تراثنا

صاحب الامتياز :

مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث

المدير المسؤول :

السيّد جواد الشهرستاني

العددان الثالث والرابع [٩٥ ـ ٩٦]

السنة الرابعة والعشرون

محتويات العدد

* مشيخة ابن شهرآشوب (٢).

.............................................. الشيخ عبد المهدي الإثناعشري ٧

* النظرية التفسيرية في المدرسة الإمامية (٢).

...................................................... السيّد زهير الأعرجي ٩٦

* مدرسة الحلّة وتراجم علمائها من انشوء إلى القمّة (٣).

.............................................. السيّد حيدر وتوت الحسيني ١٥٨

* فهرس مخطوطات مكتبة الشيخ المحمّد علي الأوردبادي.

........................................................ أحمد عليّ الحلّي ٢٠٥

رجب ـ ذو الحجّة

١٤٢٩ هـ

* فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (٢٥).

............................................. السيّد عبد العزيز الطباطبائي ٢٩١

* من ذخائر التراث :

مصفاة الحياة في العتصام بنور وجه الله العليّ العلّام لمحمّد حكيم بن عبد الله عماد الدين أبو الخير من أعلام القرن الحادي عشر.

................................. تحقيق : الشيخ عدي جواد ماهان النجفي ٣٢٥

* من أنباء التراث.

........................................................... هيئة التحرير ٤٩٣

* صورة الغلاف : نموذج من مخطوطة (مصفاة الحياة في الاعتصام بنور وجه الله العليّ العلّام) لمحمّد حكيم بن عبدالله عماد الدين أبو الخير من أعلام القرن الحادي عشر والمنشورة في هذا العدد.

مشيخة ابن شهرآشوب(١)

محمّـد بن علي بن شهرآشوب قدس‌سره

(٤٨٨ ـ ٥٨٨ هـ)

(٢)

الشيخ عبد المهدي الإثنا عشري

لقد تعرّضنا في القسم الأول من هذه المقالة إلى مشيخة ابن شهرآشوب رحمه‌الله مرتّبة على الاحرف الهجائية ، فابتدأنا بحرف الألف وانتهينا في بداية حرف العين ، وهنا نواصل البحث في الموضوع ...

* عبد الجليل بن [أبي الفتح مسعود بن] (٢) عيسى بن عبد الوهّاب رشيد الدين أبو سعيد الرازي.

الشيخ العالم الجليل ، متكلّم ، فقيه ، متبحّر ، استاد أئمّة عصره ، له كتاب : مراتب الأفعال نقض فيه كتاب التصفّح لأبي الحسين.

وترجمه شيخنا في كتابه معالم العلماء(٣) قائلا : «شيخي الرشيد ...».

__________________

(١) هذا المقال مستلٌّ من المقدّمة المفصّلة عن شيخنا المازندراني طاب ثراه المدرجة في أوّل كتاب مثالب النواصب الذي سيصدر بإذن الله في ثمانية مجلّدات ـ عدا المقدّمة والفهارس ـ وهو يمرّ فعلا بمراحله النهائية.

هذا ، ومن الواضح أنّ هذا البحث يفتقر إلى بعض التعاليق التي استغني عنها لذكرها فيما قبل هذا البحث أو فيما سيأتي بعد من فصول المقدّمة من أصل الكتاب.

(٢) ما بين المعقوفين لم يرد في ثقات العيون وغالب المصادر.

(٣) معالم العلماء : ١٤٥ برقم (١٠٢١) ، وعنه في المستدرك ، وعبّر عنه بـ : الشيخ الرشيد ...

  

قال في فهرست منتجب الدين(١) : «... متكلّم ، فقيه ، متبحّر ، استاذ الأئمّة في عصر[ه] ، وله مقامات(٢) ومناظرات مع المخالفين مشهورة ، وله تصانيف أصوليّة ...».

ونقل عنه في أمل الآمل(٣) ، ثمّ قال : «وهذا الشيخ الجليل من مشايخ ابن شهرآشوب ، يروي عن أبي عليّ الطوسي»(٤).

وقال في الرياض(٥) : «أقول : وقد أورده ابن شهرآشوب في باب الألقاب من المعالم بناء على أنّ الرشيد من ألقابه المشهورة».

ثمّ قال : «إنّ هذا الشيخ يحتمل اتحاده مع الشيخ الواعظ نصير الدين عبد الجليل بن أبي الحسين بن الفضل القزويني السابق ، بل مع الشيخ عبد الجليل القزويني الرازي الذي ينقل عن كتابه السيّد قاضي نور الله التستري كثيراً في مجالس المؤمنين».

وقال في المقابس(٦) : «الشيخ الفقيه المحدّث المتكلّم المتبحّر المناظر الماهر رئيس الأئمّة في عصره واستاذ علماء العراق في الأصوليّين صاحب المناظرات والمقالات مع المخالفين والمصنّفات في أُصول الدين رشيد الدين أبو سعيد عبد الجليل بن عيسى ـ أو ابن أبي الفتح مسعود بن

__________________

(١) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١١١ برقم (٢٢٧) [طبعة مكتبة السيّد المرعشي : ٧٧].

(٢) خ. ل : مقالات.

(٣) أمل الآمل ٢ / ١٤٤ ـ ١٤٥ برقم (٤٢٢) [الطبعة الحجرية : ٤٨٤] ، وله كلام فلاحظه. ومنه أخذ في الإجازة الكبيرة : ٣٨٩.

(٤) لاحظ : تنقيح المقال ٢ / ١٣٤ ، جامع الرواة ١ / ٤٣٨ ، روضات الجنّات ٤ / ١٨٨ ـ ١٩٠ ، الفوائد الرضوية : ٢٢٤ ، مجالس المؤمنين ١ / ٤٨٢ ، وغيرها.

(٥) رياض العلماء ٣ / ٧٦.

(٦) المقابس : ٩ [الطبعة الحجرية].

  

عيسى ـ بن عبد الوهّاب الرازي الذي هو من مشايخ السروي».

وقال عنه شيخنا النوري(١) : «... المتكلّم الفقيه ، استاذ الأئمّة في عصره ، وله مؤلّفات(٢) ومناظرات مع المخالفين مشهورة ، وله تصانيف أصولية ...».

وقد أخذه من فهرست الشيخ منتجب الدين(٣) ، وعنه أيضاً في الرياض(٤).

وقال في الطبقات(٥) : «... وظاهر كلام منتجب [كذا] بن بابويه أنّ المترجم له غير عبد الجليل بن أبي الفتح الذي شاهده وقرأ عليه ...» ثمّ قال : «واحتمل في الأمل اتحادهما»(٦).

__________________

(١) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٨٦ [الحجريّة ، وفي الطبعة المحقّقة (٣) ٢١ / ٦٧] في ترجمة شيخنا المصنّف ابن شهرآشوب رحمه‌الله ، حيث عدّه تاسع مشايخه وذكر طريقه ، ومنه أخذ العنوان في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ ، وقبله تلميذه الهمداني في فهرس الصدرية في الإجازات العلية : ٤٣٤ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)].

(٢) في الطبعة المحقّقة من المستدرك : مقامات ، بدلا من : مؤلّفات ، ومثله في فهرس الصدريّة ، قال : «له مقامات ومناظرات».

(٣) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١١١ برقم (٢٢٧).

(٤) رياض العلماء ٣ / ٧٥.

(٥) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١٥٥ ـ ١٥٦ ، ونصّ عليه في ترجمة ابن أخيه سعد بن أبي طالب صفحة : ١٢١.

(٦) قال الميرزا النوري : «وفي اتّحادهما مع الشيخ المحقّق رشيد الدين أبي سعيد عبد الجليل بن أبي الفتح بن مسعود بن عليّ المتكلّم الرازي ـ الذي وصفه في المنتجب بقوله : استاد علماء العراق في الاصوليين مناظر ماهر حاذق له تصانيف منها : نقض التصفّح لأبي الحسين البصري .. إلى آخره ـ وتعدّدهما كلام مذكور في محلّه».

  

أقول :

هو من مشايخ شيخنا المصنّف رحمه‌الله ، روى عنه كتب شيخنا الطوسي رحمه‌الله جميعاً ـ مع جمع ـ عن طريق الشيخين المفيدين أبي علي الحسن بن محمّـد بن الحسن الطوسي وأبي الوفاء عبد الجبّار بن عليّ المقري الرازي عن الشيخ كما صرّح بذلك في المناقب(١).

وروى عنه ـ أيضا ـ بإسناده كتب السيّدين المرتضى والرضي والشيخين المفيد والصدوق ـ قدّس الله أسرارهم ـ ومرويّاتهم(٢).

* عبد الرحمن بن زريق (بهريق) (٣) القزّاز البغدادي.

هو أبو منصور عبد الرحمن بن أبي غالب محمّـد بن عبد الواحد بن حسن بن منازل بن زريق الشيباني الحريمي القزّاز البغدادي المعروف بـ : ابن زريق والقزّاز ، ولد نحو سنة ٤٥٣ هـ وتوفّي نحو سنة ٥٣٥ هـ عن عمر ناهز سبع وثمانين سنة(٤) ، وله مشيخة وسمع عنه جمع ، وقيل عنه : إنّه

__________________

(١) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ١١ ـ ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٢].

(٢) انظر : الفوائد الرضوية : ٥٦٨ ، والكنى والألقاب ١ / ٣٣٣ ـ وقال : «ومنهم عبد الجليل الرازي صاحب المناظرات مع المخالفين» ـ ، وجامع الرواة ١ / ٤٣٩ ، وتنقيح المقال ٢ / ١٣٤ [الطبعة الحجرية] ، وأعيان الشيعة ٧ / ٤٣٤ ، ١٠ / ٢٩٧ ، ونسب إليه قوله شعراً :

ما ضرّني حبسي لأنّ

الحرّ حيث كان حرّ

مرّ وحلو سائغ

وكلاهما حلم يمرّ

(٣) كذا في بحار الأنوار ١ / ٦٣ وأخذه من المناقب ١ / ٨ ، والصواب : ابن زريق.

(٤) لاحظ : شذرات الذهب ٤ / ١٠٦.

  

شيخٌ صالحٌ سليم القلب وحسن الأخلاق(١).

من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب من العامة ـ كما صرّح بذلك في أوّل مشيخة المناقب(٢) ـ حيث روى عنه كتاب تاريخ الخطيب أبي بكر ابن(٣) ثابت البغدادي.

عبد اللطيف الإصفهاني = عبد اللطيف بن أبي سعد.

عبد اللطيف البغدادي = عبد اللطيف بن أبي سعد.

* عبد اللطيف بن أبي سعد البغدادي الإصفهاني(٤).

قال الذهبي في السير(٥) في ترجمة والده أبي سعد أحمد بن محمّـد ابن أحمد البغدادي الأصبهاني : «... ومات ابنه أبو سعيد عبد اللطيف ابن

__________________

(١) له ترجمة مع مصادرها في سير أعلام النبلاء للذهبي ٢٠ / ٦٩ ـ ٧١ برقم (٤٢) ، وانظر : مرآة الزمان ٨ / ١٠٧ وغيره.

(٢) المناقب ١ / ٨ [طبعة بيروت ١ / ٢٢]. ولاحظ : بحار الأنوار ١ / ٦٣.

(٣) لا توجد : (بن) في بحار الأنوار ، وفيه سقط ، والصحيح : أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت البغدادي (٣٩٢ ـ ٤٦٣ هـ).

لاحظ عنه ما فصّله الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٧٠ ـ ٢٩٧ برقم ١٣٧ ، وابن الجوزي في المنتظم ٨ / ٢٦٥ ـ ٢٧٠ ، والحموي في معجم الأدباء ٤ / ١٣ ـ ٤٥ ، وغيرهم.

(٤) في إجازة العلاّمة الحلّي رحمه‌الله لبني زهرة ـ التي أوردها العلاّمة المجلسي في بحاره ١٠٧ / ١٠٩ ـ قال في الإسناد : «عن ابن سعيد عبد اللطيف الإصفهاني ...».

وعلّق عليه أنّه هو عبد اللطيف بن محمّـد بن عبد اللطيف الإصفهاني وأنّه كان الرئيس بإصفهان المقدّم المعظّم ، مات بهمدان سنة ٥٨٠ هـ ، وحمل إلى إصفهان.

ولاحظ : شذرات الذهب ٤ / ١٦٣ ، فوات الوفيات ٢ / ١٥ ، وغيرهما.

(٥) سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٢٢.

  

البغدادي بإصبهان سنة ثمان وخمسين وخمسمائة ، يروي عن ...» إلى آخره(١).

والصواب أنّه عبد اللطيف بن أبي البركات إسماعيل بن أبي سعد (المتوفّى سنة ٥٩٦ هـ) (٢).

وعلى كلّ ؛ فهو من مشايخ شيخنا المصنّف رحمه‌الله من العامّة ؛ حيث روى عنه عن والده أبي سعيد(٣) عن أبي يحيى ابن مندة(٤) عن والده(٥)

__________________

(١) لاحظ عنه : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١١٩.

(٢) وهذا ما أفاده شيخنا الأميني رحمه‌الله ـ أيضاً ـ في نظرة تنقيب : ١ [النسخة الخطّية].

(٣) كذا ، والصواب : (أبو سعد) كما سلف ، ولد بإصبهان في صفر سنة ثلاث وستّين وأربعمائة ومات بنهاوند ـ راجعاً من الحجّ ـ في ربيع الأوّل سنة أربعين وخمسمائة ونقل إلى إصفهان.

انظر عنه : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١١٩ ـ ١٢٣ برقم ٧٣ ، المنتظم ١٠ / ١١٦ ـ ١١٧ ، الوافي بالوفيات ٧ / ٣٢٥ ، شذرات الذهب ٤ / ١٢٥ ، وغيرها.

(٤) هو ابو عمرو عبد الوهّاب ابن الحافظ أبي عبد الله محمّـد بن إسحاق بن محمّـد بن يحيى بن مندة العبدي الإصبهاني ، مات في تاسع عشر جمادى الآخرة سنة خمس وأربعمائة ، لأنّ كتاب معرفة الصحابة لأبي عبد الله بن مندة جمال الدين يحيى بن الصيرفي ... سمع أباه ـ فأكثر ـ وغيره.

قال الذهبي في ترجمة والده ١٧ / ٣٩ : «وآخر من روى عن أبي عبد الله ولده عبد الوهّاب ...».

أقول : يحتمل أن يكون الإسناد هكذا : عن ابنه يحيى بن عبد الوهّاب عن أبي عمرو بن مندة ...

انظر : سير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٤٠ ـ ٤٤٢ برقم ٢٢٦ ، أنباه الرواة ٢ / ٩٧ ، معجم الأُدباء ١٢ / ١٨ ـ ١٩ ، المنتظم ٨ / ٣٠٩ ، وغيرها.

(٥) هو أبو عبد الله محمّـد بن أبي يعقوب إسحاق بن أبي عبد الله محمّـد بن يحيى بن مندة (٣١٠ أو ٣١١ ـ ٣٤١ هـ).

توفّي ـ كما قاله أبو نعيم في : ذكر أخبار اصفهان ٢ / ٣٠٦ ـ في سلخ ذي القعدة سنة

  

كتابه : معرفة الصحابة كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(١).

وروى عنه ـ أيضاً ـ كتاب معرفة أصول الحديث للحاكم كما نصّ عليه في مشيخة المناقب(٢) عن أبي علي الحدّاد(٣) عن الحاكم أبي عبد الله محمّـد بن عبد الله النيسابوري المعروف بـ : ابن البيع(٤) صاحب المستدرك على الصحيحين وغيره (٣٢١ ـ ٤٠٥ هـ).

وروى بواسطته كتاب حلية الأولياء ؛ وصرّح بذلك في أوّل مشيخة المناقب(٥) عنه عن أبي علي الحدّاد(٦) عن صاحب الحلية أبي نعيم أحمد

__________________

خمس وتسعين وثلاثمائة ، وقد ترجمه مفصّلاً الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٨ ـ ٤٣ برقم ١٣ وأورد في هامشه عليه مصادر جمّة.

قال : «لم أعلم أحداً كان أوسع رحلة منه ولا أكثر حديثاً منه».

وقال : «ولم يعمّر كثيراً ، بل عاش أربعاً وثمانين سنة».

ولاحظ : أخبار إصفهان ٢ / ٣٠٦ ، لسان الميزان ٥ / ٧٠ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٣١٣ ، شذرات الذهب ٣ / ١٤٦ ، وغيرها.

(١) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٧].

(٢) مناقب لابن شهرآشوب ١ / ٧ [طبعة بيروت ١ / ٢١].

(٣) هو أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الإصفهاني الحدّاد صاحب تاريخ إصبهان ، ولد في شعبان سنة تسع عشرة وأربعمائة وتوفّى سنة ٥١٥ هـ.

ويقال له : الحدّاد وأبو علي الحدّاد ، كما يقال له : مسند الدنيا ، أشيخ إصبهان في القراءات والحديث جميعاً ، توفّي في السادس والعشرين من ذي الحجّة سنة خمس عشرة وخمسمائة وقد قارب المائة.

انظر : سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٠٣ ـ ٣٠٧ برقم ١٩٣ ، شذرات الذهب ٤ / ٤٧ ، المنتظم ٩ / ٢٢٨ ، وغيرها.

(٤) في بحار الأنوار ١ / ٦٢ : ابن الربيع ، وهو سهو ظاهر.

(٥) المناقب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٥].

(٦) هو الحسن بن أحمد بن الحسن الإصبهاني المقري المجود (المتوفّى سنة ٥١٥ هـ) ، لاحظ : شذرات الذهب ٤ / ٤٧ وغيره.

  

ابن عبد الله بن أحمد الإصبهاني (٣٣٦ ـ ٤٣٠ هـ) المتوفّى في إصبهان(١).

* السيّد عبد الله بن محمّـد بن زهرة الحسيني.

قال في الرياض(٢) : «كان من أكابر العلماء ، ويروي عنه ابن شهرآشوب ، ويروي عنه أبو الحسن عليّ بن طاوس الحسني ، كذا يلوح من سند بعض الأخبار التي وجدت بخطّ الشهيد على ما أوردها الشيخ نعمة الله بن خاتون العاملي في إجازته للسيّد شدقم المدني ...».

ثمّ ناقش في الإسم والكنية وغلّط النسخة وجزم بكونه السيّد محيي الدين أبي حامد محمّـد بن أبي القاسم عبد الله بن عليّ بن زهرة الحسيني الحلّي الإسحاقي.

ويحتمل كونه محمّـد بن عبد الله بن زهرة الحسيني ... بالحذف والقلب ، فتأمّل.

ثمّ إنّه لم يتعرّض له الشيخ ابن شهرآشوب رحمه‌الله في مشيخته ولا معالمه ، ونجزم بكونه مصحّفاً ، فلاحظ.

* عبد الله بن مسلمة بن قعنب أبو عبد الرحمن الحارثي القعنبي(٣) المدني ، نزيل البصرة ثمّ مكّة.

__________________

(١) أقول : ويحتمل أن يكون : عبد اللطيف بن يوسف بن محمّـد موفّق الدين البغدادي (٥٥٧ ـ ٦٢٩ هـ) ويعرف بـ : ابن أبي البلاد ، وابن نقطة.

انظر عنه : الأعلام ٤ / ١٨٣ ، وكذا : فوات الوفيات ٢ / ٧ ، وبغية الوعاة : ٣٨ ، وغيرها.

(٢) رياض العلماء ٣ / ٢١٣ ـ ٢١٤.

(٣) في المناقب المطبوع : القعني ، وهي نسخة في غيره ، وما أُثبت هنا جاء في خطّية المناقب المعتمدة.

  

قيل : مولده بعد سنة ثلاثين ومائة هجري بيسير ، وهو من أهل المدينة ، ويروي عن مالك إمام المالكية ، وقيل عنه : إنّه أثبت من روى الموطّأ.

وعلى كلٍّ ؛ فهو من أعلام رجال الحديث ، سكن البصرة وتوفّي فيها ، وقيل : في طريق مكّة عائداً من الحجّ ، وقد وثّقه كلّ من ترجمه من العامّة ، ولا يقدم أحد في رواية الموطّأ عليه.

توفّي في محرّم الحرام سنة إحدى وعشرين ومائتين(١).

ويعدّ هذا من مشايخه رحمه‌الله من العامّة ، يروي عنه موطّأ مالك ـ كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٢) ـ وعبّر عنه بلفظ : القعنبي ، وقال : «وعن معن(٣) عن يحيى بن يحيى(٤) من طريق محمّـد بن الحسن(٥) عن مالك

__________________

(١) وعليه ، فكيف روى شيخنا عنه بدون واسطة؟! ولعلّ لكلّ واحد من هؤلاء إسناد حذفه شيخنا هنا اتّكالا على معلوميته.

(٢) المناقب ١ / ٧ [طبعة بيروت ١ / ٢١].

(٣) في بحار الأنوار : معي.

أقول : هو معن بن عيسى بن يحيى بن دينار أبو يحيى المدني القزّاز مولى أشجع ، ولد بعد الثلاثين ومائة ، حدّث عن جمع كبير وحُدّث عنه أكثر ، وقيل : هو أثبت أصحاب مالك وأوثقهم ، توفّي في شوّال سنة ثمان وتسعين ومائة.

انظر عنه : طبقات الحفّاظ : ١٣٩ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٥٢ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٤٣٧ ، العبر ١ / ٣٢٧ ، وغيرها.

(٤) هو يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن التميمي الحنظلي المنقري أبو زكريّا النيسابوري ، قيل عنه : إمام الحديث وعالم خراسان ، ولد سنة ١٤٢ وتوفّي سنة ٢٢٦ هـ.

انظر عنه : تذكرة الحفّاظ ٢ / ٤١٥ ـ ٤١٦ ، تهذيب التهذيب ١١ / ٢٩٦ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٤٨ ، وغيرها.

(٥) الظاهر أنّ جملة : عن يحيى ... إلى هنا مقحمة في الإسناد ، إذ لا ريب برواية

  

بن أنس الأصبحي ...» إلى هنا كلام المناقب ، وهو مالك المدني التميمي المتوفّى سنة ١٧٩ هـ في المدينة(١).

هذا ؛ ولاريب من كون هذا من مشايخ الشيخ السروي بالواسطة لاختلاف الطبقة ، والأسف أنّ الكل قد صرّحوا بالشيخوخة من دون إشارة لذلك ، فتدبّر.

* عبد العزيز بن أحمد بن أحمد(٢) بن نصر بن صالح البخاري أبو محمّـد الحلواني (الحلوائي) (٣) (المتوفّى سنة ٤٤٨ هـ) (٤) ،

__________________

معن عن مالك.

وعلى كلِّ حال ؛ الظاهر أنّ المراد من محمّـد بن الحسن هو المزني الواسطي الفقيه قاضي واسط الذي يروي عن مالك أيضاً المتوفّى سنة بضع وتسعين ومائة ، وقد وثّقه ابن معين وحدّث عنه جمع غفير منهم أحمد بن حنبل.

انظر عنه : طبقات ابن سعد ٧ / ٣١٥ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ برقم ٨٩ ، تهذيب التهذيب ٩ / ١١٨ ، وغيرها.

(١) لاحظ عنه : تذكرة الحفّاظ ١ / ٣٨٣ حيث رجّحه على معن بن عيسى ، وقد ترجم في غالب كتب التراجم ، منها : وفيات الأعيان ٣ / ٤٠ ، تهذيب التهذيب ٦ / ٣١ ، طبقات الحفّاظ : ١٦٥ ، شذرات الذهب ٢ / ٤٩ ، سير أعلام النبلاء ١٠ / ٢٥٧ ـ ٢٦٤ برقم (٦٨) ، وفي ذيله جملة مصادر وافية.

أقول : لا أعلم كيف يتلاءم تاريخ الوفاة مع الرواية عنه؟! ولعلّ له إسناداً له ، وهو يعدّ من مشايخ البخاري ، حيث روى عنه ١٢٣ حديثاً ، وعن مسلم ٧٠ حديثاً ، ولعلّه غيره ، بل لا شبهة في المغايرة أو سقط الاسناد ، فتدبّر.

(٢) كذا ، ولا توجد : (بن أحمد) الثانية في سير أعلام النبلاء وغيرها ، والظاهر أنّها زائدة.

(٣) وربّما يقال له : زرنكري ، انظر : معجم البلدان ٣ / ١٣٨.

(٤) في سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٧٨ جعل وفاته سنة ٤٥٦ هـ ، ومثله في هدية العارفين ١ / ٥٥٧ ، وفي الأنساب ٤ / ١٩٤ قال : «توفّي بكسى وحمل إلى بخارى سنة ثمان أو تسع وأربعمائة ... وحكي عن بعض أنّ وفاته سنة ٤٥٢ هـ».

  

الملقّب بـ : شمس الأئمّة.

فقيه حنفي ، إمام أهل الرأي في بخارى ، ودفن فيها. صنّف التصانيف وتخرّج عليه الأعلام.

قال في مشيخة المناقب(١) : «إسناد دلائل النبوّة وكتاب جوامع الكلم(٢) عن عبد العزيز عن(٣) أحمد الحلواني(٤) عن أبي الحسن بن محمّـد الفارسي(٥) عن أبي بكر محمّـد بن عليّ بن إسماعيل القفّال الشاشي (٢٩١ ـ ٣٦٥ هـ»(٦).

أقول :

لقد نصّ شيخنا الأميني رحمه‌الله(٧) على أنّه : عبد العزيز أبو الحسن بن عبد الملك بن شفيع الأندلسي المقري (المتوفّى سنة ٥١٤ هـ) (٨).

ولا شاهد عليه ، خصوصاً مع عدم رواية الحلواني عنه ، فتأمّل.

__________________

(١) المناقب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٣٠].

(٢) جاء سهواً في البحار : الحلم.

(٣) كذا في المناقب ، والظاهر أنّه : (بن) بدلا من : (عن) فلاحظ.

(٤) هو أبو بكر أحمد بن عليّ بن بدران الحلواني البغدادي المقري المعروف بـ : خالوه وابن بدران ، ولد نحو سنة عشرين وأربعمائة ومات سنة سبع وخمسمائة.

انظر عنه : لسان الميزان ١ / ٢٢٧ ، شذرات الذهب ٤ / ١٦ ، العبر ٤ / ١٢ ، وغيرها.

(٥) هو أبو الحسن عليّ بن محمّـد بن عليّ بن فارس الخيّاط البغدادي المقري ، بقي إلى عام خمسين وأربعمائة.

(٦) ترجمه في الفوائد البهية : ٩٥ ، والجواهر المضيئة ١ / ٣١٨ ـ عن الأعلام ٤ / ١٣٧ ـ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ١٧٧ برقم (٩٤) عن عدّة مصادر ، وجاء في الإكمال ٣ / ١١١ و ٣٠٣ ، وغيره.

(٧) نظرة تنقيب : ٥ وصفحة : ١١ [النسخة الخطّية].

(٨) ترجمه في شذرات الذهب ٤ / ٦ ، وقال : «توفّي في عشر التسعين».

  

* عبد الملك بن أبي عثمان محمّـد بن إبراهيم النيسابوري الواعظ أبو سعيد (سعد) (١) الخركوشي(٢).

واعظ ، من فقهاء الشافعية في نيسابور (المتوفّى سنة ٤٠٧ هـ) (٣). قال ياقوت : «رحل إلى العراق والحجاز ومصر ، وجالس العلماء ، وصنّف التصانيف المفيدة ، وجاور بمكّة عدّة سنين ، وعاد إلى نيسابور وتوفّي بها».

له جملة مؤلّفات جاءت في مصادر ترجمته(٤) ، منها : كتاب دلائل النبوّة ، وكتاب الزهد ، وقد وثّقه غالب أعلام العامّة ومدحوه.

وعلى كلٍّ ؛ فهو من مشايخ شيخنا المصنّف طاب ثراه ـ كما نصّ هو عليه في أوّل المناقب(٥) ـ حيث روى كتاب شرف المصطفى عنه عن المقري(٦) القزويني عن ابن طلحة(٧) بن المنذر عن أبي الحسن القطّان عن أبي عبد الله الرقّي(٨) عن أبي القسم (القاسم) بن أحمد الخزاعي عن الهيثم ابن كليب الشاشي.

__________________

(١) كذا في غالب المصادر العامّية ، وهو الظاهر.

(٢) خركوش : سكّة كبيرة في نيسابور ، انظر عنها معجم البلدان ٢ / ٣٦٠ ، ومراصد الاطّلاع ١ / ٤٦١.

(٣) لا أعلم كيف يكون شيخاً لابن شهرآشوب بلا واسطة؟! فتدبّر.

(٤) انظر : شذرات الذهب ٣ / ١٨٤ ، معجم البلدان ٣ / ٤٢٢ ، طبقات السبكي ٣ / ٢٨٢ ، الأعلام ٤ / ٣١٠ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٥٦ برقم (١٥٣) عن عدّة مصادر ، وتذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٦٦ ، وغيرها.

(٥) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٥].

(٦) في بعض النسخ : المقرمي.

(٧) خ. ل : ابن أبي طلحة.

(٨) في بحار الأنوار : البرقي.

  

* عبد الواحد بن محمّـد بن(١) المحفوظ [بن محمّـد] بن عبد الواحد بن محمّـد بن عبد الواحد التميمي الآمدي القاضي السيّد ناصح الدين المعروف بـ : أبو الفتح الآمِدي (المتوفّى سنة ٥١٠ هـ) ، صاحب كتاب : غرر الحكم ودرر الكلم.

الثقة الفاضل على حدّ تعبير ميرزا عبد الله أفندي(٢) ، وقال : «وهو شيعي ، إمامي ، عين ...».

وقال قبل ذلك(٣) : «... فاضل ، عالم ، محدّث ، إمامي ، شيعي ...» إلى آخره.

وقال(٤) : «وبالجملة ؛ هذا الشيخ معاصر لابن شهرآشوب ومتأخّر عن الشيخ الطوسي وله كتاب ...» إلى آخره.

أقول : يعدّ من مشايخ شيخنا ابن شهر آشوب وأجازه في رواية كتابه كما صرّح بذلك في مقدّمة المناقب(٥) ، حيث قال : «... وقد أذن لي الآمِدي في رواية غرر الحكم».

وفي معالم العلماء(٦) قال : «عبد الواحد بن محمّـد بن عبد الواحد

__________________

(١) جاء هنا على هامش مستدرك الوسائل منه طاب رمسه : "ابن" زائدة ظاهراً.

(٢) رياض العلماء ٧ / ١٢.

(٣) رياض العلماء ٣ / ٢٨١ ـ ٢٨٤. ولاحظ : روضات الجنّات ٥ / ١٧٠ ـ ١٧٣.

(٤) رياض العلماء ٣ / ٢٨٢. ونقله عنه الشيخ القمي في الكنى والألقاب ١ / ٣٣٣.

(٥) المناقب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٤].

(٦) معالم العلماء : ٨١ برقم (٥٤٩). ولاحظ ما ذكره العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ١ / ١٦.

  

الآمدي التميمي ، له كتاب : غرر الحكم ودرر الكلم ، يذكر فيه أمثال أمير المؤمنين عليه‌السلام وحكمه ...» وقد صرّح باسمه في مقدّمة المعالم(١) أيضا.

وقد فصّل في ترجمته شيخنا النوري في خاتمة مستدرك الوسائل(٢) ، وذكر ما يثبت تشيّعه وحسن عقيدته وما قيل فيه ، وأجملها شيخنا الطهراني في طبقاته(٣).

__________________

(١) معالم العلماء (المقدّمة) : ١٧ برقم ٢١.

(٢) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٢ / ٤٩١ ـ ٤٩٢ [الطبعة الحجريّة ، وفي الطبعة المحقّقة ٢١(٣) / ٩١ ـ ٩٦] ، واستدلّ على تشيّعه بجملة أدلّة ، وعدّه الواحد والعشرين من مشايخ المصنّف رحمه‌الله. ومنه أخذ في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ ، والإجازة الكبيرة : ٣٩٦ ـ ٣٩٧ ، والفوائد الرضويّة : ٥٦٨ ، والكنى والألقاب ١ / ٣٣٣ بعنوان : السيّد ناصح الدين الآمِدي ، وقبلهم الهمداني في رسالته فهرس الصدريّة في الإجازات العلية : ٤٤٢ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)].

(٣) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١٦٩.

أقول : صرّح السيّد الخونساري في كتابه روضات الجنّات ٥ / ١٧٠ بأنّ سميّه العلاّمة المجلسي في مقدّمات البحار [١ / ٢٩٠] عدّ الآمِدي من جملة علمائنا الأبرار ، وعدّ كتابه هذا من الكتب المعتبرة التي ينقل عنها في البحار ، مستشهداً بقول المجلسي رحمه‌الله ـ عند عدّه للكتب ـ ما لفظه : «وكتاب العيون والمحاسن لما كان مقصوراً على الحكم والمواعظ لا يضرّنا جهالة مصنّفه ، وعندنا منه نسخة مصحّحة قديمة ، وهو مشتمل على غرر الحكم ... وزاد عليه كثيراً في درر الكلم التي لم يعثر عليها الآمِدي» ثمّ قال : «ويظهر ممّا سننقل عن ابن شهر آشوب أنّ الآمِدي كان من علمائنا وأجاز له رواية هذا الكتاب».

ثمّ قال : «وقال ـ يعني ابن شهر آشوب ـ في معالم العلماء [:٨١] : عبد الواحد ابن محمّـد بن عبد الواحد الآمدي التميمي ، له : غرر الحكم ودرر الكلم ، يذكر فيه أمثال أمير المؤمنين عليه‌السلام وحكمه».

وقال في زاد المجتهدين [١ / ١٢٠] ـ بعد ذاك ـ : «وأنت خبير بأنّ هذه العبارة إنّما تدلّ على أنّ العلاّمة المجلسي رحمه‌الله استظهر كونه من علمائنا من عبارة ابن شهر آشوب حيث ذكره في سياق أسانيده لكتب أصحابنا ، ولعلّه رحمه‌الله بناه على ماسمعت

  

* عبد الوهّاب بن الحسن أبو سعد الكرماني (المتوفّى سنة ٥٥٩ هـ).

يعدّ من مشايخ شيخنا ابن شهر آشوب المازندراني رحمه‌الله ، حيث روى بواسطته المغازي عن أبي الحسن القدّوسي عن الحسين بن صديق الزورعنجي عن محمّـد بن اسحاق الواقدي(١) صاحب المغازي كما صرّح بذلك في مدخل كتابه مناقب آل أبي طالب(٢).

وكذا قد روى كتاب البيان والتبيين وكتاب الغرّة وكتاب الفتيا للجاحظ ، عنه عن أبي سهل(٣) الأنماطي إبراهيم بن إسحاق النيسابوري عن أحمد بن محمّـد عن أبي عبد الله بن محمّـد الخازن(٤) عن عليّ بن موسى

__________________

من القاعدة التي هي محلّ الكلام ومحطّ رحال النقض والإبرام ...» ثمّ قال : «إلاّ أنّ يثبت اختصاص لفظ (أصحابنا) بمن دان بمذهبنا ، ولا يخلو من كلام».

(١) كذا ، والصواب : محمّـد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الواقدي المديني الأسلمي (المتوفّى سنة ٢٠٧ هـ).

أقول : وهو صاحب التصانيف والمغازي ، وحدّث عنه كثير ، له ترجمة في غالب المجاميع ، ولايؤخذ بحديثه الاّ في الغزوات والتاريخ.

لاحظ عنه : وفيات الأعيان ١ / ٥٠٦ ، الوافي بالوفيات ٤ / ٢٣٨ ، شذرات الذهب ٢ / ١٨ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٤٥٤ ـ ٤٦٩ برقم ١٧٢ عن عدّة مصادر ، وغيرها.

(٢) المناقب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٢٨].

(٣) كذا ، والظاهر أنّه أبو إِسحاق ، أو يكون له كنيتان ، وهو صاحب التفسير الكبير ، سمع عن جمع وحدّث عنه كثير ، وعاش نيف وثمانين سنة ، ومات سنة ثلاث وثلاثمائة.

انظر عنه : سير أعلام النبلاء ١٤ / ١٩٣ برقم ١٠٨ ، وشذرات الذهب ٢ / ٢٤٢ ، وتذكرة الحفّاظ ٢ / ٧٠١ ، وغيرها.

(٤) لم أعرف الرجل ، إذ عرف بذلك جمع لا تنطبق عليهم الكنية ، وما طابقته الكنية

  

القمّي(١) عن عمرو بن بحر الجاحظ (المتوفّى سنة ٢٥٥ هـ) بالبصرة.

وروى بواسطته كتاب المعارف وعيون الأخبار وغريب الحديث وغريب القرآن كلّها لابن قتيبة عبد الله بن مسلم بن قتيبة (المتوفّى سنة ٢٧٦ هـ) بإسناده عن أبيه عن جدّه عن محمّـد بن يعقوب عن أبي بكر المالكي(٢) عنه كما صرّح بذلك في المناقب(٣).

أقول :

ما ورد في المناقب هو لفظ الكرماني ، ويعرف بهذا الاسم عشرات الأفراد وينصرف إلى عدّة ، وما يمكن منهم أن يعاصر شيخنا أو يروي عنه جمع ، منهم : ابن المؤذّن أبو سعد إسماعيل ابن الحافظ المؤذّن أبي صالح أحمد النيسابوري الواعظ المشهور بـ : الكرماني ـ لسكناه بها ـ وله جمع من المشايخ ، وبرع في الفقه ، مات ليلة الفطر سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة

__________________

لم توافقه الطبقة ، والخازن فيه من هو شيعي كعلي بن الحسن بن محمّـد وابن الخازن تلميذ الشهيد وغيرهما ، وهما ليسا المراد قطعاً ، وصاحب التفسير علاء الدين علي بن محمّـد الخازن البغدادي المتوفّى ٧٤١ ، ولا وجه له ، وكذا : عبد العزيز بن محمّـد الخازن الهمداني.

أقول : الظاهر أنّ المراد منه هو أبو عبد الله أحمد بن محمّـد بن موسى الخازني الذي يروي عن صاحب كتاب أحكام القرآن عليّ بن موسى القمّي.

(١) الظاهر هو أبو الحسن عليّ بن موسى القمّي الحنفي صاحب كتاب أحكام القرآن ، وجاء ذكره في أسناد الخطيب البغدادي في تاريخه ١٣ / ٣٤١ و ٣٤٤ وغيره ، وهو عالم الحنفية ، كما في سير أعلام النبلاء للذهبي ١٤ / ٢٢٨.

ولاحظ : فهرست ابن النديم : ٢٦٠ [وفي طبعة : ٢٩٢] ، وعدّه شيخنا الطهراني في الذريعة ١١ / ٣٧ أحد فقهاء العراقين.

(٢) قيل : هو محمّـد بن محمّـد بن أحمد مالك الإسكافي البغدادي (المتوفّى سنة ٣٥٧ هـ). ولم يثبت عندنا.

(٣) المناقب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٢٩].

  

بكرمان ... وغيره ، إلاّ أنّ الذي يقوى في النظر كونه عبد الرحمن بن محمّـد بن أميرويه بن محمّـد أبو الفضل الكرماني (٤٥٧ ـ ٥٤٣ هـ) (١) مفتي خراسان ، فقيه حنفي ، تفقّه وانتهت إليه رئاسة المذهب بخراسان ، مولده بكرمان ووفاته بمرو ، له جملة كتب(٢).

العجلي = أميركا بن أبي اللجيم.

العريضي = عليّ بن العريضي.

العطاري = محمّـد بن حفدة.

علاء الدين الحسيني = حسين بن علىّ.

* عليّ بن أبي زيد النحوي الفصيحي أبو الحسن (المتوفّى سنة ٥١٦ هـ).

من مشايخ العامّة الذين روى عنهم شيخنا طاب ثراه كتاب الأغاني ، وكذا كتاب تاريخ ابن الأعثم الكوفي (الفتوح) ، كذا صرّح في أوّل المناقب(٣) عنه عن عبد القاهر الجرجاني(٤) عن عبد الله بن حامد(٥) عن

__________________

(١) ذكر في اللباب ٢ / ٣٧ أنّ وفاته سنة ٥٤٤ ، وكذا في الأنساب.

(٢) جاءت ترجمته في : الأعلام ٤ / ١٠٣ ، والفوائد البهية : ٩١ ، والأنساب ١٠ / ٤٠١ ، والجواهر المضيئة ١ / ٣٠٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٠٦ برقم ١٣٠ عن عدّة مصادر ، وغيرها.

(٣) مناقب آل أبي طالب ١/٨ [طبعة بيروت ١/ ٢٤]. وانظر : بحار الأنوار ١/ ٦٤.

(٤) هو أبو بكر شيخ العربية ، له جملة مصنّفات ، توفي سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ، وقيل : سنة أربع وسبعين.

انظر عنه : مرآة الجنان ٣ / ١٠١ ، شذرات الذهب ٣ / ٣٤٠ ـ ٣٤١ ، طبقات النحاة ٢ / ٩٤ ـ ٩٥ ، وغيرها.

(٥) ولعلّه أبو محمّـد ـ الذي عدّ من مشايخ الشيخ الصدوق رحمه‌الله ـ بن محمّـد بن

  

محمّـد بن محمّـد عن عليّ بن عبد العزيز اليماني(١) عن أبي الفرج علي بن الحسين الإصفهاني المتوفّى في ذي الحجّة من سنة ٣٥٦ هـ(٢).

* عليّ ابن أبي القاسم زيد ابن الحاكم الإمام أميرك محمّـد ابن الحاكم أبي عليّ الحسين ابن أبي سليمان الإمام فندق ابن الإمام أيّوب ... ـ إلى آخر نسبه المنتهي إلى الصحابي الصالح خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ـ ، أبو الحسن البيهقي ـ ويقال له : النيسابوري ـ الشهير بـ : فريد خراسان ، ويقال له : فريد الدين (٤٩٣(٣) ـ ٥٦٥ هـ).

... كذا سرد نسبه في كتابه مشارب التجارب(٤).

__________________

عبد الله بن عليّ الماهاني الإصبهاني ، تفقّه عند البيهقي ، مات سنة ٣٨٩ هـ.

انظر عنه : طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ٢٢٩ ، وغيرها.

(١) لم أعرف هذا الاسم ، نعم هناك : موسى بن عبد العزيز اليماني العدني ، كما في الجرح والتعديل ٨ / ١٥١ برقم ٦٨٣ وتهذيب الكمال ٢٩ / ١٠١ وتهذيب التهذيب ١٠ / ٣١٨ ، كما هناك : أبو الوفاء إسماعيل بن عبد العزيز العكّي اليماني وعيينة بن عبد العزيز وأبو عليّ قتيبة بن عبد العزيز وغيرهم. فراجع.

(٢) قال الأفندي في تعليقته على أمل الآمل : ١٩٢ برقم (٥٤٨) : «... ويظهر من كلام ابن شهرآشوب أنّه جعل أبا الفرج الإصفهاني من علماء العامّة ، ولكتابه الأغاني من كتب العامّة ...». ثمّ قال : «إنّه شيعي زيديّ ...» واستشهد بكلام الشيخ في الفهرست : ١٩٢ والعلاّمة في الخلاصة : ٢٦٧ وغيرهما ، ولعلّه يشير إلى ما ذهب له ابن شهرآشوب في معالم العلماء : ١٤١ ، فلاحظ.

(٣) كما جاء كذا في مقدّمة تاريخ بيهق ، وقيل : ولد يوم السبت سابع عشر شهر شعبان سنة ٤٩٩ هـ في سبزوار ، وقد حكاه السيّد الأمين في أعيان الشيعة ٨ / ٢٤١ عنه ، وكذا ياقوت في معجمه.

(٤) وصرّح بذلك في معجم الأدباء ٥ / ٢٠٨ ، ١٣ / ٢١٩ ـ ٢٤٠ ، وله ترجمة ضافية هناك أخذ منها شيخنا الطهراني في طبقاته (الثقات العيون في سادس القرون) : ١٨٩ ـ ١٩٠ ، ولاحظ : بغية الوعاة : ٣٣٨.

  

ولد في قصبة سبزوار من ناحية بيهق يوم السبت ٢٧ شعبان(١).

فاضل ، متكلّم ، جليل ، وكان لغويّاً نحويّاً صرفيّاً شاعراً أديباً ، صاحب كتاب تاريخ بيهق وتتمّة أحوال الحكمة وغيرهما ممّا يزيد على (٧٨) كتاباً.

وفي معالم العلماء(٢) ـ ضمن ترجمة والده زيد بن الحسين ـ قال : «ولابنه أبي الحسن فريد خراسان كتب ، منها : تلخيص مسائل من الذريعة للسيّد المرتضى رضي‌الله‌عنه ، والإفادة للشهادة ، وجواب يوسف اليهودي العراقي ...».

هذا ؛ وقد قيل : إنّه أوّل من شرح نهج البلاغة. ولم يصرّح في المعالم أنّه من مشايخه إلاّ أنّه قد أخذ منه الشيخ ابن شهر آشوب كتاب حلية الأشراف الذي هو تأليف والده أبي القاسم زيد بن محمّـد بن الحسين البيقهي.

قال في المناقب(٣) : «ناولني أبو الحسن البيهقي حلية الأشراف».

وقال في خاتمة المستدرك(٤) : «العالم المتبحّر أبو الحسن ـ أو الحسن ـ ابن الشيخ أبي القاسم بن الحسين البيهقي الفاضل الكامل الجليل

__________________

(١) قاله غير واحد ، منهم : ياقوت الحموي في معجم الأُدباء ٥ / ٢٠٨ [طبعة مصر ١٣ / ٢٢٠] ، وغيره.

(٢) معالم العلماء : ٥١ ـ ٥٢ برقم ٣٤٣.

(٣) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٤].

(٤) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٩٢ [الطبعة الحجريّة ، وفي الطبعة المحقّقة (٢١) ٣ / ٩٩ ـ ١٠٢] ، وعنه في الفوائد الرضويّة : ٥٦٨ ، ولاحظ : تاريخ بيهق : ٣٦ و ٤٤ ، وكذا في مقدّمة الكتاب ، حيث له ترجمة مفصّلة مع مصادرها للسيّد محمّـد مشكاة.

المعروف بـ : فريد خراسان ... والظاهر أنّه حصل خلط بين الوالد والولد ... كما قد سلف».

وقد ذكره في رياض العلماء(١) وعدّه من أجلّ مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب(٢).

* الشيخ عليّ بن شهرآشوب بن أبي نصر بن أبي الجيش السروي.

والد المصنّف وشيخ إجازته وروايته رحمهما‌الله.

قال في أمل الآمل(٣) : «فاضل ، عالم ، يروي عنه ولده محمّـد ، وكان فقيهاً محدّثاً».

وفي الرياض(٤) : «... الفاضل العالم الراوية والد ابن شهرآشوب الفقيه المعروف ، يروي عن ...».

وقال في المقابس(٥) : «الشيخ المحدّث الفقيه الفاضل الوجيه عليّ ابن شهرآشوب والد السروي وشيخه ...».

__________________

(١) ذكره في الرياض ١ / ١٨٨ بعنوان : (الحسن) في الأسماء ، وبعنوان : (الشيخ أبو الحسن ابن الشيخ أبي القاسم زيد بن الحسين البيهقي) في الكنى [٥ / ٤٤٨ ـ ٤٤٩].

(٢) ونقل بعض كلماتهم فيه العلاّمة صاحب الذريعة في الثقات العيون : ١٨٩ ـ ١٩٠ ، وفصّل في ترجمته وأثبت تشيّعه في أعيان الشيعة ٨ / ٢٤١ ـ ٢٤٦.

(٣) أمل الآمل ٢ / ١٩٠ برقم (٥٦٤). وعلّق الميرزا عبد الله أفندي هنا في تعليقته على الأمل : ٢٠٣ برقم (٥٦٤) بقوله : «وهو يروي عن أبي عليّ الحسن بن محمّـد بن الحسن الطوسي وعن أبي الوفاء عبد الجبّار بن عليّ المقري الرازي ، كلاهما عن الشيخ محمّـد بن الحسن الطوسي ...».

(٤) رياض العلماء ٤ / ١٠٦. ومنه أخذ في الإجازة الكبيرة.

(٥) مقابس الأنوار : ٩ [الطبعة الحجريّة].

  

وعدّه شيخنا النوري في خاتمة مستدركه(١) سادس مشايخه ، ثمّ ذكر طرقه الروائيّة وعبّر عنه بـ : «العالم الفاضل الفقيه المعروف ...»(٢).

وقد سلف بعض ممّا يخصّه تحت عنوان والده.

وهنا اشتباه في مقدّمة معالم العلماء(٣) ، حيث نسب سماعه من أبيه في صغره وأسنده إلى ما ذكره السيّد حيدر بن محمّـد بن زيد الحسيني الراوي عنه ، والحقّ أنّ ذلك صادق في جدّه لا أبيه.

وعلى كلّ حال ؛ فقد روى شيخنا عنه(٤) جملة كتب ، منها جميع كتب الشيخ الطوسي رحمه‌الله بواسطة الشيخين المفيدين أبي عليّ الحسن بن محمّـد ابن الحسن الطوسي والشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار بن عليّ المقري الرازي عن الشيخ الطوسي رحمه‌الله.

وروى عنه جميع كتب السيّدين المرتضى والرضي والشيخ المفيد والشيخ الصدوق ومرويّاتهم.

__________________

(١) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٣٨٦ [الحجريّة ، وفي الطبعة المحقّقة ٢١ / ٦٦] ومنه أخذ العنوان في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ ، ومثله تابعه تلميذه علي أكبر الهمداني في رسالته فهرس الصدريّة في الإجازات العليّة : ٤٣٤ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)].

واقتصر في الطبقات (الثقات العيون في سادس القرون) : ١٩١ على ذكر كلام صاحب الأمل ومشايخه.

(٢) ومنه أخذ تلميذه القمّي في سفينة البحار ٥ / ٥٣٣ ، حيث قال ـ عند تعداده لمشايخه ـ : «ووالده الشيخ عليّ بن شهرآشوب العالم الفاضل الفقيه ...» وكذا الهمداني في المصدر السالف.

(٣) معالم العلماء : ١٣ (المقدّمة).

(٤) لاحظ : مناقب آل أبي طالب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣٣].

  

عليّ بن عبد الصمد(١) = عليّ بن عليّ بن عبد الصمد

عليّ بن عليّ التميمي(٢) = عليّ بن عليّ بن عبد الصّمد السبزواري النيسابوري ـ الآتي ـ.

* الشيخ عليّ بن العريضي مجد الدين.

عالم فاضل صالح ، يروي عنه ابن شهرآشوب ، قاله الشيخ الحرّ العاملي في القسم الثاني من الأمل(٣) ، وبنصّه في الرياض(٤) ، ثمّ قال : «وأقول : ولعلّه غير الشريف الجليل نظام الشرف أبي الحسن العريضي ... ويحتمل الاتّحاد ، فلاحظ ، كما ويحتمل اتّحاده ـ على بعد ـ مع السيّد أبي الحسن عليّ بن العريضي الحسيني الآتي ، وكذا مع السيّد مجد الدين عليّ ابن الحسن بن ابراهيم الحلبي العريضي الذي كان من مشايخ المحقّق ...» وقد عدّه من علماء جبل عامل.

__________________

(١) كذا عبّر عنه المولى التفريشي في نقد الرجال : ٣٢٣ برقم (٥٧٥) [المحقّقة ٤ / ٢٧٦ برقم (٤٩٣١)] في ترجمة ابن شهر آشوب واقتصر على ذكره وذكر أخيه من مشايخه مع كلّ ما لمصنّفنا طاب ثراه من مشايخ! وتبعه الأردبيلي في جامع الرواة ٢ / ١٥٥ وغيره.

وإليه ينصرف الإطلاق. قال شيخنا النوري في مستدركه (الخاتمة) ٣ (٢١) / ٦٣ : «والموجود في أكثر الإجازات والروايات : عليّ بن عبد الصمد ، والظاهر أنّه من باب الاختصار والنسبة إلى الجدّ ، فإنّه من مشاهير الرواة».

(٢) كذا عبّر عنه في الخرائج والجرائح ٣ / ١٠٦٢ حديث ١ من الباب العشرين.

(٣) أمل الآمل ٢ / ١٩٤ برقم (٥٨٥) ، ولاحظ صفحة : ١٧٨.

(٤) رياض العلماء ٤ / ١٥٠ بدون كلمة : عالم.

  

قال في الرياض(١) : «ثمّ اعلم أنّه سيجيء [في] ترجمة الشيخ مجد الدين عليّ بن العريضي من كلام الشيخ المعاصر ، وذكر فيها أنّه من مشايخ ابن شهرآشوب ، وسيجيء ـ أيضاً ـ ترجمة السيّد أبي الحسن عليّ العريضي الحسيني وأنّه من مشايخ الصدوق ، وسنصرّح هناك(٢) بأنّ الحقّ اتّحاد الجميع كما لا يخفى».

* الشيخ عليّ بن عليّ بن(٣) عبد الصمد زكي الدين(٤) أبو الحسن السبزواري النيسابوري التميمي ـ أخ محمّـد ـ ويقال له : عليّ ابن عبد الصّمد(٥).

عالم ، فاضل ، محدّث ، إليه ينتهي إسناد رواية حرز الإمام الجواد عليه‌السلام المشهور.

قال في أمل الآمل(٦) : «الشيخ أبو الحسن عليّ بن عبد الصّمد

__________________

(١) رياض العلماء ٣ / ٣٩٣ ، تحت عنوان : السيّد مجد الدين عليّ بن الحسن بن ابراهيم الحلبي العريضي.

(٢) صرّح بذلك في : رياض العلماء ٤ / ١٥١.

(٣) لا توجد (عليّ بن) الثانية في الرياض وبعض كتب التراجم.

(٤) في خاتمة المستدرك : ركن الدين ، وكذا في الطبقات وأمل الآمل والمقابس وفهرس الصدريّة والإجازة الكبيرة ، ولم يترجّح عندي أيّهما ، ولعلّه كلاهما ، وبالمعجمة ـ الزاي ـ أشهر.

(٥) قال في الإجازة الكبيرة : ٣٨٩ : «والموجود في أكثر الإجازات والروايات : عليّ بن عبـد الصّمد» ثمّ قال : «والظاهر أنّه من باب الاختصار والنسبة إلى الجدّ ، فإنّه من مشاهير الرواة» وهذا نصّ كلام صاحب المستدرك ٢١ / ٦٣ وقد سلف قريباً ، ومنه أخذ وبنصّه في فهرس الصدرية في الإجازات العلية : ٤٣٣ [من سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)] ، فراجعه.

(٦) أمل الآمل ٢ / ١٩٢ تحت رقم (٥٧٦) ، ثمّ قال : «ولا يبعد اتّحاده مع التميمي السبزواري السابق ، بل الظاهر ذلك».

  

النيسابوري التميمي ، فاضل ، عالم ، يروي عنه ابن شهرآشوب».

وقال أيضاً(١) ـ تحت عنوان الشيخ ركن الدين عليّ بن عليّ بن عبـد الصمد التميمي النيسابوري ـ : «فقيه ، ثقة ...» ونقل عبارة الشيخ منتجب الدين(٢).

وقال في الرياض(٣) : «فاضل عالم محدّث ، يروي عنه ابن شهرآشوب ، وهو يروي عن والده عن السيّد أبي البركات ...» إلى آخره.

وعلّق صاحب الرّياض(٤) على قول الحرّ العاملي في الأمل : (ابني عبد الصّمد) بقوله : «بل ابني عليّ بن عبد الصّمد».

كما ولصاحب رياض العلماء(٥) هنا تحقيق فلاحظه.

وقد نقله شيخنا النوري في خاتمة مستدرك الوسائل(٦) بعد ان عدّه رابع مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب(٧).

وقد صرّح هو في المناقب(٨) أنّه روى جميع كتب الشيخ الطوسي رحمه‌الله عنه وعن جمع آخرين عن الشيخ أبي عليّ الحسن بن محمّـد

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ١٩٤ برقم (١٩٤).

(٢) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٠٩ برقم (٢٢٣).

(٣) رياض العلماء ٤ / ١٦٠ ـ ١٦١.

(٤) التعليقة على أمل الآمل : ٢٨٤.

(٥) رياض العلماء ٤ / ١١١ ـ ١١٢ ، ذكر فيه عدم إمكان رواية الشيخ عنه ، بل عن ولديه.

(٦) خاتمة مستدرك الوسائل ٣ / ٤٨٥ ـ ٤٨٦ [الطبعة المحقّقة ٢١(٣) / ٦٣] ، ومنه أخذ العنوان في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ ، والفوائد الرضوية : ٥٦٩.

(٧) ومثله صنع ـ ومنه أخذ ـ الهمداني في رسالته فهرس الصدرية في الإجازات العلية : ٤٣٣ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)].

(٨) المناقب ١ / ١١ ـ ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٣].

  

ابن الحسن الطوسي ولد الشيخ والشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار بن عليّ المقري الرازي عن الشيخ رحمه‌الله.

وروى عنه بإسناده جميع كتب السيّدين المرتضى والرضي والشيخ المفيد ومرويّاتهم رحمة الله عليهم.

كما وقد روى جميع كتب أبي جعفر ابن بابويه الشيخ الصدوق عنه وأخيه محمّـد عن أبيهما عن السيّد أبي البركات عليّ بن الحسين الحسيني الجوري(١) عنه.

كما روى عنه القطب الراوندي كثيراً ، وقد صرّح في قصص الأنبياء(٢) بذلك.

قال في نقد الرجال(٣) ـ في ترجمة الشيخ ابن شهرآشوب ـ : «...

__________________

(١) كذا في المناقب بطبعاته الأربعة ، وفي الخطّية المعتمدة منه ومقدّمة بحار الأنوار : الخوزي ، وقيل : الجوزي ، وسيأتي في أخيه محمّـد أنّ الصواب ما أثبتناه.

قال في خاتمة مستدرك الوسائل ٢١ (٣) / ٦٦ : «... ومنه يعلم أنّ ما في الرياض من ضبط الخوزي تارة : بالخاء المعجمة المضمومة وسكون الواو ثمّ الزاي المعجمة نسبة إلى خوزستان ... ويروى بالجيم المضمومة والواو الساكنة ثمّ الزاي المعجمة أيضاً نسبة إلى الجوزة قرية بالموصل اشتباه كلّه بعد تصريح خرّيت علمي الحديث والأسانيد ...» ويقصد به ابن طاوس رحمه‌الله في فرحة الغريّ : ١٣٤ ، فراجع.

وقال في الإجازة الكبيرة : ٣٨٩ : «... ويروي أبو الحسن عليّ بن عبد الصّمد ـ أيضاً ـ عن السيّد أبي البركات عليّ بن الحسين الحسيني الجوري ـ بالراء غير المعجمة ـ المعروف بـ : السيّد أبي البركات الجوري ، عالم ، فاضل ، جليل ...».

(٢) قصص الأنبياء: ٣، وقال: «أخبرني الشيخ الصدوق عليّ بن عليّ بن عبد الصمد النيسابوري».

(٣) نقد الرجال : ٣٢٣ برقم (٥٧٥) [المحقّقة ٤ / ٢٧٦ برقم (٤٩٣١)] ، وحكاه عنه الشيخ الحائري في منتهى المقال : ٢٨٣ [الطبعة الحجريّة ، وفي الطبعة المحقّقة ٦ / ١٢٤ برقم (٢٧٦٨)].

  

وروى عن محمّـد وعليّ ابنَي عبد الصّمد ...» ومثله نقله عنه في جامع الرواة(١) وأمل الآمل(٢) وغيرهما.

وفي فهرست الشيخ منتجب الدين(٣) قال : «فقيه ، ثقة ...».

وعدّ في الطبقات(٤) جمعاً من الأعاظم ممّن يروي عن هذين الأخوين : محمّـد وعليّ ابني عليّ بن عبد الصمد ، وذكر طرقهما.

والحاصل أنّ الحقّ أنّ الرجل من مشايخ ابن شهرآشوب ، وأمّا والده الشيخ عليّ فهو شيخ لشيخنا بواسطة ولديه محمّـد وعليّ خلافاً لصاحب الأمل ومن تبعه ، فتدبّر.

__________________

(١) جامع الرواة ٢ / ١٥٥.

(٢) أمل الآمل ٢ / ٢٨٦.

(٣) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٠٩ برقم (٢٢٣) [نشر مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ٧٦] ، وقريب منه في المقابس : ٩ [الطبعة الحجريّة] ، وزاد فيه : «... ابن الشيخ العالم الفاضل أبي الحسن عليّ بن عبد الصمد ...» إلى أن قال : «وقد قرأ على والده عليّ الذي روى عنه السروي كما قيل» ثمّ قال : «وربّما كان هو السبزواري المتقدّم في تلامذة الشيخ».

(٤) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ١٩٦ ـ ١٩٧.

وقال في ترجمة عليّ بن محمّـد بن عبد الصمد من الثقات العيون : ٢٠٤ : «هو الشيخ عليّ بن أبي الحسن [خ. ل : أبي جعفر] محمّـد ابن الفقيه أبي الحسن عليّ ابن عبد الصمد بن محمّـد التميمي النيسابوري ... من العلماء الأعلام وأهل الدراية والرواية ، وهو من بيت العلم ، كان جدّه الأعلى [عبد الصمد] من تلامذة الشيخ الصدوق وجدّه الأدنى (عليّ بن عبد الصمد) من تلاميذ شيخ الطائفة الطوسي ، ووالده أبو الحسن محمّـد بن عليّ هو أخو ركن الدين عليّ بن عبد الصمد ...» إلى أن قال : «وهذان الأخوان مشاركان غالبان في المشايخ والتلاميذ ؛ لأنّهما معاً يرويان عن والدهما وعن أبي عليّ ابن شيخ الطائفة وعن أبي الوفاء عبد الجبّار ، ويروي عنهما السيّد ضياء الدين والقطب الراونديّان وابن شهرآشوب ...» وقريب منه في صفحة : ٢٠٥ ، بل كرّره بنصّه.

  

ويظهر هذا جليّاً من مشيخة المناقب وسائر كتبه ، إذ هو في رتبة الشيخ الطوسي والسيّد المرتضى رحمهما‌الله وطبقتهما(١).

هذا ، وثمّت هنا خمسة عناوين خلط بينهم أكيداً ، وادّعى وحدتها في رياض العلماء(٢) ، وفيه كلام ، فراجعه.

العلوي = عمر بن حمزة.

عماد الدين الأسترآبادي = الحسن بن محمّـد.

عماد المروزي = ذو الفقار بن معبد (محمّـد).

* عمر بن حمزة العلوي الكوفي.

كذا في المشيخة ، والصواب كونه : عمر بن إبراهيم بن محمّـد بن محمّـد بن أحمد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن حمزة بن يحيى بن الحسين الشهيد زيد بن عليّ أبو البركات العلوي الهاشمي الكوفي المقري النحوي شيخ الزيديّة(٣) (٤٤٠ ـ ٥٣٩ هـ).

وهو من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب ـ كما صرّح بذلك في مشيخة المناقب(٤) ـ حيث روى كتاب أعلام النبوّة عنه عمّن رواه عن القاضي أبي

__________________

(١) كما ويروي عنه جمع كبير ، منهم : القطب الراوندي رحمه‌الله كما صرّح بذلك في قصص الأنبياء ، وذكره السيّد المرعشي في إجازته الكبيرة : ٣٨٩ ، وقد سلف.

ولاحظ : موسوعة طبقات الفقهاء ٦ / ٢٠٠ ـ ٢٠١ برقم (٢٢٤٠).

(٢) رياض العلماء ٥ / ٢٢٠ ـ ٢٢١.

(٣) ترجمه جلّ الأعلام من العامّة ، كالذهبي في ميزان الاعتدال ٣ / ١٨١ ، وكذا في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٤٥ ـ ١٤٦ برقم (٨٦) عن عدّة مصادر في هامشه ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٢ / ٢١٩ ، والسمعاني في الأنساب ٦ / ٣٤١ ، وغيرهم في غيرها.

(٤) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٢٩].

  

الحسن الماوردي عليّ بن محمّـد بن حبيب البصري المتوفّى ببغداد في ربيع الأوّل سنة ٤٥٠ هـ.

العيّاري = سعيد بن عبد الله.

الغزالي = محمّـد بن محمّـد.

الغزالي = أحمد بن محمّـد.

الغسّاني = الحسين بن محمّـد.

الفارسي الفتّال = محمّـد بن الحسن النيشابوري.

الفتّال = محمّـد بن الحسن النيشابوري.

فخر خوارزم = محمود بن عمر.

* الفراوي(١).

هو من مشايخ الشيخ ابن شهرآشوب عليه الرحمة ، حيث روى كتاب الإبانة عنه عن أبي عبد الله الجوهري عن القطيفي(٢) عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل عن أبيه عن أبي عبد الله محمّـد بن بطّة العكبري كما نصّ عليه في أوّل المناقب(٣).

أقول :

يحتمل أن يكون : محمّـد بن الفضل بن أحمد بن محمّـد بن

__________________

(١) في بحار الأنوار : الفزاري (خ. ل : الفرازي).

(٢) كذا ، والصواب : القطيعي ، كما سلف.

(٣) المناقب ١ / ١٠ ـ ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣٠].

  

أبي العبّاس أبو عبد الله الصاعدي الفراوي النيسابوري الشافعي(١) (٤٤١ ـ ٥٣٠ هـ) الآتي الذي قالوا عنه : إنّه سمع غالب المتون الحديثيّة وأسمعها ... وهو الأقوى ـ وإن كان قد عبّر(٢) عنه بـ : أبي عبد الله محمّـد ابن الفضل الصاعد الفراوي ، وهنا اقتصر على كلمة الفراوي ـ كما ويحتمل فيه أن يكون : منصور بن عبد المنعم بن عبد الله ـ من أحفاد الأوّل ـ المولود في شهر الصيام من سنة ٥٢٢ هـ وقد توفّي في ثامن شعبان سنة ٦٠٨(٣) ، وقيل غير ذلك.

ويحتمل أن يكون الفراوي هنا هو : أبو الفتح أو أبو القاسم أو أبو بكر منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمّـد بن الفضل بن أحمد ... ابن المحدّث أبي البركات ابن فقيه الحرم أبي عبد الله الصاعدي الفراوي ثمّ النيسابوري (٥٢٢ / ٥٢٣ ـ ٦٠٨ هـ) ، سمع عن جمع وحدّث عنه آخرون(٤).

أقول :

جاء في إجازة الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني (الكبيرة) ـ التي أورد

__________________

(١) وقد ترجم في أكثر المصادر ، كـ : العبر ٤ / ٨٣ ، والوافي بالوفيات ٤ / ٤٢٣ ، ومرآة الزمان ٨ / ٩٧ ـ ٩٨ ، ووفيات الأعيان ٤ / ٢٩٠ ـ ٢٩١ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٦١٥ ـ ٦١٩ برقم ٣٦٢ ، وغيرها.

(٢) كما في طريق أسناد العلاّمة الحلّي إلى صحيح مسلم ، لاحظ : بحار الأنوار ١٠٩ / ٥٢.

(٣) له ترجمة في : شذرات الذهب ٥ / ٣٤ ، والعبر ٥ / ٢٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٩٤ ـ ٤٩٦ برقم (٢٥٥) عن عدّة مصادر ، وغيرها.

(٤) انظر عنه : العبر ٥ / ٢٩ ، شذرات الذهب ٥ / ٣٤ ، سير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٩٤ ـ ٤٩٦ برقم (٢٥٥) ، وغيرها.

  

مورد الحاجة منها العلاّمة المجلسي في موسوعته الرائعة (١) ـ عند ذكر طرقه إلى كتب العامّة : «... ومنها أسناد رواية العلاّمة لصحيح مسلم» وانتهى به إلى شيخنا ابن شهرآشوب طاب ثراه عن أبي عبد الله محمّـد الفراوي عن أبي الحسين عبد الغفّار الفارسي النيسابوري عن أبي أحمد الجلودي(٢) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمّـد بن سفيان الفقيه عن أبي الحسين مسلم ... وفي هذا الإسناد موارد للنّقاش لا يخفى بعضها.

فريد خراسان = عليّ بن زيد بن محمّـد.

فريد الدين = أبو الحسين (الحسن) بن أبي القاسم البيهقي.

فريد الدين = عليّ بن زيد البيهقي.

الفزاري = محمّـد بن الفضل.

الفصيحي = عليّ بن أبي زيد.

* الفضل بن الحسن بن الفضل أبو عليّ الطبرسي المشهدي أمين الدين (الإسلام) (المتوفّى سنة ٥٤٨ هـ) (٣) صاحب تفسير : مجمع البيان لعلوم القرآن وغيره.

__________________

(١) بحار الأنوار ١٠٨ ـ ١٠٩ / ٥٢.

(٢) هو أبو عبد الله محمّـد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي ، قيل : توفّي في سنة ٢٥٦ هـ ، وعن الحاكم أنّه مات الجلودي في الرابع والعشرين من ذي الحجّة سنة ثمان وستين وثلاثمائة وهو ابن ثمانين. قال الذهبي في سيره [١٦ / ٣٠١] بعد أن أضاف لاسمه النيسابوري : «راوي صحيح مسلم عن ابراهيم بن محمّـد بن سفيان الفقيه».

انظر عنه : النجوم الزاهرة ٤/١٣٣ ، شذرات الذهب ٣/٨٧ ، اللباب ١/٢٨٨ ، وغيرها.

(٣) وصفه بعض العلماء بـ : الشهيد ، ولا يعلم كيفيّة شهادته ، ولعلّها بالسمّ.

  

الفاضل العالم المفسّر الفقيه المحدّث الجليل الثقة الكامل النبيل ، قاله في الروضات(١) ولقّبه قبل ذلك بـ : «الشيخ الشهيد السعيد والحبر الفقيه الفريد أمين الإسلام ...» إلى آخره.

انتقل رحمه‌الله من المشهد الرضوي إلى سبزوار سنة ٥٢٣ هـ ، ومنها انتقل إلى دار الخلود سنة ٥٤٨ هـ ، وكانت وفاته في ليلة النحر في السنة المذكورة ـ كما قاله السيّد التفرشي في نقد الرجال(٢) وغيره ـ ثمّ نقل إلى مشهد الرضا عليه‌السلام ودفن هناك.

وحكي عن أمل الآمل أنّه قال : «كان عالماً صالحاً عابداً» ولم نجده فيه.

وفي فهرست الشيخ منتجب الدين(٣) قال : «ثقة ، فاضل ، ديّن ، عين ، له تصانيف» ثمّ قال : «شاهدته وقرأت بعضها عليه» ونقله عنه في الأمل(٤).

وزاد في المقابس(٥) على اسم أمين الإسلام الطبرسي : «الطوسي» ثمّ قال : «شيخ السروي».

__________________

(١) روضات الجنّات ٥ / ٣٥٧ ، [الحجريّة : ٥١٢ ـ ٥١٤]

وانظر عنه : الفوائد الرضويّة : ٣٥٠ ، لؤلؤة البحرين : ٣٤٦ ـ ٣٤٧ برقم ١١٦ ، تنقيح المقال ٢ / ٧ ـ ٨ (في الطبعة الحجريّة) ، الفوائد الرضويّة : ٣٥٠ ـ ٣٥٢ ، هديّة العارفين ١ / ٨٣ ، الأعلام ٥ / ٣٥٢ ، مجالس المؤمنين ١ / ٣٧٢ ، جامع الرواة ٢ / ٤ ، المقابس : ٤ [الطبعة الحجريّة] ، الكنى والألقاب ٢ / ٢٤٤ ، وغيرها.

(٢) نقد الرجال : ٢٦٦.

(٣) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٤٤ ـ ١٤٥ برقم (٣٣٦) [نشر مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ٩٦ ـ ٩٧].

(٤) أمل الآمل ٢ / ٢١٦ ـ ٢١٧ برقم (٦٥٠).

(٥) المقابس : ١٠ [الطبعة الحجريّة].

  

وعلى كلٍّ ؛ فهو من مشايخ الشيخ المصنّف أعلى الله مقامه كما صرّح بذلك في مشيخة المناقب(١) ، فقد روى عنه كتب الشيخ الطوسي جميعاً بطريقه عن الشيخين المفيدين أبي عليّ الحسن بن محمّـد بن الحسن الطوسي (ولد الشيخ) والشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار بن عليّ المقري الرازي عن الشيخ الطوسي رحمه‌الله جميع كتبه.

وروى عنه جميع كتب السيّدين المرتضى والرضي والشيخ المفيد والشيخ الصدوق ومرويّاتهم رضوان الله تعالى عليهم.

وصرّح بشيخوخته له في ترجمته في معالم العلماء(٢) ، قال : «شيخي أبو عليّ الطبرسي له ...» ثمّ عدّ مؤلّفاته.

وفي المناقب(٣) قال : «وأنبأني الطبرسي بمجمع البيان لعلوم القرآن وبكتاب إعلام الورى بأعلام الهدى».

وفي باب الكنى من رياض العلماء(٤) ـ ذيل عنوان الشيخ أبي عليّ الطبرسي ـ قال : «ولكن ابن شهرآشوب ـ مع كونه من تلامذته ـ قد أورده في معالم العلماء في باب الكنى من غير ذكر اسمه ...» إلى آخره.

وترجمه مفصّلا في الرياض(٥) أيضاً ، قال عنه : «الشيخ الشهيد الإمام أمين الدين أبو عليّ ... الفاضل العالم المفسّر الفقيه المحدّث الجليل الثقة الكامل النبيل ...».

__________________

(١) المناقب ١ / ١١ ـ ١٢ [الطبعة بيروت ١ / ٣٣].

(٢) معالم العلماء : ١٣٥ برقم (٩٢٠).

(٣) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٤].

(٤) رياض العلماء ٥ / ٤٨١.

(٥) رياض العلماء ٤ / ٢٩٥ ـ ٣٤٠.

  

وأنشد في زبدة المقال(١) :

وسبط شهرآشوب الذي روى

عن شيخه الفضل الطبرسي احتوى

وقال شيخنا النوري في خاتمة المستدرك(٢) : «الرابع عشر : فخر العلماء الأعلام وأمين الملّة والإسلام ... المفسّر الفقيه الجليل الكامل النبيل صاحب تفسير مجمع البيان ـ الذي عكف عليه المفسّرون ـ وغيره من المؤلّفات الرائعة الشائعة ...» إلى آخره. وذكر في آخره طرقه الروائيّة(٣).

وقال في الطبقات(٤) : «ثقة فاضل ديّن عين ، له تصانيف ، منها ...» وهي عين عبارة فهرست الشيخ منتجب الدين السالفة(٥).

فضل الله الراوندي = الحسين بن عليّ

* السيّد فضل الله [بن الحسين] بن عليّ بن عبد الله [هبة الله] (٦)

__________________

(١) كما أورده في بهجة الآمال ٦ / ٥١٣.

(٢) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٨٦ ـ ٤٨٧ [الطبعة الحجريّة ، وفي المحقّقة ٢١ (٣) ٦٩] ، ومنه أخذ العنوان في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ ، والفوائد الرضويّة : ٥٦٨ ، والكنى والألقاب ١ / ٣٣ ، وغيرها ممّن تأخّر عنه ، وتبعه في فهرس الصدريّة في الإجازات العليّة للهمداني ـ تلميذ الميرزا النوري رحمهما‌الله ـ : ٤٣٤ ـ ٤٣٥ [من سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)] ، وزاد عليه : «ووصفه بعض العلماء بـ : الشهيد» ثمّ قال : «ولا نعلم كيفيّة شهادته ، ولعلّها كان [كذا] بالسمّ» ثمّ عدّد مشايخه.

والظاهر أنّ المقصود من بعض العلماء هو المولى عبد الله أفندي في كتابه رياض العلماء ٤ / ٣٤٠ ، وقد تابعه عليه صاحب الروضات كما سلف.

(٣) وعدّ منها في الإجازة الكبيرة : ٣٩٠ ـ ٣٩١ سبعة طرق.

(٤) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢١٦ ـ ٢١٧ وعدّد مشايخه وذريّته.

(٥) ولاحظ عنه : جامع الرواة ٢ / ٩ ، وتنقيح المقال ٢ / ١٣ ، وغيرهما.

(٦) كذا في الطبقات، وفي فهرست الشيخ منتجب الدين والبحار: عبيد الله، وهو نسخة على فهرس الصدريّة.

  

ابن السيّد ضياء الدين أبو الرضا الحسني(١) الراوندي القاشاني المعروف بـ : السيّد ضياء الدين الراوندي ... إلى آخر نسبه المنتهي إلى الإمام السبط عليه‌السلام.

ويعبّر عنه في المناقب بـ : أبو الرضا الحسني الراوندي(٢) ، وفي الرياض(٣) بـ : السيّد أبو الرضا الحسني الراوندي(٤).

كان حيّاً سنة ٥٤٨ هـ(٥) ، صاحب كتاب ضوء الشهاب في شرح الشهاب(٦) وغيره ، وقال : «الطود الأشمّ والبحر الخضمّ ...».

قال الشيخ منتجب الدين(٧) : «... علاّمة زمانه ، جمع مع علوّ النسب

__________________

(١) وقد أنهى شيخنا النوري رحمه‌الله نسبه الشريف إلى الإمام السبط الزكيّ عليه‌السلام في خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ١٩ (١) / ١٧٣ (من الطبعة المحقّقة).

(٢) قال الميرزا عبد الله أفندي في تعليقته على أمل الآمل : ٢٢٩ برقم (٦٥١) في ترجمته : «... يظهر من مناقب ابن شهرآشوب أنّه من مشايخه ، إلاّ أنّه قال هكذا : حدّثنا أبو الرضا فضل الله بن عليّ بن الحسين القاشاني ... وحيث لم يصفه بالسيادة مع المخالفة في بعض الألفاظ لذا فقد توهّم المغايرة».

(٣) رياض العلماء ٥/٤٥٨ ، وانظر صفحة : ٤٥٩.

(٤) وجاء في إجازة الشهيد الثاني لوالد الشيخ البهائي رحمهما‌الله قوله : «... وعنه عن السيّد فضل الله بن علي الراوندي عن عبد الجبّار المقري عن أبي عليّ عن والده ...» إلى آخرها ، كما جاءت في بحار الأنوار ١٠٨ / ١٠٦.

(٥) كما يظهر ذلك من الدرجات الرفيعة للسيّد علي خان : ٥٠٦ ، ولكنّ الذي يبدو من كتاب خريدة القصر هو عدم حياته في سنة ٥٤٧ هـ كما نصّ عليه شيخنا الطهراني في الذريعة ١ / ٤٢٣ ، ولاحظ : الذريعة ١٥ / ١٢٠ ـ ١٢١ برقم (٨١٢).

(٦) كتاب الشهاب ، هو من مؤلّفات القاضي أبي عبد الله محمّـد بن سلامة بن جعفر بن عليّ بن حكمون المغربي القضاعي المحدّث المعروف المعاصر للشيخ الطوسي رحمه‌الله المتوفّى سنة ٤٥٤ هـ ، من أصحاب الشافعي.

(٧) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٤٣ ـ ١٤٤ برقم (٣٣٤) [تحقيق مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ٩٦].

  

كمال الفضل والحسب ، وكان استاذ أئمّة عصره ، له تصانيف ، منها ...» ثمّ عدّها ، ثمّ قال : «شاهدته وقرأت بعضها عليه».

وقال في المقابس(١) : «السيّد السند المعتمد علاّمة زمانه واستاذ أئمّة عصره وأوانه ضياء الدين أبو الرضا فضل الله بن عليّ بن عبد الله الحسيني الراوندي القاشاني صاحب النوادر وشرح الشهاب وغيرهما» ثمّ قال : «هو من مشايخ السروي».

ونقل عبارة الشيخ منتجب الدين كاملة في الطبقات(٢) ، وذكر مشايخه وتلامذته وذريته ، وكذا فعل في أمل الآمل(٣) ، وذكر جملة من مؤلّفاته.

وهو من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب رحمهما‌الله ، بل ينتهي إليه كثيرٌ من أسانيد الإجازات ، روى هو وجمع عن الشيخين المفيدين أبي عليّ الحسن ابن محمّـد بن الحسن الطوسي وأبي الوفاء عبد الجبّار بن عليّ المقري الرازي عن الشيخ الطوسي رحمه‌الله بكتبه كما صرّح بذلك في المناقب(٤) ، وروى عنه بإسناده جميع كتب السيّدين المرتضى والرضي والشيخين المفيد والصدوق قدّس الله أسرارهم ومرويّاتهم.

قال في الرياض(٥) : «... الفاضل العالم الكامل الشاعر الأديب الجليل المعروف تلميذ الشيخ أبي عليّ ولد الشيخ الطوسي ومن في درجته ، وكان معاصراً للقطب الراوندي ...».

__________________

(١) المقابس : ٩ [الطبعة الحجريّة].

(٢) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢١٧ ـ ٢١٨.

(٣) أمل الآمل ٢ / ٢١٧ برقم (٦٥٢) [الطبعة الحجريّة : ٤٩٢].

(٤) المناقب ١ / ١١ ـ ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٢].

(٥) رياض العلماء ٤ / ٣٦٤ ـ ٣٧٤.

  

وذكره شيخنا النوري في خاتمته(١) في جملة مشايخه ، وقال : «... الطود الأشمّ والبحر الخضمّ السيّد الإمام ضياء الدين أبو الرضا ...»(٢).

ثمّ قال : «فإنّه كان علاّمة زمانه وعميد أقرانه وأُستاذ أئمّة عصره ، وله تصانيف ...» ثمّ عدّها.

وقال تلميذه الهمداني(٣) : «... وهو من المشايخ العظام الذي تنتهي كثير من أسانيد الإجازات إليه ، وهو تلميذ الشيخ أبي عليّ ابن شيخ الطائفة ، وله تصانيف تشهد بفضله وأدبه ، ومن أراد أن يطّلع على حاله وعدد مؤلّفاته وذكر مشايخه ورواته فليطلب ذلك من رياض العلماء(٤) ،

__________________

(١) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٩٣ ـ ٤٩٤ [الطبعة المحقّقة ٢١ (٣) / ١٠٤ ـ ١٢٥] ، وعدّه السابع والعشرين من مشايخ شيخنا المصنّف رحمه‌الله وسطّر له طرقاً ، وهو آخر من ذكره من مشايخه رحمه‌الله ، وأخذ منه العنوان ولخّص المعنون تلميذه الهمداني في رسالته : فهرس الصدريّة في الإجازات العليّة : ٤٤٤ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)] ، وقد اقتصر على الاسم في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ بعنوان : السيّد ضياء الدين فضل الله الراوندي ، وكذا في الكنى والألقاب ١ / ٣٣٣ ، والفوائد الرضويّة : ٥٦٩ ، والإجازة الكبيرة : ٣٩٨ ، وموسوعة طبقات الفقهاء ٦ / ٢٢٧ ـ ٢٢٩ برقم (٢٢٦٥) ، وغيرها.

وقد نصّ على شيخوخته شيخنا الطهراني في مصفّى المقال : (عمود) ٣٦٣ تحت عنوان : فضل بن عليّ الراوندي.

وترجمه في طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢١٧ ـ ٢١٨ ، وذكر ذريّته ومشايخه وتلاميذه الراوين عنه ، ولاحظ ما أورده سيّد الأعيان فيه ٨ / ٤٠٨ ـ ٤١٠ والقمّي في الكنى والألقاب ٢ / ٤٣٦ والأميني في الغدير ٥ / ٣٨٠ وغيرهم.

(٢) لاحظ عنه أيضاً : جامع الرواة ٢ / ٩ ، وبحار الأنوار ١ / ١٢ ، وتنقيح المقال ٢ / ١٣ ، وغيرها.

(٣) فهرس الصدرية في الإجازات العليّة : ٤٤٤ ـ ٤٤٦ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)].

(٤) رياض العلماء ٤ / ٣٦٤ ـ ٣٧٤.

حيث عدّد مشايخه ورواته».

وقال في الرياض(١) : «... ويظهر من المناقب لابن شهرآشوب أنّ هذا السيّد يروي عن أبي عليّ ولد الشيخ الطوسي وأبي الوفاء عبد الجبّار ابن عليّ المقري الرازي عن الشيخ الطوسي».

ثمّ قال : «وهذا السيّد من مشايخ ابن شهرآشوب أيضاً ، ولكن قال في المناقب المذكور : حدّثنا أبو الرضا فضل الله بن عليّ بن الحسين القاساني ... وحيث لم يوصفه بالسيادة وجعل جدّه الحسين لا عبيد الله قد يتوهّم المغايرة».

ثمّ قال : «والحقّ عندي الإتّحاد ، إذ الأمر في أمثال تلك المسامحات سهل ، فتأمّل».

فقيه الحرم = محمّـد بن الفضل.

* القاضي عزيزي(٢)

من مشايخ شيخنا طاب رمسه من العامّة ، حيث روى كتاب شوق(٣) العروس عنه عن أبي عبد الله الدامغاني الحسين بن محمّـد بن إبراهيم كما صرّح بذلك في مشيخة المناقب(٤).

__________________

(١) رياض العلماء ٤ / ٣٧٢.

(٢) لا توجد كلمة (عزيزي) في بحار الأنوار.

(٣) في المناقب بطبعاته الأربع: شرف، وهو غلط، وفي الخطّية المعتمدة منه: سوق، وسبق: شوف العروس، والصحيح ـ كما في كشف الظنون ٢/١٠٦٧ ـ هو : شوق العروس وأُنس النفوس، للحسين بن محمّد الدامغاني المتوفّى سنة ٤٧٨ هـ، وهناك كتاب سوق العروس في القراءات للطبري أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد المتوفّى سنة ٤٧٨ هـ أيضاً.

(٤) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٢٨].

القاضي حسن (الأسترآبادي) = الحسن بن محمّـد.

قاضي القضاة = الحسن بن محمّـد.

القرطبي = يحيى بن سعدون.

القزّاز = عبد الرحمن بن بهريق.

القزّاز = معين بن عيسى.

قطب الدين أبو الحسين = سعيد بن هبة الله.

قطب الراوندي = سعيد بن هبة الله.

قطب الدين المقري = محمّـد بن عليّ.

القطيعي = أحمد بن عمر.

القطيفي = أحمد بن عمر.

القعنبي (القعني) = عبد الله بن مسلمة.

الكاتبي = بركة بن يحيى.

الكباشين = شيرويه بن شهردار.

الكرماني = عبد الوهّاب بن الحسن.

الكشمينهي (الكشمهيني الكشينهي) = محمّـد بن مكّي المروزي.

المازندراني = شهرآشوب بن أبي نصر.

  

المازندراني = عليّ بن شهرآشوب.

* المجتبى بن الداعي(١) أبو الحرب(٢) الحسيني(٣) بن القاسم الرازي

شيخ السادة ، ذكره الشيخ منتجب الدين(٤) مع أخيه المرتضى صاحب كتاب تبصرة العوامّ ، وقال : «السيّدان الأصيلان ... محدّثان عالمان صالحان ، شاهدتهما وقرأت عليهما ، ورويا لي جميع مرويّات الشيخ المفيد عبد الرحمن النيسابوري ...».

وذهب في أمل الآمل(٥) إلى أنّه يروي عن الشيخ الطوسي.

وأضاف فى الطبقات(٦) قوله : «يروي عنه وعن أخيه المرتضى القطب الراوندي والإمام ضياء الدين أبو الرضا فضل الله الراوندي».

أقول :

لم يصرّح واحد منهم بشيخوخته لشيخنا المازندراني رحمه‌الله ، إلاّ أنّ

__________________

(١) قال في رياض العلماء ١ / ١٨٩ في ترجمة السيّد الجليل الداعي الحسن بن زيد بن محمّـد بن إسماعيل (جالب الحجارة) بن الحسن المثنّى : «ولا يخفى أنّ المرتضى والمجتبى ابنا الداعي الحسني كانا من مشاهير مشايخ ابن شهرآشوب ونظائره» ثمّ قال : «وأظنّ أنّ هذا الداعي من أجدادهما».

(٢) كذا جاءت الكنية في أمل الآمل ورياض العلماء وفهرست الشيخ منتجب الدين ، وفي الطبقات : أبو الحرث الحسني.

(٣) في فهرست الشيخ منتجب الدين ورياض العلماء : الحسني ، وهو الصواب.

(٤) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٦٣ برقم (٣٨٦) [نشر مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ١٠٦].

(٥) أمل الآمل ٢ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨ برقم (٦٨٢) [الطبعة الحجريّة : ٥٠٩].

(٦) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢٤٠.

  

سيّد الأعيان(١) قال ـ نقلا عن الرياض(٢) ـ : «إنّه هو وأخوه المرتضى ابنا الداعي من مشايخ السيّد فضل الله الراوندي وابن شهرآشوب وغيرهما».

مجد الدين العريضي = عليّ بن العريضي.

* محمّـد أبو الفضائل اليهيني.

من مشايخ شيخنا ومولانا ابن شهرآشوب من العامّة ، روى عنه كتاب الوسيط وكذا كتاب الأسباب والنزول(٣) كما نصّ على ذلك في أوّل مشيخة المناقب(٤) ، وكلاهما للواحدي أبي الحسن عليّ بن أحمد النيسابوري المتوفّى في جمادى الآخرة سنة ٤٦٨ هـ.

* محمّـد بن أبي القاسم(٥).

هو أبو جعفر محمّـد بن عليّ بن محمّـد بن عليّ الشيخ الإمام عماد الدين الطبري الآملي الكحي (گوهي) صاحب كتاب بشارة المصطفى.

عالم ، جليل ، فقيه ، ثقة ، واسع الرواية ، يروي عن جمع ، منهم

__________________

(١) أعيان الشيعة ٩ / ٤٥.

(٢) رياض العلماء ٥ / ٨. ولم نجد نصّ عبارته هناك ، وكلّ ما جاء فيه هو قوله ـ تعليقاً على كلام الشيخ منتجب الدين ـ : «أقول : ويروي عن الدوريستي أيضا ، ويروي عنه القطب الراوندي عن أبيه عن الشيخ الصدوق على ما يظهر من كتاب قصص الأنبياء له».

(٣) كذا ، والصواب : أسباب النزول.

(٤) المناقب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٧].

(٥) كما عنونه في الطبقات وقبله الشيخ منتجب الدين وقبلهما صاحب الأمل ، وذلك لشهرة أبيه بالكنية.

  

أبوه ، والشيخ حسن ابن الشيخ الطوسي رحمه‌الله ، والخازن ، والفقيه حسكا ، وجمع آخرين ذكرهم في الطبقات(١) وغيره.

وقد جاء في أسانيد الصحيفة السجّاديّة التي أوردها العلاّمة المجلسي في بحاره(٢) أنّه يروي الصحيفة السجّادية الكاملة السيّد محيي الدين زهرة [كذا] عن شيخه محمّـد ابن شهرآشوب السروي عن محمّـد بن أبي القاسم عن أبي عليّ عن والده(٣).

* محمّـد بن أحمد بن [أبي] (٤) عبد الله بن قضاعة بن صفوان ابن مهران أبو عبد الله الجمال مولى بني أسد الصفواني(٥).

عنونه الشيخ ابن شهرآشوب في معالم العلماء(٦) وعدّد كتبه.

وقد كان معاصراً للشيخ الصدوق رحمه‌الله وأمثاله.

قال صاحب الرياض(٧) : «إنّ جلالة قدر الصفواني هذا وثِقته ممّا لا شبهة فيه ونقله أصحاب الرجال وغيره» ثمّ قال : «وقد نسب ابن شهرآشوب إلى الصفواني كتاب الإحن والمحن وينقل عنه ... وقد نقل عنه

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢٤٢ و ٢٧٨. ولاحظ الذريعة ٣ / ١١٧ ـ ١١٨ ، و ١٤ / ٦٤ ، و ١٦ / ١٥٦ ، وغيرها.

(٢) بحار الأنوار ١٠٧ / ٢١٤.

(٣) انظر عنه : أمل الآمل ٢ / ٢٣٤ برقم (٦٩٨) ، فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٦٣ ـ ١٦٤ برقم (٣٨٨) [طبعة المرتضويّة ـ طهران ، وصفحة : ١٠٧ برقم (٣٩٠) من طبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي].

(٤) لا يوجد ما بين المعقوفين في معالم العلماء.

(٥) لقّب بالصفواني لانتسابه إلى جدّه صفوان الجمال.

(٦) معالم العلماء : ٩٦ ـ ٩٧ برقم (٦٦٣).

(٧) رياض العلماء ٧ / ١٦٨ باختلاف في بعض الألفاظ.

  

كثيراً ولم يذكر هذا الكتاب في ترجمته ، والمذكور كتاب صحبة آل الرسول وذكر إحن أعدائهم ، ولعلّهما واحد».

محمّـد بن أحمد = محمّـد بن الحسن الفتّال.

* محمّـد بن أحمد أبو سعيد الصفّار الإصفهاني.

أقول :

يحتمل كونه المحدّث أبا سعيد محمّـد بن عليّ بن محمّـد بن أحمد ابن حبيب النيسابوري الخشّاب الصفّار (٣٨١ ـ ٤٥٦ هـ) ، كان صاحب كتب وأسناد عال ، جمع الأبواب وأسمع الصبيان ... وعليه يمكن رواية شيخنا طاب ثراه عنه زماناً ، فلاحظ(١).

كما ويحتمل أن يكون محمّـد بن أحمد أبا سعيد المطبخي الإصبهاني الذي نزل بغداد وحدّث بها وذكره الخطيب البغدادي في تاريخه(٢) ، فلاحظ.

وعلى كلّ حال ؛ فهو من مشايخ المؤلّف طاب ثراه ومجيزيه ، روى بواسطته صحيح الترمذي عن أبي القاسم (القسم) الخزاعي(٣) عن أبي

__________________

(١) له ترجمة ضافية في : تذكرة الحفّاظ ٣ / ١١٥٤ ، شذرات الذهب ٣ / ٣٠١ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ١٥٠ عن عدّة مصادر ، وغيرها.

(٢) تاريخ بغداد ١ / ٣٨٢ برقم (٣٥٠).

(٣) هو أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّـد الخزاعي البلخي المتوفّى سنة ٤١١ هـ الراوي مسند الحافظ الهيثم بن كليب الشاشي المتولّد سنة ٣٢٦ هـ والمتوفّى سنة إحدى عشرة وأربعمائة ، وعليه فما في نظرة تنقيب : ١ ـ الخطّية ـ من كون سنة

  

سعيد [الهيثم] بن كليب الشاشي (المتوفّى سنة ٣٣٥ هـ) عن أبي عيسى محمّـد بن عيسى بن سورة الترمذي (المتوفّى سنة ١٧٩ هـ) كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(١).

* محمّـد بن أحمد أبو عبد الله النطنزي(٢) العامّي (المتوفّى سنة ٤٨٠ هـ) (٣).

قال السمعاني(٤) : «... أفضل من بخراسان والعراق في اللغة والأدب والقيام بصنعة الشعر ...» ثمّ ذكر مشايخه.

وترجمه شيخنا في معالم العلماء(٥).

وعلى كلٍّ ؛ فقد صرّح شيخنا طاب رمسه في أوّل المناقب(٦) أنّه ناوله النطنزي كتابه : الخصائص العلويّة على سائر البريّة والمآثر العليّة لسيّد الذرّيّة.

__________________

الوفاة ٣٣٥ هـ هو سهو ظاهر.

انظر عنه : شذرات الذهب ٣ / ١٩٥ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٩٩ ـ ٢٠٠ برقم ١١٤ عن عدّة مصادر ، وغيرهما.

(١) المناقب ١ / ٧ [طبعة بيروت ١ / ٢٠].

(٢) في الغدير ١ / ٤٣ وكذا في صفحة : ١١٥ [من الطبعة الثانية] قال : «أبو الفتح محمّـد بن عليّ بن إبراهيم النطنزي» ثمّ قال : «المولود ٤٨٠ هـ ولم أقف على وفاته ، ذكره السمعاني».

(٣) قال في ذيل كشف الظنون ٣ / ٤٣٠ : «... المتوفّى سنة ٨٠٤ هـ» وهو غريب ، ولعلّه غلط مطبعيّ ، إلاّ أنّه صرّح بكلمة أربع وثمانمائة ، ولعلّه : ثمان وأربعمائة.

(٤) الأنساب للسمعاني ١٣ / ١٣٧ ، وسمّاه : أبو الفتح محمّـد بن عليّ بن ابراهيم النطنزي.

(٥) معالم العلماء : ١١٩ برقم (٧٩٠) ، وفيه : النظيري. وصرّح بكونه عامّيّاً ، وقال : «له كتاب الخصائص العلويّة ...» وذكر كتابه الآخر.

(٦) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣٢].

  

* محمّـد بن أبي الحسن عليّ بن عبد الصمد التميمي النيشابوري أبو جعفر.

قال في المقابس(١) : «الشيخ العالم الفقيه ...» ثمّ قال : «الذي قيل : إنّه من مشايخ السروي ...» وعقّبه بقوله : «وهو بعيد».

وسيأتي قريباً عنه في ترجمة محمّـد بن عليّ بن عبد الصمد ما ينافي ذلك ، وكلاهما عندنا واحد ، ولا وجه للتعدّد.

* محمّـد [بن] (٢) البغوي.

لعلّه : الشيخ الفقيه المعمّر أبو سعيد محمّـد بن عليّ بن أبي صالح البغوي الدبّاسي الذي سمع من جمع وحدّث عنه أكثر ، وعاش ثمان وثمانين سنة ، وتوفّي ببغشور في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.

ويعدّ آخر من روى كتاب جامع الترمذي عالياً عن عبد الجبّار الجرّاحي(٣) المتوفّى سنة أربعمائة واثنتي عشرة عن عمر ناهَز الثمانية والثمانين سنة.

كان فقيهاً عندهم ، وسمع من مسعود بن محمّـد البغوي وعليّ بن أحمد الأسترآبادي ، وحدّث عنه خلق كثير.

__________________

(١) المقابس : ١٠ [الطبعة الحجرية].

(٢) كما في نسخة جاءت على المناقب.

(٣) كما صرّح بذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٥٧ ـ ٢٥٨ ترجمة ١٥٤ ، ووجدته عند غيره ، ولا أذكر فعلاً محلّه.

ولاحظ : العبر ٣ / ١٠٨ ، وتذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٥٣ ، وشذرات الذهب ٣ / ١٩٥ ـ ١٩٦ ، وغيرها.

  

وهو من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب ، حيث روى بواسطته أحاديث عليّ بن أحمد الجوهري وأحاديث شعبة بن الحجّاج ، عنه عن الحراجي(١) عن المحبوي(٢) عن ابن عيسى عمّن رواها منها(٣) كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٤).

* محمّـد بن الحسن [بن محمّـد] (٥) بن زياد بن هارون الموصلي ثمّ البغدادي ـ المعروف بـ : النقّاش ـ أبو بكر.

مفسّر كبير وعالم رحلة ، توفّي في سنة ٣٥١ هـ ، له كتاب التفسير الموسوم بـ : شفاء الصدور ، نقل عنه السيّد ابن طاوس في الإقبال(٦) وغيره.

__________________

(١) جاء على المناقب المطبوع نسخة : الجراجي ، وفي بحار الأنوار : الجرّاحي ، وهو الظاهر ، إذ هو آخر من روى جامع الترمذي عالياً ، وهو : أبو محمّـد عبد الجبّار بن محمّـد بن عبد الله بن محمّـد بن أبي الجرّاح المرزباني الجرّاحي المروزي المتولّد سنة ٣٣١ والمتوفّى سنة ٤١٢ هـ.

انظر عنه : الأنساب ٣ / ٢١٤ ، العبر ٣ / ١٠٨ ، تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٥٢ ، وغيرها.

(٢) كذا في المناقب والبحار ، والصحيح : المحبوبي ، أبو العبّاس محمّـد بن أحمد بن محبوب المروزي المتوفّى سنة ٣٤٦ هـ وله سبع وتسعون سنة ، مفيد مرو ، وراوي جامع أبي عيسى عنه.

انظر عنه : شذرات الذهب ٢ / ٣٧٣ ، مرآة الجنان ٢ / ٣٤٠ ، سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٣٧ برقم ٣١٥ ، وغيرها.

(٣) كذا ، والظاهر : عنهما ، كما جاء في البحار والنسخة المعتمدة من خطّية المناقب.

(٤) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٢٨].

انظر عنه : الأنساب ٢ / ٢٥٦ ـ ٢٥٧ ، العبر ٣ / ٣٢٢ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٥ ـ ٦ برقم ١ ، وغيرها.

(٥) الزيادة من سير أعلام النبلاء.

(٦) الإقبال : ٦٠١ [الطبعة الحجرية] ، وعنه في بحار الأنوار ٩٨ / ٣٥٨ حديث ١.

وقال في رياض العلماء(١) : «... ولعلّه من العامّة ، وأظنّ أنّ ابن شهرآشوب قد عدّه في كتاب المناقب من علماء العامّة»(٢).

كان واسع الرحلة قديم اللقاء ، قيل : هو في القراءات أقوى منه في الروايات.

له جملة كتب غير الشفاء ، كـ : دلائل النبوّة ، والمعاجم الثلاثة ـ الأوسط والأكبر والأصغر ـ وغيرهما(٣).

وعلى كلّ ؛ فلا وجه عندنا لكونه شيخاً له ـ وإن قيل بذلك ـ إلاّ بالواسطة ، فتدبّر.

* محمّـد بن الحسن (الحسين) (٤) بن جعفر أبو جعفر الشوهاني ، نزيل مشهد الرضا عليه‌السلام.

فقيه صالح ثقة ، كذا ذكره الشيخ منتجب الدين في

__________________

(١) رياض العلماء ٧ / ٢٧٥.

(٢) حكي ذلك عن المناقب ٤ / ١٥٥ ، ولم أجده فيه ولا في غيره ولا في سائر الطبعات منه ، فلعلّه في كتاب آخر له رحمه‌الله.

(٣) له ترجمة في لسان الميزان ٥ / ١٣٢ ، وشذرات الذهب ٣ / ٨ ـ ٩ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٥٢٠ ، وطبقات المفسّرين للسيوطي : ٨٠ برقم ٩٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٧٣ ـ ٥٧٦ عن عدّة مصادر ، وتذكرة الحفّاظ ٣ / ٩٠٨ ـ ٩٠٩ ، وغيرها.

(٤) كذا في بعض نسخ الفهرست لمنتجب الدين ، وكذا في خاتمة مستدرك الوسائل ٢١(٣) / ٦١ وغيره. ومن هنا فإنّ الشيخ الحرّ العاملي في الأمل جعل لهما ترجمتين مستقلّتين ، فلاحظ. إلاّ أنّ الميرزا عبد الله أفندي رحمه‌الله في تعليقته على الأمل : ٢٦٩ برقم (٧٧٥) قال : «الشيخ العفيف أبو جعفر محمّـد بن الحسين الشوهاني» ثمّ قال : «قد سبق : الشيخ محمّـد بن الحسن الشوهاني الذي كان استاذ ابن شهرآشوب ، والحقّ عندي اتّحادهما كما مرّ» انظر فيه : ٢٥٩ ـ ٢٦٠ برقم (٧٦١) ، وذكرهما معاً في المقابس : ٩ [الطبعة الحجرية].

  

الفهرست(١) والحرّ العاملي في أمل الآمل(٢) وميرزا عبد الله أفندي في رياض العلماء(٣) وغيرهم(٤) ، والكلّ قد صرّح بشيخوخته لشيخنا المصنّف رحمهم‌الله.

وهو من تلامذة المفيد أبي الوفاء عبد الجبّار المقري الرازي وأبي عليّ الطبرسي ، وهو من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب الذي يروي عنهم كتب الشيخ الطوسي عن الشيخين المفيدين أبي علي الحسن بن محمّـد بن الحسن الطوسي ولد الشيخ والشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار بن علي المقري الرازي عن شيخ الطائفة جميع كتبه كما صرّح بذلك في المناقب(٥).

وقد روى عنه ـ بإسناده ـ جميع كتب السيّد المرتضى والرضيّ

__________________

(١) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٦٥ برقم (٣٩١) [نشر مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ١٠٨] ، وصدّر اسمه بـ : الشيخ العفيف. ومثله بعينه في فهرس الصدرية في الإجازات العلمية للهمداني : ٤٣٣ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)] ، وعدّه ثاني مشايخ الشيخ ابن شهرآشوب.

(٢) أمل الآمل ٢ / ٢٥٩ برقم (٧٦١).

(٣) رياض العلماء ٥ / ٦١، قال: «كان عالماً ورعاً من مشايخ ابن شهرآشوب ...» وهي عين عبارة الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل، وأجمل في ترجمته.

(٤) وقد عدّه شيخنا النوري في خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٨٥ [الطبعة المحقّقة ٢١(٣) / ٦١ ـ ٦٢] ثاني مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب وذكر طرقه ، وأخذ منه العنوان في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ ، وكذا في الفوائد الرضويّة : ٥٦٨ ، وغيرهم.

وقال في روضات الجنّات ٦ / ٢٦٦ في ترجمة محمّـد بن عليّ العماد الطوسي : «... وذكره أيضاً صاحب الأمل ولكن بعنوان : الشيخ محمّـد بن الحسن ـ بصيغة التكبير ـ وقال : كان عالماً ورعاً من مشايخ ابن شهرآشوب. ثمّ قال : مع أنّه ذكره أيضاً في مرتبة من اسم أبيه الحسن نقلا عن فهرست الشيخ منتجب الدين المذكور. ثم قال : والظاهر أنّ مرتبة مشايخ ابن شهرآشوب المذكور مرتبة تلاميذ الشيخ [كذا] الطائفة قدس‌سره ، فليلاحظ».

(٥) مناقب آل أبي طالب ١ / ١١ ـ ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٣].

والشيخ المفيد والشيخ الصدوق ومرويّاتهم.

ويروي عنه ـ أيضاً ـ الشيخ أبو جعفر محمّـد بن عليّ الطوسي في ثاقب المناقب(١) ، قاله في الطبقات(٢).

* محمّـد بن الحسن بن عليّ بن أحمد بن عليّ أبو عليّ الفتّال(٣) الشهيد الفارسي الحافظ الواعظ النيسابوري ، صاحب كتاب روضة الواعظين وبصيرة المتّعظين.

المنسوب إلى أبيه (الحسن) مرّة وإلى جدّه (عليّ) ثانية وإلى جدّه الأعلى (أحمد) ثالثة ، والكلّ واحد ، يعرف بـ : ابن الفارسي و : الواعظ و : الفتّال النيسابوري(٤) ، توفّي شهيداً سنة ٥٠٨ هـ(٥).

__________________

(١) الثاقب في المناقب : ١٢٧ حديث ١٢٧ قال : «ما حدّثنا به شيخي أبو جعفر محمّـد بن الحسين بن جعفر الشوهاني رحمه‌الله في داره بمشهد الرضا عليه‌السلام».

(٢) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢٥٥ ، ثمّ كرّر ترجمته في صفحة : ٢٥٩ تحت عنوان : محمّـد بن الحسين بن جعفر ، وقد تبع في ذلك الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل ٢ / ٢٦٧ برقم (٧٧٥) [الطبعة الحجريّة : ٥٠١] ، وفيه : «الشيخ العفيف أبو جعفر محمّـد بن الحسين الشوهاني نزيل مشهد الرضا عليه‌السلام ، فقيهٌ صالحٌ ثقة» وهي عبارة الشيخ منتجب الدين في فهرسته. وانظر عنه : جامع الرواة ٢ / ١٠٠ ، وتنقيح المقال ٣ / ١٠٧ ، وغيرهما.

(٣) في مطبوع المناقب [النجف الأشرف] : القتال. وفي تعليقة أمل الآمل للأفندي : ٢٦٠ برقم ٧٦٥ ، قال : «بالفاء ، على الأظهر والأشهر ، وقد يقال : إنّه بالقاف».

(٤) ذكر بعضها الهمداني في فهرس الصدرية في الإجازات العليّة : ٤٤٣ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)] وقال : «والكلّ تعبير عن شخص واحد كما يظهر بالتأمّل في عبارة ابن شهرآشوب في المناقب ، وصرّح به أيضاً صاحب البحار وغيره».

(٥) أقول : هذا يدلّ على أنّ الشيخ ابن شهرآشوب يروي عنه بلا واسطة قراءة وسماعاً ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته على احتمال لفظ المناقب ، فيكون هذا أيضاً

الشيخ الشهيد السعيد والعالم النبيل الفقيه ...

وقد ترجمه شيخنا ابن شهرآشوب المازندراني رحمه‌الله في معالم العلماء(١) وعدّ كتبه.

وعلى كلّ ؛ فهو من مشايخ الشيخ ابن شهرآشوب كما صرّح في أوّل المناقب(٢) ، وقد روى بواسطته كتب الشيخ الطوسي ، قال : «... سماعاً وقراءة ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته».

وكذا روى جميع كتب الشريفين السيّد المرتضى والرضيّ ورواياتهم عنه عن أبيه الحسن كليهما عن السيّد المرتضى ، وقد سمع الفتّال بقراءة أبيه عليه أيضاً.

وقال في المناقب(٣) أيضاً : «وحدّثني الفتّال بالتنوير في معاني التفسير وبكتاب روضة الواعظين وبصيرة المتّعظين»(٤).

__________________

علوّاً في الإسناد إلى الشيخ. وعليه ، فلا ينحصر العلوّ لشيخنا طاب رمسه بطريق جدّه شهرآشوب ـ كما قاله شيخنا الطهراني في مصفّى المقال وغيره وقد سلف ـ بل له طرق أخرى تظهر من سبر المفصّلات.

(١) معالم العلماء : ١١٦ برقم (٧٦٩).

(٢) المناقب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٣]. لاحظ : روضات الجنّات ٦ / ٢٩١ برقم (٥٨٥).

(٣) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٤] حيث روى كتاب (روضة الواعظين) عنه.

(٤) قد ذكر الميرزا عبد الله أفندي في تعليقته على أمل الآمل : ٢٦٠ تحت رقم (٧٦٥) ما نصّه : «... وهو يدلّ على أنّ ابن شهرآشوب يروي عنه بلا واسطة ، وصرّح ـ أيضاً ـ فيه بأنّ محمّـد بن الحسن الفتّال النيسابوري روى عن الشيخ الطوسي بلا واسطة قراءةً وسماعاً ومناولة واجازة بأكثر كتبه ورواياته على احتمال في لفظ المناقب ...» وعليه يكون علوّاً آخراً.

وذكره الشيخ منتجب الدين(١) بقوله : «ثقة وأيّ ثقة!».

وأُخرى قال(٢) : «ثقة جليل».

وقال ابن داود(٣) في رجاله : «متكلّم ، جليل القدر ، فقيه ، عالم ، زاهد ، ورع ...».

ونقل في رياض العلماء(٤) ـ تحت عنوان الشيخ محمّـد بن عليّ الفتّال صاحب التفسير ـ عبارة الشيخ منتجب الدين ثمّ قال : «الظاهر اتّحاده مع صاحب روضة الواعظين على ما مضى ، ويحتمل ـ على بعد ـ كون هذا مغايراً له وأنّ لكلّ واحد منهما تفسيراً» ثمّ قال : «وقد حكم باتّحادهما جماعة منهم ابن شهرآشوب» قال : «ولعلّه أظهر ؛ لأنّ هذا الشيخ شيخ ابن شهرآشوب ـ على ما مضى ـ فهو أعرف بحاله»(٥).

وذكره شيخنا النوري في خاتمته(٦) وأدرج كلمات الأعلام فيه ثمّ قال

__________________

(١) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٦٦ برقم (٣٩٥) بعنوان : محمّـد بن عليّ الفتّال النيسابوري [إصدار مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ١٠٨].

(٢) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٩١ برقم (٥١١) بعنوان : الشيخ الشهيد محمّـد بن أحمد الفارسي مصنّف كتاب روضة الواعظين [نشر مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ١٢٦ ـ ١٢٧].

(٣) رجال ابن داود : ١٦٣.

(٤) رياض العلماء ٥ / ١٤٢. وكرّر مثله في تعليقته على أمل الآمل : ٢٨٩ برقم (٨٦٠).

(٥) لاحظ ترجمته في : منتهى المقال ٥ / ٣٣٥ برقم (٢٤٥٧) بعنوان : محمّـد بن أحمد بن عليّ [الطبعة الحجريّة : ٢٥٨] ، تنقيح المقال ٣ / ٧٣ ، أو صفحة : ١٥٩ [الطبعة الحجريّة] ، جامع الرواة ٢ / ٦٢ ، أمل الآمل ٢ / ٢٦٠ برقم (٧٦٥) [الطبعة الحجريّة : ٤٩٦] ، رياض العلماء ٥ / ٧٥ ـ ٧٦ ، وغيرها.

(٦) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٩٢ [الطبعة المحقّقة ٢١ / ٩٨] ، وعدّه الشيخ

عنه : «الشيخ الشهيد السعيد العالم النبيل ...»(١).

وذكر في الطبقات(٢) عبارة المنتجب وعدّ مشايخه وأنّه سمع عن السيّد المرتضى مباشرة وبواسطة والده الحسن.

محمّـد بن الحسن الفتّال(٣) = محمّـد بن الحسن بن عليّ بن أحمد.

محمّـد بن الحسين الشوهاني = محمّـد بن الحسن الشوهاني.

* محمّـد بن حفدة أبو منصور العطّاري الطوسي.

يعدّ من مشايخ العامّة لشيخنا ابن شهرآشوب كما صرّح بذلك في أوّل مشيخة المناقب(٤) ، حيث روى بواسطته أسناد تاريخ البيهقي أبي عليّ

__________________

الثالث والعشرين للمصنّف رحمهما‌الله ، وذكر شيوخه وطرقه ، ومنه أخذ العنوان في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١٢ ، وكذا في الإجازة الكبيرة : ٣٩٧ ، وذكره في الكنى والألقاب ١ / ٣٣٣ ، والفوائد الرضوّية : ٥٦٨ ، وغيرهم.

وعنه لخّص الترجمة في فهرس الصدريّة في الإجازات العلية : ٤٤٣ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)].

(١) قال في روضات الجنّات ٦ / ٢٥٤ في ترجمة الفتّال : «ما ذكره تلميذه الناقد الناقب والكوكب الثاقب ابن شهرآشوب المازندراني فيما نقل عن كتابه المناقب ، حيث [كذا] في فواتح كتابه الموسوم عند تفصيله لطرقه المتصلة منه إلى جناب المعصوم وسائر أرباب الفضائل والعلوم ...».

(٢) ترجمه في طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) تحت عنوان : محمّـد بن الحسن بن عليّ في صفحة : ٢٥٥ ، وكرّره تحت عنوان : محمّـد بن علي الفتّال النيسابوري في صفحة : ٢٧٥.

(٣) كما جاء في تعليقة الميرزا عبد الله أفندي على أمل الآمل : ٢٦٠ برقم (٧٦٥).

(٤) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ٨ [طبعة بيروت ١ / ٢٣ ـ ٢٤] ، وعنه في بحار الأنوار ١ / ٦٣.

  

الحسن السلامي وتاريخ أبي عليّ مسلويه(١) ، عنه عن الخطيب أبي زكريا التبريزي(٢) بإسناده إليهما.

محمّـد بن عبد الصّمد(٣) = محمّـد بن عليّ بن عبد الصّمد.

* محمّـد بن عبد الله بن عليّ الحلبي الحسيني الإسحاقي السيّد محيي الدين الحسيني ، صاحب الأربعين(٤).

__________________

(١) كذا في المناقب ، وهو غلط مطبعي ، وفي بحار الأنوار ١ / ٦٣ : أبي علي بن مسكويه. وهو أحمد بن محمّـد بن يعقوب بن مسكويه الخازن الأزي الإصفهاني ، ويقال له : أبو عليّ مسكويه (المتوفّى سنة ٤٢١ هـ بإصفهان) ، ويعرف بـ : ابن مسكويه ، والمعلّم الثالث ، ويقال له : أحمد بن يعقوب مسكويه ـ كما في فرج المهموم لابن طاوس : ٢٠٥ ـ كما يقال له : أحمد بن مسكويه ـ كما قاله ابن طاوس أيضا في فرج المهموم : ٢١٠ ـ ، ويطلق عليه أيضا : الشيخ أبي علي أحمد بن مسكويه ـ كما في عمدة الطالب لابن عنبة : ٢٩١ ـ وعُبّر عنه أيضا بـ : أبي عليّ مسكويه ـ كما جاء في بحار الأنوار ١ / ٦٣ ـ الفيلسوف الشيعي الشهير صاحب كتاب تهذيب الأخلاق وطهارة الأعراق وتجارب الأمم وتعاقب الهمم ، وقد عبّر عنه البياضي في الصراط المستقيم ١ / ١٠ و ٣٩ بـ : تجاريب الأمم.

انظر عنه : أعيان الشيعة ١ / ١٣٩ ، الكنى والألقاب ١ / ٤٠٨ ، الأعلام ١ / ٢١١ ـ ٢١٢ ، معجم المؤلّفين ٢ / ١٦٨ ، وغيرها.

(٢) هو يحيى بن علي بن محمّـد الشيباني الخطيب التبريزي (٤٢١ ـ ٥٠٢ هـ) توفيّ في بغداد.

انظر عنه : معجم الأدباء ٢٠/٢٥ ـ ٢٨ ، مرآة الجنان ٣/١٧٢ ، شذرات الذهب ٤/٥ ، وغيرها.

(٣) كذا عبّر عنه المولى التفريشي في نقد الرجال : ٣٢٣ برقم (٥٧٥) [المحقّقة ٤ / ٢٧٦ برقم (٤٩٣١)] ، واقتصر من مشايخ المصنّف رحمه الله عليه وعلى أخيه عليّ بن عبد الصمد فقط دون غيرهم.

(٤) كذا عبّر عنه شيخنا النوري في المشجّرة ، لاحظ المخطّط : ٥٧٧ و ٥٨١ و ٥٩٢ ـ ٥٩٥ من المشجّرة ، وخاتمة مستدرك الوسائل ٢٠ (٢) / ٤١٦ و ٤٣٨ و ٤٦٥.

  

هو ابن أخ ابن زهرة الحلبي صاحب الغنية(١) ، يروي عن شيخنا ابن شهرآشوب تدبيجاً.

ولم يتعرّض لذكره شيخنا النوري رحمه‌الله في مستدركه ـ مع عدّه سبعة وعشرين شيخاً ـ وذكره في المشجّرة ـ التي ذكر فيها سبعة عشر شيخاً ـ وهو لم يوعد بالاستيفاء.

وعلى كلّ حال ، سنذكره في تلامذة ابن شهرآشوب رحمهما‌الله لروايتهما عن بعضهما البعض مدبّجاً.

محمّـد بن عليّ = محمّـد بن الحسن الفتّال.

* محمّـد بن عليّ بن الحسن (المحسن) (٢) أبو جعفر الحلبي.

قال الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل(٣) : «كان فاضلا ماهراً من مشايخ ابن شهرآشوب»(٤).

وقال الشيخ منتجب الدين(٥) : «الشيخ أبو جعفر محمّـد بن عليّ بن المحسن الحلبي ، فقيه ، صالح ، أدرك الشيخ أبا جعفر الطوسي رحمه‌الله ...» إلى آخره.

__________________

(١) كما صرّح به الشهيد الثاني في أربعينه : ٧٤ في الحديث الثاني والثلاثين منه.

(٢) كذا في نسخة الشيخ الحرّ وإحدى طبعتي فهرست الشيخ منتجب الدين ، وعليه يكون الآتي.

(٣) قاله في أمل الآمل ٢ / ٢٨٢ برقم (٨٤٠) [الطبعة الحجريّة : ٥٠٥] ، ثمّ قال : «ولا يبعد كونه ابن المحسن الآتي» ويبعّده أنّ هذا من مشايخ ابن شهرآشوب والثاني ممّن أدرك الشيخ الطوسي ، فتأمّل.

(٤) ومثله في مقدمّة كتاب معالم العلماء : ١٢٠ برقم (٣).

(٥) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٥٥ برقم (٣٥٧) [نشر مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ١٠١].

  

أقول :

هو من مشايخ شيخنا المصنّف أعلى الله مقامه كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(١) ، وقد روى عنه وعن جمع آخرين جميع كتب الشيخ الطوسي عن ولده أبي عليّ الحسن بن محمّـد بن الحسن الطوسي والشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار بن عليّ المقري الرازي عنه.

وروى عنه جميع كتب السيّد المرتضى والرضي والشيخ المفيد والشيخ الصدوق قّدس الله أسرارهم ومرويّاتهم.

وقال في الطبقات(٢) : «... وهو مؤخّر عن أبي جعفر محمّـد بن عليّ بن محسن الحلبي الذي هو استاذ مشايخ ابن شهرآشوب ...» ثمّ قال : «وقد أدرك الشيخ الطوسي وروى عنه ، ولكنّ الشيخ الحرّ احتمل في أمل الآمل اتحادهما»(٣).

* محمّـد بن عليّ بن الحسن النيشابوري الإمام قطب الدين أبو جعفر المقري ، ويقال له أيضاً : الشيخ أبو جعفر النيسابوري.

__________________

(١) المناقب ١ / ١١ ـ ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٢ ـ ٣٣].

(٢) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢٧١.

(٣) أمل الآمل ٢ / ٢٨٣ برقم (٨٤٢). وذكره شيخنا النوري في خاتمة مستدرك الوسائل ٣ / ٤٨٥ [الطبعة المحقّقة ٢١ / ٦٢] ثالث مشايخ الشيخ ابن شهرآشوب ، وله تحقيق في اتّحاده مع المقري الرازي وعدمه ، فلاحظ. وعنه أخذ ـ في عدّه ثالثاً ـ في فهرس الصدريّة من الإجازات العليّة للهمداني : ٤٣٣ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)].

ومنه أخذ العنوان في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ والفوائد الرضويّة : ٥٦٩ وغيرهما.

  

له كتاب المجالس ، نقل عنه الشيخ ابن شهرآشوب فى كتابه المناقب(١) ، وهو من مشايخ القطب الراوندي أيضاً.

قال الشيخ منتجب الدين(٢) : «ثقة عين ...» وعدّد جملة من مصنّفاته. ونقله عنه بنصّه في أمل الآمل(٣).

وله كتاب المجالس الذي رواه عنه ابن شهرآشوب ، ونقل عنه في المناقب. ويروي عن الحاكم الحسكاني عن الشيخ الصدوق كما قاله شيخنا الطهراني في طبقاته(٤).

* محمّـد بن عليّ بن عبد الصّمد النيسابوري السبزواري التميمي الشيخ أبو الحسن(٥) أخو ركن الدين عليّ(٦) النيسابوري ـ السالف ـ المشارك له في المشايخ(٧).

__________________

(١) قاله في رياض العلماء ٧ / ٢٧٨.

(٢) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٥٧ ـ ١٥٨ برقم (٣٦٣) [نشر مكتبة السيّد المرعشي : ١٠٢ ـ ١٠٣].

(٣) أمل الآمل ٢ / ٢٨٣ برقم (٨٤٢) [الطبعة الحجريّة : ٥٠٣]. وقال الميرزا عبد الله أفندي في تعليقته على الأمل : ٢٧٨ برقم (٨٤٠) : «... ولا يبعد اتّحاد هذا الرجل مع أبي جعفر محمّـد بن علي بن الحسن الآتي لقرب زمان ابن شهرآشوب والشيخ منتجب الدين اللذين رويا عنهما وإن بعد من حيث وصف الأوّل بـ : الحلبي والثاني بـ : النيسابوري ، فتأمّل».

(٤) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢٧٣.

لاحظ عنه : جامع الرواة ٢ / ١٥٣ ، تنقيح المقال ٣ / ١٥٤ ، وغيرهما.

(٥) خ. ل : أبو جعفر.

(٦) واقتصر على الأخوين الأردبيلي في جامع الرواة ٢ / ١٥٥ ولم يذكر غيرهما.

(٧) الغريب ما في روضات الجنّات ٦ / ٢٦١ إذ قال : «الشيخ محمّـد بن علي بن عبد الصمد النيسابوري ، فاضل ، من مشايخ ابن شهرآشوب» ثمّ قال : «وهو غير

  

قال في أمل الآمل(١) : «[عالم] فاضل ، جليل [القدر] ، من مشايخ ابن شهرآشوب».

وقال في المقابس(٢) : «... والشيخ الفاضل الجليل محمّـد بن عليّ أخو عليّ المذكور ... وكلاهما من مشايخ السروي».

ويروي عنه عماد الدين الطبري صاحب كتاب بشارة المصطفى(٣) في نيشابور في شّوال سنة ٥١٤ هـ عن أبيه عن جدّه ...

وقد جمع الميرزا عبد الله أفندي في رياضه(٤) جملة وافرة من مشايخه.

وقد صرّح في المناقب(٥) أنّه روى عنه ـ وعن جمع آخرين ـ عن الشيخين المفيدين أبي عليّ الحسن بن محمّـد بن الحسن الطوسي ولد الشيخ والشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار بن عليّ المقري الرازي عن الشيخ الطوسي جميع كتبه. وروى عنه بإسناده جميع كتب السيّدين المرتضى والرضيّ والشيخ المفيد ومرويّاتهم. كما وقد روى جميع كتب أبي جعفر ابن بابويه الشيخ الصدوق عنه وعن أخيه عليّ عن أبيهما عن السيّد أبي

__________________

صاحب العنوان ـ أي محمّـد بن الحسن بن علي الفتّال ـ يقيناً ، وكذلك الشيخ الإمام قطب الدين أبو جعفر محمّـد بن علي بن الحسن المقري النيسابوري المذكور ...» إلى آخره.

(١) أمل الآمل ٢ / ٢٨٧ برقم (٨٥٥) ، والاختلافات منقولة ممّن نقل عبارة الأمل.

(٢) المقابس : ٩ [الطبعة الحجريّة].

(٣) بشارة المصطفى : ١٤٥. قال الميرزا النوري رحمه‌الله في مستدركه : «... وهذا الشيخ واسع الرواية كثير المشايخ كما يظهر من الجزء الرابع من بشارة المصطفى» لاحظ صفحة : ١٤٧.

(٤) رياض العلماء ٣ / ١٢٥ ـ ١٢٧.

(٥) المناقب ١ / ١١ ـ ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٣ ـ ٣٤].

  

البركات عليّ بن الحسين الحسيني الجوري(١) عنه(٢).

وقد ذكره شيخنا النوري في خاتمته(٣) خامس مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب ، وذكر طرقه الروائية(٤) ، وتُعدّ روايته من رواية الأبناء عن الآباء عن الأجداد.

وقد ساق الشيخ الطبري في بشارة المصطفى(٥) عدّة أخبار فيها : «حدّثنا لفظاً الشيخ العالم محمّـد بن عليّ بن عبد الصّمد التميمي بنيشابور في شوّال سنة أربع عشرة وخمسمائة عن أبيه عليّ بن عبد الصّمد عن أبيه عبد الصّمد بن محمّـد التميمي ...»(٦).

__________________

(١) كذا في طبعات المناقب الأربعة ، إلاّ أنّ في الخطّية المعتمدة منه وكذا في بحار الأنوار : الخوزي. وقد عرّف في المعاجم الرجالية بـ : الشيخ ، وضبط بعضهم ـ كما هنا ـ الجوري : بالجيم والراء المهملة ، والظاهر ما أثبتناه وإن قيل : وكلاهما بعيد عن الصحّة.

(٢) لقد عدّ بعض مشايخه في رياض العلماء وحياض الفضلاء ٣ / ١٢٥ ـ ١٢٧ مقتبساً ذلك من بشارة المصطفى.

(٣) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٣٨٦ [الطبعة الحجريّة ، وفي الطبعة المحقّقة ٢١ / ٦٤] ، ومنه أخذ العنوان في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ والفوائد الرضويّة : ٥٦٨.

وقال في الإجازة الكبيرة : ٣٨٨ : «الثاني : الشيخ العفيف أبو جعفر محمّـد بن عليّ الطوسي عن الشيخين الجليلين أبي عليّ الطوسي وأبي الوفاء عبد الجبّار بن عليّ المقري الرازي ...».

(٤) وعن الشيخ النوري أخذ الهمداني في فهرس الصدرية في الإجازات العليّة : ٤٣٣ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)] ، وقال : «ويروي كلاهما ـ هو وأخوه ركن الدين أبو الحسن عليّ ـ عن الشيخين الجليلين أبي عليّ الطبرسي وأبي الوفاء الرازي ، وعن والدهما أبي الحسن عليّ ...» إلى آخره.

(٥) بشارة المصطفى : ١٤٥.

(٦) قال في الإجازة الكبيرة : ٣٨٩ : «وهذا الشيخ واسع الرواية كثير المشايخ كما يظهر   

وذكره شيخنا الطهراني في الطبقات(١) وعدّد مشايخه والراوين عنه(٢).

* محمّـد بن عليّ بن عمر أبو عبد الله المالكي المتوفّى سنة ٥٣٦ هـ.

قد صرّح في أوّل المناقب(٣) أنّه من مشايخه في رواية تاريخ النسوي(٤) عنه عن محمّـد بن الحسين بن الفضل القطّان(٥) عن درستويه

__________________

من الجزء الرابع من بشارة المصطفى ، ويظهر منه ومن غيره أنّه يروي عن الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّـد بن عليّ بن بابويه ، فهو في درجة المفيد رحمه‌الله» وهذا منه غريب جدّاً لم أفهمه ، فتدبّر.

وقد أخذ الأوّل من كلام صاحب المستدرك السالف ، وبنصّه جاء من فهرس الصدرية في الإجازات العليّة للهمداني : ٤٣٣ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)].

(١) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢٧٥.

(٢) وصرّح التفريشي في نقد الرجال : ٣٢٣ برقم (٥٧٥) [الطبعة الحجريّة وفي المحقّقة ٤ / ٢٧٦ برقم (٤٩٣١)] بشيخوخته واقتصر عليه وعلى أخيه خاصّة ، ومنه قد أخذ الشيخ أبو علي الحائري في منتهى المقال : ٢٨٣ [الطبعة المحقّقة ٦ / ١٢٤ برقم (٢٧٦٨)].

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٨ [طبعة بيروت ١ / ٢٣] ، وجاء في بحار الأنوار ١ / ٦٣.

(٤) كذا في المناقب ـ بطبعاته وخطّيّته ـ والبحار ، والصحيح : الفسوي.

(٥) كذا ؛ وقد قيل : إنّ الصواب : الحسين بن محمّـد بن الفضل القطّان أبو الحسين الأزرق البغدادي (المتوفّى سنة ٤١٥ هـ).

وقد احتمل العلاّمة الأميني رحمه‌الله قويّاً في رسالته : نظرة تنقيب : ٢ [من الخطّية] سقوط واسطة في الإسناد بين المالكي والقطان.

أقول : الصواب أنّه أبو الحسين محمّـد بن الحسين بن محمّـد بن الفضل البغدادي القطان الأزرق المولود في شوّال سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة [كما في تاريخ بغداد

النحوي(١) عن يعقوب بن صفوان(٢) النسوي(٣).

* محمّـد بن عليّ الفتّال النيسابوري.

قيل : هو محمّـد بن عليّ بن أحمد بن عليّ أبو علي الفتّال السالف.

__________________

٢ / ٤٤٩ وغيره] والمتوفّى في شهر رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة عن ثمانين سنة كما في الأنساب ١٠ / ١٨٦ ـ ١٨٧ وشذرات الذهب ٣ / ٢٠٣ وغيرهما.

قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٣١ : «وسمع ... وعبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي ، وعنده عنه تاريخ الفسوي ...» وقال في ترجمة ابن درستويه ١٥ / ٥٣١ : «وحدّث عنه ... وابن الفضل القطّان».

(١) هو أبو محمّـد عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي تلميذ المبرّد (المتوفّى سنة ٣٤٧ ببغداد).

وفي مشيخة بحار الأنوار : (النخعي) بدلا من : (النحوي) والظاهر أنّه تصحيف ، والصواب : عن ابن درستويه النحوي.

قال الذهبي في سيره ١٥ / ٥٣١ برقم ٣٠٩ : «سمع يعقوب الفسوي فأكثر ، له عنه تاريخه ومشيخته ... ومولده سنة ثمان وخمسين ومائتين ، وتصانيفه كثيرة».

لاحظ عنه : بغية الوعاة : ٢٧٩ ـ ٢٨٠ ، شذرات الذهب ٢ / ٣٧٥ ، العبر ٢ / ٢٧٦ ، وغيرهما.

(٢) كذا في المناقب المطبوع بطبعاته الأربع ، وجاءت على بعض النسخ : خ. ل : سفين ، وفي بحار الأنوار : سفيان ـ وهو الذي جاء في المناقب الخطّي ـ وهو يكتب سفين إملاءً.

(٣) كذا ، والصواب ـ كما سلف ـ : الفسوي. وهو أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي ، ويقال له : يعقوب بن ابي معاوية ، مولده حدود سنة تسعين ومائة ، والمتوفّى سنة ٢٧٧ هـ ، حافظ ، شهير ، أحد أركان الحديث ، له بضع وثمانون سنة ، وله مشيخة وكتاب التاريخ واسمه : المعرفة والتاريخ ، وقد اعتمدنا عليه تبعاً للمصنّف رحمه‌الله في تحقيق كتاب مثالب النواصب.

انظر عنه : تذكرة الحفّاظ ٢ / ٥٨٢ ـ ٥٨٣ ، شذرات الذهب ٢ / ١٧١ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ١٨٠ ـ ١٨٤ برقم ١٠٦ عن عدّة مصادر ، وغيرها.

  

أقول :

لا ريب في كونه من مشايخ شيخنا المصنّف رحمه‌الله ، وقد سلف استظهار جمع اتّحادَه مع الشيخ محمّـد بن الحسن الفتّال صاحب روضة الواعظين ومنهم شيخنا ابن شهرآشوب والميرزا عبد الله أفندي ، واحتمل ـ على بُعد ـ كون هذا مغايراً له وأن يكون لكلّ واحد منهما تفسيراً.

ويظهر من الشيخ منتجب الدين رحمه‌الله القول بالتعدّد ؛ إذ قد عاصره وروى عنه بالواسطة وترجمهما معاً ، وقال عن الأوّل(١) : «الشيخ الشهيد محمّـد بن أحمد الفارسي مصنّف كتاب روضة الواعظين» ثمّ ترجم هذا(٢). وعليه يتعارض مع كلام ابن شهرآشوب السالف في المعالم(٣) ، مع أنّ الثلاثة متعاصرون ، فتدبّر.

أقول :

الأظهر القول بالاتّحاد(٤) ؛ لأنّ هذا الشيخ شيخ ابن شهرآشوب على ما مضى ، فهو أعرف بحاله ، والشيخ منتجب الدين معاصر له يروي عن هذا الشيخ بالواسطة مع معاصرته له ، وهو كما ترى.

__________________

(١) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٦٦ برقم ٣٩٥ [طبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ١٠٨].

(٢) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٩١ برقم ٥١١ [طبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ١٢٦ ـ ١٢٧].

(٣) معالم العلماء : ١١٦.

(٤) هذا ما قد استظهره الميرزا عبد الله أفندي في تعليقته على أمل الآمل : ٢٨٩ برقم (٨٦٠) ، والكلام غالباً له.

 

قال الميرزا عبد الله أفندي(١) : «واعلم أنّ الشيخ منتجب الدين(٢) قال في الفهرس بعد هذه الترجمة بأربع ورقات [كذا] في آخر باب الميم : الشيخ الشهيد محمّـد بن أحمد الفارسي مصنّف كتاب روضة الواعظين ... وهذا يدلّ على أنّه اعتقد أنهما اثنان ، فتأمّل ، إذ قد كان ابن شهرآشوب والشيخ منتجب الدين متعاصرين».

* أبو جعفر محمّـد بن عليّ بن المحسن الحلبي = محمّـد بن عليّ بن الحسن.

ذهب جمع إلى تعدّدهما ، ولاحظ ما أشرنا إليه في ترجمة الأخير وما نقلناه في الهامش عمّا ذهب إليه الميرزا النوري في مستدركه وغيره.

* أبو عبد الله محمّـد بن عليّ بن محمّـد النيسابوري الخبّازي(٣) (٣٧٢ ـ ٤٤٩).

قالوا فيه : شيخ نبيل عارف بالقراءات.

يُعدّ من مشايخ المصنّف طاب ثراه من العامّة ، حيث قد روى ـ بعنوان : الخبّازي(٤) ـ عنه صحيح البخاري كما صرّح بذلك في أوّل

__________________

(١) المصدر السالف : ٢٨٩ ـ ٢٩٠.

(٢) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٩١ برقم ٥١١ [طبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ١٢٦ ـ ١٢٧].

(٣) في بحار الأنوار ١/٦٢ : الجنازي.

(٤) جاء في النسخة المحقّقة من المناقب أنّ الخبّازي هو عمر بن محمّـد بن عمر أبو محمّـد الخجندي المتوفّى سنة ٦٩١ هـ ، وهو سهو ، والحقّ ما ذكرناه ، وذلك لأنّه

  

المناقب(١) عن أبي الهيثم(٢) الكشمينهي(٣) عن أبي عبد الله محمّـد الفربري(٤) عن صاحب الصّحيح محمّـد بن إسماعيل بن المغيرة البخاري.

* محمّـد بن عليّ بن المحسن(٥) الشيخ أبو جعفر الحلبي.

ويقال له : محمّـد بن المحسن الحلبي(٦).

فقيه ، صالح ، أدرك الشيخ الطوسي وروى عنه وعن ابن البرّاج ، وقرأ عليه السيّد الإمام أبو الرضا فضل الله والشيخ الإمام قطب الدين أبو الحسين

__________________

هو الذي حدّث بصحيح البخاري عن الكشميهني محمّـد بن مكّي المروزي (المتوفّى سنة ٣٨٩ هـ) ، هذا أوّلا ، وثانياً : رواه عنه الفراوي أبو عبد الله محمّـد بن الفضل بن أحمد.

وله ترجمة في الوافي بالوفيات ٤ / ١٣٠ ، وشذرات الذهب ٣ / ٢٨٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٤ عن عدّة مصادر ، وغيرها.

(١) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ٦ [طبعة بيروت ١ / ١٩ ـ ٢٠].

(٢) في بحار الأنوار : أبي ميثم ، وهو الصواب.

(٣) في البحار : الكشمهيني ، وهو الصحيح ، وفي نسخة : الكشميهني ـ وسيأتي في محمّـد بن الفضل ومرّ في ترجمة سعيد بن عبد الله ـ وذلك نسبة إلى الكُشْمَهين ـ بالضمِّ ثمّ السكون وفتح الميم ـ قرية عظيمة كانت من قرى مرو ، لاحظ : معجم البلدان ٤ / ٤٦٣ ، ومراصد الاطلاع ٣ / ١١٦٨ ، وغيرهما.

والكشمهيني هذا هو محمّـد بن مكّي (المتوفّى سنة ٣٨٩ هـ).

(٤) في مشيخة المناقب : الفريري ، وهو سهو ، إذ هو محمّـد بن يوسف (المتوفّى سنة ٣٨٩ هـ).

(٥) في الإجازة الكبيرة : ٣٨٨ قال : «الشيخ محمّـد بن عليّ بن الحسن الحلبي» وكذا في فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٥٥ [طبعة طهران ، دون طبعة نشر مكتبة السيّد النجفي المرعشي].

(٦) من باب النسبة إلى الجدّ ، كما جاء في إجازة القطب الراوندي لولده الحسين بن سعيد على ظهر الجواهر لابن البرّاج ، وهو السالف ، وإنّما كرّرنا العنوان تبعاً للقوم ، والحقّ الاتّحاد.

  

الراونديّان كما ذكر ذلك الشيخ منتجب الدين(١).

قال في الطبقات(٢) : «... ويظهر من روايته عن الشيخ الطوسي بلا واسطة أنّه مقدّم على سَميّه أبي جعفر محمّـد بن عليّ بن الحسن الحلبي الراوي عن الشيخ الطوسي بواسطة أبي الوفاء عبد الجبّار ...».

ثمّ قال : «وقرأ عليه الشيخ محمّـد بن عليّ بن شهرآشوب الذي توفّي ٥٨٨ هـ ، كما قرأ الراونديّان ـ وهما من مشايخ ابن شهرآشوب ـ على صاحب الترجمة».

* محمّـد بن عليّ بن ياسر أبو بكر الجبائي أو الجبالي(٣).

هو محمّـد بن عليّ بن عبد الله بن محمّـد بن ياسر أبو بكر الأنصاري الأندلسي المعروف بـ : ابن ياسر (٤٩٢ ـ ٥٦٣ هـ).

عالم بالحديث ، رحل إلى المشرق ، ودخل دمشق شابّاً وسافر منها إلى بغداد ونيسابور ، وأقام بالموصل مدّة ، وتوفّي بحلب. له كتاب الأربعين

__________________

(١) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٥٥ برقم (٣٥٧) [طبعة طهران ، وفي طبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ١٠١] ، وانظر : أمل الآمل : ٥٠٥ [الطبعة الحجريّة ، وفي المحقّقة ٢ / ٢٨٩ برقم (٨٦٣)]. وقال صاحب الأمل ـ قبل ذلك تحت عنوان : الشيخ محمّـد بن عليّ بن الحسن الحلبي [٢ / ٢٨٢ برقم (٨٤٠)] ـ : «كان فاضلا ماهراً من مشايخ ابن شهرآشوب» ثمّ قال : «ولا يبعد كونه ابن المحسن الآتي» ثمّ علّق عليه بقوله : «بعيد جدّاً احتمال اتّحادهما ؛ لأنّ الأوّل من مشايخ ابن شهرآشوب والثاني ممّن أدرك الشيخ أبا جعفر ...».

وهو غريب منه بل عجيب!! وما المانع من الجمع؟!

(٢) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢٧٦ ـ ٢٧٧.

(٣) خ. ل : الجناني ، وفي خطّية المناقب : الجيائي ، وفي مقدّمة بحار الأنوار : الجياني ، وكذا في الأعلام والسير وغيرهما ، وهو الصواب.

  

من رواية المحمّـدين(١).

ويُعدّ من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب طاب ثراه من العامّة ، روى عنه سنن الدارقطني كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٢) ، قال : «... عنه عن المنصوري عن أبي الحسن المهزاني(٣) عن أبي الحسن عليّ بن مهدي(٤) الدارقطني».

كما وروى مسند الشافعي عنه عن أبي القاسم الصوفي(٥) عن محمّـد ابن عليّ الساوي(٦) عن أبي العبّاس الأصمّ(٧) عن

__________________

(١) ترجمه في الأعلام ٧ / ١٦٦ نقلاً عن عدّة مصادر ، وكذا ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٠٩ ـ ٥١٠ برقم (٣٢٥) ، وجاء أيضاً في : شذرات الذهب ٤ / ٢١٠ ، والوافي بالوفيات ٤ / ١٦٣ ، وغيرهما.

(٢) مناقب آل أبي طالب ١ / ٧ [طبعة بيروت ١ / ٢١].

(٣) في بحار الأنوار : المهرابي ، وهو تصحيف ، والصواب : المهراني ـ كما جاء في المناقب الخطّية ونسخة بدل على المطبوع منها ـ ، وذلك نسبة إلى بني مهران من بيوت العلم ببغداد ، وهو الحافظ عبد الرحمن المهراني (المتوفّى سنة ٣٧٥ هـ).

(٤) كذا ، والظاهر أنّه : عليّ بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي المقري المحدّث (المتوفّى سنة ٣٨٥ هـ).

وهو من أهل محلّة دار القطن ببغداد ، ولد سنة ست وثلاثمائة ، وتوفّي يوم الخميس لثمان خلون من ذي القعدة من سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.

انظر عنه : تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤ ـ ٤٠ ، وفيات الأعيان ٣ / ٢٩٧ ـ ٢٩٩ ، المنتظم ٧ / ١٨٣ ـ ١٨٤ ، سير أعلام النبلاء : ١٦ / ٤٤٩ ـ ٤٦١ برقم (٣٣٢) ، وغيرها.

(٥) هو إسماعيل بن عليّ النيسابوري المتوفّى سنة ٥٥١ هـ وله أكثر من مائة سنة.

(٦) وهو أبو جعفر المعروف بـ : ورّاق أبي زرعة الرازي ، ذكره الحاكم في معرفة علوم الحديث : ٧٦ والمزّي في تهذيب الكمال ١٩ / ٩٢ وغيرهما.

(٧) هو محمّـد بن يعقوب بن يوسف أبو العبّاس الأموي السناني النيسابوري (المتوفّى سنة ٣٤٦ هـ) وهو ابن تسع وتسعين سنة.

قال الذهبي في السير ١٥ / ٤٥٤ : «وحدّث بكتاب الأُمّ للشافعي عن الربيع ، وطال       

الربيع(١) عن محمّـد بن إدريس الشافعي ، كذا نصّ على إسناده في المشيخة(٢).

محمّـد بن المحسن = محمّـد بن عليّ.

* محمّـد بن الفضل بن أحمد بن محمّـد أبو عبد الله الصاعدي(٣) الفراوي(٤) النيسابوري الشافعي (٤٤١ ـ ٥٣٠ هـ).

يعرف بـ : فقيه الحرم ـ لإقامته مدّة بالحرمين ـ و : مُسند خراسان.

عالم بالحديث والفقه ، شافعي المذهب ، ولد ونشأ وتوفّي في نيسابور.

__________________

عُمره وبَعد صيته وتزاحم عليه الطلبة ، حكي عنه أنّه قال : ولدت سنة سبع وأربعين ومائتين».

انظر عنه : تذكرة الحفّاظ ٣ / ٨٦٠ ـ ٨٦٤ ، الوافي بالوفيات ٥ / ٢٢٣ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٣١٧ ، شذرات الذهب ٢ / ٣٧٣ ـ ٣٧٤ ، وغيرها.

(١) هو أبو محمّـد الربيع بن سليمان بن عبد الجبّار المرادي المصري صاحب الشافعي ، مولده سنة أربع وسبعين ومائة ووفاته سنة سبعين ومائتين. سلف الحديث عنه ، ويعرف بـ : المؤذّن ، مُدح كثيراً ، وعنه اُخذت كتب الشافعي.

انظر عنه : الجرح والتعديل ٣ / ٤٦٤ ، تذكرة الحفّاظ ٢ / ٥٨٦ ـ ٥٨٧ ، طبقات الحفّاظ : ٢٥٢ ، المنتظم ٥ / ٧٧ ، وغيرها.

(٢) مناقب آل أبي طالب ١ / ٨ [طبعة بيروت ١ / ٢٢].

(٣) في المناقب المطبوع : الصاعد ، وفي الخطّية : الصاعدي ، وهو الصواب.

(٤) قيل : العزاوي ، وفي بحار الأنوار : الفزاري ، وهو سهو ، إذ هو نسبة إلى فراوة ـ بضمّ الفاء ـ بلدة قرب خوارزم. وجاء في أسانيد إجازة العلاّمة الحلّي لبني زهرة ـ التي نقلها العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ١٠٧ / ١٠٧ ـ سهواً : ... أبي عبد الله محمّـد الغمزاري ، ولم ينبّه المحقّق على الخطأ.

  

له جملة تصانيف ، منها : كتاب المجالس ، أكثر من ألف مجلس في الوعظ ، وله أربعون حديثاً ، وكتاب في الفقه الشافعي(١).

ذكر في مقدّمة المناقب(٢) أنّه قد صحّ إسناده له في رواية صحيح البخاري عنه عن أبي الهيثم(٣) الكشمينهي(٤) عن أبي عبد الله محمّـد الفربري(٥) عن محمّـد بن اسماعيل بن المغيرة البخاري.

وروى صحيح مسلم عنه ـ أيضاً ـ بواسطة أبي الحسين(٦) عبد الغفّار الفارسي النيسابوري (المتوفّى سنة ٥٢٠ هـ) عن أبي أحمد بن(٧) محمّـد عمرويه الجلودي(٨) عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمّـد الفقيه عن أبي الحسين مسلم بن الحجّاج النيسابوري (المتوفّى سنة ١٦١ هـ) كما صرّح

__________________

(١) جاءت ترجمته في : شذرات الذهب ٤ / ٩٦ ، وعنه في الأعلام ٧ / ٢٢١. ولاحظ لبّ اللباب : ١٩٣ ، والبداية والنهاية ١٢ / ٢١١ ، وسير أعلام النبلاء ١٩ / ٦١٥ ـ ٦١٩ رقم (٣٦٢) عن عدّة مصادر ، وغيرها.

(٢) المناقب ١ / ٦ [طبعة بيروت ١ / ١٩].

(٣) في بحار الأنوار : أبي ميثم ، وهو سهو.

(٤) كذا ، وفي بحار الأنوار : الكشمهيني ، وهو الصواب. وفي نسخة : الكشميهني ، وقد ذكرناه آنفاً.

(٥) في المناقب : الفريري ، والصواب ما في المتن. وهو محمّـد بن يوسف (المتوفّى سنة ٣٣٠ هـ) ، وقد سلف قريباً.

(٦) كذا في نسخة المناقب ـ بطبعتيه ـ والبحار ، والصواب : أبو الحسن ... صاحب تاريخ نيسابور (المتوفّى سنة ٥٢٩ هـ) كما جاء في شذرات الذهب ٣ / ٢٧٧ والوافي بالوفيات ٢ / ٣٩١ وغيرهما.

(٧) الظاهر أنّ (بن) زائدة ، ولا توجد في مشيخة البحار ، ولذا جاءت نسخة بدل : عن أبي أحمد محمّـد بن عمرويه.

(٨) كذا ، والصواب : محمّـد بن عيسى بن محمّـد بن عبد الرحمن عمرويه النيسابوري (المتوفّى سنة ٣٩٨ هـ ، وقيل : ٣٦٨) ، وهو أبو أحمد الجلودي ...

لاحظ : أنساب السمعاني ٣ / ٣٠٧ ، شذرات الذهب ٣ / ٦٧ ، وغيرهما.

في إسناده في أوّل المناقب(١).

وجاء فيه(٢) أسناد كتاب الإبانة عن الفراوي عن أبي عبد الله الجوهري(٣) عن القطيعي(٤) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن أبي عبد الله محمّـد(٥) بن بطّة العكبري(٦).

* محمّـد بن الفضل الطبرسي الشيخ أبو عليّ.

__________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٧ [طبعة بيروت ١ / ٢٠].

(٢) مشيخة مناقب آل أبي طالب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣٠] ، وعنه في بحار الأنوار ١ / ٦٦.

(٣) علّق العلاّمة الأميني على قوله : أبي عبد الله الجوهري بقوله : «ابن أبي الحسن عليّ بن محمّـد الشيرازي الجوهري ، قال أخوه أبو محمّـد الحسن الجوهري (المتوفّى ٥٤ هـ) [كذا] : سمعت أخي أبا عبد الله يقول : رأيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام فقلت له : يا رسول الله أيّ المذاهب خير؟ و [الظاهر : أو] قال : قلت : على أيّ المذاهب أكون؟ فقال : ابن بطّة ابن بطّة ابن بطّة ، فخرجت من بغداد إلى عكبر ، فصادف دخولي يوم جمعة ، فقصدت الشيخ أبا عبد الله ابن بطّة إلى الجامع ، فلمّا رآني قال لي ابتداءً : صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ...».

ثمّ حشّى عليه بقوله : «ذكره أبو الصلاح في شذراته [٣/١٢٣] وهي عيبة هذه السفاسف (أَضْغاثُ أَحْلام وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الاحْلامِ بِعالِمِينَ)» [سورة يوسف (١٢) : ٤٤]

انظر : نظرة تنقيب : ٦ من ترقيمنا للنسخة الخطّية.

(٤) في المشيخة والبحار : القطيفي ، وهو سهو كما قلناه مكرّراً.

(٥) كذا ، والصواب : عن أبي عبد الله عبيد الله بن محمّـد ...

(٦) علّق في نظرة تنقيب : ٦ [النسخة الخطّية] هنا بقوله : «قال الأميني : من قوله : القطيفي ... إلى عن أبيه ، زائد في غير محلّه ، إذ أبو عبد الله الجوهري يروي عن صاحب الإبانة ابن بطّة (المتوفّى ٣٨٧) من غير واسطة وقد أدركه وسمع منه ، فتوسّط الإمام أحمد بن حنبل (المتوفّى ٢٤١) في الإسناد أو ابنه عبد الله بن أحمد (المتوفّى ٢٩٠) أو صاحبه أحمد القطيفي [القطيعي] قطّ لا يصحّ ، فالرجال الثلاثة في الإسناد خلط فاحش وقع زائداً».

  

قال في أمل الآمل(١) : «... كان عالماً صالحاً عابداً» ثمّ قال : «يروي ابن شهرآشوب عنه عن تلامذة الشيخ الطوسي».

واقتصر في الطبقات(٢) على كلام الأمل وذكر روايته عن تلامذة الشيخ الطوسي.

وقد عدّه شيخنا النوري طاب رمسه في خاتمته(٣) من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب ، واقتصر على نقل كلام صاحب الأمل ونقل طرق مشايخه.

محمّـد بن عليّ الفتّال الفارسي = محمّـد بن الحسن بن عليّ.

* محمّـد بن محمّـد بن محمّـد الطوسي زين الدين أبو حامد الغزالي الشافعي المعروف بـ : حجّة الإسلام (٤٥٠ ـ ٥٠٥ هـ).

مولده ووفاته في الطابران أطراف خراسان.

له نحو مائتي مصنّف ، أشهرها إحياء علوم الدين.

وقد شارك في فنون عديدة ، كما رحل لطلب العلم والتدريس ، وكتب بالعربية والفارسيّة(٤).

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٢٩٣ برقم (٨٨١).

(٢) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢٨١. ولاحظ : معجم رجال الحديث ١٨ / ١٤٤ برقم (١١٥٨٢).

(٣) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ (٢١) / ٤٨٦ [الطبعة المحقّقة ٢١ / ٦٨]. وعدّه الشيخ القمّي الثاني عشر من مشايخه تبعاً لشيخه النوري ، وتابعه تلميذه الآخر الهمداني في رسالته فهرس الصدريّة في الإجازات العليّة : ٤٣٤ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)] ، ومنه أخذ العنوان في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ ، والفوائد الرضويّة : ٥٦٩ ، والإجازة الكبيرة : ٣٩٠ ، وغيرهم.

(٤) تُرجم في غالب المعاجم ، كما وقد ألّفت فيه عدّة مؤلفّات ، لاحظها في : الأعلام

           

قال في المناقب(١) : «إسناد الدارمي(٢) وكذا كتاب اعتقاد أهل السنّة(٣) عنه عن زيد بن حمدان المنوجهري عن عليّ بن عبد العزيز الأشنهي»(٤).

أقول :

لم يثبت رواية شيخنا عن الغزالي بلا واسطة ، بل الثابت هو روايته بواسطة أخيه أحمد ، وقد سلف.

__________________

٧ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨ ، وجاء في وفيات الأعيان ١ / ٤٦٣ ، وطبقات الشافعية ٤ / ١٠١ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٠ ، وله في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٢٢ ـ ٣٤٦ برقم (٢٠٤) ترجمة ضافية مع مصادر كثيرة.

(١) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣١].

(٢) قال في نظرة تنقيب : ٦ ـ ٧ [النسخة الخطية] : «الدارمي مشترك بين اثنين في عصر واحد :

أحدهما : الدارمي صاحب السنن المطبوع أبو محمّـد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل (المتوفّى ٢٥٥ هـ).

والآخر : الدارمي صاحب المسند أبو سعيد عثمان بن سعيد السجستاني (المتوفّى ٢٨٠ هـ).

وأيّ منهما يراد لم يذكر من إسناده في المقام شيء وإن سقط برمّته».

(٣) علّق هنا شيخنا الأميني بقوله : «المعروف بـ : عقيدة أهل السنة تأليف أبي حامد محمّـد بن محمّـد الغزالي ، وقد مرّ في إسناد إحياء العلوم ... [كلمة مطموسة] أنّ ابن شهرآشوب يروي عن أبي حامد بواسطة أخيه أحمد الغزالي (المتوفّى بقزوين سنة ٥٢٠ هـ) بعد وفاة الغزالي بخمسة عشر عاماً ، وإلى الغاية لم يظهر لنا الربط بين إسناد الدارمي واعتقاد الغزالي ، فالعاطف زائد في غير محلّه».

لاحظ : نظرة تنقيب : ٧ ـ من المصوّرة الخطّية عندنا ـ.

(٤) كذا في المناقب بطبعاته ، وفي الخطّية المعتمدة منه : الأشتهي.

قال في نظرة تنقيب : ٧ ـ من المصوّرة ـ تعليقاً هنا : «من قوله : عن زيد بن حمدان ... إلى قوله : الأشنهي ، زائد لا يصحّ ولا يرتبط باسناد».

* محمّـد بن منصور السرخسي.

كذا في المناقب(١) ، ولعلّه : محمّـد بن منصور بن داود بن ابراهيم أبو جعفر الطوسي البغدادي العابد شيخ الإسلام الذي مات في شوّال سنة أربع وخمسين ومائتين ، وعاش ثمان وثمانين سنة(٢).

ويبعده كونه طوسيّاً ، واختلاف الطبقة فيه كثير ، فتدبّر.

وباسم السرخسي جمع كثير ليس فيهم محمّـد بن منصور ، فلاحظ.

وعلى كلّ حال ، فهو من مشايخ الشيخ المصنّف طاب ثراه من العامّة ، حيث روى شيخنا عنه كتاب العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي أحمد بن محمّـد بن عبد ربّه القرطبي أبو عمر عمّن رواه عنه كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٣).

* محمّـد بن مؤمن أبو بكر الشيرازي.

قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته(٤) : «ثقة ، عين ، مصنّف كتاب نزول القرآن في شأن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أخبرنا به السيّد أبو البركات

__________________

(١) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٦].

(٢) لاحظ ترجمته في : الجرح والتعديل ٨ / ٩٤ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٤٧٢ ـ ٤٧٣ ، وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٢١٢ ـ ٢١٤ ـ كلا الأخيرين تحت رقم ٧٣ عن عدّة مصادر ـ ، وغيرها.

(٣) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٦].

(٤) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٠٨ برقم (٣٩٣) [طبعة طهران المرتضويّة ، وفي طبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ١٦٥] ، أمل الآمل : ٥٠٣ [الطبعة الحجريّة ، وفي الطبعة الحروفيّة ٢ / ٢٩٦ برقم (٨٩٣)].

  

المشهدي عنه». وقريب منه في معالم العلماء(١).

هذا ، ولمولانا الشيخ السروي إجازة ورواية عنه لكتابه ما نزل من القرآن في عليّ عليه‌السلام(٢) كما صرّح بذلك في أوّل مشيخة المناقب(٣).

أقول :

يظهر من سياق كلام شيخنا في المناقب أنّه من العامّة ، حيث ذكره في عداد طرق مشايخه إلى كتب العامّة ، فقال ـ بعد ما مرّ ـ : «وكثيراً ما أسند إلى أبي العزّ ابن كلاش العكبري وأبي الحسن العاصمي الخوارزمي ويحيى بن سعدون القرطبي وأشباههم» ويظهر هذا من قول جماعة آخرين أيضاً ، منهم المولى محمّـد طاهر القمّي في كتاب الأربعين كما صرّح بذلك صاحب رياض العلماء فيه(٤).

وقال في الطبقات(٥) ـ بعد ذكر كلام الشيخ منتجب الدين ـ : «ومنه يظهر أنّ أبا البركات محمّـد بن إسماعيل المشهدي كان تلميذ صاحب الترجمة ومن مشايخ منتجب بن بابويه»(٦).

__________________

(١) معالم العلماء : ١١٨ برقم (٧٨٤) ، بزيادة : كرامي.

(٢) ولأبي بكر محمّـد بن أحمد أبي الثلج عبد الله بن اسماعيل الكاتب (المتوفّى سنة ٣٢٥ هـ) كتاب باسم : ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قاله النجاشي : ٣٨١ ـ ٣٨٢ برقم ١٠٣٧ [طبعة جماعة المدرّسين ، وفي طبعة بيروت ٢ / ٢٩٩ ـ ٣٠٠ برقم (١٠٣٨)] وغيره ، واشتبه ذلك على البعض.

(٣) مناقب آل أبي طالب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣٢].

(٤) رياض العلماء ٥ / ١٥٥. وعليه فكيف أدرجه المصنّف رحمه‌الله في معالمه؟!

(٥) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢٩١.

(٦) انظر : تنقيح المقال ٣ / ١٧٨ [الطبعة الحجريّة] ، جامع الرواة ٢ / ١٨٦ ، وغيرهما.

  

* محمّـد بن ناصر بن محمّـد بن عليّ بن عمر السلامي البغدادي أبو الفضل المعروف بـ : مفيد العراق وابن الناصر(١) البغدادي (٤٦٧ ـ ٥٥٠ هـ).

سمع عن جمع وأسمع آخرين ، وجمع وألّف وبعد صيته. قيل عنه : إنّه ثقة حافظ ضابط ، وغير ذلك.

من مشايخ العامّة لشيخنا طاب ثراه كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٢) عند ذكر إسناده إلى كتاب سنن ابن ماجه ، حيث روى عنه عن المقري(٣) القزويني(٤) عن ابن طلحة(٥) بن المنذر عن أبي الحسن القطّان(٦) عن أبي عبد الله الرقّي(٧) عن أبي القاسم [القسم] بن أحمد الخزاعي عن الهيثم بن كليب الشاشي عن أبي عيسى الترمذي صاحب السنن(٨).

__________________

(١) في بحار الأنوار : الناطر ، وهو سهو أو تصحيف.

(٢) المناقب ١/٩ [طبعة بيروت ١/٢٥].

(٣) خ. ل : المقرمي.

(٤) هو محمّـد بن علي أبو منصور القزويني (المتوفّى سنة ٥١٦ هـ) ، ولعلّه : أحمد بن خلف بن مجد المقري القزويني ، لاحظ : البداية والنهاية ٦ / ١٣٦.

(٥) خ. ل : ابن أبي طلحة.

(٦) هو عليّ بن إبراهيم بن سلمة القزويني القطّان، عالم قزوين، (٢٥٤ ـ ٣٤٥) ، سمع من جمع وأسمع آخرين، وجمع وصنّف وتفنّن في العلوم.

انظر عنه : تذكرة الحفّاظ ٣ / ٨٥٦ ـ ٨٥٧، النجوم الزاهرة ٣ / ٣١٥، شذرات الذهب ٢ / ٣٧٠، سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٦٣ برقم ٢٦١ عن عدّة مصادر، وغيرها.

(٧) في بحار الأنوار : البرقي ، وكلاهما سهو ، والصحيح : الربعي ، أعني ابن ماجة صاحب السنن المتوفّى سنة ٢٧٣ هـ. سمع منه سننه.

(٨) قال العلاّمة الاميني في نظرة تنقيب : ٤ : «من قوله : عن أبي القاسم ... إلى

  

وبهذا الإسناد ـ أيضاً ـ روى ابن شهرآشوب كتاب شرف المصطفى عن أبي سعيد(١) الخركوشي عبد الملك بن محمّـد بن إبراهيم النيسابوري (المتوفّى سنة ٤٠٧ هـ) (٢).

محمّـد اليهيني = محمّـد أبو الفضل.

* محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن ماشاذة الشافعي أبو منصور ماشادة(٣) الإصفهاني (٤٥٨ ـ ٥٣٦ هـ).

كان عندهم إماماً في التفسير والمذهب والخلاف والمواعظ ، وصنّف كثيراً ، وقدم بغداد حاجّاً سنة أربع وعشرين(٤).

__________________

قوله : أبي عيسى الترمذي ، في غير محلّه ، وهو مكرّر إسناد الترمذي».

أقول : قد سلف في ترجمة أبي سعيد محمّـد بن أحمد الصفّار الإصفهاني في إسناده إلى الترمذي أن قال : «عنه عن أبي القاسم الخزاعي عن أبي سعيد بن كليب الشاشي عن أبي عيسى محمّـد بن عيسى بن سورة الترمذي» وعليه فلا وجه لتكراره ، والحقّ مع شيخنا الأميني رحمه‌الله ، فما اختار هو الحقّ ، حشره الله وإيّانا مع أهل الحقّ.

(١) خ. ل : أبي سعد.

(٢) جاءت ترجمته في غالب المعاجم ، كـ : تذكرة الحفّاظ ٤ / ١٢٨٩ ـ ١٢٩٣ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٥٥ ـ ١٥٦ ، ومرآة الزمان ٨ / ١٣٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٦٥ ـ ٢٧١ برقم (١٨٠) ، عن عدّة مصادر ، وغيرها.

(٣) كذا في البحار ومشيخة المناقب ، والصحيح ما في كتب التراجم والرجال : ماشاذة.

أقول : بيت ماشاذة من البيوت العلمية في إصفهان ، وقد برز منهم عدّة أعلام كأبي بكر محمّـد بن أحمد المقري وأبي الحسن ابن ماشادة وغيرهما.

(٤) ترجمه السيوطي في طبقات المفسّرين : ٤٠ ، والسمعاني في الأنساب ٣ / ٣٤١ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٢٨ ـ ١٢٩ برقم (٧٨) عن عدّة مصادر. وبهذا الاسم يوجد رجل آخر معاصر له إلاّ أنّ كنيته أبو بكر كما جاء في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٣ وغيرها.

  

يعدّ من مشايخ العامّة لشيخنا المصنّف رحمه‌الله كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(١) ، حيث روى عنه ـ بواسطة مشيخته ـ كتاب الفضائل للعكبري عبد الملك بن عيسى.

* محمود بن عمر بن محمّـد بن أحمد جار الله الزمخشري المعتزلي ـ ويقال له : فخر خوارزم ـ أبو القاسم (٤٦٧ ـ ٥٣٨ هـ).

من أئمّة العلم والدين واللغة والأدب والتفسير ، تنقّل في البلدان لطلب العلم ثمّ عاد إلى الجرجانية ـ من قرى خوارزم ـ وتوفّي فيها ، وكان معتزلي المذهب مجاهراً شديد الإنكار على المتصوّفة.

له جملة مؤلّفات ، أشهرها : تفسيره الكشّاف ، وأساس البلاغة ، والفائق في غريب الحديث ، والمستقصى في الأمثال ، وغيرها ، وهو مكثر في التأليف(٢).

يعدّ من مشايخ المصنّف رحمه‌الله من العامّة ؛ فقد قرأ عليه مؤلّفاته التي منها تفسير الكشّاف(٣) والفائق في غريب الحديث وربيع الأبرار ، وقد أجازه أستاذه المذكور بروايتها عنه كما صرّح بذلك في مشيخة المناقب(٤).

محيي الدين الحسيني = محمّـد بن عبد الله بن عليّ بن زهرة.

__________________

(١) المناقب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٩].

(٢) لاحظ عنه : وفيات الأعيان ٢ / ٨١ ، لسان الميزان ٦ / ٤ ، الأعلام ٨ / ٥٥ عن عدّة مصادر ، وكذا في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٥١ ـ ١٥٦ برقم (٩١) ، وغيرها.

(٣) في مشيخة المناقب : الكشف.

(٤) مناقب آل أبي طالب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣١].

لاحظ : موسوعة طبقات الفقهاء ٦ / ٢٨٦ برقم (٢٣١٩) ترجمة ابن شهرآشوب.

  

المراغي = يوسف بن آدم.

* المرتضى بن الداعي بن القاسم السيّد الأصيل مقدّم السادة صفي الدين أبو تراب الحسني الرازي.

كذا عنونه الشيخ منتجب الدين(١) مع أخيه المجتبى ، وقال : «محدّثان عالمان صالحان ، شاهدتهما وقرأت عليهما ورويا لي جميع مرويّات الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري» الذي هو من تلاميذ الشيخ الطوسي.

ونقل عنه في أمل الآمل(٢).

قال صاحب الطبقات(٣) : «وهو صاحب تبصرة العوامّ الفارسي وتعريبه الذي كتبه بعده وسمّاه : الفصول التامّة في هداية العامّة.

ويروي عنه جمع كالسيّد أبي الرضا فضل الله الراوندي ، والقطب ، وابن شهرآشوب».

وذهب في الذريعة(٤) إلى احتمال بقائه إلى سنة ٥٢٥ هـ حتّى شاهده الشيخ منتجب الدين ابن بابويه(٥).

مرزبان بن كميح = أبو القاسم بن كميح.

__________________

(١) فهرست الشيخ منتجب الدين : ١٦٣ برقم (٣٨٥) [نشر مكتبة السيّد النجفي المرعشي : ١٠٦].

(٢) أمل الآمل ٢ / ٣١٩ برقم (٩٧٧) [الطبعة الحجريّة : ٥٠٩].

(٣) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٢٩٧.

(٤) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٣ / ٣١٨ ـ ٣٢٠.

(٥) ولاحظ عنه : جامع الرواة ٢ / ٢٢٤ ، تنقيح المقال ٣ / ٢٠ ، وغيرهما.

  

مرزبان بن الحسين = أبو القاسم بن كميح.

المروزي = الحسين بن عبد الله.

المروزي = ذوالفقار بن معبد (محمّـد).

المروزي = يحيى بن عبد الله.

مسعود بن أحمد الصوابي(١) = مسعود بن عليّ بن محمّـد.

* الشيخ مسعود بن عليّ بن محمّـد(٢) أبو المحاسن الصوابي(٣) (الصواني(٤) ، الصوافي(٥) ، العواني(٦) ، الصوابي) (٧) الإمام فخر الزمان أبو المحاسن البيهقي من آل العزيزي(٨) ، المتوفّى يوم الثلاثاء

__________________

(١) كذا ذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته.

(٢) في الطبقات : ... بن أحمد.

(٣) في قصص الأنبياء للقطب الراوندي قال: «أخبرنا الشيخ أبو المحاسن مسعود بن عليّ بن محمّد عن عليّ بن عبد الصمد» ومراده هو هذا ، فيكون اسمه ـ أيضاً ـ: الشيخ مسعود بن أحمد الصوابي». لاحظ: رياض العلماء ٥/٢١٠ و ٢١١. وقال عنه الشيخ منتجب الدين : «متكلّم متبحّر ...».

(٤) كذا في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ ، وقد أخذه من خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٨٦ [الطبعة الحجريّة ، وفي الطبعة المحقّقة ٢١ / ٦٨] حيث ذكره حادي عشر مشايخه ، وعنه في فهرس الصدريّة في الإجازات العليّة للهمداني : ٤٣٤ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)].

انظر : الفوائد الرضويّة : ٥٦٩ ، والإجازة الكبيرة : ٣٩٠ ، ومعجم الأدباء ١٩ / ١٤٧ برقم ٤٦ ، وغيرها.

(٥) كذا في خاتمة المستدرك على وسائل الشيعة ٢١ (٣) / ٦٨ [الطبعة المحقّقة].

(٦) كما في المقابس : ٩ [الطبعة الحجريّة] ، وقال عنه : «الذي روى عنه السروي».

(٧) كما في موسوعة طبقات الفقهاء ٦ / ٣٣٠ برقم ٢٣٥٧.

(٨) وهم الذين ينتسبون إلى عبد الرحمن بن عوف في بيهق كما فصّل في ترجمته في تاريخ بيهق : ٢٣٤ ، وقال : «له الشعر الكثير بالعربّية والفارسّية وتصانيف منها ...» إلى آخره.

  

١٨ محرّم الحرام من سنة ٥٤٤ هـ.

قال في أمل الآمل(١) : «... فقيه ، صالح ، جليل ، من مشايخ ابن شهرآشوب». وبنصّه في رياض العلماء(٢).

من مشايخ شيخنا المصنّف طاب رمسه ، حيث صرّح في أوّل المناقب(٣) بروايته عنه وجمع آخرين جميع كتب الشيخ الطوسي أعلى الله مقامه بواسطة الشيخين المفيدين أبي عليّ الحسن بن محمّـد بن الحسن الطوسي ولد الشيخ والشيخ أبي الوفاء عبد الجبّار بن عليّ المقري الرازي عن شيخ الطائفة قدس‌سره.

وروى عنه جميع كتب السيّدين المرتضى والرضي والشيخ المفيد والشيخ الصّدوق ومرويّاتهم.

وعنونه في الطبقات(٤) وذكر ما جاء في تاريخ بيهق ، ثمّ قال : «أقول : مرّ مسعود بن أحمد المذكور في الفهرست ، فلعلّهما واحد».

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٣٢٢ برقم (٩٩٠). وانظر تعليقة الشيخ عبد الله أفندي على الأمل : ٣١٧ ـ ٣١٨ رقم (٩٩٢) عليه ، وقال في آخرها : «قال القطب الراوندي في قصص الأنبياء : أخبرنا الشيخ أبو المحاسن مسعود بن عليّ بن محمّـد عن عليّ بن عبد الصمد عن عليّ بن الحسن عن الصدوق ... ومراده هو هذا الشيخ ، فعلى هذا هو عين ما سبق بعنوان : الشيخ مسعود بن أحمد الصوابي ؛ فإنّه من باب الإختصار في النسب».

ثمّ قال : «وأما لفظة (أحمد) بدلا [من] (محمّـد) فهو من سهو أحد النسّاخ ، فتأمّل».

(٢) رياض العلماء ٥ / ٢١١ ، وقد نقل هناك عبارة المناقب.

(٣) المناقب ١/١١ ـ ١٢ [طبعة بيروت ١/٣٢ ـ ٣٣].

(٤) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٣٠٢ ، وعدّ مشايخه وتلامذته ـ ومنهم قطب الدين الراوندي (المتوفّى سنة ٥٧٣ هـ) ـ وفصّل ترجمته في تاريخ بيهق : ٢٣٤.

  

مسند خراسان = محمّـد بن الفضل الصاعدي.

المصدري = أميركا بن أبي اللجيم.

* معن(١) بن عيسى بن يحيى أبو يحيى المدني القزّاز.

ولد بعد الثلاثين ومائة ، روى عن جمع وروى عنه أكثر ، وهو ربيب مالك ، وقد تكلّم فيه البعض ، ووثّقه الأكثر منهم.

مات بالمدينة في شوّال سنة ثمان وتسعين ومائة(٢).

من مشايخ شيخنا المعظّم طاب ثراه من العامّة ، روى عنه موطّأ مالك كما صرّح بذلك هو في أوّل المناقب(٣) عنه [بلفظ : معن] وعن القعنبي(٤) عن(٥) يحيى بن يحيى من طريق محمّـد بن الحسن عن مالك بن أنس الأصبحي صاحب الموطّأ ، وقد قيل عنه : إنّه أوثق من رواه(٦).

معين الدين العجلي = أميركا بن أبي اللجيم.

المقدادي = الحسين بن أحمد.

المقري = محمّـد بن عليّ النيشابوري.

__________________

(١) في بحار الأنوار : معي ، وهو سهو.

(٢) وعليه فهو من مشايخ شيخنا بالواسطة ، ولم ينبّه على ذلك أحد ممّن وفّقنا لمراجعته.

(٣) مناقب آل أبي طالب ١ / ٧ [طبعة بيروت ١ / ٢١].

(٤) في المناقب: القعني.

(٥) ذهب في نظرة تنقيب : ١ (الخطّية) إلى أنّ الصحيح هو : وعن ...

ويحيى هذا مشترك بين اثنين كلاهما من رواة الموطّأ عنه ، أحدهما : نيسابوري توفيّ سنة ٢٢٦ هـ ، والآخر : أندلسي مات سنة ٢٣٤ هـ.

(٦) له ترجمة ضافية في كلّ من : طبقات الحفّاظ : ١٣٩ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٥٢ ، سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٠٤ ـ ٣٠٦ برقم (٩١) ، وغيرها.

  

مفيد العراق = محمّـد بن ناصر.

* المنتهى بن أبي زيد بن كبابكي(١) أبو الفضل الحسيني الجثي(٢) الجرجاني ، المتوفّى في القرن السادس الهجري.

وصفه الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل(٣) بكونه عالماً فقيهاً. وبعينه في رياض العلماء(٤).

وجاء ذكره في مهج الدعوات لابن طاوس(٥) ، قال : «وحدّث(٦) ـ أيضاً ـ الشيخ السعيد [السيّد] العالم التقي نجم الدين كمال الشرف ذو الحسبين في داره بجرجان في ذي الحجّة من سنة ٥٠٣ هـ».

__________________

(١) في خاتمة المستدرك : كيابكي الكجي ، وكذا في الأمل وفهرس الصدرية والإجازة الكبيرة : ٣٩٦ ، وفي الرياض : كيابكي ، وفي الطبقات : كيايكي ، وفي حاشيتها : كياي كي ، وفي بعض النسخ : كياكي ، ومعناها : كبير الكبراء. وغالب الاختلاف جاء من التعريب أو التصحيف.

(٢) كذا في المناقب بطبعاته ، وفي بحار الأنوار : الجبني ، وفي خاتمة المستدرك : الكجي ، ومثله في تعليقة الأفندي على أمل الآمل ، وكذا في رياض العلماء.

والغريب ما جاء في نظرة تنقيب من أنّ الصحيح : الحسيني ، وقال : «وهو الذي قد جاء في بعض نسخ المناقب» ولا وجه له ، إذ لا معنى للتكرار ، وقد جاء في خطّية المناقب المعتمدة : الجبتي.

(٣) أمل الآمل ٢ / ٣٢٦ برقم (١٠٠٦). ولاحظ تعليقة الميرزا عبد الله أفندي عليه : ٣٢١ برقم (١٠٠٦).

(٤) رياض العلماء ٥ / ٢١٨ ـ ٢١٩. وذكر طرقه وذريّته وقال : «ويروي عنه ابن شهرآشوب على ما يظهر من المناقب» ومثله في رسالة فهرس الصدريّة في الإجازات العليّة للهمداني ـ تلميذ الميرزا النوري ـ : ٤٤٢ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)] قال : «العالم الفقيه عن أبيه أبي زيد ...» ولاحظ ترجمة أبيه في رياض العلماء ٣ / ٢٢٩.

(٥) مهج الدعوات : ٢١٧.

(٦) في بعض نسخ المهج والمستدرك : (وجدت) بدلا من : (وحدّث).

  

ويُعدّ من مشايخ شيخنا ابن شهرآشوب ، حيث قد صرّح في أوّل المناقب(١) أنه روى بواسطة السيّد المرتضى الموسوي طاب ثراه مناقب ابن شاهين عنه.

كما وقد روى عنه أكثر كتب الشيخ الطوسي رحمه‌الله كما صرّح في المناقب(٢) ، قال : «سماعاً وقراءة ومناولة وإجازة بأكثر كتبه ورواياته».

كما وروى كتب الشريفين السيّدين المرتضى والرضي ورواياتهما ـ كما جاء في مشيخة المناقب(٣) أيضاً ـ عنه عن أبيه أبي زيد عنهما.

وقد سمع المنتهى بقراءة أبيه عليه أيضاً.

قال في المشيخة : «وروى السيّد المنتهى عن أبيه عن الشريف الرضيّ ...».

ونقل كلامهما شيخنا النوري في خاتمة المستدرك(٤).

وكذا شيخنا الطهراني في الطبقات(٥) ، وقال : «فصاحب الترجمة من تلاميذ الشيخ الطوسي الذين أدركوا هذه المائة ، مثل ولده أبي عليّ وأبي الوفاء عبد الجبّار المقري» ثمّ قال : «واسم والد أبي زيد : عبد الله بن عليّ كيايكي الذي كان تلميذ المرتضى والرضي»(٦).

__________________

(١) المناقب لابن شهرآشوب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٦ ـ ٢٧].

(٢) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٣].

(٣) المناقب ١ / ١٢ [طبعة بيروت ١ / ٣٣].

(٤) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٩١ [الطبعة الحجريّة ، وفي الطبعة المحقّقة ٣ (٢١) / ٩٠ ـ ٩١] ، وعدّه التاسع عشر من مشايخه مضيفاً إلى اسمه : السيّد الجليل ، ثمّ ذكر مشايخه وطرقه ، ومنه أخذ العنوان في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١١ والفوائد الرضويّة : ٥٦٨ وغيرهما.

(٥) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٣٠٩.

(٦) وجاء في إجازة الشهيد الثاني لوالد الشيخ البهائي رحمهما‌الله ـ كما في بحار الأنوار

  

المنتهى بن عبد الله = المنتهى بن أبي زيد.

* الموفّق بن أحمد بن أبي سعيد إسحاق بن المؤيّد المكّي الخوارزمي أبو المؤيّد وأبو محمّـد المعروف بـ : خطيب خوارزم وأخطب خوارزم.

كان فقيهاً أديباً له خطب وشعر حافظاً طايل الشهرة محدّثاً كثير الطرق ، وأصله من مكّة ، وقرأ الأدب على الزمخشري في خوارزم. مؤلّف كتاب مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وغيره.

يعدّ من مشايخ المصنّف رحمه‌الله من العامّة(١) ، حيث قال فى المشيخة(٢) : «وكاتبني الموفّق بن أحمد المكّي خطيب خوارزم بـ : الأربعين»(٣).

* المهدي بن أبي حرب نزار أبو جعفر القائني الحسيني(٤) المرعشي.

__________________

١٠٨ / ١٦٠ ـ إسناده للشيخ ابن شهرآشوب : «... عن السيّد المنتهى بن أبي زيد كيابكي الحسيني الجرجاني عن السيّد الرضي ...».

(١) في الغدير ٤ / ٤٠١ ـ ٤٠٢ ذكر شيخنا المصنّف من الرواة عنه ، وقال : «كما في المقابيس» ثمّ قال : «وكانت بينه وبين المترجم مكاتبة كما في أوّل مناقبه».

(٢) مناقب آل أبي طالب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣١].

(٣) لاحظ ترجمته في : بغية الوعاة : ٤٠١ ، إنباه الرواة ٣ / ٣٣٢ ، الأعلام ٨ / ٢٨٩ عن عدّة مصادر ، معجم المؤلّفين ١٣ / ٥٢ ، كشف الظنون : ٨١٥ ، هديّة العارفين ٢ / ٤٨٢ ، الغدير ١ / ١١٥ ، وكذا ٤ / ٣٩٨ ـ ٤٠٧ [الطبعة الثانية] عن عدّة مصادر ، وعدّ له (٣٥) شيخ رواية ، كما وقد أدرج جمعاً من تلامذته.

(٤) كذا في المناقب والطبقات والخاتمة وغيرها ، وفي البحار والخطّية المعتمدة من المناقب وغيرهما : الحسني، وهو سهو.

السيّد العالم العابد ، وهو شيخ الشيخ الطبرسي صاحب الإحتجاج. قال في أمل الآمل(١) : «كان عالماً فاضلا فقيهاً ورعاً ...».

ويعدّ من مشايخ المصنّف رحمه‌الله ، روى عنه كتاب أمالي الحاكم عن الحاكم النيسابوري كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٢).

ويروي كتاب الإبانة(٣) وكتاب اللوامع ـ كلاهما لأبي سعيد أحمد بن عبد الملك(٤) الخركوشي(٥) ـ كما صرّح بذلك أيضاً في المناقب(٦).

وهو من مشايخ صاحب الإحتجاج أيضاً(٧) ، ويروي عن ولد الشيخ الطوسي والحاكم الحسكاني وغيرهما ، ويروي عنه جمع.

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٣٢٧ برقم (١٠١٣).

(٢) المناقب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٧].

(٣) لم يذكر في ترجمة الخركوشي أنّ له كتاباً باسم الإبانة ، نعم الإبانة في الحديث لأبي نصر عبيد الله بن سعيد السجزي الوايلي المتوفّى سنة أربعين وأربعمائة تقريباً ، وهناك عدّة كتب بهذا الاسم متأخّرة غالباً عن زمان شيخنا المصنّف رحمه‌الله.

(٤) كذا ، والصحيح : أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان محمّـد بن إبراهيم النيسابوري الواعظ.

وتوفّي في جمادى الأولى سنة سبع وأربعمائة ، وقد حدّث عنه الحاكم ـ وهو أكبر منه ـ وجمع.

انظر عنه : تاريخ بغداد ١٠ / ٤٣٢ ، والأنساب ٥ / ٩٣ ـ ٩٤ ، وشذرات الذهب ٣ / ١٨٤ ، والمنتظم ٧ / ٢٧٩ ، وغيرها.

(٥) خَرْكوش : سكّة كبيرة بنيسابور ، كما في مراصد الاطلاع ١ / ٤٦١ ومعجم البلدان ٢ / ٣٦٠ ـ ٣٦١ وغيرهما.

(٦) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٢٩].

(٧) كما صرّح ابن شهرآشوب في مناقبه ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٧] وكذا الميرزا النوري في خاتمته وغيرهما.

عدّه في الطبقات(١) من مشايخ السروي المازندراني ، وقال : «ويظهر منه أنّ اسم أبي حرب : نزار ، وأنه قائني»(٢).

ناصح الدين الآمدي = عبد الواحد بن محمّـد.

نجيب الدين = محمّـد السوراوي.

النطنزي = محمّـد بن أحمد.

النقّاش = محمّـد بن الحسن.

النقيب المرتضى = السيّد حيدر بن محمّـد الحسيني.

نقيب الموصل = السيّد حيدر بن محمّـد الحسيني.

النيسابوري = الحسين بن عليّ.

النيسابوري = عبد الملك بن أبي عثمان.

النيسابوري = محمّـد بن عليّ.

النيسابوري = محمّـد بن الفضل الصاعدي.

النيسابوري = محمّـد بن الحسن الفتّال.

الواعظ = عبد الملك بن أبي عثمان محمّـد النيسابوري.

الواعظ النيسابوري = محمّـد بن الحسن.

الوكيل = أحمد بن عبد الله.

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة (الثقات العيون في سادس القرون) : ٣١٢ ـ ٣١٣.

(٢) لاحظ خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٣ / ٤٩٢ [الطبعة المحقّقة ٢١ / ٩٩] ، ومنه أخذ العنوان في مقدّمة بحار الأنوار ١ / ١١٢ ، والفوائد الرضويّة : ٥٦٩ ، والإجازة الكبيرة : ٣٩٧ ، وفهرس الصدريّة : ٤٤٣ [سلسلة ميراث حديث الشيعة (١١)] ، كذا في موسوعة طبقات الفقهاء ٦ / ٣٣٥ ـ ٣٣٦ برقم (٢٣٦٢) ، وغيرها.

  

* وهب بن منبّه بن كامل اليماني أبو عبد الله الأنباري(١).

يعدّ من الثالثة ، توفّي سنة بضعة عشرة(٢) ، ومولده في زمن عثمان سنة أربع وثلاثين ، ورحل وحجّ(٣) ، له كتاب المبتدأ ، نقل عنه ابن طاوس في فرج المهموم(٤).

وهو من مشايخ العامّة لشيخنا المصنّف طاب ثراه ، حيث روى كتاب المبتدأ ـ كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٥) ـ عنه عن(٦) أبي حذيفة ، قال : «حدّثنا القطيفي(٧) عن الثعلبي عن محمّـد بن الحسن الأزهري عن الحسن ابن محمّـد العبدي عن عبد المنعم بن إدريس عنهما»(٨).

وهو شيخه بالواسطة كما لا يخفى.

__________________

(١) في سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٤٤ : «الأبناوي اليماني الذماري الصنعاني أخو همام بن منبّه ومعقل بن منبّه وغيلان».

(٢) ذكر في تاريخ خليفة بن خيّاط : ٢٦٧ أنّه توفّي سنة عشر ومائة.

لاحظ : ميزان الاعتدال ٤ / ٣٥٢ ، ومعجم المؤلّفين ١٣ / ١٧٤ ، وغيرهما.

(٣) أقول : الذي أحتمله قويّاً بل أقطع به أنّ هنا سهواً في الطبعة ، إذ مع اختلاف الطبقة بل الطبقات لا يمكن رواية شيخنا عنه بلا واسطة ، بل لابدّ له من أكثر من واسطة ، والرجل من التابعين كما هو واضح ، ولم نجد شخصاً بهذا الاسم غيره.

(٤) فرج المهموم : ٢٨.

(٥) المناقب ١ / ٨ [طبعة بيروت ١ / ٢٤] ، وعنه في بحار الأنوار ١ / ٦٣.

(٦) في بحار الأنوار : (و) بدلا من (عن) ، وهو الظاهر ، ويؤيّده قوله في آخر الإسناد : عنهما.

(٧) كذا ، وقد سلف أنّ الصحيح هو : القطيعي.

(٨) تجد له ترجمة في غالب المعاجم الرجاليّة ، كـ : طبقات ابن سعد ٥ / ٥٤٣ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ٩٥ ، تهذيب التهذيب ٤ / ١٤٣ ، البداية والنهاية ٩ / ٢٧٦ ، شذرات الذهب ١ / ١٥٠ ، وعدّة مصادر غيرها جاءت في ذيل سير أعلام النبلاء ٤ / ٥٤٤ ـ ٥٥٧ برقم (٢١٩).

هبة الله بن الحسن الراوندي الشيخ السعيد(١) = سعيد بن هبة الله.

الشيخ هبة الله بن سعيد(٢) = سعيد بن هبة الله الراوندي.

* هبة الله بن عليّ بن محمّـد الشجري أبو السعادات القاضي ، المتوفّى سنة ٥٤٢ هـ ببغداد.

أجاز لشيخنا المصنّف رحمه‌الله أن يروي كتابه : الفضائل كما صرّح بذلك في المناقب(٣) ، قال : «وروى لي القاضي أبو السعادات(٤) الفضائل ...».

الهمداني = الحسن بن أحمد بن الحسن الهيثم الشاشي.

* الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل الشاشي التركي أبو سعيد.

صاحب المسند الكبير ، توفّي في سمرقند في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة(٥).

يُعدّ من مشايخ العامّة للشيخ ابن شهرآشوب ، حيث صرّح في أوّل

__________________

(١) جاء مغلوطاً في كتاب سعد السعود لابن طاوس كما نبّه عليه في رياض العلماء ٥ / ٣١٠.

(٢) كذا هنا سها السيّد ابن طاوس في كتابه سعد السعود لو لم يكن من النسّاخ.

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣١] ، وعنه في بحار الأنوار ١ / ٦٧.

(٤) قال في رياض العلماء ٥ / ٤٥٩ في كنية أبي السعادات : «وهي كنية جماعة ، أشهرهم : الشيخ أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر الإصفهاني ، ومنهم : الشريف أبو السعادات هبة الله ابن الشجري».

(٥) ولا أعلم على هذا كيف يكون شيخاً لشيخنا بلا واسطة؟! فتدبّر.

  

مشيخة المناقب(١) أنّه روى كتاب المحاضرات من باب المفردات(٢) عنه عن القاضي غزيري(٣) عن أبي بكر بن عليّ الخزاعي عن أبي القاسم [القسم] الراغب الإصفهاني الحسين بن محمّـد بن الفضل(٤).

* يحيى بن سعدون بن تمّام بن محمّـد الأزدي القرطبي (القرطي) (٥) أبو بكر يلقّب بـ : صائن الدين (٤٨٦ ـ ٥٦٧ هـ).

عالم باللّغة والقراءات والحديث ، وله شعر ، وقد ولد في قرطبة ، وتعلّم بمصر وبغداد ، وأقام بدمشق ، ثمّ استوطن الموصل وتوفّي بها(٦). وقيل عنه : ثقة متقن بارع في العربية.

__________________

(١) المناقب ١ / ١٠ [طبعة بيروت ١ / ٣٠].

(٢) كذا بنصّه في المناقب المطبوع بطبعاته المكرّرة ، وجاء في النسخة الخطّية المعتمدة من المناقب : وكتاب المفردات ، وهو الظاهر عطفاً على المحاضرات.

وعلّق شيخنا العلاّمة الأميني رحمه‌الله هنا في رسالته نظرة تنقيب صفحة : ٦ بما نصّه ـ تعليقاً على قول صاحب المناقب : إسناد المحاضرات من باب المفردات ـ : «هذا الإسناد باطل بالمرّة ؛ إذ الراغب الإصفهاني صاحب المحاضرات والمفردات من رجال طبقة مشايخ ابن شهرآشوب وقد توفّي سنة ٥٠٢ وأدركه ابن شهرآشوب ردهة من حياته ، فما معنى الوسائط الأربع بينهما تبدأ بالحافظ الهيثم الشاشي المتوفّى سنة ٣٣٥ إلى ... [كلمة مطموسة في الأصل] مشايخه رجال القرون الأولى؟!».

(٣) كذا في المناقب بطبعاته الأربعة ، وفي الخطّية المعتمدة منه : عزيزي ، وفي بحار الأنوار : القاضي بزي.

(٤) ترجمه الذهبي مجملا في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٥٩ برقم (١٨٣) ، وله في شذرات الذهب ٢ / ٣٤٢ وطبقات الحفّاظ : ٣٥١ وتذكرة الحفّاظ ٣ / ٨٤٨ ـ ٨٤٩ وغيرها ترجمة وافية ، فراجع.

(٥) كذا في المناقب وعنه في البحار ، والظاهر ما أثبتناه ، حيث هي مسقط رأسه.

(٦) كما قاله في وفيات الأعيان ٢ / ٢٢٦ وبغية الوعاة : ٤١٢ ومرآة الجنان ٣ / ٣٨٠ ، والأعلام ٩ / ١٨١ عن عدّة مصادر ، وكذا سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٦ ـ ٥٤٨ برقم ٣٤٩ عن عدّة مصادر.

  

قال ابن شهرآشوب في المناقب(١) : «وكثيراً ما أسند إلى ...» وعدّ جمعاً ، وقال : «ويحيى بن سعدون القرطي(٢) ... وأشباههم».

ثمّ كرّر ذكره(٣) في أسانيده إلى التفاسير والمعاني ، حيث عدّ منهم القرطبي.

يحيى(٤) بن عبد الله المروزي = الحسين بن عبد الله المروزي.

اليماني = وهب بن منبّه.

* يوسف بن آدم بن محمّـد بن آدم أبو يعقوب المراغي الدمشقي المحدّث (٥١١ ـ ٥٦٩ هـ).

سمع منه جمع ، وحدّث ببغداد ودمشق ونصيبين(٥).

وهو من مشايخ العامّة لشيخنا المصنّف طاب ثراه كما صرّح بذلك في أوّل المناقب(٦) ، حيث روى عنه كتاب الفضائل للزعفراني محمّـد بن الصباح(٧) مسنداً له.

__________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣٢].

(٢) كذا ، والصواب : القرطبي ، كما سلف.

(٣) مناقب آل أبي طالب ١ / ١١ [طبعة بيروت ١ / ٣٣].

(٤) كذا جاء في خطّية المناقب المعتمدة.

(٥) كما حكاه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٩٠ ـ ٥٩١ برقم (٣٧١) ، ونقله محقّقه عن عدّة مصادر.

(٦) مناقب آل أبي طالب ١ / ٩ [طبعة بيروت ١ / ٢٦].

(٧) كذا ، والظاهر أنّ اسمه : الحسن بن محمّد بن الصباح أبو علي الزعفراني صاحب التصانيف المتعدّدة (المتوفّى سنة ٢٦٠ هـ) ، لاحظ عنه : سير أعلام النبلاء ١٢/٢٦٢ برقم (١٠٠) عن عدّة مصادر وغيره ، ولم نجد من ذكر له هذا الكتاب.

  

اليهيني = محمّـد أبو الفضائل.

* * *

وبعد هذه الجولة السريعة للمّ بعض ما حصلنا عليه في هذه العجالة من رجالات مشيخة شيخ الشيوخ بل شيخ الطائفة الشيخ ابن شهرآشوب المازندراني رحمه‌الله ، وهي ـ كما قلنا ـ وريقة من المقدّمة المفصّلة التى ستطبع ـ بإذن الله ـ عن حياة هذا الرجل العظيم فى مقدّمة كتاب مثالب النواصب إن ساعد الرّب المتعال في مرافقة التوفيق في الحال ، وذلك فضل من الله سبحانه المنعم المفضال ، بأن أخذ بيدنا لإحياء مثل هذا الأثر العظيم والسفر الثمين والكتاب الذي لا نعرف له نظير

وعليه نتوكّل وبه نعتصم في عموم الأحوال وعلى كلِّ حال ، فإنّه لايخيب من أمّله ولا يخسر من استجار به.

ونسأله سبحانه وتعالى إكمال التوفيق بتوفيق الإكمال ، وأن يديم نعمه علينا كما عوّدنا من قبل عليها في جميع الأحوال ، بحقّ آل الله الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين ، إنّه وليّ الإجابة قدير ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

وفى النهاية ؛ لنا نداء :

المرجوّ من المحقّقين وأبناء البحث والولاء والمهتمّين بشؤون التراث والأعلام إرشاد كاتب المقالة هذه عن نسخة خطّية ثالثة إن وجدت عن كتاب مثالب النواصب ، حيث الموجود فعلاً منها هو :

  

ألف : نسخة صاحب العبقات رضوان الله عليه في الهند ، تاريخ نسخها ٨٤٥ هـ ، في ٣٧٥ صفحة.

ب : نسخة مكتبة مدرسة سپهسالار (رديف دفتر ١٨٤١ قفسه ٣٨ طبقة ٣ رديف ١٤) في ٣٥٩ صفحة ، تعرّض لها في فهرست المكتبة ٥ / ٤٨٩ ـ ٥٠٠.

ولا نعرف غيرهما ، وهما متحدان في النقص والتشويش والسقط والغلط. وقد كتبت إحداهما على الأُخرى ، وقد فصّلنا الحديث عنهما في مدخل الكتاب (مدارج التحقيق وعملنا في الكتاب) ، فمن عرف للكتاب نسخة ثالثة ـ أو قُل ثانية ـ فيمنّ علينا بإرشادنا إلى محلّها وله منّا الشكر العميم ومن الباري عزّ اسمه الأجر الجزيل.

كما نمدّ يد الاستعطاف والرجاء في تحصيل نسخة من كتاب للمصنّف طاب ثراه باسم الأسباب والنزول ، حيث جاء اسمه والإحالة عليه في مقدّمة مشيخة المصنّف رحمه‌الله في كتابه مناقب آل ابي طالب عند ذكره طرقه إلى كتب التفسير حسب ما نقلنا عنه هنا في أوّل البحث.

قم ـ عبد المهدي الإثنا عشري

 

 

النظرية التفسيرية

في المدرسة الإمامية

(٢)

السـيّد زهير الأعرجي

لقد تعرضنا في القسم الأوّل من هذا البحث إلى النظرية التفسيرية في المدرسة الإمامية ودور الإمام علي عليه‌السلام وأئمّة أهل البيت عليهم‌السلام في جمع القرآن وتفسيره وتبيين علومه ، وتناول البحث كذلك النظرية التفسيرية في المدرسة الإمامية منذ القرن الأوّل وحتّى القرن الثالث الهجري ، ونواصل البحث هنا ...

٤ ـ مدرسة القرن الرابع الهجري :

تميّز هذا القرن بغزارة الإنتاج فيما يتعلّق بتفسير القرآن ، فقد كتب في تفسير القرآن : عليّ بن إبراهيم القمّي ، ومحمّد بن مسعود العيّاشي ، وابن أبي الثلج ، وابن الحجّام ، وابن عقدة ، وابن الوليد ، وابن فرات الكوفي ، ومحمّد بن إبراهيم النعماني ، والشيخ الصدوق. إلاّ أنّ هذا الإنتاج تميّز بميزتين :

الأولى : إنّ الكتب التفسيرية الرئيسية التي وصلتنا قد مسّتها يد التلاعب ـ بقصد أو دون قصد ـ فأضعفت من قيمتها العلمية ، خصوصاً وإنّ تلك التفاسير كانت مبنيّة أساساً على التفسير الروائي الذي يكون فيه السند

 

عنصر أساسي لمعرفة قيمة الكتاب ، فقد حُذفت أسانيد تفسير العيّاشي من قبل الناسخ ، بينما نُسب إلى القمّي تفسير ليس من تصنيفه وهو تفسير عليّ ابن إبراهيم.

الثانية : إنّ التفاسير الأُخرى التي كتبت ونعتقد بصحّة نسبتها إلى مصنّفيها لم تصلنا بصورتها المستقلّة.

أ ـ تفاسير القرن الرابع التي وصلتنا :

١ ـ تفسير عليّ بن إبراهيم :

عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّي (ت بعد سنة ٣٠٧ هـ) وكتابه تفسير القمّي ويطلق عليه أيضاً تفسير عليّ بن إبراهيم. والمصنّف ثقة ، بل يعدُّ من أجلّ الرواة الشيعة الذين عاشوا في عصر الإمام العسكري عليه‌السلام ، وقد روى عنه محمّد بن يعقوب الكليني ، وحكى الشيخ النجاشي (ت ٤٥٠ هـ) والشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ) أنّه أوّل من نشر أحاديث الكوفيّين في مدينة قم(١) ، وكان أبوه إبراهيم بن هاشم شيخ القمّيّين ووجههم ، وروى الصدوق (ت ٣٨١ هـ) في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام عن حمزة بن محمّد بن أحمد عن عليّ بن إبراهيم(٢).

ومنهج الكتاب هو تفسير الآيات القرآنية تفسيراً مزجياً ، ومن ذلك تفسيره الآيات ١٠٩ ـ ١٢٠ من سورة المائدة فيقول : «وقوله : (إِذْ قَالَ الله يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ ـ إلى قوله ـ وَاشْهَدْ

__________________

(١) رجال النجاشي : ٦ رقم ١٨ ، الفهرس ـ للطوسي ـ : ٣٥ رقم ٦.

(٢) تفسير القمي ١ / ١٠ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ / ١٧٠ ح ٢٤ و ٢٢٦ ح ١٣ ، و ٢ / ٢٦٢ ح ٤٣ و ٢٦٤ ح ٤٧.

  

بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) (١) فإنّه محكم ، وأمّا قوله : (إِذْ قَالَ الْحَوارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّماءِ) (٢) قال عيسى : (اتَّقُوا الله إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ) (٣). قالوا كما حكى الله : (قَالُوا نُرِيدُ أَن نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ) (٤). فقال عيسى : (اللّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لاَِوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (٥). فقال الله احتجاجاً عليهم : (إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ) (٦). فكانت تنـزل المائدة عليهم فيجتمعون عليها ويأكلون حتّى يشبعون ثمّ ترفع ، فقال كبراؤهم ومترفوهم : لا ندع سفلتنا يأكلون منها ، فرفع الله المائدة ومسخوا قردة وخنازير. قوله : (وَإِذْ قَالَ الله يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلهَيْنِ مِن دُونِ الله) (٧) فلفظ الآية ماض ومعناه مستقبل ، ولم يقله بعد وسيقوله. وذلك أنّ النصارى زعموا أنّ عيسى قال لهم : اتّخذوني وأمّي إلهين من دون الله ، فإذا كان يوم القيامة يجمع الله بين النصارى وبين عيسى بن مريم فيقول له : أأنت قلت لهم ما يدّعون عليك : اتّخذوني وأمي إلهين؟ فيقول عيسى : (سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ١١٠ ـ ١١١.

(٢) سورة المائدة ٥ : ١١٢.

(٣) سورة المائدة ٥ : ١١٢.

(٤) سورة المائدة ٥ : ١١٣.

(٥) سورة المائدة ٥ : ١١٤.

(٦) سورة المائدة ٥ : ١١٥.

(٧) سورة المائدة ٥ : ١١٦.

  

لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ـ إلى قوله ـ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء شَهيدٌ) (١). والدليل على أنّ عيسى لم يقل لهم ذلك قوله : (هذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) (٢)»(٣).

وتفسير عليّ بن إبراهيم من أشهر تفاسير المدرسة الإمامية وأقدمها ، فرواياته مرويّة عن الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام مع قلّة الوسائط والأسانيد. وعاش مصنّفه زمن الإمام العسكريّ عليه‌السلام ، وأبوه الذي روى تلك الأخبار لابنه كان من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام ، والكتاب يتكفّل ببيان الآيات القرآنية بتوجيه من أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام.

والسؤال الذي طرحه الفقهاء لاحقاً هل أنّ الكتاب الموجود بين أيدينا هو نفسه تفسير عليّ بن إبراهيم أم أنّه كتاب آخر منسوب إليه؟

والتحقيق أنّ التفسير الموجود لدينا اليوم والموسوم بـ : تفسير القمّي هو ليس التفسير الأصلي لعليّ بن إبراهيم ، بل هو كتاب أبي الفضل تلميذ عليّ بن إبراهيم ، وذلك للقرائن التالية :

١ ـ خلوّ تفسير عليّ بن إبراهيم من روايات الأئمّة عليهم‌السلام دفع بتلميذه أبي الفضل إلى إدخال بعض الروايات المرويّة عن الإمام الباقر عليه‌السلام التي أملاها على أبي الجارود ، ثمّ أضاف روايات أخر عن سائر مشايخه ممّا يتعلّق بتفسير الآية ويناسب ذكرها في ذيلها ولم تكن موجودة في تفسير عليّ بن إبراهيم. وقد التفت إلى ذلك العلاّمة آغا بزرك الطهراني فقال في الذريعة :

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ١١٦ ـ ١١٧.

(٢) سورة المائدة ٥ : ١١٩.

(٣) تفسير القمي ١ / ١٩٠.

  

«وبالجملة يظهر من هذا الجامع أنّ بناءه على أن يفصّل ويميّز بين روايات علي بن إبراهيم وروايات تفسير أبي الجارود بحيث لا يشتبه الأمر على الناظرين في الكتاب ... وإنّما يعرف طبقة أبي الفضل ومقدار معلوماته عن مشايخه ومرويّاته ، وإلاّ فلم يوجد لأبي الفضل العبّاس هذا ذكر في الأصول الرجالية»(١).

٢ ـ اجتهاد أبي الفضل في إضافة روايات جديدة إلى متن الكتاب خصوصاً من أبي الجارود قد أفقد الكتاب أهمّيّته التأريخية والتفسيرية ، ذلك أنّ عليّ بن إبراهيم ثقة جليل يركن إليه في الرواية ، أمّا أبو الفضل فهو على أدنى الاحتمالات مجهول في الأصول الرجالية ، ولذلك قيل : «إنّ هذا التفسير منسوب إليه [أي إلى علي بن إبراهيم] من غير أن يكون من صنعه ، وإنّما هو تلفيق من إملاءاته على تلميذه أبي الفضل عبّاس بن محمّد العلويّ وقسط وافر من تفسير أبي الجارود ، وزياد بن منذر ، ضمّه إليها أبو الفضل وأكمله بروايات من عنده ، كما وضع له مقدّمة وأورد فيها مختصراً من روايات منسوبة إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام في صنوف آي القرآن»(٢).

٣ ـ بعض الروايات في الكتاب مرويّة بواسطة أو بواسطتين إلى إبراهيم بن هاشم ، مثلاً روى في ص ٣٤٢ هكذا : «حدّثنا أبو العبّاس قال : حدّثنا محمّد بن أحمد قال : حدّثنا إبراهيم بن هاشم عن النوفلي عن السكوني» ، فكيف إذن ينسب الكتاب إلى علي بن ابراهيم؟!

٤ ـ إنّ في مقدّمة الكتاب أقوالاً بتحريف القرآن ، وفي عرض الكتاب نقل أخباراً تشتمل على الغلوّ والوهن.

__________________

(١) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٤ / ٣٠٥.

(٢) صيانة القرآن من التحريف : ١٨٧.

  

وقيل : إنّ جمع الأخبار الضعيفة مع المسندة لا يدلُّ على القبول بحجيّتها ولا يدلُّ على اعتقاده بما رواه أبو الفضل.

ويُردُّ على ذلك أنّ أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام قد وضعوا طريقاً للأخذ بالروايات الصحيحة المسندة خصوصاً في فضائل القرآن والتمسّك بأهل البيت عليهم‌السلام والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والتحريف والتأويل ، ولا يمكن الخروج عن تلك الأصول والقواعد.

وزبدة الكلام أنّ عليّ بن إبراهيم من أجلّ الرواة الشيعة وأوثقهم في عصر الإمام العسكريّ عليه‌السلام ، إلاّ أنّ كتاب تفسير القمّي أو تفسير عليّ بن إبراهيم الموجود بين أيدينا حاليّاً منسوب إلى عليّ بن إبراهيم وليس من تصنيفه ، ولذلك لم يأخذ أغلب الفقهاء في المدرسة الإمامية بذلك الكتاب.

٢ ـ تفسير العيّاشي :

والمصنّف هو أبو النضر محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي السمرقندي (من أعلام القرن الرابع الهجري) ، وتفسيره معروف بـ : تفسير العيّاشي ، ومن المحتمل أنّه توفّي سنة ٣٢٠ هـ ، وهو من مشايخ الكشّي ومن طبقة ثقة الإسلام الكليني (ت ٣٢٩ هـ) ، ويروي كتبه عنه ولده جعفر بن محمّد بن مسعود.

أثنى عليه ابن النديم وقال : «هو من فقهاء الشيعة الإمامية ، أوحد دهره وزمانه في غزارة العلم ، ولكتبه بنواحي خراسان شأن من الشأن ...»(١).

__________________

(١) الفهرس ـ لابن النديم ـ : ٢٤٥.

  

وذكره ابن داود في رجاله ، فقال : «هو ثقة صدوق غير أنّه يروي عن الضعفاء ، كان عامّيّاً فاستبصر. قيل : إنّه أنفق في العلم تركة أبيه وهي ثلاثمائة ألف دينار ، وكانت داره كالمدرسة للمشتغلين ، صنّف أكثر من مائتي كتاب»(١).

قال صاحب الروضات : «[للعيّاشي] كتاب التفسير المشهور الذي هو على مذاق الأخبار بل التنـزيل على فضائل أهل البيت الأطهار ، أشبه شيء بـ : تفسير علي بن إبراهيم وتفسير فرات المشهورين»(٢).

وقال النجاشي في حقّه : «يروي عن الضعفاء كثيراً»(٣).

والكتاب الموجود لدينا اليوم محذوف الأسانيد. ولم يصل هذا التفسير إلى يد العلاّمة المجلسي (ت ١١١١ هـ) ومعاصريه إلاّ وقد حذفت الأسانيد من نصفه الأوّل. كُتب في بداية ذلك النصف ما يلي : «الحمد لله على إفضاله والصلاة على محمّد وآله ، وقال العبد الفقير إلى رحمة الله : إنّي نظرت في التفسير الذي صنّفه أبو النضر محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي بإسناده ، ورغبت إلى هذا وطلبتُ من عنده سماعاً من المصنّف أو غيره ، فلم أجد في ديارنا من كان عنده سماع أو إجازة منه ، حذفتُ منه الإسناد وكتبتُ الباقي على وجهه ، ليكونَ أسهل على الكاتب والناظر فيه ، فإن وجدتُ بعد ذلك من عنده سماع أو إجازة من المصنّف اتّبعت الأسانيد وكتبتها على ما ذكره المصنّف ، أسأل الله تعالى التوفيق لإتمامه ، وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه أُنيب»(٤).

__________________

(١) رجال ابن داود : ٣٣٥.

(٢) روضات الجنّات : ٥٣٠. الطبعة الثانية.

(٣) رجال النجاشي : ٣٥.

(٤) تفسير العيّاشي : ٢.

  

وبذلك أصبحت الروايات المرويّة في تفسير العيّاشي مراسيل لا نعلم طبيعة سندها ، خصوصاً وأنّ كثرة روايته عن الضعفاء توجب تقوية احتمال كون الأسانيد المحذوفة مشتملة على الضعفاء.

وأثار ذلك نقاشاً حادّاً بين علماء الإمامية ، فقد أشار المجلسي في بداية كتابه بحار الأنوار إلى ذلك قائلاً : «وكتاب التفسير لمحمّد بن مسعود السلمي المعروف بالعيّاشي الشيخ الثقة الراوية للأخبار ، روى عنه الطبرسي وغيره ، ورأينا منه نسختين قديمتين ، وعدّ في كتب الرجال من كتبه ، لكن بعض الناسخين حذف أسانيده للاختصار وذكر في أوّله عذراً أشنع من جرمه»(١).

وعرض الشيخ المامقاني قدس‌سره موضوع الجرح والتعديل فقال : «قيل : إنّ بعض شرّاح التهذيب والاستبصار ـ والظاهر أنّه الشيخ المحقّق محمّد نجل الشهيد الثاني رضي‌الله‌عنه ـ قدح في توثيق العيّاشي بكونه في أوّل أمره عامّيّاً فلا يعلم أنّ الجرح والتعديل للرجال الذي ينسب إليه هل كان قبل التبصّر أو بعده»(٢).

وردّ الشيخ التستري في قاموس الرجال : «لو كان نقل خبراً عامّيّاً يكون معلوماً ولا مجال للالتباس»(٣).

ثمّ قال المامقاني : «هو تبصّرَ وعادَ إلينا ، وكان حديث السنّ ، ومن تبصّر وكان له سعة بقاء مدّة بعد الاستبصار والثقة فلا إشكال ، لأنّ وثاقته المتأخّرة تمنعه من إبقاء شيء من الكذب أو نحوه ممّا لا يجوز روايته ، ولا

__________________

(١) بحار الأنوار ١ / ٨ ، ٢٨.

(٢) رجال المامقاني (تنقيح المقال) ٣ / ١٨٣.

(٣) قاموس الرجال ٨ / ٣٧٧.

  

أقلّ من التنبيه إجمالاً على حال رواياته السابقة ، فإنّ سكوته يورث القطع بصحّة ما أسبقه وموافقته لعقيدته في زمان استبصاره وثقته»(١).

ومنهجه في التفسير هو أنّه يذكر في ذيل كلّ سورة من سور القرآن الروايات المروية عن أهل البيت عليهم‌السلام التي يؤيّد تفسيرها.

ومن المناسب هنا أن نعرض نموذجاً لتفسيره ، ففي تفسير قوله تعالى : (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ) (٢) من سورة آل عمران وبعد أن يعرض أحد عشر حديثاً في ذلك يقول :

«... ١٢ ـ عن زرارة قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : من داوم على صلاة الليل والوتر واستغفر الله في كلِّ وتر سبعين مرّة ثمّ واظب على ذلك سنة كتب من المستغفرين بالأسحار.

١٣ ـ عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قول الله تبارك وتعالى : (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأسْحَارِ) (٣) ، قال : استغفر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في وتره سبعين مرّة.

١٤ ـ عن عمر عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من قال في آخر الوتر في السحر : استغفر الله وأتوب إليه ، سبعين مرّة ودام على ذلك سنة كتبه الله من المستغفرين بالأسحار.

١٥ ـ وفي رواية أُخرى عنه : وجبت له المغفرة»(٤).

والنسخة المطبوعة تبدأ بتفسير سورة الحمد حتّى سورة الكهف ، أي

__________________

(١) رجال المامقاني (تنقيح المقال) ٣ / ١٨٣.

(٢) سورة آل عمران ٣ : ١٧.

(٣) سورة آل عمران ٣ : ١٧.

(٤) تفسير العيّاشي ١ / ١٦٥.

  

نصف القرآن ، والنصف الآخر مفقود. وقد قدم له مقدّمة روائيّة عن فضائل القرآن (١٨ رواية) ، وترك الرواية التي تخالف القرآن (٧ روايات) ، وفيما أنزل القرآن (٦ روايات) ، وتفسير الناسخ والمنسوخ والظاهر والباطن والمحكم والمتشابه (١١ رواية) ، وما عنى به الأئمّة من القرآن (٨ روايات) ، وعلم الأئمّة بالتأويل (١٣ رواية) ، وفيمن فسّر القرآن برأيه (٦ روايات) ، وكراهيّة الجدل في القرآن (٤ روايات).

وزبدة الكلام أنّ هذا التفسير من التفاسير القيّمة في المدرسة الإمامية ، ومصنّفه ثقة من أعيان علماء الشيعة في القرن الرابع ، إلاّ أنّ حذف الأسانيد من قبل (العبد الفقير إلى رحمة الله) وشبهة كون المصنّف ينقل عن الضعفاء وعدم اكتماله قد قلّل من القيمة العلمية لهذا الكتاب المتميّز.

٣ ـ تفسير فرات الكوفي :

تفسير فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي (ربّما توفّي في أوائل القرن الرابع) ، وهو تفسير مقتصر على الروايات عن الأئمّة الهداة عليهم‌السلام ، وقد أكثر فيه من الرواية عن الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي الذي كان من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي عليهم‌السلام.

يقول الشيخ آغا بزرك : «وقد شارك أخاه الحسن في رواية الكتب الثلاثين ، كما شاركه ابنه أحمد بن الحسين في الرواية عن جميع شيوخ أبيه ، وكذلك أكثر فيه من الرواية عن جعفر بن محمّد بن مالك البزّاز الفـزاري الكوفي (ت حدود سنة ٣٠٠ هـ) ... وكذلك أكثر من الرواية عن عبيد بن كثير العامري الكوفي (ت ٢٩٤ هـ) ... وقد ذكر لكلِّ من هؤلاء مشايخ كثيرة وأسانيد عديدة ، وكذلك يروي فيه عن سائر مشايخه البالغين

 

إلى نيف ومائة كلّهم من رواة أحاديثنا بطرقهم المسندة إلى الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، وليس لأكثرهم ذكر ولا ترجمة في أصولنا الرجالية ، ولكن مع الأسف أنّه عمد بعضٌ إلى إسقاط أكثر تلك الأسانيد واكتفى بقوله مثلاً : (فرات عن حسين بن سعيد معنعناً عن فلان) وهكذا في غالب الأسانيد ، فأشار بقوله : معنعناً ، إلى أنّ الرواية التي ذكرها فرات كانت مسندة معنعنة وإنّما تركتها للاختصار. ويروي التفسير عن فرات والد الشيخ الصدوق ، وهو أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه (ت ٣٢٩ هـ) ، كما أنّه يروي والد الصدوق أيضاً عن علي بن إبراهيم المفسّر القمّي (ت بعد ٣٠٧ هـ) ، ولعلّ فرات أيضاً بقي إلى حدود تلك السنة ، وأمّا الشيخ الصدوق فيروي في كتبه عنه كثيراً إمّا بواسطة والده أو بواسطة شيخه الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي ، وكما يروي الهاشمي هذا عن فرات كذلك يروي عن والد أبي قيراط جعفر بن محمّد (ت ٣٠٨ هـ) فيقوّي احتمال أنّ فرات أيضاً أدرك أوائل المائة الرابعة كوالد أبي قيراط».

أوّل الكتاب : الحمد لله غافر الذنوب وكاشف الكروب وعالم الغيوب والمطّلع على أسرار القلوب.

واعتمد على هذا الكتاب من القدماء بعد الصدوقين الشيخ الحاكم أبو القاسم الحسكاني ، فينقل عن هذا التفسير في كتابه شواهد التنزيل ، وينقل عنه غياث بن إبراهيم في تفسيره ، وهو من منابع كتاب البحار. قال العلاّمة المجلسي في أوّله : وتفسير فرات وإن لم يتعرّض الأصحاب لمؤلّفه بمدح ولا قدح لكن كون أخباره موافقاً لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها ممّا يعطي الوثوق بمؤلّفه وحسن الظنّ به»(١).

__________________

(١) الذريعة ٤ / ٢٩٨.

  

ولكن إسقاط أسانيد الروايات كان قد أفقد هذا الكتاب ميزته العلمية ، فأصبحت الروايات مراسيل لا نعلم طبيعة سندها.

ب ـ تفاسير القرن الرابع التي لم تصلنا :

١ ـ تفسير ابن أبي الثلج ، وهو أبو بكر محمّد بن أحمد (ت ٣٢٥ هـ) ، ذكره ابن النديم(١).

٢ ـ تفسير ابن الحجّام ، وهو أبو عبد الله البزّاز محمّد بن العبّاس بن علي بن مروان بن ماهيار المعروف بابن الحجّام ، وسنة وفاته غير معروفة إلاّ أنّ المعروف في علم الرجال أنّ التلعكبري سمع منه سنة ٣٢٨ هـ. كان كثير التأليف في علوم القرآن ، ومن تصانيفه : كتاب التفسير الكبير ، والناسخ والمنسوخ ، وكتاب قراءة أمير المؤمنين عليه‌السلام. قال صاحب الذريعة : «هو [التفسير الكبير] الذي عبّر عنه النجاشي بقوله : كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت عليهم‌السلام. ثمّ قال : وقال جماعة من أصحابنا : إنّه كتاب لم يصنّف في معناه مثله ، وقيل : إنّه ألف ورقة. ويبدو أنّ المصنّف ينقل عن الكليني ، ويكثر من النقل عن كتاب القراءات للسيّاري. وهذا التفسير كان موجوداً عند السيّد عليّ بن طاووس (ت ٦٦٤ هـ) وينقل عنه كثيراً في تصانيفه. ووصفه في سعد السعود بقوله : تفسير القرآن وتأويله وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ... بروايات الصادقين عليهم‌السلام»(٢).

٣ ـ تفسير ابن عقدة ، وهو أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عُقدة الزيدي الجارودي (ت ٣٣٣ هـ). قال الشيخ النجاشي

__________________

(١) الفهرس ـ لابن النديم ـ : ٥١.

(٢) الذريعة ٤ / ٢٤١.

  

بعدما ذكر مصنّفاته التي رواها عن جمع من مشايخه عنه : «ورأيتُ له كتاب تفسير القرآن وهو كتاب حسن ، وما رأيتُ أحداً ممّن حدّثنا عنه ذكره»(١).

بقي هذا التفسير إلى زمان السيّد ابن طاووس (ت ٦٦٤ هـ) حيث نقل عنه في رسالته في محاسبة النفس ، ولكن الكتاب فُقد فلم نرَ له أثراً بعد ذلك.

٤ ـ تفسير ابن الوليد ، وهو أبو جعفر محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد شيخ القمّيّين (ت ٣٤٣ هـ). كان من مشايخ الشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه (ت ٣٨١ هـ) ، ويروي النجاشي تفسيره عنه بواسطة واحدة.

٥ ـ تفسير الصدوق ، للشيخ أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي (ت ٣٨١ هـ) ، وهو تفسير كبير ذكره النجاشي في رجاله.

٦ ـ ولعليّ بن إبراهيم القمّي (ت بعد سنة ٣٠٧ هـ) كتب أُخرى في القرآن الكريم ، منها : كتاب في الناسخ والمنسوخ ، وكتاب اختيار القرآن ، إلاّ أنّها لم تصل إلينا.

٧ ـ تفسير النعماني ، لأبي عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني تلميذ ثقة الإسلام الكليني (ت ٣٢٩ هـ) وشريك الصفواني. قال الشيخ الحرّ : إنّي قد رأيت قطعة من تفسيره. ولعلّ مراده من القطعة هي الروايات المبسوطة التي رواها النعماني بإسناده إلى الإمام الصادق عليه‌السلام وجعلها مقدّمة تفسيره ، وهي التي دوّنت مفردة مع خطبة

__________________

(١) رجال النجاشي : ٩٥ رقم ٢٣٣.

  

مختصرة وتسمّى بـ : المحكم والمتشابه(١).

عنى مصنّفه ببيان الآيات القرآنية وفق المنهج الروائي الإمامي وأضاف إليه مباحث أصولية من قبيل مباحث الألفاظ.

٥ ـ مدرسة القرن الخامس الهجري :

ويحمل هذا القرن ملامح التأسيس لعلوم الإسلام خصوصاً في الفقه والأصول وعلوم القرآن. وقد شهدت تلك الفترة بروز علماء من الطراز الأوّل كالشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ) والشيخ الطوسي (ت ٤٦٠ هـ). ولا شكّ أنّ الجهد الذي بذله الشيخ الطوسي في إصدار تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن كان محاولة رائدة على مستوى الطائفة لإخراج تفسير شامل متكامل اعتمد فيه على المتواتر من أخبار أئمّة الهدى عليهم‌السلام.

الشيخ المفيد وتفسيره :

والشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان (ت ٤١٣ هـ) لم يكتب تفسيراً للقرآن الكريم ، ولكن ما حرّره في بحوثه العقائدية والتاريخية والفقهية قد جُمع لاحقاً في كتاب سُمّي بـ : تفسير الشيخ المفيد.

جُمعت المباحث التفسيرية في هذا الكتاب طبقاً لتسلسل القرآن الكريم بدءً بسورة الفاتحة ، ولكن المحور في التفسير كان ردّ الشبهات المتداولة حول موضوع الآيات ، وقد اعتمد الشيخ المفيد في تفسيره على تفسير القرآن بالقرآن ، وتفسير القرآن بالسنّة وبضمنها الروايات المروية عن

__________________

(١) الذريعة ٤ / ٣١٨.

  

أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، وعلى الشواهد الأدبية والمعاني اللغوية ، وتجنّب التفسير بالرأي ، ولم يأخذ بأخبار الضعفاء أو الغلاة في المباني الاعتقادية.

وأهمّ ما يميّز منهجية الشيخ المفيد قدس‌سره هو تفسير القرآن بالقرآن ، أي الاعتماد في تفسير النصّ القرآني على نصوص قرآنية أُخرى ، ففي موضع الاستطاعة مثلاً في تفسير قوله تعالى : (وَلله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (١) أرجع الأمر إلى قاعدة كلّية هي في الصحّة والقدرة ، فقال : «والاستطاعة في الحقيقة هي الصحّة والسلامة ، فكلّ صحيح فهو مستطيع ، وإنّما يعجز الإنسان ويخرج عن الاستطاعة بخروجه عن الصحّة ، وقد يكون مستطيعاً للفعل من لا يجد آلة له ويكون مستطيعاً ممنوعاً من الفعل ، والمنع لا يضارّ الاستطاعة وإنّما يضارّ الفعل ، ولذلك يكون الإنسانُ مستطيعاً للنكاح وهو لا يجد امرأة ينكحها ، وقد قال الله تعالى : (وَمَن لَم يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُـحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ) (٢) ، فبيّن أنّ الإنسان يكون مستطيعاً للنكاح وهو غير ناكح ، ويكون مستطيعاً للحجّ قبل ان يحجّ ، ومستطيعاً للخروج قبل أن يخرج ، قال الله تعالى : (وَسَيَحْلِفُونَ بِالله لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ) (٣) ، فخبّر أنّهم كانوا مستطيعين للخروج فلم يخرجوا ، وقال سبحانه : (وَلله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (٤) ، فأوجب الحجَّ على النّاس ، والاستطاعة قبل الحجّ»(٥).

__________________

(١) سورة آل عمران ٣ : ٩٧.

(٢) سورة النساء ٤ : ٢٥.

(٣) سورة التوبة ٩ : ٤٢.

(٤) سورة آل عمران ٣ : ٩٧.

(٥) تصحيح الاعتقاد ـ من مصنفات الشيخ المفيد ٥ / ٦٣.

  

وإذا نظرت بإمعان إلى تفسير الشيخ المفيد فإنّك ترى أنّه لا يخلو من ثقافة عصره في علم الكلام واللغة والشواهد الأدبية. لاحظ كيف يفسّر معنى الظاهر والباطن في القرآن ، فيقول : «معاني القرآن على ضربين : ظاهر وباطن.

والظاهر : هو المطابق لخاصّ العبارة عنه تحقيقاً على عادات أهل اللسان ، كقوله تعالى : (إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (١) ، فالعقلاء العارفون باللسان يفهمون من ظاهر هذا اللفظ المراد.

والباطن : هو ما خرج عن خاصّ العبارة وحقيقتها إلى وجوه الاتّساع ، فيحتاج العاقل في معرفة المراد من ذلك إلى الأدلّة الزائدة على ظاهر الألفاظ ، كقوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الْصَّلاَةَ وَآتُوا الْزَّكَاةَ) (٢) ، فالصلاة في ظاهر اللفظ هي الدعاء حسب المعهود بين أهل اللغة وهي في الحقيقة لا يصحّ منها القيام ، والزكاة هي النموّ عندهم بلا خلاف ولا يصحّ أيضاً فيها الإتيان. وليس المراد في الآية ظاهرها وإنّما هو أمر مشروع ، فالصلاة المأمور بها فيها هي أفعال مخصوصة مشتملة على قيام وركوع وسجود وجلوس ، والزكاة المأمور بها فيها هي إخراج مقدار من المال على وجه أيضاً مخصوص ، وليس يفهم هذا من ظاهر القول ، فهو الباطن المقصود»(٣).

أقول : وهذا تخريج لغوي يطابق الحقيقة الشرعية في الكلمات ومعانيها.

__________________

(١) سورة يونس ١٠ : ٤٤.

(٢) سورة البقرة ٢ : ٤٣.

(٣) تفسير الشيخ المفيد المستخرج من تراثه : ٤.

  

وللشيخ المفيد تصانيف أُخرى حول القرآن الكريم ، منها : النصرة في فضائل القرآن ، والبيان في تأليف القرآن ، والكلام في وجوه إعجاز القرآن.

الشيخ الطوسي والتبيان الجامع لعلوم القرآن :

وكان من أبرز علماء هذه الفترة الشيخ الطوسي أبو جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ (ت ٤٦٠ هـ) ، وكتابه تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن في عشرة مجلّدات ، وهو تفسير شامل للقرآن الكريم عرض فيه المصنّف قدس‌سره لعلوم القرآن كالقراءة واللغة والإعراب وأسباب النزول والنظم والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ونحوها ، ويعدُّ هذا التفسير من الكتب المعتمدة لدى الطائفة لأنّه يفسّر القرآن بالقرآن ويعتمد على مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ويدافع عن عقيدتهم ويكثر النقل عنهم عليهم‌السلام.

يقول الشيخ الطوسي في مقدّمة تفسيره : «فإنّ الذي حملني على الشروع في عمل هذا الكتاب أنّي لم أجد أحداً من أصحابنا قديماً وحديثاً من عمل كتاباً يحتوي على تفسير جميع القرآن ويشتمل على فنون معانيه ، وأنّ المؤلّفين السابقين قد تباينت طرقهم في تفسير القرآن ، فاستوعب بعضهم كلّ ما قيل من الفنون ، وقصر آخرون فاقتصروا على ذكر الغريب ومعاني الألفاظ ، وسلك الباقون المتوسّطون في ذلك مسلك ما قويت فيهم مننهم وتركوا ما لا معرفة لهم به ، فاهتّم بعضهم بالإعراب ، وآخرون باللغة ، وآخرون بالمعاني الكلامية. وأصلح من سلك في ذلك مسلكاً جميلاً مقتصراً : محمّد بن بحر أبو مسلم الأصفهاني وعليّ بن عيسى الرمّاني ، غير أنّهما أطالا الخطب فيه وأوردا فيه كثيراً ممّا لا يحتاج [إليه] ، وأنا أشرع في

 

ذلك على وجه الإيجاز والاختصار لكلِّ فنٍّ من فنونه ، ولا أطيل فيملّهُ الناظر فيه ، ولا اختصر اختصاراً يقصر فهمه عن معانيه»(١).

وأكّد الشيخ الطوسي قدس‌سره في موارد عديدة على فضل القرآن وعظمته وعدم تحريف القرآن ونـزوله بحرف واحد ، وأشار أيضاً إلى معنى ظاهر القرآن وباطنه ومحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه ، ونقل عن سبيويه والزجّاج وأبي عليّ الفارسي فيما يخصّ الإعراب ، وعن الخليل الفراهيدي فيما يخصّ اللغة.

ويعرض الشيخ الطوسي قدس‌سره في مقدّمته جانباً من الطبيعة العلمية التفسيرية لمجتمع القرن الخامس الهجري ، فيصنّف من اشتغل بالتفسير إلى ثلاثة أصناف :

الأوّل : الممدوح في منهجه كابن عبّاس والحسن وقتادة ومجاهد وغيرهم.

الثاني : المذموم في منهجه كأبي صالح والسّدي والكلبي وغيرهم.

الثالث : المتأخّرون الذين كان همّهم نصر مذاهبهم ولا ينبغي لأحد أن يقلّدهم.

ويرسم قاعدة كلّية للتفسير وهي الرجوع إلى الأدلّة الصحيحة : العقلية والشرعية من إجماع أو نقل متواتر ، فيقول : «ولا ينبغي لأحد أن ينظر في تفسير آية لا ينبئ ظاهرها عن المراد تفصيلاً أو يقلّد أحداً من المفسّرين إلاّ أن يكون التأويل مجمعاً عليه ، فيجب اتّباعه لمكان الإجماع ، لأنّ من المفسّرين من حمدت طرائقه ومدحت مذاهبه كابن عبّاس والحسن وقتادة

__________________

(١) انظر : تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن ١ / ٢.

  

ومجاهد وغيرهم ، ومنهم من ذمّت مذاهبه كأبي صالح والسّدي والكلبي وغيرهم ، هذا في الطبقة الأولى. وأمّا المتأخّرون فكلّ واحد منهم نصر مذهبه وتأوّل على ما يطابق أصله ، ولا يجوز لأحد أن يقلّد أحداً منهم بل ينبغي أن يرجع إلى الأدلّة الصحيحة أمّا العقلية أو الشرعية من إجماع عليه أو نقل متواتر به عمّن يجب اتّباع قوله ، ولا يقبل في ذلك خبر واحد خاصّة إذا كان بما طريقه العلم»(١).

واستخدم الشيخ الطوسي المباحث اللغوية والنحوية كوسيلة من وسائل الاقتراب من المعاني الذهنية للقرآن الكريم ، فكان يتعرّض للّغة بشتّى فروع الكلمة وأصولها وبما يشابهها من الألفاظ ، ويستخدم النحو والتصريف والاشتقاق والبلاغة وغيرها من الوسائل لشرح معاني القرآن وأهدافه ، وكان قدس‌سره يلتزم بما أجمعت عليه الطائفة الحقّة أو نُقل متواتراً ، وكان لا يقبل في ذلك خبر الواحد. نعم كان يذكر آراء الفقهاء وينتصر لرأي أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ويحاكم الآراء الأُخرى وينقدها.

ومن نقده لأخبار غير صحيحة وردت في قصّة هاروت وماروت في سورة البقرة الآية ١٠٢ يقول : «إنّ الروايات التي وردت في أنّ الملكين أخطئا وركبا الفواحش فإنّها أخبار آحاد ، فمن اعتقد بعصمة الملائكة يقطع على كذبها ، ومن لم يقطع على ذلك جوّز أن تكون صحيحة ولا يقطع على بطلانها. والذي نقوله : إن كان الملكان رسولين فلا يجوز عليهما ذلك ... فأمّا ما روي أنّ النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) سُحِرَ وكان يرى أنّه يفعل ما لم يفعله وأنّه لم يفعله فأخبار آحاد لا يلتفت إليها ، وحاشى النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) من كلِّ صفة نقص

__________________

(١) تفسير التبيان ١ / ٦.

  

إذ تنفر من قبول قوله ، لأنّه حجّة الله على خلقه وصفيُّه من عباده واختاره الله على علم منه فكيف يجوز ذلك مع ما جنّبه الله من الغظاظة والغلظة وغير ذلك من الأخلاق في الدنيئة ... وقد قال الله تعالى : (وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (١) ، وقد أكذب الله من قال : إن يتّبعون إلاّ رجلاً مسحوراً ، فقال : (وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً) (٢) ، فنعوذ بالله من الخذلان»(٣).

وقد قام بعض العلماء باختصار تفسير التبيان ، ومن ذلك مختصر التبيان لأبي عبد الله محمّد بن المنصور بن أحمد بن إدريس الحلّي (ت ٥٩٨ هـ) صاحب السرائر(٤) ، ومنها مختصر التبيان في تفسير القرآن لأبي عبد الله محمّد بن هارون المعروف بابن الكيّال(٥).

تفاسير أُخرى :

وهناك تفاسير أُخرى لعلماء القرن الخامس ، ومنها :

١ ـ تفسير أبي يعلى الجعفري ، وهو الشريف أبو يعلى محمّد بن الحسن بن حمزة الجعفري خليفة الشيخ المفيد (ت ٤١٣ هـ).

٢ ـ التفصيل الجامع لعلوم التنزيل ، لأبي العبّاس أحمد بن عماد (ت بعد سنة ٤٣٠ هـ).

٣ ـ تفسير آية (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ٦٧.

(٢) سورة الفرقان ٢٥ : ٨.

(٣) تفسير التبيان ١ / ٣٨٤.

(٤) طبع في قم ـ مكتبة آية الله المرعشي في مجلّدين سنة ١٤٠٩ هـ.

(٥) راجع مقدمة تفسير التبيان : ر.

  

فِيَما طَعِمُوا) (١) ، للشريف المرتضى علم الهدى (ت ٤٣٦ هـ) ، عدّه النجاشي من تصانيفه(٢).

٤ ـ تفسير آية (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَاحَرَّمَ رَبُّكُمْ) (٣) ، للشريف المرتضى علم الهدى أبي القاسم عليّ بن الحسين الموسوي (ت ٤٣٦ هـ) ، ذكره النجاشي(٤).

٥ ـ تفسير الشريف المرتضى ، لعلم الهدى (ت ٤٣٦ هـ) ، ويسمّى أيضاً : بـ : أمالي التفسير أو مجالس التأويلات أو الغرر والدرر.

٦ ـ تفسير النجاشي ، لأبي العبّاس أحمد بن علي بن أحمد (ت ٤٥٠ هـ). ذكر الشيخ ابن شهرآشوب (ت ٥٨٨ هـ) في كتاب الأسباب والنـزول إسناده إلى هذا التفسير ثمّ أحال إليه في أوّل مناقبه(٥) أيضاً ، فيظهر أنّه كان موجوداً في عصره.

٧ ـ تفسير آية الخلق(٦) ، للخواجة عبد الله الأنصاري (ت ٤٨١ هـ). ترجمه في الروضات(٧).

٦ ـ مدرسة القرن السادس الهجري :

وهذا القرن هو قرن الشيخ الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ) صاحب مجمع

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ٩٣.

(٢) الذريعة ٤ / ٣٣٢.

(٣) سورة الأنعام ٦ : ١٥١.

(٤) الذريعة ٤ / ٣٢٨.

(٥) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ١ / ١٣ مقدّمة المؤلّف.

(٦) الذريعة ٤ / ٣١٧.

(٧) الذريعة ٤ / ٣٢٧.

  

البيان في تفسير القرآن ، والراوندي (ت ٥٧٣ هـ) صاحب فقه القرآن ، وابن شهرآشوب (ت ٥٨٨ هـ) صاحب متشابه القرآن. وتلك التفاسير هي ثمرة نضوج العلوم القرآنية في المدرسة الإمامية في القرن السادس.

الشيخ الطبرسي ومجمع البيان :

أبو عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ) ، وكتابه مجمع البيان في تفسير القرآن في عشرة أجزاء (في ستّة مجلّدات) من أشمل التفاسير البيانية والأدبية ، حيث اعتنى المصنّف بحجج اللغويّين ومسائل الخلاف ، وله خصوصية في الترتيب والتبويب والتنسيق والتهذيب. قال في المقدّمة : «قد كنتُ في عهد ريعان الشباب وحداثة السنّ وريّان العيش ونظارة الغصن كثير النـزاع قلق التشوّق شديد التشوّف إلى جمع كتاب في التفسير ينتظم أسرار النحو اللطيفة ولمع اللغة الشريفة ، ويفي موارد القراءات من متوجّهاتها مع بيان حججها الواردة من جميع جهاتها ، ويجمع جوامع البيان في المعاني المستنبطة من معادنها المستخرجة من كوامنها ، إلى غير ذلك من علومه الجمّة مطلعة من الغلق والأكمة ، فيعترض لذلك جوائح الزمان وعوائق الحدثان ، وواردات الهموم وهفوات القدر المحتوم»(١).

منهجه في التفسير هو ذكر السورة مكّية كانت أو مدنية ، وبيان الاختلاف في القراءات والعلل والاتّجاهات والإعراب وأسباب النزول والمعاني والأحكام والتأويلات والقصص ، وكان يشير في كلّ مقام إلى ما روي عن أهل البيت عليهم‌السلام في تفسير الآيات بالوجوه والبيّنات مع الاعتدال

__________________

(١) مجمع البيان ١ / ٧٦.

وحسن الاختيار ، واعتمد في تفسيره أيضاً على أقوال الصحابة والتابعين مثل : عبد الله بن عبّاس والحسن البصري وقتادة بن دعامة ومجاهد بن جبر والجبُّائي والسدّي وعبد الله بن مسعود وغيرهم ، ونقل أيضاً عن تفسير التبيان للشيخ الطوسي ، بل وأشاد به في أكثر من موضع. ويبدو أنّ المصنّف لم يلتفت إلى أنّ منهج السدّي ممّن وصفه الشيخ الطوسي بالمنهج أو المذهب المذموم.

يقول في تفسير قوله تعالى : (قُلِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْء وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) (١) : «استدلّت المجبرة بقوله تعالى : (خَالِقُ كُلِّ شَيْء) (٢) على أنّ أفعال العباد مخلوقة لله ، لأنّ ظاهر العموم يقتضي دخول أفعال العباد فيه ، وبقوله : (أَمْ جَعَلُوا لله شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ) (٣) ، قالوا : لأنّه أنكر أن يكون خلق كخلقه. وأجيب عن ذلك بأنّ الآية وردت حجّة على الكفّار ، إذ لو كان المراد ما قالوا لكان فيها حجّة لهم على الله ، لأنّه إذا كان الخالق لعبادتهم الأصنام هو الله فلا يتوجّه التوبيخ إلى الكفّار ولا يلحقهم اللوم بذلك ، بل يكون لهم أن يقولوا : إنّك خلقت فينا ذلك ، فلم توبّخنا على فعل فعلته فينا؟! فتبطل حينئذ فائدة الآية»(٤).

ويقول في تفسير قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (٥) : «اُختلف فيه على وجهين :

أحدهما : إنّ المراد إلى ثواب ربّها ناظرة ، أي : هي ناظرة إلى نعيم

__________________

(١) سورة الرعد ١٣ : ١٦.

(٢) سورة الرعد ١٣ : ١٦.

(٣) سورة الرعد ١٣ : ١٦.

(٤) مجمع البيان ٥ ـ ٦ / ٢٨٥.

(٥) سورة القيامة ٧٥ : ٢٢ ـ ٢٣.

الجنّة حالاً بعد حال فيزداد بذلك سرورها ، وذَكَرَ الوجوه والمراد أصحاب الوجوه ، روي ذلك عن جماعة من علماء المفسّرين من الصحابة والتابعين لهم وغيرهم ، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ، كما في قوله تعالى : (وَجَاءَ رَبُّكَ ...) (١) أي أمر ربِّك ، وقوله : (وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ) (٢) ، أي : إلى طاعة العزيز الغفّار وتوحيده ...

والآخر : إنّ النظر بمعنى الرؤية ، والمعنى : تنظر إلى الله معاينة ، رووا ذلك عن الكلبي ومقاتل وعطاء وغيرهم»(٣).

ثمّ استدلّ على نفي جواز تلك الرؤية لغةً وعقلاً ، وعليه إجماع الإمامية في امتناع رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة.

وفي منهجه حول الاسرائيليّات والأحاديث الموضوعة فقد كان يلفت النظر إلى اختلافها وبطلانها وردّها ، وفي حكاية داود عليه‌السلام وامرأة أوريا قال : «إنّ ذلك ممّا لا شبهة في فساده لأنّه يقدح في العدالة ، فكيف يجوز أن يكون أنبياء الله الذين هم أُمناؤه على وحيه وسفراؤه بينه وبين خلقه بصفة من لا تقبل شهادته وعلى حالة تنفّر من الاستماع إليه والقبول منه؟! جلّ انبياء الله عن ذلك. وقد روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال : لا أُوتى برجل يزعم أنّ داود تزوّج امرأة أوريا إلاّ جلدته حدّين : حدّاً للنبوّة وحدّاً للإسلام»(٤).

__________________

(١) سورة الفجر ٨٩ : ٢٢.

(٢) سورة غافر ٤٠ : ٤٢.

(٣) مجمع البيان ١٠ / ٣٩٨.

(٤) مجمع البيان ٨ / ٤٧٢ سورة ص ذيل آية ٢٥.

  

تفسير جوامع الجامع :

تفسير جوامع الجامع ، للشيخ الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ) أيضاً ، وهو تفسير وسيط (أربعة أجزاء طبع في مجلّدين) ، بل هو مختصر تفسير مجمع البيان ، يحوي على نكات أدبية وبلاغية ، ومنهجه في التفسير هو بيان السورة وعدد آياتها وفضلها ، ثمّ قراءة آياتها ولغتها ونحوها وصرفها واشتقاقها وغيرها من علوم العربية ، ثمّ شرح الآيات وبيانها وتفسيرها. تعرّض إلى آيات الأحكام بصورة موجزة ، ومن ذلك تفسير قوله تعالى : (وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ ...) (١) ، قال : «المراد إلصاق المسح بالرأس ، وأصحابنا يوجبون أقلّ ما يقع عليه اسم المسح ، وهذا مذهب الشافعي. (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) قُرئ بالجرّ والنصب ، فالجرّ للعطف على اللفظ ، والنصب للعطف على محلّ الجار والمجرور. وقال جار الله : كانت الأرجل مظنّة للإسراف المذموم في صبِّ الماء عليها ، فعطفت على الممسوح لا لتُمسح ؛ لكن لينبّه على وجوب الاقتصار في صبّ الماء عليها. وهذا كلام فاسد ، لأنّ حقيقة العطف يقتضي أن يكون المعطوف في حكم المعطوف عليه ، وكيف يكون المسح في معنى الغسل وفائدة اللفظين مختلفة؟! ولفظ التنـزيل قد فرّق بين الأعضاء المغسولة والأعضاء الممسوحة ... وقد بسطنا الكلام فيه في كتاب مجمع البيان ولا يحتمل هذا الكتاب»(٢).

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ٦.

(٢) جوامع الجامع ١ / ٣٦٣.

  

والمعروف أنّ للشيخ الطبرسي ثلاثة كتب في التفسير ، هي : مجمع البيان في تفسير القرآن (وهو التفسير الكبير) ، وجوامع البيان (وهو التفسير الوسيط) ، والكاف الشاف عن الكشّاف (وهو التفسير الوجيز).

الراوندي وفقه القرآن :

فقه القرآن ، لسعيد بن هبة الله الراوندي (ت ٥٧٣ هـ). والمصنّف من كبار علماء الشيعة في عصره ، ثقة ثقة عين أثنى عليه جميع المتأخّرين عنه من الفقهاء. قال ابن حجر في لسان الميزان : «ذكره ابن بابويه في تاريخ الريّ ، وقال : كان فاضلاً في جميع العلوم ، له مصنّفات كثيرة في كلّ نوع ، وكان على مذهب الشيعة»(١).

ويعدُّ هذا الكتاب أوّل تفسير لآيات الأحكام بهذه الصورة الشاملة ـ صدر في مجلّدين ـ فقد صنّف المؤلّف كتابه على أساس ترتيب المواضيع الفقهية المتداول في المدرسة الإمامية ، وجمع كلّ ما يتّصل بالموضوع الفقهي من آيات الأحكام. جاءت المواضيع الفقهية على الترتيب التالي :

الجزء الأوّل : ١ ـ كتاب الطهارة. ٢ ـ كتاب الصلاة. ٣ ـ كتاب الصوم. ٤ ـ كتاب الزكاة ، وتعرّض فيه إلى مسائل الخمس وآياته. ٥ ـ كتاب الحجّ. ٦ ـ كتاب الجهاد. ٧ ـ كتاب الديون والكفالات والحوالات والوكالات. ٨ ـ كتاب الشهادات.

الجزء الثاني : ٩ ـ كتاب القضايا. ١٠ ـ كتاب المكاسب. ١١ ـ كتاب

__________________

(١) لسان الميزان ٣ / ٣٠٢ ح ٣٧٨٦.

  

المتاجر. ١٢ ـ كتاب النكاح. ١٣ ـ كتاب الطلاق. ١٤ ـ كتاب العتق وأنواعه. ١٥ ـ كتاب الأيمان والنذور والكفّارات. ١٦ ـ كتاب الصيد والذباحة. ١٧ ـ كتاب الأطعمة والأشربة. ١٨ ـ كتاب الوقوف والصدقات. ١٩ ـ كتاب الوصايا. ٢٠ ـ كتاب المواريث. ٢١ ـ كتاب الحدود. ٢٢ ـ كتاب الديّات.

قال المصنّف في مقدّمة الكتاب : «فإنّ الذي حملني على الشروع في جمع هذا الكتاب أنّي لم أجد من علماء الإسلام قديماً وحديثاً من ألّف كتاباً مفرداً يشتمل على الفقه الذي ينطق به كتاب الله ، ولم يتعرّض أحد منهم ما نصّ عليه لفظه أو معناه أو ظاهره أو فحواه في مجموع كان على الإنفراد صائب هدف المراد ، وإن صنّفوا في الفقه وتفسير القرآن ما لا يحاط به إلاّ على امتداد الزمان»(١).

ومنهج المصنّف هو استقراء آيات القرآن في بيان الأحكام الشرعية ثمّ تصنيف تلك الآيات بحسب الموضوع ابتداءً من الطهارة واستفادة الحكم الشرعي من القرآن أوّلاً ثمّ تأييده بما ورد من الأحاديث المروية عن أهل البيت عليهم‌السلام. وقدّم المصنّف الآيات المبيِّنة للحكم الشرعي على سبيل التفصيل بحيث لا يحتاج الفقيه في الإفتاء بمضمونها إلى مصادر أُخرى في الاستنباط ، بل يكفي التأكّد من عدم وجود الناسخ أو المقيّد أو المخصّص لتلك الآيات ، ثمّ يشير بالدرجة الثانية إلى الآيات التي تعطي الحكم الإجمالي ، فيستعين بالأدوات المتداولة بين المفسّرين ، ويدخل في شرح الآيات التي يستدلّ بها على الحكم الشرعي ، واعتمد المصنّف على البحث اللغوي في تفسيره والبحث المقارن بين المدارس التفسيرية المختلفة.

__________________

(١) فقه القرآن ١ / ٤٠٣.

  

ولنعرض نموذجاً لتفسيره : قال في باب (هيئة الصلاة) : «قال الله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (١) أمرٌ منه تعالى لنبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ويدخل فيه جميع المكلّفين ، يأمرهم الله بالصلاة وأن ينحروا.

قال قومٌ : معناه صلّ لربّك الصلاة المكتوبة واستقبل القبلة بنحرك ، تقول العرب : منازلنا تتناحر أي تتقابل أي هذا ينحر ذا ، يعني يستقبله. وأنشد :

أبا حكم هل أنت عمّ مجالد

وسيّد أهل الأبطح المتناحر(٢)

وهذا قول الفرّاء.

وروي عن مقاتل بن حيّان عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنّه قال : لمّا نزلت هذه السورة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لجبرئيل : ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربّي؟ قال : ليست بنحيرة ، وإنّما يأمرك إذا تحرّمت للصّلاة أن ترفع يديك إذا كبّرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع وإذا سجدت ، فإنّه صلاتنا وصلاة الملائكة في السماوات السبع ، وإنّ لكلِّ شيء زينة ، وإنّ زينة الصلاة رفع الأيدي عند كلِّ تكبيرة.

وأمّا ما رووه عن عليٍّ عليه‌السلام أنّ معناه ضع يدك اليمنى على اليسرى حذاء النحر في الصلاة(٣) فما لا يصحّ عنه ، لأنّ جميع عترته الطاهرة قد رووا عنه بخلاف ذلك ، وهو أنّ معناه ارفع يديك إلى النحر في الصلاة حسب ما قدّمناه.

وكذا روي عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله

__________________

(١) سورة الكوثر ١٠٨ : ٢.

(٢) لسان العرب ـ مادة (نحر). والشعر لبعض بني أسد.

(٣) الدر المنثور ٦ / ٤٠٣.

  

تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (١) هو رفع يديك حذاء وجهك(٢). وروى مثله عنه عليه السلام عبد الله بن سنان(٣).

وقال حمّاد بن عثمان : سألته ما النحر؟ فرفع يديه إلى صدره ، فقال : هكذا. يعني استقبل بيديه القبلة في استفتاح الصلاة(٤).

وعن جميل : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (٥) فقال بيده هكذا. يعني استقبل بيديه حذو وجهه القبلة في افتتاح الصلاة(٦).

وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : رفع الأيدي من الاستكانة. قيل : وما الإستكانة؟ قال : ألا تقرأ هذه الآية : (فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) (٧) (٨).

وقد أورد الثعلبي والواحدي في تفسيريهما الحديث الذي قدّمناه عن الأصبغ عن عليٍّ عليه‌السلام وجعلا هذا الخبر من تمامه ، وهو الصحيح.

وروى جماعة عن الباقر والصادق عليهما‌السلام في قوله : (وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) (٩) أنّ التبتيل هنا رفع الأيدي في الصلاة(١٠). وفي رواية : هو رفع يديك إلى الله وتضرّعك إليه. والعموم يتناولهما»(١١).

__________________

(١) سورة الكوثر ١٠٨ : ٢.

(٢) وسائل الشيعة ٤ / ٧٢٨

(٣) تهذيب الأحكام ٢ / ٦٦.

(٤) مجمع البيان ٥ / ٥٥٠.

(٥) سورة الكوثر ١٠٨ : ٢.

(٦) وسائل الشيعة ٤ / ٧٢٨.

(٧) سورة المؤمنون ٢٣ : ٧٦.

(٨) الدرّ المنثور ٦ / ٤٠٣.

(٩) سورة المزمل ٧٣ : ٨.

(١٠) تفسير البرهان ٤ / ٣٩٧.

(١١) فقه القرآن ١ / ١٠٧ ـ ١٠٨.

  

وللراوندي مصنّفات أُخرى في علوم القرآن ، منها :

١ ـ أسباب النـزول. ٢ ـ أمّ القرآن. ٣ ـ تفسير القرآن ، مختصر في مجلّدين. ٤ ـ خلاصة التفاسير ، عشرة مجلّدات. ٥ ـ شرح آيات الأحكام. ٦ ـ شرح الآيات المشكلة في التنـزيه. ٧ ـ اللباب في فضل آية الكرسي. ٨ ـ الناسخ والمنسوخ. ٩ ـ قصص القرآن الكريم.

ابن شهرآشوب ومتشابه القرآن :

متشابه القرآن ، لمحمّد بن عليّ بن شهرآشوب (ت ٥٨٨ هـ). حفظ القرآن وله من العمر ثمان سنين ، وتقدّم في علوم عديدة كان أهمّها علوم القرآن والفقه والحديث. يعدُّ هذا الكتاب من كتب التفسير التي لا يستغنى عنها خصوصاً لمن أراد الوقوف على معاني القرآن وأسرار بلاغته. جمع المصنّف في كتابه بين التفسير والتأويل على ضوء الأخبار وأقوال المفسّرين.

يقول ابن شهرآشوب في مقدمة الكتاب : «سألتم وفّقكم الله للخيرات إملاء كتاب في بيان المشكلات من الآيات المتشابهات وما اختلف العلماء فيه من حكم الآيات ... فأجبتكم إلى ذلك»(١).

فكان هدف الكتاب هو شرح الآيات المتشابهات التي يصعب تأويلها ، أو يُزعَم أنّها متناقضة مع القواعد اللغوية ، أو ربّما احتملت معنيين أو أكثر لا يترجّح أحدها أو لا يصحّ الظاهر منها ، أو ورد عليها النسخ ، أو اختفت وراءها دلالة أو حجّة غير ظاهرة ، ونحو ذلك. وهذا الهدف هو

__________________

(١) متشابه القرآن ١ / ٢.

  

تصديقٌ لقوله تعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوب أَقْفَالُهَا) (١) ، (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الألْبَابِ) (٢). فالتدبّر هو استخدام المنقول والمعقول في فهم مراد المولى عزّ وجلّ.

وقد تمّ الكتاب بعشرة أبواب في : التوحيد ، والعدل ، والنبوّة ، والإمامة ، والمفردات ، وأصول الفقه ، وفيما يحكم عليه الفقهاء ، والناسخ والمنسوخ ، وما جاء عن طريق النحو ، والنوادر.

ومنهج المصنّف هو تفسير القرآن بالقرآن وذلك بحمل المتشابه على المحكم ، وتفسير القرآن بالسنّة النبوية كمؤيّد وشاهد ، والاعتماد على الإجماع في بعض الموارد لأنّ الإجماع يكشف عن دخول قول المعصوم عليه‌السلام فيه.

وبناءً على قاعدة (أنّ القرآن يفسّر بعضه بعضاً) نستخلص جملة من الآيات التي تناولها المصنّف في كتابه ، ومن ذلك في قوله تعالى : (مَن يَشَإِ الله يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاط مُسْتَقِيم) (٣) ، قال : «لا يجوز أن يكون على عمومه ، لأنّا قد علمنا أنّه تعالى لا يشاء أن يضلّ الأنبياء والمؤمنين ولا يهدي الكافرين ، كما قال تعالى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) (٤) ، وقال : (يَهْدِي بِهِ الله مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ) (٥) ، وقال : (وَيُضِلُّ الله الظَّالِمِينَ) (٦) ، وقال : (وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ

__________________

(١) سورة محمّد ٤٧ : ٢٤.

(٢) سورة ص ٣٨ : ٢٩.

(٣) سورة الأنعام ٦ : ٣٩.

(٤) سورة محمّد ٤٧ : ١٧.

(٥) سورة المائدة ٥ : ١٦.

(٦) سورة إبراهيم ١٤ : ٢٧.

  

الْفَاسِقِينَ) (١). وتأويل (مَن يَشَإِ الله يُضْلِلْهُ) (٢) أي يخذله ، بأن يمنعه ألطافه ، إذ أعرض عن الأدلّة ، فيكون كالأصمّ والأعمى»(٣).

وفي قوله تعالى : (وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً) (٤) قال : «أي نكل بعضهم إلى بعض في الآخرة ، فنكل الذين كانوا يعصون الله بأمر هؤلاء الظالمين واتّباع أهوائهم إليهم ليوقنوا بالإياس من رحمة الله إذ كانوا لا يملكون لهم في الآخرة نفعاً ، ويدلّ على أنّه في الآخرة قوله تعالى : (بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (٥) ، وهو مثل قوله : (نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ) (٦) أي نكله إلى ما كان عَبَدَهُ في الدنيا من الآلهة»(٧).

ومن الموارد التي عوّل فيها المصنّف على الإجماع قوله في تفسير الآية الكريمة : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (٨) : «أجمعت الأمّة أنّها نزلت في حقِّ أمير المؤمنين عليه‌السلام لمّا تصدّق بخاتمه وهو راكع ، ولا خلاف بين المفسّرين في ذلك وأكّده إجماع أهل البيت عليهم‌السلام ، فأثبت ولايته على وجه التخصيص ونفى معناها عن غيره ، وإنّما عنى بوليّكم : القائم بأموركم ومن يلزمكم طاعته ، وفرض الطاعة بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يكون إلاّ للإمام ، وثبت

__________________

(١) سورة البقرة ٢ : ٢٦.

(٢) سورة الأنعام ٦ : ٣٩.

(٣) متشابه القرآن ١ / ١٣٩.

(٤) سورة الأنعام ٦ : ١٢٩.

(٥) سورة الأنعام ٦ : ١٢٩.

(٦) سورة النساء ٤ : ١١٥.

(٧) متشابه القرآن ١ / ١٦٨.

(٨) سورة المائدة ٥ : ٥٥.

  

أيضاً عصمته لأنّه تعالى إذا أوجب له من فرض الطاعة مثل ما أوجبه لنفسه تعالى ولنبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) اقتضى ذلك طاعته في كلِّ شيء ، وهذا برهان عصمته ، لأنّه لو لم يكن كذلك لجاز منه الأمر بالقبيح ، وفي علمنا بأنّ ذلك لا يجوز عليه سبحانه ، وهو دليل على وجوب العصمة»(١).

وفي قوله تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (٢) وقوله تعالى : (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (٣) قال : «يدلاّن على وجوب الإِقتداء بالنبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في جميع أفعاله إلاّ ما خُصّ به ، والإجماع الظاهر الرجوع إلى أفعاله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحكام الحوادث كالرجوع إلى أقواله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فيجب أن تكونا حجّة»(٤).

تفاسيرِ أُخرى :

وهناك تفاسير أُخرى صنّفها علماء القرن السادس ، ومنها :

تفسير ابن الكيّال أو الكال ، وهو أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن هارون بن محمّد بن كوكب الحلّي (ت ٥٩٧ هـ) ، عدّ في كتاب الأمل بعضاً من تصانيفه ، منها : كتاب مختصر التبيان في تفسير القرآن ، وكتاب متشابه القرآن ، وكتاب اللحن الخفيّ ، وكتاب اللحن الجليّ(٥).

٧ ـ مدرسة القرن السابع الهجري :

لم نعثر على مصنَّف مستقلّ في تفسير القرآن ، إلاّ أنّ السيِّد ابن

__________________

(١) متشابه القرآن ٢ / ٢٩.

(٢) سورة الاحزاب ٣٣: ٢١.

(٣) سورة الأعراف ٧ : ١٥٨.

(٤) متشابه القرآن ٢ / ١٥٥.

(٥) أمل الآمل ٢ / ٣١١ رقم ٩٤٧.

  

طاووس (ت ٦٦٤ هـ) كتب كتاب سعد السعود.

ابن طاووس وسعد السعود :

«كتاب سعد السعود للنفوس منضود ، للسيّد عليّ بن موسى بن طاووس الحلّي (ت ٦٦٤ هـ) يبحث في أحوال القرآن من كيفية جمعه وتأليفه وتفسير بعض مشكلاته نقلاً عن تفاسير أُخرى»(١). قال في تأليفه : «وبعد ، فإنّني وجدتُ في خاطري يوم الأحد سادس ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وستمائة ما اعتبرته بميزان الرحمة الإلهية ووجدان الألطاف الربّانية ، فوجدته وارداً عن تلك المراسم وعليه أرج أنوار هاتيك المعالم والمواسم ، في أن أصنّف كتاباً أُسمّيه : سعد السعود ..(٢).

وهذا الكتاب هو ابتكار جديد للردّ على الشبهات العقائدية ونحوها. وظاهره هو أنّه يذكر ما أوقفه من كتب على أولاده. يبدأ الكتاب في صفحات باسم الله وتحميده وشكره على آلائه ونعمائه ، ثمّ يذكر الغاية من تأليفه الكتاب ويقسّمه على بابين :

الأوّل : فيما وقّفه من المصاحف المعظّمة والربعات المكرّمة.

والثاني : فيما وقّفه من كتب تفاسير القرآن الكريم وما يختصّ به من تصانيف التعظيم.

ذكر في الباب الأوّل المصاحف مقسّمة على الفصول ، يذكر في كلّ فصل مصحفاً واحداً ويستخرج من صفحة معيّنة منه آية معيّنة ثمّ يشرح مافي تلك الآية من دلائل توحيد الله وعلمه وقدرته وأمثال ذلك.

__________________

(١) الذريعة ١٢ / ١٨٢.

(٢) سعد السعود : ٧.

  

وبعد ذكر المصاحف يقوم بذكر بعض الكتب السماوية كسنن إدريس والتوراة والإنجيل والزبور ونحوها مقسّمة على الفصول أيضاً بما يرتبط بأحوال الأنبياء وأوصافهم من آدم إلى الخاتم مع بعض المناقشات والتوضيحات.

ويذكر في الباب الثاني كتب التفسير وعلوم القرآن مقسّماً على الفصول ، يذكر في كلّ فصل ما ينقله من مقطع معيّن من كتب القرآن الكريم ثمّ يشرع بشرحه وردّ مافيه من إشكالات ويبيّن فيه نظره ، وأكثر ما نقله في هذا الباب ما يتعلّق بالإمامة وأهل البيت عليهم‌السلام ومسائل العقيدة وما يدلّ على نصرة المذهب الحقّ.

والكتاب وإن كان جديداً في طرحه إلاّ أنّه بقي ناقصاً لم يتمكّن المصنِّف من إتمامه. ومن النافع أن نعرض نموذجاً لأبحاث هذا الكتاب ، يقول :

«فصل (٣) : فيما نذكره من مصحف شريف خاتم وقفناه على ولدي عليّ ، قالبه ربع الورقة جديد من وجهة ثانية من السطر التاسع وتمامها في أوّل السطر العاشر : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضِ وَاخْتِلاَفُ ألْسِنَتِكُمْ وَألْوَانِكُمْ إنَّ في ذَلِكَ لاَيَات لِلْعَالَمِينَ) (١).

أقول : وفي هذا الإيضاح من السعود لأهل الفلاح ما تضيق الأعمار عن شرح أسراره وكشف أنواره ، فإنّ في العجائب السمائية والأرضية وترتيب أفلاكها وتقديرها ومسيرها وتدبيرها وإمساكها في جهاتها واختلاف الألسن والألوان على مرور الدهور وتقلّباتها ممّا يحار العقل في وصفه وترجع الأفكار حَيْرة عن كشفه.

__________________

(١) سورة الروم ٣٠ : ٢٢.

  

فصل (٤) : فيما نذكره من مصحف معظّم مكمّل أربعة أجزاء وقفناه على ابنتي الحافظة لكتاب الله المجيد شرف الأشراف ـ حفظته وعمرها اثنا عشر سنة ـ من الربع الثالث من وجهة ثانية قد تكررت فيها الآية قصرت على أوّله : (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَات لِقَوْم يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذلِكَ لاَيَات لِقَوْم يَعْقِلُونَ) (١).

أقول : إنّ كيفيّة ورود النوم على الإنسان من غير مرض ولا آفة بل بالتلذّذ له وهو أخو الموت المتلف لكلّ ما في الإنسان من مواهب الرحمة والرأفة حتّى يصير غائباً عمّا كان تحت يديه ومحكوماً عليه لَعجب عجيب لا يبلغ الوصف إليه ودالّ على كمال الاقتدار.

وأن يجعل الموت المختلف من جملة اللذّات والمسار ثمّ وروده بحسب راحة الأجساد واستعدادها للابتغاء من فضله من أرزاق العباد وإحيائها بالبعث منه والإعادة على النائم كما كان قد خرج عنه لَدلالات باهرات ومثالاً لإحياء الأموات ، ثمّ في مشاهدة البروق اللوامع بالخوف والرجاء بحسب المنافع وإحياء الأرض بالماء والنبات لشاهد ناطق بإعادة الأجساد الفانيات»(٢).

٨ ـ مدرسة القرن الثامن الهجري :

وصدر في هذا القرن تفسيران : الأوّل للعلاّمة الحلّي ، والثاني للديلمي.

__________________

(١) سورة الروم ٣٠ : ٢٣ ـ ٢٤.

(٢) سعد السعود : ٦٠.

  

١ ـ نهج الإيمان في تفسير القرآن ، للحسن بن يوسف العلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ). لخّص فيه الكشّاف والتبيان ومجمع البيان وغيرها كما ذكره في خلاصة الأقوال بعد ذكره السرّ الوجيز أو القول الوجيز على اختلاف النسخ(١).

٢ ـ تفسير أبي الفضل الديلمي ، وهو العلاّمة المفسّر أبو الفضل بن شهردوير بن بهاء الدين يوسف الديلمي الجيلاني المرقاني (من علماء القرن الثامن الهجري). وتفسيره كبير في مجلّدين ضخمين (مخطوط) على كيفية خاصّة ، وهي أنّه يكتب مقداراً من آي القرآن الشريف في وسط الصفحة ثمّ يكتب التفسير على نحو التعليق على ألفاظ الآيات في حواشيها ، ولم يبيّن محلّ التعليق بما هو المتعارف من كتابة علامة على التعليقة ومثلها على الموضع المعلّق عليه بل يعيّنه بإيصال خطٍّ طويل أو قصير بين أوّل التعليق والموضع المعلّق عليه من الآية الشريفة.

كتب المؤلّف في آخر كتابه : «تفسير كتاب الله» المتضمّن لحقايقه ودقايقه ، تولّى جمعه الفقير المحتاج إلى رحمة مولاه أبو الفضل بن شهردوير بن يوسف»(٢).

وقد صرّح في تفسير آية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله) (٣) بثبوت الولاية الإلهية لخصوص مؤتِ الزكاة في الركوع ، وروى حديث تفسير (الصادقين) بعليّ عليه السلام وشيعته ، وحكم بإيمان أبي طالب وأنّه مات على الإسلام بدلالة أشعاره وكلامه في مقاماته ، ويكثر فيه الرواية عن جعفر بن محمّد

__________________

(١) الذريعة ٢٤ / ٤١٠.

(٢) الذريعة ٤ / ٢٥٧.

(٣) سورة المائدة ٥ : ٥٥.

  

الصادق عليهما‌السلام ، وكثيراً ما يوصف عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بأمير المؤمنين ، وفي أوّل سورة مريم صرّح بأنّ حديث (نحن معاشر الأنبياء لا نورّث) افتراء لاغتصاب فدك ، وأنّ المراد من (يرثني ويرث من آل يعقوب) إرث المال لا إرث العلم ، وذكر إخراج عائشة قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونعله عند كلامها على عثمان وعدم تعرّض أحد لها وعدم أخذهما عنها بدعوى أنّهما صدقة ، ثمّ أورد خطبة الزهراء سلام الله عليها واحتجاجها عليهم بعين ما ذكر في احتجاج الطبرسي ، ويكثر عن تفسير الشيخ الطبرسي (ت ٥٤٨ هـ) وتفسير الزمخشري (ت ٥٣٨ هـ) وتفسير الإمام الناصر للحقّ وعن غريب القرآن ودرّة الغوّاص للحريري (ت ٥١٦ هـ) وعن كشف المشكلات وغير ذلك(١).

٩ ـ مدرسة القرن التاسع الهجري :

أهمّ مفسّري هذه الفترة هو السيوري الحلّي (ت ٨٢٦ هـ) وكتابه كنز العرفان ، ثمّ ابن المتوّج (ت قبل سنة ٨٣٦ هـ). والملاحظ أنّ صبغة التفسير في هذا القرن هي تفسير آيات الأحكام.

السيوري الحلّي وكنـز العرفان :

كنز العرفان في فقه القرآن ، لجمال الدين المقداد بن عبد الله السيُوري الحلّي (ت ٨٢٦ هـ) ، في مجلّدين. وهو في تفسير آيات الأحكام. وقد قدّم المصنِّف في كتابه لأبحاث تتعلّق بعظمة آيات الأحكام وأهمّيّتها في الفقه الإسلامي. وقد وصف المصنّفات التي سبقته بأنّها إمّا

__________________

(١) الذريعة ٤ / ٢٥٧ ـ ٢٥٨.

  

مسهبة بذكر الأقاويل أو مقصّرة بسبب الإيجاز والاختصار ، واعتبر كتابه وسطاً بينهما.

بنى مقدّمته على أمور ثلاثة ، هي :

الأوّل : ذكر فيها النصّ الظاهر والمجمل والمحكم والمتشابه ، عرّفها ومثّل لبعضها من الآيات القرآنية.

الثاني : قام بتوضيح بعض مباحث الألفاظ.

الثالث : ذكر فيه عدد آيات الأحكام بنظر المشهور وهو خمسمائة آية.

ومنهج المصنِّف هو أن يعقد في أوّل كلّ بحث قرآني مبحثين : الأوّل يهتمّ ببيان الجنبة اللغوية والاصطلاحية للعنوان الفقهي ، والثاني يهتمّ بالتفسير الفقهي لآيات الأحكام. ثمّ يتطرّق إلى القراءة ، وأسباب النـزول ، والناسخ والمنسوخ ، وأرآء علماء الفريقين إزاء دلالة الآية المبحوثة ، وما يرتبط بها من مسائل.

قال مصنّف كنـز العرفان في مقدّمته : «... وقد اعتنى العلماء بالبحث عنها (أي آيات الأحكام) واستخراج السرّ الدفين منها ، لكنّي لم أظفر بكتاب في تنقيح تلك الآيات بما يبرّد الغليل ويشفي العليل ويحتوي على جملة ما يبغيه الراغب ويستطرفه الطالب ، بل إ مّا مُسهبٌ بذكر الأقاويل والأخبار أو مقصّر قد ملَّل بالإيجاز والإختصار ، فحداني ذلك على وضع كتاب يشتمل على فوائد قد خلا عنها أكثر التفاسير وفرائد لم يعثر عليها إلاّ كلّ نحرير ، وضممت إلى ذلك فروعاً فقهيّة تقتضيها نصوص تلك الآيات أو ظهورها»(١).

__________________

(١) كنـز العرفان : ١١.

  

تميّز الكتاب بترتيبه أبواب الفقه بدءً بكتاب الطهارة وختاماً بكتاب الجنايات والقصاص ، وفي خصوصيته باستخراج الأحكام الشرعية من القرآن الكريم. وتميّز أيضاً بحسن التنظيم في إدخال الآيات في أبواب خاصّة لكلّ موضوع ، وبذكر آراء المذاهب الفقهية الأُخرى ، إلاّ أنّه لم يراعِ ترتيب نزول الآيات.

وعدد آيات الأحكام في كنز العرفان أكثر من أربعمائة وعشرين آية ، ولكن اذا أضيفت إليها آيات تدعو لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحوها كادت أن تبلغ الخمسمائة آية.

ويمكن ملاحظة آيات الأحكام بالشكل التالي :

عدد آيات العبادات :

الطهارة : ١٢ آية ، الصلاة ٦٢ ، الصوم ٥ ، الزكاة ١٥ ، الخمس والأنفال٤ ، الحجّ ٢٣ ، الجهاد ٣٣ ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ٣. فيكون المجموع هو (١٥٧) آية.

وعدد آيات المكاسب والعقود والإيقاعات وما يلحق بها :

المكاسب ٦ ، البيع ١٠ ، الدَّين ٦ ، الرهن ١ ، الضمان ٢ ، الصلح ٦ ، الإجارة ٢ ، الشركة ٣ ، المضاربة٣ ، الابضاع ٣ ، الإيداع ٣ ، العارية ٢ ، السبق والرماية ٣ ، الشفعة ٣ ، اللقطة ٤ ، الغصب ٤ ، الإقرار ٦ ، الوصية ١٣ ، العتق ٢ ، النكاح ٣٩ ، الطلاق وما يلحق بها ٢٢ ، العطايا ٣ ، النذر ٢ ، العهد ٣ ، اليمين ٣. وعدد آيات الأحكام ٦٠ آية : المطاعم والمشارب ١٦ ، المواريث ٩ ، الحدود ١٠ ، القصاص والجنايات ١٠ ، القضاء والشهادات ١٥. فيكون المجموع هو (٢١٤) آية.

 

ومنهج المصنّف في الكتاب يتلخّص في استثمار المنهج الفقهي في عرض الآيات القرآنية الخاصّة بالأحكام ، فيبدأ بكتاب الطهارة ثمّ كتاب الصلاة وهكذا إلى نهاية مباحث العبادات ، ويتبعه بأحكام المعاملات مبتدئاً بفقه المكاسب ومنتهياً بالقضاء والشهادات. وهذا المنهج يختصّ به هذا الكتاب دون غيره ، حيث إنّ المنهج المألوف لدى السابقين من الفقهاء هو اعتماد التسلسل القرآني للآيات الكريمة.

وقد استعرض المصنّف ما يتطلّبه البحث العلمي في الآيات الكريمة من جوانب متعدّدة كالجانب الفقهي والأدبي بفروعه من النحو واللغة وغيرها وأسباب النـزول وغير ذلك من متطلّبات البحث القرآني معتمداً في ذلك الإيجاز والاختصار.

وقد تعرّض بالنقد والعرض لآراء الفقهاء من المذاهب الإسلامية الأخرى بالإضافة إلى عرض رأي الفقهاء من الإمامية ، ويتمّم اختياره للرأي بعد مناقشة جميع الآراء معتمداً في ذلك على الحجّة والبرهان.

ونذكر فيما يلي نموذجاً من تفسيره.

يقول في تفسير الآية الكريمة : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيل حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِن كُنتُم مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَر أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنكُم مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ الله كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً) (١) : «الواو في (وأنتم) للحال ، ولذلك نصب (جنباً) بالعطف عليه.

__________________

(١) سورة النساء ٤ : ٤٣.

  

وقرئ : (سكرى) جمعاً كهلكى ، والسُّكر من السَّكْر بمعنى السدِّ ، قيل : المراد لا تقربوها وأنتم سكارى من خمر أو غيره حتَّى تعلموا ما تقولون. والنَّهي متوجِّه إلى الثَّمِل ، أي : الذي لم يزل عقله بعد.

وقيل : المراد النَّاعس. وقيل : المراد النهي عن السكر نفسه ، أي : لا تسكروا وأنتم مخاطبون بالصَّلاة.

وهما ضعيفان ..

أمَّا الأوَّل فلأنَّه خروج عن الحقيقة. وأمَّا الثاني فلأنَّ أكثر المفسِّرين قالوا : نزلت قبل تحريم الخمر عندهم. وأيضاً النَّهي هنا صريح عن قرب الصَّلاة لا السُّكر.

وقيل : المراد لا تقربوا مواضع الصَّلاة وهي المساجد ، وهو المرويُّ عن الصادق عليه‌السلام(١) ، وهو الحقُّ. ويؤيِّده قوله تعالى : (إلاَّ عابري سبيل) ، إذ العبور حقيقة في الجواز المكانيّ.

فعلى الأوّل يكون قوله : (ولا جنباً إلاَّ عابري سبيل) أي مسافرين سفراً يقع فيه التيمُّم فتصلُّون كذلك.

وعلى الثَّاني : إلاَّ مجتازين في المساجد من غير استقرار ، وهو مذهبنا ومذهب الشَّافعيَّة(٢) ، خلافاً لأبي حنيفة فإنَّه منع الجواز إلاَّ إذا كان فيه الماء أو الطَّريق(٣).

وفيه دلالة على عدم جواز الاستقرار في المساجد ، وهو استثناء من

__________________

(١) تفسير القمي ١ / ١٣٩.

(٢) الاُم للشافعي ١ / ٥٤.

(٣) المبسوط للسرخسي ١ / ١١٨.

قوله : (لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ) (١) ، أي : لا تقربوا المساجد للصَّلاة وغيرها إلاّ عابري سبيل لكون الطَّريق في المسجد.

وهذا العامّ ـ عندنا ـ مخصوص بما عدا المسجدين ، وأمَّا هما فلا يجوز عبورهما ...

قوله تعالى : (إِنَّ الله كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً) (٢) ، أي : لم يؤاخذكم بذنوبكم فيشدِّد عليكم التَّكاليف كما شدَّدها على اليهود ، بل يسَّرها عليكم ورخَّصها لكم.

وفي الآية أحكام كثيرة :

١ ـ تحريم السُّكر لكونه منافياً للواجب.

٢ ـ نقضه للوضوء.

٣ ـ إبطاله للصَّلاة.

٤ ـ وجوب قضاء صلاة وقعت حال السُّكر.

٥ ـ كون عدم التعقُّل مبطلا ً للطهارة ، فيدخل النَّوم والإغماء والجنون.

٦ ـ كون ذلك مبطلاً للصَّلاة.

٧ ـ كون الجنابة ناقضة للوضوء.

٨ ـ كونها مبطلة للصَّلاة.

٩ ـ كونها موجبة للغسل.

١٠ ـ كون التيمُّم لا يرفع حدث الجنابة بل يبيح معها الصَّلاة.

١١ ـ احترام المساجد.

١٢ ـ منع السَّكران وشبهه من دخولها.

١٣ ـ منع الجنب من الاستقرار فيها.

__________________

(١) سورة النساء ٤ : ٤٣.

(٢) سورة النساء ٤ : ٤٣.

  

١٤ ـ تسويغ الجواز فيها.

١٥ ـ كون الغسل رافعاً لحكم الجنابة.

١٦ ـ عدم افتقار الغسل إلى الوضوء ، لقوله تعالى : (حَتَّى تَغْتَسِلُوا) (١) ، وإلاّ لكان بعض الغاية غاية ، وهو باطل.

١٧ ـ تسويغ التيمُّم.

١٨ ـ كونه يقع بدلاً من كلِّ واحد من الوضوء والغسل.

١٩ ـ إباحته حال المرض المتضرّر باستعمال الماء.

٢٠ ـ كونه مباحاً إمَّا للعجز عن الماء بالضَّرر باستعماله أو لعدمه.

٢١ ـ كون وجود الماء ناقضاً للتيمُّم.

٢٢ ـ كون الغائط ناقضاً للوضوء موجباً له.

٢٣ ـ كون الجنابة تقع بمجرَّد الوطء من غير إنزال.

٢٤ ـ وجوب كون التيمُّم بالتُّراب.

٢٥ ـ جوازه بالحجر الصَّلد لصدق اسم الصعيد عليه.

٢٦ ـ وجوب كون الصَّعيد طاهراً.

٢٧ ـ وجوب كونه مباحاً.

٢٨ ـ وجوب مسح الوجه واليدين.

٢٩ ـ كون الوجه يراد به بعضه لمكان الباء عند القائل بذلك ، وكذا اليد لعطفها على الوجه.

٣٠ ـ وجوب الابتداء بمسح الوجه لفاء التعقيب.

٣١ ـ وجوب الموالاة إن قلنا الأمر للفور»(٢).

__________________

(١) سورة النساء ٤ : ٤٣.

(٢) كنـز العرفان : ٦٦.

  

تفاسير أُخرى :

وهناك تفاسير أُخرى صدرت في هذا القرن ، ومنها :

١ ـ تفسير مغمضات القرآن ، للفاضل المقداد السيوري الحلّي (ت ٨٢٦ هـ) أيضاً ، وهو مختصر ، كتبه على هوامش القرآن ثمّ دوّنه على صيغة كتاب(١).

٢ ـ تفسير ابن المتوّج ، وهو الشيخ جمال الدين أحمد بن عبد الله ابن محمّد بن عليّ بن الحسن بن المتوّج البحراني (المتوفّى قبل سنة ٨٣٦ هـ). وهذا التفسير بسط فيه المصنّف القول في بيان الآيات الناسخة والمنسوخة ، وكتبه بسبب شدّة احتياج المستنبِط للأحكام إلى معرفة الناسخ والمنسوخ من الآيات. وله أيضاً : منهاج الهداية في تفسير آيات الأحكام الخمسماية. وكان ابن المتوّج معاصراً للفاضل المقداد ، وكان المقداد السيوري (ت ٨٢٦ هـ) كلّما أشار في كتابه كنز العرفان إلى المعاصر يريد به ابن المتوّج.

٣ ـ آيات الأحكام الموسوم بـ : معارج السؤول ومدارج المأمول ، للمولى كمال الدين حسن ابن شمس الدين محمّد الأسترآبادي النجفي (ألّفه سنة ٨٩١ هـ).

١٠ ـ مدرسة القرن العاشر الهجري :

وهذا القرن هو قرن المقدّس الأردبيلي (ت ٩٩٣ هـ) وكتابه زبدة

__________________

(١) الذريعة ٤ / ٣١٥.

  

الأحكام. ولم نظفر بنتاج شامل من غيره عدا تفاسير آيات مفردات لجملة من الأعلام.

المقدّس الأردبيلي وزبدة البيان :

زبدة البيان في أحكام القرآن ، لأحمد بن محمّد المشهور بالمقدّس الأردبيلي (ت ٩٩٣ هـ). وهو كتاب تفسيري لآيات الأحكام. وقد دأب من جاء بعد الشيخ الطبرسي قدس‌سره نقل رأيه في التفسير ، ولم يحد المقدّس الأردبيلي عن تلك القاعدة ، فقال نقلاً عن الطبرسي : «واعلم أنّه قد صحّ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن الأئمّة عليهم‌السلام أنّ تفسير القرآن لا يجوز إلاّ بالأثر الصحيح والنصّ الصريح»(١). ثمّ بينّ أنّ الاستنباط والتدبّر في آيات الله عزّ وجلّ هو ما ندب إليه القرآن وحثّت عليه السنّة النبوية.

ولكن الشيخ الطبرسي الذي آمن بأنّ الخبر متروك الظاهر (أي لا يمكن حمل الخبر على ظاهر اللفظ) قد تعرّض للنقد من قبل المقدّس الأردبيلي. قال الأردبيلي في معرض نقده : «إنّ الخبر محمول على ظاهره غير متروك الظاهر ، وإنّه صحيح مضمونه على ما اعترف به الطبرسي في البداية إذ قال : قد صحّ عن النبيّ صلّى الله عليه وآله ... أنّ التفسير الممنوع هو ما كان في حدود المتشابه ، كمن حمل المشترك اللفظي على أحد معانيه من غير مرجّح لذلك الحمل. وبذلك كان التفسير الممنوع ـ عند الطبرسي ـ إلاّ بنصّ صريح أو أثر صحيح هو القطع بالمراد من اللفظ الذي غير ظاهر فيه من غير دليل بل بمجرّد رأيه وميله واستحسان عقله من غير شاهد معتبر

__________________

(١) زبدة البيان ـ المقدمة : ١.

  

شرعاً كما يوجد في كلام المبدعين ، وهو ظاهر لمن تتبّع كلامهم ، والمنع منه ظاهر عقلاً ، والنقل كاشف عنه ، وهذا المعنى غير بعيد عن الأخبار المذكورة ، بل ظاهرٌ فيها»(١).

ومنهجه في الكتاب هو استقراء الآيات القرآنية بعد ترتيبها حسب المواضيع الفقهية مع دقّة العبارة وجمال البيان. مثلاً عرض موضوع الصلاة واستقراء الآيات المتعلّقة بالصّلاة ، ثمّ عرض الروايات مبتدئاً بالمحافظة على الصلاة ، والاصطبار عليها ، والخشوع فيها ، وبيان أوقاتها ، وتحديد القبلة ، وأحكام المساجد ، ومقارنات الصلاة ، وأركانها ، والجهر أو الإخفات فيها ، وحكم الصلاة على آل محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ورفع الأيدي عند التكبيرات ، والاستعاذة ، وصلاة الليل ، وبحث في الترتيل وصلته بصلاة الليل ، وردّ التحية في الصلاة ، ووجوب الإخلاص والنية ، وجواز التصدّق في الصلاة ...(٢).

لاحظ كيف بدأ تفسيره ، فقال ابتداءً : «نبدأ بالفاتحة تيمّناً وتبرّكاً ثمّ نذكر آياتها».

وبعد ذلك تحدّث عن البسملة ، فقال : (يمكن الاستدلال بها على راجحيّة التسمية عند الطهارة ـ بل عند كلّ فعل إلاّ ما أخرجه الدليل ـ بأنّ الظاهر أنّ المراد بها تعليم العباد ابتداء فعلهم ، فإنّ معناه على ما قاله الشيخ أبو علي الطبرسي رحمه‌الله في كتاب تفسيره الكبير : استعينوا في الأمور باسم الله تعالى بأن تبدأوا بها في أوائلها كما فعله الله تعالى في القرآن ، فتقديره : استعينوا بأسمائه الحسنى ، وكأنّ المراد في أوّل أموركم وابتدائها كما يظهر

__________________

(١) زبدة البيان ـ المقدمة : ١ ـ ٣.

(٢) زبدة البيان : ٤٩ ـ ١٤٠.

  

من المقام بأن تقولوا : باسم الله. فينبغي قوله في ابتداء الأكل والشرب واللبس والذبح وغيرها كما قال الفقهاء. ويؤيّده الخبر المشهور : كلّ أمر ذي بال لم يُبدأ فيه باسم الله فهو أبتر. وغيره من الشواهد»(١).

وفي تفسير حكم التيمّم عند فقدان الماء قال المصنِّف بعد أن شرح طبيعة التيمّم : «(مَا يُرِيدُ الله لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِنْ حَرَج) (٢) ، قيل : أي ما يريد الله الأمر بالوضوء للصلاة أو بالتيمّم تضييقاً عليكم. ويحتمل أن يكون المراد ما يريد الله جعل الحرج عليكم بالتكاليف الشاقّة مثل تحصيل الماء على كلّ وجه ممكن مع عدم كون الماء حاضرا وإن كان ممكناً في نفس الأمر ، ولا [يكلّف] بالطلب الشاق كالحفر وغيره بل بنى على الظاهر فقبل التيمّم ، ولا كلف في التيمم أيضا بأن يوصل الأرض إلى جميع البدن أو أعضاء الوضوء بل التيمّم أيضا وأن يطلب ما يمكن إيصاله بل يكفي مجرّد وجه الأرض ، وهو مقتضى الشريعة السمحة.

(وَلكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ) (٣) أي من الذنوب فإنّ العبادة مثل الوضوء كفّارة للذنوب ، أو لينظّفكم عن الأحداث ويزيل المنع عن الدخول فيما شرط فيه الطهارة عليكم ، فيطهّركم بالماء عند وجوده وعند الإعواز بالتراب. فالآية تدلّ على أنّ التيمّم رافع في الجملة وطهارة فيباح به ما يباح بالماء ، ويؤيّده ما في الأخبار : ويكفيك الصعيد عشر سنين ، و : التراب أحد الطهورين ، و : ربّ الماء وربّ التراب واحد(٤) ، فيبعد منع إباحة التيمّم ما يبيحه الماء ، وأنّه يجب لما يجب له.

__________________

(١) زبدة البيان : ٤.

(٢) سورة المائدة ٥ : ٦.

(٣) سورة المائدة ٥ : ٦.

(٤) الكافي ٣ / ٦٣ ، والتهذيب ١ / ١٩٥.

  

ثمّ إنّه يزول التيمّم بزوال المانع لأنّه لا يرفع الحدث بالكلّية ، نعم يحتمل رفعه إلى أن يتحقّق الماء أو توجد القدرة على استعماله إذ لا استبعاد في حكم الشارع بزوال الحدث إلى مدّة فإنّه مجرّد حكم الشارع ، فلعلّ البحث يرجع إلى اللفظي ، فتأمّل.

واللام للعلّة ، فمفعول يريد محذوف وهو الأمر في الموضعين. وقيل : زائدة. و (لِيَجْعَلَ) و (لِيُطَهِّرَكُمْ) مفعول ، والتقدير لأن يجعل عليكم ولأن يطهّركم ، وليس فيه قصور وضعف ، لأنّ (أنْ) لا تقدّر بعد اللام المزيدة كما قاله البيضاوي ، ولأنّ الشيخ المحقّق الرضي قدس‌سره قال في شرح الكافية : وكذا اللام زائدة في (لا أباً لك) عند سيبويه ، وكذا اللام المقدّر بعدها أن بعد فعل الأمر والإرادة كقوله تعالى : (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ...) (١).

(وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ) (٢) أي ليتمّ بشرعه ما هو مطهّر لأبدانكم ومكفّر لذنوبكم في الدين ، أو ليتمّ برخصه إنعامه (عَلَيْكُمْ) بعزائمه (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٣) نعمته.

ثمّ أمر الله تعالى بعد ذلك بذكر النعمة والميثاق والعهد الذي عاهدتم بقوله : (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ) (٤) الآية.

وأمر المؤمنين بكونهم قوّامين لله شهداء بالعدل فأوجب عليهم ذلك ونهاهم عن أن يحملهم البغض على العدول والخروج عن الشرع بقوله :

__________________

(١) سورة البيّنة ٩٨ : ٥.

(٢) سورة المائدة ٥ : ٦.

(٣) سورة المائدة ٥ : ٦.

(٤) سورة المائدة ٥ : ٧.

  

(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لله شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْم عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا إِعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (١) إذا كان هذا مع الكفّار فما ظنّك بالعدل مع المؤمنين؟!

ثمّ أمر بالتقوى ووعدهم بالامتثال وأوعدهم على تركه بقوله : (وَاتَّقُوا الله إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (٢)»(٣).

تفاسير أُخرى :

وهناك تفاسير أُخرى صدرت في هذا القرن ، ومنها :

١ ـ تفسير سورة الإخلاص ، للمولى جلال الدين محمّد بن أسعد الدّوّاني (ت ٩٠٨ هـ). أوّله : «الحمد لله الأحد الصمد على نعمه التي تجاوزت عن حدّ العدّ وأمدّ العدد» ، وآخره : «وعلى هذا القياس ما ورد في سائر السور من أنّها تعدل ربع القرآن أو أقلّ أو أكثر ، والله سبحانه أعلم بحقائق الأمور»(٤).

٢ ـ تفسير آية الكرسي ، للشيخ شمس الدين محمّد بن أحمد الخفري (ت ٩٤٢ أو ٩٥٧ هـ). أوّله : «تبارك الله سبحانه ما أعظم شأنه وأظهر برهانه» ، رتّبه على مقدّمة ومقصدين(٥).

٣ ـ تفسير سورة هل أتى ، للمير غياث الدين منصور ابن الأمير صدر الدين محمّد الحسيني الدشتكي (ت ٩٤٨ هـ) ، وهو مع كونه مختصراً فيه

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ٨.

(٢) سورة المائدة ٥ : ٨.

(٣) زبدة البيان : ٢٠ ـ٢٢.

(٤) الذريعة ٤ / ٣٣٦.

(٥) الذريعة ٤ / ٣٣١.

  

تحقيقات لطيفة ومباحث شريفة. أوّله : «أحمد الله على جميل سلطانه»(١).

٤ ـ تفسير آية الكرسي ، للسيّد محمّد بن الحسين المدعوّ بفخر الدين الحسيني الأسترآبادي الإمامي (فرغ منه سنة ٩٥٢ هـ) ، ذكر فيه خواص آية الكرسي ، وتكلّم في التوحيد وإثبات الواجب(٢).

٥ ـ تفسير آية البسملة ، للشيخ زين الدين العاملي (الشهيد سنة ٩٦٦ هـ). أوّله : «باسمك اللّهمّ نفتتح الكلام ونستدفع المكاره العظام» ، وآخره : «وأقوم قيلاً». فرغ منه في أوّل شهر الصيام سنة ٩٤٠ هـ(٣).

١١ ـ مدرسة القرن الحادي عشر الهجري :

تميّز هذا القرن بتفاسير عرفانية فلسفية كـ : تفسير صدر المتألّهين (ت ١٠٥٠ هـ) ، وأُخرى إخبارية كـ : الصافي والأصفى والمصفّى للفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ هـ) ، وأخرى فُقدت كـ : تفسير المولى محمّد رضا (ت ١٠٦٧ هـ) ، وتفاسير في آيات الأحكام كـ : تفسير الجواد الكاظمي (ت ١٠٦٥ هـ) ، وتفسير الأسترآبادي (ت ١٠٢٨ هـ). والظاهر أنّ الفقهاء واصلوا الاهتمام بتفسير آيات الأحكام ، لأنّ في ذلك تقريب للمكلّفين من وظيفتهم الشرعية.

وهذا العصر وصفه السيّد الطباطبائي صاحب الميزان بأنّه عصر أساطين الحديث وجهابذة الرواية(٤).

__________________

(١) الذريعة ٤ / ٣٤٤.

(٢) الذريعة ٤ / ٣٣٠.

(٣) الذريعة ٤ / ٣٢٥.

(٤) تفسير نور الثقلين ١ / ٣. مقدّمة السيّد الطباطبائي.

  

صدر المتألّهين وتفسير القرآن :

ومن علماء هذا القرن محمّد بن إبراهيم صدر الدين الشيرازي المعروف بصدر المتألّهين (ت ١٠٥٠ هـ) ، وكتابه تفسير القرآن الكريم في سبعة مجلّدات ، وهو تفسير مصبوغ بالصبغة الفلسفية الإشراقية العرفانية ، يتعرّض المصنّف لمعنى مفردات الآيات واختلاف القراءات وذكر الأقوال ونقدها. افتتح كتابه بمقدّمة حول الأسرار المتعلّقة بالقرآن على طريق أهل العرفان ، قال في بيان غرضه من التأليف : «على أنّي قد كنت برهة من الزمان متشوّقاً إلى إظهار معاني هذا القرآن ، فاستسعيت في مناهجها سوابق الأفكار واستقريت في مسالكها منازل الأبرار ، وكنت أشاور نفسي واُردّد قداح رأيي في أخذ هذا المرام وأقدّم رجلاً وأؤخّر أخرى في طرف السكوت والإعلام فلم ترجّح إلى أحد جانبي الإقدام والإحجام ، لكونه أمراً عظيماً وخطباً جسيماً أنّى لمثلي مع قلّة المتاع في المقال وقصور الباع فيما يتضمّن ذلك من علوم الأحوال ... إلى أن عنَّ لي نور الاستخارة مرّةً بعد أخرى بالإشارة ، وجدّد لي داعيةُ الحقّ كرّة بعد أولى في الإنارة بشعلة ملكوتية ، وآنستُ من جانب طور القدس ناراً لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة لعلّكم تصطلون»(١).

يقول في تفسير قوله تعالى : (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً ...) (٢) بعد أن يعرض معنى الهبوط إلى الأرض : «إشارة قرآنية : إنّ في الآية إشعاراً لطيفاً بأعجب أحوال الإنسان ، فإنّ من عجيب

__________________

(١) مفاتيح الغيب : ٣.

(٢) سورة البقرة ٢ : ٣٨.

  

أحواله أنّ مفارقته عالم القدس والرحمة وبُعده عن درجة المقرّبين وهبوطه إلى دار الدنيا كان صعباً عليه في أوّل الأمر بمقتضى صفاته الذاتية وفطرته الأصلية ، ولم يرضَ بالكون في هذا العالم بل استكرهه واستوحشه ، حتّى صدر الأمر بهبوطه مرّة بعد [أخرى ...] ومضت عليه برهة من الزمان نسى موطنه الأصلي وداره وأحبّاءه ... وألف هذا المنزل وتثبّط فيه وكره الخروج منه ، واستأنس بأهل الدنيا واستصعب مفارقتهم»(١).

وقد تعرّض هذا اللّون من التفسير ـ وهو التفسير الإشاري ـ إلى كثير من النقد باعتباره يخالف المنهج التفسيري العام المتّفق عليه بين الفقهاء ، فالتفسير الإشاري هو عبارة عن إشارة لفظ خاصّ يستدلّ به على معنى آخر يستبطن معناه في سياقه العامّ بحيث لا يوافق ظاهر الآية ولا يخالفه.

وترى صدر المتألّهين يشعر بذلك الخلل فيقول مخاطباً تلميذه : «ما رأيتَ من نقص وخلل لا تجد له محملاً صادقاً أو مخلصاً في زعمك موافقاً فإن كان من باب اللفظ مجرّداً فأصلحه كرماً وجوداً ، وإن كان من باب المعاني المطلوبة فذره في بقعة الإمكان ما لم يذدك عنه قائم البرهان»(٢).

إلاّ أنّ منهج صدر المتألّهين كان يتّخذ طريق التحليل العقلي للوصول إلى معنى الآية ، أي إنّه حاول استخراج المعاني القرآنية من القواعد العقلية.

الكاظمي ومسالك الأفهام :

مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام ، للفاضل الجواد الكاظمي جواد بن

__________________

(١) تفسير القرآن الكريم ـ لصدر الدين الشيرازي ـ ٣ / ١٦٠.

(٢) تفسير القرآن الكريم ـ لصدر الدين الشيرازي ـ ٢ / ١٤٢.

  

سعد (ت ١٠٦٥ هـ). وهو كتاب تفسيري في آيات الأحكام مرتّب ترتيباً موضوعيّاً كما يلي :

الجزء الأوّل : الطهارة ، والصلاة ، والصوم.

الثاني : الزكاة ، والخمس ، والحجّ ، والجهاد ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر.

الثالث : المكاسب ، والبيع ، والدَين ، والعقود ، والنكاح.

الرابع : الطلاق ، والمطاعم والمشارب ، والمواريث ، والحدود ، والجنايات ، والقضاء ، والشهادات.

قال السيّد المرعشي النجفي(ت ١٤١١ هـ) في مدحه : «هو من أحسن ما رأيته في هذا العلم الشريف ، قد حوى التحقيقات الدقيقة والنكات العلمية حول تلك الآيات الكريمة وشرح معاضلها وحلّ مشاكلها بألفاظ جزلة وقوالب سهلة»(١).

واعتبر المصنّف في مقدّمته أنّ ظاهر القرآن حجّة في الفهم ، فقال : «إنّه لا يجوز أن يكون في كلام الله تعالى وكلام نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) تناقض وتضادّ ، وقد قال تعالى : (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً) (٢) ، وقال : (بِلِسَان عَرَبِيٍّ مُبِين) (٣) ، وقال : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُول إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ) (٤) ، وقال : (تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْء) (٥) ، وقال : (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن

__________________

(١) مقدّمة السيّد المرعشي النجفي لكتاب مسالك الأفهام في آيات الأحكام للفاضل الجواد الكاظمي : ٤.

(٢) سورة الزخرف ٤٣ : ٣.

(٣) سورة الشعراء ٢٦ : ١٩٥.

(٤) سورة إبراهيم ١٤ : ٤.

(٥) سورة النحل ١٦ : ٨٩.

  

شَيْء) (١). فكيف يجوز أن يصفه بأنّه عربيٌّ مبين وأنّه بلسان قومه وأنّه بيان للنّاس ولا يفهم بظاهره شيءٌ؟!»(٢).

ومنهجه هو أن يذكر الآية الخاصّة بالحكم الشرعي ثمّ يشرع في تفصيلها. خذ مثلاً تفسيره الآية ١٧٧ من سورة البقرة : (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ ... وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) (٣). فيقول في شرح معنى اليتيم : «واليتامى جمع يتيم وهو من لا أب له أخذاً من اليتم وهو الانفراد ، ومنه الدرّة اليتيمة ، وأصله يتايم ثمّ قلبت فقيل : يتامى ، أو أنّه جمع على يتمى كأسرى لأنّه من باب الآفات ثمّ جمع على يتامى كأسرى وأسارى ، فهو معطوف على القربى ، وحينئذ فيعطى المال من يكفلهم ويكون وليّهم إذ لا يصحُّ دفع المال إلى من لا يعقل ، ويحتمل عطفه على ذوي القربى فيعطى المال لهم أنفسهم ، كذا في مجمع البيان ، لكن على الثاني ينبغي تقييده بدفع ما هو من لوازمهم كالأكل واللبس ونحوه لا المال نفسه. هذا في الحقوق الواجبة ، ولو حملنا الكلام على ما يعمّ الصدقة المندوبة أمكن القول بجواز دفعه إلى اليتيم سيّما المميّز»(٤).

الفيض الكاشاني وكتب : الصافي والأصفى والمصفّى :

ملاّ محسن محمّد بن المرتضى الملقّب بالفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ هـ) ، وكتابه الصافي في تفسير كلام الله ويعنون أيضاً الصافي في تفسير القرآن في خمسة مجلّدات. وهو تفسير موجز شامل لجميع آيات

__________________

(١) سورة الأنعام ٦ : ٣٨.

(٢) مسالك الأفهام في آيات الأحكام ١ / ١١.

(٣) سورة البقرة ٢ : ١٧٧.

(٤) مسالك الافهام في آيات الاحكام ٢ / ٨.

  

القرآن الكريم ، جمع فيه المصنّف بين النقل والعقل والرواية والبيان ، وصدّره باثنتي عشرة مقدّمة في : فضل القرآن ، وكون علم القرآن عند أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام ، ووجوه الآيات من التفسير والتأويل والظهر والبطن والناسخ والمنسوخ ، والمنع من تفسير القرآن بالرأي ، وجمع القرآن ، ونحوها.

وقد وصف المصنّف كتابه بالقول : «وبالحرىّ أن يسمّى هذا التفسير بالصافي ، لصفائه عن كدورات آراء العامّة والمملّ والمحيّر والمتنافي»(١).

والملاحظ أنّ الفقهاء لم يعتدّوا بالكتاب من الناحية العلمية لأنّه اعتمد على نقل روايات ضعيفة ومختلقة وموضوعة ، واعتمد في تفسيره على التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم القمّي والتفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكريّ عليه‌السلام. وتلك الكتب غير معتمدة عند علماء أهل البيت عليهم‌السلام. واعتمد أيضاً على تفسير العيّاشي ، وهو التفسير الذي حُذفت فيه أسانيد الروايات من قبل الناسخ.

ومع أنّه انتقد المفسّرين المتقدّمين لابتلائهم بأخبار الضعفاء إلاّ أنّه وقع في فخّ الروايات الموضوعة وأوّلها تأويلاً عجيباً ممّا زاد في عدم عناية العلماء بالكتاب.

أمّا كتاب الأصفى فهو أوسط التفاسير الثلاثة التي صنّفها الفيض الكاشاني ، انتخبه من تفسيره الكبير الموسوم بـ : الصافي ، وأوجز فيه. أوّله : «الحمد لله الذي هدانا للتمسّك بالثقلين وجعل لنا القرآن والمودّة في القربى قرّة عين».

__________________

(١) تفسير الصافي ١ / ١٣.

  

اقتصر على تفاسير أهل البيت عليهم‌السلام ، وقد نقل عن تفاسير أُخرى صرّح باسمها. وكان منهجه أنّه ما روى مسنداً عن أحد المعصومين عليهم‌السلام إلا أوجز في سنده وصدّره بقوله : قال ، أو : في رواية ، أو : ورد. وما رواه عن العامّة صدّره بقوله : روي. وما نقله عن تفسير عليّ بن إبراهيم صدّره بـ : القمّي. وعندما يتصرّف في رواية ما كان ينبّه على ذلك.

قال في تفسير قوله تعالى : (... وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارى) (١) : «للين جانبهم ورقّة قلوبهم وقلّة حرصهم على الدنيا وكثرة اهتمامهم بالعلم والعمل (ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ) (٢) رؤوساء في الدين والعلم (وَرُهْبَاناً) (٣) عباداً (وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ) (٤) عن قبول الحقِّ إذا فهموه ويتواضعون (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (٥) من الذين شهدوا بأنّه حقٌّ ، قال : أولئك كانوا بين عيسى ومحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ينتظرون مجيء محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) (وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِالله وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ) (٦) استفهام إنكار واستبعاد (فَأَثَابَهُمُ الله بِمَا قَالُوا) (٧) عن اعتقاد وإخلاص كما دلّ عليه قوله : ممّا عرفوا من الحقِّ ، والقول إذا اقترن بالمعرفة كمل

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ٨٢.

(٢) سورة المائدة ٥ : ٨٢.

(٣) سورة المائدة ٥ : ٨٢.

(٤) سورة المائدة ٥ : ٨٢.

(٥) سورة المائدة ٥ : ٨٣.

(٦) سورة المائدة ٥ : ٨٤.

(٧) سورة المائدة ٥ : ٨٥.

  

الإيمان (جَنَّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذلِكَ جَزَاءُ الْمُـحْسِنِينَ) (١). القمّي : إنّ النجاشي ملك الحبشة بعث إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثين رجلاً من القسّيسين فقال لهم : انظروا إلى كلامه وإلى مقعده ومشربه ومصلاّه. فلمّا وافوا المدينة دعاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الإسلام وقرأ عليهم القرآن : (إِذْ قَالَ الله يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ ... سِحْرٌ مُبِينٌ) ، فلمّا سمعوا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بكوا وامنوا ورجعوا إلى النجاشي وأخبروه خبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقرأوا عليه ما قرأ عليهم ، فبكى النجاشي وبكى القسّيسون. وأسلم النجاشي ولم يظهر للحبشة إسلامه وخافهم على نفسه ، وخرج من بلاد الحبشة يريد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فلمّا عبر البحر توفّي ، فأنزل الله على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ ... وَذلِكَ جَزَاءُ الْمُـحْسِنِينَ) (٢)»(٣).

أمّا المصفّى فهو تلخيص لكتاب الأصفى ، ومنهجه الاختصار ، ولا يختلف عن الكتابين الأوّليين في إيراد الروايات الضعيفة مع قيامه بحذف الأسانيد.

الشيخ البهائي وتفسير العروة الوثقى :

تفسير سورة الحمد أو العروة الوثقى ، للشيخ البهائي محمّد بهاء الدين العاملي (ت ١٠٣١ هـ). وهو تفسير لسورة الفاتحة والحروف

__________________

(١) سورة المائدة ٥ : ٨٥.

(٢) سورة المائدة ٥ : ٨٢ ـ ٨٥.

(٣) الأصفى : ١٥٧ ـ ١٥٨ طبعة حجرية ١٣٥٠ هـ.

  

المقطّعة من سورة البقرة. والتفسير صغير بطبيعته إلاّ أنّه غنيّ بالأفكار والمفاهيم القرآنية.

قال في المقدّمة : «وإنّ أعظم العلوم الدينية قدراً وأنورها في سماء المعرفة بدراً هو تفسير كلام الله الملك العلاّم الذي هو ملك تلك العلوم بغير كلام ، إذ منه تفرّعت فصولها وأُجنيت ثمارها ... فلا أقسم بالسبع المثاني والقرآن العظيم أنّه أولى العلوم بوفور التوفير والتعظيم ، فطوبى لقوم ولّوا وجوههم شطر مطالبه ...»(١).

ومنهجه في التفسير هو الاعتماد على تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنّة النبوية الشريفة المتضمّنة لسنّة أهل بيت النبوّة عليهم‌السلام ، ونقد الآراء التفسيرية الأُخرى خصوصاً آراء صاحب الكشّاف والبيضاوي.

يقول في تفسير كلمة (الحمد) : «هو الثناء على مزيّة اختيارية من إنعام أو غيره ، ولامه جنسية أو استغراقية أو عهدية ، أي : حقيقية الحمد أو جميع أفراده أو الفرد الأكمل منه ثابت لله ثبوتاً قصريّاً كما يفيده لام الاختصاص ولو بمعونة المقام. وقد اشتهر امتيازه بإشعاره عن الشكر بمعاكسته له في خصوص المورد وعموم المتعلّق ، كما اشتهر عن المدح بقيد الاختيار.

ودعوى امتيازه بإشعاره بآلائها إلى المثنّى عليه دون المدح ممّا لم يثبت. وما جاء في الحديث من نفي الشكر عمّن لم يحمد وما ذكروه من أنّ حمدنا له ـ جلّ شأنه ـ يشتمل الموارد الثلاثة لا يقدحان في الأوّل ، كما أنّ ما اشتهر من حمده سبحانه على الصفات الذاتية ، وما ورد من إثبات

__________________

(١) تفسير سورة الحمد ـ للشيخ البهائي ـ : ٢٩.

  

المحمودية بغير الفاعل فضلاً عن المختار في قوله : (مَقَاماً مَّحمُوداً) (١) ...»(٢).

أي إنّ الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح ، أمّا الحمد فيكون باللسان وحده ، ولذلك كان الحمد أشمل للنعمة وأدلّ على مكانها ، ورأس الشكر أدلّ على الشكر من غيره.

تفاسير أُخرى :

ومن تفاسير تلك الفترة :

١ ـ تفسير سورتي النور ويوسف المعنون بـ : أنوار الأنظار وأحسن القصص ، للسيِّد عليّ بن محمّد ابن السيّد محمّد اللكنهوري (ت ١٠١٢ هـ) (٣).

٢ ـ تفسير إبراهيم الهمداني (ت ١٠٢٥ هـ) ، وهو حاشية على تفسير الكشّاف.

٣ ـ آيات الأحكام(٤) ، للسيِّد ميرزا محمّد بن عليّ بن إبراهيم الحسيني الأسترآباداي (ت ١٠٢٦ هـ) ، وهو صاحب الكتب الرجالية الثلاثة : منهج المقال ، وتلخيص الأقوال ، والوجيز.

٤ ـ تفسير عبد عليّ بن ناصر الحويزي (ت ١٠٣٥ هـ) ، وهو حاشية على تفسير البيضاوي(٥).

__________________

(١) سورة الأسراء ١٧ : ٧٩.

(٢) تفسير سورة الحمد ـ للشيخ البهائي ـ : ٩٠.

(٣) الذريعة ٢ / ٤١٨.

(٤) الذريعة ٦ / ٤٦.

(٥) الذريعة ٦ / ٤٣.

  

٥ ـ تفسير سورة الواقعة ، لملاّ صدر الدين الشيرازي (ت ١٠٥٠ هـ) استقصى فيه مباحث الحشر والمعاد ومعرفة نفوس العباد حسب درجاتهم في الآخرة ومراتبهم في السعادة والشقاوة ، أوّله : «الحمد لله الذي أنزل كلاماً إلهيّاً وكتاباً سماويّاً»(١).

٦ ـ تفسير الحسين بن رفيع الدين محمّد المرعشي الآملي (ت ١٠٦٤ هـ) ، وهو تعليق على تفسير البيضاوي أيضاً(٢).

٧ ـ تفسير الأئمّة لهداية الأمّة ، للمولى محمّد رضا بن عبد الحسين النصيري الطوسي (من أعلام القرن الحادي عشر) ، وهو تفسير كبير في ثلاثين مجلّداً فرغ منه سنة ١٠٦٧ هـ ، ذكره مصنّف الذريعة(٣). بدأ فيه بمقدّمات التفسير فيما يقرب من عشرين فصلاً فيما يتعلّق بالقرآن ، ثمّ شرع في تفسير الفاتحة. أوّله : «أين رتبة الإنسان الذي بدأ خلقه من طين وأعلى مقام محامد ربِّ العالمين ، وأنّى قدرة المخلوق من سلالة من ماء مهين والعروج على ذروة وصف من هو فوق وصف الواصفين ، كيف نحمده ونحن من الجاهلين».

ومنهج التفسير هو ذكر الآيات ثمّ إدراج مواضيعها في عدّة فصول : فصل في فضلها ، وفصل في خواصّها ، وفصل في نزولها. وينقل غالباً عن تفسير العيّاشي والبيضاوي ، وينقل عن كتاب الاحتجاج للطبرسي ، وعن مكارم الأخلاق وغيرهما من كتب الحديث. وينقل في تفسيره عن تفسير غياث بن إبراهيم ما رواه عن تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي ، وينقل تمام

__________________

(١) الذريعة ٤ / ٣٤٣.

(٢) الذريعة ٦ / ٤١ ـ ٤٢.

(٣) الذريعة ٤ / ٢٣٦ ـ ٢٣٩.

  

تفسير الإمام العسكريّ عليه‌السلام ، وتمام تفسيري القمّي : أصله ومختصره باعتقاد أنّ الأصل والمختصر لنفس المصنّف وهو القمّي. والكتاب مفقود عدا ما أطلع عليه الشيخ آغا بزرك رحمه الله وهو مجلّدان فقط.

٨ ـ آيات الأحكام الموسوم بـ : مفاتيح الأحكام شرح لـ : زبدة البيان للأردبيلي ، للسيّد محمّد سعيد بن سراج الدين قاسم الطباطبائي القهبائي (ت ١٠٨٢ هـ).

٩ ـ تفسير سورتي الفاتحة والإخلاص ، للسيّد فخر الدين المشهدي (ت ١٠٩٧ هـ) ٢٣٤(١).

وللبحث صلة ...

__________________

(١) الذريعة ٤ / ٣٣٦.

  

مدرسة الحلّة وتراجم علمائها

من النشوء إلى القمّة

(٥٠٠ ـ ٩٥٠ هـ)

(٣)

السـيّد حيدر وتوت الحسيني

لقد تعرضنا في الأعداد السابقة إلى تأريخ تأسيس مدينة الحلّة ، والنهضة العلمية والأسر والبيوت العلمية فيها ، وتأثير مدرسة الحلّة بالمدارس في المدن الإسلامية الأخرى ، وتطرقنا إلى العلوم الإسلامية التي كانت محل اهتمام مدرسة الحلّة ، واستعرضنا الحركة العلمية ، وعلماء الحلّة منذ تأسيس المدينة في القرن السادس الهجري ، ونستأنف البحث هنا ...

٣٨ ـ الشيخ محمّـد بن إدريس الحلّي :

هو الفقيه الفاضل العالم العامل شيخ فقهاء وقته ورئيس علماء عصره الشيخ أبو عبدالله فخر الملّة والدين محمّـد بن أحمد بن إدريس العجلي الحلّي.

جاء في أمل الآمل(١) :

«الشيخ محمّـد بن إدريس العجلي بحلّة ، له تصانيف ، منها كتاب السرائر ، شاهدته بحلّة. قال شيخنا سديد الدين محمود الحمصي : هو مخلط لا يعتمد على تصنيفه ، قاله منتجب الدين. وقد أثنى عليه علماؤنا

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٢٤٣.

  

المتأخّرون واعتمدوا على كتابه وعلى ما رواه في آخره من كتب المتقدّمين وأصولهم ... إلى قوله : ونقل السيّد مصطفى عن ابن داود أنّه كان شيخ الفقهاء بالحلّة متقناً للعلوم كثير التصانيف لكنّه أعرض عن أخبار أهل البيت عليهم‌السلام بالكلّية ، وأنّه ذكره في قسم الضعفاء. ثمّ قال السيّد مصطفى : ولعلّ ذكره في باب الموثّقين أولى ، لأنّ المشهور منه أنّه لا يعمل بخبر الواحد وهذا لا يستلزم الإعراض بالكلّية وإلاّ لانتقض بغيره مثل السيّد المرتضى وغيره ...».

وورد ذكر الشيخ ابن إدريس الحلّي في كتاب شرح نهج البلاغة(١) لابن أبي الحديد عند ترجمة الشريف الرضي قائلاً :

«وقرأت بخطّ محمّـد بن إدريس الحلّي الفقيه الإمامي ، قال : حكى أبو حامد أحمد بن محمّـد الاسفراييني الفقيه الشافعي ...».

وقال البحراني في لؤلؤة البحرين(٢) :

«الشيخ محمّـد بن إدريس العجلي الحلّي ، وكان هذا الشيخ فقيهاً أصوليّاً بحتاً ومجتهداً صرفاً ، وهو أوّل من فتح باب الطعن على الشيخ وإلاّ فكلّ من كان في عصر الشيخ أو من بعده إنّما كان يحذو حذوه غالباً إلى أن انتهت النوبة إليه ، ثمّ إنّ المحقّق والعلاّمة بعده أكثرا من الردّ عليه والطعن فيه وفي أقواله والتشنيع عليه غاية التشنيع ، وقد طعن فيه أيضاً الشيخ الفاضل الكامل العلاّمة الشيخ محمود الحمصي وقال : إنّه مخلط ... إلى قوله : والتحقيق أنّ فضل الرجل المذكور وعلوّ منزلته في هذه الطائفة ممّا لا ينكر ، وغلطه في مسألة من مسائل الفنّ لا يستلزم الطعن عليه بما ذكره

__________________

(١) نهج البلاغة ١/٥٢.

(٢) لؤلؤة البحرين : ٢٧٦.

  

المحقّق المتقدّم ذكره ، وكم لمثله من الأغلاط الواضحة ولا سيّما في هذه المسألة وهي مسألة العمل بخبر الواحد ، وجملة من تأخّر عنه من الفضلاء حتّى مثل المحقّق والعلاّمة اللذين هما أصل الطعن عليه قد اختارا العمل بكثير من أقواله.

وقد ذكره شيخنا الشهيد الثاني رحمه‌الله في إجازته فقال : مرويّات الشيخ العلاّمة المحقّق فخر الدين أبي عبدالله محمّـد بن إدريس العجلي.

وقال الشهيد الأوّل في إجازته : وعن ابن نما والسيّد فخار مصنّفات الإمام العلاّمة شيخ العلماء ورئيس المذهب فخر الدين أبي عبدالله محمّـد ابن إدريس رضي‌الله‌عنه ، انتهى.

وله كتاب يشتمل على جملة من أجوبة مسائل قد سئل عنها ، وهو عندي إعارة من بعض الأخوان ، وكذلك كتاب السرائر بتمامه.

وبالجملة : ففضل الرجل المذكور ونبله في هذه الطائفة أظهر من أن يُنكر وإن تفرّد ببعض الأقوال الظاهرة البطلان لذوي الإفهام والأذهان ، ومثله في ذلك غير عزيز كما لا يخفى على الناظر المنصف ...».

وجاء في جامع الرواة(١) للشيخ محمّـد علي الأردبيلي الحائري :

«محمّـد بن إدريس العجلي الحلّي ، كان شيخ الفقهاء بالحلّة ، متقناً في العلوم ، كثير التصانيف ، (د) ...».

وقال الحائري في منتهى المقال(٢) :

«محمّـد بن إدريس العجلي الحلّي ، كان شيخ الفقهاء بالحلّة ، متقناً

__________________

(١) جامع الرواة ٢ / ٦٥.

(٢) منتهى المقال : ٢٦٠.

  

في العلوم ، كثير التصانيف ، (د) ـ يعني : كذا في رجال ابن داود ـ ... إلى أن قال : ولا يخفى ما فيه من الجزاف وعدم سلوك سبيل الإنصاف ، فإنّ الطعن في هذا الفاضل الجليل سيّما والاعتذار بهذا التعليل فيه ما فيه ، أمّا أوّلا فلأنّ عمله بأكثر كثير من الأخبار ممّا لا يقبل الاستتار ، سيّما ما استطرفه في آواخر السرائر من أصول القدماء رضوان الله عليهم ؛ وأمّا ثانياً فلأنّ عدم العمل بأخبار الآحاد ليس من متفرّداته ، بل ذهب إليه جملة من جلّة الأصحاب كعلم الهدى وابن زهرة وابن قبة وغيرهم ، فلو كان ذلك موجباً للتضعيف لوجب تضعيفهم أجمع ، وفيه ما فيه ...».

وجاء في روضات الجنّات(١) :

«الحبر الكامل المحقّق العلاّمة فخر الملّة والدين أبو عبدالله محمّـد ابن أحمد بن إدريس الحلّي العجلي صاحب كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ، ذكره الشيخ منتجب الدين القمّي فيما نقل صاحب أمل الآمل عن كتاب فهرسته بعنوان : الشيخ محمّـد بن إدريس العجلي شاهدته بحلّة ، ناسباً إيّاه إلى الجدّ دون الأب ... إلى قوله : هذا ، وقال صاحب صحيفة الصفا في ذكر أهل الاجتباء والأصدقاء بعد الترجمة له بعنوان محمّـد بن إدريس فخر الدين أبو عبدالله العجلي الحلّي : نسب إلى جدّه لأنّه ابن أحمد ابن إدريس ، كان شيخ الفقهاء في الحلّة ، متقناً في العلوم ، كثير التصانيف ، له كتب ، اشهرها كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ، يروي عن خاله الشيخ أبي علي الطوسي وعن جدّه لأُمّه الشيخ الطوسي ...» إلى آخر هذا القول الخاطئ من الصلة المزعومة بين المترجم له والشيخ الطوسي قدس‌سره.

__________________

(١) روضات الجنات ٦ / ٢٧٤.

  

النسب بين الطوسي وابن إدريس الحلّي خطأ شائع :

يقول الاستاذ السيّد حسن الحكيم في كتابه الشيخ الطوسي(١) عند استعراضه لروابط النسب بين الشيخ الطوسي وابن إدريس واستبعاده أن يكون الطوسي الجدّ الاُمّي المباشر لابن إدريس لتباعد الفترة الزمنية بين وفاة الشيخ وولادة ابن إدريس معقّباً على هذا الأمر بقوله :

«ولكن في الحقيقة لم تكن بنت الشيخ الطوسي أُمّ ابن إدريس مباشرة ، ويمكن أن تكون أُمّه بنت بنت الشيخ الطوسي ، وذلك لبعد المسافة الزمنية الفاصلة بين الشيخ الطوسي وابن إدريس. ثمّ قال : يقول النوري : فإنّ من الغرابة بمكان يكاد يلحق بالمحال في العادة ، فإنّ وفاة الشيخ في سنة ستّين بعد الأربعمائة وولادة ابن إدريس كما ذكروه سنة ثلاث وأربعين بعد الخمسمائة ، فبين الوفاة والولادة ثلاث وثمانون سنة ، ولو كانت أم ابن إدريس في وقت إجازة والدها لها حدود سبعة عشر سنة مثلاً كانت بنت الشيخ ولدت ابن إدريس في سنّ مائة سنة تقريباً ، وهذه من الخوارق ...».

ويقول سماحة العلاّمة المحقّق السيّد محمّـد مهدي الخرسان (دام ظلّه) في كتابه موسوعة ابن إدريس الحلّي(٢) وتحت عنوان : (أمّهاته وخطأ شائع) :

«أمّا نسبه من جهة الأمّهات فقد ذهب بعض الأعلام إلى أنّ أمّه هي بنت الشيخ الطوسي المتوفّى (٤٦٠ هـ) ، ولعلّ أوّل من ذهب إلى ذلك هو

__________________

(١) الشيخ الطوسي : ٤٩٠ ـ ٤٩١.

(٢) موسوعة ابن ادريس الحلّي : ١٦.

  

الشيخ الحرّ العاملي المتوفّى (١١٠٤ هـ) في كتابه أمل الآمل ، قال : يروي المصنّف عن خاله أبي علي الطوسي بواسطة وغير واسطة ، وعن جدّه لاُمّه أبي جعفر الطوسي ، وأمّ أُمّه بنت المسعود ورّام ، وكانت فاضلة صالحة».

قال سماحة السيّد محمّـد مهدي الخرسان (دام ظلّه) معقّباً :

«وعلى هذا النغم كثر الإيقاع عند المتأخّرين ... إلى قوله : ووجه الغرابة أنّه جعل الشيخ الطوسي جدّ ابن إدريس لأمّه ، وأمّ أمّه بنت المسعود ، ومعنى ذلك أن تكون بنت المسعود زوجة الشيخ الطوسي ، ومعلوم أنّ وفاة الشيخ الطوسي كانت سنة (٤٦٠ هـ) والمسعود ورّام متأخّر عن زمان الطوسي ، حتّى أنّ منتجب الدين ابن بابويه من القرن السادس شاهده بالحلّة وقال عنه : عالم فقيه صالح شاهدته ـ بحلّة ووافق الخَبر الخُبر ـ قرأ على شيخنا الإمام سديد الدين محمود الحمصي بحلّة وراعاه».

ثمّ يُضيف سماحة السيّد محمّـد مهدي الخرسان (دام ظلّه) موضحاً : «فلاحظ جيّداً تجد أنّ المسعود ورّام من معاصري ابن إدريس إن لم يكن متأخّراً عنه قليلاً ، فكلاهما اجتمع بسديد الدين الحمصي وأخذ عنه ، وسيأتي في شيوخ المصنّف وتلاميذه ذكر سديد الدين الحمصي ، فكيف يعقل أن تكون ابنة مسعود ورّام وهي أمّ أمّ ابن إدريس هي زوجة الشيخ الطوسي المتوفّى سنة (٤٦٠ هـ)؟! فلاحظ. اللّهمّ إلاّ أن يكون المراد بالمسعود ورّام رجلاً آخر غير من عرفته المصادر الرجالية فذكرته ، فمن هو يا ترى؟ على أنّا لو أغمضنا النظر عن هذه الجهة فثَمّ خلل آخر ، وذلك هو البعد الزماني بين وفاة الشيخ الطوسي في سنة (٤٦٠ هـ) وبين ولادة الشيخ ابن إدريس في سنة (٥٤٣ هـ) ، فيكون بينهما (٨٣ سنة) ، وذلك يمنع من وقوع الولادة المزعومة حتّى لو أفترضنا أنّ بنت الشيخ الطوسي كانت حملاً

عند وفاة أبيها وولدت بعده ، فلا يمكن أن تكون هي أمّ ابن إدريس (المصنّف) إذ لا يعقل عادةً حمل امرأة تجاوزت الثمانين من عمرها ، مع أنّ انقطاع الحمل عادة وبلوغ سنّ اليأس إنّما يكون في الستين على أكثر تقدير. وحتّى لو أدُّعي الإعجاز في المقام كما في قصّة سارة زوجة إبراهيم عليه‌السلام حين بشّرتها الملائكة : (قَالَتْ يَا وَيْلَتَى ءَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذَا لَشَيءٌ عَجِيبٌ) (١) لكان ذلك عجباً يشتهر أمره ويشيع خبره».

قال الشيخ عبّاس القمّي في الكنى والألقاب(٢) :

«محمّـد بن أحمد بن إدريس الحلّي ، فاضل فقيه ومحقّق ماهر نبيه ، فخر الأجلّة وشيخ فقهاء الحلّة ، صاحب كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي ...».

مشايخه ومن يروي عنهم :

١ ـ الشيخ عربي بن مسافر العبادي.

٢ ـ الشيخ الحسين بن رطبة السوراوي.

٣ ـ السيّد أبو المكارم حمزة بن زهرة الحسيني صاحب الغنية.

٤ ـ السيّد الشريف أبو الحسن علي بن إبراهيم العلوي العريضي.

٥ ـ الشيخ الفقيه عبدالله بن جعفر الدوريستي.

٦ ـ السيّد عزّ الدين شرف شاه بن محمّـد الأفطسي.

__________________

(١) سورة هود ١١ : ٧٢.

(٢) الكنى والألقاب ١ / ٢١٠.

  

تلامذته ومن يروي عنه :

١ ـ السيّد الجليل فخار بن معد الموسوي.

٢ ـ الشيخ جعفر بن أبي البقاء هبة الله بن نما.

٣ ـ الشيخ نجيب الدين محمّـد بن جعفر بن نما.

وغيرهم.

مؤلّفاته :

١ ـ كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي.

٢ ـ كتاب مختصر تبيان الشيخ(١).

[قال صاحب الأمل(٢) عند عدّه لمؤلّفات الشيخ : «وله أيضاً كتاب التعليقات ، كبير ، وهو حواش وإيرادات على التبيان لشيخنا الطوسي ، شاهدته بخطّه في فارس».

٣ ـ أجوبة المسائل ، مجموعة فقهية(٣).

ولادته ووفاته :

ولد رضوان الله عليه عام (٥٤٣ هـ) وتوفّي يوم الجمعة (١٨ شوال) عام (٥٩٨ هـ) عن عمر قارب الـ (٥٥ عاماً) تقريباً.

٣٩ ـ الشيخ محمّـد شرف الكُتّاب ابن جيا :

هو الأديب اللغوي الشاعر أبو الفرج شرف الكتّاب محمّـد بن أحمد

__________________

(١) الكنى والألقاب : ١ / ٢١٠.

(٢) أمل الآمل ٢ / ٢٤٣.

(٣) موسوعة ابن إدريس الحلّي / الرائد المجاهد.

  

ابن حمزة بن جيا الحلّي. ذكره ياقوت في معجم الأدباء(١) قائلاً :

«محمّـد بن أحمد بن حمزة بن جيا أبو الفرج من أهل الحلّة المزيدية يُلقّب شرف الكتّاب ، كان نحويّاً لغويّاً فطناً شاعراً مُترسّلاً ، شعره ورسائله مُدوَّنة ، قدم بغداد فقرأ على النقيب أبي السعادات هبة الله ابن الشجري النحوي وأخذ عنه ، ثمّ أخذ بعده عن أبي محمّـد ابن الخشّاب ، وسمع الحديث على القاضي أبي جعفر عبدالواحد ابن الثقفي ، وأصله ومولده من مطير آباد ، وصحب ابن هبيرة الوزير ، وله رسائل مدوَّنة عملها أجوبة لرسائل أبي محمّـد القاسم ابن الحريري. حَدّثني أبو علي القيلوي قال : أنا رأيته ، ومات في سنة تسع وسبعين وخمسمائة وقد نيَّف على الثمانين. أنشدني ابن الدبيثي قال : أنشدني أبو الثناء محمود بن عبدالله بن المُفرَّج الحلّي قال : أنشدني شرف الكتّاب أبو الفرج محمّـد بن أحمد بن جيا لنفسه :

حَتّام أجري في ميادين الهوى

لا سابقٌ أبداً ولا مسبوقُ

ما هزَّني طربٌ إلى أرض الحمى

إلاّ تعرَّض أجرع وعقيقُ

شوق بأطراف البلادِ مُفرّق نحوي

شتيت الشمل منه فريقُ

ومدامع كفلت بعارض مُزنة

لمعت لها بين الضلوع بروقُ

فكأنّ جفني بالدموع موكّلٌ

وكأنّ قلبي للجوى مخلوقُ

وله أيضاً :

قل لحادي عشر البروج أبا العا

شر منها رب القرون الثاني

__________________

(١) معجم الأُدباء ١٧ / ٢٧٠.

  

يا ابن شكران ضلَّة لزمان

صرتَ فيه تُعدُّ في الأعيان

ليس طبَّي ذمَّ الزمان ولكن

أنت أغريتني بذمِّ الزمان»

وجاء في تاريخ الحلّة(١) :«بنو جيا أصلهم من قرية العامرية من قرى (مطيرباد) إحدى أعمال الحلّة. قال الدكتور مصطفى جواد في حاشية مختصر ابن الدبيثي للذهبي : بنو جيا من أهل الحلّة ومن البيوت المشهورة. وقال أيضاً : ورد في كتاب المناقب المزيدية في أخبار الدولة الأسدية نسخة المتحف البريطاني المرقّمة ٢٣٠٢٩٦ ورقة (٦ ـ ٧) : قال مؤلّفه أبو البقاء هبة الله : حدّثني الرئيس أبو نصر محمّـد بن علي بن جيا رحمه‌الله ...».

قال الشيخ يوسف كركوش معقّباً : «عندنا اليوم في الحلّة في محلّة المهدية موضع يعرف بـ : الجية ، وقد سألت المعمّرين عن أصل هذه التسمية فأجابني أنّ هذه التسمية قديمة جدّاً ، فجال في خاطري أنّ هذا الموضع يمكن أن يكون لبني جيا».

ولادته ووفاته :

أقول :

ذكر لنا ياقوت في معجم الأدباء أنّ ابن جيا مات في سنة (٥٧٩ هـ) عن عمر قارب الـ (٨٠ عاماً) ، لذا وبناءً على هذه التواريخ تكون ولادته عام (٤٩٩ هـ) تقريباً ، والله سبحانه العالم.

__________________

(١) تاريخ الحلّة ٢ / ٤٩.

  

٤٠ ـ الشيخ محمّـد بن خليفة السنبسي :

جاء في تاريخ الحلّة(١) : «هو أبو عبدالله محمّـد بن خليفة بن الحسين السنبسي الهيتي الحلّي الملقّب بـ : القائد ، ولد ونشأ في هيت ، كان شاعراً مجيداً ، اتصل بالأمراء المزيديّين من عهد بهاء الدولة منصور المزيدي ، ومن بعده اتصل بولده سيف الدولة صدقة ورافقه سفراً وحضراً ومدحه بعدّة قصائد ، ذكره ابن المارستانية في كتابه ديوان الإسلام قال : كان شاعراً مجيداً مغزلاً مليح الكلام حسن النظم ، لألفاظه حلاوة وعليها من جودة النسيج طلاوة ، وصاف الديار الدوارس مولع بذكر الإبل والقفار والبسابس ، خبير بأخبار العرب وأشعارها بصير بأيّامها ووقائعها وآثارها ، أشهر أهل هذه الصنعة بها وأفخم شعراء سيف الدولة ذكرا ...».

من شعره :

لا تصحب الناس لآتيها ولا ملقاً

وابسم لهم بين إحلاء وإمرار

واجمع ففي جمعك الضدَّين فائدة

كالنضج يدرك بين الماء والنار

توفّي سنة (٥٣٥ هـ) في بغداد ، وذكر صاحب الفوات أنّه توفّي سنة (٥١٥ هـ) ، رحمه الله تعالى.

٤١ ـ الشيخ محمّـد بن حُميدة الحلّي :

هو العالم النحوي الفاضل والأديب الشاعر أبو عبدالله محمّـد بن علي ابن أحمد الملقّب بـ : ابن حميدة الحلّي.

__________________

(١) تاريخ الحلّة ٢ / ٤٤.

  

ذكره ياقوت الحموي في معجم الأدباء(١) قائلاً :

«محمّـد بن علي بن أحمد أبو عبيدالله الحلّي المعروف بابن حميدة النحوي ، كانت له معرفة جيّدة بالنحو واللغة ، قرأ على أبي محمّـد ابن الخشّاب البغدادي ولازمه حتّى برع في علم العربية ، وصنَّف كتباً ، منها : شرح أبيات الجُمل لأبي بكر ابن السَّراج ، شرح اللمع لابن جنّي ... إلى قوله : ومولده سنة ستة وثمانين وأربعمائة ومات سنة خمسين وخمسمائة ، أنشدني أبو الحسن علي بن نصر بن هارون الحلّي ، قال : أنشدني محمّـد ابن علي بن حُميدة الحلّي لنفسه :

سلام على تلك المعاهد والرُّبا

وأهلاً بأرباب القباب ومرحبا

وسقياً لربّات الحجال وأهلها

ورعياً لأرباب الخدور بيثربا

أحنّ لتيَّاك الحجال وان غدت

ربائبها تُبدي إليّ التجنّبا

وأصبو لربع العامريّة كُلَّما

تذكّرت من جرعاتها لي ملعبا

فلا همَّ إلاّ دون همّي غدوة

إذا جرت النكباء أو هبّت الصبا»

وجاء في روضات الجنّات(٢) :

«الشيخ الفاضل الشاعر الماهر أبو عبدالله محمّـد بن علي بن أحمد

__________________

(١) معجم الأدباء ١٨ / ٢٥٢.

(٢) روضات الجنات ٨ / ٣١.

  

الحلّي النحوي المعروف بابن حُمَيدة ـ بصيغة التصغير ، قال الحافظ السيوطي في طبقات النحات : قال ياقوت ...».

مؤلّفاته :

وقد ذكرها ياقوت في معجم الأدباء ، وهي :

١ ـ شرح أبيات الجُمل لأبي بكر ابن السرّاج.

٢ ـ شرح اللمع لابن جنّي.

٣ ـ شرح المقامات الحريرية.

٤ ـ كتاب في التصريف.

٥ ـ كتاب الروضة ، في النحو.

٦ ـ كتاب الأدوات ، في النحو.

٧ ـ كتاب الفرق بين الضاد والظاء.

ولادته ووفاته :

ذكر أصحاب المعاجم أنّ ولادته كانت سنة (٤٦٨ هـ) ووفاته في سنة (٥٥٠ هـ) ، وبناءً على هذه التواريخ يكون عمره (٨٢ سنة) تقريباً ، رضوان الله عليه.

٤٢ ـ الشيخ محمّـد بن علي الإربلي :

جاء في روضات الجنّات(١) في ذيل ترجمة الشيخ القاسم بن علي الحريري صاحب المقامات :

«... ومنهم الشيخ أبو سعيد محمّـد بن علي بن عبدالله بن أحمد

__________________

(١) روضات الجنّات ٦ / ٣٢.

  

العراقي الحلّي الإربلي ، وكان قد قرأ المقامات على مصنّفه الحريري وأخذها عنه وشرحها ، وتفقّه على الغزالي المشهور ، وله أيضاً كتاب الذخيرة لأهل البصيرة ، وكتاب مسائل الامتحان ذكر فيه العويص من النحو ، وكتاب عيون الشعر ، والفرق بين الراء والغين ، وفصول وعظ ورسائل ، كما عن تاريخ ابن المستوفي».

وذكره الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(١) قائلاً :

«هو محمّـد بن علي بن عبدالله بن أحمد بن أبي جابر بن الهيجاء بن حمدان العراقي الحلّي. قال السيوطي : قال ابن المستوفي في تاريخ إربل : إمام عالم بالنحو والفقه ، له كتب مصنّفة : شرح المقامات وكان أخذها من مؤلّفها ، وله الذخيرة لأهل البصيرة ، والبيان لشرح الكلمات ، والمنتظم في مسلوك الأدوات لم يذكر فيه من النحو طائلاً ، ومسائل الامتحان ذكر فيه العويص من النحو ، وله فصول وعض ورسائل ، أقام بإربل ورحل إلى بلاد العجم ، ومات في خفتيان وحمل فدفن بالبواريح ، وكان سمع من محمّـد ابن الحسين البرصي ، وسمع منه أبو المظفّر بن طاهر الخزاعي ، قال : راعني أبو المظفّر وحدّثني في ذي الحجّة سنة (٥٠٦ هـ) أنّه سمع تفسير الكلبي عن ابن عبّاس على أبي علي القطيعي. وقال الصلاح الصفدي نقلاً عن ابن النجّار : قدم بغداد صبيّاً ، وتفقّه على الغزالي والكيا ، وبرع وتميّز ، وقرأ المقامات على الحريري وشرحها ، وكان إماماً مناظراً ، وله عيون الشعر والفرق بين الراء والغين ، مات سنة (٥٦١ هـ). ومن شعره :

دعاني من ملامكما دعاني

فداعي الحبِّ للبلوى دعاني

أجاب له الفؤاد ونوم عيني

وسارا في الرقاد وودّعاني

__________________

(١) تاريخ الحلّة ٢ / ٤٩.

  

عباد الله أقوام كرام

بهم للخلق والدنيا نظام

أحبوا الله ربَّهم فكلٌّ

له قلب كئيب مستهام

سقاهم ربُّهم بكؤوس أُنس

فلذّ لهم برؤيته المقام».

٤٣ ـ الشيخ مهذّب الدين محمّـد الخيمي :

هو الأديب الشاعر الفاضل الماهر الشيخ أبو طالب مهذّب الدين محمّـد بن أبي الحسن علي بن علي بن المفضّل بن التامغاز الخيمي الحلّي.

ذكره ابن خلّكان في عدّة مواضع من كتابه وفيات الأعيان ، ومنها في ذيل ترجمة توران شاه(١) قائلاً : «وحكى صاحبنا الشيخ مهذّب الدين أبو طالب محمّـد بن علي المعروف بابن الخيمي الحلّي نزيل مصر الأديب الفاضل ، قال : رأيت في النوم شمس الدولة ..».

وفي موضع آخر قال ابن خلّكان(٢) : «مهذّب الدين أبو طالب محمّـد ابن أبي الحسن علي بن علي بن المفضّل بن التامغاز ، هكذا أملى علي نسبه ، وأنشدني كثيراً من شعره وشعر غيره ، وكان اجتماعنا بالقاهرة المحروسة في مجالس عديدة ، وأخبرني أنّ مولده في الثامن والعشرين من شوّال سنة تسع وأربعين وخمسمائة بالحلّة المزيدية ، وتوفّي يوم الأربعاء في العشرين من ذي الحجّة سنة اثنتين وأربعين وستمائة ، ودفن من الغد بالقرافة الصغرى ، وحضرت الصلاة عليه ، وكان إماماً في اللغة راوية للشعر والأدب ، رحمة الله تعالى عليه».

__________________

(١) وفيات الأعيان ١ / ٣٠٩.

(٢) وفيات الأعيان ٢ / ٣٤٢.

  

وحكى الخاقاني في شعراء الحلّة(١) قول السيوطي في بغية الوعاة قائلاً : «محمّـد بن علي بن علي بن المفضّل بن القامغاز الحلّي مهذّب الدين ابن الخيمي ... إلى قوله : وقال ابن النجّار : كان نحويّاً فاضلاً كامل المعرفة بالأدب حسن الطريقة متديّناً متواضعاً ، وله مصنّفات كثيرة ، ذكر لي أنّه قرأ الأدب على فرسان الحلّي وابن الخشّاب وابن القصّار وابن الأنباري وابن الدبّاغ وابن عبيد والبنديجي وابن أيّوب وابن حميدة وأبي الحسن ابن الزاهد ببغداد وعلى الكندي بدمشق ، وله كتب ...».

وقال الشيخ يوسف كركوش في تاريخ الحلّة(٢) :

«كان مهذّب الدين الخيمي شاعراً فحلاً فيّاض الوجدان دقيق الملاحظة سامي الخيال ، ولشعره وقع شديد في النفوس يثير كوامنها ، وكان جامعاً بين الصناعة والطبع ، له نفثات شعرية تكاد تكون آيات بيّنات في الشعر العربي ، وكان في شعره أحياناً ينزع نزعة انتقادية لاذعة ، فكان لذلك يسير شعره سير الأمثال صدىً في البلاد العربية. وبهذه المناسبة أورد قصّته مع بني سناء الملك المصريّين ، خلاصتها أنّه كان له ولد موظّف في إحدى الدواوين المصرية ، فاتُّهم بالخيانة وعوقب من أجل ذلك ، فكتب إليه والده مهذّب الدين بهذه الأبيات :

عصروك أمثال اللصوص

ولم تفد تلك الأمانة

فإذا سلمت فخنهم

إنّ السلامة في الخيانة

وافعل كفعل بني سناء الملك

في مال الخزانة»

__________________

(١) شعراء الحلّة ٢ / ٦٩.

(٢) تاريخ الحلّة ٢ / ٧٠.

  

قال الشيخ يوسف كركوش : «ولمّا شاعت هذه الأبيات في الأندية والمجالس أُمسك بنو سناء الملك وصودرت أموالهم».

وذكر الشيخ البهائي في كشكوله(١) قصيدة لمهذّب الدين الخيمي ، منها :

يا مطلباً ليس لي في غيره إرب

إليك آل التقصّي وانتهى الطلب

وما طمحت لمرأى أو لمستمع

إلاّ لمعنى إلى علياك ينتسب

وما أراني أهلاً أن تواصلني

حسبي علوّاً بأنّي فيك مكتئب

لكن ينازع شوقي تارة أدبي

فأطلب الوصل لمّا يضعف الأدب

ولست أبرح في الحالين ذا قلق

نام وشوق له في أضلعي لهب».

مؤلّفاته :

وقد ذكرها السيوطي في بغية الوعاة(٢) :

١ ـ كتاب حروف القرآن.

٢ ـ كتاب أمثال القرآن.

٣ ـ كتاب قد.

٤ ـ كتاب يحيى.

٥ ـ كتاب الكلاب.

٦ ـ كتاب استواء الحكم والقاضي.

__________________

(١) كشكول الشيخ البهائي ٢ / ١٠٠.

(٢) بغية الوعاة ١ : ١٨٤ ـ ١٨٥.

  

٧ ـ كتاب الردّ على الوزير المغربي.

٨ ـ كتاب المؤانسة في المقايسة.

٩ ـ كتاب لزوم الخمس.

١٠ ـ كتاب المخلص الديواني ، في علم الأدب والحساب.

١١ ـ كتاب المقصورة.

١٢ ـ كتاب المطاول ، في الردّ على المعرّي في مواضع سها فيها.

١٣ ـ كتاب إسطرلاب الشعر.

١٤ ـ كتاب شرح التحيّات لله.

١٥ ـ كتاب صفات القبلة مجملة ومفصّلة.

١٦ ـ كتاب الأربعين والاساميّات.

١٧ ـ كتاب الديوان المعمور ، في مدح الصاحب.

١٨ ـ كتاب الجمع بين الأخوات والحضّ على المحافظة بين المسبيّات.

١٩ ـ رسالة من أهل الإخلاص والمودّة إلى الناكثين من أهل الغدر والردّة.

ولادته ووفاته :

ذكر ابن خلّكان كما مرّ آنفاً أنّ ولادته في (٢٨ شوّال) سنة (٥٤٩ هـ) ووفاته يوم الأربعاء في (٢٠ ذي الحجّة) سنة (٦٤٢ هـ) ودفن في مصر بالقرافة الصغرى رضوان الله عليه.

 

٤٤ ـ الشيخ برهان الدين محمّـد ابن الدهّان :

جاء في الكنى والألقاب(١) : «برهان الدين ـ ويقال : ابن الدهّان أيضاً ـ أبو شجاع محمّـد بن علي بن شعيب البغدادي الفرضي الحاسب النحوي الأديب الشاعر الماهر في النجوم ، صنّف غريب الحديث ، ومن شعره ما كتبه إلى بعض وقد عوفي من مرضه :

نذر الناس يوم برئك صوماً

غير أنّي عزمت وحدي فطراً

عالماً أنّ يوم برئك عيد

لا أرى صومه ولو كان نذراً».

وذكره أيضاً السيّد هادي كمال الدين في فقهاء الفيحاء(٢) واعتبره من علماء الحلّة الذين نشؤوا بها ، توفّي سنة (٥٩٠ هـ) بالحلّة.

٤٥ ـ الشيخ أبو المعالي محمّـد الهيتي :

جاء في تاريخ الحلّة(٣) : «كثر المهاجرون من الهيتيّين إلى الحلّة بعد تأسيسها واستيلاء سيف الدولة على هيت ، فصارت لهم بالحلّة محلّة تعرف بمحلّة الهيتاويّين ، ومن هؤلاء المهاجرين شاعرنا هذا ، وهو محمّـد بن محمّـد بن علي الفارس أبو المعالي الهيتي ، كان يتكسّب بشعره ، كتب عنه أبو طاهر السلفي ببغداد وبالحلّة سنة (٤٩٧ هـ) ، من شعره على رواية السلفي :

صرمت بلا ذنب حبالي زينب

وتجرّمت وتقول أنت المذنب

وغدت تضن بوصلها من تيهها

والوصل أحسن بالحساب وأصوب

ولحرقة البين المشتّت حرقة

والبين أعظم ما يكون وأصعب

__________________

(١) الكنى والألقاب ٢ / ٧١.

(٢) فقهاء الفيحاء ٢ / ٧١.

(٣) تاريخ الحلّة ٢ / ٤٦.

  

يا عاذلاً لم يدر ما صنع الأسى

أقصر ، فإنّ ملام مثلك يعطب

توفّي في أوائل القرن السادس الهجري».

٤٦ ـ الشيخ محمّـد ابن الكال الحلّي :

هو الفقيه الفاضل والعالم الجليل الشيخ أبو عبدالله محمّـد بن محمّـد ابن هارون بن كوكب المقرئ المعروف بابن الكال الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(١) قائلاً :

«الشيخ أبو عبدالله محمّـد بن هارون المعروف والده بالكال ، فاضل ، جليل ، صالح ، فقيه ، له كتب ، منها : مختصر التبيان في تفسير القرآن ، وكتاب متشابه القرآن ، وكتاب اللحن الخفي واللحن الجلي ، وغير ذلك».

وذكره الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة(٢) قائلاً :

«اللحن الخفي واللحن الجلي للشيخ أبي عبدالله محمّـد بن هارون المعروف والده بالكال أو الكمال ، ذكره في كشف الحجب ... إلى قوله : وهو ممّن يروي عنه محمّـد ابن المشهدي صاحب المزار المشهور».

وجاء في تاريخ الحلّة(٣) :

«هو أبو عبدالله محمّـد بن محمّـد بن هارون بن كوكب المقرئ المعروف بابن الكال. قال فيه ابن الساعي في مختصره :

شيخ فاضل مقرئ ، ولد ببغداد ونشأ بالحلّة المزيدية ثمّ قدم بغداد وأقام بها مدّة ، وقرأ القرآن العزيز بالقراءات على جماعة كأبي محمّـد سبط أبي منصور الخيّاط وأبي الكرم المبارك ابن الشهرزوري وروى الحديث عن

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٣١.

(٢) الذريعة ١٨ / ٢٩٧.

(٣) تاريخ الحلّة ٢ / ٦١.

  

جماعة ، ثمّ عاد إلى الحلّة وأقام بها يُقرئ ويحدّث ، أخبرني عنه الحافظ أبو عبدالله الواسطي بقراءته عليه ، قال : قرأت على أبي عبدالله محمّـد بن محمّـد بن الكال بالحلّة ، وسئل أبو عبدالله عن مولده فقال : ولدت في يوم عرفة من سنة (٥١٥ هـ). وتوفّي يوم الثلاثاء (١١ ذي الحجّة) من سنة (٥٩٧ هـ) ...».

شيوخه :

١ ـ أبو محمّـد سبط أبي منصور الخيّاط.

٢ ـ أبو الكرم المبارك ابن الشهرزوري.

٣ ـ دعوان بن علي الجبائي.

٤ ـ الحافظ أبو العلاء الهمداني.

٥ ـ القاضي أبو القاسم علي الصبّاغ.

٦ ـ الشيخ يحيى بن سعدون القرطبي.

تلامذته :

من أشهرهم :

١ ـ الشيخ الجليل محمّـد بن جعفر المشهدي صاحب كتاب المزار.

٢ ـ الحافظ أبو عبـد الله الواسطي.

مؤلّفاته :

١ ـ كتاب مختصر التبيان في تفسير القرآن.

٢ ـ كتاب متشابه القرآن.

 

٣ ـ كتاب اللحن الخفي واللحن الجلي.

وغيرها من الكتب.

ولادته ووفاته :

ولد كما ذكره هو بنفسه في يوم عرفة من سنة (٥١٥ هـ) وتوفّي يوم الثلاثاء (١١ ذي الحجّة) سنة (٥٩٧ هـ) قدّس الله روحه الطاهرة.

٤٧ ـ الشيخ محمّـد بن مسافر العبادي :

جاء في أمل الآمل(١) : «الشيخ محمّـد بن مسافر العبادي ، فاضل ، فقيه ، يروي عنه إلياس بن هشام الحائري».

وذكره أيضاً السيّد الخوئي في رجاله(٢) مكرّراً ناقلاً قول صاحب أمل الآمل فيه.

أقول :

لا يستبعد أن يكون المترجم له أخاً للشيخ الفقيه عربي بن مسافر العبادي قدس‌سره ، والله سبحانه العالم.

٤٨ ـ الشيخ نجيب الدين محمّـد السوراوي :

هو الفاضل الجليل الشيخ نجيب الدين محمّـد السوراوي المذكور في طرق الإجازات والمعروف لدى العلماء الموصوف بالفضل والنبل مع المدح والثناء العاطر. ذكره صاحب لؤلؤة البحرين(٣) ضمن ترجمة الشيخ أبي جعفر الطوسي قدس‌سره قائلاً :

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٣٠٦.

(٢) معجم رجال الخوئي ١٧ / ٢٥٠.

(٣) لؤلؤة البحرين : ٢٩٨.

  

«عن الشيخ نجيب الدين السوراوي ـ نسبة إلى سورى كبشرى بلدة في العراق قد أضمحلّت الآن ـ وكان فاضلاً جليلاً نبيلاً».

وقال النوري في مستدرك الوسائل(١) عند ذكره :

«يروي عنه الشيخ المحقّق المتكلّم النحرير كمال الدين أبو جعفر أحمد بن علي بن سعيد بن سعادة البحراني صاحب رسالة العلم التي شرحها الخواجة نصير الدين الطوسي».

وجاء في طرائف المقال(٢) : «الشيخ نجيب الدين السوراوي ـ نسبة إلى سورى كبشرى بلدة في العراق قد اضمحلّت الآن ـ وكان فاضلاً جليلاً نبيلاً ، يروي عنه السيّدان الجليلان رضي الدين وجمال الدين ابنا طاووس ، ويروي عنه أبو الحسين بن هبة الله».

أقول :

لعلّ ما ذكرته كاف لترجمته.

٤٩ ـ السيّد محمّـد بن معد الموسوي :

هو الفقيه العالم العابد الزاهد السيّد أبو جعفر صفيّ الدين محمّـد بن معد بن علي بن رافع الموسوي ، ينتهي نسبه الشريف إلى موسى أبي سبحة ابن إبراهيم الأصغر ابن الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام.

جاء في غاية الاختصار(٣) :

«كان الفقيه صفي الدين أبو جعفر فقيهاً فاضلاً خيّراً زاهداً ورعاً

__________________

(١) مستدرك الوسائل ٣ / ٤٦٦.

(٢) طرائف المقال ١ / ١٠٩.

(٣) غاية الاختصار : ٨٣.

  

محدّثاً إخباريّاً جامعاً للنسب ، اعتكف بجامع الكوفة سنين كثيرة على قدم الخلوة والتجرّد ، روى عن آبائه علماً كثيراً ، وكتب المليح وضبط الصحيح واقتنى الكتب النفيسة ، كان الناصر ابن المستضيء يكرمهُ ويحبُّه ، وكان مؤيَّد الدين القمّي الوزير(١) يعضّمه ويحبّه وكان بينهم صداقة وودادة ، أراد منه الانتقال من الحلّة إلى بغداد فانتقل ، وأفرد له الوزير داراً من دوره بدرب الدواب فسكنها ، ولم تزل معروفة به ، ويقال : إنّ القمّي وهبه إيّاها ...».

وذكره ابن عِنَبة في عمدة الطالب(٢) عند ذكر جدّه السيّد رافع قائلاً :

«يقال لولده : آل رافع ، كان منهم الفقيه صفيّ الدين محمّـد بن معد ابن علي بن رافع المذكور».

وجاء في لؤلؤة البحرين(٣) ضمن ترجمة السيّد حمزة بن زهرة الحسيني ما نصّه :

«وبإسناد عن السيّدين العالمين رضي الدين وجمال الدين ابني طاووس وسديد الدين بن المطهّر جميعاً عن السيّد صفيّ الدين أبي جعفر محمّـد بن معد الموسوي ، وهو محمّـد بن معد بن علي بن رافع بن أبي الفضائل معد بن علي بن حمزة بن أحمد بن حمزة بن علي بن أحمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى الكاظم عليه‌السلام. قال في كتاب أمل الآمل : عالم فاضل خيّر محدّث ، يروي عن محمّـد بن محمّـد بن علي الحمداني القزويني عن الشيخ منتجب الدين ، ويروي العلاّمة عن أبيه عنه ...».

__________________

(١) نعم هو القمّي ـ وليس العلقمي ـ واسمه مؤيّد الدين محمّـد بن محمّـد بن برز القمّي ، وهو أحد وزراء الناصر لدين الله العبّاسي ، فلاحظ.

(٢) عمدة الطالب : ٢١٣.

(٣) لؤلؤة البحرين : ٣٥٥.

  

أقول :

ذكر صاحب كتاب غاية الاختصار(١) حادثة وقعت للسيّد صفي الدين محمّـد بن معد مع الخليفة العباسي الناصر لدين الله تدلّ على نزاهته العالية وشرفه وشجاعته الفائقة في مواجهة أهل الدسائس والغدر ، وإليك نصّها : «حدّثني السيّد شرف الدين أبو جعفر بن محمّـد بن تمام العبيدلي ـ وكان سيّداً خيّراً منقطعاً قد طعن في السنّ ـ قال : حدّثني أبي قال : حدّثني الفقيه صفيّ الدين محمّـد بن معد رحمه‌الله ـ وهذه الحكاية عندي مكتوبة بخطّ العفيف صفيّ الدين رحمه‌الله في كتاب بخطّه يحتوي على أشياء رواها عن أبائه ، وأجداده ـ قال : استدعاني الإمام الناصر بأحد أتباع البدرية الشريفة ، فاغتسلت وتأهّبت ومضيت إليه ، فرأيته جالساً على مستشرف على دجلة وليس بين يديه سوى نجاح الشرابي ، فاستدناني وأحسن ردّ السلام عليَّ ، فلمّا جلست قال لي : أضنّك قد ارتعت لاستدعائك في هذا الليل ، فقلت : الوثوق بورع أمير المؤمنين والعلم بعدله يمنع من اعتراض الروع ، قال يا محمّـد أتدري لما استدعيتك؟ قلت : لا يا أمير المؤمنين ، قال : استدعيتك لكذا وكذا وعرض عليَّ أموراً ، هكذا في خطّه رحمه الله تعالى. وأمّا ابن شبانة فقال : طلبه ليولّيه نيابة ، وقال له : طلبتك حتّى أجلسك في هذا الرواق تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، قال : فامتنعت وخضعت في الإعفاء ، فألزمني ، فحين لم أجد لي بُدّاً قلت : يا أمير المؤمنين والله ما أتيت إلاّ وقد اغتسلت وتأهّبت للموت ولم أُعلم بناتي ولا أهلي بالموضع الذي أُحضرت إليه فإن كان في نفس أمير المؤمنين شيء فليفعل ما بدا له ،

__________________

(١) غاية الاختصار : ٨٣.

  

فاصفرّ حينئذ وجهه ، وقال : يا نجاح عليَّ بالكيس الفلاني ، فأتي بكيس فيه كتباً ، ففتحه وأخرج منه كتاباً طويلاً فدفعه إليَّ ، فقال : اقرأه ، فتأمّلته فإذا هو من بعض علوية الكوفة يتضمّن النميمة والسعي في ما يعلم الله براءتي منه ، فلمّا وقفت عليه وفرغت منه ناولني كتاب آخر بذلك المعنى ، وما زال يريني كتاباً بعد كتاب حتّى أتى على كلّ ما في الكيس ، فقلت : يا أمير المؤمنين الله يعلم براءة ساحتي من هذا كلّه وسلامة نيّتي وحسن طاعتي لإمامي ولكن الحسد قد يحمل على ما هو أعظم من هذا ، فقال : والله إنّني أعلم صدقك وإنّك إلى اليوم قد اعتزلت بمسجد الكوفة ثلاثة عشر سنة ، وهذه الرقاع تأتيني بما لا يزيدني إلاّ حسن ضنٍّ بك وجميل اعتقاد فيك ، وإذا كنت لا تؤثر الدخول فيما أكلّفك فأنت بالخيار وأتبع ذلك بكلام جميل بالغ فيه ، أحسن الله جزاءه ، ثمّ قال : يا نجاح إرم بهذا الكيس في الماء ، فرمى به ، ثمّ قال لي : انصرف راشداً ، فدعوت له وانصرفت.

قال صاحب غاية الاختصار : وسمعت أنّ الوزير السعيد نصير الدين الطوسي رحمه‌الله قال : إنّي اجتمعت بالفقيه صفيّ الدين ابن معد وآخيته ، وذاك أنّ الفقيه صفيّ الدين رحمه الله سافر إلى العجم في أيّام حداثته واجتمع به هناك ، ولمّا ورد مولانا نصير الدين رحمه‌الله إلى الحلّة أوّل أمره سأل عن صفيّ الدين الفقيه فقيل له : ليس له سوى بنت ...».

شيوخه وتلامذته :

يروي السيّد صفيّ الدين ابن معد عن الشيخ محمّـد بن محمّـد بن علي الحمداني القزويني عن الشيخ منتجب الدين ، ويروي عنه السيدان السندان رضي الدين علي وجمال الدين أبو الفضائل أحمد ابنا موسى بن

 

طاووس رضوان الله عليهم ، وكذلك يروي عنه الشيخ سديد الدين يوسف ابن المطهّر الحلّي والد العلاّمة رحمه الله تعالى.

ولادته ووفاته :

لم أعثر على تاريخ ولادته ، وأمّا تاريخ وفاته فيمكن تحديدها بأنّها كانت قبل بضع سنين من سقوط بغداد تقريباً اعتماداً على ما ذكره صاحب غاية الاختصار من وجود مؤاخاة بين المترجم له والخواجة نصير الدين الطوسي المولود عام (٥٩٧ هـ) وزيارة السيّد صفيّ الدين للخواجة أيّام حداثته ممّا يدلّ على تقارب أعمارهم ، وكذلك سؤال الخواجة عن السيّد المترجم له عند دخوله الحلّة بعد سقوط بغداد ، والله سبحانه العالم.

٥٠ ـ الشيخ سديد الدين محمود الحمصي :

هو الفقيه العالم العابد والفيلسوف المتكلّم الزاهد الشيخ الإمام سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(١) قائلاً :

«الشيخ الإمام سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي ، علاّمة زمانه في الأصوليّين ، ورع ، ثقة ، له تصانيف ، منها : التعليق الكبير ، التعليق الصغير ، المنقذ من التقليد والمرشد إلى التوحيد المسمّى بـ : التعليق العراقي ، المصادر في أصول الفقه ، التبيين والتنقيح في التحسين والتقبيح ، بداية الهداية ، نقض الموجز للنجيب أبي المكارم. حضرت مجلس درسه سنين وسمعت أكثر هذه الكتب بقراءة من قرأ عليه ، قاله

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٣١٦.

  

منتجب الدين. وقد روى الشهيد الثاني عن تلامذته عنه. ومن شعره ما وجدته بخطّ الشيخ حسن وذكر أنّه وجده بخطّ الشهيد الثاني للشيخ سديد الدين الحمصي :

قد كنت أبكي وداري منك دانية

فحقّ لي ذاك إذ شطّت بك الدار

أبكي لذكرك سرّاً ثُمّ أعلنهُ

فلي بكاءان إعلان وإسرار»

أقول :

لا تصحّ رواية الشهيد الثاني كما ذكرها صاحب الآمل عن تلامذة المترجم له لبعد الفترة الزمنية بينهما ، ولكن الأصحّ والأقرب إلى الصواب رواية الشهيد الأوّل وبواسطة عن تلامذة الشيخ الحمصي المترجم له ، وذلك لأنّ ولادة الشهيد الأوّل محمّـد بن مكّي قدس‌سره وكما ذكرها السيّد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل كانت سنة (٧٣٤ هـ) ووفاة الشيخ الحمصي كانت قريبة لبداية القرن السابع الهجري حدود (٦٠٠ هـ) ، والله سبحانه العالم.

وذكره السيّد حسن الصدر في كتابه تكملة أمل الآمل(١) واعتبره من مشاهير علماء الشام قائلاً :

«الشيخ سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الشامي الحمصي نزيل الري ، ذكره في الأصل في القسم الثاني ، وذكرناه نحنُ هناك تبعاً له مع ما يزيد البصيرة ، وإلاّ فالرجل من مشاهير علماء الشام ، حتّى أنّ الشهيد كلّما قال : «عند الشاميّين» يريد ثلاثة هو أحدهم ، فذكره هنا متعيّن».

__________________

(١) تكملة أمل الآمل ١ / ٣٩٦.

  

قال الخونساري في روضات الجنّات(١) :

«هذا ، ومن جملة ما يدلّك على اختصاص الرجل أيضاً بمزيد التصرّف والتحقيق والتقدّم في زمنه على كلّ بحر عميق والتكلّم من فضل منه على أغلاط أهالي التأليف والتعليق هو ما نقله عنه شيخنا الشهيد الثاني في كتابه في الدراية حيث قال في مقام المنع من الاعتداد بالشهرة المتأخّرة عن الشيخ المرحوم قدس‌سره معلّلاً إيّاه بأنّ أكثر الفقهاء الذين نشؤوا بعد الشيخ كانوا يتبعونه في الفتوى تقليداً له لكثرة اعتقادهم فيه وحسن ظنّهم به وممّن اطّلع على هذا الذي تبيّنته وتحقّقته من غير تقليد الشيخ الفاضل المحقّق سديد الدين محمود الحمصي والسيّد رضي الدين بن طاووس رحمه‌الله وجماعة ، قال السيّد رحمه‌الله في كتابه المسمّى بـ : كشف المحجّة لثمرة المهجة : أخبرني جدّي الصالح ورّام بن أبي فراس قدس‌سره أنّ الحمصي حدّثه أنّه لم يبق للإمامية مفت على التحقيق بل كلّهم حاك ، وقال السيّد عقيب ذلك : والآن فقد ظهر أنّ الذي يفتي به ويجاب على سبيل ما حفظ من كلام العلماء المتقدّمين».

وجاء في الكنى والألقاب(٢) :

«الحمصي سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي العلاّمة المتكلّم المتبحّر صاحب التعليق العراقي في فنّ الكلام ، قال الشيخ منتجب الدين في حقّه ... إلى قوله : أقول : إنّ هذا الشيخ من أكابر علمائنا الإمامية ، ويذكر فتواه في مسألة إرث ابن العمّ الأبويني والعمّ الأبي والخال والخالة ، يروي عنه الشيخ الزاهد ورّام بن أبي فراس (المتوفّى سنة

__________________

(١) روضات الجنّات ٧ / ١٦١.

(٢) الكنى والالقاب ٦ / ١٧٥.

  

٦٠٥ هـ) ، وهو يروي عن الشيخ الصالح الثقة موفّق الدين الحسين بن الفتح الواعظ الجرجاني عن الشيخ أبي علي الطوسي عن والده شيخ الطائفة رضي الله عنهم أجمعين ...».

وجاء في فلاسفة الشيعة(١) : «هو من أعلام الشيعة وشيوخهم البارزين في الكلام والطب والفلك والفقة والأصول وغيرها ... إلى قوله : وكان من أبرز المجتهدين في عصره مستقلاًّ في تفكيره بعيداً عن التقليد ، ويعتبر الحمصي من أوّل من خرق الشهرة في الفتوى بعد الشيخ أبي جعفر الطوسي المتوفّى عام (٤٦٠ هـ) ، ومزَّق الهالة القدسية التي كانت حول آرائه وفتاويه الفقهية والتي طغت على أفكار الفقهاء من بعده حتّى كانت آراؤه الفقهية المرجع لديهم مدّة طويلة ...».

شيوخه ومن يروي عنهم :

الشيخ موفّق الدين الحسين بن الفتح الواعظ البكرآبادي الجرجاني.

تلامذته ومن يروي عنه :

١ ـ الشيخ برهان الدين محمّـد بن محمّـد بن علي الهمداني القزويني.

٢ ـ الشيخ ورّام بن أبي فراس الحلّي.

٣ ـ الشيخ علي بن عبيدالله بن بابويه القمّي صاحب الفهرست.

٤ ـ الشيخ عماد الدين أبو الفرج علي ابن الشيخ قطب الدين الراوندي.

__________________

(١) فلاسفة الشيعة : ٥٤٢.

  

مؤلّفاته :

١ ـ كتاب التعليق العراقي ، والمسمّى : المنقذ من التقليد والمرشد إلى التوحيد.

٢ ـ التعليق الكبير(١).

٣ ـ التعليق الصغير ، في علم الكلام.

٤ ـ المصادر ، في أصول الفقه.

٥ ـ التبيين والتنقيح في التحسين والتقبيح ، في الكلام.

٦ ـ بداية الهداية.

٧ ـ نقض الموجز ، لأبي مكارم حمزة بن زهرة الحلبي المتوفّى عام (٥٨٥ هـ).

٨ ـ الأمالي العراقية في شرح الفصول الأيلاقية.

٩ ـ مشكاة اليقين في أصول الدين ، في الكلام. وقد نسب هذا الكتاب إلى ولده جمال الدين علي بن محمود الحمصي.

ولادته ووفاته :

لم أعثر على تاريخ ولادته أو تاريخ وفاته إلاّ أنّه كان حيّاً عام (٥٨١ هـ) وهو وقت فراغه من تأليف كتابه التعليق العراقي ، رضوان الله عليه.

٥١ ـ الأمير مزيد بن صفوان المزيدي :

جاء في تاريخ الحلّة(٢) : «هو الأمير مزيد بن صفوان بن الحسن بن

__________________

(١) أقول : قد يكون نفسه التعليق العراقي الكبير كما ذكره بعض العلماء ، إلاّ أنّ صاحب الأمل اعتبره كتاباً آخر ، فلاحظ.

(٢) تاريخ الحلّة ٢ / ١١.

  

منصور بهاء الدولة ، نشأ في بيت أثيل ، كانت له الإمارة والكلمة النافذة في العراق. كان الأمير مزيد شاعراً مجيداً مكثراً من الوصف والغزل والنسيب والتغنّي بالخمرة ووصف مجالس الشراب والاشتياق للندماء ووصف الطلول والمناجاة ، ومن استعراض قصائده نلاحظ أنّها تمتاز بالقوّة والجزالة والرقّة والسلامة ، كما تدلّ على أنّه شاعر مطبوع مرهف الحسّ رقيق الشعور ، وأنّه شاعر صادق العاطفة يعبّر عن ألم دفين وحزن كمين سببه فراقه بلدة الجامعين وذكرى ما كان له فيها من مجالس أُنس وطرب وحبٍّ جامح. من شعره قوله :

ومرابع بالجامعين عهدتها

تزهو بغيلان لها وجآذر

أيّام كنت أجرّ في روض الصبا

رد فيَّ بين رفارق وعباقر

من كلّ فاتنة اللحاظ إذا رنت

يا للرجال من اللحاظ الفاتر».

٥٢ ـ السيّد معد بن فخار الموسوي :

هو السيّد الجليل العلاّمة معد بن فخار بن أحمد بن محمّـد الموسوي ، كان من العلماء الأفاضل ، يروي عنه ولده الإمام النسّابة شمس الدين فخار بن معد بن فخار الموسوي الذي ذكره عند عدّه لمشايخه الذين يروي عنهم في كتابه الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب(١).

٥٣ ـ الشيخ أبو الفتوح نصر ابن الخازن :

جاء في تاريخ ابن الساعي(٢) : «أبو الفتوح نصر بن علي بن منصور النحوي الحلّي المعروف بابن الخازن ، كان حافظاً للقرآن المجيد عارفاً بالنحو واللغة العربية ، قَدِمَ بغداد واستوطنها مدّة ، وقرأ على ابن عبيدة

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٢٨١ الهامش ، بقلم السيّد محمّـد صادق بحر العلوم.

(٢) الجامع المختصر ٩ / ١٢٨.

  

وغيره ، وسمع الحديث على أبي الفرج بن كليب وغيره ولم يبلغ أوان الرواية ، توفّي شابّاً بالحلّة في ثالث عشر جمادى الآخر سنة (٦٠٠ هـ) ودفن في مشهد الحسين عليه‌السلام».

٥٤ ـ الشيخ هبة الله بن أيّوب الحلّي :

هو العلاّمة الفقيه اللغوي النحوي عميد الرؤساء الشيخ أبو منصور رضي الدين هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيّوب بن علي بن أيّوب الحلّي.

ذكره ياقوت في معجم الأدباء(١) قائلاً :

«هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيّوب بن علي بن أيّوب أبو منصور ، يعرف بعميد الرؤساء ، أديب ، فاضل ، نحوي ، لغوي ، شاعر ، شيخ وقته ومتصدِّر بلده ، أخذ عنه أهل تلك البلاد الأدب ، وأخذ هو عن أبي الحسن علي بن عبدالرحيم الرقّي المعروف بابن العصّار وغيره ، وله نظم ونثر ، وكان يُلقَّب بوجه الدّويبة ، وسمع المقامات من ابن النقَّور وروى عنه ، مات سنة (٦١٠ هـ)».

قال الحرّ العاملي في أمل الآمل :

«السيّد عميد الرؤساء هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيّوب ، كان فاضلاً جليلاً ، له كتب ، يروي عنه السيّد فخّار».

وفي الكنى والألقاب(٢) :

«عميد الرؤساء رضي الدين أبو منصور هبة الله بن حامد الحلّي اللغوي الفقيه الفاضل الجامع الأديب الكامل ، يروي عنه السيّد فخار ، كان رحمه‌الله من الأخيار الصلحاء المتعبّدين ومن أبناء الكُتّاب المعروفين ، وهو

__________________

(١) معجم الأدباء ١٩ / ٢٦٤.

(٢) الكنى والألقاب ٢ / ٤٥٠.

  

الذي يروي الصحيفة الكاملة السجّادية عن السيّد الأجلّ بهاء الشرف ، فهو القائل : (حدّثنا) في أوّلها ، مات سنة (٦٠٩ هـ)».

وفي أعيان الشيعة(١) :

«وهبة الله بن حامد بن أيّوب الحلّي المعروف بعميد الرؤساء ، في معجم الأدباء : أديب فاضل نحوي شاعر ...».

وذكره السيّد محمّـد صادق بحر العلوم في تعليقته على لؤلؤة البحرين(٢) قائلاً :

«هو رضيّ الدين أبو منصور هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيّوب بن علي بن أيّوب الحلّي اللغوي الإمام الفقيه الفاضل الجامع الأديب الكامل المعروف بعميد الرؤساء صاحب كتاب الكعب المنقول قوله في بحث الوضوء عند مسألة الكعب والمعوّل عليه عندنا والمقبول عند العامّة ...».

ولادته ووفاته :

لم أعثر على تاريخ ولادته ، أمّا وفاته فهي في عام (٦١٠ هـ) ، نوّر الله رمسه.

٥٥ ـ الشيخ هبة الله بن رطبة السوراوي :

جاء في أمل الآمل(٣) : «الشيخ جمال الدين هبة الله بن رطبة السوراوي ، كان فقيهاً محدّثاً صدوقاً ، يروي عن الشيخ أبي علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي».

__________________

(١) أعيان الشيعة ١ / ٣٥٦.

(٢) لؤلؤة البحرين : ٤٢٢.

(٣) أمل الآمل ٢ / ٣٤٢.

  

أقول :

من المحتمل أن يكون المترجم له والد الشيخ جمال الدين الحسين ابن هبة الله بن رطبة السوراوي ، والله سبحانه العالم.

٥٦ ـ الشيخ هبة الله بن نما :

هو الفقيه الجليل العالم الشيخ أبو البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون الربعي الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(١) قائلاً :

«الشيخ أبو البقاء هبة الله بن نما الحلّي ، فاضل ، صالح ، يروي عنه ولده جعفر».

وقال الخونساري في روضات الجنّات(٢) في ذيل ترجمة السيّد هبة الله بن الحسن الموسوي :

«... وغير هبة الله بن نما الحلّي الراوي عن إلياس بن هشام الحائري والد نجم الدين بن نما».

وفي موضع آخر من روضات الجنّات(٣) قال الخونساري :

«... وفي مقدّمات بحار سميّنا المجلسي رحمه‌الله ذكر الإسناد إلى كتاب سليم بن قيس الهلالي بهذه الصورة على ما وجد في نسخته رحمه‌الله : أخبرني الرئيس العفيف أبو البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون رضي الله عنه قراءة عليه بداره بحلّة الجامعين في جمادى الأولى سنة خمس وستّين

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٣٤٣.

(٢) روضات الجنّات ٨ / ١٨٥.

(٣) روضات الجنّات ٢ / ١٨٠.

  

وخمسمائة ، قال : حدّثنا الشيخ العالم أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن طحّال المجاور بالحائر ...».

مؤلّفاته :

منها كتاب المناقب المزيدية في أخبار الدولة الأسدية.

٥٧ ـ الشيخ ورّام بن أبي فراس الحلّي :

هو الأمير العالم الفاضل الزاهد العابد الشيخ أبو الحسين ورّام بن أبي فراس ورّام بن حمدان المنتهي نسبه إلى مالك بن الحارث الأشتر النخعي صاحب أمير المؤمنين عليه‌السلام. قال فيه صاحب أمل الآمل(١) :

«الأمير الزاهد أبو الحسين ورّام بن أبي فراس بحلّة ، من أولاد مالك ابن الأشتر النخعي صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، عالم فقيه صالح ، شاهدته بحلّة ووافق الخُبر الخَبر ، قرأ شيخنا الإمام سديد الدين محمود الحمصي بحلّة وراعاه ، قاله منتجب الدين. قال الحرّ العاملي معقّباً : وهذا الشيخ الفاضل الجليل القدر جدّ السيّد رضي الدين علي بن طاووس لأمّه. له كتاب تنبيه الخواطر ونزهة النواظر حسن إلاّ أنّ فيه الغثّ والسمين ، يروي الشهيد عن محمّـد بن جعفر المشهدي عنه».

وقال الشيخ عبدالنبي الكاظمي في تكملة الرجال(٢) :

«ورّام بن حمدان بن خولان بن إبراهيم بن مالك الأشتر ، كذا في البحار ، وأظنّ أنَّ الواسطة بين ورّام ومالك أكثر من هذا ، وهو ثقة ورع صالح ، معاصر لمنتجب الدين ، يروي عنه ابن طاووس ويثني عليه».

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٣٤٣.

(٢) تكملة الرجال ٢ / ٥٦٨.

  

وقال الخوانساري في روضات الجنّات(١) بعد ذكره لقول صاحب أمل الآمل فيه :

«... له كتب ، منها مجموعته المعروفة بـ : تنبيه الخاطر ونزهة الناظر ، يروي عن الشيخ محمود الحمصي ، وعنه الشيخ منتجب الدين ومحمّـد بن جعفر المشهدي».

وقال البروجردي في طرائف المقال(٢) : «الشيخ ورّام بن أبي فراس يروي عن الشهيد الأوّل».

أقول :

لا يمكن أن يروي الشيخ ورّام عن الشهيد لتقدّمه وتأخّر الشهيد عنه ، بل لا يمكنه أن يروي عن الشيخ ورّام بدون واسطة ، بل الأقرب إلى الصواب بواسطتين ، علماً أنّ وفاة الشيخ ورّام كانت عام (٦٠٥ هـ) وولادة الشهيد الأوّل في الثلث الأوّل من القرن الثامن ، والله سبحانه العالم.

وقال الشيخ عبّاس القمّي في سفينة البحار(٣) :

«ورّام بن أبي فراس شيخ زاهد عالم فقيه محدّث جليل صاحب كتاب تنبيه الخاطر الملقّب بـ : مجموعة ورّام ... ينتهي نسبه إلى إبراهيم بن الأشتر ، وهو جدّ السيّد رضي الدين علي بن طاووس من طرف أمّه ، قال السيّد في محكي فلاح السائل : كان جدّي ورّام بن أبي فراس قدس‌سره ممّن يُقتدى بفعله ، وقد أوصى أن يجعل في فمه بعد وفاته فصّ عقيق عليه

__________________

(١) روضات الجنّات ٨ / ١٧٧.

(٢) طرائف المقال ١ / ٩٨.

(٣) سفينة البحار ٢ / ٦٤٤.

  

أسماء أئمّته صلوات الله عليهم ، توفّي بالحلّة ثاني محرّم سنة (٦٠٥ هـ) ... إلى آخر ما ذكره».

وحكى السيّد محمّـد صادق بحر العلوم في نبذته المختصرة عن الشيخ ورّام الحلّي عند تقديمه لكتابه المسمّى تنبيه الخواطر ونزهة النواظر(١) قول الشيخ عبّاس القمّي قائلاً :

«... ثمّ قال المحدِّث القمّي رحمه‌الله : ورأيت بخطّ (ح مل) في حاشية أمل الآمل في ذيل ترجمة هذا الشيخ الأجل قوله : ومن شعره :

يا أيّها الراقد كم ذا المنام

علام ذي الغفلة جهلاً علام

علام تُفني العمر لا ترعوي

شربت يا هذا نمير المدام

في طمع الدنيا ولذّاتها

وجمع ما تترك من ذا الحطام

حلّ بك الشيب أما تستحي

قد آن إقلاعك عن ذا المقام

قد أشبه الشبّان في جهلهم

ذو شيبه يفعل فعل الغلام

كأنّ بالصحّة قد حوِّلت

وأُلبس المسكين ثوب السقام

فارقت القوّة أركانها

من كلّ ما تقدر حتّى الطعام

فيا هنيئاً لامرئ قدّمت

يداه خيراً بعده لا يضام

فليتب المذنب من زلّة

موبقة تزريه بين الأنام»

مشايخه ومن يروي عنهم :

١ ـ أشهرهم : الشيخ الإمام سديد الدين محمود بن علي الحمصي.

٢ ـ السيّد الأجلّ الشريف علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني.

__________________

(١) تنبيه الخواطر ١ / ٣.

  

تلامذته ومن يروي عنه :

١ ـ الشيخ منتجب الدين علي بن عبيدالله القمّي صاحب الفهرست.

٢ ـ الشيخ محمّـد بن جعفر المشهدي.

مؤلّفاته :

وأشهرها كتابه المسمّى بـ : تنبيه الخواطر ونزهة النواظر والذي يعرف أيضاً بـ : مجموعة الشيخ ورّام.

وفاته :

توفّي قدّس الله روحه كما عليه أكثر أرباب المعاجم عام (٦٠٥ هـ) ، أمّا تاريخ ولادته فلم أعثر عليها ، والله سبحانه العالم.

٥٨ ـ الشيخ يحيى بن بطريق الحلّي :

هو الفقيه الفاضل والعالم الكامل الشيخ أبو الحسين يحيى بن الحسن ابن الحسين بن علي بن محمّـد بن البطريق الحلّي ، ذكره صاحب أمل الآمل(١) قائلاً : «الشيخ أبو الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمّـد بن البطريق ، كان عالماً فاضلاً محدّثاً محقّقاً ثقة صدوقاً ، له كتب ، منها ...».

وذكره صاحب لؤلؤة البحرين(٢) ناقلاً لقول صاحب أمل الآمل فيه.

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٣٤٥.

(٢) لؤلؤة البحرين : ٢٨٣.

  

وجاء في روضات الجنّات(١) بعد نقله لقول صاحب أمل الآمل في المترجم له :

«... هذا ، وفي بعض كتب الإجازات اكتناء الرجل بأبي زكريّا وانتسابه بالأسدي الحلّي ، وفي بعضها تلقّبه بـ : شمس الدين شرف الإسلام ، وفي بعض المواضع تسمية كتابه الأوّل الذي عليه من الإثبات المعوّل بكتاب العمدة في عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار ... إلى قوله : ثمّ إنّ البطريق كـ : (كبريت) : القائد من قوّاد الروم وتحت يده عشرة آلاف رجل».

وجاء في الكنى والألقاب(٢) : «أبو الحسين شمس الدين يحيى بن الحسن بن الحسين الحلّي من أفاضل العلماء الإمامية ، كان عالماً فاضلاً محدّثاً محقّقاً ثقة جليلاً ، له كتاب العمدة والمناقب ...».

مشايخه ومن يروي عنهم :

١ ـ الشيخ الفقيه رشيد الدين محمّـد بن علي بن شهرآشوب.

٢ ـ الشيخ عماد الدين أبو جعفر محمّـد بن أبي القاسم علي بن محمّـد بن علي الطبري الآملي الكجي صاحب كتاب بشارة المصطفى ، وتاريخ روايته عنه سنة (٥٧٥ هـ) كما ذكره هو في أوّل كتابه الخصائص.

تلامذته ومن يروي عنه :

١ ـ السيّد شمس الدين فخار بن معد بن فخار الموسوي.

٢ ـ السيّد نجم الإسلام أبو حامد محمّـد بن أبي القاسم عبدالله بن

__________________

(١) روضات الجنّات : ٨ / ١٩٦.

(٢) الكنى والألقاب ١ / ٢٢٦.

  

علي بن زهرة الحلبي صاحب كتاب الأربعين حديثاً في حقوق الاخوان.

٣ ـ الشيخ محمّـد بن جعفر المشهدي صاحب كتاب المزار.

٤ ـ الشيخ أبو الحسن علي بن يحيى الخيّاط.

مؤلّفاته :

١ ـ كتاب العمدة. قال الخوانساري عنه في روضات الجنّات(١) : وفي بعض المواضع تسمية كتابه الأوّل الذي عليه من الإثبات المعوّل بـ : كتاب العمدة في عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار.

٢ ـ كتاب المناقب.

٣ ـ كتاب إتفاق صحاح الأثر في إمامة الأئمّة الاثني عشر.

٤ ـ كتاب الردّ على أهل النظر في تصفّح أدلّة القضاء والقدر.

٥ ـ كتاب نهج العلوم إلى نفي المعدوم ـ المعروف بـ : سؤال أهل حلب ـ.

٦ ـ كتاب تصفّح الصحيحين في تحليل المتعتين.

٧ ـ كتاب الخصائص.

٨ ـ كتاب رجال الشيعة ، ذكره الشيخ آغا بزرك في مصفى المقال(٢) قائلاً : «وله رجال الشيعة الذي نقل عنه ابن حجر في لسان الميزان».

ولادته ووفاته :

حكى العلاّمة السيّد محمّـد صادق بحر العلوم في تعليقته على لؤلؤة البحرين(٣) عن الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه الإسناد المصفّى قوله عن

__________________

(١) روضات الجنّات ٨ / ١٩٦.

(٢) مصفى المقال: ٥٠٢.

(٣) لؤلؤة البحرين : ٢٨٤.

  

المترجم له : «إنّه توفّي سنة (٦٠٠ هـ) عن سبعة وسبعين سنة ...».

وبناءً على هذه التواريخ تكون ولادة المترجم له حدود عام (٥٢٣ هـ) ، والله سبحانه أعلم.

٥٩ ـ الشيخ يحيى بن سعيد الهذلي :

هو الفقيه العالم شيخ مشايخ عصره الشيخ أبو زكريا نجيب الدين يحيى الأكبر ابن الحسن بن سعيد الهذلي الحلّي. ذكره صاحب أمل الآمل(١) قائلاً : «الشيخ أبو زكريّا يحيى الأكبر ابن الحسن بن سعيد الحلّي ، كان عالماً محقّقاً ، وهو جدّ المحقّق نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى ، يروي عنه ولده وعن ولده ولده. وقال الشهيد عند ذكره : الشيخ الأسعد العلاّمة المغفور له رئيس المذهب في زمانه نجيب الدين يحيى بن الحسن بن سعيد صاحب الجامع وغيره».

وقال فيه صاحب لؤلؤة البحرين(٢) عند ذكر حفيده المحقّق جعفر بن الحسن الحلّي :

«... وكان أبوه الحسن من الفضلاء المذكورين وجدّه يحيى من العلماء الأجلاّء المشهورين ، يروي عنه ابنه الحسن وابن ابنه المحقّق المذكور ...».

أقول :

من مؤلّفاته التي اشتهر بها كتاب الجامع في الفقه. ولم أعثر على تاريخ تولّده ووفاته أعلى الله مقامه.

__________________

(١) أمل الآمل ٢/٣٤٥.

(٢) لؤلؤة البحرين : ٢٢٨.

  

٦٠ ـ الشيخ يحيى بن سعيد الشيباني (ابن زبادة) :

هو العالم الفاضل والأديب النحوي الكامل الشيخ قوام الدين ـ أو عميد الدين ـ أبو طالب يحيى بن أبي الفرج سعيد بن أبي القاسم هبة الله الشيباني المعروف بابن زبادة الواسطي الحلّي.

جاء في وفيات الأعيان(١) :

«أبو طالب يحيى بن أبي الفرج سعيد بن أبي القاسم هبة الله بن علي ابن فرغلي بن زبادة الشيباني الكاتب المنشئ الواسطي الأصيل البغدادي المولد والدار والوفاة الملقّب قوام الدين ـ وقيل : عميد الدين ـ كان من الأعيان الأماثل والصدور الأفاضل ، انتهت إليه المعرفة بأمور الكتابة والإنشاء والحساب مع مشاركته في الفقه وعلم الكلام والأصول وغير ذلك ، وله النظم الجيّد ، جالس أبا منصور ابن الجواليقي وقرأ عليه وعلى من بعده ، وسمع الحديث من جماعة ، وخدم الديوان من صباه إلى أن توفّي عدّة خدمات ، وكان مليح العبارة في الإنشاء جيّد الفكرة حلو الترصيع لطيف الإشارة ... إلى قوله : وتولّى النظر بديوان البصرة وواسط والحلّة ، ولم يزل على ذلك إلى أن طلب من واسط والحلّة ...».

من شعره :

باضطراب الزمان ترتفع

الأنذال فيه حتّى يعمَّ البلاءُ

وكذا الماء ساكناً فإذا حُرّك

ثارت من قعره الأقذاء

__________________

(١) وفيات الأعيان ٦ / ٢٤٤.

  

وله أيضاً :

إنّي لأعظم ما تلقونني جلداً

إذا توسّطت هول الحادث النكد

كذلك الشمس لا تزداد قوّتها

إلاّ إذا حصلت في زبرة الأسد

وقوله أيضاً :

إن كنت تسعى للسعادة فاستقم

تنل المراد ولو سموت إلى السما

أَلِفُ الكتابة وهو بعض حروفها

لمّا استقام على الجميع تقدّما

ولادته ووفاته :

ولد في (٢٥ صفر) سنة (٥٢٢ هـ) وتوفّي ليلة الجمعة (٢٧ ذي الحجّة) سنة (٥٩٤ هـ) وصُلّي عليه بجامع القصر ودفن بالجانب الغربي بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام ببغداد رضوان الله عليه.

قال ابن خلّكان : «وزَبادة ـ بفتح الزاي ـ : هو القطعة من الزباد الذي تتطيّب النسوان به ، والله أعلم».

٦١ ـ الشيخ يحيى بن محمّـد السوراوي :

جاء في روضات الجنّات(١) في ذيل ترجمة الشيخ يحيى بن بطريق عند ذكر المترجم له ما نصّه :

__________________

(١) روضات الجنّات ٨ / ١٩٧.

  

«وهو غير الشيخ يحيى بن محمّـد بن يحيى بن الفرج السوراوي الراوي عن الحسين بن هبة الله بن رطبة عن الشيخ أبي علي وشيخ رواية والد مولانا العلاّمة الحلّي ، فإنّ والد العلاّمة لا يروي عن صاحب الترجمة ـ يقصد ابن بطريق الحلّي ـ إلاّ بالواسطة كما قد عرفت».

٦٢ ـ الشيخ يحيى بن فرج السوراوي :

جاء في أمل الآمل(١) : «الشيخ يحيى بن محمّـد بن يحيى بن الفرج السوراوي ، كان فاضلاً صالحاً ، يروي عن ابن شهرآشوب ، ويروي العلاّمة عن أبيه عنه».

القرن السابع الهجري

(٦٠٠ ـ ٧٠٠)

وهو من أعظم عصور النهضة العلمية في الحلّة وأكثرها إشراقاً وأوسعها للعلم انتشاراً حتّى بلغت فيه أوج عظمتها وقمّة عطائها الفكري ، ومن الممكن اعتباره وبدون مبالغة العصر الذهبي للنهضة العلمية والتي تدفّقت منه روافد الفكر الإسلامي والفقه الإمامي خاصّة ممتدّةً إلى مختلف بلدان العالم الإسلامي ناشرة للعلوم والمعارف الإسلامية المختلفة من خلال جهود ونتاجات علماء ذلك العصر الفاخر الثمين أمثال الشيخ الأعظم صاحب المآثر والمفاخر شيخ الطائفة وزعيمها في وقته آية الله العظمى جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي المعروف بالعلاّمة الحلّي ، وكذلك الشيخ السعيد الإمام المحقّق أبو القاسم جعفر بن سعيد صاحب شرائع الإسلام ، والسيّد السند جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن

__________________

(١) أمل الآمل ٢ / ٣٤٩.

  

طاووس ، وغيرهم من أساطين العلم ورجال الفكر والأدب والذين ستأتي تراجمهم لاحقاً وكما يلي :

٦٣ ـ الشيخ أبو طالب ابن الابريسمي :

جاء في شعراء الحلّة : هو كمال الدين أبو طالب بن علي بن محمّـد الأبريسمي النحوي ، ذكره ابن الفوطي في مجمع الآداب ومعجم الألقاب فقال : ذكره شيخنا الأديب مهذّب الدين أبو الثناء محمود بن يحيى الشيباني الحلّي في كتاب شفاء الغلّة من شعر شعراء الحلّة وأثنى عليه ، وأنشدنا له سنة (٦٨١ هـ) :

في القلب من ألم الصدود خبال

ولواعج لنياطـة تغتال

يهوى ويشكو ما يخامره من الـ

ـبلوى وقد أودى به البال

ومنها :

ومسهّد الأجفان من جمر الهوى

أوهى قواه قطيعة وملال

لا تسلك السعدي إنّ ظباءه

أسد الشرى بعيونهنّ تُغال

مل عن حماه ففيه ظبي أهيف

يسبي العقول قوامه الميّال ...»

٦٤ ـ الشيخ أبو القاسم الرافضي :

جاء في فقهاء الفيحاء(١) : «والرافضي هذا هو الشيخ أبو القاسم بن الحسين الملقّب أيضاً بشيخ الشيعة ، كان من أجلّ فقهاء الإمامية وركناً ركيناً من أركانهم، توفّي رحمه‌الله سنة (٦٧٩ هـ) ، فكانت وفاته خسارة للعلم والأدب ؛ أمّا تاريخ ولادته فلم نعثر عليها رغم البحث المتواصل ...».

٦٥ ـ الشيخ ابن أبي العزّ الحلّي :

هو الفقيه الفاضل الذي كان أحد الأشخاص الثلاثة المنتخبين لمقابلة

__________________

(١) فقهاء الفيحاء ١/١٧٢.

  

هولاكو ملك المغول للتفاوض وطلب الأمان للحلّة والمشهدين الشريفين.

حكى صاحب روضات الجنّات(١) قول العلاّمة الحلّي في كتابه كشف اليقين وذكره لخطبة الزوراء وما كان من أمر التفاوض مع المغول قائلاً :

«... وكان ذلك سبب سلامة أهل الحلّة والكوفة والمشهدين الشريفين من القتل ، لأنّه لمّا وصل السلطان هولاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها هرب أكثر أهل الحلّة إلى البطائح إلاّ القليل ، فكان من جملة القليل والدي رحمه‌الله والسيّد مجد الدين بن طاووس والفقيه ابن أبي العزّ ، وقد جمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنّهم مطيعون ...».

وقال القمّي في الكنى والألقاب(٢) : «الشيخ الفقيه الفاضل العالم المعروف الذي ذهب مع الشيخ سديد الدين والد العلاّمة الحلّي والسيّد مجد الدين بن طاووس من الحلّة إلى قرب بغداد لطلب الأمان من هولاكو ملك التتر لهم ولأهل الحلّة ، والقصّة مشهورة ...».

للموضوع صلة ...

__________________

(١) روضات الجنّات ٨/٢٠٠.

(٢) الكنى والألقاب ١/١٩٧.

  

من تراث مكتبات النجف الأشرف

فهرس مخطوطات مكتبة

الشيخ محمّد علي الأوردبادي رحمه‌الله

أحمد علي الحلّي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدّمة :

لا شكّ أنّ مدينة النجف المشرّفة بمضجع باب مدينة علم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حاضرة علميّة عظمى ، يقصدها العلماء من شرق الأرض وغربها قبل أكثر من الف سنة تقريباً ، فهي كعبة كلِّ طالب ومنهل كلِّ وارد ، وأمرها أشهر من أن يُكتب فيه.

ولمّا كان طالب العلم لا يستغني عن الكتاب بصنفيه المخطوط والمطبوع ، صار لا يخلو البيت النجفي من مكتبة ولو صغيرة ، تولّدت منها مكتبات أصبح يشار إليها بالبنان ، تمكّنت من حفظ تراثنا من النسيان ، رغم صروف الدهر وظروف القهر ...!

ورأيت من حقّ مدينتي العملاقة بعطائها ونمائها ـ والتي نزلت فيها منذ ٣٢ سنة ـ أن اُخلّد قطرة من بحرها العلمي الزخّار ، لعظيم حقّها عليّ ، وجليل قدرها لديّ ، فوقع اختياري على أحد خزاناتها الثرّة ، والتي تحوّلت إلى خانة النسيان ، بعد ما أصابتها خيانة الزمان ، مكتفياً إلى هنا بهذا البيان.

 

فمكتبة آية الله الحجّة الشيخ محمّد علي الأوردبادي قدس‌سره هي محلّ حديثنا ، فهذا العَلَمُ العيلم ساهم في إحياء تراث آل البيت عليهم‌السلام بجهود موزّعة بين التأليف والنسخ والنشر والتحقيق ، مبتعداً عن التزويق أو التنميق ، فصار وصفه بالجندي المجهول حقيقاً.

فجاءت محاولتي المتواضعة هذه لإحياء بعض مآثره ، فارتأيت أن أضع فهرساً لمخطوطات مكتبته تخليداً له ، وجعله نبراساً وضّاءاً يُحتذى به.

فقمت بتفتيش بطون الكتب والمجلاّت فعثرت على ١٦٣ مؤلّفاً منها ـ عدا مؤلّفات صاحبها التي تربو على أكثر من ٢١ ـ إضافة إلى احتوائها على مؤلّفات والده المرجع الفقيه الشيخ أبو القاسم الأوردبادي رحمه‌الله البالغة نحو ٥٥ مؤلّفاً ، بين كتاب ورسالة ، والتي أهداها ورّاثُ نجلهِ بعد رحيل الأخير ـ مشكورين ـ لمكتبة الامام أمير المؤمنين عليه‌السلام العامّة.

وأودّ الاشارة إلى أنّ هذه المكتبة قد اعتمدها شيخ الباحثين مولانا الشيخ آقا بزرك الطهراني في موسوعته الخالدة الذريعة ، لكن ولده الاستاذ د. علي منزوي أهمل ذكرها عندما وضع ثبتاً بجملة من المكتبات التي اعتمدها والده في تأليفه المشار إليه آنفاً.

وبحسب معلوماتي إنّ ما تبقّى من نسخ المكتبة متفرّقة بين ثلاثة مواضع الأوّل في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام في النجف الأشرف وعددها ٥٥ نسخة أشرت إليها في محلّها ، والثاني عند حفيده سماحة العلاّمة السيّد مهدي الشيرازي وما عنده هو جميع مؤلّفات جدّهِ صاحب المكتبة ـ والتي لم أذكرها لشهرتها ـ وبعض النسخ الأخرى لغيره من المؤلّفين ، وأمّا الموضع الثالث فانتقل إلى مدينة كربلاء المقدّسة ولا خبر عنها بسبب الظروف القاهرة التي مرَّ بها العراق.

 

وقبل البدء بتعريف نسخ المكتبة رأيت من الراجح إيراد نبذة من حياة صاحبها رحمه‌الله.

نبذة من حياة الأوردبادي رحمه‌الله :

«الشيخ محمّد علي بن أبي القاسم بن محمّد تقي بن محمّد قاسم الأردوبادي التبريزي ، عالم ، فقيه ، مجاهد ، شاعر ، ولد في تبريز ـ إيران ـ في ٢١ رجب ، وأتى به والده العالم الجليل إلى النجف بعد عودته إليه سنة ١٣١٥ ونشأ بها عليه ، قرأ مقدّماته الأوّلية على أساتذة أفاضل ، ثمّ حضر الأبحاث العالية فقهاً وأصولاً على والده المتوفّى سنة ١٣٣٣ وشيخ الشريعة الأصفهاني والسيّد آغا علي الشيرازي والفلسفة على الشيخ محمّد حسين الأصفهاني والسيّد آغا علي الشيرازي وعلى الشيخ محمّد حسين الأصفهاني والكلام والتفسير على الشيخ محمّـد جواد البلاغي وبعد وفاة الجميع لازم السيّد عبد الهادي الشيرازي.

والمترجم له من العلماء الأجلاّء وشيوخ الأدب الأفاضل ، شاعراً مجيداً تقيّاً ورعاً وأحد أفراد (الثالوث المقدّس) كما مرَّ التعبير عنه ، وكان صفحة من النقاء والطهر والتقى والإخلاص لله ولرسوله وأهل بيته عليهم السلام ، وكان شديد الولاء لهم موتوراً لما أصابهم من الظلم والجحود ونكران الحقوق ، يؤلمه ما يقرأ وما يسمع ممّا فيه بخس لحقِّهم ، وكان من النكران للذات بدرجة غريبة يندر مثلها حتماً في خصوص هذا الزمن ، فلم يكن ليريد لنفسه شيئاً من الظهور والمدح والإكبار والإعجاب بل كان يكتم كلّ عمل يقوم به في مساعدة المؤلّفين وأصحاب المشاريع الدينية والثقافية كبروا أم صغروا وكان كلّ وقته للنّاس ولخدمة العلم ولذلك لم يظهر له أثر

 

يمثّل مقامه العلمي وشخصيّته الكبيرة وآثاره كلّها محفوظة لدى سبطه الخطيب السيّد مهدي الشيرازي.

أُجيز بالاجتهاد من أستاذه السيّد آغا علي الشيرازي والشيخ حسين النائيني والشيخ عبد الكريم اليزدي والشيخ محمّد رضا أبي المجد الأصفهاني والسيّد حسن الصدر وغيرهم.

يروي بالإجازة عن والده والشيخ محمّد تقي الشيرازي والسيّد آغا علي الشيرازي والشيخ النائيني والسيّد آغا حسين القمّي والسيّد حسين البروجردي والسيّد حسن الصدر والسيّد عبد الهادي الشيرازي والسيّد أبي تراب الخونساري والسيّد محمّد علي الشاه عبد العظيمي والسيّد مصطفى النخجواني والسيّد مرتضى الميلاني والسيّد محسن القزويني والسيّد نجم الحسن الرضوي والسيّد محمّد باقر الرضوي والسيّد أبي الحسن الرضوي والسيّد عبد الحسين شرف الدين والسيّد إبراهيم القزويني الحائري والسيّد مهدي الغريفي والسيّد إبراهيم القزويني الحائري والسيّد مهدي الغريفي والسيّد أحمد الاسكوئي والسيّد هادي الخراساني والسيّد هبة الدين الشهرستاني والسيّد أحمد البهبهاني والسيّد عبد الغفّار المازندراني والسيّد علي مدد القائني والسيّد علي البهبهاني والسيّد آغا إبراهيم الاصطهباناتي والسيّد مهدي الشيرازي والشيخ عبد الله المامقاني والشيخ محمّد باقر القائني والشيخ علي القمّي والشيخ مرتضى كاشف الغطاء والشيخ هادي كاشف الغطاء والشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء والشيخ محمّد رضا أبي المجد الأصفهاني والشيخ عبد الحسين البغدادي والشيخ أسد الله الزنجاني والشيخ فرج الله التبريزي والشيخ علي أكبر النهاوندي والشيخ حسن اللّنكراني والشيخ ضياء الدين العراقي والشيخ علي المرندي والشيخ

 

عبد الحسين الرشتي والشيخ محمّد الطهراني العسكري والشيخ آغا بزرك الطهراني والشيخ علي أصغر الملكي والشيخ حسن العلياري والشيخ عبد الجواد المازندراني والشيخ محمّد حرز الدين والشيخ علي أكبر التبريزي والشيخ عبّاس القمّي والشيخ جعفر القرشي والشيخ جعفر التبريزي والشيخ حيدر قلي السردار الكابلي والشيخ محمّد النهاوندي والشيخ مرتضى الجهرقاني والشيخ جعفر الأنصاري والسيّد مهدي الكيشوان والسيّد أحمد الشهير بآغا الجزائري والسيّد حسن الجهارسوقي والشيخ عبد الكريم اليزدي وشيخ الشريعة الأصفهاني والشيخ محمّد حسين الأصفهاني.

ويروي عنه بالإجازة بعض شيوخه وتسمّى «المدبّجة» وهم السيّد أحمد الإسكوئي والسيّد عبد الهادي الشيرازي والسيّد آغا الجزائري والسيّد مهدي الشيرازي والشيخ عبد الحسين الرشتي والشيخ حسن العلياري والشيخ محمّد حرز الدين والشيخ السردار الكابلي والسيّد علي مدد والسيّد مهدي الغريفي. ويروي عنه أيضاً : السيّد علي نقي النقوي والسيّد محمَّد حسن الطالقاني والسيّد محمّد سعيد العبقاتي والشيخ عبد الحسين الأميني والسيّد أحمد الأوردبادي نزيل خراسان وأخوه السيّد مرتضى الأوردبادي والشيخ علي أكبر المروّج الكرماني والسيّد محمّد مهدي العلوي السبزواري والسيّد شهاب الدين المرعشي التبريزي والشيخ علي الواعظ الخياباني التبريزي والشيخ مهدي سراج الواعظين التبريزي والميرزا باقر التبريزي والشيخ محمّد تقي التبريزي والسيّد محمّد حسين الرضوي والسيّد محسن النوّاب والسيّد وصي عابد الفيض آبادي الهندي والشيخ عبد المطّلب الأوردبادي والشيخ عبد الكريم المقدّس الأرومي والشيخ إسماعيل الأرومي والشيخ مهدي شرف الدين والسيّد محمّد القزويني البصري والسيّد محمّد

 

كاظم الجزائري والسيّد عبد الرزّاق المقرّم والشيخ عزّ الدين الجزائري والدكتور حسين علي آل محفوظ.

طبع له : سبع الدجيل السيّد محمّد بن الإمام الهادي وعلي وليد الكعبة وتفسير سورة الإخلاص طبع في مجلّة تراثنا وإبراهيم الأشتر طبع في آخر كتاب مالك الأشتر للسيّد الحكيم والمثل الأعلى في ترجمة أبي يعلى والردّ على ابن بلهيد.

ومن مؤلّفاته المخطوطة : حياة العبّاس وسبيك النضار في شرح حال المختار والكلمات التامّات في الشعائر الحسينية وردّ البهائية والأنوار الساطعة في تسمية حجّة الله القاطعة في أحوال الحجّة المنتظر وحلق اللحية ومنظومة في واقعة الطفّ والسبيل الجدد إلى حلقات السند في مشايخه وحياة المجدّد الشيرازي وسبائك التبر فيما قيل في الإمام الشيرازي من الشعر والجوهر المنضّد كشكول والروض الأغنّ كشكول ، والرياض الزاهرة كشكول والحدائق ذات الأكمام كشكول ، والحديقة المبهجة كشكول وقطف الزهر كشكول ، وديوان شعره ١ ـ ٢ ، وتقريرات الفقه وأصوله وبحوث في علوم القرآن والدرّة الغروية في بيان طرق حديث الغدير.

توفّي بالنجف ليلة الأحد ١ صفر سنة ١٣٨٠ ودفن بها مع والده»(١).

__________________

(١) معجم الشعراء ٥ / ١٦٦ نقلاً عن : المنتخب من أعلام الفكر والأدب ٥٤٣ ، شعراء الغريّ ١٠ / ٩٥ ، مجموعة التواريخ الشعرية ١ / ١٣٦ ، الرياض الزاهرة خ للمترجم ، الجوهر المنضّد خ له أيضاً ، الحسين والحسينيّون : ١١٨٠ ، الذريعة ٩ / ٧٣٩ ، و ١٢ / ١٢٤ و ٦ / ٢٨٦ و ١١ / ٣٢٥ و ١٢ / ٦٩ و ٧١ ، ريحانة الأدب ١ / ٢٠٥ ، شهداء الفضيلة ٣٤٥ ، علماء معاصرين ٢٤٦ ، الكنى والألقاب ١ / ٢٠ ، كتابهاي عربي

  

شكر وتقدير :

كما لا يفوتني تأدية واجب الشكر والامتنان والتقدير لسبط مؤسّسها صاحب السماحة السيّد مهدي الحسيني الشيرازي لسعيه الحثيث في جمع تراث جدّه ونشره وحثّه لي في عملي هذا ، فجزاه الله عن التراث خير جزاء المحسنين ، وإلى العاملين في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام لما قدّموه لي من يد العون في إتمام هذا الفهرس راجياً بلوغ ما سعيت إليه ، والتوكّل لاحياء مدثور التراث عليه مع أنّ واجب الشكر وآخره هو إلى مجلّة تراثنا وهيئة تحريرها ، وسيجزي الله المحسنين.

أحمد علي الحلّي

الثامن من شهر رمضان المبارك

سنة ١٤٢٨ هـ

__________________

(چاپي) ٢٨٢ ، ٤٥٣ ، ٤٦٥ ، ٦٣٦ ، ٦٤٤ ، ٩٧٤ ، مصفى المقال ٣٠٧ ، المطبوعات النجفية ٢٥٠ ، ٢٥٤ ، ٣٠٧ ، المؤلّفين العراقيّين ٣ / ٢٠٨ ، نقباء البشر ٤ / ١٣٣٢ ، معارف الرجال ٢ / ١٣٨ ، ١٤٦ ، ١٨٨ ، أعيان الشيعة ٤٦ / ٦٤ ، معجم رجال الفكر والأدب ١ / ١٠٨.

 

(١)

إتمام الحجّة

(فارسي)

للميرزا محمّد رضا بن محمّد الشهير بمجذوب التبريزي المتوفّى بعد الألف الهجري من علماء القرن الحادي عشر.

ألّفه باسم السلطان الشاه حسين الصفوي.

في الأصول الخمسة مع البسط في بحث الإمامة.

أوّلها : الحمدُ لله الذي دلّ على وجوب وجوده وجود الممكنات .... بر اين فقير لازم نمود كه رسالة در باب أدلّة أصول خمسة از آيات قرآنية وأدلّة عقلية وأحاديث نبوية بزبان فارسي تأليف نمايد.

رتّبه على عشرة فصول وخاتمة ، الفصل الأوّل والثاني والثالث في الإشارة إلى أدلّة التوحيد والنبوّة إجمالاً في ورقتين ، الفصل الرابع فيه تسع وتسعون دليلاً على الإمامة من القرآن ، وفي الفصل الخامس (١٢) حديثاً في الإمامة من كتب أهل السُنّة ، وفي السادس (١٢) دليلاً في الإمامة ، وهكذا سائر الفصول كلّها فيما يتعلّق بالإمامة ، والخاتمة في ترجمة الخطبة الشقشقية.

يقرب من (٣٠٠) صفحة.

رآها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله وعنونها مرّة بهذا العنوان ومرّة بعنوان الإمامة.

* انظر الذريعة : ٢ / ٣٢٦ برقم ١٢٩٥ ، الذريعة : ج ٩ ق ٣ ص ٩٦٤. الذريعة : ٢٦ / ٢٥ برقم ١٠٠.

 

(٢)

أحاديث متفرّقة

للعلاّمة الجليل الشيخ ميرزا أبو القاسم ابن محمّد تقي الغروي الأوردبادي المتوفّى في ٥ شعبان سنة ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : نحمدك اللهمّ يامن فطرنا على فطرته ...

آخرها : ولو أنّ راكباً سار في ظلّها.

الناسخ : جامعها ـ أبي القاسم الأوردبادي قدس‌سره.

تقع في (٢٦) صفحة ، نسخة الأصل تُوجد في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام رأيتها ضمن مجموعة تقع برقم ٢٤٤ / ٦.

(٣)

أخبار السيّد الحميري

لمحمّد بن عمران الخراساني المتوفّى ٣٨٥ هـ.

جاء في أحد هوامش النسخة : ثمّ على يد أفقر العباد ـ ء ب ر هـ ي م ـ نهار الأربعاء ١٢ شهر رجب الفرد سنة ثمان وسبعين وألف.

عليها تعليقات بخطّ الشيخ محمّد علي الأوردبادي قدس‌سره.

تقع في (١٦) صفحة بقطع الربع.

بعد وفاة الشيخ الأوردبادي قدس‌سره إنتقلت هذه النسخة إلى مكتبة سيّد الشهداء عليه‌السلام في كربلاء وتقع برقم ٨١ من سجلّ مخطوطاتها ، وطبعت هذه النسخة مرّتين بتحقيق محمّد هادي الأميني ، مرّة سنة ١٣٨٥ هـ ومرّة سنة ١٤١٣ هـ.

 

* انظر أخبار السيّد الحميري : ١٤٧ ـ ١٤٨.

(٤)

الأربعون حديثاً

في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام

للشيخ محمّد صادق بن محمّد الأسدي الجزائري الشيرازي من أعلام القرن الحادي عشر الهجري.

استخرجها من كتب أهل السنّة إلاّ حديثين أحدهما عن عيون أخبار الرضا عليه‌السلام والآخر عن أربعين الشيخ البهائي رحمه‌الله.

أوّلها : الحمد لله الذي بعث محمّداً بولاية عليّ بن أبي طالب ...

عليه حواش كثيرة.

وجاء في مادّة التاريخ : أتمّ الأربعين في إكمال الدين.

تاريخ النسخ : ١٠٩٠ هـ.

رآها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١ / ٤١٨ برقم ٢١٦٢.

(٥)

الإرث

للمولى أبي الحسن أحمد الشريف القائني ، المعاصر للشاه طهماسب الصفوي الذي حكم بين (٩٣٠ ـ ٩٨٤ هـ).

هو شرح للفرائض النصيرية ـ يقرب من ألفين وخمسمائة ـ مع المتن.

 

أوّلها : أهمّ الفرائض وأوجب واجب ، وألزم فرض حمد الله وارث ميراث ...

فرغ منه المؤلّف يوم الجمعة ٢٥ محرّم سنة ٩٦٢ هـ.

الناسخ : محمّد سعيد بن محمّد باقر.

تاريخ النسخ : ١٠٩٦ هـ.

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١ / ٤٣٩ برقم ٢٢١٤.

(٦)

أُرجوزة في أصول الدين

لبعض المعاصرين لعصر صاحب الذريعة توجد ضمن مجموعة.

ذكرها الشيخ آقابزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١ / ٤٥٦ برقم ٢٢٨٤.

(٧)

أُرجوزة في شرح حديث أمير المؤمنين عليه‌السلام

«إنّ فساد العامّة من الخاصّة ، والخاصة خمسة أقسام : العلماء ،

الزهّاد ، التجّار ، الغزاة ، الحكّام».

للسيّد قطب الدين محمّد الملقّب بقطب الأقطاب الحسيني الذهبي الشيرازي المتوفّى ١١٧٣ هـ.

جعلها ذيل أُرجوزته في العوامل النحوية التي نظمها بقزوين سنة ١١٣٠ هـ.

 

أوّلها :

الحمد لله وسيع الرحمة

يرزق من يشاء نور الحكمة

أقول : استظهر الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله بأنَّ اسمها اللئالي المنثورة لقوله فيها :

أتيتكم لآلئاً منثورة

في هذه الرواية المسطورة

تقع في مجلّد مع أُرجوزة العوامل النحوية.

رآها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١ / ٤٧٩ برقم ٢٣٨٠.

(٨)

أُرجوزة في العوامل النحوية

للسيّد قطب الدين محمّد الشيرازي المتوفّى ١١٧٣ هـ نظمها بقزوين سنة ١١٣٠ هـ.

وهي نظم للعوامل.

أدرج فيها المطالب العرفانية والأخلاق والحكم على نحو التمثيل في ٣٢٠ بيت.

أوّلها :

حمداً لمن إليه طيب الكلم

يصعد في سماء علم من علم

آخرها :

ناظمه خادم علم الدين

محمّد يدعى بقطب الدين

في سنة الماية والثلاثين

والألف في عام ورود قزوين

ضمن مجموعة رآها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

 

* انظر الذريعة : ١ / ٤١٦ برقم ٢٤١٤.

(٩)

أُرجوزة في المنطق

للعلاّمة الميرزا الشيخ أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي قدس‌سرهالمتوفّى ١٣٣٣ هـ.

ذكرها الشيخ آقابزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١ / ٤٩٨ برقم ٢٤٥٠.

(١٠)

أصل سليم بن قيس الهلالي

بخطّ السيّد محمّد الموسوي الخوانساري.

تاريخ النسخ : ١٢٧٠ هـ.

في ثلاثة آلاف وخمسمائة بيت ، وهي نسخة الشيخ العلاّمة النوري.

ذكرها صاحب الذريعة.

* انظر الذريعة : ٢ / ١٥٧ برقم ٥٩٠.

(١١)

أصول الدين

للعلاّمة الميرزا الشيخ أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي قدس‌سرهالمتوفّى ١٣٣٣ هـ.

رآها الشيخ آقابزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢ / ١٨٢ برقم ٦٧٥.

 

(١٢)

الأكسير في أصول الدين والأخلاق

(فارسي)

للمولى نوروز علي بن محمّد الواعظ التبريزي الأصل القزويني المولد والمسكن الذي كان حيّاً في ١٠٥٦ هـ.

والأكسير هذا ترجمة لكتابه الموسوم بزاد السالكين.

رتّبه على أربعة أجزاء وهي كالتالي :

١ ـ أصول الاعتقادات.

٢ ـ الأعمال الظاهرية.

٣ ـ الأخلاق المذمومة.

٤ ـ الأخلاق الممدوحة.

ورتّب كلُّ جزء منها على عشرة أصول وخاتمة.

تاريخ النسخ : كُتب في هامش النسخة وبخطّ متأخّر عن كتابة أصل النسخة : حدثت الزلزلة في مراغة وسقطت منارتها سنة ١١٩٣ هـ.

رآها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢ / ٢٧٧ برقم ١١٢٤.

(١٣)

الأمان من أخطار الأسفار والأزمان

للسيّد أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن محمّد بن طاووس المتوفّى ٦٦٤ هـ.

 

أوّلها : الحمد لله ربِّ العالمين ...

آخرها : وصلّى الله على محمّد سيّد المرسلين وآله الطاهرين ، تمّ كتاب الأمان من أخطار الأسفار والأزمان في ضحوة يوم الثلاثاء التاسع والعشرين شهر شعبان المعظّم من شهور سنة ١٣٣٠ هـ ، نقلته من نسخة كان تاريخها سنة ١٠٨٠ هـ الأحقر محمّد علي الأوردبادي عفي عنه بمحمّد وآله الأمجاد صلوات الله عليهم أجمعين آمين.

بسمه تعالى

والحمد له والصلاة على نبيّه ووليّه الهداة مِن ذريّته فقد صحّحت هذا الكتاب بقدر الوسع والطاقة وإن كان أصل النسخة أيضاً لا يخلو من الغلط والسقط فجاء بحمد الله كما سطر ومصحّحاً كما زبر إلاّ ما زاغ عنه البصر وطغى فيه النظر فإنّ الانسان لم يزل محلاًّ للسهو والنسيان والمرجوّ العفو عنه ، كتب بيمناه الداثرة في رابع شهر الله رمضان المبارك من شهور سنة ١٣٣٠ هـ المفتقر إلى الله الهادي محمّد علي الأوردبادي عفى الله جلّ جلاله [عنه] بمحمّد وآله صلوات الله عليهم أجمعين.

وفي أوّل ورقة من النسخة كُتب

بسم الله تعالى

قد دخل هذا الكتاب في ملك الأحقر جعفر بن محمّد النقدي بالهدية من جناب الأخ الفاضل الشيخ محمّد علي نجل العلاّمة الفهّامة الشيخ الأوردبادي أدام الله مجده سنة ١٣٣٣ هـ.

وبخطّ الشيخ الأوردبادي رحمه‌الله : ثمّ من منن الله تبارك وتعالى عليّ انتقل إليَّ من الشيخ الأمجد الأكمل الشيخ محمّد السماوي دام علاه بعد أن ابتاعه من جناب الأخ المزبور زِيدَ عزُّه سنة ١٣٣٥ هـ.

 

الناسخ : الشيخ محمّد علي الأوردبادي قدس‌سره.

تاريخ النسخ : ٢٩ شعبان سنة ١٣٣٠ هـ.

تقع في (٢٢٦) صفحة.

رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٧٨ / ٢ / ٣.

* انظر مجلّة تراثنا العدد المزدوج ٥٥ ـ ٥٦ ص ٣١٢ ـ ٣١٣.

(١٤)

أوراد البهائي

لعلّه لبهاء الدين محمّد بن محمّد النقشبندي المتوفّى سنة ٧٩١ هـ كما استظهره صاحب الذريعة رحمه‌الله.

ذكرها الشيخ آقابزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢ / ٤٧٤ برقم ١٨٥١.

(١٥)

إيضاح دفائن النواصب = مائة منقبة

للشيخ أبي الحسن محمّد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمّي من أعلام القرنين الرابع والخامس الهجري.

واستنسخ عن هذه النسخة الشيخ الميرزا عبدالحسين أحمد الأميني التبريزي.

واستنسخ عن نسخة الشيخ الأميني رحمه‌الله الشيخ شير محمّد الهمداني وذلك في شوّال سنة ١٣٤٦ هـ.

 

ونسخة الهمداني توجد في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٣ / ٣٢٣٥.

واستنسخ عن نسخة الشيخ الهمداني رحمه‌الله السيّد عبدالرزّاق المقرَّم وذلك في أوّل شهر ذي الحجّة سنة ١٣٤٩ هـ وطبعت نسخته بالنجف الأشرف في المطبعة الحيدرية بدون تاريخ وتقع طبعته هذه بـ (٦٤) صفحة.

* انظر مجلّة تراثنا العدد المزدوج ٧٣ ـ ٧٤ ص ١٧٨ برقم ١١ ، فهرس التراث : ١ / ٤٦٨ ، مائة منقبة : ٦١ ـ ٦٤ ، مائة منقبة : ١٥ تحقيق مدرسة الإمام المهدي عليه‌السلام ـ طبعة قم.

(١٦)

الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة

للشيخ محمّد بن الحسن المعروف بالحرّ العاملي المتوفّى ١١٠٤ هـ.

كتاب مبسوط في إثبات الرجعة.

أوّلها : الحمد لله محيي الأموات ومميت الأحياء ...

تاريخ النسخ : النسخة كُتبت في عصر المؤلّف.

رآها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢ / ٥٠٦ برقم ١٩٨٥.

(١٧)

بهجة العقائد

للمولى نجف علي بن فضل علي القره باغي بعد سنة ١٢٧٨ هـ.

في اُصول الدين ، مرتّب على مقدّمة وخمسة أبواب وخاتمة فرغ منه سنة ١٢٦٣ هـ.

 

أوّلها : الحمد لله الذي أوجب معرفته للمكلّفين عامّةً كافّةً ...

كتب على هامش النسخة في بعض المواضع ـ تأييداً لما ذكر في المتن ـ مقالة من الشيخ علي بن الشيخ الأكبر كشف الغطاء المتوفّى ١٢٥٤ هـ في بطلان اعتقاد الخالقية والرازقية وأمثالهما لغير الله تعالى بالاستقلال والاشتراك وأن المعتقد به كافر.

ومقالة اُخرى من الشيخ حسن بن الشيخ الأكبر المتوفّى ١٢٦٢ هـ تقرب مضمونها من مضمون مقالة أخيه الشيخ علي.

تاريخ كتابة حاشية النسخة ١٢٧٠ هـ.

رآها الشيخ أقابزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٣ / ١٦٣ برقم ٥٧٥.

(١٨)

التاريخية في أعمار سادات البريّة

للمولى محمّد كاظم بن محمّد شفيع الهزار جريبي الحائري المتوفّى قبل سنة ١٢٣٨ وبعد سنة ١٢٣٢ هـ ، تلميذ الوحيد البهبهاني.

ذكرها الشيخ الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١١ / ١٣٤ برقم ٨٣٥.

(١٩)

تحرير وسائل الشيعة وتحبير مسائل الشريعة

للشيخ محمّد بن الحسن المعروف بالحرّ العاملي المتوفّى ١١٠٤ هـ.

 

أوّلها : الحمد لله على جزيل نواله ...

المجلّد الأوّل منها فقط.

رآها الشيخ آقابزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٣ / ٣٩٣ برقم ١٤١٢.

(٢٠)

تحصيل السداد

في شرح واجب الاعتقاد

لآية الله العلاّمة الحلّي قدس‌سره المتوفّى ٧٢٦ هـ.

النسخة مع نهج السداد.

رآها الشيخ آقابزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٣ / ٣٩٦ برقم ١٤٢٤.

(٢١)

تحفة المجاورين

للمولى محمّد كاظم بن محمّد شفيع الهزار جريبي الحائري المتوفّى قبل سنة ١٢٣٨ وبعد سنة ١٢٣٢ هـ ، تلميذ الوحيد البهبهائي ، يروي فيه عنه وعن السيّد ميرزا محمّد المهدي الشهرستاني وعن الأمير السيّد علي صاحب الرياض.

ذكرها الشيخ الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٣ / ٤٦٦ برقم ١٧٠٢.

 

(٢٢)

التحفة النظامية

في معرفة التقويم

(فارسي)

للمولى عبد القادر الروياني المازندراني.

شرح فيه (سي فصل) المشهور مفصّلاً وزاد على فصوله عشرة فصول فيما لم يتعرّض له في (سي فصل).

كتبه باسم السلطان يحيى كيا.

أوّلها : حمد بي حد وشكر بي عد مر خالق احد را ...

الناسخ : السيّد علي بن محمّد رفيع الحسيني.

تاريخ النسخ : سنة ١٢١٦ هـ.

رآها الشيخ آقابزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٣ / ٤٧٨ برقم ١٧٦٦.

(٢٣)

تقرير العقائد الدينية بالبراهين القاطعة

للعلاّمة الميرزا الشيخ أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : الحمد لله ربّ العالمين بارئ الخلائق ...

آخرها : ولا يجوز تناسب طبيعة واحدة بأزيد من [كذا].

الناسخ : المؤلّف.

 

تقع في (٦) صفحات رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٤٤ / ٦ ضمن مجموعة بخطّ المؤلّف.

(٢٤)

التعادل والتراجيح

للعلاّمة الميرزا أبي القاسم بن محمّد تقي بن محمّد قاسم الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

نسخ الأصل بخطّ المؤلّف.

ذكرها الشيخ آقابزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٤ / ٢٠٤ برقم ١٠١٥.

(٢٥)

تفسير آية الكرسي

لبعض الأصحاب

ذكرها الشيخ آقابزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٤ / ٣٢٩ برقم ١٤٠١.

(٢٦)

تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي

لفرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي المتوفّى ٣٥٢ هـ.

تفسير مقصور على الروايات عن الأئمّة الهداة عليهم‌السلام.

الناسخ : الشيخ محمّد علي الأوردبادي رحمه‌الله.

 

تاريخ النسخ : ١٥ جمادى الأولى سنة ١٣٣٤ هـ.

كُتب في آخر النسخة : تمّت النسخة الشريفة في ١٥ شهر جمادى الأولى من السنة الرابعة والثلاثين بعد الألف والثلثمائة من الهجرة النبوية على مهاجرها وآله آلاف الصلاة والتحيّات على يد أحقر عباد الله المفتقر إلى الله الهادي محمّد علي الأوردبادي وفّقه الله للعمل في يومه لغده قبل خروج الأمر من يده والحمد لله والصلاة على نبيّه محمّد وآله ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى يوم الدين ألا لعنة الله على القوم الظالمين وسيعلم الذين ظلموا آل محمّد حقِّهم أيّ منقلب ينقلبون.

وكتب في آخر النسخة فائدة في ترجمة فرات وتوثيقه وتعداد مشايخه رحمهم الله تعالى ، والنسخة مصحّحة ، عليها تصحيحات صحّحها العلاّمة الأوردبادي بيده وتقع في (٤٤١) صفحة رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٤٤ / ١ / ١.

طبعت هذه النسخة في النجف الأشرف بتقديم العلاّمة الأوردبادي رحمه‌الله نفسه وتقع طبعته بـ : (٢٤٥) صفحة.

واستنسخ عن هذه النسخة بعض العلماء في النجف الأشرف.

* انظر مجلّة تراثنا العدد المزدوج ٧٢ ـ ٧٤ ص ١٨٧ رقم ٣٢ ، تفسير فرات : ١٩ و ٢٢ ، فهرس التراث : ١ / ٣٠١.

(٢٧)

تقويم الآيات في كشف آيات القرآن

لبعض الأصحاب.

مرتّب على أسلوب غير مأنوس يصعب التناول منه.

 

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٤ / ٣٩٤ برقم ١٧٤٨.

(٢٨)

التمحيص في بيان موجبات تمحيص ذنوب المؤمنين

لأبي محمّد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحرّاني المتوفّى في القرن الرابع الهجري.

ذكرها الشيخ آقابرزك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٤ / ٤٣١ برقم ١٩١٣.

(٢٩)

تواتر القرآن

للشيخ المحدّث محمّد بن الحسن المعروف بالحرّ العاملي المتوفّى ١١٠٤ هـ.

نقض فيه كلام بعض معاصريه في كتاب تفسيره من إنكار التواتر

ذكرها الشيخ آقابزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٤ / ٤٧٣ برقم ٢٠٩٨.

(٣٠)

جامع الأخبار

اُختلف في مؤلّفه

مبوّب ومرتّب على غير ترتيب المطبوع.

 

نسخته الأولى : تحتوي على مائة وأحد وأربعين فصلاً ، نسخة مصحّحة كتبها المير هاشم بن المير خواجة بيك الكبخجاني في سنة ١٠٧٩ هـ.

نسخته الثانية : تحتوي مائة وستةً وثلاثين فصلاً ، جديدة الخطّ ، تاريخ كتابتها سنة ١٢٤٠ هـ. كتبها المولى محمّد حسين ابن الشريف أحمد التبريزي وهي مرتّبة على أبواب وكلّ باب منها على فصول ، وألحق الناسخ بآخر الكتاب الأربعين سورة المنقولة عن التوراة ثمّ نقل أخباراً مختلفة عن الأئمّة الأطهار عليهم‌السلام عربيّاً ثمّ ترجم الأخبار كلّها بالفارسية.

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٥ / ٣٦ برقم ١٥٢ ، انظر الكرام البررة : ق ١ ج ٢ ص ٣٧٧.

(٣١)

جامع الدرر

في شرح الباب الحادي عشر

في الكلام

للمولى نجم الدين خضر بن شمس الدين محمّد بن علي الرازي الحبلرودي النجفي المتوفّى حدود ٨٥٠ هـ.

أوّلها : نحمدك يا من توحّد ذاته الجلالة بدوام العزّ والبقاء ...

الناسخ : الشيخ نعمة الله بن عطية الأسدي.

تاريخ النسخ : سنة ٩٤١ هـ.

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٥ / ٥١ برقم ٢٠٢.

 

(٣٢)

جامع المعارف والأحكام

للسيّد عبد الله بن محمّد رضا الشبّر الحسيني الحلّي الكاظمي المتوفّى ١٢٤٢ هـ.

الأصل في أربعة عشر مجلّد ، المجلّد التاسع منه والحاوي على الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما بعده من المجلّدات عند الشيخ محمّد علي الأوردبادي قدس‌سره.

ذكر ذلك الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٥ / ٧١ برقم ٢٨١.

(٣٣)

الجدلية

ترجمة لمناظرة آية الله بحر العلوم مع بعض علماء اليهود في قرية ذي الكفل والحاصلة في ذي الحجّة من سنة ١٢١١ هـ.

للمولى محمّد كاظم بن محمّد شفيع الهزارجريبي المتوفّى قبل سنة ١٢٣٨ وبعد سنة ١٢٣٢ هـ.

تقع ضمن مجموعة.

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٥ / ٩٠ برقم ٣٧٠.

 

(٣٤)

جوابات المسائل الشكوية

للعلاّمة الميرزا أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ. في بعض مباحث الإمامة ومسائل الميراث سألها الميرزا فرج الله الشكوي.

أوّلها : الحمد لله ربّ العالمين بارئ الخلائق أجمعين ...

آخرها : الحمد لله أوّلاً وآخراً وصلّى الله على محمّد وأوصيائه المعصومين.

الناسخ : المؤلّف.

تاريخ النسخ : ٩ ربيع المولود سنة ١٣٢٩ هـ.

تقع في (٢٣) صفحة.

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

* انظر الذريعة : ٥ / ٢٢٥ برقم ١٠٦٨.

(٣٥)

حاشية على كتاب المكاسب

للعلاّمة الميرزا الشيخ أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ والأصل للشيخ مرتضى الأنصاري قدس‌سره.

أوّلها : الحمد لله ربِّ العالمين وصلّى الله ...

آخرها : فالآية على عمومها ويرد على الاستدلال بها.

الناسخ : المُحشي.

 

تقع النسخة في (١٩) صفحة.

رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

(٣٦)

الحقيقة والمجاز وعلاماتها وعلاقاتها

للعلاّمة الميرزا الشيخ أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : للحقيقة والمجاز عند القوم إمارات مميّزة ...

آخرها : بل تتبع لوجدان المجهول.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٨) صفحات.

رأيتها ضمن مجموعة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٤٤ / ٦.

(٣٧)

حكمة العارفين

للمولى محمّد طاهر الشيرازي المتوفّى ١٠٩٨ هـ.

في ردّ شبهات المخالفين من المتصوّفين والمتفلسفين.

أوّلها : الحمد لله الّذي جعلنا بمعرفته ومعرفة دينه علماء فقهاء ...

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٧ / ٥٨ برقم ٣٠٦.

(٣٨)

خطبة همّام

لأمير المؤمنين عليه‌السلام.

 

أوّلها : في الكافي عن الصادق عليه‌السلام ...

آخرها : صلّى الله عليه وآله ثمّ قال أمّا بعد.

الناسخ : الشيخ أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي قدس‌سره.

تقع في (٨) صفحات.

رأيتها ضمن مجموعة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٤٤ / ٦.

(٣٩)

خواصّ القرآن

(فارسي)

للمولى محمّد كاظم بن محمّد شفيع الهزار جريبي الحائري المتوفّى قبل سنة ١٢٣٨ وبعد سنة ١٢٣٢ هـ.

في خواصّ جملة من السور القرآنية.

فرغ من تأليفه في كربلاء سنة ١٢٢٠ هـ.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٧ / ٢٧٣ برقم ١٣٢٦ هـ.

(٤٠)

الدرّة البيضاء

في عدّة المتعة

للشيخ الفقيه الميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : الحمد لله والصلاة على رسوله وآله المعصومين ، مسألة : عدّة المتعة المنقضي وقتها ...

 

آخرها : تمّت الوجيزة بيد مؤلّفه محمّد قاسم بن محمّد تقي الأوردبادي وكان سبب تأليفها اختلاف المفتين في ما عنون به الرسالة فلنسمّها الدرّة البيضاء.

تاريخ النسخ : فرغ منه ٢٧ ذي الحجّة طلوع الشمس من يوم الإثنين سنة ١٣٢٤ هـ.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٤٨) صفحة ضمن مجموعة وهي برقم ٢٥٦ / ٣ / ٦ / ١ رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

* انظر مجلّة تراثنا العدد المزدوج ٧١ ـ ٧٢ ص ٢٦٧ ، الذريعة : ٨ / ٩٣ برقم ٣٤٢.

(٤١)

الدرّة العلوية

(فارسي)

للمولى محمّد صالح الشريف بن المولى محمّد الساوجي معاصر لصاحب الرياض المتوفّى ١١٢٠ هـ.

في الإمامة وإثبات أحقّيّة الإثني عشرية ، مرتّباً على مقدّمة وثلاثة أبواب وخاتمة كتبه باسم الشاه سلطان حسين (ت ١١٣٥ هـ).

أوّلها : الحمد لله على إكمال الدين وإتمام النعمة ...

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٨ / ١٠١ برقم : ٣٧٧.

 

(٤٢)

ديوان أبي فراس

الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون الحمدوني المتوفّى ٣٥٧ هـ.

رتّب ديوانه الشيخ أبي عبدالله الحسين بن خالويه.

والنسخة قديمة.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٩ ق١/٤٧ برقم ٢٦٠ ، فهرس التراث : ١/٣٩٩.

(٤٣)

ديوان الحاج ميرزا حبيب المشهدي

(فارسي)

هو السيّد المدعو بحاج ميرزا حبيب بن ميرزا هاشم بن هداية الله الموسوي المشهدي المتوفّى بها سنة نيف وعشرين وثلاثمائة بعد الألف.

مرتّب على الحروف.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ج ٩ ق ١ ص ٢٣١ برقم ١٤٠٥.

(٤٤)

ذخيرة الأحكام

في مسائل الحلال والحرام

للفقيه الشيخ أقا رضا بن الأقا هادي الهمداني النجفي المتوفّى

 

بسامراء سنة ١٣٢٤ هـ.

ذكرها الشيخ الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٠ / ١٢ برقم ٦٣.

(٤٥)

ذخيرة المحشر في شرح الباب الحادي عشر

للشيخ الميرزا علي آقا بن عبدالعظيم التبريزي المتوفّى بمشهد بعد ١٣٤٠ هـ ، شرح مبسوط كبير.

أوّلها : الحمد لله الواجب وجوده ..

الناسخ : المؤلّف.

تاريخ النسخ : الخميس ١٦ شهر رجب ١٣٠٠ هـ.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٠ / ١٨ برقم ٨٩.

(٤٦)

الردّ على الشهاب الثاقب

الأصل للمحدّث الفيض الكاشاني المتوفّى ١٠٩١ هـ.

والردّ لتلميذه المولى أمين بن عبدالوهّاب ، كتبه بعد وفاة استاذه الفيض.

أوّلها : الحمد لله ربّ ....

آخره : إنّ المصنّف رحمه‌الله قد أحسن إليّ وإلى كثير من النّاس في التعليم والاشفاق.

 

تاريخ النسخ : ١١٢٧ هـ.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٠ / ٢٠٢ برقم ٥٤٠.

(٤٧)

الرسالة الرضاعية

الشيخ عزّ الدين الحسين بن عبدالصمد الحارث العاملي المتوفّى سنة ٩٨٤ هـ في البحرين بقرية هجر.

أوّلها : الحمد لله كما هو أهله ... أشتهر على ألسنة الطلبة في هذا العصر تحريم المرأة على بعلها بإرضاع بعض من سنذكره.

رآها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١١ / ١٩١ برقم ١١٦٨.

(٤٨)

الرسالة الرضاعية

للمولى الأغا محمّد هادي المترجم بن المولى محمّد صالح المازندراني المتوفّى في أيّام فتنة الأفغان.

مشتملة على مقدّمة وفصول وخاتمة.

أوّلها : الحمد لله ربّ ... فهذه رسالة في معرفة أحكام الرضاع لا سيّما المحرم منه ...

الناسخ : محمّد فاضل بن محمّد جعفر المشهدي ، كتبها لنفسه.

تاريخ النسخ : سنة ١١٤٨ هـ.

 

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١١ / ١٩٤ برقم ١١٩٣.

(٤٩)

رسالة في الأحتكار

للعلاّمة الشيخ أبو القاسم بن محمّد تقي الغروي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : الاحتكار لغة : حبس الطعام ، وفي النصح ..

آخرها : مع كونها معلّلة بعلة عامّة.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٣) صفحات ضمن مجموعة كبيرة من رسائله كلّها بخطّه ، رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٤٤ / ٦.

* انظر مجلّة تراثنا العدد المزدوج ٧٣ ـ ٧٤ ص ٢٧٠.

(٥٠)

رسالة في الأصول

للعلاّمة الشيخ أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : شرط الشيء مايستلزم عدمه ...

آخرها : لما قلنا فتدبّر.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٧) صفحات.

رأيتها ضمن مجموعة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام والمجموعة تقع برقم ٢٤٤ / ٦.

 

(٥١)

رسالة في حجّية الأخبار

للعلاّمة الشيخ أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي قدس‌سره المتوفّى ١٣٣٣.

أوّلها : الحمد لله المتفرّد بكينونيّته ووجوده المتعزّز ...

آخرها : وجعلها القدماء من الأوّل كأسماء الأجناس.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٤) صفحات رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

(٥٢)

رسالة في الصلاة

للشيخ زين العابدين المازندراني الحائري المتوفّى ١٣٠٩ هـ.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٥ / ٥٦ برقم ٣٨٠.

(٥٣)

رسالة في صلاة الجمعة

للمحدّث محمّد بن الحسن المعروف بالحرّ العاملي المتوفّى١١٠٤ هـ.

انتصر فيها للشهيد في القول بالوجوب ، وردّ على من ردّ الشهيد.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٥ / ٧٩ برقم ٥٢٠.

 

(٥٤)

رسالة في العروض

(فارسي)

للمولى عبدالكريم بن أبي القاسم الأيرواني المتوفّى ١٢٩٤ هـ نزيل قزوين ، كتبها لولده الميرزا محمّد علي.

ذكر في أوّلها وجوهاً لتسمية العروض ، وفي آخرها نقص.

رآها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٥ / ٢٥٥ برقم ١٦٤٩.

(٥٥)

رسالة في علم الأئمّة

للعلاّمة الشيخ أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : الحمد لله الولي الحميد الحكيم المجيد ...

آخرها : إليك الذكر لنبيّن للناس فأنزل إليهم.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (١٧) صفحة.

رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

(٥٦)

رسالة في كفن الميّت

للعلاّمة الشيخ أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

 

أوّلها : دار في كفن الميّت بين القطن ...

آخرها : يعتبر طهارته لليقين بها.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٣٢) صفحة.

رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

(٥٧)

رسالة في ماء النيسان وما يتعلّق به

للسيّد محمّد باقر بن الأمير إسماعيل المدرّس الخاتون آبادي المتوفّى ١١٢٧ هـ ، كتبها بأمر شاه سلطان حسين الصفوي.

رآها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٩ / ١٣ برقم ٤٨.

(٥٨)

رسالة في المزارعة

للعلاّمة الشيخ أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله ...

آخرها : هذا المقدار فلا يزيد أجرته عليه.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (١١) صفحة أتمّها بعد عدّة صفحات.

رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٥٩ / ٣ / ٦ عدّها السيّد عبد العزيز الطباطبائي ضمن كتاب سبيل الرشاد.

* انظر مجلّة تراثنا العدد المزدوج ٧٩ ـ ٨٠ ص ٢٣٧.

 

(٥٩)

رسالة في النجس والنجاسة

للعلاّمة الشيخ أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله ...

آخرها : القيام أو القعود كما هو مركوز.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٣٩) صفحة.

رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

(٦٠)

رسالة في الوجود

للمولى محمّد المعروف بشمسا الگيلاني المعاصر للمحقّق حسين الخوانساري المتوفّى ١٠٩٨ هـ.

أوّلها : الحمد لله الذي جعلنا بتصحيح اعتقادنا ...

تاريخ النسخ : ١٠٩٠ هـ.

رآها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢٥ / ٣٦ برقم ١٧٧.

(٦١)

رسالة في وقت صلاة الظهرين

للعلاّمة الشيخ أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

 

أوّلها : فائدة : اختلف (القائلون) باتساع الظهرين ...

آخرها : على أثر أقول التعليل.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٦) صفحات.

رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

(٦٢)

الروضة

في المواعظ والأخلاق

للشيخ الميرزا لطف علي بن الميرزا أحمد بن لطف علي خان المعاني التبريزي المتوفّى سنة ١٣٦٥ هـ.

تاريخ النسخ : النسخة كتبت بأمر الميرزا عبدالكريم بن ميرزا أحمد ابن الميرزا باقر أخ المصنِّف في سنة ١٣٠٦ هـ.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١١ / ٢٨٣ برقم ١٧٢٣.

(٦٣) ـ (٧٣)

سبيل الرشاد = الفقه الاستدلالي

للعلاّمة الفقيه الشيخ ميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الغروي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

كتاب مبسوط ، في عدّة مجلّدات ضخام ، في أبواب الفقه من العبادات والمعاملات من الطهارة إلى الميراث بأدلّتهما التفصيلية.

 

سمّاه المصنّف عند أواخر تأليفه له باسم : سبيل الرشاد ، نصّ على ذلك في كتاب الإرث منه ، الموجود بخطّه ، قال فيه : وبعد ، فهذا مختصر في الإرث من أجزاء كتاب سبيل الرشاد.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله باسم الفقه الاستدلالي حيث إنّه لم يعثر له على اسم في أوّلها منتزعاً اسمه من واقعه ، وفاته ذكرها في حرف السين.

كما إنّ هناك خبط من الناسخ للذريعة في حرف الفاء : فقد ذكر أنّ اسم هذا الكتاب : بحر الحقائق ، وأنّه موجود في الحسينية ، وهذا خطأ من الناسخ بل بحر الحقائق اسم للفقه الاستدلالي للشيخ عبدالصمد الهمداني.

أ ـ كتاب الطهارة :

في مجلّد ضخم ، من أوّله إلى آخر الأواني ، وهو آخر كتاب الطهارة.

أوّلها : الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ـ وبعد ، كتاب الطهارة ، وهو مرتّب على أبواب أربعة : الأوّل في المياه.

آخرها : وآخره نجاحاً إنّك علاّم الغيوب.

تاريخ النسخ : قد وقع الفراغ يوم الخميس ١١ محرّم الحرام سنة ١٣٣٠ هـ.

تقع في (٧٩٠) صفحة.

رقمها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام هو ٤٦٥ / ٤ / ٧.

ب ـ كتاب الصلاة :

من أوّل مباحث الصلاة إلى آخرها وهو صلاة المسافر ، وانتهى إلى أماكن التخيير.

أوّلها : لك الحمد يامن خلق الأرض والسماوات ...

 

آخرها : إعادة الإمام بالامامة أو المأمومية ثانياً.

يقع في (٦٥٥) صفحة.

الناسخ : المؤلّف.

رقمها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام هو ٦٥ / ٢ / ٥.

ج ـ كتاب الزكاة :

أوّلها : الحمد لله الذي خلق فهدى ، والصّلاة والسّلام على عروته الوثقى ...

آخرها : ونبيّها والحمد لله ربّ العالمين.

يقع في (٢٠٣) صفحة.

د ـ ثمّ كتاب الخمس :

أوّلها : الحمد لله الحكيم في فعاله ، المتعالي في عزّه وجلاله ...

يقع في (٧٧) صفحة.

هـ ـ ثمّ كتاب الصوم :

أوّلها : كتاب الصوم ، الصوم : هو ...

آخرها : يا أرحم الراحمين.

يقع في (١٥٨) صفحة.

و ـ ثمّ كتاب الحجّ.

وأوّلها : الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام .. كتاب الحجّ.

الحجّ : إتيان بيت الله ....

يقع مع كتاب المزار الذي هو آخر هذا المجلّد في (٧١) صفحة.

ورقم كتاب الزكاة والخمس ... هو ٥١ / ٢ / ٥ في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

 

الناسخ : المؤلّف.

ز ـ كتاب الجهاد وكتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

أوّلها : الحمد لله الفاشي حمده والغالب جنده ...

آخرها : ووسط اسقط ثمّ باليد ضرب.

ينتهي كتاب الجهاد في صفحة (١٥٥) ، وبه يبتدئ كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى آخر هذا المجلّد وهو صفحة (١٦٨) ، ولم يتمّه المؤلّف.

الناسخ : المؤلّف.

رقمها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ٤٠٩ / ٢ / ٧.

ح ـ كتاب المتاجر :

أوّلها : الحمد لله الذي هدانا بخير دليل إلى خير دين ..

آخرها : المشتري بتمام الثمن الظاهر في البطلان.

الناسخ : المؤلّف.

يقع في (٢٣٧) صفحة.

رقمها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ٦٣ / ٢ / ٥.

ط ـ كتاب الصيد والذباحة :

أوّلها : الحمد لله خالق البرايا بقدرته.

آخرها : يهراق مرقها ويغسل لحمها ثمّ يؤكل.

الناسخ : المؤلّف ، ولم يكمله.

يقع في (١٦٤) صفحة.

والنسخة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٤٥ / ٢ / ٦.

ي ـ كتاب الإرث :

 

أوّلها : الحمد لله الواحد الأحد الصمد وبعد ، فهذا. مختصر في الإرث من أجزاء كتاب سبيل الرشاد ، وفيه مقدّمات ومقاصد ولواحق ، والمقدّمات أربع.

ويقع في (٢١٠) صفحة.

آخرها : وكلّ قطمير اثنتا عشرة ذرّات.

ك ـ كتاب القضاء.

أوّلها : كتاب القضاء وهو بالمدّ ، وقد يقصّر ، لمعان عشرة ذكرها الصدوق في التوحيد.

آخرها : محاسبة الأقلّ أغمض.

ويقع في (١١١) صفحة.

الناسخ : المؤلّف.

النسخة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٤٦ / ٢ / ٥.

رأيت هذه المجلّدات جميعها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

كما ذكرها السيّد عبدالعزيز الطباطبائي رحمه‌الله في فهرس مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام المطبوع في تراثنا.

* انظر الذريعة : ١٦ / ٢٨٢ برقم ١٢٢٠ ، الذريعة : ١٥ / ١٨٧ برقم ١٢٥٠ ، مجلّة تراثنا العدد المزدوج ٧٩ ـ ٨٠ ص ٢٣٤ ـ ٢٣٨.

 

(٧٤)

سرور العارفين

في الأدعية لبعض الأصحاب

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٢ / ١٧٥ برقم ١١٦٣.

(٧٥)

سلم السماوات

(فارسي)

للحكيم أبي القاسم بن أبي حامد بن البيان الأنصاري من علماء القرن العاشر الهجري.

في تراجم جماعة من الحكماء والشعراء وأصحاب المقامات.

أوّلها : فاتحة آغاز وابتداء ، وخاتمة إنجام وانتها ، تقديم جناب كبرياء ...

رآها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٢ / ٢٢١ برقم ١٤٦٠.

(٧٦)

السهام الناقدة

(فارسي)

للميرزا محمّد قاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

في الردّ على البابيّة

 

أوّلها : الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله ..

آخرها : تنبيه إشارة شد.

الناسخ : المؤلّف.

رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام وهي تقع ضمن مجموعة برقم ٢٥٩ / ٣/ ٦ وتحتوي على (٧٤) صفحة.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر : الذريعة : ١٢ / ٢٦١ برقم ١٧١٨.

(٧٧)

شرح الباب الحادي عشر

للشيخ الميرزا علي أغا بن عبد العظيم التبريزي المتوفّى حدود ١٣٤٢ هـ ، مبسوط جمع فيه فأوعى.

رآها الشيخ آغا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر طبقات أعلام الشيعة : ج ١ ق ٤ ص ١٥٦٧.

(٧٨)

شرح خلاصة الأبحاث في مسائل الميراث

الأصل أرجوزة للشيخ الحرّ العاملي المتوفّى ١١٠٤ هـ في الأِرث.

والشرح لتلميذه المولى محمّد فاضل بن محمّد المشهدي.

أوّلها : الحمد لله الذي جعل العلماء ورثة ...

تاريخ النسخ : ١١٤٨ هـ.

رآه الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله

* انظر الذريعة : ١٣ / ٢٢٦ برقم ٨٠٨.

 

(٧٩)

شرح الفصوص

الأصل للفارابي المتوفّى ٣٣٩ هـ وشرحه للأمير إسماعيل كما في كشف الظنون عند ذكر الفصوص ، وهو من تلاميذ الفارابي على ما يُقال.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٣ / ٣٨١ برقم ١٤٢٨.

(٨٠)

شرح قصيدة بانت سعاد

للمولى لطف علي بن أحمد بن لطف علي التبريزي المتوفّى ١٢٦٢ هـ.

أوّلها : الحمد لله المحمود بكلِّ لسان ...

تاريخ النسخ : ١٢٥٧ هـ.

والنسخة منضّمة مع شرح لاميّة العرب.

رآها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٤ / ٥ برقم ١٤٩٠ ، الذريعة : ١٤ / ٤٤ برقم ١٦٦٩.

(٨١)

شرح قول الحكماء

للشيخ عبّاس بن موسى الطهراني العارف من علماء القرنين الثالث والرابع عشر.

 

وفيه شرح حديث : «كنت كنزاً مخفيّاً».

أوّلها : بحمدك يا من تقدّس هويّتك من عرفان الممكنات ...

رآها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٤ / ٢٤ برقم ١٥٨٠.

(٨٢)

شرح لاميّة العرب

لبعض الأصحاب

النسخة منضّمة لشرح قصيدة بانت سعاد.

تاريخ النسخ : ١٢٤٥ هـ.

رآها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٤ / ٤٤ برقم ١٦٦٩.

(٨٣)

الشهاب المبين

في أفناء الجاحدين والمارقين

(فارسي)

للعلاّمة الشيخ أبو القاسم بن محمّد تقي الغروي الأوردبادي المتوفّى ٥ شعبان سنة ١٣٣٣ هـ.

في إعجاز القرآن والردّ على الشبهات وغير ذلك.

أوّلها : الحمد لله الأوّل قبل وجود الأوّلين بارئ الخلائق أجمعين ...

وبعد بر أصحاب عقول مخفي ومستور نيست.

 

تاريخ النسخ : فرغ منه المؤلّف ١٥ ذي الحجّة سنة ١٣١٩ هـ في النجف الأشرف ألّفه لمّا بلغه أنّ التيّار الإلحادي في القفقاز يبثّ الشبهات حول القرآن فكتب في الردّ عليها وإثبات إعجاز القرآن في هذا الكتاب.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله في الذريعة وقال إنّه طبع في تبريز.

* انظر الذريعة : ١٤ / ٢٥٥ برقم ٢٤٤٧ ، مجلّة تراثنا العدد المزدوج ٨٣ ـ ٨٤ ص ٣١٤ ـ ٣١٥.

(٨٤)

صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام

نسخة بخطّ شاه محمّد القائني.

تاريخ النسخ: سنة ٩٤٨ هـ.

استنسخ هذه النسخة في ذي الحجّة سنة ١٣٦٣ هـ الشيخ شير محمّد الهمداني رحمه‌الله.

ونسخته في مكتبة أمير المؤمنين رحمه‌الله برقم ١ / ٣٢٢٠.

* انظر مجلّة تراثنا العدد المزدوج ٧٣ ـ ٧٤ ص ١٩٦ برقم ٥٧.

(٨٥)

صفات الشيعة

للشيخ الصدوق أبي جعفر محمّد بن قولويه المتوفّى ٣٨١ هـ.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٥ / ٤٥ برقم ٢٨٧.

 

(٨٦)

الصيد والذبائح

(فارسي)

للسيّد حسين الحسيني الطبسي المتخلّص (لسان) من علماء القرن العاشر الهجري كتبه لهمايون الأعظم قطب شاه

مرتّب على مقدّمة وعشر أبواب وخاتمة مبسوطة.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله

* انظر الذريعة : ١٥ / ١٠٥ برقم ٧٠٤.

(٨٧)

طرف من الأنباء والمناقب

في شرف سيّد الأنبياء والأطائب

للسيّد علي بن موسى المعروف بابن طاووس المتوفّى ٦٦٤ هـ.

آخرها : تمّ الكتاب والحمد لله ربّ العالمين [وسلامٌ] على محمّد النبي (صلى الله عليه وآله) الطاهرين وسلّم عليهم أجمعين ، والحمد لله ربّ العالمين ، ثمّ بلغ قبالاً والحمد لله أوّلاً وآخراً ، سنة ٨٠٥ هـ.

تمّت صورة ما وجدته من نسخة هذا الكتاب الشريف الموسوم بكتاب طرف من الأنباء والمناقب في شرف سيّد الأنبياء والأطائب (صلى الله عليه وآله) ، وطرف من تصريحه (صلى الله عليه وآله) بالوصية والخلافة لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

للسيّد السند والحبر المعتمد قطب رحى الفضائل مركز دائرة الفواضل صاحب الكرامات الباهرة والمقامات الفاخرة الموصوف بالولد في لسان

 

صاحب الزمان والمفتوح له باب المشافهة مع الأنس والجانّ المنظور بالنظرة الرحيمة الربّانية وصاحب الدعوة المجابة آية الله رضي الدين جمال العارفين علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس العلوي الفاطمي الحسيني [كذا] سلام الله عليه وصلواته.

الأحقر محمّد علي الأوردبادي عفي عنه ، كتب في مجالس آخرها عصر يوم الثلاثاء خامس شهر محرّم الحرام سنة (١٣٣٣ هـ) ألف وثلثمائة وثلاثة وثلاثين مع اختلال الحال وقلّة البال من حوادث الزمان وكروب الدهر الخوّان وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين وسلّم تسليماً واعداً لأعدائهم أعداء الله عذاباً أليماً. واستنسخته من نسخة سقيمة جدّاً رديّة الخطّ وصحّحت ما كتبته.

الناسخ : العلاّمة الشيخ محمّد علي الأوردبادي رحمه‌الله.

وأستنسخ هذه النسخة عنه الشيخ شير محمّد الهمداني في سنة ١٣٤٦ هـ ونسخة الهمداني في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٤ / ٣٢٣٥ كما استنسخها السيّد عبدالرزّاق المقرَّم عن الهمداني في ٣ ذي الحجّة الحرام سنة ١٣٤٩ هـ وطبعت نسخة المقرَّم في النجف الأشرف وتقع طبعته هذه بـ (٥٢) صفحة وبدون تاريخ في المطبعة الحيدرية.

* انظر مجلّة ميراث إسلامي : ٣ / ١٩٥ ـ ١٩٦ ، مجلّة تراثنا العدد المزدوج ٧٣ ـ ٧٤ ص ١٩٧ رقم ٦٠.

(٨٨)

عقد الفرائد في شرح القصائد

شرح للقصائد الخمس الغير منقوطة.

 

رآه الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٣١ / ٣٩١.

(٨٩)

فائدة في الإرادة

للعلاّمة الميرزا الشيخ أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : فائدة تغيّر الممكنات وحدوثها في وقت دون وقت ...

آخرها : فيرد عليه جميع الإيرادات.

الناسخ : المؤلّف.

يقع في (٣) صفحات ، رأيتها ضمن مجموعة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٤٤ / ٦.

(٩٠)

فائدة في الأمر بين الأمرين

للعلاّمة الميرزا الشيخ أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : الحمد لله والصلوة والسلام على من أصطفاه ...

آخرها : للذكر في خمسة عشر وللأنثى في تسعة.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٤) صفحات ، رأيتها ضمن مجموعة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٤٤ / ٦.

 

(٩١)

فائدة في وضع الأسماء وأقسامه

العلاّمة الشيخ أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : فائدة الإسم على ضربين موضوع للشيء في نفسه ...

آخرها : إذا ظنّ بخلافه فلا يعملون به ولا يتوقّفون.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (١٦) صفحة رأيتها ضمن مجموعة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٤٤ / ٦.

(٩٢)

الفوائد الطوسية

للشيخ الحرّ العاملي المتوفّى ١١٠٤ هـ.

مشتمل على مائة واثنتي فائدة أو ثلاثة.

الناسخ : محمّد باقر بن محمّد مهدي المشهدي.

تاريخ النسخ : ١٠٩٠ هـ.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٦ / ٣٤٧ برقم ١٦١٦.

(٩٣)

في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام

للعلاّمة الشيخ أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : الحمد لله الأكبر والصلاة على سراجه الأنور ...

 

آخرها : تذكر في الباب الثاني إن شاء الله تعالى وإنّما ذكر ترضّي ...

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (١٨) صفحة رأيتها ضمن مجموعة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٤٤ / ٦.

(٩٤)

قاطعة اللجاج في تحقيق حلِّ الخراج

للشيخ المحقِّق علي بن الحسين الكركي المتوفّى ٩٤٠ هـ.

تاريخ النسخ : النسخة كتابتها في سنة ٩٢٨ هـ.

الناسخ : محمّد بن حيدر بن سلى الرلاس الإصفهاني ، قرأها عليه ولده أبو القاسم ، وكتب أبو القاسم تملّكه على ظهر النسخة وكان امضاؤه : أبو القاسم بن محمّد بن حيدر الإصفهاني.

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٧ / ٧ برقم ٣٩.

(٩٥)

قبسات النار في ردّ الفجّار

للشيخ الميرزا أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي رحمه‌الله المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : الحمد لله ربِّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله ...

آخرها : تمّ الكتاب بيده [كذا] مؤلّفه أبي القاسم بن محمّد تقي بن محمّد قاسم الأوردبادي مولداً والنجفي موطناً ومدفناً إن شاء الله تعالى في

 

١٩ شهر ذي القعدة الحرام بعد الساعة الرابعة من ليلة الأربعاء بربع في سنة ١٣٢٢ هـ.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٥٢٦) صفحة ، رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ١ / ٥٩ / ٤ / ١٣.

رآها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٧ / ٣٤ برقم ١٨٩.

(٩٦)

قبلة آفاق

(فارسي)

للمحقّق الأقا رضي الدين محمّد القزويني المتوفّى ١٠٩٦ هـ.

أوّلها : اللهمّ كما ولّيت لنبيّك قبلة ترضيها ...

النسخة عليها تملّك المولى الفاضل عطاء الله بن محمّد زكي وله عليه حواشي وتاريخ خاتمة في ١١٧٠ هـ.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٧ / ٤٢ برقم ٢٣٣.

(٩٧)

قرب الإسناد

لعبد الله بن جعفر الحميري من أعلام القرن الثالث.

الناسخ : الشيخ محمّد علي الأوردبادي.

 

إستنسخها الشيخ محمّد علي الأوردبادي عن نسخة الشيخ الميرزا النوري واستنسخ عن نسخة الأوردبادي الشيخ شير محمّد الهمداني في سنة١٣٤٩ هـ.

* انظر فهرس التراث : ١ / ٣١٠.

(٩٨)

القصائد السبع

للشيخ علي الشهيفية [كذا ـ الشفهيني] الحلّي لعلّه من المعاصرين للشيخ أحمد بن فهد المتوفّى ٨٤١ هـ كما قيل في الرياض.

في مراثي الحسين عليه‌السلام مبتدؤها بمناقب أمير المؤمنين عليه‌السلام.

الناسخ : إبراهيم.

تاريخ النسخ : ١٢ رجب سنة ١٠٧٨ هـ.

رآها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ١٧ / ٨٥ برقم ٤٥٥.

(٩٩)

القول في الإرادة وحقيقتها

للعلاّمة الميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : مقدّمة فيما يتعلّق بالإرادة وفيها مطالب ...

آخرها : نعم يشترط في صيروة الفعل.

الناسخ : المؤلّف.

تقع ضمن مجموعة كبيرة في (١١) صفحة رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٤٤ / ٦.

 

(١٠٠)

كتاب الحجّ

للشيخ الميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : الحمد لله الملك القدّوس المؤمن المهمين ...

آخرها : أو بالمدينة فقال أيّ شيء.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٦٧٤) صفحة رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٦٠/٣/٦.

(١٠١)

كتاب الطهارة

للشيخ الميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : الحمد لله والصلاة على رسول الله وأهل بيته المعصومين كتاب الطهارة ...

آخرها : ولم يؤمر بالرجوع إلى ولم.

الناسخ : المؤلّف.

يقع في (٥٧٤) صفحة ، في آخر صفحتين منه فائدة في جميع أسماء من يروي عنهم بالإجازة ، رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٤٦٥ / ٤ / ٧ / ١ / ١.

(١٠٢)

كتاب في الطهارة

للشيخ الميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

 

أوّلها : ولم يحدث بتأليف الكتب الجامعة تكليف جديد ولا بني بعد ..

آخرها : فصل في الأغسال المسنونة.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٤٩٠) صفحة ، رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٦٩ / ٢ / ٥ وهو الكتاب الثالث في الطهارة للمؤلّف نفسه.

* انظر الذريعة : ١٥ / ١٨٧ برقم ١٢٥٠.

(١٠٣)

الكفاية في علم الدراية

للميرزا أبو طالب بن أبو القاسم الموسوي الزنجاني المتوفّى ١٣٢٩ هـ.

أوّلها : اللهمّ ربّنا لك الحمد على ما أيقظتنا وهديتنا ...

فرغ منه سنة ١٢٨٩ هـ.

رآها الشيخ أقا بزرك الطهراني

* انظر الذريعة : ١٨ / ٩٦ برقم ٨٤٦.

(١٠٤)

كلمة في مسألة جرح الرؤوس في العزاء الحسيني

للميرزا أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : له الحكم والأمر تبارك الله ربّ العالمين.

آخرها : والديه وبنيه وأهل بيته.

الناسخ : المؤلّف.

 

تقع في (٥) صفحات رأيتها ضمن مجموعة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٤٤ / ٦.

(١٠٥)

كنز جامع الفوائد ودافع المعاند = جامع الفوائد

للشيخ علم بن سيف بن منصور النجفي الحلّي من علماء القرن العاشر الهجري.

والكتاب منتخب ومختصر في سنة ٩٣٧ هـ من كتاب تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة للسيّد شرف الدين علي الاسترآبادي الغروي تلميذ المحقّق الكركي الذي توفّي سنة ٩٤٠ هـ.

أوّلها : أنّ أحسن ما نوح به هام ألفاظ الكتاب ...

الناسخ : المؤلّف.

إنتقلت إلى الشيخ محمّد علي الأوردبادي من المولى محمّد علي الخوانساري.

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني.

* اُنظر الذريعة : ١٨ / ١٤٩ برقم ١٤٩.

(١٠٦)

المتاجر

لبعض المقاربين للعصر ـ إستدلالي

كذا وصفها الشيخ آقا بزك الطهراني وذكر أنّه رآها.

* انظر الذريعة : ١٩ / ٥٩ برقم ٣١٠.

 

(١٠٧)

مجموعة

كتبها الشيخ سبزعلي بن فتح علي بن رحيم بن حسين بن نوروز الزنجاني المتوفّى بعد ١٣٢٠ هـ.

بدأ فيها الكتابة من سنة ١٢٩٥ هـ وتاريخ آخر خطٍّ فيها ٢٢ ربيع الأوّل ١٢٩٦ هـ ذكر فيها نسبه كما أسلفناه ، وفيها صور بعض الرسائل بخطّ أخيه حسين علي المعبّر عن نفسه : أقلّ الطلبة وتاريخ خطّه ١٢٩٦ هـ أيضاً.

* انظر نقباء البشر : ق ٢ ج ١ ص ٨٠٦.

(١٠٨)

مختصر بصائر الدرجات

الأصل لسعد بن عبدالله الأشعري القمّي من علماء القرن الثالث الهجري.

والمختصر للشيخ حسن بن سليمان بن خالد الحلّي المتوفّى ٨٣٠ هـ.

الناسخ : العلاّمة محمّد قاسم بن شجاع الدين النجفي.

تاريخ النسخ : ١٠٧٩ هـ

رآها الشيخ آقا بزرك الطهراني

* انظر الذريعة : ٢٠ / ١٨٢ برقم ٢٤٩٦.

(١٠٩)

المزار = المزار الكبير

للشيخ الجليل محمّد بن المشهدي من علماء القرن الخامس الهجري.

 

نسخة عتيقة جيّدة ذهب عنها أوراق من أوّلها وآخرها ومن أثنائها قد تمّمها الشيخ الجليل عبّاس القمّي رحمه‌الله.

وكتب في آخرها : قد وقع الفراغ من تتميم استكتاب هذه النسخة الشريفة التي تدعى بالمزار الكبير في اصطلاح صاحب البحار في يوم الجمعة السادس عشر من محرّم الحرام كتبها عبّاس بن محمّد رضا القمّي سنة ١٣٢٠ هـ.

واستنسخ هذه النسخة الشيخ شير محمّد الهمداني في سنة ١٣٥٩ هـ.

ونسخة الهمداني في مكتبة أمير المؤمنين برقم ٣٢٢٨.

* انظر مجلّة تراثنا العدد المزدوج ٧٣ ـ ٧٤ ص ٢٠٦ ، الذريعة : ٢٠ / ٣٢٤ برقم ٢٣٢٥ ، فهرس التراث : ١ / ٦٠٧.

(١١٠)

مسائل الأصول

للعلاّمة الميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : الحمد لله ... وبعد فهذه مسائل الاُصول ...

آخرها : ببقاء التكليف وعدم سقوطه ولا إنكال أنّه غيره.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٦٥٧) صفحة رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ١٤٧ / ٤ / ٨.

(١١١)

مسألة إذا أقرّ أحد الشريكين

للعلاّمة الشيخ محمّد قاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

 

أوّلها : إذا أقرّ أحد الشريكين الثابت يد كلّ منهما ...

آخرها : له حقّه من حصّة كما مرّ في الأخبار.

الناسخ : المؤلّف.

رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

(١١٢)

مسألة إذا كانت الأرض لواحد

للعلاّمة الميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : الحمد لله ربّ العالمين بارئ الخلائق ...

آخرها : في المزارعة فنقول.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (١٤) صفحة رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٥٩ / ٣ / ٦.

(١١٣)

مسألة في جواز التعليق في العقود وعدمه

للعلاّمة الميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : مسألة قد اشتهر في كلمات الفقهاء بل ادّعى ...

آخرها : مثل الفقرة الأولى صحيحة عبد الرحمن وجه الدلالة.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (١٥) صفحة رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

 

(١١٤)

مسألة في رضا فاطمة وغضبها

للعلاّمة الميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : في المجالس في حديث إنّ الله يرضى لرضا عبد المؤمن ...

آخرها : لا شيء ليس إلاّ المانبر [كذا] لا بشرط.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٣) صفحات رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

(١١٥)

مسألة في مخالفة الثاني للنبيّ (صلى الله عليه وآله)

للعلاّمة الشيخ أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : مسألة ذكر أصحابنا في جملة ما يرد على الثاني أنّه خالف رسول الله في المتعتين ...

آخرها : والحمد لله. أوّلاً وآخراً والصلاة على نبيّه وآله.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٧) صفحات رأيتها ضمن مجموعة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٤٤ / ٦.

(١١٦)

مسائل مختلفة

(فارسي)

للعلاّمة الميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

 

أوّلها : الحمد لله ربّ العالمين والصلاة ...

آخرها : بدهيدم عيب ندارد.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٢٠) صفحة بينهما بياض رأيتها ضمن مجموعة في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام برقم ٢٤٤ / ٦.

(١١٧)

مسألة في من كلِّ من فعل فعلاً

للميرزا الشيخ أبو القاسم الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : فائدة كلّ من فعل فعلاً فقد فعل.

آخرها : كان مجهولاً وجيد الصلح.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في صفحة واحدة رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

(١١٨)

مسألة في الوصية

للعلاّمة الميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : حجّة الإسلام وملاذ الأنام ...

آخرها : لا نصّ عليها في هذا الشكّ.

تقع في صفحة واحدة رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

 

(١١٩)

مسألة في الوصية بحرمان الورثة وإعطاء البعض على خلاف ما فرض الله

للميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : له الحكم وله الأمر تبارك الله ربُّ العالمين ..

آخرها : العمل بالأوّل فالأوّل وهو الصواب والله أعلم.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (١٥) صفحة رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

(١٢٠)

مسألة هل يشترط في الرجوع على الزوجة المطلّقة رجعية علمية

للميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : مسألة هل يشترط ...

آخرها : لو ادّعى علمها ووجهه واضح.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٦) صفحات رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٥٩ / ٣ / ٦.

 

(١٢١)

مشكاة الأنوار في غرر الأخبار

لأبي الفضل علي بن أبي نصر الحسن بن أبي علي المفسّر الطبرسي المتوفّى ٥٤٨ هـ.

أوّلها : الحمد لله أهل الحمد ووليّه.

تاريخ النسخ : ١١١٥ هـ.

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر مجلّة تراثنا العدد المزدوج ٧٣ ـ ٧٤ ص ١١ ، الذريعة : ٢٠ / ٥٤ برقم ٣٩٢٤.

(١٢٢)

مشكاة البهية في الفرائد القرآنية

للمولى محمّد بن محمّد مقيم ويُحتمل أن يكون محمّد بن محمّد مقيم ابن الشيخ درويش الإصفهاني الغروي نزيل الحويزة وأحد العلماء المجازون من السيّد عبد الله التستري في ١١٦٨.

رآها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله

* انظر الذريعة : ٢٠ / ٥٦ برقم ٣٠٢٩.

(١٢٣)

مصباح المتهجّد

الصغير المختصر من المصباح الكبير

لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي المتوفّى ٤٦٠ هـ.

 

أوّلها : الحمد لله ربّ العالمين ..

الناسخ : الشيخ زين الدين بدر بن محمّد المقابي البحراني.

تاريخ النسخ : ١١٣٨ هـ.

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله

* انظر الذريعة : ٢١ / ١١٨ برقم ٤٢٠٩.

(١٢٤)

مصباح المنير

للمولى نجف علي بن فضل علي القره باغي المتوفّى بعد سنة ١٢٧٨ هـ.

في المنطق.

أوّلها : نحمدك يا من جلّت قدرته وعمّت نعمته ...

رآها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢١ / ١٢١ برقم ٤٢٢١.

(١٢٥)

مطلع السعادات = الرسالة الخمرية

للشيخ صالح بن عبد الكريم البحراني الكرزكاني المتوفّى ١٠٩٨ هـ.

في تحريم الخمر والمسكرات ، ألّفه سنة ١٠٦٤ هـ في مقدّمة واثني عشر باباً وخاتمة.

الناسخ : بخطِّ المؤلّف ظاهراً.

والنسخة منضمّة إلى جامع الأخبار ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

 

* انظر الذريعة : ١١ / ١٨١ برقم ١١٣٠ ، الذريعة : ٢١ / ١٥٣ برقم ٤٣٨٤.

(١٢٦)

مفاخر الأذكار في الأدعية

لبعض الأطبّاء كان في عصر ناصر الدين شاه (١٢٦٤ ـ ١٣١٣ هـ).

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢١ / ٣١٠ برقم ٥٢٢٠.

(١٢٧)

مقاصد النجاة

(فارسي)

للشيخ محسن بن محمّد بن خنفر النجفي المتوفّى ١٢٧١ هـ.

رسالة فارسية عملية في الطهارة والصلاة.

أوّلها : الحمد لله ربّ ...

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢١ / ٣٨٦ برقم ٥٥٧٨.

(١٢٨)

مقالة في نكاح أب المرتضع في أولاد صاحب اللبن

للمولى محمّد فاضل بن محمّد مهدي المشهدي المجاز من العلاّمة المجلسي والشيخ الحرّ سنة ١٠٨٥ هـ.

 

أوّلها : هذا تحقيق خبر وتوجيه أثر يتعلّق بالرضاع ...

الناسخ : الشيخ محمّد فاضل بن جعفر.

تاريخ النسخ : سنة ١١٤٨ هـ.

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢١ / ٤٠٦ برقم ٥٧١٠.

(١٢٩)

ملخّص الأحكام

للعلاّمة الميرزا أبي القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : كتاب الطهارة وفيه الأوّل في المياه وفيها مسائل ...

آخرها : اعدائهم أجمعين تمّ بيد مؤلّفه الجاني الفاني محمّد قاسم الأوردبادي الأصل والنجفي المسكن والمدفن إن شاء الله تعالى.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٥٣٨) رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٦٠ / ٥.

(١٣٠)

ملخّص الرياض

للشيخ خلف ابن الحاج عسكر الحائري المتوفّى ١٢٤٦ هـ.

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢٢ / ٢٠٧ برقم ٦٧٢٠.

 

(١٣١)

المقنع في الفقه

للشيخ أبي جعفر محمّد بن بابويه المعروف بالصدوق المتوفّى ٣٨١ هـ.

أوّلها : الحمد لله الذي حجب الأبصار ...

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢٢ / ١٢٣ برقم ٦٣٦٥.

(١٣٢)

مناظرة الشيعي والسنّي

(فارسي)

لبعض الفضلاء ، وهي على خمسة مباحث على الترتيب مترجمة للفارسية ، أهداها مؤلّفها للأمير الجليل آقا حسن وكيل السلطنة.

أوّلها : حمد وثناي غير محدود لايق ...

ذكرها الشيخ أقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢٢ / ٢٩٦ برقم ٧١٦٢.

(١٣٣)

مناهج اليقين

للعلاّمة الميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

 

والكتاب في ردّ كتاب الهداية وهو من كتب النصارى للقسّيس الموفّق لاعتناق الإسلام المسمّى بمحمّد صادق والملقّب بفخر الإسلام ١٣٣٠ هـ.

أوّلها : ل ا ى ٣٦ وقال الله نعمل الأنسان على صورتنا ...

آخرها : إلى صراط مستقيم. لمحمّد رشيد رضا الحسيني منشىء المنار ، كتبه في القاهرة ٢١ صفر ١٣٢٦ هـ.

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله في الذريعة.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٨٤) صفحة وهي تحتوي على المجلّد الأوّل واليسير من الثاني الذي لم يتمّه المؤلف رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

* انظر الذريعة : ٢٢ / ٣٥١ برقم ٧٤٠٠.

(١٣٤)

مناهج اليقين في أصول الدين

للعلاّمة الحلّي قدس‌سره المتوفّى ٧٢٦ هـ

أوّلها : الحمد لمنشئ الفطر وخالق البشر ...

الناسخ : الشيخ نعمة الله ابن الشيخ عطية الأسدي.

تاريخ النسخ : ٩٤١ هـ

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢٢ / ٣٥٢ برقم ٧٤٠٢.

 

(١٣٥)

منبّه فؤاد المهتدين

للسيّد أبي الحسن بن صدر الأشراف ـ الفاضل التبريزي.

النسخة مذهّبة منقّحة.

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢٢ / ٣٦١ برقم ٧٤٣٨.

(١٣٦)

منتخب الزيارات

احتمل صاحب الذريعة رحمه‌الله أنّ الكتاب للشيخ الطريحي رحمه‌الله المتوفّى ١٠٨٥ هـ.

* انظر الذريعة : ٢٢ / ٤٠٨ برقم ٧٦٥١.

(١٣٧)

منهاج الصلاح في اختصار المصباح

للعلاّمة الحلّي قدس‌سره المتوفّى ٧٢٦ هـ.

أوّلها : الحمد لله على جزيل نعمائه وجميل آلائه ...

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢٣ / ١٦٤ برقم ٨٥١٠.

 

(١٣٨)

النجم الثاقب في نفائس المناقب

للعلاّمة الميرزا الشيخ أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

أوّلها : بعد البسملة ، الحمد لله أهل الحمد والصّلاة على نبيِّه ...

آخرها : والصّلاة على رسول الله وآله آل الله.

تاريخ النسخ : ٢٢ شهر المحرّم سنة ١٣٢٧ هـ.

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٤١) صفحة ، رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٤٤ / ٦.

(١٣٩)

نضد القواعد الفقهية على مذهب الإمامية

للمقداد بن عبدالله بن محمّد السيوري المتوفّى ٨٢٦ هـ.

والكتاب ترتيب وتهذيب لقواعد شيخه الشهيد قدس‌سره.

الناسخ : عبد اللطيف بن موزون.

تاريخ النسخ : سنة ١١٢٣ هـ.

ذكرها الشيخ الطهراني.

* انظر الذريعة : ٢٤ / ١٨٧ برقم ٩٧٤.

 

(١٤٠)

نهج السداد إلى شرح رسالة واجب الأعتقاد

للمتكلّم عبد الواحد بن الصفي النعماني يُظنّ أنّه من تلاميذ الشهيد الأوّل وأنّه من أسباط النعماني صاحب كتاب الغيبة ـ النسخة منضمّة إلى تحصيل السداد في شرح واجب الاعتقاد.

رآها الشيخ آقا بزرك الطهراني.

* انظر الذريعة : ٢٤ / ٤١٨ برقم ٢١٩٣.

(١٤١)

نور الأنوار في إثبات إمامة الأئمّة الأطهار

للملاّ شريف بن رضا الشيرواني ، تلميذ صاحب الرياض.

أوّلها : الحمد لله مقدار القدر منزّل الذكر ومؤيّد العبر ..

تاريخ النسخ : ١٢٥٨ هـ.

النسخة كتبت بأمر الملاّ محمّد جعفر روضة خوان. رآها الشيخ آقا بزرك الطهراني.

* انظر الذريعة : ٢٤ / ٣٥٩ برقم : ١٩٤٣.

(١٤٢)

نور الضياء الكاشف عن الخيانة والإخفاء

للميرزا أبو القاسم بن محمّد تقي الأوردبادي المتوفّى ١٣٣٣ هـ.

الكتاب في إثبات تحريف الكتاب بيد عثمان.

 

أوّلها : كافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم ...

آخرها : والسلام على من اتّبع الهدى.

تاريخ النسخ : ٥ شوّال سنة ١٣٢٦ هـ

الناسخ : المؤلّف.

تقع في (٧٣) صفحة ، رأيتها في مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمن مجموعة برقم ٢٥٩ / ٣ / ٦.

رآها الشيخ آقا بزرك الطهراني.

* انظر الذريعة : ٢٤ / ٣٧٠ برقم ١٩٨٨.

(١٤٣)

هداية الأبرار إلى طريقة الأئمّة الأبرار

للشيخ حسين بن شهاب الدين بن الحسين العاملي الكركي المتوفّى ١٠٧٦ هـ.

مرتّب على مقدّمة وثمانية أبواب وخاتمة.

أوّلها : الحمدلله الذي أبان طريق الحقِّ ..

آخرها : وله الشكر في البداية والنهاية.

الناسخ : محمّد علي بن جعفر الكازروني.

تاريخ النسخ : ١١٨٩ هـ.

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* اُنظر الذريعة : ٢٥ / ١٦٧ برقم ٨٤.

 

(١٤٤)

الهداية بالخير

للشيخ الصدوق قدس‌سره المتوفّى ٣٨١ هـ.

في الأصول والفروع مرتّب على أبواب.

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢٥ / ١٧٤ برقم ١١٥.

(١٤٥)

اليتيمة الغروية والتحفة النجفية

للسيّد حسّون البراقي النجفي النسّابة المتوفّى ١٣٣٢ هـ.

أوّلها : الحمد لله الذي خلق الموجودات وبرء النسمات ...

ذكرها الشيخ آقا بزرك الطهراني رحمه‌الله.

* انظر الذريعة : ٢٥ / ٢٧٥ برقم ٨٤.

إستدراك :

ثمّ بعد ما أتممت جمع هذا الفهرسة رأيت مجموعة خطّية بخطّ الشيخ محمّـد علي الأوردبادي في بيت حفيده سماحة العلاّمة الخطيب السيّد مهدي الشيرازي ـ حفظه الله ـ حوت على (١٨) كتاباً تفضّل عليّ بها في بيته لاستنساخ مطالبي منها وكان ذلك في آخر صفر سنة ١٤٢٩ هـ.

أوّل الصفحة الأولى من المجموعة جاء هكذا :

فهرس ما في هذا المجموع من كتب قدماء أصحابنا :

١ ـ مصادقة الأُخوان للصّدوق (ره).

 

٢ ـ جامع الأحاديث لأبي محمّد جعفر أحمد القمّي نزيل الريّ.

٣ ـ كتاب العروس له أيضاً.

٤ ـ كتاب زيد الزرّاد.

٥ ـ [كتاب زيد النرسي].

٦ ـ كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي.

٧ ـ مختصر كتاب العلاء بن رزين.

٨ ـ [كتاب الديّات].

٩ ـ كتاب عبد الله بن يحيى الكابلي.

١٠ ـ كتاب سلام بن أبي عميرة.

١١ ـ كتاب خلاّد السندي.

١٢ ـ كتاب الحسين بن عثمان بن شريك.

١٣ ـ كتاب المثنّى بن الوليد الحنّاط.

١٤ ـ كتاب عبد الملك بن حكيم.

١٥ ـ كتاب أبي سعيد عبّاس العصفري الرواجني.

١٦ ـ كتاب عاصم بن حميد الحنّاط.

١٧ ـ كتاب محمّد بن المثنّى الحضرمي.

١٨ ـ من نوادر علي بن أسباط.

(١)

كتاب مصادقة الأُخوان

لرئيس المحدّثين الصدوق أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي قدّس الله تعالى سرّه.

 

نسخت من خطِّ الفاضل المحدّث المسدّد الحبر البحر ميرزا محمّد الطهراني مؤلّف مستدرك البحار لا زال مؤيّداً ما اختلف الليل والنهار.

أوّلها : بسم الله الرحمن الرحيم باب أصناف الأُخوان حدّثنا محمّد ابن يحيى العطّار ...

آخرها : تمّ كتاب مصادقة الأُخوان قد حرّر بقلمي الحقير إلى الله الهادي محمّد علي الغروي الأوردبادي والفاضل الأديب بهجة النادي عميد الدين السيّد محمّد هادي الحسيني دام إفضاله في مجالس عدّة آخرها عصر يوم الإثنين تاسع عشر جمادى الثانية سنة الثلاث مائة والست والثلاثين بعد الألف.

عدد الأوراق : ١٠.

عدد الأسطر : ٢٠.

(٢)

كتاب جامع الأحاديث

تأليف الفقيه أبي محمّد جعفر بن أحمد بن علي القمّي نزيل الريّ من مشايخ الصدوق وربّما يروي هو أيضاً عن الصدوق له مئتا كتاب كما عن الكراجكي في فهرسته صاحب المسلسلات والغايات والمانعات من دخول الجنّة والعروس ونوادر الأثر والمنبي عن زهد النبي (ص) وغيرها.

أوّلها : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين وبعد فقد سئلت أدام ...

آخرها : تسليماً كثيراً تمّ بحمد الله كتاب جامع الأحاديث للفقيه الجليل أبي محمّد جعفر بن أحمد بن علي القمّي نزيل الريّ المعاصر

 

للصدوق وشيخه الراوي عنه في مجالس عديدة آخرها صبح يوم الثلثاء ١٥ ربيع الثاني سنة ١٣٣٦ نسخته من خطِّ الفاضل المعاصر الجليل المحدِّث المتتبِّع صاحب مستدرك البحار أميرزا محمّد بن علي الطهراني أدام الله أيّامه وأنا الأحقر محمّد علي الأوردبادي الغروي عفي عنه.

عدد الأوراق : ٢٠.

عدد الأسطر : ٢٠.

(٣)

كتاب العروس

للشيخ المتقدّم الفقيه أبي محمّد جعفر بن أحمد بن علي القمّي رضي الله عنه.

أوّلها : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله ربّ العالمين والصّلوة والسّلام ...

آخرها : تمّ الكتاب بحمد الله ومنّه وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير وقد فرغت من نسخه ضحوة يوم الثلثاء ٢٢ ع٢ سنة ١٣٣٦ نقلاً عن خطِّ الفاضل المحدِّث الذي ثنيت إليه الخناصر المؤيّد المسدّد الأميرزا محمّد الطهراني صاحب مستدرك البحار دام إفضاله وأنا العبد محمّد علي بن محمّد قاسم بن محمّد تقي بن محمّد قاسم الغروي الأوردبادي التبريزي عفى عنه بمحمّد وآله الطاهرين.

عدد الأوراق : ٧.

عدد الأسطر : ٢٠.

 

(٤)

كتاب زيد الزرّاد

أوّلها : بسم الله الرحمن الرحيم ، حدّثنا أبو محمّد يروي عن موسى ابن أحمد التكعبري ...

آخرها : تمّ كتاب زيد الزرّاد وفرغ من نسخه من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسين بن الحسين القمّي أيّده الله في يوم الخميس لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ٣٧٤ والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين تمّ بقلم الفقير محمّد علي الأوردبادي الغروي عفي عنه.

عدد الصفحات : ١٤.

عدد الأسطر : ٢٠.

(٥)

كتاب زيد النرسي

أوّلها : كتاب زيد النرسي رواية أبي محمّد يروي ...

آخرها : ثمّ حرّمه. تمّ كتاب زيد النرسي والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين من كتاب منصور بن الحسن ابن الحسين الآبي في ذي الحجّة سنة أربع وسبعين وثلثمأة كذا في الأصل بخطّ السيّد نصر الله طاب ثراه تمّ بقلم الحقير محمّد علي الأوردبادي التبريزي الغروي.

عدد الصفحات : ١٨.

عدد الأسطر : ٢٠.

 

(٦)

كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي

عن محمّد بن شعيب السبعي وعبد الله بن طلحة النهدي وأبي الصباح الكناني وذريح بن يزيد المحاربي وغيرهم من الشيوخ رواية أبي محمّد هرون بن موسى التلعكبري رحمه الله تعالى.

أوّلها : بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه ثقتي الشيخ أبو محمّد هرون ...

آخرها : تمّ كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي صورة ما في المنتسخ من كتبه منصور بن الحسن بن الحسين الآبي في ذي الحجّة سنة أربع وسبعين وثلثمأة من نسخة أبي حمد بن الحسن بن الحسين بن أيّوب القمّي بالموصل تمّ بقلم الفقير إلى الله تعالى محمّد علي الأوردبادي التبريزي الغروي عفى الله تعالى عن جرائمه بمحمّد وآله صلّى الله عليهم.

(٧)

كتاب العلاء بن رزين

أوّلها : بسم الله الرحمن الرحيم ، مختصر كتاب العلاء بن رزين نقلاً عن خطِّ الشيخ علي الجبعي وهو نقله عن خطِّ الشيخ محمّد بن مكّي الشهيد الأوّل وهو نقله عن خطِّ الشيخ أبي عبد الله محمّد بن إدريس الحلّي ألبسهم الله تعالى حلل النُّور بسم الله الرحمن الرحيم من كتاب العلاء عن أبي جعفر ...

آخرها : آخر المختار نقلاً عن خطِّ الشيخ العالم محمّد بن مكّي وهو نقل من خطّ الشيخ الجليل أبي عبد الله محمّد بن إدريس في العشر الأولى

 

من جمادى الأولى سنة ستّين وثمان مأة وتاريخ الكاتب للأصل يوم الجمعة ثامن عشر من شهر رمضان سنة ثلاث وستّين وسبعمأة. بلغت مقابلة يوم الإثنين رابع شهر رجب المرجّب سنة ١٣٠٧ حين القرائة على شيخنا الإمام العلاّمة إمام أئمّة الفقه والحديث حسين بن محمّد تقي النوري الطبرسي أيّده الله تمكينه تمّ بقلم الفقير إلى الله محمّد علي بن محمّد قاسم بن محمّد تقي بن محمّد قاسم الأوردبادي التبريزي الغروي عفى عنه يوم الأحد ٢٩ ع١ سنة ١٣٣٦ بالمشهد الشريف الغروي على مشرّفه السّلام

عدد الصفحات : ٧.

عدد الأسطر : ٢٠.

(٨)

كتاب الديّات

أوّلها : لظريف بن ناصح رحمه الله أورده برمّته الشيخ الفقيه السديد يحيى بن سعيد ابن عمِّ المحقِّق نجم الملّة والدين أبي القاسم جعفر الحلِّي صاحب الشرائع والمختصر والمعارج والمعتبر ونحن نذكره بإسناد الشيخ يحيى بن سعيد قال (ره) فصل ولمّا انتهيت ...

آخرها : وقضى في دية جراح الجنين من حساب المئة على ...

عدد الصفحات : ٣.

عدد الأسطر : ٢٠.

(٩)

كتاب عبد الله بن يحيى الكابلي

أوّلها : الشيخ أيّده الله قال حدّثنا أبو العبّاس أحمد ...

 

آخرها : تمّ كتاب عبد الله بن يحيى الكابلي (ره) بقلم الأحقر محمّد علي الأوردبادي عفي عنه.

عدد الصفحات : ٢.

عدد الأسطر : ٢٠.

(١٠)

كتاب سلام بن أبي عميرة

أوّلها : الشيخ أيّده الله تعالى قال حدّثنا أحمد بن محمّد ...

آخرها : تمّ الكتاب بقلم الأحقر محمّد علي الأوردبادي الغروي عفي عنه.

عدد الصفحات : ٣.

عدد الأسطر : ٢٠.

(١١)

كتاب خلاّد السندي

أوّلها : الشيخ أيّده الله قال حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد ...

آخرها : تمّ كتاب خلاّد بقلم الحقير محمّد علي الأوردبادي الغروي عفي عنه.

عدد الصفحات : ١.

عدد الأسطر : ٢٠.

(١٢)

كتاب حسين بن عثمان بن شريك

أوّلها : بسم الله الرحمن الرحيم الشيخ أيّده الله قال حدّثنا أبو

 

العبّاس ... إلخ.

آخرها : وتزيد في الأعمار. تمّ الكتاب بقلم الفقير محمّد علي الأوردبادي النجفي عفي عنه.

عدد الصفحات : ٦.

عدد الأسطر : ٢٠.

(١٣)

كتاب مثنّى بن الوليد الحنّاط

أوّلها : الشيخ قال حدّثنا أحمد بن سعيد ... إلخ

آخرها : تمّ كتاب مثنّى الحنّاط بقلم الفقير محمّد علي الأوردبادي الغروي عفي عنه.

عدد الصفحات : ٤.

عدد الأسطر : ٢٠.

(١٤)

كتاب عبد الملك بن حكيم

أوّلها : الشيخ أبو محمّد هرون بن موسى ...

آخرها : تمّ كتاب عبد الملك بقلم الحقير محمّد علي الأوردبادي الغروي عفي عنه والحمد لله تعالى.

(١٥)

كتاب أبي سعيد عبّاس العصفري بن يعقوب الرواجني

أوّلها : أبو محمّد يروي بن موسى بن أحمد ...

 

آخرها : صورة في الأصل وكتبها منصور بن الحسن بن الحسين يوم الخميس لليلتين بقيتا من شهر ذي القعدة سنة ٣٧٤ بالموصل من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أيّوب القمّي أيّده الله تعالى. أقول كذا وجدته في المنتسخ منه بخطِّ السيّد الجليل المستشهد الأوّاه السيّد نصر الله الحسيني طاب ثراه في كربلاء المشرّفة تمّ بقلم الحقير محمّد علي الأوردبادي الغروي عفي عنه.

عدد الصفحات : ٥.

عدد الأسطر : ٢٠.

(١٦)

كتاب عاصم بن حميد الحنّاط

أوّلها : رواية أبي القسم حميد بن زياد بن ...

آخرها : كمل كتاب عاصم بن حميد الحنّاط والحمد لله ربِّ العالمين وصلّى الله على خير خلقه محمّد وآله ومن نسخة منصور بن الحسن الآبي من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسن القمّي أيّده الله في ذي القعدة لليلتين بقيتا منه من سنة ٣٩٤ يوم الأحد تمّ بقلم الحقير محمّد علي بن محمّد قاسم بن محمّد تقي بن محمّد قاسم الأوردبادي التبريزي الغروي عفي عنه.

في الهامش : كمل الكتاب ونسخه من أصل منصور بن الحسن الآبي من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسن القمّي أيّده الله في ذي الحجّة لليلتين مضتا من سنة أربع وسبعين وثلثمائة يوم الأحد الحمد لله وصلّى الله على رسوله محمّد وآله وسلّم تسليماً وحسبه الله ونعم الوكيل كذا في

 

خاتمة المستدرك لمحرّره جعفر الموسوي.

عدد الصفحات : ٢٢.

عدد الأسطر : ٢٠.

(١٧)

كتاب محمّد بن المثنّى الحضرمي

أوّلها : حدّثنا الشيخ أبو محمّد يروي ...

آخرها : كذا في المنتسخ كتبه منصور بن الحسن بن الحسين الآبي في ذي الحجّة سنة أربع وسبعين وثلثمأة من نسخة أبي الحسن محمّد بن الحسين بن القمّي بالموصل تمّ بقلم الحقير محمّد علي الأوردبادي التبريزي الغروي عفي عنه.

عدد الصفحات : ١٥.

عدد الأسطر : ٢٠.

(١٨)

من نوادر علي بن اسباط

أوّلها : الشيخ أيّده الله قال حدّثنا أبو العبّاس ...

آخرها : تمّ بقلم الفقير إلى الله محمّد علي بن محمّد قاسم بن محمّد تقي بن محمّد قاسم الأوردبادي الأصل التبريزي المولد والنجفي المنشأ والمسكن والمدفن انشاء الله تعالى على مشرفها آلاف الصلوات والتحيّات بعد الظهر يوم الجمعة رابع ع٢ سنة ١٣٣٦ نقلت كلّ هذه الأصول من خطِّ الفاضل الباذل النحرير والحبر البحر البصير العالم المتتبّع المسدّد أميرزا

 

محمّد بن رجبعلي الطهراني الفاضل المعاصر القاطن بسرّ من رأى صاحب كتاب مستدرك البحار آدام الله تأييداته.

وآخر المجموعة جاء هكذا :

يقول العبد الفقير المعترف على نفسه بالذنب والتقصير عبد الحسين ابن أحمد بن نجفعلي السرابي التبريزي النجفي أصلاً ومولداً ومدفناً إنشاء الله قد تصدّيت لمقابلة هذه الأصول الشريفة والكتب اللطيفة المكتوبة بخطّ الشيخ الفاضل العالم الكامل شهاب العقل الثاقب النهر (كذا) المآثر والمناقب الضارب في كلِّ فنٍّ بسهم والقارع صفاة كلِّ فضيلة وفهم الأميرزا محمّد علي بن محمّد قاسم الأوردبادي التبريزي النجفي أمدّ الله ارتقاءه بالنسخ الصحيحة الموجودة عندي أو استبدلت جهدي في تهذيبها وتنقيحها واستنفذت سعيي في تنميقها وتصحيحها واستخرجت غلطها من صحيحها وأمعنت بالدقّة فيها النظر فصحّت إلاّ ما زاغ عنه البصر وذلك في سنة ألف وثلثمأة وستّة وأربعين فالحمد لله ربِّ العالمين.

 

المصـادر

١ ـ أخبار السيّد الحميري ، محمّد بن عمران المرزباني الخراساني ، تحقيق محمّد هادي الأميني ، شركة الكتبي للطباعة والنشر ، بيروت / لبنان ١٤١٣ هـ.

٢ ـ تفسير فرات الكوفي ، طبعة النجف وقم المقدّسة ، تحقيق : محمّـد الكاظم ، وزارة الإرشاد ، طهران / إيران ١٤١٠ هـ.

٣ ـ الذريعة ، آقا بزرك الطهرانيرحمه‌الله، دار الأضواء ، بيروت / لبنان ١٤٠٣ هـ.

٤ ـ طبقات أعلام الشيعة ، آقا بزرك الطهرانيرحمه‌الله ، دانشگاه تهران / ١٣٧٢ ش.

٥ ـ فهرس التراث ، السيّد محمّد حسين الجلالي ، منشورات دليل ما ، قم / إيران ١٤٢٢ هـ.

٦ ـ فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام العامّة في النجف الأشرف.

٧ ـ مائة منقبة ، محمّد بن أحمد القمّي ، تحقيق مدرسة الإمام المهدي عج قم / إيران ١٤٠٧ هـ ، وكذلك طبعة النجف الاُولى.

٨ ـ مجلّة تراثنا ، مجلّة فصلية تصدر عن مؤسّسة آل البيتعليهم‌السلام ، قم / إيران.

٩ ـ معجم الشعراء ، كامل سلمان الجبوري ، دار الكتب العلمية ، بيروت / لبنان.

١٠ ـ نقباء البشر في القرن الرابع عشر ، آغا بزرك الطهراني ـ دار المرتضى ـ مشهد المقدّسة ـ ١٤٠٤ هـ.

 

فهرس مخطوطات

مكتبة أمير المؤمنين عليه‌السلام العامّـة

النجف الأشرف

(٢٥)

السـيّد عبـد العزيز الطباطبائي قدس‌سره

(١٤٥٣)

كتاب في التقويم والإختيارات

والطلسمات والعلوم الغريبة

في جداول وأشكال ورسوم ودوائر ، يقع في ١٧ ورقة ، لم أعرف واضعه.

نسخة ضمن مجموعة مكتوبة في القرن الحادي عشر ، رقم ١٥٠٨.

(١٤٥٤)

كتاب في تكليف الكفار بالفروع

للمحقّق الشيخ أسد الله بن إسماعيل التستري الكاظمي ، المتوفّى سنة ١٢٣٧.

ذكر شيخنا في حرف التاء من الذريعة أنّ له كتاباً مبسوطاً في الموضوع ورسالة مبسوطة فيه.

قطعة مبتورة الطرفين تشبه خطّ المصنّف ، والظاهر أنّها خطّه ضمن مجموعة رقم ٣٩٢.

 

(١٤٥٥)

كتاب في الحديث

لمحمّـد جعفر بن علي بن ثابت الحسيني ، من تلامذة العلاّمة المجلسي ، وكثيراً ما ينقل فيه عن البحار معبّراً عن المجلسي بالأُستاذ العلاّمة أدام الله علاه أو دام تأييده أو غير ذلك ، وينقل عن غير البحار أيضاً ، وفرغ منه ١٧ شوّال سنة ١١٠٩ ، معبّراً عنه في آخره بالمجموعة.

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ، في آخر مجموعة رقم ٣ / ١٣٣٠.

(١٤٥٦)

كتاب في الدعاء

فارسي ، للشيخ علي نقي بن محمّـد هاشم الكمرهُ ، قاضي شيراز وشيخ الإسلام في أصفهان ألّفه السلطان شاه صفي الماضي الصفوي ، عند مجييء السلطان مراد الرابع العثماني لمحاصرة بغداد.

جمع فيه الأدعية والأحراز والأذكار الدافعة للبلاء والتي تؤمّل النصر والغلبة مشحوناً بالمواعظ والنصائح.

كانت الحادثة عام ١٠٤٨ ، ومات السلطان مراد بعدها بسنتين ومات الشاه صفي بعده بسنتين ، وتوفّي المؤلّف سنة ١٠٦٠. الذريعة ج ١ ص ٣٩٢.

والنسخة خزائنية نفيسة للغاية وأظنّها هي بعينها المهيأة للسلطان الصفوي بخطّ الخطّاط حسين بن محمّـد الشيرازي بأجمل خطّ وأجود ورق مذهّبة ومزيّنة بالشنجرف واللاجورد ، وبأوّلها لوحة جميلة في ٦٢ ورقة ، رقمها ١٠٥١.

 

(١٤٥٧)

كتاب في الدعاء

أوّله دعاء الجوشن الكبير ، ثمّ أدعية أُخرى ، وبعض السور القرآنية وغير ذلك من الأذكار والأوراد خصوصاً ما يقرأ ويدعا به في شهر رمضان وليالي القدر.

نسخة ملحقة بكتاب مهج الدعوات بأوّلها لوحة قيّمة وهي بخطّ نسخ رائع كتبها أحد خطّاطي العهد الصفوي رقم ١٥٢٦ ، أوراقه مجدولة بالذهب وبالصفحتين الأوّليين تذهيب وتزيين بالذهب.

(١٤٥٨)

كتاب في ذم أعداء آل محمّـد ومطاعن مناوئيهم

وعد معائبهم ومثالبهم نظير نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت وتأليف ذلك العصر أيّ أوائل العهد الصفوي أوائل القرن العاشر لم نشخص أسم الكتاب ولا مؤلّفه ذكره شيخنا العلاّمة الرازي دام ظلّه بهذا العنوان فتبعناه على ذلك وعسى في المستقبل نعثر على إسم الكتاب وإسم المؤلّف ، ذكر شيخنا أنّ منه نسخة عند الشيخ هادي كاشف الغطاء.

نسخة كتابتها سنة ٩٣٤ ، في ٣٥ ورقة ، مقاسها ٥ / ١١ × ٥ / ١٧ ، تسلسل ١٧١٨.

(١٤٥٩)

كتاب في الطبّ في الأشياء المقوّية للحرارة الغريزية

أوّله : (إنّ أقوى غذاء تقوى به الحرارة الغريزية والبقاء حمد يشفي

 

فائحُه فاتحة كتابه من كلّ داء وأصفى دواء يزايد به حفظ الصحّة والآلاء ، شكر من لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء ...) وبعد فيقول أضعف عباد الله القوي محمّـد بن يوسف الطبيب الهروي ...) وهذه الرسالة مشتملة على ثلاثة مقاصد وكلّ مقصد يجري على نكات وفوائد المقصد الأوّل في تحقيق الحرارة الغريزية ...).

نسخة بأوّل مجموعة رقم ٣٠٩ ، فرغ منها الكاتب في ذي الحجّة سنة ١٠٧٤.

(١٤٦٠)

كتاب في الطبّ

أوّله : (قال أبو منصور الحسين بن نوح القمري : إنّي لم أزل في صباي ومنذ عقلت أحب العلوم الطبيعيّة وتنازعني نفسي إليها وخصوصاً علم الطبّ).

نسخة بخطّ نسخ معتاد كتبها رجب علي بن ميرزا علي التنكابني وفرغ منها في سلخ محرّم سنة ١٢٧٤ ، في ١٨٠ ورقة ، رقم التسلسل ١٥٣٨.

كتاب في العلوم الغريبة

والنجوم وخواص الآيات

فارسية ، كبيرة ناقصة الأوّل ، فيها جداول وكلمات وأعداد وطلسمات.

نسخة بآخر مجموعة كتبت في القرن الحادي عشر ، رقم ١٥٠٨.

 

(١٤٦١)

كتاب في الفرائض

أوّله : (كتاب الفرائض عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : تعلّموا الفرائض وعلّموها الناس يبدأ من تركة الميت بمؤنة تجهيزه ثمّ بقضاء دينه ثمّ ينفذ وصاياه من ثلث الباقي) وعليه تعليقات للشبلي والأشنهي.

نسخة بخطِّ رحمة الله بن عبد الكريم ضمن مجموعة بخطّه كتبها في القرن العاشر فرغ من بعضها سنة ٩٧٦ ، رقم المجموعة ٨٦٣.

(١٤٦٢)

كتاب في الفقه

متن فقهي لبعض أعلام الشافعية.

نسخة من كتاب الضمان إلى الحضانة من كتاب النكاح بخطوط مختلفة والظاهر أنّهما من كتاب واحد لا كتابين ضمن المجموعة رقم ٢٠٤٦.

(١٤٦٣)

كتاب في الفقه

يحتوي أكثر أبواب المعاملات.

أوّله : (مستغرق بحار معاصي محمّـد جعفر بن محمّـد صفي

 

الفارسى خدمت برادران ايمانى عرض مى نمايد كه چون جماعتى از مؤمنين قدرى أز مسائل غير عبادات ...).

ابتدأ بكتاب الضمان.

وعليه حاشية لبعض الأعلام رمزه ح .. ح ...

نسخة بخطّ نسخ جيّد كتبها حاج محمّـد النهاوندي ، وفرغ منها في محرّم سنة ١٢٨٤ ، في النجف الأشرف ، بأوّل المجموعة رقم ١٨٢٧.

(١٤٦٤)

كتاب في القرعة

لأحد متصوّفة العامّة نحلها الإمام الصادق عليه‌السلام.

أوّله : (الحمد لله ربّ العالمين ... أمّا بعد فهذه قرعة الإمام العارف بالله تعالى سيدي جعفر بن محمّـد الصادق عليه‌السلام) ، مرتب على ٦٤ باباً.

نسخة بخطّ نسخ جيّد كتبها السيّد محمّـد ابن السيّد علوي ابن السيّد علي ابن السيّد حسين التميمي ، في ١٤ ورقة ، بأوّل المجموعة رقم ٨٥٩.

(١٤٦٥)

كتاب في اللغـة

مختصر في اللغة العربية يبوّب المعاني تبويباً على غرار نظام الغريب وفقه اللغة وأمثالهما.

 

أوّله : (الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّـد وآله الطاهرين وأهل بيته وعترته أجمعين أمّا بعد فهذا كتاب مختصر فيما يحتاج إليه من اللغة وأودعناه كثيراً من الأسماء والصفات وقد أعريناه من الشواهد ليسهل حفظه ويقرب تناوله ...).

الباب الأوّل في صفات الرجال والباب الأخير في الآلات وما شاكلها.

نسخة مكتوبة في القرن الثالث عشر بأوّل مجموعة لغوية أدبية ، رقم ٣٩٥.

(١٤٦٦)

كتاب في النجوم

أوّله : (سپاس وستايش خدائى را كه بيافريد آسمان راو بگسترانيد زمين وبياراست آسما نرا به ستارگان وأهل بيت عليهم‌السلام وبعد چنين گو يد خواجه حسين بن فارس محاسب كه چون فضل وبزرگى خواجه شمس الدين أبو الفتح محمود بن أبو القاسم ...) معنى تحويل سال عالم بيان كرده اند ... گفتار در طلب والي وشريك گفتار ... گفتار ...

تمّ الكتاب

در أحكام سهام طالع

بسم الله الرحمن الرحيم

سهم السعادة ...

شجره سيم در أحكام طالع سال عالم وفصول وأحوال نيكى وبدى سال وفصول ٧ شعب وفي كلّ شعبة ثمرات.

نسخة كتابة القرن الثالث عشر وبعدها تنبيهات المنجمين للمولى مظفر الجنابدي ، رقم ٢٣٠.

 

(١٤٦٧)

كتاب في النجوم والإختيارات

فارسي

ناقص من أوّله ومن الموجود : (اختيارات كشتى در آب كردن ، بايدكه زهره ومشترى ناظر باشد بطالع وماه با عطارد ...).

نسخة القرن العاشر ضمن مجموعة نجومية أوّلها الاختيارات السمائية للفخر الرازي وآخرها بستان الحكمة وصلاح الملوك ، رقم المجموعة ٤٧٠.

(١٤٦٨)

كتاب القضاء

شرح على هذا الكتاب من كتاب شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي.

والشارح هو الفقيه العلاّمة الشيخ موسى نجل الفقيه الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء.

نسخة إمّا بخطّ المؤلّف أو بخطّ أحد تلامذته ضمن مجموعة فقهيّة ، رقم ٣٨٧.

(١٤٦٩)

كتاب القضاء

لبعض المحقّقين المتأخّرين عن صاحب الجواهر وهو مبسوط شرح على الشرائع.

 

نسخة الموجود منه ضمن مجموعة هو المقصد الثاني في مسائل تتعلّق بالدعوى وهي كثيرة كبيرة مبسوطة والظاهر أنّ النسخة بخطّ المصنّف عليها شطوب وتصحيحات وإضافات بالهوامش وتعليقات بآخر مجموعة رقم ٣٨٨.

(١٤٧٠)

كتاب اللقطة

شرح على هذا الكتاب من الروضة البهيّة للعلاّمة السيّد مير فتاح مؤلّف كتاب العناوين كتبه تقريراً لأبحاث شيخه الفقيه الشيخ علي نجل الفقيه الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء.

ذكر في أوّله : إنّ هذه حواش علقناها على بعض عبارات اللمعة وشرحها ...).

نسخة الأصل بخطّ المؤلّف ضمن مجموعة فقهيّة رقم ٣٨٧.

(١٤٧١)

كتاب المضحكات

مجموعة قصص ، فكاهية وهزلية وأظنّ أنّ المؤلّف هو الشيخ أحمد فوق الدين اليزدي المشتهر بفوقي من شعراء القرن الحادي عشر.

نسخة ضمن مجموعة هزلية بخطّ محمّـد تقي ، فرغ منها سنة ١٢٤٩ ، رقم ١٦٣٤.

 

(١٤٧٢)

كتاب المعجزات

رسالة في تحقيق عبادة نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل البعثة

وأنه هل كان يعمل بشريعته أو بشريعة من قبله

فارسية ترجم فيها المؤلّف ما وجده من كلمات أعلام الطائفة فابتدأ بكلام شيخ الطائفة الشيخ الطوسي في العدة ثمّ كلام السيّد المرتضى في الذريعة واستفتاء استفتى فضل الله الحسيني المحقّق الكركي فأجاب ، ثمّ نقل عن كتاب فارسي في الأُصول للميرابي أبي الفتح ومن كتاب حسنية ومن أفادات المحقّق الأردبيلي ومن رسالة واجب الاعتقاد ومبادئ الوصول وتهذيب الأُصول للعلاّمة الحلّي ومن كتاب المعارج للمحقّق الحلّي والغنية لابن زهرة ، وثمّ يذكر هذه النصوص بالعربية مع إختلاف يسير فربّما ترجم كلاماً ولم ينقله بالعربية وربّما ينقل النصّ العربي دون أن يكون قد ترجمه في القسم الفارسي وآخر من ينقل عنه الحسن بن زين الدين صاحب المعالم ثمّ يسرد قسماً من معجزات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالفارسية ثمّ شرفه في القرآن ثمّ خصائصه عليه‌السلام ثمّ نسبه وزوجاته.

نسخة بخطّ نسخ خشن جيّد ، كتبها نظر علي بن علي ، وفرغ منها ٢٢ رجب سنة ٩٩٣ ، رقم ١٨٣٠ ، وفي آخره رسالة في أسماء المرسلين.

(١٤٧٣)

كتاب نجوم

أوّله : (در بيان تحقيق طالع تخميني ونمودارات ببايد دانست كه ساعات برد ونوع برد ...) فيه جداول.

 

نسخة ملحقة بكتاب البارع في أحكام النجوم ، فرغ الكاتب من البارع ١٦ جمادى الأُولى سنة ١١٨٤ ، وهما بخطّ كاتب واحد كتبها متسلسلاً من ٢٣٥ ـ ٢٦٣ ، رقم ١٥٤٤.

(١٤٧٤)

الكشّاف

المجلّد الثاني : من خطوط القرن التاسع وعليه تملّك الفقير إلى الله حسن المدرس بمدرسة خاصّ أو ده باشى حسن آغا وبخطّه وختمه وبهوامشه حواش كثيرة وتقع في ٥٦٨ ورقة ، ١٨ × ٥ / ٣٧ تسلسل ١٥ وهو من أوّل سورة مريم إلى آخر القرآن الكريم.

نسخة تامّة من أوّل التفسير إلى آخره في مجلّد نسخة قيّمة صحيحة مصحّحة كتبها عبد الهادي بن علي بن أحمد بن عمر بن سعيد الفرساني نسباً الجنابي بلداً الشافعي مذهباً وفرغ منه وقت صلاة الظهر من غرّة جمادى الآخرة سنة ٩٥٤ ويحتمل أن يكون سبعمائة لتشابههما خطّاً كتبها على نسخة المصنّف بواسطتين وكتب بآخره : بلغ مقابلة بأصل صحيح ولله الحمد ...

وكتب في انتهاء الجزء الثاني عند انتهاء سورة طه : بلغ مقابلة حسب الطاقة والإمكان وجعل لأوّله فهرساً منظماً لسوره مع ترقيم الصفحات ، وعليه تملّك الشيخ محمّـد السالك وختمه ، ويقع في ٢٠٢ ورقة ، مقاسها ٢١ × ٥ / ٢٩ ، تسلسل ٥٠٠.

 

(١٤٧٥)

الكشّاف

مجلّد من أوّل سورة ص إلى آخر القرآن الكريم ، من خطوط القرن العاشر ، عليه تملّك تاريخه سنة ١٠١٤ ، وعليه تملّك الشيخ محمّـد أمين ابن حسن العاملي بخطّه وختمه ، وتملّك الشيخ سليمان العاملي بخطّه ، وتملّك الشيخ محمّـد أمين بن عبد الغفار الخطيب حرجي بخطّه ، وعلى الكتاب حواش كما أنّه كتب القرآن الشريف بحسب تفسيره بالهامش بالأحمر وبأعلى الصفحة الأُولى تذهيّب يقع ٢٣٣ ورقة ، مقاسها ١٩ × ٢ / ٢٩ ، تسلسل ١٤.

مجلّد من أوّل سورة مريم إلى آخر سورة والصافات من أنفس نسخ الكشّاف في العالم يجمع بين القدّمة وجودة الخطّ فهو بخطّ أحد الخطّاطين الماهرين في القرن السابع الهجري وبأوّله فهرس لسورة كتبت عليه فيما بعد ، وعليه تملّك العلاّمة الشيخ محمّـد أمين الكاشاني القاطن في شيراز ، من أعلام أوائل القرن الثاني عشر ، يقع في ٣٤٨ ورقة ، في ورق ضخم مقاسه ٥ / ٢٠ × ٨ / ٣٠ ، تسلسل ١٣.

المجلّد الأوّل : ينتهي بانتهاء سورة الكهف كتبه السيّد محمّـد صادق ابن محمّـد سليم الحسيني الطالقاني وفرغ منه في سلخ شعبان سنة ١١٣٤ ، نسخة قيّمة مصحّحة مقروّة على المشائخ بهوامشها بلاغات بلغ قراءة وبالهوامش تصحيحات كما أنّ بها حواشي كثيرة منقولة من كتب اللغة والتفسير وحواشي الكتاب في ٣٦٧ ورقة ، مقاسها ١٨ × ٧ / ٢٨ ، تسلسل ٨٨٨.

 

(١٤٧٦)

الكشّاف

عن حقائق التنزيل

تأليف العلاّمة جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي ، المتوفّى سنة ٥٣٨ ، فرغت منها يد المصنّف تجاه الكعبة في جناح داره السليمانية التي على باب أجياد الموسومة بمدرسة العلاّمة فرغ منه صحوة يوم الإثنين ٢٣ من شهر ربيع الثاني سنة ٥٢٨ ، كتب عنه مبسوطاً في كشف الظنون.

المجلّد الأوّل : وينتهي إلى أوّل سورة النساء نسخة نفيسة قيّمة كتابة القرن التاسع ، وملء هوامشها حواش وإلى آخر الجزء الأوّل من القرآن كتب القرآن الكريم بأعلى الصفحات بالأحمر وعليه تملّك الغني ابن أحمد بن محمّـد بن الحسن القمّي ، لعلّه من أعلام القرن التاسع ثمّ تملّكه نعمة الله بن أبي البقاء ، وكتبا تملّكهما بخطّهما ثمّ كتب تملّكه بخطّه علي بن حسن الحسني الحلّي العاملي وتاريخ ختمه ١٠٩٨ ، يقع في ٢٩٨ ورقة ، مقاسها ١٨ / ٢٧ ، تسلسل ١٦ ملء هوامشها حواشي وفوائد عليها حواش التفتازاني ربما صرّح بالتوقيع وربما رمز إليه بعلامة خمسة ، وعليها حواشي آخرين.

المجلّد الآخر : من سورة الدخان إلى آخر القرآن بخطّ حسن بن علي بن موسى بن حسن الحنفي ، فرغ منه ٢٧ محرّم سنة ٧٣٦ ، وأسماء السور مكتوبة بالحمرة ، في ٢٤٦ ورقة ، مقاسها ١٨ × ٢٦ ، تسلسل ٩٧٣.

الكلم القرآنيه والعناوين مكتوبة بخطّ أخشن عشرة أوراق من أوّله مكتوبة بخطّ جديد وبالهوامش تصحيحات لعلّها بخطّ كاتب النسخة.

 

المجلّد الأوّل : في ٧٨ ورقة ، مقاسها ٢١ × ٥ / ٢٧ ، تسلسل ٢٦٥.

(١٤٧٧)

كشف الأستار

عـن وجـه الأسـرار

في أُصول الفقه تأليف العلاّمة المحقّق الشيخ محمّـد هادي بن محمّـد أمين الطهراني ، المتوفّى ليلة الأربعاء ١٠ شوّال سنة ١٣٢١ عن عمر طويل ترجم له شيخنا في نقباء البشر.

نسخة بخطّ نسخ جيّد حسن وعليه تصحيحات وعليه تملّك العلاّمة الجليل الشيخ عبد الحسين الحلّي رحمه‌الله بخطّه ، تاريخه سنة ١٣٣٠ ، ولعلّ الكتاب ينقص من آخره قليلاً ، يقع في ١٦٨ ورقة ، مقاسها ١٦ × ٢١ ، تسلسل ٤٠٢.

(١٤٧٨)

كشف الأسرار

في أحكام الأئمّة الأطهار

هو شرح على شرائع الإسلام للمحقّق الحلّي والشارح المولى حسين علي التويسركاني ، المتوفّى سنة ١٢٨٦ ، كما أرّخه شيخنا دام ظلّه في تعداد شروح الشرائع وذكر أن أسمه كشف الأسرار يأتي ولكنه لم يذكر في حرف الكاف غفلة ونسياناً وفي نسختنا فراغ الشارح من شرح كتاب الفرائض ١٩ ربيع الأوّل سنة ١١٥٣ ، فأمّا هذا التاريخ خطأ وتاريخ وفاته ولكن الظاهر أنّ هذا التاريخ خطأ حيث أنّ النسخة كتبت سنة ١٢٧٤ والمؤلّف كان حياً كما يظهر من القرائن.

 

قطعة فيها القضاء والفرائض بخطّ نسخ جيّد كتبها ميرزا حسن بن أحمد الكرجي الفريدني الأصفهاني ، وفرغ منها سنة ١٢٧٤ ، في حياة المؤلّف ، وتقع في ٢٦٤ ورقة ، رقم ٢٢٥٦ ، وبخطّه نسخة من المختلف ، رقم ٢٢٨٥ ، في المكتبة.

(١٤٧٩)

كشف الآيات

معجم مفهرس للقرآن الكريم للدلالة على مواضع الآي وضعه محمّـد رضا بن عبد الحسين النصيري الطوسي سنة ١٠٦٧.

أوّله : (كشف النقاب عذار عذراء المقال باسم الله الكبير المتعال ، وحليتها في جملة الكمال بحلية حمد الله ذي العزّ والجلال ...) سمّاه مؤلّفه كشف الآيات ، وفرغ منه في أصفهان ٢ شهر رمضان سنة ١٠٦٧.

نسخة بخطّ محمّـد جعفر في ٢٢ ذي الحجّة سنة ١٢٢٣ ، في ٢٥٦ ورقة ، رقم ١١١.

نسخة بخطّ نسخ كتبها محمّـد مسعود بن محمّـد مؤمن بن محمّـد طاهر وفرغ منها ١٢ ذي الحجّة سنة ١٢٣٥ ، في ١٢٦ ورقة ، رقم ٢١٥٧.

(١٤٨٠)

كشف الآيات محمّـد شاهي

للسيّد محمّـد بن مهدي الحسيني الحافظ التبريزي صدّره باسم السلطان محمّـد شاه القاجاري وعدد عدّة مؤلّفات له في مقدّمة الكتاب أوّله : (الحمد لله الذي شرف النبي العربي بالسبع المثاني وخواتيم البقرة) ، مجدول ، وفرغ منه ٩ شعبان سنة ١٢٥٧.

 

نسخة الظاهر أنّها بخطّ المؤلّف في ١٤٠ ورقة ، رقم ١٧١٥.

نسخة خزائنية جميلة بخطّ أحد خطّاطي البلاط الملكي القاجاري مجدولة مؤطّرة بالذهب واللاجورد والعناوين وأسماء السور مكتوبة بالشنجرف بأوّلها لوحة جميلة رائعة ١٢٦ ورقة ، رقم ١٦٣٩.

(١٤٨١)

كشف حقائق

في شرح الزيج الإيلخاني ، المتن للمحقّق الطوسي خواجه نصير الدين محمّـد بن الحسن الطوسي ، المتوفّى سنة ٦٧٢ فارسي.

والشرح فارسي لنظام الأعرج ، وهو نظام الدين الحسن بن محمّـد النيسابوري.

ونسخة منه في الرضويّة ، كتابتها سنة ٨٧٠.

نسخة ناقصة من أوّلها ورقة وأوّل الموجود : (استخراج خبايا زوايا ...).

وهي ٣٠٩ ورقة ، بالخطّ الفارسي الدقيق والأشكال الهندسية مكتوبة بالشنجرف ، وهي بخطّ صدر الدين الله بخش البكري ، فرغ منها ٩ ذي الحجّة سنة ٩٩٢ ، رقم ١٣١٧.

(١٤٨٢)

كشف الحقائق

فارسي ، في العرفان تأليف عزيز بن محمّـد النسفي ، رتبه على مقدّمة وعشرة رسائل وخاتمة ، ألّفه عام ٦٨٠.

 

نسخة إلى أخر الرسالة السابعة ، فرغ منها الكاتب وهو نصر الله بن ميرزا بزرگ غرّة شهر صفر سنة ١٢٨٨ ، وتقع في ٢٢١ ورقة ، رقم ١٧٣٢.

(١٤٨٣)

كشف الحـقّ ونهج الصدق

للعلاّمة الحلّي وهو أبو منصور جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي المتوفّى سنة ٧٢٦ ، فرغ منه ٢١ جمادى الأُولى سنة ٧١٠ بمدينة السلطانية.

نسخة فرغ منها الكاتب في كربلاء أواسط محرّم سنة ١٠٠٢ ، وفي طرفيها ختم عرب الموسوي وتاريخ ختمه أيضاً ١٠٠٣ وبآخرها خطّه أيضاً والظاهر أنّه كان مقيماً بمشهد الرضا عليه‌السلام.

والنسخة : قصّة من وسطها بعد المطلب السابع عشر في التكليف بورقة فيه سقط إلى الحديث ٢٤ من أحاديث فضائل علي عليه‌السلام في المبحث الرابع من مباحث الإمامة وبأوّلها خطّ جمال الدين بن محمّـد قاسم البحراني وختمه وتاريخ ختمه ١٠٩٩.

وخطّ عبد الله بن مبارك بن علي بن عبد الله بن ناصر بن حسين بن حميدان الخطّي ، في ١٣ ربيع الثاني ، برقم ٢٠٣٤.

(١٤٨٤)

كشف الخلاصة

في ترجمة وشرح خلاصة الحساب للشيخ بهاء الدين محمّـد بن عزّ الدين حسين العاملي ، المتوفّى سنة ١٠٣١ ، تأليف أبي البركات بن إسماعيل الخادم المشهدي.

 

أوّله : (سپاس افزون از حساب وعداد وستايش بيرون از شماره وتعداد ...).

نسخة بخطّ نسخ جيّد كتبها محمّـد حسين ، وفرغ منها ٤ شعبان سنة ١١٥١ ، وبعد عدّة قصائد منها في هجو نجف الصدر ، ومنها في مدح السلطان سليمان الصفوي وغيره ، وبعده مسائل حسابية رقم ٨٩٧.

(١٤٨٥)

كشف الريبة

في أحكـام الغيبة

للشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد بن تقي الدين بن صالح ابن مشرّف النحاريري الشامي العاملي ، المستشهد سنة ٩٦٦ ، فرغ منها ١٣ صفر سنة ٩٤٩.

نسخة بخطّ العلاّمة الفقيه السيّد محمّـد تقي الطالقاني مؤلّف المظاهر العقلية وغير كتبه بخطّه ضمن مجموعة من رسائل الشهيد كلّها بخطّه فرغ من بعضها سنة ١٢٧٤ ، ورقم المجموعة ١٧٠٨.

(١٤٨٦)

كشف السبحات

في تحقيق الصفات أي صفات الله تعالى وتقدس

تأليف الشيخ محمّـد تقي بن محمّـد بن الحسين الشريف التبريزي الممقاني ، صدّره بإسم الشاهزاده طهماسب ميرزا القاجاري ، وفرغ منه ليلة الخميس ٢٦ رجب سنة ١٢٨٥.

 

نسخة بخطّ العلاّمة الشيخ علي أصغر التبريزي ، المتوفّى أواسط محرّم سنة ١٣٢٥ ، كتبها عن نسخة الأصل بخطّ المصنّف ، ثمّ قابلها عليها وفرغ من نسخة ١٥ ذي القعدة سنة ١٣١٤ ، وفرغ من مقابلته على نسخة الأصل ٢٧ ربيع الأوّل سنة ١٣١٥ ، ثمّ أهداها إلى تلميذه العلاّمة حيدر قلي خان سردار كابلي سنة ١٣١٦ ، وعليه خطّ سردار كابلي في ٩٢ ورقة رقم ١١٢٧.

(١٤٨٧)

كشف الظلام وقشع الغمام

في علم الكـلام

تأليف العالم الفاضل الشيخ حسن بن أمان الله الحائري العظيم آبادي الهندي الدهلوي ، من أصحابنا في تحقيق أرادة الباري سبحانه ومشيته ، رتّبه على مقدّمة فيها : أمران وفصول وخاتمة ، فرغ منه في ذي القعدة سنة ١٢٥٥.

نسخة لعلّها خطّ المؤلّف في ١٥٢ ورقة ٥ / ١١ × ٦ / ١٨ ، تسلسل ٤٠٠.

(١٤٨٨)

كشف الغطاء

للشيخ الأكبر فقيه الطائفة الجعفرية ، الشيخ جعفر بن خضر الجناجي ، الشهير بالشيخ الكبير والشيخ الأكبر وكاشف الغطاء ، أشتهر هو بيته بإسم كتابه هذا.

 

نسخة مكتوبة بعد وفاة المؤلّف ، تقع في ٣٥٣ ورقة ، مقاسها ٢١ × ٣١ ، تسلسل ٥٩.

(١٤٨٩)

كشف الفوائد

من تمهيد القواعد

كلاهما للشهيد الثاني.

فرغ منه في ليلة الثامن من رجب سنة ٩٥٨.

نسخة القرن العاشر بخطّ نسخ جيّد ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف بآخر نسخة من تمهيد القواعد بنفس الخطّ والكاتب رقم ١٨٩٦.

(١٤٩٠)

كشف القناع

عن حجيّة الإجماع

للمحقّق الكاظمي ، الشيخ أسد الله بن إسماعيل الدزفولي الكاظمي ، المتوفّى سنة ١٢٣٤ هـ ، مؤلّف كتاب المقابس في الفقه.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ناقص من آخرها بضع سطور ، وتقع في ٢٥٣ ورقة ، رقم ٥٢٢.

(١٤٩١)

كشف اللثام

في شرح قواعد الأحكام

قواعد الأحكام ، تصنيف آية الله العلاّمة جمال الدين أبي منصور

 

الحسن بن يوسف الحلّي ، والشرح هذا للمولى بهاء الدين محمّـد بن تاج الدين الحسن الأصفهاني ، الشهير بالفاضل الهندي.

مجلّد من كتاب النكاح إلى نهاية كتاب القضاء ، نسخة حديثة كتابة القرن الثالث عشر ، مجلّد ضخم رقم ٢١٨٠ ، فرغ منه الكاتب في أوّل جمادى الأُولى سنة ١١٦١.

نسخة من كتاب الحجّ بخطّ محمّـد علي بن عبد الصمد الجامعي ، فرغ منها سنة ١٢٠٠ ، في ٢١٨ ورقة ، مقاسها ١٥ × ٢٠ ، تسلسل ٣٧٣.

نسخة من الجزء الأوّل وهو من أوّله إلى آخر كتاب الطهارة ، فرغ منه المؤلّف سنة ١١١٥ ، بخطّ محمّـد حسن بن الشيخ علي بن الشيخ محمّـد حسين البحراني ، فرغ منها رابع شهر رمضان سنة ١٢٣٩ ، في ١٩٣ ورقة ، مقاسها ١٥ × ٦ / ٢١ ، تسلسل ٣٧١.

الجزء الثاني وهو كتاب الصلاة أيضاً ، بخطّ الشيخ محمّـد حسن بن الشيخ علي آل الشيخ محمّـد حسين البحراني ، فرغ منها محرّم والظاهر أنّه سنة ١٢٤٠ ، في ١٨٨ ورقة ، ١٥ × ٢١ ، تسلسل ٣٧٢.

نسخة من أوّل كتاب القضاء إلى آخر الشهادات فرغ مؤلّفه ١٥ رمضان سنة ١١١١ ، بخطّ محمّـد قاسم بن الشيخ محمّـد بن حمزة الملقّب بالديزي الحمداوي أصلاً النجفي ، فرغ منها ج ٢ سنة ١٢٣٠ ، وكتاب الحدود أيضاً بخطّه ، ثمّ كتاب الجنايات إلى آخر الكتاب ، الظاهر أنّه أيضاً بخطّه لا بخطّ الشيخ محمّـد بن خضر ، فرغ منه سنة ١٢٥٣ ، كلّ ذلك في مجلّد يحتوي ٣٣٣ ورقة ، مقاسها ١٥ × ٧ / ٢٠ ، تسلسل ٣٧٦.

نسخة كتابة القرن الثالث عشر وهي من أوّل الطلاق إلى آخر الكتاب ، وبآخره تاريخ فراغ المؤلّف ١٨ ربيع الأوّل سنة ١٠٩٨ ، وهذه

 

النسخة مصحّحة على نسخة الأصل كما صرح بذلك بالهوامش ، وتقع في ١٩١ ورقة ، مقاسها ٢١ × ٣٢ ، تسلسل ٣٧٥.

نسخة فيها من أوّل الطهارة إلى آخر الصلاة ثمّ كتاب الحجّ ، بخطّ محمّـد رفيع بن محمّـد إسماعيل الدامغاني ، فرغ منها في جمادى الثانية سنة ١٢٢١ ، في ٣٣٤ ورقة مقاسها ، ٢٠ × ٣ / ٣٠ ، تسلسل ٧٦٦.

نسخة من أوّل النكاح إلى آخر الطلاق ، في ٢٨٥ ورقة ، مقاسها ١٠٦ × ٢٤ ، تسلسل ٣٧٤.

(١٤٩٢)

كشف المحجّة

لثمـرة المهجة

للسيّد ابن طاووس وهو رضي الدين جمال السالكي ، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسيني الحلّي ، المولود سنة ٥٨٩ ، والمتوفّى سنة ٦٦٤.

كتبه في الوصيّة لابنه محمّـد ، ويشتمل على فوائد كثيرة أخلاقية وعلمية وأدبية وتاريخيّة.

نسخة بخطّ الشيخ محمّـد باقر بن علي أكبر الدامغاني ، فرغ منها في جمادى الآخرة ، في كرمانشاه سنة ١٢٦٧ ، وهو سادس كتاب في المجموعة ، كلّها بخطّه ، رقم ١٩٤٦.

(١٤٩٣)

كشـكول

للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي المتوفّى سنة ١٢٤١ هـ.

 

أورد فيه بعض الرسائل منها : نُبذة من كتاب عقد الجمان في حوادث الزمان للشيخ مفلح الصيمري وهو مختصر مرآة الجنان لليافعي ، أورد منها حوادث السنين إلى سنة ١٥٤ ، وللمؤلّف قصيدة في مدح الإمام الرضا عليه‌السلامحين توجه إلى زيارته سنة ١٢٢٢ ، أوردها في هذا الكتاب ، وأورد خطبة أمير المؤمنين عليه‌السلام المسمّاة بالدرّة اليتيمة ، وأورد في آخر الكتاب فصلاً حافلاً في تعبير الرؤيا وتأويل مختلف ما يراه النائم ، ممّا يصلح أنّ يكون كتاباً مستقلاً ، أو هو كتاب مستقل للمؤلف أو لغيره ، وكذلك أورد في آخر الكتاب فصلاً حافلاً في فرق المسلمين وأرائها ، ممّا يصلح أن يكون كتاباً مستقلاً أو هو كذلك للمؤلّف أو لغيره ، فرغ منه المؤلّف ١٢ شوّال سنة ١٢٢٩.

قطعة بخطّ الشيخ محمّـد باقر الگلپايگاني ، بالنسخ الجيد فرغ منها ٢٩ ربيع الأوّل سنة ١٣٠٥ ، ناقص الطرفين في ٣٠٣ ورقة ، رقم ١١٩٧.

نسخة ناقصة الطرفين ، إلاّ أنّها ضعف النسخة السابقة وأقدم منها ، وتقع في ٣٥٩ ورقة ، رقم ٤٣٠.

(١٤٩٤)

الكشـكول

لشيخ الإسلام والمسلمين بهاء الملّة والدين محمّـد بن عزّ الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي ، المتوفّى سنة ١٠٣٠.

نسخة عتيقة كتابة القرن الحادي عشر بخطّ نسخ جيّد ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، تقع في ٢٠٠ ورقة ، رقم ٥٢.

 

نسخة قيّمة خمسة أجزاء في مجلّد ، في بداية كلّ جزء لوحة مزيّنة ، والنسخة بخطّ الخطّاط محمّـد قاسم بن محمّـد زمان الشيرازي ، فرغ منها غرّة شهر محرّم الحرام سنة ١٠٧٨ ، مجدولة بخطّ نسخ جيّد ، وكانت في مكتبة المحقّق الفيض الكاشاني ، ولعلّها خزائنية فأُهديت إليه ، وبأوّل كلّ جزء منها خطّ الشيخ الشريف أبو جعفر الميبدي ، من أحفاد القاضي مير حسين الميبدي شارح الهداية ، سنة ١١٩١ ، وتقع في ٣٠٧ ورقة ، رقم ١١٢٠.

وعليها خطّ محمّـد إسحاقي القندهاري بتملّكه لها سنة ١١٥٣ ، وكتب بأسفله بعضهم ولعلّه الفيض أو ابنه ، إنّ إسحاق هذا ابن حسين أخي محمود الأفغان فاتح أصفهان ومخرب إيران ومبيد الحكم الصفوي ، فإسحاق هذا ابن أخيه ، ولكنه شيعي فاضل عالم.

نسخة بخطّ حسن خان بن حاجي خوانويس الأشتهاردي ، فرغ منها ٧ جمادى الثانية سنة ١١١٦ ، في ٣٠٦ ورقة ، رقم ٤٨٣.

(١٤٩٥)

الكشـكول

في ما جرى على آل الرسول

نسخة بخطّ نسخ جيّد جميل ، وبعده كتاب الزام النواصب للشيخ مفلح بن الحسن الصيمري ، بخطّ محمّـد باقر بن محمّـد هاشم ، فرغ من الثانية سنة ١٢٦٥ ، رقم ٢١٣٦.

نسخة مع كتاب الأنوار البدرية بخطّ القاضي عبد الرحيم بن عبد اللطيف شهاب ، كتبها سنة ١٠٢٢ ، وعليها أسم طهماسب قاجار ، وختم

 

مؤيد الدولة وضياء لشكر ، وتقع في ٤٣ ورقة ، مقاسها ٤ / ١٨ × ٤ / ٢٧ ، تسلسل ١٥٨.

(١٤٩٦)

الكفارات

رسالة فارسية في الكفارات وأنواعها وأحكامها ، لشيخ الإسلام العلاّمة المحدّث المجلسي محمّـد باقر بن محمّـد تقي الأصفهاني ، المتوفّى سنة ١١١١ ، فرغ منها في صفر سنة ١٠٩١.

نسخة بآخر مجموعة من رسائله الفارسية ، كتبها محمّـد حسين بن محمّـد أمين سنة ١١٢٥ ، وتبدأ بالورقة ١٨٩ حتى الورقة ١٩٤ ، وعليها تملّك سبط المؤلّف السيّد عبد الباقي الحسيني الخواتون آبادي ، رقم المجموعة ٦٥٤.

(١٤٩٧)

كفاية الأيتام

في معرفة الأحكام في الفقه للسيّد جعفر بن أبي إسحاق الدارابي الشيرازي ، المتوفّى سنة ١٢٦٧ ، فارسي في ثلاثة أجزاء.

الجزء الأوّل : من أوّل الكتاب إلى آخر الخمس ، في ٢٦٤ ورقة ، بخطّ لطف علي بن محمّـد الطهراني ، فرغ منه سنة ١٢١٨ ، تسلسل ٧٠١.

(١٤٩٨)

كفاية الطالبين

لأحكـام الدين

رسالة عملية فتوائية في مسائل الطهارة والصلاة والصيام ، تأليف

 

الشيخ مشكور بن الشيخ محمّـد الحولاوي النجفي ، المتوفّى سنة ١٢٧٢ ، وفرغ منه ٩ جمادى الثانية سنة ١٢٦٩.

نسخة بخطّ الشيخ محمّـد علي بن محمّـد القفطان ، فرغ منها غرّة شعبان سنة ١٢٧١ ، في حياة المؤلّف ، والنسخة مصحّحة ، وفي ١١٠ ورقة ، رقم ١٧١٣.

(١٤٩٩)

كفاية المقتصد

في الفقه للفقيه المحقّق المولى محمّـد باقر بن محمّـد مؤمن السبزواري نزيل أصفهان ، المتوفّى سنة ١٠٩٠ ، والمدفون في مشهد الرضا عليه‌السلام.

نسخة تحوي كلا جزئي الكتاب ، من الطهارة إلى الإرث ، بخطّ أقلّ الطلبة محمّـد بن محمّـد علي النوري ، كتبها للعلاّمة ميرزا محمّـد رفيع ، وفرغ منها في صفر سنة ١٢٥٠ ، في ٣٨٥ ورقة ، رقم ٨٧٨.

نسخة تحتوي كلا جزئي الكتاب ، من الطهارة إلى الإرث ، كتبها محمّـد بن عبد الغني ، وفرغ منها سنة ١١٨١ ، وهي بخطّ نسخ جيّد ، والعناوين بالشنجرف ، وهي مقابلة ومصحّحة ، عليها بلاغات وتصحيحات وبعض الحواشي منه رحمه‌الله ، وعليه تملّك الشيخ محمّـد صالح الكرمانشاهي ، حفيد آقا محمّـد علي الكرمانشاهي نجل الوحيد البهبهاني ، وعليها ختمه أيضاً ، وبظهر الصفحة الأُولى فهرس تفصيلي للكتاب ، والنسخة بقطع كبير.

وبأوّلها كتاب الزكاة ، من كتاب آخر وبآخرها كراريس من كتاب الصلاة ، شرحاً مزجياً لمتن ما عرفته ، رقم ٤٣٧.

 

(١٥٠٠)

كفاية المقتصد

في الفقه للمولى محمّـد باقر بن محمّـد مؤمن السبزواري ، المولود سنة ١٠١٧ ، المتوفّى ١٠٩٠.

نسخة الجزء الأوّل من أوّل الكتاب إلى آخر كتاب الوصيّة ، وصفحتها الأُولى كانت ساقطة ، خاتمها بخطّ العلاّمة الشيخ عبد الحسين الحلّي ، والنسخة بخطّ محمّـد تقي بن عبد الله ، أرّخ الفراغ من كتاب الصلاة بثامن ذي الحجّة سنة ١١٣٠ ، وهي في ٢٠٠ ورقة ، تسلسل ٣٧٧.

الجزء الثاني من أوّل كتاب النكاح إلى آخر المواريث ، فرغ منه الكاتب ٢٥ رجب ١٢٤٥ ، في ١٦١ ورقة ، تسلسل ٣٧٨.

نسخة من أوّل كتاب الزكاة إلى النهاية ، بخطّ نسخ خشن جميل رائع وبقطع كبير ، كتبها الخطّاط محمّـد بن عبد الغني ، وفرغ منها سنة ١١٨١ ، رقم ٤٣٧.

(١٥٠١)

الكلمات الطريفة

للمحدّث المحقّق الفيض الكاشاني محمّـد محسن بن مرتضى المتوفّى سنة ١٠٩٠.

نسخة بخطّ نسخ جيّد ، بخطّ أحد خطّاطي القرن الثالث عشر ، منضماً إلى الكلمات المكنونة ، رقم ١٥٠٧.

 

(١٥٠٢)

الكلمات القصار

هي حكم منثوره ، من قصار كلمات سيّد المرسلين (صلى الله عليه وآله) ، مكتوبة بخطّ نسخ جيّد جميل ، بخطّ أحد الخطّاطين.

أوّلها : لا يؤمن أحدكم حقّ يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، وأخيرتها : لا يشبع المؤمن دون جاره. وهي أربعون حديثاً نبوياً.

ضمن مجموعة كتابة القرن الحادي عشر رقم ١٠٢١ ، وعليها تملّك العلاّمة المجلسي بخطّه.

(١٥٠٣)

الكلمات المكنونة

للمحدّث المحقّق الفيض الكاشاني محمّـد محسن بن مرتضى ، المتوفّى سنة ١٠٩٠ ، ألّفه عام ١٠٥٧ ، مطبوع.

نسخة فرغ منها الكاتب ٢٢ ذي الحجّة سنة ١٢٧٢ ، في ١٣٧ ورقة ، بالخطّ النسخ الجيّد ، وبآخرها القصيدة الطنطرانية ، رقم ١٧٨٩.

نسخة فرغ منها الكاتب غرّة صفر سنة ١٢٦٦ ، رقمها ١٥٠٦.

نسخة بخطّ نسخ واضح جيّد ، مكتوبة في القرن الثالث عشر ، منضماً إليه الكلمات الطريفة للمؤلّف ، رقم ١٥٠٧.

(١٥٠٤)

الكلم الطيّب والغيث الصيـب

للسيّد صدر الدين علي بن نظام الدين أحمد الحسيني المدني.

 

نسخة بخطّ نسخ جميل ، كتبها أحد خطّاطي القرن الثالث عشر ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، وبأوّلها لوحة وعليها تملّك تقي دانش ضياء لشكر ، رقم ١٨٥٣ ، وبعده عدّة أدعية كدعاء الجوشن الكبير والجوشن الصغير وغيرهما ، بخطّ الكاتب نفسه.

(١٥٠٥)

الكلم النوابغ

للزمخشـري.

نسخة ناقصة الآخر ضمن مجموعة أدبية قيّمة ، كتبت سنة ٧٠٨ ، أوّلها مثلثات قطرب ، وثانيها هذا الكتاب رقم ٢٧٠.

(١٥٠٦)

كليات ديوان فرّخي

نسخة كتبها بعض خطّاطي القرن الثالث عشر ، بأمر بعض رجالات القاجارية كما ذكر في آخرها ، وفرغ منها شهر رمضان سنة ١٢٥٣ ، في ٢١٧ ورقة ، رقمها ١٣٨٧.

(١٥٠٧)

كليات سعدي

نسخة تحوي آثاره المنظومة ، فلا يوجد فيها گلستان ، وقد سمّاها الكاتب ديوان سعدي ، وفي آخرها إضافات ، لا أظنّها من سعدي ، ولا أظنّها مطبوعة مع آثاره ، والنسخة بخطّ الخطّاط ميرزا محمّـد رضا ، كتبها

 

لأحد أعيان دولة محمّـد شاه القاجاري ، بخطّ فارسي جميل ، ولعلّه يلقّب في شعره محوي ، حيث بآخر النسخة مقطوعة شعرية من نظم محوى ، تدلّ على أنّه هو الذي نسخ الكتاب ، وتقع في ١٩٥ ورقة ، رقم ١٤٠٦ ، وفرغ الكاتب منها في ربيع الأوّل سنة ١٢٦٤.

نسخة بخطّ فارسي جميل ، كتبها الخطّاط محمّـد هاشم الهمداني ، وتاريخ فراغه من گلستان سنة ١٢٤٢ ، كتبها بخطّه الرائع لأحد أعيان عصره ميرزا علي قلي ، وتقع في ٣١٣ ورقة ، رقم ١٤٠٥.

نسخة بخطّ فارسي بديع ، كتبت ١٢٠٨ وهذه النسخة أكمل ما رأيت من النسخ ، ففي أوّلها المجالس المخمسة ، والرسائل الثلاثة وغير ذلك ، وفي آخرها الهزليات نظماً ونثراً ، ٣٣٦ ورقة ، رقم ١٤٣٧.

نسخة خزائنية قيّمة ، بخطّ الخطّاط القدير مهدي بن جابر القمّي ، فرغ منها في جمادى الثانية سنة ١٠٣٧ ، بخطّ فارسي جميل رائع للغاية ، إلاّ إنّه يخالف ترتيب سائر نسخ الكلّيات ، فقد بدأ بالبوستان وجعله المتن ، ثمّ أورد في هوامشه كثيراً من شعر سعدي وغزله وقصائده حسب قوافيها ، ثمّ أورد بالهامش أيضاً منظومة خلد برين لوحشي البافقي ، ثمّ بعده أورد بالهامش منتخباً من گلستان لسعدي.

والأوراق كلّها مجدولة مؤطّرة بالذهب واللازورد والشنجرف ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، وبأوّلها لوحة فنية قيّمة ، قد سقطت أو سرقت الورقة الأُولى ، لأجلها فنقص من أوّل كتاب البوستان عشرة أبيات.

وجلدها منمق مزيّن بالأزهار والأوراد من جانبيه ، رقمها ١٤٠٧ ، وتقع في ١٤٤ ورقة.

 

(١٥٠٨)

كمال الدين وتمام النعمة

في إثبات الغيبة وكشف الحيرة

نسخة كتابة القرن الحادي عشر مصحّحة بدقّة عليها بلاغات وتصحيحات كثيرة ، وكلّ رواية منها مكتوب عنوانها بالشنجرف بالهامش ناقص من أوّلها ورقة ، ومن آخرها كذلك ، ٢٤٢ ورقة ، رقم ٤٤.

نسخة بخطّ أحد الخطّاطين ، كتبها بنسخ جيّد جميل ، والعناوين مكتوبة بخطّ أخشن ، كتابة القرن الثاني عشر ناقصة الآخر ، عليها بلاغات وتصحيحات رقم ٩٨٩ ، وبآخرها شيء من أوّل التهذيب ، للشيخ الطوسي ، عليها تملّك بصير الملك وختمه.

نسخة بخطّ ميرزا جان بن محمّـد باقر ، فرغ منها أواخر شعبان سنة ١٠٧٥ ، ثمّ قابلها وصحّحها مع نسختين ، وكتب ذلك في نهاية النسخة ، وتقع في ٣٢٤ ورقة ، بخطّ فارسي جيّد ، والأبواب والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، رقم ٤٣.

نسخة فرغ منها الكاتب في صفر سنة ١١٧٠ ، بخطّ نسخ جيّد ، وعليها تصحيحات ، في ١٧٣ ورقة ، رقم ٩٩٠.

(١٥٠٩)

كنز الدقائق

في تلخيص الوافي ، وكلاهما لأبي البركات عبد الله بن أحمد النسفي

 

الحنفي ، المتوفّى سنة ٧١٠ ، وعليه شروح كثيرة ذكره كشف الظنون في حرف الكاف.

نسخة قيّمة ثمينة قديمة جداً ربّما كانت قريبة من عصر المؤلّف ، فإنّه يظهـر إنّها كتابة القـرن الثامن ، إلاّ أنّها إلى أوّل البيع ، وتقع في ١٥٨ ورقة ، مقاسها ٢١ × ٣٠ ، وملء هوامشها حواش ، بل ألحق بها أوراق مملؤة تعاليق ، تسلسل ٢٤٧ ، وهي في مجلّد قبلها كتاب فتح الوهاب.

(١٥١٠)

كنوز الرموز

نسخة ضمن مجموعة تسلسل ٣٤١.

نسخة بخطّ العلاّمة الأديب محمّـد إسماعيل بن علي أكبر القاضي الإسترابادي ، فرغ منها سنة ١٣٠٣ ، ضمن مجموعة أدبيّة ، أوّلها حدائق السحر للوطواط ، تسلسل ١٣١٥.

(١٥١١)

كنز العرفان

في فقـه القـرآن

تفسير استدلالي لآيات الأحكام ، تأليف الفاضل المقداد السيوري.

نسخة تامّة كتبت في رمضان سنة ١٠٣٦ ، في ٢٢٨ ورقة ، من أوّلها إلى ص ١٨٣ بخطّ نستعليق ، يشبه خطوط القرن الثامن وعصر المصنّف ، ومن ص ١٨٤ إلى آخر الكتاب بخطّ نسخ وبأوّله وآخره خطّ الشيخ محمّـد

 

ابن محمّـد تقي التستري وخاتمة سجل تملّكه للكتاب بالبيع ، وتاريخ خاتمة سنة ١٠٥٧ ، وعليه ختم آخر تاريخه سنة ١١١٢ ، تسلسل ٤٩٣.

(١٥١٢)

كنز اللغات

لمحمّـد عبد الخالق بن معروف ، من أعلام القرن التاسع ، ولد سنة ٨٢٥ ، وتوفّي سلخ ربيع الأوّل سنة ٨٨٣ ، ألّفه السلطان جيلان السلطان محمّـد بن كاركيا ناصركيا مقدّمة دهخدا ص ٣١٦ ، هدية العارفين ج ٢ ص ٢٠٤.

طبع عدّة مرّات في الهند وإيران.

نسخة كتابة القرن الثالث عشر ، في ١٨٢ ورقة ، رقم ١٤٥٣ ، مكتوبة بالخطّ الفارسي ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف.

نسخة كتابة القرن الحادي عشر ، إلاّ ثلاثة أوراق من آخرها ، فإنّها كتبت في ذي الحجّة سنة ١٢٣٠ ، في ٣٤٤ ورقة ، رقم ١٤٨٨.

الجزء الثاني من حرف الشين إلى نهاية الكتاب بخطّ فارسي جيّد ، واللغات مكتوبة بالشنجرف ، كتبها داش تيمور العطّار ، بأمر أُستاذه خواجه أمير خان ، وفرغ منها ٢٦ رجب سنة ١٠٦٣ ، في ٢٤٦ ورقة ، رقم ١٤٨٧.

الجزء الأوّل ناقص من أوّله وريقات ، وينتهي آخره بآخر الذال ، في ٢٤٣ ورقة ، رقم ١٤٥٨ ، نسخة حديثة مغلوطة.

نسخة قيّمة قريبة من عهد المصنّف ، بخطّ حبيب الله بن محمود بن يحيى چا قچيري ، فرغ منها في محرّم بداية عام ٩٨٤ ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، وتقع في ٤٣٦ ورقة ، رقم ١٤٨٩.

 

(١٥١٣)

الكنوز الوديعة من رموز الذريعة

في ترجمة الذريعة إلى مكارم الشريعة

الذريعة إلى مكارم الشريعة في الأخلاق ، للراغب الأصفهاني أبو القاسم الحسين بن محمّـد بن الفضل ، المتوفّى سنة ٥٦٥ ، كما في أخبار البشر ، مطبوع مكرراً ذكر في الذريعة ، وكشف الظنون ، وفيه أنّه قيل إنّ حجّة الإسلام الغزالي كان يستصحب كتاب الذريعة دائماً ويستحسنه ، فإن كان وفاة الراغب في ٥٦٥ ، فلا يستقيم هذا الكلام ، حيث أن الغزالي توفّي قبل الراغب بستين سنة ، أيّ سنة ٥٠٥ ، ولعلّها الذريعة إلى أخلاق الشريعة التي منها نسخة هذا السيّد هبة الدين الشهرستاني بخطّ ابن مقاتل الجلودي سنة ٥٨٤ ، وأحتمل شيخنا في الذريعة أن تكون هذه النسخة التي بخطّ ابن مقاتل هي الذريعة للراغب.

نسخة بخطّ نستعليق كتابة القرن العاشر ، عليها ختم تاريخه ١٠٧٠ ، والنسخة كانت ناقصة الآخر فتممت سنة ١٢٨٩ ، تقع في ٣١٣ ورقة ، مقاسها ١٩ / ٩ / ٢٤ ، تسلسل ٥٥٣.

للموضوع صلة ...

 

من ذخائر الترّاث مصفاة الحياة

في الاعتصام بنور وجه الله العليّ العلاّم

تأليف

محمّد حكيم بن عبدالله عماد الدين أبو الخير

من أعلام القرن الحادي عشر

تحقيق

الشيخ عَدِي جواد ماهان النجفي

         

مقـدّمة التحقيـق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيّد المرسلين محمّد (صلى الله عليه وآله) وعلى آله الطيّبين الطاهرين.

أمّا بعد ، يتناول الحديث في المقدّمة حول المؤلِّف والمؤلَّف ، فنقول :

الأوّل : التعريف بالمؤلِّف :

أ ـ اسمه :

محمّد حكيم(١) بن عبد الله البافقي اليزدي ، كما ورد اسمه في كتب التراجم ، وفي نهاية النسخة الخطّيّة التي بأيدينا لـ «مصفاة الحياة».

قال : وأنا العبد أقلّ العالمين : أبو الخير محمّد حكيم بن عبد الله ، الشهير بعماد الدين(٢).

__________________

(١) كذا كتب المؤلِّف اسمه في آخر الكتاب ، لعلّه اسم مركّب ؛ لأنّه خال من الألف واللاّم. لذلك اقتضى التنويه.

(٢) اُنظر : الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢١ / ١٣٠ ت ٤٢٧١ ، تراجم الرجال ٣ / ٢١٨ ، معجم طبقات المتكلّمين ٤ / ١٨٨ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١١ / ٣٢٥.

  

ب ـ لقبه :

لُقِّب بـ «عماد الدين» كما هو المشهور في كتب التراجم ، وكتبه الخطّيّة ، وورد : إنّه كان يكتب اسمه في أكثر رسائله بـ «عماد بن عبد الله» فيلزم التناقض(١).

وجاء في كتاب معجم طبقات المتكلّمين : الميرزا عماد الدين ، ونظنّ أنّه هو صاحب الترجمة ؛ لقرائن منها :

١ ـ شهرته بهذا اللّقب.

٢ ـ التشابه في اختيار عناوين المؤلّفات.

٣ ـ نظم الشعر باللّغة الفارسيّة.

٤ ـ المعاصرة(٢).

ج ـ كنيته :

كنّى نفسه بأبي الخير ؛ وذلك في أغلب كتبه الخطّيّة وكذلك ذكره بهذه الكنية كلّ من ترجم له(٣).

د ـ نسبته :

عُرف المؤلّف بـ «البافقي» المنسوب إلى «بافق» قرية كبيرة من قرى مدينة يزد بإيران(٤) ، وهذه المدينة العريقة ـ القديمة ببنائها وحضارتها المعماريّة والجغرافيّة ـ أنجبت على مدى القرون والأجيال ، كثيراً من الفقهاء ، والأُدباء ، والعلماء ، منهم مترجمنا العلاّمة البافقي اليزدي قدس‌سره ،

__________________

(١) تراجم الرجال ٣ / ٢٢٠.

(٢) أي استنساخ كتبه في زمانه.

(٣) الذريعة ٢١ / ١٣٠ ت ٤٢٧١ ، تراجم الرجال ٣ / ٢١٨ ، معجم طبقات المتكلّمين ١٨٨٤ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١١ / ٣٢٥.

(٤) اُنظر : لغت نامه ـ دِهْخُدا ـ ٨ / ٤٩٢ ـ ٤٩٣.

  

وهي لا تزال قائمة وباقية وفيها آثار قديمة.

وكان المؤلّف معاصراً للدولة الصفويّة العلويّة ، وقد أهدى بعض مؤلّفاته إلى الشاه سليمان الصفوي ، الذي جلس في دست الحكم سنة (١٠٧٨ هـ) (١).

هـ ـ قالوا فيه :

كان قدس‌سره معروفاً بالورع والزهد والتقوى والإعراض عن زخارف الدنيا ، وكان ينزوي على حاله لا يكلّم النّاس إلاّ مع الضرورة ، ويعيش في غنى القناعة ، وكان قدس‌سره يجيد الخطّ ، بل كان متبحّراً في أنواع الخطوط ، ويفهم من ذلك أنّه كان يعيش بأُجرة كتابة المصحف الشريف ، ويتجنّب من الارتزاق بقبول غيرها(٢).

وكان يمتاز بالحكمة ، وتهذيب النفس ، والسير ، والسلوك ، والعرفان ، وجامعيّته في فنون العلوم.

وقال الحسيني في حقّه : عالم كبير جامع للفنون العلميّة ، والكمالات الصوريّة والمعنويّة ، مرموق المكانة بين العلماء والأفاضل ، أكثر اشتغاله بعلم الكلام والعقائد(٣).

وجاء في معجم طبقات المتكلّمين : أولع بتحصيل العلوم العقليّة والنقليّة والفنون الإسلاميّة(٤).

__________________

(١) اُنظر في ذلك : الذريعة ٥ / ٣٠٧ ت ١٤٥٢ ، لغت نامه ـ دهخدا ـ ٣٠ / ٢٥٥.

(٢) موسوعة طبقات الفقهاء ١١ / ٣٢٦ ، تراجم الرجال ٣ / ٢١٨ ـ ٢٢٠.

(٣) تراجم الرجال ٢ / ٢٥٩ ، و ٣ / ٢١٨.

(٤) معجم طبقات المتكلّمين ٤ / ١٨٨.

  

و ـ اجتهاده وحياته العلميّة :

لم يُذكر في كتب أحوال الرجال مشايخه ، والذين أخذ عنهم ، ولا الرواة عنه ، إلاّ أنّه صدّق اجتهاده جمع كثير في نيّف وثلاثين من علماء عصره ، كتبوا تصديقاتهم بخطوطهم ، حيث جُمعت شهادات أعيان عصره في حقّه ، وذلك في مجموعة نفيسة جدّاً في سنة (١٠٧١ هـ) ، وهي تدلّ على عظيم إكبارهم له وجليل مكانته في نفوسهم ، فشهدوا باجتهاده وقدرته على استنباط الأحكام الفقهيّة ، وتقدّمه في العلوم والمعارف الإسلاميّة ، ومن هؤلاء العلماء : عبد علي الخمايسي النجفي ، والمحقّق محمّد باقر السبزواري ، والفيض الكاشاني ، وفخر الدين الطريحي ، وبهاء الدين محمّد ابن علي النباطي ، وغيرهم.

أقام خمس سنوات بالنجف الأشرف مدرّساً ، وكان يدرّس كلّ يوم في تلك المدّة خمسة عشر درساً في المعقول والمنقول ، وتتلمذ عليه ـ بالإضافة إلى علماء وطلاّب الشيعة ـ اثنان من أفاضل أهل السنّة القاطنين آنذاك بالنجف الأشرف هما : ملاّ حسن الدياربكري ابن ملاّ شريف ، والآخر ملاّ محمّد الجلبي الإسلامبولي الشهير بطاشجي زاده(١).

ز ـ شعره وأدبه :

كان قدس‌سره ـ مع عظيم مكانته العلميّة في العلوم المنقولة والمعقولة ـ أديباً كبيراً ، وشاعراً مبدعاً باللّغتين العربيّة والفارسيّة ، ونظمه بالفارسي أكثر من نظمه بالعربي ، وأكثر شعره في شرح عقيدة أو فكرة فلسفيّة كلاميّة ، وقد نشر شعره ونثره في أغلب مؤلّفاته العقائديّة وغيرها.

__________________

(١) اُنظر : طبقات أعلام الشيعة ٥ / ١٨٩ ، تراجم الرجال ٣ / ٢١٨ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١١ / ٣٢٥.

  

وإليك نموذجاً من شعره :

قال ـ في ابتداء كتابه مصفاة الحياة أبيات منظومة بالعربي ـ :

بدأ باسم الأعظم نطق الحكيم

قال بسم الله الرحمن الرحيم

حامداً لله فاطر ما سواه

الذي منه الهدى فهو الإله

واجب بالذات موجود قديم

نور عين النور معبود حكيم

ليست الأشياء إلاّ من لديه

كلّها لا ترجع إلاّ إليه

بعدها صلّي على خير الأنام

أحمد المختار والآل الكرام(١)

وجاء في ابتداء كتابه چشمه خورشيد باللّغة الفارسيّة ، في أُصول الدين :

چشمه خورشيد سپهر عليم

نور فزاى دل أهل نعيم(٢)

وقال في مقدّمة كتابه بحر الحياة في أُصول الدين :

دُرّ بحرِ علمِ اعلاى عليم

گنج عدل حكم اقواى حكيم

وقال في نهاية الكتاب :

سررشته نظام تمام است اين كلام

سرچشمه قوام انام است اين مقام(٣)

وقد تضمّن كتابه مصفاة الحياة بعض الأبيات باللغة الفارسيّة منها :

از مقولاتست جوهر يك مثال

نُه عرض گويند در باب اين مقال

__________________

(١) الذريعة ٢١ / ١٣٠ ت ٤٢٧١ ، وفيه البيتان الأوّلان فقط.

(٢) الذريعة ٥ / ٣٠٧ ت ١٤٥٢.

(٣) الذريعة ٢٦ / ٢٩٤ ت ١٤٧٤.

  

كم وكيف است واضافه ، وضع اين

چون متى ملك است وفعل وانفعال

وقال في مكان آخر :

تا ز مطلوب مقولاتم مثالى نقشى بست

چون سواد بيت زلفش در بياض دل نشست

دل نقاب زلف معشوقش بود عمر دراز

ميكند فيروش از امروز مى افتد بدست

وفي صفحة أُخرى من الكتاب :

گرچه در خاطر نباشد عاقلان را غير دوست

در تصوّر هرچه مى گُنجد همه مخلوق اوست

وقال ـ في حاشية النسخة الخطّيّة لمصفاة الحياة الأشكال الأربعة ـ :

حمل اوسط بر اصغر ووضعش

بهر اكبر شمار شكل يكم

حمل بر هر دو است شكل دوّم

وضع از بهر هر دو شكل سوّم

چون شود حمل ووضع او ترتيب

عكس اول معين ميشود چهارم

وفي صفحة أُخرى من الكتاب المذكور :

بود بسرّ مقامات خود در اين عالم

جنين وطفل وصبي شاب وكهل وشيخ آدم

وغيرها الكثير من شعره المنتشر في مؤلّفاته الخطّيّة ، تجده مملوءاً

 

بالحكمة والفلسفة والعرفان ، وكذلك يجد القارئ ، نثره يمتاز بالسجع والصناعات اللّفظيّة.

ج ـ مؤلّفاته :

خلّف المؤلّف قدس‌سره الكثير من المؤلّفات والرسائل والتعليقات ، شملت مختلف العلوم الإسلاميّة ، من الفقه ، والحديث ، والتفسير ، والأُصول ، وعلم الكلام تركها آثاراً تهتدي بها الأجيال والأُمم ، إلاّ أنّه ممّا يؤسف له أنّ أغلب تراثه الفكري مهمل ، ومخفيٌّ في رفوف المكتبات العامّة ، وقسم من المخطوطات لم تطبع لكي يستفاد منها ويعمّ خيرها ، ونعم ما قال أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : «العلماء باقون ما بقي الدَّهر ، أعيانُهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة»(١) باقون بآثارهم ، وما سطّرته أقلامهم ، وما جادت قريحتهم من الشعر والحكمة ، والمواقف البطوليّة ، فالجدير بأهل الهمم العالية أن يظهروها ويحقّقها أهل الفنّ والمعرفة وإبرازها للوجود.

وفي ما يلي سرد بأسماء مصنّفاته ، وأغلبها عقائديّة في علم الكلام ، وباللغتين العربيّة والفارسيّة ، التي عثرنا عليها مع توضيح لكلّ منها :

١ ـ درّ بحر الحياة ، بالفارسيّة ، وهو من أُصول الدين ، وله اسم آخر : درّ بحر محيط وتمّت الرسالة في صفر سنة (١٠٨١ هـ) (٢).

٢ ـ چشمه خورشيد : در نور علم توحيد ، الذي أهداه إلى الشاه

__________________

(١) نهج البلاغة : ٤٩٦ / ١٤٧.

(٢) الذريعة ٢٦ / ٢٩٤ ت ١٤٧٤ ، تراجم الرجال ٣ / ٢٢٠ ، معجم طبقات المتكلّمين ١٨٩٤ ، معجم التراث الكلامي ٣ / ٢٤٥.

  

سليمان الصفوي ، وأتمّه في رجب سنة (١٠٨١ هـ) (١).

٣ ـ مصباح صباح : قال صاحب الذريعة : هو المذكور في حرف الميم!! ولكن لم نعثر على ما ذكره ، وقال : هذه الثلاثة أي : بحر الحياة ، وعين الشمس ، ومصباح الصباح بخطّ الناسخ محمّد حسين بن محمّد شريف السبزواري ، في مجلّد واحد ، وأتمّها في سنة (١٠٨٢ هـ) (٢).

٤ ـ پنجه آفتاب عالم تاب : بالفارسيّة ، يشتمل على خمس مسائل هي : معرفة كُنه الأشياء ، حدوث العالم ، الجبر والاختيار ، حسن وقبح الأشياء ، وحدة الوجود ، خاتمة في بيان أسرار الخلق(٣).

٥ ـ بيضة البيضاء : بالفارسيّة ، في أُصول الدين ، مع بحث فلسفي في مسائل ، كالحدوث والقدم ، والحسن والقبح ، والجبر والاختيار ، وأمثالها بطريقة مختصرة جدّاً(٤).

٦ ـ تحفة الوجيزة في أُصول الدين : ويعرف بـ : تحفة الأُصول ، أتمّها في شهر شعبان سنة (١٠٩١ هـ) (٥).

٧ ـ عين الحياة في بيان آداب حقّ معرفة المعبود : بالفارسيّة ، فرغ

__________________

(١) الذريعة ٥ / ٣٠٧ ت ١٤٥٢ ، و ٢٦ / ٢٩٤ ت ١٤٧٤ ، معجم طبقات المتكلّمين ٤ / ١٨٩.

(٢) الذريعة ٢٦ / ٢٩٤ ت ١٤٧٤.

(٣) تراجم الرجال ٣ / ٢٢٠ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١١ / ٣٢٦ ، معجم طبقات المتكلّمين ٤ / ١٨٩.

(٤) تراجم الرجال ٣ / ٢٢٠ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١١ / ٣٢٦ ، معجم طبقات المتكلّمين ٤ / ١٨٩.

(٥) تراجم الرجال ٣ / ٢٢٠ ، نشريّة مكتبة جامعة طهران ٤ / ٤٤٦/٦٠ ، معجم طبقات المتكلّمين ٤ / ١٨٩ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١١ / ٣٢٦ ، معجم التراث الكلامي ٢ / ١٩٩.

  

من تأليفه في شهر ذي الحجّة (١٠٨٥ هـ) (١).

٨ ـ تحفة الوشائح في بدائع السنائح أو السفائح : بالفارسيّة ، في علم الكلام ، وهو حاشية في التحفة الوجيزة(٢).

٩ ـ لوامع اللوائح : في علم الكلام ، وهو حاشية في التحفة المذكورة أيضاً وقد قال عنها المؤلّف : فهذه ؛ تحفة الوشائح من حواشي الوجيزة في علم الكلام التي أجملت متناً من لوامع اللوائح(٣).

١٠ ـ عين الحكمة : وهي أوّل رسائله ، وموضوعها الفلسفة(٤).

١١ ـ إثبات الواجب : بالفارسيّة ، وموضوعه العقائد(٥).

١٢ ـ قانون العصمة : في المنطق(٦).

١٣ ـ چشمه خضر(٧).

١٤ ـ حلّ أحاديث : بالفارسيّة ، في شرح بعض أحاديث المذهب

__________________

(١) نشريّة مكتبة جامعة طهران ٤ / ٤٤٦/٦٠ ، تراجم الرجال ٣ / ٢٢١.

(٢) نشريّة مكتبة جامعة طهران ٣ / ٥٦١ ـ ٥٦٢ ، تراجم الرجال ٢ / ٢٥٩ ت ١٣٨٤ ، معجم التراث الكلامي ٢ / ١٩٩ ، نشريّة جامعة طهران ٤ / ٤٤٦.

(٣) المصدر السابق.

(٤) تراجم الرجال ٣ / ٢٢٠ ، معجم طبقات المتكلّمين ٤ / ١٨٩ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١١ / ٣٢٦.

(٥) تراجم الرجال ٣ / ٢٢٠ ، معجم طبقات المتكلّمين ٤ / ١٨٩ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١١ / ٣٢٦.

(٦) تراجم الرجال ٣ / ٢٢٠ ، معجم طبقات المتكلّمين ٤ / ١٨٩ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١١ / ٣٢٦.

(٧) نشريّة مكتبة جامعة طهران ٤ / ٤٤٦ ت ٦٠ ، تراجم الرجال ٣ / ٢٢١ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١١ / ٣٢٦.

  

الشيعي(١).

١٥ ـ قبّة بيضاء : بالفارسيّة ، في علم الكلام(٢).

١٦ ـ معلّمه ميزان : بالفارسيّة ، في علم المنطق(٣).

١٧ ـ مصفاة الحياة : بالعربيّة في الاعتصام بنور وجه الله العلي العلاّم ، وهو هذا الكتاب ، ويأتي الكلام حوله ، وقد فرغ من تأليفه ، شهر رمضان ، سنة (١٠٦٧ هـ) (٤).

ط ـ مولده ووفاته :

لم نظفر في كتب أحوال الرجال ، على تاريخ ومحلّ ولادته ، ولا كيفيّة نشوئه ، ولم نظفر بتاريخ وفاته ومدفنه ، ولكن الظنّ الغالب أنّه ولد في «بافق» من قرى ، مدينة يزد ، بإيران ، وكان حيّاً بعد (١٠٧١ هـ) أو بعد (١٠٩١ هـ) (٥) ، وقد هاجر منها ، وأقام في النجف الأشرف بجوار سيّد الأوصياء أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه محصّلاً ومدرّساً خمس سنوات ، ثمّ خرج من النجف الأشرف ؛ بسبب بعض الأشرار ، وقصد زيارة الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام في مشهد خراسان بإيران(٦) ، وبدأ نشاطه العلمي هناك من الدرس والتصنيف ،

__________________

(١) نشريّة مكتبة جامعة طهران ٤ / ٤٤٦ ت ٦٠ ، تراجم الرجال ٣ / ٢٢١ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١١ / ٣٢٦.

(٢) تراجم الرجال ٣ / ٢٢٠.

(٣) تراجم الرجال ٣ / ٢٢٠.

(٤) الذريعة ٢١ / ١٣٠ ت ٤٢٧١ ، تراجم الرجال ٣ / ٢٢٠ ، معجم طبقات المتكلّمين ١٨٨٤ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١١ / ٣٢٦.

(٥) اُنظر : تراجم الرجال ٣ / ٢١٨ ، معجم طبقات المتكلّمين ٤ / ١٨٨.

(٦) الذريعة ٥ / ٣٠٧ ت ١٤٥٢.

  

وأهدى بعض كتبه إلى سلاطين عصره ، وعلى الأرجح توفّي ودفن فيها.

الثاني : التعريف بالمؤلَّف :

ي ـ اسم الكتاب :

جاء في جميع النسخ الخطّيّة التي بأيدينا اسم الكتاب بـ : مصفاة الحياة في الاعتصام بنور وجه الله العليّ العلاّم ، وفي بعض كتب التراجم باسم : مصفاة الحياة في أُصول الدين(١).

وبأيدينا ثلاث نسخ خطّيّة لـ : مصفاة الحياة ، ولكن لا نعلم أيّ النسخ منها التي رآها العلاّمة أقا بزرگ الطهراني قدس‌سره في مكتبة السيّد محسن بن الحسين القزويني بالحلّة ، سنة (١٣٥٦ هـ) (٢).

ك : موضوعه :

يتناول الكتاب في بحوثه أُصول العقيدة وأركانها ، والعلم المتكفّل لمثل هذه البحوث هو : علم الكلام.

فما هو تعريف علم الكلام؟

علم الكلام : هو علم يُبحث فيه عن ذات الله تعالى وصفاته وأفعاله ، وأحوال الممكنات ، من حيث المبدأ والمعاد(٣).

وأمّا المسائل الخارجة عن هذا الإطار فهي مسائل فلسفيّة ، أو علميّة ، لاتمّت إلى الكلام بصلة ، فمثلاً : البحث عن الوجود ، والماهيّة ، والعلّة ، والمعلول ، مباحث فلسفيّة ، يعتمد عليها المتكلّم في بحوثه ، كما يعتمد

__________________

(١) اُنظر : موسوعة طبقات الفقهاء ١١ : ٣٢٦ ، معجم طبقات المتكلّمين ٤ : ١٨٩.

(٢) اُنظر : الذريعة ٢١ / ١٣٠ ت ٤٢٧١ ، طبقات أعلام الشيعة ٥ / ١٨٩.

(٣) إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ١٥ ، شرح العبارات المصطلحة : ٢٣٧.

  

عليها غيره ، ونظيره البحث عن العوالم الطبيعيّة ، والفلكيّة ، وما يمتّ إليها بصلة مباحث علميّة لا كلاميّة(١).

ويطلق على هذا العلم : علم أُصول الدّين ، كما يسمّى أيضاً بـ : علم التوحيد ، أو : علم التوحيد والصفات ، أو : الفقه الأكبر ، أو : علم النظر والاستدلال(٢). ومنذ أقدم العصور والأزمنة وإلى اليوم يسأل الإنسان نفسه ، بين الحين والآخر ، من أين أتى؟! ولماذا أتى؟! وإلى أين يذهب؟! وهذه الأسئلة وغيرها يتكفّل علم الكلام ، بالجواب عنها ، أو علم أُصول الدين ، ولذا تميّز هذا العلم بوجوبه العيني ، على كلّ مسلم ومسلمة ، بل على كلّ عاقل يتمتّع بنعمة العقل ، وسلامة القلب ، بأن يستدلّ بصحّة عقيدته ، ومنهاجه في الحياة ، وقد قال الله تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (٣).

ل ـ أسلوبه ومنهجه :

يتناول الكتاب أدلّة عقليّة ومنطقيّة وفلسفيّة ، خصوصاً في بحث التوحيد الإلهي ، وصفاته الكماليّة والجلاليّة ، بأدلّة نقليّة وعقليّة لبحث الإمامة والمعاد ، وتناول أبحاث أُخرى في ضمن الكتاب ، فهو مرتّب على مقدّمة ، وخمسة أُصول ، وهداية في ختم الكلام.

م ـ أهمّيّته ومكانته العلميّة :

للكتاب مادّة علميّة رصينة لا تخرج عن المتعارف ، وأدلّته الاستدلاليّة تفي بالغرض ، فهو يُعدّ من التراث الكلامي الإمامي ، وفيه شيء من

__________________

(١) اُنظر : مقدّمة الشيخ السبحاني ، في معجم التراث الكلامي ١ / ٥.

(٢) كشاف اصطلاحات العلوم ١ / ٣٠ ، شرح المصطلحات الكلاميّة : المقدّمة.

(٣) سورة فصلت ٤١ / ٥٣.

  

الغموض في المتن ، وقد وضّحها المصنّف في الحاشية ، وقد أثبتناها بعد المتن ؛ ولذا تبنّينا إحياءه ، وتحقيقه لهذا الغرض ، ويصلح أن يكون مقدّمة لرسالة عمليّة للأحكام ، كما هو متداول ومتعارف سابقاً وحاليّاً ، أو يكون منهج دراسي للمبتدئين ولا يستغني عنه الذين أنهوا دراستهم.

ن ـ نسخ الكتاب :

للكتاب ثلاث نسخ خطّيّة ـ كما أسلفنا ـ وهي كما يلي :

١ ـ النسخة الأُولى :

وهي المعتمدة للكتاب ، وقد جعلناها هي المتن ورمزنا لها بالحرف «ك» إشارة إلى مؤسّسة الإمام كاشف الغطاء قدس‌سره العامّة في النجف الأشرف ، بالعراق ، وتقع في (١١٨) صفحة ، وكلّ صفحة تسعة أسطر ، وهي بخطّ المؤلّف ؛ لقرائن حاليّة :

الأوّل : بدون ذكر اسم الناسخ.

الثاني : إنّ المؤلّف كان يجيد أنواع الخطّ العربي ، كما أسلفنا عن حياته قدس‌سره.

الثالث : خالية من الأغلاط والسقط ، إلاّ نادراً ، وفيها إضافة للتوضيح.

الرابع : وجودها في النجف الأشرف ، صرّح المصنّف في آخر الكتاب : قد فرغت من تأليفه وتحريره ... في حضرة سيّد الوصيّين ، وإمام المتّقين ، أمير المؤمنين الخ ...(١).

٢ ـ النسخة الثانية :

وهي الموجودة في المكتبة العامّة ـ قسم المخطوطات ـ لآية الله

__________________

(١) لاحظ آخر صفحة من هذه الرسالة.

  

العظمى المرعشي النجفي قدس‌سره في قمّ المقدّسة ، ضمن مجموعة (٣ / ١١٦٤٧) رقم الرسالة (٥١٤) وتقع صفحاتها من (١٤١ إلى ١٥٦) ، وكلّ صفحة (٢٦) سطر ، وعدد أوراقها (١٦) ورقة ، وفيها حاشية من المؤلّف عبّر عنها الناسخ كلمة (منه) ، وكانت كثيرة الأغلاط والسقط ، ورمزنا لها بالحرف «م».

٣ ـ النسخة الثالثة :

الموجودة في مركز إحياء التراث الإسلامي قمّ المقدّسة ، بخطّ الناسخ عبد الله بن محمّد بن قاسم بن جمال ، وتقع صفحاتها (٤٧) وكلّ صفحة (٢٢) سطر ، ولها حاشية من المؤلّف ، وكانت كثيرة الأغلاط جدّاً ، وفيها سقط كثير ، ورمزنا لها بالحرف «ث».

س ـ منهجنا في التحقيق :

بحمد الله والمنّة تمكّنّا ـ بقدر الاستطاعة ـ إحياء هذا التراث العقائدي الكلامي الشيعي بالأعمال التالية :

١ ـ استنساخ بعض الكتب الخطّيّة المذكورة ، من أوّلها إلى آخرها ، ومن ثمّ قمنا بمقابلتها مع النسخ الخطّيّة الثلاثة.

٢ ـ شرح وتوضيح الألفاظ الغامضة ، التي تحتاج إلى ذلك ، من اللّغة وغيرها.

٣ ـ حذفنا الكثير من الحواشي الموجودة في المخطوطات التي بين أيدينا ؛ باعتبارها غير منسوبة للمؤلّف ، ولايُعرف من الذي كتبها؟ فضلا عن وجود تناقض كبير فيما بينها ، والنسخة المعتمدة المرموز لها بحرف «ك» ـ واحتمالا بخطّ المؤلّف ـ خالية من الحواشي.

 

وسنسعى بعونه تعالى ـ بعد أن نتأكّد منها جيّداً ـ بإثباتها عند طباعة الكتاب بشكل مستقلّ.

٤ ـ استخراج الآيات والأحاديث والأقوال من كتب الفريقين.

٥ ـ كتابة ترجمة للمؤلِّف ، وتعريف بالمؤلَّف.

وأتقدّم بالشكر الجزيل لكلّ من ساهم في إخراج هذه الرسالة للوجود ، وأخصّ منهم إدارة مجلّة تراثنا ، ومن أتحفنا بالملاحظات التحقيقيّة من الإخوة الأعزّاء في المؤسّسة المباركة لآل البيت عليهم‌السلام ، كثّر الله من أمثالهم ، وأجزل لهم الثواب في الآخرة إنّه مجيب الدعاء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ، والله من وراء القصد.

عَدِي جواد الماهاني النجفي

الاثنين ٦ / ١١ / ١٤٢٧ هـ

 

 

 

 

 

 

 

بِسْم الله الرّحمن الرّحيم

بدأ باسم(١) الأعظم نطق الحكيم

قال بسم الله(٢) الرحمن الرحيم

حامداً لله فاطر ما سواه

الّذي منه الهُدَى فَهو الاله

واجبٌ بالذات مَوجودٌ قَديم

نُوُر عَيْنِ النور مَعْبُود حكيم

ليست الأشياء إلاّ مِنْ لَديه

كُلُّها لا ترجع(٣) إلاّ إلَيْه

بعدها صلّى على خير الأنام

أحمد المختار(٤) والآل الكرام(٥)

أمّا(٦) بعد ، فهذه خلاصة من الكلام(٧) ، خاصّة بأُصول الدّين وأركان الإسلام ، مُجابة إطاعة لمطاع من أهل الكرام ، مُطاعَةٌ إجابَةٌ لانتفاع الخاصّ والعامّ ، واجبةٌ مطالعة لمعرفة ما فيها على أهل التمييز من الأنام ، مسمّاة بـ : مصفاة الحياة في الاعتصام بنور وجه الله العليّ العلاّم ، مرتّبة على مقدّمة وخمسة ، أُصول وهداية في ختم الكلام.

__________________

(١) أي باسم الله الأعظم (منه قدس‌سره).

(٢) لفظ الجلالة ساقط من نسخة «ث».

(٣) في نسخة «ك» : الاّ ترجع ؛ وما أثبتناه من «م» و «ث».

(٤) في نسخة «م» : القرشي.

(٥) هذا المنظوم من بحر الرمل المسدّس المقصور أصله فاعلاتٌ ، ويمكن ان يتلفّظ به موزوناً على وجوه تحريك وحذفه وسكون الثالث وتشديد الرابع وحذف للتنوين. كما يشهد به الطبع السليم الموزون فيقال : فَاعِلاتٌ ، فاعلاتٌ ، فاعلاتٌ ، وهنا وقع التحريك في الأوّل في الأوّل. والتشديد في الثاني في الثاني. (منه قدس‌سره).

(٦) لم ترد في نسخة «م».

(٧) بعد الابتداء بالاسم الأعظم والحمد والتوصيف بالتوحيد والعدل والإعادة أتى بالنعت والمدح المنبّئتين عن النبوّة والإمامة ؛ لحصول البراعة الكاملة (منه قدس‌سره).

  

(المقدّمة) :

في تعريف الكلام وما يشتمل عليه بالتمام ، وتحقيق الموجود على الوَجْه التّامّ.

الكلام :

علم بأحوال الموجود(١) الأعلى للفوز بالسعادات القُصْوى وهو مشتمل على ثلاثة أُمور جامعة الفضائل(٢) (هي الموضوع والمبادئ والمسائل) (٣).

فموضوعه : الموجود من حيث هو ، ومبادئه التصديقيّة : هي المقدّمات القياسيّة ، والتصوّريّة(٤) : هي الحدود المستعملة للموضوع وجزئيّاته وأعراضه الذاتية : ومسائله : هي المطالب العليّا والمقاصد القُصْوى(٥) من إثبات الواجب تعالى(٦) ، وصفاته الكماليّة ، والجلاليّة ، والعدل ، والنبوّة ، والإمامة ، والإعادة ، ويتكلّم عن سائر العلوم المتكلّم في الكلام ؛ لأنّه مبدأ لها بالتمام ؛ ولذا سمّي بالكلام(٧).

__________________

(١) في «ث» : الموجودات.

(٢) في «ث» : جامعة للفضائل.

(٣) ما بين القوسين ساقط من «ث».

(٤) في «م» : والتصوّرات.

(٥) القصد في اللّغة : استقامة الطريق ، قصد يقْصِدُ قصداً ، فهو قاصد.

والقصا : قصا عنه قَصْواً وقُصُوّاً وقصَاً وقصاء وقصِيَ : بَعُدَ ، وقصا المكان يَقْصُو قُصُوّاً : بَعُدَ.

قال ابن منظور : «أي وعلى الله تبيين الطريق المستقيم والدعاء إليه بالحجج والبراهين الواضحة ، للغاية البعيدة».

اُنظر : مادّة «قَصَدْ» و «قصا» في : لسان العرب ٣ / ٣٥٣ ، و ١٥ / ١٨٣.

(٦) لم ترد في «ث».

(٧) اختلفت كلمات أعلام المتكلّمين في وجه تسمية علم الكلام ، اُنظر : نهاية المرام في

  

فإنّ موضوعه الذي يبحث فيه(١) عن عوارضه الذاتية : هو الموجود المطلق ، وموضوع ما سواه من العلوم : هو الموجود المقيّد المحقّق ، فهو الحكمة في الحقيقة ؛ لأنّ الحكمة : علم بأحوال أُصول الموجودات على ما هي عليه بقدر القدرة(٢) ؛ والأُصول ثمانية تثبت فيه(٣) وهي : الواجب ، والعقل ، والنّفس ، والهيولي ، والصورة ، والجسم ، والعرض ، والمادّة.

التحقيق :

إنّ العقل يحكم بديهة بالتناقض بين العدم والوجود ، وليس المتحقّق في الواقع إلاّ الوجود وإلاّ يلزم وجود(٤) اللاّموجود ، فلا يعقل واسطة في الواقع بين المعدوم والموجود ، فالموجود(٥) في الحقيقة إنّما هو الوجود ، وتتحقّق الموجودات بحسب المقامات ، وتتحصّل الكائنات بالتشكيكات ، فالحقّ الموجود(٦) الحقيقي ـ الذي هو نور عين الوجود ـ في المقام الأعلى أشدّ أزيد(٧) ، أوّل أوّليّ ، ومنه تتحصّل الموجودات(٨) ، وتتكوّن

__________________

علم الكلام ١/٨ ـ ٩ ، شرح المقاصد ١/١٦٤ ، شرح العقائد النسفيّة : ١٥ ، علم الكلام ومدارسه : ٥٣ ، معجم طبقات المتكلّمين ١/٨ ـ ١١ ، مقدّمة العلاّمة السبحاني.

(١) لم ترد في «م».

(٢) وقيل الموضوع : هو الموجود بما هو موجود ، ويمتاز عن الإلهي باعتبار ، وهو أنّ البحث هاهنا على قانون الإسلام ، فعندئذ يتّحد موضوع علم الكلام مع موضوع الفلسفة ، وغاية أن يقال في الفرق : هو أنّ البحث في علم الكلام على نهج قانون الإسلام ، بمعنى أنّ المتكلّم ملتزم بأن لا يخرج بنتيجة يخالف فيها الإسلام ، ولكن الفيلسوف غير ملتزم بذلك.

اُنظر : المواقف ١ / ٧ ، معجم طبقات المتكلّمين ١ / ١٥.

(٣) في «م» : تثبت في علم الكلام وهي ، وفي «ث» : أي في علم الكلام.

(٤) في «م» : وقوع.

(٥) في «ث» : والموجود والموجود ، وما أثبتناه من : «م» و «ك».

(٦) في «م» : انّ الموجود.

(٧) في «م» : أقدم أزيد.

(٨) أي المجرّدات (منه قدس‌سره).

  

المكوّنات(١) نسبة بالنسبة ، ورتبة بالرتبة(٢) بعلمه وقدرته ومشيّته وإرادته وإيجاده(٣) ، كما تحصّل منه نور الشمس أقوى في مراتب التشكيك ، وأعلى في مقام انتفاء الشريك فتحصّل منه نور جمال الأقمار بلا نقاب ، ومنه نور وجه الأراضي والأشجار بلا حجاب ، ومنه نور جبين الأبنية والجدران مع الحجار ، وهكذا إلى انّه انتهى إلى الظُّلَم ـ التي هي عالم عدم الأنوار ـ في الحجاب ، فظهر وجود ذلك الموجود لكلّ ما هو قابل للوجود ، ووضح صنائع إيجاد المعبود لكلّ من له فطرة من المولود ، كما قال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «كلّ مولود ...» إلى آخره(٤).

فعُلم أنّ أصل معرفة الموجود الحقيقي ـ الواجب الوجود المستجمع لصفات الكمال والجلال ـ فطريٌّ بقدر القابليّة والحال(٥) ، لكنّه لمّا كان

__________________

(١) أي المادّيّات (منه قدس‌سره).

(٢) في «م» : رسم بالرسم.

(٣) عطف تفسير لمجموع الأربعة (منه قدس‌سره).

(٤) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «كلّ مولود يولد على الفطرة حتّى يكون أبواه يهوّدانه ، وينصّرانه ، ويمجّسانه» ، قال العلاّمة مَيثم البحراني رحمه‌الله : وإنّما أبواه هما اللّذان يهوّدانه ، وينصّرانه ، إذ كانت نفسه قبل الجواذب الخارجية عن القبلة الحقيقية غير مدنّسة بشيء من الاعتقادات الفاسدة والهيئات الرديئة. مصباح السالكين في شرح نهج البلاغة ١ / ٢٤٤.

وورد الحديث بألفاظ وأسانيد مختلفة في مصادر الفريقين ، منها : الكافي ٢ / ١٠ ح ٤ ، التوحيد للصدوق : ٣٣٠ ح ٩ ، مختصر بصائر الدرجات : ٣٩٩ ح ٤٥٦ ، غوالي اللآلئ ـ لابن أبي جمهور ـ ١ / ٣٥ ح ١٨ ، حقائق الإيمان للعاملي : ١٦٩ ، صحيح البخاري ٢ / ١٢٥ ، صحيح مسلم٤ / ٢٠٤٧ ح ٢٦٥٨ ، الموطّأ ١ / ٢٤١ ح ٥٢ ، سنن أبي داود ٤ / ٢٢٩ ح ٤٧١٤ ، مسند أحمد ٢ / ٢٣٣ و ٢٧٥ و ٣٩٣ ، مجمع الزوائد ٧ / ٢١٨ ، والمغني ـ لابن قدامة ـ ٤٦٤١٠ ، تفسير القرطبي ٥ / ٣٩٥.

(٥) لم ترد في «م».

  

مستوراً في سرادقات القساوات(١) ، المخرجة من الفطرة الأصليّة للاشتغال بغير المعقولات ، فينبغي بيانه(٢) بالتنبيهات.

(لطيفة :

كلّ ما يقال من معتقدات الحقيقيّات في هذا الكتاب بيان لما حضر عند القابل الأقلّ في الأقوال على سبيل الآداب ، وما ظهر على السائل الأذلّ في الأفعال في جميع الأنواع بالقياس إلى غيره من ذوي العقول والآداب وبالنظر إلى خيره من أولي الأُصول والألباب ، بقدر عقله المستنجر المستفيد في معتقدات الاحتمالات ، بقطعه الأسباب من إفادات الأسانيد المفيدة للّبِّ واللّباب وإقاضات(٣) السنّة والكتاب المحيطه بالآداب) (٤).

تذكرة :

قد وجب على كلّ مدرك عاقل مميّز بحكم حقيقته : بتحقّق آدميّته وحقّ نعمة وجوده ، بجود منعمه ، وخالقيّته ، أن يعلم :

أوّلاً : مجملاً إنّ الله تبارك(٥) وتعالى وتقدّس : موجودٌ ، واجبٌ ،

__________________

(١) سرادقات : جمع سردق ، أيّ ما أَحاط بالبناء ، والسُّرادقُ : كلّ ما أَحاطَ بشيء نحو الشُّقَّة في المضرب أو حائط المشتمل على الشيء.

والقساوات : جمع القُسُّ ، وقَسَّ يَقُسُّو قَسّاً : أيّ تتبّع الشيء وطَلَبه.

اُنظر : لسان العرب ١٠ / ١٥٧ و ٦ / ١٧٣ ، الصحاح ٣ / ٩٦٣ ، مادّة «سردق» ومادّة «قسس» ، معاني القرآن للزجّاج ٣ / ٢٨٢.

(٢) في نسخة «م» : بيانها.

(٣) الإقاضات ـ وانقْاضَت فهي مُنقاضةٌ : تصدَّعت وتشقّقت ولم تَغلَّقْ ، وقاضها الفْرخُ قيضاً : شقها ، وتَقَيَّضَتِ البيضةُ تَقَيُّضاً إذا انكسرت فصارت فِلَقاً. اُنظر : لسان العرب ٧ / ٢٢٤ ، الصحاح للجوهري ٣ / ١١٠٣ ، مادّة «قيض».

(٤) ما بين القوسين لم ترد في «م» ، ولا في «ث» إلاّ في هذه النسخة «ك».

(٥) لم ترد في «ث» و «ك».

  

كاملٌ غنيٌّ(١) ، كان أحداً واحداً فرداً قديماً(٢) ، باقياً قادراً(٣) ، عليماً(٤) ، مدركاً(٥) ، متكلّماً(٦) ، مريداً صادقاً ، أكبر من أن يوصف وأعظم من أن يُعرِّف ، (الله لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (٧) ، وليس جسماً(٨) وجوهراً(٩)

__________________

(١) الغنيّ : هو الحيّ الذي لا تجوز عليه الحاجة ، أو هو الحيّ الذي ليس بمحتاج ، التوحيد للماتريدي : ٥٩٣ ، تمهيد الأُصول للطوسي : ٧٩ ، علم اليقين في أُصول الدين : ١٠١.

(٢) القديم : هو الذي لا حدّ لوجوده ولا آخر لدوامه ، أو هو ما لا أوّل لوجوده ، اُنظر : نهاية الإقدام في علم الكلام : ٢٠٨ ، الحدود والحقائق للمرتضى : ١٦٩ ، الحدود والحقائق للبريديّ : ٢٢٨ ، قواعد المرام في علم الكلام : ٤١ ، أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٥١ ، نهج المسترشدين في أُصول الدين : ٣٣.

(٣) قدرته تعالى : هي إيجاد ، أو إعدام ، لاحظ : المعتمد في أُصول الدين : ٢٨٠ ، غاية المرام في علم الكلام : ٦٣ ، علم اليقين في أُصول الدين ١ / ٦٩ ، الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرّشاد : ٣٧.

(٤) علم الله تعالى : هو علم قديم ، ليس بضروريّ ، ولا مكتسب ، ولا واقع عن حسّ ، ولا عن فكر ونظر ، وهو مع ذلك محيط بجميع المعلومات على التفصيل. أُصول الدين للبغدادي : ١٨ ، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ١٩٥ ، مطلع الاعتقاد في معرفة المبدأ والمعاد : ٥.

(٥) ادراكه تعالى : هو علمه تعالى بالمدركات. النّافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ١٦ ، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ٢٠٦.

(٦) كلام الله تعالى : هو الحروف والأصوات المركّبة تركيباً مفهماً ليس من جنس الأصوات والحروف ، بل هو معنى قائم بذاته ، أي إنّه يوجد الكلام في جسم من الأجسام ، ويسمّى الكلام النفسي ، وهو مدلول الكلام اللّفظي المركّب من الحروف وهو قديم. اُنظر : شرح تجريد العقائد : ٣١٦ ، النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ١٦ و ١٧.

(٧) سورة البقرة ٢ / ٢٥٥ ، سورة آل عمران ٣ / ٢.

(٨) الجسم : هو أن يكون طويلاً ، عريضاً ، عميقاً ، وأقلّ الجسم إنّما يحصل من ثمانية أجزاء. اُنظر : الأربعين في أُصول الدين : ٤ ، الحدود والحقائق للمرتضى : ١٥٦.

(٩) الجوهر : هو الحجم الذي ليس له من الأبعاد الثلاثة ، أو الذي يشغل فراغاً ، أو الجزء الذي لا يتجزّأ. الحدود والحقائق للمرتضى : ١٥٦.

  

وعرضاً(١) ومتحيّزاً(٢) وفي جهة ومرئيّاً(٣) وحالاًّ ومحلاًّ(٤) ومتّحداً(٥) ومتألّماً(٦) وذا ضدٍّ وندٍّ(٧) وذا سنة ونوم (لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ

__________________

(١) العرض: هو الحالّ في الجسم ، ولا وجود بدونه ، أو موجود تابع لموجود آخر في التّحيّز. النافع يوم الحشر ، شرح الباب الحادي عشر: ١٩ ، شرح تجريد العقائد: ١٥.

(٢) المتحيّز : هو الحاصل في مكان يشار إليه إشارة حسّيّة بأنّه هنا أو هناك لذاته ، أو الحاصل في الحيّز وهو الجسم. نهج المسترشدين في أُصول الدين : ١٩ ، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ٢٦ و ٢٢٦.

(٣) المرئيّ : هو متحيّز أو هيئة متحيّز ، أي أنّه تعالى يستحيل أنْ يُرى. اُنظر : رأي الفلاسفة والمعتزلة في : شرح الأُصول الخمسة : ٢٣٢ ، بحر الكلام : ١٣٧ ، نهاية الإقدام في علم الكلام : ٣٥٦ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٢٧٢ ، واُنظر رأي الإمامية في : أوائل المقالات : ٥٧ رقم ٢٥ ، شرح جمل العلم والعمل : ٧٦ ، تجريد الاعتقاد : ١٩٤ ، المنقذ من التقليد ١ / ١١٤ ـ ١٣٠.

(٤) الحالّ : هو أنّ الشيئين إذا اختصّ أحدهما بالآخر فقد يكون بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر ، ويكون الآخر غنيّاً في وجوده عن الأوّل. ويسمّى المحتاج : حالاًّ ، والغنيّ : محلاًّ.

وللعلاّمة الحلّي تعريف آخر وهو : أنّ الله لا يحلّ في غيره أو هو صيرورة شيئين شيئاً واحداً. اُنظر نهج الحقّ : ٥٨ ـ ٥٩.

(٥) المتّحد : أيّ أنّه تعالى لا يتّحد بغيره ، الضرورة قاضية ببطلان الاتّحاد ، فإنّه لا يعقل صيرورة الشيئين شيئاً واحداً. اُنظر : نهج الحقّ للعلاّمة الحلّي : ٥٧.

(٦) الآلام جمع الألم ، وهو : إدراك مناف من حيث هو مناف. قواعد العقائد للطوسي : ٤٨ ، التعريفات للجرجاني : ١٥ ، المغني في أبواب التوحيد والعدل ١٣ / ٢٢٦ ، الذخيرة في علم الكلام : ٢١١ ، تقريب المعارف : ٨٨ ، الاقتصاد الهادي إلى طريق الرّشاد : ٨٣.

(٧) الضِّدُّ : هو الذي يتعاقب معه الشيء على محلّ واحد ، ولا يجامعه. الاقتصاد في الاعتقاد : ٧٤.

النِّدُّ : جمع أَندادُ ، أي المثل والنظير. قال الأَخفش النِّدُّ : الضِّدُّ والشَّبْهُ ، ومنه قوله تعالى : (فَلاَ تَجْعَلُوا لله أَنْدَاداً) البقرة ٢ / ٢٢ ، أي : أَضداداً وأَشباها. لسان العرب ٣ / ٤٢٠ ، مادّة «ندد» ، معاني القرآن للأخفش ١ / ٤١٢ ، وعنه : المتكلّمين        

نَوْمٌ) (١) ، وهو صاحب اللُّطف الواجب ، لا يفعل القبيح ، ولا يخلّ بالواجب ، [وباعث النبيِّ للرسالة ، وناصب الوصيّ للإمامة فرسولنا محمّد المصطفى خاتم النبيِّين ، وإمامنا عليّ المرتضى خير الوصيّين] (٢) ، وأحد عشر من أولاده المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين وهو متحقّق(٣) الوعد والوعيد بحشر الأجساد(٤) ، ووقوع الجنّة والنار ، ومتعلّقاتهما في المعاد(٥).

وثانياً : مفصّلاً إنّ ذلك حقّ بالبرهان ، ليتحقّق الإتقان في الإيقان ، ويتحصّل الإيمان في الإيمان(٦).

الأصل الأوّل في التوحيد :

وفيه مقدّمة ومطالب :

__________________

هو المِثلْ في الذات والمخالف في الصفات ، قالوا : الله تعالى منزَّه عن النِّد ، كذا في شرح المواقف ٨ / ٤٤ ـ ٤٩. وفي التفسير الكبير ٢ / ١١١ النِّد المثل المنازع. وعند أهل التصوّف : كلّ شيء يمنع العبد عن خدمة سيِّده ، ومن جملتها النفس والهواء ، كما قال تعالى : (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَوَاهُ) الفرقان ٢٥ / ٤٣ ، اُنظر : كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم ٢ / ١٦٨٤.

(١) سورة البقرة ٢ / ٢٥٥.

(٢) بدل ما بين المعقوفين في «ث» : وباعث النبيِّ للرسالة ، ورسولنا محمّد المصطفى خاتم النبيِّين ، وناصب الوصيِّ للإمامة ، وإمامنا عليّ المرتضى خير الوصيِّين.

(٣) في «ث» : وهو مالك.

(٤) في «ث» : في حشر الأجساد.

(٥) في «ث» : للمعاد.

(٦) في «ث» : بالإيمان.

  

المقدّمة : إنّ التوحيد معرفة وحدانيّة الله(١) ، الواجب الوجود(٢) ، المستجمع(٣) لصفات الكمال والجلال(٤).

المطلب الأوّل : في إثبات الله الواجب الوجود ، وفيه مقدّمة ومسائل(٥).

المقدّمة :

كلّ مدرك يعلم وجوده بديهة فيعلم الوجود ضرورة ؛ لأنّه جزؤه ، وبداية الكلّ يستلزم(٦) بداية الجزء ، بديهة فالموجود من حيث هو موجود مستغن عن التعريف للسامع ؛ لأنّه إنّما هو المتحقّق في الواقع فالعقل يزنه في ميزان الاحتمال ويقسّمه بَبنان الخيال على أنّه :

إمّا وجوده من ذاته أو لا.

الأوّل الواجب بالذات ، والثاني الممكن بالذات(٧).

وهو إمّا قائم بذاته فجوهر ، أو لا فعرض.

__________________

(١) لفظ الجلالة لم يرد في «ك» ، وما أثبتناه من «م» و «ث».

(٢) الواجب الوجود هو : كلّ ما يجب وجوده ، أو كلّ ما يمكن أن يعبّر عنه ، فإمّا أن يجب وجوده ، أو يجب عدمه أو لا ، والأوّل ، فهو الواجب. اُنظر : تلخيص المحصّل : ٤٣٧ ، قواعد العقائد للطوسي : ٢ ـ ٣ ، كشف الفوائد : ٧.

(٣) في «م» زيادة : لجميع.

(٤) صفات الكمال هي : العلم ، والقدرة وأخواتهما ، وهي العلم التّامّ والقدرة التامّة. اُنظر شرح العقائد النّسفيّة ٢ / ٥٧.

صفات الجلال : هي ما يتعلّق بالقهر ، والعزّة ، والعظمه ، والسّعة. التعريفات : ٥٨.

(٥) في «م» : وخمس مسائل.

(٦) في «ث» : ليستلزم.

(٧) الموجود : إمّا أن يتعلّق وجوده بغيره بحيث يلزم من عدم الغير عدمه أو لا يتعلّق. والأوّل ممكن.

والثاني الواجب لذاته. اُنظر : أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٩٩.

  

والجوهر واحد من المقولات(١) ، وهو (٢) إمّا مفارق عن جوهر فروحانّي ، مجرّد(٣) ذاتاً ، وفعلاً فعقل ، أو ذاتاً فنفس ، أو لا فجرمانيّ(٤).

إمّا مادّيٌ حالٌّ فصورة ، أو محلّ فهيُولي ، أو مركّب منها(٥) فجسم.

أو لا فمادّة ، وهي المكان ، والعرض تسعة من المقولات(٦) ، وهو (٧) إمّا قابل للقسمة ، ومقتضي للنسبة بالذات فكمّ منفصل ومتّصل تارة وغيره بالذات(٨) ، أو لا فكيفٌ ، أو نسبة متكرّرة فإضافة ، أو تأثير ففعل ، أو تأثّر فانفعال(٩) ، أو هيئة عارضة :

__________________

(١) الجوهر : كلّ ما يوجد من الممكنات فإمّا أن يوجد قائماً بذاته ، كالإنسان وهو الجوهر. تلخيص المحصّل : ١٢٩ ، قواعد العقائد للطوسي : ٤ ، التمهيد للباقلاّني : ٧٩ و ٣.

العرض : كلّ ما يوجد من الممكنات يوجد قائماً بغيره ، كالحركة وهو العرض. قواعد العقائد للطوسي : ٤ ، تلخيص المحصّل : ٤٣٩.

(٢) في «م» لم ترد.

(٣) في نسخة «م» : إمّا مجرّد ذاتاً فنفس.

(٤) الجوهر الرّوحاني : هو القائم بالنّفس ، وهو الذي لا يكون متحيّزة ولا حالّة في المتحيّز. تلخيص المحصّل : ٢٢٩ ، أُصول الدين للرازي : ٣٣.

والجرم : جمع الأجرام ، وهو ما له ثلاثة أبعاد ، رسائل الكندي الفلسفيّه : ١٦٥.

(٥) في «ث» لم ترد.

(٦) اُنظر : كشّاف اصطلاحات الفنون : ١٢١١ ، الشواهد الرّبوبيّة : ٢١ ، لمعات إلهيّه : ٢١٦ ، تعليقة على الشّفاء لصدر الدين : ٤٢٣ ، اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٣٣٠.

(٧) في «م» لم ترد.

(٨) الكم العرضيّ المتّصل : إمّا قارّ الذات وهو الذي تجتمع أجزاؤه في الوجود كالجسم ، أو غير قارّ الذاتّ وهو الذي لا يكون كذلك كالزّمان. كشف المراد : ١٥٣.

اعلم أنّه (الكم) منفصل إن لم يكن لأجزائه حدّ مشترك ... ومتّصل إن كان لأجزائه حدّ مشترك. تقريب المرام في علم الكلام ١ / ١٨٠.

(٩) اُنظر مقولَتَي الفعل والانفعال ، كشف المراد / ٢١٦.

  

إمّا بنسبة الأجزاء فوضع ، أو بالحصول في المكان فأين ، أو في الزمان فمتى ، أو بإحاطة المحيط المنتقل بانتقال المحاط فملك(١). يقال : بالفارسيّة

از مقولاتست جوهر يك مثال

نُه عرض گويند در باب اين مقال

كم وكيف است ، اضافه ، وضع أين

چون متى ملك است وفعل انفعال

ويقال بها في المثال :

تا ز مطلوب مقولاتم مثالى نقش بست

چون سواد بيت زلفش در بياض دل نشست

دل نقاب زلف معشوقش بود عمر دراز

ميكند فيروش از امروز مى افتد بدست

تبصرة :

الأُمور العامّة(٢) بالنسبة إلى(٣) الواجب والجوهر والعرض ، هي : الموجوديّة ، والشيئيّة ، والعلّيّة ، والمعلوليّة ، والحقيقيّة ، والماهيّة ، والكلّيّة ، والجزئيّة ، والوحدة ، والكثرة ، والتشخّص ، والإمكان ، والدّوال على الأُمور ، كلّها اسماء أنحاء الوجودات خصّصت بحقائق المسمّيات بحسب مراتب المقامات.

__________________

(١) في نسخة «ث» : بانتقال المحلّ ذلك.

(٢) أي : الواجب والجوهر والعرض ، فإنّ العامّة : إمّا عامّة بين الثلاثة ، أو اثنتين منها (منه قدس‌سره).

(٣) في نسخة «ث» : زيادة الثلاثة.

  

أمّا الموجود : فبالذات أو بالعرض ، ذهني أو خارجيّ ، حقيقيّ أو مجازيّ ، موضوع أو محمول أو رابطهما بحمل المواطاة ، أو غيرها.

فإنّ الحمل هو : الحكم(١) باتّحاد المتغايرين بالصفات المعقولة(٢) في الذات الموجودة بالوجود الأوّلي فبالذات ، أو الثانوي فبالعرض ، والعرض لا يحمل على موضوعه بالموطاة(٣) ، بخلاف العرضي ؛ لأنّ العرض مبدأ الاشتقاق ، ووجوده الأوّلي عين وجوده الثانوي المرتبط بالوجود الثانوي ؛ لموضوعه ، وهو كونه ذو عرض(٤) ، والعرضي(٥) مشتقّ منسوب إلى العرض ، ووجوده الأوّلي عين الوجود الثانوي(٦) ، لموضوعه.

والموجود الحقيقي(٧) : إمّا حقيقة الوجود أو وجهه ، ولفظ الموجود مشترك بينهما ، والموجود من حيث هو باعتبار أنّه في غاية الإبهام جنسٌ عال ، فهو الحقيقة لا يشرط(٨) شيء وباعتبار انضمام الفصل إليه نوع عال ، فهو الحقيقة بشرط شيء ، وهو : إمّا سابق فقديم بسيط بالعينيّة للسّابقيّة ، أو مسبوق فحادث مركّب بالغيريّة(٩) للمسبوقيّة ، والسبق مقول بالتشكيك

__________________

(١) الحمل : هو الحكم باتّحاد المتغايرين مطلقاً ، سواء كان بحسب المفهوم ، أو بحسب الاعتبار. وقد يقال الحمل هو : الاتحاد ، وهو يقتضي اثنينيّة مّا ، ووحدة مّا. شوارق الإلهام ١ / ١١٥.

(٢) في نسخة «ث» : بالمعقولة.

(٣) حمل مواطاة أو حمل هو هو : ومعناه إنّ ذات الموضوع نفس المحمول. وإذا شئت فقل معناه : هذا ذاك ، والمواطاة معناها الاتّفاق. اُنظر : المنطق للمظفّر ١/٨٣.

(٤) في نسخة «ث» : ذا عرض.

(٥) في نسخة «ث» : والعرض مشتقٌّ.

(٦) في نسخة «ث» : أو حقيقة ومجاز لموضوعه.

(٧) في نسخة «ث» : الموجود الحقيقي ، وكلاهما صحيح.

(٨) في نسخة «ث» : لا بشرط شيء.

(٩) في نسخة «م» : بالغرية ، وفي نسخة «ث» : بالغير.

  

بالعلّيّة ، والذات ، والزمان ، والطبع ، والشرف ، والمكان.

(وأنواع التشكيك أربعة : الأوّليّة ، والأولويّة ، والأزيديّة ، والأشدّيّة) (١).

والشيء :

مساوق للموجود مورد للقسمة(٢) ، ومادّة للعلم الضّروريّ والنّظريّ(٣) : إمّا بدون نسبة إذعانية فتصوّر يحصل منه القول الشارح حدّاً ورسماً تامّاً وناقصاً(٤) ، وهو المعرّف ، أو معها فتصديق(٥) يحصل منه القول

__________________

(١) ما بين القوسين لم يذكر في نسخة «م».

(٢) الشّيء : هو الذات ، وهو ما يصحّ أن يعلم ويخبر عنه عند من يثبت المعدوم. ومن لم يقل بذلك فالشّيء عنده هو الموجود. اُنظر : الحدود والحقائق للبريدي : ٢٢٤ ، كشف المراد : ٢٢ ، شرح تجريد العقائد : ٢٤ ، الحدود والحقائق للمرتضى : ١٦٣ ، الشامل في أُصول الدين ١ / ٣٤.

(٣) العلم ينقسم : إلى ما يحتاج حصوله بفكر [والرّويّة وتأمّل حال المعلوم] ، وهو المكتسب [علم نظريّ] ، وإلى ما لا يحتاج في حصوله إلى فكر ، وهو الضّروريّ. شرح تجريد العقائد : ٢٥٢ ، التمهيد للباقلاّني : ٣٦ ، المنطق ١ / ١٢.

(٤) وجب أن يكون التّعريف بما يساويه (المعرَّف) في العموم والخصوص. فذلك المساوي : إمّا أن يكون مجموع أجزاء الشّيء ، ويسمّى : حدّاً تامّاً ، كالحيوان النّاطق للإنسان ، أو بعض أجزائه ، ويسمّى : حدّاً ناقصاً ، كالجسم النّاطق له ... وجب أن يكون التّعريف بما يساويه (الشّيء) في العموم والخصوص. فذلك المساوي : إمّا أن يكون بعض أجزائه المشتركة مع أمر خارج عنه مساو له ، يسمّى رسماً تامّاً. [و] إمّا أن يكون مجموع أُمور يميّزها عن بعض ما عداها ، يسمّى : رسماً ناقصاً. اُنظر : قواعد المرام في علم الكلام : ٣١.

(٥) علم التصديق : هو صورة المطابقة للواقع التي تعقّلتها وأدركتها ، ونسمّيه للشّيء باسم لازمه الذي لا ينفكّ عنه.

وعلم التصوّر : وهو حضور صور الأشياء عند العقل ، مجرّداً من كلّ قيد. المنطق للمظفّر ١ / ١٦ ـ ١٧.

  

المنتج لذاته من القضايا حمليّاً ، وشرطيّاً لمّيّاً وإنّيّاً(١) ، وهو البرهان.

فإنّ المعقول(٢) الموصل إلى المجهول منحصر في القولين ، والقسمة فيه : إمّا بحسب الحقيقة ، أو منع الجمع ، أو الخلوّ ، وهو باعتبار العقل قد يكون مرآةً كالبصر(٣) ، وقد يكون مرئيّا في النظر ، وقد يتسلسل الاعتباريّات ، وتنقطع بانقطاع الاعتبارات.

والعلّة(٤) :

إمّا تامّة بسيطة ومركّبة ، أو ناقصة فاعليّة ، ومادّيّة ، وصوريّة ، وغائيّة بالقوّة أو بالفعل(٥) ، بسيطة أو مركّبة ، كلّيّة أو جزئيّة ، عامّة أو خاصّة ، ذاتية أو عرضيّة ، مشتركة أو خاصّة(٦) ، قريبة أو بعيدة.

__________________

(١) اللِّمّ : هو أن يجعل الواسطة في الثبوت ، واسطة في الإثبات ، كقولنا : زيد محموم ؛ لأنّه متعفّن الأخلاط.

والإنّي : هو أن يجعل معلول الواسطة في الثبوت واسطة في الإثبات ، كقولنا : زيد متعفّن الأخلاط ؛ لأنّه محموم (منه).

(٢) في نسخة «ث» : فالمعقول.

(٣) في نسخة «ث» : للبصيرة البصر.

(٤) العلّة والمعلول : كلّما يفيد وجود غيره ويؤثّر فيه يسمّى علّة ، وموجداً ، ومؤثّراً ، وذلك الغير يسمّى معلولاً.

اُنظر : كشف الفوائد : ٨ ، تلخيص المحصّل : ٢٣٥ ، كشف المراد : ٨٢ ، شرح المقاصد ١٥٢١ ، شرح المواقف ١ / ٤٢٢ ، اللّوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٢٧ ، شرح تجريد العقائد : ١١٢ ، شوارق الإلهام ١ / ١٨٧ ، تقريب المرام في علم الكلام : ١٣٨.

(٥) اُنظر للعلم بالقوّة وبالفعل : كشف المراد : ١٧٨ ، شرح المقاصد ١ / ٢٣١ ، شرح تجريد الاعتقاد : ٢٥٦.

(٦) في نسخة «ث» : أو منفرده قريبة.

  

والمعلول(١) :

بسيط ومركّب(٢) (٣) ، وقد تتحقّق العلّيّة بين عدم المعلول أو عدم العلّة ، ذهناً وخارجاً(٤) باعتبار الإنيّة واللّمّيّة.

والحقيقة :

من الحقّ بسيطة ومركّبة ، كلّيّة وجزئيّة ، تطلق غالباً على الحقيقة الموجودة ، كالذّات.

والماهيّة :

ما هو حقيقة كليّة مركّبة مجعولة مقولة في جواب ما هو؟ للسؤال عن تمام الحقيقة تطلق(٥) على(٦) المقوّلات ، وقد تؤخذ بشرط شيء ، فهو عين نوعها ، أو خارج عنه ، وبشرط لا شيء ، وهي(٧) جزء غير محمول ، ولا بشرط شيء ، وهي(٨) جزء محمول ، وأجزاؤها محتاجه متميّزة(٩) متباينة أو متداخلة.

__________________

(١) أي لا يكون مركّباً من جوهرين ، كالعقل (منه قدس‌سره).

(٢) أي من جوهرين ، كالجسم. (منه قدس‌سره).

(٣) في نسخة «ث» : ومركّبة.

(٤) في نسخة «م» : وقد يتحقّق بين عدم المعلول والعلّة ذهناً.

وفي نسخة «ث» : وقد يتحقّق العلّية بين عدم وعدم العلّيّة ذهناً وخارجاً. والصحيح ما أثبتناه.

(٥) اُنظر : كشف المراد : ٥٨ ، شرح المقاصد ١ / ٩٦ ، شرح تجريد الاعتقاد : ٧٥ ، شرح العبادات المصطلحة : ٢٣٧ ، شرح المواقف : ٩ ، تقريب المرام في علم الكلام : ٦٣.

(٦) في نسخة «م» و «ث» : تطلق غالباً على.

(٧ و ٨) في نسخة «م» : فهي.

(٩) في نسخة «ث» : مميّزة.

  

وهي : إمّا مواد ، أو محمولة معروضة للجنسيّة ، والفصليّة ، والجنس معلول كالهيُولي(١) ، والفصل علّة كالصّورة ، وكلّ منهما يكون مفرد ، أو غيره ، وعالياً ، وسافلاً ، ومتوسّطاً ، ومنطقيّاً ، وطبيعيّاً ، وعقليّاً ، كجنسهما ، وهو الكلّي. وما لا جنس له لا فصل له ، وعوارضها هي اللوازم للوجودين بيّنة ، وغير بيّنة ، والمفارقات الدّائمة والزائلة بسرعة أو بطء.

والكلّي :

منسوب إلى الكلّ صادق على الكثير(٢) الممتنع الوجود وغيره.

وهو : إمّا ذاتيّ مساو لمجموع ذاتيّات الماهيّة المتّفقة الأفراد فنوع حقيقيٌّ ، نظراً إلى نفسه تندرج تحته الجزئيّات ، وإضافيٌّ نظراً إلى ما فوقه ، تندرج تحته الكليّات(٣) ، أو أعمّ ذاتيّات الماهيّة المختلفة الأفراد ، فجنس قريب ، يقع جواباً عن جميع المشاركات فيه ، وبعيد لا يقع كذلك أو أخصّ يميّز(٤) الماهية ، عن المشاركات في الأعمّ ففصل قريب يميّز في القريب ، وبعيد يميّز في البعيد ، مقوّم لمميّز ، ومقسّم للميّز(٥) ، عنه.

وإمّا عرضيّ مختصّ بماهيّة فخاصّة شاملة ، أو غير(٦) شاملة.

__________________

(١) الهيولي : [هو] الجوهر : إمّا أن يكون في المحلّ وهو الصورة ، أو يكون محلاًّ وهو الهيولى. اُنظر : تلخيص المحصّل : ١٢٩ ، كشف المراد : ٩٤ ، و ١٠١ ، الكلّيّات : ١٣٠ ، و ٣٤٧ ، إخوان الصفا ٣ / ٣٨٥ ، رسائل ابن رشد كتاب ما بعد الطبيعة : ٣٢ ، رسائل فلسفيّة لابن زكريّا الرازي : ٢١٧.

(٢) نهج المسترشدين في أُصول الدين : ٣٦ ، شرح تجريد الاعتقاد : ٧٨ ، شرح الإشارات والتنبيهات : ١٤ ، الشواهد الرّبوبيّة : ١١٢ ، الحكمة المتعالية ٧ / ٨.

(٣) في «م» : غالياً أو أعمّ.

(٤) في «ث» : يميز الماهية.

(٥) في «ث» : للميز ومقسم للمميز.

(٦) في «م» وغير شامله.

  

أو لا فعرض عامّ.

وقد تمّ الاشتراك في الأوّلين دون الثالث.

والجزئيّ منسوب إلى الجزء غير صادق على الكثير حقيقيٌّ(١) نظراً إلى نفسه لم يقع تحته (شيء ، وإضافيٌّ نظراً إلى ما فوقه وقع تحته) (٢) شيء غالباً فهو الأخصّ الأعمّ. والنسبة بين الكلّيّين هي : التباين ، والتساوي والعمومين(٣) كالجزئين ؛ لأنّهما : إمّا متفارقان بالكلّيّة ، أو متصادقان بالكلّيّة ، أو هما في الجملة(٤).

والكلّي :

كلّي لكلّ جزئي غير داخل في قوامه فهو محمول عليه ، وليس الكلّ كلاًّ لكلّ جزء داخل في قوامه فهو غير محمول عليه.

والوحدة(٥) :

حقيقيّة لا تَتَجزّء ولا تُجزّء ، ولا تَتَعدّد(٦) ولا تتَغيّر.

وغير حقيقيّة بخلافها تتركّب منها الأعداد.

والكثرة :

مقابلة لها من حيث المكياليّة(٧) ، والمكيليّة (والعلّيّة والمعلوليّة) (٨) ،

__________________

(١) نهج المسترشدين في أُصول الدّين : ٣٥ ، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ١٧٢ ، التعريفات : ٣٤ ، شرح تجريد الاعتقاد : ٧٨ ، شوارق الإلهام ١ / ١٤١ ، تعليقة على الشّفاء لصدر الدين : ١٨٠ ، المنطق ١ / ٥٩.

(٢) ما بين القوسين لم يرد في «ث».

(٣) في «ث» والعمومان وفي «م» : والعموم.

(٤) في «م» : والعموم وبين الجزئين هي التباين ، وفي «ث» : أو هما.

(٥) في «ث» الوحدة حقيقة.

(٦) في «ث» : ولا تتعدّد ولا تعدّد.

(٧) في «م» : المكيليّة والمكياليّة.

(٨) ما بين القوسين لم يرد في «م».

  

ويتحقّق التقابل(١) بالتناقض والتعادم(٢) ، والتضادّ(٣) والتضايف(٤).

والتشخّص :

جزء لحقيقة الشخص إن كانت له ماهيّة ، وإلاّ فهو عينها.

والإمكان : ذاتيٌّ وغيره ، كالوجوب والإمكان الذاتي صفة لازمة لوجود الممكن ، وجزء حقيقته وعلّة لعدم ضرورة الوجود والعدم ، كما أنّ الوجوب الذاتي(٥) صفة لازمة لوجود الواجب وعين حقيقته وعلّة لضرورة الوجود وامتناع العدم.

فنقول : الواجب موجود بالضرورة ؛ لأنّه الواجب بالذات ، والممكن موجود لا بالضّرورة ؛ لأنّه ممكن بالذات.

المسألة الأُولى :

الممكن مفتقر مطلقاً إلى الواجب ؛ لأنّ وجوده من غيره ، وغيره الواجب لا غير ؛ لانحصار الموجود فيهما.

__________________

(١) مفهوم التّقابل هو : عدم الاجتماع في شيء واحد في زمان واحد من جهة واحدة ، كشف المراد : ٧٧.

(٢) في «ث» : والتعاند ، وفي «ك» : والتعادم ، وفي الحاشية : التغاير.

ومعنى التغاير : [هو] إنّ التغاير لا يكون إلاّ فيما جاز أن يوجد أحدهما دون الآخر. الفصل بين الملل والأهواء والنحل لأبن حزم : ١٣٦ / ٧.

(٣) والتناقض : سلب وإيجاب ، كالوجود والعدم. والتغاير والتضادّ : وجودان غير مجتمعين في محلٍّ واحد (منه قدس‌سره).

(٤) في«م» : (ويتحقّق التقابل بالسلب والإيجاب أو بالعدم والملكة أو بالتضادّ أو بالتضايف) ، وكلاهما صحيح. ومعنى التّضايف : هو كون الشيئين بحيث يكون تعلّق كلّ واحد منهما سبباً لتعلّق الآخر به ، كالأبوّة والبنوّة. [أو قل] هو : تصوّر كلّ واحد من الأمرين موقوفاً على تصوّر الآخر. التّعريفات : ٢٧.

(٥) في «ث» : بالذات ، والصحيح ما أثبتناه.

  

والواجب غير مفتقر مطلقاً إلى غيره ، وإلاّ يلزم الدّور ، وهو محال ؛ للزوم تقدّم الشيء على نفسه فيكون(١) وجود(٢) الواجب عين ذاته ووجود الممكن غير ذاته(٣) ، نظيرهما ـ وإن لم يكن نظير لهما ـ : نور الشمس والقمر ، فإنّ نور الشمس نور ذو نور نوره من ذاته ، ونور القمر نور ذو نور نوره من غيره ، وغيره إنّما هو نور الشمس فرضاً ، فنوره إنّما يستفاد من نوره ، ونوره لا يستفاد من نوره.

المسألة الثانية :

وجب أن يكون الواجب بالذات موجوداً في الواقع ، وإلاّ لم يكن موجوداً(٤) أصلاً في الواقع ، وهذا خلفٌ.

وأن يكون كاملاً غنيّاً بالذات من جميع الوجوه والجهات ، وإلاّ افتقر إلى غيره من الممكنات ، وهذا خلفٌ(٥).

وأن يكون جميع صفاته الحقيقة عين ذاته(٦) ، وإلاّ لزم(٧) الافتقار

__________________

(١) في «م» لم ترد.

(٢) في «م» : فوجود.

(٣) الموجود الخارجيّ : إمّا أن يكون وجوده من ذاته ... وهو الواجب الوجود لذاته. إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين : ٢٣.

وإمّا الموجود الخارجيّ أن يكون وجوده من غيره وهو الممكن. اللّوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ١٣.

(٤) في «ث» : موجوداً.

(٥) في جميع النسخ : هذا خلف ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(٦) اُنظر مثلاً : أوائل المقالات ١٥ / ١٨ ، شرح جمل العلم والعمل : ٥٠ ، تقريب المعارف : ٧٥ ، الاقتصاد في ما يتعلّق بالاعتقاد : ٥٩ ، المنقذ من التقليد ١ / ٧٠ ، تلخيص المحصّل : ١٢٣ ، نهج الحقّ : ٦٤ ـ ٦٥.

(٧) في «م» : وإلاّ يلزم.

  

بالاستناد إلى الأغيار وتقدّم الشيء على نفسه لوجوب الذات والآثار.

المسألة الثالثة :

الواجب بالذات هو : الله(١) الصّانع (الّذي لا اله إلاّ هو) (٢) ؛ لأنّه علّة مستحيلة العدم(٣) خلافاً للقاصرين من العقلاء ، ولا قديم حقيقةً إلاّ هو ؛ لأنّه لا صالح للقِدم إلاّ هو ، خلافاً للقائلين بتعدّد القدماء.

المسألة الرابعة :

الممكن بالذات هو : العالم المصنوع ، الذي ما أوجده(٤) إلاّ هو ؛ لأنّه أمكن فاحتاج فَاوُجِدَ فَوُجِدَ ، وهو واجب بالغير ؛ لأنّ الشيء ما لم يجب لم يُوجَدْ ، ومحدّث ؛ لأنّه مُوجَدٌ فله مُوجِدٌ فيلزم عدمٌ سابقٌ على وجوده ، حالّ الإيجاد(٥) ، وإلاّ يلزم تحصيلُ الحاصل في آنِ(٦) الإيجاد.

__________________

(١) إِنّ لفظة «الله» علم للذّات المقدّسة المشخّصة ، أو موضوع لمفهوم كلّي هو : مفهوم الواجب الوجود لذاته والمستحقّ للعبادة. اُنظر مثلاً : مفتاح الباب : ٧٢ ، شرح الأُصول الخمسة : ١٨١ ، تمهيد الأُصول : ٢٧ ، تقريب المعارف : ٤٣ ، أُصول الدين للبغداديّ : ٧١ ، شوارق الإلهام ١ / ١٣٧ ، البراهين في علم الكلام ١ / ٦ ، و ٥٢ ، و ٢٠٢ ، غاية المرام في علم الكلام : ٢٩ ، ٤٩ ، وقواعد العقائد للطوسي : ١٢ ، النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ٦.

(٢) اقتباس من سورة البقرة ٢ / ٢٥٥ ، وآل عمران ٣ / ٢ ، والنساء ٤ / ٨٧ ، والقصص ٢٨ / ٧٠.

(٣) في جميع النسخ إضافة كلمة : «إلاّ هو» ، وهي سهو من النسّاخ ، حيث لا تستقيم العبارة مع وجودها.

(٤) في «م» : لا يوجده ، والصحيح ما أثبتناه.

(٥) اُنظر مثلاً : الأربعين في أُصول الدين : ٣ ، قواعد العقائد للطوسي : ٣ ، كشف الفوائد : ٧ ، ١٨ ، شرح المقدّمات الخمس والعشرون : ١٨ ، قواعد المرام في علم الكلام : ٤٧ ، كشف المراد : ٣٠ ، مفتاح الباب : ٨٠ ، النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ٦.

(٦) في «م» : في حال الايجاد.

  

المسألة الخامسة :

قد ثبت إنّ الله تعالى موجود ؛ لأنّه موجد ، وكلّ موجد موجود ، إذ الشّيء ما لم يُوجَدَ لم يُوجِدْ ، وإنّه الواجب بالذات فيستحيل عليه العدم مطلقاً(١) ، وإلاّ يلزم أن يكون الوجود عدماً ؛ لأنّه عين الوجود الواجب بالذات ، وهو مستجمع لجميع الصفات من الكماليّات والجلاليّات ؛ لاستغنائه عن غيره مطلقاً بالذات.

المطلب الثاني :

في صفاته(٢) الكماليّة التي هي ثبوتيّة سرمديّة عينيّة ، فإنّ كماله تعالى اتّصاف ذاته بوجودات تلك الصفات بالذات لا بملكات الصفات(٣) ، فتكون(٤) عين الذات ، بمعنى : إنّ آثارها تترتّب على الذات بأنّ يكون الذات منشأً لها من حيث الصفات لا من حيث الذات ، ولم يكن غير الذات ، كما زعمه الأشعري(٥) ، وإلاّ يلزم افتقار الذات إلى الغير في

__________________

(١) اي في حال الايجاد وغير الايجاد (منه قدس‌سره).

(٢) الصفة : كلّ أمر زائد على الذّات يدخل في ضمن العلم به أو الخبر عنه ، نفياً كان أو إثباتاً كان ، حالاًّ كان أو غير حالّ ، فعلاً كان أو نفي فعل. اُنظر : الحدود والحقائق للمرتضى : ١٦٥ ، التوحيد للماتريدي : ٤٤ ، أوائل المقالات : ٥٥ و ١٤٨ ، قواعد العقائد للطوسي: ١٣ ، اللّوامع الإلهيّة في المباحث الكلامية : ٧٣ ، شرح تجريد العقائد : ٣١٠ ، إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل ١ / ١٦٣ ، علم اليقين في أُصول الدين ١ / ٥٥.

(٣) ساقط من «ث».

(٤) في «م» : فهي عين.

(٥) الأشعري : هو علي بن إسماعيل بن أُسامة بن سالم ، أبو الحسن ، وهو من ولد أبي موسى الأشعري ، ولد في البصرة عام (٢٦٠ هـ / ٨٧٤ م) وتوفّي ببغداد عام (٣٢٤ هـ / ٩٣٦ م) مؤسّس المذهب الأشعري ، ويطلق على أصحابه بـ «الأشاعِرَة» ، والذي انشقّ عن مذهب الاعتزال وعاد إلى مذهب أهل السنّة والجماعة ، وكلّ الفرق السنيّة تأخذ برأي الأشعري في العقائد والطريقة ، وله الكثير من المؤلّفات. اُنظر : الملل والنحل للشهرستاني ١ / ٩٢ ـ ١٠٣ ، الأعلام ٤ / ٢٦٣ ، معجم المفسّرين ١ / ٣٥٤ ، طبقات الشافعيّة ٢ / ٢٤٥ ، وفيات الأعيان ١ / ٣٢٦ ، تاريخ بغداد ١١ / ٣٤٦ ، النجوم الزاهرة ٣ / ٢٥٩ ، البداية والنهاية ١٨٧١١.

  

الوجود ، والاتّصاف بالصفات(١) وتقدّم(٢) الشّيء على نفسه لوجوب الذات وهي اثنتا عشر(٣).

الأُولى : إنّ الله كمل كماله أحد ، لا كثرة فيه أصلاً كما قال : (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) (٤) ؛ لأنّه غنيٌّ مطلقاً عن غيره(٥) ، بذاته ، والمتكثّر مطلقاً مفتقر إلى أجزائه وجزئيّاته.

الثانية : إنّ الله تعالى واحد لا شريك له قطعاً ، كما قال : (وَلَمْ يَكُن لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (٦) ، وقال : (الله لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ) (٧) ؛ لأنّه الواجب الوجود بالذات ، والكفو يستلزم المساواة(٨) في الحقيقة والكمالات ، فلو كانت أكثر

__________________

(١) إنّ الاختلاف في مفهوم الغيرين عائد هاهنا إلى التماثل والاختلاف ، فإنّه لابدّ في الاتّصاف بهما من الاثنينيّة ، فإن كان كلّ اثنين غيرين تكون صفاته تعالى متّصفة بأحدهما ، وإن خُصّا بما يُجوِّز الانفكاك بينهما لا تكون متّصفةً بشيء منهما.

ثمَّ اعلم أنّه قال الشيخ الأشعري : لكلّ متماثلين فإنّهما لا يجتمعان ، وقد يتوهّم من هذا أنّه يجب عليه أن يجعلهما قسماً من المتضادّين ؛ لدخولهما في حدّهما. اُنظر : كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم ١ / ١١٧.

(٢) في «ث» : تقدّم.

(٣) في «ث» : اثنا عشر.

(٤) سورة الاخلاص ١١٢ / ١.

(٥) في «ث» : عن الغير ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٦) سورة الاخلاص ١١٢ / ٤.

(٧) سورة البقرة ٢ / ٢٥٥ ، وآل عمران ٣ / ٢ ، والانعام ٦ / ١٠٢ ، وطه ٢٠ / ٨ ، والمؤمنون ٢٣ / ١١٦ ، والقصص ٢٨ / ٧٠ ، وغيرها من السور والآيات.

(٨) في «م» : التساوي.

  

من ذات واحدة حقيقته الواجب بالذات ؛ لزم الاشتراك في حقيقة الوجود الواجب بالذات ، فلابدّ من الامتياز فيلزم التركيب الموجب للافتقار(١) بما به الامتياز ، بل يلزم واحدية الاثنين ؛ لرفع الاثنينيّة من البين ، بل جمع النقيضين ؛ لامتناع الأكمليّة في المثلين(٢) ، ولذا حكم في التنزيل بلزوم الفساد ، فإنّ التّعدّد يستلزم الإمكان والتغاير في الإرادة والمراد ؛ لأنّ المغايرة في الذات تستلزم(٣) المغايرة(٤) في الآثار والصفات جدّاً ، وصلاح نظام العالم يقتضي نسقاً واحداً حدّاً.

الثالثة : إنّ الله تعالى فرد لم يكن له والد ولا ولد(٥) ، كما قال : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) (٦) ، ولم يتزوّج ، فهو المفرد ؛ لأنّه كامل غنيٌّ بالذات ، والولادة والتزوّج يستلزمان النقص والافتقار في الذات(٧).

الرابعة : إنّ الله تعالى قديم ، أزليٌّ ، أوّل بلا أوّل ؛ لاستحالة العدم السابق عليه.

الخامسة : إنّ الله تعالى باق أبديٌّ ، آخر بلا آخر ؛ لاستحالة العدم اللاّحق عليه فيكون سرمديّاً ؛ لاستحالة العدم السابق واللاّحق عليه.

السادسة : إنّ الله تعالى قادر على كلّ مقدور مختار للخير(٨) ، في

__________________

(١) في «ث» : لافتقار.

(٢) المِثلان : ما يسدّ أحدهما مسدّ الآخر. شرح المواقف : ١٦٠ ، أو هما المشتركان في حقيقة واحدة. المنطق ١ / ٤٦.

(٣) في جميع النسخ : يستلزم ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(٤) في «ث» : المتغايرة ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٥) في «م» : لا والده ولا ولد ، والصحيح ما أثبتناه.

(٦) سورة الاخلاص ١١٢ / ٣.

(٧) في «ث» : بالذات.

(٨) لم ترد في «م».

  

جميع الأُمور إنْ شاءَ فَعَلَ وإنْ لم يشأ(١) لم يَفْعَلْ ، لكنّه إذا شاء شيئاً وَجَبَ وإلاّ امتنع ، (إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (٢) ، فذلك الاختيار واجب بالاختيار ؛ لكمال قدرته ، ولازم بالإرادة ؛ لجلال قوّتّه.

فإنّه لو لم يكن له ذلك الاختيار لزم العجز والاضطرار ، تعالى عن ذلك عُلُوّاً كبيراً ، وأيضاً يلزم قِدمُ الآثار(٣) ، فإنّ أثر المؤثّر التامّ : أمّا مقتضي قدرته يمكن بأن ينفكّ عنه ، فهو قادر مختار.

وأمّا(٤) مقتضي ذاته لا يمكن أن ينفكّ عنه ، فهو موجب مضطرّ.

ونحن أثبتنا أنّ العالم محدث وقدرته تعالى(٥) عامّة ؛ لأنّ قادريّة ذاته المجرّدة بالنسبة إلى جميع الأشياء الممكنة(٦) على السواء خلافاً للثنوية(٧)

__________________

(١) في «ث» و «م» : يشاء ، وما أثبتناه من «ك».

(٢) سورة يس ٣٦ / ٨٢.

(٣) في «م» : قدم العالم ، وكلاهما صحيح.

(٤) في «ث ، ك» : أو ، بدلاً عن : أمّا ، وما أثبتناه من «م».

(٥) في «م» لم ترد.

(٦) اُنظر في ذلك : المعتمد في أُصول الدين : ٢٨٠ ، غاية المرام في علم الكلام : ٦٣ ، علم اليقين في أُصول الدين ١ / ٦٩ ، الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرّشاد : ٣٧ ، نهج الحقّ للعلاّمة الحلّي : ٥٣ ـ ٥٤ ، أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٦١ ، رسائل الشّريف المرتضى ٤٠٨١ ، تلخيص المحصّل : ٢٦٩ ، شرح الأُصول الخمسة : ١٥١.

(٧) الثَّنوية: فرقة من الكفرة يقولون بأثنينية الإله هما : النور والظلمة أزليّان قديمان، وقالوا : نجد في العالم خيراً كثيراً وشرّاً كثيراً ، خلاف المجوس الذين نادوا بحدوث الظلام وذكروا سبب حدوثه.

وأمّا الثنوية فقالت يتساوي الاثنين في القدم واختلافهما في الجوهر والطبع والفعل والحيّز المكان والأجناس والأبدان والأرواح، وقالوا : فاعل الخير هو النور، وفاعل الشرّ هو الظلمة، انقسموا إلى فرق عدّة. انظر الملل والنحل للشهرستاني ١ / ٢٤٤ ـ ٣٤٥، التبصير

  

والحكماء(١).

تنبيه :

قالت الفلاسفة : إنّ العالم قديم ؛ لأنّ المؤثّر فيه مُوجِبٌ قديم ، ولا يصدر عن الواحد إلاّ الواحد ، فلا يصدر عن الواجب إلاّ الواحد ، وهو

__________________

في الدين: ١٤٩، شرح المواقف في مبحث التوحيد.

قالت الثنوية: بأنّه تعالى لا يقدر على الشرّ.

والفلاسفة: بأنّه لا يقدر على غير الواحد (منه قدس‌سره).

الفلاسفة: جمع الفيلسوف وهو فلاوسوفا ، وفيلا هو : المحبُّ. وسوف: الحكمة. أي هو محبُّ الحكمة لاحظ: الملل والنحل للشهرستاني ٢ / ٥٨ ومن القائلين إنّ الباري لا يقدر على غير واحد الفيلسوف أنكسيمانسى، وفيثاغورس، اُنظر؛ الملل والنحل ـ للشهرستاني ـ ٢: ٦٦ ـ ٧٨.

وقال النّظّام: بأنّه لا يقدر على القبيح (منه قدس‌سره).

النّظّام: هو إبراهيم بن يسار بن هانئ النّظّام المعتزلي البصري توفّي (٢٣١ هـ). قال: كونه تعالى مريداً لفعله أنَّه خالفه على وقف علمه، وكونه مريداً للعبد أنّه أَمر به. انظر: الملل والنحل ١ / ٥٣، الملل والنحل للبغدادي: ٩١، والفصل في الملل والأهواء والنحل ٣ / ١٣٠.

والبلخي: بأنّه لا يقدر علماً عن مقدورنا (منه قدس‌سره).

أبو القاسم البلخي هو : عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي الكعبي المعتزلي البغدادي (٢٧٣ هـ ـ ٣١٩ وقيل (٣٢٩ هـ) صنّف في الكلام كتباً كثيره منها : كتاب المقالات، وغيرها ، وينسب إليه الفرقة الكعبية من المعتزلة، لأنّه كان رئيساً لها.

أقام في بغداد وعاد إلى بلخ خراسان. انظر: وفيات الأعيان ٣ / ٤٥ ت ٣٣٠، تاريخ بغداد ٩ / ٣٨٤ ت ٤٩٦٨، سير أعلام النبلاء ١٤ / ٣١٣ ت ٢٠٤، لسان الميزان ٣ / ٢٥٥ ت ١١٠٣، شذرات الذهب ٢ / ٢٨١ حوادث سنة ٣١٩ هـ.

(١) الحكماء : جمع الحكيم يُطلق على صاحب الهيئة وهي الحكمة ، وعلى صاحب الحُجّة القطعيّة المُسمّاة بالبرهان ، ومنها معرفة الصانع تعالى بما له من صفات الكمال والتَّنزُّه عن النقصان ، وبما صدر عنه من الآثار والأفعال في النشأة الأُولى ، اُنظر الملل والنحل ٢ / ٦١ ـ ١٥٨ ، كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم ١ / ٧٠١.

  

العقل الأوّل(١) ، وفيه(٢) وجود وإمكان تعرف بهما(٣) ذاته وذات الأوّل ، ولتلك الكثرة صدر عنه عقل ونفس ، وجسم أعلى مركَّب من صورة وهيولي ، وهكذا إلى العقل الفعّال(٤) المؤثّر في عالم العناصر في جميع الأحوال ، فيلزمهم على هذه الأقوال محذورات لا مقرّ لهم فيها وإلزامات لا مفرَّ لهم عنها ، فإنّه يلزمهم أن لا تقوم(٥) القيامة الكبرى(٦) ، وإنّ كلّ موجود فُرِضَ لم يكن له اختيارٌ أصلاً ، وأيّ موجودين فُرِضا كانا علّةً ومعلولاً.

ودعوى أنّ سلسلة الزمانيّات لا تنتهي إلى العلّة الأُولى ، وصدور المتكثّر الموجود في العقل الأوّل عن الواحد على تقدير(٧) صدوره عنه تعالى ، وتعدّد الواجب على تقدير صدوره عن غيره تعالى ، وتأثير المعدوم في الموجود على تقدير عدم كون ذلك المتكثّر ذا الوجود ، وعدم الواجب المستحيل العدم ، إذا(٨) عدم شيء في العالم ؛ لأنّ علّة عدمه عدم علّته أو شرطه ، وهكذا إلى أن ينتهي إلى الواجب بالذّات.

فإنّ سلسلة الممكنات بأسرها تنتهي(٩) إلى غاية الغايات ، وهو الله

__________________

(١) العقل الأوّل هو : موجود مجرّد عن الأجسام والموادّ في ذاته وتأثيره معاً. كشف المراد : ١٣١ ، كشّاف اصطلاحات الفنون ٢ / ١١٩٧.

(٢) في «ث ، ك» : فيه ، وما أثبتناه من «م».

(٣) في «م» : يعقل بهما ، وفي «ث ، ك» : يعرف بهما ، والصحيح ما أثبتناه.

(٤) العقل الفعّال هو : الذي يكون فيه جميع المعقولات مرسّماً ، وتخرج العقول الإنسانيّة من القوّة إلى الفعل. اُنظر : تلخيص المحصّل للطوسي : ٥٠٠ ، شرح المقاصد ١ / ٩٥.

(٥) في «ث» : أن لا يقوم.

(٦) في «م» : بكمالها.

(٧) في «ث» : على تقديره.

(٨) في «م» : عند عدم الشيء ، كلاهما صحيح.

(٩) في جميع النسخ : ينتهي ، وما أثبتناه هو الصحيح.

  

سبحانه ، تعالى(١) عن ذلك علوّاً كبيراً وبُعْدِ ذاك(٢) من قولِ الحكيم تدبيراً.

السابعة : إنّ الله تعالى عليم حكيم(٣) ، يعلم حقيقة الأشياء كلّها بحيث لا يعزب عنه مثقال ذرّة من الذرّات(٤) ؛ لأنّه في غاية الكمال(٥) في التجرّد والمحكمات والمتقنات من الأفعال والأقوال ، كخلق الإنسان المفطور على خمسة الآف أمر من الصنائع ، والعجائب ، وخلق السماوات والأرض وما فيهما من البدائع والغرائب ، ودقائق الكلام فيما تحقّق في الكتب السّماوية من أسرار الحكمة ، وآثار المعجزة على الوجه التّام وحقائق الأحكام ممّا نطق به لسان الأنبياء والأولياء بالوحي والإلهام.

ومعنى علمه تعالى بذاته : إنّه عين الذات ، وبغيره إنّه مطابق له ، كالمرآة ، وذاته تعالى علّة لجميع الممكنات(٦) ، فيعلم جميع المعلومات لأمر مصحّح ، وأيضاً لولاه لكان ترجيحاً بلا مرجّح ، وإذا ثبت له العلم والقدرة ثبت أنّه حيّ ؛ لأنّ اللاحيّ لا يصحّ منه العلم والقدرة.

تنبيه :

شبهة الفلاسفة في هذا المقام إنّه تعالى لا يعلم الجزئيّات الزّمانية ؛ لأنّ العلم حصول الصّورة المساوية ، فإذا تغيّر المعلوم بدون تغيّر(٧) العلم ،

__________________

(١) لم ترد في «ث».

(٢) في «م» : وَبُعَدَ ذاك ، والصحيح ما أثبتناه.

(٣) صفتان مقرونتان لله عزّ وجلّ ، وذكرت في القرآن أكثر من مائة وأربعين آية.

(٤) اقتباس من سورة يونس ١٠ / ٦١ ، وسورة سبأ ٣٤ / ٣. والذَّرُّ : صِغارُ النَّمل ، واحدته ذرَّةٌ ، وقيل : الذَّرَّةُ ليس لها وزن ، ويراد بها ما يُرى في شعاع الشمس الداخل في النافذة. لسان العرب ٤ / ٣٠٤ ـ مادة «ذرر».

(٥) في «ث» : الكمل.

(٦) في «ث» : علمه لجميع ... ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٧) في «ث» لم ترد.

  

لزم أن يكون العلم(١) جهلاً ، ومع تغيّره لزم أن يكون العالم للحوادث محلاًّ؟!

والجواب :

إنّ الصّورة الزّائدة على الذات ، تتغيّر بتغيّر المعلوم (ذي الصورة وإمّا ما هو عين الذّات فلا يتغيّر بتغيّر المعلوم) (٢) بالضرورة.

الثامنة : إنّ الله تعالى : مدرك ، سميع ، بصير ، عالم بالمسموعات ، والمبصرات في الأزل(٣) ، وسامع ، مبصر ، عالم بالمدركات في الحال ، كما قال : (لاَتُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ) (٤) ؛ لأنّه عالم بكلّ معلوم على كلّ حال.

التاسعة : إنّ الله تعالى : متكلّم ، موجد للكلام في الأجسام ، لأجل إعلام الأنام ، كما كلّم موسى تكليماً في الشجرة المباركة(٥) ، وكلّم في لسان الطّفل في حقّ يوسف للشهادة(٦) بالمعاملة ، وليس الكلام بهذا المعنى(٧)

__________________

(١) في «ث» لم ترد.

(٢) ما بين القوسين ، لم يرد في «ث».

(٣) الآزال : جمع الأزل ، وهو عبارةٌ عن اللاّ أوّليّة ، أو عدم المسبوقيّة بالغير. الحدود والحقائق للمرتضى : ١٥٢ ، الأربعين في أُصول الدين : ١١ ، قواعد العقائد للطوسي : ١٠ ، كشف الفوائد : ٣٦ ، اللوامع الإلهيّة في المسائل الكلامية : ٦٧ ، تلخيص المحصّل : ٢٦٤.

(٤) سورة الأنعام ٦ / ١٠٣.

(٥) إشارة إلى قوله تعالى : (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الأيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَامُوسَى إِنِّي أَنَا الله رَبُّ الْعَالَمِينَ) القصص ٢٨ / ٣٠.

(٦) إشارة إلى قوله تعالى : (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُل فَصَدَقَتْ ....) يوسف ١٢ / ٢٦.

(٧) لم ترد في «م».

  

قديماً لا يفنى ؛ لأنّ الحروف والأصوات المنظومة المسمّاة بالكلام عرض لا يبقى ، والحقيقة ـ التي هي مصدر لصدورها في الأجسام ومظهر لظهورها بالوحي والإلهام(١) ـ إنّما هي ذاته المقدّسة(٢) ، فإنّ قيل بقدم الكلام بهذا المعنى(٣) ، فالنزاع في اللّفظ دون المعنى.

العاشرة : إنّ الله تعالى : مريد للخير ، كاره للشرّ ؛ لأنّه مرجّح(٤) الأفعال في حدّ الكمال على تركها في جميع الأحوال ، ولذا أمر بالطّاعة ونهى عن المعصية(٥).

الحادية عشر : إنّ الله تعالى : صادق في الأقوال ، خيّر في الأفعال ؛ لأنّه حكيم غنيٌّ عن الغير ، ويستحيل على الحكيم الغنيّ(٦) غير الصدق

__________________

(١) الوحي في اللغة ـ : إعلام سريع خفيّ ، سواء أكان بايماءة أو همسة أو كتابة في سرّ ، وكلّ ما ألقيته إلى غيرك في سرعة خاطفة حتّى فهمه ، فهو وحي كيف كان.

الإلهام وهو : إعلام في خفاء ؛ ولذلك سمّي الإلهام وحياً وأحياناً يلهم أنّه من الله كقوله تعالى : (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ...) القصص ٢٨ / ٧. وقوله تعالى : (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ....) النّحل ١٦ / ٦٨ ، وفي اصطلاح علماء الكلام ـ الوحي ـ هو : الكلام الخفيّ من جهة ملك في حقّ نبيّ في حال اليقظة. اُنظر في ذلك : لسان العرب ١٥ / ٣٨٠ ، معجم مقاييس اللغة ٦ / ٩٣ ، المغني في أبواب التوحيد والعدل ٧ / ٣ ، الحدود والحقائق للمرتضى : ١٨٠ علم اليقين في أُصول الدين ١ / ٣٥٩ ، مجموعة رسائل الغزالي ٣ / ١٠٥.

(٢) في «م» : ذاته تعالى.

(٣) في «ث» : بهذا الكلام.

(٤) في «م» : لأنّه يرجّح.

(٥) اُنظر في ذلك : النكت الاعتقادية : ٢٦ ـ ٢٧ ، تصحيح الاعتقاد : ٤٩ ـ ٥٠ ، شرح تجريد الاعتقاد : ١٩٩ ، نهج الحقّ : ٧٦.

(٦) في «م» : على الغني الحكيم.

  

والخير(١) ، وأمّا الشر فيما ورد أنّه تعالى(٢) ، خالق الشرّ والخير فالمراد به ما لا يلائم الطّباع وإن كان في الحقيقة نفس الخير(٣) (٤).

الثانية عشر : إنّ الله تعالى وتقدّس(٥) : أكبر من جميع ما عداه من جميع الوجوه والجهات ، وأعظم من كلّ ما سواه بالذّات والصفات ، فإنّه أعظم من أن يُبَيّن في مُبَيَّن التوصيف ، وأكرم من أن يُعيّن في مُعَيَّن التّعريف ، أعظم من كلّ أمر أكبر من جُلّه ، حاضرٌ في كلّ شيء غائب عن كُلّه ؛ لأنّه محيط بكلّ ما سواه ؛ لاشتمال وجه وجوه على كلّ ما عداه ، ووجب للواجب أن يعلم حقيقة الممكن بالذّات في الحقيقة ، ولم يمكن للممكن أن يعلم حقيقة الواجب بالذّات بالحقيقة ، فإنّ كلّ ما هو للواجب واجب ، وكلّ ما هو للممكن ممكن يقال في الفارسيّة :

گر چه در خاطر نباشد عاقلان را غير دوست

در تصوّر هرچه مى گنُجد همه مخلوق اوست(٦)

__________________

(١) قال العلاّمة الحلّي قدس‌سره : اعلم أنّ الحكم بكون كلام الله صادقاً لا يجوز عليه الكذب ، إنّما يتمّ على مذهب الإماميّة ومن تابعهم من المعتزلة ، الذين أحالوا صدور القبيح عنه تعالى من حيث الحكمة. اُنظر : نهج الحقّ : ٦٣ ـ ٦٤ ، دلائل الصدق ٢ / ٢٥٧ ـ ٢٦٥.

(٢) لم ترد في «م».

(٣) في «م» : متضمّناً للخير.

(٤) اُنظر : أوائل المقالات : ٥٦ ـ ٥٨ ، تصحيح الاعتقاد : ٤٥ و ٤٩ ـ ٥٠ ، شرح جمل العلم والعمل : ٨٣ و ٨٥ ـ ٨٨ ، المنقذ من التقليد ١ / ١٧٩ ، شرح تجريد الاعتقاد : ١٩٨ و ١٩٩ ، شرح أُصول الخمسة : ٣٠١ ـ ٣٠٢ ، الملل والنحل ١ / ٣٩ ، الأربعين في أُصول الدين للرازي ١ / ٣٤٠.

(٥) في «ث» لم ترد.

(٦) أبيات شعر باللّغة الفارسيّة ، والظاهر هنا من نظم المؤلّف.

  

فائدة :

يحتمل أن يكون من حسن الآداب أن لا تجوز الجرأة وما تنبغي الجسارة في إطلاق اسم على الله تعالى ، وإن كان حقيقيّاً بحال كماله ولائقاً(١) بجلال جماله ما لم يُبَّيْن له إذنٌ من الأنبياء ولم يُعيّن له رخصةٌ من الأولياء ، والاسم المطلق عليه من غير اعتبار الغير هو الله لا غير ، وغيره إمّا باعتبار الإضافة : كالعالم والكريم ، أو باعتبار السلب : كالواحد والقديم ، أو باعتبارهما معاً : كالحيّ والرحيم.

المطلب الثالث :

في(٢) صفاته الجلاليّة ، التي هي سلبيّة سرمديّة ، فإنّ جلاله تعالى اتّصاف ذاته بعدمات تلك الصفات بالذات ، لا بعدمات الملكات وهي اثنتا عشر(٣).

الأُولى : إنّ الله جلّ جلاله ليس جسماً(٤) ؛ لأنّ الجسم محدَث لعدم انفكاكه عن الحركة والسّكون الحادثين المسبوقين بالمكان والكون الأوّلين ،

__________________

(١) لائقاً : جمع ليق ؛ لاقَ الدواة لَيْقاً وألاقَها إلاقَةً ، وهي ما اجتمع في وقْبَتها من سوادها بمائها. ومنه : لاقَت الدواة تَليقُ أي لصقت ، وما يليق هذا الأَمر بفلان أَي ليس أهلاً أَن ينسب إليه ؛ وفي اصطلاح المتكلّمين : إنّ لفظة «الله» علم للذّات المقدّسة المشخّصة أو موضوع لمفهوم كلّي هو مفهوم الواجب الوجود لذاته ، والمستحقّ للعبادة. اُنظر : لسان العرب ١٠ / ٣٣٤ مادّة «لبق» ، مفتاح الباب : ٧٢.

(٢) في «ك» : في صفات الجلاليّة ، وما أثبتناه من «م» و «ث».

(٣) في «ث» : وهي اثنا عشر.

(٤) اُنظر في ذلك : المباحث المشرقية ٢ / ٤٥٨ ، لمعات إلهيّه بالفارسي : ١١٩ ، إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين : ٢٣٧ ، شرح الأُصول الخمسة : ٢١٦ ، إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل ١ / ١٧٢ ، النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ١٩ ، مفتاح الباب : ١٣١ ، أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٤ ، دلالة الحائرين ١ / ٨٥ و ١٢٠ و ١٣٦ ، التوحيد للماتريدي : ٣٨ ، نهج الحقّ : ٥٥ ـ ٥٦.

  

فإنّ الحركة هي الكون(١) الأوّل في المكان(٢) الثاني ، وهو مستلزم للخروج من القوّة إلى الفعل(٣) على التدريج ، والسكون هو الكون الثاني في المكان الأوّل ، وهو مستلزم لعدم الخروج لما من شأنه الخروج ، وعدم الملكة نحو من الكون لكنّه ضعيفٌ بالنسبةِ إلى الكون الأوّل.

فإنّ الأوّل وجودٌ أوَّليٌ حاصِلٌ في نفسِهِ ، والثاني وجود ثانويٌّ حاصل في غيره(٤).

الثانية : إنّ الله تعالى ، ليس جوهر(٥) ؛ لأنّ الجوهر ماهيّة قائمة بذاتها ، فهو موجود مجعول بوجود زائد فيحتاج إلى مُوْجِد.

الثالثة : إنّ الله تعالى ، ليس عرضاً ؛ لأنّ العرض ماهيّة قائمة بغيرها ، فهو موجود مجعول قائم بالموضوع فيحتاج إلى الموضوع(٦).

الرابعة : إنّ الله تعالى ليس بمتحيّز ؛ لأنّ المتحيّز (من حيث هو

__________________

(١) أي الكون في نفسه للجسم (منه قدس‌سره).

(٢) لفّ ونشر مرتّب فإنّ الحركة مسبوقة بالمكان الأوّل. والسكون مسبوق بالكون الأوّل (منه قدس‌سره).

(٣) العلم بالقوّة وبالفعل هو : إنّ العلم ثلاث ... الأُولى أن يكون بالقوّة المحضة ، وهو عدم التّعقّل عمّا من شأنه ذلك. الثانية أن يكون بالفعل التّامّ ؛ كما إذا علم الشيء علماً تفصيليّاً ... كشف المراد : ١٧٨.

(٤) نهج الحقّ : ٥٥ ـ ٥٦ ، دلائل الصدق ٢ / ١٧٩ ـ ١٨٨.

(٥) المباحث المشرقيّة ٢ / ٤٥٩ ، الاقتصاد في الاعتقاد : ٣٨ ، أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٧٦ ، قواعد المرام في علم الكلام : ٧٠.

(٦) اُنظر مثلاً : المباحث المشرقيّة ٢ / ٤٦٢ ، النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ١٩ ، مفتاح الباب : ١٣١ ، أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٧٦ ، الاقتصاد في الاعتقاد : ٤٠.

  

متحيّز) (١) محتاج إلى(٢) الحيّز(٣).

الخامسة : إنّ الله تعالى ليس في الجهة ؛ لأنّ ما في الجهة (من حيث هو في الجهة) (٤) محتاج إلى الجهة(٥) ، وإمّا(٦) ما كان في الآيات والأحكام فمؤوّلٌ(٧) غير قادح في دليل العقل(٨) ؛ لأنّ العقل أصل للنقل ، فيراد بالاستواء : الاستيلاء ، وبالفوقيّة : العلوّ الذاتي(٩) في قوله تعالى : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (١٠) ، (يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ) (١١).

السادسة : إنّ الله تعالى ليس مرئيّاً(١٢) ، كما قال : (لَنْ تَرَانِي) (١٣) ؛ لأنّ

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في «م».

(٢) في «ث» : محتاج إليه.

(٣) كشف المراد : ٢٢٧ ، شرح تجريد العقائد : ٣٢٢ ، أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٧٩ ، الأربعين في أُصول الدين : ١٠٤ ، البراهين في علم الكلام ١ / ٨٧ ، نهج المسترشدين في أُصول الدين : ٤٥ ، قواعد المرام في علم الكلام : ٦٩ ، و ٧٠.

(٤) ما بين القوسين لم يرد في في «م».

(٥) في «ث» : محتاج إليها ، واُنظر في ذلك : نهج الحقِّ : ٥٦ ....

(٦) في «م» و «ث» لم ترد.

(٧) مؤوّل : جمع أول ، آل الشيء يَؤول أولاً ومآلاً : وهو الرجوع وأَوَّل إليه الشيءَ : رَجَعه.

والمراد بالتأويل نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأَصلي إلى ما يحتاج إلى دليل. اُنظر : لسان العرب ١١ / ٣٢ ـ ٣٣ مادّة «أول».

(٨) الدّليل العقليّ هو : ما له تعلّق بمدلوله ، نحو دلالة الفعل على فاعله. الإنصاف : ٢٥.

(٩) أوائل المقالات : ١٧٤ ، التوحيد للماتريدي : ٦٧ ـ ٧٢ ، الاقتصاد في الاعتقاد : ٥٠ ، أُصول الدّين للبزدويّ : ٢٦ ، الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرّشاد : ٦٩ ـ ٧٢ ، قواعد العقائد للعزاليّ : ١٦٥ ، التوحيد للنيسابوريّ : ٥٩٩ ، لمع الأدلّة : ٩٥.

(١٠) سورة طه ٢٠ / ٥.

(١١) سورة النحل ١٦ / ٥٠.

(١٢) الرّؤية : قوّة الإدراك بحاسّة البصر ، أو ما يجري مجراه من غير حاسّة ، كرؤية الباري تعالى مرئيّاً لذاته. الحدود والحقائق للمرتضى : ١٦١.

(١٣) سورة الأعراف ٧ / ١٤٣.

  

المرئي مقابل أو في حكمه في الوقوع ، فيحتاج إلى المكان أو الموضوع خلافاً للمجسّمة(١) ، والكراميّة(٢) ، وما ورد في الرؤية من الأحكام أُريد به الكشف التّام(٣).

السابعة : إنّ الله تعالى(٤) ليس حالاًّ في المحلّ ؛ لأنّ الحالّ محتاج في المحلّ(٥) إلى المحلّ ، خلافاً لبعض الصّوفيّة(٦) القائل بحلوله تعالى في

__________________

(١) المجسّمة هم : فرقة من أهل السُنّة والجماعة ويطلق عليهم بـ (المشبّهة والمجسّمة) كالأشاعرة والحنابلة وغيرهم ، فإنّهم جوّزوا رؤيته تعالى ؛ لأنّه عندهم جسم وهو مقابل للرائي. اُنظر في ذلك : الفصل في الملل والأهواء والنحل ٢ / ٣٤ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ / ٩٣ ـ ٩٩. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٣ / ٢٢٤ ـ ٢٢٥ ، طبقات الحنابلة ١ / ٣١٢ ت ٤٨٩ ، العقيدة الحمويّة لابن تيميّة ١ / ٤٢٩ ، محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : ٢٧٢. وغيرها من المصادر.

(٢) الكراميّة هم : أصحاب أبي عبد الله محمّد بن كرّام النيسابوري ، صاحب البدع في الدين ، ولد بقرية من قرى زرنج ، ومات سنة ٢٥٥ هـ ، ودفن بباب أريحا ببيت المقدس ، وقيل : بالشّام ، وهم من الصفاتية ويبلغ عددهم اثني عشر فرقة. اُنظر : البداية والنهاية ١١ / ١٨ حوادث سنة ٢٥٥ هـ ، لسان الميزان ٥ / ٣٥٣ ت ١١٥٨ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ / ٩٩ ـ ١٠٠.

(٣) اُنظر في ذلك : الحدود والحقائق للمرتضى : ١٦١ ، كتاب اللّمع : ٦١ ، التوحيد للماتريدي : ٧٧ ، الانصاف : ٢٤٠ ، المعتمد في أُصول الدين : ٨٢ ، قواعد العقائد للغزالي : ١٦٩ ، قواعد المرام في علم الكلام : ٧٦ ، لمع الأدلّة : ١٠١.

(٤) في «ث» لم ترد.

(٥) في «ث» لم ترد.

(٦) الصوفيّة : فرقه انحرفت عن جادّة الحقّ ، وأصبحت ضالّة مضلّة ؛ ومن الغلاة والمبتدعة ، من أنكر خصوم الشيعة وألدّ أعدائهم. وقد وصفهم الأئمّة الأطهار عليهم‌السلامبالكفر والشرك والمروق من الدين وفي الكتب الفقهيّة لعلماء الطائفة المحقّة حكموا بنجاستهم. وقال القوشجي : وذهب بعض الصوفية إلى أنّه تعالى يحلّ في العارفين ، وبأنّه تعالى يتّحد مع أبدان العارفين. اُنظر في ذلك : شرح التجريد : ٤٢٥ ، شرح المقاصد ٤ / ٥٧ و ٥٩ ، تلخيص المحصّل : ٢٦١ ، شرح نهج البلاغة

  

قلب العارف.

الثامنة : إنّ الله تعالى ليس محلاًّ للمعاني والأحوال ؛ لأنّ المحلّ محتاج في الحالّ إلى الحالّ ، خلافاً للأشاعرة والبَهْشميّة(١).

التاسعة : إنّ الله تعالى ليس متّحداً بالغير ؛ لأنّ الاتّحاد واحديّة الاثنين(٢) فترفع(٣) الاثنينية من البين(٤) ، خلافاً لبعض النصارى القائل باتّحاد

__________________

للحديدي ٣ / ٢٣٢ ، إحياء العلوم للغزالي ٢ / ٣٩٨ ـ ٤٢٠ ، نهج الحقّ للعلاّمة الحلّي : ٥٨ ـ ٥٩ ، دلائل الصدق ٢ / ٢٠٣ ـ ٢٢١ ، عقائد الإمامية للمظفّر ، تحقيق الطريحي : ١٠٥ ـ ١١٣ ، و ٢٤٨ ، شذرات الذهب ٥ / ١٤٩ ، حوادث سنة (٦٣٢) هـ ، و ٢ / ٢٥٥ ، حوادث سنة (٣٠٩) هـ ، المنتظم ٨ / ٣٠ ، حوادث سنة (٣٠٩) هـ ، الكواكب الدرّيّة في تراجم السادة الصوفية ٢ / ١٤٧.

(١) الأحوال والمعاني :

الأحوال : هي صفات زائدة على المعاني التي أوجبتها.

والمعاني : هي الصفات الوجوديّة الزائدة على الذات. اُنظر في ذلك : نهاية الإقدام في علم الكلام : ١٣١ ـ ١٣٢ ، مفتاح الباب : ١٤٨ ، شرح تجريد العقائد : ٣٢٥ ، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ٢١٥ ، النافع يوم الحشر في شرح باب حادي عشر : ٢٤. أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٧٢ ، نهج المسترشدين في أُصول الدين : ٤٢.

والمراد «بالبهشميّة» : هم أصحاب أبي هاشم عبد السلام بن أبي علي محمّد بن عبد الوهّاب بن سلام الجُبَّائي المعتزلي (٢٤٧ ـ ٣٢١) ، كان هو وأبوه من كبار المعتزلة ، وكانت لهم ضلالات وانحرافات في العقيدة والفكر ، أُنظر : الفَرق بين الفِرَق : ١٨٤ ، الأعلام ٢٥٦٦ ، وفيات الأعيان ٣ / ١٨٣.

(٢) الاتّحاد هو : صيروة شيئين شيئاً واحداً ، وأنّه تعالى لا يتّحد بغيره. اُنظر في ذلك : قواعد العقائد للطوسي : ٢٣ ، مطلع الاعتقاد في معرفة المبدأ والمعاد : ٥٢ ، تلخيص المحصّل : ٤٥٠ ، الرسائل العشر : ٩٦ ، التمهيد للباقلاّني : ٨٦ و ٩٣ ، نهج الحقّ : ٥٧ ، دلائل الصدق ٢ / ١٩٥ ، ٢٠٢ ، اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية : ٧٤ ، كشف المراد : ٣٢٧ ، شرح تجريد العقائد : ٣٢٢ ، إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين : ٢٣٧.

(٣) في «ث ، ك» : فيرفع ، وما أثبتناه من «م».

(٤) في «ث» لم ترد.

  

لاهوتيّة الله تعالى ناسوتيّة(١) عيسى عليه‌السلام.

العاشرة : إنّ الله تعالى ليس متألّما(٢) ولا متلذّذاً مشتهياً(٣) ؛ لأنّها تابعة للمزاج ، والمزاج عرض وجداني متوسّط(٤) في المتساوي الأجزاء حاصل بالامتزاج.

الحادية عشر : إنّ الله تعالى ليس ذا ضدٍّ وندٍّ لأنّ ؛ الضدّ عرض معاقب لعرض ناف له بالحقيقة ، والندّ هو الكفو في الحقيقة.

الثانية عشر : إنّ الله تعالى ليس ذا سنة ونوم وإغماء واسترخاء ، كما قال : (لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ) (٥) لأنّها مستتبعة للحواسّ فتحتاج(٦) إلى الحواسّ تعالى الله عن ذلك(٧) علوّاً كبيراً(٨) وبعد شأنه(٩) عن ذاك كثيراً.

الأصل الثاني في العدل :

وفيه مقدّمة ومقاصد :

__________________

(١) قال المحقّق نصير الدين الطوسي قدس‌سره : ذهب بعض النصارى إلى حلول الله تعالى في المسيح ، وبعض المتصوّفة إلى حلوله في العارفين الواصلين. اُنظر في ذلك : تلخيص المحصّل : ٢٦٠ ـ ٢٦١ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ / ٢٠٨ ـ ٢٢٨ ، المغني في أبواب التوحيد والعدل ٥ / ١٢٦ ، ١١٤ ، ١١٩ ، ١٢١ ، ١٢٣.

(٢) في «ك» : متأمّلاً ، وما أثبتناه من «ث» و «م» ، وفي جميع النسخ «م ، ث ، ك» : متفرّداً.

(٣) في «ث» : مشهّياً.

(٤) في جميع النسخ : «متوسّطة» ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(٥) سورة البقرة ٢ / ٢٥٥ ، والآية لم ترد في «م».

(٦) في «ث» : فيحتاج.

(٧) في «م» : عن ذلك كله.

(٨) اقتباس من الآية : (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً). سورة الإسراء ١٧ / ٤٣.

(٩) لم ترد في «ث».

  

مقدّمة :

إنّ العدل : تنزيه الله تعالى عن إيجاد القبيح والإخلال بالواجب(١).

تحقيق :

إنّ العقل الذي يعرف به الحقّ مفطور على نعمة الحسن ، فإنّ غاية إيجاده التمييز بين الحُسْنِ والقُبْحِ ليختار الحسن(٢) على القبيح ، ليمكن له أن يُحصِّلَ ما فيه مصلحته ، ولا يحصّل ما فيه مفسدة حتّى يتيسّر له تحصيل المعرفة الكاملة التي هي غرض المُوجِد في المصلحة حيث قال : (كنت كنزاً مخفيّاً) (٣) ، فالعقل بالذات ينفر من القبح ويفرّ إلى الحسن فيعلمهما بديهةً.

لكن لمّا كان الوهم معارضاً له فيهما وقد يغلب عليه في بعض أحوالهما فلابدّ لهما من كاشف ، وهما(٤) (٥) : إمّا كمالٌ ونقصانٌ ، أو ملائمةٌ ومنافرةٌ ، أو استحقاق مدح وثواب وذمٍّ ، وعقاب : عاجلاً وآجلاً ، وإنّما النزاع في عقليّة الأخرين ، ويكفينا تحقيقهما في ضمن تقسيمهما(٦).

__________________

(١) اُنظر في ذلك : الرسائل العشر : ١٠٣ و ١٠٥ ، شرح الأُصول الخمسة : ١٣٢ ، الحدود والحقائق للمرتضى : ١٦٨ ، مفتاح الباب : ١٥١.

(٢) في «ث» لم ترد.

(٣) قال : الله تعالى في الحديث القدسي : كنتُ كنزاً مخفيّاً فاحببتُ أن أُعرف فخلقتُ الخلق ؛ لأن أُعرف (منه قدس‌سره).

وفي رواية (لكي أُعرف). اُنظر : رسائل الشيخ الكركي ٣ / ٢٧ ، و ٣١ ، كشف الخفاء ومزيل الإلباس ٢ / ١٧٣ / ٢٠١٦ ، تفسير الكبير للرازي ٢٨ / ٢٣٤ ، تفسير ابن العربي ١٢٢٢ ، تفسير أبي المسعود ٢ / ١٣٠ ، شرح فصوص الحكم للخوارزمي : ٢٣٥ ، ٣٤٤ ، ٣٦٣ ، ٥٤٨ ، ٦٧١ ، ٦٩٧ ، ١٠٢١.

(٤) في «ك» : فلابدّ لهما من كاشف لهما وهما ، وفي «ث» : فلابدّ من كاشف لهما وهما ، وما أثبتناه من «م».

(٥) حسن وقبح (منه قدس‌سره).

(٦) في «م» : في ضمن التقسيم ، وما أثبتناه من «ث» و «ك».

  

فنقول : كلّ ما يقبل(١) الصدور ، إمّا أن ينفر منه العقل بالذات(٢) : فهو القبيح الحرام ، أو لا : فهو الحسن المرام ، وهو : إمّا أن ينفر من تركه فهو الواجب ، أو لا ، وهو : إمّا أن يرجّح فعله فهو المندوب ، أو تركه فهو المكروه ، أو لا ، فهو المباح.

فعُلم أنّ الحُسْنَ والقُبْحَ في الأفعال معروفان(٣) بالعقل مكشوفان بالشّرع(٤) ، وإلاّ لكان إثبات الحقّ والشّرع مستحيلاً لانتفاء الوثوق بحُسن ما يخبر بحسنه ، وقبح ما يخبر بقبحه ، خلافاً للأشاعرة(٥).

المقصد الأوّل :

إنّ العبد موجد لأفعاله بالاختيار ، بمعنى أنّه إن شاء فعل وإن شاء ترك(٦) ، لكنّه إذا شاء فعل إن شاء الواجب(٧) وإلاّ لم يفعل(٨) ، قال الله

__________________

(١) أي : فعل عن العبد (منه قدس‌سره).

(٢) في «م» لم ترد.

(٣) أي : معلومان.

(٤) اُنظر : كشف المراد : ٢٣٤ ، إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل ١ / ٣٣٩ ، شرح تجريد العقائد : ١٩٧ و ٣٣٥ ، تلخيص المحصّل : ٤٥٢ ، المنقذ من التقليد ١ / ١٩١ ، شرح الأُصول الخمسة : ٣٠٢ ، وما بعدها ، المحيطُ بالتكليف : ٢٣٤ ، الاقتصاد بالاعتقاد : ٨٤ ـ ٨٧ ، الأربعين في أُصول الدين : ٢٤٦ ، البراهين في علم الكلام ١ / ٢٤٦ ، شرح الإشارات للطوسي ٢ / ٧ ، الذخيرة في علم الكلام : ١٠٥ ـ ١٠٦ ، تقريب الهدف : ٩٧ ـ ٩٩ ، شرح جمل العلم والعمل : ٨٥ ـ ٨٩ ، شرح المواقف ٨ / ١٨٢ ـ ١٨٣.

(٥) اُنظر : قواعد المرام في علم الكلام : ١٠٤ ، الكلّيّات : ١٥٣ ، النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ٢٦ ، إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين : ٢٥٦ ، الأربعين في أُصول الدين للرازي ١ / ٣٤٦ ـ ٣٤٩ ، شرح المقاصد ٤ / ٢٨٢.

(٦) في «ث» : إنّه إن شاء فعل وإن لم يشاء لم يفعل ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٧) في «ث» : لكنه إذا شاء فعل إن شاء الأوّل ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٨) اُنظر في ذلك مثلاً : قول العلاّمة الحلّي قدس‌سره : اتّفقت الإماميّة والمعتزلة على «انّا

  

تعالى : (وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ الله) (١) ، وقال النبي (صلى الله عليه وآله) : «ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن»(٢).

وقال الله تعالى : (وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيء إِنِّي فَاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلاَّ أَن يَشَاءَ الله * وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) (٣) ، وقال : (وَلَوْ شَاءَ الله لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُم تَعْمَلُونَ) (٤) ، وقال : (فَمَن يُرِدِ الله أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلاِْسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَيُؤْمِنُونَ * وَهذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْم يَذَّكَّرُونَ) (٥) ، فقدرته من القدر ، وفعله من القضاء.

والتقدير في ذلك : إنّه إن شاءَ أراد وإن لم يشأ لم يرد ، وإن أراد أرتكب(٦) وإن لم يرد اجتنب(٧) ، وإن أرتكب فعل(٨) وإن اجتنب لم

__________________

فاعلون» وادّعوا الضرورة في ذلك. نهج الحقّ : ١٠١ ، دلائل الصدق ٣ / ١١١ ـ ١١٦ ، الذخيرة في علم الكلام : ٧٣ ، شرح جمل العلم والعمل : ٩٢ ، المنقذ من التقليد ١ / ١٥٠ ـ ١٥١ ، شرح تجريد الاعتقاد : ١٩٩ ، ورأي المعتزلة في المغني للقاضي عبد الجبّار ٨ / ٣ و ١٣ ، شرح الأُصول الخمسة : ٣٢٣ و ٣٣٦ ، المحيط بالتكليف : ٢٣٠ ، الملل والنحل ١ / ٣٩ ، الأربعين في أُصول الدين للرازي ١ / ٣٢٠.

(١) سورة الإنسان ٧٦ / ٣٠ ، والتكوير ٨١ / ٢٩.

(٢) اُنظر : الروضه من الكافي ٨ / ٨١ ـ ٨٢ ذيل الحديث ٣٩ ، الخصال : ٦٣١ ، تحف العقول : ١٢٠ ، مستدرك الوسائل ٥ / ٤٧ ح ٥٣٣٤.

(٣) سورة الكهف ١٨ / ٢٣ ـ ٢٤.

(٤) سورة النحل ١٦ / ٩٣.

(٥) سورة الأنعام ٦ / ١٢٥ ـ ١٢٦.

(٦) في «م» : فارتكب.

(٧) في «م» : فاجتنب.

(٨) في «م» : ففعل.

  

يفعل(١) ، وإن(٢) فعل خيراً نال خيراً وإن فعل شرّاً نال(٣) شرّاً.

فتعلّق علمه تعالى بآثاره ومشيئته تعالى باختياره ، على هذا المنهج ، ومعنى تعلّق إرادته تعالى بفعله وتركه : أمره ونهيه على هذا(٤) النهج ، وهو حبّه تعالى ، ولذا يمكن تخلّفه قال الله تعالى : (كُلُّ امْرِئ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) (٥) ، (جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (٦) ؛ وذلك لأنّ فعله تابع لداعيه ، فإن لم يكن موجداً لأفعاله ما أمكنه(٧) أن يحصّلها بحسب دواعيه ، وحينئذ لم يلائم أمره(٨) ونهيه وعذابه وعقابه فِعلَ الحكيم ، ولم تكن فائدة في إعطائه العقل(٩) السّليم ، ولم يحتج إلى العلم بتكليف ما كلّفه به فلم تنتف حجّته على الله تعالى في ترك الواجب وفعل الحرام بإرسال الرسل للإعلام ، وإنزال الكتب للإلزام ، خلافاً للجبريّة والإيجابيّة.

تنبيه :

من البيّن أنّه لا يلزم من كون آلة الأفعال من الله تعالى أن تكون الأفعال منه تعالى ، فإنّ الآلة لإمكان صدور فعل العبد لا لوجوبه ، وكذا لا يلزم من تعلّق علمه تعالى بأفعاله أن يصير جهلاً على تقدير عدمها ، فإنّ علمه تعالى مطابق للمعلومات ، فيكون تابعاً لها كالمرآة ، فلا جبر ولا

__________________

(١) في «م» : فلم يفعل.

(٢) في «ث» : فإنّ فعل ، وما هو ثابت من «م» و «ك».

(٣) في «م» : على ذلك النهج.

(٤) في جميع النسخ : فنال ، وما أثبتناه هو الراجح.

(٥) سورة الطور ٥٢ / ٢١.

(٦) سورة الواقعة ٥٦ / ٢٤ ، وسورة الأحقاف ٤٦ / ١٤.

(٧) أي : ما أمكن للعبد (منه قدس‌سره).

(٨) من الاحتياج له أمن الحجة (منه قدس‌سره).

(٩) لم ترد في «ث».

  

إيجاب ولا تفويض ، بل أمر مشترك بينها(١). منشأ لها.

ولعلّه ما ذكرنا ؛ والضابط(٢) أنّ كلّ فعل يشاء من العبد إن صحّ عند العقل أن يقال : لم فعلت؟ فهو فعله ، وإلاّ فهو فعل الله تعالى(٣).

المقصد الثاني :

إنّ الله تعالى لا يوجد القبيح ؛ لأنّ فعله لم يخلُ عن مصالح وأغراض ، عائدة إلى عباده لا إليه ؛ لكمال حكمته واستغنائه ، فلا يلزم الاستكمال فلا يصدر عنه ما فيه فساد بالنسبة إليهم ، ولا يأمرهم بالأفعال القبيحة ، ولا يرضى بها ؛ لأنّها كلّها قبيحة ، والله تعالى منزّه عن القبائح ؛ لأنّ الصّارف(٤) موجود لعلمه بها ، والداعي مفقود لاستغنائه عنها ، والعالم المستغني عن القبايح منزّه عنها بالضرورة(٥) ، خلافاً للأشاعرة(٦).

__________________

(١) اقتباس من حديث الإمام الصادق عليه‌السلام : «لا جبر ولا تفويض ولكن أمرٌ بين أمرين». اُنظر : أُصول الكافي ١ / ١٧٩ ح ٤٠٦ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ / ١٤١ ، التوحيد للصدوق : ٣٦٢ / ٨ ، الاحتجاج ٢ / ٤٩٠.

(٢) لم ترد في «م».

(٣) اُنظر : دلائل الصدق ٣ / ١١٧ ـ ١٧٥ ، المغني في أبواب التوحيد والعدل ١٤ / ٥٣ ، و ١٨٦٢٠ ، و ١١ / ٨٦. علم اليقين ١ / ٦٨ ، الحكمة المتعالية ٧ / ٢٥٩ ، الرّسائل لصدر الدين : ١٩٦.

(٤) الصارف هو : علمه تعالى بقبح القبيح (منه قدس‌سره).

(٥) أوائل المقالات : ٥٦ ـ ٥٨ ، نهج الحقّ : ٨٥ ، تصحيح الاعتقاد : ٤٥ و ٤٩ ـ ٥٠ ، دلائل الصدق ٣ / ٥ ـ ٦ ، شرح جمل العلم والعمل : ٨٣ و ٨٥ ـ ٨٨ ، المنقذ من التقليد ١ / ١٧٩ ، شرح تجريد الاعتقاد : ١٩٨ و ١٩٩ ، شرح الأُصول الخمسة : ٣٠١ ـ ٣٠٢ ، الملل والنحل ٣٩١ ، الأربعين في أُصول الدين للفخر الرازي ١ / ٣٤٠.

(٦) وذهبت الأشاعرة كافّة إلى أن الله تعالى قد فعل القبائح بأسرها ، من أنواع الظلم والشرك والجور والعدوان ورضي بها وأحبّها. اُنظر : نهج الحق : ٨٥ ، دلائل الصدق ٣ / ٦ ، اللمع في الردّ على أهل الزيغ والبدع : ٤٨ ، تمهيد الأوائل : ٣١٧ ـ ٣٢٠

  

المقصَدُ الثّالث :

إنّ الله تعالى لا يُخِلُّ بالواجب ؛ لأنّه كلّف عبادَهُ ويكلّفه أُمرهُ بما فيه مَصْلَحَةٌ ، ونهيُه عمّا فيه مَفْسَدةٌ ممّا فيه المشقّةُ بقدر الطّاقة ؛ لامتثال أمر منَ تَجب طَاعتُهُ ابتداءً بما كُلِّفَ به ، كما قال عزّ وجلّ : (إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) (١) ، وهو لطف(٢) مقتضي الحكمة(٣) والكرم ، فإنّه تعالى خلق القوّة الشهويّة والغضبيّة للمصلحة في بني آدم ، وكثيراً ما يستسهلون فعل القبيح وترك الحسن على تقدير إدراكهما ، فاقتضت حكمته تعالى(٤) التكليفَ ؛ حتّى يصير المكلّف معه أقرب إلى ما فيه مصلحته ، وأبعد عمّا فيه مفسدته ، ووجه حُسْنه التعريض إلى الثّوابِ الشّاملِ للمؤمن المثاب والكافر المستحقّ للعقاب ، لا العوض(٥) ، ولا التفضّلُ ولا الثّوابُ ، فإنّ العوض هو النفع المستحقّ ، والتفضّل هو النفع المقارن للتعظيم ، [والثواب

__________________

و ٣٦٦ ـ ٣٦٧ ، الفصل في الملل والأهواء والنحل ٢ / ٦٨ ، الملل والنحل ١ / ٨٣ ، الأربعين في أُصول الدين ١ / ٣٤٣ ـ ٣٤٥ ، المسائل الخمسون : ٦٠ ـ ٦١ ، شرح المقاصد ٤ / ٢٢٣ و ٢٣٨ ، شرح المواقف ١٧٣٨ ـ ١٧٤.

(١) سورة النحل ١٦ / ٩٠ ، وهذه الآية لم ترد في «م».

(٢) اللّطف هو : ما عنده يختار المكلّف الطّاعة أو يكون أقرب إلى اختيارها ، ولولاه لما كان أقرب إلى اختيارها مع تمكنّه في الحالين ، الحدود والحقائق للمرتضى : ١٧١ ، الإبانة عن أُصول الدّيانة : ١٨٢ ، الذّخيرة في علم الكلام : ١٨٦ ، تقريب المعارف : ٧٧ ، الاقتصاد الهادي إلى طريق الرّشاد : ٧٧ ، قواعد المرام في علم الكلام : ١١٧ ، نهج المسترشدين في أُصول الدين : ٥٥ ، اللّوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ١٥٣.

(٣) في «ث» : يقتضي الحكمة ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٤) في «ث» لم ترد.

(٥) في «ث» : للعقاب المعوض ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

  

هو النفع المستحقّ ، المقارن للتعظيم] (١) فهي غير شاملة للكافر ، والتكليف عام بالنسبة إلى المميّز الفاجر وغير الفاجر.

ومتعلّقه : إمّا علم عقلاً كالعلم بالأُصول ، وسمعاً كالعلم بالفروع ، وإمّا عمل عقلاً كالوديعة(٢) ، وسمعاً كالعبادة ، وإمّا ظنّ كالظنّ بجهة القبلة.

ولطفه تعالى فِعلٌ حسن صادرٌ عنه ؛ لأجل تقريب العبد إلى الطّاعة للمصلحة ، وتبعيده(٣) عن المعصية للمفسدة بلا إلجاء وحظٍّ في التمكين ، ووجب ذلك عليه تعالى ؛ لئلاّ ينقض غرضه لعلمه بأنّ المكلّف لا يمتثل لما كلّف به إلاّ به.

الأصل الثالث في النبوّة :

وفيه مقدّمة وأركان :

المقدّمة :

إنّ النبوّة إخبار إنسان من جانب الله تعالى بلا واسطة إنسان ، بالمعجز من أمر الله ، وهو أمر خارق للعادة(٤) ، خارج عن الطاقة ، خال عن

__________________

(١) ما بين المعقوفتين لم يرد في «ك ، ث» وما أثبتناه من «م».

(٢) الوديعة : جمع الوَدائِعِ ، وهي ما استُودعَ ، والمستودع : المكان الذي تجعل فيه الوديعة ، يقال : استودعته وديعةً إذا استحفظته إيّاه. وفي الاصطلاح : فهي استنابة في الاحتفاظ ، أو ردّها إلى صاحبها.

اُنظر : لسان العرب ٨ / ٣٨٦ مادّة «ودع». رياض المسائل ٩ / ٤٠٩.

(٣) في جميع النسخ : وتبعيد ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(٤) يجوز أن يظهر ما هو خارق للعادة على يد غير النبيّ من أولي العزم ، من الصلحاء العقلاء الأولياء الأصفياء ، خلافاً للمعتزلة فإنّ كثرة وقوعه عن الأنبياء والأولياء لا تنافي الخصوصية ، ولكونه خارقاً للعادة ، وموجباً لعدم النفرة في المتابعة مميّزاً

  

المعارضة ، مقترن بالتحدّي ، موافق للدّعوى.

الركن الأوّل :

إنّ النّبوّة(١) من اللّطف الواجب من جانب الناصب ، فإنّ غرض الخالق من خلق العباد مصلحتهم في الإرشاد ، فوجب تنبيههم على ما يعاضده مُتَيقّنَ العقل في نظرهم لأحكَامه أو إتقَانِه(٢) ، وتعليمهم ما لا تستقلّ عقول أكثرهم بإدراكه وإتقانه(٣) من أمر معادهم ، وحشر أجسادهم ، وكيفيّة معاشرتهم ، وحسن معاملتهم وانتظام أسباب معاشهم ، وانتساق آداب انتعاشهم لفساد معاملاتهم في أثناء ملاقاتهم ؛ لاختلاف دواعيهم وإرادتهم بكثرة حواسّهم وآلاتهم ، ولم يمكن تنبيههم إلاّ بواسطة مثلهم ؛

__________________

للنّبيّ بالدعوة ودالاًّ على اختصاصه بالنبوّة ، كما يدلّ عليه قوله تعالى ـ في قصّة آصف بن برخيا في إحضار عرش بلقيس ـ : (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) سورة النمل ٢٧ / ٤٠ ، وقصه مريم : (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمَـحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً ...) سورة آل عمران ٣ / ٣٧ وقد ظهر على يد أمير المؤمنين عليه‌السلام : خوارق كثيرة ، منها : قلع الباب مع عجز إعادة سبعين رجلاً من الأقوياء ، ومنها مخاطبة الثعبان على منبر الكوفة ، وهو حكّام الجنّ سئل مسألة مشكلة فأجاب عليه‌السلام. ومنها : رفع الصخرة عن القليب حين التوجّه إلى الصفّين مع عجز أصحاب عن نقلها ، فقلعها ورمى بها مسافة بعيدة ، حتّى شربوا ثمّ أعادها ، فرأى صاحب الدير وأسلم. ومنها : محاربة الجنّ حين أرادوا أن يضرّوا بالنّبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسيره إلى بني المصطلق ، فقتل منهم جمعاً كثيراً وجمّاً غفيراً. ومنها : ردّ الشمس وغير ذلك من الوقائع المنقولة عنه عليه‌السلام. حال ادّعائه الإمامة قبل الثلاثة (منه قدس‌سره).

اُنظر في ذلك : أوائل المقالات : ٧٩ ، المناقب للخوارزمي : ١٧٢ / ٢٠٧ ، الفصل ١٦ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٢١ ، الإرشاد ١ / ٣٣٤ ـ ٣٤٨ ، مدينة المعاجز ١٣٨١ ـ ٤٨٥ ، قضاء أمير المؤمنين عليه‌السلام للتستري وغيرها.

(١) في «م» : هي من اللطف.

(٢) في «م» و «ث» : لإحكامه واتقانه ، والمعنى واحد.

(٣) في «ك» : وإيقانه ، وما أثبتناه هو الصحيح.

  

لأنّ الله تعالى لا يشار إليه بحسّهم فوجب بعث الرسل والأنبياء ونصب الأئمّة(١) والأوصياء ؛ لتقريبهم إلى المصلحة وتبعيدهم عن المفسدة.

الركن الثاني :

إنّ النّبيّ واجب أن يكون أفضل ما عداه ، ذا وقع في القلوب ؛ للوثوق وإطاعة القلوب ، وداعياً إلى الطاعة ، وزاجراً عن المعصية ؛ لحصول المطلوب ، ومنزّهاً عن ذمايم(٢) الخَلْق والخُلْق ، والحِرفةُ(٣) ؛ للوقع في القلوب ، ومعصوماً من أوّل عمره إلى آخره من الإخلال بالواجبات وإيقاع الذنوب ، وإلاّ يلزم التناقض (في الحرمة والوجوب) (٤).

فإنّ العصمة : هي أن يمتنع وقوع القبيح ، والإخلال بالواجب بعيداً عن الاضطرار قريباً من الإختيار ، فهي اللّطف من الواجب وعدمها يناقض غرض الناصب ، وأيضاً الخطأ من الحرام ، ومتابعته فيه واجب على

__________________

(١) يندرج تحت: الأفضليّة الأزهريّة، والأورعيّة، والأشجعيّة، والأعلميّة، والأكرميّة (منه قدس‌سره).

(٢) ذمايم : جمع ذمام أو ذيمه ، ذمَّهُ يَذُمَّهُ ذمّاً ومَذمَّةً ، فهو مَذموم وذمٌّ نقيض المدح ، وهو اللّوم في الإساءة ، والذَّمُّ والمذموم واحد. والمَذَمَّة : الملامة. اُنظر لسان العرب ١٢ / ٢٢٠ ـ ٢٢١ ، مادّة «ذمم».

بأن يكون خلقته سويّة منزّهة عن الأمراض التي ينفر عنها الطباع ، كالفظاظة ، والغلظة ، والآبنة ، والبرص ، والجذام (منه قدس‌سره).

وذمايم الخَلق ـ بفتح الخاء ـ ما مرّ. وذمايم الخُلق ـ بضم الخاء : بأن تكون ذاته متّصفة بصفات الكمال ، كالعلم بالكلّيّات والجزئيّات ، وكمال العقل والذكاء ، والفطنة ، وقوّة الرأي ومقدّسة مبرّأة من الأُمور الخسيسة ؛ كالسهو ودناءة الآباء وعهر الأُمّهات وغيرها (منه قدس‌سره).

(٣) الحِرفةُ : جمع المُحارف ، وهو الذي يحترف بيدَيه ، فهو اسم من الاحتِرافِ وهو الاكتساب ، يقال : هو يحرف لعياله ويحترف ويَقرِشُ ويَقْتَرِشُ بمعنى : يكتسب من هنا وهنا. لسان العرب ٩ / ٤٣٠ مادّة «حرف».

(٤) ما بين القوسين لم يرد في «م» و «ك» ، وما أثبتناه من «ث».

  

الأنام(١).

فائدة :

يمكن أنّ تتغيّر الشرائع باقتضاء أحوال الأزمنة والأشخاص إيّاه بحسب تغاير الوقائع ، فالنسخ جائز ؛ لأنّه رفع الحكم الثابت بالنصّ بنصّ آخر(٢) ؛ للمصلحة في النظام مع اختلاف الأوقات والأشخاص(٣) الأنام ، ولا يلزم منه البداء كما زعمته اليهوديّة.

فإنّ البداء هو الرجوع عن الحكم على الندم بلا اختلاف الأوقات والأشخاص(٤) والأمم(٥).

__________________

(١) قال العلاّمة الحلّي قدس‌سره : ذهبت الإماميّة كافّة إلى أنّ الأنبياء معصومون عن الصغائر والكبائر ، منزّهون عن المعاصي ، قبل النبوة وبعدها ، على سبيل العمد والنسيان ، وعن كلّ رذيلة ومنقصة ، وما يدلّ على الخسّة والضعة.

وقال : وخالفت أهل السُنّة والجماعة كافّة في ذلك ، وجوّزوا عليهم المعاصي ، وبعضهم جوّزوا الكفر عليهم قبل النبوّة وبعدها ، وجوّزوا عليهم السهو والغلط. اُنظر : نهج الحقّ : ١٤٢ ، دلائل الصدق ٤ / ١٧ ـ ٤٩.

(٢) أي التغيّر (منه قدس‌سره)

والنّسخ في اللغة : النّقل والإزالة. واصطلاحاً : هو رفع حكم شرعيّ بحكم آخر شرعي متراخ عنه على وجه لولا الثّاني لبقي الأول. إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين : ٣١٨ ، اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٢٣٢ و ٣٢٢ ، كشف الفوائد : ٧٧ ، لباب العقول : ٣٥٨ ، تلخيص المحصّل : ٤٥٧ ، قواعد العقائد للطوسي : ٣٤.

(٣) في «م» و «ك» : أشخاص ، وما أثبتناه من «ث».

(٤) المصدر السابق.

(٥) البداء هو : الظهور لغةً اذا أمر الله تعالى بالشّيء في وقت مخصوص على وجه معيّن بمكلّف واحد ، ثمّ نهى عنه على هذه الوجوه كلّها فهو البداء ، (المتكلّمون). اُنظر في ذلك : رسائل المرتضى ١ / ١١٦ ، اللّوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٢٣٥ و ٣٢٢ ، والحقائق للمرتضى : ١٥٤ ، أوائل المقالات : ٩٤ ، و ١٦٨ ، تصحيح الاعتقاد : ٥٠ ، شرح الأُصول الخمسة : ٥٨٥ ، وغيرها.

  

الركن الثالث :

إنّ محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) رسول الله ؛ لأنّه أظهر المعجزة(١) على طبق دعواه للنبوّة(٢) ، كـ : تسبيح الحصى في كفّه(٣) ، وانشقاق القمر بإشارة إصبعه(٤) ، وجريان الينبوع من بين أصابعه ، (وإطعام الخلق الكثير من الطعام(٥) اليسير) (٦) ، وشكاية البعير إليه(٧) ، وأمثالها من

__________________

(١) المعجزة في اللغة : مأخوذة من العجز الذي هو نقيض القدرة. وفي اصطلاح المتكلّمين فعل خارق للعادة مقرون بالتحدّي بحيث يعجز عن أمثاله البشر. اُنظر : إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ٣٠٦ ، اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٢١٢ ، النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ٣٦.

(٢) في «ك» : على طبق دعوة النبوّة ، وفي «ث» : على طبق دعواه ، وما أثبتناه من «م».

(٣) اُنظر في ذلك : نور الأبصار للشبلنجي ١ / ١٢٢ ، صحيح البخاري ٣ / ١٣١٢ ح ١٣٣٨٦ ، سنن الترمذي ٥ / ٥٩٧ ح ٣٦٢٣ ، سنن ابن خُزيمة ١ / ١٠٢ ح ٢٠٣ ، تفسير القرطبي ٢٦٨١٠ ، تفسير ابن كثير ٣ / ٤٣.

(٤) اُنظر في ذلك : إعلام الورى للطبرسي ١ / ٨٤ ، صفة الصفوة ١ / ٩١ ، الأمالي للطوسي المجلس : ١٢ / ٣٧ ، الخرائج والجرائح ١ / ٣١ ح ٢٦ ، قصص الأنبياء للراوندي : ٢٩٤ ح ٣٦٦ ، كشف الغمّة ١ / ٦٢ ، صحيح البخاري ٣ / ١٣٣٠ ح ٣٤٣٧ ، صحيح مسلم ٤ / ٢١٥٨ ح ٢٨٠٠ ، تفسير القرطبي ١٧ / ١٣٦ ، تفسير الطبري ٢٧ / ٨٤ ، صحيح ابن حبَّان ١٤ / ٤٢٠ ح ٦٤٩٥ ، تفسير ابن كثير ٣ / ٤٤١ ، نور الأبصار ١ / ١١٩ ، بحار الأنوار ١٧ / ٣٤٧ ـ ٣٥٧.

(٥) تكرّر منه (صلى الله عليه وآله) في عدّة موارد في زواجه بزينب، كما في مصابيح السنّة للبغوي ٤ / ١١١ ح ٤٦٢٨ ، وفتح الباري ٩ / ٢٢٦ ح ٥١٦٣ ، صحيح مسلم ٢ / ١٠٥١ ح ١٤٢٨ ، ومنها : حين أرملوا أصحابه يوم الأحزاب وقصّة جابر الأنصاري رضي‌الله‌عنه ، كما رواه الطبرسي في إعلام الورى : ٣٦ ، والراوندي في الخرائج ١ / ٢٧ ح ١٤ ، المناقب لابن شهرآشوب ١ / ١٤٠ وما بعدها ، كشف الغمّة ١ / ٦٠ ، نور الأبصار للشبلنجي ١ / ١٢٣ ، ومنها ؛ يوم الإنذار ، وهو نزول الآية : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ) سورة الشعراء ٢٦ / ٢١٤ ، واُنظر في ذلك روضة الواعظين ١ / ١٤٢ ، حلية الأبرار ١ / ٦٩ ح ٤ ، المناقب لابن شهرآشوب ٢ / ٢٥ ، دعائم الإسلام ١ / ١٥ ، البحار٣٨ / ٢٢١.

(٦) ما بين القوسين لم يرد في «م».

(٧) البحار ١٧ / ٣٩٨ ح ١١.

  

الخوارق، التي ظهرت من لديه(١) ، وأظهرها صحائف بلاغة القرآن ، فإنّه (صلى الله عليه وآله) تحدّى العرب بلطائف فصاحة القرآن(٢) ، فعجزوا عن المعارضة والتجاؤا إلى المحاربة ، مع أنّهم على المرتبة الغالبة من الفصاحة والدرجة العالية من البلاغة(٣) ، وذلك كلّه معلوم بالتواتر(٤) ، فكان نبيّاً حقّاً ورسولاً صدقاً إلى العالمين ، كما قال الله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (٥) ، وقال خير البشر (صلى الله عليه وآله) : «بُعِثتُ على الأسود

__________________

(١) اُنظر في ذلك : نور الأبصار للشبلنجي ١ / ١١٩ ـ ١٢٥ ، كشف الغمّة في معرفة الأئمّة للأربلي ١ / ٤٨ ـ ٦٥.

(٢) كقوله تعالى : (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الأنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ ...) الاسراء ١٧ / ٨٨ وقوله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْب مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَة مِن مِثْلِهِ) البقرة ٢ / ٢٣ وقوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَر مِثْلِهِ مُفْتَرَيَات ...) هود ١١ / ١٣، وقوله تعالى: (قُلْ فَأْتُوا بِسُورَة مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ الله ...) يونس ١٠ / ٣٨ ، وقوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيث مِثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ) الطور ٥٢ / ٣٣ و ٣٤ ، وقوله تعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) النساء ٤ / ٨٢ ، وكقوله تعالى : (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِي الأمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) هود ١١ / ٤٤ ، واُنظر في ذلك : كفاية الألمعي في آية يا أرض ابلعي للجزريّ.

(٣) في «م» : على المرتبة العالية من الفصاحة ، والدرجة الغالبّة من البلاغة. وما أثبتناه من «ث» و «ك».

(٤) اُنظر في ذلك : المغني في أبواب التوحيد والعدل ١٦ / ٣١١ ، و ٢٣٦ ، و ٢٢٤ ، و ١٥٠ ، و ١٤٣ ، و ٣١٦ ، و ٢٢٦. اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٢١٩ ، كشف الفوائد : ٧٥ ، أوائل المقالات : ٦٨ ، أعلام النبوّة للماورديّ : ٥٣ ، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ٣٠٨ ، التمهيد للباقلاّني : ١٢٦ ، تقريب المعارف : ١٠٨ ، أُصول الدين للبغدادي : ١٨٣.

(٥) سورة الأنبياء ٢١ / ١٠٧.

  

والأحمر»(١) ، خلافاً للعيسويّة(٢) ، فوجب أن يصدّق بما جاءَ به ، ومن وظيفة العقل أن ينظر بعين عينه ، إلى ما نقل عنه بعينه فيصدّق بما لا يعارضه ، ويتوقّف فيما يعارضه وإيّاه(٣) ، وأن يحكم بالخطأ فإنّه خطر ذو خطر في الخطأ فوجب الامتثال لحكمه الأقوى ، والانقياد لشرعه الأعلى الباقي ببقاء الدنيا ، فإنّه (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء والمرسلين(٤) ، كما قال الله ربّ العالمين : (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَد مِن رِّجَالِكُمْ وَلكِن رَّسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) (٥).

__________________

(١) اُنظر في ذلك : المبسوط للطوسي ٤ / ١٥٤ ، روضة الواعظين ١ / ١٤٥ ـ ١٤٦ ح ١٦٥ ، عنه حلية الأبرار ١ / ٧٣ ، المناقب لابن شهرآشوب ١ / ٦١ (نحوه) أوائل المقالات للشيخ المفيد ١٧٥ ، فتح الباري في شرح البخاري ١١ / ٦٢ ، نهج الحديدي ٥ / ٥٤ ، تفسير ابن كثير ٢ / ٥٤٧ ، المحصّل للرازي ٢ / ٢٨٩ ، الأحكام للآمدي ١ / ٥١ ، نهج الإيمان لابن جبر : ٢٢٩.

(٢) العيسويّة : أصحاب أبي عيسى الأصفهاني اليهوديّة ، ظنّوا : أنّه صلّى الله عليه وآله رسول على العرب خاصّة ؛ وبطلانه ظاهر (منه قدس‌سره).

نسبوا إلى أبي عيسى إسحاق بن يعقوب الأصفهاني ، وادّعى النبوّة وأنّه رسول المسيح المنتظر ، وهذه الفرقه مذهبها في النسخ أنّه جائز في حكم العقل وأنّه قد وقع فعلاً ، إلاّ أنّها أنكرت الشريعة الإسلامية ، وادّعت أنّها شريعة خاصّة بالعرب ، ولم تكن لكافّة الناس ، لذا لم تنسخ شريعة موسى عليه‌السلام. فاتّبعه بشر كثير من اليهود ، وادّعوا له آيات ومعجزات ، وكان ذلك في زمن المنصور ، وابتدأ دعوته في زمن آخر ملوك بني أُميّة : مروان بن محمّد الحمار. اُنظر ذلك الملل والنحل للشهرستاني ١ / ٢١٥ ـ ٢١٦ ، الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم ١ / ١١٨ ـ ١١٩ ، ١٢٧.

(٣) هذا تحذير (منه قدس‌سره).

(٤) أي الحكم رسول الله (منه قدس‌سره).

(٥) سورة الأحزاب ٣٣ / ٤٠.

  

الأصل الرابع في الإمامة :

وفيه مقدّمة ومرامات :

المقدّمة :

إنّ الإمامة رئاسة عامّة في أُمور الدارين بالأصالة في النيابة(١).

المرام الأوّل :

الإمامة(٢) هي : فعل حسن من الواجب ، فهي لطف واجب على الناصب ؛ لأنّ الخلائق في معاملاتهم حين ملاقاتهم يجوز أن يرتكبوا المعاصي والشرّ والفساد ، فوجب في الحكمة وجود رئيس سائس آمر ناه منفّذ للأحكام حافِظ للإسلام للإرشاد ؛ ليكونوا أقرب إلى الطاعة والمصلحة ، وأبعد عن المعصية والمفسدة ، فهو لطف من الناصب(٣) ، واللُّطف من الواجب ، ويسمّى ذلك : إمامة فتكون الإمامة واجبةً خلافاً

__________________

(١) أي بلا واسطة في الإمامة بنيابة الله ، أو النبي ، فينزل منزلة المنوب عنه (منه قدس‌سره).

اُنظر في ذلك : غاية المرام في علم الكلام : ٣٦١ ، تلخيص المحصّل : ٤٠٦ ، و ٤٢٤ ، و ٤٥٧ ، قواعد العقائد للطوسي : ٣٤ ، قواعد المرام في علم الكلام : ١٧٣ ، أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٢٠٢ ، نهج المسترشدين في أُصول الدين : ٦٢ ، إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين : ٣٢٤ ، اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٢٥٤ ، النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ٣٩ ، شرح تجريد العقائد : ٣٦٣.

(٢) في «ث ، ك» : لم ترد ، وما أثبتناها من «م».

(٣) اُنظر في ذلك : الذخيرة في علم الكلام : ٤٢٩ ـ ٤٣١ ، شرح جمل العلم والعمل : ١٩٢ ، المنقذ من التقليد ٢ / ٢٧٨ ، تجريد الاعتقاد : ٢٢١ ـ ٢٢٢ ، نهج الحقّ : ١٦٤ ، دلائل الصدق ٤ / ٢٠٥ ـ ٢٣٢.

  

للخوارج(١) ، وجماعة من المعتزلة(٢).

المرام الثاني :

إنّ الإمام واجب أن يكون أفضل أهل زمانه من الأنام ؛ ليلزم حسن

__________________

(١) الخوارج : كلّ من خرج على الإمام الحقّ المنصوب من قبل الباري على لسان رسوله يسمّى خارجيّاً ، وإنّ الخوارج عشرون فرقة ، وكلّهم متّفقون على أمرين لا مزيد عليهما في الكفر والبدعة.

أحدهما : إنّهم يزعمون أنّ عليّاً ، وعثمان ، وأصحاب الجمل ، والحكمين ، وكلّ من رضي بالحكمين كفروا كلّهم.

والثاني : إنّهم يزعمون أنّ كلّ من أذنب ذنباً من أُمّة محمّد (صلى الله عليه وآله) فهو كافر ، ويكون في النار خالداً مخلّداً. اُنظر في ذلك : التبصير في الدين : ٤٦ ، أُصول الدّين للبغدادي : ٣٣٢ ، و ٢٩١. وللكلام على الخوارج لاحظ : المغني في أبواب التوحيد والعدل القسم الثاني ٩٥٢٠ ، معجم العناوين الكلاميّة والفلسفيّة : ٦٧ ، الملل والنحل للشهرستاني ١ / ١١٤ ـ ١٣٨ ، الفَرقْ بين الفِرَق للبغدادي طاهر بن محمّد : ٢٤ ، و ٧٢ ـ ١١٣ ، الفصل في الملل والأهواء والنحل للظاهري ٣ / ١٢٤ ـ ١٢٧.

(٢) المعتزلة : من أشهر الفرق الإسلاميّة في عهد المأمون العبّاسي ، وهم أصحاب واصل بن عطاء الغزالي ، اعتزل عن مجلس الحسن البصري ، فقال عنه : اعتزلنا واصل ، ومن هنا أُطلق عليهم المعتزلة ، أو أصحاب العدل والتوحيد ، ويطلق عليهم أيضاً بالقدرية والعدليّة. واختلفوا في الإمامة والقول فيها نصّاً واختياراً ، افترقت فيما بينها عشرين فرقة كلّ فرقة منها تُكفّر الأُخرى.

اُنظر في ذلك : الملل والنحل للشهرستاني ١ / ٤٣ ـ ٨٤ ، الفَرق بين الفِرَق : ٢٤ ، و ١١٤ ـ ٢٠١ ، موسوعة الجماعات والمذاهب : ٣٥٨ ، معجم الفرق الإسلاميّة : ٢٢٦ ، كشّاف اصطلاحات الفنون ٢ / ١٥٧٠.

واُنظر : عقائد المعتزلة في الإمامة ، المغني في أبواب التوحيد والعدل القسم الأوّل ٢٠ / ١٧ ، و ٩٩ ، و ٢٤٣ ، و ٢٨٤ و ٢٠٨ ، القسم الثاني : ١٥١ ، ١٦٥ ، و ١٦٩ ، و ١١٢ ، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ٣٢٨ ، اللّوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّه : ٢٩٠ ، أُصول الدين للبغدادي : ٢٧٩ ، المعتمد في أُصول الدين : ٢٣٨.

  

القبول ، ولئلاّ(١) يلزم تفضيل المفضول [على الفاضل] (٢) ، قال الله تعالى : (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمْ مَن لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى) (٣) ، فإنّ نسبة فضل الإمام إلى(٤) سائر الأنام كنسبة فضل النبيّ على الإمام ؛ لأنّ الإمام رعيّة النّبيّ كما أنّ سائر الأنام رعيّة الوصيّ ، ومعصوماً ؛ لأنّ عدم عصمة رعيّته مفتقر إلى عصمته ، ومنصوصاً عليه من قبل الله تعالى(٥) ، أو النّبيّ(٦) ، أو إمام

__________________

(١) في «م» ولا.

(٢) اُنظر في ذلك : المغني في أبواب التوحيد والعدل ٢٠ ق ١ / ٢١٥ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٣ ، تفسير القرطبي ١ / ١٨٧ ، المسألة ١٢ من الآية الكريمة : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) سورة البقرة ٢ / ٣٠ ، وقوله تعالى : (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) سورة البقرة ٢ / ١٢٤ ، وقوله تعالى : (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ) سورة ص ٣٨ / ٢٦.

(٣) سورة يونس ١٠ / ٣٥.

(٤) في «ث» : على.

(٥) على سبيل المثال لا الحصر آية التبليغ : سورة المائدة ٥ / ٦٧ ، عن فتح القدير للشوكاني ٢ / ٦٠ قال : أخرج ابن مردويه ، عن ابن مسعود قال : كنّا نقرأ على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ) أنّ عليّاً مولى المؤمنين وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته أكّدت الكثير من المصادر على نزول هذه الآية من قبل المولى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لتنصيب عليّاً عليه‌السلام خليفة من بعده ، اُنظر في ذلك : الدرّ المنثور للسيوطي ٢ / ٢٩٨ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٥١ ، أسباب النزول للواحدي : ١٣٥ ، التفسير الكبير للرازي ١٢ / ٤٩ ـ ٥٠ ، تقريب المعارف : ١٢٧ ، إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل ٣ / ٢.

(٦) نصوص كثيرة نصّ عليها النبي (صلى الله عليه وآله) لعليٍّ عليه‌السلام تصريحاً وتلميحاً ، منها ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ : عند عودته من حجّة الوداع ، فقد استوقف النبي (صلى الله عليه وآله) أصحابه في مكان يدعى «غدير خُم» ، فنادى الصلاة جامعة ، فاجتمعا المهاجرين والأنصار ، وقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسط أصحابه فقال : «كأنّي قد دُعيت فأجبت ، وإنّي

  

آخر(١) ؛ لأنّ العصمة أمر خفيٌّ لا يعلمه إلاّ خالق البشر ، ويكون واحداً ؛ لإمكان وقوع الفساد بكثرة الأئمّة بين الأنام بعدم الجائهم إلى الصلاح بعصمة الإمام(٢).

__________________

قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله تعالى ، وعترتي أهل بيتي. فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، فقد أنبأني العلي القدير بأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ، وإنّي سأسألكم عنهما» ، ثمّ ضرب بيده إلى عضد عليّ فأقامه فنزع عضده فأخذ بذراعه ، فقال : «أتعلمون إنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟

قالوا : نعم ، يا رسول الله.

فقال رسول الله : «فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأحبّ من أحبّه وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحقّ معه حيث دار». مصادر هذا الحديث كثيرة جدّاً وبألفاظ مختلفة وأسانيد متعدّدة ، وقال ابن حجر في فتح الباري ٧ / ٦١ : حديث : «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه» ، فقد أخرجه الترمذي والنسائي ، وهو كثير الطرق جدّاً وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد ، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان. واُنظر في ذلك : مسند أحمد بن حنبل ٤ / ٢٨١ ، سنن الترمذي ٥ / ٦٣٣ ح ٢٩٧ ، سنن ابن ماجة ١ / ٤٣ ـ ٤٥ ، المستدرك للحاكم النيسابوري ٣ / ١٠٩ و ١١٠ و ١١٦ و ٣٧١ ، مجمع الزوائد للهيثمي ٩ / ١٠٤ ـ ١٠٦ ، ترجمة الإمام عليٍّ عليه‌السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر ٢ / ١٣ و ٤٥ و ٤٧ ، البداية والنهاية لابن كثير ٥ / ٢٢٨ ، تاريخ الإسلام للذهبي ٣ / ٦٢٩ ، خصائص أمير المؤمنين عليه‌السلام للنسائي : ج٥٠ و ٦٤ و ٩٤ ، ٩٥ ، ٩٦ ، و ١٠٠ ، والسنن الكبرى للنسائي ٥ / ٤٥ و ١٠٨ و ١٣٠ و ١٣١ و ١٣٢ و ١٣٤ ، وغيرها الكثير ، وللحصول على مصادر هذا الحديث راجع الغدير للعلاّمة الأميني قدس‌سره ١ / ١٥٢.

(١) هناك نصوص كثيرة قد نصّ عليها الإمام السابق للإمام اللاّحق منها على سبيل المثال لا الحصر : عن المعلّى بن خنيس قال : سألتُ أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزّ وجل : (إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) النساء ٤ / ٥٨. قال : «أَمرَ الله الإمام الأَوَّلَ أَنْ يَدفَعَ إلى الإمام الذي بعده كُلَّ شيء عندَهُ». اُنظر الكافي ١ / ٢١٧ ـ ٢١٨ ح ٤.

(٢) اُنظر في ذلك الذخيرة في علم الكلام : ٤٢٩ ـ ٤٣١ ، شرح جمل العلم والعمل :

  

المرام الثالث :

إنّ الإمامة ثابتة لاثني عشر(١) ؛ لأنّ العصمة ثابتة للإمام كما مرّ(٢) ، وغير ثابتة باتّفاق الأنام لغير اثني عشر ، وإجماع الأُمّة في الأحكام والأخبار حقّ(٣) ؛ لأنّ كلّ أمر لا يخالف العقل واتّفقت عليه الأُمّة في عصر من

__________________

(١) إنّ الإمامة في المعصومين الاثني عشر إماماً من ذرّيّة محمّد (صلى الله عليه وآله) ، والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى عند الفريقين ، مثلاً عند الخاصّة : الكافي ١ / ٢٢٦ ـ ٢٦٨ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ / ٥١ ـ ٦٠ ح ٥ ـ ٢٥ ، الأمالي للصدوق : ٧٢٨ ح ٩٩٨ ، كمال الدين ١ / ٢٥٩ ح ٤ و : / ٢٦٩ / ح ١١٣ ، الغيبة للنعماني : ٧٤ ـ ٧٩ ، الغيبة للطوسي : ١٢٧ ـ ١٥٧ ح ٩٠ ـ ١١٤ ، مناقب آل أبي طالب ١ / ٢٥٨ ـ ٣٦١ ، دلائل الإمامة : ٢٣٧ ، دلائل الصدق ٦ / ٢٦٤ ـ ٢٨٢ ، نهج الحقّ : ٢٣٠.

وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «لا يَزال أَمرُ النَّاس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً».

وفي لفظ : «لا يَزال الإسلام عَزيزاً إلى اثني عَشر خليفةً».

وفي لفظ : «لا يَزال هذا الأَمرُ عَزيزاً إلى اثني عشر خليفةً».

اُنظر في ذلك : جامع الأُصول ٤ / ٤٥ ح ٢٠٢٢ عن صحيح البخاري ، التاريخ الكبير للبخاري : ٤٤٦١ ت ١٤٢٦ و ٣ / ١٨٥ ح ٦٢٧ و ٨ / ٤١٠ ـ ٤١١ ح ٣٥٢٠ ، صحيح البخاري ٩ / ١٤٧ ح ٧٩ ، صحيح مسلم ٦ / ٣ و ٤ ، سنن أبي داود ٤ / ١٠٣ ح ٤٢٧٩ ـ ٤٢٨١ ، سنن الترمذي ٤ / ٤٣٤ ح ٢٢٢٣ ، مسند أحمد ٥ / ٨٦ و ٨٧ و ٨٨ و ٨٩ و ٩٠ و ٩٢ و ٩٣ ، و ٩٨ و ٩٩ و ١٠٠ و ١٠١ و ١٠٦ و ١٠٧ و ١٠٨ ، مسند أبي يعلى ٨ / ٤٤٤ ح ٢٠٣١ و ٩ / ٢٢٢ ـ ٢٢٣ ح ٥٣٢٣ و ١٣ / ٤٥٦ ـ ٤٥٧ ح ٧٤٦٣ ، المعجم الكبير ٢ / ١٩٥ ـ ١٩٧ ح ١٧٩١ ـ ١٨٠١ وص ١٩٩ ح ١٨٠٨ و ١٨٠٩ وص٢٠٦ ح ١٨٤١ وص ٢٠٨ ح ١٨٤٩ ـ ١٨٥٢ ، و... الخ ، لاحظ دلائل الصدق ٦ / ٢٦٤ ـ ٢٦٥ (هامش) ذكر مصادر كثيرة جدّاً.

(٢) في «م» : لما مر.

(٣) في «ث» : وإجماع الأمّة حقٌّ في الأحكام والأخبار ؛ وما أثبتناه من «ك» و «م».

  

الأعصار حقّ(١) ، فإنّ العصر لا يخلو من وجود(٢) معصوم ، وليس ليس(٣) ذلك بمعلوم ، فوجب على كلّ عاقل مميّز أن يعرف إمام زمانه(٤) ، بأن يعلم وجوده وخواصّه ، بحيث حيث يجده يعلم أنّه هو إمام زمانه(٥) ، وسبب الغيبة إنّما هو من قبل الرّعيّة ، فإذا زال السبب بمشيّة النّاصب ؛ وجب ظهور الغائب(٦) ، واستبطاء الظهور لا يدلّ على عدم الظهور ، واستبعاد طول العمر

__________________

(١) في «ث» : واتّفقت عليه الأمّة حقّ في عصر من الأعصار ؛ وما أثبتناه من «ك» و «م».

(٢) لم ترد في «م».

(٣) أي بمعنى : وليس عدم ذلك بمعلوم.

(٤) إشارة إلى الحديث المتواتر الصحيح : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهليّة». وورد هذا الحديث في مصادر الفريقين الخاصّة والعامّة بألفاظ مختلفة وأسانيد متعدّدة.

أمّا عن طريق الخاصّة اُنظر في ذلك : أُصول الكافي ١ / ٣٧٦ ، باب «من مات وليس له إمام من أئمّة الهدى» ، وفي ١ / ٣٧٨ ـ ٣٨٠ ، باب «ما يجب على الناس عند مضيّ الإمام» ، عيون أخبار الإمام الرضا عليه‌السلام ٢ / ٥٨ ، المحاسن للبرقيّ : ١٥٣ ـ ١٥٤ ، بحار الأنوار ٢٣ / ٧٦ ـ ٩٥ ، وغيرها.

وأمّا عن طريق العامّة : اُنظر في ذلك : مسند أحمد ٤ / ٩٦ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ / ١٤٧ ، طبقات ابن سعد ٥ / ١٤٤ ، المعجم الكبير ١٩ / ٣٨٨ ح ٩١٠ والمعجم الأوسط للطبراني ١ / ١٧٥ ح ٢٢٧ و ٦ / ١٢٨ ح ٥٨٢٠ ، كنز العمّال ١ / ١٠٣ ح ٤٦٣ ، المصنّف لابن شيبة ١٥ / ٣٨ ، التاريخ الكبير للبخاري ٦ / ٤٤٥ ح ٢٩٤٣ ، ورواه بلفظ قريب من هذا كلّ من أحمد في مسنده ٣ / ٤٤٦ ، وفي كشف الأستار للهيثمي ٢ / ٢٥٢ ح ١٦٣٦ ؛ مسند أبي يعلى ١٣ / ٣٦٦ ح ٧٣٧٥ ، مسند الشاميّين للطبراني ٢ / ٤٣٧ ـ ٤٣٨ ح ١٦٥٤ ، مسند الطيالسي : ٢٥٩ ح ١٩١٣ ، السُنّة لابن أبي عاصم : ٤٨٩ ح ١٠٥٧ ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ٧ / ٤٩ ح ٤٥٥٤ ، حلية الأولياء ٣ / ٢٢٤ وقال : «هذا الحديث صحيح ثابت».

(٥) في «ث» لم ترد.

(٦) الغَيْبَةُ : من الغَيْبُوبةِ ، وغيوباً ، وغياباً ، وغيباً وهو : كلّ ما غاب عنك ، أو ما

مع الإمكان والظهور في فرط القصُور(١) ، فالشرع محفوظ بإعانة صاحب الزمان بوجه من وجوه الإمكان.

تنبيه :

شبهة الخصم مدفوعة بأنّ الإجماع الخالي عن المعصوم(٢) والواحد المعلوم في البيعة(٣) لا يَصْلح للحجّة ، فإنّ (سعد بن

__________________

غاب عن العُيون ، وفي اصطلاح المتكلّمين : الغيبة والغائب : هو ما يتوصّل إلى معرفته بالتأمّل والنظر. اُنظر : المعتمد في أُصول الدين : ٤٢ ، ولسان العرب ١ / ٦٥٤ ـ ٦٥٦ «مادّة غيب».

والغيبة في عقائد الشيعة الإماميّة : هي غيبة الإمام الثاني عشر ، الحجّة بن الحسن العسكري (عج) ولد في سنة (٢٥٥ هـ ق) هـ ق ، عن أعين الناس ، منتظر خروجه ، وسيظهر فيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً ، أي نعتقد ظهوره لا حضوره ، وإلاّ هو حاضر وناظر بيننا في كلّ زمان ومكان.

وسبب الغيبة اُنظر : اكمال الدين : ٤٧٩ باب ٤٤ ، بحار الأنوار ٥٢ / ٩٠ و ٩٢ ح ٧ و ٩٧ ح ١٩ ، الاحتجاج ٢ / ٢٨٤ ، دلائل الإمامة للطبري الإمامي : ٢٩٧ ، وغيرها الكثير من المصادر الخاصّة والعامّة.

(١) قال الله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَة إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) سورة العنكبوت ٢٩ / ١٤ ، فقد أقام بين قومه (٩٥٠) سنة ، بدليل الآية المذكورة ، واُنظر : كمال الدين وتمام النعمة لابن بابويه القمّي : ٥٢٣ ـ ٥٢٦ ، الباب السادس والأربعون ما جاء في التعمير.

(٢) هذا جواب عن : ادّعائهم إجماع الأمّة على خلافة أبي بكر (منه قدس‌سره).

اُنظر : تمهيد الأوائل : ٤٨٠ ـ ٤٨١ ، الأحكام السلطانية للماوردي : ٧٠ ، شرح العقائد النّسفيّة : ٢٢٩.

(٣) الذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر عدد كبير من أكابر الصحابة في سقيفة بني ساعدة : عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ؛ العبّاس بن عبد المطّلب ، الفضل بن العبّاس ، عتبة بن أبي لهب ، سلمان الفارسي ، أبو ذرّ الغفاري ، عمّار بن ياسر ، المقداد بن عمرو ، البراء ابن عازب ، أُبي بن كعب ، وفروة بن عمرو بن ورقة الأنصاري ، أبو سفيان بن حرب

  

عبّادة) (١) رئيس الأنصار مات في زمان عمر ، وهو على الإنكار ، ومعلوم أنّ

__________________

الأموي ، مالك ومتمّم. ابنا نويرة وقومهما ، سعد بن أبي وقاص ، طلحة بن عبد الله ، الزبير بن العوّام ، خزيمة بن ثابت ، فروة ابن محمّد الأنصاري ، أبان وخالد وعمرو أبناء سعيد بن العاص ، بريدة الأسلمي ، سهل وعثمان ابنا حنيف ، حذيفة ابن اليمان ، أبو أيّوب الأنصاري ، سعد بن عبادة ورهطه وجماعة من بني هاشم ، وطائفة من الخزرج ، وفرقة من قريش.

اُنظر في ذلك : تاريخ الطبري ٣ / ٢٠٨ ـ ٢٣٣ ، حوادث سنة ١١ هـ ، الكامل في التاريخ ٢ / ٣٢٥ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٠٣ ـ ١٠٩ ، السيرة الحلبية ٣ / ٣٥٦ ، أسد الغابة ٣ / ٢٢٢ ، مروّج الذهب ٢ / ٣٠١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ١٣١ ـ ١٣٤ ، العقد الفريد ٤ / ٢٥٦ ، الاستيعاب ٣ / ١٧٣ ح ١٦٣٣ ، روضة المناظر لابن الشحنة ١١ / ١١٢ ـ ١١٣ ، الأخبار الموفّقيّات : ٤٧١.

(١) سعد بن عبادة : سيّد الخزرج وزعيم الأنصار ، اعترف له قومه بالسيادة ، وقد اشتهر بالجود والسخاء هو وأبوه وجدّه وابنه قيس ، وهو أحد النقباء الذين شهدوا مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) العقبة وبدراً ، تخلّف عن بيعة أبي بكر مغاضباً فلم يلبث قليلاً حتّى خرج إلى الشام في أوّل خلافة عمر ؛ فتبعه خالد بن الوليد مع محمّد بن مسلمة الأنصاري ، فكمنا له ليلاً فرمياه بسهم وطعناه بسكين وألقياه في البئر ، وزعما أي (خالد ومحمّد) أنّ الجنّ هي التي قتلته ، وأنشدوا على لسانها :

نحن قتلنا سيّد الخزرج سعد بن عباده *** ورميناه بسهمين فلم نخطي فُؤاده

وكانت وفاته بحوران من أرض الشام سنة (١٥ هـ).

اُنظر في ذلك : الإصابة ٣ / ٦٥ ، طبقات ابن سعد ٣ / ١٤٢ ، جمهرة ابن حزم : ٦٥ ، الاستيعاب ٢ / ٢٣ ـ ٣٧ ، أُسد الغابة ٣ / ٢٢٢ ، تاريخ ابن عساكر ٦ / ٩٠ ، كنز العمّال ١٣٤٣ ، السيرة الحلبية ٣ / ٣٩٧ ، أنساب الأشراف ١ / ٥٨٩.

وهذا جواب عن ادّعائهم وقوع البيعة عن الإمام كيف وهو عليه‌السلام حضر المسجد ، وسأل الصحابة : عن حال البيعة ، فعدّد المناقب ، وقال : «إن كان سبب موافقة الأنصار المهاجرين ...» الخبر الذي هو : «الأئمّة من قريش» ، فإنّ قريشاً شجرة ، وبنو هاشم ثمرتها فكيف إنّ الصحابة «احتجّوا بالشجرة واضاعوا الثمرة» (منه قدس‌سره).

فقد ثبت في الأحاديث أنّ الأُمة ستغدر بأمير المؤمنين عليه‌السلام بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) ولا تبدي ضغائنها وبغضها وحسدها له ، إلاّ بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) وقد شكا عليه‌السلام       

أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) (١) حضر المسجد مع بعض الأنصار ثاني يوم البيعة ، وظهر منه عليه‌السلام الإنكار في البيعة(٢).

ومن البيّن أنّ البيعة بعد وقوع الحادثات(٣) ، وعدم قبول جمع في الإجماع لا يدلّ على حصول الإجماع(٤) (٥) ، فإنّ عدم الإظهار باللّسان لا

__________________

قريشاً وعداوتها له إلى الله والرسول وإلى التاريخ في أكثر من موضع وموقف. اُنظر في ذلك مثلاً : نهج البلاغة : ٤٧٢ رقم ٢٢ ، و ٥٠٦ رقم ٢٠٩ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٦ / ١٥١ ، و ٢٠ / ٢٩٨ / ٤١٣ ، تاريخ دمشق ٢٠ / ٢٠٥ ، و ٣٠ / ٢٨٦ ، و ٦١ / ١١ ـ ١٤ ، مسند أحمد ٣ / ١٨٣ ، السنن الكبرى للبيهقي ٨ / ١٤٣ ـ ١١٤ ، دلائل الصدق ٤ / ٢٧٣ ـ ٢٧٥.

(١) في «ث» : عليه السلام.

(٢) اُنظر : الإمامة والسياسة ١ / ١١ ـ ١٣ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٣٤ ، تاريخ الطبري ٣ / ٢٠٢ ، تاريخ أبي الفداء ١ / ٥٦ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٠٥ ، أعلام النساء ٢٠٥٣ ، الأموال لابن عبيد : ٣١ ، مروج الذهب ١ / ٤١٤ ، أنساب الأشراف للبلاذري ١ / ٥٨٦.

(٣) هذا الجواب : عن قولهم وقع الإقرار منه عليه‌السلام بعد الإنكار (منه قدس‌سره).

(٤) في «ث» : الاجتماع ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٥) الإجماع : اختلفت الكلمات في تحديد ضابطة الإجماع ، فمنهم من ذهب إلى أنَّ الإجماع هو : اتّفاق المسلمين قاطبة ـ في كلّ الأعصار والأمصار ـ على حكم من الأحكام الشرعيّة ، ومنهم من زعم أنَّ الإجماع هو اتّفاق العلماء من المسلمين على حكم من الأحكام ، ومنهم من ضيّق من دائرة موضوع الإجماع فادَّعى أنّ الإجماع هو اتّفاق أهل الحلّ والعقد ، وهناك من ذهب إلى أنَّ الإجماع هو اتّفاق أهل عصر من الأعصار على رأي ، وهناك من ذهب إلى غير ذلك. وإنَّ الإجماع على بيعة أبي بكر لم يقع ، كيف ولم يبايعه زعيم الخزرج وسيّدهم سعد بن عبادة ، ولا ذووه إلى أن مات أبو بكر ، ولم يبايعه سيّد المسلمين ومولاهم وما يدور معه الحقّ حيث دار ، اُنظر في ذلك المعجم الأُصولي : ٣٤ ، الاقتصاد في الاعتقاد للعزالي : ٢٥٦ ، الحدود والحقائق للمرتضى : ٢٢٠ ، مفتاح الباب : ٧١ ، الكلّيّات : ١٣ ، رسائل الشريف المرتضى ١ / ١٨ ، دلائل الصدق ٤ / ٢٧٧ ـ ٢٩٦.

  

يدلّ على عدم الإنكار بالجنان ، وعدم أخذ حقّ الإمامة(١) بإعانة الأُمّة يمكن أن يكون للمصلحة ، فلا يلزم تقصير الإمام ، أو شرّ الأُمّة.

وكيف لم تكن الإمامة حقّه عليه‌السلام؟! وهو كان مستغنياً عن كلّ الأنام(٢) ، وكان احتياج الكلّ إليه ظاهراً عليهم(٣) بالتمام ، فإنّه كان يفعل بأفعال غريبة(٤) ، ويحكم بأحكام عجيبة(٥) ، يعجز عنها الجميع(٦) ، وإنّ كلّ خبر ينافي الآية والحديث الصحيح كاذب(٧) ، ومعتقده عن حضرة الحقّ هارب ،

__________________

(١) هذا جواب : عن قولهم لم يكن الإمامة [في «م» الخلافة] حقّه عليه‌السلام وإلاّ يلزم بعدم أخذها : أمّا تقصير الإمام إن كانت الأمّة تعيّنه ، أو كون الأُمّة شرّ الأُمّة إن لم يكون تعيّنه ، [في «م» أو شرّ الأمّة إنّ كانت لا تعيّنهم] ، وهذا مناف لقوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة) سورة آل عمران ٣ / ١١٠ (منه قدس‌سره).

(٢) في «م» لم ترد.

(٣) في «م» : ظاهراً على الكلّ ، وما أثبتناه من «ث» و «ك». ونفس المضمون تقريباً قول : للخليل أحمد الفراهيدي ، المتوفّي سنة ١٧٥ هـ. اُنظر أعيان الشيعة ٦ / ٣٤٥.

(٤) في «م» : فإنّه كان يقول بأقوال غريبة ، وما أثبتناه من «ث» و «ك».

(٥) منها : إنّه ارتفع إليه رجلان كان مع أحدهما خمسة أرغفة ومع الآخر ثلاثة وقد أمر ثالثاً بالأكل معهما ، فلمّا قام المأمور رمى لهما ثمانية دراهم فتشأما [في «م» ، «ث» فتشأما ؛ وفي المصادر : فتنازعا ، أو فاختصما ، أو فاختلفا] في كيفيّة قسمتهما ؛ لأنّه لم يرضى صاحب الثلاثة بالثلثة ، فحكم عليه‌السلام بأنّ لصاحب الثلاثة دراهم واحد ولصاحب الخمسة سبعة دراهم ؛ وذلك لأنه إذا ضربت [في «م» اذا قسمت الثمانية] الثمانية على الثلاثة فصارت أربعة وعشرين ثلثة فأكل كلّ من الثلاثة رغيفين وثلثين رغيف ، فلصاحب الخمسة قيمة سبعة أثلاث ولصاحب الثلثة قيمة ثلث واحد (منه قدس‌سره).

اُنظر في ذلك : الاستيعاب ٣ : ١١٠٥ ، ذخائر العقبى : ١٥٢ ، الرياض النضرة ٣ : ١٦٨ ، الصواعق المحرقه : ١٩٩ ، تاريخ الخلفاء : ٢١١ ـ ٢١٢ ، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد ١ : ٢١٨ ـ ٢١٩ ، عجائب أحكام أمير المؤمنين للأميني العاملي : ١٢٤ ـ ١٢٦.

(٦) في «ث» : يعجز عنها جميع الأنام ؛ وما أثبتناه من «ك» و «م».

(٧) هذا جواب عن استدلالاتهم التي تخالف الآيات والأحاديث على خلافة أبي بكر وعمر وعثمان (منه قدس‌سره).

  

قال الله تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (١) ، (وَأَطِيعُوا الله) (٢) الآية (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (٣) ، (لاَ يَنَالُ عَهْدِي

__________________

(١) سورة المائدة ٥ / ٥٥ ؛ أجمع الفريقين على نزولها في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام لمّا تصدّق بخاتمه على المسكين وهو في الصلاة بمحضر الصحابة.

اُنظر في ذلك : نهج الحقّ : ١٧٢ ، دلائل الصدق ٤ / ٢٩٧ ـ ٣١٣ ، المراجعات : ٢٦٣ ، رقم ٥ ، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ٣٤١ ، أسباب النزول : ١١١ ، الدرّ المنثور ١٠٥٣ ـ ١٠٦ ، تفسير الطبري ٤ / ٦٢٨ ح ١٢٢١٥ و ٦٢٩ ح ١٢٢١٨ ، و ١٢٢١٩ ، جامع الأُصول ٨ / ٦٦٤ ح ٦٥١٥ ، عن زرين العبدي ، المعيار والموازنة : ٢٢٨ ، أنساب الأشراف ٢ / ٣٨١ ، أحكام القرآن للجصّاص ٢ / ٦٢٥ ـ ٦٢٦ ، تفسير الماوردي ٢ / ٤٩ ، مناقب الإمام علي عليه‌السلام لابن المغازلي : ٢٦٠ ، شواهد التنزيل ١ / ١٦١ ـ ١٨٤ ح ٢١٦ ، و ٢٤٠ ، تفسير البغوي ٢ / ٣٨ ، الكشّاف ١ / ٦٢٤ ، تفسير القرطبي ٦ / ١٤٣ ـ ١٤٤ ، مناقب الإمام علي عليه‌السلام للخوارزمي : ٢٦٤/٢٤٦ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٥٧ ، تفسير للرازي ١٢ / ٢٨ ، تفسير البيضاوي ١ / ٢٧٣ ، مجمع الزوائد ٧ / ١٧.

(٢) سورة النساء ٤ / ٥٩ ، والآية نزلت بحقّ أمير المؤمين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأهل بيته الأطهار ، فإنّه تعالى أوجب طاعة أُولي الأمر على الإطلاق كطاعته وطاعة الرسول ، وهو لا يتمّ إلاّ بعصمة أُولي الأمر ، فإنّ غير المعصوم قد يأمر بمعصيته وتحرم طاعته فيها ، فلو وجبت أيضاً اجتمع الضدّان ، وجوب طاعته وحرمتها.

اُنظر في ذلك : دلائل الصدق ٤ : ٢١٩ ـ ٢٢٨ ، و ٥ / ٣١٠ ، كشف الغمّة ١ / ٣٢٣ عن ابن مردويه ، شواهد التنزيل ١ / ١٤٨ ـ ١٤٩ ح ٢٠٣ ، و ٢٠٤ ، تفسير البحر المحيط ٣ / ٢٧٨ ، ينابيع المودة ١ / ٣٤١ ح ٢ ، و ٣٥١/٥.

(٣) سورة التوبة ٩ / ١١٩ ، وهي باتّفاق الفريقين نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأهل بيته الطاهرين.

اُنظر : نهج الحقّ : ١٩٠ ، منهاج الكرامة : ١٤٢ ، دلائل الصدق ٥ / ١٣٣ ـ ١٣٩ ، تفسير الحبري / ٢٧٥ ح ٣٥ ، تفسير الثعلبي ٥ / ١٠٨ ـ ١٠٩ ، ما نزل من القرآن في علي لأبي نعيم : ١٠٢ ، شواهد التنزيل ١ / ٢٥٩ ـ ٢٦٠/٣٥١ ، مناقب الإمام علي عليه‌السلام للخوارزمي : ٢٨٠/٢٧٣ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٦١ ، كفاية الطالب : ٢٣٦ ،

  

الظَّالِمِينَ) (١) ، وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) : «سلّموا عليه بإمرة المؤمنين»(٢).

وقال : «ألست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى يا رسول الله : فقال : «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه»(٣).

__________________

فرائد السمطين ١ / ٣٦٩ ـ ٣٧٠/٢٩٩ ، فتح القدير ٢ / ٤١٤ ، روح المعاني ٧ / ٦٥ ، الدرّ المنثور ٤ / ٣١٦ ، ينابيع المودّة ١ / ٣٥٨ ح ١٥ و ١٦ ، تفسير الفخر الرازي ١٦ / ٢٢٧.

(١) قوله تعالى : (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) سورة البقرة ٢ / ١٢٤ ، روى الفريقين أنّها نزلت بحقّ أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه‌السلام.

اُنظر في ذلك : نهج الحق : ١٧٩ ، منهاج الكرامة : ١٢٥ ، دلائل الصدق ٤ / ٤١٧ ـ ٤٢٢ ، مناقب الإمام عليٍّ عليه‌السلام لابن المغازلي : ٢٣٩ ـ ٢٤٠/٣٢٢.

وفي جواب إبراهيم عليه‌السلام حين طلب الإمارة لذرّيته ، وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام حين بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في صغر السنِّ الشريف المبارك ، والأغيار كانوا كافرين ، فكانوا ظالمين لقوله تعالى : (وَالكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) سورة البقرة ٢ / ٢٥٤ ، والظالم من حيث الذات لا يصلح للإمامة ، وإلاّ يلزم ما ينافي الحكمة (منه قدس‌سره).

فكان سنُّ عليٍّ عليه‌السلام عند البعثة عشر سنين (١٠ سنة) وعَبَدَ الله تعالى سنةً قبل الناس ، فأصبح عمره ١٧ سنة والناس لم يعبدوا الله تعالى بعد ، وهو أوّل الناس إسلاماً ، روى أحمد ابن حنبل : إنّهُ أوّل من أسلم ، وأوّل من صلّى مع النّبي (صلى الله عليه وآله).

اُنظر : مسند أحمد ١ : ٩٩ و ١٤١ و ٤ : ٣٦٨ و ٣٧١ وج٥ / ٢٦ ، فضائل الصحابة لأحمد٢ : ٧٢٨ ـ ٧٣٠ ح ٩٩٧ ـ ١٠٠٠ و ٧٣٢ ح ١٠٠٣ و ١٠٠٤ و ٧٥٤ ح ١٠٤٠.

(٢) قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «سلِّموا عليه بإمرة المؤمنين ، واسمعوا وأطيعوا فإنّه الخليفة من بعدي» ، وهذا الحديث مذكور في طرقهم أيضاً ونصّ على أنّه عليه‌السلام خليفة بعده بلا واسطة ؛ للحصر المستفاد من الخبر ومن الابتدائية (منه قدس‌سره).

(٣) فقد روى حديث الغدير المتواتر الصحيح أغلب أعلام وحفّاظ ومحدّثي الجمهور في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم ، وقال : ابن حجر في الصواعق المحرقة : ٦٤ ، الشبهة الحادية عشرة : إنّه حديث صحيح لا مريّة فيه ، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد ، وطرقه كثير جدّاً ، ومن ثمّ رواه ستّة عشر صحابيّاً.

  

وقال : «أنت منّي»(١).

__________________

اُنظر ذلك : أُصول الكافي ١ / ٣٢٠ ـ ٣٢٢ ح ٧٥٥ ، و ٧٥٧ ، الاحتجاج ١ / ١٣٧ ـ ١٣٨ ، نهج الحقّ : ١٧٢ ، دلائل الصدق ٤ / ٣١٤ ـ ٣٥٠ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٣٠ ح ٨٤٦٤ ، و ١٣١ ـ ١٣٢ ح ٨٤٦٨ ـ ٨٤٧٣ ، و ١٣٤ ـ ١٣٥ ح ٨٤٧٨ ـ ٨٤٨١ ، و ١٣٦ ح ٨٤٨٣ ، و ٨٤٨٤ ، فضائل الصحابة لأحمد ٢ / ٨٤٩ ح ١١٦٧ ، و ٨٧٨ ح ١٠٢٦ ، مسند أحمد ٤ / ٣٧٠ ، و ١١٩١ ، و ٥ / ٣٤٧ ، فضائل الصحابة للنسائي : ١٥ / ٤٥ ، نوادر الأُصول للترمذي ٢ / ١٥٥ ـ ١٥٦ ، سنن الترمذي ٥ / ٥٩١ ح ٣٧١٣ ، المعجم الكبير ٥ / ١٩٤ ـ ١٩٥ ح ٥٠٦٦ و ٥٠٦٨ ـ ٥٠٧١ ، الإحسان بترتيب صحيح بن حبّان ٩ / ٤٢ ح ٦٨٩٢ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١١٨ ح ٤٥٧٦.

وللمولى سبعة معاني : الأولى : بالتصرّف ، والناصر ، وابن العمّ ، والجار ، والحليف ، والمعتِق ، والمعتَق ، والمراد به هنا هو الأوّل (منه قدس‌سره).

اُنظر : لسان العرب ١٥ : ٤٠٢ ، و ٤٠٣ ، مادّة «ولي».

(١) جاء في كتاب نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار للعلاّمة الميلاني : ١٨ حديث المنزلة من عدّة طرق ، وفي غير تبوك ، فراجع.

و «تبوك» بالفتح ، ثمّ الضمّ ، وواو ساكنة : موضع بين وادي القرى والشّام ، بينها وبين المدينة اثنتا عشرة مرحلة ، وفيها كانت غزوة تبوك سنة ٩ هـ. معجم البلدان ٢ / ١٧ ح ٢٤٤٥.

ولكن المشهور في الحديث أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) لمّا خرج إلى تَبوك استخلف عليّاً عليه‌السلامفي المدينة وعلى أهله ، فقال عليٌّ : «ما كنت أُوثِر أن تخرج في وجه إلاّ وأنا معك».

فقال : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»؟!

اُنظر في ذلك : مسند أحمد ١ / ١٧٠ و ١٧٣ و ١٧٥ و ١٧٧ و ١٧٩ و ١٨٢ و ١٨٤ و ١٨٥ وج ٣ / ٣٢ و ٣٣٨ وج ٦ / ٣٦٩ و ٤٣٨ ، صحيح البخاري ٥ / ٨٩ ح ٢٠٢ وج ٦ / ١٨ ح ٤٠٨ ، صحيح مسلم ٧ / ١٢٠ كتاب الفضائل ـ باب فضائل أمير المؤمنين. فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ٢ / ٧٠٠ ـ ٧٠١ ح ٩٥٤ و ٩٥٦ و ٩٥٧ و ٧٠٣ ـ ٧٠٤ ح ٩٦٠ و ٧٣٢ ـ ٧٣٣ ح ١٠٠٥ ـ ١٠٠٦ و ٧٤٠ ـ ٧٤١ ح ١٠٢٠ و ٧٥٥

  

وقال : «من فضّل أحداً من أصحابي ... إلى آخره»(١).

وقال : «عليٌّ خير البشر من أبى ذلك فقد كفر»(٢).

وقال (صلى الله عليه وآله) : «أهل الجنّة جُرْدٌ ومُرْدٌ مكحّلون عليهم آثار الوضوء»(٣).

__________________

ح ١٠٤١ و ٧٥٧ ح ١٠٤٥ و ٧٨٥ ح ١٠٧٩ ، السنن الكبرى للبيهقي ٩ / ٤٠ ، الاستيعاب ٣ / ١٠٩٧ ، وقال : وهو من أثبت الآثار وأصحّها ، تاريخ بغداد ١ / ٣٢٥ و ٣ / ٤٠٦ و ٤ / ٢٠٤ و ٣٨٣ و ٨ / ٥٣ و ٢٦٨ و ٩ / ٣٦٥ و ١٠ / ٤٣ و ١١ / ٤٣٢ و ١٢ / ٣٢٣ ، مناقب الإمام عليّ عليه‌السلام لابن المغازلي : ٧٩ ـ ٨٧ ٤٠ ـ ٥٦ من عدّة طرق ، تاريخ دمشق ٤٢ / ١٤٢ ـ ١٨٦ من طرق كثيرة جدّاً ، نهج الحقّ : ٢١٦ ، دلائل الصدق ٦ / ٨٠ ـ ٨٢.

(١) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «من فضّل أحداً من أصحابي على عليٍّ فقد كفر».

اُنظر في ذلك : شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار ١ / ٤٣٤ ، عن غاية المرام ٤٥٤ / ٢٠ الباب الثاني ، الأمالي للصدوق : ٧٥٤ ح ٤ ، و ٧٧١ ح / ٥ ، ط مؤسّسة البعثة.

فهذا جواب على قولهم : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيّين والمرسلين أفضل من أبي بكر. وعلى تقدير صحّته ، لا يلزم أفضليّته على عليٍّ عليه‌السلام ؛ لأنّه عليه‌السلام نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (منه قدس‌سره).

إشارة إلى قوله تعالى : (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) سورة آل عمران ٣ : ٦١ ، فإنّ الله تعالى لمّا قرن بين نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبين نفس عليٍّ عليه‌السلام وجمعهما بضمير مضاف إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أثبت رسول الله لنفس عليٍّ عليه‌السلام بهذا الحديث ، اُنظر الغدير ١ : ٦٨٠ ـ ٦٨٣.

(٢) مستدرك الوسائل ١٨ / ١٨٣ ح ٢٢٤٥١ ، الأمالي للصدوق : ١٣٥ ح ٥ ، وعنه بحار الأنوار ٣٨ / ٦ ح ٩ ، علل الشرائع للصدوق ١ / ١٤٢ ح ٤ ، من لا يحضره الفقيه ٣ / ٤٩٢ ح ٤٧٤٤ ، كنز العمّال ١١ / ٦٢٥ ح ٣٣٠٤٥ ، تاريخ بغداد ٧ / ٤٣٣ ، تاريخ دمشق ٤٢ / ٣٧٢.

(٣) اُنظر في ذلك : مناقب لابن شهرآشوب ١ / ١٤٨ ، وعنه البحار ١٦ / ٢٩٥ ، مستدرك الوسائل ٨ / ٤١ ح ٩٨٢٦ ، حلية الأبرار للبحراني ١ / ١٦٤ ، مصنّف عبد الرزّاق ١١ / ٤١٦ ح ٢٠٨٧٢ ، الترمذي من حديث معاذ بن جبل ٤ / ٦٧٩ ح ٢٥٣٩ ،

  

(فعلم أنّ الثلاثة بالذات لا يصلحون للإمامة ، مع أنّ فيهم مطاعن كثيرة رويت(١) في الأخبار) (٢).

خاتمة : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

[وهو] لطف للمكلّف ؛ لأنّ معرفة المكلّف ردع الرّادع صارفة له عن فعل المنكر ، وترك المعروف في الواقع فهو واجب على الكفاية(٣) بشرط

__________________

تفسير القرطبي ١٧٨١٧ ، المبسوط للسّرخسي ٣٠ / ٢٣٣ ، لسان العرب ٣ / ١١٦ و ٤٠١ مادّة «جرد».

الجرد : جمع أجرد ، وهو دقيق الشعر. والمرد : جمع أمرد ، وهو عديم الشعر ، وعلى هذا لا يكون أهل الجنّة كهلاً ، وإن كان ، الكهل من أهل الجنّة فكيف يصحّ قولهم : إنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : أبو بكر وعمر سيّدا كهول أهل الجنّة؟! وعلى تقدير صحّة الحديث يلزم أن لا يكونا من أهل الجنّة فتأمّل (منه قدس‌سره).

اُنظر في ذلك : لسان العرب ٣ : ١١٥ ـ ١١٧ مادّة «جرد». وفيه ؛ الجَرَدُ من الأرض ؛ ما لا ينْبِتْ ، والجمع الأجارد ، و ٣ : ٤٠١ ـ ٤٠٢ ، حول المرد.

سنن الترمذي ٥ / ٦١١ ح ٣٦٦٦ ، سنن ابن ماجة ١ / ٣٦ ح ٩٥ ، و ١٠٠ ، مستدرك الحاكم ١ / ١٢٠.

(١) ما جاء في الأخبار والروايات مطاعن ومثالب كثيرة عن الثلاثة بالخصوص ، هذا ما أخرجه جمع كثير من أئمّة الحديث وحفّاظه من الفريقين الخاصّة والعامّة بعدّة طرق صحيحة وبإمكان القارئ الكريم مراجعة الكتب التالية : الغدير في الكتاب والسنّة للعلاّمة الأميني المجلّد الخامس والسادس والسابع ، منهاج الكرامة للعلاّمة الحلّي ، النصّ والاجتهاد للإمام شرف الدين ، الاستغاثة والطرائف لابن طاووس ، الشافي للطوسي ، الصراط المستقيم للعاملي ، تفسير وتاريخ الطبري ، شرح نهج البلاغة للمعتزلي الحديدي ، السبعة من السلف للفيروزآبادي ، بحار الأنوار للعلاّمة المجلسي وغيرها الكثير.

(٢) ما بين القوسين لم يرد في «م» ، وفي «ث» وردة هكذا : فعلم أنّ الثلاثة لا يصلحون للإمامة بالذّات على أنّ فيهم جمع كثير من المطاعن والتنفّرات كما يظهر من معرفة الروايات.

(٣) الواجب العينيّ هو : ما لا يسقط عن البعض ؛ لقيام البعض الآخر به.

  

العلم والتأثير ، وانتفاء المفسدة باليد ، واللّسان ، وبالقلب مطلقاً(١) ، على الأعيان وقد وجب دائماً أن يوفّق الله عزّ وجلّ بعضاً من الخلائق ؛ لتحصيل العلوم الحقيقيّة واللّطايف ، ويُوقفه على معنى الأسماء الموضوعة ، والمعارف نسبة فوق نسبة ورتبة فوق رتبة(٢) ، إلى النبي (صلى الله عليه وآله) بقدر قدرة الإمكان في العناية وفوق الإيقان في الهداية بالتعليم والإلهام ، والرؤيا الصادقة ، كما قال عزّ وجل : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) (٣) ، وإلاّ يلزم خلوّ العَالَمَ عن العالِم ، فيلزم أن يكون وجود الخلق عبثاً ، وهو محال.

الأصل الخامس :

في الإعادة(٤) وفيه : مقدّمة ، ومقامات ، وخاتمة.

المقدّمة :

إنّ المراد بالمعاد : هو حشر الأجساد ، وهو تأليف أجزاء الأجسام مثل

__________________

والواجب الكفائيّ هو : بخلافه. وبعبارة وهما واجبان على الكفاية.

اُنظر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ٢ ، أُصول الفقه للمظفّر ١ / ١٢٣ ـ ١٢٤.

(١) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليٍّ عليه‌السلام فيما عهد إليه : «يا عليّ مُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر بيدك ، فإن لم تستطع [فبلسانك ، فإن لم تستطع] فبقلبك ، وإلاّ فلا تلومنَّ إلاّ نفسك» ، أي : سواء اجتمعت الشرائط أم لا.

اُنظر : مستدرك الوسائل ١٢ / ١٩٢ ح ١٣٨٥٢ ، في المصدر : مُرْ.

(٢) في «م» : ورتبة بعد رتبة ، وما أثبتناه من «ك» و «ث».

(٣) سورة العنكبوت ٢٩ / ٦٩.

(٤) في «ث» : الأصل الخامس في الميعاد ، وما أثبتناه من «م» و «ك» ، والمعنى واحد.

  

ما كان وإعادة روح(١) الإنسان(٢).

المقام الأوّل :

إنّ الإنسان(٣) جوهر عاقل نسمّيه بالروح ، وهي(٤) من(٥) أمر ربّنا السّبّوح باق بعد خراب البدن ، كما قال الله تعالى : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا اتَاهُمُ الله مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِن خَلْفِهِمْ أَلاَّ

__________________

(١) في «م» : روح الحيوان والإنسان ، وما أثبتناه من «ث» و «ك».

(٢) اُنظر في ذلك : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : ٥٢ ، الأربعين في أُصول الدين : ٢٧٥ ، البراهين في علم الكلام ١ / ٢٨٨ ، قواعد العقائد للطوسي : ٤٦ ، تلخيص المحصّل : ٣٧٨ و ٤٩٤ ، قواعد المرام في علم الكلام : ١٣٨ ، إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين : ٣٨٥ ، اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٣٧١ ، مفتاح الباب : ٢٠٦ ، تقريب المرام في علم الكلام ٢ / ٢٤٠.

(٣) روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنّ إبليس قاس نفسه بآدم فقال : (خَلَقْتَنِي مِن نَار وَخَلَقْتَهُ مِن طِين) (سورة ص ٣٨ / ٧٦) فلو قاس الجوهر الذي خلق الله منه آدم بالنّار كان ذلك أكثر نوراً وضياءاً من النّار.

اُنظر : المحاسن ـ للبرقي ـ ١ / ٢١١ ح ٨٢ ، الكافي ١ / ٤٧ ح ١٨

وروي أنّ أبا حنيفة دخل على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال : «يا أبا حنيفة بلغني أنّك تَقِيسُ؟» ، قال : نعم قال عليه‌السلام : «لا تَقِس ، فإنَّ أوَّل من قاسَ إبليس ؛ حين قال : (خَلَقْتَنِي مِن نَار وَخَلَقْتَهُ مِن طِين) ، فقاس ما بين النّار والطّين ، فلو قاس نُوريَّة آدم بنُوريّة النّار عرف فضل ما بين النُّورين وصفاء أحدهما على الآخر» (منه قدس‌سره).

الكافي ١ / ٤٧ ح ٢٠ ، علل الشرايع للصدوق : ٨٦ ح ١ ، و ٨٧ ح ٣ ، الاحتجاج ٢ / ٢٧١ ، وعنه البحار ٢ / ٢٨٨ ، ابطال القياس لابن حزم : ٧١ ، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ١ : ٥٥٣.

(٤) في جميع النسخ : وهو ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(٥) لم ترد في «ث».

  

خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (١) ، والبدن والجوارح آلات لارتكاب أفعاله ، والقوى والمصالح مرآة لاكتساب كماله.

إنّ الله تعالى خلق الإنسان لكسب الكمال بقدر الإمكان ، لغرض عائد إلى الإنسان ؛ ولذا كلّفه باللّطف والإحسان بقدر الطاقة ، وأعطاه : العقل ، والإدراك ، والقوّة ، والقدرة مع الإرادة ، والاكتساب لا يمكن إلاّ في دار الكسب ، وهي الدنيا فيبقى فيها بقدر إمكان حصول حدِّ كماله بوصول جدّ أفعاله في درجته العليا ، ثمّ يفنى ويرحل إلى دار الجزاء ، وهي العقبى(٢).

والفناء(٣) : كناية عن تبدّل التأليف والتّرتيب ، وتغيّر المزاج والتركيب ، فإنّ حشر الأجساد واجب بحكم العقل ، والتّصديق بقول

__________________

(١) (ولا تحسبنَّ ...) الخ ، قال الله عزّ وجلّ : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا اتَاهُمُ الله مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِن خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) سورة آل عمران ٣ / ١٦٩ ـ ١٧٠ ، ويمكن أن يكون المراد من الذين قتلوا في سبيل الله : المقتولين في طريق الحقّ بالجهاد مع النفس الكافرة مطلقاً ، (منه قدس‌سره).

قوله والقوى والمصالح : عطف تفسيري قويٌّ ، (منه قدس‌سره).

(٢) الحشر : هو عبارة عن إعادة الخلق بعد العدم ، ونشأتهم بعد الرّمم. غاية المرام في علم الكلام : ٢٩٩.

الجزاء : مقابلة الفعل أو ترك الفعل بما يستحقّ عليه. الحدود والحقائق للمرتضى : ١٥٧.

وعقبى الدار : عاقبتها المحمودة ، وهي الجنّات.

اُنظر : قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية : ٢٥٨ ، وقال تعالى : (.....أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) سورة الرعد ١٣ / ٢٢ ، وقوله تعالى : (سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) الرعد ١٣ / ٢٤ ، وقوله تعالى : (... يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْس وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) الرعد ١٣ / ٤٢.

(٣) الفناء : ليس هو العدم ، وإنّما معناه التّفرّق وتشذّب الأجزاء.

اُنظر : تمهيد الأُصول للطوسي : ١٨٥.

  

الصّديق(١) ، وإعادة المعدوم(٢) محال بالتحقيق ؛ لاستحالة كون الواحد اثنين بتخلل العدم في البين ، خلافاً لأكثر المتكلّمين.

المقام الثاني :

إنّ حشر الأجساد حقّ لحقّيّة أسبابه كما قال تعالى في محكم كتابه(٣)

__________________

(١) في «ث» لم ترد.

(٢) المعدوم ـ أي الخارجيّ ـ : إمّا أن يكون عدمه لذاته أو لا. فإن كان الأوّل فهو الممتنع الوجود لذاته ، كشريك الباري تعالى ، والثاني هو : المعدوم الممكن الوجود ، كالمتجرّدات من الحوادث اليومية شيئاً فشيئاً.

اُنظر : إرشاد البين إلى نهج المسترشدين : ٢٣.

المعلوم : الذي هو الصّورة الذّهنيّة ، إما أن يكون له تحقّق في الخارج عن الذّهن ، أو لا يكون. فإن كان الأوّل فهو الموجود والثابت بالعين ، أي الثابت الحقيقة ، وإن كان الثاني فهو المعدوم والمنفي العين.

اُنظر : إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ١٧ و ١٨ ، اللّوامع الإلهيّة في المباحث الكلامية : ١٣ ، شرح تجريد العقائد : ٤ ، تلخيص المحصّل : ٨٥ ، كشف المراد : ٥ ، شرح المقاصد ١ : ٥٦ ، نهج المسترشدين في أُصول الدين : ١٨ ، الحدود والحقائق للمرتضى : ١٧٤ ، الرسائل العشر : ٦٦ ، شرح الأُصول الخمسة : ١٧٦ ، الإنصاف للباقلاّني : ٢٥.

والمعدوم عند أهل السنّة والجماعة : ليس بشيء ، ولا هو عرض ولا جوهر ولا جسم.

وعند المعتزلة والإمامية : المعدوم شيء ، وهو جوهر وعرض إلاّ أنّه غير موجود.

اُنظر أُصول الدين للبزدويّ : ٢١٤ ، شرح المطالعات الكلامية : ٣٣٦.

(٣) آيات كثيرة في سور عدّة؛ منها على سبيل المثال كقوله تعالى: (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) سورة الأعراف ٧ / ٢٩؛ وقوله تعالى: (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْق نُعِيدُهُ) الأنبياء ٢١ / ١٠٤، وقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) الروم ٣٠ / ٢٧، وقوله

  

فإنّه ممكن بحكم البرهان ، والله تعالى قادر على كلّ ما كان في عالم الإمكان ، وأخبر به الأنبياء الصّادقون (في الحكم المطلق ، وحكم به الأوصياء الناطقون بالصدق) (١) والحقّ ، وكذا وجود القيامة ، وعذاب القبر ، والسؤال ، والصّراط ، والميزان ، والتطاير ، والإنطاق ، وكذا وجود الجنّة والنار الموعودتين المحسوستين ؛ لاستيفاءِ الثواب والعقاب بالاستحقاق.

تنبيه :

شبهة الفلاسفة مدفوعة ، بأنّه على تقدير ثبوت فيضان النفس من العقل الفَعّال(٢) عند الاستحقاق الوارد على الجسد لا نسلّم اجتماع النفسين على البدن الواحد ، لم لا يجوز أن يكون الفيضان بعد جمع الأجزاء؟! وقيام الاستحقاق الخاصّ بها عبارة عن تعلّق النفس الأولى بها بعينها ، كتعلّق نور الشمس بصفاء دُرّة مكرّرة في مقابلة ضيائها بعينها(٣).

__________________

تعالى: (فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّة) الاسراء ١٧ / ٥١، وقوله تعالى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) طه ٢٠ / ٥٥؛ وقوله تعالى: (..... وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِر عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ) الأحقاف ٤٦ / ٣٣، وكقوله تعالى: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ) الروم ٣٠ / ١٩.

(١) ما بين القوسين لم يرد في «ث» ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٢) العقل الفعّال : هو الذي يخرج من الملكة إلى الفعل التّامّ ، ومن الهيولانيّ إلى الملكة.

اُنظر : شرح الإشارات والتنبيهات : ٩٥.

(٣) اُنظر في ذلك : وجود العقول الفعّالة ودفع ما اشتهر من الفلاسفة : رسالة حدوث العالم لصدر الدين : ٢٦٣ ، الرّسائل لصدر الدين : ٦٠. * الظرف الأوّل متعلّق بالخاصّ ؛ والثاني بالقيام (منه قدس‌سره).

  

المقام الثالث :

إنّ الإيمان(١) : هو التصديق المتضمّن للعِرفان بما جاء به الصادق في أحكام الإتقان وإِحكام الإِيقان ، فالمؤمن الحقيقي يستحقّ المدح والتعظيم(٢) ، وتوريث الكافر(٣) ، والفضل والثواب والخلود في جنّة

__________________

(١) الإيمان : هو التصديق بالقلب بكلّ ما يجب التصّديق به. وقيل : تصديق الرّسول بكلّ ما علم مجيئه به.

اُنظر : الحدود والحقائق للمرتضى : ١٥١ ، كتاب اللّمع : ١٢٣ ، التوحيد للماتريدي : ٣٧٣ ، الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرّشاد : ١١٥ ، المعتمد في أُصول الدين : ١٨٦ ، أُصول الدين للبزدويّ : ١٤٥ ، غاية المرام في علم الكلام : ٣٠٩ ، تلخيص المحصّل : ٤٠١ ، قواعد المرام في علم الكلام : ١٧٠ ، شرح المقاصد ٢ / ٢٥.

(٢) قال الإمام الباقر عليه‌السلام : «فالمؤمن يتقلّب في خمسة من النور : مدخله نور ، ومخرجه نور ، وعلمه نور ، وكلامه نور ، ومصيره يوم القيامة إلى الجنّة نور». تفسير علي بن إبراهيم ١٠٣٢.

(٣) أي : وارثه من الكافر.

وقال صاحب رياض المسائل : يرث المسلم الكافر مطلقاً أصليّاً كان أو مرتدّاً بإجماعنا المحكي في عبائر جماعة من أصحابنا.

اُنظر في ذلك : رياض المسائل ١٤ / ٢٠٩ ، الخلاف للطوسي ٤ / ٢٣ ، ٢٤ ، السرائر للحلّي ٣ / ٢٦٦ ، التنقيح الرائع للفاضل المقداد ٤ / ١٣٢ ، الأخبار المتظافرة والمتواترة كثير منها في الموثّق : عن الرجل المسلم هل يرث المشرك؟ قال : «نعم ، ولا يرث المشرك المسلم».

اُنظر : التهذيب ٩ / ٣٦٦ ح ١٣٠٤ ، الاستبصار ٤ / ١٩٠ ح ٧٠٨ ، الوسائل ٢٦ : ١٣ أبواب موانع الإرث ب١ ح ٥.

«لا يرث اليهودي والنصراني المسلمين ، ويرث المسلم اليهودي والنصراني».

اُنظر في ذلك الكافي ٧ / ١٤٣ ح ٢ ، الفقيه ٤ / ٢٤٤ ح ٧٨٦ ، التهذيب ٩ / ٣٦٦ ح ١٣٠٣ ، الاستبصار ٤ / ١٩٠ ح ٧٠٧ ، الوسائل ٢٦ / ١٣ أبواب موانع الإرث ب١ ح ٧ ، بتفاوت.

  

النَّعيم(١).

والكافر الواقعي يستوجب الذمّ والإهانة(٢) ، وعدم توريث المسلم(٣) ، والقتل والعقاب والخلود في الجحيم(٤).

والفاجر المؤمن يستوجب الذمّ والإهانة ؛ لتلوّثه بشرّ فجوره ، ويستحقّ المدح والتعظيم ؛ لتشرّفه بخير أُموره ، فيستوجب العقاب أوّلاً بقدر العصيان ، ويستحقّ الثّواب ثانياً بقدر الإيمان المعدّل في الجزاء المعبّر عنه بالميزان(٥) ، فله توريث الكافر

__________________

(١) قال الله سبحانه : (لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ الله وَالله بَصِيرٌ بِالعِبَادِ) آل عمران ٣ / ١٥ ، وقال تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّات وَعُيُون * ادْخُلُوهَا بِسَلاَم آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُر مُتَقابِلِينَ * لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ) الحجر ٤٥١٥ ـ ٤٨ وغيرها من الآيات.

(٢) قال الإمام الصادق عليه‌السلام من قوله تعالى : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيم) سورة القلم ٦٨ / ١٣ : «العتلّ العظيم الكفر ، والزنيم المستهتر بكفره». اُنظر : البحار ٧٢ / ٩٧ ح ١٢ ، قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه‌السلام : «الكافر خبّ ضبّ جافّ خائن» ، وقال : «الكافر خبّ لئيم خؤون ، مغرور بجهله ، مغبون» ، وقال : «الكافر فاجر جاهل». اُنظر : غرر الحكم : ١٩٤٦ ، ١٤٥٥ ، ١٩٠٠ ، ١٠٠٦٠ ، ٧١٥ ، ٩٥٥٤.

(٣) أي : وعدم إرثه من المسلم.

(٤) قال الله سبحانه : (يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُـحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) سورة العنكبوت ٢٩ / ٥٤ ، وقال تعالى : (إِنَّ الله يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّات تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) سورة محمّد ٤٧ / ١٢ ، وغيرها الكثير من الآيات والأخبار.

(٥) المِيزان : بكسر الميم في اللّغة : ما يعرف قدر الشيء أو مقداره. وشرعاً : ما يعرف به مقادير الأعمال.

اُنظر : كشّاف اصطلاحات الفنون : ١٥١٨ ، أسرار الحكم والموازين هي

  

للإسلام(١) ؛ لأنّه كالمؤمن في سائر الأحكام.

توضيح :

لنعلم أنّ الاستحقاقين ليس فيهما إحباط بالمقاومة(٢) ، ولا إسقاط بالموازنة ، لأنّا لا نسلّم على تقدير وجودهما في الواقع(٣) أن يكونا ضدّين ، بل الضدّية(٤) في المتعلّقين فلا يحبط الزائد الناقص في التأثير ، والتأثّر بالمقاومة حتّى يبقى الكامل بكماله ، كما كان أبو علي يحكم(٥) عليه ، ولا يُسْقِط كلّ منهما الآخر في التأثير والتأثر بالموازنة ، حتّى يبقى الفاضل بحاله ، كما كان أبو هاشم يذهب إليه.

__________________

التعديل بين الأعمال والجزاء عليها ، ووضع كلّ جزاء في موضعه وإيصال كلّ ذي حقّ إلى حقّه. تصحيح الاعتقاد : ٩٣ ، أوائل المقالات : ٩٢.

الثواب : حصول استكمال النفس كمالها الذي تتشوّقه. والعقاب : تعرض النفس الغير المستكملة لأن تستكمل. اُنظر : التعليقات : ١١٤.

(١) أي : أن يرث من الكافر باعتبار اسلامه.

(٢) في «ث» : بالمقاوضة ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٣) في «م» : في الخارج ان ... ، وما أثبتناه من «ث» و «ك».

(٤) الضّدّان : كلّ شيئين لا يصحّ أن يجتمعا معاً في وقت واحد لما يرجع إلى ذاتيهما. اُنظر : الحدود والحقائق للمرتضى : ١٦٥.

إنّ المتكلّمين اختلفوا في حدّ الضدّين ، فمنهم من قال : إنّ حقيقة الضدّين كلّ عرضين يستحيل اجتماعهما في المحلّ الواحد ... كلّ عرضين يوجب أحدهما عكس ما يوجبه الآخر مع استحالة اجتماعهما في المحلّ الواحد.

اُنظر : لباب العقول : ٤٥ ، مقالات الإسلاميّين للأشعري : ٣٧٦ ، ٣٧٦ ـ ٤٤٣ ، المحيط بالتكليف ١ / ١٤١ ـ ١٤٢ ، مصطلحات علم الكلام ١ / ٧٢١ ـ ٧٢٣ ، والمراد من أبي علي ، وأبي هاشم هو : عبد السلام بن أبي علي محمّد بن عبد الوهّاب بن سلام الجُبّائي المعتزلي ، كان هو وأبوه من كبار المعتزلة ، وتقدّمت ترجمتهما.

(٥) في «م» : حكم عليه ، وما أثبتناه من «ث» و «ك».

  

ومن المعلوم أنّ تأثير المعدوم عند العقل غير معلوم ، وكيف لا يجوز العفو مع حسنه من الحكيم ، وقبح خلف الوعد عن الكريم(١) ، قال الله عزّ وجلّ : (إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (٢) ، (إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) (٣) ، (إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشَاءُ) (٤) ، (وَيَعْفُوا عَن كَثِير) (٥) ، (وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ) (٦) ، وغير ذلك من الآيّات(٧) ، ولا تحمل تلك الآيات على التوبة من السيّئات ؛ لأنّ التوبة واجبة لقوله تعالى : (تُوبُوا إِلَى الله تَوْبَةً نَصُوحاً) (٨) ، ووجب قبولها لقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ) (٩) ، «فالتائب من الذنب

__________________

(١) في «م» : ... لا يجوز العفو مع حسنه من الكريم وقبح خلف الوعد عن الحكيم ، وفي «ث» : لا يجوز العفو مع حسنه من الحكيم العليم وقبح الوعد من الكريم.

(٢) سورة الكهف ١٨ / ٣٠.

(٣) سورة الزمر ٣٩ / ٥٣.

(٤) في سورة النساء ٤ / ٤٨ : (إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِالله فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) ، وأيضاً في سورة النساء ٤ / ١١٦ : (إِنَّ الله لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِالله فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً).

(٥) سورة المائدة ٥ / ١٥ ، وسورة الشورى ٤٢ / ٣٠.

(٦) سورة الشورى ٤٢ / ٢٥.

(٧) مثل سورة غافر ٤٠ / ٣ : (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ) ، وقوله تعالى : (فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ الله) سورة آل عمران ٣ / ١٣٥ ، وقوله تعالى : (قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) ، سورة آل عمران ٣ / ٣١ ، وقوله تعالى في سورة إبراهيم ١٤ / ١٠ ، وسورة الأحزاب ٣٣ / ٧١ ، وسورة الأحقاف ٤٦ / ٣١ ، وسورة الصف ٦١ / ١٢ ، وسورة نوح ٧١ / ٤ ، وغيرها الكثير.

(٨) سورة التحريم ٦٦ / ٨.

(٩) سورة التوبة ٩ / ١٠٤.

  

كمن لا ذنب له»(١) فما الفائدة في تكرار عفوه؟!

وأيضاً إذا كان غرض الحكيم من خلق الخلق قربهم من المصلحة ؛ لمعرفتهم كمال لطف الخالق ذي الرّحمة ، وبعدهم عن المفسدة ؛ لإثابتهم بالملاطفة ، فكيف جاز نقض غرضه بعدم العفو عن المتوعّد عليه في المعاقبة؟! فينبغي حمل العاصي والفجّار لعمومها على الكفّار في قوله تعالى : (وَمَن يَعْصِ الله) ...(٢) ، الآية (وانّ الفجّار) ...(٣) ، الآية كما قال : (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِالله وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) (٤) ، وإلاّ لم يكن فرقاً بين الفاجر الكافر والمؤمن الفاجر(٥) ، وهو يخالف بديهة العقل مطلقاً ، وينافي حقّ الحقّ حقّاً ، وإذا جوّز العفو بالحكمة ، جُوّزت الشفاعةُ للأُمّة في

__________________

(١) ورد الحديث من الفريقين بالألفاظ مختلفة وأسانيد متعدّدة.

اُنظر : أُصول الكافي ٢ / ٣١٦ ح ١٠ ، الخصال للصدوق ٢ / ٥٤٣ ، ضمن حديث طويل ، مكارم الأخلاق ٢ / ٩٠ ح ٢٢٥٣ ، ودون ذيله وعيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ / ٧٤ ح ٣٤٧ ، مشكاة الأنوار ١ / ٢٥٠ ح ٥٣٩.

وما روته العامّة ، اُنظر : سُنن ابن ماجة ٢ / ١٤١٩ ح ٤٥٥٠ ، السنن الكبرى للبيهقي ١٥٤١٠ ، الحلية لأبي نعيم ٤ / ٢١٠ ، أمالي لابن الشجري ١ / ١٩٨ ، مسند ابن جعد : ٢٦٦ ، الدعاء للطبراني : ٥١٠ ، المعجم الكبير للطبراني ١٠ / ١٥٠ و ٢٢ / ٣٠٦ ، مسند الشهاب ٩٧١ ح ١٠٨ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١١ / ١٨١ ، وغيرها الكثير.

(٢) جاءت الآية في عدّة من السور المباركة ، كقوله تعالى : (وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً) النساء ٤ / ١٤ ، وقوله تعالى : (وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً) الأحزاب ٣٣ / ٣٦ وقوله تعالى : (وَمَن يَعْصِ الله وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فَيهَا أَبَداً) الجن ٧٢ / ٢٣.

(٣) قوله تعالى : (إِنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيم * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيم) سورة الانفطار ٨٢ / ١٣ ـ ١٤.

(٤) سورة التوبة ٩ / ٨٤.

(٥) في «ث» : وإلاّ لم يكن فرق بين الكافر الفاجر ، والمؤمن الفاجر.

  

العقاب المعلّق لا العذاب المحقّق.

وأمّا الأطفال والمجانين والمستضعفون فينبغي أنّ يستحقّوا دخول الجنّة بفضل الكريم ذي الطّول والمنّة ، وينبغي حشر سائر الحيوانات كالأنام للانتصاف ، وعوض الآلام(١) ؛ لأنّه لائق بعدل الكريم الخالق(٢) ذي الجلال والإكرام.

الخاتمة :

في تحقيق حكمة الخلق ، وكيفيّة حقيقة(٣) المعادين ، وبعض الحقائق الوثيقة في ضمن حقيقة العالمين.

الحكمة(٤) :

لمّا كان الله(٥) الواجب الوجود تبارك وتعالى وتقدّس(٦) في غاية الكمال ، ونهاية الجمال ، شَاهَدَ جلوة ذاته في مرآة صفاته ، فأراد أن يتجلّى في مراتب التجلّيات ، ويتجمّل في مظاهر التجمّلات فظهر جماله(٧) في حسن كلّ جمال ، وبهر كماله في عين كلّ كمال(٨) فحسن كلّ حسن من

__________________

(١) اُنظر في ذلك : إخوان الصفا ٢ / ٢١٤ ، الحكمة المتعالية ٥ / ٢٤٣ ، الشواهد الرّبوبيّة : ٣٣٢ ، المغني في أبواب التوحيد والعدل ١٣ / ٤٧٥.

(٢) في «ث» : لأنّه لايق بعدل الحكيم الكريم الخلق.

(٣) في «ث» : وحقيقة.

(٤) الحكمة : الحكم والحكمة كلاهما بمعنى واحد ، وعند الفقهاء : الحكمة ما يدلّ عليه الدليل الشّرعي من حسن الفعل وقبحه ، أو وجوبه أو كونه ندباً أو مكروهاً. والحكم عند المتكلّمين : أمر زائد على الذّات يدخل في ضمن العلم بالذّات أو الخبر عنها. وقيل الحكم ما يوجبه العلّة. الحدود والحقائق للمرتضى : ١٥٨.

(٥) في «ث» لم ترد.

(٦) في «ث» لم ترد.

(٧) في «ث» و «م» : فظهر كماله في حسن كلّ جمال.

(٨) في «ث» و «م» : وبهر جماله في عين كلّ كمال.

  

كمال جمال الحقّ ، وقبح كلّ قبيح من نقصان قبول الخلق ، فإنّ لكلّ كمال جمال معنوي ، (ولكلّ جمال كمال معنوي) (١) ، وكمال جمال الكمال تكميل ووفور ، وكمال كمال الجمال تجميل(٢) وظهور ؛ لأنّ في كلّ كمال بلا تكميل نقصاناً وفتوراً ، وفي كلّ جمال بلا تجميل عيباً وقصوراً(٣) ، وذاته تعالى وتقدّس(٤) منزّهة عن شوائب النقصان والقصور ، فلم يجز أن تكون(٥) بدون التكميل والظهور(٦) ، وقد بُرهن في الحكمة : إنّ فائدة كلّ فعل متقدّمة في علم الفاعل المختار ، ومتأخّرة عن الفعل بالاختيار ، فظهر أنّ الحكمة في إيجاد الخلق(٧) تجميل جمال الذّات لفيض الإحسان ، وتكميل كمال المصنوعات بقدر الإمكان.

الكيفيّة :

من البيّن أنّ اللائق بكمال مرتبة السلطنة ، والحقيق بجمال منزلة العظمة أن لا يباشر الملك بنفسه جميع (أُمور المملكة ، بل المناسب أن يباشر بنفسه ما يليق بعزّته ، ويُفوّضُ باقي أُمور مملكته إلى الأعقل الأقوى

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في «ث».

(٢) في «ث» : وجمال كمال الجميلا تجميل : وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٣) في «م» و «ث» : وفي كلّ جمال بلا تجميلا عيب وقصور.

(٤) في «ث» لم ترد.

(٥) في «ث»: أن يكون.

(٦) في «ث» : ولم يمكن أن يكون بدون التجميل والحضور ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٧) الخلق : هو اختراع الفعل أو تقدير الفعل أو إحكامه. الحدود والحقائق للمرتضى : ١٥٩.

ما الحكمة في الخلق؟ اُنظر : رسائل الشريف المرتضى ١ / ١٢٩ ، أوائل المقالات : ٦٠ ، المغني في أبواب التوحيد والعدل ١١ / ٥٨ ، لمع الأدلّة : ١٠٦ ، الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرّشاد : ٩٢ ، غاية المرام في علم الكلام : ٢٢٣.

  

من خدمته ، وهو أيضاً يباشر بنفسه ما يناسب لدولته ، ويفوّض الباقي إلى الأعلم الأعلى من عمّاله(١) ، وهكذا حتّى تصير جميع أُمور مملكته مضبوطة) (٢) ، على الوجه الأحسن ، ومربوطة بالطريق الأتقن ، وإذا كان الملك في العلم أكثر بأفعال الممالك كان أقدر ، فيلزم أن يُمِدَّ ـ مع جمال قدرته ـ كلّ عامل عمل بكمال قوّته.

ولا ريب أنّ الله تعالى في كمال(٣) الاستغناء في القوّة والقدرة(٤). والجلال ؛ فله مرتبة واحدة في السلطنة والكمال ، والعظمة والجمال ، والممكن في نهاية الافتقار(٥) ، في القدرة والقوّة والأحوال ؛ فله مراتب كثيرة في الشرافة والكمال ، والعزّة والجمال ؛ فلائق(٦) بحضرته السنيّة ، وغرّته(٧) القوية أن يوجد موجوداً أشرف ، أكمل العقل ، أعزّ ، أجمل ، أوّل بيد قدرته ، واختياره ، ويفوض إليه أُمور خليقته ؛ ليباشرها بمدد قوته واستظهاره ، وهكذا لِتنتظم الأُمور بحسب الرتبة بالواسطة والوسائط بالنّسبة بعضها مؤخّر ، وبعضها مقدّم(٨) ، مطابقة لما في علمه الأقدم فاقتضت حكمته البالغة في الإيجاد وجود الملائكة السماوية ، وسيّارات السماوات

__________________

(١) في «م ، ك» : عملته ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(٢) ما بين القوسين لم يرد في «ث».

(٣) في «م» و «ك» : في غاية.

(٤) قدرة الله تعالى : عبارة عن كون ذاته بذاته بحيث يصدر عنه الموجودات ؛ لأجل علمه بنظام الخير ، الّذي هو عين ذاته. علم اليقين ١ / ٦٩ ، أنوار الملكوت في شرح الياقوت : ٦١ ، رسائل الشريف المرتضى ١ / ٤٠٨.

(٥) في «م» : في نهاية الاحتياج.

(٦) في «م» و «ث» : فاللايق.

(٧) في «ث»: والعزّة.

(٨) في «ث» : بعضها مؤخّرة وبعضها مقدّمة.

  

في العالم العلوي ، ووجود الملائكة الأرضيّة ، وطبائع العنصريّات في العالم السفلي ؛ لتنضبط الأُمور على وجه الانتظام الكلّي والجزئي بأمر السلطان الحقيقي ، كما هو اللاّئق بكماله ، والحقيق بجماله ، وأشرف الممكنات هو الجوهر المجرّد(١) ، والقابل للأوّليّة من بين المخلوقات يسمّى بالعقل الأوّل(٢) ، والقلم والنور المحمّدي ، فتشرّف أوّلاً بخلعة الوجود من يد قدرته تعالى ، كما قال النبي (صلى الله عليه وآله) : «أوّل ما خلق الله العقل والقلم ونوري بثلاث عبارات»(٣) ، فالثلاثة متّحدة بالذات ، مغايرة بالاعتبارات.

ونقل من التورية إنّ الله تعالى خلق جوهراً فنظر إليه نظراً(٤) بالهيبة فذاب ، وتكوّن منه سائر الممكنات ، وذلك يمكن أن يكون(٥) رمزاً وإيماءً إلى العقل الأوّل ، فإنّه عاشق بكماله جمال المعشوق الحقيقي ، والعاشق الحقيقي يذوب بحرارة شوق التفات المعشوق الحقيقي ، وههنا أن(٦) يتحقّق اتّحاد العشق والعاشق ، كما كان المعشوق الحقيقي عاشقاً بكماله جمالَهُ ، وههنا أن(٧) يتحقّق اتّحاد العشق والعاشق والمعشوق كما

__________________

(١) الجوهر : هل كلّ ما يقوم بذاته. مفتاح العلوم : ١٤٣ ، الإنصاف : ٢٧ ، تلخيص المحصّل : ١٢٩ و ٤٣٩.

(٢) العقل الأوّل : هو موجود مجرّد عن الأجسام والموادّ في ذاته تأثيره معاً. كشف المراد : ١٣١.

(٣) اُنظر : بحار الأنوار ١ / ٩٧ ح ٧ و ٨ و ٥٧ / ٩٣. ولاحظ : كلام العلاّمة المجلسي قدس‌سره تحت عنوان : بسط كلام توضيح مرام بحار الأنوار ١ / ٩٩ ـ ١٠٥ ، مسند أحمد ٥ / ٣١٧ ، وفيه : القلم فقط ، سنن الترمذي ٥ / ٤٢٤ ح ٣٣١٩ ، المستدرك للحاكم ٢ / ٤٥٤ ، السنن الكبرى ٩ / ٣ ، و ١٠ / ٢٠٤.

(٤) في «ث» لم ترد.

(٥) في «م» لم ترد.

(٦) في «ث» لم ترد.

(٧) في «ث» لم ترد.

  

اتّحد(١) العلم والعالم والمعلوم ، ثمّ خلع بواسطة العقل الأوّل العقل الثاني ، ونفس الكلّ وجسم الأعظم ، وكذا العقل الثالث بواسطة الثاني ، وهكذا(٢) إلى العاشر ، وهو العقل الفعّال(٣) ، المفيض في عالم الكون والفساد بفيض الفيّاض الحقيقي في الإيجاد ، وغاية الإيجاد هو الإنسان ، وهو الذي خلق الله عزّ وجلّ(٤) فيه كلّ ما كان(٥) في عالم الإمكان.

حقيقة المعادين :

المعاد مفعل من العود ، والمراد به عود الروّح.

والتحقيق فيه : إنّ الأرواح إذا فاضت من المبدأ الفيّاض الحقيقي حين استحقاق الأبدان بتحقّق المزاج الصالح(٦) ، تعلّقت بها بواسطة الروح الحيواني(٧) ، وتصرّفت فيها ، فكأنّها دخلت في عالم الأجسام ، وعادت إلى عالم الأرواح(٨) ، وحينئذ يلزم أن تدرك الذّات الرّوحانيّة من الصفات الحميدة في جنّة السّعادات إن كانت في دار الدّنيا في تحصيل معرفة الحقائق والكمالات وتكميل عمل الصالحات ، وإن تدرك العقوبات الروحانيّة من الصفات الذميمة في جحيم الشقاوات ، وإن كانت في دار

__________________

(١) في «ث»: اتحاد.

(٢) في «ث» : وكذا.

(٣) العقل الفعّال : هو الذي يكون فيه جميع المعقولات مرسّماً ، وتخرج العقول الإنسانيّة من القوة إلى الفعل. اُنظر في ذلك : تلخيص المحصّل : ٥٠٠ ، التنبيهات : ٩٥.

(٤) في «م» : تعالى.

(٥) في «م» : ما هو.

(٦) في «ث» لم ترد.

(٧) في «ث» : الروح الإنساني الحيواني.

(٨) في «م» العبارة هكذا : وإذا خرجت الأبدان عن صلاحية التعلّق والتصرّف انقطع تعلّقها وتصرّفها ، فكأنّها خرجت من عالم الأجسام وعادت إلى عالم الأرواح.

  

الدنيا في عدم تحصيل المعارف والكمالات ، وتكميل عمل الصّالحات فتقوم لها القيامة الصغرى في حشرها مع المجرّدات ، وهو المراد من المعاد الروحاني(١).

ولمّا كان عملها الصالح والطالح مع الأبدان التي هي جمادات بلغت بحسب الشرافة إلى مرتبة قابليّة التعلّق والتصرّف ، ودرجة المعشوقيّة والتلطّف ، وآلات لارتكاب أفعالها وقواها الجسمانيّة التي كلّ منها مرآة لاكتساب كمالها ، فلم يمكن جزاؤها(٢) حقَّ الجزاء بدون الأبدان الصلحاء ، والقوى الباعثة للارتقاء ، بل وجب أن يُجمع أجزاؤها بحيث يحصل لها المزاج الصالح ، كما كان لتعلّق الأرواح بالفيضان مرّة أُخرى ؛ لتعود إلى التعلّق بها ثانياً كما قال الله تعالى : (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) (٣) ، حتّى يمكن أن يتحقّق الإحقاق بقدر الاستحقاق ، وإلاّ يلزم ما ينافي العدالة ويناقض الحكمة ، وهو محال.

ولمّا كان بعض أعمال بدن الإنسان بالنّسبة إلى بعض آخر من أعمال الأبدان ، فلزم(٤) أنّ يتحقّق الجزاء في يوم حُشرَ فيه جميعُ الأبدان حتّى يمكن استيفاء جميع الحقوق في الإحقاق لوفاء الاستحقاق ، فتقوم القيامة

__________________

(١) في «ث» : الروحانيّة ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

وإنّ حاصل المعاد الروّحانيّ : على رأي من ينكر المعاد الجسمانيّ هو : عدد النّفوس عن هذه الأبدان ومفارقتها لها إلى مبادئها ، وحصولها على ما تحصل عليه من سعادة أو شقاوة.

اُنظر في ذلك : قواعد المرام في علم الكلام : ١٥٦ ، شرح المقاصد ٢ / ٢٠٧. مفتاح الباب : ٢٠٦ ، تقريب المرام في علم الكلام ٢ / ٢٤١.

(٢) في جميع النسخ : جزاؤه ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(٣) سورة طه ٢٠ / ٥٥.

(٤) في «ث» : للزم ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

  

الكبرى في حشر الأبدان مع الأبدان ، والأرواح مع الأرواح(١) ، وهو المراد بالمعاد الجسماني(٢) ؛ فعُلم أنّ العقل مستقلّ في إدراك المعادين.

حقيقة العالمين :

العالم المصنوع اثنان :

عالم الماديّات ويسمّى : بالشهادة ، والصورة ، والحسّي ، والجسماني ، وهو السفلي.

وعالم المجرّدات ويسمّى : بالغيب ، والأمر ، والمعنى ، والعقلي ، والروحاني ، وهو العلوي.

والكائن في الأوّل هو جسم الفلك والفلكيّات ، والعنصر والعنصريّات ، والعوارض الملازمة له.

وفي الثاني هو الملائكة المسمّاة بالملأ الأعلى ، والعقول ، والنفوس الفلكيّة ، والأرواح البشرية ، المسمّاة بالنّفوس الناطقة ، وأنكره(٣) أكثر المتكلّمين ، وذهبوا إلى أنّ العالم إنّما هو الجسماني المنحصر في الفلكي العِلوي والعنصري السِّفلي.

__________________

(١) في «م» : في حشر الأرواح مع الأرواح ؛ والأبدان مع الأبدان.

(٢) المعاد الجسماني في اللغة : إمّا مصدر ميميّ ، أو اسم مكان ، أو زمان من العود ، بمعنى الرجوع.

وفي عرف الشرع ، عبارة عن عود الرّوح إلى الحيوان بعد الموت ، إمّا بأن يعيد الله بدنه المعدوم بعينه ويعيد الرّوح ، وهذا عند أكثر المتكلّمين ، وإمّا بأن يجمع أجزاءه الأصليّة كما كانت أوّلاً ويعيد الروح إليها عند من لا يجوز إعادة المعدوم. أو عن زمان ذلك العود كما يقال : «الآخرة معاد الخلق» ، هذا هو المعاد الجسمانيّ والبدنيّ.

اُنظر : مفتاح الباب : ٢٦ ، قواعد المرام في علم الكلام : ١٤٣ ، شرح المقاصد ٢ / ٢٠٧ ، تقريب المرام في علم الكلام ٢ / ٢٤٠ ، وغيرها.

(٣) أي الثاني (منه قدس‌سره).

  

ولِنعلم :

إنّه لمّا ثبت أنّ العالم محدث(١) ، فيجُوِّز العقلُ أن يكون قبل(٢) هذين العالمَين وبعدهما عوالم كثيرة متعاقبة ، وكذا الملائكة السماويّة والأرضيّة سوى ما أثبته الحكماء ، وعدا ما أدركه العقلاء فيهما ، وفيما قبلهما وفيما بعدهما ، قال الله تبارك وتعالى : (أَوَ لَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالأرْضَ بِقَادِر عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ) (٣) ، كما أخبر به الصادق عليه‌السلام في رواية جابر(٤) ، قال سألت أبا جعفر عليه‌السلام ، عن قول الله عزّ وجلّ (أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْس مِنْ خَلْق جَدِيد) (٥)؟ قال : «يا جابر : تأويل ذلك إنّ الله عزّ وجلّ(٦) إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم ، وأسكن أهل الجنّة الجنّة ، وأهل النّار النّار ، جدّد عالماً غير هذا العالم ، وجدّد خلقاً من غير فحولة ولا أناث ، يعبدونه ويوحّدونه ، وخلق لهم أرضاً غير هذه الأرض ، وسماءً غير هذه السماء تظلّهم ، لعلّك ترى أنّ الله إنّما خلق هذا العالم الواحد ، وترى أنّ الله لم يخلق بشراً غيركم ، بلى والله لقد خلق الله ألف عالم ، وألف ألف آدم أنت في أواخر تلك العوالم ،

__________________

(١) اُنظر : التمهيد للباقلاّني : ٤٤ ، الشامل في أُصول الدين ١ / ٣٤ ، لباب العقول : ٦١ ، نهاية الإقدام في علم الكلام : ٥ ، الأربعين في أُصول الدين : ٣ ، اللّوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٦٤ ، قواعد المرام : ٥١ ، ٥٧ ، التوحيد للماتريدي : ١٧ ، أُصول الديّن للبزدويّ : ١٤ ، أعلام النبوّة للرازي : ٢٠ ، الإنصاف : ٤٣.

(٢) في «ث» لم ترد.

(٣) سورة يس ٣٦ / ٨١ ، ولم ترد في «م».

(٤) في «م» : روى جابر ، وما أثبتناه من «ث» و «ك».

(٥) سورة ق ٥٠ / ١٥.

(٦) في «ث» : تعالى.

  

والآدميّين) (١).

وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «إن لله أرضاً بيضاء مسير الشمس فيها ثلثون يوماً ، وهي مثل الدنيا ثلثون مرّة»(٢).

وقد روي : «إنّ بني آدم عشر الجنّ والجنّ وبني آدم عشر حيوانات البحور وهؤلاء كلّهم عشر ملائكة الأرض المُوكّلين فيها ، وكُلّ هؤلاءِ عُشْر ملائكة سماء الدّنيا ، وكلّ هؤلاء عُشْر ملائكة السماء الثانية ، وعلى هذا الترتيب [إلى السماء السابعة] ثمّ كلّ هؤلاء في مقابلة ملائكة الكُرسيّ [نزر] قليل ، ثمّ كلّ هؤلاء عُشر ملائكة سُرادق [واحد] من سرادقات العَرش التي عَدَدُها ستُّمائة أَلْف [طُول كلّ] سُرادق وعَرضه وسُمكه إذا قوبلت به السماوات والأرضين ، وما فيهما وما بينهما فإنّه يَكون شيئاً يسيراً وقدراً صغيراً ، وما من [مقدار] موضع قدم إلاّ وفيه ملك راكعٌ أو ساجد أو قائم ، لهم زجَلٌ بالتَّسبيح والتقديس ، ثمّ [كلّ] هؤلاء في مُقابلة الملائكة الّذين يَحُومْوُن حول العرش كالقَطرة في البحر ولا يَعرِف عددَهم إلاّ الله ، ثُمَّ هؤلاء مع ملائكة اللّوح الّذين هم أشياع إسرافيل عليه‌السلام ، والملائكة الّذين هم جُنود جبرئيل عليه‌السلام»(٣) ، قليل سُبحانه ما أعظم شأنه : (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ

__________________

(١) الخصال ٣ / ٣٥٨ / ١٤٥ و ٢ / ١٨٠ وفيه بتفاوت ، وعنه بحار الأنوار ٨ / ٣٧٤ ح ٢ ، و ٣٢١٥٤ ، التوحيد : ٢٠٠ ، شرح نهج البلاغة للبحراني ١ / ٢١٩.

(٢) عوالي اللئالي ٤ / ١٠٠ ، وعنه بحار الأنوار ٥٤ / ٣٢٩ ح ١٢ ، مستدرك سفينة البحار ١١٢١ ، شرح الأسماء الحسنى للسبزواري : ٥٩ ، و ٢٨٠ ، و ٢٩٦ ، تفسير القرطبي ١٠ / ٨٠ ، تفسير الماوردي ٣ / ١٨١.

(٣) تكملة الحديث : «..... وهم كلّهم سامعون مطيعون لا يفترون مشتغلون بعبادته

  

رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ) (١).

وفي بعض كتب التذكير(٢) : إنّه حين عَرَجَ النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، إلى السماء رأى الملائكة في موضع بمنزلة سوق يمشي بعضهم تجاه بعض ، فقال رسول الله : «إلى أين يذهبون»؟ قال جبرئيل عليه‌السلام : لا أدري ، إلاّ أنّي أراهم(٣) ، منْذُ خُلِقتُ ، ولا أرى واحداً منهم قد رأيتُهُ قبل ذلك ، ثمّ سأل جبرئيل عليه‌السلام واحداً منهم منذ كم خُلْقتَ؟ قال : لا أدري غير أنّ الله يخلق كوكباً في كلّ أربعمائة ألف سنة ، فخلق مثل ذلك الكوكب منْذُ خلقتُ أربعمائة ألف كوكب ، فسبحانه من إله ما أعظم شأنه(٤) ، وأعزّ سلطانُهُ ، وأكمل كماله ، وأجمل جماله(٥).

[فناء الأفلاك والعناصر] :

ولا يخفى أنّه يظهر من تلك الأحاديث : حدوث هذه الأفلاك ، وهذه

__________________

سبحانه ، رطّاب الألسنة بذكره وتعظيمه ، يتسابقون في ذلك منذ خلقهم ، لا يستكبرون عن عبادته آناء الليل والنهار ، ولا يسأمون لا تحصى أجناسهم ، ولا مدّة أعمارهم ، ولا كيفيّة عباداتهم» وهذا تحقيق حقيقة ملكوته جلّ جلاله على ما قال : (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ).

اُنظر في ذلك : مفاتيح الغيب للرازي ١ / ٣٧٨ ، وعنه بحار الأنوار ٥٤ / ٣١٨ ـ ٣١٩ ، ومجمع البحرين ٣ / ٢٧ مادة «جند» تفسير الرازي ٢ / ١٦٢ ، وعنه بحار الأنوار ٥٩ / ٢٤١.

(١) سورة المدثّر ٧٤ / ٣١.

(٢) في «ث» : لم ترد ، وفي مجمع البحرين ينسب الكلام إلى الرازي ، ثمّ قال الرازي أيضاً : رأيتُ في بعض كتب التذكير ... الخ.

(٣) في «ث» : أريهم ، وما أثبتناه من تفسير الرازي.

(٤) في «م» : ما أعظم قدرته وأجلّ كماله.

(٥) اُنظر في ذلك : مفاتيح الغيب للرازي : ٣٧٨١ ـ ٣٨٠ ، وعنه مجمع البحرين للطريحي ٢٧٣ ـ ٢٨. مادّة «جند» ، تفسير الرازي ٢ / ١٦٢ ، وفيه بعض الاختلاف بالألفاظ.

  

العناصِر(١) ، والإيجادات المتعاقبة ، وقِدَمُ ماهيّة الإيجادات الاعتبارية(٢) ، وهذا ينفي ما قال به الحكماءُ من إيجاب الفاعل القادر ، وقِدَم هذه الأفلاك وهذه العناصِرِ والمهيّات النوعيّة ، وحدوث الجزئيّات الزمانية ؛ لكون المشيئة عين الذات ، واستحالة انفكاك المقتضي(٣) عن الذات.

فيجاب عنهم : بأنّ فعله تعالى واجب بالاختيار ؛ لكمال قدرته ، وجمال قوّته لا بالاضطرار ؛ لعينيّة(٤) الصفات المُطِفيةِ لقدرته ، فيكون ترتّب الآثار على الذات من حيث الصفات لا من حيث الذات ، فيلزم انفكاكها من جهة الحيثيات ، بانفكاك التعلّقات(٥) ، ولا فرق في الحدوث بين الكلّيّات والجزئيّات ، فيجوز أن يكون عالم الإيجادات قديماً من حيث الإيجاد ، وحادثاً من حيث الإيجادات.

ويصدق حينئذ على مجموع الإيجادات : كان الله ولم يكن معه هو ذاتاً ودهراً وزماناً.

حقيقة الرّوح :

جمهور المتشرّعة :

إنّ الأرواح البشريّة جسمانيّة كائنة في الأبدان ، واختلاطها معها كسائر الجسمانيّات في الحيوان.

ويظهر من مذهبَهم : إنّها من البخار اللّطيف المتصاعد(٦) في القلب

__________________

(١) في «م» : هذه السماء وهذه الأرض.

(٢) في «م» و «ث» : الايجاد الاعتباريّة.

(٣) في «ك» : المقتضي المقتضي له ، وما أثبتناه من «م» و «ث».

(٤) في «ث» : لعينة ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٥) في «م» : انفكاكها عن الذات من جهة الحيثيّات والتعليقات.

(٦) في «ث» : المتصاعدة ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

  

الساري في أجزاء الجسد ، وهو الذي تُسمّيه الأطباع بالرّوح الحيوانيّة ، إلاّ أنّه في بدن الإنسان في غاية القوّة والتأثير ؛ لزيادة قابليّة جسد الإنسان على سائر أنواع الحيوان(١) ، وأمّا ما بحسب المعنى : فهي روحانيّة ليست في عالم الأجسام ، بل هي من عالم الأمر ، كما(٢) قال الله تعالى : (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) (٣) ، فإنّ بدن الإنسان مركّب من العناصِرِ الأربعة ذكر اثنان منها في القرآن ورُمِزَ في لفظ (حَمَإ مَّسْنُون) (٤) اثنان ، فإذا تحقّق لأجزائه امتزاج(٥) ، وحصل له بالفعل والانفعال مزاج الذي ناسَبَ لتعلّق روح الإنسان ؛ صارَ قابلاً للفيضان(٦).

حقيقة تعلّق الرُّوح :

لمّا كان بُعد تعلّق الرّوح بالبدن وتصرّفها فيه في النهاية ؛ لأنّ اللّطافة والكثافة فيهما في الغاية ، فاقتضت حكمته البالغة أنّ يخلق بخاراً لطيفاً من الأخلاط الأربعة في القلب سارياً في العروق والشرايين حتّى يصير(٧)

__________________

(١) اُنظر لحقيقة الروح : كشف المراد : ١٩٦ ، إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين : ٩٤ ، اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٣٧٠ ، شرح تجريد العقائد : ٢٨٣ ، رسائل الشريف المرتضى ١ / ١٣٠.

(٢) في «ث» لم ترد.

(٣) سورة الإسراء ١٧ / ٨٥.

(٤) سورة الحجر ١٥ / ٢٦ ، و ٢٨ ، و ٣٣.

(٥) في «ث» : الامتزاج.

(٦) وفي الحديث : (كنت نبيّاً وآدم بين الماءِ والطّين) (منه قدس‌سره).

اُنظر : عوالي اللئالي ١ / ٤١٨ ، و ٤ / ١٢١ ح ٢٠٠ ، مناقب ابن شهرآشوب ١ / ٢١٤ ، وعنه البحار الأنوار ١٦ / ٤٠٢ ح ١ ، مفتاح الفلاح للبهائي : ١٢٢ ، مسند أحمد ٤ / ٦٦ ، وفيه : (وآدم بين الروح والجسد) ، وعنه كنز العمّال ١١ / ٤٠٩ ح ٣١٩١٧ ، و ٣٢١١٥ ، سنن الترمذي٥ / ٥٨٥ ح ٣٦٠٩.

(٧) في «ث»: تصير.

  

واسطة لتعلّق الرّوح ، ويسمّى بالرُّوحِ الحيوانيّة ، وهي في الإنسان في فرط اللّطافة والقوّة ففاضت الروح من المبدأ الفيّاض ، بتوسّط العقول ، وتعلّقت بالبدن بواسطة الجسم البخاري ، كتعلّق العاشق بالمعشوق ، وكمالاتُها ولَذّاتُها موقوفة على تصرّفها ، واستعمالها الحواسّ فهي في الخاصّيّة كالمغناطيس(١).

ولمّا كانت(٢) مراتب الاعتدال في المزاج متفاوتة(٣) ، كانت الأرواح الفائضة ـ بحسب النّورانية والصفاء والفطنة والذكاء ـ مُتفاوته ، فهي(٤) كانت حادثة ، كما تشهد به الآية الكريمة : (ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (٥) خلافاً للإشراقيّين(٦).

حقيقة مفارقة الرُّوح :

كلّما خرج المزاج من صلاحيّة التعلّق بالأمراض والآلام وغير ذلك(٧) ، انتفى(٨) البخار اللّطيف فينقطع تعلّق الرُّوحُ وتعود إلى عالم

__________________

(١) حقيقة تعلّق الرُّوح : هو جسم لطيف بخاريّ يتكوّن من لطافة الأخلاط ، ينبعث من التّجويف الأيسر من القلب ، ويسري إلى البدن في عروق نابتة من القلب ، يُسمّى بالشرايين.

اُنظر : شرح تجريد العقائد : ٢٨٣ ، كشف المراد : ١٩٦ ، إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين : ٩٤ ، رسائل الشريف المرتضى ١ / ١٣٠ ، المعتمد في أُصول الدين : ٩٤ ، أُصول الدين للبزدويّ : ٢٢٣.

(٢) في «ث ، ك» : كان ، وما أثبتناه من «م».

(٣) في «ث» : متفاوة ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٤) في «ث» لم ترد.

(٥) سورة المؤمنون ٢٣ / ١٤.

(٦) اُنظر في ذلك : الملل والنحل للشهرستاني ٢ / ٦ ـ ٤٤ ، مجمع البحرين للطريحي ٢ / ٣٥٧ وما بعدها كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم ١ / ٨٧٥ ـ ٨٨٥.

(٧) في «م» : وغيرها انتفى.

(٨) في «ث» : تنتفي ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

  

الأرواح ، فمفارقة(١) الرُّوح أمرٌ معنويٌّ ، وإدراك أمثال هذا الأمر المعقول في فرط الدّقة ، ولم يمكن نيله إلاّ بتسخير الوهم القاصر بتصفية الباطن ، وتقوية العاقل الفطن بكثرة مواظبة الريّاضات الشرعيّة وملازمة المعقولات البرهانيّة.

حقيقة النَّعيم(٢) والثواب :

الرّوح باقية بعد المفارقة بالاتّفاق(٣) ، فهي إن كانت حين التعلّق في دار الدّنيا تعرف حقيقة المبدأ والمعاد بقدر الاستعداد(٤) ، وتعمل الصالحات ، وتفعل المرضيّات(٥) ، وتخلّص من لذّة الجسمانيّات ، وتتزيّن بالبراهين(٦) بزينة العلوم والكمالات ؛ كانت بعد المفارقة والعود إلى عالم المجرّدات في جنّة السعادات ، كما تكون بعد العود إلى التعلّق في الجنّة(٧) الموعودة للتنعمات ، فإنّها حينئذ تشتغل بالذّات وتعلّقها متّصفة بالمعارف والكمالات فيبدّل لها علم اليقين(٨) بنور اليقين ، فترى حضرة المبدأ

__________________

(١) في «ث» ففارقه ، وما اثبتناه من «م» و «ك».

(٢) في «م» و «ث» : الجنّة ، والمعنى واحد.

(٣) اُنظر في ذلك : شوارق الإلهام ٢ / ١١٠ ، و ١٠٨ ، شرح تجريد العقائد : ٢٠٣ ، أُصول الدين للبغدادي : ٢٣٥ ، أوائل المقالات : ١٧٨.

(٤) في «ث» : الاستعدات ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٥) في «ث» : المرضيا ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٦) في «م» لم ترد.

(٧) الجَنّة : دار النعيم لا يلحق من دَخَلها نصب ، ولا يلحقهم فيها لغوب ، وجعلها الله سبحانه داراً لمن عرفه وعبده ، ونعيمها دائم لا انقطاع له. تصحيح الاعتقاد : ٩٥.

(٨) اليقين : العلم الظّاهر الجلي بعد حصول اللّبس في معلومه الأوّلي الّذي لا يفتقر إلى تقديم تصوّر أو تصديق أُخر.

اُنظر : الحدود والحقائق للمرتضى : ١٨١ ، تلخيص المحصّل : ١٢ ، إرشاد       

الحقيقي ـ الذي هو نور عين النور ـ وسائر المجرّدات في غاية السرور ؛ فتحصل لها لذّة وبهجة ، وفرح وراحة ، يمتنع توصيفها ويستحال تعريفها(١) فإنّ ابتهاج حال العاشق في المشاهدة بقدر معراج جمال المعشوق في الملاطفة ، فإذا كان معراج جمال المعشوق غير متناه كان ابتهاج حال العاشق أيضاً(٢) غير متناه ، فيظهر حينئذ «سرّ ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت»(٣) فتهيّئ لها(٤) تلك الصفات الحميدة ، والأخلاق المرضيّة في لباس الماء والآلاء ، والحور والقصور ، والغلمان والثمرات ، وسائر نعماء الجنات ، كما قال الله عزّ وجلّ : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ ماء غَيْرِ آسِن وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَن لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْر لَذَّة لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَل مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِن

__________________

الطالبين إلى نهج المسترشدين : ١٦ ، وفي شرح تجريد العقائد : ٢٤٩ ، قال : الجزم إن لم يكن مطابق للواقع يسمّى جهلاً مركّباً ؛ وإن كان مطابقاً له ؛ فإن كان ثابتاً ـ أي ممتنع الزّوال بالتّشكيك ـ سُمّي يقيناً.

(١) في جميع النسخ : امتنع توصيفها واستحال تعريفها ، وما أثبتناه هو الراجح.

(٢) لم ترد في «ث».

(٣) قال تعالى : (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعْيُن جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ، سورة السجدة ٣٢ / ١٧ ، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : «قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أُذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر».

اُنظر في ذلك : عدّة الداعي لابن فهد الحلّي : ٩٩ ، وعنه البحار ٨ / ١٩١ ح ١٦٨ وميزان الحكمة لري شهري ١ / ٤٢٥ ح ٢٥٢٩ ، رسائل للشهيد الثاني : ١٥٧ ، محاسبة النفس للكفعمي : ١١٦ ، جواهر السنيّة للحرّ العاملي : ٢٥٩ ، وفي كتب العامّة : مسند أحمد ٣١٣٢ ، و ٤٣٨ ، و ٤٦٦ ، و ٤٩٥ ، صحيح البخاري ٤ / ٨٦ ، و ٦ / ٢١ ، صحيح مسلم ٨ / ١٤٣ ، سنن الترمذي ٥ / ٢٦ ح ٣٢٤٩ و ٥ / ٧٤ ، مسند حميدي : ٤٨٠ ، سنن الدارمي ٢ / ٣٣٥ ، مسند أبي يعلى ١٢ / ١٥٩ ح ٦٢٧٦ ، مسند ابن حبّان ٢ / ٩١ ، كنز العمّال ١٥ / ٧٧٨ ح ٤٣٠٦٩.

(٤) في «م» و «ث» : له.

  

رَبِّهِمْ) (١).

ومن البيّن أنّ مراتب أفراد الإنسان في معرفة المبدأ(٢) والمعاد والكمالات الخلقيّة غير محصورة ، فمراتب اللّذّات الرّوحانيّة غير معدودة ، فإنّ مراتب اللّذّات بحسب مراتب الكمالات قال الله تعالى : (وَلَلاْخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَات وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) (٣) ، وذلك هو المراد من الجنّة والثواب الروحانيين.

حقيقة الجحيم والعقاب :

الرُّوح إن كانت حين التعلّق في دار الدنيا لا تعرف حقيقة المبدأ والمعاد بقدر الاستعداد وتعتقد المعتقدات الباطلة وتتصف بالصفات العاطلة ؛ كانت بعد المفارقة والعود إلى عالم المجرّدات في جحيم الشقاوات ، كما تكون بعد العود إلى التعلّق في الجحيم(٤) الموعود للعقوبات(٥) ، فإنّها حينئذ تشتغل بالذات فيدركها متّصفة بذمائم الصفات ،

__________________

(١) سورة محمّد (صلى الله عليه وآله) ٤٧ / ١٥.

(٢) المَبْدَأ : هو الوجود إن كان قائماً بذاته غير متعلّق بغيره أصلاً ، فهو : الله ـ جلّ ذكره ـ مبدأ الوجودات.

اُنظر في ذلك : أُصول المعارف : ٩ ، رسائل الفارابي ، السّياسات المدنيّة : ٣ ، رسائل ابن رشد ، كتاب ما بعد الطبيعة : ٣٣.

(٣) سورة الإسراء ١٧ / ٢١ ؛ وقال تعالى : (لَنُبَوِّئَنَّهُم فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلاََجْرُ الأخِرَةِ أَكْبَرُ) سورة النحل ١٦ / ٤١.

(٤) الجحيم : من أسماء النّار التي يعذّب بها الله الكافرين ، وقد يدخلها بعض من عرفه بمعصية الله ـ تعالى ـ غير أنّه لا يخلّد فيها ، بل يخرج منها إلى النعيم المقيم ، وليس يخلّد فيها إلاّ الكافرون.

اُنظر في ذلك : تصحيح الاعتقاد : ٩٥ ، أوائل المقالات : ٢٠٣ ، قواعد المرام في علم الكلام : ١٦٧ ، قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية : ٧١.

(٥) العقوبات : جمع العقاب ، وهو الضّرر المستحقّ المقارن للاستخفاف والإهانة.

  

وخالية عن حمائد الكمالات ، ومحرومة من مشاهدة جمال نور عين الأنوار ، وسائر المجرّدات الأطهار ، فيحصل لها(١) ألَم وشدّة وكدورة وحسرة لم يمكن تعريفها وتوصيفها ؛ فتهيّئ لها تلك الصّفات الذميمة ، والأخلاق الرّذيلة في كسوة النّيران والعقارب والحيّات ، وسائر ما ورد في الشرع من العقوبات ، كما قال الله تعالى : (كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ) (٢) ، وقال : (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيم) (٣) ، الآية : (وَمَن كَانَ فِي هذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الأخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (٤) ، فإنّ مراتب العقوبات بحسب مراتب النقصانات ؛ وذلك هو المراد من الجحيم والعقاب الروحانيّين.

حقيقة الأبواب والطبقات :

تبلغ الأرواح النّاقصة بمراتب(٥) عقوباتها ، كما تبلغ الأرواح الكاملة بمراتب لذاتها.

ومشهور أنّ للجحيم سبعة أبواب وسبعة طبقات ، وللجنّة ثمانية أبواب وثمانية طبقات(٦) ، فيقال ـ بحسب المعنى في الأبواب ـ : إنّ المدرِكة

__________________

اُنظر : رسائل الشريف المرتضى ٣ / ١٦ ، الاقتصاد في الاعتقاد : ١٠٨ ، تمهيد الأُصول للطّوسي : ٣٥٠ ، قواعد المرام في علم الكلام : ١٥٨ ، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ٤١٣ ، شرح الأُصول الخمسة : ٧٠٠ ، كشف المراد : ٣٢٢ ، اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٣٨٤ ، شرح تجريد العقائد : ٣٨٤.

(١) في «م» : له.

(٢) سورة محمّد (صلى الله عليه وآله) ٤٧ / ١٥.

(٣) سورة الانفطار ٨٢ / ١٤.

(٤) سورة الإسراء ١٧ / ٧٢.

(٥) في «ث» : ومراتب ، وفي «م» : إلى مراتب ، والصحيح ما أثبتناه.

(٦) قال ميثم البحراني : فاعلم أنّ الجنان المذكورة في القرآن ثمان ، وهي : جنّة

  

من الحواسّ سبع ؛ لأنّ الثلث من الباطنة معاونٌ للحفظ والتّصرّف ، وكلّ واحدة منها يُفضي الإنسان إلى المُدركات المحسوسة واللّذّات الحسّيّة فإذا سخَّرها(١) العقلُ في الحالات العمليّة بحيث أنَسَ عالم الأجسام ولذّاته ، ونسي عالم الأرواح ولذّاته(٢) ، فهي أبواب الجحيم ، وإذا سخّرها العقل في الكمالات العلميّة بحيث استعملها(٣) على نهج(٤) الصّواب ، ونسي عالم الأجسام ولذّاته وأنس عالم الأرواح ولذاته(٥) فهي معه أبواب الجنّة.

وفي الطَبقات أنّ العناصر البسيطة والمركّبة(٦) سبعة ، والأفلاك الكلّيّة ثمانية ، فإذا كانت الرّوح(٧) لا تجاوز العالم السّفلي كانت في طبقة من طبقات الجحيم سُقيت(٨) من ماء دركات الحميم ، وإذا خرجت من عالم العناصر السّفلي وعرجت إلى(٩) عالم الأفلاك العلوي كانت في طبقة من طبقات الفردوس(١٠) ، وشربت(١١) من شراب جنّات النّعيم.

__________________

النعيم ، وجنّة الفردوس ، وجنّة الخلد ، وجنّة المأوى ، وجنّة عدن ، ودار السلام ، ودار القرار ، وجنّة عرضها السماوات. مصباح السالكين في شرح نهج البلاغة ١ / ٢٠٢.

(١) في جميع النسخ : سخرت ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(٢) في «م» : وهيجانه.

(٣) في «ث» : استعمالها ، وما أثبتناه هو من «م» و «ك».

(٤) في «م» : النهج.

(٥) في «م» : وهيجانه.

(٦) من النار والهواء والماء والتراب.

(٧) في «م» : الأرواح ، والمعنى واحد ، وهي لم ترد في «ث».

(٨) في «ث» : وسقي ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٩) ساقطة من «م».

(١٠) في «ث ، ك» : النَّعيم ، وما أثبتناه من «م».

(١١) في «ث» : وشرب ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

  

وأمّا العرش(١) :

فهو سقف الجهة ومحدّدها كما ورد في الحديث(٢) ، فإذا استولى سعيد من الإنسان على العالَمين ، واستعلى على العرش ، فهو من المصطفين صعد(٣) معارج دولة السّعادات للمجرّدات ، وسعد في مناهج حضرة نور عين الأنوار في الكائنات(٤) فله لذّة من اللّذّات فوق لذّات الجنّات ، ورتبة من السعادات فوق سعادات(٥) الطبقات ، ولعلّ قوله تعالى : (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُم مِن قُرَّة أَعْيُن جَزَاءً) (٦) إشارة إلى تلك المرتبة من السعادات.

حقيقة الأعراف :

ذهب جمهور المتشرّعة إلى أنَّ الأعراف عبارة عن المراتب العالية(٧) التي على جدار السور الواقع بين الجنّة والجحيم ، ويكون عليها القاصرون في الأعمال من البريّة حتّى يرخّصوا دخول الجنّة (وهو الأعراف الجسماني) (٨) (٩).

__________________

(١) العرش في اللّغة : هو المُلْك ، فعرش الله تعالى هو مُلْكه ، واستواؤه على العرش : هو استيلاؤه على المُلْك.

اُنظر : أوائل المقالات : ١٧٤ ، التوحيد للماتريدي : ٦٧ ، و ٧٢.

(٢) اُنظر بحار الأنوار ٣ / ٣٣٠ ـ ٣٣٩ ، عن كتاب التوحيد ، الكافي ١ / ١٠٠ ـ ١٠٣.

(٣) في «ث» على معارج.

(٤) في «م» : على المجودات.

(٥) في «م» : فوق درجات.

(٦) سورة السجدة ٣٢ / ١٧.

(٧) في «م» لم ترد.

(٨) ما بين القوسين ، لم يرد في «م».

(٩) اُنظر في ذلك : تصحيح الاعتقاد : ٨٦ ، أوائل المقالات : ١٩٦ ، علم اليقين في أُصول الدين ٢ / ٩٩٣ ، كشّاف اصطلاحات الفنون ١ / ٢٣٣.

  

وأمّا بحسب المعنى فيقال : إنَّ الأرواح المتّصفة بالفضائل في طبقات الجنّة ، أو على أعلى علّيّين مع الفرح والبَهجة من أنواع اللّذّات ، والأرواح المتّصفة بالرذائل في دركات الجحيم ، أو في أسفل(١) السافلين ، مع الألم والحسرة من أنواع العقوبات ، والأرواح الخالية عن الفضائل والرذائل في الأعراف ، بينهما(٢) يلاحظ من اللّذّات والعقوبات.

فعلم أنّ(٣) من كان له علم يقين(٤) فهو في الجنّة أبداً ، ومن كان له جهل مركّب(٥) فهو في الجحيم(٦) خالداً ، ومن كان له جهل

__________________

(١) في «ث» لم ترد.

(٢) في «ث» لم ترد.

(٣) في «م» لم ترد.

(٤) في «م» : علماً يقيناً.

(٥) في «م» : جهلاً مركّباً.

وليعلم أنّ الاعتقاد الجازم اللامطابق جهل مركّب.

الجهل المركّب هو : التصديق الجازم الغير المطابق ، أو قل هو الاعتقاد جازم غير مطابق للواقع فهو الجهل المركّب.

اُنظر في ذلك : قواعد المرام في علم الكلام : ٢٣ ، شرح المقاصد ١ : ٢٣١ ، الكلّيّات : ١٣٢ ، التّعريفات : ٣٦ ، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ٩٧ ، نهج المسترشدين في أُصول الدين : ٢٧ ، اللّوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٥٣ ، شرح تجريد العقائد : ٢٤ ، ٢٦٠ ، شوارق الإلهام ٢ / ١٧٠. واللاجازم : اللامطابق جهل بسيط الجهل البسيط هو : عدم العلم عمّا من شأنه أن يكون عالماً.

اُنظر في ذلك : كشف المراد : ١٨٢ ، التعريفات : ٣٦ ، الكلّيّات : ١٣٢ ، إرشاد الطّالبين إلى نهج المسترشدين : ١١ ، اللّوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٥٦ ، شرح تجريد الاعتقاد : ٢٦٠ ، شوارق الإلهام ٢ : ١٧٠. وينقسمان إلى التصوّر والتصديق : [في «م» : التصوّري والتصديقيّ] أمّا الأوّل : كتصوّر شيء والتصديق بنسبته على خلاف الواقع مع التصديق بهما. وأمّا الثاني : كتصوّر شيء والتصديق بنسبته على خلاف الواقع بدون التصديق بهما (منه قدس‌سره) [في «م» لهما].

(٦) في «م» : جهنم.

  

بسيط(١) فهو في الأعراف مدّة حتّى يزول ، فإنّ الجهل البسيط ممكن الزوال ، وهو المراد من الأعراف الروحاني.

حقيقة الصراط :

قال أكثر المتشرّعة : إنَّ الصّراط جسر على جهنّم أدقّ من الشّعرة ، وأحدّ من السيف (يعبر عليه إلى الجنّة ، وهو الصراط الجسماني(٢)) (٣).

وأمّا بحسب المعنى : فهو الحالة المتوسّطة بين الإفراط والتفريط بحيث لا يميل إلى أحدهما ، وهي غاية الدّقّة ، والعبور عليها في نهاية الصعوبة.

وتحقيقه : إنّ للإنسان(٤) قوّة نطقيّة للإدراك والتدبير وهي النفس الملكيّة ، وقوّة شهويّة لجذب الملائم وهي النفس الحيوانيّة ، وقوّة غضبيّة لدفع المنافر وهي النفس الشيطانية(٥) ، ولكلّ منها في أفعاله تلك مراتب

__________________

(١) في «م» : جهلاً بسيطاً ، وكلاهما صحيح.

(٢) ما بين القوسين ساقط في «م».

(٣) الصّراط في اللّغة : هو الطريق ، فلذلك سُمّي الدّين صراطاً ؛ لأنّه طريق إلى الصّواب. جاء في الخبر ؛ بأنّ «الصراط أدقّ من الشّعرة وأحدّ من السيف على الكافر».

اُنظر في ذلك : تصحيح الاعتقاد : ٨٨ و ٨٩ ، و ٩٠ ، معاني الأخبار : ٣٢ / ح ١ و ٢ و : ٣٥ ح ٥ ، البحار ٨ / ٦٤ ح ١ و : ٦٥ ح ٢ ، كنز العمال ١٤ / ٣٨٦ ح ٣٩٠٣٦ ، أوائل المقالات : ٩٢ و ١٩٨ ، شرح الأُصول الخمسة : ١٣٧ ، المعتمد في أُصول الديّن : ١٧٦ ، قواعد العقائد للغزاليّ : ٦٦ و ٢٢٣ ، المعتمد في أُصول الدين : ١٧٦ ، لباب العقول : ٣٨٦ ، تقريب المرام في علم الكلام ٢ / ٢٦٠ ، البداية في أُصول الدين : ٩٢ ، شرح العقائد النَّسفية ١ / ١٣٨ ، مفتاح الباب : ٢١٢ ، شرح المقاصد ٢ / ٢٢٣ ، شرح تجريد العقائد : ٣٩١ ، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : ٤٢٦.

(٤) في «م» : ثلث قوىً.

(٥) في «ث» : وهي السلطانيّة ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

  

حدّ الإفراط والتفريط(١) والأوسط ، ويُذمّ الطرفان ويُمْدَحُ الأوسط ، وهو الحكمة في الأولى ، وطرفاه : البلادة والجُربزة(٢).

والعفّة في الثانية ، وطرفاه : الخمود والفجور.

والشجاعة في الثالثه ، وطرفاه : الجبن والتهوّر.

وطريقته دقيقة في غاية الدّقّة ، ولا ينالها إلاّ من له العقل السليم الكامل في فرط الفطانة ، والسعيد السالم في طريق الهداية ، وهو المراد من الصراط المستقيم(٣) ، (الذي هو مال الاستقامة في الأقوال والأفعال والأعمال) (٤).

حقيقة السّؤال :

قال أكثر المتشرّعة : إنَّ السّؤال أن يسأل الملائكة بحكم الرحمن من العباد أعمالهم التي كتبوها(٥) في كتبهم ويثبتوها(٦) عليهم(٧).

وأمّا بحسب المعنى : هو (٨) سّؤال آثار أعمال الخير والشّرّ الثابتة في

__________________

(١) في «ك» : حدّ الإفراط وحدّ التفريط ، وما أثبتناه من «م» و «ث».

(٢) الجربزة : جمع جُرْبُز ؛ وهو الخِبُّ من الرجال ، ورجل جُرْبُزُ بالضم : بَيِّنُ الجَربَزَةِ ، بالفتح ، أَي خَِبّ خبيث. اُنظر لسان العرب ٥ / ٣١٨ ، تاج العروس للزبيدي ٤ / ١٤ ، «جريز» فيهما.

(٣) في «ث» : الصراط الروحاني.

(٤) ما بين القوسين ساقط من «ث».

(٥) في «م» : كتبتها ، وما أثبتناه من «ث» و «ك».

(٦) في «م» : وتثبتها ، وما أثبتناه من «ث» و «ك».

(٧) في «ث» : عليهم وهو السؤال الجسماني.

(٨) في «ث» : فهو.

  

الروح التي كتبها الملائكة(١) الأرضية فيها ، فهي بمنزلة كتاب الأعمال ، فيعرضها(٢) الملائكة السّماوية عليها ويسألونها(٣) عنها.

حقيقة الميزان :

قال أكثر المتشرّعة : إنَّ الميزان ما يوزن به أعمال العباد(٤) فيميّز(٥) الحسنات من السّيّئات(٦).

__________________

(١) جاء في تفسير علي بن إبراهيم ٢ / ٤٠٩ قوله تعالى : (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ) سورة الانفطار ٨٢ / ١٠ قال : الملكان الموكّلان بالإنسان (كراماً كاتبين) يكتبون الحسنات والسيّئات.

وجاء في دعاء كميل بن زياد النخعي رضي‌الله‌عنه لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : «وكلّ سيئة أَمرت باثباتها الكرام الكاتبين الذين وكلتهم بحفظ ما يكون مني وجعلتهم شهوداً عليَّ مع جوارحي وكنت الرَّقيب عليَّ من ورائهم».

وقال ابن عباس : إنَّ مع كل إنسان ملكين : أحدهما على يمينه ، والآخر على يساره ، فإذا تكلّم الإنسان بحسنة كتبها مَنْ على يمينه وإذا تكلّم بسيّئة قال مَنْ على اليمين لمن على اليسار : انتظر لعلّه يتوب منها ، فإن لم يتب كتبت عليه. علم اليقين في أُصول الدين ٢٩٣١ ، مفاتيح الجنان ، دعاء كميل ، مصباح السالكين في شرح نهج البلاغة للبحراني ١ / ٢٠٨.

(٢) في «م» : فتعرضها.

(٣) في «م» : وتسألها ، وما أثبتناه من «ث» و «ك».

(٤) المِيزان : بكسر الميم في اللّغة ، ما يعرف به قدر الشيء ، أي مقداره.

وشرعاً : ما يعرف به مقادير الأعمال.

وذهب أكثر المفسّرين إلى أنّه ميزان له كفّتان ، ولسان ، وشاهدين ، وعماد.

اُنظر في ذلك : كشّاف اصطلاحات الفنون : ١٥١٨ ، أسرار الحكم : ٣٦٤ ، أوائل المقالات : ٩٢ ، المعتمد في أُصول الدين : ١٧٥ ، قواعد العقائد للغزاليّ : ٢٢٢ ، تصحيح الاعتقاد : ٩٣ ، البداية في أُصول الدين : ٩٢ ، شرح العقائد النسفيّة ١ / ١٣٧ ، علم اليقين في أُصول الدين ٢ / ٩٤٣.

(٥) في «ث»: مميز.

(٦) في «ث» : وهو الميزان الجسمانيّ.

  

وعند أهل المعنى : هو رعاية العدل في جزاء الأعمال بحيث لا يكون بينهما تفاوت(١) ، وكما ذكر في القرآن(٢) وذهب إليه بعض المتشرّعة.

حقيقة الشيطان :

ورد في الشرع : إنَّ الشيطان خُلق من النّار ، وله تَصرّفٌ في النّاس بطريق الوسوسة والإغواء(٣) ، فهو جسم ناريٌّ يكون مختاراً فيهما عند المعتزلة(٤) ، ومظهراً مجبوراً فيهما عند الأشاعرة(٥) ، وهو الشيطان الخارجي(٦).

وأمّا الداخلي : فهو القوّة الوسميّة الجسمانيّة تابعةٌ للمحسوسات ، مُنكِرةٌ للمعقولات ، مفضية دائماً من اللذّات الروحانيّة إلى اللذّات الجسمانيّة ، ولها تأثير عظيم في البدن ، وتصرّف جسيم في الجسد بالحدّة

__________________

(١) اُنظر في ذلك : تمهيد الأُصول للطوسي : ٢٨٧ ، الاقتصاد الهادي إلى طريق الرّشاد : ١٣٧ ، اللّوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٣٧٧.

(٢) كقوله تعالى : (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ) سورة الانعام ٦ / ١٥٢ ، وقوله تعالى : (فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ....) سورة الأعراف ٧ / ٨٥ ، وقوله تعالى : (وَلاَ تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْر ....) سورة هود ١١ : ٨٤ ، وقوله تعالى : (.... وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ) سورة هود ١١ / ٨٥ ، وقوله تعالى : (... وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ...) سورة الرحمن ٥٥ / ٩ ، وقوله تعالى : (وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ...) سورة الحديد ٥٧ / ٢٥.

(٣) اُنظر : أُصول الدين للبزدويّ : ٢٢٦ ، المبدأ والمعاد لصدر الدين : ١٩٩ ، و ١٩٦ ، الرّسائل لصدر الدين : ٣١٠ ، مفاتيح الغيب : ١٦٢ ، تقريب المرام في علم الكلام ٢ / ١٠١.

(٤) في «م» : يكون فاعلاً مختاراً في الوسوسة والإغواء عند المعتزلة.

(٥) اُنظر : شرح المقاصد ٢ / ٥٤ ، تقريب المرام في علم الكلام ٢ / ١٠١ ، كشّاف اصطلاحات الفنون : ٢٦١ ، و ٢٦٢.

(٦) في «م» لم ترد.

  

والحرارة كالنّار ، ولعلّها تكوّنت من الأجزاء النارية بأمر القادر المختار ، ولا يَنقاد(١) للرّوح ، وقد تغلّب(٢) على العقل في المحسوسات كما يظهر في الخوف من الميّت في الظلمات ، بخلاف سائر القوى المسمّاة(٣) بالملائكة الأرضيّة ، فإنّها منقادة للرّوح مطيعة للعقل ، قال الله تعالى : (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوْا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (٤) ، وقال تعالى : (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَار وَخَلَقْتَهُ مِن طِين) (٥).

حقيقة الملَكَ(٦) :

قال جمهور المتشرّعة : إنَّ الملائكة جسمانيّة ولها أجنحة(٧) ، كما

__________________

(١) في «ك» : تَنقاد.

(٢) في «ث» : يغلب ، والمعنى واحد.

(٣) في «ث» : المسمّات ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٤) سورة البقرة ٢ / ٣٤.

(٥) سورة ص ٣٨ / ٧٢.

(٦) المَلَك : إنّ معنى المَلَك : رسول ، فكلّ منفذ أمر هو مَلَك. اُنظر : دلالة الحائرين : ٢٩١ ، و ٢٩٠.

(٧) الملائكة : إنّها أجسام لطيفة قادرة على التّشكيل بأشكال مختلفة.

اُنظر في ذلك : تلخيص المحصّل : ٢٣٠ ، شرح المقاصد ٢ / ١٩٩ ، اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : ٢٣١ ، تقريب المرام في علم الكلام ٢ / ١٠٣ ، سفينة البحار ٨ / ١٠٢ ـ ١٠٤ ، مصباح السالكين في شرح نهج البلاغة للبحراني ١ / ٢٠٠.

  

يدلّ عليه ظاهر القرآن(١) ، ويقولون : إنّ المَلَك يقطع المسافة التي تقطع(٢) في ألف سنة على قدر طرفة عين. وليس ذلك ببعيد عن قدرة الله(٣) الفعّال لما يريد ، فإنّ عجائب مخلوقاته كثيرة كما قال أهل الهيئة : إنَّ الفلك الأعظم يتحرّك على قدر التلفّظ ، بلفظة سبعمائة واثنين وثلاثين وألف فرسخ. وهذا أمر عجيب وإن كان الأوّل أعجب جدّاً(٤).

وأمّا بحسب المعنى فيقال : إنّ الملائكة من المجرّدات ، ويُسمّيها الحكماءُ بالعقول(٥) ، والملائكة السماويّة ويستحيل عليها الحركة الأينيّة ، إلاّ أنّها تُؤثِّر في الأشياء(٦) بأمر الله تعالى تأثيرات عجيبة ، وتسرع في التأثيرات تعجيلات غريبة ، كأنّها تقطع(٧) المسافة التي تقطع في ألف سنة على طرفة عين ، فإنّها مُقرَّبةٌ في حضرة نور عين الأنوار فتبلغ إليها من جمالِهِ تعالى شعشعةُ الأنوار والأسرار بقدر مرتبتها ، فيصدر عنها عجائبُ الآثار وغرايب الأسرار ، بدون الآلات والحركات ، بل بمحض الإرادات ، كما يتّضح في الأفهام القويّة تصوّر المعقولات في لباس المحسوسات ، وكيف لا يقع من المجرّدات(٨) في عالم المعقولات التأثيرات المستغربة في العقليات

__________________

(١) قال تعالى : (الْحَمْدُ لله فَاطِرِ السَّماوَاتِ وَالأرْضِ جَاعِلِ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِي أَجْنِحَة مَّثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ) سورة فاطر ٣٥/١.

(٢) في «ث» و «ك» : يقطع.

(٣) في «ث» لم ترد.

(٤) اعجب ؛ سقط من «ث». وجداً ؛ سقط من «م».

(٥) اُنظر في ذلك : شرح المقاصد ٢ / ٥٤ ، گوهر مراد : ٢٤٣ ، دلالة الحائرين ٢ / ٢٩٤ ، و ١١٦١ ، مفاتيح الغيب : ٣٤٥.

(٦) في «ث» : في اشياء ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٧) في «ث» : يقطع. والمعنى واحد.

(٨) في «م» : المجرّد ، وما أثبتناه من «ث» و «ك».

  

المستعلية؟! وقد وقع في مغناطيس في عالم المحسوسات التأثيرات المستغربة في الخياطات المستنبغة(١) لكنّه لمّا لم يقو وهمُ الإنسان إلاّ في المعاني المحسوسة ؛ أنكر ـ حينَ استيلائه على العقل جميع المعاني المعقولة ـ فلكلٍّ من المجرّدات مقام خاصّ ، وله قوّة فيه بقدرة الله تعالى ، أمكن له إدراكُ مراتب المعقولات والمحسوسات ، فكأنّه حاضر لتجرّده عن مراتب الكائنات.

حقيقة فضل الأنبياء والملائكة :

إنَّ العلم والكمال للملائكة دفعي بالفعل ، وللإنسان تدريجيٌّ بالقوّة ، فإنْ كان يصير(٢) بالفعل في غاية السرعة فلدنّي(٣) ، وإلاّ فكسبي(٤).

وقد علم من هذا : إنّ الإنسان من حيث إنّه إنسان يمكن أن يزيد(٥) على الملك ؛ لأنّه للملك مرتبة واحدة في الكمالات ، بخلاف الإنسان فإنّ له مراتب(٦) كثيرةً فيها دنياها هي التي إذا تجاوز(٧) عنها فرضاً دخل في

__________________

(١) سَبَّغَ : مصدر من السّبُوغ ، وهي تَفعلة ، وسبغ بمعنى : شيء سابغٌ ، أَي كامل واف الشُّمُول ، ومنه الحديث : «كان اسم درع النبي (صلى الله عليه وآله) ذا السُّبُوغ» ؛ لتَمامها وسَعَتها. اُنظر : لسان العرب ٤٣٢٨ ـ ٤٣٣ مادّة «سبغ».

(٢) في «ث» : تصير.

(٣) العلم اللَّدُنّي : هو العلم الذي تعلّمه العبد من الله تعالى من غير واسطة مَلَك ونبي بالمشافهة والمشَاهدة ، كما كان للخضر عليه‌السلام قال تعالى : (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً) سورة الكهف ١٨ / ٦٥. اُنظر : كشّاف اصطلاحات فنون العلوم ٢ / ١٢٣١.

(٤) العلم الكسبيّ أو الاكتسابيّ ، ويقال له : العلم الاستدلاليّ : وهو العلم الحاصل بالاستدلال ، أي : بالنظر في الدليل ، وهو : ما يحدثه الله تعالى فيه (العبد) بواسطة كسب العبد ، وهو مباشرة أسبابه. اُنظر في ذلك : شرح العقائد النّسفيّة ١ / ٣٦ ، و ٤٥ ، أعلام النبوّة للماورديّ : ٥ ، البداية في أُصول الدين : ١٧ ، علم اليقين في أُصول الدين ١ / ٣٦٠ ، المعتمد في أُصول الدين : ٣٤.

(٥) في «ث»: تزيد.

(٦) في «ث» : مرتبة ، وما أثبتناه هو من «م» و «ك».

(٧) في «ث» : يجاوز.

  

المرتبة التي هي تحت مرتبة الإنسان ، وعلياها هي التي(١) إذا تجاوز(٢) عنها فرضاً دخل في المرتبة التي هي فوق مرتبة الإمكان ، فإنّ الله تعالى خلق حقيقته من شيء يستصحب شيئين : أحدهما : أدنى الكائنات ، وهو (٣) الثرى من(٤) عالم المادّيّات ، والآخر : أعلى الممكنات وهو العقل ، من عالم المجرّدات ، أو أعطى تركيبه استعداداً خاصّاً للترقّيات.

فيمكن أن يترقّى في الكمالات ؛ فيرتقي إلى درجات المعقولات ، بمعاونة العقل الهادي للتشبّه بالكامل كالمجرّدات ، بحيث تجاوز(٥) مرتبة حقيقته عن بعض الملائكة كالأنبياء ، وتُساوي(٦) درجةُ طريقته الملك الأعلى كنبيّنا محمّد المصطفى (صلى الله عليه وآله) ، كما يشهد به حديث المعراج.

ويمكن أن لا يترقّى إلى المعقولات ، فيقف في مرتبة المحسوسات بمعاونة الوهم المضلّ(٧) ، بحيث تجاوز(٨).

منزلة طريقته عن بعض الأنعام(٩).

فعلم أنّ الإنسان يمكن أن يكون أعلى من الملائكة في الحقيقة والطريقة ، وأن يكون أدنى من الأنعام في الطريقة لا في الحقيقة(١٠) ، قال الله

__________________

(١) في «ث» : التي هي ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٢) في «ث» : يجاوز.

(٣) في «ث» : وهي.

(٤) في «م» : في.

(٥) في «ث» : يجاوز.

(٦) في «ث» : ويساوي.

(٧) في «م» : الضّال ؛ وما أثبتناه من «ث» و «ك».

(٨) في «ث» : يجاوز.

(٩) يطلق على الأنعام الثلاثة : الإبل والبقر والغنم.

(١٠) روي عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «إنّ الله تعالى ركّب العقل في الملائكة بدون

  

تعالى : (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (١).

حقيقة المعراج(٢) :

ذهب جمهور المتشرّعة(٣) : إلى أنَّ عروج حضرة الرسول (صلى الله عليه وآله) كان بالجسم.

وطائفة من المحقّقين إلى أنّه بالرّوح ، ويؤيّده ما وقع في الروايتين من الإشارة إلى أنّه في حالة الاعتدال بين النوم واليقظة ، فإنّ في أحديهما أنّه نايم ، وفي الأخرى أنّه بينهما.

وقال المحدّثون بالمعراجين : أوّلهما بالرّوح في النّوم قبل البعثة ، وثانيهما بالجسم في اليقظة بعد البعثة(٤) ، ولا(٥) تنافي.

__________________

الشهوة ، وركّب الشهوة في البهائم بدون العقل ، وركّبهما جميعاً في بني آدم ، فمن غلب عقله على شهوته كان خيراً من الملائكة ، ومن غلبت شهوته على عقله كان شرّاً من البهائم». اُنظر : علل الشرايع للصدوق : ٤ / ١ ، وفيه اختلاف يسير ، مشكاة الأنوار للطبرسي ٢ / ١٦١ ح ١٤٨٤.

(١) سورة الفرقان ٢٥ / ٤٤.

(٢) المعراج : هو أن الإسراء والمعراج قد كان قبل الهجرة بمدّة وجيزة ، فبعضهم قال : ستّة أشهر ، وبعضهم قال : في السنة الثانية عشرة للبعثة ، أو في الحادية عشرة أو في العاشرة ، وقيل : بعد الهجرة. اُنظر : الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ٣ / ٨ ، السيرة الحلبيّة ، وتاريخ الخميس ١ / ٣٠٧ ، والبحار للمجلسي قدس‌سره ١٨ / ٢٤٨ ـ ٤١٠ ، وغير ذلك.

(٣) في «م» : جمهور الأُمة.

(٤) اُنظر في ذلك : الصحيح من سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) ٣ / ١٥ ـ ١٧ ، البحار ١٨ / ٢٩١ ، تاريخ الخميس ١ / ٣٠٨ ، المواهب اللدنّية ٢ / ٢ ، المناقب لابن شهرآشوب ١ / ١٧٧ ، شرح المقاصد ٥ / ٤٨ ـ ٤٩ ، التبيان ٦ / ٤٤٦.

(٥) في «ث» لم ترد.

  

المعراج الجسماني :

استحالة الخرق والالتئام ، فإنّه إذا جاز وقوع الغرف في الأفلاك ملأها الجسم الكثيف من الكواكب في أصل الخلقة ، لِمَ لم يَجِز وقوع الطرق فيها شغلها الجسم اللطيف من الغرائب في بدو الفطرة؟! ووقع ذكر البراق في صحيحة الأحاديث(١) ، وسرعة البراق ومداد جبرئيل عليه‌السلام وتخليتهما في الفلك السابع ، وعند الرفرف ، أعني(٢) : السطح العالي من السابع في بعض الأحاديث.

فيعلم من ذلك أنّ مرتبة جبرئيل(٣) لم تكن فوق الرفرف ، وهو (صلى الله عليه وآله) تجاوز عنه ، وبلغ إلى مرتبة الملك الأعلى الأعقل ، أعني : العقل الأوّل.

وعلم من بعض(٤) الأحاديث : إنّ العليّ الأعلى تكلّم معه(٥) في منتهى

__________________

(١) البُراق ـ بضمّ الباء ـ : دابّة من دواب الجنّة ركبها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة الإسراء ، وجهها كوجه آدم ، وحوافرها كحوافر الخيل فوق الحمار ، ودون البغل ليست بالقصير ولا بالطويل فلو أنّ الله تعالى أذن لها لجالت الدُّنيا والآخرة في جرية واحدة تشبّهاً بالبراق. والبراق أصغر من البغل وأكبر من الحمار مضطرب الاُذنين ، عيناه في حاضره ، وخطاه ، مدّ بصره ، فإذا انتهى إلى الجبل قصرت يداه وطالت رجلاه وإذا هبط انعكس. اُنظر : سفينة البحار للقمّي ١ / ٢٧٢ ـ ٢٧٣ ، أعيان الشيعة ٢ / ١٢٢ ـ ١٢٣ ، الكافي ٨ / ٣٧٦ ح ٥٦٧.

(٢) في «ث» : اغلى ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٣) في «ث» عليه‌السلام ، وجبرائيل : هو جبريل ، وقيل : جبرائل ، وقيل : جبرئل ، وهو اسم سرياني ، وقيل عبراني ، ومعناه : عبد الله ، أو عبد الرحمن ، أو عبد العزيز ، له ألقاب عديدة ، منها : روح القدس ، وروح الأمين ، وأمين الوحي ، أفضل الملائكة المقرّبين إلى الله عز وجلّ ، والواسطة بين الله سبحانه وبين أنبيائه ورسله ، وصفوته من خلقه. اُنظر : أعلام القرآن للشبستري : ٢٤١ ، وغيره.

(٤) في «ث» لم ترد.

(٥) اُنظر في ذلك : أُصول الكافي ١ / ٤٤٢ و ٤٤٣ ، وعنه بحار الأنوار ١٨ / ٣٠٦ ح ١٣.

  

عروجه في حضرة الصمديّة فعلم(١) فمرتبة نفس النبي وعقله (صلى الله عليه وآله) فوق جميع الممكنات ، كالعقل الأوّل الذي هو سلطان المجردات.

وأمّا المعراج الروحاني :

فهو مبني على أن الأُمور المعقولة تصير مصوّرة بصورة المحسوسات عند الرّوح ، كما أنّ العلم والدين مثلاً يصيران(٢) بصورة اللبس.

ولا ريب أنّ الرّوح في بلوغها ـ أحد الكمال في المعارف ـ محتاجة إلى الحواس(٣) ، وتسخيرها موقوف(٤) على معاونة المَلَكَ في عالم العناصر ، وهو العقل الفعّال المسمّى بلسان الشرع بجبرئيل ، فلعلّها ظهرت(٥) لروحه المقدّس(٦) بصورة البراق ، وانتهت إلى منتهى السّيّارات المؤثّرة في عالم العناصر ، ولا يجوز تجاوز(٧) جبرئيل عن حدّ الكواكب السّيّارة المؤثّرة(٨) في عالم تأثيره ، فإذن أدركت جذبة موهبةِ الإلهيّةِ روحَهُ الأقدس عند الرفوف ، ورفعتها إلى أعلى عليّين.

فثبت أنّ النبيّ قد يكون(٩) أفضل من الملك.

حقيقة النّبوّة :

النّبوّة أمّا بالوحي والكلام ، أو بالنوم والإلهام.

__________________

(١) في «م» و «ث» لم ترد.

(٢) في «ث» : تصيران.

(٣) في «ث» لم ترد.

(٤) في «م» : موقوفة.

(٥) في «ث» : ولعلها ظهر.

(٦) في «م» : المقدسة.

(٧) في «ث» يجاوز.

(٨) في «ث» لم ترد.

(٩) في «م» و «ث» لم ترد.

  

والنبيّ بالمعنى الأوّل نادر ، وله مرتبة واحدة ، وهو من كانت نفسه في غاية الكمالات(١) العلميّة ، وتشابهت بالنفوس والعقول الكلّيّة ، ويسمّى بأُوْلي العَزْمِ(٢) ، فله حالة يطّلع(٣) بها على الغيب ، أعني : الآثار الرّوحانيّة باستماع كلام منظوم بواسطة شخص مثالي من العقول المتمثّلة بالصور البشرية(٤) ، بحيث تُشْرَف له من الاستماع صورٌ عقليّةٌ وتُرتَسِمْ في الخيال ، وتنعكس في اللوح(٥) فتسمّى(٦) تلك الحالة(٧) : نَبوّةً ، والاطّلاع وحياً في اليقظة ، وحكماً في النوم ، والمنظوم كلام الله والكتب السماويّة ، والشخصُ مَلَكاً ، وقد يكون الارتسام في أحسن الحالات باستماع كلام بلا واسطة شخص مثاليّ ، ويسمّى ذلك الكلام : بالحديث القدسي(٨) ، ولي مع الله

__________________

(١) في «ث» : الكمال ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٢) ومنه قولُه تعالى : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) سورة الأحقاف ٤٦ / ٣٥ ، وهم خمسة : نُوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمّد (صلى الله عليه وآله) ، فإن كُلاًّ منهم أتى بعَزْم وشريعة ناسخة لشريعة من تَقدَّمه. اُنظر : مجمع البحرين ٢ / ١٢١ مادة «عزم».

(٣) في «ث» : تطلّع.

(٤) تمثل جبرئيل عليه‌السلام بصورة دحية بن خليفة الكلبي للنبي (صلى الله عليه وآله) في عدّة موارد. اُنظر : بحار الأنوار ١٨ / ٢٦٧ ، و ٢٠ / ٢٣٣ ؛ و ٢٢ / ٣٣٢ ، وعنه سفينة البحار للقمّي ٣ / ٢٧.

وقال (صلى الله عليه وآله) لأصحابه : «اذا رأيتم دحية الكلبي عندي فلا يدخلنّ عليّ أحد» ، بحار الأنوار ٣٧ / ٣٢٦.

(٥) في «م» : في اللوح الحسن المشترك.

(٦) في «ث» : فيسمى.

(٧) في «م» و «ث» لم ترد.

(٨) الحديث إمّا نبويٌّ ، وإمّا إلهيٌّ ، ويسمّى حديثاً قدسيّاً أيضاً.

فالحديث القدسيّ : هو الذي يرويه النبي (صلى الله عليه وآله) عن ربّه عزّ وجلّ.

  

وقت إشارة إليه والتي بالمعنى الثاني كثير.

وله مراتب كثيرة ، وهو من كانت لنفسه قوّة حال ودرجة كمال يمكن أن يتوجّه(١) في حالة واحدة(٢) إلى كلا(٣) العالمين ، وهو الوليّ ، فإذا توجّهت نفسه إلى العالم القدسي المسمّى بالّلوح المحفوظ(٤) واتّصلت به ؛ انطبعت فيها صور الأشياء الكائنة(٥) فيه من قبيل الانعكاس من المرآة في المرآة(٦) حال المقابلة(٧) ، فانعكست منها في لوحها وانتقشت في الخيال ؛ فتلك الحالة نبوّة.

والانطباع : إلهام في اليقظة ، ورؤيا صادقة في النوم ، وإذا كانت تلك الحال(٨) في النهاية ؛ كان من كانت له في غاية الكمال في الولاية ، وله مرتبة عين اليقين بحيث لا يزيد على علمه عدم اليقين ، كما قال عليه‌السلام : «لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً»(٩).

__________________

والنبويّ : ما لا يكون كذلك ، وهكذا يفهم ممّا ذكر ابن الحجر في الفتح المبين في شرح الحديث الرابع والعشرين.

وقال الجلبي في حاشية التلويح في الرّكن الأوّل عند بيان معنى القرآن : الأحاديث الإلهيّة هي التي أوحاها الله تعالى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ليلة المعراج ، وتسمّى بأسرار الوحي. اُنظر : كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم ١ / ٦٢٩.

(١) في «ث» : ينوحه ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٢) في «م» : في حال واحداً.

(٣) في «ث» : كلام العالمين ، وما أثبتناه من «م» و «ك».

(٤) قال الشيخ المفيد رحمه‌الله تعالى : اللّوح كتاب الله تعالى كتب فيه ما يكون إلى يوم القيامة. تصحيح الاعتقاد : ٥٨ ، أوائل المقالات : ١٧٣.

(٥) في «م» : الكاينة.

(٦) في «م»: من المرات في المرات.

(٧) في «ث» لم ترد.

(٨) في «ث» : الحالة ، والمعنى واحد.

(٩) عيون الحكم والمواعظ : ٤١٥ ح ٧٠٥٩ ، شرح المائة كلمة للبحراني : ٥٢ و ٢١٩ ،

  

حقيقة أسباب الاطّلاع على الغيب :

وهي منحصرة في خمسة : الوحي(١) ، والإلهام(٢) ، والرؤيا الصادقة(٣) ، وهذه تعدّ من الكمالات كما حقّقت ، والكيفية المزاجيّة ، والمحاكات الخالية ، وهاتان تعدّان من النقصانات.

أمّا الكيفية : فهي أن تغلب الحرارة واليبوسة على المزاج ، وتظهر السّوداء ، وتغيّر الحواسّ(٤) في إدراك المدركات ، فتنعكس الصور الغيبيّة في النفس ، ويجري كثيراً ما على اللّسان ما يخفي معينه(٥) لمن هي له ، كالمجنون والمصروع.

وأمّا المحاكات : فهي أن يغلب المرض على المزاج ، وتضعف القوى في إدراك المحسوسات ، فتنعكس(٦) الصور الغيبيّة في النفس انعكاساً ضعيفاً فتستولي عليها المتخيّلة فتُرى منها أمثلة(٧) من الصّور المحسوسة بالانتقاش في الخيال ، والانعكاس في لوح النفس فَيرى من هي له صوراً لا وجود لها في الخارج ؛ لأنّها الصّور العينيّة المغايرة للصّور الغيبيّة ،

__________________

شرح عبد الوهّاب على كلمات أمير المؤمنين عليه‌السلام : ٣ ، الصراط المستقيم ١ / ٢٣٠ ، نور البراهين للجزائري ١ / ٣٦ ، و ٢٢٢.

(١) الوحي : الكلام الخفيّ من جهة ملك في حقّ نبيّ في حال اليقظة. الحدود والحقائق للمرتضى : ١٨٠.

(٢) صفة نزول الوحي والفرق بينه وبين الإلهام ، اُنظر : علم اليقين في أُصول الدين ١ / ٣٥٩.

(٣) اُنظر في ذلك : بحار الأنوار ٦١ / ١٥١ ـ ٢٣٢ باب حقيقة الرؤيا وتعبيرها وفضل الرؤيا الصّادقة.

(٤) في «ك» و «م» : وتغترّ الحواسّ ، وما أثبتناه من «ث».

(٥) في «ث» : معينه.

(٦) في «ث» : فينعكس.

(٧) في «ث» و «م» : امثالاً ، والمعنى واحد.

  

كالمريض والخائف ، لكن السبب الكلّي للاطّلاع على الحقائق (بإرادة خالق الخلائق) (١) ، والمنشأ الأصلي للانتفاع في الدقائق بهداية مرشد الطريق هو العقل الأوّل المكرّم ، والفضيل الأفضل المعظّم ، المفطور الأكمل المعمّر من فيض جود وجود بحر البحور ، والمتطوّر الأجمل المنوّر من نور وجه ، نور عين النّور ، كما قال أبو عبد الله عليه‌السلام : «اعْرِفْوا العَقْل وجُنْدَه ، والجَهْل وجنده ، تَهتَدوا»(٢) ، وقال عليه‌السلام : «إنَّ الله عزَّ وجَلّ خَلَقَ العَقْلَ ، وهو أوَّل خلق من الرُّوحانيّين ، عن يمين العرش من نُوره ، ثمّ قال : له أدْبر فأدْبَرَ ثمّ قال : أقبل فأقبل فقال تبارك وتعالى : خلقتك خلقاً عظيماً ، وكرَّمتُك على جميع خَلقي ، ثمّ خلق الجَهْلَ من البحر الأُجاج ظُلمانيّاً ، فقال له : أدبر فأدبر ، ثمّ قال : أقبل فلم يقبل ، فقال : له أستكبرت فلعنه ، ثمّ عدّ عليه‌السلام لكلّ منهما خمسة وسبعين جنداً ، ثمّ قال عليه‌السلام : لا تجتمع هذه الخصال من أجناد العَقل إلاّ في نبيّ ، أو وصيّ نبيّ ، ومُؤْمن قد امتحن(٣) الله قلبه للإيمان»(٤).

حقيقة النوم :

النوم : اختلاس الروّح الحيوانيّة ، وهو أن يشتغل البخار اللّطيف عن

__________________

(١) ما بين القوسين ساقط من «ث» و «م».

(٢) المحاسن ١ / ٣١١ ح ٦٢٠ ، ورواه الكليني في الكافي ١ / ١٥ ح ١٤ ، عن عدّة من أصحابنا ، وفيه تفاوت في بعض الألفاظ ، والصدوق في الخصال : ٥٨٨ ح ١٣ ، وعلل الشرائع : ١١٣ ح ١٠ ، والحرّانيّ في تحف العقول : ٤٠٠ ، مرفوعاً عن الكاظم عليه‌السلام في وصيّته لهشام ، مستدرك الوسائل ١ : ٨٢ ح ٣٤ ، مشكاة الأنوار ٢ : ١٦٤ ح ١٤٩٣.

(٣) أي شرحه ووسعه.

(٤) المحاسن للبرقي ١ / ٣١١ ح ٦٢٠ ، وفيه تفاوت بعض الألفاظ ، الكافي ١ / ١٥ ـ ١٩ ح ١٤ ، الخصال : ٥٨٨ ـ ٥٨٩ ح ١٣ ، علل الشرائع ١١٣ ح ١٠ ، تحف العقول : ٤٠٠ ـ ٤٠٢ ، عن الكاظم عليه‌السلام في وصيّته لهشام ، مشكاة الأنوار ٢ / ١٦٤ ـ ١٦٦ وعنه البحار ١ / ١٠٩ ح ٧.

  

الحواسّ الظاهرة بالباطنة حين التصاعد من رطوبات البدن إلى الدماغ ، وكلا القوى فترغب الطبيعة إلى الاستراحة ، ويتحقّق النوم(١) ، وهو ثلاثةُ أقسام(٢) :

الرؤيا الصادقة : وهي التي لا يُعبَّر ولا يغيّر(٣).

والرؤيا المعبّرة : وهي التي تغيّر ويُعبّر(٤) بالأضداد والأمثال.

وأضغاث الأحلام : وهي التي لا أصل لها(٥).

فإنّه إذا اختلف المزاج بالاشتغال بالمحسوسات والغفلة من المعقولات ؛ اضطربت المتخيّلة ونقشت صُوراً منشّرة لا معنى لها في الخيال بالمحاكاة.

حقيقة القضاء والقدر :

القدر : هو وجود الممكنات في العلم الأزلي كما ينبغي على الوجه الكلّي الإجمالي.

والقضاء : وجودها في العالم العقلي والحسّي مطابقاً لما ينبغي على

__________________

(١) النوم : حالة تعرض للحيوان تقف فيها النّفس عن الحسّ والحركة الإراديّة لا عن الأفعال الطبيعيّة. اُنظر : شرح غرر الفرائد : ٣٢٣ ، المبدأ والمعاد لصدر الدين : ٤٦٨.

(٢) في «م» و «ث» لم ترد.

(٣) في «ث» : ولا تَغيّر.

وقال رسول الله : «وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوّة». أي إنّه يقطع بصدورها من الوحي الإلهي ، وإنّه لا ربط لها بأضغاث أحلام وعالم الخيال ، بحار الأنوار ٥٨ / ١٧٦ وما بعدها الدرّ المنثور ٣ / ٣١٢ ، وفيه الرؤيا الصالحة.

(٤) في «ث» : تعبّر وتغيّر.

(٥) قوله تعالى : (قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَم وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأحْلامِ بِعَالِمِينَ) سورة يوسف ١٢ / ٤٤ ، أي لم تكن لها حقيقة ، وإنّما وقعت كذلك لتعبير يوسف عليه‌السلام ، وإنّما أورد الراوي تلك الرواية تأييداً لما ذكره. اُنظر : بحار الأنوار ٥٨ / ١٦٤.

  

الوجه الجزئي التفصْيلي(١).

فوجود الممكنات هو المعلوم الذي لا يتغيّر بالنسبة إلى العلم الأزلي ، وإن كان متغيّراً في نفسه فهو موجود قديم غير متناه على الأوّل في نفسه متناه(٢) بالنسبة إلى العلم الأزلي ، ويسمّى معدوماً خارجيّاً ، وموجود حادث متناه(٣) على الثاني بالنسبة إلى الخارج غير متناه في نفسه ، ويسمّى موجوداً خارجياً.

والتقدير : جَعْل القضاءِ ذا القدر ، فإنّ القدرة الأزليّة تعلّقت في القدر بأنّ ما يكون في القضاء إن كان خيراً لزمه(٤) خير ، وإن كان شرّاً لزمه(٥) شرّ ، ولا ينبغي للبشر(٦) أن يعلم حقيقة كنه القدر ؛ فإنّه من سرِّ الله الأكبر ، بخلاف القضاء ، ولذا نهى عنه(٧) كما قال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه(٨) : «اَلا إنَّ القَدر سرٌّ من سرِّ الله ، وستر من سِتر الله ، ونور من نور

__________________

(١) القضاء : عبارة عن وجود جميع الموجودات في العالم العقلي مجتمعة ومجملة على سبيل الإبداع.

والقدر : عبارة عن وجودها في موادّها الخارجيّة ، أو بعد حصول شرائطها متّصلة واحداً بعد واحد.

اُنظر : الأَلفين : ٣٢٩ ، گوهر مراد : ٢٣١ ، علم اليقين في أُصول الدين ١ / ١٨٤ ، شرح الإشارات والتنبيهات ٣ / ٣١٧ ، رسائل ابن سينا : ٢٥٦ ، و ٣٤٧ ، فلسفة ابن رشد : ١٣٤ ، المعتبر في الحكمة ٣ / ١٨ ، المباحث المشرقية ٢ / ٥١٦ ، رسائل فلسفي لآخوند النّوري : ٢٧٤ ، الرّسائل لصدر الدّين : ١٤٨.

(٢) أي وجودها في العلم الأزلي (منه قدس‌سره).

(٣) أي القضاء وجودها في العالم الحسّي (منه قدس‌سره).

(٤ و ٥) في «م» : فلزمه.

(٦) في «م» : للعباد.

(٧) في «ث» : عن الاطلاع عليه.

(٨) في «م» : عليه الصلاة والسلام ، وفي «ث» عليه السلام.

الله ، مرفوع في حجاب مطويّ من خلق الله ، مختوم بخاتم الله سابق في علم الله ، وضع الله العبادَ من علمه ، ورفع فوق شهاداتهم ؛ لأنَّهم لا ينالونَه بحقيقته الرَّبانيّة ولا بقدرته الصمدانيّة ، ولا بعظمته النورانيّة ، ولا بعزّته الوحدانية ؛ لأنّه بحر موّاج خالص لله تعالى ، عمقه ما بين السماء والأَرض ، وعرضه بين المشرق والمغرب ، أَسود كالليل الدَّامس ، كثير الحيّات والحيتان ، يعلو مرّة ويسفل أُخرى ، في قعره شمس مضي ، ولا ينبغي أَن يَطّلع عليها إلاّ الواحد الفرد ، فمن يطّلع عليها فقد ضادَّ الله عزَّ وجَلَّ في ملكه ، ونازعه في سلطانه ، وكشف عن سِرِّهِ وستره ، وباء بغضب من الله ومأواه جهنّم وبئس المصير»(١).

وقال عليه‌السلام : لرجل قد سأله عن القدر : «بحر عميق فلا تلجه» ، ثمّ سأله ثانية ، فقال : «طريق مظلم فلا تسلكه» ، ثمّ سأله ثالثة ، فقال : «سرُّ الله فلا تتكفّله»(٢).

__________________

وجاء في مقدّمة كتاب مصائب النواصب ١ / ٢٦ للشهيد القاضي السيّد نور الله ابن شرف الدين التستري سمعوا ذات يوم من القاضي الشهيد كلمة : عليه الصلاة والسلام في حقّ مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فاستنكره الحاضرون [ذوي العقول المتحجّرة] ونسبوه إلى الابتداع ؛ زعماً منهم أنّ الصلاة والسّلام مختصّتان بالنبيّ ، فأفتوا بإباحة دمه ، وكتبوا في ذلك كتاباً وأمضاه كلّهم إلاّ أحد مشايخهم ، حيث خالف وكتب هذا البيت إلى السلطان :

گر لحمك لحمي بحديث نبوي هي

بي صلّ على نام عليّ بي أدبي هي

فانصرف السلطان لأجل ذلك من قتله ، وزاد حبّه في قلبه.

(١) اُنظر : التوحيد للصدوق : ٣٨٣ ح ٣٢.

(٢) جاء في كنز العمّال للهندي ١ / ٣٤٦ ح ١٥٦١ : الإمام علي عليه‌السلام لما سأله رجل عن القدر قال : «طريق مظلم لا تسلكه» ، قال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر؟ قال : «بحر عميق لا تلجه» ، قال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن القدر؟ قال : «سرُّ الله قد خفي عليك فلا تُفشه ...» ، الخبر.

  

حقيقة الحقيقة :

أحكام(١) الشريعة تقرب من إفهام العوامّ والخواصّ ، وأحكام الطريقة تقرب من إفهام الخواصّ.

وأمّا أحكام(٢) الحقيقة فهي لا تقرب إلاّ إلى إفهام خواصّ الخواصّ ، ولا يجوز أن يعبّر عنها ببيان ، ولا ينبغي أن يفسّر منها بلسان ، إلاّ أنّه كلّما يراد أن يشار إليها ببنان(٣) حين ضرورة بيانها ، ووجوب عيانها ؛ لتحقيق اليقين وتشويق الطالبين ؛ ينبغي أن ترمز على وجه سالم من الضّرر ، وطريق خالص عن الخطر ، بأن ترى(٤) في لباس الطريقة عين الخواصّ ، وفي(٥) كسوة الشريعة عين العوامّ ؛ لتدركها(٦) الأفهام(٧) ، وينتفع بها العقلاء من الخاصّ والعامّ بعناية الله (العليّ العلاّم) (٨).

الهداية في ختم الكلام :

من كان في حقّ حاله رحيماً ، وصار بقدر كماله عليماً ، ولم يكن في حقيقة ذاته وصفاته ظالماً جائراً ، ولا في طريقة أحواله وحالاته قاصراً حائراً ؛ وجب عليه(٩) عقلاً وفرض عليه نقلاً أن ينظر بعين عقله ، فينظر إلى

__________________

(١) في «ث» : الأحكام.

(٢) في «ث» : الاحكام.

(٣) في «م» : بتبيان.

(٤) في «ث» : يرى.

(٥) في «ث» لم ترد.

(٦) في «ث» : ليدركها.

(٧) في «م» : الأنام بقدر سلامة الأفهام.

(٨) ما بين القوسين ساقط من «ث».

(٩) في «ث» لم ترد.

  

عين فضله ، ويرى حال أدناه ويعرف كمال أعلاه ، ليمكنه(١) أن يعقل مقام غيره ، ويسمع كلام خيره ؛ حتّى يفهم(٢) طريقة خيره بعين غيره(٣) ، ويعلم حقيقة غيره بعين خيره ، فيرى صباح جمال خلقه وفالقه ، ويعرف مصباح كمال خلقه وخالقه ، بقدر قدرة الإمكان ، وصدر(٤) قوّة الإيقان ، فإنّ معرفة ذاته المقدّسة وصفاته المنزّهة ـ التي هي أعظم أصلاً من أُصول الدين ، وأحكم فضلاً من فصول اليقين على قدر ما بيّن في ذلك الكتاب ، وصدر ما عيّن في تلك الآداب ـ كفاية لقبول اللّباب ، وهداية لعقول أولي الألباب ؛ عسى أن يكون ما فيه من اللّباب مفتاحاً لكلّ باب من دقائق الأبواب ، ومصباحاً لكلّ لباب من حقائق الآداب ؛ لعلّه(٥) بنيان تبيان لحسم معضلات(٦) الشبه القويّة ، وبنان بيان لحلّ مشكلات المسائل السَّنيّة.

فإنّ حقيقة معرفة كمال ذاته المقدّسة غير مملوكه لحدّ قدرة أقلام الأوهام(٧) ، وطريقة معرفة جمال صفاته المنزّهة غير مسلوكة بجدّ قوّة إقدام

__________________

(١) في «م» : ليمن له أن يرى مقام غيره.

(٢) في «م» : يعرف.

(٣) في «ث» : خيره بعين خيره.

(٤) في «ث» : وضدّ لرقوة الاتقان.

(٥) في «ث» : لأنّه.

(٦) الحَسْمُ : حَسمَهَ الشيء يحسمهُ حَسْماً : منعه إيّاه ، أي بمعنى المنع. والمَحسُوُ : الذي حُسِمَ رَضاعُه وغذاؤه ، أَي قَطع. اُنظر : لسان العرب ١٢ / ١٣٤ مادّة «حسم».

والمُعضلات : جمع المعضّل ، وهو المشكل ومشكلات ، وفي حديث عمر : أَعوذ بالله من كلّ معضلة ليس لها أبو حسن عليه‌السلام ، وفي حديثه معاوية وقد جاءته مسألة مشكلة فقال : معضلة ولا أَبا حسن أي : لا رجل لها كأبي الحسن عليه‌السلام ، ويأتي بمعنى حلّ الشدائد. لسان العرب ١١ / ٤٥٢ ـ ٤٥٣ مادّة «عضل».

(٧) في «ث» : الأوهاب.

  

الأفهام ؛ لأنّ كمال الإلوهية أعلى من أن يَنالَ بيان العقول والأوهام(١) ، وجمال الربوبيّة أقصى من أن يُسألَ(٢) لسان القبول(٣) للأفهام ، بل كلّ مقام في هذا المرام فوقه مقام ، وكلّ مرام في هذا المقام فوقه مرام ، فمن حاول الارتقاء من هذا المقام إلى مقام أعلى من هذا المرام ، وناول الارتفاع من هذا المرام إلى مرام أقصى من هذا المقام ، فُرِضَ عليه عقلاً ، وعُرِضَ إليه نقلاً أن يَفرضَ على عقله عَرْضُ غرض الخالق من خلقه إلى خلقته ، ويعرض إلى فضله فرضَ قُرض الفاطر من فَطْرةِ على فطرته ، حتّى يلزمه أن يُسقط(٤) هواه في التباس لباس السوداء من التعيين والتكبرة ، ويخيط قباه في اقتباس أساس البيضاء من اليقين والتدبّر ، فيصفّي(٥) مرآة البال لانعكاس جمال الكمال بصيقل(٦) التعقّل والتفكّر على بيان الخشوع ، ويُوَفّيِ مصفاةَ الحال ؛ لاقتباس كمال الجمال من مشعل التّوكّل والتذكّر على لسان الخضوع ، ويسمّن باطنه بنعمة الرياضات الشرعيّة ، والرياضات الهندسيّة ، ويزيّن خاطره بزينة المقدّمات المنطقيّة ، والقياسات الطبيعيّة ، ويقطع نفسه عن العوائق الدّنيويّة ، ويضع عَينَيهُ(٧) من العلائق الدينيّة حتّى يضعف هواه في إمساك الرذائل الفانية ، ويقوّي قواه في إدراك الفضائل

__________________

(١) في «ث» : الاوهاب.

(٢) مسائل : جمع مسيل ، أي : سالَ الماءُ والشيءُ سَيْلاً وسَيَاناً من السيلان. ومَسيلُ : جمعه أَمْسلِة : وهي مياه الأمطار إذا سالت. اُنظر : لسان العرب ١١ / ٣٥٠ ـ ٣٥١ مادّة «سيل». تهذيب اللغة ١٣ / ٧١ ـ ٧٢ مادّة «سال».

(٣) في «م» : الأُصول.

(٤) في «م» : يُسقط أثبتاه لباس السّوداء.

(٥) في «ث» فيقضي.

(٦) في «ث» : يصقل.

(٧) في «م» : ذاته.

  

الباقية ، ويتّصف عقله بمعارف غمارات رتبة القدم ولا يقف فضله عند زخارف أمارات زلّة القدم ، ليتكشّف في سرادقات باطنه الحقائق الغيبيّة(١) ، وتنعكس في مرآة خاطره الدقائق الفيضيّة.

فإنّ مجاهدة الأمر الباطل تستلزم ملاحظة الأسرار الملكوتيّة ، ولمعاهَدة الحقّ الكامل تستلزم مشاهدة الآثار الجَبَروتيّة ، فيحصل له الفرار من سُدّة شدّة الشقاوات ، ويتحقّق له القرار في حضرة دولة السعادات ، فيهتدي إلى مناهج الجمال ، ويرتقي إلى معارج الكمال ، إلاّ أن ذلك لباس لا يليق به كلّ من له قَدُّ قامة ، وأساس لا يطيق فيه كلّ من له قدر(٢) طاقة ، ذلك فيض الحقّ يعطيه من يريد ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، هدانا الله تبارك وتعالى طريقه عين اليقين بحقّ التأييد الرفيق للسالكين ، ورزقنا حقيقة علم اليقين ، بحسن التوفيق الحقيق للمستبصرين(٣).

والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام(٤) على محمّد وآله المعصومين.

__________________

(١) في «ث» : العينيّة.

(٢) في «ث» : حدّ.

(٣) استَبْصَرَ : تبيّن ما يأتيه من خير وشرٍّ ، واستبصر في أَمره ودينه : إذا كان ذا بصيرة. والبصيرة : الثبات في الدين ، وفي التنزيل العزيز : (وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) سورة العنكبوت ٢٩ / ٣٨ ، أي كانوا في دينهم ذوي بصائر. وفي الاصطلاح عند الشيعة : يطلق على كلّ من له معرفة شأن أهل البيت عليهم‌السلام ، وكلّما ازداد الإنسان معرفة ازداد بصيرة واستبصاراً.

وقد ورد في زيارة الجامعة الكبيرة للائمّة الأطهار : (.... مستبصر بشأنكم ، وبضلالة من خالفكم ... الخ). اُنظر : عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ / ٢٧٢ ، من لا يحضره الفقيه ٢ / ٣٧٠ ، تهذيب الأحكام ٦ / ٩٥ ، لسان العرب ٤ / ٦٥ ـ ٦٦ مادّة «بصر».

(٤) في «م» و «ث» لم ترد.

  

قد فرغت من تأليفه وتحريره يوم التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك من سنة سبع وستّين ، بعد الألف في حضرة سيّد الوصيِّين ، إمام المتّقين ، أمير المؤمنين ، سلطان الثقلين ، خليفة العالمين ، عماد الأولياء والأوصياء في الدين والدارين ، عين الله يد الله(١) ، علي بن أبي طالب أسدُ اللهِ صلوات الله عليه وسلامه(٢) على آله الطيّبين الطاهرين المعصومين(٣).

وأنا العبد أقلّ العالمين : أبو الخير محمّد حكيم بن عبد الله الشهير بعماد الدين ، اللّهم اغفر له ولوالديه ولجميع المؤمنين والمؤمنات(٤).

* * *

__________________

(١) حدّثنا أحمد بن الحسين ، قال : أخبرنا أحمد بن بشر قال : حدّثنا حسان الجمّال قال : حدّثنا هاشم بن أبي عمّار قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : «أنا عين الله وأنا يد الله ، وأنا جنب الله ، وأنا باب الله». اُنظر في ذلك : بصائر الدرجات : ٨١ ح ٢ ، التوحيد للصدوق : ١٦٤ ح ١ و ٢ ، ميزان الحكمة ١ / ١٤٤ ح ١٠٤٨ ، تفسير نور الثقلين للحويزي ٤ / ٤٩٤ ، و ٥ / ٦١.

(٢) في «ث» لم ترد.

(٣) في «ث» لم ترد.

(٤) وهناك أبيات للناسخ نسخة «ث» نثبتها للأمانه :

قد اتممتها بعون الملك الوهّاب

الذي إليه المرجع والمآب

وهو الهادي إلى طريق الصواب

الذي به السؤال ومنه الأجاب

العبد المفتقر إلى ربّه الجلال

عبد الله سيّد بن محمّد بن عالم بن الجمال

اللّهم ارزقه مكارم الأخلاق والكمال

  

فهرس مصادر التحقيق

١ ـ الإبانه عن أُصول الدّيانة : لأبي الحسن الأشعري (٣٣٠ ق / القاهرة عين الشمس ١٣٩٧ ق) ، تحقيق الدكتورة فوقيّة حسين.

٢ ـ الاحتجاج : للطبرسي ، أحمد بن علي (ت ٦٢٠ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة الأعلمي ١٤٠٣ تحقيق محمّد باقر الخرسان.

٣ ـ الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان : للفارسي ، علي بن بلبان ، (ت ٧٣٩ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، سنة ١٤٠٧ هـ.

٤ ـ إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل : للقاضي نور الله التستري (١٠١٩ ق) ، قم ، مكتبة آية الله المرعشي.

٥ ـ الأحكام السلطانيّة : للماوردي ، أبو الحسن علي بن محمّد (ت ٤٥٠ هـ) ، قم ، ١٤٠٦ هـ ، مكتب الإعلام الإسلامي ، تحقيق محمّد حامد الفقهي.

٦ ـ الأحكام في أُصول الأحكام : للآمدي ، علي بن أبي علي ، (ت ٦٣١ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلمية سنة ١٤٠٥ هـ ، تحقيق إبراهيم العجوز.

٧ ـ أحكام القرآن : للجصّاص ، أحمد بن علي (ت ٣٧٠ هـ) ، بيروت ، دار الفكر.

٨ ـ إحياء علوم الدين : للغزالي ، محمّد بن محمّد (ت ٥٠٥ هـ) ، بيروت ، دار النّدوة.

٩ ـ الأخبار الموفّقيّات : للأسدي الزبير بن بكار (ت ٢٥٦ هـ) ، بيروت ، عالم الكتب سنة ١٤١٦ هـ.

١٠ ـ إخوان الصفا وخلاّن الوفاء : لجماعة في القرن الرابع الهجري ، بيروت ، الدار الإسلاميّة ، لسنة ١٤١٢ هـ.

١١ ـ الأربعين في أُصول الدين : لفخر الدين الرازي (ت ٦٠٦ ق) ، هند حيدرآباد ، دائرة المعارف العثمانية (١٣٥٣ ق).

 

١٢ ـ الإرشاد : للشيخ المفيد ، محمّد بن محمّد بن النعمان (ت ٤١٣ هـ). قم ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام ، سنة ١٤١٣ هـ.

١٣ ـ الإرشاد : للجويني ، عبد الملك (ت ٤٧٨ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة الكتب الثقافية لسنة ١٤١٣ هـ.

١٤ ـ إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين : جمال الدين للفاضل المقداد السيّوري (ت ٨٢٦ ق) ، قم ، مكتبة آية الله العظمى المرعشي ١٤٠٥ ، تصحيح السيّد محمود المرعشي.

١٥ ـ أسباب النزول : للواحدي ، علي بن أحمد (ت ٤٦٨ هـ) ، بيروت ، دار الكتب ، سنة ١٤١٢ هـ.

١٦ ـ الاستيعاب في تمييز الأصحاب : للقرطبي ، ابن عبد البرّ (ت ٤٦٣ هـ) ، بيروت ، دار صادر ، لسنة ١٣٢٨ هـ.

١٧ ـ أُسد الغابة في معرفة الصحابة : لابن الأثير الجزري ، عزّالدين (ت ٦٣٠ هـ) ، بيروت دار الفكر لسنة ١٩٨٩ م.

١٨ ـ أسرار الحكم : للسبزواري ، هادي بن مهدي (ت ١٢٨٩ هـ) ، طهران المكتبة الإسلاميّة لسنة ١٣٦٢ ش.

١٩ ـ الإصابة في تمييز الصحابة : للعسقلاني ، أحمد ن علي بن حجر (ت ٨٥٢) ، بيروت ، دار صادر.

٢٠ ـ أُصول الدين : لعبد القاهر ، البغدادي (ت ٤٢٩) ، بيروت ، دار الآفاق الجديدة ١٤٠١.

٢١ ـ أُصول الدين : للبزدويّ ، محمّد بن عبد الكريم (ت ٤٩٣) ، بيروت ، دار إحياء الكتب العربية ١٣٨٣.

٢٢ ـ أُصول الدين : للرازي ، محمّد بن عمر (ت ٦٠٦ هـ) ، القاهرة ، مكتبة الكلّيّات الأزهريّة أخوات الصفا ، القرن الرابع ، وبيروت ، دار صادر ١٣٦٧ ق ـ ١٩٥٧ م.

٢٣ ـ أُصول الكافي : للشيخ الكليني ، محمّد بن يعقوب (ت ٣٢٩ هـ) ،

 

طهران ، المكتبة الإسلاميّة.

٢٤ ـ أُصول المعارف : للفيض الكاشاني (ت ١٠٩١ هـ) ، تصحيح السيّد جلال الدين الآشتياني.

٢٥ ـ الاعتقادات : للصدوق ، محمّد بن عليّ بن بابويه (ت ٣٨١ هـ) ، قم ، سنة ١٤١٣ هـ ، تحقيق عصام عبد الحميد.

٢٦ ـ الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد : للبيهقي ، أبو بكر أحمد بن الحسين (ت ٤٥٨) ، بيروت عالم الكتب ١٤٠٥ ، تصحيح كمال يوسف الحوت.

٢٧ ـ الأعلام : للزرگلي ، خير الدين (ت ١٣٩٦ هـ) ، بيروت ، دار العلم للملايين ، سنة ١٩٨٤ م.

٢٨ ـ أعلام القرآن : للتستري ، عبد الحسين ، قم ، مكتب الإعلام الإسلامي ، سنة ١٤٢١ هـ.

٢٩ ـ أعلام النبوّة : للماوردي ، علي بن محمّد (ت ٤٥٠ هـ) ، مصر مكتبة حليف الصفا ١٣١٩ ، تصحيح صلاح الهاوي ، وغلام رضا الأعواني.

٣٠ ـ أعلام النساء : لكحالة ، عمر رضا ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة سنة ١٤٠٤ هـ.

٣١ ـ أعلام الورى : للطبرسي ، الفضل بن الحسن (ق٦) ، قم ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام ، سنة ١٤١٧ هـ.

٣٢ ـ أعيان الشيعة : للأمين ، محسن العاملي (ت ١٣٧٢ هـ) ، بيروت ، دار التعارف ، سنة ١٤٠٦ هـ.

٣٣ ـ الاقتصاد في الاعتقاد : للغزالي ، محمّد بن محمّد (ت ٥٠٥ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، سنة ١٤٠٩ هـ.

٣٤ ـ الاقتصاد الهادي إلى طريق الرّشاد : الطوسي ، محمّد بن الحسن (ت ٤٦٠) ، طهران ، نشر المسجد الجامع در چهل ستون ، سنة ١٤٠٠ ، تصحيح حسن السعيد.

٣٥ ـ الألفين : للعلاّمة الحلّي ، الحسن بن يوسف (ت ٧٢٦ هـ) ، قم ،

 

المؤسّسة الإسلاميّة سنة ١٤٢٣ هـ.

٣٦ ـ الأمالي : للطوسي ، محمّد بن الحسن (ت ٤٦٠ هـ) ، قم ، دار الثقافة ، سنة ١٤١٤ هـ.

٣٧ ـ الأمالي : للصدوق ، محمّد بن علي بن بابويه (ت ٣٨١ هـ) ، قم ، مؤسّسة البعثة ، سنة ١٤١٧ هـ.

٣٨ ـ أمالي : لابن الشجري ، يحيى بن الحسين (ت ٤٧٩ هـ). بيروت ، عالم الكتب ، سنة ١٤٠٣ هـ.

٣٩ ـ الإمامة والسياسة : لابن قتيبة ، عبد الله بن مسلم ، أبي محمّد (ت ٢٧٦ هـ) ، قم ، منشورات الرضي ، سنة ١٤١٤ هـ.

٤٠ ـ الإمام الصادق عليه‌السلام والمذاهب الأربعة : لأسد حيدر ، بيروت ، دار التعارف لسنة ١٤٢٢ هـ.

٤١ ـ الأموال : لابن عبيد ، القاسم بن سلام (ت ٢٢٤ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، سنة ١٤٠٦ هـ.

٤٢ ـ أنساب الأشراف : للبلاذري ، أحمد بن يحيى بن جابر (ت ٢٧٩ هـ) ، بيروت ، منشورات الأعلمي ، سنة ١٣٩٤ هـ.

٤٣ ـ الإنصاف : للباقلاّني ، أبو بكر ، محمّد بن الطيّب (ت ٤٠٣) ، بيروت ، مزرعة بناية الإيحان ، سنة ١٤٠٧ هـ ، عماد الدين أحمد حيدر.

٤٤ ـ أنوار الملكوت في شرح الياقوت : للعلاّمة الحلّي ، حسن بن يوسف (ت ٧٢٦) ، طهران ، مكتبة الرضي ـ ١٣٦٣ ش ، تصحيح محمّد النجفي الزنجاني.

٤٥ ـ أوائل المقالات : للشيخ المفيد ، محمّد بن محمّد بن النعمان (ت ٤١٣ هـ) ، تبريز ، تعليق العلاّمة الشهرستاني ، مكتب الواعظ ١٣٦٨ ش.

٤٦ ـ بحار الأنوار : للمجلسي ، محمّد باقر (ت ١١١٠ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة الوفاء سنة ١٤٠٣ هـ.

٤٧ ـ بحر الكلام : للنسفي ، أبو المعين ميمون بن محمّد (ت ٥٠٨ هـ) ، دمشق ، مكتبة دار الفرقور سنة ١٤١٧ هـ.

 

٤٨ ـ البداية في أُصول الدين : للصابوني ، نور الدين (ت ٥٨٠) ، دمشق ، مطبعة ، محمّد هاشم الكني ، ١٣٩٩ ق ، باهتمام بكر طوبال أو علي.

٤٩ ـ البداية والنهاية : لابن كثير ، إسماعيل بن عمر (ت ٧٧٤ هـ) بيروت ، دار الفكر سنة ١٤٠٢ هـ.

٥٠ ـ البراهين في علم الكلام : للرازي ، فخر الدين (ت ٦٠٦ هـ) ، طهران ١٣٤١ ش ، تصحيح وتقديم السيّد محمّد باقر السبزواري.

٥١ ـ بصائر الدرجات : للصفّار ، أبو جعفر محمّد بن الحسن (ت ٢٩٠ هـ) ، قم ، المكتبة الحيدرية سنة ١٤٢٦ هـ.

٥٢ ـ تاريخ الإسلام : للذهبي ، محمّد بن أحمد (ت ٧٤٨ هـ) ، بيروت ، دار الكتاب العربي لسنة ١٤٠٧ هـ.

٥٣ ـ تاريخ بغداد : للبغدادي ، أحمد بن علي (ت ٤٦٣ هـ) ، بيروت ، دار الكتاب العربي.

٥٤ ـ تاريخ الخلفاء : للسيوطي ، عبد الرحمن (ت ٩١١ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلمية لسنة ١٤٠٨ هـ.

٥٥ ـ تاريخ دمشق : لابن عساكر ، علي بن الحسن ، (ت ٥٧١ هـ) ، بيروت ، دار الفكر لسنة ١٤١٥ هـ.

٥٦ ـ تاريخ الطبري : لمحمّد بن جرير (ت ٣١٠ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلميّة.

٥٧ ـ تاريخ الكبير : للبخاري ، محمّد بن إسماعيل (ت ٢٥٦ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلمية.

٥٨ ـ تاريخ اليعقوبي : أحمد بن إسحاق بن جعفر (ت ٢٨٤ هـ) ، بيروت ، دار صادر.

٥٩ ـ التبصير في الدين : للأسفراييني ، طاهر بن محمّد (ت ٤٧١ هـ) ، بيروت ، عالم الكتب لسنة ١٤٠٣ هـ.

٦٠ ـ تحف العقول : للحرّاني ، الحسن بن علي بن شعبة (ت ق٤ هـ) ، قم ،

 

مؤسّسة النشر الإسلامي لسنة ١٤٠٤ هـ.

٦١ ـ تراجم الرجال : للحسيني ، أحمد الأشكوري ، قم ، دليل ما ، لسنة ١٤٢٢ هـ.

٦٢ ـ تصحيح الاعتقاد : للشيخ المفيد ، محمّد بن النعمان (ت ٤١٣ ق) ، قم ، مكتبة الرضي ١٣٦٣ ش.

٦٣ ـ التّعريفات : للجرجاني ، السيّد الشريف (ت ٨١٦ هـ) ، مصر أُفست طهران ، نشر ناصر خسرو ١٣٠٦ ق ، طـ الحجري.

٦٤ ـ التعليقات : لابن سينا ، الحسين بن عبد الله (ت ٤٢٨ هـ) ، بغداد ، بيت الحكمة لسنة ٢٠٠٢ م.

٦٥ ـ تعليقة على الشفاء : لصدر الدين الشيرازي ، (ت ١٠٥٠) ، طهران ، مدرسة دار الفنون الطبعة الحجرية.

٦٦ ـ تفسير ابن العربي : للطائي ، محمّد بن علي بن محمّد (ت ٦٣٨ هـ) ، بيروت ، دار صادر.

٦٧ ـ تفسير ابن كثير : إسماعيل بن عمر الدمشقي (ت ٧٧٤ هـ) ، الرياض ، دار طيبة ، لسنة ١٤١٨ هـ.

٦٨ ـ تفسير أبي المسعود : للعمادي ، محمّد بن محمّد (ت ٩٥١ هـ) ، بيروت ، دار إحياء العربي.

٦٩ ـ تفسير البحر المحيط : لمحمّد بن يوسف الغرناطي (ت ٧٥٤ هـ) ، بيروت ، دار الفكر لسنة ١٤٠٣ هـ.

٧٠ ـ تفسير البغوي : لأبي محمّد ، الحسين بن مسعود (ت ٥١٦ هـ) ، بيروت ، دار الفكر ، ١٤٠٥ هـ.

٧١ ـ تفسير البيضاوي : لعبد الله بن عمر (ت ٧٩١ هـ) ، قم ، مكتبة سلمان لسنة ١٤٠٥ هـ.

٧٢ ـ تفسير التبيان : للطوسي ، محمّد بن الحسن بن علي (ت ٤٦٠ هـ) ، بيروت ، طبع دار إحياء التراث العربي.

 

٧٣ ـ تفسير الثعلبي : أبو إسحاق ، أحمد (ت ٤٢٧ هـ) ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي لسنة ١٤٢٢ هـ.

٧٤ ـ تفسير الحِبري : للحسين بن الحكم بن مسلم (ت ٢٨٦ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لسنة ١٤٠٨ هـ.

٧٥ ـ تفسير الطبري : لمحمّد بن جرير (ت ٣١٠ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلميّة.

٧٦ ـ تفسير القرطبي : لأبي عبد الله ، محمّد بن أحمد (ت ٦٧١ هـ) ، بيروت ، دار إحياء التراث لسنة ١٩٦٥ م.

٧٧ ـ تفسير القمّي : لعلي بن إبراهيم (ت ٣٠٧ هـ) ، قم ، دار الكتاب لسنة١٤٠٤ هـ.

٧٨ ـ التفسير الكبير : للرازي ، محمّد بن عمر بن الحسن (ت ٦٠٦ هـ) ، طـ الثالثة.

٧٩ ـ تفسير الماوردي : علي بن محمّد البصري (ت ٤٥٠ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلمية.

٨٠ ـ تفسير نور الثقلين : للحويزي ، عبد علي بن جمعة (ت ١١١٢ هـ) ، قم ، المطبعة العلمية.

٨١ ـ تقريب المرام في علم الكلام : للتختي السنندجي ، عبد القادر بن محمّد (ت ١٣٩٤ ق) ، مصر ، الطبع الحجري.

٨٢ ـ تقريب المعارف : لتقي الدين الحلبي (ت ٤٤٧ ق) ، قم ، تحقيق رضا استادي ، لسنة ١٤٠٤.

٨٣ ـ تلخيص الشافي : للطوسي ، أبو جعفر محمّد بن الحسن (ت ٤٦٠) ،النجف الأشرف ، مطبعة آداب ١٣٨٢ ق ، تحقيق السيّد بحر العلوم.

٨٤ ـ تلخيص المحصّل : للطوسي ، نصير الدين (ت ٦٧٢ ق) ، طهران ، مؤسّسة مطالعات إسلامي ، تحقيق عبد الله النوراني ، والدكتور مهدي محقّق.

٨٥ ـ التمهيد : للباقلاّني ، أبو بكر محمّد بن الطيّب (ت ٤٠٣ ق) ، دار الفكر

 

العربي ١٣٦٦ ، تصحيح عبد الهادي أبو ريده.

٨٦ ـ تمهيد الأُصول : للطوسي ، أبو جعفر ، محمّد بن الحسن (ت ٤٦٠ هـ) ، جامعة طهران ١٣٦٢ ش ، تصحيح عبد المحسن مشكوة الديني.

٨٧ ـ التنبيهات حول المبدأ والمعاد : لمرواريد ، حسن علي ، مشهد ، الآستانه الرضوية ، لسنة ١٤١٦ هـ.

٨٨ ـ التنقيح الرائع لمختصر الشرائع : للسيوري الحلّي ، مقداد بن عبد الله (ت ٨٢٦ هـ) ، قم ، المكتبة المرعشية لسنة ١٤٠٤ هـ.

٨٩ ـ تهذيب الأحكام : للطوسي ، محمّد بن الحسن بن علي (ت ٤٦٠ هـ) ، طهران ، مكتبة الصدوق لسنة ١٤١٧ هـ.

٩٠ ـ تهذيب اللغة : الأزهري ، محمّد بن أحمد (ت ٣٧١ هـ) ، القاهرة ، الدار المصرية للتأليف لسنة ١٣٨٤ هـ.

٩١ ـ التوحيد : للصدوق ، محمّد بن علي بن الحسين (ت ٣٨١ هـ) ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي.

٩٢ ـ التوحيد : للماتريدي ، محمّد بن محمّد (ت ٣٣٤ ق) ، بيروت ، دار الشرق١٩٨٦ م ، تحقيق فتح الله.

٩٣ ـ جامع الأُصول في أحاديث الرسول عليه‌السلام : للجزري ، ابن الأثير (ت ٦٠٦ هـ) ، بيروت ، دار الفكر لسنة ١٤٠٣ هـ.

٩٤ ـ جمهرة أنساب العرب : للأندلسي ، ابن حزم علي بن أحمد (ت ٤٥٦ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلمية لسنة ١٤٠٣ هـ.

٩٥ ـ الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسية : للحرّ العاملي ، محمّد بن الحسن (ت ١١٠٤ هـ) ، قم ، نشر ياسين ، لسنة ١٤٠٢ هـ.

٩٦ ـ الحدود والحقائق : للمرتضى ، علم الهدى (ت ٤٣٦ ق) ، ضميمة الذكرى الألفية للشيخ الطوسي.

٩٧ ـ الحدود والحقائق : للبريدي الآجي (ت ٥٨٥ ق) ، ضميمة الذكرى الألفية للشيخ الطوسي ، جامع الفردوسي ، مشهد ١٣٩٣ ق ، باهتمام محمّد واعظ

 

زادة الخراساني.

٩٨ ـ حقائق الإيمان : للعاملي ، الشهيد الثاني زين الدين بن علي (ت ٩٦٥ هـ) ، قم ، مكتبة المرعشي لسنة ١٤٠٩ هـ.

٩٩ ـ الحكمة المتعالية : للشيرازي ، صدر الدين محمّد بن إبراهيم (ت ١٠٥٠ هـ) ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي لسنة ١٩٨١ م.

١٠٠ ـ حلية الأبرار : للبحراني ، هاشم بن سليمان (ت ١١٠٧ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة الأعلمي ، لسنة ١٤١٣ هـ.

١٠١ ـ حلية الأولياء : للأصفهاني ، إبراهيم أحمد بن عبد الله (ت ٤٣٠ هـ) ، بيروت ، دار الكتاب العربي ، لسنة ١٤٠٥ هـ.

١٠٢ ـ الخرائج والجرائح : للراوندي ، سعيد بن هبة الله (ت ٥٧٣ هـ) ، قم ، مؤسّسة الإمام المهدي (عج) لسنة ١٤٠٩ هـ.

١٠٣ ـ خصائص أمير المؤمنين عليه‌السلام : للنسائي ، أحمد بن شعيب (ت ٣٠٣ هـ) ، الكويت ، مكتبة المعلاّ.

١٠٤ ـ الخصال : للصدوق ، محمّد بن علي بن الحسين (ت ٣٨١ هـ) ، قم ، جامعة المدرّسين لسنة ١٤٠٣ هـ.

١٠٥ ـ الدرّ المنثور : للسيوطي ، عبد الرحمن (ت ٩١١ هـ) ، بيروت ، دار الفكر ، لسنة ١٤٠٣ هـ.

١٠٦ ـ الدعاء : للطبراني ، سليمان بن أحمد (ت ٣٦٠ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلمية لسنة ١٤١٣ هـ.

١٠٧ ـ دعائم الإسلام : للقاضي ، النعمان بن محمّد التميمي (ت ٣٦٣ هـ) ، القاهرة ، دار المعارف لسنة ١٣٨٣ هـ.

١٠٨ ـ دلائل الإمامة : للطبري الإمامي ، محمّد بن جرير بن رُستم (ت ق٥) ، طهران ، مؤسّسة البعثة ، لسنة ١٤١٣ هـ.

١٠٩ ـ دلائل الصدق لنهج الحقّ : للمظفّر ، محمّد حسن بن محمّد (ت ١٣٧٥ هـ) ، دمشق ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لسنة ١٤٢٢ هـ.

 

١١٠ ـ دلالة الحائرين : للقرطبي ، موسى بن ميمون (ت ٦٠٢ ق) ، تركيا ، مطبعة جامعة أنقرة ١٩٧٢ م.

١١١ ـ دليل الذخائر للمخطوطات : لمكتبة كاشف الغطاء قدس‌سرهالنجف الأشرف ، العراق ، لسنة ١٤٢٦ هـ.

١١٢ ـ ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى : للطبري ، أحمد بن عبد الله (ت ٦٩٤ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة الوفاء لسنة ١٤٠١ هـ.

١١٣ ـ الذخيرة في علم الكلام : للمرتضى علم الهدى (ت ٤٣٦) ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي لسنة ١٤١١ هـ ، تحقيق السيّد أحمد الحسيني.

١١٤ ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : للشيخ آقا بزرگ الطهراني (ت ١٣٨٩ هـ) ، نشر دار الأضواء ، بيروت لسنة ١٤٠٣ هـ.

١١٥ ـ رسائل : للشهيد الثاني ، زين الدين بن علي الجبْعي (ت ٩٦٥ هـ) ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، لسنة ١٤٢١ هـ.

١١٦ ـ الرّسائل : لصدر الدين الشيرازي (ت ١٠٥٠ ق) ، قم ، مكتبة المصطفوي ، الطبعة الحجريّة ١٣٠٢ هـ.

١١٧ ـ رسائل ابن رشد (لكتاب ما بعد الطبيعة) : للأندلسي ، ابن رشد(ت ٥٩٥ هـ) ، دار المعارف العثمانيّة ، حيدرآباد ـ دكن ١٣٦٦.

١١٨ ـ رسائل ابن سينا : (ت ٤٢٨ هـ ق) ، قم ، انتشارات بيدار ، لسنة ١٤٠٠ هـ.

١١٩ ـ رسائل الشريف المرتضى : للمرتضى ، علم الهدى (ت ٤٣٦) ، قم ، دار القرآن الكريم ١٤١٠ ـ ١٤١٥ ، تحقيق السيّد أحمد الحسيني.

١٢٠ ـ رسائل الشيخ : الكركي علي بن الحسين بن عبد العالي (ت ٩٤٠ هـ) ، قم ، دار الاحتجاج ، لسنة ١٤٢٣ هـ ، تحقيق محمّد الحسّون.

١٢١ ـ الرسائل العشر : للطوسي ، محمّد بن الحسن (ت ٤٦٠ ق) ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة ١٤٠٣ ، تصحيح محمّد واعظ زاده الخراساني.

 

١٢٢ ـ رسائل فلسفي : للنوري الآخوندي ، ملاّ علي (ت ١٢٤٦) ، مشهد ، انجمن إسلامي حكمت وفلسفة إيران ١٣٥٧ ش ، تصحيح السيّد جلال الدّين الآشتياني.

١٢٣ ـ رسائل فلسفية : لابن زكريّا الرازي (ت ٣٢٠ ق) ، طهران ، المكتبة المرتضوية.

١٢٤ ـ رسائل الكندي الفلسفية : ليعقوب بن إسحاق الكندي (ت ٢٥٢) ، مصر ، دار الفكر العربي ١٣٦٩.

١٢٥ ـ روح المعاني : للآلوسي البغدادي ، محمود (ت ١٢٧٠ هـ) ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي.

١٢٦ ـ روضة الواعظين : للنيسابوري ، محمّد بن الفتّال (ت ٥٠٨ هـ) ، قم ، منشورات دليلنا لسنة ١٤٢٣ هـ.

١٢٧ ـ رياض المسائل : للطباطبائي ، علي بن محمّد بن علي (ت ١٢٣١ هـ) ، قم ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لسنة ١٤٠٤ هـ.

١٢٨ ـ الرياض النضرة : للطبري الشافعي ، أحمد بن عبد الله محبّ الدين (ت ٦٩٤ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلميّة ، لسنة.

١٢٩ ـ السرائر : للحلّي ، محمّد بن منصور (ت ٥٩٨ هـ) ، طهران ، المعارف الإسلاميّة ، لسنة ١٣٩٠ هـ.

١٣٠ ـ سفينة البحار : للقمّي ، عبّاس بن محمّد رضا (ت ١٣٥٩ هـ) ، قم ، دار الأُسوة ، لسنة ١٤١٤ هـ.

١٣١ ـ السُّنّة : لابن أبي عاصم ، عمرو بن أبي عاصم (ت ٢٨٧ هـ) ، بيروت ، المكتب الإسلامي ، لسنة ١٤٠٥ هـ.

١٣٢ ـ سنن ابن ماجة : للقزويني ، محمّد بن يزيد (ت ٢٧٥ هـ) ، بيروت ، دار الفكر ، تحقيق محمّد فؤاد عبد الباقي.

١٣٣ ـ سنن أبي داود : للأزدي ، سليمان بن الأشعث (ت ٢٧٥ هـ) ، بيروت ، دار ابن حزم ، لسنة ١٤١٨ هـ.

 

١٣٤ ـ سنن الترمذي : محمّد بن عيسى (ت ٢٧٩ هـ) ، بيروت ، دار الغرب الإسلامي لسنة ١٩٩٦ م.

١٣٥ ـ سنن الدارمي : عبد الله بن بهرام (ت ٢٥٥ هـ) ، بيروت ، دار الفكر.

١٣٦ ـ السنن الكبرى : للنسائي ، أحمد بن شعيب (ت ٣٠٣ هـ) ، بيروت ، دار الفكر ، لسنة ١٣٤٨ هـ.

١٣٧ ـ سير أعلام النبلاء : للذهبي ، محمّد بن أحمد (ت ٧٤٨ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة ، لسنة ١٤٠٥ هـ.

١٣٨ ـ السيرة الحلبية : للحلّي الشافعي ، علي بن إبراهيم (ت ١٠٤٤ هـ) ، بيروت ، المكتبة الإسلامية لسنة.

١٣٩ ـ الشامل في أُصول الدين : للجويني ، عبد الملك بن عبد الله (ت ٤٨٧ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلمية لسنة ١٤٢٠ هـ.

١٤٠ ـ شذرات الذهب : لابن العماد الحنبلي أبي الفلاح ، عبد الحي (ت ١٠٨٩ هـ) ، بيروت ، دار الآفاق.

١٤١ ـ شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار : للقاضي أبي حنيفة ، النعمان ابن محمّد التميمي (ت ٣٦٣ هـ) ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، سنة ١٤٠٩ هـ.

١٤٢ ـ شرح الأسماء الحسنى : للسبزواري ، ملاّ هادي الأسراري (ت ١٢٨٩ هـ) ، طهران ، جماعة طهران لسنة ١٣٧٥ هـ.

١٤٣ ـ شرح الإشارات والتنبيهات : للطوسي ، محمّد بن محمّد بن الحسن (ت ٦٧٢ هـ) ، قم ، دفتر نشر الكتاب لسنة ١٤٠٣ هـ.

١٤٤ ـ شرح الأُصول الخمسة : للمعتزلي ، القاضي عبد الجبّار (ت ٤١٥ هـ) ، القاهرة ، مكتبة وهبة ، لسنة ١٣٨٤.

١٤٥ ـ شرح تجريد الاعتقاد : للطوسي نصير الدين محمّد بن محمّد (ت ٦٧٢ هـ) ، مكتب الإعلام الإسلامي لسنة ١٤٠٧ هـ.

١٤٦ ـ شرح جمل العلم والعمل : للشريف المرتضى ، علي بن الحسين الموسوي (ت ٤٣٦ هـ) ، النجف الأشرف ، مطبعة الآداب ، لسنة ١٣٨٧ هـ.

 

١٤٧ ـ شرح العبارات المصطلحة : للطوسي ، محمّد بن الحسن (ت ٤٦٠) ، نشر مؤتمر الألفية للشيخ الطوسي.

١٤٨ ـ شرح عبد الوهّاب على كلمات أمير المؤمنين عليه‌السلام : ضمن شرح ميثم البحراني ، قم ، جماعة المدرّسين.

١٤٩ ـ شرح العقائد النسفيّة : للتفتازاني ، مسعود بن عمر (ت ٧٩٢ هـ) ، نومرو ، شركة صحافية عثمانية ، لسنة ١٣٢٦ هـ.

١٥٠ ـ شرح المصطلحات الكلاميّة : مجمع البحوث الإسلاميّة ، مشهد ، لسنة ١٤١٥ هـ.

١٥١ ـ شرح المقاصد : للتفتازاني ، مسعود بن عمر (ت ٧٩٣ هـ) ، قم ، منشورات الرضي لسنة ١٤٠٩ هـ.

١٥٢ ـ شرح المقدّمات الخمس والعشرون : للعمري ، محمّد بن عبد الله الخطيب ، القرن السابع ، طهران ، نشر جامعة طهران ، لسنة ١٣٦٠ هـ.

١٥٣ ـ شرح المواقف : للجرجاني ، السيّد شريف (ت ٨١٦ ق) ، مصر ، مطبعة الحاج محمّد أفندي ، لسنة ١٣٦٦.

١٥٤ ـ شرح نهج البلاغة : لابن أبي الحديد ، عبد الحميد بن هبة الله (ت ٦٥٦ هـ) ، قم ، مكتبة المرعشي قدس‌سره ، لسنة ١٣٨٥ هـ.

١٥٥ ـ شواهد التنزيل : للحاكم الحسكاني ، عبيد الله بن عبد الله الحنفي (ت ٥ هـ) ، مؤسّسة الأعلمي ، لسنة ١٣٩٣ هـ.

١٥٦ ـ الشواهد الربوبيّة : للشيرازي ، صدر الدين (ت ١٠٥٠ ق) ، مشهد ، مركز نشر الجامعي ، لسنة ١٣٦٠ ش.

١٥٧ ـ الصحاح : للجوهري ، إسماعيل بن حمّاد (ت ٣٩٣ هـ) ، بيروت ، دارالعلم للملايين.

١٥٨ ـ صحيح ابن حبّان : للفارسي علاء الدين ، علي بن بلبان (ت ٧٣٩ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة لسنة ١٤١٨ هـ.

١٥٩ ـ صحيح البخاري : لمحمّد بن إسماعيل البخاري (ت ٢٥٦ هـ) ،

 

بيروت ، دار إحياء التراث العربي.

١٦٠ ـ صحيح مسلم : لمسلم بن الحجّاج النيسابوري (ت ٢٦١ هـ) ، بيروت ، دارالفكر ، لسنة ١٣٩٨ هـ.

١٦١ ـ الصحيح من سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) : للعاملي ، جعفر مرتضى ، قم ، دار الحديث ، لسنة ١٤٢٦ هـ.

١٦٢ ـ الصراط المستقيم : للعاملي ، زين الدين علي بن يونس (ت ٨٧٧ هـ) ، طهران ، المكتبة المرتضوية لسنة ١٣٨٤ هـ.

١٦٣ ـ صفة الصفوة : ابن الجوزي ، جمال الدين عبد الرحمن بن علي (ت ٥٩٧ هـ) ، بيروت ، دار المعرفة ، لسنة ١٤٠٦ هـ.

١٦٤ ـ الصواعق المحرقة : للهيثمي ، أحمد بن حجر (ت ٩٧٤ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، لسنة ١٤١٤ هـ.

١٦٥ ـ طبقات أعلام الشيعة ـ القرن الحادي عشر ـ : لآقا بزرگ طهراني ، محمّد محسن بن علي (ت ١٣٨٩ هـ) ، قم ، مؤسّسة إسماعيليان.

١٦٦ ـ طبقات الحنابلة : للحنبلي الفرّاء ، محمّد بن الحسين بن خلف (ت ٤٥٨ هـ) ، بيروت ، دار المعرفة.

١٦٧ ـ طبقات الشافعيّة : للأسنوسي جمال الدين ، عبد الرحيم بن الحسين بن علي (ت ٧٧٢ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلميّة لسنة ١٤٠٧ هـ.

١٦٨ ـ الطبقات الكبرى : لابن سعد الزهري : محمّد بن سعد بن منيع الزهري (ت ٢٣٠ هـ) ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، لسنة ١٤١٧ هـ.

١٦٩ ـ عدّة الداعي : لابن فهد الحلّي ، أحمد بن فهد (ت ٨٤١ هـ) ، قم ، مؤسّسة المعارف الإسلامية ، لسنة ١٤٢٠ هـ.

١٧٠ ـ عقائد الإمامية : للمظفّر ، محمّد رضا بن محمّد (ت ١٣٨٣ هـ) ، قم ، مؤسّسة الإمام علي عليه‌السلام ، لسنة ١٤١٧ هـ.

١٧١ ـ العقد الفريد : للأندلسي ، أحمد بن محمّد بن عبد ربّه (ت ٣٢٨ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، لسنة ١٤٠٤ هـ.

 

١٧٢ ـ علل الشرائع : للصدوق ، محمّد بن علي بن الحسين (ت ٣٨١ هـ) ، بيروت ، دار إحياء التراث ، لسنة ١٣٨٥ هـ.

١٧٣ ـ علم الكلام ومدارسه : لفيصل بدير عون ، مصر ، مكتبة الحرّية ، لسنة١٩٨٢ م.

١٧٤ ـ علم اليقين في أُصول الدين : للفيض الكاشاني ، محمّد بن المرتضى (ت ١٠٩١ ق) ، قم ، مكتبة بيدار.

١٧٥ ـ غوالي اللآلئ : لابن أبي جمهور ، محمّد بن علي (ت ٩٤٠ هـ) ، قم ، مطبعة سيّد الشهداء ، لسنة ١٤٠٣ هـ.

١٧٦ ـ عيون الأثر : لابن سيّد ، محمّد بن محمّد الأندلسي (ت ٧٣٤ هـ) ، المدينة المنوّرة ، مكتبة التراث ، لسنة ١٤١٣ هـ.

١٧٧ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : للصدوق ، محمّد بن علي بن الحسين(ت ٣٨١ هـ) ، طهران ، انتشارات جهان.

١٧٨ ـ عيون الحكم والمواعظ : للواسطي ، علي بن محمّد الليثي ، قم ، دار الحديث ، لسنة ١٣٧٦ هـ.

١٧٩ ـ غاية المرام : للبحراني ، هاشم بن سليمان (ت ١١٠٧ هـ) ، قم ، دانش حوزه ، لسنة ١٤٢٥ هـ.

١٨٠ ـ غاية المرام في علم الكلام : للآمدي ، علي بن أحمد سيف الدين (ت ٦٣١ ق) ، القاهرة ، لجنة الإسلامي ، لسنة ١٣٩١ هـ.

١٨١ ـ الغدير : للعلاّمة الأميني ، عبد الحسين أحمد النجفي (ت ١٣٩٠ هـ) ، قم ، مركز الغدير للدراسات ، لسنة ١٤١٦ هـ.

١٨٢ ـ غرر الحكم : للآمدي ، عبد الواحد بن محمّد (ت ٥٥٠ هـ) ، جامعة طهران ، الطبعة الثالثة ١٣٦٠ ش.

١٨٣ ـ الغيبة : للطوسي ، محمّد بن الحسن بن علي (ت ٤٦٠ هـ) ، قم ، مؤسّسة المعارف الإسلامية ، لسنة ١٤١١ هـ.

١٨٤ ـ الغيبة : للنعماني ، محمّد بن إبراهيم (ت ٣٦٠ هـ) ، قم ، أنوار الهدى ،

 

لسنة ١٤٢٢ هـ.

١٨٥ ـ فتح الباري في شرح صحيح البخاري : للعسقلاني ، أحمد بن علي بن محمّد (ت ٨٥٢ هـ) ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي ، لسنة ١٤٠٢ هـ.

١٨٦ ـ فتح القدير : للشوكاني ، محمّد بن علي بن محمّد (ت ١٢٥٠ هـ) ، بيروت ، دار المعرفة.

١٨٧ ـ فرائد السمطين : للجويني الخراساني ، إبراهيم بن محمّد بن المؤيّد (ت ٧٣٠ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة المحمودي ، لسنة ١٣٩٨ هـ.

١٨٨ ـ الفَرق بين الفِرَق : للبغدادي ، طاهر بن محمّد (ت ٤٢٩ هـ) ، بيروت ، دار المعرفة.

١٨٩ ـ الفصل بين الملل والأهواء والنحل : لابن حزم ، علي بن أحمد (ت ٤٥٦ هـ) ، بيروت ، دار المكتبة العلمية ، لسنة ١٤١٦ هـ.

١٩٠ ـ فضائل الصحابة : لأحمد ، أحمد بن محمّد بن حنبل الشيباني (ت ٢٤١ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة ، لسنة ١٤٠٣ هـ.

١٩١ ـ فضائل الصحابة : للنسائي ، أحمد بن شعيب بن علي (ت ٣٠٣ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلمية.

١٩٢ ـ فهرست النسخ الخطّيّة : لمكتبة آية الله المرعشي قدس‌سره سيّد محمود مرعشي نجفي ، لسنة ١٤٢٢ هـ.

١٩٣ ـ فهرست النسخ الخطّيّة : لمركز إحياء التراث الإسلامي ، أحمد حسيني ، قم ، لسنة ١٤٢٢ هـ.

١٩٤ ـ قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية : لمحمّد إسماعيل إبراهيم ، بيروت ، دار الفكر العربية لسنة ١٩٦١ م.

١٩٥ ـ قصص الأنبياء : للراوندي ، سعيد بن هبة الله (ت ٥٧٣ هـ) ، مشهد ، مجمع البحوث الإسلامية ، لسنة ١٤٠٩ هـ.

١٩٦ ـ قصص الأنبياء : للنجّار ، عبد الوهّاب ، قم ، مؤسّسة الدين والعلم مع دار الهجرة لسنة ١٤٠٥ هـ.

 

١٩٧ ـ قضاء أمير المؤمين عليه‌السلام : للتستري ، محمّد تقي (ت ١٤١٥ هـ) ، النجف الأشرف ، منشورات المكتبة الحيدرية.

١٩٨ ـ قواعد العقائد : للغزالي ، محمّد بن محمّد أبو حامد (ت ٥٠٥) ، بيروت ، عالم الكتب ١٤٠٥ ق تحقيق موسى محمّد علي.

١٩٩ ـ قواعد العقائد : للطوسي ، محمّد بن الحسن (ت ٦٧٢ هـ) ، قم ، لسنة ١٤٠٠ هـ.

٢٠٠ ـ قواعد المرام في علم الكلام : للبحراني ، علي بن ميثم (ت ٦٩٩ ق) ، قم ، مطبعة مهر ١٣٩٨ ، تصحيح السيّد أحمد الحسيني.

٢٠١ ـ الكامل في التاريخ : لابن الأثير ، علي بن محمّد الشيباني (ت ٦٣٠ هـ) ، بيروت ، دار صادر لسنة ١٤٠٢ هـ.

٢٠٢ ـ الكشّاف : للزمخشري ، محمود بن عُمَر (٥٣٨ هـ) ، الرياض ، مكتبة العيبكان ، لسنة ١٤١٨ هـ.

٢٠٣ ـ كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم : للتّهانوي ، محمّد علي (ت ١١٥٨ هـ) مكتبة لبنان الطبعة الأولى ١٩٩٦ م.

٢٠٤ ـ كشف الأستار : للهيثمي ، علي بن أبي بكر (ت ٨٠٧ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة لسنة ١٤٠٤ هـ.

٢٠٥ ـ كشف الخفاء ومزيل الإلباس : للعجلوني ، إسماعيل بن محمّد (ت ١١٦٢ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة لسنة ١٤٠٥ هـ.

٢٠٦ ـ كشف الغمّة في معرفة الأئمّة : للأربلي ، علي بن عيسى (ت ٦٩٢ هـ) ، قم ، المجمع العالمي لأهل البيت عليهم‌السلام لسنة ١٤٢٦ هـ.

٢٠٧ ـ كشف الفوائد : للعلاّمة الحلّي ، حسن بن يوسف (ت ٧٢٦ هـ) ، طهران لسنة ١٣٠٥ هـ ، مع عدّة رسائل.

٢٠٨ ـ كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد : للعلاّمة الحلّي ، حسن ابن يوسف (ت ٧٢٦ هـ) ، جامعة المدرّسين لسنة ١٤٠٧ هـ.

٢٠٩ ـ كفاية الألمعي في آية يا أرض ابلعي : للجزريّ ، محمّد بن محمّد ،

 

أبي الخير (ت ٨٣٣ هـ) ، بيروت ، دار الآفاق ، سنة ٢٠٠٣ م.

٢١٠ ـ كفاية الطالب : للكنجي الشافعي ، محمّد بن يوسف (ت ٦٥٨ هـ) ، طهران ، دار إحياء التراث أهل البيت عليهم‌السلام لسنة ١٤٠٤ هـ.

٢١١ ـ الكلّيّات : للكفوي ، أبو البقاء ، أيّوب بن موسى (ت ١٠٩٤ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة لسنة ١٢٨٧ هـ.

٢١٢ ـ كمال الدين وإتمام النعمة : للصدوق ، محمّد بن علي بن الحسين (ت ٣٨١ هـ) ، قم ، جماعة المدرّسين.

٢١٣ ـ كنز العمّال : للهندي ، علي بن حسام الدين (ت ٩٧٥ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة لسنة ١٤٠٥ هـ.

٢١٤ ـ الكواكب الدرّيّة في تراجم السادة الصوفيّة : للمناوي ، عبد الرّؤوف (ت ١٠٣١ هـ) ، القاهرة المكتبة الأزهرية للتراث.

٢١٥ ـ گوهر مراد : للاهيجي ، عبد الرزّاق (ت ١٠٧٢ هـ) ، طهران ، لسنة ١٢٧٧ ق ، الطبعة الحجريّة.

٢١٦ ـ لباب العقول : للمكلاتي ، يوسف بن محمّد (ت ٦٢٦ هـ) ، القاهرة ، دار الأنصار لسنة ١٩٧٧ م ، تحقيق الدكتورة فوقيّة حسين محمود.

٢١٧ ـ لسان العرب : لابن منظور ، جمال الدين ، محمّد بن مكرم (ت ٧١١ هـ) ، قم ، نشر آدب حوزة لسنة ١٤٠٥ هـ.

٢١٨ ـ لسان الميزان : لابن حجر العسقلاني ، أحمد بن علي بن محمّد (ت ٨٥٢ هـ) ، بيروت ، دار إحياء مؤسّسة التاريخ لسنة ١٤١٦ هـ.

٢١٩ ـ لمعات إلهيّة : للزّنوزي ، ملاّ عبد الله (ت القرن ١٣ هـ) ، طهران ، مؤسّسة مطالعات وتحقيقات فرهنگي لسنة ١٣٦١ ش.

٢٢٠ ـ لمع الأدلّة : للجويني ، إمام الحرمين ، عبد الملك (ت ٤٧٨ هـ) ، مصر ، الدار المصريّة للتأليف لسنة ١٣٨٥ ق ، تصحيح ـ د ـ فوقيّة حسين محمود.

٢٢١ ـ اللمع في الردّ على أهل الزيغ والبدع : للأشعري أبو الحسن ، (ت ٣٣٠ هـ) القاهرة ، جامعة عين شمس ، لسنة ١٣٩٧ هـ ق تحقيق ـ د ـ فوقية

 

حسين محمود.

٢٢٢ ـ اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة : للسيوري ، جمال الدين مقداد ابن عبد الله (ت ٨٢٦ هـ) ، قم ، مكتبة آية الله المرعشي ، لسنة ١٤٠٥ هـ تحقيق الشهيد القاضي.

٢٢٣ ـ ما نزل من القرآن في علي : لابن نعيم ، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق (ت ٤٣٠ هـ) ، طهران ، وزارة الإرشاد الإسلامي لسنة ١٤٠٦ هـ.

٢٢٤ ـ مائة منقبة : للقمّي ، محمّد بن أحمد بن علي (ت ق٤ هـ) ، بيروت ، منشورات الدار الإسلامية لسنة ١٤٠٩ هـ.

٢٢٥ ـ المباحث المشرقية : للرازي ، فخر الدين (ت ٦٠٦ هـ) ، طهران ، مكتبة الأسدي ، ١٩٦٦ م.

٢٢٦ ـ المبدأ والمعاد : لابن سينا (ت ٤٢٨ هـ) ، طهران ، مؤسّسة مطالعات إسلامي لسنة ١٣٦٣ هـ ش.

٢٢٧ ـ المبسوط : للسّرخي ، محمّد بن أحمد بن أبي بكر (ت ٤٩٠ هـ) ، بيروت ، دار المعرفة ، لسنة ١٣٩٨ هـ.

٢٢٨ ـ مجمع البحرين : للطريحي ، فخر الدين بن محمّد بن علي (ت ١٠٨٥ هـ) ، قم ، لسنة ١٣٦٢ ش.

٢٢٩ ـ مجمع البيان : للطبرسي ، الفضل بن الحسن (ت ٥٤٨ هـ) ، طهران ، إسماعيل كتابجي ، لسنة ١٣٩٥ هـ.

٢٣٠ ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : الهيثمي ، نور الدين علي بن أبي بكر (ت ٨٠٧ هـ) ، بيروت ، دار الكتاب ، لسنة ١٤٠٢ هـ.

٢٣١ ـ مجموعة رسائل : للغزالي أبو حامد (ت ٥٠٥ ق) ، بيروت ، دار الكتب العلميّة لسنة ١٤٠٦ هـ.

٢٣٢ ـ محاسبة النفس : للكفعمي ، إبراهيم بن علي (ت ٩٠٥ هـ) ، قم ، مؤسّسة قائم عليه‌السلام لسنة ١٤١٣ هـ.

٢٣٣ ـ المحاسن : للبرقي ، أحمد بن محمّد بن خالد (ت ٢٧٤ هـ) ، قم ،

 

المجمع العالمي لأهل البيت عليهم‌السلام لسنة ١٤١٣ هـ.

٢٣٤ ـ محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين : للرازي ، محمّد بن عمر الخطيب (ت ٦٠٦ هـ) ، بيروت ، دار الكتاب لسنة ١٤٠٤ هـ.

٢٣٥ ـ المحيط بالتكليف : للمعتزلي ، القاضي عبد الجبّار (ت ٤١٥ هـ) ، القاهرة ، الشركة المصرية للنشر لسنة ١٣٨٤ هـ.

٢٣٦ ـ مختصر بصائر الدرجات : للحلّي ، الحسن بن سليمان (ت ق٩ هـ) ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي لسنة ١٤٢١ هـ.

٢٣٧ ـ مدينة المعاجز : للبحراني ، هاشم بن سليمان (ت ١١٠٧ هـ) ، قم ، مؤسّسة المعارف لسنة ١٤١٢ هـ.

٢٣٨ ـ المراجعات : لشرف الدين ، عبد الحسين (ت ١٣٧٧ هـ) ، بيروت ، الدار الإسلامية لسنة ١٤٠٦ هـ.

٢٣٩ ـ مروج الذهب : للمسعودي ، علي بن الحسين (ت ٣٤٦ هـ) ، قم ، مؤسّسة دار الهجرة لسنة ١٤٠٤ هـ.

٢٤٠ ـ المستدرك : للحاكم النيسابوري ، محمّد بن عبد الله بن محمّد (ت ٤٠٥ هـ) ، بيروت ، دار المعرفة ، لسنة ١٤١٨ هـ.

٢٤١ ـ مستدرك سفينة البحار : للنمازي ، حسن بن علي (ت ١٤٠٥ هـ) ، طهران ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، لسنة ١٤٠٩ هـ.

٢٤٢ ـ مستدرك الوسائل : للنوري ، حسين بن محمّد تقي (ت ١٣٢٠ هـ) ، قم ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لسنة ١٤٠٧ هـ.

٢٤٣ ـ مسند ابن جعد : للجوهري ، علي بن الجعد بن عبيد (ت ٣١٧ هـ) ، بيروت ، دار الكتب لسنة ١٤١٧ هـ.

٢٤٤ ـ مسند أبي يعلى : أحمد بن علي (ت ٣٠٧ هـ) ، دمشق ، دار المأمون للتراث لسنة ١٤٠٤ هـ.

٢٤٥ ـ مسند أحمد : للشيباني ، أحمد بن حنبل (ت ٢٤١ هـ) ، بيروت ، دار إحياء التراث لسنة ١٤١٤ هـ.

 

٢٤٦ ـ مسند الحميدي : عبد الله بن الزبير (ت ٢١٩ هـ) ، بيروت ، عالم الكتب.

٢٤٧ ـ مسند الشاميّين : للطبراني ، سليمان بن أحمد (ت ٣٦٠ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة لسنة ١٤١٧ هـ.

٢٤٨ ـ مسند الشهاب : للقاضي ، محمّد بن سلامة (ت ٤٥٤ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة الرسالة ، لسنة ١٤٠٥ هـ.

٢٤٩ ـ مسند الطيالسي : لسليمان بن داود (ت ٢٠٤ هـ) ، بيروت ، دار المعرفة.

٢٥٠ ـ مشكاة الأنوار : للطبرسي ، علي بن الحسن (ت ق٧ هـ) ، قم ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لسنة ١٤٢٣ هـ.

٢٥١ ـ مصابيح السنة : للبغوي ، الحسين بن مسعود (ت ٥١٦ هـ) ، بيروت ، دار العلوم الحديثة.

٢٥٢ ـ مصباح السالكين في شرح نهج البلاغة : لابن ميثم البحراني (ت ٦٧٩ هـ) ، بيروت ، دار الثقلين ، لسنة ١٤٢٠ هـ.

٢٥٣ ـ المصنّف : لابن شيبة ، عبد الله بن محمّد (ت ٢٣٥ هـ) ، الهند ، الدار السلفية.

٢٥٤ ـ المصنّف : للصنعاني ، عبد الرزّاق بن همّام (ت ٢١١ هـ) ، بيروت ، المكتب الإسلامي لسنة ١٣٩٠ هـ.

٢٥٥ ـ مطارح النظر في شرح الباب الحادي عشر : للطريحي ، صفيّ الدين (ت ١١٠٠ هـ) ، النجف الأشرف ، مطبعة الآداب.

٢٥٦ ـ مطلع الاعتقاد في معرفة المبدأ والمعاد : للبغدادي ، محمّد بن سليمان (ت ٩٧٦ هـ) ، تركيا ، مطبعة جمعيّة التاريخ.

٢٥٧ ـ معاني الأخبار : للصدوق ، محمّد بن علي بن الحسين (ت ٣٨١ هـ) ، قم ، جامعة المدرّسين لسنة ١٤١٣ هـ.

٢٥٨ ـ معاني القرآن : للأخفش ، سعيد بن مسعدة (ت ٢١٥ هـ) ، بيروت ،

 

عالم الكتب لسنة ١٤٠٥ هـ.

٢٥٩ ـ معاني القرآن : للزجّاج ، إبراهيم بن السَّريّ بن سَهل (ت ٢١٩ هـ) ، القاهرة ، مكتبة الخانجي.

٢٦٠ ـ المعتبر في الحكمة : للبغدادي ، أبو البركات (ت ٥٧٠ هـ) ، حيدر آباد دكن ، دائرة المعارف العثمانيّة ١٣٥٧ هـ.

٢٦١ ـ معتقد الإماميّة : للآملي ، حسن بن علي (ت ق٧ هـ) ، جامعة طهران لسنة ١٣٣٩ هـ.

٢٦٢ ـ المعتمد في أُصول الدين : للفرّاء ، القاضي أبو يعلى (ت ٤٥٨ هـ) ، بيروت ، دار المشرق لسنة ١٩٨٦ م.

٢٦٣ ـ المعجم الأُصولي : لمحمّد صنقور علي ، قم ، منشورات نقش لسنة ١٤٢٦ هـ.

٢٦٤ ـ المعجم الأوسط : للطبراني ، سليمان بن أحمد (ت ٣٦٠ هـ) ، القاهرة ، دار الحديث ، لسنة ١٤١٧ هـ.

٢٦٥ ـ معجم البلدان : للحموي ، ياقوت بن عبد الله (ت ٦٢٦ هـ) ، بيروت ، دار إحياء التراث العربي لسنة ١٣٩٩ هـ.

٢٦٦ ـ معجم التراث الكلامي : اللجنة العلميّة في مؤسّسة الإمام الصادق عليه‌السلام ، قم ، إنتشارات توحيد لسنة ١٤٢٣ هـ.

٢٦٧ ـ المعجم الصغير : للطبراني ، سليمان بن أحمد (ت ٣٦٠ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلميّة لسنة ١٤٠٣ هـ.

٢٦٨ ـ معجم طبقات المتكلّمين : اللجنة العلميّة في مؤسّسة الإمام الصادق عليه‌السلام لسنة ١٤٢٤ هـ.

٢٦٩ ـ معجم الفرق الإسلاميّة : للشريف يحيى الأمين ، بيروت ، دار الأضواء لسنة ١٤٠٦ هـ.

٢٧٠ ـ المعجم الكبير : للطبراني ، سليمان بن أحمد (ت ٣٦٠ هـ) ، القاهرة ، دار الحديث لسنة ١٤١٨ هـ.

 

٢٧١ ـ معجم المفسّرين : لعادل نويهض ، بيروت ، مؤسّسة نويهض الثقافية ، لسنة ١٤٠٣ هـ.

٢٧٢ ـ معجم مقاييس اللغة : لابن زكريّا ، أحمد بن فارس (ت ٣٩٥ هـ) ، قم ، مكتبة مكتب الإعلام الإسلامي ، لسنة ١٤٠٤ هـ.

٢٧٣ ـ المغني : لابن قدامة ، عبد الله بن أحمد (ت ١٨٢ هـ) ، بيروت ، دار الفكر ، لسنة ١٤٠٤ هـ.

٢٧٤ ـ المغني في أبواب التوحيد والعدل : للمعتزلي ، القاضي عبد الجبّار (ت ٤١٥ هـ) ، القاهرة ، الشركة المصرية ١٩٥٨ م.

٢٧٥ ـ مفاتيح الجنان : للقمّي عبّاس (ت ١٣٥٩ هـ) ، قم ، منشورات دار القرآن الكريم ، لسنة ١٤١٨ هـ.

٢٧٦ ـ مفاتيح الغيب : للرازي ، صدر الديّن (ت ١٠٥٠ هـ) طهران ، انجمن إسلامي ، لسنة ١٣٦٣ هـ.

٢٧٧ ـ مفتاح الباب : للحسيني ، أبو الفتح بن مخدوم (ت ٩٧٦ ق) ، مشهد ، مؤسّسة الطبع والنشر للروضة المقدّسة الرضويّة ، ١٣٦٨ ش.

٢٧٨ ـ مفتاح الفلاح : للبهائي ، محمّد بن الحسن (ت ١٠٣٠ هـ) ، بيروت ، مؤسّسة النشر الإسلامي ، لسنة ١٤١٥ هـ.

٢٧٩ ـ مقالات الإسلاميّين : للأشعري ، علي بن إسماعيل (ت ٣٢٤ هـ) ، بيروت ، دار النشر لسنة ١٤٠٠ هـ.

٢٨٠ ـ مكارم الأخلاق : للطبرسي ، الحسن بن الفضل (ت ق٦ هـ) ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي لسنة ١٤١٤ هـ.

٢٨١ ـ الملل والنحل : للشهرستاني ، محمّد بن عبد الكريم (ت ٥٤٨ هـ) ، قم ، مكتبة الرضيّ لسنة ١٣٦٤ ش.

٢٨٢ ـ المناقب : لابن شهرآشوب ، محمّد بن علي (ت ٥٨٨ هـ) ، قم ، انتشارات علاّمة.

٢٨٣ ـ مناقب الإمام علي عليه‌السلام : للمغازلي ، علي بن محمّد (ت ٤٨٣ هـ) ،

 

طهران ، منشورات المكتبة الإسلامية.

٢٨٤ ـ مناقب الإمام علي عليه‌السلام : للخوارزمي ، الموفّق بن أحمد بن محمّد (ت ٥٦٨ هـ) ، طهران ، مكتبة نينوى.

٢٨٥ ـ مناقب العارفين : للأفلاكي (ت ٧٦٠ هـ) ، بيروت ، دار المعرفة.

٢٨٦ ـ المنطق : للمظفّر ، محمّد رضا (ت ١٣٨٣ هـ) ، بيروت ، دار التعارف لسنة ١٤٠٢ هـ.

٢٨٧ ـ المنقذ من التقليد : للرازي ، سديد الدين ، محمود الحمصي (ت ق ٧ هـ) ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي لسنة ١٤١٩ هـ.

٢٨٨ ـ من لا يحضره الفقيه : للصدوق ، محمّد بن علي بن الحسين (ت ٣٨١ هـ) ،قم ، منشورات جماعة المدرّسين.

٢٨٩ ـ منهاج الكرامة : للعلاّمة الحلّي ، الحسن بن يوسف (ت ٧٢٦ هـ) ، قم ، انتشارات تاسوعاء.

٢٩٠ ـ المواقف : للاّهيجي ، عبد الرحمن بن أحمد (ت ٧٥٦ هـ) ، بيروت ، دار الجيل ، لسنة ١٤١٧ هـ.

٢٩١ ـ المواهب اللدنّيّة : للقسطلاني ، أحمد بن محمّد (ت ٩٢٣ هـ) ، بيروت ، دار الكتب العلميّة لسنة ١٤١٦ هـ.

٢٩٢ ـ موسوعة الجماعات والمذاهب : للحنفي ، عبد المنعم ، القاهرة ، مكتبة مدبولي ، لسنة ١٩٩٩ م.

٢٩٣ ـ موسوعة طبقات الفقهاء : للسبحاني ، جعفر ، قم ، مكتبة التوحيد لسنة ١٤١٨ هـ.

٢٩٤ ـ الموطّأ : لمالك بن أنس (ت ١٧٩ هـ) ، بيروت ، دار إحياء التراث لسنة ١٣٧٠ هـ.

٢٩٥ ـ ميزان الحكمة : لري شهري ، محمّدي ، طهران ، نشر مكتب الإعلام لسنة ١٤٠٣ هـ.

٢٩٦ ـ النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر : للسيوري ، مقداد بن

 

عبد الله (ت ٨٢٦ هـ) مشهد ، مؤسّسة الطبع والنشر للروضة الرضويّة لسنة ١٣٦٨ ش.

٢٩٧ ـ النجوم الزاهرة : للأتابكي ، جمال الدين بن تغري (ت ٨٧٤ هـ) ، مصر ، المؤسّسة المصريّة.

٢٩٨ ـ نشرية مكتبة جامعة طهرات : لمحمّد مشكاة ، طهران ، جامعة طهران لسنة ١٣٦٦ ش.

٢٩٩ ـ نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار : للميلاني ، علي الحسيني ، قم ، لسنة ١٤١٤ هـ.

٣٠٠ ـ النكت الاعتقادية : للمفيد ، محمّد بن محمّد النعمان (ت ٤١٣ هـ) ، مشهد ، المجمع العالمي لسنة ١٤١٣ هـ.

٣٠١ ـ نهاية الإقدام في علم الكلام : للشهرستاني ، محمّد بن عبدالكريم (ت ٥٤٨ هـ) بغداد ، مكتبة المثنّى.

٣٠٢ ـ نهاية المرام في علم الكلام : للعلاّمة الحلّي ، الحسن بن يوسف (ت ٧٢٦ هـ) ، قم ، مؤسّسة الإمام الصادق عليه‌السلام لسنة ١٤١٩ هـ.

٣٠٣ ـ نهج الإيمان : لابن جبر ، علي بن يوسف (ت ق ٧ هـ) ، مشهد ، مجتمع إمام هادي عليه‌السلام لسنة ١٤١٨ هـ.

٣٠٤ ـ نهج البلاغة : للرضي ، محمّد بن الحسين الموسوي (ت ٤٠٦ هـ) ، بيروت ، دار الكتاب لسنة ١٩٨٢ م.

٣٠٥ ـ نهج الحقّ : للعلاّمة الحلّي ، الحسن بن يوسف (ت ٧٢٦ هـ) ، قم ، دار الهجرة لسنة ١٤١٤ هـ.

٣٠٦ ـ نهج المسترشدين في أُصول الدين : للعلاّمة الحلّي (ت ٧٢٦ هـ) ، قم ، مجمع الذخائر الإسلامية.

٣٠٧ ـ نوادر الأُصول : للترمذي ، محمّد بن علي بن الحسن (ت ٣٢٠ هـ) ، بيروت ، دار الجيل لسنة ١٤١٢ هـ.

٣٠٨ ـ نوادر المعجزات : للطبرسي الإمامي ، محمّد بن جرير (ت ٣١٠ هـ) ،

 

قم ، مؤسّسة الإمام المهدي عليه‌السلام لسنة ١٤١٠ هـ.

٣٠٩ ـ نور الأبصار : للشبلنجي ، مؤمن بن حسن (ت ق ١٣ هـ) ، بيروت ، دار الفكر لسنة ١٣٦٨ هـ.

٣١٠ ـ نور البراهين : للجزائري ، نعمة الله (ت ١١١٢ هـ) ، قم ، مؤسّسة النشر الإسلامي لسنة ١٤١٧ هـ.

٣١١ ـ وسائل الشيعة : للحرّ العاملي ، محمّد بن الحسن (ت ١١٠٤ هـ) ، قم ، مؤسّسة آل البيت عليهم‌السلام لسنة ١٤٠٩ هـ.

٣١٢ ـ وفيات الأعيان : لابن خلّكان ، أحمد بن محمّد (ت ٦٨١ هـ) ، بيروت ، دار صادر لسنة ١٣٩٨ هـ.

٣١٣ ـ اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليه‌السلام : لابن طاووس ، علي بن موسى (ت ٦٦٤ هـ) ، قم ، دار الكتاب لسنة ١٤٠٠ هـ.

٣١٤ ـ ينابيع المودّة : للقندوزي الحنفي ، سليمان بن إبراهيم (ت ١٢٩٤ هـ) ، قم ، دار الأُسوة للطباعة لسنة ١٤١٦ هـ.

 

من أنبـاء التـراث

هيئة التحرير

كتب صدرت محقّقـة

* قاعدة الإلزام.

تأليف : الشيخ محمّد جواد البلاغي (١٢٨٢ ـ ١٣٥٢ هـ).

رسالة فقهية تناولت قاعدة الإلزام أي إلزام غير الإمامي بأحكام نحلته (ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم) ، قام فيها المؤلّف بعرض الروايات الواردة عن الأئمّة المعصومين عليهم‌السلام الدالّة على إلزام غير الإمامي بما ألزموا به أنفسهم وأنّ المؤمن بولايتهم لا تلزمه ما يلزم غيره من أهل سائر النحل الإسلامية ، كما تطرّق إلى شواهد فقهية مختلفة أعدّها نماذج لتطبيق قاعدة الإلزام وتبيينها ، وقد ذكر أقوال العلماء في المسألة وما تفرّعت إليه تلك القاعدة.

وقد اشتملت الرسالة على مقدّمة التحقيق وثلاثة فصول في : أحاديث قاعدة الإلزام ، كلمات علمائنا في هذا المقام ، فقه المسألة وفروعها.

تحقيق : السيّد محمّد علي الحكيم.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ١٢٧.

نشر : دار المحجّة البيضاء ـ بيروت ـ لبنان / ١٤٢٨ هـ.

* تذكرة الفقهاء ج (١٧).

تأليف : العلاّمة الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّي (٦٤٨ ـ ٧٢٦ هـ).

من أهمّ وأوسع الكتب في الفقه المقارن الاستدلالي بين المذاهب الإسلامية ، لخصّ فيه مصنّفه فتاوى علماء المذاهب المختلفة وقواعد الفقهاء ، ثمّ أشار في كلّ مسألة إلى

 

الخلاف الواقع فيها ، مشيراً إلى الرأي الصحيح منها محتجّاً بالأدلّة الواضحة ، مع ردّ الآراء الأُخرى ردّاً علميّاً استدلاليّاً.

وقد اعتُمِد في تحقيق هذا السفر على خمس عشرة نسخة خطّيّة وثلاث نسخ خطّيّة أُخر رمز لها بالأحرف (ث ، ر ، ص) قوبلت مع الكتاب من بداية الجزء الثالث عشر فما بعد. صدر سابقاً منه ستّة عشر مجلّداً اشتملت على كتاب الطهارة حتّى كتاب الشركة ؛ أمّا هذا المجلّد فقد احتوى على المقصد الرابع من كتاب الأمانات : في القراض إلى آخر الجعالة.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٤٨٥.

تحقيق ونشر : مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام لإحياء التراث ـ قم ـ إيران / ١٤٢٨ هـ.

* مصابيح الأحكام ج (١).

تأليف : آية الله السيّد محمّـد مهدي بحر العلوم (ت ١٢١٢ هـ).

كتاب فقهيّ استدلاليّ ، يتناول المسائل الشرعيّة في العبادات والمعاملات ، ويتعرّض إلى الأقوال والآراء في المسألة مع استعراض أدلّتها ، وتثبيت الرأي المختار بإيراد الأدلّة

المؤيّدة له. يعتبر هذا الكتاب أحد مصادر الفقه المعروفة ، فقد ذكره الكثير من علمائنا المتأخّرين.

يضمّ المجلّد الأوّل منه كتاب الطهارة والذي يشتمل على : القول في المياه ، القول في التخلّي ، والقول في الوضوء.

اعتمد في تحقيق هذا الجزء على أربعة نسخ خطّية ، مع كتابة مقدّمة للكتاب تناولت حياة المؤلّف بقلم نجله.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٦٣٢.

تحقيق ونشر : مؤسّسة آية الله السيّد البروجردي ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* الفوائد الرضوية في أحوال علماء الجعفرية عربي ، فارسي ج (١ ـ ٢).

تأليف : الشيخ عبّاس القمّي (ت ١٣١٩ هـ).

كتاب رجال وتراجم ، يُعدّ من الكتب الرجالية التي تتناول علماء ورجال المذهب الجعفري الإمامي الاثني عشري ، واستقصاء أخبارهم بحسب الترتيب الهجائي ، وإيراد بعض الروايات التي رويت عنهم.

علماً بأنّه لم تذكر النسخ المعتمدة في تحقيق هذا الكتاب.

 

تحقيق : ناصر باقري بيدهندي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : لكلا الجزءين ١٢٢٥.

نشر : بوستان كتاب ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* الإمام الرضا عليه‌السلام تاريخ ودراسة.

تأليف : السيّد محمّـد جواد فضل الله.

استهدف الكتاب دراسة حياة وتاريخ الإمام الرضا عليه‌السلام ، بيّن فيها عقيدة علماء الإماميّة في كون الأئمّة عليهم‌السلام حجج الله على عباده وأنّهم عالمون غير معلّمين ، كما تطرّق لخُلُقِ الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام وسيرته ومواقفه الحكيمة قبال أحداث تلك الحقبة وسياسة المأمون.

اشتمل الكتاب على عشرين بحثاً بالعناوين التالية : عقيدتنا في أهل البيت عليهم‌السلام ، خصائصه ومميزاته ، بين الإمام عليه‌السلام والواقفة ، بين الإمام عليه‌السلام والخلفاء ، ولاية العهد ، الإمام عليه‌السلام والفضل بن سهل ، النهاية المأساة ، الإمام والثورات العلوية ، المؤلّفات ، المناظرات ، التوحيد ، الرؤية ، الجبر والتفويض ، التناسخ ، الإمامة ، التفسير ،

التشريع ، من روائع حديث الإمام ، عظاته وحكمه ، وثيقة ولاية العهد.

تحقيق : محمّد صادق الغرّاوي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٤٩٥.

نشر : مؤسسة دار الكتب الإسلامي ـ قم ـ إيران / ١٤٢٨ هـ.

* رسائل الميرزا القمي ج (١ ـ ٢).

تأليف : الشيخ أبو القاسم بن محمّـد حسن بن نظر علي الجيلاني الشفتي الچابلاقي القمي المعروف بـ : (الميرزا القمي) (ت ١٢٣١ هـ).

كتاب فقهي ، استدلالي ، في مواضيع شتّى ، حيث يحتوي على مجموعة رسائل فقهية كتبها قدس‌سره في بعض أبواب الفقه لتوضيح بعض المسائل ذات اللبس والإبهام ، أو ذات الوجوه المتعدّدة ، أو التي كثر الابتلاء بها ، أو تجدّد وكثر السؤال عنها وعن حكمها. علماً بأنّ مباحث هذه الرسائل ليست فقهية بحتة ، بل في بعضها نفس فلسفي عرفاني.

يحتوي هذا الكتاب على إحدى وعشرين رسالة هي : رسالة في بيع الفضولي ، رسالة في بيان بعض أحكام البيع والشرط ، رسالة في المعاطاة ،

رسالة في تحقيق الغناء ، رسالة في ملك العبد لما في يده ، رسالة في المعاملة المحاباتية بشرط القرض أو بالعكس ، رسالة في أحكام الجزية في زمن الغيبة ، رسالة في حكم مدرسة لا يعلم واقفها ، رسالة في العقد على الصغيرة ، رسالة في الطلاق ، رسالة في الطلاق بعوض عن الخلع ، كتاب القضاء ، رسالة في الميراث ، رسالة في الزكاة ، رسالة في الشرط ضمن العقد ، رسالة في مسألة (شير بها) ثمن الرضاع ، رسالة في حكم متاع البيت في صورة التنازع ، رسالة في بعض فروع الضرر ، رسالة في منجّزات المريض ، رسالة في شرح الحديث المنسوب إلى أمير المؤمنين (حديث أنا الطين).

اعتمد في تحقيق هذا الكتاب على نسختين ، خطية وحجرية.

تحقيق : مكتب الإعلام الإسلامي ـ فرع خراسان الرضوي ، عبّاس التبريزيان.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ج ١ : ٥٩٢ ، ج ٢ : ١١٢٤.

نشر : بوستان كتاب ـ خراسان ـ إيران / ١٤٢٨ هـ.

* حاشية إرشاد الأذهان.

تأليف : الشيخ زين الدين بن علي العاملي المعروف بالشهيد الثاني (ت ٩٦٥ هـ).

كتاب فقهي ، وهو ما دوّنه الشهيد الثاني على إرشاد الأذهان للعلاّمة الحلّي لبيان وتوضيح بعض عباراته وفك رموزه ، وهو في طريقته وأُسلوبه مشابه لآثاره الفقهية مثل المسالك والروضة ؛ حيث بيّن فيها بعض المطالب المهمّة التي لا غنى للطالب عنها.

تبدأ هذه الحاشية من كتاب الطهارة ، وحتّى الديّات ، أي جميع أبواب الفقه ، وهذا هو الكتاب الرابع عشر من سلسلة مؤلّفات الشهيد الثاني التي تبنّاها مكتب التبليغات الإسلامي في الحوزة العلمية في قم.

اعتمد في تحقيق هذه الحاشية على خمس نسخ خطيّة ، مع مخطوطات لكتبه الأُخرى للتدقيق والتصحيح أمثال : مسالك الأفهام ، الروضة البهية ، روض الجنان ، فوائد القواعد ، المقاصد العلية ، وذلك للشبه بينها وبين حاشية الإرشاد كما ذكر.

تحقيق : مركز العلوم والثقافة

 

الإسلامية ، قسم إحياء التراث الإسلامي ، رضا المختاري ، والمساعدون : علي أكبر زماني نژاد ، علي المختاري ، السيّد أبو الحسن المطّلبي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٤٦٢.

نشر : بوستان كتاب ـ قم ـ إيران / ١٤٢٨ هـ.

* الشيعة وفنون الإسلام.

تأليف : السيد حسن الصدر.

يعدّ هذا الكتاب تلخيصاً لكتاب تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ، وقد تناول فيه المؤلّف تصانيف علماء الشيعة التي تدلّ على تقدم علماء الشيعة على سائر علماء الإسلام في تأسيس أنواع العلوم وسعة معلوماتهم فيها وتسلّطهم عليها ، حيث حازوا قصبة السبق فيها على سائر علماء المذاهب الإسلامية تأثراً بمدرسة أهل بيت الرسول الأعظم محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم).

فقد رتّب المؤلِّف الكتاب على خمسة عشر فصلاً وعنونها كالتالي : في تقدّم الشيعة في علوم القرآن ، علوم الحديث ، الأخلاق ، علم السير ، التاريخ الإسلامي ، علم اللغة ، علم المعاني والبيان والفصاحة والبلاغة ، علم

العروض ، فنون الشعر في الإسلام ، علم الصرف ، علم النحو العربي.

تحقيق : السيّد مرتضى مير سجّادي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٦٦٧.

نشر : مؤسّسة السبطين العالمية ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* تحكيم المباني في أُصول الفقه ج (١ ـ ٣).

تأليف : السيّد عبـد الجواد علم الهدى الخراساني.

كتاب أُصولي ، يعتني ببيان وتحكيم المباحث والمباني الأُصولية التي تقع في طريق استنباط الحكم الشرعي ، وكذلك حلّ بعض الغوامض في تلك المباني ، معتمداً على دروس وشروح السيّد الإمام الخميني قدس‌سره التي اكتسبها من بحوثه ودروسه.

كما ذكر الأقوال والآراء المختلفة لعلماء الإسلام من أهل الخاصّة والعامّة.

يضمّ هذا الكتاب بأجزائه الثلاثة أحد عشر مقصداً وهي في : الأوامر ؛ البحث عن الواجبات المستفادة من أوامر الشارع ، النواهي ، المنطوق والمفهوم ، العامّ والخاصّ ، المطلق والمقيّد ،

المجمل والمبيّن ، مباحث القطع ، الظنّ ، الأُصول العملية ، التعادل والتراجيح ، وخاتمة الكتاب في الاجتهاد والتقليد.

تحقيق : الشيخ حسين آزادي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : الجزء الأوّل : ٤٦٢ ، الجزء الثاني : ٥٩٩ ، الجزء الثالث : ٥٧٦.

نشر : منشورات سجدة ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* تفسير القمّي.

تأليف : الشيخ عليّ بن إبراهيم القمّي (ت ٣٠٧ هـ).

كتاب يفسر القرآن الكريم تفسيراً روائيّاً ، وذلك من خلال عرض الروايات الواردة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الكرام عليهم‌السلام في معاني وتفسير السور والآيات القرآنية.

يضمّ هذا السفر : القرآن الكريم في وسط صفحاته ، ويحوطه تفسير الآيات. كما أنّ هذا الكتاب أُجريت عليه بعض التصحيحات.

تحقيق ومراجعة : محمّـد الصالحي الأندمشكي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٧٥٣.

نشر : منشورات ذوي القربى ـ قم ـ إيران / ١٤٢٨ هـ.

كتب صدرت حديثاً

* أحكام الدماء الثلاثة.

تأليف : السيّد شاكر اليوسف.

اهتمَّ المؤلّف بجمع المسائل الشرعية المختصّة بالنساء فيما ابتلين به من الدماء الثلاثة (الحيض ، الاستحاضة ، النفاس) ، فجاءت هذه المسائل بأسلوبها الجديد في عرضها وبيانها وضرب الأمثلة لها مطابقة لفتاوى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيّد علي السيستاني (دام ظلّه) ، في ثلاثة فصول معنونة بالعناوين المذكورة بجميع التفصيلات والتفريعات لأحكام الدماء الثلاثة ، كما جعل في آخره ملحقاً مجدولاً بما يخصّهن في اختلاف أحوالهنّ.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ١١٠.

نشر : الطيّار ـ قم ـ إيران ، وحوزة الهدى للدراسات الإسلامية ـ سنابس ـ

 

البحرين / ١٤٢٨ هـ.

* مدرسة الغدير.

تأليف : عزّ الدين سليم رحمه‌الله.

بحث الكتاب في حديث الغدير ـ من منظارين : أحدهما التاريخي في : ظروفه ، ورواته ، ومدلوله. والآخر في : أثر الفكر الإسلامي في الحياة ـ في بحثين مستقلّين ، يبيّن من خلالهما قوّة المنهج العلمي الواضح في صحّة حديث الغدير ؛ بالنصّ على خلافة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وتأثير مدرسة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الأطهار على هداية الأُمّة ونجاتها ، وقد اقتصر الكتاب بسائر مواضيعه وبحوثه على هذين العنوانين.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٢١٦.

نشر : زيد للنشر ـ بغداد ـ العراق ، ودار الزهراء ـ بيروت ـ لبنان / ١٤٢٨ هـ.

* بنو إسرائيل والحضارة المصرية.

تأليف : ماجدة المؤمن.

كتاب يقدِّم دراسة مختصرة عن تاريخ

بني إسرائيل المقرون بالزيف والتزوير ، فيفنّد مزاعمهم ليتبيّن للقارئ مدى تطاولهم وترفّعهم على سائر أبناء البشر ، حيث ادّعوا أنّهم الشعب المختار وأبناء الله؟؟

وقد أماطت المؤلّفة الستار عن معتقداتهم الواهية وسلوك عباداتهم المتأثّرة بسالفهم الوثني وتجاسرهم وتجاوزهم على أنبياء الله.

اشتمل الكتاب على مقدّمة ومدخل ـ في : أهمّية الحضارة المصرية في التاريخ ـ وعشرة فصول في : إبراهيم الخليل عليه‌السلام والحضارة المصرية ، إسرائيل والعبرانيّون والحضارة المصرية ، يوسف عليه‌السلام وزيراً عند المصريّين ، دخول بني إسرائيل مصر ، تجمّع بني إسرائيل في مصر ، موسى عليه‌السلام والفراعنة ، الموسويّون واليهود والصهاينة ، خروج بني إسرائيل من مصر ، تيه قوم موسى عليه‌السلام في سيناء ، غضب الله الدائم على اليهود ؛ والخاتمة.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٣٧٦.

نشر : دار الهادي ـ بيروت ـ لبنان / ١٤٢٨ هـ.

 

* لمحات من الصراع السياسي في الإسلام ج ١.

تأليف : السيّد محمّـد بحر العلوم.

تناول المؤلّف في هذا الجزء من كتابه العهد الأُمويّ في دراسة موضوعية يكشف القناع فيه عن زيغ بني أُميّة وضلالهم ؛ ليتبلور للقارئ منهج أهل بيت الرسول الأعظم محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرتهم الإلهية الحقّة.

اشتمل الكتاب على بابين في : صراع المبادئ وفي : سبيل بناء الملك. وقد ضمّ كلّ باب منهما ثلاثة فصول ، وفصول الباب الأول عبارة عن : بداية الصراع ، في خضمِّ الصراع ، معاوية والإمام الحسن. وفصول الباب الثاني هي : عوامل البناء ، عواصف في وجه النظام ، الآمال والأعمال.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ١٣٨١.

نشر : زيد للنشر ـ بغداد ـ العراق ، ودار الزهراء ـ بيروت ـ لبنان / ١٤٢٨ هـ.

* العبد العالم المنهج والحياة.

تأليف : عماد الهلالي.

قدّم الكتاب دراسة عن حياة الخضر عليه‌السلام وأسرار شخصيّته مبتدِئاً دراسته بالحوار المذكور في القرآن الكريم بينه وبين النبيِّ موسى عليه‌السلام وما دار حوله من بحوث ومعارف ، كما ذكر آثاره في البلاد الإسلامية ، وسرد القصص الواردة فيه ، وارتباطه بآل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأسرارهم.

اشتمل الكتاب على مقدّمة وأربعة فصول في : الولادة والنشأة ، موسى والعبد العالم في القرآن ، العبد نبيّ أم عالم ، الخضر رؤية صوفيّة.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٤٠٠.

نشر : بوستان كتاب ـ قم ـ ايران / ١٤٢٨ هـ.

* وصاية أمير المؤمنين في القرآن والسنّة.

تأليف : سعيد أبو معاش.

كتاب اعتنى بإثبات الوصاية بعد النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه‌السلام ، معتمداً على كتب الفريقين في ذكر الآيات القرآنية والروايات وسردها من غير تبويب لها ، بل اكتفى بذكر العناوين وفهرسة

 

للمواضيع ، والجدير بالذكر أنّ مقدّمة الكتاب تبيّن للقارئ مدى اهتمام علماء الإمامية بوصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإهمال الجانب الآخر لها ، مضافاً لما نسبوه إلى غير صفاته الشريفة وما جحدوه من حقّه (صلى الله عليه وآله وسلم).

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٥٥٢.

نشر : منشورات لقاء ـ قم ـ إيران ، ومؤسسة العطار الثقافية ـ النجف الأشرف ـ العراق / ١٤٢٨ هـ.

* تجلّيات الرّحمة في الصلاة على أهل العصمة.

تأليف : الدكتور عبـد الكريم شمشيري.

عرض الكتاب بحثاً مبسّطاً في الآثار المعنوية للصلاة على محمّـد وآله الطيّبين الطّاهرين ، ذاكراً على إثره التجارب الحيّة والقصص والأخبار الواردة بهذا الشأن ، كما تطرّق لنقل ما تيسّر له من معارف الدين الحنيف المؤثّرة في تربية النفس ، مؤكِّداً على روح الإيمان ، وحصول الطمأنينة في الركون والالتزام بمبادئ الإسلام.

وقد قام بترجمته من الفارسية إلى

العربية : حامد الطائي.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ١٧٦.

نشر : مؤسسة سرآمدكاوش ـ طهران ـ إيران / ١٤٢٨ هـ.

* عليٌّ في التزام الحقِّ.

تأليف : ضياء الدين زين الدين.

خاض المؤلّف دراسة تاريخيّة علميّة في مشهد يوم الغدير وولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، والنصوص الواردة في هذا الشأن من الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، كالتزام بما يشرّعة الدين الحنيف وينطق به شخص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، حيث قدّم بحثاً مفصّلاً بهذا الشأن.

وقد فاز الكتاب بالجائزة الاُولى في مهرجان الإمام عليّ عليه‌السلامبمناسبة مرور ١٤ قرناً على يوم الغدير.

اشتمل الكتاب على : مقدّمة وتمهيد وتسعة أبواب في : مشهد الغدير ودلالاته ، الولاية والوضوح الإسلامي ، الولاية والواقعية الإسلامية ، عليّ مع الحقّ والحقّ مع عليّ ، مبدأ العصمة ، في علم عليّ عليه‌السلام ، علم عليّ عليه‌السلامبالغيب ، عليّ وخرق النواميس الطبيعية ،

 

الولاية في التزام المؤمن.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٥٢٤.

نشر : زيد للنشر ـ بغداد ـ العراق ، ودار الزهراء ـ بيروت ـ لبنان / ١٤٢٨ هـ.

* صلح الإمام الحسن وثورة الحسين.

تأليف : الشيخ محسن الأراكي.

استعرض الكتاب دراسة موجزة في السنن الإلهية ، سلّط الضوء فيها على صلح الإمام الحسن وثورة الإمام الحسين عليهما‌السلام ، وذلك من منظور السنن التاريخية في القرآن الكريم.

اشتمل الكتاب على : مقدّمة وأربعة مواضيع في : سنن القيادة الإلهية في التاريخ ، سنّة المرحليّة في غيبة القيادة الإلهية ، صلح الإمام الحسن على ضوء سنن القيادة الإلهية ، ثورة الإمام الحسين من منظور سنن القرآن.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ١١٢.

نشر : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم‌السلام ـ قم ـ إيران / ١٤٢٨ هـ.

* حوار في الإمامة.

تأليف : الشيخ محسن الأراكي.

ضمّ الكتاب في طيّ صفحاته حواراً ـ عقائديّاً ، وجدلاً علميّاً ، بعيداً عن النزعات الطائفية والتعصّبات المذهبية ـ بين شخصيّتين مرموقتين على الصعيدين العلمي والسياسي ، وهما : الشيخ محسن الأراكي ، والدكتور محمّـد المسعري ، جرت بينهما مساجلات علميّة في مفهوم الإمامة ، يقف القارئ فيها على مواقف ومنعطفات البحث بدراسة وتعقّل وتفهّم.

اشتمل الكتاب على : مدخل إلى الجدل الطائفي في الإسلام ، وثلاث رسائل بُودِلت بين الشخصيتين ، الأُولى : للشيخ محسن الأراكي ، والثانية : للدكتور محمّـد المسعري ، والثالثة : للشيخ محسن الأراكي.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ٢٥٦.

نشر : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم‌السلام ـ قم ـ إيران / ١٤٢٨ هـ.

* الشيعة الفرقة الناجية (ج ١).

تأليف : سعيد أبو معاش.

انتهج الكتاب دراسة مكثّفة في إثبات أنّ الشيعة هم الفرقة الناجية ، وإثبات ولاية أهل بيت الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)

ووجوب طاعتهم ، كفرض إلهي أتت به الشريعة السمحاء ، معتمداً على آيات الكتاب الحكيم وأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) التي حفلت بها كتب الفريقين ، كما عالج شبهات المنكرين وردّ مزاعمهم.

اشتمل الكتاب على : مقدّمة وتسعة فصول ، في : أحاديث افتراق الأُمّة ، السبب في اختلاف المذاهب في الفروع والأُصول ، وجوب التسليم لأهل البيت عليهم‌السلام ، تسمية الشيعة في الحديث الشريف بالشيعة ، عقائد الشيعة والشبهة الموجهة إِليهم من النواصب ، نشأة الشيعة والتشيّع في الإسلام ، آيات الولاية في القرآن ، الأوامر الإلهية في القرآن بالتزام مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، الأوامر الالهية في القرآن باتّباع أئمّة أهل البيت عليهم‌السلام.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٨١٦.

نشر : مؤسّسة السيّدة المعصومة عليها‌السلام ـ قم ـ إيران / ١٤٢٨ هـ.

* بحوث معاصرة في الساحة الدولية.

تأليف : الشيخ محمّـد السند.

يعتبر هذا الكتاب هو الإصدار الثالث

من سلسلة دراسات في الفكر الإسلامي المعاصر في ضوء مدرسة أهل البيت عليهم‌السلام ، حيث قام المؤلف بردّ الإثارات المناوئة لمدرسة أهل البيت عليهم‌السلام ، وتبيين مدى تأثير هذه المدرسة على الصعيد العالمي والدولي.

وهو مجموعة لمحاضرات ألقاها المؤلّف في مدينة المنامة البحرينية في أيّام شهر محرّم خلال أربع سنوات ، وقد ركّز البحث فيه على الأبواب الأربعة التالية : إثارات العلمانية الغربية حول الإسلام ، النهضة الحسينية ومفهوم الإرهاب والسلام ، عاشوراء ومفهوم العولمة ، العدالة الاجتماعية.

كما جعل لكلِّ بابين من هذه الأبواب الأربعة فهرسة مستقلّة بهما.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٤١٧.

نشر : مركز الأبحاث العقائدية ـ قم ـ إيران / ١٤٢٨ هـ.

* المدخل إلى دراسة نصِّ الغدير.

تأليف : الشيخ محمّـد مهدي الآصفي.

تعرض الكتاب الى دراسة في نصّ حديث الغدير ومسألة الإمامة والولاية

 

بعد الرسول الأعظمّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ، حيث كانت ولا زالت محلّ اختلاف وبحث بين فرق المسلمين ، فقد عالجها المؤلّف في قراءته لتاريخ الكلام والفقه الإسلاميين ، وذلك من خلال ثلاثة اتّجاهات تعدّ ملتقى تلك الاختلافات ، وهي :

أوّلاً : نظرية انعقاد الإمامة بالغلبة والثورة المسلّحة.

ثانياً : نظرية الاختيار ، حيث تعدّ هاتان النظريّتان لجمهور أهل السنة.

وثالثاً : نظرية النصّ ، وهي نظريّة الشيعة الإمامية.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ٢٠٢.

نشر : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم‌السلام ـ قم ـ إيران / ١٤٢٨ هـ.

* تاريخ الإسلام.

تأليف : مهدي پيشوائي.

كتاب قدّم فيه المؤلّف عرضاً تحليليّاً لتاريخ الإسلام من العصر الجاهلي وحتى وفاة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهو نتاج وحاصل لما قدّمه المؤلّف طيلة أكثر من عقد من تدريسه في معاهد التعليم العالي والمؤسسات العلمية ، معتمداً فيه على تدوين لنصوص الردّ على الشبهات

والأسئلة التي تثار في قاعة الدرس ، كما ذكر مقدّمة ملخّصة عن أهمّ الأُمور التي ابتنى عليها هذا التأليف.

اشتمل الكتاب على خمسة أبواب في : بحوث تمهيدية ، محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) من ولادته الى مبعثه ، من البعثة إلى الهجرة ، من الهجرة إلى الدعوة العالمية ، من الدعوة العالمية إلى وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقد احتوى كلّ باب منه على فصول وقد قام بترجمته من الفارسية إلى العربية : خليل زامل العاصمي.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٣٣٠.

نشر : المجمع العالمي لأهل البيت عليهم‌السلام ـ قم ـ إيران / ١٤٢٨ هـ.

* رسالة في المتعتين.

تأليف : السيّد علي الحسيني الميلاني.

كتاب من سلسلة أبحاث (اعرف الحقّ تعرف أهله) برقم (٥) ، تناول فيه المؤلّف البحث في متعة الحجِّ ومتعة النساء ، استناداً إلى كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، حيث كان عمل الأُمّة بهما في حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد رحيله ، حتّى

 

فوجئوا بتحريمهما بعد شطر من خلافة عمر بن الخطّاب.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ٦٢.

نشر : مركز الحقائق الإسلامية ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* نزول سورة هل أتى في أهل بيت المصطفى.

تأليف : السيّد علي الحسيني الميلاني.

كتاب من سلسلة أبحاث (اعرف الحقَّ تعرف أهله) برقم (٩) ، تناول فيه تفسير آيات من سورة الدهر النازلة في أهل بيت النبوّة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وذلك استناداً إلى روايات أهل السنّة ، حيث تمّت بفصلين في سند الحديث ورواته ، والدلالة.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ٦٢.

نشر : مركز الحقائق الإسلامية ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* وصيّة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

تأليف : علي موسى الكعبي.

عرّج هذا الكتاب إلى موضوع وصية

النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في أُمّته والتي تعدّ من أهمّ الأحداث وأخطرها في تغيير مسير الرسالة ، فبحثها تاريخيّاً منذ تباشير الدعوة الإسلامية في يوم الدار ونزول آية الإنذار في تعيين الوصيّ الشرعي للأُمّة ، كما بحثها عقائديّاً وأنّها امتداد للخطّ الرسالي ، حيث يمثّل الوصيّ شخصية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).

دارت مباحث الكتاب في ثلاثة فصول : معنى الوصيّة وتشريعها ، وصيّة النبيّ في الحديث والأثر ، والوصيّة في الشعر العربي.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ١٥٢.

نشر : مركز الرسالة ـ قم ـ إيران ١٤٢٧ هـ.

* في مقارنة الأديان.

تأليف : صائب عبـد الحميد.

قدّم الكتاب عرضاً موجزاً في المقارنة بين الأديان السماويّة الثلاثة : اليهودية المسيحية والإسلام ، ومدى اختلاف العقائد فيها وتأثيرها على ثقافات الأُمم ، وهو حصيلة لبحوث ودراسات قدّمت في هذا المجال.

اشتمل على : مقدّمة وثلاثة فصول

 

بمباحثها وخاتمة عامّة في : معالم أساسية في التوراة ، معالم في الإنجيل ، معالم في القرآن الكريم.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ١٤٢.

نشر : مركز الرسالة ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* موسوعة عبد الله بن عبّاس ج (١ ـ ٥).

تأليف : السيد محمّـد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان.

قراءة في التاريخ الإسلامي ، ودراسة تحليلة لشخصيّة الصحابي الجليل ابن عمِّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحَبر الأُمّة وترجمان القرآن عبـد الله بن عبّاس رضي‌الله‌عنه ، اعتنت بتنزيه هذه الشخصية الفذّة من الملابسات والمتناقضات القائمة حولها ، كما بيّنت مقامه الشامخ ، ومدى تأثيره وسبره في مجالات التفسير والحديث والفقه والأدب.

اشتملت الأجزاء الخمسة حسب ترتيبها على العناوين التالية : أحداث ربع قرن منذ ولادة ابن عبّاس وحتّى وفاة النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، أحداث ما بعد وفاة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى نهاية عهد

عثمان ، ومن أوّل خلافة الإمام عليّ عليه‌السلامحتّى شهادته سنة ٤٠ هـ ، وسيرة ابن عبّاس في ولايته على البصرة وما رافقها من أحداث ، وبداية حكومة بني أُميّة وحتّى وفاته رضي‌الله‌عنه سنة ٦٨ هـ.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ج ١ : ٤٨٨ ، ج ٢ : ٣٥٨ ، ج ٣ : ٢٨٦ ، ج ٤ : ٣٨٢ ، ج ٥ : ٥٢١.

نشر : مركز الأبحاث العقائدية ـ النجف الأشرف ـ العراق / ١٤٢٨ هـ.

* ديوان الولائيّات.

للحاج أحمد الشيخ محمّـد السماوي.

يضمّ بين طيّاته قصائد ولائية من الشعر القريض مدحاً ورثاءاً لنبيّ الرحمة محمّـد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وآل بيته الميامين عليهم‌السلام ، وكذلك يعرّج على الأراضي المقدّسة التي تضمنت أبدانهم الطاهرة ، كما يذكر العمل الغادر والإجرامي الذي أصاب ضريح الإمامين العسكريين عليهما‌السلام ، وقصائد لاستنهاض صاحب العصر والزمان (عج).

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٨٦.

 

نشر : دار الضياء للطباعة والنشر ـ النجف الأشرف ـ العراق / ١٤٢٨ هـ.

* أساسيّات المنطق.

تأليف : الشيخ محمّـد صنقور عليّ.

كتاب تدور مواضيعه حول المباحث المتعلّقة بعلم المنطق وأساسيّاته التي لها فائدة جليّة لطالب العلم.

يحتوي هذا المجلّد على المباحث التالية : مقدّمة في المنطق ، التصوّر والتصديق ، مباحث الألفاظ ، مبحث الدلالات ، تقسيمات الألفاظ ، مباحث الكلّي والجزئي ، النسب الأربعة ، الكلّيّات الخمس ، تقسيمات النوع والجنس والفصل ، الذاتي والعرضي ، معنى الحمل وتقسيماته ، مباحث التعريف والقسمة ، مباحث القضايا ، مباحث الحجّة.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٤٧٠.

نشر : بهمن آرا ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* ديوان القرن الحادي عشر ج (١).

تأليف : محمّـد صادق محمّـد الكرباسي.

الكتاب هو جزءٌ من دائرة المعارف الحسينيّة ، تناول فيه المؤلّف الشعر والشعراء الحسينيّين في القرن الحادي عشر ، كما قدّم دراسة عن هذا القرن ومدى تأثّر الشعر العربي بقضية الحسين عليه‌السلام وتبلور هذا الفنّ وتأثيره آنذاك على المجتمع الإسلامي ، نضّد المؤلّف القصائد فيه حسب ترتيب حروف الهجاء ابتداءً بقافية الهمزة المكسورة وحتّى قافية الياء.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٤٧٨.

نشر : المركز الحسيني للدراسات ، لندن / ١٤٢٨ هـ.

* الصحيفة الحسينيّة الكاملة ج (١).

تأليف : محمّـد صادق محمّـد الكرباسي.

الكتاب هو جزءٌ من دائرة المعارف الحسينيّة ، جمع فيه المؤلّف الأدعية المأثورة عن الإمام أبي عبـد الله الحسين عليه‌السلام ، وقد بيّن في مقدّمة الكتاب معنى الدعاء وآثاره المعنوية في تربية النفس وتكاملها بارتباطها مع بارئها ، وقد ميّزت الأدعية بخطّ نسخ جميل ، ورقّم عباراتها بأرقام حيث جعل

 

في الهامش لكلِّ رقم شرحاً للعبارة المعنيّة.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٤٨٢.

نشر : المركز الحسيني للدراسات ، لندن / ١٤٢٨ هـ.

* العامل السياسي لنهضة الحسين عليه‌السلام ج (١).

تأليف : محمّـد صادق محمّـد الكرباسي.

الكتاب هو جزءٌ من دائرة المعارف الحسينيّة ، قدّم المؤلّف فيه بحثاً عن سيرة أهل البيت عليهم‌السلام وسياستهم الإلهية العادلة التي انبسطت في ربوع الأُمّة فترة من الزمن ، حيث تمتّعت الأُمّة بالعدالة والشفقة والرحمة بعيدة عن أساليب الظلم والاستبداد ، كما بيّن فيه سلوك أهل بيت العصمة عليهم‌السلام وسلوك الإمام الحسين عليه‌السلام خاصّة في المدينة ومكّة وفي مسيرته الحسينية الخالدة.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٤٤٢.

نشر : المركز الحسيني للدّراسات ، لندن / ١٤٢٨ هـ.

* معجم نسـاء الحديث ج (١ ـ ٤).

تأليف : فاضل جاسم الجبوري.

عمد المؤلّف إلى دراسة موسّعة في كتب التاريخ والحديث والرجال والتراجم عند الفريقين ، مستقرئاً لتراجم النساء من الراويات والمحدِّثات ، فكان هذا المجهود عبارة عن موسوعة تجمع تراجمهنّ ، كما أضاف إليهنّ الناشطات في مجال الحديث الشريف أو من لها إجازة في الرواية أو مصنّف فيه ، وقد رتّبهنّ على حروف المعجم ، حيث تمّ الكتاب في ثلاثة أجزاء ، وقد ضمّ الجزء الرابع منه الفهارس تسهيلاً للباحث.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : الجزء الأوّل : ٤٠٩ ، الجزء الثاني : ٣٨٨ ، الجزء الثالث : ٤١٤ ، الجزء الرابع : ٢١٦.

نشر : منشورات مركز الأمين ـ كربلاء ـ العراق / ١٤٢٧ هـ.

* نهضة كربلاء والعزّة الحسينيّة.

تأليف : الشيخ عدنان فرحان.

قام المؤلّف بدراسة تاريخية لنهضة سيّد الشهداء أبي عبـد الله الحسين عليه‌السلام ،

 

وقف فيها عند بعض المواقف والكلمات والخطب التي تجسّدت فيها العزّة والكرامة الحسينية ، حيث بيّن عبرها خلوص كلمته المقدّسة عليه‌السلام ، ومدى تعايشها مع حياة الكرامة الإنسانية التي تأبى الضيم وتبحث عن الحقِّ والعدالة.

اشتمل الكتاب على : مقدّمة وستّة أبواب في : سياسة معاوية في إذلال المسلمين ، سياسة يزيد بن معاوية وولاته في إذلال الأُمّة الإسلامية ، مع الحسين عليه‌السلام في رفضه لبيعة يزيد بن معاوية ، أحداث الكوفة واستشهاد مسلم بن عقيل ، مع الحسين في طريقه إلى كربلاء ، مع الحسين في كربلاء.

وفي آخره ملحق أدبي ظمّ مجموعة أشعار أُنشدت في العزّة والكرامة الحسينية.

حجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٦٠٧.

نشر : منشورات المكتبة الحيدرية ـ قم ـ إيران / ١٤٢٨ هـ.

* صلاة التراويح سنّة مشروعة أو بدعة محدثة.

تأليف : الشيخ جعفر الباقري.

دراسة تحليلية ، مشفوعة بالأدّلة من

مصادرها على نوع من أنواع الصلاة التي يعتمدها ويعمل بها أهل العامّة في شهر رمضان خاصّة ، تعرف عندهم بـ : (صلاة التراويح) ، فيلقي الضوء على الرواية التي تناولت هذه الصلاة والمروية في صحيح البخاري ، والتي تبيّن كيفية وضعها وابتداعها ، ومَنْ ابتدعها ، ثمّ يبيّن موقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته عليهم‌السلام منها ، متناولاً للأدلّة الدالّة على عدم مشروعيّتها ، وإيراد حجّة المخالف الذي يرى مشروعيّتها وردّه.

فجاء الكتاب بسبعة فصول ، هي : صلاة التراويح نقطة خلاف حولها ، موقف النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته منها ، أدلّة ومؤيّدات إضافية على عدم مشروعيّتها ، صلاة التراويح هل هي بدعة حسنة؟ وهل هي مشمولة بحديث سنّة الخلفاء الراشدين؟ صلاة التراويح اجتهاد في مقابل النصّ ، صلاة التراويح بصماتها على حياة المسلم.

وهذا الكتاب الثالث من سلسلة (ردّ الشبهات) لمركز الإبحاث العقائدية.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٢٧١. نشر : مركز الابحاث العقائدية ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

 

* غيبة الإمام المهدي عند الإمام الصادق عليه‌السلام.

تأليف : السيّد ثامر هاشم العميدي.

جاء هذا الكتاب في الردّ على الشبهات التي أُثيرت ضدّ الشيعة الإثنى عشرية في عقيدتهم بالإمام المهدي المنتظر عليه‌السلام ، حيث ادّعى المنكرون أنّها من إبداعات متكلّمي الشيعة في القرنين الثالث والرابع الهجريين ، من أجل استمرار مذهبهم بعد وفاة الإمام العسكري عليه‌السلام ـ بلا عقب ـ على حدّ زعمهم ، فردّ الكتاب على مزاعمهم بأنّها عقيدة ثابتة منذ عهد الإمام الصادق عليه‌السلام ، وقد نطق بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودوّنتها كتب الفريقين.

اشتمل الكتاب على : مقدمة وخلاصة وثلاثة أبواب بمختلف فصولها في : معرفة الإمام الغائب قبل ولادته ، ومعرفة غيبة الإمام الثاني عشر عليه‌السلام قبل حدوثها ، ودور الإمام الصادق عليه‌السلام في ردّ الشبهات المثارة حول الغيبة والغائب.

الحجم : رقعي.

عدد الصفحات : ٣٢٨.

نشر : مركز الرسالة ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* من بلاغة الإمام علي عليه‌السلام في نهج البلاغة.

تأليف : عادل حسن الأسدي.

دراسة وشرح لأهمّ الصور البلاغية في نهج البلاغة ، حيث يورد المؤلّف كلامه عليه‌السلام ويبيّن الصور البلاغية ؛ بالإضافة إلى شرح معاني بعض المفردات وكذلك الإشارة الى بعض التعليقات لشارحي النهج ، وبيان بعض الاستعارات.

يضمّ هذا الكتاب : تمهيداً ، وثلاثة أبواب ، وملحقاً للمصطلحات البلاغية. أمّا التمهيد فيشتمل على : مميّزات الخطب وأنواعها ، مميّزات الرسائل وأنواعها ، مميّزات الأقوال والحكم ، أقوال العلماء والأُدباء في بلاغة الإمام عليّ عليه‌السلام ، أثر نهج البلاغة في الأدب العربي. والأبواب هي : الصور البلاغية في الخطب ، الصور البلاغية في الرسائل ؛ الصور البلاغية في الحكم.

الحجم : وزيري.

عدد الصفحات : ٦٦٠.

نشر : مؤسّسة المحبّين ـ قم ـ إيران / ١٤٢٧ هـ.

* * *

تراثنا ـ العددان [ 95 و 96 ]

المؤلف: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الصفحات: 510
ISBN: 1016-4030
  • * مشيخة ابن شهرآشوب (2)
  • الشيخ عبد المهدي الإثناعشري 7
  • * النظرية التفسيرية في المدرسة الإمامية (2)
  • السيّد زهير الأعرجي 96
  • * مدرسة الحلّة وتراجم علمائها من انشوء إلى القمّة (3)
  • السيّد حيدر وتوت الحسيني 158
  • * فهرس مخطوطات مكتبة الشيخ المحمّد علي الأوردبادي
  • أحمد عليّ الحلّي 205
  • * فهرس مخطوطات مكتبة أمير المؤمنين العامّة / النجف الأشرف (25).
  • السيّد عبد العزيز الطباطبائي 291
  • * من ذخائر التراث :
  • مصفاة الحياة في العتصام بنور وجه الله العليّ العلّام لمحمّد حكيم بن عبد الله عماد الدين أبو الخير من أعلام القرن الحادي عشر
  • تحقيق : الشيخ عدي جواد ماهان النجفي 325
  • * من أنباء التراث
  • هيئة التحرير 493