


سورة الكهف
معنى
السورة : الكهف : هو
الغار في الجبل.. قيل : هو بيت منقور في الجبل وإذا صغر سمّي غارا ومنه غار «حراء»
الذي كان النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يتعبد فيه قبل بعثته وبات فيه قبل هجرته إلى المدينة يصحبه أبو بكر
الصدّيق ـ رضي الله عنه ـ و «حراء» اسم جبل يقع شمال شرقيّ مكة.. ويعرف كذلك بجبل
النور. ويجمع «الكهف» على «كهوف» ومنه قيل : اكتهف الرجل فهو كهف : أي دخله..
وسمّي بذلك لأنه يلجأ إليه كالبيت على الاستعارة.
تسمية
السورة : سميّت
السورة الشريفة بهذه التسمية والتي احتوت على ستّ آيات وهي تحكي قصة أصحاب الكهف
وهم فتية من الشباب المؤمن أو جماعة آمنوا بربّهم وهربوا بدينهم من الاضطهاد فرارا
بدينهم من الفتنة فلجأوا إلى كهف قائلين : (رَبَّنا آتِنا مِنْ
لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً) وقد مكثوا ـ لبثوا ـ في كهفهم تسعا وثلاثمائة من السنين
وضرب الله تعالى على آذانهم : أي أنامهم في الكهف سنين عديدة لا ينتبهون ثم أيقظهم
وطلبوا من ربهم رحمته الخاصة وهي «المغفرة» في الآخرة والأمن من الأعداء والرزق في
الدنيا وسمّي الجبل والوادي الذي كان فيه الكهف ـ الرقيم ـ وهو اللّوح الحجريّ
الذي كتبت عليه أسماؤهم.
فضل
قراءة السورة : قال الرسول المصطفى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : من قرأ سورة «الكهف» من آخرها كانت له نورا من قرنه إلى قدمه.. ومن
قرأها كلّها كانت له نورا من الأرض إلى السماء و «قرنه» بمعنى : شعره.. أي من رأسه
إلى قدمه أو من قمة رأسه إلى قدمه وعنه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ عند مضجعه : (قُلْ إِنَّما أَنَا
بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) كان له من مضجعه نورا أو نور يتلألأ إلى مكة حشو ذلك
النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم وإن كان مضجعه بمكة كان له نور يتلألأ من مضجعه
إلى البيت المعمور حشو ذلك النور ـ على جوانبه ـ ملائكة ـ يصلّون عليه حتى يستيقظ
والله أعلم». وقيل :
وردت أحاديث صحاح في فضل هذه السورة.. منها : «من حفظ عشر آيات من أول سورة
الكهف عصم من الدجال» ومنها : «من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة
الدجال».
إعراب آياتها
(الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً)
(١)
(الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي) : مبتدأ مرفوع بالضمة. لله : جار ومجرور للتعظيم في محل
رفع متعلق بخبر المبتدأ. التقدير : الحمد مختصّ لله. الذي : اسم موصول مبني على
السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للفظ الجلالة.
(أَنْزَلَ عَلى
عَبْدِهِ الْكِتابَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. على عبده : جار ومجرور
متعلق بأنزل والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. الكتاب : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(وَلَمْ يَجْعَلْ) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يجعل : فعل
مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(لَهُ عِوَجاً) : جار ومجرور متعلق بيجعل ويجوز أن يكون في موضع مفعول
به أول للفعل «يجعل». عوجا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي لم
يجعل فيه شيئا من الاعوجاج قط لا باختلال ألفاظه ـ ألفاظ القرآن ـ ولا بتباين في
معانيه.
(قَيِّماً لِيُنْذِرَ
بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ
الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً)
(٢)
(قَيِّماً لِيُنْذِرَ) : مفعول به منصوب بفعل مضمر تقديره : جعله قيما وعلامة
نصبه الفتحة المنونة بمعنى : مستقيما معتدلا. وهو ليس حالا من
«الكتاب» لأن قوله «ولم يجعل» معطوف على «أنزل» فهو داخل في صلة الموصول
فإعرابه حالا يفصله بين الحال وذي الحال ببعض الصلة وتقديره : ولم يجعل له عوجا
جعله قيما لأنه إذا نفى عنه العوج فقد أثبت له الاستقامة. اللام حرف جر للتعليل.
ينذر : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير
مستتر تقديره : هو. والفعل متعدّ إلى مفعولين فاقتصر على أحدهما والمحذوف تقديره
الذين كفروا. والجملة الفعلية «ينذر الذين» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن»
المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر ـ للإنذار ـ في محل جر باللام والجار والمجرور
متعلق بأنزل.
(بَأْساً شَدِيداً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. شديدا
صفة ـ نعت ـ للموصوف «بأسا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : ليخوّف
به الذين كفروا عذابا شديدا.
(مِنْ لَدُنْهُ) : حرف جر. لدنه : اسم مبني على السكون في محل جر بمن
والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة والجار والمجرور متعلق بصفة
ثانية للموصوف «بأسا» بتقدير : صادرا من لدنه أي من عنده.
(وَيُبَشِّرَ
الْمُؤْمِنِينَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «لينذر» وتعرب
مثلها. المؤمنين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون
عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(الَّذِينَ
يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة ـ نعت ـ للمؤمنين.
يعملون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون
لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الصالحات : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم بمعنى :
الأعمال الصالحة.
(أَنَّ لَهُمْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. اللام حرف جر و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بخبر «أنّ»
المقدم. و «أنّ» وما بعدها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف
بتقدير : بأنّ لهم أجرا حسنا والمصدر المؤول متعلق بيبشر.
(أَجْراً حَسَناً) : اسم «أنّ» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. حسنا
: صفة ـ نعت ـ للموصوف «أجرا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(ماكِثِينَ فِيهِ
أَبَداً)
(٣)
(ماكِثِينَ فِيهِ
أَبَداً) : حال من «المؤمنين» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع
مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى : مقيمين. فيه : جار ومجرور
متعلق باسم الفاعلين «ماكثين». أبدا : ظرف زمان للتأكيد في المستقبل يدل على
الاستمرار منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق بماكثين
على تأويل فعله. التنوين بدل من المضاف إليه المحذوف لأن التقدير : أبد الدهر.
والهاء الضمير في «فيه» يعود إلى الثواب الحسن أي الجنة أي مقيمين في نعيم الجنة
إلى الأبد.
(وَيُنْذِرَ الَّذِينَ
قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً)
(٤)
(وَيُنْذِرَ الَّذِينَ) : الجملة الفعلية معطوفة على جملة «ينذر» في الآية
الكريمة الثانية وتعرب مثلها. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول
به والجملة الفعلية بعده «قالوا..» صلة الموصول لا محل لها.
(قالُوا اتَّخَذَ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة. اتخذ : فعل ماض مبني على الفتح والجملة
الفعلية (اتَّخَذَ اللهُ
وَلَداً) في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(اللهُ وَلَداً) : لفظ الجلالة فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. ولدا : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(ما لَهُمْ بِهِ مِنْ
عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ
يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً)
(٥)
(ما لَهُمْ بِهِ مِنْ
عِلْمٍ) : الجملة الاسمية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «ولدا»
الوارد في الآية الكريمة السابقة. أو للقول المذكور «أي قولهم» «اتّخذ الله ولدا».
ما : نافية لا عمل لها. لهم : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم و «هم» ضمير
الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام. به : جار ومجرور في محل نصب حال من «علم»
لأنه متعلق بصفة قدمت عليه والضمير الهاء في «به» يعود على «الولد» أو على «القول».
من : حرف جر زائد للتوكيد. علم : اسم مجرور لفظا بمن وعلامة جره الكسرة المنونة
مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر.
(وَلا لِآبائِهِمْ) : الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. لآباء : جار
ومجرور في محل رفع لأنه معطوف على متعلق بمرفوع «لهم» و «هم» ضمير الغائبين مبني
على السكون في محل جر بالإضافة.
(كَبُرَتْ كَلِمَةً) : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة
لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي أي الكلمة بمعنى القول
وحكمها حكم بئس لإنشاء الذم. كلمة : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وفي
القول الكريم معنى التعجب أي : ما أكبر هذه الكلمة! وهي قولهم : اتخذ الله ولدا..
وقولهم هذا لم يصدر عن علم.
(تَخْرُجُ مِنْ
أَفْواهِهِمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لكلمة وهي فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. من أفواه : جار
ومجرور متعلق بتخرج و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة
بمعنى : كيف يجرءون على النطق بها وإخراجها من أفواههم.
(إِنْ يَقُولُونَ) : نافية غير عاملة بمعنى «ما». يقولون : فعل مضارع
مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(إِلَّا كَذِباً) : أداة حصر لا عمل لها. كذبا : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة أو يكون صفة لموصوف محذوف اختصارا ولأن ما قبله يفسره. أي ما
يقولون إلّا قولا كذبا.
(فَلَعَلَّكَ باخِعٌ
نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً)
(٦)
(فَلَعَلَّكَ باخِعٌ) : الفاء استئنافية. لعلّك : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ»
الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «لعلّ» باخع :
خبر «لعلّ» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى قاتل أو مهلك.
(نَفْسَكَ عَلى
آثارِهِمْ) : مفعول به منصوب باسم الفاعل «باخع» وعلامة نصبه
الفتحة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر
بالإضافة. على آثار : جار ومجرور متعلق بباخع و «هم» ضمير الغائبين مبني على
السكون في محل جر بالإضافة.
(إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا) : حرف شرط جازم. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يؤمنوا : فعل
مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «لم يؤمنوا» في محل جزم بإن لأنها
فعل الشرط وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه. التقدير : إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أي
بهذا القرآن فلا يحزنك ذلك.
(بِهذَا الْحَدِيثِ
أَسَفاً) : الباء حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في
محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بيؤمنوا. الحديث : بدل من اسم الإشارة مجرور
مثله وعلامة جره الكسرة. أسفا : مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة
بمعنى لفرط الحزن والأسف : هو المبالغة في الحزن والغضب أو يكون حالا من باخع.
(إِنَّا جَعَلْنا ما
عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)
(٧)
(إِنَّا جَعَلْنا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير الواحد
المطاع مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». جعلنا : الجملة الفعلية وما بعدها :
في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و
«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(ما عَلَى الْأَرْضِ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. على
الأرض : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : يصلح أو استقر أو هو مستقر أو وجد
والجملة الفعلية «يصلح على الأرض» صلة الموصول لا محل لها.
(زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ) : مفعول به ثان منصوب بجعلنا وعلامة نصبه الفتحة
المنونة. لها : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «زينة» أي من جميع الكائنات.
اللام حرف جر للتعليل. نبلو : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه
الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين
ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى لنختبرهم أو لنمتحنهم والجملة
الفعلية «نبلوهم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر
في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بجعلنا.
(أَيُّهُمْ أَحْسَنُ
عَمَلاً) : الجملة الاسمية في محل نصب بفعل محذوف تقديره :
ونظهر. أيّ : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون
في محل جر بالإضافة. أحسن : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينوّن آخره لأنه ممنوع
من الصرف صيغة تفضيل ـ أفعل ـ وبوزن الفعل. عملا : تمييز منصوب بالفتحة المنونة.
(وَإِنَّا لَجاعِلُونَ
ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً)
(٨)
الآية الكريمة
معطوفة بالواو على القول الكريم (إِنَّا جَعَلْنا ما
عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً) في الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها و «جاعلون» خبر
«إنّ»
مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته و «جرزا»
معطوف على «صعيدا» ويعرب مثلها بمعنى : وإنّا جاعلون ما على الأرض من زينة ترابا
أي أرضا مستوية لا نبات فيها. واللام في «لجاعلون» لام التوكيد المزحلقة.
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ
أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً)
(٩)
(أَمْ حَسِبْتَ) : حرف عطف وهي «أم» المنقطعة بمعنى حرف الاضراب «بل»
لعدم وقوعها بعد همزة تسوية أو استفهام أي ليست «أم» المتصلة. حسبت : فعل ماض مبني
على السكون لاتصاله بضمير المخاطب والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع
فاعل.
(أَنَّ أَصْحابَ
الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. أصحاب : اسم «أنّ» منصوب
وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي
«حسبت». الكهف : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والرقيم : معطوف على
«الكهف» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة وهو الغار في الجبل و «الرقيم» اسم الوادي
أو الجبل وقيل : هو اسم كلبهم.
(كانُوا مِنْ آياتِنا
عَجَباً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ». كانوا : فعل ماض
ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان»
والألف فارقة. من آيات : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «عجبا» لأنه متعلق بصفة
منه قدمت عليه و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. عجبا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ويجوز أن يكون «عجبا»
صفة نائبة عن خبر «كان» بتقدير : كانوا آية عجبا عن آية من أعجب آياتنا.
(إِذْ أَوَى
الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً
وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً)
(١٠)
(إِذْ أَوَى
الْفِتْيَةُ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب
متعلق بكانوا. أوى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر
بمعنى : أقام أو لجأ. الفتية : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «أوى الفتية» في
محل جر بالإضافة. أي أصحاب الكهف الشباب..
(إِلَى الْكَهْفِ) : جار ومجرور متعلق بأوى بمعنى : فرارا بدينهم من
الاضطهاد أو الفتنة.
(فَقالُوا رَبَّنا) : الفاء عاطفة. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله
بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ربّ : منادى مضاف
منصوب بأداة نداء محذوفة بتقدير : يا ربنا ـ وعلامة نصبه الفتحة و «نا» ضمير متصل ـ
ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(آتِنا مِنْ لَدُنْكَ
رَحْمَةً) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به وهي فعل تضرع ودعاء
بصيغة طلب مبني على حذف آخره ـ حرف العلة.. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به أول بمعنى : امنحنا. من : حرف جر. لدنك : اسم مبني
على السكون في محل جر بمن والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة
والجار والمجرور متعلق بآتنا. رحمة : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة.
(وَهَيِّئْ لَنا) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «آتنا» وتعرب إعراب
«آت» وعلامة بناء الفعل السكون. اللام حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على
السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بهيئ.
(مِنْ أَمْرِنا
رَشَداً) : جار ومجرور متعلق بهيئ و «نا» ضمير المتكلمين مبني
على السكون في محل جر بالإضافة. رشدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة
بمعنى اجعل أمرنا رشدا كلّه.
(فَضَرَبْنا عَلَى
آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً)
(١١)
(فَضَرَبْنا عَلَى
آذانِهِمْ) : الفاء سببية. ضرب : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. على آذان
: جار ومجرور متعلق بضربنا و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر
بالإضافة بمعنى : فأنمناهم نوما عميقا.
(فِي الْكَهْفِ) : جار ومجرور متعلق بضربنا ويجوز أن يتعلق بحال من ضمير
الغائبين بمعنى : أنمناهم وهم في الكهف لا تنبههم فيها الأصوات وحذف مفعول «ضربنا»
اختصارا بمعنى ضربنا عليها حجابا من أن تسمع.
(سِنِينَ عَدَداً) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الياء لأنه
ملحق بجمع المذكر السالم والكلمة جمع «سنة». عددا : أي معدودة : صفة ـ نعت ـ لسنين
منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة بمعنى : سنين كثيرة معلومة العدد.
(ثُمَّ بَعَثْناهُمْ
لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً)
(١٢)
(ثُمَّ بَعَثْناهُمْ) : حرف عطف. بعث : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(لِنَعْلَمَ أَيُ) : اللام لام التعليل وهي حرف جر. نعلم : فعل مضارع
منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : نحن. وقيل : يجوز أن يكون الفعل منصوبا باللام لأنها بمعنى «كي» والجملة
الفعلية «نعلم» وما بعدها : صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها
بتأويل مصدر في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق ببعثناهم بمعنى أيقظناهم
للعلم والجملة الاسمية «أيّ الحزبين أحصى» في محل نصب مفعول «نعلم» أو تكون سادة
مسدّ مفعولي «نعلم». أيّ : اسم استفهام مرفوع بالضمة على الابتداء ـ لأنه مبتدأ ـ وهو
مضاف.
(الْحِزْبَيْنِ أَحْصى) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى
والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. أحصى : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على
آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر ولم تنون لأن الكلمة ممنوعة من الصرف على وزن ـ أفعل
ـ صيغة تفضيل وبوزن الفعل بمعنى : لنعلم أي الحزبين اللذين اختلفا في مدة مكثهم
بالكهف أضبط إحصاء. واسم الاستفهام «أي» جاء مرفوعا أي لم ينصب بنعلم لأنه لا يعمل
فيه ما قبله بل يعمل فيه ما بعده.
(لِما لَبِثُوا
أَمَداً) : اللام حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل
جر باللام والجار والمجرور متعلق بأحصى. لبثوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله
بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أمدا : تمييز منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «لبثوا» صلة الموصول لا محل لها
والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير :
لبثوه. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر
باللام بمعنى : لطول المدة التي مكثوها هناك ـ أي مدة بقائهم نياما في الكهف.
(نَحْنُ نَقُصُّ
عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
وَزِدْناهُمْ هُدىً)
(١٣)
(نَحْنُ نَقُصُّ
عَلَيْكَ) : ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ للتفخيم والتعظيم
مبني على الضم في محل رفع مبتدأ والجملة الفعلية «نقصّ» وما بعدها في محل رفع خبر «نحن».
نقصّ : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. عليك :
جار ومجرور متعلق بنقصّ.
(نَبَأَهُمْ بِالْحَقِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. بالحق : جار ومجرور متعلق بحال
من «النبأ» التقدير : ملتبسا بالحق أو يكون متعلقا بحال من ضمير «نقص» أو من ضمير
المخاطب بمعنى : ومعك الحق.
(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». فتية : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة المنونة.
(آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لفتية. وهي
فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة. برب : جار ومجرور متعلق بآمنوا و «هم» ضمير الغائبين مبني على
السكون في محل جر بالإضافة.
(وَزِدْناهُمْ هُدىً) : الواو استئنافية. زدنا : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و
«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. هدى :
مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر
قبل تنوينها ونون آخر الكلمة لأنها اسم مقصور نكرة ثلاثي أي هدى بالتوفيق.
(وَرَبَطْنا عَلى
قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ
نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً)
(١٤)
(وَرَبَطْنا عَلى
قُلُوبِهِمْ) : الواو عاطفة. ربط : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. على قلوب
: جار ومجرور متعلق بربطنا و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر
بالإضافة بمعنى : قوّينا قلوبهم بالصبر.
(إِذْ قامُوا فَقالُوا) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب
متعلق بربطنا. قاموا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. فقالوا : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على «قاموا»
وتعرب إعرابها والجملة الفعلية «قاموا» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد إذ.
(رَبُّنا رَبُ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ربّ
: مبتدأ مرفوع بالضمة و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
ربّ : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.
(السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض
: معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب إعرابها ويجوز أن يكون «ربّ» خبر مبتدأ محذوف
تقديره : هو. فتكون الجملة الاسمية «هو رب السموات والأرض» في محل رفع خبر المبتدأ
«ربّنا».
(لَنْ نَدْعُوَا) : حرف نفي ونصب واستقبال. ندعو : فعل مضارع منصوب بلن
وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن بمعنى : لن نعبد.
(مِنْ دُونِهِ إِلهاً) : جار ومجرور متعلق بحال من «إلها» والهاء ضمير متصل
مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. إلها : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة.
(لَقَدْ قُلْنا) : اللام واقعة في جواب شرط مقدر أي لو قلنا بوجود شركاء
له لنكون قد قلنا. قد : حرف تحقيق. قلنا : تعرب إعراب «ربطنا» والجملة الفعلية «لقد
قلنا» جواب شرط «لو» غير جازم لا محل لها.
(إِذاً شَطَطاً) : حرف جواب ومجازاة لا محل له. شططا : نائب عن مفعول
مطلق ـ مصدر ـ محذوف.. التقدير : قولا شططا بمعنى : ذا شطط أي مجاوزا الحدّ في
البعد عن الحق والصواب. أو يكون مفعول «قلنا» منصوبا بالفتحة.
(هؤُلاءِ قَوْمُنَا
اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً)
(١٥)
(هؤُلاءِ قَوْمُنَا) : الهاء للتنبيه. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في
محل رفع مبتدأ. قوم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة و «نا» ضمير المتكلمين مبني على
السكون في محل جر بالإضافة أو يكون «قومنا» خبر مبتدأ محذوف بتقدير : «هم» والجملة
الاسمية «هم قومنا» في محل رفع خبر
المبتدأ الأول «هؤلاء» والأوجه : إعراب «قومنا» عطف بيان من «هؤلاء»
والجملة الفعلية «اتخذوا» في محل رفع خبر «هؤلاء».
(اتَّخَذُوا مِنْ
دُونِهِ آلِهَةً) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. من دونه : جار ومجرور متعلق بحال من «آلهة»
والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة و «آلهة» مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(لَوْ لا يَأْتُونَ
عَلَيْهِمْ) : حرف تحضيض بمعنى «هلّا» لا محل لها. يأتون : فعل
مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل. عليهم : جار ومجرور متعلق بيأتون و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام.
(بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ) : جار ومجرور متعلق بيأتون. بيّن : صفة ـ نعت ـ لسلطان
مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى على عبادتهم ببرهان واضح فحذف المضاف «عبادة»
وأوصل حرف الجر «على» بضمير الغائبين «هم» فصار : عليهم. والقول الكريم تبكيت لهم ـ
تعنيف وتقريع ـ لأن الإتيان بالبرهان محال.
(فَمَنْ أَظْلَمُ) : الفاء استئنافية. من : اسم استفهام مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ. أظلم : خبر «من» مرفوع بالضمة ولم ينوّن آخره لأنه ممنوع من
الصرف على وزن ـ أفعل ـ ومن وزن الفعل.
(مِمَّنِ افْتَرى) : مكونة من «من» حرف جر و «من» اسم موصول مبني على
السكون حرك بالكسر لالتقاء الساكنين في محل جر بمن. والجار والمجرور متعلق بأظلم.
افترى : الجملة الفعلية وما بعدها صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على
الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره
: هو.
(عَلَى اللهِ كَذِباً) : جار ومجرور متعلق بافترى. كذبا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَإِذِ
اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ
يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ
مِرْفَقاً)
(١٦)
(وَإِذِ
اعْتَزَلْتُمُوهُمْ) : الواو استئنافية. إذ : اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به لفعل
محذوف تقديره : واذكروا وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين. اعتزلتم : الجملة الفعلية
في محل جر بالإضافة وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك
التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة
جمع الذكور والواو لإشباع الميم و «هم» ضمير الغائبين في محل نصب مفعول به.
(وَما يَعْبُدُونَ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل
نصب معطوف على ضمير الغائبين «هم». يعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «يعبدون» صلة
الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه
مفعول به. التقدير : وما يعبدونهم من الآلهة ما عدا الله سبحانه أو تكون «ما» مصدرية
فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب التقدير : ومعبوديهم ما عدا الله
جلّت قدرته بمعنى ولأجل أنكم أيها الشباب تجنبتم قومكم ومعبوديهم سوى الله.
(إِلَّا اللهَ) : أداة استثناء بمعنى «ما عدا» الله لفظ الجلالة :
مستثنى بإلّا منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة وهو استثناء متصل على ما روي
أنّهم كانوا يقرّون بالخالق ويشركون معه أو يكون استثناء منقطعا. وقيل : هو كلام
معترض إخبار من الله تعالى عن الفئة أنّهم لم يعبدوا غير الله ولو لا هذا
الاستثناء لكان المراد بالقول تجنب الفتية قومهم وما يعبدون كان الله سبحانه داخلا
في جملة المطلوب ـ اعتزالهم ـ تجنبهم وليس هذا من الأدب في شيء فجاء الاستثناء
لأنهم كانوا يعبدون الله أيضا.
(فَأْوُوا إِلَى
الْكَهْفِ) : الفاء استئنافية أو واقعة في جواب الطلب. ائووا : فعل
أمر مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في
محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى فألجئوا. إلى الكهف : جار ومجرور متعلق
بائووا.
(يَنْشُرْ لَكُمْ
رَبُّكُمْ) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ـ الأمر ـ وعلامة
جزمه سكون آخره. لكم : جار ومجرور متعلق بينشر والميم علامة جمع الذكور بمعنى :
يبسط لكم ربكم من الرزق. ربكم : فاعل مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور.
(مِنْ رَحْمَتِهِ
وَيُهَيِّئْ لَكُمْ) : جار ومجرور متعلق بينشر والهاء ضمير متصل مبني على
الكسر في محل جر بالإضافة. ويهيّئ لكم : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «ينشر
لكم» وتعرب مثلها بمعنى : شيئا من رحمته.
(مِنْ أَمْرِكُمْ
مِرْفَقاً) : جار ومجرور متعلق بيهيئ. الكاف ضمير المخاطبين مبني
على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. مرفقا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى ما تنتفعون به.
** (إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ
أَسَفاً) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة السادسة و «أسفا»
مصدر الفعل «أسف ـ يأسف ـ أسفا» من باب «تعب» أو «طرب» بمعنى حزن وتلهّف وأسف على
الشيء : أي غضب عليه وهو مثل «غضب» وزنا ومعنى. و «الأسف» يأتي اسما ومصدرا وهو
الحزن الشديد أو أشد الحزن والغضب والفعل «أسف» فعل مجرد ويأتي الفعل المزيد «تأسّف»
بمعنى الثلاثي أيضا بمعنى : تلهّف وأنا أسيف على ما أصابكم من مصاب ـ هو فعيل
بمعنى فاعل ـ و «أسف» بكسر السين : اسم فاعل أيضا ـ فعل ـ بمعنى فاعل وقد وردت هذه
الصيغة في خطبة يوسف بن عمر : اتقوا الله ـ عباد الله ـ فكم من مؤمّل أملا لا
يبلغه وجامع مالا لا يأكله ـ ومانع ما سوف يتركه.. ولعلّه من باطل جمعه.. ومن حقّ
منعه أصابه حراما وأورثه عدوا فاحتمل إصره ـ أي ذنبه ـ وباء بوزره وورد على ربّه
أسفا لاهفا قد خسر الدنيا والآخرة. أمّا الحرف المشبّه بالفعل «لعلّ» الوارد في
بداية الآية الآية الكريمة المذكورة فهو يفيد الترجي.. والرجاء هو طلب شيء ممكن
الحصول عليه خلاف الحرف الآخر «ليت» الذي يفيد التمني. والتمني هو طلب شيء لا يمكن
حصوله كقول الشاعر : ألا ليت الشباب يعود يوما.. والحرف «لعلّ» هو طلب ما فيه طمع
ويختص بالممكن فلا نقول : لعلّ الشباب يعود يوما. أمّا قول «فرعون» في الآية
الكريمة السادسة والثلاثين من سورة «غافر» (لَعَلِّي أَبْلُغُ
الْأَسْبابَ) أي الطرق والوسائل.. فلجهله متخيّلا أنّه يبلغها. وورد «لعلّ» في القرآن
الكريم متضمّنا ترجّي العباد من خالقهم أو من بعضهم بعضا.. كما أنّه تضمن معنى
الإشفاق عليهم من قبل خالقهم أو تضمّن معنى التعليل لإنقاذهم من الهلاك ولإبعادهم
عن الآثام التي تقودهم إلى الهاوية.
** (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ
وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة التاسعة. و «الرقيم»
هو اللوح الحجري الذي كتبت عليه أسماء أصحاب الكهف وهو ـ فعيل بمعنى ـ مفعول ـ يقال
: رقمت الكتاب.. من باب «قتل» بمعنى : كتبته فهو مرقوم ـ اسم مفعول ـ ورقيم.
** سبب نزول
الآية : نزلت هذه الآية الكريمة وقصة أصحاب الكهف عند سؤال قريش النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عن ثلاثة أمور.. منها هذه.. بتوجيه من اليهود.
** (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي
الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الحادية عشرة
بمعنى : فضربنا عليهم حجابا من أن تسمع فحذف مفعول «ضربنا» اختصارا وبمعنى : أنمناهم
سنين معدودة وإنّما ذكّر «سنين» على معنى «أعواما» عددا أو ذكّرت كلمة «عددا» على
معنى «أعواما».
** (وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الرابعة
عشرة.. بمعنى : قوّينا قلوبهم بالصبر.. يقال للمصاب : ربط الله على قلبه بالصبر..
كما يقال : أفرغ الله عليه الصبر : أي ألهمه والفعل «ربط» من باب «ضرب» ومن باب «قتل»
لغة.
(وَتَرَى الشَّمْسَ
إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ
تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ
مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ
وَلِيًّا مُرْشِداً)
(١٧)
(وَتَرَى الشَّمْسَ) : الواو استئنافية. ترى : فعل مضارع مرفوع بالضمة
المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره
: أنت. الشمس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(إِذا طَلَعَتْ) : ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه منصوب بجوابه وهو
أداة شرط غير جازمة. طلعت : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة وهي فعل ماض مبني
على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي وتاء التأنيث لا محل لها.
(تَزاوَرُ عَنْ
كَهْفِهِمْ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي بمعنى تميل حتى لا
يؤذيهم شعاعها وأصل الفعل تتزاور حذفت إحدى التاءين تخفيفا. عن كهف : جار ومجرور
متعلق بتزاور و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
(ذاتَ الْيَمِينِ) : اسم مكان مبهم متعلق بتزاور منصوب على الظرفية وعلامة
نصبه الفتحة وهو مضاف. اليمين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى
: جهة اليمين وحقيقتها : الجهة المسمّاة باليمين.
(وَإِذا غَرَبَتْ
تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ) : معطوف بالواو على ما قبله ويعرب مثله و «هم» ضمير
متصل ـ ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : تقطعهم لا
تقربهم أو تدعوهم إلى أحد الجانبين.
(وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ
مِنْهُ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم :
ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. في فجوة : جار
ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «هم». منه : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من فجوة.
(ذلِكَ مِنْ آياتِ
اللهِ) : ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
اللام للبعد والكاف للخطاب. من آيات : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «ذلك» أي
آية من آيات الله. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.
(مَنْ يَهْدِ اللهُ
فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة السابعة
والتسعين من سورة «الإسراء» مرشدا صفة ـ نعت ـ للموصوف «وليا» منصوب بالفتحة
المنونة.
(وَتَحْسَبُهُمْ
أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ
وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ
لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً)
(١٨)
(وَتَحْسَبُهُمْ
أَيْقاظاً) : الواو عاطفة. تحسب : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على
السكون في محل نصب مفعول به أول. أيقاظا : مفعول به ثان منصوب بتحسب المتعدي إلى
مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة لأن عيونهم مفتوحة.
(وَهُمْ رُقُودٌ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير
منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. رقود : خبر «هم» مرفوع
بالضمة المنونة بمعنى وهم نائمون.
(وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ
الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ) : الواو استئنافية. نقلّب : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به نقلبهم إلى الجهتين حتى لا تأكلهم الأرض. وما
بعدها أعرب في الآية الكريمة السابقة.
(وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ) : الواو اعتراضية. والجملة الاسمية جملة اعتراضية لا
محل لها. كلب : مبتدأ مرفوع بالضمة ـ اسمه قطمير ـ باسط : خبر المبتدأ مرفوع
بالضمة المنونة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة ويجوز أن
تكون الواو حالية فتكون الجملة الاسمية حالا في محل نصب.
(ذِراعَيْهِ
بِالْوَصِيدِ) : مفعول به لاسم الفاعل «باسط» منصوب وعلامة نصبه الياء
لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر
بالإضافة. بالوصيد : جار ومجرور متعلق بباسط بمعنى : يبسط ذراعيه ـ على حكاية
الحال ـ في فناء الكهف.
(لَوِ اطَّلَعْتَ
عَلَيْهِمْ) : حرف شرط غير جازم حرك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين.
اطّلعت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ
ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. على : حرف جر و «هم» ضمير
الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق باطلعت.
(لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ
فِراراً) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام
واقعة في جواب «لو». وليت منهم تعرب إعراب «اطلعت عليهم» فرارا : نائب عن المصدر ـ
المفعول المطلق ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وقد أكد الفعل بالمصدر «فرارا»
لأنه مرادف لمصدره أو لأن «ولّيت» بمعنى «فررت».
(وَلَمُلِئْتَ
مِنْهُمْ رُعْباً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «لولّيت منهم فرارا»
وتعرب إعرابها. والفعل هنا «ملئت» فعل ماض مبني للمجهول والتاء ضمير متصل في محل
رفع نائب فاعل. رعبا : تمييز منصوب بالفتحة المنونة.
(وَكَذلِكَ
بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ
قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما
لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ
فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ
وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً)
(١٩)
(وَكَذلِكَ
بَعَثْناهُمْ) : الواو استئنافية. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على
الفتح في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. وتكون الجملة الفعلية في
محل رفع خبر المبتدأ. و «ذا» اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. بعث :
فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على
السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في
محل نصب مفعول به بمعنى : ومثل ما أنمناهم وأيقظناهم ـ أي أحييناهم ـ.
(لِيَتَساءَلُوا
بَيْنَهُمْ) : اللام حرف جر للتعليل. يتساءلوا : فعل مضارع منصوب
بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بين : ظرف مكان متعلق بيتساءلوا منصوب على
الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على
السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : ليسأل بعضهم بعضا عما حدث لهم والجملة الفعلية «يتساءلوا
بينهم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر
بلام التعليل والجار والمجرور متعلق ببعثنا.
(قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح. قائل : فاعل مرفوع بالضمة
المنونة. من : حرف جر بياني و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن
والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «قائل».
(كَمْ لَبِثْتُمْ) : الجملة الفعلية الاستفهامية في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول «لبث» المقدم. لبثتم :
فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور بمعنى كم
مكثتم نائمين وعلى هذا المعنى يجوز أن يكون «كم» في محل نصب حالا.
(قالُوا لَبِثْنا
يَوْماً) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية بعده : في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ لبثنا : تعرب إعراب «بعثنا». يوما : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة أو يكون منصوبا على الظرفية الزمانية ومتعلقا بلبثنا.
(أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) : حرف عطف يفيد هنا الشك. بعض : معطوف على «يوما» ويعرب
مثله. يوم : مضاف إليه مجرور بالكسرة المنونة.
(قالُوا رَبُّكُمْ
أَعْلَمُ) : أعرب والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ ربكم : مبتدأ مرفوع بالضمة الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على
الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. أعلم : خبر المبتدأ مرفوع
بالضمة ولم ينوّن لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل وبوزن الفعل.
(بِما لَبِثْتُمْ) : الباء حرف جر ما : مصدرية. لبثتم : أعربت. و «ما» وما
بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور «بلبثكم» متعلق بأعلم.
التقدير والمعنى : بمدة لبثكم أي مكوثكم. والجملة الفعلية «لبثتم» صلة حرف مصدري
لا محل لها ويجوز أن يكون «أعلم» خبر مبتدأ محذوف تقديره هو. والجملة الاسمية في
محل رفع خبر المبتدأ «ربكم».
(فَابْعَثُوا
أَحَدَكُمْ) : الفاء استئنافية. ابعثوا : فعل أمر مبني على حذف
النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل والألف فارقة. أحدكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع
الذكور.
(بِوَرِقِكُمْ هذِهِ) : جار ومجرور متعلق بابعثوا أو يكون متعلقا بحال محذوفة
من «أحدكم» التقدير والمعنى : محمّلا بورقكم أي بفضتكم لأن «الورق» يعني الفضة
والمقصود هنا : قطعة من النقود الفضية. و «كم» أعربت في «أحدكم» هذه : اسم إشارة
مبني على الكسر في محل جر صفة ـ نعت ـ للورق.
(إِلَى الْمَدِينَةِ
فَلْيَنْظُرْ) : جار ومجرور متعلق بابعثوا. الفاء استئنافية. اللام لام
الأمر. ينظر : فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره : هو.
(أَيُّها أَزْكى
طَعاماً) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به للفعل «ينظر».
أيّ : مبتدأ مرفوع بالضمة. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة
لأن المعنى : أي أهلها. أزكى : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ ولم ينوّن لأنه صيغة تفضيل ـ بوزن أفعل ـ ومن وزن الفعل ـ طعاما :
تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : أطهر طعاما.
(فَلْيَأْتِكُمْ
بِرِزْقٍ) : تعرب إعراب «فلينظر» وعلامة جزم الفعل حذف آخره ـ حرف
العلة.. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني
على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. برزق : جار ومجرور متعلق
بيأتي بمعنى : بطعام تأكلون منه.
(مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رزق». ليتلطف :
تعرب إعراب «لينظر» والواو عاطفة.
(وَلا يُشْعِرَنَ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. يشعرنّ : فعل مضارع
مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا الناهية. ونون التوكيد
لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(بِكُمْ أَحَداً) : جار ومجرور متعلق بيشعرنّ والميم علامة جمع الذكور.
أحدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(إِنَّهُمْ إِنْ
يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ
تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً)
(٢٠)
(إِنَّهُمْ إِنْ
يَظْهَرُوا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» يعود على «أيها» أي إلى «الأهل» في «أيها»
الوارد في الآية الكريمة السابقة. إن : حرف شرط جازم. يظهروا : فعل مضارع فعل
الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى «إن يطلعوا» والجملة من فعل الشرط وجوابه ـ جزائه
ـ في محل رفع خبر «إنّ».
(عَلَيْكُمْ
يَرْجُمُوكُمْ) : جار ومجرور متعلق بيظهروا والميم علامة جمع الذكور.
يرجموكم : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها وهي فعل
مضارع مجزوم بإن لأنه جواب شرط وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة.
الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على
الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور أي يقتلوكم رجما.
(أَوْ يُعِيدُوكُمْ
فِي مِلَّتِهِمْ) : حرف عطف للتخيير. يعيدوكم : معطوفة على «يرجموكم»
وتعرب إعرابها. في ملة : جار ومجرور متعلق بيعيدوكم و «هم» ضمير الغائبين مبني على
السكون في محل جر بالإضافة أي إلى دينهم.
(وَلَنْ تُفْلِحُوا) : الواو استئنافية. لن : حرف نصب ونفي واستقبال. تفلحوا
: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(إِذاً أَبَداً) : حرف جواب فيه معنى الشرط وجوابه بمعنى : إذا دخلتم في
دينهم فلن تفلحوا إذا.. أبدا : ظرف زمان يدل على الاستمرار متعلق بتفلحوا منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا
عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ
فِيها إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ
بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ
لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً)
(٢١)
(وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا
عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا) : يعرب إعراب «وكذلك بعثناهم ليساءلوا» الوارد في الآية
الكريمة التاسعة عشرة. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل
جر بعلى والجار والمجرور متعلق بأعثرنا.
(أَنَّ وَعْدَ اللهِ
حَقٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. وعد : اسم «أنّ» منصوب
وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة
الجر الكسرة. حق : خبر «أنّ» مرفوع بالضمة المنونة و «أنّ» وما بعدها بتأويل مصد
سدّ مسدّ مفعولي «يعلموا» أي أنّ وعد الله بالبعث بعد الموت حق.
(وَأَنَّ السَّاعَةَ
لا رَيْبَ فِيها) : معطوف بالواو على «أنّ وعد الله حق» ويعرب إعرابه. لا
: نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». ريب : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب بمعنى :
لا شك وخبر «لا» محذوف وجوبا بتقدير : كائن أو موجود. فيها : جار ومجرور في محل
رفع متعلق بخبر «لا» المحذوف. وخبر «أنّ» محذوف تقديره : آتية.
(إِذْ يَتَنازَعُونَ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب
متعلق بأعثرنا أي أطلعنا عليهم. يتنازعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(بَيْنَهُمْ
أَمْرَهُمْ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بيتنازعون وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
والجملة الفعلية «يتنازعون بينهم أمرهم» في محل جر بالإضافة. أمر : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر مضاف إليه أي
في أمر البعث.
(فَقالُوا ابْنُوا) : الفاء استئنافية. قالوا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ابنوا : الجملة
الفعلية وما بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف
النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة.
(عَلَيْهِمْ بُنْياناً) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل
جر بعلى والجار والمجرور متعلق بابنوا أي على باب كهفهم وقولهم هذا جاء حين توفّى
الله أصحاب الكهف. بنيانا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.
(رَبُّهُمْ أَعْلَمُ
بِهِمْ) : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على
السكون في محل جر بالإضافة. أعلم : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينوّن لأنه ممنوع
من الصرف صيغة أفعل التفضيل ومن وزن الفعل. الباء حرف جر و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأعلم أي والله ربهم
أعلم.
(قالَ الَّذِينَ
غَلَبُوا) : فعل ماض مبني على الفتح. الذين : اسم موصول مبني على
الفتح في محل رفع فاعل. غلبوا : تعرب إعراب «قالوا».
(عَلى أَمْرِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بغلبوا و «هم» ضمير الغائبين مبني
على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «غلبوا على أمرهم» صلة الموصول لا
محل لها. والجملة الفعلية «نتخذنّ عليهم مسجدا» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(لَنَتَّخِذَنَّ
عَلَيْهِمْ مَسْجِداً) : اللام واقعة في جواب قسم مقدر والجملة جواب القسم لا
محل لها. نتّخذنّ : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بمفعول «نتخذ» الثاني أي
مقامه مقام المفعول الثاني. مسجدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة
بمعنى على باب الكهف.
(سَيَقُولُونَ
ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً
بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ
بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِراءً
ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً)
(٢٢)
(سَيَقُولُونَ
ثَلاثَةٌ) : السين حرف استقبال ـ تسويف ـ للقريب. يقولون : فعل
مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والجملة الاسمية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي سيقول المتكلمون في
أهل الكهف. وجيء بسين الاستقبال في «يقولون» الأولى دون الآخرين تجنبا للتكرار
طالما أن الآخرين داخلون في حكم السين وأنّ المراد بالمضارع معنى الاستقبال. ثلاثة
: خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم. أي هم ثلاثة مرفوع بالضمة المنونة.
(رابِعُهُمْ
كَلْبُهُمْ) : الجملة الاسمية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لثلاثة. رابع
: مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. كلب : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» في المبتدأ
والخبر ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(وَيَقُولُونَ
خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ) : معطوف بالواو على «يقولون ثلاثة رابعهم كلبهم» ويعرب
إعرابه بمعنى ويقول بعضهم.
(رَجْماً بِالْغَيْبِ) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة أو يكون نائبا عن المصدر المحذوف. التقدير والمعنى : ويقولون قولا رجما :
أي ظنّا بدون تحقيق أو ظنا في أمر غيبيّ بدون تحقيق أو يقين وبمعنى : رميا بالخبر
الخفيّ وإتيانا به فوضع «رجما» موضع «ظنا» أو يكون حالا من ضمير «يقولون» بالغيب :
جار ومجرور متعلق بالمصدر «رجما».
(وَيَقُولُونَ
سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) : يعرب إعراب «ويقولون خمسة سادسهم كلبهم» ودخل حرف
العطف «الواو» على الجملة الاسمية الثالثة «وثامنهم كلبهم» أي ويقول آخرون هم سبعة..
أي دخل الواو هنا دون الجملتين الأوليين لأنها آذنت بأنّ الذين قالوا : سبعة
وثامنهم كلبهم قالوه عن ثبات علم ولم يرجموا بالظن كما رجم غيرهم بدليل أنّ الله
سبحانه أتبع القولين
الاولين قوله «رجما بالغيب» وأتبع الثالث قوله «وما يعلمهم إلّا قليل» أي
ثبت أنّهم سبعة وثامنهم كلبهم على القطع والبتات وهو أصوب للسكوت عنه.
(قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ
بِعِدَّتِهِمْ) : فعل أمر مبني على سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت أي فقل لهم وحذفت الواو ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين.
والجملة الاسمية بعده «ربّي أعلم» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ربّي :
مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل
بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. أعلم
: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة
تفضيل وبوزن الفعل. بعده : جار ومجرور متعلق بأعلم و «هم» ضمير الغائبين مبني على
السكون في محل جر بالإضافة.
(ما يَعْلَمُهُمْ
إِلَّا قَلِيلٌ) : نافية لا عمل لها. يعلم : فعل مضارع مرفوع بالضمة و «هم»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. إلّا :
أداة حصر لا عمل لها. قليل : فاعل مرفوع بالضمة المنونة.
(فَلا تُمارِ فِيهِمْ) : الفاء استئنافية تفيد هنا معنى التعليل. لا : ناهية
جازمة. تمار : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة..
الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. في :
حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بفي والجار والمجرور متعلق
بتمار.
(إِلَّا مِراءً
ظاهِراً) : أداة حصر لا عمل لها. مراء : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : إلّا جدالا ظاهرا : صفة ـ نعت ـ لمراء منصوب
مثله بالفتحة المنونة بمعنى ظاهرا غير متعمق فيه.
(وَلا تَسْتَفْتِ
فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) : معطوف بالواو على «لا تمار فيهم» ويعرب إعرابه. من :
حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في
محل جر بمن. والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من «أحدا». أحدا : مفعول به
منصوب بالفتحة المنونة أي لا تساله عن قصتهم.
(وَلا تَقُولَنَّ
لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً)
(٢٣)
(وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تقولنّ : فعل مضارع
مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا والفاعل ضمير مستتر
فيه وجوبا تقديره : أنت. ونون التوكيد لا محل لها. لشيء : جار ومجرور متعلق
بتقولنّ. التقدير والمعنى : لأجل شيء تعزم عليه. والجملة بعده أي المصدر المؤول من
«إنّ» مع اسمها وخبرها «إنّي فاعل» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(إِنِّي فاعِلٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». فاعل : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة
المنونة. وهو اسم فاعل وفعله متعدّ وهو يعمل عمل فعله.
(ذلِكَ غَداً) : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به لاسم
الفاعل. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. غدا : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة
نصبه الفتحة المنونة متعلق باسم الفاعل «فاعل»
(إِلاَّ أَنْ يَشاءَ
اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي
لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً)
(٢٤)
(إِلَّا أَنْ يَشاءَ
اللهُ) : أداة حصر لا عمل لها. أن : حرف مصدري ونصب. يشاء :
فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم
بالضمة. والجملة الفعلية «يشاء الله» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية
وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف بتقدير : إلا بمشيئة الله. والجار
والمجرور متعلق بحال من «الشيء» التقدير : ملتبسا بمشيئة الله.
(وَاذْكُرْ رَبَّكَ) : الواو بمعنى الفاء واقعة في جواب شرط مقدم. اذكر : فعل
أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
ربك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ
مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
(إِذا نَسِيتَ وَقُلْ) : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه
وهو أداة شرط غير جازمة. والجملة الفعلية «نسيت» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد
الظرف وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ
ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه.
التقدير : إذا نسيت تعليق الأمر بمشيئة الله فاذكر ربك أو فقل إن شاء الله. وقل :
معطوف بالواو على «اذكر» ويعرب إعرابه وحذفت واوه تخفيفا ولالتقاء الساكنين.
(عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ) : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» وهنا هو فعل ماض تام
لأنه وليه حرف مصدري وصلته وهو مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ
للتعذر. أن : حرف مصدري ناصب. يهدين : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها و
«أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل «عسى» وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة
نصبه الفتحة. النون نون الوقاية والكسرة دالة على الياء المحذوفة خطا واختصارا وهي
ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(رَبِّي لِأَقْرَبَ) : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من
ظهورها اشتغال المحل بالحركة المأتيّ بها من أجل الياء والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام حرف جر. أقرب : اسم مجرور
باللام وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ ومن
وزن الفعل. والجار والمجرور متعلق بيهديني بمعنى لعلّ الله يوفقني لهداية.
(مِنْ هذا رَشَداً) : حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر
بمن والجار والمجرور متعلق بأقرب. رشدا : مفعول به ثان منصوب بيهديني وعلامة نصبه
الفتحة المنونة أي هداية ومثله «الرشد» بتسكين الشين أمّا «الرشد» بضم الراء وتسكين
الشين فهو الصلاح وهو خلاف ـ ضدّ ـ الغي والضلال.
(وَلَبِثُوا فِي
كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)
(٢٥)
(وَلَبِثُوا فِي
كَهْفِهِمْ) : الفاء استئنافية. لبثوا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. في كهف :
جار ومجرور متعلق بلبثوا و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة
أو يكون الجار والمجرور متعلقا بحال محذوف من ضمير «لبثوا» أي مكثوا نائمين.
(ثَلاثَ مِائَةٍ
سِنِينَ) : نائب عن ظرف الزمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بلبثوا وهو مضاف. مائة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
سنين : عطف بيان لثلاثمائة أو بدل من «ثلاث» ومن «مائة» بمعنى : مكثوا ثلاثمائة من
السنين. وعلامة نصب «سنين» الياء لأنها ملحقة بجمع المذكر السالم والنون عوض عن
تنوين المفرد وحركته أو تكون مجرورة وعلامة جرها الياء على التقدير أي البدل من «ثلاث»
المنصوبة. و «مائة» المجرورة. وهذه اللفظة تعرب بالحروف والحركات وهنا أعربت
بالحرف ولو أريد أن تعرب بالحركة لقيل : سنينا.
(وَازْدَادُوا تِسْعاً) : معطوفة بالواو على «لبثوا» وتعرب مثلها. تسعا : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة لانقطاعه عن الإضافة أي بحذف المضاف إليه
التقدير : تسع سنين.
** (ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة عشرة
التقدير والمعنى : ذلك الحاصل بهم أو المصنوع بهم من ازورار الشمس وقرضها طالعة
غاربة آية من آيات الله أي علامة من علامات الله وقدرته جلّت قدرته فحذف المشار
إليه اختصارا لأن ما قبله يدل عليه وهو البدل أو الصفة «الحاصل.. أو المصنوع»
** (قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة عشرة.
التقدير والمعنى : كم مكثتم في الكهف نائمين.. الفعل «لبث» من باب «تعب» والاسم :
اللبث.. بضم اللام.. والمصدر هو بفتح اللام والباء مثل مصدر «تعب» وهو «تعبا» وجاء
في المصدر «اللبث بتسكين الباء تخفيفا».
** (أَيُّها أَزْكى طَعاماً) : التقدير والمعنى : أي أهلها.. مثل قوله تعالى : «واسال
القرية» أي واسأل أهل القرية فحذف المضاف «أهل» وحل المضاف إليه الثاني وهو الضمير
«ها» محله فصار «أيها» أو يكون المعنى : أي الأطعمة أزكى وأشهى.
** (وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الحادية والعشرين. المعنى وكذلك
أطلعنا قومهم أو بعض الناس على حالهم فحذف المفعول به اختصارا «قومهم.. بعض الناس»
كما حذف المضاف «حال» وأوصل حرف الجر «على» بالمضاف إليه ضمير الغائبين «هم» فصار «عليهم»
ومثله في الحذف والتقدير : ربهم أعلم بهم.. أي والله ربهم أعلم بشأنهم.
** (رَجْماً بِالْغَيْبِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية
والعشرين. و «الرجم» في الأصل : هو الرمي ـ القذف ـ بالرجام ـ وهي الحجارة الصغيرة
ثم عبّر عن الظن بالرجم لأنهم يقولون كثيرا : رجم بالظن مكان قولهم : ظنّ. حتى لم
يبق عندهم فرق بين العبارتين.. ألا ترى إلى قول زهير بن أبي سلمى :
وما الحرب
إلّا ما علمتم وذقتمو
|
|
وما هو عنها
بالحديث المرجم
|
أي المظنون
الذي يرجم فيه الظنون. و «الذوق» التجربة. يقول الشاعر : ليست الحرب إلّا ما
عهدتموها وجرّبتموها.. وما هذا الذي أقول بحديث مرجّم : أي محكوم عليه بالظن. و «الظن»
هو الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض.. ويستعمل في الشك واليقين. وقيل : ظنّ
العاقل خير من يقين الجاهل. ويأتي الفعل «ظنّ» بمعنى «علم واستيقن» وهو خلاف «اليقين»
وقد يأتي بمعنى اليقين قيل : إنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ استشار ابن عباس ـ
رضي الله عنهما ـ في تولية حمص رجلا فقال : لا يصلح إلا أن يكون رجلا منك. قال :
فكنه ـ أي فكن ذلك الرجل ـ قال : لا تنتفع بي. قال : لم؟ قال : لسوء ظنّي في سوء
ظنك بي» وقيل : من حسن ظنّه طاب عيشه.
** (ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا
تُمارِ فِيهِمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية
والعشرين أي لا يعلم عددهم إلّا قليل من الناس فلا تجادل أهل الكتاب في شأنهم ـ في
شأن أصحاب الكهف ـ فحذف المضاف «عدد» اختصارا وعدّي الفعل «يعلم» إلى المضاف إليه
ضمير الغائبين «هم» فصار : يعلمهم. كما حذف مفعول «تماري» أي تجادل وهو «أهل الكهف»
ومثله في الاختصار والحذف والتقدير قوله تعالى : ولا تستفت فيهم. أي ولا تسأل في
قصتهم أي حذف المضاف «قصة» وأوصل حرف الجر «في» إلى المضاف إليه «ضمير الغائبين..
هم» فصار : فيهم.
** (إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة
والعشرين وفيه لم يضف اسم الفاعل «فاعل» إلى مفعوله ولهذا نوّن آخره فانتصبت كلمة «ذلك»
في محل نصب على المفعولية ولو حذف التنوين لكان اسم الإشارة في محل جر بالإضافة.
وقد حذف المشار إليه اختصارا لأن ما قبله دال عليه أي ذلك الشيء.
** (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الرابعة
والعشرين حذف مفعول «نسيت» أي شيئا.
** (وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي
لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً) : أي لعلّ الله يوفّقني لرشد أو علم أو شيء أقرب من هذا
المنسيّ ـ مشيئة الله ـ أقرب منه. فحذف الموصوف.. «رشد.. علم ـ شيء» وحلّت الصفة «أقرب»
محلّه. كما حذف المشار إليه «المنسيّ».
** (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ
مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة
والعشرين. ونوّن آخر «تسعا» لانقطاعه عن الإضافة وأصله : تسع سنين.
(قُلِ اللهُ أَعْلَمُ
بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما
لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً)
(٢٦)
(قُلِ اللهُ أَعْلَمُ
بِما) : فعل أمر مبني على السكون حرك بالكسر لالتقاء الساكنين
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. أصله : قول. حذفت الواو تخفيفا
ولالتقاء الساكنين. والجملة الاسمية بعده «الله أعلم» في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. أعلم : خبر المبتدأ مرفوع
بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل ومن وزن
الفعل. الباء حرف جر و «ما» مصدرية.
(لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ) : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة بمعنى : مكثوا. و «ما» وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء والجار
والمجرور متعلق بأعلم. التقدير والمعنى : الله أعلم من الذين اختلفوا فيهم بمدة
مكوثهم في الكهف. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. غيب : مبتدأ مؤخر
مرفوع بالضمة وهو مضاف بمعنى : هو المختص بعلم غيب.
(السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض
: معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب إعرابها.
(أَبْصِرْ بِهِ
وَأَسْمِعْ) : فعل ماض أتى على صيغة الأمر شذوذا مبني على الفتح
المقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة السكون العارض المأتيّ بها
لتناسب صيغة الأمر. الباء حرف جر للتعجب والهاء ضمير متصل مجرور لفظا مبني على
الكسر في محل رفع محلا لأنه فاعل «أبصر» بمعنى : ما أبصره بما يحدث في ملكه لأن «أبصر»
معناه التعجب. وأسمع : معطوف بالواو على «أبصر» ويعرب إعرابه بمعنى : وما أسمعه
لما يدور من الكلام بين الناس بشأنه.
(ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ) : نافية لا عمل لها. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. من
دونه : جار ومجرور متعلق بحال من «وليّ» لأنه متعلق بصفة محذوفة منه وقدّم عليه.
والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
(مِنْ وَلِيٍ) : حرف جر زائد للتأكيد. وليّ : اسم مجرور لفظا وعلامة
جره الكسرة المنونة مرفوع محلا لأنه مبتدأ مؤخر بمعنى : من متولّ لأمورهم غيره أي
لأمور أهل السموات والأرض.
(وَلا يُشْرِكُ فِي
حُكْمِهِ أَحَداً) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. يشرك : فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. في حكمه : جار
ومجرور متعلق بيشرك والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. أحدا :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي أحدا منهم.
(وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ
مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ
مُلْتَحَداً)
(٢٧)
(وَاتْلُ ما أُوحِيَ
إِلَيْكَ) : الواو عاطفة. اتل : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف
العلة.. الواو ـ والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. ما : اسم موصول مبني
على السكون في محل نصب مفعول به. أوحي : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. إليك : جار ومجرور متعلق بأوحي.
والجملة الفعلية «أوحي إليك» صلة الموصول لا محل لها.
(مِنْ كِتابِ رَبِّكَ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما»
التقدير : حال كونه من كتاب ربك و «من» حرف جر بياني. ربك : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على
الفتح في محل جر بالإضافة ـ مضاف إليه ثان ـ.
(لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) : نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». مبدل : اسم «لا» مبني
على الفتح وخبرها محذوف وجوبا. لكلماته : جار ومجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف
والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
(وَلَنْ تَجِدَ) : الواو عاطفة. لن : حرف نفي ونصب واستقبال. تجد : فعل
مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
(مِنْ دُونِهِ
مُلْتَحَداً) : جار ومجرور متعلق بتجد أو بحال مقدمة من «ملتحدا»
والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. ملتحدا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : ملجأ.
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ
مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ
وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ
مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ
فُرُطاً)
(٢٨)
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ) : الواو عاطفة. اصبر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. نفسك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
(مَعَ الَّذِينَ) : ظرف يدل على المصاحبة والاجتماع متعلق باصبر منصوب
على الظرفية وهو مضاف. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة
والجملة الفعلية بعده «يدعون ربهم» صلة الموصول لا محل لها.
(يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : مع المؤمنين الذين يعبدون. رب : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر
مضاف إليه.
(بِالْغَداةِ
وَالْعَشِيِ) : جار ومجرور متعلق بيدعون. والعشيّ : معطوف بالواو على
«الغداة» ويعرب إعرابه بمعنى : دائبين على الدعاء أو العبادة في كل
وقت. و «الغداة» هي ما بين أذان الصبح وشروق الشمس. و «العشيّ» جمع «عشية»
وهي ما بين الزوال إلى الغروب.
(يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) : يعرب إعراب «يدعون ربهم» والهاء ضمير متصل مبني على
الضم في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «يريدون وجهه» في محل نصب حال من ضمير «يدعون»
بمعنى : يتحرّون طاعته سبحانه.
(وَلا تَعْدُ عَيْناكَ
عَنْهُمْ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تعد : بمعنى «تتجاوز»
: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الواو ـ عيناك
: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة ـ أصله : عينان ـ والكاف ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. عن : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل جر بعن. والجار والمجرور متعلق بتعد.
(تُرِيدُ زِينَةَ
الْحَياةِ الدُّنْيا) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «تعدو» وهي
فعل مضارع مرفوع بالضمة. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. زينة : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الحياة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة
جره الكسرة. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة
على الألف للتعذر.
(وَلا تُطِعْ مَنْ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تطع : فعل مضارع
مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره ـ أصله : تطيع ـ حذفت الياء تخفيفا
ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. من : اسم موصول
مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(أَغْفَلْنا قَلْبَهُ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في
محل رفع فاعل. قلبه : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير
الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
(عَنْ ذِكْرِنا) : جار ومجرور متعلق بأغفلنا و «نا» ضمير الواحد المطاع
مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(وَاتَّبَعَ هَواهُ) : الواو عاطفة. اتبع : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هو و «هواه» مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف
للتعذر والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة بمعنى
ولا تطع من اتبع هواه.
(وَكانَ أَمْرُهُ
فُرُطاً) : الواو عاطفة. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. أمره
: اسم «كان» مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل
جر بالإضافة. فرطا : خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة بمعنى : نبذا للحق وتجاوزا
له.
(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ
رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا
لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا
بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً)
(٢٩)
(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ
رَبِّكُمْ) : الواو عاطفة. قل : فعل أمر مبني على السكون حرك
بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. أصله : قول.
حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين والجملة الاسمية بعده «الحق من ربكم» في محل
نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الحق : خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو الحق مرفوع
بالضمة. من ربكم : جار ومجرور متعلق بحال من «الحق» بمعنى : جاء الحق من ربكم
والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم
علامة جمع الذكور.
(فَمَنْ شاءَ
فَلْيُؤْمِنْ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» شاء : فعل ماض مبني
على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
الفاء واقعة في جواب الشرط اللام لام الأمر. يؤمن : فعل مضارع مجزوم بلام الأمر
وعلامة جزمه سكون
آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. وجملة «فليؤمن» جواب شرط
جازم مقترن بالفاء في محل جزم.
(وَمَنْ شاءَ
فَلْيَكْفُرْ) : الجملة معطوفة بالواو على جملة «من شاء فليؤمن» وتعرب
مثلها وفي الكلام معنى التهديد.
(إِنَّا أَعْتَدْنا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغمة بإنّ ضمير
الواحد المطاع مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». أعتدنا : الجملة الفعلية في
محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(لِلظَّالِمِينَ ناراً) : جار ومجرور متعلق بأعتدنا بمعنى : أعددنا أو هيّأنا
وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
نارا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.
(أَحاطَ بِهِمْ
سُرادِقُها) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف ـ «نارا»
وهي فعل ماض مبني على الفتح. الباء حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون
في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأحاط. سرادق : فاعل مرفوع بالضمة و «ها»
ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى فسطاطها.
(وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. يستغيثوا : فعل
مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : وإن يستغيثوا من العطش.
(يُغاثُوا بِماءٍ
كَالْمُهْلِ) : الجملة جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها
وفيها تهكم بالظالمين وهي فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة
جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل
والألف فارقة. بماء : جار ومجرور
متعلق بيغاثوا الكاف حرف تشبيه أو اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل
جر صفة ـ نعت ـ لماء. المهل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى
كذوب الأجساد.
(يَشْوِي الْوُجُوهَ) : الجملة في محل جر صفة ثانية لماء وهي فعل مضارع مرفوع
بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الوجوه
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(بِئْسَ الشَّرابُ) : فعل ماض جامد لإنشاء الذم مبني على الفتح. الشراب : فاعل
مرفوع بالضمة والمخصوص بالذم محذوف. التقدير : بئس الشراب ذلك أو بئس الشراب المهل
هو.
(وَساءَتْ مُرْتَفَقاً) : الواو عاطفة. ساءت : فعل ماض لإنشاء الذم أيضا لأن
معناه : بئست مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره : هي. أي النار أو جهنم. مرتفقا : تمييز منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة بمعنى : متكّأ.. وهو من وضع المرفق تحت الخد.. وهو لمشاكلة قوله :
وحسنت مرتفقا في الآية الكريمة الحادية والثلاثين وبمعنى : وساءت النار مقرا
ونزولا أو وساءت جهنم متكأ.
(إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)
(٣٠)
(إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني
على الفتح في محل نصب اسم «إنّ». آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها
وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة وخبر «إنّ» الجملة الاسمية «أولئك لهم جنات» في الآية التالية في محل
رفع.
(وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ) : معطوفة بالواو على «آمنوا» وتعرب إعرابها. الصالحات :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم
بمعنى الأعمال الصالحة أو صالح الأعمال.
(إِنَّا لا نُضِيعُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغم بإنّ ضمير
الواحد المطاع مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» و «إنّ» مع اسمها وخبرها جملة
اعتراضية لا محل لها اعترضت بين اسم «إنّ» في «إنّ الذين..» وبين خبرها في بداية
الآية الكريمة التالية. لا : نافية لا عمل لها. نضيع : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.
(أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ
عَمَلاً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والجملة
الفعلية «لا نضيع أجر..» في محل رفع خبر «إنّ» في «إنّا». من : اسم موصول مبني على
السكون في محل جر مضاف إليه والجملة الفعلية بعده «أحسن عملا» صلة الموصول لا محل
لها. أحسن : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
عملا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(أُولئِكَ لَهُمْ
جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ
أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ
مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً)
(٣١)
(أُولئِكَ لَهُمْ
جَنَّاتُ) : أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ
والكاف حرف خطاب. اللام : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر
باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. جنات : مبتدأ مؤخر مرفوع
بالضمة المنونة والجملة الاسمية «لهم جنات..» في محل رفع خبر «أولئك».
(عَدْنٍ تَجْرِي) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
تجري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل بمعنى لهم جنات استقرار
وإقامة والجملة الفعلية تجري الأنهار في محل رفع خبر ثان لأولئك.
(مِنْ تَحْتِهِمُ
الْأَنْهارُ) : جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من «الأنهار»
التقدير : تجري كائنة تحتهم و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون حرك بالضم للوصل
ـ التقاء الساكنين ـ في محل جر بالإضافة.
(الْأَنْهارُ) : فاعل مرفوع بالضمة أو تكون جملة «تجري من تحتهم
الأنهار» في محل رفع صفة لجنّات.
(يُحَلَّوْنَ فِيها) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير الغائبين. وهي
فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير
متصل في محل رفع نائب فاعل. فيها : جار ومجرور متعلق بيحلّون.
(مِنْ أَساوِرَ مِنْ
ذَهَبٍ) : جار ومجرور متعلق بيحلون بمعنى : يتزيّنون في الجنة
أساور ذهب. وعلى هذا المعنى تكون «من» حرف جر زائدا. و «أساور» اسما مجرورا لفظا
منصوبا محلا على أنه مفعول به وبمعنى : يلبسون أساور. و «أساور» اسم ممنوع من
الصرف يجرّ بالفتحة بدلا من الكسرة على وزن ـ مفاعل ـ من : حرف جر بياني ـ من..
البيانية. ذهب : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة المنونة والجار والمجرور متعلق
بصفة محذوفة من «أساور» أو تكون «من» تبعيضية و «ذهب» تمييزا. وهو مجرور لفظا بمن
منصوب محلا لأنه تمييز بمعنى : يلبسون أساور ذهبا.. وجيء بمن لأن الاسمين «أساور» و
«ذهب» اسمان مبهمان.
(وَيَلْبَسُونَ
ثِياباً خُضْراً) : الواو عاطفة. يلبسون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون
لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. ثيابا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة. خضرا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «ثيابا» منصوب مثله
وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(مِنْ سُنْدُسٍ
وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها) : جار ومجرور متعلق بصفة ثانية للموصوف «ثيابا» بتقدير.
سندسا بمعنى حريرا رقيقا. وجيء بمن أيضا لأن الكلمة مبهمة. واستبرق : معطوف بالواو
على «سندس» ويعرب إعرابه. بمعنى : حريرا ثخينا. متكئين : حال من ضمير الغائبين
منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
فيها : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «متكئين».
(عَلَى الْأَرائِكِ) : جار ومجرور متعلق بمتكئين بمعنى : على الأسرّة
والوسائد وهي جمع «أريكة».
(نِعْمَ الثَّوابُ) : فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح. الثواب : فاعل
مرفوع بالضمة بمعنى : نعم الجزاء من الله وهو الجنة ونعيمها والمخصوص بالمدح محذوف
يفسره ما قبله.
(وَحَسُنَتْ
مُرْتَفَقاً) : الواو عاطفة. حسنت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء
تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي أي
الجنة. مرتفقا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى «متّكأ» أو حسنت
أرائك الجنة متّكأ.
(وَاضْرِبْ لَهُمْ
مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ
وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً)
(٣٢)
(وَاضْرِبْ لَهُمْ
مَثَلاً) : الواو حرف عطف. اضرب : فعل أمر مبني على السكون والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على
السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق باضرب. مثلا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى يعتبر به المشركون.
(رَجُلَيْنِ جَعَلْنا
لِأَحَدِهِما) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى.
النون عوض عن حركة المفرد وتنوينه أو يكون متعلقا بحال محذوف بتقدير : واضرب لهم
مثلا مثل حال الكافرين.. والمؤمنين بحال رجلين. جعلنا : الجملة الفعلية في محل نصب
صفة ـ نعت ـ لرجلين. وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى : آتينا. لأحد : جار ومجرور
متعلق بجعلنا والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة الميم علامة جمع
الذكور وقيل : حرف عماد. والألف علامة التثنية لا محل لها.
(جَنَّتَيْنِ مِنْ
أَعْنابٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى والنون
عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى : بستانين. من أعناب : جار ومجرور متعلق بصفة
محذوفة من «جنتين» و «من» بيانية.
(وَحَفَفْناهُما
بِنَخْلٍ) : الواو عاطفة. حففنا : تعرب إعراب «جعلنا» الهاء ضمير
متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. الميم حرف عماد والألف للتثنية. بنخل :
جار ومجرور متعلق بحففنا.. بمعنى : وأحطنا. أي وأحطنا البستانين بنخل أو وجعلنا
النخيل محيطا بالجنتين وهو متعد إلى مفعول فتزيده الباء مفعولا به ثانيا.
(وَجَعَلْنا بَيْنَهُما
زَرْعاً) : تعرب إعراب «وحففنا» بين : ظرف مكان منصوب على
الظرفية متعلق بجعلنا وهو مضاف بمعنى «وسطهما» الهاء ضمير متصل مبني على الضم في
محل جر بالإضافة. الميم حرف عماد والألف علامة التثنية. زرعا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة.
(كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ
آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً)
(٣٣)
(كِلْتَا
الْجَنَّتَيْنِ) : اسم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وهو مضاف. الجنتين
: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى والنون عوض عن تنوين
المفرد وحركته.
(آتَتْ أُكُلَها) : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على آخره ـ الألف
المقصورة ـ المحذوفة لاتصال الفعل بتاء التأنيث الساكنة والفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. والفاعل يعود على «كلتا»
المؤكدة للجنتين بمعنى كل واحدة آتت أكلها : أي ثمرها. أكل : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة
والجملة الفعلية «آتت أكلها» في محل رفع خبر المبتدأ «كلتا».
(وَلَمْ تَظْلِمْ
مِنْهُ شَيْئاً) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تظلم : فعل
مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هي. منه : جار ومجرور متعلق بتظلم. شيئا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : ولم تنقص منه شيئا.
(وَفَجَّرْنا
خِلالَهُما نَهَراً) : الواو عاطفة. فجر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى
وأنبعنا فيهما. خلال : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بفجرنا وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. الميم حرف
عماد والألف علامة التثنية. نهرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ
فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ
نَفَراً)
(٣٤)
(وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
له : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» المقدم. ثمر : اسم «كان» المؤخر
مرفوع بالضمة المنونة. أي كان لأحد الرجلين..
(فَقالَ لِصاحِبِهِ) : الفاء استئنافية. قال : فعل ماض مبني على الفتح
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجار والمجرور «لصاحبه» متعلق بقال
والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
(وَهُوَ يُحاوِرُهُ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال بمعنى
قال له مفتخرا عليه. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع
مبتدأ. يحاوره : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هو» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب مبني
على الضم في محل نصب مفعول به.
(أَنَا أَكْثَرُ
مِنْكَ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أنا
: ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أكثر : خبر
المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينوّن آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة
تفضيل ومن وزن الفعل. منك : جار ومجرور متعلق بأكثر.
(مالاً وَأَعَزُّ
نَفَراً) : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وأعزّ نفرا
: معطوف على «أكثر مالا» ويعرب مثله.
(وَدَخَلَ جَنَّتَهُ
وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً)
(٣٥)
(وَدَخَلَ جَنَّتَهُ) : الواو عاطفة. دخل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. جنته : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو
مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
(وَهُوَ ظالِمٌ
لِنَفْسِهِ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هو ضمير
منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. ظالم : خبر «هو» مرفوع
بالضمة المنونة. لنفسه : جار ومجرور متعلق بظالم والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ
مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
(قالَ ما أَظُنُ) : يعرب إعراب «دخل» والجملة الفعلية «قال» في محل نصب
حال من ضمير الغائب بتقدير : قائلا والجملة الفعلية بعده «ما أظن..» في محل نصب
مفعول به ـ مقول القول ـ ما : نافية لا عمل لها. أظن : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا.
(أَنْ تَبِيدَ هذِهِ
أَبَداً) : حرف مصدري ناصب. تبيد : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة
نصبه الفتحة. هذه : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع فاعل بمعنى أن تفنى هذه
الجنة. والجملة الفعلية «تبيد هذه» صلة حرف مصدري لا محل لها. أبدا : ظرف زمان
لتأكيد المستقبل نفيا وإثباتا يدل على الاستمرار منصوب على الظرفية وعلامة نصبه
الفتحة المنونة متعلق بتبيد ونوّن آخره لانقطاعه عن الإضافة. و «أن» وما بعدها
بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «أظن».
(وَما أَظُنُّ
السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها
مُنْقَلَباً)
(٣٦)
(وَما أَظُنُّ
السَّاعَةَ قائِمَةً) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. أظن : فعل مضارع
مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. الساعة قائمة : مفعولا «أظنّ»
منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة المنونة.
(وَلَئِنْ رُدِدْتُ) : الواو استئنافية. اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ
إن : حرف شرط جازم. رددت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير
الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني
على الضم في محل رفع نائب فاعل. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم أو يكون
جواب القسم قد سدّ مسدّ الجوابين. والجملة الفعلية «إن رددت» اعتراضية بين القسم
المحذوف وجوابه لا محل لها من الإعراب.
(إِلى رَبِّي) : جار ومجرور متعلق برددت والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(لَأَجِدَنَّ خَيْراً) : اللام واقعة في جواب القسم المقدر والجملة جواب القسم
لا محل لها. أجدن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ونون التوكيد لا محل لها. خيرا : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : مرجعا خيرا.
(مِنْها مُنْقَلَباً) : جار ومجرور متعلق باسم التفضيل «خيرا» أي من جنته. منقلبا
: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : لأجدنّ في الآخرة خيرا من جنته
في الدنيا مرجعا وعاقبة.
(قالَ لَهُ صاحِبُهُ
وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ
ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً)
(٣٧)
(قالَ لَهُ صاحِبُهُ
وَهُوَ يُحاوِرُهُ) : أعرب في الآية الكريمة الرابعة والثلاثين. له : جار
ومجرور متعلق بقال. صاحبه : فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الضم في محل جر بالإضافة.
(أَكَفَرْتَ بِالَّذِي
خَلَقَكَ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الهمزة
همزة إنكار وتعجيب بلفظ استفهام. كفرت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير
الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
الباء حرف جر.. الذي :
اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بكفرت.
خلقك : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به.
(مِنْ تُرابٍ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ضمير المخاطب في «خلقك»
التقدير حال كونك من تراب و «من» حرف جر بياني». و «خلقك» بمعنى : خلق أصلك.
(ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ
ثُمَ) : حرف عطف. من نطفة : معطوفة على «من تراب» وتعرب
إعرابها. ثم : حرف عطف يفيد الترتيب.
(سَوَّاكَ رَجُلاً) : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني
على الفتح في محل نصب مفعول به أول بمعنى ثم جعلك. رجلا : مفعول به ثان منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة ويجوز أن يكون حالا.
(لكِنَّا هُوَ اللهُ
رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً)
(٣٨)
(لكِنَّا هُوَ اللهُ) : أصله : لكن أنا بمعنى : لكنّي أنا أقول هو الله ربي. حذفت
همزة «أنا» اختصارا وأدغمت النون في النون وبالتقاء النونين جاء التشديد لذلك. لكن
: مخففة مهملة وهي تفيد الاستدراك لقوله «أكفرت» قال لأخيه : أنت كافر بالله لكنني
مؤمن موحد. أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ لأن «لكن» مخفف لا
عمل له وخبره الجملة الفعلية المقدرة «أقول» في محل رفع. والجملة الاسمية «هو الله
ربّي» في محل نصب مفعول به بأقول ـ مقول القول ـ أو تكون الجملة الاسمية «هو الله
ربّي» في محل رفع خبر «أنا» هو : ضمير الشأن المنفصل مبني على الفتح في محل رفع
مبتدأ. الله لفظ الجلالة : خبر «هو» مرفوع للتعظيم بالضمة.
(رَبِّي وَلا أُشْرِكُ) : بدل من لفظ الجلالة مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل
ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل
مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. أشرك :
فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا.
(بِرَبِّي أَحَداً) : جار ومجرور متعلق بأشرك والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. أحدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة.
** (قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ
غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة السادسة
والعشرين. التقدير والمعنى : فقل لمن يجادل فيهم الله أعلم بمدة مكوثهم في الكهف
له علم غيب السموات والأرض فحذف المضاف «مدة» وحلّ محله المصدر المؤول «لبثهم» أي
مكوثهم كما حذف المبتدأ المؤخر «علم» وأقيم المضاف إليه «غيب» مقامه.
** (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الثامنة
والعشرين.. بمعنى مع المؤمنين الذين يعبدون الله فحذف الموصوف «المؤمنين» وحلت
الصفة «الذين» محله.
** (وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ) : بمعنى ولا تتجاوزهم عيناك أو لا تصرف عيناك النظر
عنهم إلى غيرهم.. وعلى هذا التفسير حذف مفعول «تعدو» اختصارا وهو «النظر» يقال :
عدا ـ يعدو ـ عدوا وعدوته أعدوه ـ عدوا.. بمعنى : تجاوزته وهو من باب «قال» ومن
معانيه : ظلم وتجاوز الحدّ فهو عاد.. وعدا في مشيه : أي قارب الهرولة.
** سبب نزول
الآية : نزلت الآية الكريمة في جماعة من أشراف قريش طلبوا من النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ تنحية الفقراء من أصحابه من مجلسه.. حتى يتبعوه أو يخصصهم بمجلس دونهم.
** (وَساءَتْ مُرْتَفَقاً).. وحسنت مرتفقا : هذان القولان الكريمان وردا في آخر
الآيتين الكريمتين التاسعة والعشرين والحادية والثلاثين وفيها سلك سبحانه ما يسمّى
في علم البلاغة المشاكلة مع الفارق بين المعنيين فما أبلغ قول الله وما أفصحه وما
أعجزه!
** (وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا
أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً) : في هذا القول الكريم أفرد الفعلان «شاء» و «يكفر» على
لفظ «من» وجمع في «الظالمين» على معنى «من» لأن «من» مفردة لفظا مجموع معنى.. كما
حذف مفعول «شاء» اختصارا.. المعنى : ومن شاء الكفر فليكفر وفي القول تحد وتهديد.
** (أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الحادية
والثلاثين.. أي أولئك المؤمنون.. تجري من تحت غرفهم ومساكنهم الأنهار.. حذفت الصفة
أو البدل «المؤمنون» اختصارا لأن ما قبله دال عليه كما حذف المضاف إليه الأول «غرف»
وأضيف المضاف «تحت» إلى المضاف إليه الثاني «هم.. ضمير الغائبين» فصار : من تحتهم.
** (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة
والثلاثين.. المعنى : كل واحدة من الجنتين ـ البستانين ـ آتت ثمرها. و «كلتا» اسم
مفرد لفظا مثنى معنى.. مضاف إلى كلمة واحدة دالة على اثنين فإن أضيف إلى الاسم
الصريح بنت على السكون وإن أضيف إلى الضمير أعرب إعراب المثنى.. وينطبق هذا القول
على «كلا» كذلك وهو يأتي في حالة كون ما بعده مذكرا. و «كلتا» وإن كان معناها معنى
المثنى إلّا أن لفظها مفرد ومراعاة اللفظ أرجح من مراعاة المعنى. قال أبو الأسود
الدؤلي في ابن عمّ لا خير فيه :
بليت بصاحب
إن أدن شبرا
|
|
يزدني في
مباعدة ذراعا
|
وإن أمدد له
في الوصل ذرعي
|
|
يزدني فوق
مدّ الذرع باعا
|
أبت نفسي له
إلّا اتّباعا
|
|
وتأبى نفسه
إلّا امتناعا
|
كلانا جاهد
أدنو وينأى
|
|
فذلك ما
استطعت وما استطاعا
|
** (فَقالَ لِصاحِبِهِ) : ورد هذا القول في الآية الكريمة الرابعة والثلاثين..
يقال كانا أخوين من بني إسرائيل ورثا أربعة آلاف دينار فصنع أحدهما بماله ما ذكر
وأثرى وأنفق الآخر ماله في طاعة الله حتى افتقر والتقيا ففخر الغني ووبّخ المؤمن
فجرت بينهما هذه المحاورة. و «الصاحب» اسم فاعل من صحب ـ يصحب.. من باب «سلم»
وجمعه : صحب.. صحبة.. صحاب.. صحبان.. وأصحاب. وهو الصديق المعاشر. قال الشاعر :
صديقي هو
الألف الذي اختاره حسّي
|
|
أرى فيه
كالمرآة صافية نفسي
|
(وَلَوْ
لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ إِنْ
تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً)
(٣٩)
(وَلَوْ لا إِذْ
دَخَلْتَ) : الواو استئنافية. لو لا : حرف توبيخ بمعنى «هلّا». إذ
: ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب. دخلت : فعل ماض مبني على
السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على
الفتح في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «دخلت جنتك» في محل جر بالإضافة.
(جَنَّتَكَ قُلْتَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ
ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. قلت : تعرب إعراب «دخلت»
والجملة لا محل لها. والجملة بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(ما شاءَ اللهُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ
محذوف تقديره : الأمر ما شاء الله أو هذا ما شاء الله. شاء : فعل ماض مبني
على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. والجملة بعده «شاء
الله» صلة الموصول لا محل لها. ويجوز أن تكون «ما» اسم شرط جازما مبنيا على السكون
في محل نصب مفعولا به مقدما بمعنى : أيّ شيء شاء الله وجواب الشرط محذوف بتقدير :
أي شيء شاء الله كان بمعنى فهلّا عند دخولك بستانك قلت ما شاء الله.
(لا قُوَّةَ إِلَّا
بِاللهِ) : نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». قوة : اسم «لا» مبني على
الفتح في محل نصب. إلّا : أداة حصر لا عمل لها. بالله : جار ومجرور متعلق بخبر «لا»
المحذوف وجوبا. التقدير لا قوة كائنة إلّا بالله.
(إِنْ تَرَنِ) : حرف شرط جازم. ترن : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن
وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة عليها.
النون نون الوقاية والياء المحذوفة خطا واختصارا ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به أول والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
وجواب الشرط هو بداية الآية الكريمة التالية.
(أَنَا أَقَلَ) : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل
نصب توكيد لياء المتكلم في «ترني» والأصوب أن يكون «أنا» ضمير فصل لا محل له. أقل
: مفعول به ثان منصوب بترى وعلامة نصبه الفتحة ولم ينوّن لأنه ممنوع من الصرف على
وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل وعلى وزن الفعل.
(مِنْكَ مالاً
وَوَلَداً) : جار ومجرور متعلق بأقل. مالا : تمييز منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة. وولدا : معطوف بالواو على «مالا» ويعرب إعرابه.
(فَعَسى رَبِّي أَنْ
يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ
فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً)
(٤٠)
(فَعَسى رَبِّي أَنْ
يُؤْتِيَنِ) : الفاء رابطة لجواب الشرط «إن» في «إن ترن..» الوارد
في الآية الكريمة السابقة والجملة الفعلية جواب شرط جازم فعلها ماض جامد غير متصرف
مقترن بالفاء في محل جزم. و «عسى» وما بعدها
أعربت إعرابا مفصلا ووافيا في الآية الكريمة الثانية بعد المائة من سورة «التوبة»
والنون في «يؤتين» نون الوقاية لا محل لها والياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء
بالكسرة الدالة عليها ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب
مفعول به أول للفعل «يؤتي» المتعدي إلى مفعولين بمعنى لعلّ ربي يمنحني خيرا.
(خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من
جنتك : جار ومجرور متعلق باسم التفضيل «خيرا» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني
على الفتح في محل جر بالإضافة.
(وَيُرْسِلَ عَلَيْها) : الواو عاطفة. يرسل : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه
الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. عليها : جار ومجرور متعلق
بيرسل.
(حُسْباناً مِنَ
السَّماءِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من
السماء : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «حسبانا» بمعنى : صواعق. جمع «حسبانة».
(فَتُصْبِحَ صَعِيداً
زَلَقاً) : الفاء سببية. تصبح : فعل مضارع ناقص منصوب بأن لأنه
معطوف على «يرسل» وعلامة نصبه الفتحة واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي.
صعيدا : خبر «تصبح» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. زلقا : صفة ـ نعت ـ وصفت
بالمصدر الموصوف «صعيدا» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : فتصبح أرضا
ملساء لا شيء عليها.
(أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها
غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً)
(٤١)
(أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها
غَوْراً) : حرف عطف. يصبح : فعل مضارع ناقص من أخوات «كان» منصوب
بأن وعلامة نصبه الفتحة. ماء : اسم «أصبح» مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على
السكون في محل جر مضاف إليه. غورا : خبر «يصبح» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة
بمعنى : غائرا وهو مصدر بتقدير : ذا غور.
(فَلَنْ تَسْتَطِيعَ) : الفاء استئنافية للتعليل. لن : حرف نصب ونفي
واستقبال. تستطيع : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر
فيه وجوبا تقديره : أنت.
(لَهُ طَلَباً) : جار ومجرور متعلق بتستطيع. طلبا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ
فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى
عُرُوشِها وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً)
(٤٢)
(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ) : الواو استئنافية. أحيط : فعل ماض مبني للمجهول مبني
على الفتح. ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي ماله. بثمره : جار
ومجرور متعلق بأحيط ويجوز أن يكون الجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل للفعل «أحيط»
والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
(فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ
كَفَّيْهِ) : الفاء عاطفة. أصبح : فعل ماض ناقص مبني على الفتح من
أخوات «كان» واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. يقلّب : الجملة الفعلية في
محل نصب خبر «أصبح» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو بمعنى : فأصبح مقلّبا كفّيه تحسرا. كفّيه : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الياء لأنه مثنى وحذفت النون ـ أصله : كفين ـ للإضافة والهاء ضمير متصل ـ ضمير
الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
(عَلى ما أَنْفَقَ
فِيها) : حرف جر ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر
بعلى والجار والمجرور متعلق بيقلب والجملة الفعلية «أنفق» صلة الموصول لا محل لها
وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. فيها : جار
ومجرور متعلق بأنفق بمعنى في عمارتها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا
منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : على ما أنفقه فيها.
(وَهِيَ خاوِيَةٌ) : الواو حالية. هي : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل
رفع مبتدأ. خاوية : أي ساقطة : خبر «هي» مرفوع بالضمة المنونة والجملة الاسمية في
محل نصب حال أو لا محل لها لأنها جملة اعتراضية فتكون الواو اعتراضية.
(عَلى عُرُوشِها) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «خاوية» بتأويل فعله و
«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى على سقوفها وهي جمع «عرش»
ومن معانيه : السرير.. السقف. أو على دعائمها المنصوبة للكروم أو يكون الجار
والمجرور متعلقا باسم الفاعل بمعنى ساقطة على عروشها.
(وَيَقُولُ يا
لَيْتَنِي) : الواو عاطفة. يقول : يعرب إعراب «يقلب». يا : أداة
تنبيه أو حرف نداء والمنادى محذوف اكتفاء بحرف النداء كما يحذف حرف النداء اكتفاء
بالمنادى. ليتني : حرف تمنّ ونصب مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» النون نون الوقاية لا
محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
وتقدير المنادى المحذوف هو : يا هؤلاء.. مثلا.
(لَمْ أُشْرِكْ) : حرف نفي وجزم وقلب. أشرك : فعل مضارع مجزوم بلم
وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. والجملة
الفعلية «لم أشرك بربي أحدا» في محل رفع خبر «ليت».
(بِرَبِّي أَحَداً) : جار ومجرور متعلق بأشرك والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. و «أحدا» مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة.
(وَلَمْ تَكُنْ لَهُ
فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مُنْتَصِراً)
(٤٣)
(وَلَمْ تَكُنْ) : الواو استئنافية. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تكن : فعل
مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو ـ أصله : تكون ـ تخفيفا
ولالتقاء الساكنين.
(لَهُ فِئَةٌ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «تكن». فئة : اسم «تكن»
مرفوع بالضمة المنونة.
(يَنْصُرُونَهُ مِنْ
دُونِ اللهِ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لفئة ويجوز أن
تكون في محل نصب خبر «تكن» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الضم في محل نصب مفعول به. من دون : جار ومجرور متعلق بينصرون. الله لفظ
الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة بمعنى ينقذونه من العذاب من غير الله.
(وَما كانَ
مُنْتَصِراً) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض
ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. منتصرا : خبر «كان»
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(هُنالِكَ الْوَلايَةُ
لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً)
(٤٤)
(هُنالِكَ الْوَلايَةُ) : اسم إشارة للمكان مبني على السكون في محل رفع متعلق
بخبر مقدم. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. الولاية : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة بمعنى
: هنالك في الدار الآخرة النصرة لله وبكسر الواو تعني السلطان.
(لِلَّهِ الْحَقِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بحال من «الولاية». الحق : صفة
ـ نعت ـ لله مجرور وعلامة جره الكسرة بمعنى : في ذلك المقام وتلك الحال النصرة
والإسعاف لله وحده.
(هُوَ خَيْرٌ ثَواباً) : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. خير : خبر
«هو» مرفوع بالضمة المنونة وأصله : أخير وحذف الألف أفصح من إبقائها. ثوابا :
تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أي مكافأة.
(وَخَيْرٌ عُقْباً) : معطوف بالواو على «خير ثوابا» ويعرب إعرابه بمعنى
مكافأة لأوليائه وأحسن عاقبة. وأصلها : عقبى. وعلامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر
على الألف المقصورة قبل تنوينها ونوّن آخر اللفظة لأنها مؤنث رباعي مقصور نكرة على
وزن «فعلى».
(وَاضْرِبْ لَهُمْ
مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ
نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى
كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً)
(٤٥)
(وَاضْرِبْ لَهُمْ) : الواو استئنافية. اضرب : فعل أمر مبني على السكون
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق باضرب.
(مَثَلَ الْحَياةِ
الدُّنْيا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الحياة
: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة
مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى مثل الحياة
الفانية في سرعة زوالها.
(كَماءٍ أَنْزَلْناهُ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» يفيد التشبيه مبني على الفتح
في محل نصب مفعول به باضرب أو بفعل محذوف تقديره : وجعلنا مثل الحياة مثل ماء. وهو
مضاف. ماء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. أنزلناه :
الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لماء. وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء
ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
(مِنَ السَّماءِ
فَاخْتَلَطَ) : جار ومجرور متعلق بأنزلنا. الفاء عاطفة. اختلط : فعل
ماض مبني على الفتح بمعنى فنما.
(بِهِ نَباتُ
الْأَرْضِ) : جار ومجرور متعلق باختلط أي بسببه. نبات : فاعل مرفوع
بالضمة. الأرض : مضاف إليه مجرور بالكسرة.
(فَأَصْبَحَ هَشِيماً) : الفاء عاطفة. أصبح : فعل ماض ناقص من أخوات «كان»
مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. هشيما : خبر «أصبح» منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى مفتّتا.
(تَذْرُوهُ الرِّياحُ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «نبات الأرض» أو
صفة ـ نعت ـ للموصوف «هشيما» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل مبني
على الضم في محل نصب مفعول به مقدم وقدرت الضمة على واو «تذرو» للثقل. الرياح :
فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : تثيره أو تفرقه الرياح إلى كلّ جهة.
(وَكانَ اللهُ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
الله لفظ الجلالة : اسم «كان» مرفوع للتعظيم بالضمة.
(عَلى كُلِّ شَيْءٍ
مُقْتَدِراً) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «مقتدرا». شيء : مضاف
إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. مقتدرا : خبر «كان» منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة.
(الْمالُ وَالْبَنُونَ
زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ
ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)
(٤٦)
(الْمالُ وَالْبَنُونَ) : مبتدأ مرفوع بالضمة. والبنون : معطوف بالواو على «المال»
مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(زِينَةُ الْحَياةِ
الدُّنْيا) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. الحياة : مضاف
إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة
مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
(وَالْباقِياتُ
الصَّالِحاتُ) : الواو استئنافية. الباقيات : مبتدأ مرفوع بالضمة. الصالحات
: صفة ـ نعت ـ للباقيات مرفوعة مثلها بالضمة.
(خَيْرٌ عِنْدَ
رَبِّكَ) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. أصله : أخير. وحذف
الألف أفصح ومثله «شر» أيضا وأصله : أشرّ. عند : ظرف مكان متعلق بخير وهو ظرف غير
متمكن في محل نصب مضاف. ربك : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. والكاف
ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ
مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان. بمعنى : الأعمال البارّة الباقية
خير عند ربك.
(ثَواباً وَخَيْرٌ
أَمَلاً) : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وخير أملا :
معطوف بالواو على «خير ثوابا» ويعرب مثله.
(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ
الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ
أَحَداً)
(٤٧)
(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ
الْجِبالَ) : الواو استئنافية. يوم : مفعول به منصوب بفعل محذوف
تقديره : واذكر. نسيّر : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : نحن. الجبال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «نسيّر
الجبال» في محل جر بالإضافة بمعنى نسيرها في الجو ونحطمها فنجعلها هباء.
(وَتَرَى الْأَرْضَ
بارِزَةً) : الواو عاطفة. ترى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة
على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بارزة : حال من «الأرض» منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة أعرب حالا لأن «ترى» هنا بصرية.
(وَحَشَرْناهُمْ
فَلَمْ) : الواو عاطفة. حشر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : وجمعنا
الكافرين. الفاء عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب.
(نُغادِرْ مِنْهُمْ
أَحَداً) : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن بمعنى فلم نترك. من : حرف جر و «هم» ضمير
الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بنغادر. أحدا :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَعُرِضُوا عَلى
رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ
زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً)
(٤٨)
(وَعُرِضُوا عَلى
رَبِّكَ صَفًّا) : الواو استئنافية. عرضوا : فعل ماض مبني للمجهول مبني
على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف
فارقة. على ربك : جار ومجرور متعلق بعرضوا والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني
على الفتح في محل جر بالإضافة. صفا : حال من واو الجماعة بمعنى مصطفين منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(لَقَدْ جِئْتُمُونا) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بمضمر
تقديره : فقلنا لهم : لقد.. اللام لام الابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. جئتم :
فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. الميم علامة جمع الذكور والواو لاشباع
الميم و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى لقد بعثناكم أو
بمعنى : جئتمونا عراة حفاة لا شيء معكم أي فرادى.
(كَما خَلَقْناكُمْ) : الكاف بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب حال من
ضمير المخاطبين ويجوز أن يكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : حالكم كحال خالقكم.
ما : مصدرية. خلقناكم : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها. وهي فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في
محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول
به والميم علامة جمع الذكور.
(أَوَّلَ مَرَّةٍ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بخلقنا وهو مضاف. مرة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة أي في
المرة الأولى.
(بَلْ زَعَمْتُمْ) : حرف إضراب واستئناف. زعمتم : تعرب إعراب «جئتم».
(أَلَّنْ نَجْعَلَ) : أصلها : أن : زائدة ملغاة.. لأن العرب إذا جمعت حرفين
عاملين ألغت أحدهما و «لن» المدغمة بأن فحصل تشديد اللام وهي حرف نفي ونصب
واستقبال. نجعل : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : نحن.
(لَكُمْ مَوْعِداً) : جار ومجرور متعلق بنجعل : والميم علامة جمع الذكور. موعدا
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : وقتا تجتمعون أو نجمعكم فيه.
(وَوُضِعَ الْكِتابُ
فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا ما
لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصاها
وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)
(٤٩)
(وَوُضِعَ الْكِتابُ) : الواو عاطفة. وضع : فعل ماض مبني للمجهول مبني على
الفتح. الكتاب : نائب فاعل مرفوع بالضمة.
(فَتَرَى
الْمُجْرِمِينَ) : الفاء سببية. ترى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة
على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
المجرمين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
تنوين المفرد وحركته.
(مُشْفِقِينَ مِمَّا
فِيهِ) : حال من «المجرمين» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع
مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى خائفين لسوء ما
قدموا بين أيديهم. ممّا : أصله : من : حرف جر و «ما» اسم موصول أدغم في نون «من»
فشدّد الميم مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق باسم الفاعلين «مشفقين».
فيه : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد أو سطر فيه. والجملة الفعلية «سطر
فيه» صلة الموصول لا محل لها.
(وَيَقُولُونَ يا
وَيْلَتَنا) : الواو استئنافية. يقولون : فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. وما بعدها في محل
نصب مفعول به ـ مقول القول ـ يا : أداة نداء. ويل : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه
الفتحة و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : يا
هلكتنا أو يا هلاكنا.
(ما لِهذَا الْكِتابِ) : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام
حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق
بخبر «ما» في محل رفع. الكتاب : بدل من المبدل منه اسم الإشارة «هذا» مجرور مثله
وعلامة جره الكسرة.
(لا يُغادِرُ
صَغِيرَةً) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «الكتاب» لا : نافية
لا عمل لها. يغادر : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
: هو بمعنى : لا يترك. صغيرة : صفة نائبة عن موصوف منصوب بيغادر أي مفعول الفعل
بمعنى «هنة صغيرة» أي سيّئة صغيرة.
(وَلا كَبِيرَةً
إِلَّا أَحْصاها) : معطوفة بالواو على «لا يغادر صغيرة» وتعرب إعرابها
وحذف الفعل يغادر اختصارا واكتفاء بذكره أول مرة.. أو تكون «لا» زائدة لتأكيد
النفي. وتكون «كبيرة» معطوفة على «صغيرة» وتعرب مثلها. إلّا : حرف تحقيق بعد
النفي. أحصى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر
فيه جوازا تقديره : هو و «ها» ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
(وَوَجَدُوا ما
عَمِلُوا حاضِراً) : الواو استئنافية. وجدوا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ما : اسم
موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «عملوا» صلة الموصول
لا محل لها وتعرب إعراب «وجدوا» أو بتقدير : جزاء ما عملوا فيكون مفعول «وجدوا»
وهو «جزاء» محذوفا اختصارا وحلّ المضاف إليه «ما» محله. حاضرا : حال من مفعول
«وجدوا» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والعائد إلى الموصول ضمير محذوف
خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول «عملوا» التقدير : ما عملوه ويجوز أن تكون «ما»
مصدرية فتكون «ما» وما بعدها : بتأويل مصدر في محل نصب مفعول «وجدوا» أي حاضرا في
الصحف.
(وَلا يَظْلِمُ) : الواو استئنافية للتعليل. لا : نافية لا عمل لها.
يظلم : فعل مضارع مرفوع بالضمة.
(رَبُّكَ أَحَداً) : فاعل مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ
مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. أحدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة.
(وَإِذْ قُلْنا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ
فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ
دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً)
(٥٠)
(وَإِذْ قُلْنا
لِلْمَلائِكَةِ) : الواو استئنافية. إذ : ظرف زمان بمعنى «حين» أو اسم
مبني على السكون في محل نصب مفعول به بفعل محذوف تقديره : اذكر. قلنا : الجملة
الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
للملائكة : جار ومجرور متعلق بقلنا. والجملة الفعلية بعده «اسجدوا لآدم» في محل
نصب مفعول به.
(اسْجُدُوا لِآدَمَ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال
الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لآدم : جار ومجرور متعلق
باسجدوا وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف
للعلمية وعلى وزن ـ أفعل ـ ومن وزن الفعل.
(فَسَجَدُوا إِلَّا
إِبْلِيسَ) : الفاء استئنافية. سجدوا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. إلّا : أداة
استثناء. إبليس : مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع
من الصرف وهو استثناء منقطع لأنه ليس من جنس
الملائكة. وقيل : يجوز أن يكون الاستثناء استثناء متصلا ذلك لأن العلماء
اختلفوا في «إبليس» لعنه الله أهو من جنس الملائكة أم من جنس آخر.
(كانَ مِنَ الْجِنِ) : الجملة استئنافية للتعليل أو تكون اعتراضية لا محل
لها لأنها اعترضت بين المعطوف وهو ففسق والمعطوف عليه «أبى واستكبر» لأن الاستثناء
يدل على هذا المعنى. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هو. من الجن : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» التقدير :
كان مخلوقا من الجن.
(فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ
رَبِّهِ) : الفاء سببية لأن كونه من الجن كان سببا في فسقه أو
تكون عاطفة. فسق : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :
هو. عن أمر : جار ومجرور متعلق بفسق. ربه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره
الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف
إليه ثان بمعنى : فخرج عن أمر ربّه وطاعته وعصى.
(أَفَتَتَّخِذُونَهُ
وَذُرِّيَّتَهُ) : الهمزة همزة إنكار وتعجيب بلفظ استفهام. الفاء
استئنافية. تتخذونه : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب مبني على الضم في محل
نصب مفعول به أول. وذريته : معطوف بالواو على ضمير الغائب في «تتخذونه» منصوب
وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر
بالإضافة.
(أَوْلِياءَ مِنْ
دُونِي) : مفعول به ثان منصوب بتتخذون وعلامة نصبه الفتحة ولم
ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف لأنه على وزن «أفعلاء» من دوني : جار ومجرور متعلق
بصفة محذوفة من «أولياء» والياء ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر
بالإضافة.
(وَهُمْ لَكُمْ
عَدُوٌّ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير
منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
لكم : جار ومجرور متعلق بحال من «عدو» لأنه متعلق بصفة محذوفة من «عدو»
قدمت عليه والميم علامة جمع الذكور. عدو : خبر «هم» مرفوع بالضمة المنونة.
(بِئْسَ
لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) : فعل جامد لإنشاء الذم مبني على الفتح والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي إبليس وأتباعه في إطاعتهم. للظالمين : جار ومجرور
متعلق ببئس وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد
وحركته أو يكون فاعل «بئس» مفسرا بنكرة بعده بتقدير : بئس البدل بمعنى بئس موالاة
الشيطان بدلا من موالاة الله أو بدل إطاعة الله. بدلا : تمييز منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة.
(ما أَشْهَدْتُهُمْ
خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ
الْمُضِلِّينَ عَضُداً)
(٥١)
(ما أَشْهَدْتُهُمْ) : نافية لا عمل لها. أشهدت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع
المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل و
«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : ما
أحضرتهم أو أشهدت إبليس وأتباعه.
(خَلْقَ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ) : مفعول به ثان منصوب بأشهدت وعلامة نصبه الفتحة وهو
مضاف. السموات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض : معطوفة
بالواو على «السموات» وتعرب إعرابها.
(وَلا خَلْقَ
أَنْفُسِهِمْ) : معطوفة بالواو على ما قبلها وتعرب إعراب «ما أشهدت
خلق السموات» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة أو تعرب الواو عاطفة و «لا» زائدة لتأكيد النفي. خلق أنفس : معطوف على «خلق
السموات» ويعرب إعرابه بمعنى ولا أشهدت بعضهم خلق بعض.
(وَما كُنْتُ
مُتَّخِذَ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. كنت : فعل ماض
ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير الواحد
المطاع ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان». متخذ : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه
الفتحة وهو اسم فاعل أضيف لمعموله ـ مفعوله ـ المضلين.
(الْمُضِلِّينَ
عَضُداً) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع
مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. عضدا : مفعول به منصوب باسم الفاعل «متخذ»
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : وما كنت متخذ المضلين أعوانا فعلام تتخذونهم
شركاء لله.
** (ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلَّا
بِاللهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة
والثلاثين. المعنى : قلت هذا معترفا بعجزك أو اعترافا بأنها وكل خير فيها إنما حصل
بمشيئة الله وفضله. والقول : ولا حول ولا قوة إلّا بالله معناه لا حول عن المعصية
ولا قوة على الطاعة إلّا بتوفيق الله. و «الحول» بمعنى : الحيلة.. وهو أيضا القوة
وهو أيضا السنة. قال النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لأبي موسى : ألا أدلّك على كنز من كنوز الجنة : لا حول ولا قوة إلا
بالله.
** (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ) : هذا القول الكريم جاء في الآية الكريمة الثانية
والأربعين وهو كناية عن الندم والتحسر لأن النادم يقلّب كفّيه ظهرا لبطن. ومثله في
الكناية : سقط في يده أو أسقط في يده.. أي تحيّر وتردد وندم بمعنى : زلّ وأخطأ لأن
النادم المتحسر يعضّ يده فتصير يده مسقوطا فيها ولهذا عدّي الفعل «يقلّب» بعلى.
كما عدّي الندم بعلى نحو : ندم الرجل على ما فاته. وقال الزجاج : سقط في أيديهم :
معناه سقط الندم أو العض في قلوبهم وأنفسهم.
** (وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ
يَنْصُرُونَهُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة
والأربعين وفيه أنّث الفعل «تكن» مع اسمه «فئة» على اللفظ وذكّر وجمع في «ينصرون»
على معنى أعوان وأنصار.
** (فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ
الرِّياحُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة
والأربعين بمعنى : مفتتا.. وهو من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى مفعول ـ ويقال : هشم
الرجل الشيء يهشمه هشما : أي كسره ـ وهشم الثريد : أي ثرده فهو هاشم ـ واسم
المفعول مهشوم وهشيم والفعل من باب «ضرب» وسمّي باسم الفاعل «هاشم» ومنه : هاشم
ابن عبد مناف واسمه : عمرو لأنه أول من هشم الثريد لأهل الحرم. و «الهشيم» من
النبات : اليابس المتكسر ولا يقال له هشيم وهو رطب.
** (وَوُضِعَ الْكِتابُ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة التاسعة
والأربعين وهو كناية عن وضع الحساب.. أو ووضع كتاب الأعمال : أي صحائف الأعمال..
وقيل وضع في الميزان.
** (يا وَيْلَتَنا) : أي يا هلاكنا وهذا النوع من النداء أو المنادى إنّما
يكون للمبالغة وهذه اللفظة تدعو بها العرب عند الهلاك. و «الويل» كلمة عذاب. و «الويل»
أيضا : اسم واد في جهنم لو وضعت فيه الجبال لانصهرت كما ينصهر الحديد أي لماعت من
حرّه.
(وَيَوْمَ يَقُولُ نادُوا
شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ
وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً)
(٥٢)
(وَيَوْمَ يَقُولُ) : الواو عاطفة. يوم : مفعول به بفعل مضمر تقديره :
واذكر وعلامة نصبه الفتحة. يقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هو. التقدير والمعنى : واذكر يا محمد حين يقول الله للكافرين..
والجملة الفعلية «يقول الله للكافرين» في محل جر بالإضافة.
(نادُوا شُرَكائِيَ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال
الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. شركائي : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة
الياء والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة
وحركت الياء بالفتح للوصل ـ التقاء الساكنين وإضافة الشركاء إليه سبحانه توبيخ
لهم.
(الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة ـ نعت ـ للشركاء.
زعمتم : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم
في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور.
(فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ) : الفاء استئنافية. دعوا : فعل ماض مبني على الفتح
المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول
به. الفاء استئنافية. لم : حرف نفي وجزم وقلب بمعنى فنادوهم لإغاثتهم فلم يجيبوهم.
(يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ) : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من
الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لهم : جار ومجرور
متعلق بيستجيبوا و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام.
(وَجَعَلْنا
بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً) : الواو استئنافية. جعل : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بجعلنا وهو مضاف و «هم»
ضمير الغائبين المتصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. موبقا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى فجعلنا بين الكفار وآلهتهم مهلكا هو النار أو
موعدا أو بمعنى : وجعلنا بينهم واديا من أودية جهنم ويجوز أن يكون «بينهم» اسما ـ كما
قال الفراء ـ بمعنى «البين» أي وصلهم فيكون «بينهم» على هذا المعنى : مفعولا به
أول و «موبقا» مفعولا به ثانيا بمعنى وجعلنا تواصلهم في الدنيا هلاكا يوم القيامة.
(وَرَأَى
الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها
مَصْرِفاً)
(٥٣)
(وَرَأَى
الْمُجْرِمُونَ النَّارَ) : الواو عاطفة. رأى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر
على آخره ـ الألف المقصورة ـ منع من ظهورها التعذر. المجرمون : فاعل مرفوع بالواو
لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. النار : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
(فَظَنُّوا أَنَّهُمْ
مُواقِعُوها) : الفاء عاطفة. ظنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله
بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أن : حرف نصب وتوكيد
مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ». مواقعو :
خبر «أنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون ـ أصله : مواقعون ـ للإضافة..
أي إضافة اسم الفاعل لمفعوله و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة
بمعنى : مخالطوها وواقعون فيها. و «أنّ» وما بعدها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر
سدّ مسدّ مفعولي «ظنوا» ويجوز أن يكون المصدر المؤول في محل جر بحرف جر محذوف
بتقدير بأنّهم ويكون الجار والمجرور متعلقا على المعنى بظنوا بمعنى فأيقنوا بأنّهم
أو فتحققوا من لأنّ «ظنوا» هنا بمعنى «أيقنوا وتحققوا» وظنّ وأيقن متعديان لازمان.
(وَلَمْ يَجِدُوا) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يجدوا : فعل
مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(عَنْها مَصْرِفاً) : جار ومجرور متعلق بيجدوا. مصرفا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي مكانا.
(وَلَقَدْ صَرَّفْنا
فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ
شَيْءٍ جَدَلاً)
(٥٤)
(وَلَقَدْ صَرَّفْنا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف
تحقيق. صرف : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير
متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى كررنا أو رددنا.
(فِي هذَا الْقُرْآنِ
لِلنَّاسِ) : حرف جر. هذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي
والجار والمجرور متعلق بصرفنا. القرآن بدل من اسم الإشارة مجرور وعلامة جره
الكسرة. للناس : جار ومجرور متعلق بصرفنا بمعنى : ولقد بيّنا.
(مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) : جار ومجرور متعلق بصرفنا. مثل : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
(وَكانَ الْإِنْسانُ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
الإنسان : اسم «كان» مرفوع بالضمة.
(أَكْثَرَ شَيْءٍ
جَدَلاً) : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. شيء : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. جدلا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة أي كان أكثر الكائنات جدلا بالباطل.
(وَما مَنَعَ النَّاسَ
أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَنْ
تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلاً)
(٥٥)
(وَما مَنَعَ النَّاسَ
أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الرابعة
والتسعين من سورة «الإسراء».
(وَيَسْتَغْفِرُوا
رَبَّهُمْ) : معطوفة بالواو على «يؤمنوا» وتعرب إعرابها. رب : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر
بالإضافة بمعنى : حين مجيء الهدى أو وقد جاءهم الرسول ومعه القرآن.
(إِلَّا أَنْ
تَأْتِيَهُمْ) : أداة حصر لا عمل لها. أن : حرف مصدري ناصب. تأتي :
فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
(سُنَّةُ
الْأَوَّلِينَ) : فاعل مرفوع بالضمة. الأولين : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
والجملة الفعلية «تأتيهم سنّة الأولين» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» وما بعدها
بتأويل مصدر في محل رفع فاعل «منع» التقدير : وما منعهم إلّا انتظار مجيء أو إتيان
سنّة الأولين فحذف المضاف فاعل «منع» وهو «انتظار» وحل المصدر محله.
(أَوْ يَأْتِيَهُمُ
الْعَذابُ قُبُلاً) : معطوف بأو حرف العطف للتخيير على «تأتيهم سنّة
الأولين» وتعرب إعرابها. قبلا : حال من «السّنة» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة
بمعنى : عيانا أو قابلا لحواسهم أو مقابلة.
(وَما نُرْسِلُ
الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آياتِي وَما أُنْذِرُوا
هُزُواً)
(٥٦)
(وَما نُرْسِلُ
الْمُرْسَلِينَ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. نرسل : فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. المرسلين : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد
وحركته.
(إِلَّا مُبَشِّرِينَ
وَمُنْذِرِينَ) : أداة حصر لا عمل لها. مبشرين : حال من «المرسلين»
منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
ومنذرين : معطوف بالواو على «مبشرين» ويعرب مثله.
(وَيُجادِلُ الَّذِينَ) : الواو استئنافية. يجادل : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الذين
: اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
(كَفَرُوا بِالْباطِلِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة. بالباطل : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الضمير أو متعلق بصفة محذوفة من
مفعول «يجادل» المحذوف أو بصفة لمصدر «يجادل».
(لِيُدْحِضُوا بِهِ
الْحَقَ) : اللام حرف جر للتعليل. يدحضوا : فعل مضارع منصوب بأن
مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل والألف فارقة. به : جار ومجرور متعلق بيدحضوا. الحق : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «يدحضوا به» صلة حرف مصدري لا محل لها.
و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق
بيجادل.
(وَاتَّخَذُوا آياتِي) : معطوفة بالواو على «كفروا» وتعرب إعرابها. آياتي : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على ما قبل الياء بدلا من الفتحة لأنه ملحق
بجمع المؤنث السالم والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
(وَما أُنْذِرُوا
هُزُواً) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل
نصب لأنه معطوف على منصوب وهو «آياتي» أنذروا : فعل ماض مبني للمجهول مبني على
الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في
محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. هزوا : حال من «الآيات» منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة والجملة الفعلية «أنذروا» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى
الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : وما أنذروه
من العذاب أو تكون الصلة حرف جر أي وما أنذروا به من العذاب. ويجوز أن تكون «مصدرية»
فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب معطوفا على «آياتي» التقدير : آياتي
وإنذاري.
(وَمَنْ أَظْلَمُ
مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ
إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ
وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً) (٥٧)
(وَمَنْ أَظْلَمُ) : الواو استئنافية. من : اسم استفهام مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ. أظلم : خبر «من» مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من
الصرف على وزن ـ أفعل ـ وبوزن الفعل.
(مِمَّنْ ذُكِّرَ) : أصلها : من حرف جر و «من» اسم موصول أدغم بنون «من»
مبني على السكون في محل جر بمن.. والجار والمجرور متعلق بأظلم. ذكّر : فعل ماض
مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة
الفعلية «ذكّر» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : لا أحد أشد ظلما ممّن ذكّر بآيات
الله.
(بِآياتِ رَبِّهِ) : جار ومجرور متعلق بذكّر أي بالقرآن بدليل رجوع الضمير
مذكّرا في «يفقهوه» إلى الآيات. ربّه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره
الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان.
(فَأَعْرَضَ عَنْها) : الفاء عاطفة. أعرض : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عنها : جار ومجرور متعلق بأعرض.
(وَنَسِيَ ما
قَدَّمَتْ يَداهُ) : معطوف بالواو على «أعرض» ويعرب إعرابه. ما : اسم
موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. قدمت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء
تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. يداه : فاعل
مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون ـ أصله : يدان ـ للإضافة. والهاء ضمير
متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «قدمت
يداه» صلة الموصول لا محل لها أي ما قدّمت يداه من الكفر والمعاصي أو الأعمال
المنكرة بمعنى : ونسي عاقبة ما ارتكب من الكفر.
(إِنَّا جَعَلْنا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير
الواحد المطاع ـ أدغم بإنّ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». جعلنا : الجملة
الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد
المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(عَلى قُلُوبِهِمْ
أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً) : أعرب في الآية الكريمة السادسة والأربعين من سورة «الإسراء».
(وَإِنْ تَدْعُهُمْ
إِلَى الْهُدى) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. تدع : فعل مضارع
فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الواو ـ والفاعل ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب
مفعول به. إلى الهدى : جار ومجرور متعلق بتدعهم وعلامة جر الاسم «الهدى» الكسرة
المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.
(فَلَنْ يَهْتَدُوا
إِذاً أَبَداً) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم الفاء
واقعة في جواب الشرط. لن : حرف نصب ونفي واستقبال. يهتدوا : فعل مضارع منصوب بلن
وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة. إذا : حرف جزاء وجواب. أبدا : ظرف زمان للتأكيد في المستقبل يفيد
الاستمرار منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق بيهتدوا.
(وَرَبُّكَ الْغَفُورُ
ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذابَ بَلْ
لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً)
(٥٨)
(وَرَبُّكَ الْغَفُورُ) : الواو استئنافية. ربك : مبتدأ مرفوع بالضمة والكاف
ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. الغفور : صفة ـ نعت ـ للرب مرفوع
بالضمة وهو من صيغ المبالغة ـ فعول بمعنى فاعل أي كثير المغفرة.
(ذُو الرَّحْمَةِ) : صفة ثانية للرب مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة
وهو مضاف. الرحمة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى الموصوف
بالرحمة أو صاحب الرحمة.
(لَوْ يُؤاخِذُهُمْ) : الجملة الشرطية مع جوابها في محل رفع خبر المبتدأ «ربك»
لو : حرف شرط غير جازم. يؤاخذ : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هو و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(بِما كَسَبُوا) : الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في
محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بيؤاخذ. كسبوا : الجملة الفعلية صلة الموصول
لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في
محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى بما أذنبوا. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون «ما»
وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بالباء التقدير : بكسبهم أي بذنبهم.
(لَعَجَّلَ لَهُمُ
الْعَذابَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام
واقعة في جواب الشرط «لو» عجل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هو. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون الذي حرك
بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بعجل. و
«العذاب» مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ) : حرف اضراب للاستئناف. لهم : أعرب. والجار والمجرور «لهم»
في محل رفع متعلق بخبر مقدم. موعد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : لهم
موعد هو يوم القيامة.
(لَنْ يَجِدُوا) : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع صفة ـ نعت ـ لموعد.
لن : حرف نصب ونفي واستقبال. يجدوا : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون
لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(مِنْ دُونِهِ
مَوْئِلاً) : جار ومجرور متعلق بيجدوا أو بحال محذوفة من «موئلا»
لأنه صفة له قدّمت عليه والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
موئلا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة أي منجى أو ملجأ.
(وَتِلْكَ الْقُرى
أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً)
(٥٩)
(وَتِلْكَ الْقُرى
أَهْلَكْناهُمْ) : الواو استئنافية. تي : اسم إشارة مبني على السكون في
محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. القرى : بدل من اسم الإشارة مرفوع
بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ويجوز أن تكون صفة ـ نعتا لاسم الإشارة لأنه اسم
جنس. أهلكناهم : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «تلك» وهي فعل ماض مبني
على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل
رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول
به.
(لَمَّا ظَلَمُوا) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب
متعلق بأهلكنا. ويجوز أن تكون «لمّا» اسم شرط غير جازم في محل نصب متعلقا بالجواب
ويكون جوابها محذوفا لتقدم معناه. التقدير والمعنى : لمّا أي حين ظلموا أنفسهم
بالكفر أهلكناهم. ظلموا : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة. لوقوعها بعد الظرف
وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة.
(وَجَعَلْنا
لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) : معطوفة بالواو على «أهلكنا» وتعرب مثلها. لمهلك : جار
ومجرور متعلق بجعلنا أو بحال من «موعدا» قدم عليه. و «هم» ضمير الغائبين مبني على
السكون في محل جر بالإضافة. موعدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة
بمعنى جعلنا لوقت إهلاكهم وقتا مقررا.
(وَإِذْ قالَ مُوسى
لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ
حُقُباً)
(٦٠)
(وَإِذْ قالَ) : الواو استئنافية. إذ : اسم مبني على السكون في محل
نصب مفعول به بفعل محذوف تقديره : واذكر حين. قال : فعل ماض مبني على الفتح.
والجملة الفعلية «قال موسى..» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف.
(مُوسى لِفَتاهُ) : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. لفتاه :
جار ومجرور متعلق بقال وعلامة جر الاسم «فتى» الكسرة المقدرة على الألف للتعذر
والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
(لا أَبْرَحُ حَتَّى
أَبْلُغَ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لا
: نافية لا عمل لها. أبرح : فعل مضارع ناقص من أخوات «كان» مرفوع بالضمة واسمه
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا وخبره محذوف تقديره : أسير.. أو أجدّ.. أو سائرا.
حتى : حرف غاية وجر. أبلغ : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد «حتى» وعلامة نصبه
الفتحة بمعنى : إلى أن أبلغ. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. والجملة
الفعلية «أبرح سائرا» بمعنى : لا أزال سائرا. و «أن» المضمرة بعد «حتى» وما بعدها
بتأويل مصدر في محل جر بحتى. والجار والمجرور متعلق بأسير. التقدير : لا أبرح أسير
حتى بلوغ مجمع البحرين. والجملة الفعلية «أبلغ مجمع البحرين» صلة حرف مصدري لا محل
لها.
(مَجْمَعَ
الْبَحْرَيْنِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. البحرين
: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى والنون عوض عن تنوين
المفرد وحركته.
(أَوْ أَمْضِيَ
حُقُباً) : معطوف بأو حرف العطف للتخيير على «أبلغ» وتعرب
إعرابها. حقبا : ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية وعلامة نصبه الفتحة المنونة
متعلق بأمضي بمعنى أو أسير دهرا طويلا.
(فَلَمَّا بَلَغا
مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً)
(٦١)
(فَلَمَّا بَلَغا) : الفاء استئنافية. لمّا : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين»
مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب. بلغا : الجملة
الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «لما» وهي فعل ماض مبني على الفتح
والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(مَجْمَعَ بَيْنِهِما) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. بين : مضاف
إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. الميم حرف عماد والألف حرف دال
على التثنية بمعنى مجمع البحرين. و «بينهما» أصله : ظرف أضيف إليه للاتساع. والهاء
ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ثان.
(نَسِيا حُوتَهُما) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. نسيا :
تعرب إعراب «بلغا» حوت : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : سمكتهما
الكبيرة. و «هما» أعرب في «بينهما».
(فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ) : الفاء عاطفة. اتخذ : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي الحوت. سبيله : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
(فِي الْبَحْرِ
سَرَباً) : جار ومجرور متعلق باتخذ. سربا : مفعول به ثان منصوب
باتخذ المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو يكون حالا من ضمير «اتخذ»
بمعنى : منحدرا ويجوز أن يكون مفعولا مطلقا منصوبا على المصدر بمعنى : ذهب في
البحر سربا : أي ذهابا.
(فَلَمَّا جاوَزا قالَ
لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً)
(٦٢)
(فَلَمَّا جاوَزا قالَ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة «فلمّا بلغا» قال :
فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة
الفعلية «قال..» وما بعدها : جواب شرط غير جازم ـ جواب لمّا ـ لا محل لها.
(لِفَتاهُ آتِنا
غَداءَنا) : جار ومجرور متعلق بقال أي قال موسى.. وعلامة جر الاسم
«فتى» الكسرة المقدرة على الألف للتعذر والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر
بالإضافة. آتنا : الجملة الفعلية وما بعدها : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي
فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف العلة.. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب
مفعول به أول. غداء : مفعول به ثان منصوب بآت المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه
الفتحة و «نا» ضمير المتكلم ـ للتفخيم مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(لَقَدْ لَقِينا) : اللام لام الابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. لقي :
فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلم ـ للتفخيم ـ و «نا» ضمير متصل مبني
على السكون في محل رفع فاعل.
(مِنْ سَفَرِنا هذا
نَصَباً) : جار ومجرور متعلق بلقي و «نا» ضمير متصل مبني على
السكون في محل جر بالإضافة. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ
للسفر. نصيبا : مفعول به منصوب نصبا : بالفتحة المنونة أي تعبا.
(قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ
أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلاَّ
الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً)
(٦٣)
(قالَ أَرَأَيْتَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. والجملة بعده في محل نصب مفعول به مقول القول ـ الألف ألف تعجب أو
تقرير وتنبيه في لفظ استفهام. رأيت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع
المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
(إِذْ أَوَيْنا إِلَى
الصَّخْرَةِ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب
متعلق بأرأيت بمعنى أخبرني والجملة الفعلية «أوينا» في محل
جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير المتكلم للتفخيم و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. إلى
الصخرة : جار ومجرور متعلق بأوينا.
(فَإِنِّي نَسِيتُ
الْحُوتَ) : الفاء استئنافية. إنّي : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل
والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». نسيت :
الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير
الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل.
الحوت : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(وَما أَنْسانِيهُ
إِلَّا الشَّيْطانُ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. أنسانيه : فعل
ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. النون نون الوقاية.. لا محل لها.
الياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول.
والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ثان. إلّا : أداة حصر لا عمل
لها. الشيطان : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : وما أنساني ذكره إلّا الشيطان.
(أَنْ أَذْكُرَهُ) : حرف مصدري ناصب. أذكره : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة
نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا والهاء ضمير متصل في محل
نصب مفعول به و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب بدل اشتمال ـ من الضمير.
(وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ
فِي الْبَحْرِ عَجَباً) : أعرب في الآية الكريمة الحادية والستين. المعنى :
سبيلا عذبا وهو كونه شبيه السرب.
(قالَ ذلِكَ ما كُنَّا
نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً)
(٦٤)
(قالَ ذلِكَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو. والجملة بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ذا : اسم إشارة
مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب.
(ما كُنَّا نَبْغِ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ
محذوف تقديره : هو بمعنى : ذلك الأمر هو ما كنا نطلب. كنا : فعل ماض ناقص مبني على
السكون لاتصاله بضمير المتكلم للتفخيم و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل
رفع اسم «كان» نبغ : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع
بالضمة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة خطا واختصارا ووصلا وأتباعا لخط المصحف
وهي ضمير متصل مبني على السكون لأنها ياء أصلية «نبغي» ضمير المتكلم للتفخيم
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والجملة الاسمية «هو ما كنا نبغ» في
محل رفع خبر المبتدأ «ذلك» والجملة الفعلية «كنا نبغ» صلة الموصول لا محل لها
بمعنى : ما كنّا نطلبه.
(فَارْتَدَّا عَلى
آثارِهِما قَصَصاً) : الفاء استئنافية. ارتدا : فعل ماض مبني على الفتح
والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين ـ المثنى ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل
بمعنى : فرجعا. على آثار : جار ومجرور متعلق بارتدا. الهاء ضمير متصل مبني على
الضم في محل جر بالإضافة. الميم عماد. والألف علامة التثنية لا محل لها بمعنى :
يتبعان آثارهما أو يقصان آثارهما. قصصا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف
تقديره : يقصان آثارهما قصا أو قصصا وعلامة نصبه الفتحة المنونة. بمعنى : يتبعان
آثارهما تتبعا.. ويجوز أن يكون نصبه على الحال بتقدير : فارتدا مقتصّين.
** (نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية
والخمسين وحذف مفعول «زعمتم» اختصارا وهو مصدر مؤول. التقدير والمعنى : قال الله
تعالى للكافرين نادوا شركائي الذين زعمتم أنهم شركاء لي وهم الأوثان وغيرهم نادوهم
ليشفعوا لكم فهم شفعاؤكم حسب زعمكم لإغاثتكم. وإضافة الشركاء إليه سبحانه حسب
زعمهم توبيخ لهم.
** (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة
والخمسين.. أي ورأى الكفار المجرمون فحذف الموصوف ـ المنعوت ـ الكفار اختصارا وحلت
الصفة ـ النعت ـ المجرمون ـ محله.
** (وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا
مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة السادسة
والخمسين.. و «مبشرين» جمع «مبشر» وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله المتعدي إلى المفعول
أي مبشرين المؤمنين بالجنة فحذف المفعول به «المؤمنين» اختصارا. والتبشير :
هو الإخبار بشيء سار.. كما حذف مفعول «منذرين» للسبب نفسه وهو بمعنى :
ومنذرين الكافرين بالعذاب لأن «الإنذار» هو الإخبار مع تخويف من العاقبة.
** (لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَ) : بمعنى ليبطلوا الحق بالباطل.. يقال : أدحض حجّته ـ يدحضها
إدحاضا بمعنى : أبطلها فالفعل الرباعي «أدحض» يتعدى إلى المفعول والثلاثي «دحض»
فعل لازم.. نحو دحضت الحجة ـ تدحض ـ دحضا : بمعنى : بطلت. والفعل من باب «نفع» أي
دحضا ودحوضا.. لأنه من باب «خضع.. خضوعا ـ أيضا. وأدحضها الله : أي أبطلها.
** (بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا
مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثامنة
والخمسين.. المعنى : بل لهم موعد هو يوم القيامة لن يجدوا من دونه منجى وملجأ.. يقال
: وأل المؤمن إلى الله ـ يئل ـ وألا : بمعنى.. التجأ. وهو من باب «وعد» واسم
الفاعل هو «وائل» وبه سمّي ومنه «وائل ابن حجر» وهو صحابيّ.. ووأل إلى الله : أي
رجع وإلى الله الموئل أي المرجع.. الملجأ. و «الموعد» : مثل «الموعدة» و «الميعاد»
جمعه : مواعيد.. ويقال : وعده ـ يعده ـ وعدا.. و «الوعد» يستعمل في الخير والشر.
قال الفراء : يقال : وعدته خيرا ووعدته شرا فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في
الخير : «الوعد» و «العدة» وفي الشر : «الإيعاد» و «الوعيد» فإن أدخلوا الباء في
الشر جاءوا بالألف فقالوا : أوعده بالسجن ونحوه. ويقال : توعّدته : أي تهدّدته.
وقيل : آفة المروءة خلف الموعد. وصف أحدهم صاحبا له فقال : يعد وعد من يخلف وينجز
إنجاز من يحلف. و «الموعود» اسم مفعول يطلق أيضا على القيامة.. فاليوم الموعود :
هو يوم القيامة. قال الشاعر :
يا دهر يا
منجز إيعاده
|
|
ومخلف
المأمول من وعده
|
وقال شاعر آخر
:
فدع الوعيد
فما وعيدك ضائري
|
|
أطنين أجنحة
الذباب يضير
|
يقال : طنّ
الذباب ـ يطنّ طنينا : أي صوّت. والفعل من باب «ضرب» وقيل في أمثال العرب : وعد
بلا وفاء عداوة بلا سبب. ومواعيد «عرقوب» علم لكل ما لا يصحّ من المواعيد. قال كعب
بن زهير :
كانت مواعيد
عرقوب لها مثلا
|
|
وما مواعيدها
إلّا الأباطيل
|
وقال ثعلب :
الله يعلم لو
لا أنّني فرق
|
|
من الأمير
لعاتبت ابن نبراس
|
في موعد قاله
لي ثمّ أخلفني
|
|
غدا غدا ضرب
أخماس لأسداس
|
يقال لمن يظهر
شيئا ويريد غيره : ضرب أخماسا لأسداس. والأصل في هذا المثل أنّ الرجل إذا أراد
سفرا بعيدا عوّد إبله أن تشرب خمسا ثم سدسا حتى إذا أخذت في السير صبرت عن الماء.
ومعنى المثل : أظهر أخمسا لأجل أسداس : أي رقيّ إبله من الخمس إلى السّدس.. وهو
يعني أنّه سعى في المكر والخديعة. وقيل : السّدس : هو أن تقطع الإبل عن الماء خمسة
أيام ثم ترد في اليوم السادس.
** (وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا
ظَلَمُوا) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة التاسعة
والخمسين حذف مفعول «ظلموا» اختصارا لأنه معلوم أي حين ظلموا أنفسهم بالكفر
والمعاصي وجيء بواو الجماعة في «ظلموا» وضمير الغائبين المذكّرين «هم» في «أهلكناهم»
وهما يعودان على قرى عاد وثمود وغيرهما لأن التقدير على معنى : أصحاب القرى
مثل قوله : «واسأل القرية».
** (وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ
حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الستين. المعنى
والتقدير : واذكر أيها النبيّ حين قال موسى بن عمران لفتاه «يوشع بن نون بن فرائيم
بن يوسف» وهو خادمه وتلميذه لأنه قيل : كلّ من أخذ عن أحد وتعلّم منه فهو فتاه.. و
«الفتى» هو الشاب القويّ.. ومن معانيه : العبد.. وجمعه في القلة : فتية.. وفي
الكثرة : فتيان. والأصل فيه أن يقال للشاب الحدث : فتى ثم استعير للعبد وإن كان
شيخا.. مجازا تسمية باسم ما كان عليه.. و «الأمة» فتاة.. وجمعها : فتيات. ويقال :
ما فتئ مثل «ما برح» وزنا ومعنى. ومضارعه : يبرح ـ والقول الكريم «لا أبرح» هنا من
أخوات «كان» حذف خبره وتقديره : أسير.. قال الزمخشريّ : المعنى : لا يبرح مسيري
حتى أبلغ.. على أن يكون «حتى أبلغ..» هو الخبر.. فلمّا حذف المضاف أقيم المضاف
إليه مقامه وهو ضمير المتكلم فانقلب الفعل عن لفظ الغائب إلى لفظ المتكلم.. وهو
وجه لطيف. وقيل : يجوز أن يكون المعنى لا أبرح ما أنا عليه.. بمعنى : ألزم المسير
والطلب ولا أتركه ولا أفارقه حتى أبلغ.. كما تقول : لا أبرح المكان والمراد بمجمع
البحرين : بحر الأردن والبحر الأحمر.. أي ملتقى خليج السويس بخليج العقبة وقيل :
ملتقى البحر الأبيض والمحيط الأطلسيّ عند طنجة. و «الفتى» تطلق على الشاب بعد
الغلام أي بين «الغلام» و «الشاب» وقديما قيل : كنت وليدا ثم رضيعا ثم فطيما ثم
غلاما ثم تصير فتى ثم شابا ثم كهلا.
** (فَلَمَّا جاوَزا) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الثانية
والستين حذف مفعول «جاوزا» اختصارا لأنه فعل متعدّ.. التقدير : فحين جاوزا الموعد..
أو جاوزا مجمع البحرين بمعنى تركاه.
** (قالَ أَرَأَيْتَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة
والستين.. المعنى والتقدير : قال فتاه : أرأيت أي أخبرني ما دهاني.. أو ما حدث..
أو أخبرني عمّا شغلني.. فحذف مفعول «رأيت» اختصارا.
** (قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الرابعة
والستين حذف النعت أو البدل المشار إليه اختصارا لأن ما قبله دالّ عليه.. أي ذلك
الذي كنا نطلبه والإشارة إلى فقد الحوت أو الإشارة إلى اتخاذه سبيلا.
(فَوَجَدا عَبْداً
مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا
عِلْماً)
(٦٥)
(فَوَجَدا عَبْداً) : الفاء عاطفة. وجدا : فعل ماض مبني على الفتح والألف
ضمير الاثنين مبني على السكون في محل رفع فاعل. عبدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة.
(مِنْ عِبادِنا) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «عبدا» و «نا» ضمير
الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(آتَيْناهُ رَحْمَةً) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ثانية للموصوف «عبدا»
وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني
على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في
محل نصب مفعول به. رحمة : مفعول به ثان منصوب بالفتحة المنونة والرحمة هنا بمعنى :
الوحي والنبوّة بمعنى : فلما وصلا المكان وجدا عند الصخرة عبدا صالحا.
(مِنْ عِنْدِنا) : جار ومجرور متعلق بآتينا أو بصفة محذوفة من «رحمة» و
«نا» ضمير الواحد المطاع في محل جر بالإضافة.
(وَعَلَّمْناهُ مِنْ
لَدُنَّا عِلْماً) : معطوف على «آتيناه رحمة من عندنا» ويعرب إعرابه. و «لدن»
اسم مبني على السكون في محل جر بمن وحرك بالفتح لالتقاء الساكنين والجار والمجرور «من
لدنّا» متعلق بحال من «علما» لأنه صفة قدم عليه.
(قالَ لَهُ مُوسى هَلْ
أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً)
(٦٦)
(قالَ لَهُ مُوسى) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة أخرى للموصوف «عبدا».
قال : فعل ماض مبني على الفتح. له : جار ومجرور متعلق بقال. موسى : فاعل مرفوع
بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
(هَلْ أَتَّبِعُكَ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ هل
: حرف استفهام لا محل له. أتبعك : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنا والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب
مفعول به بمعنى : هل تقبل أن أتبعك.
(عَلى أَنْ
تُعَلِّمَنِ) : حرف جر. أن : حرف مصدري ناصب. تعلّمن : فعل مضارع
منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. النون
نون الوقاية لا محل لها والياء المحذوفة خطا واختصارا واتباعا لخط المصحف ضمير
متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به والكسرة دالة على
الياء المحذوفة. والجملة
الفعلية «تعلّمن» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» وما تلاها بتأويل مصدر
في محل جر بعلى. التقدير : تعليمي. المعنى : على شرط تعليمي والجار والمجرور متعلق
بأتبعك أي تعلّمني علما مما علّمك الله فحذف مفعول «تعلّمني» الثاني.
(مِمَّا عُلِّمْتَ) : حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر
بمن والجار والمجرور متعلق بتعلمني والجملة الفعلية «علّمت» صلة الموصول لا محل لها
وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير المخاطب. والتاء ضمير
متصل مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل.
(رُشْداً) : صفة ـ نعت ـ للمفعول به الثاني «علما» في «تعلّمني»
أي علما ذا رشد.. منصوب بالفتحة المنونة.
(قالَ إِنَّكَ لَنْ
تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً)
(٦٧)
(قالَ إِنَّكَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. إنك : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ
مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ» والمصدر المؤول من «إنّ» مع اسمها وخبرها في
محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(لَنْ تَسْتَطِيعَ) : حرف نصب وتوكيد ونفي واستقبال. تستطيع : فعل مضارع
منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والجملة
الفعلية «لن تستطيع معي صبرا» في محل رفع خبر «إنّ».
(مَعِيَ صَبْراً) : ظرف مكان متعلق بتستطيع منصوب على الظرفية وهو مضاف
والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة. صبرا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أي قال يا موسى إنك لن تصبر.
(وَكَيْفَ تَصْبِرُ
عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً)
(٦٨)
(وَكَيْفَ تَصْبِرُ
عَلى) : الواو عاطفة. كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في
محل نصب حال. تصبر : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره
: أنت. على : حرف جر.
(ما لَمْ تُحِطْ بِهِ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى والجار
والمجرور متعلق بتصبر. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تحط : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة
جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وحذفت ياؤه ـ أصله :
تحيط ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين والجملة الفعلية «لم تحط به خبرا» صلة الموصول لا
محل لها. به : جار ومجرور متعلق بتحط.
(خُبْراً) : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو مفعول
مطلق لأنه مصدر بمعنى لم تخبر خبرا أي لم تخبره ولم تفهم حقيقته.
(قالَ سَتَجِدُنِي
إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً)
(٦٩)
(قالَ سَتَجِدُنِي) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو أي موسى. والجملة الفعلية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ السين
حرف استقبال ـ تسويف ـ للقريب. تجدني : فعل مضارع مرفوع بالضمة. والفاعل ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. النون للوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول.
(إِنْ شاءَ اللهُ) : الجملة الشرطية اعتراضية لا محل لها اعترضت بين
مفعولي «تجدني» الأول والثاني. إن : حرف شرط جازم. شاء : فعل ماض فعل الشرط مبني
على الفتح في محل جزم بإن. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. وجواب
الشرط محذوف لتقدم معناه.
(صابِراً وَلا أَعْصِي) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. الواو
عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. أعصي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء
للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا.
والجملة الفعلية «لا أعصي..» في محل نصب معطوفة على منصوب «صابرا» بمعنى
ستجدني صابرا وغير عاص أو تكون في محل نصب لأنها معطوفة على مقول القول «ستجدني».
(لَكَ أَمْراً) : جار ومجرور متعلق بأعصي. أمرا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(قالَ فَإِنِ
اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً)
(٧٠)
(قالَ فَإِنِ
اتَّبَعْتَنِي) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. الفاء استئنافية والجملة الشرطية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ إن : حرف شرط جازم حرك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين. اتبعتني : فعل ماض
فعل الشرط في محل جزم بإن مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء
ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا
محل لها. والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(فَلا تَسْئَلْنِي
عَنْ شَيْءٍ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مسبوق بنهي مقترن
بالفاء في محل جزم. الفاء : رابطة لجواب الشرط. لا : ناهية جازمة. تسألني : فعل
مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : أنت. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به. عن شيء : جار ومجرور متعلق بتسألني.
(حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ) : حرف غاية وجر. أحدث : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد
«حتى» وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. لك : جار
ومجرور متعلق بأحدث. والجملة الفعلية «أحدث» وما بعدها : صلة حرف مصدري لا محل لها
و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلق بلا
تسألني بمعنى : لا تسألني عن شيء تراني أعمله حتى أكون أنا البادئ بإخبارك.
(مِنْهُ ذِكْراً) : جار ومجرور متعلق بأحدث. ذكرا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(فَانْطَلَقا حَتَّى
إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها قالَ أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها
لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً)
(٧١)
(فَانْطَلَقا حَتَّى
إِذا) : الفاء استئنافية. انطلقا : فعل ماض مبني على الفتح
والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. حتى : حرف
غاية وابتداء لا عمل له. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه
متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة.
(رَكِبا فِي
السَّفِينَةِ) : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة. ركبا : تعرب
إعراب «انطلقا» في السفينة : جار ومجرور متعلق بركبا.
(خَرَقَها قالَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل
ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. و «ها» ضمير متصل
مبني على السكون في محل نصب مفعول به أي ثقبها. و «قال» يعرب إعراب «خرق» بمعنى :
فاعترض عليه موسى قائلا والجملة الفعلية بعدها في محل نصب مفعول به.
(أَخَرَقْتَها
لِتُغْرِقَ أَهْلَها) : الألف ألف إنكار بلفظ استفهام. خرقت : فعل ماض مبني
على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني
على الفتح في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
اللام لام التعليل وهي حرف جر. تغرق : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة
نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. أهل : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة
الفعلية «تغرق أهلها» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية المضمرة وما تلاها
بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بخرقت.
(لَقَدْ جِئْتَ) : اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. جئت : تعرب
إعراب «خرقت».
(شَيْئاً إِمْراً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. إمرا :
صفة ـ نعت ـ للموصوف «شيئا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : لقد
ارتكبت أمرا عظيما بعملك هذا.
(قالَ أَلَمْ أَقُلْ
إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً)
(٧٢)
(قالَ أَلَمْ أَقُلْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. الهمزة همزة تقرير بلفظ استفهام. لم : حرف نفي وجزم وقلب. أقل : فعل
مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو ـ أصله : أقول ـ تخفيفا
ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا.
(إِنَّكَ لَنْ
تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة السابعة
والستين.
(قالَ لا تُؤاخِذْنِي
بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً)
(٧٣)
(قالَ لا تُؤاخِذْنِي) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. والجملة الفعلية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لا :
ناهية جازمة. تؤاخذني : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه : سكون آخره
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. النون نون الوقاية لا محل لها. والياء
ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(بِما نَسِيتُ) : الباء حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل
جر بالباء والجار والمجرور متعلق بتؤاخذ والجملة الفعلية «نسيت» صلة الموصول لا
محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا
لأنه مفعول به. التقدير : بالذي نسيته
أو بشيء نسيته أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها : بتأويل مصدر في
محل جر بالباء.. التقدير : بنسياني العهد أي بنسياني وصيتك.
(وَلا تُرْهِقْنِي
مِنْ أَمْرِي عُسْراً) : معطوفة بواو العطف على «لا تؤاخذني» وتعرب إعرابها.
من أمري : جار ومجرور متعلق بحال من «عسرا» والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني
على السكون في محل جر بالإضافة. عسرا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة بمعنى : ولا تغشني أي ولا تكلّفني عسرا بالمؤاخذة.
(فَانْطَلَقا حَتَّى
إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ
نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً)
(٧٤)
(فَانْطَلَقا حَتَّى
إِذا لَقِيا غُلاماً) : أعرب في الآية الكريمة الحادية والسبعين. غلاما :
مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.
(فَقَتَلَهُ قالَ) : الفاء عاطفة. قتله : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على
الضم في محل نصب مفعول به. قال : يعرب إعراب «قتل».
(أَقَتَلْتَ نَفْساً) : الألف ألف إنكار بلفظ استفهام. والجملة الفعلية في
محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع
المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. نفسا
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(زَكِيَّةً بِغَيْرِ
نَفْسٍ) : صفة ـ نعت ـ للموصوف «نفسا» منصوبة مثلها بالفتحة
المنونة بمعنى طاهرة. بغير : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «نفسا» نفس : مضاف
إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
(لَقَدْ جِئْتَ
شَيْئاً نُكْراً) : أعرب في الآية الكريمة الحادية والسبعين. و «نكرا»
بمعنى : منكرا أو جئت شيئا أنكر من الأول.
(قالَ أَلَمْ أَقُلْ
لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً)
(٧٥)
هذه الآية
الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثانية والسبعين. لك : جار ومجرور متعلق بأقل.
وأضيف الجار والمجرور هنا في هذه الآية الكريمة في قول الخضر هذا القول لموسى عليهالسلام لتأكيد معنى العتاب وتكرر المخالفة.
(قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ
عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً)
(٧٦)
(قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو أي موسى. إن : حرف شرط جازم. سألتك : فعل ماض فعل الشرط في محل جزم بإن
مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني
على الضم في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في
محل نصب مفعول به.
(عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها) : جار ومجرور متعلق بسألت. بعد : ظرف زمان منصوب على
السكون في محل نصب مفعول به أي بعد هذه المسألة.
(فَلا تُصاحِبْنِي) : الجملة جواب شرط جازم مسبوق بنهي مقترن بالفاء في محل
جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. لا : ناهية جازمة. تصاحبني : فعل مضارع مجزوم بلا
الناهية. وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. النون
نون الوقاية والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول
به.
(قَدْ بَلَغْتَ) : حرف تحقيق. بلغت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع
فاعل.
(مِنْ لَدُنِّي
عُذْراً) : حرف جر. لدنّي : اسم مبني على السكون في محل جر بمن
وحرك النون بالكسر وشدد لاتصاله بالياء والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجار والمجرور متعلق
ببلغت. عذرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى قد وجدت من قبلي
عذرا في مقاطعتي.
(فَانْطَلَقا حَتَّى
إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما
فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ لَوْ شِئْتَ
لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً)
(٧٧)
(فَانْطَلَقا حَتَّى
إِذا أَتَيا أَهْلَ) : أعرب في الآية الكريمة الحادية والسبعين. أهل : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما
أَهْلَها) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
استطعما : تعرب إعراب «انطلقا» أهل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و
«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(فَأَبَوْا أَنْ
يُضَيِّفُوهُما) : الفاء عاطفة. أبوا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر
للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة وبقيت الفتحة
دالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أن : حرف
مصدري ونصب. يضيفوهما : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من
الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم
في محل نصب مفعول به. الميم عماد. والألف علامة التثنية. والجملة الفعلية «يضيفوهما»
صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به فأبوا
أي رفضوا ضيافتهما.
(فَوَجَدا فِيها
جِداراً) : تعرب إعراب «انطلقا» فيها : جار ومجرور متعلق بوجدا.
جدارا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.
(يُرِيدُ أَنْ
يَنْقَضَ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «جدارا»
أي حائطا وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. أن
: حرف مصدري ناصب. ينقضّ : فعل مضارع
منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
والجملة الفعلية «ينقضّ» بمعنى : يكاد يسقط : صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن»
المصدرية وما بعدها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به بالفعل «يريد».
(فَأَقامَهُ قالَ) : الفاء عاطفة. أقامه : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي «الخضر» والهاء ضمير متصل مبني على الضم في
محل نصب مفعول به. قال : تعرب إعراب «أقام» أي قال له موسى والجملة بعده في محل
نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(لَوْ شِئْتَ) : حرف شرط غير جازم. شئت : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح
في محل رفع فاعل أي فقال له موسى. والجملة الفعلية «شئت» وما بعدها : ابتدائية لا
محل لها.
(لَاتَّخَذْتَ
عَلَيْهِ أَجْراً) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام
واقعة في جواب «لو» تخذت : تعرب إعراب «شئت». عليه : جار ومجرور متعلق باتّخذت.
أجرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(قالَ هذا فِراقُ
بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ
صَبْراً)
(٧٨)
(قالَ هذا فِراقُ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. أي فقال له الخضر. والجملة بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ
هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. والإشارة إلى ما قاله موسى ـ عليهالسلام ـ فراق : خبر «هذا» مرفوع بالضمة وهو مضاف.
(بَيْنِي وَبَيْنِكَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف
والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وهو في
الأصل ظرف فأضيف المصدر إلى الظرف. وبينك :
معطوف بالواو على «بين» ويعرب إعرابه والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني
على الفتح في محل جر بالإضافة. وأصله : فراق بيننا.. أي تواصلنا وكرر الاسم
توكيدا.
(سَأُنَبِّئُكَ
بِتَأْوِيلِ) : السين حرف استقبال ـ تسويف ـ للقريب. أنبئ : فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. والكاف ضمير متصل ـ
ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بمعنى : سأخبرك. بتأويل : جار
ومجرور متعلق بأنبئ.
(ما لَمْ تَسْتَطِعْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. لم :
حرف نفي وجزم وقلب. تستطع : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت
الياء ـ أصله : تستطيع ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : أنت. والجملة الفعلية «تستطع عليه صبرا» صلة الموصول «ما» لا محل لها.
(عَلَيْهِ صَبْراً) : جار ومجرور متعلق بتستطع : صبرا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(أَمَّا السَّفِينَةُ
فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ
وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)
(٧٩)
(أَمَّا السَّفِينَةُ) : حرف شرط وتفصيل لا عمل له. السفينة : مبتدأ مرفوع
بالضمة.
(فَكانَتْ لِمَساكِينَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ. الفاء واقعة
في جواب «أمّا» كانت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هي. والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. اللام حرف جر معناها :
الملك. مساكين : اسم مجرور باللام وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه
ممنوع من الصرف على وزن مفاعيل والجار والمجرور في محل نصب متعلق بخبر «كانت»
بمعنى كانت ملك مساكين.
(يَعْمَلُونَ فِي
الْبَحْرِ) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ للموصوف «مساكين»
وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل. في البحر : جار ومجرور متعلق بيعملون.
(فَأَرَدْتُ أَنْ
أَعِيبَها) : الفاء استئنافية. أردت : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في
محل رفع فاعل. أن : حرف مصدري ناصب. أعيب : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه
الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. و «ها» ضمير متصل مبني على
السكون في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «أعيبها» صلة حرف مصدري لا محل لها و
«أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به.
(وَكانَ وَراءَهُمْ
مَلِكٌ) : الواو حالية والجملة الفعلية في محل نصب حال من «مساكين»
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. وراء : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة
نصبه الفتحة في محل نصب متعلق بخبر «كان» المقدم وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ملك : اسم «كان» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة
بمعنى : وكان أمامهم لأن «وراء» بمعنى «خلف» وهو اسم مبهم وقد يكون بمعنى : قدام.
(يَأْخُذُ كُلَ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. كلّ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والجملة الفعلية «يأخذ
كلّ..» في محل رفع صفة ـ نعت ـ لملك.
(سَفِينَةٍ غَصْباً) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
غصبا : حال من ضمير «يأخذ» بمعنى : يأخذ كلّ سفينة يراها صالحة للعمل غاصبا.
(وَأَمَّا الْغُلامُ
فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً)
(٨٠)
(وَأَمَّا الْغُلامُ
فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ) : معطوف بالواو على «أما السفينة فكانت لمساكين» في
الآية الكريمة السابقة ويعرب إعرابه. أبواه : اسم «كان» مرفوع
بالألف لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة لأن أصله : أبوان.. والهاء ضمير متصل
ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. مؤمنين : خبر «كان» منصوب
وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(فَخَشِينا أَنْ
يُرْهِقَهُما) : الفاء سببية. خشي : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير المتكلم للتفخيم و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. أن :
حرف مصدري ونصب. يرهق : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
الميم عماد والألف علامة التثنية لا محل لها. والجملة الفعلية «يرهقهما» صلة حرف
مصدري لا محل لها. و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول «خشينا».
(طُغْياناً وَكُفْراً) : حال من ضمير «يرهق» منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة. وكفرا : معطوف بالواو على «طغيانا» ويعرب إعرابه بمعنى : فخفنا أن يغشى
الوالدين المؤمنين.. أو كرهنا أن يغشاهما طغيانا عليهما وكفرا لنعمتهما.. ويجوز أن
تكون الكلمتان تمييزين منصوبين بالفتحة المنونة.
(فَأَرَدْنا أَنْ
يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً)
(٨١)
(فَأَرَدْنا أَنْ
يُبْدِلَهُما رَبُّهُما) : معطوف بالفاء على «خشينا أن يرهقهما» الوارد في الآية
الكريمة السابقة ويعرب إعرابه. ربّ : فاعل مرفوع بالضمة. الهاء ضمير متصل مبني على
الضم في محل جر بالإضافة. الميم عماد والألف علامة التثنية.
(خَيْراً مِنْهُ) : مفعول به ثان منصوب بيبدل وعلامة نصبه الفتحة المنونة
لأن «يبدل» بمعنى «يجعل» و «يصير» يتعدى إلى مفعولين. وأصله : أخير وحذف الألف
أفصح. منه : جار ومجرور متعلق باسم التفضيل «خيرا» لأنه هنا بمعنى أحسن.
(زَكاةً وَأَقْرَبَ
رُحْماً) : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وأقرب رحما
: معطوف بالواو على «خيرا منه زكاة» ويعرب إعرابه بمعنى وأقرب قرابة ورحمة ولم
ينون آخر «أقرب» لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ التفضيل وبوزن الفعل.
** (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا) : المراد به : الخضر صاحب موسى ـ عليهالسلام ـ حظي عند الصوفيين بمركز ممتاز فادعوا الاتصال المباشر به. جاء وصفه جامعا
لأوصاف إيليّا النبي.. وأشار القرآن الكريم إليه في هذه الآية الكريمة الوارد
ذكرها في الآية الكريمة الخامسة والستين رافعا ذكره وهو من عباد الله الصالحين
آتاه الله تعالى ولاية ونعمة وقيل : نبوّة. وعلّم بعض المعلومات الغيبية التي خصّه
سبحانه بها. واسمه : بليان بن ملكان. وقوله تعالى : (وَعَلَّمْناهُ مِنْ
لَدُنَّا عِلْماً) معناه : وعلّمناه ممّا يختصّ بنا علم الغيب وبعد حذف
المضاف إليه «الغيب» نوّن آخر «علم» لانقطاعه عن الإضافة.
** (أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ
نَفْسٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة
والسبعين أي فقال موسى للخضر مستنكرا : كيف قتلت نفسا بريئة طاهرة بغير قتل نفس
ارتكبته لتستحق القصاص فحذف المضاف إليه الأول «قتل» اختصارا لأنه معلوم وأقيم
المضاف إليه الثاني «نفس» مقامه.
** (يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة
والسبعين.. المعنى : يكاد أن يسقط أي آئلا للسقوط فأقامه الخضر ورمّه. وقد استعار
الإرادة للمشارفة على السقوط.
والعرب تستعمل
الإرادة لغير العاقل في معنى القرب أي فأعاد الخضر عمارة الجدار.
** (قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ
أَجْراً) : أي على إعادة بنائه وبعد حذف المضاف والمضاف إليه «إعادة
بناء» أوصل حرف الجر «على» بالهاء المضاف إليه الثاني فصار : عليه.
** (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ
لِمَساكِينَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة التاسعة والسبعين..
المعنى : كانت ملكا لمساكين.. وهي جمع «مسكين» و «المسكين» كما قال الفيّوميّ
والأصمعيّ وهو أحسن حالا من الفقير وقال يونس : الفقير أحسن حالا من المسكين قال :
وقلت لأعرابيّ : أفقير أنت؟ فقال : لا والله بل مسكين. وقال ابن الأعرابي : الفقير
الذي لا شيء له والمسكين مثله. وقد يكون بمعنى «الذلة والضعف» وفي الحديث : «ليس
المسكين الذي تردّه اللّقمة واللّقمتان وإنما المسكين الذي لا يسأل ولا يفطن له
فيعطى» وقيل : المسكين : أيضا : هو الذليل المقهور وإن كان غنيا.
(وَأَمَّا الْجِدارُ
فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما
وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما
وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي
ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً)
(٨٢)
(وَأَمَّا الْجِدارُ
فَكانَ لِغُلامَيْنِ) : معطوف بالواو على «أمّا السفينة فكانت لمساكين» في
الآية الكريمة التاسعة والسبعين ويعرب إعرابه.
(يَتِيمَيْنِ فِي
الْمَدِينَةِ) : صفة ـ نعت ـ لغلامين يعرب إعرابه. في المدينة : جار
ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «يتيمين».
(وَكانَ تَحْتَهُ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح
واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الجدار وعلى هذا المعنى تكون الواو عاطفة
والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها وهي في محل رفع أيضا لأنها داخلة ضمن خبر «الجدار»
تحته : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو متعلق بخبر مقدم.. في
محل رفع وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
(كَنْزٌ لَهُما) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. والجملة الاسمية «تحته
كنز» في محل نصب خبر «كان» لهما : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «كنز» الميم
حرف عماد والألف علامة التثنية لا محل لها.
(وَكانَ أَبُوهُما
صالِحاً) : الواو عاطفة. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
أبوهما : اسم «كان» مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. الهاء ضمير متصل
مبني على الضم في محل جر بالإضافة و «ما» علامة التثنية لا محل لها. صالحا : خبر «كان»
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(فَأَرادَ رَبُّكَ
أَنْ) : الفاء استئنافية. أراد : فعل ماض مبني على الفتح. ربك
: فاعل مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر
بالإضافة. أن : حرف مصدري ناصب.
(يَبْلُغا أَشُدَّهُما) : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل
مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. والألف ضمير متصل ـ
ضمير الاثنين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. أشد : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة وهو مضاف. هما : أعرب في «أبوهما» بمعنى أن يبلغا غاية نموّهما. و «أن»
وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به بالفعل «أراد».
(وَيَسْتَخْرِجا
كَنزَهُما رَحْمَةً) : معطوف بالواو على «يبلغا أشدهما» ويعرب إعرابه. رحمة
: مفعول لأجله منصوب.. وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(مِنْ رَبِّكَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رحمة» والكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
(وَما فَعَلْتُهُ عَنْ
أَمْرِي) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. فعلته : فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني
على الضم في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. عن
أمري : جار ومجرور متعلق بفعلت أو بحال محذوفة من ضمير المتكلم بمعنى : وما فعلت
ذلك كله من تلقاء نفسي أو عن رأيي بل بوحي من ربي.. أو ما فعلت ما رأيت عن اجتهادي
ورأيي وإنّما فعلته بأمر الله.. والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على
السكون في محل جر بالإضافة.
(ذلِكَ تَأْوِيلُ) : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
اللام للبعد والكاف للخطاب. تأويل : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.
(ما لَمْ تَسْطِعْ
عَلَيْهِ صَبْراً) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. لم :
حرف نفي وجزم وقلب. تسطع : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت وحذفت الياء.. أصله : «تستطيع» تخفيفا ولالتقاء
الساكنين. و «اسطاع.. يسطيع» مثل «استطاع ـ يستطيع» أي يحذفون التاء أحيانا
استثقالا لها مع الطاء. والجملة الفعلية «لم تسطع عليه صبرا» صلة الموصول «ما» لا
محل لها. عليه : جار ومجرور متعلق بتسطع. صبرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة.
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ
ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً)
(٨٣)
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ) : الواو استئنافية. يسألونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. عن
: حرف جر.
(ذِي الْقَرْنَيْنِ) : اسم مجرور بعن وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء
الخمسة وهو مضاف والجار والمجرور متعلق بيسألون. القرنين : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(قُلْ سَأَتْلُوا) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت. وحذفت الواو لأن الأصل : قول.. تخفيفا ولالتقاء الساكنين. السين
حرف استقبال ـ تسويف ـ للقريب. أتلو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو
للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا.
(عَلَيْكُمْ مِنْهُ
ذِكْراً) : جاران ومجروران متعلقان بأتلو والميم علامة جمع
الذكور. ذكرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والجملة الفعلية «سأتلو
عليكم منه ذكرا» في محل نصب مفعول به بقل.
(إِنَّا مَكَّنَّا
لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً)
(٨٤)
(إِنَّا مَكَّنَّا
لَهُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير الواحد
المطاع مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» والجملة الفعلية «مكنّا له..» في محل
رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. له : جار ومجرور متعلق بمكّن.
(فِي الْأَرْضِ
وَآتَيْناهُ) : جار ومجرور متعلق بمكّن. وآتيناه : معطوفة بالواو على
«مكنّا» وتعرب إعرابها. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل
نصب مفعول به أول بمعنى : جعلنا له في الأرض مكانا مكينا ومنحناه.
(مِنْ
كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) : جار ومجرور متعلق بآتينا. شيء : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة و «سببا» مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة بمعنى من أسباب كل شيء..
(فَأَتْبَعَ سَبَباً)
(٨٥)
(فَأَتْبَعَ سَبَباً) : الفاء عاطفة. أتبع : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. سببا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة أي سببا من تلك الأسباب يبلغه بلاد المغرب. بمعنى : فسلك طريقا باتجاه
الجنوب.
(حَتَّى إِذا بَلَغَ
مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَها
قَوْماً قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ
تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً)
(٨٦)
(حَتَّى إِذا بَلَغَ) : حرف غاية وابتداء لا عمل له. إذا : ظرف لما يستقبل من
الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه متضمن معنى الشرط. بلغ : فعل ماض مبني على الفتح
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(مَغْرِبَ الشَّمْسِ
وَجَدَها) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «بلغ
مغرب الشمس» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف. الشمس : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة. وجد : تعرب إعراب «بلغ» و «ها» ضمير متصل مبني على
السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «وجدها تغرب..» جواب شرط غير جازم لا
محل لها.
(تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ
حَمِئَةٍ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «وجدها» وهي
فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. في عين : جار
ومجرور متعلق بتغرب. حمئة : صفة ـ نعت ـ لعين مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة
المنونة بمعنى : ذات طين مبلول أسود أي ووجد عند مغربها أي مغرب الشمس.
(وَوَجَدَ عِنْدَها
قَوْماً) : الواو عاطفة. وجد : أعربت. عند : ظرف مكان منصوب على
الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بوجد وهو مضاف و «ها» ضمير متصل مبني على السكون
في محل جر بالإضافة. قوما : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.
(قُلْنا يا ذَا
الْقَرْنَيْنِ) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع
و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. يا : أداة نداء. ذا : منادى مضاف
منصوب بحرف النداء وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة. القرنين : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى والنون عوض عن تنوين المفرد.
(إِمَّا أَنْ
تُعَذِّبَ) : الجملة في محل نصب مفعول به بقلنا ـ مقول القول ـ إمّا
: حرف تفصيل لا عمل له. وهي هنا للتخيير لا التفصيل ولها عدة معان منها الشك
والإبهام ولكن في الإعراب لا تسمّى في كل مرة بحسب معناها بل يكتفى بأحد معانيها
وهو التفصيل. أن : حرف مصدري ونصب. تعذب : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والجملة الفعلية «تعذب» صلة حرف مصدري
لا محل لها. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع مبتدأ.
(وَإِمَّا أَنْ
تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) : معطوف على «أمّا أن تعذب» ويعرب إعرابه. وخبر المصدر
المؤول محذوف تقديره : كائن. في : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في
محل جر بفي والجار والمجرور متعلق بتتخذ. حسنا : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة
للتعذر على الألف المقصورة قبل تنوينها لأنها نكرة.
(قالَ أَمَّا مَنْ
ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً
نُكْراً)
(٨٧)
(قالَ أَمَّا مَنْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو أمّا : حرف شرط وتفصيل لا عمل له. من : اسم موصول مبني على السكون في
محل رفع مبتدأ والجملة الاسمية «من» مع خبرها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(ظَلَمَ فَسَوْفَ
نُعَذِّبُهُ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو. الفاء واقعة في جواب «أمّا» سوف : حرف تسويف ـ استقبال ـ والجملة
الفعلية «ظلم..» صلة الموصول لا محل لها. نعذبه :
فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.. للتفخيم.
والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والجملة
الفعلية «فسوف نعذبه» في محل رفع خبر «من».
(ثُمَّ يُرَدُّ) : حرف عطف. يردّ : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
(إِلى رَبِّهِ) : جار ومجرور متعلق بيرد والهاء ضمير متصل ـ ضمير
الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة أي يرد في الآخرة.
(فَيُعَذِّبُهُ
عَذاباً نُكْراً) : الفاء عاطفة. يعذبه : يعرب إعراب «نعذّبه» والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. عذابا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة. لأن «عذابا» بمعنى «تعذيبا». نكرا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «عذابا»
منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : منكرا.
(وَأَمَّا مَنْ آمَنَ
وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً)
(٨٨)
(وَأَمَّا مَنْ آمَنَ
وَعَمِلَ) : معطوف بالواو على «أما من ظلم» في الآية الكريمة
السابقة ويعرب إعرابه. وعمل : معطوف بالواو على «آمن» ويعرب مثله.
(صالِحاً فَلَهُ
جَزاءً الْحُسْنى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. الفاء
واقعة في جواب «أمّا» والجملة الاسمية بعده في محل رفع خبر المبتدأ «من» له : جار
ومجرور متعلق بخبر مقدم. الحسنى : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على آخره الألف
المقصورة للتعذر أي المثوبة الحسنى. أمّا كلمة «جزاء» فهي تمييز منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة ويجوز أن تكون حالا لأنها مصدر.
(وَسَنَقُولُ لَهُ) : الواو استئنافية. السين حرف استقبال ـ تسويف ـ للقريب.
نقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. له :
جار ومجرور متعلق بنقول.
(مِنْ أَمْرِنا
يُسْراً) : جار ومجرور متعلق بنقول و «نا» ضمير متصل ـ ضمير
الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. يسرا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة ويجوز أن يكون «نقول» بمعنى «نأمر» فتكون كلمة «يسرا»
منصوبة على المصدر بمعنى : وسنأمر بما ييسر عليه أمرنا يسرا.
(ثُمَّ أَتْبَعَ
سَبَباً)
(٨٩)
(ثُمَّ أَتْبَعَ
سَبَباً) : أعرب في الآية الكريمة الخامسة والثمانين.. بمعنى ثم
اتّبع ذو القرنين طريقا أو وسيلة نحو الشرق.
(حَتَّى إِذا بَلَغَ
مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ
دُونِها سِتْراً)
(٩٠)
(حَتَّى إِذا بَلَغَ
مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة السادسة
والثمانين
(لَمْ نَجْعَلْ) : حرف نفي وجزم وقلب. نجعل : فعل مضارع مجزوم بلم
وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. و «مطلع الشمس»
هو مكان أو موضع طلوعها.
(لَهُمْ مِنْ دُونِها
سِتْراً) : اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون
في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بنجعل. من دون : جار ومجرور متعلق بنجعل
أو بحال محذوفة من «سترا» لأنه متعلق بصفة له قدّمت عليه. و «ها» ضمير متصل مبني
على السكون في محل جر بالإضافة. (سِتْراً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة
الفعلية «لم يجعل» في محل جر صفة ـ نعت ـ لقوم.
(كَذلِكَ وَقَدْ
أَحَطْنا بِما لَدَيْهِ خُبْراً)
(٩١)
(كَذلِكَ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر
مبتدأ محذوف بتقدير : أمر ذي القرنين كذلك أي مثل ذلك. ذا : اسم إشارة مبني على
السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب
ويجوز أن تكون الكاف في محل نصب نائبة عن مفعول مطلق ـ مصدر ـ من الفعل «تطلع»
التقدير والمعنى : تطلع على قوم طلوعا مثل ذلك.. أي كما وصفناه ـ أي ذا القرنين ـ تعظيما
لأمره في علو المنزلة.
(وَقَدْ أَحَطْنا) : الواو حالية والجملة الفعلية في محل نصب حال. قد : حرف
تحقيق. أحطنا : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير
متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(بِما لَدَيْهِ
خُبْراً) : الباء حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل
جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأحطنا و «لديه» بمعنى «عنده» : ظرف مكان مبني
على السكون في محل نصب على الظرفية متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر وهو مضاف
والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة والجملة
الفعلية «استقر لديه» صلة الموصول لا محل لها بمعنى بما استقر لديه من وسائل
التسلط. خبرا : أي علما : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(ثُمَّ أَتْبَعَ
سَبَباً)
(٩٢)
(ثُمَّ أَتْبَعَ
سَبَباً) : أعرب في الآية الكريمة الخامسة والثمانين.. بمعنى :
ثم اتّبع طريقا ثالثا أي سلك طريقا ثالثا معترضا بين الشرق والغرب من الجنوب إلى
الشمال.
(حَتَّى إِذا بَلَغَ
بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ
قَوْلاً)
(٩٣)
(حَتَّى إِذا بَلَغَ
بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ) : يعرب إعراب «حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجد» الوارد في
الآية الكريمة السادسة والثمانين وانتصب «بين» على المفعولية لأنه من الظروف التي
تستعمل أسماء وظروفا وهو مضاف. السدين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره
الياء لأنه مثنى والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(مِنْ دُونِهِما) : جار ومجرور متعلق بوجد والهاء ضمير متصل مبني على
الكسر في محل جر بالإضافة. الميم عماد والألف علامة التثنية.
(قَوْماً لا يَكادُونَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. لا : نافية
لا عمل لها. يكادون : فعل مضارع ناقص ـ من أخوات كان ـ مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع اسم «يكاد» والجملة الفعلية «لا
يكادون يفقهون قولا» في محل نصب صفة للموصوف «قوما».
(يَفْقَهُونَ قَوْلاً) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «يكادون» وهي فعل
مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
بمعنى يفهمون. قولا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.
(قالُوا يا ذَا
الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ
نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا)
(٩٤)
(قالُوا يا ذَا
الْقَرْنَيْنِ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. يا : أداة نداء. ذا : اسم منادى منصوب
وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. القرنين : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(إِنَّ يَأْجُوجَ
وَمَأْجُوجَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والجملة من «إنّ» مع
اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ يأجوج : اسم «إنّ» منصوب وعلامة
نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على العجمة ولأنه يعود إلى اسم
قبيلة. ومأجوج : معطوف بالواو على «يأجوج» ويعرب مثله.. وقيل : هما اسمان عربيان
إذا كانا مهموزين.
(مُفْسِدُونَ فِي
الْأَرْضِ) : خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون
عوض عن تنوين المفرد وحركته. في الأرض : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «مفسدون»
على تأويل فعله.
(فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ
خَرْجاً) : الفاء استئنافية. هل : حرف استفهام لا محل له. نجعل :
فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
نحن. لك : جار ومجرور متعلق بنجعل. خرجا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.
(عَلى أَنْ تَجْعَلَ) : حرف جر. أن : حرف مصدري ناصب. تجعل : فعل مضارع منصوب
بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والجملة
الفعلية «تجعل...» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» وما بعدها : بتأويل مصدر في
محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بالمصدر «خرجا».
(بَيْنَنا
وَبَيْنَهُمْ سَدًّا) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بتجعل وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. وبين : معطوف بالواو على «بيننا» ويعرب إعرابه و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل جر بالإضافة. سدا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.
(قالَ ما مَكَّنِّي
فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ
رَدْماً)
(٩٥)
(قالَ ما مَكَّنِّي) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ما : اسم
موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. مكّنّي : فعل ماض مبني على الفتح الذي
حرك بالسكون لادغام نون الفعل الأصلية مع نون الوقاية فحصل التشديد والياء ضمير
متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
(فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ) : جار ومجرور متعلق بمكنّي. ربّي : فاعل مرفوع بالضمة
المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة.
والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. خير : خبر المبتدأ مرفوع
بالضمة وأصله : أخير وحذف الألف أفصح وبعد حذف الألف نوّن آخر «خير» بمعنى ما
جعلني الله مكينا فيه من الملك والسلطان خير ممّا تبذلونه لي. والجملة الفعلية «مكّنّي
فيه ربّي» صلة الموصول «ما» لا محل لها بمعنى : خير من خرجكم أي من جعلكم.
(فَأَعِينُونِي
بِقُوَّةٍ) : الفاء استئنافية بمعنى التعليل. أعينوني : فعل أمر
مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل. النون للوقاية والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل
نصب مفعول به. بقوة : جار ومجرور متعلق بأعينوا أي بقوة من الفعلة ويجوز أن يتعلق
الجار والمجرور بمصدر محذوف تقديره : فأعينوني إعانة بقوة.
(أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه سكون
آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. بينكم وبينهم ردما : أعرب في
الآية الكريمة السابقة و «ردما» بمعنى : حاجزا.
(آتُونِي زُبَرَ
الْحَدِيدِ حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذا
جَعَلَهُ ناراً قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً)
(٩٦)
(آتُونِي زُبَرَ
الْحَدِيدِ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال
الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول و «زبر» مفعول به ثان منصوب
بآتوا المتعدي إلى مفعولين وهو مضاف. الحديد : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة
جره الكسرة بمعنى : قطع الحديد.. مفردها : زبرة.
(حَتَّى إِذا ساوى
بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قالَ) : حرف غاية وابتداء لا محل له. إذا : ظرف لما يستقبل من
الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه متضمن معنى الشرط. ساوى : الجملة الفعلية في محل
جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف
المقصورة ـ والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بين : ظرف مكان منصوب على
الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بساوى بمعنى سوّى وهو مضاف. الصدفين : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته
بمعنى : جانبي السدين.. أي جانبي الجبلين بما
وضعه منها بينهما. قال : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي
فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(انْفُخُوا) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال
الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «انفخوا»
في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي قال للعملة انفخوا في الحديد.
(حَتَّى إِذا جَعَلَهُ
ناراً قالَ) : أعرب. والهاء في «جعله» ضمير متصل مبني على الضم في
محل نصب مفعول به. نارا : مفعول به ثان منصوب بجعل المتعدي إلى مفعولين وعلامة
نصبه الفتحة المنونة.
(آتُونِي أُفْرِغْ) : أعرب. أفرغ : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة
جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. ومفعول «آتوا» الثاني
محذوف يفسره ما بعده لدلالة الثاني عليه أي آتوني قطرا أفرغ عليه قطرا بمعنى :
آتوني نحاسا مذابا أفرغه عليه.
(عَلَيْهِ قِطْراً) : جار ومجرور متعلق بأفرغ. قطرا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وفي هذا القول الكريم تنازع عاملان معمولا ـ مفعولا ـ
واحدا لأنّ «آتوني» يحتاج إلى مفعول ثان و «أفرغ» يحتاج إلى مفعول.. وتأخر عنهما «قطرا»
وكلّ منهما طالبه له. والاختلاف في الإعمال هو أنّ الكوفيين يختارون إعمال الأول
لسبقه والبصريين يختارون إعمال الأخير لقربه من المعمول.
** (فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما
خَيْراً مِنْهُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية
والثمانين.. المعنى والتقدير : فأردنا أن يرزقهما الله ولدا آخر خيرا منه صلاحا
ودينا لأنه كان ولدا كافرا فحذف مفعول «يبدّل» الثاني «ولدا» وهو موصوف وحلّت صفته
«خيرا» محلّه.
** (ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ
عَلَيْهِ صَبْراً) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثانية
والثمانين التقدير والمعنى : ذلك المذكور لك هو تفسير ما لم تقدر عليه صبرا.. فحذف
المشار إليه البدل أو النعت «المذكور لك» اختصارا لأن ما قبله دال عليه.
** (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثالثة
والثمانين والمخاطب هو الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أي ويسالك مشركو مكة.. وقيل : سأله اليهود امتحانا له عن ذي القرنين. وهو
الاسكندر المقدوني كما قيل لأنه لم يعلم في تاريخ البشر من تنطبق عليه أكثر الصفات
التي ذكرها الكتاب الكريم غير الاسكندر. وجاء في المصادر : ولد الاسكندر الملقّب
بذي القرنين في مقدونية سنة ست وخمسين وثلاثمائة قبل الميلاد وتوفّي في بابل سنة
أربع وعشرين وثلاثمائة قبل الميلاد.. تعلم على أرسطو.. خلف أباه فيليس وعزم على
فتح امبراطورية الفرس فانتصر عليهم ثم في سواحل فينيقيا بعد أن حاصر صور سبعة أشهر
ثم في مصر حيث أسّس الاسكندرية عام اثنين وثلاثين وثلاثمائة قبل الميلاد.. وتتبع
داريوس في العراق فانتصر عليه في كوكا ميل بالقرب من أربيل وتابع زحفه إلى أطرف
فارس وتجاوزها إلى ضفاف نهر السند. وذو القرنين من أعظم الغزاة وأشجعهم سمّي بذلك
لأنه كانت له ذؤابتان يضفرهما في قرني رأسه فيرسلهما وقيل : لقب بذي القرنين
لبلوغه قرني الشمس في مطلعها ومغربها. وقيل هو الملك الفارسي الصالح قورش.
** (قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ
ذِكْراً) : المعنى : سأتلو عليكم من بعض أخباره قرآنا منزّلا من
الله تعالى. وقيل الضمير في «منه» عائد إلى ذي القرنين وقيل : عائد إلى الله تعالى..
يقال : تلوت القرآن أتلوه تلاوة : أي قرأته.. وتلوت الرجل أتلوه تلوّا : أي تبعته..
والفعل من باب «سما ـ يسمو ـ سموّا».
** (إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ
تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة
والثمانين وفيه حذف مفعول «تعذب» اختصارا أي تعذب هؤلاء الكفرة أو تتخذ طريقة حسنة
في معاملتهم.
(فَمَا اسْطاعُوا أَنْ
يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً)
(٩٧)
(فَمَا اسْطاعُوا) : الفاء استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. اسطاعوا :
فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة أي فما استطاعوا وحذفت التاء لخفتها لأنها قريبة المخرج من الطاء..
وقرئ فما اصطاعوا بقلب السين صادا أي ما استطاع يأجوج ومأجوج. أي أن يعلوه
بالصعود.
(أَنْ يَظْهَرُوهُ) : أن حرف مصدري ناصب. يظهروه : فعل مضارع منصوب بأن
وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «يظهروه»
صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» وما تلاها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به
للفعل «اسطاع» وبمعنى : فما أطاقوا صعوده إذا جعل الفعل «اسطاع» متعديا أما إذا
جعل
لازما فيكون المصدر المؤول في محل جر بحرف جر محذوف بتقدير : فما قووا على
أن يظهروه. و «أن» وما بعدها : بتأويل مصدر «ظهره».
(وَمَا اسْتَطاعُوا
لَهُ نَقْباً) : الواو عاطفة. ما استطاعوا : أعربت. له : جار ومجرور
متعلق باستطاع. نقيبا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : طريقا.
(قالَ هذا رَحْمَةٌ
مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي
حَقًّا)
(٩٨)
(قالَ هذا رَحْمَةٌ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ هذا : اسم
إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. رحمة : خبر «هذا» مرفوع بالضمة المنونة.
(مِنْ رَبِّي) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رحمة» والياء ضمير
متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(فَإِذا جاءَ وَعْدُ
رَبِّي) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان
مبني على السكون خافض لشرطه منصوب بجوابه متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة ـ
جاء : فعل ماض مبني على الفتح وعد : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف. ربي : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني
على السكون في محل جر مضاف إليه ثان والجملة الفعلية «جاء وعد ربّي» في محل جر
بالإضافة.
(جَعَلَهُ دَكَّاءَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها بمعنى
فإذا جاء وعد ربي بخروج يأجوج ومأجوج أو بقيام الساعة جعل السد أرضا مستوية. جعله
: فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والهاء ضمير
متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول. دكاء : مفعول به ثان منصوب بجعل
المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على
وزن ـ فعلاء ـ.
(وَكانَ وَعْدُ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح.
وعد : اسم «ان» مرفوع بالضمة.
(رَبِّي حَقًّا) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف
والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان. حقا
: خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة بمعنى : كائنا لا محالة.
(وَتَرَكْنا
بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ
جَمْعاً)
(٩٩)
(وَتَرَكْنا
بَعْضَهُمْ) : الواو استئنافية. ترك : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
بعض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل جر بالإضافة أي بعض الخلق بمعنى وجعلنا يأجوج ومأجوج.
(يَوْمَئِذٍ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بتركنا وهو مضاف و «إذ» اسم مبني على السكون في محل جر بالإضافة وحرك السكون
بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين : سكونه وسكون التنوين. وقد نونت كلمة «إذ»
لمزيتها حيث إن الأسماء لا تضاف إلى الحروف.
(يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «بعضهم» بمعنى : مزدحمين
في البلاد أو يموج بعض الخلائق في بعض حيارى. يموج : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. في بعض : جار ومجرور متعلق بيموج وضمير
«يموج» يعود على يأجوج ومأجوج.
(وَنُفِخَ فِي
الصُّورِ) : الواو عاطفة. نفخ : فعل ماض مبني للمجهول مبني على
الفتح. في الصور : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل للفعل «نفخ» بمعنى بعثت
الأرواح في القبور إلى أجسادها.
(فَجَمَعْناهُمْ
جَمْعاً) : الفاء عاطفة. جمعنا : تعرب إعراب «تركنا» و «هم» ضمير
متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. جمعا : مفعول مطلق ـ
مصدر ـ منصوب بالفتحة المنونة أي جمعناهم للحساب.
(وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ
يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً)
(١٠٠)
هذه الآية
الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. للكافرين : جار
ومجرور متعلق بعرضنا وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
تنوين المفرد وحركته.
(الَّذِينَ كانَتْ
أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً)
(١٠١)
(الَّذِينَ كانَتْ
أَعْيُنُهُمْ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة ـ نعت ـ للموصوف
«الكافرين» في الآية الكريمة السابقة. كانت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح والتاء
تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. أعين : اسم «كان» مرفوع بالضمة و «هم» ضمير
الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(فِي غِطاءٍ) : جار ومجرور في محل نصب خبر «كان» بمعنى «مغطاة»
والجملة الفعلية «كانت أعينهم في غطاء» صلة الموصول «الذين» لا محل لها من
الإعراب.
(عَنْ ذِكْرِي) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «غطاء» والياء ضمير
متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ في محل جر بالإضافة.
(وَكانُوا لا
يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً) : الواو عاطفة. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. لا :
نافية لا عمل لها. يستطيعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. سمعا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة والجملة الفعلية «لا يستطيعون سمعا» في محل نصب خبر «كان».
(أَفَحَسِبَ الَّذِينَ
كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ إِنَّا أَعْتَدْنا
جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً)
(١٠٢)
(أَفَحَسِبَ الَّذِينَ
كَفَرُوا) : الهمزة همزة توبيخ بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ حسب : فعل ماض مبني على الفتح بمعنى : أظنّ : الذين : اسم موصول مبني على الفتح
في محل رفع فاعل. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني
على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(أَنْ يَتَّخِذُوا
عِبادِي) : حرف مصدري ناصب. يتخذوا : الجملة الفعلية وما بعدها
صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من
الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. عبادي : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء الواحد المطاع منع من ظهورها
اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر
بالإضافة و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به أول.
(مِنْ دُونِي
أَوْلِياءَ) : جار ومجرور متعلق بيتخذوا أو بحال محذوفة من «أولياء»
لأنه متعلق بصفة لهم قدم عليهم. والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على
السكون في محل جر بالإضافة. أولياء : مفعول به ثان منصوب بيتخذوا وعلامة نصبه
الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعلاء ـ بمعنى «آلهة» أي
نصراء. والمراد هنا : معبودين أي آلهة. ومفعول «حسب» الثاني محذوف اختصارا وهو
جملة فعلية في محل نصب تقديرها : يجديهم نفعا. المعنى والتقدير : أظنّ الكافرون
اتخاذهم عبادي آلهة يجديهم نفعا.
(إِنَّا أَعْتَدْنا
جَهَنَّمَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغم بنون «إنّ»
ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». أعتدنا :
الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر «إنّ»
بمعنى : هيّأنا : وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع
و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. جهنم : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة ولم ينون آخرها لأنها ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث.
(لِلْكافِرِينَ
نُزُلاً) : جار ومجرور متعلق بأعتدنا أو بحال محذوفة من «نزلا»
لأنها في الأصل متعلقة بصفة محذوفة منها وقدمت عليها. وعلامة جر الاسم الياء لأنه
جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. نزلا : مفعول به ثان منصوب
بأعتدنا المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(قُلْ هَلْ
نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً)
(١٠٣)
(قُلْ هَلْ
نُنَبِّئُكُمْ) : فعل أمر مبني على سكون آخره ـ أصله : قول ـ حذفت
الواو تخفيفا وتخلصا من التقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
والجملة الفعلية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ هل : حرف استفهام لا
محل له. ننبئكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
نحن. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به
والميم علامة جمع الذكور بمعنى : قل يا أيها النبي للناس هل نخبركم.
(بِالْأَخْسَرِينَ
أَعْمالاً) : جار ومجرور متعلق بننبئ وعلامة جر الاسم الياء لأنه
جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد. أعمالا : تمييز
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(الَّذِينَ ضَلَّ
سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ
صُنْعاً)
(١٠٤)
(الَّذِينَ ضَلَّ
سَعْيُهُمْ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر مبتدأ محذوف
تقديره : هم الذين لأن التقدير جاء جوابا عن السؤال الوارد في الآية الكريمة
السابقة أو يكون في محل نصب على الذم بفعل محذوف تقديره :
أعني الذين ويجوز أن يكون في محل جر بدلا أو نعتا للموصوف «الأخسرين» في
الآية الكريمة السابقة.. والتقدير الأول هو الأوجه. ضل : فعل ماض مبني على الفتح.
سعي : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على
السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «ضلّ سعيهم» صلة الموصول لا محل لها
بمعنى حبط أو ضاع سعيهم.
(فِي الْحَياةِ
الدُّنْيا) : جار ومجرور متعلق بضل. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة
مجرورة مثلها بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
(وَهُمْ يَحْسَبُونَ) : الواو حالية. والجملة الاسمية في محل نصب حال من ضمير
الغائبين في «ضل سعيهم» هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب مبني على السكون في محل رفع
مبتدأ. يحسبون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(أَنَّهُمْ
يُحْسِنُونَ صُنْعاً) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ». يحسنون : تعرب إعراب «يحسبون» والجملة
الفعلية «يحسنون صنعا» في محل رفع خبر «أنّ». صنعا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة بمعنى «عملا». و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر سدّ مسدّ
مفعولي «يحسبون» بمعنى : اعتقادا منهم أنهم على حق.
** (قالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ
نُعَذِّبُهُ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السابعة
والثمانين حذف مفعول «ظلم» اختصارا.. التقدير والمعنى : من ظلم نفسه بالكفر.
** (فَلَهُ جَزاءً الْحُسْنى) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة
والثمانين.. المعنى : فله المثوبة الحسنى.. فحذف الموصوف «المثوبة» وحلّت صفته «الحسنى»
محله وهي مؤنث الأحسن.
** (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الرابعة
والتسعين.. الاسمان أعجميان.. وقيل : هما عربيان إذا كانا مهموزين.. وهما اسما
قبيلتين من ولد يافث بن نوح.. وقيل : ياجوج : من الترك.. وماجوج : من الجبل.
** (قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثامنة
والتسعين.. التقدير والمعنى : هذا السدّ نعمة الله على عباده فحذف المشار إليه
البدل أو النعت «السدّ» اختصارا لأنه معلوم لأن ما بعده «جعله دكّاء» يدل عليه أو
بمعنى : هذا البناء من آثار رحمة الله علي وعلى هذا التفسير حذف المضاف «آثار».
** (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة
والتسعين.. وهو كناية واستعارة عن الإيذان بحلول ساعة الحشر.. وقيل : الصور : جمع «صورة»
ويكون المعنى : بعثت الأرواح إلى أجسادها.. فجمعناهم للحساب. وقيل : المعنى : نفخ
في البوق.. أي إذا جاء موعد القيامة نفخ الملك «إسرافيل» في بوق فحييت الخلائق
وخرجت من قبورها إلى المحشر.. وقوله في بداية الآية الكريمة المذكورة (وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ
يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) معناه : يوم خروج يأجوج ومأجوج من وراء السد والذي هو
علامات قيام الساعة.
** (إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ
لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) : هذا القول الكريم الوارد في نهاية الآية الكريمة
الثانية بعد المائة معناه : إنّا هيأنا جهنم للكافرين مكانا ينزلون به وهو مكان
الضيافة وعبّر به سبحانه تهكما بهم.. والنزل أيضا ـ بضم النون والزاي ـ هو طعام
النزيل الذي يهيأ له و «النزيل» هو «الضيف» فعيل بمعنى مفعول. و «المنزل» بكسر
الزاي لأن مضارعه ينزل مكسور الزاي : هو موضع النزول ومثل «المنزلة» وهي أيضا
المكانة نحو فلان ذو منزلة سامية.
** (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ
يُحْسِنُونَ صُنْعاً) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الرابعة
بعد المائة تجانس لفظي بين جملتي «يحسبون» و «يحسنون» وجاء هذا التجانس مطبوعا..
أي غير متكلف فملح وبدع.. و «التجانس اللفظي» هو ضرب ـ نوع ـ من ضروب البلاغة.
** (ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما
كَفَرُوا) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السادسة بعد
المائة.. وحذف البدل أو الصفة ـ النعت ـ المشار إليه بعد اسم الإشارة اختصارا لأن
ما قبله دال عليه التقدير : ذلك الأمر المذكور.. وقد كان ترك إقامة الوزن هو
جزاؤهم جهنم بسبب كفرهم.. فحذف أيضا المضاف «سبب» وأقيم المصدر المؤول «كفرهم»
مقامه. و «جهنم» من أسماء النار العظيمة.
** (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً
لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي
وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة التاسعة بعد
المائة.. التقدير والمعنى : لو كان ماء البحر حبرا لكتابة كلمات ربي أي علم الله
ومعلوماته غير المحدودة لفني البحر ولو جئنا بمثله مددا : جمع «مدّة» وهو ما
يستمده الكاتب.. وقيل : الأصح هو غمس القلم في الدواة مرة للكتابة أو ولو جئنا
بمثل البحر بحورا أخرى تمده.. و «المدد» الزيادة والمعونة.. وعلى هذا التفسير حذف
اسم «كان» المضاف «ماء» وحلّ محلّه المضاف إليه «البحر» وحذف المضاف «كتابة» وأقيم
المضاف إليه «كلمات» مقامه. كما حذف مفعول «جئنا» وهو «بحورا».
** سبب نزول
الآية : قالت اليهود : أوتينا علما كثيرا.. أوتينا التوراة.. ومن أوتي التوراة فقد
أوتي خيرا كثيرا. فنزلت هذه الآية الكريمة ردا على قولهم هذا.
(أُولئِكَ الَّذِينَ
كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ
لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً)
(١٠٥)
(أُولئِكَ الَّذِينَ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف
حرف خطاب. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر «أولئك» أو يكون خبر
مبتدأ محذوف تقديره : هم. والجملة الاسمية «هم الذين» في محل رفع خبر «أولئك»
والجملة الفعلية بعده «كفروا..» صلة الموصول لا محل لها.
(كَفَرُوا بِآياتِ
رَبِّهِمْ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بآيات : جار ومجرور متعلق بكفروا. ربّ :
مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين مبني
على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.
(وَلِقائِهِ
فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) : معطوف بالواو على «آيات ربهم» ويعرب إعرابه والهاء
ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. الفاء سببية. حبطت : فعل ماض مبني
على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. أعمال : فاعل مرفوع بالضمة و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي بطلت.
(فَلا نُقِيمُ لَهُمْ) : الفاء عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. نقيم : فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. اللام حرف جر و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بنقيم.
(يَوْمَ الْقِيامَةِ
وَزْناً) : ظرف زمان متعلق بنقيم منصوب على الظرفية وعلامة نصبه
الفتحة وهو مضاف. القيامة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. وزنا :
مفعول به منصوب بالفتحة المنونة أي لا نضع لهم ميزانا.
(ذلِكَ جَزاؤُهُمْ
جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً)
(١٠٦)
(ذلِكَ جَزاؤُهُمْ
جَهَنَّمُ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام
للبعد والكاف حرف خطاب. جزاء : خبر «ذلك» و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل جر بالإضافة. جهنم : عطف بيان من «ذلك جزاؤهم»
مرفوع بالضمة ولم ينون آخر الكلمة لأنها ممنوع من الصرف للتعريف والتأنيث.
(بِما كَفَرُوا) : الباء حرف جر. ما : مصدرية. كفروا : فعل ماض مبني على
الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.
والجملة الفعلية «كفروا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر
في محل جر بالباء. التقدير : بكفرهم أي بسبب كفرهم والجار والمجرور متعلق بجزاء.
(وَاتَّخَذُوا آياتِي) : معطوفة بالواو على «كفروا» بتقدير : واتخاذهم. آياتي
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم
والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ في محل جر بالإضافة.
(وَرُسُلِي هُزُواً) : معطوف بالواو على «آياتي» منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المقدرة على ما قبل الياء والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على
السكون في محل جر بالإضافة. هزوا : مفعول به ثان منصوب باتخذوا المتعدي إلى
مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً)
(١٠٧)
(إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني
على الفتح في محل نصب اسم «إنّ». آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها
وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة.
(وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ) : معطوفة بالواو على جملة «آمنوا» وتعرب مثلها. الصالحات
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث
السالم.
(كانَتْ لَهُمْ
جَنَّاتُ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض
ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. اللام حرف جر و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل نصب متعلق
بكانت ويجوز أن يتعلق بحال من «نزلا» لأنه متعلق بصفة له قدّم عليه. جنات : اسم «كان»
مرفوع بالضمة وهو مضاف.
(الْفِرْدَوْسِ
نُزُلاً) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : كانت
لهم أعلى طبقات الجنان. نزلا : خبر «كانت» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
ويجوز أن تكون «نزلا» منصوبة على التمييز ويكون الجار والمجرور «لهم» في محل نصب
متعلقا بخبر «كانت» المقدم. وقيل إنّ الفردوس هو البستان الذي يجمع الكرم والنخل.
(خالِدِينَ فِيها لا
يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً)
(١٠٨)
(خالِدِينَ فِيها) : حال من «المؤمنين» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع
مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. فيها : جار ومجرور متعلق باسم
الفاعلين «خالدين» و «ها» يعود على الجنات.
(لا يَبْغُونَ عَنْها
حِوَلاً) : الجملة الفعلية في محل نصب حال ثان من المؤمنين. لا :
نافية لا عمل لها. يبغون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. عنها : جار ومجرور متعلق بيبغون.. أي عن
الجنات. حولا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة أي لا يطلبون عنها تحولا.
(قُلْ لَوْ كانَ
الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ
كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً)
(١٠٩)
(قُلْ لَوْ كانَ
الْبَحْرُ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت. أصله : قول. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. والجملة
بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لو : حرف شرط
غير جازم. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. البحر : اسم «كان» مرفوع
بالضمة.
(مِداداً لِكَلِماتِ
رَبِّي) : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. لكلمات
: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من الموصوف «مدادا» وهو مضاف. ربّي : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم
المخاطب ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.
(لَنَفِدَ الْبَحْرُ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام
واقعة في جواب «لو» نفد : فعل ماض مبني على الفتح. البحر : فاعل مرفوع بالضمة
بمعنى لفني البحر في كتابتها قبل أن تنتهي.
(قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بنفد. أن : حرف مصدري ناصب. تنفد : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة.
والجملة الفعلية «تنفد كلمات ربّي» صلة حرف مصدري لا محل لها.
(لِكَلِماتِ رَبِّي) : فاعل مرفوع بالضمة. ربّي : أعرب و «أن» المصدرية وما
بعدها بتأويل مصدر ـ نفاد ـ في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «قبل» بمعنى قبل
انتهائها.
(وَلَوْ جِئْنا) : الواو عاطفة. لو : حرف شرط غير جازم. جئنا : فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل
بمعنى لو أتينا.. وجواب الشرط «لو» محذوف دلّ عليه ما قبله. التقدير والمعنى : ولو
جئنا بمثل البحر مددا أي بحورا أخرى تمدّه لنفد أيضا وكلمات ربّي غير نافدة ـ أي
غير منتهية.. أو ولو جئنا بمثل البحر زيادة ومعونة.
(بِمِثْلِهِ مَدَداً) : جار ومجرور متعلق بجئنا والهاء ضمير متصل مبني على
الكسر في محل جر بالإضافة مددا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.. وحذف
مفعول «جئنا» وهو «بحورا».
(قُلْ إِنَّما أَنَا
بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ
يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ
رَبِّهِ أَحَداً)
(١١٠)
(قُلْ إِنَّما أَنَا) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت وحذفت واوه ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين أي قل يا
محمد لهؤلاء الكافرين. والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إنّما :
كافة ومكفوفة. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل رفع
مبتدأ.
(بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) : خبر المبتدأ «أنا» مرفوع بالضمة المنونة. مثلكم : صفة
ـ نعت ـ أو بدل لبشر مرفوع مثله بالضمة الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني
على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(يُوحى إِلَيَ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية لبشر وهي فعل
مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.
إليّ : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل.
(أَنَّما إِلهُكُمْ) : كافة ومكفوفة. إله : مبتدأ مرفوع بالضمة. و «كم» أعرب
في «مثلكم».
(إِلهٌ واحِدٌ) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. واحد : توكيد لإله
مرفوع مثله بالضمة المنونة اي إله واحد لا شريك له.
(فَمَنْ كانَ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن
واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(يَرْجُوا لِقاءَ
رَبِّهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع
مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
لقاء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. ربه : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على
الكسر في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى يأمل حسن لقائه. والجملة الفعلية (كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) صلة الموصول «من» لا محل لها وجملتا فعل الشرط وجوابه
في محل رفع خبر المبتدأ «من».
(فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً
صالِحاً) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مسبوق بطلب مقترن
بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. اللام لام الأمر. يعمل : فعل مضارع
مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :
هو. عملا : مصدر سدّ مسدّ مفعول «يعمل» أو هو مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة. صالحا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «عملا» منصوب مثله بالفتحة المنونة.
(وَلا يُشْرِكْ
بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. يشرك : تعرب إعراب
«يعمل». بعبادة : جار ومجرور متعلق بيشرك. ربّه : أعرب. أحدا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
* * *
سورة مريم
معنى
السورة : خصصت إحدى
سور القرآن الكريم باسم «مريم» ومعناها : خادمة الرب.. كما ورد على لسان أمّها «جنة»
وقد جاء ذكر ذلك في الآية الكريمة الخامسة والثلاثين من سورة «آل عمران» : (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ
إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ
أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) فلمّا ولدت امرأة عمران ابنتها «مريم» قالت متحسرة
محزونة معتذرة كما تخبرنا الآية الكريمة التالية : (فَلَمَّا وَضَعَتْها
قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ وَلَيْسَ
الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ
وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) وخاطب الله سبحانه نبيّه الكريم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ واذكر أيها النبيّ حين قالت امرأة عمران «حنّة أم مريم» لما أحسّت بالحمل
: ربّ إنّي نذرت أن أجعل ما في بطني لعبادتك غلاما عتيقا خالصا لله.. متفرغا لخدمة
بيتك المقدس «المسجد» فلمّا ولدت «مريم» قالت معتذرة : ربّ إنّي وضعتها أنثى وهي
لا تصلح لخدمة المسجد وكنت أرجو أن يكون الولد ذكرا لأوفي بنذرك ـ والله أعلم بما
وضعت ـ أورد الله تعالى هذه الجملة لدفع توهم أنها تريد إخباره سبحانه..
تسمية
السورة : ورد ذكر هذا
الاسم كثيرا في القرآن الكريم وهي من آل عمران وقد نذرتها والدتها لخدمة المسجد
وبعد أن وضعتها توجهت إلى ربّها متضرعة ربّ اجعلها عابدة قانتة وإنّي سميتها مريم ـ
أي خادمة الرب ـ فرضي الله سبحانه بمريم لوفاء النذر وجعل زكريا ـ زوج خالتها ـ كافلا
لها. و «مريم» تسمى مريم العذراء.. ظهر لها الملك جبريل ـ عليهالسلام ـ وبشّرها بالمسيح ـ عليهالسلام ـ وقيل : سمّي المسيح عيسى ابن مريم بهذا الاسم لأنه مسح بدهن طيب الرائحة
كان الأنبياء يتمسحون به.. فإذا مسح به أحد علم أنّه نبيّ. ومن معاني الاسم «مريم»
: المرتفعة. ويجمع على «مريمات» والاسم هو اسم علم أعجمي ـ سرياني ـ يطلق على
المرأة.. والاسم ممنوع من الصرف ـ التنوين ـ للعلمية والعجمة. وقيل : إنّ يوسف
النّجار احتمل «مريم» وابنها إلى غار فلبثوا فيه أربعين يوما حتى تعلّلت من
نفاسها.. ثم جاءت تحمله فكلّمها «عيسى» في الطريق وقال : يا أمي أبشري فإنّي عبد
الله ومسيحه. فلما دخلت به على قومها وهم أهل بيت صالحون تباكوا وقالوا ما قالوا.
وقيل : همّوا برجمها.. حتى تكلّم عيسى.. فتركوها.. فأشارت إليه.. أي هو الذي
يجيبكم إذا ناطقتموه. وقيل : لما أشارت إليه غضبوا وقالوا : لسخريتها منّا أشدّ
علينا من زناها. وروي أنّه كان يرضع فلما سمع ذلك ترك الرضاع وأقبل عليهم بوجهه
واتّكأ على يساره وأشار بسبّابته. وقيل. كلّمهم بذلك. ثم لم يتكلم حتى بلغ مبلغا
يتكلم فيه الصبيان. وورد اسم «مريم» أربعا وثلاثين مرة في القرآن الكريم.
فضل
قراءة السورة : عن نبيّ الله والإنسانية محمّد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنّه قال : «من قرأ سورة «مريم» أعطي عشر حسنات بعدد من كذّب بزكريّا
وصدّق به ويحيى ومريم وعيسى وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس..
وعشر حسنات بعدد من دعا الله في الدنيا وبعدد من لم يدع الله» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
إعراب آياتها
(كهيعص)
(١)
(كهيعص) : هذه الأحرف وغيرها التي تبدأ بها بعض سور القرآن
الكريم شرحت مفصلا في سورة «يوسف».
(ذِكْرُ رَحْمَتِ
رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا)
(٢)
(ذِكْرُ رَحْمَتِ
رَبِّكَ) : خبر مبتدأ محذوف.. بتقدير : هذا المتلو ذكر.. وهو
مضاف. رحمة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. ربك : مضاف
إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثالث وعلامة رفع «ذكر» الضمة.
(عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) : مفعول به منصوب بالمصدر «رحمة» وعلامة نصبه الفتحة
وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. زكريا : بدل من «عبده»
منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر وهو اسم أعجمي ويجوز أن
يكون عربيا فيه ألف ممدودة ولا ينوّن في معرفة ولا نكرة.
(إِذْ نادى رَبَّهُ
نِداءً خَفِيًّا)
(٣)
(إِذْ نادى) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب
متعلق بذكر. نادى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(رَبَّهُ نِداءً
خَفِيًّا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء
ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية «نادى
ربه» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذ». نداء : مفعول مطلق ـ مصدر مؤكد ـ
خفيا : صفة ـ نعت ـ لنداء منصوب وعلامة نصبهما الفتحة المنونة.
(قالَ رَبِّ إِنِّي
وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ
رَبِّ شَقِيًّا)
(٤)
(قالَ رَبِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. ربّ : منادى بأداة نداء محذوفة اختصارا ولكثرة الاستعمال أو من باب
التوقير والإجلال اكتفاء بالمنادى أو لأن المنادى سبحانه معلوم وهو مضاف منصوب
وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل
بحركة الياء المناسبة والياء المحذوفة خطا واختصارا ضمير متصل مبني على السكون في
محل جر بالإضافة والكسرة دالة عليها.
(إِنِّي وَهَنَ
الْعَظْمُ مِنِّي) : الجملة من «إنّ» مع اسمها وخبرها : في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير
متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». وهن : فعل
ماض مبني على الفتح. العظم : فاعل مرفوع بالضمة والجملة الفعلية «وهن العظم» في
محل رفع خبر «إنّ». مني : جار ومجرور متعلق بوهن بمعنى : ضعف عظمي.
(وَاشْتَعَلَ
الرَّأْسُ شَيْباً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «وهن العظم»
وتعرب مثلها. شيبا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَلَمْ أَكُنْ) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. أكن : فعل
مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو ـ أصله : أكون ـ تخفيفا
ولالتقاء الساكنين واسمه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا.
(بِدُعائِكَ رَبِّ
شَقِيًّا) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «شقيا» والكاف ضمير
متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة أي ولم أكن بدعائي إياك أو بسبب دعائك.
ربّ : أعرب. شقيا : خبر «أكن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : لم أكن
شقيا قط بل كلّما دعوتك استجبت لي.
(وَإِنِّي خِفْتُ
الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ
وَلِيًّا)
(٥)
(وَإِنِّي خِفْتُ
الْمَوالِيَ) : الواو عاطفة. إنّي : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وكسر
آخره اتباعا لحركة الياء والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في
محل نصب اسم «إنّ» خفت : الجملة الفعلية وما بعدها : في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم
ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. الموالي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(مِنْ وَرائِي) : جار ومجرور متعلق بخفت بمعنى قدامي أو يكون متعلقا
بالموالي على معنى : بعد موتي.. أي خفت الولاية في الموالي ـ جمع مولى ـ بمعنى :
خفت فعلهم وهو سوء خلافتهم من ورائي.. والياء ضمير متصل
ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : قدامي أو
خلفي وبعدي.
(وَكانَتِ امْرَأَتِي
عاقِراً) : الواو عاطفة. كانت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح
والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها حركت بالكسر لالتقاء الساكنين. امرأتي :
اسم «كان» مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها الحركة المأتي بها
من أجل الياء والياء ضمير متصل ـ ضمر المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. عاقرا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(فَهَبْ لِي) : الفاء سببية. هب : فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على
السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. لي : جار ومجرور متعلق بهب وهو
بمقام المفعول به الأول بمعنى فامنحني من فضلك.
(مِنْ لَدُنْكَ
وَلِيًّا) : حرف جر. لدن : اسم مبني على السكون في محل جر بمن.
والجار والمجرور متعلق بهب والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة
ويجوز أن يكون الجار والمجرور في محل نصب حالا من «وليا» لأنه متعلق بصفة له قدمت
عليه. وليا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(يَرِثُنِي وَيَرِثُ
مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)
(٦)
(يَرِثُنِي وَيَرِثُ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «وليا»
وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. النون نون
الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم مبني على السكون في محل نصب
مفعول به. ويرث : معطوفة على «يرثني» وتعرب إعرابها.
(مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) : جار ومجرور متعلق بيرث. يعقوب : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة
والعلمية.
(وَاجْعَلْهُ رَبِّ
رَضِيًّا) : الواو عاطفة. اجعله : فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني
على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت والهاء ضمير متصل ـ ضمير
الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول. ربّ : أعرب في الآية الكريمة
الرابعة. رضيا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(يا زَكَرِيَّا إِنَّا
نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا)
(٧)
(يا زَكَرِيَّا) : أي فاستجاب الله فنادته الملائكة عن الله.. يا : أداة
نداء. زكريا : اسم منادى مبني على الضم المقدر على الألف للتعذر في محل نصب لأنه
علم مفرد. وما بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي قال له..
(إِنَّا نُبَشِّرُكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغمة بالنون
ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». نبشرك :
الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهو فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره نحن والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول
به.
(بِغُلامٍ اسْمُهُ
يَحْيى) : جار ومجرور متعلق بنبشر. اسمه : مبتدأ مرفوع بالضمة والهاء
ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. يحيى : خبر المبتدأ
مرفوع بالضمة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر والجملة الاسمية «اسمه يحيى» في
محل جر صفة ـ نعت ـ لغلام.
(لَمْ نَجْعَلْ لَهُ) : الجملة الفعلية : في محل جر صفة ثانية لغلام أو في
محل نصب حال من «يحيى» لم : حرف نفي وجزم وقلب. نجعل : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة
جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. له : جار ومجرور متعلق
بنجعل.
(مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة
في محل جر بمن. سميا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة بمعنى : لم يسم أحد بيحيى قبله ويجوز أن يتعلق الجار والمجرور «من
قبل» بحال محذوفة من «سميا».
(قالَ رَبِّ أَنَّى
يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ
عِتِيًّا)
(٨)
(قالَ رَبِّ أَنَّى) : أعرب في الآية الكريمة الرابعة. أنّى : اسم استفهام
بمعنى «كيف» أو «من أين» مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان متعلق بخبر «يكون»
المقدم المحذوف بمعنى كيف يولد..
(يَكُونُ لِي غُلامٌ) : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة. لي : جار ومجرور متعلق
بخبر «يكون أو بيكون». غلام : اسم «يكون» مرفوع بالضمة المنونة. والسؤال بحسب
الأحوال المعتادة لا استبعادا لقدرة الله.
(وَكانَتِ امْرَأَتِي
عاقِراً وَقَدْ) : أعربت في الآية الكريمة الخامسة. الواو حالية والجملة
بعدها في محل نصب حال. قد : تحقيق.
(بَلَغْتُ مِنَ
الْكِبَرِ عِتِيًّا) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك
والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. من الكبر : جار
ومجرور متعلق بحال محذوفة من مفعول «بلغت». عتيا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة بمعنى : بلغت حدا أو سنا كبيرا وبعد حذف مفعول «بلغت» أي «حدا أو
سنا» وهو موصوف حلت صفته «عتيا» محله وانتصب على المفعولية.
(قالَ كَذلِكَ قالَ
رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً)
(٩)
(قالَ كَذلِكَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو أي الله سبحانه. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر
لمبتدإ محذوف تقديره : الأمر كذلك بمعنى قال الله به بالوحي : لا تعجب فالأمر مثل
ذلك منجز على هذه الحال والجملة الاسمية
«الأمر كذلك» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ذا : اسم إشارة مبني على
السكون في محل جر بالإضافة اللام للبعد والكاف للخطاب.
(قالَ رَبُّكَ) : أعرب. ربك : فاعل مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
(هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ هو
: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. عليّ : جار ومجرور متعلق بهيّن.
هيّن : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة. أي الأمر أو خلقه عليّ سهل.
(وَقَدْ خَلَقْتُكَ
مِنْ قَبْلُ) : الواو استئنافية. قد : حرف تحقيق. خلقتك : فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير الواحد
المطاع ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني
على الفتح في محل نصب مفعول به. من : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن
الإضافة في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بخلقت بمعنى : خلقتك من العدم قبل
ذلك.
(وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تك : فعل مضارع
ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون الظاهر على النون ـ أصله : تكون ـ وحذفت النون
تخفيفا ولالتقاء الساكنين وحذفت الواو وجوبا لالتقاء الساكنين وبقيت الضمة دالة
عليها وحذف النون جوازا واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. شيئا : خبر «تكن»
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(قالَ رَبِّ اجْعَلْ
لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيالٍ سَوِيًّا)
(١٠)
(قالَ رَبِّ اجْعَلْ
لِي) : أعرب في الآية الكريمة الرابعة. اجعل : فعل دعاء
وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. لي :
جار ومجرور متعلق باجعل والجملة الفعلية «اجعل لي آية» في محل نصب مفعول به بقال.
(آيَةً قالَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : علامة
أعلم بها ما بشّرتني به. قال : أعرب.
(آيَتُكَ أَلَّا
تُكَلِّمَ النَّاسَ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ آيتك
: مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح
في محل جر بالإضافة. ألّا : أصلها : أن : حرف مصدري ناصب و «لا» نافية لا عمل لها.
تكلم : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره أنت. الناس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «تكلّم
الناس» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع خبر
المبتدأ «آيتك».
(ثَلاثَ لَيالٍ
سَوِيًّا) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو
مضاف. ليال : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة على الياء
المحذوفة لأنه اسم منقوص نكرة وبقي التنوين دالا على الياء المحذوفة. سويا : حال
من ضمير المخاطب منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى علامتك ألّا تكلم الناس
ثلاثة أيام بلياليها وأنت سويّ الخلق ليس بك خرس ولا بكم.
(فَخَرَجَ عَلى
قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً
وَعَشِيًّا)
(١١)
(فَخَرَجَ عَلى
قَوْمِهِ) : الفاء سببية. خرج : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. على قومه : جار ومجرور متعلق بخرج والهاء ضمير
متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة أي فخرج زكريا.
(مِنَ الْمِحْرابِ) : جار ومجرور متعلق بخرج بمعنى : من المصلّى أو من
الغرفة. وقيل : من المسجد.
(فَأَوْحى إِلَيْهِمْ) : الفاء عاطفة. أوحى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر
على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. إلى : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر
بإلى. والجار والمجرور متعلق بأوحى.. بمعنى : فأشار إلى قومه.
(أَنْ سَبِّحُوا) : حرف تفسير. سبّحوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن
مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى :
صلّوا لله أو صلّوا ونزّهوا الله وقدّسوه وقد حذف المفعول به ولم يذكر اسم لفظ
الجلالة لأنه معلوم من سياق القول. والجملة الفعلية «سبّحوا» لا محل لها لأنها
تفسيرية ويجوز أن تكون «أن» التفسيرية مصدرية إذا قدّر قبلها حرف جر فيكون القول
بتقدير : فأشار إليهم بأن سبّحوا أو إلى أن سبحوا. والجار والمجرور المصدر المؤول «التسبيح»
متعلق بأوحى.
(بُكْرَةً وَعَشِيًّا) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة
المنونة بمعنى : أول النهار. وعشيا : معطوف بالواو على «بكرة» ويعرب مثله والظرفان
متعلقان بسبّحوا.. بمعنى وآخر النهار.
(يا يَحْيى خُذِ
الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)
(١٢)
(يا يَحْيى) : أداة نداء. يحيى : منادى مفرد مبني على الضم المقدر
على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر في محل نصب.
(خُذِ الْكِتابَ
بِقُوَّةٍ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لأن
المعنى : وقال الله يا يحيى خذ التوراة بجد وقوة واحكم بما فيها. خذ : فعل أمر
مبني على سكون آخره الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت. الكتاب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة : بقوة جار
ومجرور متعلق بخذ أو بحال من ضمير المخاطب في «خذ».
(وَآتَيْناهُ
الْحُكْمَ صَبِيًّا) : الواو استئنافية أو تكون عاطفة إذا كان تقدير «يا
يحيى» وقلنا يا يحيى.. بمعنى ومنحناه. آتيناه : فعل ماض مبني على
السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في
محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول
به. الحكم : مفعول به ثان منصوب بآتى المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة
بمعنى : الحكمة. صبيا : حال من ضمير الغائب منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَحَناناً مِنْ
لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا)
(١٣)
(وَحَناناً مِنْ
لَدُنَّا) : معطوف بالواو على «الحكم» ويعرب مثله بمعنى : ومنحناه
عطفا من عندنا على أبويه وغيرهما أي ورحمة منّا عليه. وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
من : حرف جر. لدن : اسم مبني على السكون بمعنى «عند» في محل جر بمن والجار
والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «حنانا» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني
على السكون في محل جر بالإضافة. أي وجعلناه ذا حنان على الناس.
(وَزَكاةً وَكانَ
تَقِيًّا) : معطوف بالواو على «حنانا» ويعرب إعرابه. ويجوز أن
يكون مفعولا مطلقا منصوبا على المصدر بفعل محذوف تقديره : وزكيناه زكاة. أي طهارة
أو صدقة بمعنى يتعطف على الناس ويتصدق عليهم. الواو عاطفة بمعنى وجعلناه تقيا. كان
: فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. تقيا :
خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَبَرًّا
بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا)
(١٤)
(وَبَرًّا
بِوالِدَيْهِ) : معطوف بالواو على «حنانا» و «تقيا» في الآية الكريمة
السابقة ويعرب مثلهما بمعنى وطاعة وإحسانا أي محسنا ومطيعا لوالديه. بوالديه : جار
ومجرور متعلق بالمصدر «برّا» أو اسم الفاعل «برا» بتأويل فعله وعلامة جر الاسم
الياء لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة ـ أصله : «والدين» والهاء ضمير متصل ـ ضمير
الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى : وكان كثير البرّ بوالديه.
(وَلَمْ يَكُنْ) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يكن : فعل
مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو ـ أصله : يكون ـ تخفيفا
ولالتقاء الساكنين. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(جَبَّاراً عَصِيًّا) : خبران ليكن ـ خبر بعد خبر ـ على التتابع منصوبان
وعلامة نصبهما الفتحة المنونة.
(وَسَلامٌ عَلَيْهِ
يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا)
(١٥)
(وَسَلامٌ عَلَيْهِ) : الواو استئنافية. سلام : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة
بمعنى : وأمان. عليه : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ. وجاز الابتداء
بالنكرة لأن فيه دعاء ويجوز أن يكون معرفة بتقدير : سلام الله عليه.
(يَوْمَ وُلِدَ) : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة
نصبه الفتحة متعلق بسلام. ولد : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية «ولد» في محل جر بالإضافة بمعنى
: يوم ولادته.
(وَيَوْمَ يَمُوتُ) : معطوف بالواو على «يوم ولد» ويعرب إعرابه. يموت : فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بمعنى ويوم موته
وجملة «يموت» في محل جر بالإضافة.
(وَيَوْمَ يُبْعَثُ
حَيًّا) : معطوف بالواو على «يوم ولد» ويعرب إعرابه. يبعث : فعل
مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
وجملة «يبعث حيا» في محل جر بالإضافة. حيا : حال من ضمير الغائب في «يبعث» منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى يوم يبعث يوم القيامة..
(وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا)
(١٦)
(وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ مَرْيَمَ) : الواو استئنافية. اذكر : فعل أمر مبني على السكون
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. في الكتاب : جار
ومجرور متعلق بأذكر بمعنى واذكر أيها النبي في القرآن. مريم : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينوّن لأنه ممنوع من الصرف للتأنيث والمعرفة بمعنى :
خبر مريم.
(إِذِ انْتَبَذَتْ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون الذي حرك
بالكسر لالتقاء الساكنين في محل نصب متعلق باذكر. انتبذت : أي اعتزلت : فعل ماض
مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي والتاء تاء التأنيث
الساكنة لا محل لها. والجملة الفعلية «انتبذت» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد
الظرف.
(مِنْ أَهْلِها) : جار ومجرور متعلق بانتبذت و «ها» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبة ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(مَكاناً شَرْقِيًّا) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة
متعلق بانتبذت أو يكون مفعولا به منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى :
بيتها.. وقيل : شرقي بيت المقدس وثمة وجه آخر لإعراب هذا القول الكريم وهو أن يكون
الجار «من» بمعنى «في» قد انتقل من المكان الشرقي إلى أهلها على معنى : اعتزلت
أهلها في مكان شرقي.. والوجه الأول أصوب.
** (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ
زَكَرِيَّا) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية وفيه
أضاف سبحانه «الرحمة» إلى فاعلها وهو «ربك» و «ذكر» بمعنى «قصة» و «زكريا» اسم
أعجميّ ينون في النكرة ويجوز أن يكون عربيا فيه ألف تأنيث ولا يجوز تنوينه في
معرفة ولا في نكرة. و «زكريا» من أنبياء بني إسرائيل زوج خالة «عيسى» عليهماالسلام. وكان نجارا.
** (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الرابعة
يكون أصل التمييز «شيبا» مقلوبا عن الفاعل.. إذ أصله : واشتعل شيب الرأس.. ويجوز
أن يكون مفعولا مطلقا.. بتقدير : وشاب الرأس شيبا. وفي التعبير فصاحة ظاهرة
واستعارة بديعة وبلاغة مشهودة لأنه لم يقل : واشتعل رأسي شيبا اكتفاء بعلم المخاطب
أنه رأس زكريا وشبّه الشيب بشواظ النار في بياضه وإنارته وانتشاره في الشعر. أي
شبه انتشار الشيب باشتعال النار في سرعة التهابه.. وفي أنه لم يبق بعد الاشتعال
إلّا الخمود ثم أخرجه مخرج الاستعارة ثم أسند الاشتعال إلى مكان الشعر ومنبته وهو
الرأس.
وقال الميدانيّ
صاحب «مجمع الأمثال» :
تنفّس صبح
الشيب في ليل عارضي
|
|
فقلت عساه
يكتفي بعذاري
|
فلمّا فشا
عاتبته فأجابني
|
|
ألا هل يرى
صبح بغير نهار
|
و «انتشار
الشيب» أو اشتعال شعر الرأس به كما في الآية الكريمة المذكورة هو كناية الهرم
والشيخوخة. ويقال للإنسان : شيخ إذا بلغ الخمسين إلى الثمانين من العمر.. وعن
المعنى قال الشاعر :
زعمتني شيخا
ولست بشيخ
|
|
إنّما الشّيخ
من يدبّ دبيبا
|
يقول ظنت هذه
المرأة أنني قد كبرت سني وضعفت قوتي ولكنها لا تعلم حقيقة الأمر ؛ لأن من كان مثلي
يسير سيرا قويا لا يقال له شيخ ولا يقال عنه شيء من ذلك.
** (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ
وَرائِي) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة.
وهي جمع «مولى» يقال : وليه ـ يليه. و «المولى» هو ابن العم وله معان أخرى ـ يقول
خفت الولاية في الموالي بمعنى : خفت فعلهم وهو سوء خلافتهم من ورائي ومراده : بنو
عمّه وكانوا من الأشرار فخاف أن لا يحسنوا خلافته على أمته.
** (وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السادسة
حذف مفعول «يرث» اختصارا لأنه معلوم بمعنى : ويرث من آل يعقوب العلم والنبوّة لأن
الأنبياء لا يورثون.. ويعقوب نبيّ الله من ولد سليمان بن داود بن إسحاق بن إبراهيم
ـ عليهمالسلام ـ.
** (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ
بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى) : يحيى : لم ينوّن لأنه بوزن الفعل. وقيل : بل إنّ أصله
فعل مضارع وكتب بالألف المقصورة تفريقا بين الاسم والفعل «يحيا».
** (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ
سَمِيًّا) : التقدير والمعنى : لم نسمّ أحدا بهذا الاسم ولا يشبه
له في الصلاح والورع فحذف المضاف إليه ضمير الغائب ـ الهاء في «قبله» فبني المضاف «قبل»
على الضّم لانقطاعه عن الإضافة. و «سميا» بمعنى : شبيها.. نحو هو سميّي : أي اسمه
كاسمي وقيل : يسمّى كلّ واحد من المتشاكلين باسم المثل والتشبيه والشكل والنظر وكل
واحد سمّي لصاحبه. ولهذا قيل للمثل : سمّي. ولهذا الاسم الذي على وزن الفعل أسماء
متشابهة مأخوذة من الأفعال.. نحو : يعمر.. يعيش. وقد سمّوا بيموت أيضا. وهو يموت
بن المزرّع.
(فَاتَّخَذَتْ مِنْ
دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً
سَوِيًّا)
(١٧)
(فَاتَّخَذَتْ مِنْ
دُونِهِمْ حِجاباً) : الفاء عاطفة. اتخذت : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. من دون
: جار ومجرور متعلق باتخذت و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر
بالإضافة ويجوز أن يكون متعلقا بحال مقدمة من «حجابا». حجابا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : ستارا أو سترا.
(فَأَرْسَلْنا
إِلَيْها رُوحَنا) : الفاء استئنافية. أرسل : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
إليها : جار ومجرور متعلق بأرسلنا. روح : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «نا»
ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(فَتَمَثَّلَ لَها) : الفاء عاطفة. تمثل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. لها : جار ومجرور متعلق بتمثل أي فأرسلنا إليها
جبريل ـ عليهالسلام ـ.
(بَشَراً سَوِيًّا) : حال من ضمير «تمثل» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
سويا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «بشرا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى :
سويّ الخلق.
(قالَتْ إِنِّي
أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا)
(١٨)
(قالَتْ إِنِّي
أَعُوذُ) : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة
لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. إني : حرف نصب وتوكيد مشبه
بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلمة ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ».
أعوذ : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة.. والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. والجملة المؤولة من «إنّ» مع اسمها وخبرها في
محل نصب مفعول به.
(بِالرَّحْمنِ مِنْكَ) : جاران ومجروران متعلقان بأعوذ بمعنى : ألتجئ وأعتصم
بالرحمن أو تكون الباء حرف جر زائدا. و «الرحمن» اسما مجرورا لفظا بالباء ـ باء
الصفة واللصوق ـ منصوبا محلا مفعول «أعوذ» والجار والمجرور «منك» متعلقا بحال
محذوفة من ضمير «أعوذ».
(إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا) : حرف شرط جازم. كنت : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن.
والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع اسم «كان».
تقيا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وجواب الشرط محذوف تقديره :
فلا تتعرض لي بسوء.
(قالَ إِنَّما أَنَا
رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا)
(١٩)
(قالَ إِنَّما) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو أي جبريل ـ عليهالسلام ـ إنّما : كافة ومكفوفة.
(أَنَا رَسُولُ
رَبِّكِ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أنا
: ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. رسول : خبر «أنا»
مرفوع بالضمة. ربك : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة والكاف ضمير متصل
ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
(لِأَهَبَ لَكِ) : اللام حرف جر للتعليل. أهب : فعل مضارع منصوب بأن
مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا.
لك : جار ومجرور حلّ محل المفعول به الأول أو قام مقامه بمعنى لأمنحك. والجملة
الفعلية «أهب لك غلاما..» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المضمرة وما بعدها
بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بمضمر تقديره أرسلت
لأهب.
(غُلاماً زَكِيًّا) : مفعول به ثان منصوب بأهب المتعدي إلى مفعولين. زكيا :
صفة ـ نعت ـ للموصوف «غلاما» منصوب مثله بالفتحة المنونة.
(قالَتْ أَنَّى
يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا)
(٢٠)
(قالَتْ أَنَّى
يَكُونُ لِي غُلامٌ) : أعرب في الآية الكريمة الثامنة والتاء تاء التأنيث
الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي.
(وَلَمْ يَمْسَسْنِي
بَشَرٌ) : الواو حالية والجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير
المتكلمة في «قالت». لم : حرف نفي وجزم وقلب. يمسسني : فعل
مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره. النون نون الوقاية والياء ضمير
متصل ـ ضمير المتكلمة ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. بشر : فاعل
مرفوع بالضمة المنونة.
(وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. أك : فعل مضارع
ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره ـ أصله : «أكن» وحذفت الواو تخفيفا ولالتقاء
الساكنين وبقيت الضمة دالة عليها كما حذفت النون تخفيفا واسم «أكون» ضمير مستتر
فيه وجوبا تقديره : أنا. بغيا : خبرها منصوب بالفتحة المنونة.
(قالَ كَذلِكِ قالَ
رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا
وَكانَ أَمْراً مَقْضِيًّا)
(٢١)
(قالَ كَذلِكِ قالَ
رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ) : أعرب في الآية الكريمة التاسعة. الواو عاطفة وما
بعدها : معطوف على تعليل مضمر بتقدير : لنبيّن به قدرتنا ولنجعله آية ويجوز أن
يكون محذوفا بتقدير : ولنجعله آية للناس فعلنا ذلك. اللام لام التعليل وهي حرف جر.
نجعله : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول
به أول.
(آيَةً لِلنَّاسِ) : مفعول به ثان منصوب بنجعل المتعدي إلى مفعولين وعلامة
نصبه الفتحة المنونة. للناس : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آية» بمعنى :
علامة على قدرتنا.
(وَرَحْمَةً مِنَّا) : معطوف بالواو على «آية للناس» ويعرب إعرابه بمعنى : رحمة
منّا عليهم ليهتدوا بهداه.
(وَكانَ أَمْراً
مَقْضِيًّا) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح
واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. أمرا : خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة.
مقضيا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «أمرا» ويعرب مثله.
(فَحَمَلَتْهُ
فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا)
(٢٢)
(فَحَمَلَتْهُ
فَانْتَبَذَتْ) : الفاء استئنافية. حملته : فعل ماض مبني على الفتح.
التاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي
والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. فانتبذت :
الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على «حملته» وتعرب إعرابها بمعنى فنفخ جبريل في جيب
قميصها..
(بِهِ مَكاناً
قَصِيًّا) : جار ومجرور متعلق بانتبذت. مكانا : ظرف مكان منصوب
على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق بانتبذت ويجوز أن يكون مفعولا به
منصوبا بانتبذت بمعنى : قصدت. قصيا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «مكانا» منصوب مثله
بالفتحة المنونة بمعنى : مكانا بعيدا.
(فَأَجاءَهَا
الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قالَتْ يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا وَكُنْتُ
نَسْياً مَنْسِيًّا)
(٢٣)
(فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ) : الفاء عاطفة. أجاء : فعل ماض مبني على الفتح و «ها»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى :
فألجأها. المخاض : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى الولادة.
(إِلى جِذْعِ
النَّخْلَةِ) : جار ومجرور متعلق بأجاء. النخلة : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(قالَتْ يا لَيْتَنِي) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها وما بعدها : في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ بمعنى فاستحيت وقالت. يا : حرف تنبيه. أو حرف نداء والمنادى
محذوف اكتفاء بأداة النداء كما يحذف حرف النداء اكتفاء بالمنادى. ليت : حرف تمنّ
مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلمة ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «ليت».
(مِتُّ قَبْلَ هذا) : الجملة الفعلية : في محل رفع خبر «ليت» وهي فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلمة ـ المدغم
بالتاء مبني على الضم في محل رفع فاعل. قبل : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة
نصبه الفتحة متعلق بمتّ وهو مضاف. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر
بالإضافة.
(وَكُنْتُ نَسْياً
مَنْسِيًّا) : الواو حرف عطف. كنت : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلمة ـ مبني على الضم في
محل رفع اسم «كان». نسيا منسيا : خبرا «كان» على التتابع منصوبا وعلامة نصبهما
الفتحة المنونة بمعنى : لا يذكرني أحد.
(فَناداها مِنْ
تَحْتِها أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا)
(٢٤)
(فَناداها مِنْ
تَحْتِها) : الفاء استئنافية. نادى : فعل ماض مبني على الفتح
المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو و «ها» ضمير
متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. من تحت : جار ومجرور
متعلق بنادى أو بحال من ضمير «نادى» بمعنى : فناداها جبريل وهو يتلقى المولود وقيل
: هو عيسى ناداها من تحتها. و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ ويجوز أن يكون
الضمير «ها» عائدا للنخلة مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي ناداها ملك من
مكان منخفض تحت التلة التي فيها النخلة.
(أَلَّا تَحْزَنِي) : أصلها : أن : حرف تفسير و «لا» ناهية جازمة. تحزني :
فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والياء
ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «تحزني»
تفسيرية لا محل لها.
(قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ) : حرف تحقيق. جعل : فعل ماض مبني على الفتح. ربك : فاعل
مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على الكسرة في محل جر
بالإضافة.
(تَحْتَكِ سَرِيًّا) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بجعل وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على الكسر في محل جر
بالإضافة وشبه الجملة «تحتك» في محل نصب حال. سريا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة بمعنى : لا تحزني يا مريم قد جعل ربك تحتك سيدا رفيع القدر أو
بمعنى جعل تحتك جدولا من الماء.
(وَهُزِّي إِلَيْكِ
بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا)
(٢٥)
(وَهُزِّي إِلَيْكِ) : الواو استئنافية. هزّي : فعل أمر مبني على حذف النون
لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والياء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على السكون
في محل رفع فاعل. اليك : جار ومجرور متعلق بهزي.
(بِجِذْعِ النَّخْلَةِ) : الباء حرف جر زائد للتأكيد. جذع : اسم مجرور لفظا
منصوب محلا بهزّي. النخلة مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. ويجوز أن
يكون الجار والمجرور متعلقا بهزّي بمعنى افعلي الهزّ به.
(تُساقِطْ عَلَيْكِ) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه سكون
آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. عليك : جار ومجرور متعلق بتساقط
بمعنى : تسقط عليك.
(رُطَباً جَنِيًّا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. جنيا :
صفة ـ نعت ـ للموصوف «رطبا» منصوب مثله بالفتحة المنونة بمعنى : بلحا ناضجا آن
أوان قطعه.
(فَكُلِي وَاشْرَبِي
وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي
نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)
(٢٦)
(فَكُلِي وَاشْرَبِي
وَقَرِّي عَيْناً) : الجمل الفعلية الثلاث معطوفة بواوات العطف على «هزّي»
وتعرب مثلها. عينا : تمييز منصوب بالفتحة.
(فَإِمَّا تَرَيِنَ) : الفاء استئنافية. إمّا : أصلها : إن : حرف شرط جازم و
«ما» زائدة. ترينّ : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون
لأنه من الأفعال الخمسة وأصله : ترين. ولمّا زيدت نون التوكيد الثقيلة أصبح
: تريين.. وعند جزمه صار : تريي.. وكسرت الياء لالتقاء الساكنين ولأن الفعل للمؤنث
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وقيل : الياء فاصلة بين الفعل ونون
التوكيد فالفعل معرب.
(مِنَ الْبَشَرِ
أَحَداً) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة مقدمة من «أحدا» أحدا :
مفعول به منصوب بالفتحة.
(فَقُولِي إِنِّي
نَذَرْتُ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل
جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. قولي : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من
الأفعال الخمسة والياء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على السكون في محل رفع
فاعل. والجملة من «إنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ إنّي : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلمة ـ مبني
على السكون في محل نصب اسم «إنّ». نذرت : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي
فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلمة ـ في محل رفع فاعل.
(لِلرَّحْمنِ صَوْماً) : جار ومجرور متعلق بنذرت أو بحال مقدمه من «صوما». صوما
أي صياما أو صمتا عن الكلام : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(فَلَنْ أُكَلِّمَ) : الفاء سببية. لن : حرف نفي ونصب واستقبال. أكلم : فعل
مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا.
(الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة
نصبه الفتحة متعلق بأكلم. إنسيا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة معنى
: إنسانا.
(فَأَتَتْ بِهِ
قَوْمَها تَحْمِلُهُ قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا)
(٢٧)
(فَأَتَتْ بِهِ
قَوْمَها) : الفاء استئنافية. أتت : فعل ماض مبني على الفتح
المقدر للتعذر على آخره الألف المقصورة المحذوفة لاتصاله بتاء التأنيث ولالتقاء
الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا
محل لها. به : جار ومجرور متعلق بأتت. قوم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
وهو مضاف و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(تَحْمِلُهُ قالُوا) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير الغائبة في «أتت»
وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي والهاء ضمير
متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. قالوا : فعل ماض مبني
على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
والجملة بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي فقالوا لها..
(يا مَرْيَمُ) : أداة نداء. مريم : منادى مفرد علم مبني على الضم في
محل نصب ولم ينون آخر الاسم لأنه ممنوع من الصرف.
(لَقَدْ جِئْتِ) : اللام لام الابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. جئت :
فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبة ـ مبني على الكسر في محل رفع فاعل.
(شَيْئاً فَرِيًّا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. فريا : صفة
ـ نعت ـ للموصوف «شيئا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : أمرا منكرا
أي مصنوعا مختلقا وقيل : عظيما.
(يا أُخْتَ هارُونَ ما
كانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)
(٢٨)
(يا أُخْتَ هارُونَ) : حرف نداء. أخت : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه
الفتحة. هارون : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة
المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.
(ما كانَ أَبُوكِ) : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض ناقص مبني على
الفتح. أبوك : اسم «كان» مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف والكاف
ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
(امْرَأَ سَوْءٍ) : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. سوء :
مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
(وَما كانَتْ أُمُّكِ
بَغِيًّا) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. كانت : فعل ماض
ناقص مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. أمك : اسم «كان»
مرفوع بالضمة والكاف : ضمير المخاطبة مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. بغيا :
خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة بمعنى ما كان أبوك رجل سوء وما كانت أمك زانية
فمن أين أتيت بهذا الولد.
(فَأَشارَتْ إِلَيْهِ
قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا)
(٢٩)
(فَأَشارَتْ إِلَيْهِ) : الفاء سببية. أشارت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء
تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. إليه :
جار ومجرور متعلق بأشارت بمعنى : اسألوه..
(قالُوا كَيْفَ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ كيف : اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال.
(نُكَلِّمُ مَنْ كانَ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : نحن بمعنى قالوا ذلك غاضبين. كان : زائدة لا عمل لها بمعنى «صار» قال
الزمخشريّ : هي لإيقاع مضمون الجملة في زمان ماض مبهم يصلح لقريبه وبعيده وهو هنا
لقريبه خاصة والدال عليه مبني على الكلام وأنه مسوق للتعجب. وصلة «من» محذوفة
بتقدير : استقر أو هو
مستقر أما «من» فهو اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة
الفعلية «استقر في المهد» صلة الموصول لا محل لها.
(فِي الْمَهْدِ
صَبِيًّا) : جار ومجرور متعلق بصلة الموصول المحذوفة. صبيا : حال
من «من» منصوب بالفتحة المنونة.
(قالَ إِنِّي عَبْدُ
اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا)
(٣٠)
(قالَ إِنِّي عَبْدُ
اللهِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. والجملة المؤوّلة بعدها من «إنّ» مع اسمها وخبرها : في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ إنّي : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» عبد : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة وهو
مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة أي فردّ عليهم قائلا.
(آتانِيَ الْكِتابَ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال وهي فعل ماض مبني على
الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره هو. النون نون
الوقاية والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون الذي حرك بالفتح
لالتقاء الساكنين في محل نصب مفعول به أول. الكتاب : أي الإنجيل مفعول به ثان
منصوب بالفتحة.
(وَجَعَلَنِي نَبِيًّا) : الجملة معطوفة بالواو على «آتاني الكتاب» وتعرب
إعرابها إذا اعتبر «جعلني» بمعنى «صيّرني» أما إذا كان المعنى : خلقني نبيا فيتعدى
الفعل «جعل» إلى مفعول واحد ويكون «نبيا» حالا من ضمير المتكلم.
(وَجَعَلَنِي
مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا)
(٣١)
(وَجَعَلَنِي
مُبارَكاً) : معطوفة بالواو على «جعلني نبيا» في الآية الكريمة
السابقة وتعرب إعرابها بمعنى نفاعا.
(أَيْنَ ما كُنْتُ) : اسم شرط جازم مبني على الفتح في محل نصب ظرف مكان
متعلق بجوابه. ما : زائدة بمعنى حيث كنت. كنت : فعل ماض تام
مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بأين
والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه
والجملة الفعلية «كنت» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «أين» ويجوز أن تكون «أين»
متعلقة بخبر مقدم محذوف لكنت إذا أعرب الفعل ناقصا ويكون الضمير «ضمير المتكلم» في
محل رفع اسم «كان».
(وَأَوْصانِي
بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ) : تعرب إعراب «وجعلني» بالصلاة : جار ومجرور متعلق
بأوصى. والزكاة : معطوفة بالواو على «الصلاة» وتعرب مثلها.
(ما دُمْتُ حَيًّا) : مصدرية ظرفية زمانية. دمت : فعل ماض ناقص مبني على
السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على
الضم في محل رفع اسم «ما دام». حيا : خبره منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. و «ما»
المصدرية وما بعدها الجملة الفعلية من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب على
نيابة الظرفية متعلق بأوصاني. التقدير : وأوصاني بالصلاة والزكاة دوامي حيا أي مدة
دوامي حيا بمعنى طول حياتي.
(وَبَرًّا بِوالِدَتِي
وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا)
(٣٢)
(وَبَرًّا بِوالِدَتِي) : معطوف بالواو على «جعلني مباركا» في الآية الكريمة
السابقة بمعنى وجعلني بارا بوالدتي. بوالدتي : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «بارا»
بتأويل فعله والياء ضمير المتكلم في محل جر بالإضافة.
(وَلَمْ يَجْعَلْنِي) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يجعلني : فعل
مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
النون نون الوقاية والياء ضمير المتكلم في محل نصب مفعول به.
(جَبَّاراً شَقِيًّا) : مفعول به ثان منصوب بيجعل المتعدي إلى مفعولين. شقيا
: صفة ـ نعت ـ لاسم الفاعل «جبارا» منصوب مثله وعلامة نصبهما الفتحة المنونة.
(وَالسَّلامُ عَلَيَّ
يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)
(٣٣)
(وَالسَّلامُ عَلَيَ) : الواو استئنافية. السّلام : مبتدأ مرفوع بالضمة. عليّ
: جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ.
(يَوْمَ وُلِدْتُ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بما في «عليّ» من صلة. ولدت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير
الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع نائب
فاعل والجملة الفعلية في محل جر بالإضافة بمعني يوم ولادتي.
(وَيَوْمَ أَمُوتُ) : معطوف بالواو على «يوم ولدت» ويعرب مثله و «أموت» فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : أنا بمعنى ويوم موتي أي
والأمان عليّ والسلامة من الله عليّ ويوم ولادتي ويوم موتي ويوم بعثي حيا.
(وَيَوْمَ أُبْعَثُ
حَيًّا) : تعرب إعراب «ويوم أموت» والفعل «أبعث» مبني للمجهول
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. حيا : حال مؤكدة لصاحبها أي
مؤكدة للبعث لأن ما يبعث لا بدّ أن يكون حيا منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة
ويجوز أن يكون تمييزا منصوبا بالفتحة المنونة.
(ذلِكَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ)
(٣٤)
(ذلِكَ عِيسَى) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام
للبعد والكاف للخطاب. عيسى : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر
أو يكون ـ وهو الأصح ـ خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو والجملة الاسمية «هو عيسى» في
محل رفع خبر المبتدأ الأول «ذلك».
(ابْنُ مَرْيَمَ) : خبر ثان لاسم الإشارة مرفوع بالضمة وهو مضاف. مريم : مضاف
إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من
الصرف للعلمية والتأنيث.
(قَوْلَ الْحَقِ) : منصوب على المدح بتقدير : أعني قول الحق.. أو هو مصدر
مؤكد لمضمون الجملة إن أريد قول الثبات والصدق أي قال قول الحق.. أو قال الله قول..
الحق : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
(الَّذِي فِيهِ
يَمْتَرُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للحق
أو في محل نصب صفة ـ نعت ـ للقول. فيه : جار ومجرور متعلق بيمترون بمعنى : يشكون
أو يتنازعون. يمترون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها.
(ما كانَ لِلَّهِ أَنْ
يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ
فَيَكُونُ)
(٣٥)
(ما كانَ لِلَّهِ) : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض تام بمعنى ما صح وما
ينبغي.. والفعل التام يستغني بالمرفوع عن المنصوب. لله : جار ومجرور للتعظيم متعلق
بالفعل «كان».
(أَنْ يَتَّخِذَ) : حرف مصدري ناصب. يتخذ : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة
نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «يتخذ..»
وما بعدها صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل
«كان» ويجوز أن يكون «كان» فعلا ماضيا ناقصا فيكون المصدر المؤول في محل رفع اسمها
المؤخر والجار والمجرور للتعظيم «لله» متعلقا بخبرها.
(مِنْ وَلَدٍ
سُبْحانَهُ) : حرف جر زائد للتوكيد. ولد : اسم مجرور بمن لفظا منصوب
محلا بيتخذ على المفعولية. سبحانه : مفعول مطلق ـ مصدر ـ لفعل مضمر تقديره : أسبح.
وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.
(إِذا قَضى أَمْراً
فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) : أعرب في الآية الكريمة السابعة عشرة بعد المائة من
سورة «البقرة» وفي الآية الكريمة السابعة والأربعين من سورة «آل عمران».
(وَإِنَّ اللهَ رَبِّي
وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ)
(٣٦)
(وَإِنَّ اللهَ) : الواو استئنافية. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.
الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة.
(رَبِّي وَرَبُّكُمْ
فَاعْبُدُوهُ) : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء
والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وربكم :
معطوف بالواو على «ربي» ويعرب مثله وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور والأصح أن
يكون «ربي» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو والجملة الاسمية «هو ربّي» في محل رفع خبر
«إنّ». الفاء سببية أي فبسبب ذلك اعبدوه. اعبدوه : فعل أمر مبني على حذف النون لأن
مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني
على الضم في محل نصب مفعول به.
(هذا صِراطٌ
مُسْتَقِيمٌ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. صراط :
خبر «هذا» مرفوع بالضمة المنونة. مستقيم : صفة ـ نعت ـ لصراط مرفوع مثله بالضمة
المنونة بمعنى هذا طريق قويم.
(فَاخْتَلَفَ
الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ
عَظِيمٍ)
(٣٧)
(فَاخْتَلَفَ
الْأَحْزابُ) : الفاء سببية : اختلف : فعل ماض مبني على الفتح. الأحزاب
: فاعل مرفوع بالضمة بمعنى فاختلفت الفرق.
(مِنْ بَيْنِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بحال من «الأحزاب» و «هم» ضمير
الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي فيما بينهم.
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ
كَفَرُوا) : الفاء استئنافية. ويل : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة
بمعنى : العذاب وهي كلمة تقال للدعاء بالشر. اللام حرف جر و «الذين» اسم موصول
مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ «ويل»
المحذوف. كفروا : الجملة الفعلية صلة
الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ
عَظِيمٍ) : جار ومجرور متعلق بويل. يوم : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. عظيم : صفة ـ نعت ـ ليوم مجرور مثله وعلامة
جره الكسرة المنونة بمعنى : من رؤية يوم عظيم.
** (فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا
فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة عشرة
والمراد بالروح هو جبريل ـ عليهالسلام ـ سمّاه الله تعالى روحه مجازا محبّة له وتقريبا إليه. و «سويا» بمعنى :
سويّ الخلق.. وبعد حذف المضاف إليه «الخلق» اختصارا نوّن آخر المضاف «سويّ»
لانقطاعه عن الإضافة فصار : سويا.
** (فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة
والعشرين بمعنى فالجأها المخاض أي الولادة.. يقال : مخضت المرأة ـ تمخض مخاضا :
بمعنى : تحرك الولد في بطنها للخروج من بطن الحامل والمخاض ـ بفتح الميم ـ هو وجع
الولادة ومخضت : بكسر الخاء أي ضربها الطلق.
** (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة السادسة
والعشرين المعنى : فكلي من البلح الناضج واشربي الماء من النهار وطيبي نفسا..
واشتقاقه من القرار فإنّ العين إذا رأت ما يسّر النفس سكنت إليه من النظر وغيره..
وقيل : هو مشتق من القرّ أي البرد فإنّ دمعة السرور باردة ودمعة الحزن حارة.
** (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً) : المعنى : صمتا عن الكلام.. وعلى ذكر «الصمت» فقد قيل
: قد أفلح الساكت الصموت ـ فعول بمعنى فاعل ـ من ضيغ المبالغة.. أي الكثير الصمت.
وجاءت كلمة «صوما» في الآية الكريمة المذكورة آنفا بمعنى «صمتا» لأنهم كانوا لا
يتكلمون في صيامهم.. و «الصمت» بمعنى «السكوت» يقال : سكت يسكت ـ سكتا وسكوتا لأنه
من بابي «نصر.. ودخل» بمعنى : صمت.. ومن صيغ المبالغة السّكّيت ـ فعّيل بمعنى فاعل
ـ و «الساكوت» أي الدائم السكوت. ويقال : بكته حتى أسكته : بمعنى : غلبه بالحجّة..
وهذا ما يسمّى : الأجوبة المسكتة.. يحكى أن المنصور قال يوما للفضل بن الربيع : ما
أطيب الدنيا لو لا الموت يا ربيع! فقال الفضل : ما طابت الدنيا إلّا بالموت يا
أمير المؤمنين! فقال المنصور متعجبا : وكيف ذلك يا أبا الفضل؟ قال : لو لا الموت
لما وصلت الخلافة إليك! وقيل : الندم على السكوت خير من الندم على القول. وقيل :
سكت ألفا ونطق خلفا : أي سكت ألف سكتة ثم تكلم بخطإ.. يضرب هذا المثل للرجل الذي
يطيل الصمت ثم يتكلم بالرديء من الكلام.. وينطبق عليه القول : لاتبع هيبة السكوت
بالرخيص من الكلام كما قيل : ربّ سكوت أبلغ من كلام.. ومثله قول القائل : رحم الله
عبدا قال خيرا فغنم أو سكت فسلم. وقد أحسن من قال : رحم الله امرأ أطلق ما بين
كفّيه وأمسك ما بين فكّيه. وقيل : ترك الجواب جواب. ومثله : ربّما كان السكوت
جوابا. وقيل : في الصمت حكمة وخاصة وقت الحرب.. وعن هذا المعنى قال الشاعر :
أما ترى
الأسد تخشى وهي صامتة
|
|
والكلب يخزى
لعمري وهو نبّاح
|
ويقال لمن سكت
ولم يتكلم : أطرق الرجل بمعنى : أرخى عينيه ينظر إلى الأرض لم ينبس ببنت شفة ويقال
: أطبق شفتيك : أي أسكت. قال الشاعر :
تكلّم وسدّد
ما استطعت فإنّما
|
|
كلامك حيّ
والسكوت جماد
|
فإن لم تجد
قولا سديدا تقوله
|
|
فصمتك عن غير
السداد سداد
|
وقال شاعر آخر
:
إذا كنت ذا
علم وما رآك جاهل
|
|
فأعرض ففي
ترك الجواب جواب
|
وإن لم تصب
في القول فاسكت فإنّما
|
|
سكوتك عن غير
الصواب صواب
|
** (يا أُخْتَ هارُونَ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الثامنة
والعشرين.. المعنى : يا شبيهة هارون في العفّة والعبادة. و «هارون» رجل صالح من
بني إسرائيل في ذلك الوقت أو هو أخو موسى ـ المشهور بالصلاح والورع.. وقيل : هارون
كان رجلا صالحا في زمانهم فشبّهوها به.. وقيل : كان رجلا فاسد الأخلاق فشبّهوها به
من باب السبّ وقيل : وكانت «مريم» من أعقاب من كان في طبقة هارون ـ الرجل الصالح..
فمن أين أتيت بهذه النقائص.
** (ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الرابعة
والثلاثين وفيه حذف المشار إليه بعد اسم الإشارة «ذلك» اختصارا أي ذلك الموصوف
بهذه الصفات وهو عيسى ابن مريم..
** (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ
مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة
والثلاثين بمعنى : فعذاب للكافرين من شهود يوم عظيم.. يقال : شهد ـ يشهد ـ شهودا :
بمعنى : رأى وحضر والفعل من باب «سلم» أيضا على الشيء شهادة.
(أَسْمِعْ بِهِمْ
وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
(٣٨)
(أَسْمِعْ بِهِمْ
وَأَبْصِرْ) : فعل ماض أتى على صيغة الأمر «شذوذا» مبني على الفتح
المقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض المأتيّ به ليناسب صيغة
الأمر الباء حرف جر للتعجب و «هم» ضمير متصل مجرور لفظا وفي محل رفع محلا لأنه
فاعل «أسمع» وفيه معنى التعجب بمعنى : لو شاهدتهم لقلت ذلك متعجبا أي ما أسمعهم
وأبصرهم الواو عاطفة. المعنى : تعجب من شدة سمعهم وإبصارهم بعد أن كانوا في الدنيا
صما وعميا عن سماع الحق ورؤيته.
(يَوْمَ يَأْتُونَنا) : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة
نصبه الفتحة متعلق بأسمع. يأتون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «نا» ضمير
متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. والجملة
الفعلية «يأتوننا» في محل جر بالإضافة بمعنى : فما أحدّ ـ بتشديد الدال ـ سمعهم
وأبعد بصرهم يوم يأتوننا.
(لكِنِ الظَّالِمُونَ
الْيَوْمَ) : حرف عطف للاستدراك لا عمل له لأنه مخفف حرك آخره
بالكسر لالتقاء الساكنين. الظالمون : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. اليوم : أعرب.
(فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ. مبين : صفة
ـ نعت ـ لضلال مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة أيضا بمعنى : لكنهم اليوم صمّ
عمي لا يهتدون.
(وَأَنْذِرْهُمْ
يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا
يُؤْمِنُونَ)
(٣٩)
(وَأَنْذِرْهُمْ
يَوْمَ الْحَسْرَةِ) : الواو عاطفة. أنذر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقدير أنت. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على
السكون في محل نصب مفعول به. يوم : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية
وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف متعلق بأنذر. الحسرة : مضاف إليه مجرور بالإضافة
وعلامة جره الكسرة.
(إِذْ قُضِيَ
الْأَمْرُ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب بدل
من «يوم الحسرة» قضي : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. الأمر : نائب فاعل
مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «قضي الأمر» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذ»
بمعنى : فزع من الحساب وقضي الأمر.
(وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير
الغائبين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. في غفلة : جار ومجرور في محل رفع
متعلق بخبر «هم» بمعنى : وهم غافلون عن إنذارك.
(وَهُمْ لا
يُؤْمِنُونَ) : الجملة الاسمية معطوفة بالواو على «هم في غفلة» وتعرب
إعرابها. لا : نافية لا عمل لها. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون
لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية
«لا يؤمنون» في محل رفع خبر «هم» بمعنى : وأنذرهم على هذه الحال غافلين غير مؤمنين
ويجوز أن تكون الواو في «أنذرهم» اعتراضية والجملة الفعلية «أنذرهم» اعتراضية لا
محل لها وتكون الجملة الاسمية «وهم في غفلة» في هذه الحالة متعلقة بقوله «في ضلال
مبين».
(إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ
الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ)
(٤٠)
(إِنَّا نَحْنُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير
الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» نحن : ضمير منفصل ـ ضمير
الواحد المطاع ـ في محل نصب توكيد للضمير «نا» وهو جمع «أنا» من غير لفظه.
(نَرِثُ الْأَرْضَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» ويجوز أن تكون
خبر «نحن» إذا أعرب «نحن» ضميرا في محل رفع مبتدأ فتكون الجملة الاسمية في هذه الحالة
في محل رفع خبر «إنّ» أو تبقى الجملة الفعلية «نرث الأرض» في محل رفع خبر «إنّ»
فتكون «نحن» فاصلة لا محل لها عند البصريين وعمادا عند الكوفيين بمعنى : يعتمد
عليها في الاهتداء إلى التفريق بين الخبر والنعت. نرث : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا وتقديره : نحن. الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة.
(وَمَنْ عَلَيْها) : الواو عاطفة. من : اسم موصول مبني على السكون في محل
نصب معطوف على «الأرض» عليها : جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره : وجد أو استقرّ أو
هو مستقر والجملة الفعلية «استقر عليها» صلة الموصول «من» لا محل لها من الإعراب.
أو بمعنى : ومن كان عليها.
(وَإِلَيْنا
يُرْجَعُونَ) : الواو استئنافية. إلى : حرف جر و «نا» ضمير الواحد
المطاع مبني على السكون في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بيرجعون. يرجعون :
فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير
متصل في محل رفع نائب فاعل.
(وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا)
(٤١)
(وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ) : الواو استئنافية. اذكر : فعل أمر مبني على السكون
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. في الكتاب : جار ومجرور متعلق بأذكر
أي في القرآن. والمخاطب هو الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
(إِبْراهِيمَ إِنَّهُ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره
لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء
ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ» والجملة المؤولة من
«إنّ» واسمها وخبرها لا محل لها لأنها جملة اعتراضية وقعت بين المبدل منه «إبراهيم»
وبدله «إذ قال..» الواردة في الآية الكريمة التالية.
(كانَ صِدِّيقاً
نَبِيًّا) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض
ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. صديقا : خبر «كان»
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. نبيا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «صديقا» منصوب مثله
بالفتحة المنونة ويجوز أن يكون خبرا ثانيا على التتابع لكان.. أي خبر بعد خبر.
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ
يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ
شَيْئاً)
(٤٢)
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ) : اسم مبني على السكون في محل نصب بدل من «إبراهيم» أي
في محل نصب مفعول به بالفعل «اذكر» أو يكون ظرف زمان بمعنى «حين» مبنيا على السكون
في محل نصب متعلقا بكان أو بخبرها «صديقا نبيا» بمعنى : كان جامعا لخصائص الصديقين
والأنبياء حين خاطب أباه. قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هو. لأبيه : جار ومجرور متعلق بقال. وعلامة جر الاسم الياء لأنه من
الأسماء الخمسة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر
بالإضافة. والجملة الفعلية «قال لأبيه..» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذ».
(يا أَبَتِ) : أداة نداء. أبت : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة التي أبدلت تاء مكسورة.. ولا يجمع
بين العوض والمعوض عنه عند قولنا : يا أبتي.
(لِمَ تَعْبُدُ) : الجملة في محل نصب مفعول به بقال ـ مقول القول ـ اللام
حرف جر و «ما» اسم استفهام مبني على السكون في محل جر باللام وقد سقطت ألف «ما»
لأنها مسبوقة بحرف جر. تعبد : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت.
(ما لا يَسْمَعُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. لا :
نافية لا عمل لها. يسمع : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو والجملة الفعلية «لا يسمع» صلة الموصول لا محل لها ومفعول «يسمع»
محذوف قيل : إنّه منسيّ غير منويّ ليس به استماع ولا إبصار.
(وَلا يُبْصِرُ وَلا
يُغْنِي) : الجملتان معطوفتان بواوي العطف على «لا يسمع» وتعربان
إعرابها. وعلامة رفع «يغني» الضمة المقدرة على الياء للثقل بمعنى : لا يدفع.
(عَنْكَ شَيْئاً) : جار ومجرور متعلق بيغني. شيئا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى لا يغني عنك إغناء شيئا وعلى هذا المعنى تكون
كلمة «شيئا» نائبة عن المصدر ـ المفعول المطلق ـ ويكون الجار والمجرور «عنك» في
مقام المفعول به المقدم بمعنى : لا ينفعك.
(يا أَبَتِ إِنِّي
قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً
سَوِيًّا)
(٤٣)
(يا أَبَتِ إِنِّي) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. إنّ : حرف نصب وتوكيد
مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ»
والجملة الفعلية بعده «قد جاءني..» في محل رفع خبر «إنّ».
(قَدْ جاءَنِي مِنَ
الْعِلْمِ) : حرف تحقيق. جاءني : فعل ماض مبني على الفتح. النون
للوقاية والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم مبني على السكون في محل نصب مفعول به
مقدم. من العلم : جار ومجرور متعلق بجاءني بمعنى نصيب من العلم.
(ما لَمْ يَأْتِكَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل والجملة
الفعلية بعده «لم يأتك» صلة الموصول لا محل لها. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يأتك :
فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الياء ـ وبقيت الكسرة
دالة عليها. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
(فَاتَّبِعْنِي
أَهْدِكَ) : الفاء سببية. اتبعني : فعل طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أهدك : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب
الطلب وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة الياء.. وبقيت الكسرة دالة عليها ـ والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على
الفتح في محل نصب مفعول به أول للفعل المتعدي إلى مفعولين.
(صِراطاً سَوِيًّا) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. سويا
: صفة ـ نعت ـ للموصوف «صراطا» منصوب مثله بالفتحة المنوّنة بمعنى : طريقا
مستقيما.
(يا أَبَتِ لا
تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا)
(٤٤)
(يا أَبَتِ لا
تَعْبُدِ الشَّيْطانَ) : أعرب في الآية الكريمة الثانية والأربعين. لا : ناهية
جازمة. تعبد : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره حرك بالكسر
لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. الشيطان : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(إِنَّ الشَّيْطانَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الشيطان : اسم «إنّ»
منصوب بالفتحة. و «إنّ» مع اسمها وخبرها لا محل لها لأنها جملة تفسيرية والجملة
الفعلية «كان للرحمن عصيا» في محل رفع خبر «إنّ».
(كانَ لِلرَّحْمنِ
عَصِيًّا) : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هو. للرحمن : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «عصيا» : خبر «كان»
منصوب بالفتحة المنونة بمعنى : عاصيا.
(يا أَبَتِ إِنِّي
أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا)
(٤٥)
(يا أَبَتِ إِنِّي
أَخافُ) : أعرب في الآية الكريمة الثانية والأربعين. أخاف : فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا والجملة الفعلية «أخاف..»
في محل رفع خبر «إنّ».
(أَنْ يَمَسَّكَ
عَذابٌ) : حرف مصدري ناصب. يمسك : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة
نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول
به مقدم. عذاب : فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «يمسك عذاب» صلة حرف مصدري لا
محل لها و «أن» وما تلاها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «أخاف». أو في
محل جر بحرف جر محذوف بتقدير : من أن يمسك عذاب.
(مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «عذاب» الفاء عاطفة.
تكون : فعل مضارع ناقص منصوب بأن لأنه معطوف على «يمسّ» وعلامة نصبه الفتحة واسمه
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
(لِلشَّيْطانِ
وَلِيًّا) : جار ومجرور متعلق بخبر «تكون». وليا : خبر «تكون»
منصوب بالفتحة المنونة.
(قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ
عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي
مَلِيًّا)
(٤٦)
(قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو والجملة الاسمية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ الهمزة همزة إنكار وتعجيب بلفظ استفهام. راغب : خبر مقدم مرفوع
بالضمة المنونة. أنت : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع
مبتدأ مؤخر ويجوز أن تكون «راغب» في محل رفع والأصح أن يكون مرفوعا على الابتداء و
«أنت» ضميرا منفصلا في محل رفع فاعلا لاسم الفاعل «راغب» سادا مسدّ الخبر.
(عَنْ آلِهَتِي) : جار ومجرور متعلق براغب والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : أكاره أنت لآلهتي.
(يا إِبْراهِيمُ) : حرف نداء. إبراهيم : منادى مفرد مبني على الضم في محل
نصب ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.
(لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ) : اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ إن : حرف شرط
جازم. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تنته : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ
حرف العلة.. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها والفعل فعل الشرط في محل جزم بإن
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. بمعنى لئن لم تنته عما تقول وجملة «إن
لم تنته» اعتراضية بين القسم وجوابه وحذف جواب الشرط لأن جواب القسم دال عليه أو
إنّ جواب القسم سدّ مسدّ الجوابين.
(لَأَرْجُمَنَّكَ
وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) : الجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها. اللام واقعة
في جواب القسم المقدر. أرجمنّك : بمعنى أقتلنّك رميا بالحجارة : فعل مضارع مبني
على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
أنا. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
الواو حرف عطف. اهجرني : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : أنت. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «واهجرني» معطوفة
بالواو على معطوف عليه محذوف تقديره : فاحذرني واهجرني. مليا : مفعول فيه
متعلق باهجرني منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : واهجرني هجرا
طويلا بالذهاب عني.
(قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ
سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا)
(٤٧)
(قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو والجملة الاسمية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي قال
إبراهيم مودعا أباه : سلام عليك. سلام مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : سلام
توديع ومتاركة. عليك : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ.
(سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ
رَبِّي) : السين حرف تسويف ـ استقبال ـ للقريب. أستغفر : فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. لك : جار ومجرور
متعلق بأستغفر. ربي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء
المتكلم والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(إِنَّهُ كانَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني
على الضم في محل نصب اسم «إنّ». كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «كان بي حفيا» في محل رفع خبر «إنّ».
(بِي حَفِيًّا) : جار ومجرور متعلق بخبر «كان». حفيا : خبر «كان» منصوب
بالفتحة المنونة بمعنى لطيفا.
(وَأَعْتَزِلُكُمْ
وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعاءِ
رَبِّي شَقِيًّا)
(٤٨)
(وَأَعْتَزِلُكُمْ
وَما تَدْعُونَ) : الواو عاطفة. أعتزلكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. الكاف ضمير متصل ـ
ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع
الذكور بمعنى : وأتجنبكم. الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب
لأنه معطوف على الضمير المنصوب في «أعتزلكم». تدعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون
لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «تدعون»
صلة الموصول لا محل لها. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا
لأنه مفعول به. التقدير : وما تدعونه أو وما تدعونهم بمعنى وما تعبدونهم. أو تكون «ما»
مصدرية فيكون المصدر المؤول من «ما» وما بعدها في محل نصب أيضا. التقدير :
ومعبودكم أو ومعبوديكم.
(مِنْ دُونِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بتدعون أو بحال محذوفة من الموصول «ما»
المبهمة و «من» حرف جر بياني. التقدير : حال كونهم من دون الله. الله لفظ الجلالة
مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.
(وَأَدْعُوا رَبِّي) : معطوفة على جملة «أعتزلكم» وتعرب مثلها. وعلامة رفع
الفعل الضمة المقدرة على الواو للثقل. ربّي : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على
ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير
متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(عَسى أَلَّا أَكُونَ) : فعل ماض تام مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر. ألّا : أصلها : أن حرف مصدري ناصب. و «لا» نافية لا عمل لها.
أكون : فعل مضارع ناقص منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : أنا والجملة الفعلية «لا أكون مع الخبر» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن»
وما تلاها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل «عسى» بمعنى لعلّي لا أكون.
(بِدُعاءِ رَبِّي
شَقِيًّا) : جار ومجرور متعلق بخبر «أكون» ربّي : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على
السكون في محل جر مضاف إليه ثان. شقيا :
خبر «أكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : خائبا مثلكم في دعاء
آلهتكم.
(فَلَمَّا
اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ
وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنا نَبِيًّا)
(٤٩)
(فَلَمَّا) : الفاء استئنافية. لمّا : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين»
مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلقة بالجواب والجملة الفعلية
بعدها «اعتزلهم..» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف.
(اعْتَزَلَهُمْ وَما
يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة السابقة.
(وَهَبْنا لَهُ
إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. وهب :
فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على
السكون في محل رفع فاعل. له : جار ومجرور متعلق بوهب في محل نصب لأنه في مقام
مفعول «وهب» الأول. إسحاق : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره
لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية. ويعقوب معطوف على «إسحاق» ويعرب مثله.
(وَكُلًّا جَعَلْنا
نَبِيًّا) : الواو عاطفة. كلّا : مفعول به منصوب بفعل مضمر يفسره
ما بعده وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : وجعلنا كلا منهما نبيا. جعل : فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في
محل رفع فاعل. نبيا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَوَهَبْنا لَهُمْ
مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا)
(٥٠)
(وَوَهَبْنا لَهُمْ) : الواو عاطفة. وهب : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. اللام حرف
جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر
بالإضافة والجار والمجرور قام مقام المفعول به الأول للفعل المتعدي إلى
مفعولين «وهب».
(مِنْ رَحْمَتِنا) : جار ومجرور متعلق بوهب و «نا» ضمير الواحد المطاع
مبني على السكون في محل جر بالإضافة المعنى : ومنحنا أو وأعطينا الثلاثة النبوّة
وغيرها من خيرات الدنيا والآخرة أي المال والولد.. وقيل : الحكمة والصلاح.. وهذه
التقديرات والمعاني هي مفعول «وهب» الثاني و «من» تبعيضية.
(وَجَعَلْنا لَهُمْ
لِسانَ) : معطوفة بالواو على «وهبنا لهم» وتعرب إعرابها». لسان
: مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف.
(صِدْقٍ عَلِيًّا) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
عليّا : صفة ـ نعت ـ للسان منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى ثناء وحسن
أحدوثة عالية بين الناس.
(وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا)
(٥١)
(وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ مُوسى) : الواو عاطفة. اذكر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. في الكتاب : جار ومجرور متعلق باذكر. موسى :
مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
(إِنَّهُ كانَ
مُخْلَصاً) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير
الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ» والجملة الفعلية «كان مخلصا» في محل
رفع خبر «إنّ» كان : فعل ماض مبني على الفتح وهو فعل ناقص واسمه ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره هو. مخلصا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي أخلصه
الله لنفسه.
(وَكانَ رَسُولاً
نَبِيًّا) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «كان مخلصا»
وتعرب مثلها. نبيّا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «رسولا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة
المنونة.
(وَنادَيْناهُ مِنْ
جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا)
(٥٢)
(وَنادَيْناهُ مِنْ
جانِبِ) : الواو عاطفة. نادى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير
متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. من جانب : جار ومجرور
متعلق بنادى وهو مضاف.
(الطُّورِ الْأَيْمَنِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الأيمن
: صفة ـ نعت ـ للطور مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.. و «الطور» هو اسم جبل في طور
سيناء. وقيل : كل جبل يسمّى : طورا.
(وَقَرَّبْناهُ
نَجِيًّا) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «ناديناه» وتعرب
إعرابها. نجيّا : حال من ضمير الغائب في «قربناه» بمعنى : وقرّبنا موسى إلينا
مناجيا إلينا.
(وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ
رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا)
(٥٣)
(وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ
رَحْمَتِنا) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الخمسين
بمعنى من أجل رحمتنا أو بعض رحمتنا.
(أَخاهُ هارُونَ
نَبِيًّا) : مفعول به منصوب بوهب أو بدل من المبدل منه «من»
التبعيضية منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف والهاء ضمير
متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. هارون : عطف بيان من
الاسم «أخاه» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة ولم ينوّن آخره لأنه ممنوع من الصرف
على العجمة والعلمية. نبيّا : حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة ويجوز أن يكون
منصوبا على التمييز.
(وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا)
(٥٤)
هذه الآية
الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الحادية والخمسين. الوعد : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(وَكانَ يَأْمُرُ
أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا)
(٥٥)
(وَكانَ يَأْمُرُ
أَهْلَهُ) : الواو عاطفة. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح
واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. يأمر : الجملة الفعلية مع المفعول في محل
نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :
هو. أهله : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الضم في محل جر بالإضافة.
(بِالصَّلاةِ
وَالزَّكاةِ وَكانَ) : جار ومجرور متعلق بيأمر. والزكاة : معطوفة بالواو على
«الصلاة» وتعرب مثلها. وكان : أعربت.
(عِنْدَ رَبِّهِ
مَرْضِيًّا) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بكان أو بخبرها وهو مضاف و «ربّه» مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو
مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان.
مرضيّا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا)
(٥٦)
هذه الآية
الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الحادية والخمسين.
(وَرَفَعْناهُ مَكاناً
عَلِيًّا)
(٥٧)
(وَرَفَعْناهُ) : الواو عاطفة. رفع : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء
ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
(مَكاناً عَلِيًّا) : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة. عليّا : صفة ـ نعت ـ
للموصوف «مكانا» وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : ورفعناه بالنبوة أو شرف
النبوة برفعه إلى السماء الرابعة.
(أُولئِكَ الَّذِينَ
أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ
حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ
هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً
وَبُكِيًّا)
(٥٨)
(أُولئِكَ الَّذِينَ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف
حرف خطاب. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره :
هم. والجملة الاسمية «هم الذين» في محل رفع خبر «أولئك».
(أَنْعَمَ اللهُ
عَلَيْهِمْ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. على : حرف جر و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بأنعم.
(مِنَ النَّبِيِّينَ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «الذين»
و «من» حرف جر بياني لأن جميع الأنبياء منعم عليهم وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع
مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته التقدير : حال كونهم من النبيّين
ويجوز أن يكون الاسم الموصول «الذين» في محل رفع بدلا من اسم الإشارة «أولئك» أو
صفة له وفي هذه الحالة يكون خبر «أولئك» ما في حيز «إذا» من فعل الشرط وجوابه في محل
رفع.
(مِنْ ذُرِّيَّةِ
آدَمَ) : جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ و «من» تبعيضية لأن «إدريس»
من ذرية آدم لقربه منه لأنه جد أبي نوح. آدم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة
جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ولأنه بوزن «أفعل».
(وَمِمَّنْ حَمَلْنا) : الواو عاطفة. ممّن : أصلها : من : حرف جر و «من»
المدغمة بالنون فحصل التشديد : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن وقد حذف
المجرور «ذرّية» اكتفاء بذكره أول مرّة وحلّ المضاف إليه الاسم الموصول «من» محله
لأن التقدير : ومن ذرية من حملنا. والجملة الفعلية «حملنا» صلة الموصول لا محل لها
وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني
على السكون في محل رفع فاعل وحذف العائد إلى الموصول خطا واختصارا وهو ضمير
الغائبين المنصوب محلا لأن التقدير : وممّن حملناهم بمعنى : نجيناهم.
(مَعَ نُوحٍ) : ظرف مكان يدل على المصاحبة متعلق بحملنا وهو مضاف. نوح
: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة ولم يمنع من الصرف لأنه
ثلاثيّ أوسطه ساكن ومثله «لوط» و «هود».
(وَمِنْ ذُرِّيَّةِ
إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ) : الواو عاطفة. من ذرية إبراهيم : تعرب إعراب «من ذرية
آدم» ومنع «إبراهيم» من الصرف للعجمة والعلمية. وإسرائيل : معطوف بالواو على «إبراهيم»
ويعرب إعرابه أي ومن ذرية إسرائيل أي يعقوب.
(وَمِمَّنْ هَدَيْنا
وَاجْتَبَيْنا) : تعرب إعراب «وممّن حملنا». واجتبينا : معطوفة بالواو
على «هدينا» وتعرب إعرابها بمعنى : وذريّة من هدينا واخترنا للنبوّة والكرامة.
(إِذا تُتْلى
عَلَيْهِمْ) : ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه متعلق بجوابه
متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة. تتلى : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة
أي «تتلى الآيات» لوقوعها بعد الظرف «إذا» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع
بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. على : حرف جر و «هم» ضمير
الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بتتلى.
(آياتُ الرَّحْمنِ) : نائب فاعل مرفوع بالضمة. الرحمن : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(خَرُّوا سُجَّداً
وَبُكِيًّا) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل
ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة بمعنى : سقطوا أو وقعوا. سجدا وبكيا : حالان من واو الجماعة في «خرّوا»
منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة المنونة بمعنى : ساجدين وباكين وهي جمع باك.
** (فَأَشارَتْ إِلَيْهِ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة التاسعة
والعشرين تكون جملة «أشارت إليه» استعارة عن الإجابة بمعنى : اسألوه هو الذي
يجيبكم إذا ناطقتموه فجاء قولهم وهو غاضبون مسوقا للتعجب.
** (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثامنة
والثلاثين وفي هذا القول معنى التعجب من شدّة سمعهم وإبصارهم.. والعجب : هو انفعال
نفسانيّ يعتري الإنسان عند استعظامه أو استطرافه أو إنكاره ما يرد عليه. والتعجب :
هو انفعال النفس عمّا خفي سببه : أي أن ترى الشيء يعجبك تظنّ أنك لم تر مثله..
ويستعمل التعجب على وجهين : أحدهما : ما يحمده الفاعل ومعناه الاستحسان والإخبار
عن رضاه به. والثاني : ما يكرهه.. ومعناه : الإنكار والذمّ له.. ففي الاستحسان
يقال : أعجبني.. وفي الذم والإنكار يقال : عجبت.
** (إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الحادية
والأربعين : بمعنى : كان ملازما للصدق كثير التصديق.. وهو من أبنية المبالغة.
والمراد : فرط صدقه وكثرة ما صدّق به من آيات الله وكتبه ورسله وغيوب الله.
والغلبة في هذا التصديق للكتب والرسل ـ كما يقول الزمخشري ـ أي كان مصدقا بجميع
الأنبياء. ونظير «الصدّيق» : الضحّيك والنطّيق.
** (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ
تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية
والأربعين وفيه حذف مفعول «يسمع» اختصارا أي ما لا يسمع دعاءك ولا يبصر عبادتك
فحذف مفعول «يبصر» أيضا. أي واذكر يا محمد في القرآن حين قال إبراهيم لأبيه آزر :
لما ذا تعبد الأصنام التي لا تسمع دعاءك ولا تبصر عبادتك؟ وتطلق على من لا يبصر
لفظة «كفيف» وجمعه أكفّاء ـ بتشديد الفاء والصيغة ـ فعيل بمعنى مفعول ـ وهو من كفّ
بصره : أي عمي فهو مكفوف.. وهو أيضا «الضرير» بمعنى : ذهب بصره سمّي «ضريرا» لأن
به ضررا من ذهاب عين أو ضنى : أي مرض. ومصدر الفعل «كفّ» هو «كفّا» و «الكفّ» من
الإنسان وغيره : لفظة مؤنثة. قال ابن الأنباريّ : وزعم من لا يوثق به أنّ «الكفّ»
مذكر ولا يعرف تذكيرها من يوثق بعلمه.. قال الأزهريّ : الكفّ : هو الراحة مع
الأصابع.. سمّيت كفّا لأنها تكفّ الأذى عن البدن.
** (قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة السادسة
والأربعين ـ المعنى : أكاره أو أمعرض عن آلهتي.. و «راغب» اسم فاعل للفعل «رغب»
يقال : رغب في الشيء : بمعنى أراده وهو من باب «طرب» ويتعدى بنفسه أيضا إلى
المفعول فيقال : رغبه.. ورغب عنه : بمعنى رفضه وكرهه.. فالمعنى يتبين من صلته أي
من حرفي الجرّ «في» و «عن».
** (قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة أي قال
إبراهيم مودعا أباه : سلام عليكم أي قال متلطفا : سلام عليك مني.. سلام توديع
ومتاركة لن أتعرض لك بسوء وقد جاء ذلك في الآية الكريمة السابعة والأربعين.. وجاءت
كلمة «سلام» نكرة على الابتداء والقاعدة تمنع الابتداء بالنكرة إلّا إذا أفادت هذه
النكرة معنى الدعاء و «سلام» هنا فيها معنى الدعاء. أو على معنى : عليك سلام بتأخير
المبتدأ ويجوز الابتداء بالنكرة أيضا إذا كان موصوفا.. أمّا مجيؤه في جملة واحدة
نكرة ثم معرفة فهذا هو ما درجت عليه العرب في رسائلها وكتبها إذ يكتبون في بداية
الكتاب : سلام عليكم وفي آخره : والسّلام عليكم.. وتعليل ذلك أنّ الشيء إذا بدئ به
كان نكرة وعند إعادته يصير معرفة كقولنا : جاءنا رجل فكان من فعل الرجل كذا..
ويؤيد هذا الكلام قوله تعالى على لسان عيسى ـ عليهالسلام ـ في الآية الكريمة الثالثة والثلاثين : «والسّلام عليّ..» أدخل لام
التعريف على «السّلام» لتعرفه بالذكر قبله في الآية الكريمة الخامسة عشرة : و «سلام
عليه..» المعنى : ذلك السّلام الموجّه إلى يحيى في المواطن الثلاثة موجّه إليّ.. و
«السّلام» من صفات الله عزوجل وصف به سبحانه مبالغة في
وصف كونه سليما من النقائص أو في إعطائه السلامة. قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «ألا أنبّئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السّلام بينكم».
** (وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا) : ورد هذا القول الكريم في نهاية الآية الكريمة التاسعة
والأربعين. التقدير وكلّ واحد من الابن إسحاق والحفيد يعقوب جعلناه نبيّا. وبعد
حذف المضاف إليه «واحد» نوّن المضاف «كلّ» لانقطاعه عن الإضافة.
** (وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ
عَلِيًّا) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الخمسين..
المعنى : ثناء وحسن أحدوثة عالية بين الناس.. والمراد باللسان : ما يوجد به
وإضافته إلى الصدق ووصفه بالعلوّ للدلالة على أنهم جديرون بكل ثناء. وعبّر باللسان
عما يوجد باللسان كما عبّر باليد عمّا يطلق باليد وهي العطية.. ولسان العرب : هو
لغتهم وكلامهم. وعن النبي الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنّه قال : كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ـ لأن الأعمال
تجسم ـ حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم.
** (وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ
وَالزَّكاةِ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الخامسة
والخمسين يكون المعنى : بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.. فحذف المضافان «إقامة..
إيتاء» وحل المضاف إليهما «الصلاة.. الزكاة» محلّهما وبمعنى وإعطاء الزكاة لمن
يستحقها.
** (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة السادسة
والخمسين.. المعنى واذكر يا محمد في القرآن خبر إدريس فحذف المفعول المضاف «خبر»
وأقيم المضاف إليه «إدريس» مقامه. وهو من نسل شيت ابن آدم وقوله تعالى في الآية
الكريمة التالية : «ورفعناه مكانا عليا» معناه : رفعناه بالنبوّة مكانا شريفا
رفيعا والزلفى عند الله وقيل : رفعه إلى السماء السادسة أو الرابعة. والقول الأول
أوجه. ولفظة «عليّ» تجمع على «علية» نحو : فلان من علية القوم : أي من أشرافهم
وجلّتهم ـ جمع جليل ـ أي السيد العظيم و «إدريس» هو حفيد شيت وجدّ أبي نوح.. واسمه
: أخنوخ. روي أنّ الله تعالى أنزل عليه ثلاثين صحيفة وأنّه أول من خطّ بالقلم ونظر
في علم النجوم والحساب.
** (أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ
عَلَيْهِمْ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثامنة
والخمسين التقدير : أولئك المذكورون من الأنبياء في هذه السورة من زكريا إلى إدريس
هم الذين أنعم الله عليهم.. فحذف النعت أو البدل «المذكورون» المشار إليه اختصارا
لأنه معلوم.
** (وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ
ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ) : المعنى والتقدير : ومن ذرّيّة من حملنا في السفينة مع
نوح كإبراهيم بن سام بن نوح.. ومن ذرية إبراهيم كإسماعيل وإسحاق ويعقوب ومن ذرية
إسرائيل.. وهو نبيّ الله يعقوب وذرّيته هم : موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى ـ عليهمالسلام ـ.
(فَخَلَفَ مِنْ
بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ
يَلْقَوْنَ غَيًّا)
(٥٩)
(فَخَلَفَ مِنْ
بَعْدِهِمْ) : الفاء استئنافية. خلف : فعل ماض مبني على الفتح. من
بعد : جار ومجرور متعلق بخلف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون
في محل جر بالإضافة.
(خَلْفٌ أَضاعُوا
الصَّلاةَ) : فاعل مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : فعقبهم عقب سوء.
أضاعوا : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لخلف وهي فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الصلاة :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(وَاتَّبَعُوا
الشَّهَواتِ) : معطوفة بالواو على «أضاعوا الصلاة» وتعرب مثلها
وعلامة جر «الشهوات» الكسرة بدلا من الفتحة لأنها ملحقة بجمع المؤنث السالم.
(فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ
غَيًّا) : الفاء استئنافية. سوف : حرف تسويف ـ استقبال ـ يلقون
: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل. غيا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى «شرا» ويجوز أن
يكون المعنى : جزاء غيّ. و «غيّ» اسم واد في جهنم تستعيذ منه أوديتها. وبعد حذف
المضاف المفعول «جزاء» حل محله المضاف إليه «غي» ونوّن آخره.
(إِلاَّ مَنْ تابَ
وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ
شَيْئاً)
(٦٠)
(إِلَّا مَنْ تابَ) : أداة استثناء. من : اسم موصول مبني على السكون في محل
نصب مستثنى بإلّا. تاب : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جواب
تقديره هو والجملة الفعلية «تاب» صلة الموصول لا محل لها.
(وَآمَنَ وَعَمِلَ
صالِحاً) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بواوي العطف على جملة «تاب»
وتعربان إعرابها. صالحا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والفعل «تاب»
في محل جزم بمن لأنه فعل الشرط.
(فَأُولئِكَ
يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل
جزم لأنّ «من» هي نفسها «من» الشرطية. الفاء واقعة في جواب الشرط. أولاء : اسم
إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. يدخلون : الجملة الفعلية
في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل
مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل. الجنة : مفعول به منصوب بالفتحة.
(وَلا يُظْلَمُونَ
شَيْئاً) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. يظلمون : فعل
مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في
محل رفع نائب فاعل. شيئا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو نائب عن
المفعول المطلق ـ المصدر ـ بتقدير : لا يظلمون شيئا من الظلم.
(جَنَّاتِ عَدْنٍ
الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا)
(٦١)
(جَنَّاتِ عَدْنٍ) : بدل من المبدل منه «الجنة» الواردة في الآية الكريمة
السابقة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الكسرة بدلا من الفتحة لأنها ملحقة بجمع المؤنث
السالم. عدن : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
(الَّتِي وَعَدَ
الرَّحْمنُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة ـ نعت ـ لجنات
عدن ـ والجملة الفعلية بعده : صلة الموصول لا محل لها. وعد : فعل ماض مبني على
الفتح. الرحمن : فاعل مرفوع بالضمة أي الله سبحانه.
(عِبادَهُ بِالْغَيْبِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء
ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. بالغيب : جار ومجرور متعلق بوعد أو
يكون متعلقا بحال محذوفة من الجنات بمعنى : وعدوا بها وهي غائبة عن أعينهم.. أي لم
يروها بأعينهم.
(إِنَّهُ كانَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني
على الضم في محل نصب اسم «إنّ». كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح والجملة
الفعلية «كان وعده مأتيا» في محل رفع خبر «إنّ».
(وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) : اسم «كان» مرفوع بالضمة وهو مضاف والهاء ضمير متصل
مبني على الضم في محل جر بالإضافة. مأتيا : خبر «كان» منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة بمعنى : منالا لا شك فيه. ويجوز أن يكون بمعنى «آتيا»
أي إنّه مفعول بمعنى فاعل ولكن الأصوب أنّ الوعد هو الجنة يأتونها أو بمعنى مفعولا
منجزا.
(لا يَسْمَعُونَ فِيها
لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا)
(٦٢)
(لا يَسْمَعُونَ فِيها
لَغْواً) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للجنات. لا :
نافية لا عمل لها. يسمعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. فيها : جار ومجرور متعلق بيسمعون. لغوا : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : فضولا من القول أو الكلام.
(إِلَّا سَلاماً) : أداة استثناء. سلاما : مستثنى بإلّا ـ استثناء منقطعا
ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة ويجوز أن تكون «إلّا» أداة حصر لا عمل لها
فيكون «سلاما» بدلا من «لغوا» بتقدير : لا يسمعون إلّا سلاما.
(وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ
فِيها) : الواو عاطفة والجملة الاسمية في محل نصب صفة ثانية للجنات.
اللام حرف جر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر
باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. رزق : مبتدأ مؤخر مرفوع
بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. فيها : جار
ومجرور متعلق برزقهم ـ على تأويل فعله ـ أو بحال مقدم من «رزقهم».
(بُكْرَةً وَعَشِيًّا) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة
المنونة متعلق بالفعل المقدر أي يؤتون به بكرة وعشيا بمعنى : صباحا ومساء. وعشيا :
معطوف بالواو على «بكرة» ويعرب إعرابه بمعنى لا ينقطع رزقهم عنهم على مدار الوقت
لأنه لا يقصد الوقتين المعلومين.
(تِلْكَ الْجَنَّةُ
الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا)
(٦٣)
(تِلْكَ الْجَنَّةُ
الَّتِي) : تي : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام
للبعد والكاف للخطاب. الجنة : بدل أو صفة ـ نعت ـ لاسم الإشارة
مرفوع وعلامة رفعه الضمة. التي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر
مبتدأ محذوف بتقدير : هي. والجملة الاسمية «هي التي..» في محل رفع خبر المبتدأ «تلك».
(نُورِثُ مِنْ
عِبادِنا) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع
مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن. والعائد إلى الموصول ضمير
محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به التقدير : نورثها. من عباد : جار
ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «من» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد
المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(مَنْ كانَ تَقِيًّا) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان.
كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. تقيا
: خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والجملة الفعلية «كان تقيا» صلة
الموصول لا محل لها.
(وَما نَتَنَزَّلُ
إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ
ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا)
(٦٤)
(وَما نَتَنَزَّلُ
إِلَّا) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. نتنزل : فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.. أي جبريل. إلا :
أداة حصر لا عمل لها والجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي قال جبريل
لمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
(بِأَمْرِ رَبِّكَ) : جار ومجرور متعلق بنتنزل. ربك : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ وهو
الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان ويجوز أن يكون الجار والمجرور «بأمر»
متعلقا بحال محذوفة من فاعل «نتنزّل» بتقدير : مأمورين أو مسيّرين.
(لَهُ ما بَيْنَ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. ما : اسم
موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية
وعلامة نصبه الفتحة متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر. وهو مضاف. والجملة الفعلية «استقر
أو هو مستقر بين أيدينا» صلة الموصول لا محل لها.
(أَيْدِينا وَما
خَلْفَنا) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة
للثقل و «نا» ضمير متصل ضمير المتكلم للتفخيم مبني على السكون في محل جر مضاف إليه
ثان. وما خلفنا : معطوف بالواو على «ما بين أيدينا» ويعرب إعرابه بمعنى لله ما يحيط
من الزمان والمكان وجميع جهاتنا.
(وَما بَيْنَ ذلِكَ) : الواو عاطفة. ما بين : أعرب. ذا : اسم إشارة مبني على
السكون في محل جر بالإضافة اللام للبعد والكاف للخطاب.
(وَما كانَ رَبُّكَ
نَسِيًّا) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض
ناقص مبني على الفتح. ربك : اسم «كان» مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. نسيّا : خبر «كان» منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة بمعنى : كثير النسيان أو وما كان ربك تاركك يا محمّد.
(رَبُّ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ
لَهُ سَمِيًّا)
(٦٥)
(رَبُّ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ) : بدل من «ربك» في «وما كان ربك نسيا» في الآية الكريمة
السابقة مرفوع مثله بالضمة وهو مضاف. ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف بتقدير : هو
ربّ. السموات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض : معطوفة
بالواو على «السموات» وتعرب مثلها.
(وَما بَيْنَهُما) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل
جر لأنه معطوف على مجرور. بين : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بفعل محذوف تقديره : استقر وهو مضاف. الهاء
ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. الميم عماد والألف علامة
التثنية لا محل لها والجملة الفعلية «استقر بينهما» صلة الموصول لا محل لها بمعنى
وما بينهما من العوالم.
(فَاعْبُدْهُ
وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ) : الفاء استئنافية للتعليل. اعبده : فعل أمر مبني على
السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والهاء ضمير متصل مبني على
الضم في محل نصب مفعول به بمعنى فاثبت على عبادته والجملة الفعلية «واصطبر» معطوفة
بالواو على «اعبد» وتعرب مثلها. لعبادته : جار ومجرور متعلق باصطبر والهاء ضمير
متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
(هَلْ تَعْلَمُ) : حرف استفهام لا محل لها. تعلم : فعل مضارع مرفوع
بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
(لَهُ سَمِيًّا) : جار ومجرور متعلق بتعلم. سميّا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى مسمّى مثل اسمه.
(وَيَقُولُ
الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا)
(٦٦)
(وَيَقُولُ
الْإِنْسانُ) : الواو استئنافية. يقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الإنسان
: فاعل مرفوع بالضمة.
(أَإِذا ما مِتُ) : الهمزة همزة تعجيب واستبعاد بلفظ استفهام. إذا : ظرف
زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب بفعل مضمر. وما : زائدة للتوكيد
بتقدير : أحقا إنّا سنخرج أحياء حين يتمكن فينا الموت والهلاك؟ قالوا هذا الكلام
على وجه الاستنكار أو على سبيل الهزؤ.. وتقديم الظرف مع حرف الإنكار لهذه الغاية. و
«الإنسان» هنا اسم جنس. متّ : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع
المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. والجملة
الاستفهامية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا) : اللام للتوكيد. سوف : حرف استقبال ـ تسويف ـ أخرج : فعل
مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا.
حيا : حال من ضمير «أخرج» منصوب بالفتحة المنونة.
(أَوَلا يَذْكُرُ
الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً)
(٦٧)
(أَوَلا يَذْكُرُ
الْإِنْسانُ) : الهمزة همزة إنكار بلفظ استفهام. الواو عاطفة. لا :
نافية لا عمل لها. يذكر الإنسان : الجملة الفعلية معطوفة على جملة «يقول الإنسان»
الواردة في الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. بمعنى : أيقول ذلك ولا يتذكر حال
النشأة الأولى.
(أَنَّا خَلَقْناهُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغمة بنون «أنّ»
ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ». خلقناه :
الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير
الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل
ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. و «أنّ» مع اسمها وخبرها
بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «يذكر».
(مِنْ قَبْلُ) : جار ومجرور متعلق بخلقناه و «قبل» اسم مبني على الضم
لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن.
(وَلَمْ يَكُ شَيْئاً) : الواو حالية والجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير
الغائب في «خلقناه» الواو حالية. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يك : فعل مضارع ناقص
مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره ـ النون ـ المحذوفة اختصارا ـ أصله
: يكون ـ وحذف النون جوازا وحذفت الواو وجوبا لالتقاء الساكنين. واسم «يك» ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره : هو. وبقيت الضمة دالة على الواو المحذوفة. شيئا : خبر «يك»
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(فَوَ رَبِّكَ
لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ
جِثِيًّا)
(٦٨)
(فَوَ رَبِّكَ) : الفاء استئنافية. الواو : واو القسم وهي حرف جر. ربك
: مقسم به مجرور بواو القسم وعلامة جره الكسرة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني
على الفتح في محل جر بالإضافة والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف. والجملة
الفعلية بعده «لنحشرنّهم» جواب القسم لا محل لها.
(لَنَحْشُرَنَّهُمْ
وَالشَّياطِينَ) : اللام واقعة في جواب القسم. نحشرنّ : فعل مضارع مبني
على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
نحن. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
والشياطين : معطوف بالواو على ضمير الغائبين في «نحشرنّهم» منصوب وعلامة نصبه
الفتحة ويجوز أن تكون الواو واو المعية و «الشياطين» مفعولا معه بمعنى : مع
الشياطين الذين كانوا يتولونهم أو مع قرنائهم من الشياطين الذين أغووهم.
(ثُمَّ
لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ) : عاطفة. لنحضرنّهم : معطوفة على «لنحشرنهم» وتعرب
مثلها. حول : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بنحضرنّ وهو مضاف بمعنى : الجهات
المحيطة بجهنّم.
(جَهَنَّمَ جِثِيًّا) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من
الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للمعرفة والتأنيث. جثيا : حال من ضمير
الغائبين في «نحضرنّهم» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : باركين على
ركبهم.. وهي جمع «جاث».
(ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ
مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا)
(٦٩)
(ثُمَّ لَنَنْزِعَنَ) : عاطفة. لتنزعنّ : تعرب إعراب «لنحشرنّ» الوارد ذكرها
في الآية الكريمة السابقة.
(مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ) : جار ومجرور متعلق بننزعنّ. شيعة : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. والجملة الاسمية بعده : في محل
نصب مفعول به لننزعنّ بمعنى لنخرجنّ من كلّ فرقة أو يكون المفعول به محذوفا
لأن «من» التبعيضية دالة عليه في «من كلّ شيعة» ويجوز أن يكون «ننزعنّ» فعلا لازما
لا يحتاج إلى مفعول ويجوز أن يكون متعديا ومفعوله محذوفا بتقدير : الأكثر عتوّا أو
يكون على الحكاية بتقدير : لننزعنّ الذين يقال فيهم : أيّهم أشدّ.
(أَيُّهُمْ أَشَدُّ) : اسم استفهام مرفوع بالضمة على الابتداء ـ مبتدأ وهو
مضاف و «هم» ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. أشدّ : خبر
المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينوّن آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة
تفضيل وبوزن الفعل بمعنى : من كان أشدّ..
(عَلَى الرَّحْمنِ
عِتِيًّا) : جار ومجرور متعلق بأشدّ بمعنى : عتوّهم أشدّ على
الرحمن. عتيا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : تمردا أو عصيانا
ويجوز أن يكون حرف الجر «على» للبيان لا للصلة.
(ثُمَّ لَنَحْنُ
أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا)
(٧٠)
(ثُمَّ لَنَحْنُ
أَعْلَمُ) : حرف عطف. اللام للابتداء والتوكيد. نحن : ضمير منفصل ـ
ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. أعلم : خبر «نحن» مرفوع
بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن أفعل ـ صيغة تفضيل وبوزن الفعل.
(بِالَّذِينَ هُمْ) : جار ومجرور متعلق بأعلم و «الذين» اسم موصول مبني على
الفتح في محل جر بالباء. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في
محل رفع مبتدأ. والجملة الاسمية «هم أولى..» صلة الموصول لا محل لها.
(أَوْلى بِها صِلِيًّا) : خبر «هم» مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر. الباء حرف جر و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر
بالباء والجار والمجرور متعلق بأولى أي بالنار. صليا : تمييز منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة بمعنى : وصليهم أولى بها دخولا
واحتراقا فحذف المبتدأ «صلي» المضاف وحل المضاف إليه ـ ضمير الغائبين.. «هم»
محلّه ويجوز أن تكون الباء للبيان.
(وَإِنْ مِنْكُمْ
إِلاَّ وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا)
(٧١)
(وَإِنْ مِنْكُمْ
إِلَّا) : الواو استئنافية. إن : نافية مهملة بمعنى «ما» لا عمل
لها. منكم : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور. إلّا
: أداة حصر لا عمل لها بمعنى : وما منكم من أحد.
(وارِدُها) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف و «ها» ضمير متصل
مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : إلّا واصل إلى جهنم أو مارّ بها أو
داخل فيها فهي خامدة على المؤمنين وبرد وسلام عليهم.
(كانَ عَلى رَبِّكَ) : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمها ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هو أي ورودها. على ربك : جار ومجرور متعلق بخبر «كان» والكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
(حَتْماً مَقْضِيًّا) : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. مقضيا :
صفة ـ نعت ـ للموصوف «حتما» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : كان
ورودهم إيّاها واجبا قضى الله به.
(ثُمَّ نُنَجِّي
الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا)
(٧٢)
(ثُمَّ نُنَجِّي) : حرف عطف. ننجّي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على
الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن.
(الَّذِينَ اتَّقَوْا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. اتقوا
: الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر
للتعذر على الألف المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة ولالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة
دالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(وَنَذَرُ
الظَّالِمِينَ) : الواو عاطفة. نذر : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. الظالمين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء
لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(فِيها جِثِيًّا) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «جثيّا» أي في النار.
جثيا : حال من «الظالمين» منصوب.. وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : باركين على
ركبهم. وهي جمع «جاث» بمعنى : جاثين حوالي النار.
(وَإِذا تُتْلى
عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ
الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا)
(٧٣)
(وَإِذا تُتْلى) : الواو استئنافية. إذا ظرف لما يستقبل من الزمن متضمن
معنى الشرط خافض لشرطه منصوب بجوابه مبني على السكون. تتلى : فعل مضارع مبني
للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.
(عَلَيْهِمْ آياتُنا
بَيِّناتٍ) : جار ومجرور متعلق بتتلى و «هم» ضمير الغائبين مبني
على السكون في محل جر بعلى. آيات : نائب فاعل مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير
الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «تتلى عليهم
آياتنا» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف. بيّنات : حال مؤكدة لأن آيات الله
لا تكون إلّا واضحات وحججا.. منصوبة وعلامة نصبها الكسرة المنونة بدلا من الفتحة
المنونة لأنها ملحقة بجمع المؤنث السالم بمعنى مرتلات الألفاظ ملخصات المعاني.
(قالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل
ماض مبني على الفتح. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. كفروا :
الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو
الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(لِلَّذِينَ آمَنُوا) : جار ومجرور متعلق بقال. الذين : اسم موصول مبني على
الفتح في محل جر باللام. آمنوا : تعرب إعراب «كفروا».
(أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ
خَيْرٌ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أيّ
: اسم استفهام مرفوع بالضمة على الابتداء وهو مضاف. الفريقين : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. خير :
خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة وأصله : أخير.. وحذفت الألف طلبا للفصاحة أي على
وزن ـ أفعل ـ التفضيل وبعد حذف الألف نوّن آخره أي أيّ الفريقين منا..
(مَقاماً وَأَحْسَنُ
نَدِيًّا) : المعنى أرفع مكانا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة. وأحسن نديّا : معطوف بالواو على «خير مقاما» ويعرب مثله بمعنى وأحسن
مجلسا وهو مجتمع القوم وحيث ينتدون.
(وَكَمْ أَهْلَكْنا
قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً)
(٧٤)
(وَكَمْ أَهْلَكْنا) : الواو استئنافية. كم : اسم مبني على السكون في محل
نصب مفعول به بمضمر يفسره ما بعده وهي «كم» الخبرية.. بمعنى : كثيرا من القرون.
التقدير : أهلكنا كثيرا من القرون. أهلك : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير
الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(قَبْلَهُمْ مِنْ
قَرْنٍ) : ظرف زمان متعلق بأهلكنا منصوب على الظرفية وهو مضاف و
«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. من قرن : جار ومجرور
متعلق بحال محذوفة من «كم» التقدير : عدد كثير حال كونهم من القرون أهلكنا لأن
مميّز «كم» الخبرية هنا مجرور بمن. وقيل : إنّ «من» بيانية لإبهامها لأن كل عصر
قرن لمن بعدهم.
(هُمْ أَحْسَنُ) : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل
رفع مبتدأ. أحسن : خبر «هم» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل»
صيغة تفضيل وبوزن الفعل.
(أَثاثاً وَرِءْياً) : تمييز منصوب بالفتحة المنونة. ورءيا : معطوف على «أثاثا»
بالواو ويعرب إعرابه بمعنى أمتعة ومنظرا وهيئة. والجملة الاسمية «هم أحسن أثاثا
ورءيا» في محل جر صفة لقرن.
(قُلْ مَنْ كانَ فِي
الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما
يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ
مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً)
(٧٥)
(قُلْ مَنْ كانَ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت. وأصله : قول.. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. والجملة
الاسمية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ من : اسم شرط جازم مبني على
السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» كان فعل ماض
ناقص مبني على الفتح في محل جزم بمن فعل الشرط. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
: هو.
(فِي الضَّلالَةِ
فَلْيَمْدُدْ) : جار ومجرورا في محل نصب متعلق بخبر «كان» بمعنى : من
كان مغمورا في الضلالة. الفاء واقعة في جواب الشرط. اللام لام التضرع والدعاء
بصيغة ـ طلب ـ أي الدعاء بأن يمهله الله.. وينفس في مدة حياته. يمدد : فعل مضارع
مجزوم باللام وعلامة جزمه سكون آخره.
(لَهُ الرَّحْمنُ
مَدًّا) : الجملة الفعلية «فليمدد له الرحمن» جواب شرط جازم
مسبوق بلام الدعاء مقترن بالفاء في محل جزم. له : جار ومجرور متعلق بيمدد. الرحمن
: أي الله سبحانه : فاعل مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة. مدا : مفعول مطلق ـ مصدر
ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى فليمهله الله إمهالا.
(حَتَّى إِذا رَأَوْا) : حرف غاية وابتداء. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن
خافض لشرطه منصوب أو متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة ـ رأوا :
الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على الفتح
المقدر للتعذر على آخره ـ الألف المقصورة ـ المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة
ولالتقاء الساكنين. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(ما يُوعَدُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يوعدون
: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير
متصل في محل رفع نائب فاعل. والجملة الفعلية «يوعدون» صلة الموصول لا محل لها
والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير :
ما يوعدونه أو حذفت صلته حرف الجر التقدير : ما يوعدون به.
(إِمَّا الْعَذابَ
وَإِمَّا السَّاعَةَ) : حرف تفصيل لا عمل له وهو هنا للتخيير لا للتفصيل ولها
عدة معان أخرى.. منها : الشك والإبهام وتعرب بأحد معانيها وهو التفصيل. العذاب :
بدل من المبدل منه ـ الاسم الموصول ـ منصوب برأوا وعلامة نصبه الفتحة بتقدير : حتى
إذا رأوا العذاب في الدنيا وهو غلبة المسلمين عليهم. وإمّا الساعة : معطوف بالواو
على «إمّا العذاب» ويعرب إعرابه أي يوم القيامة.
(فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ
هُوَ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء
واقعة في جواب الشرط. يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والسين حرف استقبال ـ تسويف ـ أما «الواو» فهو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. هو : ضمير منفصل ـ ضمير
الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. والجملة الاسمية «هو شر..» صلة الموصول
لا محل لها.
(شَرٌّ مَكاناً
وَأَضْعَفُ جُنْداً) : القول الكريم في مقابلة «خير مقاما وأحسن نديا» في
الآية الكريمة الثالثة والسبعين ويعرب إعرابه مع الفارق في المعنيين.
(وَيَزِيدُ اللهُ
الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ
ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا)
(٧٦)
(وَيَزِيدُ اللهُ) : الواو عاطفة. يزيد : فعل مضارع مرفوع بالضمة معطوف
على موضع «فيمدد» في الآية الكريمة السابقة لأنه واقع موقع الخبر تقديره : من كان
في الضلالة مدّ أو يمدّ له الرحمن ويزيد. الله : لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم
بالضمة.
(الَّذِينَ اهْتَدَوْا
هُدىً) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
اهتدوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح أو
الضم المقدر للتعذر على آخره ـ الألف المقصورة ـ المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة
ولالتقاء الساكنين. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى ويزيد في
ضلال الضال بخذلانه ويزيد المهتدين هداية بتوفيقه. هدى : تمييز منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ قبل تنوينها ونوّنت لأنه ثلاثي مقصور
نكرة.
(وَالْباقِياتُ
الصَّالِحاتُ) : الواو استئنافية. الباقيات : مبتدأ مرفوع بالضمة. الصالحات
: صفة ـ نعت ـ للباقيات مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة بمعنى : أعمال الآخرة
كلها وقيل الصلوات وقيل سبحان الله والحمد لله.
(خَيْرٌ عِنْدَ
رَبِّكَ) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. عند : ظرف مكان
منصوب وعلامة نصبه الفتحة متعلق بخير وهو مضاف. ربك : مضاف إليه مجرور بالإضافة
وعلامة جره الكسرة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر
مضاف إليه ثان بمعنى : أفضل عند ربك.
(ثَواباً وَخَيْرٌ
مَرَدًّا) : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : مكافأة.
وخير مردا : معطوف بالواو على «خير ثوابا» ويعرب إعرابه.. المعنى : وأحسن مرجعا من
مفاخرات الكفار وأحسن عاقبة من قولهم : ليس لهذا الأمر مردّ.
** (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة التاسعة
والخمسين.. ومعناه : فعقبهم عقب سوء لأنه يقال : هم خلف ـ بفتح اللام ـ وفي عقب
السوء : خلف ـ بتسكين اللام ـ كما قالوا في ضمان الخير : وعد ـ بفتح العين ـ وفي
ضمان الشر : وعيد و «غيّا» بمعنى : شرا. وقيل : هو اسم واد في جهنم تستعيذ منه
أوديتها. و «الخلف» ـ بتسكين اللام ـ هو الرديء ومنه المثل : سكت ألفا ونطق خلفا :
أي سكت عن ألف كلمة ثم تكلم بخطإ. وبعد حذف المضاف إليه «كلمة» نوّن المضاف «ألفا»
لانقطاعه عن الإضافة. وقال الأخفش ـ كما ذكر الجوهريّ ـ الخلف ـ بتسكين اللام
وفتحها ـ هما سواء وهو ما جاء من بعد نحو : هو خلف سوء من أبيه وخلف صدق من أبيه :
إذا قام مقامه.. منهم من يحرك اللام ومنهم من يسكّنها فيهما جميعا إذا أضاف ومنهم
من يقول : خلف صدق ويسكّن الآخر للفرق بينهما.
** (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ
صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الستين.. وقد
أفردت الأفعال «تاب.. آمن.. عمل» على لفظ «من» وجيء باسم الإشارة جمعا مع جمعه
الفعلين «يدخلون.. يظلمون» على معنى «من» لأن «من» مفردة لفظا مجموع معنى.
** (جَنَّاتِ عَدْنٍ) : هذا القول الكريم الذي استهلّت به الآية الكريمة
الحادية والستون هو بدل من «الجنّة» لأن «الجنّة» تشتمل على جنّات عدن.. ولكي يجوز
الإبدال اعتبرت «عدن» معرفة علما بمعنى «العدن» وهو الإقامة أو هي علم الأرض..
الجنة.. لكونها مكان إقامة واستقرار لأنه يقال : عدنت بالبلد : أي توطّنته وبابه :
ضرب. ومنه سمّي المعدن ـ بكسر الدال ـ لأن الناس يقيمون فيه الصيف والشتاء.
** (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ
عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا) : في هذا القول الكريم الوارد في نص الآية الكريمة
الثالثة والستين استعارة.. بمعنى : نبقي عليه الجنة كما نبقي على الوارث وجاء في
الحديث : «نحن ـ معشر الأنبياء ـ لا نورث» يقال : ورث أباه.. وورث الشيء من أبيه
أو ورث مال أبيه ثم قيل ورث أباه مالا ـ يرثه ـ وراثة.. وورثا.. بكسر الواو ومثله «التراث
والإرث» والتاء والهمزة بدل من الواو. واسم الفاعل منه : وارث.. وجمعه : ورّاث
وورثة واسم المفعول «موروث» كالمال والأب.
** سبب نزول
الآية : نزلت الآية الكريمة الرابعة والستون (وَما نَتَنَزَّلُ
إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ) حين استبطأ رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ جبريل ـ عليهالسلام ـ لما سئل عن قصة أهل الكهف وخشي أن يكون قد انقطع عنه الوحي.. فقال جبريل ـ
عليهالسلام ـ مخاطبا الرسول الكريم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حين سأله عن سبب قلة نزول الوحي عليه.. أي قال تعالى : وقل : يا جبريل :
وما نتنزّل إلّا إذا كنا مأمورين بالنزول لا ننتقل إلّا بإذنه ـ تعالى ـ ومشيئته.
المراد : ما كان عدم نزول الوحي إلّا لعدم الأمر به.
** (وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ
لَهُ سَمِيًّا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة
والستين.. المعنى : واثبت على عبادته.. يقال : صبرت ـ صبرا.. من باب «ضرب» بمعنى :
حبست النفس عن الجزع واصطبرت : مثله. وصبرت زيدا.. يأتي الفعل لازما ومتعديا..
وصبّرته : أي حملته على الصبر بوعد الأجر أو قلت له : اصبر.. وقتلته صبرا.. وكل ذي
روح يوثق حتى يقتل فقد قتل صبرا.. هذا ما ذكره الفيومي.. وقال الجوهريّ : الصبر :
حبس النفس عن الجزع.. وصبره : أي حبسه. قال تعالى في سورة «الكهف» : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ) وفي حديث النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في رجل أمسك رجلا وقتله آخر قال : «اقتلوا القاتل واصبروا الصابر» أي
احبسوا الذي حبسه للموت حتى يموت.
** (وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ
لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة
والستين.. ولفظة «الإنسان» يراد بها الجنس بأسره أي على احتمال أن يراد بالإنسان :
الجنس كلّم.. وقد جازت إرادة الأناسيّ كلهم وكلّهم غير قائلين ذلك لأن هذه المقولة
أو المقالة موجودة فيمن هو من جنسهم صحّ إسناده إلى جميعهم كما في قوله تعالى في
سورة البقرة : (وَإِذْ قَتَلْتُمْ
نَفْساً) وكان القاتل واحدا ومنه قولهم : بنو فلان قتلوا فلانا..
وإنّما القاتل هو واحد منهم. وقدّم الظرف مع حرف الإنكار «أإذا» للاستنكار أو على
سبيل الهزؤ.
** سبب نزول
الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في أبيّ بن خلف حين أخذ عظاما بالية وفتّها بيده..
وقال : زعم لكم محمد أنّا نبعث بعد ما نموت. وفي قول آخر : نزلت في الوليد بن
المغيرة وأصحابه.
** (أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السابعة
والستين يكون المعنى من قبل الحالة التي هو فيها أي حالة بقائه وبعد حذف المضاف
إليه «الحالة» بني المضاف «قبل» على الضم لانقطاعه عن الإضافة بمعنى : أليس الذي
أوجده بقادر على أن يعيده؟
** (فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ
وَالشَّياطِينَ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثامنة
والستين.. وفي إقسامه جلّت قدرته باسمه ـ تقدست أسماؤه ـ مضافا إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ تفخيم لشأن رسول الله محمّد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لأن المعنى : قسما بربك أيها الرسول لنجمعنّهم والشياطين في المحشر يوم
القيامة.. يقال : حشره ـ يحشره ـ حشرا : بمعنى : جمعه.. وهو من باب «ضرب» لغة ومن
باب «قتل» الأصل وبه قرأ السبعة. و «الحشر» هو الجمع مع سوق و «المحشر» هو موضع
الحشر.. والمحشر : بكسر الشين.. قال الجوهريّ : ومنه : يوم الحشر.. وقال عكرمة في
قوله تعالى في سورة «التكوير» : (وَإِذَا الْوُحُوشُ
حُشِرَتْ) (٥) حشرها : موتها. و «الحاشر» اسم فاعل.. وهو اسم من أسماء النبيّ ـ عليه
الصلاة والسّلام ـ : «لي خمسة أسماء أنا محمّد وأحمد والماحي يمحو الله بي الكفر
والحاشر أحشر الناس على قدمي والعاقب» و «العاقب» أي آخر الأنبياء كما في حديث آخر
: «أنا السّيد والعاقب».
** (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ
أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) : في هذا القول الكريم ـ الآية التاسعة والستين ـ ذكر
الضمير وجمع في «أيّهم» وهو يعود على «شيعة» اللفظة المؤنثة «فرقة» على معنى «أنصار»
و «عتيا» بمعنى : تمردا أو عصيانا وتأتي بمعنى : أسنّ وكبر فهو عات ـ اسم فاعل كما
في قوله تعالى على لسان «زكريا» : «وقد بلغت من العمر عتيا» وعتا ـ يعتو ـ عتوّا
من باب «قعد» بمعنى : استكبر فهو عات.. وعتا الشيخ يعتو عتيا : أي أسنّ وكبر وجمعه
: عتيّ.. و «العتيّ» : حالة من الكبر لا ينفع معها العلاج ولا سبيل إلى مداواتها.
** (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا) : في هذا القول الكريم الوارد في مستهل الآية الكريمة
الثانية والسبعين حذف مفعول «اتقوا» اختصارا لأنه معلوم بمعنى : خافوا الله أو
تجنّبوا الكفر والمعاصي.
** (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً
وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) : ورد هذا القول في الآية الكريمة الثالثة والسبعين
المعنى : أي الفريقين أحسن مجلسا وهو مجتمع القوم وحيث ينتدون.. يقال : ندا القوم
ندوّا.. من باب «قتل» بمعنى : اجتمعوا.. ومنه النادي : وهو مجلس القوم ومتحدّثهم ـ
بفتح الدال وتشديدها. و «النديّ» مشدد والمنتدى : مثله.. ولا يقال ذلك فيه إلّا
والقوم مجتمعون فيه فإذا تفرقوا زالت عنه هذه الأسماء.
** (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ
قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة
والسبعين. المعنى : أهلكنا عددا كثيرا من الأمم لأن «القرن» بمعنى : الأمة
والجماعة وهم أحسن متاعا ومنظرا.. لأن «الأثاث» هو متاع البيت. و «الرئي» هو
المنظر.. صيغة ـ فعل ـ من الرؤية. قال الجوهريّ : من همز «رءيا» جعله من المنظر من
«رأيت» وهو ما رأته العين من حالة حسنة وكسوة ظاهرة.. ومن لم يهمزه.. فإمّا أن
يكون على تخفيف الهمزة أو يكون من رويت ألوانهم وجلودهم ريّا : أي امتلأت وحسنت.
** (قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ) : في هذا القول الكريم الوارد في بداية الآية الكريمة
الخامسة والسبعين أفرد الفعل «كان» العائد على «من» والضمير في «له» على لفظ «من»
وجمع في «رأوا» و «يوعدون» و «يعلمون» على معنى «من» لأن «من» مفردة لفظا مجموع
معنى.
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي
كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً)
(٧٧)
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي) : الهمزة همزة تنبيه وتقرير بلفظ استفهام الفاء عاطفة
تفيد هنا التعقيب بمعنى : أخبر أيضا بقصة هذا الكافر واذكر حديثه عقيب حديث أولئك.
رأيت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. والتاء ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. الذي : اسم موصول مبني على السكون في
محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية بعده «كفر بآياتنا» صلة الموصول لا محل لها.
(كَفَرَ بِآياتِنا
وَقالَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. بآيات : جار ومجرور متعلق بكفر و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على
السكون في محل جر بالإضافة. وقال : معطوفة بالواو على «كفر» وتعرب إعرابها. والجملة
الفعلية بعدها : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(لَأُوتَيَنَّ مالاً
وَوَلَداً) : الجملة جواب قسم مضمر لا محل لها. اللام واقعة في
جواب القسم المضمر المقدر. أوتينّ بمعنى : أعطينّ : فعل مضارع مبني للمجهول مبني
على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والنون لا محل لها ونائب الفاعل ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. مالا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
وولدا : معطوف بالواو على «مالا» ويعرب إعرابه.
(أَطَّلَعَ الْغَيْبَ
أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً)
(٧٨)
(أَطَّلَعَ الْغَيْبَ) : الهمزة همزة توبيخ بلفظ استفهام واستغني عن ألف الوصل
بحذفها. أطّلع فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
الغيب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والأصل :
على الغيب. فحذف الجار وأوصل الفعل فصار المجرور مفعولا به أي هل اطّلع على
الغيب.
(أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ) : حرف عطف بمعنى «أو» وهي «أم» المتصلة لأنها مسبوقة
بهمزة استفهام وكسر آخرها لالتقاء الساكنين. اتخذ : تعرب إعراب «اطّلع» عند : ظرف
مكان متعلق باتخذ منصوب بالفتحة وهو مضاف.
(الرَّحْمنِ عَهْداً) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. عهدا : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى أنّ ما ادعاه لا يتوصل إليه إلّا بأحد
هذين الطريقين إمّا علم الغيب أو ما عهد من عالم الغيب ـ الرحمن ـ أي الله جلّت
قدرته.
(كَلاَّ سَنَكْتُبُ ما
يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا)
(٧٩)
(كَلَّا سَنَكْتُبُ) : حرف ردع وزجر وتنبيه على الخطأ أي هو مخطئ فيما يصوره
لنفسه ويتمناه لا يؤتى ذلك فليرتدع. السين حرف استقبال ـ تسويف ـ للقريب. نكتب :
فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن بمعنى : لا
يؤتى ما تمنّاه بل سندوّن ونحفظ عليه.
(ما يَقُولُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يقول
: الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب
محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما يقوله.. أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما
بعدها بتأويل مصدر «قوله» في محل نصب مفعول «نكتب».
(وَنَمُدُّ لَهُ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «نكتب» وتعرب
إعرابها. له : جار ومجرور متعلق بنمدّ.
(مِنَ الْعَذابِ
مَدًّا) : جار ومجرور متعلق بنمدّ بمعنى ونطول من العذاب تطويلا
أو يتعلق بحال محذوفة من مفعول «نمدّ» المقدر. مدا : مفعول مطلق فيه معنى التوكيد
سدّ مسدّ المفعول أي ما يستأهله من العذاب.
(وَنَرِثُهُ ما
يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً)
(٨٠)
(وَنَرِثُهُ ما
يَقُولُ) : معطوفة بالواو على «نكتب ما يقول» في الآية الكريمة
السابقة وتعرب مثلها والهاء في «نرثه» ضمير الغائب مبني على الضم في محل نصب مفعول
به أول بمعنى : نرثه بعد موته في ماله وولده أي ما زعم أنّه يناله في الآخرة أي
نستولي بعد موته على ما يقول يعني ماله وولده.
(وَيَأْتِينا فَرْداً) : الواو عاطفة. يأتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة
على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير
الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. فردا : حال منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة بمعنى يأتينا يوم القيامة وحيدا فريدا.
(وَاتَّخَذُوا مِنْ
دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا)
(٨١)
(وَاتَّخَذُوا مِنْ
دُونِ) : الواو استئنافية. اتخذوا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. من دون :
جار ومجرور متعلق باتخذوا أو بحال محذوفة من «آلهة».
(اللهِ آلِهَةً) : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر
الكسرة. آلهة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(لِيَكُونُوا لَهُمْ
عِزًّا) : اللام حرف جر للتعليل. يكونوا : فعل مضارع ناقص منصوب
بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير
متصل في محل رفع اسم «يكون» والألف فارقة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني
على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيكونوا أو بحال مقدم من «عزا».
عزا : خبر «يكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والجملة الفعلية «يكونوا لهم
عزا» صلة حرف مصدري لا محل لها بمعنى ليعتزّوا بهم أي بآلهتهم التي اتخذوها من دون
الله. و «أن» وما تلاها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق
باتخذوا.
(كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ
بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا)
(٨٢)
(كَلَّا سَيَكْفُرُونَ) : حرف ردع وزجر أي ردع لهم وإنكار لتعززهم بالآلهة. السين
حرف استقبال ـ تسويف ـ للقريب. يكفرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(بِعِبادَتِهِمْ
وَيَكُونُونَ) : جار ومجرور متعلق بيكفرون و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الواو عاطفة. يكونون : فعل مضارع
ناقص مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع اسم «يكون»
بمعنى : كلا ليس الأمر كما زعموا بل ستجحد الأصنام عبادتهم.
(عَلَيْهِمْ ضِدًّا) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل
جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بيكونون أو بحال مقدمة من «ضدا». ضدا : خبر «يكون»
منصوب بالفتحة المنونة بمعنى : ذلا وهوانا أي ضدا لما قصدوه.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّا
أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا)
(٨٣)
(أَلَمْ تَرَ) : الألف ألف استفهام لفظا ومعناه : التقرير. لم : حرف
نفي وجزم وقلب. تر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة..
الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
أنت.
(أَنَّا أَرْسَلْنَا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير
الواحد المطاع وأدغم الضمير في نون «أنّ» وهو مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ».
أرسلنا : الجملة الفعلية وما بعدها : في محل رفع خبر «أنّ» وهي فعل ماض مبني على
السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع
فاعل. و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول «ترى».
(الشَّياطِينَ عَلَى
الْكافِرِينَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. على الكافرين :
جار ومجرور متعلق بأرسلنا وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
تنوين المفرد وحركته.
(تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «الشياطين» وهي فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أزّا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي تهزّهم هزا.
(فَلا تَعْجَلْ
عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا)
(٨٤)
(فَلا تَعْجَلْ
عَلَيْهِمْ) : الفاء استئنافية. لا : ناهية جازمة. تعجل : فعل مضارع
مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
أنت. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى. والجار
والمجرور متعلق بتعجل.
(إِنَّما نَعُدُّ
لَهُمْ عَدًّا) : كافة ومكفوفة. نعدّ : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على
السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بنعدّ عدا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(يَوْمَ نَحْشُرُ
الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً)
(٨٥)
(يَوْمَ نَحْشُرُ) : مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره : اذكر. وعلامة
نصبه الفتحة. نحشر : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة وهي فعل مضارع مرفوع
بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.
(الْمُتَّقِينَ إِلَى
الرَّحْمنِ وَفْداً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. إلى الرحمن : جار ومجرور متعلق بنحشر أو بحال مقدمة
من «وفدا» بمعنى نجمعهم وافدين عليه سبحانه. وفدا : حال من «المتقين» منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة.
(وَنَسُوقُ
الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً)
(٨٦)
هذه الآية
الكريمة معطوفة بالواو على الآية السابقة وتعرب إعرابها و «جهنم» اسم مجرور بحرف
الجر «إلى» وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للمعرفة
والتأنيث. بمعنى : نسوق المجرمين سوقا إلى جهنم عطاشى مهانين.
(لا يَمْلِكُونَ
الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً)
(٨٧)
(لا يَمْلِكُونَ
الشَّفاعَةَ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال ثانية من «المجرمين».
لا : نافية لا عمل لها. يملكون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الشفاعة : مفعول به منصوب بالفتحة.
(إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ) : أداة حصر لا عمل لها. من : اسم موصول مبني على السكون
حرك بالكسر لالتقاء الساكنين في محل رفع بدل من واو الجماعة في «يملكون» ويجوز أن
تكون «إلّا» أداة استثناء والمستثنى محذوفا بتقدير إلّا شفاعة من.. فيكون الاسم
الموصول «من» في هذه الحالة في محل جر مضافا إليه أو يكون «من» في محل نصب مستثنى
بإلّا استثناء منقطعا بمعنى «لكن». اتخذ : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «اتّخذ..» صلة الموصول لا محل لها.
(عِنْدَ الرَّحْمنِ
عَهْداً) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
باتخذ وهو مضاف. الرحمن : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. عهدا :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَقالُوا اتَّخَذَ
الرَّحْمنُ وَلَداً)
(٨٨)
(وَقالُوا) : الواو استئنافية. قالوا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(اتَّخَذَ الرَّحْمنُ
وَلَداً) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي
فعل ماض مبني على الفتح. الرحمن : فاعل مرفوع بالضمة. ولدا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى اتّخذ الله ولدا من الملائكة أو البشر.
(لَقَدْ جِئْتُمْ
شَيْئاً إِدًّا)
(٨٩)
(لَقَدْ جِئْتُمْ) : اللام للابتداء والتوكيد. جئتم : فعل ماض مبني على
السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على
الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور و «قد» حرف تحقيق.
(شَيْئاً إِدًّا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. إدّا :
صفة ـ نعت ـ للموصوف «شيئا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : لقد
أتيتم إثما عظيما منكرا وأمرا فظيعا.
(تَكادُ السَّماواتُ
يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا)
(٩٠)
(تَكادُ السَّماواتُ) : فعل مضارع ناقص من أفعال المقاربة وهو من أخوات «كان»
مرفوع بالضمة. السموات : اسم «تكاد» مرفوع بالضمة.
(يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «تكاد» وهي فعل مضارع
مبني على السكون لاتصاله بنون الإناث والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع
فاعل. منه : جار ومجرور متعلق بيتفطرن أي من ذلك الشيء العظيم المنكر والجملة
الفعلية (تَكادُ السَّماواتُ
يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) في محل نصب صفة ـ نعت ـ ثان للموصوف «شيئا» الوارد في
الآية الكريمة السابقة.
(وَتَنْشَقُّ
الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا) : الجملتان معطوفتان بواوي العطف على (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ..) وتعربان إعرابها. وفي هذا القول الكريم قدّم الخبران أي
خبرا «تكاد» وهما «تنشق» و «تخر» على اسمي «تكاد» وهما «الأرض» و «الجبال». هدّا :
مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف من جنس المصدر «هدا» على معنى «تخرّ» بمعنى «تهدّ» أي
تسقط سقوطا.
(أَنْ دَعَوْا
لِلرَّحْمنِ وَلَداً)
(٩١)
(أَنْ دَعَوْا) : حرف مصدري. دعوا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر
للتعذر على الألف المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة ولالتقاء الساكنين. الواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(لِلرَّحْمنِ وَلَداً) : جار ومجرور متعلق بدعوا. ولدا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة والفعل «دعا» بمعنى «سمّى» يتعدى إلى مفعولين فحذف
الأول واقتصر على الثاني ويجوز أن يكون بمعنى «نسب» فتعدى إلى مفعول واحد. والجملة
الفعلية «دعوا» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر
بدل من ضمير الغائب في «منه» الوارد في الآية الكريمة السابقة. التقدير والمعنى :
تكاد السموات يتفطرن من تسميتهم للرحمن ولدا أو في محل نصب مفعول له ـ لأجله ـ بتقدير
: وتخرّ الجبال هدّا لأن دعوا وذلك بتقدير سقوط اللام أو يكون في محل رفع فاعل «هدّا»
بتقدير : هدّ الجبال تسميتهم أو دعاؤهم الولد للرحمن ويجوز أن يكون المصدر في محل
رفع خبرا لمبتدإ محذوف بتقدير : الموجب لذلك أي لتفطر السموات وانشقاق الأرض. وهدّ
الجبال دعاؤهم للرحمن ولدا.
(وَما يَنْبَغِي
لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً)
(٩٢)
(وَما يَنْبَغِي
لِلرَّحْمنِ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. ينبغي : فعل
مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. للرحمن : جار ومجرور متعلق بينبغي
بمعنى : وما يليق به سبحانه أي وما يصحّ..
(أَنْ يَتَّخِذَ
وَلَداً) : حرف مصدري ناصب. يتخذ : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة
نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. ولدا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «يتخذ ولدا» صلة حرف مصدري لا محل
لها. و «أن» المصدرية وما تلاها بتأويل
مصدر «اتخاذ» في محل رفع فاعل «ينبغي» بمعنى ولا يستقيم أن يتخذ الله
سبحانه ولدا لأن هذا نقص. والله جلّت قدرته لا يحتاج لمعين.
** (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا
وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة السابعة
والسبعين.. المعنى : أخبر يا محمد بقصة هذا الكافر واذكر حديثه عقيب حديث أولئك
وهو الذي كان ينكر البعث ويستهزئ بآيات الله.
** سبب نزول
الآية : نزلت هذه الآية الكريمة والآيات التي بعدها في العاص بن وائل القائل : لئن
بعثت كما يقول محمد : ليكونن لي مال كثير وأولاد فلا يهمّني شيء.. قال ذلك حين
طالبه خبّاب بن الأرت بماله الذي كان عليه فقال له : لا حتى تكفر بمحمّد فقال :
والله لا أكفر بمحمّد حيّا ولا ميتا ولا حين أبعث قال : فإذا بعثت فجئني فيكون لي
ثمّ ـ هناك ـ مال وولد فأعطيك فنزلت هذه الآيات الكريمات تبكيتا له ـ أي تقريعا
وتوبيخا.
** (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً
لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الحادية
والثمانين.. و «العزّ» نقيض ـ عكس ـ الذلّ.. يقال : عزّ عليّ أن تفعل كذا يعزّ
عزّا.. من باب «ضرب» أيضا. و «عزّ الرجل» بمعنى : قوي فهو عزيز وهم أعزّة وأعزّاء
وتعزز مثله أي تقوّى وعزّزه : أي قوّاه. والفعل «عزّ» من الأضداد.. أي بمعنى : قوي
وبمعنى : ضعف. وقولهم : عزّ هذا الشيء أو المعدن فهو عزيز.. بمعنى : قلّ فلا يكاد
يوجد.
** (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا
الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الثالثة
والثمانين.. المعنى : تهزّهم هزّا وتغريهم على الموبقات والمعاصي.. و «الأزّ» أبلغ
من «الهزّ» والمراد هنا : الإغراء والتسويل ـ أي التزيين. ومنه سوّلت له نفسه
الشيء : أي زيّنته و «الأزّ» هو التهييج والإغراء. أمّا «الأزيز» فهو صوت الرعد
وصوت غليان القدر. وفي الحديث «أنّه كان يصلّي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء».
** (فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما
نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) : في هذا القول الكريم الذي هو نص الآية الكريمة
الرابعة والثمانين حذف مفعول «نعدّ» المتعدي إلى المفعول اختصارا. التقدير : نعدّ
أيامهم أو أيام آجالهم عدا كما حذف مفعول اسم الفاعلين «المتقين» الوارد ذكرهم في
الآية الكريمة الخامسة والثمانين أي الخائفين ربّهم.
** (وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ
يَتَّخِذَ وَلَداً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية
والتسعين والفعل «ينبغي» يعني أيضا : يتيسر نحو : ينبغي لك.. وينبغي أن يكون كذا
بمعنى يندب.. أي يدعو ندبا مؤكدا لا يحسن تركه. واستعمال ماضي هذا الفعل مهجور ـ أي
متروك» وهو الفعل «انبغى» وقيل في توجيهه : إنّ «انبغى» مطاوع «بغى» ولا يستعمل «انفعل»
في المطاوعة إلّا إذا كان فيه علاج وانفعال.. نحو : كسرته فانكسر وكما لا يقال :
طلبته فانطلب وقصدته فانقصد لا يقال : بغيته فانبغى لأنه لا علاج فيه وحكي عن
الكسائي : أنه سمعه أي سمع الفعل «انبغى» من العرب ولهذا أجازه بعضهم.
** (لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الرابعة
والتسعين ومعنى «وعدّهم» هو وعدّ أشخاصهم وأفعالهم عدّا دقيقا فحذف مفعول «عدّ»
وهو المضاف «أشخاص» وحلّ محلّه المضاف إليه «ضمير الغائبين.. هم».
** (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ
لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة السابعة
والتسعين. المعنى : فإنّما سهّلنا هذا القرآن بإنزاله بلغتك وهو اللسان العربي
المبين لتبشّر به المتقين بالجنة وتخوف به قوما شديدي الخصومة والمعاندة و «لدا»
جمع «ألدّ» يقال : لدّ ـ يلدّ لدّا.. أي اشتدت خصومته فهو ألدّ والفعل من باب «تعب»
والمرأة : لدّاء. وهم «لدّ» ويتعدى إلى المفعول نحو : لدّ الرجل خصمه لدا وهذا
الفعل المتعدي يكون من باب «قتل» بمعنى : شدّد خصومته فهو لدّ ـ تسمية بالمصدر و «لادّ»
اسم فاعل.. على الأصل و «لدود» من صيغ المبالغة ـ فعول بمعنى : فاعل أي الشديد
الخصومة.
(إِنْ كُلُّ مَنْ فِي
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً)
(٩٣)
(إِنْ كُلُّ مَنْ) : نافية بمعنى «ما» مهملة لأنها مخففة. كلّ : مبتدأ
مرفوع بالضمة. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى ما كلّ
واحد.. أو ما في السموات والأرض من كائن..
(فِي السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ) : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد.. كان..
استقر أو هو مستقر.. والجملة الفعلية «وجد في السموات» صلة الموصول لا محل لها.
والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب مثلها.
(إِلَّا آتِي) : أداة حصر أو حرف تحقيق بعد النفي. آتي : خبر المبتدأ «كل»
مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وهو مضاف وهو من إضافة اسم الفاعل إلى
مفعوله لأن الأصل : آت الرحمن عبدا قبل الإضافة بنصب «الرحمن» مفعولا به باسم
الفاعل «آت» وعند حذف تنوين «آت» للتخفيف أضيف إلى الرحمن.. وثبتت الياء لأن الاسم
المنقوص النكرة تثبت ياؤه عند الإضافة وتعريفه بال.
(الرَّحْمنِ عَبْداً) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. عبدا : حال
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(لَقَدْ أَحْصاهُمْ
وَعَدَّهُمْ عَدًّا)
(٩٤)
(لَقَدْ أَحْصاهُمْ) : اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. أحصى : فعل
ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين مبني على السكون في
محل نصب مفعول به.
(وَعَدَّهُمْ عَدًّا) : معطوفة بالواو على جملة «أحصاهم» وتعرب إعرابها
وعلامة بناء الفعل الفتح الظاهر. عدا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة بمعنى لقد حصرهم وعد أشخاصهم عدا أو بمعنى : أحاط بهم عادّا
أشخاصهم وعلى هذا المعنى تكون اللفظة حالا من ضمير «أحصى».
(وَكُلُّهُمْ آتِيهِ
يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً)
(٩٥)
(وَكُلُّهُمْ آتِيهِ) : الواو استئنافية. كلّ : مبتدأ مرفوع بالضمة. و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. آتيه : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة
المقدرة على الياء للثقل والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
وجاءت لفظة «آت» بالإفراد مسايرة للفظ «كلّ» وليس للمعنى. وكلمة «آتيه» اسم فاعل
أضيف إلى مفعوله «الهاء» بمعنى : وجميعهم قادم عليه سبحانه.
(يَوْمَ الْقِيامَةِ
فَرْداً) : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة
نصبه الفتحة متعلق بآت بتأويل فعل اسم الفاعل وهو مضاف. القيامة : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة. فردا : حال من «كلهم» منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة بمعنى : منفردا من الأتباع والأعوان.
(إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا)
(٩٦)
(إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني
على الفتح في محل نصب اسم «إنّ». آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها
وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة بمعنى : صدقوا بالله ورسوله.
(وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ) : معطوفة بالواو على جملة «آمنوا» وتعرب مثلها. الصالحات
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث
السالم.
(سَيَجْعَلُ لَهُمُ) : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر «إنّ» السين
حرف ـ استقبال.. تسويف ـ للقريب. يجعل : فعل مضارع مرفوع بالضمة. لهم : جار ومجرور
متعلق بيجعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام وحرك بالضم
لالتقاء الساكنين بمعنى سيحدث لهم الله في قلوب الناس محبة.
(الرَّحْمنُ وُدًّا) : فاعل مرفوع بالضمة. ودا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة أي مودّة.
(فَإِنَّما
يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً
لُدًّا)
(٩٧)
(فَإِنَّما
يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ) : الفاء استئنافية. إنّما : كافة ومكفوفة. يسّرناه : فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على
السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. بلسانك
: جار ومجرور متعلق بيسّرنا والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في
محل جر بالإضافة بمعنى : فإنّما سهلنا هذا القرآن بإنزاله بلغتك وهو اللسان
العربيّ المبين. ويجوز أن يكون الجار والمجرور «بلسانك» متعلقا بحال محذوفة من
الضمير «الهاء» في «يسّرناه» بتقدير : منزّلا بلسانك.. أي بلغتك.
(لِتُبَشِّرَ بِهِ
الْمُتَّقِينَ) : اللام حرف جر للتعليل. تبشر : فعل مضارع منصب بأن
مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
به : جار ومجرور متعلق بتبشر. المتقين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه
جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد والجملة الفعلية
تبشّر به المتقين» صلة حرف
مصدري لا محل لها و «أن» وما تلاها : بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل
والجار والمجرور متعلق بيسّرنا.
(وَتُنْذِرَ بِهِ
قَوْماً لُدًّا) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «تبشر به
المتقين» وتعرب إعرابها.. وعلامة نصب «قوما» الفتحة المنونة. لدا : صفة ـ نعت ـ للموصوف
«قوما» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى ولتخوّف به قوما شديدي
الخصومة.
(وَكَمْ أَهْلَكْنا
قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ
رِكْزاً)
(٩٨)
(وَكَمْ أَهْلَكْنا
قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الرابعة
والسبعين. وفي الكلام تخويف لهم وإنذار بمعنى : كانوا أشدّ من هؤلاء القوم خصومة
وأكثر أعوانا.
(هَلْ تُحِسُ) : حرف استفهام لا عمل لها. تحس : فعل مضارع مرفوع
بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
(مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل
جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال مقدمة من «أحد». من : حرف جر زائد للتوكيد. أحد
: اسم مجرور لفظا بمن وعلامة جره الكسرة المنونة منصوب محلا بتحسّ بمعنى : هل ترى
أو تجد منهم أحدا. أو يكون بمعنى هل تشعر منهم بأحد.
(أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ
رِكْزاً) : الجملة معطوفة بأو على ما قبلها وتعرب إعرابها. ركزا
: مفعول به صريح منصوب بتسمع وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : أو تسمع له أو
لهم صوتا خفيفا.
* * *
سورة طه
معنى
السورة : جاء في
التفسير : إنّ «طه» بمعنى : يا رجل «على لغة بني عك» وهم أفراد قبيلة عربية
مساكنهم في تهامة اليمن شماليّ جدّة.. وقيل : أصله : طأها.. على أنه أمر لرسول
الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بأن يطأ الأرض بقدميه.. فقد كان ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقوم في تهجده على إحدى رجليه. وقد أبدلت الألف من الهمزة. والهاء كناية
عن الأرض. وقيل : إنه أمر بالوطء وإن الأصل : طأ. فقلبت الهمزة هاء أو ألفا ثم بني
عليه الأمر فيكون كما يكون الأمر من الفعل «يرى» ثم ألحق هاء السكت فصار : طه.
وقال الزمخشري : لعلّ عكا تصرفوا في «يا هذا» الذي يعني يا رجل أي إنّ «طاها» في
لغتهم في معنى : يا رجل ولعلّهم تصرفوا في «يا هذا» كأنّهم في لغتهم قالبون الياء طاء
فقالوا : يا طا. واختصروا «هذا» فاقتصروا على «ها» وأثر الصنعة ظاهر لا يخفى في
بيت الشعر الآتي :
إنّ السفاهة
طاها في خلائقكم
|
|
لا قدّس الله
أرواح الملاعين
|
فوضع الظاهر
موضع المضمر. و «السفه» : ضد «الحلم» وقيل : وضع الظاهر موضع المضمر لأن التقدير :
إنّ السفاهة يا هذا أو يا رجل في خلائقكم لا طهّر الله أرواحكم فإنكم ملاعين. و «الخلق»
: السّجيّة. ومنه القول : خالق المؤمن ولا تخالق الفاجر وفلان ـ يتخلّق غير خلقه :
بمعنى : يتكلّفه. قال الشاعر :
يا أيّها
المتحلّى غير سيمته
|
|
إنّ التخلّق
يأتي دونه الخلق
|
وعن الحسن ـ رضي
الله عنه ـ : الأصل في «طه» هو «طأ» فقلبت همزته هاء ثم بني عليه الأمر والهاء
للسكت. وفخّم أبو عمرو الطاء في «طه» وأمال الهاء وفخّمها ابن كثير وابن عامر أمّا
الباقون فأمالوها.
تسمية
السورة : طه : أحد
الأسماء التي أطلقت على رسول الله محمّد صلىاللهعليهوسلم شأنه في ذلك شأن الأسماء الحميدة : أحمد.. المحمود..
الحامد..
وورد هذا الاسم «طه» مرة واحدة في إحدى سور القرآن الكريم التي سميت به.
وقيل : المقصود به : يا محمّد طأ برجلك الأرض.
فضل
قراءة السورة : قال الهادي البشير محمّد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «طه» أعطي يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار «وقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «لا يقرأ أهل الجنّة من القرآن إلّا طه ويس».
إعراب آياتها
(طه)
(١)
(طه) : هذه اللفظة الكريمة إن جعلت تعديدا لأسماء الحروف فهي
ابتداء كلام في محل رفع وإن جعلت اسما للسورة احتملت أن تكون في محل رفع أيضا خبرا
عنها.
(ما أَنْزَلْنا
عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى)
(٢)
(ما أَنْزَلْنا
عَلَيْكَ) : نافية لا عمل لها. أنزل : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
عليك : جار ومجرور متعلق بأنزلنا.
(الْقُرْآنَ لِتَشْقى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. اللام حرف جر
للتعليل. تشقى : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة المقدرة
على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والجملة
الفعلية «تشقى» صلة حرف مصدري لا محل لها بمعنى لتشقى به أي لتنهك نفسك بالعبادة
وتذيقها المشقة و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل
والجار والمجرور متعلق بأنزلنا.
(إِلاَّ تَذْكِرَةً
لِمَنْ يَخْشى)
(٣)
(إِلَّا تَذْكِرَةً) : أداة استثناء. تذكرة : مستثنى بإلّا ـ استثناء منقطعا
بمعنى : لكن تذكرة وعظة منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو تكون «إلّا» أداة
حصر لا عمل لها على معنى : أنزلناه تذكرة فتكون «تذكرة» على هذا المعنى
حالا من «القرآن» ويجوز أن تكون «تذكرة» مفعولا له ـ لأجله ـ على معنى : أنزلنا
عليك القرآن لتحتمل متاعب التبليغ.
(لِمَنْ يَخْشى) : اللام حرف جر و «من» اسم موصول مبني على السكون في
محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «تذكرة». يخشى : فعل مضارع
مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «يخشى» صلة الموصول لا محل لها.
(تَنْزِيلاً مِمَّنْ
خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى)
(٤)
(تَنْزِيلاً مِمَّنْ) : مفعول به منصوب بيخشى وعلامة نصبه الفتحة المنونة
بمعنى : أنزله الله تذكرة لمن يخشى تنزيل الله ـ أي القرآن ـ أو يكون مفعولا مطلقا
منصوبا على المصدر بأنزلنا أي أنزلناه تنزيلا. ممّن : مكونة من «من» حرف جر و «من»
المدغمة بنون «من» وهي اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور
متعلق بصفة محذوفة من «تنزيلا».
(خَلَقَ الْأَرْضَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الأرض : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة.
(وَالسَّماواتِ
الْعُلى) : معطوفة بالواو على «الأرض» وتعرب مثلها وعلامة نصبها
الكسرة بدلا من الفتحة لأنها ملحقة بجمع المؤنث السالم. العلى : صفة ـ نعت ـ للسماوات
منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى :
العليا وهي جمع «العليا» ومؤنث «الأعلى».
(الرَّحْمنُ عَلَى
الْعَرْشِ اسْتَوى)
(٥)
(الرَّحْمنُ) : مرفوع على المدح أي خبر لمبتدإ محذوف تقديره : هو
الرحمن مرفوع بالضمة أو هو مبتدأ وخبره الجملة الفعلية بعده «استوى على العرش» في
محل رفع.
(عَلَى الْعَرْشِ
اسْتَوى) : جار ومجرور ـ شبه جملة ـ متعلق باستوى لأن المعنى :
فوق العرش.. فعلى هنا ظرف مكان بمعنى : فوق. استوى : فعل ماض مبني على الفتح
المقدر على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «الرحمن» أو خبر ثان للمبتدإ المقدر «هو».
(لَهُ ما فِي
السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى)
(٦)
(لَهُ ما فِي
السَّماواتِ) : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم أي لله. ما : اسم
موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. في السموات : جار ومجرور متعلق بفعل
محذوف تقديره : وجد.. كان أو استقر أو هو مستقر والجملة الفعلية «استقر في السموات»
صلة الموصول لا محل لها.
(وَما فِي الْأَرْضِ
وَما بَيْنَهُما) : الجملتان معطوفتان بواوي العطف على «ما في السموات»
وتعربان إعرابها. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
باستقر وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. الميم عماد
والألف علامة التثنية لا محل لها.
(وَما تَحْتَ الثَّرى) : معطوفة بالواو على «ما في السموات» وتعرب إعراب «وما
بينهما». الثرى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف
المقصورة للتعذر بمعنى : لا يخفى عليه سبحانه شيء مهما كان مستورا. و «الثرى» هو
التراب النديّ.
(وَإِنْ تَجْهَرْ
بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى)
(٧)
(وَإِنْ تَجْهَرْ
بِالْقَوْلِ) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. تجهر : فعل
مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : أنت. بالقول : جار ومجرور متعلق بتجهر.
(فَإِنَّهُ يَعْلَمُ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء
واقعة في جواب الشرط. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير
متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ». يعلم : الجملة الفعلية وما بعدها
في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو بمعنى إن تجهر بذكر الله فاعلم أنّه غني عن جهرك.
(السِّرَّ وَأَخْفى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وأخفى : معطوف
بالواو على «السّر» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر بمعنى : وما هو أخفى من السّر ولم ينوّن آخر الكلمة لأنها على
وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل وبوزن الفعل. وقيل عن بعضهم : إنّ «أخفى» : فعل ماض بمعنى
: إنّه يعلم السر أي أسرار العباد وأخفى عنهم ما يعلمه هو سبحانه. وعلى هذا
التفسير يكون فاعل «أخفى» ضميرا مستترا جوازا تقديره هو.
(اللهُ لا إِلهَ
إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)
(٨)
(اللهُ لا إِلهَ
إِلَّا هُوَ) : لفظ الجلالة خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو مرفوع
للتعظيم وعلامة الرفع الضمة أو يكون مرفوعا على الابتداء وخبره جملة (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) في محل رفع والجملة الاسمية (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) في محل رفع خبره الثاني ويجوز أن يكون «لا إله إلّا هو»
جملة اعتراضية لا محل لها والجملة الاسمية (لَهُ الْأَسْماءُ
الْحُسْنى) خبر لفظ الجلالة. لا : نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». إله
: اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا. إلّا : أداة استثناء
أو أداة حصر لا عمل لها. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع بدل من موضع «لا
إله» لأن موضع «لا» وما عملت فيه رفع بالابتداء ولو كان موضع المستثنى نصبا لكان
إلّا إيّاه بمعنى : لا إله معبود في الوجود إلّا هو.
(لَهُ الْأَسْماءُ
الْحُسْنى) : الجملة الاسمية أعرب موضعها ويجوز أن تكون في محل رفع
بدلا من موضع «لا إله» والجار والمجرور «له» في محل رفع خبر مقدم. الأسماء : مبتدأ
مؤخر مرفوع بالضمة. الحسنى : صفة ـ نعت ـ للأسماء مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة
المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.
(وَهَلْ أَتاكَ
حَدِيثُ مُوسى)
(٩)
(وَهَلْ أَتاكَ) : الواو استئنافية. هل : حرف استفهام لا محل له. أتاك : فعل ماض مبني على
الفتح المقدر على الألف للتعذر والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح
في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى هل بلغك.
(حَدِيثُ مُوسى) : فاعل مرفوع بالضمة. موسى : مضاف إليه مجرور بالإضافة
وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه اسم ممنوع من الصرف لعجمته وقد منع ظهور
الحركة التعذر بمعنى خبر موسى وقصته مع فرعون.
(إِذْ رَأى ناراً
فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها
بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً)
(١٠)
(إِذْ رَأى ناراً) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب
متعلق بالمعنى المؤول من حديث والجملة الفعلية بعده في محل جر بالإضافة. رأى : فعل
ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر
فيه جوازا تقديره : هو. نارا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(فَقالَ لِأَهْلِهِ) : الفاء سببية. قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. لأهله : جار ومجرور متعلق بقال والهاء ضمير متصل ـ
ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
(امْكُثُوا إِنِّي) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي
فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل والألف فارقة بمعنى امكثوا أي أقيموا مكانكم. إنّي : حرف نصب وتوكيد مشبه
بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ».
(آنَسْتُ ناراً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ
ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. نارا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : إنّي أبصرت نارا.
(لَعَلِّي آتِيكُمْ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» يفيد الترجي وهو توقع
الممكن والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «لعلّ».
آتيكم : خبر «لعلّ» مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب إذا كان الفعل مضارعا أو في محل جر بالإضافة
من إضافة اسم الفاعل «آتي» إلى مفعوله والميم علامة جمع الذكور والأصوب إعراب «آتيكم»
فعلا مضارعا بمعنى : أأتيكم والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا والكاف في
محل نصب مفعولا به والجملة الفعلية «آتيكم» في محل رفع خبر «لعلّ».
(مِنْها بِقَبَسٍ) : جار ومجرور متعلق بآت أو بفعله أو بحال محذوفة من «قبس»
لأنها صفة له قدّمت عليه أي من النار. بقبس : أي بشعلة أو بجمرة : جار ومجرور
متعلق باسم الفاعل «آت» بتأويل فعله.
(أَوْ أَجِدُ عَلَى
النَّارِ هُدىً) : حرف عطف للتخيير. أجد : معطوفة على «آتي» وتعرب مثلها
وعلامة رفع الفعل الضمة الظاهرة. على النار : جار ومجرور متعلق بأجد. هدى : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر على الألف قبل تنوينها لأن الكلمة اسم
مقصور نكرة بمعنى هاديا يهديني الطريق أو قوما ينفعونني بهداهم أو ذوي هدى لأنه
إذا وجد الهداة ـ جمع هاد ـ وجد الهدى.
(فَلَمَّا أَتاها
نُودِيَ يا مُوسى)
(١١)
(فَلَمَّا أَتاها) : الفاء استئنافية. لمّا : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين»
مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب. أتى : الجملة
الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما» وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر
على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو و «ها» ضمير متصل مبني
على السكون في محل نصب مفعول به.
(نُودِيَ يا مُوسى) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل
ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو
بمعنى : ناداه الله سبحانه. يا : أداة نداء. موسى : اسم معرفة مفرد منادى بأداة
نداء مبني على الضم المقدر للتعذر في محل نصب.
(إِنِّي أَنَا رَبُّكَ
فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً)
(١٢)
(إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل مبني
على السكون في محل نصب اسم «إنّ». أنا : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم الواحد المطاع ـ
مبني على السكون في محل نصب توكيد للضمير «الياء» أي ضمير المتكلم الواحد المطاع
في «إنّي». ربك : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني
على الفتح في محل جر بالإضافة أو يكون الضمير «أنا» في محل رفع مبتدأ و «ربك» خبره
والجملة الاسمية «أنا ربك» في محل رفع خبر «إنّ» و «إنّ» مع اسمها وخبرها في محل
نصب مفعول به لفعل مضمر بتقدير : ناداه الله وقال له إنّي أنا ربك أو نودي فقيل يا
موسى إنّي أو لأن النداء ضرب ـ نوع ـ من القول فعومل معاملته.
(فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) : الفاء سببية لأن الحفوة تواضع لله. اخلع : بمعنى «انزع»
فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. نعليك :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى وحذفت نونه ـ أصله : نعلين ـ للإضافة
والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
(إِنَّكَ بِالْوادِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد التعليل هنا والكاف
ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ». بالواد : جار
ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» وحذفت الياء ـ أصله : بالوادي ـ خطا واختصارا
أو للوصل ـ التقاء الساكنين ـ وقيل : طوى : الموجود بجانب الطور.
(الْمُقَدَّسِ طُوىً) : صفة ـ نعت ـ للوادي مجرور مثله وعلامة جره الكسرة. طوى
: مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على
آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر قبل تنوينها وقد نوّنت آخر اللفظة بتأويل
المكان. و «طوى» بمعنى «ثنى» أي نودي نداءين أو قدّس الوادي كرّة بعد كرّة.
(وَأَنَا اخْتَرْتُكَ
فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى)
(١٣)
(وَأَنَا اخْتَرْتُكَ) : الواو عاطفة. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ
مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اخترتك : الجملة الفعلية في محل رفع خبر
المبتدأ وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير
متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بمعنى : وقد اخترتك لرسالتي أو وأنا
اصطفيتك للنبوّة.
(فَاسْتَمِعْ لِما
يُوحى) : الفاء استئنافية. استمع : فعل أمر مبني على السكون
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. اللام حرف جر. ما : اسم موصول مبني على
السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق باستمع أو باخترتك. يوحى : فعل
مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر
ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «يوحى» صلة
الموصول لا محل لها أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر «الوحي»
في محل جر باللام.
(إِنَّنِي أَنَا اللهُ
لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)
(١٤)
(إِنَّنِي أَنَا اللهُ
لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) : هذا القول الكريم أعرب في الآيتين الكريمتين الثانية
عشرة.. والثامنة والنون في «إنّني» نون الوقاية لا محل لها. و «أنا» ضمير الواحد
المطاع مبني على السكون في محل رفع بدل من موضع «لا إله».
(فَاعْبُدْنِي
وَأَقِمِ) : الفاء سببية. اعبدني : فعل أمر مبني على السكون
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. النون نون الوقاية لا محل لها والياء
ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب
مفعول به. وأقم : معطوفة بالواو على «اعبد» وتعرب مثلها وحركت الميم بالكسر
لالتقاء الساكنين. وحذفت الياء ـ أصله : أقيم ـ تخفيفا وتخلصا من التقاء الساكنين.
(الصَّلاةَ لِذِكْرِي) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. لذكري : جار
ومجرور متعلق بأقم والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في
محل جر بالإضافة بمعنى : عند ذكري أو لإخلاص ذكري وطلب وجهي أو لأوقات ذكري وهي
مواقيت الصلاة أو بحذف المضاف إليه أي لذكر صلاتي أو لتذكرني.
(إِنَّ السَّاعَةَ
آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى)
(١٥)
(إِنَّ السَّاعَةَ
آتِيَةٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الساعة : اسم «إنّ»
منصوب بالفتحة. آتية : خبرها مرفوع بالضمة المنونة.
(أَكادُ أُخْفِيها) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان لإنّ ويجوز أن
تكون اعتراضية لا محل لها وهي فعل مضارع ناقص من أخوات «كان» وهو من أفعال
المقاربة مرفوع بالضمة واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. أخفيها : الجملة
الفعلية في محل نصب خبر «أكاد» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء
للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا و «ها» ضمير متصل مبني على
السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : أكاد أزيل خفاءها : أي أظهرها. و «الخفاء» هو
الغطاء.
(لِتُجْزى كُلُّ
نَفْسٍ) : اللام حرف جر للتعليل. تجزى : فعل مضارع منصوب بأن
مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر ـ
والفعل مبني للمجهول. كل : نائب فاعل مرفوع بالضمة. نفس : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. والجملة الفعلية «تجزى كلّ» صلة حرف مصدري لا
محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار
والمجرور متعلق بآتية.
(بِما تَسْعى) : الباء حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل
جر بالباء والجار والمجرور متعلق بتجزى. تسعى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل
لها وهي مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر أو تكون «ما»
مصدرية فتكون «ما» وما تلاها بتأويل مصدر «بسعيها» في محل جر بالباء.
(فَلا يَصُدَّنَّكَ
عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى)
(١٦)
(فَلا يَصُدَّنَّكَ
عَنْها) : الفاء سببية. لا : ناهية جازمة. يصدنك : فعل مضارع
مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا الناهية. الكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم ونون التوكيد لا
محل لها. عنها : جار ومجرور متعلق بيصدنّ بمعنى لا يمنعنك عن تصديق القيامة أو
الصلاة.
(مَنْ لا يُؤْمِنُ
بِها) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. لا :
نافية لا عمل لها. يؤمن : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو. بها : جار ومجرور متعلق بيؤمن. والجملة الفعلية «لا يؤمن بها» صلة
الموصول لا محل لها.
(وَاتَّبَعَ هَواهُ
فَتَرْدى) : الواو استئنافية ويجوز أن تكون عاطفة. اتّبع : فعل
ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. هواه : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر والهاء ضمير متصل ـ ضمير
الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. الفاء سببية. تردى : فعل مضارع منصوب
بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والجملة الفعلية «تردى» أي تهلك صلة
حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع
من الكلام السابق.. التقدير : ليكن منك عدم الصد فالنجاة ويجوز أن تكون الفاء
واقعة في جواب شرط مقدم لشرط محذوف. التقدير والمعنى : إن صددت عنها فإنك تردى..
أي تهلك.
(وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ
يا مُوسى)
(١٧)
(وَما تِلْكَ
بِيَمِينِكَ) : الواو استئنافية. ما : اسم استفهام مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ. تي : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر وهو اسم إشارة
مبهم. اللام للبعد والكاف للخطاب. بيمينك : جار ومجرور في محل نصب حال من اسم الاستفهام.
والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة ويجوز أن
يكون «تلك» بمعنى «التي» اسما موصولا فيكون الجار والمجرور «بيمينك» متعلقا بفعل
محذوف تقديره : تحمله بيمناك والجملة الفعلية «تحمله بيمينك» صلة الموصول لا محل
لها أي بيدك اليمنى.
(يا مُوسى) : أداة نداء. موسى : اسم منادى معرفة مفرد مبني على
الضم المقدر على الألف للتعذر في محل نصب.
(قالَ هِيَ عَصايَ
أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى)
(١٨)
(قالَ هِيَ عَصايَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ هي : ضمير
رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. عصاي : خبر «هي» مرفوع بالضمة المقدرة
على الألف للتعذر والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة.
(أَتَوَكَّؤُا
عَلَيْها) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «العصا» وهي فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. عليها : جار
ومجرور متعلق بأتوكأ.
(وَأَهُشُّ بِها عَلى
غَنَمِي) : الجاران والمجروران متعلقان بأهش والجملة الفعلية «وأهش»
معطوفة بالواو على جملة «أتوكأ» وتعرب إعرابها. والياء في «غنمي» ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(وَلِيَ فِيها) : الواو استئنافية. لي : جار ومجرور في محل رفع متعلق
بخبر مقدم. فيها : جار ومجرور متعلق بحال مقدمة من «مآرب».
(مَآرِبُ أُخْرى) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ولم ينوّن آخره لأنه ممنوع
من الصرف على وزن ـ مفاعل ـ بمعنى : مقاصد أو حاجات. أخرى : صفة ـ نعت ـ لمآرب
مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة المقدرة على الألف للتعذر.
(قالَ أَلْقِها يا مُوسى)
(١٩)
(قالَ أَلْقِها يا
مُوسى) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو أي قال الله تعالى له والجملة الفعلية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ ألق : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف العلة.. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة
عليها. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «ها» ضمير متصل مبني على
السكون في محل نصب مفعول به. يا : أداة نداء. موسى : منادى علم مفرد مبني على الضم
المقدر على الألف للتعذر في محل نصب.
(فَأَلْقاها فَإِذا
هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى)
(٢٠)
(فَأَلْقاها فَإِذا) : الفاء استئنافية. ألقى : فعل ماض مبني على الفتح
المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو و «ها» ضمير
متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. الفاء استئنافية و «إذا» حرف فجاءة
وعند بعضهم اسم يفيد الظرفية لا عمل له.
(هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. حية :
خبر «هي» مرفوع بالضمة المنونة. الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت لحيّة أو في
محل نصب حال من المبتدأ «هي». تسعى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف
للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي بمعنى : تمشي أو تزحف.
** (إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة وفيه
حذف مفعول «يخشى» اختصارا.. لأن المعنى معلوم.. أي أنزلنا القرآن للتذكير لمن يخشى
الله أو عظة لمن يخشى تنزيل الله جلت قدرته.
** سبب نزول
الآية : قال مقاتل : قال أبو جهل والنضر بن الحارث للنبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إنّك لتشقى بترك ديننا وذلك لما رأياه من طول عبادته واجتهاده فأنزل
الله تعالى هذه الآية الكريمة : (ما أَنْزَلْنا
عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) (٢) أي لتضنى ـ تتعب ـ نفسك بتعب زائد في العبادة.
** (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة.
والمعنى : فوق العرش استقر واعتلى وارتفع على عرش ملكه.. وبما أن هذا المعنى محال
عليه ـ عزوجل ـ لأنه سبحانه ليس بجسم وهو جلّت قدرته منزّه عن الأعضاء فيكون المعنى :
استولى على ملكه وتدبيره وفي العبارة كناية : أي استيلاؤه على الملكوت وتصرفه فيه
بحكمته.
** (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الثانية
عشرة يكون المعنى : انزع نعليك.. لأن الحفوة تواضع لله.. وهذا ما يفعله المسلمون
أيضا في أثناء دخولهم المساجد والجوامع. ويقال : خلع الرجل عن عمله : أي عزل.
والفعل «خلع» من باب «قطع» قال الرسول الكريم محمّد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «قال الله تعالى : إنّ بيوتي في أرض المساجد وإنّ زوّاري فيها عمّارها
فطوبى لعبد تطهّر في بيته ثم زارني في بيتي فحقّ على المزور أن يكرم زائره. و «المسجد»
هو بيت الصلاة وهو أيضا موضع السجود من بدن الإنسان.. ومنه : سجد الرجل : بمعنى :
وضع جبهته بالأرض. و «السجود» لله تعالى في الشرع : عبارة ـ عن هيئة مخصوصة.. أمّا
«الجامع» وجمعه : جوامع.. هي معابد المسلمين.. ومنه : اليوم الجامع وهو يوم الجمعة..
ويقال : هذا كلام جامع : أي كلام قلّت ألفاظه وكثرت معانيه.. ويسمّى أيضا جوامع
الكلم.. وكان الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يتكلم بجوامع الكلم : أي كان كلامه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قليل الألفاظ كثير المعاني.. ويقال : حمدت الله تعالى بمجامع الحمد : أي
بكلمات جمعت أنواع الحمد والثناء على الله تعالى. ويسمّى «المسجد» الذي تصلّى فيه
الجمعة : الجامع لأنه يجمع الناس لوقت معلوم. ومؤنّث «الجامع» هو الجامعة ـ اسم
فاعل ـ أيضا وهى أيضا اسم يطلق على المؤسسة الثقافية التي تشتمل على معاهد
التعليم. وقيل : كان السلف يطوفون بالكعبة حافين ـ جمع حاف ـ أي وهم حفاة لأن
الحفوة تواضع لله.. ومنهم من استعظم دخول المسجد بنعليه.. وكان إذا ندر منه الدخول
منتعلا تصدّق. والقرآن الكريم يدلّ على أنّ ذلك احترام للبقعة وتعظيم لها وتشريف
لقدسها.
** (وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) : ذكر هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة عشرة..
المعنى : وأضرب بها ورق الشجر ليسقط على غنمي فتأكل أو وأخبط بها الورق على رءوس ـ
غنمي. يقال : هشّ الرجل ـ يهش ـ هشّا : بمعنى : صال بعصاه. والفعل من باب «قتل» أو
«ردّ» وهشّ الشجرة هشّا : أي ضربها ليتساقط ورقها. ويقال : هشّ الشيء يهشّ ـ هشا
من باب «تعب» وهشاشة بمعنى : لان واسترخى فهو هشّ وهشّ العود هشوشا بمعنى : صار
هشّا أي سريع الكسر وهو من باب «تعب» أيضا. ويأتي الفعل أيضا من بابي «تعب» و «ضرب»
نحو : هشّ الرجل هشاشة : إذا تبسّم وارتاح. وهشّ به : خفّ إليه وارتاح له.
** (فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة العشرين وقيل
: إنّ الحية مشتقة من الحياة. والحياة : نقيض الممات. وقيل : إنّ الجانّ وجمعه :
الجنّ : هو الحية البيضاء. و «الجنّ» أيضا : ضد الإنس. وجمع «جنّي» قيل سمّي بذلك
لأنه يتّقى ولا يرى. ومن أسماء «الحية» : الغول : وهو حيوان لا وجود له قال رسول
الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من آتاه الله مالا فلم يؤدّ زكاته مثل يوم القيامة شجاعا» و «الشجاع»
هنا : ضرب من الحيات وهو الحية الذكر. و «الأرقم» : أخبث الحيات وتعني الداهية.
وهو أيضا ما فيه سواد وبياض من الحيات. ويقال للأنثى : رقشاء ولا يقال : رقماء أما
«الرقم» بفتح القاف فهو لون الأرقم «الحية» الخبيثة» ولهذا نقول على علامات
الأعداد الحسابية : هذا رقم واحد ورقم اثنين إلى تسعة. وتسمّى
«الحيات» : بنات طبق. لإطباقها على من تلسعه. أو لأنّ الحوّاء يمسكها تحت
أطباق الأسفاط المجلّدة. و «الأسفاط» جمع «سفط» وهو وعاء كالقفّة. والأفعوان : هو
ذكر الأفاعي. ويقال : إنّك لتظلمني ظلم الأفعى قال الشاعر :
وأنت كالأفعى
التي لا تحتفر
|
|
ثمّ تجىء
سادرة فتنحجر
|
وذلك أن الأفعى
لا تتخذ لنفسها بيتا. فكلّ بيت قصدت إليه هرب أهله منه وخلّوه لها.. أو لأنها تجيء
إلى حجر غيرها فتدخله وتغلبه عليه.
ويقال : إنّ «الثعبان»
جمع «ثعب» وهو مسيل الماء في الوادي. ويصف شاعر جريان السيل بزحف الأفعى فيقول :
البرق يلمع
مثل سيف ينتضى
|
|
والسيل يجري
مثل أفعى تزحف
|
والقطر يهمي
وهو أبيض ناصع
|
|
ويصير سيلا
وهو أغبر أكلف.
|
و «ينتضى»
بمعنى : يسلّ.. و «يهمي» بمعنى : ينهمر. أمّا «أكلف» فهو على صيغة «أفعل» صفة
لأغبر.. مأخوذة من «الكلف» وهو لون بين السواد والحمرة. وقيل في الأمثال : رماه
الله بأفعى حارية هي التي نقص جسمها من الكبر. يقال : إنّ الأفعى الحارية لا تطني..
أي لا تبقي لديغها ـ ملدوغها ـ فعيل بمعنى مفعول ـ بل تقتله من ساعتها. وقيل :
الحية : هي الأفعى.. تقال للذكر والأنثى.. والهاء فيها للإفراد شأنها في ذلك شأن «بطّة»
و «دجاجة» وروي عن العرب قولهم : الحيّ : هو الذكر. و «الحية» هي الأنثى وقيل في
الأمثال : أروى من حية.. لأنها تكون في القفار.. فلا تشرب الماء ولا تريده. و «القفار»
: جمع «قفر» : وهو الخلاء من الأرض لا ماء فيها ولا ناس ولا كلأ «أي عشب».
(قالَ خُذْها وَلا
تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى)
(٢١)
(قالَ خُذْها) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. والجملة الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ خذ : فعل
أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «ها» ضمير متصل
مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(وَلا تَخَفْ
سَنُعِيدُها) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تخف : فعل مضارع
مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره وأصله : تخاف.. حذفت الألف لالتقاء
الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. السين حرف استقبال ـ تسويف ـ
للقريب. نعيد : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن
و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(سِيرَتَهَا الْأُولى) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير
متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : سنعيد إليها سيرتها الأولى. من «عاده»
بمعنى : عاد إليه وبزيادة الهمزة تعدى إلى مفعولين ويجوز أن تكون اللفظة مفعولا
مطلقا منصوبا بفعل مضمر تقديره : تسير سيرتها الأولى. وأوصل الفعل «نعيد» إلى «ها»
المجرور بإلى فصار : نعيدها و «الأولى» صفة ـ نعت ـ للسيرة منصوبة مثلها وعلامة
نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. بمعنى : إلى حالتها أو هيأتها الأولى وهي
كونها عصا.
(وَاضْمُمْ يَدَكَ
إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى)
(٢٢)
(وَاضْمُمْ يَدَكَ) : الواو عاطفة. اضمم : فعل أمر مبني على السكون والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. يدك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
(إِلى جَناحِكَ) : جار ومجرور متعلق باضمم. والكاف أعرب في «يدك» بمعنى
: إلى جنبك تحت العضد أو الإبط.
(تَخْرُجْ بَيْضاءَ) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه : سكون
آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. بيضاء : حال من «اليد» ولم تنون
لأنها ممنوعة من الصرف على وزن «فعلاء» ومنتهية بألف تأنيث بمعنى : ثم أخرج يدك
تخرج مشعّة مشرقة.
(مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) : جار ومجرور متعلق بتخرج. سوء : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة أي عاهة.
(آيَةً أُخْرى) : حال ثانية أو بدل من الحال الأولى «بيضاء» منصوبة
مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة. أو تكون منصوبة بفعل محذوف تقديره : خذ آية أو
دونك آية.. أو نؤتيك آية.. فالكلمة مفعول به بفعل مضمر حذف لدلالة الكلام. وقد
تعلق بهذا المضمر المحذوف «لنريك» أي خذ هذه الآية
أيضا بعد قلب العصا حية لنريك بهاتين الآيتين بعض آياتنا الكبرى أو الكبرى
أو لنريك بهما الكبرى من آياتنا الكبرى فعلنا ذلك. أخرى : صفة ـ نعت ـ لآية منصوبة
مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.
(لِنُرِيَكَ مِنْ
آياتِنَا الْكُبْرى)
(٢٣)
(لِنُرِيَكَ) : اللام حرف جر للتعليل. نريك : فعل مضارع منصوب بأن
مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.
والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية
«نريك..» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل
جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : خذ. وقد شرح في الآية
الكريمة السابقة.
(مِنْ آياتِنَا
الْكُبْرى) : جار ومجرور متعلق بالمفعول الثاني دلت عليه «من»
التبعيضية كما شرح في الآية الكريمة السابقة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد
المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الكبرى صفة ـ نعت ـ للآيات مجرورة
مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.
(اذْهَبْ إِلى
فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى)
(٢٤)
(اذْهَبْ إِلى
فِرْعَوْنَ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت. إلى فرعون : جار ومجرور متعلق باذهب وعلامة جر الاسم الفتحة
بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.
(إِنَّهُ طَغى) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير
الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ» تفيد هنا التعليل. طغى : الجملة
الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف
المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
(قالَ رَبِّ اشْرَحْ
لِي صَدْرِي)
(٢٥)
(قالَ رَبِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو أي موسى. ربّ : منادى بأداة نداء محذوفة للتوقير التقدير : يا رب..
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة
التي هي الحركة الدالة على ياء المتكلم المحذوفة خطا واختصارا ولكثرة الاستعمال
والياء المحذوفة ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة الكسرة دالة عليها.
(اشْرَحْ لِي صَدْرِي) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي
فعل تضرع ودعاء بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
أنت. لي : جار ومجرور متعلق باشرح. صدري : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء
ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي وسّع صدري
للإيمان.
(وَيَسِّرْ لِي
أَمْرِي)
(٢٦)
هذه الآية
الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بمعنى : وسهّل ما
ألقى في سبيل رسالتي.
(وَاحْلُلْ عُقْدَةً
مِنْ لِسانِي)
(٢٧)
(وَاحْلُلْ عُقْدَةً) : معطوفة بالواو على «يسّر الأمر» وتعرب مثلها وعلامة
نصب «عقدة» الفتحة المنونة الظاهرة.
(مِنْ لِسانِي) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «عقدة» بتقدير :
عقدة من عقد لساني والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة.
(يَفْقَهُوا قَوْلِي)
(٢٨)
(يَفْقَهُوا قَوْلِي) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الدعاء والتضرع ـ الطلب ـ وعلامة
جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في
محل رفع فاعل والألف فارقة. قولي : يعرب إعراب «صدري» في الآية الكريمة
الخامسة والعشرين بمعنى : ليفهموا قولي خشية من التلعثم.
(وَاجْعَلْ لِي
وَزِيراً مِنْ أَهْلِي)
(٢٩)
هذه الآية
الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة السابعة والعشرين جار ومجرور متعلق باجعل. ومعنى
«وزيرا» المؤازرة وهي المعاونة. وقال الأصمعيّ : وكان الأصل : أزيرا فقلبت الهمزة
إلى الواو ووجه قلبها أن «فعيلا» جاء في معنى مفاعل مجيئا صالحا كقولهم : عشير
وجليس ونديم.
(هارُونَ أَخِي)
(٣٠)
(هارُونَ أَخِي) : مفعول به ثان منصوب باجعل وعلامة نصبه الفتحة ولم
ينون لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية وكان حقه أن يكون مفعولا به أول و «وزيرا»
مفعولا به ثانيا فقدم ثانيهما على أولهما عناية بأمر الوزارة ويجوز أن يكون عطف
بيان من «وزيرا». أخي : عطف بيان من «وزيرا» أيضا أو يكون بدلا من «هارون» على
وجهي إعراب «هارون» منصوبا وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع
من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل مبني على السكون في
محل جر بالإضافة.
(اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي)
(٣١)
هذه الآية
الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الخامسة والعشرين لأنها مثلها فيها تضرع ودعاء..
بمعنى : قوّني به فوق قوتي.. لأن معنى «الأزر» القوة الشديدة.. ومنه آزره : أي
قوّاه أو اشدد به ظهري.
(وَأَشْرِكْهُ فِي
أَمْرِي)
(٣٢)
تعرب إعراب
الآية الكريمة السابقة لأنّها معطوفة عليها بالواو. في أمري : جار ومجرور متعلق
بأشرك بمعنى في أمر رسالتي.. أو واجعله شريكا أو شريكي في أمري.
(كَيْ نُسَبِّحَكَ
كَثِيراً)
(٣٣)
(كَيْ نُسَبِّحَكَ
كَثِيراً) : حرف جر للتعليل. نسبحك : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة
بعد «كي» وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والكاف
ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «نسبّحك» صلة حرف مصدري
لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بكي والجار والمجرور
متعلق باشدد وأشركه. كثيرا : صفة ـ نعت ـ نائب عن المفعول المطلق ـ المصدر ـ المحذوف
أو هي صفة للمصدر بتقدير : نسبّحك تسبيحا كثيرا بمعنى : كي ننزّهك ونقدسك تنزيها
وتقديسا كثيرا.
(وَنَذْكُرَكَ
كَثِيراً)
(٣٤)
معطوفة بالواو
على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بتقدير : ونذكرك ذكرا كثيرا.
(إِنَّكَ كُنْتَ بِنا
بَصِيراً)
(٣٥)
(إِنَّكَ كُنْتَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير
الواحد المطاع ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ». كنت : فعل ماض ناقص مبني
على السكون لاتصاله بضمير الرفع والتاء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على
الفتح في محل رفع اسم «كان».
(بِنا بَصِيراً) : الباء حرف جر و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني
على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بكنت أو بخبرها. بصيرا : خبر «كان»
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : عليما بحالنا. والجملة الفعلية «كنت بنا
بصيرا» في محل رفع خبر «إنّ».
(قالَ قَدْ أُوتِيتَ
سُؤْلَكَ يا مُوسى)
(٣٦)
(قالَ قَدْ أُوتِيتَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو والجملة الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ قد : حرف
تحقيق. أوتيت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على
السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني
على الفتح في محل رفع نائب فاعل.
(سُؤْلَكَ يا مُوسى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ
ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. يا : حرف نداء. موسى : اسم
منادى علم معرفة مبني على الضم المقدر للتعذر على الألف المقصورة في محل نصب.
(وَلَقَدْ مَنَنَّا
عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى)
(٣٧)
(وَلَقَدْ مَنَنَّا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف
تحقيق. منّ : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد
المطاع سبحانه و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(عَلَيْكَ مَرَّةً
أُخْرى) : جار ومجرور متعلق بمنّ. مرة : مفعول مطلق نائب عن
المصدر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أخرى : صفة ـ نعت ـ لمرّة منصوبة مثلها
وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
(إِذْ أَوْحَيْنا إِلى
أُمِّكَ ما يُوحى)
(٣٨)
(إِذْ أَوْحَيْنا) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب
متعلق بمنّ. أوحي : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على
السكون في محل رفع فاعل.
(إِلى أُمِّكَ) : جار ومجرور متعلق بأوحينا والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
(ما يُوحى) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يوحى
: الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها.. وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة
رفعه الضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ
للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى ما لا يعلم
إلا بالوحي.
(أَنِ اقْذِفِيهِ فِي
التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ
يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي
وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي)
(٣٩)
(أَنِ اقْذِفِيهِ فِي
التَّابُوتِ) : حرف تفسير لا محل لها والجملة بعده : جملة تفسيرية لا
محل لها وكسر آخر «أن» لالتقاء الساكنين. اقذفيه : فعل أمر مبني على حذف النون لأن
مضارعه من الأفعال الخمسة. الياء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبة ـ مبني على السكون في
محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل نصب مفعول
به بمعنى : ضعيه. في التابوت : جار ومجرور متعلق باقذفي.. بمعنى : في الصندوق
ويجوز أن تكون «أن» مصدرية بعد تقدير حرف جر قبلها أي بأن اقذفيه فتكون جملة «اقذفيه»
صلة حرف مصدري لا محل لها وتكون «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر
بتقدير : بقذفه والجار والمجرور متعلق بأوحينا.
(فَاقْذِفِيهِ فِي
الْيَمِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على «اقذفيه في التابوت»
وتعرب إعرابها بمعنى أوحينا إلى أمه أي ألهمناها أن ضعيه في صندوق من الخشب واقذفي
الصندوق في البحر أي في النيل.
(فَلْيُلْقِهِ
الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ) : الفاء استئنافية. اللام لام الأمر. يلقه : فعل مضارع
مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الياء ـ والهاء ضمير متصل
مبني على الكسر في محل نصب مفعول به بمعنى : ثم أمرنا النهر أن يلقه. اليم : فاعل
مرفوع بالضمة. بالساحل : جار ومجرور متعلق بيلقي.
(يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ
لِي) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب ـ الأمر ـ وعلامة
جزمه سكون آخره والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول
به مقدم. عدوّ : فاعل مرفوع بالضمة المنونة. لي : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من
«عدو» المقصود : فرعون نفسه.
(وَعَدُوٌّ لَهُ
وَأَلْقَيْتُ) : معطوف بالواو على «عدوّ لي» ويعرب إعرابه. الواو
استئنافية. ألقيت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء
ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع مبني على الضم في محل رفع فاعل.
(عَلَيْكَ مَحَبَّةً
مِنِّي) : جار ومجرور متعلق بألقيت. محبة مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة. منّي : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «محبة» بمعنى : محبة
حاصلة أو واقعة مني قد ركزتها في القلوب أو منّي للناس فلذلك أحبك فرعون وكل من
أبصرك.
(وَلِتُصْنَعَ عَلى
عَيْنِي) : الواو عاطفة. اللام حرف جر للتعليل. تصنع : فعل مضارع
مبني للمجهول منصوب بأن مضمرة بعد اللام ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره
: أنت والجملة الفعلية «تصنع على عيني» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة
وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بألقيت وحذف
المعطوف عليه اختصارا لأن الكلام دال عليه. التقدير : ولترحم أو ليتعطف عليك
ولتصنع أو حذف معلّلة على تقدير : ولتصنع فعلت ذلك. على عيني : جار ومجرور متعلق
بتصنع والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة بمعنى : ولتربّى تحت رعايتي وأنا مراقبك كما يراعي الرجل الشيء بعينه إذا
مرّ به.
(إِذْ تَمْشِي
أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى
أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ
مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ
جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى)
(٤٠)
(إِذْ تَمْشِي
أُخْتُكَ) : ظرف للزمن بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب
متعلق بألقيت أو تصنع أو يكون بدلا من «إذ أوحينا». تمشي : فعل مضارع مرفوع بالضمة
المقدرة على الياء للثقل. أختك : فاعل مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل
جر بالإضافة والجملة الفعلية «تمشي أختك» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد
الظرف «إذ».
(فَتَقُولُ هَلْ) : الفاء عاطفة. تقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. هل : حرف استفهام لا عمل لها. والجملة الفعلية «هل
أدلكم..» في محل نصب مفعول به «مقول القول».
(أَدُلُّكُمْ عَلى
مَنْ يَكْفُلُهُ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : أنا. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول
به والميم علامة جمع الذكور أي فتقول لهم هل أدلكم.. على : حرف جر. من : اسم موصول
مبني على السكون في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بأدل والجملة الفعلية «يكفله»
صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو والهاء ضمير متصل مبني على الضم ـ ضمير الغائب ـ في محل نصب مفعول به.
(فَرَجَعْناكَ إِلى
أُمِّكَ) : الفاء عاطفة. رجع : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف
ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. إلى أمك : جار
ومجرور متعلق برجعنا والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر
بالإضافة بمعنى : هل أدلكم على من يقوم بأمره من الرضاعة فأحضرت إليهم أمك
فرجعناك.
(كَيْ تَقَرَّ
عَيْنُها) : حرف جر. تقرّ : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد «كي»
وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : كي تسرّ. عين : فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «تقر
عينها» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر
بكي والجار والمجرور متعلق برجعناك و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على
السكون في محل جر بالإضافة بمعنى كي تبرد عينها سرورا ويجف دمعها.
(وَلا تَحْزَنَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «تقر عينها» وتعرب
إعرابها. لا : نافية لا عمل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي بمعنى :
فأحضرت أختك إليهم أمك فرجعناك إليها كي تسرّ ولا تحزن.
(وَقَتَلْتَ نَفْساً) : الواو استئنافية. قتلت : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في
محل رفع فاعل. نفسا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.
(فَنَجَّيْناكَ مِنَ
الْغَمِ) : الفاء استئنافية. نجّينا : تعرب إعراب «رجعناك». من
الغم : جار ومجرور متعلق بنجّينا.
(وَفَتَنَّاكَ
فُتُوناً) : معطوفة بالواو على «نجيناك» وتعرب مثلها. فتونا :
مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : وابتليناك ابتلاء
شديدا أو واختبرناك اختبارا أو تكون «فتونا» على جمع «فتن» أي فتناك ضروبا من
الفتن.
(فَلَبِثْتَ سِنِينَ) : الفاء استئنافية. لبثت : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في
محل رفع فاعل بمعنى : فمكثت وأقمت. سنين : ظرف زمان متعلق بلبثت منصوب على الظرفية
الزمانية وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.. والنون عوض عن تنوين
المفرد والحركة. والكلمة تعرب بالحروف والحركات وهنا جاء إعرابها بالحروف.
(فِي أَهْلِ مَدْيَنَ) : جار ومجرور متعلق بلبثت. مدين : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية
والتأنيث ولأنها اسم بقعة وهي قرية شعيب ـ ع ـ.
(ثُمَّ جِئْتَ عَلى
قَدَرٍ) : حرف عطف. جئت على قدر : معطوفة على جملة «لبثت في أهل..»
وتعرب مثلها أي قدرته لك لأكلمك.
(يا مُوسى) : أداة نداء. موسى : منادى علم مفرد مبني على الضم
المقدر على الألف للتعذر في محل نصب.
(وَاصْطَنَعْتُكَ
لِنَفْسِي)
(٤١)
(وَاصْطَنَعْتُكَ
لِنَفْسِي) : الواو عاطفة. اصطنعتك : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم سبحانه ـ مبني على
الضم في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل
نصب مفعول به بمعنى : ثم اخترتك لنفسي أو لمحبتي. لنفسي : جار ومجرور متعلق
باصطنع. والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة.
(اذْهَبْ أَنْتَ
وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي)
(٤٢)
(اذْهَبْ أَنْتَ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت. أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع توكيد للضمير المؤكد
ـ ضمير المخاطب ـ في «اذهب».
(وَأَخُوكَ بِآياتِي) : معطوف بالواو على الضمير المستتر فيه «اذهب» والمعطوف
على المرفوع مرفوع مثله وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف والكاف
ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. بآياتي : جار
ومجرور متعلق باذهب والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم سبحانه ـ مبني على السكون في
محل جر بالإضافة بمعنى : فاذهب بمعجزاتي إلى فرعون.
(وَلا تَنِيا فِي
ذِكْرِي) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تنيا : فعل مضارع
مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والألف ضمير متصل ـ ضمير
الاثنين ـ المخاطبين مبني على السكون في محل رفع فاعل. في ذكري : جار ومجرور متعلق
بتنيا. والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم سبحانه ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. بمعنى ولا تفترا أو تقصّرا أو اتخذا ذكري جناحا تطيران به مستمدّين مني
العون.
(اذْهَبا إِلى
فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى)
(٤٣)
هذه الآية
الكريمة أعربت في الآية الكريمة الرابعة والعشرين. اذهبا : فعل أمر مبني على حذف
النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين ـ مبني على
السكون في محل رفع فاعل.
(فَقُولا لَهُ قَوْلاً
لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى)
(٤٤)
(فَقُولا لَهُ) : معطوفة بالفاء على «اذهبا» وتعرب مثلها. له : جار
ومجرور متعلق بقولا.
(قَوْلاً لَيِّناً) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ سدّ مسدّ المفعول ـ مقول القول ـ
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ليّنا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قولا» منصوب مثله
بالفتحة المنونة.
(لَعَلَّهُ
يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» يفيد الترجي.. أي
الترجي لهما بمعنى : اذهبا على رجائكما والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على
الضم في محل نصب اسم «لعلّ». يتذكر : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى : يتّعظ. أو :
حرف عطف للتخيير. يخشى : معطوفة على «يتذكر» وتعرب مثلها وعلامة رفع الفعل الضمة
المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر ويجوز أن يكون المعنى معنى «لعلّ» هنا
للتعليل.. أي لكي يتذكر..
(قالا رَبَّنا إِنَّنا
نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى)
(٤٥)
(قالا رَبَّنا) : فعل ماض مبني على الفتح والألف ضمير متصل ـ ضمير
الاثنين.. المتكلمين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. ربّ : منادى مضاف منصوب
بأداة نداء محذوفة اختصارا وتوقيرا ولكثرة الاستعمال التقدير : يا ربنا. وعلامة
النصب الفتحة الظاهرة و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(إِنَّنا نَخافُ) : الجملة المؤولة من «إنّ» مع اسمها وخبرها في محل نصب
مفعول به ـ مقول القول ـ إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير
متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». نخاف :
الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.
(أَنْ يَفْرُطَ
عَلَيْنا) : حرف مصدري ناصب. يفرط : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة
نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. على : حرف جر و «نا» ضمير
متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق
بيفرط بمعنى أن يعجل علينا بالعقوبة والجملة الفعلية «يفرط علينا» صلة حرف مصدري
لا محل لها و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به بنخاف أو في محل جر
بحرف جر محذوف. التقدير : من أن يفرط علينا.
(أَوْ أَنْ يَطْغى) : حرف عطف للتخيير. أن يطغى : معطوفة بأو على «أن يفرط»
وتعرب إعرابها وعلامة نصب «يطغى» الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر
أي أو أن يتجاوز الحدّ معنا.
(قالَ لا تَخافا
إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى)
(٤٦)
(قالَ لا تَخافا) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. والجملة الفعلية «لا تخافا» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لا :
ناهية جازمة. تخافا : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من
الأفعال الخمسة والألف ضمير متصل ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(إِنَّنِي مَعَكُما) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. النون نون الوقاية لا
محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ».
مع : ظرف مكان متعلق بخبر «إنّ» وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني
على الضم في محل جر بالإضافة و «ما» علامة التثنية.
(أَسْمَعُ وَأَرى) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : أنا والجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» الثاني. ويجوز أن تكون في محل
نصب حالا من ضمير المتكلم سبحانه أو تكون في محل رفع خبر «إنّ» وشبه الجملة «معكما»
في محل نصب حالا منه سبحانه والجملة الفعلية «أرى» معطوفة بواو العطف على جملة «أسمع»
وتعرب إعرابها وهي أو الفعل «أرى» مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة
ـ للتعذر. ومفعول الفعلين «أسمع وأرى» محذوف بمعنى : أسمع وأرى ما يجري بينكما
وبينه من قول وفعل فأفعل ما يوجبه حفظي ونصرتي لكما. ويجوز أن يكون الفعلان غير
متعديين بمعنى : إنني معكما حافظ لكما وناصر سامع مبصر.
** (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثانية
والعشرين بمعنى : واضمم أي اجمع واقبض يدك إلى جنبك.. يقال : لكل ناحيتين : جناحان
كجناحي الجيش.. أما جناح الطائر فهو يده لأنه بمنزلة اليد من الإنسان. وجنح الطريق
: جانبه يقال : جنح إلى الشيء ـ يجنح ـ بفتح النون ويجنح ـ بضم النون.. من باب «قعد»
ومصدره : جنوحا : بمعنى : مال. وجنح الليل ـ بضم الجيم وكسرها : ظلامه واختلاطه.
** (قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة
والثلاثين المعنى : بسؤلك أو مسئولك أي ما تسأله وتتمنّاه وهو على وزن «فعل» بمعنى
مفعول كالخبز بمعنى : المخبوز.. وهو ما يسأل.. أما «المسئول» فهو المطلوب ـ اسم
مفعول ـ.
** (فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ
عَيْنُها) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الأربعين..
يقال : قرّت العين ـ تقرّ ـ قرّة ـ بضم القاف ـ وقرورا : أي بردت سرورا ويأتي
الفعل «قرّ» من باب «تعب» أيضا. والقول الكريم كناية عن السرور لأنه من «القرّ» أي
البرد وقد قيل : للسرور معه دمعة باردة وللحزن دمعة حارة. وعن العين قيل الكثير
وضرب بها المثل والإصابة بها عن طريق الحسد وما شابه.. وجاء في الأمثال قول خالد
بن صفوان : احترس من العين ؛ فو الله لهي أنمّ عليك من اللسان. والإصابة بالعين
ثابتة موجودة.. وزاد مسلم ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين.. ففيه تنبيه على
سرعة نفوذها وتأثيرها في الذات.. وفي حديث أنس : «من رأى شيئا فأعجبه فقال : ما
شاء الله لا قوة إلّا بالله لم يضره». أمّا الاعتقاد بالعين الشريرة فهو أمر شائع..
ـ كما يقول أحد البحوث ـ وهذا الاعتقاد منتشر وشائع في كل العصور والحضارات ويعتقد
عدد من الشعوب ولا سيّما الغرب أنّ عيون الأشخاص مؤذية إلى حد قد تقتل المخلوق
الحيّ الذي تقع عليه وإلّا فإنّها توقع به إصابة قوية في أبسط الأحوال. وتزعم هذه
النظرية أنّه ينبعث من جسم الإنسان شعاع سديمي غير منظور يستطيع أن ينقل الأفكار
من شخص إلى آخر كما تنتقل الإشارات اللاسلكية في الفضاء. وتفيد هذه النظرية أنّه
إذا حدّق أحد الأشخاص مليا إلى رأس إنسان من الوراء فإنّه يلتفت إليه وكأنه يسأله
عن سبب تحديق النظر إليه. وهناك من لا يؤمن بإصابة العين ويعتقد أنّ العلم قد
تخطّى خرافات كهذه
وأنّ العيون الزرقاء لا تصيب خوارقها الغامضة إلّا القلوب الرقيقة. وثمّة ـ
هناك ـ من يؤمن إيمانا مطلقا بذلك وأن العين الزرقاء لها خوارق وهي تصيب. أمّا ما
جاء في الحديث الشريف : «إيّاكم وخضراء الدّمن» فيعني المرأة الحسناء في منبت
السوء لأن ما ينبت في الدّمنة وإن كان ناضرا لا يكون ثامرا.. أي مثمرا. و «الدمن»
: جمع «دمنة» وهي آثار الناس وما سوّدوا وهي آثار الدار وهي بقية الماء في الحوض
أو ما اختلط فيه فتلبّد. و «خضرة الدمن» : هي ما ينبت في الدمن من العشب.. ومثلها
خضراء الدّمن. وكلتاهما مثل في حسن الظاهر وقبح الباطن ومنه القول المذكور في
الحديث.. ويقال : دمّن القوم الدار : أي لزموها. وهذا الرجل يدمن الشيء : أي يديمه
وهو مداومه أي إنّ الفعل متعدّ. أمّا قولنا : أدمن على الشيء : أي اعتاده فهو
تعبير عاميّ. ويقال : أطرق الرجل رأسه : بمعنى : خفضه وأرخى عينيه.. ينظر إلى
الأرض. ويأتي هذا الفعل لازما أيضا نحو : أطرق الرجل : بمعنى : سكت ولم يتكلم
وأرخى عينيه ينظر إلى الأرض.
** (فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ) : المعنى : فأقمت أو فبقيت عشر سنين مع أهل مدين فحذف
المضاف «عشر» وأقيم المضاف إليه «سنين» مقامه.
** (لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الرابعة
والأربعين حذف مفعول «يخشى» اختصارا ولأنه معلوم. التقدير والمعنى : لعلّ فرعون
يخاف عذاب الله فيكفّ عن طغيانه.
(فَأْتِياهُ فَقُولا
إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ
قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى)
(٤٧)
(فَأْتِياهُ فَقُولا) : الفاء استئنافية. ائتياه : فعل أمر مبني على حذف
النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين ـ مبني على
السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل
نصب مفعول به. فقولا : معطوفة بالفاء على جملة «ائتيا» وتعرب مثلها.
(إِنَّا رَسُولا
رَبِّكَ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي فقولا
له : إنّا.. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغم بنون «إنّ» ضمير متصل
ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» رسولا : خبر «إنّ» مرفوع
بالألف لأنه مثنى وحذفت النون ـ أصله : رسولان ـ للإضافة. ربك : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على
الفتح في محل جر مضاف إليه ثان.
(فَأَرْسِلْ مَعَنا) : الفاء استئنافية تفيد هنا التعليل. أرسل : فعل أمر مبني
على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. مع : ظرف مكان متعلق بأرسل
وهو مضاف و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(بَنِي إِسْرائِيلَ
وَلا تُعَذِّبْهُمْ) : مفعول به منصوب بأرسل بمعنى : أطلق لنا. منصوب بالفعل
المتعدي وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت نونه ـ أصله : بنين
ـ للإضافة. إسرائيل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة
المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة بمعنى ليخرجوا معنا من مصر. الواو عاطفة. لا :
ناهية جازمة. تعذب : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على
السكون في محل نصب مفعول به.
(قَدْ جِئْناكَ
بِآيَةٍ) : حرف تحقيق. جئنا : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. بآية : جار ومجرور
متعلق بجئنا بمعنى بمعجزة والجملة الفعلية تفسيرية للقول «إنّا رسولا ربّك» لا محل
لها وهي بيان له لأن دعوى الرسالة لا تثبت إلّا بنيّتها التي هي المجيء بالآية.
(مِنْ رَبِّكَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آية» والكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
(وَالسَّلامُ عَلى
مَنِ) : الواو استئنافية. السّلام : مبتدأ مرفوع بالضمة بمعنى
: والسلامة. على : حرف جر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى. والجار
والمجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ وكسر آخر «من» لالتقاء الساكنين. والجملة
الفعلية بعده «اتّبع الهدى» صلة الموصول لا محل لها.
(اتَّبَعَ الْهُدى) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. الهدى : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر.
(إِنَّا قَدْ أُوحِيَ
إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى)
(٤٨)
(إِنَّا قَدْ أُوحِيَ
إِلَيْنا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغم بنون «إنّ»
ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». قد : حرف
تحقيق والجملة الفعلية «قد أوحي إلينا» في محل رفع خبر «إنّ». أوحي : فعل ماض مبني
للمجهول مبني على الفتح. إلى : حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في
محل جر بإلى. والجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل بمعنى : قد أوحى الله إلينا.
(أَنَّ الْعَذابَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. العذاب : اسم «أنّ»
منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(عَلى مَنْ كَذَّبَ
وَتَوَلَّى) : حرف جر. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر
بعلى. والجار والمجرور متعلق بخبر «أنّ» المحذوف. التقدير : أنّ العذاب واقع على
من.. و «أنّ» وما بعدها من اسمها وخبرها في محل جر بحرف جر مقدر أي بأنّ العذاب أو
إلى أنّ العذاب والجار والمجرور متعلق بأوحى. والجملة «إنّا قد أوحي إلينا» في محل
نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لفعل محذوف ـ بمعنى : فلمّا جاءا فرعون قالا له :
إنّا قد أوحي إلينا. كذّب : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى : كذّب بالآية أي
المعجزة التي جئنا بها. وتولّى : الجملة معطوفة بالواو على جملة «كذّب» وتعرب
إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على آخره «الألف المقصورة» للتعذر بمعنى
: وأعرض عنها أي عن المعجزة.
(قالَ فَمَنْ
رَبُّكُما يا مُوسى)
(٤٩)
(قالَ فَمَنْ
رَبُّكُما) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو أي قال فرعون.. والجملة الاستفهامية الاسمية بعده : في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ الفاء زائدة ـ تزيينية ـ لا محل لها ولا عمل لها. من : اسم
استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ربكما : خبر «من»
مرفوع بالضمة الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر
بالإضافة و «ما» علامة التثنية.
(يا مُوسى) : أداة نداء. موسى : اسم علم مفرد منادى بحرف النداء
مبني على الضم المقدر على الألف للتعذر في محل نصب.
(قالَ رَبُّنَا
الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى)
(٥٠)
(قالَ رَبُّنَا
الَّذِي) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو أي موسى. والجملة الاسمية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ربّ
: مبتدأ مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر المبتدأ. والجملة
الفعلية بعده «أعطى كلّ شيء خلقه» صلة الموصول لا محل لها.
(أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ) : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. كلّ : مفعول به ثان
مقدم على المفعول به الأول «خلقه» منصوب بأعطى المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه
الفتحة. شيء : مضاف إليه مجرور بالكسرة المنونة.
(خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى) : مفعول به أول متأخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء
ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة بمعنى : أعطى خليقته كل شيء يحتاجون
إليه ويجوز أن يكون «كل» مفعول «أعطى» الأول و «خلقه» مفعوله الثاني بمعنى : أعطى
كل شيء صورته وشكله الذي يطابق المنفعة المنوطة به أو يناسب كماله الممكن أي أعطى
كلّ شيء في الوجود ما يناسبه.. ثم : حرف عطف. هدى : معطوفة على «أعطى» وتعرب
إعرابها بمعنى ثم هداه الطريق معيشته ووسائل بقائه وحذف مفعول «هدى»
اختصارا لتقدم ما يشير إليه.
(قالَ فَما بالُ
الْقُرُونِ الْأُولى)
(٥١)
(قالَ فَما بالُ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. الفاء زائدة. ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
بال : خبر «ما» مرفوع بالضمة وهو مضاف أي قال فرعون.
(الْقُرُونِ الْأُولى) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الأولى
: صفة ـ نعت ـ للقرون مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف المقصورة
للتعذر والجملة الاسمية «ما بال..» في محل نصب مفعول به. بقال ـ مقول القول ـ بمعنى
فما حال أهل القرون الأولى في الآخرة أهم في الجنة أم في النار أي حالهم بعد
موتهم.
(قالَ عِلْمُها عِنْدَ
رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى)
(٥٢)
(قالَ عِلْمُها) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو. أي قال موسى.. والجملة الاسمية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ علم : مبتدأ مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر
مضاف إليه.
(عِنْدَ رَبِّي) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بخبر المبتدأ وهو مضاف. ربي : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة وهو
مضاف والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان.
(فِي كِتابٍ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر ثان للمبتدإ بتقدير
: مكتوب في كتاب.
(لا يَضِلُّ رَبِّي) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لكتاب على
اللفظ لا الموضع. لا : نافية لا عمل لها. يضلّ : فعل مضارع مرفوع
بالضمة. ربي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من
ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة. والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل
جر بالإضافة وحذف مفعول «يضل» اختصارا. التقدير : لا يضل ربي شيئا أو لا يضلّه ربي
وبمعنى : لا يجوز أن يخطئ شيئا أو ينساه.
(وَلا يَنْسى) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «لا يضل ربي»
وتعرب إعرابها وفاعل «ينسى» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي سبحانه وعلامة
رفع الفعل الضمة المقدرة على الألف للتعذر.
(الَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ
السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى)
(٥٣)
(الَّذِي جَعَلَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ـ نعت ـ للموصوف
«ربي» في الآية الكريمة السابقة أو خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو الذي أو يكون في
محل نصب مفعولا به على المدح بفعل محذوف تقديره : أعني. جعل : فعل ماض مبني على
الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(لَكُمُ الْأَرْضَ
مَهْداً) : جار ومجرور متعلق بجعل والميم علامة جمع الذكور حرك
بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. والجملة الفعلية «جعل لكم الأرض مهدا» صلة الموصول
لا محل لها. الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. مهدا : مفعول به ثان
منصوب بجعل المتعدي إلى مفعولين على تقدير : ذات مهد لأن الكلمة مصدر أو تكون
الكلمة مفعولا مطلقا ـ مصدرا ـ منصوبا بفعل محذوف تقديره : مهّدها وعلامة نصبه
الفتحة المنونة.
(وَسَلَكَ لَكُمْ
فِيها سُبُلاً) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «جعل لكم
الأرض مهدا» وتعرب إعرابها. فيها : جار ومجرور متعلق بسلك بمعنى : وفتح لكم فيها
طرقا.
(وَأَنْزَلَ مِنَ
السَّماءِ ماءً) : تعرب إعراب «وسلك لكم فيها سبلا».
(فَأَخْرَجْنا بِهِ
أَزْواجاً) : الفاء عاطفة. أخرج : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير المتكلم سبحانه و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في
محل رفع فاعل. به : جار ومجرور متعلق بأخرجنا. أزواجا : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة بمعنى : أصنافا مزدوجة.
(مِنْ نَباتٍ شَتَّى) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أزواجا» بمعنى : متفرق
الأشكال. شتى : أي متفرق وهي جمع «شتيت» : صفة ـ نعت ـ للموصوف «أزواجا» أو
للموصوف «نبات» بمعنى : إنّها شتى مختلفة النفع والطعم واللون والرائحة والشكل
ويجوز أن تكون «شتى» حالا منصوبا بالفتحة المنونة المقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر.
(كُلُوا وَارْعَوْا
أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى)
(٥٤)
(كُلُوا وَارْعَوْا) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال
الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «كلوا» في
محل نصب حال من ضمير «أخرجنا» في الآية الكريمة السابقة. المعنى : فأخرجنا أصناف
النبات آذنين في الانتفاع بها مبيحين أن تأكلوا بعضها وتعلفوا بعضها. وارعوا :
الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «كلوا» وتعرب إعرابها أي كلوا من تلك
النباتات.
(أَنْعامَكُمْ إِنَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ
ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور بمعنى
: مواشيكم «الإبل.. البقر.. الغنم» إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.
(فِي ذلِكَ لَآياتٍ) : حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر
بفي. اللام للبعد والكاف للخطاب. والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ»
المقدم. اللام لام التوكيد المزحلقة. آيات : اسم «إنّ» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الكسرة
المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.
(لِأُولِي النُّهى) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آيات» وعلامة جر
الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وهو مضاف. النهى : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر بمعنى :
لأهل العقول. وهي جمع «نهية».
(مِنْها خَلَقْناكُمْ
وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى)
(٥٥)
(مِنْها خَلَقْناكُمْ) : جار ومجرور متعلق بخلقنا أي من هذه الأرض. خلق : فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلم سبحانه و «نا» ضمير الواحد المطاع ـ مبني
على السكون في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في
محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.
(وَفِيها نُعِيدُكُمْ) : الواو عاطفة. فيها : جار ومجرور متعلق بنعيد بمعنى : وفي
الأرض. نعيد : فعل : مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
نحن. و «كم» أعرب في «خلقناكم» أي نعيدكم بعد موتكم.
(وَمِنْها
نُخْرِجُكُمْ) : معطوفة بالواو على «فيها نعيدكم» وتعرب إعرابها بمعنى
ومن الأرض نخرجكم حين مجيء البعث.
(تارَةً أُخْرى) : مفعول مطلق نائب عن مصدر الفعل بمعنى : مرة أخرى.. منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أخرى : صفة ـ نعت ـ لتارة منصوبة مثلها وعلامة نصبها
الفتحة المنونة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر. و «تارة» : أصلها : تأرة.
وتركت همزتها لكثرة الاستعمال.
(وَلَقَدْ أَرَيْناهُ
آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى)
(٥٦)
(وَلَقَدْ أَرَيْناهُ) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف
تحقيق. أرى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير
متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على
الضم في محل نصب مفعول به أول بمعنى ولقد بصرنا فرعون أو عرفناه.
(آياتِنا كُلَّها) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من
الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون
في محل جر بالإضافة. كلّ : توكيد معنوي للآيات منصوب بالفتحة و «ها» ضمير متصل
مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي التي أتى بها موسى.
(فَكَذَّبَ وَأَبى) : الفاء استئنافية. كذب : فعل ماض مبني على الفتح
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى : فكذّب بها لشدة عناده أو فكذبها
جميعا ـ بحذف الضمير المفعول ـ وأبى : الجملة معطوفة بالواو على جملة «كذب» وتعرب
إعرابها وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر
بمعنى : ورفض الإيمان بها لفرط تجبره وقيل فكذب الآيات وأبى قبول الحق.. وحذف
المفعول به اختصارا لأنه معلوم.
(قالَ أَجِئْتَنا
لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى)
(٥٧)
(قالَ أَجِئْتَنا) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو أي فرعون والجملة الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الهمزة
همزة إنكار بلفظ استفهام. جئت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع
المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(لِتُخْرِجَنا مِنْ
أَرْضِنا) : اللام حرف جر للتعليل. تخرج : فعل مضارع منصوب بأن
مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و
«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. من أرض : جار ومجرور متعلق
بتخرج و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. والجملة الفعلية «تخرجنا
من أرضنا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر «إخراجنا»
في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بجئتنا.
(بِسِحْرِكَ يا مُوسى) : جار ومجرور متعلق بتخرج. والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. يا : أداة نداء. موسى : اسم علم
مفرد منادى بأداة النداء مبني على الضم المقدر على الألف للتعذر في محل نصب.
** (وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة السابعة
والأربعين.. أي والسلامة لأن معنى هذا القول أنّه من دعي إلى الله عزوجل فأجاب ودعي إلى الجزية فأجاب فقد اتّبع الهدى.. من هذا
المعنى يكون «السّلام» ليس بتحية. وورد هذا القول أيضا في كتاب النبيّ سليمان إلى
بلقيس ملكة سبأ ويروى أنّ نسخة الكتاب هي : «من عبد الله سليمان بن داود إلى بلقيس
ملكة سبأ.. السّلام على من اتّبع الهدى ، أمّا بعد ، فلا تعلوا عليّ وأتوني مسلمين»
وفي الآية الكريمة الحادية والثلاثين من سورة «النمل» : (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي
مُسْلِمِينَ) ونصّ الآية الكريمة التي قبلها هو : (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) وكانت كتب الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ جملا قصيرة لا يطيلون ولا يكثرون. وطبع الكتاب بالمسك وختمه بخاتمه
فوجدها الهدهد راقدة في قصرها بمأرب.. وكانت إذا رقدت غلقت الأبواب ووضعت المفاتيح
تحت رأسها.. فدخل من كوّة «ثقب البيت أو خرق في الحائط» وطرح الكتاب على نحرها «صدرها»
وهي مستلقية.. وقيل : نقرها فانتبهت فزعة.. وقيل : أتاها والقادة والجنود حواليها
فرفرف ساعة والناس ينظرون حتى رفعت رأسها فألقى الكتاب في حجرها وكانت قارئة كاتبة..
عربية من نسل تبع بن شراحبيل الحميري.. فلمّا رأت الخاتم ارتعدت وخضعت وقالت
لقومها ما قالت.
** (قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ
لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الثانية
والخمسين.. المعنى والتقدير : قال موسى علم أحوالها ـ أي أحوال القرون الأولى
بمعنى الأمم الماضية وأعمالهم محفوظة أو مكتوب عند ربي في اللوح المحفوظ لا ينسى
ما علمه منها أو لا يضل ربّي شيئا أو يضلّه ربّي وبمعنى : لا يجوز على الله أن
يخطئ شيئا أو ينساه فحذف مفعول «يضلّ» و «ينسى» اختصارا وهو «شيئا» كما حذف المضاف
إليه «أحوال» فأضيف المضاف «علم» إلى المضاف إليه الثاني الضمير «ها» فصار :
علمها. وقال الزمخشري في تفسير هذا القول الكريم والقول الوارد في الآية الكريمة
التالية : انتقل في قوله : «فأخرجنا» من لفظ الغيبة إلى لفظ المتكلم المطاع
افتتانا وإيذانا بأنّه مطاع تنقاد الأشياء المختلفة لأمره. وقال : إنّ هذا
الانتقال هو من باب الالتفات.. وعقّب الإمام أحمد على قول الزمخشري فقال : ليس هذا
من باب الالتفات.. لأن الالتفات إنّما يكون في كلام المتكلم الواحد يصرف كلامه على
وجوه شتّى وما نحن فيه ليس من ذلك فإنّ الله تعالى حكى عن موسى ـ عليهالسلام ـ قوله لفرعون (عِلْمُها عِنْدَ
رَبِّي) ثم قوله : (الَّذِي جَعَلَ
لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً) إلى قوله : (فَأَخْرَجْنا بِهِ
أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى) فإمّا أن يجعل من قول موسى فيكون من باب قول خواصّ
الملك : أمرنا وعمرنا وإنّما يريدون الملك وليس هذا بالتفات ؛ وإمّا أن يكون كلام
موسى قد انتهى عند قوله : «لا ينسى» ثم ابتدأ الله تعالى وصف ذاته بصفات إنعامه
على خلقه فليس التفاتا أيضا وإنّما هو انتقال من حكاية إلى إنشاء خطاب. ويحتمل
وجها آخر
وهو أن موسى وصف الله تعالى بهذه الصفات على لفظ الغيبة.. فقال : الذي جعل
لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات
شتى. فلمّا حكاه الله تعالى عنه أسند الضمير إلى ذاته لأن الحاكي هو المحكى في
كلام موسى.. فمرجع الضميرين واحد. وهذا الوجه وجه حسن دقيق وهذا أقرب الوجوه إلى
الالتفات.. ولكنّ الزمخشري لم يعنه. والله أعلم. وكان الزمخشري قد تساءل في تفسيره
: فإن قلت ما فائدة النقلة من لفظ المتكلم إلى لفظ الغائب؟ قلت : غير واحدة. منها
عادة الافتتان في الكلام وما يعطيه من الحسن والروعة.. ومنها أنّ هذه الصفات إنّما
تسردت مع لفظ الغيبة ومنها أنه قال : أنزل.. ثم : أخرجنا.. ففخم بالإسناد إلى ضمير
الواحد المطاع ثم ثنّى بالنسبة إلى المختص بصفات العظمة والتمجيد فضوعفت الفخامة
من طريقين. ويجوز أن يكون «أخرجنا» حكاية لكلام جبريل ـ عليهالسلام ـ والملائكة الأطهار النازلين معه ـ.
** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي
النُّهى) : في هذا القول الكريم الوارد في نهاية الآية الكريمة
الرابعة والخمسين حذف المشار إليه اختصارا لأن ما قبله يدل عليه. التقدير والمعنى
: إنّ في ذلك المذكور هنا لدلالات لأصحاب العقول. و «النهى» جمع «النهية».
** (وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها
فَكَذَّبَ وَأَبى) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة السادسة
والخمسين.. التقدير والمعنى : ولقد بصرنا فرعون أو عرفناه بصحة الآيات التسع
الدالة على نبوّة موسى والتي آتى بها فكذب فرعون بها لشدة عناده أو فكذبها جميعا
ورفض الإيمان بها لفرط تجبره. وقيل : فكذب الآيات وأبى قبول الحق.. فحذف مفعولا «كذّب»
و «أبى» اختصارا.
(فَلَنَأْتِيَنَّكَ
بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ
وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً)
(٥٨)
(فَلَنَأْتِيَنَّكَ
بِسِحْرٍ مِثْلِهِ) : الفاء استئنافية أو للتسبيب ويجوز أن تكون واقعة في
جواب شرط مقدر. أي إن جئتنا بسحرك فلنأتينّك. اللام لام التوكيد. نأتينّ : فعل
مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : نحن. والنون لا محل لها من الإعراب والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني
على الفتح في محل نصب مفعول به. بسحر : جار ومجرور متعلق بنأتي. مثله : صفة ـ نعت ـ
لسحر مجرور مثله وعلامة جره الكسرة وهو مضاف ويجوز أن يكون «مثله» بدلا من «سحر»
والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى : فلنأتينّك بسحر
يقابله. أي بمثل ما جئتنا به من السحر.
(فَاجْعَلْ بَيْنَنا) : الفاء سببية. اجعل : فعل أمر مبني على السكون والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية
وعلامة نصبه الفتحة متعلق باجعل وهو مضاف و «نا» ضمير متصل مبني على السكون
في محل جر بالإضافة.
(وَبَيْنَكَ مَوْعِداً) : معطوف بالواو على «بيننا» ويعرب مثله. موعدا : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : يوما ومكانا معلومين وهو زمان
الاجتماع.
(لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «موعدا»
لا : نافية لا عمل لها و «نخلفه» فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره نحن والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. نحن : ضمير
رفع منفصل في محل رفع توكيد للضمير في «نخلفه».
(وَلا أَنْتَ) : الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد معنى النفي. أنت :
يعرب إعراب «نحن» لأنه معطوف عليه.
(مَكاناً سُوىً) : بدل من «موعدا» لأن «موعدا» اسم مكان. منصوب مثله
وعلامة نصبه الفتحة المنونة. سوى : صفة ـ نعت ـ للموصوف «مكانا» منصوب مثله وعلامة
نصبه الفتحة المنونة المقدرة للتعذر على آخره ـ الألف المقصورة قبل تنوينها لأنها
اسم نكرة.
(قالَ مَوْعِدُكُمْ
يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى)
(٥٩)
(قالَ مَوْعِدُكُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. والجملة الاسمية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ موعد :
مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل.. ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل
جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(يَوْمُ الزِّينَةِ) : خبر «موعدكم» مرفوع بالضمة. الزينة : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(وَأَنْ يُحْشَرَ) : الواو عاطفة. أن : حرف مصدري ناصب. يحشر : فعل مضارع
مبني للمجهول منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : أن يجمع والجملة الفعلية «يحشر
الناس» صلة حرف مصدري لا محل لها.
(النَّاسُ ضُحًى) : نائب فاعل مرفوع بالضمة و «أن» المصدرية وما بعدها
بتأويل مصدر في محل رفع معطوف على «يوم» أو في محل جر معطوف على «الزينة». ضحى :
مفعول فيه ظرف زمان متعلق بيحشر بمعنى في الضحى منصوب على الظرفية وعلامة نصبه
الفتحة المقدرة للتعذر على الألف قبل تنوينها.
(فَتَوَلَّى
فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى)
(٦٠)
(فَتَوَلَّى
فِرْعَوْنُ) : الفاء استئنافية. تولّى : فعل ماض مبني على الفتح
المقدر على الألف للتعذر. فرعون : فاعل مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من
الصرف للعجمة والعلمية.. بمعنى : فذهب فرعون.
(فَجَمَعَ كَيْدَهُ) : الفاء عاطفة. جمع : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. كيده : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء
ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة أي ما يكاد به.
(ثُمَّ أَتى) : حرف عطف. أتى : معطوفة على جملة «جمع» وتعرب مثلها
وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر بمعنى ثم
أتى بعد أن جمع السحرة وآلاتهم أتى الموعد.
(قالَ لَهُمْ مُوسى
وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ
خابَ مَنِ افْتَرى)
(٦١)
(قالَ لَهُمْ مُوسى) : فعل ماض مبني على الفتح. اللام حرف جر و «هم» ضمير
الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقال. موسى :
فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
(وَيْلَكُمْ لا
تَفْتَرُوا) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ويل : مفعول
مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل مضمر تقديره : ألزمكم الله ويلا.. وهو مضاف. الكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور
بمعنى : الهلاك لكم وهو دعاء بالشر لمن يستحقه. لا : ناهية جازمة. تفتروا : فعل
مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل والألف فارقة. بمعنى : لا تختلقوا على الله ما ليس لكم به علم.
(عَلَى اللهِ كَذِباً) : جار ومجرور متعلق بتفتروا. كذبا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي ولا تدعوا آياته ومعجزاته سحرا ويجوز أن يكون «ويلكم»
منادى مضافا منصوبا بأداة نداء محذوفة تقديرها : يا ويلكم.
(فَيُسْحِتَكُمْ
بِعَذابٍ) : الفاء سببية. يسحتكم : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد
الفاء لأن الجملة جواب الطلب والنهي أي مسبوقة بنهي بمعنى : لكيلا يسحتكم وعلامة
نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي الله سبحانه. الكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع
الذكور بمعنى : فيستأصلكم بعذاب يرسله عليكم. بعذاب : جار ومجرور متعلق بيسحت و «أن»
المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق.
(وَقَدْ خابَ) : الواو استئنافية. قد : حرف تحقيق. خاب : فعل ماض مبني
على الفتح.
(مَنِ افْتَرى) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل «خاب»
وحرك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين. افترى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل
لها. وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة للتعذر والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى من اختلق على الله كذبا وحذف المفعول به «كذبا»
اختصارا لأن ما قبله يدل عليه.
(فَتَنازَعُوا
أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوى)
(٦٢)
(فَتَنازَعُوا) : الفاء استئنافية. تنازعوا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(أَمْرَهُمْ
بَيْنَهُمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير
الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. بين : ظرف مكان متعلق بتنازعوا
منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» أعرب في «أمرهم» بمعنى :
فتنازع السحرة في أمر موسى.
(وَأَسَرُّوا
النَّجْوى) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «تنازعوا
الأمر» وتعرب إعرابها وعلامة نصب «النجوى» الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر بمعنى وأخفوا تناجيهم أي تحادثهم.
(قالُوا إِنْ هذانِ
لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا
بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى)
(٦٣)
(قالُوا إِنْ هذانِ
لَساحِرانِ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الاسمية بعدها في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ إن : مخففة من «إنّ» وهي غير «إن» التي لا عمل لها بمعنى «ما»
النافية. الهاء للتنبيه. ذان : اسم إشارة مرفوع بالألف والنون لأنه مثنى وهو مرفوع
على الابتداء ـ مبتدأ ـ اللام فارقة وهى نفسها لام التوكيد المزحلقة وهنا تفرق
وتميز بين «إن» المخففة من «إنّ» الثقيلة وبين «إن» النافية. ساحران : خبر المبتدأ
مرفوع بالألف لأنه مثنى والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. وقيل : إنّ «إن» هنا
بمعنى «نعم» واللام داخلة على الجملة الاسمية و «ساحران» خبر لمبتدإ محذوف تقديره
: لهما ساحران. والجملة الاسمية «لهما ساحران» في محل رفع خبر المبتدأ «هذان».
(يُرِيدانِ أَنْ
يُخْرِجاكُمْ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ للموصوف «ساحران»
وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة.
والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. أن :
حرف مصدري ناصب. يخرجاكم : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع
منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. والألف ضمير متصل ـ ضمير
الاثنين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني
على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور و «أن» المصدرية وما تلاها
بتأويل مصدر «إخراجكم» في محل نصب مفعول به. التقدير : يريدان إخراجكم.
(مِنْ أَرْضِكُمْ
بِسِحْرِهِما) : جار ومجرور متعلق بيخرج والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. يسحر :
جار ومجرور متعلق بيخرج. الهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على الضم وهنا
بني على الكسر مراعاة لحركة الراء.. في محل جر بالإضافة. الميم عماد. والألف علامة
التثنية لا محل لها أو تكون «ما» علامة التثنية لا محل لها.
(وَيَذْهَبا
بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يخرجاكم من
أرضكم» وتعرب إعرابها. المثلى : صفة ـ نعت ـ للطريقة مجرورة مثلها وعلامة جرها
الكسرة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. واللفظة مؤنّث «الأمثل» أي
الأعدل بمعنى ويذهبا بمذهبكم الذي هو أعدل المذاهب.
(فَأَجْمِعُوا
كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى)
(٦٤)
(فَأَجْمِعُوا
كَيْدَكُمْ) : الفاء سببية. أجمعوا : فعل أمر مبني على حذف النون
لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
كيدكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني
على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا) : الجملة معطوفة بحرف العطف «ثم» على جملة «أجمعوا
كيدكم» وتعرب إعراب «أجمعوا كيد» بمعنى : ثم ائتوا موضع جمعكم. ويجوز أن تعرب «صفا»
حالا من واو الجماعة منصوبا بالفتحة المنونة.
(وَقَدْ أَفْلَحَ) : الواو اعتراضية والجملة الفعلية بعدها جملة اعتراضية
لا محل لها. قد : حرف تحقيق. أفلح : فعل ماض مبني على الفتح.
(الْيَوْمَ مَنِ
اسْتَعْلى) : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة
نصبه الفتحة متعلق بأفلح. من : اسم موصول مبني على السكون الذي حرك بالكسر لالتقاء
الساكنين في محل رفع فاعل «أفلح». استعلى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على
آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
والجملة الفعلية «استعلى» صلة الموصول لا محل لها بمعنى وقد فاز اليوم من تغلب على
خصمه.
(قالُوا يا مُوسى
إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى)
(٦٥)
(قالُوا يا مُوسى) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. يا : أداة نداء. موسى : اسم منادى علم
مفرد مبني على الضم المقدر على الألف للتعذر في محل نصب.
(إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إمّا حرف
تفصيل لا عمل له وهو هنا حرف تخيير. أن : حرف مصدرية ونصب. تلقي : الجملة الفعلية
صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل
رفع مبتدأ والخبر محذوف تقديره : كائن أو يكون المصدر المؤول في محل رفع خبر مبتدأ
محذوف تقديره : الأمر إلقاؤك ويجوز أن يكون المصدر المؤول في محل نصب مفعولا به
بفعل مضمر تقديره : اختر أحد الأمرين : إلقاءك..
(وَإِمَّا أَنْ
نَكُونَ) : الجملة المؤولة معطوفة بالواو على الجملة المؤولة «إمّا
أن تلقي» وتعرب إعرابها. نكون : فعل مضارع ناقص منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة
واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.
(أَوَّلَ مَنْ أَلْقى) : خبر «نكون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. من :
اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ألقى : الجملة الفعلية صلة الموصول
لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «أن» المصدرية وما تلاها بتأويل مصدر
معطوف على المصدر المؤوّل من «أن تلقي» ويعرب إعرابه. التقدير والمعنى : اختر أحد
الأمرين.. أو الأمر : إلقاءك أو إلقاءنا.
(قالَ بَلْ أَلْقُوا
فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها
تَسْعى)
(٦٦)
(قالَ بَلْ أَلْقُوا) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو أي موسى والجملة بعد الفعل في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بل :
حرف إضراب لا عمل له للاستئناف. ألقوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأنّ مضارعه
من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(فَإِذا حِبالُهُمْ
وَعِصِيُّهُمْ) : الفاء استئنافية. إذا : حرف فجاءة ـ مفاجأة ـ أو فجائية
لا محل لها. حبال : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في
محل جر بالإضافة. وعصيّهم : معطوفة بالواو على «حبالهم» وتعرب مثله والجملة
الاسمية «حبالهم.. مع خبره» استئنافية لا محل لها.
(يُخَيَّلُ إِلَيْهِ) : الجملة الفعلية وما تلاها في محل رفع خبر المبتدأ «حبالهم»
وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. إليه : جار ومجرور متعلق بيخيّل.
(مِنْ سِحْرِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بيخيل أو يكون في محل نصب مفعولا
لأجله و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(أَنَّها تَسْعى) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «ها» ضمير متصل مبني
على السكون في محل نصب اسم «أنّ». تسعى : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ»
بمعنى : تمشي.. وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في
محل رفع نائب فاعل للفعل «يخيّل» التقدير : سعيها أي ساعية بمعنى ماشية.
(فَأَوْجَسَ فِي
نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى)
(٦٧)
(فَأَوْجَسَ فِي
نَفْسِهِ) : الفاء سببية. أوجس : فعل ماض مبني على الفتح بمعنى :
فأضمر. في نفسه : جار ومجرور متعلق بأوجس والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الكسر في محل جر بالإضافة.
(خِيفَةً مُوسى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : خوفا
ممّا رأى من سحرهم. موسى : فاعل «أوجس» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وقد
أخر الفاعل عن فعله.
(قُلْنا لا تَخَفْ
إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى)
(٦٨)
(قُلْنا لا تَخَفْ) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع
و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلم سبحانه ـ للتعظيم مبني على السكون في محل رفع
فاعل والجملة الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لا : ناهية جازمة.
تخف : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت ألفه ـ أصله :
تخاف ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين ـ والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
(إِنَّكَ أَنْتَ
الْأَعْلى) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل والكاف
ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ». أنت : ضمير
منفصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب توكيد لضمير المخاطب المؤكد «الكاف»
في «إنك». الأعلى :
خبر «إنّ» مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر بمعنى
: الأغلب. ويجوز أن تكون «أنت» في محل رفع مبتدأ و «الأعلى» خبره. والجملة الاسمية
«أنت الأعلى» في محل رفع خبر «إنّ» بمعنى : إنك أنت المتفوق عليهم وفيه تقرير
لغلبته وقهره وتفضيله.
(وَأَلْقِ ما فِي
يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ
السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى)
(٦٩)
(وَأَلْقِ ما فِي
يَمِينِكَ) : الواو استئنافية. ألق : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف
العلة ـ الياء ـ وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : أنت. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في يمينك :
جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : تحمل.. والجملة الفعلية «تحمل في يمينك» صلة
الموصول لا محل لها والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
(تَلْقَفْ ما صَنَعُوا) : أي تبتلع بسرعة وهي فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب
وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وأصله : تتلقف
حذفت إحدى تاءيه اختصارا. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
صنعوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها بمعنى : زوّروا وافتعلوا.. وهي فعل
ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به.
التقدير : ما صنعوه. أو يكون فاعل «تلقف» على المعنى : ضميرا مستترا جوازا تقديره
: هي أي «عصاك».
(إِنَّما صَنَعُوا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ما : اسم موصول مبني على
السكون في محل نصب اسم «إنّ». صنعوا : أعربت.
(كَيْدُ ساحِرٍ) : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة. وهو مضاف. ساحر : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
(وَلا يُفْلِحُ
السَّاحِرُ) : الواو استئنافية. لا : نافية لا عمل لها. يفلح : فعل
مضارع مرفوع بالضمة. الساحر : فاعل مرفوع بالضمة.
(حَيْثُ أَتى) : اسم مبني على الضم في محل نصب على الظرفية المكانية
بمنزلة «حين» في الزمان متعلق بلا يفلح الساحر بمعنى : حيث كان وأين وجد. أتى :
الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
(فَأُلْقِيَ
السَّحَرَةُ سُجَّداً قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى)
(٧٠)
(فَأُلْقِيَ
السَّحَرَةُ) : الفاء سببية. ألقى : فعل ماض مبني للمجهول مبني على
الفتح. السحرة : نائب فاعل مرفوع بالضمة.
(سُجَّداً قالُوا) : حال من «السحرة» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة
بمعنى : فلمّا رأى السحرة ذلك خرّوا سجّدا ـ أي ساجدين ـ قالوا : فعل ماض مبني على
الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة
بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(آمَنَّا بِرَبِ) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. برب : جار ومجرور متعلق بآمنّا.
(هارُونَ وَمُوسى) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من
الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية. وموسى : معطوف بالواو على «هارون»
ويعرب مثله ولم تظهر حركة الجر على الألف المقصورة للتعذر.
(قالَ آمَنْتُمْ لَهُ
قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ
فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ
فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى)
(٧١)
(قالَ آمَنْتُمْ لَهُ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو أي فرعون. آمنتم : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع
المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل
والميم علامة جمع الذكور. له : جار ومجرور متعلق بآمنتم. وقد عدّي الفعل هنا
باللام
(قَبْلَ أَنْ آذَنَ
لَكُمْ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بآمنتم وهو مضاف. أن : حرف مصدري ناصب. آذن : أي أسمح : فعل مضارع منصوب بأن
وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. لكم : جار ومجرور
متعلق بآذن والميم علامة جمع الذكور.. والجملة الفعلية «آذن لكم» صلة موصول حرفي
لا محل لها و «أن» وما بعدها : بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة. التقدير : قبل
إيذائي لكم.
(إِنَّهُ
لَكَبِيرُكُمُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير
الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ» يقصد موسى. اللام لام التوكيد
المزحلقة. كبيركم : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة وهو مضاف الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور بمعنى :
لرئيسكم.
(الَّذِي عَلَّمَكُمُ
السِّحْرَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ـ نعت ـ للكبير.
علمكم : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني
على الضم في محل نصب مفعول به أول والميم علامة جمع الذكور وحرك بالضم للوصل ـ التقاء
الساكنين ـ السحر : مفعول به ثان منصوب بعلم المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه
الفتحة.
(فَلَأُقَطِّعَنَّ
أَيْدِيَكُمْ) : الفاء سببية. اللام لام التوكيد. أقطعنّ : فعل مضارع
مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره
أنا. ونون التوكيد لا محل لها. أيديكم : مفعول به منصوب وعلامة
نصب الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر
بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ
خِلافٍ) : معطوفة بالواو على «أيديكم» وتعرب مثلها. من خلاف :
جار ومجرور في محل نصب حال من الأيدي والأرجل بمعنى لأقطعنّها مختلفات. ومن :
لابتداء الغاية. و «من خلاف» أي أيديكم اليمنى وأرجلكم اليسرى.
(وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ
فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) : معطوفة بالواو على جملة «لأقطعنّ» وتعرب إعرابها.
الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم
علامة جمع الذكور. في جذوع : جار ومجرور متعلق بأصلبن. النخل : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة أي في سيقان النخل.
(وَلَتَعْلَمُنَّ
أَيُّنا) : الواو عاطفة. اللام لام التوكيد. تعلمن : فعل مضارع
مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون
التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في
محل رفع فاعل ونون التوكيد لا محل لها. أيّ : اسم استفهام مرفوع بالضمة لأنه مبتدأ
وهو مضاف و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. يريد فرعون نفسه
الكافر وموسى ـ عليهالسلام ـ ولم تعمل «تعلمنّ» في «أيّنا» النصب لأنّ «أيّ» لفظها لفظ استفهام له
الصدارة في الكلام. وقيل : علّق عمل «تعلمنّ» أي أبطل لفظا لا محلا لاعتراض ما له
صدر الكلام بينها وبين معموليها. والجملة الاسمية «أيّنا أشدّ..» في محل نصب
يتعلمنّ سدّت مسدّ مفعوليها.
(أَشَدُّ عَذاباً
وَأَبْقى) : خبر «أيّ» مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من
الصرف على وزن أفعل التفضيل ومن وزن الفعل. عذابا : تمييز منصوب بالفتحة المنونة.
وأبقى : معطوف بالواو على «أشد» مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر وتمييزه محذوف اختصارا. التقدير والمعنى : وأدوم إيلاما.
(قالُوا لَنْ
نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما
أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا)
(٧٢)
(قالُوا لَنْ
نُؤْثِرَكَ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ لن : حرف نفي ونصب واستقبال. نؤثرك : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه
الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ
مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بمعنى : لن نختارك.
(عَلى ما جاءَنا) : حرف جر ما : اسم موصول بمعنى «الذي» مبني على السكون
في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بنؤثر. جاءنا : الجملة الفعلية صلة الموصول
لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو
يعود على «ما» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب
مفعول به.
(مِنَ الْبَيِّناتِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما»
بتقدير : حال كونه من البينات و «من» حرف جر بياني. بمعنى من الآيات أو المعجزات
الواضحات.
(وَالَّذِي فَطَرَنا) : معطوف بالواو على «ما جاءنا» ويعرب إعرابه أي ولن
نختارك على الله الذي خلقنا ويجوز أن تكون الواو واو القسم وهي حرف جر و «الذي»
اسم موصول مبني على السكون في محل جر مقسم به والجار والمجرور متعلق بفعل القسم
المحذوف.
(فَاقْضِ ما أَنْتَ
قاضٍ) : الفاء استئنافية. اقض : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف
العلة.. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة بمعنى فافعل والفاعل ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول
به. أنت : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. قاض : خبر «أنت»
مرفوع بالضمة
المقدرة للثقل على آخره الياء المنقوصة المحذوفة من آخر الاسم ـ اسم الفاعل
ـ لأنه اسم منقوص نكرة أو لالتقاء الساكنين : سكون الياء وسكون التنوين. والجملة
الاسمية «أنت قاض» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : فافعل يا فرعون ما أنت فاعل بنا
مما تهددنا به من أنواع التعذيب فلا نبالي به ما دمنا على الحق بعد ما رأينا من
هذه المعجزات.
(إِنَّما تَقْضِي) : كافة ومكفوفة. تقضي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة
على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
(هذِهِ الْحَياةَ
الدُّنْيا) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب على الظرفية
بمعنى إنّما تصنع ما تهواه وتتحكم فينا في هذه الحياة الدنيا وهي لا تدوم أو إنّما
تقضي في متاعها أو يكون اسم الإشارة في محل نصب بتقضي بعد الاتساع في الظرف
بإجرائه مجرى المفعول به كقولك في «صمت يوم الجمعة» صيم يوم الجمعة. الحياة : صفة ـ
نعت ـ أو بدل من اسم الإشارة منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة. الدنيا : صفة ـ نعت ـ
للحياة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر والعائد في صلة
الموصول «أنت قاض» ضمير مجرور محلا لأنه مضاف إليه. التقدير : ما أنت قاضيه..
والضمير يعود على «ما» بمعنى : ما أنت صانعه.
(إِنَّا آمَنَّا
بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ
وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى)
(٧٣)
(إِنَّا آمَنَّا
بِرَبِّنا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير
المتكلمين ـ أدغم في نون إنّ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». آمنا : الجملة
الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير
المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. برب : جار ومجرور
متعلق بآمن. و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(لِيَغْفِرَ لَنا
خَطايانا) : اللام حرف جر للتعليل. يغفر : فعل مضارع منصوب بأن
مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. لنا : جار ومجرور متعلق بيغفر. خطايانا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين
مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : خطيئاتنا. والجملة الفعلية «يغفر لنا
خطايانا» صلة موصول حرفي لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل
جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بآمنا.
(وَما أَكْرَهْتَنا
عَلَيْهِ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل
نصب لأنه معطوف على منصوب وهو «خطايانا». أكرهتنا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا
محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير
متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير
المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. عليه : جار ومجرور متعلق بأكرهت
بمعنى : ويعفو عنا على إتياننا ما أجبرتنا على عمله.
(مِنَ السِّحْرِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما»
التقدير : حال كونه من السحر و «من» حرف جر بياني.
(وَاللهُ خَيْرٌ
وَأَبْقى) : الواو استئنافية. الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم
بالضمة. خير : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة بعد حذف ألفه طلبا للفصاحة ـ أصله
: أخير ـ وحذف التمييزان اختصارا. التقدير : خير ثوابا وأبقى عقابا. وأبقى : معطوف
بالواو على «خير» ويعرب إعرابه وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر.
** (فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ
فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ
مَكاناً سُوىً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة
والخمسين.. و «مكانا سوى» معناه : منصفا أو مكانا منتصفا تستوي مسافته إلينا وإليك
كأنّه قيل : مكانا متوسطا بيننا أي مكانا عدلا ووسطا بين الفريقين. و «سوى» تأتي
بمعنى «غير» وتعامل معاملتها نحو : قصدت القوم سوى زيد : بمعنى : غيره. قال الصحاح
: قال الأخفش : سوى : إذا كان بمعنى «غير» أو بمعنى «العدل» يكون فيه ثلاث لغات :
إن ضممت السين أو كسرت قصرت وإذا فتحت مددت. تقول : مكانا سوى وسوى : أي غيرك.
ويقال : هذا رجل سويّ الخلق : أي مستو.. وقسم الشيء بينهما بالسويّة. ولهذا
لا يصحّ أن نقول : ذهبوا إلى المدرسة سويّة.. بل نقول : ذهبوا إليها معا.
لأن «السّويّة» هي مؤنّث «السّويّ» أي المستوي.. نحو : هما على سويّة في هذا الرأي
: أي هما مستويان. وقسمت الشيء بينهما بالسوية : بمعنى : بالعدل والإنصاف.. وهذه
أرض سويّة : بمعنى : أرض مستوية. ولا تستعمل لفظة «سوية» للدلالة على المعيّة لأنّ
لفظة «سويّة» من معانيها : الاعتدال والاستقامة.. نحو قول الشاعر :
أمن السّويّة
يا ابن عمّ محمّد
|
|
خصم تقرّبه
وآخره تبعد
|
أمّا كلمة «موعدا»
فقد تناولها الزمخشري في كشافه شرحا وإعرابا وقد ارتأيت من باب الاتّساع في
الفائدة أن أدوّن هذه الأوجه لفائدة القارئ الكريم حيث قال لا يخلو «الموعد» من أن
يجعل زمانا أو مكانا أو مصدرا.. فإن جعلته زمانا نظرا في أنّ قوله تعالى «موعدكم
يوم الزينة» الوارد في الآية الكريمة التالية مطابق له لزمك شيئان : أن تجعل
الزمان مخلفا وأن يعضل ـ يجهل ـ عليك ناصب «مكانا» وإن جعلته مكانا لقوله تعالى : «مكانا
سوى» لزمك أيضا أن توقع الإخلاص على المكان وأن لا يطابق قوله «موعدكم يوم الزينة»
وقراءة الحسن غير مطابقة له مكانا وزمانا جميعا لأنه قرأ يوم الزينة بالنصب فبقي
أن يجعل مصدرا بمعنى «الوعد» ويقدر مضاف محذوف : أي مكان موعد ويجعل الضمير في
نخلفه للموعد ومكانا بدل من المكان المحذوف. فإن قلت : كيف طابقه قوله «موعدكم يوم
الزينة» ولا بدّ من أن نجعله زمانا لسؤال واقع عن المكان لا عن الزمان؟ قلت : هو
مطابق معنى وإن لم يكن مطابقا لفظا.. لأنه لا بد لهم من أن يجتمعوا يوم الزينة في
مكان بعينه مشتهر باجتماعهم فيه في ذلك اليوم فيذكر الزمان علم المكان. وأما قراءة
الحسن فالموعد فيها مصدر لا غير والمعنى : إنجاز وعدكم يوم الزينة.. وطباق هذا
أيضا من طريق المعنى. ويجوز أن لا يقدر مضاف محذوف ويكون المعنى : اجعل بيننا
وبينك وعدا لا نخلفه. فإن قلت : فيما ينتصب مكانا؟ قلت بالمصدر أو بفعل يدل عليه
المصدر فإن قلت : فكيف يطابقه الجواب؟ قلت : أمّا على قراءة الحسن فظاهر وأمّا على
قراءة العامة فعلى تقدير : وعدكم وعد يوم الزينة. ويجوز على قراءة الحسن أن يكون
موعدكم مبتدأ بمعنى الوقت وضحى خبره على نية التعريف فيه لأنه ضحى ذلك اليوم بعينه..
وعقب عليه الإمام أحمد بقوله : وفي إعماله وقد وصف بقوله لا نخلفه بعده إلّا أن
تجعل الجملة معترضة فهو مع ذلك لا يخلو من بعد من حيث إنّ وقوع الجملة عقيب النكرة
يجيزها الشأن أن تكون صفة والله أعلم. ويحتمل عندي وجه آخر أخصر وأسلم وهو أن يجعل
«موعدا» اسم مكان فيطابق مكانا ويكون بدلا منه ويطابق الجواب بالزمان بالتقرير
الذي ذكره ويبقى عود الضمير فتقول هو والحالة هذه عائد على المصدر المفهوم من اسم
المكان لأن حروفه فيه والموعد إذا كان اسم مكان فحاصله مكان وعد كما إذا كان اسم
زمان فحاصله زمان وعد. وإذا جاز رجوع الضمير إلى ما دلت عليه قوة الكلام عليه وإن
لم يكن منطوقا به بوجه فرجوعه إلى ما هو كالمنطوق به أولى.. ومما يحقق ذلك أنهم
قالوا : من صدق كان خيرا له : يعنون كان الصدق خيرا له فأعادوا الضمير على المصدر
وقدّروه منطوقا به للنطق بالفعل الذي هو مشتق منه.. وإذا أوضح ذلك فاسم المكان
مشتق من المصدر اشتقاق الفعل منه فالنطق به كاف في إعادة الضمير على مصدره والله
أعلم.
** (لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً
فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية
والستين.. بمعنى : فيستأصلكم بعذاب يرسله عليكم. و «السحت» لغة أهل الحجاز
و «الإسحات» : لغة أهل نجد وبني تميم. و «السحت» بضم السين والحاء أو ضم
السين وإسكان الحاء ـ تخفيفا ـ هو كل مال حرام لا يحل كسبه ولا أكله.. وهو أيضا
القليل النزر.. يقال : أسحت في تجارته وأسحت تجارته : إذا كسب سحتا أي قليلا..
ويقال : أسحته : أي أهلكه واستأصله ومثله الفعل الثلاثي : سحته : أي أهلكه.
** (قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ
وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة
والستين.. أي قال السحرة بأدب : يا موسى أنت مخيّر بين أن تلقي أولا على الأرض
عصاك أو بين أن نلقي نحن أولا عصيّنا.. فحذف مفعول «تلقي» اختصارا وهو «العصا» كما
حذف مفعول «ألقوا» في الآية الكريمة التالية حين قال موسى بأدب مماثل : بل ألقوا
ما معكم من أدوات السحر وحذف المفعول به للسبب نفسه في الآية الكريمة التاسعة
والستين «وألق ما في يمينك» أي وألق العصا التي في يمينك.
(إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ
رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى)
(٧٤)
(إِنَّهُ مَنْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير الشأن مبني
على الضم في محل نصب اسم «إنّ» والجملة الاسمية بعدها : في محل رفع خبر «إنّ» من :
اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
(يَأْتِ رَبَّهُ
مُجْرِماً) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. يأت : فعل
مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الياء ـ وبقيت
الكسرة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. ربه : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل
جر بالإضافة. مجرما : حال من فاعل «يأتي» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(فَإِنَّ لَهُ
جَهَنَّمَ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء
واقعة في جواب الشرط. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» المقدم. جهنم :
اسم «إنّ» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخر اللفظة لأنها ممنوعة من
الصرف على العلمية والتأنيث و «إنّ» حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.
(لا يَمُوتُ فِيها) : الجملة الفعلية في محل نصب حال. لا : نافية لا عمل
لها. يموت : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. فيها : جار ومجرور متعلق بيموت. وجملتا فعل الشرط وجوابه : في
محل رفع خبر المبتدأ «من».
(وَلا يَحْيى) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «لا يموت فيها»
وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل الضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر
بمعنى : يلقى في جهنم مع أمثاله المجرمين لا يقضى عليه فيها فيموت ويستريح ولا
يمنح وسائل البقاء فيحيا حياة طيبة.
(وَمَنْ يَأْتِهِ
مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى)
(٧٥)
(وَمَنْ يَأْتِهِ
مُؤْمِناً) : معطوفة بالواو على «من يأت ربّه مجرما» وتعرب إعرابه
والهاء في «يأته». ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به.
(قَدْ عَمِلَ
الصَّالِحاتِ) : حرف تحقيق. عمل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية في محل نصب حال ثان بتقدير :
عاملا الصالحات ويجوز أن تكون الجملة اعتراضية بين فعل الشرط وجوابه لا محل لها.
الصالحات : مفعول به منصوب بالكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.
(فَأُولئِكَ لَهُمُ
الدَّرَجاتُ الْعُلى) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «أولئك»
والجملة الاسمية «فأولئك مع خبرها» جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء
رابطة لجواب الشرط. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. اللام حرف
جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل
رفع متعلق بخبر مقدم. الدرجات : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. العلى : صفة ـ نعت ـ للدرجات
مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر
بمعنى : لهم المنازل الرفيعة والمكانات السامية. و «العلى» جمع «العليا» و «عليا»
مؤنث «أعلى» والكاف في «أولئك» حرف خطاب لا محل له :
(جَنَّاتُ عَدْنٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى)
(٧٦)
(جَنَّاتُ عَدْنٍ) : بدل من «الدرجات العلى» مرفوعة مثلها وعلامة رفعها
الضمة. أو تكون خبرا لمبتدإ محذوف بتقدير : هي جنات أو مبتدأ وخبره : الجملة
الفعلية «تجري من تحتها الأنهار» في محل رفع. عدن : مضاف إليه مجرور بالإضافة
وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : جنات استقرار وإقامة.
(تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لجنات عدن.
وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. من تحت : جار ومجرور متعلق
بتجري أو بحال محذوفة من الأنهار بتقدير : تجري الأنهار كائنة تحتها و «ها» ضمير
متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة و «الأنهار» فاعل مرفوع بالضمة.
(خالِدِينَ فِيها) : حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
تنوين المفرد وحركته. فيها : جار ومجرور متعلق بخالدين.
(وَذلِكَ جَزاءُ) : الواو استئنافية. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في
محل رفع مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. جزاء : خبر «ذلك» مرفوع بالضمة وهو
مضاف.
(مَنْ تَزَكَّى) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. تزكى
: الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على
آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
(وَلَقَدْ أَوْحَيْنا
إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ
يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى)
(٧٧)
(وَلَقَدْ أَوْحَيْنا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف
تحقيق. أوحي : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير
متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(إِلى مُوسى) : جار ومجرور متعلق بأوحينا وعلامة جر الاسم الفتحة
بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية وقدّرت الحركة
على الألف للتعذر.
(أَنْ أَسْرِ
بِعِبادِي) : حرف تفسير لا عمل له ولا محل والجملة الفعلية بعده
تفسيرية لا محل لها. أسر : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف العلة.. الياء ـ وبقيت
الكسرة دالة عليها. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. بعبادي : جار
ومجرور متعلق بأسر والياء ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة
بمعنى : سر بعبادي ليلا.
(فَاضْرِبْ لَهُمْ) : الفاء عاطفة. اضرب : فعل أمر مبني على السكون والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت بمعنى : فاجعل. اللام حرف جر و «هم» ضمير
الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق باضرب.
(طَرِيقاً فِي
الْبَحْرِ يَبَساً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. في البحر
: جار ومجرور متعلق باضرب. يبسا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «طريقا» منصوب مثله وعلامة
نصبه الفتحة المنونة. بمعنى : يابسا. والكلمة مصدر وصف به بمعنى : فاجعل لهم طريقا
يابسا في البحر وذلك بضربه بعصاك فترتفع مياهه على الجانبين ويتركك وقومك تمرون
على أرضه.
(لا تَخافُ دَرَكاً) : نافية لا عمل لها بمعنى «ليس». تخاف : فعل مضارع
مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. دركا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «لا تخاف دركا» في محل نصب حال من
ضمير المخاطب في «اضرب» أي لا تخاف أن يدرككم عدوكم ويجوز أن تكون الجملة الفعلية
في محل نصب صفة ـ نعتا ـ للموصوف «طريقا».
(وَلا تَخْشى) : معطوفة بالواو على «لا تخاف» وتعرب إعرابها وعلامة
رفع الفعل الضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.
(فَأَتْبَعَهُمْ
فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ)
(٧٨)
(فَأَتْبَعَهُمْ
فِرْعَوْنُ) : الفاء استئنافية. أتبع : فعل ماض مبني على الفتح و «هم»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. فرعون :
فاعل مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف.
(بِجُنُودِهِ
فَغَشِيَهُمْ) : جار ومجرور متعلق بأتبعهم والهاء ضمير متصل ـ ضمير
الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. الفاء عاطفة. غشي : فعل ماض مبني على
الفتح و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به
مقدم بمعنى : فغطّاهم.
(مِنَ الْيَمِّ ما
غَشِيَهُمْ) : جار ومجرور متعلق بغشي أي من البحر بمعنى فانطبق
عليهم البحر فغرقوا. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. غشيهم :
أعربت : والجملة الفعلية «غشيهم» صلة الموصول لا محل لها.. أو بمعنى : فغطاهم ما
لا يعلم كنهه ـ أي سرّه ـ إلّا الله.
(وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ
قَوْمَهُ وَما هَدى)
(٧٩)
(وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ) : الواو عاطفة. أضلّ : فعل ماض مبني على الفتح. فرعون :
فاعل مرفوع بالضمة.
(قَوْمَهُ وَما هَدى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ
ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة بمعنى : فأضاع فرعون قومه ولم
يرشدهم. الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. هدى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر
على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو
بمعنى : وما هداهم أي وما هدى قومه إلى طريق النجاة والسلامة.
(يا بَنِي إِسْرائِيلَ
قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ
وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى)
(٨٠)
(يا بَنِي إِسْرائِيلَ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بتقدير : وقلنا
يا بني إسرائيل. يا : أداة نداء. بني : منادى مضاف منصوب وعلامة
نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.. وحذفت نونه للإضافة ـ أصله :
بنين ـ إسرائيل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا ـ نيابة ـ عن
الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.
(قَدْ أَنْجَيْناكُمْ) : حرف تحقيق. أنجى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الكاف
ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع
الذكور.
(مِنْ عَدُوِّكُمْ
وَواعَدْناكُمْ) : جار ومجرور متعلق بأنجينا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. وواعدناكم
: معطوفة بالواو على «أنجيناكم» وتعرب مثلها.
(جانِبَ الطُّورِ
الْأَيْمَنَ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بواعدناكم وهو مضاف. الطور : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الأيمن
: صفة ـ نعت ـ للجانب منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : وأمرنا أن توافوا
موسى في موضع الجبل ـ ناحية أو جهة اليمين.
(وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ) : تعرب إعراب «وواعدنا». عليكم : جار ومجرور متعلق
بنزلنا والميم علامة جمع الذكور.
(الْمَنَّ وَالسَّلْوى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والسلوى : معطوف
بالواو على «المنّ» ويعرب إعرابه وعلامة نصبه «السلوى» الفتحة المقدرة على الألف
المقصورة للتعذر و «المن» هو رحيق متجمد تفرزه بعض الأشجار. و «السلوى» : هو الطير
المعروف بالسماني.
(كُلُوا مِنْ
طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي
وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى)
(٨١)
(كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال
الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. من
(طَيِّباتِ) : جار ومجرور متعلق بكلوا أو تكون «من» تبعيضية فيكون
الجارّ والمجرور متعلقا بمفعول «كلوا» المحذوف عوضت عنه «من» التبعيضية بتقدير :
كلوا بعضا من طيبات.
(ما رَزَقْناكُمْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. رزقناكم
: الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الكاف
ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع
الذكور.
(وَلا تَطْغَوْا فِيهِ) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تطغوا : فعل مضارع
مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة. فيه : جار ومجرور متعلق بتطغوا أي لا تتجاوزوا.
(فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ
غَضَبِي) : الفاء سببية بمعنى : لكي لا يحلّ.. يحلّ : فعل مضارع
منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وهي فاء الجواب وعلامة نصبه الفتحة. عليكم : جار ومجرور
متعلق بيحل والميم علامة جمع الذكور غضبي فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل
الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير
الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية «يحلّ عليكم
غضبي» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على
مصدر منتزع من الكلام السابق. التقدير : ليكن عدم طغيان منكم فعدم غضبي عليكم.
(وَمَنْ يَحْلِلْ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» يحلل : فعل مضارع
فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره.
(عَلَيْهِ غَضَبِي) : جار ومجرور متعلق بيحلل. غضبي : أعرب. والجملة
الفعلية «يحلل عليه غضبي» صلة الموصول لا محل لها.
(فَقَدْ هَوى) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مسبوق بقد مقترن بالفاء
في محل جزم. الفاء : واقعة في جواب الشرط. قد : حرف تحقيق. هوى : فعل ماض مبني على
الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو بمعنى فقد سقط في الهاوية.
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ
لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى)
(٨٢)
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ) : الواو استئنافية. إني : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل
والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ»
اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ غفار : خبر «إنّ» مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة
وهو من صيغ المبالغة ـ فعّال بمعنى فاعل ـ أي كثير الغفران.
(لِمَنْ تابَ) : جار ومجرور متعلق بغفار و «من» اسم موصول مبني على
السكون في محل جر باللام. تاب : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل
ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(وَآمَنَ وَعَمِلَ
صالِحاً) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بواوي العطف على جملة «تاب»
وتعربان إعرابها صالحا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(ثُمَّ اهْتَدى) : حرف عطف. اهتدى : الجملة الفعلية معطوفة على جملة «تاب»
وتعرب مثلها وعلامة بناء الفعل الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ منع من
ظهورها التعذر.
(وَما أَعْجَلَكَ عَنْ
قَوْمِكَ يا مُوسى)
(٨٣)
(وَما أَعْجَلَكَ) : الواو استئنافية. ما : اسم استفهام بمعنى اللوم
والإنكار مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أعجلك : الجملة الفعلية في محل رفع
خبر «ما» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. والجملة
الاسمية «ما أعجلك»
في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لفعل مقدر بمعنى : قال الله تعالى
لموسى لما قدم عليه في الطور يلومه : ما أعجلك عن قومك فتركتهم خلفك وأقبلت قبل أن
تأمن عليهم.
(عَنْ قَوْمِكَ يا
مُوسى) : جار ومجرور متعلق بأعجل والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. يا : حرف نداء. موسى : منادى علم
مفرد مبني على الضم المقدر على الألف للتعذر في محل نصب.
(قالَ هُمْ أُولاءِ
عَلى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى)
(٨٤)
(قالَ هُمْ أُولاءِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. أي قال موسى.. والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أولاء
: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع صفة ـ نعت ـ للمبتدإ «هم» ويجوز أن يكون
بدلا منه.
(عَلى أَثَرِي) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ «هم»
والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : لم
أبعد عنهم إلّا مسافة قصيرة. أي هم لاحقون بي عن قريب.
(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ) : الواو استئنافية. عجلت : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل
رفع فاعل بمعنى تعجلت. إليك : جار ومجرور للتعظيم متعلق بعجلت.
(رَبِّ لِتَرْضى) : اسم منادى بحرف نداء محذوف للتفخيم والتعظيم. والأصل
: يا رب. وهو منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم
المحذوفة اكتفاء بكسر ما قبلها ومنع من ظهور الفتحة الحركة المأتي بها من أجل
الياء المحذوفة خطا واختصارا ولكثرة الاستعمال ضمير متصل ـ ضمير المتكلم مبني على
السكون في محل جر
بالإضافة. اللام حرف جر للتعليل. ترضى : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد
اللام وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والجملة الفعلية «ترضى» صلة حرف مصدري لا محل
لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور
متعلق بعجلت التقدير والمعنى : لكي ترضى عني.. أو طمعا في رضائك عني.
(قالَ فَإِنَّا قَدْ
فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ)
(٨٥)
(قالَ فَإِنَّا) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو أي الله سبحانه والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الفاء
زائدة. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني
على السكون في محل نصب اسم «إنّ».
(قَدْ فَتَنَّا) : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر «إنّ». قد :
حرف تحقيق. فتن : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع.. و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(قَوْمَكَ مِنْ
بَعْدِكَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ
ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. من بعد : جار ومجرور متعلق
بفتنّا والكاف : أعرب بمعنى ابتلينا واختبرنا قومك بعبادة العجل.
(وَأَضَلَّهُمُ
السَّامِرِيُ) : الواو عاطفة. أضل : فعل ماض مبني على الفتح و «هم»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وحرك الميم
بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. السامري : فاعل مرفوع بالضمة.
(فَرَجَعَ مُوسى إِلى
قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً
حَسَناً أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ
غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي)
(٨٦)
(فَرَجَعَ مُوسى) : الفاء استئنافية. رجع : فعل ماض مبني على الفتح. موسى
: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر.
(إِلى قَوْمِهِ) : جار ومجرور متعلق برجع والهاء ضمير متصل ـ ضمير
الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
(غَضْبانَ أَسِفاً) : حالان من «موسى» منصوبان وعلامة نصب الأول الفتحة ولم
ينون لأنه ممنوع من الصرف على وزن «فعلان» ولأن مؤنثه : غضبى وعلامة نصب الثاني
الفتحة المنونة بمعنى فعاد موسى إلى قومه غضبان حزينا أو غاضبا غضبا شديدا.
(قالَ يا قَوْمِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو والجملة بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ يا : أداة نداء. قوم
: منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة
اكتفاء بكسر ما قبلها منع من ظهورها الحركة المناسبة والياء المحذوفة خطا واختصارا
ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(أَلَمْ يَعِدْكُمْ
رَبُّكُمْ) : الهمزة همزة تقرير ولوم بلفظ استفهام. لم : حرف نفي
وجزم وقلب. يعدكم : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والكاف ضمير متصل ـ
ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.
ربكم : فاعل مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في
محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(وَعْداً حَسَناً) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة. حسنا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «وعدا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة
المنونة بمعنى : ألم يعدكم ربكم بإعطائكم التوراة. ويجوز أن يكون «الوعد الحسن»
مفعول «يعدكم» بمعنى : ألم يعدكم ربكم الجنة في حالة إطاعته.
(أَفَطالَ عَلَيْكُمُ
الْعَهْدُ) : الهمزة همزة تعنيف بلفظ استفهام. الفاء زائدة «تزيينية».
طال : فعل ماض مبني على الفتح. عليكم : جار ومجرور متعلق بطال والميم علامة جمع
الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين و «العهد» فاعل مرفوع بالضمة بمعنى :
الزمان. أي مدة مفارقتي لكم أو بتقدير : تحقيق العهد.
(أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ) : حرف عطف. وتسمّى هنا : المتصلة لأنها مسبوقة باستفهام.
أردتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور. أن : حرف
مصدرية ونصب.
(يَحِلَّ عَلَيْكُمْ
غَضَبٌ) : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها. وهي فعل
مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. عليكم : جار ومجرور متعلق بيحل والميم علامة
جمع الذكور. غضب : فاعل مرفوع بالضمة المنونة و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل
مصدر «حلول» في محل نصب مفعول «أردتم».
(مِنْ رَبِّكُمْ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «غضب» و «من» حرف جر
بياني. و «كم» سبق إعرابه.
(فَأَخْلَفْتُمْ
مَوْعِدِي) : الفاء سببية. أخلفتم : تعرب إعراب «أردتم» موعدي : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل
بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل
جر بالإضافة بمعنى وعدكم إياي بالثبات على الإيمان.
(قالُوا ما أَخْلَفْنا
مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ
فَقَذَفْناها فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ)
(٨٧)
(قالُوا ما أَخْلَفْنا) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة بعدها في محل
نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ما : نافية لا عمل لها. أخلف : فعل ماض مبني
على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع
فاعل.
(مَوْعِدَكَ
بِمَلْكِنا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ
ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. بملك : جار ومجرور متعلق بصفة
محذوفة من «موعدك» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة أي ما فعلنا ذلك بملكنا أمرنا.
(وَلكِنَّا حُمِّلْنا) : الواو استئنافية للاستدراك. لكن : حرف مشبه بالفعل من
أخوات «إنّ» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «لكن».
حملنا : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر «لكنّ» وهي فعل ماض مبني للمجهول
مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل
رفع نائب فاعل.
(أَوْزاراً مِنْ
زِينَةِ الْقَوْمِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى :
أحمالا أي نقلنا أموالا. من زينة : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أوزارا»
القوم : مضاف إليه مجرور بالكسرة.
(فَقَذَفْناها) : الفاء عاطفة. قذفنا : تعرب إعراب «أخلفنا» و «ها»
ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : فألقيناها في النار أو في
نار السامريّ التي أوقدها في الحفرة.
(فَكَذلِكَ أَلْقَى
السَّامِرِيُ) : الفاء عاطفة. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح
في محل نصب نائب عن المصدر ـ المفعول المطلق ـ أو صفة ـ نعت ـ للمصدر المقدر.
بمعنى : أراهم أنه يلقي حليا في يده القاء مثل إلقائهم. ذا : اسم إشارة مبني على
السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. ألقى : فعل ماض مبني على
الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. السامريّ : فاعل مرفوع بالضمة.
(فَأَخْرَجَ لَهُمْ
عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ فَقالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسى فَنَسِيَ)
(٨٨)
(فَأَخْرَجَ لَهُمْ) : الفاء عاطفة. أخرج : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي السامريّ. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بأخرج.
(عِجْلاً جَسَداً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. جسدا : صفة
ـ نعت ـ للموصوف «عجلا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى فصنع لهم
عجلا أحمر من ذهب صنعه من تلك الحلي مجسدا.. أو فأخرج لهم من الحفرة عجلا فحملهم
على الضلال.
(لَهُ خُوارٌ) : الجملة الاسمية في محل نصب صفة ثانية للموصوف «عجلا»
بمعنى : له صوت. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. خوار : مبتدأ مؤخر
مرفوع بالضمة المنونة.
(فَقالُوا هذا
إِلهُكُمْ) : الفاء عاطفة. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله
بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الاسمية في
محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع
مبتدأ. إلهكم : خبر «هذا» مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ضمير المخاطبين ـ مبني
على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(وَإِلهُ مُوسى
فَنَسِيَ) : معطوف بالواو على «إلهكم» مرفوع مثله بالضمة. موسى :
مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف
على العجمة والعلمية وقدّرت الحركة على الألف للتعذر. الفاء استئنافية. نسي : فعل
ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على «موسى» أو
على السامريّ بمعنى : فنسي موسى أن يطلبه هاهنا وذهب يطلبه عند الطور أو فنسي
السامري أي ترك ما كان عليه من الإيمان الظاهر.. وحذف المفعول به اختصارا لمعرفته.
(أَفَلا يَرَوْنَ
أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً)
(٨٩)
(أَفَلا يَرَوْنَ) : الألف ألف تقرير بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ لا : نافية لا عمل لها. يرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(أَلَّا يَرْجِعُ) : أصلها : «أن» المخففة من الثقيلة لأنها مسبوقة بظن
والفعل بعدها مرفوع وخبرها مفصول عنها بحرف نفي وهي حرف مشبه بالفعل واسمها ضمير
شأن تقديره : أنّه أي أنّ هذا العجل و «لا» نافية لا عمل لها وهي عوض من حرف الشأن
والقصة ومن إحدى النونين في «أنّ» عند تخفيفها. يرجع : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «لا يرجع» في محل رفع
خبر «أن» المخففة و «أن» المخففة وما بعدها في تأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «يرون»
لأن الفعل «يرى» هنا بمعنى الظن والعلم يتعدى إلى مفعولين وليس بصريا.. ومعنى «لا
يرجع» : لا يرد.
(إِلَيْهِمْ قَوْلاً) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل
جر بإلى والجار والمجرور متعلق بيرجع. قولا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة بمعنى لا يردّ عليهم جوابا إذا سئل.
(وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ
ضَرًّا) : الجملة معطوفة بالواو على جملة «لا يرجع إليهم قولا»
وتعرب إعرابها.
(وَلا نَفْعاً) : الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. نفعا : معطوف
على «ضرا» ويعرب مثله. بمعنى : لا يدفع عنهم ضرا أو يجلب لهم نفعا فكيف عبدوه؟
** (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الخامسة
والسبعين وفيه أفرد الفعل «يأتي» والفعل «عمل» بعده وذلك على لفظ «من» وجاءت
الإشارة في آخر الآية «أولئك لهم..» والضمير «هم» بصيغة الجمع على معنى «من».
** (وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة السادسة
والسبعين.. التقدير والمعنى : ذلك الخلود في جنات عدن جزاء من تطهر فحذف المشار
إليه «الخلود» وهو صفة أو بدل من اسم الإشارة «ذلك» اختصارا لأن ما قبله دال عليه.
** (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي
الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة
والسبعين. المعنى : فاضرب أي فاتخذ لهم طريقا في البحر يابسا لا تخاف إدراك فرعون
لك أو كن آمنا لا تخاف لحوقا من فرعون ولا تخاف غرقا في البحر أو من فرعون.. فحذف
مفعول «تخشى» اختصارا وهو «غرقا» و «يبسا» مصدر وصف به.. يقال : يبس الشيء ـ ييبس ـ
يبسا.. من باب «تعب» إذا جفّ بعد رطوبته فهو يابس ـ اسم فاعل ـ و «يبس» بسكون
الباء بمعنى : يابس أيضا وقيل : هو جمع «يابس» مثل «صاحب وصحب» قال الفيوميّ : ويقال
: مكان يبس.. بفتح الياء والباء : إذا كان فيه ماء فذهب. وقال الأزهري يبس : أي لا
ندوة فيه ولا بلل و «اليبس» بضم الياء : هو نقيض الرطوبة. ويقال : هذا نبات يبيس.
أي يابس ـ فعيل بمعنى فاعل ـ و «اليبس» بفتح الياء والباء : هو المكان يكون رطبا
ثم ييبس.. ومنه قوله تعالى في الآية الكريمة المذكورة آنفا. و «الطريق» هو مذكر في
لغة «نجد» وبه جاءت الآية المذكورة.. ومؤنّث في لغة «الحجاز» وجاء ذلك على هذه
اللغة لأنه مصدر يستوي فيه التذكير والتأنيث.
** (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ
فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة
والسبعين وفيه كناية عن غرق فرعون وجنوده لأن المعنى فغطاهم ما لا يعلم كنهه إلّا
الله وفي تكرار «غشيهم» أي غطاهم مبالغة وتهويل أي أطبق عليهم الماء وغرقوا جميعا.
** (وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي
فَقَدْ هَوى) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الحادية
والثمانين المعنى : ومن ينزل عليه غضبي فقد سقط إلى قاع النار يقال : هوى ـ يهوي ـ
هويّا بضم الهاء وفتحها.. من باب «ضرب» وزاد ابن القوطية «هواء» بمعنى : سقط من
أعلى إلى أسفل وهوى ـ يهوي ـ هويا ـ بضم الهاء فقط بمعنى : ارتفع. وهوت العقاب
تهوي هويا وهويا : أي انقضت على صيد أو غيره ما لم ترغه فإذا أراغته قيل : أهوت له
و «الإراغة» ذهاب الصيد هكذا وهكذا وهي تتبعه.. أمّا الفعل «هوي ـ يهوى ـ هوى» من
باب «تعب» فمعناه : أحبّ وعلق به ثم أطلق على ميل النفس وانحرافها نحو الشيء وقال
الفيومي : ثم استعمل في ميل مذموم فيقال : اتّبع هواه وهو من أهل الأهواء. و «الهوى»
هو الحب.. وقال أحدهم يصف الحبّ : الحبّ : أظهر من من أن يخفى وأخفى من أن ـ يرى.
قال الشاعر جرير :
أنت المبارك
والمهديّ سيرته
|
|
تعصى الهوى
وتقوم الليل بالسور
|
أصبت للمنبر
المعمور مجلسه
|
|
زينا وزين
قباب الملك والحجر
|
وقيل : الحب
كامن كمون النار في الحجر إن قدحته أورى وإن تركته توارى.. وإنّ الهوى : الهوان
ولكن غلط باسمه ؛
** (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ
وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية
والثمانين و «غفار» معناه : كثير الغفران.. وهو من صيغ المبالغة ـ فعّال بمعنى
فاعل وحذف الموصوف بعد «عمل» وهو «عملا» لأن التقدير : وعمل عملا صالحا وحلّت
الصفة «صالحا» محلّه.
** (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ) : هذا القول الكريم هو نهاية الآية الكريمة الخامسة
والثمانين.. المعنى فخدعهم السامريّ الذي كان منافقا بصناعة العجل والدعوة إلى
عبادته. والسامريّ هو رجل منهم منسوب إلى قبيلة السامرة. وقيل : السامرة : قوم من
اليهود يخالفونهم في بعض دينهم.
** (فَكَذلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُ) : في هذا القول الكريم الوارد في نهاية الآية الكريمة
السابعة والثمانين حذف مفعول «ألقى» اختصارا لأن ما قبله دالّ عليه. المعنى : كذلك
ألقى السامريّ ما معه من الحليّ.
** (فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ
أَسِفاً) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة السادسة
والثمانين.. المعنى : فعاد موسى إلى قومه حزينا أو غاضبا غضبا شديدا.. يقال : أسف ـ
يأسف ـ أسفا : من باب «تعب» بمعنى : حزن وتلهف فهو أسف مثل تعب.. وأسف : مثل غضب
وزنا ومعنى. و «الأسف» أشد الحزن والغضب. وتأسّف بمعنى تلهّف.
(وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ
هارُونُ مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ
الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي)
(٩٠)
(وَلَقَدْ قالَ) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف
تحقيق. قال : فعل ماض مبني على الفتح.
(لَهُمْ هارُونُ) : اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون
في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقال. هارون : فاعل مرفوع بالضمة ولم ينون
لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.
(مِنْ قَبْلُ يا قَوْمِ) : حرف جر قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة
في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بقال. يا : حرف نداء. قوم : منادى مضاف منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة منع من ظهورها اشتغال المحل
بحركة الياء المناسبة والياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(إِنَّما فُتِنْتُمْ
بِهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إنما
: كافة ومكفوفة. فتنتم : فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير
الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع نائب
فاعل والميم علامة جمع الذكور. به : جار ومجرور متعلق بفتنتم بمعنى ابتليتم
بالعجل.
(وَإِنَّ رَبَّكُمُ) : الواو عاطفة. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ربكم
: اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ
ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع
الذكور.
(الرَّحْمنُ
فَاتَّبِعُونِي) : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة أو يكون خبر مبتدأ محذوف
تقديره : هو. والجملة الاسمية «هو الرحمن» في محل رفع خبر «إنّ» أي هو الرحمن لا
غيره. الفاء استئنافية. اتبعوني : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من
الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل لها
والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(وَأَطِيعُوا أَمْرِي) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «اتبعونى» وتعرب
إعراب «اتبعوا». أمري : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل
الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(قالُوا لَنْ نَبْرَحَ
عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى)
(٩١)
(قالُوا لَنْ نَبْرَحَ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية بعده : في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ لن : حرف نفي ونصب واستقبال. نبرح : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة
نصبه الفتحة واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. لأن الفعل «نبرح» فعل ناقص
من أخوات «كان».
(عَلَيْهِ عاكِفِينَ) : جار ومجرور متعلق بنبرح أو بعاكفين. عاكفين. خبر «نبرح»
منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته
بمعنى : لن نزال على عبادته مقيمين.
(حَتَّى يَرْجِعَ) : حرف غاية وجر بمعنى «إلى أن» يرجع : فعل مضارع منصوب
بأن مضمرة بعد «حتى» وعلامة نصبه الفتحة.
(إِلَيْنا مُوسى) : حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل
جر بإلى. والجار والمجرور متعلق بيرجع. موسى : فاعل مرفوع بالضمة
المقدرة على الألف للتعذر والجملة الفعلية «يرجع إلينا موسى» صلة حرف مصدري
لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحتى والجار والمجرور
متعلق بعاكفين. التقدير : حتى رجوع موسى إلينا.
(قالَ يا هارُونُ ما
مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا)
(٩٢)
(قالَ يا هارُونُ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. أي موسى. يا : أداة نداء. هارون : منادى علم مبني على الضم في محل
نصب والاسم ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.
(ما مَنَعَكَ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ما
: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. منعك : الجملة الفعلية في محل
رفع خبر «ما» وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.
(إِذْ رَأَيْتَهُمْ
ضَلُّوا) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب
متعلق بمنع. رأيتهم : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذ» وهي
فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به. ضلوا : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير
الغائبين وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل فارقة بمعنى : وقد رأيتهم ضلّوا.
(أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ
أَمْرِي)
(٩٣)
(أَلَّا تَتَّبِعَنِ) : أصلها : أن : حرف مصدرية ونصب و «لا» مزيدة. تتّبعن :
فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
أنت. النون نون الوقاية لا محل لها والكسرة دالة على ياء
المتكلم المحذوفة اختصارا وخطا وهي ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب
مفعول به. والجملة الفعلية «تتّبعن» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المصدرية
وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر بمعنى : ما منعك من أن تتّبعن أي من
اتباعي في الغضب لله وشدّة الزجر عن الكفر والمعاصي أو بمعنى ما منعك من ألّا تفعل
مثل ما فعلت أنا فتغضب.
(أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي) : الألف ألف توبيخ بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ عصيت : أي خالفت.. فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء
ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. أمري : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل
بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل
جر بالإضافة.
(قالَ يَا بْنَ أُمَّ
لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ
بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي)
(٩٤)
(قالَ يَا بْنَ أُمَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو أي قال هارون. يا : أداة نداء. بن : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه
الفتحة. أمّ : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على ما قبل ياء
المتكلم المحذوفة جوازا والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل
جر بالإضافة.
(لا تَأْخُذْ
بِلِحْيَتِي) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لا
: ناهية جازمة. تأخذ : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. بلحيتي : جار ومجرور متعلق بتأخذ والياء ضمير
المتكلم مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(وَلا بِرَأْسِي) : الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النهي. برأسي : معطوف
على «بلحيتي» ويعرب مثله ويجوز أن يكون «ولا برأسي» معطوفا بالواو على «لا تأخذ
بلحيتي..» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(إِنِّي خَشِيتُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» خشيت : الجملة الفعلية في محل رفع
خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير
متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل.
(أَنْ تَقُولَ
فَرَّقْتَ) : حرف مصدري ناصب. تقول : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري
لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت. و «أن» المصدرية وما بعدها : بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به
لخشيت. المعنى والتقدير : إنّي خفت إن غضبت عليهم قولك.. فرّقت : الجملة الفعلية
في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير
الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب في محل رفع فاعل.
(بَيْنَ بَنِي
إِسْرائِيلَ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بفرقت وهو مضاف. بني : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع
المذكر السالم وحذفت النون للإضافة ـ أصله : بنين ـ وهو مضاف. إسرائيل : مضاف إليه
ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من
الصرف للعجمة والتأنيث.
(وَلَمْ تَرْقُبْ
قَوْلِي) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. ترقب : فعل
مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت
بمعنى ولم تحفظ. قولي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل
الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(قالَ فَما خَطْبُكَ
يا سامِرِيُّ)
(٩٥)
(قالَ فَما خَطْبُكَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة
الاسمية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ الفاء زائدة. ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. خطب
: خبر «ما» مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل
جر بالإضافة بمعنى : فما شأنك؟ وما الذي فعلته؟
(يا سامِرِيُ) : أداة نداء. سامري : منادى مفرد علم مبني على الضم في
محل نصب.
(قالَ بَصُرْتُ بِما
لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها
وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي)
(٩٦)
(قالَ بَصُرْتُ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو أي السامريّ. بصرت : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول
ـ وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل.
(بِما لَمْ يَبْصُرُوا
بِهِ) : الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في
محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق ببصرت. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يبصروا : فعل
مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل والألف فارقة. به : جار ومجرور متعلق بيبصروا. والجملة الفعلية «لم
يبصروا به» صلة الموصول لا محل لها بمعنى علمت بما لم يعلموا به أو رأيت ما لم
يروه وهو جبريل ـ عليهالسلام ـ الذي جاءك بالوحي.
(فَقَبَضْتُ قَبْضَةً) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على جملة «بصرت» وتعرب
مثلها. قبضة : مفعول به سمّي بالمصدر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(مِنْ أَثَرِ
الرَّسُولِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «قبضة». الرسول :
مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة أي جبريل ـ عليهالسلام ـ.
(فَنَبَذْتُها
وَكَذلِكَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على «قبضت» وتعرب
إعرابها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : فألقيتها
على الذهب أو الحلّي. الواو استئنافية الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في
محل رفع مبتدأ والجملة الفعلية بعده «سولت لي نفسي» في محل رفع خبره. التقدير
والمعنى : ومثل ذلك التسويل سوّلت أي زيّنت لي نفسي أو يكون الكاف في محل نصب
نائبا عن المصدر ـ المفعول المطلق ـ المحذوف أو صفة له بتقدير : سولت لي نفسي
تسويلا مثل ذلك التسويل. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة اللام
للبعد والكاف حرف خطاب. بمعنى : فلما صنعناه عجلا سرت فيه الحياة فصوّت.
(سَوَّلَتْ لِي
نَفْسِي) : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة
لا محل لها. لي : جار ومجرور متعلق بسولت. نفسي : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على
ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل ـ
ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(قالَ فَاذْهَبْ
فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ
تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً
لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً)
(٩٧)
(قالَ فَاذْهَبْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. الفاء زائدة : اذهب الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول
ـ وهي فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
(فَإِنَّ لَكَ فِي
الْحَياةِ) : الفاء استئنافية. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.
لك : جار ومجرور في محل رفع خبر «إنّ» مقدم. في الحياة : جار ومجرور متعلق بخبر «إنّ»
بمعنى : عقوبتك في الحياة.
(أَنْ تَقُولَ) : حرف مصدري ناصب. تقول : الجملة الفعلية وما بعدها صلة
حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «أن» وما بعدها
بتأويل مصدر «قولك» في محل نصب اسم «إنّ» المؤخر المعنى والتقدير : فإنّ
قولك لا مساس عقوبتك في الحياة.
(لا مِساسَ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لا :
ناهية جازمة. مساس : اسم فعل أمر مبني على الفتح في محل جزم بلا الناهية بمعنى :
لا تمسّني.. أي إنّ كلّ من لمسته تأخذه الحمّى وتأخذك معه فلا تفتر عن قول «لا
مساس» أي لا تمسّني كلّما قرب منك أحد.
(وَإِنَّ لَكَ
مَوْعِداً) : الواو عاطفة. إنّ لك : أعربتا. موعدا : اسم «إنّ»
المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(لَنْ تُخْلَفَهُ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «موعدا»
لن : حرف نفي ونصب واستقبال و «تخلفه» فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن وعلامة
نصبه الفتحة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والهاء ضمير متصل
مبني على الضم في محل نصب مفعول به بمعنى : لن يخلفه الله يوم القيامة فيتولى
معاقبتك.
(وَانْظُرْ إِلى
إِلهِكَ) : الواو عاطفة. انظر : تعرب إعراب «اذهب». إلى إلهك :
جار ومجرور متعلق بانظر والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل
جر بالإضافة.
(الَّذِي ظَلْتَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للإله.
ظلت : الجملة الفعلية وما بعدها : صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض ناقص مبني
على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني
على الفتح في محل رفع اسم «ظلّ» وأصله : ظللت.. فحذف الحرف الأول ـ اللام الأولى ـ
ونقلت حركته إلى الظاء.
(عَلَيْهِ عاكِفاً) : جار ومجرور متعلق بظللت أو بخبره. عاكفا : خبر «ظلّ»
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : الذي واظبت على عبادته أي دمت.
(لَنُحَرِّقَنَّهُ
ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ) : اللام لام التوكيد. نحرقنّه : فعل مضارع مبني على الفتح
لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد لا محل لها. والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : نحن. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب
مفعول به. ثم : حرف عطف. لننسفنّه : معطوفة على «لنحرقنّه» وتعرب إعرابها.
(فِي الْيَمِّ نَسْفاً) : جار ومجرور متعلق بننسف. نسفا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : لنذرينّه في البحر ذروا.
(إِنَّما إِلهُكُمُ
اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً)
(٩٨)
(إِنَّما إِلهُكُمُ
اللهُ) : كافة ومكفوفة. إلهكم : مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف
ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع
الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين. الله لفظ الجلالة : خبر المبتدأ مرفوع
للتعظيم بالضمة أو يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو والجملة الاسمية «هو الله» في
محل رفع خبر المبتدأ الأول «إلهكم».
(الَّذِي لا إِلهَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ـ نعت ـ للفظ
الجلالة أو يكون خبرا ثانيا للمبتدإ الأول أو بدلا من لفظ الجلالة. لا : نافية
للجنس. إله : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا تقديره :
كائن أو موجود أو معبود إلّا هو.
(إِلَّا هُوَ) : أداة استثناء أو أداة حصر. هو : ضمير منفصل مبني على
الفتح في محل رفع بدل من موضع «لا إله» لأن موضع «لا» وما عملت فيه رفع بالابتداء
ولو كان موضع المستثنى نصبا لكان إلّا إيّاه.
(وَسِعَ كُلَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وجملة «لا إله
إلّا هو» اعتراضية بين الموصول وصلته لا محل لها. وسع : فعل ماض مبني على الفتح
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو : كل : مفعول به أول منصوب بوسع المتعدي
إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.
(شَيْءٍ عِلْماً) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
علما : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وأصل محل «علما» التمييز
وهو في المعنى فاعل لأن «وسع» متعد إلى مفعول واحد ولمّا ثقل نقل إلى التعدية إلى
مفعولين فنصبهما معا على المفعولية فتردّ بالثقل ما كان فاعلا مفعولا والمعنى :
أحاط علمه بكل شيء.
(كَذلِكَ نَقُصُّ
عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً)
(٩٩)
(كَذلِكَ نَقُصُ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع
مبتدأ. وخبره : الجملة الفعلية «نقص..» في محل رفع التقدير : مثل ذلك الاقتصاص
نقصّ.. أو تكون في محل نصب مفعولا به بفعل محذوف يفسره ما بعده بتقدير : ونحو ما
اقتصصنا عليكم قصة موسى وفرعون نقص عليك مثل ذلك الاقتصاص ويجوز أن يكون الكاف
نائبا عن مفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف أو صفة له بتقدير : نقصّ عليك اقتصاصا مثل ذلك
الاقتصاص. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف
حرف خطاب. نقص : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.
(عَلَيْكَ مِنْ
أَنْباءِ) : جار ومجرور متعلق بنقص بمعنى : نروي لك يا محمد. من
أنباء : جار ومجرور متعلق بنقص أو تكون «من» تبعيضية وحذف مفعول «نقصّ» لدلالة «من»
عليه.
(ما قَدْ سَبَقَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجملة
الفعلية بعده لا محل لها لأنها صلة الموصول. قد : حرف تحقيق. سبق : فعل ماض مبني
على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
(وَقَدْ آتَيْناكَ) : الواو حالية والجملة بعدها في محل نصب حال من ضمير
المخاطب في «عليك» قد : حرف تحقيق و «آتيناك» بمعنى : منحناك : فعل ماض مبني على
السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل
مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني
على الفتح في محل نصب مفعول به.
(مِنْ لَدُنَّا
ذِكْراً) : حرف جر. لدن : ظرف غير متمكن مبني على السكون بمنزلة «عندنا»
وهو مضاف و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ذكرا :
مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى كتابا شاملا أو مشتملا على
هذه الأقاصيص وهو القرآن الكريم. والجار والمجرور «من لدنا» في محل نصب حال من «ذكرا»
بعد أن قدّم عليه.
(مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ
فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً)
(١٠٠)
(مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ) : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». أعرض : الجملة الفعلية صلة الموصول
لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره : هو. عنه : جار ومجرور متعلق بأعرض بمعنى : من صد عن
الكتاب الذي أنزلته.
(فَإِنَّهُ يَحْمِلُ) : الجملة المؤولة من «إنّ» مع اسمها وخبرها جواب شرط
جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. إنّ : حرف نصب وتوكيد
مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ».
يحمل : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
(يَوْمَ الْقِيامَةِ
وِزْراً) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بيحمل وهو مضاف. القيامة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. وزرا :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «يحمل يوم القيامة
وزرا» في محل رفع خبر «إنّ» بمعنى : حملا أو إثما عظيما.
(خالِدِينَ فِيهِ
وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً)
(١٠١)
(خالِدِينَ فِيهِ) : حال من الاسم الموصول «من» في الآية الكريمة السابقة
منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
فيه : جار ومجرور متعلق بخالدين والهاء يعود على الوزر أي في ذلك الوزر أو في
احتمال الوزر بمعنى تحت ثقل ذلك الوزر.
(وَساءَ لَهُمْ) : الواو استئنافية. ساء : فعل ماض مبني على الفتح
لإنشاء الذم لأنه في حكم «بئس» والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والفاعل
مبهم يفسره «حملا» بمعنى وبئس الحمل يوم القيامة والمخصوص بالذم محذوف لدلالة «الوزر
عليه» في الآية الكريمة السابقة بتقدير ساء حملا وزرهم. اللام حرف جر ـ بيانية ـ و
«هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بساء.
(يَوْمَ الْقِيامَةِ
حِمْلاً) : أعربت في الآية الكريمة السابقة و «حملا» تمييز منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي
الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً)
(١٠٢)
(يَوْمَ يُنْفَخُ) : بدل من «يوم القيامة» في الآية الكريمة السابقة. ينفخ
: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة.
(فِي الصُّورِ) : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل والجملة الفعلية «ينفخ
في الصور» في محل جر بالإضافة.
(وَنَحْشُرُ
الْمُجْرِمِينَ) : الواو عاطفة. نحشر : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. أي الله سبحانه بلفظ التفخيم والتعظيم.
المجرمين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
تنوين المفرد وحركته.
(يَوْمَئِذٍ زُرْقاً) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بنحشر : وهو مضاف و «إذ» اسم مبني على السكون في محل جر بالإضافة وحرك آخره
بالكسرة تخلصا من التقاء الساكنين من سكونه
وسكون التنوين. وقد نوّنت الكلمة لمزيّتها حيث إنّ الأسماء لا تضاف إلى
الحروف و «يومئذ» بدل من «يوم ينفخ». زرقا : حال من «المجرمين» منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة.
(يَتَخافَتُونَ
بَيْنَهُمْ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً)
(١٠٣)
(يَتَخافَتُونَ
بَيْنَهُمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال ثانية من المجرمين..
وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل بمعنى يتهامسون خافضين صوتهم أو يكلم بعضهم بعضا بصوت خافت. بين : ظرف
مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيتخافتون وهو مضاف و «هم» ضمير
الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(إِنْ لَبِثْتُمْ) : حرف نفي لا محل له بمعنى «ما». لبثتم : الجملة
الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي قائلين ما مكثتم.. وهي فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ
مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور بمعنى : ما مكثتم..
(إِلَّا عَشْراً) : أداة حصر لا عمل لها. عشرا : ظرف زمان منصوب على
الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق بلبثتم. ويجوز أن يكون مفعولا به بتعدية
«لبثتم» إليه.
(نَحْنُ أَعْلَمُ بِما
يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً)
(١٠٤)
(نَحْنُ أَعْلَمُ) : ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الضم في
محل رفع مبتدأ. أعلم : خبر «نحن» مرفوع بالضمة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف على
وزن «أفعل» صيغة تفضيل وبوزن الفعل.
(بِما يَقُولُونَ) : الباء حرف جر و «ما» مصدرية. يقولون : الجملة الفعلية
صلة موصول حرفي لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ما» وما بعدها
بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأعلم التقدير والمعنى
نحن الله أعلم بأقوالهم في مدة لبثهم. أو تكون «ما» اسما موصولا مبنيا على السكون
في محل جر بالباء والجملة الفعلية «يقولون» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى
الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : بما
يقولونه.
(إِذْ يَقُولُ) : ظرف زمان بمعنى «حين» متعلق بيقولون مبني على السكون
في محل نصب. يقول : فعل مضارع مرفوع بالضمة بمعنى «قال» لأن «إذ» تشير إلى الزمن
الماضي.
(أَمْثَلُهُمْ
طَرِيقَةً) : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على
السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : أعدلهم رأيا أو مذهبا. والجملة الفعلية «يقول
أمثلهم..» في محل جر بالإضافة. طريقة : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
والجملة الفعلية بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(إِنْ لَبِثْتُمْ
إِلَّا يَوْماً) : أعربت في الآية الكريمة السابقة.
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ
الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً)
(١٠٥)
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ
الْجِبالِ) : الواو استئنافية. يسألونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ
ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. عن الجبال : جار ومجرور متعلق
بيسألون وكسر نون «عن» لالتقاء الساكنين.
(فَقُلْ يَنْسِفُها) : الفاء استئنافية أو تكون رابطة لجواب شرط مضمن من
السياق بتقدير : وإن يسألوك عن الجبال فقل. قل : فعل أمر مبني على السكون والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. وحذفت الواو ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء
الساكنين. والجملة الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ينسف : فعل
مضارع مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
(رَبِّي نَسْفاً) : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من
ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني
على السكون في محل جر بالإضافة. نسفا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة.
(فَيَذَرُها قاعاً
صَفْصَفاً)
(١٠٦)
(فَيَذَرُها) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على جملة «ينسفها»
وتعرب إعرابها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الله جلّت قدرته بمعنى :
فيتركها أي فيترك مراكزها ويجوز أن يكون الضمير «ها» عائدا على «الأرض» وإن لم يجر
لها ذكر كقوله تعالى : (ما تَرَكَ عَلى
ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ).
(قاعاً صَفْصَفاً) : حال من الضمير «ها» منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة. صفصفا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قاعا» ويعرب إعرابه بمعنى : أرضا مستوية
سهلة منبسطة لإنبات فيها وجمع «قاع» : قيعان. وصفصفا : كأن أجزاءها على صف واحد..
أي مستويا.
(لا تَرى فِيها
عِوَجاً وَلا أَمْتاً)
(١٠٧)
(لا تَرى فِيها) : الجملة الفعلية وما بعدها في محل نصب حال ثان من ضمير
«يذرها». لا : نافية لا عمل لها. ترى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف
للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. فيها : جار ومجرور متعلق بترى.
(عِوَجاً وَلا أَمْتاً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. الواو
عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. أمتا : معطوف على «عوجا» ويعرب إعرابه بمعنى : لا
ترى فيها انخفاضا ولا نتوءا يسيرا أي ارتفاعا.
** (وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ
قَبْلُ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة التسعين أي
من قبل أن يقول لهم السامريّ ما قال.. أو من قبل عودة موسى من الطور وبعد حذف
المضاف إليه المصدر المؤول «أن يقول لهم السامريّ» أو «عودة موسى» بني المضاف «قبل»
على الضم لانقطاعه عن الإضافة.
** (قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ
عاكِفِينَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الحادية والتسعين
المعنى : لن نزال على عبادة العجل مقيمين.. يقال : عكف على عبادة ربّه ـ يعكف
عكوفا من باب «قعد» قعودا.. ومن باب «ضرب» أي عكفا.. بمعنى لازمها وأقبل عليها
مواظبا ويتعدى الفعل «عكف» بنفسه إلى المفعول.. نحو : عكفت الشيء : أي حبسته..
ومنه «الاعتكاف» وهو افتعال لأنه حبس النفس عن التصرفات العادية. أما الفعل «نبرح»
وماضية «برح» فهو من باب «تعب» نحو : برح الشيء : أي زال من مكانه. ومنه قيل
للّيلة الماضية : البارحة ـ اسم فاعل ـ وما برح مكانه : بمعنى : لم يفارقه وما برح
يفعل كذا : أي بمعنى : المواظبة والملازمة وبرّح به الضرب تبريحا : أي اشتدّ وعظم
ومنه القول ضرب ضربا مبرّحا : أي شديدا. ومن أخطائهم قولهم : حصل ذلك ليلة البارحة
لأن «البارحة» هي الليلة الماضية أي هي أقرب ليلة مضت فليلة البارحة معناها : ليلة
الليلة! ومن هنا يتبين ضعف العبارة فالصواب أن نقول : حصل ذلك البارحة. وهي اسم
فاعل بمعنى : الزائلة أو المنقضية.
** (قالَ يَا بْنَ أُمَ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الرابعة
والتسعين. أي يا أخي يا ابن أمي.. وخصّ الأم استعطافا لقلبه. وقيل : يجوز في هذا
النوع من المنادى أن يكون المضاف إلى ياء المتكلم المحذوفة فتح آخره ـ الميم ـ أو
كسرها لأن ثبوت الياء في هذه الحالة قليل وحذفها للتخفيف. وقال الزمخشري : قرئت
ابن أمّ بالفتح تشبيها بالعدد المركب خمسة عشر.. وبالكسر.. بطرح ياء الإضافة أي
ياء المتكلم.
** (لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي) : فتح اللام في «لحيتي» لغة أهل الحجاز.. وفي الآية
الكريمة حذف وهو قول موسى : أفعصيت أمري ثم جذبه من لحيته ورأسه فقال هارون : لا
تأخذ بلحيتي بمعنى : لا تفعل بي هذا وقيل : إن موسى لم يفعل ذلك معاقبة لهارون.
ويجوز أن تكون الباء في «بلحيتين» زائدة فتكون «لحيتي» اسما مجرورا لفظا منصوبا
محلا بتأخذ. وقيل التقدير والمعنى : لا تأخذ بشعر لحيتي ولا بشعر رأسي.. فحذف
المضاف «شعر» وأقيم المضاف إليه مقامه.
** (قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة
والتسعين.. أي فالتفت موسى إلى السامريّ وقال له : فما شأنك؟ وما الذي فعلته يا
سامريّ؟ وبمعنى : ما أمرك؟ وحقيقته : ما مخطوبك؟ أي ما مطلوبك؟ فسمّي المخطوب خطبا
كما سمّي «المشئون» شأنا في قولك : ما شأنك؟ يقال : شأنت شأنه : أي قصدت قصده.
ويقال : خطب ـ يخطب القوم وعلى القوم خطبة ـ بضم الخاء.. من باب «قتل» بمعنى : وعظ
على المنبر.. أي نصح الناس وذكرهم بالعواقب. وخطب ـ بضم الطاء خطبة : أي صار
خطيبا. واشتقاق «الخطبة» بضم الخاء وكسرها من «خاطبه» مخاطبة وخطابا.. وهو الكلام
بين متكلم وسامع والمصدر «خطبة» بهذا المعنى.. بضم الخاء وبكسرها هو الاسم من خطب
المرأة إلى القوم : إذا طلب أن يتروج منهم.. و «الخطبة» بضم الخاء هي الموعظة وهي
فعلة بمعنى : مفعولة نحو : نسخة بمعنى منسوخة.
** (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ
الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السادسة
والتسعين سمّي الملك جبريل ـ عليهالسلام ـ رسولا. أي قال السامري لموسى ـ عليهالسلام ـ رأيت ما لم يروه وهو جبريل جاء بالوحي وكنت أعلم أنه روحانيّ لا يمسّ
أثره شيئا إلّا أحياه فأخذت قليلا من التراب الذي وطئه فألقيته على الحلي المذابة
أو يكون المعنى بحذف
المضاف إليه على تقدير : فأخذت قبضة من أثر حافر فرس الرسول فحذف المضاف
والمضاف إليه الأول «حافر فرس» وبقي المضاف إليه الثاني «الرسول» معربا بإعراب
المضاف إليه.
** (مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ
يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة المائة. الوزر
: الحمل الثقيل ويطلق على الذنب. والمراد هنا : عقوبة الذنب.. أي العقاب وقد وحّد
الفعلان «أعرض» و «يحمل» والضميران «الهاء» في «عنه» و «إنّه» وهي تعود على «من»
من حيث اللفظ وفي الآية الكريمة التالية «خالدين» و «هم» في «لهم» جاءا أي الاسم
والضمير بصيغة الجمع وهما يعودان على «من» أيضا على المعنى لأن «من» مفردة لفظا
مجموع معنى.
** (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ
وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية بعد
المائة. و «زرقا» بمعنى : سود الوجوه زرق العيون والأبدان من شدة هول ذلك اليوم..
وبعد حذف المضاف إليه «الوجوه.. العيون.. الأبدان» نوّن المضاف «زرق» لانقطاعه عن
الإضافة فصار : زرقا.. و «الصور» في الأصل : البوق.. قيل : ينفخ فيه إسرافيل يوم
القيامة فيقوم الموتى للحشر.. وقال بعض المفسرين : الصور جمع صورة.. ومعنى «ينفخ
فيه» أي تنفخ فيه الأرواح. والقول الكريم «يوم ينفخ في الصور» كناية عن الإيذان
بحلول يوم القيامة تشبيها للنداء بالبوق لنداء الجنود وهنا بمعنى : استدعاء للموتى
إلى الحشر وهو يوم القيامة.
** (يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِنْ
لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة بعد
المائة.. المعنى : يتهامسون خافضين صوتهم أو يكلم بعضهم بعضا بصوت خافت ويطلق على
الصوت الخفي أيضا كلمة «الهيمنة» وقيل : الهيمنة والهينوم هما الكلام الذي لا يفهم
أو يطلقان على القراءة غير المبيّنة ولهذا قيل : لو لا تنقيط الكتابة لكانت كلمات
مبهمة أو هينمة أو هينوما. ولهذا قالت فاطمة الزهراء ـ عليهاالسلام ـ وقد مالت إلى قبر النبيّ الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
قد كان بعدك
أنباء وهين
|
|
مة لو كنت
شاهدا لم يكثر الخطب
|
و «عشرا» بمعنى
«عشر ليال» وبعد حذف المضاف إليه «ليال» نوّن المضاف «عشر» فصار «عشرا» و «لبثتم»
بمعنى : مكثتم. يقال : لبث بالمكان ـ يلبث ـ لبثا.. من باب «تعب» وجاء في المصدر
سكون الباء تخفيفا.. والاسم هو اللبث.. بضم اللام وسكون الباء.
** (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ
يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة بعد
المائة.. المعنى والتقدير : ويسألك المشركون يا محمد عن عظمة الجبال وحالها
وضخامتها.. وحذف المضاف «عظمة.. حال.. ضخامة» وحلت «الجبال» المضاف إليه محله..
** سبب نزول
الآية : قالت قريش : يا محمد كيف يفعل ربك بهذه الجبال يوم القيامة؟ فنزلت هذه
الآية الكريمة.. أي فقل لهم يا محمد : يقلعها ربي من أصولها قلعا ويفجرها تفجيرا
حتى تتفتّت ذراتها وتصبح كالرمل السائل ثم يطيرها كالريح والغبار في يوم عاصف.
(يَوْمَئِذٍ
يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا
تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً)
(١٠٨)
(يَوْمَئِذٍ
يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ) : أعرب : في الآية الكريمة الثانية بعد المائة وهو بدل
من يوم القيامة أي بدل بعد بدل أو هو بمعنى يوم إذ نسفت الجبال أي
أضاف اليوم إلى وقت نسف الجبال. يتبعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه
من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الداعي : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : يوم يلبون الداعي. وقيل : الداعي هو إسرافيل قائما على
صخرة بيت المقدس يدعون إلى الحشر أو داعي الله إلى المحشر.
(لا عِوَجَ لَهُ) : الجملة في محل نصب حال من «الداعي» لا : نافية للجنس.
عوج : اسم «لا» النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب وخبرها محذوف وجوبا. له :
جار ومجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف بمعنى : لا يعوج له مدعو بل يستوون إليه من
غير انحراف.
(وَخَشَعَتِ
الْأَصْواتُ) : الواو استئنافية. خشعت : فعل ماض مبني على الفتح
والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها حركت بالكسر لالتقاء الساكنين. الأصوات :
فاعل مرفوع بالضمة بمعنى هدأت من مهابة الرحمن.
(لِلرَّحْمنِ فَلا
تَسْمَعُ) : جار ومجرور متعلق بخشعت أو يكون متعلقا بمفعول لأجله
محذوف بتقدير : مهابة للرحمن أي الله سبحانه.. من شدة الفزع أو بمعنى : خفضت وخفتت
مهابة للرحمن الفاء استئنافية. لا : نافية لا عمل لها. تسمع : فعل مضارع مرفوع
بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
(إِلَّا هَمْساً) : أداة حصر لا عمل لها. همسا : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة.
(يَوْمَئِذٍ لا
تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً)
(١٠٩)
(يَوْمَئِذٍ لا
تَنْفَعُ) : أعرب وشرح في الآية الكريمة السابقة. لا : نافية لا
عمل لها. تنفع : فعل مضارع مرفوع بالضمة.
(الشَّفاعَةُ إِلَّا
مَنْ) : فاعل مرفوع بالضمة. إلّا : أداة حصر لا عمل لها. من :
اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول «تنفع» أو
يكون في محل رفع بدلا من المبدل منه المرفوع «الشفاعة» بتقدير حذف مضاف أي
لا تنفع الشفاعة إلّا شفاعة من.. والجملة الفعلية بعده «أذن له الرحمن» صلة
الموصول لا محل لها.
(أَذِنَ لَهُ
الرَّحْمنُ) : فعل ماض مبني على الفتح. له : جار ومجرور متعلق بأذن.
الرحمن : فاعل مرفوع بالضمة.
(وَرَضِيَ لَهُ
قَوْلاً) : الجملة معطوفة بالواو على جملة «أذن له الرحمن» وتعرب
إعرابها. وفاعل «رضي» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الرحمن. قولا : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : من أذن لأجله أي للشافع الرحمن أي الله
سبحانه ورضي قوله لأجله أو رضي قوله فيها.
(يَعْلَمُ ما بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً)
(١١٠)
(يَعْلَمُ ما بَيْنَ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو أي الرحمن. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بين :
ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر
وهو مضاف والجملة الفعلية «استقر بين أيديهم» صلة الموصول لا محل لها بمعنى يعلم
الله كل ما قدمه العالم وما أخروه من أمور الدنيا والآخرة.
(أَيْدِيهِمْ وَما
خَلْفَهُمْ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة
على الياء للثقل وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر مضاف
إليه ثان أي ما بين أيدي الناس الواو عاطفة. ما خلفهم : معطوف على «ما بين أيديهم»
ويعرب مثله و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(وَلا يُحِيطُونَ) : الواو استئنافية. لا : نافية لا عمل لها. يحيطون :
فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل.
(بِهِ عِلْماً) : جار ومجرور متعلق بيحيطون أي بذاته. علما : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة ونصب على المصدر على معنى «يحيطون» : يعلمون. أي ولا
يعلمون ذاته علما أو بمعنى : ولا يجدون بذاته علمهم علما من جميع الجهات.
(وَعَنَتِ الْوُجُوهُ
لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً)
(١١١)
* (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ) : الواو استئنافية. عنا : فعل ماض مبني على الفتح
المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لاتصالها بتاء التأنيث الساكنة. والتاء لا محل
لها حركت بالكسر لالتقاء الساكنين. الوجوه : فاعل مرفوع بالضمة.. بمعنى : ذلّت
وخضعت.
(لِلْحَيِّ
الْقَيُّومِ) : جار ومجرور متعلق بعنت. القيوم : صفة ـ نعت ـ للحيّ
مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة.
(وَقَدْ خابَ) : الواو اعتراضية والجملة الفعلية اعتراضية لا محل لها.
قد : حرف تحقيق. خاب : فعل ماض مبني على الفتح.
(مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. حمل :
الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره هو. ظلما : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.
(وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ
الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً)
(١١٢)
(وَمَنْ يَعْمَلْ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يعمل : فعل مضارع
فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
هو. والجملة الفعلية «يعمل» صلة الموصول لا محل لها.
(مِنَ الصَّالِحاتِ) : جار ومجرور متعلق بمفعول «يعمل» التقدير والمعنى : ومن
يعمل عملا من الأعمال الصالحات.
(وَهُوَ مُؤْمِنٌ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من ضمير «يعمل».
هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مؤمن : خبر «هو»
مرفوع بالضمة المنونة.
(فَلا يَخافُ) : الجملة وما بعدها : جواب شرط جازم مقترن بالفاء في
محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. لا : نافية لا عمل لها. يخاف : فعل مضارع
مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
(ظُلْماً وَلا هَضْماً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. الواو
عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. هضما : معطوف على «ظلما» ويعرب إعرابه ويجوز أن
يكون التقدير : ولا يخاف هضما فحذف العامل «يخاف» اختصارا اكتفاء بذكره أول مرة
بمعنى بخسا أو نقصا من حقه التقدير : فهو لا يخاف جزاء ظلم ولا هضم لأنه لم يظلم
ولم يهضم فحذف المفعول «جزاء».
(وَكَذلِكَ
أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ
يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً)
(١١٣)
(وَكَذلِكَ
أَنْزَلْناهُ) : الواو عاطفة. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح
في محل رفع مبتدأ والجملة الفعلية «أنزلناه» في محل رفع خبر المبتدأ. التقدير
والمعنى : ومثل ذلك الإنزال أنزلناه أو تكون الكاف في محل نصب صفة أو نائبة عن
مفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف.. التقدير : وأنزلناه إنزالا كذلك أي مثل ذلك الإنزال.
ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب.
أنزل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل
مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول
به.
(قُرْآناً عَرَبِيًّا) : حال من الضمير «الهاء» منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة. عربيا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قرآنا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة
المنونة.
(وَصَرَّفْنا فِيهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «أنزلنا» وتعرب
مثلها. فيه : جار ومجرور متعلق بصرفنا.
(مِنَ الْوَعِيدِ) : جار ومجرور متعلق بصرفنا بمعنى : مكررين آيات الوعيد
ليتركوا المعاصي ويفعلوا الخير.
(لَعَلَّهُمْ
يَتَّقُونَ) : حرف مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على
السكون في محل نصب اسم «لعلّ». يتقون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعلّ» وهي
فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل بمعنى : يخافون أي كي يخافوا الله فيتجنبوا الشرك.
(أَوْ يُحْدِثُ) : حرف عطف للتخيير. يحدث : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
(لَهُمْ ذِكْراً) : اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون
في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيحدث. ذكرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة بمعنى : اتعاظا.
(فَتَعالَى اللهُ
الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ
وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)
(١١٤)
(فَتَعالَى اللهُ) : الفاء استئنافية. تعالى : فعل ماض فيه معنى الاستعظام
مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم
بالضمة.
(الْمَلِكُ الْحَقُ) : صفتان ـ نعتان ـ للفظ الجلالة مرفوعان وعلامة رفعهما
الضمة ويجوز أن يكونا بدلين من لفظ الجلالة ـ بدلا بعد بدل ـ.
(وَلا تَعْجَلْ
بِالْقُرْآنِ) : الواو استئنافية. لا : ناهية جازمة. تعجل : فعل مضارع
مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره بمعنى : لا تتعجل. والفاعل ضمير مستتر
فيه وجوبا تقديره أنت. بالقرآن : جار ومجرور متعلق بتعجل.
(مِنْ قَبْلِ أَنْ) : جار ومجرور متعلق بتعجل. أن : حرف مصدرية ونصب.
(يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ) : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» وما
بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة. يقضى : فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن
وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره الألف المقصورة للتعذر. إليك : جار ومجرور
متعلق بيقضى. وحيه : نائب فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في
محل جر بالإضافة.
(وَقُلْ رَبِ) : الواو عاطفة. قل : فعل أمر مبني على السكون والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت وحذفت واوه ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء
الساكنين. ربّ : منادى مضاف منصوب بحرف النداء المحذوف لأن حرف النداء بمعنى :
أنادي. وأصله : يا ربّ وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم
المحذوفة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء المحذوفة خطا
واختصارا واكتفاء بكسر ما قبلها ضمير المتكلم مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(زِدْنِي عِلْماً) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي
فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
أنت. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على
السكون في محل نصب مفعول به أول. علما : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة.
(وَلَقَدْ عَهِدْنا
إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)
(١١٥)
(وَلَقَدْ عَهِدْنا) : الواو استئنافية. اللام لام الابتداء والتوكيد. قد :
حرف تحقيق. عهد : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(إِلى آدَمَ) : جار ومجرور متعلق بعهدنا وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا
من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف لأنه معرفة وعلم وبوزن الفعل بمعنى
ولقد أمرنا آدم من قبل أمورا.
(مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ) : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة
في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بعهدنا. الفاء استئنافية. نسي : فعل ماض مبني
على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي فنسيها.. أي الأمور التي
أمر آدم بها أو العهد وترك الامتثال.
(وَلَمْ نَجِدْ) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. نجد : فعل
مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
نحن. و «نجد» يجوز أن يكون بمعنى «نعلم» فيكون الجار والمجرور «له» بمقام المفعول
به الأول و «عزما» المفعول به الثاني.
(لَهُ عَزْماً) : جار ومجرور متعلق بنجد. عزما : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة.. ويجوز أن يكون «نجد» بمعنى : عزمنا.. فتكون «عزما» على هذا
المعنى منصوبة على المصدر.
(وَإِذْ قُلْنا
لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى)
(١١٦)
(وَإِذْ قُلْنا) : الواو عاطفة. إذ : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على
السكون في محل نصب مفعول به بفعل محذوف تقديره : اذكر. قلنا : الجملة الفعلية في
محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير
الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(لِلْمَلائِكَةِ
اسْجُدُوا) : جار ومجرور متعلق بقلنا. اسجدوا : الجملة الفعلية في
محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من
الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : سجود تحية
لا سجود عبادة.
(لِآدَمَ فَسَجَدُوا) : جار ومجرور متعلق باسجدوا وعلامة جر الاسم الفتحة
بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والمعرفة ولأنه بوزن الفعل.
الفاء سببية. سجدوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(إِلَّا إِبْلِيسَ
أَبى) : أداة استثناء. إبليس : مستثنى بإلّا ـ استثناء منقطعا
ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية. أبى :
فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «أبى» جملة استئنافية لا محل لها كأنها
جواب قائل : لم لم يسجد؟ والوجه أن لا يقدر له مفعول وهو السجود المدلول عليه
بقوله : فسجدوا وأن يكون معناه : أظهر الإباء.
(فَقُلْنا يا آدَمُ
إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ
فَتَشْقى)
(١١٧)
(فَقُلْنا يا آدَمُ) : الفاء استئنافية. قل : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
يا : أداة نداء. آدم : منادى علم مفرد مبني على الضم في محل نصب والجملة المؤولة
بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(إِنَّ هذا عَدُوٌّ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هذا : اسم إشارة مبني
على السكون في محل نصب اسم «إنّ». عدو : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة المنونة والمشار
إليه إبليس أي إنّ إبليس هذا.
(لَكَ وَلِزَوْجِكَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «عدو» ولزوجك : معطوف
بالواو على «لك» ويعرب إعرابه والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح
في محل جر بالإضافة.
(فَلا يُخْرِجَنَّكُما) : الفاء سببية عاطفة وما بعدها معطوف على محذوف تقديره
: لا تطيعاه أي إبليس لكيلا يخرجنكما. لا : نافية لا عمل لها. يخرجنكما : فعل
مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل نصب بأن مضمرة بعد
الفاء. ونون التوكيد لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الكاف
ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. الميم عماد
والألف علامة التثنية لا محل لها. والجملة الفعلية «يخرجنكما» صلة «أن» المضمرة لا
محل لها.
و «أن المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام
المضمر المقدر ويجوز أن تكون الفاء استئنافية و «لا» ناهية جازمة ويكون فعلها
محذوفا بتقدير : فلا تجعلاه يخرجنكما بأحبولة من أحابيله.. أي فلا تسببا لنفسكما
ذلك.
(مِنَ الْجَنَّةِ
فَتَشْقى) : جار ومجرور متعلق بيخرج. الفاء سببية. تشقى : فعل
مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره «الألف
المقصورة» للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والجملة الفعلية «تشقى»
صلة حرف مصدري لا محل لها بمعنى : فتتعب بتحمل أعباء الحياة الدنيوية.
(إِنَّ لَكَ أَلاَّ
تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى)
(١١٨)
(إِنَّ لَكَ أَلَّا
تَجُوعَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. لك : جار ومجرور في محل
رفع متعلق بخبر «إنّ» المقدم. ألّا : أصلها : أن : حرف مصدرية ونصب و «لا» نافية
لا عمل لها. تجوع : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر
فيه وجوبا تقديره أنت. والجملة الفعلية «تجوع» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن»
المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب اسم «إنّ» المؤخر و «إنّ» مع اسمها
وخبرها استئنافية لا محل لها.
(فِيها وَلا تَعْرى) : جار ومجرور متعلق بتجوع. الواو عاطفة. لا : زائدة
لتأكيد النفي. تعرى : معطوفة على جملة «تجوع» وتعرب مثلها وعلامة نصب الفعل الفتحة
المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.
(وَأَنَّكَ لا
تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى)
(١١٩)
(وَأَنَّكَ لا
تَظْمَؤُا فِيها) : الواو عاطفة. أنك : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل
والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «أنّ» وفتحت
همزة «أنّ» لأنها مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر
في محل نصب معطوف على المصدر المؤول من «أن لا تجوع» لا : نافية لا عمل
لها. تظمأ : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
فيها : جار ومجرور متعلق بتظمأ بمعنى : لا تعطش.
(وَلا تَضْحى) : الواو. عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. تضحى :
معطوفة على جملة «تظمأ» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل الضمة المقدرة على الألف
المقصورة للتعذر بمعنى ولا تتعرض لحر الشمس.
(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ
الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا
يَبْلى)
(١٢٠)
(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ
الشَّيْطانُ) : الفاء استئنافية. وسوس : فعل ماض مبني على الفتح.
إليه : جار ومجرور متعلق بوسوس. الشيطان : فاعل مرفوع بالضمة وقد عديّ الفعل بإلى
بمعنى : أنهى إليه الوسوسة أي حدّثه بشرّ.
(قالَ يا آدَمُ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. أي قال له.. والجملة الفعلية «قال» في محل نصب حال من «الشيطان»
بمعنى : وسوس إليه قائلا له.. يا : أداة نداء. آدم : منادى علم مفرد مبني على الضم
في محل نصب. والاسم ممنوع من الصرف..
(هَلْ أَدُلُّكَ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ هل : حرف
استفهام لا محل لها. أدلك : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره أنا والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول
به. و «شجرة الخلد» هي الشجرة التي يخلد آكلها.
(عَلى شَجَرَةِ
الْخُلْدِ) : جار ومجرور متعلق بأدلّ. الخلد : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(وَمُلْكٍ لا يَبْلى) : معطوف على «شجرة» مجرور مثلها وعلامة جره الكسرة
المنونة لانقطاعه عن الإضافة. لا : نافية لا عمل لها. يبلى : فعل مضارع مرفوع
بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «لا يبلى» في محل جر صفة ـ نعت
ـ لملك بمعنى : وعلى ملك لا يضمحلّ. فكل من هذه الشجرة تحظ بهذه الميزة.
(فَأَكَلا مِنْها
فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ
الْجَنَّةِ وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى)
(١٢١)
(فَأَكَلا مِنْها) : الفاء عاطفة. أكلا : فعل ماض مبني على الفتح والألف
ضمير متصل ـ ضمير الاثنين ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. منها : جار ومجرور
متعلق بأكلا أي فأغراهما على الأكل منها فأكلا.
(فَبَدَتْ لَهُما
سَوْآتُهُما) : الفاء عاطفة. بدا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر
للتعذر على الألف المحذوفة لاتصاله بتاء التأنيث الساكنة. التاء تاء التأنيث
الساكنة لا محل لها. لهما : جار ومجرور متعلق ببدت. الميم عماد والألف علامة
التثنية لا محل لها أو تكون «ما» علامة التثنية لا محل لها. سوآتهما : فاعل مرفوع
بالضمة أي عوراتهما وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على الضم في
محل جر بالإضافة و «ما» أعربت.
(وَطَفِقا يَخْصِفانِ) : الواو عاطفة. طفقا : فعل ماض ناقص من أخوات «كان»
يفيد الشروع في العمل مبني على الفتح والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين ـ مبني على
السكون في محل رفع اسم «طفق» بمعنى : وشرعا وأخذا. يخصفان : الجملة الفعلية في محل
نصب خبر «طفق» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والألف
ضمير متصل ـ ضمير الاثنين الغائبين مبني على السكون في محل رفع بمعنى : يلزقان على
سوآتهما.
(عَلَيْهِما مِنْ
وَرَقِ الْجَنَّةِ) : جار ومجرور متعلق بيخصفان و «ما» علامة التثنية لا
محل لها والجار والمجرور «من ورق» متعلق بصفة محذوفة من مفعول «يخصفان» المحذوف.
الجنة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة أي من ورق أشجار الجنة.
(وَعَصى آدَمُ) : الواو عاطفة. عصى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر
على الألف المقصورة للتعذر. آدم : فاعل مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من
الصرف للمعرفة وعلى وزن أفعل.
(رَبَّهُ فَغَوى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ
ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. فغوى : معطوف بالفاء على «عصى»
ويعرب إعرابه والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى : فضلّ عن مطلوبه
وخاب في مقصده.
(ثُمَّ اجْتَباهُ
رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى)
(١٢٢)
(ثُمَّ اجْتَباهُ) : حرف عطف للترتيب. اجتباه : أي اصطفاه : فعل ماض مبني
على الفتح المقدر على الألف للتعذر والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على
الضم في محل نصب مفعول به مقدم.
(رَبُّهُ فَتابَ) : فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الضم في محل جر بالإضافة الفاء عاطفة. تاب : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(عَلَيْهِ وَهَدى) : جار ومجرور متعلق بتاب. وهدى : الجملة الفعلية معطوفة
أيضا على «اجتبى» وتعرب إعرابها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الرب
سبحانه بمعنى : تاب عليه ربّه وهداه إلى التمسك بأهداب العصمة.
(قالَ اهْبِطا مِنْها
جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى)
(١٢٣)
(قالَ اهْبِطا) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو. اهبطا : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل
أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والألف ضمير متصل ـ ضمير
الاثنين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(مِنْها جَمِيعاً) : جار ومجرور متعلق باهبطا بمعنى : انزلا من الجنة إلى
الأرض : جميعا : توكيد معنوي لضمير المثنى المخاطبين بمعنى كلاكما منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة. ويجوز أن يكون حالا من الضمير المذكور بمعنى : غير متفرقين.
(بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ
عَدُوٌّ) : مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. لبعض : جار
ومجرور متعلق بعدو. عدو : خبر «بعضكم» مرفوع بالضمة المنونة.
(فَإِمَّا
يَأْتِيَنَّكُمْ) : الفاء استئنافية. إمّا : أصلها : إن : حرف شرط جازم و
«ما» زائدة. يأتينكم : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة فعل
الشرط في محل جزم بإن. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل
نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور. والجملة التالية «من اتبع..» من الشرط
وجوابه في محل جزم لأنه جواب الشرط ويجوز أن يكون جواب الشرط محذوفا تقديره
فاتّبعوه.
(مِنِّي هُدىً) : جار ومجرور متعلق بيأتي. هدى : فاعل مرفوع بالضمة
المقدرة للتعذر على آخره الألف المقصورة قبل تنوينها ونون آخر «هدى» لأنه اسم
مقصور ثلاثي نكرة بمعنى : كتاب أو رسول.
(فَمَنِ اتَّبَعَ
هُدايَ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ وحرك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين وجملتا فعل الشرط وجوابه في
محل رفع خبر المبتدأ «من» اتّبع : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم
بمن. والفاعل : ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «اتّبع هواي» صلة
الموصول «من» لا محل لها. هداي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على
آخره الألف المقصورة منع من ظهورها التعذر والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع
مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
(فَلا يَضِلُ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل
جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. لا : نافية لا عمل لها. يضلّ : فعل مضارع مرفوع
وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(وَلا يَشْقى) : الواو حرف عطف. لا نافية لا عمل لها. يشقى : فعل
مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره الألف المقصورة منع من ظهورها
التعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «لا يشقى» في
محل جزم لأنها معطوفة على جملة «لا يضلّ» الواقعة جوابا للشرط.
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ
ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى)
(١٢٤)
(وَمَنْ أَعْرَضَ) : الواو عاطفة. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في
محل رفع مبتدأ. أعرض : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم بمن لأنه فعل الشرط
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. وجملة «أعرض..» صلة الموصول لا محل لها
من الإعراب لأن «من» الشرطية هي نفسها «من» الموصولة.
(عَنْ ذِكْرِي) : جار ومجرور متعلق بأعرض والياء ضمير متصل ـ ضمير
الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(فَإِنَّ لَهُ) : الفاء واقعة في جواب الشرط. إنّ : حرف نصب وتوكيد
مشبه بالفعل. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» المقدم. و «إنّ» مع ما
في حيزها من اسمها وخبرها في محل جزم لأنها جواب شرط جازم مقترنة بالفاء.
(مَعِيشَةً ضَنْكاً) : اسم «إنّ» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ضنكا
: صفة نعت ـ لمعيشة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة.. أي ضيّقة.
(وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ) : الواو استئنافية. نحشره : فعل مضارع مرفوع وعلامة
رفعه الضمة الظاهرة على آخره والفعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والهاء
ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. يوم : ظرف زمان
منصوب على الظرفية متعلق بنحشر وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.
(الْقِيامَةِ أَعْمى) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة
على آخره أعمى : حال من ضمير الغائب في «نحشره» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة
على آخره الألف المقصورة للتعذر.
(قالَ رَبِّ لِمَ
حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً)
(١٢٥)
(قالَ رَبِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو. ربّ : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من
ظهورها الحركة المأتيّ بها من أجل مجانسة الياء والياء المحذوفة خطا واختصارا
ولكثرة الاستعمال ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة وبقيت الكسرة
الدالة عليها.. كما حذفت أداة النداء لأن الأصل : يا ربي.. اختصارا واكتفاء
بالمنادى وتم حذفها للتبجيل والتعظيم.
(لِمَ حَشَرْتَنِي
أَعْمى) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ اللام حرف
جر و «ما» اسم استفهام مبني على السكون في محل جر باللام وقد حذفت الألف منه
لاتصاله بحرف الجر وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة حشرتني : فعل ماض مبني
على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ سبحانه
مبني على الفتح في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ
ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل مفعول به. أعمى : حال من ضمير المتكلم
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ منع من ظهورها
التعذر.
(وَقَدْ كُنْتُ
بَصِيراً) : الواو حالية والجملة بعدها في محل نصب حال ثانية. قد
: حرف تحقيق كنت : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله
بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في
محل رفع اسم «كان» بصيرا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(قالَ كَذلِكَ
أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى)
(١٢٦)
(قالَ كَذلِكَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر مبتدأ محذوف
تقديره : الأمر كذلك. ذا : اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام
للبعد والكاف حرف خطاب.
(أَتَتْكَ آياتُنا
فَنَسِيتَها) : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على آخره الألف
المقصورة المحذوفة لاتصال الفعل بتاء التأنيث الساكنة والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم. آيات : فاعل مرفوع بالضمة وهو
مضاف. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر
بالاضافة. الفاء عاطفة نسيت : فعل ماض مبني على الفتح و «ها» ضمير متصل مبني على
السكون في محل نصب مفعول به.
(وَكَذلِكَ الْيَوْمَ
تُنْسى) : الواو عاطفة. الكاف اسم مبني على الفتح في محل رفع
مبتدأ وخبره الجملة الفعلية «تنسى» في محل رفع ويجوز أن تكون الكاف نائبة أو صفة
لمفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف فتكون في محل نصب بتقدير : ومثل ذلك النسيان تنسى
اليوم على الوجه الاول من إعراب الكاف وعلى الوجه الثاني من إعرابها يكون التقدير
: اليوم تنسى نسيانا مثل ذلك النسيان. ذا : اسم اشارة مبني على السكون في محل جر
بالاضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. اليوم : ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق
بتنسى وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. تنسى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع
بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. المعنى : كذلك اليوم تهمل
وتنسى فتترك في العمى والعذاب نتيجة إهمالك آياتنا.
(وَكَذلِكَ نَجْزِي
مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ
وَأَبْقى)
(١٢٧)
(وَكَذلِكَ نَجْزِي) : الواو عاطفة. الكاف : اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح
في محل رفع مبتدأ. والجملة الفعلية «نجزي» في محل رفع خبر المبتدأ. ذا : اسم اشارة
مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. ويجوز أن تكون
الكاف في محل نصب نائبة أو صفة لمفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف بتقدير : ومثل ذلك
الجزاء نجازي من أسرف منهمكا في الشهوات ولم يؤمن بآياتنا على الوجه الأول من
إعراب الكاف أمّا على الوجه الثاني فيكون التقدير : ونجازي من أسرف في الشهوات
جزاء مثل ذلك الجزاء نجزي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء
للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.
(مَنْ أَسْرَفَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أسرف
: الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره هو.
(وَلَمْ يُؤْمِنْ) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يؤمن : فعل
مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه تقديره : هو.
(بِآياتِ رَبِّهِ) : جار ومجرور متعلق بيؤمن. ربّه : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في
محل جر مضاف إليه ثان.
(وَلَعَذابُ
الْآخِرَةِ) : الواو استئنافية. اللام لام الابتداء والتوكيد. عذاب
: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. الآخرة : مضاف اليه مجرور بالإضافة وعلامة
جره الكسرة.
(أَشَدُّ وَأَبْقى) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره ولم ينوّن
لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» وبوزن الفعل. الواو عاطفة. أبقى :
معطوف على «أشدّ» مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر.
(أَفَلَمْ يَهْدِ
لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى)
(١٢٨)
(أَفَلَمْ يَهْدِ
لَهُمْ) : الألف ألف إنكار بلفظ استفهام لا محل له. الفاء عاطفة
على معطوف عليه من جنس المعطوف. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يهد : فعل مضارع مجزوم
بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها. اللام
حرف جر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر باللام
والجار والمجرور متعلق بيهدي. والضمير يعود لهؤلاء الكفار والفاعل هو الجملة
الفعلية بعده بمعناها ومضمونها في محل رفع أي ما دلّ عليه «كم أهلكنا» التقدير : أفلم
يتبيّن لهم كثرة إهلاكنا ولا يجوز أن يكون فاعل الفعل «يهدي» الاسم «كم» لأن «كم»
استفهام خبري له الصدارة في الكلام ولا يعمل فيه ما قبله إذ لا يقال : حضركم حصل
إلى الجامع ويجوز أن يكون الفاعل من معنى الفعل وهو «التبيين» أو يكون على الحكاية
أي الكلام كما هو بمضمونه ومعناه.. كقولنا : جاء تأبّط شرا إلى مكان الحفل.. وقيل
: يجوز أن يكون فيه ضمير لفظ الجلالة بدلالة القراءة بالنون «أفلم نهد» أو يكون
المعنى : أفلم يبيّن لهم.
(كَمْ أَهْلَكْنا) : خبرية تفيد التكثير مبنية على السكون في محل نصب
مفعول به مقدم للفعل «أهلك» أهلكنا : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير
التفخيم المسند إلى لفظ الجلالة و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع
فاعل.
(قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بأهلك وعلامة نصبه
الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. والجار والمجرور «من القرون» في محل نصب بيان للاسم «كم» الخبرية وتمييز
لها كما يميز العدد بالجنس بمعنى من
الأمم والجار والمجرور متعلق بحال من «كم» التقدير عددا كبيرا حالة كونه من
الأمم أهلكنا.
(يَمْشُونَ فِي
مَساكِنِهِمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال ثانية بمعنى : هم الآن
يمشون في مساكن الأمم التي أهلكناها ويرون آثارهم وما تركوا وراءهم وهي فعل مضارع
مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. في
مساكن : جار ومجرور متعلق بيمشون و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على
السكون في محل جر بالإضافة.
(إِنَّ فِي ذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل في : حرف جر. ذا : اسم
إشارة مبني على السكون في محل جر بفي. اللام للبعد والكاف حرف خطاب والجار
والمجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» المقدم.
(لَآياتٍ لِأُولِي
النُّهى) : اللام لام التوكيد المزحلقة ـ آيات : اسم «إنّ»
المؤخر منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع
المؤنث السالم. لأولي : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أولي» وعلامة جر الاسم «أولي»
الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. والواو فيه تكتب ولا تلفظ. وهو مضاف. النهى :
مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جرّه الكسرة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ
للتعذر.
(وَلَوْ لا كَلِمَةٌ
سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى)
(١٢٩)
(وَلَوْ لا كَلِمَةٌ) : الواو استئنافية. لو لا : حرف شرط غير جازم. كلمة :
مبتدأ مرفوع بالضمة المنوّنة وخبره محذوف وجوبا تقديره : كائنة بمعنى : ولو لا وعد
مقرر بتأخير العذاب.
(سَبَقَتْ مِنْ
رَبِّكَ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة لكلمة. وهي فعل ماض
مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هي. من ربك : جار ومجرور متعلق بسبقت والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
(لَكانَ لِزاماً) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام
واقعة في جواب «لو لا» كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره هو أي لكان العذاب لزاما : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنوّنة بمعنى : لازما لهم.
(وَأَجَلٌ مُسَمًّى) : معطوف بالواو على «كلمة» مرفوع مثلها بالضمة المنونة.
مسمّى : صفة ـ نعت ـ لأجل مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر على آخره ـ
الألف المقصورة ـ قبل تنوينها ونون آخر الكلمة لأنها اسم نكرة بمعنى : وأجل مقدّر
لأعمارهم.
(فَاصْبِرْ عَلى ما
يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ
غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ
تَرْضى)
(١٣٠)
(فَاصْبِرْ عَلى ما
يَقُولُونَ) : الفاء استئنافية. اصبر : فعل أمر مبني على السكون
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. على : حرف جر. ما : اسم موصول مبني
على السكون في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق باصبر. يقولون : الجملة الفعلية
صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا
منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : فاصبر يا محمّد على ما يقولونه فيك وفي دينك
أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعلى بتقدير على
قولهم..
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ
رَبِّكَ) : الواو عاطفة. سبّح : فعل أمر مبني على سكون آخره
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. بحمد : جار ومجرور متعلق بسبّح أو يكون
في محل نصب متعلقا بحال من ضمير «سبّح» التقدير : حامدا. ربك : مضاف إليه مجرور بالإضافة
وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في
محل جر مضاف إليه ثان. بمعنى : وقدّس ربّك حامدا إيّاه على نعمه.
(قَبْلَ طُلُوعِ
الشَّمْسِ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بسبّح وهو مضاف. طلوع : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جرّه الكسرة وهو مضاف.
الشمس : مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره بمعنى :
ونزّه ربّك عن النقص قبل طلوع الشمس.
(وَقَبْلَ غُرُوبِها) : معطوف بالواو على «قبل طلوع الشمس» ويعرب مثله و «ها»
ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(وَمِنْ آناءِ
اللَّيْلِ) : الواو عاطفة. من آناء : جار ومجرور متعلق بسبّح. اللّيل
: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره بمعنى : ومن ساعات
الليل جمع «إنى».
(فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ
النَّهارِ) : الفاء عاطفة. سبّح : فعل أمر مبني على السكون والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وحذف المفعول اختصارا لأن ما قبله دالّ عليه.
التقدير : فسبّحه. وأطراف النهار : معطوف بالواو على «قبل طلوع الشمس» ويعرب
إعرابه.
(لَعَلَّكَ تَرْضى) : حرف نصب مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» يفيد الترجّي وهو
توقع الممكن والكاف ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «لعلّ»
ترضى : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعلّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة
على آخره ـ حرف العلة ـ الألف المقصورة منع من ظهورها التعذر والفاعل ضمير مستتر
فيه وجوبا تقديره : أنت.
** (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ
لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً..) ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة
والعشرين بعد المائة.. المعنى : فله معيشة ضيقة واللفظة مصدر وصف به. ولذلك يستوي
فيه المذكر والمؤنث.. ومنه القول : ضنك عيشه : أي ضاق.
** (لَكانَ لِزاماً..) المعنى : لكان عذابهم لازما لهم أي لكان مثل ما نزل
بالقرون الأولى لازما لهؤلاء الكفرة. واللفظة : مصدر وصف به سمّي به اللازم لفرط
لزومه.
** (زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا
لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ..) أي من زهرة الحياة الدنيا لنختبرهم به. و «فتن» بمعنى :
اختبر.. والفتون أيضا والافتتان يتعدّى ويلزم. نحو : فتنته المرأة وافتنته بمعنى :
دلّهته : أي أدهشته وذهبت بعقله. وأنكر الأصمعيّ : افتنته. والفاتن المضلّ عن الحق..
قال الفراء : أهل الحجاز يقولون : ما أنتم عليه بفاتنين وأهل نجد يقولون : بمفتنين..
من أفتنت. أما «زهرة الحياة»
فجمعها : أزهار وزهور وجمع الجمع : أزاهر وأزاهير.. والمراد بزهرة الحياة :
زهرة الدنيا : أي غضارتها ـ طيب عيشها ـ وحسنها وزينتها.. و «زهر النبات» هو نوره
وهو جمع «زهرة» قالوا : لا يسمّى زهرا حتى يتفتح وقال ابن قتيبة : حتى يصفّر وهو
قبل التفتح برعوم ومنه قيل : أزهر النبت : أي أخرج زهره ويقال : زهر الشيء يزهر أو
المصباح من باب «خضع» أي صفا لونه وأضاء وقد يستعمل في اللون الأبيض خاصة.. وزهر
الرجل ـ بكسر الهاء ـ أي ابيضّ وجهه فهو أزهر وبه سمّي وهي زهراء وبها سمّيت وهو
من الصفات التي لقّبت بها ابنة الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فاطمة الزهراء. لقّبت بذلك ـ رضي الله عنها ـ لحسنها.. أمّا «الأزهر» فهو
النيّر ويسمّى القمر الأزهر. و «الأزهران» هما الشمس والقمر والأزهر هو الأبيض
المشرق الوجه ومثله الزهراء أمّا «الزهرة» بضم الزاي وفتح الهاء فهو كوكب مشرق
شديد اللمعان وهو من أقرب سيارات النظام الشمسي ويكون تارة نجمة الصبح وطورا نجمة
المساء وقيل : الزهرة يبعد أكثر من مائة مليون كيلومتر عن الشمس.. و «الزهرة» كانت
معبودة بعض عرب الجاهلية وكانوا يسمّونها «العزّى» أما قدماء اليونان فقد كانت
عندهم إلهة الجمال ويسمّونها : فينوس.
(وَلا تَمُدَّنَّ
عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ
الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى)
(١٣١)
(وَلا تَمُدَّنَّ
عَيْنَيْكَ) : الواو استئنافية. لا : ناهية جازمة. تمدّنّ : فعل
مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا ونون التوكيد
لا محل لها. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. عينيك : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الياء لأنه مثنى والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر
بالإضافة بمعنى لا تمدن عينيك بالنظر أو نظر عينيك.
(إِلى ما مَتَّعْنا) : حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر
بإلى والجار والمجرور متعلق بتمدّ أو بمفعول لأجله محذوف بتقدير : رغبة إلى ما
متعنا بمعنى : إلى ما في أيدي الآخرين من متع الحياة. متعنا : الجملة الفعلية صلة
الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ) : جار ومجرور متعلق بمتعنا. أزواجا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : أصنافا من الكفرة. من : حرف جر
و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق
بصفة محذوفة من «أزواجا» ويجوز أن تكون «أزواجا» منصوبة على الحال من الضمير «الهاء»
والفعل واقع على «منهم» بتقدير الذي متعنا به وهو أصناف بعضهم وناسا منهم.
(زَهْرَةَ الْحَياةِ
الدُّنْيا) : مفعول به ثان منصوب بمحذوف دل عليه «متعنا» على
تضمينه معنى «أعطينا» و «خولنا» أو يكون منصوبا على الاختصاص أي على الذم أو يكون
بدلا من «أزواجا» على تقدير : ذوي زهرة. وعلامة نصبه الفتحة. الحياة : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة مجرورة مثلها
وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
(لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) : اللام حرف جر للتعليل. نفتن. فعل مضارع منصوب بأن
مضمرة بعد لام التعليل وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
نحن. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
فيه : جار ومجرور متعلق بنفتن. والجملة الفعلية «نفتنهم فيه» صلة حرف مصدري لا محل
لها و «أن» المصدرية المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار
والمجرور متعلق بمتعنا بمعنى لاختبارهم أو لتعذيبهم بسببه.
(وَرِزْقُ رَبِّكَ) : الواو استئنافية. رزق : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف.
ربك : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان.
(خَيْرٌ وَأَبْقى) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وأصله : أخير وحذف الألف
أفصح وبعد حذف الألف نوّن آخره. وأبقى : معطوف بالواو على «خير» مرفوع مثله وعلامة
رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر.
(وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ
وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى)
(١٣٢)
(وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلاةِ) : الواو عاطفة. أؤمر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. أهلك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر بالإضافة أي أهل بيتك
بالصلاة : جار ومجرور متعلق باؤمر.
(وَاصْطَبِرْ عَلَيْها) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أؤمر بالصلاة»
وتعرب مثلها و «عليها» متعلق باصطبر.
(لا نَسْئَلُكَ
رِزْقاً) : نافية لا عمل لها. نسألك : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني
على الفتح في محل نصب مفعول به. رزقا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة.
(نَحْنُ نَرْزُقُكَ) : ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الضم في
محل رفع مبتدأ. نرزقك : تعرب إعراب «نسألك» والجملة الفعلية «نرزقك» في محل رفع
خبر المبتدأ «نحن».
(وَالْعاقِبَةُ
لِلتَّقْوى) : الواو استئنافية. العاقبة : مبتدأ مرفوع بالضمة بمعنى
العاقبة المحمودة في الآخرة أي الجنة. للتقوى : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر
المبتدأ وعلامة جر «التقوى» الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى لأهل
التقوى أي لذوي التقوى.
(وَقالُوا لَوْ لا
يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ
الْأُولى)
(١٣٣)
(وَقالُوا لَوْ لا) : الواو استئنافية. قالوا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لو لا : بمعنى
«هلّا» وهي حرف عرض أو حض لا عمل له.
(يَأْتِينا بِآيَةٍ) : الجملة «لو لا يأتينا بآية من ربه» في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ يأتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو و «نا» ضمير متصل ـ ضمير
المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بآية : جار ومجرور متعلق
بيأتينا أي بمعجزة.
(مِنْ رَبِّهِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آية» والهاء ضمير
متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.
(أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ
بَيِّنَةُ) : الجملة الاستفهامية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول
ـ المعنى : فردّ الله عليهم بقوله : أو لم تأتهم بيّنة.. بمعنى : ألم تصلهم أخبار
الصحف الأولى. الألف ألف إنكار وتعجيب بلفظ استفهام. الواو حرف عطف على معطوف عليه
من جنس المعطوف. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تأت فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف
آخره ـ حرف العلة.. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. بيّنة : فاعل مرفوع بالضمة.
(ما فِي الصُّحُفِ
الْأُولى) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. في
الصحف : جار ومجرور متعلق بفعل مضمر تقدير : وجد.. والجملة الفعلية «وجد في الصحف
الأولى» صلة الموصول لا محل لها. الأولى : صفة ـ نعت ـ للصحف مجرورة مثلها وعلامة
جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر أي صحف إبراهيم وموسى والتوراة والإنجيل.
(وَلَوْ أَنَّا
أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ
إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى)
(١٣٤)
(وَلَوْ أَنَّا
أَهْلَكْناهُمْ) : الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم. أنّ : حرف
نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل نصب اسم
«أنّ». أهلكنا : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و
«هم» ضمير
متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به «أنّ» مع
اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقدير : ثبت أو وقع إهلاكهم.
(بِعَذابٍ مِنْ
قَبْلِهِ) : جاران ومجروران متعلقان بأهلكنا والهاء ضمير متصل
مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى : من قبل إرسال محمد أو من قبل التذكير
أو القرآن..
(لَقالُوا رَبَّنا) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام
واقعة في جواب «لو». قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى لكانوا قالوا.. رب : منادى مضاف
منصوب وعلامة نصبه الفتحة وحذفت أداة النداء تبجيلا وتكريما وأصله يا ربنا و «نا»
ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(لَوْ لا أَرْسَلْتَ) : الجملة وما بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ
لو لا : حرف عرض لا عمل له بمعنى «هلّا» ومعنى «العرض» الطلب بلين وتأدب. أرسلت :
فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير
الواحد المطاع ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
(إِلَيْنا رَسُولاً) : حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل
جر بإلى والجار والمجرور متعلق بأرسلت : رسولا مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة.
(فَنَتَّبِعَ آياتِكَ) : الفاء سببية. نتّبع : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد
الفاء وعلامة نصبه الفتحة الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. آياتك :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم
والكاف ضمير الواحد المطاع مبني على الفتح في
محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «نتبع آياتك» صلة حرف مصدري لا محل لها و
«أن» المضمرة بعد الفاء وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام
السابق.
(مِنْ قَبْلِ أَنْ
نَذِلَّ وَنَخْزى) : جار ومجرور متعلق بنتبع. أن : حرف مصدري ناصب. نذل :
فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
نحن. والجملة الفعلية «نذل» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» وما بعدها بتأويل
مصدر في محل جر بالإضافة. ونخزى : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «نذل» وتعرب
إعرابها وعلامة نصب الفعل الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : لنتبع آياتك
ونهتدي بهداها من قبل أي بدل أن نذل ونخزى.
(قُلْ كُلٌّ
مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ
وَمَنِ اهْتَدى)
(١٣٥)
(قُلْ كُلٌّ
مُتَرَبِّصٌ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت. وأصله : قول.. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. والجملة
الاسمية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ كل : مبتدأ مرفوع بالضمة ونوّن
لانقطاعه عن الإضافة وأصله : كل واحد منا ومنكم. متربص : خبر «كل» مرفوع بالضمة
المنونة بمعنى : منتظر لما يؤول إليه أمرنا وأمركم أي ننتظر العاقبة.
(فَتَرَبَّصُوا
فَسَتَعْلَمُونَ) : الفاء استئنافية. تربصوا : فعل أمر مبني على حذف
النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة بمعنى : فانتظروا ويجوز أن يكون بمعنى : فتمتعوا. الفاء واقعة في جواب شرط
مقدر بمعنى : إن تنتظروا أو إن تتمتعوا فستعلمون والجملة الفعلية جواب شرط جازم مقدر
مقترن بالفاء في محل جزم. تعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والسين حرف استقبال.
(مَنْ أَصْحابُ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول «تعلمون». من : اسم
استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم. أصحاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
ويجوز أن تكون «من» في محل رفع مبتدأ و «أصحاب» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم.
والجملة الاسمية «هم أصحاب» في محل رفع خبر «من».
(الصِّراطِ السَّوِيِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. السوي :
صفة ـ نعت ـ للصراط مجرور مثله وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره بمعنى : الطريق
المستقيم وأصله : السراط..
(وَمَنِ اهْتَدى) : الواو عاطفة. من : اسم استفهام مبني على السكون في
محل رفع مبتدأ وحرك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين. اهتدى : الجملة الفعلية في محل
رفع خبر «من» وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الاسمية «من اهتدى» معطوفة على
الجملة الاسمية «من أصحاب» ومحلها النصب أيضا.
* * *
سورة الأنبياء
معنى
السورة : الأنبياء :
جمع «نبيّ» وهو المخبر عن الغيب أو المستقبل بوحي من الله.. وهو جمع تكسير ـ فعيل ـ
أفعلاء ـ ويجمع جمع مذكر سالما : نبيّون أمّا «النبوّة» أو «النبوءة» فهما تأتيان
بمعنى : الإخبار عن الله تعالى.. وقيل : الرسول : هو الذي معه كتاب ـ أي من
الأنبياء ـ والنبيّ ـ اسم فاعل ـ هو الذي ينبئ عن الله عزوجل وإن لم يكن معه كتاب.. وقد جمع الاسمان في قوله تعالى
في سورة «مريم» : (وَاذْكُرْ فِي
الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) (٥٤) صدق الله العظيم.
وقيل : جميع
أسماء الأنبياء أعجمية إلّا أربعة أو خمسة : محمّد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وصالح وشعيب وهود.. وقيل : اسماعيل ـ عليهمالسلام ـ أمّا «يوسف» فقد اختلف فيه.. فقيل : هو اسم عبرانيّ.. وقيل : هو اسم
عربي. وقيل : لو كان عربيا لانصرف ـ أي لنوّن ـ لخلوّه عن سبب آخر سوى التعريف.
الأنبياء : هم
الهداة أو الهادون إلى الإيمان بالله سبحانه. و «الرسول» هو لقب نبي المسلمين محمد
بن عبد الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ هادي البشرية إلى عبادة الله الواحد الأحد.
تسمية
السورة : سمّيت إحدى
سور القرآن الكريم بسورة «الأنبياء» وقد جمعت في بعض آياتها قصص الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ موسى وهارون وإيتائهم التوراة وقصة إبراهيم وهدايته وقصته مع أبيه وعبادة
التماثيل ونجاته من النار وإعطائه إسحاق ويعقوب وجعلهم هادين ونجّاه سبحانه ولوطا
ابن أخيه من بابل بالعراق إلى أرض بيت المقدس مهبط الأنبياء.. ووهبه من زوجته سارة
إسحاق ولدا ويعقوب حفيدا وجعلوا هادين الناس إلى الدين والإيمان وإتيان لوط
النبوّة والعلم بأحكام الدين ونجاة نوح وأهله من الطوفان والغرق وقصة داود وسليمان
وأيوب مع مرضه وقصة إسماعيل وإدريس وذي الكفل وهو ابن أيوب من أنبياء بني إسرائيل
ومنح زكريا ولدا
هو يحيى.. وهؤلاء الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ المبادرون إلى فعل الطاعات جديرون بتسمية سورة بأسمائهم.
فضل
قراءة السورة : قال الحبيب المصطفى محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «من قرأ اقترب للناس حسابهم ـ في الآية الأولى من سورة ـ الأنبياء ـ حاسبه
الله حسابا يسيرا وصافحه وسلّم عليه كلّ نبيّ ذكر اسمه في القرآن» صدق رسول الله
وعن الرسول الكريم محمّد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «يشفع يوم القيامة ثلاثة : الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء».
إعراب آياتها
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ
حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ)
(١)
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ
حِسابُهُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح. للناس : جار ومجرور متعلق
باقترب واللام حرف الجر تأكيد لإضافة الحساب إليهم لأن الأصل : اقترب حساب الناس.
حساب : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر
بالإضافة بمعنى : اقترب يوم القيامة أي اقتربت الساعة.
(وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ
مُعْرِضُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من «الناس»
الواو حالية : هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
أي المشركون. في غفلة : جار ومجرور في محل رفع خبر «هم». معرضون : خبر «هم» الثاني
مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى : وهم
غافلون عن حسابهم ساهون لا يتفكرون في عاقبتهم.
(ما يَأْتِيهِمْ مِنْ
ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ)
(٢)
(ما يَأْتِيهِمْ مِنْ
ذِكْرٍ) : نافية لا عمل لها. يأتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة
المقدرة على الياء للثقل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في
محل نصب مفعول به مقدم. من : حرف جر زائد. ذكر :
اسم مجرور لفظا بمن وعلامة جره الكسرة المنونة مرفوع محلا على أنه فاعل «يأتي».
(مِنْ رَبِّهِمْ
مُحْدَثٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ذكر» و «هم» ضمير
الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. محدث : صفة ـ نعت ـ لذكر على اللفظ
لا المحل مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : ما يأتيهم ذكر جديد..
والذكر : هو الطائفة النازلة من القرآن.
(إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) : حرف تحقيق بعد النفي لا عمل له. استمعوه : فعل ماض
مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير
متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
(وَهُمْ يَلْعَبُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير
منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يلعبون : الجملة
الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ
وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ
السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ)
(٣)
(لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) : حال ثانية مترادفة أو متداخلة مع «هم يلعبون» منصوبة
وعلامة نصبها الفتحة المنونة. قلوب : فاعل لاسم الفاعل «لاهية» مرفوع بالضمة و «هم»
ضمير الغائبين المتصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(وَأَسَرُّوا
النَّجْوَى) : الواو عاطفة. أسروا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله
بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. النجوى : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر بمعنى :
وأخفوا تحادثهم ليخفوا نياتهم في الدس.
(الَّذِينَ ظَلَمُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدل من واو
الجماعة في «أسروا» ومن جعله فاعلا لأسروا يكون قد جاء بفاعلين لفعل
واحد وهذا غير جائز. إلّا على لغة من قال «أكلوني البراغيث» ويجوز أن يكون «الذين»
مبتدأ خبره : «أسروا النجوى» أي الجملة الفعلية قدمت عليه. والمعنى : هؤلاء أسروا
النجوى فوضع المظهر موضع المضمر تسجيلا على فعلهم بأنه ظلم. ويجوز أن يكون في محل
نصب مفعولا به على الذم. ظلموا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وتعرب
إعراب «أسروا».
(هَلْ هذا إِلَّا
بَشَرٌ) : الجملة الاسمية بدل من «النجوى» في محل نصب. هل : حرف
استفهام لا محل له. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ أي هل محمد.
إلّا : أداة حصر لا عمل لها. بشر : خبر «هذا» مرفوع بالضمة المنونة أو في محل نصب
مفعول به ـ مقول القول ـ بمعنى قائلين ما محمد..
(مِثْلُكُمْ) : صفة ـ نعت ـ لبشر مرفوع مثله بالضمة. الكاف ضمير
المخاطبين مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(أَفَتَأْتُونَ
السِّحْرَ) : الألف ألف توبيخ بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ تأتون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل. السحر : مفعول به منصوب بالفتحة.
(وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) : يعرب إعراب «وهم يلعبون» الوارد في الآية الكريمة
السابقة. والضمير «أنتم» ضمير المخاطبين.
(قالَ رَبِّي يَعْلَمُ
الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
(٤)
(قالَ رَبِّي) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو أي الرسول محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال لهم. والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ربي :
مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة
الياء المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة.
(يَعْلَمُ الْقَوْلَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع
مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. القول : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة.
(فِي السَّماءِ
وَالْأَرْضِ) : جار ومجرور متعلق بالقول بمعنى : كل ما يحدث في
السموات والأرض. والأرض : معطوفة بالواو على «في السماء» وتعرب إعرابها.
(وَهُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ) : الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل
رفع مبتدأ. السميع العليم : خبرا «هو» خبر بعد خبر مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة
ويجوز أن يكون «العليم» صفة للسميع.
(بَلْ قالُوا أَضْغاثُ
أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ
الْأَوَّلُونَ) (٥)
(بَلْ قالُوا) : حرف إضراب للاستئناف لا عمل له. قالوا : فعل ماض مبني
على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(أَضْغاثُ أَحْلامٍ) : خبر مبتدأ محذوف بمعنى : ما يقوله محمد مرفوع بالضمة
وهو مضاف. أحلام : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. والجملة
الفعلية بعده في محل نصب أيضا أي وقال آخرون :
(بَلِ افْتَراهُ) : أعرب وكسر آخره لالتقاء الساكنين. افتراه : فعل ماض
مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو
والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
(بَلْ هُوَ شاعِرٌ) : أعرب.. وهذه الانتقالات في قولهم أضربوا فيها قولهم
هو سحر إلى أنه تخاليط أحلام.. ما هي إلّا أقوال فاسدة أحدها أفسد من الآخر. هو :
ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. شاعر : خبر «هو» مرفوع بالضمة
المنونة.
(فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ) : الجملة جواب شرط جازم مقدر مقترن بالفاء في محل جزم.
التقدير : إن كان يريد منا أن نؤمن به فليأتنا بآية أي بمعجزة. الفاء واقعة في
جواب الشرط المقدر. اللام لام الأمر. يأت : فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه
حذف الياء ـ حرف العلة ـ وبقيت الكسرة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب
مفعول به. بآية : جار ومجرور قام مقام مفعول «يأتي» الثاني.
(كَما أُرْسِلَ
الْأَوَّلُونَ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» للتشبيه مبني على الفتح في محل
نصب نائب عن المصدر ـ المفعول المطلق ـ المقدر أو صفة ـ نعت ـ له. بتقدير :
فليأتنا بآية إتيانا كإتيان أي مثل إتيان الأولين بالآيات لأن إرسال الرسل متضمن
الإتيان بالآيات. ما : مصدرية. والجملة الفعلية «أرسل الأولون» صلة حرف مصدري لا
محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. الأولون : نائب فاعل مرفوع
بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته ويجوز أن يكون الكاف
حرف جر للتشبيه فتكون «ما» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالكاف ويكون
الجار والمجرور متعلقا بمفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف ـ التقدير : فليأتنا إتيانا
بآية كإتيان الأولين بالآيات إلى أممهم.
(ما آمَنَتْ
قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ)
(٦)
(ما آمَنَتْ) : نافية لا عمل لها. آمنت : فعل ماض مبني على الفتح
والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها.
(قَبْلَهُمْ مِنْ
قَرْيَةٍ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بآمنت وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. من : حرف جر زائد للتوكيد. قرية : اسم مجرور لفظا بمن وعلامة جره الكسرة
المنونة مرفوع محلا لأنه فاعل «آمنت».
(أَهْلَكْناها) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لقرية على
اللفظ وفي محل رفع على المحل وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «ها»
ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ) : الألف ألف تعجيب بلفظ استفهام. الفاء زائدة. هم : ضمير
منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يؤمنون : الجملة
الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(وَما أَرْسَلْنا
قَبْلَكَ إِلاَّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ
كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)
(٧)
(وَما أَرْسَلْنا) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. أرسل : فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على
السكون في محل رفع فاعل.
(قَبْلَكَ إِلَّا
رِجالاً) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بأرسلنا وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر
بالإضافة. إلّا : أداة حصر لا عمل لها. رجالا مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة.
(نُوحِي إِلَيْهِمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «رجالا»
وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : نحن. إلى : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بإلى
والجار والمجرور متعلق بنوحي.
(فَسْئَلُوا) : الفاء واقعة في جواب شرط متقدم والجملة جواب شرط جازم
مقترن بالفاء في محل جزم. اسألوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من
الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(أَهْلَ الذِّكْرِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الذكر.
مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : أهل العلم بالكتب الإلهية
السابقة العارفين بسنن الله في خلقه.
(إِنْ كُنْتُمْ لا
تَعْلَمُونَ) : حرف شرط جازم. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. لا :
نافية لا عمل لها. تعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «لا تعلمون» في محل نصب خبر «كان»
وحذف مفعول «تعلمون» اختصارا وحذف جواب الشرط لتقدم معناه.. التقدير : إن كنتم لا
تعلمون ذلك فاسألوا أهل الذكر أي أهل العلم بالكتب السماوية.
(وَما جَعَلْناهُمْ
جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَما كانُوا خالِدِينَ)
(٨)
(وَما جَعَلْناهُمْ
جَسَداً) : معطوف بالواو على «ما أرسلنا» في الآية الكريمة
السابقة ويعرب إعرابه و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل
نصب مفعول به. جسدا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة المنونة.
(لا يَأْكُلُونَ
الطَّعامَ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «جسدا»
لا : نافية لا عمل لها و «يأكلون» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل أي الرسل. الطعام : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة بمعنى وما جعلنا الأنبياء قبله ذوي جسد غير طاعمين بل كانوا
يأكلون ويشربون كسائر الناس.
(وَما كانُوا
خالِدِينَ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. كانوا : فعل ماض
ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان»
والألف فارقة. خالدين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(ثُمَّ صَدَقْناهُمُ
الْوَعْدَ فَأَنْجَيْناهُمْ وَمَنْ نَشاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ)
(٩)
(ثُمَّ صَدَقْناهُمُ) : عاطفة. صدق : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير
الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل
ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب مفعول به.
(الْوَعْدَ
فَأَنْجَيْناهُمْ) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. فأنجيناهم : معطوفة
بالفاء على «صدقناهم» وتعرب مثلها.
(وَمَنْ نَشاءُ) : الواو عاطفة. من : اسم موصول مبني على السكون في محل
نصب معطوف على منصوب أي على ضمير الغائبين «هم» في «أنجيناهم». نشاء : الجملة
الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر
فيه وجوبا تقديره : نحن.
(وَأَهْلَكْنَا
الْمُسْرِفِينَ) : معطوفة بالواو على «أنجيناهم» وتعرب مثلها. المسرفين
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين
المفرد وحركته أي المسرفين في الكفر.
(لَقَدْ أَنْزَلْنا
إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ)
(١٠)
(لَقَدْ أَنْزَلْنا) : اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. أنزل : فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على
السكون في محل رفع فاعل.
(إِلَيْكُمْ كِتاباً) : جار ومجرور متعلق بأنزلنا والميم علامة جمع الذكور. كتابا
: مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.
(فِيهِ ذِكْرُكُمْ) : الجملة الاسمية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «كتابا»
وهو القرآن الكريم. فيه : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. ذكركم : مبتدأ
مؤخر مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ أي العرب مبني على الضم في
محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور أي موعظتكم.
(أَفَلا تَعْقِلُونَ) : الهمزة همزة توبيخ بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ لا : نافية لا عمل لها. تعقلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ
قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ)
(١١)
(وَكَمْ قَصَمْنا) : الواو استئنافية. كم : خبرية مبنية على السكون في محل
نصب مفعول به مقدم بقصمنا أي أهلكنا. قصم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير
الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(مِنْ قَرْيَةٍ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «كم» التقدير : عددا
كثيرا حال كونه من أهل القرى أهلكنا. و «من» حرف جر بياني.
(كانَتْ ظالِمَةً) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لأهل القرية
على الموضع لا اللفظ أي قوما وفي محل جر على اللفظ. كانت : فعل ماض ناقص مبني على
الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها واسم «كان» ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هي. ظالمة : خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة.
(وَأَنْشَأْنا
بَعْدَها) : معطوفة بالواو على «قصمنا» وتعرب إعرابها. بعد : ظرف
زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بأنشأنا وهو مضاف و «ها» ضمير
متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(قَوْماً آخَرِينَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. آخرين :
صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوما» منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض عن حركة الاسم المفرد.
(فَلَمَّا أَحَسُّوا
بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ)
(١٢)
(فَلَمَّا أَحَسُّوا
بَأْسَنا) : الفاء استئنافية. لمّا : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين»
مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية. أحسّوا :
الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو
الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. بأس : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر
بالإضافة.
(إِذا هُمْ) : حرف فجاءة لا محل له. هم : ضمير الغائبين مبني على
السكون في محل رفع مبتدأ.
(مِنْها يَرْكُضُونَ) : جار ومجرور متعلق بيركضون. يركضون : الجملة الفعلية
في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الاسمية «هم منها يركضون» جواب شرط غير
جازم لا محل لها بمعنى فلما شعروا بشدة عذابنا إذا هم يهربون.
(لا تَرْكُضُوا
وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ)
(١٣)
(لا تَرْكُضُوا
وَارْجِعُوا) : الجملة الفعلية في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف
تقديره : فقيل لهم لا تركضوا بمعنى : لا تهربوا مسرعين. لا : ناهية جازمة. تركضوا
: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الواو عاطفة. ارجعوا : فعل أمر مبني على حذف
النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة.
(إِلى ما أُتْرِفْتُمْ
فِيهِ) : حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر
بإلى والجار والمجرور متعلق بارجعوا والجملة الفعلية «أترفتم» صلة الموصول لا محل
لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء
ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل والميم علامة
جمع الذكور. فيه : جار ومجرور متعلق بأترفتم. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية و «ما»
وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بإلى التقدير والمعنى : إلى
إترافكم وهو إبطار النعمة بمعنى : إلى النعم التي أبطرتكم أو إلى ترفكم وهو
بمعنى : إلى تنعمكم أو نعيمكم.. لأن الإتراف يعني : إبطار النعمة. والترف :
التنعيم والنعيم.
(وَمَساكِنِكُمْ) : معطوف على المصدر المؤول مجرور مثله وعلامة جره
الكسرة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة
والميم علامة جمع الذكور.
(لَعَلَّكُمْ
تُسْئَلُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعل» والميم علامة جمع الذكور. تسألون
: الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعل» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت
النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى :
تسألون عن أعمالكم أو تعذبون غدا وفي الجملة معنى التهكم.
(قالُوا يا وَيْلَنا
إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ)
(١٤)
(قالُوا يا وَيْلَنا) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. يا : أداة نداء. ويل : منادى مضاف منصوب
وعلامة نصبه الفتحة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل
جر بالإضافة. والجملة وما بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(إِنَّا كُنَّا
ظالِمِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل «ونا»
ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». كنا : فعل ماض
ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون
في محل رفع اسم «كان». ظالمين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر
سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته والجملة الفعلية «كنا ظالمين» في محل رفع
خبر «إنّ» و «يا ويلنا» بمعنى : يا هلاكنا.
(فَما زالَتْ تِلْكَ
دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ)
(١٥)
(فَما زالَتْ) : الفاء استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. زالت : فعل
ماض مبني على الفتح وهو فعل ناقص من أخوات «كان» والتاء تاء التأنيث الساكنة لا
محل لها.
(تِلْكَ دَعْواهُمْ) : اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع اسم «ما زالت»
أو إنّ اسم الإشارة هو «تي» مبني على السكون في محل رفع واللام للبعد والكاف
للخطاب. دعوى : خبر «ما زالت» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر و
«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى :
الدعوة. ويجوز في هذا القول التقديم والتأخير بالنسبة إلى «ما زالت» وخبره أي يجوز
أن تكون «تلك» في محل نصب خبر «ما زالت» مقدما وتكون «دعواهم» مرفوعة على أنها اسم
«ما زالت» المؤخر.
(حَتَّى جَعَلْناهُمْ) : حرف غاية وابتداء. جعل : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و
«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول.
(حَصِيداً خامِدِينَ) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى
مثل النبات المحصود. خامدين : مفعول به ثالث منصوب بجعل وعلامة نصبه الياء لأنه
جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته ونصب الفعل «جعل» ثلاثة مفاعيل ـ
أو مفعولات ـ أصلها : مبتدأ وخبران له.. والمفعولان الثاني والثالث حكمهما حكم
المفعول الواحد بمعنى جعلناه جامعين لمماثلة الحصيد والخمود وهذا هو سبب تعدية
الفعل «جعل» إلى ثلاثة مفاعيل لأن عمله أصلا التعدية إلى مفعولين.
(وَما خَلَقْنَا
السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ)
(١٦)
(وَما خَلَقْنَا
السَّماءَ وَالْأَرْضَ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. خلق : فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على
السكون في محل رفع فاعل. السماء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والأرض :
معطوفة بالواو على «السماء» وتعرب مثلها.
(وَما بَيْنَهُما
لاعِبِينَ) : الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل
نصب لأنه معطوف على منصوب. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة
وهو مضاف متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد.. استقر أو هو مستقر.. والهاء ضمير متصل
مبني على الضم في محل جر بالإضافة. الميم عماد والألف علامة التثنية لا محل لها أو
تكون «ما» علامة التثنية والجملة الفعلية «وجد بينهما» صلة الموصول لا محل لها. لاعبين
: حال من ضمير الواحد المطاع «نا» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى : وما خلقناهما لاهين.
(لَوْ أَرَدْنا أَنْ
نَتَّخِذَ لَهْواً لاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ)
(١٧)
(لَوْ أَرَدْنا) : حرف شرط غير جازم. أردنا : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع.. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(أَنْ نَتَّخِذَ) : حرف مصدري ناصب. نتخذ : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة
نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والجملة الفعلية «نتخذ
لهوا» صلة حرف مصدري لا محل له.
(لَهْواً
لَاتَّخَذْناهُ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى «ولدا»
بلغة أهل اليمن وقيل : المرأة.. وفي القول الكريم تعنيف للكفرة و «أن» المصدرية
وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول «أردنا» بتقدير : لو أردنا اتخاذ. اللام
واقعة في جواب «لو» والجملة جواب شرط
غير جازم لا محل لها. اتخذنا : تعرب إعراب «أردنا» والهاء ضمير متصل مبني
على الضم في محل نصب مفعول به.
(مِنْ لَدُنَّا) : حرف جر. لدن : اسم مبني على السكون في محل جر بمن
بمعنى من عندنا والجار والمجرور متعلق باتخذنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد
المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ومعنى «لدنا» هنا : من جهة قدرتنا..
وقيل : «من لدنا» أي من الملائكة لا من الجنس. والجار والمجرور «من لدنا» في مقام
مفعول «اتخذنا» الثاني.
(إِنْ كُنَّا
فاعِلِينَ) : حرف شرط جازم. كنا : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع فعل الشرط في محل جزم بإن. و «نا» ضمير متصل مبني على
السكون في محل رفع اسم «كان». فاعلين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه
جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد وجواب الشرط محذوف
لتقدم معناه.
** (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) : هذا القول الكريم هو مطلع الآية الكريمة الأولى بمعنى
قرب للناس زمان حسابهم وهو وقت يوم القيامة. فحذف الفاعل المضاف «زمان» وأقيم
المضاف إليه «حسابهم» مقامه.
** (أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ
تُبْصِرُونَ) : هذا القول الكريم معناه : أفتقعون في السحر أو أتتبعون
السحر وهو القرآن وأنتم تشاهدون وتعلمون أنه سحر؟ فحذف مفعول «تبصرون» وهو المصدر
المؤول «أنه سحر» ورد هذا القول الكريم في نهاية الآية الكريمة الثالثة.
** (بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة..
المعنى : إنّ ما أتى به محمد أو القرآن أباطيل وأكاذيب وتخاليط أحلام رآها في
النوم.. وهي جمع «ضغث» وهي الحزمة الصغيرة والحزمة خليط من نباتات مختلفة شبهت بها
تخاليط الأحلام وهي ما لم يكن له تأويل أي الضغث : هو الحلم ـ المنام ـ لأنه يشبه
الرؤيا الصادقة وليس بها.
** (بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ) : المعنى : بل اختلق محمد القرآن من عند نفسه وقال
جماعة : بل إنّ القرآن هو شعر شاعر عذب الكلام قوي اللسان. و «الشاعر» اسم فاعل
والفعل : شعر يشعر.. من باب «قتل» وقال الفيومي : الشعر العربي : هو النظم الموزون
وحدّه ما تركب تركبا متعاضدا وكان مقفّى موزونا مقصودا به ذلك فما خلا من هذه
القيود أو من بعض فلا يسمّى شعرا ولا يسمّى قائله شاعرا ولهذا ما ورد في الكتاب ـ أي
القرآن ـ أو السنّة موزونا فليس بشعر لعدم القصد أو التقفية وكذلك ما يجري على
ألسنة بعض الناس من غير قصد لأنه مأخوذ من شعرت إذا فطنت وعلمت وسمّي شاعرا لفطنته
وعلمه به فإذا لم يقصده فكأنه لم يشعر به وهو مصدر في الأصل. وشعرت بالشيء شعورا
من باب «قعد».
** (ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ
أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة وأراد
بالقرية أهلها ولذلك وصفها بالظلم وقال في الآية الكريمة الحادية عشرة «قوما آخرين»
لأن المعنى : أهلكنا قوما وأنشأنا قوما آخرين وبحذف المضاف «أهل» حلّ المضاف إليه
«قرية» محله وأنّث الضمير «ها» في «أهلكناها» على لفظ «قرية».
** سبب نزولها
: نزلت حينما طلب أهل مكة من النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يحوّل لهم الصفا ذهبا.
** (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا
رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) : هذا القول الكريم ورد في بداية الآية الكريمة السابعة
المعنى : وما أرسلنا إلّا رسلا رجالا نوحي إليهم ما نشاء وبعد حذف الموصوف «رسلا»
أقيمت الصفة «رجالا» مقامه كما حذف مفعول «نوحي ما نشاء».
** (إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة السابعة وفيه
حذف مفعول «تعلمون» اختصارا لأن المعنى : إن كنتم لا تعلمون ذلك أي فإن جهلتم ذلك
أي إنّ جميع الأنبياء والرسل كانوا بشرا فاسألوا أهل العلم بالكتب الإلهية السابقة
العارفين.
** (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا
يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَما كانُوا خالِدِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة بمعنى
ما جعلنا الأنبياء أجسادا بمعنى ما جعلناهم مجرد أجساد.. مغايرين لطباع البشر
يعيشون كالملائكة بلا طعام ولا شراب ولم يكونوا مخلّدين بل يموتون كسائر البشر.
قال الشاعر :
فقلت إلى
الطعام فقال منهم
|
|
فريق نحسد
الإنس الطعاما
|
قال الزمخشري :
هذا الشعر للفرزدق.. وقيل : هو لسمير بن الحرث الضبي يصف جماعة من الجن أتوا ناره
ليلا فسأل عنهم من أنتم؟ فقالوا : الجن.. فحيّاهم بالظلام أي قال لهم : عموا ظلاما..
وهي كلمة تحية مأخوذة من «وعم» يعم : معناه : طاب عيشكم في الظلام وكذلك عموا
صباحا.. ثم دعاهم إلى الطعام وقال : أدعوكم إلى الطعام.. فقال فريق منهم : نحن لا
نأكل الطعام الذي تأكلونه ونحسد الإنس في أكلهم الطعام. قال ابن هشام : إنّ قائل
البيت هو جزع بن سنان على رواية من روى «عموا صباحا» وأمّا على رواية من رواه «عموا
ظلاما» فإنّه ينسبه إلى سمير بن الحرث الضبي.. وكذا وقع في رواية الجوهري لأنه
رواه «عموا ظلاما» وقال أبو القاسم : إنّ الناس يغلطون في هذا الشعر فيروونه «عموا
صباحا» وجعل دليلا على ذلك ما رواه عن ابن دريد عن أبي حاتم عن أبي زيد.. ثم أنشد
:
أتوا ناري
فقلت منون أنتم
|
|
فقالوا الجن
قلت عموا ظلاما
|
فقلت إلى
الطعام فقال منهم
|
|
زعيم نحسد
الإنس الطعاما
|
لقد فضلتم في
الأكل عنّا
|
|
ولكنّ ذاك
يعقبكم سقاما
|
وقال ابن السيد
: لقد صدق أبو القاسم فيما حكاه عن ابن دريد.. ولكنه أخطأ في تخطئة رواية من روى «عموا
صباحا» لأن هذا الشعر الذي أنكره وقع في سدّ مأرب ونسبه واضع الكتاب إلى جذع بن
سنان الغسّانيّ في حكاية طويلة زعم أنها جرت له مع الجن وكلا الشعرين أكذوبة لم
تقع قط.
** (فِيهِ ذِكْرُكُمْ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة العاشرة
المعنى فيه تخليد ذكركم.. وبعد حذف المضاف المبتدأ «تخليد» حلّ المضاف إليه «ذكركم»
محله فارتفع ارتفاعه على الابتداء بمعنى : موعظتكم.. صيتكم..
** (وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ
ظالِمَةً وَأَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية عشرة..
المعنى والتقدير : أهلكنا عددا كثيرا من أهل القرى.. لأنه أراد بالقوية : أهلها
لذلك وصفها بالظلم وقال «قوما آخرين» لأن المعنى : أهلكنا قوما وأنشأنا قوما
آخرين. وأنثت «ظالمة» على لفظ «قرية». و «بعدها» بمعنى : بعد إهلاك أهلها. وبعد
حذف المضاف وهو «إهلاك» والمضاف إليه الأول «أهل» أوصل أو أضيف المضاف «بعد» إلى
المضاف إليه الثاني «ها» فصار بعدها.
** (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الخامسة عشرة
والإشارة هنا إلى ترديدهم القول «يا ويلنا» أي فما زالت تلك الدعوى دعواهم فحذفت
الصفة أو البدل «الدعوى» المشار إليها اختصارا لأن ما قبله دال عليه.
** (إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ) : في هذا القول الكريم الوارد في نهاية الآية الكريمة
السابعة عشرة حذف مفعول اسم الفاعلين «فاعلين» اختصارا أي إن كنّا فاعلين ذلك.
(بَلْ نَقْذِفُ
بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ
مِمَّا تَصِفُونَ)
(١٨)
(بَلْ نَقْذِفُ
بِالْحَقِ) : حرف استئناف للإضراب عن اتخاذ الولد واللهو واللعب
وتنزيه منه لذاته سبحانه وتعالى. نقذف : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. بالحق : جار ومجرور متعلق بنقذف بمعنى : نرمي بالحق
أي بالإيمان.
(عَلَى الْباطِلِ
فَيَدْمَغُهُ) : جار ومجرور متعلق بنقذف. الفاء عاطفة. يدمغه : فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والهاء ضمير متصل
مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
(فَإِذا هُوَ زاهِقٌ) : الفاء استئنافية. إذا : حرف فجاءة لا محل له. هو : ضمير
منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. زاهق : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة
بمعنى : هالك.
(وَلَكُمُ الْوَيْلُ) : الواو استئنافية. لكم : جار ومجرور في محل رفع متعلق
بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور. الويل : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة بمعنى : ولكم
العذاب. وقيل : الويل : اسم واد في جهنم. وقيل : الهلاك.
(مِمَّا تَصِفُونَ) : أصلها : من حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون
في محل جر بمن. تصفون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «تصفون»
صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلّا
لأنه مفعول به. التقدير مما تصفونه أي الله سبحانه مما لا يجوز عليه جلّت قدرته
وعلى حكمته أي بسبب ما تصفون الله به من اتخاذ الولد أو الزوجة وكل ما لا يليق به عزوجل ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل
مصدر في محل جر بمن. التقدير : من وصفكم إياه سبحانه.
(وَلَهُ مَنْ فِي
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا
يَسْتَحْسِرُونَ)
(١٩)
(وَلَهُ مَنْ فِي
السَّماواتِ) : الواو استئنافية. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق
بخبر مقدم. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. في السموات :
جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد أو استقر أو هو مستقر والجملة الفعلية «وجد
في السموات» صلة الموصول لا محل لها.
(وَالْأَرْضِ وَمَنْ
عِنْدَهُ) : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب إعرابها. ومن :
معطوف على «من» الأول ويعرب مثله أي الرفع على الابتداء. عنده : ظرف مكان منصوب
على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف ومتعلق بفعل مضمر أيضا تقديره : استقر والهاء
ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «استقر عنده» صلة
الموصول لا محل لها بمعنى : وله كل من في السموات والأرض خلقا وملكا ومن عنده أي
الملائكة الذين عنده.
(لا يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبادَتِهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال أو في محل رفع خبر ثان
للمبتدإ الأول «من» ويجوز أن تكون خبرا للمبتدإ الثاني «من» على أن تكون الواو في «ومن»
استئنافية. لا : نافية لا عمل لها. يستكبرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه
من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل. عن عبادته : جار ومجرور متعلق بيستكبرون والهاء ضمير متصل
مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
(وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) : معطوفة بالواو على «لا يستكبرون» وتعرب إعرابها بمعنى
: ولا يكلون عن العبادة.
(يُسَبِّحُونَ
اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ)
(٢٠)
(يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان للمبتدإ «من»
الوارد في الآية السابقة وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف المفعول اختصارا ولوجود ما يدل عليه
التقدير والمعنى : يسبحونه أي ينزّهون الله ويعظّمونه ويذكرونه في الليل والنهار.
الليل : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيسبحون. وبعد نزع
الخافض انتصب على الظرفية الزمانية.
(وَالنَّهارَ لا
يَفْتُرُونَ) : معطوف بالواو على «الليل» ويعرب مثله. لا : نافية لا
عمل لها. يفترون : تعرب إعراب «يسبحون» والجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «يسبحون»
بمعنى : لا يضعفون أو غير مقصرين في عبادته.
(أَمِ اتَّخَذُوا
آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ)
(٢١)
(أَمِ اتَّخَذُوا) : حرف عطف بمعنى «بل» وهي «أم» المنقطعة لأنها مسبوقة بهمزة
تسوية أو استفهام والهمزة بعدها قد آذنت بالإضراب عما قبلها والإنكار لما بعدها
وكسرت الميم لالتقاء الساكنين. اتخذوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو
الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : هل اتخذوا آلهة
كحجر وغيره؟
(آلِهَةً مِنَ
الْأَرْضِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من الأرض
: جار ومجرور متعلق باتخذوا أو بصفة محذوفة من «آلهة» أي اتخذوا لهم آلهة كائنة من
الأرض.
(هُمْ يُنْشِرُونَ) : الجملة الاسمية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لآلهة. هم : ضمير
منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ينشرون : الجملة
الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى هم يحيون الموتى من قبورهم أي لهم
قدرة على إحياء الموتى كما يحييهم الله سبحانه بل هم لا يعقلون فكيف يبعثون الموتى؟
(لَوْ كانَ فِيهِما
آلِهَةٌ إِلاَّ اللهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا
يَصِفُونَ)
(٢٢)
(لَوْ كانَ فِيهِما) : حرف شرط غير جازم. كان : فعل ماض ناقص مبني على
الفتح. فيهما : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» المقدم. الميم عماد والألف
علامة التثنية لا محل لها أو تكون «ما» علامة التثنية.
(آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ
لَفَسَدَتا) : اسم «كان» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة. ويجوز أن
تكون «كان» فعلا تاما بمعنى «وجد» أي حصل من العدم فتكون «آلهة» فاعل «كان» والجار
والمجرور «فيهما» متعلقا بكان أو بحال مقدمة من «آلهة». إلّا الله : الكلمتان هنا
تمثلان كلمة واحد بمعنى «غير الله» أو «سوى الله» صفة ـ نعت ـ لآلهة. لفسدتا :
الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو». فسدتا : فعل ماض
مبني على الفتح. التاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والألف ضمير متصل ـ ضمير
الاثنين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(فَسُبْحانَ اللهِ) : الفاء استئنافية للتعليل. سبحان : مفعول مطلق ـ مصدر ـ
منصوب بفعل محذوف تقديره : أسبح. وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور
للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.
(رَبِّ الْعَرْشِ) : صفة ـ نعت ـ للفظ الجلالة أو بدل منه سبحانه ويعرب
مثله وهو مضاف. العرش : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(عَمَّا يَصِفُونَ) : يعرب إعراب «مما تصفون» الوارد في الآية الكريمة
الثامنة عشرة. والجار والمجرور «عمّا» متعلق بسبحان بتأويل الفعل. التقدير والمعنى
: عن وصفهم أي أنزّهه سبحانه عن وصفهم.
(لا يُسْئَلُ عَمَّا
يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ)
(٢٣)
(لا يُسْئَلُ عَمَّا
يَفْعَلُ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «رب العرش». لا :
نافية لا عمل لها. يسأل : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره : هو. عمّا : أصله عن : حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على
السكون في محل جر بعن والجار والمجرور متعلق بيسأل. يفعل : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «يفعل» صلة الموصول لا
محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا لأنه مفعول به. التقدير :
عما يفعله بمعنى لا يسأل سبحانه عما يفعله لأنه المتصرف المطلق لأن ما يفعله جلّ
وعزّ لا يحق لمعبود أن يسأل عنه.
(وَهُمْ يُسْئَلُونَ) : الواو استئنافية. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل رفع مبتدأ. يسألون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي
فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل
في محل رفع نائب فاعل بمعنى وهم يسألون لأنهم مملوكون مستعبدون خطاءون.
(أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ
دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ
قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ)
(٢٤)
(أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ
دُونِهِ آلِهَةً) : أعرب في الآية الكريمة الحادية والعشرين. و «من دونه»
جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «آلهة» لأنه متعلق بصفة محذوفة منها قدمت عليها
والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى : بل اتخذ المشركون من
دون الله آلهة.
(قُلْ هاتُوا
بُرْهانَكُمْ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت وأصله قول. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين والجملة
الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي فقل لهم. هاتوا : فعل أمر
مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة. برهانكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور بمعنى
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين في زعمكم أنهم آلهة أو هاتوا برهانكم على وصفكم أنّ
لله شريكا. وقيل عن «هاتوا» : اسم فعل أمر بمعنى أعطوا وقيل هو فعل جامد يتصل
بالضمائر.
(هذا ذِكْرُ مَنْ
مَعِيَ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ذكر :
خبر «هذا» مرفوع بالضمة. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. معي
: ظرف مكان متعلق بخبر مبتدأ محذوف تقديره : هم. وهو مضاف والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الاسمية «هم معي» صلة
الموصول لا محل لها بمعنى هذا القرآن ذكر الذين هم معي يعني أمته أي فيه عظة للذين
معي أو ذكر المعاصرين لي.
(وَذِكْرُ مَنْ
قَبْلِي) : معطوف بالواو على «ذكر من معي» ويعرب إعرابه بمعنى : وذكر
السابقين لي من أمم الأنبياء.
(بَلْ أَكْثَرُهُمْ) : حرف إضراب للاستئناف لا عمل له. أكثر : مبتدأ مرفوع
بالضمة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالإضافة.
(لا يَعْلَمُونَ
الْحَقَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «أكثرهم». لا
: نافية لا عمل لها. يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الحق : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(فَهُمْ مُعْرِضُونَ) : الفاء استئنافية. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل رفع مبتدأ. و «معرضون» خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر
سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ
قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا
فَاعْبُدُونِ)
(٢٥)
(وَما أَرْسَلْنا) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. أرسل : فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على
السكون في محل رفع فاعل.
(مِنْ قَبْلِكَ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «رسول» والكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطب ـ في محل جر بالإضافة.
(مِنْ رَسُولٍ) : حرف جر زائد للتوكيد. رسول : اسم مجرور لفظا بمن
وعلامة جره الكسرة المنونة منصوب محلا لأنه مفعول به.
(إِلَّا نُوحِي
إِلَيْهِ) : حرف تحقيق بعد النفي لا عمل له. نوحي : فعل مضارع
مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.
إليه : جار ومجرور متعلق بنوحي.
(أَنَّهُ لا إِلهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني
على الضم في محل نصب اسم «أنّ» لا : نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». إله : اسم «لا»
مبني على الفتح في محل نصب وخبرها محذوف وجوبا تقديره : كائن أو موجود أو معبود
بحق.
(إِلَّا أَنَا) : أداة استثناء. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع
ـ مبني على السكون في محل رفع بدل من موضع «لا إله» لأن موضع «لا» وما عملت فيه
رفع خبر «أنّ» التقدير : إلّا أنا الله. و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في
محل جر بحرف جر محذوف أي بأنه والجار والمجرور متعلق بنوحي.
(فَاعْبُدُونِ) : الفاء سببية. اعبدون : فعل أمر مبني على حذف النون
لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون
نون الوقاية لا محل لها والياء محذوفة خطا واختصارا ومراعاة لفواصل الآيات
ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به والكسرة
دالة على الياء المحذوفة.
(وَقالُوا اتَّخَذَ
الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ)
(٢٦)
(وَقالُوا اتَّخَذَ) : الواو عاطفة. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله
بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى وزعموا. اتخذ :
فعل ماض مبني على الفتح.
(الرَّحْمنُ وَلَداً) : فاعل مرفوع بالضمة. ولدا : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة والجملة الفعلية «اتخذ الرحمن ولدا» في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ.
(سُبْحانَهُ بَلْ) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف تقديره : أسبح.
وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة بمعنى : أنزهه تنزيها
عما يقولون أو يصفون من اتخاذه الملائكة ولدا. بل : حرف إضراب للاستئناف أو
للابتداء لإبطال ما قبلها أي بل مخلوقون مقرّبون.
(عِبادٌ مُكْرَمُونَ) : خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم مرفوع بالضمة المنونة.
مكرمون : صفة ـ نعت ـ لعباد مرفوع مثله وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(لا يَسْبِقُونَهُ
بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)
(٢٧)
(لا يَسْبِقُونَهُ
بِالْقَوْلِ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية لعباد. لا : نافية
لا عمل لها. يسبقونه : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
بالقول : جار ومجرور متعلق بيسبقون.
(وَهُمْ بِأَمْرِهِ
يَعْمَلُونَ) : الواو استئنافية. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل رفع مبتدأ والجار والمجرور «بأمره»
متعلق بيعملون والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. يعملون
: تعرب إعراب «يسبقون» والجملة الفعلية «يعملون» أي يصدعون في محل رفع خبر «هم».
(يَعْلَمُ ما بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ
خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ)
(٢٨)
(يَعْلَمُ ما بَيْنَ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بين : ظرف مكان
منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر أو بجملة «هو
مستقر» وهو مضاف. والجملة الفعلية «استقرّ بين..» صلة الموصول لا محل لها بمعنى :
يعلم ما عملوا أو ما قدّموا.
(أَيْدِيهِمْ وَما
خَلْفَهُمْ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة
على الياء للثقل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. الواو عاطفة. ما خلفهم : معطوف على «بين أيديهم» ويعرب إعرابه بمعنى :
وما هم عاملون في المستقبل أو وما أخّروا.
(وَلا يَشْفَعُونَ) : معطوف بالواو على «لا يسبقونه» في الآية الكريمة
السابقة وتعرب إعرابها.
(إِلَّا لِمَنِ
ارْتَضى) : أداة حصر لا عمل لها. اللام حرف جر. من : اسم موصول
مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيشفعون وكسر آخر «من»
لالتقاء الساكنين. ارتضى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره هو. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه
مفعول به. التقدير : لمن ارتضاه بمعنى : إلّا لمن أراد أن يشفعوا له.
(وَهُمْ مِنْ
خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) : الواو عاطفة والجملة الاسمية بعدها أعربت في الآية
الكريمة السابقة وخبر «هم» مفرد وهو «مشفقون» بمعنى : خائفون.. مرفوع بالواو لأنه
جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد.
(وَمَنْ يَقُلْ
مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي
الظَّالِمِينَ)
(٢٩)
(وَمَنْ يَقُلْ
مِنْهُمْ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». يقل : فعل مضارع
فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره. أصله : يقول.. حذفت الواو تخفيفا
ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية «يقل..»
صلة الموصول لا محل لها. من : حرف جر بياني و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون
في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «من» التقدير :
حال كونهم منهم أي من الملائكة وغيرهم بمعنى ومن يزعم منهم.
(إِنِّي إِلهٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». إله : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة
المنونة و «إنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(مِنْ دُونِهِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «إله» والهاء ضمير
متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.
(فَذلِكَ نَجْزِيهِ
جَهَنَّمَ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل
جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع
مبتدأ. اللام للبعد والكاف للخطاب. نجزيه : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع
خبر المبتدأ «ذلك» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
نحن والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل نصب مفعول به
أول. جهنم : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والاسم لم ينون آخره لأنه
ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث.
(كَذلِكَ نَجْزِي
الظَّالِمِينَ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع
مبتدأ. نجزي : أعربت والجملة الفعلية «نجزي الظالمين» في محل رفع خبر المبتدأ «كذلك».
ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب
التقدير : مثل ذلك الجزاء نجزي الظالمين أو تكون الكاف في محل نصب نائبة عن
المفعول المطلق ـ المصدر ـ المحذوف أو صفة له بتقدير نجزي الظالمين جزاء مثل ذلك. الظالمين
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين
والحركة في الاسم المفرد اسم الفاعل «الظالم».
(أَوَلَمْ يَرَ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما
وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ)
(٣٠)
(أَوَلَمْ يَرَ
الَّذِينَ) : الألف ألف إنكار بلفظ استفهام. الواو زائدة. لم : حرف
نفي وجزم وقلب. ير : فعل مضارع مجزوم بلم علامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الألف
المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة عليها. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع
فاعل بمعنى : ألم يعلم الكافرون.
(كَفَرُوا أَنَّ
السَّماواتِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة. أن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. السموات : اسم «أنّ» منصوب وعلامة نصبه
الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم و «أن» مع اسمها وخبرها
بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «يرى».
(وَالْأَرْضَ كانَتا
رَتْقاً) : معطوفة بالواو على «السموات» منصوبة مثلها وعلامة
نصبها الفتحة. كانتا : فعل ماض مبني على الفتح. التاء تاء التأنيث
الساكنة لا محل لها والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين ـ مبني على السكون في
محل رفع اسم «كان». رتقا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والجملة
الفعلية «كانتا رتقا» في محل رفع خبر «أنّ».
(فَفَتَقْناهُما
وَجَعَلْنا) : الفاء استئنافية. فتق : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. الميم عماد والألف علامة
التثنية لا محل لها أو تكون «ما» هي علامة التثنية بمعنى ففصلنا بعضها عن بعض.
وجعلنا : معطوفة بالواو على «فتقنا» وتعرب إعرابها.
(مِنَ الْماءِ كُلَ) : جار ومجرور متعلق بجعلنا بمعنى خلقنا من الماء. كل : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(شَيْءٍ حَيٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
حيّ : صفة ـ نعت ـ لشيء مجرور مثله بالكسرة المنونة بمعنى : كل حيوان ونبات.
(أَفَلا يُؤْمِنُونَ) : الألف ألف توبيخ بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية.
لا : نافية لا عمل لها. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(وَجَعَلْنا فِي
الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ
يَهْتَدُونَ)
(٣١)
(وَجَعَلْنا فِي
الْأَرْضِ رَواسِيَ) : معطوفة بالواو على «جعلنا من الماء كل..» في الآية
الكريمة السابقة وتعرب مثلها ولم ينون آخر «رواسي» لأنها ممنوعة من الصرف بمعنى :
جبالا ثابتات رواسخ.
(أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ) : حرف مصدرية ونصب. تميد : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة
نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. الباء حرف
جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور
متعلق بتميد. والجملة الفعلية «تميد بهم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية
وما تلاها بتأويل مصدر متعلق بمفعول لأجله محذوف بتقدير : كراهة أن تميد بهم أو
بمعنى لئلّا تميد بهم أي تميل وتضطرب بهم هذا من حيث الإعراب.. وهناك وجه أكثر
صوابا وهو على أصل المراد بالقول المقدر : وجعلنا في الأرض رواسي لأجل أن نثبتها
إذا مادت بهم أي أن تميد بهم فنثبتها ثم حذف «فنثبتها» دفعا للالتباس.. إيجازا
واختصارا لأن الله يثبت الأرض والجبال إذا مادت ـ مالت ـ وهذا كله بإرادته سبحانه.
(وَجَعَلْنا فِيها
فِجاجاً) : معطوفة بالواو على «جعلنا في الأرض» وتعرب إعرابها.
فجاجا : حال منصوب بالفتحة المنونة.
(سُبُلاً لَعَلَّهُمْ
يَهْتَدُونَ) : مفعول به منصوب بجعلنا وعلامة نصبه الفتحة المنونة
بمعنى : طرقا واسعة. لعلّ : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل نصب اسم «لعلّ» والجملة الفعلية «يهتدون» في محل رفع خبر «لعلّ»
وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل بمعنى ليهتدوا فيها إلى منافعهم.
(وَجَعَلْنَا
السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ)
(٣٢)
(وَجَعَلْنَا
السَّماءَ) : معطوفة بالواو على «وجعلنا سبلا» في الآية الكريمة
السابقة وتعرب مثلها.
(سَقْفاً مَحْفُوظاً) : مفعول به ثان منصوب بجعلنا وعلامة نصبه الفتحة
المنونة. محفوظا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «سقفا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة
المنونة بمعنى : محفوظا من السقوط.
(وَهُمْ عَنْ آياتِها
مُعْرِضُونَ) : يعرب إعراب «وهم من خشيته مشفقون» الوارد في الآية
الكريمة الثامنة والعشرين.
(وَهُوَ الَّذِي
خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ
يَسْبَحُونَ)
(٣٣)
(وَهُوَ الَّذِي) : الواو استئنافية. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في
محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو» والجملة
الفعلية بعده «خلق الليل..» صلة الموصول لا محل لها.
(خَلَقَ اللَّيْلَ
وَالنَّهارَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو. الليل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والنهار : معطوف بالواو
على «الليل» ويعرب إعرابه.
(وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ) : معطوفان بواوي العطف على «الليل والنهار» ويعربان
مثله.
(كُلٌّ فِي فَلَكٍ
يَسْبَحُونَ) : الجملة الاسمية في محل نصب حال من «الشمس والقمر»
ويجوز أن تكون الجملة الاسمية استئنافية لا محل لها. كل : مبتدأ مرفوع بالضمة
المنونة وقد نون آخرها عوضا من المضاف إليه المحذوف لأن الأصل «كلهم». في فلك :
جار ومجرور متعلق بيسبحون بمعنى : كل يجري في مدار خاص به. يسبحون : فعل مضارع
مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والجملة الفعلية «يسبحون» في محل رفع خبر «كل».
(وَما جَعَلْنا
لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ)
(٣٤)
(وَما جَعَلْنا
لِبَشَرٍ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. جعل : فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على
السكون في محل رفع فاعل. لبشر : جار ومجرور متعلق بجعلنا بمعنى : لأحد.
(مِنْ قَبْلِكَ
الْخُلْدَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «بشر» والكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. الخلد : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة.
(أَفَإِنْ مِتَ) : الهمزة همزة استفهام لا محل لها. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ إن : حرف شرط جازم. متّ : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك
فعل الشرط في محل جزم بإن والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في
محل رفع فاعل.
(فَهُمُ الْخالِدُونَ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل
جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على
السكون في محل رفع مبتدأ وحرك آخره بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الخالدون :
خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته
ويجوز أن تكون الفاء زائدة على تقدير جواب الشرط على فعله وانتقال همزة الاستفهام
من الشرط على جوابه المقدم أي بتقدير : أهم الخالدون ـ يخلّدون ـ إن متّ؟
(كُلُّ نَفْسٍ
ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا
تُرْجَعُونَ)
(٣٥)
(كُلُّ نَفْسٍ
ذائِقَةُ الْمَوْتِ) : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. نفس : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. ذائقة : خبر المبتدأ «كل» مرفوع بالضمة وهو
مضاف. الموت : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(وَنَبْلُوكُمْ
بِالشَّرِّ) : الواو استئنافية. نبلوكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة
المقدرة على الواو للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. الكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع
الذكور. بالشر : جار ومجرور متعلق بنبلو أي نختبركم بتسليط البلايا عليكم.
(وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) : معطوف بالواو على «الشر» ويعرب مثله. فتنة : مفعول
مطلق ـ مصدر ـ مؤكد لنبلوكم من غير لفظه لأن «فتنة» بمعنى «بلاء» أي ونغمركم
بالنعم اختبارا لقواكم المعنوية.
(وَإِلَيْنا
تُرْجَعُونَ) : الواو حالية والجملة الفعلية في محل نصب حال. إلى :
حرف جر و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بإلى
والجار والمجرور متعلق بترجعون و «ترجعون» فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت
النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.
** (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى
الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثامنة
عشرة.. بمعنى : بل نرمي بالحق على الباطل فيمحقه أو فيشجه حتى تبلغ الشجة الدماغ..
بمعنى : فيكسر دماغه. وفي هذا التعبير الكريم مبالغة بديعة في إهلاك الباطل يقال :
دمغه ـ يدمغه ـ دمغا.. من باب «نفع» أي كسر عظم دماغه فالشجة دامغة وهي التي تخسف
الدماغ ولا حياة معها. و «الدماغ» يلفظ بكسر الدال وجمعه : أدمغة. ** (وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) : ورد هذا القول الكريم في نهاية الآية الكريمة التاسعة
عشرة.. بمعنى : ولا يتعبون ولا يكلون.. يقال : حسر عن ذراعه حسرا من بابي «ضرب» و
«قتل» بمعنى : كشف وفي المطاوعة : فانحسر.. وحسر البصر حسورا.. من باب «قعد» بمعنى
: كلّ لطول مدى ونحوه فهو حسير.. وحسرت على الشيء حسرا.. من باب «تعب» والحسرة اسم
منه وهي التلهف والتأسف وحسّرته ـ بتشديد السين ـ بمعنى : أوقعته في الحسرة وباسم
الفاعل سمّي وادي محسّر وهو بين منى ومزدلفة سمّي بذلك لأن فيل «أبرهة» كلّ ـ تعب ـ
فيه وأعيا فحسر أصحابه بفعله وأوقعهم في الحسرات. ويقال : حسر الرجل : أي أعيا
وحسره غيره واستحسر مثله أي أعيا أيضا كما في الآية المذكورة والاستحسار أبلغ من
الحسور وهو الإعياء.
** (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة
والعشرين. المعنى : فقل : هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين في زعمكم أنهم آلهة وعلى
هذا التفسير يجوز أن يكون القول جواب شرط جازم محذوف مع أداته أي «إن كنتم صادقين».
** (هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ
قَبْلِي) : أي هذا القرآن أو هذا الوحي الوارد في معنى توحيد
الله ونفي الشركاء عنه فيه ذكر المعاصرين لي أو فيه عظة للذين معي وذكر السابقين
لي من الأمم أي أمم الأنبياء قبلي.. فحذفت الصفة أو البدل المشار إليه «القرآن»
لأنه معلوم.
** (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً
سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة
والعشرين.. المعنى بل هم عباد مقربون لديه سبحانه.. ومكرّمون ـ اسم مفعول ـ.
** سبب نزول
الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في بني خزاعة حيث قالوا إنّ الملائكة بنات الله و
«خزاعة» كما ذكرت المصادر التاريخية : قبيلة عربية رهط حارثة بن عمر ومن أزد كهلان
اليمانية.. ارتحلت مع أرهاط كهلان الستة إلى شمالي الجزيرة إثر تصدع سد مأرب فلما
انتهوا إلى مكة خزع ـ أي تخلف ـ عنهم رهط حارثة في مسيرتهم فأقاموا بمكة وتغلبوا
على جرهم وانتزعوا منها سدانة الكعبة وظلت بيدهم إلى أيام قصي الذي جمع قريشا
وأحدث دار الندوة واستعان بكناية وعذرة وأجلى خزاعة عن مكة وتولى سدانة الكعبة فهي
في عقبه إلى اليوم ببني شيبة.
** (لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ
بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة
والعشرين.. المعنى : لا يقولون شيئا حتى يكون هو البادئ به أي لا يسبق قولهم.
المراد بقوله. فأنيب اللام مناب الإضافة «هم» أي لا يتقدمون قوله بقولهم.
** (وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) : هذا القول الكريم هو نهاية الآية الكريمة الثامنة
والعشرين بمعنى : خائفون و «مشفقون» جمع «مشفق» وهو اسم فاعل وفعله : أشفق.. يقال
أشفق منه : بمعنى : خاف منه.. وأشفق عليه : بمعنى : خاف عليه. نحو : أشفقت من كذا
: أي حذرت.. وأشفقت على الصغير : حنوت عليه وعطفت. والاسم : الشفقة.
** (أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا
رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثلاثين
المعنى : كانتا جميعا كتلة واحدة أي مضمومتين.. أي السماء لاصقة بالأرض لا فضاء
بينهما.. وأراد بالجملة التثنية أي جعل السموات والأرض مفردتين بمعنى : جماعة
السموات وجماعة الأرض ولذلك لم يقل : كنّ رتقا. وجاءت الكلمة «رتقا» مفردة لأنها
مصدر ففصلنا بعضها عن بعض وجعلناهما كواكب وشمسا وتوابع بعد أن كانتا متلاصقتين..
وقيل : ففتقناهما بالمطر والنبات. وبمعنى : كانتا مرتوقتين أي مضمومتين ملتحمتين
يقال : رتق بين الشيئين ـ يرتق ـ رتقا.. من باب «نصر» أي ضمهما ولحمهما وسدّهما و
«الرتق» ضد «الفتق» والفعل «فتق» بمعنى : شقّ من الباب نفسه أي «نصر».
** (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ
وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة
والثلاثين. المعنى : إنّ الله هو الذي أوجد الليل والنهار والشمس والقمر وجاءت «كلّ»
بمعنى : كلهم وهما اثنان «الشمس والقمر» لأن المقصود بهما جنس الطوالع كل يوم
وليلة جعلوها متكاثرة لتكاثر مطالعها وهو السبب في جمعهما بالشموس والأقمار مع أنّ
«الشمس» واحدة و «القمر» واحد. أما القول «يسبحون» أي جعل الضمير ـ واو الجماعة ـ للعقلاء
فذلك بسبب وصفهم بفعل العقلاء وهو السباحة و «يسبحون» بمعنى : يسرعون إسراع السابح
على سطح الماء.
** (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة
والثلاثين وأصلها : ذائقة الموت أي بتنوين آخر اسم الفاعل «ذائقة» ونصب «الموت»
مفعولا به لاسم الفاعل «ذائقة» وعند حذف التنوين أضيف اسم الفاعل إلى المفعول فجرّ
بالإضافة.
** سبب نزول
الآية : نزلت هذه الآية والتي قبلها حين قالوا : نتربّص به ريب المنون.. ننتظر حتى
يموت فنرتاج منه.
(وَإِذا رَآكَ
الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ
آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ)
(٣٦)
(وَإِذا رَآكَ
الَّذِينَ) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان
خافض لشرطه متعلق بجوابه أداة شرط غير جازمة. رآك : فعل ماض مبني على الفتح المقدر
على الألف والكاف ضمير متصل ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به
مقدم. الذين : اسم موصول مبني على
الفتح في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «رآك الذين» في محل جر بالإضافة
لوقوعها بعد الظرف.
(كَفَرُوا إِنْ
يَتَّخِذُونَكَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة. إن : مخففة مهملة نافية بمعنى «ما». يتخذونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون
لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول.
(إِلَّا هُزُواً) : أداة حصر لا محل لها. هزوا : مفعول به ثان منصوب
بيتخذون وعلامة نصبه الفتحة المنونة. والجملة الفعلية «إن يتخذونك إلّا هزوا» جواب
شرط غير جازم لا محل لها.
(أَهذَا الَّذِي) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بتقدير
: ويقولون أهذا الذي.. الهمزة همزة استفهام لا محل لها. هذا : اسم إشارة مبني على
السكون في محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ
محذوف تقديره : هو. والجملة الاسمية «هو الذي» في محل رفع خبر المبتدأ «هذا»
والجملة الفعلية بعده «يذكر آلهتكم» صلة الموصول لا محل لها.
(يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو. آلهتكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور وحذفت صلة
الفعل. المعنى : يذكر آلهتكم بسوء أو يعيب آلهتكم.
(وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم :
ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. بذكر : جار
ومجرور متعلق بكافرين. الرحمن : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : يتخذونك هزوا وهم على حال هي أصل
الهزء والسخرية وهي الكفر بالله
(هُمْ كافِرُونَ) : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل
رفع تأكيد للضمير المؤكد «هم» الأول. كافرون : خبر «هم» الأول مرفوع بالواو لأنه
جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته والقول الكريم لتأكيد كفرهم بذكر
الرحمن أي للمبالغة في حصر الكفر بهم.
(خُلِقَ الْإِنْسانُ
مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ)
(٣٧)
(خُلِقَ الْإِنْسانُ) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح الإنسان : نائب
فاعل مرفوع بالضمة.
(مِنْ عَجَلٍ) : جار ومجرور في محل نصب حال من «الإنسان» بمعنى : متعجلا..
أي طبع على العجلة والتسرّع.
(سَأُرِيكُمْ آياتِي) : هذه لغة منتشرة بالحجاز أصلها : سأريكم. السين حرف
استقبال ـ تسويف ـ للقريب. والجملة الفعلية واقعة جوابا لطلب بمعنى : فتهملوا
سأريكم و «أريكم» فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم
في محل نصب مفعول به أول والميم علامة جمع الذكور. آياتي : مفعول به ثان منصوب
بأري وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم والياء ضمير
متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ في محل جر بالإضافة.
(فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) : الفاء استئنافية للتعليل. لا : ناهية جازمة. تستعجلون
: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة النون نون
الوقاية والياء المحذوفة ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل
نصب مفعول به وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة خطا واختصارا ومراعاة لفواصل ـ
رءوس ـ الآيات.
(وَيَقُولُونَ مَتى
هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)
(٣٨)
(وَيَقُولُونَ مَتى) : الواو استئنافية. يقولون : فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. متى : اسم
استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف زمان متعلق بفعل محذوف تقديره : يتحقق.
والجملة الفعلية «متى يتحقق هذا الوعد» في محل نصب مفعول به.
(هذَا الْوَعْدُ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل للفعل
المحذوف اختصارا وهو ما دل عليه ما قبله بتقدير : متى يتم أو يتحقق هذا الوعد
بنزول العذاب. الوعد : بدل من اسم الإشارة مرفوع بالضمة ويجوز أن يعرب اسم الإشارة
مبتدأ ويكون خبره محذوفا بتقدير متى هذا الوعد حاصل.
(إِنْ كُنْتُمْ
صادِقِينَ) : حرف شرط جازم. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. صادقين
: خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين
المفرد وحركته وجواب الشرط محذوف دل عليه معنى ما تقدمه بمعنى وتقدير : إن كنتم
صادقين في وعدكم فأخبرونا.
(لَوْ يَعْلَمُ
الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ
وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ)
(٣٩)
(لَوْ يَعْلَمُ
الَّذِينَ كَفَرُوا) : حرف شرط غير جازم. يعلم : فعل مضارع مرفوع بالضمة.
الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل. كفروا : الجملة الفعلية صلة
الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(حِينَ لا يَكُفُّونَ) : مفعول به منصوب بيعلم وعلامة نصبه الفتحة بمعنى :
المدة.. الوقت أي لو يعلم الكافرون الوقت الذي يستعلمون عنه أو
الوقت الذي يستعجلون نزول العذاب بقولهم ـ متى هذا الوعد ـ ويجوز أن يكون «حين»
منصوبا بمضمر بتقدير حين لا يكفون عن وجوههم النار يعلمون أنهم كانوا على الباطل
وفي هذا التقدير يكون «يعلم» غير متعدّ إلى «حين» أو بمعنى : لو يعلم الكافرون حقا
العذاب الذي ينتظرهم.. وجواب الشرط ـ جواب «لو» محذوف. التقدير والمعنى : لو كانوا
يعلمون ولم يكونوا جاهلين لما كانوا مستعجلين أي لما استعجلوا العذاب أو لما قالوا
ذلك. لا : نافية لا عمل لها. يكفون : بمعنى : يمنعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(عَنْ وُجُوهِهِمُ
النَّارَ) : جار ومجرور متعلق بيكفون و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة وحرك بالضم للوصل ـ التقاء
الساكنين ـ النار : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(وَلا عَنْ
ظُهُورِهِمْ) : معطوفة بالواو على «عن وجوههم» وتعرب إعرابها و «لا»
زائدة لتأكيد النفي.
(وَلا هُمْ
يُنْصَرُونَ) : بمعنى : ولا يجدون : لهم ناصرا. الواو عاطفة. لا : نافية
لا عمل لها. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ينصرون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع
بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.
(بَلْ تَأْتِيهِمْ
بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ)
(٤٠)
(بَلْ تَأْتِيهِمْ
بَغْتَةً) : حرف إضراب للاستئناف لا عمل له. تأتي : فعل مضارع
مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي
أي الساعة أو النار و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل
نصب مفعول به. بغتة : حال من ضمير «تأتي» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(فَتَبْهَتُهُمْ فَلا) : معطوفة بالفاء على «تأتيهم» وتعرب مثلها وعلامة رفع
الفعل الضمة الظاهرة بمعنى فتغلبهم أو فتخيرهم. الفاء سببية. لا : نافية لا عمل
لها.
(يَسْتَطِيعُونَ
رَدَّها) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. ردّ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها»
ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(وَلا هُمْ
يُنْظَرُونَ) : تعرب إعراب «ولا هم ينصرون» الواردة في الآية الكريمة
السابقة بمعنى ولا هم يمهلون.
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ
بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ
يَسْتَهْزِؤُنَ)
(٤١)
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف
تحقيق. استهزئ : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح وكسر آخر «قد» لالتقاء
الساكنين بمعنى ولقد استهزأ الكافرون من كل الأمم.
(بِرُسُلٍ مِنْ
قَبْلِكَ) : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل. من قبلك : جار
ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رسل». والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على
الفتح في محل جر بالإضافة.
(فَحاقَ بِالَّذِينَ) : الفاء سببية. حاق : فعل ماض مبني على الفتح. الباء
حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق
بحاق بمعنى : فأحاط بالذين..
(سَخِرُوا مِنْهُمْ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة. من : حرف جر بياني و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن
والجار والمجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول. التقدير : حال كونهم منهم.
(ما كانُوا) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل «حاق»
بمعنى : فأحاط بهم جزاء ما بحذف الفاعل المضاف «جزاء» وإحلال المضاف إليه «ما»
محله. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل
في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.
(بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) : جار ومجرور متعلق بكانوا أو بخبرها. يستهزءون : فعل
مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والجملة الفعلية «كانوا به يستهزءون» صلة الموصول لا محل لها.
(قُلْ مَنْ
يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ
رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ)
(٤٢)
(قُلْ مَنْ
يَكْلَؤُكُمْ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت أي قل لهم وأصله : قول. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين.
والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ من : اسم استفهام مبني
على السكون في محل رفع مبتدأ. يكلؤكم : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «من» بمعنى
: من يحفظكم وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :
هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم
علامة جمع الذكور.
(بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ) : جار ومجرور متعلق بيكلأ. والنهار : معطوف بالواو على «الليل»
ويعرب مثله.
(مِنَ الرَّحْمنِ بَلْ) : جار ومجرور متعلق بيكلأ. بل : حرف إضراب للاستئناف لا
عمل له.
(هُمْ عَنْ ذِكْرِ) : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل
رفع مبتدأ. عن ذكر : جار ومجرور متعلق بخبر «هم».
(رَبِّهِمْ
مُعْرِضُونَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة و «هم»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان. معرضون :
خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد.
(أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ
تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلا هُمْ
مِنَّا يُصْحَبُونَ)
(٤٣)
(أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ) : حرف إضراب بمعنى «بل» وهو حرف عطف وتسمى «أم» هنا :
منقطعة لأنها غير مسبوقة بهمزة تسوية أو استفهام. اللام حرف جر و «هم» ضمير
الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر
مقدم. آلهة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة.
(تَمْنَعُهُمْ مِنْ
دُونِنا) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لآلهة وهي فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي أي الآلهة و «هم» ضمير
متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. من دون : جار ومجرور
متعلق بتمنع و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. بمعنى : تحميهم من عذابنا أو تتجاوز منعنا وحفظنا.
(لا يَسْتَطِيعُونَ
نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ) : الجملة استئنافية لا محل لها بمعنى : إنّهم لا
يستطيعون نصر أنفسهم وإن ما ليس بقادر على نصر نفسه ومنعها كيف يمنع غيره وينصره
وفي الجملة معنى التعليل. لا : نافية لا عمل لها. يستطيعون : فعل مضارع مرفوع
بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. نصر :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أنفس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره
الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر
مضاف إليه ثان.
(وَلا هُمْ مِنَّا
يُصْحَبُونَ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. هم : ضمير منفصل
ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. من :
حرف جر و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بمن والجار
والمجرور متعلق بيصحبون بمعنى : ولا هم يصحبون بنصر منّا وعلى هذا المعنى يكون
الجار والمجرور متعلقا بصفة لموصوف محذوف اختصارا. يصحبون : الجملة الفعلية في محل
رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.
(بَلْ مَتَّعْنا
هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا
نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ)
(٤٤)
(بَلْ مَتَّعْنا) : حرف عطف. متع : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب مفعول به. وآباء
: معطوف بالواو على «هؤلاء» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(حَتَّى طالَ
عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) : حرف غاية وابتداء. طال : فعل ماض مبني على الفتح. على
: حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين
ـ في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بطال. العمر : فاعل مرفوع بالضمة.
(أَفَلا يَرَوْنَ) : الألف ألف إنكار وتعجيب بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ لا : نافية لا عمل لها. يرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(أَنَّا نَأْتِي
الْأَرْضَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغم بأنّ ضمير
الواحد المطاع مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ» و «أنّ» وما في حيزها من
اسمها وخبرها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي «يرون». نأتي : الجملة الفعلية في محل رفع
خبر «أنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة
المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. الأرض :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(نَنْقُصُها مِنْ
أَطْرافِها) : الجملة الفعلية في محل نصب حال أو في محل رفع خبر «أنّ»
الثاني. ننقص : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن
و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. من أطراف : جار ومجرور
متعلق بننقص و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : ننقصها
بتسليط المسلمين عليها.
(أَفَهُمُ
الْغالِبُونَ) : الألف ألف إنكار وتعجيب بلفظ استفهام. الفاء زائدة. هم
: ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين مبني على السكون حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ
في محل رفع مبتدأ. الغالبون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون
عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى أفهم الغالبون لمحمد وأصحابه.
(قُلْ إِنَّما
أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ وَلا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعاءَ إِذا ما يُنْذَرُونَ)
(٤٥)
(قُلْ إِنَّما) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره أنت وحذفت الواو ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين. إنّما : كافة
ومكفوفة أو أداة حصر لا محل لها بمعنى : قل لهم.
(أُنْذِرُكُمْ
بِالْوَحْيِ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي
فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. الكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع
الذكور. بالوحي : جار ومجرور متعلق بأنذر بمعنى بوحي من الله يوحى إليّ.
(وَلا يَسْمَعُ
الصُّمُّ الدُّعاءَ) : الواو استئنافية. لا : نافية لا عمل لها. يسمع : فعل
مضارع مرفوع بالضمة. الصم : فاعل مرفوع بالضمة. الدعاء : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة.
(إِذا ما يُنْذَرُونَ) : إذا هنا : يجوز أن تكون لحكاية الحال فلا يراد بها
المستقبل لأن معنى الجملة : إذا أنذروا.. وهي ظرف بمعنى «حين» مبني على السكون في
محل نصب. ما : زائدة لوقوعها بعد «إذا». ينذرون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع
بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل
والجملة الفعلية «ينذرون» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «إذا» الظرفية.
(وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ
نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ)
(٤٦)
(وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ
نَفْحَةٌ) : الواو استئنافية. اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ
إن : حرف شرط جازم. مسّت : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن.
التاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. نفحة : فاعل مرفوع بالضمة. وجملة «إن مستهم
نفحة» لا محل لها لأنها اعتراضية بين القسم وجوابه وجواب الشرط محذوف دلّ عليه
جواب القسم أو يكون جواب القسم قد سدّ مسدّ الجوابين.
(مِنْ عَذابِ رَبِّكَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «نفحة». ربك : مضاف
إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ
مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان.
(لَيَقُولُنَّ يا
وَيْلَنا) : الجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها. اللام واقعة
في جواب القسم المقدر. يقولنّ : فعل مضارع مبني على حذف النون لاتصاله بنون
التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في
محل رفع فاعل ونون التوكيد لا محل لها والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ يا : أداة نداء. ويل : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «نا» ضمير
متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي يا هلاكنا.
(إِنَّا كُنَّا
ظالِمِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير
المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». كنا : فعل ماض ناقص مبني على
السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».
ظالمين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
التنوين والحركة في الاسم المفرد.. والجملة الفعلية «كنا ظالمين» في محل رفع خبر «إنّ».
(وَنَضَعُ
الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ
كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ)
(٤٧)
(وَنَضَعُ
الْمَوازِينَ) : الواو عاطفة. نضع : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. الموازين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة.
(الْقِسْطَ لِيَوْمِ
الْقِيامَةِ) : صفة ـ نعت ـ للموازين منصوبة مثلها وعلامة نصبها
الفتحة. ليوم : جار ومجرور متعلق بنضع. القيامة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة
جره الكسرة.
(فَلا تُظْلَمُ) : الفاء استئنافية. لا : نافية لا عمل لها. تظلم : فعل
مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة.
(نَفْسٌ شَيْئاً) : نائب فاعل مرفوع بالضمة المنونة. شيئا : نائب عن
المصدر ـ المفعول المطلق ـ المحذوف أو صفة له بتقدير : فلا تظلم نفس ظلما شيئا
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَإِنْ كانَ مِثْقالَ) : الواو حالية والجملة المؤولة بعدها في محل نصب حال من
«ظلما» بعد وصفه. إن : حرف شرط جازم. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح فعل الشرط
في محل جزم بإن واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. مثقال : خبر «كان» منصوب
وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : ثقل..
(حَبَّةٍ مِنْ
خَرْدَلٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
من خردل : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «حبة» أي من نبات الخردل بمعنى وإن كان
العلم في الصغر بمقدار وزنها.
(أَتَيْنا بِها) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا
محل لها. وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير
متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. بها : جار ومجرور متعلق بأتى.
(وَكَفى بِنا
حاسِبِينَ) : الواو استئنافية. كفى : فعل ماض مبني على الفتح
المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. الباء حرف جر زائد. و «نا» ضمير
الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالباء لفظا وفي محل رفع محلا لأنه فاعل «كفى».
حاسبين : حال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ)
(٤٨)
(وَلَقَدْ آتَيْنا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف
تحقيق. آتي : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير
متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(مُوسى وَهارُونَ) : مفعول به أول منصوب بآتينا أي أعطينا المتعدي إلى
مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. وهارون : معطوف بالواو على «موسى»
منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون الاسمان لأنهما ممنوعان من الصرف للعلمية
والعجمة.
(الْفُرْقانَ وَضِياءً) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة أي التوراة
وضياء : معطوف بالواو على «الفرقان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى :
ونورا ويجوز أن يكون حالا بتقدير : وآتينا به ضياء وذكرا بمعنى : ـ ـ أنه في نفسه
ضياء وذكر أو آتيناهما بما فيه من الشرائع والمواعظ ضياء وذكرا.
(وَذِكْراً
لِلْمُتَّقِينَ) : يعرب إعراب «وضياء». للمتقين : جار ومجرور متعلق بصفة
محذوفة من «ذكرا» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين
المفرد وحركته.
(الَّذِينَ يَخْشَوْنَ
رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ)
(٤٩)
(الَّذِينَ يَخْشَوْنَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة ـ نعت ـ للمتقين
أو يكون في محل نصب مفعولا به على المدح بمعنى : أعني الذين أو يكون في محل رفع
على المدح أيضا خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم الذين. يخشون : الجملة الفعلية صلة
الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : يخافون.
(رَبَّهُمْ
بِالْغَيْبِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ
ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. بالغيب : جار ومجرور متعلق
بيخشون. أو يكون متعلقا بحال محذوفة من ضمير «يخشون» بمعنى : جاهلين ما لديه من
أنواع العذاب.
(وَهُمْ مِنَ
السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم :
ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. من الساعة : جار
ومجرور متعلق بخبر «هم». مشفقون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى وهم من القيامة خائفون وجلون.
(وَهذا ذِكْرٌ
مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ)
(٥٠)
(وَهذا ذِكْرٌ) : الواو استئنافية. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في
محل رفع مبتدأ. ذكر : خبر «هذا» مرفوع وعلامة رفعها الضمة المنونة بمعنى : وهذا
قرآن كثير الخيرات.
(مُبارَكٌ
أَنْزَلْناهُ) : صفة ـ نعت ـ لذكر مرفوع مثله بالضمة المنونة. أنزلناه
: الجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية لذكر بمعنى : أوحيناه إلى محمد.
وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل
مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول
به.
(أَفَأَنْتُمْ لَهُ
مُنْكِرُونَ) : الألف ألف توبيخ بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. له :
جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ. منكرون : خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر
سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ)
(٥١)
(وَلَقَدْ آتَيْنا
إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ) : يعرب إعراب «ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان» الوارد
في الآية الكريمة الثامنة والأربعين والهاء في «رشده» ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الضم في محل جر بالإضافة.
(مِنْ قَبْلُ) : حرف جر. قبل : اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة
في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بآتينا.
(وَكُنَّا بِهِ
عالِمِينَ) : الواو عاطفة. كنا : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».
به : جار ومجرور متعلق بكان أو بخبرها بمعنى : بصلاحيته لما ندبناه إليه. عالمين :
خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين
والحركة في الاسم المفرد.
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ
وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ)
(٥٢)
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ
وَقَوْمِهِ) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب
متعلق بآتينا أو برشده أو في محل نصب مفعول به بمحذوف تقديره اذكر بمعنى اذكر من
أوقات وشدة هذا الوقت. قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو والجملة الفعلية «قال.. وما بعدها» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد
الظرف. لأبيه : جار ومجرور متعلق بقال وعلامة جر الاسم الياء لأنه من الأفعال
الخمسة وهو
مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
وقومه : معطوف بالواو على «أبيه» ويعرب إعرابه وعلامة جر الاسم الكسرة. والجملة
الاسمية بعده «ما هذه التماثيل» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(ما هذِهِ
التَّماثِيلُ) : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم.
هذه : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ مؤخر. التماثيل : صفة لاسم
الإشارة أو بدل منه مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة.
(الَّتِي أَنْتُمْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ـ نعت ـ للتماثيل.
أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والجملة
الاسمية «أنتم لها عاكفون» صلة الموصول لا محل لها.
(لَها عاكِفُونَ) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «عاكفون». عاكفون : خبر
«أنتم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
** (إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة
والثلاثين المعنى : لا يتخذونك إلّا سخرية مهزوءا به. يقال : هزئت به ـ أهزأ.. من
باب «تعب» وفي لغة من باب «نفع» بمعنى : سخرت منه. والاسم : الهزء ـ بضم الهاء
وتسكين الزاي وتضم الزاي وتسكّن تخفيفا أيضا وقرئ بهما في السبعة واستهزأت به
أيضا.
** سبب نزول
الآية : نزلت هذه الآية الكريمة حين استهزأ أبو جهل بالنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقال لأبي سفيان : هذا نبيّ بني عبد مناف.
** (بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً
فَتَبْهَتُهُمْ) : في هذا القول الكريم الوارد في مستهل الآية الكريمة
الأربعين حذف فاعل «تأتيهم» وهو «الساعة» اختصارا لأنه معلوم أو تأتيهم النار..
لأن ذكرها تقدم يقال : بغته ـ يبغته ـ بغتا.. من باب «نفع» بمعنى : فاجأه. وجاء
بغتة : أي فجأة على غرّة أي على غفلة.. تلفظ بكسر الغين لأن لفظها بضم الغين يعني
أول الشيء نحو : غرّة الشهر وغيره أي أوّله.. ويقال : باغته أيضا أما الفعل «بهت»
فهو من بابي «قرب» و «تعب» ومعناه تحيّر ويعدّى بالحركة فيقال : بهته ـ يبهته فبهت
ـ ببنائه للمجهول ـ وبهتها ـ يبهتها ـ بهتا.. من باب «نفع» بمعنى : قذفها بالباطل
وافترى عليها الكذب والاسم منه : البهتان.. والبهتة مثله.
** (قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ
وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمنِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثانية
والأربعين بمعنى : من يحفظكم من بأس الرحمن غير رحمته الواسعة أو من عذاب الرحمن
وعقابه.. فحذف المضاف «بأس» وحلّ المضاف إليه «الرحمن» محله.
** (حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الرابعة
والأربعين.. و «العمر» هو الحياة وما طال منها.. ويلفظ بضم العين والميم وبتسكين
الميم أيضا تخفيفا وفعله : عمر ـ يعمر ـ من باب «تعب» عمرا ـ بفتح العين وضمها :
بمعنى : طال عمره فهو عامر ـ اسم فاعل ـ وبه سمّي تفاؤلا وبالمضارع ومنه يحيى بن
يعمر. ويتعدى الفعل بالحركة والتضعيف فيقال عمره الله ـ يعمره ـ من باب «قتل»
وعمّره تعميرا : أي أطال عمره. وعمر المنزل بأهله.. يعمر ـ عمرا.. من باب «قتل»
فهو عامر وعمره أهله : أي سكنوه وأقاموا به ويتعدى الفعل ولا يتعدى.. وعمرت الدار
عمرا : بمعنى : بنيتها والاسم ـ العمارة ـ بكسر العين ـ والعمارة : هي أيضا
القبيلة العظيمة والكسر فيها أكثر من الفتح أمّا «عمارة» بضم العين فهو اسم رجل
والعمران اسم للبنيان. ويأتي الاسم «عمر» بضم العين وفتح الميم معدولا عن اسم
الفاعل «عامر» ولهذا يمنع من الصرف. و «العمران» هما أبو بكر وعمر ـ رضي الله
عنهما ـ وقال قتادة هما عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز وفي قولنا : كان أمير
المؤمنين عمر بن الخطاب أحد الخلفاء الراشدين.. تكون كلمة «عمر» تابعة و «أمير»
متبوعا. والاتباع هنا بلا وساطة بين المتبوع والتابع والأول منهما ممهّد لمجيء
الثاني ويكون الثاني تفسيرا للأول لإبهامه لأنه لقب الخلفاء المسلمين جميعهم.. لذا
كان ذكر عمر بن الخطاب أمرا ضروريا لإزالة الإبهام ولهذا أمكن الاستغناء باسم
الثاني عن ذكر الاسم الأول لأهميته وإذا أعيد النظر في كلمة «عمر» وجد أنها تطابق
كلمة «الأمير» أي إنّها مساوية لها لأن أمير المؤمنين هو عمر بن الخطاب لذلك سمّي
والبدل هنا بالبدل المطابق أو بدل كلّ من كلّ ويمكن أن يقال مثل ذلك في لفظة «ابن»
فهي بدل من لفظة «عمر» وهي بدل كل من كل. ويمكن أن تعرب صفة ـ نعتا ـ لما قبلها
أيضا. قال الشاعر جرير بن عطية :
فما كعب ابن
مامة وابن سعدي
|
|
بأجود منك يا
عمر الجوادا
|
هذا البيت يمدح
به الشاعر أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بن مروان. و «كعب بن مامة» هو رجل من
إياد يضرب به المثل في الكرم والإيثار على النفس أمّا «ابن سعدي» فهو أوس بن حارثة
الطائيّ أحد المشهورين بالجود والكرم.
** (وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ
عَذابِ رَبِّكَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السادسة
والأربعين المعنى : لو مستهم قطعة من عذاب الله.. أي أدنى شيء أو قدر ضئيل. وأصل
«النفح» هو هبوب رائحة الشيء.. وفعله : نفح ـ ينفح نفحا.. الهواء.. أي هبّ وفعله
من باب «نفع» وهذا له نفحة طيبة.. أي فوح.. قال الأصمعيّ : ما كان من الرياح له
نفح فهو برد وما كان له لفح فهو حرّ ويقال : أصابته نفحة من العذاب : أي قطعة منه.
** (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ
لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) : هذا القول الكريم ورد في بداية الآية الكريمة السابعة
والأربعين.. بمعنى : ونضع الموازين العادلة أو العدل وقد جاء النعت «القسط» مفردا
والمنعوت «الموازين» جمعا لأنه مصدر يستوي فيه المفرد والجمع ويجوز أن يكون
التقدير ذوات القسط.. فحذف المضاف «ذوات» وأقيم المضاف إليه «القسط» مقامه. وليوم
القيامة بتقدير : لأهل يوم القيامة أي لأجلهم فحذف المضاف «أهل» وحلّ المضاف إليه «القيامة»
محلّه.
** (وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ
خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ) : في هذا القول الكريم يكون الضمير «ها» عائدا على «مثقال»
وأنّث ضمير المثقال لإضافته إلى الحبة وحذف مفعول اسم الفاعل «حاسبين» اختصارا.
التقدير والمعنى : محصين كل شيء من أعمال العباد.
** (وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ) : هذا القول الكريم ورد في نهاية الآية الكريمة الثامنة
والأربعين وفيه حذف مفعول اسم الفاعلين «المتقين» اختصارا ولأنه معلوم أي المتقين
ربهم.
** (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة التاسعة
والأربعين. المعنى والتقدير : الذين يخافون عذاب ربّهم.. وبعد حذف المفعول به
المضاف «عذاب» حلّ محله المضاف إليه للتعظيم «ربهم» فانتصب انتصابه على المفعولية.
** (وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ
لَهُ مُنْكِرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخمسين
التقدير والمعنى : وهذا القرآن تذكرة كثيرة الخيرات.. فحذف المشار إليه ـ الصفة أو
البدل ـ اختصارا لأنه معلوم وهو «القرآن» و «منكرون» جمع «منكر» وهو اسم فاعل يعمل
عمل فعله المتعدي فحذف مفعوله اختصارا التقدير والمعنى : فكيف تنكرون إنزاله من
الله.
** (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ
مِنْ قَبْلُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الحادية
والخمسين التقدير والمعنى : ولقد منحناه هدايته من قبل إيتاء موسى وهارون التوراة..
وبعد حذف المضاف إليه «إيتاء موسى..» بني المضاف «قبل» على الضم لانقطاعه عن
الإضافة.
** (الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ) : هذا القول الكريم هو نهاية الآية الكريمة الثانية
والخمسين. المعنى : الأصنام التي أنتم على عبادتها وملازمتها مواظبون.. وعدّي اسم
الفاعلين «عاكفون» باللام لأن التقدير : أنت فاعلون العكوف لها أو واقفون لها. لأن
الأصل إن الفعل «عكف» يعدى بحرف الجر «على» نحو عاكفون عليها وعدّي هنا باللام على
تقدير : أنتم فاعلون العكوف لها. كما جاء قوله تعالى في سورة «الأعراف» : (يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ) يقال : عكف على الشيء ـ يعكف عكوفا وعكفا.. من بابي «قعد»
و «ضرب» بمعنى لازمه وواظبه. وعكفته عن حاجته : أي منعته من هذا يتبين أن الفعل
يأتي لازما ومتعديا ومثله : عكفت الشيء : أي حبسته ومنه «الاعتكاف» وهو افتعال لأنه
حبس النفس عن التصرفات العادية.
(قالُوا وَجَدْنا
آباءَنا لَها عابِدِينَ)
(٥٣)
(قالُوا وَجَدْنا) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. وجدنا : الجملة الفعلية وما بعدها : في
محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي قالوا له وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(آباءَنا لَها
عابِدِينَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «نا»
ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. لها : جار
ومجرور متعلق بعابدين. عابدين : مفعول به ثان منصوب بوجد المتعدي إلى مفعولين
وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى :
آباءنا يعبدونها فحذونا حذوهم.
(قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ
أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
(٥٤)
(قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق كنتم : فعل ماض ناقص مبني على
السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على
الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «لقد كنتم» مع
الخبر في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ) : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في
محل رفع تأكيد ـ توكيد ـ لضمير المخاطبين المتصل في «كنتم» وجاء الضمير توكيدا
لأنه لا يصح العطف على ضمير هو في حكم بعض الفعل أو هو في محل رفع. وآباؤكم :
معطوف بالواو على الضمير الموكد في «كنتم» مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة. الكاف
ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان». مبين : صفة ـ
نعت ـ لضلال مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة.
(قالُوا أَجِئْتَنا
بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاَّعِبِينَ)
(٥٥)
(قالُوا أَجِئْتَنا
بِالْحَقِ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «أجئتنا بالحق» في محل
نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الألف ألف إنكار وتعجيب بلفظ استفهام. جئت : فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني
على الفتح في محل رفع فاعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون
في محل نصب مفعول به. بالحق : جار ومجرور متعلق بجئتنا.
(أَمْ أَنْتَ مِنَ
اللَّاعِبِينَ) : حرف عطف ـ متصلة ـ أنت : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطب ـ
مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. من اللاعبين : جار
ومجرور في محل رفع خبر «أنت» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى قالوا له هل أنت جاد أم أنت من المازحين.
(قالَ بَلْ رَبُّكُمْ
رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ
الشَّاهِدِينَ)
(٥٦)
(قالَ بَلْ رَبُّكُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو والجملة الاسمية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بل : حرف
إضراب للاستئناف. ربكم : مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني
على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(رَبُّ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ) : خبر المبتدأ «ربكم» مرفوع بالضمة أو هو خبر مبتدأ
محذوف تقديره : هو والجملة الاسمية «هو ربّ» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «ربكم»
السموات : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والأرض : معطوفة بالواو
على «السموات» وتعرب مثلها.
(الَّذِي فَطَرَهُنَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ـ نعت ـ لرب
السموات.. أو هو بدل منه. فطر : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها بمعنى :
خلقهن.. وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هنّ»
ضمير متصل ـ ضمير الإناث ـ الغائبات مبني على الفتح في محل نصب مفعول به والضمير «هن»
المبهم يعود على السموات والأرض أو التماثيل.
(وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ) : الواو استئنافية. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني
على السكون في محل رفع مبتدأ. على : حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في
محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بالشاهدين. اللام للبعد. الكاف حرف خطاب والميم
علامة الجمع أي قال إبراهيم بل ربكم المعبود هو مالك السموات..
(مِنَ الشَّاهِدِينَ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ «أنا»
وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته
بمعنى : شاهد من الشاهدين.
(وَتَاللهِ
لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ)
(٥٧)
(وَتَاللهِ) : الواو عاطفة وهي عوض عن واو القسم. التاء حرف جر
للقسم. الله لفظ الجلالة : مقسم به مجرور للتعظيم بتاء القسم وعلامة الجر الكسرة
والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف بمعنى والله والأصل : وبالله. والتاء
بدل من الواو المبدلة منها. وقيل : التاء فيها زيادة معنى وهو التعجب.
(لَأَكِيدَنَّ
أَصْنامَكُمْ) : الجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها. اللام واقعة
في جواب القسم. أكيدنّ : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. ونون التوكيد لا محل لها. أصنامكم :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على
الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(بَعْدَ أَنْ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بأكيدن. أن : حرف مصدري ناصب.
(تُوَلُّوا
مُدْبِرِينَ) : الجملة الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل
مضارع منصوب بأن المصدرية وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في
محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «بعد». مدبرين : حال من واو المخاطبين منصوب
وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم
المفرد.
(فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً
إِلاَّ كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ)
(٥٨)
(فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً) : الفاء عاطفة على محذوف بمعنى : فدخل إلى هيكلهم فحطم
آلهتهم فجعلهم. جعل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
: هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به
أول. والضمير «هم» يعود إلى آلهتهم لأنهم كانوا يعتبرونهم بمنزلة العقلاء. جذاذا :
مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو يكون حالا من الضمير «هم» إذا
جعل الفعل «جعل» متعديا إلى مفعول واحد. و «جذاذا» بمعنى : قطعا.. من جذّه يجذّه
جذّا : أي قطعه قطعا.
(إِلَّا كَبِيراً
لَهُمْ) : أداة استثناء. كبيرا : مستثنى بإلّا منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل
جر باللام والجار والمجرور متعلق بصفة ل «كبيرا».
(لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ
يَرْجِعُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «لعلّ». إليه : جار ومجرور متعلق
بيرجعون. يرجعون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعلّ» وهي فعل مضارع مرفوع
بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى لعلهم
يرجعون إلى أكبر الآلهة حجما ليسألوه عمّن فعل ذلك بأصنامهم.
(قالُوا مَنْ فَعَلَ
هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ)
(٥٩)
(قالُوا) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(مَنْ فَعَلَ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ من
: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ أو اسم موصول بمعنى «الذي» في محل
رفع مبتدأ أيضا. فعل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. والجملة الفعلية «فعل هذا» في محل رفع خبر المبتدأ «من» على الوجه
الأول أو صلة الموصول لا محل لها على الوجه الثاني.
(هذا بِآلِهَتِنا) : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بآلهة
: جار ومجرور متعلق بفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في
محل جر بالإضافة.
(إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ) : الجملة المؤولة في محل رفع خبر المبتدأ «من» على
الوجه الثاني من إعرابها وهو الاسم الموصول.. ويجوز أن تكون «من» اسم شرط جازما
مبنيا على السكون في محل رفع مبتدأ ويكون الفعل «فعل» في محل جزم بمن فعل الشرط
ويكون جواب الشرط «إنه لمن الظالمين» وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من»
والجملة الفعلية «فعل هذا» صلة الموصول لا محل لها. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه
بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ»
اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ من الظالمين : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ»
بمعنى : ظالم من الظالمين وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
التنوين والحركة في الاسم المفرد.
(قالُوا سَمِعْنا
فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ)
(٦٠)
(قالُوا سَمِعْنا) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «سمعنا فتى» في محل نصب
مفعول به ـ مقول القول ـ سمع : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و
«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(فَتًى يَذْكُرُهُمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر
على الألف قبل تنوينها ونوّن آخر الكلمة لأنها اسم مقصور نكرة. يذكر : الجملة
الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لفتى وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في
محل نصب مفعول به بمعنى : يعيبهم ويسبّهم.
(يُقالُ لَهُ
إِبْراهِيمُ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ثانية لفتى. يقال : فعل
مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. له : جار ومجرور متعلق بيقال. إبراهيم : نائب
فاعل مرفوع بالضمة للفعل يقال لأن المراد الاسم لا المسمّى ويجوز أن يكون «إبراهيم»
خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو ويجوز أن يكون الجار والمجرور «له» في محل رفع نائب
فاعل كما يقال : قبض على اللص.. فيكون «إبراهيم» اسما منادى مبنيا على الضم في محل
نصب أي يقال له يا إبراهيم.
(قالُوا فَأْتُوا بِهِ
عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ)
(٦١)
(قالُوا فَأْتُوا بِهِ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية بعده : في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ الفاء سببية و «ائتوا» فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه
من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. به : جار
ومجرور متعلق بائتوا.
(عَلى أَعْيُنِ
النَّاسِ) : جار ومجرور في محل نصب حال من ضمير الغائب ـ الهاء في
به ـ بمعنى : معاينا مشاهدا أي بمرأى من الناس فينظر من قبلهم. الناس : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(لَعَلَّهُمْ
يَشْهَدُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل نصب اسم «لعلّ». يشهدون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعلّ»
وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل.
(قالُوا أَأَنْتَ
فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ)
(٦٢)
(قالُوا) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة أي قالوا لإبراهيم.
(أَأَنْتَ فَعَلْتَ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الألف
ألف إنكار وتوبيخ بلفظ استفهام و «أنت» ضمير منفصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. فعلت : الجملة الفعلية في محل
رفع خبر «أنت» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء
ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
(هذا بِآلِهَتِنا) : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بآلهة
: جار ومجرور متعلق بفعلت و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في
محل جر بالإضافة.
(يا إِبْراهِيمُ) : أداة نداء. إبراهيم : منادى علم مفرد مبني على الضم
في محل نصب.
(قالَ بَلْ فَعَلَهُ
كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ)
(٦٣)
(قالَ بَلْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو أي إبراهيم. بل : حرف إضراب للاستئناف.
(فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل مبني على
الضم في محل نصب مفعول به مقدم. كبير : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(هذا فَسْئَلُوهُمْ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع صفة ـ نعت ـ لكبيرهم.
الفاء واقعة في جواب شرط مقدم والجملة «فاسألوهم» جواب شرط جازم مقترن بالفاء في
محل جزم. اسألوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في
محل نصب مفعول به.
(إِنْ كانُوا
يَنْطِقُونَ) : حرف شرط جازم. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة في محل جزم لأنه فعل الشرط. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان»
والألف فارقة. ينطقون : الجملة
الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى : قال :
لا ما فعلت.. فتكون جملة «ما فعلت» مقولا للقول.
(فَرَجَعُوا إِلى
أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ)
(٦٤)
(فَرَجَعُوا إِلى
أَنْفُسِهِمْ) : الفاء استئنافية. رجعوا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. إلى أنفس :
جار ومجرور متعلق برجعوا و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في
محل جر بالإضافة بمعنى : فرجعوا إلى عقولهم وأنفسهم بلوم بعضهم.
(فَقالُوا إِنَّكُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على جملة «رجعوا» وتعرب
إعرابها. والمصدر المؤول بعدها من «إنّ» مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني
على الضم في محل نصب اسم «إنّ» والميم علامة جمع الذكور.
(أَنْتُمُ
الظَّالِمُونَ) : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون الذي
حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين في محل نصب توكيد لضمير المخاطبين ـ الكاف في
إنكم ـ أو يكون في محل رفع مبتدأ و «الظالمون» في محل رفع خبره والجملة الاسمية «أنتم
الظالمون» في محل رفع خبر «إنّ» ويجوز أن يكون «أنتم» ضمير فصل لا محل له ويسمّيه
الكوفيون عمادا. الظالمون : خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض
عن تنوين المفرد وحركته بمعنى اتّهم بعضهم بعضا لعبادته هذا الحجر..
(ثُمَّ نُكِسُوا عَلى
رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ)
(٦٥)
(ثُمَّ نُكِسُوا) : حرف عطف. نكسوا : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة بمعنى
ثم انقلبوا للمجادلة بعد تحكيمهم عقلهم.
(عَلى رُؤُسِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بنكسوا و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(لَقَدْ عَلِمْتَ) : الجملة وما بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ
أي فقالوا لإبراهيم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون فكيف تريدنا أن نسألهم. اللام
للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. علمت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير
الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
وقد علق عمل «علمت» أي أبطل لفظا لا محلا لاعتراض ما له الصدارة ـ صدر الكلام ـ بينها
وبين معموليها وهو «ما» النافية.
(ما هؤُلاءِ
يَنْطِقُونَ) : نافية لا عمل لها. هؤلاء : اسم إشارة مبني على الكسر
في محل رفع مبتدأ. ينطقون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هؤلاء» وهي فعل مضارع
مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والجملة الاسمية في محل نصب بعلمت سدّت مسد مفعولية.
(قالَ أَفَتَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ)
(٦٦)
(قالَ أَفَتَعْبُدُونَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو أي فقال لهم إبراهيم. والجملة الفعلية بعده مع مفعولها في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ الألف ألف إنكار بلفظ استفهام. الفاء عاطفة على محذوف بتقدير : أتعرفون
أن الأصنام لا تنطق فتعبدونها. تعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(مِنْ دُونِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بحال من «ما». الله : لفظ الجلالة
مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.
(ما لا يَنْفَعُكُمْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. لا :
نافية لا عمل لها. ينفعكم : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على «ما» الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة
الفعلية «ينفعكم شيئا» صلة الموصول لا محل لها. أي لا ينفعكم شيئا إن عبدتم غير
الله.
(شَيْئاً وَلا
يَضُرُّكُمْ) : نائب عن المصدر ـ المفعول المطلق ـ المحذوف أو صفة له
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة : لا ينفعكم نفعا شيئا. ولا يضركم : معطوفة
بالواو على «لا ينفعكم» وتعرب مثله.
(أُفٍّ لَكُمْ وَلِما
تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ)
(٦٧)
(أُفٍّ لَكُمْ) : اسم فعل مضارع بمعنى أتضجر والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره أنا وهنا معناه : قبحا لكم. لكم : اللام لبيان المتأفف ـ المتضجر ـ له
أو لأجله وهي حرف جر والكاف ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل جر باللام والميم
علامة جمع الذكور والجار والمجرور متعلق بأفّ على معناه «أتضجر» بمعنى : لكم
ولآلهتكم هذا التأفف.
(وَلِما تَعْبُدُونَ) : الواو عاطفة. اللام حرف جر. ما : اسم موصول مبني على
السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بأفّ على معنى الفعل «أتضجر».
تعبدون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون
لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول
ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : لما تعبدونه أو تكون
«ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر باللام بتقدير :
ولمعبودكم من الآلهة المزعومة.
(مِنْ دُونِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بتعبدون أو بحال محذوفة من الموصول «ما».
الله : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.
(أَفَلا تَعْقِلُونَ) : الألف ألف توبيخ بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ لا : نافية لا عمل لها. تعقلون : تعرب إعراب «تعبدون».
(قالُوا حَرِّقُوهُ
وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ)
(٦٨)
(قالُوا حَرِّقُوهُ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. حرقوه : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة.
الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم
في محل نصب مفعول به أي أحرقوا إبراهيم.
(وَانْصُرُوا
آلِهَتَكُمْ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «حرقوا» وتعرب
إعرابها والألف فارقة. آلهتكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع
الذكور.
(إِنْ كُنْتُمْ
فاعِلِينَ) : حرف شرط جازم. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. فاعلين
: خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين
والحركة في الاسم المفرد وجواب الشرط محذوف لتقدم معناه. التقدير : إن كنتم ناصرين
آلهتكم فأحرقوه.
(قُلْنا يا نارُ
كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ)
(٦٩)
(قُلْنا يا نارُ) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع
و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. يا : أداة نداء. نار : منادى
مبني على الضم في محل نصب.
(كُونِي بَرْداً
وَسَلاماً) : الجملة الفعلية : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ
وهي فعل أمر ناقص مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والياء ضمير
متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان». بردا : خبر «كوني» منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة. وسلاما : معطوف بالواو على «بردا» ويعرب مثله.
(عَلى إِبْراهِيمَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من خبر «كوني» وعلامة
جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.
(وَأَرادُوا بِهِ
كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ)
(٧٠)
(وَأَرادُوا بِهِ
كَيْداً) : الواو استئنافية. أرادوا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. به : جار
ومجرور متعلق بأرادوا. كيدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى :
مكرا.
(فَجَعَلْناهُمُ
الْأَخْسَرِينَ) : الفاء سببية. جعل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. و «هم»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ
في محل نصب مفعول به أول. الأخسرين : مفعول به ثان منصوب بجعل المتعدي إلى مفعولين
وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(وَنَجَّيْناهُ
وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ)
(٧١)
(وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً) : الواو عاطفة. نجّى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء
ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. ولوطا : معطوف
بالواو على منصوب ـ ضمير الغائب.. الهاء في نجيناه ـ منصوب مثله وعلامة نصبه
الفتحة المنونة ونوّن على الرغم من عجمته لخفته ولكونه ثلاثيا أوسطه ساكن.
(إِلَى الْأَرْضِ
الَّتِي) : جار ومجرور متعلق بنجيناه أو بحال محذوفة من ضمير
الغائب في «نجيناه». التي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للأرض.
(بارَكْنا فِيها
لِلْعالَمِينَ) : تعرب إعراب «نجينا». فيها : جار ومجرور متعلق
بباركنا. والجملة الفعلية «باركنا فيها..» صلة الموصول لا محل لها. للعالمين : جار
ومجرور متعلق بباركنا وعلامة جر الاسم الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون
عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(وَوَهَبْنا لَهُ
إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنا صالِحِينَ)
(٧٢)
(وَوَهَبْنا لَهُ
إِسْحاقَ) : الواو عاطفة. وهب : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. له : جار
ومجرور متعلق بوهبنا. إسحاق : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه
ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.
(وَيَعْقُوبَ نافِلَةً) : معطوف بالواو على «إسحاق» ويعرب إعرابه. نافلة : مفعول
مطلق ـ مصدر ـ لفعل من غير لفظه منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : وأعطيناه يعقوب
عطاء زائدا أو وزدنا يعقوب زيادة. والجار والمجرور «له» يجوز أن يقوم مقام المفعول
الثاني لوهبنا لأن الفعل «وهب» عدّي باللام بتقدير : ووهبناه إسحاق وزدناه يعقوب
زيادة.
(وَكُلًّا جَعَلْنا
صالِحِينَ) : الواو عاطفة. كلّا : مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره
ما بعده بمعنى : وجعلنا كلّا منهم وعلامة نصبه الفتحة المنونة. جعلنا : تعرب إعراب
«وهبنا». صالحين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون
عوض عن تنوين المفرد وحركته.
** (وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ
بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة
والخمسين. المعنى : لأكسرنها بعد أن تذهبوا إلى عيدكم.. وإنما عبر عنه بالكيد لأن
في كسرها تكلفة للحيلة.
** (قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا
إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة
والخمسين. والإشارة إلى تحطيم الآلهة وتكسيرها أي من فعل هذا التكسير بآلهتنا فحذف
المشار إليه الصفة أو البدل «التكسير» اختصارا لأن ما قبله دال عليه.
** (قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ
النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ) : في هذا القول الكريم وهو نص الآية الكريمة الحادية
والستين يكون المعنى : ليشهدوا عقوبتنا أو ليحضروا عقوبتنا له ـ لإبراهيم ـ فحذف
مفعول «يشهدون» اختصارا وهو «عقوبتنا» أو ليشهدوا بما فعله.
** (ثُمَّ نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة
والستين المعنى : ثم عادوا إلى كفرهم وجهلهم ومكابرتهم أي ثم عادوا فانقلبوا إلى
المجادلة بالباطل بعد ما كانوا مستقيمين بالمراجعة.. شبّه سبحانه رجوعهم إلى
الباطل بانقلاب الشيء وصيرورة أسفله مستعليا على أعلاه.. يقال : نكس الشيء ينكسه ـ
نكسا.. من باب «قتل» بمعنى : قلبه أي جعل أعلاه أسفله ومنه قيل : هذا ولد منكوس ـ اسم
مفعول ـ إذا خرج رجلاه قبل رأسه لأنه مقلوب مخالف للعادة ويقال : نكس المريض ـ ببناء
الفعل للمفعول أي للمجهول ـ بمعنى : عادوه المرض كأنه قلب إلى المرض.
** (ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ) : الإشارة إلى الأصنام.. أي ما هؤلاء الأصنام أو
التماثيل ينطقون فحذف المشار إليه الصفة أو البدل «الأصنام» اختصارا. فقال لهم
إبراهيم في الآية الكريمة التالية : أفتعبدون من غير الله ما لا ينفعكم شيئا إن
عبدتموه ولا يضركم إن تركتم عبادته؟
** (أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ
دُونِ اللهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة
والستين.. بمعنى : قبحا لكم ولآلهتكم ولعبادتكم هذه المعبودات ـ الآلهة ـ المزعومة
أفلا تتفكرون وتعقلون قبح صنعكم.. فحذف مفعول «تعقلون» وهو «قبح صنعكم» اختصارا. و
«أفّ» اسم فعل مضارع بمعنى : أتضجر واللام في «لكم» لبيان المتضجر ـ المتأفف ـ لأجله
أو به وهي هنا أيضا بمعنى «الصوت» أي إنّ المصوّت متضجر أضجره ما رأى من ثباتهم
على عبادة هذه الأصنام بعد وضوح الحق وزهوق الباطل.
** (إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) : في هذا القول الكريم الوارد في آخر الآية الكريمة
الثامنة والستين تكون «فاعلين» جمع «فاعل» وهو اسم فاعل ويعمل عمل فعله المتعدي
وحذف مفعول اسم الفاعل اختصارا.. التقدير : إن كنتم فاعلين شيئا من أجلها أو
فاعلين نصرتها بمعنى : إن كنتم ناصريها أي ناصرين آلهتكم حقا.
** (قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً
وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة
والستين.. المعنى : يا نار كوني ذات برد وسلام.. والمراد : ابردي فيسلم منك
إبراهيم.. أو ابردي بردا غير ضارّ.. قال ابن عباس : «لو لم يقل ذلك لأهلكته ببردها..
فتجلّت قدرة الله فأبقاها الله سبحانه على الإضاءة والإشراق والاشتعال و «النار»
إضافة إلى كونها تمتاز بالحر والإحراق فهي تنير وتضيء وقد عظّمت لهولها.. وقيل :
إنّ النار ناداها جبريل ـ عليهالسلام ـ ويحكى أن النار ما أحرقت من إبراهيم إلّا وثاقه لأنهم أوثقوا إبراهيم
وقيّدوه وحبسوه. وقال له جبريل : هل لك حاجة فقال : أما إليك فلا. قال : فسل ربك. قال
: حسبي من سؤالي علمه بحالي. وعن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : إنّما نجا بقوله : حسبي
الله ونعم الوكيل. وكان إبراهيم ـ عليهالسلام ـ إذ ذاك ابن ستّ عشرة سنة.. واختاروا عقابه بالنار لأنها أهول ما يعاقب به
وأقطعه والمعنى : كوني ذات برد وسلام.. فبولغ في ذلك كأن النار في ذاتها برد وسلام
وقد بردت النار وهي نار لأن الله تعالى نزع عنها طبعها الذي طبعها عليه من الحر
والإحراق وأبقاها على الإضاءة والإشراق والاشتعال كما كانت والله على كل شيء قدير.
(وَجَعَلْناهُمْ
أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ
وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ)
(٧٣)
(وَجَعَلْناهُمْ
أَئِمَّةً) : الواو حرف عطف. جعل : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و
«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. أئمة
: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير الغائبين «هم»
أو من «أئمة» على المعنى وصفة ـ نعت ـ لأئمة على اللفظ وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. بأمر : جار ومجرور
متعلق بيهدون.. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل
جر بالإضافة.
(وَأَوْحَيْنا
إِلَيْهِمْ) : معطوفة بالواو على «جعلنا» وتعرب مثلها. إليهم : جار
ومجرور متعلق بأوحينا و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل
جر بإلى.
(فِعْلَ الْخَيْراتِ) : مفعول مطلق منصوب على المصدر بفعل محذوف بتقدير :
وأشرنا إليهم أن يفعلوا فعلا الخيرات وعلامة نصبه الفتحة أو أن يفعلوا فعل الخيرات
وهو مضاف. الخيرات : مضاف إليه مجرور بالكسرة.
(وَإِقامَ الصَّلاةِ
وَإِيتاءَ الزَّكاةِ) : الجملتان معطوفتان بواوي العطف على جملة «فعل الخيرات»
وتعربان إعرابها بمعنى : وأن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. و «إقام» أصلها : إقامة
حذفت التاء عند الإضافة حسب القراءة وهي سنّة بمعنى : أن يفعلوا الطاعات ويقيموا
الصلاة ويؤتوا الزكاة.
(وَكانُوا لَنا عابِدِينَ) : الواو حالية والجملة في محل نصب حال. كانوا : فعل ماض
ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان»
والألف فارقة. لنا : جار ومجرور متعلق بكانوا أو
بعابدين. و «نا» ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر باللام.
عابدين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
تنوين المفرد وحركته.
(وَلُوطاً آتَيْناهُ
حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ
الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ)
(٧٤)
(وَلُوطاً آتَيْناهُ) : الواو عاطفة. لوطا : مفعول به منصوب بفعل مضمر ـ محذوف
ـ يفسره ما بعده أي وآتينا لوطا أو بفعل محذوف تقديره : واذكر لوطا وعلامة نصبه
الفتحة المنونة ونوّن آخره مع كونه أعجميا لخفته ولأنه ثلاثي الأحرف وأوسطه ساكن.
آتى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني
على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في
محل نصب مفعول به أول.
(حُكْماً وَعِلْماً) : مفعول به ثان. وعلما : معطوف بالواو على «حكما» ويعرب
مثله وعلامة نصبهما الفتحة المنونة.
(وَنَجَّيْناهُ مِنَ
الْقَرْيَةِ) : معطوفة بالواو على «آتيناه» وتعرب إعرابها. من القرية
: جار ومجرور متعلق بنجينا وأصله : من أهل القرية بدليل قوله : إنّهم كانوا قوم
سوء فحذف المضاف «أهل» وحلّ المضاف إليه «القرية» محله.
(الَّتِي كانَتْ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للقرية.
كانت : الجملة الفعلية مع خبرها : صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض ناقص مبني
على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها واسمها ضمير مستتر جوازا تقديره
: هي يعود على «القرية».
(تَعْمَلُ الْخَبائِثَ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع
مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. الخبائث : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة أي اللواطة.
(إِنَّهُمْ كانُوا
قَوْمَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل و «هم»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». كانوا :
الجملة الفعلية مع خبرها في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض ناقص مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. قوم :
خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.
(سَوْءٍ فاسِقِينَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
فاسقين : صفة ـ نعت ـ لقوم سوء أو خبر ثان لكانوا منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه
جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى : خارجين عن
الدين.
(وَأَدْخَلْناهُ فِي
رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)
(٧٥)
(وَأَدْخَلْناهُ فِي
رَحْمَتِنا) : الواو عاطفة. أدخل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير
متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. في رحمة : جار ومجرور
متعلق بأدخلنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة أي في الجنة أو في أهل رحمتنا.
(إِنَّهُ مِنَ
الصَّالِحِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير
الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ». من الصالحين : جار ومجرور في محل
رفع متعلق بخبر «إنّ» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من
التنوين والحركة في الاسم المفرد.
(وَنُوحاً إِذْ نادى
مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ
الْعَظِيمِ)
(٧٦)
(وَنُوحاً إِذْ نادى) : الواو عاطفة. نوحا : مفعول به منصوب بفعل محذوف
تقديره : واذكر وعلامة نصبه الفتحة المنونة ولم يمنع من التنوين لأنه ثلاثي
أوسطه ساكن. إذ : اسم مبني على السكون في محل نصب بدل من «نوحا» وهو مضاف.
نادى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة للتعذر والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «نادى..» في محل جر بالإضافة
لوقوعها بعد الظرف «إذ».
(مِنْ قَبْلُ) : جار ومجرور متعلق بنادى و «قبل» اسم مبني على الضم
لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن.
(فَاسْتَجَبْنا لَهُ) : الفاء سببية. استجاب : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
له : جار ومجرور متعلق باستجبنا.
(فَنَجَّيْناهُ
وَأَهْلَهُ) : معطوفة بالفاء على جملة «استجبنا» وتعرب إعرابها
والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. وأهله :
معطوف بالواو على ضمير الغائب في «نجيناه» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة والهاء
ضمير متصل ـ ضمير الغائب في محل جر بالإضافة.
(مِنَ الْكَرْبِ
الْعَظِيمِ) : جار ومجرور متعلق بنجينا. العظيم : صفة ـ نعت ـ للكرب
مجرور مثله وعلامة جره الكسرة بمعنى : من الغم الشديد وهو الطوفان.
(وَنَصَرْناهُ مِنَ
الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ
فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ)
(٧٧)
(وَنَصَرْناهُ مِنَ
الْقَوْمِ) : الواو عاطفة. نصر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء
ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. من القوم : جار
ومجرور متعلق بنصرنا بمعنى على القوم أو منعناه من القوم.
(الَّذِينَ كَذَّبُوا
بِآياتِنا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة ـ نعت ـ للقوم.
كذبوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل
ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة. بآيات : جار ومجرور متعلق بكذبوا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد
المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(إِنَّهُمْ كانُوا
قَوْمَ سَوْءٍ) : أعرب في الآية الكريمة الرابعة والسبعين.
(فَأَغْرَقْناهُمْ
أَجْمَعِينَ) : الفاء سببية. أغرقنا : تعرب إعراب «نصرنا» و «هم»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أجمعين : توكيد
لضمير الغائبين «هم» في «أغرقناهم» منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع
المذكر السالم والنون عوض عن حركة المفرد «أجمع» لأنه لا يجوز تنوينه. و «أجمعون»
جمع «أجمع» و «أجمع» واحد ـ مفرد ـ في معنى «جمع» لا مفرد له من لفظة ومؤنثه :
جمعاء.
(وَداوُدَ
وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ
وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ)
(٧٨)
(وَداوُدَ
وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ) : معطوف على «ونوحا إذ نادى» الوارد في الآية الكريمة
السادسة والسبعين ويعرب إعرابه ولم ينون آخر الاسمين «داود» و «سليمان» لأنهما
اسمان ممنوعان من الصرف للعلمية والعجمة ولانتهاء «سليمان» بألف ونون. والجملة
الفعلية «يحكمان» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذ» وهي فعل مضارع مرفوع
بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين ـ مبني على
السكون في محل رفع فاعل.
(فِي الْحَرْثِ إِذْ
نَفَشَتْ) : جار ومجرور متعلق بيحكمان. إذ : بدل من «إذ» الأولى.
نفشت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. والجملة
الفعلية «نفشت فيه غنم» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذ» بمعنى حين
يحكمان في زرع رجل دخلت فيه غنم رجل آخر.. فرعته ليلا فحكم داود بالغنم لصاحب
الزرع وبمعنى : انتشرت ليلا.
(فِيهِ غَنَمُ
الْقَوْمِ) : جار ومجرور متعلق بنفشت. غنم : فاعل مرفوع بالضمة.
القوم : مضاف إليه مجرور بالكسرة.
(وَكُنَّا
لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».
لحكم : جار ومجرور متعلق بشاهدين ويجوز أن يتعلق بكنّا. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. شاهدين : خبر «كان» منصوب وعلامة
نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. وجمع الضمير في
«حكمهم» لأنه أراد المتحاكمين إليهما.
(فَفَهَّمْناها
سُلَيْمانَ وَكُلاًّ آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنا مَعَ داوُدَ الْجِبالَ
يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فاعِلِينَ)
(٧٩)
(فَفَهَّمْناها
سُلَيْمانَ) : الفاء استئنافية. فهم : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و
«ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان مقدم على المفعول به
الأول والضمير «ها» يعود على الحكمة أو الفتوى. سليمان : مفعول به أول منصوب
وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف.
(وَكُلًّا آتَيْنا) : الواو عاطفة. كلّا : مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره
ما بعده وعلامة نصبه الفتحة المنونة. آتينا : تعرب إعراب «فهّمنا».
(حُكْماً وَعِلْماً
وَسَخَّرْنا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وعلما :
معطوف بالواو على «حكما» ويعرب إعرابه. وسخّرنا : معطوفة على جملة «آتينا» وتعرب
إعرابها.
(مَعَ داوُدَ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية يدل على المصاحبة
والاجتماع متعلق بسخّرنا وهو مضاف. داود : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره
الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف.
(الْجِبالَ
يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. يسبّحن : فعل
مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون الإناث والنون ضمير متصل مبني على الفتح في
محل رفع فاعل والجملة الفعلية «يسبحن» في محل نصب حال بمعنى : مسبحات ويجوز أن
تكون الجملة الاستئنافية لا محل لها جوابا لسؤال مقدر : كيف سخّرهنّ؟ فقال :
ليسبّحن. الواو عاطفة. الطير : اسم معطوف على «الجبال» ويعرب إعرابها. ويجوز أن
يكون مفعولا معه فتكون الواو واو المعية.
(وَكُنَّا فاعِلِينَ) : الواو عاطفة. كان : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».
فاعلين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
التنوين والحركة في الاسم المفرد.
(وَعَلَّمْناهُ
صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ
شاكِرُونَ)
(٨٠)
(وَعَلَّمْناهُ
صَنْعَةَ) : الواو عاطفة. علم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء
ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول. صنعة : مفعول
به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.
(لَبُوسٍ لَكُمْ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
لكم : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «لبوس» والميم علامة جمع الذكور بمعنى :
وعلّمنا داود عمل صنعة الدروع وهو ما يلبس.
(لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ
بَأْسِكُمْ) : اللام حرف جر للتعليل. تحصنكم : فعل مضارع منصوب بأن
مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي.
يعود على الصنعة أو اللبوس. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في
محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. من بأسكم : جار ومجرور متعلق بتحصن.
الكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة
جمع الذكور بمعنى : لتحميكم أو لتقيكم من شدتكم في الحروب والجملة الفعلية «تحصنكم
من بأسكم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية المضمرة وما تلاها بتأويل
مصدر في محل جر باللام ـ لام التعليل ـ والجار والمجرور متعلق بعلمنا.
(فَهَلْ أَنْتُمْ
شاكِرُونَ) : الفاء استئنافية. هل : حرف استفهام لا محل له. أنتم :
ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. شاكرون : خبر «أنتم»
مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.
(وَلِسُلَيْمانَ
الرِّيحَ عاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها
وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عالِمِينَ)
(٨١)
(وَلِسُلَيْمانَ
الرِّيحَ) : الواو عاطفة. لسليمان : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف
تقديره : وسخرنا لأن الجملة معطوفة على «وسخرنا مع داود الجبال» في الآية الكريمة
التاسعة والسبعين. الريح : مفعول به منصوب بالفعل «سخر» المعطوف عليه وعلامة نصبه
الفتحة وعلامة جر الاسم «سليمان» الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من
الصرف لانتهائه بألف ونون.
(عاصِفَةً تَجْرِي
بِأَمْرِهِ) : حال من «الريح» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة
بمعنى : شديدة الهبوب. تجري : الجملة الفعلية في محل نصب على الحال لأنها بدل من «عاصفة»
أو في محل نصب حال ثانية من «الريح» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء
للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. بأمره : جار ومجرور متعلق بتجري
والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى تحمل
لبساطه وتجري به.
(إِلى الْأَرْضِ
الَّتِي) : جار ومجرور متعلق بتجري. التي : اسم موصول مبني على
السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للأرض.
(بارَكْنا فِيها) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في
محل رفع فاعل. فيها : جار ومجرور متعلق بباركنا.
(وَكُنَّا بِكُلِ) : الواو عاطفة. كان : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».
بكل : جار ومجرور متعلق بعالمين.
(شَيْءٍ عالِمِينَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
عالمين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
تنوين المفرد وحركته.
(وَمِنَ الشَّياطِينِ
مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ
حافِظِينَ)
(٨٢)
(وَمِنَ الشَّياطِينِ
مَنْ) : الواو عاطفة. من الشياطين : جار ومجرور متعلق بمضمر
بتقدير : وأخضعنا له من الشياطين أو وسخّرنا له من الشياطين. من : اسم موصول مبني
على السكون في محل نصب بأخضعنا مفعول به ويجوز أن تكون الجملة منقطعة فتعرب الواو
استئنافية و «من الشياطين» جارا ومجرورا متعلقا بخبر مقدم والاسم الموصول «من» في
محل رفع مبتدأ مؤخرا.
(يَغُوصُونَ لَهُ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع
مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. له :
جار ومجرور متعلق بيغوصون.
(وَيَعْمَلُونَ
عَمَلاً) : معطوفة بالواو على «يغوصون» وتعرب إعرابها. عملا :
مصدر سد مسد مفعول «يعملون».
(دُونَ ذلِكَ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بيعملون وهو مضاف بمعنى : سوى ذلك كبناء المدن وغيرها ويجوز
أن يكون صفة للموصوف «عملا» بمعنى : ويعملون عملا غير ذلك أو مخالفا لذلك.
ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة اللام للبعد والكاف للخطاب.
(وَكُنَّا لَهُمْ
حافِظِينَ) : أعربت في الآية الكريمة السابقة. اللام حرف جر و «هم»
ضمير الغائبين في محل جر باللام.
(وَأَيُّوبَ إِذْ نادى
رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
(٨٣)
(وَأَيُّوبَ إِذْ نادى) : أعربت في الآية الكريمة السادسة والسبعين. ولم ينون
أيوب لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.
(رَبَّهُ أَنِّي) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء
ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. أني : حرف نصب
وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب
اسم «أنّ» و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر بمعنى :
نادى ربه أو دعاه بأنّي.. والجار والمجرور متعلق بنادى.
(مَسَّنِيَ الضُّرُّ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ» وهي فعل ماض
مبني على الفتح. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني
على السكون حرك بالفتح للوصل في محل نصب مفعول به مقدم. الضر : فاعل مرفوع بالضمة.
(وَأَنْتَ أَرْحَمُ
الرَّاحِمِينَ) : الواو استئنافية. أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في
محل رفع مبتدأ. أرحم : خبر أنت مرفوع بالضمة. الراحمين : مضاف إليه مجرور بالإضافة
وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من الحركة والتنوين في الاسم
المفرد.
(فَاسْتَجَبْنا لَهُ
فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ
رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ)
(٨٤)
(فَاسْتَجَبْنا لَهُ) : الفاء سببية. استجاب : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
له : جار ومجرور متعلق باستجبنا.
(فَكَشَفْنا ما بِهِ) : معطوفة بالفاء على جملة «استجبنا» وتعرب إعرابها. ما
: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. به : جار ومجرور متعلق بفعل
محذوف تقديره : حلّ والجملة الفعلية «حلّ به» صلة الموصول لا محل لها.
(مِنْ ضُرٍّ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما»
التقدير : حال كونه من ضر و «من» بيانية.
(وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ) : تعرب إعراب «فكشفنا» والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ
مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول. أهله : مفعول به ثان منصوب بالفعل المتعدي
إلى مفعولين «آتى» والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر
بالإضافة بمعنى وأعطيناه مثل أهله عددا الذين ماتوا..
(وَمِثْلَهُمْ
مَعَهُمْ) : الواو عاطفة. مثل : مفعول به منصوب بآتينا أو بمعنى :
ورزقه مثلهم وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل جر بالإضافة. مع : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بآتى وهو
مضاف و «هم» أعرب في «مثلهم».
(رَحْمَةً مِنْ
عِنْدِنا) : مفعول لأجله ـ من أجله ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة. من عند : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رحمة» و «نا» ضمير الواحد
المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(وَذِكْرى
لِلْعابِدِينَ) : معطوفة بالواو على «رحمة» منصوبة مثلها وعلامة نصبها
الفتحة المقدرة على الألف للتعذر ولم ينون آخر اللفظة لأنها ممنوعة من الصرف لأنها
رباعي مؤنث مقصور. للعابدين : جار ومجرور متعلق
بصفة محذوفة من «ذكرى» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون
عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : لرحمتنا العابدين أو رحمة أو رحمة منا لأيوب
وتذكرة لغيره من العابدين.
(وَإِسْماعِيلَ
وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ)
(٨٥)
(وَإِسْماعِيلَ
وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ) : الأسماء معطوفة بواوات العطف على «أيوب» في الآية
الكريمة الثالثة والثمانين وتعرب مثله أي منصوبة بفعل محذوف تقديره : واذكر وعلامة
نصب «ذا» الألف لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. الكفل : مضاف إليه مجرور بالكسرة
بمعنى : ذا الحظ والنصيب.
(كُلٌّ مِنَ
الصَّابِرِينَ) : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة وقد نون آخره لانقطاعه عن
الإضافة. من الصابرين : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «كل» وعلامة جر الاسم
الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.
** (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ
نافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية
والسبعين.. بمعنى : ووهبنا له إسحاق ـ وكان يدعو الله أن يهبه ولدا ـ وزدناه ولدا
آخر هو يعقوب.. أي عطية زائدة على طلبه أي ووهبنا لإبراهيم من زوجته سارة إسحاق
ولدا ويعقوب حفيدا وكل واحد من هؤلاء الثلاثة ولوط الرابع ابن أخ إبراهيم جعلناه
نبيا صالحا ـ وبعد حذف المضاف إليه «واحد» نوّن المضاف «كل» فصار «كلا» لانقطاعه
عن الإضافة أو يكون التقدير : وكلا منهما جعلناه من الصالحين وحذف مفعول «جعل» وهو
ضمير الغائب ـ الهاء ـ يقال : نفله ـ ينفله ـ نفلا.. وأصله : الغنيمة. قال لبيد :
إنّ تقوى ربّنا خير نفل : بمعنى : خير غنيمة وجمعه أنفال ومنه : النافلة في الصلاة
وغيرها لأنها زيادة على الفريضة وجمعه : نوافل.
** (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
بِأَمْرِنا) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثالثة
والسبعين المعنى : وجعلناهم رؤساء يقتدى بهم في الخير يهدون الناس إلى الحق
والإيمان بأمرنا لهم بذلك أي بإذنه تعالى فحذف مفعول «يهدون» اختصارا وهو «الناس».
** (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ
الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ) : لفظة «إقام» هنا ليست فعلا بل هي اسم.. أصله إقامة..
أو إقوام وهو الأصح. والتاء في «إقامة» عوض من العين الساقطة للإعدال والمقصود
بالعين الساقطة هو الواو من لفظة «إقوام» فبإسقاط الواو بقي «إقام» فلما أضيفت
أقيمت الإضافة مقام حرف التعويض فأسقطت. وقيل : إنّ أصل فعله هو أقوم.. فنقلت حركة
فيها
وهي عين الكلمة إلى الحرف المتقدم عليها وهو حرف صحيح ساكن ثم قلبت الواو
ألفا للمجانسة فالتقى ساكنان فحذفت الثانية وعوّض عنها التاء في الآخر فقيل :
إقامة. ويكثر حذفها في الإضافة. وقيل : حذفت تاء «إقامة» عند الإضافة حسب القراءة
وهي سنّة وعلى ذلك فإنّ اتباع خط المصحف سنّة لا تخالف قال عبد الله بن درستويه :
خطان لا يقاسان : خطّ المصحف لأنّه سنّة وخط العروض. لأنه يثبت فيه ما أثبته اللفظ
ويسقط عنه ما أسقطه.
** (وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السادسة
والسبعين.. المعنى والتقدير : واذكر نوحا حين دعا ربّه من قبل هؤلاء الأنبياء
المذكورين على إهلاك الظالمين من قومه فحذف مفعول «نادى» اختصارا لأنه معلوم وهو «ربّه»
كما حذف المضاف إليه «هؤلاء» اختصارا لأن ما قبله يدل عليه وبعد حذفه بني المضاف «قبل»
على الضم لانقطاعه عن الإضافة.
** (وَكُنَّا فاعِلِينَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة التاسعة
والسبعين.. و «فاعلين» جمع «فاعل» وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله «فعل» المتعدي وهنا
حذف المفعول به اختصارا وتقديره وكنّا فاعلين أمثال هذه المعجزات وحذف من «شاكرون»
في الآية الكريمة الثمانين أي شاكرون نعمتي.
** (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الحادية
والثمانين.. المعنى وأخضعنا أو وسخّرنا لسليمان الريح شديدة الهبوب و «عاصفة» اسم
فاعل.. يقال : عصفت الريح ـ تعصف ـ عصفا.. من باب «ضرب» وعصوفا.. بمعنى : اشتدت
فهي عاصف وعاصفة وجمع الأولى «عاصف» هو عواصف. وجمع الثانية «عاصفة» هو عاصفات.
ويسند الفعل إلى اليوم والليلة لوقوعه فيهما فيقال : يوم عاصف كما يقال : يوم بارد
لوقوع البرد فيه.
** (وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ
لَهُ) : هذا القول الكريم ورد في بداية الآية الكريمة الثانية
والثمانين المعنى والتقدير : وأخضعنا له من الشياطين من يغوصون له البحار
ويستخرجون منها ما فيها من الكنوز فحذف مفعول «يغوصون» اختصارا لأنه معلوم وهو «البحار»
وجاء الفعل «يغوصون» بصيغة الجمع على معنى «من» الاسم الموصول لا لفظه لأن «من»
مفردة لفظا مجموع معنى.
** (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي
مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة
والثمانين. المعنى : واذكر أيها النبي قصة أيوب وبعد حذف المفعول به المضاف «قصة»
أقيم المضاف إليه «أيوب» مقامه فانتصب انتصابه على المفعولية.. و «الضرّ» بمعنى : الضرر
من المرض.. وهو بضم الضاد يعني : ما يمس الإنسان في نفسه كالمرض والهزال.. أمّا
«الضرّ» بفتح الضاد فهو الضرر في كل شيء.. يقال : ضرّه ـ يضرّه ضرا.. من باب «قتل»
أي فعل به مكروها. ويقال : الضرّ ـ بضم الضاد هو الاسم وبفتحها هو المصدر والفعل
الثلاثي «ضرّ» يتعدى بنفسه والرباعي «أضرّ» يتعدى بالباء نحو أضرّ به. قال الأزهري
: كل ما كان سوء حال وفقر وشدة في بدن فهو ضرّ ـ بضم الضاد ـ وما كان ضد النفع فهو
بفتح الضاد. وفي الآية الكريمة المذكورة آنفا.. المعنى : أصابني المرض وكان قد
ابتلاه الله تعالى بالمرض سنين فاستجاب له. ومن معاني «الضر» سوء الحال قالت العرب
في أمثالها : الحرّ حرّ وإن مسّه الضرّ.
** (وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا
الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة
والثمانين.. المعنى : واذكر يا محمد قصة إسماعيل.. وبعد حذف المضاف المفعول به «قصة»
حل المضاف إليه «إسماعيل» محله.
** (كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ) : أي كل هؤلاء المذكورين من الصابرين وبعد حذف «هؤلاء
المذكورين» اختصارا لأن ما قبله دال عليه أي بعد حذف المضاف إليه نوّن آخر المضاف «كل»
لانقطاعه عن الإضافة و «إدريس» هو حفيد شيث وجدّ أبي نوح واسمه : أخنوخ.. جاء في
التفسير : روي أنّ الله أنزل عليه ثلاثين صحيفة وأنّه أول من خط بالقلم ونظر في
علم النجوم والحساب وأنّه عاش ألف سنة في قومه إلى أن رفع إلى السماء وآمن بدعوته
ألف إنسان منهم على عدد سنيه. وكان إدريس من ذرّية «آدم» لقربه منه لأنه جد أبي
نوح وإبراهيم ـ عليهالسلام ـ من ذريّة من حمل مع «نوح» لأنه من ذريّة سام بن نوح.. و «إسماعيل» من
ذريّة «إبراهيم» وقيل : إنّ «إدريس» هو أول من دلّ على تركيب الأفلاك وقدّر مسير
الكواكب وكشف عن أحوال تأثيراتها.. ونبّه على عجائب الصنع فيها.. وهو أوّل من خاط
الثياب وكانوا من قبل يلبسون الجلود وقال الزمخشريّ : سمّي «إدريس» بهذا الاسم
لكثرة دراسته كتاب الله. وخالفه في ذلك أحد المختصين.. وسيذكر ذلك في سورة «الصافّات».
(وَأَدْخَلْناهُمْ فِي
رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ)
(٨٦)
(وَأَدْخَلْناهُمْ فِي
رَحْمَتِنا) : الواو عاطفة. أدخل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في رحمة : جار
ومجرور متعلق بأدخلنا و «نا» ضمير متصل.. ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في
محل جر بالإضافة.
(إِنَّهُمْ مِنَ
الصَّالِحِينَ) : الجملة تعليلية لا محل لها. إنّ : حرف نصب وتوكيد
مشبه بالفعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ».
من الصالحين : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» وعلامة جر الاسم الياء لأنه
جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.
(وَذَا النُّونِ إِذْ
ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ
أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)
(٨٧)
(وَذَا النُّونِ إِذْ
ذَهَبَ) : معطوف بالواو على «ونوحا إذ نادى» في الآية السادسة
والسبعين و «ذا» منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. النون : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : وصاحب الحوت وعلامة نصب «ذهب» الفتحة
الظاهرة.
(مُغاضِباً فَظَنَ) : حال من «ذي النون» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة
بمعنى إذ ترك أو هاجر قومه دون إذن من الله سبحانه. الفاء استئنافية. ظنّ : فعل
ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(أَنْ لَنْ نَقْدِرَ
عَلَيْهِ) : أن : ملغاة لأن العرب إذا جمعت بين حرفين عاملين ألغت
أحدهما. لن : حرف نصب ونفي واستقبال. نقدر : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه
الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. عليه : جار ومجرور متعلق بنقدر
والجملة في محل نصب سدت مسد مفعولي ظن.
(فَنادى فِي
الظُّلُماتِ) : الفاء استئنافية. نادى : فعل ماض مبني على الفتح
المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. في الظلمات :
جار ومجرور متعلق بنادى وما بعده في محل نصب مقول القول.
(أَنْ لا إِلهَ إِلَّا
أَنْتَ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الخامسة
والعشرين أي بأنّه لا إله إلّا أنت.
(سُبْحانَكَ إِنِّي) : مصدر ـ مفعول مطلق ـ منصوب بفعل محذوف تقديره : أسبح
وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الفتح في محل جر
بالإضافة. إنّي : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني
على السكون في محل نصب اسم «إنّ».
(كُنْتُ مِنَ
الظَّالِمِينَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض
ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والجار والمجرور «من الظالمين» في
محل نصب متعلق بخبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
تنوين المفرد وحركته.
(فَاسْتَجَبْنا لَهُ
وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)
(٨٨)
(فَاسْتَجَبْنا لَهُ
وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة السادسة
والسبعين.
(وَكَذلِكَ نُنْجِي
الْمُؤْمِنِينَ) : الواو استئنافية. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على
الفتح في محل رفع مبتدأ. والجملة الفعلية «ننجي المؤمنين» في محل رفع خبر المبتدأ
أو تكون الكاف في محل نصب نائبة عن المصدر ـ المفعول المطلق ـ المحذوف. التقدير
الأول أي على الرفع هو ومثل ذلك الإنجاء ننجي المؤمنين والتقدير الثاني أي على
النصب هو وننجي المؤمنين إنجاء مثل ذلك الإنجاء من الغم. ذا : اسم إشارة مبني على
السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب. ننجي : فعل مضارع مرفوع
بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن.
المؤمنين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
تنوين المفرد وحركته.
(وَزَكَرِيَّا إِذْ
نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ)
(٨٩)
(وَزَكَرِيَّا إِذْ
نادى رَبَّهُ) : أعرب في الآية الكريمة السادسة والسبعين ولم ينون ألف
«زكريا» لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والتعريف. ربه : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر
بالإضافة بمعنى دعا ربّه قائلا.
(رَبِّ لا تَذَرْنِي
فَرْداً) : هذا القول الكريم في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ
ربّ : منادى مضاف وحذفت أداة النداء. الأصل يا ربي وهو منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة خطا واختصارا منع من ظهور حركة النصب
حركة الياء المناسبة والياء المحذوفة ضمير متصل مبني على السكون في محل جر
بالإضافة وبقيت الكسرة دالة عليها. لا : للدعاء والتضرع بصيغة النهي وهي جازمة.
تذرني : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : أنت. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم مبني
على السكون في محل نصب مفعول به. فردا : حال من ضمير المتكلم منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة بمعنى لا تتركني وحيدا من دون من يرثني أي ولد.
(وَأَنْتَ خَيْرُ
الْوارِثِينَ) : الواو استئنافية. أنت : ضمير الواحد المطاع مبني على
الفتح في محل رفع مبتدأ. خير : خبر «أنت» مرفوع بالضمة. الوارثين : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد
وحركته.
(فَاسْتَجَبْنا لَهُ
وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ
فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ)
(٩٠)
(فَاسْتَجَبْنا لَهُ) : الفاء سببية. استجبنا : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
له : جار ومجرور متعلق باستجبنا.
(وَوَهَبْنا لَهُ
يَحْيى) : معطوفة بالواو على جملة «استجبنا له» وتعرب إعرابها.
والجار والمجرور «له» قائم مقام المفعول الأول. يحيى : مفعول به ثان منصوب بوهب
المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر والاسم ممنوع من
الصرف للعلمية والعجمة ولأن أصله من الفعل وكتب بالياء ـ الألف المقصورة ـ فرقا
بين الاسم والفعل.
(وَأَصْلَحْنا لَهُ
زَوْجَهُ) : معطوفة بالواو على «استجبنا له» وتعرب إعرابها. زوجه
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على
الضم في محل جر بالإضافة أي للولادة.
(إِنَّهُمْ كانُوا
يُسارِعُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». كانوا : الجملة الفعلية مع خبرها في محل
رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير
متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة. يسارعون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر
«كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل بمعنى : يهرعون أو يبادرون.
(فِي الْخَيْراتِ
وَيَدْعُونَنا) : جار ومجرور متعلق بيسارعون. ويدعون : معطوفة بالواو
على «يسارعون» وتعرب إعرابها و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على
السكون في محل نصب مفعول به.
(رَغَباً وَرَهَباً) : مصدر في موضع الحال منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة. ورهبا : معطوف بالواو على «رغبا» ويعرب إعرابه. بتقدير : راغبين وخائفين
أي ذوي رغب في الثواب وذوي رهب في العقاب.
(وَكانُوا لَنا
خاشِعِينَ) : الواو عاطفة. كانوا : أعربت. اللام حرف جر و «نا»
ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق
بخاشعين. خاشعين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون
عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ
فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً
لِلْعالَمِينَ)
(٩١)
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ
فَرْجَها) : الواو عاطفة. التي : اسم موصول مبني على السكون في
محل نصب مفعول به بفعل محذوف تقديره : واذكر المقصود مريم. أحصنت : الجملة الفعلية
صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. فرج : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة. و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة بمعنى صانت نفسها وحمته من الأعداء.
(فَنَفَخْنا فِيها) : الفاء استئنافية. نفخ : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
فيها : جار ومجرور متعلق بنفخنا.
(مِنْ رُوحِنا) : جار ومجرور متعلق بنفخنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير
الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : فنفخنا الروح في عيسى
فيها أي أحييناه في جوفها من جهة روحنا وهو جبريل.
(وَجَعَلْناها
وَابْنَها) : معطوفة بالواو على جملة «نفخنا» وتعرب إعرابها و «ها»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. وابن :
معطوف بالواو على ضمير الغائبة «ها» منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبة ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(آيَةً لِلْعالَمِينَ) : مفعول به ثان منصوب بجعل المتعدي إلى مفعولين وعلامة
نصبه الفتحة المنونة. للعالمين : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آية» وعلامة جر
الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. و «العالمين»
هنا هو ملحق بجمع المذكر السالم لأنه جمع «عالم» بفتح اللام ويكون جمع مذكر سالما
عند وروده بكسر اللام ـ أي فاعل ـ بمعنى : وجعلناها معجزة بيّنة على قدرة الخالق
وجعلنا ابنها «عيسى» كذلك حيث آتيناها بولد من دون أن يمسّها بشر.
(إِنَّ هذِهِ
أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)
(٩٢)
(إِنَّ هذِهِ
أُمَّتُكُمْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هذه : اسم إشارة مبني
على الكسر في محل نصب اسم «إنّ». أمتكم : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل
ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور
والخطاب للمؤمنين أو الناس كافة والإشارة إلى ملة الإسلام أي إنّ ملة الإسلام هي
ملتكم.
(أُمَّةً واحِدَةً) : حال من «أمتكم» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. المعنى
والتقدير : ملتكم التي يشار إليها ملّة واحدة غير مختلفة لأن الله وحّد الله بينها
في الدين واحد : صفة ـ نعت ـ لأمة.. منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة
ويجوز أن تكون توكيدا لأمة.
(وَأَنَا رَبُّكُمْ
فَاعْبُدُونِ) : الواو استئنافية. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم
سبحانه.. الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ربكم : خبر المبتدأ
مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
الفاء سببية. اعبدون : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة.
الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والنون نون الوقاية لا محل لها والياء المحذوفة ـ
ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به وقد حذفت الياء خطا
واختصارا ومراعاة لفواصل ـ رءوس ـ الآيات وبقيت الكسرة دالة عليها.
(وَتَقَطَّعُوا
أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ)
(٩٣)
(وَتَقَطَّعُوا
أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) : الواو استئنافية. تقطعوا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أمر : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل جر بالإضافة. بين : ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بتقطعوا وهو مضاف و «هم» أعرب في «أمرهم».
(كُلٌّ إِلَيْنا
راجِعُونَ) : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة لانقطاعه عن الإضافة. إلى
: حرف جر و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بإلى. والجار
والمجرور متعلق بخبر «كل». راجعون : خبر «كل» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد بمعنى : فنجازيهم.
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ
الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ)
(٩٤)
(فَمَنْ يَعْمَلْ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ. يعمل : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يعمل..» صلة الموصول لا
محل لها وأفرد الفعل «يعمل» والضمائر بعده على لفظ «من».
(مِنَ الصَّالِحاتِ) : جار ومجرور متعلق بمفعول «يعمل» بمعنى : يعمل صالحا
من الصالحات أو تكون «من» تبعيضية وحذف مفعول «يعمل» لدلالة «من» التبعيضية عليه
وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر من.
(وَهُوَ مُؤْمِنٌ) : الواو اعتراضية والجملة الاسمية لا محل لها لأنها
جملة اعتراضية اعترضت بين فعل الشرط وجوابه. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الفتح في محل رفع مبتدأ. مؤمن : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة.
(فَلا كُفْرانَ
لِسَعْيِهِ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء مسبوقة بنفي في
محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. لا : نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». كفران : اسم «لا»
مبني على الفتح في محل نصب بمعنى فلا جحد. وخبر «لا» محذوف وجوبا. لسعيه : جار
ومجرور متعلق بخبر «لا» والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل
جر بالإضافة.
(وَإِنَّا لَهُ
كاتِبُونَ) : الواو استئنافية. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و
«نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مدغم بنون «إنّ» مبني على السكون في محل
نصب اسم «إنّ». له : جار ومجرور متعلق بخبر «إنّ». كاتبون : خبر «إنّ» مرفوع
بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.
(وَحَرامٌ عَلى
قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ)
(٩٥)
(وَحَرامٌ عَلى
قَرْيَةٍ) : الواو استئنافية. حرام : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة.
على قرية : جار ومجرور متعلق بحرام.
(أَهْلَكْناها) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لقرية بمعنى
عزمنا على إهلاكها أو قدرنا وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد
المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني
على السكون في محل نصب مفعول به.
(أَنَّهُمْ لا
يَرْجِعُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ» لا : نافية لا عمل لها. يرجعون : فعل مضارع
مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
والجملة الفعلية «لا يرجعون» في محل رفع خبر «أنّ» و «أنّ» وما في حيزها من اسمها
وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع خبر المبتدأ «حرام» بمعنى عودتهم إلى الحياة مرة
أخرى أو بمعنى لأنهم لا يرجعون.
(حَتَّى إِذا فُتِحَتْ
يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)
(٩٦)
(حَتَّى إِذا) : حرف غاية وابتداء متعلق بحرام وهو غاية له. إذا : ظرف
لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط والجملة الفعلية
بعده «فتحت يأجوج..» في محل جر بالإضافة.
(فُتِحَتْ يَأْجُوجُ
وَمَأْجُوجُ) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث
الساكنة لا محل لها. يأجوج : نائب فاعل مرفوع بالضمة. وهو ممنوع من الصرف ولهذا لم
ينون آخره لأنه اسم قبيلة ولأنه جاء مهموزا. ومأجوج : معطوف بالواو على «يأجوج»
ويعرب إعرابه.
(وَهُمْ مِنْ كُلِ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال ويجوز أن
تكون الواو اعتراضية فتكون الجملة الاسمية اعتراضية لا محل لها. هم : ضمير منفصل ـ
ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. من كل : جار ومجرور متعلق بخبر
«هم» أي «بينسلون».
(حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
ينسلون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون
لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : وهم من كل
ارتفاع في الأرض يسرعون وجواب «إذا» هو «فإذا هي شاخصة..» في الآية التالية.
(وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ
الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ
كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ)
(٩٧)
(وَاقْتَرَبَ
الْوَعْدُ الْحَقُ) : الواو عاطفة. اقترب : فعل ماض مبني على الفتح. الوعد
: فاعل مرفوع بالضمة. الحق : صفة ـ نعت ـ للوعد مرفوع مثله بالضمة بمعنى : واقترب
يوم القيامة.
(فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ
أَبْصارُ) : الجملة جواب شرط غير جازم «إذا» في الآية الكريمة
السابقة لا محل لها الفاء واقعة في جواب الشرط للتأكيد أي تأكيد جواب الشرط. إذا :
حرف فجاءة ـ فجائية ـ لا محل لها أو هي سادة مسدّ الفاء في جواب الشرط. هي : ضمير
مبهم ـ ضمير التأنيث ـ توضحه الأبصار مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. شاخصة :
خبر «هي» مرفوع بالضمة المنونة. أبصار : فاعل لاسم الفاعل «شاخصة» مرفوع بالضمة
وهو مضاف بمعنى : مفتوحة لا تطرف من الحيرة.
(الَّذِينَ كَفَرُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. كفروا
: الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو
الجماعة ـ الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(يا وَيْلَنا) : أداة نداء. ويل : منادى مضاف منصوب وعلامة نصب الفتحة
و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الندائية في
محل نصب مفعول به بتقدير : يقولون يا ويلنا أي يا هلاكنا. والجملة الفعلية «يقولون»
في محل نصب حال من «الذين كفروا».
(قَدْ كُنَّا) : حرف تحقيق. كنا : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».
(فِي غَفْلَةٍ مِنْ
هذا) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» بمعنى :
غافلين عن هذا. من : حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بمن.
والجار والمجرور متعلق بغفلة.
(بَلْ كُنَّا
ظالِمِينَ) : حرف إضراب لا عمل له للاستئناف. كنا : أعربت. ظالمين
: خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين
المفرد وحركته.
(إِنَّكُمْ وَما
تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ)
(٩٨)
(إِنَّكُمْ وَما
تَعْبُدُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ» والميم علامة جمع الذكور والمخاطبون
هم الوثنيون. الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب لأنه معطوف
على منصوب وهو ضمير المخاطبين في «إنكم». تعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون
لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «تعبدون»
صلة الموصول لا محل لها.
(مِنْ دُونِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بحال من الاسم الموصول «ما» التقدير
: حال كونهم من غير الله و «من» بيانية. الله لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم
بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.
(حَصَبُ جَهَنَّمَ) : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة. جهنم : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للمعرفة
والتأنيث وهي من أسماء النار.
(أَنْتُمْ لَها
وارِدُونَ) : الجملة الاسمية في محل نصب حال من «جهنم». أنتم :
ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لها : جار
ومجرور متعلق بخبر «أنتم». واردون : خبر «أنتم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى ترمون في النار.
** (وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا
إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة
والثمانين.. التقدير والمعنى : وأدخلناهم في أهل رحمتنا إنّهم من عبادنا الصالحين
أي من جماعة عبادنا الأنبياء الطائعين.. فحذف المضاف «أهل» وحل المضاف إليه «رحمتنا»
محله.. كما حذف الموصوف «عبادنا» وأقيمت الصفة «الصالحين» مقامه.
** (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السابعة
والثمانين التقدير والمعنى : واذكر يا محمد قصة ذي النون أي صاحب الحوت وهو يونس
بن متى أرسله الله تعالى إلى أهل نينوى من أرض الموصل حيث ترك أو هاجر لقومه دون
إذن من الله سبحانه أو ذهب ضجرا من شدة عنادهم أي عناد قومه وتماديهم في كفرهم
وبعد حذف المفعول به المضاف «قصة» أقيم المضاف إليه «ذي» مقامه فانتصب انتصابه
بالألف «ذا».
** (فَنادى فِي الظُّلُماتِ) : أي فدعا ربّه فحذف مفعول «نادى» اختصارا لأن ما بعده
دال عليه أو هو معلوم من السياق.. و «في الظلمات» هي الظلمة الشديدة أي بطن الحوت
أو هي ظلمات بطن الحوت والبحر والليل بعد أن ابتلعه ـ التقمه ـ الحوت عقوبة من
الله له. وقيل : في ظلمات الليل والبحر وبطن الحوت وبعد حذف المضاف «بطن الحوت»
عوض المضاف «ظلمات» عن المضاف إليه المحذوف بالألف واللام وبعد أن نجاه سبحانه من
هذا الغم ـ الكرب العظيم ـ قذفه الحوت إلى الساحل بعد أربع ساعات.
** (إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي
الْخَيْراتِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التسعين.
المعنى :
يسارعون إلى فعل الخيرات أو وجوه الخيرات أي الطاعات فحذف المضاف «فعل» وحل المضاف
إليه محلّه.
** (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الحادية
والتسعين.. المعنى : واذكر أيضا قصة مريم بنت عمران التي حفظت فرجها من الرجال أو
من الحلال والحرام وبعد حذف مفعول الفعل المقدر وهو «قصة» أي المضاف والمضاف إليه «مريم»
اختصارا لأنه لا يلتبس أقيمت الصفة الاسم الموصول «التي» مقام الموصوف «مريم».
** (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً
واحِدَةً) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثانية
والتسعين و «أمة» الثانية حال مؤكدة محذوفة العامل الذي يدل عليه ما يرمز إليه اسم
الإشارة بمعنى : ملّتكم التي يشار إليها ملّة واحدة غير مختلفة لأن الله وحّد
بينها في الدين ومن هذا القول الكريم استمدّ الشاعر :
عجب لتلك
قضيّتي وإقامتي
|
|
فيكم على تلك
القضية أعجب
|
وروي «قضية
وإقامتي ومحلها النصب على الحالية من اسم الإشارة. وجاز الابتداء بالنكرة «عجب»
لأنها دلت على معنى التعجب لأنها في معنى الفعل إذ تدل على ما يدل عليه الفعل «أعجب»
وشأنها في ذلك شأن «ما» في قولهم : ما أحسن زيدا! مع كونها نكرة يجوز وقوعها مبتدأ
لدلالتها على معنى التعجب. أما «العجب» فمعناه : الزهو والكبر. قال الشاعر :
إذا المرء لم
يدر ما أمكنه
|
|
ولم يأت من
أمره أزينه
|
وأعجبه العجب
فاقتاده
|
|
وتاه به
التيه فاستحسنه
|
فدعه فقد ساء
تدبيره
|
|
سيضحك يوما
ويبكي سنه
|
** (وَتَقَطَّعُوا
أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة
والتسعين. المعنى : أما الذين تفرقوا في الدين فقد مزّقوا أمرهم أي جعلوا أمرهم
قطعا موزعة بينهم.. وهذا كناية عن أنهم اختلفوا. وأصله : وتقطعتم.. على المخاطبة
إلّا أنه انتقل بالكلام إلى الغيبة. ونوّن آخر «كل» لانقطاعه عن الإضافة أي بعد
حذف المضاف إليه وهو ضمير الغائبين «هم» لأن التقدير : كلهم.. أو يكون «فرقة» على
تقدير : كل فرقة من هذه الفرق المختلفة.
** (وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الرابعة
والتسعين وفيه حذف مفعول اسم الفاعل «كاتبون» المعنى والتقدير : كاتبون أعماله في
صحيفته أي نثبتها فلا يضيع من حقه شيء.
** (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها
أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة
والتسعين.. المعنى : وممتنع على أهل قرية أهلكناهم بسبب ذنوبهم.. أنّث الضمير «ها»
على لفظ «قرية» وذكر في «أنّهم لا يرجعون» على معنى «الأهل» لأن التقدير : أهل
قرية بدليل قوله «أنّهم لا يرجعون» فحذف المضاف «أهل» وناب عنه المضاف إليه «قرية»
واستعير الحرام للممتنع وجوده.. لأن المعنى : عودتهم إلى الحياة مرة أخرى أي لأنهم
لا يرجعون.
** (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ
وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة
والتسعين المعنى ويستمر عدم رجوعهم إلى قيام الساعة وظهور علاماتها من فتح سد يأجوج
ومأجوج وهما قبائل همجية وهم من كل نشز من الأرض يسرعون ومنع الاسمان «يأجوج
ومأجوج» من الصرف لأنهما اسما قبيلة ولأنهما جاءا مهموزين.. والتقدير : حتى إذا
فتح سدهما.. وحذف المضاف «سد» وأقيم المضاف إليه «يأجوج» مقامه ولهذا أنّث الفعل
«فتحت» على معنى «يأجوج» وهو اسم قبيلة.. ويقال : نسل الذئب ينسل ـ نسلانا : بمعنى
أسرع. و «يأجوج ومأجوج : اسمان أعجميان. وقيل : يأجوج من الترك.. ومأجوج : من
الجبل والديلم.. وقيل : هما من ولد يافث بن نوح.. وقيل هما قبيلتان من جنس الإنس..
وقيل : الناس عشرة أجزاء تسعة منها : يأجوج ومأجوج.
** (قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) : ورد هذا القول في الآية الكريمة السابعة والتسعين على
لسان الكافرين.. أي قد كنّا غافلين عن هذا اليوم بل كنّا ظالمين أنفسنا بتكذيب
الرسل وإنكار يوم الحساب فحذف اختصارا الاسم المشار إليه «اليوم» البدل من اسم
الإشارة كما حذف اسم الفاعلين «ظالمين» وهو أنفسنا.
(لَوْ كانَ هؤُلاءِ
آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ)
(٩٩)
(لَوْ كانَ هؤُلاءِ) : حرف شرط غير جازم. كان : فعل ماض ناقص مبني على
الفتح. هؤلاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع اسم «كان».
(آلِهَةً ما وَرَدُوها) : خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة. ما : نافية لا عمل
لها. وردوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : ما أدخلوها
أي ما أدخلوا إلى جهنم. والجملة الفعلية «ما وردوها» جواب شرط غير جازم لا محل
لها. (وَكُلٌّ فِيها
خالِدُونَ) : الواو استئنافية. كل : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة
لانقطاعه عن الإضافة وأل التعريف. فيها : جار ومجرور متعلق بالخبر.
(خالِدُونَ) : خبر «كل» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض
من تنوين الاسم المفرد وحركته بمعنى : مخلدون في جهنم.
(لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ
وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ)
(١٠٠)
(لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ) : اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون
في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. فيها : جار ومجرور
متعلق بحال من «زفير» لأنه متعلق بصفة له قدمت عليه. زفير : مبتدأ مؤخر مرفوع
بالضمة المنونة بمعنى : لهم في جهنم تنفس شديد.
(وَهُمْ فِيها لا
يَسْمَعُونَ) : الواو عاطفة. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين مبني
على السكون في محل رفع مبتدأ. فيها : جار ومجرور متعلق بيسمعون. لا : نافية لا عمل
لها. يسمعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «لا يسمعون» في محل رفع خبر «هم» بمعنى وهم
صمّ من شدة العذاب.
(إِنَّ الَّذِينَ
سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ)
(١٠١)
(إِنَّ الَّذِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني
على الفتح في محل نصب اسم «إنّ».
(سَبَقَتْ لَهُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة
لا محل لها. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام
والجار والمجرور متعلق بسبقت.
(مِنَّا الْحُسْنى) : حرف جر و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في
محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال من «الحسنى». الحسنى : فاعل مرفوع بالضمة
المقدرة على الألف المقصورة للتعذر. والجملة الفعلية «سبقت لهم منا الحسنى» صلة
الموصول لا محل لها.
(أُولئِكَ عَنْها
مُبْعَدُونَ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إنّ». أولاء : اسم
إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف حرف خطاب. عنها : جار ومجرور متعلق
بخبر «أولئك». مبعدون : خبر «أولئك» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض
من التنوين والحركة في الاسم المفرد.
(لا يَسْمَعُونَ
حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ)
(١٠٢)
(لا يَسْمَعُونَ
حَسِيسَها) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان لأولئك. لا :
نافية لا عمل لها. يسمعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. حسيس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها»
ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. بمعنى : لا يسمعون صوتها الخفي أي
لا يحسون بصوت النار. و «الحسيس» هو صوت يحسّ به.
(وَهُمْ فِي مَا
اشْتَهَتْ) : الواو عاطفة. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل رفع مبتدأ. في : حرف جر ما : اسم موصول مبني على السكون في محل
جر بفي والجار والمجرور متعلق بخبر «هم». اشتهى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر
للتعذر على الألف المقصورة المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بتاء التأنيث
الساكنة وتاء التأنيث لا محل لها والجملة الفعلية «اشتهت أنفسهم» صلة الموصول لا
محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلّا لأنه مفعول به.
التقدير : في ما اشتهته أنفسهم.
(أَنْفُسُهُمْ
خالِدُونَ) : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ
مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. خالدون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع
مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته أي مخلّدون.
(لا يَحْزُنُهُمُ
الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي
كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)
(١٠٣)
(لا يَحْزُنُهُمُ
الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثالث للمبتدإ «أولئك..»
في الآية الكريمة الأولى بعد المائة. لا : نافية لا عمل لها. يحزن : فعل مضارع
مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب
مفعول به مقدم حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الفزع : فاعل مرفوع بالضمة.
الأكبر : صفة ـ نعت ـ للفزع مرفوع مثله بالضمة.
(وَتَتَلَقَّاهُمُ
الْمَلائِكَةُ) : الواو عاطفة. تتلقى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة
على الألف للتعذر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب
مفعول به مقدم وحرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الملائكة : فاعل مرفوع بالضمة
بمعنى : وتتلقاهم الملائكة مهنئين على أبواب الجنة قائلين لهم أو يقولون لهم : هذا
وقت ثوابكم قد حلّ والجملة الفعلية المحذوفة المقدرة «يقولون لهم» في محل نصب حال
من الملائكة. والجملة الاسمية «هذا يومكم» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(هذا يَوْمُكُمُ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يومكم :
خبر «هذا» مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل
جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(الَّذِي كُنْتُمْ
تُوعَدُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ـ نعت ـ لليوم
وقد حرك آخر «يومكم» بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ كنتم : فعل ماض ناقص مبني
على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل
رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «كنتم توعدون» صلة الموصول
لا محل لها بمعنى هذا يومكم الذي وعدكم ربكم أي الذي وعدتم به في الدنيا لنيل
الجزاء الحسن. توعدون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مبني
للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى : توعدون به فحذف الجار
اختصارا.
(يَوْمَ نَطْوِي
السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ
وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ)
(١٠٤)
(يَوْمَ نَطْوِي
السَّماءَ) : مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره : اذكر وعلامة نصبه
الفتحة وهو مضاف. نطوي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. السماء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
والجملة الفعلية «نطوي السماء» في محل جر مضاف إليه.
(كَطَيِّ السِّجِلِّ
لِلْكُتُبِ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب
نائب عن المفعول المطلق ـ المصدر ـ أو صفة ـ نعت ـ له. بتقدير : نطويها طيا مثل طي
السجل. طيّ : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. للكتب : جار ومجرور
متعلق بطيّ.. على تأويل فعله أمّا. السجل : فهو مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة
وعلامة جره الكسرة بمعنى : كطيّ الدفتر على ما حواه..
(كَما بَدَأْنا) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب
مفعول به بفعل محذوف يفسره ما بعده أي نعيده.. التقدير : نعيد مثل الذي بدأنا.. ما
: اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. بدأنا : الجملة الفعلية صلة
الموصول «ما» لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع
و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والعائد ـ الراجع ـ إلى
الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : كما
بدأناها.
(أَوَّلَ خَلْقٍ
نُعِيدُهُ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
ببدأنا وهو مضاف. أو يكون حالا من ضمير الغائب الساقط لفظا والثابت معنى أي الضمير
ـ الهاء ـ في «بدأناه». خلق : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. نعيده : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في
محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «نعيده» في محل جر صفة ـ نعت ـ لخلق على اللفظ
لأنه مفرد نكرة.. وفي محل نصب حال على المعنى أي أول الخلق بمعنى أول الخلائق لأن
الخلق مصدر.
(وَعْداً عَلَيْنا) : مصدر مؤكد ـ مفعول مطلق ـ لأن قوله «نعيده» بمعنى «عدة
ـ أي وعد ـ للإعادة.. التقدير : وعد وعدا». منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. على
: حرف جر و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بعلى
والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «وعدا».
(إِنَّا كُنَّا
فاعِلِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغم بنون «إنّ»
ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». كنا :
الجملة الفعلية مع خبرها في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».
فاعلين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مذكر سالم والنون عوض من تنوين
المفرد وحركته بمعنى : وعدناهم بذلك وعدا علينا إنجازه والوفاء به وهو الإعادة
وعلى هذا التفسير والمعنى يكون الجار والمجرور «علينا» في محل رفع متعلقا بخبر
مقدم وحذف المبتدأ المؤخر «إنجازه» أو «الوفاء به» وتكون الجملة الاسمية «علينا
إنجازه» في محل نصب صفة للموصوف المصدر «وعدا».
(وَلَقَدْ كَتَبْنا
فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ
الصَّالِحُونَ)
(١٠٥)
(وَلَقَدْ كَتَبْنا
فِي الزَّبُورِ) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف
تحقيق. كتب : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد
المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. في الزبور : جار
ومجرور متعلق بكتبنا بمعنى : ولقد كتبنا في الكتاب المنزل على داود.
(مِنْ بَعْدِ
الذِّكْرِ) : جار ومجرور متعلق بكتبنا أو يكون متعلقا بحال محذوف
من «الزبور» الذكر : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة أي من بعد
التوراة أو اسم جنس ما أنزل على الأنبياء من الكتب.. و «الذكر» : أم الكتاب يعني
اللوح المحفوظ.
(أَنَّ الْأَرْضَ
يَرِثُها) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الأرض : اسم «أنّ» منصوب
وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «يرثها عبادي..» في محل رفع خبر «أنّ». يرث :
فعل مضارع مرفوع بالضمة.. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به
مقدم.
(عِبادِيَ
الصَّالِحُونَ) : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من
ظهورها حركة الكسرة المأتيّ بها من أجل الياء والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد
المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة وفتحت لالتقاء الساكنين. الصالحون :
صفة ـ نعت ـ لعبادي مرفوع مثله وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض
عن التنوين والحركة في الاسم المفرد والجملة المؤولة من «أنّ» وما في حيزها من
اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به لكتبنا.. ويجوز أن تكون جملة
تفسيرية لا محل لها من الإعراب.
** (لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها
وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة
والتسعين والإشارة إلى الأصنام المعبودين ونحوها بمعنى : لو كان هؤلاء الأصنام
آلهة ما أدخلوا إلى جهنم فحذفت الصفة أو البدل «الأصنام» اختصارا لأن ما قبله دال
عليه.
** (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا
يَسْمَعُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة المائة.. المعنى
: لهم في جهنم أنين وتنفس طويل شديد لا يسمعون شيئا أي صمّ لشدة غليان جهنم فحذف
مفعول «يسمعون» اختصارا وهو «شيئا» يقال : زفر ـ يزفر ـ زفيرا.. بكسر فاء المضارع
أي أخرج نفسه مع مدّه إيّاه.. وزفرت النار : أي سمع صوت توقدها.
** (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا
الْحُسْنى) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الأولى بعد
المائة. المعنى.. الخصلة أو المنزلة الحسنى وهي السعادة أو الجنة فحذف الموصوف «الخصلة..
المنزلة» وحلّت الصفة «الحسنى» محلها.
** سبب نزول
الآية : قال ابن عباس : لما نزلت الآية : (إِنَّكُمْ وَما
تَعْبُدُونَ..) قال ابن الزبعري : عبد الشمس والقمر والملائكة وعزيز
فكل هؤلاء في النار مع آلهتنا. فنزلت الآية : (إِنَّ الَّذِينَ
سَبَقَتْ..) أي إنّ هؤلاء مبعدون عن جهنم فهم السعداء بسبب إيمانهم
الحق وإحسان طاعتهم لعملهم بعمل أهل الجنة ولأن كلمة «ما» في «وما تعبدون» لا تشمل
العقلاء.
** (إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الرابعة بعد
المائة وحذف مفعول «فاعلين» اختصارا أي فاعلين ذلك بمعنى إنّا كنّا قادرين على أن
نفعل ذلك أي ما وعدناكم به.
** (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ
بَعْدِ الذِّكْرِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة بعد
المائة.. المعنى : ولقد كتبنا في الزبور المنزل على داود من بعد التوراة. و «الزبور»
هو كتاب داود.. وكل كتاب يسمّى زبورا.. مأخوذ من زبرت الكتاب ـ أزبره ـ زبرا..
بمعنى كتبته والفعل من باب «قتل» وهو فعول بمعنى مفعول.. مثل «رسول» بمعنى «مرسل»
وجمعه : زبر بضم الياء والزاي. و «الزبر» بفتح الزاي وسكون الباء هو الكتابة.
** (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ
الصَّالِحُونَ) : قيل : المعنى : ولقد كتبنا في كتاب داود المنزل عليه
من بعد التوراة أو من بعد اللوح المحفوظ أنّ الأرض المقدسة يرثها محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأمته لعمارتها والقيام بخلافة الله فيها.. وسمّى الله تعالى محمدا وأمته
بعباده الصالحين..
** (إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ
عابِدِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة بعد
المائة.. والإشارة إلى المذكور في هذه السورة من الأخبار والوعد والوعيد والمواعظ
البالغة.. و «البلاغ» هو الكفاية وما تبلغ به البغية.. وحذف مفعول «عابدين»
اختصارا لأنه معلوم أي عابدين الله الحق لا عابدين لأهوائهم.. كما حذف النعت أو
البدل المشار إليه اختصارا أي إنّ في هذا القرآن.. أو المذكور من الأخبار.
(إِنَّ فِي هذا
لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ)
(١٠٦)
(إِنَّ فِي هذا
لَبَلاغاً) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في : حرف جر. هذا : اسم
إشارة مبني على السكون في محل جر بفي والجار والمجرور في محل رفع خبر «إنّ»
المقدم. اللام لام التوكيد المزحلقة. بلاغا : اسم «إنّ» المؤخر منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة.
(لِقَوْمٍ عابِدِينَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «بلاغا». عابدين :
صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوم» مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون
عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(وَما أَرْسَلْناكَ
إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ)
(١٠٧)
(وَما أَرْسَلْناكَ
إِلَّا) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. أرسل : فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على
السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل
نصب مفعول به. إلّا : أداة حصر لا عمل لها.
(رَحْمَةً
لِلْعالَمِينَ) : حال من ضمير المخاطب ـ الكاف ـ منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة. للعالمين : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رحمة» وعلامة جر
الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : مهداة
للعالمين أي الإنس والجن.
(قُلْ إِنَّما يُوحى
إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(١٠٨)
(قُلْ إِنَّما يُوحى
إِلَيَ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره أنت وحذفت الواو ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين أي قل لهم
يا محمد والجملة بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي بتأويل مصدر من «إنّ»
مع اسمها وخبرها. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «ما» اسم موصول مبني على
السكون في محل نصب اسم «إنّ». يوحى : الجملة الفعلية وما بعدها صلة الموصول لا محل
لها.. وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. المقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر والجار والمجرور «إليّ» متعلق بيوحى.
(أَنَّما إِلهُكُمْ) : كافة ومكفوفة أو أداة حصر حرف مبني على السكون لا محل
له. إلهكم : مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على
الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(إِلهٌ واحِدٌ) : خبر المبتدأ «إلهكم» مرفوع بالضمة المنونة. واحد :
توكيد لإله لتثبيت الوحدانية مرفوع مثله بالضمة المنونة. والجملة الاسمية «إلهكم
إله واحد» في محل رفع خبر «إنّ».
(فَهَلْ أَنْتُمْ
مُسْلِمُونَ) : الفاء استئنافية. هل : حرف استفهام لا محل له. أنتم :
ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. مسلمون : خبر «أنتم»
مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : فهل
أنتم مستسلمون لهذه العقيدة وتاركون ما أنتم عليه من أساطير الأولين. أو يكون «إله»
خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو فتكون الجملة الاسمية «هو إله واحد» في محل رفع خبر
المبتدأ الأول «إلهكم».
(فَإِنْ تَوَلَّوْا
فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما
تُوعَدُونَ)
(١٠٩)
(فَإِنْ تَوَلَّوْا
فَقُلْ) : الفاء استئنافية. إن : حرف شرط جازم. تولوا : فعل ماض
فعل الشرط في محل جزم بإن مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة
لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة بمعنى فإن أعرضوا. فقل : الجملة الفعلية وما بعدها جواب شرط جازم مقترن
بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط و «قل» فعل أمر مبني على السكون
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وحذفت الواو ـ أصله : قول ـ تخفيفا
ولالتقاء الساكنين. أي فقل لهم.
(آذَنْتُكُمْ عَلى
سَواءٍ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم
ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على
الضم في محل نصب مفعول به
والميم علامة جمع الذكور. على سواء : جار ومجرور في محل نصب حال من ضميري «آذنتكم»
التقدير والمعنى قد أعلمتكم مستوين أنا وأنتم في الإعلام به أو أنا وأنتم في علم
ما أعلمتكم.
(وَإِنْ أَدْرِي) : الواو استئنافية. إن : مخففة مهملة نافية بمعنى «ما».
أدري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنا.
(أَقَرِيبٌ أَمْ
بَعِيدٌ) : الهمزة حرف استفهام لا محل له. قريب : خبر مقدم مرفوع
بالضمة المنونة. أم : حرف عطف ـ أم المتصلة ـ بعيد : معطوف على «قريب» مرفوع مثله
بالضمة المنونة أيضا.
(ما تُوعَدُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر.
توعدون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع
بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. وحذفت
صلته حرف الجر وهو العائد إلى الموصول المعنى والتقدير : ما توعدون به من غلبة
المسلمين عليكم أو ما توعدون به من العذاب والجملة الاسمية «أقريب أم بعيد ما
توعدون» في محل نصب مفعول به للفعل «أدري» ويجوز أن يعرب «قريب» مبتدأ. و «ما»
فاعل الصفة المشبهة «قريب» سدّ مسدّ الخبر.
(إِنَّهُ يَعْلَمُ
الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ)
(١١٠)
(إِنَّهُ يَعْلَمُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني
على الضم في محل نصب اسم «إنّ». يعلم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر
فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يعلم الجهر» في محل رفع خبر «إنّ».
(الْجَهْرَ مِنَ
الْقَوْلِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. من القول : جار
ومجرور متعلق بحال من «الجهر».
(وَيَعْلَمُ ما
تَكْتُمُونَ) : معطوفة بالواو على جملة «يعلم» وتعرب مثلها. ما : اسم
موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. تكتمون : الجملة الفعلية صلة الموصول
لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا
لأنه مفعول به. التقدير والمعنى : ما تكتمونه أي ما تسرّونه في صدوركم من أحقاد
على المسلمين ويجازيكم عليه.
(وَإِنْ أَدْرِي
لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ)
(١١١)
(وَإِنْ أَدْرِي
لَعَلَّهُ) : معطوف على مثيله في الآية الكريمة التاسعة بعد
المائة. لعلّ : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» مبني على الفتح والهاء ضمير متصل
مبني على الضم في محل نصب اسم «لعلّ».
(فِتْنَةٌ لَكُمْ) : خبر «لعلّ» مرفوع بالضمة المنونة. لكم : جار ومجرور
متعلق بصفة محذوفة من «فتنة» والميم علامة جمع الذكور. بمعنى لعلّ تأخير العذاب أو
تأخير هذا الموعد اختبار وامتحان لكم.
(وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) : معطوف بالواو على «فتنة» مرفوع مثله بالضمة المنونة. إلى
حين : جار ومجرور متعلق بمتاع على تأويل فعله أو بصفة محذوفة من «متاع» ونوّن آخر «حين»
لانقطاعه عن الإضافة بمعنى : أو تمتيع لكم إلى حين انتهاء هذا الموعد ليكون حجة
عليكم.
(قالَ رَبِّ احْكُمْ
بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ)
(١١٢)
(قالَ رَبِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو أي رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ربّ : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة
منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة. وأصله : يا رب.. وقد حذفت أداة
النداء تعظيما وإجلالا والياء المحذوفة اختصارا في الخط ضمير متصل مبني على السكون
في محل جر بالإضافة وبقيت الكسرة دالة عليها.
(احْكُمْ بِالْحَقِ) : فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت بمعنى اقض بيننا بالحق أو شدد عليهم حكمك.
بالحق : جار ومجرور متعلق باحكم أو بمحذوف تقديره : احكم حكما بالحق أو يكون نائبا
عن صفة لمصدر ـ مفعول مطلق محذوف.. التقدير : احكم حكما ملتبسا بالحق.
(وَرَبُّنَا
الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ) : الواو استئنافية. رب : مبتدأ مرفوع بالضمة و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الرحمن المستعان : خبران بالتتابع ـ
خبر بعد خبر ـ للمبتدإ مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة. أو يكون «الرحمن» خبر مبتدأ
محذوف تقديره : هو. والجملة الاسمية «هو الرحمن» في محل رفع خبر المبتدأ «ربنا».
(عَلى ما تَصِفُونَ) : حرف جر ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر
بعلى. والجار والمجرور متعلق باسم المفعول «المستعان» بتأويل فعله بمعنى : على ما
تصفون بأنّ الغلبة ستكون لكم. تصفون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي
فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه
مفعول به. التقدير : على ما تصفونه.. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية. فتكون «ما» وما
بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعلى.. والجار والمجرور متعلق بالمستعان.. التقدير :
المستعان على وصفكم.
* * *
سورة الحج
معنى
السورة : الحجّ ـ بفتح
الحاء ـ هو القصد للنسك ـ العبادة ـ ومناسك الحج : هي عباداته.. وقيل : مواضع
العبادات.. ومن فعل كذا فعليه نسك ـ بضم النون والسين ـ أي دم يريقه.. ومنه : نسك
: أي تزهّد وتعبّد فهو ناسك ـ اسم فاعل ـ وهم نسّاك ـ بضم النون ـ مثل «عابد
وعبّاد» ـ ويقال : حجّ ـ يحجّ ـ حجّا : بمعنى : قصد.. والفعل من باب «قتل» أو «ردّ»
فهو حاجّ ـ اسم فاعل ـ هذا أصله.. ثم قصروا استعماله في الشرع على قصد الكعبة
المشرّفة للحج أو العمرة.. ومنه قيل : ما حجّ ولكن دجّ. فالحج : هو القصد للنسك..
والدجّ : هو القصد للتجارة. والاسم : هو الحجّ ـ بكسر الحاء ـ أمّا «العمرة» فهي
الحج الأصغر.. مأخوذة من «الاعتمار» وهو الزيارة. وسمّي شهر «الحجّ» بشهر «ذي
الحجة» و «الحجة» بكسر الحاء : اسم المرة على غير قياس لأن الأصل بفتح الحاء.. هذا
ما قاله «ثعلب» ولم يسمع من العرب. واسم الفاعل : الحاجّ.. وجمعه : حجّاج وحجيج..
وأمّا «الحجة» بضم الحاء فهي الدليل والبرهان وتجمع على «حجج» ومنه القول : حاجّه
: أي غلبه في الحجّة.. ويقال : هذا رجل حاجّ بيت الله الحرام : بمعنى : قاصد مكّة
للعبادة وهو حجّ بيت الله الطاهر وكلمة «الحج» مع الفعل وردت كثيرا في كتاب الله
الكريم.
تسمية
السورة : سمّيت إحدى
سور القرآن الكريم بهذه التسمية وفيها الآية السابعة والعشرون : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ
يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) صدق الله العظيم. أي وناد في الناس بالدعوة إلى الحج يا
أيها الناس : كتب عليكم الحج إلى البيت فأجيبوا ربكم.. لبّيك اللهمّ لبّيك يأتوك
مشاة وراكبين على كل بعير مضمر أي خفيف اللحم من كثرة السير تأتي هذه الإبل
الضوامر بالركبان من كل طريق بعيد.
فضل
قراءة السورة : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «الحج» أعطي من الأجر كحجة حجّها وعمرة اعتمرها بعدد من
حجّ واعتمر فيها مضى وفيما بقي» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
إعراب آياتها
(يا أَيُّهَا النَّاسُ
اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ)
(١)
(يا أَيُّهَا النَّاسُ) : أداة نداء. أيّ : منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها»
للتنبيه. الناس : صفة ـ نعت ـ أو بدل من «أيّ» مرفوع على لفظ «أيّ» لا موضعها
وعلامة رفعه الضمة.
(اتَّقُوا رَبَّكُمْ) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال
الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : خافوا : ربكم :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على
الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(إِنَّ زَلْزَلَةَ
السَّاعَةِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل. زلزلة
: اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الساعة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة
جره الكسرة.
(شَيْءٌ عَظِيمٌ) : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة المنونة. عظيم : صفة ـ نعت ـ لشيء
مرفوع مثله بالضمة المنونة أي هائل.
(يَوْمَ تَرَوْنَها
تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها
وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ)
(٢)
(يَوْمَ تَرَوْنَها) : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة
نصبه الفتحة متعلق بتذهل وهو مضاف. ترون : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة
لوقوعها بعد الظرف وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ها» ضمير
متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى يوم
تشهدون زلزلة الساعة.
(تَذْهَلُ كُلُّ
مُرْضِعَةٍ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة. كل : فاعل مرفوع بالضمة.
مرضعة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : تنسى أو تغيب
عن رشدها أو تدهش.
(عَمَّا أَرْضَعَتْ) : أصلها : عن حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون
في محل جر بعن والجار والمجرور متعلق بتذهل. أرضعت : الجملة الفعلية صلة الموصول
لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا
واختصارا منصوب محلا. التقدير : أرضعته أي عن الذي أرضعته وهو الطفل أو تكون «ما»
مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعن. التقدير : عن إرضاعها..
أو بمعنى : تغفل عن رضيعها.
(وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ
حَمْلٍ حَمْلَها) : معطوفة بالواو على جملة «تذهل كل مرضعة» وتعرب
إعرابها. حمل : مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. حمل :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل ـ ضمير الغائبة ـ مبني على
السكون في محل جر بالإضافة أي وتسقط جنينها.
(وَتَرَى النَّاسَ
سُكارى) : الواو عاطفة. ترى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة
على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
الناس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ترى» هنا بصرية ولهذا تعدّت إلى
مفعول واحد. سكارى : حال من «الناس» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر بمعنى وتشاهد أو وتجدهم سكارى من الفزع لشدة هول ذلك اليوم.
(وَما هُمْ بِسُكارى) : الواو استئنافية. ما : نافية عند بني تميم لا عمل لها
وعاملة عمل «ليس» عند أهل الحجاز ـ وتسمى «ما» الحجازية ـ هم :
ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ على اللغة
الأولى واسم «ما» على اللغة الثانية. الباء حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. سكارى
: اسم مجرور لفظا بالباء مرفوع محلا على أنّه خبر «هم» ومنصوب محلا على أنه خبر «ما»
ولم تظهر علامات الجر والرفع والنصب على الألف للتعذر.
(وَلكِنَّ عَذابَ) : الواو استدراكية. لكن : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ».
عذاب : اسم «لكن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(اللهِ شَدِيدٌ) : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة
الجر الكسرة. شديد : خبر «لكن» مرفوع بالضمة المنونة.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ)
(٣)
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ) : الواو استئنافية. من الناس : جار ومجرور في محل رفع
متعلق بخبر مقدم. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر والجملة
الفعلية بعده «يجادل..» صلة الموصول لا محل لها.
(يُجادِلُ فِي اللهِ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو. في الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيجادل.
(بِغَيْرِ عِلْمٍ) : جار ومجرور متعلق بحال من ضمير «يجادل» علم : مضاف
إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : غير عالم أي جاهلا بغير
دليل علمي وهو يجادل في قدرة الله ووحدانيته.
(وَيَتَّبِعُ كُلَ) : معطوف بالواو على «يجادل» ويعرب إعرابه. كل : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(شَيْطانٍ مَرِيدٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
مريد : صفة لشيطان مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة. بمعنى كل شيطان عات خبيث
متمرد على الله.
(كُتِبَ عَلَيْهِ
أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ)
(٤)
(كُتِبَ عَلَيْهِ
أَنَّهُ) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. عليه : جار
ومجرور متعلق بكتب. أنّه : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير الشأن مبني على
الضم في محل نصب اسم «أنّ» والجملة الاسمية بعده مع ما في حيزها من الشرط وجوابه
في محل رفع خبر «أنّ» و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع نائب فاعل
للفعل «كتب».
(مَنْ تَوَلَّاهُ) : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. تولاه
: فعل ماض فعل الشرط في محل جزم بمن مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الضم في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «تولاه» صلة الموصول «من» لا محل
لها وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من».
(فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ
وَيَهْدِيهِ) : الفاء عاطفة. أنّه : معطوف على «أنّه» الأول.. وكرر
للتأكيد ويعرب مثله.. والجملة الفعلية «يضلّه» لم يجزم فعلها لفصله عن الشرط وهي
أي يضلّه : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو
والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. وبما أن
الفاء في «فأنّه» عاطفة وليست واقعة أو رابطة لجواب الشرط فإنّ جملة «يضله» جواب
شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها لأن المعنى أصبح : من تولّاه يضله. ويهديه :
معطوفة بالواو على جملة «يضله» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل الضمة المقدرة على
الياء للثقل.
(إِلى عَذابِ
السَّعِيرِ) : جار ومجرور بمقام المفعول به الثاني لأن الفعل «يهدي»
معدّى بإلى. السعير : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.. أي النار
المتوهجة.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ
مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ
مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ
مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ
مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا
يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا
أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ
بَهِيجٍ)
(٥)
(يا أَيُّهَا النَّاسُ) : أداة نداء. أي : منادى مبني على الضم في محل نصب. و «ها»
زائدة للتنبيه. الناس : عطف بيان من «أيّ» مرفوع بالضمة يتبعه على اللفظ لا المحل ـ
الموقع ـ.
(إِنْ كُنْتُمْ) : حرف شرط جازم. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور بمعنى إن
كنتم في شك.
(فِي رَيْبٍ مِنَ
الْبَعْثِ) : جار ومجرور متعلق بخبر «كان» من البعث : جار ومجرور
متعلق بصفة محذوفة من «ريب».
(فَإِنَّا
خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء
واقعة في جواب الشرط. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير
الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». خلقناكم : الجملة الفعلية
في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و
«نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. من تراب
: جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ضمير المخاطبين ـ الكاف في «خلقناكم».
(ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) : حرف عطف للترتيب والتراخي. من نطفة : جار ومجرور يعرب
إعراب «من تراب» أي فاستحال إلى نطفة.. وهي الماء الدافق.
(ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ
ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ) : تعرب إعراب «ثم من نطفة» أي فاستحالت إلى قطعة جامدة
من الدم.. فقطعة من اللحم قدر المضغة ـ أي اللقمة.
(مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ
مُخَلَّقَةٍ) : صفة ـ نعت ـ لمضغة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة
المنونة. الواو عاطفة. غير : معطوفة على «مخلقة» وتعرب مثلها. مخلّقة : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : من مضغة مسواة لا عيب فيها أو
معيبة.
(لِنُبَيِّنَ لَكُمْ) : اللام حرف جر للتعليل. نبين : فعل مضارع منصوب بأن
مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.
لكم : جار ومجرور متعلق بنبين والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «نبيّن..
وما بعدها» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل
جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بخلقناكم.
(وَنُقِرُّ فِي
الْأَرْحامِ) : الواو استئنافية. نقر : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. في الأرحام : جار ومجرور متعلق بنقر
بمعنى ونضع في الأرحام.
(ما نَشاءُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. نشاء
: تعرب إعراب «نقر» والجملة الفعلية «نشاء» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير :
ما نشاؤه. أو ما نشاء إقراره أي وضعه.
(إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) : جار ومجرور متعلق بنشاء. مسمّى : صفة ـ نعت ـ لأجل
مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المقدرة للتعذر على آخره ـ الألف المقصورة قبل
تنوينها ونوّنت لأنها اسم مقصور نكرة خماسي.
(ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ
طِفْلاً) : حرف عطف. نخرج : معطوفة على «نقر» وتعرب إعرابها و «كم»
أعرب في «خلقناكم» طفلا : حال من ضمير المخاطبين ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى
: أطفالا أي نخرجكم من بطون
أمهاتكم بمعنى نخرج من كل منكم طفلا وأجريت اللفظة على تأويل كل واحد منكم
طفلا أو لأنه اسم جنس يكون الواحد والجمع على السواء أي تكون اللفظة واحدة وجمعا.
(ثُمَّ لِتَبْلُغُوا
أَشُدَّكُمْ) : حرف عطف. اللام حرف جر للتعليل. تبلغوا : فعل مضارع
منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «تبلغوا» صلة حرف مصدري لا
محل لها و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور
متعلق بمحذوف تقديره : ثم نرعاكم لتبلغوا. أشد : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة
والميم علامة جمع الذكور بمعنى غاية نموكم والأشد هو كمال القوة والعقل.
(وَمِنْكُمْ مَنْ
يُتَوَفَّى) : الواو استئنافية. منكم : جار ومجرور في محل رفع متعلق
بخبر مقدم والميم علامة جمع الذكور. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع
مبتدأ مؤخر. يتوفى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مبني
للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو.
(وَمِنْكُمْ مَنْ
يُرَدُّ) : الجملة الاسمية معطوفة بالواو على جملة «منكم من
يتوفّى» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الفعل «يردّ» الضمة الظاهرة بمعنى : من يوصل..
(إِلى أَرْذَلِ
الْعُمُرِ) : جار ومجرور متعلق بيرد. العمر : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : ومنكم من يردّ أي يوصل إلى أردأ العمر وهو
الهرم والخرف أي يعود كهيئته الأولى.
(لِكَيْلا يَعْلَمَ) : اللام حرف جر للتعليل. كي : حرف مصدري ونصب. لا :
نافية لا عمل لها. يعلم : فعل مضارع منصوب بكي وعلامة نصبه
الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية «لا يعلم..
وما بعدها» صلة حرف مصدري لا محل لها و «كي» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر
باللام والجار والمجرور متعلق بيردّ.
(مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ
شَيْئاً) : جار ومجرور متعلق بيعلم. علم : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. شيئا : نائب عن المصدر ـ المفعول المطلق ـ المحذوف
أو صفة له. التقدير والمعنى : علما شيئا أو يكون «شيئا» مفعولا به منصوبا بيعلم
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : يعود إلى أوان طفولته ضعيف البنية قليل الفهم
سخيف العقل.
(وَتَرَى الْأَرْضَ
هامِدَةً) : الواو استئنافية. ترى : فعل مضارع مرفوع بالضمة
المقدرة على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. هامدة : حال من «الأرض» منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة بمعنى : خامدة يابسة ميتة.
(فَإِذا أَنْزَلْنا
عَلَيْهَا) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان
خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة ـ أنزل : فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في
محل رفع فاعل. عليها : جار ومجرور متعلق بأنزلنا.
(الْماءَ اهْتَزَّتْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «أنزلنا
عليها الماء» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف. اهتزت : الجملة الفعلية جواب
شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها.
(وَرَبَتْ
وَأَنْبَتَتْ) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بواوي العطف على جملة «اهتزت»
وتعربان إعرابها وعلامة بناء الفعل «ربا» الفتحة المقدرة للتعذر
على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بتاء التأنيث الساكنة بمعنى
: تحركت بالنبات ونمت وانتفخت.
(مِنْ كُلِّ زَوْجٍ
بَهِيجٍ) : جار ومجرور متعلق بأنبتت. زوج : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. بهيج : صفة ـ نعت ـ لزوج مجرور مثله وعلامة
جره الكسرة المنونة بمعنى من كل صنف ممتاز.
(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ
هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
(٦)
(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ
محذوف تقديره : الحكم ذلك. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. الباء : حرف جر أن : حرف
نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «أنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب
الفتحة.. المعنى : بسبب أنّ الله هو الحق الثابت..
(هُوَ الْحَقُ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «أنّ». هو : ضمير
منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الحق : خبر «هو» مرفوع بالضمة بمعنى :
الحق الثابت الذي تتحقق به الأشياء.
(وَأَنَّهُ يُحْيِ
الْمَوْتى) : الواو عاطفة. أنّ : أعرب. والهاء ضمير متصل مبني على
الضم في محل نصب اسم «أنّ». يحيي : الجملة الفعلية مع مفعولها في محل رفع خبر «أنّ»
وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. الموتى : مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ
للتعذر.
(وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ) : أعرب. على كل : جار ومجرور متعلق بقدير. شيء : مضاف
إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. قدير : خبر «أنّ» مرفوع بالضمة
المنونة.
(وَأَنَّ السَّاعَةَ
آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ)
(٧)
(وَأَنَّ السَّاعَةَ) : الواو عاطفة. أنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الساعة
: اسم «أنّ» منصوب بالفتحة.
(آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها) : خبر «أنّ» مرفوع بالضمة المنونة. لا : نافية للجنس
تعمل عمل «إنّ» ريب : اسم «لا» النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب. فيها :
جار ومجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف وجوبا.. بمعنى : لا شك فيها وجملة «لا ريب
فيها» في محل رفع خبر ثان لأنّ ويجوز أن تكون في محل نصب حالا من «الساعة».
(وَأَنَّ اللهَ
يَبْعَثُ) : يعرب إعراب «وأنّ الساعة». يبعث : فعل مضارع مرفوع
بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «يبعث من..» في
محل رفع خبر «أنّ».
(مَنْ فِي الْقُبُورِ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في
القبور : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر.. أو هو مستقر والجملة
الفعلية «استقر في القبور» صلة الموصول لا محل لها.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ)
(٨)
هذه الآية
الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثالثة.. الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي.
هدى : معطوف على «علم» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المقدرة للتعذر على الألف
المحذوفة قبل التنوين ونونت الكلمة لأنها نكرة ثلاثي مقصور. ولا : أعرب. كتاب :
معطوف على «علم» مجرور مثله ويعرب إعرابه. منير : صفة ـ نعت ـ لكتاب.. وصفة
المجرور مجرورة مثله بمعنى : بغير علم يعتمد عليه ولا هدى يستند إليه ولا كتاب
منير يستمد منه.
(ثانِيَ عِطْفِهِ
لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ
الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ)
(٩)
(ثانِيَ عِطْفِهِ) : حال من ضمير «يجادل» منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو
مضاف. عطفه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير
متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان.
(لِيُضِلَّ عَنْ
سَبِيلِ اللهِ) : اللام حرف جر للتعليل. يضل : فعل مضارع منصوب بأن
مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. عن
سبيل : جار ومجرور متعلق بيضل. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة
الجر الكسرة. والجملة الفعلية «يضل عن سبيل الله» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن»
المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق
بيجادل بمعنى للإضلال عن دين الله.
(لَهُ فِي الدُّنْيا
خِزْيٌ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. في الدنيا :
جار ومجرور متعلق بخزي أو بحال منه لأنه متعلق بصفة له قدمت عليه وعلامة جر الاسم
الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. خزي : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة.
(وَنُذِيقُهُ يَوْمَ
الْقِيامَةِ) : الواو استئنافية. نذيقه : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الضم في محل نصب مفعول به. يوم : ظرف زمان ـ مفعول فيه ـ متعلق بنذيق منصوب
على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. القيامة : مضاف إليه مجرور بالإضافة
وعلامة جره الكسرة.
(عَذابَ الْحَرِيقِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف. الحريق
: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة أي عذاب النار.
(ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ
يَداكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ)
(١٠)
(ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ
يَداكَ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بتقدير
: نذيقه عذاب النار ونقول له ذلك.. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع
مبتدأ. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. الباء حرف جر ما : اسم موصول مبني على السكون
في محل جر بالباء بتقدير : بسبب ما.. فحذف المجرور المضاف «سبب» وأقيم المضاف إليه
«ما» مقامه. والجار والمجرور متعلق بخبر «ذلك» المحذوف بتقدير : ذلك العذاب
مستحق بسبب ما قدمته نفسك من الكفر. قدمت : الجملة الفعلية من الفعل وفاعله
صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا
محل لها. يداك : فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى وأصله : يدان ـ حذفت النون للإضافة
والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. والعائد
إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : بما
قدّمته يداك.
(وَأَنَّ اللهَ) : الواو عاطفة. أنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله
لفظ الجلالة : اسم «أنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة والجملة الفعلية بعده «ليس
بظلام..» في محل رفع خبر «أنّ».
(لَيْسَ بِظَلَّامٍ
لِلْعَبِيدِ) : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على الفتح واسمها
ضمير مستتر جوازا تقديره : هو. و «أنّ» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر
في محل جر معطوف على الاسم الموصول وصلته «بما قدمت يداك» الباء حرف جر زائد
لتأكيد النفي. ظلام : اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه خبر «ليس». للعبيد : جار
ومجرور متعلق باسم الفاعل ـ ظلام ـ.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ
أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ
هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ)
(١١)
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَعْبُدُ اللهَ) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة. الله لفظ الجلالة : مفعول
به منصوب للتعظيم بالفتحة.
(عَلى حَرْفٍ) : جار ومجرور متعلق بحال من ضمير «يعبد» بمعنى : يعبد
الله غير متمكن من الدين أو على طرف لا ثبات له فيه.
(فَإِنْ أَصابَهُ
خَيْرٌ) : الفاء استئنافية. إن : حرف شرط جازم. أصابه : فعل ماض
مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بإن والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. خير : فاعل مرفوع بالضمة.
(اطْمَأَنَّ بِهِ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل
لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. به :
جار ومجرور متعلق باطمأنّ.
(وَإِنْ أَصابَتْهُ
فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) : معطوف بالواو على ما قبله ويعرب إعرابه والتاء في «أصابته»
تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والهاء في «وجهه» ضمير الغائب في محل جر بالإضافة
بمعنى وإن أصابه ابتلاء من الله أو عذاب أو شر تشاءم من الدين فارتدّ عنه.
(خَسِرَ الدُّنْيا
وَالْآخِرَةَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو. الدنيا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
والآخرة : معطوفة بالواو على «الدنيا» وتعرب مثلها وعلامة نصب الاسم الفتحة
الظاهرة في آخره بمعنى خسر الدنيا والآخرة معا.
(ذلِكَ هُوَ
الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام
للبعد والكاف للخطاب. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ ثان.
الخسران : خبر «هو» مرفوع بالضمة. المبين : صفة ـ نعت ـ للخسران مرفوع مثله
بالضمة. والجملة الاسمية «هو الخسران المبين» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «الخسران»
بمعنى : الخسران الواضح.
(يَدْعُوا مِنْ دُونِ
اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ)
(١٢)
(يَدْعُوا مِنْ دُونِ
اللهِ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى : يعبد. من دون : جار ومجرور
متعلق بيدعو. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة.
(ما لا يَضُرُّهُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. لا :
نافية لا عمل لها. يضره : الجملة الفعلية «لا يضره» صلة
الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
(وَما لا يَنْفَعُهُ) : معطوف على «ما لا يضره» بحرف العطف الواو ويعرب
إعرابه. والجملة الفعلية «يدعو من دون الله..» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف.
التقدير والمعنى : هذا الراجع إلى الكفر يعبد من دون الله أصناما لا تضره إن ترك
عبادتها ولا تنفعه إن عبدها.
(ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ
الْبَعِيدُ) : يعرب إعراب «ذلك هو الخسران المبين» الوارد في الآية
الكريمة السابقة.
(يَدْعُوا لَمَنْ
ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ)
(١٣)
(يَدْعُوا) : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ لأن المعنى : يقول هذا الكافر يوم القيامة بدعاء وصراخ حين يرى
استضراره بالأصنام ودخوله النار بعبادتها ولا يرى الشفاعة التي ادعاها لها «لمن
ضرّه أقرب من نفعه».
(لَمَنْ ضَرُّهُ
أَقْرَبُ) : اللام لام الابتداء للتوكيد. من : اسم موصول مبني على
السكون في محل رفع مبتدأ والجملة الاسمية بعده «ضرّه أقرب..» صلة الموصول لا محل
لها. ضره : مبتدأ ثان مرفوع بالضمة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الضم في محل جر بالإضافة. أقرب : خبر «ضرّه» مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه
ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل وبوزن الفعل. والجملة الفعلية «لبئس
المولى» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «من» بمعنى : لمن ضرّه بكونه معبودا أقرب من
نفعه بكونه شفيعا لبئس المولى.
(مِنْ نَفْعِهِ) : جار ومجرور متعلق بأقرب والهاء ضمير متصل ـ ضمير
الغائب ـ في محل جر بالإضافة.
(لَبِئْسَ الْمَوْلى) : اللام زائدة للتوكيد. بئس : فعل ماض جامد لانشاء الذم
مبني على الفتح. المولى : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : الناصر أو ولي الأمر وقدرت
الضمة على ألف «المولى» للتعذر.
(وَلَبِئْسَ
الْعَشِيرُ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «بئس المولى»
وتعرب إعرابها بمعنى ولبئس الصديق أو الصاحب هو.. وحذف المخصوص بالذم لأن ما قبله
يدل عليه.
** (اتَّقُوا رَبَّكُمْ) : ورد هذا القول في الآية الكريمة الأولى.. التقدير
والمعنى : خافوا عذاب ربكم أو احذروا عقاب ربكم بإطاعته سبحانه.. فحذف المفعول به
المضاف «عذاب» وأقيم المضاف إليه «ربكم» مقامه فانتصب انتصابه.
** (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ
عَظِيمٌ) : المعنى : إنّ زلزلة القيامة شيء هائل. وقال الزمخشريّ
: ويجوز تقدير معنى آخر لها وهو : إنّ تحريك الساعة الأشياء أو تحريك الأشياء فيها
وعلى هذا المعنى لا يخلو أن تكون الساعة على تقدير الفاعل للزلزلة كأنها هي التي
تزلزل الأشياء على المجاز المحكي.. فتكون الزلزلة مصدرا مضافا إلى فاعله أو على
تقدير المفعول فيها على طريقة الاتساع في الظرف وإجرائه مجرى المفعول به.
** (يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ
مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثانية
المعنى : يوم تشهدون القيامة تغيب كل مرضعة أي تنسى أو تغيب عن رشدها أو تدهش يقال
: ذهل ـ يذهل ـ ذهولا : من باب «تعب» نحو : ذهل عن الأمر : أي تناساه عمدا وشغل
عنه وهو لغة هذيل وفي لغة أخرى من باب «قطع» أي نسيه وغفل عنه وقد يتعدى الفعل
بنفسه فيقال : ذهلته والأكثر أن يتعدى بالألف فيقال : أذهلني فلان عن الشيء. يقال
: أرضعته أمه فارتضع فهي مرضع ومرضعة أيضا. قال الفراء وجماعة : إن قصد حقيقة
الوصف بالإرضاع فهي مرضع ـ بغير هاء ـ وإن قصد مجاز الوصف بمعنى أنّها محل الإرضاع
فيما كان أو سيكون فهي مرضعة ـ بالهاء ـ وعليه قوله تعالى في الآية الكريمة
المذكورة آنفا. من ذلك يتبين أنّ المرأة التي لها ولد ترضعه هي مرضع. وإن وصفت
بإرضاع الولد فهي مرضعة.. ولهذا يقال : هذا أخي من الرضاعة. وقال الفراء : المرضعة
: هي الأم و «المرضع» هي التي معها صبي ترضعه. وقال الخليل : المرضعة : اسم فاعل
وهي الفاعلة للإرضاع. و «المرضع» وهي اسم فاعل أيضا : هي ذات الرضيع ولو قيل في
الأم : مرضع لاختصاصه بالإناث لجاز ولو قيل لغير الأم «مرضعة» لجاز أيضا.
** (وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ
اللهِ شَدِيدٌ) : المعنى : وسبب هذا السكر شدّة عذاب الله أي سبب السكر
المجازي أو تعليله. يقال : سكر ـ يسكر ـ سكرا.. من باب «تعب» فهو سكران وهي سكرى
وهم سكارى ـ بضم السين. وفتحها : لغة وفي لغة بني أسد يقال في المرأة : سكرانة و «السكر»
بضم السين وتسكين الكاف اسم منه. و «السكر» بفتح السين والكاف هو عصير العنب ـ الرطب
ـ إذا اشتدّ.. ويقال : أسكره الشراب : بمعنى : أزال عقله ويروى : ما أسكر كثيره
فقليله حرام. وعن هذا القول تحدث الفيّوميّ بإسهاب شارحا إيّاه ومبيّنا حكم الشرع
واللغة فيه ونظرا لأهميته وفائدته أدّون ما جاء في قوله : ونقل عن بعضهم
أنه أعاد الضمير على «كثيره» فيبقى المعنى على قوله فقليل الكثير حرام حتى لو شرب
قدحين ـ كأسين ـ من النبيذ مثلا ولم يسكر بهما وكان يسكر بالثالث فالثالث كثير
فقليل الثالث وهو الكثير حرام دون الأوّلين وهذا كلام منحرف عن اللسان العربي لأنه
إخبار عن الصلة دون الموصول فهو ممنوع باتفاق النحاة وقد اتفقوا على إعادة الضمير
من الجملة على المبتدأ ليربط به الخبر فيصير المعنى الذي يسكر كثيره فقليل ذلك
الذي يسكر كثيره حرام وقد صرح به في الحديث فقال كل مسكر حرام وما أسكر الفرق منه ـ
أي المكيال منه ـ فملء الكف منه حرام ولأن الفاء رابطة جواب لما في المبتدأ من
معنى الشرط والتقدير : مهما يكن من شيء يسكر كثيره فقليل ذلك الشيء حرام ونظيره :
الذي يقوم غلامه فله درهم. والمعنى : فلذلك الذي يقوم غلامه. ولو أعيد الضمير على
الغلام بقي التقدير : الذي يقوم غلامه فللغلام درهم فيكون إخبارا عن الصلة دون
الموصول فيبقى المبتدأ بلا رابط فتأمله. وفيه فساد من جهة المعنى أيضا لأنه إذا
أريد فقليل الكثير حرام يبقى مفهومه فقليل القليل غير حرام فيؤدي إلى إباحة ما لا
يسكر من الخمر وهو مخالف للإجماع.
** سبب نزول
الآية : نزلت هاتان الآيتان : الأولى والثانية ليلا في غزوة بني المصطلق.. فقرأها
رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على الناس فلم ير باكيا أكثر من تلك الليلة وأصبح الناس بين باك وجالس
حزين مفكر.
** (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي
اللهِ) : في هذا القول الكريم الوارد في بداية الآية الكريمة
الثالثة حذف المضاف «وجود» وأقيم المضاف إليه للتعظيم لفظ الجلالة مقامه لأن
التقدير : في وجود الله.
** (وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ) : ويتبع وساوس أو خطوات كل شيطان متمرد على الله عات
فحذف المفعول به المضاف «خطوات» وحلّ المضاف إليه «الشيطان» محله.
** (وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الرابعة.. و «السعير»
أي لهب النار المتوهجة يقال : سعرت النار ـ تسعر ـ سعرا.. من باب «نفع» أي اتّقدت.
ويتعدى الفعل الرباعي إلى المفعول.. نحو : أسعرتها إسعارا : بمعنى : أوقدتها
فاستعرت. وسعر الحرب أو النار : أي هيّجها وألهبها وهذا يعني أن الثلاثي يأتي
لازما ومتعديا ويأتي الفعل مبنيا للمجهول نحو : سعرت النار أو الجحيم وسعّرت ـ أي
بالتخفيف والتشديد للمبالغة.. ويأتي من الثلاثي الفعل المزيد للمعنى نفسه نحو :
استعرت النار وتسعّرت : أي توقّدت.
** (فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ
ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة..
التقدير والمعنى : فإنّا خلقنا أصلكم آدم من تراب وخلقنا ذريته من نطفة وهو ماء
الرجل القليل.. وقيل : النطفة هنا : كناية عن ماء الرجل ومن تراب.. لأن أصل النطفة
الأغذية وهي من تراب. وبعد حذف المفعول به «أصل» عدّي الفعل «خلقنا» إلى ضمير
المخاطبين في «أصلكم» أي إلى المضاف إليه فصار : خلقناكم.
** (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ) : أي لنبيّن لكم قدرتنا وحكمتنا بهذا التدريج وهو نقلناكم
من حال إلى حال ومن خلقة إلى خلقة.. فحذف مفعول «نبيّن» اختصارا لأنه معلوم وهو «قدرتنا».
** (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السادسة.
التقدير : ذلك المذكور من خلق الإنسان ومروره بهذه الأطوار.. فحذف النعت أو البدل
المشار إليه «المذكور».
** (وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي
الْقُبُورِ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة السابعة.
المعنى : يبعث الموتى الذين في القبور فحذف مفعول «يبعث» وهو «الموتى» اختصارا
لأنه معلوم.
** سبب نزول
الآية : نزلت الآية الكريمة الثامنة في أبي جهل أنذره الله بالخزي في الدنيا فقتل
يوم بدر أو في النضر بن الحارث الذي آذى النبي والمؤمنين فقتل في يوم بدر.
** (ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ
اللهِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة التاسعة
وفيه حذف مفعول «يضلّ» اختصارا لأنه معلوم. أي ليضل النّاس.. و «ثاني عطفه» بمعنى
: لاوي عنقه تكبرا أو خيلاء وإعراضا مترفعا متكبرا عن قبول الحق. و «ثني العطف»
عبارة عن الكبر والخيلاء وهو من الكنايات كتصعير الخد ولي الجيد.
** (ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة العاشرة..
المعنى : ذلك العذاب أو الخزي أي الذل والتعذيب.. فحذفت الصفة أو البدل المشار
إليه «العذاب» كما حذف في نهاية الآية الكريمة الحادية عشرة «ذلك هو الخسران
المبين» أي ذلك الخسران هو الخسران الواضح.
** (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ
عَلى حَرْفٍ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الحادية
عشرة المعنى والتقدير : على وجه واحد أو على طرف لا ثبات فيه وهو من الكنايات..
لأن المعنى : انقلب على وجهه أي ارتدّ عنه وكفر.. وقيل : المعنى : يعبد الله غير
متمكن من الدين.
** سبب نزول
الآية : نزلت هذه الآية الكريمة فيمن يدخل الإسلام فإن أصابه خير من ولد ذكر ونتاج
خيل قال : هذا دين صالح وإن أصابه شر بولادة أنثى أو لم تنتج خيله قال : هذا دين
سوء.
(إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ)
(١٤)
(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله. لفظ الجلالة : اسم
«إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة.
(يُدْخِلُ الَّذِينَ
آمَنُوا) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل مضارع
مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الذين : اسم موصول مبني
على الفتح في محل نصب مفعول به أول. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل
لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل والألف فارقة.
(وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ) : معطوفة بالواو على «آمنوا» وتعرب إعرابها. الصالحات :
مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم
أو بمعنى وعملوا الأعمال الصالحات بحذف
المفعول الموصوف «الأعمال» جنات : مفعول به ثان منصوب بيدخل المتعدي إلى
مفعولين وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث
السالم.
(تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لجنات وهي فعل
مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. من تحت : جار ومجرور متعلق بتجري أو
بحال محذوفة من «الأنهار» بتقدير : كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون
في محل جر بالإضافة. الأنهار : فاعل مرفوع بالضمة.
(إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ»
منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. يفعل : فعل مضارع مرفوع بالضمة. والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(ما يُرِيدُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يريد
: تعرب إعراب «يفعل» والجملة الفعلية «يريد» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : ما
يشاء. والجملة الفعلية «يفعل ما يريد» في محل رفع خبر «إنّ» والعائد إلى الموصول
ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما يريده.
(مَنْ كانَ يَظُنُّ
أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ
إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما
يَغِيظُ)
(١٥)
(مَنْ كانَ يَظُنُ) : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح
فعل الشرط في محل جزم بمن واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على «من»
يظن : الجملة الفعلية وما بعدها في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «كان يظن» صلة الموصول لا
محل لها بمعنى من كان يظن من حاسدي محمد.
(أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ
اللهُ) : مخففة من «أنّ» الثقيلة وهي حرف مشبه بالفعل واسمه
ضمير شأن مستتر تقديره : أنّه لأن الفعل «ينصر» منصوب بلن.. وليس بأن لأن العرب
إذا جمعت بين حرفين عاملين ألغت أحدهما. لن : حرف نصب ونفي واستقبال. ينصره : فعل
مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على
الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة
بمعنى : لن يرزقه الله. أي إنّ الله ناصر رسوله محمدا ومظهر دينه فمن كان يظن من
حاسديه وأعاديه أنّ الله لن يرزقه.. والجملة الفعلية «لن ينصره الله» في محل رفع
خبر «أن» و «أنّ» وما في حيزها من اسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سدّ مسدّ
مفعولي «يظن».
(فِي الدُّنْيا
وَالْآخِرَةِ) : جار ومجرور متعلق بينصره وعلامة جر الاسم الكسرة
المقدرة على الألف للتعذر. والآخرة : معطوفة بالواو على «الدنيا» مجرورة مثلها
وعلامة جرها الكسرة الظاهرة.
(فَلْيَمْدُدْ
بِسَبَبٍ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء
واقعة في جواب الشرط اللام لام الأمر. يمدد : فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه
سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بسبب : جار ومجرور متعلق
بيمدد بمعنى : بحبل ويجوز أن يكون الباء حرف جر زائدا و «سبب» اسما مجرورا لفظا
منصوبا محلا على المفعولية.
(إِلَى السَّماءِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «سبب» بمعنى : بحبل
إلى سقف أو سماء بيته.
(ثُمَّ لْيَقْطَعْ) : حرف عطف. ليقطع : معطوفة على «ليمدد» وتعرب إعرابها
بمعنى ليختنق ويجوز أن يكون المعنى : ثم ليخنق نفسه.. بحذف المفعول به.
(فَلْيَنْظُرْ هَلْ) : تعرب إعراب «ثم ليقطع» لأنها معطوفة عليها بمعنى ثم
ليتصور هل : حرف استفهام لا محل له.
(يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ) : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد
الثقيلة. ونون التوكيد الثقيلة لا محل لها. كيده : فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير
متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة بمعنى هل يذهبن فعله
بنفسه.
(ما يَغِيظُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يغيظ
: الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب
محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما يغيظه بسبب انتصار الرسول.
(وَكَذلِكَ
أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ)
(١٦)
(وَكَذلِكَ
أَنْزَلْناهُ) : الواو استئنافية. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على
الفتح في محل رفع مبتدأ. التقدير : ومثل ذلك الإنزال أنزلناه أو يكون في محل نصب
نائبا عن مفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف أو صفة له بتقدير : وأنزلناه إنزالا مثل ذلك
الإنزال. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف
للخطاب. أنزل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد
المطاع سبحانه و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل
مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
(آياتٍ بَيِّناتٍ) : حال من الهاء ضمير «أنزلناه» منصوب وعلامة نصبه
الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. بيّنات :
صفة ـ نعت ـ لآيات تعرب إعرابها أي واضحات.
(وَأَنَّ اللهَ
يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ) : الواو عاطفة. وما بعدها يعرب إعراب «إنّ الله يفعل ما
يريد» في الآية الكريمة الرابعة عشرة ومفعول «يهدي» الأول محذوف.. بتقدير : يهدي
الآيات بيّنات من يريد.. أو ولأن الله يهدي به أي القرآن.
(إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ
أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى
كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
(١٧)
(إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني
على الفتح في محل نصب اسم «إنّ» آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها
وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة.
(وَالَّذِينَ هادُوا
وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) : الجمل والأسماء معطوفات بواوات العطف على «الذين
آمنوا» وتعرب إعرابها وعلامة نصب «الصابئين» الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض
عن تنوين المفرد وحركته وعلامة نصب «النصارى» الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
(إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ) : إنّ وما بعدها بتأويل مصدر سدّ مسدّ خبر «إنّ» في «إن
الذين آمنوا» بمعنى : سيعرضون على الله يوم القيامة فيحاسبهم على ما اعتقدوا وما
عملوا. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ» منصوب
للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. والجملة الفعلية «يفصل» في محل رفع خبر «إنّ» وهي
فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى : فيفصل
بينهم فيما كانوا فيه يختلفون.
(بَيْنَهُمْ يَوْمَ
الْقِيامَةِ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بيفصل وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. يوم : ظرف زمان ـ مفعول فيه ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة
متعلق بيفصل وهو مضاف. القيامة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(إِنَّ اللهَ عَلى
كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) : أعرب. على كل : جار ومجرور متعلق بشهيد. شيء : مضاف
إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. شهيد : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة
المنونة.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ
وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ
النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ
مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ)
(١٨)
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللهَ) : الألف ألف استفهام في معنى التقرير والتعجيب. لم : حرف
نفي وجزم وقلب. تر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة..
الألف المقصورة ـ وبقيت الكسرة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره
أنت. ويجوز أن يكون المخاطب من لم ير ولم يسمع لأن هذا الكلام جرى مجرى المثل في
التعجيب وفي هذه الحالة يكون الفاعل ضميرا مستترا جوازا تقديره : هو. و «ترى» من
رؤية القلب بمعنى ألم ينته علمك إلى.. أنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ
الجلالة : اسم «أنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.
(يَسْجُدُ لَهُ مَنْ
فِي السَّماواتِ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ» وهي فعل مضارع
مرفوع بالضمة والفاعل هو «من» الاسم الموصول المبني على السكون في محل رفع. له :
جار ومجرور متعلق بيسجد. والجار والمجرور «في السموات» متعلق بفعل محذوف تقديره :
استقر أو هو مستقر والجملة الفعلية «استقر في السموات» صلة الموصول لا محل لها.
(وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ
وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ) : معطوفات على «من في السموات» وتعرب إعرابها. من الناس
: جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «كثير» أي ويسجد كثير من الناس سجود طاعة
وعبادة. ويجوز أن تكون الواو استئنافية فيكون «كثير» مبتدأ وخبره محذوفا بتقدير :
وكثير من الناس يطيعه أيضا ويحتمل أيضا أن تكون الواو اعتراضية و «كثير» مبتدأ
وخبره : الجملة الفعلية «حق عليه العذاب» في محل رفع ويكون «كثير» الثاني معطوفا
على «كثير» الأول بمعنى : وكثير كثير من الناس حق عليهم العذاب.
(وَكَثِيرٌ حَقَّ
عَلَيْهِ الْعَذابُ) : أعرب. حق : فعل ماض مبني على الفتح. عليه : جار
ومجرور متعلق بحق. العذاب : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : وكثير حق عليه العذاب وثبت
لعصيانه وامتناعه عن السجود.
(وَمَنْ يُهِنِ اللهُ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» يهن : فعل مضارع
فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره حرك بالكسر لالتقاء الساكنين. وأصله :
يهين ـ حذفت الياء تخفيفا وتخلصا من التقاء الساكنين. الله لفظ الجلالة : فاعل
مرفوع للتعظيم بالضمة. والجملة الفعلية «يهن الله» صلة الموصول «من» لا محل لها
والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به مقدم.. التقدير
: ومن يهنه الله.
(فَما لَهُ مِنْ
مُكْرِمٍ) : الجملة جواب شرط جازم مسبوق بنفي مقترن بالفاء في محل
جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. ما : نافية لا عمل لها. له : جار ومجرور في محل رفع
متعلق بخبر مقدم و «من» حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. مكرم : اسم مجرور لفظا
مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر بمعنى : فما له من مكرم يكرمه بالسعادة.
(إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ
ما يَشاءُ) : هذا القول الكريم أعرب في نهاية الآية الكريمة
الرابعة عشرة بمعنى يفعل ما يشاؤه على مقتضى حكمته وعلمه.
(هذانِ خَصْمانِ
اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ
نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ)
(١٩)
(هذانِ خَصْمانِ) : ها : للتنبيه. ذان : اسم إشارة مرفوع بالألف لأنه
مثنى وهو مبتدأ ومفرده : ذا. وقد أسقطت ألف «ذا» لأنه لا يصح اجتماع الألفين
لسكونهما : أي ألف «ذا» وألف التثنية وهنا سقطت ألف «ذا» لأن الألف الباقية هي الف
التثنية فأعربت. خصمان : خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى والنون عوض عن تنوين
المفرد وحركته.
(اخْتَصَمُوا فِي
رَبِّهِمْ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ للموصوف
«خصمان» وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل. والألف فارقة. في رب : جار ومجرور متعلق باختصموا و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
(فَالَّذِينَ كَفَرُوا) : الفاء استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح
في محل رفع مبتدأ. كفروا : تعرب إعراب «اختصموا» والجملة الفعلية «كفروا» صلة
الموصول لا محل لها.
(قُطِّعَتْ لَهُمْ
ثِيابٌ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل ماض
مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة. اللام حرف جر و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقطعت.
ثياب : نائب فاعل مرفوع بالضمة المنونة بمعنى فصلت لهم ثياب أو قدرت على مقادير
أجسامهم.
(مِنْ نارٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ثياب» و «من» حرف
جر بياني بمعنى من نار يحرقون فيها.
(يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ
رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير الغائبين أو
في محل رفع خبر ثان للمبتدإ «الذين» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. من
فوق : جار ومجرور متعلق بيصب. رءوس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة
وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان. الحميم :
نائب فاعل مرفوع بالضمة أي الماء الحار.
(يُصْهَرُ بِهِ ما فِي
بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ)
(٢٠)
(يُصْهَرُ بِهِ ما) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «الحميم» وهي فعل
مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. به : جار ومجرور متعلق بيصهر. ما : اسم موصول
مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل.
(فِي بُطُونِهِمْ
وَالْجُلُودُ) : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «استقر في
بطونهم» صلة الموصول لا محل لها. والجلود : معطوف بالواو على الاسم الموصول «ما»
مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة بمعنى : وتشوى به جلودهم أي إذا صبّ الحميم على
رءوسهم كان تأثيره في الباطن نحو تأثيره في الظاهر فيذيب أحشاءهم كما يشوي جلودهم.
(وَلَهُمْ مَقامِعُ
مِنْ حَدِيدٍ)
(٢١)
(وَلَهُمْ مَقامِعُ) : الواو استئنافية. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين
في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. مقامع : مبتدأ مؤخر
مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «مفاعل» بمعنى : ولهم
سياط.. جمع «مقمعة».
(مِنْ حَدِيدٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «مقامع» أي أسياط من
حديد يضربون بها.
(كُلَّما أَرادُوا
أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ)
(٢٢)
(كُلَّما أَرادُوا) : مؤلفة من «كل» و «ما» المصدرية وهي بهذا التركيب
نائبة الظرف ومتضمنة شبه معنى الشرط وإعرابها : كل : اسم منصوب على نيابة الظرفية
الزمانية متعلق بشبه جواب الشرط «أعيدوا فيها» وهو مضاف و «ما» مصدرية. و «ما» وما
بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة. أرادوا : الجملة الفعلية صلة «ما» المصدرية
لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في
محل رفع فاعل والالف فارقة.
(أَنْ يَخْرُجُوا
مِنْها) : حرف مصدري ناصب. يخرجوا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة
نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة. منها : جار ومجرور متعلق بيخرجوا أي من النار. والجملة الفعلية «يخرجوا
منها» صلة حرف مصدري لا محل لها.
و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «أراد»
التقدير : الخروج منها.
(مِنْ غَمٍ) : جار ومجرور متعلق بمفعول لأجله. المعنى والتقدير :
لأجل غم أي نتيجة غم وحزن شديد ومن للتعليل.
(أُعِيدُوا فِيها) : الجملة الفعلية لا محل لها لأنها مشبهة لجواب الشرط
وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في
محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. فيها : جار ومجرور متعلق بأعيدوا.
(وَذُوقُوا عَذابَ
الْحَرِيقِ) : الواو عاطفة. ذوقوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن
مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة
الفعلية «ذوقوا عذاب الحريق» في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف تقديره : وقيل لهم
ذوقوا عذاب النار المحرق بشدة. عذاب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو
مضاف. الحريق : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. وقيل : هو الغليظ من
النار المنتشر العظيم الإهلاك.
(إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً
وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ)
(٢٣)
(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ»
منصوب للتعظيم بالفتحة.
(يُدْخِلُ الَّذِينَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل مضارع
مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الذين : اسم موصول مبني
على الفتح في محل نصب مفعول به أول.
(آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل والألف فارقة. وعملوا : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على
جملة «آمنوا» وتعرب إعرابها. الصالحات : مفعول به منصوب بعملوا وعلامة نصبه الكسرة
بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.
(جَنَّاتٍ تَجْرِي) : مفعول به ثان منصوب بيدخل المتعدي إلى مفعولين وعلامة
نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. تجري :
فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والجملة الفعلية «تجري من تحتها
الأنهار» في محل نصب صفة ـ نعت ـ لجنّات.
(مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ) : جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال من «الأنهار» التقدير
: كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الأنهار :
فاعل مرفوع بالضمة.
(يُحَلَّوْنَ فِيها) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «آمنوا» وهي
فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير
متصل في محل رفع نائب فاعل. فيها : جار ومجرور متعلق بيحلون.
(مِنْ أَساوِرَ مِنْ
ذَهَبٍ) : جار ومجرور متعلق بيحلّون بمعنى : يزيّنون بأساور
وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف على وزن «مفاعل»
من ذهب : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أساور» و «من» في «من ذهب» حرف جر
بياني ـ من البيانية ـ.
(وَلُؤْلُؤاً
وَلِباسُهُمْ) : الواو عاطفة. لؤلؤا : مفعول به منصوب بمضمر تقديره :
ويؤتون لؤلؤا وعلامة نصبه الفتحة المنونة. الواو حالية. والجملة الاسمية في محل
نصب حال. لباس : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل
جر بالإضافة.
(فِيها حَرِيرٌ) : جار ومجرور متعلق بلباسهم على تأويل فعله. أي في
الجنة. حرير : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة.
(وَهُدُوا إِلَى
الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ)
(٢٤)
(وَهُدُوا إِلَى
الطَّيِّبِ) : الواو عاطفة. هدوا : فعل ماض مبني للمجهول مبني على
الضم المقدر على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع
نائب فاعل والألف فارقة. إلى الطيب : جار ومجرور متعلق بهدوا بمعنى : وهداهم الله
إلى أحكم الأقوال وأطيبها.
(مِنَ الْقَوْلِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الطيب» وفي القول
الكريم قدّمت الصفة على الموصوف أي إلى القول الطيب.
(وَهُدُوا إِلى صِراطِ
الْحَمِيدِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «هدوا إلى
الطيب من القول» وتعرب إعرابها بمعنى : وأرشدهم الله إلى صراطه المستقيم. الحميد :
مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. وهو من صيغ المبالغة ـ صيغة فعيل
بمعنى مفعول ـ أي المحمود.
(إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي
جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ
بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ)
(٢٥)
(إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني
على الفتح في محل نصب اسم «إنّ». كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها
وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة وخبر «إنّ» محذوف لدلالة جواب الشرط عليه تقديره : إنّ الذين كفروا
نذيقهم من عذاب أليم وكل من ارتكب فيه ذنبا فهو كذلك. ويجوز أن يكون خبر «إنّ»
المحذوف بتقدير : إنّ الذين كفروا هالكون.
(وَيَصُدُّونَ عَنْ
سَبِيلِ) : الجملة الفعلية معطوفة على «الذين كفروا» وعطف
المضارع على الماضي على تقدير إنّ الكافرين والصادّين ويجوز أن تكون الواو حالية
وجملة «يصدون» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم. والجملة الاسمية «وهم
يصدون» في محل نصب حال من ضمير «كفروا»
يصدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل. عن سبيل : جار ومجرور متعلق بيصدون بمعنى : ويمنعون الناس
عن الإيمان بالله.
(اللهِ وَالْمَسْجِدِ
الْحَرامِ) : لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة
وعلامة الجر الكسرة. والمسجد : معطوف بالواو على «السبيل» ويعرب إعرابه. أي عن
المسجد. الحرام : صفة ـ نعت ـ للمسجد مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.
(الَّذِي جَعَلْناهُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ ثانية
للمسجد. جعلناه : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على
السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه. و «نا» ضمير متصل
مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول
به أول بمعنى ويمنعون الناس عن دخول المسجد الحرام الذي جعلناه.
(لِلنَّاسِ سَواءً) : جار ومجرور متعلق بجعلناه. سواء : مفعول به ثان منصوب
بجعلنا المتعدي إلى مفعولين أي منصوب على المفعولية وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي
مستويا بمعنى منسكا ومتعبدا مستويا.
(الْعاكِفُ فِيهِ
وَالْبادِ) : فاعل للمصدر «سواء» أو لاسم الفاعل «مستو» على المعنى
مرفوع بالضمة. فيه : جار ومجرور متعلق بالعاكف على تأويل فعله. والباد : معطوف
بالواو على «العاكف» ويعرب إعرابه وعلامة رفعه الضمة المقدرة للثقل على الياء
المحذوفة ـ أصله : البادي ـ خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة الدالة عليها بمعنى :
استوى فيه العاكف أي المقيم والبادئ أي والطارئ.
(وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» يرد : فعل مضارع
فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره وأصله :
يريد.. حذفت ياؤه تخفيفا ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. والجملة الفعلية «يرد» صلة الموصول «من» لا محل لها من الإعراب. فيه
: جار ومجرور متعلق بيرد ومفعول «يرد» محذوف ليتناول كل ما تمكن إرادته ويجوز أن
يكون المفعول «بإلحاد» المجرور لفظا بحرف الجر ـ الباء ـ الزائد المنصوب محلا أي
إلحادا.
(بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) : جاران ومجروران متعلقان بحالين مترادفتين بتقدير : ومن
يرد فيه مرادا إما عادلا عن القصد أو ظالما.
(نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ
أَلِيمٍ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا
محل لها وهي فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره ـ أصله : نذيقه
ـ حذفت الياء تخفيفا ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
نحن. من عذاب : جار ومجرور متعلق بنذقه. ويجوز أن تكون «من» حرف جر زائدا للتوكيد و
«عذاب» اسما مجرورا لفظا منصوبا محلا على أنه مفعول به ثان لنذق. أليم : صفة ـ نعت
ـ لعذاب. ويعرب إعرابه. أو تكون «من» للتبعيض فحذف مفعول «نذق» دلت عليه «من»
التبعيضية.
** (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ
ثُمَّ لْيَقْطَعْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة عشرة..
المعنى والتقدير : فليمدد حبلا إلى سماء بيته ـ أي سقف بيته ـ ليختنق أي ليخنق
نفسه به.. وبعد حذف المضاف إليه «بيته» عوض المضاف «سماء» بال التعريف عن المضاف
إليه. و «السماء» هو كل ما ارتفع فوق رأس الإنسان والمراد هنا في الآية الكريمة :
سقف البيت. يقال : قطع ـ يقطع ـ قطعا.. من باب «خضع» أي اختنق لأن المختنق يمد
السبب ـ الحبل ـ إلى السقف ثم يقطع نفسه من الأرض حتى يختنق.
** (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ
مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة عشرة.
الفعل «تر» من رؤية القلب بمعنى : ألم ينته علمك إلى أنّ الله.. والفعل مجزوم بلم
وأصله «ترى» وحذف الألف لأن الفعل مجزوم كما يحذف في المثل : إن تعش تر ما لم تره.
لأنه جواب الشرط وهذا المثل مثل قولهم : عش رجبا تر عجبا. وقال الشاعر :
قل لمن أبصر
حالا منكره
|
|
ورأى من دهره
ما حيّره
|
ليس بالمنكر
ما أبصرته
|
|
كلّ من عاش
يرى ما لم يره
|
وروي : رأى ما
لم يره. حكي عن الخليل أنك إذا قلت : أرني ثوبك ـ بكسر الراء ـ فالمعنى بصّرنيه
وإذا قلته بالسكون فهو استعطاء.. معناه : أعطني ثوبك. وأصل المثل «عش رجبا تر عجبا»
هو كان للحرث بن عباد الثعلبي امرأة سليطة فطلقها فأرادت أن تتزوج برجل آخر وأنّ
هذا الرجل لقي الحرث يوما فأعلم الحرث بمنزلته عند المرأة فقال له الحرث : عش رجبا
تر عجبا. وقد شبّه مدة تربصها في بيتها بشهر رجب الذي لا يكون فيه حرب.. فإذا
انقضى حدثت الأهوال. يريد بذلك أنه إذا عاشرها رأى من سوء عشرتها رجبا.
** (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي
رَبِّهِمْ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة التاسعة
عشرة.. المعنى : هذان فريقان مختصمان متنازعان في ذات الله وصفاته وشأنه أي في دين
الله وهما المؤمنون والكافرون وجاء الفعل «اختصموا» بصيغة الجمع على المعنى :
فريقان فريق أو فوج المؤمنين.. وفريق الكفرة وجاءت الإشارة «هذان» مثناة على لفظ «خصمان»
لا معناها. وبعد حذف المضاف «ذات» حل المضاف إليه للتعظيم لفظ الجلالة محلّه «ربّهم»
وهذا القول الكريم «هذان خصمان اختصموا» تضمن معنيين أحدهما للّفظ والآخر للمعنى
فاسم الإشارة «هذان» أراد به اللفظ وجملة «اختصموا» أراد بها المعنى. ومثل هذا
كثير في كتاب الله نحو قوله تعالى في سورة «محمد» : (وَمِنْهُمْ مَنْ
يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا) فأريد بالفعل «يستمع» لفظ «من» وبجملة «خرجوا» معناها
لأن «من» مفرد لفظا مجموع معنى.. وقوله في سورة «الشعراء» : «وأنذر عشيرتك
الأقربين» ي القريبة منك وهم بنو أبيك الأدنون ذكرت الصفة «الأقربين» على المعنى
لا على اللفظ لأن «العشيرة» مؤنثة لفظا مذكرة معنى. أي رجال ومثله قوله سبحانه في
سورة «ق» : (وَجاءَتْ كُلُّ
نَفْسٍ) أنّث الفعل على المعنى لا على اللفظ أي وجاءت النفوس أو
لأنه مضاف إلى مؤنث. وقال تعالى في سورة «الفرقان» : (وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ
تَنْزِيلاً) ذكّر الفعل على تذكير المفرد «ملك» وليس على اللفظ.
وأريد المعنى وليس اللفظ في قوله عزوجل في سورة «النساء» : (الَّذِي خَلَقَكُمْ
مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) لأن المراد : الروح ولهذا أنّثت «نفس» وفي سورة «الجن»
: (فَوَجَدْناها
مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً) الحرس : اسم مفرد لفظا والحراس معنى. ولذلك وصف بالشديد
ولو ذهب إلى معناه لقيل : شدادا فالحرس الشديد : أي القوي : اسم مفرد في معنى :
الحراس.
** سبب نزول
الآية : قيل : إنّ قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ
اخْتَصَمُوا) نزلت في اليهود إذ قالوا : نحن أحق بالله منكم أيها
المسلمون فإنّا أقدم منكم كتابا وأسبق نبيا.
** (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ
وَالْجُلُودُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العشرين..
والجلود : جمع «جلد» بكسر الجيم وسكون اللام وهو غشاء الجسد ـ الجسم ـ ومثله «الجلدة»
وتعني القطعة أو النوع من «الجلد» ومنه القول الشهير : هم من أبناء جلدتنا : أي من
عشيرتنا بمعنى : من قبيلتنا. وجمع «العشيرة» العشائر.. وعشيرة الرجل : هم بنو أبيه
والأدنون.. مأخوذة من «اعتشر القوم» أي تعاشروا.. بمعنى : تصاحبوا وتخالطوا.
والاسم منه هو «العشرة» أي المخالطة والصحبة. و «العشيرة» لا واحد ـ مفرد ـ لها من
لفظها.. أما المعشر بفتح الميم والشين فهو الجماعة من الناس وجمعه : معاشر.. وقوله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «إنّا معاشر الأنبياء لا نورث» نصبت «معاشر» على الاختصاص بفعل محذوف
تقديره : أعني أو أخصّ. أمّا «الجسم» فهو «الجسد» وفي التهذيب قال : الجسم : هو
مجمع البدن وأعضاؤه من الناس وغيرهم ممّا عظم من الخلق الجسيم ومنه جسم الشيء ـ بجسم
جسامة على وزن ضخم ضخامة.
** (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) : أي البادئ ومعناه : المقيم الدائم والواصل الزائر من
البادية.
** سبب نزول
الآية : قال ابن عباس : نزلت في أبي سفيان بن حرب وأصحابه حين صدوا رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأصحابه عام الحديبية عن المسجد الحرام وقد كره ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يقاتلهم وكان محرما بعمرة ثم صالحوه على أن يعود في العام المقبل.
(وَإِذْ بَوَّأْنا
لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ
لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
(٢٦)
(وَإِذْ بَوَّأْنا) : الواو استئنافية. إذ : اسم مبني على السكون في محل
نصب مفعول به بفعل محذوف تقديره واذكر. بوأنا : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة
وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى أنزلنا إبراهيم.
(لِإِبْراهِيمَ مَكانَ
الْبَيْتِ) : جار ومجرور متعلق ببوّأنا. وعلامة جر الاسم الفتحة
بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية. ويجوز أن تكون اللام
زائدة لتأكيد المعنى أو اللفظ لأن «بوّأ» يتعدى إلى مفعولين أو يكون المعنى :
واذكر حين جعلنا لإبراهيم مكان البيت مباءة أي مرجعا يرجع إليه للعبادة والعمارة.
مكان : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. البيت : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة أو تبقى اللام على معنى عيّنا لإبراهيم.
(أَنْ لا تُشْرِكْ بِي
شَيْئاً) : حرف تفسير لا عمل له وهو تفسير للتبوئة والجملة بعده
تفسيرية لا محل لها.. أو تكون «أن» مصدرية فتكون «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في
محل جر بحرف جر مقدر أي بأن لا تشرك.. والجار والمجرور متعلق بمضمر تقديره
وأوصيناه بأن لا يشرك.. لا : ناهية جازمة. تشرك : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية
وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. بي : جار
ومجرور متعلق بتشرك. شيئا : نائب عن مصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف أو صفة له بتقدير :
ألّا تشرك بي شركا شيئا منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَطَهِّرْ بَيْتِيَ) : الواو عاطفة. طهّر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. بيتي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها الحركة المأتي بها من أجل الياء والياء
ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(لِلطَّائِفِينَ
وَالْقائِمِينَ) : جار ومجرور متعلق بطهر وعلامة جر الاسم الياء لأنه
جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. والقائمين : معطوف بالواو على «الطائفين»
ويعرب إعرابه.
(وَالرُّكَّعِ
السُّجُودِ) : معطوف بالواو على اسم مجرور «القائمين» مجرور مثله
وعلامة جره الكسرة. السجود : صفة ـ نعت ـ للركع مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.
(وَأَذِّنْ فِي
النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ
فَجٍّ عَمِيقٍ)
(٢٧)
(وَأَذِّنْ فِي
النَّاسِ) : معطوفة بالواو على «طهر» وتعرب إعرابها. في الناس : جار
ومجرور متعلق بأذّن وناد فيهم.
(بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ
رِجالاً) : جار ومجرور متعلق بأذّن. يأتوك : فعل مضارع مجزوم
لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب
مفعول به. رجالا : حال من واو الجماعة منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى يأتوك مشاة ـ
جمع راجل ـ.
(وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ) : الواو عاطفة. على كل : جار ومجرور في محل نصب حال
لأنه معطوف على «رجالا» بمعنى : وركبانا أي وراكبين على كل. ضامر : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
(يَأْتِينَ مِنْ كُلِ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «رجالا»
وأنث الفعل على اللفظ لا المعنى وهي فعل مضارع مبني على
السكون لاتصاله بنون الإناث والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع
فاعل. من كل : جار ومجرور متعلق بيأتين.
(فَجٍّ عَمِيقٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
عميق : صفة ـ نعت ـ لفجّ مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى من كل طريق
بعيد القاع والفج : هو الطريق الواسع المحصور بين جبلين.
(لِيَشْهَدُوا
مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما
رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ
الْفَقِيرَ)
(٢٨)
(لِيَشْهَدُوا
مَنافِعَ لَهُمْ) : اللام لام التعليل وهي حرف جر. يشهدوا : فعل مضارع
منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. منافع : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «مفاعل» اللام حرف جر و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بصفة
محذوفة من «منافع» والجملة الفعلية «يشهدوا منافع لهم» صلة حرف مصدري لا محل لها و
«أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق
بيأتين. بمعنى : ليحضروا منافع لهم.
(وَيَذْكُرُوا اسْمَ
اللهِ) : معطوفة بالواو على «ليشهدوا منافع» وتعرب إعرابها.
الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.
(فِي أَيَّامٍ
مَعْلُوماتٍ) : جار ومجرور متعلق بيذكروا. معلومات : صفة ـ نعت ـ لأيام
مجرورة مثلها وعلامة جرهما الكسرة المنونة
(عَلى ما رَزَقَهُمْ) : حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر
بعلى. والجار والمجرور متعلق بيذكروا. والجملة الفعلية «رزقهم» صلة الموصول لا محل
لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر
فيه جوازا تقديره : هو أي الله سبحانه و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به.
(مِنْ بَهِيمَةِ
الْأَنْعامِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما»
التقدير : حال كونه من بهيمة الأنعام و «من» حرف جر بياني. الأنعام : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(فَكُلُوا مِنْها) : الفاء استئنافية. كلوا : فعل أمر مبني على حذف النون
لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
منها : جار ومجرور متعلق بكلوا أو تكون «من» حرف جر للتبعيض. ومفعول «كلوا» محذوف
دلت عليه «من» التبعيضية بمعنى : فكلوا بعض لحومها.
(وَأَطْعِمُوا
الْبائِسَ الْفَقِيرَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «كلوا» وتعرب
إعرابها. البائس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الفقير : صفة ـ نعت ـ للبائس
منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة.
(ثُمَّ لْيَقْضُوا
تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)
(٢٩)
(ثُمَّ لْيَقْضُوا) : حرف عطف. اللام لام الأمر ـ الطلب ـ يقضوا : فعل
مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(تَفَثَهُمْ
وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ
ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجملتان الفعليتان بعده
معطوفتان بواوي العطف على جملة «ليقضوا تفثهم» وتعربان إعرابها. و «يطوفوا» أصله :
يتطوفوا أدغمت التاء في الطاء فشددت الطاء.
(بِالْبَيْتِ
الْعَتِيقِ) : جار ومجرور متعلق بيطوفوا. العتيق : صفة ـ نعت ـ للبيت
مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.
(ذلِكَ وَمَنْ
يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ
الْأَنْعامُ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ
الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)
(٣٠)
(ذلِكَ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر لمبتدإ
محذوف. التقدير : الأمر ذلك أو الشأن ذلك أو يكون مبتدأ محذوف الخبر. التقدير :
ذلك المذكور هو شأن الله أو هو من حرمات الله. اللام للبعد والكاف حرف خطاب.
(وَمَنْ يُعَظِّمْ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» يعظم : فعل مضارع
فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :
هو والجملة الفعلية «يعظم حرمات..» صلة الموصول «من» لا محل لها من الإعراب.
(حُرُماتِ اللهِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة
لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور
للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.
(فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل
جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ
بمعنى فالتعظيم. خير : خبر «هو» مرفوع بالضمة وأصله : أخير حذفت الألف طلبا
للفصاحة. له : جار ومجرور متعلق بخير.
(عِنْدَ رَبِّهِ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بخير وهو مضاف. ربه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء
ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه ثان.
(وَأُحِلَّتْ لَكُمُ
الْأَنْعامُ) : الواو استئنافية. أحلت : فعل ماض مبني للمجهول مبني
على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. لكم :
جار ومجرور متعلق بأحلت والميم علامة جمع الذكور وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء
الساكنين ـ الأنعام : نائب فاعل مرفوع بالضمة.
(إِلَّا ما يُتْلى
عَلَيْكُمْ) : أداة استثناء ما : اسم موصول مبني على السكون في محل
نصب مستثنى بإلا. يتلى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر وهو مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :
هو. عليكم : جار ومجرور متعلق بيتلى والميم علامة جمع الذكور. والجملة الفعلية «يتلى
عليكم» صلة الموصول لا محل لها بمعنى إلّا ما يقرأ عليكم آية تحريمه أو تحريمه في
القرآن.
(فَاجْتَنِبُوا
الرِّجْسَ) : الفاء استئنافية للتسبيب. اجتنبوا : فعل أمر مبني على
حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة. الرجس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(مِنَ الْأَوْثانِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الرجس» بتقدير : فاجتنبوا
الرجس حالة كونه من الأوثان أي الذي هو الأوثان لأن «الرجس» مبهم تبيّن بمن
الأوثان و «من» هنا حرف جر بياني «من.. البيانية» أي لبيان جنس الرجس وتمييز له.
(وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ
الزُّورِ) : معطوفة بالواو على جملة «اجتنبوا الرجس» وتعرب
إعرابها. الزور : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(حُنَفاءَ لِلَّهِ
غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ
السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ)
(٣١)
(حُنَفاءَ لِلَّهِ) : حال من واو الجماعة في «اجتنبوا» منصوب وعلامة نصبه
الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ فعلاء ـ وهو جمع «حنيف» لله :
جار ومجرور للتعظيم متعلق بحنفاء بمعنى : مسلمين مخلصين الدين لله مائلين عن
الباطل.
(غَيْرَ مُشْرِكِينَ
بِهِ) : حال ثانية منصوبة وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف وهو
تأكيد لحنفاء. مشركين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر
سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. به : جار ومجرور متعلق بمشركين.
(وَمَنْ يُشْرِكْ
بِاللهِ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» يشرك : فعل مضارع
فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :
هو. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيشرك والجملة الفعلية «يشرك بالله» صلة
الموصول «من» لا محل لها.
(فَكَأَنَّما خَرَّ
مِنَ السَّماءِ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء
رابطة لجواب الشرط. كأنّما : كافة ومكفوفة. خرّ : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بمعنى : سقط. من السماء : جار ومجرور متعلق
بخرّ.
(فَتَخْطَفُهُ
الطَّيْرُ) : الفاء عاطفة. تخطفه : فعل مضارع مرفوع بالضمة والهاء
ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى
فاختطفته. الطير : فاعل مرفوع بالضمة.
(أَوْ تَهْوِي بِهِ
الرِّيحُ) : حرف عطف. تهوي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على
الياء للثقل. به : جار ومجرور متعلق بتهوي. الريح : فاعل مرفوع بالضمة.
(فِي مَكانٍ سَحِيقٍ) : جار ومجرور متعلق بتهوي. سحيق : صفة ـ نعت ـ لمكان
مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة أي بعيد.
(ذلِكَ وَمَنْ
يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)
(٣٢)
(ذلِكَ وَمَنْ
يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الثلاثين و «شعائر»
جمع «شعيرة» أي علامة.
(فَإِنَّها مِنْ
تَقْوَى الْقُلُوبِ) : الجملة المؤولة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل
جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل «ها» ضمير متصل
مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». من تقوى : جار ومجرور في محل رفع متعلق
بخبر «إنّ» وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.
القلوب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(لَكُمْ فِيها
مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ)
(٣٣)
(لَكُمْ فِيها
مَنافِعُ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. والميم علامة
جمع الذكور. فيها : جار ومجرور متعلق بحال من «منافع» لأنه صفة لها قدمت عليها.
منافع : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «مفاعل»
والضمير في «فيها» يعود على ما تضمنته الشعائر من معنى.. أي ما يهدى به يوم النحر
أيام الحج والمنافع : أي ما ينتفع به من شعر الهدي وصوفه ولبنه.
(إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «منافع» مسمّى : صفة
ـ نعت ـ لأجل بمعنى مقدر مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ قبل تنوينها لأنها اسم نكرة مقصور خماسي.
(ثُمَّ مَحِلُّها) : حرف عطف. محلّ : مبتدأ مرفوع بالضمة. و «ها» ضمير
متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(إِلَى الْبَيْتِ
الْعَتِيقِ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ. العتيق :
صفة ـ نعت ـ للبيت مجرور مثله وعلامة جره الكسرة بمعنى : عند البيت القديم بتقدير
: منته عند البيت العتيق. ويجوز أن يكون «محلها» خبر مبتدأ محذوف بتقدير : أعظم
هذه المنافع محلها إلى البيت العتيق أي القديم.
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ
جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ
الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ)
(٣٤)
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ) : الواو استئنافية. لكل : جار ومجرور متعلق بجعلنا. أمة
: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
(جَعَلْنا مَنْسَكاً) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم
المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
منسكا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى معبدا أو متعبدا.
(لِيَذْكُرُوا اسْمَ
اللهِ) : اللام حرف جر للتعليل. يذكروا : فعل مضارع منصوب بأن
مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «يذكروا اسم..» صلة حرف مصدري لا
محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار
والمجرور متعلق بجعلنا أو بمفعول «جعلنا» الثاني. اسم : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر
الكسرة.
(عَلى ما رَزَقَهُمْ) : حرف جر ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر
بعلى والجار والمجرور متعلق بيذكروا. رزقهم : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل
لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «هم»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به ويجوز أن تكون «ما»
مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر «رزقهم» في محل جر بعلى.
(مِنْ بَهِيمَةِ
الْأَنْعامِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما»
التقدير : حال كونه من بهيمة الأنعام و «من» حرف جر بياني. الأنعام : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهي الماشية التي تنحر في أيام الحج.. وهي جمع «نعم»
وهي الإبل والغنم والبقر.
(فَإِلهُكُمْ إِلهٌ
واحِدٌ) : الفاء استئنافية. إلهكم : مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف
ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة
والميم علامة جمع الذكور أي فإلهكم المعبود. إله : خبر مبتدأ محذوف تقديره
هو. والجملة الاسمية «هو إله واحد» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «إلهكم» واحد :
توكيد لإله مرفوع وعلامة رفعهما.. أي التوكيد والمؤكد ـ الموكد ـ الضمة المنونة أي
توكيد وحدانية الله.
(فَلَهُ أَسْلِمُوا) : الفاء سببية. له : جار ومجرور متعلق بأسلموا. أسلموا
: فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في
محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : أخلصوا له الذكر والعبادة والطاعة.
(وَبَشِّرِ
الْمُخْبِتِينَ) : الواو استئنافية. بشر : فعل أمر مبني على السكون حرك
بالكسر للوصل ـ التقاء الساكنين ـ والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
المخبتين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
تنوين المفرد وحركته. بمعنى : العابدين الطائعين.
(الَّذِينَ إِذا
ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ
وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)
(٣٥)
(الَّذِينَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة ـ نعت ـ للمخبتين
في الآية الكريمة السابقة أو يكون خبر مبتدأ محذوف ـ في محل رفع ـ بتقدير : هم.
المعنى والتقدير : وهؤلاء المطيعون هم الذين.
(إِذا ذُكِرَ اللهُ) : الجملة الشرطية مع جوابها صلة الموصول لا محل لها. إذا
: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط
غير جازمة. ذكر : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : نائب
فاعل مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة والجملة الفعلية «ذكر الله» في محل جر
بالإضافة لوقوعها بعد الظرف.
(وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل
ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. قلوب :
فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في
محل جر بالإضافة بمعنى : خافت قلوبهم.
(وَالصَّابِرِينَ عَلى
ما أَصابَهُمْ) : معطوف بالواو على الاسم الموصول منصوب مثله وعلامة
نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته أو يكون منصوبا
على المفعولية بفعل محذوف يفسره السياق بتقدير : وبشّر الصابرين أو يكون مفعولا به
على الاختصاص منصوبا بفعل محذوف تقديره : أخص أو أعني. على : حرف جر ما : اسم
موصول مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بالصابرين.. على
تأويل فعله. أصابهم : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على
الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين
ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(وَالْمُقِيمِي
الصَّلاةِ) : معطوف بالواو على «الصابرين» ويعرب إعرابه وحذفت نونه
ـ أصله والمقيمين ـ للإضافة ـ إضافة اسم الفاعل إلى معموله ـ مفعوله ـ الصلاة :
مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(وَمِمَّا
رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) : الواو عاطفة لأن ما بعدها بتقدير : والمنفقين معطوف
على ما قبله. ممّا : أصلها : من : حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل
جر بمن والجار والمجرور متعلق بينفقون والجملة الفعلية «رزقناهم» صلة الموصول لا
محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد
المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. ينفقون : فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف مفعوله يفسره
ما سبقه.
(وَالْبُدْنَ
جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ
اللهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا
الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
(٣٦)
(وَالْبُدْنَ
جَعَلْناها) : الواو عاطفة. البدن : مفعول به منصوب بفعل محذوف
يفسره ما بعده وهو جمع «بدنة» وهي بمعنى الإبل. جعل : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون
في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ
اللهِ) : جار ومجرور متعلق بجعلنا والميم علامة جمع الذكور. من
شعائر : جار ومجرور متعلق بحال من الضمير «ها» في «جعلناها» ويجوز أن يتعدى «جعل»
إلى مفعول واحد وهو الضمير «ها» إذا كان المعنى : خلقناها فيكون الجار والمجرور «من
شعائر» متعلقا بجعلنا. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة
وعلامة الجر الكسرة بمعنى من أعلام الشريعة التي شرعها الله وإضافتها إلى اسمه ـ جلّت
قدرته ـ تعظيم لها.
(لَكُمْ فِيها خَيْرٌ) : الجملة الاسمية في محل نصب حال من «البدن» لكم : جار
ومجرور متعلق بحال من «خير» لأنه متعلق بصفة له قدمت عليه والميم علامة جمع
الذكور. فيها : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. خير : مبتدأ مؤخر مرفوع
بالضمة المنونة.
(فَاذْكُرُوا اسْمَ
اللهِ عَلَيْها) : الفاء سببية. اذكروا : فعل أمر مبني على حذف النون
لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. اسم
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم
وعلامة الجر الكسرة. عليها : جار ومجرور متعلق بحال محذوف من اسما لله.
(صَوافَ) : حال من «البدن» أو من الضمير «ها» في «عليها» بمعنى :
قائمة قد صفّت أيديها وقوائمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخر اللفظة
لأنها ممنوعة من الصرف على وزن «مفاعل».
(فَإِذا وَجَبَتْ
جُنُوبُها) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان
خافض لشرطه متعلق بجوابه أداة شرط غير جازمة ـ متضمن معنى الشرط ـ
(وَجَبَتْ) : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة
لا محل لها. جنوب : فاعل مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. والجملة الفعلية «وجبت جنوبها» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف.
(فَكُلُوا مِنْها) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء
رابطة لجواب الشرط. كلوا : تعرب إعراب «اذكروا» منها : جار ومجرور قام مقام
المفعول به الذي تدل عليه «من» التبعيضية.
(وَأَطْعِمُوا
الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) : معطوفة بالواو على جملة «كلوا» وتعرب إعرابها. القانع
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والمعتر : معطوف بالواو على «القانع» ويعرب
إعرابه بمعنى : وأطعموا الراضي بما عنده أو السائل الذي يتعرض بالسؤال. و «المعتر»
هو المتعرض بالسؤال أي المتعرض للمعروف من غير أن يسأل.. أو الفقير.
(كَذلِكَ سَخَّرْناها
لَكُمْ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع
مبتدأ والجملة الفعلية «سخرناها لكم» في محل رفع خبر المبتدأ أو يكون الكاف في محل
نصب نائبا عن المصدر ـ المفعول المطلق ـ المحذوف.. التقدير الأول على الرفع هو مثل
ذلك التسخير الذي رأوا أو علموا سخّر الله البدن والتقدير الثاني على النصب سخّر
الله البدن تسخيرا مثل ذلك التسخير. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. وجملة «سخّرناها لكم» تعرب إعراب «جعلناها
لكم».
(لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعلّ» والميم علامة جمع الذكور. تشكرون
: الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعلّ» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
** (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ
وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة السادسة
والعشرين.. المعنى : وطهر البيت الحرام من الأوثان والأصنام للطائفين حوله
والقائمين فيه للصلاة والراكعين الساجدين.. والركوع والسجود : كناية عن الصلاة
كلها لأنها أهم أركانها.. يقال : ركع ـ يركع ـ ركوعا.. من باب «خضع» بمعنى : انحنى..
وركع أي قام إلى الصلاة.. قاله ابن القوطية وجماعة. وكل قومة ركعة ثم استعملت في
الشرع في هيئة مخصوصة وسجد ـ يسجد ـ سجودا ـ من باب «دخل» بمعنى خضع. ومنه سجود الصلاة
وهو وضع الجبهة على الأرض.
** (يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة السابعة
والعشرين المعنى : يأتوك مشاة وراكبين على كل بعير ضامر ـ مضمر خفيف اللحم من كثرة
السير فحذف الموصوف «بعير» وحلت الصفة «ضامر» محله. يقال : ضمر ـ يضمر الفرس ضمورا..
من باب قعد وضمر ـ يضمر ـ بضم الميم ـ ضمرا.. مثل «قرب» أي هزل وقل لحمه.
** سبب نزول
الآية : قال مجاهد : كانوا لا يركبون فأنزل الله «يأتوك رجالا وعلى كل ضامر»
فأمرهم بالزاد ورخّص لهم في الركوب والمتجر.
** (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الثامنة
والعشرين وفيه كناية عن النحر والذبح بذكر اسم الله لأن أهل الإسلام ـ كما جاء في
التفسير ـ لا ينفكون عن ذكر اسمه تعالى إذا نحروا أو ذبحوا الهدايا ـ جمع هدي ـ والضحايا
عند ذبح ما رزقهم الله.
** (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ
الْعَتِيقِ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة التاسعة
والعشرين.. وأصله يتطوفوا فحذفت التاء تخفيفا فشددت الطاء. والفعل «طاف» بمعنى :
استدار بالشيء نحو طاف بالبيت ـ يطوف ـ طوفا وطوفانا. أمّا «المطاف» بفتح الميم
فهو موضع الطواف ومنه «تطوّف» و «اطوّف» أي أكثر الطواف بجهاته واسم الفاعل «الطائف»
و «الطوّاف» فعال بمعنى فاعل ـ من صيغ المبالغة أي الكثير الطواف. والطائفة : مؤنث
الطائف.. ومن معاني هذه اللفظة أيضا : الفرقة من الناس.. القطعة من الشيء.. ومن
الناس : الجماعة.. وأقلها ثلاثة وربما أطلقت على الواحد والاثنين وجمعها : طائفات
وطوائف.
** (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثلاثين أي
الكذب أو الباطل المعنى : وابتعدوا عن الانحراف عن الحق.. يقال : زوّر فلان كلامه
: بمعنى : زخرفه. وزوّرت الكلام في نفسي : أي هيّأته.. ومنه تزوير الشيء : أي
تحسينه وتقويمه مأخوذة من التزوير وهو تزيين الكلام. أمّا «الزيف» فهو الغش وهو من
وصف الدراهم.. يقال : هذا درهم زيف : أي دخله غشّ.. من «زافت الدراهم» تزيف ـ زيفا
: أي ردأت ثم وصف الدرهم بالمصدر فقيل : هذا درهم زيف وربما قيل : زائف.. على
الأصل أي رديء مردود لغشّ فيه وقبل هذا القول الكريم ورد قوله : «فاجتنبوا الرجس
من الأوثان» أي اجتنبوا النّجس من الأوثان.. سمّى «الأوثان» رجسا كذلك الخمر
والميسر والأزلام على طريق التشبيه و «الأوثان» جمع «وثن» وهو الصنم.. و «الصنم»
هو كلّ ما عبد من دون الله تعالى يروى عن ابن عباس ويقال : الصنم : هو المتّخذ من
الجواهر المعدنية التي تذوب. وقال ابن فارس الصنم : ما يتّخذ من خشب أو نحاس أو
فضة وجمعه : أصنام ويقال : الصنم : هو الوثن المتّخذ من الحجارة أو الخشب.. والصنم
: هو كل ما يعبده الوثنيون من صورة أو تمثال.. أمّا «الوثن» فهو الصنم سواء كان من
خشب أو حجر أو غيره وينسب إليه من يتدين بعبادته
على لفظه.. فيقال : هذا رجل وثني وهؤلاء قوم وثنيون وهذه امرأة وثنية
وهؤلاء نساء وثنيات. وقيل : إنّ لجهنم سبعة أبواب.. أحد هذه الأبواب لعبدة
الأصنام. وقال ابن عباس : أو تكون «الحطمة» وهي من أسماء النار لعبدة الأصنام.
(لَنْ يَنالَ اللهَ
لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها
لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)
(٣٧)
(لَنْ يَنالَ اللهَ) : حرف نفي ونصب واستقبال. ينال : فعل مضارع منصوب بلن
وعلامة نصبه الفتحة ولفظ الجلالة «الله» مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة وقد
قدّم على الفاعل.
(لُحُومُها وَلا
دِماؤُها) : فاعل مرفوع بالضمة. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون
في محل جر بالإضافة. الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. دماؤها : معطوف على «لحومها»
ويعرب إعرابه أي لحوم الضحايا ودماؤها.
(وَلكِنْ يَنالُهُ) : الواو زائدة. لكن : حرف استدراك مهمل لأنه مخفف وهو
هنا بمعنى «بل» يناله : فعل مضارع مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في
محل نصب مفعول به مقدم.
(التَّقْوى مِنْكُمْ) : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة
ـ للتعذر. منكم : جار ومجرور متعلق بينال أو بحال محذوفة من «التقوى» والميم علامة
جمع الذكور.
(كَذلِكَ سَخَّرَها
لَكُمْ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة السابقة
وفاعل «سخر» ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
(لِتُكَبِّرُوا اللهَ) : اللام حرف جر للتعليل. تكبروا : فعل مضارع منصوب بأن
مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة
النصب الفتحة. والجملة الفعلية «تكبروا الله» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن»
المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق
بسخرها.
(عَلى ما هَداكُمْ) : حرف جر ما : مصدرية. هداكم : الجملة الفعلية صلة حرف
مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف والفاعل ضمير مستتر
فيه جوازا تقديره هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل
نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر
بعلى والجار والمجرور متعلق بتكبروا. التقدير على هدايته إياكم.
(وَبَشِّرِ
الْمُحْسِنِينَ) : هذا القول الكريم يعرب إعراب «وبشر المخبتين» في
الآية الكريمة الرابعة والثلاثين.
(إِنَّ اللهَ يُدافِعُ
عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)
(٣٨)
(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ»
منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.
(يُدافِعُ عَنِ
الَّذِينَ آمَنُوا) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل مضارع
مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. عن : حرف جر حرك آخره
بالكسر لالتقاء الساكنين. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بعن والجار
والمجرور متعلق بيدافع. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل
ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة.
(إِنَّ اللهَ لا
يُحِبُّ كُلَ) : تعرب إعراب «إنّ الله يدافع» و «لا» نافية لا عمل
لها. كلّ : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(خَوَّانٍ كَفُورٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة. كفور : صفة ـ نعت ـ لخوان
مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة أي الكثير الخيانة والكفران.
(أُذِنَ لِلَّذِينَ
يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)
(٣٩)
(أُذِنَ لِلَّذِينَ
يُقاتَلُونَ) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل
جار ومجرور محذوف بتقدير : أذن في القتال. والجار والمجرور
«في القتال» في محل رفع وحذف «في القتال» أي المأذون فيه.. لدلالة «يقاتلون»
عليه. المعنى : رخص الله بالقتال. اللام حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح
في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بأذن. يقاتلون : الجملة الفعلية صلة
الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.
(بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) : الباء حرف جر. أنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ». ظلموا : الجملة الفعلية في
محل رفع خبر «أنّ» وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.
الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. و «أنّ» مع ما في حيزها من
اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأذن.. التقدير
: بسبب كونهم مظلومين بحذف المضاف «سبب» وحلول المصدر المؤول محلّه.
(وَإِنَّ اللهَ عَلى
نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) : الواو استئنافية. وإنّ : أعربت. الله لفظ الجلالة :
اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة. على نصر : جار ومجرور متعلق بقدير. و «هم» ضمير
متصل في محل جر مضاف إليه. اللام لام التوكيد. قدير : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة.
(الَّذِينَ أُخْرِجُوا
مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْ لا
دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ
وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ
اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
(٤٠)
(الَّذِينَ أُخْرِجُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بدل من «الذين»
الوارد في الآية الكريمة السابقة أو يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم. التقدير :
المأذون لهم بالقتال هم الذين. أخرجوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها
وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في
محل رفع نائب فاعل والألف فارقة.
(مِنْ دِيارِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بأخرجوا و «هم» ضمير الغائبين مبني
على السكون في محل جر بالإضافة.
(بِغَيْرِ حَقٍ) : جار ومجرور متعلق بحال من فاعل «أخرج» بتقدير : الذين
أخرجهم المشركون غير محقين. حق : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(إِلَّا أَنْ
يَقُولُوا) : أداة استثناء. أن : حرف مصدري ونصب. يقولوا : فعل
مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «يقولوا» صلة حرف مصدري لا محل له و
«أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مستثنى بإلّا ـ استثناء منقطعا ـ والمصدر
المؤول في محل جر بحرف جر محذوف بتقدير : إلّا قولهم أو إلّا بقولهم وتكون «إلّا»
على هذا التقدير أداة استثناء لا عمل لها بمعنى : بغير موجب سوى التوحيد ويكون
المصدر وما بعده بدلا من «بغير حق» أي من أجل قولهم.
(رَبُّنَا اللهُ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ رب
: مبتدأ مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل
جر بالإضافة. الله لفظ الجلالة : خبر المبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة أو يكون خبر
مبتدأ محذوف تقديره هو. والجملة الاسمية «هو الله» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «ربنا».
(وَلَوْ لا دَفْعُ
اللهِ) : الواو استئنافية. لو لا : حرف شرط غير جازم. دفع :
مبتدأ مرفوع بالضمة وخبره محذوف وجوبا وهو مصدر عامل مضاف للفاعل. الله لفظ
الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.
(النَّاسَ بَعْضَهُمْ
بِبَعْضٍ) : مفعول به منصوب بالمصدر «دفع» وعلامة نصبه الفتحة.
بعضهم : بدل من «الناس» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير
الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ببعض : جار ومجرور متعلق بدفع.
(لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام
واقعة في جواب «لو لا» هدمت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء
التأنيث الساكنة لا محل لها بمعنى لخربت. صوامع : نائب فاعل مرفوع بالضمة ولم ينون
آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «مفاعل».
(وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ
وَمَساجِدُ) : معطوفات بواوات العطف على «صوامع» وتعرب إعرابها.
(يُذْكَرُ فِيهَا
اسْمُ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لمساجد وما
قبلها وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. فيها : جار ومجرور متعلق بيذكر.
اسم : نائب فاعل مرفوع بالضمة.
(اللهِ كَثِيراً) : لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة
الجر الكسرة. كثيرا : صفة ـ نعت ـ لمصدر مفعول مطلق ـ محذوف بتقدير : ذكرا كثيرا منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَلَيَنْصُرَنَّ
اللهُ) : الواو استئنافية. اللام واقعة في جواب قسم مقدر بمعنى
: وقد آلى الله لينصرن. والجملة جواب القسم المقدر لا محل لها. ينصرنّ : فعل مضارع
مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد لا محل لها. الله لفظ
الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.
(مَنْ يَنْصُرُهُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. ينصره
: الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره هو والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل
نصب مفعول به.
(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ»
منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.
(لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) : اللام لام الابتداء والتوكيد ـ المزحلقة ـ قوي عزيز :
خبرا «إن» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة أي خبر بعد خبر ـ على التتابع
ويجوز أن يكون «عزيز» صفة لقويّ.
(الَّذِينَ إِنْ
مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا
بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ)
(٤١)
(الَّذِينَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب بدل من الاسم
الموصول «من» في «من ينصره» في الآية الكريمة السابقة أو في محل جر بدل من «الذين
أخرجوا» أو «الذين يقاتلون» في الآيتين الكريمتين التاسعة والثلاثين والأربعين أو
في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : أولئك هم الذين..
(إِنْ مَكَّنَّاهُمْ
فِي الْأَرْضِ) : حرف شرط جازم. مكن : فعل ماض فعل الشرط في محل جزم
بإن مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير
متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به. في الأرض : جار ومجرور متعلق بمكّن بمعنى : إن
غلبناهم على أعدائهم من الكافرين.
(أَقامُوا الصَّلاةَ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا
محل لها بمعنى : لم يتجبروا بل أقاموا الصلاة وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله
بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة و «الصلاة» مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(وَآتَوُا الزَّكاةَ) : معطوفة بالواو على جملة «أقاموا الصلاة» وتعرب
إعرابها وحذفت ألف الفعل لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة.
(وَأَمَرُوا
بِالْمَعْرُوفِ) : معطوفة بالواو على جملة «أقاموا الصلاة» وتعرب مثلها و
«بالمعروف» متعلق بأمروا.
(وَنَهَوْا عَنِ
الْمُنْكَرِ) : معطوفة بالواو على جملة «أمروا بالمعروف» و «نهوا»
تعرب إعراب «آتوا» وكسرت نون عن لالتقاء الساكنين.
(وَلِلَّهِ عاقِبَةُ
الْأُمُورِ) : الواو استئنافية. لله : جار ومجرور للتعظيم في محل
رفع متعلق بخبر مقدم. عاقبة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. الأمور : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ
فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ)
(٤٢)
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. يكذبوك : فعل
مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في
محل نصب مفعول به.
(فَقَدْ كَذَّبَتْ
قَبْلَهُمْ) : الجملة الفعلية وما بعدها جواب شرط جازم مسبوقة بقد
مقترن بالفاء في محل جزم الفاء واقعة في جواب الشرط. قد : حرف تحقيق. كذبت : فعل
ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. قبل : ظرف زمان منصوب
على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بكذبت وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين المتصل
مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(قَوْمُ نُوحٍ) : فاعل «كذبت» مرفوع بالضمة. نوح : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة ولم يمنع من الصرف على الرغم من كونه اسما
أعجميا لأنه ثلاثي أوسطه ساكن ولخفته.
(وَعادٌ وَثَمُودُ) : معطوفان بواوي العطف على «القوم» مرفوعان مثله وعلامة
رفعهما الضمة. ولم تنوّن «ثمود» لأنها اسم القبيلة بمعنى : وإن يكذبوك يا محمد
فلست وحيدا في التكذيب.
(وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ
وَقَوْمُ لُوطٍ)
(٤٣)
هذه الآية
الكريمة معطوفة بواوي العطف على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها و «إبراهيم»
اسم مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف
للعجمة والعلمية.
(وَأَصْحابُ مَدْيَنَ
وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ
نَكِيرِ)
(٤٤)
(وَأَصْحابُ مَدْيَنَ) : معطوف بالواو على «قوم» ويعرب إعرابه أي فقد كذب قوم
شعيب بمعنى : أهل مدين.
(وَكُذِّبَ مُوسى) : الواو عاطفة. كذّب : فعل ماض مبني للمجهول مبني على
الفتح. موسى : نائب فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : وكذب قوم
موسى.
(فَأَمْلَيْتُ
لِلْكافِرِينَ) : الفاء سببية. أمليت : بمعنى : أمهلت وهو فعل ماض مبني
على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير الواحد المطاع مبني على الضم
في محل رفع فاعل. للكافرين : جار ومجرور متعلق بأمليت وعلامة جر الاسم الياء لأنه
جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ) : حرف عطف يفيد التراخي لأنه جاء بعد حذف مقدر أي فلما
لم يرتدع هؤلاء المكذبون ويعودوا للطريق الجاد اي لم يرجعوا لرشدهم بعد أن أنذرتهم
أخذتهم فتكون الجملة الفعلية «أخذتهم» جواب شرط غير جازم لا محل لها. أخذت : تعرب
إعراب «أمليت» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب
مفعول به.
(فَكَيْفَ كانَ
نَكِيرِ) : الفاء استئنافية تفيد هنا التعليل. كيف : اسم استفهام
مبني على الفتح في محل نصب خبر «كان» المقدم. نكير : اسم «كان» مرفوع بالضمة
المقدرة على ما قبل الياء المحذوفة خطا واختصارا ومراعاة لفواصل ـ رءوس ـ الآيات
منع من ظهور الضمة اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء المحذوفة ضمير متصل ـ
ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة وبقيت الكسرة دالة على
الياء المحذوفة بمعنى : إنكاري عليهم.. أمّا «كان» فهو فعل ماض ناقص مبني على
الفتح.
(فَكَأَيِّنْ مِنْ
قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ
مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ)
(٤٥)
(فَكَأَيِّنْ مِنْ
قَرْيَةٍ) : الفاء استئنافية. كأين : كناية عن عدد مبنية على
السكون في محل رفع مبتدأ. من قرية : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة
من «كأين» و «من» حرف جر بياني وأعربت «كأين» مبتدأ لأن الفعل بعدها استوفى
مفعوله بمعنى : كثير من القرى وأهلها أهلكنا.
(أَهْلَكْناها وَهِيَ
ظالِمَةٌ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «كأين» وهي فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل
مبني على السكون في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب
مفعول به. الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير «ها» هي : ضمير
منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. ظالمة : خبر «هي» مرفوع بالضمة المنونة.
(فَهِيَ خاوِيَةٌ) : الجملة الاسمية معطوفة بالفاء على محل «أهلكنا» وتعرب
إعراب «هي ظالمة».
(عَلى عُرُوشِها) : جار ومجرور متعلق بخاوية بمعنى : إنّها ساقطة على
سقوفها تهدمت حيطانها فسقطت فوق سقوفها ويجوز أن يتعلق الجار والمجرور بخبر ثان
للمبتدإ «هي» التقدير والمعنى : هي خاوية أي خالية وهي على عروشها قائمة مطلة على
عروشها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ) : معطوفة بالواو على «قرية» بمعنى : كم قرية أهلكنا وكم
بئر عطلنا عن سقاتها. معطلة : صفة ـ نعت ـ لبئر مجرورة مثلها وعلامة جرهما الكسرة
المنونة أي ملأى بالماء معطلة لهلاك أهلها وجاء الموصوف «معطلة» بصيغة التأنيث لأن
لفظة «بئر» لفظة مؤنثة.
(وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) : معطوف بالواو على «بئر معطلة» أو على «قرية» بمعنى : وكم
قصر مشيد أخليناه من ساكنيه وحذفت جملة «أخليناه» لدلالة «معطلة» عليه وعلامة
جرهما الكسرة المنونة.
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا
فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ
بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي
الصُّدُورِ)
(٤٦)
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا) : الهمزة همزة تعجيب بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ لم : حرف نفي وجزم وقلب. يسيروا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون
لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(فِي الْأَرْضِ) : جار ومجرور متعلق بيسيروا بمعنى : أفلم يسافروا في
الأرض ليشاهدوا آثار من أهلك قبلهم؟
(فَتَكُونَ لَهُمْ
قُلُوبٌ) : الفاء سببية. تكون : فعل مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة
بعد الفاء وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : رجاء أن تكون لهم قلوب. اللام حرف جر و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل نصب متعلق
بخبر «تكون» المقدم. قلوب : اسم «تكون» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة والجملة
الفعلية «تكون لهم قلوب» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها
بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق وبمعنى عسى أن تكون لهم..
(يَعْقِلُونَ بِها) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لقلوب وهي فعل
مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل. بها : جار ومجرور متعلق بيعقلون.
(أَوْ آذانٌ
يَسْمَعُونَ بِها) : أو حرف عطف للتخيير وما بعده معطوف على «قلوب يعقلون
بها» ويعرب إعرابه والجار والمجرور «بها» متعلق بيسمعون.
(فَإِنَّها لا تَعْمَى
الْأَبْصارُ) : الفاء استئنافية للتعليل. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه
بالفعل و «ها» ضمير متصل ضمير القصة مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» ويجوز
أن يكون ضميرا مبهما يفسره الأبصار والمعنى : إنّ أبصارهم صحيحة سالمة لا عمى بها
وإنّما العمى بقلوبهم. لا : نافية لا عمل لها. تعمى : فعل مضارع مرفوع بالضمة
المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. الأبصار : فاعل مرفوع بالضمة والجملة
الفعلية «لا تعمى الأبصار» في محل رفع خبر «إنّ».
(وَلكِنْ تَعْمَى
الْقُلُوبُ) : الواو زائدة لأنها داخلة على حرف استدراك. لكن : حرف
مشبه بالفعل مخفف مهمل غير عامل يفيد الاستدراك. تعمى القلوب : تعرب إعراب «تعمى
الأبصار» وفي القول استعارة ومثل.
(الَّتِي فِي
الصُّدُورِ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ـ نعت ـ للقلوب.
في الصدور : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : استقرت أو هي مستقرة في الصدور.
والجملة الفعلية «استقرت في الصدور» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
** (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا
دِماؤُها) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة السابعة
والثلاثين. المعنى : لن يصيب رضا الله لحومها ودماؤها.. والمراد : أصحاب اللحوم
والدماء فحذف مفعول «ينال» المقدم وهو «رضا» وحل المضاف إليه لفظ الجلالة للتعظيم
محله. كما حذف فاعل «ينال» وهو «أصحاب» المضاف وأقيم المضاف إليه «لحومها» مقامه
فارتفع ارتفاعه.
** (وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ) : ذكّر الفعل «ينال» مع فاعله المؤنث «التقوى» لأنه فصل
عن فاعله بفاصل أو لأن «التقوى» بمعنى «التقى» وهو لفظة مذكّرة.
** (لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) : في هذا القول الكريم اختصار بمعنى : لتشكروا الله على
هدايته لكم أو إياكم لأعلام دينه ومناسك حجه بأن تكبروا وتهلّلوا فاختصر الكلام
بأن ضمن التكبير معنى الشكر وعدّي تعديته.
** (إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ
آمَنُوا) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثامنة
والثلاثين.. المعنى : إنّ الله يدافع عن المؤمنين غوائل المشركين.. فحذف مفعول «يدافع»
اختصارا وهو «غوائل المشركين».
** سبب نزول
الآية : نزلت الآية الكريمة بسبب المؤمنين لما كثروا بمكة وآذاهم الكفار وهاجر من
هاجر إلى أرض الحبشة وأراد بعض مؤمني مكة أن يقتل من أمكنه من الكفار ويغتال
ويغدر.
** (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ
بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة التاسعة
والثلاثين المعنى : رخص الله بالقتال بسبب ظلم الكفار إياهم فحذف المضاف «سبب»
وحلّ المصدر المؤول «ظلم» المضاف إليه محلّه.
** سبب نزول
الآية : نزلت الآية الكريمة بعد أن صبر المؤمنون على الأذى في العهد المكّي وهي
أول آية تنزل في المدينة للإذن بالقتال بسبب صبر المؤمنين على أذى المشركين وكانوا
حينما يشكون أذى المشركين إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول لهم : اصبروا فإنّي لم أؤمر بالقتال.. حتى هاجر فأنزل الله تعالى
هذه الآية بالمدينة وقال أبو بكر لما هاجر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أخرجوا نبيّهم إنّا لله وإنّا إليه راجعون ـ ليهلكنّ.. فأنزل الله
تعالى هذه الآية الكريمة.
** (لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ
وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الأربعين..
المعنى والتقدير : لهدّمت صوامع الرهبان أي أديرتهم وهي البيوت التي ينقطع فيها
الرهبان للعبادة وهي جمع «صومعة» فحذف المضاف إليه «الرهبان» اختصارا لأنه
معلوم اكتفاء بإبقاء المضاف «صوامع» ولخرّبت بيع النصارى أي كنائسهم ـ جمع
بيعة ـ وبعد حذف المضاف إليه «النصارى» نوّن آخر المضاف «بيع» لانقطاعه عن
الإضافة. كما نوّن المضاف «صلوات» بعد حذف المضاف إليه «اليهود» لأن التقدير
والمعنى : كنائس اليهود.. جمع «صلاة» وهي معابد اليهود سمّيت الواحدة منها «صلاة»
لأنه يصلّى فيها. كما حذف المضاف إليه «المسلمين» وبقي المضاف «مساجد» ولم ينون ـ لانقطاعه
عن الإضافة ـ لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ مفاعل ـ وهو جمع بعد ألفه حرفان ومثله
في التقدير وعدم التنوين «صوامع» والمساجد : هي أماكن عبادة المسلمين. ومعنى القول
الكريم لو لا أن يدفع الله بعض الناس ببعض ويسلّط المؤمنين على الكافرين لخربت هذه
الأماكن الدينية باستيلاء المشركين على أهل الديانات السماوية و «الصومعة» مأخوذة
من الشيء المصمّع ـ اسم مفعول ـ وهو الذي دقّق وحدّد رأسه سميت بذلك لأنها دقيقة
الرأس ومن صمعت الأذن تصمع صمعا : بمعنى لصقت وصغرت.. والفعل من باب «تعب» و «الصمع»
هو المصدر وكلّ منضمّ هو متصمّع ومن ذلك اشتق لفظ «صومعة» وجمعها : صوامع. وقيل :
أذناك وبهما تسمع وعيناك وبهما تبصر ولسانك وبه تذوق وأنفك وبه تشمّ.. كلّ هذه في
الرأس فهو صومعة الحواسّ. وينسب إلى الأصمع وهو الصغير الأذن فيقال : أصمعيّ و «الأصمعيّ»
هو الإمام المشهور نسبة إلى «أصمع» وهو جدّه الأعلى. ويقال : قلب أصمع.. بمعنى
ذكيّ.. وبه سمّي الرجل.. ومن معاني «الأصمع» : السيف القاطع.. القلب الذكي وجمعه :
صمعان.
** (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) : المعنى : من ينصر دينه.. فحذف مفعول «ينصر» وهو «دين»
المضاف وحل محلّه الضمير «الهاء» المضاف إليه فعدّي الفعل إليه فصار : ينصره
** (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ
قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية
والأربعين المعنى : فقد كذب الرسل قبلك قوم نوح وعاد وثمود فحذف مفعول «كذبت»
اختصارا لأن ما قبله يدل عليه وهو «الرسل» وكرر هذا الحذف في الآيتين الكريمتين
التاليتين.. أي وكذّب قوم إبراهيم وقوم لوط نبيّهما إبراهيم ولوطا.. وكذب أصحاب
مدين نبيّهم شعيبا وقد أنّث الفعل «كذبت» مع فاعله «قوم» المذكر لأن «القوم» جمع
لا واحد له من لفظه يذكّر ويؤنّث لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا
كانت للآدميين تذكّر وتؤنّث.
** (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة
والأربعين وأصلها : من أهل قرية.. فحذف المضاف «أهل» وحلّ المضاف إليه «قرية» محله
ولأن التقدير : أهلكنا أهلها وبعد حذف المضاف مفعول «أهلكنا» وهو «أهل» حلّ محله
المضاف إليه الضمير «ها» فعدّي الفعل «أهلك» إليه فصار : أهلكناها.
** (أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السادسة
والأربعين حذف مفعول «يسمعون» أي الوحي.
(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ
بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ
كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)
(٤٧)
(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ
بِالْعَذابِ) : الواو استئنافية. يستعجلونك : فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول
به. بالعذاب : جار ومجرور متعلق بيستعجلون بمعنى يستعجلك مشركو مكة بالمتوعد من
العذاب.. الآجل والعاجل.. قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء والسخرية.
(وَلَنْ يُخْلِفَ
اللهُ وَعْدَهُ) : الواو عاطفة. لن : حرف نفي ونصب واستقبال. يخلف : فعل
مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم
بالضمة. وعده : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل مبني على الضم
في محل جر بالإضافة.
(وَإِنَّ يَوْماً) : الواو عاطفة. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. يوما
: اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(عِنْدَ رَبِّكَ) : ظرف مكان ـ مفعول فيه ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة
متعلق بصفة محذوفة من «يوما» وهو مضاف. ربك : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره
الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف
إليه ثان من أيام الآخرة.
(كَأَلْفِ سَنَةٍ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر
«إنّ». ألف : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. سنة : مضاف
إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
(مِمَّا تَعُدُّونَ) : أصلها : من حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون
في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : يقدر. تعدون : الجملة
الفعلية صلة الموصول لا محل لها وتعرب إعراب «يستعجلون» والعائد إلى الموصول ضمير
محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : مما تعدونه بمعنى مما
تحسبونه في الدنيا.
(وَكَأَيِّنْ مِنْ
قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ)
(٤٨)
(وَكَأَيِّنْ مِنْ
قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الخامسة
والأربعين والواو في «وكأيّن» عاطفة. أمليت : فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك.. والتاء ضمير متصل ـ ضمير
المتكلم سبحانه ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. لها : جار ومجرور متعلق بأمليت.
(ثُمَّ أَخَذْتُها) : الجملة الفعلية معطوفة بحرف العطف «ثم» على جملة «أمليت»
وتعرب إعرابها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) : الواو استئنافية. إليّ : جار ومجرور في محل رفع متعلق
بخبر مقدم. المصير : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
(قُلْ يا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ)
(٤٩)
(قُلْ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت وحذفت الواو ـ أصله قول ـ للوصل ـ التقاء الساكنين.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ) : أداة نداء. أي : منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها»
زائدة للتنبيه. الناس : بدل من «أي» مرفوع بالضمة على لفظ المبدل منه «أيّ» لا
محله والنداء موجه للمشركين.
(إِنَّما أَنَا) : الجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ إنما : كافة ومكفوفة. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني
على السكون في محل رفع مبتدأ.
(لَكُمْ نَذِيرٌ
مُبِينٌ) : جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ والميم علامة جمع
الذكور. نذير : خبر المبتدأ «أنا» مرفوع بالضمة المنونة. مبين : صفة ـ نعت ـ لنذير
مرفوع مثله بالضمة المنونة.
(فَالَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)
(٥٠)
(فَالَّذِينَ آمَنُوا) : الفاء استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح
في محل رفع مبتدأ. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة.
(وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آمنوا» وتعرب
إعرابها. الصالحات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق
بجمع المؤنث السالم.
(لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» اللام
حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في
محل رفع خبر مقدم. مغفرة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة.
(وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) : معطوف بالواو على «مغفرة» ويعرب إعرابها. كريم : صفة ـ
نعت ـ لرزق مرفوع مثله بالضمة المنونة.
(وَالَّذِينَ سَعَوْا
فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ)
(٥١)
(وَالَّذِينَ سَعَوْا) : معطوف بالواو على «الذين آمنوا» ويعرب مثله وعلامة
بناء الفعل «سعى» الفتحة المقدرة للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين
ولاتصاله بواو الجماعة.
(فِي آياتِنا
مُعاجِزِينَ) : جار ومجرور متعلق بسعوا و «نا» ضمير التفخيم المسند
إلى الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة. معاجزين : حال من ضمير «سعوا»
بمعنى مسابقين منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين
المفرد وحركته بمعنى سعوا لإبطال آياتنا.
(أُولئِكَ أَصْحابُ
الْجَحِيمِ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» أولاء
: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ ثان والكاف حرف خطاب. أصحاب : خبر
المبتدأ «أولئك» مرفوع بالضمة وهو مضاف. أو يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم.
والجملة الاسمية «هم أصحاب الجحيم» في محل رفع خبر «أولئك». الجحيم : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى هم أصحاب النار المتقدة.
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ
قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي
أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ
آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)
(٥٢)
(وَما أَرْسَلْنا) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. أرسل : فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير
متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(مِنْ قَبْلِكَ مِنْ
رَسُولٍ) : جار ومجرور متعلق بأرسلنا أو بحال من «رسول» لأنه
متعلق بصفة له قدمت عليه والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل
جر بالإضافة. من : حرف جر زائد رسول : اسم مجرور لفظا بمن منصوب محلا لأنه مفعول
به لأرسلنا.
(وَلا نَبِيٍّ إِلَّا) : الواو عاطفة. لا : زائدة لتأكيد النفي. نبيّ : معطوف
على «رسول» ويعرب مثله إلّا : حرف تحقيق بعد النفي.
(إِذا تَمَنَّى) : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه
متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة. تمنّى : الجملة الفعلية في محل جر
بالإضافة لوقوعها بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(أَلْقَى الشَّيْطانُ
فِي أُمْنِيَّتِهِ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها بمعنى :
إذا قرأ آيات الله ألقى الشيطان ما ليس في قراءته الموحى بها. ألقى : فعل ماض مبني
على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. الشيطان : فاعل مرفوع
بالضمة. في أمنيته : جار ومجرور متعلق بألقى. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الكسر ـ في محل جر بالإضافة.
(فَيَنْسَخُ اللهُ) : الفاء استئنافية. ينسخ : فعل مضارع مرفوع بالضمة.
الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.
(ما يُلْقِي
الشَّيْطانُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يلقي
: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. الشيطان : فاعل مرفوع بالضمة.
والجملة الفعلية «يلقي الشيطان» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير
محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به أي ما يلقيه الشيطان.
(ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ
آياتِهِ) : الجملة الفعلية معطوفة بحرف العطف «ثم» على جملة «ينسخ
الله» وتعرب إعرابها. آياته : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة
لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة
بمعنى ثم يثبت الله آياته.
(وَاللهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ) : الواو اعتراضية والجملة الاسمية اعتراضية لا محل لها.
الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. عليم حكيم : خبران للمبتدإ ـ خبر
بعد خبر ـ مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة ويجوز أن يكون «حكيم» صفة ـ نعتا ـ
لعليم والكلمتان من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى فاعل ـ
(لِيَجْعَلَ ما
يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ
قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ)
(٥٣)
(لِيَجْعَلَ ما
يُلْقِي الشَّيْطانُ) : اللام حرف جر للتعليل. يجعل : فعل مضارع منصوب بأن
مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. ما
يلقي الشيطان : أعربت في الآية الكريمة السابقة والجملة الفعلية «يجعل ما.. وما
بعدها» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر
بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بيحكم الله.
(فِتْنَةً لِلَّذِينَ) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. اللام
حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق
بصفة محذوفة من «فتنة».
(فِي قُلُوبِهِمْ
مَرَضٌ) : الجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها. في قلوب : جار
ومجرور في محل رفع خبر مقدم و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. مرض : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة بمعنى مرض الشك أو النفاق أو
يكون الجار والمجرور «في قلوبهم متعلقا بفعل محذوف تقديره استقر والجملة الفعلية «استقر
في قلوبهم مرض» صلة الموصول لا محل لها وعلى هذا التقدير تكون كلمة «مرض» فاعل
الفعل المقدر.
(وَالْقاسِيَةِ
قُلُوبُهُمْ) : معطوفة بالواو على الاسم الموصول «الذين» مجرورة مثله
وعلامة جرها الكسرة. والكلمة اسم فاعل. قلوب : فاعل لاسم الفاعل مرفوع بالضمة و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والمراد بهم المشركون
المكذبون.
(وَإِنَّ
الظَّالِمِينَ) : الواو استئنافية. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الظالمين
: اسم «إنّ» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين
المفرد وحركته بمعنى وإنّ هؤلاء المنافقين والمشركين وأصله : وإنّهم فوضع الظاهر
موضع الضمير ـ المضمر ـ حكما عليهم بالظلم.
(لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة. في شقاق : جار ومجرور
في محل رفع خبر «إنّ». بعيد : صفة ـ نعت ـ لشقاق مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الصفة
والموصوف ـ الكسرة المنونة أي بعيدا عن الحق.
(وَلِيَعْلَمَ
الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ
فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ
مُسْتَقِيمٍ)
(٥٤)
(وَلِيَعْلَمَ
الَّذِينَ) : معطوفة بالواو على «ليجعل» وتعرب مثلها. الذين : اسم
موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
(أُوتُوا الْعِلْمَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني للمجهول مبني على الضم المقدر على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة.
الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. العلم : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة.
(أَنَّهُ الْحَقُّ
مِنْ رَبِّكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني
على الضم في محل نصب اسم «أنّ». الحق : خبرها مرفوع بالضمة. من ربك : جار ومجرور
متعلق بصفة محذوفة من «الحق» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في
محل جر بالإضافة و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «يعلم»
بمعنى إن هذا القرآن هو الحق النازل من ربك.
(فَيُؤْمِنُوا بِهِ) : الفاء سببية. يؤمنوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد
الفاء وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل والألف فارقة. به : جار ومجرور متعلق بيؤمنوا والجملة الفعلية «يؤمنوا به»
صلة حرف مصدري لا محل لها.
(فَتُخْبِتَ لَهُ
قُلُوبُهُمْ) : الفاء حرف عطف. تخبت : فعل مضارع منصوب لأنه معطوف
على منصوب أي على «يؤمنوا» وعلامة نصبه الفتحة. قلوب : فاعل مرفوع بالضمة و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : فتخضع له قلوبهم. أما
الجار والمجرور «له» فمتعلق بتخبت.
(وَإِنَّ اللهَ) : الواو استئنافية. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.
الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة.
(لَهادِ الَّذِينَ) : اللام لام التوكيد المزحلقة ـ هاد : خبر «إنّ» مرفوع
بالضمة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة اختصارا للوصل وبقيت الكسرة دالة على
الياء المحذوفة ـ أصله هادي ـ الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر
بالإضافة أي إضافة اسم الفاعل «هادي» إلى مفعوله الاسم الموصول «الذين» وأصله :
هاد بتنوين آخره و «الذين» في محل نصب مفعول به أول لاسم الفاعل وبعد حذف التنوين
أضيف إلى مفعوله.
(آمَنُوا إِلى صِراطٍ
مُسْتَقِيمٍ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة. إلى صراط : جار ومجرور قام مقام
المفعول به الثاني لاسم الفاعل «هاد» على الأصل أو هو متعلق بهاد على تأويل
فعله. مستقيم : صفة ـ نعت ـ لصراط مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الصفة والموصوف ـ الكسرة
المنونة.
(وَلا يَزالُ
الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً
أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ)
(٥٥)
(وَلا يَزالُ
الَّذِينَ) : الواو استئنافية. لا : نافية لا عمل لها. يزال : فعل
مضارع مرفوع بالضمة وهو من أخوات «كان». الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل
رفع اسم «لا يزال» والجملة الفعلية بعده صلة الموصول لا محل لها.
(كَفَرُوا فِي
مِرْيَةٍ مِنْهُ) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. في مرية : جار ومجرور في محل نصب متعلق
بخبر «لا يزال» منه : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «مرية».
(حَتَّى تَأْتِيَهُمُ) : حرف غاية وجر بمعنى : إلى أن. تأتي : فعل مضارع منصوب
بأن مضمرة بعد «حتى» وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين مبني
على السكون حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى :
لا يزال الكافرون في شك من كتاب الله العظيم.
(السَّاعَةُ بَغْتَةً) : فاعل مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «تأتيهم الساعة
بغتة» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر
بحتى. والجار والمجرور متعلق بلا يزال. بغتة : مصدر في موضع الحال من ضمير
الغائبين في «تأتيهم» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. بمعنى لا يزال الكافرون
شاكين حتى تباغتهم القيامة بغنة.
(أَوْ يَأْتِيَهُمْ
عَذابُ) : الجملة الفعلية معطوفة بحرف العطف «أو» للتخيير على
جملة «تأتيهم الساعة» وتعرب إعرابها.
(يَوْمٍ عَقِيمٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
عقيم : صفة ـ نعت ـ ليوم مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : لا يعقبه
يوم آخر أي يوم يهلك الناس فيه فتصير النساء كالعقم أي كأنّهن لم يلدن بمعنى : يوم
منفرد عن سائر الأيام لشدته وهو يوم القيامة.
(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ
لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي
جَنَّاتِ النَّعِيمِ)
(٥٦)
(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ
لِلَّهِ) : مبتدأ مرفوع بالضمة. يوم : ظرف زمان منصوب على
الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. إذ : اسم مبني على السكون في محل جر
بالإضافة حرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين : سكونه وسكون التنوين. وقد نونت
كلمة «إذ» لمزيتها حيث إنّ الأسماء لا تضاف إلى الحروف أو لأن التنوين ينوب عن جملة
محذوفة بتقدير : يوم يؤمنون أو يوم تزول مريتهم لقوله في الآية الكريمة السابقة «ولا
يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة» أي يوم القيامة. لله : جار
ومجرور للتعظيم متعلق بخبر المبتدأ «الملك».
(يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال وهي فعل مضارع مرفوع
بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بين : ظرف مكان متعلق بيحكم
منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ
مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي بين الناس.
(فَالَّذِينَ آمَنُوا) : الفاء استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح
في محل رفع مبتدأ متضمن معنى الشرط بدليل الآية الكريمة التالية المبتدئة باسم
موصول معطوف مقترن جوابه بالفاء. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها
وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة بمعنى آمنوا بالله ورسوله.
(وَعَمِلُوا
الصَّالِحاتِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «آمنوا» وتعرب
إعرابها. الصالحات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق
بجمع المؤنث السالم بمعنى الأعمال الصالحات.
(فِي جَنَّاتِ
النَّعِيمِ) : جار ومجرور متعلق بخبر مبتدأ محذوف تقديره : فهم في
جنات النعيم مستقرون فيها على الدوام. النعيم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة
جره الكسرة والجملة الشرطية من فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ «الذين».
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا
وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ)
(٥٧)
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا
وَكَذَّبُوا بِآياتِنا) : معطوفة بالواو على «الذين آمنوا وعملوا» في الآية
الكريمة السابقة وتعرب إعرابها مع الفارق في المعنى. بآيات : جار ومجرور متعلق
بكذبوا و «نا» ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر
بالإضافة.
(فَأُولئِكَ لَهُمْ
عَذابٌ مُهِينٌ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم لأن
الاسم الموصول «الذين» مضمن معنى «من» الفاء واقعة في جواب الشرط. أولاء : اسم
الإشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. اللام حرف جر و «هم»
ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق
بخبر مقدم. عذاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. مهين : صفة ـ نعت ـ لعذاب
مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المنونة والجملة الاسمية «لهم عذاب مهين» في محل رفع
خبر أولئك.
(وَالَّذِينَ هاجَرُوا
فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً
حَسَناً وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
(٥٨)
(وَالَّذِينَ هاجَرُوا) : معطوف بالواو على «الذين آمنوا» في الآية الكريمة
السادسة والخمسين ويعرب إعرابه.
(فِي سَبِيلِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بهاجروا. الله لفظ الجلالة : مضاف
إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.
(ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ
ماتُوا) : حرف عطف. قتلوا : معطوفة على «هاجروا» وتعرب إعرابها.
أو ماتوا : معطوفة بأو حرف العطف للتخيير على «قتلوا» وتعرب إعراب «هاجروا» بمعنى
قتلوا وهم يجاهدون العدو أو ماتوا بأجلهم المحتوم. والجملة الفعلية «قتلوا» فعل
ماض مبني للمجهول. والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.
(لَيَرْزُقَنَّهُمُ
اللهُ) : اللام واقعة في جواب قسم مقدر. والجملة جواب القسم لا
محل لها وهي فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والنون لا محل
لها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به
مقدم. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة وجواب الشرط محذوف دل عليه
جواب القسم أو يكون جواب القسم قد سدّ مسدّ الجوابين.
(رِزْقاً حَسَناً) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة وهو في الحقيقة اسم لأن مصدر «رزق» يكون مفتوح الراء فوضع الاسم موضع
المصدر. حسنا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «رزقا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة
بمعنى : الجنة الموعودة.
(وَإِنَّ اللهَ) : الواو عاطفة. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل بمعنى
التعليل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.
(لَهُوَ خَيْرُ
الرَّازِقِينَ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إنّ» اللام لام
الابتداء ـ المزحلقة ـ للتوكيد. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ.
خير : خبر «هو» مرفوع بالضمة. الرازقين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره
الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(لَيُدْخِلَنَّهُمْ
مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ)
(٥٩)
(لَيُدْخِلَنَّهُمْ
مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ) : يعرب إعراب «ليرزقنّهم رزقا» في الآية الكريمة
السابقة لأنه بدل منه بمعنى ليدخلهم في الجنة إدخالا. و «مدخلا» بمعنى «ادخالا» أي
مصدر «يدخل» ومفعول «أدخل» أيضا بضم الميم ولهذا أعرب إعراب «رزقا». يرضونه :
الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «مدخلا» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل
مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
(وَإِنَّ اللهَ) : الواو عاطفة. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله
لفظ الجلالة : اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة.
(لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ) : اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ للتوكيد. عليم حليم :
خبرا «إنّ» مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة ويجوز أن يكون «حليم» صفة ـ نعتا ـ
لعليم. واللفظتان من صيغ المبالغة ـ فعيل بمعنى فاعل ـ
(ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ
بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ
اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)
(٦٠)
(ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ) : ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
وخبره محذوف تقديره : ذلك أمر الله اللام للبعد والكاف حرف خطاب. أو يكون خبر
مبتدأ محذوف بتقدير : الأمر هو ذلك. الواو استئنافية و «من» اسم شرط جازم مبني على
السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». عاقب : فعل
ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
: هو. والجملة الفعلية «عاقب» صلة الموصول «من» لا محل لها.
(بِمِثْلِ ما عُوقِبَ
بِهِ) : جار ومجرور متعلق بعاقب. ما : اسم موصول مبني على
السكون في محل جر بالإضافة. عوقب : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب
الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. به : جار ومجرور متعلق بعوقب والجملة
الفعلية «عوقب به» صلة الموصول لا محل
لها أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر
بالإضافة أي بمثل معاقبته.
(ثُمَّ بُغِيَ
عَلَيْهِ) : حرف عطف. بغي : تعرب إعراب «عوقب» عليه : جار ومجرور
في محل رفع نائب فاعل بمعنى ثم وقع عليه بغي أي عدوان أي ثم جني عليه مرة أخرى.
(لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) : الجملة جواب قسم مقدر لا محل لها وجواب الشرط محذوف
دل عليه جواب القسم أو يكون جواب القسم سدّ مسدّ الجوابين. اللام واقعة في جواب
قسم مقدر أو تكون اللام لام التوكيد و «ينصرنه» فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله
بنون التوكيد الثقيلة ونون التوكيد لا محل لها والفعل في محل جزم لأنه جواب الشرط
والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. الله لفظ الجلالة :
فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.
(إِنَّ اللهَ
لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) : يعرب إعراب «إنّ الله لعليم حليم» في الآية الكريمة
السابقة واللفظتان من صيغ المبالغة ـ فعول بمعنى فاعل ـ بمعنى : لكثير العفو كثير
الغفران.
** (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ
كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة السابعة
والأربعين. بمعنى : ممّا تحسبونه في الدنيا.. يقال : عدّ ـ يعدّ ـ عدا.. من باب «قتل»
أو «ردّ» بمعنى : أحصى. والاسم : العدد : بمعنى «المعدود» أمّا «الألف» فهو عشر
مئات.. والألف أيضا : أول الحروف الهجائية والأبجدية العربية. والألف : هو الواحد
من كل شيء.. أمّا «الألف والياء» فهو أول الشيء وآخره ومنه يقال : قرأت الموضوع من
ألفه إلى يائه وفي التسلسل الألفبائي لا يصحّ أن نقول : أليف.. باء.. بل نقول :
ألف باء.. بكسر اللام ومن غير ياء لأن هذه اللفظة هي صيغة «فعيل» من «ألف الشيء»
يألفه ألفا فهو أليف : بمعنى : أنس به وأحبّه وألف المكان : أي تعوّده واستأنس به
أما «الألفة» بتسكين اللام وضم الهمزة فهي اسم من الائتلاف وهو الالتئام والمحبة
والاجتماع والإيناس واسم الفاعل : أليف.. مثل «عليم» أمّا «السنة» فهي لفظه مؤنثة
يقابلها العام وهو لفظه مذكّرة.. يقال : استنّ الرجل وأسنّ : أي كبر أو كبرت سنّه
فهو مسنّ وهي مسنّة ويقابلها العمر وهو لفظة مذكّرة و «السنّ» بمعنى المدة وهي
مقدار العمر ويقال بلغ فلان أرذل العمر أو أرذله أو وصل إلى أرذل العمر : بمعنى :
خرف وهرم.. وأرذل العمر : هو الهرم والخرف أي يعود لهيئته الأولى في أوان طفولته
ضعيف البينة سخيف العقل قليل الفهم.
** (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ
لَها) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثامنة
والأربعين.. وبما أن الفعل «أملى» بمعنى : أمهل يتعدى إلى مفعوله مباشرة فيصح
التقدير لغة ومعنى : أمهلت أهلها فحذف المفعول به المضاف «أهل» وعدّي الفعل بحرف
الجر اللام إلى المضاف إليه «الضمير.. ها» فصار : لها.
** (وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا
مُعاجِزِينَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الحادية
والخمسين و «معاجزين» جمع «معاجز» وهو اسم فاعل يتعدى فعله إلى المفعول ويعمل اسم
الفاعل عمل فعله المتعدي وفي الآية الكريمة حذف المفعول به اختصارا. التقدير
والمعنى : معاجزين المؤمنين الذين يسعون لإثبات آياتنا أي مسابقين محاولين تعجيز
المؤمنين أو بمعنى ظانين أنهم يعجزوننا وفعله : عاجزه ـ يعاجزه ـ بمعنى : سابقه
فسبقه لأن كلّا من المتسابقين يطلب تعجيز الآخر عن اللحاق به.. ويقال : عاجز الرجل
: إذا هرب فلم يقدر عليه.
** (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ
رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية
والخمسين.. الفعل «تمنّى» أي جال في نفسه ما يهواه من الأمانيّ وقيل : المعنى : قرأ.. و «الرسول»
هو من بعثه الله تعالى بشريعة جديدة.. والنبي هو من بعثه الله تعالى لتقرير شرع
سابق كأنبياء بني إسرائيل.
** (أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) : المعنى : دسّ الشيطان في قراءته ما ليس بوحي.. أي
ألقى فيها ما يوجب اشتغاله بالدنيا أو ألقى في قراءته أشياء ليست من الوحي فسبق
بها لسانه أي وسوس إليه في تلاوته التي تلاها فسبق لسانه على سبيل السهو والغلط..
ومفعول «ألقى» محذوف.. التقدير : ألقى أشياء في تلاوته.
** (ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما
عُوقِبَ بِهِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الستين.. المعنى : ومن
اقتصّ من جان أو ومن جازى الظالم بمثل ظلمه.. فحذف مفعول «عاقب» اختصارا وهو «الظالم».
** (إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) : خبرا «إنّ» من صيغ المبالغة أي كثير العفو كثير
الغفران.. والاسم منه العفو بتسكين الفاء قال الشاعر :
ملكنا فكان
العفو منّا سجيّة
|
|
فلمّا ملكتم
سال بالدم أبطح
|
وما عجب هذا
التفاوت بيننا
|
|
فكلّ إناء
بالذي فيه ينضح
|
السجية :
الطبيعة والخلق وجمعها : سجيّات وسجايا.. و «أبطح» موضع سيل واسع.
والتفاوت هو
الاختلاف والتباعد بين الأشياء.. و «ينضح» بمعنى : يرشح أي يتحلب أي يسيل.. ومنه
القول رشح الجسد : أي عرق. ونضح العرق ـ ينضح ـ أي خرج والفعل من بابي «ضرب» و «نفع».
** سبب نزول
الآية : نزلت الآية الكريمة في شأن فئة من المشركين قاتلوا سرية من المسلمين في
الشهر الحرام بالرغم من مناشدة الصحابة ألّا يقاتلهم المشركون.. فأبوا ذلك.. فقاتلهم
المسلمون وانتصروا عليهم.
(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللهَ
سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
(٦١)
(ذلِكَ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اللام
للبعد والكاف للخطاب. وخبره محذوف تعلق به الجار والمجرور. التقدير : ذلك النصر
حاصل بسبب أنّ الله يولج الليل. ويجوز أن يكون منصوبا على المصدر ـ المفعول المطلق
ـ بتقدير : نصرهم الله ذلك النصر بسبب أنّ الله قادر على كل شيء فهو الذي يدخل كلا
من الليل والنهار في الآخر.
(بِأَنَّ اللهَ) : الباء حرف جر. أنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.
الله لفظ الجلالة : اسم «أنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة بمعنى : بسبب أن
الله.. بحذف المضاف «سبب» وحلول المصدر المؤول من «أنّ» مع اسمها وخبرها محلّه.
والجملة الفعلية «يولج الليل في النهار» في محل رفع خبر «أنّ».
(يُولِجُ اللَّيْلَ
فِي النَّهارِ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. الليل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : يدخل. في النهار
: جار ومجرور متعلق بيولج.
(وَيُولِجُ النَّهارَ
فِي اللَّيْلِ) : هذا القول الكريم معطوف بالواو على مثيله ويعرب
إعرابه.
(وَأَنَّ اللهَ
سَمِيعٌ بَصِيرٌ) : الواو عاطفة. أنّ الله : يعرب إعراب «بأنّ الله» سميع
بصير : خبرا «أنّ» على التتابع ـ خبر بعد خبر ـ مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة
المنونة أي سميع لما يقولون بصير بما يفعلون.
(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ
هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللهَ
هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)
(٦٢)
(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ
هُوَ الْحَقُ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. هو : ضمير منفصل مبني
على الفتح في محل رفع مبتدأ. الحق : خبر «هو» مرفوع بالضمة. والجملة الاسمية «هو
الحق» في محل رفع خبر «أنّ» أي ذلك الاتصاف بالقدرة.
(وَأَنَّ ما يَدْعُونَ) : الواو عاطفة. أنّ : يعرب إعراب «بأنّ» ما : اسم موصول
مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ». يدعون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل
لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في
محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول
به. التقدير : ما يدعونه بمعنى ما يعبدونه من الأصنام.
(مِنْ دُونِهِ هُوَ
الْباطِلُ) : جار ومجرور متعلق بيدعون أو بحال محذوفة من «ما»
التقدير : حال كونه من دونه أي من غير الله و «من» حرف جر بياني. هو الباطل : يعرب
إعراب «هو الحق» والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
(وَأَنَّ اللهَ هُوَ
الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) : يعرب إعراب «أنّ الله هو الحق» ويعرب إعرابه. الكبير
: صفة ـ نعت ـ للعلي أو خبر ثان لأنّ مرفوع مثله بالضمة.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللهَ
لَطِيفٌ خَبِيرٌ)
(٦٣)
(أَلَمْ تَرَ) : الألف ألف تقرير وتنبيه بلفظ استفهام. لم : حرف نفي
وجزم وقلب. تر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة ـ الألف ـ وبقيت
الفتحة دالة على الألف المحذوفة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. ويجوز
أن يكون المخاطب من لم ير ولم يسمع لأن هذا الكلام جرى مجرى المثل في التعجيب وفي
هذه الحالة يكون الفاعل ضميرا مستترا جوازا تقديره : هو ومعنى الاستفهام التقريري
: اعلم أو ألم تعلم. والجملة المؤولة بهذا المعنى على الحكاية والرواية في محل رفع
خبر لمبتدإ محذوف بتقدير : القول أعلم أنّ الله ينزل الماء من السماء.
(أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «أنّ» وما بعدها بتأويل
مصدر سدّ مسدّ مفعولي «ترى» الله لفظ الجلالة : اسم «أنّ» منصوب للتعظيم وعلامة
النصب الفتحة. أنزل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية «أنزل.. وما بعدها» في محل
رفع خبر «أنّ» بمعنى : ينزل من السماء.
(مِنَ السَّماءِ ماءً) : جار ومجرور متعلق بأنزل. ماء : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة.
(فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ
مُخْضَرَّةً) : الفاء عاطفة. والفعل المضارع بعدها معطوف على «أنزل»
بمعنى «ينزل» أو تكون الفاء استئنافية والجملة الفعلية بعدها في محل رفع خبر مبتدأ
محذوف بتقدير : فنتيجة ذلك تصبح الأرض مخضرة. تصبح : فعل مضارع ناقص ـ من أخوات
كان ـ مرفوع بالضمة. الأرض : اسم «تصبح» مرفوع بالضمة. مخضرة : خبر «تصبح» منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ
خَبِيرٌ) : أعرب. لطيف خبير : خبرا «إنّ» بالتتابع ـ خبر بعد خبر
ـ مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة.
(لَهُ ما فِي
السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)
(٦٤)
(لَهُ ما فِي
السَّماواتِ) : جار ومجرور للتعظيم في محل رفع خبر مقدم. ما : اسم
موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. في السموات : جار ومجرور متعلق
بمحذوف تقديره : استقر أو وجد أو هو مستقر والجملة الفعلية «استقر في السموات» صلة
الموصول لا محل لها.
(وَما فِي الْأَرْضِ) : معطوف بالواو على «ما في السموات» ويعرب إعرابه.
(وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ
الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) : يعرب إعراب (وَأَنَّ اللهَ هُوَ
الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) الوارد في الآية الكريمة الثانية والستين. اللام لام
التوكيد ـ المزحلقة.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ
بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ)
(٦٥)
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللهَ سَخَّرَ) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة والستين.. بمعنى : ذلّل.
(لَكُمْ ما فِي
الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ) : جار ومجرور متعلق بسخر والميم علامة جمع الذكور. ما :
اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. في الأرض : جار ومجرور متعلق بفعل
محذوف تقديره : استقر والجملة الفعلية «استقرّ في الأرض» صلة الموصول لا محل لها.
والفلك : معطوف بالواو على الاسم الموصول «ما» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة
بمعنى وسخّر لكم الفلك أي ذلل لكم ما في الأرض من البهائم للركوب في البر ومن
السفن أو المراكب جارية في البحر و «الفلك» يستوي فيه المفرد والجمع.
(تَجْرِي فِي
الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «الفلك» بمعنى :
جارية وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هي. في البحر : جار ومجرور متعلق بتجري. بأمره : جار ومجرور متعلق
بتجري أو بحال من ضمير «تجري» بتقدير : مأمورة والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في
محل جر بالإضافة أو في حال جريها بإذنه ومشيئته.
(وَيُمْسِكُ السَّماءَ) : الواو عاطفة. يمسك : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. السماء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(أَنْ تَقَعَ عَلَى
الْأَرْضِ) : حرف مصدري ناصب بمعنى : لئلّا. تقع : فعل مضارع منصوب
بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. على الأرض :
جار ومجرور متعلق بتقع. والجملة الفعلية «تقع على الأرض» صلة حرف مصدري لا محل
لها. و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب متعلقة بمفعول لأجله محذوف
بتقدير : كراهة وقوعها على الأرض. أو متعلق بالفعل يمسك بعد تقدير حرف جر أي يمسك
السماء من الوقوع على الأرض.
(إِلَّا بِإِذْنِهِ) : أداة استثناء والمستثنى محذوف بتقدير : إلّا وقوعا
بإذنه أي بأمره. بإذنه : جار ومجرور متعلق بالمصدر المقدر «وقوعا» والهاء ضمير
متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. أو يتعلق الجار والمجرور بصفة
محذوفة من المصدر المقدر «وقوعا» بمعنى إلّا إذا شاء ذلك الوقوع يوم القيامة.
(إِنَّ اللهَ
بِالنَّاسِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ»
منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. والجار والمجرور «بالناس» متعلق برءوف.
(لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) : اللام لام التوكيد المزحلقة. رءوف رحيم : خبران
متتابعان لإنّ مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة.
(وَهُوَ الَّذِي
أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ)
(٦٦)
(وَهُوَ الَّذِي) : الواو استئنافية. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في
محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو». أو تكون
جملة «هو الذي» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف اختصارا لأنه معلوم. التقدير : والله
هو الذي.. وجملة «أحياكم» صلة الموصول لا محل لها.
(أَحْياكُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على
الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور.
(ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) : حرف عطف للتراخي. يميت : فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. «كم» أعرب.
(ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) : تعرب إعراب «ثم يميتكم» بمعنى : أحياكم بعد أن كنتم
جمادا ثم يميتكم عند دنو أجلكم ثم يحييكم يوم البعث للحساب.
(إِنَّ الْإِنْسانَ
لَكَفُورٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الإنسان : اسم «إنّ»
منصوب وعلامة نصبه الفتحة. اللام المزحلقة للتوكيد. كفور : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة
المنونة وهو من صيغ المبالغة أي كثير الكفران.
(لِكُلِّ أُمَّةٍ
جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى
رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ)
(٦٧)
(لِكُلِّ أُمَّةٍ
جَعَلْنا) : جار ومجرور متعلق بجعلنا. أمّة : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. جعل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير
التفخيم المسند إلى الواحد المطاع.. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع
فاعل.
(مَنْسَكاً هُمْ
ناسِكُوهُ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى :
شريعة وعبادة أو متعبدا ويجوز أن يكون بمعنى «وعيدا» هم : ضمير منفصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ناسكوه : خبر «هم» مرفوع بالواو
لأنه جمع مذكر سالم وحذفت النون للإضافة لأن أصله ناسكون. والهاء ضمير متصل مبني
على الضم في محل جر بالإضافة وقد أضيف اسم الفاعل «ناسكون» لمعموله ـ لمفعوله ـ بمعنى
: هم متعبدون فيه أو عاملون به.
(فَلا يُنازِعُنَّكَ
فِي الْأَمْرِ) : الفاء استئنافية للتعليل. لا : ناهية جازمة. ينازعنك
: فعل مضارع مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة في محل جزم بلا وسبب بنائه
على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة
مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع فاعل بمعنى لا يغلبنك في المنازعة أهل الملل
الأخرى ونون التوكيد لا محل لها. في الأمر : جار ومجرور متعلق بينازعون بمعنى : في
أمر الدين ومنه الذبائح.
(وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) : الواو عاطفة. ادع : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف
العلة.. الواو ـ والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. أما الجار والمجرور «إلى رب» فمتعلق
بادع.
(إِنَّكَ لَعَلى هُدىً
مُسْتَقِيمٍ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم
«إنّ» اللام لام التوكيد المزحلقة. على هدى : جار ومجرور في محل رفع متعلق
بخبر إنّ. وعلامة جر الاسم الكسرة المنونة المقدرة للتعذر على آخره ـ الألف
المقصورة ـ قبل تنوينها ونوّنت الألف لأن الكلمة اسم نكرة مقصور. مستقيم : صفة ـ نعت
ـ لهدى مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى لا عوج فيه.
(وَإِنْ جادَلُوكَ
فَقُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ)
(٦٨)
(وَإِنْ جادَلُوكَ) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. جادلوك : فعل
ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة فعل الشرط في محل جزم بإن. الواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل
نصب مفعول به بمعنى وإن جادلوك بعد انبلاج الحق.
(فَقُلِ اللهُ
أَعْلَمُ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء
واقعة لجواب الشرط. قل : فعل أمر مبني على السكون الذي حرك بالكسر لالتقاء
الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وأصله : قول.. حذفت الواو
للوصل ـ التقاء الساكنين ـ والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول
ـ الله لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. أعلم : خبر المبتدأ مرفوع
بالضمة ولم ينون آخره لأنه على وزن «أفعل» صيغة تفضيل ومن وزن الفعل.
(بِما تَعْمَلُونَ) : الباء حرف جر ما : اسم موصول مبني على السكون في محل
جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأعلم والجملة الفعلية «تعملون» صلة الموصول لا
محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه
مفعول به. التقدير : بما تعملونه. أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها
بتأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير : أعلم بعملكم.
(اللهُ يَحْكُمُ
بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
(٦٩)
(اللهُ يَحْكُمُ
بَيْنَكُمْ) : لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع
الضمة. يحكم : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بينكم : ظرف مكان منصوب على الظرفية
وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيحكم. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على
الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(يَوْمَ الْقِيامَةِ) : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة
نصبه الفتحة متعلق بيحكم وهو مضاف. القيامة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره
الكسرة.
(فِيما كُنْتُمْ) : جار ومجرور متعلق بيحكم و «ما» اسم موصول مبني على
السكون في محل جر بفي. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع
المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان»
والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «كنتم تختلفون» صلة الموصول لا محل لها.
(فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) : جار ومجرور متعلق بكنتم أو بخبر «كان» تختلفون : فعل
مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والجملة الفعلية «تختلفون» في محل نصب خبر «كان».
(أَلَمْ تَعْلَمْ
أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ
ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ)
(٧٠)
(أَلَمْ تَعْلَمْ
أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ) : هذا القول الكريم يعرب إعراب (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ
ما فِي الْأَرْضِ) في الآية الكريمة الثالثة والستين والآية الكريمة
الخامسة والستين. وعلامة جزم «تعلم» سكون آخره وهو فعل مضارع والأرض : معطوفة
بالواو على «السماء» وتعرب إعرابها. وخبر «أنّ» جملة «يعلم» في محل رفع وهي فعل
مضارع مرفوع بالضمة.
(إِنَّ ذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ذا : اسم إشارة مبني على
السكون في محل نصب اسم «إنّ» اللام للبعد والكاف للخطاب.
(فِي كِتابٍ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» التقدير
والمعنى : إنّ ذلك العلم مدوّن عنده في اللوح المحفوظ.
(إِنَّ ذلِكَ عَلَى
اللهِ يَسِيرٌ) : يعرب إعراب «إن ذلك في كتاب» يسير : خبر «إنّ» مرفوع
بالضمة المنونة.
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ
دُونِ اللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ
وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ)
(٧١)
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ
دُونِ اللهِ) : الواو استئنافية. يعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. من دون : جار
ومجرور متعلق بيعبدون. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.
(ما لَمْ يُنَزِّلْ
بِهِ سُلْطاناً) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. لم :
حرف نفي وجزم وقلب. ينزّل : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. به : جار ومجرور متعلق بينزل. سلطانا : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي حجة أو برهانا أو دليلا والجملة الفعلية «لم
ينزل به سلطانا» صلة الموصول لا محل لها.
(وَما لَيْسَ) : الواو عاطفة. ما : معطوف على «ما» الأول ويعرب
إعرابه. ليس : فعل ماض من أخوات «كان» مبني على الفتح بمعنى : ويعبدون ما ليس.
(لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ) : اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون
في محل جر باللام والجار والمجرور في محل نصب متعلق بخبر «ليس» المقدم. به : جار
ومجرور متعلق بحال مقدمة من «علم» علم : اسم «ليس» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة.
(وَما لِلظَّالِمِينَ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. للظالمين :
جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد.
(مِنْ نَصِيرٍ) : حرف جر زائد لتوكيد النفي. نصير : اسم مجرور لفظا بمن
مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر. بمعنى : ما للذين ارتكبوا مثل هذا الظلم من أحد
ينصرهم أي يدفع عنهم العذاب.
(وَإِذا تُتْلى
عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا
الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ
بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ
الْمَصِيرُ)
(٧٢)
(وَإِذا تُتْلى) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان
خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة ـ تتلى : فعل
مضارع مرفوع بالضمة مبني للمجهول وعلامة رفع الفعل وهي الضمة مقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر بمعنى : وإذا تقرأ.
(عَلَيْهِمْ آياتُنا
بَيِّناتٍ) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل
جر بعلى والجار والمجرور متعلق بتتلى. آيات : نائب فاعل مرفوع بالضمة و «نا» ضمير
التفخيم المسند إلى الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجملة
الفعلية «تتلى عليهم آياتنا» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا». بيّنات
: حال من «الآيات» منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه
ملحق بجمع المؤنث السالم بمعنى : واضحات.
(تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ) : الجملة الفعلية مع مفعولها جواب شرط غير جازم لا محل
لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. في
وجوه : جار ومجرور متعلق بتعرف.
(الَّذِينَ كَفَرُوا
الْمُنْكَرَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. كفروا
: الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل
ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة. المنكر : مفعول به منصوب بتعرف وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : الإنكار
والجحود.
(يَكادُونَ يَسْطُونَ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «كفروا» وهي
فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع
اسم «يكاد» لأن الفعل من أخوات «كان» أي فعل ناقص من أفعال المقاربة أو تفيد
المقاربة. يسطون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «يكادون» وهي فعل مضارع مرفوع
بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى :
يكادون يثبون أي يقفزون على الذين يقرءون الآيات ويبطشون بهم من شدة غيظهم.
(بِالَّذِينَ
يَتْلُونَ) : جار ومجرور متعلق بيسطون و «الذين» اسم موصول مبني
على الفتح في محل جر بالباء. يتلون : تعرب إعراب «يسطون» والجملة الفعلية «يتلون»
وما بعدها صلة الموصول لا محل لها.
(عَلَيْهِمْ آياتُنا) : أعرب. آيات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا
من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند
إلى الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت. وأصله : قول. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. الهمزة
همزة استفهام لا محل لها. الفاء زائدة ـ تزيينية و «أنبئ» فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني
على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «أنبئكم»
وما بعدها في محل نصب مفعول به. مقول القول ـ.
(بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ) : جار ومجرور متعلق بأنبئ بمعنى : بأكثر شررا لأن الأصل
«أشر» على وزن أفعل فحذف الألف طلبا للفصاحة. من : حرف جر ذا :
اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بشرّ.
اللام للبعد. الكاف حرف خطاب والميم للجمع والإشارة إلى غيظهم بمعنى : أفأخبركم
بشرّ من ذلك الغيظ أو من غيظكم هذا وأشدّ منه على نفوسكم؟ أي بشر من غيظكم على
التالين ـ القارئين ـ وسطوكم عليها أو ممّا أصابكم من الكراهة والضجر بسبب ما تلي
عليكم.
(النَّارُ وَعَدَهَا
اللهُ) : خبر مبتدأ محذوف بتقدير : هو النار أو هي النار وقد
حذف المبتدأ لوجود دليل عليه وعلامة رفعه الضمة ويجوز أن تكون «النار» مبتدأ
والجملة الفعلية بعده على تقدير «النار التي وعدها الله» في محل رفع خبره. وعد : فعل
ماض مبني على الفتح و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول
مقدم. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والجملة الفعلية «وعدها الله
الكافرين» صلة الموصول المقدر «التي» لا محل لها.
(الَّذِينَ كَفَرُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ثان. :
كفروا : سبق إعرابها.
(وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) : الواو استئنافية. بئس : فعل ماض جامد لإنشاء الذم
مبني على الفتح. المصير : فاعل مرفوع بالضمة وحذف المخصوص بالذم لأنه تقدم عليه ما
يشعر به. أي وبئس المصير هي النار.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ
ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ
لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ
شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)
(٧٣)
(يا أَيُّهَا النَّاسُ) : أداة نداء. أي : اسم منادى مبني على الضم في محل نصب و
«ها» زائدة للتنبيه. الناس : عطف بيان من «أي» أو بدل مرفوع بالضمة على لفظ «أي»
لا محله.
(ضُرِبَ مَثَلٌ) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. مثل : نائب
فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : ضرب الله لكم مثلا يبين لكم فيه ضلال المشركين أو ضرب
لله تعالى ممّا يدل من دونه سبحانه مثل.
(فَاسْتَمِعُوا لَهُ) : الفاء سببية. استمعوا : فعل أمر مبني على حذف النون
لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. له :
جار ومجرور متعلق باستمعوا.
(إِنَّ الَّذِينَ
تَدْعُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني
على الفتح في محل نصب اسم «إنّ» تدعون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها
وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل والعائد ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به التقدير
والمعنى : تدعونهم أي تعبدونهم أيها المشركون.
(مِنْ دُونِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بتدعون أو بحال محذوفة من الاسم
الموصول «الذين» التقدير حال كونهم من دون الله و «من» حرف جر بياني. الله لفظ
الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.
(لَنْ يَخْلُقُوا
ذُباباً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» لن : حرف نفي
ونصب واستقبال. يخلقوا : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من
الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ذبابا : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(وَلَوِ اجْتَمَعُوا
لَهُ) : الواو حالية. لو : مصدرية كسر آخره لالتقاء الساكنين.
اجتمعوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل والألف فارقة. له : جار ومجرور متعلق باجتمعوا. والجملة الفعلية «اجتمعوا
له» صلة حرف مصدري لا محل لها و «لو» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب حال من
ضمير «يخلقوا» بتقدير : مع اجتماعهم له.. ويجوز أن تكون الواو استئنافية و «لو»
حرف شرط غير جازم وحذف جواب الشرط اختصارا.. التقدير : لعجزوا أو تبقى الواو
حالية. التقدير والمعنى : مستحيل أن يخلقوا الذباب مشروطا عليه
اجتماعهم جميعا لخلقه وتعاونهم على ذلك أي لو أعان بعضهم بعضا على خلقه
وتصويره.
(وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ) : الواو عاطفة. إن : حرف شرط جازم. يسلب : فعل مضارع
فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
(الذُّبابُ شَيْئاً) : فاعل مرفوع بالضمة. شيئا : مفعول به ثان منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة.
(لا يَسْتَنْقِذُوهُ
مِنْهُ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا
محل لها. لا : نافية لا محل لها من الإعراب. يستنقذوه : فعل مضارع مجزوم بإن لأنه
جواب الشرط ـ جزاؤه ـ وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. منه :
جار ومجرور متعلق بيستنقذوه بمعنى : لو اختطف الذباب منهم شيئا فاجتمعوا على أن
يستخلصوه منه لم يقدروا على ذلك أي لا يستطيعون انقاذه.
(ضَعُفَ الطَّالِبُ
وَالْمَطْلُوبُ) : فعل ماض مبني على الفتح. الطالب : فاعل مرفوع بالضمة.
والمطلوب : معطوف بالواو على «الطالب» مرفوع مثله بالضمة بمعنى : فما أضعف عابد
الصنم ومعبوده! وفي هذا القول الكريم ساوى سبحانه بينهم ـ أي المشركين ـ وبين
الذباب في الضعف مع أن الطالب أضعف.
** (فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة
والستين المعنى : مخضرّة بالنبات.. ولم يقل : فأصبحت لمسألة دقيقة وهي إفادة إثبات
الاخضرار نتيجة بقاء أثر المطر حينا بعد حين.
** (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً
هُمْ ناسِكُوهُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السابعة
والستين.. المعنى : شرعا أو متعبدا هم متعبدون فيه وجاء ضمير «هم» وواو الجماعة في
«ناسكوه» وواو الجماعة في «ينزعونك» بصيغة الجمع على معنى «أمة» لا لفظها.. لأنها
بمعنى الجماعة لأنها في اللفظة مفرد وفي المعنى جمع أي أهل أمة. والفعل «ينسك» من
باب «قتل».
** (فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ
وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) : في هذا القول الكريم يكون التقدير : فلا يغلبنك أهل
الملل الأخرى في أمر الدين وادع إلى توحيد ربك.. فحذف المضاف إليه «الدين» وعوض
المضاف «أمر» بالألف واللام وبعد حذف المضاف «توحيد» حلّ المضاف إليه للتعظيم «ربك»
محلّه.
** سبب نزول
الآية : نزلت هذه الآية الكريمة حين قال مشركو خزاعة : ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا
تأكلون ما قتله الله.
** (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثانية
والسبعين. هذه الكلمة كلمة ذم وهي ضد «نعم» وقال الجوهري : اللفظ منقول من «بئس
فلان» إذا أصاب بؤسا ويقال : بؤسا له وهو مثل «تعسا له» أي ألزمه الله هلاكا تلفظ
بفتح التاء وبضم التاء مثل «بؤسا له» كما يقال : جوسا له : أي جوعا له. ويقال :
هذا شيء لا بأس به بمعنى : لا مانع ولا ضرر.. ولا بأس فيه : أي لا حرج.. ولا بأس
عليك : بمعنى : لا خوف عليك.
** (لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة
والسبعين.. و «لن» حرف نفي ونصب واستقبال.. ويرى الزمخشريّ أن «لا» تنفي المستقبل
ويؤكد نفيها بحرف «لن» و «لن» هي أخت «لا» في نفي المستقبل كما في الآية المذكورة
فلن هنا نفت المستقبل نفيا مؤكدا وتأكيده هنا للدلالة على أن خلق الذباب منهم
مستحيل مناف لأحوالهم كأنه قال : محال أن يخلقوا.
** (ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) : في هذا القول الكريم معنى التعجب.. المعنى : ضعف
الصنم الطالب خلق الذباب أو ردّ المسلوب فحذف مفعول اسم الفاعل «الطالب» وهو «خلق
الذباب» وضعف الذباب السالب المطلوب فحذف الموصوف «المنعوت» وهو «الذباب» وحلّت
صفته «المطلوب» اسم مفعول ـ محلّه. قال الزمخشريّ : هذا القول الكريم من أبلغ ما
أنزله الله في تجهيل قريش واستركاك عقولهم والشهادة على أن الشيطان قد خزمهم
بخزائمه : أي أذلهم. وخزائم : جمع «خزامة» وهي حلقة من شعر تجعل في الأنف يشدّ
فيها الزمام.. حيث وصفوا بالالهية التي تقتضي الاقتدار على المقدورات كلّها
للإحاطة بالمعلومات عن آخرها صورا وتماثيل يستحيل منها أن تقدر على أقلّ ما خلقه
الله وأذلّه وأصغره وأحقره ولو اجتمعوا لذلك وتساندوا.. وأدلّ من ذلك عجزهم
وانتفاء قدرتهم أنّ هذا الخلق الأقلّ الأذلّ لو اختطف منهم شيئا فاجتمعوا على أن
يستخلصوه منه لم يقدروا. و «الذباب» يجمع على «ذبّان» بكسر الذال وهو جمع كثرة و «أذبّة»
وهو جمع قلة. وواحدته : ذبابة.. ومنه القول : ذبذبه ذبذبة : أي تركه حيران مترددا..
ويقال : ذبّ عن حريمه ـ يذبّ ـ ذبّا.. من باب «ردّ» بمعنى : حمى ودفع عنه فهو
ذبّاب ـ فعّال بمعنى فاعل.. من صيغ المبالغة ـ أي دفّاع عن أهله وقومه.. ويطلق
الذباب عند العرب على الزنابير والنحل والبعوض.. ويقال : هذا رجل مذبذب ـ بكسر
الذال ـ بمعنى : متردد بين أمرين وهو اسم فاعل ولا يقال : مذبذب ـ بفتح الذال لأن
الأصل كونه اسم فاعل وليس اسم مفعول ومن أمثلة العرب على الجرأة قولهم : فلان أجرأ
من ذباب.. لأن الذباب يقع على أنف السلطان وعلى جفن الأسد. ومن أسماء العرب
القديمة التي ما يزال بعضها شائعا إلى الآن «عنتر» وهو الذباب الأزرق.. أو العنتر ـ
بفتح العين والتاء. والعنتر ـ بضم العين والتاء. والعنتر ـ بضم العين وبفتح التاء.
والواحدة : عنترة.. وبه سمّي «عنترة» البطل العبسيّ الجاهليّ وأحد أصحاب المعلّقات
السبع. والعامّة
تطلق عليه «عنتر» بحذف التاء. وقد ضرب بهذا الشاعر الفارس المثل في القوة
والشجاعة ومكارم الأخلاق. وقد ورد في معلّقة عنترة بيتان من الشعر في وصف الذباب
جعلا أدلّ على عبقرية وصفاء قريحته ـ أي طبعه ـ أو ملكته. يقال : تفتقت قريحة
الشاعر أو الكاتب أو الخطيب بالشعر أو بالكتابة أو بالكلام : بمعنى : انطلق به
لسانه أو ملكته التي يقتدر بها على الإجادة في نظم الشعر أو الكتابة أو الكلام.
وسبق أن قيل : إنّ الوصف لا يتّضع بهوان موصوفه.. فالذي يجيد وصف النملة الساربة ـ
أي الذاهبة في الأرض ـ كالذي يجيد وصف الفرس الكريم. وقد يكون الأول أخلق بالمدح
وأحقّ بالإيثار من صاحبه.
** (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثامنة
والسبعين. التقدير والمعنى : وجاهدوا في ذات الله أو لله أو من أجل الله فحذف
المضاف «ذات» وأقيم المضاف إليه للتعظيم لفظ الجلالة مقامه وحذف مفعول «جاهدوا» أي
جاهدوا أعداء دينه وقد أضيف الجهاد إليه سبحانه لأن الجهاد مختصّ به سبحانه ومفعول
لوجهه تعالى ومن أجله.
** (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ
قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ) : المعنى والتقدير : الله سمّاكم المسلمين على لسان
إبراهيم حين دعا ربّه قائلا : «ومن ذريتنا أمة مسلمة لك» ـ سورة البقرة ـ وجعل
إبراهيم أبا للمسلمين لأنه أبو رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أي جدّه و «من قبل» أي من قبل القرآن في الكتب المتقدمة.. فحذف المضاف
إليه اختصارا وهو «القرآن.. أو نزول القرآن» فبني آخر «قبل» على الضم وهو المضاف
لانقطاعه عن الإضافة كما حذف لفظ القرآن المشار إليه بعد اسم الإشارة «هذا» وهو
صفة أو بدل من اسم الإشارة لأن التقدير : وفي هذا القرآن سمّاكم أيضا المسلمين.
(ما قَدَرُوا اللهَ
حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)
(٧٤)
(ما قَدَرُوا اللهَ) : نافية لا عمل لها. قدروا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ
الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.
(حَقَّ قَدْرِهِ) : مفعول مطلق أو نائب عن مصدر وهو مضاف. قدره : مضاف
إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر
في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى : ما قدروه حق تقديره أي ما عرفوه حق معرفته أو ما
قدروا الله تقديرا حقا وعلامة نصب المضاف «حق» الفتحة.
(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ»
منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.
(لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) : اللام لام التوكيد المزحلقة. قوي عزيز : خبرا «إنّ»
بالتتابع مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة ويجوز أن يكون «عزيز» صفة ـ نعتا
للموصوف «قوي».
(اللهُ يَصْطَفِي مِنَ
الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)
(٧٥)
(اللهُ يَصْطَفِي) : لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يصطفي : الجملة
الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على
الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو.
(مِنَ الْمَلائِكَةِ
رُسُلاً) : جار ومجرور متعلق بيصطفي. رسلا : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : يختار من الملائكة رسلا لإيتائهم الوحي.
(وَمِنَ النَّاسِ) : معطوفة على جملة «يصطفي من الملائكة رسلا» بمعنى : ويختار
من الناس رسلا أو أناسا من الناس هم الأنبياء يدعون للحق وتعرب إعرابها.
(إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ
بَصِيرٌ) : يعرب إعراب (إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ
عَزِيزٌ) في الآية الكريمة السابقة.
(يَعْلَمُ ما بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ)
(٧٦)
(يَعْلَمُ ما) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية
في محل رفع خبر ثان للمبتدإ ويجوز أن تكون في محل نصب حالا من لفظ الجلالة.
(بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بفعل محذوف تقديره : استقر أو هو مستقر وهو مضاف. أيدي : مضاف إليه مجرور بالإضافة
وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء للثقل
وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر
مضاف إليه ثان بمعنى : ما هو أمامهم من الحوادث والجملة الفعلية «استقر» صلة
الموصول لا محل لها.
(وَما خَلْفَهُمْ) : معطوف على «ما بين أيديهم» ويعرب إعرابه بمعنى : وما
هو خلفهم من هذه الحوادث.
(وَإِلَى اللهِ
تُرْجَعُ الْأُمُورُ) : الواو استئنافية. إلى الله : جار ومجرور للتعظيم
متعلق بترجع. ترجع : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. الأمور : نائب فاعل مرفوع
بالضمة بمعنى تعود الأمور.
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا
الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
(٧٧)
(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا) : أداة نداء أيّ : اسم منادى مبني على الضم في محل نصب.
و «ها» زائدة للتنبيه. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب عطف بيان من
الاسم «أيّ» أو بدل منه. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل
ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة.
(ارْكَعُوا
وَاسْجُدُوا) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال
الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. واسجدوا : معطوفة بالواو
على جملة «اركعوا» وتعرب إعرابها.
(وَاعْبُدُوا
رَبَّكُمْ) : تعرب إعراب «واسجدوا» وهي هنا بمعنى اقصدوا بركوعكم
وسجودكم وجه الله. ربكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(وَافْعَلُوا
الْخَيْرَ) : الواو عاطفة. افعلوا : تعرب إعراب «اركعوا» الخير : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعلّ» والميم علامة جمع الذكور. تفلحون
: الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعلّ» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(وَجاهِدُوا فِي اللهِ
حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ
مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي
هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى
النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ
مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)
(٧٨)
(وَجاهِدُوا فِي اللهِ) : الواو عاطفة. جاهدوا : فعل أمر مبني على حذف النون
لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. في
الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بجاهدوا.
(حَقَّ جِهادِهِ) : مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف.
جهاده : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل
مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان. التقدير : جهادا حقا. وفي هذا التقدير
يجوز أن تكون «حق» نائبة عن المصدر أو صفة له أي للمصدر المحذوف.
(هُوَ اجْتَباكُمْ) : الجملة الاسمية تعليلية. هو : ضمير منفصل مبني على
الفتح في محل رفع مبتدأ. اجتباكم : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هو» وهي فعل
ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره
: هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به
والميم علامة جمع الذكور بمعنى : اختاركم لدينه ونصرته من بين الأمم.
(وَما جَعَلَ
عَلَيْكُمْ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. جعل : فعل ماض
مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. عليكم : جار
ومجرور متعلق بجعل والميم علامة جمع الذكور والفعل «جعل» تعدى هنا إلى
مفعول واحد لأنه بمعنى. أوجد ولو كان بمعنى «صير» لتعدى إلى مفعولين.
(فِي الدِّينِ مِنْ
حَرَجٍ) : جار ومجرور متعلق بجعل. من : حرف جر زائد للتوكيد.
حرج : اسم مجرور لفظا بمن منصوب محلا لأنه مفعول «جعل» بمعنى : من ضيق ويجوز أن
يكون الجار والمجرور «في الدين» بمقام المفعول به الأول على معنى : وما جعله أي
الدين ضيقا بل جعله يسيرا لا عسر فيه.
(مِلَّةَ أَبِيكُمْ
إِبْراهِيمَ) : مفعول به منصوب بمضمر في مضمون ما تقدمه بتقدير : وسع
دينكم توسعة ملّة أبيكم ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه أو يكون منصوبا على
الاختصاص بفعل محذوف تقديره : أعني بالدين ملة أبيكم أو يكون على تقدير : اتبعوا
ملة أبيكم بمعنى : دين أبيكم. أبيكم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء
لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على
الضم في محل جر مضاف إليه ثان والميم علامة جمع الذكور. إبراهيم : بدل من «أبيكم» ـ
بدل اشتمال ـ مجرور مثله وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من
الصرف للعجمة والعلمية.
(هُوَ سَمَّاكُمُ
الْمُسْلِمِينَ) : يعرب إعراب «هو اجتباكم» المسلمين : مفعول به ثان
منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(مِنْ قَبْلُ) : جار ومجرور متعلق بسمّى. و «قبل» اسم مبني على الضم
لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن.
(وَفِي هذا) : الواو عاطفة. في : حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على
السكون في محل جر بفي والجار والمجرور متعلق بسمّى بمعنى : وسمّاكم الله المسلمين
من قبل القرآن أو في هذا القرآن وسماكم بهذا الاسم.
(لِيَكُونَ الرَّسُولُ) : اللام حرف جر للتعليل. يكون : فعل مضارع ناقص منصوب
بأن وعلامة نصبه الفتحة. الرسول : اسم «يكون» مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «يكون
الرسول شهيدا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في
محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بسمّى.
(شَهِيداً عَلَيْكُمْ) : خبر «يكون» منصوب بالفتحة المنونة. عليكم : جار
ومجرور متعلق بشهيد والميم علامة جمع الذكور.
(وَتَكُونُوا شُهَداءَ
عَلَى النَّاسِ) : معطوف على «يكون» ويعرب إعرابه وعلامة نصب الفعل حذف
النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «تكونون» والألف
فارقة. شهداء : خبر «تكونوا» منصوب بالفتحة ولم ينوّن آخره لأنه ممنوع من الصرف
على وزن «فعلاء» على الناس : جار ومجرور متعلق بشهداء.
(فَأَقِيمُوا
الصَّلاةَ) : الفاء استئنافية. أقيموا : تعرب إعراب «جاهدوا»
الصلاة : مفعول به منصوب بالفتحة.
(وَآتُوا الزَّكاةَ
وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بواوي العطف على جملة «أقيموا
الصلاة» وتعربان إعرابها. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق باعتصموا بمعنى
وتمسكوا بالله وثقوا به سبحانه.
(هُوَ مَوْلاكُمْ) : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مولاكم
: خبر «هو» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(فَنِعْمَ الْمَوْلى
وَنِعْمَ النَّصِيرُ) : الفاء استئنافية. نعم : فعل ماض لإنشاء المدح مبني
على الفتح. المولى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وحذف المخصوص
بالمدح لأنه تقدم عليه ما يشعر به وهو «مولاكم» الواو عاطفة. نعم النصير : معطوفة
على «نعم المولى» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الاسم الضمة الظاهرة.
سورة المؤمنون
معنى
السورة : المؤمنون :
جمع «مؤمن» وهو اسم فاعل للفعل «آمن» ومثله : أمن فهو آمن.. نحو : أمنه : أي وثق
به.. وهو من باب «فهم وسلم» والمصدر : أمان وأمانة وأمنة وبمعنى : اطمأنّ. و «المؤمن»
هو المصدّق.. وهو خلاف ـ أي ضد ـ الكافر.. أمّا «الإيمان» فهو التصديق مطلقا وهو
نقيض الكفر ويجمع «المؤمن» على «مؤمنين» وهو جمع مذكر سالم. و «المؤمن» من أسماء
الله الحسنى فالله تعالى هو «المؤمن» لأنه آمن عباده من أن يظلمهم. و «الأمين» هو
المأمون.. وتطلق هذه اللفظة على بيت الله الحرام قال تعالى في سورة «التين» : (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) قال الأخفش : يريد : البلد الآمن وهو من «الأمن» قال :
وقيل «الأمين المأمون».
تسمية
السورة : لقد كرّم
الله سبحانه المؤمنين فسمّى احدى سور القرآن الكريم باسمهم لأنهم رجال ذوو إيمان
ثابت وراسخ برسل الله تعالى وملائكته الأطهار وكتبه الكريمة وسمّاهم سبحانه
بالأخوة في قوله في سورة «الحجرات» : «إنما المؤمنون إخوة» سمّوا إخوة لأن النبي
محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ هو أبو المؤمنين في الدين.. وكل نبيّ هو أبو أمته.. ولذلك صار المؤمنون
إخوة. وسمّي أزواج الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أمّهات المؤمنين لأنّ الله تعالى حرم زواجهن على الأمة.
فضل
قراءة السورة : قال النذير الهادي الرسول الكريم محمّد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : من قرأ سورة «المؤمنون» بشرته الملائكة بالروح والريحان وما تقرّ به
عينه عند نزول ملك الموت صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ و «الروح» هو نسيم الريح الطيب ومن معانيه : الراحة.. الرحمة.. سمّيت
بذلك لأن الروح والراحة بها.. أما «الريحان» فهو نبات طيب الرائحة.. ومن معانيه :
المعيشة والرزق. وقوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «وما تقرّ به عينه» معناه : ما تتشوّق إليه عينه.. من قرّت عينه : بمعنى
: بردت سرورا وجفّ دمعها أو برد دمع العين.. وهو كناية عن
السرور والارتياح. وعن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «لقد أنزلت عليّ عشر آيات من أقامهنّ دخل الجنّة ثم قرأ «قد أفلح
المؤمنون حتى ختم العشر» و «أقامهنّ» بمعنى : لم يخالف ما فيهنّ.
إعراب آياتها
(قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ)
(١)
(قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ) : حرف تحقيق. أفلح : فعل ماض مؤكد مبني على الفتح.
المؤمنون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد
وحركته بمعنى دخلوا في الفلاح أي فازوا بأمانيهم.
(الَّذِينَ هُمْ فِي
صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ)
(٢)
(الَّذِينَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة ـ نعت ـ للمؤمنين
والجملة الاسمية بعده صلة الموصول لا محل لها.
(هُمْ فِي صَلاتِهِمْ) : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل
رفع مبتدأ. في صلاة : جار ومجرور متعلق بخبر «هم» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(خاشِعُونَ) : خبر المبتدأ «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(وَالَّذِينَ هُمْ
عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)
(٣)
هذه الآية
الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة التي قبلها وتعرب إعرابها بمعنى : عن
الباطل صادّون.
(وَالَّذِينَ هُمْ
لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ)
(٤)
تعرب إعراب
الآية الكريمة السابقة.. بمعنى : للزكاة مؤدّون أو بمعنى كل ما يحقق تنمية
المجتمع.
(وَالَّذِينَ هُمْ
لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ)
(٥)
الواو عاطفة
والآية الكريمة بعدها تعرب إعراب (الَّذِينَ هُمْ فِي
صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ).
(إِلاَّ عَلى
أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)
(٦)
(إِلَّا عَلى
أَزْواجِهِمْ) : أداة استثناء لا عمل لها. على أزواج : جار ومجرور في
محل نصب متعلق بحال محذوفة التقدير والمعنى : إلّا والين من أزواجهم أو قوامين
عليهنّ و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
ويجوز أن تكون «إلّا» أداة حصر لا عمل لها بتقدير هم لفروجهم حافظون لا يعرضونها
أو يمنحونها إلّا لأزواجهم أي أنّهم لفروجهم حافظون في جميع الأحوال إلّا في حال
تزوجهم ويجوز أن يعلق حرف الجر «على» بمحذوف دل عليه «غير ملومين». بتقدير :
يلامون إلّا على أزواجهم.
(أَوْ ما مَلَكَتْ
أَيْمانُهُمْ) : أو : حرف عطف للتخيير. ما : مصدرية أو اسم موصول مبني
على السكون في محل جر لأنه معطوف على الأزواج. ملكت : فعل ماض مبني على الفتح
والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. أيمان : فاعل مرفوع بالضمة. و «هم» ضمير
متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة وفي حالة كون «ما»
اسما موصولا تكون الجملة الفعلية «ملكت أيمانهم» صلة الموصول لا محل لها أو صلة
حرف مصدري لا محل لها أيضا إذا أعربت «ما» مصدرية وتكون «ما» وما بعدها بتأويل
مصدر في محل جر معطوف على مجرور «أزواجهم» بمعنى ملكت أيديهم.
(فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
مَلُومِينَ) : الفاء استئنافية. تفيد هنا التعليل. إنّ : حرف نصب
وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ».
غير : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة. ملومين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره
الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد والحركة بمعنى : غير
معاتبين.
(فَمَنِ ابْتَغى
وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ)
(٧)
(فَمَنِ ابْتَغى) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون
حرك بالكسر لالتقاء الساكنين وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» ابتغى :
فعل ماض فعل الشرط في محل جزم بمن مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بمعنى : فمن طلب.
والجملة الفعلية «ابتغى..» صلة الموصول «من» لا محل لها بمعنى : طلب.
(وَراءَ ذلِكَ) : أي سوى ذلك أو ما بعد ذلك حرم الله وبما أن «سوى»
بمعنى «غير» فتكون «وراء» بمعنى «غير» اسما منصوبا بابتغى على المفعولية وعلامة
نصبه الفتحة وهو مضاف. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام
للبعد والكاف للخطاب.
(فَأُولئِكَ هُمُ
العادُونَ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل
جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع
مبتدأ. والكاف حرف خطاب. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون حرك
بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين أو على الأصل في محل رفع مبتدأ ثان. العادون : خبر «هم»
مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته والجملة
الاسمية «هم العادون» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «أولئك» بمعنى هم الكاملون في
العدوان المتناهون فيه أي هم المعتدون.
(وَالَّذِينَ هُمْ
لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ)
(٨)
الواو عاطفة.
والآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الثانية و «عهدهم» معطوف بالواو على «أماناتهم»
ويعرب إعرابه بمعنى الذين هم لأماناتهم التي يؤتمنون عليها وعهدهم الذي يأخذونه
على أنفسهم مراعون.
(وَالَّذِينَ هُمْ
عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ)
(٩)
هذه الآية
الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الثانية. يحافظون : الجملة الفعلية في محل رفع
خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل بمعنى : يواظبون على صلواتهم ويؤدونها في أوقاتها.
(أُولئِكَ هُمُ
الْوارِثُونَ)
(١٠)
(أُولئِكَ هُمُ
الْوارِثُونَ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف حرف
خطاب. هم الوارثون : تعرب إعراب «هم العادون» في الآية الكريمة السابعة.
(الَّذِينَ يَرِثُونَ
الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ)
(١١)
(الَّذِينَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدل من «أولئك»
في الآية الكريمة السابقة والجملة في هذه الآية الكريمة تفسيرية للوارثين لا محل
لها والجملة الفعلية «يرثون الفردوس» صلة الموصول لا محل لها.
(يَرِثُونَ
الْفِرْدَوْسَ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الفردوس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(هُمْ فِيها خالِدُونَ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» هم : ضمير منفصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثان. فيها : جار ومجرور متعلق بخبر «هم» خالدون : خبر «هم»
مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا
الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ)
(١٢)
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا
الْإِنْسانَ) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف
تحقيق. خلق : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد
المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الإنسان : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى :
جنس الإنسان.
(مِنْ سُلالَةٍ) : جار ومجرور متعلق بخلقنا و «من» هنا : ابتدائية بمعنى
من خلاصة ماء مستلّة.
(مِنْ طِينٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «سلالة» بمعنى «كائنة
من طين» و «من» حرف جر بياني.
(ثُمَّ جَعَلْناهُ
نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ)
(١٣)
(ثُمَّ جَعَلْناهُ
نُطْفَةً) : حرف عطف. جعلنا : تعرب إعراب «خلقنا» والهاء ضمير
متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. نطفة : حال من ضمير الغائب منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة أو يكون مفعولا به ثانيا للفعل «جعل» على معنى : صيّرناه نطفة أي ماء
قليلا.
(فِي قَرارٍ مَكِينٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «نطفة» بمعنى : ملقاة
في قرار. مكين : صفة ـ نعت ـ لقرار مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الصفة والموصوف ـ الكسرة
المنونة بمعنى في مكان استقرار ـ مستقر ـ حصين متمكن وهو الرحم.
(ثُمَّ خَلَقْنَا
النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ
عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ
فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ)
(١٤)
(ثُمَّ خَلَقْنَا
النُّطْفَةَ عَلَقَةً) : الجملة معطوفة بحرف العطف «ثم» وهو عطف للتراخي على
القول الكريم «ثم جعلناه نطفة» في الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابه.. وما بعده
معطوف بالفاء وهي حرف عطف للترتيب.. والأسماء الواردة بعد «خلقنا» الأول منها أي
الاسم الأول بعد «خلقنا» مفعول به والاسم الثاني حال فالمفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة وعلامة نصب الاسم الثاني وهو الحال الفتحة المنونة.. لأن الفعل «خلق»
يتعدى لمفعول واحد.
(فَخَلَقْنَا
الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً) : المعنى على الترتيب : فأحلنا هذه النطفة إلى قطعة دم
متجمدة ثم أحلناها إلى قطعة لحم بمقدار ما يمضغه الإنسان في طعامه ثم أحلنا تلك
القطعة من اللحم إلى عظام.
(فَكَسَوْنَا
الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) : ثم كسونا تلك العظام لحما ثم خلقناه خلقا آخر وذلك
بنفخنا الروح فيه. وقيل : بكسبه صورة إنسان. وقد أعرب الاسم الثاني حالا على لفظ «خلقنا»
المتعدي إلى مفعول واحد ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا على المعنى. لأن الفعل «خلق»
إذا كان بمعنى «أدخلنا» أصبح من أفعال التحويل شأنه في ذلك شأن الفعل «جعل» فيتعدى
إلى مفعولين ويجوز أن تعرب «خلقا» مفعولا مطلقا على المصدر بتقدير : أنشأناه خلقا.
أي خلقناه خلقا. آخر : صفة ـ نعت ـ للموصوف «خلقا» منصوب مثله بالفتحة ولم ينون
آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ وبوزن الفعل.
(فَتَبارَكَ اللهُ) : الفاء استئنافية. تبارك : فعل ماض مبني على الفتح.
الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.
(أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) : صفة ـ نعت ـ للفظ الجلالة أو يكون بدلا منه سبحانه. الخالقين
: مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
تنوين المفرد وحركته..
(ثُمَّ إِنَّكُمْ
بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ)
(١٥)
(ثُمَّ إِنَّكُمْ) : حرف عطف للتراخي. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.
الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ» والميم
علامة جمع الذكور.
(بَعْدَ ذلِكَ
لَمَيِّتُونَ) : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
اللام للبعد والكاف حرف خطاب. اللام لام الابتداء ـ المزحلقة ـ للتوكيد. ميتون :
خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. و «بعد»
ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بخبر «إنّ».
(ثُمَّ إِنَّكُمْ
يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ)
(١٦)
(ثُمَّ إِنَّكُمْ
يَوْمَ الْقِيامَةِ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. القيامة : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(تُبْعَثُونَ) : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. والجملة الفعلية «تبعثون»
في محل رفع خبر «إنّ».
(وَلَقَدْ خَلَقْنا
فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ)
(١٧)
(وَلَقَدْ خَلَقْنا) : الواو استئنافية. اللام لام الابتداء والتوكيد. قد :
حرف تحقيق. خلق : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى
الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(فَوْقَكُمْ سَبْعَ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بخلقنا وهو مضاف الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر
بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. سبع : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو
مضاف بمعنى : سبع سماوات.
(طَرائِقَ وَما كُنَّا) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من
الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف. الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. كنّا :
فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».
(عَنِ الْخَلْقِ
غافِلِينَ) : جار ومجرور متعلق بغافلين وكسر نون «عن» لالتقاء
الساكنين والخلق هنا بمعنى السموات أي وما كنا عنها أو وما كنا لها بعد خلقها
ويجوز أن يكون المقصود بالخلق هو الناس بمعنى خلق السموات فوقهم ليفتح عليهم
الأرزاق والبركات. غافلين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى وما كنا غافلين عن حفظها وإمساكها أن تقع
فوقهم بقدرتنا.
(وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ
ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ
لَقادِرُونَ)
(١٨)
(وَأَنْزَلْنا مِنَ
السَّماءِ) : الواو عاطفة. أنزل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل
رفع فاعل. من السماء : جار ومجرور متعلق بأنزلنا.
(ماءً بِقَدَرٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. بقدر :
جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من ماء.
(فَأَسْكَنَّاهُ فِي
الْأَرْضِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالفاء على جملة (أَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) وتعرب إعرابها والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل
نصب مفعول به بمعنى : جعلناه ثابتا في الأرض.
(وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ
بِهِ) : الواو عاطفة. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا»
المدغمة بنون «إنّ» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع مبني على
السكون في محل نصب اسم «إنّ». على ذهاب : جار ومجرور متعلق بخبر «إنّ» به : جار
ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ذهاب» بمعنى على وجه من وجوهه.
(لَقادِرُونَ) : اللام لام الابتداء ـ المزحلقة ـ للتوكيد. قادرون :
خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في
الاسم المفرد بمعنى وإنّا على إنضابه لقادرون.
(فَأَنْشَأْنا لَكُمْ
بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها
تَأْكُلُونَ)
(١٩)
(فَأَنْشَأْنا لَكُمْ) : معطوفة بالفاء على جملة «أنزلنا» في الآية الكريمة
السابقة وتعرب مثلها. لكم : جار ومجرور متعلق بأنشأنا. والميم علامة جمع الذكور.
(بِهِ جَنَّاتٍ) : جار ومجرور متعلق بأنشأنا. جنّات : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.
(مِنْ نَخِيلٍ
وَأَعْنابٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «جنات» وأعناب :
معطوفة بالواو على «نخيل» وتعرب إعرابها وعلامة جرهما الكسرة المنونة و «من» هنا
حرف جر بيانيّ.
(لَكُمْ فِيها
فَواكِهُ كَثِيرَةٌ) : الجملة الاسمية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «جنات»
بمعنى أنّ ثمرها جامع بين أمرين : فاكهة يتفكه بها وطعام يؤكل رطبا ويابسا وعنبا
وتمرا وزبيبا. لكم : جار ومجرور متعلق بحال مقدمة من «فواكه» والميم علامة جمع
الذكور. فيها : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. فواكه : مبتدأ مؤخر مرفوع
بالضمة ولم ينون آخر اللفظة لأنها ممنوعة من الصرف على وزن «فواعل» كثيرة : صفة ـ نعت
ـ لفواكه مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة المنونة.
(وَمِنْها تَأْكُلُونَ) : الواو عاطفة. منها : جار ومجرور متعلق بتأكلون. تأكلون
: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل. ويجوز أن تكون «من» للتبعيض وحذف مفعول «تأكلون» لأن «من» التبعيضية
دالة عليه أو بمعنى الرزق.
(وَشَجَرَةً تَخْرُجُ
مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ)
(٢٠)
(وَشَجَرَةً تَخْرُجُ) : معطوف بالواو على «جنّات» منصوبة مثلها وعلامة نصبها
الفتحة المنونة بمعنى : وأنبتنا لكم أيضا شجرة. تخرج : الجملة الفعلية في محل نصب
صفة ـ نعت ـ لشجرة وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هي.
(مِنْ طُورِ سَيْناءَ) : جار ومجرور متعلق بتخرج. سيناء : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف لأنه اسم
منته بألف تأنيث.
(تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ثانية لشجرة أو حال من
ضمير «تخرج» بمعنى : تنبت وفيها الدهن.. وهي شجرة زيتون تنبت ثمراتها مصحوبة
بالزيت. تنبت : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي.
الباء حرف جر زائد و «الدهن» اسم مجرور لفظا بالباء منصوب محلا لأنه مفعول به
بتقدير : تنبت الدهن أو يكون الجار والمجرور «بالدهن» متعلقا بحال محذوفة من ضمير «تنبت»
التقدير والمعنى :
تنبت زيتونها مصحوبة بالدهن أو تكون حالا من المفعول به المحذوف وهو «زيتونها»
بتقدير مصحوبا بالدهن.
(وَصِبْغٍ
لِلْآكِلِينَ) : معطوف بالواو على «بالدهن» ويعرب مثله. للآكلين : جار
ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «صبغ» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى وأدم للآكلين.
(وَإِنَّ لَكُمْ فِي
الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ
كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ)
(٢١)
(وَإِنَّ لَكُمْ) : الواو استئنافية. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.
لكم : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» المقدم والميم علامة جمع الذكور.
(فِي الْأَنْعامِ
لَعِبْرَةً) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة ـ مقدمة ـ من «عبرة»
اللام لام التوكيد المزحلقة و «عبرة» اسم «إنّ» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة. و «الأنعام» جمع «نعم».
(نُسْقِيكُمْ مِمَّا
فِي بُطُونِها) : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني
على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور. ممّا : مكونة من «من» حرف
جر و «ما» المدغم بنون «من» فحصل التشديد وهو اسم موصول مبني على السكون في محل جر
بمن والجار والمجرور متعلق بنسقي. في بطون : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره :
استقر أو هو مستقر و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة
الفعلية «استقر في بطونها» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : من ألبانها لبنا.
(وَلَكُمْ فِيها) : الواو استئنافية. لكم : جار ومجرور في محل رفع متعلق
بخبر مقدم. والميم علامة جمع الذكور. فيها : جار ومجرور متعلق بحال مقدمة من «منافع».
(مَنافِعُ كَثِيرَةٌ) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ولم ينوّن آخر اللفظة لأنها
ممنوعة من الصرف على وزن «مفاعل» كثيرة : صفة ـ نعت ـ لمنافع مرفوعة مثلها وعلامة
رفعها الضمة المنونة بمعنى من عملها وركوبها وصوفها ووبرها.. أي على ظهورها
وأشعارها وأصوافها وأوبارها.
(وَمِنْها تَأْكُلُونَ) : الواو عاطفة. منها : جار ومجرور متعلق بتأكلون. تأكلون
: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل. وحذف مفعول «تأكلون» لأن «من» التبعيضية دالة عليه. أو لا يقدر مفعول
لأن المراد من «الأكل هنا» هو الانتفاع والارتزاق ويجوز أن يكون الفعل متعديا
فيكون المفعول به محذوفا اختصارا لأنه معلوم. أي تأكلون اللحوم وغيرها.
(وَعَلَيْها وَعَلَى
الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ)
(٢٢)
(وَعَلَيْها وَعَلَى
الْفُلْكِ) : الواو عاطفة. عليها : جار ومجرور متعلق بتحملون. الواو
عاطفة. على الفلك : جار ومجرور متعلق بتحملون.
(تُحْمَلُونَ) : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا
نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ
غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ)
(٢٣)
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف
تحقيق. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد
المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وقد صرف
رغم كونه اسما أعجميا ولم يمنع من الصرف لأنه اسم ثلاثي أوسطه ساكن. إلى قومه :
جار ومجرور متعلق بأرسلنا والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل
جر بالإضافة.
(فَقالَ يا قَوْمِ) : الفاء سببية. قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. يا : أداة نداء. قوم : منادى مضاف منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المأتي بها من
أجل الياء والياء المحذوفة خطا واختصارا ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على
السكون في محل جر بالإضافة وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة.
(اعْبُدُوا اللهَ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي
فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب
الفتحة أي اعبدوا الله وحده.
(ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ
غَيْرُهُ) : الجملة استئنافية لا محل لها تفيد التعليل للأمر بالعبادة.
ما : نافية لا عمل لها. لكم : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم والميم علامة جمع
الذكور. من : حرف جر زائد للتأكيد. إله : اسم مجرور لفظا بمن مرفوع محلا لأنه
مبتدأ مؤخر. غيره : صفة ـ نعت ـ مرفوع لأنه معطوف على موصوف مرفوع محلا وعلامة
رفعه الضمة. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.
(أَفَلا تَتَّقُونَ) : الألف ألف توبيخ بلفظ استفهام. الفاء زائدة تزيينية.
لا : نافية لا عمل لها. تتقون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
** (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ..
الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ..) هاتان الآيتان الكريمتان هما الآيتان الأولى والثانية
من السورة الشريفة. المعنى : قد فاز المؤمنون بالنعيم الدائم الذين هم في صلاتهم
خاضعون متواضعون متذلّلون لله ـ جلّت قدرته ـ أي قد دخلوا في الفلاح كأبشر : بمعنى
: دخل في البشارة.. يقال : أفلحه : أي أصاره إلى الفلاح.. وقد أضيفت الصلاة إلى
المؤمنين لأنها ـ أي الصلاة ـ دائرة بين المصلي والمصلّى له.. فالمصلّي هو المنتفع
بها وحده وهي عدّته وذخيرته فهي صلاته.. وأمّا المصلّى له فغنيّ متعال عن الحاجة إليها
والانتفاع بها. وكان رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا صلى رمى ببصره نحو السماء ويقال : نحو القبلة.. فما أنزل الله تعالى
في الآيتين الكريمتين آنفا رمى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ببصره نحو قدمه إلى أن انتقل ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى الرفيق
الأعلى. وقيل : رمى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ببصره نحو مسجده. وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ : قال رسول الله
ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قال حين يسمع النداء» أي الأذان أو الإقامة ـ : اللهمّ ربّ هذه
الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا
الذي وعدته.. حلّت شفاعتي له يوم القيامة. و «الوسيلة» بمعنى : المنزلة العليا في
الجنة. أمّا «الفضيلة» فهي المرتبة الزائدة على سائر المخلوقين وهذا تواضع منه ـ أي
من الرسول الكريم محمّد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ** (وَالَّذِينَ هُمْ
عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة.
المعنى : عن الباطل صادّون أي الفضول أو عمّا لا يعتدّ من الكلام أو القول.. يقال
: لغا ـ يلغو ـ لغوا ـ من بابي : عدا و «صدى» بمعنى : قال باطلا. وألغى الشيء : أي
أبطله وقوله تعالى في سورة «الغاشية» : «لا تسمع فيها لاغية» معناه : لا تسمع فيها
كلمة ذات لغو. و «اللّغو» في الأيمان : هو ما لا يعقد عليه القلب كقول الإنسان في
كلامه : لا والله.. بلى والله. وقال الفيّوميّ : الفعل من باب «قال» ويقال : لغا
الرجل : بمعنى : تكلّم باللّغو وهو أخلاط الكلام ولغا به : أي تكلّم به. وألغيته :
أي أبطلته وكان ابن عباس يلغي كطلاق المكره ـ اسم مفعول ـ أي يسقط ويبطل. و «اللّاغية»
الكلمة ذات لغو. ومن الفرق اللطيف قول الخليل : اللغط كلام لشيء ليس من شأنك
والكذب كلام لشيء تغرّ به والمحال كلام لغير شيء والمستقيم كلام لشيء منتظم
واللّغو كلام لشيء لم ترده. ومثله «اللّغوى» وهو أيضا ما لا يعتدّ به من كلام
وغيره.. ومنه قيل : اسمع لغواهم ولا تخف طغواهم. أي اسمع ما لا يعتدّ به من كلامهم
ولا تخف من تجاوزهم حدّهم. و «اللّغو» في الجمل مثل «الحشو» وهو ما حشي به الشيء..
أي إنّه في الجمل المفيدة زائد لا ضرر من حذفه فيسمّى عند ذلك : هذا لغو أو حشو من
الكلام.
** (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة..
بمعنى : أو ما ملكت أيديهم وهم الأرقاء ـ الرقيقات ـ ولم يقل «من ملكت» لأنه أريد
من جنس العقلاء ما يجري مجرى غير العقلاء وهم الإناث. والجملة الفعلية كناية عن «الإماء»
جمع «أمة».
** (فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ
هُمُ العادُونَ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة السابعة فحذف
المشار إليه «المبتغون» المشار إليه اختصارا لأن ما قبله يدل عليه ومحله الرفع
لأنه صفة لاسم الإشارة أو بدل منه. وجاء الفعل «ابتغى» مفردا على لفظ «من» وجاء
اسم الإشارة وخبره والضمير «هم» بصيغة الجمع على معنى «من» لأن «من» مفردة لفظا
مجموع معنى.
** (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العاشرة.
والتقدير : أولئك الجامعون لهذه الأوصاف أي الموصوفون بهذه الصفات هم الوارثون
فحذفت الصفة أو البدل «الجامعون».
** (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ
فِيها خالِدُونَ) : ترجم سبحانه «الوارثين» بقوله «الّذين يرثون الفردوس»
وهو بمعنى : البستان الواسع الجامع لأصناف الثمر وجاءت اللفظة مؤنّثة على تأويل
الجنّة لأنّها أعلى درجات الجنّة.
** (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً
بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة عشرة..
المعنى : وأنزلنا من السحاب مطرا بقدر معلوم أي بتقدير لأنّ الفعلين «قدر» و «قدر»
بتشديد الدال ومصدره : تقدير ـ بمعنى واحد.. وبمعنى : فجعلناه في الأرض أنهارا
وعيونا وقوله : بقدر.. معناه بمقدار كاف لأن الاستمرار في إنزاله وزيادته يولّد
الهلاك للبشر والزرع والضرع وهو ما يعرف بالفيضان فجعلناه في الأرض ثابتا أي
أنهارا وعيونا.. وقيل : إنّها
خمسة أنهار هي : نهرا دجلة والفرات وسيحون ـ نهر السند ـ وجيحون ـ نهر بلخ ـ
والنيل ـ نهر مصر ـ أنزلها الله سبحانه من عين واحدة من عيون الجنة.. فاستودعها
الجبال وأجراها في الأرض وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم.
** (وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) : وإنّا على إنضابه وتغويره في الأرض لقادرون. وجاءت
لفظة «ذهاب» بفتح الذال لأنها مصدر الفعل «ذهب» بمعنى : مرّ.. مضى.. ويقال في
التعدية ذهبت به وأذهبته.. ويقال : ذهب في الأرض ذهابا وذهوبا ومذهبا وذهب مذهب
فلان بمعنى : قصد قصده وطريقته.. وذهب في الدين مذهبا : بمعنى : رأى فيه رأيا.
وقال السرقسطيّ : المعنى : أحدث فيه بدعة. ومن الخطأ لفظها «أي ذهابا» بكسر الذال
على هذا المعنى لأن اللفظة بكسر الذال تعني جمع «ذهبة» وهي قطعة من الذهب وتعني
أيضا : التبر وهو تراب معدن الذهب أو كل ما له علاقة بالذهب قبل ضربه وصوغه.. أمّا
الفعل «ذهب» بكسر الهاء فمعناه : وجد الذهب.
** (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ
سَيْناءَ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة العشرين.
المعنى : وأنشأنا بهذا الماء شجرا مباركا وهو شجر الزيتون الذي يخرج في طور سيناء «طور
سينين» عند مناجاة موسى ربّه.. لقد عظم الله ـ كما يقول المصحف المفسّر ـ من شأن
الزيت والزيتون بإفراد شجرته بالذكر.. وإنها من الوجهة الطبية والغذائية جديرة
بهذه الكرامة. و «سيناء» أضيف إليها «طور» ويجوز أن تكون الكلمة مركبة من مضاف
ومضاف إليه على أنه اسم جبل. وقال الجوهريّ : طور سيناء ـ بكسر السين ـ هو جبل
بالشام وهو طور أضيف إلى سيناء وهي شجر وكذا «طور سينين» قال الأخفش : سينين : شجر..
واحدتها : سينينة. قال : وقرئ «طور سيناء» و «سيناء» بفتح السين وكسرها. والفتح
أجود في النحو. وقال أبو عليّ : إنّما لم يصرف لأنه جعل اسما للبقعة.
** (أَفَلا تَتَّقُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثالثة
والعشرين. المعنى والتقدير : أفلا تخافون أن ترفضوا عبادة الله الذي هو ربكم
وخالقكم ورازقكم وحذف مفعول «تتقون» المتعدي إلى المفعول وهو المصدر المؤوّل من «أن
ترفضوا عبادة الله» أو بمعنى : أفلا تخافون عذابه أو بطشه وأنتم تشركون به سبحانه.
(فَقالَ الْمَلَأُ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ
يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا
بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ)
(٢٤)
(فَقالَ الْمَلَأُ
الَّذِينَ) : الفاء استئنافية. قال : فعل ماض مبني على الفتح. الملأ
: فاعل مرفوع بالضمة. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة ـ نعت ـ للملإ.
(كَفَرُوا مِنْ
قَوْمِهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة. من قومه : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من
الاسم الموصول «الذين» التقدير : حال كونهم من قومه والهاء ضمير متصل ـ ضمير
الغائب ـ في محل جر بالإضافة.
(ما هذا إِلَّا بَشَرٌ
مِثْلُكُمْ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ما
: نافية لا عمل لها. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. إلّا :
أداة حصر لا عمل لها. بشر : خبر «هذا» مرفوع بالضمة المنونة. مثلكم : صفة ـ نعت ـ لبشر
مرفوع مثله بالضمة ويجوز أن تكون بدلا من «بشر» وإن كان نكرة على تقدير : إلّا
مثلكم من البشر. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر
بالإضافة والميم علامة جمع الذكور بمعنى : ليس نوح إلّا بشرا مثلكم.
(يُرِيدُ أَنْ
يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو والجملة الفعلية «يريد» وما بعدها في محل رفع صفة ثانية لبشر. أن :
حرف مصدري ونصب. يتفضل : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير
مستتر فيه جوازا تقديره : هو. عليكم : جار ومجرور متعلق بيتفضل والميم علامة جمع
الذكور والجملة الفعلية «يتفضل عليكم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية
وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به ليريد. التقدير والمعنى : يريد التفضل
عليكم بمعنى : يريد أن يكون سيدا عليكم بحجة رسالته.
(وَلَوْ شاءَ اللهُ) : الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم. شاء : فعل
ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.
(لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم. اللام واقعة في
جواب «لو» أنزل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :
هو. ملائكة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وجملة «أنزل ملائكة» لا
محل لها.
(ما سَمِعْنا بِهذا) : نافية لا عمل لها. سمع : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل
رفع فاعل. الباء حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالباء
والجار والمجرور متعلق بسمعنا.
(فِي آبائِنَا
الْأَوَّلِينَ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من المشار إليه و «نا»
ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الأولين : صفة ـ
نعت ـ للآباء مجرور مثله وعلامة الجر الياء لأنه جمع مذكر سالم.
(إِنْ هُوَ إِلاَّ
رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ)
(٢٥)
(إِنْ هُوَ إِلَّا
رَجُلٌ) : نافية بمعنى «ما» لا عمل لها لأنها مخففة. هو : ضمير
منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. إلّا : أداة حصر لا عمل
لها. رجل : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة أي ما نوح.
(بِهِ جِنَّةٌ) : الجملة الاسمية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لرجل. به :
جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. جنة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة بمعنى :
به جنون أو به جنّ يخبلونه.
(فَتَرَبَّصُوا بِهِ) : الفاء سببية. تربصوا : فعل أمر مبني على حذف النون
لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. به :
جار ومجرور متعلق بتربصوا أي فانتظروا به.
(حَتَّى حِينٍ) : حرف غاية وجر. حين : اسم مجرور بحتى وعلامة جره
الكسرة المنونة والجار والمجرور متعلق بصفة لموصوف محذوف بتقدير فتربصوا به تربصا
حتى حين بمعنى : فاحتملوه واصبروا عليه حتى ينكشف.
(قالَ رَبِّ
انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ)
(٢٦)
(قالَ رَبِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو أي قال نوح. ربّ : منادى بأداة نداء محذوفة بتقدير : يا رب وهو مضاف
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل
بالكسرة المأتي بها من أجل الياء المحذوفة خطا
واختصارا وبقيت الكسرة دالة عليها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني
على السكون في محل جر بالإضافة.
(انْصُرْنِي بِما
كَذَّبُونِ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي
فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
أنت. النون نون الوقاية لا محل لها. والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على
السكون في محل نصب مفعول به. الباء حرف جر و «ما» مصدرية. كذبون : الجملة الفعلية
صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل لها والياء المحذوفة خطا
واختصارا ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به والكسرة
دالة على الياء المحذوفة و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار
والمجرور متعلق بانصرني التقدير والمعنى : بسبب تكذيبهم إيّاي فحذف المضاف «سبب»
وحلّ محله المصدر المؤول «تكذيبهم» أي.. أهلكهم بسبب تكذيبهم إيّاي أو انصرني بدل
ما كذّبوني.
(فَأَوْحَيْنا
إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا
وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ
إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ
ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ)
(٢٧)
(فَأَوْحَيْنا
إِلَيْهِ) : الفاء استئنافية للتسبيب. أوحى : فعل ماض مبني على
السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على
السكون في محل رفع فاعل. إليه : جار ومجرور متعلق بأوحينا.
(أَنِ اصْنَعِ
الْفُلْكَ) : حرف تفسير لا محل له وكسر آخره لالتقاء الساكنين
والجملة الفعلية بعده تفسيرية لا محل لها. اصنع : فعل أمر مبني على السكون حرك
بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. الفلك : أي
السفينة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
ويجوز أن تكون «أن» مصدرية إذا قدر قبلها حرف جر أي أوحينا إليه بأن اصنع
الفلك فتكون «أن» وما بعدها في تأويل مصدر في محل جر بالباء. التقدير : بصنع الفلك
ويكون الجار والمجرور متعلقا بأوحينا وتكون الجملة الفعلية على هذا التقدير : صلة
حرف مصدري لا محل لها.
(بِأَعْيُنِنا
وَوَحْيِنا) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ضمير «اصنع» بتقدير
: محروسا بأعيننا بمعنى محروسا بحفظنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى
لفظ الجلالة مبني على السكون في محل جر بالإضافة ووحينا : معطوف بالواو على «أعيننا»
ويعرب إعرابه بمعنى : ومحفوظا بوحينا أو ومؤيدا..
(فَإِذا جاءَ أَمْرُنا) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان
متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة خافض لشرطه متعلق بجوابه. جاء : فعل ماض
مبني على الفتح. أمر : فاعل مرفوع بالضمة و «نا» أعرب في «أعيننا» والجملة الفعلية
«جاء أمرنا» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا».
(وَفارَ التَّنُّورُ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «جاء الأمر»
وتعرب إعرابها.
(فَاسْلُكْ فِيها) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء
واقعة في جواب الشرط. اسلك : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت. فيها : جار ومجرور متعلق باسلك ـ والجار والمجرور المتعلق
باسلك بمعنى : فأدخل فيها من كل أمتي أي في السفينة.
(مِنْ كُلٍّ
زَوْجَيْنِ) : جار ومجرور متعلق باسلك أو بحال من «اثنين». زوجين :
مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى والياء في المثنى تكون علامة
نصبه وجرّه والألف في حالة الرفع والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى : من كل
شيء صنفين أو من كل أمتي زوجين وهما أمة الذكر وأمة الأنثى اثنين أي صنفين
مزدوجين.
(اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى. وأهلك :
معطوف بالواو على «اثنين» أو يكون مفعولا به منصوبا بفعل مضمر ـ محذوف ـ يفسره
السياق أي ما قبله بتقدير وأركب فيها أهلك وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.
(إِلَّا مَنْ سَبَقَ) : أداة استثناء. من : اسم موصول مبني على السكون في محل
نصب مستثنى بإلّا. سبق : فعل ماض مبني على الفتح والجملة الفعلية «سبق عليه القول»
صلة الموصول لا محل لها بمعنى إلّا من تقرر إهلاكه لكفره.
(عَلَيْهِ الْقَوْلُ
مِنْهُمْ) : جار ومجرور متعلق بسبق. القول : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى قول الله لهم
بالعذاب. من : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن والجار
والمجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول. التقدير : حال كونهم منهم و «من»
حرف جر بياني.
(وَلا تُخاطِبْنِي) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تخاطبني : فعل مضارع
مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون
في محل نصب مفعول به وهو ضمير الواحد المطاع.
(فِي الَّذِينَ
ظَلَمُوا) : حرف جر. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر
بفي والجار والمجرور متعلق بتخاطبني. ظلموا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل
لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل والألف فارقة بمعنى ولا تشفع للذين ظلموا.
(إِنَّهُمْ
مُغْرَقُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد هنا التعليل و «هم»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». مغرقون : خبر «إنّ»
مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى : كتب
عليهم الغرق.
(فَإِذَا اسْتَوَيْتَ
أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا
مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
(٢٨)
(فَإِذَا اسْتَوَيْتَ
أَنْتَ) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض
لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة. استويت : الجملة
الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا» بمعنى : استقررت. وهي فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ وهو
نوح مبني على الفتح في محل رفع فاعل. أنت : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على
الفتح في محل رفع توكيد لضمير المخاطب في «استويت».
(وَمَنْ مَعَكَ) : الواو عاطفة. من : اسم موصول مبني على السكون في محل
رفع لأنه معطوف على ضمير المخاطب «التاء في استويت» بمعنى ومن استوى معك أي اعتدل
أو ركب. معك : ظرف مكان يدل على المصاحبة والاجتماع متعلق بفعل محذوف تقديره :
استقر أو صحبك وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل
جر بالإضافة والجملة الفعلية «استقروا معك» صلة الموصول لا محل لها أو بمعنى ومن
ركب معك أو فإذا اعتدلت بركوبك في السفينة وصعدت إليها.
(عَلَى الْفُلْكِ) : جار ومجرور متعلق باستويت أو بصلة الموصول بمعنى : الذين
صحبوك في الفلك أي السفينة.
(فَقُلِ الْحَمْدُ
لِلَّهِ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء
واقعة في جواب الشرط. قل : فعل أمر مبني على السكون الذي حرك بالكسر لالتقاء
الساكنين وحذفت الواو ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين. والفاعل ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول
القول ـ الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة. لله : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر
المبتدأ التقدير : مختصّ لله.
(الَّذِي نَجَّانا) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ للفظ
الجلالة. نجّى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل
ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو و «نا» ضمير متصل – ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول
به.
(مِنَ الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ) : جار ومجرور متعلق بنجى. الظالمين : صفة ـ نعت ـ للقوم
مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في
الاسم المفرد.
(وَقُلْ رَبِّ
أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ)
(٢٩)
(وَقُلْ رَبِ) : الواو عاطفة. قل : فعل أمر مبني على السكون والفاعل
ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وأصله : قول حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء
الساكنين. ربّ : منادى بحرف نداء محذوف بتقدير : يا ربّ. وهو منادى منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة منع من ظهورها اشتغال المحل
بحركة الياء المناسبة والياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بكسر ما قبلها ضمير
متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة والكسرة دالة على الياء
المحذوفة.
(أَنْزِلْنِي
مُنْزَلاً مُبارَكاً) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي
فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره :
أنت. النون للوقاية والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب
مفعول به. منزلا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. مباركا
: صفة ـ نعت ـ للموصوف منصوب مثله بالفتحة المنونة بمعنى : إنزالا خيرا في السفينة
أو في الأرض.
(وَأَنْتَ خَيْرُ
الْمُنْزِلِينَ) : الواو استئنافية. أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في
محل رفع مبتدأ. خير : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف.
المنزلين :
مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
تنوين المفرد وحركته.
(إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ)
(٣٠)
(إِنَّ فِي ذلِكَ
لَآياتٍ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في : حرف جر. ذا : اسم
إشارة مبني على السكون في محل جر بفي اللام للبعد والكاف حرف خطاب. والجار
والمجرور في محل رفع خبر «إنّ» المقدم. اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ آيات : اسم
«إنّ» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق
بجمع المؤنث السالم بمعنى : لمعجزات.
(وَإِنْ كُنَّا
لَمُبْتَلِينَ) : الواو عاطفة. إن : مخففة من «إنّ» الثقيلة. كنّا :
فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان» اللام فارقة وقد سمّيت فارقة
لأنها تفرق وتميز بين «إن» المخففة من الثقيلة وبين «إن» النافية. مبتلين : خبر «كان»
منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته
بمعنى : إنّ الشأن والقصة أو إننا كنّا مصيبين قوم نوح ببلاء عظيم وعقاب شديد أو
مختبرين بهذه الآيات عبادنا والجملة الفعلية «كنّا مبتلين» في محل رفع خبر «إن»
المخففة.
(ثُمَّ أَنْشَأْنا
مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ)
(٣١)
(ثُمَّ أَنْشَأْنا) : حرف عطف. أنشأ : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل
رفع فاعل.
(مِنْ بَعْدِهِمْ) : جار ومجرور متعلق بأنشأنا و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(قَرْناً آخَرِينَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. آخرين : صفة
ـ نعت ـ للموصوف «قرنا» منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر
السالم والنون عوض من حركة المفرد.
(فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ
رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا
تَتَّقُونَ)
(٣٢)
(فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ) : الفاء عاطفة. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير التفخيم المسند إلى لفظ الجلالة و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون
في محل رفع فاعل. فيهم : جار ومجرور متعلق بأرسلنا و «هم» ضمير الغائبين مبني على
السكون في محل جر بفي بمعنى : في عاد.
(رَسُولاً مِنْهُمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. منهم : يعرب
إعراب «فيهم» والجار والمجرور «منهم» متعلق بصفة محذوفة من الموصوف «رسولا» و «من»
حرف جر بياني.
(أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) : حرف تفسير لا عمل له. والجملة الفعلية بعده مفسرة لا
محل لها وهي جملة مفسرة لجملة أرسلنا أي قلنا لهم على لسان الرسول : اعبدوا الله..
أو فقال لهم : اعبدوا الله. اعبدوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من
الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة
: مفعول به منصوب وعلامة نصبه للتعظيم الفتحة.
(ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ
غَيْرُهُ) : نافية لا عمل لها. لكم : جار ومجرور في محل رفع خبر
مقدم والميم علامة جمع الذكور. من : حرف جر زائد لتوكيد النفي. إله : اسم مجرور
بمن لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر. غيره : صفة ـ نعت ـ لإله على الموضع «المحل»
لا اللفظ مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر
بالإضافة بمعنى : ما لكم إله إلا هو.
(أَفَلا تَتَّقُونَ) : الألف ألف توبيخ بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ لا : نافية لا عمل لها. تتقون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(وَقالَ الْمَلَأُ
مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْناهُمْ
فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا
تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ)
(٣٣)
(وَقالَ الْمَلَأُ
مِنْ قَوْمِهِ) : الواو عاطفة. قال : فعل ماض مبني على الفتح. الملأ :
فاعل مرفوع بالضمة. من قومه : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الملأ» التقدير
حال كونهم من قومه و «من» حرف جر بياني والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على
الكسر في محل جر بالإضافة.
(الَّذِينَ كَفَرُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة ـ نعت ـ للملإ
أو في محل جر صفة للقوم أو يكون في محل جر بحرف الجر «من» التقدير : من الذين..
كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله
بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ
الْآخِرَةِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «كفروا» وتعرب
إعرابها. بلقاء : جار ومجرور متعلق بكذبوا. الآخرة : مضاف إليه مجرور بالإضافة
وعلامة جره الكسرة بمعنى بالحياة الآخرة أو بلقاء ما في الآخرة من الحساب والثواب
والعقاب.
(وَأَتْرَفْناهُمْ فِي
الْحَياةِ الدُّنْيا) : الواو عاطفة. أترف : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل
رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به
بمعنى : نعّمناهم أو أبطرناهم. في الحياة : جار ومجرور متعلق بأترفنا. الدنيا :
صفة ـ نعت ـ للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
(ما هذا إِلَّا بَشَرٌ
مِثْلُكُمْ) : أعرب في الآية الكريمة الرابعة والعشرين بمعنى : ما
هود هذا الذي يدّعي النبوّة.
(يَأْكُلُ مِمَّا
تَأْكُلُونَ مِنْهُ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية لبشر وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. ممّا : أصلها : من : حرف جر و «ما» اسم
موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بيأكل أو تكون «ما»
مصدرية فتكون
جملة «تأكلون» صلة حرف مصدري ـ موصول لا محل لها. تأكلون : فعل مضارع مرفوع
بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. منه : جار ومجرور متعلق بتأكلون
التقدير : من أكلكم ومشروبكم.
(وَيَشْرَبُ مِمَّا
تَشْرَبُونَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «يأكل مما تأكلون»
وتعرب إعرابها.
(وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ
بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ)
(٣٤)
(وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ) : الواو استئنافية. اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة.
إن : حرف شرط جازم. أطعتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل
الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل
رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «إن أطعتم بشرا» اعتراضية بين
القسم المحذوف وجوابه لا محل لها من الإعراب. وجواب الشرط محذوف لأن جواب القسم دل
عليه أو يكون جواب القسم قد سدّ مسدّ الجوابين.
(بَشَراً مِثْلَكُمْ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. مثلكم : صفة
ـ نعت ـ للموصوف «بشرا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.
(إِنَّكُمْ إِذاً
لَخاسِرُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ» والميم علامة جمع الذكور. إذا :
حرف جواب لا عمل له واقع في جواب الشرط وهو جواب للذي قالوه أو حرف مكافأة وجواب
دال على أن ما بعده وهو «الخاسرون» جواب عن مقالة المشركين وجزاء لإن. اللام واقعة
في جواب «إن». خاسرون : خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من
تنوين المفرد وحركته. و «إنّ» مع ما في حيزها من اسمها وخبرها جواب القسم لا محل
لها من الإعراب.
(أَيَعِدُكُمْ
أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ)
(٣٥)
(أَيَعِدُكُمْ
أَنَّكُمْ) : الألف تعجيب واستغراب بلفظ استفهام. يعدكم : فعل
مضارع مرفوع بالضمة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب
مفعول به والميم علامة جمع الذكور والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. أنّ :
حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في
محل نصب اسم «أنّ» والميم علامة جمع الذكور والجملة بعده من الشرط وجوابه في محل
رفع خبر «أنّ» وحذف مفعول «يعد» الثاني وتقديره : «خيرا» أو بالخير فتكون «أنّ» مع
اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب بدلا من المفعول به الثاني «خيرا» أو في محل
جر بدلا من الجار والمجرور «بالخير».
(إِذا مِتُّمْ) : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن
معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة ـ متّم : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة
لوقوعها بعد الظرف «إذا» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك
والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة
جمع الذكور بمعنى : أيعدكم هود إذا متّم..
(وَكُنْتُمْ تُراباً) : الواو عاطفة. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك.. والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم
في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. ترابا : خبر «كان» منصوب وعلامة
نصبه الفتحة المنونة بمعنى : وصرتم ترابا.
(وَعِظاماً أَنَّكُمْ
مُخْرَجُونَ) : معطوف بالواو على «ترابا» ويعرب إعرابه بمعنى وعظاما
رميما. أنكم : أعربت وقد كرّرت للتوكيد. مخرجون : خبر «أنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع
مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل
مصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره : وقع أو حدث أو جرى. والجملة الفعلية من
الفعل المضمر والمصدر
المؤول لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم بمعنى : إذا متّم وقع إخراجكم
أي بعثتم من جديد أي أحييتم فتحاسبون على أعمالكم.
(هَيْهاتَ هَيْهاتَ
لِما تُوعَدُونَ)
(٣٦)
(هَيْهاتَ هَيْهاتَ) : اسم فعل ماض مبني على الفتح بمعنى «بعد» وكررت
للتوكيد ـ توكيدا لفظيا ـ بمعنى : بعدا بعدا.. أي بعد البعث.. بعد الموت.
(لِما تُوعَدُونَ) : اللام بيانية زائدة لبيان المستبعد. ما : اسم موصول
مبني على السكون في محل رفع فاعل «هيهات» توعدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون
لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والجملة الفعلية «توعدون»
صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا
لأنه مفعول به. التقدير : لما توعدونه أو تكون الصلة المحذوفة جارا.. التقدير :
لما توعدون به من الاخراج من القبور والبعث والحساب.. والمراد إنكار البعث. اللام
في «لما» وهي لام البيان تبين مرجع الضمير وهو البعث. والفعل «توعدون» فعل مضارع
مبني للمجهول ويجوز أن تكون «هيهات لما توعدون» بمعنى : البعد لما توعدون ـ كما
فسّرها الزجاج ـ فتكون اللام حرف جر ويكون الجار والمجرور «لما» في محل رفع خبر
المبتدأ المقدر «البعد».
** (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ
مَلائِكَةً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة
والعشرين.. وفيه حذف مفعول «شاء» لأن التقدير والمعنى : ولو شاء الله ذلك أي إرسال
رسول إليكم لأرسل ملائكة.
** (ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا
الْأَوَّلِينَ) : أي ما سمعنا بهذا الذي دعا إليه نوح أي بمثل هذه
الدعوى من التوحيد وكونه من البشر في الأمم الماضية أو ما سمعنا بمثل هذا الكلام
الذي يدعيه وهو بشر أنه رسول الله فحذف المشار إليه ـ الصفة أو البدل ـ اختصارا
وهو «الذي..».
** (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة
والعشرين.. بمعنى : ما هو إلّا رجل. و «الرجل» هو الذكر من الأناسي ـ جمع إنسان ـ وجمعه
: رجال ورجالات وتطلق لفظة «الرجل» أيضا على الراجل وهو خلاف ـ ضد ـ الفارس. ومنه
يقال : رجل ـ يرجل ـ رجلا.. من باب «تعب» بمعنى : قوي على المشي.. وترجّل : بمعنى
: مشى راجلا أما الفعل «ارتجل» يرتجل ـ ارتجالا : فمعناه : ابتدأ الشيء كالخطبة
والشعر من غير تهيئة قبل ذلك وأتى به من غير رويّة ولا فكر ومنه ارتجلت بالرأي :
أي انفردت به من غير مشورة فمضيت به.
** (فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ
التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السابعة
والعشرين يكون القول الكريم «وفار التنور» كناية عن اشتداد العذاب وأزمة الحال
بمعنى : واشتدّت أزمة الحال.. و «التنور» موقد النار.. و «فار» بمعنى : اشتدّ
حرّه. وقيل : معنى «التنور» هنا : وجه الأرض.. وقيل : فار التنور : أي وطلع الفجر.
وجاء الضمير مؤنّثا في «فيها» وهو عائد إلى «الفلك» وهو لفظة مذكرة وذلك على معناه
وهو «السفينة» وقيل : الفلك : يكون واحدا فيذكّر وجمعا فيؤنّث.. وقيل : تأتي لفظة «الفلك»
واحدا ـ مفردا ـ وجمعا ويذكّر ويؤنّث. قال تعالى في سورة «يس» : (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) فأفرد وذكّر وقال جلّت قدرته في سورة «البقرة» : (وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي
الْبَحْرِ) فأنّث. وقال تعالى في سورة «يونس» : (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ
وَجَرَيْنَ بِهِمْ) فجمع وكأنه يذهب بها إذا كانت واحدة ـ مفردة ـ إلى
المركب فيذكّر وإلى السفينة فيؤنّث. أمّا «الفلك» بفتح الفاء واللام.. فهو لفظة
مفردة وجمعه «أفلاك» أي النجوم ويجوز أن يجمع على «فلك».
** (فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ
اثْنَيْنِ) : المعنى : فأدخل في الفلك أي في السفينة من كلّ شيء
صنفين مزدوجين.. وبعد حذف المضاف إليه «شيء» نوّن آخر المضاف «كلّ» لانقطاعه عن
الإضافة. كما حذف اسم لفظ الجلالة في «سبق عليه القول» لأن المعنى إلّا من سبق
عليه قول الله بالعذاب.. فعوض المضاف «قول» بالألف واللام.
** (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ
مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة
والعشرين.. التقدير : من شر القوم الظالمين.. فحذف المضاف «شرّ» وأقيم المضاف إليه
«القوم» مقامه. وقال سبحانه «مخاطبا نوحا» عليهالسلام بقوله : فقل. ولم يقل : فقولوا مع أن المعنى : فإذا
استويتم لأن «نوحا» نبيّهم وإمامهم فكان قوله قولهم مع ما فيه من الإشعار بفضل
النبوّة وإظهار كبرياء الربوبية وإن رتبة تلك المخاطبة لا يترقى إليها إلا ملك أو
نبيّ.
** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا
لَمُبْتَلِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثلاثين..
وفيه حذف المشار إليه ـ الصفة أو البدل ـ اختصارا لأن التقدير : إنّ في ذلك الحادث
أي في هذه الحادثة كما حذف مفعول اسم الفاعل «مبتلين» الذي يعمل عمل فعله المتعدي
إلى مفعول. التقدير والمعنى : لمختبرين أو لممتحنين عبادنا أو نوحا وقومه أي
مصيبين قومه بالعذاب المهين أو لمختبرين عبادنا ومنهم قوم نوح بالآيات وإرسال
الرسل.
** (ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ
قَرْناً آخَرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية
والثلاثين المعنى : ثم أوجدنا من بعد إهلاكهم جيلا آخر هم «عاد» قوم «هود» وبعد
حذف المضاف إليه الأول «إهلاك» أضيف المضاف «بعد» إلى المضاف إليه الثاني «هم»
فصار : من بعدهم.
** (أَفَلا تَتَّقُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثانية
والثلاثين.. المعنى : أفلا تخافون عذابه أو عقابه.. فحذف مفعول «تتقون» المتعدي
إلى المفعول اختصارا لأنه معلوم. أمّا قوله تعالى (فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ
رَسُولاً مِنْهُمْ) فمعناه : رسولا من جنسهم هو هود ـ عليهالسلام ـ وبعد حذف المضاف «جنس» أوصل الجار «من» إلى «هم» المضاف إليه فصار منهم.
** (إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الرابعة
والثلاثين : حذف مفعول اسم الفاعلين «خاسرون» الذي يعمل عمل فعله المتعدي إلى
مفعول : التقدير : تخسرون عقولكم.
** (أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة
والثلاثين.. يقال : وعده ـ يعده ـ وعدا.. يستعمل في الخير والشر ويعدى الفعل بنفسه
وبالباء فيقال : وعده الخير وبالخير وشرا وبالشر وقد أسقطوا لفظ الخير والشر
وقالوا في الخير : وعده ـ وعدا وعدة وفي الشر : وعده ـ وعيدا. فالمصدر فارق بين
المعنيين.. وقال الفيّومي أيضا : وقالوا : أوعده خيرا وشرا بالألف ـ أي الفعل
الرباعي ـ وأدخلوا الباء مع الألف في الشرّ خاصة. والخلف في الوعد عند العرب : كذب..
وفي الوعيد : كرم وبهذا المعنى قال الشاعر :
وإنّي وإن أوعدته
أو وعدته
|
|
لمخلف إيعادي
ومنجز موعدي
|
والعدة» تكون
بمعنى «الوعد» وجمعها : عدات.. وأمّا «الوعد» فقالوا : لا يجمع لأنه مصدر.. والموعد
: يكون مصدرا ووقتا وموضعا. والميعاد : يكون وقتا وموضعا.
(إِنْ هِيَ إِلاَّ
حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ)
(٣٧)
(إِنْ هِيَ) : حرف مهمل لأنه مخفف بمعنى «ما» النافية. هي : ضمير
منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وهو ضمير مبهم يفسره ما يليه لبيان أصله
وهو «إلا حياتنا» الذي أخبر ودلّ عليه أي إن الحياة.
(إِلَّا حَياتُنَا) : أداة حصر لا عمل لها. حياة : خبر «هي» مرفوع بالضمة و
«نا» ضمير المتكلمين في محل جر بالإضافة.
(الدُّنْيا نَمُوتُ
وَنَحْيا) : صفة ـ نعت ـ لحياتنا مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة
المقدرة على الألف للتعذر. نموت : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : نحن. والجملة الفعلية «نموت» في محل نصب حال من ضمير المتكلمين.
ونحيا : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «نموت» وتعرب إعرابها وعلامة رفع
الفعل الضمة المقدرة على الألف للتعذر.
(وَما نَحْنُ
بِمَبْعُوثِينَ) : الواو استئنافية. ما : نافية تعمل عمل «ليس» عند
الحجازيين «ما الحجازية» ولا عمل لها عند بني تميم. نحن : ضمير منفصل ـ ضمير
المتكلمين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «ما» على اللغة الأولى ومبتدأ على اللغة
الثانية. الباء حرف جر زائد. مبعوثين : اسم مجرور لفظا بالباء منصوب محلا على أنه
خبر «ما» ومرفوع محلا على أنه خبر «نحن» وعلامة جر «مبعوثين» الياء لأنه جمع مذكر
سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى ولسنا بمبعوثين بعد الموت.
(إِنْ هُوَ إِلاَّ
رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ)
(٣٨)
(إِنْ هُوَ إِلَّا
رَجُلٌ افْتَرى) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. افترى : فعل ماض مبني
على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه
جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية «افترى كذبا» في محل رفع صفة لرجل.
(عَلَى اللهِ كَذِباً) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بافترى. كذبا : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى مفتر على الله فيما يدعيه. و «هو» بمعنى :
وما هذا الرسول.
(وَما نَحْنُ لَهُ
بِمُؤْمِنِينَ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة بمعنى : ولسنا
بمصدّقين له.
(قالَ رَبِّ
انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ)
(٣٩)
هذه الآية
الكريمة مكررة أعربت في الآية الكريمة السادسة والعشرين.
(قالَ عَمَّا قَلِيلٍ
لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ)
(٤٠)
(قالَ عَمَّا قَلِيلٍ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو أي قال الله. عمّا : أصلها : عن : حرف جر و «ما» المدغمة بنون «عن»
زائدة لتوكيد معنى القلة أي قلة المدة وقصرها.. بمعنى : بعد قليل. قليل : اسم
مجرور بعن وعلامة جره الكسرة المنونة ويجوز أن يكون صفة ـ نعتا ـ لموصوف محذوف
بتقدير. عن وقت أو زمان قليل أي قريب فحلّت الصفة محلّه.
(لَيُصْبِحُنَّ
نادِمِينَ) : اللام واقعة في جواب قسم مقدر. يصبحن : فعل مضارع
ناقص مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة وسبب بنائه على حذف النون اتصاله
بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد
الثقيلة في محل رفع اسم «يصبح» ونون التوكيد لا محل لها. نادمين : خبر «يصبح»
منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه
جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى نادمين
على تكذيبك.
(فَأَخَذَتْهُمُ
الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
(٤١)
(فَأَخَذَتْهُمُ
الصَّيْحَةُ بِالْحَقِ) : الفاء استئنافية. أخذت : فعل ماض مبني على الفتح
والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين.
الصيحة : فاعل مرفوع بالضمة وهي صيحة جبريل أو صوته والجار والمجرور «بالحق» متعلق
بحال من الصيحة. التقدير : ملتبسة بالحق أو متعلق بصفة لمصدر محذوف. التقدير :
أخذتهم الصيحة أخذا ملتبسا بالحق أو باستحقاقهم العقاب بكفرهم.
(فَجَعَلْناهُمْ
غُثاءً) : الفاء عاطفة. جعل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى لفظ الجلالة مبني
على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون
في محل نصب مفعول به أول. غثاء : مفعول به ثان منصوب بجعل المتعدي إلى مفعولين
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى فصيرناهم كورق الشجر البالي.
(فَبُعْداً لِلْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ) : الفاء استئنافية. بعدا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب
بفعل محذوف تقديره : فبعدوا بعدا أي الفعل من جنس المصدر وعلامة نصبه الفتحة
المنونة بمعنى فهلاكا أي فهلكوا هلاكا أو فأبعدهم الله بعدا عن رحمته. للقوم : جار
ومجرور متعلق بالمصدر «بعدا» واللام حرف جر : بيانية لمن دعي عليه بالبعد : أي
بالهلاك. الظالمين : صفة ـ نعت ـ للقوم مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر
سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.
(ثُمَّ أَنْشَأْنا
مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ)
(٤٢)
هذه الآية
الكريمة أعربت في الآية الكريمة الحادية والثلاثين أي أجيالا آخرين وهم قوم صالح
ولوط وشعيب.
(ما تَسْبِقُ مِنْ
أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ)
(٤٣)
(ما تَسْبِقُ مِنْ
أُمَّةٍ) : نافية لا عمل لها. تسبق : فعل مضارع مرفوع بالضمة. من
: حرف جر زائد. أمة : اسم مجرور لفظا بحرف الجر الزائد مرفوع محلا لأنه فاعل «تسبق»
بمعنى : ما تتقدم كل أمة أجلها المقرّر.
(أَجَلَها وَما
يَسْتَأْخِرُونَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل
مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الواو عاطفة. ما : معطوفة على «ما» الأولى.
يستأخرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل بمعنى ولا يتأخرون عنه.
(ثُمَّ أَرْسَلْنا
رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا
بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)
(٤٤)
(ثُمَّ أَرْسَلْنا) : حرف عطف. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل
رفع فاعل.
(رُسُلَنا تَتْرا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «نا» ضمير متصل ـ
«ضمير الواحد المطاع» مبني على السكون في محل جر بالإضافة. تترى : فعل مضارع مرفوع
بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي على
اللفظ ولأن الألف ألف تأنيث. والجملة الفعلية «تترى» في محل نصب حال من «الرسل».
(كُلَّ ما جاءَ) : وتكتب مركبة «كلّما» وهي بهذا التركيب نائبة عن الظرف
ومتضمنة شبه معنى الشرط. و «كل» اسم منصوب على نيابة الظرفية الزمانية متعلق بشبه
جواب الشرط «كذّبوه» و «ما» مصدرية. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر
بالإضافة. جاء : فعل ماض مبني على الفتح.
(أُمَّةً رَسُولُها) : مفعول به مقدم وعلامة نصبه الفتحة. رسول : فاعل مرفوع
بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «جاء
أمة رسولها» صلة حرف مصدري لا محل لها.
(كَذَّبُوهُ) : الجملة الفعلية مشبهة لجواب الشرط لا محل لها وهي فعل
ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء
ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به.
(فَأَتْبَعْنا
بَعْضَهُمْ بَعْضاً) : الفاء سببية. أتبعنا بعض : تعرب إعراب «أرسلنا رسلنا»
و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. بعضا :
مفعول به منصوب بفعل محذوف يفسره ما قبله وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى :
فجعلنا بعضهم يتبع بعضا في الهلاك أي جعلنا الأمم والقرون تتبع بعضا..
(وَجَعَلْناهُمْ
أَحادِيثَ) : معطوفة بالواو على «أتبعنا» وتعرب إعرابه و «هم» ضمير
متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول لأن المعنى :
صيّرناهم. أحاديث : مفعول به ثان منصوب بجعل المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه
الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف.
(فَبُعْداً لِقَوْمٍ
لا يُؤْمِنُونَ) : أعربت في الآية الكريمة الحادية والأربعين. لا : نافية
لا عمل لها. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية في محل جر صفة لقوم.
(ثُمَّ أَرْسَلْنا
مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ)
(٤٥)
(ثُمَّ أَرْسَلْنا
مُوسى) : أعربت في الآية الكريمة السابقة وعلامة نصب المفعول
به الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.
(وَأَخاهُ هارُونَ) : معطوف بالواو على «موسى» منصوب مثله وعلامة نصبه
الألف لأنه من الأسماء الخمسة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الضم في محل جر بالإضافة. هارون : بدل من «أخاه» منصوب مثله وعلامة نصبه
الفتحة وهو ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.
(بِآياتِنا وَسُلْطانٍ
مُبِينٍ) : جار ومجرور متعلق بأرسلنا أو بحال محذوفة من «موسى
وهارون» و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. وسلطان : معطوف بالواو على «الآيات» مجرور مثلها وعلامة جره الكسرة
المنونة. مبين : صفة ـ نعت ـ لسلطان وهو يتبع الموصوف في حركته بمعنى : بمعجزاتنا
وحجة بيّنة ظاهرة وهي العصا أو هي الآيات نفسها.
(إِلى فِرْعَوْنَ
وَمَلائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ)
(٤٦)
(إِلى فِرْعَوْنَ
وَمَلَائِهِ) : جار ومجرور متعلق بأرسلنا وعلامة جره الفتحة بدلا من
الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية. وملئه : معطوف بالواو على «فرعون»
مجرور مثله وعلامة جره الكسرة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في
محل جر بالإضافة بمعنى وكبار قومه.
(فَاسْتَكْبَرُوا
وَكانُوا) : الفاء استئنافية. استكبروا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى فلم
يؤمنوا بهما. الواو عاطفة. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو
الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.
(قَوْماً عالِينَ) : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. عالين :
صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوما» منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.
(فَقالُوا أَنُؤْمِنُ
لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ)
(٤٧)
(فَقالُوا أَنُؤْمِنُ) : معطوفة بالواو على «استكبروا» وتعرب مثلها. الألف ألف
إنكار وتعجيب بلفظ استفهام والجملة الفعلية وما بعدها في محل نصب
مفعول به ـ مقول القول ـ نؤمن : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر
فيه وجوبا تقديره : نحن.
(لِبَشَرَيْنِ
مِثْلِنا) : جار ومجرور متعلق بنؤمن وعلامة جر الاسم الياء لأنه
مثنى والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. مثل : صفة ـ نعت ـ لبشرين مجرور مثله
وعلامة جره الكسرة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة و «البشر» يكون واحدا وجمعا.
(وَقَوْمُهُما لَنا
عابِدُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من «بشرين»
لأنه وصف. قومهما : مبتدأ مرفوع بالضمة. الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر
بالإضافة. الميم عماد والألف علامة التثنية لا محل لها ويجوز أن تكون «ما» علامة
التثنية. اللام حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر باللام
والجار والمجرور متعلق بخبر المبتدأ. عابدون : خبر المبتدأ «القوم» مرفوع بالواو
لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.
(فَكَذَّبُوهُما
فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ)
(٤٨)
(فَكَذَّبُوهُما
فَكانُوا) : الفاء عاطفة. كذبوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله
بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائبين
الاثنين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به الميم عماد والألف علامة التثنية لا
محل لها. الفاء سببية. كانوا : فعل ماض ناقص مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة.
الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «كان» والألف فارقة.
(مِنَ الْمُهْلَكِينَ) : جار ومجرور في محل نصب خبر «كان» وعلامة جر الاسم الياء
لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته واللفظة اسم مفعول بمعنى :
من الذين أهلكوا.
(وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ)
(٤٩)
(وَلَقَدْ آتَيْنا) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف
تحقيق. آتى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد
المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(مُوسَى الْكِتابَ) : مفعولا «آتينا» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة وقدرت
الفتحة على الألف للتعذر بالنسبة إلى المفعول به الأول بمعنى : التوراة.
(لَعَلَّهُمْ
يَهْتَدُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «لعلّ». يهتدون : الجملة الفعلية في
محل رفع خبر «لعلّ» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(وَجَعَلْنَا ابْنَ
مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ)
(٥٠)
(وَجَعَلْنَا ابْنَ
مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) : هذا القول الكريم معطوف بالواو على «آتينا موسى
الكتاب» في الآية الكريمة السابقة ويعرب إعرابه لأن «جعلنا» هنا بمعنى : صيّرنا
تتعدى إلى مفعولين أيضا و «مريم» مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا
من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. وأمّه : معطوف على «الابن»
منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في
محل جر بالإضافة. و «آية» بمعنى : علامة أو معجزة.
(وَآوَيْناهُما إِلى
رَبْوَةٍ ذاتِ) : معطوفة بالواو على «جعلنا» وتعرب إعرابها. الهاء ضمير
متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. الميم عماد والألف علامة التثنية لا محل
لها. إلى ربوة : جار ومجرور متعلق بآوينا بمعنى وأنزلناهما. ذات : صفة ـ نعت ـ لربوة
مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة.
(قَرارٍ وَمَعِينٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
ومعين : معطوف بالواو على «قرار» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة.
(يا أَيُّهَا
الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ
عَلِيمٌ)
(٥١)
(يا أَيُّهَا
الرُّسُلُ) : أداة نداء. أيّ : اسم منادى مبني على الضم في محل نصب
و «ها» زائدة للتنبيه. الرسل : صفة ـ نعت ـ لأيّ لأن كلمة «الرسل» مشتقة وهي
مرفوعة بالضمة على لفظ «أيّ» لا محلّه.
(كُلُوا مِنَ
الطَّيِّباتِ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لأن
المعنى : وقلنا لهم : كلوا.. وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من
الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. من الطيبات : جار
ومجرور متعلق بكلوا وقد حذف مفعول «كلوا» تخفيفا وإيجازا استغناء عنه لمعرفته من
سياق القول التقدير والمعنى : كلوا ما رزقناكم من الطيبات أو تكون «من» تبعيضية
حلت محل المفعول به أو دلت عليه.
(وَاعْمَلُوا صالِحاً) : معطوفة بالواو على «كلوا» وتعرب إعرابها. صالحا : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(إِنِّي بِما
تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير
الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» الباء حرف جر و «ما» اسم
موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بعليم. تعملون :
الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا
واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : بما تعملونه. عليم : خبر «إنّ»
مرفوع بالضمة المنونة. أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في
محل جر بالباء.. التقدير : إنّي بعملكم عليم. والجار والمجرور «بعملكم» متعلق
بعليم.
(وَإِنَّ هذِهِ
أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)
(٥٢)
(وَإِنَّ هذِهِ
أُمَّتُكُمْ) : الواو استئنافية. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. هذه
: اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب اسم «إنّ». أمتكم : خبر
«إنّ» مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في
محل جر بالإضافة. والميم علامة جمع الذكور بمعنى إنّ هذه ملّة الإسلام دينكم
وشريعتكم.
(أُمَّةً واحِدَةً) : حال مؤكدة منصوبة وعلامة نصبها الفتحة المنونة وسمّيت
مؤكدة لأنها لا تستدعي أن يكون في الجملة التي هي زيادة في فائدتها عامل. واحدة :
صفة ـ نعت ـ لأمة منصوبة مثلها بالفتحة المنونة.
(وَأَنَا رَبُّكُمْ
فَاتَّقُونِ) : الواو عاطفة. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ
مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ربكم : خبر «أنا» مرفوع بالضمة. الكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع
الذكور. الفاء استئنافية للتسبيب. اتقون : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه
من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل النون نون الوقاية والياء
ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به وحذفت
الياء خطا واختصارا ولأنها رأس آية ـ مراعاة فواصل الآيات ـ وبقيت الكسرة دالة
عليها.
(فَتَقَطَّعُوا
أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)
(٥٣)
(فَتَقَطَّعُوا
أَمْرَهُمْ) : الفاء استئنافية. تقطعوا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أمر : مفعول
به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون
في محل جر بالإضافة بمعنى : فتوزعوا أمرهم واختلفوا.
(بَيْنَهُمْ زُبُراً) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق
بتقطعوا وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. زبرا : حال من ضمير «تقطعوا» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى :
اختلفوا وجعلوا دينهم أديانا أي جعلوا كتبهم كتبا مختلفة.
(كُلُّ حِزْبٍ بِما) : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. حزب : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى كل فرقة من هؤلاء المختلفين. الباء حرف
جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق
بالخبر.
(لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) : ظرف مكان غير متمكن بمنزلة «عند» مبني على السكون في
محل نصب وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. وشبه الجملة «لديهم» متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر أو هو مستقر بمعنى
: بما عندهم والجملة الفعلية «استقر لديهم» صلة الموصول لا محل لها. فرحون : خبر
المبتدأ «كل» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته
بمعنى : راضون مطمئنو النفس أو معجبون بما لديهم من الدين بعد أن أصبحوا طوائف.
(فَذَرْهُمْ فِي
غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ)
(٥٤)
(فَذَرْهُمْ فِي
غَمْرَتِهِمْ) : الفاء استئنافية. ذر : فعل أمر مبني على السكون
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به. في غمرة : جار ومجرور متعلق بذرهم و «هم» ضمير
الغائبين المتصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى فدعهم أو فاتركهم في
ضلالتهم.
(حَتَّى حِينٍ) : حرف غاية وجر بمعنى : إلى. حين : اسم مجرور بحتى
وعلامة جره الكسرة المنونة والجار والمجرور متعلق بذرهم بمعنى : إلى أن يقتلوا أو
يموتوا.
(أَيَحْسَبُونَ
أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ)
(٥٥)
(أَيَحْسَبُونَ
أَنَّما) : الألف ألف استفهام لا محل له. يحسبون : فعل مضارع
مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. أنّ
: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. و «ما» اسم موصول مبني
على السكون في محل نصب اسم «أنّ» و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر سدّ
مسدّ مفعولي يحسبون.
(نُمِدُّهُمْ بِهِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع
مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. به : جار ومجرور متعلق بنمدّ.
وخبر «أنّ» هو الجملة الفعلية «نسارع لهم» في الآية الكريمة التالية في محل رفع.
بمعنى : أيحسبون أنّ الذين نبارك لهم فيه من المال والبنين هو مسارعة حصولهم في
الخيرات.
(مِنْ مالٍ وَبَنِينَ) : جار ومجرور متعلق بنمدّ لأنه بدل من الجار والمجرور «به»
أو تكون «من» حرف جر بيانيا فيكون الجار والمجرور «من مال» متعلقا بحال محذوفة من
الاسم الموصول «ما» التقدير : حال كونه من مال. وبنين : معطوف بواو العطف على «مال»
ويعرب إعرابه وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين
المفرد وحركته.
(نُسارِعُ لَهُمْ فِي
الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ)
(٥٦)
(نُسارِعُ لَهُمْ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : نحن. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر
باللام والجار والمجرور متعلق بنسارع بمعنى : نعجّل.
(فِي الْخَيْراتِ) : جار ومجرور متعلق بنسارع بتقدير : نسارع لهم به في
جزاء الخيرات.. فحذف الجار والمجرور «به» كما حذف المضاف «جزاء» وحلّ المضاف إليه «الخيرات»
محلّه أو بمعنى : تكريما وتحقيقا لخيرهم.
(بَلْ لا يَشْعُرُونَ) : حرف استدراك لقوله «أيحسبون» لا : نافية لا عمل لها. يشعرون
: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل بمعنى : بل هم لا فطنة لهم ولا شعور والجملة الفعلية «لا يشعرون» في محل
رفع خبر لمبتدإ محذوف تقديره : هم بمعنى لا يشعرون بأننا نستدرجهم.
(إِنَّ الَّذِينَ هُمْ
مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ)
(٥٧)
(إِنَّ الَّذِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني
على الفتح في محل نصب اسم «إنّ» والجملة الاسمية بعده صلته لا محل لها.
(هُمْ مِنْ خَشْيَةِ) : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل
رفع مبتدأ. من خشية : جار ومجرور متعلق بخبر «هم».
(رَبِّهِمْ
مُشْفِقُونَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف
و «هم» ضمير الغائبين المتصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان. مشفقون :
خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم
المفرد بمعنى من عذاب ربهم خائفون أو من خشية عذاب ربّهم خائفون.
(وَالَّذِينَ هُمْ
بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ)
(٥٨)
هذه الآية
الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها والجملة الفعلية «يؤمنون»
في محل رفع خبر المبتدأ «هم».
** (نَمُوتُ وَنَحْيا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة
والثلاثين. يقال : حيي ـ يحيا ـ حياة.. من باب «تعب» فهو حيّ وهم أحياء. والفعل
المضارع «يحيا» بالألف الممدودة و «يحيى» بالألف المقصورة والفعلان بمعنى واحد
لفظا ومعنى ولكنّهما مختلفان خطا ورسما ـ لأن الفعل الماضي «حيي» مضارعه : يحيا..
لأنه من بابي «تعب و «فرح» ومعناه : عاش أو ضدّ مات. أما الفعل «يحيى» فهو نفسه
الفعل «يحيا» إلّا أنّه كتب بالياء ـ الألف المقصورة ـ لأنّه سمّي به أي كتب
بالياء فرقا بين الاسم والفعل ومصدره حياة وينسب إلى اسم الفاعل «حيّ» فيقال : هذا
حيويّ. وقالت العرب في وصف الرجل الأحمق : فلان لا يعرف الحيّ من اللّي.. وهو مصدر
الفعل «لوى» وهذا الفعل من باب «رمى» ويقال : لويت الحبل واليد : أي فتلته.. ولوى
برأسه ورأسه : أي أماله وقد يجعل بمعنى «الإعراض» ومرّ لا يلوي على شيء أو على أحد..
بمعنى : لا يقف ولا ينتظر.
** (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ
فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية
والأربعين بمعنى : فأخذتهم الصيحة ملتبسة بالحق بعيدة عن الظلم أو باستحقاقهم
العذاب بسبب كفرهم. والصيحة : صوت انبعث عليهم من قبل السماء صعق منه كلّ من سمعه
لشدة هوله.. أمّا «الغثاء» فهو الزبد والبالي من ورق الشجر يقال : غثا الوادي ـ يغثو
ـ غثّوا.. من باب «قعد» بمعنى : كثر فيه الغثاء أي امتلأ به.. أما قولهم : الغثّ
والسمين.. فمعناه : الجيد والرديء.
** (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما
يَسْتَأْخِرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة
والأربعين.. وأنّث الفعل «تسبق» مع فاعله المؤنّث «أمّة» على اللفظ وذكر الفعل
وجمع في يستأخرون» على معنى «أمة» وهي الجماعة لأن هذه اللفظة «أمة» في اللفظ
مفرد. وفي المعنى : جمع على تقدير «أهل أمة» بدليل «يستأخرون» وكررت في الآية
الكريمة التالية في قوله تعالى : (لَّ ما جاءَ أُمَّةً
رَسُولُها كَذَّبُوهُ) وبدليل قوله فبعدا لقوم لا يؤمنون.
** (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الرابعة
والأربعين.. المعنى : يتوالون الواحد بعد الآخر إلى تلك الأمم أو يتبع بعضهم بعضا
وهنا أيضا أنّث الفعل «تترى» على لفظ «الرسل» بمعنى جماعة الرسل وذكّر في قوله «بعضهم»
و «جعلناهم أحاديث» على المعنى لأن «رسل» جمع «رسول» بدليل قوله : «كذّبوه»
والمعنى : وصيّرناهم أحاديث : وهي هنا جمع «أحدوثة» وهي ما يتحدث به الناس تلهيا
وتعجبا. والانتقال من اللفظ إلى المعنى وبالعكس كثير في كلام العرب.. قال الشاعر :
أنا الذي سمّتني أمي حيدرة.. ووجه الكلام : أنا الذي سمّته.. ليرجع الضمير من
الصلة إلى الموصول ولكن ذهب إلى المعنى.. كأنه قال : أنا أنا سمّتني.
** (فَقالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ
مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ) : هذا هو نص الآية الكريمة السابعة والأربعين.. المعنى
: أنؤمن لرجلين.. وقد وردت لفظة «بشر» في القرآن الكريم مفردة في آيات وعلى معنى
الجمع في آيات أخرى. والمراد ببشرين هنا : موسى وأخوه هارون. يقال : باشر الرجل
الأمر : أي تولّاه ببشرته وهي يده.. لأن «البشر» جمع «بشرة» وهي بمعنى : ظاهر
الجلد ثم أطلق على الإنسان واحده ـ مفرده ـ وجمعه. ولكنّ العرب ثنّوه نحو «بشرين»
ولم يجمعوه.. وبعد شيوع استعمال «باشر الأمر» استعمل في الملاحظة وتطلق لفظة «البشر»
على الإنسان ذكرا كان أو أنثى واحدا وجمعا. وأبو البشر هي كنية آدم. وقيل : البشر
يعني أيضا الخلق.. الأنام.. وقد ورد بهذا المعنى في قول المتنبّي :
وصرت أشكّ
فيمن أصطفيه
|
|
لعلمي إنّه
بعض الأنام
|
ولم أر في
عيوب الناس شيئا
|
|
كنقص
القادرين على التمام
|
و «مثلنا» يوصف
به المذكر والمؤنث والجمع ومعناه هنا : أنؤمن لرجلين شبيهين لنا يتولان هدايتنا؟.
ويقال : هو وهي وهما وهم وهنّ مثله. و «المثل» بكسر الميم وسكون الثاء أمّا «المثل»
بفتح الميم والثاء فمعناه : الوصف.. وهو ما يضرب به من الأمثال. وقيل : المثل : هو
الشبيه أو الشبه ويوصف به المذكر والمؤنث والجمع.. والمثيل : هو الشبيه والنظير
أيضا. يقال : ماثله مماثلة : بمعنى : شابهه مشابهة وقد استعمل الناس «المثال»
بمعنى الوصف والصورة فقالوا : مثاله كذا : أي وصفه وصورته.
** (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ) : في هذا القول الكريم الوارد في مستهلّ الآية الكريمة
الخمسين.. التقدير : وجعلنا عيسى ابن مريم.. فحذف المفعول به «عيسى» اختصارا لأنه
معلوم وحلّ البدل «ابن مريم» محلّه.
** (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ
وَمَعِينٍ) : المعنى : وأنزلناهما إلى مكان عال في قرار وماء نابع
من الأرض. وقيل : إنّ ميم كلمة «معين» مختلف في زيادتها وأصلها. فثمة من جعله
مفعولا أنه مدرك بالعين لظهوره من عانه إذا أدركه بعينه.. وهناك من جعله فعيلا أنه
نفاع بظهوره وجريه من الماعون وهو المنفعة. و «المعين» هو الماء الظاهر الجاري على
وجه الأرض وفي الآية
الكريمة السابقة في قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا
مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) يكون التقدير والمعنى : آتينا قوم موسى التوراة فحذف
المفعول الأول «قوم» المضاف.. وحلّ المضاف إليه «موسى» محلّه والضمير في «لعلهم
يهتدون» يعود إلى قوم موسى.. ولا يعود أو لا يرجع الضمير إلى فرعون وملئه لأن
التوراة انّما أوتيها موسى أي وقومه بعد إغراق فرعون وملئه.
(وَالَّذِينَ هُمْ
بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ)
(٥٩)
هذه الآية
الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة أي الثامنة والخمسين. لا : نافية لا عمل
لها والجملة الفعلية «يشركون» في محل رفع خبر «هم» بمعنى : من أجل ربهم.
(وَالَّذِينَ
يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ)
(٦٠)
(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ) : معطوفة على الاسم الموصول في الآية الكريمة السابقة
ويعرب مثله. يؤتون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع
بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(ما آتَوْا) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى
والذين ينفقون الذي. آتوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة
ولاتصال الفعل بواو الجماعة وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل
في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : يعطون من أموالهم ما أعطوا.
(وَقُلُوبُهُمْ
وَجِلَةٌ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من ضمير «آتوا»
قلوب : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في
محل جر بالإضافة. وجلة : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة.
(أَنَّهُمْ إِلى
رَبِّهِمْ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وفتحت همزة «أنّ» لأنها
مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف. التقدير : من أنّهم أو
لأنهم. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على
السكون في محل نصب اسم «أنّ» إلى ربّ : جار ومجرور متعلق بخبر «أنّ» و «هم»
ضمير الغائبين المتصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة وبمعنى : وقلوبهم خائفة
ألّا تقبل منهم لأنهم راجعون إلى ربهم يوم القيامة.
(راجِعُونَ) : خبر «أنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون
عوض من تنوين المفرد وحركته.
(أُولئِكَ يُسارِعُونَ
فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ)
(٦١)
(أُولئِكَ يُسارِعُونَ
فِي الْخَيْراتِ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إنّ» الواردة في
الآية الكريمة السابعة والخمسين. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع
مبتدأ. والكاف حرف خطاب. يسارعون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أولئك» وهي فعل
مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل. في الخيرات : جار ومجرور متعلق بيسارعون.
(وَهُمْ لَها
سابِقُونَ) : الواو عاطفة. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل رفع مبتدأ. لها : جار ومجرور متعلق بخبر المبتدأ. سابقون : خبر «هم»
مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : وهم
لها فاعلون السبق أو سابقون الناس لأجلها أو ينالونها قبل الآخرة.
(وَلا نُكَلِّفُ
نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا
يُظْلَمُونَ)
(٦٢)
(وَلا نُكَلِّفُ
نَفْساً) : الواو استئنافية. لا : نافية لا عمل لها. نكلف : فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. نفسا : مفعول به
منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(إِلَّا وُسْعَها) : أداة استثناء. وسع : مستثنى بإلّا منصوب وعلامة نصبه
الفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ويجوز أن تكون «إلّا»
لا عمل لها وتكون كلمة «وسعها» بدلا من «نفسا» بمعنى : لا نكلّف نفسا إلّا قدر
طاقتها.
(وَلَدَيْنا كِتابٌ) : الواو استئنافية. لدى : ظرف مكان غير متمكن بمعنى «عندنا»
مبني على السكون في محل نصب وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى
الواحد المطاع في محل جر بالإضافة. كتاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة وشبه
الجملة «لدينا» في محل رفع خبر مقدم بمعنى وعندنا.
(يَنْطِقُ بِالْحَقِ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لكتاب. وهي
فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى يشهد
عليهم بالحق. بالحق : جار ومجرور متعلق بصفة لمصدر محذوف بتقدير : ينطق نطقا بالحق
أي يشهد عليهم شهادة ملتبسة بالحق.
(وَهُمْ لا
يُظْلَمُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير
منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لا : نافية لا عمل
لها. يظلمون : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والجملة الفعلية «لا يظلمون» في محل رفع
خبر المبتدأ «هم».
(بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي
غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ)
(٦٣)
(بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي
غَمْرَةٍ) : حرف استدراك لا عمل له. قلوب : مبتدأ مرفوع بالضمة و
«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. في غمرة :
جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ بمعنى في غفلة غامرة.
(مِنْ هذا) : حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر
بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من غمرة.
(وَلَهُمْ أَعْمالٌ) : الواو عاطفة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني
على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. أعمال :
مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة.
(مِنْ دُونِ ذلِكَ) : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : يحاسبون عليها
والجملة الفعلية «يحاسبون عليها من دون ذلك» في محل رفع صفة ـ نعت ـ لأعمال. ذا :
اسم إشارة مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. اللام للبعد والكاف حرف خطاب
بمعنى ولهم خبائث متجاوزة غير ذلك.
(هُمْ لَها عامِلُونَ) : الجملة الاسمية في محل رفع صفة ثانية لأعمال. هم : ضمير
منفصل ـ ضمير الغائبين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لها : جار ومجرور متعلق
بخبر «هم». عاملون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من
تنوين المفرد وحركته بمعنى فاعلون أي هم لها معتادون.
(حَتَّى إِذا أَخَذْنا
مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ)
(٦٤)
(حَتَّى إِذا) : حرف غاية وابتداء. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان
خافض لشرطه منصوب بجوابه أداة شرط غير جازمة.
(أَخَذْنا
مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ) : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف
وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. مترفي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. بالعذاب : جار
ومجرور متعلق بأخذنا أما «هم» فهو ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر
بالإضافة.
(إِذا هُمْ
يَجْأَرُونَ) : فجائية ـ حرف فجأة ـ لا عمل له. هم : ضمير منفصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يجأرون : الجملة الفعلية في محل رفع
خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل بمعنى : يصرخون مستغيثين. والجملة الاسمية «هم يجأرون» جواب
شرط غير جازم لا محل لها. ويجوز أن تكون «إذا» سادّة مسدّ الفاء في جواب الشرط.
(لا تَجْأَرُوا
الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ)
(٦٥)
(لا تَجْأَرُوا
الْيَوْمَ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بمعنى : فنقول
لهم لا تصرخوا أو لا تستغيثوا. لا : ناهية جازمة. تجأروا : فعل مضارع مجزوم بلا
الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل
رفع فاعل والألف فارقة. اليوم : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ بمعنى «حينئذ» منصوب على
الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بلا تجأرون.
(إِنَّكُمْ مِنَّا لا
تُنْصَرُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ» والميم علامة جمع الذكور. منّا :
جار ومجرور متعلق بلا تنصرون. لا : نافية لا عمل لها. تنصرون : فعل مضارع مبني
للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع
نائب فاعل. والجملة الفعلية «لا تنصرون» في محل رفع خبر «إنّ».
(قَدْ كانَتْ آياتِي
تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ)
(٦٦)
(قَدْ كانَتْ آياتِي) : حرف تحقيق. كانت : فعل ماض ناقص مبني على الفتح
والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها و «آياتي» اسم «كانت» مرفوع بالضمة المقدرة
على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المأتيّ بها من أجل الياء
والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(تُتْلى عَلَيْكُمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع
مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر ونائب
الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. عليكم : جار ومجرور متعلق بتتلى والميم
علامة جمع الذكور.
(فَكُنْتُمْ عَلى
أَعْقابِكُمْ) : الفاء استئنافية. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على
السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك التاء ضمير متّصل ـ ضمير المخاطبين
ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. على أعقاب
: جار ومجرور متعلق بكنتم أو بخبرها والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على
الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور وهي جمع «عقب» وهو مؤخر القدم.
(تَنْكِصُونَ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع
مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ
سامِراً تَهْجُرُونَ)
(٦٧)
(مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ) : حال من ضمير المخاطبين منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه
جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. به : جار ومجرور متعلق باسم
الفاعلين «مستكبرين» على تأويل فعله والضمير «الهاء» يعود على البيت العتيق أو
الحرم ويجوز أن يرجع الضمير إلى «آياتي» التي بمعنى «الكتاب» ويجوز أن تتعلق الباء
بسامر أي تسمرون به أو بتهجرون.
(سامِراً تَهْجُرُونَ) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل من اشتقاق المصدر أي
تسمرون سمرا بمعنى : تتحدثون بالطعن فيه طعنا وجاء المصدر على وزن «فاعل» وجمعه :
سمار أو بمعنى تسمرون بذكر القرآن وبالطعن. تهجرون : أي تهذون أو تتحدثون باطلا
ومصدره «الهجر» بفتح الهاء أي الهذيان.. وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : تجعلون الطعن في القرآن
حديثا تهذون به.
(أَفَلَمْ
يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ)
(٦٨)
(أَفَلَمْ
يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) : الألف ألف إنكار بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ لم : حرف نفي وجزم وقلب. يدبروا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون
لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة بمعنى ألم ينظروا ويتفكروا ليعلموا أن القرآن هو الحق وأصله :
يتدبروا أدغمت التاء في الدال فشدد الدال. القول : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة بمعنى : القرآن. والهمزة إضافة لكونها همزة إنكار فهي للتوبيخ أيضا.
(أَمْ جاءَهُمْ ما
لَمْ) : حرف عطف بمعنى «بل» هنا أي حرف إضراب بتقدير : بل
أجاءهم. جاء : فعل ماض مبني على الفتح و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع
فاعل. لم : حرف نفي وجزم وقلب وانتقل بالهمزة في أم إلى توبيخ آخر.
(يَأْتِ آباءَهُمُ
الْأَوَّلِينَ) : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف
العلة.. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها. والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره :
هو. والجملة الفعلية وما بعدها صلة الموصول لا محل لها. آباء : مفعول به منصوب
وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل
نصب مفعول به وحرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الأولين : صفة ـ نعت ـ للآباء
منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد
وحركته.
(أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا
رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ)
(٦٩)
(أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا
رَسُولَهُمْ) : عاطفة وما بعدها يعرب إعراب «لم يدبّروا القول» في
الآية الكريمة السابقة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل
جر بالإضافة وفي القول الكريم توبيخ لهم.
(فَهُمْ لَهُ
مُنْكِرُونَ) : الفاء عاطفة. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل رفع مبتدأ. له : جار ومجرور متعلق بخبر «هم» منكرون : خبر
المبتدأ «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته
والكلمة جمع «منكر» وهو اسم فاعل.. ويجوز أن يكون الجار والمجرور «له» قائما مقام
مفعول اسم الفاعلين
«منكرون» والمعنى : أم هم لم يعرفوا رسولهم بالأمانة والاستقامة والصدق فهم
له منكرون.
(أَمْ يَقُولُونَ بِهِ
جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ)
(٧٠)
(أَمْ يَقُولُونَ) : حرف عطف. يقولون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه
من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(بِهِ جِنَّةٌ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ به
: جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. جنّة : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة بمعنى
: به جنون وهو قول باطل.
(بَلْ جاءَهُمْ
بِالْحَقِ) : حرف إضراب للاستئناف. جاء : فعل ماض مبني على الفتح.
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به. بالحق : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة لمصدر ـ مفعول
مطلق ـ محذوف. التقدير : جاءهم مجيئا ملتبسا بالحق ويجوز أن يتعلق الجار والمجرور
بالفعل «جاء» بمعنى : جاءهم بالحق أي بالقرآن أي أبطل ما قبله.
(وَأَكْثَرُهُمْ
لِلْحَقِّ كارِهُونَ) : الواو استئنافية. أكثر : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. للحق : جار
ومجرور متعلق بخبر المبتدأ ويجوز أن يكون الجار والمجرور قائما مقام مفعول اسم
الفاعلين «كارهون» كارهون : خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون
عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى كارهون للحق لأنه ضد نزواتهم.
(وَلَوِ اتَّبَعَ
الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ
أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)
(٧١)
(وَلَوِ اتَّبَعَ) : الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم. كسر آخره
لالتقاء الساكنين. اتّبع : فعل ماض مبني على الفتح.
(الْحَقُّ
أَهْواءَهُمْ) : فاعل مرفوع بالضمة. أهواء : مفعول به منصوب وعلامة
نصبه الفتحة. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة.
(لَفَسَدَتِ
السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام
واقعة في جواب «لو» فسدت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا
محل لها حركت بالكسر لالتقاء الساكنين. السموات : فاعل مرفوع بالضمة. والأرض :
معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب مثلها.
(وَمَنْ فِيهِنَ) : الواو عاطفة. من : اسم موصول مبني على السكون في محل
رفع لأنه معطوف على مرفوع. في : حرف جر و «هنّ» ضمير الاناث مبني على الفتح في محل
جر بفي والجار والمجرور متعلق بفعل محذوف تقديره استقر والجملة الفعلية «استقر
فيهن» صلة الموصول لا محل لها.
(بَلْ أَتَيْناهُمْ
بِذِكْرِهِمْ) : حرف إضراب للاستئناف. أتى : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله
بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل
رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول
به. بذكر : جار ومجرور متعلق بأتينا و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على
السكون في محل جر بالإضافة بمعنى جئناهم بكتاب فيه إرشادهم ووعظهم.
(فَهُمْ عَنْ
ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ) : الفاء استئنافية. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل رفع مبتدأ والجار والمجرور «عن ذكر» متعلق بخبر «هم» و «هم»
ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. معرضون : خبر «هم»
مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.
(أَمْ تَسْأَلُهُمْ
خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
(٧٢)
(أَمْ تَسْأَلُهُمْ
خَرْجاً) : عاطفة. تسأل : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير
مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون
في محل نصب مفعول به أول. خرجا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة
بمعنى : رزقا.
(فَخَراجُ رَبِّكَ
خَيْرٌ) : الفاء استئنافية. خراج : مبتدأ مرفوع بالضمة. ربك : مضاف
إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ
مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان. خير : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وأصله :
أخير ـ على وزن أفعل صيغة تفضيل ومن وزن الفعل ـ ممنوع من الصرف وحذفت الألف طلبا
للفصاحة لأن حذف الألف من «خير» و «شرّ» أفصح بمعنى أم تسألهم على هدايتك لهم
قليلا عن عطاء الخالق فالكثير من عطاء الخالق خير.
(وَهُوَ خَيْرُ
الرَّازِقِينَ) : الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الفتح في محل رفع مبتدأ. خير : خبر «هو» مرفوع بالضمة. الرازقين : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين
والحركة في الاسم المفرد.
(وَإِنَّكَ
لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)
(٧٣)
(وَإِنَّكَ
لَتَدْعُوهُمْ) : الواو استئنافية. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل
والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ» اللام لام
التوكيد ـ المزحلقة ـ تدعوا : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل
والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية «تدعوهم» في محل رفع خبر «إنّ».
(إِلى صِراطٍ
مُسْتَقِيمٍ) : جار ومجرور متعلق بتدعو. مستقيم : صفة ـ نعت ـ لصراط
مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة.
(وَإِنَّ الَّذِينَ لا
يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ)
(٧٤)
(وَإِنَّ الَّذِينَ) : الواو عاطفة. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.
الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم إنّ.
(لا يُؤْمِنُونَ
بِالْآخِرَةِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها. لا : نافية
لا عمل لها. يؤمنون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل. بالآخرة : جار ومجرور متعلق بلا يؤمنون.
(عَنِ الصِّراطِ
لَناكِبُونَ) : جار ومجرور متعلق بخبر «إنّ» اللام لام الابتداء ـ التوكيد
ـ المزحلقة. ناكبون : خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن
التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى : إنّ الكافرين بالآخرة عن هذا الصراط
المذكور وهو قوله ـ إلى صراط مستقيم ـ عادلون أو مائلون.
(وَلَوْ رَحِمْناهُمْ
وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ)
(٧٥)
(وَلَوْ رَحِمْناهُمْ) : الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم. رحم : فعل
ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير
متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به.
(وَكَشَفْنا ما بِهِمْ) : معطوفة بالواو على «رحمنا» وتعرب إعرابها. ما : اسم
موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. الباء حرف جر و «هم» ضمير الغائبين
مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور «بهم» متعلق بفعل محذوف تقديره
: حلّ من قحط والجملة الفعلية «حلّ بهم» صلة الموصول لا محل لها.
(مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما»
التقدير : حال كونه من ضر و «من» حرف جر بياني. اللام واقعة في جواب «لو» لجوا :
فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة بمعنى : لتمادوا. والجملة
الفعلية «للجّوا..» جواب شرط غير جازم لا محل لها. و «الضرّ» هو الضرر
والمراد به هنا : القحط.
(فِي طُغْيانِهِمْ
يَعْمَهُونَ) : جار ومجرور متعلق بلجوا و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي في عدوانهم. يعمهون : الجملة
الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة في «لجّوا» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت
النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى ضالين.
(وَلَقَدْ
أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ)
(٧٦)
(وَلَقَدْ
أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف
تحقيق. أخذ : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد
المطاع و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلم سبحانه مبني على السكون في محل رفع فاعل و
«هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بالعذاب :
جار ومجرور متعلق بأخذناهم.
(فَمَا اسْتَكانُوا
لِرَبِّهِمْ) : الفاء استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. استكانوا :
فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والألف فارقة. لربّ : جار ومجرور متعلق باستكانوا و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : فما ذلّوا لربهم.
(وَما يَتَضَرَّعُونَ) : الواو عاطفة لأن المضارع «ما يتضرعون» حكاية حال
ماضية. ما : نافية لا عمل لها. يتضرعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : وما خضعوا أو تذلّلوا.
(حَتَّى إِذا فَتَحْنا
عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ)
(٧٧)
(حَتَّى إِذا فَتَحْنا) : حرف غاية وابتداء. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان
خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة ـ فتح : فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل
مبني على السكون في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «فتحنا عليهم بابا» في محل جر
بالإضافة لوقوعها بعد الظرف.
(عَلَيْهِمْ باباً) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل
جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بفتحنا. بابا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنونة.
(ذا عَذابٍ شَدِيدٍ) : صفة ـ نعت ـ للموصوف «بابا» منصوب مثله وعلامة نصبه
الألف لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. عذاب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة
جره الكسرة المنونة. شديد : صفة ـ نعت ـ لعذاب مجرور مثله وعلامة جره الكسرة
المنونة.
(إِذا هُمْ فِيهِ
مُبْلِسُونَ) : فجائية ـ حرف فجأة ـ لا عمل له أو يكون بمنزلة الفاء
في جواب الشرط. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع
مبتدأ. مبلسون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين
والحركة في الاسم المفرد بمعنى : متحيرون يائسون ساكنون والجملة الاسمية «هم
مبلسون» جواب شرط غير جازم لا محل لها.
(وَهُوَ الَّذِي
أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ)
(٧٨)
(وَهُوَ الَّذِي) : الواو استئنافية. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في
محل رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر «هو» والجملة
الفعلية بعده صلة الموصول لا محل لها بمعنى : والله هو الذي أوجد لكم..
(أَنْشَأَ لَكُمُ
السَّمْعَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو بمعنى : خلق. لكم : جار ومجرور متعلق بأنشأ والميم
علامة جمع الذكور حرك بالضم لالتقاء الساكنين. السمع : مفعول به منصوب
بالفتحة.
(وَالْأَبْصارَ
وَالْأَفْئِدَةَ) : الاسمان معطوفان بواوي العطف على «السمع» ويعربان
إعرابه بمعنى خلق لكم السمع والأعين والقلوب لتسمعوا بها الحق وتروا نتائجه
وتفهموه. ووحّد «السمع» لأنه مصدر يستوي فيه الواحد والجمع.
(قَلِيلاً ما
تَشْكُرُونَ) : صفة ـ نعت ـ لمصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف يفسره ما
بعده أي تشكرون شكرا قليلا. ما : زائدة للتوكيد بمعنى «حقا» تشكرون : فعل مضارع
مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «قليلا»
النائب عن المصدر سدّ مسدّ مفعول «تشكرون».
(وَهُوَ الَّذِي
ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
(٧٩)
(وَهُوَ الَّذِي
ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ) : معطوف بالواو على «هو الّذي أنشأ» ويعرب مثله. والكاف
ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع
الذكور. في الأرض : جار ومجرور متعلق بذرأكم بمعنى : خلقكم في الأرض بمعنى : والله
هو الذي خلقكم.. إليه تجمعون.
(وَإِلَيْهِ
تُحْشَرُونَ) : الواو استئنافية. إليه : جار ومجرور متعلق بتحشرون. تحشرون
: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير
متصل في محل رفع نائب فاعل.
** (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى
حِينٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة
والخمسين.. المعنى : فدعهم أو فاتركهم في ضلالتهم إلى أن يقتلوا أو يموتوا. والفعل
«ذر» لا يستعمل إلّا في المضارع والأمر.. نحو : هذه الحرب لا تبقي ولا تذر الفعل «تذر»
مضارع يروى أنّ عمر ـ رضي الله عنه ـ سمع رجلا يقرأ هذا القول الكريم وفي غيره من
السور يقرأ «عتّى حين» بدلا من «حتّى حين» وهي لغة هذيل قرأ بها ابن مسعود فقال له
: من أقرأك؟ قال : ابن مسعود. فكتب عمر إليه : إنّ الله أنزل هذا القرآن فجعله
عربيا وأنزله بلغة قريش فأقرئ الناس بلغة قريش ولا تقرئهم بلغة هذيل. والسّلام.
** (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ
وَهُمْ لَها سابِقُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية
والستين. التقدير والمعنى : أولئك الموصوفون بهذه الصفات نسارع لهم في جزاء
الخيرات أو سابقون الناس لأجلها أو ينالونها قبل الآخرة فحذفت الصفة أو البدل «الموصوفون»
المشار إليه لأن ما قبلها دال عليها كما حذف اختصارا أيضا المضاف «جزاء» وحلّ
المضاف إليه «الخيرات» محله.
** (وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثانية
والستين المعنى والتقدير : ولا نكلّف نفسا شيئا إلّا على قدر طاقتها فحذف مفعول «نكلّف»
الثاني وهو «شيئا».
** (وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِ) : المعنى : وعندنا كتاب أعمالهم.. أي اللوح المحفوظ أو
صحيفة أعمال كل شخص يشهد عليهم بالحق وبعد حذف المضاف إليه «أعمالهم» نوّن آخر
المضاف «كتاب» لانقطاعه عن الإضافة.
** (بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة
والستين.. التقدير والمعنى : بل قلوبهم في غفلة عن هذا الكتاب الذي يحصي عليهم
أعمالهم وأصل «الغمرة» هو الماء الكثير.. يقال : غمره البحر غمرا.. من باب «قتل»
بمعنى : علاه. و «الغمرة» هي الزحمة وزنا ومعنى ويقال : دخلت في غمار الناس ـ بضم
الغين وفتحها ـ أي في زحمتهم. و «الغامر» هو الخراب من الأرض.. وقيل : هو ما لم
يزرع وهو يحتمل الزراعة وقيل له : غامر لأن الماء يغمره فهو فاعل بمعنى مفعول.
** (فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ
تَنْكِصُونَ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السادسة
والستين يكون «النكوص على الأعقاب» كناية عن الهرب.. بمعنى : تفرّون. والأعقاب :
جمع «عقب» وهو مؤخر القدم والنكوص هو الرجوع بالظهر إلى الخلف. يقال : نكص على
عقبيه ـ ينكص ـ نكوصا.. من باب «قعد» بمعنى : رجع. قال ابن فارس : والنكوص : هو
الإحجام عن الشيء.
** (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً
تَهْجُرُونَ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة السابعة
والستين. السامر : اسم جمع بمعنى : سامرين.. والهجر : الهذيان والفحش يقال : هجر
المريض في كلامه ـ يهجر هجرا.. من باب «قتل» بمعنى : خلط وهذى. أمّا «سمر ـ يسمر
سمرا» فهو من باب «نصر» والاسم : السمر والمسامرة : وهو الحديث بالليل فهو «سامر»
اسم فاعل.. و «السامر» أيضا السمّار : وهم القوم يسمرون كما يقال للحجّاج : حاجّ. و
«سامرا» في الآية الكريمة منصوب على المصدر بفعل من اشتقاقه.. أي تسمرون سمرا..
وجاء المصدر على وزن «فاعل» وهو مصدر غريب جاء على وزن «فاعل».
** سبب نزول
الآية : كان كفار قريش الذين كانوا يفتخرون بأنهم أهل الحرم وخدامه مستكبرين
بالبيت الحرام على المؤمنين وهم يتسلّون بالأحاديث ليلا متكلمين بساقط القول
والفحش في شأن القرآن والنبيّ. قال سعيد بن جبير : كانت قريش تسمر حول البيت ولا
تطوف به ويفتخرون به أي بالبيت.. فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.
** (وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ
بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الرابعة
والسبعين.. المعنى : إنّ الكافرين بالآخرة هم عادلون أو مائلون عن هذا الصراط
المذكور أي منحرفون عن طريق الرشاد إلى طريق الضلال.. يقال : نكب عن الطريق ـ ينكب
ـ نكوبا.. من باب «قعد» بمعنى : عدل ومال.
** (وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ
فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة السادسة
والسبعين.. المعنى : فما خضعوا أو تذلّلوا وجاء الفعل مضارعا لأنه حكاية حال
ماضية.
** سبب نزول
الآية : قال ابن عباس : جاء أبو سفيان إلى النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : يا محمد أنشدك بالله والرحم وقد أكلنا العلهر : يعني الوبر والدم.
فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة.
** (إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة السابعة
والسبعين ولفظة «مبلسون» جمع «مبلس» وهو اسم فاعل للفعل «أبلس» بمعنى : سكت نحو :
أبلس إبلاسا وبمعنى : آيس.. أيضا ومنه لفظة «إبليس» وهو اسم أعجمي لا ينصرف أي
ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية وقيل : هو عربيّ مشتق من «الإبلاس» وهو اليأس.
وقال الفيّوميّ : لو كان عربيا لانصرف كما ينصرف نظائره نحو «اجفيل» و «إخريط».
(وَهُوَ الَّذِي
يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ)
(٨٠)
(وَهُوَ الَّذِي) : الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل
رفع مبتدأ. الذي : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع خبر «هو».
(يُحْيِي وَيُمِيتُ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع
مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
ويميت : معطوفة بالواو على جملة «يحيي» وتعرب إعرابها.. وعلامة رفع الفعل الضمة
الظاهرة في آخره.
(وَلَهُ اخْتِلافُ) : الواو عاطفة. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر
مقدم. اختلاف : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
(اللَّيْلِ
وَالنَّهارِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة والنهار
معطوف بالواو على «الليل» ويعرب إعرابه.
(أَفَلا تَعْقِلُونَ) : الألف ألف توبيخ بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ لا : نافية لا عمل لها. تعقلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(بَلْ قالُوا مِثْلَ
ما قالَ الْأَوَّلُونَ)
(٨١)
(بَلْ قالُوا) : حرف اضراب للاستئناف. قالوا : فعل ماض مبني على الضم
لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة.. أي تفرق بين الألف التي تكتب بعد واو الجماعة عن الواو الأصلية
للفعل. بمعنى سميت فارقة أي الألف التي ترسم بعد واو الجماعة لتفرقها عن الواو
التي هي حرف من أصل الفعل كالواوين في «الرجل يتلو الكتاب.. الرجال لم يتلوا
الكتاب».
(مِثْلَ ما) : مفعول به منصوب بقالوا وعلامة نصبه الفتحة. أو يكون
صفة ـ نعتا ـ لمصدر موصوف يفسره السياق بتقدير : قالوا قولا مثل وهو مضاف. ما :
اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(قالَ الْأَوَّلُونَ) : فعل ماض مبني على الفتح. الأولون : فاعل مرفوع بالواو
لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد والجملة
الفعلية «قال الأولون» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا
واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : مثل ما قاله الأولون أو تكون «ما»
مصدرية فتكون «ما» وما بعدها : بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة التقدير والمعنى :
مثل قول الأولين أي مثل ما قال آباؤهم من قبل لمن سبقك من الرسل.
(قالُوا أَإِذا مِتْنا
وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ)
(٨٢)
(قالُوا) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(أَإِذا مِتْنا) : الهمزة همزة استفهام بمعنى التعجيب. والجملة في محل
نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب
بجوابه ـ أداة شرط غير جازمة ـ متنا : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها
بعد الظرف وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل
مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(وَكُنَّا تُراباً) : الواو عاطفة. كنا : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان»
بمعنى : وصرنا. ترابا : خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة.
(وَعِظاماً أَإِنَّا
لَمَبْعُوثُونَ) : معطوف بالواو على «ترابا» ويعرب إعرابه والجملة بعده
بدل من جملة «أإذا متنا» الهمزة همزة تعجيب بلفظ استفهام. إنّ : حرف نصب وتوكيد
مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ المدغم بنون «إنّ» مبني على
السكون في محل نصب اسم «إنّ» اللام لام التوكيد المزحلقة ـ مبعوثون : خبر «إنّ»
مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.
(لَقَدْ وُعِدْنا
نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ)
(٨٣)
(لَقَدْ وُعِدْنا) : اللام لام الابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. وعد :
فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل
مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل أي من قبل المرسلين.
(نَحْنُ وَآباؤُنا) : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على الضم في محل رفع توكيد للضمير «نا»
الواو حرف عطف. آباء : معطوف على الضمير «نا» مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير
المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(هذا مِنْ قَبْلُ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به لوعد.
من : حرف جر. قبل : اسم مجرور مبني على الضم في محل جر بمن وبني على الضم لانقطاعه
عن الإضافة والجار والمجرور متعلق بوعد.
(إِنْ هذا إِلَّا) : مخففة مهملة بمعنى «ما» النافية. هذا : اسم إشارة
مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. إلّا : أداة حصر لا عمل لها.
(أَساطِيرُ
الْأَوَّلِينَ) : خبر «هذا» مرفوع بالضمة وهو مضاف. الأولين : مضاف
إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين
المفرد وحركته بمعنى أوهام الأقدمين وخرافاتهم.
(قُلْ لِمَنِ
الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
(٨٤)
(قُلْ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت. أصله : قول. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين بمعنى : فاسألهم
يا محمد. والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(لِمَنِ الْأَرْضُ) : اللام حرف جر من : اسم استفهام مبني على السكون حرّك
بالكسر لالتقاء الساكنين في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع خبر مقدم.
الأرض : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة بمعنى لمن هذه الأرض؟
(وَمَنْ فِيها) : الواو عاطفة. من : اسم موصول مبني على السكون في محل
رفع لأنه معطوف على «الأرض» فيها : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر أو
هو مستقر فيها أو كائن فيها من البشر وبقية الكائنات والجملة الفعلية «استقر فيها»
صلة الموصول لا محل لها.
(إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ) : حرف شرط جازم. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن. التاء ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعلمون
: الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وجواب الشرط محذوف تقديره : إن
كنتم تعلمون فأجيبوني أو فأخبروني عما استعلمتم فيه إن كان عندكم علم. وفي الكلام
استخفاف بالمكذّبين.
(سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)
(٨٥)
(سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ) : السين حرف تسويف ـ استقبال ـ يقولون : فعل مضارع
مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل
والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لله : جار ومجرور
للتعظيم في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف تقديره : هي لله. قل : فعل أمر مبني على
السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وحذفت الواو ـ أصله : قول ـ تخفيفا
ولالتقاء الساكنين والجملة بعده في محل نصب مفعول به مقول القول ـ.
(أَفَلا تَذَكَّرُونَ) : الألف ألف توبيخ بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ لا : نافية لا عمل لها. تذكرون : تعرب إعراب «يقولون» وأصلها : تتذكرون. حذفت
إحدى التاءين تخفيفا بمعنى : أفلا تعتبرون فتعلموا أن من فطر الأرض ومن فيها كان
قادرا على إعادة الخلق؟
(قُلْ مَنْ رَبُّ
السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
(٨٦)
(قُلْ مَنْ رَبُ) : أعربت. من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع
مبتدأ. ربّ : خبر «من» مرفوع بالضمة والجملة الاسمية «من رب السموات..» في محل نصب
مفعول به ـ مقول القول ـ.
(السَّماواتِ
السَّبْعِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. السبع :
صفة ـ نعت ـ للسماوات وتعرب مثلها.
(وَرَبُّ الْعَرْشِ
الْعَظِيمِ) : معطوف بالواو على «ربّ السموات السبع» ويعرب إعرابه
بمعنى وربّ الملك العظيم.
(سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ)
(٨٧)
هذه الآية
الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الخامسة والثمانين. وجاء الجواب «لله» باللام
على المعنى.. لأن القول «من رب» و «لمن» هو في معنى واحد وبغير اللام على اللفظ
بمعنى الله.
(قُلْ مَنْ بِيَدِهِ
مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ)
(٨٨)
(قُلْ مَنْ بِيَدِهِ
مَلَكُوتُ) : أعربتا. بيده : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر
مقدم والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. ملكوت : مبتدأ مؤخر
مرفوع بالضمة والجملة الاسمية «بيده ملكوت..» في محل رفع خبر «من» والجملة الاسمية
«من بيده ملكوت..» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(كُلِّ شَيْءٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو
مضاف. شيء : مضاف إليه ثان مجرور بالكسرة المنونة.
(وَهُوَ يُجِيرُ) : الواو عاطفة. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل
رفع مبتدأ. يجير : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هو» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.
(وَلا يُجارُ عَلَيْهِ) : الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. يجار : فعل
مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة عليه : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل بمعنى
وهو يغيث من يشاء ممّن يشاء ولا يغيث أحد منه أحدا.
(إِنْ كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ) : أعربت في الآية الكريمة الرابعة والثمانين.
(سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ)
(٨٩)
(سَيَقُولُونَ لِلَّهِ
قُلْ) : أعرب في الآية الكريمة الخامسة والثمانين أي سيقولون
الملك لله والتصرّف له.
(فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) : الفاء استئنافية. أنّى : اسم استفهام مبني على السكون
بمعنى «كيف» في محل نصب حال من ضمير «يقولون». تسحرون : فعل مضارع مبني للمجهول
مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل
بمعنى فكيف تخدعون عن توحيد الله وطاعته والخادع لهم بسحره هو الشيطان.
(بَلْ أَتَيْناهُمْ
بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ)
(٩٠)
(بَلْ أَتَيْناهُمْ
بِالْحَقِ) : حرف اضراب للاستئناف. أتي : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون
في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب
مفعول به. بالحق : جار ومجرور متعلق بأتينا أي بالقول الحق.
(وَإِنَّهُمْ
لَكاذِبُونَ) : الواو استئنافية. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و
«هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» اللام لام الابتداء ـ المزحلقة
ـ للتوكيد. كاذبون : خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من
تنوين المفرد وحركته.
(مَا اتَّخَذَ اللهُ
مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ
وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ)
(٩١)
(مَا اتَّخَذَ اللهُ) : نافية لا عمل لها. اتخذ : فعل ماض مبني على الفتح.
الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.
(مِنْ وَلَدٍ) : حرف جر زائد لتوكيد النفي. ولد : اسم مجرور لفظا بمن
منصوب محلا لأنه مفعول به لاتخذ.
(وَما كانَ مَعَهُ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض
ناقص مبني على الفتح. معه : ظرف مكان مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية
المكانية وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة وشبه الجملة
«معه» في محل نصب متعلق بخبر «كان» المقدم.
(مِنْ إِلهٍ) : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. إله : اسم مجرور لفظا
مرفوع محلا على أنه اسم «كان» المؤخر.
(إِذاً لَذَهَبَ) : حرف جواب لا محل له. اللام واقعة في جواب شرط محذوف
تقديره : ولو كان معه آلهة غيره لذهب... وقد حذف الشرط لتقدم معناه أو لدلالة قوله
«وما كان معه من إله» عليه. ذهب : فعل ماض مبني على الفتح وجملة «لذهب كل إله»
جواب شرط غير جازم لا محل لها.
(كُلُّ إِلهٍ) : فاعل مرفوع بالضمة. إله : مضاف إليه مجرور بالإضافة
وعلامة جره الكسرة المنونة.
(بِما خَلَقَ) : الباء حرف جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في
محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بذهب بمعنى : لو كان معه آلهة أو إله لاختلفا
أو لاختلفوا وذهب كل واحد منهما أو منهم بما خلق. خلق : فعل ماض مبني على الفتح
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «خلق» صلة الموصول لا
محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به.
التقدير : بما
خلقه. أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر
بالباء التقدير : بخلقه.
(وَلَعَلا بَعْضُهُمْ
عَلى بَعْضٍ) : الجملة معطوفة بالواو على جملة «لذهب كل إله» وتعرب
إعرابها. وعلامة بناء الفعل «علا» الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى لتكبر.
على بعض : جار ومجرور متعلق بعلا.
(سُبْحانَ اللهِ) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف تقديره : أسبح
وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم وعلامة الجر الكسرة بمعنى :
فأنزّه الله تنزيها.
(عَمَّا يَصِفُونَ) : مركبة من «عن» حرف جر و «ما» مصدرية. يصفون : الجملة
الفعلية صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في
محل جر بعن بتقدير : عن وصفهم والجار والمجرور متعلق بسبحان ويجوز أن تكون «ما»
اسما موصولا مبنيا على السكون في محل جر بعن التقدير عن الذي يصفونه فتكون جملة «يصفون»
صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا
على أنه مفعول به. التقدير : عما يصفونه به من الولد والشريك.
(عالِمِ الْغَيْبِ
وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)
(٩٢)
(عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) : صفة ـ نعت ـ للفظ الجلالة مجرور وعلامة جره الكسرة.
الغيب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. والشهادة : معطوفة بالواو
على «الغيب» وتعرب مثله.
(فَتَعالى) : الفاء استئنافية. تعالى : فعل ماض مبني على الفتح
المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي فتعالى الله
بمعنى : فتعاظم الله..
(عَمَّا يُشْرِكُونَ) : يعرب إعراب «عمّا يصفون» في الآية الكريمة السابقة
بمعنى عمّا يشركونه معه من الآلهة.
(قُلْ رَبِّ إِمَّا
تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ)
(٩٣)
(قُلْ رَبِ) : أعرب. ربّ : منادى بحرف نداء محذوف بتقدير : يا رب
منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها حركة الياء
المناسبة وهو مضاف والياء المحذوفة خطا واختصارا اكتفاء بالكسرة على ما قبلها ضمير
متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(إِمَّا تُرِيَنِّي) : مكونة من «إن» حرف شرط جازم و «ما» زائدة للتوكيد.
ترينّي : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وهو فعل الشرط في
محل جزم بإن. الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. والنون نون التوكيد الثقيلة
لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول
به وجواب الشرط في الآية الكريمة التالية.
(ما يُوعَدُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان.
يوعدون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع
بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى
الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : ما يوعدونه
أو ما يوعدون به من العذاب في الدنيا والآخرة.
(رَبِّ فَلا
تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
(٩٤)
(رَبِّ فَلا
تَجْعَلْنِي) : أعرب وقوله «ربّ» مرتين قبل جواب الشرط وقبل الشرط
حثّ على فضل تضرع. الفاء واقعة في جواب الشرط. اللام لام التضرع بصيغة نهي. تجعلني
: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره
: أنت. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على
السكون في محل
نصب مفعول به أول والجملة الفعلية «فلا تجعلني في القوم الظالمين» جواب شرط
جازم مسبوق بلا الناهية المقترنة بالفاء في محل جزم بإن. الواردة في الآية الكريمة
السابقة.
(فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) : جار ومجرور متعلق بمفعول «تجعل» الثاني لأن الفعل
متعد إلى مفعولين.. التقدير والمعنى : هالكا مع القوم أو فلا تجعلني قريبا لهم فيه
ولا تعذبني بعذابهم. الظالمين : صفة ـ نعت ـ للقوم مجرور مثله وعلامة جره الياء
لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.
(وَإِنَّا عَلى أَنْ
نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ)
(٩٥)
(وَإِنَّا عَلى) : الواو استئنافية. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و
«نا» المدغمة بنون «إنّ» ضمير متصل ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع مبني
على السكون في محل نصب اسم «إنّ». على : حرف جر.
(أَنْ نُرِيَكَ ما) : حرف مصدري ناصب. نريك : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة
نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والكاف ضمير متصل ـ ضمير
المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول. ما : اسم موصول مبني على
السكون في محل نصب مفعول به ثان. والجملة الفعلية «نريك ما..» صلة حرف مصدري لا
محل لها و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعلى والجار والمجرور
متعلق بخبر «إنّ» بمعنى : نريك عذابهم.
(نَعِدُهُمْ
لَقادِرُونَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع
مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. اللام واقعة في خبر «إنّ» وهي
لام الابتداء ـ المزحلقة ـ للتوكيد. قادرون : خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع
مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.
(ادْفَعْ بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ)
(٩٦)
(ادْفَعْ بِالَّتِي) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه
وجوبا تقديره : أنت. الباء حرف جر. التي : اسم موصول مبني على السكون في محل جر
بالباء والجار والمجرور متعلق بادفع.
(هِيَ أَحْسَنُ
السَّيِّئَةَ) : الجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها. هي : ضمير
منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ و «أحسن» خبر «هي» مرفوع بالضمة ولم ينون
آخره لأنه ممنوع من الصرف صيغة تفضيل.. أو على وزن أفعل التفضيل ومن وزن الفعل.
السيئة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(نَحْنُ أَعْلَمُ) : يعرب إعراب «هي أحسن» والجملة الاسمية استئنافية لا
محل لها والضمير «نحن» ضمير منفصل مبني على الضم ضمير التفخيم المسند إلى الواحد
المطاع مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.
(بِما يَصِفُونَ) : يعرب إعراب «عما يصفون» الوارد في الآية الكريمة
الحادية والتسعين بمعنى : اعلم بما يصفونك من الصفات الذميمة أو بما يذكرونه من
أحوالك بخلاف صفتها أو بوصفهم لك.
(وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ
بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ)
(٩٧)
(وَقُلْ رَبِ) : أعرب في الآية الكريمة الثالثة والتسعين. والجملة
الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ
(أَعُوذُ بِكَ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره أنا. بك : الباء حرف جر زائد وهو باء الصفة والاتصال واللصوق وموضعها النصب
لأنها قد حلت محل مفعول والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ للتعظيم مبني على الفتح
في محل جر بالباء بمعنى : اعتصم وامتنع بك وألجأ إليك. والجار والمجرور «بك» متعلق
بأعوذ.
(مِنْ هَمَزاتِ
الشَّياطِينِ) : جار ومجرور متعلق بأعوذ وحرف الجر هنا لمبتدإ الغاية.
الشياطين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : من وساوس
الشياطين.
(وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ
أَنْ يَحْضُرُونِ)
(٩٨)
هذه الآية
الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة لأنها معطوفة عليها. أن : حرف مصدري
ناصب والجملة الفعلية «يحضرون» صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل مضارع منصوب بأن
وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. النون نون الوقاية لا محل لها وياء
المتكلم المحذوفة خطا واختصارا ومراعاة لرءوس الآي ـ فواصل الآيات ـ ضمير متصل
مبني على السكون في محل نصب مفعول به وبقيت الكسرة دالة على الياء المحذوفة.
والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل
جر بحرف جر محذوف بتقدير «من» أي من حضورهم في أموري والجار والمجرور متعلق بأعوذ
أو بمعنى : من حومة أو حومان الشياطين حولي.. أي يحومون حولي أو يصيبوني بسوء.
(حَتَّى إِذا جاءَ
أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ)
(٩٩)
(حَتَّى إِذا جاءَ) : حرف غاية وابتداء متعلق بيصفون الوارد في الآية
الكريمة السادسة والتسعين.. وقد فصلت عنها بآيتين كريمتين على وجه الاعتراض
والتأكيد بمعنى : لا يزالون على سوء الذكر إلى هذا الوقت. إذا : ظرف لما يستقبل من
الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة ـ جاء :
فعل ماض مبني على الفتح والجملة الفعلية «جاء أحدهم الموت» في محل جر بالإضافة
لوقوعها بعد الظرف «إذا».
(أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ) : مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير
متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة وحرك بالضم للوصل ـ التقاء
الساكنين. الموت : فاعل مرفوع بالضمة.
(قالَ رَبِّ
ارْجِعُونِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره هو والجملة الفعلية «قال» وما بعدها : جواب شرط غير جازم لا محل لها. ربّ :
سبق إعرابه. ارجعون : فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على حذف النون لأن مضارعه من
الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل لها
والياء المحذوفة خطا واختصارا ومراعاة لرءوس الآي ـ فواصل الآيات ـ ضمير متصل ضمير
المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به وبقيت الكسرة دالة على الياء
المحذوفة. والجملة الفعلية «ارجعون» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ بمعنى :
ربّ ارجعني إلى الدنيا وفي هذا الدعاء رغبة في العودة إلى الدنيا للتكفير عن
الذنوب والعمل عملا صالحا.
** (وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثمانين
التقدير والمعنى : والله هو الذي يحيي الأموات ويميت الأحياء أو يحيى قرنا ويميت
قرنا فحذف مفعولا الفعلين المتعديين إلى المفعول والمفعولان المحذوفان اختصارا هما
«الأموات.. الأحياء».
** (أَفَلا تَعْقِلُونَ) : المعنى : أفلا تفهمون وتتدبرون هذه الحكمة أي حكمة
هذا التقدير أي أفلا تدركون صنع الله وتتفكرون في قدرته فحذف مفعول «تعقلون»
اختصارا وهو «هذه الحكمة..».
** (إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ
الْأَوَّلِينَ) : هذا القول الكريم ورد في آخر الآية الكريمة الثالثة
والثمانين.. المعنى ما هذا إلّا أوهام وخرافات وأكاذيب الأقدمين. و «الأساطير» جمع
«أسطورة» أو بمعنى : الأباطيل.. يقال : سطر ـ يسطر ـ سطرا.. من باب «نصر» أي كتب
ويقال : سطرت الكتاب : بمعنى : كتبته.. و «السطر» الصفّ من الشجرة وغيرها تلفظ
بسكون الطاء وبفتحها لغة بني عجل ـ كما يقول الفيّوميّ ـ ويجمع على ـ أسطار وتسكين
الطاء هو لغة الجمهور ويجمع على «أسطر» و «سطور» والأساطير : هي الأباطيل ومفرده :
إسطارة وأسطورة.. ويقال : سطّر فلان ـ بتشديد الطاء ـ بمعنى : جاء بالأساطير. وقيل
: جمع «السطر» هو أسطر ـ جمع قلة ـ وسطور ـ جمع كثرة ـ وجمع الجمع هو : أساطير..
ووردت هذه اللفظة في القرآن الكريم مضافة إلى «الأولين» أي أنّها أحاديث لا أصل
لها وإنّما هي أحاديث ممّا سطّره الأولون من أعاجيب أحاديثهم. وهذا القول أي
الأساطير ـ أساطير الأولين ـ كان يذكره الكفار والمشركون والمتشككون ويعنون
بالأولين : الأقدمين وفي بداية الآية الكريمة المذكورة آنفا (لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا
مِنْ قَبْلُ) أي وعدنا هذا البعث من قبلنا أي من قبل وعد محمد به..
فحذفت الصفة أو البدل المشار إليهما بعد «هذا» اختصارا وهو «البعث» كما حذف
اختصارا أيضا المضاف إليه «نا.. ضمير المتكلمين..» أو «وعد محمّد» فبني آخر المضاف
«قبل» على الضم بعد انقطاعه عن الإضافة.
** (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ
وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة السادسة
والثمانين.. و «العرش» هو سرير الملك.. وقيل : هو خلق عظيم خلقه الله وأحاط به
الكون واللفظة هنا كناية عن الملك.
** (سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا
تَتَّقُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة
والثمانين.. التقدير والمعنى : سيقولون حتما السموات كلّها لله قل لهم يا محمّد أفلا
تخافون عقابه سبحانه فلا تشركوا به وتعصوا رسله أو أفلا تحذرون عقاب الله فحذف
مفعول «تتقون» اختصارا وهو «عذابه».
** (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ
شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثامنة
والثمانين.. المعنى : وهو يغيث من يشاء ممّن يشاء فحذف مفعول «يجير» اختصارا وهو «من»
أو بمعنى : وهو يغيث غيره إذا شاء. و «الملكوت» هو الملك المطلق أو التصرف المطلق..
وهو «فعلوت» من «الملك» كالراهبين في «الرهبة» يقال : ملك ـ يملك ـ ملكا ـ بفتح
الميم.. من باب «ضرب» و «الملك» بكسر الميم اسم منه.
** (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
السَّيِّئَةَ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة السادسة
والتسعين المعنى والتقدير : ادفع سيئتهم بالخصلة المفضلة الحسنة التي هي أحسن
الخصل وهي الصفح والعفو فحذف المضاف إليه «الخصل» اكتفاء بذكر المضاف «أحسن» كما
حذف اختصارا أيضا الموصوف «الخصلة» وأقيم أو اكتفي بالمضاف وهو الاسم الموصول «التي»
وقيل : إنّ الحسنة والسيّئة متفاوتتان في أنفسهما فخذ بالحسنة التي هي أحسن من
أختها إذا اعترضتك حسنتان فادفع بها السّيئة التي ترد عليك من بعض أعدائك وإذا
أساء رجل إليك إساءة فالحسنة أن تعفو عنه. والتي هي أحسن أن تحسن إليه مكان إساءته
إليك.. هذا ما أمرنا به الله تعالى في الآية الكريمة المذكور آنفا وفي غيرها من
آيات الله البيّنات.
** (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ
هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة
والتسعين المعنى : وقل اعتصم وامتنع بك وألجأ إليك من وساوس الشياطين أي من
نخساتهم أي طعناتهم يقال : همزه ـ يهمزه ـ همزا.. من باب «ضرب» بمعنى : نخسه : أي
طعنه واغتابه وتحامل عليه.
** (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ
قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة
والتسعين.. وفيه خاطب المحتضر ـ بفتح الضاد ـ أي الذي حضرته الوفاة خاطب الله
سبحانه بلفظ الجمع للتعظيم والتفخيم أو يكون بتقدير : يا ملائكة ربي ارجعون فحذف
المنادى «الملائكة» وهو مضاف وحلّ المضاف إليه «ربّي» محلّه. وقيل : جمع ضمير «ارجعوني»
ولم يقل : ارجعني.. إشارة لتكرار هذه الكلمة من شدة الفزع.. وفي خطاب الجمع أوجه..
أجودها على سبيل التعظيم وكما في الآية المذكورة أو بمعنى : نادى ربّه ثم خاطب
الملائكة بقوله : ارجعوني أي على حذف المضاف ثم التفت إليه في عود الضمير والمعنى
رغبته في الرجوع إلى الدنيا لعلّه يعمل صالحا فيثاب عليه ويصلح ما أهمل في أمور
دينه والتكفير عن ذنوبه. وقيل : يجوز أن يكون الجمع على تكرر الفعل كأنّه قال :
ارجعوني.. ارجعوني.. ارجعوني.. «قاله أبو البقاء» وكما أنشدوا : قفا نبك ممن ذكرى
حبيب ومنزل «من معلقة إمرئ القيس».
(لَعَلِّي أَعْمَلُ
صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ
بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
(١٠٠)
(لَعَلِّي أَعْمَلُ) : حرف مشبه بالفعل يفيد الترجي من أخوات «انّ» مبني على
الفتح كسر آخره لاتصاله بالياء والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون
في محل نصب اسم «لعلّ». أعمل : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعلّ» وهي فعل
مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا.
(صالِحاً فِيما
تَرَكْتُ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. في : حرف
جر و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي والجار والمجرور متعلق بأعمل.
تركت : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في
محل رفع فاعل. والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول
به. التقدير : فيما تركته بمعنى : بما تركته من الايمان أو في الايمان الذي تركته.
(كَلَّا إِنَّها
كَلِمَةٌ) : حرف ردع وزجر وفيه معنى الإنكار والاستبعاد عن الطلب
أي لا رجوع. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون
في محل نصب اسم «إنّ». كلمة : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة المنونة. والمراد بالكلمة :
الطائفة من الكلام المنتظم بعضها مع بعضها وهي قوله ـ لعلّي أعمل صالحا فيما تركت.
أو إنّ قوله «ربّ ارجعون» لا فائدة منه ولو ردّ لعاد لما نهي عنه.
(هُوَ قائِلُها) : الجملة الاسمية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لكلمة. هو : ضمير
منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. قائل : خبر «هو» مرفوع
بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة وقد أضيف اسم الفاعل «قائل»
إلى معموله «ها» بمعنى : هو قائلها
وحده لا يجاب إليها ولا تسمع منه.. أي أن قوله هذا كلمة لا تتحقق أي قوله «ارجعون»
لا فائدة فيه ولو ردّ لعاد لما نهي عنه.
(وَمِنْ وَرائِهِمْ
بَرْزَخٌ) : الواو استئنافية. من وراء : جار ومجرور في محل رفع
متعلق بخبر مقدم و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. برزخ :
مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة.. بمعنى : وأمامهم حائل بينهم وبين الرجعة أي
حجاب يحول دون ذلك.
(إِلى يَوْمِ
يُبْعَثُونَ) : جار ومجرور متعلق بمحذوف يفسره الحرف «كلّا» بمعنى :
لا رجوع إلى يوم.. وهو مضاف. والمقصود إضافة «يوم» وهو ظرف زمان إلى مصدر «يبعثون»
أي البعث والجملة الفعلية «يبعثون» في محل جر بالإضافة وهي فعل مضارع مبني للمجهول
مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.
(فَإِذا نُفِخَ فِي
الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ)
(١٠١)
(فَإِذا نُفِخَ فِي
الصُّورِ) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان
خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة ـ نفخ : فعل ماض
مبني للمجهول مبني على الفتح. في الصور : جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل والجملة
الفعلية «نفخ في الصور» في محل جر بالإضافة.
(فَلا أَنْسابَ
بَيْنَهُمْ) : الجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها. الفاء واقعة في
جواب الشرط. لا : نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». أنساب : اسم «لا» مبني على الفتح في
محل نصب وخبرها محذوف وجوبا. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة
متعلق بخبر «لا» وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في
محل جر بالإضافة بمعنى فلا تفيدهم أنسابهم.
(يَوْمَئِذٍ وَلا
يَتَساءَلُونَ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة وهو
مضاف. إذ : اسم مبني على السكون في محل جر بالإضافة
حرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين : سكونه وسكون التنوين.. وقد نوّنت
كلمة «إذ» لمزيّتها حيث إنّ الأسماء لا تضاف إلى الحروف. الواو عاطفة. لا : نافية لا
عمل لها. يتساءلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية معطوفة على جملة «يتفاخرون» الدال
عليها معنى : فلا أنساب لأن المعنى فلا أنساب يوم القيامة أي لا تنفعهم أنسابهم
التي سبق أن تفاخروا بها وهم أحياء أي فلا يتفاخرون ولا يسأل بعضهم بعضا لانشغالهم
بهول ذلك اليوم.
(فَمَنْ ثَقُلَتْ
مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
(١٠٢)
(فَمَنْ ثَقُلَتْ
مَوازِينُهُ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من». ثقلت : فعل ماض
مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها.
موازينه : فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في
محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية «ثقلت موازينه» صلة الموصول «من» لا محل لها.
(فَأُولئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل
جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع
مبتدأ والكاف حرف خطاب. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل
رفع مبتدأ ثان حرك آخره بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ والجملة الاسمية «هم
المفلحون» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «أولئك» المفلحون : خبر «هم» مرفوع بالواو
لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد بمعنى الفائزون
وإعراب «هم» ضمير فصل أو عمادا لا محل له و «المفلحون» خبر «أولئك» ضعيف خشية
اللبس لضرورة إعراب «المفلحون» بدلا من «أولئك» لأنه اسم معرّف بالف ولام أعقب اسم
الإشارة.
(وَمَنْ خَفَّتْ
مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ)
(١٠٣)
(وَمَنْ خَفَّتْ
مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. الذين : اسم موصول
مبني على الفتح في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم. والجملة الاسمية «هم
الذين» في محل رفع خبر «أولئك».
(خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض
مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف
فارقة بمعنى : أضاعوا. أنفس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل
ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(فِي جَهَنَّمَ
خالِدُونَ) : حرف جر. جهنم : اسم مجرور بمن وعلامة جره الفتحة بدلا
من الكسرة المنونة لأنه اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. والجار والمجرور «في
جهنم» في محل رفع خبر مقدم و «خالدون» مبتدأ مؤخر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم
والنون عوض من تنوين المفرد وحركته. والجملة الاسمية «في جهنم خالدين» لا محل لها
لأنها بدل من صلة الموصول «خسروا أنفسهم» ويجوز أن تكون في محل رفع خبرا ثانيا
للمبتدإ الأول «أولئك» أو في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم في جهنم خالدون.
(تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ
النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ)
(١٠٤)
(تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ
النَّارُ) : الجملة الفعلية لا محل لها لأنها داخلة في صلة
الموصول لكونها بدلا من الجملة الفعلية «خسروا أنفسهم» أو تكون في محل نصب حالا من
ضمير «خالدون» تلفح : فعل مضارع مرفوع بالضمة. وجوه : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة وقد قدّم على الفاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون
في محل جر بالإضافة وحرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ أو يكون على الأصل.
النار : فاعل مرفوع بالضمة. بمعنى : تحرق وجوههم النار.
(وَهُمْ فِيها
كالِحُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم :
ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع
مبتدأ. فيها : جار ومجرور متعلق بخبر «هم» كالحون : خبر «هم» مرفوع بالواو
لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى متقلصة شفاههم عن
أسنانهم.
(أَلَمْ تَكُنْ آياتِي
تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ)
(١٠٥)
(أَلَمْ تَكُنْ آياتِي) : الجملة الفعلية في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف
تقديره : فيقال لهم : ألم تكن.. الألف ألف توبيخ بلفظ استفهام. لم : حرف نفي وجزم
وقلب. تكن : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو ـ أصله :
تكون ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين. آياتي : اسم «تكن» مرفوع بالضمة المقدرة على ما
قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد
المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(تُتْلى عَلَيْكُمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «تكن» بمعنى تقرأ
عليكم. تتلى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف
المقصورة ـ للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. عليكم : جار
ومجرور متعلق بتتلى. والميم علامة جمع الذكور.
(فَكُنْتُمْ بِها
تُكَذِّبُونَ) : الفاء عاطفة. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم
في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. بها : جار ومجرور متعلق بتكذبون.
تكذبون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون
لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
(قالُوا رَبَّنا
غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ)
(١٠٦)
(قالُوا رَبَّنا) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. رب : منادى بأداة نداء
محذوفة. التقدير : يا ربنا منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «نا» ضمير
متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
(غَلَبَتْ عَلَيْنا
شِقْوَتُنا) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي
فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. على : حرف جر و «نا»
ضمير المتكلمين المتصل مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق
بغلبت. شقوة : فاعل مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على
السكون في محل جر بالإضافة.
(وَكُنَّا قَوْماً
ضالِّينَ) : الواو عاطفة. كان : فعل ماض ناقص مبني على السكون
لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان»
قوما : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ضالين : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوما»
منصوب مثله وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة
في الاسم المفرد.
(رَبَّنا أَخْرِجْنا
مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ)
(١٠٧)
(رَبَّنا أَخْرِجْنا
مِنْها) : أعرب. أخرج : فعل تضرع ودعاء بلفظ أو بصيغة طلب مبني
على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و
«نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. منها :
جار ومجرور متعلق بأخرجنا أي من النار.
(فَإِنْ عُدْنا) : الفاء استئنافية. إن : حرف شرط جازم. عدنا : فعل ماض
مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين فعل الشرط في محل جزم بإن و «نا» ضمير
متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
(فَإِنَّا ظالِمُونَ) : الجملة المؤولة من «إنّ» مع اسمها وخبرها جواب شرط
جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط.
إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغم بنون «إنّ» ضمير متصل ـ ضمير
المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». ظالمون : خبر «إنّ» مرفوع
بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.
(قالَ اخْسَؤُا فِيها
وَلا تُكَلِّمُونِ)
(١٠٨)
(قالَ اخْسَؤُا) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو أي الله. اخسئوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال
الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «اخسئوا
فيها» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.
(فِيها وَلا
تُكَلِّمُونِ) : جار ومجرور متعلق باخسئوا. الواو عاطفة. لا : ناهية
جازمة. تكلمون : فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال
الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل له والياء
المحذوفة ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
والياء المحذوفة حذفت خطا واختصارا. ولأنها رأس آية ـ مراعاة فواصل الآيات ـ وبقيت
الكسرة دالة عليها بمعنى ولا تكلموني في رفع العذاب فإنه لا يرفع ولا يخفف.
(إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ
مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ
خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)
(١٠٩)
(إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير الشأن مبني
على الضم في محل نصب اسم «إنّ» وخبرها الجملة الفعلية بعدها في محل رفع. كان : فعل
ماض ناقص مبني على الفتح. فريق : اسم «كان» مرفوع بالضمة المنونة.
(مِنْ عِبادِي) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «فريق» و «من» حرف
جر بياني. والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة.
(يَقُولُونَ رَبَّنا) : الجملة الفعلية وما بعدها في محل نصب خبر «كان» وهي
فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع
فاعل. رب : منادى بأداة نداء محذوفة. التقدير : يا ربنا منصوب وعلامة نصبه الفتحة
وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. والجملة الفعلية بعده «آمنّا» في محل نصب مفعول به ـ القول القول ـ.
(آمَنَّا فَاغْفِرْ) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الفاء استئنافية تفيد هنا التسبيب.
اغفر : فعل تضرع ودعاء بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا
تقديره : أنت.
(لَنا وَارْحَمْنا) : اللام حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون
في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق باغفر. وارحم : الجملة الفعلية معطوفة
بالواو على جملة «اغفر لنا» وتعرب إعرابها و «نا» ضمير متصل ضمير المتكلمين مبني
على السكون في محل نصب مفعول به.
(وَأَنْتَ خَيْرُ
الرَّاحِمِينَ) : الواو استئنافية. أنت : ضمير منفصل مبني على الفتح في
محل رفع مبتدأ. خير : خبر «أنت» مرفوع بالضمة وهو مضاف. الراحمين : مضاف إليه
مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين
والحركة في الاسم المفرد.
(فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ
سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ)
(١١٠)
(فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ
سِخْرِيًّا) : الفاء سببية. اتخذتم : فعل ماض مبني على السكون
لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم
في محل رفع فاعل. الميم علامة جمع الذكور والواو لاشباع الميم و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. سخريا : مفعول به ثان منصوب
باتخذ المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : هزؤا أو مهزوا بهم.
(حَتَّى أَنْسَوْكُمْ) : حرف غاية وعطف. أنسوكم : فعل ماض مبني على الفتح
المقدر للتعذر أي الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة وبقيت
الفتحة دالة على الألف المحذوفة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الكاف ضمير
متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع
الذكور.
(ذِكْرِي وَكُنْتُمْ) : مفعول به منصوب بأنسى المتعدي إلى مفعولين وعلامة
نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء
المناسبة. والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر
بالإضافة. الواو عاطفة. كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع
المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان»
والميم علامة جمع الذكور.
(مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل
جر بمن والجار والمجرور «منهم» متعلق بتضحكون. تضحكون : الجملة الفعلية في محل نصب
خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير
متصل في محل رفع فاعل.
(إِنِّي جَزَيْتُهُمُ
الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ)
(١١١)
(إِنِّي جَزَيْتُهُمُ
الْيَوْمَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير
الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» جزيت : الجملة الفعلية في
محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء
ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني
على السكون في محل نصب مفعول به وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين و «اليوم»
مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة متعلق بجزيت.
(بِما صَبَرُوا) : الباء حرف جر. ما : مصدرية. صبروا : الجملة الفعلية
صلة حرف مصدري لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو
الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة و «ما» وما بعدها
بتأويل مصدر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بجزيت. التقدير والمعنى :
بسبب صبرهم أي على صبرهم على أذاكم أو بدل ما احتملوه من مشاق الصبر وعلى ما لاقوه
من المحن.
(أَنَّهُمْ هُمُ
الْفائِزُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ». هم : ضمير منفصل ـ ضمير
الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وحرك آخره بالضم للوصل ـ التقاء
الساكنين. الفائزون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من
تنوين المفرد وحركته. والجملة الاسمية «هم الفائزون» في محل رفع خبر «أنّ» ويجوز
أن تكون «هم» فاصلة اي ضمير فصل أو عمادا لا محل له وتكون «الفائزون» خبر «أنّ» و
«أنّ» مع ما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به ثان للفعل «جزى»
التقدير جزيتهم فوزهم أي الفوز في الدرجات العليا من الجنة. ويجوز أن يكون المصدر
المؤول في محل نصب بنزع الخافض. أي بأنّهم هم الفائزون.
(قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ
فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ)
(١١٢)
(قالَ كَمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. التقدير والمعنى : قال الله للكفار أو قال الملك المأمور بسؤالهم :
كم مكثتم؟ كم : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
(لَبِثْتُمْ فِي
الْأَرْضِ) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع
المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل
والميم علامة جمع الذكور. في الأرض : جار ومجرور متعلق بلبثتم.
(عَدَدَ سِنِينَ) : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. سنين : مضاف
إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض من
التنوين والحركة في الاسم المفرد وكلمة «سنين» جمع «سنة» تعرب بالحركات والحروف..
وهنا أعربت بالحروف.
(قالُوا لَبِثْنا
يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ)
(١١٣)
(قالُوا لَبِثْنا
يَوْماً) : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو
ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية بعده : في محل نصب مفعول
به ـ مقول القول ـ لبث : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا»
ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. يوما : مفعول به منصوب وعلامة نصبه
الفتحة المنونة بمعنى : مكثنا يوما.
(أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) : حرف عطف يفيد الشك هنا. بعض : معطوف على «يوما» ويعرب
إعرابه وهو مضاف. يوم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.
(فَسْئَلِ الْعادِّينَ) : الفاء استئنافية. اسأل : فعل طلب مبني على السكون
الذي حرك بالكسر لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.
العادين : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من
التنوين والحركة في الاسم المفرد بمعنى : لا نعرف من عدد السنين إلّا أنّا نحسبه
يوما أو بعض يوم لما نحن فيه من العذاب فسل من فيه أن يعدّ وكلمة «العادّين» جمع «عادّ»
وهو اسم فاعل بمعنى فاسأل العادّين أعمار العباد أو أيامهم.
** (وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ
يُبْعَثُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة المائة.
المعنى : وأمامهم حاجز ـ حائل ـ أو حجاب يحول بينهم وبين الرجعة. وقال الجوهريّ :
البرزخ : هو الحاجز بين الشيئين. وهو أيضا ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى
البعث.. فمن مات فقد دخل البرزخ. وقيل : إنّ «البرزخ» إضافة لما ذكر هو قطعة أرض
ضيقة محصورة بين بحرين موصلة برا ببّر أو شبه جزيرة ببّر وعلى ذكر «البحر» هو ضد «البر»
وقد سمّي به
لعمقه واتساعه وجمعه : أبحر وبحار وبحور.. وكل نهر عظيم بحر.. ويطلق على «النهر»
أيضا لفظة «الغدير» وهو قطعة من الماء يتركها السيل.. ومنه يقال : غدر الرجل :
بمعنى : شرب ماء الغدير.. وقيل : سمّي «الغدير» بذلك لأنه مأخوذ من المغادرة وهي
الترك.. ومنه القول : غادرت الشيء : بمعنى : تركته وخلفته.. ويجمع على «غدران» و «أغدرة»
وهو «فعيل» في معنى «مفاعل» بفتح العين من غادره.. وقيل هو فعيل بمعنى : فاعل لأنه
يغدر بأهله : أي ينقطع عند شدّة الحاجة. وقالت العرب في أمثالها : فلان أغدر من
غدير. وقال الشاعر :
ومن غدره نبز
الأوّلون
|
|
بأن لقّبوه
الغدير الغديرا
|
أمّا قوله «إلى
يوم يبعثون» وفي آية أخرى «إلى يوم الدين» فالمعنى : إلى يوم القيامة أي لا رجعة
يوم البعث إلّا في الآخرة.. وليس المعنى أنهم يرجعون يوم البعث. وقد أضيف الاسم
المجرور «يوم» إلى المصدر من «يبعثون» وهو البعث.. والمعنى : إلى يوم الدين لأن
المعنى واحد.. ولكن خولف بين العبارات سلوكا بالكلام طريق البلاغة.
** (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الأولى بعد
المائة.. المعنى كما جاء في المصحف المفسّر أنّ النفخ في الصور كناية عن بعث
الموتى للحشر. وأصل «الصور» البوق. وقد فسّر هذا بأنّ إسرافيل ينفخ في بوق فتقوم
الأموات وتبعث للحساب. وقيل : الصور : جمع «صورة» والمعنى : إذا نفخ الله الأرواح
في صورها أي أجسادها.
** (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية بعد
المائة.. المعنى : فمن ثقلت موزونات أعماله.. جمع «موزون» وبعد حذف المضاف إليه «أعمال»
أوصل المضاف «موازين» إلى المضاف إليه الثاني «الهاء» ضمير الغائب فصار «موازينه»
وجاء الضمير في «موازينه» مفردا على لفظ «من» وفي صيغة الجمع في أولئك هم المفلحون..
على معنى «من» لأن «من» مفردة لفظا مجموع معنى.. وكرر هذا التقدير في الآية
الكريمة التالية «ومن خفّت موازينه» في حين جاء الضمير مفردا فقط على لفظ «من» في
الآيات السادسة.. السابعة.. والثامنة.. من سورة «القارعة» في قوله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ.
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ. وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) وفي الآية الكريمة التاسعة : فأمّه هاوية. و «هاوية» من
أسماء جهنّم وهي معرفة وتدخلها «أل» للمح الصفة فيقال لها : الهاوية وفي الآية الكريمة
المذكورة وردت اللفظة مجردة من «أل» والمعنى : ومأواه النار لأنّ جهنم تكون أما
للكافر إذا كان مصيره إليها ومأواه.. وكلّ شيء جمع شيئا وضمّه إليه فهو أمّ له.
ويقال : انطفأت النار ولا يقال : خمدت.. إذا لم يبق للنار لهب ولم يبق في جمرها
حرارة.. لأن معنى : «خمدت النار» هو سكن لهبها ولم يطفأ جمرها. قال المتنبي :
وما الجمع
بين الماء والنار في يدي
|
|
بأصعب من أن
أجمع الجدّ والفهما
|
** (تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ
النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة بعد
المائة المعنى : تحرق وجوههم النار.. وهم فيها متقلصة شفاههم عن أسنانهم وهي جمع
«كالح» وهو اسم فاعل.. وفعله : كلح ـ يكلح ـ كلوحا.. من باب «خضع» والكلوح : تكشير
في عبوس أمّا الفعل «لفح» فهو من باب «قطع» يقال : لفحته النار والسموم بحرّها :
بمعنى أحرقته قال الأصمعيّ : ما كان من الرياح له «لفح» فهو حرّ وما كان له «نفح»
فهو برد.
** (قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة بعد
المائة : قال الله تعالى للمكذبين اسكتوا سكوت ذلّ وهوان.. يقال : خسأه : بمعنى
طرده وهو من باب «قطع» وخسأ هو بنفسه.. من باب «خضع» خسوءا. وانخسأ أيضا بمعنى :
بعد وانزجر والخاسئ : اسم فاعل : هو المبعد المطرود لا يترك أن يدنو من الناس.
** (فَاغْفِرْ لَنا) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة التاسعة
بعد المائة حذف المفعول به اختصارا أي اغفر لنا ذنوبنا.
** (قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ
عَدَدَ سِنِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية عشرة
بعد المائة و «سنين» جمع «سنة» وهي تجمع بالحركات نحو «سنينا» وبالحروف كما في
الآية الكريمة أي تجمع جمع مذكر سالما لأنها ملحقة بهذا الجمع أي في حالة الرفع هي
«سنون» وفي حالتي النصب والجر : سنين. و «السنة» هي الحول : أي تمضي سميت حولا
لأنها تحول أي تمضي قال النحاة : وتحذف النون على الإضافة في حالة جمعها جمع مذكر
سالما. وفي لغة تثبت الياء في الأحوال كلّها وتجعل النون حرف إعراب تنوّن في
التنكير ولا تحذف مع الإضافة كأنها من أصول الكلمة. وعلى هذه اللغة ـ كما يقول
الفيّوميّ ـ قوله عليه الصلاة والسّلام : ـ «اللهمّ اجعلها عليهم سنينا كسنين يوسف»
و «السنة» عند العرب : أربعة أزمنة وربّما أطلقت السنة على الفصل الواحد مجازا.. يقال
: دام المطر السنة كلّها.. والمراد : الفصل وقيل : السنة : متضمنة أو أمدها
ثلاثمائة وخمسة وستون يوما بغضّ النظر عن كونها متضمنة صيفا كاملا وشتاء كاملا على
عكس «العام» الذي يستغرق المدة نفسها على أن يكون متضمنا صيفا كاملا وشتاء كاملا.
(قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ
إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
(١١٤)
(قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا
تقديره : هو. والجملة بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ إن : مخففة مهملة
نافية بمعنى «ما» لبثتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك.
التاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة
جمع الذكور بمعنى : ما مكثتم.
(إِلَّا قَلِيلاً) : أداة حصر لا عمل لها. قليلا : صفة ـ نعت ـ لمصدر ـ مفعول
مطلق ـ محذوف أو نائب عنه بتقدير : إلّا لبثا قليلا أي إلّا مكوثا قليلا.
(لَوْ أَنَّكُمْ) : حرف شرط غير جازم. أنكم : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل
والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «أنّ» والميم
علامة جمع الذكور.
(كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ» وهي فعل ماض
ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير
المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور. تعلمون
: الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من
الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف مفعول «تعلمون» اختصارا.
التقدير : تعلمون ذلك. و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل
محذوف تقديره : ثبت. التقدير : لو ثبت علمكم وجواب الشرط محذوف اختصارا. التقدير :
لرأيتم أمرا مهولا.
(أَفَحَسِبْتُمْ
أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ)
(١١٥)
(أَفَحَسِبْتُمْ
أَنَّما) : الألف ألف تأنيب بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية
ـ حسبتم : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ
ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والميم علامة جمع الذكور بمعنى : أفظننتم.
أنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «ما» مصدرية. والجملة الفعلية «خلقناكم عبثا»
صلة حرف مصدري لا محل لها و «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «حسبتم».
(خَلَقْناكُمْ عَبَثاً) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم
المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم
علامة جمع الذكور. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب اسم «أنّ» وخبرها
محذوف تقديره : جاء. التقدير : أفظننتم أن خلقكم جاء عبثا. ويجوز أن تكون «أنّما»
كافة ومكفوفة فتكون أداة حصر. عبثا : حال من ضمير الواحد المطاع في «خلقنا» منصوب
وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : عابثين ويجوز أن تكون اللفظة «عبثا» مفعولا
لأجله ـ له ـ أي تلهيا ولعبا. التقدير : خلقناكم للعبث.
(وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا
لا تُرْجَعُونَ) : القول الكريم معطوف بالواو على «أنّما خلقناكم» ويجوز
أن يكون معطوفا على «عبثا» أي للبعث ونترككم غير مرجوعين. أنّ : حرف نصب وتوكيد
مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «أنّ»
والميم علامة جمع الذكور. إلى : حرف جر و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند
إلى الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بخبر «أنّ».
لا : نافية لا عمل لها. ترجعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال
الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل لأن الفعل مبني للمجهول. والجملة
الفعلية «لا ترجعون» في محل رفع خبر «أنّ» بمعنى لا تردون بالبعث لنحاسبكم
ونجزيكم.
(فَتَعالَى اللهُ
الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)
(١١٦)
(فَتَعالَى اللهُ) : الفاء استئنافية. تعالى : فعل ماض مبني على الفتح
المقدر على الألف للتعذر. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة بمعنى
تنزّه سبحانه عن ذلك أي عن أن يخلق شيئا للعبث واللعب.
(الْمَلِكُ الْحَقُ) : صفتان ـ نعتان ـ للفظ الجلالة مرفوعان وعلامة رفعهما
الضمة ويجوز أن يكون «الملك» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو ويكون «الحق» صفة ـ نعتا
ـ للملك.
(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) : نافية للجنس تعمل عمل «إنّ» إله : اسم «لا» النافية
للجنس مبني على الفتح في محل نصب. إلّا : أداة حصر أو استثناء لا عمل لها. هو :
ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الفتح في محل رفع بدل من محل ـ موضع ـ
«لا إله» لأن محل «لا» وما عملت فيه الرفع على الابتداء. ولو كان موضع «هو»
المستثنى نصبا لكان إلّا إيّاه وخبر «لا» النافية للجنس محذوف تقديره : موجود أو
معبود.
(رَبُّ الْعَرْشِ
الْكَرِيمِ) : خبر «هو» مرفوع بالضمة. العرش : مضاف إليه مجرور
بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : لا إله معبود إلّا هو رب
العرش أي صاحب الكرم الحسن المشرّف. الكريم : صفة ـ نعت ـ للعرش مجرور مثله
وعلامة جره الكسرة. ووصف «العرش» بالكرم لأن الرحمة تنزل منه.. والخير والبركة أو
لنسبه إلى أكرم الأكرمين.
(وَمَنْ يَدْعُ مَعَ
اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ
إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ)
(١١٧)
(وَمَنْ يَدْعُ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون
في محل رفع مبتدأ. وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» يدع : فعل مضارع
فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الواو ـ وبقيت الضمة دالة
على الواو المحذوفة بمعنى : ومن يعبد. والجملة الفعلية «يدعو» وما بعدها : صلة
الموصول «من» لا محل لها والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
(مَعَ اللهِ) : اسم ولاضافتها فهو ظرف مكان بمعنى : الاجتماع
والمصاحبة في محل نصب متعلق بيدعو وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور
للتعظيم وعلامة الجر الكسرة.
(إِلهاً آخَرَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. آخر : صفة
ـ نعت ـ للموصوف «إلها» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع
من الصرف على وزن «أفعل» وبوزن الفعل.
(لا بُرْهانَ لَهُ
بِهِ) : الجملة في محل نصب صفة ثانية للموصوف «إلها» بمعنى :
لا دليل على إثباته وهو من باب التهكم بمدّعي إله مع الله ويجوز أن تكون الجملة
اعتراضية لا محل لها لأنها مؤكدة لمعنى الكلام والوجه الثاني أصوب. لا : نافية
للجنس تعمل عمل «إنّ». برهان : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب. وخبر «لا»
محذوف وجوبا. له به : جاران ومجروران متعلقان بخبر «لا» المحذوف.
(فَإِنَّما حِسابُهُ
عِنْدَ رَبِّهِ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل
جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط ـ الجزاء ـ إنّما : كافة ومكفوفة.
حسابه : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني
على الضم في محل جر بالإضافة. عند : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه
الفتحة متعلق بخبر المبتدأ «حسابه» وهو مضاف. ربّه : مضاف إليه مجرور بالإضافة
وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في
محل جر مضاف إليه ثان.. بمعنى : فهو يجازيه بما يستحقه.
(إِنَّهُ لا يُفْلِحُ
الْكافِرُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير الشأن مبني
على الضم في محل نصب اسم «إنّ» ويجوز أن يكون الهاء ضمير الغائب عائدا إلى الاسم
الموصول في «من يدع» لا : نافية لا عمل لها. يفلح : فعل مضارع مرفوع بالضمة.
الكافرون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة
في الاسم المفرد والجملة الفعلية (لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) في محل رفع خبر «إنّ».
(وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ
وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)
(١١٨)
(وَقُلْ رَبِ) : الواو عاطفة. قل ربّ : أعرب في الآية الكريمة الثالثة
والتسعين.
(اغْفِرْ وَارْحَمْ
وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة التاسعة بعد
المائة وهنا حذفت صلة «اغفر» اختصارا لأنه معلوم. التقدير : اغفر لي وللمؤمنين..
كما حذف للسبب نفسه مفعول «ارحم» التقدير : وارحم عبادك المؤمنين رحمة واسعة.
* * *
الفهرس
سورة
الكهف.................................................................... ٥
سورة مريم.................................................................... ١٢٤
سورة طه..................................................................... ٢٠١
سورة الأنبياء................................................................. ٣١٨
سورة الحج................................................................... ٤٢٠
سورة المؤمنون................................................................. ٥١٣
|