج الشيخ الطريحي في هذه المخطوطة
بعبارات واضحة وسلسة إذ لم يستخدم الكلمات المبهمة وغير المفهومة التي تحتاج إلى
مراجعة كتب اللغة والمعاجم للاستدلال على معانيها ، على أنّ ذلك لا يعني أنّ المخطوط
لا يحوي على بعض الكلمات البلاغية التي تحتاج إلى فهم معناها ، لكنّها كانت قليلة يسهل
معرفة معناها ، وهذا إن دلّ فهو يدلّ على دقّة وبساطة المنهج الذي أستخدمه المؤلّف
رغم تطوّر البيئة الفكرية والمعرفية والثقافية في تلك الحقبة الزمنية.
كانت المنهجية التي سار عليها الشيخ الطريحي
في كتابته لهذه
المخطوط تتّسم بالبساطة
والسلاسة ودقّة نقل الأحداث ، وآليات منهجيّته تتناسب مع واقع البيئة التي عاش بها
وهي مدينة النجف الأشرف وتطوّر الحركة الفكرية على مختلف مستوياتها كافّة ، مراعياً
في ذلك التسلسل الزمنيّ للأحداث في حياة المترجم منذ الولادة والنشأة وحتّى وفاته.
ـ تمهيد ـ
المبحث الأوّل
أوّلاً : الحياة الفكرية
والمعرفية في النجف الأشرف :
عرفت مدينة النجف الأشرف منذ أكثر من عشرة
قرون ، بأنّها مدار للحركة العلمية ومقصد لطلاّب العلم
، وبرزت مكانة النجف الأشرف منذ أن انتقل إليها الشيخ الطوسي
من بغداد عام (١٠٥٦م ، ٤٤٨هـ) ، والذي ترافق معه انتقال الحوزة العلمية من بغداد إلى
النجف ، ساعد ذلك على النموّ المعرفي الذي تجسّد في وجود الحوزة العلمية فيها ، كونها
أصبحت ومنذ ذلك التاريخ معهداً مهمّاً من معاهد الدراسات الإسلامية ، ارتكز النموّ
المعرفيّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن ثمّ الفكريّ على جملة
من الروافد التي كانت الأساس في أحداث النهضة المعرفية في النجف الأشرف ، تمثّل ذلك
في التعليم بأنواعه ، ونشوء المطابع ، وانتشار حركة النشر والتي ترافق معها ظهور عدد
من المجلاّت والصحف التي أسهمت في رفد الثقافة النجفية ، علاوة على تأسيس عدد من
الجمعيّات الأدبية والثقافية ، كذلك عدد من المكتبات ، كلّ تلك هي عوامل مهمّة للتأسيس
لحركة معرفية وفكرية متنامية .
ثمّ حدثت انعطافة تاريخية كبيرة على الشيخ
جعفر آل كاشف الغطاء الملقّب بالكبير في القرن الثامن عشر الميلادي ، وأصبحت النجف
الأشرف مركزاً للتقليد وعاصمة للتدريس ، فهاجر إليها طلبة العلم من كلّ حدب وصوب ،
لتحصيل العلم والاجتهاد.
وكان للتعليم فيها شأن يختلف عن بقيّة المدن
العراقية الأخرى ، لوجود المجالس العامّة والخاصّة ، فضلاً عن المجالس الحسينية ، والنشاطات
العلمية والثقافية التي حفّزت طلبة العلوم على شدّ الرحال إليها من مختلف بقاع
العالم ، فأدّى إلى ارتفاع نسبة المتعلّمين فيها ، فضلا عن تأسيس كتاتيب عربية بحتة
وكتاتيب أخرى ، وأشهر الكتاتيب العربية آنذاك كُتّاب آل الفحّام ، وكُتّاب الشيخ جعفر
المعلّم ، وكُتّاب الشيخ باقر قفطان ، أمّا أشهر كتاتيب الفارسية هي : كُتّاب خبّاب
علي وموقعه في الطابق الأعلى من الصحن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العلويّ ، وكان قد خصّص
لأبناء الطبقة المترفة ، وظهرت الحاجة بعد الحرب العالمية الثانية إلى الكتاتيب لاستقبال
أبناء الطبقة الفقيرة والمتوسّطة. يتبيّن من ذلك أنّ المركز الديني لمدينة النجف الأشرف
جعلها مركزاً لطلبة العلوم الدينية والفقهية ، فتوافد عليها طلبة العلم ، ممّا شجّع
على فتح العديد من المدارس الدينية فيها ، إذ ازدهرت وتنوّعت هذه المدارس بعلومها ،
ويعدّ التعليم واحداً من أهمّ عوامل النهوض والارتقاء لأيّ شعب من الشعوب ، ولا
يمكن لأيّ دولة أن تنهض من دون أن تعنى بالتعليم وتعمل على نشره.
هبّت نسمات التنوير في أوائل العقد الأوّل
من القرن العشرين الميلادي وبدت علامات الرقيّ والتنبّه ، وتيقّظت أفكار بعض النجفيّين
، فهبّوا إلى سوق الطباعة فجلبوا إليها في ذلك الوقت مطبعة ، إذ كانت الحاجة إليها
شديدة وماسّة ، لكونها وسيلة من وسائل الرقيّ ونشر المعارف ، وفي مدّة قصيرة أصبحت
النجف الأشرف من بين المدن العراقية الكبيرة في مضمار الطباعة
، ولذلك فإنّ النجف الأشرف تعدّ أحدى الحواضر العربية والإسلامية في المشرق التي تفاعلت
فيها حركة الثقافة والفكر ، وأسهمت في نموّ الحركة الفكرية العربية ، ووضعت أسس التيّارات
الفكرية ، ورسمت أطياف من الإبداعات الأدبية والفكرية.
فلا غرو أن نجد الشعراء والأدباء نظموا القصائد
اعتزازاً بتراثها ، يقول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد المنعم الفرطوسي
:
مدينة النجف الغرّاء يا أفقاً
|
|
يوحى ويا تربة تحيى بما خصبا
|
كم احتضنت وكم خرّجت نابغة
|
|
فذّاً وشيخاً على أسفاره حدبا
|
فأنت مدرسة للعلم جامعة
|
|
تقري العقول وترويها بما عذبا
|
يتبيّن من ذلك أنّ مدينة النجف طبعت منذ
نشأتها بطابع القدسية والاحترام ، كونها تضمّ مرقد الأمام عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام ، فضلاً عن جامعتها
الإسلامية الكبرى ، وكان لتلك المنزلة الدينية العلمية أثر في انتقال النتاج
الفكري إليها من مختلف المدن العراقية وغير العراقية ، الأمر الذي أوجد في النجف حركة
فكرية تمتاز عن غيرها من كبريات المدن العراقية. ورافق انتقال النتاج الفكري إلى النجف
هجرة بشرية ، هاجر إليها طلبة العلم من مختلف الأقطار العربية وغير العربية ، وقد استحقّت
النجف أن تدعى بمدينة الوافدين الذين كان لثقافاتهم التي امتزجت بثقافة المجتمع النجفي
أثر في الانفتاح الفكري لفئة معيّنة من هذا المجتمع المحافظ .
وأنّ من يعرف حقيقة الحركة الفكرية في النجف
قبل هذا ويقارنها بحركة اليوم يدرك ولا شكّ الجهود التي يبذلها كبار رجال الأدب الناهضين
في إيصال مدينتهم المقدّسة إلى هذه الدرجة العليا من الرقيّ والمدنيّة أسوة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ببقيّة المراكز العلمية
المهمّة في الأقطار العربية ، على أنّنا لا نريد من النجفيّين أن يكتفوا بنهضتهم نظراً
لما نعهده فيهم من النضوج الفكري والاستعداد الطبيعي وسموّ المدارك والروح الأدبية
المتأصّلة في نفوسهم العربية ، جعل النجف مركزاً خطيراً للآداب العربية .
ثانياً ـ تاريخ الصحافة
في النجف الأشرف :
تميّزت مدينة النجف الأشرف بإصدار العديد
من المجلاّت والصحف ، منذ العقد الأوّل من القرن العشرين الميلادي ، وتطوّع لذلك العمل
العديد من أبنائها ، وأصدروا عدّة صحف ومجلاّت ، فتكوّنت لذلك قناة من قنوات
الثقافة النجفية لإيصال أنوارها الساطعة إلى مختلف أنحاء العالم
، ووصل عدد الصحف حوالي خمسة آلاف نسخة يوميّاً ، وكان ذلك نتيجة لازدياد عدد المتعلّمين
وتوفّر وسائل الاتّصال التي ساعدت على نقل الأفكار في المجالات الأدبية والفكرية ،
ومن المجلاّت التي دخلت النجف الأشرف هي مجلّة (العرفان) الصيداويّة ، وقد نشرت مقالات
تطرّقت من خلالها إلى مقتضيات التطوّر والإصلاح ، منها تطوير أسلوب التعليم داخل البلاد
، فبيّنت أنّ مقدار رقيّ كلّ أمّة وتقدّمها يقاس بمقدار تطوّر التعليم ، إذ أنّ منزلة
التعليم في الأمّة منزلة الدماغ من الإنسان ، وأنّ الأمّة الراقية تمتاز عن الجاهلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمعارفها وعلومها
، وكان من بينها جريدة (الإقبال) البيروتية التي صدرت عام (١٩٠٢م) وجريدة (المؤيّد)
لصاحبها الشيخ عليّ يوسف الصحفي المصري ، وجريدة (الأهرام) و (الأخبار) .
ارتبط تاريخ الصحافة في العراق عامّة وفي
مدينة النجف الأشرف خاصّة ارتباطاً وثيقاً بحركة الطباعة فيها ، وعدّت الصحف والمجلاّت
الصادرة في هذه المدينة نافذة طلّت عليها النجف الأشرف على العالم ، بعد أن أخذت
الصحف والمجلاّت طريقها إلى المجتمع النجفي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي
، وكانت النجف الأشرف من المدن الرائدة في هذا المضمار ، لمكانتها الدينية والعلمية
والأدبية. نجحت الصحافة النجفية وبجزء حيويّ كبير بتحقيق أهدافها ورسالتها الخاصّة
المتمثّلة بتنوير النشء الجديد وقرّائها من المعاصرين ، بالإضافة إلى الدفاع عن العقيدة
الإسلامية وعرفها ، ومعالجتها لمختلف القضايا الدينية والسياسية والأدبية ، وكانت صفحاتها
منبراً أدبيّاً سجّل فيها أدباء النجف الأشرف من الشعراء وغيرهم أوّلا وأدباء العراق
ثانياً العديد من القصائد لمختلف أهدافها وتنوّع مضامينها.
احتلّت الصحافة النجفية مكانة جليلة في تاريخ
الحياة الفكرية ، لا في العراق وحسب بل في دول عربية مجاورة.
شهدت الصحافة النجفية ازدهاراً ملحوظاً يتناسب
مع مكانة المدينة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدينية والعلمية والأدبية
، برزت فيها اتجاهات فكرية وثقافية وروّاد في الصحافة أسهمت كتاباتهم في معالجة قضايا
وموضوعات مهمّة .
ولازدهار الحركة الصحفية في مدينة النجف
أسباب ودوافع عديدة ، منها تبليغ رسالة النجف العلمية وإرسال إشعاعها الفكري إلى مختلف
أرجاء المعمورة ، ورفع منار الدعوة الإصلاحية والاجتماعية على بعض الحركات
المناهضة للعقيدة الإسلامية ، وأسهمت الصحافة في تعريف المجتمع النجفي بآخر التطوّرات
العلمية والفكرية ، ففتحت بذلك أكثر من قناة معرفية على مجريات العصر والنهوض المدني
والعلمي فيه ، وخاصّة مع ما كان يجري في الغرب ، بما لا يتعارض مع أسس الشرع القويم
، فمن خلالها تعرّف النجفيّون على قضايا حيويّة واسعة كالديمقراطية ، والبرلمان ، والتعدّدية
السياسية ، والمعارضة ، والاستبداد ، والاشتراكية ، فضلاً عن الصناعات الحديثة.
لقد استطاعت الصحافة النجفية أن تنقل الصوت
النجفي إلى الدول المجاورة عامّة ودول الخليج وإيران خاصّة ، فضلاً عن مدن العراق كافّة
، وأن تعبّر عن مواقف النجف الأشرف تجاه قضايا الأمّة المختلفة.
مرّت الصحافة النجفية بأطوار عدّة منذ صدورها
حتّى عام (١٩٤٥م) ، ويمكن تقسيمها على ثلاثة أطوار :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ الطور الأوّل :
مثّل هذا الطور بداية دخول المعترك الصحافي
، ويرجع الفضل في هذا إلى الشيخ المصلح محمّد كاظم الخراساني (الآخوند) باعث النهضة
العلمية في هذا البلد المقدّس ، وبدأ هذا الطور منذ عام (١٩١٠ ـ ١٩١٢م) ، وشاركت فيه
النجف الأشرف بقيّة مدن العراق في نشر الثقافة ، وظهرت فيه ثلاث مجلاّت وصحيفة واحدة
هي العلم والغريّ ودرّة النجف ونجف أشرف.
٢ ـ الطور الثاني :
ـ مثل هذا الطور مرحلة العشرينيّات ، وبدأ
باندلاع ثورة العشرين ، أذ بدأت بعض الصحف تظهر على مسرح الصحافة وهي (الفرات ـ والاستقلال)
ولم تدم طويلاً ، وعدّت هذه الصحف مؤشِّراً مهمّاً على ما حدث من تحوّل نوعيٍّ في نضال
العراقيّين ، وأسلوب تحرّكهم السياسي بعد الحرب العالمية الأولى ، وتجسيدا لإدارة فئة
مؤثّرة جديدة ظهرت في المجتمع وأدّت عملاً فعّالاً في البلاد على كافّة الصُّعُد.
٣ ـ الطور الثالث (طور الازدهار)
: مثّل
هذا الطور مرحلة الثلاثينيّات والأربعينيّات من القرن العشرين الميلادي ، وشهدت فيه
مدينة النجف الأشرف ولادة عدد كبير من الصحف والمجلاّت ذات الوزن النوعي ، وظهرت بعض
المواهب الصحفيّة التي أخرجت كثيراً من الصحف التي عدّت في طليعة المنشورات والدوريّات
العراقية أمثال (الاعتدال ، الغريّ ، المصباح ، القادسية ، الهاتف ، الحضارة ، المثل
العليا) وغيرها.
يتبيّن من خلال ما تقدّم أنّ مدينة النجف
الأشرف تميّزت بتطوّر
الصحافة فيها ، ودخولها
إلى هذه المدينة في وقت مبكّر ، مقارنة مع مدن العراق الأخرى ، وهذا الجانب شجّع على
جلب المطابع إليها.
وبالرغم من تطوّر الصحافة خلال الأربعينيّات
تطوّراً كبيراً ، فإنّها لا ترتقي إلى الصحف العربية في ذلك العهد ، إذ غزت هذه الصحف
العراق ومدينة النجف الأشرف مطلع القرن العشرين الميلادي ، وتميّزت بنوعيّتها
الجيّدة ، ففضّلها الجمهور النجفي على صحفه ، فضلاً عن غياب الدعم الحكومي لهذه الصحف
والمجلاّت خلال تلك المدّة ، لعدم مسايرتها لما خطّته الحكومات آنذاك ، إذ أوقفت العديد
من الصحف النجفية لأسباب مادّية أو سياسية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المبحث الثاني
حياة المصنّف عبد المولى
الطريحي اسمه ونسبه
عبد المولى الطريحي إسمه
ونسبه :
الشيخ عبد المولى ابن الشيخ عبد الرسول ابن
الشيخ نعمة ابن الشيخ علاء الدين الطريحيّ .
ولد في النجف الأشرف سنة (١٣١٧هـ الموافق
١٨٩٩م) ، يرجع نسب هذه الأُسرة ـ الطريحي ـ إلى الأسرة التي استوطنت النجف والحلّة
وأنجبت علماء وأدباء ، وينتسبون إلى جدّهم الأعلى طريح .
كانت هذه الأسرة من الأسر العلمية في النجف
، طار صيتها وامتدّ في الكمال والأدب ، أيضاً ، خدمت العلم والدين أعواماً كثيرة وقروناً
عديدة ، لم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يزل ذكرها باقياً ببقاء
الأبد ، يخلّدها ما لها من مساع ومؤلّفات مشهورة منشورة ، لم يبق قطر من الأقطار ولا
صقع من الأصقاع إلاّ ولها فيه شيء يذكر ، وهي من خيرة نتاج كلّية النجف وأطيبها غرساً
، نبتت أرومتها في النجف قبل القرن الثامن ، وأخضرّ عودها بالعلم وأينع بالفضل من حينه
، فأنتجت فروعاً زاكية وأفناناً ، تؤتى أكلها كلّ حين ، ولها الشأن والاعتبار
لتقدّمها في الهجرة ، ولكثرة النابغين فيها من فحول العلماء .
مرّ على نشؤها أكثر من أربعة قرون ، لم يزل
العلم مزدهراً برجالها ، كما وأنّها من الأسر العلمية العربية العريقة في العروبة السابقة
في التشيّع والولاء لأهل البيت عليهمالسلام
، كانت لهم محلّة خاصّة في النجف تنسب إليهم ، وهم أحدى فصائل بني أسد القبيلة الشيعية
الكبيرة الفراتية ، تقطن فرات الكوفة من أقدم العصور ، ولها بقيّة قرب كربلاء.
وآل الطريحيّ يرجعون بنسبهم إلى البطل المحامي
حبيب بن مظاهر الأسدي رضياللهعنه
، ورجوع نسبهم إلى (حبيب) أمر مستفيض مشهور ، هذه الأسرة جمعت الخصال التي تتفاضل بها
بقيّة الأسر العلمية النجفية ، لها شريف النسب وكريم الحسب والسبق في الهجرة ، وورد
ذكر لبعض رجالاتها في الحلّة ، فهي أسرة كثيرة العدد وافرة الرجال المشاهير
، كان لهذه الأسرة جامع في محلّة آل الطريحيّ التي ينتمون إليها سمّي (جامع أو مسجد
آل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطريحي)
، يقع في طرف البراق على مرتفع يعرف بجبل النور ، وبالقرب من المسجد مقبرة العلاّمة
الكبير فخر الدين الطريحيّ ، ومن مشايخ هذه الأسرة الشيخ فخر الدين الطريحيّ ، وكانت
داره مدرسة علمية وندوة أدبية ، ومنهم الأديب كاتب الطريحيّ وأولاده الأدباء ، ومنهم
أيضاً الشيخ راضي والشيخ تقي والشيخ مهدي ، وكان مجلسهم عامراً بالعلماء في محلّة
الحويش .
نشأته :
نشأ شيخنا في مدينة النجف الأشرف التي كانت
زاخرة بالعلم والفكر في تلك الحقبة الزمنية ، فأثّرت على نشأته ودراسته ، وأسهمت تلك
الأجواء العلمية في بناء شخصية الشيخ الطريحيّ ، تلقّى العلم منذ طفولته على يد
والده الشيخ عبد الرسول الطريحي الذي رأى فيه علامات النبوغ والفطنة منذ صباه ، فغذّاه
بالعلم والأدب ، وكذلك كان رأي أساتذته وأهل العلم ومنهم المرحوم أحمد كاشف الغطاء
والشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء والشيخ عمران دعيبل والشيخ قاسم محيي الدين .
تمتّع بصفات عديدة ، كان تقيّاً ورعاً هادئ
الطبع ، سعى بكلّ جهده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حتّى أصبح من العلماء
البارزين ، أنهى حياته في الكتابة والتأليف والبحث ، فقد كان كاتباً متميّزاً ومتحدّثاً
بليغاً مستفيداً من البيئة التي ينتمي إليها ، مارس مهنة التعليم ، وأصبح مؤرّخاً وصحفيّاً
رائداً وبارعاً ، وعرف عنه كثرة البحث والإنتاج الفكري .
حياته العلمية :
كان أحد أعلام أسرته الكريمة ، وأحد رجالات
الصحافة في العراق ، أسهم في النشاط الثقافي والأدبي في النجف الأشرف ، وحضر المجالس
الثقافية والأدبية في بغداد والبصرة والموصل ، وأصبح عضواً في جمعية الرابطة الأدبية
التي تأسّست في النجف عام (١٩٣٢م) أسّسها محمّد علي اليعقوبي
، ومن أبرز إصدارته مجلّة الحيرة ، ومحرّر قسمها المدرسي جعفر الخليلي ، صدر العدد
الأوّل منها في (٢٤ رجب ١٣٤٥ هـ) المصادف (٢٢ كانون الثاني ١٩٢٧م) ، أوضح صاحب المجلّة
الأسباب التي دعته إلى إصدار (الحيرة) والأهداف التي يرجو تحقيقها من خلال صفحاتها
فجاء قوله بافتتاحية العدد الأوّل : «... وبعد ففي اليوم الذي تتطلّب النجف أن تكون
نهضتها ويقظتها أكبر شاهد وأقوى حجّة على أحقّية النهضة العراقية ... لتبرهن للملأ
على استعدادها لتلقّي ما من شأنه النهوض بها إلى مصاف غيرها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من حواضر العالم المهمّة
لتحصل القبول ، وتتحفّز فيه للوثبة متسلّحة لذلك لما في أبنائها من نضوج فكريٍّ واستعداد
طبيعيٍّ ، وبما اختصّ به تاريخها بكلا بابيه الغابر والحاضر من صفحات غرّ جديرة بأن
تكون لمجد العروبة وبطولاتها باباً ... تظهر (الحيرة) آخذةً على عاتقها تمثيل هذا الدور
، دور الانعتاق والحرّية ... مستمدّة من روحانية نزيلها (الإمام القرشي) ، الناهج
لأهل الضاد أوضح نهج بفصاحته وبلاغته ، ومن تاريخ المناذرة الأمجاد المملوء بالعبر
والعظات ، ومن أرواح النابغة زياد وعدي بن زيد والمنخل اليشكري وأمثالهم من الشعراء
العبقريّين المرفرفة بأجنحتها حول الخورنق والسدير معونة وتوفيقاً ..» .
عنيت المجلّة بشؤون الأدب والتاريخ والقضايا
الاجتماعية ، مع الاهتمام بالتربية والتعليم ، شارك فيها عدد كبير من الأدباء ومفكّري
العراق والنجف ، من أبرزهم جعفر الخليلي الذي عني بموضوعات التربية والتعليم ، كذلك
شارك فيها العديد من الشعراء من أبرزهم إيليا أبو ماضي
، وكُتب فيها العديد من الموضوعات ، أبرزها تأكيد العمق التاريخي للنجف وضواحيها ،
وتأكيد الواجب الوطني المتعلّق بالأنشطة السياسية والفكرية فضلا عن معالجتها لقضايا
تربوية.
وتطرّقت (الحيرة) كذلك للعديد من المواضيع
الفكرية كان من أبرزها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(نهضة الأدب النجفي أو
محمّد سعيد الحبّوبي) ، وقد اقترن الأدب النجفي مع المصلح الجليل محمّد سعيد الحبّوبي
حامل لواء التجديد في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلادي والذي
بحقّ عدّته (الحيرة) من نوابغ العالم العربي ، وأنّه صاحب الفضل الكبير على النجف بما
تركه فيها من حبّ للأدب ، وعلى يده تلمّذت مجالس في النجف تتحرّك بقوى أدبية فيها
بعض علائم الحياة ، وتتمخّض عنها مبادئ حرّة ، ثمّ أشارت في المقال ذاته إلى موشّحات
السيّد الحبّوبي وملائمتها للأذواق ، وقالت عنها : «بحيث قلّما خلا مهرجان في العراق
ومصر من أنشودة تكون ملهاة القوم يصفّقون لها كأنّهم يشهدون لها بذلك بمقدار تأثّرهم
فيها وانطباعها على مشاعرهم»
، وكان المقال بقلم محمّد مهدي الجواهري.
كما أكّدت المجلّة على دور النجف في نهضة
العراق الحديث مشيرة إلى أنّ دورها لا يقلّ أهمّية عن مدن العراق والعالم الإسلامي
، لاسيّما أنّ عوامل النهوض متجسّدة في المدينة في عمقها التاريخي الأصيل ، وفيها روّاد
نهضويّون مفكّرون ، ممّا يوفّر لها فرص ممارسة جهد فكري وسياسي من أجل حرّية البلاد
وانعتاقها من سيطرة المستعمر ، وتصدّت المجلّة إلى الموضوعات التي تناولت التاريخ المحلّي
للنجف .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤلّفاته :
للكاتب المؤرّخ العديد من المؤلّفات والآثار
التي تدلّ على مكانته الأدبية والثقافية ، منها
:
١ ـ الحائريّات : في ترجمة من شعراء الحائر
، شاهد الشيخ آغا بزرك الطهراني بخطّه في المسوّدة وهي كراريس لم يتمّ ، وقد بلغت عدّتهم
نيّفا وعشرين شاعراً.
٢ ـ الرجال : المسمّى بـ : (رجال الشيخ عبد
المولى) ، وهو نفسه (اللؤلؤ والصدف في مشاهير علماء الحلّة والكاظمية والحائر والنجف)
في القرن الحاضر وقليل من الثالث عشر ، وذكر الشيخ آغا بزرك الطهراني أنّه بلغ
تراجمهم قرب السبعين ، وأنّه مشغول بتتميمه.
٣ ـ الرياض الأزهرية في تاريخ أنساب الأسر
العلويّة : وهو مجلّد كبيريقرب من أربعمائة صفحة ، مشتمل على ذكر جملة من القبائل العلويّة
وأنسابهم وآثارهم العلمية والشرعية ، وبدأ بتأليفه في (١٣٤٤هـ).
٤ ـ فدعة الشاعرة أو خنساء خزاعة : ديوان
لهذه الشاعرة المتوفّاة (١٢١٤هـ) ، وهي من خلفاء الشيخ الخزاعة ، جمع أشعارها وشرحها
الشيخ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد المولى ، ذكر أنّه
استخرجه من كتابه (كنوز الأدب المخفيّة) تقرب من أربعمأة بيت.
٥ ـ الكنوز المخفيّة في تاريخ آداب اللغة
العربية العامّية الشائعة في العراق المعروفة بـ : (الحسچة).
أسهم الطريحيّ في إثراء التراث الفكري إسهاماً
لازال موضع اهتمام الباحثين ، وكان يبذل قصارى جهده في هذا السبيل حتّى وفاته في عام
(١٩٧٥م ـ ١٣٩٥هـ) ، وبذلك خسرت المدرسة الفكرية والعلمية أحد أبرز وأهمّ رجالاتها من
أصحاب العلم والثقافة والأدب.
منهجنا في التحقيق :
قد لا نختلف كثيراً عمّن سبقونا من الأعلام
في تحقيق الكتب ، لأنّ مناهج المحقّقين تكاد تتوخّى هدفاً واحداً وهو إخراج النصّ التاريخي
بأفضل صورة ممكنة.
واتّبعنا في تحقيقنا لهذه المخطوطة والتعليق
عليها الخطوات الآتية :
١ ـ لقد اعتنينا بإخراج النصّ في صورته التي
جاءت في المخطوطة ، إذ حافظنا على العبارة ولم نمسّها بأيّ تغيير.
٢ ـ حاولنا إثبات النصّ الصحيح ، وقد عمدت
في سبيل هذا إلى جمع الأصول الأخرى التي تناولت تاريخ هذه الحقبة ، وقد صوّبت ما وقع
فيه من خطأ غير مقصود.
٣ ـ قمنا بتخريج الآيات القرآنية والأخبار
التاريخية الورادة في ثنايا النصّ.
٤ ـ وضعنا عناوين داخلية للمواضيع مما يسهّل
على القاري رصد مفردات الموضوع بيسر وسهولة.
وفي الختام لا يسعنا إلاّ أن نقدّم شكرنا
وتقديرنا إلى كلّ من أسهم معنا في إتمام هذا العمل ، ولا سيّما مدير مكتبة الإمام محمّد
الحسين كاشف الغطاء الشيخ أمير شريف نجل العلاّمة الشيخ محمّد الحسين كاشف الغطاء ،
التي كانت له اليد الطولى في حصولنا على هذا المخطوط التي تحويها خزانتهم ، والأخ العزيز
سماحة الشيخ نصير الدين كاشف الغطاء التي كانت
أياديه الكريمة سبّاقة
في نشر التراث وفّقه الله لما يحبّ ويرضى.
المحقّقان
النجف الأشرف
٢١ / جمادى الأولى / ١٤٣٧هـ
المصادف١ / ٣ / ٢٠١٦م




العقد المنضّد في
ترجمة الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء
الترجمة التي نشرت في
مجلّة العرفان
بقلم الشيخ عبد المولى
الطريحي
بسم الله الرحمن الرحيم
(وإنّما المرء حديث)
إنّ عظمة مقدار الرجل ، وتفوّقه واستحقاقه
للشكر والثناء ، والحمد والإطراء ، وتخليد الذكر ، وترديد النعوت والمزايا ، إنّما
هو على مقدار مساعيه ، وآثار أياديه ، واضطلاعه بأعباء المكارم ، وكبر العزائم ، وإسداء
الصنائع الجليلة إلى أمّته وقومه ، وتفريج الكرب العظام عنهم.
أعاظم الرجال :
إنّما تعرف عند نزول العظائم ، وثوران العزائم
، واصطكاك المحن ، ومعترك الخطوب والرزايا ، هناك تظهر منزلة الرجل الكبير ، ومكانته
من المجتمع الإنساني ، ونفعه لأمّته وقومه ولأبناء ملّته ، وتفانيه بالمحافظة على
نواميسهم وتواصل متاعب يومه ، وسهر لياليه في صالحهم ، ودرء الشرور والمفاسد عنهم ،
لا لغاية نفعيّة لذاته ، تستوجب الخير ، وكرم الطبع ، وشرف الجوهر ، وسلامة الذات.
ومثل هؤلاء الأفذاذ نادر شاذ ، تنضجه طبيعة
الدهور والأحقاب مرور الليالي والأيّام ، فتأتي سبيكة حمراء ، بل درّة زهراء ، في البرهة
بعد البرهة ، والقرن بعد القرن.
ها هو فقيدنا بالأمس كان آية العزيمة ، من
ذلك الفرقان ، وبيضة العقر
في هذا الزمان ، كشفت متواصلات الرزايا العامّة منه عن ابن بجدة
، ضليع في الزعامة ، منيع في أوج الكرامة ، يتعب نفسه في راحة قومه ، ويتهالك على صوالح
أمّته وملّته ، يستسهل الصعب ، ويستلين الخشن ، ولا يعروه ملل ولا كسل في نشر علم وعمل.
عرفناه وكلّ أبناء وطنه ، وعامّة أبناء جنسه
، في معارك الدهر ومَبارِك المحن ، ونزول الأخطار على هذه الأقطار ، فوجدناه حصناً
منيعاً ، كاشف لأواء
، وجنّة عصماء ، وهمّة قعساء ، وقنّة راسية
، تزول دونها الرواسي ، وتنحطّ عندها الأفلاك.
نحن لا نريد ، أن نطري في الثناء ، وننضّد
صفوف الألقاب والمدائح ، وإنّما نريد أن نعطي الحقيقة حقّها ، ونوفي ذا الصنع الجميل
شكره ، أداء لحقّه ، وتنشيطاً لغيره ، بذكر موجز من القول ، من ولادته ، وترجمة حياته
،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى حين وفاته ، وماله
في غضون ذلك من المآثر الغرّ ، والحسنات الزهر ، والآثار الخالدة ، والمفاخر الطريفة
والتالدة.
مولده ونسبه :
هو أحمد بن علي بن الرضا بن موسى بن جعفر
الشيخ الكبير الشهير بكاشف الغطاء
، الذي ملأ أقطار الكرة صيته وصوته ، ونوادره ومؤلّفاته ، وكلّ واحد من هذه الأسرة
السرية ، والسلسلة الذهبية ، كان مباءة الزعامة الدينية ، والرئاسة العامّة ، والمرجعية
العظمى في زمانه ، إلى أن انتهت النوبة إلى فقيدنا المترجم
، وقد ولد في النجف الأشرف سنة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١٢٩٥هـ)
ونشأ وشبّ في حجر آبائه وأعمامه ، أُولي الفضائل والطوائل ، بيت علم سابق ، ومجد سامق
، وأدب باهر ، وممدحي كلّ شاعر وناثر.
تحصيله ومشايخه :
نشأ الفقيد ومخائل النبوغ لائحة عليه ، وشمائل
النباهة واضحة منه ، ففرغ من النحو ومبادئ العلوم الأخر وهو ابن عشر سنين ، ثمّ هاجر
مع عمّه الشيخ موسى
إلى سامرّاء يوم كانت رحلة العمّ إليها زمن المرحوم حجّة الإسلام الميرزا محمّد حسن
الشيرازي الشهير
، فأنفق ردحاً من شبابه هناك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على التحصيل والطلب ،
ثمّ كرّ راجعاً إلى وطنه النجف الأشرف
، ولم يزل يعرج ويدرج ، ويعلو ويسمو ، في مراقي الفضل والكمال ، وهو أملس العارضين
ملامسة أذياله في كلّ دنس ، فحضر وقد راهق على أعاظم العلماء والمدرّسين في ذلك العصر
، كالعلاّمتين الشيخ ملاّ رضا الهمداني
صاحب مصباح
الفقيه ،
والشيخ ملاّ كاظم الخراساني
صاحب الكفاية ، ثمّ انقطع في
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحضور على أستاذه الأعظم
السيّد محمّد كاظم الطباطبائي
، الذي انتهت مرجعية تقليد الإمامية قاطبة إليه.
فكان ذلك السيّد الأستاذ يدلّ الناس على
فضل ذلك الفقيد ، ويصرّح لهم ببلوغه مرتبة الاجتهاد ، ويرجع إليه معضلات الخصومات ،
فيحلّها أحسن حلّ ، ويحكم فيها أقوى حكم ، ويمضي السيّد حكومته ، حتّى شاع ذكره ،
وخفقت الخافقين أعلام علومه ، ولمّا أرتحل أستاذه السابق الذكر
إلى دار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البقاء رجع التقليد إليه
جلّ العرب ، وثلّة غير قليلة من إيران وهندستان.
مؤلّفاته وتدريسه :
أكبّ على تحصيل العلم ، حتّى لم يدع له رغبة
في شهوة ، ولا لذّة في شيء ، فكان ينفق فيه نقد عمره ، ونفيس أنفاسه ، ولم يكن له من
العيش إلاّ لمظة
، ولا من الكرى غير غمضة ، وفي كلّ ذلك لم يزل يدرّس ويباحث ، ويؤلّف ويصنّف ، حتّى
انتشر له عدّة مؤلّفات نفيسة في بابها ، طبع منها (سفينة النجاة)
، وهو كتاب قد جمع فيه من الفروع والإشارة إلى الدليل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحسن التحرير ورشاقة التعبير
ما لا يوجد في كتاب.
وكتب إليه الشاعر الأديب الشيخ مهدي الحجّار
هذين البيتين في ضمن كتاب طالباً منه نسخة من الكتاب المذكور وهما
:
يا أحمد الفضل الذي أخلصته
|
|
ودّي ليسعدني على حاجاتي
|
أنا قد غرقت ببحر علمك والندى
|
|
فابعث إلَيَّ سفينةً لنجاتي
|
وله (حاشية على العروة الوثقى)
، استدلالية ، طبع مجلّد منها ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولها ثان لم يطبع ، وله
كتاب (أحسن
الحديث في الوصايا والمواريث)
مطبوع ، وكتاب (قلائد
الدرر في مناسك من حجّ واعتمر)
مطبوع أيضاً ، وكان قد انحصر الانتفاع الحقيقي والتحصيل الجدّي بالحضور في حوزة درسه
، لذلك كانت تتهافت الطلاّب على الحضور عليه ، والركون إليه ، وكان درسه أوسع
الدروس ، وأعمرها بالطلبة المحصّلين ، وأهل الفضل ، وله سلطة على التدريس غريبة الشكل
، بديعة الأسلوب ، وكان يملأ صدر المنبر بهاءً وجلالاً وهيبة وحشمة ووقاراً ، وكان
يدرّس في اليوم أربعة دروس مضافاً إلى ما يصرفه من الوقت في حلّ الخصومات ، والقضاء
بين الناس ، وجواب الاستفتاءات التي لا تزال تردّ إليه من أقطار الأرض ، وإقامة الصلاة
الجماعة في الأوقات الخمس.
سفره إلى بغداد :
لمّا كانت مصلحة الحكومة العثمانية آنئذ
تقضي بموجب القرار الصادر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منها
بإجراء امتحان طلاّب العلوم النجفيّين في بغداد
فقد أجرته عدّةسنوات حسب القواعد المقرّرة ، واستمرّت على ذلك
فلم يرَ الطلاّب نجاحاً وتقدّماً محسوساً ، للفوضى المتفشّية فيهم ، وعدم وجود رئيس
من الأعلام الأكابر يرأسهم ، ويدافع عنهم ، ويحافظ على حقوقهم بكلّ جدّ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإخلاص ، ولمّا رأى شيخنا
المترجم ذلك الأمر ، من تأخّر الطلاّب ، وانحطاطهم وتخاذلهم وعدم فوزهم بالنجاح والفلاح
، تقدّم إليهم وبذل همّته الشمّاء ، وجمعهم ، وأطلق لسان الرحمة ، ومديد العون ، ورفع
اللواء أمامهم وسار بهم لبغداد وذلك سنة (١٣٢٨هـ) وسنة (١٣٢٩هـ)
بعد أن انضوى الكلّ تحت لوائه ، وبهذه المناسبة نظم أكثر الطلاّب قصائد غرّاء أثناء
سفرهم وبعد مغادرتهم النجف الأشرف ، ومن بين تلك القصائد قصيدة عصماء للفاضل الشيخ
محمّد رضا الشبيبي
، الشاعر الشهير ، جاء منها :
على لجج المعروف لا لجج اليمّ
|
|
سرى الفلك مشحوناً بعلمك والحلم
|
سرى وهضاب الموج تعلو أمامه
|
|
كلّما اصطدمت شمّ المفاوز بالشُّمِّ
|
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقدّم إماماً في العلوم مصلّياً
|
|
وقل لصفوف العالمين بي ائتمّي
|
تخضّبت العلياء منك بفادح
|
|
أتى يافعاً والدهر في صفة العقم
|
أعماله الإصلاحية :
على أثر نزول تلك الصاعقة الشديدة الكبرى
، والكارثة المهمّة العظمى ، على المدينة المنوّرة ، التي انفجر بركانها ، وتضعضع لهولها
العالم الإسلامي ، وأرتجف لعظمها الوادي المقدّس ، وادي الغريّ ، حين ورود
البرقيّات إلى النجف ، المنبّئة بتهديم الوهابيّين لقبور الأئمّة الطاهرين
، قام شيخنا المترجم خير قيام ، وبذل كلّ ما في وسعه وما يقتضيه الواجب الديني
عليه حول هذه المهمّة ، وجمع فريقاً من رجال العلم ، وأقطاب الشيعة من ذوي العقول الصائبة
، وأرباب الأفكار الناضجة ، وخطب بهم ، وحثّهم على التعاضد والتآلف ، وحرّضهم على الاتفاق
والوئام ، ونبذ بذور الشقاق والنفاق ، وألزمهم بصدّ ذلك التيّار الجارف الجارح للعواطف
، وأن يبذلوا هممهم الشمّاء ، ويبسطوا أياديهم البيضاء ، وأن يواصلوا أعمالهم وحركاتهم
، ضدّ الأعمال ألتي جعلت العيون عبرى ، وأحزنت القلوب وتركتها حرّى ، وفتّت الأكباد
، وخزت الأفئدة ، ومن ذلك الحين أخذ شيخنا يواصل أعماله المشكور عليها ، في عقد المجتمعات
في الجوامع ، ويرسل المنشورات ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ويطيّر البرقيّات لجميع
الدول الإسلامية ، والشعوب العربية ، مستنجداً بهم ، لتوقيف تلك الحركة المستهجنة المنفّرة
للطباع والمخالفة للمدنية ، وبقى ـ عطّر الله نفسه الزكية ـ مثابراً على ذلك ، حتّى
ابتلى بسبب تأثّره بداء ألمّ به
، وقضى على حياته المباركة.
وفاته :
وحين ما انحرف مزاجه الشريف انحرافاً شديداً
وهو آنئذ بالنجف لم ينجح علاج أطبّائها ، أوعزوا إليه بمغادرة النجف إلى بغداد بقصد
المداواة وللاستشفاء ، فصمّم على الذهاب ، وبعد وصوله أقام بها أيّاماً لم تتحسّن
صحّته في خلالها ، ولم يرَ فرقاً من ذلك ، بل أخذت صحّته تهبط وتتناقص يوماً فيوماً
حتّى وافته المنيّة وهو في بغداد عصر الخميس٢٠ ذي الحجّة سنة (١٣٤٤هـ)
، فجذت نفسه الزكيّة واقتطفت روحه الطاهرة ، التي ذهبت إلى ربّها راضية مرضية ، فعمّ
الاستياء محافل العاصمة ، والكاظمية ، وكربلاء ،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والنجف ، وجميع مدن العراق
، وعطّلت الحكومة آنئذ دوائرها وجميع الأشغال والأعمال ، حداداً على فقد هذا الراحل
العظيم ، الذي بكته القلوب قبل العيون ، وانشقّت عليه الأكباد قبل الجيوب ، وسرى منعاه
في أرجاء العراق خاصّة ، والبلاد العربية عامّة ، وشيّع جثمانه الطاهر إلى النجف باحتفال
باهر ، بعد إن حمل على المناكب والعواتق ، ومشى المشيّعون خلف نعشه على اختلاف طبقاتهم
، وكان عددهم يناهز التسعين ألفاً بل أكثر
، ولمّا وصل نعشه إلى النجف تلقّاه الجمهور كبيره وصغيره ، فساروا به محمولاً على
الرؤوس ، وبعد أن صلّى عليه شقيقه العلاّمة الكبير الشيخ محمّد الحسين
،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الذي أصبح قبلة أمال العرب
، ومحطّ رحالهم ، والمركز العلمي الخطير لهذه الدائرة الدينية ، والدعامة
الإسلامية ، وطيف به بالحرم المقدّس ، توجّهوا به إلى المقبرة الخاصّة لهذا البيت الطاهر
، حيث دفن بها ، وقد نصبت له الفواتح ، وأقيمت المآتم في جميع المشاهد بالنوادي التي
انعقدت لتأبين الفقيد ، ويجمل بنا أن نثبّت بعض أبيات اخترناها من بعض القصائد لضيق
المقام : ما جاء في قصيدة الشاعر النجفي اليعقوبي
:
دَرَتْ فليت لا دَرَتْ كفُّ القدر
|
|
قد صرعت أحمد خيرة البشر
|
يا قبّة الإسلام ميلي جزعاً
|
|
فقد هوى منك العماد وانكسر
|
نمشي سكارى حوله كأنّما
|
|
قد دنت الساعة وانشقّ القمر
|
لم يدفنوك في الصعيد واحداً
|
|
بل دفنوا السبع المثاني والسور
|
هذي القلوب حاربت سلوانها
|
|
وذي العيون حالفت فيك السهر
|
بالأمس في مدحك يقضي وطري
|
|
واليوم أقضي في مراثيك وطر
|
لو نار أحشائي وأنفاسي سرت
|
|
في الروض لا تبقي به ولا تذر
|
وقال الشيخ محمّد طه الحويزي (دام عزه)
:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن يخل صدر الدست منه ففضله
|
|
عِقْدٌ به جيد الزمان تقلّدا
|
جلّت مثانيه الحسان فأصبحت
|
|
سوراً يرتّلها الزمان مغرّدا
|
بحر طمى وصفا لوارده فما
|
|
أهنا شريعته وأعذب موردا
|
لا غرو فالمصباح يوقد زيته
|
|
وسناه يطفح في الفضا متوقّدا
|
أعليُّ صبراً أن ألك أنجم
|
|
فلك ألعزا عمّن يغيب بمن بدا
|
أعلى صبراً فالحسين بقيّة
|
|
ضمنت لعمر أخيه أن يتجدّدا
|
لا يوحشنّك أنّه فرد فمن
|
|
يك مثله أمسى كمجدك مفردا
|
وله إلى الإسلام أبلغ دعوة
|
|
لو كان سامعها يجيب بها اهتدى
|
وَلَكم له سفر وسفراً فيهما
|
|
بالدين والإسلام قام مؤيَّدا
|
سل عنه سوريّا ومصر ففيهما
|
|
نبأ لدعوته رواه لنا الصدى
|
هكذا فلتكن الرجال يقضون أعمارهم في خدمة
العلم وبذل العمل ، ليسجّل لهم التاريخ صفحة بيضاء ناصعة لا تمحوها كرور الأيّام ،
ومرور الأحقاب والأعصار.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر
١ ـ تطوير التعليم الوطني
في العراق ١٨٦٩ ـ ١٩٣٠م : أحمد
، إبراهيم خليل ، البصرة مركز دراسات الخليج العربي ، ١٩٨٢م.
٢ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة
: أغا
بزرك الطهراني ، محسن ، بيروت ، دار الأضواء ، ١٩٨٣م.
٣ ـ أعيان الشيعة :
الأمين ، محسن ، تحقيق : حسن الأمين ، بيروت
: دار التعارف ، ١٩٨٣م.
٤ ـ معجم المطبوعات النجفية
: الأميني
، محمّد هادي ، النجف الأشرف : مطبعة الآداب ، ١٩٦٦م.
٥ ـ النجف الأشرف والمرجعية
الدينية : بحر
العلوم ، محمّد ، بيروت : دار المعارف ، ٢٠١٥م.
٦ ـ طرائف المقال :
البروجردي ، علي ، قم : مطبعة بهمن ، ١٤١هـ.
٧ ـ الحياة الفكرية في النجف
الأشرف : البهادلي
، محمّد باقر أحمد ، قم : مطبعة ستارة ، ٢٠٠٤م.
٨ ـ النهاية في غريب الحديث
: الجزري
ابن الأثير ، ت٦٠٥هـ ، تحقيق : محمود محمّد الطنطاوي ، قم : مؤسّسة أسماعيليان للطباعة
والنشر ، ١٣٦٤هـ ، ش.
٩ ـ معارف الرجال في تراجم
العلماء والأدباء : حرز
الدين ، محمّد ، النجف : مطبعة الآداب ، ١٩٦٤م.
١٠ ـ تاريخ العراق السياسي
الحديث : الحسني
، عبد الرزّاق ، لبنان : مطبعة الرافدين ، ٢٠٠٨م.
١١ ـ موسوعة النجف الأشرف (شعراء
النجف) :
الخاقاني ، عبد الله ، بيروت : دار الأضواء ، ٢٠٠٠م.
١٢ ـ موسوعة النجف الأشرف
(الدرس
الحوزوي في النجف) :
الخاقاني ، عبد الله ، بيروت : دار الأضواء ، ١٩٩٧م.
١٣ ـ موسوعة النجف الأشرف (المرجعية
قضاءها ، تاريخها ، رجالها) :
الخاقاني ، عبد الله ، بيروت : دار الأضواء ، ١٩٩٧م.
١٤ ـ الأعلام :
الزركلي ، خير الدين ، ط٥ ، بيروت : دار
العلم للملايين ، ١٩٨٠م.
١٥ ـ معجم المطبوعات العربية
: سركيس
، اليان ، قم : مطبعة بهمن ، ١٤١٠هـ.
١٦ ـ مع علماء النجف : الغروي
، محمّد ، بيروت : دار الثقلين ، ١٩٩٩م.
١٧ ـ العين :
الفراهيدي ، الخليل بن أحمد ، تحقيق : مهدي
مخزومي وإبراهيم سامرّائي ، ط٢ ، د. م ، مؤسّسة هجرة ، ١٤١٩هـ.
١٨ ـ ديوان الفرطوسي :
الفرطوسي ، عبدالمنعم ، الطبعة الثانية ،
النجف : مطبعة الغريّ الحديثة ، ١٩٦٦م.
١٩ ـ النجف الأشرف أدباؤها
، كتّابها ، مؤرّخوها : فرهود
، عبد الرضا ، د. م ، النبراس ، ٢٠٠٧م.
٢٠ ـ كشف الغطاء عن مبهمات
الشريعة الغرّاء : كاشف
الغطاء ، جعفر ، خراسان : مطبعة الأعلام ، ١٤٢٢ ـ ١٣٨٠.
٢١ ـ معجم المؤلّفين :
كحالة ، عمر ، بيروت : مكتبة المثنّى ، د.
ت.
٢٢ ـ ماضي النجف وحاضرها :
محبوبة ، جعفر باقر ، بيروت : دار الأضواء
، ١٩٨٥م ، ج٢و ٣.
٢٣ ـ المصلح المجاهد محمد كاظم
الخراساني : محمّد
علي ، عبد الرحيم ، النجف : مطبعة النعمان ، ١٩٧٢م.
٢٤ ـ النجف الأشرف قديماً وحديثاً
المرجاني ،
حيدر صالح ، د. م ، جمعية التوجيه الديني ، ١٩٨٨م.
٢٥ ـ أعلام الشيعة :
المهاجر ، جعفر ، بيروت : دار المؤرّخ العربي
، ٢٠١٠م.
٢٦ ـ مقبرة النجف الكبرى :
مظفّر ، محسن عبد الصاحب ، عمان : دار صفاء
للنشر والتوزيع ، ٢٠٠٨م.
٢٧ ـ النظر الثاقب ونيل المطالب
: (تعليقتان
على المكاسب للعالمين والفقيهين الاثنين محمد حسين كاشف الغطاء وأحمد كاشف الغطاء)
، النجفي ، شمس الدين المجتهدي ، إيران : د. مط ، د. ت.
٢٨ ـ مستدرك سفينة النجاة :
النمازي ، علي ، تحقيق : حسن بن علي النمازي
، قم : مؤسّسة النشر الإسلامي ، ١٤١٩هـ.
٢٩ ـ ديوان اليعقوبي :
اليعقوبي ، محمّد علي ، النجف : مطبعة النعمان
، ١٩٥٧م.
الرسائل والاطاريح :
٣٠ ـ أثر المجددين في الحياة
الفكرية والسياسية والثقافية في النجف الأشرف١٩٤٥ ـ١٩٦٣م : العامري
، رحيم عبد الحسين عبّاس ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلّية التربية ، جامعة المستنصرية
، ٢٠٠٦م.
٣١ ـ الشيخ أحمد آل كاشف الغطاء
وأراؤه الفقهية : الركابي
، عبد الرضا إبراهيم جبر ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلّية الفقه ، جامعة الكوفة
، ٢٠١٣م.
٣٢ ـ جمعية منتدى النشر ودورها
الفكري والسياسي في العراق١٩٣٥ ـ ١٩٦٤م :
عبد الخضر ، سعد عبد الواحد ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلّية التربية ، جامعة
القادسية ، ٢٠٠٩م.
٣٣ ـ الصحافة النجفية ١٩٣٩
ـ ١٩٥٨م : عبود
، محمّد عبد الهادي ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلّية الآداب ، جامعة الكوفة ، ٢٠٠٨م.
٣٤ ـ التيارات الفكرية والسياسية
في النجف الأشرف ١٩٤٥ ـ ١٩٥٨م :
عبطان ، جلاوي سلطان ، رسالة ماجستير غير
منشورة ، معهد التاريخ العربي ، ٢٠٠٧م.
٣٥ ـ تاريخ النجف السياسي ١٩٤١
ـ ١٩٥٨م : الفيّاض
، مقدام عبد الحسن باقر ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلّية الآداب ، جامعة الكوفة
، ٢٠٠٠م.
٣٦ ـ الاتجاهات الإصلاحية في
النجف ١٩٣٢ ـ ١٩٤٥م : المدني
، عز الدين عبد الرسول عبد الحسين ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلّية الآداب ، جامعة
الكوفة ، ٢٠٠٤م.
٣٧ ـ الحياة الاجتماعية في
النجف الأشرف ١٩١٤ ـ ١٩٣٢م :
المدني ، علي عبد المطلب علي خان ، رسالة
ماجستير غير منشورة ، كلّية الآداب ، جامعة الكوفة ، ٢٠٠٤م.
٣٨ ـ الحياة الفكرية في النجف
الأشرف ١٩٥٨ ـ ١٩٦٨م : المدني
، علي عبد المطلب علي خان ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، كلّية الآداب ، جامعة الكوفة
، ٢٠م.
المجلات والدوريّات
٣٩ ـ الحركة الفكرية
، مجلة الحيرة : الطريحي ، عبد المولى ،
العدد الأوّل ، ١٩٢٧م.
٤٠ ـ أثر الصحافة في التطوّر
الفكري للنخبة المثقّفة في العراق ١٨٦٩ ـ ١٩٠٨م :
النصيري ، عبد الرزّاق أحمد ، آفاق عربية (مجلّة) ، بغداد ، العدد الرابع ، نيسان
١٩٩٢م.
من أنبـاء التـراث
هيئة التحرير
كتب صدرت محقّقة
* المسالك الجامعية
في شرح الرسالة الألفية.
تأليف : الشيخ محمّد بن أبي جمهور
الأحسائي.
اتّخذ المؤلّف في هذا الإنجاز وقد
أملى أكثره من ذاكرته وهو معتكف في جامع الكوفة بالعراق ، فلذلك قلّما يذكر
أسماء أصحاب الآراء والمصادر ، بل أكثر عبارته عند ذكر الآراء هي «قيل» أو «قال
به جماعة» أو «قال بعض الأصحاب» وأمثالها.
وتبيّن من خلال مطالب الكتاب أنّ
لمؤلّفه ذوقاً فقهيّاً حسناً ، وفهماً
|
|
سليماً للنصّ ، وإسلام الفهم للدليل
بدلاً من إسلام الدليل للفهم. وهذا يعدّ من قدرات الفقيه ، فمن ذوقه الفقهي أسّس
بنياناً مرصوصاً هو قاعدة «الجمع مهما أمكن أولى من الطرح» ومن الواضح أنّ ابن
أبي جمهور لا يلغي قواعد الجمع الدلالي ويعتمد الجمع التبرّعي للحديثين
المتعارضين.
تحقيق : الشيخ ولي الله القرباني
القوچاني.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٤٩٦.
نشر : جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي
لإحياء التراث ـ قم المقدّسة ـ إيران.
|
* الأقطاب الفقهية
على مذهب الإمامية.
تأليف : الشيخ محمّد بن أبي جمهور
الأحسائي.
يمتاز هذا الكتاب بأُسلوب المؤلّف
الذي يعتمد الإيجاز والمتانة بحيث يعبّر عن المطالب العلمية المطوّلة والقواعد
الفقهية المفصّلة بعبارات قصيرة مختصرة ، وتتجلّى هذه الحقيقة من خلال نظرة
سريعة على كتاب القواعد والفوائد للشهيد الأوّل ، حيث نلاحظ فيه تلك القواعد التي
حرّرها الشهيد في عدّة صفحات ، بينما نرى ابن أبي جمهور يحرّر نفس هذه القواعد
بما لا يتجاوز بعض الأسطر المختصرة والمعبّرة.
رغم اتّباع المؤلّف أُسلوبه الجديد في
تأليف الأقطاب الفقهية ، إلاّ أنّه استفاد في العديد من بحوثه الفقهية وبيانه
لقواعد الكتاب من كتاب القواعد والفوائد للشهيد الأوّل ، وقد تمّ تحقيق وضبط
النصّ وتصحيح الكتاب بناءً
|
|
على ١٠ نسخ مخطوطة ، مع إشارة موجزة
إلى الأدلّة الحديثية والأُصولية ، والفوائد المترتّبة على تلك الأُصول مستفيداً
من الأشباه والنظائر للسيوطي ، وقواعد الأحكام للكليكلدي وعبد السلام وغيرهم ،
إلاّ أنّه يمتاز عن هذه الكتب بالإيجاز غير المخلّ وترتيبه الجميل في سبعة
وأربعين قطباً فقهيّاً ومقدّمة المؤلّف.
تحقيق : غلام رضا نقي الجلال آبادي.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٢٤٧.
نشر : جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي
لإحياء التراث ـ قم ـ إيران.
* نصايح وإجازات.
تأليف : الشيخ محمّد إبراهيم الكلباسي
(ت ١٢٦٢ هـ).
كتاب يحتوي على نصائح وإجازات من آثار
المصنّف عنيت بالمراجعة والجمع إحياءً لتراثه الثر ، اشتمل
|
الكتاب على فصلين في النصائح الموجّهة
لطلبة علوم الدين في ما ينبغي لهم من تهذيب سلوكهم والمثابرة في طلب العلم.
وفي الإجازات التي حصل عليها المصنّف
من كبار العلماء والأساتذة في مجالات شتّى تنمّ عن مدى المقام والمنزلة العلمية
التي حظى بها المصنّف ممّا أدّى إلى اهتمام علماء الدين وجهابذة العلم به ، وقد
جاءت هذه الرسائل بالنصّ العربي بمقدّمة لها باللغة الفارسية.
تحقيق : محمّد الكلباسي.
الحجم : رقعي.
عدد الصفحات : ١٣٤.
نشر : دانش حوزه ـ قم ـ إيران.
* الروضة البهية في
الإجازة الشفيعية.
تأليف : السيّد محمّد شفيع الموسوي
الجابلقي البروجردي (ت
|
|
١٢٨٠ هـ).
يأتي هذا الكتاب في مضمار كتب
الإجازات التي لها اهتمام بالغ في أوساط الحوزة العلمية.
احتوى الكتاب على الإجازة الكبيرة
التي كتبها لولديه السيّد عليّ أكبر والسيّد عليّ أصغر.
كثيراً ما استفاد المؤلّف من كتاب
لؤلؤة البحرين ، بل يعدّ هذا الكتاب هو نفس كتاب لؤلؤة البحرين للمؤلّف الشيخ
يوسف البحراني ولكن مع حذف وإضافات موافقة لآراء المصنّف الجابلقي.
اشتمل على مقدّمة في منهجية التحقيق ،
وعلى ترجمة المصنّف وبيان منزلته العلمية.
تحقيق : السيّد جعفر الاشكوري.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٤٦٢.
نشر : مؤسسة التراث الشيعي ـ قم ـ
إيران.
|
* مصباح الفقيه ج
(١٥ ـ ١٩).
تأليف : الشيخ أقا رضا بن محمّد هادي
الهمداني رحمهالله
(ت ١٣٢٢ هـ).
سبق وأن عرضنا الأجزاء السابقة من هذا
الكتاب في الأعداد الماضية ، وهذه ستة أجزاء أُخر من هذه الموسوعة حيث احتوى
الجزء الخامس عشر من مباحث الصلاة على : الركن الرابع في التوابع ، الفصل الأوّل
: في الخلل الواقع في الصلاة ، مسائل الشك ، مسائل تيقّن الأوّلتين والشك في
الزائد ، صور الشك بين الأربع والخمس ، الفصل الثاني : في قضاء الصلوات.
واحتوى الجزء السادس عشر من مباحث
الصلاة على الفصل الثالث : في الجماعة ، وخاتمة تتعلّق بالمساجد ، ومسائل ثلاث.
واحتوى الجزء السابع عشر على : الفصل
الرابع : في صلاة الخوف والمطاردة ، شروح صلاة الخوف ،
|
|
كيفية صلاة الخوف ، أحكام صلاة الخوف
، الفصل الخامس : في صلاة المسافر ، شروط القصر.
واحتوى الجزء الثامن عشر على : كتاب
الزكاة ، زكاة المال فيمن تجب عليه ، في بيان من تجب فيه وما تستحب ، زكاة
الأنعام ، الفريضة ، زكاة الذهب والفضة ، أحكام زكاة النقدين في طىّ مسائل ،
زكاة الغلاّة ، زكاة مال التجارة ، أحكام مال التجارة.
وقد احتوى الجزء التاسع عشر من مباحث
الزكاة على : فيمن تصرف إليه ، ووقت التسليم والنية ، القسم الأوّل : أصناف المستحقّين
للزكاة سبعة ، القسم الثاني : أوصاف المستحقّين ، كتاب الخمس ، فيما يجب فيه
الخمس ، في قسمته ، المقصد الأوّل : في الأنفال ، المقصد الثاني : في كيفية
التصرّف.
وقد احتوى الجزء العشرين على : قسم من
كتاب الصوم وقسم من كتاب
|
الرهن.
علماً أنّ محقّقي هذه الطبعة قد
ارتأوا إعادة طبع الأجزاء (١٣ و ١٤) المشتملة على كتب الزكاة إلى الرهن ـ التي
طبعت سابقاً من قبل مؤسّسة النشر الإسلامي ـ وقد تمت على ثلاثة أجزاء (١٨ ـ ٢٠)
المذكورة آنفاً لتظهر هذه الموسوعة الفقهية بحلّة قشيبة تتكوّن من عشرين جزءاً.
تحقيق : الشيخ محمّد الباقري ، الشيخ
نور عليّ النوري ، الشيخ محمّد الميرزائي.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٥٢٨ ، ٥٢٠ ، ٣٥٥ ، ٥١٥
، ٤٦٥.
نشر : آواي منجي ـ قم ـ إيران.
* شرح الوافية
للفاضل التوني.
تأليف : السيد صدر الدين محمّد الرضوي
القمّي.
يعتبر الكتاب من الكتب الأصولية
|
|
المهمّة التي اعتمد عليها كثير من
العلماء كالشيخ الأعظم الأنصاري ، والكتاب قيد التحقيق مع حواشي العلاّمة الوحيد
البهبهاني تلميذ المؤلّف ، والشيخ الميرزا أبو القاسم القمّي صاحب القوانين ،
والشيخ الأعظم الأنصاري ، وحواشي المؤلّف نفسه.
تحقيق : السيّد محمّد حسن آل قارون
الزاهد.
الحجم : وزيري.
نشر : العتبة الحسينية ، كربلاء ،
العراق.
* المجموع في
الآداب والحكم.
تأليف : السيّد النقيب مجد الدين عليّ
بن الحسين بن باقي القرشي (من أعلام القرن السابع).
يعتبر الكتاب من أهمّ المجاميع
الأدبية ، وقد حاول المؤلّف أن يجمع فيه ما انتقاهُ من طُرف الآثار ، وبدائع
|
الأشعار ، والغالب على الكتاب سمة
الأدب والحكمة وقصص الملوك وسياستهم ، وقد انفرد المؤلّف بنقل طرائف ليس لها أثر
في المصادر المتقدّمة.
كما اشتمل الكتاب على الفهارس
الفنّية.
تحقيق : الشيخ عبد الحليم عوض الحلّي.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٥٩٠.
نشر : دار التراث ، النجف الأشرف ـ
العراق.
* الحدود النحوية
والمآخذ على الحاجبية وغيرها.
تأليف : كمال الدين ابن العتائقي
الحلّي (ت ٧٩٠ هـ).
الكتاب عبارة عن دراسة نحوية للحدود
والتعاريف التي ذكرها النحويّون لمصطلحات علم النحو
|
|
كالمبتدأ والخبر وما شابه ، وقد اعتنى
ابن العتائقي بهذه الحدود وأورد نقوضاً على ابن الحاجب في الكافية وغير ذلك.
اشتمل الكتاب على دراسة علمية في
المقدّمة حول الكتاب والمؤلّف ، وآراؤه النحوية.
تحقيق : صالح كاظم عجيل الجبوري ،
قاسم رحيم حسن السلطاني.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ١٩٢.
نشر : دار التراث ، النجف الأشرف ـ
العراق.
* مختصر مصباح
المتهجّد في عمل السنة.
تأليف : شيخ الطائفة أبي جعفر محمّد
بن ا لحسن الطوسي (ت ٤٦٠ هـ).
يعتبر كتاب مصباح المتهجّد من
|
أهمّ المتون التراثية في مجال الدعاء
والزيارة ، وقد استتبعته جهود كثيرة من شرح وتلخيص وترجمة واختصار ، وأوّل من
عمد إلى اختصار الكتاب هو المؤلّف نفسه شيخ الطائفة الطوسي ، واشتُهر الكتاب
فيما بعد بالمصباح الصغير ، والكتاب يطبع لأوّل مرّة.
يشتمل الكتاب على مقدّمة حول مصباح
المتهجّد وما كتب حوله ، والتعريف بمخطوطات الكتاب وأهمّيتها.
تحقيق : محمّد جواد الشعباني ومحمّد
حسن آموزگار.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٧٧٥.
نشر : مكتبة العلاّمة المجلسي قدسسره
، قمّ المقدّسة ـ إيران.
* نزهة الملك في
وصف الكلب والمكلّبين.
تأليف : مهذّب الدين أبو طالب
|
|
محمّد بن عليّ ابن الخيمي الحلّي
(المتوفّى ٦٤٢ هـ).
اختار المؤلّف موضوعاً لغويّاً من
الموضوعات الأدبية.
قام المؤلّف في الكتاب باستيفاء
واستقصاء ما ورد في اللغة من أسماء الكلب ، بعد ما كان لكلمة أبي العلاء المعرّي
الشهيرة :
«الكلب من لا يعرف للكلب نيّفاً
وسبعين اسماً» دويٌّ في المحافل الأدبية.
وقام المحقّق بدراسة واسعة عن حياة
المؤلّف ، ورحلاته العلمية ، وموضوع الكتاب ، ومن كتب في هذا المجال.
تحقيق : الدكتور عبّاس هاني الجرّاخ.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٢٢٦.
نشر : دار التراث ـ النجف الأشرف ـ
العراق.
|
* ديوان الشيخ أبي
المجد النجفي.
تأليف : الشيخ أبي المجد محمّد الرضا
النجفي الإصفهاني (١٢٨٧ ـ ١٣٦٢ هـ).
يعتبر الناظم من أعلام الأدب في القرن
الرابع عشر الهجري ، وكانت له مساجلات شعريّة مع شعراء عصره كالسيّد محمّد سعيد
الحبّوبي والسيّد جعفر الحلّي وأضرابهم ، وقد أُلحقت رسالتان بديوانه هما :
الحاشية على شرح الواحدي لديوان المتنبّي ، وإماطة الغين عن استعمال العين في معنيين.
كما اشتمل الديوان على مقدّمة حفيد
الشاعر الشيخ مهدي مجد الإسلام النجفي ، وتمهيد بقلم السيّد عبد الستّار الحسني
، وترجمة المؤلّف بقلم السيّد أحمد الحسيني الإشكوري ، وفهارس الكتاب.
تحقيق : السيّد أحمد الحسيني.
|
|
شرح وتعليق : السيّد عبد الستار
الحسني.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٤٠٠.
نشر : مجمع الذخائر الإسلامية ـ قم
المقدّسة ـ إيران.
* السيّد داود بن
سليمان الكبير وكتابه.
تأليف : السيّد داود الحلّي (ت ١٢٣٢
هـ).
قام المؤلّف بدراسة واسعة عن حياة
والده السيّد سليمان الكبير ، وجمع في هذه الرسالة ما قيل في مدح ورثاء والده ،
كما دوّن فيها المطارحات والمساجلات التي جرت بين والده وأخدانه من الشعراء
والعلماء.
كما اعتنى المحقّق بدراسة حول هذه
الرسالة في المقدّمة ، وحياة مؤلّفها ، ووصف مخطوطاتها.
|
تحقيق : الدكتور مضر سليمان الحلّي.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٢٢٤.
نشر : دار التراث ـ النجف الأشرف ـ
العراق.
* المختار من
القصائد والأشعار.
تأليف : الشيخ مجد الدين النجفي
الإصفهاني (ت ١٤٠٣ هـ).
الكتاب عبارة عن كشكول أدبي ، انتقى
فيه مؤلّفه ما راق له من الشعر بمختلف ألوانه وأغراضه من شتّى الشعراء ، حتّى
بلغ ما يقارب المئتين مقطوعة شعرية.
اشتمل الكتاب على مقدّمة مسهبة في
ترجمة المصنّف ، وآثاره العلمية ، ومن تتلمذ على يديه.
تحقيق : محمّد حسين النجفي.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ١٩٢.
|
|
نشر : مجمع الذخائر الإسلامية ـ قم
المقدّسة ـ إيران.
كتب صدرت حديثاً
* الشيخ محمّد بن
أبي جمهور الأحسائي ، قدوة العلم والعمل.
تأليف : موسى عبد الهادي بو خمسين.
يعتبر هذا الكتاب من أوائل الكتابات
المستقلّة عن ابن أبي جمهور الأحسائي ، تمّ تأليفه قبل ٢٠ سنة في طبعته الأولى ،
وقد ارتأت جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي ، إعادة طباعته ثانياً ضمن سلسلة دراسات
وبحوث عن ابن أبي جمهور ، تقديراً وعرفاناً للمؤلّف على مبادرته.
يستعرض الكتاب سيرة ابن أبي جمهور
الأحسائي ، بحيث يعتقد المؤلّف ان ابن أبي جمهور وجد في إيران المناخ الذي ناسبه
عمليّاً وفكريّاً
|
بحيث آثر البقاء هناك لمّا وجد المجال
مفتوحاً أمامه والحاجة إليه ماسّة ، ومن المرجّح أنّه استفاد كثيراً من الفكر
الصوفي الرائج في الساحة لإغناء رؤاه الفلسفية والكلامية ، الأمر الذي جعله
يتأوّه على خلوّ الحوزات العلمية من الذوق العرفاني ، وافتقار ديار التشيّع إلى
الحماس للمعرفة ، فأراد أن يبثّ روحاً جديدة في العقيدة بمزجها بما يجعلها
تجاوبه مع روح العصر ، مصبوبة في قالب جديد مشوّق دون أن يخلّ هذا التعديل
بالأسس والأصول مع علمه أنّ في الجنوح الصوفي مزالق ومزالق ...! لذلك صمّم على
الخوض فيها مع الحذر ومحاولة التصحيح.
وقد أشار المؤلّف في كتابه إلى أجواء
الحرّية التي رافقت ابن أبي جمهور في كلّ مراحل حياته وفي كلّ أرض وطئها ، وفي
مسقط رأسه تنعّم بنسيم الحرّية ، وفي العراق استقرّت
|
|
الأمور بعد السنوات الثلاث لهجرته حيث
عادت أجواء الحرية والانطلاق من جديد.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٢٨٨.
نشر : جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي
لإحياء التراث ـ قم ـ إيران.
* العطاء العلمي
والفقهي عند الشيخ محمّد ابن أبي جمهور الأحسائي.
تأليف : محمّد عليّ الحرز.
تكمن أهمّية البحث عن الشيخ ابن أبي
جمهور الأحسائي في كونه المفتاح والشفرة لفكّ رموز الحقبة العلمية التي عاشها
خلال القرنين التاسع والعاشر الهجري في منطقة الأحساء ، وهي الفترة التي كانت
عصيبة ويشوبها الكثير من الغموض على مستوى الحراك العلمي والاتّجاه الديني
وطبيعته في ذلك الزمن ، فقد شرح في
|
إحدى رسائله الهامّة الوضع العلمي في
البلاد والجهد الكبير الذي بذله من أجل تغييره.
فبالإضافة إلى قلّة الدراسات التي
تناولت شخصيّته وفكره ورؤاه في الجوانب المختلفة فإنّ معظم ما هو موجود منها
يتعرّض للأبعاد المألوفة في كتب التراجم ، خاصّة أنّ الكثير ممّا كتب عنه مكرّر
ومتشابه المحتوى. كما أنّه أوّل شخصية في التاريخ الشيعي كتب رسالة مفصّلة في
(علم الاستعداد) ، بل ووضع المصطلح له ولكن تحت عنوان (أهل الاستعداد) وقد كرّره
عدّة مرّات في رسالته (كاشفة الحال). وهو علم يدور حول الخطوات العلمية التي
يتدرّج فيها طالب العلم نحو المراتب العلمية العالية. ويعتبر من العلوم التي في
غاية الأهمّية.
يتحدّث الكتاب عن شخصية ابن أبي جمهور
الأحسائي من حيث
|
|
الحجم الفقهي والمكانة العلمية ، وهو
يتقدّم على غيره من العلماء في جانب كثرة المصنّفات ، وتعداد الرؤى الفكرية التي
كان يمتلكها في معظم الأصعدة العلمية الهامّة ، فكان له مساهمة هامّة فيها لا
تقلّ عن دور وعطاء كبار العلماء في القرنين التاسع والعاشر الهجري ، أهمّية هذا
الكتاب تجعل منه مفتاحاً لفكّ رموز الحقبة العلمية التي عاشها ابن أبي جمهور ،
خصوصاً أنّها فترة يشوبها الكثير من الغموض على مستوى الحراك العلمي والاتّجاه
الديني في تلك المرحلة الزمنية ، وتكمن أهمّية الكتاب كذلك بأنّه يكشف ما بقي
مجهولاً من شخصية ابن أبي جمهور كالبحث حول سيرته العلمية وحياته الكفاحية من
أجل نشر العلم والإصلاح الديني في المجتمع ، وهو له جولات وصولات فقهية مثيرة
للجدل ، فقد تصدّى للنهي عن تقليد الأموات من الفقهاء والتأكيد
|
على شروط الاجتهاد ، والفقيه الجامع
لشرائط الإفتاء.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٤٤٨.
نشر : جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي
لإحياء التراث ـ قم ـ إيران.
* ابن أبي جمهور
الأحسائي في كتب التراجم والمصادر.
تأليف : مؤسّسة تراث الشيعة لا يخفى
على الباحثين ما لأهمّية العمل الفهرسي والببليوغرافي من موقعية هامّة في تهيئة
المقدّمات الضرورية والملحّة لإعداد الدراسات والأبحاث العلمية الجادّة فهي
بمثابة المادّة المكوّنة لها.
وقد قدّمت (جمعية ابن أبي جمهور
الأحسائي) للباحثين سابقاً مادّة مهمّة وممهّدة لإعداد الدراسات والأبحاث حول
شخصية ابن أبي جمهور وفكره ، وكانت تلك المادّة
|
|
عبارة عن عمل بيليوغرافي بعنوان (فهرس
مصنّفات الشيخ محمّد بن عليّ بن أبي جمهور الأحسائي) حيث كان الفهرس يحتوي على
عرض واستقصاء دقيق للتراث الفكري والمعرّفي لابن أبي جمهور ، وقد وقع الكتاب في
(٤٦٩) صفحة.
وها نحن نقدّم بين يدي الباحثين مادّة
غنية أخرى وهو عمل بيليوغرافي آخر مرتبط أيضاً بابن أبي جمهور الأحسائي ، إلاّ
أنّ محور البحث هذه المرّة سيكون حول ما كتب عن ابن أبي جمهور ، سواء كان في
الكتب المطبوعة أو المخطوطة ، وقد وقع هذا الكتاب في مصبّ استقراء لآثار ما دون
وكتب عن هذا العالم المحقّق الجليل القدر ، فأصبح الكتابان مكمّلين لبعضهما ،
فكان الأوّل فيما كتبه ابن أبي جمهور نفسه ، وأصبح الثاني فيما كتب عنه وعن
مصنّفاته. فسيكشف الباحث الكريم من
|
خلال هذا الكتاب أنّ ابن أبي جمهور ،
كان ومازال من الشخصيّات المثيرة للجدل في الأوساط العلمية والفكرية ، نظراً لما
يتمتّع به من فرادة في شخصيته العلمية ، فنجد الشيعي والسنّي والمستشرق وغيرهم
قد اهتمّوا بمقولاته ونظريّاته إيجاباً أو سلباً.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٥١٢.
نشر : جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي
لإحياء التراث ـ قم ـ إيران.
* في رحاب ابن أبي
جمهور الأحسائي.
تأليف : هاشم محمّد الشخص.
الكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم هي
دراسة شاملة عن حياة وعلم وفكر ومؤلّفات الشيخ محمّد بن أبي جمهور الأحسائي ،
وما قيل عنه ، وقد اقتطعها المؤلّف من المجلّد الخامس من كتابه موسوعة
|
|
أعلام هجر ، وهذه الدراسة أعطت صورة
كافية عن حياة ابن أبي جمهور ، يمكن من خلالها أن يكتب الباحثون دراسات أوفى عن
هذه الشخصية العملاقة ، وقد يطمح المؤلّف أن يكون كتابه مصدراً محفّزاً لمن يريد
أن يكتب عن ابن أبي جمهور الأحسائي دراسات وبحوثاً عن فكره ومسيرته العلمية.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٣٢٠.
نشر : جمعية ابن أبي جمهور الأحسائي
لإحياء التراث ـ قم ـ إيران.
* فهرس مخطوطات
الخزانة العلوية/ مخطوطات آل الخرسان.
تأليف : أحمد عليّ مجيد الحلّي.
تعتبر الخزانة العلوية من أقدم
المكتبات في العالم الإسلامي ، وقد اختصّ قسم من هذه الخزانة بالمخطوطات التي
أوقفتها أسرة آل
|
الخرسان في النجف الأشرف ، ويعتبر هذا
الفهرس المجلّد الأوّل من فهرس مخطوطات الخزانة العلوية في الروضة الحيدرية
المقدّسة في النجف الأشرف.
يشتمل على تعريف ١٧٩ نسخة في ١٣٢
مجلّداً من المخطوطات ، كما يشتمل على مقدّمة علمية رصينة في التعريف بتاريخ هذه
المكتبة ووقفيّتها وأهمّيتها.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٥٥٦.
نشر : قسم الشؤون الفكرية في العتبة
العلوية المقدّسة ـ النجف الأشرف ـ العراق.
* الذبح بالمكائن.
تأليف : أحمد بن حسين العبيدان
الأحسائي.
كتاب فقهي جمع فيه المؤلّف تقريرات
دروس أستاذه السيّد مير
|
|
السيّد عدنان الخبّاز التي تناول فيها
مسالة الذبح بالمكائن بالبحث الفقهي ، تارة من وجهة نظر القائلين بحلّ هذه
المشكلة من تحليل هذا النوع من الذبح شرعاً نظراً لبعض الشرائط والأدلّة معزّزين
ذلك بآراء لغوية وأُخرى عرفية وشرعية ، وتارة من وجهة نظر الناقدين لهم بما لهم
من أدلّة وآراء على أُسس أصولية وفقهية بحيث لم تصمد امامها آراء القائلين
بحلّية الذبح بالمكائن ، ولم تسلم من الإشكال والخدشة.
اشتمل الكتاب على ثلاثة مباحث في
تحديد مفهوم التذكية ، وجود عموم أو إطلاق يُرجع إليه عند الشكّ في الشرطية ،
بيان مقتضى الأصل العملي عند الشكّ في الشرطية.
وبعد الفراغ منها جاء دور ما استشكل
عليه من جهات : الذابح ، التسمية ، الاستقبال ، اعتبار الذبح بالحديد.
|
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٢١٦.
نشر : مكتبة فدك ـ قم ـ إيران.
* حديث جيش اليمن
بين الإمام عليّ وخالد بن الوليد.
تأليف : السيّد عليّ الميلاني.
كتاب من سلسلة (اعرف الحقّ تعرف أهله)
تناول فيه المؤلّف قصّة جيش اليمن وما دار فيه من مكيدة للنيل من عليّ عليهالسلام والتي
انكشف بها النقاب عن حقيقة النفاق بتأييد الرسول للإمام عليّ عليهالسلام كونه
«وليّكم من بعدي» ، كما تفيد القارىء على مدى سقم نظرية عدالة الصحابة ، وقد ذكر
المؤلّف هذا الخبر بأسانيده الصحيحة عن أشهر مصادره وشرح مفاهيمه وبيّن مداليله.
اشتمل الكتاب على ثلاثة مواضيع في :
سند الحديث ، نصوص الحديث ، فقه الحديث.
|
|
الحجم : رقعي.
عدد الصفحات : ٥٦.
نشر : مركز الحقائق الإسلامية ـ قم ـ
إيران.
* تلخيص من هم قتلة
الحسين عليهالسلام ؛ شيعة الكوفة؟!.
تأليف : السيّد عليّ الحسيني
الميلاني.
كتاب من سلسلة (اعرف الحقّ تعرف أهله)
تناول فيه المصنّف بحثاً تاريخيّاً تحليليّاً عن العهد الأموي ومدى ظلمهم
وتسلّطهم على رقاب الأُمّة ، رادّاً في ذلك الشبهات والاتّهامات على شيعة الكوفة
بأنّهم هم الذين قتلوا الحسين عليهالسلام والتي كان أساسها السلطة الأموية
وأتباعهم وأنصارهم ، وقد دار البحث في ثلاث حلقات : الحلقة الأولى : فيما يتعلّق
بما قبل واقعة كربلاء وفيها دور معاوية.
الحلقة الثانية : وقد اشتملت على
|
أحداث ما بعد الواقعة وهو دور علماء
السوء النواصب. والحلقة الثالثة : في دور يزيد والتحقيق عمّن باشر قتل الإمام عليهالسلام ودفع
تهمة مشاركة الشيعة في ذلك.
الحجم : رقعي.
عدد الصفحات : ٢١٦.
نشر : مركز الحقائق ـ قم ـ إيران.
* الولاية
التشريعية.
تأليف : السيّد عليّ الميلاني.
كتاب من سلسلة (اعرف الحقّ تعرف أهله)
تناول المؤلّف فيه البحث عن عموم ولاية المعصوم مبتدئاً بالولاية التشريعية ،
وهي دروس ألقاها سماحته على تلامذته دوّنها وجعل لها مقدّمات لتكون رسالة
مستقلّة.
اشتمل الكتاب على : ثمان مقدّمات ،
الولاية التشريعية ، الكتاب ، السنّة.
الحجم : رقعي.
|
|
عدد الصفحات : ٩٥.
نشر : مركز الحقائق ـ قم ـ إيران.
* أنا مدينة العلم
وعليّ بابها.
تأليف : السيّد عليّ الميلاني.
كتاب من سلسلة (اعرف الحقّ تعرف أهله)
تناول المؤلّف الحديث النبويّ المعروف : (أنا مدينة العلم وعليّ بابها) ليثبت
صحّته سنداً ودلالة كونه صدر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، وذلك تسهيلا
لمن لا يسعه مراجعة الكتب المفصّلة ، وردّاً للشبهات والتحريفات القائمة حوله.
اشتمل الكتاب على خمسة فصول : الفصل
الأوّل : في رواة الحديث من الصحابة والتابعين والعلماء ودلائل ثبوته عن رسول
الله(صلى الله عليه وآله).
الفصل الثاني : في وجوه دلالة الحديث
على الإمامة.
الفصل الثالث : في شواهد حديث
|
مدينة العلم.
الفصل الرابع : في دحض المناقشات في
سند الحديث.
الفصل الخامس : في دحض المناقشات في
دلالات الحديث.
الحجم : رقعي.
عدد الصفحات : ٢١٦.
نشر : مركز الحقائق ـ قم ـ إيران.
* الضيافة في
القرآن والحديث.
تأليف : السيّد هاشم الناجي الموسوي
الجزائري.
تناول المؤلّف بيان معنى الضيافة من
خلال الآيات القرآنية والروايات الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهمالسلام
لتكون أعمّ شمولية من معناها اللغوي وهو المعنى التعبّدي منها والاجتماعي ليبيّن
من خلالهما لطف الباري عزّ وجلّ بالعباد وسيرة الأنبياء وأولياء الله لاسيّما
أئمّة أهل البيت عليهمالسلام حيث ينجلي للقارئ مدى
|
|
التلاحم الاجتماعي في دين الله وعظمة
ثواب ذلك عنده جلّ وعلا.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٥١١.
نشر : انتشارات ناجي جزائري ـ قم ـ
إيران.
* سلسلة الأحاديث
المتواترة (١ ـ ٣).
تأليف : الشيخ أحمد الماحوزي.
كتاب روائي من تراث مدرسة أهل البيت عليهمالسلام
لحوزة البحرين جمع فيه المؤلّف الروايات التي تنصّ على إمامة أمير المؤمنين عليّ
بن أبي طالب عليهالسلام برواية
أهل السنّة والجماعة معتمداً أمّهات الكتب والمصادر الروائية لهم ، كما بيّن
مرتبة الحديث وتخريجه استناداً على نفس المصادر المعتمد عليها عند أهل السنّة
والجماعة.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٥٤٤ ، ٦١٥ ،
|
٥٨٥.
نشر : حوزة الإمام الباقر عليهالسلام ـ
قم ـ إيران.
* أعلام الكوفة ج
(١ ـ ٩).
تأليف : مضر الحلو.
يعدّ الكتاب من كتب التراجم ، فهو
موسوعة تاريخية اعتنت بتراجم أعلام الكوفة منذ تأسيسها سنة سبع عشرة للهجرة إلى
نهايات القرن الرابع الهجري.
قدّم دراسة عن ماضي الكوفة تأريخياً
ومدى سعتها جغرافياً مبيّناً من خلالها النقاط المرتكز عليها في تأليف الموسوعة
بحثاً وتنقيباً عن أعلام الكوفة مدى أربعة عشر قرناً.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : أكثر من ٥٠٠
صفحة لكل جزء تقريباً.
نشر : دار المؤرّخ العربي ـ بيروت ـ
لبنان.
|
|
* قواعد العلم
بالحكم الشرعي (دراسة أُصولية).
تأليف : السيّد عليّ حسن مطر الهاشمي.
تناقش هذه الرسالة حجّية الظنّ سواء
كان الظنّ بصدور الدليل أو مدلوله ، وبذلك يبيّن القواعد الصحيحة للعلم بالحكم
الشرعي.
يشتمل الكتاب على مطلبين :
الأوّل : العلم بمدلول الدليل ،
والثاني : العلم بصدور الدليل.
الحجم : رقعي.
عدد الصفحات : ٦٤.
نشر : منشورات العطّار ، قم المقدّسة
ـ إيران.
* فقه الزائر
(مطابق لفتاوى سماحة آية الله العظمى السيّد عليّ الحسيني السيستاني (دام
ظلّه)).
إعداد : شعبة التبليغ في قسم الشؤون
الفكرية في العتبة العلوية
|
المقدّسة.
الكتاب عبارة عن أسئلة وأجوبة لتوضيح
المسائل الابتلائية التي تهمّ الزائر للمراقد المقدّسة ، وقد اشتملت على (٢٢٣)
سؤالاً فقهيّاً.
الحجم : رقعي.
عدد الصفحات : ٨٠.
نشر : العتبة العلوية المقدّسة ،
النجف الأشرف ، العراق.
* فهرس مخطوطات
السادة آل الخرسان في خزانة العتبة العلوية المقدّسة.
إعداد : حسين جهاد الحسّاني.
الكتاب هو العدد الثالث من سلسلة
فهارس مخطوطات النجف الأشرف ، وهو المختصّ بفهرسة المخطوطات الوقفية لآل الخرسان
في خزانة العتبة العلوية المقدّسة ، وقد اشتمل على التعريف الموجز بالمخطوطات ،
كما يشتمل على تقديم السيّد عيسى
|
|
الخرسان ، وفهارس فنّية.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ١٦٠.
نشر : مكتبة الإمام أمير المؤمنين
العامّة ومركز الأمير لإحياء التراث الإسلامي ، النجف الأشرف ـ العراق.
* الدعاء والصيغ
والأنواع (دراسة قرآنية).
تأليف : الدكتور محمّد محمود عبّود
زين.
يدرس الكتاب معاني الدعاء وصيغه وصوره
وأنواعه ، والمعالم المستوحاة منه في القرآن الكريم ، وبذلك فقد اشتمل الكتاب
على ثلاثة فصول :
الأوّل : معاني الدعاء في القرآن
الكريم.
الثاني : صيغ الدعاء وصوره في القرآن
الكريم.
الثالث : معالم الدعاء وأنواعه في
|
القرآن الكريم.
وقد تضمّنت هذه الفصول دراسات أدبية
أيضاً حول إنشاء الدعاء ومظاهر الإعجاز البياني بآيات الدعاء في القرآن الكريم.
الحجم : رقعي.
عدد الصفحات : ١٣٩.
نشر : مركز الرسالة ، قم المقدّسة ـ
إيران.
* كشف الأستار عن
علل سكوت حيدر الكرّار.
تأليف : الشيخ مهدي عبّاس عليّ
البحراني.
يحاول المؤلّف الإجابة على الأسئلة
التاريخية والعقائدية حول سكوت الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ،
خمسٌ وعشرون سنة ، وعدم مقاتلة القوم عند هجوم داره ، مستشهداً بالنصوص
التاريخية والأخبار ، وقد ألحق المؤلّف بالكتاب ما أورده
|
|
العلاّمة المجلسي قدسسره
في بحار الأنوار (الأبواب ١٣ ـ ١٥ من كتاب الفتن والمحن).
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ١٦٦.
نشر : مكتبة فدك ، قم ـ إيران.
* شذرات الذهب في
شرح حديث سلسلة الذهب.
تأليف : الشيخ مهدي عبّاس عليّ
البحراني.
كان لحديث سلسلة الذهب الذي ألقاه
الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام على محدّثي نيسابور دويّاً في المحافل
العلمية ، حتّى دوّنت عليه شروح كثيرة ، والكتاب عبارة عن شرح عقائدي كلامي
لحديث سلسلة الذهب ، وقد ذيّل المؤلّف كتابه بالبحث عن مصادر حديث سلسلة الذهب
عن طريق العامّة.
الحجم : وزيري.
|
عدد الصفحات : ١٣٤.
نشر : مكتبة فدك ، قم ـ إيران.
* القول الجلي في
تفسير آية الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله).
تأليف : الشيخ مهدي عبّاس عليّ
البحراني.
اعتنى المؤلّف بشرح وتفسير آية : (إِنَّ
الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّها الَّذِيْنَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْماً) ، كما تعرّض ضمناً إلى بحوث أخرى عن
الصلوات في الأدعية والزيارات.
اشتمل الكتاب على ردِّ الشبهات
المذكورة حول الآية.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ١٣٨.
نشر : مكتبة فدك ، قم ـ إيران.
* موسوعة المعارف
الإسلامية ج(١ ـ ٥).
تأليف : ميرزا أبو السعود القمّي.
|
|
موسوعة في علم الكلام تناولت المباحث
الاعتقادية التي اقتبسها مؤلّفها معتمداً كتب العلماء في المجال العقائدي ، وقد انبسط
في البحث والتنقيب عن الأدلّة وعرضها عرضاً علميّاً متجنّباً النزعات العصبية
التي تحول دون الوصول للحقيقة ، متجنّباً المجادلات ، مختصراً للعبارات ،
مبسّطاً للاصطلاحات على حدِّ تعبيره ، وقد بيّن مباحث هذا العلم في الجزء الأوّل
من الكتاب تمهيداً للقارىء ، وقد جاء الجزء الأوّل تحت عنوان : إثباتات الدليل
العقلي ، كما
جاء الجزء الثاني تحت عنوان : الرسالة
المحمّدية ، وقد جاء كلّ من الأجزاء الثالث والرابع والخامس تحت عنوان : الإمامة
العلوية.
الحجم : وزيري.
عدد الصفحات : ٣٠٣ ، ٦٠٨ ، ٤٦٣ ، ٣٨٣
، ٤٤٨.
نشر : دار التفسير ـ قم ـ المقدّسة
إيران.
|
|